صفحه : 1

الجزء الثالث والخمسون
تتمة كتاب الغيبة
تتمة أبواب النصوص من الله تعالي و من آبائه عليه صلوات الله عليهم أجمعين سوي ماتقدم في كتاب أحوال أمير المؤمنين ع من النصوص علي الاثني‌ عشر ع
باب 82- ما يكون عندظهوره ع برواية المفضل بن عمر

أَقُولُ روُيِ‌َ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا عَنِ الحُسَينِ بنِ حَمدَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ وَ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي شُعَيبٍ وَ مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَن عَمرِو بنِ الفُرَاتِ عَن مُحَمّدِ بنِ المُفَضّلِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَسَأَلتُ سيَدّيِ‌َ الصّادِقَ ع هَل لِلمَأمُورِ المُنتَظَرِ المهَديِ‌ّ ع مِن وَقتٍ مُوَقّتٍ يَعلَمُهُ النّاسُ فَقَالَ حَاشَ لِلّهِ أَن يُوَقّتَ ظُهُورَهُ بِوَقتٍ يَعلَمُهُ شِيعَتُنَا قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّهُ هُوَ السّاعَةُ التّيِ‌ قَالَ اللّهُ تَعَالَييَسئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ


صفحه : 2

أَيّانَ مُرساها قُل إِنّما عِلمُها عِندَ ربَيّ‌ لا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السّماواتِ وَ الأَرضِالآيَةَ وَ هُوَ السّاعَةُ التّيِ‌ قَالَ اللّهُ تَعَالَييَسئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها وَ قَالَعِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ وَ لَم يَقُل إِنّهَا عِندَ أَحَدٍ وَ قَالَفَهَل يَنظُرُونَ إِلّا السّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغتَةً فَقَد جاءَ أَشراطُهاالآيَةَ وَ قَالَاقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُ وَ قَالَما يُدرِيكَ لَعَلّ السّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباًيَستَعجِلُ بِهَا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِها وَ الّذِينَ آمَنُوا مُشفِقُونَ مِنها وَ يَعلَمُونَ أَنّهَا الحَقّ أَلا إِنّ الّذِينَ يُمارُونَ فِي السّاعَةِ لفَيِ‌ ضَلالٍ بَعِيدٍ قُلتُ فَمَا مَعنَي يُمَارُونَ قَالَ يَقُولُونَ مَتَي وُلِدَ وَ مَن رَأَي وَ أَينَ يَكُونُ وَ مَتَي يَظهَرُ وَ كُلّ ذَلِكَ استِعجَالًا لِأَمرِ اللّهِ وَ شَكّاً فِي قَضَائِهِ وَ دُخُولًا فِي قُدرَتِهِ


صفحه : 3

أُولَئِكَ الّذِينَ خَسِرُوا الدّنيَا وَ إِنّ لِلكَافِرِينَ لَشَرّ مَآبٍ قُلتُ أَ فَلَا يُوَقّتُ لَهُ وَقتٌ فَقَالَ يَا مُفَضّلُ لَا أُوَقّتُ لَهُ وَقتاً وَ لَا يُوَقّتُ لَهُ وَقتٌ إِنّ مَن وَقّتَ لِمَهدِيّنَا وَقتاً فَقَد شَارَكَ اللّهَ تَعَالَي فِي عِلمِهِ وَ ادّعَي أَنّهُ ظَهَرَ عَلَي سِرّهِ وَ مَا لِلّهِ مِن سِرّ إِلّا وَ قَد وَقَعَ إِلَي هَذَا الخَلقِ المَعكُوسِ الضّالّ عَنِ اللّهِ الرّاغِبِ عَن أَولِيَاءِ اللّهِ وَ مَا لِلّهِ مِن خَبَرٍ إِلّا وَ هُم أَخَصّ بِهِ لِسِرّهِ وَ هُوَ عِندَهُم وَ إِنّمَا أَلقَي اللّهُ إِلَيهِم لِيَكُونَ حُجّةً عَلَيهِم قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ فَكَيفَ بَدءُ ظُهُورِ المهَديِ‌ّ ع وَ إِلَيهِ التّسلِيمُ قَالَ ع يَا مُفَضّلُ يَظهَرُ فِي شُبهَةٍ لِيَستَبِينَ فَيَعلُو ذِكرُهُ وَ يَظهَرُ أَمرُهُ وَ يُنَادَي بِاسمِهِ وَ كُنيَتِهِ وَ نَسَبِهِ وَ يَكثُرُ ذَلِكَ عَلَي أَفوَاهِ المُحِقّينَ وَ المُبطِلِينَ وَ المُوَافِقِينَ وَ المُخَالِفِينَ


صفحه : 4

لِتَلزَمَهُمُ الحُجّةُ بِمَعرِفَتِهِم بِهِ عَلَي أَنّهُ قَد قَصَصنَا وَ دَلَلنَا عَلَيهِ وَ نَسَبنَاهُ وَ سَمّينَاهُ وَ كَنَينَاهُ وَ قُلنَا سمَيِ‌ّ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَنِيّهُ لِئَلّا يَقُولَ النّاسُ مَا عَرَفنَا لَهُ اسماً وَ لَا كُنيَةً وَ لَا نَسَباً وَ اللّهِ لَيَتَحَقّقُ الإِيضَاحُ بِهِ وَ بِاسمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ كُنيَتِهِ عَلَي أَلسِنَتِهِم حَتّي لَيُسَمّيهِ بَعضُهُم لِبَعضٍ كُلّ ذَلِكَ لِلُزُومِ الحُجّةِ عَلَيهِم ثُمّ يُظهِرُهُ اللّهُ كَمَا وَعَدَ بِهِ جَدّهُص فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّهُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ فَمَا تَأوِيلُ قَولِهِ تَعَالَيلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ قَالَ ع هُوَ قَولُهُ تَعَالَيوَ قاتِلُوهُم حَتّي لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَ يَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِفَوَ اللّهِ يَا مُفَضّلُ لَيُرفَعُ عَنِ المِلَلِ وَ الأَديَانِ الِاختِلَافُ وَ يَكُونُ الدّينُ كُلّهُ وَاحِداً كَمَا قَالَ جَلّ ذِكرُهُإِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ وَ قَالَ اللّهُوَ مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ قَالَ المُفَضّلُ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ وَ الدّينُ ألّذِي فِي آبَائِهِ اِبرَاهِيمَ وَ نُوحٍ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٍص هُوَ الإِسلَامُ قَالَ نَعَم يَا مُفَضّلُ هُوَ الإِسلَامُ لَا غَيرُ قُلتُ يَا موَلاَي‌َ أَ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللّهِ قَالَ نَعَم مِن أَوّلِهِ إِلَي آخِرِهِ وَ مِنهُ هَذِهِ الآيَةُإِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ وَ قَولُهُ تَعَالَيمِلّةَ أَبِيكُم اِبراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ وَ مِنهُ قَولُهُ تَعَالَي فِي قِصّةِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَوَ اجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ وَ مِن ذُرّيّتِنا أُمّةً مُسلِمَةً لَكَ وَ قَولُهُ تَعَالَي فِي قِصّةِ فِرعَونَحَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ وَ فِي قِصّةِ سُلَيمَانَ وَ بِلقِيسَقَبلَ أَن يأَتوُنيِ‌ مُسلِمِينَ وَ قَولِهَاأَسلَمتُ مَعَ سُلَيمانَ لِلّهِ


صفحه : 5

رَبّ العالَمِينَ

وَ قَولِ عِيسَي ع مَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشهَد بِأَنّا مُسلِمُونَ وَ قَولُهُ جَلّ وَ عَزّوَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ قَولُهُ فِي قِصّةِ لُوطٍفَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَ قَولُهُقُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنزِلَ إِلَينا إِلَي قَولِهِلا نُفَرّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنهُم وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ وَ قَولُهُ تَعَالَيأَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِلَي قَولِهِوَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ كَمِ المِلَلُ قَالَ أَربَعَةٌ وَ هيِ‌َ شَرَائِعُ قَالَ المُفَضّلُ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ المَجُوسُ لِمَ سُمّوا المَجُوسَ قَالَ ع لِأَنّهُم تَمَجّسُوا فِي السّريَانِيّةِ وَ ادّعَوا عَلَي آدَمَ وَ عَلَي شَيثٍ وَ هُوَ هِبَةُ اللّهِ أَنّهُمَا أَطلَقَا لَهُم نِكَاحَ الأُمّهَاتِ وَ الأَخَوَاتِ وَ البَنَاتِ وَ الخَالَاتِ وَ العَمّاتِ وَ المُحَرّمَاتِ مِنَ النّسَاءِ وَ أَنّهُمَا أَمَرَاهُم أَن يُصَلّوا إِلَي الشّمسِ حَيثُ وَقَفَت فِي السّمَاءِ وَ لَم يَجعَلَا لِصَلَاتِهِم وَقتاً وَ إِنّمَا هُوَ افتِرَاءٌ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ عَلَي آدَمَ وَ شَيثٍ ع قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ وَ سيَدّيِ‌ لِمَ سمُيّ‌َ قَومُ مُوسَي اليَهُودَ قَالَ ع لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّا هُدنا إِلَيكَ أَيِ اهتَدَينَا إِلَيكَ قَالَ فَالنّصَارَي قَالَ ع لِقَولِ عِيسَي ع مَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ وَ تَلَا الآيَةَ إِلَي آخِرِهَا فَسُمّوا النّصَارَي لِنُصرَةِ دِينِ اللّهِ قَالَ المُفَضّلُ فَقُلتُ يَا موَلاَي‌َ فَلِمَ سمُيّ‌َ الصّابِئُونَ الصّابِئِينَ فَقَالَ ع إِنّهُم صَبَوا إِلَي تَعطِيلِ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ وَ المِلَلِ وَ الشّرَائِعِ وَ قَالُوا كُلّ مَا جَاءُوا بِهِ بَاطِلٌ فَجَحَدُوا تَوحِيدَ اللّهِ تَعَالَي وَ نُبُوّةَ الأَنبِيَاءِ وَ رِسَالَةَ المُرسَلِينَ وَ وَصِيّةَ


صفحه : 6

الأَوصِيَاءِ فَهُم بِلَا شَرِيعَةٍ وَ لَا كِتَابٍ وَ لَا رَسُولٍ وَ هُم مُعَطّلَةُ العَالَمِ قَالَ المُفَضّلُ سُبحَانَ اللّهِ مَا أَجَلّ هَذَا مِن عِلمٍ قَالَ ع نَعَم يَا مُفَضّلُ فَأَلقِهِ إِلَي شِيعَتِنَا لِئَلّا يَشُكّوا فِي الدّينِ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ ففَيِ‌ أَيّ بُقعَةٍ يَظهَرُ المهَديِ‌ّ قَالَ ع لَا تَرَاهُ عَينٌ فِي وَقتِ ظُهُورِهِ إِلّا رَأَتهُ كُلّ عَينٍ فَمَن قَالَ لَكُم غَيرَ هَذَا فَكَذّبُوهُ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ وَ لَا يُرَي وَقتَ وِلَادَتِهِ قَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَيُرَي مِن سَاعَةِ وِلَادَتِهِ إِلَي سَاعَةِ وَفَاةِ أَبِيهِ سَنَتَينِ وَ تِسعَةَ أَشهُرٍ أَوّلُ وِلَادَتِهِ وَقتُ الفَجرِ مِن لَيلَةِ الجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ سَبعٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ إِلَي يَومِ الجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَونَ مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ مِن سَنَةِ سِتّينَ وَ مِائَتَينِ وَ هُوَ يَومُ وَفَاةِ أَبِيهِ بِالمَدِينَةِ التّيِ‌ بِشَاطِئِ دِجلَةَ يَبنِيهَا المُتَكَبّرُ الجَبّارُ المُسَمّي بِاسمِ جَعفَرٍ الضّالّ المُلَقّبُ بِالمُتَوَكّلِ وَ هُوَ المُتَأَكّلُ لَعَنَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ هيِ‌َ مَدِينَةٌ تُدعَي بِسُرّ مَن رَأَي وَ هيِ‌َ سَاءَ مَن رَأَي يَرَي شَخصَهُ المُؤمِنُ المُحِقّ سَنَةَ سِتّينَ وَ مِائَتَينِ وَ لَا يَرَاهُ المُشَكّكُ المُرتَابُ وَ يَنفُذُ فِيهَا أَمرُهُ وَ نَهيُهُ وَ يَغِيبُ عَنهَا فَيَظهَرُ فِي القَصرِ بِصَابِرٍ بِجَانِبِ المَدِينَةِ فِي حَرَمِ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص فَيَلقَاهُ هُنَاكَ مَن يُسعِدُهُ اللّهُ بِالنّظَرِ إِلَيهِ ثُمّ يَغِيبُ فِي آخِرِ يَومٍ مِن سَنَةِ سِتّ وَ سِتّينَ وَ مِائَتَينِ فَلَا تَرَاهُ عَينُ أَحَدٍ حَتّي يَرَاهُ كُلّ أَحَدٍ وَ كُلّ عَينٍ قَالَ المُفَضّلُ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ فَمَن يُخَاطِبُهُ وَ لِمَن يُخَاطِبُ قَالَ الصّادِقُ ع تُخَاطِبُهُ المَلَائِكَةُ وَ المُؤمِنُونَ مِنَ الجِنّ وَ يَخرُجُ أَمرُهُ وَ نَهيُهُ إِلَي ثِقَاتِهِ وَ وُلَاتِهِ وَ وُكَلَائِهِ وَ يَقعُدُ بِبَابِهِ مُحَمّدُ بنُ نُصَيرٍ النمّيَريِ‌ّ فِي يَومِ غَيبَتِهِ بِصَابِرٍ ثُمّ يَظهَرُ بِمَكّةَ وَ وَ اللّهِ يَا مُفَضّلُ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ دَخَلَ مَكّةَ وَ عَلَيهِ بُردَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَي رَأسِهِ عِمَامَةٌ صَفرَاءُ وَ فِي رِجلَيهِ نَعلَا رَسُولِ اللّهِص المَخصُوفَةُ وَ فِي يَدِهِ هِرَاوَتُهُ ع يَسُوقُ بَينَ يَدَيهِ عِنَازاً عِجَافاً حَتّي يَصِلَ بِهَا نَحوَ البَيتِ


صفحه : 7

لَيسَ ثَمّ أَحَدٌ يَعرِفُهُ وَ يَظهَرُ وَ هُوَ شَابّ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ يَعُودُ شَابّاً أَو يَظهَرُ فِي شَيبَةٍ فَقَالَ ع سُبحَانَ اللّهِ وَ هَل يُعرَفُ ذَلِكَ يَظهَرُ كَيفَ شَاءَ وَ بأِيَ‌ّ صُورَةٍ شَاءَ إِذَا جَاءَهُ الأَمرُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي مَجدُهُ وَ جَلّ ذِكرُهُ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ فَمِن أَينَ يَظهَرُ وَ كَيفَ يَظهَرُ يَا مُفَضّلُ يَظهَرُ وَحدَهُ وَ يأَتيِ‌ البَيتَ وَحدَهُ وَ يَلِجُ الكَعبَةَ وَحدَهُ وَ يَجُنّ عَلَيهِ اللّيلُ وَحدَهُ فَإِذَا نَامَتِ العُيُونُ وَ غَسَقَ اللّيلُ نَزَلَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ ع وَ المَلَائِكَةُ صُفُوفاً فَيَقُولُ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا سيَدّيِ‌ قَولُكَ مَقبُولٌ وَ أَمرُكَ جَائِزٌ فَيَمسَحُ ع يَدَهُ عَلَي وَجهِهِ وَ يَقُولُالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَدَقَنا وَعدَهُ وَ أَورَثَنَا الأَرضَ نَتَبَوّأُ مِنَ الجَنّةِ حَيثُ نَشاءُ فَنِعمَ أَجرُ العامِلِينَ وَ يَقِفُ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ فَيَصرُخُ صَرخَةً فَيَقُولُ يَا مَعَاشِرَ نقُبَاَئيِ‌ وَ أَهلَ خاَصتّيِ‌ وَ مَن ذَخَرَهُمُ اللّهُ لنِصُرتَيِ‌ قَبلَ ظهُوُريِ‌ عَلَي وَجهِ الأَرضِ ائتوُنيِ‌ طَائِعِينَ فَتَرِدُ صَيحَتُهُ ع عَلَيهِم وَ هُم عَلَي مَحَارِيبِهِم وَ عَلَي فُرُشِهِم فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا فَيَسمَعُونَهُ فِي صَيحَةٍ وَاحِدَةٍ فِي أُذُنِ كُلّ رَجُلٍ فَيَجِيئُونَ نَحوَهَا وَ لَا يمَضيِ‌ لَهُم إِلّا كَلَمحَةِ بَصَرٍ حَتّي يَكُونَ كُلّهُم بَينَ يَدَيهِ ع بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ فَيَأمُرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّورَ فَيَصِيرُ عَمُوداً مِنَ الأَرضِ إِلَي السّمَاءِ فيَسَتضَيِ‌ءُ بِهِ كُلّ مُؤمِنٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ يَدخُلُ عَلَيهِ نُورٌ مِن جَوفِ بَيتِهِ فَتَفرَحُ نُفُوسُ المُؤمِنِينَ بِذَلِكَ النّورِ وَ هُم لَا يَعلَمُونَ بِظُهُورِ قَائِمِنَا أَهلَ البَيتِ ع ثُمّ يُصبِحُونَ وُقُوفاً بَينَ يَدَيهِ وَ هُم ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا بِعِدّةِ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص يَومَ بَدرٍ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ يَا سيَدّيِ‌ فَاثنَانِ وَ سَبعُونَ رَجُلًا الّذِينَ قُتِلُوا مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع يَظهَرُونَ مَعَهُم قَالَ يَظهَرُ مِنهُم أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فِي اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفاً مُؤمِنِينَ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع وَ عَلَيهِ عِمَامَةٌ سَودَاءُ


صفحه : 8

قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ فَبِغَيرِ سُنّةِ القَائِمِ ع بَايَعُوا لَهُ قَبلَ ظُهُورِهِ وَ قَبلَ قِيَامِهِ فَقَالَ ع يَا مُفَضّلُ كُلّ بَيعَةٍ قَبلَ ظُهُورِ القَائِمِ ع فَبَيعَتُهُ كُفرٌ وَ نِفَاقٌ وَ خَدِيعَةٌ لَعَنَ اللّهُ المُبَايِعَ لَهَا وَ المُبَايَعَ لَهُ بَل يَا مُفَضّلُ يُسنِدُ القَائِمُ ع ظَهرَهُ إِلَي الحَرَمِ وَ يَمُدّ يَدَهُ فَتُرَي بَيضَاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ وَ يَقُولُ هَذِهِ يَدُ اللّهِ وَ عَنِ اللّهِ وَ بِأَمرِ اللّهِ ثُمّ يَتلُو هَذِهِ الآيَةَإِنّ الّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنّما يُبايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوقَ أَيدِيهِم فَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِالآيَةَ فَيَكُونُ أَوّلُ مَن يُقَبّلُ يَدَهُ جَبرَئِيلَ ع ثُمّ يُبَايِعُهُ وَ تُبَايِعُهُ المَلَائِكَةُ وَ نُجَبَاءُ الجِنّ ثُمّ النّقَبَاءُ وَ يُصبِحُ النّاسُ بِمَكّةَ فَيَقُولُونَ مَن هَذَا الرّجُلُ ألّذِي بِجَانِبِ الكَعبَةِ وَ مَا هَذَا الخَلقُ الّذِينَ مَعَهُ وَ مَا هَذِهِ الآيَةُ التّيِ‌ رَأَينَاهَا اللّيلَةَ وَ لَم تُرَ مِثلَهَا فَيَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ هَذَا الرّجُلُ هُوَ صَاحِبُ العُنَيزَاتِ فَيَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ انظُرُوا هَل تَعرِفُونَ أَحَداً مِمّن مَعَهُ فَيَقُولُونَ لَا نَعرِفُ أَحَداً مِنهُم إِلّا أَربَعَةً مِن أَهلِ مَكّةَ وَ أَربَعَةً مِن أَهلِ المَدِينَةِ وَ هُم فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ يَعُدّونَهُم بِأَسمَائِهِم وَ يَكُونُ هَذَا أَوّلَ طُلُوعِ الشّمسِ فِي ذَلِكَ اليَومِ فَإِذَا طَلَعَتِ الشّمسُ وَ أَضَاءَت صَاحَ صَائِحٌ بِالخَلَائِقِ مِن عَينِ الشّمسِ بِلِسَانٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍ يُسمِعُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ هَذَا مهَديِ‌ّ آلِ مُحَمّدٍ وَ يُسَمّيهِ بِاسمِ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص وَ يَكنِيهِ وَ يَنسُبُهُ إِلَي أَبِيهِ الحَسَنِ الحاَديِ‌َ عَشَرَ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّص بَايِعُوهُ تَهتَدُوا وَ لَا تُخَالِفُوا أَمرَهُ فَتَضِلّوا فَأَوّلُ مَن يُقَبّلُ يَدَهُ المَلَائِكَةُ ثُمّ الجِنّ ثُمّ النّقَبَاءُ وَ يَقُولُونَ سَمِعنَا وَ أَطَعنَا وَ لَا يَبقَي ذُو أُذُنٍ مِنَ الخَلَائِقِ إِلّا سَمِعَ ذَلِكَ النّدَاءَ وَ تُقبِلُ الخَلَائِقُ مِنَ البَدوِ وَ الحَضَرِ وَ البَرّ وَ البَحرِ يُحَدّثُ بَعضُهُم بَعضاً وَ يَستَفهِمُ بَعضُهُم بَعضاً مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِم فَإِذَا دَنَتِ الشّمسُ لِلغُرُوبِ صَرَخَ صَارِخٌ مِن مَغرِبِهَا يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ قَد ظَهَرَ رَبّكُم بوِاَديِ‌ اليَابِسِ مِن أَرضِ فِلَسطِينَ وَ هُوَ عُثمَانُ بنُ عَنبَسَةَ الأمُوَيِ‌ّ مِن وُلدِ


صفحه : 9

يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ فَبَايِعُوهُ تَهتَدُوا وَ لَا تُخَالِفُوا عَلَيهِ فَتَضِلّوا فَيَرُدّ عَلَيهِ المَلَائِكَةُ وَ الجِنّ وَ النّقَبَاءُ قَولَهُ وَ يُكَذّبُونَهُ وَ يَقُولُونَ لَهُ سَمِعنَا وَ عَصَينَا وَ لَا يَبقَي ذُو شَكّ وَ لَا مُرتَابٌ وَ لَا مُنَافِقٌ وَ لَا كَافِرٌ إِلّا ضَلّ بِالنّدَاءِ الأَخِيرِ وَ سَيّدُنَا القَائِمُ ع مُسنِدٌ ظَهرَهُ إِلَي الكَعبَةِ وَ يَقُولُ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ أَلَا وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي آدَمَ وَ شَيثٍ فَهَا أَنَا ذَا آدَمُ وَ شَيثٌ أَلَا وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي نُوحٍ وَ وَلَدِهِ سَامٍ فَهَا أَنَا ذَا نُوحٌ وَ سَامٌ أَلَا وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ فَهَا أَنَا ذَا اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ أَلَا وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي مُوسَي وَ يُوشَعَ فَهَا أَنَا ذَا مُوسَي وَ يُوشَعُ أَلَا وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي عِيسَي وَ شَمعُونَ فَهَا أَنَا ذَا عِيسَي وَ شَمعُونُ أَلَا وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي مُحَمّدٍ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَهَا أَنَا ذَا مُحَمّدٌص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَلَا وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَهَا أَنَا ذَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَلَا وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي الأَئِمّةِ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع فَهَا أَنَا ذَا الأَئِمّةُ ع أَجِيبُوا إِلَي مسَألَتَيِ‌ فإَنِيّ‌ أُنَبّئُكُم بِمَا نُبّئتُم بِهِ وَ مَا لَم تُنَبّئُوا بِهِ وَ مَن كَانَ يَقرَأُ الكُتُبَ وَ الصّحُفَ فَليَسمَع منِيّ‌ ثُمّ يبَتدَ‌ِئُ بِالصّحُفِ التّيِ‌ أَنزَلَهَا اللّهُ عَلَي آدَمَ وَ شَيثٍ ع وَ يَقُولُ أُمّةُ آدَمَ وَ شَيثٍ هِبَةِ اللّهِ هَذِهِ وَ اللّهِ هيِ‌َ الصّحُفُ حَقّاً وَ لَقَد أَرَانَا مَا لَم نَكُن نَعلَمُهُ فِيهَا وَ مَا كَانَ خفَيِ‌َ عَلَينَا وَ مَا كَانَ أُسقِطَ مِنهَا وَ بُدّلَ وَ حُرّفَ ثُمّ يَقرَأُ صُحُفَ نُوحٍ وَ صُحُفَ اِبرَاهِيمَ وَ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ فَيَقُولُ أَهلُ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ هَذِهِ وَ اللّهِ صُحُفُ نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمَ ع حَقّاً وَ مَا أُسقِطَ مِنهَا وَ بُدّلَ وَ حُرّفَ مِنهَا هَذِهِ وَ اللّهِ التّورَاةُ الجَامِعَةُ وَ الزّبُورُ التّامّ وَ الإِنجِيلُ الكَامِلُ وَ إِنّهَا أَضعَافُ مَا قَرَأنَا مِنهَا ثُمّ يَتلُو القُرآنَ فَيَقُولُ المُسلِمُونَ هَذَا وَ اللّهِ القُرآنُ حَقّاً ألّذِي أَنزَلَهُ اللّهُ


صفحه : 10

عَلَي مُحَمّدٍص وَ مَا أُسقِطَ مِنهُ وَ حُرّفَ وَ بُدّلَ ثُمّ تَظهَرُ الدّابّةُ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ فَتَكتُبُ فِي وَجهِ المُؤمِنِ مُؤمِنٌ وَ فِي وَجهِ الكَافِرِ كَافِرٌ ثُمّ يُقبِلُ عَلَي القَائِمِ ع رَجُلٌ وَجهُهُ إِلَي قَفَاهُ وَ قَفَاهُ إِلَي صَدرِهِ وَ يَقِفُ بَينَ يَدَيهِ فَيَقُولُ يَا سيَدّيِ‌ أَنَا بَشِيرٌ أمَرَنَيِ‌ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ أَن أَلحَقَ بِكَ وَ أُبَشّرَكَ بِهَلَاكِ جَيشِ السفّياَنيِ‌ّ بِالبَيدَاءِ فَيَقُولُ لَهُ القَائِمُ ع بَيّن قِصّتَكَ وَ قِصّةَ أَخِيكَ فَيَقُولُ الرّجُلُ كُنتُ وَ أخَيِ‌ فِي جَيشِ السفّياَنيِ‌ّ وَ خَرّبنَا الدّنيَا مِن دِمَشقَ إِلَي الزّورَاءِ وَ تَرَكنَاهَا جَمّاءَ وَ خَرّبنَا الكُوفَةَ وَ خَرّبنَا المَدِينَةَ وَ كَسَرنَا المِنبَرَ وَ رَاثَت بِغَالُنَا فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ خَرَجنَا مِنهَا وَ عَدَدُنَا ثَلَاثُمِائَةِ أَلفِ رَجُلٍ نُرِيدُ إِخرَابَ البَيتِ وَ قَتلَ أَهلِهِ فَلَمّا صِرنَا فِي البَيدَاءِ عَرّسنَا فِيهَا فَصَاحَ بِنَا صَائِحٌ يَا بَيدَاءُ أبَيِديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ فَانفَجَرَتِ الأَرضُ وَ ابتَلَعَت كُلّ الجَيشِ فَوَ اللّهِ مَا بقَيِ‌َ عَلَي وَجهِ الأَرضِ عِقَالُ نَاقَةٍ فَمَا سِوَاهُ غيَريِ‌ وَ غَيرُ أخَيِ‌ فَإِذَا نَحنُ بِمَلَكٍ قَد ضَرَبَ وُجُوهَنَا فَصَارَت إِلَي وَرَائِنَا كَمَا تَرَي فَقَالَ لأِخَيِ‌ وَيلَكَ يَا نَذِيرُ امضِ إِلَي المَلعُونِ السفّياَنيِ‌ّ بِدِمَشقَ فَأَنذِرهُ بِظُهُورِ المهَديِ‌ّ مِن آلِ مُحَمّدٍ ع وَ عَرّفهُ أَنّ اللّهَ قَد أَهلَكَ جَيشَهُ بِالبَيدَاءِ وَ قَالَ لِي يَا بَشِيرُ الحَق باِلمهَديِ‌ّ بِمَكّةَ وَ بَشّرهُ بِهَلَاكِ الظّالِمِينَ وَ تُب عَلَي يَدِهِ فَإِنّهُ يَقبَلُ تَوبَتَكَ فَيُمِرّ القَائِمُ ع يَدَهُ عَلَي وَجهِهِ فَيَرُدّهُ سَوِيّاً كَمَا كَانَ وَ يُبَايِعُهُ وَ يَكُونُ مَعَهُ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ وَ تَظهَرُ المَلَائِكَةُ وَ الجِنّ لِلنّاسِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ يَا مُفَضّلُ وَ يُخَاطِبُونَهُم كَمَا يَكُونُ الرّجُلُ مَعَ حَاشِيَتِهِ وَ أَهلِهِ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ وَ يَسِيرُونَ مَعَهُ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ يَا مُفَضّلُ وَ لَيَنزِلَنّ أَرضَ الهِجرَةِ مَا بَينَ الكُوفَةِ وَ النّجَفِ


صفحه : 11

وَ عَدَدُ أَصحَابِهِ ع حِينَئِذٍ سِتّةٌ وَ أَربَعُونَ أَلفاً مِنَ المَلَائِكَةِ وَ سِتّةُ آلَافٍ مِنَ الجِنّ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَ مِثلُهَا مِنَ الجِنّ بِهِم يَنصُرُهُ اللّهُ وَ يَفتَحُ عَلَي يَدَيهِ قَالَ المُفَضّلُ فَمَا يَصنَعُ بِأَهلِ مَكّةَ قَالَ يَدعُوهُمبِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِفَيُطِيعُونَهُ وَ يَستَخلِفُ فِيهِم رَجُلًا مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ يَخرُجُ يُرِيدُ المَدِينَةَ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ فَمَا يَصنَعُ بِالبَيتِ قَالَ يَنقُضُهُ فَلَا يَدَعُ مِنهُ إِلّا القَوَاعِدَ التّيِ‌ هيِ‌َ أَوّلُ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ بِبَكّةَ فِي عَهدِ آدَمَ ع وَ ألّذِي رَفَعَهُ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ ع مِنهَا وَ إِنّ ألّذِي بنُيِ‌َ بَعدَهُمَا لَم يَبنِهِ نبَيِ‌ّ وَ لَا وصَيِ‌ّ ثُمّ يَبنِيهِ كَمَا يَشَاءُ اللّهُ وَ لَيُعَفّيَنّ آثَارَ الظّالِمِينَ بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ العِرَاقِ وَ سَائِرِ الأَقَالِيمِ وَ لَيَهدِمَنّ مَسجِدَ الكُوفَةِ وَ لَيَبنِيَنّهُ عَلَي بُنيَانِهِ الأَوّلِ وَ لَيَهدِمَنّ القَصرَ العَتِيقَ مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن بَنَاهُ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ يُقِيمُ بِمَكّةَ قَالَ لَا يَا مُفَضّلُ بَل يَستَخلِفُ مِنهَا رَجُلًا مِن أَهلِهِ فَإِذَا سَارَ مِنهَا وَثَبُوا عَلَيهِ فَيَقتُلُونَهُ فَيَرجِعُ إِلَيهِم فَيَأتُونَهُمُهطِعِينَ مقُنعِيِ‌ رُؤُسِهِميَبكُونَ وَ يَتَضَرّعُونَ وَ يَقُولُونَ يَا مهَديِ‌ّ آلِ مُحَمّدٍ التّوبَةَ التّوبَةَ فَيَعِظُهُم وَ يُنذِرُهُم وَ يَحذَرُهُم وَ يَستَخلِفُ عَلَيهِم مِنهُم خَلِيفَةً وَ يَسِيرُ فَيَثِبُونَ عَلَيهِ بَعدَهُ فَيَقتُلُونَهُ فَيَرِدُ إِلَيهِم أَنصَارُهُ مِنَ الجِنّ وَ النّقَبَاءِ وَ يَقُولُ لَهُم ارجِعُوا فَلَا تُبقُوا مِنهُم بَشَراً إِلّا مَن آمَنَ فَلَو لَا أَنّ رَحمَةَ رَبّكُم وَسِعَت كُلّ شَيءٍ وَ أَنَا تِلكَ الرّحمَةُ لَرَجَعتُ إِلَيهِم مَعَكُم فَقَد قَطَعُوا الأَعذَارَ بَينَهُم وَ بَينَ اللّهِ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم فَيَرجِعُونَ إِلَيهِم فَوَ اللّهِ لَا يَسلَمُ مِنَ المِائَةِ مِنهُم وَاحِدٌ لَا وَ اللّهِ وَ لَا مِن أَلفٍ وَاحِدٌ قَالَ المُفَضّلُ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ فَأَينَ تَكُونُ دَارُ المهَديِ‌ّ وَ مُجتَمَعُ المُؤمِنِينَ قَالَ دَارُ مُلكِهِ الكُوفَةُ وَ مَجلِسُ حُكمِهِ جَامِعُهَا وَ بَيتُ مَالِهِ وَ مَقسَمُ غَنَائِمِ المُسلِمِينَ مَسجِدُ السّهلَةِ وَ مَوضِعُ خَلَوَاتِهِ الذّكَوَاتُ البِيضُ مِنَ الغَرِيّينِ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ كُلّ المُؤمِنِينَ يَكُونُونَ بِالكُوفَةِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ لَا يَبقَي مُؤمِنٌ إِلّا كَانَ بِهَا أَو حَوَالَيهَا وَ لَيَبلُغَنّ مَجَالَةُ فَرَسٍ مِنهَا ألَفيَ‌ دِرهَمٍ وَ لَيَوَدّنّ أَكثَرُ النّاسِ أَنّهُ اشتَرَي شِبراً مِن أَرضِ السّبعِ بِشِبرٍ مِن ذَهَبٍ وَ السّبعُ


صفحه : 12

خِطّةٌ مِن خِطَطِ هَمدَانَ وَ لَيَصِيرَنّ الكُوفَةُ أَربَعَةً وَ خَمسِينَ مِيلًا وَ لَيُجَاوِرَنّ قُصُورُهَا كَربَلَاءَ وَ لَيُصَيّرَنّ اللّهُ كَربَلَاءَ مَعقِلًا وَ مَقَاماً تَختَلِفُ فِيهِ المَلَائِكَةُ وَ المُؤمِنُونَ وَ لَيَكُونَنّ لَهَا شَأنٌ مِنَ الشّأنِ وَ لَيَكُونَنّ فِيهَا مِنَ البَرَكَاتِ مَا لَو وَقَفَ مُؤمِنٌ وَ دَعَا رَبّهُ بِدَعوَةٍ لَأَعطَاهُ اللّهُ بِدَعوَتِهِ الوَاحِدَةِ مِثلَ مُلكِ الدّنيَا أَلفَ مَرّةٍ ثُمّ تَنَفّسَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ قَالَ يَا مُفَضّلُ إِنّ بِقَاعَ الأَرضِ تَفَاخَرَت فَفَخَرَت كَعبَةُ البَيتِ الحَرَامِ عَلَي بُقعَةِ كَربَلَاءَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهَا أَنِ اسكتُيِ‌ كَعبَةَ البَيتِ الحَرَامِ وَ لَا تفَتخَرِيِ‌ عَلَي كَربَلَاءَ فَإِنّهَا البُقعَةُ المُبَارَكَةُ التّيِ‌ نوُديِ‌َ مُوسَي مِنهَا مِنَ الشّجَرَةِ وَ إِنّهَا الرّبوَةُ التّيِ‌ أَوَت إِلَيهَا مَريَمُ وَ المَسِيحُ وَ إِنّهَا الدّالِيَةُ التّيِ‌ غُسِلَ فِيهَا رَأسُ الحُسَينِ ع وَ فِيهَا غَسَلَت مَريَمُ عِيسَي ع وَ اغتَسَلَت مِن وِلَادَتِهَا وَ إِنّهَا خَيرُ بُقعَةٍ عَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِنهَا وَقتَ غَيبَتِهِ وَ لَيَكُونَنّ لِشِيعَتِنَا فِيهَا خِيَرَةٌ إِلَي ظُهُورِ قَائِمِنَا ع قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ ثُمّ يَسِيرُ المهَديِ‌ّ إِلَي أَينَ قَالَ ع إِلَي مَدِينَةِ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص فَإِذَا وَرَدَهَا كَانَ لَهُ فِيهَا مَقَامٌ عَجِيبٌ يَظهَرُ فِيهِ سُرُورُ المُؤمِنِينَ وَ خزِي‌ُ الكَافِرِينَ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ مَا هُوَ ذَاكَ قَالَ يَرِدُ إِلَي قَبرِ جَدّهِص فَيَقُولُ يَا مَعَاشِرَ الخَلَائِقِ هَذَا قَبرُ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص فَيَقُولُونَ نَعَم يَا مهَديِ‌ّ آلِ مُحَمّدٍ فَيَقُولُ وَ مَن مَعَهُ فِي القَبرِ فَيَقُولُونَ صَاحِبَاهُ وَ ضَجِيعَاهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَيَقُولُ وَ هُوَ أَعلَمُ بِهِمَا وَ الخَلَائِقُ كُلّهُم جَمِيعاً يَسمَعُونَ مَن أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ كَيفَ دُفِنَا مِن بَينِ الخَلقِ مَعَ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ عَسَي المَدفُونُ غَيرَهُمَا فَيَقُولُ النّاسُ يَا مهَديِ‌ّ آلِ مُحَمّدٍص مَا هَاهُنَا غَيرُهُمَا إِنّهُمَا دُفِنَا مَعَهُ لِأَنّهُمَا خَلِيفَتَا رَسُولِ اللّهِص وَ أَبَوَا زَوجَتَيهِ فَيَقُولُ لِلخَلقِ بَعدَ ثَلَاثٍ أَخرِجُوهُمَا مِن قَبرَيهِمَا فَيُخرَجَانِ غَضّينِ طَرِيّينِ لَم يَتَغَيّر خَلقُهُمَا وَ لَم يَشحُب لَونُهُمَا


صفحه : 13

فَيَقُولُ هَل فِيكُم مَن يَعرِفُهُمَا فَيَقُولُونَ نَعرِفُهُمَا بِالصّفَةِ وَ لَيسَ ضَجِيعَا جَدّكَ غَيرَهُمَا فَيَقُولُ هَل فِيكُم أَحَدٌ يَقُولُ غَيرَ هَذَا أَو يَشُكّ فِيهِمَا فَيَقُولُونَ لَا فَيُؤَخّرُ إِخرَاجَهُمَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ يَنتَشِرُ الخَبَرُ فِي النّاسِ وَ يَحضُرُ المهَديِ‌ّ وَ يَكشِفُ الجُدرَانَ عَنِ القَبرَينِ وَ يَقُولُ لِلنّقَبَاءِ ابحَثُوا عَنهُمَا وَ انبُشُوهُمَا فَيَبحَثُونَ بِأَيدِيهِم حَتّي يَصِلُونَ إِلَيهِمَا فَيُخرَجَانِ غَضّينِ طَرِيّينِ كَصُورَتِهِمَا فَيَكشِفُ عَنهُمَا أَكفَانَهُمَا وَ يَأمُرُ بِرَفعِهِمَا عَلَي دَوحَةٍ يَابِسَةٍ نَخِرَةٍ فَيَصلُبُهُمَا عَلَيهَا فَتَحيَا الشّجَرَةُ وَ تُورِقُ وَ يَطُولُ فَرعُهَا فَيَقُولُ المُرتَابُونَ مِن أَهلِ وَلَايَتِهِمَا هَذَا وَ اللّهِ الشّرَفُ حَقّاً وَ لَقَد فُزنَا بِمَحَبّتِهِمَا وَ وَلَايَتِهِمَا وَ يُخبَرُ مَن أَخفَي نَفسَهُ مِمّن فِي نَفسِهِ مِقيَاسُ حَبّةٍ مِن مَحَبّتِهِمَا وَ وَلَايَتِهِمَا فَيَحضُرُونَهُمَا وَ يَرَونَهُمَا وَ يُفتَنُونَ بِهِمَا وَ ينُاَديِ‌ منُاَديِ‌ المهَديِ‌ّ ع كُلّ مَن أَحَبّ صاَحبِيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ ضَجِيعَيهِ فَليَنفَرِد جَانِباً فَتَتَجَزّأُ الخَلقُ جُزءَينِ أَحَدُهُمَا مُوَالٍ وَ الآخَرُ متُبَرَ‌ّئٌ مِنهُمَا فَيَعرِضُ المهَديِ‌ّ ع عَلَي أَولِيَائِهِمَا البَرَاءَةَ مِنهُمَا فَيَقُولُونَ يَا مهَديِ‌ّ آلِ رَسُولِ اللّهِص نَحنُ لَم نَتَبَرّأ مِنهُمَا وَ لَسنَا نَعلَمُ أَنّ لَهُمَا عِندَ اللّهِ وَ عِندَكَ هَذِهِ المَنزِلَةَ وَ هَذَا ألّذِي بَدَا لَنَا مِن فَضلِهِمَا أَ نَتَبَرّأُ السّاعَةَ مِنهُمَا وَ قَد رَأَينَا مِنهُمَا مَا رَأَينَا فِي هَذَا الوَقتِ مِن نَضَارَتِهِمَا وَ غَضَاضَتِهِمَا وَ حَيَاةِ الشّجَرَةِ بِهِمَا بَل وَ اللّهِ نَتَبَرّأُ مِنكَ وَ مِمّن آمَنَ بِكَ وَ مَن لَا يُؤمِنُ بِهِمَا وَ مَن صَلَبَهُمَا وَ أَخرَجَهُمَا وَ فَعَلَ بِهِمَا مَا فَعَلَ فَيَأمُرُ المهَديِ‌ّ ع رِيحاً سَودَاءَ فَتَهُبّ عَلَيهِم فَتَجعَلُهُم كَأَعجَازِ نَخلٍ خَاوِيَةٍ ثُمّ يَأمُرُ بِإِنزَالِهِمَا فَيُنزَلَانِ إِلَيهِ فَيُحيِيهِمَا بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي وَ يَأمُرُ الخَلَائِقَ بِالِاجتِمَاعِ ثُمّ يَقُصّ عَلَيهِم قَصَصَ فِعَالِهِمَا فِي كُلّ كُورٍ وَ دُورٍ حَتّي يَقُصّ عَلَيهِم


صفحه : 14

قَتلَ هَابِيلَ بنِ آدَمَ ع وَ جَمعَ النّارِ لِإِبرَاهِيمَ ع وَ طَرحَ يُوسُفَ ع فِي الجُبّ وَ حَبسَ يُونُسَ ع فِي الحُوتِ وَ قَتلَ يَحيَي ع وَ صَلبَ عِيسَي ع وَ عَذَابَ جِرجِيسَ وَ دَانِيَالَ ع وَ ضَربَ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ وَ إِشعَالَ النّارِ عَلَي بَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع لِإِحرَاقِهِم بِهَا وَ ضَربَ يَدِ الصّدّيقَةِ الكُبرَي فَاطِمَةَ بِالسّوطِ وَ رَفسَ بَطنِهَا وَ إِسقَاطَهَا مُحَسّناً وَ سَمّ الحَسَنِ ع وَ قَتلَ الحُسَينِ ع وَ ذَبحَ أَطفَالِهِ وَ بنَيِ‌ عَمّهِ وَ أَنصَارِهِ وَ سبَي‌َ ذرَاَريِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص وَ إِرَاقَةَ دِمَاءِ آلِ مُحَمّدٍص وَ كُلّ دَمٍ سُفِكَ وَ كُلّ فَرجٍ نُكِحَ حَرَاماً وَ كُلّ رَينٍ وَ خُبثٍ وَ فَاحِشَةٍ وَ إِثمٍ وَ ظُلمٍ وَ جَورٍ وَ غَشمٍ مُنذُ عَهدِ آدَمَ ع إِلَي وَقتِ قِيَامِ قَائِمِنَا ع كُلّ ذَلِكَ يُعَدّدُهُ ع عَلَيهِمَا وَ يُلزِمُهُمَا إِيّاهُ فَيَعتَرِفَانِ بِهِ ثُمّ يَأمُرُ بِهِمَا فَيُقتَصّ مِنهُمَا فِي ذَلِكَ الوَقتِ بِمَظَالِمِ مَن حَضَرَ ثُمّ يَصلُبُهُمَا عَلَي الشّجَرَةِ وَ يَأمُرُ نَاراً تَخرُجُ مِنَ الأَرضِ فَتُحرِقُهُمَا وَ الشّجَرَةَ ثُمّ يَأمُرُ رِيحاً فَتَنسِفُهُمَافِي اليَمّ نَسفاً قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ ذَلِكَ آخِرُ عَذَابِهِمَا قَالَ هَيهَاتَ يَا مُفَضّلُ وَ اللّهِ لَيُرَدّنّ وَ لَيَحضُرَنّ السّيّدُ الأَكبَرُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص وَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الأَئِمّةُ ع وَ كُلّ مَن مَحَضَ الإِيمَانَ مَحضاً أَو مَحَضَ الكُفرَ مَحضاً وَ لَيَقتَصّنّ مِنهُمَا لِجَمِيعِهِم حَتّي إِنّهُمَا لَيُقتَلَانِ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ أَلفَ قَتلَةٍ وَ يُرَدّانِ إِلَي مَا شَاءَ رَبّهُمَا ثُمّ يَسِيرُ المهَديِ‌ّ ع إِلَي الكُوفَةِ وَ يَنزِلُ مَا بَينَ الكُوفَةِ وَ النّجَفِ وَ عِندَهُ أَصحَابُهُ فِي ذَلِكَ اليَومِ سِتّةٌ وَ أَربَعُونَ أَلفاً مِنَ المَلَائِكَةِ وَ سِتّةُ آلَافٍ مِنَ الجِنّ وَ النّقَبَاءُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ نَفساً قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ كَيفَ تَكُونُ دَارُ الفَاسِقِينَ فِي ذَلِكَ الوَقتِ قَالَ فِي لَعنَةِ اللّهِ وَ سَخَطِهِ تُخرِبُهَا الفِتَنُ وَ تَترُكُهَا جَمّاءَ فَالوَيلُ لَهَا وَ لِمَن بِهَا كُلّ الوَيلِ مِنَ الرّايَاتِ الصّفرِ وَ رَايَاتِ المَغرِبِ وَ مَن يَجلِبُ الجَزِيرَةَ وَ مِنَ الرّايَاتِ التّيِ‌ تَسِيرُ إِلَيهَا مِن كُلّ قَرِيبٍ أَو بَعِيدٍ


صفحه : 15

وَ اللّهِ لَيَنزِلَنّ بِهَا مِن صُنُوفِ العَذَابِ مَا نَزَلَ بِسَائِرِ الأُمَمِ المُتَمَرّدَةِ مِن أَوّلِ الدّهرِ إِلَي آخِرِهِ وَ لَيَنزِلَنّ بِهَا مِنَ العَذَابِ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت بِمِثلِهِ وَ لَا يَكُونُ طُوفَانُ أَهلِهَا إِلّا بِالسّيفِ فَالوَيلُ لِمَنِ اتّخَذَ بِهَا مَسكَناً فَإِنّ المُقِيمَ بِهَا يَبقَي لِشَقَائِهِ وَ الخَارِجَ مِنهَا بِرَحمَةِ اللّهِ وَ اللّهِ لَيَبقَي مِن أَهلِهَا فِي الدّنيَا حَتّي يُقَالَ إِنّهَا هيِ‌َ الدّنيَا وَ إِنّ دُورَهَا وَ قُصُورَهَا هيِ‌َ الجَنّةُ وَ إِنّ بَنَاتِهَا هُنّ الحُورُ العِينُ وَ إِنّ وِلدَانَهَا هُمُ الوِلدَانُ وَ لَيَظُنّنّ أَنّ اللّهَ لَم يَقسِم رِزقَ العِبَادِ إِلّا بِهَا وَ لَيَظهَرَنّ فِيهَا مِنَ الأُمَرَاءِ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِص وَ الحُكمِ بِغَيرِ كِتَابِهِ وَ مِن شَهَادَاتِ الزّورِ وَ شُربِ الخُمُورِ وَ إِتيَانِ الفُجُورِ وَ أَكلِ السّحتِ وَ سَفكِ الدّمَاءِ مَا لَا يَكُونُ فِي الدّنيَا كُلّهَا إِلّا دُونَهُ ثُمّ لَيُخرِبُهَا اللّهُ بِتِلكَ الفِتَنِ وَ تِلكَ الرّايَاتِ حَتّي لَيَمُرّ عَلَيهَا المَارّ فَيَقُولُ هَاهُنَا كَانَتِ الزّورَاءُ ثُمّ يَخرُجُ الحسَنَيِ‌ّ الفَتَي الصَبِيحُ ألّذِي نَحوَ الدّيلَمِ يَصِيحُ بِصَوتٍ لَهُ فَصِيحٍ يَا آلَ أَحمَدَ أَجِيبُوا المَلهُوفَ وَ المنُاَديِ‌َ مِن حَولِ الضّرِيحِ فَتُجِيبُهُ كُنُوزُ اللّهِ بِالطّالَقَانِ كُنُوزٌ وَ أَيّ كُنُوزٍ لَيسَت مِن فِضّةٍ وَ لَا ذَهَبٍ بَل هيِ‌َ رِجَالٌ كَزُبَرِ الحَدِيدِ عَلَي البَرَاذِينِ الشّهبِ بِأَيدِيهِمُ الحِرَابُ وَ لَم يَزَل يَقتُلُ الظّلَمَةَ حَتّي يَرِدَ الكُوفَةَ وَ قَد صَفَا أَكثَرُ الأَرضِ فَيَجعَلُهَا لَهُ مَعقِلًا فَيَتّصِلُ بِهِ وَ بِأَصحَابِهِ خَبَرُ المهَديِ‌ّ ع وَ يَقُولُونَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَن هَذَا ألّذِي قَد نَزَلَ بِسَاحَتِنَا فَيَقُولُ اخرُجُوا بِنَا إِلَيهِ حَتّي نَنظُرَ مَن هُوَ وَ مَا يُرِيدُ وَ هُوَ وَ اللّهِ يَعلَمُ أَنّهُ المهَديِ‌ّ وَ إِنّهُ لَيَعرِفُهُ وَ لَم يُرِد بِذَلِكَ الأَمرِ إِلّا لِيُعَرّفَ أَصحَابَهُ مَن هُوَ فَيَخرُجُ الحسَنَيِ‌ّ فَيَقُولُ إِن كُنتَ مهَديِ‌ّ آلِ مُحَمّدٍ فَأَينَ هِرَاوَةُ جَدّكَ رَسُولِ اللّهِص وَ خَاتَمُهُ وَ بُردَتُهُ وَ دِرعُهُ الفَاضِلُ وَ عِمَامَتُهُ السّحَابُ وَ فَرَسُهُ اليَربُوعُ وَ نَاقَتُهُ العَضبَاءُ وَ بَغلَتُهُ الدّلدُلُ وَ حِمَارُهُ اليَعفُورُ وَ نَجِيبُهُ البُرَاقُ وَ مُصحَفُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَيَخرُجُ لَهُ ذَلِكَ ثُمّ يَأخُذُ الهِرَاوَةَ فَيَغرِسُهَا فِي الحَجَرِ الصّلدِ


صفحه : 16

وَ تُورِقُ وَ لَم يُرِد ذَلِكَ إِلّا أَن يرُيِ‌َ أَصحَابَهُ فَضلَ المهَديِ‌ّ ع حَتّي يُبَايِعُوهُ فَيَقُولُ الحسَنَيِ‌ّ اللّهُ أَكبَرُ مُدّ يَدَكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ حَتّي نُبَايِعَكَ فَيَمُدّ يَدَهُ فَيُبَايِعُهُ وَ يُبَايِعُهُ سَائِرُ العَسكَرِ ألّذِي مَعَ الحسَنَيِ‌ّ إِلّا أَربَعِينَ أَلفاً أَصحَابُ المَصَاحِفِ المَعرُوفُونَ بِالزّيدِيّةِ فَإِنّهُم يَقُولُونَ مَا هَذَا إِلّا سِحرٌ عَظِيمٌ فَيَختَلِطُ العَسكَرَانِ فَيُقبِلُ المهَديِ‌ّ ع عَلَي الطّائِفَةِ المُنحَرِفَةِ فَيَعِظُهُم وَ يَدعُوهُم ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَلَا يَزدَادُونَ إِلّا طُغيَاناً وَ كُفراً فَيَأمُرُ بِقَتلِهِم فَيُقتَلُونَ جَمِيعاً ثُمّ يَقُولُ لِأَصحَابِهِ لَا تَأخُذُوا المَصَاحِفَ وَ دَعُوهَا تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً كَمَا بَدّلُوهَا وَ غَيّرُوهَا وَ حَرّفُوهَا وَ لَم يَعمَلُوا بِمَا فِيهَا قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ ثُمّ مَا ذَا يَصنَعُ المهَديِ‌ّ قَالَ يَثُورُ سَرَايَا عَلَي السفّياَنيِ‌ّ إِلَي دِمَشقَ فَيَأخُذُونَهُ وَ يَذبَحُونَهُ عَلَي الصّخرَةِ ثُمّ يَظهَرُ الحُسَينُ ع فِي اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ صِدّيقٍ وَ اثنَينِ وَ سَبعِينَ رَجُلًا أَصحَابِهِ يَومَ كَربَلَاءَ فَيَا لَكَ عِندَهَا مِن كَرّةٍ زَهرَاءَ بَيضَاءَ ثُمّ يَخرُجُ الصّدّيقُ الأَكبَرُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ يُنصَبُ لَهُ القُبّةُ بِالنّجَفِ وَ يُقَامُ أَركَانُهَا رُكنٌ بِالنّجَفِ وَ رُكنٌ بِهَجَرَ وَ رُكنٌ بِصَنعَاءَ وَ رُكنٌ بِأَرضِ طَيبَةَ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي مَصَابِيحِهِ تُشرِقُ فِي السّمَاءِ وَ الأَرضِ كَأَضوَاءٍ مِنَ الشّمسِ وَ القَمَرِ فَعِندَهَاتُبلَي السّرائِرُ وَتَذهَلُ كُلّ مُرضِعَةٍ عَمّا أَرضَعَت إِلَي آخِرِ الآيَةِ ثُمّ يَخرُجُ السّيّدُ الأَكبَرُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص فِي أَنصَارِهِ وَ المُهَاجِرِينَ وَ مَن آمَنَ بِهِ وَ صَدّقَهُ وَ استُشهِدَ مَعَهُ وَ يَحضُرُ مُكَذّبُوهُ وَ الشّاكّونَ فِيهِ وَ الرّادّونَ عَلَيهِ وَ القَائِلُونَ فِيهِ إِنّهُ سَاحِرٌ وَ كَاهِنٌ وَ مَجنُونٌ وَ نَاطِقٌ عَنِ الهَوَي وَ مَن حَارَبَهُ وَ قَاتَلَهُ حَتّي يَقتَصّ مِنهُم بِالحَقّ وَ يُجَازَونَ بِأَفعَالِهِم مُنذُ وَقتَ ظَهَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي


صفحه : 17

ظُهُورِ المهَديِ‌ّ مَعَ إِمَامٍ إِمَامٍ وَ وَقتٍ وَقتٍ وَ يَحِقّ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيِ‌َ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ قَالَ المُفَضّلُ يَا سيَدّيِ‌ وَ مَن فِرعَونُ وَ هَامَانُ قَالَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ قَالَ المُفَضّلُ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ وَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَص يَكُونَانِ مَعَهُ فَقَالَ لَا بُدّ أَن يَطَئَا الأَرضَ إيِ‌ وَ اللّهِ حَتّي مَا وَرَاءَ الخَافِ إيِ‌ وَ اللّهِ وَ مَا فِي الظّلُمَاتِ وَ مَا فِي قَعرِ البِحَارِ حَتّي لَا يَبقَي مَوضِعُ قَدَمٍ إِلّا وَطِئَا وَ أَقَامَا فِيهِ الدّينَ الوَاجِبَ لِلّهِ تَعَالَي ثُمّ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ يَا مُفَضّلُ إِلَينَا مَعَاشِرَ الأَئِمّةِ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص نَشكُو إِلَيهِ مَا نَزَلَ بِنَا مِنَ الأُمّةِ بَعدَهُ وَ مَا نَالَنَا مِنَ التّكذِيبِ وَ الرّدّ عَلَينَا وَ سَبيِنَا وَ لَعنِنَا وَ تَخوِيفِنَا بِالقَتلِ وَ قَصدِ طَوَاغِيَتِهِمُ الوُلَاةِ لِأُمُورِهِم مِن دُونِ الأُمّةِ بِتَرحِيلِنَا عَنِ الحُرمَةِ إِلَي دَارِ مُلكِهِم وَ قَتلِهِم إِيّانَا بِالسّمّ وَ الحَبسِ فيَبَكيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ يَقُولُ يَا بنَيِ‌ّ مَا نَزَلَ بِكُم إِلّا مَا نَزَلَ بِجِدّكُم قَبلَكُم ثُمّ تبَتدَ‌ِئُ فَاطِمَةُ ع وَ تَشكُو مَا نَالَهَا مِن أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ أَخذِ فَدَكَ مِنهَا وَ مَشيِهَا إِلَيهِ فِي مَجمَعٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ خِطَابِهَا لَهُ فِي أَمرِ فَدَكَ وَ مَا رَدّ عَلَيهَا مِن قَولِهِ إِنّ الأَنبِيَاءَ لَا تُورَثُ وَ احتِجَاجِهَا بِقَولِ زَكَرِيّا وَ يَحيَي ع وَ قِصّةِ دَاوُدَ وَ سُلَيمَانَ ع وَ قَولِ عُمَرَ هاَتيِ‌ صَحِيفَتَكِ التّيِ‌ ذَكَرتِ أَنّ أَبَاكِ كَتَبَهَا لَكِ وَ إِخرَاجِهَا الصّحِيفَةَ وَ أَخذِهِ إِيّاهَا مِنهَا وَ نَشرِهِ لَهَا عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ مِن قُرَيشٍ وَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ سَائِرِ العَرَبِ وَ تَفلِهِ فِيهَا وَ تَمزِيقِهِ إِيّاهَا وَ بُكَائِهَا وَ رُجُوعِهَا إِلَي قَبرِ أَبِيهَا رَسُولِ اللّهِص بَاكِيَةً حَزِينَةً تمَشيِ‌ عَلَي الرّمضَاءِ قَد أَقلَقَتهَا وَ استِغَاثَتِهَا بِاللّهِ وَ بِأَبِيهَا رَسُولِ اللّهِص وَ تَمَثّلِهَا بِقَولِ رُقَيقَةَ بِنتِ صيَفيِ‌ّ


صفحه : 18


قَد كَانَ بَعدَكَ أَنبَاءٌ وَ هَنبَثَةٌ   لَو كُنتَ شَاهِدَهَا لَم يَكبُرِ الخَطبُ

إِنّا فَقَدنَاكَ فَقدَ الأَرضِ وَابِلَهَا   وَ اختَلّ أَهلُكَ فَاشهَدهُم فَقَد لَعِبُوا

أَبدَت رِجَالٌ لَنَا فَحوَي صُدُورِهِم   لَمّا نَأَيتَ وَ حَالَت دُونَكَ الحُجُبُ

لِكُلّ قَومٍ لَهُم قُربٌ وَ مَنزِلَةٌ   عِندَ الإِلَهِ عَلَي الأَدنَينَ مُقتَرِبٌ

يَا لَيتَ قَبلَكَ كَانَ المَوتُ حَلّ بِنَا   أَمَلُوا أُنَاسٌ فَفَازُوا باِلذّيِ‌ طَلَبُوا

وَ تَقُصّ عَلَيهِ قِصّةَ أَبِي بَكرٍ وَ إِنفَاذِهِ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ وَ قُنفُذاً وَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ وَ جَمعِهِ النّاسَ لِإِخرَاجِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِن بَيتِهِ إِلَي البَيعَةِ فِي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ وَ اشتِغَالِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص بِضَمّ أَزوَاجِهِ وَ قَبرِهِ وَ تَعزِيَتِهِم وَ جَمعِ القُرآنِ وَ قَضَاءِ دَينِهِ وَ إِنجَازِ عِدَاتِهِ وَ هيِ‌َ ثَمَانُونَ أَلفَ دِرهَمٍ بَاعَ فِيهَا تَلِيدَهُ وَ طَارِفَهُ وَ قَضَاهَا عَن رَسُولِ اللّهِص وَ قَولِ عُمَرَ اخرُج يَا عَلِيّ إِلَي مَا أَجمَعَ عَلَيهِ المُسلِمُونَ وَ إِلّا قَتَلنَاكَ وَ قَولِ فِضّةَ جَارِيَةِ فَاطِمَةَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مَشغُولٌ وَ الحَقّ لَهُ إِن أَنصَفتُم مِن أَنفُسِكُم وَ أَنصَفتُمُوهُ وَ جَمعِهِمُ الجَزلَ وَ الحَطَبَ عَلَي البَابِ لِإِحرَاقِ بَيتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ زَينَبَ وَ أُمّ كُلثُومٍ وَ فِضّةَ وَ إِضرَامِهِمُ النّارَ عَلَي البَابِ وَ خُرُوجِ فَاطِمَةَ إِلَيهِم وَ خِطَابِهَا لَهُم مِن وَرَاءِ البَابِ وَ قَولِهَا وَيحَكَ يَا عُمَرُ مَا هَذِهِ الجُرأَةُ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ تُرِيدُ أَن تَقطَعَ نَسلَهُ مِنَ الدّنيَا وَ تُفنِيَهُ وَ تُطفِئَ نُورَ اللّهِوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ انتِهَارِهِ لَهَا وَ قَولِهِ كفُيّ‌ يَا فَاطِمَةُ فَلَيسَ مُحَمّدٌ حَاضِراً وَ لَا المَلَائِكَةُ آتِيَةً بِالأَمرِ وَ النهّي‌ِ وَ الزّجرِ مِن عِندِ اللّهِ وَ مَا عَلِيّ إِلّا كَأَحَدِ المُسلِمِينَ فاَختاَريِ‌ إِن شِئتِ خُرُوجَهُ لِبَيعَةِ أَبِي بَكرٍ أَو إِحرَاقَكُم جَمِيعاً


صفحه : 19

فَقَالَت وَ هيِ‌َ بَاكِيَةٌ أللّهُمّ إِلَيكَ نَشكُو فَقدَ نَبِيّكَ وَ رَسُولِكَ وَ صَفِيّكَ وَ ارتِدَادَ أُمّتِهِ عَلَينَا وَ مَنعَهُم إِيّانَا حَقّنَا ألّذِي جَعَلتَهُ لَنَا فِي كِتَابِكَ المُنزَلِ عَلَي نَبِيّكَ المُرسَلِ فَقَالَ لَهَا عُمَرُ دعَيِ‌ عَنكِ يَا فَاطِمَةُ حُمقَاتِ النّسَاءِ فَلَم يَكُنِ اللّهُ لِيَجمَعَ لَكُمُ النّبُوّةَ وَ الخِلَافَةَ وَ أَخَذَتِ النّارُ فِي خَشَبِ البَابِ وَ إِدخَالِ قُنفُذٍ يَدَهُ لَعَنَهُ اللّهُ يَرُومُ فَتحَ البَابِ وَ ضَربِ عُمَرَ لَهَا بِالسّوطِ عَلَي عَضُدِهَا حَتّي صَارَ كَالدّملُجِ الأَسوَدِ وَ رَكلِ البَابِ بِرِجلِهِ حَتّي أَصَابَ بَطنَهَا وَ هيِ‌َ حَامِلَةٌ بِالمُحَسّنِ لِسِتّةِ أَشهُرٍ وَ إِسقَاطِهَا إِيّاهُ وَ هُجُومِ عُمَرَ وَ قُنفُذٍ وَ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ وَ صَفقِهِ خَدّهَا حَتّي بَدَا قُرطَاهَا تَحتَ خِمَارِهَا وَ هيِ‌َ تَجهَرُ بِالبُكَاءِ وَ تَقُولُ وَا أَبَتَاه وَا رَسُولَ اللّهِ ابنَتُكَ فَاطِمَةُ تُكَذّبُ وَ تُضرَبُ وَ يُقتَلُ جَنِينٌ فِي بَطنِهَا وَ خُرُوجِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِن دَاخِلِ الدّارِ مُحمَرّ العَينِ حَاسِراً حَتّي أَلقَي مُلَاءَتَهُ عَلَيهَا وَ ضَمّهَا إِلَي صَدرِهِ وَ قَولِهِ لَهَا يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ قَد علَمِتيِ‌ أَنّ أَبَاكِ بَعَثَهُ اللّهُرَحمَةً لِلعالَمِينَفَاللّهَ اللّهَ أَن تكَشفِيِ‌ خِمَارَكِ وَ ترَفعَيِ‌ نَاصِيَتَكِ فَوَ اللّهِ يَا فَاطِمَةُ لَئِن فَعَلتِ ذَلِكِ لَا أَبقَي اللّهُ عَلَي الأَرضِ مَن يَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ لَا مُوسَي وَ لَا عِيسَي وَ لَا اِبرَاهِيمَ وَ لَا نوح [نُوحاً] وَ لَا آدَمَ وَ لَا دَابّةً تمَشيِ‌ عَلَي الأَرضِ وَ لَا طَائِراً فِي السّمَاءِ إِلّا أَهلَكَهُ اللّهُ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ الخَطّابِ لَكَ الوَيلُ مِن يَومِكَ هَذَا وَ مَا بَعدَهُ وَ مَا يَلِيهِ اخرُج قَبلَ أَن أَشهَرَ سيَفيِ‌ فأَفُنيِ‌َ غَابِرَ الأُمّةِ فَخَرَجَ عُمَرُ وَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ وَ قُنفُذٌ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي بِكرٍ فَصَارُوا مِن خَارِجِ الدّارِ وَ صَاحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بِفِضّةَ يَا فِضّةُ مَولَاتَكِ فاَقبلَيِ‌ مِنهَا مَا تَقبَلُهُ النّسَاءُ فَقَد جَاءَهَا المَخَاضُ مِنَ الرّفسَةِ وَ رَدّ البَابِ فَأَسقَطَت مُحَسّناً فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّهُ لَاحِقٌ بِجَدّهِ رَسُولِ اللّهِص فَيَشكُو إِلَيهِ وَ حَملِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ لَهَا فِي سَوَادِ اللّيلِ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ زَينَبَ وَ أُمّ كُلثُومٍ إِلَي دُورِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ يُذَكّرُهُم بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ عَهدِهِ ألّذِي بَايَعُوا اللّهَ


صفحه : 20

وَ رَسُولَهُ وَ بَايَعُوهُ عَلَيهِ فِي أَربَعَةِ مَوَاطِنَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص وَ تَسلِيمِهِم عَلَيهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فِي جَمِيعِهَا فَكُلّ يَعِدُهُ بِالنّصرِ فِي يَومِهِ المُقبِلِ فَإِذَا أَصبَحَ قَعَدَ جَمِيعُهُم عَنهُ ثُمّ يَشكُو إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المِحَنَ العَظِيمَةَ التّيِ‌ امتُحِنَ بِهَا بَعدَهُ وَ قَولِهِ لَقَد كَانَت قصِتّيِ‌ مِثلَ قِصّةِ هَارُونَ مَعَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ قوَليِ‌ كَقَولِهِ لِمُوسَي يَاابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ فَلا تُشمِت بيِ‌َ الأَعداءَ وَ لا تجَعلَنيِ‌ مَعَ القَومِ الظّالِمِينَفَصَبَرتُ مُحتَسِباً وَ سَلّمتُ رَاضِياً وَ كَانَتِ الحُجّةُ عَلَيهِم فِي خلِاَفيِ‌ وَ نَقضِهِم عهَديِ‌َ ألّذِي عَاهَدتَهُم عَلَيهِ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ احتَمَلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لَم يَحتَمِل وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ مِن سَائِرِ الأَوصِيَاءِ مِن سَائِرِ الأُمَمِ حَتّي قتَلَوُنيِ‌ بِضَربَةِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُلجَمٍ وَ كَانَ اللّهُ الرّقِيبَ عَلَيهِم فِي نَقضِهِم بيَعتَيِ‌ وَ خُرُوجِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ بِعَائِشَةَ إِلَي مَكّةَ يُظهِرَانِ الحَجّ وَ العُمرَةَ وَ سَيرِهِم بِهَا إِلَي البَصرَةِ وَ خرُوُجيِ‌ إِلَيهِم وَ تذَكيِريِ‌ لَهُمُ اللّهَ وَ إِيّاكَ وَ مَا جِئتَ بِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَلَم يَرجِعَا حَتّي نصَرَنَيِ‌َ اللّهُ عَلَيهِمَا حَتّي أُهرِقَت دِمَاءُ عِشرِينَ ألف [أَلفاً] مِنَ المُسلِمِينَ وَ قُطِعَت سَبعُونَ كَفّاً عَلَي زِمَامِ الجَمَلِ فَمَا لَقِيتُ فِي غَزَوَاتِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ بَعدَكَ أَصعَبَ يَوماً مِنهُ أَبَداً لَقَد كَانَ مِن أَصعَبِ الحُرُوبِ التّيِ‌ لَقِيتُهَا وَ أَهوَلِهَا وَ أَعظَمِهَا فَصَبَرتُ كَمَا أدَبّنَيِ‌َ اللّهُ بِمَا أَدّبَكَ بِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرّسُلِ وَ قَولِهِوَ اصبِر وَ ما صَبرُكَ إِلّا بِاللّهِ وَ حَقّ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ تَأوِيلُ الآيَةِ التّيِ‌ أَنزَلَهَا اللّهُ فِي الأُمّةِ مِن بَعدِكَ فِي قَولِهِوَ ما مُحَمّدٌ


صفحه : 21

إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً وَ سيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَ يَا مُفَضّلُ وَ يَقُومُ الحَسَنُ ع إِلَي جَدّهِص فَيَقُولُ يَا جَدّاه كُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فِي دَارِ هِجرَتِهِ بِالكُوفَةِ حَتّي استُشهِدَ بِضَربَةِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ فوَصَاّنيِ‌ بِمَا وَصّيتَهُ يَا جَدّاه وَ بَلَغَ اللّعِينَ مُعَاوِيَةَ قَتلُ أَبِي فَأَنفَذَ الدعّيِ‌ّ اللّعِينَ زِيَاداً إِلَي الكُوفَةِ فِي مِائَةِ أَلفٍ وَ خَمسِينَ أَلفَ مُقَاتِلٍ فَأَمَرَ بِالقَبضِ عَلَيّ وَ عَلَي أخَيِ‌َ الحُسَينِ وَ سَائِرِ إخِواَنيِ‌ وَ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ شِيعَتِنَا وَ مَوَالِينَا وَ أَن يَأخُذَ عَلَينَا البَيعَةَ لِمُعَاوِيَةَ فَمَن يَأبَي مِنّا ضَرَبَ عُنُقَهُ وَ سَيّرَ إِلَي مُعَاوِيَةَ رَأسَهُ فَلَمّا عَلِمتُ ذَلِكَ مِن فِعلِ مُعَاوِيَةَ خَرَجتُ مِن داَريِ‌ فَدَخَلتُ جَامِعَ الكُوفَةِ لِلصّلَاةِ وَ رَقَأتُ المِنبَرَ وَ اجتَمَعَ النّاسُ فَحَمِدتُ اللّهَ وَ أَثنَيتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ مَعشَرَ النّاسِ عَفَتِ الدّيَارُ وَ مُحِيَتِ الآثَارُ وَ قَلّ الِاصطِبَارُ فَلَا قَرَارَ عَلَي هَمَزَاتِ الشّيَاطِينِ وَ حُكمِ الخَائِنِينَ السّاعَةَ وَ اللّهِ صَحّتِ البَرَاهِينُ وَ فُصّلَتِ الآيَاتُ وَ بَانَتِ المُشكِلَاتُ وَ لَقَد كُنّا نَتَوَقّعُ تَمَامَ هَذِهِ الآيَةِ تَأوِيلَهَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً وَ سيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَفَلَقَد مَاتَ وَ اللّهِ


صفحه : 22

جدَيّ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ قُتِلَ أَبِي ع وَ صَاحَ الوَسوَاسُ الخَنّاسُ فِي قُلُوبِ النّاسِ وَ نَعَقَ نَاعِقُ الفِتنَةِ وَ خَالَفتُمُ السّنّةَ فَيَا لَهَا مِن فِتنَةٍ صَمّاءَ عَميَاءَ لَا يُسمَعُ لِدَاعِيهَا وَ لَا يُجَابُ مُنَادِيهَا وَ لَا يُخَالَفُ وَالِيهَا ظَهَرَت كَلِمَةُ النّفَاقِ وَ سُيّرَت رَايَاتُ أَهلِ الشّقَاقِ وَ تَكَالَبَت جُيُوشُ أَهلِ المَرَاقِ مِنَ الشّامِ وَ العِرَاقِ هَلُمّوا رَحِمَكُمُ اللّهُ إِلَي الِافتِتَاحِ وَ النّورِ الوَضّاحِ وَ العِلمِ الجَحجَاحِ وَ النّورِ ألّذِي لَا يُطفَي وَ الحَقّ ألّذِي لَا يَخفَي أَيّهَا النّاسُ تَيَقّظُوا مِن رَقدَةِ الغَفلَةِ وَ مِن تَكَاثُفِ الظّلمَةِ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ وَ تَرَدّي بِالعَظَمَةِ لَئِن قَامَ إلِيَ‌ّ مِنكُم عُصبَةٌ بِقُلُوبٍ صَافِيَةٍ وَ نِيّاتٍ مُخلِصَةٍ لَا يَكُونُ فِيهَا شَوبُ نِفَاقٍ وَ لَا نِيّةُ افتِرَاقٍ لَأُجَاهِدَنّ بِالسّيفِ قُدُماً قُدُماً وَ لَأُضِيقَنّ مِنَ السّيُوفِ جَوَانِبَهَا وَ مِنَ الرّمَاحِ أَطرَافَهَا وَ مِنَ الخَيلِ سَنَابِكَهَا فَتَكَلّمُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ فَكَأَنّمَا أُلجِمُوا بِلِجَامِ الصّمتِ عَن إِجَابَةِ الدّعوَةِ إِلّا عِشرُونَ رَجُلًا فَإِنّهُم قَامُوا إلِيَ‌ّ فَقَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا نَملِكُ إِلّا أَنفُسَنَا وَ سُيُوفَنَا فَهَا نَحنُ بَينَ يَدَيكَ لِأَمرِكَ طَائِعُونَ وَ عَن رَأيِكَ صَادِرُونَ فَمُرنَا بِمَا شِئتَ فَنَظَرتُ يَمنَةً وَ يَسرَةً فَلَم أَرَ أَحَداً غَيرَهُم فَقُلتُ لِي أُسوَةٌ بجِدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِ حِينَ عَبَدَ اللّهَ سِرّاً وَ هُوَ يَومَئِذٍ فِي تِسعَةٍ وَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَلَمّا أَكمَلَ اللّهُ لَهُ الأَربَعِينَ صَارَ فِي عِدّةٍ وَ أَظهَرَ أَمرَ اللّهِ فَلَو كَانَ معَيِ‌ عِدّتُهُم جَاهَدتُ فِي اللّهِ حَقّ جِهَادِهِ ثُمّ رَفَعتُ رأَسيِ‌ نَحوَ السّمَاءِ فَقُلتُ أللّهُمّ إنِيّ‌ قَد دَعَوتُ وَ أَنذَرتُ وَ أَمَرتُ وَ نَهَيتُ وَ كَانُوا عَن إِجَابَةِ الداّعيِ‌ غَافِلِينَ وَ عَن نُصرَتِهِ قَاعِدِينَ وَ عَن طَاعَتِهِ مُقَصّرِينَ وَ لِأَعدَائِهِ نَاصِرِينَ أللّهُمّ فَأَنزِل عَلَيهِم رِجزَكَ وَ بَأسَكَ وَ عَذَابَكَ ألّذِي لَا يُرَدّ عَنِ القَومِ الظّالِمِينَ وَ نَزَلتُ


صفحه : 23

ثُمّ خَرَجتُ مِنَ الكُوفَةِ رَاحِلًا إِلَي المَدِينَةِ فجَاَءوُنيِ‌ يَقُولُونَ إِنّ مُعَاوِيَةَ أَسرَي سَرَايَاهُ إِلَي الأَنبَارِ وَ الكُوفَةِ وَ شَنّ غَارَاتِهِ عَلَي المُسلِمِينَ وَ قَتَلَ مَن لَم يُقَاتِلهُ وَ قَتَلَ النّسَاءَ وَ الأَطفَالَ فَأَعلَمتُهُم أَنّهُ لَا وَفَاءَ لَهُم فَأَنفَذتُ مَعَهُم رِجَالًا وَ جُيُوشاً وَ عَرّفتُهُم أَنّهُم يَستَجِيبُونَ لِمُعَاوِيَةَ وَ يَنقُضُونَ عهَديِ‌ وَ بيَعتَيِ‌ فَلَم يَكُن إِلّا مَا قُلتُ لَهُم وَ أَخبَرتُهُم ثُمّ يَقُومُ الحُسَينُ ع مُخَضّباً بِدَمِهِ هُوَ وَ جَمِيعُ مَن قُتِلَ مَعَهُ فَإِذَا رَآهُ رَسُولُ اللّهِص بَكَي وَ بَكَي أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ لِبُكَائِهِ وَ تَصرُخُ فَاطِمَةُ ع فَتُزَلزَلُ الأَرضُ وَ مَن عَلَيهَا وَ يَقِفُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنُ ع عَن يَمِينِهِ وَ فَاطِمَةُ عَن شِمَالِهِ وَ يُقبِلُ الحُسَينُ ع فَيَضُمّهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَي صَدرِهِ وَ يَقُولُ يَا حُسَينُ فَدَيتُكَ قَرّت عَينَاكَ وَ عيَناَي‌َ فِيكَ وَ عَن يَمِينِ الحُسَينِ حَمزَةُ أَسَدُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ عَن شِمَالِهِ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الطّيّارُ وَ يأَتيِ‌ مُحَسّنٌ تَحمِلُهُ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُنّ صَارِخَاتٌ وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ تَقُولُهذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَاليَومَتَجِدُ كُلّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَراً وَ ما عَمِلَت مِن سُوءٍ تَوَدّ لَو أَنّ بَينَها وَ بَينَهُ أَمَداً بَعِيداً قَالَ فَبَكَي الصّادِقُ ع حَتّي اخضَلّت لِحيَتُهُ بِالدّمُوعِ ثُمّ قَالَ لَا قَرّت عَينٌ لَا تبَكيِ‌ عِندَ هَذَا الذّكرِ قَالَ وَ بَكَي المُفَضّلُ بُكَاءً طَوِيلًا ثُمّ قَالَ يَا موَلاَي‌َ مَا فِي الدّمُوعِ يَا موَلاَي‌َ فَقَالَ مَا لَا يُحصَي إِذَا كَانَ مِن مُحِقّ ثُمّ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ مَا تَقُولُ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذَا المَوؤُدَةُ سُئِلَت بأِيَ‌ّ ذَنبٍ قُتِلَت قَالَ يَا مُفَضّلُ وَ المَوؤُدَةُ وَ اللّهِ مُحَسّنٌ لِأَنّهُ مِنّا لَا غَيرُ فَمَن قَالَ غَيرَ هَذَا فَكَذّبُوهُ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ ثُمّ مَا ذَا قَالَ الصّادِقُ ع تَقُومُ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص فَتَقُولُ أللّهُمّ أَنجِز وَعدَكَ وَ مَوعِدَكَ لِي فِيمَن ظلَمَنَيِ‌ وَ غصَبَنَيِ‌ وَ ضرَبَنَيِ‌ وَ


صفحه : 24

جزَعَنَيِ‌ بِكُلّ أوَلاَديِ‌ فَتَبكِيهَا مَلَائِكَةُ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ حَمَلَةُ العَرشِ وَ سُكّانُ الهَوَاءِ وَ مَن فِي الدّنيَا وَ مَن تَحتَ أَطبَاقِ الثّرَي صَائِحِينَ صَارِخِينَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَلَا يَبقَي أَحَدٌ مِمّن قَاتَلَنَا وَ ظَلَمَنَا وَ رضَيِ‌َ بِمَا جَرَي عَلَينَا إِلّا قُتِلَ فِي ذَلِكَ اليَومِ أَلفَ قَتلَةٍ دُونَ مَن قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِنّهُ لَا يَذُوقُ المَوتَ وَ هُوَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِم يُرزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ وَ يَستَبشِرُونَ بِالّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ إِنّ مِن شِيعَتِكُم مَن لَا يَقُولُ بِرَجعَتِكُم فَقَالَ ع إِنّمَا سَمِعُوا قَولَ جَدّنَا رَسُولِ اللّهِص وَ نَحنُ سَائِرَ الأَئِمّةِ نَقُولُوَ لَنُذِيقَنّهُم مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِ قَالَ الصّادِقُ ع العَذَابُ الأَدنَي عَذَابُ الرّجعَةِ وَ العَذَابُ الأَكبَرُ عَذَابُ يَومِ القِيَامَةِ ألّذِيتُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلّهِ الواحِدِ القَهّارِ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ نَحنُ نَعلَمُ أَنّكُم اختِيَارُ اللّهِ فِي قَولِهِ تَعَالَينَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ وَ قَولِهِاللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ وَ قَولِهِإِنّ


صفحه : 25

اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ قَالَ الصّادِقُ ع يَا مُفَضّلُ فَأَينَ نَحنُ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ المُفَضّلُ فَوَ اللّهِإِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَ وَ قَولِهِمِلّةَ أَبِيكُم اِبراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ وَ قَولِهِ عَن اِبرَاهِيمَوَ اجنبُنيِ‌ وَ بنَيِ‌ّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ وَ قَد عَلِمنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مَا عَبَدَا صَنَماً وَ لَا وَثَناً وَ لَا أَشرَكَا بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ وَ قَولِهِوَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمّهُنّ قالَ إنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ وَ العَهدُ عَهدُ الإِمَامَةِ لَا يَنَالُهُ ظَالِمٌ قَالَ يَا مُفَضّلُ وَ مَا عِلمُكَ بِأَنّ الظّالِمَ لَا يَنَالُ عَهدَ الإِمَامَةِ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ لَا تمَتحَنِيّ‌ بِمَا لَا طَاقَةَ لِي بِهِ وَ لَا تخَتبَرِنيِ‌ وَ لَا تبَتلَنِيِ‌ فَمِن عِلمِكُم عَلِمتُ وَ مِن فَضلِ اللّهِ عَلَيكُم أَخَذتُ قَالَ الصّادِقُ ع صَدَقتَ يَا مُفَضّلُ وَ لَو لَا اعتِرَافُكَ بِنِعمَةِ اللّهِ عَلَيكَ فِي ذَلِكَ لَمَا كُنتَ هَكَذَا فَأَينَ يَا مُفَضّلُ الآيَاتُ مِنَ القُرآنِ فِي أَنّ الكَافِرَ ظَالِمٌ قَالَ نَعَم يَا موَلاَي‌َ قَولُهُ تَعَالَيوَ الكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ وَ الكَافِرُونَهُمُ الفاسِقُونَ وَ مَن كَفَرَ وَ فَسَقَ وَ ظَلَمَ لَا يَجعَلُهُ اللّهُ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ الصّادِقُ ع أَحسَنتَ يَا مُفَضّلُ فَمِن أَينَ قُلتَ بِرَجعَتِنَا وَ مُقَصّرَةُ


صفحه : 26

شِيعَتِنَا تَقُولُ مَعنَي الرّجعَةِ أَن يَرُدّ اللّهُ إِلَينَا مُلكَ الدّنيَا وَ أَن يَجعَلَهُ للِمهَديِ‌ّ وَيحَهُم مَتَي سُلِبنَا المُلكَ حَتّي يُرَدّ عَلَينَا قَالَ المُفَضّلُ لَا وَ اللّهِ وَ مَا سُلِبتُمُوهُ وَ لَا تُسلَبُونَهُ لِأَنّهُ مُلكُ النّبُوّةِ وَ الرّسَالَةِ وَ الوَصِيّةِ وَ الإِمَامَةِ قَالَ الصّادِقُ ع يَا مُفَضّلُ لَو تَدَبّرَ القُرآنَ شِيعَتُنَا لَمَا شَكّوا فِي فَضلِنَا أَ مَا سَمِعُوا قَولَهُ عَزّ وَ جَلّوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيِ‌َ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ وَ اللّهِ يَا مُفَضّلُ إِنّ تَنزِيلَ هَذِهِ الآيَةِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ تَأوِيلَهَا فِينَا وَ إِنّ فِرعَونَ وَ هَامَانَ تَيمٌ وَ عدَيِ‌ّ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ فَالمُتعَةُ قَالَ المُتعَةُ حَلَالٌ طِلقٌ وَ الشّاهِدُ بِهَا قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لا جُناحَ عَلَيكُم فِيما عَرّضتُم بِهِ مِن خِطبَةِ النّساءِ أَو أَكنَنتُم فِي أَنفُسِكُم عَلِمَ اللّهُ أَنّكُم سَتَذكُرُونَهُنّ وَ لكِن لا تُواعِدُوهُنّ سِرّا إِلّا أَن تَقُولُوا قَولًا مَعرُوفاً أَي مَشهُوداً وَ القَولُ المَعرُوفُ هُوَ المُشتَهَرُ باِلولَيِ‌ّ وَ الشّهُودِ وَ إِنّمَا احتِيجَ إِلَي الولَيِ‌ّ وَ الشّهُودِ فِي النّكَاحِ لِيَثبُتَ النّسلُ وَ يَصِحّ النّسَبُ وَ يَستَحِقّ المِيرَاثَ وَ قَولُهُوَ آتُوا النّساءَ صَدُقاتِهِنّ نِحلَةً فَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً وَ جَعَلَ الطّلَاقَ فِي النّسَاءِ المُزَوّجَاتِ غَيرَ جَائِزٍ إِلّا بِشَاهِدَينِ ذوَيَ‌ عَدلٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَ قَالَ فِي سَائِرِ الشّهَادَاتِ عَلَي الدّمَاءِ وَ الفُرُوجِ وَ الأَموَالِ وَ الأَملَاكِوَ استَشهِدُوا شَهِيدَينِ مِن رِجالِكُم فَإِن لَم يَكُونا رَجُلَينِ فَرَجُلٌ وَ امرَأَتانِ مِمّن تَرضَونَ مِنَ الشّهَداءِ وَ بَيّنَ الطّلَاقَ عَزّ ذِكرُهُ فَقَالَيا أَيّهَا النّبِيّ إِذا طَلّقتُمُ النّساءَ فَطَلّقُوهُنّ لِعِدّتِهِنّ وَ أَحصُوا العِدّةَ وَ اتّقُوا اللّهَ رَبّكُم وَ لَو كَانَتِ المُطَلّقَةُ تَبِينُ بِثَلَاثِ تَطلِيقَاتٍ


صفحه : 27

تَجمَعُهَا كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ أَو أَكثَرُ مِنهَا أَو أَقَلّ لَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ أَحصُوا العِدّةَ وَ اتّقُوا اللّهَ رَبّكُم إِلَي قَولِهِتِلكَ حُدُودُ اللّهِ وَ مَن يَتَعَدّ حُدُودَ اللّهِ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ لا تدَريِ‌ لَعَلّ اللّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمراً فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنّ فَأَمسِكُوهُنّ بِمَعرُوفٍ أَو فارِقُوهُنّ بِمَعرُوفٍ وَ أَشهِدُوا ذوَيَ‌ عَدلٍ مِنكُم وَ أَقِيمُوا الشّهادَةَ لِلّهِ ذلِكُم يُوعَظُ بِهِ مَن كانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ قَولِهِلا تدَريِ‌ لَعَلّ اللّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمراً هُوَ نُكرٌ يَقَعُ بَينَ الزّوجِ وَ زَوجَتِهِ فَيُطَلّقُ التّطلِيقَةَ الأُولَي بِشَهَادَةِ ذوَيَ‌ عَدلٍ وَ حَدّ وَقتِ التّطلِيقِ هُوَ آخِرُ القُرُوءِ وَ القُرءُ هُوَ الحَيضُ وَ الطّلَاقُ يَجِبُ عِندَ آخِرِ نُقطَةٍ بَيضَاءَ تَنزِلُ بَعدَ الصّفرَةِ وَ الحُمرَةِ وَ إِلَي التّطلِيقَةِ الثّانِيَةِ وَ الثّالِثَةِ مَا يُحدِثُ اللّهُ بَينَهُمَا عَطفاً أَو زَوَالَ مَا كَرِهَاهُ وَ هُوَ قَولُهُوَ المُطَلّقاتُ يَتَرَبّصنَ بِأَنفُسِهِنّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَ لا يَحِلّ لَهُنّ أَن يَكتُمنَ ما خَلَقَ اللّهُ فِي أَرحامِهِنّ إِن كُنّ يُؤمِنّ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ بُعُولَتُهُنّ أَحَقّ بِرَدّهِنّ فِي ذلِكَ إِن أَرادُوا إِصلاحاً وَ لَهُنّ مِثلُ ألّذِي عَلَيهِنّ بِالمَعرُوفِ وَ لِلرّجالِ عَلَيهِنّ دَرَجَةٌ وَ اللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ هَذَا لِقَولِهِ فِي أَنّ لِلبُعُولَةِ مُرَاجَعَةَ النّسَاءِ مِن تَطلِيقَةٍ إِلَي تَطلِيقَةٍ إِن أَرَادُوا إِصلَاحاً وَ لِلنّسَاءِ مُرَاجَعَةَ الرّجَالِ فِي مِثلِ ذَلِكَ ثُمّ بَيّنَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَالطّلاقُ مَرّتانِ فَإِمساكٌ بِمَعرُوفٍ أَو تَسرِيحٌ بِإِحسانٍ وَ فِي الثّالِثَةِ فَإِن طَلّقَ الثّالِثَةَ بَانَت فَهُوَ قَولُهُفَإِن طَلّقَها فَلا تَحِلّ لَهُ مِن بَعدُ حَتّي تَنكِحَ زَوجاً غَيرَهُ ثُمّ يَكُونُ كَسَائِرِ الخُطّابِ لَهَا وَ المُتعَةُ التّيِ‌ أَحَلّهَا اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ أَطلَقَهَا الرّسُولُ عَنِ اللّهِ لِسَائِرِ المُسلِمِينَ فهَيِ‌َ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ المُحصَناتُ مِنَ النّساءِ إِلّا ما مَلَكَت أَيمانُكُم كِتابَ اللّهِ عَلَيكُم وَ أُحِلّ لَكُم ما وَراءَ ذلِكُم أَن تَبتَغُوا بِأَموالِكُم مُحصِنِينَ غَيرَ مُسافِحِينَ فَمَا استَمتَعتُم بِهِ مِنهُنّ فَآتُوهُنّ أُجُورَهُنّ فَرِيضَةً وَ لا جُناحَ عَلَيكُم فِيما تَراضَيتُم بِهِ مِن بَعدِ الفَرِيضَةِ إِنّ اللّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً وَ الفَرقُ بَينَ المُزَوّجَةِ وَ المُتعَةِ أَنّ لِلزّوجَةِ


صفحه : 28

صَدَاقاً وَ لِلمُتعَةِ أُجرَةً فَتَمَتّعَ سَائِرُ المُسلِمِينَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص فِي الحَجّ وَ غَيرِهِ وَ أَيّامِ أَبِي بَكرٍ وَ أَربَعِ سِنِينَ فِي أَيّامِ عُمَرَ حَتّي دَخَلَ عَلَي أُختِهِ عَفرَاءَ فَوَجَدَ فِي حَجرِهَا طِفلًا يَرضَعُ مِن ثَديِهَا فَنَظَرَ إِلَي دِرّةِ اللّبَنِ فِي فَمِ الطّفلِ فَأُغضِبَ وَ أَرعَدَ وَ اربَدّ وَ أَخَذَ الطّفلَ عَلَي يَدِهِ وَ خَرَجَ حَتّي أَتَي المَسجِدَ وَ رَقَي المِنبَرَ وَ قَالَ نَادُوا فِي النّاسِ أَنِ الصّلَاةَ جَامِعَةً وَ كَانَ غَيرَ وَقتِ صَلَاةٍ يَعلَمُ النّاسُ أَنّهُ لِأَمرٍ يُرِيدُهُ عُمَرُ فَحَضَرُوا فَقَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ أَولَادِ قَحطَانَ مَن مِنكُم يُحِبّ أَن يَرَي المُحَرّمَاتِ عَلَيهِ مِنَ النّسَاءِ وَ لَهَا مِثلُ هَذَا الطّفلِ قَد خَرَجَ مِن أَحشَائِهَا وَ هُوَ يَرضَعُ عَلَي ثَديِهَا وَ هيِ‌َ غَيرُ مُتَبَعّلَةٍ فَقَالَ بَعضُ القَومِ مَا نُحِبّ هَذَا فَقَالَ أَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ أخُتيِ‌ عَفرَاءَ بِنتَ خَيثَمَةَ أمُيّ‌ وَ أَبِيَ الخَطّابِ غَيرُ مُتَبَعّلَةٍ قَالُوا بَلَي قَالَ فإَنِيّ‌ دَخَلتُ عَلَيهَا فِي هَذِهِ السّاعَةِ فَوَجَدتُ هَذَا الطّفلَ فِي حَجرِهَا فَنَاشَدتُهَا أَنّي لَكِ هَذَا فَقَالَت تَمَتّعتُ فَأَعلِمُوا سَائِرَ النّاسِ أَنّ هَذِهِ المُتعَةَ التّيِ‌ كَانَت حَلَالًا لِلمُسلِمِينَ فِي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص قَد رَأَيتُ تَحرِيمَهَا فَمَن أَبَي ضَرَبتُ جَنبَيهِ بِالسّوطِ فَلَم يَكُن


صفحه : 29

فِي القَومِ مُنكِرٌ قَولَهُ وَ لَا رَادّ عَلَيهِ وَ لَا قَائِلٌ لَا يأَتيِ‌ رَسُولٌ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ أَو كِتَابٌ بَعدَ كِتَابِ اللّهِ لَا نَقبَلُ خِلَافَكَ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ كِتَابِهِ بَل سَلّمُوا وَ رَضُوا قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ فَمَا شَرَائِطُ المُتعَةِ قَالَ يَا مُفَضّلُ لَهَا سَبعُونَ شَرطاً


صفحه : 30

مَن خَالَفَ فِيهَا شَرطاً وَاحِداًظَلَمَ نَفسَهُ قَالَ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ قَد أَمَرتُمُونَا أَن لَا نَتَمَتّعَ بِبَغِيّةٍ وَ لَا مَشهُورَةٍ بِفَسَادٍ وَ لَا مَجنُونَةٍ وَ أَن نَدعُوَ المُتعَةَ إِلَي الفَاحِشَةِ فَإِن أَجَابَت فَقَد حَرُمَ الِاستِمتَاعُ بِهَا وَ أَن نَسأَلَ أَ فَارِغَةٌ أَم مَشغُولَةٌ بِبَعلٍ أَو حَملٍ أَو بِعِدّةٍ فَإِن شُغِلَت بِوَاحِدَةٍ مِنَ الثّلَاثِ فَلَا تَحِلّ وَ إِن خَلَت فَيَقُولُ لَهَا متَعّيِنيِ‌ نَفسَكِ عَلَي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص نِكَاحاً غَيرَ سِفَاحٍ أَجَلًا مَعلُوماً بِأُجرَةٍ مَعلُومَةٍ وَ هيِ‌َ سَاعَةٌ أَو يَومٌ أَو يَومَانِ أَو شَهرٌ أَو سَنَةٌ أَو مَا دُونَ ذَلِكَ أَو أَكثَرُ وَ الأُجرَةُ مَا تَرَاضَيَا عَلَيهِ مِن حَلقَةِ خَاتَمٍ أَو شِسعِ نَعلٍ أَو شِقّ تَمرَةٍ إِلَي فَوقِ ذَلِكَ مِنَ الدّرَاهِمِ وَ الدّنَانِيرِ أَو عَرَضٍ تَرضَي بِهِ فَإِن وَهَبَت لَهُ حَلّ لَهُ كَالصّدَاقِ المَوهُوبِ مِنَ النّسَاءِ المُزَوّجَاتِ الّذِينَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِنّفَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ثُمّ يَقُولُ لَهَا عَلَي أَلّا ترَثِيِنيِ‌ وَ لَا أَرِثَكِ وَ عَلَي أَنّ المَاءَ لِي أَضَعُهُ مِنكِ حَيثُ أَشَاءُ وَ عَلَيكِ الِاستِبرَاءُ خَمسَةً وَ أَربَعِينَ يَوماً أَو مَحِيضاً وَاحِداً فَإِذَا قَالَت نَعَم أَعَدتَ القَولَ ثَانِيَةً وَ عَقَدتَ النّكَاحَ فَإِن أَحبَبتَ وَ أَحَبّت هيِ‌َ الِاستِزَادَةَ فِي الأَجَلِ زِدتُمَا وَ فِيهِ مَا رَوَينَاهُ فَإِن كَانَت تَفعَلُ فَعَلَيهَا مَا تَوَلّت مِنَ الإِخبَارِ عَن نَفسِهَا وَ لَا


صفحه : 31

جُنَاحَ عَلَيكَ وَ قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَعَنَ اللّهُ ابنَ الخَطّابِ فَلَولَاهُ مَا زَنَي إِلّا شقَيِ‌ّ أَو شَقِيّةٌ لِأَنّهُ كَانَ يَكُونُ لِلمُسلِمِينَ غَنَاءٌ فِي المُتعَةِ عَنِ الزّنَا ثُمّ تَلَاوَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يُشهِدُ اللّهَ عَلي ما فِي قَلبِهِ وَ هُوَ أَلَدّ الخِصامِ وَ إِذا تَوَلّي سَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يُهلِكَ الحَرثَ وَ النّسلَ وَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ


صفحه : 32

ثُمّ قَالَ إِنّ مَن عَزَلَ بِنُطفَتِهِ عَن زَوجَتِهِ فَدِيَةُ النّطفَةِ عَشَرَةُ دَنَانِيرَ كَفّارَةً وَ إِنّ مِن شَرطِ المُتعَةِ أَنّ مَاءَ الرّجُلِ يَضَعُهُ حَيثُ يَشَاءُ مِنَ المُتَمَتّعِ بِهَا فَإِذَا وَضَعَهُ فِي الرّحِمِ فَخُلِقَ مِنهُ وَلَدٌ كَانَ لَاحِقاً بِأَبِيهِ ثُمّ يَقُومُ جدَيّ‌ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ أَبِيَ البَاقِرُ ع فَيَشكُوَانِ إِلَي جَدّهِمَا رَسُولِ اللّهِص مَا فُعِلَ بِهِمَا ثُمّ أَقُومُ أَنَا فَأَشكُو إِلَي جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص مَا فَعَلَ المَنصُورُ بيِ‌ ثُمّ يَقُومُ ابنيِ‌ مُوسَي فَيَشكُو إِلَي جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص مَا فَعَلَ بِهِ الرّشِيدُ ثُمّ يَقُومُ عَلِيّ بنُ مُوسَي فَيَشكُو إِلَي جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص مَا فَعَلَ بِهِ المَأمُونُ ثُمّ يَقُومُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ فَيَشكُو إِلَي جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص مَا فَعَلَ بِهِ المَأمُونُ ثُمّ يَقُومُ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ فَيَشكُو إِلَي جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص مَا فَعَلَ بِهِ المُتَوَكّلُ ثُمّ يَقُومُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ فَيَشكُو إِلَي جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص مَا فَعَلَ بِهِ المُعتَزّ ثُمّ يَقُومُ المهَديِ‌ّ سمَيِ‌ّ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِ وَ عَلَيهِ قَمِيصُ رَسُولِ اللّهِ مُضَرّجاً بِدَمِ رَسُولِ اللّهِ يَومَ شُجّ جَبِينُهُ وَ كُسِرَت رَبَاعِيَتُهُ وَ المَلَائِكَةُ تَحُفّهُ حَتّي يَقِفُ بَينَ يدَيَ‌ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص فَيَقُولُ يَا جَدّاه وصَفَتنَيِ‌ وَ دَلَلتَ عَلَيّ وَ نسَبَتنَيِ‌ وَ سمَيّتنَيِ‌ وَ كنَيَتنَيِ‌ فجَحَدَتَنيِ‌ الأُمّةُ وَ تَمَرّدَت وَ قَالَت مَا وُلِدَ وَ لَا كَانَ وَ أَينَ هُوَ وَ مَتَي كَانَ وَ أَينَ يَكُونُ وَ قَد مَاتَ وَ لَم يُعقِب وَ لَو كَانَ صَحِيحاً مَا أَخّرَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَي هَذَا الوَقتِ المَعلُومِ فَصَبَرتُ مُحتَسِباً وَ قَد أَذِنَ اللّهُ لِي فِيهَا بِإِذنِهِ يَا جَدّاه فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَدَقَنا وَعدَهُ وَ أَورَثَنَا الأَرضَ نَتَبَوّأُ مِنَ الجَنّةِ حَيثُ نَشاءُ فَنِعمَ أَجرُ العامِلِينَ وَ يَقُولُجاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ وَ حَقّ


صفحه : 33

قَولُ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَيهُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وَ يَقرَأُإِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناً لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ وَ يُتِمّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَ يَهدِيَكَ صِراطاً مُستَقِيماً وَ يَنصُرَكَ اللّهُ نَصراً عَزِيزاً فَقَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ أَيّ ذَنبٍ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الصّادِقُ ع يَا مُفَضّلُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أللّهُمّ حمَلّنيِ‌ ذُنُوبَ شِيعَةِ أخَيِ‌ وَ أوَلاَديِ‌ الأَوصِيَاءِ مَا تَقَدّمَ مِنهَا وَ مَا تَأَخّرَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لَا تفَضحَنيِ‌ بَينَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ مِن شِيعَتِنَا فَحَمّلَهُ اللّهُ إِيّاهَا وَ غَفَرَ جَمِيعَهَا قَالَ المُفَضّلُ فَبَكَيتُ بُكَاءً طَوِيلًا وَ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ هَذَا بِفَضلِ اللّهِ عَلَينَا فِيكُم قَالَ الصّادِقُ ع يَا مُفَضّلُ مَا هُوَ إِلّا أَنتَ وَ أَمثَالُكَ بَلَي يَا مُفَضّلُ لَا تُحَدّث بِهَذَا الحَدِيثِ أَصحَابَ الرّخَصِ مِن شِيعَتِنَا فَيَتّكِلُونَ عَلَي هَذَا الفَضلِ وَ يَترُكُونَ العَمَلَ فَلَا يغُنيِ‌ عَنهُم مِنَ اللّهِ شَيئاً لِأَنّا كَمَا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِينَالا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي وَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ فَقَولُهُلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص ظَهَرَ عَلَي الدّينِ كُلّهِ قَالَ يَا مُفَضّلُ لَو كَانَ رَسُولُ اللّهِص ظَهَرَ عَلَي الدّينِ كُلّهِ مَا كَانَت مَجُوسِيّةٌ وَ لَا يَهُودِيّةٌ وَ لَا صَابِئِيًةٌ وَ لَا نَصرَانِيّةٌ وَ لَا فُرقَةٌ وَ لَا خِلَافٌ وَ لَا شَكّ


صفحه : 34

وَ لَا شِركٌ وَ لَا عَبَدَةُ أَصنَامٍ وَ لَا أَوثَانٍ وَ لَا اللّاتِ وَ العُزّي وَ لَا عَبَدَةُ الشّمسِ وَ القَمَرِ وَ لَا النّجُومِ وَ لَا النّارِ وَ لَا الحِجَارَةِ وَ إِنّمَا قَولُهُلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ فِي هَذَا اليَومِ وَ هَذَا المهَديِ‌ّ وَ هَذِهِ الرّجعَةُ وَ هُوَ قَولُهُوَ قاتِلُوهُم حَتّي لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَ يَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ فَقَالَ المُفَضّلُ أَشهَدُ أَنّكُم مِن عِلمِ اللّهِ عَلِمتُم وَ بِسُلطَانِهِ وَ بِقُدرَتِهِ قَدَرتُم وَ بِحُكمِهِ نَطَقتُم وَ بِأَمرِهِ تَعمَلُونَ ثُمّ قَالَ الصّادِقُ ع ثُمّ يَعُودُ المهَديِ‌ّ ع إِلَي الكُوفَةِ وَ تُمطِرُ السّمَاءُ بِهَا جَرَاداً مِن ذَهَبٍ كَمَا أَمطَرَهُ اللّهُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَلَي أَيّوبَ وَ يَقسِمُ عَلَي أَصحَابِهِ كُنُوزَ الأَرضِ مِن تِبرِهَا وَ لُجَينِهَا وَ جَوهَرِهَا قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ مَن مَاتَ مِن شِيعَتِكُم وَ عَلَيهِ دَينٌ لِإِخوَانِهِ وَ لِأَضدَادِهِ كَيفَ يَكُونُ قَالَ الصّادِقُ ع أَوّلُ مَا يبَتدَ‌ِئُ المهَديِ‌ّ ع أَن ينُاَديِ‌َ فِي جَمِيعِ العَالَمِ أَلَا مَن لَهُ عِندَ أَحَدٍ مِن شِيعَتِنَا دَينٌ فَليَذكُرهُ حَتّي يَرُدّ الثّومَةَ وَ الخَردَلَةَ فَضلًا عَنِالقَناطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ الأَملَاكِ فَيُوَفّيَهُ إِيّاهُ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ ثُمّ مَا ذَا يَكُونُ قَالَ يأَتيِ‌ القَائِمُ ع بَعدَ أَن يَطَأَ شَرقَ الأَرضِ وَ غَربَهَا الكُوفَةَ وَ مَسجِدَهَا وَ يَهدِمُ المَسجِدَ ألّذِي بَنَاهُ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ لَعَنَهُ اللّهُ لَمّا قَتَلَ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع وَ هُوَ مَسجِدٌ لَيسَ لِلّهِ مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن بَنَاهُ قَالَ المُفَضّلُ يَا موَلاَي‌َ فَكَم تَكُونُ مُدّةُ مُلكِهِ ع فَقَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَمِنهُم شقَيِ‌ّ وَ سَعِيدٌ فَأَمّا الّذِينَ شَقُوا ففَيِ‌ النّارِ لَهُم فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَ إِنّ رَبّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ وَ أَمّا الّذِينَ سُعِدُوا ففَيِ‌ الجَنّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ وَ المَجذُوذُ المَقطُوعُ أَي عَطَاءً غَيرَ مَقطُوعٍ عَنهُم بَل هُوَ دَائِمٌ أَبَداً وَ مُلكٌ


صفحه : 35

لَا يَنفَدُ وَ حُكمٌ لَا يَنقَطِعُ وَ أَمرٌ لَا يَبطُلُ إِلّا بِاختِيَارِ اللّهِ وَ مَشِيّتِهِ وَ إِرَادَتِهِ التّيِ‌ لَا يَعلَمُهَا إِلّا هُوَ ثُمّ القِيَامَةُ وَ مَا وَصَفَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي خَيرِ خَلقِهِ مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ وَ سَلّمَ تَسلِيماً كَثِيراً كَثِيراً أَقُولُ رَوَي الشّيخُ حَسَنُ بنُ سُلَيمَانَ فِي كِتَابِ مُنتَخَبِ البَصَائِرِ هَذَا الخَبَرَ هَكَذَا حدَثّنَيِ‌ الأَخُ الرّشَيدُ مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَسّنٍ الطاّرآَباَديِ‌ّ أَنّهُ وَجَدَ بِخَطّ أَبِيهِ الرّجُلِ الصّالِحِ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَسّنٍ هَذَا الحَدِيثَ الآتيِ‌َ ذِكرُهُ وَ أرَاَنيِ‌ خَطّهُ وَ كَتَبتُهُ مِنهُ وَ صُورَتُهُ الحُسَينُ بنُ حَمدَانَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ كَمَا مَرّ إِلَي قَولِهِ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِم عَلَي البَرَاذِينِ الشّهبِ بِأَيدِيهِمُ الحِرَابُ يَتَعَاوَونَ شَوقاً إِلَي الحَربِ كَمَا تَتَعَاوَي الذّئَابُ أَمِيرُهُم رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ شُعَيبُ بنُ صَالِحٍ فَيُقبِلُ الحُسَينُ ع فِيهِم وَجهُهُ كَدَائِرَةِ القَمَرِ يَرُوعُ النّاسَ جَمَالًا فَيَبقَي عَلَي أَثَرِ الظّلمَةِ فَيَأخُذُ سَيفَهُ الصّغِيرَ وَ الكَبِيرَ وَ العَظِيمَ وَ الوَضِيعَ ثُمّ يَسِيرُ بِتِلكَ الرّايَاتِ كُلّهَا حَتّي يَرِدَ الكُوفَةَ وَ قَد جُمِعَ بِهَا أَكثَرُ أَهلِ الأَرضِ يَجعَلُهَا لَهُ مَعقِلًا ثُمّ يَتّصِلُ بِهِ وَ بِأَصحَابِهِ خَبَرُ المهَديِ‌ّ فَيَقُولُونَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَن هَذَا ألّذِي نَزَلَ بِسَاحَتِنَا فَيَقُولُ الحُسَينُ ع اخرُجُوا بِنَا إِلَيهِ حَتّي تَنظُرُوا مَن هُوَ وَ مَا يُرِيدُ وَ هُوَ يَعلَمُ وَ اللّهِ أَنّهُ المهَديِ‌ّ ع وَ إِنّهُ لَيَعرِفُهُ وَ إِنّهُ لَم يُرِد بِذَلِكَ الأَمرِ إِلّا اللّهَ فَيَخرُجُ الحُسَينُ ع وَ بَينَ يَدَيهِ أَربَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ فِي أَعنَاقِهِمُ المَصَاحِفُ وَ عَلَيهِمُ المُسُوحُ مُقَلّدِينَ بِسُيُوفِهِم فَيُقبِلُ الحُسَينُ ع حَتّي يَنزِلَ بِقُربِ المهَديِ‌ّ ع فَيَقُولُ سَائِلُوا عَن هَذَا الرّجُلِ مَن هُوَ وَ مَا ذَا يُرِيدُ فَيَخرُجُ بَعضُ أَصحَابِ الحُسَينِ ع إِلَي عَسكَرِ المهَديِ‌ّ ع فَيَقُولُ أَيّهَا العَسكَرُ الجَائِلُ مَن أَنتُم حَيّاكُمُ اللّهُ وَ مَن صَاحِبُكُم هَذَا وَ مَا ذَا يُرِيدُ فَيَقُولُ أَصحَابُ المهَديِ‌ّ ع هَذَا مهَديِ‌ّ آلِ مُحَمّدٍ ع وَ نَحنُ أَنصَارُهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ المَلَائِكَةِ ثُمّ يَقُولُ الحُسَينُ ع خَلّوا بيَنيِ‌ وَ بَينَ هَذَا فَيَخرُجُ إِلَيهِ المهَديِ‌ّ ع فَيَقِفَانِ


صفحه : 36

بَينَ العَسكَرَينِ فَيَقُولُ الحُسَينُ ع إِن كُنتَ مهَديِ‌ّ آلِ مُحَمّدٍص فَأَينَ هِرَاوَةُ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ خَاتَمُهُ وَ بُردَتُهُ وَ دِرعُهُ الفَاضِلُ وَ عِمَامَتُهُ السّحَابُ وَ فَرَسُهُ وَ نَاقَتُهُ العَضبَاءُ وَ بَغلَتُهُ دُلدُلٌ وَ حِمَارُهُ يَعفُورٌ وَ نَجِيبُهُ البُرَاقُ وَ تَاجُهُ وَ المُصحَفُ ألّذِي جَمَعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِغَيرِ تَغيِيرٍ وَ لَا تَبدِيلٍ فَيُحضِرُ لَهُ السّفَطَ ألّذِي فِيهِ جَمِيعُ مَا طَلَبَهُ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ كَانَ كُلّهُ فِي السّفَطِ وَ تَرِكَاتُ جَمِيعِ النّبِيّينَ حَتّي عَصَا آدَمَ وَ نُوحٍ ع وَ تَرِكَةُ هُودٍ وَ صَالِحٍ ع وَ مَجمُوعُ اِبرَاهِيمَ ع وَ صَاعُ يُوسُفَ ع وَ مِكيَالُ شُعَيبٍ ع وَ مِيزَانُهُ وَ عَصَا مُوسَي ع وَ تَابُوتُهُ ألّذِي فِيهِ بَقِيّةُ مَاتَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ وَ دِرعُ دَاوُدَ ع وَ خَاتَمُهُ وَ خَاتَمُ سُلَيمَانَ ع وَ تَاجُهُ وَ رَحلُ عِيسَي ع وَ مِيرَاثُ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ فِي ذَلِكَ السّفَطِ وَ عِندَ ذَلِكَ يَقُولُ الحُسَينُ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَسأَلُكَ أَن تَغرِسَ هِرَاوَةَ رَسُولِ اللّهِص فِي هَذَا الحَجَرِ الصّلدِ وَ تَسأَلَ اللّهَ أَن يُنبِتَهَا فِيهِ وَ لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ إِلّا أَن يرُيِ‌َ أَصحَابَهُ فَضلَ المهَديِ‌ّ ع حَتّي يُطِيعُوهُ وَ يُبَايِعُوهُ وَ يَأخُذُ المهَديِ‌ّ ع الهِرَاوَةَ فَيَغرِسُهَا فَتَنبُتُ فَتَعلُو وَ تَفَرّعُ وَ تُورِقُ حَتّي تُظِلّ عَسكَرَ الحُسَينِ ع فَيَقُولُ الحُسَينُ ع اللّهُ أَكبَرُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مُدّ يَدَكَ حَتّي أُبَايِعَكَ فَيُبَايِعُهُ الحُسَينُ ع وَ سَائِرُ عَسكَرِهِ إِلّا الأَربَعَةُ آلَافٍ مِن أَصحَابِ المَصَاحِفِ وَ المُسُوحِ الشّعَرِ المَعرُوفُونَ بِالزّيدِيّةِ فَإِنّهُم يَقُولُونَ مَا هَذَا إِلّا سِحرٌ عَظِيمٌ أَقُولُ ثُمّ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ إِن أَنصَفتُم مِن أَنفُسِكُم وَ أَنصَفتُمُوهُ نَحواً مِمّا مَرّ وَ لَم يَذكُر بَعدَهُ شَيئاً

بيان الهود التوبة والرجوع إلي الحق وصبا يصبو أي مال وصبأ بالهمز أي خرج من دين إلي دين .


صفحه : 37

واعلم أن تاريخ الولادة مخالف لمامر والمشهور أن سرمن رأي بناها المعتصم ولعل المتوكل أتم بناءها وتعميرها فلذا نسبت إليه و قال الفيروزآبادي‌ سرمن رأي بضم السين والراء أي سرور وبفتحهما وبفتح الأول وضم الثاني‌ وسامرا ومده البحتري‌ في الشعر أوكلاهما لحن وساء من رأي بلد لماشرع في بنائه المعتصم ثقل ذلك علي عسكره فلما انتقل بهم إليها سر كل منهم برؤيتها فلزمها هذاالاسم . قوله فبغير سنة القائم لعل المعني أن الحسين ع كيف يظهر قبل القائم ع بغير سنته فأجاب ع بأن ظهوره بعدالقائم إذ كل بيعة قبله ضلالة قوله ع فها أناذا آدم يعني‌ في علمه وفضله وأخلاقه التي‌ بهاتتبعونه وتفضلونه وشحب لونه كجمع ونصر وكرم وعني‌ تغير قوله ع ويلزمهما إياه أقول العلة والسبب في إلزام ماتأخر عنهما من الآثام عليهما ظاهر لأنهما بمنع أمير المؤمنين ع عن حقه ودفعه عن مقامه صارا سببين لاختفاء سائر الأئمة ومغلوبيتهم وتسلط أئمة الجور وغلبتهم إلي زمان القائم ع وصار ذلك سببا لكفر من كفر وضلال من ضل وفسق من فسق لأن الإمام مع اقتداره واستيلائه وبسط يده يمنع من جميع ذلك وعدم تمكن أمير المؤمنين ص من بعض تلك الأمور في أيام خلافته إنما كان لماأسساه من الظلم والجور. و أما ماتقدم عليهما فلأنهما كانا راضيين بفعل من فعل مثل فعلهما من دفع خلفاء الحق عن مقامهم و مايترتب علي ذلك من الفساد و لوكانا منكرين لذلك لم يفعلا مثل فعلهم و كل من رضي‌ بفعل فهو كمن أتاه كمادلت عليه الآيات الكثيرة حيث نسب الله تعالي فعال آباء اليهود إليهم وذمهم عليها لرضاهم بها و غير ذلك واستفاضت به أخبار الخاصة والعامة. علي أنه لايبعد أن يكون لأرواحهم الخبيثة مدخلا في صدور تلك الأمور عن الأشقياء كما أن أرواح الطيبين من أهل بيت الرسالة كانت مؤيدة للأنبياء والرسل معينة لهم في الخيرات شفيعة لهم في رفع الكربات كمامر في كتاب


صفحه : 38

الإمامة. و مع صرف النظر عن جميع ذلك يمكن أن يؤول بأن المراد إلزام مثل فعال هؤلاء الأشقياء عليهما وإنهما في الشقاوة مثل جميعهم لصدور مثل أفعال الجميع عنهما. قوله والمنادي‌ من حول الضريح أي أجيبوا وانصروا أولاد الرسول ص الملهوفين المنادين حول ضريح جدهم . قوله ع والخاف أي الجبل المطيف بالدنيا و لايبعد أن يكون تصحيف القاف والجزل بالفتح ماعظم من الحطب ويبس والركل الضرب بالرجل وكذا الرفس . قوله ع لداعيها أي للداعي‌ فيها إلي الحق و لايجاب مناديها أي المستغيث فيها و لايخالف واليها أي يطاع والي‌ تلك الفتنة في كل مايريد والجحجاح السيد قوله جوانبها لعله بدل بعض وكذا نظائره . قوله ع قال الله عز و جل فَمِنهُم شقَيِ‌ّ وَ سَعِيدٌلعله ع فسر قوله تعالي إِلّا ما شاءَ رَبّكَبزمان الرجعة بأن يكون المراد بالجنة والنار ما يكون في عالم البرزخ كماورد في خبر آخر واستدل ع بها علي أن هذاالزمان منوط بمشية الله كما قال تعالي غيرمعلوم للخلق علي التعيين و هذاأظهر الوجوه التي‌ ذكروها في تفسير هذه الآية


صفحه : 39

باب 92-الرجعة

1- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ حُمرَانَ بنَ أَعيَنَ وَ أَبَا الخَطّابِ يُحَدّثَانِ جَمِيعاً قَبلَ أَن يُحدِثَ أَبُو الخَطّابِ مَا أَحدَثَ أَنّهُمَا سَمِعَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَوّلُ مَن تَنشَقّ الأَرضُ عَنهُ وَ يَرجِعُ إِلَي الدّنيَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ إِنّ الرّجعَةَ لَيسَت بِعَامّةٍ وَ هيِ‌َ خَاصّةٌ لَا يَرجِعُ إِلّا مَن مَحَضَ الإِيمَانَ مَحضاً أَو مَحَضَ الشّركَ مَحضاً

2- خص ،[منتخب البصائر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن حَمّادٍ عَن بُكَيرِ بنِ أَعيَنَ قَالَ قَالَ لِي مَن لَا أَشُكّ فِيهِ يعَنيِ‌ أَبَا جَعفَرٍ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص وَ عَلِيّاً سَيَرجِعَانِ

3-خص ،[منتخب البصائر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن حَمّادٍ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا تَقُولُوا الجِبتَ وَ الطّاغُوتَ وَ لَا تَقُولُوا الرّجعَةَ فَإِن قَالُوا لَكُم فَإِنّكُم قَد كُنتُم


صفحه : 40

تَقُولُونَ ذَلِكَ فَقُولُوا أَمّا اليَومَ فَلَا نَقُولُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد كَانَ يَتَأَلّفُ النّاسَ بِالمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ لِيَكُفّوا عَنهُ فَلَا تَتَأَلّفُونَهُم بِالكَلَامِ

بيان أي لاتسموا الملعونين بهذين الاسمين أو لاتتعرضوا لهما بوجه

4- خص ،[منتخب البصائر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن حَمّادٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن هَذِهِ الأُمُورِ العِظَامِ مِنَ الرّجعَةِ وَ أَشبَاهِهَا فَقَالَ إِنّ هَذَا ألّذِي تَسأَلُونَ عَنهُ لَم يَجِئ أَوَانُهُ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّبَل كَذّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ

5- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ يَزِيدَ وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ اليقَطيِنيِ‌ّ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الطّيّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً فَقَالَ لَيسَ أَحَدٌ مِنَ المُؤمِنِينَ قُتِلَ إِلّا سَيَرجِعُ حَتّي يَمُوتَ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ المُؤمِنِينَ مَاتَ إِلّا سَيَرجِعُ حَتّي يُقتَلَ

6- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يُنكِرُ أَهلُ العِرَاقِ الرّجعَةَ قُلتُ نَعَم قَالَ أَ مَا يَقرَءُونَ القُرآنَوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً

7- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كأَنَيّ‌ بِحُمرَانَ بنِ أَعيَنَ وَ مُيَسّرِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ يَخبِطَانِ النّاسَ بِأَسيَافِهِمَا بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ

8-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَمّن حَدّثَهُ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَئِن قُتِلتُم فِي سَبِيلِ اللّهِ أَو مُتّم فَقَالَ يَا جَابِرُ أَ تدَريِ‌ مَا سَبِيلُ اللّهِ قُلتُ لَا وَ اللّهِ إِلّا إِذَا


صفحه : 41

سَمِعتُ مِنكَ فَقَالَ القَتلُ فِي سَبِيلِ عَلِيّ ع وَ ذُرّيّتِهِ فَمَن قُتِلَ فِي وَلَايَتِهِ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لَيسَ أَحَدٌ يُؤمِنُ بِهَذِهِ الآيَةِ إِلّا وَ لَهُ قَتلَةٌ وَ مَيتَةٌ إِنّهُ مَن قُتِلَ يُنشَرُ حَتّي يَمُوتَ وَ مَن مَاتَ يُنشَرُ حَتّي يُقتَلَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن ابن المغيرة مثله بيان لعل آخر الخبر تفسير لآخر الآية و هو قوله وَ لَئِن مُتّم أَو قُتِلتُم لَإِلَي اللّهِ تُحشَرُونَبأن يكون المراد بالحشر الرجعة

9- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن فَيضِ بنِ أَبِي شَيبَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النّبِيّينَالآيَةَ قَالَ لَيُؤمِنُنّ بِرَسُولِ اللّهِص وَ لَيَنصُرُنّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قُلتُ وَ لَيَنصُرُنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ ع نَعَم وَ اللّهِ مِن لَدُن آدَمَ فَهَلُمّ جَرّاً فَلَم يَبعَثِ اللّهُ نَبِيّاً وَ لَا رَسُولًا إِلّا رَدّ جَمِيعَهُم إِلَي الدّنيَا حَتّي يُقَاتِلُوا بَينَ يدَيَ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 42

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن فيض بن أبي شيبة مثله

10- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَسرُوقٍ عَنِ المُنَخّلِ بنِ جَمِيلٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا المُدّثّرُ قُم فَأَنذِريعَنيِ‌ بِذَلِكَ مُحَمّداًص وَ قِيَامَهُ فِي الرّجعَةِ يُنذِرُ فِيهَا وَ قَولِهِإِنّها لَإِحدَي الكُبَرِ نَذِيراًيعَنيِ‌ مُحَمّداًص نَذِيراً لِلبَشَرِ فِي الرّجعَةِ وَ فِي قَولِهِ إِنّا أَرسَلنَاكَكَافّةً لِلنّاسِ فِي الرّجعَةِ

11- خص ،[منتخب البصائر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ كَانَ يَقُولُ إِنّ المُدّثّرَ هُوَ كَائِنٌ عِندَ الرّجعَةِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ حَيَاةٌ قَبلَ القِيَامَةِ ثُمّ مَوتٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ عِندَ ذَلِكَ نَعَم وَ اللّهِ لَكَفرَةٌ مِنَ الكُفرِ بَعدَ الرّجعَةِ أَشَدّ مِن كَفَرَاتٍ قَبلَهَا

12-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو الخثَعمَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ إِبلِيسَ قَالَأنَظرِنيِ‌ إِلي يَومِ يُبعَثُونَفَأَبَي اللّهُ ذَلِكَ عَلَيهِقالَ فَإِنّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ فَإِذَا كَانَ يَومُ الوَقتِ المَعلُومِ ظَهَرَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ فِي جَمِيعِ أَشيَاعِهِ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ إِلَي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ وَ هيِ‌َ آخِرُ كَرّةٍ يَكُرّهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ وَ إِنّهَا لَكَرّاتٌ قَالَ نَعَم إِنّهَا لَكَرّاتٌ وَ كَرّاتٌ مَا مِن إِمَامٍ فِي قَرنٍ إِلّا وَ يَكُرّ مَعَهُ البَرّ وَ الفَاجِرُ فِي دَهرِهِ حَتّي يُدِيلَ اللّهُ المُؤمِنَ مِنَ الكَافِرِ فَإِذَا كَانَ يَومُ الوَقتِ المَعلُومِ كَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي أَصحَابِهِ وَ جَاءَ إِبلِيسُ فِي أَصحَابِهِ وَ يَكُونُ مِيقَاتُهُم فِي أَرضٍ مِن أرَاَضيِ‌ الفُرَاتِ يُقَالُ لَهُ الرّوحَاءُ قَرِيبٌ


صفحه : 43

مِن كُوفَتِكُم فَيَقتَتِلُونَ قِتَالًا لَم يُقتَتَل مِثلُهُ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ العَالَمِينَ فكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي أَصحَابِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَد رَجَعُوا إِلَي خَلفِهِمُ القَهقَرَي مِائَةَ قَدَمٍ وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِم وَ قَد وَقَعَت بَعضُ أَرجُلِهِم فِي الفُرَاتِ فَعِندَ ذَلِكَ يَهبِطُ الجَبّارُ عَزّ وَ جَلّفِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ وَ المَلائِكَةُ وَ قضُيِ‌َ الأَمرُ رَسُولُ اللّهِص أَمَامَهُ بِيَدِهِ حَربَةٌ مِن نُورٍ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيهِ إِبلِيسُ رَجَعَ القَهقَرَي نَاكِصاً عَلَي عَقِبَيهِ فَيَقُولُونَ لَهُ أَصحَابُهُ أَينَ تُرِيدُ وَ قَد ظَفِرتَ فَيَقُولُإنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَإنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَفَيَلحَقُهُ النّبِيّص فَيَطعُنُهُ طَعنَةً بَينَ كَتِفَيهِ فَيَكُونُ هَلَاكُهُ وَ هَلَاكُ جَمِيعِ أَشيَاعِهِ فَعِندَ ذَلِكَ يُعبَدُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا يُشرَكُ بِهِ شَيئاً وَ يَملِكُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَربَعاً وَ أَربَعِينَ أَلفَ سَنَةٍ حَتّي يَلِدَ الرّجُلُ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع أَلفَ وَلَدٍ مِن صُلبِهِ ذَكَراً وَ عِندَ ذَلِكَ تَظهَرُ الجَنّتَانِ المُدهَامّتَانِ عِندَ مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ مَا حَولَهُ بِمَا شَاءَ اللّهُ

بيان هبوط الجبار تعالي كناية عن نزول آيات عذابه و قدمضي تأويل الآية المضمنة في هذاالخبر في كتاب التوحيد و قدسبق الرواية عن الرضا ع هناك أنها هكذا نزلت إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام و علي هذايمكن أن يكون الواو في قوله والملائكة هنا زائدا من النساخ

13- خص ،[منتخب البصائر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ ألّذِي يلَيِ‌ حِسَابَ النّاسِ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَأَمّا يَومَ القِيَامَةِ فَإِنّمَا هُوَ بَعثٌ إِلَي الجَنّةِ وَ بَعثٌ إِلَي النّارِ

14-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ وَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ مَعاً عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن سَعِيدٍ عَن دَاوُدَ بنِ رَاشِدٍ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع


صفحه : 44

قَالَ إِنّ أَوّلَ مَن يَرجِعُ لَجَارُكُمُ الحُسَينُ ع فَيَملِكُ حَتّي تَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ مِنَ الكِبَرِ

خص ،[منتخب البصائر]سعد عن ابن عيسي و ابن عبدالجبار و أحمد بن الحسن بن فضال جميعا عن الحسن بن فضال عن أبي المغراء عن داود بن راشد مثله

15- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ السيّاّريِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ قَبِيصَةَ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ هُم عَلَي النّارِ يُفتَنُونَ قَالَ يُكسَرُونَ فِي الكَرّةِ كَمَا يُكسَرُ الذّهَبُ حَتّي يَرجِعَ كُلّ شَيءٍ إِلَي شِبهِهِ يعَنيِ‌ إِلَي حَقِيقَتِهِ

بيان لعله إشارة إلي مامر في الأخبار من المزج بين الطينتين أوالمراد افتتانهم حتي يظهر حقائقهم

16- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع قَالَ قَالَ لَتَرجِعَنّ نُفُوسٌ ذَهَبَت وَ لَيُقتَصّنّ يَومَ يَقُومُ وَ مَن عُذّبَ يَقتَصّ بِعَذَابِهِ وَ مَن أُغِيظَ أَغَاظَ بِغَيظِهِ وَ مَن قُتِلَ اقتَصّ بِقَتلِهِ وَ يُرَدّ لَهُم أَعدَاؤُهُم مَعَهُم حَتّي يَأخُذُوا بِثَأرِهِم ثُمّ يَعمُرُونَ بَعدَهُم ثَلَاثِينَ شَهراً ثُمّ يَمُوتُونَ فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ قَد أَدرَكُوا ثَارَهُم وَ شَفَوا أَنفُسَهُم وَ يَصِيرُ عَدُوّهُم إِلَي أَشَدّ النّارِ عَذَاباً ثُمّ يُوقَفُونَ بَينَ يدَيَ‌ِ الجَبّارِ عَزّ وَ جَلّ فَيُؤخَذُ لَهُم بِحُقُوقِهِم

17-خص ،[منتخب البصائر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ قَالَدَخَلتُ مَعَ أَبِي عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَجَرَي بَينَهُمَا حَدِيثٌ فَقَالَ أَبِي لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا تَقُولُ فِي الكَرّةِ قَالَ أَقُولُ فِيهَا مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ ذَلِكَ أَنّ تَفسِيرَهَا صَارَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ قَبلَ أَن يأَتيِ‌َ هَذَا الحَرفُ بِخَمسٍ وَ عِشرِينَ لَيلَةً قَولُ اللّهِ


صفحه : 45

عَزّ وَ جَلّتِلكَ إِذاً كَرّةٌ خاسِرَةٌ إِذَا رَجَعُوا إِلَي الدّنيَا وَ لَم يَقضُوا ذُحُولَهُم فَقَالَ لَهُ أَبِي يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَإِنّما هيِ‌َ زَجرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِ أَيّ شَيءٍ أَرَادَ بِهَذَا فَقَالَ إِذَا انتَقَمَ مِنهُم وَ بَاتَت بَقِيّةُ الأَروَاحِ سَاهِرَةً لَا تَنَامُ وَ لَا تَمُوتُ

بيان الذحول جمع الذحل و هوطلب الثأر ولعل المعني أنهم إنما وصفوا هذه الكرة بالخاسرة لأنهم بعد أن قتلوا وعذبوا لم ينته عذابهم بل عقوبات القيامة معدة لهم أوأنهم لايمكنهم تدارك مايفعل بهم من أنواع القتل والعقاب . قوله ع ساهرة لعل التقدير فإذاهم بالحالة الساهرة علي الإسناد المجازي‌ أو في جماعة ساهرة. قال البيضاوي‌قالُوا تِلكَ إِذاً كَرّةٌ خاسِرَةٌذات خسران أوخاسر أصحابها والمعني أنها إن صحت فنحن إذاخاسرون لتكذيبنا بها و هواستهزاء منهم فَإِنّما هيِ‌َ زَجرَةٌ واحِدَةٌمتعلق بمحذوف أي لاتستصعبوها فما هي‌ إلاصيحة واحدة يعني‌ النفخة الثانيةفَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِ فإذاهم أحياء علي وجه الأرض بعد ماكانوا أمواتا في بطنها والساهرة الأرض البيضاء المستوية سميت بذلك لأن السراب يجري‌ فيها من قولهم عين ساهرة للتي‌ تجري‌ ماؤها و في ضدها نائمة أولأن سالكها يسهر خوفا وقيل اسم جهنم انتهي .أقول علي تأويله ع قولهم تِلكَ إِذاً كَرّةٌ خاسِرَةٌكلامهم في الرجعة علي التحقيق لا في الحياة الأولي علي الاستهزاء

18-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ جَعَلَكُم أَنبِيَاءَوَ جَعَلَكُم مُلُوكاً فَقَالَ الأَنبِيَاءُ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 46

وَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ وَ ذُرّيّتُهُ وَ المُلُوكُ الأَئِمّةُ ع قَالَ فَقُلتُ وَ أَيّ مُلكٍ أُعطِيتُم فَقَالَ مُلكَ الجَنّةِ وَ مُلكَ الكَرّةِ

19- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ وَ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي أَبِي عُثمَانَ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَوّلُ مَن يَرجِعُ إِلَي الدّنيَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَيَملِكُ حَتّي يَسقُطَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ مِنَ الكِبَرِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ قَالَ نَبِيّكُمص رَاجِعٌ إِلَيكُم

20-خص ،[منتخب البصائر] مِن كِتَابِ الوَاحِدَةِ رَوَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأُطرُوشِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ البجَلَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَحَدٌ وَاحِدٌ تَفَرّدَ فِي وَحدَانِيّتِهِ ثُمّ تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَت نُوراً ثُمّ خَلَقَ مِن ذَلِكَ النّورِ مُحَمّداًص وَ خلَقَنَيِ‌ وَ ذرُيّتّيِ‌ ثُمّ تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَت رُوحاً فَأَسكَنَهُ اللّهُ فِي ذَلِكَ النّورِ وَ أَسكَنَهُ فِي أَبدَانِنَا فَنَحنُ رُوحُ اللّهِ وَ كَلِمَاتُهُ فَبِنَا احتَجّ عَلَي خَلقِهِ فَمَا زِلنَا فِي ظُلّةٍ خَضرَاءَ حَيثُ لَا شَمسَ وَ لَا قَمَرَ وَ لَا لَيلَ وَ لَا نَهَارَ وَ لَا عَينَ تَطرِفُ نَعبُدُهُ وَ نُقَدّسُهُ وَ نُسَبّحُهُ وَ ذَلِكَ قَبلَ أَن يَخلُقَ الخَلقَ وَ أَخَذَ مِيثَاقَ الأَنبِيَاءِ بِالإِيمَانِ وَ النّصرَةِ لَنَا وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النّبِيّينَ لَما آتَيتُكُم مِن كِتابٍ وَ حِكمَةٍ ثُمّ جاءَكُم رَسُولٌ مُصَدّقٌ لِما مَعَكُم لَتُؤمِنُنّ بِهِ وَ لَتَنصُرُنّهُيعَنيِ‌ لَتُؤمِنُنّ بِمُحَمّدٍص وَ لَتَنصُرُنّ وَصِيّهُ وَ سَيَنصُرُونَهُ جَمِيعاً وَ إِنّ اللّهَ أَخَذَ ميِثاَقيِ‌ مَعَ مِيثَاقِ مُحَمّدٍص بِالنّصرَةِ بَعضِنَا لِبَعضٍ فَقَد نَصَرتُ مُحَمّداً وَ جَاهَدتُ بَينَ يَدَيهِ وَ قَتَلتُ عَدُوّهُ وَ وَفَيتُ لِلّهِ بِمَا أَخَذَ عَلَيّ مِنَ المِيثَاقِ وَ العَهدِ وَ النّصرَةِ لِمُحَمّدٍص وَ لَم ينَصرُنيِ‌ أَحَدٌ مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ ذَلِكَ لِمَا قَبَضَهُمُ اللّهُ إِلَيهِ وَ سَوفَ ينَصرُوُننَيِ‌ وَ يَكُونُ لِي مَا بَينَ مَشرِقِهَا إِلَي مَغرِبِهَا


صفحه : 47

وَ لَيَبعَثَنّ اللّهُ أَحيَاءً مِن آدَمَ إِلَي مُحَمّدٍص كُلّ نبَيِ‌ّ مُرسَلٍ يَضرِبُونَ بَينَ يدَيَ‌ّ بِالسّيفِ هَامَ الأَموَاتِ وَ الأَحيَاءِ وَ الثّقَلَينِ جَمِيعاً فَيَا عَجَبَا وَ كَيفَ لَا أَعجَبُ مِن أَموَاتٍ يَبعَثُهُمُ اللّهُ أَحيَاءً يُلَبّونَ زُمرَةً زُمرَةً بِالتّلبِيَةِ لَبّيكَ لَبّيكَ يَا داَعيِ‌َ اللّهِ قَد تَخَلّلُوا بِسِكَكِ الكُوفَةِ قَد شَهَرُوا سُيُوفَهُم عَلَي عَوَاتِقِهِم لَيَضرِبُونَ بِهَا هَامَ الكَفَرَةِ وَ جَبَابِرَتِهِم وَ أَتبَاعِهِم مِن جَبّارَةِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ حَتّي يُنجِزَ اللّهُ مَا وَعَدَهُم فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم وَ لَيُمَكّنَنّ لَهُم دِينَهُمُ ألّذِي ارتَضي لَهُم وَ لَيُبَدّلَنّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يعَبدُوُننَيِ‌ لا يُشرِكُونَ بيِ‌ شَيئاً أَي يعَبدُوُننَيِ‌ آمِنِينَ لَا يَخَافُونَ أَحَداً مِن عبِاَديِ‌ لَيسَ عِندَهُم تَقِيّةٌ وَ إِنّ لِي الكَرّةَ بَعدَ الكَرّةِ وَ الرّجعَةَ بَعدَ الرّجعَةِ وَ أَنَا صَاحِبُ الرّجَعَاتِ وَ الكَرّاتِ وَ صَاحِبُ الصّولَاتِ وَ النّقِمَاتِ وَ الدّولَاتِ العَجِيبَاتِ وَ أَنَا قَرنٌ مِن حَدِيدٍ وَ أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِص أَنَا أَمِينُ اللّهِ وَ خَازِنُهُ وَ عَيبَةُ سِرّهِ وَ حِجَابُهُ وَ وَجهُهُ وَ صِرَاطُهُ وَ مِيزَانُهُ وَ أَنَا الحَاشِرُ إِلَي اللّهِ وَ أَنَا كَلِمَةُ اللّهِ التّيِ‌ يَجمَعُ بِهَا المُفتَرِقَ وَ يُفَرّقُ بِهَا المُجتَمِعَ وَ أَنَا أَسمَاءُ اللّهِ الحُسنَي وَ أَمثَالُهُ العُليَا وَ آيَاتُهُ الكُبرَي وَ أَنَا صَاحِبُ الجَنّةِ وَ النّارِ أُسكِنُ أَهلَ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أُسكِنُ أَهلَ النّارِ النّارَ وَ إلِيَ‌ّ تَزوِيجُ أَهلِ الجَنّةِ وَ إلِيَ‌ّ عَذَابُ أَهلِ النّارِ وَ إلِيَ‌ّ إِيَابُ الخَلقِ جَمِيعاً وَ أَنَا الإِيَابُ ألّذِي يَئُوبُ إِلَيهِ كُلّ شَيءٍ بَعدَ القَضَاءِ وَ إلِيَ‌ّ حِسَابُ الخَلقِ جَمِيعاً وَ أَنَا صَاحِبُ


صفحه : 48

الهِبَاتِ وَ أَنَا المُؤَذّنُ عَلَي الأَعرَافِ وَ أَنَا بَارِزُ الشّمسِ أَنَا دَابّةُ الأَرضِ وَ أَنَا قَسِيمُ النّارِ وَ أَنَا خَازِنُ الجِنَانِ وَ صَاحِبُ الأَعرَافِ وَ أَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ يَعسُوبُ المُتّقِينَ وَ آيَةُ السّابِقِينَ وَ لِسَانُ النّاطِقِينَ وَ خَاتَمُ الوَصِيّينَ وَ وَارِثُ النّبِيّينَ وَ خَلِيفَةُ رَبّ العَالَمِينَ وَ صِرَاطُ ربَيّ‌َ المُستَقِيمُ وَ فُسطَاطُهُ وَ الحُجّةُ عَلَي أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ مَا فِيهِمَا وَ مَا بَينَهُمَا وَ أَنَا ألّذِي احتَجّ اللّهُ بِهِ عَلَيكُم فِي ابتِدَاءِ خَلقِكُم وَ أَنَا الشّاهِدُ يَومَ الدّينِ وَ أَنَا ألّذِي عَلِمتُ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا وَ القَضَايَا وَ فَصلَ الخِطَابِ وَ الأَنسَابَ وَ استُحفِظتُ آيَاتِ النّبِيّينَ المُستَخفِينَ المُستَحفَظِينَ وَ أَنَا صَاحِبُ العَصَا وَ المِيسَمِ وَ أَنَا ألّذِي سُخّرَت لِيَ السّحَابُ وَ الرّعدُ


صفحه : 49

وَ البَرقُ وَ الظّلَمُ وَ الأَنوَارُ وَ الرّيَاحُ وَ الجِبَالُ وَ البِحَارُ وَ النّجُومُ وَ الشّمسُ وَ القَمَرُ أَنَا القَرنُ الحَدِيدُ وَ أَنَا فَارُوقُ الأُمّةِ وَ أَنَا الهاَديِ‌ وَ أَنَا ألّذِي أَحصَيتُ كُلّ شَيءٍ عَدَداً بِعِلمِ اللّهِ ألّذِي أَودَعَنِيهِ وَ بِسِرّهِ ألّذِي أَسَرّهُ إِلَي مُحَمّدٍص وَ أَسَرّهُ النّبِيّص إلِيَ‌ّ وَ أَنَا ألّذِي أنَحلَنَيِ‌ ربَيّ‌ اسمَهُ وَ كَلِمَتَهُ وَ حِكمَتَهُ وَ عِلمَهُ وَ فَهمَهُ يَا مَعشَرَ النّاسِ اسألَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ‌ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُشهِدُكَ وَ أَستَعدِيكَ عَلَيهِم وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ وَ الحَمدُ لِلّهِ مُتّبِعِينَ أَمرَهُ

بيان وَ إِذ أَخَذَ اللّهُ قال البيضاوي‌ قيل إنه علي ظاهره و إذا كان هذاحكم الأنبياء كان الأمم به أولي وقيل معناه أنه تعالي أخذ الميثاق من النبيين وأممهم واستغني بذكرهم عن ذكر أممهم وقيل إضافة الميثاق إلي النبيين إضافة إلي الفاعل والمعني إذ أخذ الله الميثاق ألذي واثقه الأنبياء علي أممهم وقيل المراد أولاد النبيين علي حذف المضاف وهم بنو إسرائيل أوسماهم نبيين تهكما لأنهم كانوا يقولون نحن أولي بالنبوة من محمدلأنا أهل الكتاب والنبيون كانوا منا انتهي . و قال أكثر المفسرين النصرة البشارة للأمم به و لايخفي بعده و ما في الخبر هوظاهر الآية. و قال الجزري‌ في حديث عمرو الأسقف قال أجدك قرنا قال قرن مه قال قرن من حديد القرن بفتح القاف الحصن .أقول قدمر تفسير سائر أجزاء الخبر في كتاب أحوال أمير المؤمنين ع


صفحه : 50

21- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ عَن قَولِ اللّهِوَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً قَالَ ذَلِكَ حِينَ يَقُولُ عَلِيّ ع أَنَا أَولَي النّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقّا وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ إِلَي قَولِهِكاذِبِينَ

22- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَامِرِ بنِ مَعقِلٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي يَا أَبَا حَمزَةَ لَا تَضَعُوا عَلِيّاً دُونَ مَا وَضَعَهُ اللّهُ وَ لَا تَرفَعُوا عَلِيّاً فَوقَ مَا رَفَعَهُ اللّهُ كَفَي بعِلَيِ‌ّ أَن يُقَاتِلَ أَهلَ الكَرّةِ وَ أَن يُزَوّجَ أَهلَ الجَنّةِ

ير،[بصائر الدرجات ] ابن عيسي مثله خص ،[منتخب البصائر]سعد عن ابن عيسي عن علي بن النعمان عن عامر بن معقل

مثله

23- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً مِن لَدُن آدَمَ فَهَلُمّ جَرّاً إِلّا وَ يَرجِعُ إِلَي الدّنيَا وَ يَنصُرُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ قَولُهُلَتُؤمِنُنّ بِهِيعَنيِ‌ بِرَسُولِ اللّهِص وَ لَتَنصُرُنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

24- فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ يَومَ القِيامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداًفَإِنّهُ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص إِذَا رَجَعَ آمَنَ بِهِ النّاسُ كُلّهُم

قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قَالَ قَالَ لِيَ الحَجّاجُ يَا شَهرُ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ قَد أعَيتَنيِ‌ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ أَيّةُ آيَةٍ هيِ‌َ فَقَالَ قَولُهُوَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ اللّهِ لإَنِيّ‌ لَآمُرُ باِليهَوُديِ‌ّ وَ النصّراَنيِ‌ّ فَتُضرَبُ عُنُقُهُ ثُمّ


صفحه : 51

أَرمَقُهُ بعِيَنيِ‌ فَمَا أَرَاهُ يُحَرّكُ شَفَتَيهِ حَتّي يُحمَلَ فَقُلتُ أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ لَيسَ عَلَي مَا تَأَوّلتَ قَالَ كَيفَ هُوَ قُلتُ إِنّ عِيسَي يَنزِلُ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ إِلَي الدّنيَا فَلَا يَبقَي أَهلُ مِلّةٍ يهَوُديِ‌ّ وَ لَا غَيرُهُ إِلّا آمَنَ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ يصُلَيّ‌ خَلفَ المهَديِ‌ّ قَالَ وَيحَكَ أَنّي لَكَ هَذَا وَ مِن أَينَ جِئتَ بِهِ فَقُلتُ حدَثّنَيِ‌ بِهِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ جِئتَ وَ اللّهِ بِهَا مِن عَينٍ صَافِيَةٍ

25- فس ،[تفسير القمي‌] بَل كَذّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ أَي لَم يَأتِهِم تَأوِيلُهُكَذلِكَ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم قَالَ نَزَلَت فِي الرّجعَةِ كَذّبُوا بِهَا أَي أَنّهَا لَا تَكُونُ ثُمّ قَالَوَ مِنهُم مَن يُؤمِنُ بِهِ وَ مِنهُم مَن لا يُؤمِنُ بِهِ وَ رَبّكَ أَعلَمُ بِالمُفسِدِينَ

26- فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَو أَنّ لِكُلّ نَفسٍ ظَلَمَتآلَ مُحَمّدٍ حَقّهُمما فِي الأَرضِجَمِيعاًلَافتَدَت بِهِ فِي ذَلِكَ الوَقتِ يعَنيِ‌ الرّجعَةَ

27- فس ،[تفسير القمي‌] وَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداًسُئِلَ الإِمَامُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً قَالَ مَا يَقُولُ النّاسُ فِيهَا قُلتُ يَقُولُونَ إِنّهَا فِي القِيَامَةِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ يُحشَرُ اللّهُ فِي القِيَامَةِ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً وَ يَترُكُ البَاقِينَ إِنّمَا ذَلِكَ فِي الرّجعَةِ فَأَمّا آيَةُ القِيَامَةِ فَهَذِهِوَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداً إِلَي قَولِهِمَوعِداً

28- فس ،[تفسير القمي‌] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ المُستَنِيرِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِفَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً قَالَ هيِ‌َ وَ اللّهِ لِلنّصّابِ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد رَأَينَاهُم دَهرَهُمُ الأَطوَلَ فِي كِفَايَةٍ حَتّي مَاتُوا قَالَ ذَاكَ وَ اللّهِ فِي الرّجعَةِ يَأكُلُونَ العَذِرَةَ


صفحه : 52

خص ،[منتخب البصائر]سعد عن أحمد بن محمد مثله

29- فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ حَرامٌ عَلي قَريَةٍ أَهلَكناها أَنّهُم لا يَرجِعُونَفَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَا

كُلّ قَريَةٍ أَهلَكَ اللّهُ أَهلَهُ بِالعَذَابِ لَا يَرجِعُونَ فِي الرّجعَةِ فَهَذِهِ الآيَةُ مِن أَعظَمِ الدّلَالَةِ فِي الرّجعَةِ لِأَنّ أَحَداً مِن أَهلِ الإِسلَامِ لَا يُنكِرُ أَنّ النّاسَ كُلّهُم يَرجِعُونَ إِلَي القِيَامَةِ مَن هَلَكَ وَ مَن لَم يَهلِك فَقَولُهُلا يَرجِعُونَعَنَي فِي الرّجعَةِ فَأَمّا إِلَي القِيَامَةِ يَرجِعُونَ حَتّي يَدخُلُوا النّارَ

بيان قال الطبرسي‌ اختلف في معناه علي وجوه أحدها أن لامزيدة والمعني حرام علي قرية مهلكة بالعقوبة أن يرجعوا إلي دار الدنيا وقيل إن معناه واجب عليها أنها إذاأهلكت لاترجع إلي دنياها و قدجاء الحرام بمعني الواجب وثانيها أن معناه حرام علي قرية وجدناها هالكة بالذنوب أن يتقبل منهم عمل لأنهم لايرجعون إلي التوبة وثالثها أن معناه حرام أن لايرجعوا بعدالممات بل يرجعون أحياء للمجازات ثم ذكر رواية محمد بن مسلم

30-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَانتَهَي رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ نَائِمٌ فِي المَسجِدِ قَد جَمَعَ رَملًا وَ وَضَعَ رَأسَهُ عَلَيهِ فَحَرّكَهُ بِرِجلِهِ ثُمّ قَالَ قُم يَا دَابّةَ اللّهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ نسُمَيّ‌ بَعضُنَا بَعضاً بِهَذَا الِاسمِ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا لَهُ خَاصّةً وَ هُوَ الدّابّةُ التّيِ‌ ذَكَرَ اللّهُ فِي كِتَابِهِوَ إِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دَابّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلّمُهُم أَنّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ إِذَا كَانَ آخِرُ الزّمَانِ أَخرَجَكَ اللّهُ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ وَ مَعَكَ مِيسَمٌ تَسِمُ بِهِ أَعدَاءَكَ فَقَالَ الرّجُلُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ العَامّةَ يَقُولُونَ هَذِهِ الآيَةُ إِنّمَا


صفحه : 53

تُكَلّمُهُم فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ كَلّمَهُمُ اللّهُ فِي نَارِ جَهَنّمَ إِنّمَا هُوَ تُكَلّمُهُم مِنَ الكَلَامِ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ هَذَا فِي الرّجعَةِ قَولُهُوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً مِمّن يُكَذّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ حَتّي إِذا جاؤُ قالَ أَ كَذّبتُم بآِياتيِ‌ وَ لَم تُحِيطُوا بِها عِلماً أَمّا ذا كُنتُم تَعمَلُونَ قَالَ الآيَاتُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةُ ع فَقَالَ الرّجُلُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ العَامّةَ تَزعُمُ أَنّ قَولَهُوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاًعَنَي فِي القِيَامَةِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَيَحشُرُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً وَ يَدَعُ البَاقِينَ لَا وَ لَكِنّهُ فِي الرّجعَةِ وَ أَمّا آيَةُ القِيَامَةِوَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداًحدَثّنَيِ‌ أَبِي قَالَ حدَثّنَيِ‌ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع

فِي قَولِهِوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً قَالَ لَيسَ أَحَدٌ مِنَ المُؤمِنِينَ قُتِلَ إِلّا يَرجِعُ حَتّي يَمُوتَ وَ لَا يَرجِعُ إِلّا مَن مَحَضَ الإِيمَانَ مَحضاً أَو مَحَضَ الكُفرَ مَحضاً قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَجُلٌ لِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ يَا أَبَا اليَقظَانِ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ قَد أَفسَدَت قلَبيِ‌ وَ شكَكّتَنيِ‌ قَالَ عَمّارٌ وَ أَيّةُ آيَةٍ هيِ‌َ قَالَ قَولُ اللّهِوَ إِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دَابّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلّمُهُم أَنّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَالآيَةَ فَأَيّةُ دَابّةٍ هَذِهِ قَالَ عَمّارٌ وَ اللّهِ مَا أَجلِسُ وَ لَا آكُلُ وَ لَا أَشرَبُ حَتّي أُرِيَكَهَا فَجَاءَ عَمّارٌ مَعَ الرّجُلِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ هُوَ يَأكُلُ تَمراً وَ زُبداً فَقَالَ يَا أَبَا اليَقظَانِ هَلُمّ فَجَلَسَ عَمّارٌ وَ أَقبَلَ يَأكُلُ مَعَهُ فَتَعَجّبَ الرّجُلُ مِنهُ فَلَمّا قَامَ عَمّارٌ قَالَ الرّجُلُ سُبحَانَ اللّهِ يَا أَبَا اليَقظَانِ حَلَفتَ أَنّكَ لَا تَأكُلُ وَ لَا تَشرَبُ وَ لَا تَجلِسُ حَتّي تُرِيَنِيهَا قَالَ عَمّارٌ قَد أَرَيتُكَهَا إِن كُنتَ تَعقِلُ

31-فس ،[تفسير القمي‌]سَيُرِيكُم آياتِهِ فَتَعرِفُونَها قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةُ ع إِذَا رَجَعُوا يَعرِفُهُم أَعدَاؤُهُم إِذَا رَأَوهُم وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ الآيَاتِ هُمُ الأَئِمّةُ قَولُ


صفحه : 54

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا لِلّهِ آيَةٌ أَعظَمَ منِيّ‌ فَإِذَا رَجَعُوا إِلَي الدّنيَا يَعرِفُهُم أَعدَاؤُهُم إِذَا رَأَوهُم فِي الدّنيَا

32-فس ،[تفسير القمي‌]طسم تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبِينِ ثُمّ خَاطَبَ نَبِيّهُص فَقَالَنَتلُوا عَلَيكَ يَا مُحَمّدُمِن نَبَإِ مُوسي وَ فِرعَونَ بِالحَقّ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ إِنّ فِرعَونَ عَلا فِي الأَرضِ وَ جَعَلَ أَهلَها شِيَعاً يَستَضعِفُ طائِفَةً إِلَي قَولِهِيُذَبّحُ أَبناءَهُم وَ يسَتحَييِ‌ نِساءَهُم إِنّهُ كانَ مِنَ المُفسِدِينَأَخبَرَ اللّهُ نَبِيّهُ بِمَا نَالَ مُوسَي وَ أَصحَابَهُ مِن فِرعَونَ مِنَ القَتلِ وَ الظّلمِ لِيَكُونَ تَعزِيَةً لَهُ فِيمَا يُصِيبُهُ فِي أَهلِ بَيتِهِ مِن أُمّتِهِ ثُمّ بَشّرَهُ بَعدَ تَعزِيَتِهِ أَنّهُ يَتَفَضّلُ عَلَيهِم بَعدَ ذَلِكَ وَ يَجعَلُهُم خُلَفَاءَ فِي الأَرضِ وَ أَئِمّةً عَلَي أُمّتِهِ وَ يَرُدّهُم إِلَي الدّنيَا مَعَ أَعدَائِهِم حَتّي يَنتَصِفُوا مِنهُم فَقَالَوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيِ‌َ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما وَ هُمُ الّذِينَ غَصَبُوا آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم وَ قَولُهُمِنهُم أَي مِن آلِ مُحَمّدٍما كانُوا يَحذَرُونَ أَي مِنَ القَتلِ وَ العَذَابِ وَ لَو كَانَت هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَت فِي مُوسَي وَ فِرعَونَ لَقَالَ وَ نُرِيَ فِرعَونَ وَ هَامَانَ وَ جُنُودَهُمَا مِنهُ مَا كَانُوا يَحذَرُونَ أَي مِن مُوسَي وَ لَم يَقُل مِنهُم فَلَمّا تَقَدّمَ قَولُهُوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةًعَلِمنَا أَنّ المُخَاطَبَةَ للِنبّيِ‌ّص وَ مَا وَعَدَ اللّهُ رَسُولَهُ فَإِنّمَا يَكُونُ بَعدَهُ وَ الأَئِمّةُ يَكُونُونَ مِن وُلدِهِ وَ إِنّمَا ضَرَبَ اللّهُ هَذَا المَثَلَ لَهُم فِي مُوسَي وَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ فِي أَعدَائِهِم بِفِرعَونَ وَ جُنُودِهِ فَقَالَ إِنّ فِرعَونَ قَتَلَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ ظَلَمَ فَأَظفَرَ اللّهُ مُوسَي بِفِرعَونَ وَ أَصحَابِهِ حَتّي أَهلَكَهُمُ اللّهُ وَ كَذَلِكَ أَهلُ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص أَصَابَهُم مِن أَعدَائِهِمُ القَتلُ وَ الغَصبُ ثُمّ يَرُدّهُمُ اللّهُ وَ يَرُدّ أَعدَاءَهُم إِلَي الدّنيَا حَتّي يَقتُلُوهُم وَ قَد ضَرَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَص فِي أَعدَائِهِ مَثَلًا مِثلَ مَا ضَرَبَهُ اللّهُ لَهُم فِي أَعدَائِهِم بِفِرعَونَ وَ هَامَانَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ أَوّلَ مَن بَغَي عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 55

عَلَي وَجهِ الأَرضِ عَنَاقُ بِنتُ آدَمَ ع خَلَقَ اللّهُ لَهَا عِشرِينَ إِصبَعاً فِي كُلّ إِصبَعٍ مِنهَا ظُفُرَانِ طَوِيلَانِ كَالمِنجَلَينِ العَظِيمَينِ وَ كَانَ مَجلِسُهَا فِي الأَرضِ مَوضِعَ جَرِيبٍ فَلَمّا بَغَت بَعَثَ اللّهُ لَهَا أَسَداً كَالفِيلِ وَ ذِئباً كَالبَعِيرِ وَ نَسراً كَالحِمَارِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي الخَلقِ الأَوّلِ فَسَلّطَهُم عَلَيهَا فَقَتَلُوهَا أَلَا وَ قَد قَتَلَ اللّهُ فِرعَونَ وَ هَامَانَ وَ خَسَفَ بِقَارُونَ وَ إِنّمَا هَذَا مَثَلٌ لِأَعدَائِهِ الّذِينَ غَصَبُوا حَقّهُ فَأَهلَكَهُمُ اللّهُ ثُمّ قَالَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَلَي أَثَرِ هَذَا المَثَلِ ألّذِي ضَرَبَهُ وَ قَد كَانَ لِي حَقّ حَازَهُ دوُنيِ‌ مَن لَم يَكُن لَهُ وَ لَم أَكُن أَشرَكُهُ فِيهِ وَ لَا تَوبَةَ لَهُ إِلّا بِكِتَابٍ مُنزَلٍ أَو بِرَسُولٍ مُرسَلٍ وَ أَنّي لَهُ بِالرّسَالَةِ بَعدَ مُحَمّدٍص وَ لَا نبَيِ‌ّ بَعدَ مُحَمّدٍ فَأَنّي يَتُوبُ وَ هُم فِي بَرزَخِ القِيَامَةِ غَرّتهُ الأمَاَنيِ‌ّ وَ غَرّهُ بِاللّهِ الغَرُورُ قَد أَشفَي عَلَي جُرُفٍ هَارٍ فَانهَارَفِي نارِ جَهَنّمَ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ وَ كَذَلِكَ مَثَلُ القَائِمِ ع فِي غَيبَتِهِ وَ هَرَبِهِ وَ استِتَارِهِ مَثَلُ مُوسَي ع خَائِفٌ مُستَتِرٌ إِلَي أَن يَأذَنَ اللّهُ فِي خُرُوجِهِ وَ طَلَبِ حَقّهِ وَ قَتلِ أَعدَائِهِ فِي قَولِهِأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ الّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقّ وَ قَد ضَرَبَ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا مَثَلًا فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِإِدَالَتِهِم مِن أَعدَائِهِم حَيثُ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لِمِنهَالِ بنِ عَمرٍو أَصبَحنَا فِي قَومِنَا مِثلَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي آلِ فِرعَونَ يَذبَحُونَ أَبنَاءَنَا وَ يَستَحيُونَ نِسَاءَنَا

بيان الخبر الأخير أوردناه في أحوال الحسين ع و قوله فلما تقدم استدلال علي أن المراد بفرعون وهامان وجنوده أبوبكر وعمر وأتباعهما لأن الله تعالي ذكر سابقا عليه وَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ و هذاوعد وظاهره عدم تحقق الموعود بعد


صفحه : 56

33- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن عَبدِ الحَمِيدِ الطاّئيِ‌ّ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي قَولِهِإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ قَالَ يَرجِعُ إِلَيكُم نَبِيّكُمص

34- فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَنُذِيقَنّهُم مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِ قَالَ العَذَابُ الأَدنَي عَذَابُ الرّجعَةِ بِالسّيفِ وَ مَعنَي قَولِهِلَعَلّهُم يَرجِعُونَ أَي يَرجِعُونَ فِي الرّجعَةِ حَتّي يُعَذّبُوا

35- فس ،[تفسير القمي‌] فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِم فَساءَ صَباحُ المُنذَرِينَيعَنيِ‌ العَذَابَ إِذَا نَزَلَ ببِنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ أَشيَاعِهِم فِي آخِرِ الزّمَانِ

36- فس ،[تفسير القمي‌] رَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِ إِلَي قَولِهِمِن سَبِيلٍ قَالَ الصّادِقُ ع ذَلِكَ فِي الرّجعَةِ

بيان أي أحد الإحياءين في الرجعة والآخر في القيامة وإحدي الإماتتين في الدنيا والأخري في الرجعة وبعض المفسرين صححوا التثنية بالإحياء في القبر للسؤال والإماتة فيه ومنهم من حمل الإماتة الأولي علي خلقهم ميتين ككونهم نطفة

37- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ يُرِيكُم آياتِهِيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فِي الرّجعَةِ فَإِذَا رَأَوهُمقالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ وَ كَفَرنا بِما كُنّا بِهِ مُشرِكِينَ أَي جَحَدنَا بِمَا أَشرَكنَاهُمفَلَم يَكُ يَنفَعُهُم إِيمانُهُم لَمّا رَأَوا بَأسَنا سُنّتَ اللّهِ التّيِ‌ قَد خَلَت فِي عِبادِهِ وَ خَسِرَ هُنالِكَ الكافِرُونَ

38- فس ،[تفسير القمي‌] وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلّهُم يَرجِعُونَيعَنيِ‌ فَإِنّهُم يَرجِعُونَ يعَنيِ‌ الأَئِمّةَ إِلَي الدّنيَا


صفحه : 57

39- فس ،[تفسير القمي‌] فَارتَقِب أَي اصبِريَومَ تأَتيِ‌ السّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ قَالَ ذَلِكَ إِذَا خَرَجُوا فِي الرّجعَةِ مِنَ القَبرِ تَغشَي النّاسَ كُلّهُمُ الظّلمَةُ فَيَقُولُواهذا عَذابٌ أَلِيمٌ رَبّنَا اكشِف عَنّا العَذابَ إِنّا مُؤمِنُونَ فَقَالَ اللّهُ رَدّاً عَلَيهِمأَنّي لَهُمُ الذّكري فِي ذَلِكَ اليَومِوَ قَد جاءَهُم رَسُولٌ مُبِينٌ أَي رَسُولٌ قَد بَيّنَ لَهُمثُمّ تَوَلّوا عَنهُ وَ قالُوا مُعَلّمٌ مَجنُونٌ قَالَ قَالُوا ذَلِكَ لَمّا نَزَلَ الوحَي‌ُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَخَذَهُ الغشَي‌ُ فَقَالُوا هُوَ مَجنُونٌ ثُمّ قَالَإِنّا كاشِفُوا العَذابِ قَلِيلًا إِنّكُم عائِدُونَيعَنيِ‌ إِلَي القِيَامَةِ وَ لَو كَانَ قَولُهُيَومَ تأَتيِ‌ السّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ فِي القِيَامَةِ لَم يَقُل إِنّكُم عَائِدُونَ لِأَنّهُ لَيسَ بَعدَ الآخِرَةِ وَ القِيَامَةِ حَالَةٌ يَعُودُونَ إِلَيهَا ثُمّ قَالَيَومَ نَبطِشُ البَطشَةَ الكُبرييعَنيِ‌ فِي القِيَامَةِإِنّا مُنتَقِمُونَ

بيان قال الطبرسي‌ ره إن رسول الله ص دعا علي قومه لماكذبوه فقال أللهم سنينا كسني‌ يوسف فأجدبت الأرض فأصابت قريشا المجاعة و كان الرجل لما به من الجوع يري بينه و بين السماء كالدخان وأكلوا الميتة والعظام ثم جاءوا إلي النبي ص فسأل الله لهم فكشف عنهم وقيل إن الدخان


صفحه : 58

من أشراط الساعة تدخل في مسامع الكفار والمنافقين و هو لم يأت بعد وإنه يأتي‌ قبل قيام الساعة فيدخل أسماعهم حتي أن رءوسهم تكون كالرأس الحنيذ ويصيب المؤمن منه مثل الزكمة وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص ويمكث ذلك أربعين يوما

40- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِيَومَ تَشَقّقُ الأَرضُ عَنهُم سِراعاً قَالَ فِي الرّجعَةِ

41- فس ،[تفسير القمي‌] حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ قَالَ القَائِمُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي الرّجعَةِفَسَيَعلَمُونَ مَن أَضعَفُ ناصِراً وَ أَقَلّ عَدَداً قَالَ هُوَ قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ لِزُفَرَ وَ اللّهِ يَا ابنَ صُهَاكَ لَو لَا عَهدٌ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ كِتَابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ لَعَلِمتَ أَيّنَا أَضعَفُ نَاصِراً وَ أَقَلّ عَدَداً قَالَ فَلَمّا أَخبَرَهُم رَسُولُ اللّهِ مَا يَكُونُ مِنَ الرّجعَةِ قَالُوا مَتَي يَكُونُ هَذَا قَالَ اللّهُقُل يَا مُحَمّدُإِن أدَريِ‌ أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَم يَجعَلُ لَهُ ربَيّ‌ أَمَداً وَ قَولُهُعالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداً قَالَ يُخبِرُ اللّهُ رَسُولَهُ ألّذِي يَرتَضِيهِ بِمَا كَانَ قَبلَهُ مِنَ الأَخبَارِ وَ مَا يَكُونُ بَعدَهُ مِن أَخبَارِ القَائِمِ ع وَ الرّجعَةِ وَ القِيَامَةِ

42-فس ،[تفسير القمي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ فِي قَولِهِفَما لَهُ مِن قُوّةٍ وَ لا ناصِرٍ قَالَ مَا لَهُ قُوّةٌ يَقوَي بِهَا عَلَي خَالِقِهِ وَ لَا نَاصِرٌ مِنَ اللّهِ يَنصُرُهُ إِن أَرَادَ بِهِ سُوءاً قُلتُإِنّهُم يَكِيدُونَ كَيداً قَالَ كَادُوا رَسُولَ اللّهِص وَ كَادُوا عَلِيّاً ع وَ كَادُوا فَاطِمَةَ ع فَقَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُإِنّهُم يَكِيدُونَ كَيداً وَ أَكِيدُ كَيداً فَمَهّلِ الكافِرِينَ يَا مُحَمّدُأَمهِلهُم رُوَيداًلِوَقتِ بَعثِ القَائِمِ ع فَيَنتَقِمُ لِي مِنَ الجَبّارِينَ وَ الطّوَاغِيتِ مِن قُرَيشٍ


صفحه : 59

وَ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ سَائِرِ النّاسِ

43- فس ،[تفسير القمي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ لَلآخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الأُولي قَالَ يعَنيِ‌ الكَرّةَ هيِ‌َ الآخِرَةُ للِنبّيِ‌ّص قُلتُ قَولُهُوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي قَالَ يُعطِيكَ مِنَ الجَنّةِ فَتَرضَي

44- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي الشّيخُ الطوّسيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ يَرفَعُهُ إِلَي بُرَيدَةَ الأسَلمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ أَشهَدَكَ معَيِ‌ سَبعَةَ مَوَاطِنَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ المَوطِنُ السّابِعُ أَنّا نَبقَي حِينَ لَا يَبقَي أَحَدٌ وَ هَلَاكُ الأَحزَابِ بِأَيدِينَا

45- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُيَشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ قَالَ المَأمُونُ لِلرّضَا ع يَا أَبَا الحَسَنِ مَا تَقُولُ فِي الرّجعَةِ فَقَالَ ع إِنّهَا الحَقّ قَد كَانَت فِي الأُمَمِ السّالِفَةِ وَ نَطَقَ بِهَا القُرآنُ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كُلّ مَا كَانَ فِي الأُمَمِ السّالِفَةِ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ وَ قَالَص إِذَا خَرَجَ المهَديِ‌ّ مِن ولُديِ‌ نَزَلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فَصَلّي خَلفَهُ وَ قَالَص إِنّ الإِسلَامَ بَدَأَ غَرِيباً وَ سَيَعُودُ غَرِيباً فَطُوبَي لِلغُرَبَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ ثُمّ يَرجِعُ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ الخَبَرَ

46- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن سُفيَانَ عَن فِرَاسٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ قَالَ قَالَ ابنُ الكَوّاءِ لعِلَيِ‌ّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ رَأَيتَ قَولَكَ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ بَينَ جُمَادَي وَ رَجَبٍ قَالَ وَيحَكَ يَا أَعوَرُ هُوَ جَمعُ أَشتَاتٍ وَ نَشرُ أَموَاتٍ وَ حَصدُ نَبَاتٍ وَ هَنَاتٌ بَعدَ هَنَاتٍ مُهلِكَاتٌ مُبِيراَتٌ لَستُ أَنَا وَ لَا أَنتَ هُنَاكَ

47- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ عَن عَبَايَةَ الأسَدَيِ‌ّ قَالَسَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَص


صفحه : 60

وَ هُوَ مُشتَكٍ وَ أَنَا قَائِمٌ عَلَيهِ لَأَبنِيَنّ بِمِصرَ مِنبَراً وَ لَأَنقُضَنّ دِمَشقَ حَجَراً حَجَراً وَ لَأُخرِجَنّ اليَهُودَ وَ النّصَارَي مِن كُلّ كُوَرِ العَرَبِ وَ لَأَسُوقَنّ العَرَبَ بعِصَاَي‌َ هَذِهِ قَالَ قُلتُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَأَنّكَ تُخبِرُ أَنّكَ تَحيَا بَعدَ مَا تَمُوتُ فَقَالَ هَيهَاتَ يَا عَبَايَةُ ذَهَبتَ فِي غَيرِ مَذهَبٍ يَفعَلُهُ رَجُلٌ منِيّ‌

قال الصدوق رضي‌ الله عنه إن أمير المؤمنين ع اتقي عباية الأسدي‌ في هذاالحديث واتقي ابن الكواء في الحديث الأول لأنهما كانا غيرمحتملين لأسرار آل محمدص

48- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحِ بنِ مَسعُودٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَمّن سَمِعَ عَلِيّاً ع يَقُولُ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ بَينَ جُمَادَي وَ رَجَبٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا العَجَبُ ألّذِي لَا تَزَالُ تَعجَبُ مِنهُ فَقَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ وَ أَيّ عَجَبٍ أَعجَبُ مِن أَموَاتٍ يَضرِبُونَ كُلّ عَدُوّ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَهلِ بَيتِهِ وَ ذَلِكَ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم قَد يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِ فَإِذَا اشتَدّ القَتلُ قُلتُم مَاتَ أَو هَلَكَ أَو أَيّ وَادٍ سَلَكَ وَ ذَلِكَ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً

49-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا يَقُولُ النّاسُ فِي هَذِهِ الآيَةِوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً قُلتُ يَقُولُونَ إِنّهَا فِي القِيَامَةِ قَالَ لَيسَ كَمَا يَقُولُونَ إِنّ ذَلِكَ فِي الرّجعَةِ أَ يَحشُرُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً وَ يَدَعُ البَاقِينَ إِنّمَا آيَةُ القِيَامَةِ قَولُهُوَ حَشَرناهُم فَلَم


صفحه : 61

نُغادِر مِنهُم أَحَداً قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ مِمّا يَدُلّ عَلَي الرّجعَةِ قَولُهُوَ حَرامٌ عَلي قَريَةٍ أَهلَكناها أَنّهُم لا يَرجِعُونَ فَقَالَ الصّادِقُ ع كُلّ قَريَةٍ أَهلَكَ اللّهُ أَهلَهَا بِالعَذَابِ لَا يَرجِعُونَ فِي الرّجعَةِ فَأَمّا إِلَي القِيَامَةِ فَيَرجِعُونَ وَ مَن مَحَضَ الإِيمَانَ مَحضاً وَ غَيرُهُم مِمّن لَم يَهلِكُوا بِالعَذَابِ وَ مَحَضُوا الكُفرَ مَحضاً يَرجِعُونَ

50- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النّبِيّينَ لَما آتَيتُكُم مِن كِتابٍ وَ حِكمَةٍ ثُمّ جاءَكُم رَسُولٌ مُصَدّقٌ لِما مَعَكُم لَتُؤمِنُنّ بِهِ وَ لَتَنصُرُنّهُ قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّنَا مِن لَدُن آدَمَ إِلّا وَ يَرجِعُ إِلَي الدّنيَا فَيَنصُرُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ قَولُهُلَتُؤمِنُنّ بِهِيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ لَتَنصُرُنّهُيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ مِثلُهُ كَثِيرٌ مِمّا وَعَدَ اللّهُ تَعَالَي الأَئِمّةَ ع مِنَ الرّجعَةِ وَ النّصرِ فَقَالَوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم يَا مَعشَرَ الأَئِمّةِوَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إِلَي قَولِهِلا يُشرِكُونَ بيِ‌ شَيئاًفَهَذِهِ مِمّا يَكُونُ إِذَا رَجَعُوا إِلَي الدّنيَا وَ قَولُهُوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِفَهَذَا كُلّهُ مِمّا يَكُونُ فِي الرّجعَةِ

51- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ قَالَ ذُكِرَ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع جَابِرٌ فَقَالَ رَحِمَ اللّهُ جَابِراً لَقَد بَلَغَ مِن عِلمِهِ أَنّهُ كَانَ يَعرِفُ تَأوِيلَ هَذِهِ الآيَةِإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍيعَنيِ‌ الرّجعَةَ

52-يج ،[الخرائج والجرائح ]سَهلُ بنُ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ فُضَيلٍ عَن سَعدٍ الجَلّابِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ الحُسَينُ ع لِأَصحَابِهِ قَبلَ أَن يُقتَلَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ لِي يَا بنُيَ‌ّ إِنّكَ سَتُسَاقُ إِلَي العِرَاقِ وَ هيِ‌َ أَرضٌ قَدِ التَقَي بِهَا النّبِيّونَ


صفحه : 62

وَ أَوصِيَاءُ النّبِيّينَ وَ هيِ‌َ أَرضٌ تُدعَي عموراء وَ إِنّكَ تُستَشهَدُ بِهَا وَ يُستَشهَدُ مَعَكَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِكَ لَا يَجِدُونَ أَلَمَ مَسّ الحَدِيدِ وَ تَلَاقُلنا يا نارُ كوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ يَكُونُ الحَربُ بَرداً وَ سَلَاماً عَلَيكَ وَ عَلَيهِم فَأَبشِرُوا فَوَ اللّهِ لَئِن قَتَلُونَا فَإِنّا نَرِدُ عَلَي نَبِيّنَا قَالَ ثُمّ أَمكُثُ مَا شَاءَ اللّهُ فَأَكُونُ أَوّلَ مَن يَنشَقّ الأَرضُ عَنهُ فَأَخرُجُ خَرجَةً يُوَافِقُ ذَلِكَ خَرجَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قِيَامَ قَائِمِنَا ثُمّ لَيَنزِلَنّ عَلَيّ وَفدٌ مِنَ السّمَاءِ مِن عِندِ اللّهِ لَم يَنزِلُوا إِلَي الأَرضِ قَطّ وَ لَيَنزِلَنّ إلِيَ‌ّ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ جُنُودٌ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ لَيَنزِلَنّ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ أَنَا وَ أخَيِ‌ وَ جَمِيعُ مَن مَنّ اللّهُ عَلَيهِ فِي حَمُولَاتٍ مِن حَمُولَاتِ الرّبّ خَيلٍ بُلقٍ مِن نُورٍ لَم يَركَبهَا مَخلُوقٌ ثُمّ لَيَهُزّنّ مُحَمّدٌ لِوَاءَهُ وَ لَيَدفَعَنّهُ إِلَي قَائِمِنَا مَعَ سَيفِهِ ثُمّ إِنّا نَمكُثُ مِن بَعدِ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّ اللّهَ يَخرُجُ مِن مَسجِدِ الكُوفَةِ عَيناً مِن دُهنٍ وَ عَيناً مِن مَاءٍ وَ عَيناً مِن لَبَنٍ ثُمّ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَدفَعُ إلِيَ‌ّ سَيفَ رَسُولِ اللّهِص وَ يبَعثَنُيِ‌ إِلَي المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَلَا آتيِ‌ عَلَي عَدُوّ لِلّهِ إِلّا أَهرَقتُ دَمَهُ وَ لَا أَدَعُ صَنَماً إِلّا أَحرَقتُهُ حَتّي أَقَعَ إِلَي الهِندِ فَأَفتَحُهَا وَ إِنّ دَانِيَالَ وَ يُوشَعَ يَخرُجَانِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ يَقُولَانِ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يَبعَثُ اللّهُ مَعَهُمَا إِلَي البَصرَةِ سَبعِينَ رَجُلًا فَيَقتُلُونَ مُقَاتِلِيهِم وَ يَبعَثُ بَعثاً إِلَي الرّومِ فَيَفتَحُ اللّهُ لَهُم ثُمّ لَأَقتُلَنّ كُلّ دَابّةٍ حَرّمَ اللّهُ لَحمَهَا حَتّي لَا يَكُونَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ إِلّا الطّيّبُ وَ أَعرِضُ عَلَي اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ سَائِرِ المِلَلِ وَ لَأُخَيّرَنّهُم بَينَ الإِسلَامِ وَ السّيفِ فَمَن أَسلَمَ مَنَنتُ عَلَيهِ وَ مَن كَرِهَ الإِسلَامَ أَهرَقَ اللّهُ دَمَهُ وَ لَا يَبقَي رَجُلٌ مِن شِيعَتِنَا إِلّا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكاً يَمسَحُ عَن وَجهِهِ التّرَابَ وَ يُعَرّفُهُ أَزوَاجَهُ وَ مَنزِلَتَهُ فِي الجَنّةِ وَ لَا يَبقَي عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَعمَي وَ لَا مُقعَدٌ وَ لَا مُبتَلًي إِلّا كَشَفَ اللّهُ عَنهُ بَلَاءَهُ بِنَا أَهلَ البَيتِ


صفحه : 63

وَ لَيَنزِلَنّ البَرَكَةُ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ حَتّي إِنّ الشّجَرَةَ لَتَقصِفُ بِمَا يُرِيدُ اللّهُ فِيهَا مِنَ الثّمَرَةِ وَ لَتَأكُلَنّ ثَمَرَةَ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ وَ ثَمَرَةَ الصّيفِ فِي الشّتَاءِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ لَو أَنّ أَهلَ القُري آمَنُوا وَ اتّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ وَ لكِن كَذّبُوا فَأَخَذناهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَ ثُمّ إِنّ اللّهَ لَيَهَبُ لِشِيعَتِنَا كَرَامَةً لَا يَخفَي عَلَيهِم شَيءٌ فِي الأَرضِ وَ مَا كَانَ فِيهَا حَتّي إِنّ الرّجُلَ مِنهُم يُرِيدُ أَن يَعلَمَ عِلمَ أَهلِ بَيتِهِ فَيُخبِرَهُم بِعِلمِ مَا يَعمَلُونَ

خص ،[منتخب البصائر]مما رواه لي السيد علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد الحسني‌ بإسناده عن سهل مثله إيضاح لتقصف أي تنكسر أغصانها لكثرة ماحملت من الثمار

53- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ ابنِ يَزِيدَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُوسَي الحَنّاطِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَيّامُ اللّهِ ثَلَاثَةٌ يَومٌ يَقُومُ القَائِمُ ع وَ يَومُ الكَرّةِ وَ يَومُ القِيَامَةِ

ل العطار عن سعد عن ابن يزيد عن محمد بن الحسن الميثمي‌ عن مثني الحناط عن أبي جعفر ع مثله مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي عن الحميري‌ عن ابن هاشم عن ابن أبي عمير عن المثني

مثله

54-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن رَجُلٍ عَن


صفحه : 64

جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ وَ زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا سَمِعنَاهُ يَقُولُ إِنّ أَوّلَ مَن يَكُرّ فِي الرّجعَةِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ يَمكُثُ فِي الأَرضِ أَربَعِينَ سَنَةً حَتّي يَسقُطَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ

55-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَنِ المُنَخّلِ بنِ جَمِيلٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَيسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ لَهُ قَتلَةٌ وَ مَوتَةٌ إِنّهُ مَن قُتِلَ نُشِرَ حَتّي يَمُوتَ وَ مَن مَاتَ نُشِرَ حَتّي يُقتَلَ ثُمّ تَلَوتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع هَذِهِ الآيَةَكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ فَقَالَ وَ منشوره [مَنشُورَةٌ] قُلتُ قَولُكَ وَ منشوره [مَنشُورَةٌ] مَا هُوَ فَقَالَ هَكَذَا أنزل [نَزَلَ] بِهَا جَبرَئِيلُ عَلَي مُحَمّدٍص كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ومنشوره [مَنشُورَةٌ] ثُمّ قَالَ مَا فِي هَذِهِ الأُمّةِ أَحَدٌ بَرّ وَ لَا فَاجِرٌ إِلّا وَ يُنشَرُ أَمّا المُؤمِنُونَ فَيُنشَرُونَ إِلَي قُرّةِ أَعيُنِهِم وَ أَمّا الفُجّارُ فَيُنشَرُونَ إِلَي خزِي‌ِ اللّهِ إِيّاهُم أَ لَم تَسمَع أَنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُوَ لَنُذِيقَنّهُم مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِ وَ قَولَهُيا أَيّهَا المُدّثّرُ قُم فَأَنذِريعَنيِ‌ بِذَلِكَ مُحَمّداًص قِيَامَهُ فِي الرّجعَةِ يُنذِرُ فِيهَا وَ قَولَهُإِنّها لَإِحدَي الكُبَرِ نَذِيراً لِلبَشَرِيعَنيِ‌ مُحَمّداًص نَذِيرٌ لِلبَشَرِ فِي الرّجعَةِ وَ قَولَهُهُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ قَالَ يُظهِرُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي الرّجعَةِ وَ قَولَهُحَتّي إِذا فَتَحنا عَلَيهِم باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِذَا رَجَعَ فِي الرّجعَةِ قَالَ جَابِرٌ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّرُبَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ قَالَ هُوَ أَنَا إِذَا خَرَجتُ أَنَا وَ شيِعتَيِ‌


صفحه : 65

وَ خَرَجَ عُثمَانُ بنُ عَفّانَ وَ شِيعَتُهُ وَ نَقتُلُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَعِندَهَا يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كَانُوا مُسلِمَينِ

56- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن بُرَيدَةَ الأسَلمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ أَنتَ إِذَا استَيأَسَت أمُتّيِ‌ مِنَ المهَديِ‌ّ فَيَأتِيهَا مِثلُ قَرنِ الشّمسِ يَستَبشِرُ بِهِ أَهلُ السّمَاءِ وَ أَهلُ الأَرضِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص بَعدَ المَوتِ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّ بَعدَ المَوتِ هُدًي وَ إِيمَاناً وَ نُوراً قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَيّ العُمُرَينِ أَطوَلُ قَالَ الآخَرُ بِالضّعفِ

بيان قوله ص إن بعدالموت أي بعدموت سائر الخلق لاالمهدي‌

57- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يَومَ يَقُومُ الأَشهادُ قَالَ ذَلِكَ وَ اللّهِ فِي الرّجعَةِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ فِي أَنبِيَاءِ اللّهِ كَثِيراً لَم يُنصَرُوا فِي الدّنيَا وَ قُتِلُوا وَ أَئِمّةٍ قَد قُتِلُوا وَ لَم يُنصَرُوا فَذَلِكَ فِي الرّجعَةِ قُلتُوَ استَمِع يَومَ يُنادِ المُنادِ مِن مَكانٍ قَرِيبٍ يَومَ يَسمَعُونَ الصّيحَةَ بِالحَقّ ذلِكَ يَومُ الخُرُوجِ قَالَ هيِ‌َ الرّجعَةُ

فس ،[تفسير القمي‌] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي مِثلَهُ وَ فِيهِ وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِم قُتِلُوا وَ لَم يُنصَرُوا فِي الدّنيَا

بيان لايخفي أن هذاأظهر مما ذكره المفسرون أن النصر بظهور الحجة أوالانتقام لهم من الكفر في الدنيا غالبا

58-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن زُرَارَةَ قَالَكَرِهتُ أَن أَسأَلَ أَبَا جَعفَرٍ ع فِي الرّجعَةِ فَاحتَلتُ مَسأَلَةً لَطِيفَةً لِأَبلُغَ بِهَا حاَجتَيِ‌ مِنهَا فَقُلتُ أخَبرِنيِ‌ عَمّن قُتِلَ مَاتَ قَالَ لَا المَوتُ مَوتٌ وَ القَتلُ قَتلٌ فَقُلتُ مَا أَحَدٌ


صفحه : 66

يُقتَلُ إِلّا مَاتَ قَالَ فَقَالَ يَا زُرَارَةُ قَولُ اللّهِ أَصدَقُ مِن قَولِكَ قَد فَرّقَ بَينَ القَتلِ وَ المَوتِ فِي القُرآنِ فَقَالَ ع أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ وَ قَالَلَئِن مُتّم أَو قُتِلتُم لَإِلَي اللّهِ تُحشَرُونَفَلَيسَ كَمَا قُلتَ يَا زُرَارَةُ المَوتُ مَوتٌ وَ القَتلُ قَتلٌ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ اشتَري مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَ أَموالَهُم بِأَنّ لَهُمُ الجَنّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقتُلُونَ وَ يُقتَلُونَ وَعداً عَلَيهِ حَقّا قَالَ فَقُلتُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ أَ فَرَأَيتَ مَن قُتِلَ لَم يَذُقِ المَوتَ فَقَالَ لَيسَ مَن قُتِلَ بِالسّيفِ كَمَن مَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ إِنّ مَن قُتِلَ لَا بُدّ أَن يَرجِعَ إِلَي الدّنيَا حَتّي يَذُوقَ المَوتَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن زرارة مثله

59- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الصّفوَانِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي الرّجعَةِ مَن مَاتَ مِنَ المُؤمِنِينَ قُتِلَ وَ مَن قُتِلَ مِنهُم مَاتَ

60-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَإِنّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللّهِص عَن بَطنَينِ مِن قُرَيشٍ كَلَامٌ تَكَلّمُوا بِهِ فَقَالَ يَرَي مُحَمّدٌ أَن لَو قَد قَضَي أَنّ هَذَا الأَمرَ يَعُودُ فِي أَهلِ بَيتِهِ مِن بَعدِهِ فَأَعلِم رَسُولَ اللّهِص ذَلِكَ فَبَاحَ فِي مَجمَعٍ مِن قُرَيشٍ بِمَا كَانَ يَكتُمُهُ فَقَالَ كَيفَ أَنتُم مَعَاشِرَ قُرَيشٍ وَ قَد كَفَرتُم بعَديِ‌ ثُمّ رأَيَتمُوُنيِ‌ فِي كَتِيبَةٍ مِن أصَحاَبيِ‌ أَضرِبُ وُجُوهَكُم وَ رِقَابَكُم بِالسّيفِ قَالَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ قُل إِن شَاءَ اللّهُ أَو يَكُونُ ذَلِكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع إِن شَاءَ اللّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَو يَكُونُ ذَلِكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع وَاحِدَةٌ لَكَ وَ اثنَتَانِ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَوعِدُكُمُ السّلَامُ قَالَ أَبَانٌ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ أَينَ السّلَامُ فَقَالَ ع


صفحه : 67

يَا أَبَانُ السّلَامُ مِن ظَهرِ الكُوفَةِ

61- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ المُثَنّي بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلّ سَبِيلًا قَالَ فِي الرّجعَةِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن علي الحلبي‌ عن أبي بصير مثله

62- خص ،[منتخب البصائر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن رِفَاعَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كُنتُ مَرِيضاً بِمِنًي وَ أَبِي ع عنِديِ‌ فَجَاءَهُ الغُلَامُ فَقَالَ هَاهُنَا رَهطٌ مِنَ العِرَاقِيّينَ يَسأَلُونَ الإِذنَ عَلَيكَ فَقَالَ أَبِي ع أَدخِلهُمُ الفُسطَاطَ وَ قَامَ إِلَيهِم فَدَخَلَ عَلَيهِم فَمَا لَبِثَ أَن سَمِعتُ ضَحِكَ أَبِي ع قَدِ ارتَفَعَ فَأَنكَرتُ وَ وَجَدتُ فِي نفَسيِ‌ مِن ضَحِكِهِ وَ أَنَا فِي تِلكَ الحَالِ ثُمّ عَادَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَا أَبَا جَعفَرٍ عَسَاكَ وَجَدتَ فِي نَفسِكَ مِن ضحَكِيِ‌ فَقُلتُ وَ مَا ألّذِي غَلَبَكَ مِنهُ الضّحِكُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ العِرَاقِيّينَ سأَلَوُنيِ‌ عَن أَمرٍ كَانَ مَضَي مِن آبَائِكَ وَ سَلَفِكَ يُؤمِنُونَ بِهِ وَ يُقِرّونَ فغَلَبَنَيِ‌ الضّحِكُ سُرُوراً أَنّ فِي الخَلقِ مَن يُؤمِنُ بِهِ وَ يُقِرّ فَقُلتُ وَ مَا هُوَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ سأَلَوُنيِ‌ عَنِ الأَموَاتِ مَتَي يُبعَثُونَ فَيُقَاتِلُونَ الأَحيَاءَ عَلَي الدّينِ

خص ،[منتخب البصائر]سعد عن السندي‌ بن محمد عن صفوان عن رفاعة مثله

63- خص ،[منتخب البصائر]بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ عَنِ الرّجعَةِ فَقَالَ القَدَرِيّةُ تُنكِرُهَا ثَلَاثاً

64-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ إِنّا نَتَحَدّثُ أَنّ عُمَرَ بنَ ذَرّ لَا يَمُوتُ حَتّي يُقَاتِلَ قَائِمَ آلِ مُحَمّدٍص فَقَالَ إِنّ مَثَلَ ابنِ ذَرّ مَثَلُ رَجُلٍ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يُقَالُ لَهُ عَبدُ رَبّهِ وَ كَانَ يَدعُو أَصحَابَهُ إِلَي ضَلَالَةٍ فَمَاتَ فَكَانُوا يَلُوذُونَ بِقَبرِهِ وَ يَتَحَدّثُونَ عِندَهُ إِذَا خَرَجَ عَلَيهِم مِن قَبرِهِ يَنفُضُ التّرَابَ مِن رَأسِهِ وَ يَقُولُ لَهُم


صفحه : 68

كَيتَ وَ كَيتَ

65- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ هِشَامٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ أَو غَيرِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد أَسرَي بيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي إلِيَ‌ّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ مَا أَوحَي وَ كلَمّنَيِ‌ بِمَا كَلّمَ بِهِ وَ كَانَ مِمّا كلَمّنَيِ‌ بِهِ أَن قَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَاعالِمُ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ...الرّحمنُ الرّحِيمُإنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَاالمَلِكُ القُدّوسُ السّلامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبّارُ المُتَكَبّرُ سُبحانَ اللّهِ عَمّا يُشرِكُونَإنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَاالخالِقُ البار‌ِئُ المُصَوّرُ لِيَ الأَسمَاءُ الحُسنَي يُسَبّحُ لِي مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ أَنَا العَزِيزُ الحَكِيمُ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا الأَوّلُ فَلَا شَيءَ قبَليِ‌ وَ أَنَا الآخِرُ فَلَا شَيءَ بعَديِ‌ وَ أَنَا الظّاهِرُ فَلَا شَيءَ فوَقيِ‌ وَ أَنَا البَاطِنُ فَلَا شَيءَ دوُنيِ‌ وَ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَابِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ أَوّلُ مَا آخُذُ مِيثَاقَهُ مِنَ الأَئِمّةِ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ آخِرُ مَن أَقبِضُ رُوحَهُ مِنَ الأَئِمّةِ وَ هُوَ الدّابّةُ التّيِ‌ تُكَلّمُهُم يَا مُحَمّدُ عَلِيّ أُظهِرُهُ عَلَي جَمِيعِ مَا أُوحِيهِ إِلَيكَ لَيسَ لَكَ أَن تَكتُمَ مِنهُ شَيئاً يَا مُحَمّدُ أُبطِنُهُ ألّذِي أَسرَرتُهُ إِلَيكَ فَلَيسَ مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ سِرّ دُونَهُ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ عَلِيّ مَا خَلَقتُ مِن حَلَالٍ وَ حَرَامٍ عَلِيّ عَلِيمٌ بِهِ بَيَانٌ قَولُهُ تَعَالَي عَلِيّ عَلِيّ الأَوّلُ اسمٌ وَ الثاّنيِ‌ صِفَةٌ أَي هُوَ عاَليِ‌ الشّأنِ أَو كِلَاهُمَا اسمَانِ وَ خَبَرَانِ لِمُبتَدَإٍ مَحذُوفٍ كَمَا يُقَالُ هُوَ فُلَانٌ إِذَا كَانَ مُشتَهَراً مَعرُوفاً فِي الكَمَالِ

66-خص ،[منتخب البصائر] مِن كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ ألّذِي رَوَاهُ عَنهُ أَبَانُ بنُ أَبِي عَيّاشٍ وَ قَرَأَ جَمِيعَهُ عَلَي سَيّدِنَا عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع بِحُضُورِ جَمَاعَةِ أَعيَانٍ مِنَ الصّحَابَةِ مِنهُم أَبُو الطّفَيلِ فَأَقَرّهُ عَلَيهِ زَينُ العَابِدِينَ ع وَ قَالَ هَذِهِ أَحَادِيثُنَا صَحِيحَةٌ قَالَ أَبَانٌلَقِيتُ أَبَا الطّفَيلِ بَعدَ ذَلِكَ فِي مَنزِلِهِ فحَدَثّنَيِ‌ فِي الرّجعَةِ عَن أُنَاسٍ مِن أَهلِ بَدرٍ وَ عَن سَلمَانَ وَ المِقدَادِ وَ أُبَيّ بنِ كَعبٍ وَ قَالَ


صفحه : 69

أَبُو الطّفَيلِ فَعَرَضتُ هَذَا ألّذِي سَمِعتُهُ مِنهُم عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ سَلَامُ اللّهِ عَلَيهِ بِالكُوفَةِ فَقَالَ هَذَا عِلمٌ خَاصّ لَا يَسَعُ الأُمّةَ جَهلُهُ وَ رَدّ عِلمِهِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي ثُمّ صدَقّنَيِ‌ بِكُلّ مَا حدَثّوُنيِ‌ وَ قَرَأَ عَلَيّ بِذَلِكَ قِرَاءَةً كَثِيرَةً فَسّرَهُ تَفسِيراً شَافِياً حَتّي صِرتُ مَا أَنَا بِيَومِ القِيَامَةِ أَشَدّ يَقِيناً منِيّ‌ بِالرّجعَةِ وَ كَانَ مِمّا قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ عَن حَوضِ النّبِيّص فِي الدّنيَا أَم فِي الآخِرَةِ فَقَالَ بَل فِي الدّنيَا قُلتُ فَمَنِ الذّائِدُ عَنهُ فَقَالَ أَنَا بيِدَيِ‌ فَليَرِدَنّهُ أوَليِاَئيِ‌ وَ ليُصرَفَنّ عَنهُ أعَداَئيِ‌ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَ لَأُورِدَنّهُ أوَليِاَئيِ‌ وَ لَأَصرِفَنّ عَنهُ أعَداَئيِ‌ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دَابّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلّمُهُم أَنّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ مَا الدّابّةُ قَالَ يَا أَبَا الطّفَيلِ الهُ عَن هَذَا فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ بِهِ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ هيِ‌َ دَابّةٌ تَأكُلُ الطّعَامَ وَ تمَشيِ‌ فِي الأَسوَاقِ وَ تَنكِحُ النّسَاءَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَن هُوَ قَالَ هُوَ زِرّ الأَرضِ ألّذِي تَسكُنُ الأَرضُ بِهِ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَن هُوَ قَالَ صِدّيقُ هَذِهِ الأُمّةِ وَ فَارُوقُهَا وَ رِبّيّهَا وَ ذُو قَرنَيهَا قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَن هُوَ قَالَ ألّذِي قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ وَ ألّذِيعِندَهُ عِلمُ الكِتابِوَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ ألّذِيصَدّقَ بِهِ وَ النّاسُ كُلّهُم كَافِرُونَ غَيرَهُ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَسَمّهِ لِي قَالَ قَد سَمّيتُهُ لَكَ يَا أَبَا الطّفَيلِ وَ اللّهِ لَو


صفحه : 70

أُدخِلتُ عَلَي عَامّةِ شيِعتَيِ‌ الّذِينَ بِهِم أُقَاتِلُ الّذِينَ أَقَرّوا بطِاَعتَيِ‌ وَ سمَوّنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ استَحَلّوا جِهَادَ مَن خاَلفَنَيِ‌ فَحَدّثتُهُم بِبَعضِ مَا أَعلَمُ مِنَ الحَقّ فِي الكِتَابِ ألّذِي نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع عَلَي مُحَمّدٍص لَتَفَرّقُوا عنَيّ‌ حَتّي أَبقَي فِي عِصَابَةٍ مِنَ الحَقّ قَلِيلَةٍ أَنتَ وَ أَشبَاهُكَ مِن شيِعتَيِ‌ فَفَزِعتُ وَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا وَ أشَباَهيِ‌ مُتَفَرّقٌ عَنكَ أَو نَثبُتُ مَعَكَ قَالَ بَل تَثبُتُونَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ فَقَالَ إِنّ أَمرَنَا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَعرِفُهُ وَ لَا يُقِرّ بِهِ إِلّا ثَلَاثَةٌ مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَو عَبدٌ مُؤمِنٌ نَجِيبٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ يَا أَبَا الطّفَيلِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قُبِضَ فَارتَدّ النّاسُ ضُلّالًا وَ جُهّالًا إِلّا مَن عَصَمَهُ اللّهُ بِنَا أَهلَ البَيتِ

إيضاح قوله ع وربيها بكسر الراء إشارة إلي قوله تعالي وَ كَأَيّن مِن نبَيِ‌ّ قاتَلَ مَعَهُ رِبّيّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا استَكانُوا. و قال البيضاوي‌ أي ربانيون علماء أتقياء عابدون لربهم وقيل جماعات منسوب إلي الربة وهي‌ الجماعة. أقول رأيت في أصل كتاب سليم بن قيس مثله

67- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَقَد تَسَمّوا بِاسمٍ مَا سَمّي اللّهُ بِهِ أَحَداً إِلّا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ مَا جَاءَ تَأوِيلُهُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَتَي يجَيِ‌ءُ تَأوِيلُهُ قَالَ إِذَا جَاءَت جَمَعَ اللّهُ أَمَامَهُ النّبِيّينَ وَ المُؤمِنِينَ حَتّي يَنصُرُوهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النّبِيّينَ لَما آتَيتُكُم مِن كِتابٍ وَ حِكمَةٍ إِلَي قَولِهِأَنَا مَعَكُم مِنَ الشّاهِدِينَفَيَومَئِذٍ يَدفَعُ رَسُولُ اللّهِص اللّوَاءَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَيَكُونُ أَمِيرَ الخَلَائِقِ كُلّهِم أَجمَعِينَ يَكُونُ الخَلَائِقُ كُلّهُم تَحتَ لِوَائِهِ وَ يَكُونُ هُوَ أَمِيرَهُم فَهَذَا تَأوِيلُهُ


صفحه : 71

68- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ لَم يَذُقِ المَوتَ مَن قُتِلَ وَ قَالَ لَا بُدّ مِن أَن يَرجِعَ حَتّي يَذُوقَ المَوتَ

69- شي‌، عَن سِيرِينَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ قَالَ مَا يَقُولُ النّاسُ فِي هَذِهِ الآيَةِوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ قَالَ يَقُولُونَ لَا قِيَامَةَ وَ لَا بَعثَ وَ لَا نُشُورَ فَقَالَ كَذّبُوا وَ اللّهِ إِنّمَا ذَلِكَ إِذَا قَامَ القَائِمُ وَ كَرّ مَعَهُ المُكِرّونَ فَقَالَ أَهلُ خِلَافِكُم قَد ظَهَرَت دَولَتُكُم يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ وَ هَذَا مِن كَذِبِكُم تَقُولُونَ رَجَعَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ لَا وَ اللّهِ لَا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ أَ لَا تَرَي أَنّهُم قَالُواوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِمكَانَتِ المُشرِكُونَ أَشَدّ تَعظِيماً لِلّاتِ وَ العُزّي مِن أَن يُقسِمُوا بِغَيرِهَا فَقَالَ اللّهُبَلي وَعداً عَلَيهِ حَقّا...لِيُبَيّنَ لَهُمُ ألّذِي يَختَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعلَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّهُم كانُوا كاذِبِينَ إِنّما قَولُنا لشِيَ‌ءٍ إِذا أَرَدناهُ أَن نَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ

70- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ اشتَري مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَ أَموالَهُم بِأَنّ لَهُمُ الجَنّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقتُلُونَ وَ يُقتَلُونَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ ذَلِكَ فِي المِيثَاقِ ثُمّ قَرَأتُالتّائِبُونَ العابِدُونَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا تَقرَأ هَكَذَا وَ لَكِن اقرَأ التّائِبِينَ العَابِدِينَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ ثُمّ قَالَ إِذَا رَأَيتَ هَؤُلَاءِ فَعِندَ ذَلِكَ هُمُ الّذِينَ اشتَرَي مِنهُم أَنفُسَهُم وَ أَموَالَهُم يعَنيِ‌ فِي الرّجعَةِ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ لَهُ مَيتَةٌ وَ قَتلَةٌ مَن مَاتَ بُعِثَ حَتّي يُقتَلَ وَ مَن قُتِلَ بُعِثَ حَتّي يَمُوتَ


صفحه : 72

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير مثله

71- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ عَبدِ الجَبّارِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن حُمَيدِ بنِ المُثَنّي عَن شُعَيبٍ الحَذّاءِ عَن أَبِي الصّبّاحِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَكرَهُ أَن أُسَمّيَهَا لَهُ فَقَالَ لِي هُوَ عَنِ الكَرّاتِ تسَألَنُيِ‌ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ تِلكَ القُدرَةُ وَ لَا يُنكِرُهَا إِلّا القَدَرِيّةُ لَا تُنكِرهُ تِلكَ القُدرَةُ لَا تُنكِرهَا إِنّ رَسُولَ اللّهِص أتُيِ‌َ بِقِنَاعٍ مِنَ الجَنّةِ عَلَيهِ عِذقٌ يُقَالُ لَهُ سُنّةٌ فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللّهِص سُنّةَ مَن كَانَ قَبلَكُم

بيان قوله ع تلك القدرة أي هذه من قدرة الله تعالي و لاينكرها إلاالقدرية من المعتزلة الذين ينكرون كثيرا من قدرة الله تعالي والقناع بالكسر طبق من عسب النخل وبعث هذا كان لإعلام النبي ص أنه يقع في أمته ماوقعت في الأمم السابقة و قدوقعت الرجعة في الأمم السابقة مرات شتي

72-خص ،[منتخب البصائر] ابنُ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ العبَديِ‌ّ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ أَبِي بَكرٍ اليشَكرُيِ‌ّ قَامَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ سَلَامُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ أَبَا المُعتَمِرِ تَكَلّمَ آنِفاً بِكَلَامٍ لَا يَحتَمِلُهُ قلَبيِ‌ فَقَالَ وَ مَا ذَاكَ قَالَ يَزعُمُ أَنّكَ حَدّثتَهُ أَنّكَ سَمِعتَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّا قَد رَأَينَا أَو سَمِعنَا بِرَجُلٍ أَكبَرَ سِنّاً مِن أَبِيهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَهَذَا ألّذِي كَبُرَ عَلَيكَ قَالَ نَعَم فَهَل تُؤمِنُ أَنتَ بِهَذَا وَ تَعرِفُهُ فَقَالَ نَعَم وَيلَكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ افقَه عنَيّ‌ أُخبِركَ عَن ذَلِكَ أَنّ عُزَيراً خَرَجَ مِن أَهلِهِ وَ امرَأَتِهِ فِي شَهرِهَا وَ لَهُ يَومَئِذٍ خَمسُونَ سَنَةً فَلَمّا ابتَلَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَنبِهِ أَمَاتَهُمِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُفَرَجَعَ إِلَي أَهلِهِ وَ هُوَ ابنُ خَمسِينَ سَنَةً فَاستَقبَلَهُ ابنُهُ وَ هُوَ ابنُ مِائَةِ سَنَةٍ وَ رَدّ اللّهُ عُزَيراً إِلَي ألّذِي كَانَ بِهِ


صفحه : 73

فَقَالَ مَا تَزِيدُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَل عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ نَعَم إِنّ أُنَاساً مِن أَصحَابِكَ يَزعُمُونَ أَنّهُم يُرَدّونَ بَعدَ المَوتِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَعَم تَكَلّم بِمَا سَمِعتَ وَ لَا تَزِد فِي الكَلَامِ فَمَا قُلتَ لَهُم قَالَ قُلتُ لَا أُؤمِنُ بشِيَ‌ءٍ مِمّا قُلتُم فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَيلَكَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ابتَلَي قَوماً بِمَا كَانَ مِن ذُنُوبِهِم فَأَمَاتَهُم قَبلَ آجَالِهِمُ التّيِ‌ سُمّيَت لَهُم ثُمّ رَدّهُم إِلَي الدّنيَا لِيَستَوفُوا أَرزَاقَهُم ثُمّ أَمَاتَهُم بَعدَ ذَلِكَ قَالَ فَكَبُرَ عَلَي ابنِ الكَوّاءِ وَ لَم يَهتَدِ لَهُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَيلَكَ تَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فِي كِتَابِهِوَ اختارَ مُوسي قَومَهُ سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنافَانطَلَقَ بِهِم مَعَهُ لِيَشهَدُوا لَهُ إِذَا رَجَعُوا عِندَ المَلَإِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِنّ ربَيّ‌ قَد كلَمّنَيِ‌ فَلَو أَنّهُم سَلّمُوا ذَلِكَ لَهُ وَ صَدّقُوا بِهِ لَكَانَ خَيراً لَهُم وَ لَكِنّهُم قَالُوا لِمُوسَي ع لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَأَخَذَتكُمُ الصّاعِقَةُ وَ أَنتُم تَنظُرُونَ ثُمّ بَعَثناكُم مِن بَعدِ مَوتِكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَ أَ تَرَي يَا ابنَ الكَوّاءِ إِنّ هَؤُلَاءِ قَد رَجَعُوا إِلَي مَنَازِلِهِم بَعدَ مَا مَاتُوا فَقَالَ ابنُ الكَوّاءِ وَ مَا ذَاكَ ثُمّ أَمَاتَهُم فَكَأَنّهُم فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا وَيلَكَ أَ وَ لَيسَ قَد أَخبَرَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ حَيثُ يَقُولُوَ ظَلّلنا عَلَيكُمُ الغَمامَ وَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلويفَهَذَا بَعدَ المَوتِ إِذ بَعَثَهُم وَ أَيضاً مِثلُهُم يَا ابنَ الكَوّاءِ المَلَأُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَيثُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم وَ قَولُهُ أَيضاً فِي عُزَيرٍ حَيثُ أَخبَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَأَو كاَلذّيِ‌ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيِ‌َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ وَ أَخَذَهُ بِذَلِكَ الذّنبِمِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ وَ رَدّهُ إِلَي الدّنيَا فَقالَ كَم لَبِثتَفَقالَ لَبِثتُ يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قالَ بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ


صفحه : 74

فَلَا تَشُكّنّ يَا ابنَ الكَوّاءِ فِي قُدرَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

73- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ القَصِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَإِنّ اللّهَ اشتَري مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَ أَموالَهُم فَقَالَ هَل تدَريِ‌ مَن يعَنيِ‌ فَقُلتُ يُقَاتِلُ المُؤمِنُونَفَيَقتُلُونَ وَ يُقتَلُونَ فَقَالَ لَا وَ لَكِن مَن قُتِلَ مِنَ المُؤمِنِينَ رُدّ حَتّي يَمُوتَ وَ مَن مَاتَ رُدّ حَتّي يُقتَلَ وَ تِلكَ القُدرَةُ فَلَا تُنكِرهَا

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن عبدالرحيم مثله

74- خص ،[منتخب البصائر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ شَيءٌ لَا يَكُونُ هَاهُنَا مِثلُهُ فَقَالَ لَا فَقُلتُ فحَدَثّنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم حَتّي نَظَرَ النّاسُ إِلَيهِم ثُمّ أَمَاتَهُم مِن يَومِهِم أَو رَدّهُم إِلَي الدّنيَا فَقَالَ بَل رَدّهُم إِلَي الدّنيَا حَتّي سَكَنُوا الدّورَ وَ أَكَلُوا الطّعَامَ وَ نَكَحُوا النّسَاءَ وَ لَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ مَاتُوا بِالآجَالِ

75-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لعِلَيِ‌ّ ع فِي الأَرضِ كَرّةً مَعَ الحُسَينِ ابنِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا يُقبِلُ بِرَايَتِهِ حَتّي يَنتَقِمَ لَهُ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ مُعَاوِيَةَ وَ آلِ مُعَاوِيَةَ وَ مَن شَهِدَ حَربَهُ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ إِلَيهِم بِأَنصَارِهِ يَومَئِذٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ ثَلَاثِينَ أَلفاً وَ مِن سَائِرِ النّاسِ سَبعِينَ أَلفاً فَيَلقَاهُم بِصِفّينَ مِثلَ المَرّةِ الأُولَي حَتّي يَقتُلَهُم وَ لَا يَبقَي مِنهُم مُخبِراً ثُمّ يَبعَثُهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَيُدخِلُهُم أَشَدّ عَذَابِهِ مَعَ فِرعَونَ وَ آلِ فِرعَونَ ثُمّ كَرّةً أُخرَي مَعَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي يَكُونَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ وَ تَكُونَ


صفحه : 75

الأَئِمّةُ ع عُمّالَهُ وَ حَتّي يَبعَثَهُ اللّهُ عَلَانِيَةً فَتَكُونَ عِبَادَتُهُ عَلَانِيَةً فِي الأَرضِ كَمَا عَبَدَ اللّهَ سِرّاً فِي الأَرضِ ثُمّ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ وَ أَضعَافَ ذَلِكَ ثُمّ عَقَدَ بِيَدِهِ أَضعَافاً يعُطيِ‌ اللّهُ نَبِيّهُص مُلكَ جَمِيعِ أَهلِ الدّنيَا مُنذُ يَومَ خَلَقَ اللّهُ الدّنيَا إِلَي يَومِ يُفنِيهَا حَتّي يُنجِزَ لَهُ مَوعُودَهُ فِي كِتَابِهِ كَمَا قَالَلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ

76- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ يَحيَي قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع سَمّي رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ صِدّيقاً فَقَالَ نَعَم إِنّهُ حَيثُ كَانَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ فِي الغَارِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ لَأَرَي سَفِينَةَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ تَضطَرِبُ فِي البَحرِ ضَالّةً فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ وَ إِنّكَ لَتَرَاهَا قَالَ نَعَم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تَقدِرُ أَن تُرِيَنِيهَا فَقَالَ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَا مِنهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي عَينَيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ انظُر فَنَظَرَ أَبُو بَكرٍ فَرَأَي السّفِينَةَ تَضطَرِبُ فِي البَحرِ ثُمّ نَظَرَ إِلَي قُصُورِ أَهلِ المَدِينَةِ فَقَالَ فِي نَفسِهِ الآنَ صَدّقتُ أَنّكَ سَاحِرٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص صِدّيقٌ أَنتَ فَقُلتُ لِمَ سمُيّ‌َ عُمَرُ الفَارُوقَ قَالَ نَعَم أَ لَا تَرَي أَنّهُ قَد فَرّقَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ أَخَذَ النّاسُ بِالبَاطِلِ فَقُلتُ فَلِمَ سمُيّ‌َ سَالِماً الأَمِينُ قَالَ لَمّا أَن كَتَبُوا الكُتُبَ وَ وَضَعُوهَا عَلَي يَدِ سَالِمٍ فَصَارَ الأَمِينَ قُلتُ فَقَالَ اتّقُوا دَعوَةَ سَعدٍ قَالَ نَعَم قُلتُ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ إِنّ سَعداً يَكُرّ فَيُقَاتِلُ عَلِيّاً ع

77-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ بنِ رُشَيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ قَالَدَخَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ أَنتَ إِمَامٌ قَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ سَمِعتُ جَدّكَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ لَا يَكُونُ الإِمَامُ إِلّا وَ لَهُ عَقِبٌ فَقَالَ أَ نَسِيتَ يَا شَيخُ أَم تَنَاسَيتَ لَيسَ هَكَذَا قَالَ جَعفَرٌ إِنّمَا قَالَ جَعفَرٌ لَا يَكُونُ الإِمَامُ إِلّا وَ لَهُ عَقِبٌ إِلّا الإِمَامَ ألّذِي يَخرُجُ


صفحه : 76

عَلَيهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَإِنّهُ لَا عَقِبَ لَهُ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ جُعِلتُ فِدَاكَ هَكَذَا سَمِعتُ جَدّكَ يَقُولُ

78- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن رِفَاعَةَ بنِ مُوسَي قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَوّلَ مَن يَكُرّ إِلَي الدّنيَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ أَصحَابُهُ وَ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ وَ أَصحَابُهُ فَيَقتُلُهُم حَذوَ القُذّةِ بِالقُذّةِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً

79- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الديّلمَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّأَ فَمَن وَعَدناهُ وَعداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ قَالَ المَوعُودُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَدَهُ اللّهُ أَن يَنتَقِمَ لَهُ مِن أَعدَائِهِ فِي الدّنيَا وَ وَعَدَهُ الجَنّةَ لَهُ وَ لِأَولِيَائِهِ فِي الآخِرَةِ

80- جا،[المجالس للمفيد]الكَاتِبُ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَنِ الفَضلِ بنِ الزّبَيرِ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ عَن عَبَايَةَ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ أَنَا سَيّدُ الشّيبِ وَ فِي سُنّةٍ مِن أَيّوبَ وَ اللّهِ لَيَجمَعَنّ اللّهُ لِي أهَليِ‌ كَمَا جَمَعُوا لِيَعقُوبَ

81- كش ،[رجال الكشي‌] أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بنُ حَمّادٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كأَنَيّ‌ بِعَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ العاَمرِيِ‌ّ عَلَيهِ عِمَامَةٌ سَودَاءُ وَ ذُؤَابَتَاهَا بَينَ كَتِفَيهِ مُصعِداً فِي لِحفِ الجَبَلِ بَينَ يدَيَ‌ قَائِمِنَا أَهلَ البَيتِ فِي أَربَعَةِ آلَافٍ مُكَبّرُونَ وَ مُكِرّونَ

بيان اللحف بالكسر أصل الجبل

82- كش ،[رجال الكشي‌] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ فِي إِسمَاعِيلَ أَن يُبقِيَهُ بعَديِ‌ فَأَبَي وَ لَكِنّهُ قَد أعَطاَنيِ‌ فِيهِ مَنزِلَةً أُخرَي إِنّهُ يَكُونُ أَوّلَ مَنشُورٍ فِي عَشَرَةٍ مِن أَصحَابِهِ وَ مِنهُم عَبدُ اللّهِ بنُ شَرِيكٍ وَ هُوَ صَاحِبُ لِوَائِهِ


صفحه : 77

خص ،[منتخب البصائر]سعد عن ابن عيسي و ابن أبي الخطاب معا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال مثله و فيه وفيهم عبد الله بن شريك العامري‌ وفيهم صاحب الراية

83- كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ فِي كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ القمُيّ‌ّ بِخَطّهِ حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ فُضَيلٍ قَالَ قُلتُ لِمُحَمّدِ بنِ فُرَاتٍ لَقِيتَ أَنتَ الأَصبَغَ قَالَ نَعَم لَقِيتُهُ مَعَ أَبِي فَرَأَيتُهُ شَيخاً أَبيَضَ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ طِوَالًا قَالَ لَهُ أَبِي حَدّثنَا بِحَدِيثٍ سَمِعتَهُ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ عَلَي المِنبَرِ أَنَا سَيّدُ الشّيبِ وَ فِيّ شَبَهٌ مِن أَيّوبَ وَ لَيَجمَعَنّ اللّهُ لِي شمَليِ‌ كَمَا جَمَعَهُ لِأَيّوبَ قَالَ فَسَمِعتُ هَذَا الحَدِيثَ أَنَا وَ أَبِي مِنَ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ فَمَا مَضَي بَعدَ ذَلِكَ إِلّا قَلِيلًا حَتّي توُفُيّ‌َ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ

84- كش ،[رجال الكشي‌]طَاهِرُ بنُ عِيسَي عَنِ الشجّاَعيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ بَشّارٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ قَد كَبِرتُ وَ دَقّ عظَميِ‌ أُحِبّ أَن يُختَمَ عمُرُيِ‌ بِقَتلٍ فِيكُم فَقَالَ وَ مَا مِن هَذَا بُدّ إِن لَم يَكُن فِي العَاجِلَةِ تَكُونُ فِي الآجِلَةِ

85- كش ،[رجال الكشي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ خَفقَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبَانُ بنُ تَغلِبَ مَرَرتُ بِقَومٍ يَعِيبُونَ عَلَيّ روِاَيتَيِ‌ عَن جَعفَرٍ ع قَالَ فَقُلتُ كَيفَ تلَوُموُنيِ‌ فِي روِاَيتَيِ‌ عَن رَجُلٍ مَا سَأَلتُهُ عَن شَيءٍ إِلّا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ فَمَرّ صِبيَانٌ وَ هُم يُنشِدُونَ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ بَينَ جُمَادَي وَ رَجَبٍ فَسَأَلتُهُ عَنهُ فَقَالَ لِقَاءُ الأَحيَاءِ بِالأَموَاتِ

86-خص ،[منتخب البصائر]وَقَفتُ عَلَي كِتَابِ خُطَبٍ لِمَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ عَلَيهِ خَطّ السّيّدِ رضَيِ‌ّ الدّينِ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ طَاوُسٍ مَا صُورَتُهُ هَذَا الكِتَابُ ذَكَرَ كَاتِبُهُ رَجُلَينِ بَعدَ الصّادِقِ ع فَيُمكِنُ أَن يَكُونَ تَارِيخُ كِتَابَتِهِ بَعدَ المِائَتَينِ مِنَ الهِجرَةِ لِأَنّهُ ع انتَقَلَ بَعدَ سَنَةِ مِائَةٍ وَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ قَد رَوَي بَعضَ مَا فِيهِ عَن أَبِي رَوحٍ فَرَجِ بنِ فَروَةَ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ بَعضَ مَا فِيهِ عَن غَيرِهِمَا ذَكَرَ


صفحه : 78

فِي الكِتَابِ المُشَارِ إِلَيهِ خُطبَةً لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع تُسَمّي المَخزُونَ وَ هيِ‌َ الحَمدُ لِلّهِ الأَحَدِ المَحمُودِ ألّذِي تَوَحّدَ بِمُلكِهِ وَ عَلَا بِقُدرَتِهِ أَحمَدُهُ عَلَي مَا عَرّفَ مِن سَبِيلِهِ وَ أَلهَمَ مِن طَاعَتِهِ وَ عَلّمَ مِن مَكنُونِ حِكمَتِهِ فَإِنّهُ مَحمُودٌ بِكُلّ مَا يوُليِ‌ مَشكُورٌ بِكُلّ مَا يبُليِ‌ وَ أَشهَدُ أَنّ قَولَهُ عَدلٌ وَ حُكمَهُ فَصلٌ وَ لَم يَنطِق فِيهِ نَاطِقٌ بِكَانَ إِلّا كَانَ قَبلَ كَانَ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُ اللّهِ وَ سَيّدُ عِبَادِهِ خَيرُ مَن أَهَلّ أَوّلًا وَ خَيرُ مَن أَهَلّ آخِراً فَكُلّمَا نَسَجَ اللّهُ الخَلقَ فَرِيقَينِ جَعَلَهُ فِي خَيرِ الفَرِيقَينِ لَم يُسهَم فِيهِ عَائِرٌ وَ لَا نِكَاحُ جَاهِلِيّةٍ ثُمّ إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ إِلَيكُم رَسُولًامِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌفَاتّبِعُوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم وَ لا تَتّبِعُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ فَإِنّ اللّهَ جَعَلَ لِلخَيرِ أَهلًا وَ لِلحَقّ دَعَائِمَ وَ لِلطّاعَةِ عِصَماً يُعصَمُ بِهِم وَ يُقِيمُ مِن حَقّهِ فِيهِم عَلَي ارتِضَاءٍ مِن ذَلِكَ وَ جَعَلَ لَهَا رُعَاةً وَ حَفَظَةً يَحفَظُونَهَا بِقُوّةٍ وَ يُعِينُونَ عَلَيهَا أَولِيَاءَ ذَلِكَ بِمَا وُلّوا مِن حَقّ اللّهِ فِيهَا أَمّا بَعدُ فَإِنّ رُوحَ البَصَرِ رُوحُ الحَيَاةِ ألّذِي لَا يَنفَعُ إِيمَانٌ إِلّا بِهِ مَعَ كَلِمَةِ اللّهِ وَ التّصدِيقِ بِهَا فَالكَلِمَةُ مِنَ الرّوحِ وَ الرّوحُ مِنَ النّورِ وَ النّورُ نُورُ السّمَاوَاتِ فَبِأَيدِيكُم سَبَبٌ وَصَلَ إِلَيكُم مِنهُ إِيثَارٌ وَ اختِيَارٌ نِعمَةَ اللّهِ لَا تَبلُغُوا شُكرَهَا خَصّصَكُم بِهَا وَ اختَصّكُم لَهَاوَ تِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وَ ما يَعقِلُها إِلّا العالِمُونَفَأَبشِرُوا بِنَصرٍ مِنَ اللّهِ عَاجِلٍ وَ فَتحٍ يَسِيرٍ يُقِرّ اللّهُ بِهِ أَعيُنَكُم وَ يَذهَبُ بِحُزنِكُم كُفّوا مَا تَنَاهَي النّاسُ عَنكُم فَإِنّ ذَلِكَ لَا يَخفَي عَلَيكُم إِنّ لَكُم عِندَ كُلّ طَاعَةٍ عَوناً مِنَ اللّهِ يَقُولُ عَلَي الأَلسُنِ وَ يَثبُتُ عَلَي الأَفئِدَةِ وَ ذَلِكَ عَونُ اللّهِ لِأَولِيَائِهِ يَظهَرُ فِي خفَيِ‌ّ نِعمَتِهِ لَطِيفاً وَ قَد أَثمَرَت لِأَهلِ التّقوَي أَغصَانَ شَجَرَةِ الحَيَاةِ وَ إِنّ فُرقَاناً مِنَ اللّهِ بَينَ أَولِيَائِهِ وَ أَعدَائِهِ فِيهِ شِفَاءٌ لِلصّدُورِ وَ ظُهُورٌ لِلنّورِ يُعِزّ اللّهُ بِهِ أَهلَ طَاعَتِهِ وَ يُذِلّ بِهِ أَهلَ مَعصِيَتِهِ فَليُعِدّ امرُؤٌ لِذَلِكَ عُدّتَهُ وَ لَا عُدّةَ لَهُ إِلّا بِسَبَبِ بَصِيرَةٍ وَ صِدقِ نِيّةٍ


صفحه : 79

وَ تَسلِيمٍ سَلَامَةُ أَهلِ الخِفّةِ فِي الطّاعَةِ ثِقلُ المِيزَانِ وَ المِيزَانُ بِالحِكمَةِ وَ الحِكمَةُ فَضَاءٌ لِلبَصَرِ وَ الشّكّ وَ المَعصِيَةُ فِي النّارِ وَ لَيسَا مِنّا وَ لَا لَنَا وَ لَا إِلَينَا قُلُوبُ المُؤمِنِينَ مَطوِيّةٌ عَلَي الإِيمَانِ إِذَا أَرَادَ اللّهُ إِظهَارَ مَا فِيهَا فَتَحَهَا باِلوحَي‌ِ وَ زَرَعَ فِيهَا الحِكمَةَ وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ إِنًي يَبلُغُهُ لَا يُعَجّلُ اللّهُ بشِيَ‌ءٍ حَتّي يَبلُغَ إِنَاهُ وَ مُنتَهَاهُ فَاستَبشِرُوا بِبُشرَي مَا بُشّرتُم وَ اعتَرِفُوا بِقُربَانِ مَا قُرّبَ لَكُم وَ تَنَجّزُوا مَا وَعَدَكُم إِنّ مِنّا دَعوَةً خَالِصَةً يُظهِرُ اللّهُ بِهَا حُجّتَهُ البَالِغَةَ وَ يُتِمّ بِهَا نِعَمَهُ السّابِغَةَ وَ يعُطيِ‌ بِهَا الكَرَامَةَ الفَاضِلَةَ مَنِ استَمسَكَ بِهَا أَخَذَ بِحِكمَةٍ مِنهَا آتَاكُمُ اللّهُ رَحمَتَهُ وَ مِن رَحمَتِهِ نُورُ القُلُوبِ وَ وَضَعَ عَنكُم أَوزَارَ الذّنُوبِ وَ عَجّلَ شِفَاءَ صُدُورِكُم وَ صَلَاحَ أُمُورِكُم وَ سَلَامٌ مِنّا دَائِماً عَلَيكُم تَعلَمُونَ بِهِ فِي دُوَلِ الأَيّامِ وَ قَرَارِ الأَرحَامِ فَإِنّ اللّهَ اختَارَ لِدِينِهِ أَقوَاماً انتَخَبَهُم لِلقِيَامِ عَلَيهِ وَ النّصرَةِ لَهُ بِهِم ظَهَرَت كَلِمَةُ الإِسلَامِ وَ أَرجَاءُ مُفتَرَضِ القُرآنِ وَ العَمَلِ بِالطّاعَةِ فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا ثُمّ إِنّ اللّهَ خَصّصَكُم بِالإِسلَامِ وَ استَخلَصَكُم لَهُ لِأَنّهُ اسمُ سَلَامَةٍ وَ جِمَاعُ كَرَامَةٍ اصطَفَاهُ اللّهُ فَنَهَجَهُ وَ بَيّنَ حُجَجَهُ وَ أَرّفَ أُرَفَهُ وَ حَدّهُ وَ وَصَفَهُ وَ جَعَلَهُ رِضًي كَمَا وَصَفَهُ وَ وَصَفَ أَخلَاقَهُ وَ بَيّنَ أَطبَاقَهُ وَ وَكّدَ مِيثَاقَهُ مِن ظَهرٍ وَ بَطنٍ ذيِ‌ حَلَاوَةٍ وَ أَمنٍ فَمَن ظَفَرَ بِظَاهِرِهِ رَأَي عَجَائِبَ مَنَاظِرِهِ فِي مَوَارِدِهِ وَ مَصَادِرِهِ وَ مَن فَطَنَ بِمَا بَطَنَ رَأَي مَكنُونَ الفِطَنِ وَ عَجَائِبَ الأَمثَالِ وَ السّنَنِ فَظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَا تنَقضَيِ‌ عَجَائِبُهُ وَ لَا تَفنَي غَرَائِبُهُ فِيهِ يَنَابِيعُ النّعَمِ وَ مَصَابِيحُ الظّلَمِ لَا تُفتَحُ الخَيرَاتُ إِلّا بِمَفَاتِيحِهِ وَ لَا تَنكَشِفُ الظّلَمُ إِلّا بِمَصَابِيحِهِ فِيهِ تَفصِيلٌ وَ تَوصِيلٌ وَ بَيَانُ الِاسمَينِ الأَعلَينِ اللّذَينِ جُمِعَا فَاجتَمَعَا


صفحه : 80

لَا يَصلُحَانِ إِلّا مَعاً يُسَمّيَانِ فَيُعرَفَانِ وَ يُوصَفَانِ فَيَجتَمِعَانِ قِيَامُهُمَا فِي تَمَامِ أَحَدِهِمَا فِي مَنَازِلِهِمَا جَرَي بِهِمَا وَ لَهُمَا نُجُومٌ وَ عَلَي نُجُومِهِمَا نُجُومٌ سِوَاهُمَا تُحمَي حِمَاهُ وَ تُرعَي مَرَاعِيهِ وَ فِي القُرآنِ بَيَانُهُ وَ حُدُودُهُ وَ أَركَانُهُ وَ مَوَاضِعُ تَقَادِيرِ مَا خُزِنَ بِخَزَائِنِهِ وَ وُزِنَ بِمِيزَانِهِ مِيزَانُ العَدلِ وَ حُكمُ الفَصلِ إِنّ رُعَاةَ الدّينِ فَرّقُوا بَينَ الشّكّ وَ اليَقِينِ وَ جَاءُوا بِالحَقّ المُبِينِ قَد بَيّنُوا الإِسلَامَ تِبيَاناً وَ أَسّسُوا لَهُ أَسَاساً وَ أَركَاناً وَ جَاءُوا عَلَي ذَلِكَ شُهُوداً وَ بُرهَاناً مِن عَلَامَاتٍ وَ أَمَارَاتٍ فِيهَا كِفَاءٌ لِمُكتَفٍ وَ شِفَاءٌ لِمُشتَفٍ يَحمَونَ حِمَاهُ وَ يَرعَونَ مَرعَاهُ وَ يَصُونُونَ مَصُونَهُ وَ يَهجُرُونَ مَهجُورَهُ وَ يُحِبّونَ مَحبُوبَهُ بِحُكمِ اللّهِ وَ بِرّهِ وَ بِعَظِيمِ أَمرِهِ وَ ذِكرِهِ بِمَا يَجِبُ أَن يُذكَرَ بِهِ يَتَوَاصَلُونَ بِالوَلَايَةِ وَ يَتَلَاقَونَ بِحُسنِ اللّهجَةِ وَ يَتَسَاقَونَ بِكَأسِ الرّوِيّةِ وَ يَتَرَاعَونَ بِحُسنِ الرّعَايَةِ بِصُدُورٍ بَرِيّةٍ وَ أَخلَاقٍ سَنِيّةٍ وَ بِسَلَامٍ رَضِيّةٍ لَا يُشرَبُ فِيهِ الدّنِيّةُ وَ لَا تُشرَعُ فِيهِ الغِيبَةُ فَمَنِ استَبطَنَ مِن ذَلِكَ شَيئاً استَبطَنَ خُلُقاً سَنِيّاً وَ قَطَعَ أَصلَهُ وَ استَبدَلَ مَنزِلَهُ بِنَقصِهِ مُبرِماً وَ استِحلَالِهِ مُجرِماً مِن عَهدٍ مَعهُودٍ إِلَيهِ وَ عَقدٍ مَعقُودٍ عَلَيهِ بِالبِرّ وَ التّقوَي وَ إِيثَارِ سَبِيلِ الهُدَي عَلَي ذَلِكَ عَقَدَ خَلقَهُم وَ آخَي أُلفَتَهُم فَعَلَيهِ يَتَحَابّونَ وَ بِهِ يَتَوَاصَلُونَ فَكَانُوا كَالزّرعِ وَ تَفَاضُلُهُ يَبقَي فَيُؤخَذُ مِنهُ وَ يَفنَي وَ بَيعَتُهُ التّخصِيصُ وَ يَبلُغُ مِنهُ التّخلِيصُ فَانتَظِر أَمرَهُ فِي قِصَرِ أَيّامِهِ وَ قِلّةِ مَقَامِهِ فِي مَنزِلِهِ حَتّي يَستَبدِلَ مَنزِلًا لِيَضَعَ مَنحُولَهُ وَ مَعَارِفَ مُنقَلَبِهِ فَطُوبَي لذِيِ‌ قَلبٍ سَلِيمٍ أَطَاعَ مَن يَهدِيهِ وَ تَجَنّبَ مَا يُردِيهِ فَيَدخُلُ مَدخَلَ الكَرَامَةِ فَأَصَابَ سَبِيلَ السّلَامَةِ سَيُبصِرُ بِبَصَرِهِ وَ أَطَاعَ هاَديِ‌َ أَمرِهِ دُلّ أَفضَلَ الدّلَالَةِ وَ كَشَفَ غِطَاءَ الجَهَالَةِ المُضِلّةِ المُلهِيَةِ فَمَن أَرَادَ تَفَكّراً أَو تَذَكّراً فَليَذكُر رَأيَهُ وَ ليُبرِز بِالهُدَي مَا لَم تُغلَق أَبوَابُهُ وَ تُفَتّح أَسبَابُهُ وَ قَبِلَ نَصِيحَةَ مَن نَصَحَ بِخُضُوعٍ وَ حُسنِ خُشُوعٍ بِسَلَامَةِ الإِسلَامِ وَ دُعَاءِ التّمَامِ وَ سَلَامٍ بِسَلَامٍ تَحِيّةً دَائِمَةً لِخَاضِعٍ مُتَوَاضِعٍ يَتَنَافَسُ بِالإِيمَانِ وَ يَتَعَارَفُ عِدلَ المِيزَانِ فَليَقبَل أَمرَهُ وَ إِكرَامَهُ بِقَبُولٍ


صفحه : 81

وَ ليَحذَر قَارِعَةً قَبلَ حُلُولِهَا إِنّ أَمرَنَا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَحتَمِلُهُ إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَو عَبدٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ لَا يعَيِ‌ حَدِيثَنَا إِلّا حُصُونٌ حَصِينَةٌ أَو صُدُورٌ أَمِينَةٌ أَو أَحلَامٌ رَزِينَةٌ يَا عَجَباً كُلّ العَجَبِ بَينَ جُمَادَي وَ رَجَبٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِن شُرطَةِ الخَمِيسِ مَا هَذَا العَجَبُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ مَا لِيَ لَا أَعجَبُ وَ سَبَقَ القَضَاءُ فِيكُم وَ مَا تَفقَهُونَ الحَدِيثَ إِلّا صَوتَاتٍ بَينَهُنّ مَوتَاتٌ حَصدُ نَبَاتٍ وَ نَشرُ أَموَاتٍ وَا عَجَبَا كُلّ العَجَبِ بَينَ جُمَادَي وَ رَجَبٍ قَالَ أَيضاً رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا العَجَبُ ألّذِي لَا تَزَالُ تَعجَبُ مِنهُ قَالَ ثَكِلَتِ الآخَرَ أُمّهُ وَ أَيّ عَجَبٍ يَكُونُ أَعجَبَ مِنهُ أَموَاتٌ يَضرِبُونَ هَامَ الأَحيَاءِ قَالَ أَنّي يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ قَد تَخَلّلُوا سِكَكَ الكُوفَةِ وَ قَد شَهَرُوا سُيُوفَهُم عَلَي مَنَاكِبِهِم يَضرِبُونَ كُلّ عَدُوّ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلمُؤمِنِينَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم قَد يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِأَلَا يَا أَيّهَا النّاسُ سلَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ‌ إنِيّ‌ بِطُرُقِ السّمَاءِ أَعلَمُ مِنَ العَالِمِ بِطُرُقِ الأَرضِ أَنَا يَعسُوبُ الدّينِ وَ غَايَةُ السّابِقِينَ وَ لِسَانُ المُتّقِينَ وَ خَاتَمُ الوَصِيّينَ وَ وَارِثُ النّبِيّينَ وَ خَلِيفَةُ رَبّ العَالَمِينَ أَنَا قَسِيمُ النّارِ وَ خَازِنُ الجِنَانِ وَ صَاحِبُ الحَوضِ وَ صَاحِبُ الأَعرَافِ وَ لَيسَ مِنّا أَهلَ البَيتِ إِمَامٌ إِلّا عَارِفٌ بِجَمِيعِ أَهلِ وَلَايَتِهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ


صفحه : 82

أَلَا يَا أَيّهَا النّاسُ سلَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تَشغَرَ بِرِجلِهَا فِتنَةٌ شَرقِيّةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا بَعدَ مَوتٍ وَ حَيَاةٍ أَو تَشِبّ نَارٌ بِالحَطَبِ الجَزلِ غرَبيِ‌ّ الأَرضِ رَافِعَةً ذَيلَهَا تَدعُو يَا وَيلَهَا بِذَحلَةٍ أَو مِثلِهَا فَإِذَا استَدَارَ الفَلَكُ قُلتُ مَاتَ أَو هَلَكَ بأِيَ‌ّ وَادٍ سَلَكَ فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً وَ لِذَلِكَ آيَاتٌ وَ عَلَامَاتٌ أَوّلُهُنّ إِحصَارُ الكُوفَةِ بِالرّصَدِ وَ الخَندَقِ وَ تَخرِيقُ الزّوَايَا فِي سِكَكِ الكُوفَةِ وَ تَعطِيلُ المَسَاجِدِ أَربَعِينَ لَيلَةً وَ تَخفِقُ رَايَاتٌ ثَلَاثٌ حَولَ المَسجِدِ الأَكبَرِ يُشبِهنَ بِالهُدَي القَاتِلُ وَ المَقتُولُ فِي النّارِ وَ قَتلٌ كَثِيرٌ وَ مَوتٌ ذَرِيعٌ وَ قَتلُ النّفسِ الزّكِيّةِ بِظَهرِ الكُوفَةِ فِي سَبعِينَ وَ المَذبُوحُ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ وَ قَتلُ الأَسبَغِ المُظَفّرِ صَبراً فِي بَيعَةِ الأَصنَامِ مَعَ كَثِيرٍ مِن شَيَاطِينِ الإِنسِ وَ خُرُوجُ السفّياَنيِ‌ّ بِرَايَةٍ خَضرَاءَ وَ صَلِيبٍ مِن ذَهَبٍ أَمِيرُهَا رَجُلٌ مِن كَلبٍ وَ اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ عِنَانِ مَن يَحمِلُ السفّياَنيِ‌ّ مُتَوَجّهاً إِلَي مَكّةَ وَ المَدِينَةِ أَمِيرُهَا أَحَدٌ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ يُقَالُ لَهُ خُزَيمَةُ أَطمَسُ العَينِ الشّمَالِ عَلَي عَينِهِ طَرفَةٌ يَمِيلُ


صفحه : 83

بِالدّنيَا فَلَا تُرَدّ لَهُ رَايَةٌ حَتّي يَنزِلَ المَدِينَةَ فَيَجمَعَ رِجَالًا وَ نِسَاءً مِن آلِ مُحَمّدٍص فَيَحبِسَهُم فِي دَارٍ بِالمَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دَارُ أَبِي الحَسَنِ الأمُوَيِ‌ّ وَ يَبعَثُ خَيلًا فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِن آلِ مُحَمّدٍص قَدِ اجتَمَعَ عَلَيهِ رِجَالٌ مِنَ المُستَضعَفِينَ بِمَكّةَ أَمِيرُهُم رَجُلٌ مِن غَطَفَانَ حَتّي إِذَا تَوَسّطُوا الصّفَائِحَ الأَبيَضَ بِالبَيدَاءِ يُخسَفُ بِهِم فَلَا يَنجُو مِنهُم أَحَدٌ إِلّا رَجُلٌ وَاحِدٌ يُحَوّلُ اللّهُ وَجهَهُ فِي قَفَاهُ لِيُنذِرَهُم وَ لِيَكُونَ آيَةً لِمَن خَلفَهُ فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ لَو تَري إِذ فَزِعُوا فَلا فَوتَ وَ أُخِذُوا مِن مَكانٍ قَرِيبٍ وَ يَبعَثُ السفّياَنيِ‌ّ مِائَةً وَ ثَلَاثِينَ أَلفاً إِلَي الكُوفَةِ فَيَنزِلُونَ بِالرّوحَاءِ وَ الفَارُوقِ وَ مَوضِعِ مَريَمَ وَ عِيسَي ع بِالقَادِسِيّةِ وَ يَسِيرُ مِنهُم ثَمَانُونَ أَلفاً حَتّي يَنزِلُوا الكُوفَةَ مَوضِعَ قَبرِ هُودٍ ع بِالنّخَيلَةِ فَيَهجُمُوا عَلَيهِ يَومَ زِينَةٍ وَ أَمِيرُ النّاسِ جَبّارٌ عَنِيدٌ يُقَالُ لَهُ الكَاهِنُ السّاحِرُ فَيَخرُجُ مِن مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهُ الزّورَاءُ فِي خَمسَةِ آلَافٍ مِنَ الكَهَنَةِ وَ يَقتُلُ عَلَي جِسرِهَا سَبعِينَ أَلفاً حَتّي يحَتمَيِ‌َ النّاسُ الفُرَاتَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مِنَ الدّمَاءِ وَ نَتنِ الأَجسَادِ وَ يسَبيِ‌ مِنَ الكُوفَةِ أَبكَاراً لَا يُكشَفُ عَنهَا كَفّ وَ لَا قِنَاعٌ حَتّي يُوضَعنَ فِي المَحَامِلِ يُزلِفُ بِهِنّ الثّوَيّةَ وَ هيِ‌َ الغَرِيّينِ ثُمّ يَخرُجُ مِنَ الكُوفَةِ مِائَةُ أَلفٍ بَينَ مُشرِكٍ وَ مُنَافِقٍ حَتّي يَضرِبُونَ دِمَشقَ لَا يَصُدّهُم عَنهَا صَادّ وَ هيِ‌َإِرَمَ ذاتِ العِمادِ وَ تُقبِلُ رَايَاتُ شرَقيِ‌ّ الأَرضِ لَيسَت بِقُطنٍ وَ لَا كَتّانٍ وَ لَا حَرِيرٍ مُخَتّمَةً فِي رُءُوسِ القَنَا بِخَاتَمِ السّيّدِ الأَكبَرِ يَسُوقُهَا رَجُلٌ مِن آلِ مُحَمّدٍص يَومَ تُطَيّرُ بِالمَشرِقِ يُوجَدُ رِيحُهَا بِالمَغرِبِ كَالمِسكِ الأَذفَرِ يَسِيرُ الرّعبُ أَمَامَهَا شَهراً وَ يَخلُفُ أَبنَاءُ سَعدٍ السّقّاءِ بِالكُوفَةِ طَالِبِينَ بِدِمَاءِ آبَائِهِم وَ هُم أَبنَاءُ الفَسَقَةِ حَتّي يَهجُمَ عَلَيهِم خَيلُ الحُسَينِ ع يَستَبِقَانِ كَأَنّهُمَا فَرَسَا رِهَانٍ شُعثٌ غُبرٌ أَصحَابُ بوَاَكيِ‌ وَ قَوَارِحَ إِذ يَضرِبُ أَحَدُهُم بِرِجلِهِ بَاكِيَةً يَقُولُ لَا خَيرَ فِي مَجلِسٍ بَعدَ


صفحه : 84

يَومِنَا هَذَا أللّهُمّ فَإِنّا التّائِبُونَ الخَاشِعُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ فَهُمُ الأَبدَالُ الّذِينَ وَصَفَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَ وَ يُحِبّ المُتَطَهّرِينَ وَ المُطَهّرُونَ نُظَرَاؤُهُم مِن آلِ مُحَمّدٍص وَ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن أَهلِ نَجرَانَ رَاهِبٌ يَستَجِيبُ الإِمَامَ فَيَكُونُ أَوّلَ النّصَارَي إِجَابَةً وَ يَهدِمُ صَومَعَتَهُ وَ يَدُقّ صَلِيبَهَا وَ يَخرُجُ باِلموَاَليِ‌ وَ ضُعَفَاءِ النّاسِ وَ الخَيلِ فَيَسِيرُونَ إِلَي النّخَيلَةِ بِأَعلَامِ هُدًي فَيَكُونُ مَجمَعُ النّاسِ جَمِيعاً مِنَ الأَرضِ كُلّهَا بِالفَارُوقِ وَ هيِ‌َ مَحَجّةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ هيِ‌َ مَا بَينَ البُرسِ وَ الفُرَاتِ فَيُقتَلُ يَومَئِذٍ فِيمَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ ثَلَاثَةُ آلَافٍ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي فَيَقتُلُ بَعضُهُم بَعضاً فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِفَما زاَلَت تِلكَ دَعواهُم حَتّي جَعَلناهُم حَصِيداً خامِدِينَبِالسّيفِ وَ تَحتَ ظِلّ السّيفِ وَ يَخلُفُ مِن بنَيِ‌ أَشهَبَ الزّاجِرُ اللّحظِ فِي أُنَاسٍ مِن غَيرِ أَبِيهِ هُرّاباً حَتّي يَأتُونَ سِبَطرَي عُوّذاً بِالشّجَرِ فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِفَلَمّا أَحَسّوا بَأسَنا إِذا هُم مِنها يَركُضُونَ لا تَركُضُوا وَ ارجِعُوا إِلي ما أُترِفتُم فِيهِ وَ مَساكِنِكُم لَعَلّكُم تُسئَلُونَ وَ مَسَاكِنُهُمُ الكُنُوزُ التّيِ‌ غَنِمُوا مِن أَموَالِ المُسلِمِينَ وَ يَأتِيهِم يَومَئِذٍ الخَسفُ وَ القَذفُ وَ المَسخُ فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ ما هيِ‌َ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ وَ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ فِي شَهرِ رَمَضَانَ مِن نَاحِيَةِ المَشرِقِ عِندَ طُلُوعِ الشّمسِ يَا أَهلَ الهُدَي اجتَمِعُوا وَ ينُاَديِ‌ مِن نَاحِيَةِ المَغرِبِ بَعدَ مَا تَغِيبُ الشّمسُ يَا أَهلَ الهُدَي اجتَمِعُوا وَ مِنَ الغَدِ عِندَ الظّهرِ بَعدَ تَكَوّرِ الشّمسِ فَتَكُونُ سَودَاءَ مُظلِمَةً وَ اليَومَ


صفحه : 85

الثّالِثَ يُفَرّقُ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ بِخُرُوجِ دَابّةِ الأَرضِ وَ تُقبِلُ الرّومُ إِلَي قَريَةٍ بِسَاحِلِ البَحرِ عِندَ كَهفِ الفِتيَةِ وَ يَبعَثُ اللّهُ الفِتيَةَ مِن كَهفِهِم إِلَيهِم مِنهُم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَلِيخَا وَ الآخَرُ كمسلمينا وَ هُمَا الشّاهِدَانِ المُسلِمَانِ لِلقَائِمِ فَيَبعَثُ أَحَدَ الفِتيَةِ إِلَي الرّومِ فَيَرجِعُ بِغَيرِ حَاجَةٍ وَ يَبعَثُ بِالآخَرِ فَيَرجِعُ بِالفَتحِ فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً لِيُرِيَهُم مَا كَانُوا يُوعَدُونَ فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً مِمّن يُكَذّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ وَ الوَزَعُ خَفَقَانُ أَفئِدَتِهِم وَ يَسِيرُ الصّدّيقُ الأَكبَرُ بِرَايَةِ الهُدَي وَ السّيفِ ذيِ‌ الفَقَارِ وَ المِخصَرَةِ حَتّي يَنزِلَ أَرضَ الهِجرَةِ مَرّتَينِ وَ هيِ‌َ الكُوفَةُ فَيَهدِمُ مَسجِدَهَا وَ يَبنِيهِ عَلَي بِنَائِهِ الأَوّلِ وَ يَهدِمُ مَا دُونَهُ مِن دُورِ الجَبَابِرَةِ وَ يَسِيرُ إِلَي البَصرَةِ حَتّي يُشرِفَ عَلَي بَحرِهَا وَ مَعَهُ التّابُوتُ وَ عَصَا مُوسَي فَيَعزِمُ عَلَيهِ فَيَزفَرُ فِي البَصرَةِ زَفرَةً فَتَصِيرُ بَحراً لُجّيّاً لَا يَبقَي فِيهَا غَيرُ مَسجِدِهَا كَجُؤجُؤِ السّفِينَةِ عَلَي ظَهرِ المَاءِ ثُمّ يَسِيرُ إِلَي حَرُورَاءَ حَتّي يُحرِقَهَا وَ يَسِيرَ مِن بَابِ بنَيِ‌ أَسَدٍ حَتّي يَزفِرَ زَفرَةً فِي ثَقِيفٍ وَ هُم زَرعُ فِرعَونَ ثُمّ يَسِيرُ إِلَي مِصرَ فَيَصعَدُ مِنبَرَهُ فَيَخطُبُ النّاسَ فَتَستَبشِرُ الأَرضُ بِالعَدلِ وَ تعُطيِ‌ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ الشّجَرُ ثَمَرَهَا وَ الأَرضُ نَبَاتَهَا


صفحه : 86

وَ تَتَزَيّنُ لِأَهلِهَا وَ تَأمَنُ الوُحُوشُ حَتّي ترَتعَيِ‌َ فِي طُرُقِ الأَرضِ كَأَنعَامِهِم وَ يُقذَفُ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ العِلمُ فَلَا يَحتَاجُ مُؤمِنٌ إِلَي مَا عِندَ أَخِيهِ مِن عِلمٍ فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِيُغنِ اللّهُ كُلّا مِن سَعَتِهِ وَ تُخرِجُ لَهُمُ الأَرضُ كُنُوزَهَا وَ يَقُولُ القَائِمُ كُلُواهَنِيئاً بِما أَسلَفتُم فِي الأَيّامِ الخالِيَةِفَالمُسلِمُونَ يَومَئِذٍ أَهلُ صَوَابٍ لِلدّينِ أُذِنَ لَهُم فِي الكَلَامِ فَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ جاءَ رَبّكَ وَ المَلَكُ صَفّا صَفّا فَلَا يَقبَلُ اللّهُ يَومَئِذٍ إِلّا دِينَهُ الحَقّأَلا لِلّهِ الدّينُ الخالِصُفَيَومَئِذٍ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِأَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نَسُوقُ الماءَ إِلَي الأَرضِ الجُرُزِ فَنُخرِجُ بِهِ زَرعاً تَأكُلُ مِنهُ أَنعامُهُم وَ أَنفُسُهُم أَ فَلا يُبصِرُونَ وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الفَتحُ إِن كُنتُم صادِقِينَ قُل يَومَ الفَتحِ لا يَنفَعُ الّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُم وَ لا هُم يُنظَرُونَ فَأَعرِض عَنهُم وَ انتَظِر إِنّهُم مُنتَظِرُونَفَيَمكُثُ فِيمَا بَينَ خُرُوجِهِ إِلَي يَومِ مَوتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ نَيّفٍ وَ عِدّةُ أَصحَابِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مِنهُم تِسعَةٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ سَبعُونَ مِنَ الجِنّ وَ مِائَتَانِ وَ أَربَعَةٌ وَ ثَلَاثُونَ مِنهُم سَبعُونَ الّذِينَ غَضِبُوا للِنبّيِ‌ّص إِذ هَجَمَتهُ مُشرِكُو قُرَيشٍ فَطَلَبُوا إِلَي نبَيِ‌ّ اللّهِ أَن يَأذَنَ لَهُم فِي إِجَابَتِهِم فَأَذِنَ لَهُم حَيثُ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللّهَ كَثِيراً وَ انتَصَرُوا مِن بَعدِ ما ظُلِمُوا وَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ وَ عِشرُونَ مِن أَهلِ اليَمَنِ مِنهُمُ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ مِائَتَانِ وَ أَربَعَةَ عَشَرَ الّذِينَ كَانُوا بِسَاحِلِ البَحرِ مِمّا يلَيِ‌ عَدَنَ فَبَعَثَ إِلَيهِم نبَيِ‌ّ اللّهِ بِرِسَالَةٍ فَأتُوا مُسلِمِينَ وَ مِن أَفنَاءِ النّاسِ أَلفَانِ وَ ثَمَانُمِائَةٍ وَ سَبعَةَ عَشَرَ وَ مِنَ المَلَائِكَةِ أَربَعُونَ أَلفاً مِن ذَلِكَ مِنَ المُسَوّمِينَ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَ مِنَ المُردِفِينَ خَمسَةُ آلَافٍ


صفحه : 87

فَجَمِيعُ أَصحَابِهِ ع سَبعَةٌ وَ أَربَعُونَ أَلفاً وَ مِائَةٌ وَ ثَلَاثُونَ مِن ذَلِكَ تِسعَةُ رُءُوسٍ مَعَ كُلّ رَأسٍ مِنَ المَلَائِكَةِ أَربَعَةُ آلَافٍ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ عِدّةَ يَومِ بَدرٍ فَبِهِم يُقَاتِلُ وَ إِيّاهُم يَنصُرُ اللّهُ وَ بِهِم يَنتَصِرُ وَ بِهِم يُقَدّمُ النّصرُ وَ مِنهُم نَضرَةُ الأَرضِ كَتَبتُهَا كَمَا وَجَدتُهَا وَ فِيهَا نَقصُ حُرُوفٍ

بيان لم ينطق فيه ناطق بكان أي كلما عبر عنه بكان فهو لضرورة العبارة إذ كان يدل علي الزمان و هومعري عنه موجود قبل حدوثه . قوله ع من أهل أي جعله أهلا للنبوة والخلافة قوله ع كلما نسج الله أي جمعهم مجازا قوله ع لم يسهم أي لم يشرك فيه والعائر من السهام ألذي لايدري راميه كناية عن الزنا واختلاط النسب ويحتمل أن يكون مأخوذا من العار وكأنه تصحيف عاهر. قوله ع فإن روح البصر لعل خبر أن مع كلمة الله وروح الحياة بدل من روح البصر أي روح الإيمان ألذي يكون مع المؤمن و به يكون بصيرا وحيا حقيقة لا يكون إلا مع كلمة الله أي إمام الهدي فالكلمة من الروح أي معه أو هوأيضا آخذ من الروح أي روح القدس والروح يأخذ من النور والنور هو الله تعالي كما قال اللّهُ نُورُ السّماواتِ وَ الأَرضِفبأيديكم سبب من كلمة الله وصل إليكم من الله ذلك السبب آثركم واختاركم وخصصكم به و هونعمة من الله خصصكم بها لايمكنكم أن تؤدوا شكرها. قوله ع يظهر أي العون أو هو تعالي قوله ع و إن فرقانا خبر أن إما محذوف أي بين ظاهر أو هو قوله يعز الله أو قوله فليعد بتأويل مقول في حقه والمراد بالفرقان القرآن و قوله سلامة مبتدأ وثقل الميزان خبره أي سلامة من يخف في الطاعة و لايكسل فيهاإنما يظهر عندثقل الميزان في القيامة أو هوسبب لثقله ويحتمل أن يكون التسليم مضافا إلي السلامة أي التسليم الموجب للسلامة و أهل مبتدأ وثقل بالتشديد علي صيغة الجمع خبره .


صفحه : 88

قوله والميزان بالحكمة أي ثقل الميزان بالعمل إنما يكون إذا كان مقرونا بالحكمة فإن عمل الجاهل لاوزن له فتقديره الميزان يثقل بالحكمة والحكمة فضاء للبصر أي بصر القلب يجول فيها قوله إني بالكسر والقصر أي وقتا قوله واعترفوا بقربان ماقرب لكم أي اعترفوا وصدقوا بقرب ماأخبركم أنه قريب منكم قوله ع وأرف أرفه الأرف كصرد جمع الآرفة وهي‌ الحد أي حدد حدوده وبينها ثم الظاهر أنه قدسقط كلام مشتمل علي ذكر القرآن قبل قوله من ظهر وبطن فإنما ذكر بعده أوصاف القرآن و ماذكر قبله أوصاف الإسلام و إن أمكن أن يستفاد ذكر القرآن من الوصف والتبيين والتحديد المذكورة في وصف الإسلام لكن الظاهر علي هذاالسياق أن يكون جميع ذلك أوصاف الإسلام . والمراد بالاسمين الأعلين محمد و علي صلوات الله عليهما ولهما نجوم أي سائر أئمة الهدي و علي نجومهما نجوم أي علي كل من تلك النجوم دلائل وبراهين من الكتاب والسنة والمعجزات الدالة علي حقيتهم ويحتمل أن يكون المراد بالاسمين الكتاب والعترة. قوله تحمي علي بناء المعلوم والفاعل النجوم أو علي المجهول و علي التقديرين الضمير في حماه ومراعيه راجع إلي الإسلام وكذا الضمائر بعدهما و كان في الأصل بعد قوله وأخلاق سنية بياض . والطرفة بالفتح نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة ونحوها.أقول هكذا وجدتها في الأصل سقيمة محرفة و قدصححت بعض أجزائها من بعض مؤلفات بعض أصحابنا و من الأخبار الأخر و قداعترف صاحب الكتاب بسقمها و مع ذلك يمكن الانتفاع بأكثر فوائدها ولذا أوردتها مع ماأرجو من فضله تعالي أن يتيسر نسخة يمكن تصحيحها بها و قدسبق كثير من فقراتها في باب علامات ظهوره ع


صفحه : 89

87- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمِ بنِ أَبِي سَلمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ الواَسطِيِ‌ّ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَشكُو جَفَاءَ أَهلِ وَاسِطَ وَ حَملَهُم عَلَيّ وَ كَانَت عِصَابَةٌ مِنَ العُثمَانِيّةِ تؤُذيِنيِ‌ فَوَقّعَ بِخَطّهِ إِنّ اللّهَ جَلّ ذِكرُهُ أَخَذَ مِيثَاقَ أَولِيَائِنَا عَلَي الصّبرِ فِي دَولَةِ البَاطِلِفَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَفَلَو قَد قَامَ سَيّدُ الخَلقِ لَقَالُوايا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرّحمنُ وَ صَدَقَ المُرسَلُونَ

88- فس ،[تفسير القمي‌] فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِيعَنيِ‌ القَائِمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ أَصحَابَهُلِيَسُوؤُا وُجُوهَكُميعَنيِ‌ تَسوَدّ وُجُوهُهُموَ لِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ أَصحَابَهُ وَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ أَصحَابَهُ

89- فس ،[تفسير القمي‌] حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ قَالَ القَائِمُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَص

90- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم قَالَ خُرُوجُ الحُسَينِ ع فِي الكَرّةِ فِي سَبعِينَ رَجُلًا مِن أَصحَابِهِ الّذِينَ قُتِلُوا مَعَهُ عَلَيهِمُ البِيضُ المُذَهّبَةُ لِكُلّ بَيضَةٍ وَجهَانِ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي بَابِ الآيَاتِ المُؤَوّلَةِ بِالقَائِمِ ع

91-شا،[الإرشاد]مَسعَدَةُ بنُ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَنَا سَيّدُ الشّيبِ وَ فِي سُنّةٍ مِن أَيّوبَ وَ سَيَجمَعُ اللّهُ لِي أهَليِ‌ كَمَا جَمَعَ لِيَعقُوبَ شَملَهُ وَ ذَلِكَ إِذَا استَدَارَ الفَلَكُ وَ قُلتُم مَاتَ أَو هَلَكَ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي بَابِ إِخبَارِ


صفحه : 90

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِالقَائِمِ ع

92- خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرِ بنِ سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ مَن أَرَادَ أَن يُقَاتِلَ شِيعَةَ الدّجّالِ فَليُقَاتِلِ الباَكيِ‌َ عَلَي دَمِ عُثمَانَ وَ الباَكيِ‌َ عَلَي أَهلِ النّهرَوَانِ إِنّ مَن لقَيِ‌َ اللّهَ مُؤمِناً بِأَنّ عُثمَانَ قُتِلَ مَظلُوماً لقَيِ‌َ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَاخِطاً عَلَيهِ وَ لَا يُدرِكُ الدّجّالَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِن مَاتَ قَبلَ ذَلِكَ قَالَ فَيُبعَثُ مِن قَبرِهِ حَتّي يُؤمِنَ بِهِ وَ إِن رَغَمَ أَنفُهُ

93- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن دَاوُدَ بنِ النّعمَانِ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع أَمَا لَو قَد قَامَ قَائِمُنَا لَقَد رُدّت إِلَيهِ الحُمَيرَاءُ حَتّي يَجلِدَهَا الحَدّ وَ حَتّي يَنتَقِمَ لِابنَةِ مُحَمّدٍ فَاطِمَةَ ع مِنهَا إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي بَابِ سِيَرِهِ ع

94- شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ الكَرِيمِ الخثَعمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا آنَ قِيَامُ القَائِمِ مُطِرَ النّاسُ جُمَادَي الآخِرَةِ وَ عَشرَةَ أَيّامٍ مِن رَجَبٍ مَطَراً لَم تَرَ الخَلَائِقُ مِثلَهُ فَيَنبُتُ اللّهُ بِهِ لُحُومَ المُؤمِنِينَ وَ أَبدَانَهُم فِي قُبُورِهِم وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِم مُقبِلِينَ مِن قِبَلِ جُهَينَةَ يَنفُضُونَ شُعُورَهُم مِنَ التّرَابِ

95-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد]رَوَي المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَيَخرُجُ مَعَ القَائِمِ ع مِن ظَهرِ الكُوفَةِ سَبعٌ وَ عِشرُونَ رَجُلًا خَمسَةَ عَشَرَ مِن قَومِ مُوسَي ع


صفحه : 91

الّذِينَ كَانُوايَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ وَ سَبعَةٌ مِن أَهلِ الكَهفِ وَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو دُجَانَةَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ المِقدَادُ وَ مَالِكٌ الأَشتَرُ فَيَكُونُونَ بَينَ يَدَيهِ أَنصَاراً وَ حُكّاماً

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن المفضل مثله بتغيير ما و قدمر

96- ني‌،[الغيبة للنعماني‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن يُوسُفَ بنِ كُلَيبٍ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَو قَد خَرَجَ قَائِمُ آلِ مُحَمّدٍ لَنَصَرَهُ اللّهُ بِالمَلَائِكَةِ وَ أَوّلُ مَن يَتبَعُهُ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ الثاّنيِ‌ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ

97- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]سَعدٌ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزيّتوُنيِ‌ّ وَ الحمِيرَيِ‌ّ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الرّضَا ع فِي حَدِيثٍ لَهُ طَوِيلٍ فِي عَلَامَاتِ ظُهُورِ القَائِمِ ع قَالَ وَ الصّوتُ الثّالِثُ يَرَونَ بَدَناً بَارِزاً نَحوَ عَينِ الشّمسِ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَد كَرّ فِي هَلَاكِ الظّالِمِينَ الخَبَرَ

ني‌،[الغيبة للنعماني‌] محمد بن همام عن أحمد بن مابنداذ والحميري‌ معا عن أحمد بن هلال مثله

98-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الفَضلُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن خَالِدِ بنِ أَبِي عُمَارَةَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَذَكَرنَا القَائِمَ ع وَ مَن مَاتَ مِن أَصحَابِنَا يَنتَظِرُهُ فَقَالَ لَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا قَامَ أَتَي المُؤمِنَ فِي قَبرِهِ فَيُقَالُ لَهُ يَا هَذَا إِنّهُ


صفحه : 92

قَد ظَهَرَ صَاحِبُكَ فَإِن تَشَأ أَن تَلحَقَ بِهِ فَالحَق وَ إِن تَشَأ أَن تُقِيمَ فِي كَرَامَةِ رَبّكَ فَأَقِم

99- يه ،[ من لايحضر الفقيه ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُوسَي وَ الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ الكَاتِبُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ النخّعَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع فِي الزّيَارَةِ الجَامِعَةِ وَ سَاقَ الزّيَارَةَ إِلَي أَن قَالَ وَ جعَلَنَيِ‌ مِمّن يَقتَصّ آثَارَكُم وَ يَسلُكُ سُبُلَكُم وَ يهَتدَيِ‌ بِهُدَاكُم وَ يُحشَرُ فِي زُمرَتِكُم وَ يَكُرّ فِي رَجعَتِكُم وَ يُمَلّكُ فِي دَولَتِكُم وَ يُشَرّفُ فِي عَافِيَتِكُم وَ يُمَكّنُ فِي أَيّامِكُم وَ تَقَرّ عَينُهُ غَداً بِرُؤيَتِكُم وَ فِي زِيَارَةِ الوَدَاعِ وَ مكَنّنَيِ‌ فِي دَولَتِكُم وَ أحَياَنيِ‌ فِي رَجعَتِكُم

يب ،[تهذيب الأحكام ] عن الصدوق مثله

100- يب ،[تهذيب الأحكام ]جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَعمَرٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعَدَةَ وَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ الجَمّالِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي زِيَارَةِ الأَربَعِينَ وَ أَشهَدُ أنَيّ‌ بِكُم مُؤمِنٌ وَ بِإِيَابِكُم مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ ديِنيِ‌ وَ خَوَاتِيمِ عمَلَيِ‌

101- يه ،[ من لايحضر الفقيه ] قَالَ الصّادِقُ ع لَيسَ مِنّا مَن لَم يُؤمِن بِكَرّتِنَا وَ لَم يَستَحِلّ مُتعَتَنَا

102-كا،[الكافي‌]جَمَاعَةٌ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقّا وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ قَالَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا بَصِيرٍ مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ قُلتُ إِنّ المُشرِكِينَ يَزعُمُونَ


صفحه : 93

وَ يَحلِفُونَ لِرَسُولِ اللّهِص أَنّ اللّهَ لَا يَبعَثُ المَوتَي قَالَ فَقَالَ تَبّاً لِمَن قَالَ هَذَا سَلهُم هَل كَانَ المُشرِكُونَ يَحلِفُونَ بِاللّهِ أَم بِاللّاتِ وَ العُزّي قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأَوجِدنِيهِ قَالَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا بَصِيرٍ لَو قَد قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِ قَوماً مِن شِيعَتِنَا قِبَاعُ سُيُوفِهِم عَلَي عَوَاتِقِهِم فَيَبلُغُ ذَلِكَ قَوماً مِن شِيعَتِنَا لَم يَمُوتُوا فَيَقُولُونَ بُعِثَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ مِن قُبُورِهِم وَ هُم مَعَ القَائِمِ فَيَبلُغُ ذَلِكَ قَوماً مِن عَدُوّنَا فَيَقُولُونَ يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ مَا أَكذَبَكُم هَذِهِ دَولَتُكُم فَأَنتُم تَقُولُونَ فِيهَا الكَذِبَ لَا وَ اللّهِ مَا عَاشَ هَؤُلَاءِ وَ لَا يَعِيشُونَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ فَحَكَي اللّهُ قَولَهُم فَقَالَوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير مثله أقول روي السيد في كتاب سعد السعود من كتاب مانزل من القرآن في أهل البيت ع تأليف المفيد ره عن ابن أبي هراسة عن ابراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي بصير عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع مثله

103-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ شَمّونٍ عَنِ الأَصَمّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ البَطَلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ قَضَينا إِلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنّ فِي الأَرضِ مَرّتَينِ قَالَ قَتلُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ طَعنُ الحَسَنِ ع وَ لَتَعلُنّ عُلُوّا كَبِيراً قَالَ قَتلُ الحُسَينِ ع فَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما إِذَا جَاءَ نَصرُ دَمِ الحُسَينِبَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا


صفحه : 94

خِلالَ الدّيارِقَومٌ يَبعَثُهُمُ اللّهُ قَبلَ خُرُوجِ القَائِمِ فَلَا يَدَعُونَ وَتَراً لآِلِ مُحَمّدٍ إِلّا قَتَلُوهُوَ كانَ وَعداً مَفعُولًاخُرُوجُ القَائِمِ ع ثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِمخُرُوجُ الحُسَينِ ع فِي سَبعِينَ مِن أَصحَابِهِ عَلَيهِمُ البِيضُ المُذَهّبَةُ لِكُلّ بَيضَةٍ وَجهَانِ المُؤَدّونَ إِلَي النّاسِ إِنّ هَذَا الحُسَينَ قَد خَرَجَ حَتّي لَا يَشُكّ المُؤمِنُونَ فِيهِ وَ إِنّهُ لَيسَ بِدَجّالٍ وَ لَا شَيطَانٍ وَ الحُجّةُ القَائِمُ بَينَ أَظهُرِهِم فَإِذَا استَقَرّتِ المَعرِفَةُ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ أَنّهُ الحُسَينُ ع جَاءَ الحُجّةَ المَوتُ فَيَكُونُ ألّذِي يُغَسّلُهُ وَ يُكَفّنُهُ وَ يُحَنّطُهُ وَ يَلحَدُهُ فِي حُفرَتِهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ لَا يلَيِ‌ الوصَيِ‌ّ إِلّا الوصَيِ‌ّ

104- مصبا رَوَي لَنَا جَمَاعَةٌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ قُضَاعَةَ بنِ صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ الجَمّالِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ صَفوَانَ قَالَ استَأذَنتُ الصّادِقَ ع لِزِيَارَةِ مَولَانَا الحُسَينِ ع وَ سَأَلتُهُ أَن يعُرَفّنَيِ‌ مَا أَعمَلُ عَلَيهِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ ع فِي الزّيَارَةِ وَ أُشهِدُ اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ أنَيّ‌ بِكُم مُؤمِنٌ وَ بِإِيَابِكُم مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ ديِنيِ‌ وَ خَوَاتِيمِ عمَلَيِ‌

105- مصبا فِي زِيَارَةِ العَبّاسِ أنَيّ‌ بِكُم مُؤمِنٌ وَ بِإِيَابِكُم مِنَ المُوقِنِينَ

106- مصبا،[المصباحين ]صبا،[مصباح الزائر]زِيَارَةٌ رَوَاهَا ابنُ عَيّاشٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ خَيرُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ رَوحٍ قَالَ زُر أَيّ المَشَاهِدِ كُنتَ بِحَضرَتِهَا فِي رَجَبٍ تَقُولُ إِذَا دَخَلتَ وَ سَاقَ الزّيَارَةَ إِلَي أَن قَالَ وَ[ أَن]يرَجعِنَيِ‌ مِن حَضرَتِكُم خَيرَ مَرجِعٍ إِلَي جَنَابٍ مُمرِعٍ مُوَسّعٍ وَ دَعَةٍ وَ مَهَلٍ إِلَي حِينِ الأَجَلِ وَ خَيرِ مَصِيرٍ وَ مَحَلّ فِي النّعِيمِ الأَزَلِ وَ العَيشِ المُقتَبَلِ وَ دَوَامِ الأُكُلِ وَ شُربِ الرّحِيقِ وَ السّلسَبِيلِ وَ عَسَلٍ وَ نَهَلٍ لَا سَأَمَ مِنهُ وَ لَا مَلَلَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ تَحِيّاتُهُ حَتّي العَودِ إِلَي حَضرَتِكُم وَ الفَوزِ فِي كَرّتِكُم

107-قل ،[إقبال الأعمال ]مصبا،[المصباحين ]خَرَجَ إِلَي أَبِي القَاسِمِ بنِ العَلَاءِ الهمَدَاَنيِ‌ّ وَكِيلِ أَبِي مُحَمّدٍ ع أَنّ مَولَانَا الحُسَينَ ع وُلِدَ يَومَ الخَمِيسِ لِثَلَاثٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ فَصُمهُ وَ ادعُ فِيهِ بِهَذَا الدّعَاءِ وَ سَاقَ الدّعَاءَ إِلَي قَولِهِ وَ سَيّدِ الأُسرَةِ المَمدُودِ بِالنّصرَةِ


صفحه : 95

يَومَ الكَرّةِ المُعَوّضِ مِن قَتلِهِ أَنّ الأَئِمّةَ مِن نَسلِهِ وَ الشّفَاءَ فِي تُربَتِهِ وَ الفَوزَ مَعَهُ فِي أَوبَتِهِ وَ الأَوصِيَاءَ مِن عِترَتِهِ بَعدَ قَائِمِهِم وَ غَيبَتِهِ حَتّي يُدرِكُوا الأَوتَارَ وَ يَثأَرُوا الثّأرَ وَ يُرضُوا الجَبّارَ وَ يَكُونُوا خَيرَ أَنصَارٍ إِلَي قَولِهِ فَنَحنُ عَائِذُونَ بِقَبرِهِ نَشهَدُ تُربَتَهُ وَ نَنتَظِرُ أَوبَتَهُ آمِينَ رَبّ العَالَمِينَ

108- صبا،[مصباح الزائر] فِي زِيَارَةِ القَائِمِ ع فِي السّردَابِ وَ وفَقّنيِ‌ يَا رَبّ لِلقِيَامِ بِطَاعَتِهِ وَ لِلثّوَي فِي خِدمَتِهِ وَ المَكثِ فِي دَولَتِهِ وَ اجتِنَابِ مَعصِيَتِهِ فَإِن توَفَيّتنَيِ‌ أللّهُمّ قَبلَ ذَلِكَ فاَجعلَنيِ‌ يَا رَبّ فِيمَن يَكُرّ فِي رَجعَتِهِ وَ يُمَلّكُ فِي دَولَتِهِ وَ يَتَمَكّنُ فِي أَيّامِهِ وَ يَستَظِلّ تَحتَ أَعلَامِهِ وَ يُحشَرُ فِي زُمرَتِهِ وَ تَقَرّ عَينُهُ بِرُؤيَتِهِ

109- صبا،[مصباح الزائر] فِي زِيَارَةٍ أُخرَي لَهُ ع وَ إِن أدَركَنَيِ‌َ المَوتُ قَبلَ ظُهُورِكَ فإَنِيّ‌ أَتَوَسّلُ بِكَ إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن يَجعَلَ لِي كَرّةً فِي ظُهُورِكَ وَ رَجعَةً فِي أَيّامِكَ لِأَبلُغَ مِن طَاعَتِكَ مرُاَديِ‌ وَ أشَفيِ‌َ مِن أَعدَائِكَ فؤُاَديِ‌

110- صبا،[مصباح الزائر] فِي زِيَارَةٍ أُخرَي أللّهُمّ أَرِنَا وَجهَ وَلِيّكَ المَيمُونِ فِي حَيَاتِنَا وَ بَعدَ المَنُونِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَدِينُ لَكَ بِالرّجعَةِ بَينَ يدَيَ‌ صَاحِبِ هَذِهِ البُقعَةِ

111-صبا،[مصباح الزائر] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن دَعَا إِلَي اللّهِ أَربَعِينَ صَبَاحاً بِهَذَا العَهدِ كَانَ مِن أَنصَارِ قَائِمِنَا فَإِن مَاتَ قَبلَهُ أَخرَجَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن قَبرِهِ وَ أَعطَاهُ بِكُلّ كَلِمَةٍ أَلفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنهُ أَلفَ سَيّئَةٍ وَ هُوَ هَذَا أللّهُمّ رَبّ النّورِ العَظِيمِ وَ رَبّ الكرُسيِ‌ّ الرّفِيعِ وَ رَبّ البَحرِ المَسجُورِ وَ مُنزِلَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ رَبّ الظّلّ وَ الحَرُورِ وَ مُنزِلَ القُرآنِ العَظِيمِ وَ رَبّ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَرِيمِ وَ بِنُورِ وَجهِكَ المُنِيرِ وَ مُلكِكَ القَدِيمِ يَا حيَ‌ّ يَا قَيّومُ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي أَشرَقَت بِهِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرَضُونَ يَا حيَ‌ّ


صفحه : 96

قَبلَ كُلّ حيَ‌ّ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ أللّهُمّ بَلّغ مَولَانَا الإِمَامَ الهاَديِ‌َ المهَديِ‌ّ القَائِمَ بِأَمرِكَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَي آبَائِهِ الطّاهِرِينَ عَنِ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا سَهلِهَا وَ جَبَلِهَا بَرّهَا وَ بَحرِهَا وَ عنَيّ‌ وَ عَن واَلدِيَ‌ّ مِنَ الصّلَوَاتِ زِنَةَ عَرشِ اللّهِ وَ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ وَ مَا أَحصَاهُ عِلمُهُ وَ أَحَاطَ بِهِ كِتَابُهُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُجَدّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ يوَميِ‌ هَذَا وَ مَا عِشتُ مِن أيَاّميِ‌ عَهداً وَ عَقداً وَ بَيعَةً لَهُ فِي عنُقُيِ‌ لَا أَحُولُ عَنهَا وَ لَا أَزُولُ أَبَداً أللّهُمّ اجعلَنيِ‌ مِن أَنصَارِهِ وَ أَعوَانِهِ وَ الذّابّينَ عَنهُ وَ المُسَارِعِينَ إِلَيهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ وَ المُحَامِينَ عَنهُ وَ السّابِقِينَ إِلَي إِرَادَتِهِ وَ المُستَشهَدِينَ بَينَ يَدَيهِ أللّهُمّ إِن حَالَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ المَوتُ ألّذِي جَعَلتَهُ عَلَي عِبَادِكَ حَتماً فأَخَرجِنيِ‌ مِن قبَريِ‌ مُؤتَزِراً كفَنَيِ‌ شَاهِراً سيَفيِ‌ مُجَرّداً قنَاَتيِ‌ مُلَبّياً دَعوَةَ الداّعيِ‌ فِي الحَاضِرِ وَ الباَديِ‌ أللّهُمّ أرَنِيِ‌ الطّلعَةَ الرّشِيدَةَ وَ الغُرّةَ الحَمِيدَةَ وَ اكحُل ناَظرِيِ‌ بِنَظرَةٍ منِيّ‌ إِلَيهِ وَ عَجّل فَرَجَهُ وَ سَهّل مَخرَجَهُ وَ أَوسِع مَنهَجَهُ وَ اسلُك بيِ‌ مَحَجّتَهُ فَأَنفِذ أَمرَهُ وَ اشدُد أَزرَهُ وَ اعمُرِ أللّهُمّ بِهِ بِلَادَكَ وَ أحَي‌ِ بِهِ عِبَادَكَ فَإِنّكَ قُلتَ وَ قَولُكَ الحَقّظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ وَ البَحرِ بِما كَسَبَت أيَديِ‌ النّاسِفَأَظهِرِ أللّهُمّ لَنَا وَلِيّكَ وَ ابنَ بِنتِ نَبِيّكَ المُسَمّي بِاسمِ رَسُولِكَ حَتّي لَا يَظفَرَ بشِيَ‌ءٍ مِنَ البَاطِلِ إِلّا مَزّقَهُ وَ يُحِقّ الحَقّ وَ يُحَقّقَهُ وَ اجعَلهُ أللّهُمّ مَفزَعاً لِمَظلُومِ عِبَادِكَ وَ نَاصِراً لِمَن لَا يَجِدُ لَهُ نَاصِراً غَيرَكَ وَ مُجَدّداً لِمَا عُطّلَ مِن أَحكَامِ كِتَابِكَ وَ مُشَيّداً لِمَا وَرَدَ مِن أَعلَامِ دِينِكَ وَ سُنَنِ نَبِيّكَص وَ اجعَلهُ مِمّن حَصّنتَهُ مِن بَأسِ المُعتَدِينَ أللّهُمّ وَ سُرّ نَبِيّكَ مُحَمّداًص بِرُؤيَتِهِ وَ مَن تَبِعَهُ عَلَي دَعوَتِهِ وَ ارحَمِ استِكَانَتَنَا بَعدَهُ أللّهُمّ اكشِف هَذِهِ الغُمّةَ عَنِ الأُمّةِ بِحُضُورِهِ وَ عَجّل لَنَا ظُهُورَهُإِنّهُم يَرَونَهُ


صفحه : 97

بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباًالعَجَلَ يَا موَلاَي‌َ يَا صَاحِبَ الزّمَانِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ ثُمّ تَضرِبُ عَلَي فَخِذِكَ الأَيمَنِ بِيَدِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ تَقُولُ العَجَلَ يَا موَلاَي‌َ يَا صَاحِبَ الزّمَانِ ثَلَاثاً

112- صبا،[مصباح الزائر]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَرَادَ أَن يَزُورَ قَبرَ رَسُولِ اللّهِص وَ الأَئِمّةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم مِن بَعِيدٍ فَليَقُل وَ سَاقَ الزّيَارَةَ إِلَي قَولِهِ إنِيّ‌ مِنَ القَائِلِينَ بِفَضلِكُم مُقِرّ بِرَجعَتِكُم لَا أُنكِرُ لِلّهِ قُدرَةً وَ لَا أَزعُمُ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ

أقول أكثر هذه الأخبار المتعلقة بالزيارات والأدعية مذكورة في كتب الزيارات التي‌ عندنا من الشهيد والمفيد وغيرهما و في كتابنا العتيق و في كتاب زوائد الفوائد لولد السيد علي بن طاوس

113- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي صِفَةِ قَبضِ رُوحِ المُؤمِنِ قَالَ ثُمّ يَزُورُ آلَ مُحَمّدٍ فِي جِنَانِ رَضوَي فَيَأكُلُ مَعَهُم مِن طَعَامِهِم وَ يَشرَبُ مَعَهُم مِن شَرَابِهِم وَ يَتَحَدّثُ مَعَهُم فِي مَجَالِسِهِم حَتّي يَقُومَ قَائِمُنَا أَهلَ البَيتِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ اللّهُ فَأَقبَلُوا مَعَهُ يُلَبّونَ زُمَراً زُمَراً فَعِندَ ذَلِكَ يَرتَابُ المُبطِلُونَ وَ يَضمَحِلّ المُحِلّونَ وَ قَلِيلٌ مَا يَكُونُونَ هَلَكَتِ المَحَاضِيرُ وَ نَجَا المُقَرّبُونَ مِن أَجلِ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع أَنتَ أخَيِ‌ وَ مِيعَادُ مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ واَديِ‌ السّلَامِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ رجل محل منتهك للحرام أو لايري للشهر الحرام حرمة انتهي والمقربون بفتح الراء أي الذين لايستعجلون هم المقربون و أهل التسليم أوبكسر الراء أي الذين يقولون الفرج قريب و لايستبطئونه


صفحه : 98

روي الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب القائم للفضل بن شاذان عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن سنان مثله

114- وَ عَنِ الكِتَابِ المَذكُورِ عَنِ الفَضلِ عَن صَالِحِ بنِ حَمزَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا الفَارُوقُ الأَكبَرُ وَ صَاحِبُ المِيسَمِ وَ أَنَا صَاحِبُ النّشرِ الأَوّلِ وَ النّشرِ الآخِرِ وَ صَاحِبُ الكَرّاتِ وَ دَولَةِ الدّوَلِ وَ عَلَي يدَيِ‌ يَتِمّ مَوعِدُ اللّهِ وَ تَكمُلُ كَلِمَتُهُ وَ بيِ‌ يَكمُلُ الدّينُ

أقول تمامه في أبواب علمهم ع

115- مل ،[كامل الزيارات ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ بنِ سَعدٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ قَائِدِ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ بَعضُ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي زِيَارَةِ الحُسَينِ ع إِلَي قَولِهِ وَ نصُرتَيِ‌ لَكُم مُعَدّةٌ حَتّي يَحكُمَ اللّهُ وَ يَبعَثَكُم فَمَعَكُم مَعَكُم لَا مَعَ عَدُوّكُم إنِيّ‌ مِنَ المُؤمِنِينَ بِرَجعَتِكُم لَا أُنكِرُ لِلّهِ قُدرَةً وَ لَا أُكَذّبُ لَهُ مَشِيّةً وَ لَا أَزعُمُ أَنّ مَا شَاءَ لَا يَكُونُ

116- مل ،[كامل الزيارات ] أَبُو عَبدِ الرّحمَنِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع فِي زِيَارَةِ الحُسَينِ ع وَ نصُرتَيِ‌ لَكُم مُعَدّةٌ حَتّي يُحيِيَكُمُ اللّهُ لِدِينِهِ وَ يَبعَثَكُم وَ أَشهَدُ أَنّكُمُ الحُجّةُ وَ بِكُم تُرجَي الرّحمَةُ فَمَعَكُم مَعَكُم لَا مَعَ عَدُوّكُم إنِيّ‌ بِإِيَابِكُم مِنَ المُؤمِنِينَ لَا أُنكِرُ لِلّهِ قُدرَةً وَ لَا أُكَذّبُ مِنهُ بِمَشِيّةٍ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَبدِكَ وَ أخَيِ‌ رَسُولِكَ إِلَي أَن قَالَ أللّهُمّ أَتمِم بِهِ كَلِمَاتِكَ وَ أَنجِز بِهِ وَعدَكَ وَ أَهلِك بِهِ عَدُوّكَ وَ اكتُبنَا فِي أَولِيَائِهِ وَ أَحِبّائِهِ أللّهُمّ اجعَلنَا شِيعَةً وَ أَنصَاراً وَ أَعوَاناً عَلَي طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ وَ مَا وَكَلتَ بِهِ وَ استَخلَفتَهُ عَلَيهِ يَا رَبّ العَالَمِينَ

117-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ وَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ مَتّ الجوَهرَيِ‌ّ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ


صفحه : 99

عَن عُروَةَ بنِ أخَيِ‌ شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِ‌ّ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَتَيتَ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ يُجزِيكَ عِندَ قَبرِ كُلّ إِمَامٍ وَ سَاقَ إِلَي قَولِهِ أللّهُمّ لَا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيَارَةِ قَبرِ ابنِ نَبِيّكَ وَ ابعَثهُ مَقَاماً مَحمُوداً تَنتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَ تَقتُلُ بِهِ عَدُوّكَ فَإِنّكَ وَعَدتَهُ وَ أَنتَ الرّبّ ألّذِيلا تُخلِفُ المِيعادَ وَ كَذَلِكَ تَقُولُ عِندَ قُبُورِ كُلّ الأَئِمّةِ ع

118- قل ،[إقبال الأعمال ] يُستَحَبّ أَن يُدعَي فِي يَومِ دَحوِ الأَرضِ بِهَذَا الدّعَاءِ وَ سَاقَهُ إِلَي قَولِهِ وَ ابعَثنَا فِي كَرّتِهِ حَتّي نَكُونَ فِي زَمَانِهِ مِن أَعوَانِهِ

119- فس ،[تفسير القمي‌] قُتِلَ الإِنسانُ ما أَكفَرَهُ قَالَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَالَما أَكفَرَهُ أَي مَا ذَا فَعَلَ وَ أَذنَبَ حَتّي قَتَلُوهُ ثُمّ قَالَمِن أَيّ شَيءٍ خَلَقَهُ مِن نُطفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدّرَهُ ثُمّ السّبِيلَ يَسّرَهُ قَالَ يَسّرَ لَهُ طَرِيقَ الخَيرِثُمّ أَماتَهُ فَأَقبَرَهُ ثُمّ إِذا شاءَ أَنشَرَهُ قَالَ فِي الرّجعَةِكَلّا لَمّا يَقضِ ما أَمَرَهُ أَي لَم يَقضِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَا قَد أَمَرَهُ وَ سَيَرجِعُ حَتّي يقَضيِ‌َ مَا أَمَرَهُ

أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِقُتِلَ الإِنسانُ ما أَكفَرَهُ قَالَ نَعَم نَزَلَت فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ما أَكفَرَهُيعَنيِ‌ بِقَتلِكُم إِيّاهُ ثُمّ نَسَبَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَنَسَبَ خَلقَهُ وَ مَا أَكرَمَهُ اللّهُ بِهِ فَقَالَمِن أَيّ شَيءٍ خَلَقَهُ يَقُولُ مِن طِينَةِ الأَنبِيَاءِ خَلَقَهُ فَقَدّرَهُ لِلخَيرِثُمّ السّبِيلَ يَسّرَهُيعَنيِ‌ سَبِيلَ الهُدَيثُمّ أَماتَهُمِيتَةَ الأَنبِيَاءِثُمّ إِذا شاءَ أَنشَرَهُ[ قُلتُ مَا قَولُهُثُمّ إِذا شاءَ أَنشَرَهُ] قَالَ يَمكُثُ بَعدَ قَتلِهِ فِي الرّجعَةِ فيَقَضيِ‌ مَا أَمَرَهُ

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس مثله بيان قوله ما أَكفَرَهُ في خبر أبي سلمة يحتمل أن يكون ضميره راجعا إلي أمير المؤمنين ع بأن يكون استفهاما إنكاريا كمامر في الخبر السابق


صفحه : 100

ويحتمل أن يكون راجعا إلي القاتل بقرينة المقام فيكون علي التعجب أي ماأكفر قاتله ويؤيد الأول الخبر الأول ويؤيد الثاني‌ أن في رواية محمد بن العباس يعني‌ قاتله بقتله إياه

120- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَوماً فَقَالَ أَنَا دَابّةُ الأَرضِ

أَقُولُ قَد سَبَقَ فِي بَابِ عَلَامَاتِ ظُهُورِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ بَعدَ ذِكرِ قَتلِ الدّجّالِ إِلّا أَنّ بَعدَ ذَلِكَ الطّامّةَ الكُبرَي قُلنَا وَ مَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ خُرُوجُ دَابّةٍ مِنَ الأَرضِ مِن عِندِ الصّفَا مَعَهَا خَاتَمُ سُلَيمَانَ وَ عَصَا مُوسَي تَضَعُ الخَاتَمَ عَلَي وَجهِ كُلّ مُؤمِنٍ فَيَنطَبِعُ فِيهِ هَذَا مُؤمِنٌ حَقّاً وَ يَضَعُهُ عَلَي وَجهِ كُلّ كَافِرٍ فَيُكتَبُ فِيهِ هَذَا كَافِرٌ حَقّاً إِلَي آخِرِ مَا مَرّ

121- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الفَضلُ بنُ شَاذَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَيَملِكَنّ مِنّا أَهلَ البَيتِ رَجُلٌ بَعدَ مَوتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ يَزدَادُ تِسعاً قُلتُ مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ بَعدَ القَائِمِ قُلتُ وَ كَم يَقُومُ القَائِمُ فِي عَالَمِهِ قَالَ تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمّ يَخرُجُ المُنتَصِرُ فَيَطلُبُ بِدَمِ الحُسَينِ وَ دِمَاءِ أَصحَابِهِ فَيَقتُلُ وَ يسَبيِ‌ حَتّي يَخرُجَ السّفّاحُ

بيان الظاهر أن المراد بالمنتصر الحسين وبالسفاح أمير المؤمنين ص كماسيأتي‌

122-ختص ،[الإختصاص ]عَمرُو بنُ ثَابِتٍ عَن جَابِرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ


صفحه : 101

وَ اللّهِ لَيَملِكَنّ رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ بَعدَ مَوتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ يَزدَادُ تِسعاً قَالَ فَقُلتُ فَمَتَي يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ بَعدَ مَوتِ القَائِمِ ع قُلتُ لَهُ وَ كَم يَقُومُ القَائِمُ فِي عَالَمِهِ حَتّي يَمُوتَ قَالَ فَقَالَ تِسعَةَ عَشَرَ مِن يَومِ قِيَامِهِ إِلَي يَومِ مَوتِهِ قَالَ قُلتُ لَهُ فَيَكُونُ بَعدَ مَوتِهِ الهَرجُ قَالَ نَعَم خَمسِينَ سَنَةً ثُمّ يَخرُجُ المُنتَصِرُ إِلَي الدّنيَا فَيَطلُبُ بِدَمِهِ وَ دِمَاءِ أَصحَابِهِ فَيَقتُلُ وَ يسَبيِ‌ حَتّي يُقَالَ لَو كَانَ هَذَا مِن ذُرّيّةِ الأَنبِيَاءِ مَا قَتَلَ النّاسَ كُلّ هَذَا القَتلِ فَيَجتَمِعُ عَلَيهِ النّاسُ أَبيَضُهُم وَ أَسوَدُهُم فَيَكثُرُونَ عَلَيهِ حَتّي يُلجِئُوهُ إِلَي حَرَمِ اللّهِ فَإِذَا اشتَدّ البَلَاءُ عَلَيهِ وَ قُتِلَ المُنتَصِرُ خَرَجَ السّفّاحُ مِنَ الدّنيَا غَضَباً لِلمُنتَصِرِ فَيَقتُلُ كُلّ عَدُوّ لَنَا وَ هَل تدَريِ‌ مَنِ المُنتَصِرُ وَ السّفّاحُ يَا جَابِرُ المُنتَصِرُ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ وَ السّفّاحُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

123- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي وَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الريّاَحيِ‌ّ عَن أَبِي الصّامِتِ الحلُواَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَص لَقَد أُعطِيتُ السّتّ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا وَ الوَصَايَا وَ فَصلَ الخِطَابِ وَ إنِيّ‌ لَصَاحِبُ الكَرّاتِ وَ دَولَةِ الدّوَلِ وَ إنِيّ‌ لَصَاحِبُ العَصَا وَ المِيسَمِ وَ الدّابّةُ التّيِ‌ تُكَلّمُ النّاسَ

ير،[بصائر الدرجات ] عن علي بن حسان مثله

124- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَص كَثِيراً مَا يَقُولُ أَنَا قَسِيمُ اللّهِ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ أَنَا الفَارُوقُ الأَكبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ العَصَا وَ المِيسَمِ الخَبَرَ

كا،[الكافي‌] الحسين بن محمد عن المعلي عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان مثله


صفحه : 102

كا،[الكافي‌] علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي‌ عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله ع

مثله

125- يب ،[تهذيب الأحكام ]كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ اللّهِ لَا تَذهَبُ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ‌ حَتّي يحُييِ‌َ اللّهُ المَوتَي وَ يُمِيتَ الأَحيَاءَ وَ يَرُدّ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ وَ يُقِيمَ دِينَهُ ألّذِي ارتَضَاهُ لِنَفسِهِ إِلَي آخِرِ مَا أَورَدَاهُ فِي كِتَابِ الزّكَاةِ

126- فس ،[تفسير القمي‌] وَ وَصّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِإِنّمَا عَنَي الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع ثُمّ عَطَفَ عَلَي الحُسَينِ فَقَالَحَمَلَتهُ أُمّهُ كُرهاً وَ وَضَعَتهُ كُرهاً وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ أَخبَرَ رَسُولَ اللّهِ وَ بَشّرَهُ بِالحُسَينِ قَبلَ حَملِهِ وَ أَنّ الإِمَامَةَ يَكُونُ فِي وُلدِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ أَخبَرَهُ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ القَتلِ وَ المُصِيبَةِ فِي نَفسِهِ وَ وُلدِهِ ثُمّ عَوّضَهُ بِأَن جَعَلَ الإِمَامَةَ فِي عَقِبِهِ وَ أَعلَمَهُ أَنّهُ يُقتَلُ ثُمّ يَرُدّهُ إِلَي الدّنيَا وَ يَنصُرُهُ حَتّي يَقتُلَ أَعدَاءَهُ وَ يُمَلّكَهُ الأَرضَ وَ هُوَ قَولُهُوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِالآيَةَ وَ قَولُهُوَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِالآيَةَ فَبَشّرَ اللّهُ نَبِيّهُص أَنّ أَهلَ بَيتِكَ يَملِكُونَ الأَرضَ وَ يَرجِعُونَ إِلَيهَا وَ يَقتُلُونَ أَعدَاءَهُم فَأَخبَرَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ ع بِخَبَرِ الحُسَينِ ع وَ قَتلِهِ فَحَمَلَتهُ كُرهاً ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَهَل رَأَيتُم أَحَداً يُبَشّرُ بِوَلَدٍ ذَكَرٍ فَيَحمِلُهُ كُرهاً أَي إِنّهَا اغتَمّت وَ كَرِهَت لَمّا أُخبِرَت بِقَتلِهِ وَ وَضَعَتهُ كُرهاً لِمَا عَلِمَت مِن ذَلِكَ وَ كَانَ بَينَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع طُهرٌ وَاحِدٌ وَ كَانَ الحُسَينُ ع فِي بَطنِ أُمّهِ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ فِصَالُهُ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ شَهراً وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ حَملُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً


صفحه : 103

127- فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ إِنّ لِلّذِينَ ظَلَمُواآلَ مُحَمّدٍ حَقّهُمعَذاباً دُونَ ذلِكَ قَالَ عَذَابُ الرّجعَةِ بِالسّيفِ

128- فس ،[تفسير القمي‌] إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا قالَ أَيِ الثاّنيِ‌أَساطِيرُ الأَوّلِينَ أَي أَكَاذِيبُ الأَوّلِينَسَنَسِمُهُ عَلَي الخُرطُومِ قَالَ فِي الرّجعَةِ إِذَا رَجَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ يَرجِعُ أَعدَاؤُهُ فَيَسِمُهُم بِمِيسَمٍ مَعَهُ كَمَا تُوسَمُ البَهَائِمُ عَلَي الخَرَاطِيمِ الأَنفُ وَ الشّفَتَانِ

129- فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيقُم فَأَنذِر قَالَ هُوَ قِيَامُهُ فِي الرّجعَةِ يُنذِرُ فِيهَا

130- خص ،[منتخب البصائر]مِمّا رَوَاهُ لِي السّيّدُ الجَلِيلُ بَهَاءُ الدّينِ عَلِيّ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ الحسُيَنيِ‌ّ رَوَاهُ بِطَرِيقِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الإيِاَديِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي أَحمَدَ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع سُئِلَ عَنِ الرّجعَةِ أَ حَقّ هيِ‌َ قَالَ نَعَم فَقِيلَ لَهُ مَن أَوّلُ مَن يَخرُجُ قَالَ الحُسَينُ يَخرُجُ عَلَي أَثَرِ القَائِمِ ع قُلتُ وَ مَعَهُ النّاسُ كُلّهُم قَالَ لَا بَل كَمَا ذَكَرَ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِيَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَتَأتُونَ أَفواجاًقَومٌ بَعدَ قَومٍ

وَ عَنهُ ع وَ يُقبِلُ الحُسَينُ ع فِي أَصحَابِهِ الّذِينَ قُتِلُوا مَعَهُ وَ مَعَهُ سَبعُونَ نَبِيّاً كَمَا بَعَثُوا مَعَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ فَيَدفَعُ إِلَيهِ القَائِمُ ع الخَاتَمَ فَيَكُونُ الحُسَينُ ع هُوَ ألّذِي يلَيِ‌ غُسلَهُ وَ كَفنَهُ وَ حَنُوطَهُ وَ يُوَارِيهِ فِي حُفرَتِهِ

وَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَيَملِكَنّ مِنّا أَهلَ البَيتِ رَجُلٌ بَعدَ مَوتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ يَزدَادُ تِسعاً قُلتُ مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ بَعدَ القَائِمِ ع قُلتُ وَ كَم يَقُومُ القَائِمُ فِي عَالَمِهِ قَالَ تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً


صفحه : 104

ثُمّ يَخرُجُ المُنتَصِرُ إِلَي الدّنيَا وَ هُوَ الحُسَينُ ع فَيَطلُبُ بِدَمِهِ وَ دَمِ أَصحَابِهِ فَيَقتُلُ وَ يسَبيِ‌ حَتّي يَخرُجَ السّفّاحُ وَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

وَ رُوِيَت عَنهُ أَيضاً بِطَرِيقِهِ إِلَي أَسَدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ حِينَ سُئِلَ عَنِ اليَومِ ألّذِي ذَكَرَ اللّهُ مِقدَارَهُ فِي القُرآنِفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ وَ هيِ‌َ كَرّةُ رَسُولِ اللّهِص فَيَكُونُ مُلكُهُ فِي كَرّتِهِ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ وَ يَملِكُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي كَرّتِهِ أَربَعَةً وَ أَربَعِينَ أَلفَ سَنَةٍ

بيان أقول عندي‌ كتاب الأنوار المضيئة تصنيف الشيخ علي بن عبدالحميد والأخبار موجودة فيه وروي‌ أيضا بإسناده عن الفضل بن شاذان بإسناده عن أبي جعفر ع قال إذاظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالي من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق فيكونون في أصحابه وأنصاره

131-خص ،[منتخب البصائر] مِن كِتَابِ السّلطَانِ المُفَرّجِ عَن أَهلِ الإِيمَانِ تَصنِيفِ السّيّدِ الجَلِيلِ بَهَاءِ الدّينِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الحسَنَيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ قَالَكُنتُ نَائِماً فِي مرَقدَيِ‌ إِذ رَأَيتُ فِيمَا يَرَي النّائِمُ قَائِلًا يَقُولُ حُجّ السّنَةَ فَإِنّكَ تَلقَي صَاحِبَ الزّمَانِ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ مَهزِيَارَ إِنّهُ إِذَا فُقِدَ الصيّنيِ‌ّ وَ تَحَرّكَ المغَربِيِ‌ّ وَ سَارَ العبَاّسيِ‌ّ وَ بُويِعَ السفّياَنيِ‌ّ يُؤذَنُ لوِلَيِ‌ّ اللّهِ فَأَخرُجُ بَينَ الصّفَا وَ المُروَةِ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ فأَجَيِ‌ءُ إِلَي الكُوفَةِ فَأَهدِمُ مَسجِدَهَا وَ أَبنِيهِ عَلَي بِنَائِهِ الأَوّلِ وَ أَهدِمُ مَا حَولَهُ مِن بِنَاءِ الجَبَابِرَةِ وَ أَحُجّ بِالنّاسِ حَجّةَ الإِسلَامِ وَ أجَيِ‌ءُ إِلَي يَثرِبَ فَأَهدِمُ الحُجرَةَ وَ أُخرِجُ مَن بِهَا وَ هُمَا طَرِيّانِ فَآمُرُ بِهِمَا تُجَاهَ البَقِيعِ وَ آمُرُ بِخَشَبَتَينِ يُصلَبَانِ عَلَيهِمَا فَتُورِقَانِ مِن تَحتِهِمَا فَيَفتَتِنُ النّاسُ بِهِمَا أَشَدّ مِنَ الأُولَي فيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ الفِتنَةُ مِنَ السّمَاءِ يَا سَمَاءُ انبذِيِ‌ وَ يَا أَرضُ خذُيِ‌ فَيَومَئِذٍ لَا يَبقَي عَلَي وَجهِ الأَرضِ إِلّا مُؤمِنٌ قَد أَخلَصَ


صفحه : 105

قَلبَهُ لِلإِيمَانِ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ مَا يَكُونُ بَعدَ ذَلِكَ قَالَ الكَرّةُ الكَرّةُ الرّجعَةُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً

أقول ورأيت في أصل كتابه مثله

132- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن بُرَيدٍ العجِليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص أخَبرِنيِ‌ عَن إِسمَاعِيلَ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ حَيثُ يَقُولُوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا أَ كَانَ إِسمَاعِيلَ بنَ اِبرَاهِيمَ ع فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّهُ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ ع إِنّ إِسمَاعِيلَ مَاتَ قَبلَ اِبرَاهِيمَ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ كَانَ حُجّةً لِلّهِ قَائِماً صَاحِبَ شَرِيعَةٍ فَإِلَي مَن أُرسِلَ إِسمَاعِيلُ إِذاً قُلتُ فَمَن كَانَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ إِسمَاعِيلُ بنُ حِزقِيلَ النّبِيّ ع بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي قَومِهِ فَكَذّبُوهُ وَ قَتَلُوهُ وَ سَلَخُوا فَروَةَ وَجهِهِ فَغَضِبَ اللّهُ لَهُ عَلَيهِم فَوَجّهَ إِلَيهِ سطاطائيل مَلَكَ العَذَابِ فَقَالَ لَهُ يَا إِسمَاعِيلُ أَنَا سطاطائيل مَلَكُ العَذَابِ وجَهّنَيِ‌ رَبّ العِزّةِ إِلَيكَ لِأُعَذّبَ قَومَكَ بِأَنوَاعِ العَذَابِ كَمَا شِئتَ فَقَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ يَا سطاطائيل فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ فَمَا حَاجَتُكَ يَا إِسمَاعِيلُ فَقَالَ إِسمَاعِيلُ يَا رَبّ إِنّكَ أَخَذتَ المِيثَاقَ لِنَفسِكَ بِالرّبُوبِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍ بِالنّبُوّةِ وَ لِأَوصِيَائِهِ بِالوَلَايَةِ وَ أَخبَرتَ خَلقَكَ بِمَا تَفعَلُ أُمّتُهُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع مِن بَعدِ نَبِيّهَا وَ إِنّكَ وَعَدتَ الحُسَينَ أَن تَكُرّهُ إِلَي الدّنيَا حَتّي يَنتَقِمَ بِنَفسِهِ مِمّن فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ فحَاَجتَيِ‌ إِلَيكَ يَا رَبّ أَن تكَرُنّيِ‌ إِلَي الدّنيَا حَتّي أَنتَقِمَ مِمّن فَعَلَ ذَلِكَ بيِ‌ مَا فَعَلَ كَمَا تَكُرّ الحُسَينَ فَوَعَدَ اللّهُ إِسمَاعِيلَ بنَ حِزقِيلَ ذَلِكَ فَهُوَ يَكُرّ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع


صفحه : 106

133- مل ،[كامل الزيارات ]الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأَصَمّ عَن أَبِي عُبَيدَةَ البَزّازِ عَن حَرِيزٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَا أَقَلّ بَقَاءَكُم أَهلَ البَيتِ وَ أَقرَبَ آجَالَكُم بَعضَهَا مِن بَعضٍ مَعَ حَاجَةِ هَذَا الخَلقِ إِلَيكُم فَقَالَ إِنّ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنّا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ أَن يَعمَلَ بِهِ فِي مُدّتِهِ فَإِذَا انقَضَي مَا فِيهَا مِمّا أُمِرَ بِهِ عَرَفَ أَنّ أَجَلَهُ قَد حَضَرَ وَ أَتَاهُ النّبِيّ يَنعَي إِلَيهِ نَفسَهُ وَ أَخبَرَهُ بِمَا لَهُ عِندَ اللّهِ وَ إِنّ الحُسَينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَرَأَ صَحِيفَتَهُ التّيِ‌ أُعطِيَهَا وَ فُسّرَ لَهُ مَا يأَتيِ‌ وَ مَا يَبقَي وَ بقَيِ‌َ مِنهَا أَشيَاءُ لَم تَنقَضِ فَخَرَجَ إِلَي القِتَالِ وَ كَانَت تِلكَ الأُمُورُ التّيِ‌ بَقِيَت أَنّ المَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللّهَ فِي نُصرَتِهِ فَأَذِنَ لَهُم فَمَكَثَت تَستَعِدّ لِلقِتَالِ وَ تَتَأَهّبُ لِذَلِكَ حَتّي قُتِلَ فَنَزَلَت وَ قَدِ انقَطَعَت مُدّتُهُ وَ قُتِلَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا رَبّ أَذِنتَ لَنَا فِي الِانحِدَارِ وَ أَذِنتَ لَنَا فِي نُصرَتِهِ فَانحَدَرنَا وَ قَد قَبَضتَهُ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِم أَنِ الزَمُوا قُبّتَهُ حَتّي تَرَونَهُ قَد خَرَجَ فَانصُرُوهُ وَ ابكُوا عَلَيهِ وَ عَلَي مَا فَاتَكُم مِن نُصرَتِهِ وَ إِنّكُم خُصّصتُم بِنُصرَتِهِ وَ البُكَاءِ عَلَيهِ فَبَكَتِ المَلَائِكَةُ تَقَرّباً وَ جَزَعاً عَلَي مَا فَاتَهُم مِن نُصرَتِهِ فَإِذَا خَرَجَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَكُونُونَ أَنصَارَهُ

134-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ العاَقوُليِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ الخثَعمَيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييَومَ تَرجُفُ الرّاجِفَةُ تَتبَعُهَا الرّادِفَةُ قَالَ الرّاجِفَةُ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ الرّادِفَةُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَوّلُ مَن يَنفُضُ عَن رَأسِهِ التّرَابَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فِي خَمسَةٍ وَ سَبعِينَ أَلفاً وَ هُوَ قَولُهُ


صفحه : 107

تَعَالَيإِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يَومَ يَقُومُ الأَشهادُ يَومَ لا يَنفَعُ الظّالِمِينَ مَعذِرَتُهُم وَ لَهُمُ اللّعنَةُ وَ لَهُم سُوءُ الدّارِ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ فِيهِ فِي خَمسَةٍ وَ تِسعِينَ أَلفاً

يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض عن أبي عبد الله ع مثله

135- خص ،[منتخب البصائر] مِن كِتَابِ التّنزِيلِ وَ التّحرِيفِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ السيّاّريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ نَجِيحٍ اليمَاَنيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ قَالَ النّعِيمُ ألّذِي أَنعَمَ اللّهُ عَلَيكُم بِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍص وَ فِي قَولِهِ تَعَالَيلَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ قَالَ المُعَايَنَةُ وَ فِي قَولِهِ تَعَالَيكَلّا سَوفَ تَعلَمُونَ قَالَ مَرّةً بِالكَرّةِ وَ أُخرَي يَومَ القِيَامَةِ

136- جش ،[الفهرست للنجاشي‌] كَانَت لِمُؤمِنِ الطّاقِ مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ حِكَايَاتٌ كَثِيرَةٌ فَمِنهَا أَنّهُ قَالَ لَهُ يَوماً يَا أَبَا جَعفَرٍ تَقُولُ بِالرّجعَةِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ أقَرضِنيِ‌ مِن كِيسِكَ هَذَا خَمسَمِائَةِ دِينَارٍ فَإِذَا عُدتُ أَنَا وَ أَنتَ رَدَدتُهَا إِلَيكَ فَقَالَ لَهُ فِي الحَالِ أُرِيدُ ضَمِيناً يَضمَنُ لِي أَنّكَ تَعُودُ إِنسَاناً وَ إنِيّ‌ أَخَافُ أَن تَعُودَ قِرداً فَلَا أَتَمَكّنُ مِنِ استِرجَاعِ مَا أَخَذتَ

ج ،[الإحتجاج ]مثله بتغيير ما

137- خص ،[منتخب البصائر] مِن كِتَابِ الغَارَاتِ لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ رَوَي حَدِيثاً عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِنهُ قِيلَ لَهُ فَمَا ذُو القَرنَينِ قَالَ ع رَجُلٌ بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي قَومِهِ فَكَذّبُوهُ وَ ضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ فَمَاتَ ثُمّ أَحيَاهُ اللّهُ ثُمّ بَعَثَهُ إِلَي قَومِهِ فَكَذّبُوهُ وَ ضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ الآخَرِ فَمَاتَ ثُمّ أَحيَاهُ اللّهُ فَهُوَ ذُو القَرنَينِ لِأَنّهُ ضُرِبَت قَرنَاهُ


صفحه : 108

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَ فِيكُم مِثلُهُ يُرِيدُ نَفسَهُ

وَ مِنهُ أَيضاً حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ أُسَيدٍ الكنِديِ‌ّ وَ كَانَ مِن شُرطَةِ الخَمِيسِ عَن أَبِيهِ قَالَ إنِيّ‌ لَجَالِسٌ مَعَ النّاسِ عِندَ عَلِيّ ع إِذ جَاءَ ابنُ مُعِزّ وَ ابنُ نَعجٍ مَعَهُمَا عَبدُ اللّهِ بنُ وَهبٍ قَد جَعَلَا فِي حَلقِهِ ثَوباً يَجُرّانِهِ فَقَالَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اقتُلهُ وَ لَا تُدَاهِنِ الكَذّابِينَ قَالَ ادنُه فَدَنَا فَقَالَ لَهُمَا فَمَا يَقُولُ قَالَا يَزعُمُ أَنّكَ دَابّةُ الأَرضِ وَ أَنّكَ تُضرَبُ عَلَي هَذَا قُبَيلَ هَذَا يَعنُونَ رَأسَهُ إِلَي لِحيَتِهِ فَقَالَ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَدّثتُهُم حَدِيثاً حَدّثَنِيهِ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ قَالَ اترُكُوهُ فَقَد رَوَي عَن غَيرِهِ يَا ابنَ أُمّ السّودَاءِ إِنّكَ تَبقَرُ الحَدِيثَ بَقراً خَلّوا سَبِيلَ الرّجُلِ فَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيهِ كَذِبُهُ وَ إِن يَكُ صَادِقاً يصُيِبنُيِ‌ ألّذِي يَقُولُ

وَ مِنهُ أَيضاً عَن عَبَايَةَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ أَنَا سَيّدُ الشّيبِ وَ فِيّ سُنّةٌ مِن أَيّوبَ لِأَنّ أَيّوبَ ابتلُيِ‌َ ثُمّ عَافَاهُ اللّهُ مِن بَلوَاهُ وَ آتَاهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم كَمَا حَكَي اللّهُ سُبحَانَهُ فرَوُيِ‌َ أَنّهُ أَحيَا لَهُ أَهلَهُ الّذِينَ قَد مَاتُوا وَ كَشَفَ ضُرّهُ وَ قَد صَحّ عَنهُم صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَنّهُ كُلّ مَا كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مِثلُهُ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ وَ قَد قَالَ إِنّ فِيهِ ع شِبهَهُ وَ قَولُهُ وَ اللّهِ لَيَجمَعَنّ اللّهُ لِي أهَليِ‌ كَمَا جُمِعُوا لِيَعقُوبَ ع فَإِنّ يَعقُوبَ فُرّقَ بَينَهُ وَ بَينَ أَهلِهِ بُرهَةً مِنَ الزّمَانِ ثُمّ جُمِعُوا لَهُ فَقَد حَلَفَ ع أَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي سَيَجمَعُ لَهُ وُلدَهُ كَمَا جَمَعَهُم لِيَعقُوبَ وَ قَد كَانَ اجتِمَاعُ يَعقُوبَ بِوُلدِهِ فِي دَارِ الدّنيَا فَيَكُونُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَذَلِكَ فِي الدّنيَا يُجمَعُونَ لَهُ فِي رَجعَتِهِ ع وَ وُلدُهُ الأَئِمّةُ ع وَ هُمُ المَنصُوصُونَ عَلَي


صفحه : 109

رَجعَتِهِم فِي أَحَادِيثِهِمُ الصّحِيحَةِ الصّرِيحَةِوَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ وَ هُمُ المُتّقُونَ

138- خص ،[منتخب البصائر] وَ مِن كِتَابِ تَأوِيلِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي النّبِيّ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم تَألِيفِ أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ وَ عَلَي هَذَا الكِتَابِ خَطّ السّيّدِ رضَيِ‌ّ الدّينِ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ طَاوُسٍ مَا صُورَتُهُ قَالَ النجّاَشيِ‌ّ فِي كِتَابِ الفِهرِستِ مَا هَذَا لَفظُهُ مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ فِي أَصحَابِنَا عَينٌ سَدِيدٌ لَهُ كِتَابُ المُقنِعِ فِي الفِقهِ كِتَابُ الدّوَاجِنِ وَ قَالَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِنَا إِنّهُ لَم يُصَنّف فِي مَعنَاهُ مِثلُهُ

رِوَايَةُ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ طَاوُسٍ عَن فَخّارِ بنِ مَعَدّ العلَوَيِ‌ّ وَ غَيرِهِ عَن شَاذَانَ بنِ جَبرَئِيلَ عَن رِجَالِهِ وَ مِنهُ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَ

حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ أَسَدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُعَمّرٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ فَضلٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَ قَالَ هَذِهِ نَزَلَت فِينَا وَ فِي بنَيِ‌ أُمَيّةَ يَكُونُ لَنَا عَلَيهِم دَولَةٌ فَتَذِلّ أَعنَاقُهُم لَنَا بَعدَ صُعُوبَةٍ وَ هَوَانٍ بَعدَ عِزّ

حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَ قَالَ تَخضَعُ لَهَا رِقَابُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ قَالَ ذَلِكَ بَارِزٌ عِندَ زَوَالِ الشّمسِ قَالَ وَ ذَلِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍص يَبرُزُ عِندَ زَوَالِ الشّمسِ عَلَي رُءُوسِ النّاسِ سَاعَةً حَتّي يَبرُزَ وَجهُهُ يَعرِفُ النّاسُ حَسَبَهُ وَ نَسَبَهُ


صفحه : 110

ثُمّ قَالَ أَمَا إِنّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ لَيَخبِيَنّ الرّجُلُ مِنهُم إِلَي جَنبِ شَجَرَةٍ فَتَقُولُ هَذَا رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَاقتُلُوهُ

حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الزّيّاتِ عَن مُحَمّدٍ يعَنيِ‌ ابنَ الجُنَيدِ عَن مُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ ع يَوماً فَقَالَ أَنَا دَابّةُ الأَرضِ

حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ حَاتِمٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِسحَاقَ الراّشدِيِ‌ّ عَن خَالِدِ بنِ مَخلَدٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ يَعقُوبَ الجعُفيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أَ لَا أُحَدّثُكَ ثَلَاثاً قَبلَ أَن يَدخُلَ عَلَيّ وَ عَلَيكَ دَاخِلٌ قُلتُ بَلَي فَقَالَ أَنَا عَبدُ اللّهِ أَنَا دَابّةُ الأَرضِ صِدقُهَا وَ عِدلُهَا وَ أَخُو نَبِيّهَا وَ أَنَا عَبدُ اللّهِ أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَنفِ المهَديِ‌ّ وَ عَينِهِ قَالَ قُلتُ نَعَم فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي صَدرِهِ فَقَالَ أَنَا

حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الصّبّاحِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ القاَشيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ أُحَدّثُكَ بِسَبعَةِ أَحَادِيثَ إِلّا أَن يَدخُلَ عَلَينَا دَاخِلٌ قَالَ قُلتُ افعَل جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ أَ تَعرِفُ أَنفَ المهَديِ‌ّ وَ عَينَهُ قَالَ قُلتُ أَنتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ حَاجِبَا الضّلَالَةِ تَبدُو مَخَازِيهِمَا فِي آخِرِ الزّمَانِ قَالَ قُلتُ أَظُنّ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّهُمَا فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَقَالَ الدّابّةُ وَ مَا الدّابّةُ عِدلُهَا وَ صِدقُهَا وَ مَوقِعُ بَعثِهَا وَ اللّهُ مُهلِكٌ مَن ظَلَمَهَا وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ

حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ السلّمَيِ‌ّ عَن أَيّوبَ بنِ


صفحه : 111

نُوحٍ عَن صَفوَانَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ عَن عَبَايَةَ قَالَ أَتَي رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ حدَثّنيِ‌ عَنِ الدّابّةِ قَالَ وَ مَا تُرِيدُ مِنهَا قَالَ أَحبَبتُ أَن أَعلَمَ عِلمَهَا قَالَ هيِ‌َ دَابّةٌ مُؤمِنَةٌ تَقرَأُ القُرآنَ وَ تُؤمِنُ بِالرّحمَنِ وَ تَأكُلُ الطّعَامَ وَ تمَشيِ‌ فِي الأَسوَاقِ

حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَ مَن هُوَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ هُوَ عَلِيّ ثَكِلَتكَ أُمّكَ

حَدّثَنَا إِسحَاقُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ القرُشَيِ‌ّ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ أَنّ عَبَايَةَ حَدّثَهُ أَنّهُ كَانَ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ أخَيِ‌ أَنّهُ خَتَمَ أَلفَ نبَيِ‌ّ وَ إنِيّ‌ خَتَمتُ أَلفَ وصَيِ‌ّ وَ إنِيّ‌ كُلّفتُ مَا لَم يُكَلّفُوا وَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ أَلفَ كَلِمَةٍ مَا يَعلَمُهَا غيَريِ‌ وَ غَيرُ مُحَمّدٍص مَا مِنهَا كَلِمَةٌ إِلّا مِفتَاحُ أَلفِ بَابٍ بَعدَ مَا تَعلَمُونَ مِنهَا كَلِمَةً وَاحِدَةً غَيرَ أَنّكُم تَقرَءُونَ مِنهَا آيَةً وَاحِدَةً فِي القُرآنِوَ إِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دَابّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلّمُهُم أَنّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ وَ مَا تَدرُونَهَا مَن

حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُستَنِيرٍ عَن جَعفَرِ بنِ عُثمَانَ وَ هُوَ عَمّهُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ صَبّاحٌ المزُنَيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ كَثِيرِ بنِ بَشِيرِ بنِ عَمِيرَةَ الأزَديِ‌ّ قَالَا حَدّثَنَا عِمرَانُ بنُ مِيثَمٍ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع خَامِسَ خَمسَةٍ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ

حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ إِسمَاعِيلَ القاَضيِ‌ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَيّوبَ المخَزوُميِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ أَبِي بُكَيرٍ عَن أَبِي حَرِيزٍ عَن عَلِيّ بنِ زَيدِ بنِ جُذعَانَ عَن خَالِدِ بنِ أَوسٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَخرُجُ دَابّةُ الأَرضِ وَ مَعَهَا عَصَا مُوسَي ع وَ خَاتَمُ سُلَيمَانَ ع تَجلُو وَجهَ المُؤمِنِ بِعَصَا مُوسَي ع وَ تَسِمُ وَجهَ الكَافِرِ بِخَاتَمِ سُلَيمَانَ ع


صفحه : 112

حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الفَقِيهُ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ بنِ نَاصِحٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَأكُلُ خُبزاً وَ خَلّا وَ زَيتاً فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دَابّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلّمُهُمفَمَا هَذِهِ الدّابّةُ قَالَ هيِ‌َ دَابّةٌ تَأكُلُ خُبزاً وَ خَلّا وَ زَيتاً

حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ الزّبَيرِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ لِي مُعَاوِيَةُ يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ تَزعُمُونَ أَنّ عَلِيّاً ع دَابّةُ الأَرضِ فَقُلتُ نَحنُ نَقُولُ وَ اليَهُودُ تَقُولُ فَأَرسَلَ إِلَي رَأسِ الجَالُوتِ فَقَالَ وَيحَكَ تَجِدُونَ دَابّةَ الأَرضِ عِندَكُم مَكتُوبَةً فَقَالَ نَعَم فَقَالَ مَا هيِ‌َ فَقَالَ رَجُلٌ فَقَالَ أَ تدَريِ‌ مَا اسمُهُ قَالَ نَعَم اسمُهُ إِليَا قَالَ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ وَيحَكَ يَا أَصبَغُ مَا أَقرَبَ إِليَا مِن عَلِيّا

حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَيّ شَيءٍ يَقُولُ النّاسُ فِي هَذِهِ الآيَةِوَ إِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دَابّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلّمُهُم فَقَالَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الصّبّاحِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ[ بنِ]الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ وَ يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع حدَثّنيِ‌ قَالَ فَقَالَ أَ مَا سَمِعتَ الحَدِيثَ


صفحه : 113

مِن أَبِيكَ قُلتُ لَا كُنتُ صَغِيراً قَالَ قُلتُ فَأَقُولُ فَإِن أَصَبتُ قُلتَ نَعَم وَ إِن أَخطَأتُ ردَدَتنَيِ‌ عَنِ الخَطَاءِ قَالَ مَا أَشَدّ شَرطَكَ قَالَ قُلتُ فَأَقُولُ فَإِن أَصَبتُ سَكَتّ وَ إِن أَخطَأتُ ردَدَتنَيِ‌ قَالَ هَذَا أَهوَنُ عَلَيّ قُلتُ تَزعُمُ أَنّ عَلِيّاً ع دَابّةُ الأَرضِ

حَدّثَنَا حَمِيدُ بنُ زِيَادٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ نَهِيكٍ عَن عِيسَي بنِ هِشَامٍ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ حدَثّنيِ‌ قَالَ أَ لَيسَ قَد سَمِعتَ أَبَاكَ قُلتُ هَلَكَ أَبِي وَ أَنَا صبَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ فَأَقُولُ فَإِن أَصَبتُ سَكَتّ وَ إِن أَخطَأتُ ردَدَتنَيِ‌ عَنِ الخَطَاءِ قَالَ هَذَا أَهوَنُ قَالَ قُلتُ فإَنِيّ‌ أَزعُمُ أَنّ عَلِيّاً دَابّةُ الأَرضِ قَالَ وَ سَكَتَ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ أَرَاكَ وَ اللّهِ سَتَقُولُ إِنّ عَلِيّاً رَاجِعٌ إِلَينَا وَ قَرَأَإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ قَالَ قُلتُ وَ اللّهِ قَد جَعَلتَهَا فِيمَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَنهَا فَنَسِيتُهَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَ فَلَا أُخبِرُكَ بِمَا هُوَ أَعظَمُ مِن هَذَاوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا كَافّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً لَا تَبقَي أَرضٌ إِلّا نوُديِ‌َ فِيهَا بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي آفَاقِ الأَرضِ

حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا أَحسَبُ نَبِيّكُمص إِلّا سَيَطّلِعُ عَلَيكُم اطّلَاعَةً

حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مَروَانَ عَن سَعِيدِ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي مَروَانَ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ قَالَ فَقَالَ لِي لَا وَ اللّهِ لَا تنَقضَيِ‌ الدّنيَا


صفحه : 114

وَ لَا تَذهَبُ حَتّي يَجتَمِعُ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ بِالثّوَيّةِ فَيَلتَقِيَانِ وَ يَبنِيَانِ بِالثّوَيّةِ مَسجِداً لَهُ اثنَا عَشَرَ أَلفَ بَابٍ يعَنيِ‌ مَوضِعاً بِالكُوفَةِ

حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ هَوذَةَ الباَهلِيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ النهّاَونَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ ذَكَرَ مِثلَهُ قَولُهُوَ لَنُذِيقَنّهُم مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِ

حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَذَابُ الأَدنَي دُونَ العَذَابِ الأَكبَرِ الرّجعَةُ

حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَذَابُ الأَدنَي دَابّةُ الأَرضِ

حَدّثَنَا هَاشِمُ بنُ أَبِي خَلَفٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ يَحيَي بنِ سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن أَبِيهِ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ فِي خُطبَةٍ خَطَبَهَا فِي حَجّةِ الوَدَاعِ لَأَقتُلَنّ العَمَالِقَةَ فِي كَتِيبَةٍ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع أَو عَلِيّ قَالَ أَو عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

مُحَمّدُ بنُ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الخَشّابِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن كَرّامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو كَانَ النّاسُ رَجُلَينِ لَكَانَ أَحَدُهُمَا الإِمَامَ ع وَ قَالَ إِنّ آخِرَ مَن يَمُوتُ الإِمَامُ ع لِئَلّا يَحتَجّ أَحَدٌ عَلَي اللّهِ أَنّهُ تَرَكَهُ بِغَيرِ حُجّةٍ لِلّهِ عَلَيهِ


صفحه : 115

المُرَادُ بِالإِمَامِ هُنَا ألّذِي هُوَ آخِرُ مَن يَمُوتُ الحُسَينُ ع لِأَنّ الحُجّةَ تَقُومُ عَلَي الخَلقِ بِمُنذِرٍ أَو هَادٍ فِي الجُملَةِ دُونَ المُشَارِ إِلَيهِص عَلَي مَا وَرَدَ عَنهُم صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فِيمَا تَقَدّمَ مِن أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع هُوَ ألّذِي يُغَسّلُ المهَديِ‌ّ وَ يَحكُمُ بَعدَهُ فِي الدّنيَا مَا شَاءَ اللّهُ وَ يَجِبُ عَلَي مَن يُقِرّ لِآلِ مُحَمّدٍص بِالإِمَامَةِ وَ فَرضِ الطّاعَةِ أَن يُسَلّمَ إِلَيهِم فِيمَا يَقُولُونَ وَ لَا يَرُدّ شَيئاً مِن حَدِيثِهِمُ المرَويِ‌ّ عَنهُم إِذَا لَم يُخَالِفِ الكِتَابَ وَ السّنّةَ

مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي بنِ بَابَوَيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُوسَي الدّقّاقِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ النخّعَيِ‌ّ عَن عَمّهِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ سَمِعتُ مِن أَبِيكَ أَنّهُ قَالَ يَكُونُ بَعدَ القَائِمِ ع اثنَا عَشَرَ إِمَاماً فَقَالَ قَد قَالَ اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً وَ لَم يَقُل اثنَا عَشَرَ إِمَاماً وَ لَكِنّهُم قَومٌ مِن شِيعَتِنَا يَدعُونَ النّاسَ إِلَي مُوَالَاتِنَا وَ مَعرِفَةِ حَقّنَا

اعلم هداك الله بهداه أن علم آل محمد ليس فيه اختلاف بل بعضه يصدق بعضا و قدروينا أحاديث عنهم صلوات الله عليهم جمة في رجعة الأئمة الاثني‌ عشر فكأنه ع عرف من السائل الضعف عن احتمال هذاالعلم الخاص ألذي خص الله سبحانه من شاء من خاصته وتكرم به علي من أراد من بريته كما قال سبحانه و تعالي ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِفأوله بتأويل حسن بحيث لايصعب عليه فينكر قلبه فيكفر

فَقَد روُيِ‌َ فِي الحَدِيثِ عَنهُم ع مَا كُلّ مَا يُعلَمُ يُقَالُ وَ لَا كُلّ مَا يُقَالُ حَانَ وَقتُهُ وَ لَا كُلّ مَا حَانَ وَقتُهُ حَضَرَ أَهلُهُ

وَ روُيِ‌َ أَيضاً لَا تَقُولُوا الجِبتَ وَ الطّاغُوتَ وَ تَقُولُوا الرّجعَةَ فَإِن قَالُوا قَد كُنتُم تَقُولُونَ قُولُوا الآنَ لَا نَقُولُ وَ هَذَا مِن بَابِ


صفحه : 116

التّقِيّةِ التّيِ‌ تَعَبّدَ اللّهُ بِهَا عِبَادَهُ فِي زَمَنِ الأَوصِيَاءِ

وَ مِن كِتَابِ البِشَارَةِ لِلسّيّدِ رضَيِ‌ّ الدّينِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ وَجَدتُ فِي كِتَابِ تَألِيفِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ الكوُفيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي حُمرَانَ قَالَ عُمُرُ الدّنيَا مِائَةُ أَلفِ سَنَةٍ لِسَائِرِ النّاسِ عِشرُونَ أَلفَ سَنَةٍ وَ ثَمَانُونَ أَلفَ سَنَةٍ لِآلِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ السّيّدُ رضَيِ‌ّ الدّينِ رَحِمَهُ اللّهُ وَ أَعتَقِدُ أنَنّيِ‌ وَجَدتُ فِي كِتَابِ طُهرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَبسَطَ مِن هَذِهِ الرّوَايَةِ

أقول إلي هنا كان مأخوذا من كتاب الحسن بن سليمان و قدروي‌ في كتاب كنز الفوائد الأخبار التي‌ رواها عن محمد بن العباس بإسناده عنه

139- خص ،[منتخب البصائر] مِن كِتَابِ المَشِيخَةِ لِلحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ بإِسِناَديِ‌ المُتّصِلِ إِلَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيرَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنا بِذُنُوبِنا فَهَل إِلي خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ قَالَ ع هُوَ خَاصّ لِأَقوَامٍ فِي الرّجعَةِ بَعدَ المَوتِ وَ يجَريِ‌ فِي القِيَامَةِفَبُعداً لِلقَومِ الظّالِمِينَ

140- مل ،[كامل الزيارات ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كأَنَيّ‌ بِسَرِيرٍ مِن نُورٍ قَد وُضِعَ وَ قَد ضُرِبَت عَلَيهِ قُبّةٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ مُكَلّلَةٍ بِالجَوهَرِ وَ كأَنَيّ‌ بِالحُسَينِ ع جَالِساً عَلَي ذَلِكَ السّرِيرِ وَ حَولَهُ تِسعُونَ أَلفَ قُبّةٍ خَضرَاءَ وَ كأَنَيّ‌ بِالمُؤمِنِينَ يَزُورُونَهُ وَ يُسَلّمُونَ عَلَيهِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم أوَليِاَئيِ‌ سلَوُنيِ‌ فَطَالَمَا أُوذِيتُم وَ ذُلّلتُم وَ اضطُهِدتُم فَهَذَا يَومٌ لَا تسَألَوُنيّ‌ حَاجَةً مِن حَوَائِجِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا قَضَيتُهَا لَكُم فَيَكُونُ أَكلُهُم وَ شُربُهُم مِنَ الجَنّةِ فَهَذِهِ وَ اللّهِ الكَرَامَةُ

بيان سؤال حوائج الدنيا يدل علي أن هذا في الرجعة إذ هي‌ لاتسأل


صفحه : 117

في الآخرة

141- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]ج ،[الإحتجاج ] فِيمَا كَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع عَنِ الرّجُلِ يَقُولُ بِالحَقّ وَ يَرَي المُتعَةَ وَ يَقُولُ بِالرّجعَةِ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فِي تَوقِيعَاتِهِ ع

142- ج ،[الإحتجاج ] فِيمَا خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ إِلَي مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَلَي مَا سيَأَتيِ‌ أَشهَدُ أَنّكَ حُجّةُ اللّهِ أَنتُمُ الأَوّلُ وَ الآخِرُ وَ أَنّ رَجعَتَكُم حَقّ لَا رَيبَ فِيهَا يَومَلا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً

143- مِن كِتَابِ عِلَلِ الشّرَائِعِ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ وَ كَانَت عِندَنَا مِنهُ نُسخَةٌ قَدِيمَةٌ قَالَ أَخبَرَ اللّهُ تَعَالَي نَبِيّهُص فِي كِتَابِهِ مَا يُصِيبُ أَهلَ بَيتِهِ بَعدَهُ مِنَ القَتلِ وَ الغَصبِ وَ البَلَاءِ ثُمّ يَرُدّهُم إِلَي الدّنيَا وَ يَقتُلُونَ أَعدَاءَهُم وَ يُمَلّكُهُمُ الأَرضَ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيوَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ أَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديِ‌َ الصّالِحُونَ وَ قَولُهُوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِالآيَةَ

144- وَ فِي رِسَالَةِ سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ فِي أَنوَاعِ آيَاتِ القُرآنِ بِرِوَايَةِ ابنِ قُولَوَيهِ وَ كَانَت نُسخَةٌ قَدِيمَةٌ مِنهَا عِندَنَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا فَإِنّ لِلظّالِمِينَ آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَ لَكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لَا يَعلَمُونَ يعَنيِ‌ عَذَاباً فِي الرّجعَةِ

145- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ الرّضَا ع فِي قَولِهِ تَعَالَيأَخرَجنا لَهُم دَابّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلّمُهُم قَالَ عَلِيّ ع

146- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا دَابّةُ الأَرضِ


صفحه : 118

147- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيأَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍيعَنيِ‌ كُفّاراً غَيرَ مُؤمِنِينَ وَ أَمّا قَولُهُوَ ما يَشعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُونَفَإِنّهُ يعَنيِ‌ أَنّهُم لَا يُؤمِنُونَ وَ أَنّهُم يُشرِكُونَإِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌفَإِنّهُ كَمَا قَالَ اللّهُ وَ أَمّا قَولُهُفَالّذِينَ لا يُؤمِنُونَفَإِنّهُ يعَنيِ‌ لَا يُؤمِنُونَ بِالرّجعَةِ أَنّهَا حَقّ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع مثله

148- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ النّهارِ إِذا جَلّاها قَالَ يعَنيِ‌ الأَئِمّةَ مِنّا أَهلَ البَيتِ يَملِكُونَ الأَرضَ فِي آخِرِ الزّمَانِ فَيَملَئُونَهَا عَدلًا وَ قِسطاً

149-تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ،فِيمَا رَوَاهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ أَمّا الرّدّ عَلَي مَن أَنكَرَ الرّجعَةَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً مِمّن يُكَذّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ أَي إِلَي الدّنيَا فَأَمّا مَعنَي حَشرِ الآخِرَةِ فَقَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداً وَ قَولُهُ سُبحَانَهُوَ حَرامٌ عَلي قَريَةٍ أَهلَكناها أَنّهُم لا يَرجِعُونَ فِي الرّجعَةِ فَأَمّا فِي القِيَامَةِ فَهُم يَرجِعُونَ وَ مِثلُ قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النّبِيّينَ لَما آتَيتُكُم مِن كِتابٍ وَ حِكمَةٍ ثُمّ جاءَكُم رَسُولٌ مُصَدّقٌ لِما مَعَكُم لَتُؤمِنُنّ بِهِ وَ لَتَنصُرُنّهُ وَ هَذَا لَا يَكُونُ إِلّا فِي الرّجعَةِ


صفحه : 119

وَ مِثلُهُ مَا خَاطَبَ اللّهُ بِهِ الأَئِمّةَ وَ وَعَدَهُم مِنَ النّصرِ وَ الِانتِقَامِ مِن أَعدَائِهِم فَقَالَ سُبحَانَهُوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إِلَي قَولِهِلا يُشرِكُونَ بيِ‌ شَيئاً وَ هَذَا إِنّمَا يَكُونُ إِذَا رَجَعُوا إِلَي الدّنيَا وَ مِثلُ قَولِهِ تَعَالَيوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ قَولِهِ سُبحَانَهُإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ أَي رَجعَةِ الدّنيَا وَ مِثلُهُ قَولُهُأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم وَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ اختارَ مُوسي قَومَهُ سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنافَرَدّهُمُ اللّهُ تَعَالَي بَعدَ المَوتِ إِلَي الدّنيَا وَ شَرِبُوا وَ نَكَحُوا وَ مِثلُهُ خَبَرُ العُزَيرِ

150- ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن بَعضِ مَن رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ لَصَاحِبُ العَصَا وَ المِيسَمِ الخَبَرَ

151- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَنَا صَاحِبُ العَصَا وَ المِيسَمِ

152- ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو الفَضلِ العلَوَيِ‌ّ عَن سَعدِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن شَرِيكِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن أَبِي وَقّاصٍ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَنَا صَاحِبُ المِيسَمِ وَ أَنَا الفَارُوقُ الأَكبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الكَرّاتِ وَ دَولَةِ الدّوَلِ الخَبَرَ


صفحه : 120

153- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَنِ البَاقِرِ ع فِي شَرحِ قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَي يدَيَ‌ّ تَقُومُ السّاعَةُ قَالَ يعَنيِ‌ الرّجعَةَ قَبلَ القِيَامَةِ يَنصُرُ اللّهُ بيِ‌ وَ بذِرُيّتّيِ‌ المُؤمِنِينَ

154- فس ،[تفسير القمي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّهُم يَكِيدُونَ كَيداً قَالَ كَادُوا رَسُولَ اللّهِص وَ كَادُوا عَلِيّاً ع وَ كَادُوا فَاطِمَةَ ع فَقَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُإِنّهُم يَكِيدُونَ كَيداً وَ أَكِيدُ كَيداً فَمَهّلِ الكافِرِينَ يَا مُحَمّدُأَمهِلهُم رُوَيداً لَو قَد بُعِثَ القَائِمُ ع فَيَنتَقِمُ لِي مِنَ الجَبّارِينَ وَ الطّوَاغِيتِ مِن قُرَيشٍ وَ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ سَائِرِ النّاسِ

155- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ وَ رَوَاهُ أَيضاً عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَدَمدَمَ عَلَيهِم رَبّهُم بِذَنبِهِم فَسَوّاها قَالَ فِي الرّجعَةِوَ لا يَخافُ عُقباها قَالَ لَا يَخَافُ مِن مِثلِهَا إِذَا رَجَعَ

أقول قدمضي تمامه وشرحه في باب غرائب التأويل فيهم ع

156- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] فِي تَفسِيرِ أَهلِ البَيتِ ع قَالَ حَدّثَنَا بَعضُ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ نَجِيحٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُهُ عَزّ وَ جَلّكَلّا سَوفَ تَعلَمُونَ ثُمّ كَلّا سَوفَ تَعلَمُونَ قَالَ يعَنيِ‌ مَرّةً فِي الكَرّةِ وَ مَرّةً أُخرَي يَومَ القِيَامَةِ

157- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]روُيِ‌َ مَرفُوعاً بِالإِسنَادِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ ابنِ سَمَاعَةَ عَن عَبدِ اللّهِ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّخاشِعَةً أَبصارُهُم تَرهَقُهُم ذِلّةٌ ذلِكَ اليَومُ ألّذِي كانُوا يُوعَدُونَ قَالَ يعَنيِ‌ يَومَ خُرُوجِ القَائِمِ ع


صفحه : 121

158- كش ،[رجال الكشي‌] قَالَ أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ كُلثُومٍ كَانَ أَحكَمُ بنُ بَشّارٍ إِذَا ذُكِرَ عِندَهُ الرّجعَةُ فَأَنكَرَهَا فَنَقُولُ أَحَدُ المُكَذّبِينَ

159- كش ،[رجال الكشي‌] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ القمُيّ‌ّ عَن إِدرِيسَ بنِ أَيّوبَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ العبَديِ‌ّ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَابِرٌ يَعلَمُ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ

160- كش ،[رجال الكشي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ زُرَارَةَ قَالَا سَأَلنَا أَبَا جَعفَرٍ ع عَن أَحَادِيثَ نُرَوّاهَا عَن جَابِرٍ فَقُلنَا مَا لَنَا وَ لِجَابِرٍ فَقَالَ بَلَغَ مِن إِيمَانِ جَابِرٍ أَنّهُ كَانَ يَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ

كش ،[رجال الكشي‌]بهذا الإسناد عن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن ابن أذينة عن زرارة مثله

161- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن أَقَرّ بِسَبعَةِ أَشيَاءَ فَهُوَ مُؤمِنٌ وَ ذَكَرَ مِنهَا الإِيمَانَ بِالرّجعَةِ

وَ رَوَي أَيضاً فِيهِ عَنِ ابنِ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن أَقَرّ بِتَوحِيدِ اللّهِ وَ سَاقَ الكَلَامَ إِلَي أَن قَالَ وَ أَقَرّ بِالرّجعَةِ وَ المُتعَتَينِ وَ آمَنَ بِالمِعرَاجِ وَ المُسَاءَلَةِ فِي القَبرِ وَ الحَوضِ وَ الشّفَاعَةِ وَ خَلقِ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ الصّرَاطِ وَ المِيزَانِ وَ البَعثِ وَ النّشُورِ وَ الجَزَاءِ وَ الحِسَابِ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً وَ هُوَ مِن شِيعَتِنَا أَهلَ البَيتِ


صفحه : 122

تذييل

اعلم ياأخي‌ إني‌ لاأظنك ترتاب بعد مامهدت وأوضحت لك في القول بالرجعة التي‌ أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار حتي نظموها في أشعارهم واحتجوا بها علي المخالفين في جميع أمصارهم وشنع المخالفون عليهم في ذلك وأثبتوه في كتبهم وأسفارهم .منهم الرازي‌ والنيسابوري‌ وغيرهما و قدمر كلام ابن أبي الحديد حيث أوضح مذهب الإمامية في ذلك و لو لامخافة التطويل من غيرطائل لأوردت كثيرا من كلماتهم في ذلك . وكيف يشك مؤمن بحقية الأئمة الأطهار ع فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي‌ حديث صريح رواها نيف وأربعون من الثقات العظام والعلماء الأعلام في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الإسلام الكليني‌ والصدوق محمد بن بابويه والشيخ أبي جعفرالطوسي‌ والسيد المرتضي والنجاشي‌ والكشي‌ والعياشي‌ و علي بن ابراهيم وسليم الهلالي‌ والشيخ المفيد والكراجكي‌ والنعماني‌ والصفار وسعد بن عبد الله و ابن قولويه و علي بن عبدالحميد والسيد علي بن طاوس وولده صاحب كتاب زوائد الفوائد و محمد بن علي بن


صفحه : 123

ابراهيم وفرات بن ابراهيم ومؤلف كتاب التنزيل والتحريف و أبي الفضل الطبرسي‌ و ابراهيم بن محمدالثقفي‌ و محمد بن العباس بن مروان والبرقي‌ و ابن شهرآشوب و الحسن بن سليمان والقطب الراوندي‌ والعلامة الحلي‌ والسيد بهاء الدين علي بن عبدالكريم و أحمد بن داود بن سعيد و الحسن بن علي بن أبي حمزة والفضل بن شاذان والشيخ الشهيد محمد بن مكي‌ و الحسين بن حمدان و الحسن بن محمد بن جمهور العمي‌ مؤلف كتاب الواحدة و الحسن بن محبوب و جعفر بن محمد بن مالك الكوفي‌ وطهر بن عبد الله وشاذان بن جبرئيل وصاحب كتاب الفضائل ومؤلف كتاب العتيق ومؤلف كتاب الخطب وغيرهم من مؤلفي‌ الكتب التي‌ عندنا و لم نعرف مؤلفه علي التعيين ولذا لم ننسب الأخبار إليهم و إن كان بعضها موجودا فيها. و إذا لم يكن مثل هذامتواترا ففي‌ أي شيءيمكن دعوي التواتر مع ماروته كافة الشيعة خلفا عن سلف . وظني‌ أن من يشك في أمثالها فهو شاك في أئمة الدين و لايمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال في تخريب الملة القويمة بإلقاء مايتسارع إليه عقول المستضعفين وتشكيكات الملحدين يُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ ولنذكر لمزيد التشييد والتأكيد أسماء بعض من تعرض لتأسيس هذاالمدعي وصنف فيه أواحتج علي المنكرين أوخاصم المخالفين سوي ماظهر مما قدمنا في ضمن الأخبار و الله الموفق .فمنهم أحمد بن داود بن سعيد الجرجاني‌ قال الشيخ في الفهرست له كتاب المتعة والرجعة. ومنهم الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني‌ وعد النجاشي‌ من جملة كتبه كتاب الرجعة. ومنهم الفضل بن شاذان النيسابوري‌ ذكر الشيخ في الفهرست والنجاشي‌


صفحه : 124

أن له كتابا في إثبات الرجعة. ومنهم الصدوق محمد بن علي بن بابويه فإنه عد النجاشي‌ من كتبه كتاب الرجعة. ومنهم محمد بن مسعود العياشي‌ ذكر الشيخ والنجاشي‌ في الفهرست كتابه في الرجعة. ومنهم الحسن بن سليمان علي ماروينا عنه الأخبار. و أماسائر الأصحاب فإنهم ذكروها فيما صنفوا في الغيبة و لم يفردوا لها رسالة وأكثر أصحاب الكتب من أصحابنا أفردوا كتابا في الغيبة و قدعرفت سابقا من روي ذلك من عظماء الأصحاب وأكابر المحدثين الذين ليس في جلالتهم شك و لاارتياب . و قال العلامة رحمه الله في خلاصة الرجال في ترجمة ميسر بن عبدالعزيز و قال العقيقي‌ أثني عليه آل محمد و هوممن يجاهد في الرجعة انتهي .أقول قيل المعني أنه يرجع بعدموته مع القائم ع ويجاهد معه والأظهر عندي‌ أن المعني أنه كان يجادل مع المخالفين ويحتج عليهم في حقية الرجعة. و قال الشيخ أمين الدين الطبرسي‌ في قوله تعالي وَ إِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أي وجب العذاب والوعيد عليهم وقيل معناه إذاصاروا بحيث لايفلح أحد منهم و لاأحد بسببهم وقيل إذاغضب الله عليهم وقيل إذانزل العذاب بهم عنداقتراب الساعةأَخرَجنا لَهُم دَابّةً مِنَ الأَرضِتخرج بين الصفا والمروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن والكافر بأنه كافر و عند ذلك يرتفع التكليف و لاتقبل التوبة


صفحه : 125

و هوعلم من أعلام الساعة وقيل لايبقي مؤمن إلامسحته و لايبقي منافق إلاخطمته تخرج ليلة جمع و الناس يسيرون إلي مني عن ابن عمر. وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ كَعبٍ القرُظَيِ‌ّ قَالَ سُئِلَ عَلِيّ صَلَوَاتُ الرّحمَنِ عَلَيهِ عَنِ الدّابّةِ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ مَا لَهَا ذَنَبٌ وَ إِنّ لَهَا لَلِحيَةً وَ فِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَي أَنّهَا مِنَ الإِنسِ

وروي‌ عن ابن عباس أنها دابة من دواب الأرض لها زغب وريش ولها أربع قوائم .

وَ عَن حُذَيفَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ دَابّةُ الأَرضِ طُولُهَا سِتّونَ ذِرَاعاً لَا يُدرِكُهَا طَالِبٌ وَ لَا يَفُوتُهَا هَارِبٌ فَتَسِمُ المُؤمِنَ بَينَ عَينَيهِ فَتَكتُبُ بَينَ عَينَيهِ مُؤمِنٌ وَ تَسِمُ الكَافِرَ بَينَ عَينَيهِ فَتَكتُبُ بَينَ عَينَيهِ كَافِرٌ وَ مَعَهَا عَصَا مُوسَي وَ خَاتَمُ سُلَيمَانَ ع فَتَجلُو وَجهَ المُؤمِنِ بِالعَصَا وَ تَحطِمُ أَنفَ الكَافِرِ بِالخَاتَمِ حَتّي يُقَالَ يَا مُؤمِنُ وَ يَا كَافِرُ

وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ يَكُونُ لِلدّابّةِ ثَلَاثُ خَرجَاتٍ مِنَ الدّهرِ فَتَخرُجُ خُرُوجاً بِأَقصَي المَدِينَةِ فَيَفشُو ذِكرُهَا فِي البَادِيَةِ وَ لَا يَدخُلُ ذِكرُهَا القَريَةَ يعَنيِ‌ مَكّةَ ثُمّ تَمكُثُ زَمَاناً طَوِيلًا ثُمّ تَخرُجُ خَرجَةً أُخرَي قَرِيباً مِن مَكّةَ فَيَفشُو ذِكرُهَا فِي البَادِيَةِ وَ يَدخُلُ ذِكرُهَا القَريَةَ يعَنيِ‌ مَكّةَ ثُمّ صَارَ النّاسُ يَوماً فِي أَعظَمِ المَسَاجِدِ عَلَي اللّهِ حُرمَةً وَ أَكرَمِهَا عَلَي اللّهِ يعَنيِ‌ المَسجِدَ الحَرَامَ لَم تَرُعهُم إِلّا وَ هيِ‌َ فِي نَاحِيَةِ المَسجِدِ تَدنُو وَ تَرغُو مَا بَينَ الرّكنِ الأَسوَدِ إِلَي بَابِ بنَيِ‌ مَخزُومٍ عَن يَمِينِ الخَارِجِ فِي وَسَطٍ مِن ذَلِكَ فَيُرفَضُ النّاسُ عَنهَا وَ تَثبُتُ لَهَا عِصَابَةٌ عَرَفُوا أَنّهُم لَن يُعجِزُوا اللّهَ فَخَرَجَت عَلَيهِم


صفحه : 126

تَنفُضُ رَأسَهَا مِنَ التّرَابِ فَمَرّت بِهِم فَجَلّت عَن وُجُوهِهِم حَتّي تَرَكَتهَا كَأَنّهَا الكَوكَبُ الدرّيّ‌ّ ثُمّ وَلّت فِي الأَرضِ لَا يُدرِكُهَا طَالِبٌ وَ لَا يُعجِزُهَا هَارِبٌ حَتّي إِنّ الرّجُلَ يَقُومُ فَيَتَعَوّذُ مِنهَا بِالصّلَاةِ فَتَأتِيهِ مِن خَلفِهِ فَتَقُولُ يَا فُلَانُ الآنَ تصُلَيّ‌ فَيُقبِلُ عَلَيهَا بِوَجهِهِ فَتَسِمُهُ فِي وَجهِهِ فَيَتَجَاوَرُ النّاسُ فِي دِيَارِهِم وَ يَصطَحِبُونَ فِي أَسفَارِهِم وَ يَشتَرِكُونَ فِي الأَموَالِ يُعرَفُ المُؤمِنُ مِنَ الكَافِرِ فَيُقَالُ لِلمُؤمِنِ يَا مُؤمِنُ وَ لِلكَافِرِ يَا كَافِرُ

وروي‌ عن وهب أنه قال وجهها وجه رجل وسائر خلقها خلق الطير ومثل ذلك لايعرف إلا من النبوات الإلهية. و قوله تُكَلّمُهُم أي تكلمهم بما يسوؤهم و هوأنهم يصيرون إلي النار بلسان يفهمونه وقيل تحدثهم بأن هذامؤمن و هذاكافر وقيل بأن تقول لهم أَنّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ و هوالظاهر.وَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً مِمّن يُكَذّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ أي يدفعون وقيل يحبس أولهم علي آخرهم . واستدل بهذه الآية علي صحة الرجعة من ذهب إلي ذلك من الإمامية بأن قال دخول من في الكلام يوجب التبعيض فدل ذلك علي أن اليوم المشار إليه يحشر فيه قوم دون قوم و ليس ذلك صفة يوم القيامة ألذي يقول فيه سبحانه وَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداً و قدتظاهرت الأخبار عن أئمة الهدي من آل محمد عليه و ع بأن الله سيعيد عندقيام القائم قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجوا بظهور دولته ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم


صفحه : 127

وينالوا بعض مايستحقونه من العذاب في القتل علي أيدي‌ شيعته وليبتلوا بالذل والخزي‌ بما يشاهدون من علو كلمته . و لايمتري‌ عاقل أن هذامقدور لله تعالي غيرمستحيل في نفسه و قدفعل الله ذلك في الأمم الخالية ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره علي مافسرناه في موضعه

وَ صَحّ عَنِ النّبِيّص قَولُهُ سَيَكُونُ فِي أمُتّيِ‌ كُلّ مَا كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ حَتّي لَو أَنّ أَحَدَهُم دَخَلَ جُحرَ ضَبّ لَدَخَلتُمُوهُ عَلَي أَنّ جَمَاعَةً مِنَ العُلَمَاءِ تَأَوّلُوا مَا وَرَدَ مِنَ الأَخبَارِ فِي الرّجعَةِ عَلَي رُجُوعِ الدّولَةِ وَ الأَمرِ وَ النهّي‌ِ دُونَ رُجُوعِ الأَشخَاصِ لِمَا ظَنّوا أَنّ الرّجعَةَ تنُاَفيِ‌ التّكلِيفَ وَ لَيسَ كَذَلِكَ لِأَنّهُ لَيسَ فِيهَا مَا يُلجِئُ إِلَي فِعلِ الوَاجِبِ وَ الِامتِنَاعِ مِنَ القَبِيحِ وَ التّكلِيفُ يَصِحّ مَعَهَا كَمَا يَصِحّ مَعَ ظُهُورِ المُعجِزَاتِ البَاهِرَةِ وَ الآيَاتِ القَاهِرَةِ كَفَلقِ البَحرِ وَ قَلبِ العَصَا ثُعبَاناً وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ وَ لِأَنّ الرّجعَةَ لَم يَثبُت بِظَوَاهِرِ الأَخبَارِ المَنقُولَةِ فَيَتَطَرّقَ التّأوِيلُ عَلَيهَا وَ إِنّمَا المُعَوّلُ فِي ذَلِكَ عَلَي إِجمَاعِ الشّيعَةِ الإِمَامِيّةِ وَ إِن كَانَتِ الأَخبَارُ تَعضُدُهُ وَ تُؤَيّدُهُ انتَهَي

أقول استدل الشيخ في تفسيره التبيان أيضا علي مذهب القائلين بالرجعة وإنما ذكرنا هذاالكلام بطوله لكثرة فوائده وليعلم أقوال المخالفين في الدابة و أنه يظهر من أخبارهم أيضا أن الدابة تكون صاحب العصا والميسم و قدرووا ذلك في جميع كتبهم وليعلم المراد مما استفيض عن أمير المؤمنين ع أنه ذكر في المواطن الكثيرة أناصاحب العصا والميسم . وروي الزمخشري‌ في الكشاف أنها تخرج من الصفا ومعها عصا موسي وخاتم سليمان فتضرب المؤمن في مسجده أوفيما بين عينيه بعصا موسي فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتي يضي‌ء لها وجهه كأنه كوكب دري‌ وتكتب بين عينيه مؤمن وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه فتفشو النكتة حتي يسود


صفحه : 128

لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر. ثم قال وقر‌ئ تكلمهم من الكلم و هوالجرح والمراد به الوسم بالعصا والخاتم ويجوز أن يستدل بالتخفيف علي أن المراد بالتكليم التجريح انتهي . و قال الصدوق رحمه الله في رسالة العقائد اعتقادنا في الرجعة أنها حق و قد قال الله عز و جل أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم كان هؤلاء سبعين ألف بيت و كان يقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الأغنياء لقوتهم ويبقي الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون ويكثر في الذين يقيمون فيقول الذين يقيمون لوخرجنا لماأصابنا الطاعون و يقول الذين خرجوا لوأقمنا لأصابنا كماأصابهم .فأجمعوا علي أن يخرجوا جميعا من ديارهم إذا كان وقت الطاعون فخرجوا بأجمعهم فنزلوا علي شط بحر فلما وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا فماتوا جميعا فكنستهم المارة عن الطريق فبقوا بذلك ماشاء الله تعالي . ثم مر بهم نبي‌ من أنبياء بني‌ إسرائيل يقال له إرميا فقال لوشئت يارب لأحييتهم فيعمروا بلادك ويلدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك فأوحي الله تعالي إليه أفتحب أن أحييهم لك قال نعم فأحياهم الله له وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا ورجعوا إلي الدنيا ثم ماتوا بآجالهم . و قال الله عز و جل أَو كاَلذّيِ‌ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيِ‌َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ قالَ كَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قالَ بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه وَ انظُر إِلي حِمارِكَ وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمّ نَكسُوها لَحماً فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ قالَ أَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌفهذا مات مائة سنة ورجع إلي الدنيا وبقي‌ فيها ثم مات بأجله و هوعزير


صفحه : 129

و قال الله تعالي في قصة المختارين من قوم موسي لميقات ربه ثُمّ بَعَثناكُم مِن بَعدِ مَوتِكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَ ذلك لماسمعوا كلام الله قالوا لانصدق حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُبظلمهم فماتوا فقال موسي ع يارب ماأقول ببني‌ إسرائيل إذارجعت إليهم فأحياهم الله له فرجعوا إلي الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء وولد لهم الأولاد ثم ماتوا بآجالهم . و قال الله عز و جل لعيسي ع وإذ تحيي‌ الموتي بإذني‌ وجميع الموتي الذين أحياهم عيسي ع بإذن الله رجعوا إلي الدنيا وبقوا فيها ثم ماتوا بآجالهم . وأصحاب الكهف لَبِثُوا فِي كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازدَادُوا تِسعاً ثم بعثهم الله فرجعوا إلي الدنيا ليسألوا بينهم وقصتهم معروفة فإن قال قائل إن الله عز و جل قال وَ تَحسَبُهُم أَيقاظاً وَ هُم رُقُودٌقيل له فإنهم كانوا موتي و قد قال الله عز و جل قالُوا يا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرّحمنُ وَ صَدَقَ المُرسَلُونَ و إن قالوا كذلك فإنهم كانوا موتي ومثل هذاكثير. إن الرجعة كانت في الأمم السالفة

وَ قَالَ النّبِيّص يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مِثلُ مَا يَكُونُ فِي الأُمَمِ السّالِفَةِ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ فَيَجِبُ عَلَي هَذَا الأَصلِ أَن يَكُونَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ رَجعَةٌ


صفحه : 130

و قدنقل مخالفونا أنه إذاخرج المهدي‌ نزل عيسي ابن مريم فصلي خلفه ونزوله إلي الأرض رجوعه إلي الدنيا بعدموته لأن الله تعالي قال إنِيّ‌ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّ. و قال عز و جل وَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداً و قال عز و جل وَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً مِمّن يُكَذّبُ بِآياتِنافاليوم ألذي يحشر فيه الجميع غيراليوم ألذي يحشر فيه فوج . و قال الله عز و جل وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقّا وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَيعني‌ في الرجعة و ذلك أنه يقول لِيُبَيّنَ لَهُمُ ألّذِي يَختَلِفُونَ فِيهِ والتبيين يكون في الدنيا لا في الآخرة وسأجرد في الرجعة كتابا أبين فيهاكيفيتها والدلالة علي صحة كونها إن شاء الله . والقول بالتناسخ باطل و من دان بالتناسخ فهو كافر لأن في التناسخ إبطال الجنة والنار. و قال الشيخ المفيد في أجوبة المسائل العكبرية حين سئل عن قوله تعالي إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا وأجاب بوجوه فقال و قدقالت الإمامية إن الله تعالي ينجز الوعد بالنصر للأولياء قبل الآخرة عندقيام القائم والكرة التي‌ وعد بها المؤمنين في العاقبة. وروي قدس الله روحه في كتاب الفصول عن الحارث بن عبد الله الربعي‌ أنه قال كنت جالسا في مجلس المنصور و هوبالجسر الأكبر وسوار القاضي‌ عنده والسيد الحميري‌ ينشده .


إن الإله ألذي لا شيءيشبهه   آتاكم الملك للدنيا وللدين

آتاكم الله ملكا لازوال له   حتي يقاد إليكم صاحب الصين

وصاحب الهند مأخوذ برمته   وصاحب الترك محبوس علي هون

صفحه : 131

حتي أتي علي القصيدة والمنصور مسرور فقال سوار إن هذا و الله يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه و الله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيركم وإنه لينطوي‌ علي عداوتكم فقال السيد و الله إنه لكاذب وإنني‌ في مدحتك لصادق وإنه حمله الحسد إذ رآك علي هذه الحال و إن انقطاعي‌ إليكم ومودتي‌ لكم أهل البيت لمعرق فينا من أبوي‌ و إن هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والإسلام و قدأنزل الله عز و جل علي نبيه ص في أهل بيت هذاإِنّ الّذِينَ يُنادُونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ. فقال المنصور صدقت فقال سوار يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما فقال السيد أما قوله إني‌ أقول بالرجعة فإني‌ أقول بذلك علي ما قال الله وَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً مِمّن يُكَذّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ و قد قال في موضع آخروَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداًفعلمنا أن هاهنا حشرين أحدهما عام والآخر خاص و قال سبحانه رَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنا بِذُنُوبِنا فَهَل إِلي خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ و قال تعالي فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ و قال تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُمفهذا كتاب الله . وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُحشَرُ المُتَكَبّرُونَ فِي صُورَةِ الذّرّ يَومَ القِيَامَةِ

وَ قَالَص لَم يَجرِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ شَيءٌ إِلّا وَ يَكُونُ فِي أمُتّيِ‌ مِثلُهُ حَتّي الخَسفُ وَ المَسخُ وَ القَذفُ

و قال حذيفة و الله ماأبعد أن يمسخ الله عز و جل كثيرا من هذه الأمة قردة وخنازير.فالرجعة التي‌ أذهب إليها مانطق به القرآن وجاءت به السنة وإني‌


صفحه : 132

لأعتقد أن الله عز و جل يرد هذايعني‌ سوارا إلي الدنيا كلبا أوقردا أوخنزيرا أوذرة فإنه و الله متجبر متكبر كافر. قال فضحك المنصور وأنشأ السيد يقول .


جاثيت سوارا أباشملة   عندالإمام الحاكم العادل .

إلي آخر الأبيات و قال رحمه الله في الكتاب المذكور سأل بعض المعتزلة شيخا من أصحابنا الإمامية و أناحاضر في مجلس فيهم جماعة كثيرة من أهل النظر والمتفقهة فقال له إذا كان من قولك إن الله عز و جل يرد الأموات إلي دار الدنيا قبل الآخرة عندالقائم ليشفي‌ المؤمنين كمازعمتم من الكافرين وينتقم لهم منهم كمافعل ببني‌ إسرائيل فيما ذكرتموه حيث تتعلقون بقوله تعالي ثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراًفخبرني‌ ما ألذي يؤمنك أن يتوب يزيد وشمر و عبدالرحمن بن ملجم ويرجعوا عن كفرهم وضلالهم ويصيروا في تلك الحال إلي طاعة الإمام فيجب عليك ولايتهم والقطع بالثواب لهم و هذانقض مذاهب الشيعة. فقال الشيخ المسئول القول بالرجعة إنما قلته من طريق التوقيف و ليس للنظر فيه مجال و أنا لاأجيب عن هذاالسؤال لأنه لانص عندي‌ فيه و ليس يجوز لي أن أتكلف من غيرجهة النص الجواب فشنع السائل وجماعة المعتزلة عليه بالعجز والانقطاع . فقال الشيخ أيده الله فأقول أنا إن عن هذاالسؤال جوابين أحدهما أن العقل لايمنع من وقوع الإيمان ممن ذكره السائل لأنه يكون إذ ذاك قادرا عليه ومتمكنا منه ولكن السمع الوارد عن أئمة الهدي ع بالقطع عليهم بالخلود في النار والتدين بلعنهم والبراءة منهم إلي آخر الزمان منع من الشك في حالهم وأوجب القطع علي سوء اختيارهم فجروا في هذا


صفحه : 133

الباب مجري فرعون وهامان وقارون ومجري من قطع الله عز و جل علي خلوده في النار ودل القطع علي أنهم لايختارون أبدا الإيمان ممن قال الله تعالي وَ لَو أَنّنا نَزّلنا إِلَيهِمُ المَلائِكَةَ وَ كَلّمَهُمُ المَوتي وَ حَشَرنا عَلَيهِم كُلّ شَيءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤمِنُوا إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُيريد إلا أن يلجئهم الله والذين قال الله تعالي فيهم إِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الصّمّ البُكمُ الّذِينَ لا يَعقِلُونَ وَ لَو عَلِمَ اللّهُ فِيهِم خَيراً لَأَسمَعَهُم وَ لَو أَسمَعَهُم لَتَوَلّوا وَ هُم مُعرِضُونَ. ثم قال جل قائلا في تفصيلهم و هويوجه القول إلي إبليس لَأَملَأَنّ جَهَنّمَ مِنكَ وَ مِمّن تَبِعَكَ مِنهُم أَجمَعِينَ و قوله تعالي وَ إِنّ عَلَيكَ لعَنتَيِ‌ إِلي يَومِ الدّينِ و قوله تعالي تَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبّ ما أَغني عَنهُ مالُهُ وَ ما كَسَبَ سَيَصلي ناراً ذاتَ لَهَبٍفقطع بالنار عليه وأمن من انتقاله إلي مايوجب له الثواب و إذا كان الأمر علي ماوصفناه بطل ماتوهمتموه علي هذاالجواب . والجواب الآخر أن الله سبحانه إذارد الكافرين في الرجعة لينتقم منهم لم يقبل لهم توبة وجروا في ذلك مجري فرعون لماأدركه الغرق قالَ آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ قال الله سبحانه له آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَفرد الله عليه إيمانه و لم ينفعه في تلك الحال ندمه وإقلاعه وكأهل الآخرة الذين لايقبل الله لهم توبة و لاينفعهم ندم لأنهم كالملجئين إذ ذاك إلي الفعل ولأن الحكمة تمنع من قبول التوبة أبدا ويوجب اختصاص بعض الأوقات بقبولها دون بعض . و هذا هوالجواب الصحيح علي مذهب أهل الإمامة و قدجاءت به آثار متظاهرة عن آل محمدص فروي‌ عنهم في قوله تعالي يَومَ يأَتيِ‌ بَعضُ آياتِ رَبّكَ لا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً قُلِ انتَظِرُوا إِنّا مُنتَظِرُونَفقالوا إن هذه الآية هوالقائم ع فإذاظهر لم يقبل توبة


صفحه : 134

المخالف و هذايسقط مااعتمده السائل .سؤال فإن قالوا في هذاالجواب ماأنكرتم أن يكون الله تعالي علي ماأصلتموه قدأغري عباده بالعصيان وأباحهم الهرج والمرج والطغيان لأنهم إذاكانوا يقدرون علي الكفر وأنواع الضلال و قديئسوا من قبول التوبة لم يدعهم داع إلي الكف عما في طباعهم و لاانزجروا عن فعل قبيح يصلون به إلي النفع العاجل و من وصف الله تبارك و تعالي بإغراء خلقه بالمعاصي‌ وإباحتهم الذنوب فقد أعظم الفرية عليه .جواب قيل لهم ليس الأمر علي ماظننتموه و ذلك أن الدواعي‌ لهم إلي المعاصي‌ ترتفع إذ ذاك و لايحصل لهم داع إلي قبيح علي وجه من الوجوه و لاسبب من الأسباب لأنهم يكونون قدعلموا بما سلف لهم من العذاب وقت الرجعة علي خلاف أئمتهم ع ويعلمون في الحال أنهم معذبون علي ماسبق لهم من العصيان وأنهم إن راموا فعل قبيح تزايد عليهم العقاب و لا يكون لهم عند ذلك طبع يدعوهم إلي مايتزايد عليهم به العذاب بل يتوفر لهم دواعي‌ الطباع والخواطر كلها إلي إظهار الطاعة والانتقال عن العصيان . و إن لزمنا هذاالسؤال لزم جميع أهل الإسلام مثله في أهل الآخرة وحالهم في إبطال توبتهم وكون ندمهم غيرمقبول فمهما أجاب الموحدون لمن ألزمهم ذلك فهو جوابنا بعينه .سؤال آخر و إن سألوا علي المذهب الأول والجواب المتقدم فقالوا كيف يتوهم من القوم الإقامة علي العناد والإصرار علي الخلاف و قدعاينوا فيما تزعمون عقاب القبور وحل بهم عندالرجعة العذاب علي ماتزعمون أنهم مقيمون عليه وكيف يصح أن يدعوهم الدواعي‌ إلي ذلك ويخطر لهم في فعله الخواطر ماأنكرتم أن تكونوا في هذه الدعوي مكابرين .جواب قيل لهم يصح ذلك علي مذهب من أجاب بما حكيناه من أصحابنا بأن يقول إن جميع ماعددتموه لايمنع من دخول الشبهة عليهم في استحسان


صفحه : 135

الخلاف لأن القوم يظنون أنهم إنما بعثوا بعدالموت تكرمة لهم وليلوا الدنيا كماكانوا ويظنون أن مااعتقدوه في العذاب السالف لهم كان غلطا منهم و إذاحل بهم العقاب ثانية توهموا قبل مفارقة أرواحهم أجسادهم أن ذلك ليس من طريق الاستحقاق و أنه من الله تعالي لكنه كما يكون الدول و كماحل بالأنبياء ع . ولأصحاب هذاالجواب أن يقولوا ليس ماذكرناه في هذاالباب بأعجب من كفر قوم موسي ع وعبادتهم العجل و قدشاهدوا منه الآيات وعاينوا ماحل بفرعون وملئه علي الخلاف و لا هوبأعجب من إقامة أهل الشرك علي خلاف رسول الله ص وهم يعلمون عجزهم عن مثل ماأتي به من القرآن ويشهدون معجزاته وآياته ع ويجدون مخبرات أخباره علي حقائقها من قوله تعالي سَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَ و قوله عز و جل لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ و قوله عز و جل الم غُلِبَتِ الرّومُ فِي أَدنَي الأَرضِ وَ هُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ و ماحل بهم من العقاب بسيفه ع وهلاك كل من توعده بالهلاك هذا وفيمن أظهر الإيمان به المنافقون ينضافون في خلافه إلي أهل الشرك والضلال . علي أن هذاالسؤال لايسوغ لأصحاب المعارف من المعتزلة لأنهم يزعمون أن أكثر المخالفين علي الأنبياء كانوا من أهل العناد و أن جمهور المظهرين الجهل بالله تعالي يعرفونه علي الحقيقة ويعرفون أنبياءه وصدقهم ولكنهم في الخلاف علي اللجاجة والعناد فلايمتنع أن يكون الحكم في الرجعة وأهلها علي هذاالوصف ألذي حكيناه و قد قال الله تعالي وَ لَو تَري إِذ وُقِفُوا عَلَي النّارِ فَقالُوا يا لَيتَنا نُرَدّ وَ لا نُكَذّبَ بِآياتِ رَبّنا وَ نَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُ وَ لَو رُدّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ


صفحه : 136

فأخبر سبحانه إن أهل العقاب لوردهم إلي الدنيا لعادوا إلي الكفر والعناد مع ماشاهدوا في القبور و في المحشر من الأهوال و ماذاقوا من أليم العذاب . و قال رحمه الله في الإرشاد عندذكر علامات ظهور القائم ع وأموات ينشرون من القبور حتي يرجعوا إلي الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون . و في المسائل السروية أنه سئل الشيخ قدس الله روحه عَمّا يُروَي عَن مَولَانَا جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع فِي الرّجعَةِ وَ مَا مَعنَي قَولِهِ لَيسَ مِنّا مَن لَم يَقُل بِمُتعَتِنَا وَ يُؤمِن بِرَجعَتِنَا

أهي‌ حشر في الدنيا مخصوص للمؤمن أولغيره من الظلمة الجبارين قبل يوم القيامة.فكتب الشيخ رحمه الله بعدالجواب عن المتعة و أما قوله ع من لم يقل برجعتنا فليس منا فإنما أراد بذلك مايختصه من القول به في أن الله تعالي يحشر قوما من أمة محمدص بعدموتهم قبل يوم القيامة و هذامذهب يختص به آل محمدص والقرآن شاهد به قال الله عز و جل في ذكر الحشر الأكبر يوم القيامةوَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداً و قال سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامةوَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً مِمّن يُكَذّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَفأخبر أن الحشر حشران عام وخاص .


صفحه : 137

و قال سبحانه مخبرا عمن يحشر من الظالمين أنه يقول يوم الحشر الأكبررَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنا بِذُنُوبِنا فَهَل إِلي خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ وللعامة في هذه الآية تأويل مردود و هو أن قالوا إن المعني‌ بقوله رَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِ أنه خلقهم أمواتا ثم أماتهم بعدالحياة و هذاباطل لايستمر علي لسان العرب لأن الفعل لايدخل إلا علي من كان بغير الصفة التي‌ انطوي اللفظ علي معناها و من خلقه الله أمواتا لايقال أماته وإنما يقال ذلك فيمن طرأ عليه الموت بعدالحياة كذلك لايقال أحيا الله ميتا إلا أن يكون قد كان قبل إحيائه ميتا و هذا بين لمن تأمله . و قدزعم بعضهم أن المراد بقوله رَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِالموتة التي‌ تكون بعدحياتهم في القبور للمساءلة فتكون الأولي قبل الإقبار والثانية بعده و هذاأيضا باطل من وجه آخر و هو أن الحياة للمساءلة ليست للتكليف فيندم الإنسان علي مافاته في حاله وندم القوم علي مافاتهم في حياتهم المرتين يدل علي أنه لم يرد حياة المساءلة لكنه أراد حياة الرجعة التي‌ تكون لتكليفهم الندم علي تفريطهم فلايفعلون ذلك فيندمون يوم العرض علي مافاتهم من ذلك

فصل

والرجعة عندنا تختص بمن محض الإيمان ومحض الكفر دون من سوي هذين الفريقين فإذاأراد الله تعالي علي ماذكرناه أوهم الشياطين أعداء الله عز و جل أنهم إنما ردوا إلي الدنيا لطغيانهم علي الله فيزدادوا عتوا فينتقم الله تعالي


صفحه : 138

منهم بأوليائه المؤمنين ويجعل لهم الكرة عليهم فلايبقي منهم إلا من هومغموم بالعذاب والنقمة والعقاب وتصفو الأرض من الطغاة و يكون الدين لله تعالي . والرجعة أنما هي‌ لممحضي‌ الإيمان من أهل الملة وممحضي‌ النفاق منهم دون من سلف من الأمم الخالية

فصل

و قد قال قوم من المخالفين لنا كيف يعود كفار الملة بعدالموت إلي طغيانهم و قدعاينوا عذاب الله تعالي في البرزخ وتيقنوا بذلك أنهم مبطلون فقلت لهم ليس ذلك بأعجب من الكفار الذين يشاهدون في البرزخ مايحل بهم من العذاب ويعلمونه ضرورة بعدالمواقفة لهم والاحتجاج عليهم بضلالهم في الدنيا فيقولون يا لَيتَنا نُرَدّ وَ لا نُكَذّبَ بِآياتِ رَبّنا وَ نَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ فقال الله عز و جل بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُ وَ لَو رُدّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَفلم يبق للمخالف بعد هذاالاحتجاج شبهة يتعلق بهافيما ذكرناه والمنة لله . و قال السيد الشريف المرتضي رضي‌ الله عنه وحشره مع آبائه الطاهرين في أجوبة المسائل التي‌ وردت عليه من بلد الري‌ حيث سألوا عن حقيقة الرجعة لأن شذاذ الإمامية يذهبون إلي أن الرجعة رجوع دولتهم في أيام القائم ع من دون رجوع أجسامهم .الجواب اعلم أن ألذي تذهب الشيعة الإمامية إليه أن الله تعالي يعيد عندظهور إمام الزمان المهدي‌ ع قوما ممن كان قدتقدم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم فيلتذوا بما يشاهدون من ظهور الحق وعلو كلمة أهله . والدلالة علي صحة هذاالمذهب أن ألذي ذهبوا إليه مما لاشبهة علي عاقل في أنه مقدور لله تعالي غيرمستحيل في نفسه فإنا نري كثيرا من مخالفينا ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلة غيرمقدورة و إذاثبت جواز الرجعة


صفحه : 139

ودخولها تحت المقدور فالطريق إلي إثباتها إجماع الإمامية علي وقوعها فإنهم لايختلفون في ذلك وإجماعهم قدبينا في مواضع من كتبنا أنه حجة لدخول قول الإمام ع فيه و مايشتمل علي قول المعصوم من الأقوال لابد فيه من كونه صوابا. و قدبينا أن الرجعة لاتنافي‌ التكليف و أن الدواعي‌ مترددة معنا حين لايظن ظان أن تكليف من يعاد باطل وذكرنا أن التكليف كمايصح مع ظهور المعجزات الباهرة والآيات القاهرة فكذلك مع الرجعة فإنه ليس في جميع ذلك ملجئ إلي فعل الواجب والامتناع من فعل القبيح .فأما من تأول الرجعة في أصحابنا علي أن معناها رجوع الدولة والأمر والنهي‌ من دون رجوع الأشخاص وإحياء الأموات فإن قوما من الشيعة لماعجزوا عن نصرة الرجعة وبيان جوازها وأنها تنافي‌ التكليف عولوا علي هذاالتأويل للأخبار الواردة بالرجعة. و هذامنهم غيرصحيح لأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيطرق التأويلات عليها فكيف يثبت ما هومقطوع علي صحته بأخبار الآحاد التي‌ لاتوجب العلم وإنما المعول في إثبات الرجعة علي إجماع الإمامية علي معناها بأن الله تعالي يحيي‌ أمواتا عندقيام القائم ع من أوليائه وأعدائه علي مابيناه فكيف يطرق التأويل علي ما هومعلوم فالمعني غيرمحتمل انتهي . و قال السيد بن طاوس نور الله ضريحه في كتاب الطرائف روي مسلم في صحيحه في أوائل الجزء الأول بإسناده إلي الجراح بن مليح قال سمعت جابرا يقول عندي‌ سبعون ألف حديث عن أبي جعفر محمدالباقر ع عن النبي ص تركوها كلها ثم ذكر مسلم في صحيحه بإسناده إلي محمد بن عمر الرازي‌ قال سمعت


صفحه : 140

حريزا يقول لقيت جابر بن يزيد الجعفي‌ فلم أكتب عنه لأنه كان يؤمن بالرجعة ثم قال انظر رحمك الله كيف حرموا أنفسهم الانتفاع برواية سبعين ألف حديث عن نبيهم ص برواية أبي جعفر ع ألذي هو من أعيان أهل بيته الذين أمرهم بالتمسك بهم ثم و إن أكثر المسلمين أوكلهم قدرووا إحياء الأموات في الدنيا وحديث إحياء الله تعالي الأموات في القبور للمساءلة و قدتقدمت روايتهم عن أصحاب الكهف و هذاكتابهم يتضمن أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم والسبعون الذين أصابتهم الصاعقة مع موسي ع وحديث العزير ع و من أحياه عيسي ابن مريم ع وحديث جريج ألذي أجمع علي صحته أيضا وحديث الذين يحييهم الله تعالي في القبور للمساءلة فأي‌ فرق بين هؤلاء و بين مارواه أهل البيت ع وشيعتهم من الرجعة و أي ذنب كان لجابر في ذلك حتي يسقط حديثه و قال رحمه الله أيضا في كتاب سعد السعود قال الشيخ في تفسيره التبيان عند قوله تعالي ثُمّ بَعَثناكُم مِن بَعدِ مَوتِكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَاستدل بهذه الآية قوم من أصحابنا علي جواز الرجعة فإن استدل بها علي جوازها كان صحيحا لأن من منع منه وأحاله فالقرآن يكذبه و إن استدل به علي وجوب الرجعة وحصولها فلا ثم قال السيد رحمه الله اعلم أن الذين قال رسول الله ص فيهم إني‌ مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي‌ أهل بيتي‌ لن يفترقا حتي يردا علي الحوض لايختلفون في إحياء الله جل جلاله قوما بعدمماتهم في الحياة الدنيا من هذه الأمة تصديقا لماروي المخالف والمؤالف عن صاحب النبوةص أماالمخالف فروي الحميدي‌ في الجمع بين الصحيحين عن أبي سعيد الخدري‌ قال قال رسول الله ص لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتي


صفحه : 141

لودخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصاري قال فمن . وروي الزمخشري‌ في الكشاف عن حذيفة أنتم أشبه الأمم سمتا ببني‌ إسرائيل لتركبن طريقهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتي أني‌ لاأدري‌ أتعبدون العجل أم لا. قال السيد فإذاكانت هذه بعض رواياتهم في متابعة الأمم الماضية وبني‌ إسرائيل واليهود فقد نطق القرآن الشريف والأخبار المتواترة أن خلقا من الأمم الماضية واليهود لماقالوالَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفأماتهم الله ثم أحياهم فيكون علي هذا في أمتنا من يحييهم الله في الحياة الدنيا. ورأيت في أخبارهم زيادة علي ماتقوله الشيعة من الإشارة إلي أن مولانا عليا يعود إلي الدنيا بعدضرب ابن ملجم و بعدوفاته كمارجع ذو القرنين فمنها ماذكره الزمخشري‌ في الكشاف في حديث ذي‌ القرنين و عن علي ع سخر له السحاب ومدت له الأسباب وبسط له النور وَ سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ وَ سَأَلَ ابنُ الكَوّاءِ مَا ذُو القَرنَينِ أَ مَلَكٌ أَم نبَيِ‌ّ فَقَالَ لَيسَ بِمَلَكٍ وَ لَا نبَيِ‌ّ لَكِن كَانَ عَبداً صَالِحاً ضُرِبَ عَلَي قَرنِهِ الأَيمَنِ فِي طَاعَةِ اللّهِ فَمَاتَ ثُمّ بَعَثَهُ اللّهُ فَضُرِبَ عَلَي قَرنِهِ الأَيسَرِ فَمَاتَ فَبَعَثَهُ اللّهُ وَ سمُيّ‌َ ذَا القَرنَينِ وَ فِيكُم مِثلُهُ

ورأيت أيضا في كتب أخبار المخالفين عن جماعة من المسلمين أنهم رجعوا بعدالممات قبل الدفن و بعدالدفن وتكلموا وتحدثوا ثم ماتوا فمن ذلك مارواه الحاكم النيسابوري‌ في تاريخه في حديث حسام بن عبدالرحمن عن أبيه عن جده و كان قاضي‌ نيسابور دخل عليه رجل فقيل له إن عند هذاحديثا عجبا فقال يا هذا ما هو فقال اعلم أني‌ كنت رجلا نباشا أنبش القبور فماتت امرأة فذهبت لأعرف قبرها فصليت عليها فلما جن الليل قال ذهبت لأنبش عنها وضربت يدي‌ إلي كفنها لأسلبها فقالت سبحان الله رجل من أهل الجنة تسلب


صفحه : 142

امرأة من أهل الجنة ثم قالت أ لم تعلم أنك ممن صليت علي و أن الله عز و جل قدغفر لمن صلي علي . قال السيد فإذا كان هذا قدرووه ودونوه عن نباش القبور فهلا كان لعلماء أهل البيت ع أسوة به ولأي‌ حال تقابل روايتهم ع بالنفور و هذه المرأة المذكورة دون الذين يرجعون لمهمات الأمور والرجعة التي‌ يعتقدها علماؤنا و أهل البيت ع وشيعتهم تكون من جملة آيات النبي ص ومعجزاته ولأي‌ حال تكون منزلته عندالجمهور دون موسي وعيسي ودانيال و قدأحيا الله جل جلاله علي أيديهم أمواتا كثيرة بغير خلاف عندالعلماء لهذه الأمور

162-أَقُولُ وَ رَوَي الشّيخُ حَسَنُ بنُ سُلَيمَانَ فِي كِتَابِ المُحتَضَرِ مِمّا رَوَاهُ مِن كِتَابِ السّيّدِ الجَلِيلِ حَسَنِ بنِ كَبشٍ مِمّا أَخَذَهُ مِن كِتَابِ المُقتَضَبِ بِإِسنَادِهِ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَوماً فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ يَا سَلمَانُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَبعَث نَبِيّاً وَ لَا رَسُولًا إِلّا جَعَلَ لَهُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباً قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد عَرَفتُ هَذَا مِن أَهلِ الكِتَابَينِ قَالَ يَا سَلمَانُ فَهَل عَلِمتَ مَن نقُبَاَئيِ‌ الاِثنيَ‌ عَشَرَ الّذِينَ اختَارَهُمُ اللّهُ لِلإِمَامَةِ مِن بعَديِ‌ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ يَا سَلمَانُ خلَقَنَيِ‌َ اللّهُ مِن صَفوَةِ نُورِهِ وَ دعَاَنيِ‌ فَأَطَعتُهُ وَ خَلَقَ مِن نوُريِ‌ عَلِيّاً فَدَعَاهُ فَأَطَاعَهُ وَ خَلَقَ مِن نوُريِ‌ وَ نُورِ عَلِيّ فَاطِمَةَ فَدَعَاهَا فَأَطَاعَتهُ وَ خَلَقَ منِيّ‌ وَ مِن عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَدَعَاهُمَا فَأَطَاعَا فَسَمّانَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِخَمسَةِ أَسمَاءٍ مِن أَسمَائِهِ فَاللّهُ المَحمُودُ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ اللّهُ العلَيِ‌ّ وَ هَذَا عَلِيّ وَ اللّهُ فَاطِرٌ وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ اللّهُ ذُو الإِحسَانِ وَ هَذَا الحَسَنُ وَ اللّهُ المُحسِنُ وَ هَذَا الحُسَينُ ثُمّ خَلَقَ مِنّا وَ مِن نُورِ الحُسَينِ تِسعَةَ أَئِمّةٍ فَدَعَاهُم فَأَطَاعُوا قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ سَمَاءً مَبنِيّةً وَ أَرضاً مَدحِيّةً أَو هَوَاءً أَو مَاءً أَو مَلَكاً أَو بَشَراً وَ كُنّا بِعِلمِهِ أَنوَاراً نُسَبّحُهُ وَ نَسمَعُ لَهُ وَ نُطِيعُ فَقَالَ سَلمَانُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَا لِمَن عَرَفَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ يَا سَلمَانُ مَن عَرَفَهُم حَقّ مَعرِفَتِهِم وَ اقتَدَي بِهِم فَوَالَي وَلِيّهُم وَ تَبَرّأَ مِن عَدُوّهِم


صفحه : 143

فَهُوَ وَ اللّهِ مِنّا يَرِدُ حَيثُ نَرِدُ وَ يَسكُنُ حَيثُ نَسكُنُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَهَل يَكُونُ إِيمَانٌ بِهِم بِغَيرِ مَعرِفَةٍ بِأَسمَائِهِم وَ أَنسَابِهِم فَقَالَ لَا يَا سَلمَانُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَنّي لِي بِهِم قَالَ قَد عَرَفتَ إِلَي الحُسَينِ قَالَ ثُمّ سَيّدُ العَابِدِينَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ثُمّ ابنُهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بَاقِرُ عِلمِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ ثُمّ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ لِسَانُ اللّهِ الصّادِقُ ثُمّ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الكَاظِمُ غَيظَهُ صَبراً فِي اللّهِ ثُمّ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا لِأَمرِ اللّهِ ثُمّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ المُختَارُ مِن خَلقِ اللّهِ ثُمّ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الهاَديِ‌ إِلَي اللّهِ ثُمّ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الصّامِتُ الأَمِينُ عَلَي دِينِ اللّهِ ثُمّ م ح م د سَمّاهُ بِاسمِهِ ابنُ الحَسَنِ المهَديِ‌ّ النّاطِقُ القَائِمُ بِحَقّ اللّهِ قَالَ سَلمَانُ فَبَكَيتُ ثُمّ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَنّي لِسَلمَانَ لِإِدرَاكِهِم قَالَ يَا سَلمَانُ إِنّكَ مُدرِكُهُم وَ أَمثَالُكَ وَ مَن تَوَلّاهُم حَقِيقَةَ المَعرِفَةِ قَالَ سَلمَانُ فَشَكَرتُ اللّهَ كَثِيراً ثُمّ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ مُؤَجّلٌ إِلَي عَهدِهِم قَالَ يَا سَلمَانُ اقرَأفَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدّيارِ وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا ثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً قَالَ سَلمَانُ فَاشتَدّ بكُاَئيِ‌ وَ شوَقيِ‌ وَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بِعَهدٍ مِنكَ فَقَالَ إيِ‌ وَ ألّذِي أَرسَلَ مُحَمّداً إِنّهُ لَبِعَهدٍ منِيّ‌ وَ لعِلَيِ‌ّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ تِسعَةِ أَئِمّةٍ وَ كُلّ مَن هُوَ مِنّا وَ مَظلُومٌ فِينَا إيِ‌ وَ اللّهِ يَا سَلمَانُ ثُمّ لَيَحضُرَنّ إِبلِيسُ وَ جُنُودُهُ وَ كُلّ مَن مَحَضَ الإِيمَانَ مَحضاً وَ مَحَضَ الكُفرَ مَحضاً حَتّي يُؤخَذَ بِالقِصَاصِ وَ الأَوتَارِ وَ الثّارَاتِوَ لا يَظلِمُ رَبّكَ أَحَداً وَ نَحنُ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيِ‌َ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ قَالَ سَلمَانُ فَقُمتُ مِن بَينِ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا يبُاَليِ‌ سَلمَانُ مَتَي لقَيِ‌َ المَوتَ أَو لَقِيَهُ


صفحه : 144

أقول رواه ابن عياش في المقتضب عن أحمد بن محمد بن جعفرالصولي‌ عن عبدالرحمن بن صالح عن الحسين بن حميد بن الربيع عن الأعمش عن محمد بن خلف الطاطري‌ عن شاذان عن سلمان وذكر مثله . ثم قال ابن عياش سألت أبابكر بن محمد بن عمر الجعابي‌ عن محمد بن خلف الطاطري‌ قال هو محمد بن خلف بن موهب الطاطري‌ ثقة مأمون وطاطر سيف من أسياف البحر تنسج فيهاثياب تسمي الطاطرية كانت تنسب إليها. وروي أيضا عن صالح بن الحسين النوفلي‌ قال أنشدني‌ أبوسهل النوشجاني‌ لأبيه مصعب بن وهب .


فإن تسألاني‌ ما ألذي أنادائن   به فالذي‌ أبديه مثل ألذي أخفي‌

أدين بأن الله لا شيءغيره   قوي‌ عزيز بار‌ئ الخلق من ضعف

و أن رسول الله أفضل مرسل   به بشر الماضون في محكم الصحف

و أن عليا بعده أحد عشر   من الله وعد ليس في ذاك من خلف

أئمتنا الهادون بعد محمد   لهم صفو ودي‌ ماحييت لهم أصفي‌

ثمانية منهم مضوا لسبيلهم   وأربعة يرجون للعدد الموف

و لي ثقة بالرجعة الحق مثل ما   وثقت برجع الطرف مني‌ إلي الطرف .

ووجدت بخط بعض الأعلام نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه قال رَوَي الصفّواَنيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ بِإِسنَادِهِ قَالَ سُئِلَ الرّضَا ع عَن تَفسِيرِأَمَتّنَا اثنَتَينِالآيَةَ قَالَ وَ اللّهِ مَا هَذِهِ الآيَةُ إِلّا فِي الكَرّةِ


صفحه : 145

باب 03-خلفاء المهدي‌ صلوات الله عليه وأولاده و ما يكون بعده عليه و علي آبائه السلام

1- ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص سَمِعتُ مِن أَبِيكَ ع أَنّهُ قَالَ يَكُونُ بَعدَ القَائِمِ اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً فَقَالَ إِنّمَا قَالَ اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً وَ لَم يَقُل اثنَا عَشَرَ إِمَاماً وَ لَكِنّهُم قَومٌ مِن شِيعَتِنَا يَدعُونَ النّاسَ إِلَي مُوَالَاتِنَا وَ مَعرِفَةِ حَقّنَا

2- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ وَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّهُ قَالَ يَا أَبَا حَمزَةَ إِنّ مِنّا بَعدَ القَائِمِ أَحَدَ عَشَرَ مَهدِيّاً مِن وُلدِ الحُسَينِ ع

3- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الفَضلُ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَيَملِكَنّ مِنّا أَهلَ البَيتِ رَجُلٌ بَعدَ مَوتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ يَزدَادُ تِسعاً قُلتُ مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ بَعدَ القَائِمِ قُلتُ وَ كَم يَقُومُ القَائِمُ فِي عَالَمِهِ قَالَ تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمّ يَخرُجُ المُنتَصِرُ فَيَطلُبُ بِدَمِ الحُسَينِ وَ دِمَاءِ أَصحَابِهِ فَيَقتُلُ وَ يسَبيِ‌ حَتّي يَخرُجَ السّفّاحُ

4-شا،[الإرشاد] لَيسَ بَعدَ دَولَةِ القَائِمِ لِأَحَدٍ دَولَةٌ إِلّا مَا جَاءَت بِهِ الرّوَايَةُ مِن قِيَامِ وُلدِهِ إِن شَاءَ اللّهُ ذَلِكَ وَ لَم يَرِد عَلَي القَطعِ وَ الثّبَاتِ وَ أَكثَرُ الرّوَايَاتِ أَنّهُ لَن يمَضيِ‌َ مهَديِ‌ّ الأُمّةِ إِلّا قَبلَ القِيَامَةِ بِأَربَعِينَ يَوماً يَكُونُ فِيهَا الهَرجُ وَ عَلَامَةُ خُرُوجِ


صفحه : 146

الأَموَاتِ وَ قِيَامُ السّاعَةِ لِلحِسَابِ وَ الجَزَاءِ وَ اللّهُ أَعلَمُ

5-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَيَملِكَنّ رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ يَزدَادُ تِسعاً قَالَ قُلتُ فَمَتَي ذَلِكَ قَالَ بَعدَ مَوتِ القَائِمِ قَالَ قُلتُ وَ كَم يَقُومُ القَائِمُ فِي عَالَمِهِ حَتّي يَمُوتَ قَالَ تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً مِن يَومِ قِيَامِهِ إِلَي مَوتِهِ قَالَ قُلتُ فَيَكُونُ بَعدَ مَوتِهِ هَرجٌ قَالَ نَعَم خَمسِينَ سَنَةً


صفحه : 147

قَالَ ثُمّ يَخرُجُ المَنصُورُ إِلَي الدّنيَا فَيَطلُبُ دَمَهُ وَ دَمَ أَصحَابِهِ فَيَقتُلُ وَ يسَبيِ‌ حَتّي يُقَالَ لَو كَانَ هَذَا مِن ذُرّيّةِ الأَنبِيَاءِ مَا قَتَلَ النّاسَ كُلّ هَذَا القَتلِ فَيَجتَمِعُ النّاسُ عَلَيهِ أَبيَضُهُم وَ أَسوَدُهُم فَيَكثُرُونَ عَلَيهِ حَتّي يُلجِئُونَهُ إِلَي حَرَمِ اللّهِ فَإِذَا اشتَدّ البَلَاءُ عَلَيهِ مَاتَ المُنتَصِرُ وَ خَرَجَ السّفّاحُ إِلَي الدّنيَا غَضَباً لِلمُنتَصِرِ فَيَقتُلُ كُلّ عَدُوّ لَنَا جَائِرٍ وَ يَملِكُ الأَرضَ كُلّهَا وَ يُصلِحُ اللّهُ لَهُ أَمرَهُ وَ يَعِيشُ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ يَزدَادُ تِسعاً ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا جَابِرُ وَ هَل تدَريِ‌ مَنِ المُنتَصِرُ وَ السّفّاحُ يَا جَابِرُ المُنتَصِرُ الحُسَينُ وَ السّفّاحُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ

6-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَنِ البزَوَفرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سِنَانٍ الموَصلِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الخَلِيلِ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ المصِريِ‌ّ عَن عَمّهِ الحُسَينِ


صفحه : 148

بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ كَانَت فِيهَا وَفَاتُهُ لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَبَا الحَسَنِ أَحضِر صَحِيفَةً وَ دَوَاةً فَأَملَي رَسُولُ اللّهِص وَصِيّتَهُ حَتّي انتَهَي إِلَي هَذَا المَوضِعِ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّهُ سَيَكُونُ بعَديِ‌ اثنَا عَشَرَ إِمَاماً وَ مَن بَعدَهُم اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً فَأَنتَ يَا عَلِيّ أَوّلُ الاِثنيَ‌ عَشَرَ الإِمَامِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ ليُسَلّمهَا الحَسَنُ ع إِلَي ابنِهِ م ح م د المُستَحفَظِ مِن آلِ مُحَمّدٍص فَذَلِكَ اثنَا عَشَرَ إِمَاماً ثُمّ يَكُونُ مِن بَعدِهِ اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً فَإِذَا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ فَليُسَلّمهَا إِلَي ابنِهِ أَوّلِ المَهدِيّينَ لَهُ ثَلَاثَةُ أسَاَميِ‌ اسمٌ كاَسميِ‌ وَ اسمِ أَبِي وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ أَحمَدُ وَ الِاسمُ الثّالِثُ المهَديِ‌ّ وَ هُوَ أَوّلُ المُؤمِنِينَ

7- خص ،[منتخب البصائر]مِمّا رَوَاهُ السّيّدُ عَلِيّ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ مِنّا بَعدَ القَائِمِ ع اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً مِن وُلدِ الحُسَينِ ع

8- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا فِي ذِكرِ الكُوفَةِ فِيهَا مَسجِدُ سُهَيلٍ ألّذِي لَم يَبعَثِ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا وَ قَد صَلّي فِيهِ وَ مِنهَا يَظهَرُ عَدلُ اللّهِ وَ فِيهَا يَكُونُ قَائِمُهُ وَ القُوّامُ مِن بَعدِهِ وَ هيِ‌َ مَنَازِلُ النّبِيّينَ وَ الأَوصِيَاءِ وَ الصّالِحِينَ

بيان هذه الأخبار مخالفة للمشهور وطريق التأويل أحد وجهين .الأول أن يكون المراد بالاثني‌ عشر مهديا النبي ص وسائر الأئمة سوي القائم ع بأن يكون ملكهم بعدالقائم ع و قدسبق أن الحسن بن سليمان أولها بجميع الأئمة و قال برجعة القائم ع بعدموته و به أيضا يمكن الجمع بين بعض


صفحه : 149

الأخبار المختلفة التي‌ وردت في مدة ملكه ع . والثاني‌ أن يكون هؤلاء المهديون من أوصياء القائم هادين للخلق في زمن سائر الأئمة الذين رجعوا لئلا يخلو الزمان من حجة و إن كان أوصياء الأنبياء والأئمة أيضا حججا و الله تعالي يعلم


صفحه : 150

باب 13- ماخرج من توقيعاته ع

1- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]أَخبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَن أَبِي الحَسَنِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ القمُيّ‌ّ قَالَ وَجَدتُ بِخَطّ أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ النوّبخَتيِ‌ّ وَ إِملَاءِ أَبِي القَاسِمِ الحُسَينِ بنِ رَوحٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَلَي ظَهرِ كِتَابٍ فِيهِ جَوَابَاتٌ وَ مَسَائِلُ أُنفِذَت مِن قُمّ يُسأَلُ عَنهَا هَل هيِ‌َ جَوَابَاتُ الفَقِيهِ ع أَو جَوَابَاتُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الشلّمغَاَنيِ‌ّ لِأَنّهُ حكُيِ‌َ عَنهُ أَنّهُ قَالَ هَذِهِ المَسَائِلُ أَنَا أَجَبتُ عَنهَا فَكَتَبَ إِلَيهِم عَلَي ظَهرِ كِتَابِهِمبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَد وَقَفنَا عَلَي هَذِهِ الرّقعَةِ وَ مَا تَضَمّنَتهُ فَجَمِيعُهُ جَوَابُنَا وَ لَا مَدخَلَ لِلمَخذُولِ الضّالّ المُضِلّ المَعرُوفِ باِلعزَاَقرِيِ‌ّ لَعَنَهُ اللّهُ فِي حَرفٍ مِنهُ وَ قَد كَانَت أَشيَاءُ خَرَجَت إِلَيكُم عَلَي يدَيَ‌ أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ وَ غَيرِهِ مِن نُظَرَائِهِ وَ كَانَ مِنِ ارتِدَادِهِم عَنِ الإِسلَامِ مِثلُ مَا كَانَ مِن هَذَا عَلَيهِم لَعَنَةُ اللّهِ وَ غَضَبُهُ فَاستَثبَتّ قَدِيماً فِي ذَلِكَ فَخَرَجَ الجَوَابُ أَلَا مَنِ استَثبَتَ فَإِنّهُ لَا ضَرَرَ فِي خُرُوجِ مَا خَرَجَ عَلَي أَيدِيهِم وَ إِنّ ذَلِكَ صَحِيحٌ

وَ روُيِ‌َ قَدِيماً عَن بَعضِ العُلَمَاءِ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ الصّلَاةُ أَنّهُ سُئِلَ عَن مِثلِ هَذَا


صفحه : 151

بِعَينِهِ فِي بَعضِ مَن غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِ وَ قَالَ ع العِلمُ عِلمُنَا وَ لَا شَيءَ عَلَيكُم مِن كُفرِ مَن كَفَرَ فَمَا صَحّ لَكُم مِمّا خَرَجَ عَلَي يَدِهِ بِرِوَايَةِ غَيرِهِ مِنَ الثّقَاتِ رَحِمَهُمُ اللّهُ فَاحمَدُوا اللّهَ وَ اقبَلُوهُ وَ مَا شَكَكتُم فِيهِ أَو لَم يَخرُج إِلَيكُم فِي ذَلِكَ إِلّا عَلَي يَدِهِ فَرُدّوهُ إِلَينَا لِنُصَحّحَهُ أَو نُبطِلَهُ وَ اللّهُ تَقَدّسَت أَسمَاؤُهُ وَ جَلّ ثَنَاؤُهُ ولَيِ‌ّ تَوفِيقِكُم وَ حَسِيبُنَا فِي أُمُورِنَا كُلّهَاوَ نِعمَ الوَكِيلُ وَ قَالَ ابنُ نُوحٍ أَوّلُ مَن حَدّثَنَا بِهَذَا التّوقِيعِ أَبُو الحُسَينِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ تَمّامٍ وَ ذَكَرَ أَنّهُ كَتَبَهُ مِن ظَهرِ الدّرجِ ألّذِي عِندَ أَبِي الحَسَنِ بنِ دَاوُدَ فَلَمّا قَدِمَ أَبُو الحَسَنِ بنُ دَاوُدَ وَ قَرَأتُهُ عَلَيهِ ذَكَرَ أَنّ هَذَا الدّرجَ بِعَينِهِ كَتَبَ بِهَا أَهلُ قُمّ إِلَي الشّيخِ أَبِي القَاسِمِ وَ فِيهِ مَسَائِلُ فَأَجَابَهُم عَلَي ظَهرِهِ بِخَطّ أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ النوّبخَتيِ‌ّ وَ حَصَلَ الدّرجُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ بنِ دَاوُدَ

نُسخَةُ الدّرجِ،مَسَائِلُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَطَالَ اللّهُ بَقَاءَكَ وَ أَدَامَ عِزّكَ وَ تَأيِيدَكَ وَ سَعَادَتَكَ وَ سَلَامَتَكَ وَ أَتَمّ نِعمَتَهُ وَ زَادَ فِي إِحسَانِهِ إِلَيكَ وَ جَمِيلِ مَوَاهِبِهِ لَدَيكَ وَ فَضلِهِ عِندَكَ وَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ السّوءِ فِدَاكَ وَ قدَمّنَيِ‌ قِبَلَكَ النّاسُ يَتَنَافَسُونَ فِي الدّرَجَاتِ فَمَن قَبِلتُمُوهُ كَانَ مَقبُولًا وَ مَن دَفَعتُمُوهُ كَانَ وَضِيعاً وَ الخَامِلُ مَن وَضَعتُمُوهُ وَ نَعُوذُ بِاللّهِ مِن ذَلِكَ وَ بِبَلَدِنَا أَيّدَكَ اللّهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الوُجُوهِ يَتَسَاوَونَ وَ يَتَنَافَسُونَ فِي المَنزِلَةِ وَ وَرَدَ أَيّدَكَ اللّهُ كِتَابُكَ إِلَي جَمَاعَةٍ مِنهُم فِي أَمرٍ أَمَرتَهُم بِهِ مِن مُعَاوَنَةِص وَ أَخرَجَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مَالِكٍ المَعرُوفُ بِمَالِكِ بادوكة وَ هُوَ خَتَنُص رَحِمَهُمُ اللّهُ مِن بَينِهِم فَاغتَمّ بِذَلِكَ وَ سأَلَنَيِ‌ أَيّدَكَ اللّهُ أَن أُعلِمَكَ مَا نَالَهُ مِن ذَلِكَ فَإِن كَانَ مِن ذَنبٍ استَغفَرَ اللّهَ مِنهُ وَ إِن يَكُن غَيرَ ذَلِكَ عَرّفتَهُ مَا يَسكُنُ نَفسُهُ إِلَيهِ إِن شَاءَ اللّهُ التّوقِيعُ لَم نُكَاتِب إِلّا مَن كَاتَبَنَا وَ قَد عوَدّتنَيِ‌ أَدَامَ اللّهُ عِزّكَ مِن تَفَضّلِكَ مَا أَنتَ أَهلٌ أَن تجُزيِنَيِ‌ عَلَي العَادَةِ


صفحه : 152

وَ قِبَلَكَ أَعَزّكَ اللّهُ فُقَهَاءُ أَنَا مُحتَاجٌ إِلَي أَشيَاءَ تُسأَلُ لِي عَنهَا فرَوُيِ‌َ لَنَا عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن إِمَامِ قَومٍ صَلّي بِهِم بَعضَ صَلَاتِهِم وَ حَدَثَت عَلَيهِ حَادِثَةٌ كَيفَ يَعمَلُ مَن خَلفَهُ فَقَالَ يُؤَخّرُ وَ يُقَدّمُ بَعضُهُم وَ يُتِمّ صَلَاتَهُم وَ يَغتَسِلُ مَن مَسّهُ التّوقِيعُ لَيسَ عَلَي مَن نَحّاهُ إِلّا غَسلُ اليَدِ وَ إِذَا لَم تَحدُث حَادِثَةٌ تَقطَعُ الصّلَاةَ تَمّمَ صَلَاتَهُ مَعَ القَومِ وَ روُيِ‌َ عَنِ العَالِمِ ع أَنّ مَن مَسّ مَيّتاً بِحَرَارَتِهِ غَسَلَ يَدَهُ وَ مَن مَسّهُ وَ قَد بَرَدَ فَعَلَيهِ الغُسلُ وَ هَذَا الإِمَامُ فِي هَذِهِ الحَالَةِ لَا يَكُونُ مَسّهُ إِلّا بِحَرَارَتِهِ وَ العَمَلُ مِن ذَلِكَ عَلَي مَا هُوَ وَ لَعَلّهُ يُنَحّيهِ بِثِيَابِهِ وَ لَا يَمَسّهُ فَكَيفَ يَجِبُ عَلَيهِ الغُسلُ التّوقِيعُ إِذَا مَسّهُ عَلَي هَذِهِ الحَالِ لَم يَكُن عَلَيهِ إِلّا غَسلُ يَدِهِ وَ عَن صَلَاةِ جَعفَرٍ إِذَا سَهَا فِي التّسبِيحِ فِي قِيَامٍ أَو قُعُودٍ أَو رُكُوعٍ أَو سُجُودٍ وَ ذَكَرَهُ فِي حَالَةٍ أُخرَي قَد صَارَ فِيهَا مِن هَذِهِ الصّلَاةِ هَل يُعِيدُ مَا فَاتَهُ مِن ذَلِكَ التّسبِيحِ فِي الحَالَةِ التّيِ‌ ذَكَرَهَا أَم يَتَجَاوَزُ فِي صَلَاتِهِ التّوقِيعُ إِذَا هُوَ سَهَا فِي حَالِةٍ مِن ذَلِكَ ثُمّ ذَكَرَ فِي حَالَةٍ أُخرَي قَضَي مَا فَاتَهُ فِي الحَالَةِ التّيِ‌ ذَكَرَ وَ عَنِ المَرأَةِ يَمُوتُ زَوجُهَا هَل يَجُوزُ أَن تَخرُجَ فِي جَنَازَتِهِ أَم لَا التّوقِيعُ يَخرُجُ فِي جَنَازَتِهِ وَ هَل يَجُوزُ لَهَا وَ هيِ‌َ فِي عِدّتِهَا أَن تَزُورَ قَبرَ زَوجِهَا أَم لَا التّوقِيعُ تَزُورُ قَبرَ زَوجِهَا وَ لَا تَبِيتُ عَن بَيتِهَا وَ هَل يَجُوزُ لَهَا أَن تَخرُجَ فِي قَضَاءِ حَقّ يَلزَمُهَا أَم لَا تَبرَحُ مِن بَيتِهَا وَ هيِ‌َ فِي عِدّتِهَا التّوقِيعُ إِذَا كَانَ حَقّ خَرَجَت وَ قَضَتهُ وَ إِذَا كَانَت لَهَا حَاجَةٌ لَم يَكُن لَهَا مَن يَنظُرُ فِيهَا خَرَجَت لَهَا حَتّي تقَضيِ‌َ وَ لَا تَبِيتُ عَن مَنزِلِهَا

وَ روُيِ‌َ فِي ثَوَابِ القُرآنِ فِي الفَرَائِضِ وَ غَيرِهِ أَنّ العَالِمَ ع قَالَ عَجَباً لِمَن لَم يَقرَأ فِي صَلَاتِهِإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِكَيفَ تُقبَلُ صَلَاتُهُ

وَ روُيِ‌َ مَا زَكَت


صفحه : 153

صَلَاةٌ لَم يُقرَأ فِيهَا بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ

وَ روُيِ‌َ أَنّ مَن قَرَأَ فِي فَرَائِضِهِ الهُمَزَةَ أعُطيِ‌َ مِنَ الدّنيَا فَهَل يَجُوزُ أَن يَقرَأَ الهُمَزَةَ وَ يَدَعَ هَذِهِ السّوَرَ التّيِ‌ ذَكَرنَاهَا مَعَ مَا قَد روُيِ‌َ أَنّهُ لَا تُقبَلُ الصّلَاةُ وَ لَا تَزكُو إِلّا بِهِمَا التّوقِيعُ الثّوَابُ فِي السّوَرِ عَلَي مَا قَد روُيِ‌َ وَ إِذَا تَرَكَ سُورَةً مِمّا فِيهَا الثّوَابُ وَ قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ لِفَضلِهِمَا أعُطيِ‌َ ثَوَابَ مَا قَرَأَ وَ ثَوَابَ السّورَةِ التّيِ‌ تَرَكَ وَ يَجُوزُ أَن يَقرَأَ غَيرَ هَاتَينِ السّورَتَينِ وَ تَكُونُ صَلَاتُهُ تَامّةً وَ لَكِن يَكُونُ قَد تَرَكَ الفَضلَ وَ عَن وَدَاعِ شَهرِ رَمَضَانَ مَتَي يَكُونُ فَقَدِ اختَلَفَ فِيهِ أَصحَابُنَا فَبَعضُهُم يَقُولُ يَقرَأُ فِي آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ وَ بَعضُهُم يَقُولُ هُوَ فِي آخِرِ يَومٍ مِنهُ إِذَا رَأَي هِلَالَ شَوّالٍ التّوقِيعُ العَمَلُ فِي شَهرِ رَمَضَانَ فِي لَيَالِيهِ وَ الوَدَاعُ يَقَعُ فِي آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ فَإِن خَافَ أَن يَنقُصَ جَعَلَهُ فِي لَيلَتَينِ وَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص المعَنيِ‌ّ بِهِذيِ‌ قُوّةٍ عِندَ ذيِ‌ العَرشِ مَكِينٍ مَا هَذِهِ القُوّةُمُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ مَا هَذِهِ الطّاعَةُ وَ أَينَ هيِ‌َ فَرَأيُكَ أَدَامَ اللّهُ عِزّكَ بِالتّفَضّلِ عَلَيّ بِمَسأَلَةِ مَن تَثِقُ بِهِ مِنَ الفُقَهَاءِ عَن هَذِهِ المَسَائِلِ وَ إجِاَبتَيِ‌ عَنهَا مُنعِماً مَعَ مَا تَشرَحُهُ لِي مِن أَمرِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مَالِكٍ المُقَدّمِ ذِكرُهُ بِمَا يَسكُنُ إِلَيهِ وَ يَعتَدّ بِنِعمَةِ اللّهِ عِندَهُ وَ تَفَضّل عَلَيّ بِدُعَاءٍ جَامِعٍ لِي وَ لإِخِواَنيِ‌ لِلدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَعَلتَ مُثَاباً إِن شَاءَ اللّهُ التّوقِيعُ جَمَعَ اللّهُ لَكَ وَ لِإِخوَانِكَ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ أَطَالَ اللّهُ بَقَاءَكَ وَ أَدَامَ عِزّكَ وَ تَأيِيدَكَ وَ كَرَامَتَكَ وَ سَعَادَتَكَ وَ سَلَامَتَكَ وَ أَتَمّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَ زَادَ فِي إِحسَانِهِ إِلَيكَ وَ جَمِيلِ مَوَاهِبِهِ لَدَيكَ وَ فَضلِهِ عِندَكَ وَ جعَلَنَيِ‌ مِن كُلّ سُوءٍ وَ مَكرُوهٍ فِدَاكَ وَ قدَمّنَيِ‌ قِبَلَكَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ أَجمَعِينَ

بيان ذكر في الاحتجاج من قوله أطال الله بقاءك إلي قوله


صفحه : 154

ولإخوانك خير الدنيا والآخرة.أقول قوله فاستثبت من تتمة ماكتب السائل أي كنت قديما أطلب إثبات هذه التوقيعات هل هي‌ منكم أو لا و لما كان جواب هذه الفقرة مكتوبا تحتها أفردها للإشعار بذلك . قوله نسخة الدرج أي نسخة الكتاب المدرج المطوي‌ كتبه أهل قم وسألوا عن بيان صحته فكتب ع أن جميعه صحيح وعبر عن المعان برمزص للمصلحة وحاصل جوابه ع أن هؤلاء كاتبوني‌ وسألوني‌ فأجبتهم و هو لم يكاتبني‌ من بينهم فلذا لم أدخله فيهم و ليس ذلك من تقصير وذنب . قوله وقبلك أعزك الله خطاب للسفير المتوسط بينه و بين الإمام ع أوللإمام تقية وقول أطال الله بقاءك آخرا كلام الحميري‌ ختم به كتابه وسائر أجزاء الخبر شرحناها في الأبواب المناسبة لها

2-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] مِن كِتَابٍ آخَرَفَرَأيُكَ أَدَامَ اللّهُ عِزّكَ فِي تَأَمّلِ رقُعتَيِ‌ وَ التّفَضّلِ بِمَا يُسَهّلُ لِأُضِيفَهُ إِلَي سَائِرِ أَيَادِيكَ عَلَيّ وَ احتَجتُ أَدَامَ اللّهُ عِزّكَ أَن تَسأَلَ لِي بَعضَ الفُقَهَاءِ عَنِ المصُلَيّ‌ إِذَا قَامَ مِنَ التّشَهّدِ الأَوّلِ لِلرّكعَةِ الثّالِثَةِ هَل يَجِبُ عَلَيهِ أَن يُكَبّرَ فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا قَالَ لَا يَجِبُ عَلَيهِ التّكبِيرُ وَ يُجزِيهِ أَن يَقُولَ بِحَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ الجَوَابُ قَالَ إِنّ فِيهِ حَدِيثَينِ أَمّا أَحَدُهُمَا فَإِنّهُ إِذَا انتَقَلَ مِن حَالَةٍ إِلَي حَالَةٍ أُخرَي فَعَلَيهِ تَكبِيرٌ وَ أَمّا الآخَرُ فَإِنّهُ روُيِ‌َ أَنّهُ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجدَةِ الثّانِيَةِ فَكَبّرَ ثُمّ جَلَسَ ثُمّ قَامَ فَلَيسَ عَلَيهِ لِلقِيَامِ بَعدَ القُعُودِ تَكبِيرٌ وَ كَذَلِكَ التّشَهّدُ الأَوّلُ يجَريِ‌ هَذَا المَجرَي وَ بِأَيّهِمَا أَخَذتَ مِن جِهَةِ التّسلِيمِ كَانَ صَوَاباً وَ عَنِ الفَصّ الخُمَاهَنِ هَل تَجُوزُ فِيهِ الصّلَاةُ إِذَا كَانَ فِي إِصبَعِهِ


صفحه : 155

الجَوَابُ فِيهِ كَرَاهَةُ أَن يصُلَيّ‌َ فِيهِ وَ فِيهِ إِطلَاقٌ وَ العَمَلُ عَلَي الكَرَاهِيَةِ وَ عَن رَجُلٍ اشتَرَي هَدياً لِرَجُلٍ غَائِبٍ عَنهُ وَ سَأَلَهُ أَن يَنحَرَ عَنهُ هَدياً بِمِنًي فَلَمّا أَرَادَ نَحرَ الهدَي‌ِ نسَيِ‌َ اسمَ الرّجُلِ وَ نَحَرَ الهدَي‌َ ثُمّ ذَكَرَهُ بَعدَ ذَلِكَ أَ يجُز‌ِئُ عَنِ الرّجُلِ أَم لَا الجَوَابُ لَا بَأسَ بِذَلِكَ وَ قَد أَجزَأَ عَن صَاحِبِهِ وَ عِندَنَا حَاكَةٌ مَجُوسٌ يَأكُلُونَ المَيتَةَ وَ لَا يَغتَسِلُونَ مِنَ الجَنَابَةِ وَ يَنسِجُونَ لَنَا ثِيَاباً فَهَل يَجُوزُ الصّلَاةُ فِيهَا مِن قَبلِ أَن يُغسَلَ الجَوَابُ لَا بَأسَ بِالصّلَاةِ فِيهَا وَ عَنِ المصُلَيّ‌ يَكُونُ فِي صَلَاةِ اللّيلِ فِي ظُلمَةٍ فَإِذَا سَجَدَ يَغلَطُ بِالسّجّادَةِ وَ يَضَعُ جَبهَتَهُ عَلَي مِسحٍ أَو نَطعٍ فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ وَجَدَ السّجّادَةَ هَل يَعتَدّ بِهَذِهِ السّجدَةِ أَم لَا يَعتَدّ بِهَا الجَوَابُ مَا لَم يَستَوِ جَالِساً فَلَا شَيءَ عَلَيهِ فِي رَفعِ رَأسِهِ لِطَلَبِ الخُمرَةِ


صفحه : 156

وَ عَنِ المُحرِمِ يَرفَعُ الظّلَالَ هَل يَرفَعُ خَشَبَ العَمّارِيّةِ أَوِ الكَنِيسَةِ وَ يَرفَعُ الجَنَاحَينِ أَم لَا الجَوَابُ لَا شَيءَ عَلَيهِ فِي تَركِهِ وَ جَمِيعِ الخَشَبِ وَ عَنِ المُحرِمِ يَستَظِلّ مِنَ المَطَرِ بِنَطعٍ أَو غَيرِهِ حَذَراً عَلَي ثِيَابِهِ وَ مَا فِي مَحمِلِهِ أَن يَبتَلّ فَهَل يَجُوزُ ذَلِكَ الجَوَابُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فِي المَحمِلِ فِي طَرِيقِهِ فَعَلَيهِ دَمٌ وَ الرّجُلُ يَحُجّ عَن آخَرَ هَل يَحتَاجُ أَن يَذكُرَ ألّذِي حَجّ عَنهُ عِندَ عَقدِ إِحرَامِهِ أَم لَا وَ هَل يَجِبُ أَن يَذبَحَ عَمّن حَجّ عَنهُ وَ عَن نَفسِهِ أَم يُجزِيهِ هدَي‌ٌ وَاحِدٌ الجَوَابُ يَذكُرُهُ وَ إِن لَم يَفعَل فَلَا بَأسَ وَ هَل يَجُوزُ لِلرّجُلِ أَن يُحرِمَ فِي كِسَاءِ خَزّ أَم لَا الجَوَابُ لَا بَأسَ بِذَلِكَ وَ قَد فَعَلَهُ قَومٌ صَالِحُونَ وَ هَل يَجُوزُ لِلرّجُلِ أَن يصُلَيّ‌َ وَ فِي رِجلِهِ بَطِيطٌ لَا يغُطَيّ‌ الكَعبَينِ أَم لَا يَجُوزُ الجَوَابُ جَائِزٌ وَ يصُلَيّ‌ الرّجُلُ وَ مَعَهُ فِي كُمّهِ أَو سَرَاوِيلِهِ سِكّينٌ أَو مِفتَاحُ حَدِيدٍ هَل يَجُوزُ ذَلِكَ


صفحه : 157

الجَوَابُ جَائِزٌ وَ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ مَعَ بَعضِ هَؤُلَاءِ وَ مُتّصِلًا بِهِم يَحُجّ وَ يَأخُذُ عَلَي الجَادّةِ وَ لَا يُحرِمُونَ هَؤُلَاءِ مِنَ المَسلَخِ فَهَل يَجُوزُ لِهَذَا الرّجُلِ أَن يُؤَخّرَ إِحرَامَهُ إِلَي ذَاتِ عِرقٍ فَيُحرِمَ مَعَهُم لِمَا يَخَافُ مِنَ الشّهرَةِ أَم لَا يَجُوزُ أَن يُحرِمَ إِلّا مِنَ المَسلَخِ الجَوَابُ يُحرِمُ مِن مِيقَاتِهِ ثُمّ يَلبَسُ الثّيَابَ وَ يلُبَيّ‌ فِي نَفسِهِ فَإِذَا بَلَغَ إِلَي مِيقَاتِهِم أَظهَرَ وَ عَن لُبسِ النّعلِ المَعطُونِ فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا يَذكُرُ أَنّ لُبسَهُ كَرِيهٌ الجَوَابُ جَائِزٌ ذَلِكَ وَ لَا بَأسَ وَ عَنِ الرّجُلِ مِن وُكَلَاءِ الوَقفِ يَكُونُ مُستَحِلّا لِمَا فِي يَدِهِ لَا يَرِعُ عَن أَخذِ مَالِهِ رُبّمَا نَزَلتُ فِي قَريَةٍ وَ هُوَ فِيهَا أَو أَدخُلُ مَنزِلَهُ وَ قَد حَضَرَ طَعَامُهُ فيَدَعوُنيِ‌ إِلَيهِ فَإِن لَم آكُل مِن طَعَامِهِ عاَداَنيِ‌ عَلَيهِ وَ قَالَ فُلَانٌ لَا يَستَحِلّ أَن يَأكُلَ مِن طَعَامِنَا فَهَل يَجُوزُ لِي أَن آكُلَ مِن طَعَامِهِ وَ أَتَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ وَ كَم مِقدَارُ الصّدَقَةِ وَ إِن أَهدَي هَذَا الوَكِيلُ هَدِيّةً إِلَي رَجُلٍ آخَرَ فَأَحضَرَ فيَدَعوُنيِ‌ أَن أَنَالَ مِنهَا وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّ


صفحه : 158

الوَكِيلَ لَا يَرِعُ عَن أَخذِ مَا فِي يَدِهِ فَهَل فِيهِ شَيءٌ إِن أَنَا نِلتُ مِنهَا الجَوَابُ إِن كَانَ لِهَذَا الرّجُلِ مَالٌ أَو مَعَاشٌ غَيرُ مَا فِي يَدِهِ فَكُل طَعَامَهُ وَ اقبَل بِرّهُ وَ إِلّا فَلَا وَ عَنِ الرّجُلِ يَقُولُ بِالحَقّ وَ يَرَي المُتعَةَ وَ يَقُولُ بِالرّجعَةِ إِلّا أَنّ لَهُ أَهلًا مُوَافِقَةً لَهُ فِي جَمِيعِ أَمرِهِ وَ قَد عَاهَدَهَا أَن لَا يَتَزَوّجَ عَلَيهَا وَ لَا يَتَسَرّي وَ قَد فَعَلَ هَذَا مُنذُ بِضعِ عَشرَةَ سَنَةً وَ وَفَي بِقَولِهِ فَرُبّمَا غَابَ عَن مَنزِلِهِ الأَشهُرَ فَلَا يَتَمَتّعُ وَ لَا يَتَحَرّكُ نَفسُهُ أَيضاً لِذَلِكَ وَ يَرَي أَنّ وُقُوفَ مَن مَعَهُ مِن أَخٍ وَ وَلَدٍ وَ غُلَامٍ وَ وَكِيلٍ وَ حَاشِيَةٍ مِمّا يُقَلّلُهُ فِي أَعيُنِهِم وَ يُحِبّ المُقَامَ عَلَي مَا هُوَ عَلَيهِ مَحَبّةً لِأَهلِهِ وَ مَيلًا إِلَيهَا وَ صِيَانَةً لَهَا وَ لِنَفسِهِ لَا يُحَرّمُ المُتعَةَ بَل يَدِينُ اللّهَ بِهَا فَهَل عَلَيهِ فِي تَركِهِ ذَلِكَ مَأثَمٌ أَم لَا الجَوَابُ فِي ذَلِكَ يُستَحَبّ لَهُ أَن يُطِيعَ اللّهَ تَعَالَي لِيَزُولَ عَنهُ الحَلفُ فِي المَعصِيَةِ وَ لَو مَرّةً وَاحِدَةً فَإِن رَأَيتَ أَدَامَ اللّهُ عِزّكَ أَن تَسأَلَ لِي عَن ذَلِكَ وَ تَشرَحَهُ لِي وَ تُجِيبَ فِي كُلّ مَسأَلَةٍ بِمَا العَمَلُ بِهِ وَ تقُلَدّنَيِ‌ المِنّةَ فِي ذَلِكَ جَعَلَكَ اللّهُ السّبَبَ فِي كُلّ خَيرٍ وَ أَجرَاهُ عَلَي يَدِكَ فَعَلتَ مُثَاباً إِن شَاءَ اللّهُ أَطَالَ اللّهُ بَقَاءَكَ وَ أَدَامَ عِزّكَ وَ تَأيِيدَكَ وَ سَعَادَتَكَ وَ سَلَامَتَكَ وَ كَرَامَتَكَ وَ أَتَمّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَ زَادَ فِي إِحسَانِهِ إِلَيكَ وَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ السّوءِ فِدَاكَ وَ قدَمّنَيِ‌ عَنكَ وَ قِبَلَكَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ كَثِيراً قَالَ ابنُ نُوحٍ نَسَختُ هَذِهِ النّسخَةَ مِنَ الدّرجَينِ القَدِيمَينِ اللّذَينِ فِيهِمَا الخَطّ


صفحه : 159

وَ التّوقِيعَاتُ

أَقُولُ رَوَي فِي الإِحتِجَاجِ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ لِيَزُولَ عَنهُ الحَلفُ فِي المَعصِيَةِ وَ لَو مَرّةً وَاحِدَةً

3-ج ،[الإحتجاج ] فِي كِتَابٍ آخَرَ لِمُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي صَاحِبِ الزّمَانِ ع مِن جَوَابَاتِ مَسَائِلِهِ التّيِ‌ سَأَلَهُ عَنهَا فِي سَنَةِ سَبعٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍسَأَلَ عَنِ المُحرِمِ يَجُوزُ أَن يَشُدّ المِئزَرَ مِن خَلفِهِ إِلَي عُنُقِهِ بِالطّولِ وَ يَرفَعَ طَرَفَيهِ إِلَي حَقوَيهِ وَ يَجمَعَهُمَا فِي خَاصِرَتِهِ وَ يَعقِدَهُمَا وَ يُخرِجَ الطّرَفَينِ الآخَرَينِ مِن بَينِ رِجلَيهِ وَ يَرفَعَهُمَا إِلَي خَاصِرَتِهِ وَ يَشُدّ طَرَفَيهِ إِلَي وَرِكَيهِ فَيَكُونَ مِثلَ السّرَاوِيلِ يَستُرُ مَا هُنَاكَ فَإِنّ المِئزَرَ الأَوّلَ كُنّا نَتّزِرُ بِهِ إِذَا رَكِبَ الرّجُلُ جُملَةً يَكشِفُ مَا هُنَاكَ وَ هَذَا أَستَرُ فَأَجَابَ ع جَائِزٌ أَن يَتّزِرَ الإِنسَانُ كَيفَ شَاءَ إِذَا لَم يُحدِث فِي المِئزَرِ حَدَثاً بِمِقرَاضٍ وَ لَا إِبرَةٍ يُخرِجُهُ بِهِ عَن حَدّ المِئزَرِ وَ غَرَزَهُ غَرزاً وَ لَم يَعقِدهُ وَ لَم يَشُدّ بَعضَهُ بِبَعضٍ إِذَا غَطّي سُرّتَهُ وَ رُكبَتَيهِ كِلَاهُمَا فَإِنّ السّنّةَ المُجمَعَ عَلَيهَا بِغَيرِ خِلَافٍ تَغطِيَةُ السّرّةِ وَ الرّكبَتَينِ وَ الأَحَبّ إِلَينَا وَ الأَفضَلُ لِكُلّ أَحَدٍ شَدّهُ عَلَي السّبِيلِ المَعرُوفَةِ لِلنّاسِ جَمِيعاً إِن شَاءَ اللّهُ وَ سَأَلَ رَحِمَهُ اللّهُ هَل يَجُوزُ أَن يَشُدّ عَلَيهِ مَكَانَ العَقدِ تِكّةً فَأَجَابَ ع لَا يَجُوزُ شَدّ المِئزَرِ بشِيَ‌ءٍ سِوَاهُ مِن تِكّةٍ وَ لَا غَيرِهَا وَ سَأَلَ عَنِ التّوَجّهِ لِلصّلَاةِ أَ يَقُولُ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍ فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا ذَكَرَ أَنّهُ إِذَا قَالَ عَلَي دِينِ مُحَمّدٍ فَقَد أَبدَعَ لِأَنّا لَم نَجِدهُ فِي شَيءٍ مِن كُتُبِ الصّلَاةِ خَلَا حَدِيثاً فِي كِتَابِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ أَنّ


صفحه : 160

الصّادِقَ ع قَالَ لِلحَسَنِ كَيفَ تَتَوَجّهُ قَالَ أَقُولُ لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع لَيسَ عَن هَذَا أَسأَلُكَ كَيفَ تَقُولُوَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاًمُسلِماً قَالَ الحَسَنُ أَقُولُهُ فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع إِذَا قُلتَ ذَلِكَ فَقُل عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍ وَ مِنهَاجِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الِائتِمَامِ بِآلِ مُحَمّدٍ حَنِيفاً مُسلِماًوَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَفَأَجَابَ ع التّوَجّهُ كُلّهُ لَيسَ بِفَرِيضَةٍ وَ السّنّةُ المُؤَكّدَةُ فِيهِ التّيِ‌ هيِ‌َ كَالإِجمَاعِ ألّذِي لَا خِلَافَ فِيهِوَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاًمُسلِماً عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍ وَ هُدَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَوَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَإِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ أللّهُمّ اجعلَنيِ‌ مِنَ المُسلِمِينَ أَعُوذُ بِاللّهِ السّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ ثُمّ يَقرَأُ الحَمدَ قَالَ الفَقِيهُ ألّذِي لَا يُشَكّ فِي عِلمِهِ الدّينُ لِمُحَمّدٍ وَ الهِدَايَةُ لعِلَيِ‌ّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ لِأَنّهَا لَهُ وَ فِي عَقِبِهِ بَاقِيَةٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَمَن كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مِنَ المُهتَدِينَ وَ مَن شَكّ فَلَا دِينَ لَهُ وَ نَعُوذُ بِاللّهِ فِي ذَلِكَ مِنَ الضّلَالَةِ بَعدَ الهُدَي وَ سَأَلَهُ عَنِ القُنُوتِ فِي الفَرِيضَةِ إِذَا فَرَغَ مِن دُعَائِهِ أَن يَرُدّ يَدَيهِ عَلَي وَجهِهِ وَ صَدرِهِ لِلحَدِيثِ ألّذِي روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَجَلّ مِن أَن يَرُدّ يدَيَ‌ عَبدِهِ صِفراً بَل يَملَأُهَا مِن رَحمَتِهِ أَم لَا يَجُوزُ فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا ذَكَرَ أَنّهُ عَمِلَ فِي الصّلَاةِ فَأَجَابَ ع رَدّ اليَدَينِ مِنَ القُنُوتِ عَلَي الرّأسِ وَ الوَجهِ غَيرُ جَائِزٍ فِي الفَرَائِضِ


صفحه : 161

وَ ألّذِي عَلَيهِ العَمَلُ فِيهِ إِذَا رَفَعَ يَدَهُ فِي قُنُوتِ الفَرِيضَةِ وَ فَرَغَ مِنَ الدّعَاءِ أَن يَرُدّ بَطنَ رَاحَتَيهِ مَعَ صَدرِهِ تِلقَاءَ رُكبَتَيهِ عَلَي تَمَهّلٍ وَ يُكَبّرُ وَ يَركَعُ وَ الخَبَرُ صَحِيحٌ وَ هُوَ فِي نَوَافِلِ النّهَارِ وَ اللّيلِ دُونَ الفَرَائِضِ وَ العَمَلُ بِهِ فِيهَا أَفضَلُ وَ سَأَلَ عَن سَجدَةِ الشّكرِ بَعدَ الفَرِيضَةِ فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا ذَكَرَ أَنّهَا بِدعَةٌ فَهَل يَجُوزُ أَن يَسجُدَهَا الرّجُلُ بَعدَ الفَرِيضَةِ وَ إِن جَازَ ففَيِ‌ صَلَاةِ المَغرِبِ هيِ‌َ بَعدَ الفَرِيضَةِ أَو بَعدَ الأَربَعِ رَكَعَاتِ النّافِلَةِ فَأَجَابَ ع سَجدَةُ الشّكرِ مِن أَلزَمِ السّنَنِ وَ أَوجَبِهَا وَ لَم يَقُل إِنّ هَذِهِ السّجدَةَ بِدعَةٌ إِلّا مَن أَرَادَ أَن يُحدِثَ فِي دِينِ اللّهِ بِدعَةً وَ أَمّا الخَبَرُ المرَويِ‌ّ فِيهَا بَعدَ صَلَاةِ المَغرِبِ وَ الِاختِلَافُ فِي أَنّهَا بَعدَ الثّلَاثِ أَو بَعدَ الأَربَعِ فَإِنّ فَضلَ الدّعَاءِ وَ التّسبِيحِ بَعدَ الفَرَائِضِ عَلَي الدّعَاءِ بِعَقِيبِ النّوَافِلِ كَفَضلِ الفَرَائِضِ عَلَي النّوَافِلِ وَ السّجدَةُ دُعَاءٌ وَ تَسبِيحٌ وَ الأَفضَلُ أَن يَكُونَ بَعدَ الفَرضِ فَإِن جَعَلتَ بَعدَ النّوَافِلِ أَيضاً جَازَ وَ سَأَلَ أَنّ لِبَعضِ إِخوَانِنَا مِمّن نَعرِفُهُ ضَيعَةً جَدِيدَةً بِجَنبِ ضَيعَةٍ خَرَابٍ لِلسّلطَانِ فِيهَا حِصّةٌ وَ أَكَرَتُهُ رُبّمَا زَرَعُوا حُدُودَهَا وَ تُؤذِيهِم عُمّالُ السّلطَانِ وَ يَتَعَرّضُ فِي الأَكلِ مِن غَلّاتِ ضَيعَتِهِ وَ لَيسَ لَهَا قِيمَةٌ لِخَرَابِهَا وَ إِنّمَا هيِ‌َ بَائِرَةٌ مُنذُ عِشرِينَ سَنَةً وَ هُوَ يَتَحَرّجُ مِن شِرَائِهَا لِأَنّهُ يُقَالُ إِنّ هَذِهِ الحِصّةَ مِن هَذِهِ الضّيعَةِ كَانَت قُبِضَت عَنِ الوَقفِ قَدِيماً لِلسّلطَانِ فَإِن جَازَ شِرَاؤُهَا مِنَ السّلطَانِ وَ كَانَ ذَلِكَ صَوَاباً كَانَ ذَلِكَ صَلَاحاً لَهُ وَ عِمَارَةً لِضَيعَتِهِ وَ إِنّهُ يَزرَعُ هَذِهِ الحِصّةَ مِنَ القَريَةِ البَائِرَةِ لِفَضلِ مَاءِ ضَيعَتِهِ العَامِرَةِ وَ يَنحَسِمُ عَنهُ طَمَعُ أَولِيَاءِ السّلطَانِ وَ إِن لَم يَجُز ذَلِكَ عَمِلَ بِمَا تَأمُرُهُ إِن شَاءَ اللّهُ فَأَجَابَهُ ع الضّيعَةُ لَا يَجُوزُ ابتِيَاعُهَا إِلّا مِن مَالِكِهَا أَو بِأَمرِهِ وَ رِضًا مِنهُ وَ سَأَلَ عَن رَجُلٍ استَحَلّ بِامرَأَةٍ مِن حُجّابِهَا وَ كَانَ يَتَحَرّزُ مِن أَن يَقَعَ وَلَدٌ


صفحه : 162

فَجَاءَت بِابنٍ فَتَحَرّجَ الرّجُلُ أَن لَا يَقبَلَهُ فَقَبِلَهُ وَ هُوَ شَاكّ فِيهِ لَيسَ يَخلِطُهُ بِنَفسِهِ فَإِن كَانَ مِمّن يَجِبُ أَن يَخلِطَهُ بِنَفسِهِ وَ يَجعَلَهُ كَسَائِرِ وُلدِهِ فَعَلَ ذَلِكَ وَ إِن جَازَ أَن يَجعَلَ لَهُ شَيئاً مِن مَالِهِ دُونَ حَقّهِ فَعَلَ فَأَجَابَ ع الِاستِحلَالُ بِالمَرأَةِ يَقَعُ عَلَي وُجُوهٍ وَ الجَوَابُ يُختَلَفُ فِيهَا فَليَذكُرِ الوَجهَ ألّذِي وَقَعَ الِاستِحلَالُ بِهِ مَشرُوحاً لِيَعرِفَ الجَوَابَ فِيمَا يَسأَلُ عَنهُ مِن أَمرِ الوَلَدِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ سَأَلَهُ الدّعَاءَ لَهُ فَخَرَجَ الجَوَابُ جَادَ اللّهُ عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ إِيجَابَنَا لِحَقّهِ وَ رِعَايَتَنَا لِأَبِيهِ رَحِمَهُ اللّهُ وَ قُربِهِ مِنّا بِمَا عَلِمنَاهُ مِن جَمِيلِ نِيّتِهِ وَ وَقَفنَا عَلَيهِ مِن مُخَالَطَتِهِ المَقَرّبَةِ لَهُ مِنَ اللّهِ التّيِ‌ ترُضيِ‌ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولَهُ وَ أَولِيَاءَهُ ع بِمَا بَدَأَنَا نَسأَلُ اللّهَ بِمَسأَلَتِهِ مَا أَمّلَهُ مِن كُلّ خَيرٍ عَاجِلٍ وَ آجِلٍ وَ أَن يُصلِحَ لَهُ مِن أَمرِ دِينِهِ وَ دُنيَاهُ مَا يُحِبّ صَلَاحَهُ إِنّهُ ولَيِ‌ّ قَدِيرٌ

4-ج ،[الإحتجاج ] وَ كَتَبَ إِلَيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَيضاً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ كِتَاباً سَأَلَهُ فِيهِ عَن مَسَائِلَ أُخرَي كَتَبَ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَطَالَ اللّهُ بَقَاءَكَ وَ أَدَامَ عِزّكَ وَ كَرَامَتَكَ وَ سَعَادَتَكَ وَ سَلَامَتَكَ وَ أَتَمّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَ زَادَ فِي إِحسَانِهِ إِلَيكَ وَ جَمِيلِ مَوَاهِبِهِ لَدَيكَ وَ فَضلِهِ عَلَيكَ وَ جَزِيلِ قِسمِهِ لَكَ وَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ السّوءِ كُلّهِ فِدَاكَ وَ قدَمّنَيِ‌ قِبَلَكَ إِنّ قِبَلَنَا مَشَايِخَ وَ عَجَائِزَ يَصُومُونَ رجب [رَجَباً]مُنذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ أَكثَرَ وَ يَصِلُونَ شَعبَانَ بِشَهرِ رَمَضَانَ وَ رَوَي لَهُم بَعضُ أَصحَابِنَا أَنّ صَومَهُ مَعصِيَةٌ فَأَجَابَ قَالَ الفَقِيهُ ع يَصُومُ مِنهُ أَيّاماً إِلَي خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ يَقطَعُهُ إِلّا أَن يَصُومَهُ عَنِ الثّلَاثَةِ الأَيّامِ الفَائِتَةِ لِلحَدِيثِ أَن نِعمَ شَهرُ القَضَاءِ رَجَبٌ وَ سَأَلَ عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي مَحمِلِهِ وَ الثّلجُ كَثِيرٌ بِقَامَةِ رَجُلٍ فَيَتَخَوّفُ إِن نَزَلَ


صفحه : 163

الغَوصَ فِيهِ وَ رُبّمَا يَسقُطُ الثّلجُ وَ هُوَ عَلَي تِلكَ الحَالِ وَ لَا يسَتوَيِ‌ لَهُ أَن يُلَبّدَ شَيئاً مِنهُ لِكَثرَتِهِ وَ تَهَافُتِهِ هَل يَجُوزُ لَهُ أَن يصُلَيّ‌َ فِي المَحمِلِ الفَرِيضَةَ فَقَد فَعَلنَا ذَلِكَ أَيّاماً فَهَل عَلَينَا فِي ذَلِكَ إِعَادَةٌ أَم لَا فَأَجَابَ ع لَا بَأسَ بِهِ عِندَ الضّرُورَةِ وَ الشِدّةِ وَ سَأَلَ عَنِ الرّجُلِ يَلحَقُ الإِمَامَ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَيَركَعُ مَعَهُ وَ يَحتَسِبُ تِلكَ الرّكعَةَ فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا قَالَ إِن لَم يَسمَع تَكبِيرَةَ الرّكُوعِ فَلَيسَ لَهُ أَن يَعتَدّ بِتِلكَ الرّكعَةِ فَأَجَابَ ع إِذَا لَحِقَ مَعَ الإِمَامِ مِن تَسبِيحِ الرّكُوعِ تَسبِيحَةً وَاحِدَةً اعتَدّ بِتِلكَ الرّكعَةِ وَ إِن لَم يَسمَع تَكبِيرَةَ الرّكُوعِ وَ سَأَلَ عَن رَجُلٍ صَلّي الظّهرَ وَ دَخَلَ فِي صَلَاةِ العَصرِ فَلَمّا أَن صَلّي مِن صَلَاةِ العَصرِ رَكعَتَينِ استَيقَنَ أَنّهُ صَلّي الظّهرَ رَكعَتَينِ كَيفَ يَصنَعُ فَأَجَابَ ع إِن كَانَ أَحدَثَ بَينَ الصّلَاتَينِ حَادِثَةً يَقطَعُ بِهَا الصّلَاةَ أَعَادَ الصّلَاتَينِ وَ إِذَا لَم يَكُن أَحدَثَ حَادِثَةً جَعَلَ الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ تَتِمّةً لِصَلَاةِ الظّهرِ وَ صَلّي العَصرَ بَعدَ ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَن أَهلِ الجَنّةِ هَل يَتَوَالَدُونَ إِذَا دَخَلُوهَا أَم لَا فَأَجَابَ ع إِنّ الجَنّةَ لَا حَملَ فِيهَا لِلنّسَاءِ وَ لَا وِلَادَةَ وَ لَا طَمثَ وَ لَا نِفَاسَ وَ لَا شَقَاءَ بِالطّفُولِيّةِوَ فِيها ما تَشتَهِيهِ الأَنفُسُ وَ تَلَذّ الأَعيُنُ كَمَا قَالَ سُبحَانَهُ فَإِذَا اشتَهَي المُؤمِنُ وَلَداً خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِغَيرِ حَملٍ وَ لَا وِلَادَةٍ عَلَي الصّورَةِ التّيِ‌ يُرِيدُ كَمَا خَلَقَ آدَمَ ع عِبرَةً وَ سَأَلَ عَن رَجُلٍ تَزَوّجَ امرَأَةً بشِيَ‌ءٍ مَعلُومٍ إِلَي وَقتٍ مَعلُومٍ وَ بقَيِ‌َ لَهُ عَلَيهَا وَقتٌ فَجَعَلَهَا فِي حِلّ مِمّا بقَيِ‌َ لَهُ عَلَيهَا وَ قَد كَانَت طَمِثَت قَبلَ أَن يَجعَلَهَا فِي حِلّ مِن أَيّامِهَا بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ أَ يَجُوزُ أَن يَتَزَوّجَهَا رَجُلٌ آخَرُ بشِيَ‌ءٍ مَعلُومٍ إِلَي وَقتٍ مَعلُومٍ عِندَ طُهرِهَا مِن هَذِهِ الحَيضَةِ أَو يَستَقبِلُ بِهَا حَيضَةً أُخرَي


صفحه : 164

فَأَجَابَ ع يَستَقبِلُ حَيضَةً غَيرَ تِلكَ الحَيضَةِ لِأَنّ أَقَلّ تِلكَ العِدّةِ حَيضَةٌ وَ طَهَارَةٌ تَامّةٌ وَ سَأَلَ عَنِ الأَبرَصِ وَ المَجذُومِ وَ صَاحِبِ الفَالِجِ هَل يَجُوزُ شَهَادَتُهُم فَقَد روُيِ‌َ لَنَا أَنّهُم لَا يَؤُمّونَ الأَصِحّاءَ فَأَجَابَ ع إِن كَانَ مَا بِهِم حادث [حَادِثاً]جَازَت شَهَادَتُهُم وَ إِن كَانَ وِلَادَةً لَم تَجُز وَ سَأَلَ هَل يَجُوزُ لِلرّجُلِ أَن يَتَزَوّجَ ابنَةَ امرَأَتِهِ فَأَجَابَ ع إِن كَانَت رُبّيَت فِي حَجرِهِ فَلَا يَجُوزُ وَ إِن لَم تَكُن رُبّيَت فِي حَجرِهِ وَ كَانَت أُمّهَا فِي غَيرِ حِبَالِهِ فَقَد روُيِ‌َ أَنّهُ جَائِزٌ وَ سَأَلَ هَل يَجُوزُ أَن يَتَزَوّجَ بِنتَ ابنَةِ امرَأَةٍ ثُمّ يَتَزَوّجَ جَدّتَهَا بَعدَ ذَلِكَ أَم لَا فَأَجَابَ ع قَد نهُيِ‌َ عَن ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَن رَجُلٍ ادّعَي عَلَي رَجُلٍ أَلفَ دِرهَمٍ أَقَامَ بِهَا البَيّنَةَ العَادِلَةَ وَ ادّعَي عَلَيهِ أَيضاً خَمسَمِائَةِ دِرهَمٍ فِي صَكّ آخَرَ وَ لَهُ بِذَلِكَ كُلّهِ بَيّنَةٌ عَادِلَةٌ وَ ادّعَي عَلَيهِ أَيضاً بِثَلَاثِ مِائَةِ دِرهَمٍ فِي صَكّ آخَرَ وَ ماِئتَيَ‌ دِرهَمٍ فِي صَكّ آخَرَ وَ لَهُ بِذَلِكَ كُلّهِ بَيّنَةٌ عَادِلَةٌ وَ يَزعُمُ المُدّعَي عَلَيهِ أَنّ هَذِهِ الصّكَاكَ كُلّهَا قَد دَخَلَت فِي الصّكّ ألّذِي بِأَلفِ دِرهَمٍ وَ المدُعّيِ‌ يُنكِرُ أَن يَكُونَ كَمَا زَعَمَ فَهَل تَجِبُ عَلَيهِ الأَلفُ الدّرهَمِ مَرّةً وَاحِدَةً أَو يَجِبُ عَلَيهِ كَمَا يُقِيمُ البَيّنَةَ بِهِ وَ لَيسَ فِي الصّكَاكِ استِثنَاءٌ إِنّمَا هيِ‌َ صِكَاكٌ عَلَي وَجهِهَا فَأَجَابَ ع يُؤخَذُ مِنَ المُدّعَي عَلَيهِ أَلفُ دِرهَمٍ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ لَا شُبهَةَ فِيهَا


صفحه : 165

وَ تُرَدّ اليَمِينُ فِي الأَلفِ الباَقيِ‌ عَلَي المدُعّيِ‌ فَإِن نَكَلَ فَلَا حَقّ لَهُ وَ سَأَلَ عَن طِينِ القَبرِ يُوضَعُ مَعَ المَيّتِ فِي قَبرِهِ هَل يَجُوزُ ذَلِكَ أَم لَا فَأَجَابَ ع يُوضَعُ مَعَ المَيّتِ فِي قَبرِهِ وَ يُخلَطُ بِحَنُوطِهِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ سَأَلَ فَقَالَ روُيِ‌َ لَنَا عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ كَتَبَ عَلَي إِزَارِ إِسمَاعِيلَ ابنُهُ إِسمَاعِيلُ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَهَل يَجُوزُ لَنَا أَن نَكتُبَ مِثلَ ذَلِكَ بِطِينِ القَبرِ أَم غَيرِهِ فَأَجَابَ ع يَجُوزُ ذَلِكَ وَ سَأَلَ هَل يَجُوزُ أَن يُسَبّحَ الرّجُلُ بِطِينِ القَبرِ وَ هَل فِيهِ فَضلٌ فَأَجَابَ ع يُسَبّحُ بِهِ فَمَا مِن شَيءٍ مِنَ التّسبِيحِ أَفضَلَ مِنهُ وَ مِن فَضلِهِ أَنّ الرّجُلَ يَنسَي التّسبِيحَ وَ يُدِيرُ السّبحَةَ فَيُكتَبُ لَهُ التّسبِيحُ وَ سَأَلَ عَنِ السّجدَةِ عَلَي لَوحٍ مِن طِينِ القَبرِ وَ هَل فِيهِ فَضلٌ فَأَجَابَ ع يَجُوزُ ذَلِكَ وَ فِيهِ الفَضلُ وَ سَأَلَ عَنِ الرّجُلِ يَزُورُ قُبُورَ الأَئِمّةِ ع هَل يَجُوزُ أَن يَسجُدَ عَلَي القَبرِ أَم لَا وَ هَل يَجُوزُ لِمَن صَلّي عِندَ بَعضِ قُبُورِهِم ع أَن يَقُومَ وَرَاءَ القَبرِ وَ يَجعَلَ القَبرَ قِبلَةً أَم يَقُومُ عِندَ رَأسِهِ أَو رِجلَيهِ وَ هَل يَجُوزُ أَن يَتَقَدّمَ القَبرَ وَ يصُلَيّ‌َ وَ يَجعَلَ القَبرَ خَلفَهُ أَم لَا فَأَجَابَ ع أَمّا السّجُودُ عَلَي القَبرِ فَلَا يَجُوزُ فِي نَافِلَةٍ وَ لَا فَرِيضَةٍ وَ لَا زِيَارَةٍ وَ ألّذِي عَلَيهِ العَمَلُ أَن يَضَعَ خَدّهُ الأَيمَنَ عَلَي القَبرِ وَ أَمّا الصّلَاةُ فَإِنّهَا خَلفَهُ وَ يَجعَلُ القَبرَ أَمَامَهُ وَ لَا يَجُوزُ أَن يصُلَيّ‌َ بَينَ يَدَيهِ وَ لَا عَن يَمِينِهِ وَ لَا عَن يَسَارِهِ لِأَنّ الإِمَامَ ع لَا يُتَقَدّمُ عَلَيهِ وَ لَا يُسَاوَي وَ سَأَلَ فَقَالَ هَل يَجُوزُ لِلرّجُلِ إِذَا صَلّي الفَرِيضَةَ أَوِ النّافِلَةَ وَ بِيَدِهِ السّبحَةُ أَن يُدِيرَهَا وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ فَأَجَابَ ع يَجُوزُ ذَلِكَ إِذَا خَافَ السّهوَ وَ الغَلَطَ وَ سَأَلَ هَل يَجُوزُ أَن يُدِيرَ السّبحَةَ بِيَدِهِ اليَسَارِ إِذَا سَبّحَ أَو لَا يَجُوزُ فَأَجَابَ ع يَجُوزُ ذَلِكَ وَ الحَمدُ لِلّهِ


صفحه : 166

وَ سَأَلَ فَقَالَ روُيِ‌َ عَنِ الفَقِيهِ فِي بَيعِ الوُقُوفِ خَبَرٌ مَأثُورٌ إِذَا كَانَ الوَقفُ عَلَي قَومٍ بِأَعيَانِهِم وَ أَعقَابِهِم فَاجتَمَعَ أَهلُ الوَقفِ عَلَي بَيعِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ أَصلَحَ لَهُم أَن يَبِيعُوهُ فَهَل يَجُوزُ أَن يشَترَيِ‌َ مِن بَعضِهِم إِن لَم يَجتَمِعُوا كُلّهُم عَلَي البَيعِ أَم لَا يَجُوزُ إِلّا أَن يَجتَمِعُوا كُلّهُم عَلَي ذَلِكَ وَ عَنِ الوَقفِ ألّذِي لَا يَجُوزُ بَيعُهُ فَأَجَابَ ع إِذَا كَانَ الوَقفُ عَلَي إِمَامِ المُسلِمِينَ فَلَا يَجُوزُ بَيعُهُ وَ إِن كَانَ عَلَي قَومٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَليَبِع كُلّ قَومٍ مَا يَقدِرُونَ عَلَي بَيعِهِ مُجتَمِعِينَ وَ مُتَفَرّقِينَ إِن شَاءَ اللّهُ وَ سَأَلَ هَل يَجُوزُ لِلمُحرِمِ أَن يُصَيّرَ عَلَي إِبطِهِ المَرتَكَ أَوِ التّوتِيَاءَ لِرِيحِ العَرَقِ أَم لَا يَجُوزُ فَأَجَابَهُ يَجُوزُ ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَنِ الضّرِيرِ إِذَا أُشهِدَ فِي حَالِ صِحّتِهِ عَلَي شَهَادَةٍ ثُمّ كُفّ بَصَرُهُ وَ لَا يَرَي خَطّهُ فَيَعرِفَهُ هَل تَجُوزُ شَهَادَتُهُ وَ بِاللّهِ التّوفِيقُ أَم لَا وَ إِن ذَكَرَ هَذَا الضّرِيرُ الشّهَادَةَ هَل يَجُوزُ أَن يَشهَدَ عَلَي شَهَادَتِهِ أَم لَا يَجُوزُ فَأَجَابَ ع إِذَا حَفِظَ الشّهَادَةَ وَ حَفِظَ الوَقتَ جَازَت شَهَادَتُهُ وَ سَأَلَ عَنِ الرّجُلِ يُوقِفُ ضَيعَةً أَو دَابّةً وَ يُشهِدُ عَلَي نَفسِهِ بِاسمِ بَعضِ وُكَلَاءِ الوَقفِ ثُمّ يَمُوتُ هَذَا الوَكِيلُ أَو يَتَغَيّرُ أَمرُهُ وَ يَتَوَلّي غَيرُهُ هَل يَجُوزُ أَن يَشهَدَ الشّاهِدُ لِهَذَا ألّذِي أُقِيمَ مَقَامَهُ إِذَا كَانَ أَصلُ الوَقفِ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ أَم لَا يَجُوزُ ذَلِكَ


صفحه : 167

فَأَجَابَ ع لَا يَجُوزُ غَيرُ ذَلِكَ لِأَنّ الشّهَادَةَ لَم تَقُم لِلوَكِيلِ وَ إِنّمَا قَامَت لِلمَالِكِ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ أَقِيمُوا الشّهادَةَ لِلّهِ وَ سَأَلَ عَنِ الرّكعَتَينِ الأُخرَاوَينِ قَد كَثُرَت فِيهِمَا الرّوَايَاتُ فَبَعضٌ يرَويِ‌ أَنّ قِرَاءَةَ الحَمدِ وَحدَهَا أَفضَلُ وَ بَعضٌ يرَويِ‌ أَنّ التّسبِيحَ فِيهِمَا أَفضَلُ فَالفَضلُ لِأَيّهِمَا لِنَستَعمِلَهُ فَأَجَابَ ع قَد نَسَخَت قِرَاءَةُ أُمّ الكِتَابِ فِي هَاتَينِ الرّكعَتَينِ التّسبِيحَ وَ ألّذِي نَسَخَ التّسبِيحَ قَولُ العَالِمِ ع كُلّ صَلَاةٍ لَا قِرَاءَةَ فِيهَا فهَيِ‌َ خِدَاجٌ إِلّا لِلعَلِيلِ أَو مَن يَكثُرُ عَلَيهِ السّهوُ فَيُتَخَوّفُ بُطلَانُ الصّلَاةِ عَلَيهِ وَ سَأَلَ فَقَالَ يُتّخَذُ عِندَنَا رُبّ الجَوزِ لِوَجَعِ الحَلقِ وَ البَحبَحَةِ يُؤخَذُ الجَوزُ


صفحه : 168

الرّطبُ مِن قَبلِ أَن يَنعَقِدَ وَ يُدَقّ دَقّاً نَاعِماً وَ يُعصَرُ مَاؤُهُ وَ يُصَفّي وَ يُطبَخُ عَلَي النّصفِ وَ يُترَكُ يَوماً وَ لَيلَةً ثُمّ يُنصَبُ عَلَي النّارِ وَ يُلقَي عَلَي كُلّ سِتّةِ أَرطَالٍ مِنهُ رِطلُ عَسَلٍ وَ يُغلَي وَ يُنزَعُ رَغوَتُهُ وَ يُسحَقُ مِنَ النّوشَادُرِ وَ الشّبّ اليمَاَنيِ‌ّ مِن كُلّ وَاحِدٍ نِصفُ مِثقَالٍ وَ يُدَافُ بِذَلِكَ إِلَي المَاءِ وَ يُلقَي فِيهِ دِرهَمُ زَعفَرَانٍ مَسحُوقٍ وَ يُغلَي وَ يُؤخَذُ رَغوَتُهُ وَ يُطبَخُ حَتّي يَصِيرَ مِثلَ العَسَلِ ثَخِيناً ثُمّ يُنزَلُ عَنِ النّارِ وَ يَبرُدُ وَ يُشرَبُ مِنهُ فَهَل يَجُوزُ شُربُهُ أَم لَا فَأَجَابَ ع إِذَا كَانَ كَثِيرُهُ يُسكِرُ أَو يُغَيّرُ فَقَلِيلُهُ وَ كَثِيرُهُ حَرَامٌ وَ إِن كَانَ لَا يُسكِرُ فَهُوَ حَلَالٌ وَ سَأَلَ عَنِ الرّجُلِ تَعرِضُ لَهُ حَاجَةٌ مِمّا لَا يدَريِ‌ أَن يَفعَلَهَا أَم لَا فَيَأخُذُ خَاتَمَينِ فَيَكتُبُ فِي أَحَدِهِمَا نَعَمِ افعَل وَ فِي الآخَرِ لَا تَفعَل فَيَستَخِيرُ اللّهَ مِرَاراً ثُمّ يَرَي فِيهِمَا فَيُخرِجُ أَحَدَهُمَا فَيَعمَلُ بِمَا يَخرُجُ فَهَل يَجُوزُ ذَلِكَ أَم لَا وَ العَامِلُ بِهِ وَ التّارِكُ لَهُ أَ هُوَ يَجُوزُ مِثلَ الِاستِخَارَةِ أَم هُوَ سِوَي ذَلِكَ فَأَجَابَ ع ألّذِي سَنّهُ العَالِمُ ع فِي هَذِهِ الِاستِخَارَةِ بِالرّقَاعِ وَ الصّلَاةِ وَ سَأَلَ عَن صَلَاةِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي أَيّ أَوقَاتِهَا أَفضَلُ أَن تُصَلّي فِيهِ وَ هَل فِيهَا قُنُوتٌ وَ إِن كَانَ ففَيِ‌ أَيّ رَكعَةٍ مِنهَا فَأَجَابَ ع أَفضَلُ أَوقَاتِهَا صَدرُ النّهَارِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ ثُمّ فِي أَيّ الأَيّامِ شِئتَ وَ أَيّ وَقتٍ صَلّيتَهَا مِن لَيلٍ أَو نَهَارٍ فَهُوَ جَائِزٌ وَ القُنُوتُ مَرّتَانِ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ الرّابِعَةِ وَ سَأَلَ عَنِ الرّجُلِ ينَويِ‌ إِخرَاجَ شَيءٍ مِن مَالِهِ وَ أَن يَدفَعَهُ إِلَي رَجُلٍ مِن إِخوَانِهِ ثُمّ يَجِدُ فِي أَقرِبَائِهِ مُحتَاجاً أَ يَصرِفُ ذَلِكَ عَمّن نَوَاهُ لَهُ إِلَي قَرَابَتِهِ فَأَجَابَ ع يَصرِفُهُ إِلَي أَدنَاهُمَا وَ أَقرَبِهِمَا مِن مَذهَبِهِ فَإِن ذَهَبَ إِلَي قَولِ


صفحه : 169

العَالِمِ ع لَا يَقبَلُ اللّهُ الصّدَقَةَ وَ ذُو رَحِمٍ مُحتَاجٌ فَليَقسِم بَينَ القَرَابَةِ وَ بَينَ ألّذِي نَوَي حَتّي يَكُونَ قَد أَخَذَ بِالفَضلِ كُلّهِ وَ سَأَلَ فَقَالَ قَدِ اختَلَفَ أَصحَابُنَا فِي مَهرِ المَرأَةِ فَقَالَ بَعضُهُم إِذَا دَخَلَ بِهَا سَقَطَ المَهرُ وَ لَا شَيءَ لَهَا وَ قَالَ بَعضُهُم هُوَ لَازِمٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَكَيفَ ذَلِكَ وَ مَا ألّذِي يَجِبُ فِيهِ فَأَجَابَ ع إِن كَانَ عَلَيهِ بِالمَهرِ كِتَابٌ فِيهِ دَينٌ فَهُوَ لَازِمٌ لَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ إِن كَانَ عَلَيهِ كِتَابٌ فِيهِ ذِكرُ الصّدَقَاتِ سَقَطَ إِذَا دَخَلَ بِهَا وَ إِن لَم يَكُن عَلَيهِ كِتَابٌ فَإِذَا دَخَلَ بِهَا سَقَطَ باَقيِ‌ الصّدَاقِ


صفحه : 170

وَ سَأَلَ فَقَالَ روُيِ‌َ عَن صَاحِبِ العَسكَرِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الصّلَاةِ فِي الخَزّ ألّذِي يُغَشّ بِوَبَرِ الأَرَانِبِ فَوَقّعَ يَجُوزُ وَ روُيِ‌َ عَنهُ أَيضاً أَنّهُ لَا يَجُوزُ فأَيَ‌ّ الأَمرَينِ نَعمَلُ بِهِ فَأَجَابَ ع إِنّمَا حَرُمَ فِي هَذِهِ الأَوبَارِ وَ الجُلُودِ فَأَمّا الأَوبَارُ وَحدَهَا فَحَلَالٌ وَ قَد سُئِلَ بَعضُ العُلَمَاءِ عَن مَعنَي قَولِ الصّادِقِ ع لَا يُصَلّي فِي الثّعلَبِ وَ لَا فِي الثّوبِ ألّذِي يَلِيهِ فَقَالَ إِنّمَا عَنَي الجُلُودَ دُونَ غَيرِهِ وَ سَأَلَ فَقَالَ نجد[يُتّخَذُ]بِأَصفَهَانَ ثِيَابٌ عُنّابِيّةٌ عَلَي عَمَلِ الوشَي‌ِ مِن قَزّ وَ إِبرِيسَمٍ هَل تَجُوزُ الصّلَاةُ فِيهَا أَم لَا فَأَجَابَ ع لَا تَجُوزُ الصّلَاةُ إِلّا فِي ثَوبٍ سَدَاهُ أَو لَحمَتُهُ قُطنٌ أَو كَتّانٌ وَ سَأَلَ عَنِ المَسحِ عَلَي الرّجلَينِ بِأَيّهِمَا يَبدَأُ بِاليَمِينِ أَو يَمسَحُ عَلَيهِمَا جَمِيعاً فَأَجَابَ ع يَمسَحُ عَلَيهِمَا جَمِيعاً مَعاً فَإِن بَدَأَ بِإِحدَاهُمَا قَبلَ الأُخرَي فَلَا يبَتدَ‌ِئُ إِلّا بِاليَمِينِ وَ سَأَلَ عَن صَلَاةِ جَعفَرٍ فِي السّفَرِ هَل يَجُوزُ أَن تُصَلّي أَم لَا فَأَجَابَ ع يَجُوزُ ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَن تَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع مَن سَهَا فَجَازَ التّكبِيرَ أَكثَرَ مِن أَربَعٍ وَ ثَلَاثِينَ هَل يَرجِعُ إِلَي أَربَعٍ وَ ثَلَاثِينَ أَو يَستَأنِفُ وَ إِذَا سَبّحَ تَمَامَ سَبعَةٍ وَ سِتّينَ هَل يَرجِعُ إِلَي سِتّةٍ وَ سِتّينَ أَو يَستَأنِفُ وَ مَا ألّذِي يَجِبُ فِي ذَلِكَ فَأَجَابَ ع إِذَا سَهَا فِي التّكبِيرِ حَتّي تَجَاوَزَ أربع [أَربَعاً] وَ ثَلَاثِينَ عَادَ إِلَي ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ يبَنيِ‌ عَلَيهَا وَ إِذَا سَهَا فِي التّسبِيحِ فَتَجَاوَزَ سَبعاً وَ سِتّينَ تَسبِيحَةً عَادَ إِلَي


صفحه : 171

سِتّ وَ سِتّينَ وَ بَنَي عَلَيهَا فَإِذَا جَاوَزَ التّحمِيدَ مِائَةً فَلَا شَيءَ عَلَيهِ

5-ج ،[الإحتجاج ] وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ أَنّهُ قَالَخَرَجَ تَوقِيعٌ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدّسَةِ حَرَسَهَا اللّهُ تَعَالَي بَعدَ المَسَائِلِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ لَا لِأَمرِ اللّهِ تَعقِلُونَ وَ لَا مِن أَولِيَائِهِ تَقبَلُونَحِكمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغنِ النّذُرُعَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ إِذَا أَرَدتُمُ التّوَجّهَ بِنَا إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ إِلَينَا فَقُولُوا كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَي سَلَامٌ عَلَي آلِ يس السّلَامُ عَلَيكَ يَا داَعيِ‌َ اللّهِ وَ ربَاّنيِ‌ّ آيَاتِهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا بَابَ اللّهِ وَ دَيّانَ دِينِهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا خَلِيفَةَ اللّهِ وَ نَاصِرَ حَقّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا حُجّةَ اللّهِ وَ دَلِيلَ إِرَادَتِهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا تاَليِ‌َ كِتَابِ اللّهِ وَ تَرجُمَانَهُ السّلَامُ عَلَيكَ فِي آنَاءِ لَيلِكَ وَ أَطرَافِ نَهَارِكَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا بَقِيّةَ اللّهِ فِي أَرضِهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مِيثَاقَ اللّهِ ألّذِي أَخَذَهُ وَ وَكّدَهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا وَعدَ اللّهِ ألّذِي ضَمِنَهُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا العَلَمُ المَنصُوبُ وَ العِلمُ المَصبُوبُ وَ الغَوثُ وَ الرّحمَةُ الوَاسِعَةُوَعدٌ غَيرُ مَكذُوبٍ السّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَقُومُ السّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَقعُدُ السّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَقرَأُ وَ تُبَيّنُ السّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تصُلَيّ‌ وَ تَقنُتُ السّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَركَعُ وَ تَسجُدُ السّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَحمَدُ وَ تَستَغفِرُ السّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تُهَلّلُ وَ تُكَبّرُ السّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تُصبِحُ وَ تمُسيِ‌ السّلَامُ عَلَيكَ فِياللّيلِ إِذا يَغشي وَ النّهارِ إِذا تَجَلّي السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا الإِمَامُ المَأمُونُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا المُقَدّمُ المَأمُولُ السّلَامُ عَلَيكَ بِجَوَامِعِ السّلَامِ أَشهَدُ موَاَليِ‌ّ أنَيّ‌ أُشهِدُكَ يَا موَلاَي‌َ إنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ لَا حَبِيبَ إِلّا هُوَ وَ أَهلُهُ وَ أُشهِدُكَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حُجّتُهُ وَ الحَسَنَ حُجّتُهُ وَ الحُسَينَ حُجّتُهُ وَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ حُجّتُهُ وَ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ حُجّتُهُ وَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ حُجّتُهُ وَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ حُجّتُهُ وَ عَلِيّ بنَ مُوسَي حُجّتُهُ


صفحه : 172

وَ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ حُجّتُهُ وَ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ حُجّتُهُ وَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ حُجّتُهُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ حُجّةُ اللّهِ أَنتُمُ الأَوّلُ وَ الآخِرُ وَ أَنّ رَجعَتَكُم حَقّ لَا رَيبَ فِيهَا يَومَلا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً وَ أَنّ المَوتَ حَقّ وَ أَنّ نَاكِراً وَ نَكِيراً حَقّ وَ أَشهَدُ أَنّ النّشرَ وَ البَعثَ حَقّ وَ أَنّ الصّرَاطَ وَ المِرصَادَ حَقّ وَ المِيزَانَ وَ الحِسَابَ حَقّ وَ الجَنّةَ وَ النّارَ حَقّ وَ الوَعدَ وَ الوَعِيدَ بِهِمَا حَقّ يَا موَلاَي‌َ شقَيِ‌َ مَن خَالَفَكُم وَ سَعِدَ مَن أَطَاعَكُم فَاشهَد عَلَي مَا أَشهَدتُكَ عَلَيهِ وَ أَنَا ولَيِ‌ّ لَكَ برَيِ‌ءٌ مِن عَدُوّكَ فَالحَقّ مَا رَضِيتُمُوهُ وَ البَاطِلُ مَا سَخِطتُمُوهُ وَ المَعرُوفُ مَا أَمَرتُم بِهِ وَ المُنكَرُ مَا نَهَيتُم عَنهُ فنَفَسيِ‌ مُؤمِنَةٌ بِاللّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ بِكُم يَا موَلاَي‌َ أَوّلِكُم وَ آخِرِكُم وَ نصُرتَيِ‌ مُعَدّةٌ لَكُم وَ موَدَتّيِ‌ خَالِصَةٌ لَكُم آمِينَ آمِينَ الدّعَاءُ عَقِيبَ هَذَا القَولِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ نبَيِ‌ّ رَحمَتِكَ وَ كَلِمَةِ نُورِكَ وَ أَن تَملَأَ قلَبيِ‌ نُورَ اليَقِينِ وَ صدَريِ‌ نُورَ الإِيمَانِ وَ فكِريِ‌ نُورَ الثّبَاتِ وَ عزَميِ‌ نُورَ العِلمِ وَ قوُتّيِ‌ نُورَ العَمَلِ وَ لسِاَنيِ‌ نُورَ الصّدقِ وَ ديِنيِ‌ نُورَ البَصَائِرِ مِن عِندِكَ وَ بصَرَيِ‌ نُورَ الضّيَاءِ وَ سمَعيِ‌ نُورَ الحِكمَةِ وَ موَدَتّيِ‌ نُورَ المُوَالَاةِ لِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ ع حَتّي أَلقَاكَ وَ قَد وَفَيتُ بِعَهدِكَ وَ مِيثَاقِكَ فتَغُشَيّنَيِ‌ رَحمَتُكَ يَا ولَيِ‌ّ يَا حَمِيدُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ حُجّتِكَ فِي أَرضِكَ وَ خَلِيفَتِكَ فِي بِلَادِكَ وَ الداّعيِ‌ إِلَي سَبِيلِكَ وَ القَائِمِ بِقِسطِكَ وَ السّائِرِ بِأَمرِكَ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَ وَ بَوَارِ الكَافِرِينَ وَ مجُلَيّ‌ الظُلمَةِ وَ مُنِيرِ الحَقّ وَ النّاطِقِ بِالحِكمَةِ وَ الصّدقِ وَ كَلِمَتِكَ التّامّةِ فِي أَرضِكَ المُرتَقِبِ الخَائِفِ وَ الولَيِ‌ّ النّاصِحِ سَفِينَةِ النّجَاةِ وَ عَلَمِ الهُدَي وَ نُورِ أَبصَارِ الوَرَي وَ خَيرِ مَن تَقَمّصَ وَ ارتَدَي وَ مجُلَيّ‌ الغَمّاتِ ألّذِي يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراًإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي وَلِيّكَ وَ ابنِ أَولِيَائِكَ الّذِينَ فَرَضتَ طَاعَتَهُم وَ أَوجَبتَ


صفحه : 173

حَقّهُم وَ أَذهَبتَ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرتَهُم تَطهِيراً أللّهُمّ انصُرهُ وَ انتَصِر بِهِ لِدِينِكَ وَ انصُر بِهِ أَولِيَاءَكَ وَ أَولِيَاءَهُ وَ شِيعَتَهُ وَ أَنصَارَهُ وَ اجعَلنَا مِنهُم أللّهُمّ أَعِذهُ مِن شَرّ كُلّ بَاغٍ وَ طَاغٍ وَ مِن شَرّ جَمِيعِ خَلقِكَ وَ احفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ وَ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ وَ احرُسهُ وَ امنَعهُ مِن أَن يُوصَلَ إِلَيهِ بِسُوءٍ وَ احفَظ فِيهِ رَسُولَكَ وَ آلَ رَسُولِكَ وَ أَظهِر بِهِ العَدلَ وَ أَيّدهُ بِالنّصرِ وَ انصُر نَاصِرِيهِ وَ اخذُل خَاذِلِيهِ وَ اقصِم بِهِ جَبَابِرَةَ الكُفرِ وَ اقتُل بِهِ الكُفّارَ وَ المُنَافِقِينَ وَ جَمِيعَ المُلحِدِينَ حَيثُ كَانُوا مِن مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا بَرّهَا وَ بَحرِهَا وَ املَأ بِهِ الأَرضَ عَدلًا وَ أَظهِر بِهِ دِينَ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ وَ اجعلَنيِ‌ أللّهُمّ مِن أَنصَارِهِ وَ أَعوَانِهِ وَ أَتبَاعِهِ وَ شِيعَتِهِ وَ أرَنِيِ‌ فِي آلِ مُحَمّدٍ ع مَا يَأمَلُونَ وَ فِي عَدُوّهِم مَا يَحذَرُونَ إِلَهَ الحَقّ آمِينَ يَا ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

أقول قال مؤلف المزار الكبير حدثناالشيخ الأجل الفقيه العالم أبو محمدعربي‌ بن مسافر العبادي‌ رضي‌ الله عنه قراءة عليه بداره بالحلة في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وحدثني‌ الشيخ العفيف أبوالبقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون رحمه الله قراءة عليه أيضا بالحلة قالا جميعا حدثناالشيخ الأمين أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي‌ رحمه الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص في الطرز الكبير ألذي عندرأس الإمام ع في العشر الأواخر من ذي‌ الحجة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة قال حدثناالشيخ الأجل المفيد أبو علي الحسن بن محمدالطوسي‌ رضي‌ الله عنه بالمشهد المذكور علي صاحبه أفضل السلام في الطرز المذكور في العشر الأواخر من ذي‌ القعدة سنة تسع وخمسمائة. قال حدثناالسيد السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي‌ رضي‌ الله عنه عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن أشناس البزاز قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن يحيي القمي‌ قال حدثني‌ محمد بن علي بن زنجويه القمي‌ قال


صفحه : 174

حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفرالحميري‌. قال أبو علي الحسن بن أشناس وأخبرنا أبوالمفضل محمد بن عبد الله الشيباني‌ أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفرالحميري‌ أخبره وأجاز له جميع مارواه أنه خرج إليه من الناحية المقدسة حرسها الله بعدالمسائل والصلاة والتوجه أوله بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ لالأمر الله تعقلون وذكر نحوا مما مر مع اختلاف أوردناه في كتاب المزار في باب زيارة القائم ع وإنما أوردنا سنده هاهنا ليعلم أسانيد تلك التوقيعات

6- أَقُولُ ثُمّ قَالَ فِي الكِتَابِ المَذكُورِ قَالَ أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ أَشنَاسَ أَخبَرَنَا أَبُو مُحَمّدٍ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الدعّجلَيِ‌ّ عَن حَمزَةَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَبِيبٍ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ شَكَوتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ شوَقيِ‌ إِلَي رُؤيَةِ مَولَانَا ع فَقَالَ لِي مَعَ الشّوقِ تشَتهَيِ‌ أَن تَرَاهُ فَقُلتُ لَهُ نَعَم فَقَالَ لِي شَكَرَ اللّهُ لَكَ شَوقَكَ وَ أَرَاكَ وَجهَهُ فِي يُسرٍ وَ عَافِيَةٍ لَا تَلتَمِس يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَن تَرَاهُ فَإِنّ أَيّامَ الغَيبَةِ يُشتَاقُ إِلَيهِ وَ لَا يُسأَلُ الِاجتِمَاعُ مَعَهُ إِنّهُ عَزَائِمُ اللّهِ وَ التّسلِيمُ لَهَا أَولَي وَ لَكِن تَوَجّه إِلَيهِ بِالزّيَارَةِ فَأَمّا كَيفَ يُعمَلُ وَ مَا أَملَاهُ عِندَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ فَانسَخُوهُ مِن عِندِهِ وَ هُوَ التّوَجّهُ إِلَي الصّاحِبِ بِالزّيَارَةِ بَعدَ صَلَاةِ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ رَكعَةً تَقرَأُ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فِي جَمِيعِهَا رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ ثُمّ تصُلَيّ‌ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ تَقُولُ قَولَ اللّهِ جَلّ اسمُهُ سَلَامٌ عَلَي آلِ يَاسِينَ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ المُبِينُ مِن عِندِ اللّهِوَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِإِمَامُهُ مَن يَهدِيهِ صِرَاطَهُ المُستَقِيمَ قَد آتَاكُمُ اللّهُ خِلَافَتَهُ يَا آلَ يَاسِينَ وَ ذَكَرنَا فِي الزّيَارَةِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ

7-ج ،[الإحتجاج ]ذُكِرَ كِتَابٌ وَرَدَ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدّسَةِ حَرَسَهَا اللّهُ وَ رَعَاهَا فِي أَيّامٍ بَقِيَت مِن صَفَرٍ سَنَةَ عَشرٍ وَ أَربَعِمِائَةٍ عَلَي الشّيخِ أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ وَ نَوّرَ ضَرِيحَهُ ذَكَرَ مُوصِلُهُ أَنّهُ تَحمِلُهُ مِن نَاحِيَةٍ مُتّصِلَةٍ بِالحِجَازِ نُسخَتُهُ لِلأَخِ السّدِيدِ وَ الولَيِ‌ّ الرّشِيدِ الشّيخِ المُفِيدِ أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 175

النّعمَانِ أَدَامَ اللّهُ إِعزَازَهُ مِن مُستَودَعِ العَهدِ المَأخُوذِ عَلَي العِبَادِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ سَلَامٌ عَلَيكَ أَيّهَا المَولَي المُخلِصُ فِي الدّينِ المَخصُوصُ فِينَا بِاليَقِينِ فَإِنّا نَحمَدُ إِلَيكَ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ نَسأَلُهُ الصّلَاةَ عَلَي سَيّدِنَا وَ مَولَانَا نَبِيّنَا مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ وَ نُعلِمُكَ أَدَامَ اللّهُ تَوفِيقَكَ لِنُصرَةِ الحَقّ وَ أَجزَلَ مَثُوبَتَكَ عَلَي نُطقِكَ عَنّا بِالصّدقِ أَنّهُ قَد أُذِنَ لَنَا فِي تَشرِيفِكَ بِالمُكَاتَبَةِ وَ تَكلِيفِكَ مَا تُؤَدّيهِ عَنّا إِلَي مَوَالِينَا قِبَلَكَ أَعَزّهُمُ اللّهُ بِطَاعَتِهِ وَ كَفَاهُمُ المُهِمّ بِرِعَايَتِهِ لَهُم وَ حِرَاسَتِهِ فَقِف أَمَدّكَ اللّهُ بِعَونِهِ عَلَي أَعدَائِهِ المَارِقِينَ مِن دِينِهِ عَلَي مَا نَذكُرُهُ وَ اعمَل فِي تَأدِيَتِهِ إِلَي مَن تَسكُنُ إِلَيهِ بِمَا نَرسِمُهُ إِن شَاءَ اللّهُ نَحنُ وَ إِن كُنّا ثَاوِينَ بِمَكَانِنَا الناّئيِ‌ عَن مَسَاكِنِ الظّالِمِينَ حَسَبَ ألّذِي أَرَانَاهُ اللّهُ تَعَالَي لَنَا مِنَ الصّلَاحِ وَ لِشِيعَتِنَا المُؤمِنِينَ فِي ذَلِكَ مَا دَامَت دَولَةُ الدّنيَا لِلفَاسِقِينَ فَإِنّا يُحِيطُ عِلمُنَا بِأَنبَائِكُم وَ لَا يَعزُبُ عَنّا شَيءٌ مِن أَخبَارِكُم وَ مَعرِفَتُنَا بِالزّلَلِ ألّذِي أَصَابَكُم مُذ جَنَحَ كَثِيرٌ مِنكُم إِلَي مَا كَانَ السّلَفُ الصّالِحُ عَنهُ شَاسِعاً وَ نَبَذُوا العَهدَ المَأخُوذَ مِنهُموَراءَ ظُهُورِهِم كَأَنّهُم لا يَعلَمُونَإِنّا غَيرُ مُهمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُم وَ لَا نَاسِينَ لِذِكرِكُم وَ لَو لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللّأوَاءُ وَ اصطَلَمَكُمُ الأَعدَاءُ فَاتّقُوا اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ وَ ظَاهِرُونَا عَلَي انتِيَاشِكُم مِن فِتنَةٍ قَد أَنَافَت عَلَيكُم يَهلِكُ فِيهَا مَن حُمّ أَجَلُهُ وَ يُحمَي عَلَيهِ مَن أَدرَكَ أَمَلَهُ وَ هيِ‌َ أَمَارَةٌ لِأُزُوفِ حَرَكَتِنَا وَ مُبَاثّتِكُم بِأَمرِنَا وَ نَهيِنَاوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ...وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَاعتَصِمُوا بِالتّقِيّةِ مِن شَبّ نَارِ الجَاهِلِيّةِ يَحشُشهَا عَصَبٌ أُمَوِيّةٌ تَهُولُ بِهَا فِرقَةً مَهدِيّةً أَنَا زَعِيمٌ بِنَجَاةِ مَن لَم يَرُم مِنهَا المَوَاطِنَ الخَفِيّةَ وَ سَلَكَ فِي الطّعنِ مِنهَا السّبُلَ الرّضِيّةَ إِذَا حَلّ جُمَادَي الأُولَي مِن سَنَتِكُم هَذِهِ فَاعتَبِرُوا بِمَا يَحدُثُ فِيهِ وَ استَيقِظُوا مِن رَقدَتِكُم لِمَا يَكُونُ مِنَ ألّذِي يَلِيهِ سَتَظهَرُ لَكُم مِنَ السّمَاءِ آيَةٌ جَلِيّةٌ وَ مِنَ الأَرضِ مِثلُهَا بِالسّوِيّةِ وَ يَحدُثُ فِي أَرضِ المَشرِقِ مَا يَحزُنُ وَ يُقلِقُ وَ يَغلِبُ مِن بَعدُ عَلَي العِرَاقِ طَوَائِفُ عَنِ الإِسلَامِ مُرّاقٌ يَضِيقُ بِسُوءِ فِعَالِهِم عَلَي أَهلِهِ


صفحه : 176

الأَرزَاقُ ثُمّ تَتَفَرّجُ الغُمّةُ مِن بَعدِهِ بِبَوَارِ طَاغُوتٍ مِنَ الأَشرَارِ يُسَرّ بِهَلَاكِهِ المُتّقُونَ الأَخيَارُ وَ يَتّفِقُ لمِرُيِديِ‌ الحَجّ مِنَ الآفَاقِ مَا يَأمُلُونَهُ عَلَي تَوفِيرِ غَلَبَةٍ مِنهُم وَ اتّفَاقٍ وَ لَنَا فِي تَيسِيرِ حَجّهِم عَلَي الِاختِيَارِ مِنهُم وَ الوِفَاقِ شَأنٌ يَظهَرُ عَلَي نِظَامٍ وَ اتّسَاقٍ فَيَعمَلُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنكُم مَا يَقرُبُ بِهِ مِن مَحَبّتِنَا وَ لِيَتَجَنّبَ مَا يُدنِيهِ مِن كَرَاهِيَتِنَا وَ سَخَطِنَا فَإِنّ امرَأً يَبغَتُهُ فَجأَةٌ حِينَ لَا تَنفَعُهُ تَوبَةٌ وَ لَا يُنَجّيهِ مِن عِقَابِنَا نَدَمٌ عَلَي حَوبَةٍ وَ اللّهُ يُلهِمُكَ الرّشدَ وَ يَلطُفُ لَكُم بِالتّوفِيقِ بِرَحمَتِهِ نُسخَةُ التّوقِيعِ بِاليَدِ العُليَا عَلَي صَاحِبِهَا السّلَامُ هَذَا كِتَابُنَا عَلَيكَ أَيّهَا الأَخُ الولَيِ‌ّ وَ المُخلِصُ فِي وُدّنَا الصفّيِ‌ّ وَ النّاصِرُ لَنَا الوفَيِ‌ّ حَرَسَكَ اللّهُ بِعَينِهِ التّيِ‌ لَا تَنَامُ فَاحتَفِظ بِهِ وَ لَا تُظهِر عَلَي خَطّنَا ألّذِي سَطَرنَاهُ بِمَا لَهُ ضَمِنّاهُ أَحَداً وَ أَدّ مَا فِيهِ إِلَي مَن تَسكُنُ إِلَيهِ وَ أَوصِ جَمَاعَتَهُم بِالعَمَلِ عَلَيهِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ

إيضاح الشاسع البعيد والانتياش التناول وحم علي بناء المجهول أي قدر ويحمي علي بناء المعلوم أوالمجهول من الحماية والدفع وتقول حششت النار أحشها إذاأوقدتها

8-ج ،[الإحتجاج ]وَرَدَ عَلَيهِ كِتَابٌ آخَرُ مِن قِبَلِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ الخَمِيسِ الثّالِثِ وَ العِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ سَنَةَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ وَ أَربَعِمِائَةٍ نُسخَتُهُ مِن عَبدِ اللّهِ المُرَابِطِ فِي سَبِيلِهِ إِلَي مُلهَمِ الحَقّ وَ دَلِيلِهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَلَامٌ عَلَيكَ أَيّهَا النّاصِرُ لِلحَقّ الداّعيِ‌ إِلَي كَلِمَةِ الصّدقِ فَإِنّا نَحمَدُ اللّهَ إِلَيكَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ إِلَهَنَا وَ إِلَهَ آبَائِنَا الأَوّلِينَ وَ نَسأَلُهُ الصّلَاةَ عَلَي نَبِيّنَا وَ سَيّدِنَا وَ مَولَانَا مُحَمّدٍ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ وَ بَعدُ فَقَد كُنّا نَظَرنَا مُنَاجَاتَكَ عَصَمَك اللّهُ بِالسّبَبِ ألّذِي وَهَبَهُ لَكَ مِن أَولِيَائِهِ وَ حَرَسَكَ مِن كَيدِ أَعدَائِهِ وَ شَفّعَنَا ذَلِكَ الآنَ مِن مُستَقَرّ لَنَا يُنصَبُ فِي شِمرَاخٍ


صفحه : 177

مِن بَهمَاءَ[بُهمَي]صِرنَا إِلَيهِ آنِفاً مِن غَمَالِيلَ أَلجَأَ إِلَيهِ السّبَارِيتُ مِنَ الإِيمَانِ وَ يُوشِكُ أَن يَكُونَ هُبُوطُنَا مِنهُ إِلَي صَحصَحٍ مِن غَيرِ بُعدٍ مِنَ الدّهرِ وَ لَا تَطَاوُلٍ مِنَ الزّمَانِ وَ يَأتِيكَ نَبَأٌ مِنّا بِمَا يَتَجَدّدُ لَنَا مِن حَالٍ فَتَعرِفُ بِذَلِكَ مَا تَعتَمِدُهُ مِنَ الزّلفَةِ إِلَينَا بِالأَعمَالِ وَ اللّهُ مُوَفّقُكَ لِذَلِكَ بِرَحمَتِهِ فَلتَكُن حَرَسَكَ اللّهُ بِعَينِهِ التّيِ‌ لَا تَنَامُ أَن تُقَابِلَ بِذَلِكَ فَفِيهِ تُبسَلُ نُفُوسُ قَومٍ حَرَثَت بَاطِلًا لِاستِرهَابِ المُبطِلِينَ وَ تَبتَهِجُ لِدَمَارِهَا المُؤمِنُونَ وَ يَحزَنُ لِذَلِكَ المُجرِمُونَ وَ آيَةُ حَرَكَتِنَا مِن هَذِهِ اللّوثَةِ حَادِثَةٌ بِالحَرَمِ المُعَظّمِ مِن رِجسِ مُنَافِقٍ مُذَمّمٍ مُستَحِلّ لِلدّمِ المُحَرّمِ يَعمِدُ بِكَيدِهِ أَهلَ الإِيمَانِ وَ لَا يَبلُغُ بِذَلِكَ غَرَضَهُ مِنَ الظّلمِ لَهُم وَ العُدوَانِ لِأَنّنَا مِن وَرَاءِ حِفظِهِم بِالدّعَاءِ ألّذِي لَا يُحجَبُ عَن مَلِكِ الأَرضِ وَ السّمَاءِ فَليَطمَئِنّ بِذَلِكَ مِن أَولِيَائِنَا القُلُوبُ وَ لِيَثِقُوا بِالكِفَايَةِ مِنهُ وَ إِن رَاعَتهُم بِهِمُ الخُطُوبُ وَ العَاقِبَةُ لِجَمِيلِ صُنعِ اللّهِ سُبحَانَهُ تَكُونُ حَمِيدَةً لَهُم مَا اجتَنَبُوا المنَهيِ‌ّ عَنهُ مِنَ الذّنُوبِ وَ نَحنُ نَعهَدُ إِلَيكَ أَيّهَا الولَيِ‌ّ المُخلِصُ المُجَاهِدُ فِينَا الظّالِمِينَ أَيّدَكَ اللّهُ بِنَصرِهِ ألّذِي أَيّدَ بِهِ السّلَفَ مِن أَولِيَائِنَا الصّالِحِينَ أَنّهُ مَنِ اتّقَي رَبّهُ مِن إِخوَانِكَ فِي الدّينِ وَ خَرَجَ عَلَيهِ بِمَا هُوَ مُستَحِقّهُ كَانَ آمِناً مِنَ الفِتنَةِ المُظِلّةِ وَ مِحَنِهَا المُظلِمَةِ المُضِلّةِ وَ مَن بَخِلَ مِنهُم بِمَا أَعَارَهُ اللّهُ مِن نِعمَتِهِ عَلَي مَن أَمَرَهُ بِصِلَتِهِ فَإِنّهُ يَكُونُ خَاسِراً بِذَلِكَ لِأُولَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ لَو أَنّ أَشيَاعَنَا وَفّقَهُمُ اللّهُ لِطَاعَتِهِ عَلَي اجتِمَاعٍ مِنَ القُلُوبِ فِي الوَفَاءِ بِالعَهدِ عَلَيهِم لَمَا تَأَخّرَ عَنهُمُ اليُمنُ بِلِقَائِنَا وَ لَتَعَجّلَت لَهُمُ السّعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنَا عَلَي حَقّ المَعرِفَةِ وَ صِدقِهَا مِنهُم بِنَا فَمَا يَحبِسُنَا عَنهُم إِلّا مَا يَتّصِلُ بِنَا مِمّا نَكرَهُهُ وَ لَا نُؤثِرُهُ مِنهُموَ اللّهُ المُستَعانُ وَ هُوَ حَسبُنَاوَ نِعمَ الوَكِيلُ


صفحه : 178

وَ صَلَوَاتُهُ عَلَي سَيّدِنَا البَشِيرِ النّذِيرِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ وَ سَلّمَ وَ كَتَبَ فِي غُرّةِ شَوّالٍ مِن سَنَةِ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ وَ أَربَعِمِائَةٍ نُسخَةُ التّوقِيعِ بِاليَدِ العُليَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَي صَاحِبِهَا هَذَا كِتَابُنَا إِلَيكَ أَيّهَا الولَيِ‌ّ المُلهَمُ لِلحَقّ العلَيِ‌ّ بِإِملَائِنَا وَ خَطّ ثِقَتِنَا فَأَخفِهِ عَن كُلّ أَحَدٍ وَ اطوِهِ وَ اجعَل لَهُ نُسخَةً يَطّلِعُ عَلَيهَا مَن تَسكُنُ إِلَي أَمَانَتِهِ مِن أَولِيَائِنَا شَمِلَهُمُ اللّهُ بِبَرَكَتِنَا وَ دُعَائِنَا إِن شَاءَ اللّهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ الصّلَاةُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ

توضيح الشمراخ رأس الجبل و في العبارة تصحيف ولعله كان هكذا وشفعنا لك الآن أي لنجح حاجتك التي‌ طلبت في مستقر لنا أي مخيم تنصب لنا في رأس جبل من مفازة بهماء أي مجهولة والغماليل جمع الغملول بالضم و هوالوادي‌ أوالشجر أو كل مجتمع أظلم وتراكم من شجر أوغمام أوظلمة والسباريت جمع السبروت بالضم و هوالقفر لانبات فيه والفقير ولعل الأخير أنسب وأبسلت فلانا أسلمته للهلكة واللوثة بالضم الاسترخاء والبطء وكانت النسخ سقيمة أوردناه كماوجدنا

9-التّوقِيعُ ألّذِي خَرَجَ فِيمَنِ ارتَابَ فِيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِج ،[الإحتجاج ] عَنِ الشّيخِ المُوَثّقِ أَبِي عُمَرَ العاَمرِيِ‌ّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَتَشَاجَرَ ابنُ أَبِي غَانِمٍ القزَويِنيِ‌ّ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الشّيعَةِ فِي الخَلَفِ فَذَكَرَ ابنُ أَبِي غَانِمٍ أَنّ أَبَا مُحَمّدٍ ع مَضَي وَ لَا خَلَفَ لَهُ ثُمّ إِنّهُم كَتَبُوا فِي ذَلِكَ كِتَاباً وَ أَنفَذُوهُ إِلَي النّاحِيَةِ وَ أَعلَمُوا بِمَا تَشَاجَرُوا فِيهِ فَوَرَدَ جَوَابُ كِتَابِهِم بِخَطّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي آبَائِهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِعَافَانَا اللّهُ وَ إِيّاكُم مِنَ الفِتَنِ وَ وَهَبَ لَنَا وَ لَكُم رُوحَ اليَقِينِ وَ أَجَارَنَا وَ إِيّاكُم مِن سُوءِ المُنقَلَبِ إِنّهُ أنُهيِ‌َ إلِيَ‌ّ ارتِيَابُ جَمَاعَةٍ مِنكُم فِي الدّينِ وَ مَا دَخَلَهُم مِنَ الشّكّ وَ الحَيرَةِ فِي وُلَاةِ أَمرِهِم فَغَمّنَا ذَلِكَ لَكُم لَا لَنَا وَ سَأَونَا فِيكُم لَا فِينَا لِأَنّ اللّهَ مَعَنَا فَلَا فَاقَةَ بِنَا إِلَي غَيرِهِ وَ الحَقّ مَعَنَا فَلَن يُوحِشَنَا مَن قَعَدَ عَنّا وَ نَحنُ صَنَائِعُ رَبّنَا وَ الخَلقُ بَعدَ صَنَائِعِنَا


صفحه : 179

يَا هَؤُلَاءِ مَا لَكُم فِي الرّيبِ تَتَرَدّدُونَ وَ فِي الحَيرَةِ تَنعَكِسُونَ أَ وَ مَا سَمِعتُمُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُم أَ وَ مَا عَلِمتُم مَا جَاءَت بِهِ الآثَارُ مِمّا يَكُونُ وَ يَحدُثُ فِي أَئِمّتِكُم عَلَي المَاضِينَ وَ البَاقِينَ مِنهُم ع أَ وَ مَا رَأَيتُم كَيفَ جَعَلَ اللّهُ لَكُم مَعَاقِلَ تَأوُونَ إِلَيهَا وَ أَعلَاماً تَهتَدُونَ بِهَا مِن لَدُن آدَمَ إِلَي أَن ظَهَرَ الماَضيِ‌ ع كُلّمَا غَابَ عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ وَ إِذَا أَفَلَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ فَلَمّا قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ ظَنَنتُم أَنّ اللّهَ أَبطَلَ دِينَهُ وَ قَطَعَ السّبَبَ بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ كَلّا مَا كَانَ ذَلِكَ وَ لَا يَكُونُ حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ وَ يَظهَرَ أَمرُ اللّهِ وَ هُم كَارِهُونَ وَ إِنّ الماَضيِ‌َ ع مَضَي سَعِيداً فَقِيداً عَلَي مِنهَاجِ آبَائِهِ ع حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ فِينَا وَصِيّتُهُ وَ عِلمُهُ وَ مَن هُوَ خَلَفُهُ وَ مَن يَسُدّ مَسَدّهُ وَ لَا يُنَازِعُنَا مَوضِعَهُ إِلّا ظَالِمٌ آثِمٌ وَ لَا يَدّعِيهِ دُونَنَا إِلّا جَاحِدٌ كَافِرٌ وَ لَو لَا أَنّ أَمرَ اللّهِ لَا يُغلَبُ وَ سِرّهُ لَا يَظهَرُ وَ لَا يُعلَنُ لَظَهَرَ لَكُم مِن حَقّنَا مَا تَبهَرُ مِنهُ عُقُولُكُم وَ يُزِيلُ شُكُوكَكُم لَكِنّهُ مَا شَاءَ اللّهُ كَانَ وَ لِكُلّ أَجَلٍ كِتَابٌ فَاتّقُوا اللّهَ وَ سَلّمُوا لَنَا وَ رُدّوا الأَمرَ إِلَينَا فَعَلَينَا الإِصدَارُ كَمَا كَانَ مِنّا الإِيرَادُ وَ لَا تُحَاوِلُوا كَشفَ مَا غطُيّ‌َ عَنكُم وَ لَا تَمِيلُوا عَنِ اليَمِينِ وَ تَعدِلُوا إِلَي اليَسَارِ وَ اجعَلُوا قَصدَكُم إِلَينَا بِالمَوَدّةِ عَلَي السُنّةِ الوَاضِحَةِ فَقَد نَصَحتُ لَكُم وَ اللّهُ شَاهِدٌ عَلَيّ وَ عَلَيكُم وَ لَو لَا مَا عِندَنَا مِن مَحَبّةِ صَلَاحِكُم وَ رَحمَتِكُم وَ الإِشفَاقِ عَلَيكُم لَكُنّا عَن مُخَاطَبَتِكُم فِي شُغُلٍ مِمّا قَدِ امتُحِنّا مِن مُنَازَعَةِ الظّالِمِ العُتُلّ الضّالّ المُتَابِعِ فِي غَيّهِ المُضَادّ لِرَبّهِ المدُعّيِ‌ مَا لَيسَ لَهُ الجَاحِدِ حَقّ مَنِ افتَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُ الظّالِمِ الغَاصِبِ


صفحه : 180

وَ فِي ابنَةِ رَسُولِ اللّهِص لِي أُسوَةٌ حَسَنَةٌ وَ سَيُرَدّي الجَاهِلُ رِدَاءَ عَمَلِهِ وَ سَيَعلَمُ الكَافِرُلِمَن عُقبَي الدّارِعَصَمَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم مِنَ المَهَالِكِ وَ الأَسوَاءِ وَ الآفَاتِ وَ العَاهَاتِ كُلّهَا بِرَحمَتِهِ فَإِنّهُ ولَيِ‌ّ ذَلِكَ وَ القَادِرُ عَلَي مَا يَشَاءُ وَ كَانَ لَنَا وَ لَكُم وَلِيّاً وَ حَافِظاً وَ السّلَامُ عَلَي جَمِيعِ الأَوصِيَاءِ وَ الأَولِيَاءِ وَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ سَلّمَ تَسلِيماً

غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]جماعة عن التلعكبري‌ عن أحمد بن علي الرازي‌ عن الحسين بن محمدالقمي‌ عن محمد بن علي بن زبيان الطلحي‌ الآبي‌ عن علي بن محمد بن عبدة النيسابوري‌ عن علي بن ابراهيم الرازي‌ قال حدثني‌ الشيخ الموثوق به بمدينة السلام قال تشاجر ابن أبي غانم إلي آخر الخبر بيان الصنيعة من تصطنعه وتختار لنفسك والظالم العتل جعفرالكذاب ويحتمل خليفة ذلك الزمان

10-ج ،[الإحتجاج ] مُحَمّدُ بنُ يَعقُوبَ الكلُيَنيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ يَعقُوبَ قَالَسَأَلتُ مُحَمّدَ بنَ عُثمَانَ العمَريِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ أَن يُوصِلَ لِي كِتَاباً قَد سَأَلتُ فِيهِ عَن مَسَائِلَ أَشكَلَت عَلَيّ فَوَرَدَ التّوقِيعُ بِخَطّ مَولَانَا صَاحِبِ الزّمَانِ ع أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ أَرشَدَكَ اللّهُ وَ ثَبّتَكَ مِن أَمرِ المُنكِرِينَ لِي مِن أَهلِ بَيتِنَا وَ بنَيِ‌ عَمّنَا فَاعلَم أَنّهُ لَيسَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بَينَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ مَن أنَكرَنَيِ‌ فَلَيسَ منِيّ‌ وَ سَبِيلُهُ سَبِيلُ ابنِ نُوحٍ وَ أَمّا سَبِيلُ عمَيّ‌ جَعفَرٍ وَ وُلدِهِ فَسَبِيلُ إِخوَةِ يُوسُفَ ع وَ أَمّا الفُقّاعُ فَشُربُهُ حَرَامٌ وَ لَا بَأسَ بِالشّلَمَابِ وَ أَمّا أَموَالُكُم فَمَا نَقبَلُهَا إِلّا لِتَطَهّرُوا فَمَن شَاءَ فَليَصِل وَ مَن شَاءَ فَليَقطَع فَمَا آتَانَا اللّهُ خَيرٌ مِمّا آتَاكُم


صفحه : 181

وَ أَمّا ظُهُورُ الفَرَجِ فَإِنّهُ إِلَي اللّهِ وَ كَذَبَ الوَقّاتُونَ وَ أَمّا قَولُ مَن زَعَمَ أَنّ الحُسَينَ ع لَم يُقتَل فَكُفرٌ وَ تَكذِيبٌ وَ ضَلَالٌ وَ أَمّا الحَوَادِثُ الوَاقِعَةُ فَارجِعُوا فِيهَا إِلَي رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنّهُم حجُتّيِ‌ عَلَيكُم وَ أَنَا حُجّةُ اللّهِ عَلَيهِم وَ أَمّا مُحَمّدُ بنُ عُثمَانَ العمَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ عَن أَبِيهِ مِن قَبلُ فَإِنّهُ ثقِتَيِ‌ وَ كِتَابُهُ كتِاَبيِ‌ وَ أَمّا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ الأهَواَزيِ‌ّ فَسَيُصلِحُ اللّهُ قَلبَهُ وَ يُزِيلُ عَنهُ شَكّهُ وَ أَمّا مَا وَصَلتَنَا بِهِ فَلَا قَبُولَ عِندَنَا إِلّا لِمَا طَابَ وَ طَهُرَ وَ ثَمَنُ المُغَنّيَةِ حَرَامٌ وَ أَمّا مُحَمّدُ بنُ شَاذَانَ بنِ نُعَيمٍ فَإِنّهُ رَجُلٌ مِن شِيعَتِنَا أَهلَ البَيتِ وَ أَمّا أَبُو الخَطّابِ مُحَمّدُ بنُ أَبِي زَينَبَ الأَجدَعُ فَإِنّهُ مَلعُونٌ وَ أَصحَابُهُ مَلعُونُونَ فَلَا تُجَالِس أَهلَ مَقَالَتِهِم فإَنِيّ‌ مِنهُم برَيِ‌ءٌ وَ آباَئيِ‌ ع مِنهُم بِرَاءٌ وَ أَمّا المُتَلَبّسُونَ بِأَموَالِنَا فَمَنِ استَحَلّ شَيئاً مِنهَا فَأَكَلَهُ فَإِنّمَا يَأكُلُ النّيرَانَ وَ أَمّا الخُمُسُ فَقَد أُبِيحَ لِشِيعَتِنَا وَ جُعِلُوا مِنهُ فِي حِلّ إِلَي وَقتِ ظُهُورِ أَمرِنَا لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُم وَ لَا تَخبُثَ وَ أَمّا نَدَامَةُ قَومٍ شَكّوا فِي دِينِ اللّهِ عَلَي مَا وَصَلُونَا بِهِ فَقَد أَقَلنَا مَنِ استَقَالَ وَ لَا حَاجَةَ لَنَا إِلَي صِلَةِ الشّاكّينَ وَ أَمّا عِلّةُ مَا وَقَعَ مِنَ الغَيبَةِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُمإِنّهُ لَم يَكُن أَحَدٌ مِن آباَئيِ‌ إِلّا وَ قَد وَقَعَت فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ لِطَاغِيَةِ زَمَانِهِ وَ إنِيّ‌ أَخرُجُ حِينَ أَخرُجُ وَ لَا بَيعَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الطّوَاغِيتِ فِي عنُقُيِ‌ وَ أَمّا وَجهُ الِانتِفَاعِ بيِ‌ فِي غيَبتَيِ‌ فَكَالِانتِفَاعِ بِالشّمسِ إِذَا غَيّبَهَا عَنِ الأَبصَارِ السّحَابُ وَ إنِيّ‌ لَأَمَانٌ لِأَهلِ الأَرضِ كَمَا أَنّ النّجُومَ أَمَانٌ لِأَهلِ السّمَاءِ فَأَغلِقُوا أَبوَابَ السّؤَالِ عَمّا لَا يَعنِيكُم وَ لَا تَتَكَلّفُوا عِلمَ مَا قَد كُفِيتُم وَ أَكثِرُوا الدّعَاءَ بِتَعجِيلِ


صفحه : 182

الفَرَجِ فَإِنّ ذَلِكَ فَرَجُكُموَ السّلامُعَلَيكَ يَا إِسحَاقَ بنَ يَعقُوبَ وَعَلي مَنِ اتّبَعَ الهُدي

غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]جماعة عن ابن قولويه و أبي غالب الزراري‌ وغيرهما عن الكليني‌ عن إسحاق بن يعقوب مثله ك ،[إكمال الدين ] ابن عصام عن الكليني‌ عن إسحاق بن يعقوب

مثله

11-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي الحُسَينِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ كَانَ فِيمَا وَرَدَ عَلَيّ مِنَ الشّيخِ أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ العمَريِ‌ّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي جَوَابِ مسَاَئلِيِ‌ إِلَي صَاحِبِ الزّمَانِ ع أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِنَ الصّلَاةِ عِندَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ عِندَ غُرُوبِهَا فَلَئِن كَانَ كَمَا يَقُولُونَ إِنّ الشّمسَ تَطلُعُ مِن بَينِ قرَنيَ‌ شَيطَانٍ وَ تَغرُبُ بَينَ قرَنيَ‌ شَيطَانٍ فَمَا أُرغِمَ أَنفُ الشّيطَانِ بشِيَ‌ءٍ مِثلِ الصّلَاةِ فَصَلّهَا وَ أَرغِم أَنفَ الشّيطَانِ وَ أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ الوَقفِ عَلَي نَاحِيَتِنَا وَ مَا يُجعَلُ لَنَا ثُمّ يَحتَاجُ إِلَيهِ صَاحِبُهُ فَكُلّ مَا لَم يُسَلّم فَصَاحِبُهُ فِيهِ بِالخِيَارِ وَ كُلّ مَا سَلّمَ فَلَا خِيَارَ لِصَاحِبِهِ فِيهِ احتَاجَ أَو لَم يَحتَج افتَقَرَ إِلَيهِ أَوِ استَغنَي عَنهُ وَ أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ مَن يَستَحِلّ مَا فِي يَدِهِ مِن أَموَالِنَا أَو يَتَصَرّفُ فِيهِ تَصَرّفُهُ فِي مَالِهِ مِن غَيرِ أَمرِنَا فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مَلعُونٌ وَ نَحنُ خُصَمَاؤُهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَد قَالَ النّبِيّص المُستَحِلّ مِن عتِرتَيِ‌ مَا حَرّمَ اللّهُ مَلعُونٌ عَلَي لسِاَنيِ‌ وَ لِسَانِ كُلّ نبَيِ‌ّ مُجَابٍ فَمَن ظَلَمَنَا كَانَ فِي جُملَةِ الظّالِمِينَ لَنَا وَ كَانَت لَعنَةُ اللّهِ عَلَيهِ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ وَ أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ المَولُودِ ألّذِي نَبَتَت قُلفَتُهُ بَعدَ مَا يُختَنُ هَل يُختَنُ مَرّةً أُخرَي فَإِنّهُ يَجِبُ أَن تُقطَعَ قُلفَتُهُ مَرّةً أُخرَي فَإِنّ الأَرضَ تَضِجّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن بَولِ الأَغلَفِ أَربَعِينَ صَبَاحاً


صفحه : 183

وَ أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ المصُلَيّ‌ وَ النّارُ وَ الصّورَةُ وَ السّرَاجُ بَينَ يَدَيهِ هَل تَجُوزُ صَلَاتُهُ فَإِنّ النّاسَ اختَلَفُوا فِي ذَلِكَ قَبلَكَ فَإِنّهُ جَائِزٌ لِمَن لَم يَكُن مِن أَولَادِ عَبَدَةِ الأَوثَانِ وَ النّيرَانِ يصُلَيّ‌ وَ الصّورَةُ وَ السّرَاجُ بَينَ يَدَيهِ وَ لَا يَجُوزُ ذَلِكَ لِمَن كَانَ مِن أَولَادِ عَبَدَةِ الأَوثَانِ وَ النّيرَانِ وَ أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ الضّيَاعِ التّيِ‌ لِنَاحِيَتِنَا هَل يَجُوزُ القِيَامُ بِعِمَارَتِهَا وَ أَدَاءِ الخَرَاجِ مِنهَا وَ صَرفِ مَا يَفضُلُ مِن دَخلِهَا إِلَي النّاحِيَةِ احتِسَاباً لِلأَجرِ وَ تَقَرّباً إِلَيكُم فَلَا يَحِلّ لِأَحَدٍ أَن يَتَصَرّفَ فِي مَالِ غَيرِهِ بِغَيرِ إِذنِهِ فَكَيفَ يَحِلّ ذَلِكَ فِي مَالِنَا مَن فَعَلَ شَيئاً مِن ذَلِكَ بِغَيرِ أَمرِنَا فَقَدِ استَحَلّ مِنّا مَا حَرّمَ عَلَيهِ وَ مَن أَكَلَ مِن أَموَالِنَا شَيئاً فَإِنّمَا يَأكُلُ فِي بَطنِهِ نَاراً وَ سَيَصلَي سَعِيراً وَ أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ الرّجُلِ ألّذِي يَجعَلُ لِنَاحِيَتِنَا ضَيعَةً وَ يُسَلّمُهَا مِن قَيّمٍ يَقُومُ بِهَا وَ يَعمُرُهَا وَ يؤُدَيّ‌ مِن دَخلِهَا خَرَاجَهَا وَ مَئُونَتَهَا وَ يَجعَلُ مَا يَبقَي مِنَ الدّخلِ لِنَاحِيَتِنَا فَإِنّ ذَلِكَ جَائِزٌ لِمَن جَعَلَهُ صَاحِبُ الضّيعَةِ قَيّماً عَلَيهَا إِنّمَا لَا يَجُوزُ ذَلِكَ لِغَيرِهِ وَ أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِنَ الثّمَارِ مِن أَموَالِنَا يَمُرّ بِهِ المَارّ فَيَتَنَاوَلُ مِنهُ وَ يَأكُلُ هَل يَحِلّ لَهُ ذَلِكَ فَإِنّهُ يَحِلّ لَهُ أَكلُهُ وَ يَحرُمُ عَلَيهِ حَملُهُ

ك ،[إكمال الدين ] محمد بن أحمدالشيباني‌ و علي بن أحمد بن محمدالدقاق و الحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام و علي بن عبد الله الوراق جميعا عن محمد بن جعفرالأسدي‌ مثله

12-ك ،[إكمال الدين ] أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ مُحَمّدٍ الخزُاَعيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو عَلِيّ بنُ أَبِي الحُسَينِ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَوَرَدَ عَلَيّ تَوقِيعٌ مِنَ الشّيخِ أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ العمَريِ‌ّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ ابتِدَاءً لَم يَتَقَدّمهُ سُؤَالٌبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ عَلَي مَنِ استَحَلّ مِن أَموَالِنَا دِرهَماً


صفحه : 184

قَالَ أَبُو الحُسَينِ الأسَدَيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَوَقَعَ فِي نفَسيِ‌ أَنّ ذَلِكَ فِيمَنِ استَحَلّ مِن مَالِ النّاحِيَةِ دِرهَماً دُونَ مَن أَكَلَ مِنهُ غَيرَ مُستَحِلّ لَهُ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ إِنّ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ مَنِ استَحَلّ مُحَرّماً فأَيَ‌ّ فَضلٍ فِي ذَلِكَ لِلحُجّةِ ع عَلَي غَيرِهِ قَالَ فَوَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ بَشِيراً لَقَد نَظَرتُ بَعدَ ذَلِكَ فِي التّوقِيعِ فَوَجَدتُهُ قَدِ انقَلَبَ إِلَي مَا كَانَ فِي نفَسيِ‌بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ عَلَي مَن أَكَلَ مِن مَالِنَا دِرهَماً حَرَاماً قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ مُحَمّدٍ الخزُاَعيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ أَخرَجَ إِلَينَا أَبُو عَلِيّ بنُ أَبِي الحُسَينِ الأسَدَيِ‌ّ هَذَا التّوقِيعَ حَتّي نَظَرنَا فِيهِ وَ قَرَأنَاهُ

ج ،[الإحتجاج ] عن أبي الحسين الأسدي‌ مثله

13- ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ وَ حَيدَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن آدَمَ بنِ مُحَمّدٍ البلَخيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الدّقّاقِ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ مَعاً عَن عَلِيّ بنِ عَاصِمٍ الكوُفيِ‌ّ قَالَ خَرَجَ فِي تَوقِيعَاتِ صَاحِبِ الزّمَانِ ع مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن سمَاّنيِ‌ فِي مَحفِلٍ مِنَ النّاسِ

14- ك ،[إكمال الدين ] مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَلِيّ مُحَمّدَ بنَ هَمّامٍ يَقُولُ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عُثمَانَ العمَريِ‌ّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ يَقُولُ خَرَجَ تَوقِيعٌ بِخَطّهِ أَعرِفُهُ مَن سمَاّنيِ‌ فِي مَجمَعٍ مِنَ النّاسِ باِسميِ‌ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ كَتَبتُ أَسأَلُهُ عَن ظُهُورِ الفَرَجِ فَخَرَجَ فِي التّوقِيعِ كَذَبَ الوَقّاتُونَ

15-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَكَتَبتُ إِلَي صَاحِبِ الزّمَانِ ع أَنّ أَهلَ بيَتيِ‌ يؤُذوُننَيِ‌ وَ يقَرعَوُننَيِ‌ بِالحَدِيثِ المرَويِ‌ّ عَن آبَائِكَ ع أَنّهُم قَالُوا قُوّامُنَا وَ خُدّامُنَا شِرَارُ خَلقِ اللّهِ فَكَتَبَ ع


صفحه : 185

وَيحَكُم أَ مَا قَرَأتُم قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلنا بَينَهُم وَ بَينَ القُرَي التّيِ‌ بارَكنا فِيها قُريً ظاهِرَةً وَ نَحنُ وَ اللّهِ القُرَي التّيِ‌ بَارَكَ اللّهُ فِيهَا وَ أَنتُمُ القُرَي الظّاهِرَةُ

قال عبد الله بن جعفر وحدثني‌ بهذا الحديث علي بن محمدالكليني‌ عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان ع $ï

16-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَن عَلّانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَبرَئِيلَ عَن اِبرَاهِيمَ وَ مُحَمّدٍ ابنيَ‌ِ الفَرَجِ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ أَنّهُ وَرَدَ العِرَاقَ شَاكّاً مُرتَاداً فَخَرَجَ إِلَيهِ قُل لِلمَهزِيَارِ قَد فَهِمنَا مَا حَكَيتَهُ عَن مَوَالِينَا بِنَاحِيَتِكُم فَقُل لَهُم أَ مَا سَمِعتُمُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُمهَل أَمَرَ إِلّا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ أَ وَ لَم تَرَوا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ لَهُم مَعَاقِلَ يَأوُونَ إِلَيهَا وَ أَعلَاماً يَهتَدُونَ بِهَا مِن لَدُن آدَمَ إِلَي أَن ظَهَرَ الماَضيِ‌ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ كُلّمَا غَابَ عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ وَ إِذَا أَفَلَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ فَلَمّا قَبَضَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ ظَنَنتُم أَنّ اللّهَ قَد قَطَعَ السّبَبَ بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ كَلّا مَا كَانَ ذَلِكَ وَ لَا يَكُونُ حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ وَ يَظهَرُأَمرُ اللّهِ وَ هُم كارِهُونَ يَا مُحَمّدَ بنَ اِبرَاهِيمَ لَا يَدخُلُكَ الشّكّ فِيمَا قَدِمتَ لَهُ فَإِنّ اللّهَ لَا يخُلَيّ‌ الأَرضَ مِن حُجّةٍ أَ لَيسَ قَالَ لَكَ أَبُوكَ قَبلَ وَفَاتِهِ أَحضِرِ السّاعَةَ مَن يُعَيّرُ هَذِهِ الدّنَانِيرَ التّيِ‌ عنِديِ‌ فَلَمّا أُبطِئَ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ خَافَ الشّيخُ عَلَي نَفسِهِ الوَحَا قَالَ لَكَ عَيّرهَا عَلَي نَفسِكَ وَ أَخرَجَ إِلَيكَ كِيساً كَبِيراً وَ عِندَكَ بِالحَضرَةِ ثَلَاثَةُ أَكيَاسٍ وَ صُرّةٌ فِيهَا دَنَانِيرُ مُختَلِفَةُ النّقدِ فَعَيّرتَهَا وَ خَتَمَ الشّيخُ عَلَيهَا بِخَاتَمِهِ وَ قَالَ لَكَ اختِم مَعَ خاَتمَيِ‌ فَإِن أَعِش فَأَنَا أَحَقّ بِهَا وَ إِن أَمُت فَاتّقِ اللّهَ فِي نَفسِكَ أَوّلًا ثُمّ فِيّ فخَلَصّنيِ‌ وَ كُن عِندَ ظنَيّ‌ بِكَ أَخرِج رَحِمَكَ اللّهُ الدّنَانِيرَ التّيِ‌ استَفضَلتَهَا مِن بَينِ النّقدَينِ مِن حِسَابِنَا وَ هيِ‌َ


صفحه : 186

بِضعَةَ عَشَرَ دِينَاراً وَ استَرِدّ مِن قِبَلِكَ فَإِنّ الزّمَانَ أَصعَبُ مَا كَانَ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ

17-ك ،[إكمال الدين ] قَالَ الحُسَينُ بنُ إِسمَاعِيلَ الكنِديِ‌ّكَتَبَ جَعفَرُ بنُ حَمدَانَ فَخَرَجَت إِلَيهِ هَذِهِ المَسَائِلُ استَحلَلتُ بِجَارِيَةٍ وَ شَرَطتُ عَلَيهَا أَن لَا أَطلُبَ وَلَدَهَا وَ لَم أُلزِمهَا منَزلِيِ‌ فَلَمّا أَتَي لِذَلِكَ مُدّةٌ قَالَت لِي قَد حَبِلتُ فَقُلتُ لَهَا كَيفَ وَ لَا أَعلَمُ أنَيّ‌ طَلَبتُ مِنكِ الوَلَدَ ثُمّ غِبتُ وَ انصَرَفتُ وَ قَد أَتَت بِوَلَدٍ ذَكَرٍ فَلَم أُنكِرهُ وَ لَا قَطَعتُ عَنهَا الإِجرَاءَ وَ النّفَقَةَ وَ لِي ضَيعَةٌ قَد كُنتُ قَبلَ أَن تَصِيرَ إلِيَ‌ّ هَذِهِ المَرأَةُ سَبّلتُهَا عَلَي وصَاَياَي‌َ وَ عَلَي سَائِرِ ولُديِ‌ عَلَي أَنّ الأَمرَ فِي الزّيَادَةِ وَ النّقصَانِ مِنهُ إِلَي أَيّامِ حيَاَتيِ‌ وَ قَد أَتَت هَذِهِ بِهَذَا الوَلَدِ فَلَم أُلحِقهُ فِي الوَقتِ المُتَقَدّمِ المُؤَبّدِ وَ أَوصَيتُ إِن حَدَثَ بيِ‌َ المَوتُ أَن يجَريِ‌َ عَلَيهِ مَا دَامَ صَغِيراً فَإِذَا كَبُرَ أعُطيِ‌َ مِن هَذِهِ الضّيعَةِ جُملَةً ماِئتَيَ‌ دِينَارٍ غَيرَ مُؤَبّدٍ وَ لَا يَكُونَ لَهُ وَ لَا لِعَقِبِهِ بَعدَ إِعطَائِهِ ذَلِكَ فِي الوَقفِ شَيءٌ فَرَأيَكَ أَعَزّكَ اللّهُ فِي إرِشاَديِ‌ فِيمَا عَمِلتُهُ وَ فِي هَذَا الوَلَدِ بِمَا أَمتَثِلُهُ وَ الدّعَاءِ لِي بِالعَافِيَةِ وَ خَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ جَوَابُهَا أَمّا الرّجُلُ ألّذِي استَحَلّ بِالجَارِيَةِ وَ شَرَطَ عَلَيهَا أَن لَا يَطلُبَ وَلَدَهَا فَسُبحَانَ مَن لَا شَرِيكَ لَهُ فِي قُدرَتِهِ شَرطٌ عَلَي الجَارِيَةِ شَرطٌ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ هَذَا مَا لَا يُؤمَنُ أَن يَكُونَ وَ حَيثُ عَرَضَ فِي هَذَا الشّكّ وَ لَيسَ يَعرِفُ الوَقتَ ألّذِي أَتَاهَا فِيهِ فَلَيسَ ذَلِكَ بِمُوجِبٍ لِبَرَاءَةٍ فِي وَلَدِهِ وَ أَمّا إِعطَاءُ الماِئتَيَ‌ دِينَارٍ وَ إِخرَاجُهُ مِنَ الوَقفِ فَالمَالُ مَالُهُ فَعَلَ فِيهِ مَا أَرَادَ قَالَ أَبُو الحُسَينِ حُسِبَ الحِسَابُ قَبلَ المَولُودِ فَجَاءَ الوَلَدُ مُستَوِياً وَ قَالَ وَجَدتُ فِي نُسخَةِ أَبِي الحَسَنِ الهمَداَنيِ‌ّ أتَاَنيِ‌ أَبقَاكَ اللّهُ كِتَابُكَ ألّذِي


صفحه : 187

أَنفَذتَهُ وَ رَوَي هَذَا التّوقِيعَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الشاّريِ‌ّ

بيان شرط علي الجارية مبتدأ وشرط علي الله خبر أوهما فعلان والأول استفهام إنكاري‌ و قوله قال أبو الحسين إلي آخره كأنه إشارة إلي توقيعات أخر إجمالا

18-ك ،[إكمال الدين ] أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ المُكَتّبُ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو عَلِيّ بنُ هَمّامٍ بِهَذَا الدّعَاءِ وَ ذَكَرَ أَنّ الشّيخَ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ أَملَاهُ عَلَيهِ وَ أَمَرَهُ أَن يَدعُوَ بِهِ وَ هُوَ الدّعَاءُ فِي غَيبَةِ القَائِمِ ع أللّهُمّ عرَفّنيِ‌ نَفسَكَ فَإِنّكَ إِن لَم تعُرَفّنيِ‌ نَفسَكَ لَم أَعرِف رَسُولَكَ أللّهُمّ عرَفّنيِ‌ رَسُولَكَ فَإِنّكَ إِن لَم تعُرَفّنيِ‌ رَسُولَكَ لَم أَعرِف حُجّتَكَ أللّهُمّ عرَفّنيِ‌ حُجّتَكَ فَإِنّكَ إِن لَم تعُرَفّنيِ‌ حُجّتَكَ ضَلَلتُ عَن ديِنيِ‌ أللّهُمّ لَا تمُتِنيِ‌ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ لَا تُزِغ قلَبيِ‌ بَعدَ إِذ هدَيَتنَيِ‌ أللّهُمّ فَكَمَا هدَيَتنَيِ‌ بِوَلَايَةِ مَن فَرَضتَ طَاعَتَهُ عَلَيّ مِن وُلَاةِ أَمرِكَ بَعدَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ حَتّي وَالَيتُ وُلَاةَ أَمرِكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ عَلِيّاً وَ مُحَمّداً وَ جَعفَراً وَ مُوسَي وَ عَلِيّاً وَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَ وَ الحُجّةَ القَائِمَ المهَديِ‌ّ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِم أَجمَعِينَ أللّهُمّ فثَبَتّنيِ‌ عَلَي دِينِكَ وَ استعَملِنيِ‌ بِطَاعَتِكَ وَ لَيّن قلَبيِ‌ لوِلَيِ‌ّ أَمرِكَ وَ عاَفنِيِ‌ مِمّا امتَحَنتَ بِهِ خَلقَكَ وَ ثبَتّنيِ‌ عَلَي طَاعَةِ ولَيِ‌ّ أَمرِكَ ألّذِي سَتَرتَهُ عَن خَلقِكَ فَبِإِذنِكَ غَابَ عَن بَرِيّتِكَ وَ أَمرَكَ يَنتَظِرُ وَ أَنتَ العَالِمُ غَيرُ مُعَلّمٍ بِالوَقتِ ألّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَمرِ وَلِيّكَ فِي الإِذنِ لَهُ بِإِظهَارِ أَمرِهِ وَ كَشفِ سِرّهِ وَ صبَرّنيِ‌ عَلَي ذَلِكَ حَتّي لَا أُحِبّ تَعجِيلَ مَا أَخّرتَ وَ لَا تَأخِيرَ مَا عَجّلتَ وَ لَا أَكشِفَ عَمّا سَتَرتَهُ وَ لَا أَبحَثَ عَمّا كَتَمتَهُ وَ لَا أُنَازِعَكَ فِي تَدبِيرِكَ وَ لَا أَقُولَ لِمَ وَ كَيفَ وَ مَا بَالُ ولَيِ‌ّ أَمرِ اللّهِ لَا يَظهَرُ وَ قَدِ امتَلَأَتِ الأَرضُ مِنَ الجَورِ وَ أُفَوّضُ أمُوُريِ‌ كُلّهَا إِلَيكَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ أَن ترُيِنَيِ‌ ولَيِ‌ّ أَمرِكَ ظَاهِراً نَافِذاً لِأَمرِكَ مَعَ علِميِ‌ بِأَنّ


صفحه : 188

لَكَ السّلطَانَ وَ القُدرَةَ وَ البُرهَانَ وَ الحُجّةَ وَ المَشِيّةَ وَ الإِرَادَةَ وَ الحَولَ وَ القُوّةَ فَافعَل ذَلِكَ بيِ‌ وَ بِجَمِيعِ المُؤمِنِينَ حَتّي نَنظُرَ إِلَي وَلِيّكَ ظَاهِرَ المَقَالَةِ وَاضِحَ الدّلَالَةِ هَادِياً مِنَ الضّلَالَةِ شَافِياً مِنَ الجَهَالَةِ أَبرِز يَا رَبّ مَشَاهِدَهُ وَ ثَبّت قَوَاعِدَهُ وَ اجعَلنَا مِمّن تَقَرّ عَينُنُا بِرُؤيَتِهِ وَ أَقِمنَا بِخِدمَتِهِ وَ تَوَفّنَا عَلَي مِلّتِهِ وَ احشُرنَا فِي زُمرَتِهِ أللّهُمّ أَعِذهُ مِن شَرّ جَمِيعِ مَا خَلَقتَ وَ بَرَأتَ وَ ذَرَأتَ وَ أَنشَأتَ وَ صَوّرتَ وَ احفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ وَ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ وَ مِن فَوقِهِ وَ مِن تَحتِهِ بِحِفظِكَ ألّذِي لَا يَضِيعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ وَ احفَظ فِيهِ رَسُولَكَ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِكَ أللّهُمّ وَ مُدّ فِي عُمُرِهِ وَ زِد فِي أَجَلِهِ وَ أَعِنهُ عَلَي مَا أَولَيتَهُ وَ استَرعَيتَهُ وَ زِد فِي كَرَامَتِكَ لَهُ فَإِنّهُ الهاَديِ‌ المهَديِ‌ّ القَائِمُ المهُتدَيِ‌ الطّاهِرُ التقّيِ‌ّ النقّيِ‌ّ الزكّيِ‌ّ الرضّيِ‌ّ المرَضيِ‌ّ الصّابِرُ المُجتَهِدُ الشّكُورُ أللّهُمّ وَ لَا تَسلُبنَا اليَقِينَ لِطُولِ الأَمَدِ فِي غَيبَتِهِ وَ انقِطَاعِ خَبَرِهِ عَنّا وَ لَا تُنسِنَا ذِكرَهُ وَ انتِظَارَهُ وَ الإِيمَانَ بِهِ وَ قُوّةَ اليَقِينِ فِي ظُهُورِهِ وَ الدّعَاءَ لَهُ وَ الصّلَاةَ عَلَيهِ حَتّي لَا يُقَنّطَنَا طُولُ غَيبَتِهِ مِن ظُهُورِهِ وَ قِيَامِهِ وَ يَكُونَ يَقِينُنَا فِي ذَلِكَ كَيَقِينِنَا فِي قِيَامِ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا جَاءَ بِهِ مِن وَحيِكَ وَ تَنزِيلِكَ قَوّ قُلُوبَنَا عَلَي الإِيمَانِ بِهِ حَتّي تَسلُكَ بِنَا عَلَي يَدِهِ مِنهَاجَ الهُدَي وَ المَحَجّةَ العُظمَي وَ الطّرِيقَةَ الوُسطَي وَ قَوّنَا عَلَي طَاعَتِهِ وَ ثَبّتنَا عَلَي مُشَايَعَتِهِ وَ اجعَلنَا فِي حِزبِهِ وَ أَعوَانِهِ وَ أَنصَارِهِ وَ الرّاضِينَ بِفِعلِهِ وَ لَا تَسلُبنَا ذَلِكَ فِي حَيَاتِنَا وَ لَا عِندَ وَفَاتِنَا حَتّي تَتَوَفّانَا وَ نَحنُ عَلَي ذَلِكَ غَيرُ شَاكّينَ وَ لَا نَاكِثِينَ وَ لَا مُرتَابِينَ وَ لَا مُكَذّبِينَ أللّهُمّ عَجّل فَرَجَهُ وَ أَيّدهُ بِالنّصرِ وَ انصُر نَاصِرِيهِ وَ اخذُل خَاذِلِيهِ وَ دَمدِم عَلَي مَن نَصَبَ لَهُ وَ كَذّبَ بِهِ وَ أَظهِر بِهِ الحَقّ وَ أَمِت بِهِ الجَورَ وَ استَنقِذ بِهِ عِبَادَكَ المُؤمِنِينَ مِنَ الذّلّ وَ انعَش بِهِ البِلَادَ وَ اقتُل بِهِ الجَبَابِرَةَ الكَفَرَةَ وَ اقصِم بِهِ رُءُوسَ الضّلَالَةِ وَ ذَلّل بِهِ الجَبّارِينَ وَ الكَافِرِينَ وَ أَبِر بِهِ المُنَافِقِينَ وَ النّاكِثِينَ وَ جَمِيعَ المُخَالِفِينَ وَ المُلحِدِينَ فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ بَحرِهَا وَ بَرّهَا وَ سَهلِهَا


صفحه : 189

وَ جَبَلِهَا حَتّي لَا تَدَعَ مِنهُم دَيّاراً وَ لَا تبُقيِ‌َ لَهُم آثَاراً وَ تُطَهّرَ مِنهُم بِلَادَكَ وَ اشفِ مِنهُم صُدُورَ عِبَادِكَ وَ جَدّد بِهِ مَا امتَحَي مِن دِينِكَ وَ أَصلِح بِهِ مَا بُدّلَ مِن حُكمِكَ وَ غُيّرَ مِن سُنّتِكَ حَتّي يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَ عَلَي يَدِهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لَا عِوَجَ فِيهِ وَ لَا بِدعَةَ مَعَهُ حَتّي تُطفِئَ بِعَدلِهِ نِيرَانَ الكَافِرِينَ فَإِنّهُ عَبدُكَ ألّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ وَ ارتَضَيتَهُ لِنُصرَةِ دِينِكَ وَ اصطَفَيتَهُ بِعِلمِكَ وَ عَصَمتَهُ مِنَ الذّنُوبِ وَ بَرّأتَهُ مِنَ العُيُوبِ وَ أَطلَعتَهُ عَلَي الغُيُوبِ وَ أَنعَمتَ عَلَيهِ وَ طَهّرتَهُ مِنَ الرّجسِ وَ نَقّيتَهُ مِنَ الدّنَسِ أللّهُمّ فَصَلّ عَلَيهِ وَ عَلَي آبَائِهِ الأَئِمّةِ الطّاهِرِينَ وَ عَلَي شِيعَتِهِمُ المُنتَجَبِينَ وَ بَلّغهُم مِن آمَالِهِم أَفضَلَ مَا يَأمُلُونَ وَ اجعَل ذَلِكَ مِنّا خَالِصاً مِن كُلّ شَكّ وَ شُبهَةٍ وَ رِيَاءٍ وَ سُمعَةٍ حَتّي لَا نُرِيدَ بِهِ غَيرَكَ وَ لَا نَطلُبَ بِهِ إِلّا وَجهَكَ أللّهُمّ إِنّا نَشكُو إِلَيكَ فَقدَ نَبِيّنَا وَ غَيبَةَ وَلِيّنَا وَ شِدّةَ الزّمَانِ عَلَينَا وَ وُقُوعَ الفِتَنِ بِنَا وَ تَظَاهُرَ الأَعدَاءِ وَ كَثرَةَ عَدُوّنَا وَ قِلّةَ عَدَدِنَا أللّهُمّ فَافرُج ذَلِكَ بِفَتحٍ مِنكَ تُعَجّلُهُ وَ بِصَبرٍ مِنكَ تُيَسّرُهُ وَ إِمَامٍ عَدلٍ تُظهِرُهُ إِلَهَ الحَقّ رَبّ العَالَمِينَ أللّهُمّ إِنّا نَسأَلُكَ أَن تَأذَنَ لِوَلِيّكَ فِي إِظهَارِ عَدلِكَ فِي عِبَادِكَ وَ قَتلِ أَعدَائِكَ فِي بِلَادِكَ حَتّي لَا تَدَعَ لِلجَورِ دِعَامَةً إِلّا قَصَمتَهَا وَ لَا بَنِيّةً إِلّا أَفنَيتَهَا وَ لَا قُوّةً إِلّا أَوهَنتَهَا وَ لَا رُكناً إِلّا هَدَدتَهُ وَ لَا حَدّاً إِلّا فَلَلتَهُ وَ لَا سِلَاحاً إِلّا كَلَلتَهُ وَ لَا رَايَةً إِلّا نَكّستَهَا وَ لَا شُجَاعاً إِلّا قَتَلتَهُ وَ لَا حَيّاً إِلّا خَذَلتَهُ ارمِهِم يَا رَبّ بِحَجَرِكَ الدّامِغِ وَ اضرِبهُم بِسَيفِكَ القَاطِعِ وَ بِبَأسِكَ ألّذِي لَا يُرَدّعَنِ القَومِ المُجرِمِينَ وَ عَذّب أَعدَاءَكَ وَ أَعدَاءَ دِينِكَ وَ أَعدَاءَ رَسُولِكَ بِيَدِ وَلِيّكَ وَ أيَديِ‌ عِبَادِكَ المُؤمِنِينَ أللّهُمّ اكفِ وَلِيّكَ وَ حُجّتَكَ فِي أَرضِكَ هَولَ عَدُوّهِ وَ كِد مَن كَادَهُ وَ امكُر


صفحه : 190

بِمَن مَكَرَ بِهِ وَ اجعَل دَائِرَةَ السّوءِ عَلَي مَن أَرَادَ بِهِ سُوءاً وَ اقطَع عَنهُ مَادّتَهُم وَ أَرعِب بِهِ قُلُوبَهُم وَ زَلزِل لَهُ أَقدَامَهُم وَ خُذهُم جَهرَةً وَ بَغتَةً شَدّد عَلَيهِم عِقَابَكَ وَ أَخزِهِم فِي عِبَادِكَ وَ العَنهُم فِي بِلَادِكَ وَ أَسكِنهُم أَسفَلَ نَارِكَ وَ أَحِط بِهِم أَشَدّ عَذَابِكَ وَ أَصلِهِم نَاراً وَ احشُ قُبُورَ مَوتَاهُم نَاراً وَ أَصلِهِم حَرّ نَارِكَ فَإِنّهُمأَضاعُوا الصّلاةَ وَ اتّبَعُوا الشّهَواتِ وَ أَذِلّوا عِبَادَكَ أللّهُمّ وَ أحَي‌ِ بِوَلِيّكَ القُرآنَ وَ أَرِنَا نُورَهُ سَرمَداً لَا ظُلمَةَ فِيهِ وَ أحَي‌ِ بِهِ القُلُوبَ المَيّتَةَ وَ اشفِ بِهِ الصّدُورَ الوَغِرَةَ وَ اجمَع بِهِ الأَهوَاءَ المُختَلِفَةَ عَلَي الحَقّ وَ أَقِم بِهِ الحُدُودَ المُعَطّلَةَ وَ الأَحكَامَ المُهمَلَةَ حَتّي لَا يَبقَي حَقّ إِلّا ظَهَرَ وَ لَا عَدلٌ إِلّا زَهَرَ وَ اجعَلنَا يَا رَبّ مِن أَعوَانِهِ وَ مِمّن يقُوَيّ‌ سُلطَانَهُ وَ المُؤتَمِرِينَ لِأَمرِهِ وَ الرّاضِينَ بِفِعلِهِ وَ المُسَلّمِينَ لِأَحكَامِهِ وَ مِمّن لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَي التّقِيّةِ مِن خَلقِكَ أَنتَ يَا رَبّ ألّذِي تَكشِفُ السّوءَ وَ تُجِيبُ المُضطَرّ إِذَا دَعَاكَ وَ تنُجَيّ‌ مِنَ الكَربِ العَظِيمِ فَاكشِفِ الضّرّ عَن وَلِيّكَ وَ اجعَلهُ خَلِيفَتَكَ فِي أَرضِكَ كَمَا ضَمِنتَ لَهُ أللّهُمّ وَ لَا تَجعَلنَا مِن خُصَمَاءِ آلِ مُحَمّدٍ وَ لَا تَجعَلنَا مِن أَعدَاءِ آلِ مُحَمّدٍ وَ لَا تجَعلَنيِ‌ مِن أَهلِ الحَنَقِ وَ الغَيظِ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ فإَنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ مِن ذَلِكَ فأَعَذِنيِ‌ وَ أَستَجِيرُ بِكَ فأَجَرِنيِ‌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اجعلَنيِ‌ بِهِم فَائِزاً عِندَكَفِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ

19-ك ،[إكمال الدين ]تَوقِيعٌ مِنهُ ع كَانَ خَرَجَ إِلَي العمَريِ‌ّ وَ ابنِهِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا رَوَاهُ سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَجَدتُهُ مُثبَتاً بِخَطّ سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَفّقَكُمَا اللّهُ لِطَاعَتِهِ وَ ثَبّتَكُمَا عَلَي دِينِهِ وَ أَسعَدَكُمَا بِمَرضَاتِهِ انتَهَي إِلَينَا مَا ذَكَرتُمَا أَنّ الميِثمَيِ‌ّ أَخبَرَكُمَا عَنِ المُختَارِ وَ مُنَاظَرَتِهِ مَن لقَيِ‌َ وَ احتِجَاجِهِ بِأَن لَا خَلَفَ غَيرُ جَعفَرِ بنِ عَلِيّ وَ تَصدِيقِهِ إِيّاهُ وَ فَهِمتُ جَمِيعَ مَا كَتَبتُمَا بِهِ مِمّا قَالَ أَصحَابُكُمَا عَنهُ وَ أَنَا أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ العَمَي بَعدَ الجِلَاءِ وَ مِنَ الضّلَالَةِ بَعدَ الهُدَي


صفحه : 191

وَ مِن مُوبِقَاتِ الأَعمَالِ وَ مُردِيَاتِ الفِتَنِ فَإِنّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَكَيفَ يَتَسَاقَطُونَ فِي الفِتنَةِ وَ يَتَرَدّدُونَ فِي الحَيرَةِ وَ يَأخُذُونَ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَارَقُوا دِينَهُم أَمِ ارتَابُوا أَم عَانَدُوا الحَقّ أَم جَهِلُوا مَا جَاءَت بِهِ الرّوَايَاتُ الصّادِقَةُ وَ الأَخبَارُ الصّحِيحَةُ أَو عَلِمُوا ذَلِكَ فَتَنَاسَوا أَ مَا تَعلَمُونَ أَنّ الأَرضَ لَا تَخلُو مِن حُجّةٍ إِمّا ظَاهِراً وَ إِمّا مَغمُوراً أَ وَ لَم يَعلَمُوا انتِظَامَ أَئِمّتِهِم بَعدَ نَبِيّهِمص وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ إِلَي أَن أَفضَي الأَمرُ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلَي الماَضيِ‌ يعَنيِ‌ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَامَ مَقَامَ آبَائِهِ ع يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ وَ إِلَي طَرِيقٍ مُستَقِيمٍ كَانَ نُوراً سَاطِعاً وَ قَمَراً زَهراً اختَارَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ مَا عِندَهُ فَمَضَي عَلَي مِنهَاجِ آبَائِهِ ع حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ عَلَي عَهدٍ عَهِدَهُ وَ وَصِيّةٍ أَوصَي بِهَا إِلَي وصَيِ‌ّ سَتَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِأَمرِهِ إِلَي غَايَةٍ وَ أَخفَي مَكَانَهُ بِمَشِيّتِهِ لِلقَضَاءِ السّابِقِ وَ القَدَرِ النّافِذِ وَ فِينَا مَوضِعُهُ وَ لَنَا فَضلُهُ وَ لَو قَد أَذِنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيمَا قَد مَنَعَهُ وَ أَزَالَ عَنهُ مَا قَد جَرَي بِهِ مِن حُكمِهِ لَأَرَاهُمُ الحَقّ ظَاهِراً بِأَحسَنِ حِليَةٍ وَ أَبيَنِ دَلَالَةٍ وَ أَوضَحِ عَلَامَةٍ وَ لَأَبَانَ عَن نَفسِهِ وَ قَامَ بِحُجّتِهِ وَ لَكِنّ أَقدَارَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا تُغَالَبُ وَ إِرَادَتَهُ لَا تُرَدّ وَ تَوفِيقَهُ لَا يُسبَقُ فَليَدَعُوا عَنهُمُ اتّبَاعَ الهَوَي وَ ليُقِيمُوا عَلَي أَصلِهِمُ ألّذِي كَانُوا عَلَيهِ وَ لَا يَبحَثُوا عَمّا سُتِرَ عَنهُم فَيَأثَمُوا وَ لَا يَكشِفُوا سَترَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَندَمُوا وَ ليَعلَمُوا أَنّ الحَقّ مَعَنَا وَ فِينَا لَا يَقُولُ ذَلِكَ سِوَانَا إِلّا كَذّابٌ مُفتَرٍ وَ لَا يَدّعِيهِ غَيرُنَا إِلّا ضَالّ غوَيِ‌ّ فَليَقتَصِرُوا مِنّا عَلَي هَذِهِ الجُملَةِ دُونَ التّفسِيرِ وَ يَقنَعُوا مِن ذَلِكَ بِالتّعرِيضِ دُونَ التّصرِيحِ إِن شَاءَ اللّهُ

20-ك ،[إكمال الدين ] مُحَمّدُ بنُ المُظَفّرِ المصِريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الداّودُيِ‌ّ عَن


صفحه : 192

أَبِيهِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي القَاسِمِ الحُسَينِ بنِ رَوحٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَا مَعنَي قَولِ العَبّاسِ للِنبّيِ‌ّص إِنّ عَمّكَ أَبَا طَالِبٍ قَد أَسلَمَ بِحِسَابِ الجُمّلِ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ قَالَ عَنَي بِذَلِكَ إِلَهٌ أَحَدٌ جَوَادٌ وَ تَفسِيرُ ذَلِكَ أَنّ الأَلِفَ وَاحِدٌ وَ اللّامَ ثَلَاثُونَ وَ الهَاءَ خَمسَةٌ وَ الأَلِفَ وَاحِدٌ وَ الحَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَ الدّالَ أَربَعَةٌ وَ الجِيمَ ثَلَاثَةٌ وَ الوَاوَ سِتّةٌ وَ الأَلفَ وَاحِدٌ وَ الدّالَ أَربَعَةٌ فَذَلِكَ ثَلَاثَةٌ وَ سِتّونَ


صفحه : 193

21-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَنِ التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ جَاءَهُ بَعضُ أَصحَابِنَا يُعلِمُهُ أَنّ جَعفَرَ بنَ عَلِيّ كَتَبَ إِلَيهِ كِتَاباً يُعَرّفُهُ فِيهِ نَفسَهُ وَ يُعلِمُهُ أَنّهُ القَيّمُ بَعدَ أَبِيهِ وَ أَنّ عِندَهُ مِن عِلمِ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ وَ غَيرَ ذَلِكَ مِنَ العُلُومِ كُلّهَا قَالَ أَحمَدُ بنُ إِسحَاقَ فَلَمّا قَرَأتُ الكِتَابَ كَتَبتُ إِلَي صَاحِبِ الزّمَانِ ع وَ صَيّرتُ كِتَابَ جَعفَرٍ فِي دَرجِهِ فَخَرَجَ الجَوَابُ إلِيَ‌ّ فِي ذَلِكَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأتَاَنيِ‌ كِتَابُكَ أَبقَاكَ اللّهُ وَ الكِتَابُ ألّذِي أَنفَذتَهُ دَرجَهُ وَ أَحَاطَت معَرفِتَيِ‌ بِجَمِيعِ مَا تَضَمّنَهُ عَلَي اختِلَافِ أَلفَاظِهِ وَ تَكَرّرِ الخَطَاءِ فِيهِ وَ لَو تَدَبّرتَهُ لَوَقَفتَ عَلَي بَعضِ مَا وَقَفتُ عَلَيهِ مِنهُوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَحَمداً لَا شَرِيكَ لَهُ عَلَي إِحسَانِهِ إِلَينَا وَ فَضلِهِ عَلَينَا أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلحَقّ إِلّا إِتمَاماً وَ لِلبَاطِلِ إِلّا زُهُوقاً وَ هُوَ شَاهِدٌ عَلَيّ بِمَا أَذكُرُهُ ولَيِ‌ّ عَلَيكُم بِمَا أَقُولُهُ إِذَا اجتَمَعنَالِيَومٍ لا رَيبَ فِيهِ وَ يَسأَلُنَا عَمّا نَحنُ فِيهِ مُختَلِفُونَ إِنّهُ لَم يَجعَل لِصَاحِبِ الكِتَابِ عَلَي المَكتُوبِ إِلَيهِ وَ لَا عَلَيكَ وَ لَا عَلَي أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ إِمَامَةً مُفتَرَضَةً وَ لَا طَاعَةً وَ لَا ذِمّةً وَ سَأُبَيّنُ لَكُم ذِمّةً تَكتَفُونَ بِهَا إِن شَاءَ اللّهُ


صفحه : 194

يَا هَذَا يَرحَمُكَ اللّهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَخلُقِ الخَلقَ عَبَثاً وَ لَا أَهمَلَهُم سُدًي بَل خَلَقَهُم بِقُدرَتِهِ وَ جَعَلَ لَهُم أَسمَاعاً وَ أَبصَاراً وَ قُلُوباً وَ أَلبَاباً ثُمّ بَعَثَ إِلَيهِمُ النّبِيّينَ ع مُبَشّرِينَ وَ مُنذِرِينَيَأمُرُونَهُم بِطَاعَتِهِ وَ يَنهَونَهُم عَن مَعصِيَتِهِ وَ يُعَرّفُونَهُم مَا جَهِلُوهُ مِن أَمرِ خَالِقِهِم وَ دِينِهِم وَ أَنزَلَ عَلَيهِم كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَيهِم مَلَائِكَةً يَأتِينَ بَينَهُم وَ بَينَ مَن بَعَثَهُم إِلَيهِم بِالفَضلِ ألّذِي جَعَلَهُ لَهُم عَلَيهِم وَ مَا آتَاهُم مِنَ الدّلَائِلِ الظّاهِرَةِ وَ البَرَاهِينِ البَاهِرَةِ وَ الآيَاتِ الغَالِبَةِ فَمِنهُم مَن جَعَلَ النّارَ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ اتّخَذَهُ خَلِيلًا وَ مِنهُم مَن كَلّمَهُ تَكلِيماً وَ جَعَلَ عَصَاهُ ثُعبَاناً مُبِيناً وَ مِنهُم مَن أَحيَا المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ وَ أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ وَ مِنهُم مَن عَلّمَهُ مَنطِقَ الطّيرِ وَ أوُتيِ‌َ مِن كُلّ شَيءٍ ثُمّ بَعَثَ مُحَمّداًص رَحمَةً لِلعَالَمِينَ وَ تَمّمَ بِهِ نِعمَتَهُ وَ خَتَمَ بِهِ أَنبِيَاءَهُ وَ أَرسَلَهُ إِلَي النّاسِ كَافّةً وَ أَظهَرَ مِن صِدقِهِ مَا أَظهَرَ وَ بَيّنَ مِن آيَاتِهِ وَ عَلَامَاتِهِ مَا بَيّنَ ثُمّ قَبَضَهُص حَمِيداً فَقِيداً سَعِيداً وَ جَعَلَ الأَمرَ بَعدَهُ إِلَي أَخِيهِ وَ ابنِ عَمّهِ وَ وَصِيّهِ وَ وَارِثِهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ إِلَي الأَوصِيَاءِ مِن وُلدِهِ وَاحِداً وَاحِداً أَحيَا بِهِم دِينَهُ وَ أَتَمّ بِهِم نُورَهُ وَ جَعَلَ بَينَهُم وَ بَينَ إِخوَانِهِم وَ بنَيِ‌ عَمّهِم وَ الأَدنَينَ فَالأَدنَينَ مِن ذوَيِ‌ أَرحَامِهِم فُرقَاناً بَيّناً يُعرَفُ بِهِ الحُجّةُ مِنَ المَحجُوجِ وَ الإِمَامُ مِنَ


صفحه : 195

المَأمُومِ بِأَن عَصَمَهُم مِنَ الذّنُوبِ وَ بَرّأَهُم مِنَ العُيُوبِ وَ طَهّرَهُم مِنَ الدّنَسِ وَ نَزّهَهُم مِنَ اللّبسِ وَ جَعَلَهُم خُزّانَ عِلمِهِ وَ مُستَودَعَ حِكمَتِهِ وَ مَوضِعَ سِرّهِ وَ أَيّدَهُم بِالدّلَائِلِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَكَانَ النّاسُ عَلَي سَوَاءٍ وَ لَادّعَي أَمرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كُلّ أَحَدٍ وَ لَمَا عُرِفَ الحَقّ مِنَ البَاطِلِ وَ لَا العَالِمُ مِنَ الجَاهِلِ وَ قَدِ ادّعَي هَذَا المُبطِلُ المفُترَيِ‌ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ بِمَا ادّعَاهُ فَلَا أدَريِ‌ بِأَيّةِ حَالَةٍ هيِ‌َ لَهُ رَجَاءَ أَن يُتِمّ دَعوَاهُ أَ بِفِقهٍ فِي دِينِ اللّهِ فَوَ اللّهِ مَا يَعرِفُ حَلَالًا مِن حَرَامٍ وَ لَا يَفرُقُ بَينَ خَطَاءٍ وَ صَوَابٍ أَم بِعِلمٍ فَمَا يَعلَمُ حَقّاً مِن بَاطِلٍ وَ لَا مُحكَماً مِن مُتَشَابِهٍ وَ لَا يَعرِفُ حَدّ الصّلَاةِ وَ وَقتَهَا أَم بِوَرَعٍ فَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَي تَركِهِ الصّلَاةَ الفَرضَ أَربَعِينَ يَوماً يَزعُمُ ذَلِكَ لِطَلَبِ الشّعوَذَةِ وَ لَعَلّ خَبَرَهُ قَد تَأَدّي إِلَيكُم وَ هَاتِيكَ ظُرُوفُ مُسكِرِهِ مَنصُوبَةٌ وَ آثَارُ عِصيَانِهِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مَشهُورَةٌ قَائِمَةٌ أَم بِآيَةٍ فَليَأتِ بِهَا أَم بِحُجّةٍ فَليُقِمهَا أَم بِدَلَالَةٍ فَليَذكُرهَا


صفحه : 196

قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ حم تَنزِيلُ الكِتابِ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ ما خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما إِلّا بِالحَقّ وَ أَجَلٍ مُسَمّي وَ الّذِينَ كَفَرُوا عَمّا أُنذِرُوا مُعرِضُونَ قُل أَ رَأَيتُم ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ أرَوُنيِ‌ ما ذا خَلَقُوا مِنَ الأَرضِ أَم لَهُم شِركٌ فِي السّماواتِ ائتوُنيِ‌ بِكِتابٍ مِن قَبلِ هذا أَو أَثارَةٍ مِن عِلمٍ إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ مَن أَضَلّ مِمّن يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ مَن لا يَستَجِيبُ لَهُ إِلي يَومِ القِيامَةِ وَ هُم عَن دُعائِهِم غافِلُونَ وَ إِذا حُشِرَ النّاسُ كانُوا لَهُم أَعداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِم كافِرِينَفَالتَمِس توَلَيّ‌ اللّهُ تَوفِيقَكَ مِن هَذَا الظّالِمِ مَا ذَكَرتُ لَكَ وَ امتَحِنهُ وَ سَلهُ عَن آيَةٍ مِن كِتَابِ اللّهِ يُفَسّرهَا أَو صَلَاةِ فَرِيضَةٍ يُبَيّن حُدُودَهَا وَ مَا يَجِبُ فِيهَا لِتَعلَمَ حَالَهُ وَ مِقدَارَهُ وَ يَظهَرَ لَكَ عُوَارُهُ وَ نُقصَانُهُ وَ اللّهُ حَسِيبُهُ حَفِظَ اللّهُ الحَقّ عَلَي أَهلِهِ وَ أَقَرّهُ فِي مُستَقَرّهِ وَ قَد أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَكُونَ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ إِذَا أَذِنَ اللّهُ لَنَا فِي القَولِ ظَهَرَ الحَقّ وَ اضمَحَلّ البَاطِلُ وَ انحَسَرَ عَنكُم وَ إِلَي اللّهِ أَرغَبُ فِي الكِفَايَةِ وَ جَمِيلِ الصّنعِ وَ الوَلَايَةِ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ

بيان الشعوذة خفة في اليد وأخذ كالسحر يري الشي‌ء بغير ما عليه أصله في رأي‌ العين ذكره الفيروزآبادي‌ والعوار بالفتح و قديضم العيب

22-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَنِ الصّدُوقِ عَن عَمّارِ بنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي صَالِحٍ الخجُنَديِ‌ّ وَ كَانَ قَد أَلَحّ فِي الفَحصِ وَ الطّلَبِ وَ سَارَ فِي البِلَادِ وَ كَتَبَ عَلَي يَدِ الشّيخِ أَبِي القَاسِمِ بنِ رَوحٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ إِلَي الصّاحِبِ ع يَشكُو تَعَلّقَ قَلبِهِ وَ اشتِغَالِهِ بِالفَحصِ وَ الطّلَبِ وَ يَسأَلُ الجَوَابَ بِمَا تَسكُنُ إِلَيهِ نَفسُهُ وَ يُكشَفُ لَهُ عَمّا يَعمَلُ عَلَيهِ قَالَ فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ تَوقِيعٌ نُسخَتُهُ مَن بَحَثَ فَقَد طَلَبَ وَ مَن طَلَبَ فَقَد دُلّ وَ مَن دُلّ فَقَد أَشَاطَ وَ مَن أَشَاطَ


صفحه : 197

فَقَد أَشرَكَ قَالَ فَكَفَفتُ عَنِ الطّلَبِ وَ سَكَنَت نفَسيِ‌ وَ عُدتُ إِلَي وطَنَيِ‌ مَسرُوراً وَ الحَمدُ لِلّهِ

23- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي رَوحٍ قَالَ خَرَجتُ إِلَي بَغدَادَ فِي مَالٍ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الخَضِرِ بنِ مُحَمّدٍ لِأُوصِلَهُ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَدفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ العمَريِ‌ّ فأَمَرَنَيِ‌ أَن أَدفَعَهُ إِلَي غَيرِهِ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَسأَلَ الدّعَاءَ لِلعِلّةِ التّيِ‌ هُوَ فِيهَا وَ أَسأَلَهُ عَنِ الوَبَرِ يَحِلّ لُبسُهُ فَدَخَلتُ بَغدَادَ وَ صِرتُ إِلَي العمَريِ‌ّ فَأَبَي أَن يَأخُذَ المَالَ وَ قَالَ صِر إِلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ وَ ادفَع إِلَيهِ فَإِنّهُ أَمَرَهُ بِأَن يَأخُذَهُ وَ قَد خَرَجَ ألّذِي طَلَبتُ فَجِئتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ فَأَوصَلتُهُ إِلَيهِ فَأَخرَجَ إلِيَ‌ّ رُقعَةً فِيهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَأَلتَ الدّعَاءَ عَنِ العِلّةِ التّيِ‌ تَجِدُهَا وَهَبَ اللّهُ لَكَ العَافِيَةَ وَ دَفَعَ عَنكَ الآفَاتِ وَ صَرَفَ عَنكَ بَعضَ مَا تَجِدُهُ مِنَ الحَرَارَةِ وَ عَافَاكَ وَ صَحّ جِسمُكَ وَ سَأَلتَ مَا يَحِلّ أَن يُصَلّي فِيهِ مِنَ الوَبَرِ وَ السّمّورِ وَ السّنجَابِ وَ الفَنَكِ وَ الدّلَقِ وَ الحَوَاصِلِ فَأَمّا السّمّورُ وَ الثّعَالِبُ فَحَرَامٌ عَلَيكَ وَ عَلَي غَيرِكَ الصّلَاةُ فِيهِ وَ يَحِلّ لَكَ جُلُودُ المَأكُولِ مِنَ اللّحمِ إِذَا لَم يَكُن فِيهِ غَيرُهُ وَ إِن لَم يَكُن لَكَ مَا تصُلَيّ‌ فِيهِ فَالحَوَاصِلُ جَائِزٌ لَكَ أَن تصُلَيّ‌َ فِيهِ الفِرَاءُ مَتَاعُ الغَنَمِ مَا لَم يُذبَح بأرمنية[إِرمِينِيَةَ]يَذبَحُهُ النّصَارَي عَلَي الصّلِيبِ فَجَائِزٌ لَكَ أَن تَلبَسَهُ إِذَا ذَبَحَهُ أَخٌ لَكَ أَو مُخَالِفٌ تَثِقُ بِهِ

إلي هنا انتهي ماأردت إيراده في كتاب الغيبة وأرجو من فضله تعالي أن يجعلني‌ من أنصار حجته والقائم بدينه و من أعوانه والشهداء تحت لوائه و أن يقر عيني‌ وعيون والدي‌ وإخواني‌ وأصحابي‌ وعشائري‌ وجميع المؤمنين برؤيته و أن يكحل


صفحه : 198

عيوننا بغبار مواكب أصحابه فإنه المرجو لكل خير وفضل .ألتمس ممن ينظر في كتابي‌ أن يترحم علي ويدعو بالمغفرة لي في حياتي‌ و بعدموتي‌ والحمد لله أولا وآخرا وصلي الله علي محمد و أهل بيته الطاهرين وكتب بيمناه الجانية مؤلفه أحقر عباد الله الغني‌ محمدباقر بن محمدتقي‌ عفي‌ عنهما بالنبي‌ وآله الأكرمين في شهر رجب الأصب من شهور سنة ثمان وسبعين بعدالألف من الهجرة النبوية


صفحه : 199

جنة المأوي في ذكر من فاز بلقاء الحجة ع أومعجزته في الغيبة الكبري لمؤلفه العلامة الحاج ميرزا حسين النوري‌ قدس سره النوري‌


صفحه : 200

بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحمد لله ألذي أنار قلوب أوليائه بضياء معرفة وليه المحجوب عن الأبصار وشرح صدور أحبائه بنور محبة صفيه المستور عن الأغيار علا صنعه المتقن عن أن يتطرق إليه توهم العبث والجهالة وحاشا قضاؤه المحكم أن يترك العباد في تيه الضلالة والصلاة علي البشير النذير والسراج المنير صاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود أول العدد الحميد المحمود الأحمد أبي القاسم محمد و علي آله الطيبين الطاهرين الهادين الأنجبين .خصوصا علي عنقاء قاف القدم القائم فوق مرقاة الهمم الاسم الأعظم الإلهي‌ الحاوي‌ للعلم الغير المتناهي‌ قطب رحي الوجود ومركز دائرة الشهود كمال النشأة ومنشأ الكمال جمال الجمع ومجمع الجمال المترشح بالأنوار الإلهية المربي تحت أستار الربوبية مطلع الأنوار المصطفوية ومنبع الأسرار المرتضوية ناموس ناموس الله الأكبر وغاية نوع البشر أبي الوقت ومربي‌ الزمان ألذي هوللحق أمين وللخلق أمان ناظم المناظم الحجة القائم . ولعنة الله علي أعدائهم والمنكرين لشرف مقامهم إلي يوم يدعي كل أناس بإمامهم . و بعدفيقول العبد المذنب المسي‌ء حسين بن محمدتقي‌ النوري‌ الطبرسي‌ نور الله بصيرته برؤية إمامه وجعله نصب عينيه في يقظته ومنامه إني‌ منذ هاجرت ثانيا من المشهد المقدس الغروي‌ وأسكنت ذريتي‌بِوادٍ غَيرِ ذيِ‌ زَرعٍ عندبيت الحجة القائم المهدي‌ عليه آلاف السلام والتحية من الله الملك العلي‌ مشهد


صفحه : 201

والده وجده ع ومغيبه لماأراد الله إنفاذ أمره وإنجاز وعده أكثر البلاد موطئا للحجج بعدطيبة وأم القري وأفضلها عندهم لطيب الهواء وقلة الداء وعذوبة الماء الممدوح بلسان الهادي‌ ع وأخرجت إليها كرها و لوأخرجت عنها أخرجت كرها المدعو تارة بسامراء وأخري بسرمن رأي طهرها الله تعالي من الأرجاس وجعلها شاغرة عن أشباه الناس كان يختلج في خاطري‌ ويتردد في خلدي‌ أن أبتغي‌ وسيلة بقدر الوسع والميسور إلي صاحب هذاالقصر المشيد والبيت المعمور فلم أهتد إلي ذلك المرام سبيلا و لم أجد لماأتمناه هاديا و لادليلا.فمضي علي ذلك عشر سنين فقلت يانفس هذا و الله هوالخسران المبين إن كنت لاتجدين مايليق عرضه علي هذاالسلطان العظيم القدر والشأن فلاتقصرين عن قبرة أهدي جرادة إلي سليمان و هوبمقام من الرأفة والكرم لايحوم حوله نبي‌ و لا رسول من الروح إلي آدم فكيف بغيره من طبقات الأمم يقبل البضاعة و لوكانت مزجاة ويتأسي بجده الأطهر في إجابة الدعوات و لو إلي كراع شاة.فبينما أنا بين اليأس والطمع والصبر والجزع إذ وقع في خاطري‌ أنه قدسقط عن قلم العلامة المجلسي‌ رضوان الله عليه في باب من رآه ع في الغيبة من المجلد الثالث عشر من البحار جماعة فازوا بشرف اللقاء وحازوا السبق الأعلي والقدح المعلي فلو ضبط أساميهم الشريفة ونقل قصصهم الطريفة وغيرهم من الأبرار الذين نالوا المني بعدصاحب البحار فيكون كالمستدرك للباب المذكور والمتمم


صفحه : 202

لإثبات هذاالمهم المسطور لماقصر شأنه من الجرادة والكراع فعسي أن يكون سببا للقرب إلي حضرته و لوبشبر فيقرب إلي المتقرب إليه بباع أوألف ذراع .فاستخرت الله تعالي وشرعت في المقصود مع قلة الأسباب وألحقت بمن أدرك فيض حضوره الشريف من وقف علي معجزة منه ع أوأثر يدل علي وجوده المقدس ألذي هو من أكبر الآيات وأعظم المعاجز لاتحاد الغرض ووحدة المقصود ثم مارأيته في كتب أصحابنا فنشير إلي مأخذه ومؤلفه و ماسمعته فلاأنقل منه إلا ماتلقيته من العلماء الراسخين ونواميس الشرع المبين أو من الصلحاء الثقات الذين بلغوا من الزهد والتقوي والسداد محلا لايحتمل فيهم عادة تعمد الكذب والخطأ بل سمعنا أورأينا من بعضهم من الكرامات ماتنبئ عن علو مقامهم عندالسادات و قدكنا ذكرنا جملة من ذلك متفرقا في كتابنا دار السلام ونذكر هنا ما فيه و ماعثرنا عليه بعدتأليفه وسميته جنة المأوي في ذكر من فاز بلقاء الحجة ع أومعجزته في الغيبة الكبري و لم نذكر ما هوموجود في البحار حذرا من التطويل والتكرار وها نحن نشرع في المرام بعون الله الملك العلام وإعانة السادات الكرام عليهم آلاف التحية و السلام

الحكاية الأولي

حدث السيد المعظم المبجل بهاء الدين علي بن عبدالحميد الحسيني‌ النجفي‌ النيلي‌ المعاصر للشهيد الأول في كتاب الغيبة عن الشيخ العالم الكامل القدوة المقر‌ئ الحافظ المحمود الحاج المعتمر شمس الحق والدين محمد بن قارون قال دعيت إلي امرأة فأتيتها و أناأعلم أنها مؤمنة من أهل الخير والصلاح فزوجها أهلها من محمود الفارسي‌ المعروف بأخي‌ بكر ويقال له ولأقاربه


صفحه : 203

بنو بكر و أهل فارس مشهورون بشدة التسنن والنصب والعداوة لأهل الإيمان و كان محمود هذاأشدهم في الباب و قدوفقه الله تعالي للتشيع دون أصحابه .فقلت لها وا عجباه كيف سمح أبوك بك وجعلك مع هؤلاء النواصب وكيف اتفق لزوجك مخالفة أهله حتي ترفضهم فقالت ياأيها المقر‌ئ إن له حكاية عجيبة إذاسمعها أهل الأدب حكموا أنها من العجب قلت و ماهي‌ قالت سله عنها سيخبرك . قال الشيخ فلما حضرنا عنده قلت له يامحمود ما ألذي أخرجك عن ملة أهلك وأدخلك مع الشيعة فقال ياشيخ لمااتضح لي الحق تبعته اعلم أنه قدجرت عادة أهل الفرس أنهم إذاسمعوا بورود القوافل عليهم خرجوا يتلقونهم فاتفق أناسمعنا بورود قافلة كبيرة فخرجت ومعي‌ صبيان كثيرون و أناإذ ذاك صبي‌ مراهق فاجتهدنا في طلب القافلة بجهلنا و لم نفكر في عاقبة الأمر وصرنا كلما انقطع منا صبي‌ من التعب خلوه إلي الضعف فضللنا عن الطريق ووقعنا في واد لم نكن نعرفه و فيه شوك وشجر ودغل لم نر مثله قط فأخذنا في السير حتي عجزنا وتدلت ألسنتنا علي صدورنا من العطش فأيقنا بالموت وسقطنا لوجوهنا.فبينما نحن كذلك إذابفارس علي فرس أبيض قدنزل قريبا منا وطرح مفرشا لطيفا لم نر مثله تفوح منه رائحة طيبة فالتفتنا إليه و إذابفارس آخر علي فرس أحمر عليه ثياب بيض و علي رأسه عمامة لها ذؤابتان فنزل علي ذلك المفرش ثم قام فصلي بصاحبه ثم جلس للتعقيب .فالتفت إلي‌ و قال يامحمود فقلت بصوت ضعيف لبيك ياسيدي‌ قال


صفحه : 204

ادن مني‌ فقلت لاأستطيع لمابي‌ من العطش والتعب قال لابأس عليك . فلما قالها حسبت كأن قدحدث في نفسي‌ روح متجددة فسعيت إليه حبوا فمر يده علي وجهي‌ وصدري‌ ورفعها إلي حنكي‌ فرده حتي لصق بالحنك الأعلي ودخل لساني‌ في فمي‌ وذهب مابي‌ وعدت كماكنت أولا. فقال قم وائتني‌ بحنظلة من هذاالحنظل و كان في الوادي‌ حنظل كثير فأتيته بحنظلة كبيرة فقسمها نصفين وناولنيها و قال كل منها فأخذتها منه و لم أقدم علي مخالفته وعندي‌ أمرني‌ أن آكل الصبر لماأعهد من مرارة الحنظل فلما ذقتها فإذاهي‌ أحلي من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك شبعت ورويت . ثم قال لي ادع صاحبك فدعوته فقال بلسان مكسور ضعيف لاأقدر علي الحركة فقال له قم لابأس عليك فأقبل إليه حبوا وفعل معه كمافعل معي‌ ثم نهض ليركب فقلنا بالله عليك ياسيدنا إلا ماأتممت علينا نعمتك وأوصلتنا إلي أهلنا فقال لاتعجلوا وخط حولنا برمحه خطة وذهب هو وصاحبه فقلت لصاحبي‌ قم بنا حتي نقف بإزاء الجبل ونقع علي الطريق فقمنا وسرنا و إذابحائط في وجوهنا فأخذنا في غيرتلك الجهة فإذابحائط آخر وهكذا من أربع جوانبنا.فجلسنا وجعلنا نبكي‌ علي أنفسنا ثم قلت لصاحبي‌ ائتنا من هذاالحنظل لنأكله فأتي به فإذا هوأمر من كل شيء وأقبح فرمينا به ثم لبثنا هنيئة و إذا قداستدار من الوحش ما لايعلم إلا الله عدده وكلما أرادوا القرب منا منعهم ذلك الحائط فإذاذهبوا زال الحائط و إذاعادوا عاد. قال فبتنا تلك الليلة آمنين حتي أصبحنا وطلعت الشمس واشتد الحر


صفحه : 205

وأخذنا العطش فجزعنا أشد الجزع و إذابالفارسين قدأقبلا وفعلا كمافعلا بالأمس فلما أرادا مفارقتنا قلنا له بالله عليك إلاأوصلتنا إلي أهلنا فقال أبشرا فسيأتيكما من يوصلكما إلي أهليكما ثم غابا. فلما كان آخر النهار إذابرجل من فراسنا ومعه ثلاث أحمرة قدأقبل ليحتطب فلما رآنا ارتاع منا وانهزم وترك حميره فصحنا إليه باسمه وتسمينا له فرجع و قال ياويلكما إن أهاليكما قدأقاموا عزاءكما قوما لاحاجة لي في الحطب فقمنا وركبنا تلك الأحمرة فلما قربنا من البلد دخل أمامنا وأخبر أهلنا ففرحوا فرحا شديدا وأكرموه واخلعوا عليه . فلما دخلنا إلي أهلنا سألونا عن حالنا فحكينا لهم بما شاهدناه فكذبونا وقالوا هوتخييل لكم من العطش . قال محمود ثم أنساني‌ الدهر حتي كان لم يكن و لم يبق علي خاطري‌ شيء منه حتي بلغت عشرين سنة وتزوجت وصرت أخرج في المكاراة و لم يكن في أهلي‌ أشد مني‌ نصبا لأهل الإيمان سيما زوار الأئمة ع بسرمن رأي فكنت أكريهم الدواب بالقصد لأذيتهم بكل ماأقدر عليه من السرقة وغيرها وأعتقد أن ذلك مما يقربني‌ إلي الله تعالي .فاتفق أني‌ كريت دوابي‌ مرة لقوم من أهل الحلة وكانوا قادمين إلي الزيارة منهم ابن السهيلي‌ و ابن عرفة و ابن حارب و ابن الزهدري‌ وغيرهم من أهل الصلاح ومضيت إلي بغداد وهم يعرفون ما أنا عليه من العناد فلما خلوا بي‌ من الطريق و قدامتلئوا علي غيظا وحنقا لم يتركوا شيئا من القبيح إلافعلوه بي‌ و أناساكت لاأقدر عليهم لكثرتهم فلما دخلنا بغداد ذهبوا إلي الجانب الغربي‌ فنزلوا هناك و قدامتلأ فؤادي‌ حنقا. فلما جاء أصحابي‌ قمت إليهم ولطمت علي وجهي‌ وبكيت فقالوا ما لك و مادهاك فحكيت لهم ماجري علي من أولئك القوم فأخذوا في سبهم ولعنهم وقالوا طب نفسا فإنا نجتمع معهم في الطريق إذاخرجوا ونصنع بهم أعظم


صفحه : 206

مما صنعوا. فلما جن الليل أدركتني‌ السعادة فقلت في نفسي‌ إن هؤلاء الرفضة لايرجعون عن دينهم بل غيرهم إذازهد يرجع إليهم فما ذلك إلالأن الحق معهم فبقيت مفكرا في ذلك وسألت ربي‌ بنبيه محمدص أن يريني‌ في ليلتي‌ علامة أستدل بها علي الحق ألذي فرضه الله تعالي علي عباده .فأخذني‌ النوم فإذا أنابالجنة قدزخرفت فإذا فيهاأشجار عظيمة مختلفة الألوان والثمار ليست مثل أشجار الدنيا لأن أغصانها مدلاة وعروقها إلي فوق ورأيت أربعة أنهار من خمر ولبن وعسل وماء وهي‌ تجري‌ و ليس لها جرف بحيث لوأرادت النملة أن تشرب منها لشربت ورأيت نساء حسنة الأشكال ورأيت قوما يأكلون من تلك الثمار ويشربون من تلك الأنهار و أنا لاأقدر علي ذلك فكلما أردت أن أتناول من الثمار تصعد إلي فوق وكلما هممت أن أشرب من تلك الأنهار تغور إلي تحت فقلت للقوم مابالكم تأكلون وتشربون و أنا لاأطيق ذلك فقالوا إنك لاتأتي‌ إلينا بعد.فبينا أناكذلك و إذابفوج عظيم فقلت ماالخبر فقالوا سيدتنا فاطمة الزهراء ع قدأقبلت فنظرت فإذابأفواج من الملائكة علي أحسن هيئة ينزلون من الهواء إلي الأرض وهم حافون بها فلما دنت و إذابالفارس ألذي قدخلصنا من العطش بإطعامه لنا الحنظل قائما بين يدي‌ فاطمة ع فلما رأيته عرفته وذكرت تلك الحكاية وسمعت القوم يقولون هذام ح م د بن الحسن القائم المنتظر فقام الناس وسلموا علي فاطمة ع .


صفحه : 207

فقمت أنا و قلت السلام عليك يابنت رسول الله فقالت وعليك السلام يامحمود أنت ألذي خلصك ولدي‌ هذا من العطش فقلت نعم ياسيدتي‌ فقالت إن دخلت مع شيعتنا أفلحت فقلت أناداخل في دينك ودين شيعتك مقر بإمامة من مضي من بنيك و من بقي‌ منهم فقالت أبشر فقد فزت . قال محمود فانتبهت و أناأبكي‌ و قدذهل عقلي‌ مما رأيت فانزعج أصحابي‌ لبكائي‌ وظنوا أنه مما حكيت لهم فقالوا طب نفسا فو الله لننتقمن من الرفضة فسكت عنهم حتي سكتوا وسمعت المؤذن يعلن بالأذان فقمت إلي الجانب الغربي‌ ودخلت منزل أولئك الزوار فسلمت عليهم فقالوا لاأهلا و لاسهلا اخرج عنا لابارك الله فيك فقلت إني‌ قدعدت معكم ودخلت عليكم لتعلموني‌ معالم ديني‌ فبهتوا من كلامي‌ و قال بعضهم كذب و قال آخرون جاز أن يصدق .فسألوني‌ عن سبب ذلك فحكيت لهم مارأيت فقالوا إن صدقت فإنا ذاهبون إلي مشهد الإمام موسي بن جعفر ع فامض معنا حتي نشيعك هناك فقلت سمعا وطاعة وجعلت أقبل أيديهم وأقدامهم وحملت إخراجهم و أناأدعو لهم حتي وصلنا إلي الحضرة الشريفة فاستقبلنا الخدام ومعهم رجل علوي‌ كان أكبرهم فسلموا علي الزوار فقالوا له افتح لنا الباب حتي نزور سيدنا ومولانا فقال حبا وكرامة ولكن معكم شخص يريد أن يتشيع ورأيته في منامي‌ واقفا بين يدي‌ سيدتي‌ فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فقالت لي يأتيك غدا رجل يريد أن يتشيع فافتح له الباب قبل كل أحد و لورأيته الآن لعرفته .فنظر القوم بعضهم إلي بعض متعجبين فقالوا فشرع ينظر إلي واحد واحد فقال الله أكبر هذا و الله هو الرجل ألذي رأيته ثم أخذ بيدي‌ فقال القوم صدقت ياسيد وبررت وصدق هذا الرجل بما حكاه واستبشروا بأجمعهم وحمدوا الله تعالي ثم إنه أدخلني‌ الحضرة الشريفة وشيعني‌ وتوليت وتبريت . فلما تم أمري‌ قال العلوي‌ وسيدتك فاطمة تقول لك سيلحقك بعض


صفحه : 208

حطام الدنيا فلاتحفل به وسيخلفه الله عليك وستحصل في مضايق فاستغث بنا تنجو فقلت السمع والطاعة و كان لي فرس قيمتها مائتا دينار فماتت وخلف الله علي مثلها وأضعافها وأصابني‌ مضايق فندبتهم ونجوت وفرج الله عني‌ بهم و أنااليوم أوالي‌ من والاهم وأعادي‌ من عاداهم وأرجو بهم حسن العاقبة. ثم إني‌ سعيت إلي رجل من الشيعة فزوجني‌ هذه المرأة وتركت أهلي‌ فما قبلت أتزوج منهم و هذا ماحكا لي في تاريخ شهر رجب سنة ثمان وثمانين وسبعمائة هجريةوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ والصلاة علي محمد وآله

الحكاية الثانية

قال السيد الجليل صاحب المقامات الباهرة والكرامات الظاهرة رضي‌ الدين علي بن طاوس في كتاب غياث سلطان الوري علي مانقله عنه المحدث الأسترآبادي‌ في الفوائد المدنية في نسختين كانت إحداهما بخط الفاضل الهندي‌ مالفظه . يقول علي بن موسي بن جعفر بن طاوس كنت قدتوجهت أنا وأخي‌ الصالح محمد بن محمد بن محمدالقاضي‌ الآوي‌ ضاعف الله سعادته وشرف خاتمته من الحلة إلي مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في يوم الثلاثاء سابع عشر شهر جمادي الأخري سنة إحدي وأربعين وستمائة فاختار الله لنا المبيت بالقرية التي‌ تسمي دورة بن سنجار وبات أصحابنا ودوابنا في القرية وتوجهنا منها أوائل نهار يوم الأربعاء ثامن عشر الشهر المذكور.فوصلنا إلي مشهد مولانا علي صلوات الله وسلامه عليه قبل ظهر يوم الأربعاء المذكور فزرنا وجاء الليل في ليلة الخميس تاسع عشر جمادي الأخري المذكورة فوجدت من نفسي‌ إقبالا علي الله وحضورا وخيرا كثيرا فشاهدت مايدل علي القبول والعناية والرأفة وبلوغ المأمول والضيافة فحدثني‌ أخي‌ الصالح محمد بن محمدالآوي‌ ضاعف الله سعادته أنه رأي في تلك الليلة في منامه كان في يدي‌ لقمة و أناأقول له هذه من فم مولانا المهدي‌ ع و قدأعطيته بعضها.


صفحه : 209

فلما كان سحر تلك الليلة كنت علي ماتفضل الله به من نافلة الليل فلما أصبحنا به من نهار الخميس المذكور دخلت الحضرة حضرة مولانا علي صلوات الله عليه علي عادتي‌ فورد علي من فضل الله وإقباله والمكاشفة ماكدت أسقط علي الأرض ورجفت أعضائي‌ وأقدامي‌ وارتعدت رعدة هائلة علي عوائد فضله عندي‌ وعنايته لي و ماأراني‌ من بره لي ورفدي‌ وأشرفت علي الفناء ومفارقة دار الفناء والانتقال إلي دار البقاء حتي حضر الجمال محمد بن كنيله و أنا في تلك الحال فسلم علي فعجزت عن مشاهدته و عن النظر إليه و إلي غيره و ماتحققته بل سألت عنه بعد ذلك فعرفوني‌ به تحقيقا وتجددت في تلك الزيارة مكاشفات جليلة وبشارات جميلة. وحدثني‌ أخي‌ الصالح محمد بن محمد بن محمدالآوي‌ ضاعف الله سعادته بعده بشارات رواها لي منها أنه رأي كان شخصا يقص عليه في المنام مناما و يقول له قدرأيت كأن فلانا يعني‌ عني‌ وكأنني‌ كنت حاضرا لما كان المنام يقص عليه راكب فرسا و أنت يعني‌ الأخ الصالح الآوي‌ وفارسان آخران قدصعدتم جميعا إلي السماء قال فقلت له أنت تدري‌ أحد الفارسين من هو فقال صاحب المنام في حال النوم لاأدري‌ فقلت أنت يعني‌ عني‌ ذلك مولانا المهدي‌ صلوات الله وسلامه عليه . وتوجهنا من هناك لزيارة أول رجب بالحلة فوصلنا ليلة الجمعة سابع عشر جمادي الآخرة بحسب الاستخارة فعرفني‌ حسن بن البقلي‌ يوم الجمعة المذكورة أن شخصا فيه صلاح يقال له عبدالمحسن من أهل السواد قدحضر بالحلة وذكر أنه قدلقيه مولانا المهدي‌ صلوات الله عليه ظاهرا في اليقظة و قدأرسله إلي عندي‌ برسالة فنفذت قاصدا و هومحفوظ بن قرا فحضرا ليلة السبت ثامن عشر من جمادي الآخرة المقدم ذكرها.


صفحه : 210

فخلوت بهذا الشيخ عبدالمحسن فعرفته فهو رجل صالح لايشك النفس في حديثه ومستغن عنا وسألته فذكر أن أصله من حصن بشر و أنه انتقل إلي الدولاب ألذي بإزاء المحولة المعروفة بالمجاهدية ويعرف الدولاب بابن أبي الحسن و أنه مقيم هناك و ليس له عمل بالدولاب و لازرع ولكنه تاجر في شراء غليلات وغيرها و أنه كان قدابتاع غلة من ديوان السرائر وجاء ليقبضها وبات عندالمعيدية في المواضع المعروفة بالمحبر. فلما كان وقت السحر كره استعمال ماء المعيدية فخرج بقصد النهر والنهر في جهة المشرق فما أحس بنفسه إلا و هو في قل السلم في طريق مشهد الحسين ع في جهة المغرب و كان ذلك ليلة الخميس تاسع عشر شهر جمادي الآخرة من سنة إحدي وأربعين وستمائة التي‌ تقدم شرح بعض ماتفضل الله علي فيها و في نهارها في خدمة مولانا أمير المؤمنين ع .فجلست أريق ماء و إذافارس عندي‌ ماسمعت له حسا و لاوجدت لفرسه حركة و لاصوتا و كان القمر طالعا ولكن كان الضباب كثيرا.فسألته عن الفارس وفرسه فقال كان لون فرسه صدءا و عليه ثياب بيض و هومتحنك بعمامة ومتقلد بسيف . فقال الفارس لهذا الشيخ عبدالمحسن كيف وقت الناس قال عبدالمحسن فظننت أنه يسأل عن ذلك الوقت قال فقلت الدنيا عليه ضباب وغبرة فقال ماسألتك عن هذا أناسألتك عن حال الناس قال فقلت الناس طيبين مرخصين آمنين في أوطانهم و علي أموالهم . فقال تمضي‌ إلي ابن طاوس وتقول له كذا وكذا وذكر لي ما قال صلوات الله عليه ثم قال عنه ع فالوقت قددنا فالوقت قددنا قال عبدالمحسن فوقع في قلبي‌ وعرفت نفسي‌ أنه مولانا صاحب الزمان ع فوقعت علي وجهي‌


صفحه : 211

وبقيت كذلك مغشيا علي إلي أن طلع الصبح قلت له فمن أين عرفت أنه قصد ابن طاوس عني‌ قال ماأعرف من بني‌ طاوس إلا أنت و ما في قلبي‌ إلا أنه قصد بالرسالة إليك قلت أي شيءفهمت بقوله ع فالوقت قددنا فالوقت قددنا هل قصد وفاتي‌ قددنا أم قددنا وقت ظهوره صلوات الله وسلامه عليه فقال بل قددنا وقت ظهوره صلوات الله عليه . قال فتوجهت ذلك الوقت إلي مشهد الحسين ع وعزمت أنني‌ ألزم بيتي‌ مدة حياتي‌ أعبد الله تعالي وندمت كيف ماسألته صلوات الله عليه عن أشياء كنت أشتهي‌ أسأله فيها. قلت له هل عرفت بذلك أحدا قال نعم عرفت بعض من كان عرف بخروجي‌ من المعيدية وتوهموا أني‌ قدضللت وهلكت بتأخيري‌ عنهم واشتغالي‌ بالغشية التي‌ وجدتها ولأنهم كانوا يروني‌ طول ذلك النهار يوم الخميس في أثر الغشية التي‌ لقيتها من خوفي‌ منه ع فوصيته أن لا يقول ذلك لأحد أبدا وعرضت عليه شيئا فقال أنامستغن عن الناس وبخير كثير.فقمت أنا و هو فلما قام عني‌ نفذت له غطاء وبات عندنا في المجلس علي باب الدار التي‌ هي‌ مسكني‌ الآن بالحلة فقمت وكنت أنا و هو في الروشن في خلوة فنزلت لأنام فسألت الله زيادة كشف في المنام في تلك الليلة أراه أنا.فرأيت كان مولانا الصادق ع قدجاءني‌ بهدية عظيمة وهي‌ عندي‌ وكأنني‌ ماأعرف قدرها فاستيقظت وحمدت الله وصعدت الروشن لصلاة نافلة


صفحه : 212

الليل وهي‌ ليلة السبت ثامن عشر جمادي الآخرة فاصعد فتح الإبريق إلي عندي‌ فمددت يدي‌ فلزمت عروته لأفرغ علي كفي‌ فأمسك ماسك فم الإبريق وأداره عني‌ ومنعني‌ من استعمال الماء في طهارة الصلاة فقلت لعل الماء نجس فأراد الله أن يصونني‌ عنه فإن لله عز و جل علي عوائد كثيرة أحدها مثل هذا وأعرفها.فناديت إلي فتح و قلت من أين ملأت الإبريق فقال من المصبة فقلت هذالعله نجس فاقلبه واطهره واملأه من الشط فمضي وقلبه و أناأسمع صوت الإبريق وشطفه وملأه من الشط وجاء به فلزمت عروته وشرعت أقلب منه علي كفي‌ فأمسك ماسك فم الإبريق وأداره عني‌ ومنعني‌ منه .فعدت وصبرت ودعوت بدعوات وعاودت الإبريق وجري مثل ذلك فعرفت أن هذامنع لي من صلاة الليل تلك الليلة و قلت في خاطري‌ لعل الله يريد أن يجري‌ علي حكما وابتلاء غدا و لايريد أن أدعو الليلة في السلامة من ذلك وجلست لايخطر بقلبي‌ غير ذلك .فنمت و أناجالس و إذابرجل يقول لي يعني‌ عبدالمحسن ألذي جاء بالرسالة كأنه ينبغي‌ أن تمشي‌ بين يديه فاستيقظت ووقع في خاطري‌ أنني‌ قدقصرت في احترامه وإكرامه فتبت إلي الله جل جلاله واعتمدت مايعتمد التائب من مثل ذلك وشرعت في الطهارة فلم يمسك أبدا فم الإبريق وتركت علي عادتي‌ فتطهرت وصليت ركعتين فطلع الفجر فقضيت نافلة الليل وفهمت أنني‌ ماقمت بحق هذه الرسالة.فنزلت إلي الشيخ عبدالمحسن وتلقيته وأكرمته وأخذت له من خاصتي‌


صفحه : 213

ستا نير و من غيرخاصتي‌ خمسة عشر دينارا مما كنت أحكم فيه كمالي‌ وخلوت به في الروشن وعرضت ذلك عليه واعتذرت إليه فامتنع من قبول شيءأصلا و قال إن معي‌ نحو مائة دينار و ماآخذ شيئا أعطه لمن هوفقير وامتنع غاية الامتناع .فقلت إن رسول مثله عليه الصلاة و السلام يعطي لأجل الإكرام لمن أرسله لالأجل فقره وغناه فامتنع فقلت له مبارك أماالخمسة عشر فهي‌ من غيرخاصتي‌ فلاأكرهك علي قبولها و أما هذه الستة دنانير فهي‌ من خاصتي‌ فلابد أن تقبلها مني‌ فكاد أن يؤيسني‌ من قبولها فألزمته فأخذها وعاد تركها فألزمته فأخذها وتغديت أنا و هو ومشيت بين يديه كماأمرت في المنام إلي ظاهر الدار وأوصيته بالكتمان والحمد لله وصلي الله علي سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين

الحكاية الثالثة

في آخر كتاب في التعازي‌ عن آل محمد ع ووفاة النبي ص تأليف الشريف الزاهد أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبدالرحمن العلوي‌ الحسيني‌ رضي‌ الله عنه عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعيد بن أحمد بن الرضي‌ عن الشيخ الأجل المقر‌ئ خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث أنه حكي في داري‌ بالظفرية بمدينة السلام في ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال حدثني‌ شيخي‌ العالم بن أبي القاسم عثمان بن عبدالباقي‌ بن أحمدالدمشقي‌ في سابع عشر جمادي الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قال حدثني‌ الأجل


صفحه : 214

العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحيي الأنباري‌ بداره بمدينة السلام ليلة عاشر شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. قال كنا عندالوزير عون الدين يحيي بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها ونحن علي طبقة وعنده جماعة فلما أفطر من كان حاضرا وتقوض أكثر من حضر خاصرا أردنا الانصراف فأمرنا بالتمسي‌ عنده فكان في مجلسه في تلك الليلة شخص لاأعرفه و لم أكن رأيته من قبل ورأيت الوزير يكثر إكرامه ويقرب مجلسه ويصغي‌ إليه ويسمع قوله دون الحاضرين .فتجارينا الحديث والمذاكرة حتي أمسينا وأردنا الانصراف فعرفنا بعض أصحاب الوزير أن الغيث ينزل و أنه يمنع من يريد الخروج فأشار الوزير أن نمسي‌ عنده فأخذنا نتحادث فأفضي الحديث حتي تحادثنا في الأديان والمذاهب ورجعنا إلي دين الإسلام وتفرق المذاهب فيه . فقال الوزير أقل طائفة مذهب الشيعة و مايمكن أن يكون أكثر منهم في خطتنا هذه وهم الأقل من أهلها وأخذ يذم أحوالهم ويحمد الله علي قتلهم في أقاصي‌ الأرض .فالتفت الشخص ألذي كان الوزير مقبلا عليه مصغيا إليه فقال له أدام الله أيامك أحدث بما عندي‌ فيما قدتفاوضتم فيه أوأعرض عنه فصمت الوزير ثم قال قل ماعندك . فقال خرجت مع والدي‌ سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة من مدينتنا وهي‌ المعروفة بالباهية ولها الرستاق ألذي يعرفه التجار وعدة ضياعها ألف ومائتا ضيعة في كل ضيعة من الخلق ما لايحصي‌ عددهم إلا الله وهم قوم نصاري وجميع


صفحه : 215

الجزائر التي‌ كانت حولهم علي دينهم ومذهبهم ومسير بلادهم وجزائرهم مدة شهرين وبينهم و بين البر مسير عشرين يوما و كل من في البر من الأعراب وغيرهم نصاري وتتصل بالحبشة والنوبة وكلهم نصاري ويتصل بالبربر وهم علي دينهم فإن حد هذا كان بقدر كل من في الأرض و لم نضف إليهم الإفرنج والروم . و غيرخفي‌ عنكم من بالشام والعراق والحجاز من النصاري واتفق أننا سرنا في البحر وأوغلنا وتعدينا الجهات التي‌ كنا نصل إليها ورغبنا في المكاسب و لم نزل علي ذلك حتي صرنا إلي جزائر عظيمة كثيرة الأشجار مليحة الجدران فيهاالمدن الملدودة والرساتيق . وأول مدينة وصلنا إليها وأرسي‌ المراكب بها و قدسألنا الناخداه أي شيء هذه الجزيرة قال و الله إن هذه جزيرة لم أصل إليها و لاأعرفها و أنا وأنتم في معرفتها سواء. فلما أرسينا بها وصعد التجار إلي مشرعة تلك المدينة وسألنا مااسمها فقيل هي‌ المباركة فسألنا عن سلطانهم و مااسمه فقالوا اسمه الطاهر فقلنا وأين سرير مملكته فقيل بالزاهرة فقلنا وأين الزاهرة فقالوا بينكم وبينها مسيرة عشر ليال في البحر وخمس وعشرين ليلة في البر وهم قوم مسلمون .فقلنا من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع والابتياع فقالوا تحضرون عندنائب السلطان فقلنا وأين أعوانه فقالوا لاأعوان له بل هو في داره و كل من عليه حق يحضر عنده فيسلمه إليه .فتعجبنا من ذلك وقلنا أ لاتدلونا عليه فقالوا بلي وجاء معنا من أدخلنا داره فرأيناه رجلا صالحا عليه عباءة وتحته عباءة و هومفترشها و بين يديه دواة يكتب منها من كتاب ينظر إليه فسلمنا عليه فرد علينا السلام وحيانا و قال من أين أقبلتم فقلنا من أرض كذا وكذا فقال كلكم فقلنا لابل


صفحه : 216

فينا المسلم واليهودي‌ والنصراني‌ فقال يزن اليهودي‌ جزيته والنصراني‌ جزيته ويناظر المسلم عن مذهبه فوزن والدي‌ عن خمس نفر نصاري عنه وعني‌ و عن ثلاثة نفر كانوا معنا ثم وزن تسعة نفر كانوا يهودا و قال للباقين هاتوا مذاهبكم فشرعوا معه في مذاهبهم فقال لستم مسلمين وإنما أنتم خوارج وأموالكم محل للمسلم المؤمن و ليس بمسلم من لم يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر وبالوصي‌ والأوصياء من ذريته حتي مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليهم .فضاقت بهم الأرض و لم يبق إلاأخذ أموالهم . ثم قال لنا يا أهل الكتاب لامعارضة لكم فيما معكم حيث أخذت الجزية منكم فلما عرف أولئك أن أموالهم معرضة للنهب سألوه أن يحتملهم إلي سلطانهم فأجاب سؤالهم وتلالِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ.فقلنا للناخداه والربان و هوالدليل هؤلاء قوم قدعاشرناهم وصاروا رفقة و مايحسن لنا أن نتخلف عنهم أينما يكونوا نكون معهم حتي نعلم مايستقر حالهم عليه فقال الربان و الله ماأعلم هذاالبحر أين المسير فيه فاستأجرنا ربانا ورجالا وقلعنا القلع وسرنا ثلاثة عشر يوما بلياليها حتي كان قبل طلوع الفجر فكبر الربان فقال هذه و الله أعلام الزاهرة ومنائرها وجدرها أنها قدبانت فسرنا حتي تضاحي النهار.فقدمنا إلي مدينة لم تر العيون أحسن منها و لاأحق علي القلب و لاأرق من نسيمها و لاأطيب من هوائها و لاأعذب من مائها وهي‌ راكبة البحر علي جبل من صخر أبيض كأنه لون الفضة وعليها سور إلي مايلي‌ البحر والبحر يحوط ألذي يليه منها والأنهار منحرفة في وسطها يشرب منها أهل الدور والأسواق


صفحه : 217

وتأخذ منها الحمامات وفواضل الأنهار ترمي في البحر ومدي الأنهار فرسخ ونصف و في تحت ذلك الجبل بساتين المدينة وأشجارها ومزارعها عندالعيون وأثمار تلك الأشجار لايري أطيب منها و لاأعذب ويرعي الذئب والنعجة عيانا و لوقصد قاصد لتخلية دابة في زرع غيره لمارعته و لاقطعت قطعة حمله ولقد شاهدت السباع والهوام رابضة في غيض تلك المدينة وبنو آدم يمرون عليها فلاتؤذيهم . فلما قدمنا المدينة وأرسي‌ المركب فيها و ما كان صحبنا من الشوابي‌ والذوابيح من المباركة بشريعة الزاهرة صعدنا فرأينا مدينة عظيمة عيناء كثيرة الخلق وسيعة الربقة و فيهاالأسواق الكثيرة والمعاش العظيم وترد إليها الخلق من البر والبحر وأهلها علي أحسن قاعدة لا يكون علي وجه الأرض من الأمم والأديان مثلهم وأمانتهم حتي أن المتعيش بسوق يرده إليه من يبتاع منه حاجة إما بالوزن أوبالذراع فيبايعه عليها ثم يقول أيا هذازن لنفسك واذرع لنفسك .فهذه صورة مبايعاتهم و لايسمع بينهم لغو المقال و لاالسفه و لاالنميمة و لايسب بعضهم بعضا و إذانادي المؤذن الأذان لايتخلف منهم متخلف ذكرا كان أوأنثي إلا ويسعي إلي الصلاة حتي إذاقضيت الصلاة للوقت المفروض رجع كل منهم إلي بيته حتي يكون وقت الصلاة الأخري فيكون الحال كماكانت فلما وصلنا المدينة وأرسينا بمشرعتها أمرونا بالحضور إلي عندالسلطان فحضرنا داره ودخلنا إليه إلي بستان صور في وسطه قبة من قصب والسلطان في تلك القبة وعنده جماعة و في باب القبة ساقية تجري‌.فوافينا القبة و قدأقام المؤذن الصلاة فلم يكن أسرع من أن امتلأ البستان بالناس وأقيمت الصلاة فصلي بهم جماعة فلا و الله لم تنظر عيني‌ أخضع منه لله و لاألين جانبا لرعيته فصلي من صلي مأموما. فلما قضيت الصلاة التفت إلينا و قال هؤلاء القادمون قلنا نعم وكانت تحية الناس له أومخاطبتهم له يا ابن صاحب الأمر فقال علي خير مقدم .


صفحه : 218

ثم قال أنتم تجار أوضياف فقلنا تجار فقال من منكم المسلم و من منكم أهل الكتاب فعرفناه ذلك فقال إن الإسلام تفرق شعبا فمن أي قبيل أنتم و كان معنا شخص يعرف بالمقري‌ بن دربهان بن أحمدالأهوازي‌ يزعم أنه علي مذهب الشافعي‌ فقال له أنا رجل شافعي‌ قال فمن علي مذهبك من الجماعة قال كلنا إلا هذاحسان بن غيث فإنه رجل مالكي‌. فقال أنت تقول بالإجماع قال نعم قال إذاتعمل بالقياس ثم قال بالله ياشافعي‌ تلوت ماأنزل الله يوم المباهلة قال نعم قال ما هو قال قوله تعالي فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ. فقال بالله عليك من أبناء الرسول و من نساؤه و من نفسه يا ابن دربهان فأمسك فقال بالله هل بلغك أن غيرالرسول والوصي‌ والبتول والسبطين دخل تحت الكساء قال لا فقال و الله لم تنزل هذه الآية إلافيهم و لاخص بهاسواهم . ثم قال بالله عليك ياشافعي‌ ماتقول فيمن طهره الله بالدليل القاطع هل ينجسه المختلفون قال لا قال بالله عليك هل تلوت إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً قال نعم قال بالله عليك من يعني‌ بذلك فأمسك فقال و الله ماعني بها إلاأهلها. ثم بسط لسانه وتحدث بحديث أمضي من السهام وأقطع من الحسام فقطع الشافعي‌ ووافقه فقام عند ذلك فقال عفوا يا ابن صاحب الأمر انسب إلي‌ نسبك فقال أناطاهر بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ألذي أنزل الله فيه وَ كُلّ شَيءٍ


صفحه : 219

أَحصَيناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ هو و الله الإمام المبين ونحن الذين أنزل الله في حقناذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. ياشافعي‌ نحن أهل البيت نحن ذرية الرسول ونحن أولو الأمر فخر الشافعي‌ مغشيا عليه لماسمع منه ثم أفاق من غشيته وآمن به و قال الحمد لله ألذي منحني‌ بالإسلام ونقلني‌ من التقليد إلي اليقين . ثم أمر لنا بإقامة الضيافة فبقينا علي ذلك ثمانية أيام و لم يبق في المدينة إلا من جاء إلينا وحادثنا فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة ففتح لهم في ذلك فكثرت علينا الأطعمة والفواكه وعملت لنا الولائم ولبثنا في تلك المدينة سنة كاملة.فعلمنا وتحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين كاملة برا وبحرا وبعدها مدينة اسمها الرائقة سلطانها القاسم بن صاحب الأمر ع مسيرة ملكها شهرين وهي‌ علي تلك القاعدة ولها دخل عظيم وبعدها مدينة اسمها الصافية سلطانها ابراهيم بن صاحب الأمر ع بالحكام وبعدها مدينة أخري اسمها ظلوم سلطانها عبدالرحمن بن صاحب الأمر ع مسيرة رستاقها وضياعها شهران وبعدها مدينة أخري اسمها عناطيس سلطانها هاشم بن صاحب الأمر ع وهي‌ أعظم المدن كلها وأكبرها وأعظم دخلا ومسيرة ملكها أربعة أشهر.فيكون مسيرة المدن الخمس والمملكة مقدار سنة لايوجد في أهل تلك الخطط والمدن والضياع والجزائر غيرالمؤمن الشيعي‌ الموحد القائل بالبراءة والولاية ألذي يقيم الصلاة ويؤتي‌ الزكاة ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر سلاطينهم أولاد إمامهم يحكمون بالعدل و به يأمرون و ليس علي وجه الأرض مثلهم و لوجمع أهل الدنيا لكانوا أكثر عددا منهم علي اختلاف الأديان والمذاهب . ولقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم لأنهم زعموا


صفحه : 220

أنها سنة وروده فلم يوفقنا الله تعالي للنظر إليه فأما ابن دربهان وحسان فإنهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته و قدكنا لمااستكثرنا هذه المدن وأهلها سألنا عنها فقيل إنها عمارة صاحب الأمر ع واستخراجه . فلما سمع عون الدين ذلك نهض ودخل حجرة لطيفة و قدتقضي‌ الليل فأمر بإحضارنا واحدا واحدا و قال إياكم إعادة ماسمعتم أوإجراء علي ألفاظكم وشدده وتأكد علينا فخرجنا من عنده و لم يعد أحد منا مما سمعه حرفا واحدا حتي هلك . وكنا إذاحضرنا موضعا واجتمع واحدنا بصاحبه قال أتذكر شهر رمضان فيقول نعم سترا لحال الشرط.فهذا ماسمعته ورويته والحمد لله وحده وصلواته علي خير خلقه محمد وآله الطاهرين وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ. قلت وروي هذه الحكاية مختصرا الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي‌ البياضي‌ في الفصل الخامس عشر من الباب الحادي‌ عشر من كتاب الصراط المستقيم و هوأحسن كتاب صنف في الإمامة عن كمال الدين الأنباري‌ إلخ و هوصاحب رسالة الباب المفتوح إلي ماقيل في النفس والروح التي‌ نقلها العلامة المجلسي‌ بتمامها في السماء والعالم . و قال السيد الأجل علي بن طاوس في أواخر كتاب جمال الأسبوع و هوالجزء الرابع من السمات والمهمات بعدسوقه الصلوات المهدوية المعروفة التي‌ أولها أللهم صل علي محمدالمنتجب في الميثاق و في آخرها وصل علي وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده وزد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصي آمالهم دينا ودنيا وآخرة إلخ . وَ الدّعَاءُ الآخَرُ مرَويِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع يُدعَي بِهِ فِي الغَيبَةِ أَوّلُهُ أللّهُمّ ادفَع عَن وَلِيّكَ وَ فِي آخِرِهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي وُلَاةِ عَهدِكَ فِي الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ

إلخ قال بعدكلام له في شرح هذه الفقرة مالفظه ووجدت رواية متصلة الإسناد


صفحه : 221

بأن للمهدي‌ صلوات الله عليه أولاد جماعة ولاة في أطراف بلاد البحر علي غاية عظيمة من صفات الأبرار والظاهر بل المقطوع أنه إشارة إلي هذه الرواية و الله العالم . ورواه أيضا السيد الجليل علي بن عبدالحميد النيلي‌ في كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان عن الشيخ الأجل الأمجد الحافظ حجة الإسلام سعيد الدين رضي‌ البغدادي‌ عن الشيخ الأجل خطير الدين حمزة بن الحارث بمدينة السلام إلخ . ورواه المحدث الجزائري‌ في الأنوار عن المولي الفاضل الملقب بالرضا علي بن فتح الله الكاشاني‌ قال روي الشريف الزاهد

الحكاية الرابعة

قال آية الله العلامة الحلي‌ رحمه الله في آخر منهاج الصلاح في دعاء العبرات الدعاء المعروف و هومروي‌ عن الصادق جعفر بن محمد ع و له من جهة السيد السعيد رضي‌ الدين محمد بن محمد بن محمدالآوي‌ قدس الله روحه حكاية معروفة بخط بعض الفضلاء في هامش ذلك الموضع روي المولي السعيد فخر الدين محمد بن الشيخ الأجل جمال الدين عن والده عن جده الفقيه يوسف عن السيد الرضي‌ المذكور أنه كان مأخوذا عند أمير من أمراء السلطان جرماغون مدة طويلة مع شدة وضيق فرأي في نومه الخلف الصالح المنتظر فبكي و قال يامولاي‌ اشفع في خلاصي‌ من هؤلاء الظلمة. فقال ع ادع بدعاء العبرات فقال مادعاء العبرات فقال ع إنه في مصباحك فقال يامولاي‌ ما في مصباحي‌ فقال ع انظره تجده فانتبه من منامه وصلي الصبح وفتح المصباح فلقي‌ ورقة مكتوبة فيها هذاالدعاء بين أوراق الكتاب فدعا أربعين مرة. و كان لهذا الأمير امرأتان إحداهما عاقلة مدبرة في أموره و هوكثير


صفحه : 222

الاعتماد عليها.فجاء الأمير في نوبتها فقالت له أخذت أحدا من أولاد أمير المؤمنين علي ع فقال لها لم تسألين عن ذلك فقالت رأيت شخصا و كان نور الشمس يتلألأ من وجهه فأخذ بحلقي‌ بين إصبعيه ثم قال أري بعلك أخذ ولدي‌ ويضيق عليه من المطعم والمشرب .فقلت له ياسيدي‌ من أنت قال أنا علي بن أبي طالب قولي‌ له إن لم يخل عنه لأخربن بيته .فشاع هذاالنوم للسلطان فقال ماأعلم ذلك وطلب نوابه فقال من عندكم مأخوذ فقالوا الشيخ العلوي‌ أمرت بأخذه فقال خلوا سبيله وأعطوه فرسا يركبها ودلوه علي الطريق فمضي إلي بيته انتهي . و قال السيد الأجل علي بن طاوس في آخر مهج الدعوات و من ذلك ماحدثني‌ به صديقي‌ والمواخي‌ لي محمد بن محمدالقاضي‌ الآوي‌ ضاعف الله جل جلاله سعادته وشرف خاتمته وذكر له حديثا عجيبا وسببا غريبا و هو أنه كان قدحدث له حادثة فوجد هذاالدعاء في أوراق لم يجعله فيها بين كتبه فنسخ منه نسخة فلما نسخه فقد الأصل ألذي كان قدوجده إلي أن ذكر الدعاء وذكر له نسخة أخري من طريق آخر تخالفه . وَ نَحنُ نَذكُرُ النّسخَةَ الأَولَي تَيَمّناً بِلَفظِ السّيّدِ فَإِنّ بَينَ مَا ذَكَرَهُ وَ نَقَلَ العَلّامَةُ أَيضاً اختِلَافاً شَدِيداً وَ هيِ‌َبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ يَا رَاحِمَ العَبَرَاتِ وَ يَا كَاشِفَ الكُرُبَاتِ أَنتَ ألّذِي تَقشَعُ سَحَائِبَ المِحَنِ وَ قَد أَمسَت ثِقَالًا وَ تَجلُو ضَبَابَ الإِحَنِ وَ قَد سَحَبَت أَذيَالًا وَ تَجعَلُ زَرعَهَا هَشِيماً وَ عِظَامَهَا رَمِيماً وَ تَرُدّ المَغلُوبَ غَالِباً وَ المَطلُوبَ طَالِباً إلِهَيِ‌ فَكَم مِن عَبدٍ نَادَاكَ أنَيّ‌ مَغلُوبٌ فَانتَصِر فَفَتَحتَ لَهُ مِن نَصرِكَ أَبوَابَ السّمَاءِ بِمَاءٍ مُنهَمِرٍ وَ فَجّرتَ لَهُ مِن عَونِكَ عُيُوناً فَالتَقَي مَاءُ فَرَجِهِ عَلَي أَمرٍ قَد قُدِرَ وَ حَمَلتَهُ مِن كِفَايَتِكَ عَلَي ذَاتِ أَلوَاحٍ وَ دُسُرٍ


صفحه : 223

يَا رَبّ إنِيّ‌مَغلُوبٌ فَانتَصِر يَا رَبّ إنِيّ‌مَغلُوبٌ فَانتَصِر يَا رَبّ إنِيّ‌مَغلُوبٌ فَانتَصِرفَصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افتَح لِي مِن نَصرِكَأَبوابَ السّماءِ بِماءٍ مُنهَمِرٍ وَ فَجّر لِي مِن عَونِكَ عُيُوناً ليِلَتقَيِ‌َ مَاءُ فرَجَيِ‌عَلي أَمرٍ قَد قُدِرَ وَ احملِنيِ‌ يَا رَبّ مِن كِفَايَتِكَعَلي ذاتِ أَلواحٍ وَ دُسُرٍ يَا مَن إِذَا وَلَجَ العَبدُ فِي لَيلٍ مِن حَيرَتِهِ يَهِيمُ فَلَم يَجِد لَهُ صَرِيخاً يُصرِخُهُ مِن ولَيِ‌ّ وَ لَا حَمِيمٍ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ جُد يَا رَبّ مِن مَعُونَتِكَ صَرِيخاً مُعِيناً وَ وَلِيّاًيَطلُبُهُ حَثِيثاًيُنَجّيهِ مِن ضَيقِ أَمرِهِ وَ حَرَجِهِ وَ يُظهِرُ لَهُ المُهِمّ مِن أَعلَامِ فَرَجِهِ أللّهُمّ فَيَا مَن قُدرَتُهُ قَاهِرَةٌ وَ آيَاتُهُ بَاهِرَةٌ وَ نَقِمَاتُهُ قَاصِمَةٌ لِكُلّ جُبَارٍ دَامِغَةٌ لِكُلّ كَفُورٍ خَتّارٍ صَلّ يَا رَبّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ انظُر إلِيَ‌ّ يَا رَبّ نَظرَةً مِن نَظَرَاتِكَ رَحِيمَةً تَجلُو بِهَا عنَيّ‌ ظُلمَةً وَاقِفَةً مُقِيمَةً مِن عَاهَةٍ جَفّت مِنهَا الضّرُوعُ وَ قَلَفَت مِنهَا الزّرُوعُ وَ اشتَمَلَ بِهَا عَلَي القُلُوبِ اليَأسُ وَ جَرَت بِسَبَبِهَا الأَنفَاسُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ حِفظاً حِفظاً لِغَرَائِسَ غَرَسَتهَا يَدُ الرّحمَنِ وَ شَرّبَهَا مِن مَاءِ الحَيَوَانِ أَن تَكُونَ بِيَدِ الشّيطَانِ تُجَزّ وَ بِفَأسِهِ تُقطَعُ وَ تُحَزّ إلِهَيِ‌ مَن أَولَي مِنكَ أَن يَكُونَ عَن حَمَاكَ حَارِساً وَ مَانِعاً إلِهَيِ‌ إِنّ الأَمرَ قَد هَالَ فَهَوّنهُ وَ خَشُنَ فَأَلِنهُ وَ إِنّ القُلُوبَ كَاعَت فَطَنّهَا وَ النّفُوسُ ارتَاعَت فَسَكّنهَا إلِهَيِ‌ تَدَارَك أَقدَاماً قَد زَلّت وَ أَفهَاماً فِي مَهَامِهِ الحَيرَةِ ضَلّت أَجحَفَ الضّرّ بِالمَضرُورِ فِي دَاعِيَةِ الوَيلِ وَ الثّبُورِ فَهَل يَحسُنُ مِن فَضلِكَ أَن تَجعَلَهُ فَرِيسَةً لِلبَلَاءِ وَ هُوَ لَكَ رَاجٍ أَم هَل يُحمَلُ مِن عَدلِكَ أَن يَخُوضَ لُجّةَ الغَمّاءِ وَ هُوَ إِلَيكَ لَاجٍ موَلاَي‌َ لَئِن كُنتُ لَا أَشُقّ عَلَي نفَسيِ‌ فِي التّقَي وَ لَا أَبلُغُ فِي حَملِ أَعبَاءِ الطّاعَةِ مَبلَغَ الرّضَا وَ لَا أَنتَظِمُ فِي سِلكِ قَومٍ رَفَضُوا الدّنيَا فَهُم خُمُصُ البُطُونِ عُمشُ العُيُونِ مِنَ البُكَاءِ بَل أَتَيتُكَ يَا رَبّ بِضَعفٍ مِنَ العَمَلِ وَ ظَهرٍ ثَقِيلٍ بِالخَطَاءِ وَ الزّلَلِ وَ نَفَسٍ لِلرّاحَةِ مُعتَادَةٍ وَ لدِوَاَعيِ‌ التّسوِيفِ مُنقَادَةٍ أَ مَا يَكفِيكَ يَا رَبّ وَسِيلَةً إِلَيكَ وَ ذَرِيعَةً لَدَيكَ أنَيّ‌ لِأَولِيَائِكَ مُوَالٍ وَ فِي مَحَبّتِكَ مُغَالٍ أَ مَا يكَفيِنيِ‌ أَن أَرُوحَ فِيهِم.


صفحه : 224

مَظلُوماً وَ أَغدُوَ مَكظُوماً وَ أقَضيِ‌َ بَعدَ هُمُومٍ هُمُوماً وَ بَعدَ رُجُومٍ رُجُوماً أَ مَا عِندَكَ يَا رَبّ بِهَذِهِ حُرمَةٌ لَا تُضَيّعُ وَ ذِمّةٌ بِأَدنَاهَا يُقتَنَعُ فَلِمَ لَا يمَنعَنُيِ‌ يَا رَبّ وَ هَا أَنَا ذَا غَرِيقٌ وَ تدَعَنُيِ‌ بِنَارِ عَدُوّكَ حَرِيقٌ أَ تَجعَلُ أَولِيَاءَكَ لِأَعدَائِكَ مَصَائِدَ وَ تُقَلّدُهُم مِن خَسفِهِم قَلَائِدَ وَ أَنتَ مَالِكُ نُفُوسِهِم لَو قَبَضتَهَا جَمَدُوا وَ فِي قَبضَتِكَ مَوَادّ أَنفَاسِهِم لَو قَطَعتَهَا خَمَدُوا وَ مَا يَمنَعُكَ يَا رَبّ أَن تَكُفّ بَأسَهُم وَ تَنزِعَ عَنهُم مِن حِفظِكَ لِبَاسَهُم وَ تُعرِيَهُم مِن سَلَامَةٍ بِهَا فِي أَرضِكَ يَسرَحُونَ وَ فِي مَيَدَانِ البغَي‌ِ عَلَي عِبَادِكَ يَمرَحُونَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أدَركِنيِ‌ وَ لَمّا يدُركِنيِ‌ الغَرَقُ وَ تدَاَركَنيِ‌ وَ لَمّا غُيّبَ شمَسيِ‌ لِلشّفَقِ إلِهَيِ‌ كَم مِن خَائِفٍ التَجَأَ إِلَي سُلطَانٍ فَآبَ عَنهُ مَحفُوفاً بِأَمنٍ وَ أَمَانٍ أَ فَأَقصِدُ يَا رَبّ بِأَعظَمَ مِن سُلطَانِكَ سُلطَاناً أَم أَوسَعَ مِن إِحسَانِكَ إِحسَاناً أَم أَكثَرَ مِنِ اقتِدَارِكَ اقتِدَاراً أَم أَكرَمَ مِنِ انتِصَارِكَ انتِصَاراً أللّهُمّ أَينَ كِفَايَتُكَ التّيِ‌ هيِ‌َ نُصرَةُ المُستَغِيثِينَ مِنَ الأَنَامِ وَ أَينَ عِنَايَتُكَ التّيِ‌ هيِ‌َ جُنّةُ المُستَهدَفِينَ لِجَورِ الأَيّامِ إلِيَ‌ّ إلِيَ‌ّ بِهَا يَارَبّ نجَنّيِ‌ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَإنِيّ‌مسَنّيِ‌َ الضّرّ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَموَلاَي‌َ تَرَي تحَيَرّيِ‌ فِي أمَريِ‌ وَ تقَلَبّيِ‌ فِي ضرُيّ‌ وَ انطوِاَي‌َ عَلَي حُرقَةِ قلَبيِ‌ وَ حَرَارَةِ صدَريِ‌ فَصَلّ يَا رَبّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ جُد لِي يَا رَبّ بِمَا أَنتَ أَهلُهُ فَرَجاً وَ مَخرَجاً وَ يَسّر لِي يَا رَبّ نَحوَ اليُسرَي مَنهَجاً وَ اجعَل لِي يَا رَبّ مَن نَصَبَ حِبَالًا لِي ليِصَرعَنَيِ‌ بِهَا صَرِيعَ مَا مَكَرَهُ وَ مَن حَفَرَ لِيَ البِئرَ ليِوُقعِنَيِ‌ فِيهَا وَاقِعاً فِيمَا حَفَرَهُ وَ اصرِفِ أللّهُمّ عنَيّ‌ شَرّهُ وَ مَكرَهُ وَ فَسَادَهُ وَ ضَرّهُ مَا تَصرِفُهُ عَمّن قَادَ نَفسَهُ لِدِينِ الدّيّانِ وَ مُنَادٍ ينُاَديِ‌ لِلإِيمَانِ إلِهَيِ‌ عَبدُكَ عَبدُكَ أَجِب دَعوَتَهُ وَ ضَعِيفُكَ ضَعِيفُكَ فَرّج غُمّتَهُ فَقَدِ انقَطَعَ كُلّ حَبلٍ إِلّا حَبلُكَ وَ تَقَلّصَ كُلّ ظِلّ إِلّا ظِلّكَ موَلاَي‌َ دعَوتَيِ‌ هَذِهِ إِن رَدَدتَهَا أَينَ تُصَادِفُ مَوضِعَ الإِجَابَةِ وَ يجعلني‌[مخَيِلتَيِ‌] إِن


صفحه : 225

كَذّبتَهَا أَينَ تلُاَقيِ‌ مَوضِعَ الإِجَابَةِ فَلَا تَرُدّ عَن بَابِكَ مَن لَا يَعرِفُ غَيرَهُ بَاباً وَ لَا يَمتَنِعُ دُونَ جِنَابِكَ مَن لَا يَعرِفُ سِوَاهُ جِنَاباً وَ يَسجُدُ وَ يَقُولُ إلِهَيِ‌ إِنّ وَجهاً إِلَيكَ بِرَغبَتِهِ تَوَجّهَ فَالرّاغِبُ خَلِيقٌ بِأَن تُجِيبَهُ وَ إِنّ جَبِيناً لَكَ بِابتِهَالِهِ سَجَدَ حَقِيقٌ أَن يَبلُغَ مَا قَصَدَ وَ إِنّ خَدّاً إِلَيكَ بِمَسأَلَتِهِ يُعَفّرُ جَدِيرٌ بِأَن يَفُوزَ بِمُرَادِهِ وَ يَظفَرَ وَ هَا أَنَا ذَا يَا إلِهَيِ‌ قَد تَرَي تَعفِيرَ خدَيّ‌ وَ ابتهِاَليِ‌ وَ اجتهِاَديِ‌ فِي مَسأَلَتِكَ وَ جدِيّ‌ فَتَلَقّ يَا رَبّ رغَبَاَتيِ‌ بِرَأفَتِكَ قَبُولًا وَ سَهّل إلِيَ‌ّ طلَبِاَتيِ‌ بِرَأفَتِكَ وُصُولًا وَ ذَلّل لِي قُطُوفَ ثَمَرَاتِ إِجَابَتِكَ تَذلِيلًا إلِهَيِ‌ لَا رُكنَ أَشَدّ مِنكَ فَآويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ وَ قَد أَوَيتُ إِلَيكَ وَ عَوّلتُ فِي قَضَاءِ حوَاَئجِيِ‌ عَلَيكَ وَ لَا قَولَ أَسَدّ مِن دُعَائِكَ فَأَستَظهِرَ بِقَولٍ سَدِيدٍ وَ قَد دَعَوتُكَ كَمَا أَمَرتَ فَاستَجِب لِي بِفَضلِكَ كَمَا وَعَدتَ فَهَل بقَيِ‌َ يَا رَبّ إِلّا أَن تُجِيبَ وَ تَرحَمَ منِيّ‌ البُكَاءَ وَ النّحِيبَ يَا مَن لَا إِلَهَ سِوَاهُ وَ يَا مَن يُجِيبُ المُضطَرّ إِذَا دَعَاهُ رَبّ انصرُنيِ‌ عَلَي القَومِ الظّالِمِينَ وَ افتَح لِيوَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَ وَ الطُف بيِ‌ يَا رَبّ وَ بِجَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

الحكاية الخامسة

في كتاب الكلم الطيب والغيث الصيب للسيد الأيد المتبحر السيد علي خان شارح الصحيفة مالفظه رأيت بخط بعض أصحابي‌ من السادات الأجلاء الصلحاء الثقات ماصورته .سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين وألف الأخ العالم العامل جامع الكمالات الإنسية والصفات القدسية الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن علي بن سليمان الحائري‌ الأنصاري‌ أنار الله تعالي برهانه يقول سمعت الشيخ الصالح التقي‌ المتورع الشيخ الحاج عليا المكي‌ قال إني‌ ابتليت بضيق وشدة ومناقضة خصوم حتي خفت علي نفسي‌ القتل والهلاك فوجدت الدعاء المسطور بعد في جيبي‌ من غير أن


صفحه : 226

يعطينيه أحد فتعجبت من ذلك وكنت متحيرا فرأيت في المنام أن قائلا في زي‌ الصلحاء والزهاد يقول لي إنا أعطيناك الدعاء الفلاني‌ فادع به تنج من الضيق والشدة و لم يتبين لي من القائل فزاد تعجبي‌ فرأيت مرة أخري الحجة المنتظر ع فقال ادع بالدعاء ألذي أعطيتكه وعلم من أردت . قال و قدجربته مرارا عديدة فرأيت فرجا قريبا و بعدمدة ضاع مني‌ الدعاء برهة من الزمان وكنت متأسفا علي فواته مستغفرا من سوء العمل فجاءني‌ شخص و قال لي إِنّ هَذَا الدّعَاءَ قَد سَقَطَ مِنكَ فِي المَكَانِ الفلُاَنيِ‌ّ وَ مَا كَانَ فِي باَليِ‌ أَن رُحتُ إِلَي ذَلِكَ المَكَانِ فَأَخَذتُ الدّعَاءَ وَ سَجَدتُ لِلّهِ شُكراً وَ هُوَ بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِرَبّ أَسأَلُكَ مَدَداً رُوحَانِيّاً تقُوَيّ‌ بِهِ قُوَي الكُلّيّةِ وَ الجُزئِيّةِ حَتّي أَقهِرَ عبادي‌ نفَسيِ‌ كل نفس قاهرة فَتَنقَبِضَ لِي إِشَارَةُ رَقَائِقِهَا انقِبَاضاً تَسقُطُ بِهِ قُوَاهَا حَتّي لَا يَبقَي فِي الكَونِ ذُو رُوحٍ إِلّا وَ نَارُ قهَريِ‌ قَد أَحرَقَت ظُهُورَهُ يَا شَدِيدُ يَا شَدِيدُ يَا ذَا البَطشِ الشّدِيدِ يَا قَهّارُ أَسأَلُكَ بِمَا أَودَعتَهُ عِزرَائِيلَ مِن أَسمَائِكَ القَهرِيّةِ فَانفَعَلَت لَهُ النّفُوسُ بِالقَهرِ أَن توُدعِنَيِ‌ هَذَا السّرّ فِي هَذِهِ السّاعَةِ حَتّي أُلَيّنَ بِهِ كُلّ صَعبٍ وَ أُذَلّلَ بِهِ كُلّ مَنِيعٍ بِقُوّتِكَ يَا ذَا القُوّةِ المَتِينَ تَقرَأُ ذَلِكَ سَحَراً ثَلَاثاً إِن أَمكَنَ وَ فِي الصّبحِ ثَلَاثاً وَ فِي المَسَاءِ ثَلَاثاً فَإِذَا اشتَدّتِ الأَمرُ عَلَي مَن يَقرَأُهُ يَقُولُ بَعدَ قِرَاءَتِهِ ثَلَاثِينَ مَرّةً يَا رَحمَانُ يَا رَحِيمُ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ أَسأَلُكَ اللّطفَ بِمَا جَرَت بِهِ المَقَادِيرُ

الحكاية السادسة

الشّيخُ اِبرَاهِيمُ الكفَعمَيِ‌ّ فِي كِتَابِ البَلَدِ الأَمِينِ عَنِ المهَديِ‌ّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ مَن كَتَبَ هَذَا الدّعَاءَ فِي إِنَاءٍ جَدِيدٍ بِتُربَةِ الحُسَينِ ع وَ غَسَلَهُ وَ شَرِبَهُ شفُيِ‌َ مِن عِلّتِهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِبِسمِ اللّهِ دَوَاءٌ وَ الحَمدُ لِلّهِ شِفَاءٌ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ كِفَاءٌ


صفحه : 227

هُوَ الشاّفيِ‌ شِفَاءً وَ هُوَ الكاَفيِ‌ كِفَاءً أُذهِبُ البَأسَ بِرَبّ النّاسِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُهُ سُقمٌ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ النّجَبَاءِ

ورأيت بخط السيد زين الدين علي بن الحسين الحسيني‌ رحمه الله أن هذاالدعاء تعلمه رجل كان مجاورا بالحائر علي مشرفه السلام عن المهدي‌ سلام الله عليه في منامه و كان به علة فشكاها إلي القائم عجل الله فرجه فأمره بكتابته وغسله وشربه ففعل ذلك فبرأ في الحال

الحكاية السابعة

السيد الجليل علي بن طاوس في مهج الدعوات وجدت في مجلد عتيق ذكر كاتبه أن اسمه الحسين بن علي بن هند و أنه كتب في شوال سنة ست وتسعين وثلاث مائة دعاء العلوي‌ المصري‌ بما هذالفظ إسناده .دعاء علمه سيدنا المؤمل صلوات الله عليه رجلا من شيعته وأهله في المنام و كان مظلوما ففرج الله عنه وقتل عدوه .حدثني‌ أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين وإسحاق بن جعفر بن محمدالعلوي‌ العريضي‌ بحران قال حدثني‌ محمد بن علي العلوي‌ الحسيني‌ و كان يسكن بمصر قال دهمني‌ أمر عظيم وهم شديد من قبل صاحب مصر فخشيته علي نفسي‌ و كان سعي بي‌ إلي أحمد بن طولون فخرجت من مصر حاجا فصرت من الحجاز إلي العراق فقصدت مشهد مولانا و أبي الحسين بن علي ع عائذا به ولائذا بقبره ومستجيرا به من سطوة من كنت أخافه فأقمت بالحائر خمسة عشر يوما أدعو وأتضرع ليلي‌ ونهاري‌ فتراءي لي قيم الزمان ع وولي‌ الرحمن و أنا بين النائم واليقظان فقال لي يقول لك الحسين بن علي ع يابني‌ خفت فلانا فقلت نعم أراد هلاكي‌ فلجأت إلي سيدي‌ ع أشكو إليه عظيم ماأراد بي‌. فقال ع هلا دعوت الله ربك عز و جل ورب آبائك بالأدعية التي‌ دعا بها من سلف من الأنبياء ع فقد كانوا في شدة فكشف الله عنهم ذلك قلت


صفحه : 228

و ماذا أدعوه فقال ع إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل وصل صلاة الليل فإذاسجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء و أنت بارك علي ركبتك فذكر لي دعاء قال ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني‌ و أنا بين النائم واليقظان قال و كان يأتيني‌ خمس ليال متواليات يكرر علي هذاالقول والدعاء حتي حفظته وانقطع مجيئه ليلة الجمعة.فاغتسلت وغيرت ثيابي‌ وتطيبت وصليت صلاة الليل وسجدت سجدة الشكر وجثوت علي ركبتي‌ ودعوت الله جل و تعالي بهذا الدعاء فأتاني‌ ليلة السبت فقال لي قدأجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك عندفراغك من الدعاء عند من وشي به إليه . فلما أصبحت ودعت سيدي‌ وخرجت متوجها إلي مصر فلما بلغت الأردن و أنامتوجه إلي مصر رأيت رجلا من جيراني‌ بمصر و كان مؤمنا فحدثني‌ أن خصمي‌ قبض عليه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه قال و ذلك في ليلة الجمعة فأمر به فطرح في النيل و كان فيما أخبرني‌ جماعة من أهلينا وإخواننا الشيعة أن ذلك كان فيما بلغهم عندفراغي‌ من الدعاء كماأخبرني‌ مولاي‌ صلوات الله عليه . ثم ذكر له طريقا آخر عن أبي الحسن علي بن حماد البصري‌ قال أخبرني‌ أبو عبد الله الحسين بن محمدالعلوي‌ قال حدثني‌ محمد بن علي العلوي‌ الحسيني‌ المصري‌ قال أصابني‌ غم شديد ودهمني‌ أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي‌ من ملوكه فخشيته خشية لم أرج لنفسي‌ منها مخلصا.فقصدت مشهد ساداتي‌ وآبائي‌ صلوات الله عليهم بالحائر لائذا بهم عائذا بقبرهم ومستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه وأقمت بهاخمسة عشر يوما أدعو وأتضرع ليلا ونهارا فتراءي لي قائم الزمان وولي‌ الرحمن عليه و علي آبائه أفضل التحية و السلام فأتاني‌ بين النائم واليقظان فقال لي يابني‌ خفت فلانا


صفحه : 229

فقلت نعم أرادني‌ بكيت وكيت فالتجأت إلي ساداتي‌ ع أشكو إليهم ليخلصوني‌ منه . فقال هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالأدعية التي‌ دعا بهاأجدادي‌ الأنبياء صلوات الله عليهم حيث كانوا في الشدة فكشف الله عز و جل عنهم ذلك قلت وبما ذا دعوه به لأدعوه قال عليه و علي آبائه السلام إذا كان ليلة الجمعة قم واغتسل وصل صلواتك فإذافرغت من سجدة الشكر فقل و أنت بارك علي ركبتيك وادع بهذا الدعاء مبتهلا. قال و كان يأتيني‌ خمس ليال متواليات يكرر علي القول و هذاالدعاء حتي حفظته وانقطع مجيئه في ليلة الجمعة فقمت واغتسلت وغيرت ثيابي‌ وتطيبت وصليت ماوجب علي من صلاة الليل وجثوت علي ركبتي‌ فدعوت الله عز و جل بهذا الدعاء فأتاني‌ ع ليلة السبت كهيئته التي‌ يأتيني‌ فيها فقال لي قدأجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك وأهلكه الله عز و جل عندفراغك من الدعاء. قال فلما أصبحت لم يكن لي هم غيروداع ساداتي‌ صلوات الله عليهم والرحلة نحو المنزل ألذي هربت منه فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي‌ وكتبهم بأن الرجل ألذي هربت منه جمع قوما واتخذ لهم دعوة فأكلوا وشربوا وتفرق القوم ونام هو وغلمانه في المكان فأصبح الناس و لم يسمع له حس فكشف عنه الغطاء فإذا به مذبوحا من قفاه ودماؤه تسيل و ذلك في ليلة الجمعة و لايدرون من فعل به ذلك ويأمرونني‌ بالمبادرة نحو المنزل . فلما وافيت إلي المنزل وسألت عنه و في أي وقت كان قتله فإذا هو عندفراغي‌ من الدعاء. ثم ساق رحمه الله الدعاء بتمامه و هوطويل ولذا تركنا نقله حذرا من الخروج عن وضع الكتاب مع كونه في غاية الانتشار و هذه الحكاية موجودة في باب المعاجز من البحار وإنما ذكرناها لذكر السند وتكرر الطريق


صفحه : 230

الحكاية الثامنة

في تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمد بن الحسن القمي‌ من كتاب مونس الحزين في معرفة الحق واليقين من مصنفات أبي جعفر محمد بن بابويه القمي‌ مالفظه بالعربية باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي‌ عليه صلوات الله الرحمن و علي آبائه المغفرة سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام ع علي ماأخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني‌ قال كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة نائما في بيتي‌ فلما مضي نصف من الليل فإذابجماعة من الناس علي باب بيتي‌ فأيقظوني‌ وقالوا قم وأجب الإمام المهدي‌ صاحب الزمان فإنه يدعوك قال فقمت وتعبأت وتهيأت فقلت دعوني‌ حتي ألبس قميصي‌ فإذابنداء من جانب الباب هو ما كان قميصك فتركته وأخذت سراويلي‌ فنودي‌ ليس ذلك منك فخذ سراويلك فألقيته وأخذت سراويلي‌ ولبسته فقمت إلي مفتاح الباب أطلبه فنودي‌ الباب مفتوح فلما جئت إلي الباب رأيت قوما من الأكابر فسلمت عليهم فردوا ورحبوا بي‌ وذهبوا بي‌ إلي موضع هوالمسجد الآن فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان وعليها وسائد حسان ورأيت فتي في زي‌ ابن ثلاثين متكئا عليها و بين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلا يصلون في تلك البقعة و علي بعضهم ثياب بيض و علي بعضهم ثياب خضر و كان ذلك الشيخ هوالخضر ع فأجلسني‌ ذلك الشيخ ع ودعاني‌ الإمام ع باسمي‌ و قال اذهب إلي حسن بن مسلم وقل له إنك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونحن نخربها زرعت خمس سنين والعام أيضا


صفحه : 231

أنت علي حالك من الزراعة والعمارة و لارخصة لك في العود إليها وعليك رد ماانتفعت به من غلات هذه الأرض ليبني فيهامسجد وقل لحسن بن مسلم إن هذه أرض شريفة قداختارها الله تعالي من غيرها من الأراضي‌ وشرفها و أنت قدأضفتها إلي أرضك و قدجزاك الله بموت ولدين لك شابين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لاتشعر. قال حسن بن مثلة قلت ياسيدي‌ لابد لي في ذلك من علامة فإن القوم لايقبلون ما لاعلامة و لاحجة عليه و لايصدقون قولي‌ قال إنا سنعلم هناك فاذهب وبلغ رسالتنا واذهب إلي السيد أبي الحسن وقل له يجي‌ء ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه الناس حتي يبنوا المسجد ويتم مانقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتم المسجد و قدوقفنا نصف رهق علي هذاالمسجد ليجلب غلته كل عام ويصرف إلي عمارته . وقل للناس ليرغبوا إلي هذاالموضع ويعزروه ويصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة وسورة الإخلاص سبع مرات ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات وركعتان للإمام صاحب الزمان ع هكذا يقرأ الفاتحة فإذاوصل إلي إِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُكرره مائة مرة ثم يقرؤها إلي آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات فإذاأتم الصلاة يهلل ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء ع فإذافرغ من التسبيح يسجد ويصلي‌ علي النبي وآله مائة مرة ثم قال ع ما هذه حكاية لفظه فمن صلاها فكأنما في البيت العتيق . قال حسن بن مثلة قلت في نفسي‌ كان هذاموضع أنت تزعم أنما هذاالمسجد للإمام صاحب الزمان مشيرا إلي ذلك الفتي المتكئ علي الوسائد فأشار ذلك الفتي إلي‌ أن أذهب .فرجعت فلما سرت بعض الطريق دعاني‌ ثانية و قال إن في قطيع جعفر


صفحه : 232

الكاشاني‌ الراعي‌ معزا يجب أن تشتريه فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه و إلافتعطي‌ من مالك وتجي‌ء به إلي هذاالموضع وتذبحه الليلة الآتية ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز علي المرضي و من به علة شديدة فإن الله يشفي‌ جميعهم و ذلك المعز أبلق كثير الشعر و عليه سبع علامات سود وبيض ثلاث علي جانب وأربع علي جانب سود وبيض كالدراهم .فذهبت فارجعوني‌ ثالثة و قال ع تقيم بهذا المكان سبعين يوما أوسبعا فإن حملت علي السبع انطبق علي ليلة القدر و هوالثالث والعشرون و إن حملت علي السبعين انطبق علي الخامس والعشرين من ذي‌ القعدة وكلاهما يوم مبارك . قال حسن بن مثلة فعدت حتي وصلت إلي داري‌ و لم أزل الليل متفكرا حتي اسفر الصبح فأديت الفريضة وجئت إلي علي بن المنذر فقصصت عليه الحال فجاء معي‌ حتي بلغت المكان ألذي ذهبوا بي‌ إليه البارحة فقال و الله إن العلامة التي‌ قال لي الإمام واحد منها أن هذه السلاسل والأوتاد هاهنا.فذهبنا إلي السيد الشريف أبي الحسن الرضا فلما وصلنا إلي باب داره رأينا خدامه وغلمانه يقولون إن السيد أبا الحسن الرضا ينتظرك من سحر أنت من جمكران قلت نعم فدخلت عليه الساعة وسلمت عليه وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني‌ ومكن لي في مجلسه وسبقني‌ قبل أن أحدثه و قال ياحسن بن مثلة إني‌ كنت نائما فرأيت شخصا يقول لي إن رجلا من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ولتصدقن ما يقول واعتمد علي قوله فإن قوله قولنا فلاتردن عليه قوله فانتبهت من رقدتي‌ وكنت أنتظرك الآن .فقص عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحا فأمر بالخيول لتسرج وتخرجوا فركبوا فلما قربوا من القرية رأوا جعفرالراعي‌ و له قطيع علي جانب الطريق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع و كان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل المعز عاديا إلي الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي‌ ثمنه الراعي‌ ويأتي‌ به فأقسم جعفرالراعي‌ أني‌ مارأيت هذاالمعز قط و لم يكن في قطيعي‌ إلاأني‌ رأيته وكلما أريد أن آخذه


صفحه : 233

لايمكنني‌ والآن جاء إليكم فأتوا بالمعز كماأمر به السيد إلي ذلك الموضع وذبحوه وجاء السيد أبو الحسن الرضا رضي‌ الله عنه إلي ذلك الموضع وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلات وجاءوا بغلات رهق وسقفوا المسجد بالجزوع وذهب السيد أبو الحسن الرضا رضي‌ الله عنه بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته فكان يأتي‌ المرضي والأعلاء ويمسون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالي عاجلا ويصحون . قال أبو الحسن محمد بن حيدر سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا في المحلة المدعوة بموسويان من بلدة قم فمرض بعدوفاته ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق ألذي فيه السلاسل والأوتاد فلم يجدها.انتهت حكاية بناء هذاالمسجد الشريف المشتملة علي المعجزات الباهرة والآثار الظاهرة التي‌ منها وجود مثل بقرة بني‌ إسرائيل في معز من معزي هذه الأمة قال المؤلف لايخفي أن مؤلف تاريخ قم هوالشيخ الفاضل حسن بن محمدالقمي‌ و هو من معاصري‌ الصدوق رضوان الله عليه وروي‌ في ذلك الكتاب عن أخيه حسين بن علي بن بابويه رضوان الله عليهم وأصل الكتاب علي اللغة العربية ولكن في السنة الخامسة والستين بعدثمان مائة نقله إلي الفارسية حسن بن علي بن حسن بن عبدالملك بأمر الخاجا فخر الدين ابراهيم بن الوزير الكبير الخاجا عماد الدين محمود بن الصاحب الخاجا شمس الدين محمد بن علي الصفي‌. قال العلامة المجلسي‌ في أول البحار إنه كتاب معتبر ولكن لم يتيسر لنا


صفحه : 234

أصله و مابأيدينا إنما هوترجمته و هذاكلام عجيب لأن الفاضل الألمعي‌ الآميرزا محمدأشرف صاحب كتاب فضائل السادات كان معاصرا له ومقيما بأصفهان و هوينقل من النسخة العربية بل ونقل عنه الفاضل المحقق الآغا محمد علي الكرمانشهاني‌ في حواشيه علي نقد الرجال في باب الحاء في اسم الحسن حيث ذكر الحسن بن مثلة ونقل ملخص الخبر المذكور من النسخة العربية وأعجب منه أن أصل الكتاب كان مشتملا علي عشرين بابا. وذكر العالم الخبير الآميرزا عبد الله الأصفهاني‌ تلميذ العلامة المجلسي‌ في كتابه الموسوم برياض العلماء في ترجمة صاحب هذاالتأريخ أنه ظفر علي ترجمة هذاالتأريخ في قم و هو كتاب كبير حسن كثيرة الفوائد في مجلدات عديدة. ولكني‌ لم أظفر علي أكثر من مجلد واحد مشتمل علي ثمانية أبواب بعدالفحص الشائع . و قدنقلنا الخبر السابق من خط السيد المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري‌ عن مجموعة نقله منه ولكنه كان بالفارسية فنقلناه ثانيا إلي العربية ليلائم نظم هذاالمجموع و لايخفي أن كلمة التسعين الواقعة في صدر الخبر بالمثناة فوق ثم السين المهملة كانت في الأصل سبعين مقدم المهملة علي الموحدة واشتبه علي الناسخ لأن وفاة الشيخ الصدوق كانت قبل التسعين ولذا نري جمعا من العلماء يكتبون في لفظ السبع أوالسبعين بتقديم السين أوالتاء حذرا عن التصحيف والتحريف و الله تعالي هوالعالم

الحكاية التاسعة

ماحدثني‌ به العالم العامل والعارف الكامل غواص غمرات الخوف والرجاء وسياح فيافي‌ الزهد والتقي صاحبنا المفيد وصديقنا السديد الآغا علي رضا بن العالم الجليل الحاج المولي محمدالنائيني‌ رحمهما الله تعالي عن العالم البدل الورع التقي‌ صاحب الكرامات والمقامات العاليات المولي زين العابدين بن العالم


صفحه : 235

الجليل المولي محمدالسلماسي‌ رحمه الله تلميذ آية الله السيد السند والعالم المسدد فخر الشيعة وزينة الشريعة العلامة الطباطبائي‌ السيد محمدمهدي‌ المدعو ببحر العلوم أعلي الله درجته و كان المولي المزبور من خاصته في السر والعلانية. قال كنت حاضرا في مجلس السيد في المشهد الغروي‌ إذ دخل عليه لزيارته المحقق القمي‌ صاحب القوانين في السنة التي‌ رجع من العجم إلي العراق زائرا لقبور الأئمة ع وحاجا لبيت الله الحرام فتفرق من كان في المجلس وحضر للاستفادة منه وكانوا أزيد من مائة وبقيت ثلاثة من أصحابه أرباب الورع والسداد البالغين إلي رتبة الاجتهاد.فتوجه المحقق الأيد إلي جناب السيد و قال إنكم فزتم وحزتم مرتبة الولادة الروحانية والجسمانية وقرب المكان الظاهري‌ والباطني‌ فتصدقوا علينا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان وثمرة من الثمار التي‌ جنيتم من هذه الجنان كي‌ ينشرح به الصدور ويطمئن به القلوب .فأجاب السيد من غيرتأمل و قال إني‌ كنت في الليلة الماضية قبل ليلتين أوأقل والترديد من الراوي‌ في المسجد الأعظم بالكوفة لأداء نافلة الليل عازما علي الرجوع إلي النجف في أول الصبح لئلا يتعطل أمر البحث والمذاكرة وهكذا كان دأبه في سنين عديدة. فلما خرجت من المسجد ألقي‌ في روعي‌ الشوق إلي مسجد السهلة فصرفت خيالي‌ عنه خوفا من عدم الوصول إلي البلد قبل الصبح فيفوت البحث في اليوم ولكن كان الشوق يزيد في كل آن ويميل القلب إلي ذلك المكان فبينا أقدم رجلا وأؤخر أخري إذابريح فيهاغبار كثير فهاجت بي‌ وأمالتني‌ عن الطريق فكأنها التوفيق ألذي هوخير رفيق إلي أن ألقتني‌ إلي باب المسجد.فدخلت فإذا به خاليا عن العباد والزوار إلاشخصا جليلا مشغولا بالمناجاة مع الجبار بكلمات ترق القلوب القاسية وتسح الدموع من العيون الجامدة فطار بالي‌ وتغيرت حالي‌ ورجفت ركبتي‌ وهملت دمعتي‌ من استماع


صفحه : 236

تلك الكلمات التي‌ لم تسمعها أذني‌ و لم ترها عيني‌ مما وصلت إليه من الأدعية المأثورة وعرفت أن الناجي‌ ينشئها في الحال لا أنه ينشد ماأودعه في البال .فوقفت في مكاني‌ مستمعا متلذذا إلي أن فرغ من مناجاته فالتفت إلي‌ وصاح بلسان العجم مهدي‌ بيا أي هلم يامهدي‌ فتقدمت إليه بخطوات فوقفت فأمرني‌ بالتقدم فمشيت قليلا ثم وقفت فأمرني‌ بالتقدم و قال إن الأدب في الامتثال فتقدمت إليه بحيث تصل يدي‌ إليه ويده الشريفة إلي‌ وتكلم بكلمة. قال المولي السلماسي‌ رحمه الله و لمابلغ كلام السيد السند إلي هنا أضرب عنه صفحا وطوي عنه كشحا وشرح في الجواب عما سأله المحقق المذكور قبل ذلك عن سر قلة تصانيفه مع طول باعه في العلوم فذكر له وجوها فعاد المحقق القمي‌ فسأل عن هذاالكلام الخفي‌ فأشار بيده شبه المنكر بأن هذاسر لايذكر

الحكاية العاشرة

حدثني‌ الأخ الصفي‌ المذكور عن المولي السلماسي‌ رحمه الله تعالي قال كنت حاضرا في محفل إفادته فسأله رجل عن إمكان رؤية الطلعة الغراء في الغيبة الكبري و كان بيده الآلة المعروفة لشرب الدخان المسمي عندالعجم بغليان فسكت عن جوابه وطأطأ رأسه وخاطب نفسه بكلام خفي‌ أسمعه فقال مامعناه ماأقول في جوابه و قدضمني‌ صلوات الله عليه إلي صدره وورد أيضا في الخبر تكذيب مدعي‌ الرؤية في أيام الغيبة فكرر هذاالكلام . ثم قال في جواب السائل إنه قدورد في أخبار أهل العصمة تكذيب من ادعي رؤية الحجة عجل الله تعالي فرجه واقتصر في جوابه عليه من غيرإشارة إلي ماأشار إليه


صفحه : 237

الحكاية الحادية عشرة

وبهذا السند عن المولي المذكور قال صلينا مع جنابه في داخل حرم العسكريين ع فلما أراد النهوض من التشهد إلي الركعة الثالثة عرضته حالة فوقف هنيئة ثم قام . و لمافرغنا تعجبنا كلنا و لم نفهم ما كان وجهه و لم يجتر‌ئ أحد منا علي السؤال عنه إلي أن أتينا المنزل وأحضرت المائدة فأشار إلي‌ بعض السادة من أصحابنا أن أسأله منه فقلت لا و أنت أقرب منا فالتفت رحمه الله إلي‌ و قال فيم تقاولون قلت وكنت أجسر الناس عليه إنهم يريدون الكشف عما عرض لكم في حال الصلاة فقال إن الحجة عجل الله تعالي فرجه دخل الروضة للسلام علي أبيه ع فعرضني‌ مارأيتم من مشاهدة جماله الأنور إلي أن خرج منها

الحكاية الثانية عشرة

بهذا السند عن ناظر أموره في أيام مجاورته بمكة قال كان رحمه الله مع كونه في بلد الغربة منقطعا عن الأهل والإخوة قوي‌ القلب في البذل والعطاء غيرمكترث بكثرة المصارف فاتفق في بعض الأيام أن لم نجد إلي درهم سبيلا فعرفته الحال وكثرة المئونة وانعدام المال فلم يقل شيئا و كان دأبه أن يطوف بالبيت بعدالصبح ويأتي‌ إلي الدار فيجلس في القبة المختصة به ونأتي‌ إليه بغليان فيشربه ثم يخرج إلي قبة أخري تجتمع فيهاتلامذته من كل المذاهب فيدرس لكل علي مذهبه . فلما رجع من الطواف في اليوم ألذي شكوته في أمسه نفود النفقة وأحضرت الغليان علي العادة فإذابالباب يدقه أحد فاضطرب أشد الاضطراب و قال لي خذ الغليان وأخرجه من هذاالمكان وقام مسرعا خارجا عن الوقار والسكينة والآداب ففتح الباب ودخل شخص جليل في هيئة الأعراب وجلس في تلك القبة


صفحه : 238

وقعد السيد عندبابها في نهاية الذلة والمسكنة وأشار إلي‌ أن لاأقرب إليه الغليان .فقعدا ساعة يتحدثان ثم قام فقام السيد مسرعا وفتح الباب وقبل يده وأركبه علي جمله ألذي أناخه عنده ومضي لشأنه ورجع السيد متغير اللون وناولني‌ براة و قال هذه حوالة علي رجل صراف قاعد في جبل الصفا واذهب إليه وخذ منه ماأحيل عليه . قال فأخذتها وأتيت بها إلي الرجل الموصوف فلما نظر إليها قبلها و قال علي بالحماميل فذهبت وأتيت بأربعة حماميل فجاء بالدراهم من الصنف ألذي يقال له ريال فرانسه يزيد كل واحد علي خمسة قرانات العجم و ماكانوا يقدرون علي حمله فحملوها علي أكتافهم وأتينا بها إلي الدار. و لما كان في بعض الأيام ذهبت إلي الصراف لأسأل منه حاله وممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافا و لادكانا فسألت عن بعض من حضر في ذلك المكان عن الصراف فقال ماعهدنا في هذاالمكان صرافا أبدا وإنما يقعد فيه فلان فعرفت أنه من أسرار الملك المنان وألطاف ولي‌ الرحمن . وحدثني‌ بهذه الحكاية الشيخ العالم الفقيه النحرير المحقق الوجيه صاحب التصانيف الرائقة والمناقب الفائقة الشيخ محمدحسين الكاظمي‌ المجاور بالغري‌ أطال الله بقاه عمن حدثه من الثقات عن الشخص المذكور

الحكاية الثالثة عشرة

حدثني‌ السيد السند والعالم المعتمد المحقق الخبير والمضطلع البصير السيد علي سبط السيد أعلي الله مقامه و كان عالما مبرزا له شرح النافع حسن نافع جدا وغيره عن الورع التقي‌ النقي‌ الوفي‌ الصفي‌ السيد مرتضي صهر السيد أعلي الله مقامه علي بنت أخته و كان مصاحبا له في السفر والحضر مواظبا لخدماته في السر والعلانية قال كنت معه في سرمن رأي في بعض أسفار زيارته و كان


صفحه : 239

السيد ينام في حجرة وحده و كان لي حجرة بجنب حجرته وكنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته بالليل والنهار و كان يجتمع إليه الناس في أول الليل إلي أن يذهب شطر منه في أكثر الليالي‌.فاتفق أنه في بعض الليالي‌ قعد علي عادته و الناس مجتمعون حوله فرأيته كأنه يكره الاجتماع ويحب الخلوة ويتكلم مع كل واحد بكلام فيه إشارة إلي تعجيله بالخروج من عنده فتفرق الناس و لم يبق غيري‌ فأمرني‌ بالخروج فخرجت إلي حجرتي‌ متفكرا في حالته في تلك الليلة فمنعني‌ الرقاد فصبرت زمانا فخرجت متخفيا لأتفقد حاله فرأيت باب حجرته مغلقا فنظرت من شق الباب و إذاالسراج بحاله و ليس فيه أحد فدخلت الحجرة فعرفت من وضعها أنه مانام في تلك الليلة.فخرجت حافيا متخفيا أطلب خبره وأقفو أثره فدخلت الصحن الشريف فرأيت أبواب قبة العسكريين مغلقة فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد منه أثرا فدخلت الصحن الأخير ألذي فيه السرداب فرأيته مفتح الأبواب .فنزلت من الدرج حافيا متخفيا متأنيا بحيث لايسمع مني‌ حس و لاحركة فسمعت همهمة من صفة السرداب كان أحدا يتكلم مع الآخر و لم أميز الكلمات إلي أن بقيت ثلاثة أوأربعة منها و كان دبيبي‌ أخفي من دبيب النملة في الليلة الظلماء علي الصخرة الصماء فإذابالسيد قدنادي في مكانه هناك ياسيد مرتضي ماتصنع و لم خرجت من المنزل .فبقيت متحيرا ساكتا كالخشب المسندة فعزمت علي الرجوع قبل الجواب ثم قلت في نفسي‌ كيف تخفي‌ حالك علي من عرفك من غيرطريق الحواس فأجبته معتذرا نادما ونزلت في خلال الاعتذار إلي حيث شاهدت الصفة فرأيته وحده واقفا تجاه القبلة ليس لغيره هناك أثر فعرفت أنه يناجي‌ الغائب عن أبصار البشر عليه سلام الله الملك الأكبر فرجعت حريا لكل ملامة غريقا في بحار الندامة إلي يوم القيامة


صفحه : 240

الحكاية الرابعة عشرة

حدث الشيخ الصالح الصفي‌ الشيخ أحمدالصدتوماني‌ و كان ثقة تقيا ورعا قال قداستفاض عن جدنا المولي محمدسعيد الصدتوماني‌ و كان من تلامذة السيد رحمه الله أنه جري في مجلسه ذكر قضايا مصادفة رؤية المهدي‌ ع حتي تكلم هو في جملة من تكلم في ذلك فقال أحببت ذات يوم أن أصل إلي مسجد السهلة في وقت ظننته فيه فارغا من الناس فلما انتهيت إليه وجدته غاصا بالناس ولهم دوي‌ و لاأعهد أن يكون في ذلك الوقت فيه أحد.فدخلت فوجدت صفوفا صافين للصلاة جامعة فوقفت إلي جنب الحائط علي موضع فيه رمل فعلوته لأنظر هل أجد خللا في الصفوف فاسدة فرأيت موضع رجل واحد في صف من تلك الصفوف فذهبت إليه ووقفت فيه . فقال رجل من الحاضرين هل رأيت المهدي‌ ع فعند ذلك سكت السيد وكأنه كان نائما ثم انتبه فكلما طلب منه إتمام المطلب لم يتمه

الحكاية الخامسة عشرة

حدث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظمي‌ المجاور في النجف الأشرف آل الشيخ طالب نجل العالم العابد الشيخ هادي‌ الكاظمي‌ قال كان في النجف الأشرف رجل مؤمن يسمي الشيخ محمدحسن السريرة و كان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة و كان معه مرض السعال إذاسعل يخرج من صدره مع الأخلاط دم و كان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج لايملك قوت يومه و كان يخرج في أغلب أوقاته إلي البادية إلي الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف ليحصل له قوت و لوشعير و ما كان يتيسر ذلك علي وجه يكفيه مع شدة رجائه و كان مع ذلك قدتعلق قلبه بتزويج امرأة من أهل النجف و كان يطلبها من أهلها و ماأجابوه إلي ذلك لقلة ذات يده و كان في هم وغم شديد من جهة ابتلائه بذلك


صفحه : 241

فلما اشتد به الفقر والمرض وأيس من تزويج البنت عزم علي ما هومعروف عند أهل النجف من أنه من أصابه أمر فواظب الرواح إلي مسجد الكوفة أربعين ليلة الأربعاء فلابد أن يري صاحب الأمر عجل الله فرجه من حيث لايعلم ويقضي‌ له مراده . قال الشيخ باقر قدس سره قال الشيخ محمدفواظبت علي ذلك أربعين ليلة بالأربعاء فلما كانت الليلة الأخيرة وكانت ليلة شتاء مظلمة و قدهبت ريح عاصفة فيهاقليل من المطر و أناجالس في الدكة التي‌ هي‌ داخل في باب المسجد وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول تكون علي الطرف الأيسر عنددخول المسجد و لاأتمكن الدخول في المسجد من جهة سعال الدم و لايمكن قذفه في المسجد و ليس معي‌ شيءأتقي‌ فيه عن البرد و قدضاق صدري‌ واشتد علي همي‌ وغمي‌ وضاقت الدنيا في عيني‌ وأفكر أن الليالي‌ قدانقضت و هذه آخرها و مارأيت أحدا و لاظهر لي شيء و قدتعبت هذاالتعب العظيم وتحملت المشاق والخوف في أربعين ليلة أجي‌ء فيها من النجف إلي مسجد الكوفة و يكون لي الإياس من ذلك .فبينما أناأفكر في ذلك و ليس في المسجد أحد أبدا و قدأوقدت نارا لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف لاأتمكن من تركها لتعودي‌ بها وكانت قليلة جدا إذابشخص من جهة الباب الأول متوجها إلي‌ فلما نظرته من بعيد تكدرت و قلت في نفسي‌ هذاأعرابي‌ من أطراف المسجد قدجاء إلي‌ ليشرب من القهوة وأبقي بلا قهوة في هذاالليل المظلم ويزيد علي همي‌ وغمي‌.فبينما أناأفكر إذا به قدوصل إلي‌ وسلم علي باسمي‌ وجلس في مقابلي‌ فتعجبت من معرفته باسمي‌ وظننته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف فصرت أسأله من أي العرب يكون قال من بعض العرب فصرت أذكر له الطوائف التي‌ في أطراف النجف فيقول لا لا وكلما ذكرت له طائفة قال لالست منها.


صفحه : 242

فأغضبني‌ و قلت له أجل أنت من طريطرة مستهزئا و هولفظ بلا معني فتبسم من قولي‌ ذلك و قال لاعليك من أينما كنت ما ألذي جاء بك إلي هنا فقلت و أنت ماعليك السؤال عن هذه الأمور فقال ماضرك لوأخبرتني‌ فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقه فمال قلبي‌ إليه وصار كلما تكلم ازداد حبي‌ له فعملت له السبيل من التتن وأعطيته فقال أنت اشرب فأنا ماأشرب وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته فأخذه وشرب شيئا قليلا منه ثم ناولني‌ الباقي‌ و قال أنت اشربه فأخذته وشربته و لم ألتفت إلي عدم شربه تمام الفنجان ولكن يزداد حبي‌ له آنا فآنا.فقلت له ياأخي‌ أنت قدأرسلك الله إلي‌ في هذه الليلة تأنسني‌ أ فلاتروح معي‌ إلي أن نجلس في حضرة مسلم ع ونتحدث فقال أروح معك فحدث حديثك .فقلت له أحكي‌ لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة مذ شعرت علي نفسي‌ و مع ذلك معي‌ سعال أتنخع الدم وأقذفه من صدري‌ منذ سنين و لاأعرف علاجه و ماعندي‌ زوجة و قدعلق قلبي‌ بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف و من جهة قلة ما في اليد ماتيسر لي أخذها. و قدغرني‌ هؤلاء الملائية وقالوا لي اقصد في حوائجك صاحب الزمان وبت أربعين ليلة الأربعاء في مسجد الكوفة فإنك تراه ويقضي‌ لك حاجتك و هذه آخر ليلة من الأربعين و مارأيت فيهاشيئا و قدتحملت هذه المشاق في هذه الليالي‌ فهذا ألذي جاء بي‌ هنا و هذه حوائجي‌. فقال لي و أناغافل غيرملتفت أماصدرك فقد برأ و أماالامرأة فتأخذها عن قريب و أمافقرك فيبقي علي حالة حتي تموت و أنا غيرملتفت إلي هذاالبيان أبدا.فقلت أ لاتروح إلي حضرة مسلم قال قم فقمت وتوجه أمامي‌ فلما


صفحه : 243

وردنا أرض المسجد فقال أ لاتصلي‌ صلاة تحية المسجد فقلت أفعل فوقف هوقريبا من الشاخص الموضوع في المسجد و أناخلفه بفاصلة فأحرمت الصلاة وصرت أقرأ الفاتحة.فبينما أناأقرأ و إذايقرأ الفاتحة قراءة ماسمعت أحدا يقرأ مثلها أبدا فمن حسن قراءته قلت في نفسي‌ لعله هذا هوصاحب الزمان وذكرت بعض كلمات له تدل علي ذلك ثم نظرت إليه بعد ماخطر في قلبي‌ ذلك و هو في الصلاة و إذا به قدأحاطه نور عظيم منعني‌ من تشخيص شخصه الشريف و هو مع ذلك يصلي‌ و أناأسمع قراءته و قدارتعدت فرائصي‌ و لاأستطيع قطع الصلاة خوفا منه فأكملتها علي أي وجه كان و قدعلا النور من وجه الأرض فصرت أندبه وأبكي‌ وأتضجر وأعتذر من سوء أدبي‌ معه في باب المسجد و قلت له أنت صادق الوعد و قدوعدتني‌ الرواح معي‌ إلي مسلم .فبينما أناأكلم النور و إذابالنور قدتوجه إلي جهة المسلم فتبعته فدخل النور الحضرة وصار في جو القبة و لم يزل علي ذلك و لم أزل أندبه وأبكي‌ حتي إذاطلع الفجر عرج النور. فلما كان الصباح التفت إلي قوله أماصدرك فقد برأ و إذا أناصحيح الصدر و ليس معي‌ سعال أبدا و مامضي أسبوع إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لاأحتسب وبقي‌ فقري‌ علي ما كان كماأخبر صلوات الله وسلامه عليه و علي آبائه الطاهرين

الحكاية السادسة عشرة

حدثني‌ العالم الجليل والفاضل النبيل مصباح المتقين وزين المجاهدين السيد الأيد مولانا السيد محمد بن العالم السيد هاشم بن مير شجاعت علي الموسوي‌ الرضوي‌ النجفي‌ المعروف بالهندي‌ سلمه الله تعالي و هو من العلماء المتقين و كان يؤم الجماعة في داخل حرم أمير المؤمنين ع و له خبرة وبصيرة بأغلب العلوم


صفحه : 244

المتداولة و هوالآن من مجاوري‌ بلدتنا الشريفة عمرها الله تعالي بوجود الأبرار والصلحاء. قال كان رجل صالح يسمي الحاج عبدالواعظ كان كثير التردد إلي مسجد السهلة والكوفة فنقل لي الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي‌ المقدم ذكره قال و كان عالما بالمقدمات وعلم القراءة وبعض علم الجفر وعنده ملكة الاجتهاد المطلق إلا أنه مشغول عن الاستنباط لأكثر من قدر حاجته بمعيشة العيال و كان يقرأ المراثي‌ ويؤم الجماعة و كان صدوقا خيرا معتمدا عن الشيخ مهدي‌ الزربجاوي‌ قال كنت في مسجد الكوفة فوجدت هذاالعبد الصالح خرج إلي النجف بعدنصف الليل ليصل إليه أول النهار فخرجت معه لأجل ذلك أيضا فلما انتهينا إلي قريب من البئر التي‌ في نصف الطريق لاح لي أسد علي قارعة الطريق والبرية خالية من الناس ليس فيها إلا أنا و هذا الرجل فوقفت عن المشي‌ فقال مابالك فقلت هذاالأسد فقال امش و لاتبال به فقلت كيف يكون ذلك فأصر علي فأبيت فقال لي إذارأيتني‌ وصلت إليه ووقفت بحذائه و لم يضرني‌ أفتجوز الطريق وتمشي‌ فقلت نعم فتقدمني‌ إلي الأسد حتي وضع يده علي ناصيته فلما رأيت ذلك أسرعت في مشيي‌ حتي جزتهما و أنامرعوب ثم لحق بي‌ وبقي‌ الأسد في مكانه . قال نور الله قلبه قال الشيخ باقر وكنت في أيام شبابي‌ خرجت مع خالي‌ الشيخ محمد علي القار‌ئ مصنف الكتب الثلاثة الكبير والمتوسط والصغير ومؤلف كتاب التعزية جمع فيه تفصيل قضية كربلاء من بدئها إلي ختامها بترتيب حسن وأحاديث منتخبة إلي مسجد السهلة و كان في تلك الأوقات موحشا في الليل ليس فيه هذه العمارة الجديدة والطريق بينه و بين مسجد الكوفة كان صعبا أيضا ليس بهذه السهولة الحاصلة بعدالإصلاح . فلما صلينا تحية مقام المهدي‌ ع نسي‌ خالي‌ سبيله وتتنه فذكر ذلك بعد ماخرجنا وصرنا في باب المسجد فبعثني‌ إليها.


صفحه : 245

فلما دخلت وقت العشاء إلي المقام فتناولت ذلك وجدت جمرة نار كبيرة تلهب في وسط المقام فخرجت مرعوبا منها فرآني‌ خالي‌ علي هيئة الرعب فقال لي مابالك فأخبرته بالجمرة فقال لي سنصل إلي مسجد الكوفة ونسأل العبد الصالح عنها فإنه كثير التردد إلي هذاالمقام و لايخلو من أن يكون له علم بها. فلما سأله خالي‌ عنها قال كثيرا مارأيتها في خصوص مقام المهدي‌ ع من بين المقامات والزوايا

الحكاية السابعة عشرة

قال نضر الله وجهه وأخبرني‌ الشيخ باقر المزبور عن السيد جعفر بن السيد الجليل السيد باقر القزويني‌ الآتي‌ ذكره قال كنت أسير مع أبي إلي مسجد السهلة فلما قاربناها قلت له هذه الكلمات التي‌ أسمعها من الناس أن من جاء إلي مسجد السهلة في أربعين أربعاء فإنه يري المهدي‌ ع أري أنها لاأصل لها فالتفت إلي‌ مغضبا و قال لي و لم ذلك لمحض أنك لم تره أو كل شيء لم تره عيناك فلاأصل له وأكثر من الكلام علي حتي ندمت علي ما قلت . ثم دخلنا معه المسجد و كان خاليا من الناس فلما قام في وسط المسجد ليصلي‌ ركعتين للاستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجة ع ومر بالسيد فسلم عليه وصافحه والتفت إلي السيد والدي‌ و قال فمن هذافقلت أ هوالمهدي‌ ع فقال فمن فركضت أطلبه فلم أجده في داخل المسجد و لا في خارجه

الحكاية الثامنة عشرة

و قال أصلح الله باله وأخبر الشيخ باقر المزبور عن رجل صادق اللهجة كان حلاقا و له أب كبير مسن و هو لايقصر في خدمته حتي أنه يحمل له الإبريق إلي الخلاء ويقف ينتظره حتي يخرج فيأخذه منه و لايفارق خدمته إلاليلة


صفحه : 246

الأربعاء فإنه يمضي‌ إلي مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلي المسجد فسألته عن سبب ذلك فقال خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلي قريب المغرب فمشيت وحدي‌ وصار الليل وبقيت أمشي‌ حتي بقي‌ ثلث الطريق وكانت الليلة مقمرة.فرأيت أعرابيا علي فرس قدقصدني‌ فقلت في نفسي‌ هذاسيسلبني‌ ثيابي‌ فلما انتهي إلي‌ كلمني‌ بلسان البدو من العرب وسألني‌ عن مقصدي‌ فقلت مسجد السهلة فقال معك شيء من المأكول فقلت لا فقال أدخل يدك في جيبك هذانقل بالمعني و أمااللفظ دورك يدك لجيبك فقلت ليس فيه شيءفكرر علي القول بزجر حتي أدخلت يدي‌ في جيبي‌ فوجدت فيه زبيبا كنت اشتريته لطفل عندي‌ ونسيته فبقي‌ في جيبي‌. ثم قال لي الأعرابي‌ أوصيك بالعود أوصيك بالعود أوصيك بالعود والعود في لسانهم اسم للأب المسن ثم غاب عن بصري‌ فعلمت أنه المهدي‌ ع و أنه لايرضي بمفارقتي‌ لأبي‌ حتي في ليلة الأربعاء فلم أعد

الحكاية التاسعة عشرة

و قال أدام الله إكرامه رأيت في رواية مايدل علي أنك إذاأردت أن تعرف ليلة القدر فاقرأ حم الدخان كل ليلة في شهر رمضان مائة مرة إلي ليلة ثلاث وعشرين فعملت ذلك وبدأت في ليلة الثلاث والعشرين أقرأ علي حفظي‌ بعدالفطور إلي أن خرجت إلي الحرم العلوي‌ في أثناء الليل فلم أجد لي موضعا أستقر فيه إلا أن أجلس مقابلا للوجه مستدبرا للقبلة بقرب الشمع المعلق لكثرة الناس في تلك الليلة.فتربعت واستقبلت الشباك وبقيت أقرأ حم فبينما أناكذلك إذ وجدت إلي جنبي‌ أعرابيا متربعا أيضا معتدل الظهر أسمر اللون حسن العينين والأنف والوجه مهيبا جدا كأنه من شيوخ الأعراب إلا أنه شاب و لاأذكر هل كان


صفحه : 247

له لحية خفيفة أم لم تكن وأظن الأول .فجعلت في نفسي‌ أقول ما ألذي أتي بهذا البدوي‌ إلي هذاالموضع ويجلس هذاالجلوس العجمي‌ و ماحاجته في الحرم وأين منزله في هذاالليل أ هو من شيوخ الخزاعة وأضافه بعض الخدمة مثل الكليددار أونائبه و مابلغني‌ خبره و ماسمعت به . ثم قلت في نفسي‌ لعله المهدي‌ ع وجعلت أنظر في وجهه و هويلتفت يمينا وشمالا إلي الزوار من غيرإسراع في الالتفات ينافي‌ الوقار وجلست امرأة قدامي‌ لاصقة بظهرها ركبتي‌ فنظرت إليه متبسما ليراها علي هذه الحالة فيتبسم علي حسب عادة الناس فنظر إليها و هو غيرمتبسم وإلي‌ ورجع إلي النظر يمينا وشمالا فقلت أسأله أنه أين منزله أو من هو. فلما هممت بسؤاله انكمش فؤادي‌ انكماشا تأذيت منه جدا وظننت أن وجهي‌ اصفر من هذه الحالة وبقي‌ الألم في فؤادي‌ حتي قلت في نفسي‌ أللهم إني‌ لاأسأله فدعني‌ يافؤادي‌ وعد إلي السلامة من هذاالألم فإني‌ قدأعرضت عما أردت من سؤاله وعزمت علي السكوت فعند ذلك سكن فؤادي‌ وعدت إلي التفكر في أمره . وهممت مرة ثانية بالاستفسار منه و قلت أي ضرر في ذلك و مايمنعني‌ من أن أسأله فانكمش فؤادي‌ مرة ثانية عند ماهممت بسؤاله وبقيت متألما مصفرا حتي تأذيت و قلت عزمت أن لاأسأله و لاأستفسر إلي أن سكن فؤادي‌ و أناأقرأ لسانا وأنظر إلي وجهه وجماله وهيبته وأفكر فيه قلبا حتي أخذني‌ الشوق إلي العزم مرة ثالثة علي سؤاله فانكمش فؤادي‌ وتأذيت في الغاية وعزمت عزما صادقا علي ترك سؤاله ونصبت لنفسي‌ طريقا إلي معرفته غيرالكلام معه و هوأني‌ لاأفارقه وأتبعه حيث قام ومشي حتي أنظر أين منزله إن كان من سائر الناس أويغيب عن بصري‌ إن كان الإمام ع .فأطال الجلوس علي تلك الهيئة و لافاصل بيني‌ وبينه بل الظاهر أن ثيابي‌


صفحه : 248

ملاصقة لثيابه وأحببت أن أعرف الوقت والساعة و أنا لاأسمع من كثرة أصوات الناس صوت ساعات الحرم فصار في مقابلي‌ رجل عنده ساعة فقمت لأسأله عنها وخطوت خطوة ففاتني‌ صاحب الساعة لتزاحم الناس فعدت بسرعة إلي موضعي‌ ولعل إحدي رجلي‌ لم تفارقه فلم أجد صاحبي‌ وندمت علي قيامي‌ ندما عظيما وعاتبت نفسي‌ عتابا شديدا

الحكاية العشرون

قصة العابد الصالح التقي‌ السيد محمدالعاملي‌ رحمه الله ابن السيد عباس سلمه الله آل العباس شرف الدين الساكن في قرية جشيث من قري جبل عامل و كان من قصته أنه رحمه الله لكثرة تعدي‌ الجور عليه خرج من وطنه خائفا هاربا مع شدة فقره وقلة بضاعته حتي أنه لم يكن عنده يوم خروجه إلامقدارا لايسوي قوت يومه و كان متعففا لايسأل أحدا. وساح في الأرض برهة من دهره ورأي في أيام سياحته في نومه ويقظته عجائب كثيرة إلي أن انتهي أمره إلي مجاورة النجف الأشرف علي مشرفها آلاف التحية والتحف وسكن في بعض الحجرات الفوقانية من الصحن المقدس و كان في شدة الفقر و لم يكن يعرفه بتلك الصفة إلاقليل وتوفي‌ رحمه الله في النجف الأشرف بعدمضي‌ خمس سنوات من يوم خروجه من قريته . و كان أحيانا يراودني‌ و كان كثير العفة والحياء يحضر عندي‌ أيام إقامة التعزية وربما استعار مني‌ بعض كتب الأدعية لشدة ضيق معاشه حتي أن كثيرا ما لايتمكن لقوته إلا علي تميرات يواظب الأدعية المأثورة لسعة الرزق حتي كأنه ماترك شيئا من الأذكار المروية والأدعية المأثورة. واشتغل بعض أيامه علي عرض حاجته علي صاحب الزمان عليه سلام الله الملك المنان أربعين يوما و كان يكتب حاجته ويخرج كل يوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغير ألذي يخرج منه إلي البحر ويبعد عن طرف اليمين


صفحه : 249

مقدار فرسخ أوأزيد بحيث لايراه أحد ثم يضع عريضته في بندقة من الطين ويودعها أحد نوابه سلام الله عليه ويرميها في الماء إلي أن مضي عليه ثمانية أوتسعة وثلاثون يوما. فلما فعل مايفعله كل يوم ورجع قال كنت في غاية الملالة وضيق الخلق وأمشي‌ مطرقا رأسي‌ فالتفت فإذا أنابرجل كأنه لحق بي‌ من ورائي‌ و كان في زي‌ العرب فسلم علي فرددت ع بأقل مايرد و ماالتفت إليه لضيق خلقي‌ فسايرني‌ مقدارا و أنا علي حالي‌ فقال بلهجة أهل قريتي‌ سيد محمد ماحاجتك يمضي‌ عليك ثمانية أوتسعة وثلاثون يوما تخرج قبل طلوع الشمس إلي المكان الفلاني‌ وترمي‌ العريضة في الماء تظن أن إمامك ليس مطلعا علي حاجتك . قال فتعجبت من ذلك لأني‌ لم أطلع أحدا علي شغلي‌ و لاأحد رآني‌ و لاأحد من أهل جبل عامل في المشهد الشريف لم أعرفه خصوصا أنه لابس الكفية والعقال و ليس مرسوما في بلادنا فخطر في خاطري‌ وصولي‌ إلي المطلب الأقصي وفوزي‌ بالنعمة العظمي و أنه الحجة علي البرايا إمام العصر عجل الله تعالي فرجه . وكنت سمعت قديما أن يده المباركة في النعومة بحيث لايبلغها يد أحد من الناس فقلت في نفسي‌ أصافحه فإن كان يده كماسمعت أصنع مايحق بحضرته فمددت يدي‌ و أنا علي حالي‌ لمصافحته فمد يده المباركة فصافحته فإذايده كماسمعت فتيقنت الفوز والفلاح فرفعت رأسي‌ ووجهت له وجهي‌ وأردت تقبيل يده المباركة فلم أر أحدا. قلت ووالده السيد عباس حي‌ إلي حال التأليف و هو من بني‌ أعمام العالم الحبر الجليل والسيد المؤيد النبيل وحيد عصره وناموس دهره السيد صدر الدين العاملي‌ المتوطن في أصبهان تلميذ العلامة الطباطبائي‌ بحر العلوم أعلي الله مقامهما

الحكاية الحادية والعشرون

وحدث السيد الصالح المتقدم ذكره قدس الله روحه قال وردت المشهد المقدس الرضوي‌ عليه الصلاة و السلام للزيارة وأقمت فيه مدة وكنت في ضنك


صفحه : 250

وضيق مع وفور النعمة ورخص أسعارها و لماأردت الرجوع مع سائر الزائرين لم يكن عندي‌ شيء من الزاد حتي قرصة لقوت يومي‌ فتخلفت عنهم وبقيت يومي‌ إلي زوال الشمس فزرت مولاي‌ وأديت فرض الصلاة فرأيت أني‌ لو لم ألحق بهم لايتيسر لي الرفقة عن قريب و إن بقيت أدركتني‌ الشتاء ومت من البرد.فخرجت من الحرم المطهر مع ملالة الخاطر و قلت في نفسي‌ أمشي‌ علي أثرهم فإن مت جوعا استرحت و إلالحقت بهم فخرجت من البلد الشريف وسألت عن الطريق وصرت أمشي‌ حتي غربت الشمس و ماصادفت أحدا فعلمت أني‌ أخطأت الطريق و أناببادية مهولة لايري فيهاسوي الحنظل و قدأشرفت من الجوع والعطش علي الهلاك فصرت أكسر حنظلة حنظلة لعلي‌ أظفر من بينها بحبحب حتي كسرت نحوا من خمسمائة فلم أظفر بها وطلبت الماء والكلاء حتي جنني‌ الليل ويئست منهما فأيقنت الفناء واستسلمت للموت وبكيت علي حالي‌.فتراءي لي مكان مرتفع فصعدته فوجدت في أعلاها عينا من الماء فتعجبت وشكرت الله عز و جل وشربت الماء و قلت في نفسي‌ أتوضأ وضوء الصلاة وأصلي‌ لئلا ينزل بي‌ الموت و أنامشغول الذمة بهافبادرت إليها. فلما فرغت من العشاء الآخرة أظلم الليل وامتلأ البيداء من أصوات السباع وغيرها وكنت أعرف من بينها صوت الأسد والذئب وأري أعين بعضها تتوقد كأنها السراج فزادت وحشتي‌ إلاأني‌ كنت مستسلما للموت فأدركني‌ النوم لكثرة التعب و ماأفقت إلا والأصوات قدانخمدت والدنيا بنور القمر قدأضاءت و أنا في غاية الضعف فرأيت فارسا مقبلا علي فقلت في نفسي‌ إنه يقتلني‌ لأنه يريد متاعي‌ فلايجد شيئا عندي‌ فيغضب لذلك فيقتلني‌ و لاأقل من أن تصيبني‌ منه جراحة.


صفحه : 251

فلما وصل إلي‌ سلم علي فرددت عليه السلام وطابت منه نفسي‌ فقال ما لك فأومأت إليه بضعفي‌ فقال عندك ثلاث بطيخات لم لاتأكل منها فقلت لاتستهزأني‌ ودعني‌ علي حالي‌ فقال لي انظر إلي ورائك فنظرت فرأيت شجرة بطيخ عليها ثلاث بطيخات كبار فقال سد جوعك بواحدة وخذ معك اثنتين وعليك بهذا الصراط المستقيم فامش عليه و كل نصف بطيخة أول النهار والنصف الآخر عندالزوال واحفظ بطيخة فإنها تنفعك فإذاغربت الشمس تصل إلي خيمة سوداء يوصلك أهلها إلي القافلة وغاب عن بصري‌.فقمت إلي تلك البطيخات فكسرت واحدة منها فرأيتها في غاية الحلاوة واللطافة كأني‌ ماأكلت مثلها فأكلتها وأخذت معي‌ الاثنتين ولزمت الطريق وجعلت أمشي‌ حتي طلعت الشمس ومضي من طلوعها مقدار ساعة فكسرت واحدة منهما وأكلت نصفها وسرت إلي زوال الشمس فأكلت النصف الآخر وأخذت الطريق . فلما قرب الغروب بدت لي تلك الخيمة ورآني‌ أهلها فبادروا إلي‌ وأخذوني‌ بعنف وشدة وذهبوا بي‌ إلي الخيمة كأنهم زعموني‌ جاسوسا وكنت لاأعرف التكلم إلابلسان العرب و لايعرفون لساني‌ فأتوا بي‌ إلي كبيرهم فقال لي بشدة وغضب من أين جئت تصدقني‌ و إلاقتلتك فأفهمته بكل حيلة شرحا من حالي‌. فقال أيها السيد الكذاب لايعبر من الطريق ألذي تدعيه متنفس إلاتلف أوأكله السباع ثم إنك كيف قدرت علي تلك المسافة البعيدة في الزمان ألذي تذكره و من هذاالمكان إلي المشهد المقدس مسيرة ثلاثة أيام اصدقني‌ و إلاقتلتك وشهر سيفه في وجهي‌.فبدا له البطيخ من تحت عبائي‌ فقال ما هذافقصصت عليه قصته فقال الحاضرون ليس في هذاالصحراء بطيخ خصوصا هذه البطيخة التي‌ مارأينا مثلها أبدا فرجعوا إلي أنفسهم وتكلموا فيما بينهم وكأنهم علموا صدق مقالتي‌ و أن هذه معجزة من الإمام عليه آلاف التحية والثناء و السلام فأقبلوا علي وقبلوا


صفحه : 252

يدي‌ وصدروني‌ في مجلسهم وأكرموني‌ غاية الإكرام وأخذوا لباسي‌ تبركا به وكسوني‌ ألبسة جديدة فاخرة وأضافوني‌ يومين وليلتين . فلما كان اليوم الثالث أعطوني‌ عشرة توامين ووجهوا معي‌ ثلاثة منهم حتي أدركت القافلة

الحكاية الثانية والعشرون

السيد الشهيد القاضي‌ نور الله الشوشتري‌ في مجالس المؤمنين في ترجمة آية الله العلامة الحلي‌ قدس سره أن من جملة مقاماته العالية أنه اشتهر عند أهل الإيمان أن بعض علماء أهل السنة ممن تتلمذ عليه العلامة في بعض الفنون ألف كتابا في رد الإمامية ويقرأ للناس في مجالسه ويضلهم و كان لايعطيه أحدا خوفا من أن يرده أحد من الإمامية فاحتال رحمه الله في تحصيل هذاالكتاب إلي أن جعل تتلمذه عليه وسيلة لأخذه الكتاب منه عارية فالتجأ الرجل واستحيا من رده و قال إني‌ آليت علي نفسي‌ أن لاأعطيه أحدا أزيد من ليلة فاغتنم الفرصة في هذاالمقدار من الزمان فأخذه منه وأتي به إلي بيته لينقل منه ماتيسر منه . فلما اشتغل بكتابته وانتصف الليل غلبه النوم فحضر الحجة ع و قال ولني‌ الكتاب وخذ في نومك فانتبه العلامة و قدتم الكتاب بإعجازه ع . وظاهر عبارته يوهم أن الملاقاة والمكالمة كان في اليقظة و هوبعيد والظاهر أنه في المنام و الله العالم


صفحه : 253

الحكاية الثالثة والعشرون

في مجموعة نفيسة عندي‌ كلها بخط العالم الجليل شمس الدين محمد بن علي بن الحسن الجباعي‌ جد شيخنا البهائي‌ و هو ألذي ينتهي‌ نسخ الصحيفة الكاملة إلي الصحيفة التي‌ كانت بخطه وكتبها من نسخة الشهيد الأول رحمه الله و قدنقل عنه عن تلك المجموعة وغيرها العلامة المجلسي‌ كثيرا في البحار وربما عبر هو وغيره كالسيد نعمة الله الجزائري‌ في أول شرح الصحيفة عنه بصاحب الكرامات مالفظه . قال السيد تاج الدين محمد بن معية الحسني‌ أحسن الله إليه حدثني‌ والدي‌ القاسم بن الحسن بن معية الحسني‌ تجاوز الله عن سيئاته أن المعمر بن غوث السنبسي‌ ورد إلي الحلة مرتين إحداهما قديمة لاأحقق تاريخها والأخري قبل فتح بغداد بسنتين قال والدي‌ وكنت حينئذ ابن ثمان سنوات ونزل علي الفقيه مفيد الدين بن جهم وتردد إليه الناس وزاره خالي‌ السعيد تاج الدين بن معية و أنا


صفحه : 254

معه طفل ابن ثمان سنوات ورأيته و كان شخصا طوالا من الرجال يعد في الكهول و كان ذراعه كأنه الخشبة المجلدة ويركب الخيل العتاق وأقام أياما بالحلة و كان يحكي‌ أنه كان أحد غلمان الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري‌ ع و أنه شاهد ولادة القائم ع . قال والدي‌ رحمه الله وسمعت الشيخ مفيد الدين بن جهم يحكي‌ بعدمفارقته وسفره عن الحلة أنه قال أخبرنا بسر لايمكننا الآن إشاعته وكانوا يقولون إنه أخبره بزوال ملك بني‌ العباس فلما مضي لذلك سنتان أو مايقاربهما أخذت بغداد وقتل المستعصم وانقرض ملك بني‌ العباس فسبحان من له الدوام والبقاء. وكتب ذلك محمد بن علي الجباعي‌ من خط السيد تاج الدين يوم الثلاثاء في شعبان سنة تسع وخمسين وثمانمائة. ونقل قبل هذه الحكاية عن المعمر خبرين هكذا من خط ابن معية ويرفع الإسناد عن المعمر بن غوث السنبسي‌ عن أبي الحسن الداعي‌ بن نوفل السلمي‌ قال سمعت رسول الله ص يقول إن الله خلق خلقا من رحمته لرحمته برحمته وهم الذين يقضون الحوائج للناس فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن . وبالإسناد عن المعمر بن غوث السنبسي‌ عن الإمام الحسن بن علي العسكري‌ ع أنه قال أحسن ظنك و لوبحجر يطرح الله شره فيه فتتناول حظك منه فقلت أيدك الله حتي بحجر قال أ فلاتري حجر الأسود. قلت أماالولد فهو القاضي‌ السيد النسابة تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم عظيم الشأن جليل القدر استجاز منه الشهيد الأول لنفسه ولولديه محمد


صفحه : 255

و علي ولبنته ست المشايخ و أماوالده فهو السيد جلال الدين أبو جعفرالقاسم بن الحسن بن محمد بن الحسن بن معية بن سعيد الديباجي‌ الحسني‌ الفقيه الفاضل العالم الجليل عظيم الشأن تلميذ عميد الرؤساء و ابن السكون ومعاصر العلامة والراوي‌ للصحيفة الشريفة الكاملة عنهما عن السيد بهاء الشرف المذكور في أول الصحيفة كماتبين في محله و أما ابن جهم فهو الشيخ الفقيه محمد بن جهم و هو ألذي لماسأل الخاجة نصير الدين عن المحقق أعلم تلامذته في الأصوليين أشار إليه و إلي سديد الدين والد العلامة

الحكاية الرابعة والعشرون

العالم الجليل الشيخ يوسف البحريني‌ في اللؤلؤة في ترجمة العالم الشيخ ابراهيم القطيفي‌ المعاصر للمحقق الثاني‌ عن بعض أهل البحرين أن هذاالشيخ دخل عليه الإمام الحجة ع في صورة رجل يعرفه الشيخ فسأله أي الآيات من القرآن في المواعظ أعظم فقال الشيخ إِنّ الّذِينَ يُلحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخفَونَ عَلَينا أَ فَمَن يُلقي فِي النّارِ خَيرٌ أَم مَن يأَتيِ‌ آمِناً يَومَ القِيامَةِ اعمَلُوا ما شِئتُم إِنّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ فقال صدقت ياشيخ ثم خرج منه فسأل أهل البيت خرج فلان فقالوا مارأينا أحدا داخلا و لاخارجا

الحكاية الخامسة والعشرون

قال السيد القاضي‌ نور الله الشوشتري‌ في مجالس المؤمنين مامعناه أنه وجد هذه الأبيات بخط صاحب الأمر ع مكتوبا علي قبر الشيخ المفيد رحمه الله .


لاصوت الناعي‌ بفقدك إنه   يوم علي آل الرسول عظيم

إن كنت قدغيبت في جدث الثري   فالعدل والتوحيد فيك مقيم

والقائم المهدي‌ يفرح كلما   تليت عليك من الدروس علوم

صفحه : 256

الحكاية السادسة والعشرون

في الصراط المستقيم للشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي‌ البياضي‌ قال مؤلف هذاالكتاب علي بن محمد بن يونس خرجت مع جماعة تزيد علي أربعين رجلا إلي زيارة القاسم بن موسي الكاظم ع فكنا عن حضرته نحو ميل من الأرض فرأينا فارسا معترضا فظنناه يريد أخذ مامعنا فخبينا ماخفنا عليه . فلما وصلنا رأينا آثار فرسه و لم نره فنظرنا ماحول القبلة فلم نر أحدا فتعجبنا من ذلك مع استواء الأرض وحضور الشمس وعدم المانع فلايمتنع أن يكون هوالإمام ع أوأحد الأبدال . قلت و هذاالشيخ جليل القدر عظيم الشأن صاحب المصنفات الرائقة وصفة الشيخ ابراهيم الكفعمي‌ في بعض كلماته في ذكر الكتب التي‌ ينقل عنها بقوله و من ذلك زبدة البيان وإنسان الإنسان المنتزع من مجمع البيان جمع الإمام العلامة


صفحه : 257

فريد الدهر ووحيد العصر مهبط أنوار الجبروت وفاتح أسرار الملكوت خلاصة الماء والطين جامع كمالات المتقدمين والمتأخرين بقية الحجج علي العالمين الشيخ زين الملة والحق والدين علي بن يونس لاأخلي الله الزمان من أنوار شموسه وإيضاح براهينه ودروسه بمحمد وآله ع

الحكاية السابعة والعشرون

حدثني‌ مشافهة العالم العامل فخر الأواخر وذخر الأوائل شمس فلك الزهد والتقي وحاوي‌ درجات السداد والهدي الفقيه المؤيد النبيل شيخنا الأجل الحاج المولي علي بن الحاج ميرزا خليل الطهراني‌ المتوطن في الغري‌ حيا وميتا و كان يزور أئمة سامراء في أغلب السنين ويأنس بالسرداب المغيب ويستمد فيه الفيوضات ويعتقد فيه رجاء نيل المكرمات . و كان يقول إني‌ مازرت مرة إلا ورأيت كرامة ونلت مكرمة و كان يستر مارآه غير أنه ذكر لي وسمعه عنه غيري‌ أني‌ كثيرا ماوصلت إلي باب السرداب الشريف في جوف الليل المظلم وحين هدوء من الناس فأري عندالباب قبل النزول من الدرج نورا يشرق من سرداب الغيبة علي جدران الدهليز الأول ويتحرك من موضع إلي آخر كان بيد أحد هناك شمعة مضيئة و هوينتقل من مكان إلي آخر فيتحرك النور هنا بحركته ثم أنزل وأدخل في السرداب الشريف فما أجد أحدا و لاأري سراجا

الحكاية الثامنة والعشرون

حدثني‌ السيد الثقة التقي‌ الصالح السيد مرتضي النجفي‌ رحمه الله و قدأدرك الشيخ شيخ الفقهاء وعمادهم الشيخ جعفرالنجفي‌ و كان معروفا عندعلماء العراق بالصلاح والسداد وصاحبته سنين سفرا وحضرا فما وقفت منه علي عثرة في الدين قال كنا في مسجد الكوفة مع جماعة فيهم أحد من العلماء المعروفين


صفحه : 258

المبرزين في المشهد الغروي‌ و قدسألته عن اسمه غيرمرة فما كشف عنه لكونه محل هتك الستر وإذاعة السر. قال و لماحضرت وقت صلاة المغرب جلس الشيخ لدي المحراب للصلاة والجماعة في تهيئة الصلاة بين جالس عنده ومؤذن ومتطهر و كان في ذلك الوقت في داخل الموضع المعروف بالتنور ماء قليل من قناة خربة و قدرأينا مجراها عندعمارة مقبرة هانئ بن عروة والدرج التي‌ تنزل إليه ضيقة مخروبة لاتسع غيرواحد.فجئت إليه وأردت النزول فرأيت شخصا جليلا علي هيئة الأعراب قاعدا عندالماء يتوضأ و هوغاية من السكينة والوقار والطمأنينة وكنت مستعجلا لخوف عدم إدراك الجماعة فوقفت قليلا فرأيته كالجبل لايحركه شيءفقلت و قدأقيمت الصلاة مامعناه لعلك لاتريد الصلاة مع الشيخ أردت بذلك تعجيله فقال لا قلت و لم قال لأنه الشيخ الدخني‌ فما فهمت مراده فوقفت حتي أتم وضوءه فصعد وذهب ونزلت وتوضأت وصليت فلما قضيت الصلاة وانتشر الناس و قدملأ قلبي‌ وعيني‌ هيئته وسكونه وكلامه فذكرت للشيخ مارأيت وسمعت منه فتغيرت حاله وألوانه وصار متفكرا مهموما فقال قدأدركت الحجة ع و ماعرفته و قدأخبر عن شيء مااطلع عليه إلا الله تعالي .اعلم أني‌ زرعت الدخنة في هذه السنة في الرحبة وهي‌ موضع في طرف الغربي‌ من بحيرة الكوفة محل خوف وخطر من جهة أعراب البادية المترددين إليه فلما قمت إلي الصلاة ودخلت فيهاذهب فكري‌ إلي زرع الدخنة وأهمني‌ أمره فصرت أتفكر فيه و في آفاته . هذاخلاصة ماسمعته منه رحمه الله قبل هذاالتأريخ بأزيد من عشرين سنة وأستغفر الله من الزيادة والنقصان في بعض كلماته


صفحه : 259

الحكاية التاسعة والعشرون

في كتاب نور العيون تأليف الفاضل الخبير الألمعي‌ السيد محمدشريف الحسيني‌ الأصبهاني‌ عن أستاذه العالم الصالح الزاهد الورع الآميرزا محمدتقي‌ بن الآميرزا محمدكاظم بن الآميرزا عزيز الله ابن المولي محمدتقي‌ المجلسي‌ الملقب بالألماسي‌ و هو من العلماء الزاهدين و كان بصيرا في الفقه والحديث والرجال و قدذكرنا شرح حاله في رسالة الفيض القدسي‌ في ذكر أحوال العلامة المجلسي‌ رضوان الله عليه قال في رسالة له في ذكر من رآه ع في الغيبة الكبري حدثني‌ بعض أصحابنا عن رجل صالح من أهل بغداد و هوحي‌ إلي هذاالوقت أي سنة ست وثلاثين بعدالمائة والألف قال إني‌ كنت قدسافرت في بعض السنين مع جماعة فركبنا السفينة وسرنا في البحر فاتفق أنه انكسرت سفينتنا وغرق جميع من فيها وتعلقت أنابلوح مكسور فألقاني‌ البحر بعدمدة إلي جزيرة فسرت في أطراف الجزيرة فوصلت بعداليأس من الحياة بصحراء فيهاجبل عظيم . فلما وصلت إليه رأيته محيطا بالبحر إلاطرفا منه يتصل بالصحراء واستشممت منه رائحة الفواكه ففرحت وزاد شوقي‌ وصعدت قدرا من الجبل حتي إذابلغت إلي وسطه في موضع أملس مقدار عشرين ذراعا لايمكن الاجتياز منه أبدا فتحيرت في أمري‌ فصرت أتفكر في أمري‌ فإذا أنابحية عظيمة كالأشجار العظيمة تستقبلني‌ في غاية السرعة ففررت منها منهزما مستغيثا بالله تبارك و تعالي في النجاة من شرها كمانجاني‌ في الغرق . فإذا أنابحيوان شبه الأرنب قصد الحية مسرعا من أعلي الجبل حتي وصل إلي ذنبها فصعد منه حتي إذاوصل رأس الحية إلي ذلك الحجر الأملس وبقي‌ ذنبه فوق الحجر وصل الحيوان إلي رأسها وأخرج من فمه حمة مقدار إصبع فأدخلها


صفحه : 260

في رأسها ثم نزعها وأدخلها في موضع آخر منها وولي مدبرا فماتت الحية في مكانها من وقتها وحدث فيهاعفونة كادت نفسي‌ أن تطلع من رائحتها الكريهة فما كان بأسرع من أن ذاب لحمها وسال في البحر وبقي‌ عظامها كسلم ثابت في الأرض يمكن الصعود منه .فتفكرت في نفسي‌ و قلت إن بقيت هنا أموت من الجوع فتوكلت علي الله في ذلك وصعدت منها حتي علوت الجبل وسرت من طرف قبلة الجبل فإذا أنابحديقة بالغة حد الغاية في الغضارة والنضارة والطراوة والعمارة فسرت حتي دخلتها و إذا فيهاأشجار مثمرة كثيرة وبناء عال مشتمل علي بيوتات وغرف كثيرة في وسطها.فأكلت من تلك الفواكه واختفيت في بعض الغرف و أناأتفرج الحديقة وأطرافها فإذا أنابفوارس قدظهروا من جانب البر قاصدي‌ الحديقة يقدمهم رجل ذو بهاء وجمال وجلال وغاية من المهابة يعلم من ذلك أنه سيدهم فدخلوا الحديقة ونزلوا من خيولهم وخلوا سبيلها وتوسطوا القصر فتصدر السيد وجلس الباقون متأدبين حوله . ثم أحضروا الطعام فقال لهم ذلك السيد إن لنا في هذااليوم ضيفا في الغرفة الفلانية و لابد من دعوته إلي الطعام فجاء بعضهم في طلبي‌ فخفت و قلت اعفني‌ من ذلك فأخبر السيد بذلك فقال اذهبوا بطعامه إليه في مكانه ليأكله فلما فرغنا من الطعام أمر بإحضاري‌ وسألني‌ عن قصتي‌ فحكيت له القصة فقال أتحب أن ترجع إلي أهلك قلت نعم فأقبل علي واحد منهم وأمره بإيصالي‌ إلي أهلي‌ فخرجت أنا و ذلك الرجل من عنده . فلما سرنا قليلا قال لي الرجل انظر فهذا سور بغداد فنظرت إذا أنابسوره وغاب عني‌ الرجل فتفطنت من ساعتي‌ هذه وعلمت أني‌ لقيت سيدي‌ ومولاي‌ ع و من سوء حظي‌ حرمت من هذاالفيض العظيم فدخلت بلدي‌ وبيتي‌ في غاية من الحسرة والندامة.


صفحه : 261

قلت وحدثني‌ العالم الفقيه النبيه الصفي‌ الحاج المولي الهادي‌ الطهراني‌ قدس سره أنه رأي هذه الحكاية في الرسالة المذكورة والظاهر أن اسمها بهجة الأولياء

الحكاية الثلاثون

و فيه و عن المولي المتقي‌ المذكور قال حدثني‌ ثقة صالح من أهل العلم من سادات شولستان عن رجل ثقة أنه قال اتفق في هذه السنين أن جماعة من أهل بحرين عزموا علي إطعام جمع من المؤمنين علي التناوب فأطعموا حتي بلغ النوبة إلي رجل منهم لم يكن عنده شيءفاغتم لذلك وكثر حزنه وهمه فاتفق أنه خرج ليلة إلي الصحراء فإذابشخص قدوافاه و قال له اذهب إلي التاجر الفلاني‌ وقل يقول لك محمد بن الحسن أعطني‌ الاثنا عشر دينارا التي‌ نذرتها لنا فخذها منه وأنفقها في ضيافتك فذهب الرجل إلي ذلك التاجر وبلغه رسالة الشخص المذكور. فقال التاجر قال لك ذلك محمد بن الحسن بنفسه فقال البحريني‌ نعم فقال عرفته فقال لا فقال التاجر هوصاحب الزمان ع و هذه الدنانير نذرتها له .فأكرم الرجل وأعطاه المبلغ المذكور وسأله الدعاء و قال له لماقبل نذري‌ أرجو منك أن تعطيني‌ منه نصف دينار وأعطيك عوضه فجاء البحريني‌ وأنفق المبلغ في مصرفه و قال ذلك الثقة إني‌ سمعت القصة عن البحريني‌ بواسطتين ومما استطرفناه من هذاالكتاب ويناسب المقصود أن المؤلف ذكر في باب من رأي أربع عشرة حكاية ذكرنا منها اثنتين وإحدي عشرة منها موجودة في البحار وذكر في الرابعة عشر قصة عجيبة. قال يقول المؤلف الضعيف محمدباقر الشريف إن في سنة ألف ومائة وثلاث وسبعين كنت في طريق مكة المعظمة صاحبت رجلا ورعا موثقا يسمي حاج عبدالغفور في ما بين الحرمين و هو من تجار تبريز يسكن في اليزد و قدحج


صفحه : 262

قبل ذلك ثلاث مرات وبني‌ في هذاالسفر علي مجاورة بيت الله سنتين ليدرك فيض الحج ثلاث سنين متوالية. ثم بعد ذلك في سنة ألف ومائة وستة وسبعين حين معاودتي‌ من زيارة المشهد الرضوي‌ علي صاحبه السلام رأيته أيضا في اليزد و قدمر في رجوعه من مكة بعدثلاث حجات إلي بندر صورت من بنادر هند لحاجة له ورجع في سنة إلي بيته فذكر لي عنداللقاء إني‌ سمعت من مير أبوطالب أن في السنة الماضية جاء مكتوب من سلطان الأفرنج إلي الرئيس ألذي يسكن بندر بمبئي‌ من جانبه ويعرف بجندر أن في هذاالوقت ورد علينا رجلان عليهما لباس الصوف ويدعي‌ أحدهما أن عمره سبعمائة وخمسين سنة والآخر سبعمائة سنة ويقولان بعثنا صاحب الأمر ع لندعوكم إلي دين محمدالمصطفي ع ويقولون إن لم تقبلوا دعوتنا و لم تتدينوا بديننا يغرق البحر بلادكم بعدثمان أوعشر سنين والترديد من الحاج المذكور و قدأمرنا بقتلهما فلم يعمل فيهما الحديد ووضعناهما علي الأثواب وقيناره فلم يحترقا فشددنا أيديهما وأرجلهما وألقيناهما في البحر فخرجا منه سالمين . وكتب إلي الرئيس أن يتفحص في أرباب مذاهب الإسلام واليهود والمجوس والنصاري وأنهم هل رأوا ظهور صاحب الأمر ع في آخر الزمان في كتبهم أم لا. قال الحاج المزبور و قدسألت من قسيس كان في بندر صورت عن صحة المكاتبة المذكورة فذكر لي كماسمعت وسلالة النجباء مير أبوطالب وميرزا بزرك الإيراني‌ وهم الآن من وجوه معارف البندر المذكور نقلا لي كماذكرت وبالجملة الخبر مشهور منتشر في تلك البلدة و الله العالم


صفحه : 263

الحكاية الحادية والثلاثون

حدثني‌ العالم النبيل والفاضل الجليل الصالح الثقة العدل ألذي قل له البديل الحاج المولي محسن الأصفهاني‌ المجاور لمشهد أبي عبد الله ع حيا وميتا و كان من أوثق أئمة الجماعة قال حدثني‌ السيد السند والعالم المؤيد التقي‌ الصفي‌ السيد محمد بن السيد مال الله بن السيد معصوم القطيفي‌ رحمهم الله قال قصدت مسجد الكوفة في بعض ليالي‌ الجمع و كان في زمان مخوف لايتردد إلي المسجد أحد إلا مع عدة وتهيئة لكثرة من كان في أطراف النجف الأشرف من القطاع واللصوص و كان معي‌ واحد من الطلاب . فلما دخلنا المسجد لم نجد فيه إلارجلا واحدا من المشتغلين فأخذنا في آداب المسجد فلما حان غروب الشمس عمدنا إلي الباب فأغلقناه وطرحنا خلفه من الأحجار والأخشاب والطوب والمدر إلي أن اطمأنا بعدم إمكان انفتاحه من الخارج عادة. ثم دخلنا المسجد واشتغلنا بالصلاة والدعاء فلما فرغنا جلست أنا ورفيقي‌ في دكة القضاء مستقبل القبلة وذاك الرجل الصالح كان مشغولا بقراءة دعاء كميل في الدهليز القريب من باب الفيل بصوت عال شجي‌ وكانت ليلة قمراء صاحية وكنت متوجها إلي نحو السماء.فبينا نحن كذلك فإذابطيب قدانتشر في الهواء وملأ الفضاء أحسن من ريح نوافج المسك الأذفر وأروح للقلب من النسيم إذاتسحر ورأيت في خلال أشعة القمر إشعاعا كشعلة النار قدغلب عليها وانخمد في تلك الحال صوت ذلك الرجل الداعي‌ فالتفت فإذا أنابشخص جليل قددخل المسجد من طرف ذلك الباب المنغلق في زي‌ لباس الحجاز و علي كتفه الشريف سجادة كما هوعادة أهل الحرمين إلي الآن و كان يمشي‌ في سكينة ووقار وهيبة وجلال


صفحه : 264

قاصدا باب المسلم و لم يبق لنا من الحواس إلاالبصر الخاسر واللب الطائر فلما صار بحذائنا من طرف القبلة سلم علينا. قال رحمه الله أمارفيقي‌ فلم يبق له شعور أصلا و لم يتمكن من الرد و أما أنافاجتهدت كثيرا إلي أن رددت عليه في غاية الصعوبة والمشقة فلما دخل باب المسجد وغاب عنا تراجعت القلوب إلي الصدور فقلنا من كان هذا و من أين دخل فمشينا نحو ذلك الرجل فرأيناه قدخرق ثوبه ويبكي‌ بكاء الواله الحزين فسألناه عن حقيقة الحال فقال واظبت هذاالمسجد أربعين ليلة من ليالي‌ الجمعة طلبا للتشرف بلقاء خليفة العصر وناموس الدهر عجل الله تعالي فرجه و هذه الليلة تمام الأربعين و لم أتزود من لقائه ظاهرا غيرأني‌ حيث رأيتموني‌ كنت مشغولا بالدعاء فإذا به ع واقفا علي رأسي‌ فالتفت إليه ع فقال چه ميكني أوچه ميخواني أي ماتفعل أو ماتقرأ والترديد من الفاضل المتقدم و لم أتمكن من الجواب فمضي عني‌ كماشاهدتموه فذهبنا إلي الباب فوجدناه علي النحو ألذي أغلقناه فرجعنا شاكرين متحسرين . قلت و هذاالسيد كان عظيم الشأن جليل القدر و كان شيخنا الأستاذ العلامة الشيخ عبد الحسين الطهراني‌ أعلي الله مقامه كثيرا مايذكره بخير ويثني‌ عليه ثناء بليغا قال كان رحمه الله تقيا صالحا وشاعرا مجيدا وأديبا قارئا غريقا في بحار محبة أهل البيت ع وأكثر ذكره وفكره فيهم ولهم حتي أناكثيرا مانلقاه في الصحن الشريف فنسأله عن مسألة أدبية فيجيبنا ويستشهد في خلال كلامه بما أنشده هو وغيره في المراثي‌ فتتغير حاله فيشرع في ذكر مصائبهم علي أحسن ماينبغي‌ وينقلب مجلس الشعر والأدب إلي مجلس المصيبة والكرب و له رحمه الله قصائد رائقة في المراثي‌ دائرة علي السن القراء منها القصيدة التي‌ أولها


ما لي إذا ماالليل جنا.   أهفو لمن غني وحنا.

وهي‌ طويلة ومنها القصيدة التي‌ أولها


ألقت لي الأيام فضل قيادها.   فأردت غيرمرامها ومرادها.

إلخ


صفحه : 265

ومنها القصيدة التي‌ يقول فيها في مدح الشهداء.


وذوي‌ المروة والوفاء أنصاره   لهم علي الجيش اللهام زئير

طهرت نفوسهم بطيب أصولها   فعناصر طابت لهم وحجور

عشقوا العنا للدفع لاعشقوا   العنا للنفع لكن أمضي‌ المقدور

فتمثلت لهم القصور و مابهم   لو لاتمثلت القصور قصور

ماشاقهم للموت إلاوعدة الرحمن   لاولدانها والحور

إلخ

الحكاية الثانية والثلاثون

في شهر جمادي الأولي من سنة ألف ومائتين وتسعة وتسعين ورد الكاظمين ع رجل اسمه آقا محمدمهدي‌ و كان من قاطني‌ بندر ملومين من بنادر ماجين وممالك برمة و هوالآن في تصرف الإنجريز و من بلدة كلكتة قاعدة سلطنة ممالك الهند إليه مسافة ستة أيام من البحر مع المراكب الدخانية و كان أبوه من أهل شيراز ولكنه ولد وتعيش في البندر المذكور وابتلي‌ قبل التأريخ المذكور بثلاث سنين بمرض شديد فلما عوفي‌ منه بقي‌ أصم أخرس .فتوسل لشفاء مرضه بزيارة أئمة العراق ع و كان له أقارب في بلدة كاظمين ع من التجار المعروفين فنزل عليهم وبقي‌ عندهم عشرين يوما فصادف وقت حركة مركب الدخان إلي سرمن رأي لطغيان الماء فأتوا به إلي المركب وسلموه إلي راكبيه وهم من أهل بغداد وكربلاء وسألوهم المراقبة في حاله والنظر في حوائجه لعدم قدرته علي إبرازها وكتبوا إلي بعض المجاورين من أهل سامرا للتوجه في أموره . فلما ورد تلك الأرض المشرفة والناحية المقدسة أتي إلي السرداب المنور بعدالظهر من يوم الجمعة العاشر من جمادي الآخرة من السنة المذكورة و كان فيه جماعة من الثقات والمقدسين إلي أن أتي إلي الصفة المباركة فبكي وتضرع


صفحه : 266

فيهازمانا طويلا و كان يكتب قبيلة حاله علي الجدار ويسأل من الناظرين الدعاء والشفاعة.فما تم بكاؤه وتضرعه إلا و قدفتح الله تعالي لسانه وخرج بإعجاز الحجة ع من ذلك المقام المنيف مع لسان ذلق وكلام فصيح وأحضر في يوم السبت في محفل تدريس سيد الفقهاء وشيخ العلماء رئيس الشيعة وتاج الشريعة المنتهي إليه رئاسة الإمامية سيدنا الأفخم وأستاذنا الأعظم الحاج الآميرزا محمدحسن الشيرازي‌ متع الله المسلمين بطول بقائه وقرأ عنده متبركا سورة المباركة الفاتحة بنحو أذعن الحاضرون بصحته وحسن قراءته وصار يوما مشهودا ومقاما محمودا. و في ليلة الأحد والاثنين اجتمع العلماء والفضلاء في الصحن الشريف فرحين مسرورين وأضاءوا فضاءه من المصابيح والقناديل ونظموا القصة ونشروها في البلاد و كان معه في المركب مادح أهل البيت ع الفاضل اللبيب الحاج ملا عباس الصفار الزنوزي‌ البغدادي‌ فقال و هو من قصيدة طويلة. ورآه مريضا وصحيحا.


و في عامها جئت والزائرين   إلي بلدة سر من قدرآها

رأيت من الصين فيهافتي   و كان سمي‌ إمام هداها

يشير إذا ماأراد الكلام   وللنفس منه .براها

و قدقيد السقم منه الكلام   وأطلق من مقلتيه دماها

فوافي إلي باب سرداب من   به الناس طرا ينال مناها

يروم بغير لسان يزور   وللنفس منه دهت بعناها

و قدصار يكتب فوق الجدار   ما فيه للروح منه شفاها

أروم الزيارة بعدالدعاء   ممن رأي أسطري‌ وتلاها

لعل لساني‌ يعود الفصيح   و علي أزور وأدعو الإلها

إذا هو في رجل مقبل   تراه وري البعض من أتقياها

صفحه : 267


تأبط خير كتاب له   و قدجاء من حيث غاب ابن طه

فأومي إليه ادع ما قدكتب   وجاء فلما تلاه دعاها

وأوصي به سيدا جالسا   أن ادعوا له بالشفاء شفاها

فقام وأدخله غيبة الإمام   المغيب من أوصياها

وجاء إلي حفرة الصفة   التي‌ هي‌ للعين نور ضياها

وأسرج آخر فيهاالسراج   وأدناه من فمه ليراها

هناك دعا الله مستغفرا   وعيناه مشغولة ببكاها

ومذ عاد منها يريد الصلاة   قدعاود النفس منه شفاها

و قدأطلق الله منه اللسان   وتلك الصلاة أتم أداها.

و لمابلغ الخبر إلي خريت صناعة الشعر السيد المؤيد الأديب اللبيب فخر الطالبيين وناموس العلويين السيد حيدر بن السيد سليمان الحلي‌ أيده الله تعالي بعث إلي سرمن رأي كتابا صورته .بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ لماهبت من الناحية المقدسة نسمات كرم الإمامة فنشرت نفحات عبير هاتيك الكرامة فأطلقت لسان زائرها من اعتقاله عند ماقام عندها في تضرعه وابتهاله أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلك الحضرة في نظم قصيدة تتضمن بيان هذاالمعجز العظيم ونشره و أن أهنئ علامة الزمن وغرة وجهه الحسن فرع الأراكة المحمدية ومنار الملة الأحمدية علم الشريعة وإمام الشيعة لأجمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين فنظمت هذه القصيدة الغراء وأهديتها إلي دار إقامته وهي‌ سامرا راجيا أن تقع موقع القبول فقلت و من الله بلوغ المأمول .


كذا يظهر المعجز الباهر   ويشهده البر والفاجر

وتروي الكرامة مأثورة   يبلغها الغائب الحاضر

يقر لقوم بهاناظر   ويقذي‌ لقوم بهاناظر

فقلب لها ترحا واقع   وقلب بهافرحا طائر

صفحه : 268


أجل طرف فكرك يامستدل   وأنجد بطرفك ياغائر

تصفح مآثر آل الرسول   وحسبك مانشر الناشر

ودونكه نبأ صادقا   لقلب العدو هوالباقر

فمن صاحب الأمر أمس استبان   لنا معجز أمره باهر

بموضع غيبته مذ ألم   أخو علة داؤها ظاهر

رمي فمه باعتقال اللسان   رام هوالزمن الغادر

فأقبل ملتمسا للشفاء   لدي من هوالغائب الحاضر

ولقنه القول مستأجر   عن القصد في أمره جائر

فبيناه في تعب ناصب   و من ضجر فكره حائر

إذ انحل من ذلك الاعتقال   وبارحه ذلك الضائر

فراح لمولاه في الحامدين   و هولآلائه ذاكر

لعمري‌ لقد مسحت داءه   يد كل خلق لها شاكر

يد لم تزل رحمة للعباد   لذلك أنشأها الفاطر

تحدر و إن كرهت أنفس   يضيق شجي صدرها الواغر

وقل إن قائم آل النبي   له النهي‌ و هو هوالآمر

أيمنع زائره الاعتقال   مما به ينطق الزائر

ويدعوه صدقا إلي حله   ويقضي‌ علي أنه القادر

ويكبو مرجيه دون الغياث   و هويقال به العاثر

فحاشاه بل هونعم المغيث   إذانضنض الحارث الفاغر

فهذي‌ الكرامة لا ماغدا   يلفقه الفاسق الفاجر

أدم ذكرها يالسان الزمان   و في نشرها فمك العاطر

وهن بهاسرمن رأي و من   به ربعها آهل عامر

صفحه : 269


هوالسيد الحسن المجتبي   خضم الندي غيثه الهامر

وقل ياتقدست من بقعة   بهايهب الزلة الغافر

كلا أسميك في الناس باد له   بأوجههم أثر ظاهر

فأنت لبعضهم سرمن رأي   و هونعت لهم ظاهر

و أنت لبعضهم ساء من   رأي و به يوصف الخاسر

لقد أطلق الحسن المكرمات   مهياك فهو بهي‌ سافر

فأنت حديقة زهو به   وأخلافه روضك الناضر

عليم تربي بحجر الهدي   ونسج التقي برده الطاهر.

إلي أن قال سلمه الله تعالي .


كذا فلتكن عترة المرسلين   و إلافما الفخر يافاخر

الحكاية الثالثة والثلاثون

حدثني‌ الثقة العدل الأمين آغا محمدالمجاور لمشهد العسكريين ع المتولي‌ لأمر الشموعات لتلك البقعة العالية فيما ينيف علي أربعين سنة و هوأمين السيد الأجل الأستاذ دام علاه عن أمه وهي‌ من الصالحات قالت كنت يوما في السرداب الشريف مع أهل بيت العالم الرباني‌ والمؤيد السبحاني‌ المولي زين العابدين السلماسي‌ المتقدم ذكره رحمه الله و كان حين مجاورته في هذه البلدة الشريفة لبناء سورها.قالت و كان يوم الجمعة والمولي المذكور يقرأ دعاء الندبة وكنا نقرؤها بقراءته و كان يبكي‌ بكاء الواله الحزين ويضج ضجيج المستصرخين وكنا نبكي‌ ببكائه و لم يكن معنا فيه غيرنا.فبينا نحن في هذه الحالة و إذابشرق مسك ونفحته قدانتشر في السرداب وملأ فضاءه وأخذ هواءه واشتد نفاحه بحيث ذهبت عن جميعنا تلك الحالة فسكتنا كأن علي رءوسنا الطير و لم نقدر علي حركة وكلام فبقينا متحيرين إلي أن مضي


صفحه : 270

زمان قليل فذهب ماكنا نستشمه من تلك الرائحة الطيبة ورجعنا إلي ماكنا فيه من قراءة الدعاء فلما رجعنا إلي البيت سألت عن المولي رحمه الله عن سبب ذلك الطيب فقال ما لك والسؤال عن هذا وأعرض عن جوابي‌. وحدثني‌ الأخ الصفي‌ العالم المتقي‌ الآغا علي رضا الأصفهاني‌ ألذي مر ذكره و كان صديقه وصاحب سره قال سألته يوما عن لقائه الحجة ع وكنت أظن في حقه ذلك كشيخه السيد المعظم العلامة الطباطبائي‌ كماتقدم فأجابني‌ بتلك الواقعة حرفا بحرف و قدذكرت في دار السلام بعض كراماته ومقاماته رحمة الله عليه

الحكاية الرابعة والثلاثون

قال الفاضل الجليل النحرير الآميرزا عبد الله الأصفهاني‌ الشهير بالأفندي‌ في المجلد الخامس من كتاب رياض العلماء في ترجمة الشيخ بن أبي الجواد النعماني‌ أنه ممن رأي القائم ع في زمن الغيبة الكبري وروي عنه ع ورأيت في بعض المواضع نقلا عن خط الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن محمدالخازن الحائري‌ تلميذ الشهيد أنه قدر أي ابن أبي جواد النعماني‌ مولانا المهدي‌ ع فقال له يامولاي‌ لك مقام بالنعمانية ومقام بالحلة فأين تكون فيهما فقال له أكون بالنعمانية ليلة الثلاثاء و يوم الثلاثاء و يوم الجمعة وليلة الجمعة أكون بالحلة ولكن أهل الحلة مايتأدبون في مقامي‌ و ما من رجل دخل مقامي‌ بالأدب يتأدب ويسلم علي و علي الأئمة وصلي علي وعليهم اثنتي‌ عشرة مرة ثم صلي ركعتين بسورتين وناجي الله بهما المناجاة إلاأعطاه الله تعالي مايسأله أحدها المغفرة.فقلت يامولاي‌ علمني‌ ذلك فقال قل أللهم قدأخذ التأديب مني‌ حتي مسَنّيِ‌َ الضّرّ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ و إن كان مااقترفته من الذنوب أستحق به أضعاف أضعاف ماأدبتني‌ به و أنت حليم ذو أناة تعفو عن كثير حتي يسبق عفوك ورحمتك عذابك وكررها علي ثلاثا حتي فهمتها.


صفحه : 271

قلت والنعمانية بلد بين واسط وبغداد والظاهر أن منه الشيخ أبا عبد الله محمد بن محمد بن ابراهيم بن جعفرالكاتب الشهير بالنعماني‌ المعروف بابن أبي زينب تلميذ الكليني‌ و هوصاحب الغيبة والتفسير و هو والشيخ الصفواني‌ المعاصر له قدضبط كل واحد منهما نسخه الكافي‌ ولذا تري أنه قديقع في الكافي‌ كثيرا و في نسخة النعماني‌ كذا و في نسخة الصفواني‌ كذا

الحكاية الخامسة والثلاثون

السيد الأجل علي بن طاوس في جمال الأسبوع أنه شاهد أحد صاحب الزمان ع و هويزور بهذه الزيارة أمير المؤمنين ع في اليقظة لا في النوم يوم الأحد و هو يوم أمير المؤمنين ع . السلام علي الشجرة النبوية والدوحة الهاشمية المضيئة المثمرة بالنبوة المونعة بالإمامة السلام عليك و علي ضجيعيك آدم ونوح السلام عليك و علي أهل بيتك الطيبين الطاهرين السلام عليك و علي الملائكة المحدقين بك والحافين بقبرك يامولاي‌ يا أمير المؤمنين هذا يوم الأحد و هويومك وباسمك و أناضيفك فيه وجارك فأضفني‌ يامولاي‌ وأجرني‌ فإنك كريم تحب الضيافة ومأمول بالإجابة فافعل مارغبت إليك فيه ورجوته منك بمنزلتك وآل بيتك عند الله ومنزلته عندكم وبحق ابن عمك رسول الله صلي الله عليه وآله وعليكم أجمعين

الحكاية السادسة والثلاثون

العلامة الحلي‌ رحمه الله في منهاج الصلاح قال نوع آخر من الاستخارة رويته عن والدي‌ الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر رحمه الله عن السيد رضي‌ الدين محمدالآوي‌ الحسيني‌ عن صاحب الأمر ع و هو أن يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرات وأقله ثلاث مرات والأدون منه مرة ثم يقرأإِنّا أَنزَلناهُعشر مرات ثُمّ يَقرَأُ هَذَا الدّعَاءَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَستَخِيرُكَ لِعِلمِكَ بِعَوَاقِبِ الأُمُورِ


صفحه : 272

وَ أَستَشِيرُكَ لِحُسنِ ظنَيّ‌ بِكَ فِي المَأمُولِ وَ المَحذُورِ أللّهُمّ إِن كَانَ الأَمرُ الفلُاَنيِ‌ّ قَد نِيطَت بِالبَرَكَةِ أَعجَازُهُ وَ بَوَادِيهِ وَ حُفّت بِالكَرَامَةِ أَيّامُهُ وَ لَيَالِيهِ فَخِر لِي فِيهِ خِيَرَةً تَرُدّ شَمُوسَهُ ذَلُولًا تَقعَضُ أَيّامَهُ سُرُوراً أللّهُمّ إِمّا أَمرٌ فَأَءتَمِرُ وَ إِمّا نهَي‌ٌ فأَنَتهَيِ‌ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَستَخِيرُكَ بِرَحمَتِكَ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمّ يَقبِضُ عَلَي قِطعَةٍ مِنَ السّبحَةِ وَ يُضمِرُ حَاجَتَهُ وَ يُخرِجُ إِن كَانَ عَدَدُ تِلكَ القِطعَةِ زَوجاً فَهُوَ افعَل وَ إِن كَانَ فَرداً لَا تَفعَل أَو بِالعَكسِ

قال الكفعمي‌ رحمه الله نيطت تعلقت وناط الشي‌ء تعلق و هذامنوط بك أي متعلق والأنواط المعاليق ونيط فلان بكذا أي تعلق قال الشاعر


و أنت زنيم نيط في آل هاشم .   كمانيط خلف الراكب القدح الفرد.

وأعجاز الشي‌ء آخره وبواديه أوله ومفتتح الأمر ومبتداه ومهله وعنفوانه وأوائله وموارده وبدائهه وبواديه نظائر وشوافعه وتواليه وأعقابه ومصادره ورواجعه ومصائره وعواقبه وأعجازه نظائر و قوله شموسه أي صعوبته و رجل شموس أي صعب الخلق و لاتقل شموص بالصاد وأشمس الفرس منع ظهره والذلول ضد الصعوبة وتقعض أي ترد وتعطف وقعضت العود عطفته وتقعص بالصاد تصحيف والعين مفتوحة لأنه إذاكانت عين الفعل أولامه أحد حروف الحلق كان الأغلب فتحها في المضارع . قال في البحار و في كثير من النسخ بالصاد المهملة ولعله مبالغة في السرور و هذاشائع في العرب والعجم يقال لمن أصابه سرور عظيم مات سرورا أو يكون المراد به الانقضاء أي تنقضي‌ بالسرور والتعبير به لأن أيام السرور سريعة الانقضاء فإن القعص الموت سريعا فعلي هذايمكن أن يقرأ علي بناء المعلوم والمجهول وأيامه بالرفع والنصب معا. قال الشهيد رحمه الله في الذكري ومنها الاستخارة بالعدد و لم يكن هذه مشهورة في العصور الماضية قبل زمان السيد الكبير العابد رضي‌ الدين محمدالآوي‌ الحسيني‌ المجاور بالمشهد المقدس الغروي‌ رضي‌ الله عنه و قدرويناها عنه وجميع


صفحه : 273

مروياته عن عدة من مشايخنا عن الشيخ الكبير الفاضل جمال الدين بن المطهر عن السيد الرضي‌ عن صاحب الأمر ع وتقدم عنه رحمه الله حكاية أخري . و هذه الحكاية ذكرها المحقق الكاظميني‌ في مسألة الإجماع في بعض وجوهه في عداد من تلقي عن الحجة ع في غيبته الكبري بعض الأحكام سماعا أومكاتبة

الحكاية السابعة والثلاثون

في كتاب إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ المحدث الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي‌ رحمه الله قال قدأخبرني‌ جماعة من ثقات الأصحاب أنهم رأوا صاحب الأمر ع في اليقظة وشاهدوا منه معجزات متعددات وأخبرهم بعدة مغيبات ودعا لهم بدعوات مستجابات وأنجاهم من أخطار مهلكات . قال رحمه الله وكنا جالسين في بلادنا في قرية مشغر في يوم عيد ونحن جماعة من أهل العلم والصلحاء فقلت لهم ليت شعري‌ في العيد المقبل من يكون من هؤلاء حيا و من يكون قدمات فقال لي رجل كان اسمه الشيخ محمد و كان شريكنا في الدروس أناأعلم أني‌ أكون في عيد آخر حيا و في عيد آخر حيا وعيد آخر إلي ست وعشرين سنة وظهر منه أنه جازم بذلك من غيرمزاح فقلت له أنت تعلم الغيب قال لا ولكني‌ رأيت المهدي‌ ع في النوم و أنامريض شديد المرض فقلت له أنامريض وأخاف أن أموت و ليس لي عمل صالح ألقي الله به فقال لاتخف فإن الله تعالي يشفيك من هذاالمرض و لاتموت فيه بل تعيش ستا وعشرين سنة ثم ناولني‌ كأسا كان في يده فشربت منه وزال عني‌ المرض وحصل لي الشفاء و أناأعلم أن هذا ليس من الشيطان . فلما سمعت كلام الرجل كتبت التأريخ و كان سنة ألف وتسعة وأربعين ومضت لذلك مدة وانتقلت إلي المشهد المقدس سنة ألف واثنين وسبعين فلما كانت السنة الأخيرة وقع في قلبي‌ أن المدة قدانقضت فرجعت إلي ذلك التأريخ


صفحه : 274

وحسبته فرأيته قدمضي منه ست وعشرون سنة فقلت ينبغي‌ أن يكون الرجل مات .فما مضت مدة نحو شهر أوشهرين حتي جاءتني‌ كتابة من أخي‌ و كان في البلاد يخبرني‌ أن الرجل المذكور مات

الحكاية الثامنة والثلاثون

و في الكتاب المذكور قال رحمه الله إني‌ كنت في عصر الصبي‌ وسني‌ عشر سنين أونحوها أصابني‌ مرض شديد جدا حتي اجتمع أهلي‌ وأقاربي‌ وبكوا وتهيئوا للتعزية وأيقنوا أني‌ أموت تلك الليلة.فرأيت النبي والأئمة الاثني‌ عشر صلوات الله عليهم و أنافيما بين النائم واليقظان فسلمت عليهم وصافحتهم واحدا واحدا وجري بيني‌ و بين الصادق ع كلام و لم يبق في خاطري‌ إلا أنه دعا لي . فلما سلمت علي الصاحب ع وصافحته بكيت و قلت يامولاي‌ أخاف أن أموت في هذاالمرض و لم أقض وطري‌ من العلم والعمل فقال ع لاتخف فإنك لاتموت في هذاالمرض بل يشفيك الله تعالي وتعمر عمرا طويلا ثم ناولني‌ قدحا كان في يده فشربت منه وأفقت في الحال وزال عني‌ المرض بالكلية وجلست وتعجب أهلي‌ وأقاربي‌ و لم أحدثهم بما رأيت إلا بعدأيام

الحكاية التاسعة والثلاثون

وحدثني‌ الثقة الأمين آغا محمدالمتقدم ذكره قال كان رجل من أهل سامراء من أهل الخلاف يسمي مصطفي الحمود و كان من الخدام الذين ديدنهم أذية الزوار وأخذ أموالهم بطرق فيهاغضب الجبار و كان أغلب أوقاته في السرداب المقدس علي الصفة الصغيرة خلف الشباك ألذي وضعه هناك و من جاء من الزوار ويشتغل بالزيارة يحول الخبيث بينه و بين مولاه فينبهه علي الأغلاط


صفحه : 275

المتعارفة التي‌ لاتخلو أغلب العوام منها بحيث لم يبق لهم حالة حضور وتوجه أصلا.فرأي ليلة في المنام الحجة من الله الملك العلام ع فقال له إلي متي تؤذي‌ زواري‌ و لاتدعهم أن يزوروا ما لك وللدخول في ذلك خل بينهم و بين ماتقولون فانتبه و قدأصم الله أذنيه فكان لايسمع بعده شيئا واستراح منه الزوار و كان كذلك إلي أن ألحقه الله بأسلافه في النار

الحكاية الأربعون

الشيخ الجليل أمين الإسلام فضل بن الحسن الطبرسي‌ صاحب التفسير في كتاب كنوز النجاح قال دعاء علّمه صاحب الزمان عليه سلام الله الملك المنان أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي الليث رحمه الله تعالي في بلدة بغداد في مقابر قريش و كان أبو الحسن قدهرب إلي مقابر قريش والتجأ إليه من خوف القتل فنجي‌ منه ببركة هذاالدعاء. قَالَ أَبُو الحَسَنِ المَذكُورُ إِنّهُ علَمّنَيِ‌ أَن أَقُولَ أللّهُمّ عَظُمَ البَلَاءُ وَ بَرِحَ الخَفَاءُ وَ انقَطَعَ الرّجَاءُ وَ انكَشَفَ الغِطَاءُ وَ ضَاقَتِ الأَرضُ وَ مَنَعَتِ السّمَاءُ وَ إِلَيكَ يَا رَبّ المُشتَكَي وَ عَلَيكَ المُعَوّلُ فِي الشّدّةِ وَ الرّخَاءِ أللّهُمّ فَصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ أوُليِ‌ الأَمرِ الّذِينَ فَرَضتَ عَلَينَا طَاعَتَهُم فَعَرّفتَنَا بِذَلِكَ مَنزِلَتَهُم فَفَرّج عَنّا بِحَقّهِم فَرَجاً عَاجِلًاكَلَمحِ البَصَرِ أَو هُوَ أَقرَبُ يَا مُحَمّدُ يَا عَلِيّ اكفيِاَنيِ‌ فَإِنّكُمَا كاَفيِاَي‌َ وَ انصرُاَنيِ‌ فَإِنّكُمَا ناَصرِاَي‌َ يَا موَلاَي‌َ يَا صَاحِبَ الزّمَانِ الغَوثَ الغَوثَ الغَوثَ أدَركِنيِ‌ أدَركِنيِ‌ أدَركِنيِ‌

قال الراوي‌ إنه ع عند قوله ياصاحب الزمان كان يشير إلي صدره الشريف


صفحه : 276

الحكاية الحادية والأربعون

قال العالم النحرير النقاد البصير المولي أبو الحسن الشريف العاملي‌ الغروي‌ تلميذ العلامة المجلسي‌ و هوجد شيخ الفقهاء في عصره صاحب جواهر الكلام من طرف أمه وينقل عنه في الجواهر كثيرا صاحب التفسير الحسن ألذي لم يؤلف مثله و إن لم يبرز منه إلاقليل إلا أن في مقدماته من الفوائد مايشفي‌ العليل ويروي‌ الغليل وغيره قال في كتاب ضياء العالمين و هو كتاب كبير منيف علي ستين ألف بيت كثير الفوائد قليل النظير قال في أواخر المجلد الأول منه في ضمن أحوال الحجة ع بعدذكر قصة الجزيرة الخضراء مختصرا مالفظه . ثم إن المنقولات المعتبرة في رؤية صاحب الأمر ع سوي ماذكرنا كثيرة جدا حتي في هذه الأزمنة القريبة فقد سمعت أنا من ثقات أن مولانا أحمدالأردبيلي‌ رآه ع في جامع الكوفة وسأل منه مسائل و أن مولانا محمدتقي‌ والد شيخنا رآه في الجامع العتيق بأصبهان والحكاية الأولي موجودة في البحار و أماالثانية فهي‌ غيرمعروفة و لم نعثر عليها إلا ماذكره المولي المذكور رحمه الله في شرح مشيخة الفقيه في ترجمة المتوكل بن عمير راوي‌ الصحيفة. قال رحمه الله إني‌ كنت في أوائل البلوغ طالبا لمرضاة الله ساعيا في طلب رضاه و لم يكن لي قرار بذكره إلي أن رأيت بين النوم واليقظة أن صاحب الزمان صلوات الله عليه كان واقفا في الجامع القديم بأصبهان قريبا من باب الطنبي‌ ألذي الآن مدرسي‌ فسلمت عليه وأردت أن أقبل رجله فلم يدعني‌ وأخذني‌ فقبلت يده وسألت عنه مسائل قدأشكلت علي .منها أني‌ كنت أوسوس في صلاتي‌ وكنت أقول إنها ليست كماطلبت مني‌ و أنامشتغل بالقضاء و لايمكنني‌ صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي‌ رحمه الله تعالي فقال صل صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل وكنت أفعل هكذا فسألت عن الحجة ع أصلي‌ صلاة الليل فقال صلها و لاتفعل كالمصنوع ألذي


صفحه : 277

كنت تفعل إلي غير ذلك من المسائل التي‌ لم يبق في بالي‌. ثم قلت يامولاي‌ لايتيسر لي أن أصل إلي خدمتك كل وقت فأعطني‌ كتابا أعمل عليه دائما فقال ع أعطيت لأجلك كتابا إلي مولانا محمدالتاج وكنت أعرفه في النوم فقال ع رح وخذ منه فخرجت من باب المسجد ألذي كان مقابلا لوجهه إلي جانب دار البطيخ محلة من أصبهان فلما وصلت إلي ذلك الشخص فلما رآني‌ قال لي بعثك الصاحب ع إلي‌ قلت نعم فأخرج من جيبه كتابا قديما فلما فتحته ظهر لي أنه كتاب الدعاء فقبلته ووضعته علي عيني‌ وانصرفت عنه متوجها إلي الصاحب ع فانتبهت و لم يكن معي‌ ذلك الكتاب .فشرعت في التضرع والبكاء والحوار لفوت ذلك الكتاب إلي أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلاة والتعقيب و كان في بالي‌ أن مولانا محمد هوالشيخ وتسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء. فلما جئت إلي مدرسته و كان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلا بمقابلة الصحيفة و كان القاري‌ السيد صالح أميرذو الفقار الجرفادقاني‌ فجلست ساعة حتي فرغ منه والظاهر أنه كان في سند الصحيفة لكن للغم ألذي كان لي لم أعرف كلامه و لاكلامهم وكنت أبكي‌ فذهبت إلي الشيخ و قلت له رؤياي‌ وكنت أبكي‌ لفوات الكتاب فقال الشيخ أبشر بالعلوم الإلهية والمعارف اليقينية وجميع ماكنت تطلب دائما و كان أكثر صحبتي‌ مع الشيخ في التصوف و كان مائلا إليه فلم يسكن قلبي‌ وخرجت باكيا متفكرا إلي أن ألقي‌ في روعي‌ أن أذهب إلي الجانب ألذي ذهبت إليه في النوم فلما وصلت إلي دار البطيخ رأيت رجلا صالحا اسمه آغا حسن و كان يلقب بتاجا فلما وصلت إليه وسلمت عليه قال يافلان الكتب الوقفية التي‌ عندي‌ كل من يأخذه من الطلبة لايعمل بشروط الوقف و أنت تعمل به و قال وانظر إلي هذه الكتب وكلما تحتاج إليه خذه فذهبت معه إلي بيت كتبه فأعطاني‌ أول ماأعطاني‌ الكتاب ألذي رأيته في النوم فشرعت في


صفحه : 278

البكاء والنحيب و قلت يكفيني‌ و ليس في بالي‌ أني‌ ذكرت له النوم أم لا وجئت عندالشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته التي‌ كتبها جد أبيه مع نسخة الشهيد وكتب الشهيد نسخته مع نسخة عميد الرؤساء و ابن السكون وقابلها مع نسخة ابن إدريس بواسطة أوبدونها وكانت النسخة التي‌ أعطانيها الصاحب مكتوبة من خط الشهيد وكانت موافقة غاية الموافقة حتي في النسخ التي‌ كانت مكتوبة علي هامشها و بعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة عندي‌ وببركة إعطاء الحجة ع صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس طالعة في كل بيت وسيما في أصبهان فإن أكثر الناس لهم الصحيفة المتعددة وصار أكثرهم صلحاء و أهل الدعاء وكثير منهم مستجابو الدعوة و هذه الآثار معجزة لصاحب الأمر ع و ألذي أعطاني‌ الله من العلوم بسبب الصحيفة لاأحصيها وذكرها العلامة المجلسي‌ رضوان الله عليه في إجازات البحار مختصرا

الحكاية الثانية والأربعون

حدث السيد الجليل والمحدث العليم النبيل السيد نعمة الله الجزائري‌ في مقدمات شرح العوالي‌ قال حدثني‌ وأجازني‌ السيد الثقة هاشم بن الحسين الأحسائي‌ في دار العلم شيراز في المدرسة المقابلة للبقعة المباركة مزار السيد محمدعابد عليه الرحمة والرضوان في حجرة من الطبقة الثانية علي يمين الداخل قال حكي لي أستاذي‌ الثقة المعدل الشيخ محمدالحرفوشي‌ قدس الله تربته قال لماكنت بالشام عمدت يوما إلي مسجد مهجور بعيد من العمران فرأيت شيخا أزهر الوجه عليه ثياب بيض وهيئة جميلة فتجارينا في الحديث وفنون العلم فرأيته فوق مايصفه الواصف ثم تحققت منه الاسم والنسبة ثم بعدجهد طويل قال أنامعمر بن أبي الدنيا صاحب أمير المؤمنين وحضرت معه حروب صفين و هذه الشجة في رأسي‌ و في وجهي‌ من زجة فرسه .


صفحه : 279

ثم ذكر لي من الصفات والعلامات ماتحققت معه صدقه في كل ما قال ثم استجزته كتب الأخبار فأجازني‌ عن أمير المؤمنين و عن جميع الأئمة ع حتي انتهي في الإجازة إلي صاحب الدار عجل الله فرجه وكذلك أجازني‌ كتب العربية من مصنفيها كالشيخ عبدالقاهر والسكاكي‌ وسعد التفتازاني‌ وكتب النحو عن أهلها وذكر العلوم المتعارفة. ثم قال السيد رحمه الله إن الشيخ محمدالحرفوشي‌ أجازني‌ كتب الأحاديث الأصول الأربعة وغيرها من كتب الأخبار الإجازة وكذلك أجازني‌ الكتب المصنفة في فنون العلوم ثم إن السيد رضوان الله عليه أجازني‌ بتلك الإجازة كلما أجازه شيخه الحرفوشي‌ عن معمر بن أبي الدنيا صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و أما أنافأضمن ثقة المشايخ السيد والشيخ وتعديلهما وورعهما ولكني‌ لاأضمن وقوع الأمر في الواقع علي ماحكيت و هذه الإجازة العالية لم تتفق لأحد من علمائنا و لامحدثينا لا في الصدر السالف و لا في الأعصار المتأخرة انتهي . و قال سبطه العالم الجليل السيد عبد الله صاحب شرح النخبة وغيره في إجازته الكبيرة لأربعة من علماء حويزة بعدنقل كلام جده وكأنه رضي‌ الله عنه استنكر هذه القصة أوخاف أن تنكر عليه فتبرأ من عهدتها في آخر كلامه وليست بذلك فإن معمر بن أبي الدنيا المغربي‌ له ذكر متكرر في الكتب وقصة طويلة في خروجه مع أبيه في طلب ماء الحياة وعثوره عليه دون أصحابه مذكورة في كتب التواريخ وغيرها و قدنقل منها نبذا صاحب البحار في أحوال صاحب الدار ع وذكر الصدوق في كتاب إكمال الدين أن اسمه علي بن عثمان


صفحه : 280

بن خطاب بن مرة بن مؤيد الهمداني‌ إلا أنه قال معمر أبي الدنيا بإسقاط بن والظاهر أنه هوالصواب كما لايخفي وذكر أنه من حضرموت والبلد ألذي هومقيم فيه طنجة وروي عنه أحاديث مسندة بأسانيد مختلفة. و أما مانقله الشيخ في مجالسه عن أبي بكر الجرجاني‌ أن المعمر المقيم ببلدة طنجة توفي‌ سنة سبع عشرة وثلاثمائة فليس بمناف شيئا لأن الظاهر أن أحدهما غيرالآخر لتغاير اسميهما وقصتيهما وأحوالهما المنقولة و الله يعلم انتهي وشرح حال المعمر مذكور في آخر فتن البحار. و قال السيد الجليل المعظم والحبر المكرم السيد حسين ابن العالم العليم السيد ابراهيم القزويني‌ رحمه الله في آخر إجازته لآية الله بحر العلوم وللعبد طريق آخر إلي الكتب الأربعة وغيرها لم يسمح الأعصار بمثلها و هو ماأجاز لي السيد السعيد الشهيد السيد نصر الله الحائري‌ عن شيخه مولانا أبي الحسن عن شيخه الفاضل السيد نعمة الله عن شيخه السيد هاشم الأحسائي‌ إلي آخر مانقلناه . والشيخ محمدالحرفوشي‌ من الأجلاء قال الشيخ الحر في أمل الآمل الشيخ محمد بن علي بن أحمدالحرفوشي‌ الحريري‌ العاملي‌ الكركي‌ الشامي‌ كان فاضلا عالما أديبا ماهرا محققا مدققا شاعرا أديبا منشيا حافظا أعرف أهل عصره بعلوم العربية وذكر له مؤلفات في الأدبية وشرح قواعد الشهيد وغيرها وذكره السيد عليخان في سلافة العصر وبالغ في الثناء عليه و قال إنه توفي‌ سنة 1059-

الحكاية الثالثة والأربعون

حدثني‌ سيد الفقهاء وسناد العلماء العالم الرباني‌ المؤيد بالألطاف الخفية السيد مهدي‌ القزويني‌ الساكن في الحلة السيفية صاحب التصانيف الكثيرة والمقامات العالية أعلي الله تعالي مقامه فيما كتب بخطه قال حدثني‌ والدي‌ الروحاني‌ وعمي‌ الجسماني‌ جناب المرحوم المبرور العلامة الفهامة صاحب الكرامات والإخبار


صفحه : 281

ببعض المغيبات السيد محمدباقر نجل المرحوم السيد أحمدالحسيني‌ القزويني‌ أن في الطاعون الشديد ألذي حدث في أرض العراق من المشاهد وغيرها في عام ست وثمانين بعدالمائة والألف وهرب جميع من كان في المشهد الغروي‌ من العلماء المعروفين وغيرهم حتي العلامة الطباطبائي‌ والمحقق صاحب كشف الغطاء وغيرهما بعد ماتوفي‌ منهم جم غفير و لم يبق إلامعدودين من أهله منهم السيد رحمه الله . قال و كان يقول كنت أقعد اليوم في الصحن الشريف و لم يكن فيه و لا في غيره أحد من أهل العلم إلارجلا معمما من مجاوري‌ أهل العجم كان يقعد في مقابلي‌ و في تلك الأيام لقيت شخصا معظما مبجلا في بعض سكك المشهد مارأيته قبل ذلك اليوم و لابعده مع كون أهل المشهد في تلك الأيام محصورين و لم يكن يدخل عليهم أحد من الخارج قال و لمارآني‌ قال ابتداء منه أنت ترزق علم التوحيد بعدحين . وحدثني‌ السيد المعظم عن عمه الجليل أنه رحمه الله بعد ذلك في ليلة من الليالي‌ قدرأي ملكين نزلا عليه بيد أحدهما عدة ألواح فيهاكتابة وبيد الآخر ميزان فأخذا يجعلان في كل كفة من الميزان لوحا يوزنونها ثم يعرضون الألواح المتقابلة علي فأقرؤها وهكذا إلي آخر الألواح و إذاهما يقابلان عقيدة كل واحد من خواص أصحاب النبي ص وخواص أصحاب الأئمة ع مع عقيدة واحد من علماء الإمامية من سلمان و أبي ذر إلي آخر البوابين و من الكليني‌ والصدوقين والمفيد والمرتضي والشيخ الطوسي‌ إلي بحر العلوم خالي‌ العلامة الطباطبائي‌ و من بعده من العلماء. قال فاطلعت في ذلك المنام علي عقائد جميع الإمامية من الصحابة وأصحاب الأئمة ع وبقية علماء الإمامية و إذا أنامحيط بأسرار من العلوم لو كان عمري‌ عمر نوح ع وأطلب هذه المعرفة لماأحطت بعشر معشار ذلك و ذلك بعد أن قال الملك ألذي بيده الميزان للملك الآخر ألذي بيده الألواح اعرض الألواح علي فلان فإنا مأمورون بعرض الألواح عليه فأصبحت و أنا


صفحه : 282

علامة زماني‌ في العرفان . فلما جلست من المنام وصليت الفريضة وفرغت من تعقيب صلاة الصبح فإذابطارق يطرق الباب فخرجت الجارية فأتت إلي‌ بقرطاس مرسول من أخي‌ في الدين المرحوم الشيخ عبد الحسين الأعشم فيه أبيات يمدحني‌ فيها فإذا قدجري علي لسانه في الشعر تفسير المنام علي نحو الإجمال قدألهمه الله تعالي ذلك و أماأبيات المدح فمنها قوله شعرا.


نرجو سعادة فالي‌ إلي سعادة فالك   بك اختتام معال قدافتتحن بخالك .

و قدأخبرني‌ بعقائد جملة من الصحابة المتقابلة مع بعض العلماء الإمامية و من جملة ذلك عقيدة المرحوم خالي‌ العلامة بحر العلوم في مقابلة عقيدة بعض أصحاب النبي ص الذين هم من خواصه وعقيدة علماء آخرين الذين يزيدون علي السيد المرحوم المذكور أوينقصون إلا أن هذه الأمور لماكانت من الأسرار التي‌ لايمكن إباحتها لكل أحد لعدم تحمل الخلق لذلك مع أنه رحمه الله أخذ علي العهد إلاأبوح به لأحد وكانت تلك الرؤيا نتيجة قول ذلك القائل ألذي تشهد القرائن بكونه المنتظر المهدي‌. قلت و هذاالسيد المبجل كان صاحب أسرار خاله العلامة بحر العلوم وخاصته وصاحب القبة المواجهة لقبة شيخ الفقهاء صاحب جواهر الكلام في النجف الأشرف وحدثني‌ السيد المعظم المزبور وغيره بجملة من كراماته ذكرناها في دار السلام

الحكاية الرابعة والأربعون

حدثني‌ جماعة من الأفاضل الكرام والصلحاء الفخام منهم السيد السند والحبر المعتمد زبدة العلماء الأعلام وعمدة الفقهاء العظام حاوي‌ فنون الفضل والأدب وحائز معالي‌ الحسب والنسب الآميرزا صالح دام علاه ابن سيد المحققين ونور مصباح المجاهدين وحيد عصره وفريد دهره سيدنا المعظم السيد مهدي‌


صفحه : 283

المتقدم ذكره أعلي الله مقامه ورفع في الخلد أعلامه و قدكنت سألت عنه سلمه الله أن يكتب لي تلك الحكايات الآتية المنسوبة إلي والده المعظم التي‌ سمعتها من الجماعة فإن أهل البيت أدري بما فيه مع ما هو عليه من الإتقان والحفظ والضبط والصلاح والسداد والاطلاع و قدصاحبته في طريق مكة المعظمة ذهابا وإيابا فوجدته أيده الله بحرا لاينزح وكنزا لاينفد فكتب إلي‌ مطابقا لماسمعته من تلك العصابة. وكتب أخوه العالم النحرير وصاحب الفضل المنير السيد الأمجد السيد محمدسلمه الله تعالي في آخر ماكتبه سمعت هذه الكرامات الثلاثة سماعا من لفظ الوالد المرحوم المبرور عطر الله مرقده صورة ماكتبه .بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِحدثني‌ بعض الصلحاء الأبرار من أهل الحلة قال خرجت غدوة من داري‌ قاصدا داركم لأجل زيارة السيد أعلي الله مقامه فصار ممري‌ في الطريق علي المقام المعروف بقبر السيد محمدذي‌ الدمعة فرأيت علي شباكه الخارج إلي الطريق شخصا بهي‌ المنظر يقرأ فاتحة الكتاب فتأملته فإذا هوغريب الشكل و ليس من أهل الحلة.فقلت في نفسي‌ هذا رجل غريب قداعتني بصاحب هذاالمرقد ووقف وقرأ له فاتحة الكتاب ونحن أهل البلد نمر و لانفعل ذلك فوقفت وقرأت الفاتحة والتوحيد فلما فرغت سلمت عليه فرد السلام و قال لي يا علي أنت ذاهب لزيارة السيد مهدي‌ قلت نعم قال فإني‌ معك . فلما صرنا ببعض الطريق قال لي يا علي لاتحزن علي ماأصابك من الخسران وذهاب المال في هذه السنة فإنك رجل امتحنك الله بالمال فوجدك مؤديا للحق و قدقضيت مافرض الله عليك و أماالمال فإنه عرض زائل يجي‌ء ويذهب و كان قدأصابني‌ خسران في تلك السنة لم يطلع عليه أحد مخافة الكسر فاغتممت في نفسي‌ و قلت سبحان الله كسري‌ قدشاع وبلغ حتي إلي الأجانب إلاأني‌ قلت له في الجواب الحمد لله علي كل حال فقال إن ماذهب من مالك سيعود


صفحه : 284

إليك بعدمدة وترجع كحالك الأول وتقضي‌ ماعليك من الديون . قال فسكت و أنامفكر في كلامه حتي انتهينا إلي باب داركم فوقفت ووقف فقلت ادخل يامولاي‌ فأنا من أهل الدار فقال لي ادخل أنت أناصاحب الدار فامتنعت فأخذ بيدي‌ وأدخلني‌ أمامه فلما صرنا إلي المسجد وجدنا جماعة من الطلبة جلوسا ينتظرون خروج السيد قدس سره من داخل الدار لأجل البحث ومكانه من المجلس خال لم يجلس فيه أحد احتراما له و فيه كتاب مطروح .فذهب الرجل وجلس في الموضع ألذي كان السيد قدس سره يعتاد الجلوس فيه ثم أخذ الكتاب وفتحه و كان الكتاب شرائع المحقق قدس سره ثم استخرج من الكتاب كراريس مسودة بخط السيد قدس سره و كان خطه في غاية الضعف لايقدر كل أحد علي قراءته فأخذ يقرأ في تلك الكراريس و يقول للطلبة أ لاتعجبون من هذه الفروع و هذه الكراريس هي‌ بعض من جملة كتاب مواهب الأفهام في شرح شرائع الإسلام و هو كتاب عجيب في فنه لم يبرز منه إلاست مجلدات من أول الطهارة إلي أحكام الأموات . قال الوالد أعلي الله درجته لماخرجت من داخل الدار رأيت الرجل جالسا في موضعي‌ فلما رآني‌ قام وتنحي عن الموضع فألزمته بالجلوس فيه ورأيته رجلا بهي‌ المنظر وسيم الشكل في زي‌ غريب فلما جلسنا أقبلت عليه بطلاقة وجه وبشاشة وسؤال عن حاله واستحييت أن أسأله من هو وأين وطنه ثم شرعت في البحث فجعل الرجل يتكلم في المسألة التي‌ نبحث عنها بكلام كأنه اللؤلؤ المتساقط فبهرني‌ كلامه فقال له بعض الطلبة اسكت ما أنت و هذافتبسم وسكت . قال رحمه الله فلما انقضي البحث قلت له من أين كان مجيئك إلي الحلة فقال من بلد السليمانية فقلت متي خرجت فقال بالأمس خرجت منها و ماخرجت منها حتي دخلها نجيب باشا فاتحا لها عنوة بالسيف و قدقبض علي أحمدباشا الباباني‌ المتغلب عليها وأقام مقامه أخاه عبد الله باشا و قد كان أحمدباشا المتقدم


صفحه : 285

قدخلع طاعة الدولة العثمانية وادعي السلطنة لنفسه في السليمانية. قال الوالد قدس سره فبقيت مفكرا في حديثه و أن هذاالفتح وخبره لم يبلغ إلي حكام الحلة و لم يخطر لي أن أسأله كيف وصلت إلي الحلة وبالأمس خرجت من السليمانية و بين الحلة والسليمانية ماتزيد علي عشرة أيام للراكب المجد. ثم إن الرجل أمر بعض خدمة الدار أن يأتيه بماء فأخذ الخادم الإناء ليغترف به ماء من الحب فناداه لاتفعل فإن في الإناء حيوانا ميتا فنظر فيه فإذا فيه سام أبرص ميت فأخذ غيره وجاء بالماء إليه فلما شرب قام للخروج . قال الوالد قدس سره فقمت لقيامه فودعني‌ وخرج فلما صار خارج الدار قلت للجماعة هلا أنكرتم علي الرجل خبره في فتح السليمانية فقالوا هلا أنكرت عليه . قال فحدثني‌ الحاج علي المتقدم بما وقع له في الطريق وحدثني‌ الجماعة بما وقع قبل خروجي‌ من قراءته في المسودة وإظهار العجب من الفروع التي‌ فيها. قال الوالد أعلي الله مقامه فقلت اطلبوا الرجل و ماأظنكم تجدونه هو و الله صاحب الأمر روحي‌ فداه فتفرق الجماعة في طلبه فما وجدوا له عينا و لاأثرا فكأنما صعد في السماء أونزل في الأرض . قال فضبطنا اليوم ألذي أخبر فيه عن فتح السليمانية فورد الخبر ببشارة الفتح إلي الحلة بعدعشرة أيام من ذلك اليوم وأعلن ذلك عندحكامها بضرب المدافع المعتاد ضربها عندالبشائر عندذوي‌ الدولة العثمانية. قلت الموجود فيما عندنا من كتب الأنساب أن اسم ذا الدمعة حسين ويلقب أيضا بذي‌ العبرة و هو ابن زيد الشهيد بن علي بن الحسين ع ويكني بأبي‌ عاتقة وإنما لقب بذي‌ الدمعة لبكائه في تهجده في صلاة الليل ورباه الصادق ع فأرثه علما جما و كان زاهدا عابدا وتوفي‌ سنة خمس وثلاثين ومائة


صفحه : 286

وزوج ابنته بالمهدي‌ الخليفة العباسي‌ و له أعقاب كثيرة ولكنه سلمه الله أعرف بما كتب

الحكاية الخامسة والأربعون

قال سلمه الله وحدثني‌ الوالد أعلي الله مقامه قال لازمت الخروج إلي الجزيرة مدة مديدة لأجل إرشاد عشائر بني‌ زبيد إلي مذهب الحق وكانوا كلهم علي رأي‌ أهل التسنن وببركة هداية الوالد قدس سره وإرشاده رجعوا إلي مذهب الإمامية كماهم عليه الآن وهم عدد كثير يزيدون علي عشرة آلاف نفس و كان في الجزيرة مزار معروف بقبر الحمزة بن الكاظم يزوره الناس ويذكرون له كرامات كثيرة وحوله قرية تحتوي‌ علي مائة دار تقريبا. قال قدس سره فكنت أستطرق الجزيرة وأمر عليه و لاأزوره لماصح عندي‌ أن الحمزة بن الكاظم مقبور في الري‌ مع عبدالعظيم الحسني‌ فخرجت مرة علي عادتي‌ ونزلت ضيفا عند أهل تلك القرية فتوقعوا مني‌ أن أزور المرقد المذكور فأبيت و قلت لهم لاأزور من لاأعرف و كان المزار المذكور قلت رغبة الناس فيه لإعراضي‌ عنه . ثم ركبت من عندهم وبت تلك الليلة في قرية المزيدية عندبعض ساداتها فلما كان وقت السحر جلست لنافلة الليل وتهيأت للصلاة فلما صليت النافلة بقيت أرتقب طلوع الفجر و أنا علي هيئة التعقيب إذ دخل علي سيد أعرفه بالصلاح والتقوي من سادة تلك القرية فسلم وجلس . ثم قال يامولانا بالأمس تضيفت أهل قرية الحمزة و مازرته قلت نعم قال و لم ذلك قلت لأني‌ لاأزور من لاأعرف والحمزة بن الكاظم مدفون بالري‌ فقال رب مشهور لاأصل له ليس هذاقبر الحمزة بن موسي الكاظم و إن اشتهر أنه كذلك بل هوقبر أبي يعلي حمزة بن القاسم العلوي‌ العباسي‌ أحد علماء الإجازة و أهل الحديث و قدذكره أهل الرجال في كتبهم وأثنوا عليه


صفحه : 287

بالعلم والورع .فقلت في نفسي‌ هذاالسيد من عوام السادة و ليس من أهل الاطلاع علي الرجال والحديث فلعله أخذ هذاالكلام عن بعض العلماء ثم قمت لأرتقب طلوع الفجر فقام ذلك السيد وخرج وأغفلت أن أسأله عمن أخذ هذالأن الفجر قدطلع وتشاغلت بالصلاة. فلما صليت جلست للتعقيب حتي طلع الشمس و كان معي‌ جملة من كتب الرجال فنظرت فيها و إذاالحال كماذكر فجاءني‌ أهل القرية مسلمين علي و في جملتهم ذلك السيد فقلت جئتني‌ قبل الفجر وأخبرتني‌ عن قبر الحمزة أنه أبويعلي حمزة بن القاسم العلوي‌ فمن أين لك هذا وعمن أخذته فقال و الله ماجئتك قبل الفجر و لارأيتك قبل هذه الساعة ولقد كنت ليلة أمس بائتا خارج القرية في مكان سماه وسمعنا بقدومك فجئنا في هذااليوم زائرين لك .فقلت لأهل القرية الآن لزمني‌ الرجوع إلي زيارة الحمزة فإني‌ لاأشك في أن الشخص ألذي رأيته هوصاحب الأمر ع قال فركبت أنا وجميع أهل تلك القرية لزيارته و من ذلك الوقت ظهر هذاالمزار ظهورا تاما علي وجه صار بحيث تشد الرحال إليه من الأماكن البعيدة. قلت في رجال النجاشي‌ حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب ع أبويعلي ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث له كتاب من روي عن جعفر بن محمد ع من الرجال و هو كتاب حسن . وذكر الشيخ الطوسي‌ أنه يروي‌ عن سعد بن عبد الله ويروي‌ عنه التلعكبري‌ رحمه الله إجازة فهو في طبقة والد الصدوق


صفحه : 288

الحكاية السادسة والأربعون

قال أيده الله وحدثني‌ الوالد أعلي الله مقامه قال خرجت يوم الرابع عشر من شهر شعبان من الحلة أريد زيارة الحسين ع ليلة النصف منه فلما وصلت إلي شط الهندية وعبرت إلي الجانب الغربي‌ منه وجدت الزوار الذاهبين من الحلة وأطرافها والواردين من النجف ونواحيه جميعا محاصرين في بيوت عشيرة بني‌ طرف من عشائر الهندية و لاطريق لهم إلي كربلاء لأن عشيرة عنزة قدنزلوا علي الطريق وقطعوه عن المارة و لايدعون أحدا يخرج من كربلاء و لاأحدا يلج إلاانتهبوه . قال فنزلت علي رجل من العرب وصليت صلاة الظهر والعصر وجلست أنتظر ما يكون من أمر الزوار و قدتغيمت السماء ومطرت مطرا يسيرا.فبينما نحن جلوس إذ خرجت الزوار بأسرها من البيوت متوجهين نحو طريق كربلاء فقلت لبعض من معي‌ اخرج واسأل ماالخبر فخرج ورجع إلي‌ و قال لي إن عشيرة بني‌ طرف قدخرجوا بالأسلحة النارية وتجمعوا لإيصال الزوار إلي كربلاء و لوآل الأمر إلي المحاربة مع عنزة. فلما سمعت قلت لمن معي‌ هذاالكلام لاأصل له لأن بني‌ طرف لاقابلية لهم علي مقابلة عنزة في البر وأظن هذه مكيدة منهم لإخراج الزوار عن بيوتهم لأنهم استثقلوا بقاءهم عندهم و في ضيافتهم .فبينما نحن كذلك إذ رجعت الزوار إلي البيوت فتبين الحال كما قلت فلم تدخل الزوار إلي البيوت وجلسوا في ظلالها والسماء متغيمة فأخذتني‌ لهم رقة شديدة وأصابني‌ انكسار عظيم وتوجهت إلي الله بالدعاء والتوسل بالنبي‌ وآله وطلبت إغاثة الزوار مما هم فيه .فبينما أنا علي هذاالحال إذ أقبل فارس علي فرس رابع كريم لم أر مثله


صفحه : 289

وبيده رمح طويل و هومشمر عن ذراعيه فأقبل يخب به جواده حتي وقف علي البيت ألذي أنا فيه و كان بيتا من شعر مرفوع الجوانب فسلم فرددنا ع ثم قال يامولانا يسميني‌ باسمي‌ بعثني‌ من يسلم عليك وهم كنج محمدآغا وصفر آغا وكانا من قواد العساكر العثمانية يقولان فليأت بالزوار فإنا قدطردنا عنزة عن الطريق ونحن ننتظره مع عسكرنا في عرقوب السليمانية علي الجادة فقلت له و أنت معنا إلي عرقوب السليمانية قال نعم فأخرجت الساعة و إذا قدبقي‌ من النهار ساعتان ونصف تقريبا فقلت بخيلنا فقدمت إلينا فتعلق بي‌ ذلك البدوي‌ ألذي نحن عنده و قال يامولاي‌ لاتخاطر بنفسك وبالزوار وأقم الليلة حتي يتضح الأمر فقلت له لابد من الركوب لإدراك الزيارة المخصوصة. فلما رأتنا الزوار قدركبنا تبعوا أثرنا بين حاشر وراكب فسرنا والفارس المذكور بين أيدينا كأنه الأسد الخادر ونحن خلفه حتي وصلنا إلي عرقوب السليمانية فصعد عليه وتبعناه في الصعود ثم نزل وارتقينا علي أعلي العرقوب فنظرنا و لم نر له عينا و لاأثرا فكأنما صعد في السماء أونزل في الأرض و لم نر قائدا و لاعسكرا.فقلت لمن معي‌ أبقي‌ شك في أنه صاحب الأمر فقالوا لا و الله وكنت و هو بين أيدينا أطيل النظر إليه كأني‌ رأيته قبل ذلك لكنني‌ لاأذكر أين رأيته فلما فارقنا تذكرت أنه هوالشخص ألذي زارني‌ بالحلة وأخبرني‌ بواقعة السليمانية. و أماعشيرة عنزة فلم نر لهم أثرا في منازلهم و لم نر أحدا نسأله عنهم سوي أنارأينا غبرة شديدة مرتفعة في كبد البر فوردنا كربلاء تخب بنا خيولنا


صفحه : 290

فوصلنا إلي باب البلاد و إذابعسكر علي سور البلد فنادوا من أين جئتم وكيف وصلتم ثم نظروا إلي سواد الزوار ثم قالوا سبحان الله هذه البرية قدامتلأت من الزوار أجل أين صارت عنزة فقلت لهم اجلسوا في البلد وخذوا أرزاقكم ولمكة رب يرعاها. ثم دخلنا البلد فإذا أنابكنج محمدآغا جالسا علي تخت قريب من الباب فسلمت عليه فقام في وجهي‌ فقلت له يكفيك فخرا أنك ذكرت باللسان فقال ماالخبر فأخبرته بالقصة فقال لي يامولاي‌ من أين لي علم بأنك زائر حتي أرسل لك رسولا و أنا وعسكري‌ منذ خمسة عشر يوما محاصرين في البلد لانستطيع أن نخرج خوفا من عنزة ثم قال فأين صارت عنزة قلت لاعلم لي سوي أني‌ رأيت غبرة شديدة في كبد البر كأنها غبرة الظعائن ثم أخرجت الساعة و إذا قدبقي‌ من النهار ساعة ونصف فكان مسيرنا كله في ساعة و بين منازل بني‌ طرف وكربلاء ثلاث ساعات ثم بتنا تلك الليلة في كربلاء. فلما أصبحنا سألنا عن خبر عنزة فأخبر بعض الفلاحين الذين في بساتين كربلاء قال بينما عنزة جلوس في أنديتهم وبيوتهم إذابفارس قدطلع عليهم علي فرس مطهم وبيده رمح طويل فصرخ فيهم بأعلي صوته يامعاشر عنزة قدجاء الموت الزؤام عساكر الدولة العثمانية تجبهت عليكم بخيلها ورجلها وها هم علي أثري‌ مقبلون فارحلوا و ماأظنكم تنجون منهم .فألقي الله عليهم الخوف والذل حتي أن الرجل يترك بعض متاع بيته استعجالا بالرحيل فلم تمض ساعة حتي ارتحلوا بأجمعهم وتوجهوا نحو البر فقلت له صف لي الفارس فوصف لي و إذا هوصاحبنا بعينه و هوالفارس ألذي جاءنا والحمد لله رب العالمين والصلاة علي محمد وآله الطاهرين حرره الأقل ميرزا صالح الحسيني‌


صفحه : 291

قلت و هذه الحكاية سمعتها شفاها منه أعلي الله مقامه و لم يكن هذه الكرامات منه ببعيدة فإنه ورث العلم والعمل من عمه الأجل الأكمل السيد باقر القزويني‌ خاصة السيد الأعظم والطود الأشيم بحر العلوم أعلي الله تعالي درجتهم و كان عمه أدبه ورباه وأطلعه علي الخفايا والأسرار حتي بلغ مقاما لايحوم حوله الأفكار وحاز من الفضائل والخصائص ما لم يجتمع في غيره من العلماء الأبرار.منها أنه بعد ماهاجر إلي الحلة واستقر فيها وشرع في هداية الناس وإيضاح الحق وإبطال الباطل صار ببركة دعوته من داخل الحلة وأطرافها من الأعراب قريبا من مائة ألف نفس شيعيا إماميا مخلصا مواليا لأولياء الله ومعاديا لأعداء الله .بل حدثني‌ طاب ثراه أنه لماورد الحلة لم يكن في الذين يدعون التشيع من علائم الإمامية وشعارهم إلاحمل موتاهم إلي النجف الأشرف و لايعرفون من أحكامهم شيئا حتي البراءة من أعداء الله وصاروا بهدايته صلحاء أبرار أتقياء و هذه منقبة عظيمة اختص بها من بين من تقدم عليه وتأخر. ومنها الكمالات النفسانية من الصبر والتقوي وتحمل أعباء العبادة وسكون النفس ودوام الاشتغال بذكر الله تعالي و كان رحمه الله لايسأل في بيته عن أحد من أهله وأولاده مايحتاج إليه من الغداء والعشاء والقهوة والغليان وغيرها عندوقتها و لايأمر عبيده وإماءه بشي‌ء منها و لو لاالتفاتهم ومواظبتهم لكان يمر عليه اليوم والليلة من غير أن يتناول شيئا منها مع ما كان عليه من التمكن والثروة والسلطنة الظاهرة و كان يجيب الدعوة ويحضر الولائم والضيافات لكن يحمل معه كتبا ويقعد في ناحية ويشتغل بالتأليف و لاخبر له عما فيه القوم و لايخوض معهم في حديثهم إلا أن يسأل عن أمر ديني‌ فيجيبهم . و كان دأبه في شهر الصيام أن يصلي‌ المغرب في المسجد ويجتمع الناس ويصلي‌ بعده النوافل المرتبة في شهر رمضان ثم يأتي‌ منزله ويفطر ويرجع ويصلي‌ العشاء


صفحه : 292

بالناس ثم يصلي‌ نوافلها المرتبة ثم يأتي‌ منزله و الناس معه علي كثرتهم فلما اجتمعوا واستقروا شرع واحد من القراء فيتلو بصوت حسن رفيع آيات من كتاب الله في التحذير والترغيب والموعظة مما يذوب منه الصخر الأصم ويرق القلوب القاسية ثم يقرأ آخرا خطبة من مواعظ نهج البلاغة ثم يقرأ آخرا تعزية أبي عبد الله ع ثم يشرع أحد من الصلحاء في قراءة أدعية شهر رمضان ويتابعه الآخرون إلي أن يجي‌ء وقت السحور فيتفرقون ويذهب كل إلي مستقره . وبالجملة فقد كان في المراقبة ومواظبة الأوقات والنوافل والسنن والقراءة مع كونه طاعنا في السن آية في عصره و قدكنا معه في طريق الحج ذهابا وإيابا وصلينا معه في مسجد الغدير والجحفة وتوفي‌ رحمه الله الثاني‌ عشر من ربيع الأول سنة ألف وثلاث مائة قبل الوصول إلي سماوة بخمس فراسخ تقريبا و قدظهر منه حين وفاته من قوة الإيمان والطمأنينة والإقبال وصدق اليقين مايقضي‌ منه العجب وظهر منه حينئذ كرامة باهرة بمحضر من جماعة من الموافق والمخالف ليس هنا مقام ذكرها. ومنها التصانيف الرائقة الكثيرة في الفقه والأصول والتوحيد والكلام وغيرها ومنها كتاب في إثبات كون الفرقة الناجية فرقة الإمامية أحسن ماكتب في هذاالباب طوبي له وحسن مآب

الحكاية السابعة والأربعون

حدثني‌ العالم الجليل والحبر النبيل مجمع الفضائل والفواضل الصفي‌ الوفي‌ المولي علي الرشتي‌ طاب ثراه و كان عالما برا تقيا زاهدا حاويا لأنواع العلم بصيرا ناقدا من تلامذة السيد السند الأستاذ الأعظم دام ظله و لماطال شكوي أهل الأرض حدود فارس و من والاه إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم أرسله إليهم عاش فيهم سعيدا ومات هناك حميدا رحمه الله و قدصاحبته مدة


صفحه : 293

سفرا وحضرا و لم أجد في خلقه وفضله نظيرا إلايسيرا. قال رجعت مرة من زيارة أبي عبد الله ع عازما للنجف الأشرف من طريق الفرات فلما ركبنا في بعض السفن الصغار التي‌ كانت بين كربلاء وطويرج رأيت أهلها من أهل حلة و من طويرج تفترق طريق الحلة والنجف واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح رأيت واحدا منهم لايدخل في عملهم عليه آثار السكينة والوقار لايمازح و لايضاحك وكانوا يعيبون علي مذهبه ويقدحون فيه و مع ذلك كان شريكا في أكلهم وشربهم فتعجبت منه إلي أن وصلنا إلي محل كان الماء قليلا فأخرجنا صاحب السفينة فكنا نمشي‌ علي شاطئ النهر.فاتفق اجتماعي‌ مع هذا الرجل في الطريق فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه وذمهم إياه وقدحهم فيه فقال هؤلاء من أقاربي‌ من أهل السنة و أبي منهم وأمي‌ من أهل الإيمان وكنت أيضا منهم ولكن الله من علي بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان ع فسألت عن كيفية إيمانه فقال اسمي‌ ياقوت و أناأبيع الدهن عندجسر الحلة فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن من أهل البراري‌ خارج الحلة فبعدت عنها بمراحل إلي أن قضيت وطري‌ من شراء ماكنت أريده منه وحملته علي حماري‌ ورجعت مع جماعة من أهل الحلة ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهت فما رأيت أحدا منهم و قدذهبوا جميعا و كان طريقنا في برية قفر ذات سباع كثيرة ليس في أطرافها معمورة إلا بعدفراسخ كثيرة.فقمت وجعلت الحمل علي الحمار ومشيت خلفهم فضل عني‌ الطريق وبقيت متحيرا خائفا من السباع والعطش في يومه فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الإعانة وجعلتهم شفعاء عند الله تعالي وتضرعت كثيرا فلم يظهر منهم شيءفقلت في نفسي‌ إني‌ سمعت من أمي‌ أنها كانت تقول إن لنا إماما حيا يكني أباصالح يرشد الضال ويغيث الملهوف ويعين الضعيف فعاهدت الله تعالي إن استغثت به فأغاثني‌ أن أدخل في دين أمي‌.فناديته واستغثت به فإذابشخص في جنبي‌ و هويمشي‌ معي‌ و عليه عمامة


صفحه : 294

خضراء قال رحمه الله وأشار حينئذ إلي نبات حافة النهر و قال كانت خضرتها مثل خضرة هذاالنبات . ثم دلني‌ علي الطريق وأمرني‌ بالدخول في دين أمي‌ وذكر كلمات نسيتها و قال ستصل عن قريب إلي قرية أهلها جميعا من الشيعة قال فقلت ياسيدي‌ أنت لاتجي‌ء معي‌ إلي هذه القرية فقال مامعناه لالأنه استغاث بي‌ ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ثم غاب عني‌ فما مشيت إلاقليلا حتي وصلت إلي القرية و كان في مسافة بعيدة ووصل الجماعة إليها بعدي‌ بيوم فلما دخلت الحلة ذهبت إلي سيد الفقهاء السيد مهدي‌ القزويني‌ طاب ثراه وذكرت له القصة فعلمني‌ معالم ديني‌ فسألت عنه عملا أتوصل به إلي لقائه ع مرة أخري فقال زر أبا عبد الله ع أربعين ليلة الجمعة قال فكنت أزوره من الحلة في ليالي‌ الجمع إلي أن بقي‌ واحدة فذهبت من الحلة في يوم الخميس فلما وصلت إلي باب البلد فإذاجماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذكرة و ما كان عندي‌ تذكرة و لاقيمتها فبقيت متحيرا و الناس متزاحمون علي الباب فأردت مرارا أن أتخفي وأجوز عنهم فما تيسر لي و إذابصاحبي‌ صاحب الأمر ع في زي‌ لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلما رأيته استغثت به فخرج وأخذني‌ معه وأدخلني‌ من الباب فما رآني‌ أحد فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس وبقيت متحيرا علي فراقه ع و قدذهب عن خاطري‌ بعض ما كان في تلك الحكاية

الحكاية الثامنة والأربعون

حدثني‌ العالم الجليل والمولي النبيل العدل الثقة الرضي‌ المرضي‌ الآميرزا إسماعيل السلماسي‌ و هو من أوثق أهل العلم والفضل وأئمة الجماعة في مشهد الكاظم ع عن والده العالم العليم المتقدم ذكره المولي زين العابدين السلماسي‌


صفحه : 295

أو عن أخيه الثقة الصالح الأكبر منه في السن الآميرزا محمدباقر رحمه الله قال سلمه الله والترديد لتطاول الزمان لأن سماعي‌ لهذه الحكاية يقرب من خمسين سنة قال قال والدي‌ مما ذكر من الكرامات للأئمة الطاهرين ع في سرمن رأي في المائة الثانية والظاهر أنه أواخر المائة أو في أوائل المائة الثالثة بعدالألف من الهجرة أنه جاء رجل من الأعاجم إلي زيارة العسكريين ع و ذلك في زمن الصيف وشدة الحر و قدقصد الزيارة في وقت كان الكليددار في الرواق ومغلقا أبواب الحرم ومتهيئا للنوم عندالشباك الغربي‌. فلما أحس بمجي‌ء الزوار فتح الباب وأراد أن يزوره فقال له الزائر خذ هذاالدينار واتركني‌ حتي أزور بتوجه وحضور فامتنع المزور و قال لاأخرم القاعدة فدفع إليه الدينار الثاني‌ والثالث فلما رأي المزور كثرة الدنانير ازداد امتناعا ومنع الزائر من الدخول إلي الحرم الشريف ورد إليه الدنانير.فتوجه الزائر إلي الحرم و قال بانكسار بأبي‌ أنتما وأمي‌ أردت زيارتكما بخضوع وخشوع و قداطلعتما علي منعه إياي‌ فأخرجه المزور وغلق الأبواب ظنا منه أنه يرجع إليه ويعطيه بكل مايقدر عليه وتوجه إلي الطرف الشرقي‌ قاصدا السلوك إلي الشباك ألذي في الطرف الغربي‌. فلما وصل إلي الركن وأراد الانحراف إلي طرف الشباك رأي ثلاثة أشخاص مقبلين صافين إلا أن أحدهم متقدم علي ألذي في جنبه بيسير وكذا الثاني‌ ممن يليه و كان الثالث هوأصغرهم و في يده قطعة رمح و في رأسه سنان فبهت المزور عندرؤيتهم فتوجه صاحب الرمح إليه و قدامتلأ غيظا واحمرت عيناه من الغضب وحرك الرمح مريدا طعنه قائلا ياملعون بن الملعون كأنه جاء إلي دارك أو إلي زيارتك فمنعته .فعند ذلك توجه إليه أكبرهم مشيرا بكفه مانعا له قائلا جارك ارفق بجارك فأمسك صاحب الرمح ثم هاج غضبه ثانيا محركا للرمح قائلا ماقاله أولا فأشار إليه الأكبر أيضا كمافعل فأمسك صاحب الرمح .


صفحه : 296

و في المرة الثالثة لم يشعر المزور أن سقط مغشيا عليه و لم يفق إلا في اليوم الثاني‌ أوالثالث و هو في داره أتوا به أقاربه بعد أن فتحوا الباب عندالمساء لمارأوه مغلقا فوجدوه كذلك وهم حوله باكون فقص عليهم ماجري بينه و بين الزائر والأشخاص وصاح أدركوني‌ بالماء فقد احترقت وهلكت فأخذوا يصبون عليه الماء و هويستغيث إلي أن كشفوا عن جنبه فرأوا مقدار درهم منه قدأسود و هو يقول قدطعنني‌ صاحب القطعة.فعند ذلك أشخصوه إلي بغداد وعرضوه علي الأطباء فعجز الأطباء من علاجه فذهبوا به إلي البصرة وعرضوه علي الطبيب الأفرنجي‌ فتحير في علاجه لأنه جس يده فما أحس بما يدل علي سوء المزاج و مارأي ورما ومادة في الموضع المذكور فقال مبتدئا إني‌ أظن أن هذاالشخص قدأساء الأدب مع بعض الأولياء فاشتد بهذا البلاء فلما يئسوا من العلاج رجعوا به إلي بغداد فمات في الرجوع إما في الطريق أو في بغداد والظاهر أن اسم هذاالخبيث كان حسانا

الحكاية التاسعة والأربعون

بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد للشيخ الفاضل الأجل تلميذه محمد بن علي بن الحسن العودي‌ قال في ضمن وقائع سفر الشهيد رحمه الله من دمشق إلي مصر مالفظه . واتفق له في الطريق ألطاف إلهية وكرامات جلية حكي لنا بعضها.منها ماأخبرني‌ به ليلة الأربعاء عاشر ربيع الأول سنة ستين وتسعمائة أنه في الرملة مضي إلي مسجدها المعروف بالجامع الأبيض لزيارة الأنبياء والذين في الغار وحده فوجد الباب مقفولا و ليس في المسجد أحد فوضع يده علي القفل وجذبه فانفتح فنزل إلي الغار واشتغل بالصلاة والدعاء وحصل له إقبال علي الله


صفحه : 297

بحيث ذهل عن انتقال القافلة فوجدها قدارتحلت و لم يبق منها أحد فبقي‌ متحيرا في أمره مفكرا في اللحاق مع عجزه عن المشي‌ وأخذ أسبابه ومخافته وأخذ يمشي‌ علي أثرها وحده فمشي حتي أعياه التعب فلم يلحقها و لم يرها من البعد فبينما هو في هذاالمضيق إذ أقبل عليه رجل لاحق به و هوراكب بغلا فلما وصل إليه قال له اركب خلفي‌ فردفه ومضي كالبرق فما كان إلاقليلا حتي لحق به القافلة وأنزله و قال له اذهب إلي رفقتك ودخل هو في القافلة قال فتحريته مدة الطريق أني‌ أراه ثانيا فما رأيته أصلا و لاقبل ذلك

الحكاية الخمسون

قال الشيخ الأجل الأكمل الشيخ علي ابن العالم النحرير الشيخ محمد بن المحقق المدقق الشيخ حسن بن العالم الرباني‌ الشهيد الثاني‌ في الدر المنثور في ضمن أحوال والده الأمجد و كان مجاورا بمكة حيا وميتا أخبرتني‌ زوجته بنت السيد محمد بن أبي الحسن رحمه الله وأم ولده أنه لماتوفي‌ كن يسمعن عنده تلاوة القرآن طول تلك الليلة. ومما هومشهور أنه كان طائفا فجاءه رجل بورد من ورد شتاء ليست في تلك البلاد و لا في ذلك الأوان فقال له من أين أتيت فقال من هذه الخرابات ثم أراد أن يراه بعد ذلك السؤال فلم يره . قلت ونقل نظيره في البحار عن شيخه وأستاذه السيد المؤيد الأمجد الآميرزا محمدالأسترآبادي‌ صاحب الكتب في الرجال وآيات الأحكام وغيرها ويحتمل الاتحاد وكون الوهم من الراوي‌ لاتحاد الاسم والمكان والعمل و الله العالم و هذاالمقام من الشيخ المزبور غيربعيد فقد رأينا في ظهر نسخة من شرحه علي الاستبصار وكانت من متملكاته و كان في مواضع منها خطه و في ظهره خط ولده المذكور ماصورته انتقل مصنف هذاالكتاب و هوالشيخ السعيد الحميد بقية


صفحه : 298

العلماء الماضين وخلف الكملاء الراسخين أعني‌ شيخنا ومولانا و من استفدنا من بركاته العلوم الشرعية من الحديث والفروع والرجال وغيره الشيخ محمد بن الشهيد الثاني‌ من دار الغرور إلي دار السرور ليلة الاثنين العاشر من شهر ذي‌ القعدة الحرام سنة ألف وثلاثين من هجرة سيد المرسلين و قدسمعت منه قدس الله روحه قبيل انتقاله بأيام قلائل مشافهة و هو يقول لي إني‌ أنتقل في هذه الأيام عسي الله أن يعينني‌ عليها وكذا سمعه غيري‌ و ذلك في مكة المشرفة ودفناه برد الله مضجعه في المعلي قريبا من مزار خديجة الكبري حرره الفقير إلي الله الغني‌ حسين بن حسن العاملي‌ المشغري‌ عامله الله بلطفه الخفي‌ والجلي‌ بالنبي‌ والولي‌ والصحب الوفي‌ في التأريخ المذكور ونقل في الدر المنثور هذه العبارة عن النسخة المذكورة التي‌ كانت عنده ورزقنا الله زيارته . و في أمل الآمل الشيخ حسين بن الحسن العاملي‌ المشغري‌ كان فاضلا صالحا جليل القدر شاعرا أديبا قرأ علي

الحكاية الحادية والخمسون

ما في كتاب الدمعة الساكبة لبعض الصلحاء من المعاصرين في آخر اللمعة الأولي من النور السادس منه في معجزات الحجة ع . قال فالأولي أن يختم الكلام بذكر ماشاهدته في سالف الأيام و هو أنه أصاب ثمرة فؤادي‌ و من انحصرت فيه ذكور أولادي‌ قرة عيني‌ علي محمدحفظه الله الفرد الصمد مرض يزداد آنا فآنا ويشتد فيورثني‌ أحزانا وأشجانا إلي أن حصل للناس من برئه اليأس وكانت العلماء والطلاب والسادات الأنجاب يدعون له بالشفاء في مظان استجابة الدعوات كمجالس التعزية وعقيب الصلوات . فلما كانت الليلة الحادية عشرة من مرضه اشتدت حاله وثقلت أحواله وزاد اضطرابه وكثر التهابه فانقطعت بي‌ الوسيلة و لم يكن لنا في ذلك حيلة فالتجأت بسيدنا القائم عجل الله ظهوره وأرانا نوره فخرجت من عنده و أنا في


صفحه : 299

غاية الاضطراب ونهاية الالتهاب وصعدت سطح الدار و ليس لي قرار وتوسلت به ع خاشعا وانتدبت خاضعا وناديته متواضعا وأقول ياصاحب الزمان أغثني‌ ياصاحب الزمان أدركني‌ متمرغا في الأرض ومتدحرجا في الطول والعرض ثم نزلت ودخلت عليه وجلست بين يديه فرأيته مستقر الأنفاس مطمئن الحواس قدبله العرق لابل أصابه الغرق فحمدت الله وشكرت نعماءه التي‌ تتوالي فألبسه الله تعالي لباس العافية ببركته ع

الحكاية الثانية والخمسون

العالم الفاضل السيد علي‌خان الحويزاوي‌ في كتاب خير المقال عندذكر من رأي القائم ع قال فمن ذلك ماحدثني‌ به رجل من أهل الإيمان ممن أثق به أنه حج مع جماعة علي طريق الأحساء في ركب قليل فلما رجعوا كان معهم رجل يمشي‌ تارة ويركب أخري فاتفق أنهم أولجوا في بعض المنازل أكثر من غيره و لم يتفق لذلك الرجل الركوب فلما نزلوا للنوم واستراحوا ثم رحلوا من هناك لم يتنبه ذلك الرجل من شدة التعب ألذي أصابه و لم يفتقدوه هم وبقي‌ نائما إلي أن أيقظه حر الشمس . فلما انتبه لم ير أحدا فقام يمشي‌ و هوموقن بالهلاك فاستغاث بالمهدي‌ ع فبينما هوكذلك فإذا هوبرجل في زي‌ أهل البادية راكب ناقته قال فقال يا هذا أنت منقطع بك قال فقلت نعم قال فقال أتحب أن ألحقك برفقائك قال قلت هذا و الله مطلوبي‌ لاسواه فقرب مني‌ وأناخ ناقته وأردفني‌ خلفه ومشي فما مشينا خطا يسيرة إلا و قدأدركنا الركب فلما قربنا منهم أنزلني‌ و قال هؤلاء رفقاؤك ثم تركني‌ وذهب


صفحه : 300

الحكاية الثالثة والخمسون

و فيه و من ذلك ماحدثني‌ به رجل من أهل الإيمان من أهل بلادنا يقال له الشيخ قاسم و كان كثير السفر إلي الحج قال تعبت يوما من المشي‌ فنمت تحت شجرة فطال نومي‌ ومضي عني‌ الحاج كثيرا فلما انتبهت علمت من الوقت أن نومي‌ قدطال و أن الحاج بعدعني‌ وصرت لاأدري‌ إلي أين أتوجه فمشيت علي الجهة و أناأصيح بأعلي صوتي‌ يا أباصالح قاصدا بذلك صاحب الأمر ع كماذكره ابن طاوس في كتاب الأمان فيما يقال عندإضلال الطريق .فبينا أناأصيح كذلك و إذابراكب علي ناقة و هو علي زي‌ البدو فلما رآني‌ قال لي أنت منقطع عن الحاج فقلت نعم فقال اركب خلفي‌ لألحقك بهم فركبت خلفه فلم يكن إلاساعة و إذا قدأدركنا الحاج فلما قربنا أنزلني‌ و قال لي امض لشأنك فقلت له إن العطش قدأضر بي‌ فأخرج من شداده ركوة فيهاماء وسقاني‌ منه فو الله إنه ألذ وأعذب ماء شربته . ثم إني‌ مشيت حتي دخلت الحاج والتفت إليه فلم أره و لارأيته في الحاج قبل ذلك و لابعده حتي رجعنا. قلت إن الأصحاب ذكروا أمثال هذه الوقائع في باب من رآه ع بناء منهم علي أن إغاثة الملهوف كذلك في الفلوات وصدور هذه المعجزات والكرامات لايتيسر لأحد إلالخليفة الله في البريات بل هو من مناصبه الإلهية كمايأتي‌ في الفائدة الأولي و أبوصالح كنيته عندعامة العرب يكنونه به في أشعارهم ومراثيهم وندبهم والظاهر أنهم أخذوه من الخبر المذكور و أنه ع المراد من أبي صالح ألذي هومرشد الضال في الطريق و لونوقش في ذلك وادعي‌ إمكان صدورها من بعض الصلحاء والأولياء فهو أيضا يدل علي المطلوب إذ لايستغيث شيعته ومواليه ع إلا من هومنهم وواسطة بينهم و بين إمامهم الغائب عنهم بل هو من رجاله وخاصته وحواشيه و أهل خدمته فالمضطر رأي من رآه ع .


صفحه : 301

و قال الشيخ الكفعمي‌ رحمه الله في هامش جنته عندذكر دعاء أم داود قيل إن الأرض لايخلو من القطب وأربعة أوتاد وأربعين أبدالا وسبعين نجيبا وثلاثمائة وستين صالحا فالقطب هوالمهدي‌ ع و لا يكون الأوتاد أقل من أربعة لأن الدنيا كالخيمة والمهدي‌ كالعمود وتلك الأربعة أطنابها و قد يكون الأوتاد أكثر من أربعة والأبدال أكثر من أربعين والنجباء أكثر من سبعين والصلحاء أكثر من ثلاث مائة وستين والظاهر أن الخضر وإلياس من الأوتاد فهما ملاصقان لدائرة القطب . و أماصفة الأوتاد فهم قوم لايغفلون عن ربهم طرفة عين و لايجمعون من الدنيا إلاالبلاغ و لاتصدر منهم هفوات الشر و لايشترط فيهم العصمة من السهو والنسيان بل من فعل القبيح ويشترط ذلك في القطب . و أماالأبدال فدون هؤلاء في المراقبة و قدتصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر و لايتعمدون ذنبا. و أماالنجباء فهم دون الأبدال . و أماالصلحاء فهم المتقون الموفون بالعدالة و قديصدر منهم الذنب فيتداركونه بالاستغفار والندم قال الله تعالي إِنّ الّذِينَ اتّقَوا إِذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيطانِ تَذَكّرُوا فَإِذا هُم مُبصِرُونَجعلنا الله من قسم الأخير لأنا لسنا من الأقسام الأول لكن ندين الله بحبهم وولايتهم و من أحب قوما حشر معهم . وقيل إذانقص أحد من الأوتاد الأربعة وضع بدله من الأربعين و إذانقص أحد من الأربعين وضع بدله من السبعين و إذانقص أحد من السبعين وضع بدله من الثلاثمائة وستين و إذانقص أحد من الثلاثمائة وستين وضع بدله من سائر الناس


صفحه : 302

الحكاية الرابعة والخمسون

حدثني‌ العالم الفاضل الصالح الورع في الدين الآميرزا حسين اللاهيجي‌ المجاور للمشهد الغروي‌ أيده الله و هو من الصلحاء الأتقياء والثقة الثبت عندالعلماء قال حدثني‌ العالم الصفي‌ المولي زين العابدين السلماسي‌ المتقدم ذكره قدس الله روحه أن السيد الجليل بحر العلوم أعلي الله مقامه ورد يوما في حرم أمير المؤمنين عليه آلاف التحية و السلام فجعل يترنم بهذا المصرع .


چه خوش است صوت قرآن   ز تو دل ربا شنيدن .

فسئل رحمه الله عن سبب قراءته هذاالمصرع فقال لماوردت في الحرم المطهر رأيت الحجة ع جالسا عندالرأس يقرأ القرآن بصوت عال فلما سمعت صوته قرأت المصرع المزبور و لماوردت الحرم ترك قراءة القرآن وخرج من الحرم الشريف

الحكاية الخامسة والخمسون

رأيت في ملحقات كتاب أنيس العابدين و هو كتاب كبير في الأدعية والأوراد ينقل عنه العلامة المجلسي‌ في المجلد التاسع عشر من البحار والآميرزا عبد الله تلميذه في الصحيفة الثالثة مالفظه نُقِلَ عَنِ ابنِ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللّهُ أَنّهُ سَمِعَ سَحَراً فِي السّردَابِ عَن صَاحِبِ الأَمرِ ع أَنّهُ يَقُولُ أللّهُمّ إِنّ شِيعَتَنَا خُلِقَت مِن شُعَاعِ أَنوَارِنَا وَ بَقِيّةِ طِينَتِنَا وَ قَد فَعَلُوا ذُنُوباً كَثِيرَةً اتّكَالًا عَلَي حُبّنَا وَ وَلَايَتِنَا فَإِن كَانَت ذُنُوبُهُم بَينَكَ وَ بَينَهُم فَاصفَح عَنهُم فَقَد رَضِينَا وَ مَا كَانَ مِنهَا فِيمَا بَينَهُم فَأَصلِح بَينَهُم وَ قَاصّ بِهَا عَن خُمُسِنَا وَ أَدخِلهُمُ الجَنّةَ وَ زَحزِحهُم عَنِ النّارِ وَ لَا تَجمَع بَينَهُم وَ بَينَ أَعدَائِنَا فِي سَخَطِكَ

قلت ويوجد في غيرواحد من مؤلفات جملة من المتأخرين الذين قاربنا عصرهم والمعاصرين هذه الحكاية بعبارة تخالف العبارة الأولي وهي‌ هكذا


صفحه : 303

أللهم إن شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا أللهم اغفر لهم من الذنوب مافعلوه اتكالا علي حبنا وولائنا يوم القيامة و لاتؤاخذهم بما اقترفوه من السيئات إكراما لنا و لاتقاصهم يوم القيامة مقابل أعدائنا فإن خففت موازينهم فثقلها بفاضل حسناتنا. و لم نجد أحدا منهم إلي الآن أسند هذه الحكاية إلي أحد رواها عن السيد أورآها في واحد من كتبه و لانقله العلامة المجلسي‌ ومعاصروه و من تقدم عليه إلي عهد السيد و لايوجد في شيء من كتبه الموجودة التي‌ لم يكن عندهم أزيد منها نعم الموجود في أواخر المهج و قدنقله في البحار أيضا هكذا كنت أنابسرمن رأي فسمعت سحرا دعاء القائم ع فحفظت منه من الدعاء لمن ذكره الأحياء والأموات وأبقهم أو قال وأحيهم في عزنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا و كان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي‌ القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة. وأظن و إن كان بعض الظن إثما أن مانقلناه أولا مأخوذ من كلام الحافظ الشيخ رجب البرسي‌ ونقل كلماته بالمعني فإنه قال في أواخر مشارق الأنوار بعدنقل كلام المهج إلي قوله ملكنا مالفظه ومملكتنا و إن كان شيعتهم منهم وإليهم وعنايتهم مصروفة إليهم فكأنه ع يقول . أللهم إن شيعتنا منا ومضافين إلينا وإنهم قدأساءوا و قدقصروا وأخطئوا


صفحه : 304

رأونا صاحبا لهم رضا منهم و قدتقبلنا عنهم بذنوبهم وتحملنا خطاياهم لأن معولهم علينا ورجوعهم إلينا فصرنا لاختصاصهم بنا واتكالهم علينا كانا أصحاب الذنوب إذ العبد مضاف إلي سيده ومعول المماليك إلي مواليهم . أللهم اغفر لهم من الذنوب مافعلوه اتكالا علي حبنا وطمعا في ولايتنا وتعويلا علي شفاعتنا و لاتفضحهم بالسيئات عندأعدائنا وولنا أمرهم في آخره كماوليتنا أمرهم في الدنيا و إن أحبطت أعمالهم فثقل موازينهم بولايتنا وارفع درجاتهم بمحبتنا انتهي . و هذه الكلمات كماتري من تلفيقاته شرحا لكلمات الإمام ع تقارب العبارة الشائعة وعصره قريب من عصر السيد وحرصه علي ضبط مثل هذه الكلمات أشد من غيره فهو أحق بنقلها من غيره لوصحت الرواية وصدقت النسبة و إن لم يكن بعيدا من مقام السيد بعدكلام مهجه بل له في كتاب كشف المحجة كلمات تنبئ عن أمر عظيم ومقام كريم .منها قوله واعلم ياولدي‌ محمدألهمك الله مايريده منك ويرضي به عنك أن غيبة مولانا المهدي‌ صلوات الله عليه التي‌ تحيرت المخالف وبعض المؤالف هي‌ من جملة الحجج علي ثبوت إمامته وإمامة آبائه الطاهرين صلوات الله علي جده محمد وعليهم أجمعين لأنك إذاوقفت علي كتب الشيعة وغيرهم مثل كتاب الغيبة لابن بابويه و كتاب الغيبة للنعماني‌ ومثل كتاب الشفاء والجلاء ومثل كتاب أبي نعيم الحافظ في أخبار المهدي‌ ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته والكتب التي‌ أشرت إليها في الطوائف وجدتها أوأكثرها تضمنت قبل ولادته أنه يغيب ع غيبة طويلة حتي يرجع عن إمامته بعض من كان يقول بهافلو لم يغب هذه الغيبة كان طعنا في إمامة آبائه و فيه فصارت الغيبة حجة لهم ع وحجة له علي مخالفيه في ثبوت إمامته وصحة غيبته مع أنه ع حاضر مع الله علي اليقين وإنما غاب من لم يلقه عنهم لغيبتهم عن حضرة المتابعة له ولرب العالمين . ومنها قوله فيه و إن أدركت ياولدي‌ موافقة توفيقك لكشف الأسرار عليك


صفحه : 305

عرفتك من حديث المهدي‌ صلوات الله عليه ما لايشتبه عليك وتستغني‌ بذلك عن الحجج المعقولات و من الروايات فإنه ص حي‌ موجود علي التحقيق ومعذور عن كشف أمره إلي أن يأذن له تدبير الله الرحيم الشفيق كماجرت عليه عادة كثير من الأنبياء والأوصياء فاعلم ذلك يقينا واجعله عقيدة ودينا فإن أباك عرفه أبلغ من معرفة ضياء شمس السماء. ومنها قوله واعلم ياولدي‌ محمدزين الله جل جلاله سرائرك وظواهرك بموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه أنني‌ كنت لمابلغتني‌ ولادتك بمشهد الحسين ع في زيارة عاشوراء قمت بين يدي‌ الله جل جلاله مقام الذل والانكسار والشكر لمارأفني‌ به من ولادتك من المسار والمبار وجعلتك بأمر الله جل جلاله عبدمولانا المهدي‌ ع ومتعلقا عليه و قداحتجنا كم مرة عندحوادث حدث لك إليه ورأيناه في عدة مقامات في مناجات و قدتولي قضاء حوائجك بإنعام عظيم في حقنا وحقك لايبلغ وصفي‌ إليه .فكن في موالاته والوفاء له وتعلق الخاطر به علي قدر مراد الله جل جلاله ومراد رسوله ومراد آبائه ع ومراده ع منك وقدم حوائجه علي حوائجك عندصلاة الحاجات والصدقة عنه قبل الصدقة عنك وعمن يعز عليك والدعاء له قبل الدعاء لك وقدمه ع في كل خير يكون وفاء له ومقتضيا لإقباله عليك وإحسانه إليك واعرض حاجاتك عليه كل يوم الإثنين و يوم الخميس من كل أسبوع بما يجب له من أدب الخضوع . ومنها قوله بعدتعليم ولده كيفية عرض الحاجة إليه ع واذكر له أن أباك قدذكر لك أنه أوصي به إليك وجعلك بإذن الله جل جلاله عبده وأنني‌ علقتك عليه فإنه يأتيك جوابه صلوات الله وسلامه عليه . ومما أقول لك ياولدي‌ محمدملأ الله جل جلاله عقلك وقلبك من التصديق لأهل الصدق والتوفيق في معرفة الحق إن طريق تعريف الله جل جلاله لك بجواب مولانا المهدي‌ صلوات الله وسلامه عليه علي قدرته جل جلاله ورحمته


صفحه : 306

فَمِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ مُحَمّدُ بنُ يَعقُوبَ الكلُيَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ الوَسَائِلِ عَمّن سَمّاهُ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَنّ الرّجُلَ يُحِبّ أَن يفُضيِ‌َ إِلَي إِمَامِهِ مَا يُحِبّ أَن يفُضيِ‌َ بِهِ إِلَي رَبّهِ قَالَ فَكَتَبَ إِن كَانَت لَكَ حَاجَةٌ فَحَرّك شَفَتَيكَ فَإِنّ الجَوَابَ يَأتِيكَ

وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ هِبَةُ اللّهِ بنُ سَعِيدٍ الراّونَديِ‌ّ فِي كِتَابِ الخَرَائِجِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَرَجِ قَالَ قَالَ لِي عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ع إِذَا أَرَدتَ أَن تَسأَلَ مَسأَلَةً فَاكتُبهَا وَ ضَعِ الكِتَابَ تَحتَ مُصَلّاكَ وَ دَعهُ سَاعَةً ثُمّ أَخرِجهُ وَ انظُر فِيهِ قَالَ فَفَعَلتُ فَوَجَدتُ مَا سَأَلتُهُ عَنهُ مُوَقّعاً فِيهِ وَ قَدِ اقتَصَرتُ لَكَ عَلَي هَذَا التّنبِيهِ وَ الطّرِيقُ مَفتُوحَةٌ إِلَي إِمَامِكَ لِمَن يُرِيدُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ عِنَايَتَهُ بِهِ وَ تَمَامَ إِحسَانِهِ إِلَيهِ

. ومنها قوله في آخر الكتاب ثم ماأوردناه بالله جل جلاله من هذه الرسالة ثم عرضناه علي قبول واهبه صاحب الجلالة نائبه ع في النبوة والرسالة وورد الجواب في المنام بما يقتضي‌ حصول القبول والإنعام والوصية بأمرك والوعد ببرك وارتفاع قدرك انتهي . وعليك بالتأمل في هذه الكلمات التي‌ تفتح لك أبوابا من الخير والسعادات ويظهر منها عدم استبعاد كل ماينسب إليه من هذاالباب و الله الموفق لكل خير وثواب

الحكاية السادسة والخمسون

قال العالم الفاضل المتبحر النبيل الصمداني‌ الحاج المولي رضا الهمداني‌ في المفتاح الأول من الباب الثالث من كتاب مفتاح النبوة في جملة كلام له في أن الحجة ع قديظهر نفسه المقدسة لبعض خواص الشيعة أنه ع قدأظهر نفسه الشريفة قبل هذابخمسين سنة لواحد من العلماء المتقين المولي عبدالرحيم الدماوندي‌ ألذي ليس لأحد كلام في صلاحه وسداده . قال و قال هذاالعالم في كتابه إني‌ رأيته ع في داري‌ في ليلة مظلمة جدا بحيث لاتبصر العين شيئا واقفا في جهة القبلة و كان النور يسطع من وجهه المبارك حتي أني‌ كنت أري نقوش الفراش بهذا النور


صفحه : 307

الحكاية السابعة والخمسون

في كتاب المقامات للعالم الجليل المحدث السيد نعمة الله الجزائري‌ حكاية أخري حدثني‌ رجل من أوثق إخواني‌ في شوشتر في دارنا القريبة من المسجد الأعظم قال لماكنا في بحور الهند تعاطينا عجائب البحر فحكي لنا رجل من الثقات قال روي من أعتمد عليه أنه كان منزله في بلد علي ساحل البحر و كان بينهم و بين جزيرة من جزائر البحر مسير يوم أوأقل و في تلك الجزيرة مياههم وحطبهم وثمارهم و مايحتاجون إليه فاتفق أنهم علي عادتهم ركبوا في سفينة قاصدين تلك الجزيرة وحملوا معهم زاد يوم . فلما توسطوا البحر أتاهم ريح عدلهم عن ذلك القصد وبقوا علي تلك الحالة تسعة أيام حتي أشرفوا علي الهلاك من قلة الماء والطعام ثم إن الهوي رماهم في ذلك اليوم علي جزيرة في البحر فخرجوا إليها و كان فيهاالمياه العذبة والثمار الحلوة وأنواع الشجر فبقوا فيهانهارا ثم حملوا منها مايحتاجون إليه وركبوا سفينتهم ودفعوا. فلما بعدوا عن الساحل نظروا إلي رجل منهم بقي‌ في الجزيرة فناداهم و لم يتمكنوا من الرجوع فرأوه قدشد حزمة حطب ووضعها تحت صدره وضرب البحر عليها قاصدا لحوق السفينة فحال الليل بينهم وبينه وبقي‌ في البحر. و أما أهل السفينة فما وصلوا إلا بعدمضي‌ أشهر فلما بلغوا أهلهم أخبروا أهل ذلك الرجل فأقاموا مأتمه فبقوا علي ذلك عاما أوأكثر ثم رأوا أن ذلك الرجل قدم إلي أهله فتباشروا به وجاء إليه أصحابه فقص عليهم قصته . فقال لماحال الليل بيني‌ وبينكم بقيت تقلبني‌ الأمواج و أنا علي الحزمة يومين حتي أوقعتني‌ علي جبل في الساحل فتعلقت بصخرة منه و لم أطق الصعود إلي جوفه لارتفاعه فبقيت في الماء و ماشعرت إلابأفعي عظيمة أطول من المنار


صفحه : 308

وأغلظ منها فوقعت علي ذلك الجبل ومدت رأسها تصطاد الحيتان من الماء فوق رأسي‌ فأيقنت بالهلاك وتضرعت إلي الله تعالي فرأيت عقربا يدب علي ظهر الأفعي فلما وصل إلي دماغها لسعتها بأبرته فإذالحمها قدتناثر عن عظامها وبقي‌ عظم ظهرها وأضلاعها كالسلم العظيم ألذي له مراقي‌ يسهل الصعود عليها. قال فرقيت علي تلك الأضلاع حتي خرجت إلي الجزيرة شاكرا لله تعالي علي ماصنع فمشيت في تلك الجزيرة إلي قريب العصر فرأيت منازل حسنة مرتفعة البنيان إلاأنها خالية لكن فيهاآثار الإنس . قال فاستترت في موضع منها فلما صار العصر رأيت عبيدا وخدما كل واحد منهم علي بغل فنزلوا وفرشوا فرشا نظيفة وشرعوا في تهيئة الطعام وطبخه فلما فرغوا منه رأيت فرسانا مقبلين عليهم ثياب بيض وخضر ويلوح من وجوههم الأنوار فنزلوا وقدم إليهم الطعام . فلما شرعوا في الأكل قال أحسنهم هيئة وأعلاهم نورا ارفعوا حصة من هذاالطعام لرجل غائب فلما فرغوا ناداني‌ يافلان بن فلان أقبل فعجبت منه فأتيت إليهم ورحبوا بي‌ فأكلت ذلك الطعام و ماتحققت إلا أنه من طعام الجنة فلما صار النهار ركبوا بأجمعهم وقالوا لي انتظر هنا فرجعوا وقت العصر وبقيت معهم أياما فقال لي يوما ذلك الرجل الأنور إن شئت الإقامة معنا في هذه الجزيرة أقمت و إن شئت المضي‌ إلي أهلك أرسلنا معك من يبلغك بلدك .فاخترت علي شقاوتي‌ بلادي‌ فلما دخل الليل أمر لي بمركب وأرسل معي‌ عبدا من عبيده فسرنا ساعة من الليل و أناأعلم أن بيني‌ و بين أهلي‌ مسيرة أشهر وأيام فما مضي من الليل قليل منه إلا و قدسمعنا نبيح الكلاب فقال لي ذلك الغلام هذانبيح كلابكم فما شعرت إلا و أناواقف علي باب داري‌ فقال هذه دارك انزل إليها. فلما نزلت قال لي قدخسرت الدنيا والآخرة ذلك الرجل صاحب


صفحه : 309

الدار ع فالتفت إلي الغلام فلم أره و أنا في هذاالوقت بينكم نادما علي مافرطت هذه حكايتي‌ وأمثال هذه الغرائب كثيرة لانطول الكلام بها. قلت قدذكرنا حكاية عن كتاب نور العيون تقرب من هذه إلا أن بينهما اختلاف كثير و الله العالم بالاتحاد والتعدد

الحكاية الثامنة والخمسون

حدثني‌ جماعة من الأتقياء الأبرار منهم السيد السند والحبر المعتمد العالم العامل والفقيه النبيه الكامل المؤيد المسدد السيد محمد بن العالم الأوحد السيد أحمد بن العالم الجليل والحبر المتوحد النبيل السيد حيدر الكاظمي‌ أيده الله تعالي و هو من أجلاء تلامذة المحقق الأستاذ الأعظم الأنصاري‌ طاب ثراه وأحد أعيان أتقياء بلد الكاظمين ع وملاذ الطلاب والزوار والمجاورين و هو وإخوته وآباؤه أهل بيت جليل معروفون في العراق بالصلاح والسداد والعلم والفضل والتقوي يعرفون ببيت السيد حيدر جده سلمه الله تعالي . قال فيما كتبه إلي‌ وحدثني‌ به شفاها أيضا قال محمد بن أحمد بن حيدر الحسني‌ الحسيني‌ لماكنت مجاورا في النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينية و ذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعدالمائتين والألف من الهجرة النبوية كنت أسمع جماعة من أهل العلم وغيرهم من أهل الديانة يصفون رجلا يبيع البقل وشبهه أنه رأي مولانا الإمام المنتظر سلام الله عليه فطلبت معرفة شخصه حتي عرفته فوجدته رجلا صالحا متدينا وكنت أحب الاجتماع معه في مكان خال لأستفهم منه كيفية رؤيته مولانا الحجة روحي‌ فداه فصرت كثيرا ماأسلم عليه واشتري منه مما يتعاطي ببيعة حتي صار بيني‌ وبينه نوع مودة كل ذلك مقدمة لتعرف خبره المرغوب في سماعه عندي‌ حتي اتفق لي أني‌ توجهت إلي مسجد السهلة للاستجارة فيه والصلاة والدعاء في مقاماته الشريفة ليلة الأربعاء


صفحه : 310

فلما وصلت إلي باب المسجد رأيت الرجل المذكور علي الباب فاغتنمت الفرصة وكلفته المقام معي‌ تلك الليلة فأقام معي‌ حتي فرغنا من العمل الموظف في مسجد سهيل وتوجهنا إلي المسجد الأعظم مسجد الكوفة علي القاعدة المتعارفة في ذلك الزمان حيث لم يكن في مسجد السهلة معظم الإضافات الجديدة من الخدام والمساكن . فلما وصلنا إلي المسجد الشريف واستقر بنا المقام وعملنا بعض الأعمال الموظفة فيه سألته عن خبره والتمست منه أن يحدثني‌ بالقصة تفصيلا فقال مامعناه .أني‌ كنت كثيرا ماأسمع من أهل المعرفة والديانة أن من لازم عمل الاستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية بنية رؤية الإمام المنتظر ع وفق لرؤيته و أن ذلك قدجربت مرارا فاشتاقت نفسي‌ إلي ذلك ونويت ملازمة عمل الاستجارة في كل ليلة أربعاء و لم يمنعني‌ من ذلك شدة حر و لابرد و لامطر و لا غير ذلك حتي مضي لي مايقرب من مدة سنة و أناملازم لعمل الاستجارة وأبات في مسجد الكوفة علي القاعدة المتعارفة. ثم إني‌ خرجت عشية يوم الثلاثاء ماشيا علي عادتي‌ و كان الزمان شتاء وكانت تلك العشية مظلمة جدا لتراكم الغيوم مع قليل مطر فتوجهت إلي المسجد و أنامطمئن بمجي‌ء الناس علي العادة المستمرة حتي وصلت إلي المسجد و قدغربت الشمس واشتد الظلام وكثر الرعد والبرق فاشتد بي‌ الخوف وأخذني‌ الرعب من الوحدة لأني‌ لم أصادف في المسجد الشريف أحدا أصلا حتي أن الخادم المقرر للمجي‌ء ليلة الأربعاء لم يجئ تلك الليلة.فاستوحشت لذلك للغاية ثم قلت في نفسي‌ ينبغي‌ أن أصلي‌ المغرب وأعمل عمل الاستجارة عجالة وأمضي‌ إلي مسجد الكوفة فصبرت نفسي‌ وقمت إلي


صفحه : 311

صلاة المغرب فصليتها ثم توجهت لعمل الاستجارة وصلاتها ودعائها وكنت أحفظه .فبينما أنا في صلاة الاستجارة إذ حانت مني‌ التفاتة إلي المقام الشريف المعروف بمقام صاحب الزمان ع و هو في قبلة مكان مصلاي‌ فرأيت فيه ضياء كاملا وسمعت فيه قراءة مصل فطابت نفسي‌ وحصل كمال الأمن والاطمئنان وظننت أن في المقام الشريف بعض الزوار و أنا لم أطلع عليهم وقت قدومي‌ إلي المسجد فأكملت عمل الاستجارة و أنامطمئن القلب . ثم توجهت نحو المقام الشريف ودخلته فرأيت فيه ضياء عظيما لكني‌ لم أر بعيني‌ سراجا ولكني‌ في غفلة عن التفكر في ذلك ورأيت فيه سيدا جليلا مهابا بصورة أهل العلم و هوقائم يصلي‌ فارتاحت نفسي‌ إليه و أناأظن أنه من الزوار الغرباء لأني‌ تأملته في الجملة فعلمت أنه من سكنة النجف الأشرف .فشرعت في زيارة مولانا الحجة سلام الله عليه عملا بوظيفة المقام وصليت صلاة الزيارة فلما فرغت أردت أكلمه في المضي‌ إلي مسجد الكوفة فهبته وأكبرته و أناأنظر إلي خارج المقام فأري شدة الظلام وأسمع صوت الرعد والمطر فالتفت إلي‌ بوجهه الكريم برأفة وابتسام و قال لي تحب أن تمضي‌ إلي مسجد الكوفة فقلت نعم ياسيدنا عادتنا أهل النجف إذاتشرفنا بعمل هذاالمسجد نمضي‌ إلي مسجد الكوفة ونبات فيه لأن فيه سكانا وخداما وماء.فقام و قال قم بنا نمضي‌ إلي مسجد الكوفة فخرجت معه و أنامسرور به وبحسن صحبته فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة لاتعلق بالرجل و أناغافل عن حال المطر والظلام ألذي كنت أراه حتي وصلنا إلي باب المسجد و هوروحي‌ فداه معي‌ و أنا في غاية السرور والأمن بصحبته و لم أر ظلاما و لامطرا.فطرقت باب الخارجة عن المسجد وكانت مغلقة فأجابني‌ الخادم من الطارق فقلت افتح الباب فقال من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد فقلت من مسجد السهلة فلما فتح الخادم الباب التفت إلي ذلك السيد الجليل فلم أره و إذا


صفحه : 312

بالدنيا مظلمة للغاية وأصابني‌ المطر فجعلت أنادي‌ ياسيدنا يامولانا تفضل فقد فتحت الباب ورجعت إلي ورائي‌ أتفحص عنه وأنادي‌ فلم أر أحدا أصلا وأضر بي‌ الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل .فدخلت المسجد وانتبهت من غفلتي‌ وكأني‌ كنت نائما فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي‌ علي عدم التنبه لماكنت أري من الآيات الباهرة وأتذكر ماشاهدته و أناغافل من كراماته من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أني‌ لم أر سراجا و لو كان في ذلك المقام عشرون سراجا لماوفي بذلك الضياء وذكرت أن ذلك السيد الجليل سماني‌ باسمي‌ مع أني‌ لم أعرفه و لم أره قبل ذلك . وتذكرت أني‌ لماكنت في المقام كنت أنظر إلي فضاء المسجد فأري الظلام الشديد وأسمع صوت المطر والرعد وإني‌ لماخرجت من المقام مصاحبا له سلام الله عليه كنت أمشي‌ في ضياء بحيث أري موضع قدمي‌ و الأرض يابسة والهواء عذب حتي وصلنا إلي باب المسجد ومنذ فارقني‌ شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء إلي غير ذلك من الأمور العجيبة التي‌ أفادتني‌ اليقين بأنه الحجة صاحب الزمان ع ألذي كنت أتمني من فضل الله التشرف برؤيته وتحملت مشاق عمل الاستجارة عندقوة الحر والبرد لمطالعة حضرته سلام الله عليه فشكرت الله تعالي شأنه والحمد لله

الحكاية التاسعة والخمسون

و قال أدام الله أيام سعادته في كتابه إلي‌ حكاية أخري اتفقت لي أيضا وهي‌ أني منذ سنين متطاولة كنت أسمع بعض أهل الديانة والوثاقة يصفون رجلا من كسبة أهل بغداد أنه رأي مولانا الإمام المنتظر سلام الله عليه وكنت أعرف ذلك الرجل وبيني‌ وبينه مودة و هوثقة عدل معروف بأداء الحقوق المالية وكنت أحب أن أسأله بيني‌ وبينه لأنه بلغني‌ أنه يخفي‌ حديثه و لايبديه إلالبعض الخواص ممن يأمن إذاعته خشية الاشتهار فيهزأ به من ينكر ولادة المهدي‌ وغيبته


صفحه : 313

أوينسبه العوام إلي الفخر وتنزيه النفس وحيث إن هذا الرجل في الحياة لاأحب أن أصرح باسمه خشية كراهته . وبالجملة فإني‌ في هذه المدة كنت أحب أن أسمع منه ذلك تفصيلا حتي اتفق لي أني‌ حضرت تشييع جنازة من أهل بغداد في أواسط شهر شعبان من هذه السنة وهي‌ سنة اثنتين وثلاثمائة بعدالألف من الهجرة النبوية الشريفة في حضرة الإمامين مولانا موسي بن جعفر وسيدنا محمد بن علي الجواد سلام الله عليهما و كان الرجل المزبور في جملة المشيعين فذكرت مابلغني‌ من قصته ودعوته وجلسنا في الرواق الشريف عند باب الشباك النافذ إلي قبة مولانا الجواد ع فكلفته بأن يحدثني‌ بالقصة فقال مامعناه .


صفحه : 314

أنه في سنة من سني‌ عشرة السبعين كان عندي‌ مقدار من مال الإمام ع عزمت علي إيصاله إلي العلماء الأعلام في النجف الأشرف و كان لي طلب علي تجارها فمضيت إلي زيارة أمير المؤمنين سلام الله عليه في إحدي زياراته المخصوصة واستوفيت ماأمكنني‌ استيفاؤه من الديون التي‌ كانت لي وأوصلت ذلك إلي متعددين من العلماء الأعلام من طرف الإمام ع لكن لم يف بما كان علي منه بل بقي‌ علي مقدار عشرين تومانا فعزمت علي إيصال ذلك إلي أحد علماء مشهد الكاظمين . فلما رجعت إلي بغداد أحببت أداء مابقي‌ في ذمتي‌ علي التعجيل و لم يكن عندي‌ من النقد شيءفتوجهت إلي زيارة الإمامين ع في يوم خميس و بعدالتشرف بالزيارة دخلت علي المجتهد دام توفيقه وأخبرته بما بقي‌ في ذمتي‌ من مال الإمام ع وسألته أن يحول ذلك علي تدريجا ورجعت إلي بغداد في أواخر النهار حيث لم يسعني‌ لشغل كان لي وتوجهت إلي بغداد ماشيا لعدم تمكني‌ من كراء دابة. فلما تجاوزت نصف الطريق رأيت سيدا جليلا مهابا متوجها إلي مشهد الكاظمين ع ماشيا فسلمت عليه فرد علي السلام و قال لي يافلان وذكر اسمي‌ لم لم تبق هذه الليلة الشريفة ليلة الجمعة في مشهد الإمامين فقلت ياسيدنا عندي‌ مطلب مهم منعني‌ من ذلك فقال لي ارجع معي‌ وبت هذه الليلة الشريفة عندالإمامين ع وارجع إلي مهمك غدا إن شاء الله .فارتاحت نفسي‌ إلي كلامه ورجعت معه منقادا لأمره ومشيت معه بجنب نهر جار تحت ظلال أشجار خضرة نضرة متدلية علي رءوسنا وهواء عذب و أناغافل عن التفكر في ذلك وخطر ببالي‌ أن هذاالسيد الجليل سماني‌ باسمي‌ مع أنه لم أعرفه ثم قلت في نفسي‌ لعله هويعرفني‌ و أناناس له . ثم قلت في نفسي‌ إن هذاالسيد كأنه يريد مني‌ من حق السادة وأحببت أن أوصل إلي خدمته شيئا من مال الإمام ألذي عندي‌ فقلت له ياسيدنا عندي‌ من حقكم بقية لكن راجعت فيه جناب الشيخ الفلاني‌ لأؤدي‌ حقكم بإذنه


صفحه : 315

و أناأعني‌ السادة فتبسم في وجهي‌ و قال نعم و قدأوصلت بعض حقنا إلي وكلائنا في النجف الأشرف أيضا وجري علي لساني‌ أني‌ قلت له ماأديته مقبول فقال نعم ثم خطر في نفسي‌ أن هذاالسيد يقول بالنسبة إلي العلماء الأعلام وكلائنا واستعظمت ذلك ثم قلت العلماء وكلاء علي قبض حقوق السادة وشملتني‌ الغفلة. ثم قلت ياسيدنا قراء تعزية الحسين ع يقرءون حديثا أن رجلا رأي في المنام هودجا بين السماء و الأرض فسأل عمن فيه فقيل له فاطمة الزهراء وخديجة الكبري فقال إلي أين يريدون فقيل زيارة الحسين ع في هذه الليلة ليلة الجمعة ورأي رقاعا تتساقط من الهودج مكتوب فيهاأمان من النار لزوار الحسين ع في ليلة الجمعة هذاالحديث صحيح فقال ع نعم زيارة الحسين ع في ليلة الجمعة أمان من النار يوم القيامة. قال وكنت قبل هذه الحكاية بقليل قدتشرفت بزيارة مولانا الرضا ع فقلت له ياسيدنا قدزرت الرضا علي بن موسي ع و قدبلغني‌ أنه ضمن لزواره الجنة هذاصحيح فقال ع هوالإمام الضامن فقلت زيارتي‌ مقبولة فقال ع نعم مقبولة. و كان معي‌ في طريق الزيارة رجل متدين من الكسبة و كان خليطا لي وشريكا في المصرف فقلت له ياسيدنا إن فلانا كان معي‌ في الزيارة زيارته مقبولة فقال نعم العبد الصالح فلان بن فلان زيادته مقبولة ثم ذكرت له جماعة من كسبة أهل بغداد كانوا معنا في تلك الزيارة و قلت إن فلانا وفلانا وذكرت أسماءهم كانوا معنا زيارتهم مقبولة فأدار ع وجهه إلي الجهة الأخري وأعرض عن الجواب فهبته وأكبرته وسكت عن سؤاله .فلم أزل ماشيا معه علي الصفة التي‌ ذكرتها حتي دخلنا الصحن الشريف ثم دخلنا الروضة المقدسة من الباب المعروف بباب المراد فلم يقف علي باب الرواق و لم يقل شيئا حتي وقف علي باب الروضة من عندرجلي‌ الإمام موسي


صفحه : 316

ع فوقفت بجنبه و قلت له ياسيدنا اقرأ حتي أقرأ معك فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أمير المؤمنين وساق علي باقي‌ أهل العصمة ع حتي وصل إلي الإمام الحسن العسكري‌ ع . ثم التفت إلي‌ بوجهه الشريف ووقف متبسما و قال أنت إذاوصلت إلي السلام علي الإمام العسكري‌ ماتقول فقلت أقول السلام عليك ياحجة الله ياصاحب الزمان قال فدخل الروضة الشريفة ووقف علي قبر الإمام موسي ع والقبلة بين كتفيه .فوقفت إلي جنبه و قلت ياسيدنا زر حتي أزور معك فبدأ ع بزيارة أمين الله الجامعة المعروفة فزار بها و أناأتابعه ثم زار مولانا الجواد ع ودخل القبة الثانية قبة محمد بن علي ع ووقف يصلي‌ فوقفت إلي جنبه متأخرا عنه قليلا احتراما له ودخلت في صلاة الزيارة فخطر ببالي‌ أن أسأله أن يبات معي‌ تلك الليلة لأتشرف بضيافته وخدمته ورفعت بصري‌ إلي جهته و هوبجنبي‌ متقدما علي قليلا فلم أره .فخففت صلاتي‌ وقمت وجعلت أتصفح وجوه المصلين والزوار لعلي‌ أصل إلي خدمته حتي لم يبق مكان في الروضة والرواق إلا ونظرت فيه فلم أر له أثرا أبدا ثم انتبهت وجعلت أتأسف علي عدم التنبه لماشاهدته من كراماته وآياته من انقيادي‌ لأمره مع ما كان لي من الأمر المهم في بغداد و من تسميته إياي‌ مع أني‌ لم أكن رأيته و لاعرفته و لماخطر في قلبي‌ أن أدفع إليه شيئا من حق الإمام ع وذكرت لي أني‌ راجعت في ذلك المجتهد الفلاني‌ لأدفع إلي السادة بإذنه قال لي ابتداء منه نعم وأوصلت بعض حقنا إلي وكلائنا في النجف الأشرف . ثم تذكرت أني‌ مشيت معه بجنب نهر جار تحت أشجار مزهرة متدلية علي رءوسنا وأين طريق بغداد وظل الأشجار الزاهرة في ذلك التأريخ وذكرت أيضا أنه سمي‌ خليطي‌ في سفر زيارة مولانا الرضا باسمه ووصفه بالعبد الصالح وبشرني‌


صفحه : 317

بقبول زيارته وزيارتي‌ ثم إنه أعرض بوجهه الشريف عندسؤالي‌ إياه عن حال جماعة من أهل بغداد من السوقة كانوا معنا في طريق الزيارة وكنت أعرفهم بسوء العمل مع أنه ليس من أهل بغداد و لا كان مطلعا علي أحوالهم لو لا أنه من أهل بيت النبوة والولاية ينظر إلي الغيب من وراء ستر رقيق . ومما أفادني‌ اليقين بأنه المهدي‌ ع أنه لماسلم علي أهل العصمة ع في مقام طلب الإذن ووصل السلام إلي مولانا الإمام العسكري‌ التفت إلي‌ و قال لي أنت ماتقول إذاوصلت إلي هنا فقلت أقول السلام عليك ياحجة الله ياصاحب الزمان فتبسم ودخل الروضة المقدسة ثم افتقادي‌ إياه و هو في صلاة الزيارة لماعزمت علي تكليفه بأن أقوم بخدمته وضيافته تلك الليلة إلي غير ذلك مما أفادني‌ القطع بأنه هوالإمام الثاني‌ عشر صلوات الله عليه و علي آبائه الطاهرين وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ. وينبغي‌ أن يعلم أن هذا الرجل و الرجل المتقدم ذكره في القصة السابقة هما من السوقة و قدحدثاني‌ بهذين الحديثين باللغة المصحفة التي‌ هي‌ لسان أهل هذاالزمان فاللفظ مني‌ مع المحافظة التامة علي المعني فهو حديث بالمعني وكتب أقل أهل العلم محمد بن أحمد بن الحسن الحسيني‌ الكاظمي‌ مسكنا. قلت ثم سألته أيده الله تعالي عن اسمه وحدثني‌ غيره أيضا أن اسمه الحاج علي البغدادي‌ و هو من التجار وأغلب تجارته في طرف جدة ومكة و ماوالاها بطريق المكاتبة وحدثني‌ جماعة من أهل العلم والتقوي من سكنة بلدة الكاظم ع بأن الرجل من أهل الصلاح والديانة والورع والمواظبين علي أداء الأخماس والحقوق و هو في هذاالتأريخ طاعن في السن أحسن الله عاقبته


صفحه : 318

فائدتان مهمتان

الأولي

روي الشيخ الطوسي‌ في كتاب الغيبة عن الحسن بن أحمدالمكتب والطبرسي‌ في الاحتجاج مرسلا أنه خرج التوقيع إلي أبي الحسن السمري‌. يا علي بن محمدالسمري‌ اسمع أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت مابينك و ما بين ستة أيام فاجمع أمرك و لاتوص إلي أحد يقوم مقامك بعدوفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلاظهور إلا بعدإذن الله تعالي ذكره و ذلك بعدالأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي‌ من شيعتي‌ من يدعي‌ المشاهدة ألا فمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني‌ والصيحة فهو كذاب مفتر و لاحول و لاقوة إلابالله العلي‌ العظيم . و هذاالخبر بظاهره ينافي‌ الحكايات السابقة وغيرها مما هومذكور في البحار والجواب عنه من وجوه .الأول أنه خبر واحد مرسل غيرموجب علما فلايعارض تلك الوقائع والقصص التي‌ يحصل القطع عن مجموعها بل و من بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لايمكن صدورها من غيره ع فكيف يجوز الإعراض عنها لوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله و هوالشيخ في الكتاب المذكور كمايأتي‌ كلامه فيه فكيف بغيره والعلماء الأعلام تلقوها بالقبول وذكروها في زبرهم وتصانيفهم معولين عليها معتنين بها.


صفحه : 319

الثاني‌ ماذكره في البحار بعدذكر الخبر المزبور مالفظه لعله محمول علي من يدعي‌ المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه إلي الشيعة علي مثال السفراء لئلا ينافي‌ الأخبار التي‌ مضت وسيأتي‌ فيمن رآه ع و الله يعلم .الثالث مايظهر من قصة الجزيرة الخضراء قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل المازندراني‌ فقلت للسيد شمس الدين محمد و هوالعقب السادس من أولاده ع ياسيدي‌ قدروينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الأمر ع أنه قال لماأمر بالغيبة الكبري من رآني‌ بعدغيبتي‌ فقد كذب فكيف فيكم من يراه فقال صدقت إنه ع إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته وغيرهم من فراعنة بني‌ العباس حتي أن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره و في هذاالزمان تطاولت المدة وأيس منه الأعداء وبلادنا نائية عنهم و عن ظلمهم وعنائهم الحكاية. و هذاالوجه كماتري يجري‌ في كثير من بلاد أوليائه ع .الرابع ماذكره العلامة الطباطبائي‌ في رجاله في ترجمة الشيخ المفيد بعدذكر التوقيعات المشهورة الصادرة منه ع في حقه مالفظه و قديشكل أمر هذاالتوقيع بوقوعه في الغيبة الكبري مع جهالة المبلغ ودعواه المشاهدة المنافية بعدالغيبة الصغري ويمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضي القرائن واشتمال التوقيع علي الملاحم والإخبار عن الغيب ألذي لايطلع عليه إلا الله وأولياؤه بإظهاره لهم و أن المشاهدة المنفية أن يشاهد الإمام ع ويعلم أنه الحجة ع حال مشاهدته له و لم يعلم من المبلغ ادعاؤه لذلك . و قال رحمه الله في فوائده في مسألة الإجماع بعداشتراط دخول كل من


صفحه : 320

لانعرفه وربما يحصل لبعض حفظة الأسرار من العلماء الأبرار العلم بقول الإمام ع بعينه علي وجه لاينافي‌ امتناع الرؤية في مدة الغيبة فلايسعه التصريح بنسبة القول إليه ع فيبرزه في صورة الإجماع جمعا بين الأمر بإظهار الحق والنهي‌ عن إذاعة مثله بقول مطلق انتهي . ويمكن أن يكون نظره في هذاالكلام إلي الوجه الآتي‌.الخامس ماذكره رحمه الله فيه أيضا بقوله و قديمنع أيضا امتناعه في شأن الخواص و إن اقتضاه ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار ودلالة بعض الآثار ولعل مراده بالآثار الوقائع المذكورة هنا و في البحار أوخصوص مارواه الكليني‌ في الكافي‌ والنعماني‌ في غيبته والشيخ في غيبته بأسانيدهم المعتبرة عن أبي عبد الله ع أنه قال لابد لصاحب هذاالأمر من غيبة و لابد له في غيبته من عزله و مابثلاثين من وحشة. وظاهر الخبر كماصرح به شراح الأحاديث أنه ع يستأنس بثلاثين من أوليائه في غيبته وقيل إن المراد أنه علي هيئة من سنة ثلاثون أبدا و ما في هذاالسن وحشة و هذاالمعني بمكان من البعد والغرابة و هذه الثلاثون الذين يستأنس بهم الإمام ع في غيبته لابد أن يتبادلوا في كل قرن إذ لم يقدر لهم من العمر ماقدر لسيدهم ع ففي‌ كل عصر يوجد ثلاثون مؤمنا وليا يتشرفون بلقائه .


صفحه : 321

وَ فِي خَبَرِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ الأهَواَزيِ‌ّ المرَويِ‌ّ فِي إِكمَالِ الدّينِ وَ غَيبَةِ الشّيخِ وَ مُسنَدِ فَاطِمَةَ ع لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ وَ فِي لَفظِ الأَخِيرِ أَنّهُ قَالَ لَهُ الفَتَي ألّذِي لَقِيَهُ عِندَ بَابِ الكَعبَةِ وَ أَوصَلَهُ إِلَي الإِمَامِ ع مَا ألّذِي تُرِيدُ يَا أَبَا الحَسَنِ قَالَ الإِمَامَ المَحجُوبَ عَنِ العَالِمِ قَالَ مَا هُوَ مَحجُوبٌ عَنكُم وَ لَكِن حَجَبَهُ سُوءُ أَعمَالِكُم الخَبَرَ

و فيه إشارة إلي أن من ليس له عمل سوء فلا شيءيحجبه عن إمامه ع و هو من الأوتاد أو من الأبدال في الكلام المتقدم عن الكفعمي‌ رحمه الله . و قال المحقق الكاظمي‌ في أقسام الإجماع ألذي استخرجه من مطاوي‌ كلمات العلماء وفحاوي‌ عباراتهم غيرالإجماع المصطلح المعروف وثالثها أن يحصل لأحد من سفراء الإمام الغائب عجل الله فرجه وصلي عليه العلم بقوله إما بنقل مثله له سرا أوبتوقيع أومكاتبة أوبالسماع منه شفاها علي وجه لاينافي‌ امتناع الرؤية في زمن الغيبة ويحصل ذلك لبعض حملة أسرارهم و لايمكنهم التصريح بما اطلع عليه والإعلان بنسبة القول إليه والاتكال في إبراز المدعي علي غيرالإجماع من الأدلة الشرعية لفقدها. وحينئذ فيجوز له إذا لم يكن مأمورا بالإخفاء أو كان مأمورا بالإظهار لا علي وجه الإفشاء أن يبرزه لغيره في مقام الاحتجاج بصورة الإجماع خوفا من الضياع وجمعا بين امتثال الأمر بإظهار الحق بقدر الإمكان وامتثال النهي‌ عن إذاعة مثله لغير أهله من أبناء الزمان و لاريب في كونه حجة إما لنفسه فلعلمه بقول الإمام ع وإما لغيره فلكشفه عن قول الإمام ع أيضا غاية ماهناك أنه يستكشف قول الإمام ع بطريق غيرثابت و لاضير فيه بعدحصول الوصول إلي ماأنيط به حجية الإجماع ولصحة هذاالوجه وإمكانه شواهد تدل عليه .منها كثير من الزيارات والآداب والأعمال المعروفة التي‌ تداولت بين الإمامية و لامستند لها ظاهرا من أخبارهم و لا من كتب قدمائهم الواقفين علي آثار


صفحه : 322

الأئمة ع وأسرارهم و لاأمارة تشهد بأن منشأها أخبار مطلقة أووجوه اعتبارية مستحسنة هي‌ التي‌ دعتهم إلي إنشائها وترتيبها والاعتناء لجمعها وتدوينها كما هوالظاهر في جملة منها نعم لانضايق في ورود الأخبار في بعضها. ومنها مارواه والد العلامة و ابن طاوس عن السيد الكبير العابد رضي‌ الدين محمد بن محمدالآوي‌ إلي آخر مامر في الحكاية السادسة والثلاثين ومنها قصة الجزيرة الخضراء المعروفة المذكورة في البحار وتفسير الأئمة ع وغيرها. ومنها ماسمعه منه علي بن طاوس في السرداب الشريف . ومنها ماعلم محمد بن علي العلوي‌ الحسيني‌ المصري‌ في الحائر الحسيني‌ و هو بين النوم واليقظة و قدأتاه الإمام ع مكررا وعلمه إلي أن تعلمه في خمس ليال وحفظه ثم دعا به واستجيب دعاؤه و هوالدعاء المعروف بالعلوي‌ المصري‌ و غير ذلك . ولعل هذا هوالأصل أيضا في كثير من الأقوال المجهولة القائل فيكون المطلع علي قول الإمام ع لماوجده مخالفا لما عليه الإمامية أومعظمهم و لم يتمكن من إظهاره علي وجهه وخشي‌ أن يضيع الحق ويذهب عن أهله جعله قولا من أقوالهم وربما اعتمد عليه وأفتي به من غيرتصريح بدليله لعدم قيام الأدلة الظاهرة بإثباته ولعله الوجه أيضا فيما عن بعض المشايخ من اعتبار تلك الأقوال أوتقويتها بحسب الإمكان نظرا إلي احتمال كونها قول الإمام ع ألقاها بين العلماء كيلا يجمعوا علي الخطاء و لاطريق لإلقائها حينئذ إلابالوجه المذكور. و قال السيد المرتضي في كتاب تنزيه الأنبياء في جواب من قال فإذا كان الإمام ع غائبا بحيث لايصل إليه أحد من الخلق و لاينتفع به فما الفرق


صفحه : 323

بين وجوده وعدمه إلخ قلنا الجواب أول مانقوله أنا غيرقاطعين علي أن الإمام لايصل إليه أحد و لايلقاه بشر فهذا أمر غيرمعلوم و لاسبيل إلي القطع عليه إلخ . و قال أيضا في جواب من قال إذاكانت العلة في استتار الإمام خوفه من الظالمين واتقاءه من المعاندين فهذه العلة زائلة في أوليائه وشيعته فيجب أن يكون ظاهرا لهم بعدكلام له وقلنا أيضا إنه غيرممتنع أن يكون الإمام يظهر لبعض أوليائه ممن لايخشي من جهته شيئا من أسباب الخوف و إن هذامما لايمكن القطع علي ارتفاعه وامتناعه وإنما يعلم كل واحد من شيعته حال نفسه و لاسبيل له إلي العلم بحال غيره . و له في كتاب المقنع في الغيبة كلام يقرب مما ذكره هناك . و قال الشيخ الطوسي‌ رضوان الله عليه في كتاب الغيبة في الجواب عن هذاالسؤال بعدكلام له و ألذي ينبغي‌ أن يجاب عن هذاالسؤال ألذي ذكرناه عن المخالف أن نقول إنا أولا لانقطع علي استتاره عن جميع أوليائه بل يجوز أن يبرز لأكثرهم و لايعلم كل إنسان إلاحال نفسه فإن كان ظاهرا له فعلته مزاحة و إن لم يكن ظاهرا علم أنه إنما لم يظهر له لأمر يرجع إليه و إن لم يعلمه مفصلا لتقصير من جهته إلخ . وتقدم كلمات للسيد علي بن طاوس تناسب المقام خصوصا قوله مع أنه ع حاضر مع الله جل جلاله علي اليقين وإنما غاب من لم يلقه عنهم لغيبته عن حضرة المتابعة له ولرب العالمين . وفيما نقلنا من كلماتهم وغيرها مما يطول بنقله الكتاب كفاية لرفع الاستبعاد وعدم حملهم الخبر علي ظاهره وصرفه إلي أحد الوجوه التي‌ ذكرناها


صفحه : 324

السادس أن يكون المخفي‌ علي الأنام والمحجوب عنهم مكانه ع ومستقره ألذي يقيم فيه فلايصل إليه أحد و لايعرفه غيره حتي ولده فلاينافي‌ لقاءه ومشاهدته في الأماكن والمقامات التي‌ قدمر ذكر بعضها وظهوره عندالمضطر المستغيث به الملتجئ إليه التي‌ انقطعت عنه الأسباب وأغلقت دونه الأبواب . و في دعوات السيد الراوندي‌ ومجموع الدعوات للتلعكبري‌ وقبس المصباح للصهرشتي‌ في خبر أبي الوفاء الشيرازي‌ أنه قال له رسول الله ص في النوم و أماالحجة فإذابلغ منك السيف للذبح وأومأ بيده إلي الحلق فاستغث به فإنه يغيثك و هوغياث وكهف لمن استغاث فقل يامولاي‌ ياصاحب الزمان أنامستغيث بك و في لفظ و أماصاحب الزمان فإذابلغ منك السيف هنا ووضع يده علي حلقه فاستعن به فإنه يعينك . ومما يؤيد هذاالاحتمال مارواه الشيخ والنعماني‌ في كتابي‌ الغيبة عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن لصاحب هذاالأمر غيبتين إحداهما يطول حتي يقول بعضهم مات و يقول بعضهم قتل و يقول بعضهم ذهب حتي لايبقي علي أمره من أصحابه إلانفر يسير لايطلع علي موضعه أحد من ولده و لاغيره إلا ألذي يلي‌ أمره . وروي الكليني‌ عن إسحاق بن عمار قال أبو عبد الله ع للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والأخري طويلة الغيبة الأولي لايعلم بمكانه فيها إلاخاصة شيعته والأخري لايعلم بمكانه فيها إلاخاصة مواليه . وَ رَوَاهُ النعّماَنيِ‌ّ وَ فِي لَفظِهِ بِدُونِ الِاستِثنَاءِ فِي الثاّنيِ‌ وَ رَوَاهُ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنهُ ع قَالَ لِلقَائِمِ غَيبَتَانِ إِحدَاهُمَا قَصِيرَةٌ وَ الأُخرَي طَوِيلَةٌ الأُولَي لَا يَعلَمُ بِمَكَانِهِ إِلّا خَاصّةُ شِيعَتِهِ وَ الأُخرَي لَا يَعلَمُ بِمَكَانِهِ إِلّا خَاصّةُ مَوَالِيهِ فِي دِينِهِ


صفحه : 325

و ليس في تلك القصص مايدل علي أن أحدا لقيه ع في مقر سلطنته ومحل إقامته . ثم لايخفي علي الجائس في خلال ديار الأخبار أنه ع ظهر في الغيبة الصغري لغير خاصته ومواليه أيضا فالذي‌ انفرد به الخواص في الصغري هوالعلم بمستقره وعرض حوائجهم عليه ع فيه فهو المنفي‌ عنهم في الكبري فحالهم وحال غيرهم فيهاكغير الخواص في الصغري و الله العالم

الثانية

أنه قدعلم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة علي العبادة والمواظبة علي التضرع والإنابة في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة أوليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أوالحائر الحسيني‌ علي مشرفه السلام أوأربعين ليلة من أي الليالي‌ في أي محل ومكان كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلي الفوز بلقائه ع ومشاهدة جماله و هذاعمل شائع معروف في المشهدين الشريفين ولهم في ذلك حكايات كثيرة و لم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة و عليه العلماء والصلحاء والأتقياء و لم نعثر لهم علي مستند خاص وخبر مخصوص ولعلهم عثروا عليه أواستنبطوا ذلك من كثير من الأخبار التي‌ يستظهر منها أن للمداومة علي عمل مخصوص من دعاء أوصلاة أوقراءة أوذكر أوأكل شيءمخصوص أوتركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي‌ من درجة إلي درجة و من حالة إلي حالة بل في النزول كذلك فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الأيام تأثير لإنجاح كل مهم أراده .ففي‌ الكافي‌ ماأخلص عبدالإيمان بالله و في رواية ماأجمل عبدذكر الله أربعين صباحا إلازهده في الدنيا وبصره داءها ودواءها وأثبت الحكمة


صفحه : 326

في قلبه وأنطق بهالسانه . وَ فِي النبّوَيِ‌ّ المرَويِ‌ّ فِي لُبّ اللّبَابِ لِلقُطبِ الراّونَديِ‌ّ مَن أَخلَصَ العِبَادَةَ لِلّهِ أَربَعِينَ صَبَاحاً ظَهَرَت يَنَابِيعُ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلَي لِسَانِهِ

وَ فِي أَخبَارٍ كَثِيرَةٍ مَا حَاصِلُهَا النّطفَةُ تَكُونُ فِي الرّحِمِ أَربَعِينَ يَوماً ثُمّ تَصِيرُ عَلَقَةً أَربَعِينَ يَوماً ثُمّ تَصِيرُ مُضغَةً أَربَعِينَ يَوماً فَمَن أَرَادَ أَن يَدعُوَ للِحبُليَ‌ أَن يَجعَلَ اللّهُ مَا فِي بَطنِهَا ذَكَراً سَوِيّاً يَدعُو مَا بَينَهُ وَ بَينَ تِلكَ الأَربَعَةِ أَشهُرٍ

وَ فِي الكاَفيِ‌ أَنّهُ قِيلَ لِلكَاظِمِ ع إِنّا رُوّينَا عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن شَرِبَ الخَمرَ لَم يُحتَسَب لَهُ صَلَاتُهُ أَربَعِينَ يَوماً إِلَي أَن قَالَ إِذَا شَرِبَ الخَمرَ بقَيِ‌َ فِي مُشَاشِهِ أَربَعِينَ يَوماً عَلَي قَدرِ انتِقَالِ خِلقَتِهِ ثُمّ قَالَ كَذَلِكَ جَمِيعُ غِذَاءٍ أَكَلَهُ وَ شَرِبَهُ يَبقَي فِي مُشَاشِهِ أَربَعِينَ

وَ وَرَدَ أَنّ مَن تَرَكَ اللّحمَ أَربَعِينَ صَبَاحاً سَاءَ خُلُقُهُ لِأَنّ انتِقَالَ النّطفَةِ فِي أَربَعِينَ يَوماً وَ مَن أَكَلَ اللّحمَ أَربَعِينَ صَبَاحاً سَاءَ خُلُقُهُ وَ مَن أَكَلَ الزّيتَ وَ ادّهَنَ بِهِ لَم يَقرَبهُ الشّيطَانُ أَربَعِينَ يَوماً وَ مَن شَرِبَ السّوِيقَ أَربَعِينَ صَبَاحاً امتَلَأَت كَتِفَاهُ قُوّةً وَ مَن أَكَلَ الحَلَالَ أَربَعِينَ يَوماً نَوّرَ اللّهُ قَلبَهُ

و في أمالي‌ الصدوق في خبر بهلول النباش والتجائه إلي بعض جبال المدينة وتضرعه وإنابته أربعين يوما وقبول توبته في يوم الأربعين ونزول الآية فيه وذهاب النبي ص عنده وقراءتها عليه وبشارته بقبول التوبة ثم قال ص لأصحابه هكذا تدارك الذنوب كماتداركها بهلول . وورد أن داود ع بكي علي الخطيئة أربعين يوما. وأحسن من الجميع شاهدا أنه تعالي جعل ميقات نبيه موسي أربعين يوما


صفحه : 327

و في النبوي‌ أنه ماأكل و ماشرب و لانام و لااشتهي شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا إلي ربه .

وَ فِي تَفسِيرِ العسَكرَيِ‌ّ ع كَانَ مُوسَي ع يَقُولُ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذَا فَرّجَ اللّهُ عَنكُم وَ أَهلَكَ أَعدَاءَكُم آتِيكُم بِكِتَابٍ مِن عِندِ رَبّكُم يَشمَلُ عَلَي أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِ وَ مَوَاعِظِهِ وَ عِبَرِهِ وَ أَمثَالِهِ فَلَمّا فَرّجَ اللّهُ عَنهُم أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يأَتيِ‌َ لِلمِيعَادِ وَ يَصُومَ ثَلَاثِينَ يَوماً عِندَ أَصلِ الجَبَلِ إِلَي أَن قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ صُم عَشراً آخَرَ وَ كَانَ وَعدُ اللّهِ أَن يُعطِيَهُ الكِتَابَ بَعدَ أَربَعِينَ لَيلَةً

بل ورد أن النبي ص أمر أن يهجر خديجة أربعين يوما قبل يوم بعثته

وَ مِنَ الشّوَاهِدِ التّيِ‌ تُنَاسِبُ المَقَامَ مَا روُيِ‌َ بِالأَسَانِيدِ المُعتَبَرَةِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن دَعَا إِلَي اللّهِ تَعَالَي أَربَعِينَ صَبَاحاً بِهَذَا العَهدِ كَانَ مِن أَنصَارِ قَائِمِنَا فَإِن مَاتَ قَبلَهُ أَخرَجَهُ اللّهُ مِن قَبرِهِ وَ أَعطَاهُ بِكُلّ كَلِمَةٍ أَلفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنهُ أَلفَ سَيّئَةٍ وَ هُوَ أللّهُمّ رَبّ النّورِ العَظِيمِ الدّعَاءَ

وَ فِي إِكمَالِ الدّينِ فِي حَدِيثِ حَكِيمَةَ فِي وِلَادَةِ المهَديِ‌ّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ ع لَمّا وُلِدَ وَ سَجَدَ وَ شَهِدَ بِالتّوحِيدِ وَ الرّسَالَةِ وَ إِمَامَةِ آبَائِهِ ع قَالَت فَصَاحَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ ع فَقَالَ يَا عَمّةِ تَنَاوَلِيهِ فَهَاتِيهِ قَالَت فَتَنَاوَلتُهُ وَ أَتَيتُ بِهِ نَحوَهُ فَلَمّا مَثُلتُ بَينَ يدَيَ‌ أَبِيهِ وَ هُوَ عَلَي يدَيَ‌ّ سَلّمَ عَلَي أَبِيهِ فَتَنَاوَلَهُ الحَسَنُ ع وَ الطّيرُ تُرَفرِفُ عَلَي رَأسِهِ فَصَاحَ بِطَيرٍ مِنهَا فَقَالَ احمِلهُ وَ احفَظهُ وَ رُدّهُ إِلَينَا فِي كُلّ أَربَعِينَ يَوماً فَتَنَاوَلَهُ الطّيرُ وَ طَارَ بِهِ فِي جَوّ السّمَاءِ وَ اتّبَعَهُ سَائِرُ الطّيُورِ فَسَمِعتُ أَبَا مُحَمّدٍ ع يَقُولُ أَستَودِعُكَ ألّذِي استَودَعَتهُ أُمّ مُوسَي ع فَبَكَت نَرجِسُ فَقَالَ لَهَا اسكتُيِ‌ فَإِنّ الرّضَاعَ مُحَرّمٌ عَلَيهِ إِلّا مِن ثَديِكِ إِلَي أَن قَالَ قَالَت حَكِيمَةُ فَلَمّا أَن كَانَ بَعدَ أَربَعِينَ يَوماً رُدّ الغُلَامُ وَ وَجّهَ إلِيَ‌ّ ابنُ أخَيِ‌ فدَعَاَنيِ‌ فَدَخَلتُ عَلَيهِ فَإِذَا أَنَا بصِبَيِ‌ّ يمَشيِ‌ بَينَ يَدَيهِ إِلَي أَن قَالَ قَالَت حَكِيمَةُ فَلَم أَزَل أَرَي ذَلِكَ


صفحه : 328

الصبّيِ‌ّ كُلّ أَربَعِينَ يَوماً إِلَي أَن رَأَيتُهُ رَجُلًا قَبلَ مضُيِ‌ّ أَبِي مُحَمّدٍ ع الخَبَرَ

. واعلم أنا قدذكرنا في الفصل الأول من المجلد الثاني‌ من كتابنا دار السلام أعمالا مخصوصة عندالمنام للتوسل إلي رؤية النبي ص و أمير المؤمنين ع والأئمة ع في المنام وأكثرها مختص بالنبي‌ وبعضها بالوصي‌ صلوات الله عليهما ولعله يجري‌ في سائر الأئمة ماجري لهما صلوات الله عليهما لبعض عمومات المنزلة وبذلك صرح المحقق الجليل المولي زين العابدين الجرفادقاني‌ رحمه الله في شرح المنظومة حيث قال في شرح قوله في غايات الغسل .


ورؤية الإمام في المنام   لدرك مايقصد من مرام .

أنه يدل عليه النبوي‌ المروي‌ في الإقبال في أعمال ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر إلي أن قال ثم سأل الله تعالي أن يراني‌ من ليلته يراني‌ ولكن فيه مضافا إلي استهجان خروج المورد عن البيت إلابتكلف لايخفي أن الظاهر بل المقطوع أن نظر السيد رحمه الله إلي مَا رَوَاهُ الشّيخُ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي الإِختِصَاصِ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن كَانَت لَهُ إِلَي اللّهِ حَاجَةٌ وَ أَرَادَ أَن يَرَانَا وَ أَن يَعرِفَ مَوضِعَهُ فَليَغتَسِل ثَلَاثَ لَيَالٍ ينُاَجيِ‌ بِنَا فَإِنّهُ يَرَانَا وَ يُغفَرُ لَهُ بِنَا وَ لَا يَخفَي عَلَيهِ مَوضِعُهُ الخَبَرَ

قوله ع يناجي‌ بنا أي يناجي‌ الله تعالي بنا ويعزم عليه ويتوسل إليه بنا أن يرينا إياه ويعرف موضعه عندنا وقيل أي يهتم برؤيتنا ويحدث نفسه بنا ورؤيتنا ومحبتنا فإنه يراهم أويسألنا ذلك . و في الجنة الواقية للشيخ ابراهيم الكفعمي‌ رأيت في بعض كتب أصحابنا


صفحه : 329

أنه من أراد رؤية أحد من الأنبياء والأئمة ع أوالوالدان في نومه فليقرأ والشمس والقدر والجحد والإخلاص والمعوذتين ثم يقرأ الإخلاص مائة مرة ويصلي‌ علي النبي ص مائة مرة وينام علي الجانب الأيمن علي وضوئه فإنه يري من يريده إن شاء الله تعالي ويكلمهم بما يريد من سؤال وجواب . ورأيت في نسخة أخري هذابعينه غير أنه يفعل ذلك سبع ليال بعدالدعاء ألذي أوله أللهم أنت الحي‌ ألذي إلخ و هذاالدعاء رواه السيد علي بن طاوس في فلاح السائل مسندا عن بعض الأئمة ع قال إذاأردت أن تري ميتك فبت علي طهر وانضجع علي يمينك وسبح تسبيح فاطمة ع . و قال الشيخ الطوسي‌ في مصباحه و من أراد رؤيا ميت في منامه فليقل في منامه أللهم أنت الحي‌ ألذي لايوصف والإيمان يعرف منه منك بدأت الأشياء وإليك تعود فما أقبل منها كنت ملجأه ومنجاه و ماأدبر منها لم يكن له ملجأ و لامنجي منك إلاإليك فأسألك بلا إله إلا أنت وأسألك ببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وبحق حبيبك محمدص سيد النبيين وبحق علي خير الوصيين وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين وبحق الحسن و الحسين الذين جعلتهما سيدي‌ شباب أهل الجنة أجمعين أن تصلي‌ علي محمد وآله و أهل بيته و أن تريني‌ ميتي‌ في الحال التي‌ هو فيهافإنك تراه إن شاء الله تعالي . ومقتضي إطلاق صدر الخبر أن يكون للداعي‌ إذاعمل بهذه النسخة أن يبدل آخر الدعاء بما يناسب رؤية الإمام الحي‌ و النبي الحي‌ بل الظاهر أن يكون له ذلك إن أراد رؤية كل واحد من الأنبياء والأئمة ع حيا كان أوميتا.بل في كتاب تسهيل الدواء بعدذكر الدعاء المذكور وذكر مشايخنا رضوان الله عليهم أن من أراد أن يري أحدا من الأنبياء أوأئمة الهدي صلوات الله عليهم فليقرأ الدعاء المذكور إلي قوله أن تصلي‌ علي محمد وآل محمد ثم يقول إن تريني‌ فلانا ويقرأ بعده سورة والشمس و والليل والقدر والجحد والإخلاص


صفحه : 330

والمعوذتين ثم يقرأ مائة مرة سورة التوحيد فكل من أراده يراه ويسأل عنه ماأراده ويجيبه إن شاء الله . وحيث بلغ بنا الكلام إلي هذاالمقام فالأولي أن نتبرك بذكر بعض الأعمال المختصرة للغاية المذكورة بناء علي مااحتملناه وصرح به المحقق المذكور و هو من أعاظم العلماء الذين عاصرناهم .فمنها ما في فلاح السائل للسيد علي بن طاوس لرؤيا أمير المؤمنين ع في المنام قال إذاأردت ذلك فقل عندمضجعك أللهم إني‌ أسألك يا من لطفه خفي‌ وأياديه باسطة لاتنقضي‌ أسألك بلطفك الخفي‌ ألذي مالطفت به لعبد إلاكفي أن تريني‌ مولاي‌ علي بن أبي طالب ع في منامي‌. وحدثني‌ بعض الصلحاء الأبرار طاب ثراه أنه جربه مرارا. ومنها

مَا فِي المِصبَاحِ للِكفَعمَيِ‌ّ وَ تَفسِيرِ البُرهَانِ عَن كِتَابِ خَوَاصّ القُرآنِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ المُزّمّلِ رَأَي النّبِيّص وَ سَأَلَهُ مَا يُرِيدُ وَ أَعطَاهُ اللّهُ كُلّ مَا يُرِيدُ مِنَ الخَيرِ

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ الأَوّلُ أَنّ مَن قَرَأَ سُورَةَ القَدرِ عِندَ زَوَالِ الشّمسِ مِائَةَ مَرّةٍ رَأَي النّبِيّص فِي مَنَامِهِ

ومنها ما في المجلد الأول من كتاب المجموع الرائق للسيد الجليل هبة الله بن أبي محمدالموسوي‌ المعاصر للعلامة رحمه الله أن من أدمن تلاوة سورة الجن رأي النبي ص وسأله مايريد. ومنها ما فيه أن من قرأ سورة الكافرون نصف الليل من ليلة الجمعة رأي النبي ص . ومنها قراءة دعاء المجير علي طهارة سبعا عندالنوم بعدصوم سبعة أيام رواه الكفعمي‌ في جنته . ومنها قراءة الدعاء المعروف بالصحيفة المروي‌ في مهج الدعوات خمس مرات علي طهارة.


صفحه : 331

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ الكفَعمَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ القَدرِ بَعدَ صَلَاةِ الزّوَالِ وَ قَبلَ الظّهرِ إِحدَي وَ عِشرِينَ مَرّةً لَم يَمُت حَتّي يَرَي النّبِيّص

ومنها ما في بعض المجاميع المعتبرة أن من أراد أن يري سيد البريات في المنام فليصل ركعتين بعدصلاة العشاء بأي‌ سورة أراد ثم يقرأ هذاالدعاء مائة مرةبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ يانور النور يامدبر الأمور بلغ مني‌ روح محمد وأرواح آل محمدتحية وسلاما. ومنها ما في جنة الكفعمي‌ عن كتاب خواص القرآن أنه من قرأ ليلة الجمعة بعدصلاة يصليها من الليل الكوثر ألف مرة وصلي علي محمد وآل محمدألف مرة رأي النبي ص في نومه .تلك عشرة كاملة وباقي‌ الأعمال والأوراد والصلوات يطلب من كتابنا المذكور فإن فيه ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين . ولنختم هذه المقالة الشريفة بذكر ندبة أنشأها السيد السند الصالح الصفي‌ إمام شعراء العراق بل سيد الشعراء في الندب والمراثي‌ علي الإطلاق السيد حيدر بن السيد سليمان الحلي‌ المؤيد من عندالملك العلي‌ و قدجمع أيده الله تعالي بين فصاحة اللسان وبلاغة البيان وشدة التقوي وقوة الإيمان بحيث لورآه أحد لايتوهم في حقه القدرة علي النظم فكيف بأعلي مراتبه .أنشأها بأمر سيد الفقهاء السيد المهدي‌ القزويني‌ النزيل في الحلة في السنة التي‌ صار عمر پاشا واليا علي أهل العراق وشدد عليهم وأمر بتحرير النفوس لإجراء القرعة وأخذ العسكر من أهل القري والأمصار سواء الشريف فيه والوضيع والعالم فيه والجاهل والعلوي‌ فيه وغيره والغني‌ فيه والفقير فاشتد عليهم الأمر وعظم البلاء وضاقت الأرض ومنعت السماء فأنشأ السيد هذه الندبة المشجية فرأي واحد من صلحاء المجاورين في النجف الأشرف الحجة المنتظر ع فقال


صفحه : 332

له مامعناه قدأقلقني‌ السيد حيدر قل له لايؤذيني‌ فإن الأمر ليس بيدي‌ ورفع الله عنهم القرعة في أيامه وبعده بسنين وهي‌ هذه


ياغمرة من لنا بمعبرها   موارد الموت دون مصدرها

يطفح موج البلاء الخطير بها   فيغرق العقل في تصورها

وشدة عندها انتهت عظما   شدائد الدهر مع تكثرها

ضاقت و لم يأتها مفرجها   فجاشت النفس من تحيرها

الآن رجس الضلالة استغرق   الأرض فضجت إلي مطهرها

وملة الله غيرت فغدت   تصرخ لله من مغيرها

من مخبري‌ والنفوس عاتبة   ماذا يؤدي‌ لسان مخبرها

لم صاحب الأمر عن رعيته   أغضي فغضت بجور أكفرها

ماعذره نصب عينه أخذت   شيعته و هو بين أظهرها

ياغيرة الله لاقرار علي   ركوب فحشائها ومنكرها

سيفك والضرب إن شيعتكم   قدبلغ السيف حز منحرها

مات الهدي سيدي‌ فقم وأمت   شمس ضحاها بليل عيثرها

واترك منايا العدي بأنفسهم   تكثر في الروع من تعثرها

لم يشف من هذه الصدور سوي   كسرك صدر القنا بموغرها

و هذه الصحف محو سيفك للأعمار   منهم امحي لأسطرها

فالنطف اليوم تشتكي‌ وهي‌ في   الأرحام منها إلي مصورها

فالله يا ابن النبي في فئة   ماذخرت غيركم لمحشرها

ماذا لأعدائها تقول إذا   لم تنجها اليوم من مدمرها

صفحه : 333


أشقة البعد دونك اعترضت   أم حجبت منك عين مبصرها

فهاك قلب قلوبنا ترها   تفطرت فيك من تنضرها

كم سهرت أعين و ليس سوي   انتظارها غوثكم بمسهرها

أين الحفيظ العليم للفئة   المضاعة الحق عندأفخرها

تغضي‌ و أنت الأب الرحيم لها   ماهكذا الظن في ابن أطهرها

إن لم تغثها لجرم أكبرها   فارحم لها ضعف جرم أصغرها

كيف رقاب من الجحيم بكم   حررها الله في تبصرها

ترضي بأن تسترقها عصب   لم تله عن نأيها ومزهرها

إن ترض ياصاحب الزمان بها   ودام للقوم فعل منكرها

ماتت شعار الإيمان واندفنت   ما بين خمر العدي وميسرها

أبعد بهاخطه تزاد لها   لاقرب الله دار مؤثرها

الموت خير من الحياة بها   لوتملك النفس من تخيرها

ماغر أعداءنا بربهم   و هوملي‌ء بقصم أظهرها

مهلا فلله من بريته   عوائد جل قدر أيسرها

فدعوة الناس إن تكن حجبت   لأنها ساء فعل أكثرها

فرب جري حشي لواحدها   شكت إلي الله في تصورها

توشك أنفاسها و قدصعدت   أن تحرق القوم في تسعرها.

و له أيد الله تعالي ندبة أخري تجري‌ في هذاالمجري تورث في العين قذي و في القلب شجي .


أقائم بيت الهدي الطاهر   كم الصبر فت حشي الصابر

وكم يتظلم دين إلا   له إليك من النفر الجائر

يمد يدا تشتكي‌ ضعفها   لطبك في نبضها الفاتر

تري منك ناصره غائبا   وشرك العدي حاضر الناصر

فنوسع سمعك عتبا يكاد   يثيرك قبل ندا الآمر

صفحه : 334


نهزك لامؤثرا للقعود   علي وثبة الأسد الخادر

ونوقض عزمك لابائتا   بمقلة من ليس بالساهر

ونعلم أنك عما تروم   لم يك باعك بالقاصر

و لم تخش من قاهر حيث ما   سوي الله فوقك من قاهر

و لابد من أن نري الظالمين   بسيفك مقطوعة الدابر

بيوم به ليس تبقي ضباك   علي دارع الشرك والحاسر

و لوكنت تملك أمر النهوض   أخذت له أهبة الثائر

وإنا و إن ضرستنا الخطوب   لنعطيك جهد رضي العاذر

ولكن نري ليس عندالإله   أكبر من جاهك الوافر

فلو نسأل الله تعجيله   ظهورك في الزمن الحاضر

لوافتك دعوته في الظهور   بأسرع من لمحة الناظر

فثقف عدلك من ديننا   قنا عجمتها يد الآطر

وسكن أمنك منا حشي   غدت بين خافقتي‌ طائر

إلي م و حتي م تشكو العقام   لسيفك أم الوغي العاقر

و لم تتلظي عطاش السيوف   إلي ورد ماء الطلي‌ الهامر

أ مالقعودك من آخر   أثرها فديتك من ثائر

وقدها يميت ضحي المشرقين   بظلمة قسطلها المائر

يردن بمن لايغير الحمام   أودرك الوتر بالصادر

و كل فتي حنيت ضلعه   علي قلب ليث شري هامر

يحدثه أسمر حاذق   بزجر عقاب الوغي الكاسر

بأن له أن يسر مستميتا   لطعن العدي أوبة الظافر

فيغدو أخف لضم الرماح   منه لضم المها العاطر

صفحه : 335


أولئك آل الوغي الملبسون   عدوهم ذلة الصاغر

هم صفوة المجد من هاشم   وخالصة الحسب الفاخر

كواكب منك بليل الكفاح   تحف بنيرها الباهر

لهم أنت قطب وغي ثابت   وهم لك كالفلك الدائر

ظماء الجياد ولكنهم   رواء المثقف والباتر

كماة تلقب أرماحهم   برضاعة الكبد الواغر

وتسمي سيوفهم الماضيات   لدي الروع بالأجل الحاضر

فإن سددوا السمر حكوا السماء   وسدوا الفضاء علي الطائر

و إن جردوا البيض فالصافنات   تعوم ببحر دم زاخر

فثمة طعن قنا لاتقيل   أسنتها عثرة الغادر

وضرب يؤلف بين النفوس   و بين الردي‌ ألفة القاهر

ألا أين أنت أيا طالبا   بماضي‌ الذحول وبالغابر

وأين المعد لمحو الضلال   وتجديد رسم الهدي الداثر

وناشر راية دين الإله   وناعش جد التقي العاثر

و يا ابن العلي‌ ورثوا كابرا   حميد المآثر عن كابر

ومدحهم مفخر المادحين   وذكرهم شرف الذاكر

و من عاقدوا الحرب أن لاتنام   عن السيف عنهم يد الشاهر

تدارك بسيفك وتر الهدي   فقد أمكنتك طلي‌ الواتر

كفي أسفا أن يمر الزمان   ولست بناه و لاآمر

و أن ليس أعيننا تستضي‌ء   بمصباح طلعتك الزاهر

علي أن فينا اشتياقا إليك   كشوق الربا للحيا الماطر

عليك إمام الهدي غر ما   غدا البر تلقي من الفاخر

لك الله حلمك غر النعام   فأنساهم بطشة القادر

صفحه : 336


وطول انتظارك فت القلوب   وأغضي الجفون علي عائر

فكم ينحت الهم أحشاءنا   وكم تستطيل يد الجائر

وكم نصب عينك يا ابن النبي   نساط بقدر البلا الفاتر

وكم نحن في كهوات الخطوب   نناديك من فمها الفاغر

و لم تك منا عيون الرجاء   بغيرك معقودة الناظر

أصبرا علي مثل حز المدي   ونفحة جمر الغضا الساغر

أصبرا وهذي‌ تيوس الضلال   قدأمنت شفرة الجازر

أصبرا وسرب العدي واقع   يروح ويغدو بلا ذاعر

نري سيف أولهم منتضي   علي هامنا بيد الآخر

به تعرق اللحم منا و فيه   تشظي العظام يد الكاسر

و فيه يسوموننا خطة   بها ليس يرضي سوي الكافر

فنشكو إليهم و لايعطفون   كشكوي العقيرة للعاقر

وحين البطان التقت حلقتاه   و لم نر للبغي‌ من زاجر

عججنا إليك من الظالمين   عجيج الجمال من الناحر

تمت الرسالة الشريفة بيد مؤلفها العبد المذنب المسي‌ء حسين بن محمدتقي‌ النوري‌ الطبرسي‌ في عصر يوم الأحد الثالث عشر من شوال المكرم سنة 1302- في بلدة سرمن رأي حامدا مصليا مستغفرا أللهم وفقه و كل المؤلفين والبانين للخير بحق محمد وآله