صفحه : 1
بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحمد لله ألذي وصل لعباده القول بإمام بعدإمام لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَ وأكمل الدين بأمنائه وحججه في كل دهر وزمان لِقَومٍ يُوقِنُونَ والصلاة و السلام علي من بشر به وبأوصيائه النبيون والمرسلون محمدسيد الوري وآله مصابيح الدجي إِلي يَومِ يُبعَثُونَ ولعنة الله علي أعدائهم مادامت السماوات والأرضون . أما بعدفهذا هوالمجلد الثالث عشر من كتاب بحار الأنوار في تاريخ الإمام الثاني عشر والهادي المنتظر والمهدي المظفر ونور الأنوار وحجة الجبار والغائب عن معاينة الأبصار والحاضر في قلوب الأخيار وحليف الأيمان وكاشف الأحزان وخليفة الرحمن الحجة بن الحسن إمام الزمان صلوات الله عليه و علي آبائه المعصومين ماتوالت الأزمان من مؤلفات خادم أخبار الأئمة الأخيار وتراب أعتاب حملة الآثار محمدباقر بن محمدتقي حشرهما الله تعالي مع مواليهما الأطهار وجعلهما في دولتهم من الأعوان والأنصار
صفحه : 2
1- كا،[الكافي] وُلِدَ ع لِلنّصفِ مِن شَعبَانَ سَنَةَ خَمسٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ
2- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلّانٍ الراّزيِّ قَالَ أخَبرَنَيِ بَعضُ أَصحَابِنَا أَنّهُ لَمّا حَمَلَت جَارِيَةُ أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ سَتَحمِلِينَ ذَكَراً وَ اسمُهُ مُحَمّدٌ وَ هُوَ القَائِمُ مِن بعَديِ
3-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ رِزقِ اللّهِ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ حَمزَةَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَ حدَثّتَنيِ حَكِيمَةُ بِنتُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَتبَعَثَ إلِيَّ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا عَمّةُ اجعلَيِ إِفطَارَكِ اللّيلَةَ عِندَنَا فَإِنّهَا لَيلَةُ النّصفِ مِن شَعبَانَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَيُظهِرُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ الحُجّةَ وَ هُوَ حُجّتُهُ فِي أَرضِهِ قَالَت فَقُلتُ لَهُ وَ مَن أُمّهُ قَالَ لِي نَرجِسُ قُلتُ لَهُ وَ اللّهِ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ مَا بِهَا أَثَرٌ فَقَالَ هُوَ مَا أَقُولُ لَكِ قَالَت فَجِئتُ فَلَمّا سَلّمتُ وَ جَلَستُ جَاءَت تَنزِعُ خفُيّ وَ قَالَت لِي يَا سيَدّتَيِ كَيفَ أَمسَيتِ فَقُلتُ بَل أَنتِ سيَدّتَيِ وَ سَيّدَةُ أهَليِ قَالَت فَأَنكَرَت قوَليِ وَ قَالَت مَا هَذَا يَا عَمّةُ قَالَت فَقُلتُ لَهَا يَا بُنَيّةُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَيَهَبُ لَكِ فِي لَيلَتِكِ هَذِهِ غُلَاماً سَيّداً فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَت فَجَلَسَت وَ استَحيَت فَلَمّا أَن فَرَغتُ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ أَفطَرتُ وَ أَخَذتُ مضَجعَيِ فَرَقَدتُ فَلَمّا أَن كَانَ فِي جَوفِ اللّيلِ قُمتُ إِلَي الصّلَاةِ فَفَرَغتُ مِن صلَاَتيِ وَ هيَِ نَائِمَةٌ لَيسَ بِهَا حَادِثٌ ثُمّ جَلَستُ مُعَقّبَةً ثُمّ اضطَجَعتُ ثُمّ انتَبَهتُ فَزِعَةً وَ هيَِ رَاقِدَةٌ ثُمّ قَامَت فَصَلّت
صفحه : 3
قَالَت حَكِيمَةُ فدَخَلَتَنيِ الشّكُوكُ فَصَاحَ بيِ أَبُو مُحَمّدٍ ع مِنَ المَجلِسِ فَقَالَ لَا تعَجلَيِ يَا عَمّةُ فَإِنّ الأَمرَ قَد قَرُبَ قَالَت فَقَرَأتُ الم السّجدَةَ وَ يس فَبَينَمَا أَنَا كَذَلِكِ إِذَا انتَبَهَت فَزِعَةً فَوَثَبتُ إِلَيهَا فَقُلتُ اسمُ اللّهِ عَلَيكَ ثُمّ قُلتُ لَهَا تَحِسّينَ شَيئاً قَالَت نَعَم يَا عَمّةُ فَقُلتُ لَهَا اجمعَيِ نَفسَكِ وَ اجمعَيِ قَلبَكِ فَهُوَ مَا قُلتُ لَكِ قَالَت حَكِيمَةُ ثُمّ أخَذَتَنيِ فَترَةٌ وَ أَخَذَتهَا فِطرَةٌ فَانتَبَهتُ بِحِسّ سيَدّيِ ع فَكَشَفتُ الثّوبَ عَنهُ فَإِذَا أَنَا بِهِ ع سَاجِداً يَتَلَقّي الأَرضَ بِمَسَاجِدِهِ فَضَمَمتُهُ إلِيَّ فَإِذَا أَنَا بِهِ نَظِيفٌ مُنَظّفٌ فَصَاحَ بيِ أَبُو مُحَمّدٍ ع هلَمُيّ إلِيَّ ابنيِ يَا عَمّةُ فَجِئتُ بِهِ إِلَيهِ فَوَضَعَ يَدَيهِ تَحتَ أَليَتَيهِ وَ ظَهرِهِ وَ وَضَعَ قَدَمَيهِ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ أَدلَي لِسَانَهُ فِي فِيهِ وَ أَمَرّ يَدَهُ عَلَي عَينَيهِ وَ سَمعِهِ وَ مَفَاصِلِهِ ثُمّ قَالَ تَكَلّم يَا بنُيَّ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص ثُمّ صَلّي عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ عَلَي الأَئِمّةِ إِلَي أَن وَقَفَ عَلَي أَبِيهِ ثُمّ أَحجَمَ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ ع يَا عَمّةُ اذهبَيِ بِهِ إِلَي أُمّهِ لِيُسَلّمَ عَلَيهَا وَ ائتنِيِ بِهِ فَذَهَبتُ بِهِ فَسَلّمَ عَلَيهَا وَ رَدَدتُهُ وَ وَضَعتُهُ فِي المَجلِسِ ثُمّ قَالَ يَا عَمّةُ إِذَا كَانَ يَومُ السّابِعِ فَأتِينَا قَالَت حَكِيمَةُ فَلَمّا أَصبَحتُ جِئتُ لِأُسَلّمَ عَلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع فَكَشَفتُ السّترَ لِأَفتَقِدَ سيَدّيِ ع فَلَم أَرَهُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا فُعِلَ سيَدّيِ فَقَالَ يَا عَمّةُ استَودَعنَاهُ ألّذِي استَودَعَتهُ أُمّ مُوسَي ع قَالَت حَكِيمَةُ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ السّابِعِ جِئتُ وَ سَلّمتُ وَ جَلَستُ فَقَالَ هلَمُيّ إلِيَّ ابنيِ فَجِئتُ بسِيَدّيِ فِي الخِرقَةِ فَفَعَلَ بِهِ كَفَعلَتِهِ الأُولَي ثُمّ أَدلَي لِسَانَهُ فِي فِيهِ كَأَنّهُ يُغَذّيهِ لَبَناً أَو عَسَلًا ثُمّ قَالَ تَكَلّم يَا بنُيَّ فَقَالَ ع أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ ثَنّي بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ حَتّي وَقَفَ عَلَي أَبِيهِ ع ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي
صفحه : 4
الأَرضِ وَ نرُيَِ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ قَالَ مُوسَي فَسَأَلتُ عُقبَةَ الخَادِمَ عَن هَذَا فَقَالَ صَدَقَت حَكِيمَةُ
بيان يقال حجمته عن الشيء فأحجم أي كففته فكف
4- ك ،[إكمال الدين ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ قَالَ خَرَجَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ ع حِينَ قُتِلَ الزبّيَريِّ هَذَا جَزَاءُ مَنِ افتَرَي عَلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي أَولِيَائِهِ زَعَمَ أَنّهُ يقَتلُنُيِ وَ لَيسَ لِي عَقِبٌ فَكَيفَ رَأَي قُدرَةَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ وُلِدَ لَهُ وَ سَمّاهُ م ح م د سَنَةَ سِتّ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]الكليني عن الحسين بن محمد عن المعلي عن أحمد بن محمد قال خرج عن أبي محمد ع وذكر مثله بيان ربما يجمع بينه و بين ماورد من خمس وخمسين بكون السنة في هذاالخبر ظرفا لخرج أوقتل أوإحداهما علي الشمسية والأخري علي القمرية
5- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ وُلِدَ الصّاحِبُ ع فِي النّصفِ مِن شَعبَانَ سَنَةَ خَمسٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ
6- ك ،[إكمال الدين ]مَاجِيلَوَيهِ وَ العَطّارُ مَعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ النيّساَبوُريِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَنِ الشاّريِ عَن نَسِيمٍ وَ مَارِيَةَ أَنّهُ لَمّا سَقَطَ صَاحِبُ الزّمَانِ ع مِن بَطنِ أُمّهِ سَقَطَ جَاثِياً عَلَي رُكبَتَيهِ رَافِعاً سَبّابَتَيهِ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ عَطَسَ فَقَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ زَعَمَتِ الظّلَمَةُ أَنّ حُجّةَ اللّهِ دَاحِضَةٌ وَ لَو أُذِنَ لَنَا فِي الكَلَامِ لَزَالَ الشّكّ
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]علان عن محمدالعطار مثله
صفحه : 5
7- ك ،[إكمال الدين ] قَالَ اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ وَ حدَثّتَنيِ نَسِيمٌ خَادِمُ أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَت قَالَ لِي صَاحِبُ الزّمَانِ ع وَ قَد دَخَلتُ عَلَيهِ بَعدَ مَولِدِهِ بِلَيلَةٍ فَعَطَستُ عِندَهُ فَقَالَ لِي يَرحَمُكِ اللّهُ قَالَت نَسِيمٌ فَفَرِحتُ بِذَلِكَ فَقَالَ لِي ع أَ لَا أُبَشّرُكِ فِي العُطَاسِ فَقُلتُ بَلَي قَالَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ المَوتِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ
8- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]الكلُيَنيِّ رَفَعَهُ عَن نَسِيمٍ الخَادِمِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي صَاحِبِ الزّمَانِ ع بَعدَ مَولِدِهِ بِعَشرِ لَيَالٍ فَعَطَستُ عِندَهُ فَقَالَ يَرحَمُكِ اللّهُ فَفَرِحتُ بِذَلِكَ فَقَالَ أَ لَا أُبَشّرُكِ فِي العُطَاسِ هُوَ أَمَانٌ مِنَ المَوتِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ
9- ك ،[إكمال الدين ]مَاجِيلَوَيهِ وَ ابنُ المُتَوَكّلِ وَ العَطّارُ جَمِيعاً عَن إِسحَاقَ بنِ رِيَاحٍ البصَريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ العمَريِّ قَالَ لَمّا وُلِدَ السّيّدُ ع قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ ع ابعَثُوا إِلَي أَبِي عَمرٍو فَبُعِثَ إِلَيهِ فَصَارَ إِلَيهِ فَقَالَ اشتَرِ عَشَرَةَ آلَافِ رِطلٍ خُبزاً وَ عَشَرَةَ آلَافِ رِطلٍ لَحماً وَ فَرّقهُ أَحسَبُهُ قَالَ عَلَي بنَيِ هَاشِمٍ وَ عُقّ عَنهُ بِكَذَا وَ كَذَا شَاةً
10- ك ،[إكمال الدين ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن أَبِي عَلِيّ الخيَزرَاَنيِّ عَن جَارِيَةٍ لَهُ كَانَ أَهدَاهَا لأِبَيِ مُحَمّدٍ ع فَلَمّا أَغَارَ جَعفَرٌ الكَذّابُ عَلَي الدّارِ جَاءَتهُ فَارّةً مِن جَعفَرٍ فَتَزَوّجَ بِهَا قَالَ أَبُو عَلِيّ فحَدَثّتَنيِ أَنّهَا حَضَرَت وِلَادَةَ السّيّدِ ع وَ أَنّ اسمَ أُمّ السّيّدِ صَقِيلُ وَ أَنّ أَبَا مُحَمّدٍ ع حَدّثَهَا بِمَا جَرَي عَلَي عِيَالِهِ فَسَأَلَتهُ أَن يَدعُوَ لَهَا بِأَن يَجعَلَ مَنِيّتَهَا قَبلَهُ فَمَاتَت قَبلَهُ فِي حَيَاةِ أَبِي مُحَمّدٍ ع وَ عَلَي قَبرِهَا لَوحٌ عَلَيهِ مَكتُوبٌ هَذَا أُمّ مُحَمّدٍ قَالَ أَبُو عَلِيّ وَ سَمِعتُ هَذِهِ الجَارِيَةَ تَذكُرُ أَنّهُ لَمّا وُلِدَ السّيّدُ رَأَت لَهُ نُوراً سَاطِعاً قَد ظَهَرَ مِنهُ وَ بَلَغَ أُفُقَ السّمَاءِ وَ رَأَت طُيُوراً بِيضاً تَهبِطُ مِنَ السّمَاءِ وَ تَمسَحُ أَجنِحَتَهَا عَلَي رَأسِهِ وَ وَجهِهِ وَ سَائِرِ جَسَدِهِ ثُمّ تَطِيرُ فَأَخبَرنَا أَبَا مُحَمّدٍ ع بِذَلِكَ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ تِلكَ مَلَائِكَةُ السّمَاءِ نَزَلَت لِتَتَبَرّكَ بِهِ وَ هيَِ أَنصَارُهُ إِذَا خَرَجَ
11- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العلَوَيِّ عَن أَبِي غَانِمٍ الخَادِمِ قَالَ وُلِدَ لأِبَيِ مُحَمّدٍ ع وَلَدٌ فَسَمّاهُ مُحَمّداً فَعَرَضَهُ عَلَي أَصحَابِهِ يَومَ الثّالِثِ وَ قَالَ هَذَا صَاحِبُكُم مِن بعَديِ وَ خلَيِفتَيِ عَلَيكُم وَ هُوَ القَائِمُ ألّذِي تَمتَدّ إِلَيهِ الأَعنَاقُ بِالِانتِظَارِ فَإِذَا امتَلَأَتِ الأَرضُ جَوراً وَ ظُلماً خَرَجَ فَمَلَأَهَا قِسطاً وَ عَدلًا
صفحه : 6
12-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ بَحرِ بنِ سَهلٍ الشيّباَنيِّ قَالَ قَالَ بِشرُ بنُ سُلَيمَانَ النّخّاسُ وَ هُوَ مِن وُلدِ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ أَحَدُ موَاَليِ أَبِي الحَسَنِ وَ أَبِي مُحَمّدٍ وَ جَارُهُمَا بسِرُمّنَ رَأَيأتَاَنيِ كَافُورٌ الخَادِمُ فَقَالَ مَولَانَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ يَدعُوكَ إِلَيهِ فَأَتَيتُهُ فَلَمّا جَلَستُ بَينَ يَدَيهِ قَالَ لِي يَا بِشرُ إِنّكَ مِن وُلدِ الأَنصَارِ وَ هَذِهِ المُوَالَاةُ لَم تَزَل فِيكُم يَرِثُهَا خَلَفٌ عَن سَلَفٍ وَ أَنتُم ثِقَاتُنَا أَهلَ البَيتِ وَ إنِيّ مُزَكّيكَ وَ مُشَرّفُكَ بِفَضِيلَةٍ تَسبِقُ بِهَا الشّيعَةَ فِي المُوَالَاةِ بِسِرّ أَطّلِعُكَ عَلَيهِ وَ أُنفِذُكَ فِي ابتِيَاعِ أَمَةٍ فَكَتَبَ كِتَاباً لَطِيفاً بِخَطّ روُميِّ وَ لُغَةٍ رُومِيّةٍ وَ طَبَعَ عَلَيهِ خَاتَمَهُ وَ أَخرَجَ شُقّةً صَفرَاءَ فِيهَا مِائَتَانِ وَ عِشرُونَ دِينَاراً فَقَالَ خُذهَا وَ تَوَجّه بِهَا إِلَي بَغدَادَ وَ احضُر مَعبَرَ الفُرَاتِ ضَحوَةً يَومَ كَذَا فَإِذَا وَصَلَت إِلَي جَانِبِكَ زَوَارِيقُ السّبَايَا وَ تَرَي الجوَاَريَِ فِيهَا سَتَجِدُ طَوَائِفَ المُبتَاعِينَ مِن وُكَلَاءِ قُوّادِ بنَيِ العَبّاسِ وَ شِرذِمَةً مِن فِتيَانِ العَرَبِ فَإِذَا رَأَيتَ ذَلِكَ فَأَشرِف مِنَ البُعدِ عَلَي المُسَمّي عُمَرَ بنَ يَزِيدٍ النّخّاسَ عَامّةَ نَهَارِكَ إِلَي أَن تَبرُزَ لِلمُبتَاعِينَ جَارِيَةٌ صِفَتُهَا كَذَا وَ كَذَا لَابِسَةٌ حَرِيرَينِ صَفِيقَينِ تَمتَنِعُ مِنَ العَرضِ وَ لَمسِ المُعتَرِضِ وَ الِانقِيَادِ لِمَن يُحَاوِلُ لَمسَهَا وَ تَسمَعُ صَرخَةً رُومِيّةً مِن وَرَاءِ سَترٍ رَقِيقٍ فَاعلَم أَنّهَا تَقُولُ وَا هَتكَ سَترَاه فَيَقُولُ بَعضُ المُبتَاعِينَ عَلَيّ ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ فَقَد زاَدنَيِ العَفَافُ فِيهَا رَغبَةً فَتَقُولُ لَهُ بِالعَرَبِيّةِ لَو بَرَزتَ فِي زيِّ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ وَ عَلَي شِبهِ مُلكِهِ مَا بَدَت لِي فِيكَ رَغبَةٌ فَاشفَق عَلَي مَالِكَ فَيَقُولُ النّخّاسُ فَمَا الحِيلَةُ وَ لَا بُدّ مِن بَيعِكِ فَتَقُولُ الجَارِيَةُ وَ مَا العَجَلَةُ وَ لَا بُدّ مِنِ اختِيَارِ مُبتَاعٍ يَسكُنُ قلَبيِ إِلَيهِ وَ إِلَي وَفَائِهِ وَ أَمَانَتِهِ فَعِندَ ذَلِكَ قُم إِلَي عُمَرَ بنِ يَزِيدَ النّخّاسِ وَ قُل لَهُ إِنّ مَعَكَ كِتَاباً مُلَطّفَةً لِبَعضِ الأَشرَافِ كَتَبَهُ بِلُغَةٍ رُومِيّةٍ وَ خَطّ روُميِّ وَ وَصَفَ فِيهِ كَرَمَهُ وَ وَفَاءَهُ وَ نُبلَهُ وَ سَخَاءَهُ تُنَاوِلُهَا لِتَتَأَمّلَ مِنهُ أَخلَاقَ صَاحِبِهِ فَإِن مَالَت إِلَيهِ وَ رَضِيَتهُ فَأَنَا وَكِيلُهُ فِي ابتِيَاعِهَا مِنكَ قَالَ بِشرُ بنُ سُلَيمَانَ فَامتَثَلتُ جَمِيعَ مَا حَدّهُ لِي موَلاَيَ أَبُو الحَسَنِ ع فِي
صفحه : 7
أَمرِ الجَارِيَةِ فَلَمّا نَظَرَت فِي الكِتَابِ بَكَت بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَت لِعُمَرَ بنِ يَزِيدَ بعِنيِ مِن صَاحِبِ هَذَا الكِتَابِ وَ حَلَفَت بِالمُحَرّجَةِ وَ المُغَلّظَةِ أَنّهُ مَتَي امتَنَعَ مِن بَيعِهَا مِنهُ قَتَلَت نَفسَهَا فَمَا زِلتُ أُشَاحّهُ فِي ثَمَنِهَا حَتّي استَقَرّ الأَمرُ فِيهِ عَلَي مِقدَارِ مَا كَانَ أَصحَبَنِيهِ موَلاَيَ ع مِنَ الدّنَانِيرِ فَاستَوفَاهُ وَ تَسَلّمتُ الجَارِيَةَ ضَاحِكَةً مُستَبشِرَةً وَ انصَرَفتُ بِهَا إِلَي الحُجَيرَةِ التّيِ كُنتُ آوَي إِلَيهَا بِبَغدَادَ فَمَا أَخَذَهَا القَرَارُ حَتّي أَخرَجَت كِتَابَ مَولَانَا ع مِن جَيبِهَا وَ هيَِ تَلثِمُهُ وَ تُطبِقُهُ عَلَي جَفنِهَا وَ تَضَعُهُ عَلَي خَدّهَا وَ تَمسَحُهُ عَلَي بَدَنِهَا فَقُلتُ تَعَجّباً مِنهَا تَلثِمِينَ كِتَاباً لَا تَعرِفِينَ صَاحِبَهُ فَقَالَت أَيّهَا العَاجِزُ الضّعِيفُ المَعرِفَةِ بِمَحَلّ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ أعَرِنيِ سَمعَكَ وَ فَرّغ لِي قَلبَكَ أَنَا مَلِيكَةُ بِنتُ يَشُوعَا بنِ قَيصَرَ مَلِكِ الرّومِ وَ أمُيّ مِن وُلدِ الحَوَارِيّينَ تُنسَبُ إِلَي وصَيِّ المَسِيحِ شَمعُونَ أُنَبّئُكَ بِالعَجَبِ إِنّ جدَيّ قَيصَرَ أَرَادَ أَن يزُوَجّنَيِ مِنِ ابنِ أَخِيهِ وَ أَنَا مِن بَنَاتِ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً فَجَمَعَ فِي قَصرِهِ مِن نَسلِ الحَوَارِيّينَ مِنَ القِسّيسِينَ وَ الرّهبَانِ ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ وَ مِن ذوَيِ الأَخطَارِ مِنهُم سَبعَمِائَةِ رَجُلٍ وَ جَمَعَ مِن أُمَرَاءِ الأَجنَادِ وَ قُوّادِ العَسكَرِ وَ نُقَبَاءِ الجُيُوشِ وَ مُلُوكِ العَشَائِرِ أَربَعَةَ آلَافٍ وَ أَبرَزَ مِن بهَيِّ مُلكِهِ عَرشاً مُسَاغاً مِن أَصنَافِ الجَوهَرِ وَ رَفَعَهُ فَوقَ أَربَعِينَ مِرقَاةً فَلَمّا صَعِدَ ابنُ أَخِيهِ وَ أَحدَقَتِ الصّلُبُ وَ قَامَتِ الأَسَاقِفَةُ عُكّفاً وَ نُشِرَت أَسفَارُ الإِنجِيلِ تَسَافَلَتِ الصّلُبُ مِنَ الأَعلَي فَلَصِقَتِ الأَرضَ وَ تَقَوّضَت أَعمِدَةُ العَرشِ فَانهَارَت إِلَي القَرَارِ وَ خَرّ الصّاعِدُ مِنَ العَرشِ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَتَغَيّرَتِ أَلوَانُ الأَسَاقِفَةِ وَ ارتَعَدَت فَرَائِصُهُم فَقَالَ كَبِيرُهُم لجِدَيّ أَيّهَا المَلِكُ أَعفِنَا مِن مُلَاقَاةِ هَذِهِ النّحُوسِ الدّالّةِ عَلَي زَوَالِ هَذَا الدّينِ المسَيِحيِّ وَ المَذهَبِ الملَكِاَنيِّ فَتَطَيّرَ جدَيّ مِن ذَلِكَ تَطَيّراً شَدِيداً وَ قَالَ لِلأَسَاقِفَةِ أَقِيمُوا هَذِهِ الأَعمِدَةَ وَ ارفَعُوا الصّلبَانَ وَ أَحضِرُوا أَخَا هَذَا المُدبَرِ العَاهِرِ المَنكُوسِ جَدّهُ لِأُزَوّجَهُ هَذِهِ
صفحه : 8
الصّبِيّةَ فَيُدفَعُ نُحُوسُهُ عَنكُم بِسُعُودِهِ وَ لَمّا فَعَلُوا ذَلِكَ حَدَثَ عَلَي الثاّنيِ مِثلُ مَا حَدَثَ عَلَي الأَوّلِ وَ تَفَرّقَ النّاسُ وَ قَامَ جدَيّ قَيصَرُ مُغتَمّاً فَدَخَلَ مَنزِلَ النّسَاءِ وَ أُرخِيَتِ السّتُورُ وَ أُرِيتُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ كَأَنّ المَسِيحَ وَ شَمعُونَ وَ عِدّةً مِنَ الحَوَارِيّينَ قَدِ اجتَمَعُوا فِي قَصرِ جدَيّ وَ نَصَبُوا فِيهِ مِنبَراً مِن نُورٍ يبُاَريِ السّمَاءَ عُلُوّاً وَ ارتِفَاعاً فِي المَوضِعِ ألّذِي كَانَ نَصَبَ جدَيّ وَ فِيهِ عَرشُهُ وَ دَخَلَ عَلَيهِ مُحَمّدٌص وَ خَتَنُهُ وَ وَصِيّهُ ع وَ عِدّةٌ مِن أَبنَائِهِ فَتَقَدّمَ المَسِيحُ إِلَيهِ فَاعتَنَقَهُ فَيَقُولُ لَهُ مُحَمّدٌص يَا رُوحَ اللّهِ إنِيّ جِئتُكَ خَاطِباً مِن وَصِيّكَ شَمعُونَ فَتَاتَهُ مَلِيكَةَ لاِبنيِ هَذَا وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع ابنِ صَاحِبِ هَذَا الكِتَابِ فَنَظَرَ المَسِيحُ إِلَي شَمعُونَ وَ قَالَ لَهُ قَد أَتَاكَ الشّرَفُ فَصِل رَحِمَكَ بِرَحِمِ آلِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَد فَعَلتُ فَصَعِدَ ذَلِكَ المِنبَرَ فَخَطَبَ مُحَمّدٌص وَ زوَجّنَيِ مِنِ ابنِهِ وَ شَهِدَ المَسِيحُ ع وَ شَهِدَ أَبنَاءُ مُحَمّدٍ ع وَ الحَوَارِيّونَ فَلَمّا استَيقَظتُ أَشفَقتُ أَن أَقُصّ هَذِهِ الرّؤيَا عَلَي أَبِي وَ جدَيّ مَخَافَةَ القَتلِ فَكُنتُ أُسِرّهَا وَ لَا أُبدِيهَا لَهُم وَ ضَرَبَ صدَريِ بِمَحَبّةِ أَبِي مُحَمّدٍ ع حَتّي امتَنَعتُ مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ فَضَعُفَت نفَسيِ وَ دَقّ شخَصيِ وَ مَرِضتُ مَرَضاً شَدِيداً فَمَا بقَيَِ فِي مَدَائِنِ الرّومِ طَبِيبٌ إِلّا أَحضَرَهُ جدَيّ وَ سَأَلَهُ عَن دوَاَئيِ فَلَمّا بَرّحَ بِهِ اليَأسُ قَالَ يَا قُرّةَ عيَنيِ هَل يَخطُرُ بِبَالِكِ شَهوَةٌ فَأُزَوّدُكِهَا فِي هَذِهِ الدّنيَا فَقُلتُ يَا جدَيّ أَرَي أَبوَابَ الفَرَجِ عَلَيّ مُغلَقَةً فَلَو كَشَفتَ العَذَابَ عَمّن فِي سِجنِكَ مِن أُسَارَي المُسلِمِينَ وَ فَكَكتَ عَنهُمُ الأَغلَالَ وَ تَصَدّقتَ عَلَيهِم وَ مَنّيتَهُمُ الخَلَاصَ رَجَوتُ أَن يَهَبَ المَسِيحُ وَ أُمّهُ عَافِيَةً فَلَمّا فَعَلَ ذَلِكَ تَجَلّدتُ فِي إِظهَارِ الصّحّةِ مِن بدَنَيِ قَلِيلًا وَ تَنَاوَلتُ يَسِيراً مِنَ الطّعَامِ فَسَرّ بِذَلِكَ وَ أَقبَلَ عَلَي إِكرَامِ الأُسَارَي وَ إِعزَازِهِم فَأُرِيتُ أَيضاً بَعدَ أَربَعَ عَشرَةَ لَيلَةً كَأَنّ سَيّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَاطِمَةَ ع قَد زاَرتَنيِ وَ مَعَهَا مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ أَلفٌ مِن وَصَائِفِ الجِنَانِ فَتَقُولُ لِي مَريَمُ هَذِهِ سَيّدَةُ النّسَاءِ ع أُمّ زَوجِكِ أَبِي مُحَمّدٍ فَأَتَعَلّقُ بِهَا وَ أبَكيِ وَ أَشكُو إِلَيهَا امتِنَاعَ أَبِي مُحَمّدٍ مِن زيِاَرتَيِ فَقَالَت سَيّدَةُ النّسَاءِ ع إِنّ ابنيِ أَبَا مُحَمّدٍ
صفحه : 9
لَا يَزُورُكِ وَ أَنتِ مُشرِكَةٌ بِاللّهِ عَلَي مَذهَبِ النّصَارَي وَ هَذِهِ أخُتيِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ تَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِن دِينِكِ فَإِن مِلتِ إِلَي رِضَي اللّهِ تَعَالَي وَ رِضَي المَسِيحِ وَ مَريَمَ ع وَ زِيَارَةِ أَبِي مُحَمّدٍ إِيّاكِ فقَوُليِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ أَبِي مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَلَمّا تَكَلّمتُ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ ضمَتّنيِ إِلَي صَدرِهَا سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ طِيبَ نفَسيِ وَ قَالَتِ الآنَ توَقَعّيِ زِيَارَةَ أَبِي مُحَمّدٍ وَ إنِيّ مُنفِذَتُهُ إِلَيكِ فَانتَبَهتُ وَ أَنَا أَنُولُ وَ أَتَوَقّعُ لِقَاءَ أَبِي مُحَمّدٍ ع فَلَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ القَابِلَةِ رَأَيتُ أَبَا مُحَمّدٍ ع وَ كأَنَيّ أَقُولُ لَهُ جفَوَتنَيِ يَا حبَيِبيِ بَعدَ أَن أَتلَفتُ نفَسيِ مُعَالَجَةَ حُبّكَ فَقَالَ مَا كَانَ تأَخَرّيِ عَنكِ إِلّا لِشِركِكِ فَقَد أَسلَمتِ وَ أَنَا زَائِرُكِ فِي كُلّ لَيلَةٍ إِلَي أَن يَجمَعَ اللّهُ شَملَنَا فِي العَيَانِ فَلَمّا قَطَعَ عنَيّ زِيَارَتَهُ بَعدَ ذَلِكَ إِلَي هَذِهِ الغَايَةِ قَالَ بِشرٌ فَقُلتُ لَهَا وَ كَيفَ وَقَعتِ فِي الأُسَارَي فَقَالَت أخَبرَنَيِ أَبُو مُحَمّدٍ ع لَيلَةً مِنَ الليّاَليِ أَنّ جَدّكِ سَيُسَيّرُ جَيشاً إِلَي قِتَالِ المُسلِمِينَ يَومَ كَذَا وَ كَذَا ثُمّ يَتبَعُهُم فَعَلَيكَ بِاللّحَاقِ بِهِم مُتَنَكّرَةً فِي زيِّ الخَدَمِ مَعَ عِدّةٍ مِنَ الوَصَائِفِ مِن طَرِيقِ كَذَا فَفَعَلتُ ذَلِكَ فَوَقَفَت عَلَينَا طَلَائِعُ المُسلِمِينَ حَتّي كَانَ مِن أمَريِ مَا رَأَيتَ وَ شَاهَدتَ وَ مَا شَعَرَ بأِنَيّ ابنَةُ مَلِكِ الرّومِ إِلَي هَذِهِ الغَايَةِ أَحَدٌ سِوَاكَ وَ ذَلِكَ باِطِلّاَعيِ إِيّاكَ عَلَيهِ وَ لَقَد سأَلَنَيِ الشّيخُ ألّذِي وَقَعتُ إِلَيهِ فِي سَهمِ الغَنِيمَةِ عَنِ اسميِ فَأَنكَرتُهُ وَ قُلتُ نَرجِسُ فَقَالَ اسمُ الجوَاَريِ قُلتُ العَجَبُ أَنّكِ رُومِيّةٌ وَ لِسَانُكِ عرَبَيِّ قَالَت نَعَم مِن وَلُوعِ جدَيّ وَ حَملِهِ إيِاّيَ عَلَي تَعَلّمِ الآدَابِ أَن أَوعَزَ إلِيَّ امرَأَةً تَرجُمَانَةً لَهُ فِي الِاختِلَافِ إلِيَّ وَ كَانَت تقَصدُنُيِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ تفُيِدنُيِ العَرَبِيّةَ حَتّي استَمَرّ لسِاَنيِ عَلَيهَا وَ استَقَامَ قَالَ بِشرٌ فَلَمّا انكَفَأتُ بِهَا إِلَي سرُمّنَ رَأَي دَخَلَت عَلَي موَلاَيَ أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ كَيفَ أَرَاكِ اللّهُ عِزّ الإِسلَامِ وَ ذُلّ النّصرَانِيّةِ وَ شَرَفَ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ ع قَالَت كَيفَ أَصِفُ لَكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ منِيّ قَالَ فإَنِيّ أُحِبّ أَن
صفحه : 10
أُكرِمَكِ فَأَيّمَا أَحَبّ إِلَيكِ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ أَم بُشرَي لَكِ بِشَرَفِ الأَبَدِ قَالَت بُشرَي بِوَلَدٍ لِي قَالَ لَهَا أبَشرِيِ بِوَلَدٍ يَملِكُ الدّنيَا شَرقاً وَ غَرباً وَ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً قَالَت مِمّن قَالَ مِمّن خَطَبَكِ رَسُولُ اللّهِص لَهُ لَيلَةَ كَذَا فِي شَهرِ كَذَا مِن سَنَةِ كَذَا بِالرّومِيّةِ قَالَ لَهَا مِمّن زَوّجَكِ المَسِيحُ ع وَ وَصِيّهُ قَالَت مِنِ ابنِكَ أَبِي مُحَمّدٍ ع فَقَالَ هَل تَعرِفِينَهُ قَالَت وَ هَل خَلَت لَيلَةٌ لَم يزَرُنيِ فِيهَا مُنذُ اللّيلَةِ التّيِ أَسلَمتُ عَلَي يَدِ سَيّدَةِ النّسَاءِ ع قَالَ فَقَالَ مَولَانَا يَا كَافُورُ ادعُ أخُتيِ حَكِيمَةَ فَلَمّا دَخَلَت قَالَ لَهَا هَا هِيَه فَاعتَنَقَتهَا طَوِيلًا وَ سَرّت بِهَا كَثِيراً فَقَالَ لَهَا أَبُو الحَسَنِ ع يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ خُذِيهَا إِلَي مَنزِلِكِ وَ عَلّمِيهَا الفَرَائِضَ وَ السّنَنَ فَإِنّهَا زَوجَةُ أَبِي مُحَمّدٍ وَ أُمّ القَائِمِ ع
13-ك ،[إكمال الدين ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ طَاهِرٍ القمُيّّ عَن أَبِي الحُسَينِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الشيّباَنيِّ قَالَوَرَدتُ كَربَلَاءَ سَنَةَ سِتّ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَتَينِ قَالَ وَ زُرتُ قَبرَ غَرِيبِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ انكَفَأتُ إِلَي مَدِينَةِ السّلَامِ مُتَوَجّهاً إِلَي مَقَابِرِ قُرَيشٍ وَ قَد تَضَرّمَتِ الهَوَاجِرُ وَ تَوَقّدَتِ السّمَاءُ وَ لَمّا وَصَلتُ مِنهَا إِلَي مَشهَدِ الكَاظِمِ ع وَ استَنشَقتُ نَسِيمَ تُربَتِهِ المَغمُورَةِ مِنَ الرّحمَةِ المَحفُوفَةِ بِحَدَائِقِ الغُفرَانِ أَكبَبتُ عَلَيهَا بِعَبَرَاتٍ مُتَقَاطِرَةٍ وَ زَفَرَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ وَ قَد حَجَبَ الدّمعُ طرَفيِ عَنِ النّظَرِ فَلَمّا رَقَأَتِ العَبرَةُ وَ انقَطَعَ النّحِيبُ وَ فَتَحتُ بصَرَيِ وَ إِذَا أَنَا بِشَيخٍ قَدِ انحَنَي صُلبُهُ وَ تَقَوّسَ مَنكِبَاهُ وَ ثَفِنَت جَبهَتُهُ وَ رَاحَتَاهُ وَ هُوَ يَقُولُ لآِخَرَ مَعَهُ عِندَ القَبرِ يَا ابنَ أَخٍ فَقَد نَالَ عَمّكَ شَرَفاً بِمَا حَمّلَهُ السّيّدَانِ مِن غَوَامِضِ الغُيُوبِ وَ شَرَائِفِ العُلُومِ التّيِ لَم يَحمِل مِثلَهَا إِلّا سَلمَانُ وَ قَد أَشرَفَ عَمّكَ عَلَي استِكمَالِ المُدّةِ وَ انقِضَاءِ العُمُرِ وَ لَيسَ يَجِدُ فِي أَهلِ الوَلَايَةِ رَجُلًا يفُضيِ إِلَيهِ قُلتُ يَا نَفسُ لَا يَزَالُ العَنَاءُ وَ المَشَقّةُ يَنَالَانِ مِنكِ بإِتِعاَبيَِ الخُفّ وَ الحَافِرَ فِي طَلَبِ العِلمِ وَ قَد قَرَعَ سمَعيِ مِن هَذَا الشّيخِ لَفظٌ يَدُلّ عَلَي عِلمٍ جَسِيمٍ وَ أَمرٍ عَظِيمٍ
صفحه : 11
فَقُلتُ أَيّهَا الشّيخُ وَ مَنِ السّيّدَانِ قَالَ النّجمَانِ المُغَيّبَانِ فِي الثّرَي بسِرُمّنَ رَأَي فَقُلتُ إنِيّ أُقسِمُ بِالمُوَالَاةِ وَ شَرَفِ مَحَلّ هَذَينِ السّيّدَينِ مِنَ الإِمَامَةِ وَ الوِرَاثَةِ أنَيّ خَاطِبٌ عِلمَهُمَا وَ طَالِبٌ آثَارَهُمَا وَ بَاذِلٌ مِن نفَسيِ الأَيمَانَ المُؤَكّدَةَ عَلَي حِفظِ أَسرَارِهِمَا قَالَ إِن كُنتَ صَادِقاً فِيمَا تَقُولُ فَأَحضِر مَا صَحِبَكَ مِنَ الآثَارِ عَن نَقَلَةِ أَخبَارِهِم فَلَمّا فَتّشَ الكُتُبَ وَ تَصَفّحَ الرّوَايَاتِ مِنهَا قَالَ صَدَقتَ أَنَا بِشرُ بنُ سُلَيمَانَ النّخّاسُ مِن وُلدِ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ أَحَدُ موَاَليِ أَبِي الحَسَنِ وَ أَبِي مُحَمّدٍ ع وَ جَارُهُمَا بسِرُمّنَ رَأَي قُلتُ فَأَكرِم أَخَاكَ بِبَعضِ مَا شَاهَدتَ مِن آثَارِهِمَا قَالَ كَانَ موَلاَيَ أَبُو الحَسَنِ ع فقَهّنَيِ فِي عِلمِ الرّقِيقِ فَكُنتُ لَا أَبتَاعُ وَ لَا أَبِيعُ إِلّا بِإِذنِهِ فَاجتَنَبتُ بِذَلِكَ مَوَارِدَ الشّبُهَاتِ حَتّي كَمَلَت معَرفِتَيِ فِيهِ فَأَحسَنتُ الفَرقَ فِيمَا بَينَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ فَبَينَا أَنَا ذَاتَ لَيلَةٍ فِي منَزلِيِ بسِرُمّنَ رَأَي وَ قَد مَضَي هوَيِّ مِنَ اللّيلِ إِذ قَد قَرَعَ البَابَ قَارِعٌ فَعَدَوتُ مُسرِعاً فَإِذَا بِكَافُورٍ الخَادِمِ رَسُولِ مَولَانَا أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ ع يدَعوُنيِ إِلَيهِ فَلَبِستُ ثيِاَبيِ وَ دَخَلتُ عَلَيهِ فَرَأَيتُهُ يُحَدّثُ ابنَهُ أَبَا مُحَمّدٍ ع وَ أُختَهُ حَكِيمَةَ مِن وَرَاءِ السّترِ فَلَمّا جَلَستُ قَالَ يَا بِشرُ إِنّكَ مِن وُلدِ الأَنصَارِ وَ هَذِهِ الوَلَايَةُ لَم تَزَل فِيكُم يَرِثُهَا خَلَفٌ عَن سَلَفٍ وَ أَنتُم ثِقَاتُنَا أَهلَ البَيتِ وَ سَاقَ الخَبَرَ نَحواً مِمّا رَوَاهُ الشّيخُ إِلَي آخِرِهِ
بيان يباري السماء أي يعارضها ويقال برح به الأمر تبريحا جهده وأضر به وأوعز إليه في كذا أي تقدم وانكفأ أي رجع
14-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ المطُهَرّيِّ قَالَقَصَدتُ حَكِيمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ ع بَعدَ مضُيِّ أَبِي مُحَمّدٍ ع أَسأَلُهَا عَنِ الحُجّةِ وَ مَا قَدِ اختَلَفَ فِيهِ النّاسُ مِنَ الحَيرَةِ التّيِ فِيهَا فَقَالَت لِي اجلِس فَجَلَستُ ثُمّ قَالَت لِي يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا يخُلَيّ الأَرضَ مِن حُجّةٍ نَاطِقَةٍ أَو صَامِتَةٍ وَ لَم يَجعَلهَا فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ تَفضِيلًا لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ تَميِيزاً لَهُمَا أَن يَكُونَ فِي الأَرضِ عَدِيلُهُمَا إِلّا أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَصّ وُلدَ الحُسَينِ بِالفَضلِ عَلَي وُلدِ الحَسَنِ كَمَا خَصّ وُلدَ هَارُونَ عَلَي وُلدِ مُوسَي وَ إِن كَانَ
صفحه : 12
مُوسَي حُجّةً عَلَي هَارُونَ وَ الفَضلُ لِوُلدِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لَا بُدّ لِلأُمّةِ مِن حَيرَةٍ يَرتَابُ فِيهَا المُبطِلُونَ وَ يَخلُصُ فِيهَا المُحِقّونَلِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَي اللّهِ حُجّةٌ بَعدَ الرّسُلِ وَ إِنّ الحَيرَةَ لَا بُدّ وَاقِعَةٌ بَعدَ مضُيِّ أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ ع فَقُلتُ يَا موَلاَتيِ هَل كَانَ لِلحَسَنِ ع وَلَدٌ فَتَبَسّمَت ثُمّ قَالَت إِذَا لَم يَكُن لِلحَسَنِ ع عَقِبٌ فَمَنِ الحِجّةُ مِن بَعدِهِ وَ قَد أَخبَرتُكَ أَنّ الإِمَامَةَ لَا تَكُونُ لِأَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَقُلتُ يَا سيَدّتَيِ حدَثّيِنيِ بِوِلَادَةِ موَلاَيَ وَ غَيبَتِهِ ع قال [قَالَت]نَعَم كَانَت لِي جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا نَرجِسُ فزَاَرنَيِ ابنُ أخَيِ ع وَ أَقبَلَ يُحِدّ النّظَرَ إِلَيهَا فَقُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ لَعَلّكَ هَوِيتَهَا فَأُرسِلُهَا إِلَيكَ فَقَالَ لَا يَا عَمّةُ لكَنِيّ أَتَعَجّبُ مِنهَا فَقُلتُ وَ مَا أَعجَبَكَ فَقَالَ ع سَيَخرُجُ مِنهَا وَلَدٌ كَرِيمٌ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ألّذِي يَملَأُ اللّهُ بِهِ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً فَقُلتُ فَأُرسِلُهَا إِلَيكَ يَا سيَدّيِ فَقَالَ استأَذنِيِ فِي ذَلِكَ أَبِي قَالَت فَلَبِستُ ثيِاَبيِ وَ أَتَيتُ مَنزِلَ أَبِي الحَسَنِ فَسَلّمتُ وَ جَلَستُ فبَدَأَنَيِ ع وَ قَالَ يَا حَكِيمَةُ ابعثَيِ بِنَرجِسَ إِلَي ابنيِ أَبِي مُحَمّدٍ قَالَت فَقُلتُ يَا سيَدّيِ عَلَي هَذَا قَصَدتُكَ أَن أَستَأذِنَكَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يَا مُبَارَكَةُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَحَبّ أَن يَشرَكَكِ فِي الأَجرِ وَ يَجعَلَ لَكِ فِي الخَيرِ نَصِيباً قَالَت حَكِيمَةُ فَلَم أَلبَث أَن رَجَعتُ إِلَي منَزلِيِ وَ زَيّنتُهَا وَ وَهَبتُهَا لأِبَيِ مُحَمّدٍ وَ جَمَعتُ بَينَهُ وَ بَينَهَا فِي منَزلِيِ فَأَقَامَ عنِديِ أَيّاماً ثُمّ مَضَي إِلَي وَالِدِهِ وَ وَجّهتُ بِهَا مَعَهُ قَالَت حَكِيمَةُ فَمَضَي أَبُو الحَسَنِ ع وَ جَلَسَ أَبُو مُحَمّدٍ ع مَكَانَ وَالِدِهِ وَ كُنتُ أَزُورُهُ كَمَا كُنتُ أَزُورُ وَالِدَهُ فجَاَءتَنيِ نَرجِسُ يَوماً تَخلَعُ خفُيّ وَ قَالَت يَا موَلاَتيِ ناَولِنيِ خُفّكِ فَقُلتُ بَل أَنتِ سيَدّتَيِ وَ موَلاَتيِ وَ اللّهِ لَا دَفَعتُ إِلَيكِ خفُيّ لِتَخلَعِيهِ وَ لَا خدَمَتيِنيِ بَل أَخدُمُكِ عَلَي بصَرَيِ فَسَمِعَ أَبُو مُحَمّدٍ ع ذَلِكَ فَقَالَ جَزَاكِ اللّهُ خَيراً يَا عَمّةُ فَجَلَستُ عِندَهُ إِلَي وَقتِ غُرُوبِ الشّمسِ فَصِحتُ بِالجَارِيَةِ وَ قُلتُ ناَولِيِنيِ ثيِاَبيِ لِأَنصَرِفَ فَقَالَ ع يَا عَمّتَاهُ بيِتيَِ اللّيلَةَ عِندَنَا فَإِنّهُ سَيُولَدُ اللّيلَةَ المَولُودُ الكَرِيمُ
صفحه : 13
عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ألّذِي يحُييِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا قُلتُ مِمّن يَا سيَدّيِ وَ لَستُ أَرَي بِنَرجِسَ شَيئاً مِن أَثَرِ الحَملِ فَقَالَ مِن نَرجِسَ لَا مِن غَيرِهَا قَالَت فَوَثَبتُ إِلَي نَرجِسَ فَقَلَبتُهَا ظَهراً لِبَطنٍ فَلَم أَرَ بِهَا أَثَراً مِن حَبَلٍ فَعُدتُ إِلَيهِ فَأَخبَرتُهُ بِمَا فَعَلتُ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ لِي إِذَا كَانَ وَقتُ الفَجرِ يَظهَرُ لَكِ بِهَا الحَبَلُ لِأَنّ مَثَلَهَا مَثَلُ أُمّ مُوسَي لَم يَظهَر بِهَا الحَبَلُ وَ لَم يَعلَم بِهَا أَحَدٌ إِلَي وَقتِ وِلَادَتِهَا لِأَنّ فِرعَونَ كَانَ يَشُقّ بُطُونَ الحَبَالَي فِي طَلَبِ مُوسَي وَ هَذَا نَظِيرُ مُوسَي ع قَالَت حَكِيمَةُ فَلَم أَزَل أَرقُبُهَا إِلَي وَقتِ طُلُوعِ الفَجرِ وَ هيَِ نَائِمَةٌ بَينَ يدَيَّ لَا تَقلِبُ جَنباً إِلَي جَنبٍ حَتّي إِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللّيلِ وَقتَ طُلُوعِ الفَجرِ وَثَبَت فَزِعَةً فَضَمَمتُهَا إِلَي صدَريِ وَ سَمّيتُ عَلَيهَا فَصَاحَ أَبُو مُحَمّدٍ ع وَ قَالَ اقرئَيِ عَلَيهَا إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ فَأَقبَلتُ أَقرَأُ عَلَيهَا وَ قُلتُ لَهَا مَا حَالُكِ قَالَت ظَهَرَ الأَمرُ ألّذِي أَخبَرَكِ بِهِ موَلاَيَ فَأَقبَلتُ أَقرَأُ عَلَيهَا كَمَا أمَرَنَيِ فأَجَاَبنَيِ الجَنِينُ مِن بَطنِهَا يَقرَأُ كَمَا أَقرَأُ وَ سَلّمَ عَلَيّ قَالَت حَكِيمَةُ فَفَزِعتُ لِمَا سَمِعتُ فَصَاحَ بيِ أَبُو مُحَمّدٍ ع لَا تعَجبَيِ مِن أَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُنطِقُنَا بِالحِكمَةِ صِغَاراً وَ يَجعَلُنَا حُجّةً فِي أَرضِهِ كِبَاراً فَلَم يَستَتِمّ الكَلَامَ حَتّي غِيبَت عنَيّ نَرجِسُ فَلَم أَرَهَا كَأَنّهُ ضُرِبَ بيَنيِ وَ بَينَهَا حِجَابٌ فَعَدَوتُ نَحوَ أَبِي مُحَمّدٍ ع وَ أَنَا صَارِخَةٌ فَقَالَ لِي ارجعِيِ يَا عَمّةُ فَإِنّكِ سَتَجِدِيهَا فِي مَكَانِهَا قَالَت فَرَجَعتُ فَلَم أَلبَث أَن كُشِفَ الحِجَابُ بيَنيِ وَ بَينَهَا وَ إِذَا أَنَا بِهَا وَ عَلَيهَا مِن أَثَرِ النّورِ مَا غشَيَِ بصَرَيِ وَ إِذَا أَنَا باِلصبّيِّ ع سَاجِداً عَلَي وَجهِهِ جَاثِياً عَلَي رُكبَتَيهِ رَافِعاً سَبّابَتَيهِ نَحوَ السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ جدَيّ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّ أَبِي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ عَدّ إِمَاماً إِمَاماً إِلَي أَن بَلَغَ إِلَي نَفسِهِ فَقَالَ ع أللّهُمّ أَنجِز لِي وعَديِ وَ أَتمِم لِي أمَريِ وَ ثَبّت وطَأتَيِ وَ املَأِ الأَرضَ بيِ عَدلًا وَ قِسطاً فَصَاحَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ ع فَقَالَ يَا عَمّةُ تَنَاوَلِيهِ فَهَاتِيهِ فَتَنَاوَلتُهُ وَ أَتَيتُ بِهِ نَحوَهُ فَلَمّا مَثَلتُ بَينَ يدَيَ أَبِيهِ وَ هُوَ عَلَي يدَيَّ سَلّمَ عَلَي أَبِيهِ فَتَنَاوَلَهُ الحَسَنُ ع وَ الطّيرُ تُرَفرِفُ عَلَي رَأسِهِ فَصَاحَ بِطَيرٍ مِنهَا فَقَالَ لَهُ احمِلهُ وَ احفَظهُ وَ رُدّهُ إِلَينَا فِي
صفحه : 14
كُلّ أَربَعِينَ يَوماً فَتَنَاوَلَهُ الطّائِرُ وَ طَارَ بِهِ فِي جَوّ السّمَاءِ وَ أَتبَعَهُ سَائِرُ الطّيرِ فَسَمِعتُ أَبَا مُحَمّدٍ يَقُولُ أَستَودِعُكَ ألّذِي استَودَعَتهُ أُمّ مُوسَي فَبَكَت نَرجِسُ فَقَالَ لَهَا اسكتُيِ فَإِنّ الرّضَاعَ مُحَرّمٌ عَلَيهِ إِلّا مِن ثَديِكِ وَ سَيُعَادُ إِلَيكِ كَمَا رُدّ مُوسَي إِلَي أُمّهِ وَ ذَلِكِ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَرَدَدناهُ إِلي أُمّهِ كيَ تَقَرّ عَينُها وَ لا تَحزَنَقَالَت حَكِيمَةُ فَقُلتُ مَا هَذَا الطّائِرُ قَالَ هَذَا رُوحُ القُدُسِ المُوَكّلُ بِالأَئِمّةِ ع يُوَفّقُهُم وَ يُسَدّدُهُم وَ يُرَبّيهِم بِالعِلمِ قَالَت حَكِيمَةُ فَلَمّا أَن كَانَ بَعدَ أَربَعِينَ يَوماً رُدّ الغُلَامُ وَ وَجّهَ إلِيَّ ابنُ أخَيِ ع فدَعَاَنيِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ فَإِذَا أَنَا بصِبَيِّ مُتَحَرّكٌ يمَشيِ بَينَ يَدَيهِ فَقُلتُ سيَدّيِ هَذَا ابنُ سَنَتَينِ فَتَبَسّمَ ع ثُمّ قَالَ إِنّ أَولَادَ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ إِذَا كَانُوا أَئِمّةً يَنشَئُونَ بِخِلَافِ مَا يَنشَأُ غَيرُهُم وَ إِنّ الصبّيِّ مِنّا إِذَا أَتَي عَلَيهِ شَهرٌ كَانَ كَمَن يأَتيِ عَلَيهِ سَنَةٌ وَ إِنّ الصبّيِّ مِنّا لَيَتَكَلّمُ فِي بَطنِ أُمّهِ وَ يَقرَأُ القُرآنَ وَ يَعبُدُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ عِندَ الرّضَاعِ تُطِيعُهُ المَلَائِكَةُ وَ تَنزِلُ عَلَيهِ كُلّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ قَالَت حَكِيمَةُ فَلَم أَزَل أَرَي ذَلِكَ الصبّيِّ كُلّ أَربَعِينَ يَوماً إِلَي أَن رَأَيتُهُ رَجُلًا قَبلَ مضُيِّ أَبِي مُحَمّدٍ ع بِأَيّامٍ قَلَائِلَ فَلَم أَعرِفهُ فَقُلتُ لأِبَيِ مُحَمّدٍ ع مَن هَذَا ألّذِي تأَمرُنُيِ أَن أَجلِسَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ ابنُ نَرجِسَ وَ هُوَ خلَيِفتَيِ مِن بعَديِ وَ عَن قَلِيلٍ تفَقدِوُنيّ فاَسمعَيِ لَهُ وَ أطَيِعيِ قَالَت حَكِيمَةُ فَمَضَي أَبُو مُحَمّدٍ ع بِأَيّامٍ قَلَائِلَ وَ افتَرَقَ النّاسُ كَمَا تَرَي وَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأَرَاهُ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ إِنّهُ ليَنُبئِنُيِ عَمّا تسَألَوُنيّ عَنهُ فَأُخبِرُكُم وَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَنِ الشيّءِ فيَبَدأَنُيِ بِهِ وَ إِنّهُ لَيَرُدّ عَلَيّ الأَمرَ فَيَخرُجُ إلِيَّ مِنهُ جَوَابُهُ مِن سَاعَتِهِ مِن غَيرِ مسَألَتَيِ وَ قَد أخَبرَنَيِ البَارِحَةَ بِمَجِيئِكَ إلِيَّ وَ أمَرَنَيِ أَن أُخبِرَكَ بِالحَقّ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَوَ اللّهِ لَقَد أخَبرَتَنيِ حَكِيمَةُ بِأَشيَاءَ لَم يَطّلِع عَلَيهَا أَحَدٌ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَعَلِمتُ أَنّ ذَلِكَ صِدقٌ وَ عَدلٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَدِ اطّلَعَهُ عَلَي مَا لَم يَطّلِع عَلَيهِ أَحَداً مِن خَلقِهِ
بيان قوله ع وثبت وطأتي الوطء الدوس بالقدم سمي به الغزو والقتل
صفحه : 15
لأن من يطأ علي الشيء برجله فقد استقصي في هلاكه وإهانته ذكره الجزري أي أحكم وثبت ماوعدتني من جهاد المخالفين واستيصالهم
15- ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ خَلِيلَانَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن غِيَاثِ بنِ أَسَدٍ قَالَ وُلِدَ الخَلَفُ المهَديِّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ أُمّهُ رَيحَانَةٌ وَ يُقَالُ لَهَا نَرجِسُ وَ يُقَالُ صَقِيلُ وَ يُقَالُ سَوسَنُ إِلّا أَنّهُ قِيلَ لِسَبَبِ الحَملِ صَقِيلُ وَ كَانَ مَولِدُهُ ع لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ سِتّ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ وَكِيلُهُ عُثمَانُ بنُ سَعِيدٍ فَلَمّا مَاتَ عُثمَانُ أَوصَي إِلَي ابنِهِ أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ وَ أَوصَي أَبُو جَعفَرٍ إِلَي أَبِي القَاسِمِ الحُسَينِ بنِ رُوحٍ وَ أَوصَي أَبُو القَاسِمِ إِلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ السمّرُيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم فَلَمّا حَضَرَتِ السمّرُيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ الوَفَاةُ سُئِلَ أَن يوُصيَِ فَقَالَ لِلّهِ أَمرٌ هُوَ بَالِغُهُ فَالغَيبَةُ التّامّةُ هيَِ التّيِ وَقَعَت بَعدَ السمّرُيِّ رَحِمَهُ اللّهُ
بيان قوله إلا أنه قيل لسبب الحمل أي إنما سمي صقيلا لمااعتراه من النور والجلاء بسبب الحمل المنور يقال صقل السيف وغيره أي جلاه فهو صقيل و لايبعد أن يكون تصحيف الجمال
16- ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ الحَسَنِ بنِ الفَرَجِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الكرَخيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا هَارُونَ رَجُلًا مِن أَصحَابِنَا يَقُولُ رَأَيتُ صَاحِبَ الزّمَانِ ع وَ كَانَ مَولِدُهُ يَومَ الجُمُعَةِ سَنَةَ سِتّ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ
17- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِّ أَنّ أَبَا مُحَمّدٍ ع بَعَثَ إِلَي بَعضِ مَن سَمّاهُ لِي بِشَاةٍ مَذبُوحَةٍ قَالَ هَذِهِ مِن عَقِيقَةِ ابنيِ مُحَمّدٍ
18- ك ،[إكمال الدين ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ النيّساَبوُريِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ المُنذِرِ عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي الفَتحِ قَالَ جاَءنَيِ يَوماً فَقَالَ لِي البِشَارَةَ وُلِدَ البَارِحَةَ فِي الدّارِ مَولُودٌ لأِبَيِ مُحَمّدٍ ع وَ أَمَرَ بِكِتمَانِهِ قُلتُ وَ مَا اسمُهُ قَالَ سمُيَّ بِمُحَمّدٍ وَ كنُيَّ بِجَعفَرٍ
19-ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ خَلِيلَانَ
صفحه : 16
عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن غِيَاثِ بنِ أَسَدٍ قَالَ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عُثمَانَ العمَريِّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ يَقُولُ لَمّا وُلِدَ الخَلَفُ المهَديِّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ سَطَعَ نُورٌ مِن فَوقِ رَأسِهِ إِلَي عَنَانِ السّمَاءِ ثُمّ سَقَطَ لِوَجهِهِ سَاجِداً لِرَبّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَنلا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ المَلائِكَةُ وَ أُولُوا العِلمِ قائِماً بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ قَالَ وَ كَانَ مَولِدُهُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ
20- ك ،[إكمال الدين ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ العمَريِّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ أَنّهُ قَالَ وُلِدَ السّيّدُ ع مَختُوناً وَ سَمِعتُ حَكِيمَةَ تَقُولُ لَم يُرَ بِأُمّهِ دَمٌ فِي نِفَاسِهَا وَ هَذَا سَبِيلُ أُمّهَاتِ الأَئِمّةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم
21- ك ،[إكمال الدين ] أَبُو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ إِسحَاقَ القمُيّّ قَالَ لَمّا وُلِدَ الخَلَفُ الصّالِحُ ع وَرَدَ مِن مَولَانَا أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَلَي جدَيّ أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ كِتَابٌ وَ إِذَا فِيهِ مَكتُوبٌ بِخَطّ يَدِهِ ع ألّذِي كَانَ يَرِدُ بِهِ التّوقِيعَاتُ عَلَيهِ وُلِدَ المَولُودُ فَليَكُن عِندَكَ مَستُوراً وَ عَن جَمِيعِ النّاسِ مَكتُوماً فَإِنّا لَم نُظهِر عَلَيهِ إِلّا الأَقرَبَ لِقَرَابَتِهِ وَ المَولَي لِوَلَايَتِهِ أَحبَبنَا إِعلَامَكَ لِيَسُرّكَ اللّهُ بِهِ كَمَا سَرّنَا وَ السّلَامُ
22- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ العلَوَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع بسِرُمّنَ رَأَي فَهَنّأتُهُ بِوِلَادَةِ ابنِهِ القَائِمِ ع
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] ابن أبي جيد عن ابن الوليد مثله
23-ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ حُبَابٍ عَن أَبِي الأَديَانِ قَالَ قَالَ عَقِيدٌ الخَادِمُ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ ابنُ خَيرَوَيهِ البصَريِّ وَ قَالَ حَاجِزٌ الوَشّاءُ كُلّهُم حَكَوا عَن عَقِيدٍ وَ قَالَ أَبُو سَهلِ بنُ نَوبَختَ قَالَ عَقِيدٌوُلِدَ ولَيِّ اللّهِ الحُجّةُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ مِن سَنَةِ أَربَعٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ لِلهِجرَةِ وَ يُكَنّي
صفحه : 17
أَبَا القَاسِمِ وَ يُقَالُ أَبُو جَعفَرٍ وَ لَقَبُهُ المهَديِّ وَ هُوَ حُجّةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ قَدِ اختَلَفَ النّاسُ فِي وِلَادَتِهِ فَمِنهُم مَن أَظهَرَ وَ مِنهُم مَن كَتَمَ وَ مِنهُم مَن نَهَي عَن ذِكرِ خَبَرِهِ وَ مِنهُم مَن أَبدَي ذِكرَهُ وَ اللّهُ أَعلَمُ
24- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن حَنظَلَةَ بنِ زَكَرِيّا عَنِ الثّقَةِ قَالَ حدَثّنَيِ عَبدُ اللّهِ العَبّاسُ العلَوَيِّ وَ مَا رَأَيتُ أَصدَقَ لَهجَةً مِنهُ وَ كَانَ خَالَفَنَا فِي أَشيَاءَ كَثِيرَةٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع بسِرُمّنَ رَأَي فَهَنّأتُهُ بِسَيّدِنَا صَاحِبِ الزّمَانِ ع لَمّا وُلِدَ
25-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] ابنُ أَبِي جَيّدٍ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ المطُهَرّيِّ عَن حَكِيمَةَ بِنتِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا قَالَتبَعَثَ إلِيَّ أَبُو مُحَمّدٍ ع سَنَةَ خَمسٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ فِي النّصفِ مِن شَعبَانَ وَ قَالَ يَا عَمّةُ اجعلَيِ اللّيلَةَ إِفطَارَكِ عنِديِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَيَسُرّكِ بِوَلِيّهِ وَ حُجّتِهِ عَلَي خَلقِهِ خلَيِفتَيِ مِن بعَديِ قَالَت حَكِيمَةُ فتَدَاَخلَنَيِ لِذَلِكَ سُرُورٌ شَدِيدٌ وَ أَخَذتُ ثيِاَبيِ عَلَيّ وَ خَرَجتُ مِن ساَعتَيِ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع وَ هُوَ جَالِسٌ فِي صَحنِ دَارِهِ وَ جَوَارِيهِ حَولَهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا سيَدّيِ الخَلَفُ مِمّن هُوَ قَالَ مِن سَوسَنَ فَأَدَرتُ طرَفيِ فِيهِنّ فَلَم أَرَ جَارِيَةً عَلَيهَا أَثَرٌ غَيرَ سَوسَنَ قَالَت حَكِيمَةُ فَلَمّا أَن صَلّيتُ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ أَتَيتُ بِالمَائِدَةِ فَأَفطَرتُ أَنَا وَ سَوسَنُ وَ بَايَتّهَا فِي بَيتٍ وَاحِدٍ فَغَفَوتُ غَفوَةً ثُمّ استَيقَظتُ فَلَم أَزَل مُفَكّرَةً فِيمَا وعَدَنَيِ أَبُو مُحَمّدٍ ع مِن أَمرِ ولَيِّ اللّهِ ع فَقُمتُ قَبلَ الوَقتِ ألّذِي كُنتُ أَقُومُ فِي كُلّ لَيلَةٍ لِلصّلَاةِ فَصَلّيتُ صَلَاةَ اللّيلِ حَتّي بَلَغتُ إِلَي الوَترِ فَوَثَبَت سَوسَنُ فَزِعَةً وَ خَرَجَت وَ أَسبَغَتِ الوُضُوءَ ثُمّ عَادَت فَصَلّت صَلَاةَ اللّيلِ وَ بَلَغَت إِلَي الوَترِ فَوَقَعَ فِي قلَبيِ أَنّ الفَجرَ قَد قَرُبَ فَقُمتُ لِأَنظُرَ فَإِذَا بِالفَجرِ الأَوّلِ قَد طَلَعَ فَتَدَاخَلَ قلَبيَِ الشّكّ مِن وَعدِ أَبِي مُحَمّدٍ ع فنَاَداَنيِ مِن حُجرَتِهِ لَا تشَكُيّ وَ كَأَنّكِ بِالأَمرِ السّاعَةَ قَد رَأَيتِهِ إِن شَاءَ اللّهُ
صفحه : 18
قَالَت حَكِيمَةُ فَاستَحيَيتُ مِن أَبِي مُحَمّدٍ ع وَ مِمّا وَقَعَ فِي قلَبيِ وَ رَجَعتُ إِلَي البَيتِ وَ أَنَا خَجِلَةٌ فَإِذَا هيَِ قَد قَطَعَتِ الصّلَاةَ وَ خَرَجَت فَزِعَةً فَلَقِيتُهَا عَلَي بَابِ البَيتِ فَقُلتُ بأِبَيِ أَنتِ وَ أمُيّ هَل تَحِسّينَ شَيئاً قَالَت نَعَم يَا عَمّةُ إنِيّ لَأَجِدُ أَمراً شَدِيداً قُلتُ لَا خَوفَ عَلَيكِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ أَخَذتُ وِسَادَةً فَأَلقَيتُهَا فِي وَسَطِ البَيتِ وَ أَجلَستُهَا عَلَيهَا وَ جَلَستُ مِنهَا حَيثُ تَقعُدُ المَرأَةُ مِنَ المَرأَةِ لِلوِلَادَةِ فَقَبَضَت عَلَي كفَيّ وَ غَمَزَت غَمزَةً شَدِيدَةً ثُمّ أَنّت أَنّةً وَ تَشَهّدَت وَ نَظَرتُ تَحتَهَا فَإِذَا أَنَا بوِلَيِّ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مُتَلَقّياً الأَرضَ بِمَسَاجِدِهِ فَأَخَذتُ بِكَتِفَيهِ فَأَجلَستُهُ فِي حجَريِ وَ إِذَا هُوَ نَظِيفٌ مَفرُوغٌ مِنهُ فنَاَداَنيِ أَبُو مُحَمّدٍ ع يَا عَمّةُ هلَمُيّ فأَتيِنيِ باِبنيِ فَأَتَيتُهُ بِهِ فَتَنَاوَلَهُ وَ أَخرَجَ لِسَانَهُ فَمَسَحَهُ عَلَي عَينَيهِ فَفَتَحَهَا ثُمّ أَدخَلَهُ فِي فِيهِ فَحَنّكَهُ ثُمّ أَدخَلَهُ فِي أُذُنَيهِ وَ أَجلَسَهُ فِي رَاحَتِهِ اليُسرَي فَاستَوَي ولَيِّ اللّهِ جَالِساً فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ وَ قَالَ لَهُ يَا بنُيَّ انطِق بِقُدرَةِ اللّهِ فَاستَعَاذَ ولَيِّ اللّهِ ع مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ استَفتَحَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيَِ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةِ ع وَاحِداً وَاحِداً حَتّي انتَهَي إِلَي أَبِيهِ فَنَاوَلَنِيهِ أَبُو مُحَمّدٍ ع وَ قَالَ يَا عَمّةُ رُدّيهِ إِلَي أُمّهِ حَتّيتَقَرّ عَينُها وَ لا تَحزَنَ وَ لِتَعلَمَ أَنّ وَعدَ اللّهِ حَقّوَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَفَرَدَدتُهُ إِلَي أُمّهِ وَ قَدِ انفَجَرَ الفَجرُ الثاّنيِ فَصَلّيتُ الفَرِيضَةَ وَ عَقّبتُ إِلَي أَن طَلَعَتِ الشّمسُ ثُمّ وَدّعتُ أَبَا مُحَمّدٍ ع وَ انصَرَفتُ إِلَي منَزلِيِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ثَلَاثٍ اشتَقتُ إِلَي ولَيِّ اللّهِ فَصِرتُ إِلَيهِم فَبَدَأتُ بِالحُجرَةِ التّيِ كَانَت سَوسَنُ فِيهَا فَلَم أَرَ أَثَراً وَ لَا سَمِعتُ ذِكراً فَكَرِهتُ أَن أَسأَلَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع فَاستَحيَيتُ أَن أَبدَأَهُ بِالسّؤَالِ فبَدَأَنَيِ فَقَالَ يَا عَمّةُ فِي كَنَفِ اللّهِ وَ حِرزِهِ وَ سَترِهِ وَ عَينِهِ حَتّي يَأذَنَ اللّهُ لَهُ فَإِذَا غَيّبَ اللّهُ شخَصيِ وَ توَفَاّنيِ وَ رَأَيتِ شيِعتَيِ قَدِ اختَلَفُوا فأَخَبرِيِ الثّقَاتَ مِنهُم وَ ليَكُن عِندَكِ وَ عِندَهُم مَكتُوماً فَإِنّ ولَيِّ اللّهِ يُغَيّبُهُ اللّهُ عَن خَلقِهِ وَ يَحجُبُهُ عَن عِبَادِهِ فَلَا يَرَاهُ أَحَدٌ حَتّي يُقَدّمَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع فَرَسَهُليِقَضيَِ اللّهُ أَمراً كانَ مَفعُولًا
صفحه : 19
26- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ سَمِيعِ بنِ بُنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي الداّريِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ رُوحٍ الأهَواَزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن حَكِيمَةَ بِمِثلِ مَعنَي الحَدِيثِ الأَوّلِ إِلّا أَنّهُ قَالَ قَالَت بَعَثَ إلِيَّ أَبُو مُحَمّدٍ ع لَيلَةَ النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمسٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ قَالَت وَ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَن أُمّهُ قَالَ نَرجِسُ قَالَت فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ اشتَدّ شوَقيِ إِلَي ولَيِّ اللّهِ فَأَتَيتُهُم عَائِدَةً فَبَدَأتُ بِالحُجرَةِ التّيِ فِيهَا الجَارِيَةُ فَإِذَا أَنَا بِهَا جَالِسَةً فِي مَجلِسِ المَرأَةِ النّفَسَاءِ وَ عَلَيهَا أَثوَابٌ صُفرٌ وَ هيَِ مُعَصّبَةُ الرّأسِ فَسَلّمتُ عَلَيهَا وَ التَفَتّ إِلَي جَانِبِ البَيتِ وَ إِذَا بِمَهدٍ عَلَيهِ أَثوَابٌ خُضرٌ فَعَدَلتُ إِلَي المَهدِ وَ رَفَعتُ عَنهُ الأَثوَابَ فَإِذَا أَنَا بوِلَيِّ اللّهِ نَائِمٌ عَلَي قَفَاهُ غَيرَ مَحزُومٍ وَ لَا مَقمُوطٍ فَفَتَحَ عَينَيهِ وَ جَعَلَ يَضحَكُ وَ ينُاَجيِنيِ بِإِصبَعِهِ فَتَنَاوَلتُهُ وَ أَدنَيتُهُ إِلَي فمَيِ لِأُقَبّلَهُ فَشَمَمتُ مِنهُ رَائِحَةً مَا شَمَمتُ قَطّ أَطيَبَ مِنهَا وَ ناَداَنيِ أَبُو مُحَمّدٍ ع يَا عمَتّيِ هلَمُيّ فتَاَيَ إلِيَّ فَتَنَاوَلَهُ وَ قَالَ يَا بنُيَّ انطِق وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ قَالَت ثُمّ تَنَاوَلَهُ مِنهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا بنُيَّ أَستَودِعُكَ ألّذِي استَودَعَتهُ أُمّ مُوسَي كُن فِي دَعَةِ اللّهِ وَ سَترِهِ وَ كَنَفِهِ وَ جِوَارِهِ وَ قَالَ رُدّيهِ إِلَي أُمّهِ يَا عَمّةُ وَ اكتمُيِ خَبَرَ هَذَا المَولُودِ عَلَينَا وَ لَا تخُبرِيِ بِهِ أَحَداًحَتّي يَبلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُفَأَتَيتُ أُمّهُ وَ وَدّعتُهُم وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِهِ
بيان حزمه يحزمه شده
27- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن حَنظَلَةَ بنِ زَكَرِيّا قَالَ حدَثّنَيِ الثّقَةُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَن حَكِيمَةَ بِمِثلِ ذَلِكَ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن جَمَاعَةٍ مِنَ الشّيُوخِ أَنّ حَكِيمَةَ حَدّثَت بِهَذَا الحَدِيثِ وَ ذَكَرَت أَنّهُ كَانَ لَيلَةَ النّصفِ مِن شَعبَانَ وَ أَنّ أُمّهُ نَرجِسُ وَ سَاقَتِ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهَا فَإِذَا أَنَا بِحِسّ سيَدّيِ وَ بِصَوتِ أَبِي مُحَمّدٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ يَا عمَتّيِ هاَتيِ ابنيِ إلِيَّ فَكَشَفتُ عَن سيَدّيِ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ مُتَلَقّياً الأَرضَ بِمَسَاجِدِهِ وَ عَلَي ذِرَاعِهِ الأَيمَنِ مَكتُوبٌجاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًفَضَمَمتُهُ إلِيَّ فَوَجَدتُهُ مَفرُوغاً مِنهُ فَلَفَفتُهُ فِي ثَوبٍ وَ
صفحه : 20
حَمَلتُهُ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع وَ ذَكَرُوا الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ عَلِيّاً أَمِيرُ المُؤمِنِينَ حَقّاً ثُمّ لَم يَزَل يَعُدّ السّادَةَ الأَوصِيَاءَ إِلَي أَن بَلَغَ إِلَي نَفسِهِ وَ دَعَا لِأَولِيَائِهِ بِالفَرَجِ عَلَي يَدَيهِ ثُمّ أَحجَمَ وَ قَالَت ثُمّ رُفِعَ بيَنيِ وَ بَينَ أَبِي مُحَمّدٍ كَالحِجَابِ فَلَم أَرَ سيَدّيِ فَقُلتُ لأِبَيِ مُحَمّدٍ يَا سيَدّيِ أَينَ موَلاَيَ فَقَالَ أَخَذَهُ مَن هُوَ أَحَقّ مِنكِ وَ مِنّا ثُمّ ذَكَرُوا الحَدِيثَ بِتَمَامِهِ وَ زَادُوا فِيهِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ أَربَعِينَ يَوماً دَخَلتُ عَلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع فَإِذَا مَولَانَا الصّاحِبُ يمَشيِ فِي الدّارِ فَلَم أَرَ وَجهاً أَحسَنَ مِن وَجهِهِ وَ لَا لُغَةً أَفصَحَ مِن لُغَتِهِ فَقَالَ أَبُو مُحَمّدٍ هَذَا المَولُودُ الكَرِيمُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقُلتُ سيَدّيِ أَرَي مِن أَمرِهِ مَا أَرَي وَ لَهُ أَربَعُونَ يَوماً فَتَبَسّمَ وَ قَالَ يَا عمَتّيِ أَ مَا عَلِمتِ أَنّا مَعَاشِرَ الأَئِمّةِ نَنشَأُ فِي اليَومِ مَا يَنشَأُ غَيرُنَا فِي السّنَةِ فَقُمتُ فَقَبّلتُ رَأسَهُ وَ انصَرَفتُ ثُمّ عُدتُ وَ تَفَقّدتُهُ فَلَم أَرَهُ فَقُلتُ لأِبَيِ مُحَمّدٍ ع مَا فَعَلَ مَولَانَا فَقَالَ يَا عَمّةُ استَودَعنَاهُ ألّذِي استَودَعَت أُمّ مُوسَي
28-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن حَنظَلَةَ بنِ زَكَرِيّا قَالَحدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ بِلَالِ بنِ دَاوُدَ الكَاتِبِ وَ كَانَ عَامّيّاً بِمَحَلّ مِنَ النّصبِ لِأَهلِ البَيتِ ع يُظهِرُ ذَلِكَ وَ لَا يَكتُمُهُ وَ كَانَ صَدِيقاً لِي يُظهِرُ مَوَدّةً بِمَا فِيهِ مِن طَبعِ أَهلِ العِرَاقِ فَيَقُولُ كُلّمَا لقَيِنَيِ لَكَ عنِديِ خَبَرٌ تَفرَحُ بِهِ وَ لَا أُخبِرُكَ بِهِ فَأَتَغَافَلُ عَنهُ إِلَي أَن جمَعَنَيِ وَ إِيّاهُ مَوضِعُ خَلوَةٍ فَاستَقصَيتُ عَنهُ وَ سَأَلتُهُ أَن يخُبرِنَيِ بِهِ فَقَالَ كَانَت دُورُنَا بسِرُمّنَ رَأَي مُقَابِلَ دَارِ ابنِ الرّضَا يعَنيِ أَبَا مُحَمّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع فَغِبتُ عَنهَا دَهراً طَوِيلًا إِلَي قَزوِينَ وَ غَيرِهَا ثُمّ قَضَي لِيَ الرّجُوعُ إِلَيهَا فَلَمّا وَافَيتُهَا وَ قَد كُنتُ فَقَدتُ جَمِيعَ مَن خَلّفتُهُ مِن أهَليِ وَ قرَاَباَتيِ إِلّا عَجُوزاً كَانَت ربَتّنيِ وَ لَهَا بِنتٌ مَعَهَا وَ كَانَت مِن طَبعِ الأَوّلِ مَستُورَةً صَائِنَةً لَا تُحسِنُ الكَذِبَ وَ كَذَلِكَ مُوَالِيَاتٌ لَنَا بَقِينَ فِي الدّارِ فَأَقَمتُ عِندَهُم أَيّاماً ثُمّ عَزَمتُ عَلَي الخُرُوجِ فَقَالَتِ العَجُوزُ كَيفَ تَستَعجِلُ الِانصِرَافَ وَ قَد غِبتَ زَمَاناً فَأَقِم عِندَنَا لِنَفرَحَ بِمَكَانِكَ فَقُلتُ لَهَا عَلَي جِهَةِ الهُزءِ أُرِيدُ أَن أَصِيرَ إِلَي كَربَلَاءَ وَ كَانَ النّاسُ لِلخُرُوجِ فِي النّصفِ مِن شَعبَانَ أَو لِيَومِ عَرَفَةَ فَقَالَت يَا بنُيَّ أُعِيذُكَ بِاللّهِ أَن تستهيني بما[تَستَهِينَ مَا]ذَكَرتَ أَو تَقُولَهُ عَلَي وَجهِ
صفحه : 21
الهُزءِ فإَنِيّ أُحَدّثُكَ بِمَا رَأَيتُهُ يعَنيِ بَعدَ خُرُوجِكَ مِن عِندَنَا بِسَنَتَينِ كُنتُ فِي هَذَا البَيتِ نَائِمَةً بِالقُربِ مِنَ الدّهلِيزِ وَ معَيَِ ابنتَيِ وَ أَنَا بَينَ النّائِمَةِ وَ اليَقظَانَةِ إِذ دَخَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الوَجهِ نَظِيفُ الثّيَابِ طَيّبُ الرّائِحَةِ فَقَالَ يَا فُلَانَةُ يَجِيئُكِ السّاعَةَ مَن يَدعُوكِ فِي الجِيرَانِ فَلَا تمَتنَعِيِ مِنَ الذّهَابِ مَعَهُ وَ لَا تخَاَفيِ فَفَزِعتُ وَ نَادَيتُ ابنتَيِ وَ قُلتُ لَهَا هَل شَعَرتِ بِأَحَدٍ دَخَلَ البَيتَ فَقَالَت لَا فَذَكَرتُ اللّهَ وَ قَرَأتُ وَ نِمتُ فَجَاءَ الرّجُلُ بِعَينِهِ وَ قَالَ لِي مِثلَ قَولِهِ فَفَزِعتُ وَ صِحتُ باِبنتَيِ فَقَالَت لَم يَدخُلِ البَيتَ فاَذكرُيِ اللّهَ وَ لَا تفَزعَيِ فَقَرَأتُ وَ نِمتُ فَلَمّا كَانَ فِي الثّالِثَةِ جَاءَ الرّجُلُ وَ قَالَ يَا فُلَانَةُ قَد جَاءَكِ مَن يَدعُوكِ وَ يَقرَعُ البَابَ فاَذهبَيِ مَعَهُ وَ سَمِعتُ دَقّ البَابِ فَقُمتُ وَرَاءَ البَابِ وَ قُلتُ مَن هَذَا فَقَالَ افتحَيِ وَ لَا تخَاَفيِ فَعَرَفتُ كَلَامَهُ وَ فَتَحتُ البَابَ فَإِذَا خَادِمٌ مَعَهُ إِزَارٌ فَقَالَ يَحتَاجُ إِلَيكِ بَعضُ الجِيرَانِ لِحَاجَةٍ مُهِمّةٍ فاَدخلُيِ وَ لَفّ رأَسيِ بِالمُلَاءَةِ وَ أدَخلَنَيِ الدّارَ وَ أَنَا أَعرِفُهَا فَإِذَا بِشِقَاقٍ مَشدُودَةٍ وَسَطَ الدّارِ وَ رَجُلٌ قَاعِدٌ بِجَنبِ الشّقَاقِ فَرَفَعَ الخَادِمُ طَرَفَهُ فَدَخَلتُ وَ إِذَا امرَأَةٌ قَد أَخَذَهَا الطّلقُ وَ امرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلفَهَا كَأَنّهَا تَقبَلُهَا فَقَالَتِ المَرأَةُ تُعِينُنَا فِيمَا نَحنُ فِيهِ فَعَالَجتُهَا بِمَا يُعَالَجُ بِهِ مِثلُهَا فَمَا كَانَ إِلّا قَلِيلًا حَتّي سَقَطَ غُلَامٌ فَأَخَذتُهُ عَلَي كفَيّ وَ صِحتُ غُلَامٌ غُلَامٌ وَ أَخرَجتُ رأَسيِ مِن طَرَفِ الشّقَاقِ أُبَشّرُ الرّجُلَ القَاعِدَ فَقِيلَ لِي لَا تصَيِحيِ فَلَمّا رَدَدتُ وجَهيِ إِلَي الغُلَامِ قَد كُنتُ فَقَدتُهُ مِن كفَيّ فَقَالَت لِيَ المَرأَةُ القَاعِدَةُ لَا تصَيِحيِ وَ أَخَذَ الخَادِمُ بيِدَيِ وَ لَفّ رأَسيِ بِالمُلَاءَةِ وَ أخَرجَنَيِ مِنَ الدّارِ وَ ردَنّيِ إِلَي داَريِ وَ ناَولَنَيِ صُرّةً وَ قَالَ لِي لَا تخُبرِيِ بِمَا رَأَيتِ أَحَداً فَدَخَلتُ الدّارَ وَ رَجَعتُ إِلَي فرِاَشيِ فِي هَذَا البَيتِ وَ ابنتَيِ نَائِمَةٌ بَعدُ فَأَنبَهتُهَا وَ سَأَلتُهَا هَل عَلِمتِ بخِرُوُجيِ وَ رجُوُعيِ فَقَالَت لَا وَ فَتَحتُ الصّرّةَ فِي ذَلِكَ الوَقتِ وَ إِذَا فِيهَا عَشَرَةُ دَنَانِيرَ عَدَداً وَ مَا أَخبَرتُ بِهَذَا أَحَداً إِلّا فِي هَذَا الوَقتِ لَمّا تَكَلّمتَ بِهَذَا الكَلَامِ عَلَي حَدّ الهُزءِ فَحَدّثتُكَ إِشفَاقاً عَلَيكَ فَإِنّ لِهَؤُلَاءِ القَومِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ شَأناً وَ مَنزِلَةً وَ كُلّ مَا يَدّعُونَهُ حتي [حَقّ] قَالَ فَعَجِبتُ مِن قَولِهَا وَ صَرَفتُهُ إِلَي السّخرِيّةِ وَ الهُزءِ وَ لَم أَسأَلهَا عَنِ الوَقتِ غَيرَ أنَيّ أَعلَمُ يَقِيناً أنَيّ غِبتُ عَنهُم فِي سَنَةِ نَيّفٍ وَ خَمسِينَ
صفحه : 22
وَ مِائَتَينِ وَ رَجَعتُ إِلَي سرُمّنَ رَأَي فِي وَقتٍ أخَبرَتَنيِ العَجُوزُ بِهَذَا الخَبَرِ فِي سَنَةِ إِحدَي وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَتَينِ فِي وِزَارَةِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ لَمّا قَصَدتُهُ قَالَ حَنظَلَةُ فَدَعَوتُ بأِبَيِ الفَرَجِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ حَتّي سَمِعَ معَيِ هَذَا الخَبَرَ
بيان قوله من طبع الأول أي كانت من طبع الخلق الأول هكذا أي كان مطبوعا علي تلك الخصال في أول عمره والشقاق جمع الشقة بالكسر وهي من الثوب ماشق مستطيلا
29- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]روُيَِ أَنّ بَعضَ أَخَوَاتِ أَبِي الحَسَنِ ع كَانَت لَهَا جَارِيَةٌ رَبّتهَا تُسَمّي نَرجِسَ فَلَمّا كَبِرَت دَخَلَ أَبُو مُحَمّدٍ ع فَنَظَرَ إِلَيهَا فَقَالَت لَهُ أَرَاكَ يَا سيَدّيِ تَنظُرُ إِلَيهَا فَقَالَ إنِيّ مَا نَظَرتُ إِلَيهَا إِلّا مُتَعَجّباً أَمَا إِنّ المَولُودَ الكَرِيمَ عَلَي اللّهِ يَكُونُ مِنهَا ثُمّ أَمَرَهَا أَن تَستَأذِنَ أَبَا الحَسَنِ ع فِي دَفعِهَا إِلَيهِ فَفَعَلَت فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ
30- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]رَوَي عَلّانٌ بِإِسنَادِهِ أَنّ السّيّدَ ع وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتّ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ مِنَ الهِجرَةِ بَعدَ مضُيِّ أَبِي الحَسَنِ ع بِسَنَتَينِ
31- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]رَوَي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الشلّمغَاَنيِّ فِي كِتَابِ الأَوصِيَاءِ قَالَ حدَثّنَيِ حَمزَةُ بنُ نَصرٍ غُلَامُ أَبِي الحَسَنِ ع عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا وُلِدَ السّيّدُ ع تَبَاشَرَ أَهلُ الدّارِ بِذَلِكَ فَلَمّا نَشَأَ خَرَجَ إلِيَّ الأَمرُ أَن أَبتَاعَ فِي كُلّ يَومٍ مَعَ اللّحمِ قَصَبَ مُخّ وَ قِيلَ إِنّ هَذَا لِمَولَانَا الصّغِيرِ ع
32- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]الشلّمغَاَنيِّ قَالَ حدَثّنَيِ الثّقَةُ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِدرِيسَ قَالَ وَجّهَ إلِيَّ موَلاَيَ أَبُو مُحَمّدٍ ع بِكَبشٍ وَ قَالَ عُقّهُ عَنِ ابنيِ فُلَانٍ وَ كُل وَ أَطعِم أَهلَكَ فَفَعَلتُ ثُمّ لَقِيتُهُ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ لِي المَولُودُ ألّذِي وُلِدَ لِي مَاتَ ثُمّ وَجّهَ إلِيَّ بِكَبشَينِ وَ كَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِعُقّ هَذَينِ الكَبشَينِ عَن مَولَاكَ وَ كُل هَنّأَكَ اللّهُ وَ أَطعِم إِخوَانَكَ فَفَعَلتُ وَ لَقِيتُهُ بَعدَ ذَلِكَ فَمَا ذَكَرَ لِي شَيئاً
33-ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ وَ الحمِيرَيِّ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ الخَشّابِ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ,
صفحه : 23
إِنّمَا مَثَلُ أَهلِ بيَتيِ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ نُجُومِ السّمَاءِ كُلّمَا غَابَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ حَتّي إِذَا مَدَدتُم إِلَيهِ حَوَاجِبَكُم وَ أَشَرتُم إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ جَاءَ مَلَكُ المَوتِ فَذَهَبَ بِهِ ثُمّ بَقِيتُم سَبتاً مِن دَهرِكُم لَا تَدرُونَ أَيّاً مِن أَيّ وَ استَوَي فِي ذَلِكَ بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ فَبَينَمَا أَنتُم كَذَلِكَ إِذ أَطلَعَ اللّهُ نَجمَكُم فَاحمَدُوهُ وَ اقبَلُوهُ
بيان ليس المراد ذهاب ملك الموت به ع بقبض روحه بل كان مع روح القدس عند ماغاب به
34- نجم ،[ كتاب النجوم ]ذَكَرَ بَعضُ أَصحَابِنَا فِي كِتَابِ الأَوصِيَاءِ وَ هُوَ كِتَابٌ مُعتَمَدٌ رَوَاهُ الحَسَنُ بنُ جَعفَرٍ الصيّمرَيِّ وَ مُؤَلّفُهُ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الصيّمرَيِّ وَ كَانَت لَهُ مُكَاتَبَاتٌ إِلَي الهاَديِ وَ العسَكرَيِّ ع وَ جَوَابُهَا إِلَيهِ وَ هُوَ ثِقَةٌ مُعتَمَدٌ عَلَيهِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفظُهُ وَ حدَثّنَيِ أَبُو جَعفَرٍ القمُيّّ ابنُ أخَيِ أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ بنِ مَصقَلَةَ أَنّهُ كَانَ بِقُمّ مُنَجّمٌ يهَوُديِّ مَوصُوفٌ بِالحِذقِ بِالحِسَابِ فَأَحضَرَهُ أَحمَدُ بنُ إِسحَاقَ وَ قَالَ لَهُ قَد وُلِدَ مَولُودٌ فِي وَقتِ كَذَا وَ كَذَا فَخُذِ الطّالِعَ وَ اعمَل لَهُ مِيلَاداً قَالَ فَأَخَذَ الطّالِعَ وَ نَظَرَ فِيهِ وَ عَمِلَ عَمَلًا لَهُ وَ قَالَ لِأَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ لَستُ أَرَي النّجُومَ تدَلُنّيِ فِيمَا يُوجِبُهُ الحِسَابُ أَنّ هَذَا المَولُودَ لَكَ وَ لَا يَكُونُ مِثلُ هَذَا المَولُودِ إِلّا نَبِيّاً أَو وصَيِّ نبَيِّ وَ إِنّ النّظَرَ لَيَدُلّ عَلَي أَنّهُ يَملِكُ الدّنيَا شَرقاً وَ غَرباً وَ بَرّاً وَ بَحراً وَ سَهلًا وَ جَبَلًا حَتّي لَا يَبقَي عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَحَدٌ إِلّا دَانَ بِدِينِهِ وَ قَالَ بِوَلَايَتِهِ
35- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الشّيخُ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَ مَولِدُ الحُجّةِ بنِ الحَسَنِ ع بسِرُمّنَ رَأَي فِي ثَالِثٍ وَ عِشرِينَ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ وَ أَبُوهُ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ تُسَمّي صَقِيلَ وَ قِيلَ حَكِيمَةَ وَ قِيلَ غَيرَ ذَلِكَ وَ كُنيَتُهُ أَبُو القَاسِمِ وَ لَقَبُهُ الحُجّةُ وَ الخَلَفُ الصّالِحُ وَ قِيلَ المُنتَظَرُ
36-شا،[الإرشاد] كَانَ مَولِدُهُ ع لَيلَةَ النّصفِ مِن شَعبَانَ سَنَةَ خَمسٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا نَرجِسُ وَ كَانَ سِنّهُ عِندَ وَفَاةِ أَبِيهِ خَمسُ سِنِينَ آتَاهُ اللّهُ فِيهِالحِكمَةَ وَ فَصلَ الخِطابِ وَ جَعَلَهُآيَةً لِلعالَمِينَ وَ آتَاهُ الحِكمَةَ كَمَا آتَاهُ يَحيَي صَبِيّاً وَ جَعَلَهُ إِمَاماً كَمَا جَعَلَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ فِي المَهدِ نَبِيّاً وَ لَهُ قَبلَ قِيَامِهِ غَيبَتَانِ إِحدَاهُمَا أَطوَلُ مِنَ الأُخرَي جَاءَت بِذَلِكَ الأَخبَارُ فَأَمّا القُصرَي مِنهَا فَمُنذُ وَقتِ مَولِدِهِ إِلَي
صفحه : 24
انقِطَاعِ السّفَارَةِ بَينَهُ وَ بَينَ شِيعَتِهِ وَ عَدَمِ السّفَرَاءِ بِالوَفَاةِ وَ أَمّا الطّولَي فهَيَِ بَعدَ الأُولَي وَ فِي آخِرِهَا يَقُومُ بِالسّيفِ
37- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ ابنُ الخَشّابِ حدَثّنَيِ أَبُو القَاسِمِ طَاهِرُ بنُ هَارُونَ بنِ مُوسَي العلَوَيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ سيَدّيِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الخَلَفُ الصّالِحُ مِن ولُديِ وَ هُوَ المهَديِّ اسمُهُ م ح م د وَ كُنيَتُهُ أَبُو القَاسِمِ يَخرُجُ فِي آخِرِ الزّمَانِ يُقَالُ لِأُمّهِ صَقِيلُ قَالَ لَنَا أَبُو بَكرٍ الدّارِعُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي بَل أُمّهُ حَكِيمَةُ وَ فِي رِوَايَةٍ ثَالِثَةٍ يُقَالُ لَهَا نَرجِسُ وَ يُقَالُ بَل سَوسَنُ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِذَلِكَ وَ يُكَنّي بأِبَيِ القَاسِمِ وَ هُوَ ذُو الِاسمَينِ خَلَفٍ وَ مُحَمّدٍ يَظهَرُ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ عَلَي رَأسِهِ غَمَامَةٌ تُظِلّهُ مِنَ الشّمسِ تَدُورُ مَعَهُ حَيثُمَا دَارَ تنُاَديِ بِصَوتٍ فَصِيحٍ هَذَا المهَديِّ
حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ مُوسَي الطوّسيِّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو مِسكِينٍ عَن بَعضِ أَصحَابِ التّارِيخِ أَنّ أُمّ المُنتَظَرِ يُقَالُ لَهَا حَكِيمَةُ
أقول سيأتي بعض الأخبار في باب من رآه . و قال ابن خلكان في تاريخه هوثاني عشر الأئمة الاثني عشر علي اعتقاد الإمامية المعروف بالحجة و هو ألذي تزعم الشيعة أنه المنتظر والقائم والمهدي و هوصاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسرمن رأي كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين و لماتوفي أبوه كان عمره خمس سنين واسم أمه خمط وقيل نرجس والشيعة يقولون إنه دخل السرداب في دار أبيه وأمه تنظر إليه فلم يعد يخرج إليها و ذلك في سنة خمس وستين ومائتين وعمره يومئذ تسع سنين وذكر ابن الأزرق في تاريخ ميافارقين أن الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين و هوالأصح وإنه لمادخل السرداب كان عمره أربع سنين وقيل خمس سنين وقيل إنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين وعمره سبع عشرة سنة و الله أعلم .أقول رَأَيتُ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا رِوَايَةً هَذِهِ صُورَتُهَا قَالَ حدَثّنَيِ هَارُونُ بنُ مُسلِمٍ عَن سَعدَانَ البصَريِّ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ البغَداَديِّ وَ أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ
صفحه : 25
وَ سَهلِ بنِ زِيَادٍ الأدَمَيِّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن عِدّةٍ مِنَ المَشَايِخِ وَ الثّقَاتِ عَن سَيّدَينَا أَبِي الحَسَنِ وَ أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَرَادَ أَن يَخلُقَ الإِمَامَ أَنزَلَ قَطرَةً مِن مَاءِ الجَنّةِ فِي المُزنِ فَتَسقُطُ فِي ثَمَرَةٍ مِن ثِمَارِ الجَنّةِ فَيَأكُلُهَا الحُجّةُ فِي الزّمَانِ ع فَإِذَا استَقَرّت فِيهِ فيَمَضيِ لَهُ أَربَعُونَ يَوماً سَمِعَ الصّوتَ فَإِذَا آنَت لَهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ وَ قَد حُمِلَ كُتِبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا وُلِدَ قَامَ بِأَمرِ اللّهِ وَ رُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِن نُورٍ فِي كُلّ مَكَانٍ يَنظُرُ فِيهِ إِلَي الخَلَائِقِ وَ أَعمَالِهِم وَ يَنزِلُ أَمرُ اللّهِ إِلَيهِ فِي ذَلِكَ العَمُودِ وَ العَمُودُ نُصبُ عَينِهِ حَيثُ تَوَلّي وَ نَظَرَ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ ع دَخَلتُ عَلَي عمَاّتيِ فَرَأَيتُ جَارِيَةً مِن جَوَارِيهِنّ قَد زُيّنَت تُسَمّي نَرجِسُ فَنَظَرتُ إِلَيهَا نَظَراً أَطَلتُهُ فَقَالَت لِي عمَتّيِ حَكِيمَةُ أَرَاكَ يَا سيَدّيِ تَنظُرُ إِلَي هَذِهِ الجَارِيَةِ نَظَراً شَدِيداً فَقُلتُ لَهُ يَا عَمّةُ مَا نظَرَيِ إِلَيهَا إِلّا نَظَرَ التّعَجّبِ مِمّا لِلّهِ فِيهِ مِن إِرَادَتِهِ وَ خِيَرَتِهِ قَالَت لِي أَحسَبُكَ يَا سيَدّيِ تُرِيدُهَا فَأَمَرتُهَا أَن تَستَأذِنَ أَبِي عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ ع فِي تَسلِيمِهَا إلِيَّ فَفَعَلَت فَأَمَرَهَا ع بِذَلِكَ فجَاَءتَنيِ بِهَا
قَالَ الحُسَينُ بنُ حَمدَانَ وَ حدَثّنَيِ مَن أَثِقُ إِلَيهِ مِنَ المَشَايِخِ عَن حَكِيمَةَ بِنتِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع قَالَكَانَت تَدخُلُ عَلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع فَتَدعُو لَهُ أَن يَرزُقَهُ اللّهُ وَلَداً وَ أَنّهَا قَالَت دَخَلتُ عَلَيهِ فَقُلتُ لَهُ كَمَا أَقُولُ وَ دَعَوتُ كَمَا أَدعُو فَقَالَ يَا عَمّةُ أَمَا إِنّ ألّذِي تَدعِينَ اللّهَ أَن يَرزُقَنِيهِ يُولَدُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ وَ كَانَت لَيلَةَ الجُمُعَةِ لِثَلَاثٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ سَبعٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ فاَجعلَيِ إِفطَارَكِ مَعَنَا فَقُلتُ يَا سيَدّيِ مِمّن يَكُونُ هَذَا الوَلَدُ العَظِيمُ فَقَالَ لِي ع مِن نَرجِسَ يَا عَمّةُ قَالَ فَقَالَت لَهُ يَا سيَدّيِ مَا فِي جَوَارِيكِ أَحَبّ إلِيَّ مِنهَا وَ قُمتُ وَ دَخَلتُ إِلَيهَا وَ كُنتُ إِذَا دَخَلتُ فَعَلَت بيِ كَمَا تَفعَلُ فَانكَبَبتُ عَلَي يَدَيهَا فَقَبّلتُهُمَا وَ مَنَعتُهَا مِمّا كَانَت تَفعَلُهُ فخَاَطبَتَنيِ بِالسّيَادَةِ فَخَاطَبتُهَا بِمِثلِهَا فَقَالَت لِي فَدَيتُكِ فَقُلتُ لَهَا أَنَا فِدَاكِ وَ جَمِيعُ العَالَمِينَ فَأَنكَرَت ذَلِكِ فَقُلتُ لَهَا لَا تُنكِرِينَ مَا فَعَلتُ فَإِنّ اللّهَ سَيَهَبُ لَكِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ
صفحه : 26
غُلَاماً سَيّداً فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ هُوَ فَرَجُ المُؤمِنِينَ فَاستَحيَت فَتَأَمّلتُهَا فَلَم أَرَ فِيهَا أَثَرَ الحَملِ فَقُلتُ لسِيَدّيِ أَبِي مُحَمّدٍ ع مَا أَرَي بِهَا حَملًا فَتَبَسّمَ ع ثُمّ قَالَ إِنّا مَعَاشِرَ الأَوصِيَاءِ لَسنَا نُحمَلُ فِي البُطُونِ وَ إِنّمَا نُحمَلُ فِي الجَنبِ وَ لَا نَخرُجُ مِنَ الأَرحَامِ وَ إِنّمَا نَخرُجُ مِنَ الفَخِذِ الأَيمَنِ مِن أُمّهَاتِنَا لِأَنّنَا نُورُ اللّهِ ألّذِي لَا تَنَالُهُ الدّانِسَاتُ فَقُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ قَد أخَبرَتنَيِ أَنّهُ يُولَدُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ ففَيِ أَيّ وَقتٍ مِنهَا قَالَ لِي فِي طُلُوعِ الفَجرِ يُولَدُ الكَرِيمُ عَلَي اللّهِ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَت حَكِيمَةُ فَأَقَمتُ فَأَفطَرتُ وَ نِمتُ بِقُربٍ مِن نَرجِسَ وَ بَاتَ أَبُو مُحَمّدٍ ع فِي صُفّةٍ فِي تِلكَ الدّارِ التّيِ نَحنُ فِيهَا فَلَمّا وَرَدَ وَقتُ صَلَاةِ اللّيلِ قُمتُ وَ نَرجِسُ نَائِمَةٌ مَا بِهَا أَثَرُ وِلَادَةٍ فَأَخَذتُ فِي صلَاَتيِ ثُمّ أَوتَرتُ فَأَنَا فِي الوَترِ حَتّي وَقَعَ فِي نفَسيِ أَنّ الفَجرَ قَد طَلَعَ وَ دَخَلَ قلَبيِ شَيءٌ فَصَاحَ أَبُو مُحَمّدٍ ع مِنَ الصّفّةِ لَم يَطلُعِ الفَجرُ يَا عَمّةُ فَأَسرَعتُ الصّلَاةَ وَ تَحَرّكَت نَرجِسُ فَدَنَوتُ مِنهَا وَ ضَمَمتُهَا إلِيَّ وَ سَمّيتُ عَلَيهَا ثُمّ قُلتُ لَهَا هَل تَحِسّينَ بشِيَءٍ قَالَت نَعَم فَوَقَعَ عَلَيّ سُبَاتٌ لَم أَتَمَالَك مَعَهُ أَن نِمتُ وَ وَقَعَ عَلَي نَرجِسَ مِثلُ ذَلِكَ وَ نَامَت فَلَم أَنتَبِه إِلّا بِحِسّ سيَدّيِ المهَديِّ وَ صَيحَةِ أَبِي مُحَمّدٍ ع يَقُولُ يَا عَمّةُ هاَتيِ ابنيِ إلِيَّ فَقَد قَبِلتُهُ فَكَشَفتُ عَن سيَدّيِ ع فَإِذَا أَنَا بِهِ سَاجِداً يَبلُغُ الأَرضَ بِمَسَاجِدِهِ وَ عَلَي ذِرَاعِهِ الأَيمَنِ مَكتُوبٌجاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًفَضَمَمتُهُ إلِيَّ فَوَجَدتُهُ مَفرُوغاً مِنهُ وَ لَفَفتُهُ فِي ثَوبٍ وَ حَمَلتُهُ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع فَأَخَذَهُ فَأَقعَدَهُ عَلَي رَاحَتِهِ اليُسرَي وَ جَعَلَ رَاحَتَهُ اليُمنَي عَلَي ظَهرِهِ ثُمّ أَدخَلَ لِسَانَهُ فِي فِيهِ وَ أَمَرّ بِيَدِهِ عَلَي ظَهرِهِ وَ سَمعِهِ وَ مَفَاصِلِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ تَكَلّم يَا بنُيَّ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ولَيِّ اللّهِ ثُمّ لَم يَزَل يُعَدّدُ السّادَةَ الأَئِمّةَ ع إِلَي أَن بَلَغَ إِلَي نَفسِهِ وَ دَعَا لِأَولِيَائِهِ بِالفَرَجِ عَلَي يَدِهِ ثُمّ أَجحَمَ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ ع يَا عَمّةُ اذهبَيِ بِهِ إِلَي أُمّهِ لِيُسَلّمَ عَلَيهَا وَ أتيِنيِ بِهِ فَمَضَيتُ فَسَلّمَ عَلَيهَا وَ رَدَدتُهُ ثُمّ وَقَعَ بيَنيِ وَ بَينَ أَبِي مُحَمّدٍ ع كَالحِجَابِ فَلَم أَرَ سيَدّيِ فَقُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ أَينَ مَولَانَا فَقَالَ أَخَذَهُ مَن هُوَ أَحَقّ بِهِ مِنكِ فَإِذَا كَانَ اليَومُ السّابِعُ فَأتِينَا
صفحه : 27
فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ السّابِعِ جِئتُ فَسَلّمتُ ثُمّ جَلَستُ فَقَالَ ع هلَمُيّ ابنيِ فَجِئتُ بسِيَدّيِ وَ هُوَ فِي ثِيَابٍ صُفرٍ فَفَعَلَ بِهِ كَفِعَالِهِ الأَوّلِ وَ جَعَلَ لِسَانَهُ ع فِي فِيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ تَكَلّم يَا بنُيَّ فَقَالَ ع أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ ثَنّي بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةِ حَتّي وَقَفَ عَلَي أَبِيهِ ع ثُمّ قَرَأَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيَِ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ ثُمّ قَالَ لَهُ اقرَأ يَا بنُيَّ مِمّا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي أَنبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ فَابتَدَأَ بِصُحُفِ آدَمَ فَقَرَأَهَا بِالسّريَانِيّةِ وَ كِتَابِ إِدرِيسَ وَ كِتَابِ نُوحٍ وَ كِتَابِ هُودٍ وَ كِتَابِ صَالِحٍ وَ صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ تَورَاةِ مُوسَي وَ زَبُورِ دَاوُدَ وَ إِنجِيلِ عِيسَي وَ فُرقَانِ جدَيّ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَصّ قِصَصَ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ إِلَي عَهدِهِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ أَربَعِينَ يَوماً دَخَلتُ دَارَ أَبِي مُحَمّدٍ ع فَإِذَا مَولَانَا صَاحِبُ الزّمَانِ يمَشيِ فِي الدّارِ فَلَم أَرَ وَجهاً أَحسَنَ مِن وَجهِهِ ع وَ لَا لُغَةً أَفصَحَ مِن لُغَتِهِ فَقَالَ لِي أَبُو مُحَمّدٍ ع هَذَا المَولُودُ الكَرِيمُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ لَهُ أَربَعُونَ يَوماً وَ أَنَا أَرَي مِن أَمرِهِ مَا أَرَي فَقَالَ ع يَا عمَتّيِ أَ مَا عَلِمتِ أَنّا مَعشَرَ الأَوصِيَاءِ نَنشَأُ فِي اليَومِ مَا يَنشَأُ غَيرُنَا فِي الجُمعَةِ وَ نَنشَأُ فِي الجُمعَةِ مَا يَنشَأُ غَيرُنَا فِي السّنَةِ فَقُمتُ فَقَبّلتُ رَأسَهُ فَانصَرَفتُ فَعُدتُ وَ تَفَقّدتُهُ فَلَم أَرَهُ فَقُلتُ لسِيَدّيِ أَبِي مُحَمّدٍ ع مَا فَعَلَ مَولَانَا فَقَالَ يَا عَمّةُ استَودَعنَاهُ ألّذِي استَودَعَتهُ أُمّ مُوسَي ع ثُمّ قَالَ ع لَمّا وَهَبَ لِي ربَيّ مهَديِّ هَذِهِ الأُمّةِ أَرسَلَ مَلَكَينِ فَحَمَلَاهُ إِلَي سُرَادِقِ العَرشِ حَتّي وَقَفَا بِهِ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُ مَرحَباً بِكَ عبَديِ لِنُصرَةِ ديِنيِ وَ إِظهَارِ أمَريِ وَ مهَديِّ عبِاَديِ آلَيتُ أنَيّ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أعُطيِ وَ بِكَ أَغفِرُ وَ بِكَ أُعَذّبُ اردُدَاهُ أَيّهَا المَلَكَانِ رُدّاهُ رُدّاهُ عَلَي أَبِيهِ رَدّاً رَفِيقاً وَ أَبلِغَاهُ فَإِنّهُ فِي ضمَاَنيِ وَ كنَفَيِ وَ بعِيَنيِ إِلَي أَن أُحِقّ بِهِ الحَقّ وَ أُزهِقَ بِهِ البَاطِلَ وَ يَكُونَ الدّينُ لِي وَاصِباً ثُمّ قَالَت لَمّا سَقَطَ مِن بَطنِ أُمّهِ إِلَي الأَرضِ وُجِدَ جَاثِياً عَلَي رُكبَتَيهِ رَافِعاً
صفحه : 28
بِسَبّابَتَيهِ ثُمّ عَطَسَ فَقَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ عَبداً دَاخِراً غَيرَ مُستَنكِفٍ وَ لَا مُستَكبِرٍ ثُمّ قَالَ ع زَعَمَتِ الظّلَمَةُ أَنّ حُجّةَ اللّهِ دَاحِضَةٌ لَو أُذِنَ لِي لَزَالَ الشّكّ
وَ عَن اِبرَاهِيمَ صَاحِبِ أَبِي مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ وَجّهَ إلِيَّ موَلاَيَ أَبُو الحَسَنِ ع بِأَربَعَةِ أَكبُشٍ وَ كَتَبَ إلِيَّبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِعُقّ هَذِهِ عَنِ ابنيِ مُحَمّدٍ المهَديِّ وَ كُل هَنّأَكَ وَ أَطعِم مَن وَجَدتَ مِن شِيعَتِنَا
.أقول و قال الشهيد رحمه الله في الدروس ولد ع بسرمن رأي يوم الجمعة ليلا خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وأمه صقيل وقيل نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية.أقول وعين الشيخ في المصباحين والسيد بن طاوس في كتاب الإقبال وسائر مؤلفي كتب الدعوات ولادته ع في النصف من شعبان و قال في الفصول المهمة ولد ع بسرمن رأي ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين
نُقِلَ مِن خَطّ الشّهِيدِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ اللّيلَةَ التّيِ يُولَدُ فِيهَا القَائِمُ ع لَا يُولَدُ فِيهَا مَولُودٌ إِلّا كَانَ مُؤمِناً وَ إِن وُلِدَ فِي أَرضِ الشّركِ نَقَلَهُ اللّهُ إِلَي الإِيمَانِ بِبَرَكَةِ الإِمَامِ ع
1- ع ،[علل الشرائع ]الدّقّاقُ وَ ابنُ عِصَامٍ مَعاً عَنِ الكلُيَنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ العَلَاءِ عَن إِسمَاعِيلَ الفزَاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ الثمّاَليِّ قَالَسَأَلتُ البَاقِرَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ لَستُم كُلّكُم قَائِمِينَ بِالحَقّ قَالَ بَلَي قُلتُ فَلِمَ سمُيَّ القَائِمُ قَائِماً قَالَ لَمّا قُتِلَ جدَيَّ الحُسَينُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ ضَجّتِ المَلَائِكَةُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ قَالُوا إِلَهَنَا وَ سَيّدَنَا أَ تَغفَلُ
صفحه : 29
عَمّن قَتَلَ صَفوَتَكَ وَ ابنَ صَفوَتِكَ وَ خِيَرَتَكَ مِن خَلقِكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم قَرّوا ملَاَئكِتَيِ فَوَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَأَنتَقِمَنّ مِنهُم وَ لَو بَعدَ حِينٍ ثُمّ كَشَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنِ الأَئِمّةِ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع لِلمَلَائِكَةِ فَسَرّتِ المَلَائِكَةُ بِذَلِكَ فَإِذَا أَحَدُهُم قَائِمٌ يصُلَيّ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ القَائِمِ أَنتَقِمُ مِنهُم
2- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن سُفيَانَ بنِ عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِّ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ أَقبَلَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ رَحِمَكَ اللّهُ اقبِض هَذِهِ الخَمسَمِائَةِ دِرهَمٍ فَضَعهَا فِي مَوَاضِعِهَا فَإِنّهَا زَكَاةُ ماَليِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع بَل خُذهَا أَنتَ فَضَعهَا فِي جِيرَانِكَ وَ الأَيتَامِ وَ المَسَاكِينِ وَ فِي إِخوَانِكَ مِنَ المُسلِمِينَ إِنّمَا يَكُونُ هَذَا إِذَا قَامَ قَائِمُنَا فَإِنّهُ يَقسِمُ بِالسّوِيّةِ وَ يَعدِلُ فِي خَلقِ الرّحمَنِ البَرّ مِنهُم وَ الفَاجِرِ فَمَن أَطَاعَهُ فَقَد أَطَاعَ اللّهَ وَ مَن عَصَاهُ فَقَد عَصَي اللّهَ فَإِنّمَا سمُيَّ المهَديِّ لِأَنّهُ يُهدَي لِأَمرٍ خفَيِّ يَستَخرِجُ التّورَاةَ وَ سَائِرَ كُتُبِ اللّهِ مِن غَارٍ بِأَنطَاكِيّةَ فَيَحكُمُ بَينَ أَهلِ التّورَاةِ بِالتّورَاةِ وَ بَينَ أَهلِ الإِنجِيلِ بِالإِنجِيلِ وَ بَينَ أَهلِ الزّبُورِ بِالزّبُورِ وَ بَينَ أَهلِ الفُرقَانِ بِالفُرقَانِ وَ تُجمَعُ إِلَيهِ أَموَالُ الدّنيَا كُلّهَا مَا فِي بَطنِ الأَرضِ وَ ظَهرِهَا فَيَقُولُ لِلنّاسِ تَعَالَوا إِلَي مَا قَطَعتُم فِيهِ الأَرحَامَ وَ سَفَكتُم فِيهِ الدّمَاءَ وَ رَكِبتُم فِيهِ مَحَارِمَ اللّهِ فيَعُطيِ شَيئاً لَم يُعطِ أَحَدٌ كَانَ قَبلَهُ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ رَجُلٌ منِيّ اسمُهُ كاَسميِ يحَفظَنُيِ اللّهُ فِيهِ وَ يَعمَلُ بسِنُتّيِ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا وَ نُوراً بَعدَ مَا تَمتَلِئُ ظُلماً وَ جَوراً وَ سُوءاً
بيان قوله ع إنما يكون هذا أي وجوب رفع الزكاة إلي الإمام و قوله يحكم بين أهل التوراة بالتوراة لاينافي ماسيأتي من الأخبار في أنه ع لايقبل من أحد إلاالإسلام لأن هذامحمول علي أنه يقيم الحجة عليهم بكتبهم أويفعل ذلك في بدو الأمر قبل أن يعلو أمره ويتم حجته قوله ع يحفظني الله فيه أي يحفظ حقي وحرمتي في شأنه فيعينه وينصره أويجعله بحيث يعلم الناس حقه وحرمته لجده
صفحه : 30
3- مع ،[معاني الأخبار] سمُيَّ القَائِمُ ع قَائِماً لِأَنّهُ يَقُومُ بَعدَ موته [مَوتِ]ذِكرِهِ
4- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الصّقرِ بنِ دُلَفَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ الإِمَامَ بعَديِ ابنيِ عَلِيّ أَمرُهُ أمَريِ وَ قَولُهُ قوَليِ وَ طَاعَتُهُ طاَعتَيِ وَ الإِمَامَةُ بَعدَهُ فِي ابنِهِ الحَسَنِ أَمرُهُ أَمرُ أَبِيهِ وَ قَولُهُ قَولُ أَبِيهِ وَ طَاعَتُهُ طَاعَةُ أَبِيهِ ثُمّ سَكَتَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَنِ الإِمَامُ بَعدَ الحَسَنِ فَبَكَي ع بُكَاءً شَدِيداً ثُمّ قَالَ إِنّ مِن بَعدِ الحَسَنِ ابنَهُ القَائِمَ بِالحَقّ المُنتَظَرَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ لِمَ سمُيَّ القَائِمَ قَالَ لِأَنّهُ يَقُومُ بَعدَ مَوتِ ذِكرِهِ وَ ارتِدَادِ أَكثَرِ القَائِلِينَ بِإِمَامَتِهِ فَقُلتُ لَهُ وَ لِمَ سمُيَّ المُنتَظَرَ قَالَ لِأَنّ لَهُ غَيبَةً تَكثُرُ أَيّامُهَا وَ يَطُولُ أَمَدُهَا فَيَنتَظِرُ خُرُوجَهُ المُخلِصُونَ وَ يُنكِرُهُ المُرتَابُونَ وَ يسَتهَزِئُ بِذِكرِهِ الجَاحِدُونَ وَ يَكثُرُ فِيهَا الوَقّاتُونَ وَ يَهلِكُ فِيهَا المُستَعجِلُونَ وَ يَنجُو فِيهَا المُسلِمُونَ
5- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]الكلُيَنيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حِينَ وُلِدَ الحُجّةُ زَعَمَ الظّلَمَةُ أَنّهُم يقَتلُوُننَيِ لِيَقطَعُوا هَذَا النّسلَ فَكَيفَ رَأَوا قُدرَةَ اللّهِ وَ سَمّاهُ المُؤَمّلَ
6- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]الفَضلُ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخرُاَساَنيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع المهَديِّ وَ القَائِمُ وَاحِدٌ فَقَالَ نَعَم فَقُلتُ لأِيَّ شَيءٍ سمُيَّ المهَديِّ قَالَ لِأَنّهُ يُهدَي إِلَي كُلّ أَمرٍ خفَيِّ وَ سمُيَّ القَائِمَ لِأَنّهُ يَقُومُ بَعدَ مَا يَمُوتُ إِنّهُ يَقُومُ بِأَمرِ عَظِيمٍ
بيان قوله ع بعد مايموت أي ذكره أويزعم الناس
7- شا،[الإرشاد]رَوَي مُحَمّدُ بنُ عَجلَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قَامَ القَائِمُ ع دَعَا النّاسَ إِلَي الإِسلَامِ جَدِيداً وَ هَدَاهُم إِلَي أَمرٍ قَد دَثَرَ وَ ضَلّ عَنهُ الجُمهُورُ وَ إِنّمَا سمُيَّ القَائِمُ مَهدِيّاً لِأَنّهُ يُهدَي إِلَي أَمرٍ مَضلُولٍ عَنهُ وَ سمُيَّ القَائِمَ لِقِيَامِهِ بِالحَقّ
8-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيّهِ سُلطاناً قَالَ الحُسَينُفَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنّهُ
صفحه : 31
كانَ مَنصُوراً قَالَ سَمّي اللّهُ المهَديِّ المَنصُورَ كَمَا سمُيَّ أَحمَدُ وَ مُحَمّدٌ[مَحمُوداً] ومحمود وَ كَمَا سمُيَّ عِيسَي المَسِيحَ ع
9- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ ابنُ الخَشّابِ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ مُوسَي الطوّسيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ عدَيِّ قَالَ يُقَالُ كُنيَةُ الخَلَفِ الصّالِحِ أَبُو القَاسِمِ وَ هُوَ ذُو الِاسمَينِ
أقول قدسبق أسماؤه ع في الباب السابق وسيأتي في باب من رآه ع وغيره
1- ني،[الغيبة للنعماني] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخثَعمَيِّ عَنِ الضّرَيسِ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِّ قَالَ لَمّا مَضَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ دَخَلتُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد عَرَفتَ انقطِاَعيِ إِلَي أَبِيكَ وَ أنُسيِ بِهِ وَ وحَشتَيِ مِنَ النّاسِ قَالَ صَدَقتَ يَا بَا خَالِدٍ تُرِيدُ مَا ذَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد وَصَفَ لِي أَبُوكَ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ بِصِفَةٍ لَو رَأَيتُهُ فِي بَعضِ الطّرُقِ لَأَخَذتُ بِيَدِهِ قَالَ فَتُرِيدُ مَا ذَا يَا بَا خَالِدٍ قَالَ أُرِيدُ أَن تُسَمّيَهُ لِي حَتّي أَعرِفَهُ بِاسمِهِ فَقَالَ سأَلَتنَيِ وَ اللّهِ يَا بَا خَالِدٍ عَن سُؤَالٍ مُجهِدٍ وَ لَقَد سأَلَتنَيِ عَن أَمرٍ مَا لَو كُنتُ مُحَدّثاً بِهِ أَحَداً لَحَدّثتُكَ وَ لَقَد سأَلَتنَيِ عَن أَمرٍ لَو أَنّ بنَيِ فَاطِمَةَ عَرَفُوهُ حَرَصُوا عَلَي أَن يَقطَعُوهُ بَضعَةً بَضعَةً
2-ني،[الغيبة للنعماني] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العلَوَيِّ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع يَقُولُالخَلَفُ مِن بَعدِ الحَسَنِ ابنيِ فَكَيفَ لَكُم بِالخَلَفِ مِن بَعدِ الخَلَفِ قُلتُ وَ لِمَ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ فَقَالَ لِأَنّكُم لَا تَرَونَ شَخصَهُ وَ لَا يَحِلّ لَكُم ذِكرُهُ بِاسمِهِ قُلتُ فَكَيفَ نَذكُرُهُ فَقَالَ قُولُوا الحُجّةُ
صفحه : 32
مِن آلِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ سَلَامُهُ
ك ،[إكمال الدين ] ابن الوليد عن سعد مثله غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]سعد
مثله نص ،[كفاية الأثر] علي بن محمدالسندي عن محمد بن الحسن عن سعدمثله أقول قدمر في بعض أخبار اللوح التصريح باسمه ع فقال الصدوق رحمه الله جاء هذاالحديث هكذا بتسمية القائم ع و ألذي أذهب إليه النهي عن تسميته ع
3- يد،[التوحيد]الدّقّاقُ وَ الوَرّاقُ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الصوّفيِّ عَنِ الروّياَنيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع أَنّهُ قَالَ فِي القَائِمِ ع لَا يَحِلّ ذِكرُهُ بِاسمِهِ حَتّي يَخرُجَ فَيَملَأَ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً الخَبَرَ
4- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ المهَديِّ مِن ولُديِ الخَامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ يَغِيبُ عَنكُم شَخصُهُ وَ لَا يَحِلّ لَكُم تَسمِيَتُهُ
ك ،[إكمال الدين ]الدقاق عن الأسدي عن سهل عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدي عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع مثله
5- ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الأزَديِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ عِندَ ذِكرِ القَائِمِ ع يَخفَي عَلَي النّاسِ وِلَادَتُهُ وَ لَا يَحِلّ لَهُم تَسمِيَتُهُ حَتّي يُظهِرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَيَملَأَ بِهِ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً
بيان هذه التحديدات مصرحة في نفي قول من خص ذلك بزمان الغيبة الصغري تعويلا علي بعض العلل المستنبطة والاستبعادات الوهمية
6-ك ،[إكمال الدين ]السنّاَنيِّ عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَالقَائِمُ هُوَ ألّذِي يَخفَي عَلَي النّاسِ وِلَادَتُهُ وَ يَغِيبُ عَنهُم شَخصُهُ
صفحه : 33
وَ يَحرُمُ عَلَيهِم تَسمِيَتُهُ وَ هُوَ سمَيِّ رَسُولِ اللّهِ وَ كَنِيّهُ الخَبَرَ
نص ،[كفاية الأثر] أبو عبد الله الخزاعي عن الأسدي مثله
7- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَنِ الحمِيرَيِّ قَالَ كُنتُ مَعَ أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عِندَ العمَريِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَقُلتُ للِعمَريِّ إنِيّ أَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي قِصّةِ اِبرَاهِيمَأَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِهَل رَأَيتَ صاَحبِيِ قَالَ نَعَم وَ لَهُ عُنُقٌ مِثلُ ذيِ وَ أَشَارَ بِيَدَيهِ جَمِيعاً إِلَي عُنُقِهِ قَالَ قُلتُ فَالِاسمُ قَالَ إِيّاكَ أَن تَبحَثَ عَن هَذَا فَإِنّ عِندَ القَومِ أَنّ هَذَا النّسلَ قَدِ انقَطَعَ
8- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصاّلحِيِّ قَالَ سأَلَنَيِ أَصحَابُنَا بَعدَ مضُيِّ أَبِي مُحَمّدٍ ع أَن أَسأَلَ عَنِ الِاسمِ وَ المَكَانِ فَخَرَجَ الجَوَابُ إِن دَلَلتُهُم عَلَي الِاسمِ أَذَاعُوهُ وَ إِن عَرَفُوا المَكَانَ دَلّوا عَلَيهِ
9- ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ وَ حَيدَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ العيَاّشيِّ عَن آدَمَ بنِ مُحَمّدٍ البلَخيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الدّقّاقِ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ مَعاً عَن عَلِيّ بنِ عَاصِمٍ الكوُفيِّ قَالَ خَرَجَ فِي تَوقِيعَاتِ صَاحِبِ الزّمَانِ ع مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن سمَاّنيِ فِي مَحفِلٍ مِنَ النّاسِ
10- ك ،[إكمال الدين ] مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَلِيّ مُحَمّدَ بنَ هَمّامٍ يَقُولُ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عُثمَانَ العمَريِّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ يَقُولُ خَرَجَ تَوقِيعٌ بِخَطّ أَعرِفُهُ مَن سمَاّنيِ فِي مَجمَعٍ مِنَ النّاسِ باِسميِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ
11- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ رَجُلٌ لَا يُسَمّيهِ بِاسمِهِ إِلّا كَافِرٌ
12- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ القَائِمِ فَقَالَ لَا يُرَي جِسمُهُ وَ لَا يُسَمّي بِاسمِهِ
13-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلَ عُمَرُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ
صفحه : 34
ع عَنِ المهَديِّ قَالَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ أخَبرِنيِ عَنِ المهَديِّ مَا اسمُهُ قَالَ أَمّا اسمُهُ فَلَا إِنّ حبَيِبيِ وَ خلَيِليِ عَهِدَ إلِيَّ أَن لَا أُحَدّثَ بِاسمِهِ حَتّي يَبعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ مِمّا استَودَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَسُولَهُ فِي عِلمِهِ
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]سعد مثله
1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ البغَداَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ القصَريِّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ عَن آبَائِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ لَا يَكُونُ القَائِمُ إِلّا إِمَامَ بنَ إِمَامٍ وَ وصَيِّ بنَ وصَيِّ
2- ك ،[إكمال الدين ] أَحمَدُ بنُ هَارُونَ وَ ابنُ شَاذَوَيهِ وَ ابنُ مَسرُورٍ وَ جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ وَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن مُوسَي بنِ هِلَالٍ الضبّيّّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع إِنّ شِيعَتَكَ بِالعِرَاقِ كَثِيرٌ وَ وَ اللّهِ مَا فِي أَهلِ البَيتِ مِثلُكَ كَيفَ لَا تَخرُجُ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بنَ عَطَاءٍ قَد أَمكَنتَ الحِشوَةَ مِن أُذُنَيكَ وَ اللّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُم قُلتُ فَمَن صَاحِبُنَا قَالَ انظُرُوا مَن تَخفَي عَلَي النّاسِ وِلَادَتُهُ فَهُوَ صَاحِبُكُم
بيان قال الجوهري فلان من حشوة بني فلان بالكسر أي من رذالهم .أقول أي تسمع كلام أراذل الشيعة وتقبل منهم في توهمهم أن لنا أنصارا كثيرة و أنه لابد لنا من الخروج وأني القائم الموعود
3-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ المقُريِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن بَكّارِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن سُفيَانَ الجرَيِريِّ قَالَ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي يَقُولُ وَ اللّهِ
صفحه : 35
لَا يَكُونُ المهَديِّ أَبَداً إِلّا مِن وُلدِ الحُسَينِ ع
4- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الجرَيِريِّ عَنِ الفُضَيلِ بنِ الزّبَيرِ قَالَ سَمِعتُ زَيدَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ المُنتَظَرُ مِن وُلدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فِي ذُرّيّةِ الحُسَينِ وَ فِي عَقِبِ الحُسَينِ وَ هُوَ المَظلُومُ ألّذِي قَالَ اللّهُوَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيّهِ قَالَ وَلِيّهُ رَجُلٌ مِن ذُرّيّتِهِ مِن عَقِبِهِ ثُمّ قَرَأَوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِسُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ قَالَ سُلطَانُهُ فِي حُجّتِهِ عَلَي جَمِيعِ مَن خَلَقَ اللّهُ حَتّي يَكُونَ لَهُ الحُجّةُ عَلَي النّاسِ وَ لَا يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيهِ حُجّةٌ
5- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ البرَمكَيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَالِكٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي المِنبَرِ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن ولُديِ فِي آخِرِ الزّمَانِ أَبيَضُ مُشرَبٌ حُمرَةً مُبدَحُ البَطنِ عَرِيضُ الفَخِذَينِ عَظِيمٌ مُشَاشُ المَنكِبَينِ بِظَهرِهِ شَامَتَانِ شَامَةٌ عَلَي لَونِ جِلدِهِ وَ شَامَةٌ عَلَي شِبهِ شَامَةِ النّبِيّص لَهُ اسمَانِ اسمٌ يَخفَي وَ اسمٌ يَعلُنُ فَأَمّا ألّذِي يَخفَي فَأَحمَدُ وَ أَمّا ألّذِي يَعلُنُ فَمُحَمّدٌ فَإِذَا هَزّ رَايَتَهُ أَضَاءَ لَهَا مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رُءُوسِ العِبَادِ فَلَا يَبقَي مُؤمِنٌ إِلّا صَارَ قَلبُهُ أَشَدّ مِن زُبَرِ الحَدِيدِ وَ أَعطَاهُ اللّهُ قُوّةَ أَربَعِينَ رَجُلًا وَ لَا يَبقَي مَيّتٌ إِلّا دَخَلَت عَلَيهِ تِلكَ الفَرحَةُ فِي قَلبِهِ وَ فِي قَبرِهِ وَ هُم يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِم وَ يَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ القَائِمِ ع
بيان مبدح البطن أي واسعة وعريضة قال الفيروزآبادي البداح كسحاب المتسع من الأرض أواللينة الواسعة والبدح بالكسر الفضاء الواسع وامرأة بيدح بادن والأبدح الرجل الطويل السمين والعريض الجنبين من الدواب و قال المشاشة بالضم رأس العظم الممكن المضغ والجمع مشاش والشامة علامة تخالف البدن ألذي هي فيه وهي هنا إما بأن تكون أرفع من سائر الأجزاء أوأخفض و إن لم تخالف
صفحه : 36
في اللون
6- ك ،[إكمال الدين ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ العِلمَ بِكِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص يَنبُتُ فِي قَلبِ مَهدِيّنَا كَمَا يَنبُتُ الزّرعُ عَن أَحسَنِ نَبَاتِهِ فَمَن بقَيَِ مِنكُم حَتّي يَلقَاهُ فَليَقُل حِينَ يَرَاهُ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ الرّحمَةِ وَ النّبُوّةِ وَ مَعدِنَ العِلمِ وَ مَوضِعَ الرّسَالَةِ
وَ روُيَِ أَنّ التّسلِيمَ عَلَي القَائِمِ ع أَن يُقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا بَقِيّةَ اللّهِ فِي أَرضِهِ
7- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]سَعدٌ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ سَايَرَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أخَبرِنيِ عَنِ المهَديِّ مَا اسمُهُ فَقَالَ أَمّا اسمُهُ فَإِنّ حبَيِبيِ عَهِدَ إلِيَّ أَن لَا أُحَدّثَ بِاسمِهِ حَتّي يَبعَثَهُ اللّهُ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَن صِفَتِهِ قَالَ هُوَ شَابّ مَربُوعٌ حَسَنُ الوَجهِ حَسَنُ الشّعرِ يَسِيلُ شَعرُهُ عَلَي مَنكِبَيهِ وَ نُورُ وَجهِهِ يَعلُو سَوَادَ لِحيَتِهِ وَ رَأسِهِ بأِبَيِ ابنُ خِيَرَةِ الإِمَاءِ
ني،[الغيبة للنعماني] عن عمرو بن شمر مثله
8- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ القلَاَنسِيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن مُوسَي بنِ هِلَالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ خَرَجتُ حَاجّاً مِن وَاسِطٍ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع فسَأَلَنَيِ عَنِ النّاسِ وَ الأَسعَارِ فَقُلتُ تَرَكتُ النّاسَ مَادّينَ أَعنَاقَهُم إِلَيكَ لَو خَرَجتَ لَاتّبَعَكَ الخَلقُ فَقَالَ يَا ابنَ عَطَاءٍ أَخَذتَ تَفرُشُ أُذُنَيكَ لِلنّوكَي لَا وَ اللّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُم وَ لَا يُشَارُ إِلَي رَجُلٍ مِنّا بِالأَصَابِعِ وَ يُمَطّ إِلَيهِ بِالحَوَاجِبِ إِلّا مَاتَ قَتِيلًا أَو حَتفَ أَنفِهِ قُلتُ وَ مَا حَتفُ أَنفِهِ قَالَ يَمُوتُ بِغَيظِهِ عَلَي فِرَاشِهِ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ مَن لَا يُؤبَهُ لِوِلَادَتِهِ قُلتُ وَ مَن لَا يُؤبَهُ لِوِلَادَتِهِ قَالَ انظُر مَن لَا يدَريِ النّاسُ أَنّهُ وُلِدَ أَم لَا فَذَاكَ صَاحِبُكُم
بيان النوكي الحمقي و قال الجوهري مط حاجبيه أي مدهما قوله
صفحه : 37
قلت و من لايؤبه أي مامعناه ويحتمل أن يكون سقط لفظة من من النساخ لتوهم التكرار
9- ني،[الغيبة للنعماني]الكلُيَنيِّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ الرّضَا ع إِنّا نَرجُو أَن تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ وَ أَن يَسُوقَهُ اللّهُ إِلَيكَ عَفواً بِغَيرِ سَيفٍ فَقَد بُويِعَ لَكَ وَ ضُرِبَتِ الدّرَاهِمُ بِاسمِكَ فَقَالَ مَا مِنّا أَحَدٌ اختَلَفَ الكُتُبُ إِلَيهِ وَ أُشِيرَ إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ وَ سُئِلَ عَنِ المَسَائِلِ وَ حُمِلَت إِلَيهِ الأَموَالُ إِلّا اغتِيلَ أَو مَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ لِهَذَا الأَمرِ غُلَاماً مِنّا خفَيِّ المَولِدِ وَ المُنشَأُ غَيرُ خفَيِّ فِي نَفسِهِ
بيان قال الجوهري يقال أعطيته عفو المال يعني بغير مسألة وعفا الماء إذا لم يطأه شيءيكدره
10- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَنِ الفزَاَريِّ عَن أَحمَدَ بنِ مِيثَمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ حُصَينٍ الثعّلبَيِّ عَن أَبِيهِ قَالَ لَقِيتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع فِي حَجّ أَو عُمرَةٍ فَقُلتُ لَهُ كَبِرَت سنِيّ وَ دَقّ عظَميِ فَلَستُ أدَريِ يُقضَي لِي لِقَاؤُكَ أَم لَا فَاعهَد إلِيَّ عَهداً وَ أخَبرِنيِ مَتَي الفَرَجُ فَقَالَ إِنّ الشّرِيدَ الطّرِيدَ الفَرِيدَ الوَحِيدَ الفَردَ مِن أَهلِهِ المَوتُورَ بِوَالِدِهِ المُكَنّي بِعَمّهِ هُوَ صَاحِبُ الرّايَاتِ وَ اسمُهُ اسمُ نبَيِّ فَقُلتُ أَعِد عَلَيّ فَدَعَا بِكِتَابٍ أَدِيمٍ أَو صَحِيفَةٍ فَكَتَبَ فِيهَا
بيان الموتور بوالده أي قتل والده و لم يطلب بدمه والمراد بالوالد إما العسكري ع أو الحسين أوجنس الوالد ليشمل جميع الأئمة ع قوله المكني بعمه لعل كنية بعض أعمامه أبوالقاسم أو هو ع مكني بأبي جعفر أو أبي الحسين أو أبي محمدأيضا و لايبعد أن يكون المعني لايصرح باسمه بل يعبر عنه بالكناية خوفا من عمه جعفر والأوسط أظهر كمامر في خبر حمزة بن أبي الفتح وخبر عقيد تكنيته ع بأبي جعفر وسيأتي أيضا و لاتنافي التكنية بأبي القاسم أيضا قوله ع
صفحه : 38
اسم نبي يعني نبيناص
11- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن يُونُسَ بنِ كُلَيبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ عَن صَبّاحٍ عَن سَالِمٍ الأَشَلّ عَن حُصَينٍ التغّلبِيِّ قَالَ لَقِيتُ أَبَا جَعفَرٍ ع وَ ذَكَرَ مِثلَ الحَدِيثِ الأَوّلِ إِلّا أَنّهُ قَالَ ثُمّ نَظَرَ إلِيَّ أَبُو جَعفَرٍ ع عِندَ فَرَاغِهِ مِن كَلَامِهِ فَقَالَ أَ حَفِظتَ أَم أَكتُبُهَا لَكَ فَقُلتُ إِن شِئتَ فَدَعَا بِكُرَاعٍ مِن أَدِيمٍ أَو صَحِيفَةٍ فَكَتَبَهَا ثُمّ دَفَعَهَا إلِيَّ وَ أَخرَجَهَا حُصَينٌ إِلَينَا فَقَرَأَهَا عَلَينَا ثُمّ قَالَ هَذَا كِتَابُ أَبِي جَعفَرٍ ع
12- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَنِ الفزَاَريِّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ هُوَ الطّرِيدُ الفَرِيدُ المَوتُورُ بِأَبِيهِ المُكَنّي بِعَمّهِ المُفرَدُ مِن أَهلِهِ اسمُهُ اسمُ نبَيِّ
13- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحضَرمَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن سَالِمٍ المكَيّّ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ[ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَامِرِ بنِ وَاصِلَةَ] أَنّ ألّذِي تَطلُبُونَ وَ تَرجُونَ إِنّمَا يَخرُجُ مِن مَكّةَ وَ مَا يَخرُجُ مِن مَكّةَ حَتّي يَرَي ألّذِي يُحِبّ وَ لَو صَارَ أَن يَأكُلَ الأَعضَاءُ أَعضَاءَ الشّجَرَةِ
14- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَابُندَادَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ القيَسيِّ عَن أَبِي الهَيثَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا تَوَالَت ثَلَاثَةُ أَسمَاءٍ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ كَانَ رَابِعُهُمُ القَائِمَ ع
15- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَنِ الفزَاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المدَيِنيِّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ قَد طَالَ هَذَا الأَمرُ عَلَينَا حَتّي ضَاقَت قُلُوبُنَا وَ مِتنَا كَمَداً فَقَالَ إِنّ هَذَا الأَمرَ آيَسُ مَا يَكُونُ وَ أَشَدّ غَمّاً ينُاَديِ مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ بِاسمِ القَائِمِ وَ اسمِ أَبِيهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا اسمُهُ قَالَ اسمُهُ اسمُ نبَيِّ وَ اسمِ أَبِيهِ اسمُ وصَيِّ
16-ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَنِ الفزَاَريِّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن يَحيَي بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَصَاحِبُ هَذَا الأَمرِ أَصغَرُنَا سِنّاً وَ أَخمَلُنَا شَخصاً
صفحه : 39
قُلتُ مَتَي يَكُونُ قَالَ إِذَا سَارَتِ الرّكبَانُ بِبَيعَةِ الغُلَامِ فَعِندَ ذَلِكَ يَرفَعُ كُلّ ذيِ صِيصِيَةٍ لِوَاءً
بيان أصغرنا سنا أي عندالإمامة قوله سارت الركبان أي انتشر الخبر في الآفاق بأن بويع الغلام أي القائم ع والصيصية شوكة الديك وقرن البقر والضباء والحصن و كل ماامتنع به وهنا كناية عن القوة والصولة
17- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَقُومُ القَائِمُ وَ لَيسَ فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ لِأَحَدٍ
18- ني،[الغيبة للنعماني]الكلُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَقُومُ القَائِمُ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ عَقدٌ وَ لَا بَيعَةٌ
19- ني،[الغيبة للنعماني]الكلُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن جَعفَرِ بنِ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ عَنِ الحَارِثِ بنِ زِيَادٍ عَن شُعَيبِ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ لَهُ أَنتَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ فَقَالَ لَا قُلتُ فَوَلَدُكَ قَالَ لَا قُلتُ فَوَلَدُ وَلَدِكَ قَالَ لَا قُلتُ فَوَلَدُ وَلَدِ وَلَدِكَ قَالَ لَا قُلتُ فَمَن هُوَ قَالَ ألّذِي يَملَأُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً لَعَلَي فَترَةٍ مِنَ الأَئِمّةِ يأَتيِ كَمَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص بُعِثَ عَلَي فَترَةٍ
20-ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحُسَينِ بنِ ظُهَيرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَيّاشٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي وَابِلٍ قَالَنَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ إِلَي الحُسَينِ ع فَقَالَ إِنّ ابنيِ هَذَا سَيّدٌ كَمَا سَمّاهُ رَسُولُ اللّهِص سَيّداً وَ سَيُخرِجُ اللّهُ مِن صُلبِهِ رَجُلًا بِاسمِ نَبِيّكُم يُشبِهُهُ فِي الخَلقِ وَ الخُلُقِ يَخرُجُ عَلَي حِينِ غَفلَةٍ مِنَ النّاسِ وَ إِمَاتَةٍ لِلحَقّ وَ إِظهَارٍ لِلجَورِ وَ اللّهِ لَو
صفحه : 40
لَم يَخرُج لَضُرِبَت عُنُقُهُ يَفرَحُ بِخُرُوجِهِ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ سُكّانُهَا وَ هُوَ رَجُلٌ أَجلَي الجَبِينِ أَقنَي الأَنفِ ضَخمُ البَطنِ أَزيَلُ الفَخِذَينِ لِفَخِذِهِ اليُمنَي شَامَةٌ أَفلَجُ الثّنَايَا يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
بيان القنا في الأنف طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه قوله ع أزيل الفخذين من الزيل كناية عن كونهما عريضتين كمامر في خبر آخر و في بعض النسخ بالباء الموحدة من الزبول فينافي ماسبق ظاهرا و في بعضها أربل بالراء المهملة والباء الموحدة من قولهم رجل ربل كثير اللحم و هذاأظهر وفلج الثنايا انفراجها وعدم التصاقها
21- ني،[الغيبة للنعماني] أَحمَدُ بنُ هَوذَةَ عَنِ النهّاَونَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن حُمرَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ قَد دَخَلتُ المَدِينَةَ وَ فِي حقَويَّ هِميَانٌ فِيهِ أَلفُ دِينَارٍ وَ قَد أَعطَيتُ اللّهَ عَهداً أنَنّيِ أُنفِقُهَا بِبَابِكَ دِينَاراً دِينَاراً أَو تجُيِبنَيِ فِيمَا أَسأَلُكَ عَنهُ فَقَالَ يَا حُمرَانُ سَل تُجَب وَ لَا تُبَعّض دَنَانِيرَكَ فَقُلتُ سَأَلتُكَ بِقَرَابَتِكَ مِن رَسُولِ اللّهِ أَنتَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ وَ القَائِمُ بِهِ قَالَ لَا قُلتُ فَمَن هُوَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ فَقَالَ ذَاكَ المُشرَبُ حُمرَةً الغَائِرُ العَينَينِ المُشَرّفُ الحَاجِبَينِ عَرِيضٌ مَا بَينَ المَنكِبَينِ بِرَأسِهِ حَزَازٌ وَ بِوَجهِهِ أَثَرٌ رَحِمَ اللّهُ مُوسَي
بيان المشرف الحاجبين أي في وسطهما ارتفاع من الشرفة والحزاز ما يكون في الشعر مثل النخالة و قوله ع رحم الله موسي لعله إشارة إلي أنه سيظن بعض الناس أنه القائم و ليس كذلك أو أنه قال فلانا كماسيأتي فعبر عنه الواقفية بموسي
22-ني،[الغيبة للنعماني] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ عَن أَحمَدَ بنِ
صفحه : 41
عَلِيّ الحمِيرَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو الخثَعمَيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ حَرِيزٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زُرَارَةَ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فَقُلتُ أَنتَ القَائِمُ قَالَ قَد ولَدَنَيِ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّي لِلطّالِبِ بِالدّمِوَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ ثُمّ أَعَدتُ عَلَيهِ فَقَالَ قَد عَرَفتُ حَيثُ تَذهَبُ صَاحِبُكَ المُدَبّحُ البَطنِ ثُمّ الحَزَازُ بِرَأسِهِ ابنُ الأَروَاعِ رَحِمَ اللّهُ فُلَاناً
بيان ابن الأرواع لعله جمع الأروع أي ابن جماعة هم أروع الناس أوجمع الروع و هو من يعجبك بحسنه وجهارة منظره أوبشجاعته أوجمع الروع بمعني الخوف
23- ني،[الغيبة للنعماني]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ اللّهِ الخثَعمَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَو أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الشّكّ مِنِ ابنِ عِصَامٍ يَا بَا مُحَمّدٍ بِالقَائِمِ عَلَامَتَانِ شَامَةٌ فِي رَأسِهِ وَ دَاءُ الحَزَازِ بِرَأسِهِ وَ شَامَةٌ بَينَ كَتِفَيهِ مِن جَانِبِهِ الأَيسَرِ تَحتَ كَتِفَيهِ وَرَقَةٌ مِثلُ وَرَقَةِ الآسِ ابنُ سِتّةٍ وَ ابنُ خِيَرَةِ الإِمَاءِ
بيان لعل المعني ابن ستة أعوام عندالإمامة أو ابن ستة بحسب الأسماء فإن أسماء آبائه ع محمد و علي وحسين و جعفر و موسي وحسن و لم يحصل ذلك في أحد من الأئمة ع قبله مع أن بعض رواة تلك الأخبار من الواقفية و لاتقبل رواياتهم فيما يوافق مذهبهم
24-ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ بنِ قَيسٍ وَ سَعدَانَ بنِ إِسحَاقَ بنِ سَعِيدٍ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ المَلِكِ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ القطَوَاَنيِّ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ
صفحه : 42
عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن زَيدٍ الكنُاَسيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ البَاقِرَ ع يَقُولُ إِنّ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ فِيهِ شَبَهٌ مِن يُوسُفَ مِن أَمَةٍ سَودَاءَ يَصلُحُ اللّهُ لَهُ أَمرَهُ فِي لَيلَةٍ
يُرِيدُ بِالشّبَهِ مِن يُوسُفَ ع الغَيبَةَ
25- ني،[الغيبة للنعماني] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الحمِيرَيِّ عَنِ الحَكَمِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بأِبَيِ ابنُ خِيَرَةِ الإِمَاءِ أَ هيَِ فَاطِمَةُ قَالَ فَاطِمَةُ خَيرُ الحَرَائِرِ قَالَ المبدح [المُدَبّحُ]بَطنُهُ المُشرَبُ حُمرَةً رَحِمَ اللّهُ فُلَاناً
26- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن عَلِيّ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي الصّبّاحِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ مَا وَرَاءَكَ فَقُلتُ سُرُورٌ مِن عَمّكَ زَيدٍ خَرَجَ يَزعُمُ أَنّهُ ابنُ سِتّةٍ وَ أَنّهُ قَائِمُ هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَنّهُ ابنُ خِيَرَةِ الإِمَاءِ فَقَالَ كَذَبَ لَيسَ هُوَ كَمَا قَالَ إِن خَرَجَ قُتِلَ
بيان لعل زيدا أدخل الحسن ع في عداد الآباء مجازا فإن العم قديسمي أبافمع فاطمة ع ستة من المعصومين
27- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدٍ وَ أَحمَدَ ابنَا الحَسَنِ عَن أَبِيهِمَا عَن ثَعلَبَةَ بنِ مِهرَانَ عَن يَزِيدَ بنِ حَازِمٍ قَالَ خَرَجتُ مِنَ الكُوفَةِ فَلَمّا قَدِمتُ المَدِينَةَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَلّمتُ عَلَيهِ فسَأَلَنَيِ هَل صَاحَبَكَ أَحَدٌ فَقُلتُ نَعَم صحَبِنَيِ رَجُلٌ مِنَ المُعتَزِلَةِ قَالَ فِيمَا كَانَ يَقُولُ قُلتُ كَانَ يَزعُمُ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ يُرجَي هُوَ القَائِمُ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ أَنّ اسمَهُ اسمُ النّبِيّ وَ اسمَ أَبِيهِ اسمُ أَبِي النّبِيّ فَقُلتُ لَهُ فِي الجَوَابِ إِن كُنتَ تَأخُذُ بِالأَسمَاءِ فَهُوَ ذَا فِي وُلدِ الحُسَينِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ فَقَالَ لِي إِنّ هَذَا ابنُ أَمَةٍ يعَنيِ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ وَ هَذَا ابنُ مَهِيرَةٍ يعَنيِ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمَا رَدَدتَ عَلَيهِ قُلتُ مَا كَانَ عنِديِ شَيءٌ أَرُدّ عَلَيهِ فَقَالَ لَو تَعلَمُونَ أَنّهُ ابنُ سِتّةٍ يعَنيِ القَائِمَ ع
28-ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع أَنّهُ سَمِعتُهُ يَقُولُالأَمرُ
صفحه : 43
فِي أَصغَرِنَا سِنّاً وَ أَخمَلِنَا ذِكراً
ني،[الغيبة للنعماني] علي بن الحسين عن محمد بن يحيي العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع مثله
29- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَابُندَادَ عَن أَحمَدَ بنِ هُلَيلٍ عَن أَبِي مَالِكٍ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي السّفَاتِجِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لِأَحَدِهِمَا لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ أَو لأِبَيِ جَعفَرٍ ع أَ يَكُونُ أَن يُفضَي هَذَا الأَمرُ إِلَي مَن لَم يَبلُغ قَالَ سَيَكُونُ ذَلِكَ قُلتُ فَمَا يَصنَعُ قَالَ يُوَرّثُهُ عِلماً وَ كُتُباً وَ لَا يَكِلُهُ إِلَي نَفسِهِ
بيان لعل المعني أن لامدخل للسن في علومهم وحالاتهم فإن الله تعالي لايكلهم إلي أنفسهم بل هم مؤيدون بالإلهام وروح القدس
30- ني،[الغيبة للنعماني] عَبدُ الوَاحِدِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ القرُشَيِّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع لَا يَكُونُ هَذَا الأَمرُ إِلّا فِي أَخمَلِنَا ذِكراً وَ أَحدَثِنَا سِنّاً
31- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَابُندَادَ عَن أَحمَدَ بنِ هُلَيلٍ عَن إِسحَاقَ بنِ صَبّاحٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ إِنّ هَذَا سَيُفضَي إِلَي مَن يَكُونُ لَهُ الحَملُ
بيان لعل المعني أنه يحتاج أن يحمل لصغره ويحتمل أن يكون بالخاء المعجمة يعني يكون خامل الذكر
32- كشف ،[كشف الغمة] ابنُ الخَشّابِ قَالَ حَدّثَنَا صَدَقَةُ بنُ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ الخَلَفُ الصّالِحُ مِن وُلدِ أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ وَ هُوَ صَاحِبُ الزّمَانِ وَ هُوَ المهَديِّ
33- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَنِ المُنَخّلِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ المهَديِّ رَجُلٌ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ وَ هُوَ رَجُلٌ آدَمُ
صفحه : 44
34- الفُصُولُ المُهِمّةُ، صِفَتُهُ ع شَابّ مَربُوعُ القَامَةِ حَسَنُ الوَجهِ وَ الشّعرُ يَسِيلُ عَلَي مَنكِبَيهِ أَقنَي الأَنفِ أَجلَي الجَبهَةِ قِيلَ إِنّهُ غَابَ فِي السّردَابِ وَ الحَرَسُ عَلَيهِ وَ كَانَ ذَلِكَ سَنَةَ سِتّ وَ سَبعِينَ وَ مِائَتَينِ
1- فس ،[تفسير القمي] وَ لَئِن أَخّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍ قَالَ إِن مَتّعنَاهُم فِي هَذِهِ الدّنيَا إِلَي خُرُوجِ القَائِمِ ع فَنَرُدّهُم وَ نُعَذّبُهُملَيَقُولُنّ ما يَحبِسُهُ أَن يَقُولُوا لِمَ لَا يَقُومُ القَائِمُ وَ لَا يَخرُجُ عَلَي حَدّ الِاستِهزَاءِ فَقَالَ اللّهُأَلا يَومَ يَأتِيهِم لَيسَ مَصرُوفاً عَنهُم وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ
أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ حَسّانَ عَن هِشَامِ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِيهِ وَ كَانَ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي قَولِهِوَ لَئِن أَخّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍ لَيَقُولُنّ ما يَحبِسُهُ قَالَ الأُمّةُ المَعدُودَةُ أَصحَابُ القَائِمِ الثّلَاثُمِائَةِ وَ البِضعَةَ عَشَرَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ الأُمّةُ فِي كِتَابِ اللّهِ عَلَي وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ فَمِنهُ المَذهَبُ وَ هُوَ قَولُهُكانَ النّاسُ أُمّةً واحِدَةً أَي عَلَي مَذهَبٍ وَاحِدٍ وَ مِنهُ الجَمَاعَةُ مِنَ النّاسِ وَ هُوَ قَولُهُوَجَدَ عَلَيهِ أُمّةً مِنَ النّاسِ يَسقُونَ أَي جَمَاعَةً وَ مِنهُ الوَاحِدُ قَد سَمّاهُ اللّهُ أُمّةً وَ هُوَ قَولُهُإِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَ مِنهُ أَجنَاسُ جَمِيعِ الحَيَوَانِ وَ هُوَ قَولُهُ
صفحه : 45
وَ إِن مِن أُمّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ وَ مِنهُ أُمّةُ مُحَمّدٍص وَ هُوَ قَولُهُكَذلِكَ أَرسَلناكَ فِي أُمّةٍ قَد خَلَت مِن قَبلِها أُمَمٌ وَ هيَِ أُمّةُ مُحَمّدٍص وَ مِنهُ الوَقتُ وَ هُوَ قَولُهُوَ قالَ ألّذِي نَجا مِنهُما وَ ادّكَرَ بَعدَ أُمّةٍ أَي بَعدَ وَقتٍ وَ قَولُهُإِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍيعَنيِ الوَقتَ وَ مِنهُ يعَنيِ بِهِ الخَلقَ كُلّهُم وَ هُوَ قَولُهُوَ تَري كُلّ أُمّةٍ جاثِيَةً كُلّ أُمّةٍ تُدعي إِلي كِتابِهَا وَ قَولُهُوَ يَومَ نَبعَثُ مِن كُلّ أُمّةٍ شَهِيداً ثُمّ لا يُؤذَنُ لِلّذِينَ كَفَرُوا وَ لا هُم يُستَعتَبُونَ وَ مِثلُهُ كَثِيرٌ
2- فس ،[تفسير القمي] وَ لَقَد أَرسَلنا مُوسي بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ وَ ذَكّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ قَالَ أَيّامُ اللّهِ ثَلَاثَةٌ يَومُ القَائِمِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ يَومُ المَوتِ وَ يَومُ القِيَامَةِ
3-فس ،[تفسير القمي]وَ قَضَينا إِلي بنَيِ إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ أَي أَعلَمنَاهُم ثُمّ انقَطَعَت مُخَاطَبَةُ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ خَاطَبَ أُمّةَ مُحَمّدٍص فَقَالَلَتُفسِدُنّ فِي الأَرضِ مَرّتَينِيعَنيِ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ أَصحَابَهُمَا وَ نَقضَهُمُ العَهدَوَ لَتَعلُنّ عُلُوّا كَبِيراًيعَنيِ مَا ادّعَوهُ مِنَ الخِلَافَةِفَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُمايعَنيِ يَومَ الجَمَلِبَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ بَأسٍ شَدِيدٍيعَنيِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ أَصحَابَهُفَجاسُوا خِلالَ الدّيارِ أَي طَلَبُوكُم وَ قَتَلُوكُموَ كانَ وَعداً مَفعُولًايعَنيِ يَتِمّ وَ يَكُونُثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِميعَنيِ لبِنَيِ أُمَيّةَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍوَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ أَصحَابِهِ وَ سَبَوا نِسَاءَ آلِ مُحَمّدٍإِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَ إِن
صفحه : 46
أَسَأتُم فَلَها فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِيعَنيِ القَائِمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ أَصحَابَهُلِيَسُوؤُا وُجُوهَكُميعَنيِ تَسَوّدَ وُجُوهِهِموَ لِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍيعَنيِ رَسُولَ اللّهِ وَ أَصحَابَهُوَ لِيُتَبّرُوا ما عَلَوا تَتبِيراً أَي يَعلُو عَلَيكُم فَيَقتُلُوكُم ثُمّ عَطَفَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ ع فَقَالَعَسي رَبّكُم أَن يَرحَمَكُم أَي يَنصُرُكُم عَلَي عَدُوّكُم ثُمّ خَاطَبَ بنَيِ أُمَيّةَ فَقَالَوَ إِن عُدتُم عُدنايعَنيِ إِن عُدتُم باِلسفّياَنيِّ عُدنَا بِالقَائِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ
بيان علي تفسيره معني الآية أوحينا إلي بني إسرائيل أنكم ياأمة محمدتفعلون كذا وكذا ويحتمل أن يكون الخبر ألذي أخذ عنه التفسير محمولا علي أنه لماأخبر النبي ص أن كلما يكون في بني إسرائيل يكون في هذه الأمة نظيره فهذه الأمور نظائر تلك الوقائع و في بطن الآيات إشارة إليها وبهذا الوجه ألذي ذكرنا تستقيم كثير من الأخبار الواردة في تأويل الآيات قوله وَعدُ أُولاهُما أي وعد عقاب أوليهما والكرة الدولة والغلبة والنفير من ينفر مع الرجل من قومه وقيل جمع نفر وهم المجتمعون للذهاب إلي العدو قوله تعالي وَعدُ الآخِرَةِ أي وعد عقوبة المرة الآخرة قوله تعالي وَ لِيُتَبّرُوا أي وليهلكواما عَلَوا أي ماغلبوه واستولوا عليه أومدة علوهم
4- فس ،[تفسير القمي] أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكراًيعَنيِ مِن أَمرِ القَائِمِ وَ السفّياَنيِّ
5-فس ،[تفسير القمي]فَلَمّا أَحَسّوا بَأسَنايعَنيِ بنَيِ أُمَيّةَ إِذَا أَحَسّوا بِالقَائِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍإِذا هُم مِنها يَركُضُونَ لا تَركُضُوا وَ ارجِعُوا إِلي ما أُترِفتُم فِيهِ وَ مَساكِنِكُم لَعَلّكُم تُسئَلُونَيعَنيِ الكُنُوزَ التّيِ كَنَزُوهَا قَالَ فَيَدخُلُ بَنُو أُمَيّةَ إِلَي الرّومِ إِذَا طَلَبَهُمُ القَائِمُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ ثُمّ يُخرِجُهُم مِنَ الرّومِ وَ يُطَالِبُهُم بِالكُنُوزِ التّيِ كَنَزُوهَا فَيَقُولُونَ كَمَا حَكَي اللّهُيا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زاَلَت تِلكَ دَعواهُم حَتّي جَعَلناهُم حَصِيداً خامِدِينَ قَالَ بِالسّيفِ وَ تَحتَ ظِلَالِ السّيُوفِ وَ هَذَا كُلّهُ مِمّا لَفظُهُ مَاضٍ وَ
صفحه : 47
مَعنَاهُ مُستَقبَلٌ وَ هُوَ مَا ذَكَرنَاهُ مِمّا تَأوِيلُهُ بَعدَ تَنزِيلِهِ
بيان يَركُضُونَ أي يهربون مسرعين راكضين دوابهم قوله تعالي حَصِيداً أي مثل الحصيد و هوالنبت المحصودخامِدِينَ أي ميتين من خمدت النار
6- فس ،[تفسير القمي] وَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ قَالَ الكُتُبُ كُلّهَا ذِكرٌأَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديَِ الصّالِحُونَ قَالَ القَائِمُ ع وَ أَصحَابُهُ
توضيح قوله الكتب كلها ذكر أي بعد أن كتبنا في الكتب الأخر المنزلة و قال المفسرون المراد به التوراة وقيل المراد بالزبور جنس الكتب المنزلة وبالذكر اللوح المحفوظ
7- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ قَالَ إِنّ العَامّةَ يَقُولُونَ نَزَلَت فِي رَسُولِ اللّهِص لَمّا أَخرَجَتهُ قُرَيشٌ مِن مَكّةَ وَ إِنّمَا هُوَ القَائِمُ ع إِذَا خَرَجَ يَطلُبُ بِدَمِ الحُسَينِ ع وَ هُوَ قَولُهُ نَحنُ أَولِيَاءُ الدّمِ وَ طُلّابُ التّرَةِ
8- فس ،[تفسير القمي] وَ مَن عاقَبَيعَنيِ رَسُولَ اللّهِص بِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِيعَنيِ حِينَ أَرَادُوا أَن يَقتُلُوهُثُمّ بغُيَِ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُبِالقَائِمِ مِن وُلدِهِ ع
9-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِالّذِينَ إِن مَكّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَفَهَذِهِ لآِلِ مُحَمّدِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم إِلَي آخِرِ الأَئِمّةِ وَ المهَديِّ وَ أَصحَابِهِ يَملِكُهُمُ اللّهُ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ يُظهِرُ بِهِ الدّينَ وَ يُمِيتُ اللّهُ بِهِ وَ بِأَصحَابِهِ البِدَعَ وَ البَاطِلَ كَمَا أَمَاتَ السّفَهَاءُ الحَقّ حَتّي لَا يُرَي
صفحه : 48
أَينَ الظّلمُوَ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ
10- فس ،[تفسير القمي] إِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَفَإِنّهُ حدَثّنَيِ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ
تَخضَعُ رِقَابُهُم يعَنيِ بنَيِ أُمَيّةَ وَ هيَِ الصّيحَةُ مِنَ السّمَاءِ بِاسمِ صَاحِبِ الأَمرِ ع
11- فس ،[تفسير القمي] أَمّن يُجِيبُ المُضطَرّ إِذا دَعاهُ وَ يَكشِفُ السّوءَ وَ يَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِفَإِنّهُ حدَثّنَيِ أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ
نَزَلَت فِي القَائِمِ ع هُوَ وَ اللّهِ المُضطَرّ إِذَا صَلّي فِي المَقَامِ رَكعَتَينِ وَ دَعَا اللّهَ فَأَجَابَهُ وَ يَكشِفُ السّوءَ وَ يَجعَلُهُ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ
12- فس ،[تفسير القمي] وَ لَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبّكَيعَنيِ القَائِمَ ع لَيَقُولُنّ إِنّا كُنّا مَعَكُم أَ وَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِما فِي صُدُورِ العالَمِينَ
13- فس ،[تفسير القمي] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ وَ لَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِيعَنيِ القَائِمَ وَ أَصحَابَهُفَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ وَ القَائِمُ إِذَا قَامَ انتَصَرَ مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ مِنَ المُكَذّبِينَ وَ النّصّابِ هُوَ وَ أَصحَابُهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِإِنّمَا السّبِيلُ عَلَي الّذِينَ يَظلِمُونَ النّاسَ وَ يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ
فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخراساني عن علي بن الحسن بن فضال عن إسماعيل بن مهران عن يحيي بن أبان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع مثله
صفحه : 49
14- فس ،[تفسير القمي]روُيَِ فِي قَولِهِ تَعَالَياقتَرَبَتِ السّاعَةُيعَنيِ خُرُوجَ القَائِمِ ع
15- فس ،[تفسير القمي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ حَمّادٍ الخَزّازِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ المنِقرَيِّ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيمُدهامّتانِ قَالَ يَتّصِلُ مَا بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ نَخلًا
16- فس ،[تفسير القمي] يُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ قَالَ بِالقَائِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم إِذَا خَرَجَ لَيُظهِرُهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ حَتّي لَا يُعبَدَ غَيرُ اللّهِ وَ هُوَ قَولُهُ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
17- فس ،[تفسير القمي] وَ أُخري تُحِبّونَها نَصرٌ مِنَ اللّهِ وَ فَتحٌ قَرِيبٌيعَنيِ فِي الدّنيَا بِفَتحِ القَائِمِ ع
18- فس ،[تفسير القمي] حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ قَالَ القَائِمُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَسَيَعلَمُونَ مَن أَضعَفُ ناصِراً وَ أَقَلّ عَدَداً
19- فس ،[تفسير القمي] إِنّهُم يَكِيدُونَ كَيداً وَ أَكِيدُ كَيداً فَمَهّلِ الكافِرِينَ يَا مُحَمّدُأَمهِلهُم رُوَيداً لَو بُعِثَ القَائِمُ ع فَيَنتَقِمُ لِي مِنَ الجَبّارِينَ وَ الطّوَاغِيتِ مِن قُرَيشٍ وَ بنَيِ أُمَيّةَ وَ سَائِرِ النّاسِ
20-فس ،[تفسير القمي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ اللّيلِ إِذا يَغشي قَالَ اللّيلُ فِي هَذَا المَوضِعِ الثاّنيِ غَشّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي دَولَتِهِ التّيِ جَرَت لَهُ عَلَيهِ وَ أُمِرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَن يَصبِرَ فِي دَولَتِهِم حَتّي تنَقضَيَِ قَالَوَ النّهارِ إِذا تَجَلّي قَالَ النّهَارُ هُوَ القَائِمُ مِنّا أَهلَ البَيتِ ع إِذَا قَامَ غَلَبَ دَولَةَ البَاطِلِ وَ القُرآنُ ضَرَبَ فِيهِ الأَمثَالَ لِلنّاسِ وَ خَاطَبَ نَبِيّهُص بِهِ وَ نَحنُ[نَعلَمُهُ]فَلَيسَ
صفحه : 50
يَعلَمُهُ غَيرُنَا
إيضاح قوله ع غش لعله بيان لحاصل المعني لالأنه مشتق من الغش أي غشيه وأحاط به وأطفأ نوره وظلمه وغشه ويحتمل أن يكون من باب أمللت وأمليت
21- فس ،[تفسير القمي] قُل أَ رَأَيتُم إِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِماءٍ مَعِينٍقُل أَ رَأَيتُم إِن أَصبَحَ إِمَامُكُم غَائِباً فَمَن يَأتِيكُم بِإِمَامٍ مِثلِهِ
حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ القَاسِمِ بنِ العَلَاءِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الفزَاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ قَالَ سُئِلَ الرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل أَ رَأَيتُم إِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِماءٍ مَعِينٍ فَقَالَ ع مَاؤُكُم أَبوَابُكُمُ الأَئِمّةُ وَ الأَئِمّةُ أَبوَابُ اللّهِ فَمَن يَأتِيكُم بِمَاءٍ مَعِينٍ يعَنيِ يَأتِيكُم بِعِلمِ الإِمَامِ
22- فس ،[تفسير القمي] هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَإِنّهَا نَزَلَت فِي القَائِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍ ع وَ هُوَ الإِمَامُ ألّذِي يُظهِرُهُ اللّهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ فَيَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً وَ هَذَا مِمّا ذَكَرنَا أَنّ تَأوِيلَهُ بَعدَ تَنزِيلِهِ
23- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ أَيّامُ اللّهِ ثَلَاثَةٌ يَومُ يَقُومُ القَائِمُ وَ يَومُ الكَرّةِ وَ يَومُ القِيَامَةِ
مع ،[معاني الأخبار] أبي عن الحميري عن ابن هاشم عن ابن أبي عمير عن مثني الحناط عن جعفر عن أبيه ع مثله
24-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع هَل أَتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَةِ قَالَ يَغشَاهُمُ القَائِمُ بِالسّيفِ قَالَ قُلتُوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ قَالَ يَقُولُ خَاضِعَةٌ لَا تُطِيقُ الِامتِنَاعَ
صفحه : 51
قَالَ قُلتُعامِلَةٌ قَالَ عَمِلَت بِغَيرِ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قُلتُناصِبَةٌ قَالَ نَصبُ غَيرِ وُلَاةِ الأَمرِ قَالَ قُلتُتَصلي ناراً حامِيَةً قَالَ تَصلَي نَارَ الحَربِ فِي الدّنيَا عَلَي عَهدِ القَائِمِ وَ فِي الآخِرَةِ نَارَ جَهَنّمَ
25- ك ،[إكمال الدين ]ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ يأَتيِ بَعضُ آياتِ رَبّكَ لا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ فَقَالَ الآيَاتُ هُمُ الأَئِمّةُ وَ الآيَةُ المُنتَظَرُ هُوَ القَائِمُ ع فَيَومَئِذٍ لَا يَنفَعُ نَفساً إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلِ قِيَامِهِ بِالسّيفِ وَ إِن آمَنَت بِمَن تَقَدّمَهُ مِن آبَائِهِ ع
ثو،[ثواب الأعمال ] و حدثنابذلك أحمد بن زياد عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير و ابن محبوب عن ابن رئاب وغيره عن الصادق ع
26- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِّ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَنِ الحُسَينِ بنِ الرّبِيعِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَسَدِ بنِ ثَعلَبَةَ عَن أُمّ هَانِئٍ قَالَت لَقِيتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَسَأَلتُهُ عَن هَذِهِ الآيَةِفَلا أُقسِمُ بِالخُنّسِ الجَوارِ الكُنّسِ فَقَالَ إِمَامٌ يَخنِسُ فِي زَمَانِهِ عِندَ انقِضَاءٍ مِن عِلمِهِ سَنَةَ سِتّينَ وَ مِائَتَينِ ثُمّ يَبدُو كَالشّهَابِ الوَقّادِ فِي ظُلمَةِ اللّيلِ فَإِن أَدرَكتَ ذَلِكَ قَرّت عَينَاكَ
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي عن الأسدي عن سعد عن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبي الحسن بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق مثله ني،[الغيبة للنعماني]الكليني عن عدة من رجاله عن سعد عن أحمد بن الحسين بن عمر عن الحسين بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق
مثله تفسير قال البيضاويبِالخُنّسِبالكواكب الرواجع من خنس إذاتأخر وهي ماسوي النيرين من السيارات الجَوارِ الكُنّسِ أي السيارات التي تختفي تحت ضوء الشمس من كنس الوحش إذادخل كناسته انتهي .
صفحه : 52
وأقول علي تأويله علي الجمعية إما للتعظيم أوللمبالغة في التأخر أولشموله لسائر الأئمة ع باعتبار الرجعة أولأن ظهوره ع بمنزلة ظهور الجميع ويحتمل أن يكون المراد بهاالكواكب فيكون ذكرها لتشبيه الإمام بها في الغيبة والظهور كما في أكثر البطون فإن أدركت أي علي الفرض البعيد أو في الرجعة ذلك أي ظهوره وتمكنه
27- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل أَ رَأَيتُم إِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِماءٍ مَعِينٍ فَقَالَ هَذِهِ نَزَلَت فِي القَائِمِ يَقُولُ إِن أَصبَحَ إِمَامُكُم غَائِباً عَنكُم لَا تَدرُونَ أَينَ هُوَ فَمَن يَأتِيكُم بِإِمَامٍ ظَاهِرٍ يَأتِيكُم بِأَخبَارِ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ حَلَالِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ حَرَامِهِ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا جَاءَ تَأوِيلُ الآيَةِ وَ لَا بُدّ أَن يجَيِءَ تَأوِيلُهَا
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي عن الأسدي عن سعد عن موسي بن عمر بن يزيد مثله
28- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِنَا عَن دَاوُدَ الرقّيّّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ قَالَ مَن أَقَرّ بِقِيَامِ القَائِمِ ع أَنّهُ حَقّ
29- ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن يَحيَي بنِ أَبِي القَاسِمِ قَالَ سَأَلتُ الصّادِقَ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالم ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فِيهِ هُديً لِلمُتّقِينَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ فَقَالَ المُتّقُونَ شِيعَةُ عَلِيّ ع وَ أَمّا الغَيبُ فَهُوَ الحُجّةُ الغَائِبُ وَ شَاهِدُ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ يَقُولُونَ لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ فَقُل إِنّمَا الغَيبُ لِلّهِ فَانتَظِرُوا إنِيّ مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ
صفحه : 53
30- ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل أَ رَأَيتُم إِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِماءٍ مَعِينٍقُل أَ رَأَيتُم إِن غَابَ عَنكُم إِمَامُكُم فَمَن يَأتِيكُم بِإِمَامٍ جَدِيدٍ
ني،[الغيبة للنعماني] محمد بن همام عن أحمد بن مابنداد عن أحمد بن هليل عن موسي بن القاسم مثله و عن الكليني عن علي بن محمد عن سهل عن موسي بن القاسم
مثله
31- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] اِبرَاهِيمُ بنُ سَلَمَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مَالِكٍ عَن حَيدَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ الكلَبيِّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ فِي السّماءِ رِزقُكُم وَ ما تُوعَدُونَ قَالَ هُوَ خُرُوجُ المهَديِّ
32- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَياعلَمُوا أَنّ اللّهَ يحُيِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِهايعَنيِ يُصلِحُ الأَرضَ بِقَائِمِ آلِ مُحَمّدٍ مِن بَعدِ مَوتِهَا يعَنيِ مِن بَعدِ جَورِ أَهلِ مَملَكَتِهَاقَد بَيّنّا لَكُمُ الآياتِبِقَائِمِ آلِ مُحَمّدٍلَعَلّكُم تَعقِلُونَ
33- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَبُو مُحَمّدٍ المجَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ تَمّامٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ القطِعَيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ حَاتِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ الكلَبيِّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِ اللّهِوَ فِي السّماءِ رِزقُكُم وَ ما تُوعَدُونَ فَوَ رَبّ السّماءِ وَ الأَرضِ إِنّهُ لَحَقّ مِثلَ ما أَنّكُم تَنطِقُونَ قَالَ قِيَامُ القَائِمِ ع وَ مِثلُهُأَينَ ما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً قَالَ أَصحَابُ القَائِمِ يَجمَعُهُمُ اللّهُ فِي يَومٍ وَاحِدٍ
34-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ المقُريِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن بَكّارِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن سُفيَانَ الجرَيِريِّ عَن عُمَيرِ بنِ هَاشِمٍ الطاّئيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فِي هَذِهِ الآيَةِفَوَ رَبّ السّماءِ وَ الأَرضِ إِنّهُ لَحَقّ
صفحه : 54
مِثلَ ما أَنّكُم تَنطِقُونَ قَالَ قِيَامُ القَائِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍ قَالَ وَ فِيهِ نَزَلَتوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم وَ لَيُمَكّنَنّ لَهُم دِينَهُمُ ألّذِي ارتَضي لَهُم وَ لَيُبَدّلَنّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يعَبدُوُننَيِ لا يُشرِكُونَ بيِ شَيئاً قَالَ نَزَلَت فِي المهَديِّ ع
كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن ابراهيم بن محمدالثقفي عن الحسن بن الحسين مثله
35- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ القطِعَيِّ عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن عُبَيدِ بنِ يَحيَي الثوّريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ قَالَ هُم آلُ مُحَمّدٍ يَبعَثُ اللّهُ مَهدِيّهُم بَعدَ جَهدِهِم فَيُعِزّهُم وَ يُذِلّ عَدُوّهُم
36- ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ فِيمَا كَتَبَ إلِيَّ عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ سَمَاعَةَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن سَمَاعَةَ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي القَائِمِ ع وَ لا يَكُونُوا كَالّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلُ فَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَ كَثِيرٌ مِنهُم فاسِقُونَ
37- ك ،[إكمال الدين ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الميِثمَيِّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُؤمِنِ الطّاقِ عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاعلَمُوا أَنّ اللّهَ يحُيِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها قَالَ يُحيِيهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالقَائِمِ بَعدَ مَوتِهَا يعَنيِ بِمَوتِهَا كُفرَ أَهلِهَا وَ الكَافِرُ مَيّتٌ
38- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ تِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ قَالَ مَا زَالَ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ دَولَةٌ لِلّهِ وَ دَولَةٌ لِإِبلِيسَ فَأَينَ دَولَةُ اللّهِ أَمَا هُوَ قَائِمٌ وَاحِدٌ
صفحه : 55
39- شي،[تفسير العياشي] عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فِي هَذِهِ الآيَةِاليَومَ يَئِسَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم فَلا تَخشَوهُم وَ اخشَونِ يَومَ يَقُومُ القَائِمُ ع يَئِسَ بَنُو أُمَيّةَ فَهُمُ الّذِينَ كَفَرُوا يَئِسُوا مِن آلِ مُحَمّدٍ ع
40- شي،[تفسير العياشي] عَن جَابِرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ قَالَ خُرُوجُ القَائِمِ وَ أَذَانٌ دَعوَتُهُ إِلَي نَفسِهِ
بيان هذابطن للآية
41- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع سُئِلَ أَبِي عَن قَولِ اللّهِقاتِلُوا المُشرِكِينَ كَافّةً كَما يُقاتِلُونَكُم كَافّةً حَتّي لَا يَكُونَ مُشرِكٌوَ يَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ ثُمّ قَالَ إِنّهُ لَم يَجِئ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ وَ لَو قَد قَامَ قَائِمُنَا سَيَرَي مَن يُدرِكُهُ مَا يَكُونُ مِن تَأوِيلِ هَذِهِ الآيَةِ وَ لَيَبلُغَنّ دَينُ مُحَمّدٍص مَا بَلَغَ اللّيلُ حَتّي لَا يَكُونَ شِركٌ عَلَي ظَهرِ الأَرضِ كَمَا قَالَ اللّهُ
بيان أي كما قال الله في قوله وَ قاتِلُوهُم حَتّي لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَ يَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ
42- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبَانٍ عَن مُسَافِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ لَئِن أَخّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍيعَنيِ عِدّةً كَعِدّةِ بَدرٍ قَالَ يَجمَعُونَ لَهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ قَزَعاً كَقَزَعِ الخَرِيفِ
إيضاح قال الجزري في حديث علي ع فيجتمعون إليه كمايجتمع قزع الخريف أي قطع السحاب المتفرقة وإنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غيرمتراكم و لامطبق ثم يجتمع بعضه إلي بعض بعد ذلك
43-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الحُسَينِ عَنِ الخَزّازِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ لَئِن
صفحه : 56
أَخّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍ قَالَ هُوَ القَائِمُ وَ أَصحَابُهُ
44- شي،[تفسير العياشي] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَمّن سَمِعَ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ عَهدَ نبَيِّ اللّهِ صَارَ عِندَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع ثُمّ صَارَ عِندَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ثُمّ يَفعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ فَالزَم هَؤُلَاءِ فَإِذَا خَرَجَ رَجُلٌ مِنهُم مَعَهُ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ وَ مَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اللّهِص عَامِداً إِلَي المَدِينَةِ حَتّي يَمُرّ بِالبَيدَاءِ فَيَقُولَ هَذَا مَكَانُ القَومِ الّذِينَ خُسِفَ بِهِم وَ هيَِ الآيَةُ التّيِ قَالَ اللّهُأَ فَأَمِنَ الّذِينَ مَكَرُوا السّيّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ أَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلّبِهِم فَما هُم بِمُعجِزِينَ
45- شي،[تفسير العياشي] عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِأَ فَأَمِنَ الّذِينَ مَكَرُوا السّيّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ قَالَ هُم أَعدَاءُ اللّهِ وَ هُم يُمسَخُونَ وَ يُقذَفُونَ وَ يَسبُخُونَ فِي الأَرضِ
46- شي،[تفسير العياشي] عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ قَضَينا إِلي بنَيِ إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنّ فِي الأَرضِ مَرّتَينِقَتلُ عَلِيّ وَ طَعنُ الحَسَنِوَ لَتَعلُنّ عُلُوّا كَبِيراًقَتلُ الحُسَينِفَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما إِذَا جَاءَ نَصرُ دَمِ الحُسَينِبَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدّيارِقَومٌ يَبعَثُهُمُ اللّهُ قَبلَ خُرُوجِ القَائِمِ لَا يَدَعُونَ وِتراً لآِلِ مُحَمّدٍ إِلّا أَحرَقُوهُوَ كانَ وَعداً مَفعُولًاقَبلَ قِيَامِ القَائِمِثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراًخُرُوجُ الحُسَينِ ع فِي الكَرّةِ فِي سَبعِينَ رَجُلًا مِن أَصحَابِهِ الّذِينَ قُتِلُوا مَعَهُ عَلَيهِمُ البِيضُ المُذَهّبُ لِكُلّ بِيضَةٍ وَجهَانِ وَ المؤُدَيّ إِلَي النّاسِ أَنّ الحُسَينَ قَد خَرَجَ فِي أَصحَابِهِ حَتّي لَا يَشُكّ فِيهِ المُؤمِنُونَ وَ أَنّهُ لَيسَ بِدَجّالٍ وَ لَا شَيطَانٍ الإِمَامُ ألّذِي بَينَ أَظهُرِ النّاسِ يَومَئِذٍ فَإِذَا استَقَرّ عِندَ المُؤمِنِ أَنّهُ الحُسَينُ لَا يَشُكّونَ فِيهِ وَ بَلَغَ عَنِ الحُسَينِ الحُجّةُ القَائِمُ بَينَ أَظهُرِ النّاسِ وَ صَدّقَهُ المُؤمِنُونَ بِذَلِكَ جَاءَ الحُجّةَ المَوتُ فَيَكُونُ ألّذِي يلَيِ غُسلَهُ وَ كَفنَهُ وَ حَنُوطَهُ وَ إِيلَاجَهُ حُفرَتَهُ الحُسَينَ وَ لَا يلَيِ الوصَيِّ إِلّا الوصَيِّ وَ زَادَ اِبرَاهِيمُ فِي حَدِيثِهِ ثُمّ يَملِكُهُمُ الحُسَينُ حَتّي يَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ
صفحه : 57
بيان قوله لايدعون وترا أي ذا وتر وجناية ففي الكلام تقدير مضاف والوتر بالكسر الجناية والظلم
47- شي،[تفسير العياشي] عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ يَقرَأُبَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ بَأسٍ شَدِيدٍ ثُمّ قَالَ وَ هُوَ القَائِمُ وَ أَصحَابُهُ أوُليِ بَأسٍ شَدِيدٍ
48- شي،[تفسير العياشي] عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَتِهِ يَا أَيّهَا النّاسُ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَإِنّ بَينَ جوَاَنحِيِ عِلماً جَمّاً فسَلَوُنيِ قَبلَ أَن تَبقَرَ بِرِجلِهَا فِتنَةً شَرقِيّةً تَطَأُ فِي حُطَامِهَا مَلعُونٌ نَاعِقُهَا وَ مَولَاهَا وَ قَائِدُهَا وَ سَائِقُهَا وَ المُتَحَرّزُ فِيهَا فَكَم عِندَهَا مِن رَافِعَةٍ ذَيلَهَا يَدعُو بِوَيلِهَا دَخَلَهُ أَو حَولَهَا لَا مَأوَي يَكُنّهَا وَ لَا أَحَدَ يَرحَمُهَا فَإِذَا استَدَارَ الفَلَكُ قُلتُم مَاتَ أَو هَلَكَ وَ أَيّ وَادٍ سَلَكَ فَعِندَهَا تَوَقّعُوا الفَرَجَ وَ هُوَ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَيَعِيشُ إِذ ذَاكَ مُلُوكٌ نَاعِمِينَ وَ لَا يَخرُجُ الرّجُلُ مِنهُم مِنَ الدّنيَا حَتّي يُولَدَ لِصُلبِهِ أَلفُ ذَكَرٍ آمِنِينَ مِن كُلّ بِدعَةٍ وَ آفَةٍ[ والتنزيل ]عَامِلِينَ بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِهِ قَدِ اضمَحَلّت عَلَيهِمُ الآفَاتُ وَ الشّبُهَاتُ
توضيح قبل أن تبقر قَالَ الجزَرَيِّ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَي سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ سيَأَتيِ عَلَي النّاسِ فِتنَةٌ بَاقِرَةٌ تَدَعُ الحَلِيمَ حَيرَانَ
أي واسعة عظيمة و في بعض النسخ بالنون والفاء أي تنفر ضاربا برجلها والضمير في حطامها راجع إلي الدنيا بقرينة المقام أو إلي الفتنة بملابسة أخذها والتصرف فيها قوله والمتجرز لعله من جرز أي أكل أكلا وحيا وقتل وقطع وبخس و في النسخة بالحاء المهملة ولعل المعني من يتحرز من إنكارها ورفعها لئلا يخل بدنياه وسائر الخبر كان مصحفا فتركته علي ماوجدته والمقصود واضح
49-ني،[الغيبة للنعماني]الكلُيَنيِّ عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُسُئِلَ عَن
صفحه : 58
قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قَالَ إِنّ مِنّا إِمَاماً مُستَتِراً فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِظهَارَ أَمرِهِ نَكَتَ فِي قَلبِهِ نُكتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
50- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ أبو[ أَبِي] الحُسَينِ مِن كِتَابِهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ وَ وَهبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم وَ لَيُمَكّنَنّ لَهُم دِينَهُمُ ألّذِي ارتَضي لَهُم وَ لَيُبَدّلَنّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يعَبدُوُننَيِ لا يُشرِكُونَ بيِ شَيئاً قَالَ القَائِمُ وَ أَصحَابُهُ
51- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ الصّبّاحِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحضَرمَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ لَئِن أَخّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍ قَالَ العَذَابُ خُرُوجُ القَائِمِ وَ الأُمّةُ المَعدُودَةُ عِدّةُ أَهلِ بَدرٍ وَ أَصحَابُهُ
52- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ وَ أَحمَدُ بنُ يُوسُفَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ وَهبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَاستَبِقُوا الخَيراتِ أَينَ ما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً قَالَ نَزَلَت فِي القَائِمِ وَ أَصحَابِهِ يَجمَعُونَ عَلَي غَيرِ مِيعَادٍ
53- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ المسَعوُديِّ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ القَاسِمِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ قَالَ هيَِ فِي القَائِمِ ع وَ أَصحَابِهِ
54-ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ
صفحه : 59
عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِيُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيماهُم قَالَ اللّهُ يَعرِفُهُم وَ لَكِن نَزَلَت فِي القَائِمِ يَعرِفُهُم بِسِيمَاهُم فَيَخبِطُهُم بِالسّيفِ هُوَ وَ أَصحَابُهُ خَبطاً
بيان قال الفيروزآبادي خبطه يخبطه ضربه شديدا والقوم بسيفه جلدهم
55- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن حَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن جَعفَرِ بنِ عُمَرَ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُسَينِ بنِ عَجلَانَ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَنُذِيقَنّهُم مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِ قَالَ الأَدنَي غَلَاءُ السّعرِ وَ الأَكبَرُ المهَديِّ بِالسّيفِ
56- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَمَاعَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ القَائِمَ إِذَا خَرَجَ دَخَلَ المَسجِدَ الحَرَامَ فَيَستَقبِلُ الكَعبَةَ وَ يَجعَلُ ظَهرَهُ إِلَي المَقَامِ ثُمّ يصُلَيّ رَكعَتَينِ ثُمّ يَقُومُ فَيَقُولُ يَا أَيّهَا النّاسُ أَنَا أَولَي النّاسِ بِآدَمَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَنَاأَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَنَا أَولَي النّاسِ بِإِسمَاعِيلَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَنَا أَولَي النّاسِ بِمُحَمّدٍص ثُمّ يَرفَعُ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ فَيَدعُو وَ يَتَضَرّعُ حَتّي يَقَعَ عَلَي وَجهِهِ وَ هُوَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَمّن يُجِيبُ المُضطَرّ إِذا دَعاهُ وَ يَكشِفُ السّوءَ وَ يَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ
وَ بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَمّن يُجِيبُ المُضطَرّ إِذا دَعاهُ قَالَ هذا[ هَذِهِ]نَزَلَت فِي القَائِمِ ع إِذَا خَرَجَ تَعَمّمَ وَ صَلّي عِندَ المَقَامِ وَ تَضَرّعَ إِلَي رَبّهِ فَلَا تُرَدّ لَهُ رَايَةٌ أَبَداً
57- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] قَولُهُ تَعَالَييُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِمتَأوِيلُهُ قَالَ مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَاتِمٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِسحَاقَ عَن يَحيَي بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ
لَو تَرَكتُم هَذَا الأَمرَ مَا تَرَكَهُ اللّهُ
صفحه : 60
وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ الشّيخُ مُحَمّدُ بنُ يَعقُوبَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن هَذِهِ الآيَةِ قُلتُوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ قَالَيُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِموَلَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِالإِمَامَةُ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النّورِ ألّذِي أَنزَلنا وَ النّورُ هُوَ الإِمَامُ قُلتُ لَهُهُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ قَالَ هُوَ ألّذِي أَمَرَ اللّهُ رَسُولَهُ بِالوَلَايَةِ لِوَصِيّهِ وَ الوَلَايَةُ هيَِ دِينُ الحَقّ قُلتُلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ قَالَ عَلَي جَمِيعِ الأَديَانِ عِندَ قِيَامِ القَائِمِ لِقَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِبِوَلَايَةِ القَائِمِوَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَبِوَلَايَةِ عَلِيّ قُلتُ هَذَا تَنزِيلٌ قَالَ نَعَم أَمّا هَذَا الحَرفُ فَتَنزِيلٌ وَ أَمّا غَيرُهُ فَتَأوِيلٌ
58- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَي فِي كِتَابِهِهُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أُنزِلَ تَأوِيلُهَا بَعدُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَتَي يُنزَلُ قَالَ حَتّي يَقُومَ القَائِمُ إِن شَاءَ اللّهُ فَإِذَا خَرَجَ القَائِمُ لَم يَبقَ كَافِرٌ وَ لَا مُشرِكٌ إِلّا كَرِهَ خُرُوجَهُ حَتّي لَو كَانَ كَافِرٌ أَو مُشرِكٌ فِي بَطنِ صَخرَةٍ لَقَالَتِ الصّخرَةُ يَا مُؤمِنُ فِي بطَنيِ كَافِرٌ أَو مُشرِكٌ فَاقتُلهُ قَالَ فَيُنَحّيهِ اللّهُ فَيَقتُلُهُ
فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ فِيهِ لَقَالَتِ الصّخرَةُ يَا مُؤمِنُ فِيّ مُشرِكٌ فاَكسرِنيِ وَ اقتُلهُ
59- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ أَنّهُ سَمِعَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُالآيَةَ أَ ظَهَرَ ذَلِكَ بَعدُ كَلّا وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ حَتّي لَا يَبقَي قَريَةٌ إِلّا وَ نوُديَِ فِيهَا بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ بُكرَةً وَ عَشِيّاً
صفحه : 61
وَ قَالَ أَيضاً حَدّثَنَا يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ المقُريِ عَن نُعَيمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ قَالَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ حَتّي لَا يَبقَي يهَوُديِّ وَ لَا نصَراَنيِّ وَ لَا صَاحِبُ مِلّةٍ إِلّا دَخَلَ فِي الإِسلَامِ حَتّي يَأمَنَ الشّاةُ وَ الذّئبُ وَ البَقَرَةُ وَ الأَسَدُ وَ الإِنسَانُ وَ الحَيّةُ وَ حَتّي لَا تَقرِضَ فَأرَةٌ جِرَاباً وَ حَتّي تُوضَعَ الجِزيَةُ وَ يُكسَرَ الصّلِيبُ وَ يُقتَلَ الخِنزِيرُ وَ ذَلِكَ قَولُهُلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وَ ذَلِكَ يَكُونُ عِندَ قِيَامِ القَائِمِ ع
60- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِإِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الأَوّلِينَيعَنيِ تَكذِيبَهُ بِقَائِمِ آلِ مُحَمّدٍ ع إِذ يَقُولُ لَهُ لَسنَا نَعرِفُكَ وَ لَستَ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ كَمَا قَالَ المُشرِكُونَ لِمُحَمّدٍص
61- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ العلَوَيِّ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيكُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ إِلّا أَصحابَ اليَمِينِ قَالَ نَحنُ وَ شِيعَتُنَا وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ثُمّ شِيعَتُنَا أَهلَ البَيتِفِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ المُجرِمِينَ ما سَلَكَكُم فِي سَقَرَ قالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَيعَنيِ لَم يَكُونُوا مِن شِيعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍوَ لَم نَكُ نُطعِمُ المِسكِينَ وَ كُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَفَذَاكَ يَومُ القَائِمِ ع وَ هُوَ يَومُ الدّينِوَ كُنّا نُكَذّبُ بِيَومِ الدّينِ حَتّي أَتانَا اليَقِينُأَيّامُ القَائِمِفَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَفَمَا يَنفَعُهُم شَفَاعَةُ مَخلُوقٍ وَ لَن يَشفَعَ لَهُم رَسُولُ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ
بيان قوله ع يعني لم يكونوا يحتمل وجهين أحدهما أن الصلاة لما لم تكن من غيرالشيعة مقبولة فعبر عنهم بما لاينفك عنهم من الصلاة المقبولة والثاني أن يكون من المصلي تالي السابق في خيل السباق وإنما يطلق عليه ذلك لأن رأسه عندصلا السابق والصلا ما عن يمين الذنب وشماله فعبر عن التابع بذلك وقيل الصلاة أيضا مأخوذة من ذلك عندإيقاعها جماعة و هذاالوجه الأخير مروي عن أبي عبد الله ع حيث قال عني بها لم نكن من أتباع الأئمة الذين قال الله فيهم
صفحه : 62
وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ أ ماتري الناس يسمون ألذي يلي السابق في الحلبة مصلي فذلك ألذي عني حيث قال لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ لم نك من أتباع السابقين
62- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّقُل ما أَسئَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ وَ ما أَنَا مِنَ المُتَكَلّفِينَ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ لَتَعلَمُنّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ قَالَ عِندَ خُرُوجِ القَائِمِ وَ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ فَاختُلِفَ فِيهِ قَالَ اختَلَفُوا كَمَا اختَلَفَت هَذِهِ الأُمّةُ فِي الكِتَابِ وَ سَيَختَلِفُونَ فِي الكِتَابِ ألّذِي مَعَ القَائِمِ ألّذِي يَأتِيهِم بِهِ حَتّي يُنكِرَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ فَيُقَدّمُهُم فَيَضرِبُ أَعنَاقَهُم وَ أَمّا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَو لا كَلِمَةُ الفَصلِ لقَضُيَِ بَينَهُم وَ إِنّ الظّالِمِينَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ قَالَ لَو لَا مَا تَقَدّمَ فِيهِم مِنَ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ مَا أَبقَي القَائِمُ مِنهُم وَاحِداً وَ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ يُصَدّقُونَ بِيَومِ الدّينِ قَالَ بِخُرُوجِ القَائِمِ ع وَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ قَالَ يَعنُونَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع وَ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ قُل جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ قَالَ إِذَا قَامَ القَائِمُ ع ذَهَبَت دَولَةُ البَاطِلِ
63-كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيسَنُرِيهِم آياتِنا فِي الآفاقِ وَ فِي أَنفُسِهِم حَتّي يَتَبَيّنَ لَهُم أَنّهُ الحَقّ قَالَ يُرِيهِم فِي أَنفُسِهِمُ المَسخَ وَ يُرِيهِم فِي الآفَاقِ انتِقَاضَ الآفَاقِ عَلَيهِم فَيَرَونَ قُدرَةَ
صفحه : 63
اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي أَنفُسِهِم وَ فِي الآفَاقِ قُلتُ لَهُحَتّي يَتَبَيّنَ لَهُم أَنّهُ الحَقّ قَالَ خُرُوجُ القَائِمِ هُوَ الحَقّ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَرَاهُ الخَلقُ لَا بُدّ مِنهُ
64- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيحَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ إِمّا العَذابَ وَ إِمّا السّاعَةَ فَسَيَعلَمُونَ مَن هُوَ شَرّ مَكاناً وَ أَضعَفُ جُنداً قَالَ أَمّا قَولُهُحَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَفَهُوَ خُرُوجُ القَائِمِ وَ هُوَ السّاعَةُ فَسَيَعلَمُونَ ذَلِكَ اليَومَ مَا نَزَلَ بِهِم مِنَ اللّهِ عَلَي يدَيَ قَائِمِهِ فَذَلِكَ قَولُهُمَن هُوَ شَرّ مَكاناًيعَنيِ عِندَ القَائِمِوَ أَضعَفُ جُنداً قُلتُمَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الآخِرَةِ قَالَ مَعرِفَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةِ ع نَزِد لَهُ فِي حَرثِهِ قَالَ نَزِيدُهُ مِنهَا قَالَ يسَتوَفيِ نَصِيبَهُ مِن دَولَتِهِموَ مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الدّنيا نُؤتِهِ مِنها وَ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ قَالَ لَيسَ لَهُ فِي دَولَةِ الحَقّ مَعَ القَائِمِ نَصِيبٌ
65- أَقُولُ رَوَي السّيّدُ عَلِيّ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ فِي كِتَابِ الأَنوَارِ المُضِيئَةِ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأيَاَديِ يَرفَعُهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ المُستَضعَفُونَ فِي الأَرضِ المَذكُورُونَ فِي الكِتَابِ الّذِينَ يَجعَلُهُمُ اللّهُ أَئِمّةً نَحنُ أَهلَ البَيتِ يَبعَثُ اللّهُ مَهدِيّهُم فَيُعِزّهُم وَ يُذِلّ عَدُوّهُم
وَ بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ فِي السّماءِ رِزقُكُم وَ ما تُوعَدُونَ قَالَ هُوَ خُرُوجُ المهَديِّ ع
وَ بِالإِسنَادِ أَيضاً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ فِي السّماءِ رِزقُكُم وَ ما تُوعَدُونَ قَالَ هُوَ خُرُوجُ المهَديِّ ع
وَ بِالإِسنَادِ أَيضاً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَياعلَمُوا أَنّ اللّهَ يحُيِ الأَرضَ
صفحه : 64
بَعدَ مَوتِها قَالَ يُصلِحُ اللّهُ الأَرضَ بِقَائِمِ آلِ مُحَمّدٍبَعدَ مَوتِهايعَنيِ بَعدَ جَورِ أَهلِ مَملَكَتِهَاقَد بَيّنّا لَكُمُ الآياتِبِالحُجّةِ مِن آلِ مُحَمّدٍلَعَلّكُم تَعقِلُونَ
وَ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ بِإِسنَادِهِ عَنِ السّيّدِ هِبَةِ اللّهِ الراّونَديِّ يَرفَعُهُ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً قَالَ النّعمَةُ الظّاهِرَةُ الإِمَامُ الظّاهِرُ وَ البَاطِنَةُ الإِمَامُ الغَائِبُ يَغِيبُ عَن أَبصَارِ النّاسِ شَخصُهُ وَ يُظهِرُ لَهُ كُنُوزَ الأَرضِ وَ يُقَرّبُ عَلَيهِ كُلّ بَعِيدٍ
وَ وَجَدتُ بِخَطّ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الجبُاَعيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ وَجَدتُ بِخَطّ الشّهِيدِ نَوّرَ اللّهُ ضَرِيحَهُ رَوَي الصفّواَنيِّ فِي كِتَابِهِ عَن صَفوَانَ أَنّهُ لَمّا طَلَبَ المَنصُورُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع تَوَضّأَ وَ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ سَجَدَ سَجدَةَ الشّكرِ وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ وَعَدتَنَا عَلَي لِسَانِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص وَ وَعدُكَ الحَقّ أَنّكَ تُبَدّلُنَا مِن بَعدِ خَوفِنَا أَمناً أللّهُمّ فَأَنجِز لَنَا مَا وَعَدتَنَاإِنّكَ لا تُخلِفُ المِيعادَ قَالَ قُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ فَأَينَ وَعدُ اللّهِ لَكُم فَقَالَ ع قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنّهُمالآيَةَ
وَ روُيَِ أَنّهُ تلُيَِ بِحَضرَتِهِ ع وَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُواالآيَةَ فَهَمَلَتَا عَينَاهُ ع وَ قَالَ نَحنُ وَ اللّهِ المُستَضعَفُونَ
66- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَتَعطِفَنّ الدّنيَا عَلَينَا بَعدَ شِمَاسِهَا عَطفَ الضّرُوسِ عَلَي وَلَدِهَا وَ تَلَا عَقِيبَ ذَلِكَوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ
بيان عطفت عليه أي شفقت وشمس الفرس شماسا أي منع ظهره و رجل شموس صعب الخلق وناقة ضروس سيئة الخلق يعض حالبها ليبقي لبنها لولدها
صفحه : 65
1- ني،[الغيبة للنعماني] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ الحلُواَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ زَاجٍ عَن هُدبَةَ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ اليمَاَنيِّ عَن عِكرِمَةَ بنِ عَمّارٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي طَلحَةَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَحنُ بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ سَادَةُ أَهلِ الجَنّةِ رَسُولُ اللّهِ وَ حَمزَةُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ جَعفَرٌ ذُو الجَنَاحَينِ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المهَديِّ
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] محمد بن علي عن عثمان بن أحمد عن ابراهيم بن عبد الله الهاشمي عن الحسن بن الفضل البوصرائي عن سعد بن عبدالحميد مثله
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّي يَقُومَ القَائِمُ الحَقّ مِنّا وَ ذَلِكَ حِينَ يَأذَنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ وَ مَن تَبِعَهُ نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهُ هَلَكَ اللّهَ اللّهَ عِبَادَ اللّهِ فَأتُوهُ وَ لَو عَلَي الثّلجِ فَإِنّهُ خَلِيفَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ خلَيِفتَيِ
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن عَلِيّ
صفحه : 66
بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الثمّاَليِّ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بيِ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ مِنهَا إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَ مِنَ السّدرَةِ إِلَي حُجُبِ النّورِ ناَداَنيِ ربَيّ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُحَمّدُ أَنتَ عبَديِ وَ أَنَا رَبّكَ فلَيِ فَاخضَع وَ إيِاّيَ فَاعبُد وَ عَلَيّ فَتَوَكّل وَ بيِ فَثِق فإَنِيّ قَد رَضِيتُ بِكَ عَبداً وَ حَبِيباً وَ رَسُولًا وَ نَبِيّاً وَ بِأَخِيكَ عَلِيّ خَلِيفَةً وَ بَاباً فَهُوَ حجُتّيِ عَلَي عبِاَديِ وَ إِمَامٌ لخِلَقيِ بِهِ يُعرَفُ أوَليِاَئيِ مِن أعَداَئيِ وَ بِهِ يُمَيّزُ حِزبُ الشّيطَانِ مِن حزِبيِ وَ بِهِ يُقَامُ ديِنيِ وَ تُحفَظُ حدُوُديِ وَ تُنفَذُ أحَكاَميِ وَ بِكَ وَ بِهِ بِالأَئِمّةِ مِن وُلدِكَ أَرحَمُ عبِاَديِ وَ إمِاَئيِ وَ بِالقَائِمِ مِنكُم أَعمُرُ أرَضيِ بتِسَبيِحيِ وَ تقَديِسيِ وَ تهَليِليِ وَ تكَبيِريِ وَ تمَجيِديِ وَ بِهِ أُطَهّرُ الأَرضَ مِن أعَداَئيِ وَ أُوَرّثُهَا أوَليِاَئيِ وَ بِهِ أَجعَلُ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُوا بيَِ السّفلَي وَ كلَمِتَيَِ العُليَا بِهِ أحُييِ بلِاَديِ وَ عبِاَديِ بعِلِميِ وَ لَهُ أُظهِرُ الكُنُوزَ وَ الذّخَائِرَ بمِشَيِتّيِ وَ إِيّاهُ أُظهِرُ عَلَي الأَسرَارِ وَ الضّمَائِرِ بإِرِاَدتَيِ وَ أُمِدّهُ بمِلَاَئكِتَيِ لِتُؤَيّدَهُ عَلَي إِنفَاذِ أمَريِ وَ إِعلَانِ ديِنيِ ذَلِكَ ولَيِيّ حَقّاً وَ مهَديِّ عبِاَديِ صِدقاً
أقول قدمضي كثير من الأخبار في باب النصوص علي الاثني عشر وبعضها في باب علل أسمائه ع
4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الصّائِغُ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَنِ الوَلِيدِ بنِ مُسلِمٍ عَن صَفوَانَ بنِ عَمرٍو عَن شُرَيحِ بنِ عُبَيدٍ عَن عَمرٍو البكَاّئيِّ عَن كَعبِ الأَحبَارِ قَالَ فِي الخُلَفَاءِ هُمُ اثنيَ عَشَرَ فَإِذَا كَانَ عِندَ انقِضَائِهِم وَ أَتَي طَبَقَةٌ صَالِحَةٌ مَدّ اللّهُ لَهُم فِي العُمُرِ كَذَلِكَ وَعَدَ اللّهُ هَذِهِ الأُمّةَ ثُمّ قَرَأَوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم قَالَ وَ كَذَلِكَ فَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ببِنَيِ إِسرَائِيلَ وَ لَيسَ بِعَزِيزٍ أَن يَجمَعَ هَذِهِ الأُمّةَ يَوماً أَو نِصفَ يَومٍوَ إِنّ يَوماً عِندَ رَبّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ
5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَا تَذهَبُ الدّنيَا حَتّي يَقُومَ بِأَمرِ أمُتّيِ رَجُلٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ يَملَأُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
صفحه : 67
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ إِسمَاعِيلَ بنِ يَحيَي العبَسيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الصواري[الضرّاَريِّ] عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِّ عَنِ الحُسَينِ الأَشقَرِ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ عَن أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِفَاطِمَةَ فِي مَرَضِهِ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَا بُدّ لِهَذِهِ الأُمّةِ مِن مهَديِّ وَ هُوَ وَ اللّهِ مِن وُلدِكِ
أقول قدمضي بتمامه في فضائل أصحاب الكساء ع
7- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الحَفّارُ عَن عُثمَانَ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي قِلَابَةَ عَن بِشرِ بنِ عُمَرَ عَن مَالِكِ بنِ أَنَسٍ عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي مَريَمَ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي قَالَ قَالَ أَبِي دَفَعَ النّبِيّص الرّايَةَ يَومَ خَيبَرَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَفَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ ثُمّ ذَكَرَ نَصبَهُ ع يَومَ الغَدِيرِ وَ بَعضَ مَا ذَكَرَ فِيهِ مِن فَضَائِلِهِ ع إِلَي أَن قَالَ ثُمّ بَكَي النّبِيّص فَقِيلَ مِمّ بُكَاؤُكَ يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ ع أَنّهُم يَظلِمُونَهُ وَ يَمنَعُونَهُ حَقّهُ وَ يُقَاتِلُونَهُ وَ يَقتُلُونَ وُلدَهُ وَ يَظلِمُونَهُم بَعدَهُ وَ أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ ع عَن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ ذَلِكَ يَزُولُ إِذَا قَامَ قَائِمُهُم وَ عَلَت كَلِمَتُهُم وَ أَجمَعَتِ الأُمّةُ عَلَي مَحَبّتِهِم وَ كَانَ الشّانِئُ لَهُم قَلِيلًا وَ الكَارِهُ لَهُم ذَلِيلًا وَ كَثُرَ المَادِحُ لَهُم وَ ذَلِكَ حِينَ تُغَيّرُ البِلَادُ وَ تُضَعّفُ العِبَادُ وَ الإِيَاسُ مِنَ الفَرَجِ وَ عِندَ ذَلِكَ يَظهَرُ القَائِمُ فِيهِم قَالَ النّبِيّص اسمُهُ كاَسميِ وَ اسمُ أَبِيهِ كَاسِمِ ابنيِ وَ هُوَ مِن وُلدِ ابنتَيِ يُظهِرُ اللّهُ الحَقّ بِهِم وَ يحمد[يُخمِدُ]البَاطِلَ بِأَسيَافِهِم وَ يَتبَعُهُمُ النّاسُ بَينَ رَاغِبٍ إِلَيهِم وَ خَائِفٍ لَهُم قَالَ وَ سَكَنَ البُكَاءُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَعَاشِرَ المُؤمِنِينَ أَبشِرُوا بِالفَرَجِ فَإِنّ وَعدَ اللّهِ لَا يُخلَفُ وَ قَضَاؤُهُ لَا يُرَدّوَ هُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ فَإِنّ فَتحَ اللّهِ قَرِيبٌ أللّهُمّ إِنّهُم أهَليِ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً أللّهُمّ اكلَأهُم وَ احفَظهُم وَ ارعَهُم وَ كُن لَهُم وَ انصُرهُم وَ أَعِنهُم وَ أَعِزّهُم وَ لَا تُذِلّهُم وَ اخلفُنيِ فِيهِمإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
8- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ قَالَ قَالَ
صفحه : 68
أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا كَانَ مِن أَمرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع مَا كَانَ ضَجّتِ المَلَائِكَةُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ قَالَت يَا رَبّ يُفعَلُ هَذَا بِالحُسَينِ صَفِيّكَ وَ ابنِ نَبِيّكَ قَالَ فَأَقَامَ اللّهُ لَهُم ظِلّ القَائِمِ ع وَ قَالَ بِهَذَا أَنتَقِمُ لَهُ مِن ظَالِمِيهِ
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَشّارٍ عَن مُجَاهِدِ بنِ مُوسَي عَن عَبّادِ بنِ عَبّادٍ عَن مُجَالِدِ بنِ سَعِيدٍ عَن جُبَيرِ بنِ نَوفٍ أَبِي الوَدّاكِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ سَعِيدٍ الخدُريِّ وَ اللّهِ مَا يأَتيِ عَلَينَا عَامٌ إِلّا وَ هُوَ شَرّ مِنَ الماَضيِ وَ لَا أَمِيرٌ إِلّا وَ هُوَ شَرّ مِمّن كَانَ قَبلَهُ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص يَقُولُ مَا تَقُولُ وَ لَكِن سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ لَا يَزَالُ بِكُمُ الأَمرُ حَتّي يُولَدَ فِي الفِتنَةِ وَ الجَورِ مَن لَا يَعرِفُ غَيرَهَا حَتّي تُملَأَ الأَرضُ جَوراً فَلَا يَقدِرُ أَحَدٌ يَقُولُ اللّهُ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَجُلًا منِيّ وَ مِن عتِرتَيِ فَيَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مَلَأَهَا مَن كَانَ قَبلَهُ جَوراً وَ يُخرِجُ لَهُ الأَرضُ أَفلَاذَ كَبِدِهَا وَ يَحثُو المَالَ حَثواً وَ لَا يَعُدّهُ عَدّاً وَ ذَلِكَ حَتّي يَضرِبَ الإِسلَامُ بِجِرَانِهِ
إيضاح قال الفيروزآبادي الجران باطن العنق و منه حتي ضرب الحق بجرانه أي قر قراره واستقام كما أن البعير إذابرك واستراح مد عنقه علي الأرض
10- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ بَشِيراً لَيَغِيبَنّ القَائِمُ مِن ولُديِ بِعَهدٍ مَعهُودٍ إِلَيهِ منِيّ حَتّي يَقُولَ أَكثَرُ النّاسِ مَا لِلّهِ فِي آلِ مُحَمّدٍ حَاجَةٌ وَ يَشُكّ آخَرُونَ فِي وِلَادَتِهِ فَمَن أَدرَكَ زَمَانَهُ فَليَتَمَسّك بِدِينِهِ وَ لَا يَجعَل لِلشّيطَانِ إِلَيهِ سَبِيلًا بِشَكّهِ فَيُزِيلَهُ عَن ملِتّيِ وَ يُخرِجَهُ مِن ديِنيِ فَقَدأَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنّةِ مِن قَبلُ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَالشّياطِينَ أَولِياءَ لِلّذِينَ لا يُؤمِنُونَ
11-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ آدَمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ إِيَاسٍ عَنِ المُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ يَرفَعُهُ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عَرَجَ بيِ ربَيّ جَلّ جَلَالُهُ أتَاَنيِ النّدَاءُ يَا مُحَمّدُ قُلتُ لَبّيكَ
صفحه : 69
رَبّ العَظَمَةِ لَبّيكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إلِيَّ يَا مُحَمّدُ فِيمَ اختَصَمَ المَلَأُ الأَعلَي قُلتُ إلِهَيِ لَا عِلمَ لِي فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ هَلّا اتّخَذتَ مِنَ الآدَمِيّينَ وَزِيراً وَ أَخاً وَ وَصِيّاً مِن بَعدِكَ فَقُلتُ إلِهَيِ وَ مَنِ أَتّخِذُ تَخَيّر لِي أَنتَ يَا إلِهَيِ فَأَوحَي اللّهُ إلِيَّ يَا مُحَمّدُ قَدِ اختَرتُ لَكَ مِنَ الآدَمِيّينَ عَلِيّاً فَقُلتُ إلِهَيِ ابنُ عمَيّ فَأَوحَي اللّهُ إلِيَّ يَا مُحَمّدُ إِنّ عَلِيّاً وَارِثُكَ وَ وَارِثُ العِلمِ مِن بَعدِكَ وَ صَاحِبُ لِوَائِكَ لِوَاءِ الحَمدِ يَومَ القِيَامَةِ وَ صَاحِبُ حَوضِكَ يسَقيِ مَن وَرَدَ عَلَيهِ مِن مؤُمنِيِ أُمّتِكَ ثُمّ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا مُحَمّدُ إنِيّ قَد أَقسَمتُ عَلَي نفَسيِ قَسَماً حَقّاً لَا يَشرَبُ مِن ذَلِكَ الحَوضِ مُبغِضٌ لَكَ وَ لِأَهلِ بَيتِكَ وَ ذُرّيّتِكَ الطّيّبِينَ حَقّاً حَقّاً أَقُولُ يَا مُحَمّدُ لَأُدخِلَنّ الجَنّةَ جَمِيعَ أُمّتِكَ إِلّا مَن أَبَي فَقُلتُ إلِهَيِ وَ أَحَدٌ يَأبَي دُخُولَ الجَنّةِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَلَي فَقُلتُ فَكَيفَ يَأبَي فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إلِيَّ يَا مُحَمّدُ اختَرتُكَ مِن خلَقيِ وَ اختَرتُ لَكَ وَصِيّاً مِن بَعدِكَ وَ جَعَلتُهُ مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِّ بَعدَكَ وَ أَلقَيتُ مَحَبّةً فِي قَلبِكَ وَ جَعَلتُهُ أَبَا وُلدِكَ فَحَقّهُ بَعدَكَ عَلَي أُمّتِكَ كَحَقّكَ عَلَيهِم فِي حَيَاتِكَ فَمَن جَحَدَ حَقّهُ جَحَدَ حَقّكَ وَ مَن أَبَي أَن يُوَالِيَهُ فَقَد أَبَي أَن يُوَالِيَكَ وَ مَن أَبَي أَن يُوَالِيَكَ فَقَد أَبَي أَن يَدخُلَ الجَنّةَ فَخَرَرتُ لِلّهِ سَاجِداً شُكراً لِمَا أَنعَمَ إلِيَّ فَإِذَا مُنَادٍ ينُاَديِ ارفَع يَا مُحَمّدُ رَأسَكَ وَ سلَنيِ أُعطِكَ فَقُلتُ يَا إلِهَيِ اجمَع أمُتّيِ مِن بعَديِ عَلَي وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لِيَرِدُوا عَلَيّ جَمِيعاً حوَضيِ يَومَ القِيَامَةِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إلِيَّ يَا مُحَمّدُ إنِيّ قَد قَضَيتُ فِي عبِاَديِ قَبلَ أَن أَخلُقَهُم وَ قضَاَيَ مَاضٍ فِيهِم لَأُهلِكُ بِهِ مَن أَشَاءُ وَ أهَديِ بِهِ مَن أَشَاءُ وَ قَد آتَيتُهُ عِلمَكَ مِن بَعدِكَ وَ جَعَلتُهُ وَزِيرَكَ وَ خَلِيفَتَكَ مِن بَعدِكَ عَلَي أَهلِكَ وَ أُمّتِكَ عَزِيمَةً منِيّ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ مَن عَادَاهُ وَ أَبغَضَهُ وَ أَنكَرَ وَلَايَتَهُ بَعدَكَ فَمَن أَبغَضَهُ أَبغَضَكَ وَ مَن أَبغَضَكَ فَقَد أبَغضَنَيِ وَ مَن عَادَاهُ فَقَد عَادَاكَ وَ مَن عَادَاكَ فَقَد عاَداَنيِ وَ مَن أَحَبّهُ فَقَد أَحَبّكَ وَ مَن أَحَبّكَ فَقَد أحَبَنّيِ وَ قَد جَعَلتُ لَهُ هَذِهِ الفَضِيلَةَ وَ أَعطَيتُكَ أَن أُخرِجَ مِن صُلبِهِ أَحَدَ عَشَرَ مَهدِيّاً كُلّهُم مِن ذُرّيّتِكَ مِنَ البِكرِ البَتُولِ وَ آخِرُ رَجُلٍ مِنهُم يصُلَيّ خَلفَهُ عِيسَي ابنُ
صفحه : 70
مَريَمَ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً أنُجيِ بِهِ مِنَ الهَلَكَةِ وَ أهُديِ بِهِ مِنَ الضّلَالَةِ وَ أبُرِئُ بِهِ الأَعمَي وَ أشَفيِ بِهِ المَرِيضَ فَقُلتُ إلِهَيِ وَ سيَدّيِ مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَكُونُ ذَلِكَ إِذَا رُفِعَ العِلمُ وَ ظَهَرَ الجَهلُ وَ كَثُرَ القُرّاءُ وَ قَلّ العَمَلُ وَ كَثُرَ القَتلُ وَ قَلّ الفُقَهَاءُ الهَادُونَ وَ كَثُرَ فُقَهَاءُ الضّلَالَةِ وَ الخَوَنَةِ وَ كَثُرَ الشّعَرَاءُ وَ اتّخَذَ أُمّتُكَ قُبُورَهُم مَسَاجِدَ وَ حُلّيَتِ المَصَاحِفُ وَ زُخرِفَتِ المَسَاجِدُ وَ كَثُرَ الجَورُ وَ الفَسَادُ وَ ظَهَرَ المُنكَرُ وَ أَمَرَ أُمّتُكَ بِهِ وَ نَهَي عَنِ المَعرُوفِ وَ اكتَفَي الرّجَالُ بِالرّجَالِ وَ النّسَاءُ بِالنّسَاءِ وَ صَارَ الأُمَرَاءُ كَفَرَةً وَ أَولِيَاؤُهُم فَجَرَةً وَ أَعوَانُهُم ظَلَمَةً وَ ذَوُو الرأّيِ مِنهُم فَسَقَةً وَ عِندَ ذَلِكَ ثَلَاثَةُ خُسُوفٍ خَسفٌ بِالمَشرِقِ وَ خَسفٌ بِالمَغرِبِ وَ خَسفٌ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ وَ خَرَابُ البَصرَةِ عَلَي يَدِ رَجُلٍ مِن ذُرّيّتِكَ يَتبَعُهُ الزّنُوجُ وَ خُرُوجُ رَجُلٍ مِن وُلدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ ظُهُورُ الدّجّالِ يَخرُجُ مِنَ المَشرِقِ مِن سِجِستَانَ وَ ظُهُورُ السفّياَنيِّ فَقُلتُ إلِهَيِ مَا يَكُونُ بعَديِ مِنَ الفِتَنِ فَأَوحَي اللّهُ إلِيَّ وَ أخَبرَنَيِ بِبَلَاءِ بنَيِ أُمَيّةَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مِن فِتنَةِ وُلدِ عمَيّ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَأَوصَيتُ بِذَلِكَ ابنَ عمَيّ حِينَ هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَ أَدّيتُ الرّسَالَةَ وَ لِلّهِ الحَمدُ عَلَي ذَلِكَ كَمَا حَمِدَهُ النّبِيّونَ وَ كَمَا حَمِدَهُ كُلّ شَيءٍ قبَليِ وَ مَا هُوَ خَالِقُهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
بيان قوله تعالي فيما اختصم الملأ الأعلي إشارة إلي قوله تعالي ما كانَ لِي مِن عِلمٍ بِالمَلَإِ الأَعلي إِذ يَختَصِمُونَ والمشهور بين المفسرين أنه إشارة إلي قوله تعالي إنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً وسؤال الملائكة في ذلك فلعله تعالي سأله أولا عن ذلك ثم أخبره به و بين أن الأرض لاتخلو من حجة وخليفة ثم سأله عن خليفته وعين له الخلفاء بعده و لايبعد أن يكون الملائكة سألوا في ذلك الوقت عن خليفة الرسول ص فأخبره الله بذلك و قدمضي في باب المعراج بعض القول في ذلك .
صفحه : 71
قوله تعالي وخراب البصرة إشارة إلي قصة صاحب الزنج ألذي خرج في البصرة سنة ست أوخمس وخمسين ومائتين ووعد كل من أتي إليه من السودان أن يعتقهم ويكرمهم فاجتمع إليه منهم خلق كثير وبذلك علا أمره ولذا لقب صاحب الزنج و كان يزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع . و قال ابن أبي الحديد وأكثر الناس يقدحون في نسبه وخصوصا الطالبيون وجمهور النسابين علي أنه من عبدالقيس و أنه علي بن محمد بن عبدالرحيم وأمه أسدية من أسد بن خزيمة جدها محمد بن حكيم الأسدي من أهل الكوفة ونحو ذلك قال ابن الأثير في الكامل والمسعودي في مروج الذهب ويظهر من الخبر أن نسبه كان صحيحا. ثم اعلم أن هذه العلامات لايلزم كونها مقارنة لظهوره ع إذ الغرض بيان أن قبل ظهوره ع يكون هذه الحوادث كما أن كثيرا من أشراط الساعة التي روتها العامة والخاصة ظهرت قبل ذلك بدهور وأعوام وقصة صاحب الزنج كانت مقارنة لولادته ع و من هذاالوقت ابتدأت علاماته إلي أن يظهر ع . علي أنه يحتمل أن يكون الغرض علامات ولادته ع لكنه بعيد
12- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ خلُفَاَئيِ وَ أوَصيِاَئيِ وَ حُجَجُ اللّهِ عَلَي الخَلقِ بعَديِ اثنَا عَشَرَ أَوّلُهُم أخَيِ وَ آخِرُهُم ولَدَيِ وَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِص وَ مَن أَخُوكَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قِيلَ فَمَن وَلَدُكَ قَالَ المهَديِّ يَملَأُهَا قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَأَطَالَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَخرُجَ فِيهِ ولَدَيِ المهَديِّ فَيَنزِلَ رُوحُ اللّهِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فيَصُلَيَّ خَلفَهُ وَ تُشرِقَالأَرضُ بِنُورِ رَبّها وَ يَبلُغَ سُلطَانُهُ المَشرِقَ وَ المَغرِبَ
13-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن
صفحه : 72
أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ مِن ولُديِ اسمُهُ اسميِ وَ كُنيَتُهُ كنُيتَيِ أَشبَهُ النّاسِ بيِ خَلقاً وَ خُلقاً تَكُونُ لَهُ غَيبَةٌ وَ حَيرَةٌ تَضِلّ فِيهِ الأُمَمُ ثُمّ يُقبِلُ كَالشّهَابِ الثّاقِبِ وَ يَملَأُهَا عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
14- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن فَضَالَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن أَدرَكَ قَائِمَ أَهلِ بيَتيِ وَ هُوَ يَأتَمّ بِهِ فِي غَيبَتِهِ قَبلَ قِيَامِهِ وَ يَتَوَلّي أَولِيَاءَهُ وَ يعُاَديِ أَعدَاءَهُ ذَاكَ مِن رفُقَاَئيِ وَ ذوَيِ موَدَتّيِ وَ أَكرَمِ أمُتّيِ عَلَيّ يَومَ القِيَامَةِ
15- ك ،[إكمال الدين ] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَمرٍو البلَخيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن خَلَفِ بنِ حَامِدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ الجبَلَيِّ عَنِ الخَطّابِ بنِ مُصعَبٍ عَن سَدِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن أَدرَكَ قَائِمَ أَهلِ بيَتيِ وَ هُوَ مُقتَدٍ بِهِ قَبلَ قِيَامِهِ يَأتَمّ بِهِ وَ بِأَئِمّةِ الهُدَي مِن قَبلِهِ وَ يَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِن عَدُوّهِم أُولَئِكَ رفُقَاَئيِ وَ أَكرَمُ أمُتّيِ عَلَيّ
16- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ وَ ابنُ المُتَوَكّلِ جَمِيعاً عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِّ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ هَاشِمٍ وَ البرَقيِّ وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ بنِ الحُصَينِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ مِن ولُديِ اسمُهُ اسميِ وَ كُنيَتُهُ كنُيتَيِ أَشبَهُ النّاسِ بيِ خَلقاً وَ خُلقاً تَكُونُ لَهُ غَيبَةٌ وَ حَيرَةٌ حَتّي يَضِلّ الخَلقُ عَن أَديَانِهِم فَعِندَ ذَلِكَ يُقبِلُ كَالشّهَابِ الثّاقِبِ فَيَملَؤُهَا عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
17- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ البَاقِرِ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ مِن ولُديِ تَكُونُ لَهُ غَيبَةٌ وَ حَيرَةٌ تَضِلّ فِيهَا الأُمَمُ يأَتيِ بِذَخِيرَةِ الأَنبِيَاءِ فَيَملَؤُهَا عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً
صفحه : 73
18- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ البرَمكَيِّ عَن عَلِيّ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُرَاتِ عَن ثَابِتِ بنِ دِينَارٍ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِمَامُ أمُتّيِ وَ خلَيِفتَيِ عَلَيهِم بعَديِ وَ مِن وُلدِهِ القَائِمُ المُنتَظَرُ ألّذِي يَملَأُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ بَشِيراً إِنّ الثّابِتِينَ عَلَي القَولِ بِهِ فِي زَمَانِ غَيبَتِهِ لَأَعَزّ مِنَ الكِبرِيتِ الأَحمَرِ فَقَامَ إِلَيهِ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لِلقَائِمِ مِن وُلدِكَ غَيبَةٌ فَقَالَ إيِ وَ ربَيّوَ لِيُمَحّصَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ يَمحَقَ الكافِرِينَ يَا جَابِرُ إِنّ هَذَا لَأَمرٌ مِن أَمرِ اللّهِ وَ سِرّ مِن سِرّ اللّهِ مطَويِّ عَن عِبَادِهِ فَإِيّاكَ وَ الشّكّ فِي أَمرِ اللّهِ فَهُوَ كُفرٌ
19- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِّ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص القَائِمُ مِن ولُديِ اسمُهُ اسميِ وَ كُنيَتُهُ كنُيتَيِ وَ شَمَائِلُهُ شمَاَئلِيِ وَ سُنّتُهُ سنُتّيِ يُقِيمُ النّاسَ عَلَي ملِتّيِ وَ شرَيِعتَيِ وَ يَدعُوهُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَن أَطَاعَهُ أطَاَعنَيِ وَ مَن عَصَاهُ عصَاَنيِ وَ مَن أَنكَرَهُ فِي غَيبَتِهِ فَقَد أنَكرَنَيِ وَ مَن كَذّبَهُ فَقَد كذَبّنَيِ وَ مَن صَدّقَهُ فَقَد صدَقّنَيِ إِلَي اللّهِ أَشكُو المُكَذّبِينَ لِي فِي أَمرِهِ وَ الجَاحِدِينَ لقِوَليِ فِي شَأنِهِ وَ المُضِلّينَ لأِمُتّيِ عَن طَرِيقَتِهِوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
20- ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَنكَرَ القَائِمَ مِن ولُديِ فَقَد أنَكرَنَيِ
21- ك ،[إكمال الدين ]الوَرّاقُ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَنكَرَ القَائِمَ مِن ولُديِ فِي زَمَانِ غَيبَتِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً
22-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَبِي دَارِمٍ عَن
صفحه : 74
عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَاشِمٍ القيَسيِّ عَن سَهلِ بنِ تَمَامٍ البصَريِّ عَن عِمرَانَ القَطّانِ عَن قَتَادَةَ عَن أَبِي نَضرَةَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ يَخرُجُ فِي آخِرِ الزّمَانِ
23- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن بَكّارِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مُعَلّي بنِ زِيَادٍ عَنِ العَلَاءِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي الصّدِيقِ الناّجيِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُبَشّرُكُم باِلمهَديِّ يُبعَثُ فِي أمُتّيِ عَلَي اختِلَافٍ مِنَ النّاسِ وَ زِلزَالٍ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً يَرضَي عَنهُ سَاكِنُ السّمَاءِ وَ سَاكِنُ الأَرضِ تَمَامَ الخَبَرِ
24- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن تَلِيدٍ عَن أَبِي الحَجّافِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَبشِرُوا باِلمهَديِّ قَالَهَا ثَلَاثاً يَخرُجُ عَلَي حِينِ اختِلَافٍ مِنَ النّاسِ وَ زِلزَالٍ شَدِيدٍ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً يَملَأُ قُلُوبَ عِبَادِهِ عِبَادَةً وَ يَسَعُهُم عَدلُهُ
25- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن سُفيَانَ الجرَيِريِّ عَن عَبدِ المُؤمِنِ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن عُمَارَةَ بنِ جُوَينٍ العبَديِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلَي المِنبَرِ إِنّ المهَديِّ مِن عتِرتَيِ مِن أَهلِ بيَتيِ يَخرُجُ فِي آخِرِ الزّمَانِ تُنزِلُ لَهُ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ تُخرِجُ لَهُ الأَرضُ بَذرَهَا فَيَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مَلَأَهَا القَومُ ظُلماً وَ جَوراً
26- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن بَكّارٍ عَن مُصَبّحٍ عَن قَيسٍ عَن أَبِي حُصَينٍ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يُخرِجَ رَجُلًا مِن أَهلِ بيَتيِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
27-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن بَكّارٍ عَن عَلِيّ بنِ قَادِمٍ عَن فِطرٍ عَن عَاصِمٍ عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَبعَثَ رَجُلًا منِيّ يُوَاطِئُ اسمُهُ
صفحه : 75
اسميِ وَ اسمُ أَبِيهِ اسمَ أَبِي يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً
28- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الزهّريِّ عَن إِسحَاقَ بنِ مَنصُورٍ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ وَ غَيرِهِ عَن عَاصِمٍ عَن زِرّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَذهَبُ الدّنيَا حَتّي يلَيَِ أمُتّيِ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يُقَالُ لَهُ المهَديِّ
29- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ البزَوَفرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن أَبِي لَهِيعَةَ عَن أَبِي قُبَيلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فَعِندَ ذَلِكَ خُرُوجُ المهَديِّ وَ هُوَ رَجُلٌ مِن وُلدِ هَذَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِهِ يَمحَقُ اللّهُ الكَذِبَ وَ يُذهِبُ الزّمَانَ الكَلِبَ بِهِ يُخرِجُ ذُلّ الرّقّ مِن أَعنَاقِكُم ثُمّ قَالَ أَنَا أَوّلُ هَذِهِ الأُمّةِ وَ المهَديِّ أَوسَطُهَا وَ عِيسَي آخِرُهَا وَ بَينَ ذَلِكَ تَيحٌ أَعوَجُ
بيان قال الجزري كلب الدهر علي أهله إذاألح عليهم واشتد و قال الفيروزآبادي تاح له الشيء يتوح تهيأ كتاح يتيح وأتاحه الله فأتيح والمتيح كمنبر من يعرض فيما لايعنيه أويقع في البلايا وفرس يعترض في مشيته نشاطا والمتياح الكثير الحركة العريض انتهي و فيه تكلف والأظهر أنه تصحيف مامر في أخبار اللوح و غير ذلك نتج الهرج أي نتائج الفساد والجور
30- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن عُثمَانَ بنِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَانِئٍ عَن نُعَيمِ بنِ حَمّادٍ عَن عُقبَةَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي مَريَمَ عَنِ الفَضلِ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي المَلِيحِ عَن زِيَادِ بنِ بُنَانٍ عَن عَلِيّ بنِ نُفَيلٍ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ المهَديِّ مِن عتِرتَيِ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ
صفحه : 76
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي عن محمد بن علي عن عثمان بن أحمد عن ابراهيم بن علاء عن أبي المليح مثله
31- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَن مُصَبّحٍ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ عَمّن سَمِعَ وَهبَ بنَ مُنَبّهٍ يَقُولُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّهُ قَالَ يَا وَهبُ ثُمّ يَخرُجُ المهَديِّ قُلتُ مِن وُلدِكَ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا هُوَ مِن ولُديِ وَ لَكِن مِن وُلدِ عَلِيّ ع فَطُوبَي لِمَن أَدرَكَ زَمَانَهُ وَ بِهِ يُفَرّجُ اللّهُ عَنِ الأُمّةِ حَتّي يَملَأَهَا قِسطاً وَ عَدلًا إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
32- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ فِي حَدِيثٍ لَهُ طَوِيلٍ اختَصَرنَاهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِفَاطِمَةَ يَا بُنَيّةُ إِنّا أُعطِينَا أَهلَ البَيتِ سَبعاً لَم يُعطَهَا أَحَدٌ قَبلَنَا نَبِيّنَا خَيرُ الأَنبِيَاءِ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِيّنَا خَيرُ الأَوصِيَاءِ وَ هُوَ بَعلُكِ وَ شَهِيدُنَا خَيرُ الشّهَدَاءِ وَ هُوَ عَمّ أَبِيكِ حَمزَةُ وَ مِنّا مَن لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ وَ هُوَ ابنُ عَمّكِ جَعفَرٌ وَ مِنّا سِبطَا هَذِهِ الأُمّةِ وَ هُمَا ابنَاكِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ مِنّا وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مهَديِّ هَذِهِ الأُمّةِ ألّذِي يصُلَيّ خَلفَهُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي مَنكِبِ الحُسَينِ ع فَقَالَ مِن هَذَا ثَلَاثاً
33- ني،[الغيبة للنعماني] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ البنَديِجيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي العبَاّسيِّ عَن مُوسَي بنِ سَلّامٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الخَشّابِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَثَلُ أَهلِ بيَتيِ مَثَلُ نُجُومِ السّمَاءِ كُلّمَا غَابَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ حَتّي إِذَا نَجمٌ مِنهَا طَلَعَ فَرَمَقُوهُ بِالأَعيُنِ وَ أَشَرتُم إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ أَتَاهُ مَلَكُ المَوتِ فَذَهَبَت بِهِ ثُمّ لَبِثتُم فِي ذَلِكَ سَبتاً مِن دَهرِكُم وَ استَوَت بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ وَ لَم يَدرِ أَيّ مِن أَيّ فَعِندَ ذَلِكَ يَبدُو نَجمُكُم فَاحمَدُوا اللّهَ وَ اقبَلُوهُ
34-ني،[الغيبة للنعماني] أَحمَدُ بنُ هَوذَةَ عَنِ النهّاَونَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بَينَنَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ بِالبَقِيعِ فَأَتَاهُ
صفحه : 77
عَلِيّ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص اجلِس فَأَجلَسَهُ عَن يَمِينِهِ ثُمّ جَاءَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَسَأَلَ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقِيلَ هُوَ بِالبَقِيعِ فَأَتَاهُ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَأَجلَسَهُ عَن يَسَارِهِ ثُمّ جَاءَ العَبّاسُ فَسَأَلَ عَنهُ فَقِيلَ هُوَ بِالبَقِيعِ فَأَتَاهُ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ أَجلَسَهُ أَمَامَهُ ثُمّ التَفَتَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ أَ لَا أُبَشّرُكَ أَ لَا أُخبِرُكَ يَا عَلِيّ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ كَانَ جَبرَئِيلُ عنِديِ آنِفاً وَ خبَرّنَيِ أَنّ القَائِمَ ألّذِي يَخرُجُ فِي آخِرِ الزّمَانِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً مِن ذُرّيّتِكَ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَصَابَنَا خَيرٌ قَطّ مِنَ اللّهِ إِلّا عَلَي يَدَيكَ ثُمّ التَفَتَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا جَعفَرُ أَ لَا أُبَشّرُكَ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ كَانَ جَبرَئِيلُ عنِديِ آنِفاً فأَخَبرَنَيِ أَنّ ألّذِي يَدفَعُهَا إِلَي القَائِمِ هُوَ مِن ذُرّيّتِكَ أَ تدَريِ مَن هُوَ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ ألّذِي وَجهُهُ كَالدّينَارِ وَ أَسنَانُهُ كَالمِنشَارِ وَ سَيفُهُ كَحَرِيقِ النّارِ يَدخُلُ الجَبَلَ ذَلِيلًا وَ يَخرُجُ مِنهُ عَزِيزاً يَكتَنِفُهُ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ ثُمّ التَفَتَ إِلَي العَبّاسِ فَقَالَ يَا عَمّ النّبِيّ أَ لَا أُخبِرُكَ بِمَا أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قَالَ لِي وَيلٌ لِذُرّيّتِكَ مِن وُلدِ العَبّاسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فَلَا أَجتَنِبُ النّسَاءَ قَالَ لَهُ قَد فَرَغَ اللّهُ مِمّا هُوَ كَائِنٌ
35- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن عَمرِو بنِ يُونُسَ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن سَالِمٍ الأَشَلّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ البَاقِرَ ع يَقُولُ نَظَرَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع فِي السّفرِ الأَوّلِ بِمَا يُعطَي قَائِمُ آلِ مُحَمّدٍ قَالَ مُوسَي رَبّ اجعلَنيِ قَائِمَ آلِ مُحَمّدٍ فَقِيلَ لَهُ إِنّ ذَاكَ مِن ذُرّيّةِ أَحمَدَ ثُمّ نَظَرَ فِي السّفرِ الثاّنيِ فَوَجَدَ فِيهِ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ مِثلَهُ فَقِيلَ لَهُ مِثلُ ذَلِكَ ثُمّ نَظَرَ فِي السّفرِ الثّالِثِ فَرَأَي مِثلَهُ فَقَالَ مِثلَهُ فَقِيلَ لَهُ مِثلُهُ
36-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن هَيثَمِ بنِ أَشيَمَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَرَجَ النّبِيّص ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ مُستَبشِرٌ يَضحَكُ سُرُوراً فَقَالَ لَهُ النّاسُ أَضحَكَ اللّهُ سِنّكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ زَادَكَ سُرُوراً
صفحه : 78
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَيسَ مِن يَومٍ وَ لَا لَيلَةٍ إِلّا وَ لِيَ فِيهِمَا تُحفَةٌ مِنَ اللّهِ أَلَا وَ إِنّ ربَيّ أتَحفَنَيِ فِي يوَميِ هَذَا بِتُحفَةٍ لَم يتُحفِنيِ بِمِثلِهَا فِيمَا مَضَي إِنّ جَبرَئِيلَ ع أتَاَنيِ فأَقَرأَنَيِ مِن ربَيَّ السّلَامَ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ اختَارَ مِن بنَيِ هَاشِمٍ سَبعَةً لَم يَخلُق مِثلَهُم فِيمَن مَضَي وَ لَا يَخلُقُ مِثلَهُم فِيمَن بقَيَِ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَصِيّكَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سِبطَاكَ سَيّدَا الأَسبَاطِ وَ حَمزَةُ عَمّكَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ جَعفَرٌ ابنُ عَمّكَ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ يَطِيرُ مَعَ المَلَائِكَةِ حَيثُ يَشَاءُ وَ مِنكُمُ القَائِمُ يصُلَيّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ خَلفَهُ إِذَا أَهبَطَهُ اللّهُ إِلَي الأَرضِ مِن ذُرّيّةِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع
37- كشف ،[كشف الغمة]وَقَعَ لِي أَربَعُونَ حَدِيثاً جَمَعَهَا الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ رَحِمَهُ اللّهُ فِي أَمرِ المهَديِّ ع أَورَدتُهَا سَرداً كَمَا أَورَدَهَا وَ اقتَصَرتُ عَلَي ذِكرِ الراّويِ عَنِ النّبِيّص الأَوّلُ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَكُونُ مِن أمُتّيَِ المهَديِّ إِن قَصُرَ عُمُرُهُ فَسَبعُ سِنِينَ وَ إِلّا فَثَمَانٍ وَ إِلّا فَتِسعٌ يَتَنَعّمُ أمُتّيِ فِي زَمَانِهِ نَعِيماً لَم يَتَنَعّمُوا مِثلَهُ قَطّ البِرّ وَ الفَاجِرُ يُرسِلُ السّمَاءَ عَلَيهِم مِدرَاراً وَ لَا تَدّخِرُ الأَرضُ شَيئاً مِن نَبَاتِهَا
الثاّنيِ فِي ذِكرِ المهَديِّ ع وَ أَنّهُ مِن عِترَةِ النّبِيّص وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تُملَأُ الأَرضُ ظُلماً وَ جَوراً فَيَقُومُ رَجُلٌ مِن عتِرتَيِ فَيَملَؤُهَا قِسطاً وَ عَدلًا يَملِكُ سَبعاً أَو تِسعاً
الثّالِثُ وَ عَنهُ قَالَ قَالَ النّبِيّص لَا تنَقضَيِ السّاعَةُ حَتّي يَملِكَ الأَرضَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً يَملِكُ سَبعَ سِنِينَ
الرّابِعُ فِي قَولِهِ لِفَاطِمَةَ ع المهَديِّ مِن وُلدِكِ عَنِ الزهّريِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ المهَديِّ مِن وُلدِكِ
الخَامِسُ قَولُهُص إِنّ مِنهُمَا مهَديِّ هَذِهِ الأُمّةِ يعَنيِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع عَن عَلِيّ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي الحَالَةِ التّيِ
صفحه : 79
قُبِضَ فِيهَا فَإِذَا فَاطِمَةُ عِندَ رَأسِهِ فَبَكَت حَتّي ارتَفَعَ صَوتُهَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهَا رَأسَهُ فَقَالَ حبَيِبتَيِ فَاطِمَةُ مَا ألّذِي يُبكِيكِ فَقَالَت أَخشَي الضّيعَةَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ يَا حبَيِبتَيِ أَ مَا عَلِمتِ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اطّلَعَ عَلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَاختَارَ مِنهَا أَبَاكِ فَبَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ثُمّ اطّلَعَ اطّلَاعَةً فَاختَارَ مِنهَا بَعلَكِ وَ أَوحَي إلِيَّ أَن أُنكِحَكِ إِيّاهُ يَا فَاطِمَةُ وَ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ قَد أَعطَانَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ سَبعَ خِصَالٍ لَم يُعطِ أَحَداً قَبلَنَا وَ لَا يعُطيِ أَحَداً بَعدَنَا أَنَا خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ أَكرَمُ النّبِيّينَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَحَبّ المَخلُوقِينَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنَا أَبُوكِ وَ وصَيِيّ خَيرُ الأَوصِيَاءِ وَ أَحَبّهُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ بَعلُكِ وَ شَهِيدُنَا خَيرُ الشّهَدَاءِ وَ أَحَبّهُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ عَمّ أَبِيكِ وَ عَمّ بَعلِكِ وَ مِنّا مَن لَهُ جَنَاحَانِ يَطِيرُ فِي الجَنّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ حَيثُ يَشَاءُ وَ هُوَ ابنُ عَمّ أَبِيكِ وَ أَخُو بَعلِكِ وَ مِنّا سِبطَا هَذِهِ الأُمّةِ وَ هُمَا ابنَاكِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ هُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبُوهُمَا وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ خَيرٌ مِنهُمَا يَا فَاطِمَةُ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ إِنّ مِنهُمَا مهَديِّ هَذِهِ الأُمّةِ إِذَا صَارَتِ الدّنيَا هَرجاً وَ مَرجاً وَ تَظَاهَرَتِ الفِتَنُ وَ انقَطَعَتِ السّبُلُ وَ أَغَارَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ فَلَا كَبِيرٌ يَرحَمُ صَغِيراً وَ لَا صَغِيرٌ يُوَقّرُ كَبِيراً فَيَبعَثُ اللّهُ عِندَ ذَلِكَ مِنهُمَا مَن يَفتَحُ حُصُونَ الضّلَالَةِ وَ قُلُوباً غُلفاً يَقُومُ بِالدّينِ فِي آخِرِ الزّمَانِ كَمَا قُمتُ بِهِ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً يَا فَاطِمَةُ لَا تحَزنَيِ وَ لَا تبَكيِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَرحَمُ بِكِ وَ أَرأَفُ عَلَيكِ منِيّ وَ ذَلِكِ لِمَكَانِكِ منِيّ وَ مَوقِعِكِ مِن قلَبيِ قَد زَوّجَكِ اللّهُ زَوجَكِ وَ هُوَ أَعظَمُهُم حَسَباً وَ أَكرَمُهُم مَنصَباً وَ أَرحَمُهُم بِالرّعِيّةِ وَ أَعدَلُهُم بِالسّوِيّةِ وَ أَبصَرُهُم بِالقَضِيّةِ وَ قَد سَأَلتُ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَن تكَوُنيِ أَوّلَ مَن يلَحقَنُيِ مِن أَهلِ بيَتيِ قَالَ عَلِيّ ع لَم تَبقَ فَاطِمَةُ بَعدَهُ إِلّا خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً حَتّي أَلحَقَهَا اللّهُ بِهِ ع
السّادِسُ فِي أَنّ المهَديِّ هُوَ الحسُيَنيِّ وَ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَخَطَبَنَا رَسُولُ اللّهِص فَذَكّرَنَا مَا هُوَ كَائِنٌ ثُمّ قَالَ لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَبعَثَ رَجُلًا مِن ولُديِ اسمُهُ اسميِ فَقَامَ
صفحه : 80
سَلمَانُ ره فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مِن أَيّ وُلدِكَ هُوَ قَالَ مِن ولَدَيِ هَذَا وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي الحُسَينِ ع
السّابِعُ فِي القَريَةِ التّيِ يَخرُجُ مِنهَا المهَديِّ وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النّبِيّص يَخرُجُ المهَديِّ مِن قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا كرعَةُ
الثّامِنُ فِي صِفَةِ وَجهِ المهَديِّ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ رَجُلٌ مِن ولُديِ وَجهُهُ كَالكَوكَبِ الدرّيّّ
التّاسِعُ فِي صِفَةِ لَونِهِ وَ جِسمِهِ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ رَجُلٌ مِن ولُديِ لَونُهُ لَونٌ عرَبَيِّ وَ جِسمُهُ جِسمٌ إسِراَئيِليِّ عَلَي خَدّهِ الأَيمَنِ خَالٌ كَأَنّهُ كَوكَبٌ درُيّّ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً يَرضَي فِي خِلَافَتِهِ أَهلُ الأَرضِ وَ أَهلُ السّمَاءِ وَ الطّيرُ فِي الجَوّ
العَاشِرُ فِي صِفَةِ جَبِينِهِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ مِنّا أَجلَي الجَبِينِ أَقنَي الأَنفِ
الحاَديِ عَشَرَ فِي صِفَةِ أَنفِهِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ المهَديِّ مِنّا أَهلَ البَيتِ رَجُلٌ مِن أمُتّيِ أَشَمّ الأَنفِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً
الثاّنيِ عَشَرَ فِي خَالِهِ عَلَي خَدّهِ الأَيمَنِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي أُمَامَةَ الباَهلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَكُم وَ بَينَ الرّومِ أَربَعُ هُدَنٍ يَومُ الرّابِعَةِ عَلَي يَدِ رَجُلٍ مِن آلِ هِرَقلَ يَدُومُ سَبعَ سِنِينَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن عَبدِ القَيسِ يُقَالُ لَهُ المُستَورِدُ بنُ غَيلَانَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن إِمَامُ النّاسِ يَومَئِذٍ قَالَ المهَديِّ ع مِن ولُديِ ابنُ أَربَعِينَ سَنَةً كَأَنّ وَجهَهُ كَوكَبٌ درُيّّ فِي خَدّهِ الأَيمَنِ خَالٌ أَسوَدُ عَلَيهِ عَبَاءَتَانِ قِطرِيّتَانِ كَأَنّهُ مِن رِجَالِ بنَيِ إِسرَائِيلَ يَستَخرِجُ الكُنُوزَ وَ يَفتَحُ مَدَائِنَ الشّركِ
الثّالِثَ عَشَرَ قَولُهُ ع المهَديِّ أَفرَقُ الثّنَايَا بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيَبعَثَنّ اللّهُ مِن عتِرتَيِ رَجُلًا أَفرَقَ الثّنَايَا أَجلَي الجَبهَةِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا يَفِيضُ المَالُ فَيضاً
صفحه : 81
الرّابِعَ عَشَرَ فِي ذِكرِ المهَديِّ ع وَ هُوَ إِمَامٌ صَالِحٌ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ ذَكَرَ الدّجّالَ فَقَالَ فتَنَفيِ المَدِينَةُ الخَبَثَ كَمَا ينَفيِ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَ يُدعَي ذَلِكَ اليَومُ يَومَ الخَلَاصِ فَقَالَت أُمّ شَرِيكٍ فَأَينَ العَرَبُ يَومَئِذٍ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُم قَلِيلٌ يَومَئِذٍ وَ جُلّهُم بِبَيتِ المَقدِسِ إِمَامُهُمُ المهَديِّ رَجُلٌ صَالِحٌ
الخَامِسَ عَشَرَ فِي ذِكرِ المهَديِّ ع وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُهُ عِيَاناً لِلنّاسِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ يَخرُجُ المهَديِّ فِي أمُتّيِ يَبعَثُهُ اللّهُ عِيَاناً لِلنّاسِ يَتَنَعّمُ الأُمّةُ وَ تَعِيشُ المَاشِيَةُ وَ تُخرِجُ الأَرضُ نَبَاتَهَا وَ يعُطيِ المَالَ صِحَاحاً
السّادِسَ عَشَرَ فِي قَولِهِ ع عَلَي رَأسِهِ غَمَامَةٌ وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ المهَديِّ وَ عَلَي رَأسِهِ غَمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ ينُاَديِ هَذَا المهَديِّ خَلِيفَةُ اللّهِ فَاتّبِعُوهُ
السّابِعَ عَشَرَ فِي قَولِهِص عَلَي رَأسِهِ مَلَكٌ وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ المهَديِّ وَ عَلَي رَأسِهِ مَلَكٌ ينُاَديِ هَذَا المهَديِّ فَاتّبِعُوهُ
الثّامِنَ عَشَرَ فِي بِشَارَةِ النّبِيّص أُمّتَهُ باِلمهَديِّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُبَشّرُكُم باِلمهَديِّ يُبعَثُ فِي أمُتّيِ عَلَي اختِلَافٍ مِنِ النّاسِ وَ زَلَازِلَ فَيَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً يَرضَي عَنهُ سَاكِنُ السّمَاءِ وَ سَاكِنُ الأَرضِ يَقسِمُ المَالَ صِحَاحاً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَ مَا صِحَاحاً قَالَ السّوِيّةُ بَينَ النّاسِ
التّاسِعَ عَشَرَ فِي اسمِ المهَديِّ ع وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَقُومُ السّاعَةُ حَتّي يَملِكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يُوَاطِئُ اسمُهُ اسميِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
العِشرُونَ فِي كُنيَتِهِ ع وَ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَبَعَثَ اللّهُ فِيهِ رَجُلًا اسمُهُ اسميِ وَ خُلُقُهُ خلُقُيِ
صفحه : 82
يُكَنّي أَبَا عَبدِ اللّهِ ع
الحاَديِ وَ العِشرُونَ فِي ذِكرِ اسمِهِ وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَذهَبُ الدّنيَا حَتّي يَبعَثَ اللّهُ رَجُلًا مِن أَهلِ بيَتيِ يُوَاطِئُ اسمُهُ اسميِ وَ اسمُ أَبِيهِ اسمَ أَبِي يَملَؤُهَا قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً
الثاّنيِ وَ العِشرُونَ فِي ذِكرِ عَدلِهِ ع وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَتُملَأَنّ الأَرضُ ظُلماً وَ عُدوَاناً ثُمّ لَيَخرُجَنّ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ حَتّي يَملَأَهَا قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً[عُدوَاناً] وَ ظُلماً
الثّالِثُ وَ العِشرُونَ فِي خُلُقِهِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن زِرّ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يُوَاطِئُ اسمُهُ اسميِ وَ خُلُقُهُ خلُقُيِ يَملَؤُهَا قِسطاً وَ عَدلًا
الرّابِعُ وَ العِشرُونَ فِي عَطَائِهِ ع بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَكُونُ عِندَ انقِطَاعٍ مِنَ الزّمَانِ وَ ظُهُورٍ مِنَ الفِتَنِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ المهَديِّ يَكُونُ عَطَاؤُهُ هَنِيئاً
الخَامِسُ وَ العِشرُونَ فِي ذِكرِ المهَديِّ ع وَ عِلمِهِ بِسُنّةِ النّبِيّص بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ وَ يَعمَلُ بسِنُتّيِ وَ يُنَزّلُ اللّهُ لَهُ البَرَكَةَ مِنَ السّمَاءِ وَ تُخرِجُ الأَرضُ بَرَكَتَهَا وَ تُملَأُ بِهِ الأَرضُ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً وَ يَعمَلُ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ سَبعَ سِنِينَ وَ يَنزِلُ بَيتَ المَقدِسِ
السّادِسُ وَ العِشرُونَ فِي مَجِيئِهِ وَ رَايَاتِهِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن ثَوبَانَ أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَأَيتُمُ الرّايَاتِ السّودَ قَد أَقبَلَت مِن خُرَاسَانَ فَائتُوهَا وَ لَو حَبواً عَلَي الثّلجِ فَإِنّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللّهِ المهَديِّ
السّابِعُ وَ العِشرُونَ فِي مَجِيئِهِ مِن قِبَلِ المَشرِقِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَبَينَا نَحنُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَت فِتيَةٌ مِن بنَيِ هَاشِمٍ فَلَمّا رَآهُمُ النّبِيّص اغرَورَقَت عَينَاهُ وَ تَغَيّرَ لَونُهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا نَزَالُ نَرَي فِي وَجهِكَ شَيئاً
صفحه : 83
نَكرَهُهُ فَقَالَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ اختَارَ اللّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَي الدّنيَا وَ إِنّ أَهلَ بيَتيِ سَيَلقَونَ بعَديِ بَلَاءً وَ تَشرِيداً وَ تَطرِيداً حَتّي يأَتيَِ قَومٌ مِن قِبَلِ المَشرِقِ وَ مَعَهُم رَايَاتٌ سُودٌ فَيَسأَلُونَ الحَقّ فَلَا يُعطَونَهُ فَيُقَاتِلُونَ وَ يُنصَرُونَ فَيُعطَونَ مَا سَأَلُوا فَلَا يَقبَلُونَ حَتّي يَدفَعُوهُ إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ بيَتيِ فَيَملَؤُهَا قِسطاً كَمَا مَلَئُوهَا جَوراً فَمَن أَدرَكَ ذَلِكَ مِنكُم فَليَأتِهِم وَ لَو حَبواً عَلَي الثّلجِ
الثّامِنُ وَ العِشرُونَ فِي مَجِيئِهِ ع وَ عَودِ الإِسلَامِ بِهِ عَزِيزاً وَ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ وَيحَ هَذِهِ الأُمّةِ مِن مُلُوكٍ جَبَابِرَةَ كَيفَ يَقتُلُونَ وَ يُخِيفُونَ المُطِيعِينَ إِلّا مَن أَظهَرَ طَاعَتَهُم فَالمُؤمِنُ التقّيِّ يُصَانِعُهُم بِلِسَانِهِ وَ يَفِرّ مِنهُم بِقَلبِهِ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُعِيدَ الإِسلَامَ عَزِيزاً فَصَمَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ وَ هُوَ القَادِرُ عَلَي مَا يَشَاءُ أَن يُصلِحَ أُمّةً بَعدَ فَسَادِهَا فَقَالَ ع يَا حُذَيفَةُ لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَملِكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ تجَريِ المَلَاحِمُ عَلَي يَدَيهِ وَ يُظهِرُ الإِسلَامَ لَا يُخلِفُ وَعدَهُ وَ هُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ
التّاسِعُ وَ العِشرُونَ فِي تَنَعّمِ الأُمّةِ فِي زَمَنِ المهَديِّ ع وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ عَنِ النّبِيّص قَالَ يَتَنَعّمُ أمُتّيِ فِي زَمَنِ المهَديِّ ع نِعمَةً لَم يَتَنَعّمُوا قَبلَهَا قَطّ يُرسِلُ السّمَاءَ عَلَيهِم مِدرَاراً وَ لَا تَدَعُ الأَرضُ شَيئاً مِن نَبَاتِهَا إِلّا أَخرَجَتهُ
الثّلَاثُونَ فِي ذِكرِ المهَديِّ وَ هُوَ سَيّدٌ مِن سَادَاتِ الجَنّةِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَحنُ بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ سَادَاتُ أَهلِ الجَنّةِ أَنَا وَ أخَيِ عَلِيّ وَ عمَيّ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المهَديِّ
الحاَديِ وَ الثّلَاثُونَ فِي مُلكِهِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا لَيلَةٌ لَمَلَكَ فِيهَا رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ
الثاّنيِ وَ الثّلَاثُونَ فِي خِلَافَتِهِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن ثَوبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُقتَلُ عِندَ كَنزِكُم ثَلَاثَةٌ كُلّهُمُ ابنُ خَلِيفَةٍ ثُمّ لَا يَصِيرُ إِلَي وَاحِدٍ مِنهُم ثُمّ تجَيِءُ الرّايَاتُ السّودُ فَيَقتُلُونَهُم قَتلًا لَم يُقتَلهُ قَومٌ ثُمّ يجَيِءُ خَلِيفَةُ اللّهِ المهَديِّ فَإِذَا سَمِعتُم بِهِ فَأتُوهُ فَبَايِعُوهُ فَإِنّهُ خَلِيفَةُ اللّهِ المهَديِّ
صفحه : 84
الثّالِثُ وَ الثّلَاثُونَ فِي قَولِهِ ع إِذَا سَمِعتُم باِلمهَديِّ فَأتُوهُ فَبَايِعُوهُ وَ بِإِسنَادِهِ عَن ثَوبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تجَيِءُ الرّايَاتُ السّودُ مِن قِبَلِ المَشرِقِ كَأَنّ قُلُوبَهُم زُبَرُ الحَدِيدِ فَمَن سَمِعَ بِهِم فَليَأتِهِم فَبَايَعَهُم وَ لَو حَبواً عَلَي الثّلجِ
الرّابِعُ وَ الثّلَاثُونَ فِي ذِكرِ المهَديِّ وَ بِهِ يُؤَلّفُ اللّهُ بَينَ قُلُوبِ العِبَادِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص أَ مِنّا آلَ مُحَمّدٍ المهَديِّ أَم مِن غَيرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا بَل مِنّا يَختِمُ اللّهُ بِهِ الدّينَ كَمَا فَتَحَ بِنَا وَ بِنَا يُنقَذُونَ مِنَ الفِتَنِ كَمَا أُنقِذُوا مِنَ الشّركِ وَ بِنَا يُؤَلّفُ اللّهُ بَينَ قُلُوبِهِم بَعدَ عَدَاوَةِ الفِتنَةِ إِخوَاناً كَمَا أَلّفَ بَينَهُم بَعدَ عَدَاوَةِ الشّركِ إِخوَاناً فِي دِينِهِم
الخَامِسُ وَ الثّلَاثُونَ فِي قَولِهِ ع لَا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَ المهَديِّ ع وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا لَيلَةٌ لَطَوّلَ اللّهُ تِلكَ اللّيلَةَ حَتّي يَملِكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يُوَاطِئُ اسمُهُ اسميِ وَ اسمُ أَبِيهِ اسمَ أَبِي يَملَؤُهَا قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً وَ يَقسِمُ المَالَ بِالسّوِيّةِ وَ يَجعَلُ اللّهُ الغِنَي فِي قُلُوبِ هَذِهِ الأُمّةِ فَيَملِكُ سَبعاً أَو تِسعاً لَا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَ المهَديِّ
السّادِسُ وَ الثّلَاثُونَ فِي ذِكرِ المهَديِّ وَ بِيَدِهِ تُفتَحُ القُسطَنطِينِيّةُ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّي يَملِكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يَفتَحُ القُسطَنطِينِيّةَ وَ جَبَلَ الدّيلَمِ وَ لَو لَم يَبقَ إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَفتَحَهَا
السّابِعُ وَ الثّلَاثُونَ فِي ذِكرِ المهَديِّ وَ هُوَ يجَيِءُ بَعدَ مُلُوكٍ جَبَابِرَةَ وَ بِإِسنَادِهِ عَن قَيسِ بنِ جَابِرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ سَيَكُونُ بعَديِ خُلَفَاءُ وَ مِن بَعدِ الخُلَفَاءِ أُمَرَاءُ وَ مِن بَعدِ الأُمَرَاءِ مُلُوكٌ جَبَابِرَةُ ثُمّ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً
الثّامِنُ وَ الثّلَاثُونَ فِي قَولِهِ ع مِنّا ألّذِي يصُلَيّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع خَلفَهُ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِنّا ألّذِي يصُلَيّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع خَلفَهُ
صفحه : 85
التّاسِعُ وَ الثّلَاثُونَ وَ هُوَ يُكَلّمُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع وَ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَنزِلُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فَيَقُولُ أَمِيرُهُمُ المهَديِّ تَعَالَ صَلّ بِنَا فَيَقُولُ أَلَا إِنّ بَعضَكُم عَلَي بَعضٍ أُمَرَاءُ تَكرِمَةً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِهَذِهِ الأُمّةِ
الأَربَعُونَ فِي قَولِهِص فِي المهَديِّ ع وَ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الإِمَامِ حَدّثَهُ أَنّ أَبَا جَعفَرٍ المَنصُورَ حَدّثَهُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَن تَهلِكَ أُمّةٌ أَنَا فِي أَوّلِهَا وَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ فِي آخِرِهَا وَ المهَديِّ فِي وَسَطِهَا
بيان جسمه جسم إسرائيلي أي مثل بني إسرائيل في طول القامة وعظم الجثة و قال الجزري في صفة المهدي ع أنه أجلي الجبهة الأجلي الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين و ألذي انحسر الشعر عن جبهته و قال الشمم ارتفاع قصبة الأنف واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلا و قال فيه أنه ع كان متوشحا بثوب قطري هوضرب من البرود فيه حمرة ولها أعلام فيهابعض الخشونة وقيل هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين
38-كشف ،[كشف الغمة]ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمدالشافعي في كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب و قال في أوله إني جمعت هذاالكتاب وعريته من طرق الشيعة ليكون الاحتجاج به آكد فقال في المهدي ع
البَابُ الأَوّلُ فِي ذِكرِ خُرُوجِهِ فِي آخِرِ الزّمَانِ بِإِسنَادِهِ عَن زِرّ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَذهَبُ الدّنيَا حَتّي تَملِكَ العَرَبَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يُوَاطِئُ اسمُهُ اسميِ أَخرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ
وَ عَن عَلِيّ عَنِ النّبِيّ ع لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ لَبَعَثَ اللّهُ رَجُلًا مِن أَهلِ بيَتيِ يَملَؤُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً هَكَذَا أَخرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ
وَ أَخبَرَنَا الحَافِظُ اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ الأَزهَرُ الصرّيِفيِنيِّ بِدِمَشقَ وَ الحَافِظُ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الوَاحِدِ المقَدسِيِّ بِجَامِعِ جَبَلِ قاسبون [قَاسِيُونَ]قَالَا أَنبَأَنَا أَبُو الفَتحِ نَصرُ بنُ عَبدِ الجَامِعِ
صفحه : 86
بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الفاَميِّ بِهَرَاتَ أَنبَأَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مَحمُودٍ الطاّئيِّ أَنبَأَنَا عِيسَي بنُ شُعَيبِ بنِ إِسحَاقَ السجّزيِّ أَنبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ بُشرَي السجّزيِّ أَنبَأَنَا الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ عَاصِمٍ الآبرُيِّ فِي كِتَابِ مَنَاقِبِ الشاّفعِيِّ ذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ وَ قَالَ فِيهِ وَ زَادَ زَائِدَةً فِي رِوَايَتِهِ لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ فِيهِ رَجُلًا منِيّ أَو مِن أَهلِ بيَتيِ يُوَاطِئُ اسمُهُ اسميِ وَ اسمُ أَبِيهِ اسمَ أَبِي يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
قَالَ الكنَجيِّ وَ قَد ذَكَرَ الترّمذِيِّ الحَدِيثَ فِي جَامِعِهِ وَ لَم يَذكُر وَ اسمُ أَبِيهِ اسمَ أَبِي وَ ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ وَ فِي مُعظَمِ رِوَايَاتِ الحُفّاظِ وَ الثّقَاتِ مِن نَقَلَةِ الأَخبَارِ اسمُهُ اسميِ فَقَط وَ ألّذِي رَوَي وَ اسمُ أَبِيهِ اسمَ أَبِي فَهُوَ زَائِدَةٌ وَ هُوَ يَزِيدُ فِي الحَدِيثِ وَ إِن صَحّ فَمَعنَاهُ وَ اسمُ أَبِيهِ اسمَ أَبِي أَيِ الحُسَينُ وَ كُنيَتُهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ فَجَعلُ الكُنيَةِ اسماً كِنَايَةٌ عَن أَنّهُ مِن وُلدِ الحُسَينِ دُونَ الحَسَنِ وَ يَحتَمِلُ أَن يَكُونَ الراّويِ تَوَهّمَ قَولَهُ ابنيِ فَصَحّفَهُ فَقَالَ أَبِي فَوَجَبَ حَملُهُ عَلَي هَذَا جَمعاً بَينَ الرّوَايَاتِ قَالَ عَلِيّ بنُ عِيسَي عَفَا اللّهُ عَنهُ أَمّا أَصحَابُنَا الشّيعَةُ فَلَا يُصَحّحُونَ هَذَا الحَدِيثَ لِمَا ثَبَتَ عِندَهُم مِنِ اسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ ع وَ أَمّا الجُمهُورُ فَقَد نَقَلُوا أَنّ زَائِدَةً كَانَ يَزِيدُ فِي الأَحَادِيثِ فَوَجَبَ المَصِيرُ إِلَي أَنّهُ مِن زِيَادَتِهِ لِيَكُونَ جَمعاً بَينَ الأَقوَالِ وَ الرّوَايَاتِ
البَابُ الثاّنيِ فِي قَولِهِص المهَديِّ مِن عتِرتَيِ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ قَالَ كُنّا عِندَ أُمّ سَلَمَةَ فَتَذَاكَرنَا المهَديِّ فَقَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ المهَديِّ مِن عتِرتَيِ مِن وُلدِ فَاطِمَةَأَخرَجَهُ ابنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ وَ عَنهُ عَنهَا رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ
المهَديِّ مِن عتِرتَيِ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ ع أَخرَجَهُ الحَافِظُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ
وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ مِنّا أَهلَ البَيتِ ع يُصلِحُهُ اللّهُ فِي لَيلَةٍ
صفحه : 87
البَابُ الثّالِثُ فِي أَنّ المهَديِّ مِن سَادَاتِ أَهلِ الجَنّةِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ نَحنُ وُلدُ عَبدِ المُطّلِبِ سَادَاتُ أَهلِ الجَنّةِ أَنَا وَ حَمزَةُ وَ عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المهَديِّ أَخرَجَهُ ابنُ مَاجَةَ فِي صَحِيحِهِ
البَابُ الرّابِعُ فِي أَمرِ النّبِيّص بِمُبَايَعَةِ المهَديِّ ع عَن ثَوبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُقتَلُ عِندَ كَنزِكُم ثَلَاثَةٌ كُلّهُمُ ابنُ خَلِيفَةٍ ثُمّ لَا يَصِيرُ إِلَي وَاحِدٍ مِنهُم ثُمّ تَطلُعُ الرّايَاتُ السّودُ مِن قِبَلِ المَشرِقِ فَيَقتُلُونَكُم قَتلًا لَم يُقتَلهُ قَومٌ ثُمّ ذَكَرَ شَيئاً لَا أَحفَظُهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا رَأَيتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَ لَو حَبواً عَلَي الثّلجِ فَإِنّهُ خَلِيفَةُ اللّهِ المهَديِّ أَخرَجَهُ الحَافِظُ ابنُ مَاجَةَ
البَابُ الخَامِسُ فِي ذِكرِ نُصرَةِ أَهلِ المَشرِقِ للِمهَديِّ ع عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ بنِ جَزءٍ الزبّيَديِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ أُنَاسٌ مِنَ المَشرِقِ فَيُوطِئُونَ للِمهَديِّ يعَنيِ سُلطَانَهُ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رَوَتهُ الثّقَاتُ وَ الأَثبَاتُ أَخرَجَهُ الحَافِظُ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ مَاجَةَ القزَويِنيِّ فِي سُنَنِهِ
وَ عَن عَلقَمَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ بَينَمَا نَحنُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَ فِتيَةٌ مِن بنَيِ هَاشِمٍ فَلَمّا رَآهُمُ النّبِيّص اغرَورَقَت عَينَاهُ وَ تَغَيّرَ لَونُهُ قَالَ فَقُلنَا مَا نَزَالُ نَرَي فِي وَجهِكَ شَيئاً نَكرَهُهُ قَالَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ اختَارَ اللّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَي الدّنيَا وَ إِنّ أَهلَ بيَتيِ سَيَلقَونَ بعَديِ بَلَاءً وَ تَشرِيداً وَ تَطرِيداً حَتّي يأَتيَِ قَومٌ مِن قِبَلِ المَشرِقِ وَ مَعَهُم رَايَاتٌ سُودٌ فَيَسأَلُونَ الخَيرَ وَ لَا يُعطَونَهُ فَيُقَاتِلُونَ فَيُنصَرُونَ فَيُعطَونَ مَا سَأَلُوا وَ لَا يَقبَلُونَهُ حَتّي يَدفَعُوهَا إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ بيَتيِ فَيَملَؤُهَا قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مَلَئُوهَا جَوراً فَمَن أَدرَكَ ذَلِكُم مِنكُم فَليَأتِهِم وَ لَو حَبواً عَلَي الثّلجِ
وَ رَوَي ابنُ أَعثَمَ الكوُفيِّ فِي كِتَابِ الفُتُوحِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ وَيحاً لِلطّالَقَانِ فَإِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ بِهَا كُنُوزاً لَيسَت مِن ذَهَبٍ وَ لَا فِضّةٍ وَ لَكِن بِهَا رِجَالٌ مُؤمِنُونَ عَرَفُوا اللّهَ حَقّ مَعرِفَتِهِ وَ هُم أَيضاً أَنصَارُ المهَديِّ فِي آخِرِ الزّمَانِ
البَابُ السّادِسُ فِي مِقدَارِ مُلكِهِ بَعدَ ظُهُورِهِ ع عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَخَشِينَا أَن يَكُونَ بَعدَ نَبِيّنَا حَدَثٌ فَسَأَلنَا نبَيِّ اللّهِص فَقَالَ إِنّ فِي أمُتّيِ المهَديِّ
صفحه : 88
يَخرُجُ يَعِيشُ خَمساً أَو سَبعاً أَو تِسعاً زَيدٌ الشّاكّ قَالَ قُلنَا وَ مَا ذَاكَ قَالَ سِنِينَ قَالَ فيَجَيِءُ إِلَيهِ الرّجُلُ فَيَقُولُ يَا مهَديِّ أعَطنِيِ قَالَ فيَحَثيِ لَهُ فِي ثَوبِهِ مَا استَطَاعَ أَن يَحمِلَهُ
قَالَ الحَافِظُ الترّمذِيِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَ قَد روُيَِ مِن غَيرِ وَجهِ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النّبِيّص وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَكُونُ فِي أمُتّيَِ المهَديِّ إِن قُصِرَ فَسَبعٌ وَ إِلّا فَتِسعٌ يَتَنَعّمُ فِيهِ أمُتّيِ نِعمَةً لَم يَتَنَعّمُوا مِثلَهَا قَطّ تؤُتيِ الأَرضُ أُكُلَهَا وَ لَا تَدّخِرُ مِنهُم شَيئاً وَ المَالُ يَومَئِذٍ كُدُوسٌ يَقُومُ الرّجُلُ فَيَقُولُ يَا مهَديِّ أعَطنِيِ فَيَقُولُ خُذ
وَ عَن أُمّ سَلَمَةَ زَوجِ النّبِيّص قَالَ يَكُونُ اختِلَافٌ عِندَ مَوتِ خَلِيفَةٍ فَيَخرُجُ رَجُلٌ مِن أَهلِ المَدِينَةِ هَارِباً إِلَي مَكّةَ فَيَأتِيهِ نَاسٌ مِن أَهلِ مَكّةَ فَيُخرِجُونَهُ وَ هُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ وَ يُبعَثُ إِلَيهِ بَعثُ الشّامِ فَتَنخَسِفُ بِهِمُ البَيدَاءُ بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ فَإِذَا رَأَي النّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبدَالُ الشّامِ وَ عَصَائِبُ أَهلِ العِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ ثُمّ يَنشَأُ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ أحواله [أَخوَالُهُ]كَلبٌ فَيَبعَثُ إِلَيهِم بَعثاً فَيَظهَرُونَ عَلَيهِم وَ ذَلِكَ بَعثُ كَلبٍ وَ الخَيبَةُ لِمَن لَم يَشهَد غَنِيمَةَ كَلبٍ فَيَقسِمُ المَالَ وَ يَعمَلُ فِي النّاسِ بِسُنّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ يلُقيِ الإِسلَامَ بِجِرَانِهِ إِلَي الأَرضِ فَيَلبَثُ سَبعَ سِنِينَ ثُمّ يُتَوَفّي وَ يصُلَيّ عَلَيهِ المُسلِمُونَ
قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ بَعضُهُم عَن هِشَامٍ تِسعَ سِنِينَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ غَيرُ مُعَاذٍ عَن هِشَامٍ تِسعَ سِنِينَ قَالَ هَذَا سِيَاقُ الحُفّاظِ كاَلترّمذِيِّ وَ ابنِ مَاجَةَ القزَويِنيِّ وَ أَبِي دَاوُدَ
البَابُ السّابِعُ فِي بَيَانِ أَنّهُ يصُلَيّ بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ ع أَبُو هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ أَنتُم إِذَا نَزَلَ ابنُ مَريَمَ فِيكُم وَ إِمَامُكُم مِنكُم قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ مُتّفَقٌ عَلَي صِحّتِهِ مِن حَدِيثِ مُحَمّدِ بنِ شِهَابٍ الزهّريِّ رَوَاهُ البخُاَريِّ وَ مُسلِمٌ فِي صَحِيحَيهِمَا
وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أمُتّيِ يُقَاتِلُونَ عَلَي الحَقّ ظَاهِرِينَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ فَيَنزِلُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فَيَقُولُ أَمِيرُهُم تَعَالَ صَلّ بِنَا فَيَقُولُ أَلَا إِنّ بَعضَكُم
صفحه : 89
عَلَي بَعضٍ أُمَرَاءُ تَكرِمَةَ اللّهِ لِهَذِهِ الأُمّةِ
قال هذاحديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه فإن كان الحديث المتقدم قدأول فهذا لايمكن تأويله لأنه صريح فإن عيسي ع يقدم أميرالمسلمين و هويومئذ المهدي ع فعلي هذابطل تأويل من قال معني قوله وإمامكم منكم أي يؤمكم بكتابكم قال فإن سأل سائل و قال مع صحة هذه الأخبار وهي أن عيسي يصلي خلف المهدي ع ويجاهد بين يديه و أنه يقتل الدجال بين يدي المهدي ع ورتبة التقدم في الصلاة معروفة وكذلك رتبة التقدم في الجهاد و هذه الأخبار مما يثبت طرقها وصحتها عندالسنة وكذلك ترويها الشيعة علي السواء و هذا هوالإجماع من كافة أهل الإسلام إذ من عدا الشيعة والسنة من الفرق فقوله ساقط مردود وحشو مطرح فثبت أن هذاإجماع كافة أهل الإسلام و مع ثبوت الإجماع علي ذلك وصحته فأيما أفضل الإمام أوالمأموم في الصلاة والجهاد معا الجواب عن ذلك أن نقول هما قدوتان نبي وإمام و إن كان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعهما و هوالإمام يكون قدوة للنبي في تلك الحال و ليس فيهما من يأخذه في الله لومة لائم وهما أيضا معصومان من ارتكاب القبائح كافة والمداهنة والرياء والنفاق و لايدعو الداعي لأحدهما إلي فعل ما يكون خارجا عن حكم الشريعة و لامخالفا لمراد الله ورسوله ص و إذا كان الأمر كذلك فالإمام أفضل من المأموم لموضع ورود الشريعة المحمدية بذلك بدليل قَولِ النّبِيّص يَؤُمّ بِالقَومِ أَقرَؤُهُم فَإِنِ استَوَوا فَأَعلَمُهُم فَإِنِ استَوَوا فَأَفقَهُهُم فَإِنِ استَوَوا فَأَقدَمُهُم هِجرَةً فَإِنِ استَوَوا فَأَصبَحُهُم وَجهاً
فلو علم الإمام أن عيسي أفضل منه لماجاز له أن يتقدم عليه لإحكامه علم الشريعة ولموضع تنزيه الله تعالي له عن ارتكاب كل مكروه وكذلك لوعلم عيسي أنه أفضل منه لماجاز له أن يقتدي به لموضع تنزيه الله له من الرياء والنفاق والمحاباة بل لماتحقق الإمام أنه أعلم منه جاز له أن يتقدم عليه وكذلك قدتحقق عيسي أن الإمام أعلم
صفحه : 90
منه فلذلك قدمه وصلي خلفه و لو لا ذلك لم يسعه الاقتداء بالإمام فهذه درجة الفضل في الصلاة ثم الجهاد هوبذل النفس بين يدي من يرغب إلي الله تعالي بذلك و لو لا ذلك لم يصح لأحد جهاد بين يدي رسول الله ص و لا بين يدي غيره والدليل علي صحة ماذهبنا إليه قول الله سبحانه و تعالي إِنّ اللّهَ اشتَري مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَ أَموالَهُم بِأَنّ لَهُمُ الجَنّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقتُلُونَ وَ يُقتَلُونَ وَعداً عَلَيهِ حَقّا فِي التّوراةِ وَ الإِنجِيلِ وَ القُرآنِ وَ مَن أَوفي بِعَهدِهِ مِنَ اللّهِ فَاستَبشِرُوا بِبَيعِكُمُ ألّذِي بايَعتُم بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ ولأن الإمام نائب الرسول في أمته و لايسوغ لعيسي ع أن يتقدم علي الرسول فكذلك علي نائبه ومما يؤيد هذاالقول
مَا رَوَاهُ الحَافِظُ أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ يَزِيدَ بنِ مَاجَةَ القزَويِنيِّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي نُزُولِ عِيسَي ع فَمِن ذَلِكَ قَالَت أُمّ شَرِيكٍ بِنتُ أَبِي العَكَرِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَينَ العَرَبُ يَومَئِذٍ فَقَالَ هُم يَومَئِذٍ قَلِيلٌ وَ جُلّهُم بِبَيتِ المَقدِسِ وَ إِمَامُهُم قَد تَقَدّمَ يصُلَيّ بِهِمُ الصّبحَ إِذَا نَزَلَ بِهِم عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فَرَجَعَ ذَلِكَ الإِمَامُ يَنكُصُ يمَشيِ القَهقَرَي لِيَتَقَدّمَ عِيسَي ع يصُلَيّ بِالنّاسِ فَيَضَعُ عِيسَي ع يَدَهُ بَينَ كَتِفَيهِ ثُمّ يَقُولُ لَهُ تَقَدّم
قال هذاحديث صحيح ثابت ذكره ابن ماجة في كتابه عن أبي أمامة الباهلي قال خطبنا رسول الله ص و هذامختصره
البَابُ الثّامِنُ فِي تَحلِيَةِ النّبِيّص المهَديِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ منِيّ أَجلَي الجَبهَةِ أَقنَي الأَنفِ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً يَملِكُ سَبعَ سِنِينَ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ أَخرَجَهُ الحَافِظُ أَبُو دَاوُدَ السجّسِتاَنيِّ فِي صَحِيحِهِ وَ رَوَاهُ غَيرُهُ مِنَ الحُفّاظِ كاَلطبّرَاَنيِّ وَ غَيرِهِ
وَ ذَكَرَ ابنُ شِيرَوَيهِ الديّلمَيِّ فِي كِتَابِ الفِردَوسِ فِي بَابِ الأَلِفِ وَ اللّامِ بِإِسنَادِهِ
صفحه : 91
عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ طَاوُسُ أَهلِ الجَنّةِ
وَ بِإِسنَادِهِ أَيضاً عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ المهَديِّ مِن ولُديِ وَجهُهُ كَالقَمَرِ الدرّيّّ اللّونُ لَونٌ عرَبَيِّ وَ الجِسمُ جِسمٌ إسِراَئيِليِّ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً يَرضَي بِخِلَافَتِهِ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ أَهلُ الأَرضِ وَ الطّيرُ فِي الجَوّ يَملِكُ عِشرِينَ سَنَةً
البَابُ التّاسِعُ فِي تَصرِيحِ النّبِيّص بِأَنّ المهَديِّ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِّ قَالَ أَتَيتُ أَبَا سَعِيدٍ الخدُريِّ فَقُلتُ لَهُ هَل شَهِدتَ بَدراً قَالَ نَعَم فَقُلتُ أَ لَا تحُدَثّنُيِ بشِيَءٍ مِمّا سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فِي عَلِيّ وَ فَضلِهِ فَقَالَ بَلَي أُخبِرُكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص مَرِضَ مَرَضَةً نَقَهَ مِنهَا فَدَخَلَت عَلَيهِ فَاطِمَةُ تَعُودُهُ وَ أَنَا جَالِسٌ عَن يَمِينِ النّبِيّص فَلَمّا رَأَت مَا بِرَسُولِ اللّهِص مِنَ الضّعفِ خَنَقَتهَا العَبرَةُ حَتّي بَدَت دُمُوعُهَا عَلَي خَدّهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مَا يُبكِيكِ يَا فَاطِمَةُ قَالَت أَخشَي الضّيعَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ أَ مَا عَلِمتِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَاختَارَ مِنهُم أَبَاكِ فَبَعَثَهُ نَبِيّاً ثُمّ اطّلَعَ ثَانِيَةً فَاختَارَ مِنهُم بَعلَكِ فَأَوحَي إلِيَّ فَأَنكَحتُهُ وَ اتّخَذتُهُ وَصِيّاً أَ مَا عَلِمتِ أَنّكِ بِكَرَامَةِ اللّهِ إِيّاكِ زَوّجَكِ أَغزَرَهُم عِلماً وَ أَكثَرَهُم حِلماً وَ أَقدَمَهُم سِلماً فَاستَبشَرَت فَأَرَادَ رَسُولُ اللّهِص أَن يَزِيدَهَا مَزِيدَ الخَيرِ كُلّهِ ألّذِي قَسَمَهُ اللّهُ لِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ وَ لعِلَيِّ ع ثَمَانِيَةُ أَضرَاسٍ يعَنيِ مَنَاقِبَ إِيمَانٌ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ حِكمَتُهُ وَ زَوجَتُهُ وَ سِبطَاهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ أَمرُهُ بِالمَعرُوفِ وَ نَهيُهُ عَنِ المُنكَرِ يَا فَاطِمَةُ إِنّا أَهلُ بَيتٍ أُعطِينَا سِتّ خِصَالٍ لَم يُعطَهَا أَحَدٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ لَا يُدرِكُهَا أَحَدٌ مِنَ الآخِرِينَ غَيرُنَا نَبِيّنَا خَيرُ الأَنبِيَاءِ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِيّنَا خَيرُ الأَوصِيَاءِ وَ هُوَ بَعلُكِ وَ شَهِيدُنَا خَيرُ الشّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمزَةُ عَمّ أَبِيكِ وَ مِنّا سِبطَا هَذِهِ الأُمّةِ وَ هُمَا ابنَاكِ وَ مِنّا مهَديِّ الأُمّةِ ألّذِي يصُلَيّ عِيسَي خَلفَهُ ثُمّ ضَرَبَ عَلَي مَنكِبِ الحُسَينِ فَقَالَ مِن هَذَا مهَديِّ الأُمّةِ قَالَ هَكَذَا أَخرَجَهُ الداّرقَطُنيِّ صَاحِبُ الجَرحِ وَ التّعدِيلِ
البَابُ العَاشِرُ فِي ذِكرِ كَرَمِ المهَديِّ ع وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي نَضرَةَ قَالَكُنّا
صفحه : 92
عِندَ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ فَقَالَ يُوشِكُ أَهلُ العِرَاقِ أَن لَا يُجبَي إِلَيهِم قَفِيزٌ وَ لَا دِرهَمٌ قُلنَا مِن أَينَ ذَاكَ قَالَ مِن قِبَلِ العَجَمِ يَمنَعُونَ ذَاكَ ثُمّ قَالَ يُوشِكُ أَهلُ الشّامِ أَن لَا يُجبَي إِلَيهِم دِينَارٌ وَ لَا مُدّ قُلنَا مِن أَينَ ذَاكَ قَالَ مِن قِبَلِ الرّومِ ثُمّ سَكَتَ هُنَيهَةً ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَكُونُ فِي آخِرِ أمُتّيِ خَلِيفَةٌ يحَثيِ المَالَ حَثياً لَا يَعُدّهُ عَدّاً قَالَ قُلتُ لأِبَيِ نَضرَةَ وَ أَبِي العَلَاءِ الريّاّنيِّ إِنّهُ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ لَا
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ أَخرَجَهُ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي نَضرَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن خُلَفَائِكُم خَلِيفَةٌ يَحثُو المَالَ حَثياً لَا يَعُدّهُ عَدّاً قَالَ هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ صَحِيحٌ أَخرَجَهُ الحَافِظُ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ
وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُبَشّرُكُم باِلمهَديِّ يُبعَثُ فِي أمُتّيِ عَلَي اختِلَافٍ مِنَ النّاسِ وَ زَلَازِلَ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً يَرضَي عَنهُ سَاكِنُ السّمَاءِ وَ سَاكِنُ الأَرضِ يَقسِمُ المَالَ صِحَاحاً فَقَالَ رَجُلٌ مَا صِحَاحاً قَالَ بِالسّوِيّةِ بَينَ النّاسِ وَ يَملَأُ اللّهُ قُلُوبَ أُمّةِ مُحَمّدٍص غِنًي وَ يَسَعُهُم عَدلُهُ حَتّي يَأمُرَ مُنَادِياً ينُاَديِ يَقُولُ مَن لَهُ فِي المَالِ حَاجَةٌ فَمَا يَقُومُ مِنَ النّاسِ إِلّا رَجُلٌ وَاحِدٌ فَيَقُولُ أَنَا فَيَقُولُ ائتِ السّدّانَ يعَنيِ الخَازِنَ فَقُل لَهُ إِنّ المهَديِّ يَأمُرُكَ أَن تعُطيِنَيِ مَالًا فَيَقُولُ لَهُ احثُ حَتّي إِذَا جَعَلَهُ فِي حَجرِهِ وَ أَبرَزَهُ نَدِمَ فَيَقُولُ كُنتُ أَجشَعَ أُمّةِ مُحَمّدٍ نَفساً أَعجَزَ عَمّا وَسِعَهُم فَيَرُدّهُ وَ لَا يَقبَلُ مِنهُ فَيُقَالُ لَهُ إِنّا لَا نَأخُذُ شَيئاً أَعطَينَاهُ فَيَكُونُ لِذَلِكَ سَبعَ سِنِينَ أَو ثَمَانَ سِنِينَ أَو تِسعَ سِنِينَ ثُمّ لَا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَهُ أَو قَالَ ثُمّ لَا خَيرَ فِي الحَيَاةِ بَعدَهُ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ ثَابِتٌ أَخرَجَهُ شَيخُ أَهلِ الحَدِيثِ فِي مُسنَدِهِ وَ فِي هَذَا الحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَي أَنّ المُجمَلَ فِي صَحِيحِ مُسلِمٍ هُوَ هَذَا المُبَيّنُ فِي مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ وِفقاً بَينَ الرّوَايَاتِ
وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَكُونُ عِندَ انقِطَاعٍ مِنَ الزّمَانِ وَ ظُهُورٍ مِنَ الفِتَنِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ المهَديِّ يَكُونُ عَطَاؤُهُ هَنِيئاً قَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخرَجَهُ أَبُو نُعَيمٍ الحَافِظُ
البَابُ الحاَديِ عَشَرَ فِي الرّدّ عَلَي مَن زَعَمَ أَنّ المهَديِّ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ
صفحه : 93
وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص أَ مِنّا آلُ مُحَمّدٍ المهَديِّ أَم مِن غَيرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا بَل مِنّا يَختِمُ اللّهُ بِهِ الدّينَ كَمَا فَتَحَ بِنَا وَ بِنَا يُنقَذُونَ مِنَ الفِتنَةِ كَمَا أُنقِذُوا مِنَ الشّركِ وَ بِنَا يُؤَلّفُ اللّهُ بَينَ قُلُوبِهِم بَعدَ عَدَاوَةِ الفِتنَةِ كَمَا أَلّفَ بَينَ قُلُوبِهِم بَعدَ عَدَاوَةِ الشّركِ وَ بِنَا يُصبِحُونَ بَعدَ عَدَاوَةِ الفِتنَةِ إِخوَاناً كَمَا أَصبَحُوا بَعدَ عَدَاوَةِ الشّركِ إِخوَاناً فِي دِينِهِم قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ عَالٍ رَوَاهُ الحُفّاظُ فِي كُتُبِهِم فَأَمّا الطبّرَاَنيِّ فَقَد ذَكَرَهُ فِي المُعجَمِ الأَوسَطِ وَ أَمّا أَبُو نُعَيمٍ فَرَوَاهُ فِي حِليَةِ الأَولِيَاءِ وَ أَمّا عَبدُ الرّحمَنِ بنُ حَمّادٍ فَقَد سَاقَهُ فِي عَوَالِيهِ
وَ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَنزِلُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمُ المهَديِّ تَعَالَ صَلّ بِنَا فَيَقُولُ أَلَا إِنّ بَعضَكُم عَلَي بَعضٍ أُمَرَاءُ تَكرِمَةَ اللّهِ تَعَالَي هَذِهِ الأُمّةَ
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ فِي مُسنَدِهِ وَ رَوَاهُ الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ فِي عَوَالِيهِ وَ فِي هَذِهِ النّصُوصِ دَلَالَةٌ عَلَي أَنّ المهَديِّ غَيرُ عِيسَي وَ مَدَارُ الحَدِيثِ لَا مهَديِّ إِلّا عِيسَي ابنُ مَريَمَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الجنُديِّ مُؤَذّنُ الجُندِ قَالَ الشاّفعِيِّ المطُلَبّيِّ كَانَ فِيهِ تَسَاهُلٌ فِي الحَدِيثِ قَالَ قَد تَوَاتَرَتِ الأَخبَارُ وَ استَفَاضَت بِكَثرَةِ رُوَاتِهَا عَنِ المُصطَفَي ع فِي المهَديِّ وَ أَنّهُ يَملِكُ سَبعَ سِنِينَ وَ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ أَنّهُ يَخرُجُ مَعَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ يُسَاعِدُهُ عَلَي قَتلِ الدّجّالِ بِبَابِ لُدّ بِأَرضِ فِلَسطِينَ وَ أَنّهُ يَؤُمّ هَذِهِ الأُمّةَ وَ عِيسَي يصُلَيّ خَلفَهُ فِي طُولٍ مِن قِصّتِهِ وَ أَمرِهِ وَ قَد ذَكَرَهُ الشاّفعِيِّ فِي كِتَابِ الرّسَالَةِ وَ لَنَا بِهِ أَصلٌ وَ نَروِيهِ وَ لَكِن يَطُولُ ذِكرُ سَنَدِهِ قَالَ وَ قَدِ اتّفَقُوا عَلَي أَنّ الخَبَرَ لَا يُقبَلُ إِذَا كَانَ الراّويِ مَعرُوفاً بِالتّسَاهُلِ فِي رِوَايَتِهِ
البَابُ الثاّنيِ عَشَرَ فِي قَولِهِ ع لَن تَهلِكَ أُمّةٌ أَنَا فِي أَوّلِهَا وَ عِيسَي فِي آخِرِهَا وَ المهَديِّ فِي وَسَطِهَا وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَن يَهلِكَ أُمّةٌ الحَدِيثَ
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ فِي عَوَالِيهِ وَ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ وَ مَعنَي قَولِهِ وَ عِيسَي فِي آخِرِهَا لَم يُرِد بِهِ أَنّ عِيسَي يَبقَي بَعدَ المهَديِّ ع لِأَنّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ لِوُجُوهٍ
صفحه : 94
مِنهَا أَنّهُ قَالَص لَا خَيرَ فِي الحَيَاةِ بَعدَهُ
وَ فِي رِوَايَةٍ لَا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَهُ كَمَا تَقَدّمَ
وَ مِنهَا أَنّ المهَديِّ ع إِذَا كَانَ إِمَامَ آخِرِ الزّمَانِ وَ لَا إِمَامَ بَعدَهُ مَذكُورٌ فِي رِوَايَةِ أَحَدٍ مِنَ الأَئِمّةِ وَ هَذَا غَيرُ مُمكِنٍ أَنّ الخَلقَ يَبقَي بِغَيرِ إِمَامٍ فَإِن قِيلَ إِنّ عِيسَي يَبقَي بَعدَهُ إِمَامُ الأُمّةِ قُلتُ لَا يَجُوزُ هَذَا القَولُ وَ ذَلِكَ أَنّهُص صَرّحَ أَنّهُ لَا خَيرَ بَعدَهُ وَ إِذَا كَانَ عِيسَي فِي قَومٍ لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ لَا خَيرَ فِيهِم وَ أَيضاً لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ إِنّهُ نَائِبُهُ لِأَنّهُ جَلّ مَنصَبُهُ عَن ذَلِكَ وَ لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ إِنّهُ يَستَقِلّ بِالأُمّةِ لِأَنّ ذَلِكَ يُوهِمُ العَوَامّ انتِقَالَ المِلّةِ المُحَمّدِيّةِ إِلَي المِلّةِ العِيسَوِيّةِ وَ هَذَا كُفرٌ فَوَجَبَ حَملُهُ عَلَي الصّوَابِ وَ هُوَ أَنّهُص أَوّلُ دَاعٍ إِلَي مِلّةِ الإِسلَامِ وَ المهَديِّ أَوسَطُ دَاعٍ وَ المَسِيحَ آخِرُ دَاعٍ فَهَذَا مَعنَي الخَبَرِ عنِديِ وَ يَحتَمِلُ أَن يَكُونَ مَعنَاهُ المهَديِّ أَوسَطُ هَذِهِ الأُمّةِ يعَنيِ خَيرَهَا إِذ هُوَ إِمَامُهَا وَ بَعدَهُ يَنزِلُ عِيسَي مُصَدّقاً لِلإِمَامِ وَ عَوناً لَهُ وَ مُسَاعِداً وَ مُبَيّناً لِلأُمّةِ صِحّةَ مَا يَدّعِيهِ الإِمَامُ فَعَلَي هَذَا يَكُونُ المَسِيحُ آخِرَ المُصَدّقِينَ عَلَي وِفقِ النّصّ قَالَ الفَقِيرُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي عَلِيّ بنُ عِيسَي أَثَابَهُ اللّهُ بِمَنّهِ وَ كَرَمِهِ قَولُهُ المهَديِّ أَوسَطُ الأُمّةِ يعَنيِ خَيرَهَا يُوهِمُ أَنّ المهَديِّ ع خَيرٌ مِن عَلِيّ ع وَ هَذَا لَا قَائِلَ بِهِ وَ ألّذِي أَرَاهُ أَنّهُص أَوّلُ دَاعٍ وَ المهَديِّ ع لَمّا كَانَ تَابِعاً لَهُ وَ مِن أَهلِ مِلّتِهِ جُعِلَ وَسَطاً لِقُربِهِ مِمّن هُوَ تَابِعُهُ وَ عَلَي شَرِيعَتِهِ وَ عِيسَي ع لَمّا كَانَ صَاحِبَ مِلّةٍ أُخرَي وَ دَعَا فِي آخِرِ زَمَانِهِ إِلَي شَرِيعَةٍ غَيرِ شَرِيعَتِهِ حَسُنَ أَن يَكُونَ آخِرَهَا وَ اللّهُ أَعلَمُ
البَابُ الثّالِثَ عَشَرَ فِي ذِكرِ كُنيَتِهِ وَ أَنّهُ يُشبِهُ النّبِيّص فِي خُلُقِهِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَبَعَثَ اللّهُ رَجُلًا اسمُهُ اسميِ وَ خُلُقُهُ خلُقُيِ يُكَنّي أَبَا عَبدِ اللّهِ
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رُزِقنَاهُ عَالِياً بِحَمدِ اللّهِ وَ مَعنَي قَولِهِص خُلُقُهُ خلُقُيِ مِن أَحسَنِ الكِنَايَاتِ عَنِ انتِقَامِ المهَديِّ ع مِنَ الكُفّارِ لِدِينِ اللّهِ تَعَالَي كَمَا كَانَ النّبِيّص وَ قَد قَالَ تَعَالَيإِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ قَالَ الفَقِيرُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي عَلِيّ بنُ عِيسَي عَفَا اللّهُ عَنهُ العَجَبُ مِن قَولِهِ مِن أَحسَنِ
صفحه : 95
الكِنَايَاتِ إِلَي آخِرِ الكَلَامِ وَ مِن أَينَ تَحَجّرَ عَلَي الخُلُقِ فَجَعَلَهُ مَقصُوراً عَلَي الِانتِقَامِ فَقَط وَ هُوَ عَامّ فِي جَمِيعِ أَخلَاقِ النّبِيّص مِن كَرَمِهِ وَ شَرَفِهِ وَ عِلمِهِ وَ حِلمِهِ وَ شَجَاعَتِهِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِن أَخلَاقِهِ التّيِ عَدَدتُهَا صَدرَ هَذَا الكِتَابِ وَ أَعجَبُ مِن قَولِهِ ذِكرُ الآيَةِ دَلِيلًا عَلَي مَا قَرّرَهُ
البَابُ الرّابِعَ عَشَرَ فِي ذِكرِ اسمِ القَريَةِ التّيِ يَكُونُ مِنهَا خُرُوجُ المهَديِّ ع وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ المهَديِّ مِن قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا كرعَةُ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رُزِقنَاهُ عَالِياً أَخرَجَهُ أَبُو الشّيخِ الأصَفهَاَنيِّ فِي عَوَالِيهِ كَمَا سُقنَاهُ
البَابُ الخَامِسَ عَشَرَ فِي ذِكرِ الغَمَامَةِ التّيِ تُظَلّلُ المهَديِّ ع عِندَ خُرُوجِهِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ المهَديِّ وَ عَلَي رَأسِهِ غَمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ ينُاَديِ هَذَا المهَديِّ خَلِيفَةُ اللّهِ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مَا رُوّينَاهُ عَالِياً إِلّا مِن هَذَا الوَجهِ
البَابُ السّادِسَ عَشَرَ فِي ذِكرِ المَلَكِ ألّذِي يَخرُجُ مَعَ المهَديِّ ع عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ المهَديِّ وَ عَلَي رَأسِهِ مَلَكٌ ينُاَديِ إِنّ هَذَا المهَديِّ فَاتّبِعُوهُ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَتهُ الحُفّاظُ الأَئِمّةُ مِن أَهلِ الحَدِيثِ كأَبَيِ نُعَيمٍ وَ الطبّرَاَنيِّ وَ غَيرِهِمَا
البَابُ السّابِعَ عَشَرَ فِي ذِكرِ صِفَةِ المهَديِّ وَ لَونِهِ وَ جِسمِهِ وَ قَد تَقَدّمَ مُرسَلًا وَ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المهَديِّ رَجُلٌ مِن ولُديِ لَونُهُ لَونٌ عرَبَيِّ وَ جِسمُهُ جِسمٌ إسِراَئيِليِّ عَلَي خَدّهِ الأَيمَنِ خَالٌ كَأَنّهُ كَوكَبٌ درُيّّ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً يَرضَي بِخِلَافَتِهِ أَهلُ الأَرضِ وَ أَهلُ السّمَاءِ وَ الطّيرُ فِي الجَوّ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رُزِقنَاهُ عَالِياً بِحَمدِ اللّهِ عَن جَمّ غَفِيرٍ أَصحَابِ الثقّفَيِّ وَ سَنَدُهُ مَعرُوفٌ عِندَنَا
البَابُ الثّامِنَ عَشَرَ فِي ذِكرِ خَالِهِ عَلَي خَدّهِ الأَيمَنِ وَ ثِيَابِهِ وَ فَتحِهِ مَدَائِنَ الشّركِ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي أُمَامَةَ الباَهلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَكُم وَ بَينَ
صفحه : 96
الرّومِ أَربَعُ هُدَنٍ فِي يَومِ الرّابِعَةِ عَلَي يدَيَ رَجُلٍ مِن أَهلِ هِرَقلَ يَدُومُ سَبعَ سِنِينَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن عَبدِ القَيسِ يُقَالُ لَهُ المُستَورِدُ بنُ غَيلَانَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن إِمَامُ النّاسِ يَومَئِذٍ قَالَ المهَديِّ مِن ولُديِ ابنُ أَربَعِينَ سَنَةً كَأَنّ وَجهَهُ كَوكَبٌ درُيّّ فِي خَدّهِ الأَيمَنِ خَالٌ أَسوَدُ عَلَيهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيّتَانِ كَأَنّهُ مِن رِجَالِ بنَيِ إِسرَائِيلَ يَستَخرِجُ الكُنُوزَ وَ يَفتَحُ مَدَائِنَ الشّركِ قَالَ هَذَا سِيَاقُ الطبّرَاَنيِّ فِي مُعجَمِهِ الأَكبَرِ
البَابُ التّاسِعَ عَشَرَ فِي ذِكرِ كَيفِيّةِ أَسنَانِ المهَديِّ ع عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيَبعَثَنّ اللّهُ مِن عتِرتَيِ رَجُلًا أَفرَقَ الثّنَايَا أَجلَي الجَبهَةِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ يَفِيضُ المَالُ فَيضاً قَالَ هَكَذَا أَخرَجَهُ الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ فِي عَوَالِيهِ
البَابُ العِشرُونَ فِي ذِكرِ فَتحِ المهَديِّ ع القُسطَنطِينِيّةَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا يَقُومُ السّاعَةُ حَتّي يَملِكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يَفتَحُ القُسطَنطِينِيّةَ وَ جَبَلَ الدّيلَمِ وَ لَو لَم يَبقَ إِلّا يَومٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَفتَحَهَا قَالَ هَذَا سِيَاقُ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ وَ قَالَ هَذَا هُوَ المهَديِّ بِلَا شَكّ وِفقاً بَينَ الرّوَايَاتِ
البَابُ الحاَديِ وَ العِشرُونَ فِي ذِكرِ خُرُوجِ المهَديِّ ع بَعدَ مُلُوكٍ جَبَابِرَةٍ وَ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ سَيَكُونُ بعَديِ خُلَفَاءُ وَ مِن بَعدِ الخُلَفَاءِ أُمَرَاءُ وَ مِن بَعدِ الأُمَرَاءِ مُلُوكٌ جَبَابِرَةٌ ثُمّ يَخرُجُ المهَديِّ مِن أَهلِ بيَتيِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً قَالَ هَكَذَا رَوَاهُ الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ فِي فَوَائِدِهِ وَ الطبّرَاَنيِّ فِي مُعجَمِهِ الأَكبَرِ
البَابُ الثاّنيِ وَ العِشرُونَ فِي قَولِهِص المهَديِّ إِمَامٌ صَالِحٌ وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ ذَكَرَ الدّجّالَ وَ قَالَ فِيهِ إِنّ المَدِينَةَ لتَنَفيِ خَبَثَهَا كَمَا ينَفيِ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَ يُدعَي ذَلِكَ اليَومُ يَومَ الخَلَاصِ فَقَالَت أُمّ شَرِيكٍ فَأَينَ العَرَبُ يَومَئِذٍ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُم يَومَئِذٍ قَلِيلٌ وَ جُلّهُم بِبَيتِ المَقدِسِ وَ إِمَامُهُمُ المهَديِّ رَجُلٌ صَالِحٌ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ هَكَذَا رَوَاهُ الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ الأصَفهَاَنيِّ
صفحه : 97
البَابُ الثّالِثُ وَ العِشرُونَ فِي ذِكرِ تَنَعّمِ الأُمّةِ زَمَنَ المهَديِّ ع بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ عَنِ النّبِيّص قَالَ تَتَنَعّمُ أمُتّيِ فِي زَمَنِ المهَديِّ ع نِعمَةً لَم يَتَنَعّمُوا مِثلَهَا قَطّ يُرسَلُ السّمَاءُ عَلَيهِم مِدرَاراً وَ لَا تَدَعُ الأَرضُ شَيئاً مِن نَبَاتِهَا إِلّا أَخرَجَتهُ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ المَتنِ رَوَاهُ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ الطبّرَاَنيِّ فِي مُعجَمِهِ الأَكبَرِ
البَابُ الرّابِعُ وَ العِشرُونَ فِي أَخبَارِ رَسُولِ اللّهِص بِأَنّ المهَديِّ خَلِيفَةُ اللّهِ تَعَالَي وَ بِإِسنَادِهِ عَن ثَوبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُقتَلُ عِندَ كَنزِكُم ثَلَاثَةٌ كُلّهُمُ ابنُ خَلِيفَةٍ لَا يَصِيرُ إِلَي وَاحِدٍ مِنهُم ثُمّ تجَيِءُ الرّايَاتُ السّودُ فَيَقتُلُونَهُم قَتلًا لَم يُقتَلهُ قَومٌ ثُمّ يجَيِءُ خَلِيفَةُ اللّهِ المهَديِّ فَإِذَا سَمِعتُم بِهِ فَأتُوهُ فَبَايِعُوهُ فَإِنّهُ خَلِيفَةُ اللّهِ المهَديِّ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ المَتنِ وَقَعَ إِلَينَا عَالِياً مِن هَذَا الوَجهِ بِحَمدِ اللّهِ وَ حُسنِ تَوفِيقِهِ وَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَي شَرَفِ المهَديِّ بِكَونِهِ خَلِيفَةَ اللّهِ فِي الأَرضِ عَلَي لِسَانِ أَصدَقِ وُلدِ آدَمَ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَييا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَالآيَةَ
البَابُ الخَامِسُ وَ العِشرُونَ فِي الدّلَالَةِ عَلَي كَونِ المهَديِّ حَيّاً بَاقِياً مُذ غَيبَتِهِ إِلَي الآنَ وَ لَا امتِنَاعَ فِي بَقَائِهِ بِدَلِيلِ بَقَاءِ عِيسَي وَ الخَضِرِ وَ إِليَاسَ مِن أَولِيَاءِ اللّهِ تَعَالَي وَ بَقَاءِ الدّجّالِ وَ إِبلِيسَ اللّعِينِ مِن أَعدَاءِ اللّهِ تَعَالَي وَ هَؤُلَاءِ قَد ثَبَتَ بَقَاؤُهُم بِالكِتَابِ وَ السّنّةِ وَ قَدِ اتّفَقُوا ثُمّ أَنكَرُوا جَوَازَ بَقَاءِ المهَديِّ لِأَنّهُم إِنّمَا أَنكَرُوا بَقَاءَهُ مِن وَجهَينِ أَحَدُهُمَا طُولُ الزّمَانِ وَ الثاّنيِ أَنّهُ فِي سِردَابٍ مِن غَيرِ أَن يَقُومَ أَحَدٌ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ وَ هَذَا مُمتَنِعٌ عَادَةً قَالَ مُؤَلّفُ الكِتَابِ مُحَمّدُ بنُ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ الكنَجيِّ بِعَونِ اللّهِ نبَتدَِئُ أَمّا عِيسَي ع فَالدّلِيلُ عَلَي بَقَائِهِ قَولُهُ تَعَالَيوَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ لَم يُؤمِن بِهِ مُنذُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ إِلَي يَومِنَا هَذَا وَ لَا بُدّ أَن يَكُونَ ذَلِكَ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ أَمّا السّنّةُ فَمَا رَوَاهُ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ
صفحه : 98
عَنِ النّوَاسِ بنِ سِمعَانَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي قِصّةِ الدّجّالِ قَالَ فَيَنزِلُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عِندَ المَنَارَةِ البَيضَاءِ شرَقيِّ دِمَشقَ بَينَ مَهرُودَتَينِ وَاضِعاً كَفّيهِ عَلَي أَجنِحَةِ مَلَكَينِ وَ أَيضاً مَا تَقَدّمَ مِن قَولِهِ كَيفَ أَنتُم إِذَا نَزَلَ ابنُ مَريَمَ فِيكُم وَ إِمَامُكُم مِنكُم وَ أَمّا الخَضِرُ وَ إِليَاسُ فَقَد قَالَ ابنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ الخَضِرُ وَ إِليَاسُ بَاقِيَانِ يَسِيرَانِ فِي الأَرضِ
وَ أَيضاً فَمَا رَوَاهُ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ حَدّثَنَا رَسُولُ اللّهِص حَدِيثاً طَوِيلًا عَنِ الدّجّالِ فَكَانَ فِيمَا حَدّثَنَا قَالَ يأَتيِ وَ هُوَ مُحَرّمٌ عَلَيهِ أَن يَدخُلَ نِقَابَ المَدِينَةِ فيَنَتهَيِ إِلَي بَعضِ السّبَاخِ التّيِ تلَيِ المَدِينَةَ فَيَخرُجُ إِلَيهِ يَومَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيرُ النّاسِ أَو مِن خَيرِ النّاسِ فَيَقُولُ أَشهَدُ أَنّكَ الدّجّالُ ألّذِي حَدّثَنَا رَسُولُ اللّهِص حَدِيثَهُ فَيَقُولُ الدّجّالُ أَ رَأَيتُم إِن قَتَلتُ هَذَا ثُمّ أَحيَيتُهُ أَ تَشُكّونَ فِي الأَمرِ فَيَقُولُونَ لَا قَالَ فَيَقتُلُهُ ثُمّ يُحيِيهِ فَيَقُولُ حِينَ يُحيِيهِ وَ اللّهِ مَا كُنتُ فِيكَ قَطّ أَشَدّ بَصِيرَةً منِيّ الآنَ قَالَ فَيُرِيدُ الدّجّالُ أَن يَقتُلَهُ فَلَا يُسَلّطُ عَلَيهِ
قَالَ أَبُو إِسحَاقَ اِبرَاهِيمُ بنُ سَعدٍيُقَالُ إِنّ هَذَا الرّجُلَ هُوَ الخَضِرُ ع قَالَ هَذَا لَفظُ مُسلِمٍ فِي صَحِيحِهِ كَمَا سُقنَاهُ سَوَاءً وَ أَمّا الدّلِيلُ عَلَي بَقَاءِ الدّجّالِ فَإِنّهُ أَورَدَ حَدِيثَ تَمِيمٍ الداّريِّ وَ الجَسّاسَةِ وَ الدّابّةِ التّيِ كَلّمَتهُم وَ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ ذَكَرَهُ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَ قَالَ هَذَا صَرِيحٌ فِي بَقَاءِ الدّجّالِ قَالَ وَ أَمّا الدّلِيلُ عَلَي بَقَاءِ إِبلِيسَ اللّعِينِ فآَيُ الكِتَابِ العَزِيزِ نَحوُ قَولِهِ تَعَالَيقالَ رَبّ فأَنَظرِنيِ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ قالَ فَإِنّكَ مِنَ المُنظَرِينَ وَ أَمّا بَقَاءُ المهَديِّ ع فَقَد جَاءَ فِي الكِتَابِ وَ السّنّةِ أَمّا الكِتَابُ فَقَد قَالَ سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ فِي تَفسِيرِ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ قَالَ هُوَ المهَديِّ مِن عِترَةِ فَاطِمَةَ وَ أَمّا مَن قَالَ إِنّهُ عِيسَي ع فَلَا تنَاَفيَِ بَينَ القَولَينِ إِذ هُوَ مُسَاعِدٌ لِلإِمَامِ عَلَي مَا تَقَدّمَ وَ قَد قَالَ مُقَاتِلُ بنُ سُلَيمَانَ
صفحه : 99
وَ مَن شَايَعَهُ مِنَ المُفَسّرِينَ فِي تَفسِيرِ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِنّهُ لَعِلمٌ لِلسّاعَةِ قَالَ هُوَ المهَديِّ يَكُونُ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ بَعدَ خُرُوجِهِ يَكُونُ قِيَامُ السّاعَةِ وَ أَمَارَاتُهَا وَ أَمّا الجَوَابُ عَن طُولِ الزّمَانِ فَمِن حَيثُ النّصّ وَ المَعنَي أَمّا النّصّ فَمَا تَقَدّمَ مِنَ الأَخبَارِ عَلَي أَنّهُ لَا بُدّ مِن وُجُودِ الثّلَاثَةِ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ أَنّهُم لَيسَ فِيهِم مَتبُوعٌ غَيرُ المهَديِّ بِدَلِيلِ أَنّهُ إِمَامُ الأُمّةِ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ أَنّ عِيسَي ع يصُلَيّ خَلفَهُ كَمَا وَرَدَ فِي الصّحَاحِ وَ يُصَدّقُهُ فِي دَعوَاهُ وَ الثّالِثُ هُوَ الدّجّالُ اللّعِينُ وَ قَد ثَبَتَ أَنّهُ حيَّ مَوجُودٌ وَ أَمّا المَعنَي فِي بَقَائِهِم فَلَا يَخلُو مِن أَحَدِ قِسمَينِ إِمّا أَن يَكُونَ بَقَاؤُهُم فِي مَقدُورِ اللّهِ تَعَالَي أَو لَا يَكُونُ وَ مُستَحِيلٌ أَن يَخرُجَ عَن مَقدُورِ اللّهِ لِأَنّ مَن بَدَأَ الخَلقَ مِن غَيرِ شَيءٍ وَ أَفنَاهُ ثُمّ يُعِيدُهُ بَعدَ الفَنَاءِ لَا بُدّ أَن يَكُونَ البَقَاءُ فِي مَقدُورِهِ تَعَالَي فَلَا يَخلُو مِن قِسمَينِ إِمّا أَن يَكُونَ رَاجِعاً إِلَي اختِيَارِ اللّهِ تَعَالَي أَو إِلَي اختِيَارِ الأُمّةِ وَ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ رَاجِعاً إِلَي اختِيَارِ الأُمّةِ لِأَنّهُ لَو صَحّ ذَلِكَ مِنهُم لَجَازَ لِأَحَدِنَا أَن يَختَارَ البَقَاءَ لِنَفسِهِ وَ لِوُلدِهِ وَ ذَلِكَ غَيرُ حَاصِلٍ لَنَا غَيرُ دَاخِلٍ تَحتَ مَقدُورِنَا وَ لَا بُدّ أَن يَكُونَ رَاجِعاً إِلَي اختِيَارِ اللّهِ سُبحَانَهُ ثُمّ لَا يَخلُو بَقَاءُ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِ مِن قِسمَينِ أَيضاً إِمّا أَن يَكُونَ لِسَبَبٍ أَو لَا يَكُونَ لِسَبَبٍ فَإِن كَانَ لِغَيرِ سَبَبٍ كَانَ خَارِجاً عَن وَجهِ الحِكمَةِ وَ مَا يَخرُجُ عَن وَجهِ الحِكمَةِ لَا يَدخُلُ فِي أَفعَالِ اللّهِ تَعَالَي فَلَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ لِسَبَبٍ يَقتَضِيهِ حِكمَةُ اللّهِ تَعَالَي قَالَ وَ سَنَذكُرُ سَبَبَ بَقَاءِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم عَلَي حِدَتِهِ أَمّا بَقَاءُ عِيسَي ع لِسَبَبٍ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيوَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ لَم يُؤمِن بِهِ مُنذُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ إِلَي يَومِنَا هَذَا أَحَدٌ وَ لَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ هَذَا فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ أَمّا الدّجّالُ اللّعِينُ لَم يُحدِث حَدَثاً مُنذُ عَهِدَ إِلَينَا رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ خَارِجٌ فِيكُمُ الأَعوَرُ الدّجّالُ وَ أَنّ مَعَهُ جِبِالًا مِن خُبزٍ تَسِيرُ مَعَهُ إِلَي غَيرِ ذَلِكَ مِن آيَاتِهِ فَلَا بُدّ أَن يَكُونَ ذَلِكَ فِي آخِرِ الزّمَانِ لَا مُحَالَةَ
صفحه : 100
وَ أَمّا الإِمَامُ المهَديِّ ع مُذ غَيبَتِهِ عَنِ الأَبصَارِ إِلَي يَومِنَا هَذَا لَم يَملَأِ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا تَقَدّمَتِ الأَخبَارُ فِي ذَلِكَ فَلَا بُدّ أَن يَكُونَ ذَلِكَ مَشرُوطاً بِآخَرِ الزّمَانِ فَقَد صَارَت هَذِهِ الأَسبَابُ لِاستِيفَاءِ الأَجَلِ المَعلُومِ فَعَلَي هَذَا اتّفَقَت أَسبَابُ بَقَاءِ الثّلَاثَةِ وَ هُم عِيسَي وَ المهَديِّ وَ الدّجّالُ لِصِحّةِ أَمرٍ مَعلُومٍ فِي وَقتٍ مَعلُومٍ وَ هُم صَالِحَانِ نبَيِّ وَ إِمَامٌ وَ طَالِحٌ عَدُوّ اللّهِ وَ هُوَ الدّجّالُ وَ قَد تَقَدّمَتِ الأَخبَارُ مِنَ الصّحَاحِ بِمَا ذَكَرنَاهُ فِي صِحّةِ بَقَاءِ الدّجّالِ مَعَ صِحّةِ بَقَاءِ عِيسَي ع فَمَا المَانِعُ مِن بَقَاءِ المهَديِّ ع مَعَ كَونِ بَقَائِهِ بِاختِيَارِ اللّهِ وَ دَاخِلًا تَحتَ مَقدُورِهِ سُبحَانَهُ وَ هُوَ آيَةُ الرّسُولِص فَعَلَي هَذَا هُوَ أَولَي بِالبَقَاءِ مِنَ الِاثنَينِ الآخَرَينِ لِأَنّهُ إِذَا بقَيَِ المهَديِّ ع كَانَ إِمَامَ آخِرِ الزّمَانِ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا تَقَدّمَتِ الأَخبَارُ فَيَكُونُ بَقَاؤُهُ مَصلَحَةً لِلمُكَلّفِينَ وَ لُطفاً بِهِم فِي بَقَائِهِ مِن عِندِ رَبّ العَالَمِينَ وَ الدّجّالُ إِذَا بقَيَِ فَبَقَاؤُهُ مَفسَدَةٌ لِلعَالَمِينَ لِمَا ذُكِرَ مِنِ ادّعَاءِ رُبُوبِيّتِهِ وَ فَتكِهِ بِالأُمّةِ وَ لَكِن فِي بَقَائِهِ ابتِلَاءٌ مِنَ اللّهِ تَعَالَي لِيَعلَمَ المُطِيعَ مِنهُم مِنَ العاَصيِ وَ المُحسِنَ مِنَ المسُيِءِ وَ المُصلِحَ مِنَ المُفسِدِ وَ هَذَا هُوَ الحِكمَةُ فِي بَقَاءِ الدّجّالِ وَ أَمّا بَقَاءُ عِيسَي فَهُوَ سَبَبُ إِيمَانِ أَهلِ الكِتَابِ بِهِ لِلآيَةِ وَ التّصدِيقِ بِنُبُوّةِ سَيّدِ الأَنبِيَاءِ مُحَمّدٍ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ وَ يَكُونُ تِبيَاناً لِدَعوَي الإِمَامِ عِندَ أَهلِ الإِيمَانِ وَ مُصَدّقاً لِمَا دَعَا إِلَيهِ عِندَ أَهلِ الطّغيَانِ بِدَلِيلِ صَلَاتِهِ خَلفَهُ وَ نُصرَتِهِ إِيّاهُ وَ دُعَائِهِ إِلَي المِلّةِ المُحَمّدِيّةِ التّيِ هُوَ إِمَامٌ فِيهَا فَصَارَ بَقَاءُ المهَديِّ ع أَصلًا وَ بَقَاءُ الِاثنَينِ فَرعاً عَلَي بَقَائِهِ فَكَيفَ يَصِحّ بَقَاءُ الفَرعَينِ مَعَ عَدَمِ بَقَاءِ الأَصلِ لَهُمَا وَ لَو صَحّ ذَلِكَ لَصَحّ وُجُودُ المُسَبّبِ مِن دُونِ وُجُودِ السّبَبِ وَ ذَلِكَ مُستَحِيلٌ فِي العُقُولِ وَ إِنّمَا قُلنَا إِنّ بَقَاءَ المهَديِّ ع أَصلٌ لِبَقَاءِ الِاثنَينِ لِأَنّهُ لَا يَصِحّ وُجُودُ عِيسَي ع بِانفِرَادِهِ غَيرَ نَاصِرٍ لِمِلّةِ الإِسلَامِ وَ غَيَرِ مُصَدّقٍ لِلإِمَامِ لِأَنّهُ لَو صَحّ ذَلِكَ لَكَانَ مُنفَرِداً بِدَولَةٍ وَ دَعوَةٍ وَ ذَلِكَ يُبطِلُ دَعوَةَ الإِسلَامِ مِن حَيثُ أَرَادَ أَن يَكُونَ تَبَعاً فَصَارَ مَتبُوعاً وَ أَرَادَ أَن يَكُونَ فَرعاً فَصَارَ أَصلًا وَ النّبِيّص قَالَ لَا نبَيِّ بعَديِ وَ
صفحه : 101
قَالَص الحَلَالُ مَا أَحَلّ اللّهُ عَلَي لسِاَنيِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ الحَرَامُ مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَي لسِاَنيِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَلَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ لَهُ عَوناً وَ نَاصِراً وَ مُصَدّقاً وَ إِذَا لَم يَجِد مَن يَكُونُ لَهُ عَوناً وَ مُصَدّقاً لَم يَكُن لِوُجُودِهِ تَأثِيرٌ فَثَبَتَ أَنّ وُجُودَ المهَديِّ ع أَصلٌ لِوُجُودِهِ وَ كَذَلِكَ الدّجّالُ اللّعِينُ لَا يَصِحّ وُجُودُهُ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ لَا يَكُونُ لِلأُمّةِ إِمَامٌ يَرجِعُونَ إِلَيهِ وَ وَزِيرٌ يُعَوّلُونَ عَلَيهِ لِأَنّهُ لَو كَانَ كَذَلِكَ لَم يَزَلِ الإِسلَامُ مَقهُوراً وَ دَعوَتُهُ بَاطِلَةً فَصَارَ وُجُودُ الإِمَامِ أَصلًا لِوُجُودِهِ عَلَي مَا قُلنَاهُ وَ أَمّا الجَوَابُ عَن إِنكَارِهِم بَقَاءَهُ فِي السّردَابِ مِن غَيرِ أَحَدٍ يَقُومُ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ فَفِيهِ جَوَابَانِ أَحَدُهُمَا بَقَاءُ عِيسَي ع فِي السّمَاءِ مِن غَيرِ أَحَدٍ يَقُومُ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ وَ هُوَ بَشَرٌ مِثلُ المهَديِّ ع فَلَمّا جَازَ بَقَاؤُهُ فِي السّمَاءِ وَ الحَالَةُ هَذِهِ فَكَذَلِكَ المهَديِّ فِي السّردَابِ فَإِن قُلتَ إِنّ عِيسَي ع يُغَذّيهِ رَبّ العَالَمِينَ مِن خِزَانَةِ غَيبِهِ فَقُلتُ لَا تَفنَي خَزَائِنُهُ بِانضِمَامِ المهَديِّ ع إِلَيهِ فِي غِذَائِهِ فَإِن قُلتَ إِنّ عِيسَي خَرَجَ عَن طَبِيعَةِ البَشَرِيّةِ قُلتُ هَذِهِ دَعوَي بَاطِلَةٌ لِأَنّهُ قَالَ تَعَالَي لِأَشرَفِ الأَنبِيَاءِص قُل إِنّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم فَإِن قُلتَ اكتَسَبَ ذَلِكَ مِنَ العَالَمِ العلِويِّ قُلتُ هَذَا يَحتَاجُ إِلَي تَوقِيفٍ وَ لَا سَبِيلَ إِلَيهِ وَ الثاّنيِ بَقَاءُ الدّجّالِ فِي الدّيرِ عَلَي مَا تَقَدّمَ بِأَشَدّ الوَثَاقِ مَجمُوعَةً يَدَاهُ إِلَي عُنُقِهِ مَا بَينَ رُكبَتَيهِ إِلَي كَعبَيهِ بِالحَدِيدِ وَ فِي رِوَايَةٍ فِي بِئرٍ مَوثُوقٌ وَ إِذَا كَانَ بَقَاءُ الدّجّالِ مُمكِناً عَلَي الوَجهِ المَذكُورِ مِن غَيرِ أَحَدٍ يَقُومُ بِهِ فَمَا المَانِعُ مِن بَقَاءِ المهَديِّ ع مُكَرّماً مِن غَيرِ الوَثَاقِ إِذِ الكُلّ فِي مَقدُورِ اللّهِ تَعَالَي فَثَبَتَ أَنّهُ غَيرُ مُمتَنِعٍ شَرعاً وَ لَا عَادَةً ثُمّ ذَكَرَ بَعدَ هَذِهِ الأَبحَاثِ خَبَرَ سُطَيحٍ وَ أَنَا أَذكُرُ مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ إِلَيهِ وَ مُقتَضَاهُ يَذكُرُ لذِيِ جَدَنٍ المَلِكِ وَقَائِعَ وَ حَوَادِثَ تجَريِ وَ زَلَازِلَ مِن فِتَنٍ ثُمّ إِنّهُ يَذكُرُ خُرُوجَ المهَديِّ ع وَ أَنّهُ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ يُطَيّبُ الدّنيَا وَ أَهلَهَا فِي أَيّامِ
صفحه : 102
دَولَتِهِ ع وَ روُيَِ عَنِ الحَافِظِ مُحَمّدِ بنِ النّجّارِ أَنّهُ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ مِن طِوَالَاتِ المَشَاهِيرِ كَذَا ذَكَرَهُ الحُفّاظُ فِي كُتُبِهِم وَ لَم يُخَرّج فِي الصّحِيحِ
39- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ وَ أَمّا مَا وَرَدَ عَنِ النّبِيّص فِي المهَديِّ مِنَ الأَحَادِيثِ الصّحِيحَةِ فَمِنهَا مَا نَقَلَهُ الإِمَامَانِ أَبُو دَاوُدَ وَ الترّمذِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِسَنَدِهِ فِي صَحِيحِهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ المهَديِّ منِيّ أَجلَي الجَبهَةِ أَقنَي الأَنفِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً وَ يَملِكُ سَبعَ سِنِينَ
وَ مِنهَا مَا أَخرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدِهِ فِي صَحِيحِهِ يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّهرِ إِلّا يَومٌ لَبَعَثَ اللّهُ رَجُلًا مِن أَهلِ بيَتيِ يَملَؤُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً
وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ أَيضاً أَبُو دَاوُدَ فِي صَحِيحِهِ يَرفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَي أُمّ سَلَمَةَ زَوجِ النّبِيّص قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ المهَديِّ مِن عتِرتَيِ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ
وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ القاَضيِ أَبُو مُحَمّدٍ الحُسَينُ بنُ مَسعُودٍ البغَوَيِّ فِي كِتَابِهِ المُسَمّي بِشَرحِ السّنّةِ وَ أَخرَجَهُ الإِمَامَانِ البخُاَريِّ وَ مُسلِمٌ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِسَنَدِهِ فِي صَحِيحِهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ أَنتُم إِذَا نَزَلَ ابنُ مَريَمَ وَ إِمَامُكُم مِنكُم
وَ مِنهَا مَا أَخرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَ الترّمذِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا بِسَنَدِهِمَا فِي صَحِيحَيهِمَا يَرفَعُهُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِسَنَدِهِ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ رَجُلًا منِيّ أَو مِن أَهلِ بيَتيِ يُوَاطِئُ اسمُهُ اسميِ وَ اسمُ أَبِيهِ اسمَ أَبِي يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ النّبِيّص قَالَ يلَيِ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ يُوَاطِئُ اسمُهُ اسميِ هَذِهِ الرّوَايَاتُ عَن أَبِي دَاوُدَ وَ الترّمذِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا
صفحه : 103
وَ مِنهَا مَا نَقَلَهُ الإِمَامُ أَبُو إِسحَاقَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الثعّلبَيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فِي تَفسِيرِهِ يَرفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَحنُ وُلدُ عَبدِ المُطّلِبِ سَادَةُ الجَنّةِ أَنَا وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المهَديِّ
أقول روي السيد بن طاوس في كتاب الطرائف من مناقب ابن المغازلي نحوا مما مر في الباب التاسع إلي قوله ومنا و ألذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة روي صاحب كشف الغمة عن محمد بن طلحة الحديث ألذي أورده أولا في الباب الثامن عن أبي داود والترمذي والحديث الأول من الباب الثاني عن أبي داود في صحيحه والحديث الأول من الباب السابع عن صحيحي البخاري ومسلم وشرح السنة للحسين بن مسعود البغوي والحديث الثاني من الباب الأول عن أبي داود في صحيحه والحديث الثالث من الباب الأول عن أبي داود والترمذي مع زيادة واسم أبيه اسم أبي وبدونها وحديث الباب الثالث عن تفسير الثعلبي ثم قال ابن طلحة فإن قيل بعض هذه الصفات لاتنطبق علي الخلف الصالح فإن اسم أبيه لايوافق اسم والد النبي ص ثم أجاب بعدتمهيد مقدمتين .الأول أنه شائع في لسان العرب إطلاق لفظ الأب علي الجد الأعلي كقوله تعالي مِلّةَ أَبِيكُم اِبراهِيمَ و قوله حكاية عن يوسف وَ اتّبَعتُ مِلّةَ آبائيِ اِبراهِيمَ و في حديث الإسراء أن جبرئيل قال هذاأبوك ابراهيم والثاني أن لفظة الاسم تطلق علي الكنية و علي الصفة كماروي البخاري ومسلم أن رسول الله ص سمي عليا أباتراب و لم يكن اسم أحب إليه منه فأطلق لفظ الاسم علي الكنية ومثل ذلك قول المتنبي
أجل قدرك أن تسمي مؤنبة و | من كناك فقد سماك للعرب . |
ثم قال و لما كان الحجة من ولد أبي عبد الله الحسين فأطلق النبي علي الكنية لفظ الاسم إشارة إلي أنه من ولد الحسين ع بطريق جامع موجز انتهي .أقول ذكر بعض المعاصرين فيه وجها آخر و هو أن كنية الحسن العسكري أبو محمد و عبد الله أبو النبي ص أبو محمدفتتوافق الكنيتان والكنية داخلة تحت الاسم
صفحه : 104
والأظهر مامر من كون أبي مصحف ابني.
أَقُولُ مَا رَوَاهُ عَنِ الصّحِيحَينِ وَ فِردَوسٍ الديّلمَيِّ مُطَابِقٌ لِمَا عِندَنَا مِن نُسَخِهَا وَ عنِديِ مِن شَرحِ السّنّةِ لِلحُسَينِ بنِ مَسعُودٍ البغَوَيِّ نُسخَةٌ قَدِيمَةٌ أَنقُلُ عَنهُ مَا وَجَدتُهُ فِيهِ مِن رِوَايَاتِ المهَديِّ ع بِإِسنَادِهِ قَالَ أَخبَرَنَا أَبُو الفَضلِ زِيَادُ بنُ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الحنَفَيِّ أَخبَرَنَا الحُسَينُ بِشرُ بنُ مُحَمّدٍ المزُنَيِّ أَخبَرَنَا أَبُو بَكرٍ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ السرّيِّ التمّيِميِّ الحَافِظُ بِالكُوفَةِ أَخبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ الصيّرفَيِّ حَدّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ الفَضلُ بنُ دُكَينٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي بُردَةَ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن عَلِيّ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ لَبَعَثَ اللّهُ رَجُلًا مِن أَهلِ بيَتيِ يَملَؤُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً
وَ أَنبَأَنَا مُعَمّرٌ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ قُرّةَ عَن أَبِي الصّدِيقِ الناّجيِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللّهِص بَلَاءً يُصِيبُ هَذِهِ الأُمّةَ حَتّي لَا يَجِدَ الرّجُلُ مَلجَأً يَلجَأُ إِلَيهِ مِنَ الظّلمِ فَيَبعَثُ اللّهُ رَجُلًا مِن عتِرتَيِ أَهلِ بيَتيِ فَيَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً يَرضَي عَنهُ سَاكِنُ السّمَاءِ وَ سَاكِنُ الأَرضِ لَا يَدَعُ السّمَاءُ مِن قَطرِهَا شَيئاً إِلّا صَبّهُ مِدرَاراً وَ لَا يَدَعُ الأَرضُ مِن نَبَاتِهَا شَيئاً إِلّا أَخرَجَتهُ حَتّي يَتَمَنّي الأَحيَاءُ الأَموَاتَ تَعِيشُ فِي ذَلِكَ سَبعَ سِنِينَ أَو ثَمَانَ سِنِينَ أَو تِسعَ سِنِينَ وَ يُروَي هَذَا مِن غَيرِ وَجهٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ وَ أَبُو الصّدّيقِ الناّجيِ اسمُهُ بَكرُ بنُ عُمَرَ
وَ روُيَِ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ المهَديِّ مِن عتِرتَيِ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ وَ يُروَي وَ يَعمَلُ فِي النّاسِ بِسُنّةِ نَبِيّهِم فَيَلبَثُ سَبعَ سِنِينَ ثُمّ يُتَوَفّي وَ يصُلَيّ عَلَيهِ المُسلِمُونَ
وَ روُيَِ عَن أَبِي نَضرَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قِصّةِ المهَديِّ قَالَ فيَجَيِءُ الرّجُلُ فَيَقُولُ يَا مهَديِّ أعَطنِيِ أعَطنِيِ فيَحَثيِ لَهُ فِي ثَوبِهِ مَا استَطَاعَ أَن يَحمِلَهُ
أَخبَرَنَا أَبُو الفَضلِ زِيَادُ بنُ مُحَمّدٍ الحنَفَيِّ أَخبَرَنَا أَبُو مُعَاذٍ عَبدُ الرّحمَنِ المزُنَيِّ
صفحه : 105
أَخبَرَنَا أَبُو بَكرٍ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ المقُريِ الآدمَيِّ بِبَغدَادَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ الحسِاَئيِّ حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي هِندٍ عَن أَبِي نَضرَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ فِي آخِرِ الزّمَانِ خَلِيفَةٌ يعُطيِ المَالَ بِغَيرِ عَدَدٍ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخرَجَهُ مُسلِمٌ عَن زُهَيرِ بنِ حَربٍ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ عَبدِ الوَارِثِ عَن أَبِيهِ عَن دَاوُدَ انتَهَي
أقول روي ابن الأثير في جامع الأصول ناقلا عن عدة من صحاحهم عن أبي هريرة وجابر و ابن مسعود و علي ع وأم سلمة رضي الله عنها و أبي سعيد و أبي إسحاق عشر روايات في خروج المهدي ع واسمه ووصفه و أن عيسي ع يصلي خلفه تركناها مخافة الإطناب وفيما أوردناه كفاية لأولي الألباب
40- يف ،[الطرائف ]ذَكَرَ الثعّلبَيِّ فِي تَفسِيرِحم عسق بِإِسنَادِهِ قَالَ السّينُ سَنَاءُ المهَديِّ ع وَ القَافُ قُوّةُ عِيسَي ع حِينَ يَنزِلُ فَيَقتُلُ النّصَارَي وَ يُخَرّبُ البِيَعَ
وَ عَنهُ فِي قِصّةِ أَصحَابِ الكَهفِ عَنِ النّبِيّص أَنّ المهَديِّ ع يُسَلّمُ عَلَيهِم وَ يُحيِيهِمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ ثُمّ يَرجِعُونَ إِلَي رَقدَتِهِم فَلَا يَقُومُونَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
41- يف ،[الطرائف ] ابنُ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ المهَديِّ طَاوُسُ أَهلِ الجَنّةِ
أقول ثم روي السيد عن الجمع بين الصحاح الستة و كتاب الفردوس والمناقب لابن المغازلي والمصابيح لأبي محمد بن مسعود الفراء كثيرا مما مر من أخبار المهدي ع ثم قال و كان بعض العلماء من الشيعة قدصنف كتابا وجدته ووقفت عليه و فيه أحاديث أحسن مما أوردناه و قدسماه كتاب كشف المخفي في مناقب المهدي ع وروي فيه مائة وعشرة أحاديث من طرق رجال الأربعة المذاهب فتركت نقلها بأسانيدها وألفاظها كراهية للتطويل ولئلا يمل ناظرها ولأن بعض ماأوردنا يغني عن زيادة التفصيل لأهل الإنصاف والعقل الجميل وسأذكر أسماء من روي المائة وعشرة الأحاديث التي في كتاب المخفي عن أخبار المهدي ع لتعلم مواضعها علي التحقيق وتزداد هداية أهل التوفيق .
صفحه : 106
فمنها من صحيح البخاري ثلاثة أحاديث ومنها من صحيح مسلم أحد عشر حديثا ومنها من الجمع بين الصحيحين للحميدي حديثان و من الجمع بين الصحاح الستة لزيد بن معاوية العبدري أحد عشر حديثا ومنها من كتاب فضائل الصحابة مما أخرجه الشيخ الحافظ عبدالعزيز العكبري من مسند أحمد بن حنبل سبعة أحاديث ومنها من تفسير الثعلبي خمسة أحاديث ومنها من غريب الحديث لابن قتيبة الدينوري ستة أحاديث ومنها من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي أربعة أحاديث ومنها من كتاب مسند سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ع تأليف الحافظ أبي الحسن علي الدارقطني ستة أحاديث ومنها من كتاب الحافظ أيضا من مسند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ثلاثة أحاديث و من كتاب المبتدإ للكسائي حديثان يشتملان أيضا علي ذكر المهدي ع وذكر خروج السفياني والدجال ومنها من كتاب المصابيح لأبي الحسين بن مسعود الفراء خمسة أحاديث . ومنها من كتاب الملاحم لأبي الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المناري أربعة وثلاثون حديثا ومنها من كتاب الحافظ محمد بن عبد الله الحضرمي المعروف بابن مطيق ثلاثة أحاديث ومنها من كتاب الرعاية لآمل الرواية لأبي الفتح محمد بن إسماعيل بن ابراهيم الفرغاني ثلاثة أحاديث ومنها خبر سطيح رواية الحميدي أيضا ومنها من كتاب الاستيعاب لأبي عمر يوسف بن عبدالبر النميري حديثان . قال السيد ووقفت علي الجزء الثاني من كتاب السنن رواية محمد بن يزيد ماجة قدكتب في زمان مؤلفه تاريخ كتابته وبعض الإجازات عليه ما هذالفظها.بسم الله الرحمن الرحيم أما بعدفقد أجزت الأخبار لأبي عمرو و محمد بن سلمة و جعفر و الحسن ابني محمد بن سلمة حفظهم الله و هوسماعي من محمد بن يزيد ماجة نفعنا الله وإياكم به وكتب ابراهيم بن دينار بخطه و ذلك في شهر شعبان سنة ثلاثمائة و قدعارضت به وصلي علي محمد وسلم كثيرا. و قدتضمن هذاالجزء المذكور الموصوف كثيرا من الملاحم فمنها باب خروج المهدي وروي في هذاالباب من ذلك الكتاب من هذه النسخة سبعة أحاديث
صفحه : 107
بأسانيدها في خروج المهدي و أنه من ولد فاطمة ع و أنه يملأ الأرض عدلا كماملئت جورا وذكر كشف الحالة وفضلها يرفعها إلي النبي ص . قال السيد ووقفت أيضا علي كتاب المقتص علي محدث الأعوام لبناء ملاحم غابر الأيام تلخيص أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمدالمناري قدكتب في زمان مؤلفه في آخر النسخة التي وقفت عليها ما هذالفظه فكان الفراغ من تأليفه سنة ثلاثمائة وثلاثين و علي الكتاب إجازات وتجويزات تاريخ بعض إجازاته في ذي قعدة سنة ثمانين وأربعمائة من جملة هذاالكتاب ما هذالفظه سيأتي بعض المأثور في المهدي ع وسيرته ثم روي ثمانية عشر حديثا بأسانيدها إلي النبي ص بتحقيق خروج المهدي ع وظهوره و أنه من ولد فاطمة ع بنت رسول الله ص و أنه يملأ الأرض عدلا وذكر كمال سيرته وجلالة ولايته . ثم أشار السيد إلي ماجمعه الحافظ أبونعيم من أربعين حديثا في وصف المهدي ع علي مانقله صاحب كشف الغمة ثم قال فجملة الأحاديث مائة حديث وستة وخمسون حديثا و أما ألذي ورد من طرق الشيعة فلايسعه إلامجلدات ونقل إلينا سلفنا نقلا متواترا أن المهدي المشار إليه ولد ولادة مستورة لأن حديث تملكه ودولته وظهوره علي كافة الممالك والعباد والبلاد كان قدظهر للناس فخيف عليه كماجرت الحال في ولادة ابراهيم و موسي ع وغيرهما وعرفت الشيعة ذلك لاختصاصها بآبائه ع فإن كل من يلزم بقوم كان أعرف بأحوالهم وأسرارهم من الأجانب كما أن أصحاب الشافعي أعرف بحاله من أصحاب غيره من رؤساء الأربعة المذاهب . و قد كان ع ظهر لجماعة كثيرة من أصحاب والده العسكري ونقلوا عنه أخبارا وأحكاما شرعية وأسبابا مرضية. و كان له وكلاء ظاهرون في غيبته معروفون بأسمائهم وأنسابهم وأوطانهم يخبرون عنه بالمعجزات والكرامات وجواب المشكلات وبكثير مما ينقله عن آبائه عن رسول الله ص من الغائبات منهم عثمان بن سعيد العمري المدفون بقطقطان
صفحه : 108
الجانب الغربي ببغداد ومنهم أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ومنهم أبوالقاسم الحسين بن روح النوبختي ومنهم علي بن محمدالسمري رضي الله عنهم و قدذكر نصر بن علي الجهضمي برواية رجال الأربعة المذاهب حال هؤلاء الوكلاء وأسمائهم وأنهم كانوا وكلاء المهدي ع . ولقد لقي المهدي ع بعد ذلك خلق كثير من الشيعة وغيرهم وظهر لهم علي يده من الدلائل ماثبت عندهم أنه هو ع و إذا كان ع الآن غيرظاهر لجميع شيعته فلايمتنع أن يكون جماعة منهم يلقونه وينتفعون بمقاله وفعاله ويكتمونه كماجري الأمر في جماعة من الأنبياء والأوصياء والملوك والأولياء حيث غابوا عن كثير من الأمة لمصالح دينية أوجبت ذلك . و أمااستبعاد من استبعد منهم ذلك لطول عمره الشريف فما يمنع من ذلك إلاجاهل بالله وبقدرته وبأخبار نبينا وعترته كيف و قدتواتر كثير من الأخبار بطول عمر جماعة من الأنبياء وغيرهم من المعمرين و هذاالخضر باق علي طول السنين و هو عبدصالح ليس بنبي و لاحافظ شريعة و لابلطف في بقاء التكليف فكيف يستبعد طول حياة المهدي ع و هوحافظ شريعة جده ص ولطف في بقاء التكليف والمنفعة ببقائه في حال ظهوره وخفائه أعظم من المنفعة بالخضر وكيف يستبعد ذلك من يصدق بقصة أصحاب الكهف لأنه مضي لهم فيما تضمنه القرآن ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازدَادُوا تِسعاً وهم أحياء كالنيام بغير طعام وشراب وبقوا إلي زمن النبي ص حيث بعث الصحابة ليسلموا عليهم كمارواه الثعلبي. ورأيت تصنيفا لأبي حاتم سهل بن محمدالسجستاني من أعيان الأربعة المذاهب سماه كتاب المعمرين إلي آخر ماذكره رحمه الله من الاحتجاج عليهم وتركناه لأنه خارج عن مقصود كتابنا
42-نص ،[كفاية الأثر]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ فِي بَابِ النّصُوصِ عَلَي الاِثنيَ عَشَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ منِيّ وَ أَنَا مِنكَ وَ أَنتَ أخَيِ وَ وزَيِريِ فَإِذَا مِتّ ظَهَرَت لَكَ ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ قَومٍ وَ سَتَكُونُ
صفحه : 109
بعَديِ فِتنَةٌ صَمّاءُ صَيلَمٌ يَسقُطُ فِيهَا كُلّ وَلِيجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِكَ عِندَ فِقدَانِ الشّيعَةِ الخَامِسَ مِن وُلدِ السّابِعِ مِن وُلدِكَ تَحزَنُ لِفَقدِهِ أَهلُ الأَرضِ وَ السّمَاءِ فَكَم مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ مُتَأَسّفٍ مُتَلَهّفٍ حَيرَانَ عِندَ فَقدِهِ ثُمّ أَطرَقَ مَلِيّاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ بأِبَيِ وَ أمُيّ سمَيِيّ وَ شبَيِهيِ وَ شَبِيهُ مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ جُيُوبُ النّورِ أَو قَالَ جَلَابِيبُ النّورِ تَتَوَقّدُ مِن شُعَاعِ القُدسِ كأَنَيّ بِهِم آيِسٌ مَا كَانُوا نُودُوا بِنِدَاءٍ يُسمَعُ مِنَ البُعدِ كَمَا يُسمَعُ مِنَ القُربِ يَكُونُ رَحمَةً عَلَي المُؤمِنِينَ وَ عَذَاباً عَلَي المُنَافِقِينَ قُلتُ وَ مَا ذَلِكَ النّدَاءُ قَالَ ثَلَاثَةُ أَصوَاتٍ فِي رَجَبٍ الأَوّلُأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَالثاّنيِأَزِفَتِ الآزِفَةُالثّالِثُ يَرَونَ بَدَناً بَارِزاً مَعَ قَرنِ الشّمسِ ينُاَديِ أَلَا إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ فُلَانَ بنَ فُلَانٍ حَتّي يَنسُبَهُ إِلَي عَلِيّ ع فِيهِ هَلَاكُ الظّالِمِينَ فَعِندَ ذَلِكَ يأَتيِ الفَرَجُ وَ يشَفيِ اللّهُ صُدُورَهُموَ يُذهِب غَيظَ قُلُوبِهِم قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَم يَكُونُ بعَديِ مِنَ الأَئِمّةِ قَالَ بَعدَ الحُسَينِ تِسعَةٌ وَ التّاسِعُ قَائِمُهُم
بيان من ولد السابع أي سابع الأئمة لاسابع الأولاد و قوله من ولدك حال أوصفة للخامس
1-ك ،[إكمال الدين ]الشيّباَنيِّ عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَلِلقَائِمِ مِنّا غَيبَةٌ أَمَدُهَا طَوِيلٌ كأَنَيّ بِالشّيعَةِ يَجُولُونَ جَوَلَانَ النّعَمِ فِي غَيبَتِهِ يَطلُبُونَ المَرعَي فَلَا يَجِدُونَهُ أَلَا فَمَن ثَبَتَ مِنهُم عَلَي دِينِهِ[ وَ] لَم يَقسُ قَلبُهُ لِطُولِ أَمَدِ غَيبَةِ إِمَامِهِ فَهُوَ معَيِ فِي درَجَتَيِ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ ع إِنّ القَائِمَ مِنّا إِذَا قَامَ لَم يَكُن لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ فَلِذَلِكَ
صفحه : 110
تَخفَي وِلَادَتُهُ وَ يَغِيبُ شَخصُهُ
2- ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَنّهُ قَالَ لِلحُسَينِ ع التّاسِعُ مِن وُلدِكَ يَا حُسَينُ هُوَ القَائِمُ بِالحَقّ المُظهِرُ لِلدّينِ البَاسِطُ لِلعَدلِ قَالَ الحُسَينُ ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ إِنّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ فَقَالَ ع إيِ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ وَ اصطَفَاهُ عَلَي جَمِيعِ البَرِيّةِ وَ لَكِن بَعدَ غَيبَةٍ وَ حَيرَةٍ لَا تَثبُتُ فِيهَا عَلَي دِينِهِ إِلّا المُخلِصُونَ المُبَاشِرُونَ لِرَوحِ اليَقِينِ الّذِينَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهُم بِوَلَايَتِنَا وَكَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ وَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ
3- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن زِيَادٍ المَكفُوفِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي عَفِيفٍ الشّاعِرِ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ كأَنَيّ بِكُم تَجُولُونَ جَوَلَانَ الإِبِلِ تَبتَغُونَ المَرعَي فَلَا تَجِدُونَهُ يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ
ك ،[إكمال الدين ] أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن عبد الله بن أبي عفيف مثله
4- كِتَابُ المُقتَضَبِ،لِابنِ العَيّاشِ قَالَ حدَثّنَيِ الشّيخُ الثّقَةُ أَبُو الحُسَينِ بنُ عَبدِ الصّمَدِ بنِ عَلِيّ فِي سَنَةِ خَمسٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَتَينِ عِندَ عُبَيدِ بنِ كَثِيرٍ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن يَحيَي عَنِ الأَعمَشِ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي جُحَيفَةَ وَ الحَارِثِ بنِ عَبدِ اللّهِ الهمَداَنيِّ وَ الحَارِثِ بنِ شَرِبٍ كُلّ حَدّثَنَاأَنّهُم كَانُوا عِندَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَكَانَ إِذَا أَقبَلَ ابنُهُ الحَسَنُ يَقُولُ مَرحَباً بِابنِ رَسُولِ اللّهِ وَ إِذَا أَقبَلَ الحُسَينُ يَقُولُ بأِبَيِ أَنتَ يَا أَبَا ابنِ خِيَرَةِ الإِمَاءِ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا بَالُكَ تَقُولُ هَذَا لِلحَسَنِ وَ هَذَا لِلحُسَينِ وَ مَنِ ابنُ خِيَرَةِ الإِمَاءِ فَقَالَ ذَاكَ الفَقِيدُ الطّرِيدُ الشّرِيدُ م ح م د بنُ
صفحه : 111
الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رَأسِ الحُسَينِ ع
5- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَنِ الأَصَمّ عَنِ ابنِ سَيَابَةَ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ عَن عَبَايَةَ الأسَدَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ كَيفَ أَنتُم إِذَا بَقِيتُم بِلَا إِمَامٍ هُدًي وَ لَا عَلَمٍ يُرَي يَبرَأُ بَعضُكُم مِن بَعضٍ
6- شا،[الإرشاد]رَوَي مَسعَدَةُ بنُ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ خَطَبَ النّاسَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالكُوفَةِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَنَا سَيّدُ الشّيبِ وَ فِي سُنّةٍ مِن أَيّوبَ وَ سَيَجمَعُ اللّهُ لِي أهَليِ كَمَا جَمَعَ لِيَعقُوبَ شَملَهُ وَ ذَلِكَ إِذَا استَدَارَ الفَلَكُ وَ قُلتُم ضَلّ أَو هَلَكَ أَلَا فَاستَشعِرُوا قَبلَهَا بِالصّبرِ وَ بُوءُوا إِلَي اللّهِ بِالذّنبِ فَقَد نَبَذتُم قُدسَكُم وَ أَطفَأتُم مَصَابِيحَكُم وَ قَلّدتُم هِدَايَتَكُم مَن لَا يَملِكُ لِنَفسِهِ وَ لَا لَكُم سَمعاً وَ لَا بَصَراً ضَعُفَ وَ اللّهِ الطّالِبُ وَ المَطلُوبُ هَذَا وَ لَو لَم تَتَوَاكَلُوا أَمرَكُم وَ لَم تَتَخَاذَلُوا عَن نُصرَةِ الحَقّ بَينَكُم وَ لَم تَهِنُوا عَن تَوهِينِ البَاطِلِ لَم يَتَشَجّع عَلَيكُم مَن لَيسَ مِثلَكُم وَ لَم يَقوَ مَن قوَيَِ عَلَيكُم وَ عَلَي هَضمِ الطّاعَةِ وَ إِزوَائِهَا عَن أَهلِهَا فِيكُم تِهتُم كَمَا تَاهَت بَنُو إِسرَائِيلَ عَلَي عَهدِ مُوسَي وَ بِحَقّ أَقُولُ لَيُضَعّفَنّ عَلَيكُمُ التّيهُ مِن بعَديِ بِاضطِهَادِكُم ولُديِ ضِعفَ مَا تَاهَت بَنُو إِسرَائِيلَ فَلَو قَدِ استَكمَلتُم نَهَلًا وَ امتَلَأتُم عَلَلًا عَن سُلطَانِ الشّجَرَةِ المَلعُونَةِ فِي القُرآنِ لَقَدِ اجتَمَعتُم عَلَي نَاعِقِ ضَلَالٍ وَ لَأَجَبتُمُ البَاطِلَ رَكضاً ثُمّ لَغَادَرتُم داَعيَِ الحَقّ وَ قَطَعتُمُ الأَدنَي مِن أَهلِ بَدرٍ وَ وَصَلتُمُ الأَبعَدَ مِن أَبنَاءِ الحَربِ أَلَا وَ لَو ذَابَ مَا فِي أَيدِيهِم لَقَد دَنَا التّمحِيصُ لِلجَزَاءِ وَ كُشِفَ الغِطَاءُ وَ انقَضَتِ المُدّةُ وَ أَزِفَ الوَعدُ وَ بَدَا لَكُمُ النّجمُ مِن قِبَلِ المَشرِقِ وَ أَشرَقَ لَكُم قَمَرُكُم كمَلِ ءِ شَهرِهِ وَ كَلَيلَةٍ تَمّ فَإِذَا استَبَانَ ذَلِكَ فَرَاجِعُوا التّوبَةَ وَ خَالِعُوا الحَوبَةَ وَ اعلَمُوا أَنّكُم إِن أَطَعتُم طَالِعَ المَشرِقِ سَلَكَ بِكُم مِنهَاجَ رَسُولِ اللّهِص فَتَدَارَيتُم مِنَ الصّمَمِ وَ استَشفَيتُم مِنَ البَكَمِ وَ كُفِيتُم مَئُونَةَ التّعَسّفِ وَ الطّلَبِ وَ نَبَذتُمُ الثّقَلَ الفَادِحَ عَنِ الأَعنَاقِ فَلَا يُبعِدُ اللّهُ إِلّا مَن أَبَي الرّحمَةَ وَ فَارَقَ العِصمَةَوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
صفحه : 112
بيان الشيب بالكسر وبضمتين جمع الأشيب و هو من أبيض شعره واستدارة الفلك كناية عن طول مرور الأزمان أوتغير أحوال الزمان وسيأتي خبر في باب أشراط الساعة يؤيد الثاني قوله هذافصل بين الكلامين أي خذوا هذا والنهل محركة أول الشرب والعلل محركة الشربة الثانية والشرب بعدالشرب تباعا قوله كمل ء شهره أي كمايملأ في شهره في الليلة الرابع عشر فيكون مابعده تأكيدا أو كما إذافرض أنه يكون ناميا متزايدا إلي آخر الشهر وسيأتي تفسير بعض الفقرات في شرح الخطبة المنقولة من الكافي وهي كالشرح لهذه ويظهر منها ماوقع في هذاالموضع من التحريفات والاختصارات المخلة بالمعني
7- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ هَمّامٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن إِسحَاقَ بنِ سِنَانٍ عَن عُبَيدِ بنِ خَارِجَةَ عَن عَلِيّ بنِ عُثمَانَ عَن حراب [فُرَاتِ] بنِ أَحنَفَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ زَادَ الفُرَاتُ عَلَي عَهدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَرَكِبَ هُوَ وَ ابنَاهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَمَرّ بِثَقِيفٍ فَقَالُوا قَد جَاءَ عَلِيّ يَرُدّ المَاءَ فَقَالَ عَلِيّ ع أَ مَا وَ اللّهِ لَأُقتَلَنّ أَنَا وَ ابناَيَ هَذَانِ وَ لَيَبعَثَنّ اللّهُ رَجُلًا مِن ولُديِ فِي آخِرِ الزّمَانِ يُطَالِبُ بِدِمَائِنَا وَ لَيَغِيبَنّ عَنهُم تَميِيزاً لِأَهلِ الضّلَالَةِ حَتّي يَقُولَ الجَاهِلُ مَا لِلّهِ فِي آلِ مُحَمّدٍ مِن حَاجَةٍ
8-ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع خَبَرٌ تَدرِيهِ خَيرٌ مِن عَشَرَةٍ تَروِيهِ إِنّ لِكُلّ حَقّ حَقِيقَةً وَ لِكُلّ صَوَابٍ نُوراً ثُمّ قَالَ إِنّا وَ اللّهِ لَا نَعُدّ الرّجُلَ مِن شِيعَتِنَا فَقِيهاً حَتّي يُلحَنَ لَهُ فَيَعرِفَ اللّحنَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ وَ إِنّ مِن وَرَائِكُم فِتَناً مُظلِمَةً عَميَاءَ مُنكَسِفَةً لَا يَنجُو مِنهَا إِلّا النّوَمَةُ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا النّوَمَةُ قَالَ
صفحه : 113
ألّذِي يَعرِفُ النّاسَ وَ لَا يَعرِفُونَهُ وَ اعلَمُوا أَنّ الأَرضَ لَا تَخلُو مِن حُجّةٍ لِلّهِ وَ لَكِنّ اللّهَ سيَعُميِ خَلقَهُ مِنهَا بِظُلمِهِم وَ جَورِهِم وَ إِسرَافِهِم عَلَي أَنفُسِهِم وَ لَو خَلَتِ الأَرضُ سَاعَةً وَاحِدَةً مِن حُجّةٍ لِلّهِ لَسَاخَت بِأَهلِهَا وَ لَكِنّ الحُجّةَ يَعرِفُ النّاسَ وَ لَا يَعرِفُونَهُ كَمَا كَانَ يُوسُفُ يَعرِفُ النّاسَوَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ ثُمّ تَلَايا حَسرَةً عَلَي العِبادِ ما يَأتِيهِم مِن رَسُولٍ إِلّا كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ
بيان قوله ع حتي يلحن له أي يتكلم معه بالرمز والإيماء والتعريض علي جهة التقية والمصلحة فيفهم المراد قال الجزري يقال لحنت فلانا إذا قلت له قولا يفهمه ويخفي علي غيره لأنك تميله بالتورية عن الواضح المفهوم و قال في حديث علي وذكر آخر الزمان والفتن ثم قال خير أهل ذلك الزمان كل مؤمن نومة النومة بوزن الهمزة الخامل الذكر ألذي لايؤبه له وقيل الغامض في الناس ألذي لايعرف الشر وأهله وقيل النومة بالتحريك الكثير النوم فأما الخامل ألذي لايؤبه له فهو بالتسكين و من الأول حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ لعِلَيِّ ع مَا النّوَمَةُ قَالَ ألّذِي يَسكُتُ فِي الفِتنَةِ فَلَا يَبدُو مِنهُ شَيءٌ
9- نهج ،[نهج البلاغة] فِي حَدِيثِهِ ع فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعسُوبُ الدّينِ بِذَنَبِهِ فَيَجتَمِعُونَ إِلَيهِ كَمَا يَجتَمِعُ قَزَعُ الخَرِيفِ قَالَ السّيّدُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يَعسُوبُ الدّينِ السّيّدُ العَظِيمُ المَالِكُ لِأُمُورِ النّاسِ يَومَئِذٍ وَ القَزَعُ قِطَعُ الغَيمِ التّيِ لَا مَاءَ فِيهَا
بيان قالوا هذاالكلام في خبر الملاحم ألذي يذكر فيه المهدي ع و قال في النهاية أي فارق أهل الفتنة وضرب في الأرض ذاهبا في أهل دينه وأتباعه الذين يتبعونه علي رأيه وهم الأذناب و قال الزمخشري الضرب بالذنب هاهنا مثل للإقامة والثبات يعني أنه يثبت هو و من يتبعه علي الدين
10- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فِي بَعضِ خُطَبِهِ قَد لَبِسَ لِلحِكمَةِ جُنّتَهَا وَ أَخَذَهَا بِجَمِيعِ أَدَبِهَا مِنَ الإِقبَالِ عَلَيهَا وَ المَعرِفَةِ بِهَا وَ التّفَرّغِ لَهَا وَ هيَِ عِندَ نَفسِهِ ضَالّتُهُ التّيِ يَطلُبُهَا وَ حَاجَتُهُ التّيِ يَسأَلُ عَنهَا فَهُوَ مُغتَرِبٌ إِذَا اغتَرَبَ الإِسلَامُ وَ ضَرَبَ بِعَسِيبِ ذَنَبِهِ وَ أَلصَقَ الأَرضَ بِجِرَانِهِ بَقِيّةٌ مِن بَقَايَا حُجّتِهِ خَلِيفَةٌ مِن خَلَائِفِ أَنبِيَائِهِ
صفحه : 114
بيان قال ابن أبي الحديد قالت الإمامية إن المراد به القائم ع المنتظر والصوفية يزعمون أنه ولي الله وعندهم أن الدنيا لايخلو عن الأبدال وهم أربعون و عن الأوتاد وهم سبعة و عن القطب و هوواحد والفلاسفة يزعمون أن المراد به العارف و عند أهل السنة هوالمهدي ألذي سيخلق و قدوقع اتفاق الفرق من المسلمين علي أن الدنيا والتكليف لاينقضي إلا علي المهدي. قوله ع فهو مغترب أي هذاالشخص يخفي نفسه إذاظهر الفسق والفجور واغترب الإسلام باغتراب العدل والصلاح و هذايدل علي ماذهبت إليه الإمامية والعسيب عظم الذنب أومنبت الشعر منه وإلصاق الأرض بجرانه كناية عن ضعفه وقلة نفعه فإن البعير أقل ما يكون نفعه حال بروكه
11- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ مِن ولُديِ هُوَ ألّذِي يُقَالُ مَاتَ هَلَكَ لَا بَل فِي أَيّ وَادٍ سَلَكَ
12- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن مُزَاحِمٍ العبَديِّ عَن عِكرِمَةَ بنِ صَعصَعَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ لَا تَنفَكّ هَذِهِ الشّيعَةَ حَتّي تَكُونَ بِمَنزِلَةِ المَعزِ لَا يدَريِ الخَابِسُ عَلَي أَيّهَا يَضَعُ يَدَهُ فَلَيسَ لَهُم شَرَفٌ يُشرِفُونَهُ وَ لَا سِنَادٌ يَستَنِدُونَ إِلَيهِ فِي أُمُورِهِم
إيضاح خبس الشيء بكفه أخذه وفلانا حقه ظلمه أي يكون كلهم مشتركين في العجز حتي لايدري الظالم أيهم يظلم لاشتراكهم في احتمال ذلك كقصاب يتعرض لقطيع من المعز لايدري أيهم يأخذ للذبح
13- ني،[الغيبة للنعماني]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن عَبدِ اللّهِ الشّاعِرِ يعَنيِ ابنَ أَبِي عَقِبٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ كأَنَيّ بِكُم تَجُولُونَ جَوَلَانَ الإِبِلِ تَبتَغُونَ مَرعًي وَ لَا تَجِدُونَهَا مَعشَرَ الشّيعَةِ
صفحه : 115
14- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن مُوسَي بنِ هَارُونَ بنِ عِيسَي العبَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمِ بنِ قَعنَبٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ هِلَالٍ قَالَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَبّئنَا بِمَهدِيّكُم هَذَا فَقَالَ إِذَا دَرَجَ الدّارِجُونَ وَ قَلّ المُؤمِنُونَ وَ ذَهَبَ المُجلِبُونَ فَهُنَاكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَيكَ السّلَامُ مِمّنِ الرّجُلُ فَقَالَ مِن بنَيِ هَاشِمٍ مِن ذِروَةِ طَودِ العَرَبِ وَ بَحرِ مَغِيضِهَا إِذَا وَرَدَت وَ مَجفُوّ أَهلِهَا إِذَا أَتَت وَ مَعدِنِ صَفوَتِهَا إِذَا اكتَدَرَت لَا يَجبُنُ إِذَا المَنَايَا هَلِعَت وَ لَا يَحُورُ إِذَا المُؤمِنُونَ اكتَنَفَت وَ لَا يَنكُلُ إِذَا الكُمَاةُ اصطَرَعَت مُشَمّرٌ مُغلَولِبٌ ظَفِرٌ ضِرغَامَةٌ حَصِدٌ مُخَدّشٌ ذَكَرٌ سَيفٌ مِن سُيُوفِ اللّهِ رَأسٌ قُثَمُ نَشِقٌ رَأسَهُ فِي بَاذِخِ السّؤدَدِ وَ غَارِزٌ مَجدَهُ فِي أَكرَمِ المَحتِدِ فَلَا يَصرِفَنّكَ عَن تَبِعَتِهِ صَارِفٌ عَارِضٌ يَنُوصُ إِلَي الفِتنَةِ كُلّ مَنَاصٍ إِن قَالَ فَشَرّ قَائِلٍ وَ إِن سَكَتَ فَذُو دَعَائِرَ ثُمّ رَجَعَ إِلَي صِفَةِ المهَديِّ ع فَقَالَ أَوسَعُكُم كَهفاً وَ أَكثَرُكُم عِلماً وَ أَوصَلُكُم رَحِماً أللّهُمّ فَاجعَل بَيعَتَهُ خُرُوجاً مِنَ الغُمّةِ وَ اجمَع بِهِ شَملَ الأُمّةِ فَأَنّي جَازَ لَكَ فَاعزِم وَ لَا تَنثَنِ عَنهُ إِن وَفّقتَ لَهُ وَ لَا تُجِيزَنّ عَنهُ إِن هُدِيتَ إِلَيهِ هَاه وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي صَدرِهِ شَوقاً إِلَي رُؤيَتِهِ
توضيح قال الفيروزآبادي درج دروجا ودرجانا مشي والقوم انقرضوا وفلان لم يخلف نسلا أومضي لسبيله انتهي والغرض انقراض قرون كثيرة قوله ع وذهب المجلبون أي المجتمعون علي الحق والمعينون للدين أوالأعم قال الجزري يقال أجلبوا عليه إذاتجمعوا وتألبوا وأجلبه أي أعانه وأجلب عليه إذاصاح به واستحثه والطود بالفتح الجبل العظيم و في بعض النسخ بالراء و هوبالضم أيضا الجبل والأول أصوب والمغيض الموضع ألذي يدخل فيه الماء فيغيب ولعل المعني أنه بحر العلوم والخيرات فهي كامنة فيه أوشبهه ببحر في أطرافه مغايض فإن شيعتهم مغايض علومهم قوله ع ومجفو أهلها أي إذاأتاه أهله يجفونه و لايطيعونه
صفحه : 116
قوله ع هلعت أي صارت حريصة علي إهلاك الناس قوله ع و لايحور في بعض النسخ و لايخور إذاالمنون أكسفت والخور الجبن والمنون الموت والكماة بالضم جمع الكمي و هوالشجاع أولابس السلاح ويقال ظفر بعدوه فهو ظفر والضرغامة بالكسر الأسد. قوله ع حصد أي يحصد الناس بالقتل قوله مخدش أي يخدش الكفار ويجرحهم والذكر من الرجال بالكسر القوي الشجاع الأبي ذكره الفيروزآبادي و قال الرأس أعلي كل شيء وسيد القوم والقثم كزفر الكثير العطاء و قال الجزري رجل نشق إذا كان يدخل في أمور لايكاد يخلص منها و في بعض النسخ باللام والباء يقال رجل لبق ككتف أي حاذق بما عمل و في بعضها شق رأسه أي جانبه والباذخ العالي المرتفع . قوله ع وغارز مجده أي مجده الغارز الثابت من غرز الشيء في الشيء أي أدخله وأثبته والمحتد بكسر التاء الأصل و قوله ينوص صفة للصارف و قال الفيروزآبادي المناص الملجأ وناص مناصا تحرك و عنه تنحي و إليه نهض قوله فذو دعائر من الدعارة و هوالخبث والفساد و لايبعد أن يكون تصحيف الدغائل جمع الدغيلة وهي الدغل والحقد أوبالمهملة من الدعل بمعني الختل قوله ع فإن جاز لك أي تيسر لك مجازا ويقال انثني أي انعطف قوله ع و لاتجيزن عنه أي إن أدركته في زمان غيبته و في بعض النسخ و لاتحيزن بالحاء المهملة والزاء المعجمة أي لاتتحيزن من التحيز عن الشيء بمعني التنحي عنه وكانت النسخ مصحفة محرفة في أكثر ألفاظها
15- يف ،[الطرائف ] فِي الجَمعِ بَينَ الصّحَاحِ السّتّةِ عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع وَ نَظَرَ إِلَي ابنِهِ الحُسَينِ وَ قَالَ إِنّ ابنيِ هَذَا سَيّدٌ كَمَا سَمّاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ سَيَخرُجُ مِن صُلبِهِ رَجُلٌ بِاسمِ نَبِيّكُم يُشبِهُهُ فِي الخُلُقِ وَ لَا يُشبِهُهُ فِي الخَلقِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا
16-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَخَذُوا يَمِيناً وَ شِمَالًا طعنا[ظَعناً] فِي مَسَالِكِ الغيَّ وَ تَركاً لِمَذَاهِبِ الرّشدِ
صفحه : 117
فَلَا تَستَعجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرصَدٌ وَ لَا تَستَبطِئُوا مَا يجَيِءُ بِهِ الغَدُ فَكَم مِن مُستَعجِلٍ بِمَا إِن أَدرَكَهُ وَدّ أَنّهُ لَم يُدرِكهُ وَ مَا أَقرَبَ اليَومَ مِن تَبَاشِيرِ غَدٍ يَا قَومُ هَذَا إِبّانُ وُرُودِ كُلّ مَوعُودٍ وَ دُنُوّ مِن طَلعَةِ مَا لَا تَعرِفُونَ أَلَا وَ إِنّ مَن أَدرَكَهَا مِنّا يسَريِ فِيهَا بِسِرَاجٍ مُنِيرٍ وَ يَحذُو فِيهَا عَلَي مِثَالِ الصّالِحِينَ لِيَحُلّ فِيهَا رِبقاً وَ تعتق [يُعتِقَ]رِقّاً وَ يَصدَعَ شَعباً وَ يَشعَبَ صَدعاً فِي سُترَةٍ عَنِ النّاسِ لَا يُبصِرُ القَائِفُ أَثَرَهُ وَ لَو تَابَعَ نَظَرَهُ ثُمّ لَيُشحَذَنّ فِيهَا قَومٌ شَحذَ القَينِ النّصلَ تُجلَي بِالتّنزِيلِ أَبصَارُهُم وَ يُرمَي بِالتّفسِيرِ فِي مَسَامِعِهِم وَ يُغبَقُونَ كَأسَ الحِكمَةِ بَعدَ الصّبُوحِ
بيان مرصد أي مترقب مايجيء به الغد من الفتن والوقائع من تباشير غد أي أوائله أو من البشري به والإبان الوقت والزمان يسري من السري السير بالليل والربق الخيط والقائف ألذي يتتبع الآثار و لوتابع نظره أي و لواستقصي في الطلب وتابع النظر والتأمل وشحذت السكين حددته أي ليحرضن في هذه الملاحم قوم علي الحرب ويشحذ عزائمهم في قتل أهل الضلال كمايشحذ الحداد النصل كالسيف وغيره قوله ع يجلي بالتنزيل أي يكشف الرين والغطاء عن قلوبهم بتلاوة القرآن وإلهامهم تفسيره ومعرفة أسراره والغبوق الشرب بالعشي مقابل الصبوح
17- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ المَعرُوفُ بِابنِ الحمَاّميِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ القاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ يُوسُفَ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي مَريَمَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ كَثِيرٍ عَن مُوسَي بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَاصِمِ بنِ ضَمرَةَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَتُملَأَنّ الأَرضُ ظُلماً وَ جَوراً حَتّي لَا يَقُولَ أَحَدٌ اللّهُ إِلّا مُستَخفِياً ثُمّ يأَتيِ اللّهُ بِقَومٍ صَالِحِينَ يَملَئُونَهَا قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً
18-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِّ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ ابنِ عِيسَي وَ البرَقيِّ وَ ابنِ هَاشِمٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِّ وَ حَدّثَنَا ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٍ مَعاً عَنِ الطيّاَلسِيِّ عَن زَيدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ قَابُوسَ عَنِ النّضرِ بنِ أَبِي السرّيِّ عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ عَن ثَعلَبَةَ
صفحه : 118
عَن مَالِكٍ الجهُنَيِّ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ أَتَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَوَجَدتُهُ مُفَكّراً يَنكُتُ فِي الأَرضِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا لِي أَرَاكَ مُفَكّراً تَنكُتُ فِي الأَرضِ أَ رَغبَةً فِيهَا قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا رَغِبتُ فِيهَا وَ لَا فِي الدّنيَا يَوماً قَطّ وَ لكَنِيّ فَكّرتُ فِي مَولُودٍ يَكُونُ مِن ظهَريِ الحاَديَِ عَشَرَ مِن ولُديِ هُوَ المهَديِّ يَملَؤُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً تَكُونُ لَهُ حَيرَةٌ وَ غَيبَةٌ يَضِلّ فِيهَا أَقوَامٌ وَ يهَتدَيِ فِيهَا آخَرُونَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ إِنّ هَذَا لَكَائِنٌ فَقَالَ نَعَم كَمَا أَنّهُ مَخلُوقٌ وَ أَنّي لَكَ بِالعِلمِ بِهَذَا الأَمرِ يَا أَصبَغُ أُولَئِكَ خِيَارُ هَذِهِ الأُمّةِ مَعَ أَبرَارِ هَذِهِ العِترَةِ قُلتُ وَ مَا يَكُونُ بَعدَ ذَلِكَ قَالَ ثُمّيَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ فَإِنّ لَهُ إِرَادَاتٌ وَ غَايَاتٌ وَ نِهَايَاتٌ
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن فضال عن ثعلبة مثله غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] عبد الله بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن نضر عن ابن السندي عن أبي داود عن ثعلبة
مثله ني،[الغيبة للنعماني]الكليني عن علي بن محمد عن البرقي عن نضر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داودمثله ختص ،[الإختصاص ] ابن قولويه عن سعد عن الطيالسي عن المنذر بن محمد عن النضر بن أبي السريمثله أقول في هذه الروايات كلها سوي رواية الصدوق بعد قوله ويهتدي فيهاآخرون قلت يامولاي فكم تكون الحيرة والغيبة قال ستة أيام أوستة أشهر أوست سنين فقلت و إن هذالكائن إلي آخر الخبر و في الكافي أيضا كذلك . ونكت الأرض بالقضيب هو أن يؤثر بطرفه فعلي هذاالمفكر المهموم وضمير فيهاراجع إلي الأرض أي اهتمامك وتفكرك لرغبة في الأرض و أن تصير مالكا لها نافذ الحكم فيها أو هوراجع إلي الخلافة وربما يحمل الكلام علي المطايبة
صفحه : 119
ولعل المراد بالحيرة التحير في المساكن و أن يكون في كل زمان في بلدة وناحية وقيل المراد حيرة الناس فيه و هوبعيد. قوله ع ستة أيام إلخ لعله مبني علي وقوع البداء فيه ولذا ردد ع بين أمور وأشار إليه في آخر الخبر ويمكن أن يقال إن السائل سأل عن الغيبة والحيرة معا فأجاب ع بأن زمان مجموعهما أحد الأزمنة المذكورة و بعد ذلك ترفع الحيرة وتبقي الغيبة فالترديد باعتبار اختلاف مراتب الحيرة إلي أن استقر أمره ع في الغيبة وقيل المراد أن آحاد زمان الغيبة هذاالمقدار كما أنه أي المهدي ع مخلوق أي كما أن وجوده محتوم فكذا غيبته محتوم فإن له إرادات في سائر الروايات فإن له بداءات وإرادات أي يظهر من الله سبحانه فيه ع أمور بدائية في امتداد غيبته وزمان ظهوره وإرادات في الإظهار والإخفاء والغيبة والظهور وغايات أي منافع ومصالح فيها ونهايات مختلفة لغيبته وظهوره بحسب مايظهر للخلق من ذلك بسبب البداء
19- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ عَن أَبِي هَاشِمٍ عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ ذَكَرَ القَائِمَ ع فَقَالَ أَمَا لَيَغِيبَنّ حَتّي يَقُولَ الجَاهِلُ مَا لِلّهِ فِي آلِ مُحَمّدٍ حَاجَةٌ
ك ،[إكمال الدين ]الوراق عن سعد عن ابراهيم بن هاشم عن إسحاق بن محمد عن أبي هاشم عن فرات بن أحنف عن ابن نباتة مثله
20- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن يَزِيدَ الضّخمِ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَقُولُ كأَنَيّ بِكُم تَجُولُونَ جَوَلَانَ النّعَمِ تَطلُبُونَ المَرعَي فَلَا تَجِدُونَهُ
صفحه : 120
21- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ وَ عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُحَمّدٍ مَعاً عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن عَلِيّ بنِ حَزَوّرٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ الشّرِيدُ الطّرِيدُ الفَرِيدُ الوَحِيدُ
22- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَيّاشٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي وَائِلٍ قَالَ نَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي ابنِهِ الحُسَينِ فَقَالَ إِنّ ابنيِ هَذَا سَيّدٌ كَمَا سَمّاهُ رَسُولُ اللّهِ سَيّداً وَ سَيُخرِجُ اللّهُ مِن صُلبِهِ رَجُلًا بِاسمِ نَبِيّكُم فَيُشبِهُهُ فِي الخَلقِ وَ الخُلُقِ يَخرُجُ عَلَي حِينِ غَفلَةٍ مِنَ النّاسِ وَ إِمَاتَةٍ مِنَ الحَقّ وَ إِظهَارٍ مِنَ الجَورِ وَ اللّهِ لَو لَم يَخرُج لَضُرِبَ عُنُقُهُ يَفرَحُ لِخُرُوجِهِ أَهلُ السّمَاءِ وَ سُكّانُهَا يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً تَمَامَ الخَبَرِ
23- نهج ،[نهج البلاغة] فِي بَعضِ خُطَبِهِ ع فَلَبِثتُم بَعدَهُ يعَنيِ نَفسَهُ ع مَا شَاءَ اللّهُ حَتّي يُطلِعَ اللّهُ لَكُم مَن يَجمَعُكُم وَ يَضُمّ نَشرَكُم إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي كِتَابِ الفِتَنِ وَ قَالَ ابنُ مِيثَمٍ رَحِمَهُ اللّهُ قَد جَاءَ فِي بَعضِ خُطَبِهِ ع مَا يجَريِ مَجرَي الشّرحِ لِهَذَا الوَعدِ قَالَ ع اعلَمُوا عِلماً يَقِيناً أَنّ ألّذِي يَستَقبِلُ قَائِمَنَا مِن أَمرِ جَاهِلِيّتِكُم وَ ذَلِكَ أَنّ الأُمّةَ كُلّهَا يَومَئِذٍ جَاهِلِيّةٌ إِلّا مَن رَحِمَ اللّهُ فَلَا تَعجَلُوا فَيَعجَلَ الخَوفُ بِكُم وَ اعلَمُوا أَنّ الرّفقَ يُمنٌ وَ الأَنَاةَ رَاحَةٌ وَ بَقَاءٌ وَ الإِمَامَ أَعلَمُ بِمَا يُنكَرُ وَ يُعرَفُ لَيَنزِعَنّ عَنكُم قُضَاةَ السّوءِ وَ لَيَقبِضَنّ عَنكُمُ المُرَاضِينَ وَ لَيَعزِلَنّ عَنكُم أُمَرَاءَ الجَورِ وَ لَيُطَهّرَنّ الأَرضَ مِن كُلّ غَاشّ وَ لَيَعمَلَنّ بِالعَدلِ وَ لَيَقُومَنّ فِيكُم بِالقِسطَاسِ المُستَقِيمِ وَ لَيَتَمَنّيَنّ أَحيَاؤُكُم رَجعَةَ الكَرّةِ عَمّا قَلِيلٍ فَتَعَيّشُوا إِذَن فَإِنّ ذَلِكَ كَائِنٌ اللّهَ أَنتُم بِأَحلَامِكُم كُفّوا أَلسِنَتَكُم وَ كُونُوا مِن وَرَاءِ مَعَايِشِكُم فَإِنّ الحِرمَانَ سَيَصِلُ إِلَيكُم وَ إِن صَبَرتُم وَ احتَسَبتُم وَ استَيقَنتُم أَنّهُ طَالِبٌ وَتَرَكُم وَ مُدرِكٌ آثَارَكُم وَ آخِذٌ بِحَقّكُم وَ أُقسِمُ بِاللّهِ قَسَماً حَقّاًإِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَوا وَ الّذِينَ هُم مُحسِنُونَ
صفحه : 121
أقول و قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ خُطبَةٍ أَورَدَهَا السّيّدُ الرضّيِّ فِي نَهجِ البَلَاغَةِ وَ هيَِ مُشتَمِلَةٌ عَلَي ذِكرِ بنَيِ أُمَيّةَ هَذِهِ الخُطبَةُ ذَكَرَهَا جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ السّيَرِ وَ هيَِ مُتَدَاوِلَةٌ مَنقُولَةٌ مُستَفِيضَةٌ وَ فِيهَا أَلفَاظٌ لَم يُورِدهَا الرضّيِّ. ثُمّ قَالَ وَ مِنهَا فَانظُرُوا أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم فَإِن لَبَدُوا فَالبَدُوا وَ إِنِ استَنصَرُوكُم فَانصُرُوهُم لَيَفرِجَنّ اللّهُ بِرَجُلٍ مِنّا أَهلَ البَيتِ بأِبَيِ ابنِ خِيَرَةِ الإِمَاءِ لَا يُعطِيهِم إِلّا السّيفَ هَرجاً هَرجاً مَوضُوعاً عَلَي عَاتِقِهِ ثَمَانِيَةً حَتّي تَقُولَ قُرَيشٌ لَو كَانَ هَذَا مِن وُلدِ فَاطِمَةَ لَرَحِمَنَا فَيُغرِيهِ اللّهُ ببِنَيِ أُمَيّةَ حَتّي يَجعَلَهُم حُطَاماً وَ رُفَاتاًمَلعُونِينَ أَينَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتّلُوا تَقتِيلًا سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبدِيلًا
. ثم قال ابن أبي الحديد فإن قيل من هذا الرجل الموعود قيل أماالإمامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر و أنه ابن أمة اسمها نرجس و أماأصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد و ليس بموجود الآن . فإن قيل فمن يكون من بني أمية في ذلك الوقت موجودا حتي يقول ع في أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم قيل أماالإمامية فيقولون بالرجعة ويزعمون أنه سيعاد قوم بأعيانهم من بني أمية وغيرهم إذاظهر إمامهم المنتظر و أنه يقطع أيدي أقوام وأرجلهم ويسمل عيون بعضهم ويصلب قوما آخرين وينتقم من أعداء آل محمد ع المتقدمين والمتأخرين . و أماأصحابنا فيزعمون أنه سيخلق الله تعالي في آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة ع ليس موجودا الآن وينتقم به و أنه يملأ الأرض عدلا كماملئت جورا وظلما من الظالمين وينكل بهم أشد النكال و أنه لأم ولد كما قدورد في هذاالأثر و في غيره من الآثار و أن اسمه كاسم رسول الله ص و أنه يظهر بعد أن يستولي علي كثير من الإسلام ملك من أعقاب بني أمية و هوالسفياني الموعود به في الصحيح من ولد أبي سفيان بن حرب بن أمية و أن الإمام الفاطمي يقتله وأشياعه من بني أمية وغيرهم وحينئذ ينزل المسيح ع من السماء وتبدو أشراط الساعة وتظهر دابة الأرض ويبطل التكليف ويتحقق قيام الأجساد عندنفخ الصور كما
صفحه : 122
نطق به الكتاب العزيز
24- كا،[الكافي] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ المحُمَدّيِّ عَن أَبِي رَوحٍ فَرَجِ بنِ قُرّةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَقصِم جبَاّريِ دَهرٍ إِلّا مِن بَعدِ تَمهِيلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَم يَجبُر كَسرَ عَظمٍ مِنَ الأُمَمِ إِلّا بَعدَ أَزلٍ وَ بَلَاءٍ أَيّهَا النّاسُ فِي دُونِ مَا استَقبَلتُم مِن عَطبٍ وَ استَدبَرتُم مِن خَطبٍ مُعتَبَرٌ وَ مَا كُلّ ذيِ قَلبٍ بِلَبِيبٍ وَ لَا كُلّ ذيِ سَمعٍ بِسَمِيعٍ وَ لَا كُلّ ذيِ نَاظِرِ عَينٍ بِبَصِيرٍ عِبَادَ اللّهِ أَحسِنُوا فِيمَا يُعِينُكُمُ النّظَرُ فِيهِ ثُمّ انظُرُوا إِلَي عَرَصَاتِ مَن قَد أَقَادَهُ اللّهُ بِعِلمِهِ كَانُوا عَلَي سُنّةٍ مِن آلِ فِرعَونَ أَهلِجَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ ثُمّ انظُرُوا بِمَا خَتَمَ اللّهُ لَهُم بَعدَ النّظرَةِ وَ السّرُورِ وَ الأَمرِ وَ النهّيِ وَ لِمَن صَبَرَ مِنكُمُ العَاقِبَةُ فِي الجِنَانِ وَ اللّهِ مُخَلّدُونَوَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِفَيَا عَجَبَا وَ مَا لِي لَا أَعجَبُ مِن خَطَاءِ هَذِهِ الفِرَقِ عَلَي اختِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا لَا يَقتَفُونَ أَثَرَ نبَيِّ وَ لَا يَعتَدّونَ بِعَمَلِ وصَيِّ وَ لَا يُؤمِنُونَ بِغَيبٍ وَ لَا يَعِفّونَ عَن عَيبٍ المَعرُوفُ فِيهِم مَا عَرَفُوا وَ المُنكَرُ عِندَهُم مَا أَنكَرُوا وَ كُلّ امرِئٍ مِنهُم إِمَامُ نَفسِهِ آخِذٌ مِنهَا فِيمَا يَرَي بِعُرًي وَثِيقَاتٍ وَ أَسبَابٍ مُحكَمَاتٍ فَلَا يَزَالُونَ بِجَورٍ وَ لَن يَزدَادُوا إِلّا خَطَأً لَا يَنَالُونَ تَقَرّباً وَ لَن يَزدَادُوا إِلّا بُعداً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أُنسُ بَعضِهِم بِبَعضٍ وَ تَصدِيقُ بَعضِهِم لِبَعضٍ كُلّ ذَلِكَ وَحشَةً مِمّا وَرّثَ النّبِيّص وَ نُفُوراً مِمّا أَدّي إِلَيهِم مِن أَخبَارِ فَاطِرِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ أَهلُ حَسَرَاتٍ وَ كُهُوفُ شُبُهَاتٍ وَ أَهلُ عَشَوَاتٍ وَ ضَلَالَةٍ وَ رِيبَةٍ مَن وَكَلَهُ اللّهُ إِلَي نَفسِهِ وَ رَأيِهِ فَهُوَ مَأمُونٌ عِندَ مَن يَجهَلُهُ غَيرُ المُتّهَمِ عِندَ مَن لَا يَعرِفُهُ فَمَا أَشبَهَ هَؤُلَاءِ بِأَنعَامٍ قَد غَابَ عَنهَا رِعَاؤُهَا وَ وَا أَسَفَا مِن فَعَلَاتِ شِيعَتِنَا مِن بَعدِ قُربِ مَوَدّتِهَا اليَومَ كَيفَ يَستَذِلّ بعَديِ بَعضُهَا بَعضاً وَ كَيفَ يَقتُلُ بَعضُهَا بَعضاً المُتَشَتّتَةُ غَداً عَنِ الأَصلِ النّازِلَةُ بِالفَرعِ المُؤَمّلَةُ الفَتحَ مِن غَيرِ جِهَتِهِ كُلّ حِزبٍ مِنهُم آخِذٌ مِنهُ بِغُصنٍ أَينَمَا مَالَ الغُصنُ مَالَ مَعَهُ مَعَ
صفحه : 123
أَنّ اللّهَ وَ لَهُ الحَمدُ سَيَجمَعُ هَؤُلَاءِ لِشَرّ يَومٍ لبِنَيِ أُمَيّةَ كَمَا يَجمَعُ قَزَعَ الخَرِيفِ يُؤَلّفُ اللّهُ بَينَهُم ثُمّ يَجعَلُهُم رُكَاماً كَرُكَامِ السّحَابِ ثُمّ يَفتَحُ لَهُم أَبوَاباً يَسِيلُونَ مِن مُستَثَارِهِم كَسَيلِ الجَنّتَينِ سَيلَ العَرِمِ حَيثُ نَقَبَ عَلَيهِ فَأرَةٌ فَلَم تَثبُت عَلَيهِ أَكَمَةٌ وَ لَم يَرُدّ سَنَنَهُ رَصّ طَودٍ يُذَعذِعُهُمُ اللّهُ فِي بُطُونِ أَودِيَةٍ ثُمّ يَسلُكُهُميَنابِيعَ فِي الأَرضِيَأخُذُ بِهِم مِن قَومٍ حُقُوقَ قَومٍ وَ يُمَكّنُ بِهِم قَوماً فِي دِيَارِ قَومٍ تَشرِيداً لبِنَيِ أُمَيّةَ وَ لكِيَ لَا يَغتَصِبُوا مَا غَصَبُوا يُضَعضِعُ اللّهُ بِهِم رُكناً وَ يَنقُضُ بِهِم طيَّ الجَنَادِلِ مِن إِرَمَ وَ يَملَأُ مِنهُم بُطنَانَ الزّيتُونِ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَيَكُونَنّ ذَلِكَ وَ كأَنَيّ أَسمَعُ صَهِيلَ خَيلِهِم وَ طَمطَمَةَ رِجَالِهِم وَ ايمُ اللّهِ لَيَذُوبَنّ مَا فِي أَيدِيهِم بَعدَ العُلُوّ وَ التّمكِينِ فِي البِلَادِ كَمَا تَذُوبُ الأَليَةُ عَلَي النّارِ مَن مَاتَ مِنهُم مَاتَ ضَالّا وَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يفُضيِ مِنهُم مَن دَرَجَ وَ يَتُوبُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَن تَابَ وَ لَعَلّ اللّهَ يَجمَعُ شيِعتَيِ بَعدَ التّشَتّتِ لِشَرّ يَومٍ لِهَؤُلَاءِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَي اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ الخِيَرَةُ بَل لِلّهِ الخِيَرَةُ وَ الأَمرُ جَمِيعاً أَيّهَا النّاسُ إِنّ المُنتَحِلِينَ لِلإِمَامَةِ مِن غَيرِ أَهلِهَا كَثِيرٌ وَ لَو لَم تَتَخَاذَلُوا عَن مُرّ الحَقّ وَ لَم تَهِنُوا عَن تَوهِينِ البَاطِلِ لَم يَتَشَجّع عَلَيكُم مَن لَيسَ مِثلَكُم وَ لَم يَقوَ مَن قوَيَِ عَلَيكُم عَلَي هَضمِ الطّاعَةِ وَ إِزوَائِهَا عَن أَهلِهَا لَكِن تِهتُم كَمَا تَاهَت بَنُو إِسرَائِيلَ عَلَي عَهدِ مُوسَي ع وَ لعَمَريِ لَيُضَاعَفَنّ عَلَيكُمُ التّيهُ مِن بعَديِ أَضعَافَ مَا تَاهَت بَنُو إِسرَائِيلَ وَ لعَمَريِ أَن لَو قَدِ استَكمَلتُم مِن بعَديِ مُدّةَ سُلطَانِ بنَيِ أُمَيّةَ لَقَدِ اجتَمَعتُم عَلَي سُلطَانِ الداّعيِ إِلَي الضّلَالَةِ وَ أَحيَيتُمُ البَاطِلَ وَ أَخلَفتُمُ الحَقّ وَرَاءَ ظُهُورِكُم وَ قَطَعتُمُ الأَدنَي مِن أَهلِ بَدرٍ وَ وَصَلتُمُ الأَبعَدَ مِن أَبنَاءِ الحَربِ لِرَسُولِ اللّهِص وَ لعَمَريِ أَن لَو قَد ذَابَ مَا فِي أَيدِيهِم لَدَنَا التّمحِيصُ لِلجَزَاءِ وَ قَرُبَ الوَعدُ وَ انقَضَتِ المُدّةُ وَ بَدَا لَكُمُ النّجمُ ذُو الذّنَبِ مِن قِبَلِ المَشرِقِ وَ لَاحَ لَكُمُ القَمَرُ المُنِيرُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَرَاجِعُوا التّوبَةَ وَ اعلَمُوا أَنّكُم إِنِ اتّبَعتُم طَالِعَ المَشرِقِ سَلَكَ بِكُم مِنهَاجَ الرّسُولِص فَتَدَاوَيتُم مِنَ العَمَي وَ الصّمَمِ وَ البَكَمِ وَ كُفِيتُم مَئُونَةَ الطّلَبِ وَ التّعَسّفِ وَ نَبَذتُمُ الثّقَلَ الفَادِحَ
صفحه : 124
عَنِ الأَعنَاقِ وَ لَا يُبَعّدُ اللّهُ إِلّا مَن أَبَي وَ ظَلَمَ وَ اعتَسَفَ وَ أَخَذَ مَا لَيسَ لَهُوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
بيان الأزل الضيق والشدة والخطب الشأن والأمر ويحتمل أن يكون المراد بما استدبروه ماوقع في زمن الرسول ص من استيلاء الكفرة أولا وغلبة الحق وأهله ثانيا وبما استقبلوه ماورد عليهم بعدالرسول ص من أشباهها ونظائرها من استيلاء المنافقين علي أمير المؤمنين ع ثم رجوع الدولة إليه بعد ذلك فإن الحالتين متطابقتان ويحتمل أن يكون المراد بهما شيئا واحدا وإنما يستقبل قبل وروده ويستدبر بعدمضيه والمقصود التفكر في انقلاب أحوال الدنيا وسرعة زوالها وكثرة الفتن فيهافتدعو إلي تركها والزهد فيها ويحتمل علي بعد أن يكون المراد بما يستقبلونه ما هوأمامهم من أحوال البرزخ وأهوال القيامة وعذاب الآخرة وبما استدبروه مامضي من أيام عمرهم و ماظهر لهم مما هومحل للعبرة فيها.بلبيب أي عاقل بسميع أي يفهم الحق ويؤثر فيه ببصير أي يبصر الحق ويعتبر بما يري وينتفع بما يشاهد فيما يعنيكم أي يهمكم وينفعكم و في بعض النسخ يغنيكم والنظر فيه الظاهر أنه بدل اشتمال لقوله فيما يعنيكم ويحتمل أن يكون فاعلا لقوله يعنيكم بتقدير النظر قبل الظرف أيضا. من قدأقاده الله يقال أقاده خيلا أي أعطاه ليقودها ولعل المعني من مكنه الله من الملك بأن خلي بينه و بين اختياره و لم يمسك يده عما أراده بعلمه أي بما يقتضيه علمه وحكمته من عدم إجبارهم علي الطاعات ويحتمل أن يكون من القود والقصاص ويؤيده أن في بعض النسخ بعمله فالضمير راجع إلي الموصول علي سنة أي طريقة وحالة مشبهة ومأخوذة من آل فرعون من الظلم والكفر والطغيان أو من الرفاهية والنعمة كما قال أهل جنات فعلي الأول حال و علي الثاني بدل من قوله علي سنة أوعطف بيان له بما ختم الله الباء بمعني في أو إلي أوزائدة والنضرة الحسن والرونق
صفحه : 125
و قوله ع مخلدون خبر لمبتدإ محذوف والجملة مبينة ومؤكدة للسابقة أي هم و الله مخلدون في الجنان وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ أي مرجعها إلي حكمه كماقيل أوعاقبة الملك والدولة والعز لله ولمن طلب رضاه كما هوالأنسب بالمقام فيا عجبا بغير تنوين وأصله ياعجبي ثم قلبوا الياء ألفا فإن وقفت قلت ياعجباه أي ياعجبي أقبل هذاأوانك أوبالتنوين أي ياقوم اعجبوا عجبا أوأعجب عجبا والأول أشهر وأظهر في دينها الظرف متعلق بالاختلاف أوبالخطاء أوبهما علي التنازع بغيب أي بأمر غائب عن الحس مما أخبر به النبي ص من الجنة والنار وغيرهما و لايعفون بكسر العين وتشديد الفاء من العفة والكف أوبسكون العين وتخفيف الفاء من العفو أي عن عيوب الناس .المعروف إلخ أي المعروف والخير عندهم مايعدونه معروفا ويستحسنونه بعقولهم الناقصة و إن كان منكرا في نفس الأمر أوالمعني أن المعروف والمنكر تابعان لإرادتهم وميول طبائعهم وشهواتهم فما اشتهته أنفسهم و إن أنكرته الشريعة فهو المعروف عندهم بعري وثيقات أي يظنون أنهم تمسكوا بدلائل وبراهين فيما يدعون من الأمور الباطلة. وأسباب محكمات أي يزعمون أنهم تعلقوا بوسائل محكمة فيمن يتوسلون بهم من أئمة الجور أنس بعضهم علي الفعل أوالمصدر والثاني أظهر وحشة أي يفعلون كل ذلك لوحشتهم ونفورهم عن العلوم التي ورثها النبي ص أهل بيته أهل حسرات بعدالموت و في القيامة و في النار وكهوف شبهات أي تأوي إليهم الشبهات لأنهم يقبلون إليها ويفتتنون بها و في بعض النسخ وكفر وشبهات فيكونان معطوفين علي حسرات . و قال الجوهري العشوة أن يركب أمرا علي غيربيان ويقال أخذت عليهم بالعشوة أي بالسواد من الليل فهو مأمون خبر للموصول والمعني أن حسن ظن الناس والعوام بهم إنما هولجهلهم بضلالتهم وجهالتهم ويحتمل أن يكون المراد بالموصول أئمة من قدذمهم سابقا لاأنفسهم من فعلات شيعتي أي من يتبعني اليوم
صفحه : 126
ظاهرا واليوم ظرف للقرب المتشتتة أي هم الذين يتفرقون عن أئمة الحق و لاينصرونهم ويتعلقون بالفروع التي لاينفع التعلق بهابدون التشبث بالأصل كاتباعهم المختار و أبامسلم وزيدا وأضرابهم بعدتفرقهم عن الأئمة ع من غيرجهته أي من غيرالجهة التي يرجي منها الفتح أو من غيرالجهة التي أمروا بالاستفتاح منها فإن خروجهم بغير إذن الإمام كان معصية.لشر يوم إشارة إلي اجتماعهم علي أبي مسلم لدفع بني أمية و قدفعلوا لكن سلطوا علي أئمة الحق من هوشر منهم و قال الجزري و في حديث علي فيجتمعون إليه كمايجتمع قزع الخريف أي قطع السحاب المتفرقة وإنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غيرمتراكم و لامطبق ثم يجتمع بعضه إلي بعض بعد ذلك و قال الركام السحاب المتراكم بعضه فوق بعض .أقول نسبة الجمع إليه تعالي مجاز لعدم منعهم عنه وتمكينهم من أسبابه وتركهم واختيارهم ثم يفتح لهم فتح الأبواب كناية عما هيئ لهم من أسبابهم وإصابة تدبيراتهم واجتماعهم وعدم تخاذلهم . والمستثار موضع ثورانهم وهيجانهم ثم شبه ع تسليط هذاالجيش عليهم بسوء أعمالهم بما سلط الله علي أهل سبإ بعدإتمام النعمة عليهم لكفرانهم وإنما سمي ذلك بسيل العرم لصعوبته أي سيل الأمر العرم أي الصعب أوالمراد بالعرم المطر الشديد أوالجرذ أضاف إليه لأنه نقب عليهم سدا ضربت لهم بلقيس وقيل اسم لذلك السد و قدمرت القصة في كتاب النبوة. والضمير في عليه إما راجع إلي سيل فعلي تعليلية أو إلي العرم إذافسر بالسد و في بعض النسخ بعث و في بعضها نقب بالنون والقاف والباء الموحدة فقوله فأرة مرفوع بالفاعلية و في النهج كسيل الجنتين حيث لم تسلم عليه قارة و لم تثبت له أكمة والقارة الجبل الصغير والأكمة هي الموضع ألذي يكون أشد ارتفاعا مما حوله و هوغليظ لايبلغ أن يكون حجرا والحاصل بيان شدة السيل المشبه به بأنه أحاط بالجبال وذهب بالتلال و لم يمنعه شيء والسنن الطريق
صفحه : 127
والرص التصاق الأجزاء بعضها ببعض والطود الجبل أي لم يرد طريقه طود مرصوص . و لما بين ع شدة المشبه به أخذ في بيان شدة المشبه فقال يذعذعهم الله أي يفرقهم في السبل متوجهين إلي البلاد ثم يسلكهم يَنابِيعَ فِي الأَرضِ من ألفاظ القرآن أي كما أن الله تعالي ينزل الماء من السماء فيسكن في أعماق الأرض ثم يظهره ينابيع إلي ظاهرها كذلك هؤلاء يفرقهم الله في بطون الأودية وغوامض الأغوار ثم يظهرهم بعدالاختفاء كذا ذكره ابن أبي الحديد والأظهر عندي أنه بيان لاستيلائهم علي البلاد وتفرقهم فيها وتيسر أعوانهم من سائر الفرق فكما أن مياه الأنهار ووفورها توجب وفور مياه العيون والآبار فكذلك يظهر أثر هؤلاء في كل البلاد وتكثر أعوانهم في جميع الأقطار و كل ذلك ترشيح لماسبق من التشبيه يأخذ بهم من قوم أي بني أمية حقوق قوم أي أهل البيت ع للانتقام من أعدائهم و إن لم يصل الحق إليهم ويمكن من قوم أي بني العباس لديار قوم أي بني أمية و في بعض النسخ ويمكن بهم قوما في ديار قوم و في النهج ويمكن لقوم في ديار قوم والمال في الكل واحد تشريدا لبني أمية التشريد التفريق والطرد والاغتصاب الغصب ولعل المعني أن الغرض من استيلاء هؤلاء ليس إلاتفريق بني أمية ودفع ظلمهم . و قال الفيروزآبادي ضعضعه هدمه حتي الأرض والجنادل جمع جندل و هو مايقله الرجل من الحجارة أي يهدم الله بهم ركنا وثيقا هوأساس دولة بني أمية وينقض بهم الأبنية التي طويت وبنيت بالجنادل والأحجار من بلاد إرم وهي دمشق والشام إذ كان مستقر ملكهم في أكثر زمانهم تلك البلاد لاسيما في زمانه صلوات إليه عليه . و قال الجزري فيه ينادي مناد من بطنان العرش أي من وسطه وقيل من أصله وقيل البطنان جمع بطن و هوالغامض من الأرض يريد من دواخل العرش . و قال الفيروزآبادي الزيتون مسجد دمشق أوجبال الشام وبلد بالصين
صفحه : 128
والمعني أن الله يملأ منهم وسط مسجد دمشق أودواخل جبال الشام والغرض بيان استيلاء هؤلاء القوم علي بني أمية في وسط ديارهم والظفر عليهم في محل استقرارهم و أنه لاينفعهم بناء و لاحصن في التحرز عنهم . وطمطمة رجالهم الطمطمة اللغة العجمية و رجل طمطمي في لسانه عجمة وأشار ع بذلك إلي أن أكثر عسكرهم من العجم لأن عسكر أبي مسلم كان من خراسان وايم الله ليذوبن الظاهر أن هذاأيضا من تتمة بيان انقراض ملك بني أمية وسرعة زواله ويحتمل أن يكون إشارة إلي انقراض هؤلاء الغالبين من بني العباس و إلي الله عز و جل يقضي من القضاء بمعني المحاكمة أوالإنهاء والإيصال كما في قوله تعالي وَ قَضَينا إِلَيهِ ذلِكَ الأَمرَ و في بعض النسخ يفضي بالفاء أي يوصل ودرج الرجل أي مشي ودرج أيضا بمعني مات ويقال درج القوم أي انقرضوا والظاهر أن المراد به هنا الموت أي من مات مات ضالا وأمره إلي الله يعذبه كيف يشاء ويحتمل أن يكون بمعني المشي أي من بقي منهم فعاقبته الفناء و الله يقضي فيه بعلمه ولعل الله يجمع إشارة إلي زمن القائم ع . و ليس لأحد علي الله عزذكره الخيرة أي ليس لأحد من الخلق أن يشير بأمر علي الله أن هذاخير ينبغي أن تفعله بل له أن يختار من الأمور مايشاء بعلمه و له الأمر يأمر بما يشاء في جميع الأشياء عن مر الحق أي الحق ألذي هومر أوخالص الحق فإنه مر واتباعه صعب و في النهج عن نصر الحق والهضم الكسر وزوي الشيء عنه أي صرفه ونحاه و لم أطلع علي الإزواء فيما عندي من كتب اللغة وكفي بالخطبة شاهدا علي أنه ورد بهذا المعني . كماتاهت بنو إسرائيل أي خارج المصر أربعين سنة ليس لهم مخرج بسبب عصيانهم وتركهم الجهاد فكذا أصحابه صلوات الله عليه تحيروا في أديانهم وأعمالهم لما لم ينصروه و لم يعينوه علي عدوه كَمَا روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَتَركَبُنّ سَنَنَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ حَتّي لَو دَخَلُوا جُحرَ ضَبّ لَدَخَلتُمُوهُ
.
صفحه : 129
أضعاف ماتاهت يحتمل أن يكون المراد بالمشبه به هنا تحير قوم موسي بعده في دينهم ويحتمل أن يكون المراد التحير السابق و علي التقديرين إما المراد المضاعفة بحسب الشدة وكثرة الحيرة أوبحسب الزمان فإن حيرتهم كان إلي أربعين سنة و هذه الأمة إلي الآن متحيرون تائهون في أديانهم وأحكامهم الداعي إلي الضلالة أي الداعي إلي بني العباس وقطعتم الأدني من أهل بدر أي الأدنين إلي النبي ص نسبا الناصرين له في غزوة بدر وهي أعز غزوات الإسلام يعني نفسه وأولاده صلوات الله عليهم ووصلتم الأبعد أي أولاد العباس فإنهم كانوا أبعد نسبا من أهل البيت ع و كان جدهم عباس ممن حارب الرسول ص في غزوة بدر حتي أسر ما في أيديهم أي ملك بني العباس لدنا التمحيص للجزاء أي قرب قيام القائم والتمحيص الابتلاء والاختبار أي يبتلي الناس ويمتحنون بقيامه ع ليخزي الكافرين ويعذبهم في الدنيا قبل نزول عذاب الآخرة بهم ويمكن أن يكون المراد تمحيص جميع الخلق لجزائهم في الآخرة إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا وقرب الوعد أي وعد الفرج وانقضت المدة أي قرب انقضاء دولة أهل الباطل . وبدا لكم النجم هذا من علامات ظهور القائم ع كماسيأتي وقيل إنه إشارة إلي ماظهر في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة هجرية والشمس في أوائل الميزان بقرب الإكليل الشمالي كانت تطلع وتغيب معه لاتفارقه ثم بعدمدة ظهر أن لها حركة خاصة بطيئة فيما بين المغرب والشمال و كان يصغر جرمها ويضعف ضوؤها بالتدريج حتي انمحت بعدثمانية أشهر تقريبا و قدبعدت عن الإكليل في الجهة المذكورة قدر رمح لكن قوله ع من قبل المشرق يأبي عنه إلابتكلف و قدظهر في زماننا في سنة خمس وسبعين وألف ذو ذؤابة ما بين القبلة والمشرق و كان له طلوع وغروب وكانت له حركة خاصة سريعة عجيبة علي التوالي لكن لا علي نسق ونظام معلوم ثم غاب بعدشهرين تقريبا كان يظهر أول الليل من جانب المشرق و قدضعف حتي انمحي بعدشهر تقريبا وتطبيقه علي هذايحتاج إلي تكلفين كما
صفحه : 130
لايخفي ولاح لكم القمر المنير الظاهر أنه استعارة للقائم ع ويؤيده مامر بسند آخر وأشرق لكم قمركم ويحتمل أن يكون من علامات قيامه ع ظهور قمر آخر أو شيءشبيه بالقمر. إن اتبعتم طالع المشرق أي القائم ع وذكر المشرق إما لترشيح الاستعارة السابقة أولأن ظهوره ع من مكة وهي شرقية بالنسبة إلي المدينة أولأن اجتماع العساكر عليه وتوجهه ع إلي فتح البلاد إنما يكون من الكوفة وهي شرقية بالنسبة إلي الحرمين وكونه إشارة إلي السلطان إسماعيل أنار الله برهانه بعيد والتعسف أي لاتحتاجون في زمانه ع إلي طلب الرزق والظلم علي الناس لأخذ أموالهم ونبذتم الثقل الفادح أي الديون المثقلة ومظالم العباد أوإطاعة أهل الجور وظلمهم و لايبعد الله أي في ذلك الزمان أومطلقا إلا من أبي أي عن طاعته ع أوطاعة الله وظلم أي نفسه أو الناس واعتسف أي مال عن طريق الحق أوظلم غيره
25- نهج ،[نهج البلاغة] مِن خُطبَةٍ لَهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي ذِكرِ المَلَاحِمِ يَعطِفُ الهَوَي عَلَي الهُدَي إِذَا عَطَفُوا الهُدَي عَلَي الهَوَي وَ يَعطِفُ الرأّيَ عَلَي القُرآنِ إِذَا عَطَفُوا القُرآنَ عَلَي الرأّيِ مِنهَا حَتّي تَقُومَ الحَربُ بِكُم عَلَي سَاقٍ بَادِياً نَوَاجِذُهَا مَملُوءَةً أَخلَافُهَا حُلواً رَضَاعُهَا عَلقَماً عَاقِبَتُهَا أَلَا وَ فِي غَدٍ وَ سيَأَتيِ غَدٌ بِمَا لَا تَعرِفُونَ يَأخُذُ الواَليِ مِن غَيرِهَا عُمّالَهَا عَلَي مسَاَويِ أَعمَالِهَا وَ تُخرِجُ لَهُ الأَرضُ أَفَالِيذَ كَبِدِهَا وَ تلُقيِ إِلَيهِ سِلماً مَقَالِيدَهَا فَيُرِيكُم كَيفَ عَدلُ السّيرَةِ وَ يحُييِ مَيّتَ الكِتَابِ وَ السّنّةِ
بيان الساق الشدة أوبالمعني المشهور كناية عن استوائها وبدو النواجذ كناية عن بلوغ الحرب غايتها كما أن غاية الضحك أن تبدو النواجذ ويمكن أن يكون كناية عن الضحك علي التهكم .إيضاح قال ابن أبي الحديد ألا و في غد تمامه قوله ع يأخذ الوالي و بين الكلام جملة اعتراضية وهي قوله ع وسيأتي غد بما لاتعرفون والمراد تعظيم
صفحه : 131
شأن الغد الموعود ومثله كثير في القرآن ثم قال قد كان تقدم ذكر طائفة من الناس ذات ملك وإمرة فذكر ع أن الوالي يعني القائم ع يأخذ عمال هذه الطائفة علي سوء أعمالهم و علي هاهنا متعلقة بيأخذ وهي بمعني يؤاخذ و قال الأفاليذ جمع أفلاذ والأفلاذ جمع فلذة وهي القطعة من الكبد كناية عن الكنوز التي تظهر للقائم ع و قدفسر قوله تعالي وَ أَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقالَهابذلك في بعض التفاسير.أقول و قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ بَعضِ خُطَبِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ شَيخُنَا أَبُو عُثمَانَ وَ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ زَادَ فِيهَا فِي رِوَايَةِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع عَن آبَائِهِ ع أَلَا إِنّ أَبرَارَ عتِرتَيِ وَ أَطَايِبَ أرُوُمتَيِ أَحلَمُ النّاسِ صِغَاراً وَ أَعلَمُ النّاسِ كِبَاراً أَلَا وَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ مِن عِلمِ اللّهِ عَلِمنَا وَ بِحُكمِ اللّهِ حَكَمنَا وَ مِن قَولٍ صَادِقٍ سَمِعنَا فَإِن تَتّبِعُوا آثَارَنَا تَهتَدُوا بِبَصَائِرِنَا وَ إِن لَم تَفعَلُوا يُهلِكُكُمُ اللّهُ بِأَيدِينَا مَعَنَا رَايَةُ الحَقّ مَن تَبِعَهَا لَحِقَ وَ مَن تَأَخّرَ عَنهَا غَرِقَ أَلَا وَ بِنَا يُدرَكُ تِرَةُ كُلّ مُؤمِنٍ وَ بِنَا تُخلَعُ رِبقَةُ الذّلّ عَن أَعنَاقِكُم وَ بِنَا فُتِحَ لَا بِكُم وَ بِنَا يُختَمُ لَا بِكُم
ثم قال ابن أبي الحديد وبنا يختم لابكم إشارة إلي المهدي ألذي يظهر في آخر الزمان وأكثر المحدثين علي أنه من ولد فاطمة ع وأصحابنا المعتزلة لاينكرونه و قدصرحوا بذكره في كتبهم واعترف به شيوخهم إلا أنه عندنا لم يخلق بعد وسيخلق و إلي هذاالمذهب يذهب أصحاب الحديث أيضا.
رَوَي قاَضيِ القُضَاةِ عَن كاَفيِ الكُفَاةِ إِسمَاعِيلَ بنِ عَبّادِ ره بِإِسنَادٍ مُتّصِلٍ بعِلَيِّ ع أَنّهُ ذَكَرَ المهَديِّ وَ قَالَ إِنّهُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع وَ ذَكَرَ حِليَتَهُ فَقَالَ رَجُلٌ أَجلَي الجَبِينِ أَقنَي الأَنفِ ضَخمُ البَطنِ أَزيَلُ الفَخِذَينِ أَبلَجُ الثّنَايَا بِفَخِذِهِ اليُمنَي شَامَةٌ وَ ذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ بِعَينِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ قُتَيبَةَ فِي كِتَابِ غَرِيبِ الحَدِيثِ انتَهَي
أَقُولُ فِي دِيوَانِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ المَنسُوبِ إِلَيهِ
بنُيَّ إِذَا مَا جَاشَتِ التّركُ فَانتَظِر | وَلَايَةَ مهَديِّ يَقُومُ فَيَعدِلُ |
وَ ذَلّ مُلُوكُ الأَرضِ مِن آلِ هَاشِمٍ | وَ بُويِعَ مِنهُم مَن يَلَذّ وَ يَهزَلُ |
صبَيِّ مِنَ الصّبيَانِ لَا رأَيَ عِندَهُ | وَ لَا عِندَهُ جِدّ وَ لَا هُوَ يَعقِلُ |
صفحه : 132
فَثَمّ يَقُومُ القَائِمُ الحَقّ مِنكُم | وَ بِالحَقّ يَأتِيكُم وَ بِالحَقّ يَعمَلُ |
سمَيِّ نبَيِّ اللّهِ نفَسيِ فِدَاؤُهُ | فَلَا تَخذُلُوهُ يَا بنَيِّ وَ عَجّلُوا |
1- ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ سَدِيرِ بنِ حُكَيمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ عقيصاء[عَقِيصَي] قَالَ لَمّا صَالَحَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ دَخَلَ عَلَيهِ النّاسُ فَلَامَهُ بَعضُهُم عَلَي بَيعَتِهِ فَقَالَ ع وَيحَكُم مَا تَدرُونَ مَا عَمِلتُ وَ اللّهِ ألّذِي عَمِلتُ خَيرٌ لشِيِعتَيِ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ أَو غَرَبَت أَ لَا تَعلَمُونَ أنَنّيِ إِمَامُكُم مُفتَرَضُ الطّاعَةِ عَلَيكُم وَ أَحَدُ سيَدّيَ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ بِنَصّ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالُوا بَلَي قَالَ أَ مَا عَلِمتُم أَنّ الخَضِرَ لَمّا خَرَقَ السّفِينَةَ وَ قَتَلَ الغُلَامَ وَ أَقَامَ الجِدَارَ كَانَ ذَلِكَ سَخَطاً لِمُوسَي بنِ عِمرَانَ ع إِذ خفَيَِ عَلَيهِ وَجهُ الحِكمَةِ فِيهِ وَ كَانَ ذَلِكَ عِندَ اللّهِ حِكمَةً وَ صَوَاباً أَ مَا عَلِمتُم أَنّهُ مَا مِنّا أَحَدٌ إِلّا وَ يَقَعُ فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ لِطَاغِيَةِ زَمَانِهِ إِلّا القَائِمُ ألّذِي يصُلَيّ رُوحُ اللّهِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ خَلفَهُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يخُفيِ وِلَادَتَهُ وَ يُغَيّبُ شَخصَهُ لِئَلّا يَكُونَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ إِذَا خَرَجَ ذَاكَ التّاسِعُ مِن وُلدِ أخَيِ الحُسَينِ ابنِ سَيّدَةِ الإِمَاءِ يُطِيلُ اللّهُ عُمُرَهُ فِي غَيبَتِهِ ثُمّ يُظهِرُهُ بِقُدرَتِهِ فِي صُورَةِ شَابّ ابنِ دُونِ أَربَعِينَ سَنَةً ذَلِكَ لِيُعلَمَأَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
ج ،[الإحتجاج ] عن حنان بن سدير مثله
2-ك ،[إكمال الدين ] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن أَبِي عَمرٍو الليّثيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُجَاعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن
صفحه : 133
عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَالَ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فِي التّاسِعِ مِن ولُديِ سُنّةٌ مِن يُوسُفَ وَ سُنّةٌ مِن مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ هُوَ قَائِمُنَا أَهلَ البَيتِ يُصلِحُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمرَهُ فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ
3- ك ،[إكمال الدين ]المعُاَذيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُوسَي بنِ الفُرَاتِ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُفيَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ عَن رَجُلٍ مِن هَمدَانَ قَالَ سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا يَقُولُ قَائِمُ هَذِهِ الأُمّةِ هُوَ التّاسِعُ مِن ولُديِ وَ هُوَ صَاحِبُ الغَيبَةِ وَ هُوَ ألّذِي يُقسَمُ مِيرَاثُهُ وَ هُوَ حيَّ
4- ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ السّلَامِ الهرَوَيِّ عَن وَكِيعِ بنِ الجَرّاحِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ سَعدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَلِيطٍ قَالَ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا مِنّا اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً أَوّلُهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ آخِرُهُمُ التّاسِعُ مِن ولُديِ وَ هُوَ الإِمَامُ القَائِمُ بِالحَقّ يحُييِ اللّهُ بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا وَ يُظهِرُ بِهِ دِينَ الحَقّعَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ لَهُ غَيبَةٌ يَرتَدّ فِيهَا أَقوَامٌ وَ يَثبُتُ عَلَي الدّينِ فِيهَا آخَرُونَ فيودون [فَيُؤذَونَ] وَ يُقَالُ لَهُممَتي هذَا الوَعدُ إِن كُنتُم صادِقِينَ أَمَا إِنّ الصّابِرَ فِي غَيبَتِهِ عَلَي الأَذَي وَ التّكذِيبِ بِمَنزِلَةِ المُجَاهِدِ بِالسّيفِ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص
5- ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأَحوَلِ عَن خَلّادٍ المقُريِ عَن قَيسِ بنِ أَبِي حُصَينٍ عَن يَحيَي بنِ وَثّابٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَخرُجَ رَجُلٌ مِن ولُديِ يَملَؤُهَا عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً كَذَلِكَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ
6-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن حَمدَانَ بنِ مَنصُورٍ عَن سَعدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عِيسَي الخَشّابِ قَالَ قُلتُ لِلحُسَينِ بنِ
صفحه : 134
عَلِيّ ع أَنتَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ قَالَ لَا وَ لَكِن صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ الطّرِيدُ الشّرِيدُ المَوتُورُ بِأَبِيهِ المُكَنّي بِعَمّهِ يَضَعُ سَيفَهُ عَلَي عَاتِقِهِ ثَمَانِيَةَ أَشهُرٍ
7- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُذَافِرٍ عَن عُقبَةَ بنِ يُونُسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ فِي حَدِيثٍ لَهُ اختَصَرنَاهُ قَالَ مَرّ الحُسَينُ عَلَي حَلقَةٍ مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ هُم جُلُوسٌ فِي مَسجِدِ الرّسُولِص فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَا يَذهَبُ الدّنيَا حَتّي يَبعَثَ اللّهُ منِيّ رَجُلًا يَقتُلُ مِنكُم أَلفاً وَ مَعَ الأَلفِ أَلفاً وَ مَعَ الأَلفِ أَلفاً فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ هَؤُلَاءِ أَولَادُ كَذَا وَ كَذَا لَا يَبلُغُونَ هَذَا فَقَالَ وَيحَكَ إِنّ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ يَكُونُ لِلرّجُلِ مِن صُلبِهِ كَذَا وَ كَذَا رَجُلًا وَ إِنّ مَولَي القَومِ مِن أَنفُسِهِم
1- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ العَلَاءِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ فِينَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ وَ فِينَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ وَ الإِمَامَةُ فِي عَقِبِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِنّ لِلقَائِمِ مِنّا غَيبَتَينِ إِحدَاهُمَا أَطوَلُ مِنَ الأُخرَي أَمّا الأُولَي فَسِتّةُ أَيّامٍ وَ سِتّةُ أَشهُرٍ وَ سِتّ سِنِينَ وَ أَمّا الأُخرَي فَيَطُولُ أَمَدُهَا حَتّي يَرجِعَ عَن هَذَا الأَمرِ أَكثَرُ مَن يَقُولُ بِهِ فَلَا يَثبُتُ عَلَيهِ إِلّا مَن قوَيَِ يَقِينُهُ وَ صَحّت مَعرِفَتُهُ وَ لَم يَجِد فِي نَفسِهِ حَرَجاً مِمّا قَضَينَا وَ سَلّمَ لَنَا أَهلَ البَيتِ
بيان قوله ع فستة أيام لعله إشارة إلي اختلاف أحواله ع في
صفحه : 135
غيبته فستة أيام لم يطلع علي ولادته إلاخاص الخاص من أهاليه ع ثم بعدستة أشهر اطلع عليه غيرهم من الخواص ثم بعدست سنين عندوفاة والده ع ظهر أمره لكثير من الخلق أوإشارة إلي أنه بعدإمامته لم يطلع علي خبره إلي ستة أيام أحد ثم بعدستة أشهر انتشر أمره و بعدست سنين ظهر وانتشر أمر السفراء والأظهر أنه إشارة إلي بعض الأزمان المختلفة التي قدرت لغيبته و أنه قابل للبداء وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَصبَغِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَد مَرّ بَعضُهُ فِي بَابِ إِخبَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ قَالَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ كَم تَكُونُ الحَيرَةُ وَ الغَيبَةُ فَقَالَ سِتّةَ أَيّامٍ أَو سِتّةَ أَشهُرٍ أَو سِتّ سِنِينَ فَقُلتُ وَ إِنّ هَذَا لَكَائِنٌ فَقَالَ نَعَم كَمَا أَنّهُ مَخلُوقٌ وَ أَنّي لَكَ بِهَذَا الأَمرِ يَا أَصبَغُ أُولَئِكَ خِيَارُ هَذِهِ الأُمّةِ مَعَ خِيَارِ أَبرَارِ هَذِهِ العِترَةِ فَقُلتُ ثُمّ مَا يَكُونُ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ ثُمّيَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ فَإِنّ لَهُ بَدَاءَاتٍ وَ إِرَادَاتٍ وَ غَايَاتٍ وَ نِهَايَاتٍ
فإنه يدل علي أن هذاالأمر قابل للبداء والترديد قرينة ذلك و الله يعلم
2- ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ وَ الشيّباَنيِّ مَعاً عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ القَائِمُ مِنّا تَخفَي وِلَادَتُهُ عَلَي النّاسِ حَتّي يَقُولُوا لَم يُولَد بَعدُ لِيَخرُجَ حِينَ يَخرُجُ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ
3- جا،[المجالس للمفيد] ابنُ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن بِشرٍ الكنُاَسيِّ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِّ قَالَ قَالَ لِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَا بَا خَالِدٍ لَتَأتِيَنّ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ لَا يَنجُو إِلّا مَن أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهُ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الهُدَي وَ يَنَابِيعُ العِلمِ يُنجِيهِمُ اللّهُ مِن كُلّ فِتنَةٍ مُظلِمَةٍ كأَنَيّ بِصَاحِبِكُم قَد عَلَا فَوقَ نَجَفِكُم بِظَهرِ كُوفَانَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَ بِضعَةَ عَشَرَ رَجُلًا جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن شِمَالِهِ وَ إِسرَافِيلُ أَمَامَهُ مَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اللّهِص قَد نَشَرَهَا لَا يهَويِ بِهَا إِلَي قَومٍ إِلّا أَهلَكَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 136
1- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ مَعاً عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي يَا أَبَا الجَارُودِ إِذَا دَارَ الفَلَكُ وَ قَالَ النّاسُ مَاتَ القَائِمُ أَو هَلَكَ بأِيَّ وَادٍ سَلَكَ وَ قَالَ الطّالِبُ أَنّي يَكُونُ ذَلِكَ وَ قَد بُلِيَت عِظَامُهُ فَعِندَ ذَلِكَ فَارجُوهُ فَإِذَا سَمِعتُم بِهِ فَأتُوهُ وَ لَو حَبواً عَلَي الثّلجِ
ني،[الغيبة للنعماني] أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن أبي الجارود مثله بيان الحبو أن يمشي علي يديه وركبتيه أواسته
2- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ الهَيثَمِ النهّديِّ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ أَقرَبَ النّاسِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَعلَمَهُم وَ أَرأَفَهُم بِالنّاسِ مُحَمّدٌ وَ الأَئِمّةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ فَادخُلُوا أَينَ دَخَلُوا وَ فَارِقُوا مَن فَارَقُوا أعَنيِ بِذَلِكَ حُسَيناً وَ وُلدَهُ ع فَإِنّ الحَقّ فِيهِم وَ هُمُ الأَوصِيَاءُ وَ مِنهُمُ الأَئِمّةُ فَأَينَ مَا رَأَيتُمُوهُم فَإِن أَصبَحتُم يَوماً لَا تَرَونَ مِنهُم أَحَداً فَاستَعِينُوا بِاللّهِ وَ انظُرُوا السّنّةَ التّيِ كُنتُم عَلَيهَا فَاتّبِعُوهَا وَ أَحِبّوا مَن كُنتُم تُحِبّونَ وَ أَبغِضُوا مَن كُنتُم تُبغِضُونَ فَمَا أَسرَعَ مَا يَأتِيكُمُ الفَرَجُ
3-ك ،[إكمال الدين ] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَمرٍو الليّثيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ وَهبٍ البغَداَديِّ وَ يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن سُلَيمَانَ بنِ الحَسَنِ عَن سَعدِ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع أخَبرِنيِ عَنكُم قَالَ نَحنُ بِمَنزِلَةِ النّجُومِ إِذَا خفَيَِ نَجمٌ بَدَا نَجمٌ مَأمَنٌ وَ أَمَانٌ وَ سِلمٌ وَ إِسلَامٌ وَ فَاتِحٌ وَ مِفتَاحٌ حَتّي إِذَا استَوَي بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ فَلَم يُدرَ أَيّ مِن أَيّ أَظهَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَاحِبَكُم فَاحمَدُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ يُخَيّرُ الصّعبَ عَلَي
صفحه : 137
الذّلُولِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأَيّهُمَا يَختَارُ قَالَ يَختَارُ الصّعبَ عَلَي الذّلُولِ
بيان لم يدر أي من أي لايعرف أيهم الإمام أو لايتميزون في الكمال تميزا بينا لعدم كون الإمام ظاهرا بينهم والصعب والذلول إشارة إلي السحابتين اللتين خير ذو القرنين بينهما فاختار الذلول وترك الصعب للقائم ع وسيأتي و قدمر في أحوال ذي القرنين
4- ك ،[إكمال الدين ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن نَصرِ بنِ الصّبّاحِ عَن جَعفَرِ بنِ سَهلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أخَيِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكاَبلُيِّ عَنِ القاَبوُسيِّ عَن نَضرِ بنِ السنّديِّ عَنِ الخَلِيلِ بنِ عَمرٍو عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الفزَاَريِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَطِيّةَ عَن أُمّ هَانِئٍ الثّقَفِيّةِ قَالَ غَدَوتُ عَلَي سيَدّيِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع فَقُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَرَضَت بقِلَبيِ أقَلقَتَنيِ وَ أسَهرَتَنيِ قَالَ فاَسألَيِ يَا أُمّ هَانِئٍ قَالَت قُلتُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَلا أُقسِمُ بِالخُنّسِ الجَوارِ الكُنّسِ قَالَ نِعمَ المَسأَلَةُ سأَلَتنِيِ يَا أُمّ هَانِئٍ هَذَا مَولُودٌ فِي آخِرِ الزّمَانِ هُوَ المهَديِّ مِن هَذِهِ العِترَةِ تَكُونُ لَهُ حَيرَةٌ وَ غَيبَةٌ يَضِلّ فِيهَا أَقوَامٌ وَ يهَتدَيِ فِيهَا أَقوَامٌ فَيَا طُوبَي لَكِ إِن أَدرَكتِهِ وَ يَا طُوبَي مَن أَدرَكَهُ
5- ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي القَاسِمِ قَالَ كَتَبتُ مِن كِتَابِ أَحمَدَ الدّهّانِ عَنِ القَاسِمِ بنِ حَمزَةَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَن خَيثَمَةَ الجعُفيِّ عَن أَبِي أَيّوبَ المخَزوُميِّ قَالَ ذَكَرَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع سِيرَةَ الخُلَفَاءِ الرّاشِدِينَ فَلَمّا بَلَغَ آخِرَهُم قَالَ الثاّنيِ عَشَرَ ألّذِي يصُلَيّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع خَلفَهُ عَلَيكَ بِسُنّتِهِ وَ القُرآنِ الكَرِيمِ
6-ني،[الغيبة للنعماني]سَلَامَةُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن عِمرَانَ بنِ الحَجّاجِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أُسَيدِ بنِ ثَعلَبَةَ عَن أُمّ هَانِئٍ قَالَت قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع مَا مَعنَي قَولِ اللّهِ عَزّ
صفحه : 138
وَ جَلّفَلا أُقسِمُ بِالخُنّسِ قَالَ لِي يَا أُمّ هَانِئٍ إِمَامٌ يَخنِسُ نَفسَهُ حَتّي يَنقَطِعَ عَنِ النّاسِ عِلمُهُ سَنَةَ سِتّينَ وَ مِائَتَينِ ثُمّ يَبدُو كَالشّهَابِ الوَاقِدِ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ فَإِن أَدرَكتِ ذَلِكِ الزّمَانَ قَرّت عَينَاكِ
ني،[الغيبة للنعماني]الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ عَن وَهبِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الرّبِيعِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ كَالشّهَابِ يَتَوَقّدُ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ
7- ني،[الغيبة للنعماني]الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا نُجُومُكُم كَنُجُومِ السّمَاءِ كُلّمَا غَابَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ حَتّي إِذَا أَشَرتُم بِأَصَابِعِكُم وَ مِلتُم بِحَوَاجِبِكُم غَيّبَ اللّهُ عَنكُم نَجمَكُم وَ استَوَت بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ فَلَم يُعرَف أَيّ مِن أَيّ فَإِذَا طَلَعَ نَجمُكُم فَاحمَدُوا رَبّكُم
8- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ بِإِسنَادٍ لَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع إِنّ شِيعَتَكَ بِالعِرَاقِ كَثِيرٌ وَ وَ اللّهِ مَا فِي بَيتِكَ مِثلُكَ فَكَيفَ لَا تَخرُجُ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بنَ عَطَاءٍ قَد أَخَذتَ تَفرُشُ أُذُنَيكَ لِلنّوكَي لَا وَ اللّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُم قُلتُ فَمَن صَاحِبُنَا فَقَالَ انظُرُوا مَن غُيّبَ عَنِ النّاسِ وِلَادَتُهُ فَذَلِكَ صَاحِبُكُم إِنّهُ لَيسَ مِنّا أَحَدٌ يُشَارُ إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ وَ يُمضَغُ بِالأَلسُنِ إِلّا مَاتَ غَيظاً أَو حَتفَ أَنفِهِ
ني،[الغيبة للنعماني]الكليني عن الحسن بن محمد وغيره عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن العباس بن عامر عن موسي بن هليل العبدي عن عبد الله بن عطاء مثله بيان الأظهر مامر في رواية ابن عطاء أيضا إلامات قتلا و مع قطع النظر عما مر يحتمل أن يكون الترديد من الراوي ويحتمل أن يكون الموت غيظا كناية عن القتل أو يكون المراد بالشق الثاني الموت علي غيرحال شدة وألم أو يكون الترديد لمحض الاختلاف في العبارة أي إن شئت قل هكذا و إن شئت هكذا
9-ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع أخَبرِنيِ عَنِ القَائِمِ ع فَقَالَ وَ اللّهِ مَا هُوَ أَنَا وَ لَا ألّذِي تَمُدّونَ إِلَيهِ
صفحه : 139
أَعنَاقَكُم وَ لَا يُعرَفُ وِلَادَتُهُ قُلتُ بِمَا يَسِيرُ قَالَ بِمَا سَارَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص هَدَرَ مَا قَبلَهُ وَ استَقبَلَ
10- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا يَزَالُونَ وَ لَا تَزَالُ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ لِهَذَا الأَمرِ مَن لَا تَدرُونَ خُلِقَ أَم لَم يُخلَق
ني،[الغيبة للنعماني] علي بن الحسين عن محمدالعطار عن محمد بن الحسين الرازي عن ابن أبي الخطاب مثله
11- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ قَالَ حدَثّنَيِ الفزَاَريِّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ قَد حدَثّنَيِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ لَا تَزَالُونَ تَمُدّونَ أَعنَاقَكُم إِلَي الرّجُلِ مِنّا تَقُولُونَ هُوَ هَذَا فَيَذهَبُ اللّهُ بِهِ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ لِهَذَا الأَمرِ مَن لَا تَدرُونَ وُلِدَ أَم لَم يُولَد خُلِقَ أَو لَم يُخلَق
ني،[الغيبة للنعماني] علي بن أحمد عن عبد الله بن موسي عن محمد بن أحمدالقلانسي عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود مثله
12- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن يَحيَي بنِ المُثَنّي عَنِ ابنِ بُكَيرٍ وَ رَوَاهُ الحَكَمُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ كأَنَيّ بِكُم إِذَا صَعِدتُم فَلَم تَجِدُوا أَحَداً وَ رَجَعتُم فَلَم تَجِدُوا أَحَداً
13-ني،[الغيبة للنعماني]رَوَي الشّيخُ المُفِيدُ ره فِي كِتَابِ الغَيبَةِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع ذَاتَ يَومٍ فَلَمّا تَفَرّقَ مَن كَانَ عِندَهُ قَالَ لِي يَا أَبَا حَمزَةَ مِنَ المَحتُومِ ألّذِي حَتَمَهُ اللّهُ قِيَامُ قَائِمِنَا فَمَن شَكّ فِيمَا
صفحه : 140
أَقُولُ لقَيَِ اللّهَ وَ هُوَ بِهِ كَافِرٌ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ وَ أمُيّ المُسَمّي باِسميِ وَ المُكَنّي بكِنُيتَيِ السّابِعُ مِن بعَديِ بأِبَيِ مَن يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً يَا بَا حَمزَةَ مَن أَدرَكَهُ فَيُسَلّمُ لَهُ مَا سَلّمَ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ فَقَد وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ وَ مَن لَم يُسَلّمفَقَد حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ وَ مَأواهُ النّارُوَ بِئسَ مَثوَي الظّالِمِينَ
وأوضح من هذابحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه وأحسن إليه قوله عز و جل في محكم كتابه إِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللّهِ اثنا عَشَرَ شَهراً فِي كِتابِ اللّهِ ومعرفة الشهور المحرم وصفر وربيع و مابعده والحرم منها رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم و ذلك لا يكون دينا قيما لأن اليهود والنصاري والمجوس وسائر الملل و الناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائها و ليس هوكذلك وإنما عني بهم الأئمة القوامين بدين الله والحرم منها أمير المؤمنين ع ألذي اشتق الله سبحانه له اسما من أسمائه العلي كمااشتق لمحمدص اسما من أسمائه المحمود وثلاثة من ولده أسماؤهم علي بن الحسين و علي بن موسي و علي بن محمد ولهذا الاسم المشتق من أسماء الله عز و جل حرمة به يعني أمير المؤمنين ع
14-كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن زَيدٍ أَبِي الحَسَنِ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي نُعَيمٍ قَالَأَتَيتُ أَبَا جَعفَرٍ ع وَ هُوَ بِالمَدِينَةِ فَقُلتُ لَهُ عَلَيّ نَذرٌ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ إِذَا أَنَا لَقِيتُكَ أَن لَا أَخرُجَ مِنَ المَدِينَةِ حَتّي أَعلَمَ أَنّكَ قَائِمُ آلِ مُحَمّدٍ أَم لَا فَلَم يجُبِنيِ بشِيَءٍ فَأَقَمتُ ثَلَاثِينَ يَوماً ثُمّ استقَبلَنَيِ فِي طَرِيقٍ فَقَالَ يَا حَكَمُ وَ إِنّكَ لَهَاهُنَا بَعدُ فَقُلتُ إنِيّ أَخبَرتُكَ بِمَا جَعَلتُ لِلّهِ عَلَيّ فَلَم تأَمرُنيِ وَ لَم تنَهنَيِ عَن شَيءٍ وَ لَم تجُبِنيِ بشِيَءٍ فَقَالَ بَكّر عَلَيّ غُدوَةً المَنزِلَ فَغَدَوتُ عَلَيهِ فَقَالَ ع سَل عَن حَاجَتِكَ فَقُلتُ إنِيّ جَعَلتُ لِلّهِ عَلَيّ نَذراً وَ صِيَاماً وَ صَدَقَةً بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ إِن أَنَا لَقِيتُكَ أَن لَا أَخرُجَ مِنَ المَدِينَةِ حَتّي أَعلَمَ أَنّكَ قَائِمُ آلِ مُحَمّدٍ أَم لَا فَإِن كُنتَ أَنتَ رَابَطتُكَ وَ إِن لَم تَكُن أَنتَ سِرتُ فِي الأَرضِ فَطَلَبتُ
صفحه : 141
المَعَاشَ فَقَالَ يَا حَكَمُ كُلّنَا قَائِمٌ بِأَمرِ اللّهِ قُلتُ فَأَنتَ المهَديِّ قَالَ كُلّنَا يُهدَي إِلَي اللّهِ قُلتُ فَأَنتَ صَاحِبُ السّيفِ قَالَ كُلّنَا صَاحِبُ السّيفِ وَ وَارِثُ السّيفِ قُلتُ فَأَنتَ ألّذِي تَقتُلُ أَعدَاءَ اللّهِ وَ يَعِزّ بِكَ أَولِيَاءُ اللّهِ وَ يَظهَرُ بِكَ دِينُ اللّهِ فَقَالَ يَا حَكَمُ كَيفَ أَكُونُ أَنَا وَ بَلَغتُ خَمساً وَ أَربَعِينَ وَ إِنّ صَاحِبَ هَذَا أَقرَبُ عَهداً بِاللّبَنِ منِيّ وَ أَخَفّ عَلَي ظَهرِ الدّابّةِ
بيان علي نذر أي وجب علي نذر أي منذور و بين الركن والمقام ظرف علي والمراد بالمقام إما مقامه الآن فيكون بيانا لطول الحطيم أومقامه السابق فيكون بيانا لعرضه لكن العرض يزيد علي ما هوالمشهور أنه إلي الباب وإنما اختار هذاالموضع لأنه أشرف البقاع فيصير عليه أوجب وكأن صياما كان بدون الواو و مع وجوده عطف تفسير أوالمراد بالنذر شيءآخر لم يفسره والظاهر أن نذره كان هكذا لله عليه إن لقيه ع وخرج من المدينة قبل أن يعلم هذاالأمر أن يصوم كذا ويتصدق بكذا رابطتك أي لازمتك و لم أفارقك قوله يهدي إلي الله علي المجرد المعلوم لاستلزام كونهم هادين لكونهم مهديين أوالمجهول أو علي بناء الافتعال المعلوم بإدغام التاء في الدال وكسر الهاء كقوله تعالي أَمّن لا يهَدِيّ إِلّا أَن يُهدي والأول أظهر أقرب عهدا باللبن أي بحسب المرأي والمنظر أي يحسبه الناس شابا لكمال قوته وعدم ظهور أثر الكهولة والشيخوخة فيه وقيل أي عندإمامته فذكر الخمس والأربعين لبيان أنه كان عندالإمامة أسن لعلم السائل أنه لم يمض من إمامته حينئذ إلاسبع سنين فسنه عندها كانت ثمانا وثلاثين والأول أوفق بما سيأتي من الأخبار فتفطن
صفحه : 142
1- ك ،[إكمال الدين ] ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن فَضَالَةَ عَن سَدِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ فِي القَائِمِ سُنّةً مِن يُوسُفَ قُلتُ كَأَنّكَ تَذكُرُ حَيرَةً أَو غَيبَةً قَالَ لِي وَ مَا تُنكِرُ مِن هَذَا هَذِهِ الأُمّةُ أَشبَاهُ الخَنَازِيرِ إِنّ إِخوَةَ يُوسُفَ كَانُوا أَسبَاطاً أَولَادَ أَنبِيَاءَ تَاجَرُوا يُوسُفَ وَ بَايَعُوهُ وَ خَاطَبُوهُ وَ هُم إِخوَتُهُ وَ هُوَ أَخُوهُم فَلَم يَعرِفُوهُ حَتّي قَالَ لَهُم يُوسُفُ ع أَنَا يُوسُفُفَمَا تُنكِرُ هَذِهِ الأُمّةُ المَلعُونَةُ أَن يَكُونَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي وَقتٍ مِنَ الأَوقَاتِ يُرِيدُ أَن يَستُرَ حُجّتَهُ لَقَد كَانَ يُوسُفُ إِلَيهِ مُلكُ مِصرَ وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ وَالِدِهِ مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً فَلَو أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُعَرّفَ مَكَانَهُ لَقَدَرَ عَلَي ذَلِكَ وَ اللّهِ لَقَد سَارَ يَعقُوبُ وَ وُلدُهُ عِندَ البِشَارَةِ تِسعَةَ أَيّامٍ مِن بَدوِهِم إِلَي مِصرَ وَ مَا تُنكِرُ هَذِهِ الأُمّةُ أَن يَكُونَ اللّهُ يَفعَلُ بِحُجّتِهِ مَا فَعَلَ بِيُوسُفَ أَن يَكُونَ يَسِيرُ فِي أَسوَاقِهِم وَ يَطَأُ بُسُطَهُم وَ هُم لَا يَعرِفُونَهُ حَتّي يَأذَنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُعَرّفَهُم نَفسَهُ كَمَا أَذِنَ لِيُوسُفَ حِينَ قَالَهَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَ قالُوا أَ إِنّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أخَيِ
بيان من بدوهم أي من طريق البادية
2- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ وَ حَيدَرِ بنِ مُحَمّدٍ السمّرَقنَديِّ مَعاً عَنِ العيَاّشيِّ عَن جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِلقَائِمِ مِنّا غَيبَةً يَطُولُ أَمَدُهَا فَقُلتُ لَهُ وَ لِمَ ذَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَبَي إِلّا أَن يجُريَِ فِيهِ سُنَنَ الأَنبِيَاءِ ع فِي غَيبَاتِهِم وَ إِنّهُ لَا بُدّ لَهُ يَا سَدِيرُ مِنِ
صفحه : 143
استِيفَاءِ مَدَدِ غَيبَاتِهِم قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ أَي سَنَناً عَلَي سَنَنِ مَن كَانَ قَبلَكُم
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ
لِكُلّ أُنَاسٍ دَولَةٌ يَرقَبُونَهَا | وَ دَولَتُنَا فِي آخِرِ الدّهرِ تَظهَرُ |
4- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَقَرّ بِجَمِيعِ الأَئِمّةِ ع وَ جَحَدَ المهَديِّ كَانَ كَمَن أَقَرّ بِجَمِيعِ الأَنبِيَاءِ وَ جَحَدَ مُحَمّداًص نُبُوّتَهُ فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مِمّنِ المهَديِّ مِن وُلدِكَ قَالَ الخَامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ يَغِيبُ عَنكُم شَخصُهُ وَ لَا يَحِلّ لَكُم تَسمِيَتُهُ
ك ،[إكمال الدين ]الدقاق عن الأسدي عن سهل عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدي عن ابن أبي يعفور عنه ع مثله
5- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزيّتوُنيِّ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي قَتَادَةَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي الهَيثَمِ بنِ أَبِي حَيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا اجتَمَعَت ثَلَاثَةُ أَسمَاءٍ مُتَوَالِيَةً مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ فَالرّابِعُ القَائِمُ ع
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] محمدالحميري عن أبيه عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن سلم بن أبي حية مثله
6- ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَابُندَارَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ القيَسيِّ عَن أَبِي الهَيثَمِ التمّيِميِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا تَوَالَت ثَلَاثَةُ أَسمَاءٍ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ كَانَ رَابِعُهُم قَائِمَهُم
7-ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَدَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقُلتُ يَا سيَدّيِ لَو عَهِدتَ إِلَينَا فِي الخَلَفِ مِن بَعدِكَ فَقَالَ لِي يَا مُفَضّلُ الإِمَامُ مِن بعَديِ ابنيِ مُوسَي وَ الخَلَفُ المَأمُولُ
صفحه : 144
المُنتَظَرُ م ح م د بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي
8- ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ أَبِي عَلِيّ الزّرّادِ مَعاً عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فإَنِيّ لَجَالِسٌ عِندَهُ إِذ دَخَلَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ غُلَامٌ فَقُمتُ إِلَيهِ فَقَبّلتُهُ وَ جَلَستُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا اِبرَاهِيمُ أَمَا إِنّهُ صَاحِبُكَ مِن بعَديِ أَمَا إِنّهُ لَيَهلِكَنّ فِيهِ قَومٌ وَ يَسعَدُ آخَرُونَ فَلَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ ضَاعَفَ عَلَي رُوحِهِ العَذَابَ أَمَا لَيُخرِجَنّ اللّهُ مِن صُلبِهِ خَيرَ أَهلِ الأَرضِ فِي زَمَانِهِ سمَيِّ جَدّهِ وَ وَارِثَ عِلمِهِ وَ أَحكَامِهِ وَ فَضَائِلِهِ مَعدِنَ الإِمَامَةِ وَ رَأسَ الحِكمَةِ يَقتُلُهُ جَبّارُ بنَيِ فُلَانٍ بَعدَ عَجَائِبَ طَرِيفَةٍ حَسَداً لَهُ وَ لَكِنّاللّهَ بالِغُ أَمرِهِوَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَيُخرِجُ اللّهُ مِن صُلبِهِ تَمَامَ اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً اختَصّهُمُ اللّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَحَلّهُم دَارَ قُدسِهِ المُقِرّ باِلثاّنيِ عَشَرَ مِنهُم كَالشّاهِرِ سَيفَهُ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص يَذُبّ عَنهُ قَالَ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِن موَاَليِ بنَيِ أُمَيّةَ فَانقَطَعَ الكَلَامُ فَعُدتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِحدَي عَشرَةَ مَرّةً أُرِيدُ مِنهُ أَن يَستَتِمّ الكَلَامَ فَمَا قَدَرتُ عَلَي ذَلِكَ فَلَمّا كَانَ قَابِلُ السّنَةِ الثّانِيَةِ دَخَلتُ عَلَيهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ المُفَرّجُ لِلكَربِ عَن شِيعَتِهِ بَعدَ ضَنكٍ شَدِيدٍ وَ بَلَاءٍ طَوِيلٍ وَ جَزَعٍ وَ خَوفٍ فَطُوبَي لِمَن أَدرَكَ ذَلِكَ الزّمَانَ حَسبُكَ يَا اِبرَاهِيمُ فَمَا رَجَعتُ بشِيَءٍ أَسَرّ مِن هَذَا لقِلَبيِ وَ لَا أَقَرّ لعِيَنيِ
9-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ سَمَاعَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ رِبَاطٍ عَن أَبِيهِ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ أَربَعَةَ عَشَرَ نُوراً قَبلَ خَلقِ الخَلقِ بِأَربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ فهَيَِ أَروَاحُنَا فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَنِ الأَربَعَةَ عَشَرَ فَقَالَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الأَئِمّةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع آخِرُهُمُ القَائِمُ
صفحه : 145
ألّذِي يَقُومُ بَعدَ غَيبَتِهِ فَيَقتُلُ الدّجّالَ وَ يُطَهّرُ الأَرضَ مِن كُلّ جَورٍ وَ ظُلمٍ
10- ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ العاَصمِيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ القَاسِمِ بنِ أَيّوبَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن ثَابِتِ بنِ الصّبّاحِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مِنّا اثنَا عَشَرَ مَهدِيّاً مَضَي سِتّةٌ وَ بقَيَِ سِتّةٌ يَضَعُ اللّهُ فِي السّادِسِ مَا أَحَبّ
11- ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ العبَديِّ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع مَن أَقَرّ بِالأَئِمّةِ مِن آباَئيِ وَ ولُديِ وَ جَحَدَ المهَديِّ مِن ولُديِ كَانَ كَمَن أَقَرّ بِجَمِيعِ الأَنبِيَاءِ ع وَ جَحَدَ مُحَمّداًص نُبُوّتَهُ فَقُلتُ سيَدّيِ وَ مَنِ المهَديِّ مِن وُلدِكَ قَالَ الخَامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ يَغِيبُ عَنكُم شَخصُهُ وَ لَا يَحِلّ لَكُم تَسمِيَتُهُ
12- ك ،[إكمال الدين ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع أَمَا وَ اللّهِ لَيَغِيبَنّ عَنكُم مَهدِيّكُم حَتّي يَقُولَ الجَاهِلُ مِنكُم مَا لِلّهِ فِي آلِ مُحَمّدِ حَاجَةٌ ثُمّ يُقبِلُ كَالشّهَابِ الثّاقِبِ فَيَملَؤُهَا عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً
13- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن حَنَانٍ السّرّاجِ عَنِ السّيّدِ بنِ مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِيهِ قُلتُ لِلصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد روُيَِ لَنَا أَخبَارٌ عَن آبَائِكَ ع فِي الغَيبَةِ وَ صِحّةِ كَونِهَا فأَخَبرِنيِ بِمَن تَقَعُ فَقَالَ ع سَتَقَعُ بِالسّادِسِ مِن ولُديِ وَ الثاّنيِ عَشَرَ مِنَ الأَئِمّةِ الهُدَاةِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَوّلُهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ آخِرُهُمُ القَائِمُ بِالحَقّ بَقِيّةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ صَاحِبُ الزّمَانِ وَ خَلِيفَةُ الرّحمَنِ وَ اللّهِ لَو بقَيَِ فِي غَيبَتِهِ مَا بقَيَِ نُوحٌ فِي قَومِهِ لَم يَخرُج مِنَ الدّنيَا حَتّي يَظهَرَ فَيَملَأَ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً
14-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَالِحِ بنِ مُحَمّدٍ عَن هَانِئٍ التّمّارِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ لِصَاحِبِ هَذَا الأَمرِ
صفحه : 146
غَيبَةً فَليَتّقِ اللّهَ عَبدٌ وَ ليَتَمَسّك بِدِينِهِ
15- ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ سُنَنَ الأَنبِيَاءِ ع مَا وَقَعَ عَلَيهِم مِنَ الغَيبَاتِ جَارِيَةٌ فِي القَائِمِ مِنّا أَهلَ البَيتِ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَنِ القَائِمُ مِنكُم أَهلَ البَيتِ فَقَالَ يَا بَا بَصِيرٍ هُوَ الخَامِسُ مِن وُلدِ ابنيِ مُوسَي ذَلِكَ ابنُ سَيّدَةِ الإِمَاءِ يَغِيبُ غَيبَةً يَرتَابُ فِيهَا المُبطِلُونَ ثُمّ يُظهِرُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَيَفتَحُ عَلَي يَدَيهِ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ يَنزِلُ رُوحُ اللّهِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فيَصُلَيّ خَلفَهُ وَ تُشرِقُ الأَرضُ بِنُورِ رَبّهَا وَ لَا تَبقَي فِي الأَرضِ بُقعَةٌ عُبِدَ فِيهَا غَيرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا عُبِدَ اللّهُ فِيهَا وَ يَكُونُالدّينُ كُلّهُ لِلّهِوَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ
بيان قال الجزري القذة ريش السهم و منه الحديث لَتَركَبُنّ سَنَنَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ القُذّةِ بِالقُذّةِ أي كمايقدر كل واحدة منهما علي قدر صاحبتها وتقطع يضرب مثلا للشيئين يستويان و لايتفاوتان
16- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ البزَوَفرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِن بَلَغَكُم عَن صَاحِبِكُم غَيبَةٌ فَلَا تُنكِرُوهَا
17- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن عَلِيّ بنِ الفَضلِ عَن أَحمَدَ بنِ عُثمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ عَن يَحيَي بنِ العَلَاءِ الراّزيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ يُنتِجُ اللّهُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ رَجُلًا منِيّ وَ أَنَا مِنهُ يَسُوقُ اللّهُ بِهِ بَرَكَاتِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَتُنزِلُ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ يُخرِجُ الأَرضُ بَذرَهَا وَ تَأمَنُ وُحُوشُهَا وَ سِبَاعُهَا وَ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً وَ يَقتُلُ حَتّي يَقُولَ الجَاهِلُ لَو كَانَ هَذَا مِن ذُرّيّةِ مُحَمّدٍ لَرَحِمَ
18-ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَابُندَادَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الكاَهلِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَتَوَاصَلُوا وَ تَبَارّوا وَ تَرَاحَمُوا فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ
صفحه : 147
النّسَمَةَ لَيَأتِيَنّ عَلَيكُم وَقتٌ لَا يَجِدُ أَحَدُكُم لِدِينَارِهِ وَ دِرهَمِهِ مَوضِعاً يعَنيِ لَا يَجِدُ لَهُ عِندَ ظُهُورِ القَائِمِ ع مَوضِعاً يَصرِفُهُ فِيهِ لِاستِغنَاءِ النّاسِ جَمِيعاً بِفَضلِ اللّهِ وَ فَضلِ وَلِيّهِ فَقُلتُ وَ أَنّي يَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ عِندَ فَقدِكُم إِمَامَكُم فَلَا تَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتّي يَطلُعَ عَلَيكُم كَمَا يَطلُعُ الشّمسُ أَينَمَا تَكُونُونَ فَإِيّاكُم وَ الشّكّ وَ الِارتِيَابَ انفُوا عَن نُفُوسِكُمُ الشّكُوكَ وَ قَد حُذّرتُم فَاحذَرُوا وَ مِنَ اللّهِ أَسأَلُ تَوفِيقَكُم وَ إِرشَادَكُم
بيان الظاهر أن يعني كلام النعماني والظاهر أنه ره أخطأ في تفسيره لأنه وصف لزمان الغيبة لالزمان ظهوره كمايظهر من آخر الخبر بل المعني أن الناس يكونون خونة لايوجد من يؤتمن علي درهم و لادينار
19- ني،[الغيبة للنعماني] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الحمِيرَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ الخثَعمَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِصَامٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي مَجلِسِهِ وَ معَيِ غيَريِ فَقَالَ لَنَا إِيّاكُم وَ التّنوِيهَ يعَنيِ بِاسمِ القَائِمِ ع وَ كُنتُ أَرَاهُ يُرِيدُ غيَريِ فَقَالَ لِي يَا بَا عَبدِ اللّهِ إِيّاكُم وَ التّنوِيهَ وَ اللّهِ لَيَغِيبَنّ سِنِيناً مِنَ الدّهرِ وَ لَيَخمُلَنّ حَتّي يُقَالَ مَاتَ هَلَكَ بأِيَّ وَادٍ سَلَكَ وَ لَتَفِيضَنّ عَلَيهِ أَعيُنُ المُؤمِنِينَ وَ لَيُكفَأَنّ كَتَكَفّؤِ السّفِينَةِ فِي أَموَاجِ البَحرِ حَتّي لَا يَنجُوَ إِلّا مَن أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهُ وَ كَتَبَ الإِيمَانَ فِي قَلبِهِ وَ أَيّدَهُ بِرُوحٍ مِنهُ وَ لَتُرفَعَنّ اثنَتَا عَشرَةَ رَايَةً مُشتَبِهَةً لَا يُعرَفُ أَيّ مِن أَيّ قَالَ فَبَكَيتُ فَقَالَ لِي مَا يُبكِيكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ كَيفَ لَا أبَكيِ وَ أَنتَ تَقُولُ تُرفَعُ اثنَتَا عَشرَةَ رَايَةً مُشتَبِهَةً لَا يُعرَفُ أَيّ مِن أَيّ قَالَ فَنَظَرَ إِلَي كَوّةٍ فِي البَيتِ التّيِ تَطلُعُ فِيهَا الشّمسُ فِي مَجلِسِهِ فَقَالَ ع أَ هَذِهِ الشّمسُ مُضِيئَةٌ قُلتُ نَعَم قَالَ وَ اللّهِ لَأَمرُنَا أَضوَأُ مِنهَا
بيان التنوين في قوله سنينا علي لغة بني عامر قال الأزهري في التصريح وبعضهم يجري بنين و باب سنين و إن لم يكن علما مجري غسلين في لزوم الياء والحركات علي النون منونة غالبا علي لغة بني عامر انتهي .خمل ذكره وصوته خمولا خفي ويقال كفأت الإناء أي قلبته و قوله
صفحه : 148
وليكفأن أي المؤمنون و في بعض النسخ بصيغة الخطاب
20- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن زَيدِ بنِ قُدَامَةَ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ القَائِمَ إِذَا قَامَ يَقُولُ النّاسُ أَنّي ذَلِكَ وَ قَد بُلِيَت عِظَامُهُ
21- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا عَلَامَةُ القَائِمِ قَالَ إِذَا استَدَارَ الفَلَكُ فَقِيلَ مَاتَ أَو هَلَكَ فِي أَيّ وَادٍ سَلَكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ ثُمّ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ لَا يَظهَرُ إِلّا بِالسّيفِ
22- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حَازِمٍ عَن عَبّاسِ بنِ هِشَامٍ الناّشرِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن فُضَيلٍ الصّائِغِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا فَقَدَ النّاسُ الإِمَامَ مَكَثُوا سَبتاً لَا يَدرُونَ أَيّاً مِن أَيّ ثُمّ يُظهِرُ اللّهُ لَهُم صَاحِبَهُم
توضيح السبت الدهر
23- ني،[الغيبة للنعماني] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن خَلّادِ بنِ قَصّارٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَل وُلِدَ القَائِمُ قَالَ لَا وَ لَو أَدرَكتُهُ لَخَدَمتُهُ أَيّامَ حيَاَتيِ
إيضاح لخدمته أي ربيته وأعنته
24-قل ،[إقبال الأعمال ]بِإِسنَادِنَا إِلَي أَبِي جَعفَرٍ الطوّسيِّ عَن جَمَاعَةٍ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَنِ ابنِ هَمّامٍ عَن جَمِيلٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَحمَدَ بنِ رَبَاحٍ عَن أَبِي الفَرَجِ أَبَانِ بنِ مُحَمّدٍ المَعرُوفِ باِلسنّديِّ نَقَلنَاهُ مِن أَصلِهِ قَالَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي الحَجّ فِي السّنَةِ التّيِ قَدِمَ فِيهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تَحتَ المِيزَابِ وَ هُوَ يَدعُو وَ عَن يَمِينِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ وَ عَن يَسَارِهِ حَسَنُ بنُ حَسَنٍ وَ خَلفَهُ جَعفَرُ بنُ حَسَنٍ قَالَ فَجَاءَهُ عَبّادُ بنُ كَثِيرٍ البصَريِّ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ فَسَكَتَ عَنهُ حَتّي قَالَهَا ثَلَاثاً قَالَ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا جَعفَرُ قَالَ فَقَالَ لَهُ قُل مَا تَشَاءُ يَا أَبَا كَثِيرٍ قَالَ إنِيّ وَجَدتُ فِي كِتَابٍ
صفحه : 149
لِي عَلَمُ هَذِهِ البِنيَةِ رَجُلٌ يَنقُضُهَا حَجَراً حَجَراً قَالَ فَقَالَ لَهُ كَذَبَ كِتَابُكَ يَا أَبَا كَثِيرٍ وَ لَكِن كأَنَيّ وَ اللّهِ بِأَصفَرِ القَدَمَينِ خَمشِ السّاقَينِ ضَخمِ البَطنِ دَقِيقِ العُنُقِ ضَخمِ الرّأسِ عَلَي هَذَا الرّكنِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي الرّكنِ اليمَاَنيِّ يَمنَعُ النّاسَ مِنَ الطّوَافِ حَتّي يَتَذَعّرُوا مِنهُ قَالَ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ لَهُ رَجُلًا منِيّ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي صَدرِهِ فَيَقتُلُهُ قَتلَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ فِرعَونَ ذيِ الأَوتَادِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عِندَ ذَلِكَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ صَدَقَ وَ اللّهِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حَتّي صَدّقُوهُ كُلّهُم جَمِيعاً
نُقِلَ مِن خَطّ الشّهِيدِ ره عَن أَبِي الوَلِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ إِنّمَا يعَنيِ بِهِ قِيَامَ القَائِمِ ع
25- كِتَابُ مُقتَضَبِ الأَثَرِ فِي النّصّ عَلَي الاِثنيَ عَشَرَ، عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأدَمَيِّ وَ أَثنَي عَلَيهِ ابنُ غَالِبٍ الحَافِظُ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ بنِ نَاصِحٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن هَمّامِ بنِ الحَارِثِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ إِنّ مُوسَي ع نَظَرَ لَيلَةَ الخِطَابِ إِلَي كُلّ شَجَرَةٍ فِي الطّورِ وَ كُلّ حَجَرٍ وَ نَبَاتٍ تَنطِقُ بِذِكرِ مُحَمّدٍ وَ اثنيَ عَشَرَ وَصِيّاً لَهُ مِن بَعدِهِ فَقَالَ مُوسَي إلِهَيِ لَا أَرَي شَيئاً خَلَقتَهُ إِلّا وَ هُوَ نَاطِقٌ بِذِكرِ مُحَمّدٍ وَ أَوصِيَائِهِ الاِثنيَ عَشَرَ فَمَا مَنزِلَةُ هَؤُلَاءِ عِندَكَ قَالَ يَا ابنَ عِمرَانَ إنِيّ خَلَقتُهُم قَبلَ خَلقِ الأَنوَارِ وَ جَعَلتُهُم فِي خِزَانَةِ قدُسيِ يَرتَعُونَ فِي رِيَاضِ مشَيِتّيِ وَ يَتَنَسّمُونَ مِن رَوحِ جبَرَوُتيِ وَ يُشَاهِدُونَ أَقطَارَ ملَكَوُتيِ حَتّي إِذَا شِئتُ مشَيِتّيِ أَنفَذتُ قضَاَئيِ وَ قدَرَيِ يَا ابنَ عِمرَانَ إنِيّ سَبَقتُ بِهِمُ استبِاَقيِ حَتّي أُزَخرِفَ بِهِم جنِاَنيِ يَا ابنَ عِمرَانَ تَمَسّك بِذِكرِهِم فَإِنّهُم خَزَنَةُ علِميِ وَ عَيبَةُ حكِمتَيِ وَ مَعدِنُ نوُريِ قَالَ حُسَينُ بنُ عُلوَانَ فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ حَقّ ذَلِكَ هُمُ اثنَا عَشَرَ مِن آلِ مُحَمّدٍ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ مَن شَاءَ اللّهُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّمَا أَسأَلُكَ لتِفُتيِنَيِ بِالحَقّ قَالَ أَنَا وَ ابنيِ هَذَا وَ أَومَأَ إِلَي ابنِهِ مُوسَي وَ الخَامِسُ مِن وُلدِهِ يَغِيبُ شَخصُهُ وَ لَا يَحِلّ ذِكرُهُ بِاسمِهِ
صفحه : 150
1- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِيسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن جَدّهِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا فُقِدَ الخَامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ فَاللّهَ اللّهَ فِي أَديَانِكُم لَا يُزِيلُكُم أَحَدٌ عَنهَا يَا بنُيَّ إِنّهُ لَا بُدّ لِصَاحِبِ هَذَا الأَمرِ مِن غَيبَةٍ حَتّي يَرجِعَ عَن هَذَا الأَمرِ مَن كَانَ يَقُولُ بِهِ إِنّمَا هيَِ مِحنَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ امتَحَنَ بِهَا خَلقَهُ وَ لَو عَلِمَ آبَاؤُكُم وَ أَجدَادُكُم دِيناً أَصَحّ مِن هَذَا لَاتّبَعُوهُ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ مَنِ الخَامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ قَالَ يَا بنُيَّ عُقُولُكُم تَصغُرُ عَن هَذَا وَ أَحلَامُكُم تَضِيقُ عَن حَملِهِ وَ لَكِن إِن تَعِيشُوا فَسَوفَ تُدرِكُونَهُ
ك ،[إكمال الدين ] أبي و ابن الوليد معا عن سعد مثله غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]سعد
مثله ني،[الغيبة للنعماني]الكليني عن علي بن محمد عن الحسن بن عيسي بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن جعفرمثله نص ،[كفاية الأثر] علي بن محمدالسندي عن محمد بن الحسين عن سعدمثله بيان قوله يابني علي جهة اللطف والشفقة
2-ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الأزَديِّ قَالَسَأَلتُ سيَدّيِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً فَقَالَ النّعمَةُ الظّاهِرَةُ الإِمَامُ الظّاهِرُ وَ البَاطِنَةُ الإِمَامُ الغَائِبُ فَقُلتُ لَهُ وَ يَكُونُ فِي الأَئِمّةِ مَن يَغِيبُ قَالَ نَعَم يَغِيبُ عَن أَبصَارِ النّاسِ شَخصُهُ وَ لَا يَغِيبُ عَن قُلُوبِ المُؤمِنِينَ ذِكرُهُ وَ هُوَ الثاّنيِ عَشَرَ مِنّا يُسَهّلُ اللّهُ لَهُ كُلّ عَسِيرٍ وَ يُذَلّلُ لَهُ كُلّ صَعبٍ وَ يُظهِرُ لَهُ كُنُوزَ الأَرضِ وَ يُقَرّبُ لَهُ كُلّ بَعِيدٍ وَ يُبِيرُ بِهِ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ وَ يُهلِكُ عَلَي يَدِهِ كُلّ شَيطَانٍ مَرِيدٍ ذَاكَ ابنُ سَيّدَةِ الإِمَاءِ ألّذِي يَخفَي عَلَي النّاسِ وِلَادَتُهُ وَ لَا يَحِلّ لَهُم تَسمِيَتُهُ
صفحه : 151
حَتّي يُظهِرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَيَملَأَ بِهِ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً
قال الصدوق ره لم أسمع هذاالحديث إلا من أحمد بن زياد بن جعفرالهمداني عندمنصرفي من حج بيت الله الحرام و كان رجلا ثقة دينا فاضلا رحمة الله عليه ورضوانه نص ،[كفاية الأثر] محمد بن عبد الله بن حمزة عن عمه الحسن عن علي عن أبيه مثله
3- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الخَشّابِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع يَقُولُ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ[ مَن] يَقُولُ النّاسُ لَم يُولَد بَعدُ
4- ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع عَن صَاحِبِ هَذَا الأَمرِ قَالَ هُوَ الطّرِيدُ الوَحِيدُ الغَرِيبُ الغَائِبُ عَن أَهلِهِ المَوتُورُ بِأَبِيهِ
5- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البجَلَيِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ وَ أَبِي قَتَادَةَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَا تَأوِيلُ قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل أَ رَأَيتُم إِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِماءٍ مَعِينٍ فَقَالَ إِذَا فَقَدتُم إِمَامَكُم فَلَم تَرَوهُ فَمَا ذَا تَصنَعُونَ
6- ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنتَ القَائِمُ بِالحَقّ فَقَالَ أَنَا القَائِمُ بِالحَقّ وَ لَكِنّ القَائِمَ ألّذِي يُطَهّرُ الأَرضَ مِن أَعدَاءِ اللّهِ وَ يَملَؤُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً هُوَ الخَامِسُ مِن ولُديِ لَهُ غَيبَةٌ يَطُولُ أَمَدُهَا خَوفاً عَلَي نَفسِهِ يَرتَدّ فِيهَا أَقوَامٌ وَ يَثبُتُ فِيهَا آخَرُونَ ثُمّ قَالَ ع طُوبَي لِشِيعَتِنَا المُتَمَسّكِينَ بِحُبّنَا فِي غَيبَةِ قَائِمِنَا الثّابِتِينَ عَلَي مُوَالَاتِنَا وَ البَرَاءَةِ مِن أَعدَائِنَا أُولَئِكَ مِنّا وَ نَحنُ مِنهُم قَد رَضُوا بِنَا أَئِمّةً وَ رَضِينَا بِهِم شِيعَةً وَ طُوبَي لَهُم هُم وَ اللّهِ مَعَنَا فِي دَرَجَتِنَا يَومَ القِيَامَةِ
نص ،[كفاية الأثر] محمد بن عبد الله بن حمزة عن عمه الحسن عن علي بن ابراهيم عن صالح بن السندي مثله
صفحه : 152
1- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ كأَنَيّ بِالشّيعَةِ عِندَ فَقدِهِمُ الثّالِثَ مِن ولُديِ يَطلُبُونَ المَرعَي فَلَا يَجِدُونَهُ قُلتُ لَهُ وَ لِمَ ذَلِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ لِأَنّ إِمَامَهُم يَغِيبُ عَنهُم فَقُلتُ وَ لِمَ قَالَ لِئَلّا يَكُونَ فِي عُنُقِهِ لِأَحَدٍ بَيعَةٌ إِذَا قَامَ بِالسّيفِ
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ لِي لَا بُدّ مِن فِتنَةٍ صَمّاءَ صَيلَمٍ يَسقُطُ فِيهَا كُلّ بِطَانَةٍ وَ وَلِيجَةٍ وَ ذَلِكَ عِندَ فِقدَانِ الشّيعَةِ الثّالِثَ مِن ولُديِ يبَكيِ عَلَيهِ أَهلُ السّمَاءِ وَ أَهلُ الأَرضِ وَ كُلّ حَرّي وَ حَرّانَ وَ كُلّ حَزِينٍ لَهفَانَ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ وَ أمُيّ سمَيِّ جدَيّ وَ شبَيِهيِ وَ شَبِيهُ مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع عَلَيهِ جُيُوبُ النّورِ تَتَوَقّدُ بِشُعَاعِ ضِيَاءِ القُدسِ كَم مِن حَرّي مُؤمِنَةٍ وَ كَم مِن مُؤمِنٍ مُتَأَسّفٍ حَيرَانُ حَزِينٌ عِندَ فِقدَانِ المَاءِ المَعِينِ كأَنَيّ بِهِم آيِسٌ مَا كَانُوا نُودُوا نِدَاءً يَسمَعُ مَن بَعُدَ كَمَا يَسمَعُ مَن قَرُبَ يَكُونُ رَحمَةً عَلَي المُؤمِنِينَ وَ عَذَاباً عَلَي الكَافِرِينَ
3-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن جَعفَرٍ الفزَاَريِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ عَنِ الرّضَا ع مِثلَهُ وَ فِيهِ تَتَوَقّدُ مِن شُعَاعِ ضِيَاءِ القُدسِ
صفحه : 153
يَحزَنُ لِمَوتِهِ أَهلُ الأَرضِ وَ السّمَاءِ كَم مِن حَرّي
بيان قال الجزري الفتنة الصماء هي التي لاسبيل إلي تسكينها لتناهيها في دهائها لأن الأصم لايسمع الاستغاثة و لايقلع عما يفعله وقيل هي كالحية الصماء التي لاتقبل الرقي انتهي .أقول لايبعد أن يكون مأخوذا من قولهم صخرة صماء أي الصلبة المصمتة كناية عن نهاية اشتباه الأمر فيها حتي لايمكن النفوذ فيها والنظر في باطنها وتحير أكثر الخلق فيها أو عن صلابتها وثباتها واستمرارها والصيلم الداهية والأمر الشديد ووقعة صيلمة أي مستأصلة وبطانة الرجل صاحب سره ألذي يشاوره في أحواله ووليجة الرجل دخلاؤه وخاصته أي يزل فيهاخواص الشيعة والمراد بالثالث الحسن العسكري والظاهر رجوع الضمير في عليه إليه ويحتمل رجوعه إلي إمام الزمان المعلوم بقرينة المقام و علي التقديرين المراد بقوله سمي جدي القائم ع . قوله ع عليه جيوب النور لعل المعني أن جيوب الأشخاص النورانية من كمل المؤمنين والملائكة المقربين وأرواح المرسلين تشتعل للحزن علي غيبته وحيرة الناس فيه وإنما ذلك لنور إيمانهم الساطع من شموس عوالم القدس ويحتمل أن يكون المراد بجيوب النور الجيوب المنسوبة إلي النور والتي يسطع منها أنوار فيضه وفضله تعالي والحاصل أن عليه صلوات الله عليه أثواب قدسية وخلع ربانية تتقد من جيوبها أنوار فضله وهدايته تعالي ويؤيده مامر في رواية محمد بن الحنفية عن النبي ص جلابيب النور ويحتمل أن يكون علي تعليلية أي ببركة هدايته وفيضه ع يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس من العلوم
صفحه : 154
والمعارف الربانية. قوله يسمع علي بناء المجهول أوالمعلوم و علي الأول من حرف الجر و علي الثاني اسم موصول وكذا الفقرة الثانية يحتمل الوجهين
4- ك ،[إكمال الدين ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِّ قَالَ سَمِعتُ دِعبِلَ بنَ عَلِيّ الخزُاَعيِّ يَقُولُ أَنشَدتُ موَلاَيَ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع قصَيِدتَيَِ التّيِ أَوّلُهَا
مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ | وَ مَنزِلُ وحَيٍ مُقفِرُ العَرَصَاتِ |
فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي قوَليِ
خُرُوجُ إِمَامٍ لَا مَحَالَةَ خَارِجٌ | يَقُومُ عَلَي اسمِ اللّهِ وَ البَرَكَاتِ |
يُمَيّزُ فِينَا كُلّ حَقّ وَ بَاطِلٍ | وَ يجُزيِ عَلَي النّعمَاءِ وَ النّقِمَاتِ |
بَكَي الرّضَا ع بُكَاءً شَدِيداً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إلِيَّ فَقَالَ لِي يَا خزُاَعيِّ نَطَقَ رُوحُ القُدُسِ عَلَي لِسَانِكَ بِهَذَينِ البَيتَينِ فَهَل تدَريِ مَن هَذَا الإِمَامُ وَ مَتَي يَقُومُ فَقُلتُ لَا يَا موَلاَيَ إِلّا أنَيّ سَمِعتُ بِخُرُوجِ إِمَامٍ مِنكُم يُطَهّرُ الأَرضَ مِنَ الفَسَادِ وَ يَملَؤُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً فَقَالَ يَا دِعبِلُ الإِمَامُ بعَديِ مُحَمّدٌ ابنيِ وَ بَعدَ مُحَمّدٍ ابنُهُ عَلِيّ وَ بَعدَ عَلِيّ ابنُهُ الحَسَنُ وَ بَعدَ الحَسَنِ ابنُهُ الحُجّةُ القَائِمُ المُنتَظَرُ فِي غَيبَتِهِ المُطَاعُ فِي ظُهُورِهِ لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَخرُجَ فَيَملَأَهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ أَمّا مَتَي فَإِخبَارٌ عَنِ الوَقتِ وَ لَقَد حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ النّبِيّص قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَتَي يَخرُجُ القَائِمُ مِن ذُرّيّتِكَ فَقَالَ مَثَلُهُ مَثَلُ السّاعَةِلا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ لا تَأتِيكُم إِلّا بَغتَةً
نص ،[كفاية الأثر] محمد بن عبد الله بن حمزة عن عمه الحسن عن علي عن أبيه عن الهروي مثله
5-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّا لَنَرجُو أَن تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ وَ أَن يُسدِيَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيكَ مِن غَيرِ سَيفٍ فَقَد بُويِعَ لَكَ وَ ضُرِبَتِ الدّرَاهِمُ بِاسمِكَ فَقَالَ مَا مِنّا أَحَدٌ اختَلَفَت
صفحه : 155
إِلَيهِ الكُتُبُ وَ سُئِلَ عَنِ المَسَائِلِ وَ أَشَارَت إِلَيهِ الأَصَابِعُ وَ حُمِلَت إِلَيهِ الأَموَالُ إِلّا اغتِيلَ أَو مَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِهَذَا الأَمرِ رَجُلًا خفَيِّ المَولِدِ وَ المَنشَإِ غَيرَ خفَيِّ فِي نَسَبِهِ
بيان في الكافي وأشير إليه بالأصابع كناية عن الشهرة والاغتيال الأخذ بغتة والقتل خديعة والمراد هنا القتل بالآلة وبالموت القتل بالسم والأول يصحبهما والمراد بالثاني الموت غيظا بلا ظفر
6- ك ،[إكمال الدين ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمدَانَ عَن خَالِهِ أَحمَدَ بنِ زَكَرِيّا قَالَ قَالَ لِيَ الرّضَا ع أَينَ مَنزِلُكَ بِبَغدَادَ قُلتُ الكَرخُ قَالَ أَمَا إِنّهُ أَسلَمُ مَوضِعٍ وَ لَا بُدّ مِن فِتنَةٍ صَمّاءَ صَيلَمٍ يَسقُطُ فِيهَا كُلّ وَلِيجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِكَ بَعدَ فِقدَانِ الشّيعَةِ الثّالِثَ مِن ولُديِ
7- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي يَعقُوبَ البلَخيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّهُ سَيُبتَلَونَ بِمَا هُوَ أَشَدّ وَ أَكبَرُ يُبتَلَونَ بِالجَنِينِ فِي بَطنِ أُمّهِ وَ الرّضِيعِ حَتّي يُقَالَ غَابَ وَ مَاتَ وَ يَقُولُونَ لَا إِمَامَ وَ قَد غَابَ رَسُولُ اللّهِص وَ غَابَ وَ غَابَ وَ هَا أَنَا ذَا أَمُوتُ حَتفَ أنَفيِ
بيان قوله ع وغاب وغاب أي كان له غيبات كثيرة كغيبته في حري و في الشعب و في الغار و بعد ذلك إلي أن دخل المدينة ويحتمل أن يكون فاعل الفعلين محذوفا بقرينة المقام أي غاب غيره من الأنبياء ويحتمل أن يكون ع ذكرهم وعبر الراوي هكذا اختصارا
8- ني،[الغيبة للنعماني]الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ إِذَا رُفِعَ عِلمُكُم مِن بَينِ أَظهُرِكُم فَتَوَقّعُوا الفَرَجَ مِن تَحتِ أَقدَامِكُم
صفحه : 156
1- ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الروّياَنيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَنِ القَائِمِ أَ هُوَ المهَديِّ أَو غَيرُهُ فاَبتدَأَنَيِ فَقَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ إِنّ القَائِمَ مِنّا هُوَ المهَديِّ ألّذِي يَجِبُ أَن يُنتَظَرَ فِي غَيبَتِهِ وَ يُطَاعَ فِي ظُهُورِهِ وَ هُوَ الثّالِثُ مِن ولُديِ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ وَ خَصّنَا بِالإِمَامَةِ إِنّهُ لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَخرُجَ فَيَملَأَ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُصلِحُ أَمرَهُ فِي لَيلَةٍ كَمَا أَصلَحَ أَمرَ كَلِيمِهِ مُوسَي ع لِيَقتَبِسَ لِأَهلِهِ نَاراً فَرَجَعَ وَ هُوَ رَسُولُ نبَيِّ ثُمّ قَالَ ع أَفضَلُ أَعمَالِ شِيعَتِنَا انتِظَارُ الفَرَجِ
2- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَابُندَادَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ القيَسيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع مَنِ الخَلَفُ بَعدَكَ قَالَ ابنيِ عَلِيّ ابنيِ عَلِيّ ثُمّ أَطرَقَ مَلِيّاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ ثُمّ قَالَ إِنّهَا سَتَكُونُ حَيرَةٌ قُلتُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِلَي مَن فَسَكَتَ ثُمّ قَالَ لَا أَينَ حَتّي قَالَهَا ثَلَاثاً فَأَعَدتُ فَقَالَ إِلَي المَدِينَةِ فَقُلتُ أَيّ المُدُنِ فَقَالَ مَدِينَتِنَا هَذِهِ وَ هَل مَدِينَةٌ غَيرُهَا وَ قَالَ أَحمَدُ بنُ هِلَالٍ أخَبرَنَيِ ابنُ بَزِيعٍ أَنّهُ حَضَرَ أُمَيّةَ بنَ عَلِيّ القيَسيِّ وَ هُوَ يَسأَلُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن ذَلِكَ فَأَجَابَهُ بِهَذَا الجَوَابِ
صفحه : 157
ني،[الغيبة للنعماني] علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي وذكر مثله بيان فقال لاأين أي لايهتدي إليه وأين يوجد ويظفر به ثم أشار ع إلي أنه يكون في بعض الأوقات في المدينة أويراه بعض الناس فيها
3- ني،[الغيبة للنعماني] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ هِشَامٍ عَن أَبِي سَعدٍ سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع أَنّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ إِذَا مَاتَ ابنيِ عَلِيّ بَدَا سِرَاجٌ بَعدَهُ ثُمّ خفَيَِ فَوَيلٌ لِلمُرتَابِ وَ طُوبَي لِلعَرَبِ الفَارّ بِدِينِهِ ثُمّ يَكُونُ بَعدَ ذَلِكَ أَحدَاثٌ تَشِيبُ فِيهَا النوّاَصيِ وَ يَسِيرُ الصّمّ الصّلَابُ
بيان سير الصم الصلاب كناية عن شدة الأمر وتغير الزمان حتي كأن الجبال زالت عن مواضعها أو عن تزلزل الثابتين في الدين عنه
4- نص ،[كفاية الأثر] أَبُو عَبدِ اللّهِ الخزُاَعيِّ عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ قَالَ قُلتُ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي إنِيّ لَأَرجُو أَن تَكُونَ القَائِمَ مِن أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍ ألّذِي يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً فَقَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ مَا مِنّا إِلّا قَائِمٌ بِأَمرِ اللّهِ وَ هَادٍ إِلَي دِينِ اللّهِ وَ لَستُ القَائِمَ ألّذِي يُطَهّرُ اللّهُ بِهِ الأَرضَ مِن أَهلِ الكُفرِ وَ الجُحُودِ وَ يَملَؤُهَا عَدلًا وَ قِسطاً هُوَ ألّذِي يَخفَي عَلَي النّاسِ وِلَادَتُهُ وَ يَغِيبُ عَنهُم شَخصُهُ وَ يَحرُمُ عَلَيهِم تَسمِيَتُهُ وَ هُوَ سمَيِّ رَسُولِ اللّهِ وَ كَنِيّهُ وَ هُوَ ألّذِي يُطوَي لَهُ الأَرضُ وَ يَذِلّ لَهُ كُلّ صَعبٍ يَجتَمِعُ إِلَيهِ مِن أَصحَابِهِ عَدَدُ أَهلِ بَدرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِن أقَاَصيِ الأَرضِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَينَ ما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ فَإِذَا اجتَمَعَت لَهُ هَذِهِ العِدّةُ مِن أَهلِ الأَرضِ أَظهَرَ أَمرَهُ فَإِذَا أُكمِلَ لَهُ العَقدُ وَ هُوَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ خَرَجَ بِإِذنِ اللّهِ فَلَا يَزَالُ يَقتُلُ أَعدَاءَ اللّهِ حَتّي يَرضَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ عَبدُ العَظِيمِ قُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ وَ كَيفَ يَعلَمُ أَنّ اللّهَ قَد رضَيَِ قَالَ يلُقيِ فِي قَلبِهِ الرّحمَةَ
5-نص ،[كفاية الأثر] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَنِ ابنِ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الصّقرِ بنِ أَبِي دُلَفَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ الرّضَا ع يَقُولُ ,
صفحه : 158
الإِمَامُ بعَديِ ابنيِ عَلِيّ أَمرُهُ أمَريِ وَ قَولُهُ قوَليِ وَ طَاعَتُهُ طاَعتَيِ وَ الإِمَامُ بَعدَهُ ابنُهُ الحَسَنُ أَمرُهُ أَمرُ أَبِيهِ وَ قَولُهُ قَولُ أَبِيهِ وَ طَاعَتُهُ طَاعَةُ أَبِيهِ ثُمّ سَكَتَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَنِ الإِمَامُ بَعدَ الحَسَنِ فَبَكَي ع بُكَاءً شَدِيداً ثُمّ قَالَ إِنّ مِن بَعدِ الحَسَنِ ابنُهُ القَائِمُ بِالحَقّ المُنتَظَرُ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ لِمَ سمُيَّ القَائِمَ قَالَ لِأَنّهُ يَقُومُ بَعدَ مَوتِ ذِكرِهِ وَ ارتِدَادِ أَكثَرِ القَائِلِينَ بِإِمَامَتِهِ فَقُلتُ لَهُ وَ لِمَ سمُيَّ المُنتَظَرَ قَالَ إِنّ لَهُ غَيبَةً يَكثُرُ أَيّامُهَا وَ يَطُولُ أَمَدُهَا فَيَنتَظِرُ خُرُوجَهُ المُخلِصُونَ وَ يُنكِرُهُ المُرتَابُونَ وَ يسَتهَزِئُ بِهِ الجَاحِدُونَ وَ يَكذِبُ فِيهَا الوَقّاتُونَ وَ يَهلِكُ فِيهَا المُستَعجِلُونَ وَ يَنجُو فِيهَا المُسلِمُونَ
6- نص ،[كفاية الأثر] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ السنّديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ القيَسيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ الثاّنيِ ع مَنِ الخَلَفُ مِن بَعدِكَ قَالَ ابنيِ عَلِيّ ثُمّ قَالَ أَمَا إِنّهَا سَتَكُونُ حَيرَةٌ قَالَ قُلتُ إِلَي أَينَ فَسَكَتَ ثُمّ قَالَ إِلَي المَدِينَةِ قَالَ قُلتُ وَ إِلَي أَيّ مَدِينَةٍ قَالَ مَدِينَتِنَا هَذِهِ وَ هَل مَدِينَةٌ غَيرُهَا
7- قَالَ أَحمَدُ بنُ هِلَالٍ فأَخَبرَنَيِ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ أَنّهُ حَضَرَ أُمَيّةَ بنَ عَلِيّ وَ هُوَ يَسأَلُ أَبَا جَعفَرٍ الثاّنيَِ عَن ذَلِكَ فَأَجَابَهُ بِمِثلِ ذَلِكَ الجَوَابِ
8- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ القيَسيِّ عَن أَبِي الهَيثَمِ التمّيِميِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا تَوَالَت ثَلَاثَةُ أَسمَاءٍ كَانَ رَابِعُهُم قَائِمَهُم مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ
1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العلَوَيِّ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ صَاحِبَ العَسكَرِ ع يَقُولُالخَلَفُ مِن بعَديِ ابنيَِ الحَسَنُ فَكَيفَ لَكُم بِالخَلَفِ مِن بَعدِ الخَلَفِ فَقُلتُ وَ لِمَ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ فَقَالَ لِأَنّكُم لَا تَرَونَ شَخصَهُ وَ لَا يَحِلّ لَكُم ذِكرُهُ بِاسمِهِ قُلتُ فَكَيفَ نَذكُرُهُ
صفحه : 159
قَالَ قُولُوا الحُجّةُ مِن آلِ مُحَمّدٍص
نص ،[كفاية الأثر] علي بن محمد بن السندي عن محمد بن الحسن عن سعد مثله
2- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ الكَاتِبِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الصيّمرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَسأَلُهُ عَنِ الفَرَجِ فَكَتَبَ إِذَا غَابَ صَاحِبُكُم عَن دَارِ الظّالِمِينَ فَتَوَقّعُوا الفَرَجَ
3- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ الخَشّابِ عَن إِسحَاقَ بنِ أَيّوبَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ مَن يَقُولُ النّاسُ لَم يُولَد بَعدُ
و حدثنابهذا الحديث محمد بن ابراهيم عن إسحاق بن أيوب ہp
4- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي غَانِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ فَارِسٍ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ أَيّوبُ بنُ نُوحٍ فِي طَرِيقِ مَكّةَ فَنَزَلنَا عَلَي واَديِ زُبَالَةَ فَجَلَسنَا نَتَحَدّثُ فَجَرَي ذِكرُ مَا نَحنُ فِيهِ وَ بَعُدَ الأَمرُ عَلَينَا فَقَالَ أَيّوبُ بنُ نُوحٍ كَتَبتُ فِي هَذِهِ السّنَةِ أَذكُرُ شَيئاً مِن هَذَا فَكَتَبَ إلِيَّ إِذَا رُفِعَ عِلمُكُم مِن بَينِ أَظهُرِكُم فَتَوَقّعُوا الفَرَجَ مِن تَحتِ أَقدَامِكُم
بيان علمكم بالتحريك أي من يعلم به سبيل الحق و هوالإمام ع أوبالكسر أي صاحب علمكم فرجع إلي الأول أوأصل العلم بأن تشيع الضلالة والجهالة في الخلق وتوقع الفرج من تحت الأقدام كناية عن قربه وتيسر حصوله فإن من كانت قدماه علي شيءفهو أقرب الأشياء به ويأخذه إذارفعهما فعلي الأولين المعني أنه لابد أن تكونوا في تلك الأزمان متوقعين للفرج كذلك غيرآيسين منه ويحتمل أن يكون المراد ما هوأعم من ظهور الإمام أي يحصل لكم فرج إما بالموت والوصول إلي رحمة الله أوظهور الإمام أورفع شر الأعادي بفضل الله و علي الوجه الثالث الكلام محمول علي ظاهره فإنه إذا
صفحه : 160
تمت جهالة الخلق وضلالتهم لابد من ظهور الإمام ع كمادلت الأخبار وعادة الله في الأمم الماضية عليه
5- ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ صَدَقَةَ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ الغَفّارِ قَالَ لَمّا مَاتَ أَبُو جَعفَرٍ الثاّنيِ ع كَتَبَتِ الشّيعَةُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع يَسأَلُونَهُ عَنِ الأَمرِ فَكَتَبَ ع إِلَيهِمُ الأَمرُ لِي مَا دُمتُ حَيّاً فَإِذَا نَزَلَت بيِ مَقَادِيرُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَتَاكُمُ الخَلَفُ منِيّ وَ أَنّي لَكُم بِالخَلَفِ مِن بَعدِ الخَلَفِ
6- ك ،[إكمال الدين ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا مُحَمّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ كأَنَيّ بِكُم وَ قَدِ اختَلَفتُم بعَديِ فِي الخَلَفِ منِيّ أَمَا إِنّ المُقِرّ بِالأَئِمّةِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ المُنكِرَ لوِلَدَيِ كَمَن أَقَرّ بِجَمِيعِ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ ثُمّ أَنكَرَ نُبُوّةَ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ المُنكِرُ لِرَسُولِ اللّهِص كَمَن أَنكَرَ جَمِيعَ الأَنبِيَاءِ لِأَنّ طَاعَةَ آخِرِنَا كَطَاعَةِ أَوّلِنَا وَ المُنكِرَ لآِخِرِنَا كَالمُنكِرِ لِأَوّلِنَا أَمَا إِنّ لوِلَدَيِ غَيبَةً يَرتَابُ فِيهَا النّاسُ إِلّا مَن عَصَمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
نص ،[كفاية الأثر] الحسين بن علي عن العطار مثله
7- ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ هَمّامٍ قَالَ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عُثمَانَ العمَريِّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ سُئِلَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع وَ أَنَا عِندَهُ عَنِ الخَبَرِ ألّذِي روُيَِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ الأَرضَ لَا تَخلُو مِن حُجّةِ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ أَنّ مَن مَاتَ وَ لَم يَعرِف إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً فَقَالَ ع إِنّ هَذَا حَقّ كَمَا أَنّ النّهَارَ حَقّ فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَنِ الحُجّةُ وَ الإِمَامُ بَعدَكَ فَقَالَ ابنيِ مُحَمّدٌ وَ هُوَ الإِمَامُ وَ الحُجّةُ بعَديِ مَن مَاتَ وَ لَم يَعرِفهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً أَمَا إِنّ لَهُ غَيبَةً يَحَارُ فِيهَا الجَاهِلُونَ وَ يَهلِكُ فِيهَا المُبطِلُونَ وَ يَكذِبُ فِيهَا الوَقّاتُونَ ثُمّ يَخرُجُ فكَأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي الأَعلَامِ البِيضِ تَخفِقُ فَوقَ رَأسِهِ بِنَجَفِ الكُوفَةِ
نص ،[كفاية الأثر] أبوالمفضل عن أبي علي بن همام مثله
8-ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ
صفحه : 161
قَالَ خَرَجَ مِن أَبِي مُحَمّدٍ ع تَوقِيعٌ زَعَمُوا أَنّهُم يُرِيدُونَ قتَليِ لِيَقطَعُوا نسَليِ وَ قَد كَذّبَ اللّهُ قَولَهُم وَ الحَمدُ لِلّهِ
9- ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ كُلثُومٍ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الراّزيِّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العسَكرَيِّ ع يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يخُرجِنيِ مِنَ الدّنيَا حَتّي أرَاَنيِ الخَلَفَ مِن بعَديِ أَشبَهَ النّاسِ بِرَسُولِ اللّهِص خَلقاً وَ خُلقاً يَحفَظُهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي غَيبَتِهِ ثُمّ يُظهِرُهُ فَيَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً
10- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزيّتوُنيِّ عَنِ الزهّريِّ الكوُفيِّ عَن بُنَانِ بنِ حَمدَوَيهِ قَالَ ذُكِرَ عِندَ أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع مضُيِّ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ ذَاكَ إلِيَّ مَا دُمتُ حَيّاً بَاقِياً وَ لَكِن كَيفَ بِهِم إِذَا فَقَدُوا مَن بعَديِ
11- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَبُو هَاشِمٍ الجعَفرَيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع جَلَالَتُكَ تمَنعَنُيِ عَن مَسأَلَتِكَ فَتَأذَنُ لِي فِي أَن أَسأَلَكَ قَالَ سَل قُلتُ يَا سيَدّيِ هَل لَكَ وَلَدٌ قَالَ نَعَم قُلتُ فَإِن حَدَثَ حَدَثٌ فَأَينَ أَسأَلُ عَنهُ فَقَالَ بِالمَدِينَةِ
12- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن أَبِي نُعَيمٍ نَصرِ بنِ عِصَامِ بنِ المُغِيرَةِ الفهِريِّ المَعرُوفِ بِقَرقَارَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ المرَاَغيِّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا مُحَمّدٍ ع عَن صَاحِبِ هَذَا الأَمرِ فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَي إِنّهُ حيَّ غَلِيظُ الرّقَبَةِ
13- نص ،[كفاية الأثر] أَبُو المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلّانٍ الراّزيِّ قَالَ أخَبرَنَيِ بَعضُ أَصحَابِنَا أَنّهُ لَمّا حَمَلَت جَارِيَةُ أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ سَتَحمِلِينَ ذَكَراً وَ اسمُهُ م ح م د وَ هُوَ القَائِمُ مِن بعَديِ
14-ك ،[إكمال الدين ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرٍ الفزَاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المدَاَئنِيِّ عَن أَبِي حَاتِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا مُحَمّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ فِي سَنَةِ مِائَتَينِ وَ سِتّينَ تَفَرّقَ شيِعتَيِ فَفِيهَا قُبِضَ أَبُو مُحَمّدٍ ع وَ تَفَرّقَت شِيعَتُهُ وَ أَنصَارُهُ فَمِنهُم مَنِ
صفحه : 162
انتَمَي إِلَي جَعفَرٍ وَ مِنهُم مَن تَاهَ وَ شَكّ وَ مِنهُم مَن وَقَفَ عَلَي تَحَيّرِهِ وَ مِنهُم مَن ثَبَتَ عَلَي دِينِهِ بِتَوفِيقِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
15- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عِيسَي بنِ صَبِيحٍ قَالَ دَخَلَ الحَسَنُ العسَكرَيِّ ع عَلَينَا الحَبسَ وَ كُنتُ بِهِ عَارِفاً فَقَالَ لِي لَكَ خَمسٌ وَ سِتّونَ سَنَةً وَ شَهرٌ وَ يَومَانِ وَ كَانَ معَيِ كِتَابُ دُعَاءٍ عَلَيهِ تَارِيخُ موَلدِيِ وَ إنِيّ نَظَرتُ فِيهِ فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَالَ هَل رُزِقتَ وَلَداً فَقُلتُ لَا فَقَالَ أللّهُمّ ارزُقهُ وَلَداً يَكُونُ لَهُ عَضُداً فَنِعمَ العَضُدُ الوَلَدُ ثُمّ تَمَثّلَ ع
مَن كَانَ ذَا عَضُدٍ يُدرِكُ ظُلَامَتَهُ | إِنّ الذّلِيلَ ألّذِي لَيسَت لَهُ عَضُدٌ |
قُلتُ أَ لَكَ وَلَدٌ قَالَ إيِ وَ اللّهِ سَيَكُونُ لِي وَلَدٌ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً فَأَمّا الآنَ فَلَا ثُمّ تَمَثّلَ
لَعَلّكَ يَوماً أَن ترَاَنيِ كَأَنّمَا | بنَيِّ حوَاَليَّ الأُسُودُ اللّوَابِدُ |
فَإِنّ تَمِيماً قَبلَ أَن يَلِدَ الحَصَا | أَقَامَ زَمَاناً وَ هُوَ فِي النّاسِ وَاحِدٌ |
روي البرسي في مشارق الأنوار عن كعب بن الحارث قال إن ذا جدن الملك أرسل إلي السطيح لأمر شك فيه فلما قدم عليه أراد أن يجرب علمه قبل حكمه فخبأ له دينارا تحت قدمه ثم أذن له فدخل فقال له الملك ماخبأت لك ياسطيح فقال سطيح حلفت بالبيت والحرم والحجر الأصم والليل إذاأظلم والصبح إذاتبسم وبكل فصيح وأبكم لقد خبأت لي دينارا بين النعل والقدم فقال الملك من أين علمك هذا ياسطيح فقال من قبل أخ لي حتي ينزل معي أني نزلت . فقال الملك أخبرني عما يكون في الدهور فقال سطيح إذاغارت الأخيار
صفحه : 163
وقادت الأشرار وكذب بالأقدار وحمل المال بالأوقار وخشعت الأبصار لحامل الأوزار وقطعت الأرحام وظهرت الطغام المستحلي الحرام في حرمة الإسلام واختلفت الكلمة وخفرت الذمة و قلت الحرمة و ذلك عندطلوع الكوكب ألذي يفزع العرب و له شبيه الذنب فهناك تنقطع الأمطار وتجف الأنهار وتختلف الأعصار وتغلو الأسعار في جميع الأقطار. ثم تقبل البربر بالرايات الصفر علي البراذين السبر حتي ينزلوا مصر فيخرج رجل من ولد صخر فيبدل الرايات السود بالحمر فيبيح المحرمات ويترك النساء بالثدايا معلقات و هوصاحب نهب الكوفة فرب بيضاء الساق مكشوفة علي الطريق مردوفة بهاالخيل محفوفة قتل زوجها وكثر عجزها واستحل فرجها فعندها يظهر ابن النبي المهدي و ذلك إذاقتل المظلوم بيثرب و ابن عمه في الحرم وظهر الخفي فوافق الوشمي فعند ذلك يقبل المشوم بجمعه الظلوم فتظاهر الروم بقتل القروم فعندها ينكسف كسوف إذاجاء الزحوف وصف الصفوف . ثم يخرج ملك من صنعاء اليمن أبيض كالقطن اسمه حسين أوحسن فيذهب بخروجه غمر الفتن فهناك يظهر مباركا زكيا وهاديا مهديا وسيدا علويا فيفرج الناس إذاأتاهم بمن الله ألذي هداهم فيكشف بنوره الظلماء ويظهر به الحق بعدالخفاء ويفرق الأموال في الناس بالسواء ويغمه السيف فلايسفك الدماء ويعيش الناس في البشر والهناء ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذاء ويرد الحق علي أهل القري ويكثر في الناس الضيافة والقري ويرفع بعدله الغواية والعمي كأنه كان غبار فانجلي فيملأ الأرض عدلا وقسطا والأيام حباء و هوعلم للساعة بلا امتراء. وَ رَوَي ابنُ عَيّاشٍ فِي المُقتَضَبِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ سُفيَانَ البزَوَفرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ البوُشنَجاَنيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ
صفحه : 164
النّوشَجَانِ بنِ البودمردان قَالَ
لَمّا جَلَا الفُرسُ عَنِ القَادِسِيّةِ وَ بَلَغَ يَزدَجَردَ بنَ شَهرِيَارَ مَا كَانَ مِن رُستُمَ وَ إِدَالَةِ العَرَبِ عَلَيهِ وَ ظَنّ أَنّ رُستُمَ قَد هَلَكَ وَ الفُرسَ جَمِيعاً وَ جَاءَ مُبَادِرٌ وَ أَخبَرَهُ بِيَومِ القَادِسِيّةِ وَ انجِلَائِهَا عَن خَمسِينَ أَلفَ قَتِيلٍ خَرَجَ يَزدَجَردُ هَارِباً فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ وَقَفَ بِبَابِ الإِيوَانِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا الإِيوَانُ هَا أَنَا ذَا مُنصَرِفٌ عَنكَ وَ رَاجِعٌ إِلَيكَ أَنَا أَو رَجُلٌ مِن ولُديِ لَم يَدنُ زَمَانُهُ وَ لَا آنَ أَوَانُهُ قَالَ سُلَيمَانُ الديّلمَيِّ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ وَ قُلتُ لَهُ مَا قَولُهُ أَو رَجُلٌ مِن ولُديِ فَقَالَ ذَلِكَ صَاحِبِكُمُ القَائِمُ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ السّادِسُ مِن ولُديِ قَد وَلَدَهُ يَزدَجَردُ فَهُوَ وَلَدُهُ
و منه عن عبد الله بن القاسم البلخي عن أبي سلام الكجي عن عبد الله بن مسلم عن عبد الله بن عمير عن هرمز بن حوران عن فراس عن الشعبي قال إن عبدالملك بن مروان دعاني فقال يا أباعمرو إن موسي بن نصر العبدي كتب إلي و كان عامله علي المغرب يقول بلغني أن مدينة من صفر كان ابتناها نبي الله سليمان بن داود أمر الجن أن يبنوها له فاجتمعت العفاريت من الجن علي بنائها وأنها من عين القطر التي ألانها الله لسليمان بن داود وأنها في مفازة الأندلس و أن فيها من الكنوز التي استودعها سليمان و قدأردت أن أتعاطي الارتحال إليها فأعلمني الغلام بهذا الطريق أنه صعب لايتمطي إلابالاستعداد من الظهور والأزواد الكثيرة مع بقاء بعدالمسافة وصعوبتها و أن أحدا لم يهتم بها إلاقصر عن بلوغها إلادارا بن دارا فلما قتله الإسكندر قال و الله لقد جئت الأرض والأقاليم كلها ودان لي أهلها و ماأرض إلا و قدوطأتها إلا هذه الأرض من الأندلس فقد أدركها دارا بن دارا وإني لجدير بقصدها كي لاأقصر عن غاية بلغها دارا.فتجهز الإسكندر واستعد للخروج عاما كاملا فلما ظن أنه قداستعد لذلك و قد كان بعث رواده فأعلموا أن موانعا دونها.فكتب عبدالملك إلي موسي بن نصر يأمره بالاستعداد والاستخلاف علي عمله
صفحه : 165
فاستعد وخرج فرآها وذكر أحوالها فلما رجع كتب إلي عبدالملك بحالها و قال في آخر الكتاب فلما مضت الأيام وفنيت الأزواد سرنا نحو بحيرة ذات شجر وسرت مع سور المدينة فصرت إلي مكان من السور فيه كتاب بالعربية فوقفت علي قراءته وأمرت بانتساخه فإذا هوشعر
ليعلم المرء ذو العز المنيع و من | يرجو الخلود و ماحي بمخلود |
لو أن خلقا ينال الخلد في مهل | لنال ذاك سليمان بن داود |
سالت له القطر عين القطر فائضة | بالقطر سنة عطاء غيرمصدود |
فقال للجن ابنوا لي به أثرا | يبقي إلي الحشر لايبلي و لايودي |
فصيروه صفاحا ثم هيل له | إلي السماء بأحكام وتجويد |
وأفرغ القطر فوق السور منصلتا | فصار أصلب من صماء صيخود |
وثب فيه كنوز الأرض قاطبة | وسوف يظهر يوما غيرمحدود |
وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا | مصمدا بطوابيق الجلاميد |
لم يبق من بعده للملك سابقة | حتي تضمن رمسا غيرأخدود |
هذاليعلم أن الملك منقطع | إلا من الله ذي النعماء والجود |
حتي إذاولدت عدنان صاحبها | من هاشم كان منها خير مولود |
وخصه الله بالآيات منبعثا | إلي الخليقة منها البيض والسود |
له مقاليد أهل الأرض قاطبة | والأوصياء له أهل المقاليد |
هم الخلائف اثنتا عشرة حججا | من بعدها الأوصياء السادة الصيد |
حتي يقوم بأمر الله قائمهم | من السماء إذا ماباسمه نودي. |
فلما قرأ عبدالملك الكتاب وأخبره طالب بن مدرك و كان رسوله إليه بما عاين من ذلك وعنده محمد بن شهاب الزهري قال ماتري في هذاالأمر العجيب فقال الزهري أري وأظن أن جنا كانوا موكلين بما في تلك المدينة حفظة لها يخيلون إلي من كان صعدها قال عبدالملك فهل علمت من أمر المنادي من السماء شيئا قال اله عن هذا يا أمير المؤمنين قال عبدالملك كيف ألهو عن
صفحه : 166
ذلك و هوأكبر أوطاري لتقولن بأشد ماعندك في ذلك ساءني أم سرني. فقال الزهري أخبرني علي بن الحسين ع أن هذاالمهدي من ولد فاطمة بنت رسول الله ص فقال عبدالملك كذبتما لاتزالان تدحضان في بولكما وتكذبان في قولكما ذلك رجل منا قال الزهري أما أنافرويته لك عن علي بن الحسين ع فإن شئت فاسأله عن ذلك و لالؤم علي فيما قلته لك فإِن يَكُ كاذِباً فَعَلَيهِ كَذِبُهُ وَ إِن يَكُ صادِقاً يُصِبكُم بَعضُ ألّذِي يَعِدُكُم فقال عبدالملك لاحاجة لي إلي سؤال بني أبي تراب فخفض عليك يازهري بعض هذاالقول فلايسمعه منك أحد قال الزهري لك علي ذلك .بيان لايودي أي لايهلك و قال الجوهري كل شيءأرسلته إرسالا من رمل أوتراب أوطعام أونحوه قلت هلته أهيله هيلا فانهال أي جري وانصب و قال صلت ما في القدح أي صببته و قال صخرة صيخود أي شديدة قوله مصمدا بالصاد المهملة أوبالضاد المعجمة. قال الجوهري المصمد لغة في المصمت و هو ألذي لاجوف له و قال صمد فلان رأسه تصميدا أي شده بعصابة أوثوب ماخلا العمامة و قال الطابق الآجر الكبير فارسي معرب والجلاميد جمع الجلمود بالضم هوالصخر والرمس بالفتح القبر أوترابه والأخدود بالضم شق في الأرض مستطيل والصيد جمع الأصيد الملك و الرجل ألذي يرفع رأسه كبرا
صفحه : 167
قال رحمه الله اعلم أن لنا في الكلام في غيبة صاحب الزمان ع طريقين أحدهما أن نقول إذاثبت وجوب الإمامة في كل حال و أن الخلق مع كونهم غيرمعصومين لايجوز أن يخلو من رئيس في وقت من الأوقات و أن من شرط الرئيس أن يكون مقطوعا علي عصمته فلايخلو ذلك الرئيس من أن يكون ظاهرا معلوما أوغائبا مستورا فإذاعلمنا أن كل من يدعي له الإمامة ظاهرا ليس بمقطوع علي عصمته بل ظاهر أفعالهم وأحوالهم ينافي العصمة علمنا أن من يقطع علي عصمته غائب مستور و إذاعلمنا أن كل من يدعي له العصمة قطعا ممن هوغائب من الكيسانية والناووسية والفطحية والواقفة وغيرهم قولهم باطل علمنا بذلك صحة إمامة ابن الحسن وصحة غيبته وولايته و لانحتاج إلي تكلف الكلام في إثبات ولادته وسبب غيبته مع ثبوت ماذكرناه ولأن الحق لايجوز خروجه عن الأمة. والطريق الثاني أن نقول الكلام في غيبة ابن الحسن فرع علي ثبوت إمامته والمخالف لنا إما أن يسلم لنا إمامته ويسأل عن سبب غيبته فنكلف جوابه أو لايسلم لنا إمامته فلامعني لسؤاله عن غيبة من لم يثبت إمامته ومتي نوزعنا في ثبوت إمامته دللنا عليها بأن نقول قدثبت وجوب الإمامة مع بقاء التكليف علي من ليس بمعصوم في جميع الأحوال والأعصار بالأدلة القاهرة وثبت أيضا أن من شرط الإمام أن يكون مقطوعا علي عصمته وعلمنا أيضا أن الحق لايخرج عن الأمة. فإذاثبت ذلك وجدنا الأمة بين أقوال بين قائل يقول لاإمام فما ثبت من وجوب الإمامة في كل حال يفسد قوله وقائل يقول بإمامة من ليس بمقطوع علي عصمته فقوله يبطل بما دللنا عليه من وجوب القطع علي عصمة الإمام و من ادعي
صفحه : 168
العصمة لبعض من يذهب إلي إمامته فالشاهد يشهد بخلاف قوله لأن أفعالهم الظاهرة وأحوالهم تنافي العصمة فلاوجه لتكلف القول فيما نعلم ضرورة خلافه و من ادعيت له العصمة وذهب قوم إلي إمامته كالكيسانية القائلين بإمامة محمد بن الحنفية والناووسية القائلين بإمامة جعفر بن محمد و أنه لم يمت والواقفة الذين قالوا إن موسي بن جعفر لم يمت فقولهم باطل من وجوه سنذكرها.فصار الطريقان محتاجين إلي فساد قول هذه الفرق ليتم ماقصدناه ويفتقران إلي إثبات الأصول الثلاثة التي ذكرناها من وجوب الرئاسة ووجوب القطع علي العصمة و أن الحق لايخرج عن الأمة ونحن ندل علي كل واحد من هذه الأقوال بموجز من القول لأن استيفاء ذلك موجود في كتبي في الإمامة علي وجه لامزيد عليه والغرض بهذا الكتاب مايختص الغيبة دون غيرها و الله الموفق لذلك بمنه . و ألذي يدل علي وجوب الرئاسة ماثبت من كونها لطفا في الواجبات العقلية فصارت واجبة كالمعرفة التي لايعري مكلف من وجوبها عليه أ لاتري أن من المعلوم أن من ليس بمعصوم من الخلق متي خلوا من رئيس مهيب يردع المعاند ويؤدب الجاني ويأخذ علي يد المتقلب ويمنع القوي من الضعيف وأمنوا ذلك وقع الفساد وانتشر الحيل وكثر الفساد وقل الصلاح ومتي كان لهم رئيس هذه صفته كان الأمر بالعكس من ذلك من شمول الصلاح وكثرته وقلة الفساد ونزارته والعلم بذلك ضروري لايخفي علي العقلاء فمن دفعه لايحسن مكالمته وأجبنا عن كل مايسأل علي ذلك مستوفي في تلخيص الشافي وشرح الجمل لانطول بذكره هاهنا. ووجدت لبعض المتأخرين كلاما اعترض به كلام المرتضي ره في الغيبة وظن أنه ظفر بطائل فموه به علي من ليس له قريحة و لابصر بوجوه النظر و أناأتكلم عليه فقال الكلام في الغيبة والاعتراض عليها من ثلاثة أوجه .أحدها أن نلزم الإمامية ثبوت وجه قبح فيها أو في التكليف معها فيلزمهم أن
صفحه : 169
يثبتوا أن الغيبة ليس فيهاوجه قبح لأن مع ثبوت وجه القبح تقبح الغيبة و إن ثبت فيهاوجه حسن كمانقول في قبح تكليف ما لايطاق إن فيه وجه قبح و إن كان فيه وجه حسن بأن يكون لطفا لغيره . والثاني أن الغيبة تنقض طريق وجوب الإمامة في كل زمان لأن كون الناس مع رئيس مهيب متصرف أبعد من القبيح لواقتضي كونه لطفا واجبا في كل حال وقبح التكليف مع فقده لاتنقض بزمان الغيبة لأنا في زمان الغيبة نكون مع رئيس هذه سبيله أبعد من القبيح و هودليل وجوب هذه الرئاسة و لم يجب وجود رئيس هذه صفته في زمان الغيبة و لاقبح التكليف مع فقده فقد وجد الدليل و لامدلول و هذانقض الدليل . والثالث أن يقال إن الفائدة بالإمامة هي كونه مبعدا من القبيح علي قولكم و ذلك لايحصل مع وجوده غائبا فلم ينفصل وجوده من عدمه و إذا لم يختص وجوده غائبا بوجه الوجوب ألذي ذكروه لم يقتض دليلهم وجوب وجوده مع الغيبة فدليلكم مع أنه منتقض حيث وجد مع انبساط اليد و لم يجب انبساط اليد مع الغيبة فهو غيرمتعلق بوجود إمام غيرمنبسط اليد و لا هوحاصل في هذه الحال الكلام عليه أن نقول أماالفصل الأول من قوله إنا نلزم الإمامية أن يكون في الغيبة وجه قبح وعيد منه محض لايقترن به حجة فكان ينبغي أن يبين وجه القبح ألذي أراد إلزامه إياهم لننظر فيه و لم يفعل فلايتوجه وعيده و إن قال ذلك سائلا علي وجه ماأنكرتم أن يكون فيهاوجه قبح فإنا نقول وجوه القبح معقولة من كون الشيء ظلما وعبثا وكذبا ومفسدة وجهلا و ليس شيء من ذلك موجودا هاهنا فعلمنا بذلك انتفاء وجود القبح . فإن قيل وجه القبح أنه لم يزح علة المكلف علي قولكم لأن انبساط يده ألذي هولطف في الحقيقة والخوف من تأديبه لم يحصل فصار ذلك إخلالا بلطف المكلف فقبح لأجله .
صفحه : 170
قلنا قدبينا في باب وجوب الإمامة بحيث أشرنا إليه أن انبساط يده والخوف من تأديبه إنما فات المكلفين لمايرجع إليهم لأنهم أحوجوه إلي الاستتار بأن أخافوه و لم يمكنوه فأتوا من قبل نفوسهم وجري ذلك مجري أن يقول قائل من لم يحصل له معرفة الله تعالي في تكليفه وجه قبح لأنه لم يحصل ما هولطف له من المعرفة فينبغي أن يقبح تكليفه فما يقولونه هاهنا من أن الكافر أتي من قبل نفسه لأن الله قدنصب له الدلالة علي معرفته ومكنه من الوصول إليها فإذا لم ينظر و لم يعرف أتي في ذلك من قبل نفسه و لم يقبح ذلك تكليفه فكذلك نقول انبساط يد الإمام و إن فات المكلف فإنما أتي من قبل نفسه و لومكنه لظهر وانبسطت يده فحصل لطفه فلم يقبح تكليفه لأن الحجة عليه لا له . و قداستوفينا نظائر ذلك في الموضع ألذي أشرنا إليه وسنذكر فيما بعد إذاعرض مايحتاج إلي ذكره . و أماالكلام في الفصل الثاني فهو مبني علي ألفاظه و لانقول إنه لم يفهم ماأورده لأن الرجل كان فوق ذلك لكن أراد التلبيس والتمويه و هو قوله إن دليل وجوب الرئاسة ينتقض بحال الغيبة لأن كون الناس مع رئيس مهيب متصرف أبعد من القبيح لواقتضي كونه لطفا واجبا علي كل حال وقبح التكليف مع فقده ينتقض في زمان الغيبة و لم يقبح التكليف مع فقده فقد وجد الدليل و لامدلول و هذانقض . وإنما قلنا إنه تمويه لأنه ظن أنانقول إن في حال الغيبة دليل وجوب الإمامة قائم و لاإمام فكان نقضا و لانقول ذلك بل دليلنا في حال وجود الإمام بعينه هودليل حال غيبته في أن في الحالين الإمام لطف فلانقول إن زمان الغيبة خلا من وجود رئيس بل عندنا أن الرئيس حاصل وإنما ارتفع انبساط يده لمايرجع إلي المكلفين علي مابيناه لالأن انبساط يده خرج من كونه لطفا بل وجه اللطف به قائم وإنما لم يحصل لمايرجع إلي غير الله فجري مجري أن يقول قائل كيف يكون معرفة الله تعالي لطفا مع أن الكافر لايعرف الله فلما كان التكليف علي
صفحه : 171
الكافر قائما والمعرفة مرتفعة دل علي أن المعرفة ليست لطفا علي كل حال لأنها لوكانت كذلك لكان نقضا. وجوابنا في الإمامة كجوابهم في المعرفة من أن الكافر لطفه قائم بالمعرفة وإنما فوت علي نفسه بالتفريط في النظر المؤدي إليها فلم يقبح تكليفه فكذلك نقول الرئاسة لطف للمكلف في حال الغيبة و مايتعلق بالله من إيجاده حاصل وإنما ارتفع تصرفه وانبساط يده لأمر يرجع إلي المكلفين فاستوي الأمران والكلام في هذاالمعني مستوفي أيضا بحيث ذكرناه . و أماالكلام في الفصل الثالث من قوله إن الفائدة بالإمامة هي كونه مبعدا من القبيح علي قولكم و ذلك لم يحصل مع غيبته فلم ينفصل وجوده من عدمه فإذا لم يختص وجوده غائبا بوجه الوجوب ألذي ذكروه لم يقتض دليلهم وجوب وجوده مع الغيبة فدليلكم مع أنه منتقض حيث وجد مع انبساط اليد و لم يجب انبساط اليد مع الغيبة فهو غيرمتعلق بوجود إمام غيرمنبسط اليد و لا هوحاصل في هذه الحال .فإنا نقول إنه لم يفعل في هذاالفصل أكثر من تعقيد القول علي طريقة المنطقيين من قلب المقدمات ورد بعضها علي بعض و لاشك أنه قصد بذلك التمويه والمغالطة و إلافالأمر أوضح من أن يخفي متي قالت الإمامية إن انبساط يد الإمام لايجب في حال الغيبة حتي يقول دليلكم لايدل علي وجوب إمام غيرمنبسط اليد لأن هذه حال الغيبة بل ألذي صرحنا دفعة بعدأخري أن انبساط يده واجب في الحالين في حال ظهوره وحال غيبته غير أن حال ظهوره مكن منه فانبسطت يده وحال الغيبة لم يمكن فانقبضت يده لا أن انبساط يده خرج من باب الوجوب وبينا أن الحجة بذلك قائمة علي المكلفين من حيث منعوه و لم يمكنوه فأتوا من قبل نفوسهم وشبهنا ذلك بالمعرفة دفعة بعدأخري . وأيضا فإنا نعلم أن نصب الرئيس واجب بعدالشرع لما في نصبه من اللطف لتحمله القيام بما لايقوم به غيره و مع هذافليس التمكين واقعا لأهل الحل والعقد من نصب من يصلح لها خاصة علي مذهب أهل العدل الذين كلامنا معهم
صفحه : 172
و مع هذا لا يقول أحد إن وجوب نصب الرئيس سقط الآن من حيث لم يقع التمكين منه فجوابنا في غيبة الإمام جوابهم في منع أهل الحل والعقد من اختيار من يصلح للإمامة و لافرق بينهما فإنما الخلاف بيننا أناقلنا علمنا ذلك عقلا وقالوا ذلك معلوم شرعا و ذلك فرق من غيرموضع الجمع . فإن قيل أهل الحل والعقد إذا لم يتمكنوا من اختيار من يصلح للإمامة فإن الله يفعل مايقوم مقام ذلك من الألطاف فلايجب إسقاط التكليف و في الشيوخ من قال إن الإمام يجب نصبه في الشرع لمصالح دنياوية و ذلك غيرواجب أن يفعل لها اللطف .قلنا أما من قال نصب الإمام لمصالح دنياوية قوله يفسد لأنه لو كان كذلك لماوجب إمامته و لاخلاف بينهم في أنه يجب إقامة الإمامة مع الاختيار علي أن مايقوم به الإمام من الجهاد وتولية الأمراء والقضاة وقسمة الفيء واستيفاء الحدود والقصاصات أمور دينية لايجوز تركها و لو كان لمصلحة دنياوية لماوجب ذلك فقوله ساقط بذلك و أما من قال يفعل الله مايقوم مقامه باطل لأنه لو كان كذلك لماوجب عليه إقامة الإمام مطلقا علي كل حال ولكان يكون ذلك من باب التخيير كمانقول في فروض الكفايات و في علمنا بتعيين ذلك ووجوبه علي كل حال دليل علي فساد ماقالوه . علي أنه يلزم علي الوجهين جميعا المعرفة بأن يقال الكافر إذا لم يحصل له المعرفة يفعل الله له مايقوم مقامها فلايجب عليه المعرفة علي كل حال أويقال إنما يحصل من الانزجار عن فعل الظلم عندالمعرفة أمر دنياوي لايجب لها المعرفة فيجب من ذلك إسقاط وجوب المعرفة ومتي قيل إنه لابدل للمعرفة قلنا وكذلك لابدل للإمام علي مامضي وذكرناه في تلخيص الشافي وكذلك إن بينوا أن الانزجار من القبيح عندالمعرفة أمر ديني قلنا مثل ذلك في وجود الإمام سواء. فإن قيل لايخلو وجود رئيس مطاع منبسط اليد من أن يجب علي الله جميع
صفحه : 173
ذلك أويجب علينا جميعه أويجب علي الله إيجاده وعلينا بسط يده فإن قلتم يجب جميع ذلك علي الله فإنه ينتقض بحال الغيبة لأنه لم يوجد إمام منبسط اليد و إن وجب علينا جميعه فذلك تكليف ما لايطاق لأنا لانقدر علي إيجاده و إن وجب عليه إيجاده وعلينا بسط يده وتمكينه فما دليلكم عليه مع أن فيه أنه يجب علينا أن نفعل ما هولطف للغير وكيف يجب علي زيد بسط يد الإمام ليحصل لطف عمرو وهل ذلك إلانقض الأصول .قلنا ألذي نقوله أن وجود الإمام المنبسط اليد إذاثبت أنه لطف لنا علي مادللنا عليه و لم يكن إيجاده في مقدورنا لم يحسن أن نكلف إيجاده لأنه تكليف ما لايطاق وبسط يده وتقوية سلطانه قد يكون في مقدورنا و في مقدور الله فإذا لم يفعل الله علمنا أنه غيرواجب عليه و أنه واجب علينا لأنه لابد من أن يكون منبسط اليد ليتم الغرض بالتكليف وبينا بذلك أن بسط يده لو كان من فعله تعالي لقهر الخلق عليه بالحيلولة بينه و بين أعدائه وتقوية أمره بالملائكة وبما أدي إلي سقوط الغرض بالتكليف وحصول الإلجاء فإذايجب علينا بسط يده علي كل حال و إذا لم نفعله أتينا من قبل نفوسنا.فأما قولهم في ذلك إيجاد اللطف علينا للغير غيرصحيح لأنا نقول إن كل من يجب عليه نصرة الإمام وتقوية سلطانه له في ذلك مصلحة تخصه و إن كانت فيه مصلحة ترجع إلي غيره كماتقوله في أن الأنبياء يجب عليهم تحمل أعباء النبوة والأداء إلي الخلق ما هومصلحة لهم لأن لهم في القيام بذلك مصلحة تخصهم و إن كانت فيهامصلحة لغيرهم ويلزم المخالف في أهل الحل والعقد بأن يقال كيف يجب عليهم اختيار الإمام لمصلحة ترجع إلي جميع الأمة وهل ذلك إلاإيجاب الفعل عليهم لمايرجع إلي مصلحة غيرهم فأي شيءأجابوا به فهو جوابنا بعينه سواء. فإن قيل لم زعمتم أنه يجب إيجاده في حال الغيبة وهلا جاز أن يكون معدوما قلنا إنما أوجبناه من حيث إن تصرفه ألذي هولطفنا إذا لم يتم إلا بعدوجوده وإيجاده لم يكن في مقدورنا قلنا عند ذلك إنه يجب علي الله ذلك و إلاأدي
صفحه : 174
إلي أن لانكون مزاحي العلة بفعل اللطف فنكون أتينا من قبله تعالي لا من قبلنا و إذاأوجده و لم نمكنه من انبساط يده أتينا من قبل نفوسنا فحسن التكليف و في الأول لم يحسن فإن قيل ما ألذي تريدون بتمكيننا إياه أتريدون أن نقصده ونشافهه و ذلك لايتم إلا مع وجوده وقيل لكم لايصح جميع ذلك إلا مع ظهوره وعلمنا أوعلم بعضنا بمكانه و إن قلتم نريد بتمكيننا أن نبخع بطاعته والشد علي يده ونكف عن نصرة الظالمين ونقوم علي نصرته متي دعانا إلي إمامته ودلنا عليها بمعجزته قلنا لكم فنحن يمكننا ذلك في زمان الغيبة و إن لم يكن الإمام موجودا فيه فكيف قلتم لايتم ماكلفناه من ذلك إلا مع وجود الإمام قلنا ألذي نقوله في هذاالباب ماذكره المرتضي ره في الذخيرة وذكرناه في تلخيص الشافي أن ألذي هولطفنا من تصرف الإمام وانبساط يده لايتم إلابأمور ثلاثة أحدها يتعلق بالله و هوإيجاده والثاني يتعلق به من تحمل أعباء الإمامة والقيام بها والثالث يتعلق بنا من العزم علي نصرته ومعاضدته والانقياد له فوجوب تحمله عليه فرع علي وجوده لأنه لايجوز أن يتناول التكليف المعدوم فصار إيجاد الله إياه أصلا لوجوب قيامه وصار وجوب نصرته علينا فرعا لهذين الأصلين لأنه إنما يجب علينا طاعته إذاوجد وتحمل أعباء الإمامة وقام بهافحينئذ يجب علينا طاعته فمع هذاالتحقيق كيف يقال لم لا يكون معدوما فإن قيل فما الفرق بين أن يكون موجودا مستترا أومعدوما حتي إذاعلم منا العزم علي تمكينه أوجده قلنا لايحسن من الله تعالي أن يوجب علينا تمكين من ليس بموجود لأنه تكليف ما لايطاق فإذا لابد من وجوده فإن قيل يوجده الله إذاعلم أناننطوي علي تمكينه بزمان واحد كما أنه يظهر عندمثل ذلك قلنا وجوب تمكينه والانطواء علي طاعته لازم في جميع أحوالنا فيجب أن يكون التمكين من طاعته والمصير إلي أمره ممكنا في جميع الأحوال و إلا لم يحسن التكليف وإنما كان يتم ذلك لو لم نكن مكلفين في كل
صفحه : 175
حال لوجوب طاعته والانقياد لأمره بل كان يجب علينا ذلك عندظهوره والأمر بخلافه . ثم يقال لمن خالفنا في ذلك وألزمنا عدمه علي استتاره لم لايجوز أن يكلف الله تعالي المعرفة و لاينصب عليها دلالة إذاعلم أنا لاننظر فيها حتي إذاعلم من حالنا أنانقصد إلي النظر ونعزم علي ذلك أوجد الأدلة ونصبها فحينئذ ننظر ونقول ماالفرق بين دلالة منصوبة لاينظر فيها و بين عدمها حتي إذاعزمنا علي النظر فيهاأوجدها الله . ومتي قالوا نصب الأدلة من جملة التمكين ألذي لايحسن التكليف من دونه كالقدرة والآلة قلنا وكذلك وجود الإمام ع من جملة التمكين من وجوب طاعته ومتي لم يكن موجودا لم يمكنا طاعته كما أن الأدلة إذا لم تكن موجودة لم يمكنا النظر فيهافاستوي الأمران . وبهذا التحقيق يسقط جميع مايورد في هذاالباب من عبارات لاترتضيها في الجواب وأسئلة المخالف عليها و هذاالمعني مستوفي في كتبي وخاصة في تلخيص الشافي فلانطول بذكره . والمثال ألذي ذكره من أنه لوأوجب الله علينا أن نتوضأ من ماء بئر معينة لم يكن لها حبل يستقي به و قال لنا إن دنوتم من البئر خلقت لكم حبلا تستقون به من الماء فإنه يكون مزيحا لعلتنا ومتي لم ندن من البئر كنا قدأتينا من قبل نفوسنا لا من قبله تعالي وكذلك لو قال السيد لعبده و هوبعيد منه اشتر لي لحما من السوق فقال لاأتمكن من ذلك لأنه ليس معي ثمنه فقال إن دنوت أعطيتك ثمنه فإنه يكون مزيحا لعلته ومتي لم يدن لأخذ الثمن يكون قدأتي من قبل نفسه لا من قبل سيده و هذه حال ظهور الإمام مع تمكيننا فيجب أن يكون عدم تمكيننا هوالسبب في أن لم يظهر في هذه الأحوال لاعدمه إذ كنا لومكناه لوجد وظهر.قلنا هذاكلام من يظن أنه يجب علينا تمكينه إذاظهر و لايجب علينا ذلك
صفحه : 176
في كل حال ورضينا بالمثال ألذي ذكره لأنه تعالي لوأوجب علينا الاستقاء في الحال لوجب أن يكون الحبل حاصلا في الحال لأن به تنزاح العلة لكن إذا قال متي دنوتم من البئر خلقت لكم الحبل إنما هومكلف للدنو لاللاستقاء فيكفي القدرة علي الدنو في هذه الحال لأنه ليس بمكلف للاستقاء منها فإذادنا من البئر صار حينئذ مكلفا للاستقاء فيجب عند ذلك أن يخلق له الحبل فنظير ذلك أن لايجب علينا في كل حال طاعة الإمام وتمكينه فلايجب عند ذلك وجوده فلما كانت طاعته واجبة في الحال و لم نقف علي شرطه و لاوقت منتظر وجب أن يكون موجودا لتنزاح العلة في التكليف ويحسن . والجواب عن مثال السيد مع غلامه مثل ذلك لأنه إنما كلفه الدنو منه لاالشراء فإذادنا منه وكلفه الشراء وجب عليه إعطاء الثمن ولهذا قلنا إن الله تعالي كلف من يأتي إلي يوم القيامة و لايجب أن يكونوا موجودين مزاحي العلة لأنه لم يكلفهم الآن فإذاأوجدهم وأزاح علتهم في التكليف بالقدرة والآلة ونصب الأدلة حينئذ تناولهم التكليف فسقط بذلك هذه المغالطة. علي أن الإمام إذا كان مكلفا للقيام بالأمر وتحمل أعباء الإمامة كيف يجوز أن يكون معدوما وهل يصح تكليف المعدوم عندعاقل و ليس لتكليفه ذلك تعلق بتمكيننا أصلا بل وجوب التمكين علينا فرع علي تحمله علي مامضي القول فيه و هذاواضح . ثم يقال لهم أ ليس النبي ص اختفي في الشعب ثلاث سنين لم يصل إليه أحد واختفي في الغار ثلاثة أيام و لم يجز قياسا علي ذلك أن يعدمه الله تلك المدة مع بقاء التكليف علي الخلق الذين بعثه لطفا لهم ومتي قالوا إنما اختفي بعد مادعا إلي نفسه وأظهر نبوته فلما أخافوه استتر قلنا وكذلك الإمام لم يستتر إلا و قدأظهر آباؤه موضعه وصفته ودلوا عليه ثم لماخاف عليه أبو الحسن بن علي ع أخفاه وستره فالأمر إذاسواء
صفحه : 177
ثم يقال لهم خبرونا لوعلم الله من حال شخص أن من مصلحته أن يبعث الله إليه نبيا معينا يؤدي إليه مصالحه وعلم أنه لوبعثه لقتله هذاالشخص و لومنع من قتله قهرا كان فيه مفسدة له أولغيره هل يحسن أن يكلف هذاالشخص و لايبعث إليه ذلك النبي أو لايكلف فإن قالوا لايكلف قلنا و ماالمانع منه و له طريق إلي معرفة مصالحه بأن يمكن النبي من الأداء إليه و إن قلتم يكلفه و لايبعث إليه قلنا وكيف يجوز أن يكلفه و لم يفعل به ما هولطف له مقدور. فإن قالوا أتي في ذلك من قبل نفسه قلنا هو لم يفعل شيئا وإنما علم أنه لايمكنه وبالعلم لايحسن تكليفه مع ارتفاع اللطف و لوجاز ذلك لجاز أن يكلف ما لادليل عليه إذاعلم أنه لاينظر فيه و ذلك باطل و لابد أن يقال إنه يبعث إلي ذلك الشخص ويوجب عليه الانقياد له ليكون مزيحا لعلته فإما أن يمنع منه بما لاينافي التكليف أويجعله بحيث لايتمكن من قتله فيكون قدأتي من قبل نفسه من عدم الوصول إليه و هذه حالنا مع الإمام في حال الغيبة سواء. فإن قال لابد أن يعلمه أن له مصلحة في بعثه هذاالشخص إليه علي لسان غيره ليعلم أنه قدأتي من قبل نفسه قلنا وكذلك أعلمنا الله علي لسان نبيه والأئمة من آبائه ع موضعه وأوجب علينا طاعته فإذا لم يظهر لنا علمنا أناأتينا من قبل نفوسنا فاستوي الأمران . و أما ألذي يدل علي الأصل الثاني و هو أن من شأن الإمام أن يكون مقطوعا علي عصمته فهو أن العلة التي لأجلها احتجنا إلي الإمام ارتفاع العصمة بدلالة أن الخلق متي كانوا معصومين لم يحتاجوا إلي إمام و إذاخلوا من كونهم معصومين احتاجوا إليه علمنا عند ذلك أن علة الحاجة هي ارتفاع العصمة كمانقوله في علة حاجة الفعل إلي فاعل أنها الحدوث بدلالة أن مايصح حدوثه يحتاج إلي فاعل في حدوثه و ما لايصح حدوثه يستغني عن الفاعل وحكمنا بذلك أن كل محدث يحتاج إلي محدث فمثل ذلك يجب الحكم بحاجة كل من ليس بمعصوم إلي إمام و إلاانتقضت العلة فلو كان الإمام غيرمعصوم لكانت علة
صفحه : 178
الحاجة فيه قائمة واحتاج إلي إمام آخر والكلام في إمامه كالكلام فيه فيؤدي إلي إيجاب أئمة لانهاية لهم أوالانتهاء إلي معصوم و هوالمراد. و هذه الطريقة قدأحكمناها في كتبنا فلانطول بالأسولة عليها لأن الغرض بهذا الكتاب غير ذلك و في هذاالقدر كفاية. و أماالأصل الثالث و هو أن الحق لايخرج عن الأمة فهو متفق عليه بيننا و بين خصومنا و إن اختلفنا في علة ذلك لأن عندنا أن الزمان لايخلو من إمام معصوم لايجوز عليه الغلط علي ماقلناه فإذاالحق لايخرج عن الأمة لكون المعصوم فيهم و عندالمخالف لقيام أدلة يذكرونها دلت علي أن الإجماع حجة فلاوجه للتشاغل بذلك . فإذاثبتت هذه الأصول ثبت إمامة صاحب الزمان ع لأن كل من يقطع علي ثبوت العصمة للإمام قطع علي أنه الإمام و ليس فيهم من يقطع علي عصمة الإمام ويخالف في إمامته إلاقوم دل الدليل علي بطلان قولهم كالكيسانية والناووسية والواقفة فإذاأفسدنا أقوال هؤلاء ثبت إمامته ع .أقول و أما ألذي يدل علي فساد قول الكيسانية القائلين بإمامة محمد بن الحنفية فأشياء.منها أنه لو كان إماما مقطوعا علي عصمته لوجب أن يكون منصوصا عليه نصا صريحا لأن العصمة لاتعلم إلابالنص وهم لايدعون نصا صريحا وإنما يتعلقون بأمور ضعيفة دخلت عليهم فيهاشبهة لايدل علي النص نحو إعطاء أمير المؤمنين إياه الراية يوم البصرة و قوله له أنت ابني حقا مع كون الحسن و الحسين ع ابنيه و ليس في ذلك دلالة علي إمامته علي وجه وإنما يدل علي فضله ومنزلته علي أن الشيعة تروي أنه جري بينه و بين علي بن الحسين ع كلام في استحقاق الإمامة فتحاكما إلي الحجر فشهد الحجر لعلي بن الحسين ع بالإمامة فكان ذلك معجزا له فسلم له الأمر و قال بإمامته والخبر بذلك مشهور عندالإمامية.
صفحه : 179
ومنها تواتر الشيعة الإمامية بالنص عليه من أبيه وجده وهي موجودة في كتبهم في أخبار لانطول بذكره الكتاب . ومنها الأخبار الواردة عن النبي ص من جهة الخاصة والعامة بالنص علي الاثني عشر و كل من قال بإمامتهم قطع علي وفاة محمد بن الحنفية وسياقة الإمامة إلي صاحب الزمان ع . ومنها انقراض هذه الفرقة فإنه لم يبق في الدنيا وقتنا و لاقبله بزمان طويل قائل يقول به و لو كان ذلك حقا لماجاز انقراضهم . فإن قيل كيف يعلم انقراضهم وهلا جاز أن يكون في بعض البلاد البعيدة وجزائر البحر وأطراف الأرض أقوام يقولون بهذا القول كمايجوز أن يكون في أطراف الأرض من يقول بمذهب الحسن في أن مرتكب الكبيرة منافق فلايمكن ادعاء انقراض هذه الفرقة وإنما كان يمكن العلم لو كان المسلمون فيهم قلة والعلماء محصورين فأما و قدانتشر الإسلام وكثر العلماء فمن أين يعلم ذلك .قلنا هذايؤدي إلي أن لايمكن العلم بإجماع الأمة علي قول و لامذهب بأن يقال لعل في أطراف الأرض من يخالف ذلك ويلزم أن يجوز أن يكون في أطراف الأرض من يقول إن البرد لاينقض الصوم و أنه يجوز للصائم أن يأكل إلي طلوع الشمس لأن الأول كان مذهب أبي طلحة الأنصاري والثاني مذهب حذيفة والأعمش وكذلك مسائل كثيرة من الفقه كان الخلف فيهاواقعا بين الصحابة والتابعين ثم زال الخلف فيما بعد واجتمع أهل الأعصار علي خلافه فينبغي أن يشك في ذلك و لايثق بالإجماع علي مسألة سبق الخلاف فيها و هذاطعن من يقول إن الإجماع لايمكن معرفته و لاالتوصل إليه والكلام في ذلك لايختص بهذه المسألة فلاوجه لإيراده هاهنا. ثم إنا نعلم أن الأنصار طلبت الإمرة ودفعهم المهاجرون عنها ثم رجعت الأنصار إلي قول المهاجرين علي قول المخالف فلو أن قائلا قال يجوز عقد الإمامة لمن كان من الأنصار لأن الخلاف سبق فيه ولعل في أطراف الأرض من يقول به
صفحه : 180
فما كان يكون جوابهم فيه فأي شيءقالوه فهو جوابنا بعينه . فإن قيل إن كان الإجماع عندكم إنما يكون حجة لكون المعصوم فيه فمن أين تعلمون دخول قوله في جملة أقوال الأمة قلنا المعصوم إذا كان من جملة علماء الأمة فلابد أن يكون قوله موجودا في جملة أقوال العلماء لأنه لايجوز أن يكون منفردا مظهرا للكفر فإن ذلك لايجوز عليه فإذا لابد أن يكون قوله في جملة الأقوال و إن شككنا في أنه الإمام . فإذااعتبرنا أقوال الأمة ووجدنا بعض العلماء يخالف فيه فإن كنا نعرفه ونعرف مولده ومنشأه لم نعتد بقوله لعلمنا أنه ليس بإمام و إن شككنا في نسبه لم تكن المسألة إجماعا.فعلي هذاأقوال العلماء من الأمة اعتبرناها فلم نجد فيهم قائلا بهذا المذهب ألذي هومذهب الكيسانية أوالواقفة و إن وجدنا فرضا واحدا أواثنين فإنا نعلم منشأه ومولده فلايعتد بقوله واعتبرنا أقوال الباقين الذين نقطع علي كون المعصوم فيهم فسقطت هذه الشبهة علي هذاالتحرير وبان وهنها.فأما القائلون بإمامة جعفر بن محمد من الناووسية و أنه حي لم يمت و أنه المهدي فالكلام عليهم ظاهر لأنا نعلم موت جعفر بن محمد كمانعلم موت أبيه وجده وقتل علي ع وموت النبي ص فلو جاز الخلاف فيه لجاز الخلاف في جميع ذلك ويؤدي إلي قول الغلاة والمفوضة الذين جحدوا قتل علي و الحسين ع و ذلك سفسطة. و أما ألذي يدل علي فساد مذهب الواقفة الذين وقفوا في إمامة أبي الحسن موسي ع وقالوا إنه المهدي فقولهم باطل بما ظهر من موته واشتهر واستفاض كمااشتهر موت أبيه وجده و من تقدمه من آبائه ع و لوشككنا لم ننفصل من الناووسية والكيسانية والغلاة والمفوضة الذين خالفوا في موت من تقدم من آبائه ع . علي أن موته اشتهر ما لم يشتهر موت أحد من آبائه ع لأنه أظهروا حضر القضاة والشهود ونودي عليه ببغداد علي الجسر وقيل هذا ألذي تزعم الرافضة أنه حي
صفحه : 181
لايموت مات حتف أنفه و ماجري هذاالمجري لايمكن الخلاف فيه .أقول ثم ذكر في ذلك أخبارا كثيرة روينا عنه في باب وفاة الكاظم ع ثم قال .فموته ع أشهر من أن يحتاج إلي ذكر الرواية به لأن المخالف في ذلك يدفع الضرورات والشك في ذلك يؤدي إلي الشك في موت كل واحد من آبائه ع وغيرهم فلايوثق بموت أحد علي أن المشهور عنه ع أنه أوصي إلي ابنه علي ع وأسند إليه أمره بعدموته والأخبار بذلك أكثر من أن تحصي .أقول ثم ذكر بعض الأخبار التي أوردتها في باب النص عليه صلوات الله عليه ثم قال . فإن قيل قدمضي في كلامكم أنانعلم موت موسي بن جعفر كمانعلم موت أبيه وجده فعليكم لقائل أن يقول إنا نعلم أنه لم يكن للحسن بن علي ابن كمانعلم أنه لم يكن له عشرة بنين و كمانعلم أنه لم يكن للنبيص ابن من صلبه عاش بعدموته فإن قلتم لوعلمنا أحدهما كمانعلم الآخر لماجاز أن يقع فيه خلاف كما لايجوز أن يقع الخلاف في الآخر قيل لمخالفكم أن يقول و لوعلمنا موت محمد بن الحنفية و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر كمانعلم موت محمد بن علي بن الحسين لماوقع الخلاف في أحدهما كما لم يجز أن يقع في الآخر.قلنا نفي ولادة الأولاد من الباب ألذي لايصح أن يعلم صدوره في موضع من المواضع و لايمكن أحدا أن يدعي فيمن لم يظهر له ولد أن يعلم أنه لاولد له وإنما يرجع في ذلك إلي غالب الظن والأمارة بأنه لو كان له ولد لظهر وعرف خبره لأن العقلاء قديدعوهم الدواعي إلي كتمان أولادهم لأغراض مختلفة.فمن الملوك من يخفيه خوفا عليه وإشفاقا و قدوجد في ذلك كثير في عادة الأكاسرة والملوك الأول وأخبارهم معروفة. و في الناس من يولد له ولد من بعض سراياه أوممن تزوج به سرا فيرمي به ويجحده خوفا من وقوع الخصومة مع زوجته وأولاده الباقين و ذلك أيضا يوجد
صفحه : 182
كثيرا في العادة. و في الناس من يتزوج بامرأة دنيئة في المنزلة والشرف و هو من ذوي الأقدار والمنازل فيولد له فيأنف من إلحاقه به فيجحده أصلا وفيهم من يتحرج فيعطيه شيئا من ماله و في الناس من يكون من أدونهم نسبا فيتزوج بامرأة ذات شرف ومنزلة لهوي منها فيه بغير علم من أهلها إما بأن يزوجه نفسها بغير ولي علي مذهب كثير من الفقهاء أوتولي أمرها الحاكم فيزوجها علي ظاهر الحال فيولد له فيكون الولد صحيحا وتنتفي منه أنفة وخوفا من أوليائها وأهلها و غير ذلك من الأسباب التي لانطول بذكرها فلايمكن ادعاء نفي الولادة جملة وإنما نعلم مانعلمه إذاكانت الأحوال سليمة ويعلم أنه لامانع من ذلك فحينئذ يعلم انتفاؤه .فأما علمنا بأنه لم يكن للنبيص ابن عاش بعده فإنما علمناه لماعلمنا عصمته ونبوته و لو كان له ولد لأظهره لأنه لامخافة عليه في إظهاره وعلمنا أيضا بإجماع الأمة علي أنه لم يكن له ابن عاش بعده ومثل ذلك لايمكن أن يدعي العلم به في ابن الحسن ع لأن الحسن ع كان كالمحجور عليه و في حكم المحبوس و كان الولد يخاف عليه لماعلم وانتشر من مذهبهم أن الثاني عشر هوالقائم بالأمر لإزالة الدول فهو مطلوب لامحالة. وخاف أيضا من أهله كجعفر أخيه ألذي طمع في الميراث والأموال فلذلك أخفاه ووقعت الشبهة في ولادته ومثل ذلك لايمكن ادعاء العلم به في موت من علم موته لأن الميت مشاهد معلوم يعرف بشاهد الحال موته وبالأمارات الدالة عليه يضطر من رآه إلي ذلك فإذاأخبر من لم يشاهده علمه واضطر إليه وجري الفرق بين الموضعين مثل ما يقول الفقهاء من أن البينة إنما يمكن أن يقوم علي إثبات الحقوق لا علي نفيها لأن النفي لاتقوم عليه بينة إلا إذا كان تحته إثبات فبان الفرق بين الموضعين لذلك . فإن قيل العادة تسوي بين الموضعين لأن في الموت قديشاهد الرجل يحتضر
صفحه : 183
كمايشاهد القوابل الولادة و ليس كل أحد يشاهد احتضار غيره كما أنه ليس كل أحد يشاهد ولادة غيره ولكن أظهر مايمكن في علم الإنسان بموت غيره إذا لم يكن يشاهده أن يكون جاره ويعلم بمرضه ويتردد في عيادته ثم يعلم بشدة مرضه ثم يسمع الواعية من داره و لا يكون في الدار مريض غيره ويجلس أهله للعزاء وآثار الحزن والجزع عليهم ظاهرة ثم يقسم ميراثه ثم يتمادي الزمان و لايشاهد و لايعلم لأهله غرض في إظهار موته و هوحي فهذه سبيل الولادة لأن النساء يشاهدن الحمل ويتحدثن بذلك سيما إذاكانت حرمة رجل نبيه يتحدث الناس بأحوال مثله و إذااستسر بجارية لم يخف تردده إليها ثم إذاولد المولود ظهر البشر والسرور في أهل الدار وهنأهم الناس إذا كان المهنأ جليل القدر وانتشر ذلك وتحدث علي حسب جلالة قدره فيعلم الناس أنه قدولد له مولود سيما إذاعلم أنه لاغرض في أن يظهر أنه ولد له ولد و لم يولد له .فمتي اعتبرنا العادة وجدناها في الموضعين علي سواء و إن نقض الله العادة فيمكن في أحدهما مثل مايمكن في الآخر فإنه قديجوز أن يمنع الله ببعض الشواغل عن مشاهدة الحامل و عن أن يحضر ولادتها إلاعدد يؤمن مثلهم علي كتمان أمره ثم ينقله الله من مكان الولادة إلي قلة جبل أوبرية لاأحد فيها و لايطلع علي ذلك إلا من لايظهره علي المأمون مثله . و كمايجوز ذلك فإنه يجوز أن يمرض الإنسان ويتردد إليه عواده فإذااشتد وتوقع موته و كان يؤيس من حياته نقله الله إلي قلة جبل وصير مكانه شخصا ميتا يشبهه كثيرا من الشبه ثم يمنع بالشواغل وغيرها من مشاهدته إلابمن يوثق به ثم يدفن الشخص ويحضر جنازته من كان يتوقع موته و لايرجو حياته فيتوهم أن المدفون هوذاك العليل . و قديسكن نبض الإنسان وتنفسه وينقض الله العادة ويغيبه عنهم و هوحي لأن الحي منا إنما يحتاج إليهما لإخراج البخارات المحترقة مما حول القلب بإدخال هواء بارد صاف ليروح عن القلب و قديمكن أن يفعل الله من البرودة في الهواء
صفحه : 184
المطيفة بالقلب مايجري مجري هواء بارد يدخلها بالتنفس فيكون الهواء المحدق بالقلب أبدا باردا و لايحترق منه شيءلأن الحرارة التي تحصل فيه يقوم بالبرودة. والجواب أنانقول أولا إنه لايلتجئ من يتكلم في الغيبة إلي مثل هذه الخرافات إلا من كان مفلسا من الحجة عاجزا عن إيراد شبهة قوية ونحن نتكلم علي ذلك علي ما به ونقول إن ماذكر من الطريق ألذي به يعلم موت الإنسان ليس بصحيح علي كل وجه لأنه قديتفق جميع ذلك وينكشف عن باطل بأن يكون لمن أظهر ذلك غرض حكمي ويظهر التمارض ويتقدم إلي أهله بإظهار جميع ذلك ليختبر به أحوال غيره ممن له عليه طاعة وأمر و قدسبق الملوك كثيرا والحكماء إلي مثل ذلك و قديدخل عليهم أيضا شبهة بأن يلحقه علة سكتة فيظهرون جميع ذلك ثم ينكشف عن باطل و ذلك أيضا معلوم بالعادات وإنما يعلم الموت بالمشاهدة وارتفاع الحس وخمود النبض ويستمر ذلك أوقات كثيرة وربما انضاف إلي ذلك أمارات معلومة بالعادة من جرب المرضي ومارسهم يعلم ذلك . و هذه حالة موسي بن جعفر ع فإنه أظهر للخلق الكثير الذين لايخفي علي مثلهم الحال و لايجوز عليهم دخول الشبهة في مثله و قوله بأنه يغيب الله الشخص ويحضر شخصا علي شبهه أصله لايصح لأن هذايسد باب الأدلة ويؤدي إلي الشك في المشاهدات و أن جميع مانراه اليوم ليس هو ألذي رأيناه بالأمس ويلزم الشك في موت جميع الأموات ويجيء منه مذهب الغلاة والمفوضة الذين نفوا القتل عن أمير المؤمنين ع و عن الحسين ع و ماأدي إلي ذلك يجب أن يكون باطلا. و ماقاله إن الله يفعل داخل الجوف حول القلب من البرودة ماينوب مناب الهواء ضرب من هو من الطب و مع ذلك يؤدي إلي الشك في موت جميع الأموات علي ماقلناه علي أن علي قانون الطب حركات النبض والشريانات من القلب
صفحه : 185
وإنما يبطل ببطلان الحرارة الغريزية فإذافقد حركات النبض علم بطلان الحرارة وعلم عند ذلك موته و ليس ذلك بموقوف علي التنفس ولهذا يلتجئون إلي النبض عندانقطاع النفس أوضعفه فيبطل ماقاله وحمله الولادة علي ذلك . و ماادعاه من ظهور الأمر فيه صحيح متي فرضنا الأمر علي ماقاله من أنه يكون الحمل لرجل نبيه و قدعلم إظهاره و لامانع من ستره وكتمانه ومتي فرضنا كتمانه وستره لبعض الأغراض التي قدمنا بعضها لايجب العلم به و لااشتهاره علي أن الولادة في الشرع قداستقر أن يثبت بقول القابلة ويحكم بقولها في كونه حيا أوميتا فإذاجاز ذلك كيف لايقبل قول جماعة نقلوا ولادة صاحب الأمر ع وشاهدوا من شاهده من الثقات ونحن نورد الأخبار في ذلك عمن رآه وحكي له و قدأجاز صاحب السؤال أن يعرض في ذلك عارض يقتضي المصلحة أنه إذاولد أن ينقله الله إلي قلة جبل أوموضع يخفي فيه أمره و لايطلع عليه أحد وإنما ألزم علي ذلك عارضا في الموت و قدبينا الفصل بين الموضعين . و أما من خالف من الفرق الباقية الذين قالوا بإمامة غيره كالمحمدية الذين قالوا بإمامة محمد بن علي بن محمد بن علي الرضا ع والفطحية القائلة بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمدالصادق ع و في هذاالوقت بإمامة جعفر بن علي وكالفرقة القائلة إن صاحب الزمان حمل بعد لم يولد بعد وكالذين قالوا إنه مات ثم يعيش وكالذين قالوا بإمامة الحسن وقالوا هواليقين و لم يصح لنا ولادة ولده فنحن في فترة فقولهم ظاهر البطلان من وجوه .أحدها انقراضهم فإنه لم يبق قائل يقول بشيء من هذه المقالات و لو كان حقا لماانقرض . ومنها أن محمد بن علي العسكري مات في حياة أبيه موتا ظاهرا والأخبار في ذلك ظاهرة معروفة من دفعه كمن دفع موت من تقدم من آبائه ع .أقول ثم ذكر بعض ماأوردنا من الأخبار في المجلد السابق ثم قال و أما من قال إنه لاولد لأبي محمد ولكن هاهنا حمل مستور سيولد فقوله باطل
صفحه : 186
لأن هذايؤدي إلي خلو الزمان من إمام يرجع إليه و قدبينا فساد ذلك علي أناسندل علي أنه قدولد له ولد معروف ونذكر الروايات في ذلك فيبطل قول هؤلاء أيضا. و أما من قال إن الأمر مشتبه فلايدري هل للحسن ولد أم لا و هومستمسك بالأول حتي يحقق ولادة ابنه فقوله أيضا يبطل بما قلناه من أن الزمان لايخلو من إمام لأن موت الحسن ع قدعلمناه كماعلمنا موت غيره وسنبين ولادة ولده فيبطل قولهم أيضا. و أما من قال إنه لاإمام بعد الحسن ع فقوله باطل بما دللنا عليه من أن الزمان لايخلو من حجة لله عقلا وشرعا. و أما من قال إن أبا محمدمات ويحيا بعدموته فقوله باطل بمثل ماقلناه لأنه يؤدي إلي خلو الخلق من إمام من وقت وفاته إلي حين يحييه الله واحتجاجهم بما روي من أن صاحب هذاالأمر يحيا بعد مايموت و أنه سمي قائما لأنه يقوم بعد مايموت باطل لأن ذلك يحتمل لوصح الخبر أن يكون أراد بعد أن مات ذكره حتي لايذكره إلا من يعتقد إمامته فيظهره الله لجميع الخلق علي أنا قدبينا أن كل إمام يقوم بعدالإمام الأول يسمي قائما. و أماالقائلون بإمامة عبد الله بن جعفر من الفطحية و جعفر بن علي فقولهم باطل بما دللنا عليه من وجوب عصمة الإمام وهما لم يكونا معصومين وأفعالهما الظاهرة التي تنافي العصمة معروفة نقلها العلماء و هوموجود في الكتب فلانطول بذكرها الكتاب . علي أن المشهور ألذي لامرية فيه بين الطائفة أن الإمامة لاتكون في أخوين بعد الحسن و الحسين ع فالقول بإمامة جعفر بعدأخيه الحسن يبطل بذلك فإذاثبت بطلان هذه الأقاويل كلها لم يبق إلاالقول بإمامة ابن الحسن ع و إلالأدي إلي خروج الحق عن الأمة و ذلك باطل . و إذاثبتت إمامته بهذه السياقة ثم وجدناه غائبا عن الأبصار علمنا أنه لم
صفحه : 187
يغب مع عصمته وتعين فرض الإمامة فيه و عليه إلالسبب سوغه ذلك وضرورة ألجأته إليه و إن لم يعلم علي وجه التفصيل وجري ذلك مجري الكلام في إيلام الأطفال والبهائم وخلق المؤذيات والصور المشينات ومتشابه القرآن إذاسئلنا عن وجهها بأن نقول إذاعلمنا أن الله تعالي حكيم لايجوز أن يفعل ما ليس بحكمة و لاصواب علمنا أن هذه الأشياء لها وجه حكمة و إن لم نعلمه معينا كذلك نقول في صاحب الزمان فإنا نعلم أنه لم يستتر إلالأمر حكمي سوغه ذلك و إن لم نعلمه مفصلا فإن قيل نحن نعترض قولكم في إمامته بغيبته بأن نقول إذا لم يمكنكم بيان وجه حسنها دل ذلك علي بطلان القول بإمامته لأنه لوصح لأمكنكم بيان وجه الحسن فيه قلنا إن لزمنا ذلك لزم جميع أهل العدل قول الملاحدة إذاقالوا إنا نتوصل بهذه الأفعال التي ليست بظاهر الحكمة إلي أن فاعلها ليس بحكيم لأنه لو كان حكيما لأمكنكم بيان وجه الحكمة فيها و إلافما الفصل . فإذاقلتم نحن أولا نتكلم في إثبات حكمته فإذاثبت بدليل منفصل ثم وجدنا هذه الأفعال المشتبهة الظاهر حملناها علي مايطابق ذلك فلايؤدي إلي نقض ماعلمنا ومتي لم يسلموا لنا حكمته انتقلت المسألة إلي القول في حكمته قلنا مثل ذلك هاهنا من أن الكلام في غيبته فرع علي إمامته و إذاعلمنا إمامته بدليل وعلمنا عصمته بدليل آخر وعلمناه غاب حملنا غيبته علي وجه يطابق عصمته فلافرق بين الموضعين . ثم يقال للمخاطب أيجوز أن يكون للغيبة سبب صحيح اقتضاها ووجه من الحكمة أوجبها أم لايجوز ذلك . فإن قال يجوز ذلك قيل له فإذا كان ذلك جائزا فكيف جعلت وجود الغيبة دليلا علي فقد الإمام في الزمان مع تجويزك لها سببا لاينافي وجود الإمام وهل يجري ذلك إلامجري من توصل بإيلام الأطفال إلي نفي حكمة الصانع و هومعترف بأنه يجوز أن يكون في إيلامهم وجه صحيح لاينافي الحكمة أو من
صفحه : 188
توصل بظاهر الآيات المتشابهات إلي أنه تعالي مشبه للأجسام وخالق لأفعال العباد مع تجويز أن تكون لها وجوه صحيحة توافق الحكمة والعدل والتوحيد ونفي التشبيه . و إن قال لاأجوز ذلك قيل هذاتحجر شديد فيما لايحاط بعلمه و لايقطع علي مثله فمن أين قلت إن ذلك لايجوز وانفصل ممن قال لايجوز أن يكون للآيات المتشابهات وجوه صحيحة يطابق أدلة العقل و لابد أن يكون علي ظواهرها ومتي قيل نحن متمكنون من ذكر وجوه الآيات المتشابهات مفصلا بل يكفيني علم الجملة ومتي تعاطيت ذلك كان تبرعا و إن أقنعتم أنفسكم بذلك فنحن أيضا نتمكن من ذكر وجه صحة الغيبة وغرض حكمي لاينافي عصمته وسنذكر ذلك فيما بعد و قدتكلمنا عليه مستوفي في كتاب الإمامة. ثم يقال كيف يجوز أن يجتمع صحة إمامة ابن الحسن ع بما بيناه من سياقة الأصول العقلية مع القول بأن الغيبة لايجوز أن يكون لها سبب صحيح وهل هذا إلاتناقض ويجري مجري القول بصحة التوحيد والعدل مع القطع علي أنه لايجوز أن يكون للآيات المتشابهات وجه يطابق هذه الأصول ومتي قالوا نحن لانسلم إمامة ابن الحسن كان الكلام معهم في ثبوت الإمامة دون الكلام في سبب الغيبة و قدتقدمت الدلالة علي إمامته ع بما لايحتاج إلي إعادته وإنما قلنا ذلك لأن الكلام في سبب غيبة الإمام ع فرع علي ثبوت إمامته فأما قبل ثبوتها فلاوجه للكلام في سبب غيبته كما لاوجه للكلام في وجوه الآيات المتشابهات وإيلام الأطفال وحسن التعبد بالشرائع قبل ثبوت التوحيد والعدل . فإن قيل أ لا كان السائل بالخيار بين الكلام في إمامة ابن الحسن ليعرف صحتها من فسادها و بين أن يتكلم في سبب الغيبة قلنا لاخيار في ذلك لأن من شك في إمامة ابن الحسن يجب أن يكون الكلام معه في نص إمامته والتشاغل بالدلالة عليها و لايجوز مع الشك فيها أن يتكلم في سبب الغيبة لأن الكلام في الفروع لايسوغ إلا بعدإحكام الأصول لها كما لايجوز أن يتكلم في سبب إيلام الأطفال قبل
صفحه : 189
ثبوت حكمة القديم تعالي و أنه لايفعل القبيح . وإنما رجحنا الكلام في إمامته علي الكلام في غيبته وسببها لأن الكلام في إمامته مبني علي أمور عقلية لايدخلها الاحتمال وسبب الغيبة ربما غمض واشتبه فصار الكلام في الواضح الجلي أولي من الكلام في المشتبه الغامض كمافعلناه مع المخالفين للملة فرجحنا الكلام في نبوة نبينا علي الكلام علي ادعائهم تأبيد شرعهم لظهور ذلك وغموض هذا و هذابعينه موجود هاهنا ومتي عادوا إلي أن يقولوا الغيبة فيهاوجه من وجوه القبح فقد مضي الكلام عليه علي أن وجوه القبح معقولة وهي كونه ظلما أوكذبا أوعبثا أوجهلا أواستفسادا و كل ذلك ليس بحاصل فيهافيجب أن لايدعي فيه وجه القبح . فإن قيل أ لامنع الله الخلق من الوصول إليه وحال بينهم وبينه ليقوم بالأمر ويحصل ما هولطف لنا كمانقول في النبي إذابعثه الله تعالي يمنع منه ما لم يؤد الشرع فكان يجب أن يكون حكم الإمام مثله .قلنا المنع علي ضربين أحدهما لاينافي التكليف بأن لايلجأ إلي ترك القبيح والآخر يؤدي إلي ذلك فالأول قدفعله الله من حيث منع من ظلمه بالنهي عنه والحث علي وجوب طاعته والانقياد لأمره ونهيه و أن لايعصي في شيء من أوامره و أن يساعد علي جميع مايقوي أمره ويشيد سلطانه فإن جميع ذلك لاينافي التكليف فإذاعصي من عصي في ذلك و لم يفعل مايتم معه الغرض المطلوب يكون قدأتي من قبل نفسه لا من قبل خالقه والضرب الآخر أن يحول بينهم وبينه بالقهر والعجز عن ظلمه وعصيانه فذلك لايصح اجتماعه مع التكليف فيجب أن يكون ساقطا فأما النبي ص فإنما نقول يجب أن يمنع الله منه حتي يؤدي الشرع لأنه لايمكن أن يعلم ذلك إلا من جهته فلذلك وجب المنع منه و ليس كذلك الإمام لأن علة المكلفين مزاحة فيما يتعلق بالشرع والأدلة منصوبة علي مايحتاجون إليه ولهم طريق إلي معرفتها من دون قوله و لوفرضنا أنه ينتهي الحال إلي حد لايعرف الحق من الشرعيات إلابقوله لوجب أن يمنع الله تعالي منه ويظهره بحيث
صفحه : 190
لايوصل إليه مثل النبي ص . ونظير مسألة الإمام أن النبي إذاأدي ثم عرض فيما بعد مايوجب خوفه لايجب علي الله المنع منه لأن علة المكلفين قدانزاحت بما أداه إليهم فلهم طريق إلي معرفة لطفهم أللهم إلا أن يتعلق به أداء آخر في المستقبل فإنه يجب المنع منه كمايجب في الابتداء فقد سوينا بين النبي والإمام . فإن قيل بينوا علي كل حال و إن لم يجب عليكم وجه علة الاستتار و مايمكن أن يكون علة علي وجه ليكون أظهر في الحجة وأبلغ في باب البرهان قلنا مما يقطع علي أنه سبب لغيبة الإمام هوخوفه علي نفسه بالقتل بإخافة الظالمين إياه ومنعهم إياه من التصرف فيما جعل إليه التدبير والتصرف فيه فإذاحيل بينه و بين مراده سقط فرض القيام بالإمامة و إذاخاف علي نفسه وجبت غيبته ولزم استتاره كمااستتر النبي ص تارة في الشعب وأخري في الغار و لاوجه لذلك إلاالخوف من المضار الواصلة إليه . و ليس لأحد أن يقول إن النبي ص مااستتر عن قومه إلا بعدأدائه إليهم ماوجب عليه أداؤه و لم يتعلق بهم إليه حاجة وقولكم في الإمام بخلاف ذلك وأيضا فإن استتار النبي ص ماطال و لاتمادي واستتار الإمام قدمضت عليه الدهور وانقرضت عليه العصور. و ذلك أنه ليس الأمر علي ماقالوه لأن النبي ص إنما استتر في الشعب والغار بمكة قبل الهجرة و ما كان أدي جميع الشريعة فإن أكثر الأحكام ومعظم القرآن نزل بالمدينة فكيف أوجبتم أنه كان بعدالأداء و لو كان الأمر علي ماقالوه من تكامل الأداء قبل الاستتار لما كان ذلك رافعا للحاجة إلي تدبيره وسياسته وأمره ونهيه فإن أحدا لا يقول إن النبي ص بعدأداء الشرع غيرمحتاج إليه و لامفتقر إلي تدبيره و لا يقول ذلك معاند. و هوالجواب عن قول من قال إن النبي ص مايتعلق من مصلحتنا قدأداه و مايؤدي في المستقبل لم يكن في الحال مصلحة للخلق فجاز لذلك الاستتار و ليس
صفحه : 191
كذلك الإمام عندكم لأن تصرفه في كل حال لطف للخلق فلايجوز له الاستتار علي وجه ووجب تقويته والمنع منه ليظهر وينزاح علة المكلف لأنا قدبينا أن النبي ص مع أنه أدي المصلحة التي تعلقت بتلك الحال لم يستغن عن أمره ونهيه وتدبيره بلا خلاف بين المحصلين و مع هذاجاز له الاستتار فكذلك الإمام علي أن أمر الله تعالي له بالاستتار في الشعب تارة و في الغار أخري فضرب من المنع منه لأنه ليس كل المنع أن يحول بينهم وبينه بالعجز أوبتقويته بالملائكة لأنه لايمتنع أن يفرض في تقويته بذلك مفسدة في الدين فلايحسن من الله فعله و لو كان خاليا من وجوه الفساد وعلم الله أنه يقتضيه المصلحة لقواه بالملائكة وحال بينهم وبينه فلما لم يفعل ذلك مع ثبوت حكمته ووجوب إزاحة علة المكلفين علمنا أنه لم يتعلق به مصلحة بل مفسدة وكذلك نقول في الإمام إن الله فعل من قتله بأمره بالاستتار والغيبة و لوعلم أن المصلحة يتعلق بتقويته بالملائكة لفعل فلما لم يفعل مع ثبوت حكمته ووجوب إزاحة علة المكلفين في التكليف علمنا أنه لم يتعلق به مصلحة بل ربما كان فيه مفسدة.بل ألذي نقول إن في الجملة يجب علي الله تعالي تقوية يد الإمام بما يتمكن معه من القيام وينبسط يده ويمكن ذلك بالملائكة وبالبشر فإذا لم يفعله بالملائكة علمنا أنه لأجل أنه تعلق به مفسدة فوجب أن يكون متعلقا بالبشر فإذا لم يفعلوه أتوا من قبل نفوسهم لا من قبله تعالي فيبطل بهذا التحرير جميع مايورد من هذاالجنس و إذاجاز في النبي ص أن يستتر مع الحاجة إليه لخوف الضرر وكانت التبعة في ذلك لازمة لمخيفيه ومحوجيه إلي الغيبة فكذلك غيبة الإمام سواء.فأما التفرقة بطول الغيبة وقصرها فغير صحيحة لأنه لافرق في ذلك بين القصير المنقطع والطويل الممتد لأنه إذا لم يكن في الاستتار لائمة علي المستتر إذاأحوج إليه بل اللائمة علي من أحوجه إليها جاز أن يتطاول سبب الاستتار كماجاز أن يقصر زمانه .
صفحه : 192
فإن قيل إذا كان الخوف أحوجه إلي الاستتار فقد كان آباؤه عندكم علي تقية وخوف من أعدائهم فكيف لم يستتروا قلنا ما كان علي آبائه ع خوف من أعدائه مع لزوم التقية والعدول عن التظاهر بالإمامة ونفيها عن نفوسهم وإمام الزمان كل الخوف عليه لأنه يظهر بالسيف ويدعو إلي نفسه ويجاهد من خالفه عليه فأي تشبه بين خوفه من الأعداء وخوف آبائه ع لو لاقلة التأمل علي أن آباءه ع متي قتلوا أوماتوا كان هناك من يقوم مقامهم ويسد مسدهم يصلح للإمامة من أولاده وصاحب الأمر بالعكس من ذلك لأن المعلوم أنه لايقوم أحد مقامه و لايسد مسده فبان الفرق بين الأمرين . و قدبينا فيما تقدم الفرق بين وجوده غائبا لايصل إليه أحد أوأكثر و بين عدمه حتي إذا كان المعلوم التمكن بالأمر يوجده . وكذلك قولهم ماالفرق بين وجوده بحيث لايصل إليه أحد و بين وجوده في السماء بأن قلنا إذا كان موجودا في السماء بحيث لايخفي عليه أخبار أهل الأرض فالسماء كالأرض و إن كان يخفي عليه أمرهم فذلك يجري مجري عدمه ثم يقلب عليهم في النبي ص بأن يقال أي فرق بين وجوده مستترا و بين عدمه وكونه في السماء فأي شيءقالوه قلنا مثله علي مامضي القول فيه . و ليس لهم أن يفرقوا بين الأمرين بأن النبي ص مااستتر من كل أحد وإنما استتر من أعدائه وإمام الزمان مستتر عن الجميع لأنا أولا لانقطع علي أنه مستتر عن جميع أوليائه والتجويز في هذاالباب كاف علي أن النبي ص لمااستتر في الغار كان مستترا من أوليائه وأعدائه و لم يكن معه إلا أبوبكر وحده و قد كان يجوز أن يستتر بحيث لا يكون معه أحد من ولي و لاعدو إذااقتضت المصلحة ذلك . فإن قيل فالحدود في حال الغيبة ماحكمها فإن سقطت عن الجاني علي مايوجبها الشرع فهذا نسخ الشريعة و إن كانت باقية فمن يقيمها قلنا الحدود
صفحه : 193
المستحقة باقية في جنوب مستحقيها فإن ظهر الإمام ومستحقوها باقون أقامها عليهم بالبينة أوالإقرار و إن كان فات ذلك بموته كان الإثم في تفويتها علي من أخاف الإمام وألجأه إلي الغيبة. و ليس هذانسخا لإقامة الحدود لأن الحد إنما يجب إقامته مع التمكن وزوال المنع ويسقط مع الحيلولة وإنما يكون ذلك نسخا لوسقط إقامتها مع الإمكان وزوال الموانع ويقال لهم ماتقولون في الحال التي لايتمكن أهل الحل والعقد من اختيار الإمام ماحكم الحدود فإن قلتم سقطت فهذا نسخ علي ماألزمتمونا و إن قلتم هي باقية في جنوب مستحقيها فهو جوابنا بعينه . فإن قيل قد قال أبو علي إن في الحال التي لايتمكن أهل الحل والعقد من نصب الإمام يفعل الله مايقوم مقام إقامة الحدود وينزاح علة المكلف و قال أبوهاشم إن إقامة الحدود دنياوية لاتعلق لها بالدين .قلنا أما ماقاله أبو علي فلو قلنا مثله ماضرنا لأن إقامة الحدود ليس هو ألذي لأجله أوجبنا الإمام حتي إذافات إقامته انتقص دلالة الإمامة بل ذلك تابع للشرع و قدقلنا إنه لايمتنع أن يسقط فرض إقامتها في حال انقباض يد الإمام أوتكون باقية في جنوب أصحابها و كماجاز ذلك جاز أيضا أن يكون هناك مايقوم مقامها فإذاصرنا إلي ماقاله لم ينتقض علينا أصل . و أما ماقاله أبوهاشم من أن ذلك لمصالح الدنيا فبعيد لأن ذلك عبادة واجبة و لو كان لمصلحة دنياوية لماوجبت علي أن إقامة الحدود عنده علي وجه الجزاء والنكال جزء من العقاب وإنما قدم في دار الدنيا بعضه لما فيه من المصلحة فكيف يقول مع ذلك إنه لمصالح دنياوية فبطل ماقالوه . فإن قيل كيف الطريق إلي إصابة الحق مع غيبة الإمام فإن قلتم لاسبيل إليها جعلتم الخلق في حيرة وضلالة وشك في جميع أمورهم و إن قلتم يصاب الحق بأدلته قيل لكم هذاتصريح بالاستغناء عن الإمام بهذه الأدلة.
صفحه : 194
قلنا الحق علي ضربين عقلي وسمعي فالعقلي يصاب بأدلته والسمعي عليه أدلة منصوبة من أقوال النبي ص ونصوصه وأقوال الأئمة من ولده و قدبينوا ذلك وأوضحوه و لم يتركوا منه شيئا لادليل عليه غير أن هذا و إن كان علي ماقلناه فالحاجة إلي الإمام قدبينا ثبوتها لأن جهة الحاجة المستمرة في كل حال وزمان كونه لطفا لنا علي ماتقدم القول فيه و لايقوم غيره مقامه والحاجة المتعلقة بالسمع أيضا ظاهرة لأن النقل و إن كان واردا عن الرسول ص و عن آباء الإمام ع بجميع مايحتاج إليه في الشريعة فجائز علي الناقلين العدول عنه إما تعمدا وإما لشبهة فيقطع النقل أويبقي فيمن لاحجة في نقله و قداستوفينا هذه الطريقة في تلخيص الشافي فلانطول بذكره . فإن قيل لوفرضنا أن الناقلين كتموا بعض منهم الشريعة واحتيج إلي بيان الإمام و لم يعلم الحق إلا من جهته و كان خوف القتل من أعدائه مستمرا كيف يكون الحال فإن قلتم يظهر و إن خاف القتل فيجب أن يكون خوف القتل غيرمبيح له الاستتار ويلزم ظهوره و إن قلتم لايظهر وسقط التكليف في ذلك الشيء المكتوم عن الأمة خرجتم من الإجماع لأنه منعقد علي أن كل شيءشرعه النبي ص وأوضحه فهو لازم للأمة إلي أن يقوم الساعة فإن قلتم إن التكليف لايسقط صرحتم بتكليف ما لايطاق وإيجاب العمل بما لاطريق إليه .قلنا قدأجبنا عن هذاالسؤال في التلخيص مستوفي وجملته أن الله تعالي لوعلم أن النقل ببعض الشرع المفروض ينقطع في حال تكون تقية الإمام فيهامستمرة وخوفه من الأعداء باقيا لأسقط ذلك عمن لاطريق له إليه فإذاعلمنا بالإجماع أن تكليف الشرع مستمر ثابت علي جميع الأمة إلي قيام الساعة علمنا عند ذلك أنه لواتفق انقطاع النقل لشيء من الشرع لما كان ذلك إلا في حال يتمكن فيهاالإمام من الظهور والبروز والإعلام والإنذار. و كان المرتضي ره يقول أخيرا لايمتنع أن يكون هاهنا أمور كثيرة غيرواصلة إلينا هي مودعة عندالإمام و إن كان قدكتمها الناقلون و لم ينقلوها و لم
صفحه : 195
يلزم مع ذلك سقوط التكليف عن الخلق لأنه إذا كان سبب الغيبة خوفه علي نفسه من الذين أخافوه فمن أحوجه إلي الاستتار أتي من قبل نفسه في فوت مايفوته من الشرع كما أنه أتي من قبل نفسه فيما يفوته من تأديب الإمام وتصرفه من حيث أحوجه إلي الاستتار و لوأزال خوفه لظهر فيحصل له اللطف بتصرفه وتبين له ماعنده فما انكتم عنه فإذا لم يفعل وبقي مستترا أتي من قبل نفسه في الأمرين و هذاقوي يقتضيه الأصول . و في أصحابنا من قال إن علة استتاره عن أوليائه خوفه من أن يشيعوا خبره ويتحدثوا باجتماعهم معه سرورا فيؤدي ذلك إلي الخوف من الأعداء و إن كان غيرمقصود و هذاالجواب يضعف لأن عقلاء شيعته لايجوز أن يخفي عليهم ما في إظهار اجتماعهم معه من الضرر عليه وعليهم فكيف يخبرون بذلك مع علمهم بما عليهم فيه من المضرة العامة و إن جاز علي الواحد والاثنين لايجوز علي جماعة شيعته الذين لايظهر لهم . علي أن هذايلزم عليه أن يكون شيعته قدعدموا الانتفاع به علي وجه لايتمكنون من تلافيه وإزالته لأنه إذاعلق الاستتار بما يعلم من حالهم أنهم يفعلونه فليس في مقدورهم الآن مايقتضي ظهور الإمام و هذايقتضي سقوط التكليف ألذي الإمام لطف فيه عنهم . و في أصحابنا من قال علة استتاره عن الأولياء مايرجع إلي الأعداء لأن انتفاع جميع الرعية من ولي وعدو بالإمام إنما يكون بأن ينفذ أمره ببسط يده فيكون ظاهرا متصرفا بلا دافع و لامنازع و هذامما المعلوم أن الأعداء قدحالوا دونه ومنعوا منه .قالوا و لافائدة في ظهوره سرا لبعض أوليائه لأن النفع المبتغي من تدبير الأمة لايتم إلابظهوره للكل ونفوذ الأمر فقد صارت العلة في استتار الإمام علي الوجه ألذي هولطف ومصلحة للجميع واحدة. ويمكن أن يعترض هذاالجواب بأن يقال إن الأعداء و إن حالوا بينه و بين
صفحه : 196
الظهور علي وجه التصرف والتدبير فلم يحولوا بينه و بين لقاء من شاء من أوليائه علي سبيل الاختصاص و هويعتقد طاعته ويوجب اتباع أوامره فإن كان لانفع في هذااللقاء لأجل الاختصاص لأنه نافذ الأمر للكل فهذا تصريح بأنه لاانتفاع للشيعة الإمامية بلقاء أئمتها من لدن وفاة أمير المؤمنين إلي أيام الحسن بن علي إلي القائم ع لهذه العلة. ويوجب أيضا أن يكون أولياء أمير المؤمنين ع وشيعته لم يكن لهم بلقائه انتفاع قبل انتقال الأمر إلي تدبيره وحصوله في يده و هذابلوغ من قائله إلي حد لايبلغه متأمل علي أنه لوسلم أن الانتفاع بالإمام لا يكون إلا مع الظهور لجميع الرعية ونفوذ أمره فيهم لبطل قولهم من وجه آخر و هو أنه يؤدي إلي سقوط التكليف ألذي الإمام لطف فيه عن شيعته لأنه إذا لم يظهر لهم لعله لايرجع إليهم و لا كان في قدرتهم وإمكانهم إزالته فلابد من سقوط التكليف عنهم لأنه لوجاز أن يمنع قوم من المكلفين غيرهم لطفهم و يكون التكليف ألذي ذلك اللطف لطف فيه مستمرا عليهم لجاز أن يمنع بعض المكلفين غيره بقيد و ماأشبهه من المشي علي وجه لايمكن من إزالته و يكون تكليف المشي مع ذلك مستمرا علي الحقيقة. و ليس لهم أن يفرقوا بين القيد و بين اللطف من حيث كان القيد يتعذر معه الفعل و لايتوهم وقوعه و ليس كذلك فقد اللطف لأن أكثر أهل العدل علي أن فقد اللطف كفقد القدرة والآلة و أن التكليف مع فقد اللطف فيمن له لطف معلوم كالتكليف مع فقد القدرة والآلة ووجود الموانع و أن من لم يفعل له اللطف ممن له لطف معلوم غيرمزاح العلة في التكليف كما أن الممنوع غيرمزاح العلة. و ألذي ينبغي أن يجاب عن السؤال ألذي ذكرناه عن المخالف أن نقول إنا أولا لانقطع علي استتاره عن جميع أوليائه بل يجوز أن يظهر لأكثرهم و لايعلم كل إنسان إلاحال نفسه فإن كان ظاهرا له فعلته مزاحة و إن لم يكن ظاهرا له علم أنه إنما لم يظهر له لأمر يرجع إليه و إن لم يعلمه مفصلا لتقصير من جهته و إلا لم يحسن تكليفه .
صفحه : 197
فإذاعلم بقاء تكليفه عليه واستتار الإمام عنه علم أنه لأمر يرجع إليه كما يقول جماعتنا فيمن لم ينظر في طريق معرفة الله تعالي فلم يحصل له العلم وجب أن يقطع علي أنه إنما لم يحصل لتقصير يرجع إليه و إلاوجب إسقاط تكليفه و إن لم يعلم ما ألذي وقع تقصيره فيه .فعلي هذاالتقرير أقوي مايعلل به ذلك أن الإمام إذاظهر و لايعلم شخصه وعينه من حيث المشاهدة فلابد من أن يظهر عليه علم معجز يدل علي صدقه والعلم بكون الشيء معجزا يحتاج إلي نظر يجوز أن يعترض فيه شبهة فلايمنع أن يكون المعلوم من حال من لم يظهر له أنه متي ظهر وأظهر المعجز لم ينعم النظر فيدخل فيه شبهة ويعتقد أنه كذاب ويشيع خبره فيؤدي إلي ماتقدم القول فيه . فإن قيل أي تقصير وقع من الولي ألذي لم يظهر له الإمام لأجل هذاالمعلوم من حاله و أي قدرة له علي النظر فيما يظهر له الإمام معه و إلي أي شيءيرجع في تلافي مايوجب غيبته قلنا ماأحلنا في سبب الغيبة عن الأولياء إلا علي معلوم يظهر موضع التقصير فيه وإمكان تلافيه لأنه غيرممتنع أن يكون من المعلوم من حاله أنه متي ظهر له الإمام قصر في النظر في معجزة فإنما أتي في ذلك لتقصيره الحاصل في العلم بالفرق بين المعجز والممكن والدليل من ذلك والشبهة و لو كان من ذلك علي قاعدة صحيحة لم يجز أن يشتبه عليه معجز الإمام عندظهوره له فيجب عليه تلافي هذاالتقصير واستدراكه . و ليس لأحد أن يقول هذاتكليف لما لايطاق وحوالة علي غيب لأن هذاالولي ليس يعرف ماقصر فيه بعينه من النظر والاستدلال فيستدركه حتي يتمهد في نفسه ويتقرر ونراكم تلزمونه ما لايلزمه و ذلك إنما يلزم في التكليف قديتميز تارة ويشتبه أخري بغيره و إن كان التمكن من الأمرين ثابتا حاصلا فالولي علي هذا إذاحاسب نفسه ورأي أن الإمام لايظهر له وأفسد أن يكون السبب في الغيبة ماذكرناه من الوجوه الباطلة وأجناسها علم أنه لابد من سبب يرجع إليه .
صفحه : 198
و إذاعلم أن أقوي العلل ماذكرناه علم أن التقصير واقع من جهته في صفات المعجز وشروطه فعليه معاودة النظر في ذلك عند ذلك وتخليصه من الشوائب و مايوجب الالتباس فإنه من اجتهد في ذلك حق الاجتهاد ووفي النظر شروطه فإنه لابد من وقوع العلم بالفرق بين الحق والباطل و هذه المواضع الإنسان فيها علي نفسه بصيرة و ليس يمكن أن يؤمر فيهابأكثر من التناهي في الاجتهاد والبحث والفحص والاستسلام للحق و قدبينا أن هذانظير مانقول لمخالفينا إذانظروا في أدلتنا و لم يحصل لهم العلم سواء. فإن قيل لو كان الأمر علي ماقلتم لوجب أن لايعلم شيئا من المعجزات في الحال و هذايؤدي إلي أن لايعلم النبوة وصدق الرسول و ذلك يخرجه عن الإسلام فضلا عن الإيمان .قلنا لايلزم ذلك لأنه لايمتنع أن يدخل الشبهة في نوع من المعجزات دون نوع و ليس إذادخلت الشبهة في بعضها دخل في سائرها فلايمتنع أن يكون المعجز الدال علي النبوة لم يدخل عليه فيه شبهة فحصل له العلم بكونه معجزا وعلم عند ذلك نبوة النبي ص والمعجز ألذي يظهر علي يد الإمام إذاظهر يكون أمرا آخر يجوز أن يدخل عليه الشبهة في كونه معجزا فيشك حينئذ في إمامته و إن كان عالما بالنبوة و هذا كمانقول إن من علم نبوة موسي ع بالمعجزات الدالة علي نبوته إذا لم ينعم النظر في المعجزات الظاهرة علي عيسي ونبينا محمدص لايجب أن يقطع علي أنه ماعرف تلك المعجزات لأنه لايمتنع أن يكون عارفا بها وبوجه دلالتها و إن لم يعلم هذه المعجزات واشتبه عليه وجه دلالتها. فإن قيل فيجب علي هذا أن يكون كل من لم يظهر له الإمام يقطع علي أنه علي كبيرة تلحق بالكفر لأنه مقصر علي مافرضتموه فيما يوجب غيبة الإمام عنه ويقتضي فوت مصلحته فقد لحق الولي علي هذابالعدو.قلنا ليس يجب في التقصير ألذي أشرنا إليه أن يكون كفرا و لاذنبا عظيما لأنه في هذه الحال مااعتقد الإمام أنه ليس بإمام و لاأخافه علي نفسه وإنما قصر
صفحه : 199
في بعض العلوم تقصيرا كان كالسبب في أن علم من حاله أن ذلك الشك في الإمامة يقع منه مستقبلا والآن فليس بواقع فغير لازم أنه يكون كافرا غير أنه و إن لم يلزم أن يكون كفرا و لاجاريا مجري تكذيب الإمام والشك في صدقه فهو ذنب وخطأ لاينافيان الإيمان واستحقاق الثواب ولن يلحق الولي بالعدو علي هذاالتقدير لأن العدو في الحال معتقد في الإمام ما هوكفر وكبيرة والولي بخلاف ذلك . وإنما قلنا إن ما هوكالسبب في الكفر لايجب أن يكون كفرا في الحال أن أحدا لواعتقد في القادر منا بقدرة أنه يصح أن يفعل في غيره من الأجسام مبتدئا كان ذلك خطأ وجهلا ليس بكفر و لايمتنع أن يكون المعلوم من حال هذاالمعتقد أنه لوظهر نبي يدعو إلي نبوته وجعل معجزة أن يفعل الله تعالي علي يده جسما بحيث لايصل إليه أسباب البشر أنه لايقبله و هذا لامحالة لوعلم أنه معجز كان يقبله و ماسبق من اعتقاده في مقدور العبد كان كالسبب في هذا و لم يلزم أن يجري مجراه في الكفر. فإن قيل إن هذاالجواب أيضا لايستمر علي أصلكم لأن الصحيح من مذهبكم أن من عرف الله تعالي بصفاته وعرف النبوة والإمامة وحصل مؤمنا لايجوز أن يقع منه كفر أصلا فإذاثبت هذافكيف يمكنكم أن تجعلوا علة الاستتار عن الولي أن المعلوم من حاله أنه إذاظهر الإمام فظهر علم معجز شك فيه و لايعرفه و إن الشك في ذلك كفر و ذلك ينقض أصلكم ألذي صححتموه .قيل هذا ألذي ذكرتموه ليس بصحيح لأن الشك في المعجز ألذي يظهر علي يد الإمام ليس بقادح في معرفته لعين الإمام علي طريق الجملة وإنما يقدح في أن ماعلم علي طريق الجملة وصحت معرفته هل هو هذاالشخص أم لا والشك في هذا ليس بكفر لأنه لو كان كفرا لوجب أن يكون كفرا و إن لم يظهر المعجز فإنه لامحالة قبل ظهور هذاالمعجز علي يده شاك فيه ويجوز كونه إماما وكون غيره كذلك وإنما يقدح في العلم الحاصل له علي طريق الجملة
صفحه : 200
أن لوشك في المستقبل في إمامته علي طريق الجملة و ذلك مما يمنع من وقوعه منه مستقبلا. و كان المرتضي ره يقول سؤال المخالف لنا لم لايظهر الإمام للأولياء غيرلازم لأنه إن كان غرضه أن لطف الولي غيرحاصل فلايحصل تكليفه فإنه لايتوجه فإن لطف الولي حاصل لأنه إذاعلم الولي أن له إماما غائبا يتوقع ظهوره ساعة ويجوز انبساط يده في كل حال فإن خوفه من تأديبه حاصل وينزجر لمكانه عن المقبحات ويفعل كثيرا من الواجبات فيكون حال غيبته كحال كونه في بلد آخر بل ربما كان في حال الاستتار أبلغ لأنه مع غيبته يجوز أن يكون معه في بلده و في جواره ويشاهده من حيث لايعرفه و لايقف علي أخباره و إذا كان في بلد آخر ربما خفي عليه خبره فصار حال الغيبة الانزجار حاصلا عن القبيح علي ماقلناه و إذا لم يكن قدفاتهم اللطف جاز استتاره عنهم و إن سلم أنه يحصل ما هولطف لهم و مع ذلك يقال لم لايظهر لهم قلنا ذلك غيرواجب علي كل حال فسقط السؤال من أصله . علي أن لطفهم بمكانه حاصل من وجه آخر و هو أن بمكانه يثقون جميع الشرع إليهم ولولاه لماوثقوا بذلك وجوزوا أن يخفي عليهم كثير من الشرع وينقطع دونهم و إذاعلموا وجوده في الجملة أمنوا جميع ذلك فكان اللطف بمكانه حاصلا من هذاالوجه أيضا. و قدذكرنا فيما تقدم أن ستر ولادة صاحب الزمان ليس بخارق العادات إذ جري أمثال ذلك فيما تقدم من أخبار الملوك و قدذكره العلماء من الفرس و من روي أخبار الدوليين من ذلك ما هومشهور كقصة كيخسرو و ما كان من ستر أمه حملها وإخفاء ولادتها وأمه بنت ولد أفراسياب ملك الترك و كان جده كيقاوس أراد قتل ولده فسترته أمه إلي أن ولدته و كان من قصته ما هومشهور في كتب التواريخ ذكره الطبري. و قدنطق القرآن بقصة ابراهيم و أن أمه ولدته خفيا وغيبته في المغارة
صفحه : 201
حتي بلغ و كان من أمره ما كان و ما كان من قصة موسي ع و أن أمه ألقته في البحر خوفا عليه وإشفاقا من فرعون عليه و ذلك مشهور نطق به القرآن ومثل ذلك قصة صاحب الزمان سواء فكيف يقال إن هذاخارج عن العادات . و من الناس من يكون له ولد من جارية يستترها من زوجته برهة من الزمان حتي إذاحضرته الوفاة أقر به و في الناس من يستتر أمر ولده خوفا من أهله أن يقتلوه طمعا في ميراثه قدجرت العادات بذلك فلاينبغي أن يتعجب من مثله في صاحب الزمان و قدشاهدنا من هذاالجنس كثيرا وسمعنا منه غيرقليل فلانطول بذكره لأنه معلوم بالعادات وكم وجدنا من ثبت نسبه بعدموت أبيه بدهر طويل و لم يكن أحد يعرفه إذاشهد بنسبه رجلان مسلمان و يكون أشهدهما علي نفسه سرا عن أهله وخوفا من زوجته وأهله فوصي به فشهدا بعدموته أوشهدا بعقده علي امرأة عقدا صحيحا فجاءت بولد يمكن أن يكون منه فوجب بحكم الشرع إلحاقه به والخبر بولادة ابن الحسن وارد من جهات أكثر مما يثبت الأنساب في الشرع ونحن نذكر طرفا من ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالي . و أماإنكار جعفر بن علي عم صاحب الزمان شهادة الإمامية بولد لأخيه الحسن بن علي ولد في حياته ودفعه بذلك وجوده بعده وأخذه تركته وحوزه ميراثه و ما كان منه في حمله سلطان الوقت علي حبس جواري الحسن واستبذالهن بالاستبراء من الحمل ليتأكد نفيه لولد أخيه وإباحته دماء شيعته بدعواهم خلفا له بعده كان أحق بمقامه فليس لشبهة يعتمد علي مثلها أحد من المحصلين لاتفاق الكل علي أن جعفرا لم يكن له عصمة كعصمة الأنبياء فيمتنع عليه لذلك إنكار حق ودعوي باطل بل الخطاء جائز عليه والغلط غيرممتنع منه و قدنطق القرآن بما كان من ولد يعقوب مع أخيهم يوسف وطرحهم إياه في الجب وبيعهم إياه بالثمن البخس وهم أولاد الأنبياء و في الناس من يقول كانوا أنبياء فإذاجاز منهم مثل ذلك مع عظم الخطاء فيه فلم لايجوز مثله من جعفر بن علي مع ابن أخيه و أن يفعل معه من الجحد طمعا
صفحه : 202
في الدنيا ونيلها وهل يمنع من ذلك أحد إلامكابر معاند. فإن قيل كيف يجوز أن يكون للحسن بن علي ولد مع إسناده وصيته في مرضه ألذي توفي فيه إلي والدته المسماة بحديث المكناة بأم الحسن بوقوفه وصدقاته وأسند النظر إليها في ذلك و لو كان له ولد لذكره في الوصية.قيل إنما فعل ذلك قصدا إلي تمام ما كان غرضه في إخفاء ولادته وستر حاله عن سلطان الوقت و لوذكر ولده أوأسند وصيته إليه لناقض غرضه خاصة و هواحتاج إلي الإشهاد عليها وجوه الدولة وأسباب السلطان وشهود القضاة ليتحرس بذلك وقوفه ويتحفظ صدقاته ويتم به الستر علي ولده بإهمال ذكره وحراسة مهجته بترك التنبيه علي وجوده و من ظن أن ذلك دليل علي بطلان دعوي الإمامية في وجود ولد للحسن ع كان بعيدا من معرفة العادات و قدفعل نظير ذلك الصادق جعفر بن محمد ع حين أسند وصيته إلي خمسة نفر أولهم المنصور إذ كان سلطان الوقت و لم يفرد ابنه موسي ع بهاإبقاء عليه وأشهد معه الربيع وقاضي الوقت وجاريته أم ولده حميدة البربرية وختمهم بذكر ابنه موسي بن جعفر ع لستر أمره وحراسة نفسه و لم يذكر مع ولده موسي أحدا من أولاده الباقين لعله كان فيهم من يدعي مقامه بعده ويتعلق بإدخاله في وصيته و لو لم يكن موسي ظاهرا مشهورا في أولاده معروف المكان منه وصحة نسبه واشتهار فضله وعلمه و كان مستورا لماذكره في وصيته ولاقتصر علي ذكر غيره كمافعل الحسن بن علي والد صاحب الزمان . فإن قيل قولكم إنه منذ ولد صاحب الزمان إلي وقتنا هذا مع طول المدة لايعرف أحد مكانه و لايعلم مستقره و لايأتي بخبره من يوثق بقوله خارج عن العادة لأن كل من اتفق له الاستتار عن ظالم لخوف منه علي نفسه أولغير ذلك من الأغراض يكون مدة استتاره قريبة و لايبلغ عشرين سنة و لايخفي أيضا عن الكل في مدة استتاره مكانه و لابد من أن يعرف فيه بعض أوليائه وأهله
صفحه : 203
مكانه أويخبر بلقائه وقولكم بخلاف ذلك .قلنا ليس الأمر علي ماقلتم لأن الإمامية تقول إن جماعة من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي ع قدشاهدوا وجوده في حياته وكانوا أصحابه وخاصته بعدوفاته والوسائط بينه و بين شيعته معروفون بما ذكرناهم فيما بعدينقلون إلي شيعته معالم الدين ويخرجون إليهم أجوبته في مسائلهم فيه ويقبضون منهم حقوقه وهم جماعة كان الحسن بن علي ع عدلهم في حياته واختصهم أمناء له في وقته وجعل إليهم النظر في أملاكه والقيام بأموره بأسمائهم وأنسابهم وأعيانهم كأبي عمرو عثمان بن سعيد السمان وابنه أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد وغيرهم ممن سنذكر أخبارهم فيما بعد إن شاء الله وكانوا أهل عقل وأمانة وثقة ظاهرة ودراية وفهم وتحصيل ونباهة كانوا معظمين عندسلطان الوقت لعظم أقدارهم وجلالة محلهم مكرمين لظاهر أمانتهم واشتهار عدالتهم حتي إنه يدفع عنهم مايضيفه إليهم خصومهم و هذايسقط قولكم إن صاحبكم لم يره أحد ودعواهم خلافه .فأما بعدانقراض أصحاب أبيه فقد كان مدة من الزمان أخباره واصلة من جهة السفراء الذين بينه و بين شيعته ويوثق بقولهم ويرجع إليهم لدينهم وأمانتهم و مااختصوا به من الدين والنزاهة وربما ذكرنا طرفا من أخبارهم فيما بعد. و قدسبق الخبر عن آبائه ع بأن القائم له غيبتان أخراهما أطول من الأولي فالأولي يعرف فيهاخبره والأخري لايعرف فيهاخبره فجاء ذلك موافقا لهذه الأخبار فكان ذلك دليلا ينضاف إلي ماذكرناه وسنوضح عن هذه الطريقة فيما بعد إن شاء الله تعالي .فأما خروج ذلك عن العادات فليس الأمر علي ماقالوه و لوصح لجاز أن ينقض الله تعالي العادة في ستر شخص ويخفي أمره لضرب من المصلحة وحسن التدبير لمايعرض من المانع من ظهوره . و هذاالخضر ع موجود قبل زماننا من عهد موسي ع عندأكثر الأمة
صفحه : 204
و إلي وقتنا هذاباتفاق أهل السير لايعرف مستقره و لايعرف أحد له أصحابا إلا ماجاء به القرآن من قصته مع موسي و مايذكره بعض الناس أنه يظهر أحيانا ويظن من يراه أنه بعض الزهاد فإذافارق مكانه توهمه المسمي بالخضر و لم يكن عرفه بعينه في الحال و لاظنه فيهابل اعتقد أنه بعض أهل الزمان . و قد كان من غيبة موسي بن عمران عن وطنه وهربه من فرعون ورهطه مانطق به القرآن و لم يظفر به أحد مدة من الزمان و لاعرفه بعينه حتي بعثه الله نبيا ودعا إليه فعرفه الولي والعدو. و كان من قصة يوسف بن يعقوب ماجاء به سورة في القرآن وتضمنت استتار خبره عن أبيه و هونبي الله يأتيه الوحي صباحا ومساء يخفي عليه خبر ولده و عن ولده أيضا حتي إنهم كانوا يدخلون عليه ويعاملونه و لايعرفونه و حتي مضت علي ذلك السنون والأزمان ثم كشف الله أمره وظهر خبره وجمع بينه و بين أبيه وإخوته و إن لم يكن ذلك في عادتنا اليوم و لاسمعنا بمثله . و كان من قصة يونس بن متي نبي الله مع قومه وفراره منهم حين تطاول خلافهم له واستخفافهم بجفوته وغيبته عنهم و عن كل أحد حتي لم يعلم أحد من الخلق مستقره وستره الله في جوف السمكة وأمسك عليه رمقه لضرب من المصلحة إلي أن انقضت تلك المدة ورده الله إلي قومه وجمع بينهم وبينه و هذاأيضا خارج عن عادتنا وبعيد من تعارفنا و قدنطق به القرآن وأجمع عليه أهل الإسلام . ومثل ماحكيناه أيضا قصة أصحاب الكهف و قدنطق بهاالقرآن وتضمن شرح حالهم واستتارهم عن قومهم فرارا بدينهم و لو لا مانطق القرآن به لكان مخالفونا يجحدونه دفعا لغيبة صاحب الزمان وإلحاقهم به لكن أخبر الله تعالي أنهم بقوا ثلاثمائة سنة مثل ذلك مستترين خائفين ثم أحياهم الله فعادوا إلي قومهم وقصتهم مشهورة في ذلك . و قد كان من أمر صاحب الحمار ألذي نزل بقصته القرآن و أهل الكتاب يزعمون أنه كان نبيافَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ وبقي طعامه وشرابه لم يتغير و كان
صفحه : 205
ذلك خارقا للعادة و إذا كان ماذكرناه معروفا كائنا كيف يمكن مع ذلك إنكار غيبة صاحب الزمان . أللهم إلا أن يكون المخالف دهريا معطلا ينكر جميع ذلك ويحيله فلانكلم معه في الغيبة بل ينتقل معه إلي الكلام في أصل التوحيد و أن ذلك مقدور وإنما نكلم في ذلك من أقر بالإسلام وجوز ذلك مقدورا لله فنبين لهم نظائره في العادات . وأمثال ماقلناه كثيرة مما رواه أصحاب السير والتواريخ من ملوك فرس وغيبتهم عن أصحابهم مدة لايعرفون خبره ثم عودهم وظهورهم لضرب من التدبير و إن لم ينطق به القرآن فهو مذكور في التواريخ وكذلك جماعة من حكماء الروم والهند قدكانت لهم غيبات وأحوال خارجة عن العادات لانذكرها لأن المخالف ربما جحدها علي عادتهم جحد الأخبار و هومذكور في التواريخ . فإن قيل ادعاؤكم طول عمر صاحبكم أمر خارق للعادات مع بقائه علي قولكم كامل العقل تام القوة والشباب لأنه علي قولكم له في هذاالوقت ألذي هوسنة سبع وأربعين وأربعمائة مائة وإحدي وتسعون سنة لأن مولده علي قولكم سنة ست وخمسين ومائتين و لم تجر العادة بأن يبقي أحد من البشر هذه المدة فكيف انتقضت العادة فيه و لايجوز انتقاضها إلا علي يد الأنبياء.قلنا الجواب عن ذلك من وجهين أحدهما أن لانسلم أن ذلك خارق لجميع العادات بل العادات فيما تقدم قدجرت بمثلها وأكثر من ذلك و قدذكرنا بعضها كقصة الخضر ع وقصة أصحاب الكهف و غير ذلك و قدأخبر الله عن نوح ع أنه لبث في قومه ألف سنة إلاخمسين عاما وأصحاب السير يقولون إنه عاش أكثر من ذلك وإنما دعا قومه إلي الله هذه المدة المذكورة بعد أن مضت عليه ستون من عمره وروي أصحاب الأخبار أن سلمان الفارسي لقي عيسي ابن مريم وبقي إلي زمان نبيناص وخبره مشهور وأخبار المعمرين من العجم والعرب معروفة مذكورة في الكتب والتواريخ وروي أصحاب الحديث أن الدجال
صفحه : 206
موجود و أنه كان في عصر النبي ص و أنه باق إلي الوقت ألذي يخرج فيه و هوعدو الله فإذاجاز ذلك في عدو الله لضرب من المصلحة فكيف لايجوز مثله في ولي الله إن هذا من العناد.أقول ثم ذكر ره أخبار المعمرين علي ماسنذكره ثم قال إن كان المخالف لنا في ذلك من يحيل ذلك من المنجمين وأصحاب الطبائع فالكلام لهم في أصل هذه المسألة فإن العالم مصنوع و له صانع أجري العادة بقصر الأعمار وطولها وإنه قادر علي إطالتها و علي إفنائها فإذا بين ذلك سهل الكلام . و إن كان المخالف في ذلك من يسلم ذلك غير أنه يقول هذاخارج عن العادات فقد بينا أنه ليس بخارج عن جميع العادات ومتي قالوا خارج عن عاداتنا قلنا و ماالمانع منه . فإن قيل ذلك لايجوز إلا في زمن الأنبياء قلنا نحن ننازع في ذلك وعندنا يجوز خرق العادات علي يد الأنبياء والأئمة والصالحين وأكثر أصحاب الحديث يجوزون ذلك وكثير من المعتزلة والحشوية و إن سموا ذلك كرامات كان ذلك خلافا في عبارة و قددللنا علي جواز ذلك في كتبنا وبينا أن المعجز إنما يدل علي صدق من يظهر علي يده ثم نعلمه نبيا أوإماما أوصالحا بقوله وكلما يذكرونه من شبههم قدبينا الوجه فيه في كتبنا لانطول بذكره هاهنا.فأما مايعرض من الهرم بامتداد الزمان وعلو السن وتناقض بنية الإنسان فليس مما لابد منه وإنما أجري الله العادة بأن يفعل ذلك عندتطاول الزمان و لاإيجاب هناك و هو تعالي قادر أن لايفعل ماأجري العادة بفعله و إذاثبتت هذه الجملة ثبت أن تطاول الأعمار ممكن غيرمستحيل و قدذكرنا فيما تقدم عن جماعة أنهم لم يتغيروا مع تطاول أعمارهم وعلو سنهم وكيف ينكر ذلك من يقر بأن الله تعالي يخلد المؤمنين في الجنة شبانا لايبلون وإنما يمكن أن ينازع في ذلك من يجحد ذلك ويسنده إلي الطبيعة وتأثير الكواكب ألذي قددل الدليل علي بطلان قولهم باتفاق منا و من خالفنا في هذه المسألة من أهل الشرع فسقطت
صفحه : 207
الشبهة من كل وجه .دليل آخر ومما يدل علي إمامة صاحب الزمان وصحة غيبته مارواه الطائفتان المختلفان والفرقتان المتباينتان العامة والإمامية أن الأئمة بعد النبي ص اثنا عشر لايزيدون و لاينقصون و إذاثبت ذلك فكل من قال بذلك قطع علي الأئمة الاثني عشر الذين نذهب إلي إمامتهم و علي وجود ابن الحسن وصحة غيبته لأن من خالفهم في شيء من ذلك لايقصر الإمامة علي هذاالعدد بل يجوز الزيادة عليها و إذاثبت بالأخبار التي نذكرها هذاالعدد المخصوص ثبت ماأردناه أقول ثم أورد ره من طرق الفريقين بعض ماأوردناه في باب النصوص علي الاثني عشر ع ثم قال رحمه الله . فإن قيل دلوا أولا علي صحة هذه الأخبار فإنها أخبار آحاد لايعول عليها فيما طريقه العلم و هذه مسألة علمية ثم دلوا علي أن المعني بها من تذهبون إلي إمامته فإن الأخبار التي رويتموها عن مخالفيكم وأكثر مارويتموها من جهة الخاصة إذاسلمت فليس فيهاصحة ماتذهبون إليه لأنها تتضمن غير ذلك فمن أين لكم أن أئمتكم هم المرادون بهادون غيرهم .قلنا أما ألذي يدل علي صحتها فإن الشيعة الإمامية يروونها علي وجه التواتر خلفا عن سلف وطريقة تصحيح ذلك موجود في كتب الإمامية في النصوص علي أمير المؤمنين ع والطريقة واحدة. وأيضا فإن نقل الطائفتين المختلفين المتباينتين في الاعتقاد يدل علي صحة ما قداتفقوا علي نقله لأن العادة جارية أن كل من اعتقد مذهبا و كان طريق إلي صحة ذلك النقل فإن دواعيه تتوفر إلي نقله وتتوفر دواعي من خالفه إلي إبطال مانقله أوالطعن عليه والإنكار لروايته بذلك جرت العادات في مدائح الرجال وذمهم وتعظيمهم والنقص منهم ومتي رأينا الفرقة المخالفة لهذه الفرقة قدنقلت مثل نقلها و لم يتعرض للطعن علي نقله و لم ينكر متضمن الخبر دل
صفحه : 208
ذلك علي أن الله تعالي قدتولي نقله وسخرهم لروايته و ذلك دليل علي صحة ماتضمنه الخبر. و أماالدليل علي أن المراد بالأخبار والمعني بهاأئمتنا ع فهو أنه إذاثبت بهذه الأخبار أن الأئمة محصورة في الاثني عشر إماما وأنهم لايزيدون و لاينقصون ثبت ماذهبنا إليه لأن الأمة بين قائلين قائل يعتبر العدد ألذي ذكرناه فهو يقول إن المراد بها من نذهب إلي إمامته و من خالف في إمامتهم لايعتبر هذاالعدد فالقول مع اعتبار العدد أن المراد غيرهم خروج عن الإجماع و ماأدي إلي ذلك وجب القول بفساده . ويدل أيضا علي إمامة ابن الحسن ع وصحة غيبته ماظهر وانتشر من الأخبار الشائعة الذائعة عن آبائه ع قبل هذه الأوقات بزمان طويل من أن لصاحب هذاالأمر غيبة وصفة غيبته و مايجري فيها من الاختلاف ويحدث فيها من الحوادث و أنه يكون له غيبتان إحداهما أطول من الأخري و أن الأولي يعرف فيهاأخباره والثانية لايعرف فيهاأخباره فوافق ذلك علي ماتضمنته الأخبار و لو لاصحتها وصحة إمامته لماوافق ذلك لأن ذلك لا يكون إلابإعلام الله علي لسان نبيه و هذه أيضا طريقة اعتمدها الشيوخ قديما. ونحن نذكر من الأخبار التي تضمن ذلك طرفا ليعلم صحة ماقلناه لأن استيفاء جميع ماروي في هذاالمعني يطول و هوموجود في كتب الأخبار من أراده وقف عليه من هناك .أقول ثم نقل الأخبار التي نقلنا عنه رحمه الله في الأبواب السابقة واللاحقة ثم قال . فإن قيل هذه كلها أخبار آحاد لايعول علي مثلها في هذه المسألة لأنها مسألة علمية قلنا موضع الاستدلال من هذه الأخبار ماتضمنه الخبر بالشيء قبل كونه فكان كماتضمنه فكان ذلك دلالة علي صحة ماذهبنا إليه من إمامة ابن الحسن لأن العلم بما يكون لايحصل إلا من جهة علام الغيوب فلو لم يرد إلاخبر واحد
صفحه : 209
ووافق مخبره ماتضمنه الخبر لكان ذلك كافيا ولذلك كان ماتضمنه القرآن من الخبر بالشيء قبل كونه دليلا علي صدق النبي ص و أن القرآن من قبل الله تعالي و إن كانت المواضع التي تضمن ذلك محصورة و مع ذلك مسموعة من مخبر واحد لكن دل علي صدقه من الجهة التي قلناها علي أن الأخبار متواتر بهالفظا ومعني .فأما اللفظ فإن الشيعة تواترت بكل خبر منه والمعني أن كثرة الأخبار واختلاف جهاتها وتباين طرقها وتباعد رواتها تدل علي صحتها لأنه لايجوز أن يكون كلها باطلة ولذلك يستدل في مواضع كثيرة علي معجزات النبي ص التي هي سوي القرآن وأمور كثيرة في الشرع يتواتر و إن كان كل لفظ منه منقولا من جهة الآحاد و ذلك معتمد عند من خالفنا في هذه المسألة فلاينبغي أن يتركوه وينسوه إذاجئنا إلي الكلام في الإمامة والعصبية لاينبغي أن ينتهي بالإنسان إلي حد يجحد الأمور المعلومة. و هذا ألذي ذكرناه معتبر في مدائح الرجال وفضائلهم ولذلك استدل علي سخاء حاتم وشجاعة عمرو و غير ذلك بمثل ذلك و إن كان كل واحد مما يروي من عطاء حاتم ووقوف عمرو في موقف من المواقف من جهة الآحاد و هذاواضح . ومما يدل أيضا علي إمامة ابن الحسن زائدا علي مامضي أنه لاخلاف بين الأمة أنه سيخرج في هذه الأمة مهدي يملأ الأرض قسطا وعدلا كماملئت ظلما وجورا و إذابينا أن ذلك المهدي من ولد الحسين وأفسدنا قول من يدعي ذلك من ولد الحسين سوي ابن الحسن ثبت أن المراد به هو ع .أقول ثم أورد مانقلنا عنه سابقا من أخبار الخاصة والعامة في المهدي ع ثم قال . و أما ألذي يدل علي أنه يكون من ولد الحسين ع فالأخبار التي أوردناها في أن الأئمة اثنا عشر وذكر تفاصيلهم فهي متضمنة لذلك ولأن كل من اعتبر العدد ألذي ذكرناها قال المهدي من ولد الحسين ع و هو من أشرنا إليه .
صفحه : 210
ثم أورد رحمه الله الأخبار في ذلك علي ماروينا عنه ثم قال . فإن قيل أ ليس قدخالف جماعة فيهم من قال المهدي من ولد علي ع فقالوا هو محمد بن الحنفية وفيهم من قال من السبائية هو علي ع لم يمت وفيهم من قال جعفر بن محمد لم يمت وفيهم من قال موسي بن جعفر لم يمت وفيهم من قال الحسن بن علي العسكري ع لم يمت وفيهم من قال المهدي هوأخوه محمد بن علي و هوحي باق لم يمت ما ألذي يفسد قول هؤلاء. قلت هذه الأقوال كلها قدأفسدناها بما دللنا عليه من موت من ذهبوا إلي حياته وبما بينا أن الأئمة اثنا عشر وبما دللنا علي صحة إمامة ابن الحسن من الاعتبار وبما سنذكره من صحة ولادته وثبوت معجزاته الدالة علي إمامته .فأما من خالف في موت أمير المؤمنين وذكر أنه حي باق فهو مكابر فإن العلم بموته وقتله أظهر وأشهر من قتل كل أحد وموت كل إنسان والشك في ذلك يؤدي إلي الشك في موت النبي وجميع أصحابه ثم ماظهر من وصيته وإخبار النبي ص إياه أنك تقتل وتخضب لحيتك من رأسك يفسد ذلك أيضا و ذلك أشهر من أن يحتاج أن يروي فيه الأخبار. و أماوفاة محمد بن علي بن الحنفية وبطلان قول من ذهب إلي إمامته فقد بينا فيما مضي من الكتاب و علي هذه الطريقة إذابينا أن المهدي من ولد الحسين ع بطل قول المخالف في إمامته ع . و أماالناووسية الذين وقفوا علي جعفر بن محمد ع فقد بينا أيضا فساد قولهم بما علمناه من موته واشتهار الأمر فيه وبصحة إمامة ابنه موسي بن جعفر ع وبما ثبت من إمامة الاثني عشر ع ويؤكد ذلك ماثبت من صحة وصيته إلي من أوصي إليه وظهور الحال في ذلك . و أماالواقفة الذين وقفوا علي موسي بن جعفر وقالوا هوالمهدي فقد أفسدنا أقوالهم بما دللنا عليه من موته واشتهار الأمر فيه وثبوت إمامة ابنه الرضا ع و في ذلك كفاية لمن أنصف .
صفحه : 211
و أماالمحمدية الذين قالوا بإمامة محمد بن علي العسكري وإنه حي لم يمت فقولهم باطل لمادللنا به علي إمامة أخيه الحسن بن علي أبي القائم ع وأيضا فقد مات محمد في حياة أبيه ع موتا ظاهرا كمامات أبوه وجده فالمخالف في ذلك مخالف في الضرورة. و أماالقائلون بأن الحسن بن علي لم يمت و هوحي باق و هوالمهدي فقولهم باطل بما علمنا موته كماعلمنا موت من تقدم من آبائه والطريقة واحدة والكلام عليهم واحد هذا مع انقراض القائلين به واندراسهم و لوكانوا محقين لماانقرضوا.أقول و قدأورد لكل ماذكر أخبارا كثيرة أوردناها مع غيرها في المجلدات السابقة في الأبواب التي هي أنسب بها ثم قال . و أما من قال إن الحسن بن علي ع يعيش بعدموته وإنه القائم بالأمر وتعلقهم بما روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّمَا سمُيَّ القَائِمَ لِأَنّهُ يَقُومُ بَعدَ مَا يَمُوتُ
فقوله باطل بما دللنا عليه من موته وادعاؤهم أنه يعيش يحتاج إلي دليل و لوجاز لهم ذلك لجاز أن تقول الواقفة إن موسي بن جعفريعيش بعدموته علي أن هذايؤدي إلي خلو الزمان من إمام بعدموت الحسن إلي حين يحيا و قددللنا بأدلة عقلية علي فساد ذلك . ويدل علي فساد ذلك الأخبار التي مضت في أنه لوبقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت . و
قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أللّهُمّ إِنّكَ لَا تخُليِ الأَرضَ بِغَيرِ حُجّةٍ إِمّا ظَاهِراً مَشهُوراً أَو خَائِفاً مَغمُوراً
يدل علي ذلك علي أن قوله يقوم بعد مايموت لوصح الخبر احتمل أن يكون أراد يقوم بعد مايموت ذكره ويخمل و لايعرف و هذاجائز في اللغة و مادللنا به علي أن الأئمة اثنا عشر يبطل هذاالمقال لأنه ع هوالحادي عشر علي أن القائلين بذلك قدانقرضوا ولله الحمد و لو كان حقا لماانقرض القائلون به .
صفحه : 212
و أما من ذهب إلي الفترة بعد الحسن بن علي وخلو الزمان من إمام فقولهم باطل بما دللنا عليه من أن الزمان لايخلو من إمام في حال من الأحوال بأدلة عقلية وشرعية وتعلقهم بالفترات بين الرسل باطل لأن الفترة عبارة عن خلو الزمان من نبي ونحن لانوجب النبوة في كل حال و ليس في ذلك دلالة علي خلو الزمان من إمام علي أن القائلين بذلك قدانقرضوا ولله الحمد فسقط هذاالقول أيضا. و أماالقائلون بإمامة جعفر بن علي بعدأخيه فقولهم باطل بما دللنا عليه من أنه يجب أن يكون الإمام معصوما لايجوز عليه الخطاء و أنه يجب أن يكون أعلم الأمة بالأحكام و جعفر لم يكن معصوما بلا خلاف و ماظهر من أفعاله التي تنافي العصمة أكثر من أن تحصي لانطول بذكرها الكتاب و إن عرض فيما بعد مايقتضي ذكر بعضها ذكرناه و أماكونه عالما فإنه كان خاليا منه فكيف تثبت إمامته علي أن القائلين بهذه المقالة قدانقرضوا أيضا ولله الحمد والمنة. و أما من قال لاولد لأبي محمد ع فقوله يبطل بما دللنا عليه من إمامة الاثني عشر وسياقة الأمر فيهم و أما من زعم أن الأمر قداشتبه عليه فلايدري هل لأبي محمد ع ولد أم لا إلاأنهم متمسكون بالأول حتي يصح لهم الآخر فقوله باطل بما دللنا عليه من صحة إمامة ابن الحسن وبما بينا من أن الأئمة اثنا عشر و مع ذلك لاينبغي التوقف بل يجب القطع علي إمامة ولده و ماقدمناه أيضا من أنه لايمضي إمام حي حتي يولد له ويري عقبه و مادللنا عليه من أن الزمان لايخلو من إمام عقلا وشرعا يفسد هذاالقول أيضا.فأما تمسكهم بما روي تمسكوا بالأول حتي يصح لكم الآخر فهو خبر واحد و مع هذافقد تأوله سعد بن عبد الله بتأويل قريب قال قوله تمسكوا بالأول حتي يظهر لكم الآخر هودليل علي إيجاب الخلف لأنه يقتضي وجوب التمسك بالأول و لايبحث عن أحوال الآخر إذا كان مستورا غائبا في تقية حتي
صفحه : 213
يأذن الله في ظهوره و يكون هو ألذي يظهر أمره ويشهر نفسه علي أن القائلين بذلك قدانقرضوا والحمد لله . و أما من قال بإمامة الحسن وقالوا انقطعت الإمامة كماانقطعت النبوة فقولهم باطل بما دللنا عليه من أن الزمان لايخلو من إمام عقلا وشرعا وبما بينا من أن الأئمة اثنا عشر وسنبين صحة ولادة القائم بعده فسقط قولهم من كل وجه علي أن هؤلاء قدانقرضوا بحمد الله . و قدبينا فساد قول الذاهبين إلي إمامة جعفر بن علي من الفطحية الذين قالوا بإمامة عبد الله بن جعفر لمامات الصادق ع فلما مات عبد الله و لم يخلف ولدا رجعوا إلي القول بإمامة موسي بن جعفر و من بعده إلي الحسن بن علي فلما مات الحسن قالوا بإمامة جعفر وقول هؤلاء يبطل بوجوه أفسدناها ولأنه لاخلاف بين الإمامية أن الإمامة لاتجتمع في أخوين بعد الحسن و الحسين و قدأوردنا في ذلك أخبارا كثيرة. ومنها أنه لاخلاف أنه لم يكن معصوما و قدبينا أن من شرط الإمام أن يكون معصوما و ماظهر من أفعاله ينافي العصمة و
قَد روُيَِ أَنّهُ لَمّا وُلِدَ لأِبَيِ الحَسَنِ جَعفَرٌ هَنّئُوهُ بِهِ فَلَم يَرَوا بِهِ سُرُوراً فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ هَوّن عَلَيكَ أَمرَهُ سَيُضِلّ خَلقاً كَثِيراً
و ماروي فيه و له من الأفعال والأقوال الشنيعة أكثر من أن تحصي ننزه كتابنا عن ذلك .فأما من قال إن للخلف ولدا و أن الأئمة ثلاثة عشر فقولهم يفسد بما دللنا عليه من أن الأئمة ع اثنا عشر فهذا القول يجب اطراحه علي أن هذه الفرق كلها قدانقرضت بحمد الله و لم يبق قائل بقولها و ذلك دليل علي بطلان هذه الأقاويل انتهي كلامه قدس الله روحه . وأقول تحقيقاته ره في هذاالمبحث يحتاج إلي تفصيل وتبيين وإتمام ونقض وإبرام ليس كتابنا محل تحقيق أمثال ذلك وإنما أوردنا كلامه ره لأنه كان داخلا فيما اشتمل عليه أصولنا التي أخذنا منها ومحل تحقيق تلك المباحث
صفحه : 214
من جهة الدلائل العقلية الكتب الكلامية و أما مايتعلق بكتابنا من الأخبار المتعلقة بهافقد وفينا حقها علي وجه لايبقي لمنصف بل معاند مجال الشك فيها ولنتكلم فيما التزمه ره في ضمن أجوبة اعتراضات المخالف من كون كل من خفي عليه الإمام من الشيعة في زمان الغيبة فهم مقصرون مذنبون فنقول .يلزم عليه أن لا يكون أحد من الفرقة المحقة الناجية في زمان الغيبة موصوفا بالعدالة لأن هذاالذنب ألذي صار مانعا لظهوره ع من جهتهم إما كبيرة أوصغيرة أصروا عليها و علي التقديرين ينافي العدالة فكيف كان يحكم بعدالة الرواة والأئمة في الجماعات وكيف كان يقبل قولهم في الشهادات مع أنانعلم ضرورة أن كل عصر من الأعصار مشتمل علي جماعة من الأخيار لايتوقفون مع خروجه ع وظهور أدني معجز منه في الإقرار بإمامته وطاعته وأيضا فلاشك في أن في كثير من الأعصار الماضية كان الأنبياء والأوصياء محبوسين ممنوعين عن وصول الخلق إليهم و كان معلوما من حال المقرين أنهم لم يكونوا مقصرين في ذلك بل نقول لمااختفي الرسول ص في الغار كان ظهوره لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وكونه معه لطفا له و لايمكن إسناد التقصير إليه فالحق في الجواب أن اللطف إنما يكون شرطا للتكليف إذا لم يكن مشتملا علي مفسدة فإنا نعلم أنه تعالي إذاأظهر علامة مشيته عندارتكاب المعاصي علي المذنبين كان يسود وجوههم مثلا فهو أقرب إلي طاعتهم وأبعد عن معصيتهم لكن لاشتماله علي كثير من المفاسد لم يفعله فيمكن أن يكون ظهوره ع مشتملا علي مفسدة عظيمة للمقرين يوجب استئصالهم واجتياحهم فظهوره ع مع تلك الحال ليس لطفا لهم و ماذكره رحمه الله من أن التكليف مع فقد اللطف كالتكليف مع فقد الإله فمع تسليمه إنما يتم إذا كان لطفا وارتفعت المفاسد المانعة عن كونه لطفا. وحاصل الكلام أن بعد ماثبت من الحسن والقبح العقليين و أن العقل يحكم بأن اللطف علي الله تعالي واجب و أن وجود الإمام لطف باتفاق جميع العقلاء علي أن المصلحة في وجود رئيس يدعو إلي الصلاح ويمنع عن الفساد و
صفحه : 215
أن وجوده أصلح للعباد وأقرب إلي طاعتهم و أنه لابد أن يكون معصوما و أن العصمة لاتعلم إلا من جهته تعالي و أن الإجماع واقع علي عدم عصمة غيرصاحب الزمان ع يثبت وجوده . و أماغيبته عن المخالفين فظاهر أنه مستند إلي تقصيرهم و أما عن المقرين فيمكن أن يكون بعضهم مقصرين وبعضهم مع عدم تقصيرهم ممنوعين من بعض الفوائد التي تترتب علي ظهوره ع لمفسدة لهم في ذلك ينشأ من المخالفين أولمصلحة لهم في غيبته بأن يؤمنوا به مع خفاء الأمر وظهور الشبه وشدة المشقة فيكونوا أعظم ثوابا مع أن إيصال الإمام فوائده وهداياته لايتوقف علي ظهوره بحيث يعرفونه فيمكن أن يصل منه ع إلي أكثر الشيعة ألطاف كثيرة لايعرفونه كماسيأتي عنه ع أنه في غيبته كالشمس تحت السحاب علي أن في غيبات الأنبياء دليلا بينا علي أن في هذاالنوع من وجود الحجة مصلحة و إلا لم يصدر منه تعالي . و أماالاعتراضات الموردة علي كل من تلك المقدمات وأجوبتها فموكول إلي مظانه
1-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِّ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ صَالِحاً ع غَابَ عَن قَومِهِ زَمَاناً وَ كَانَ يَومَ غَابَ عَنهُم كَهلًا مبدح [مُدَبّحَ]البَطنِ حَسَنَ الجِسمِ وَافِرَ اللّحيَةِ خَمِيصَ البَطنِ خَفِيفَ العَارِضَينِ مُجتَمِعاً رَبعَةً مِنَ الرّجَالِ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي قَومِهِ لَم يَعرِفُوهُ بِصُورَتِهِ فَرَجَعَ إِلَيهِم وَ هُم عَلَي
صفحه : 216
ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ طَبَقَةٌ جَاحِدَةٌ لَا تَرجِعُ أَبَداً وَ أُخرَي شَاكّةٌ فِيهِ وَ أُخرَي عَلَي يَقِينٍ فَبَدَأَ ع حَيثُ رَجَعَ بِطَبَقَةِ الشّكّاكِ فَقَالَ لَهُم أَنَا صَالِحٌ فَكَذّبُوهُ وَ شَتَمُوهُ وَ زَجَرُوهُ وَ قَالُوا برَِئَ اللّهُ مِنكَ إِنّ صَالِحاً كَانَ فِي غَيرِ صَورَتِكَ قَالَ فَأَتَي الجُحّادَ فَلَم يَسمَعُوا مِنهُ القَولَ وَ نَفَرُوا مِنهُ أَشَدّ النّفُورِ ثُمّ انطَلَقَ إِلَي الطّبَقَةِ الثّالِثَةِ وَ هُم أَهلُ اليَقِينِ فَقَالَ لَهُم أَنَا صَالِحٌ فَقَالُوا أَخبِرنَا خَبَراً لَا نَشُكّ فِيكَ مَعَهُ أَنّكَ صَالِحٌ فَإِنّا لَا نمَترَيِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي الخَالِقُ يَنقُلُ وَ يُحَوّلُ فِي أَيّ الصّوَرِ شَاءَ وَ قَد أُخبِرنَا وَ تَدَارَسنَا فِيمَا بَينَنَا بِعَلَامَاتِ القَائِمِ إِذَا جَاءَ وَ إِنّمَا صَحّ عِندَنَا إِذَا أَتَي الخَبَرُ مِنَ السّمَاءِ فَقَالَ لَهُم صَالِحٌ أَنَا صَالِحٌ ألّذِي أَتَيتُكُم بِالنّاقَةِ فَقَالُوا صَدَقتَ وَ هيَِ التّيِ نَتَدَارَسُ فَمَا عَلَامَاتُهَا فَقَالَلَها شِربٌ وَ لَكُم شِربُ يَومٍ مَعلُومٍقَالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ بِمَا جِئتَنَا بِهِ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأَنّ صالِحاً مُرسَلٌ مِن رَبّهِ قَالَ أَهلُ اليَقِينِإِنّا بِما أُرسِلَ بِهِ مُؤمِنُونَ وَقالَ الّذِينَ استَكبَرُوا وَ هُمُ الشّكّاكُ وَ الجُحّادُإِنّا باِلذّيِ آمَنتُم بِهِ كافِرُونَ قُلتُ هَل كَانَ فِيهِم ذَلِكَ اليَومَ عَالِمٌ قَالَ اللّهُ تَعَالَي أَعدَلُ مِن أَن يَترُكَ الأَرضَ بِغَيرِ عَالِمٍ يَدُلّ عَلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ لَقَد مَكَثَ القَومُ بَعدَ خُرُوجِ صَالِحٍ سَبعَةَ أَيّامٍ عَلَي فَترَةٍ لَا يَعرِفُونَ إِمَاماً غَيرَ أَنّهُم عَلَي مَا فِي أَيدِيهِم مِن دِينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كَلِمَتُهُم وَاحِدَةٌ فَلَمّا ظَهَرَ صَالِحٌ ع اجتَمَعُوا عَلَيهِ وَ إِنّمَا مَثَلُ عَلِيّ وَ القَائِمِ مَثَلُ صَالِحٍ ع
2- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ وَ غَيرِهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي القَائِمِ سُنّةٌ مِن مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع فَقُلتُ وَ مَا سُنّةُ مُوسَي بنِ عِمرَانَ قَالَ خَفَاءُ مَولِدِهِ وَ غَيبَتُهُ عَن قَومِهِ فَقُلتُ وَ كَم غَابَ مُوسَي عَن أَهلِهِ وَ قَومِهِ قَالَ ثمَاَنيَِ وَ عِشرِينَ سَنَةً
3-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَنِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي صَاحِبِ هَذَا
صفحه : 217
الأَمرِ أَربَعُ سُنَنٍ مِن أَربَعَةِ أَنبِيَاءَ سُنّةٌ مِن مُوسَي وَ سُنّةٌ مِن عِيسَي وَ سُنّةٌ مِن يُوسُفَ وَ سُنّةٌ مِن مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَأَمّا مِن مُوسَي فَخَائِفٌ يَتَرَقّبُ وَ أَمّا مِن يُوسُفَ فَالسّجنُ وَ أَمّا مِن عِيسَي فَيُقَالُ إِنّهُ مَاتَ وَ لَم يَمُت وَ أَمّا مِن مُحَمّدٍص فَالسّيفُ
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] محمدالحميري عن أبيه مثله كتاب الإمامة والتبصرة،لعلي بن بابويه عن عبد الله بن جعفرالحميري
مثله
4- ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ أَحمَدَ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ سَمِعتُ سَيّدَ العَابِدِينَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ فِي القَائِمِ مِنّا سُنَنٌ مِن سُنَنِ الأَنبِيَاءِ ع سُنّةٌ مِن آدَمَ وَ سُنّةٌ مِن نُوحٍ وَ سُنّةٌ مِن اِبرَاهِيمَ وَ سُنّةٌ مِن مُوسَي وَ سُنّةٌ مِن عِيسَي وَ سُنّةٌ مِن أَيّوبَ وَ سُنّةٌ مِن مُحَمّدٍص فَأَمّا مِن آدَمَ وَ مِن نُوحٍ فَطُولُ العُمُرِ وَ أَمّا مِن اِبرَاهِيمَ فَخَفَاءُ الوِلَادَةِ وَ اعتِزَالُ النّاسِ وَ أَمّا مِن مُوسَي فَالخَوفُ وَ الغَيبَةُ وَ أَمّا مِن عِيسَي فَاختِلَافُ النّاسِ فِيهِ وَ أَمّا مِن أَيّوبَ فَالفَرَجُ بَعدَ البَلوَي وَ أَمّا مِن مُحَمّدٍص فَالخُرُوجُ بِالسّيفِ
5- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ بَشّارٍ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ سَمِعتُ سَيّدَ العَابِدِينَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ فِي القَائِمِ سُنّةٌ مِن نُوحٍ وَ هُوَ طُولُ العُمُرِ
ك ،[إكمال الدين ]الدقاق والشيباني معا عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن حمزة بن حمران مثله
6-ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ حَدّثَنَا ابنُ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ العَلَاءِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَنِ القَائِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍص فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً يَا مُحَمّدَ بنَ مُسلِمٍ إِنّ فِي القَائِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍص شَبَهاً مِن خَمسَةٍ
صفحه : 218
مِنَ الرّسُلِ يُونُسَ بنِ مَتّي وَ يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَأَمّا شَبَهُهُ مِن يُونُسَ فَرُجُوعُهُ مِن غَيبَتِهِ وَ هُوَ شَابّ بَعدَ كِبَرِ السّنّ وَ أَمّا شَبَهُهُ مِن يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ فَالغَيبَةُ مِن خَاصّتِهِ وَ عَامّتِهِ وَ اختِفَاؤُهُ مِن إِخوَتِهِ وَ إِشكَالُ أَمرِهِ عَلَي أَبِيهِ يَعقُوبَ ع مَعَ قُربِ المَسَافَةِ بَينَهُ وَ بَينَ أَبِيهِ وَ أَهلِهِ وَ شِيعَتِهِ وَ أَمّا شَبَهُهُ مِن مُوسَي فَدَوَامُ خَوفِهِ وَ طُولُ غَيبَتِهِ وَ خَفَاءُ وِلَادَتِهِ وَ تَعَبُ شِيعَتِهِ مِن بَعدِهِ بِمَا لَقُوا مِنَ الأَذَي وَ الهَوَانِ إِلَي أَن أَذِنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي ظُهُورِهِ وَ نَصَرَهُ وَ أَيّدَهُ عَلَي عَدُوّهِ وَ أَمّا شَبَهُهُ مِن عِيسَي فَاختِلَافُ مَنِ اختَلَفَ فِيهِ حَتّي قَالَت طَائِفَةٌ مِنهُم مَا وُلِدَ وَ قَالَت طَائِفَةٌ مَاتَ وَ قَالَت طَائِفَةٌ قُتِلَ وَ صُلِبَ وَ أَمّا شَبَهُهُ مِن جَدّهِ المُصطَفَيص فَخُرُوجُهُ بِالسّيفِ وَ قَتلُهُ أَعدَاءَ اللّهِ وَ أَعدَاءَ رَسُولِهِص وَ الجَبّارِينَ وَ الطّوَاغِيتَ وَ أَنّهُ يُنصَرُ بِالسّيفِ وَ الرّعبِ وَ أَنّهُ لَا تُرَدّ لَهُ رَايَةٌ وَ أَنّ مِن عَلَامَاتِ خُرُوجِهِ خُرُوجَ السفّياَنيِّ مِنَ الشّامِ وَ خُرُوجَ اليمَاَنيِّ وَ صَيحَةً مِنَ السّمَاءِ فِي شَهرِ رَمَضَانَ وَ مُنَادٍ ينُاَديِ بِاسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ
7- ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي صَاحِبِ الأَمرِ سُنّةٌ مِن مُوسَي وَ سُنّةٌ مِن عِيسَي وَ سُنّةٌ مِن يُوسُفَ وَ سُنّةٌ مِن مُحَمّدٍص فَأَمّا مِن مُوسَي فَخَائِفٌ يَتَرَقّبُ وَ أَمّا مِن عِيسَي فَيُقَالُ فِيهِ مَا قِيلَ فِي عِيسَي وَ أَمّا مِن يُوسُفَ فَالسّجنُ وَ التّقِيّةُ وَ أَمّا مِن مُحَمّدٍص فَالقِيَامُ بِسِيرَتِهِ وَ تَبيِينُ آثَارِهِ ثُمّ يَضَعُ سَيفَهُ عَلَي عَاتِقِهِ ثَمَانِيَةَ أَشهُرٍ وَ لَا يَزَالُ يَقتُلُ أَعدَاءَ اللّهِ حَتّي يَرضَي اللّهُ قُلتُ وَ كَيفَ يَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد رضَيَِ قَالَ يلُقيِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي قَلبِهِ الرّحمَةَ
8- ك ،[إكمال الدين ] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عُمَيرٍ الليّثيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ القمُيّّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِي أَحمَدَ الأزَديِّ عَن ضُرَيسٍ الكنُاَسيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ فِيهِ سُنّةٌ مِن يُوسُفَ ابنُ أَمَةٍ سَودَاءَ يُصلِحُ اللّهُ أَمرَهُ فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ
صفحه : 219
ني،[الغيبة للنعماني] ابن عقدة عن محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسن جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الكناسي مثله بيان قوله ع ابن أمة سوداء يخالف كثيرا من الأخبار التي وردت في وصف أمه ع ظاهرا إلا أن يحمل علي الأم بالواسطة أوالمربية
9-ك ،[إكمال الدين ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي الوَشّاءِ البغَداَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ طَاهِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَارِثِ عَن سَعدِ بنِ مَنصُورِ الجوَاَشنِيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ البدُيَليِّ عَن أَبِيهِ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ قَالَدَخَلتُ أَنَا وَ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ وَ أَبُو بَصِيرٍ وَ أَبَانُ بنُ تَغلِبَ عَلَي مَولَانَا أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَرَأَينَاهُ جَالِساً عَلَي التّرَابِ وَ عَلَيهِ مِسحٌ خيَبرَيِّ مُطَوّقٌ بِلَا جَيبٍ مُقَصّرُ الكُمّينِ وَ هُوَ يبَكيِ بُكَاءَ الوَالِهِ الثّكلَي ذَاتَ الكَبِدِ الحَرّي قَد نَالَ الحُزنُ مِن وَجنَتَيهِ وَ شَاعَ التّغَيّرُ فِي عَارِضَيهِ وَ أَبلَي الدّمُوعُ مَحجِرَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ سيَدّيِ غَيبَتُكَ نَفَت رقُاَديِ وَ ضَيّقَت عَلَيّ مهِاَديِ وَ أَسَرَت منِيّ رَاحَةَ فؤُاَديِ سيَدّيِ غَيبَتُكَ أَوصَلَت مصُاَبيِ بِفَجَائِعِ الأَبَدِ وَ فَقدُ الوَاحِدِ بَعدَ الوَاحِدِ يفُنيِ الجَمعَ وَ العَدَدَ فَمَا أُحِسّ بِدَمعَةٍ تَرقَي مِن عيَنيِ وَ أَنِينٍ يَفتُرُ مِن صدَريِ عَن دَوَارِجِ الرّزَايَا وَ سَوَالِفِ البَلَايَا إِلّا مُثّلَ لعِيَنيِ عَن عَوَائِرِ أَعظَمِهَا وَ أَفظَعِهَا وَ ترَاَقيِ أَشَدّهَا وَ أَنكَرِهَا وَ نَوَائِبَ مَخلُوطَةٍ بِغَضَبِكَ وَ نَوَازِلَ مَعجُونَةٍ بِسَخَطِكَ قَالَ سَدِيرٌ فَاستَطَارَت عُقُولُنَا وَلَهاً وَ تَصَدّعَت قُلُوبُنَا جَزَعاً عَن ذَلِكَ الخَطبِ الهَائِلِ وَ الحَادِثِ الغَائِلِ وَ ظَنَنّا أَنّهُ سِمَةٌ لِمَكرُوهَةٍ قَارِعَةٍ أَو حَلّت بِهِ مِنَ الدّهرِ بَائِقَةٌ فَقُلنَا لَا أَبكَي اللّهُ يَا ابنَ خَيرِ الوَرَي عَينَيكَ مِن أَيّ حَادِثَةٍ تَستَنزِفُ دَمعَتَكَ وَ تَستَمطِرُ عَبرَتَكَ وَ أَيّةُ حَالَةٍ حَتَمَت عَلَيكَ هَذَا المَأتَمَ قَالَ فَزَفَرَ الصّادِقُ ع زَفرَةً انتَفَخَ مِنهَا جَوفُهُ وَ اشتَدّ مِنهَا خَوفُهُ وَ قَالَ
صفحه : 220
وَيكُم إنِيّ نَظَرتُ فِي كِتَابِ الجَفرِ صَبِيحَةَ هَذَا اليَومِ وَ هُوَ الكِتَابُ المُشتَمِلُ عَلَي عِلمِ المَنَايَا وَ البَلَايَا وَ الرّزَايَا وَ عِلمِ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ألّذِي خَصّ اللّهُ تَقَدّسَ اسمُهُ بِهِ مُحَمّداً وَ الأَئِمّةَ مِن بَعدِهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ تَأَمّلتُ فِيهِ مَولِدَ قَائِمِنَا وَ غِيبَتَهُ وَ إِبطَاءَهُ وَ طُولَ عُمُرِهِ وَ بَلوَي المُؤمِنِينَ بِهِ مِن بَعدِهِ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ وَ تَوَلّدَ الشّكُوكِ فِي قُلُوبِهِم مِن طُولِ غَيبَتِهِ وَ ارتِدَادَ أَكثَرِهِم عَن دِينِهِم وَ خَلعَهُم رِبقَةَ الإِسلَامِ مِن أَعنَاقِهِمُ التّيِ قَالَ اللّهُ تَقَدّسَ ذِكرُهُوَ كُلّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِيعَنيِ الوَلَايَةَ فأَخَذَتَنيِ الرّقّةُ وَ استَولَت عَلَيّ الأَحزَانُ فَقُلنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَرّمنَا وَ شَرّفنَا بِإِشرَاكِكَ إِيّانَا فِي بَعضِ مَا أَنتَ تَعلَمُهُ مِن عِلمٍ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَدَارَ فِي القَائِمِ مِنّا ثَلَاثَةً أَدَارَهَا فِي ثَلَاثَةٍ مِنَ الرّسُلِ قَدّرَ مَولِدَهُ تَقدِيرَ مَولِدِ مُوسَي ع وَ قَدّرَ غَيبَتَهُ تَقدِيرَ غَيبَةِ عِيسَي ع وَ قَدّرَ إِبطَاءَهُ تَقدِيرَ إِبطَاءِ نُوحٍ ع وَ جَعَلَ مِن بَعدِ ذَلِكَ عُمُرَ العَبدِ الصّالِحِ أعَنيِ الخَضِرَ دَلِيلًا عَلَي عُمُرِهِ فَقُلتُ اكشِف لَنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ عَن وُجُوهِ هَذِهِ المعَاَنيِ قَالَ أَمّا مَولِدُ مُوسَي فَإِنّ فِرعَونَ لَمّا وَقَفَ عَلَي أَنّ زَوَالَ مُلكِهِ عَلَي يَدِهِ أَمَرَ بِإِحضَارِ الكَهَنَةِ فَدَلّوهُ عَلَي نَسَبِهِ وَ أَنّهُ يَكُونُ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ لَم يَزَل يَأمُرُ أَصحَابَهُ بِشَقّ بُطُونِ الحَوَامِلِ مِن نِسَاءِ بنَيِ إِسرَائِيلَ حَتّي قَتَلَ فِي طَلَبِهِ نَيّفاً وَ عِشرِينَ أَلفَ مَولُودٍ وَ تَعَذّرَ عَلَيهِ الوُصُولُ إِلَي قَتلِ مُوسَي لِحِفظِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِيّاهُ كَذَلِكَ بَنُو أُمَيّةَ وَ بَنُو العَبّاسِ لَمّا وَقَفُوا عَلَي أَنّ زَوَالَ مُلكِهِم وَ الأُمَرَاءِ وَ الجَبَابِرَةِ مِنهُم عَلَي يَدِ القَائِمِ مِنّا نَاصَبُونَا العَدَاوَةَ وَ وَضَعُوا سُيُوفَهُم فِي قَتلِ آلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص وَ إِبَادَةِ نَسلِهِ طَمَعاً مِنهُم فِي الوُصُولِ إِلَي قَتلِ القَائِمِ ع وَ يَأبَي اللّهُ أَن يَكشِفَ أَمرَهُ لِوَاحِدٍ مِنَ الظّلَمَةِ إِلَيأَن يُتِمّ نُورَهُ...وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وَ أَمّا غَيبَةُ عِيسَي ع فَإِنّ اليَهُودَ وَ النّصَارَي اتّفَقَت عَلَي أَنّهُ قُتِلَ وَ كَذّبَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِقَولِهِوَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِن شُبّهَ لَهُمكَذَلِكَ غَيبَةُ القَائِمِ ع فَإِنّ الأُمّةَ تُنكِرُهَا لِطُولِهَا فَمِن قَائِلٍ بِغَيرِ هُدًي بِأَنّهُ لَم يُولَد وَ قَائِلٍ يَقُولُ
صفحه : 221
إِنّهُ وُلِدَ وَ مَاتَ وَ قَائِلٍ يَكفُرُ بِقَولِهِ إِنّ حاَديَِ عَشَرَنَا كَانَ عَقِيماً وَ قَائِلٍ يَمرُقُ بِقَولِهِ إِنّهُ يَتَعَدّي إِلَي ثَالِثَ عَشَرَ فَصَاعِداً وَ قَائِلٍ يعَصيِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِقَولِهِ إِنّ رُوحَ القَائِمِ ع يَنطِقُ فِي هَيكَلِ غَيرِهِ وَ أَمّا إِبطَاءُ نُوحٍ ع فَإِنّهُ لَمّا استَنزَلَ العُقُوبَةَ عَلَي قَومِهِ مِنَ السّمَاءِ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبرَئِيلَ الرّوحَ الأَمِينَ بِسَبعَةِ نَوَيَاتٍ فَقَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ لَكَ إِنّ هَؤُلَاءِ خلَاَئقِيِ وَ عبِاَديِ وَ لَستُ أُبِيدُهُم بِصَاعِقَةٍ مِن صوَاَعقِيِ إِلّا بَعدَ تَأكِيدِ الدّعوَةِ وَ إِلزَامِ الحُجّةِ فَعَاوِد اجتِهَادَكَ فِي الدّعوَةِ لِقَومِكَ فإَنِيّ مُثِيبُكَ عَلَيهِ وَ اغرِس هَذَا النّوَي فَإِنّ لَكَ فِي نَبَاتِهَا وَ بُلُوغِهَا وَ إِدرَاكِهَا إِذَا أَثمَرَتِ الفَرَجَ وَ الخَلَاصَ فَبَشّر بِذَلِكَ مَن تَبِعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ فَلَمّا نَبَتَتِ الأَشجَارُ وَ تَأَزّرَت وَ تَسَوّقَت وَ تَغَصّنَت وَ أَثمَرَت وَ زَهَا الثّمَرُ عَلَيهَا بَعدَ زَمَنٍ طَوِيلٍ استَنجَزَ مِنَ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي العِدَةَ فَأَمَرَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن يَغرِسَ مِن نَوَي تِلكَ الأَشجَارِ وَ يُعَاوِدَ الصّبرَ وَ الِاجتِهَادَ وَ يُؤَكّدَ الحُجّةَ عَلَي قَومِهِ فَأَخبَرَ بِذَلِكَ الطّوَائِفَ التّيِ آمَنَت بِهِ فَارتَدّ مِنهُم ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ وَ قَالُوا لَو كَانَ مَا يَدّعِيهِ نُوحٌ حَقّاً لَمَا وَقَعَ فِي وَعدِ رَبّهِ خُلفٌ ثُمّ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَزَل يَأمُرُهُ عِندَ كُلّ مَرّةٍ أَن يَغرِسَهَا تَارَةً بَعدَ أُخرَي إِلَي أَن غَرَسَهَا سَبعَ مَرّاتٍ فَمَا زَالَت تِلكَ الطّوَائِفُ مِنَ المُؤمِنِينَ تَرتَدّ مِنهُم طَائِفَةٌ إِلَي أَن عَادَ إِلَي نَيّفٍ وَ سَبعِينَ رَجُلًا فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِندَ ذَلِكَ إِلَيهِ وَ قَالَ يَا نُوحُ الآنَ أَسفَرَ الصّبحُ عَنِ اللّيلِ لِعَينِكَ حِينَ صَرّحَ الحَقّ عَن مَحضِهِ وَ صَفَا الأَمرُ لِلإِيمَانِ مِنَ الكَدَرِ بِارتِدَادِ كُلّ مَن كَانَت طِينَتُهُ خَبِيثَةً فَلَو أنَيّ أَهلَكتُ الكُفّارَ وَ أَبقَيتُ مَن قَدِ ارتَدّ مِنَ الطّوَائِفِ التّيِ كَانَت آمَنَت بِكَ لَمَا كُنتُ صَدَقتُ وعَديَِ السّابِقَ لِلمُؤمِنِينَ الّذِينَ أَخلَصُوا التّوحِيدَ مِن قَومِكَ وَ اعتَصَمُوا بِحَبلِ نُبُوّتِكَ بِأَن أَستَخلِفَهُم فِي الأَرضِ وَ أُمَكّنَ لَهُم دِينَهُم وَ أُبَدّلَ خَوفَهُم بِالأَمنِ لكِيَ تَخلُصَ العِبَادَةُ لِي بِذَهَابِ الشّكّ مِن قُلُوبِهِم وَ كَيفَ يَكُونُ الِاستِخلَافُ وَ التّمكِينُ وَ بَدَلُ الخَوفِ بِالأَمنِ منِيّ لَهُم مَعَ مَا
صفحه : 222
كُنتُ أَعلَمُ مِن ضَعفِ يَقِينِ الّذِينَ ارتَدّوا وَ خُبثِ طِينَتِهِم وَ سُوءِ سَرَائِرِهِمُ التّيِ كَانَت نَتَائِجَ النّفَاقِ وَ سُنُوحَ الضّلَالَةِ فَلَو أَنّهُم تَسَنّمُوا منِيّ مِنَ المُلكِ ألّذِي أوُتيَِ المُؤمِنِينَ وَقتَ الِاستِخلَافِ إِذَا أَهلَكتُ أَعدَاءَهُم لَنَشَقُوا رَوَائِحَ صِفَاتِهِ وَ لَاستَحكَمَت سَرَائِرُ نِفَاقِهِم وَ تَأَبّدَ حِبَالُ ضَلَالَةِ قُلُوبِهِم وَ كَاشَفُوا إِخوَانَهُم بِالعَدَاوَةِ وَ حَارَبُوهُم عَلَي طَلَبِ الرّئَاسَةِ وَ التّفَرّدِ بِالأَمرِ وَ النهّيِ وَ كَيفَ يَكُونُ التّمكِينُ فِي الدّينِ وَ انتِشَارُ الأَمرِ فِي المُؤمِنِينَ مَعَ إِثَارَةِ الفِتَنِ وَ إِيقَاعِ الحُرُوبِ كَلّا فَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَ وَحيِنا قَالَ الصّادِقُ ع وَ كَذَلِكَ القَائِمُ ع تَمتَدّ أَيّامُ غَيبَتِهِ لِيُصَرّحَ الحَقّ عَن مَحضِهِ وَ يَصفُوَ الإِيمَانُ مِنَ الكَدَرِ بِارتِدَادِ كُلّ مَن كَانَت طِينَتُهُ خَبِيثَةً مِنَ الشّيعَةِ الّذِينَ يُخشَي عَلَيهِمُ النّفَاقُ إِذَا أَحَسّوا بِالِاستِخلَافِ وَ التّمكِينِ وَ الأَمنِ المُنتَشِرِ فِي عَهدِ القَائِمِ ع قَالَ المُفَضّلُ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ النّوَاصِبَ تَزعُمُ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ وَ عَلِيّ قَالَ لَا يَهدِ اللّهُ قُلُوبَ النّاصِبَةِ مَتَي كَانَ الدّينُ ألّذِي ارتَضَاهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مُتَمَكّناً بِانتِشَارِ الأَمنِ فِي الأُمّةِ وَ ذَهَابِ الخَوفِ مِن قُلُوبِهَا وَ ارتِفَاعِ الشّكّ مِن صُدُورِهَا فِي عَهدِ أَحَدٍ مِن هَؤُلَاءِ وَ فِي عَهدِ عَلِيّ ع مَعَ ارتِدَادِ المُسلِمِينَ وَ الفِتَنِ التّيِ كَانَت تَثُورُ فِي أَيّامِهِم وَ الحُرُوبِ التّيِ كَانَت تَنشَبُ بَينَ الكُفّارِ وَ بَينَهُم ثُمّ تَلَا الصّادِقُ ع حَتّي إِذَا استَيأَسَ الرّسُلُ وَ ظَنّوا أَنّهُم قَد كُذِبُوا جاءَهُم نَصرُنا وَ أَمّا العَبدُ الصّالِحُ الخَضِرُ ع فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَا طَوّلَ عُمُرَهُ لِنُبُوّةٍ قَدّرَهَا لَهُ وَ لَا لِكِتَابٍ يُنزِلُهُ عَلَيهِ وَ لَا لِشَرِيعَةٍ يَنسَخُ بِهَا شَرِيعَةَ مَن كَانَ قَبلَهَا مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ لَا لِإِمَامَةٍ يُلزِمُ عِبَادَهُ الِاقتِدَاءَ بِهَا وَ لَا لِطَاعَةٍ يَفرِضُهَا لَهُ بَلَي إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا كَانَ فِي سَابِقِ عِلمِهِ أَن يُقَدّرَ مِن عُمُرِ القَائِمِ ع فِي أَيّامِ غَيبَتِهِ مَا يُقَدّرُ وَ عَلِمَ مَا يَكُونُ مِن إِنكَارِ عِبَادِهِ بِمِقدَارِ ذَلِكَ العُمُرِ فِي الطّولِ طَوّلَ عُمُرَ العَبدِ الصّالِحِ مِن غَيرِ سَبَبٍ أَوجَبَ ذَلِكَ إِلّا لِعِلّةِ الِاستِدلَالِ بِهِ عَلَي عُمُرِ القَائِمِ ع وَ لِيَقطَعَ بِذَلِكَ
صفحه : 223
حُجّةَ المُعَانِدِينَ لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَي اللّهِ حُجّةٌ
غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن بحر الشيباني عن علي بن الحارث مثله بيان قال الفيروزآبادي المحجر كمجلس ومنبر من العين مادار بها وبدا من البرقع قوله ع وفقد لعله معطوف علي الفجائع أو علي الأبد أي أوصلت مصابي بما أصابني قبل ذلك من فقد واحد بعدواحد بسبب فناء الجمع والعدد و في بعض النسخ يغني فالجملة معترضة أوحالية. قوله ع يفتر أي يخرج بضعف وفتور و في غط يفشأ علي البناء للمفعول أي ينتشر ودوارج الرزايا مواضيها. والعوائر المصائب الكثيرة التي تعور العين لكثرتها من قولهم عنده من المال عائرة عين أي يحار فيه البصر من كثرته أو من العائر و هوالرمد والقذي في العين وتعدية التمثيل بعن لتضمين معني الكشف والتراقي جمع الترقوة أي يمثل لي أشخاص مصائب أنظر إلي ترقوتها و قوله أعظمها علي صيغة أفعل التفضيل فيكون بدلا عن العوائر أوصيغة المتكلم أي أعدها عظيمة فيكون صفة والاحتمالان جاريان في الثلاثة الأخر وحاصل الكلام أني كلما أنظر إلي دمعة أوأسمع مني أنينا للمصائب التي نزلت بنا في سالف الزمان أنظر بعين اليقين إلي مصائب جليلة مستقبلة أعدها عظيمة فظيعة. والغائل المهلك والغوائل الدواهي قوله سمة أي علامة و قدسبق تفسير سائر أجزاء الخبر في كتاب النبوة
10-ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ
صفحه : 224
شُجَاعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ فِي صَاحِبِ هَذَا الأَمرِ سُنَناً مِنَ الأَنبِيَاءِ سُنّةً مِن مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ سُنّةً مِن عِيسَي وَ سُنّةً مِن يُوسُفَ وَ سُنّةً مِن مُحَمّدٍص فَأَمّا سُنّتُهُ مِن مُوسَي فَخَائِفٌ يَتَرَقّبُ وَ أَمّا سُنّتُهُ مِن عِيسَي فَيُقَالُ فِيهِ مَا قِيلَ فِي عِيسَي وَ أَمّا سُنّتُهُ مِن يُوسُفَ فَالسّترُ جَعَلَ اللّهُ بَينَهُ وَ بَينَ الخَلقِ حِجَاباً يَرَونَهُ وَ لَا يَعرِفُونَهُ وَ أَمّا سُنّتُهُ مِن مُحَمّدٍص فيَهَتدَيِ بِهُدَاهُ وَ يَسِيرُ بِسِيرَتِهِ
11- ك ،[إكمال الدين ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ البرَمكَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ البَزّازِ قَالَ سَمِعتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ العسَكرَيِّ ع يَقُولُ إِنّ ابنيِ هُوَ القَائِمُ مِن بعَديِ وَ هُوَ ألّذِي يجَريِ فِيهِ سُنَنُ الأَنبِيَاءِ ع بِالتّعمِيرِ وَ الغَيبَةِ حَتّي تَقسُوَ قُلُوبٌ لِطُولِ الأَمَدِ وَ لَا يَثبُتَ عَلَي القَولِ بِهِ إِلّا مَن كَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي قَلبِهِ الإِيمَانَ وَ أَيّدَهُبِرُوحٍ مِنهُ
12- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي]رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي القَائِمِ شَبَهٌ مِن يُوسُفَ قُلتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الحِيرَةُ وَ الغَيبَةُ
13- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] وَ أَمّا مَا روُيَِ مِنَ الأَخبَارِ التّيِ تَتَضَمّنُ أَنّ صَاحِبَ الزّمَانِ يَمُوتُ ثُمّ يَعِيشُ أَو يُقتَلُ ثُمّ يَعِيشُ نَحوَ مَا رَوَاهُ الفَضلُ بنُ شَاذَانَ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخرُاَساَنيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع لأِيَّ شَيءٍ سمُيَّ القَائِمَ قَالَ لِأَنّهُ يَقُومُ بَعدَ مَا يَمُوتُ إِنّهُ يَقُومُ بِأَمرٍ عَظِيمٍ يَقُومُ بِأَمرِ اللّهِ
وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَثَلُ أَمرِنَا فِي كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي مَثَلُ صَاحِبِ الحِمَارِ أَمَاتَهُاللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ
وَ عَنهُ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ الرّبِيعِ عَن عَلِيّ بنِ الخَطّابِ عَن مُؤَذّنِ مَسجِدِ الأَحمَرِ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع هَل فِي كِتَابِ اللّهِ مَثَلٌ لِلقَائِمِ فَقَالَ نَعَم آيَةُ صَاحِبِ الحِمَارِ أَمَاتَهُاللّهُ
صفحه : 225
مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ
وَ رَوَي الفَضلُ بنُ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن حَمّادِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ القَائِمَ إِذَا قَامَ قَالَ النّاسُ أَنّي يَكُونُ هَذَا وَ قَد بَلِيَت عِظَامُهُ مُنذُ دَهرٍ طَوِيلٍ فَالوَجهُ فِي هَذِهِ الأَخبَارِ وَ مَا شَاكَلَهَا أَن نَقُولَ يَمُوتُ ذِكرُهُ وَ يَعتَقِدُ أَكثَرُ النّاسِ أَنّهُ بلَيَِ عِظَامُهُ ثُمّ يُظهِرُهُ اللّهُ كَمَا أَظهَرَ صَاحِبَ الحِمَارِ بَعدَ مَوتِهِ الحقَيِقيِّ وَ هَذَا وَجهٌ قَرِيبٌ فِي تَأوِيلِ هَذِهِ الأَخبَارِ عَلَي أَنّهُ لَا يَرجِعُ بِأَخبَارٍ آحَادٍ لَا يُوجِبُ عِلماً عَمّا دَلّتِ العُقُولُ عَلَيهِ وَ سَاقَ الِاعتِبَارُ الصّحِيحُ إِلَيهِ وَ عَضَدَهُ الأَخبَارُ المُتَوَاتِرَةُ التّيِ قَدّمنَاهَا بَلِ الوَاجِبُ التّوَقّفُ فِي هَذِهِ وَ التّمَسّكُ بِمَا هُوَ مَعلُومٌ وَ إِنّمَا تَأَوّلنَاهَا بَعدَ تَسلِيمِ صِحّتِهَا عَلَي مَا يُفعَلُ فِي نَظَائِرِهَا وَ يُعَارِضُ هَذِهِ الأَخبَارَ مَا يُنَافِيهَا
1- وَ لنَبدَأ بِذِكرِ مَا ذَكَرَهُ الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ إِكمَالِ الدّينِ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ الشجّرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الرقّيّّ وَ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ جنكاء اللائكي قَالَلَقِينَا بِمَكّةَ رَجُلًا مِن أَهلِ المَغرِبِ فَدَخَلنَا عَلَيهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِ الحَدِيثِ مِمّن كَانَ حَضَرَ المَوسِمَ فِي تِلكَ السّنَةِ وَ هيَِ سَنَةُ تِسعٍ وَ ثَلَاثِ مِائَةٍ فَرَأَينَا رَجُلًا أَسوَدَ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ كَأَنّهُ شَنّ بَالٍ وَ حَولَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَولَادِهِ وَ أَولَادِ أَولَادِهِ وَ مَشَايِخُ مِن أَهلِ بَلَدِهِ ذَكَرُوا أَنّهُم مِن أَقصَي بِلَادِ المَغرِبِ بِقُربِ بَاهِرَةَ العُليَا وَ شَهِدُوا هَؤُلَاءِ المَشَايِخُ أَنّهُم سَمِعُوا آبَاءَهُم حَكَوا عَن آبَائِهِم وَ أَجدَادِهِم أَنّهُم عَهِدُوا هَذَا الشّيخَ المَعرُوفَ بأِبَيِ الدّنيَا مُعَمّرٍ وَ اسمُهُ عَلِيّ بنُ عُثمَانَ
صفحه : 226
بنِ خَطّابِ بنِ مُرّةَ بنِ مُؤَيّدٍ وَ ذَكَرَ أَنّهُ همَداَنيِّ وَ أَنّ أَصلَهُ مِن صُعدِ[صَنعَاءِ]اليَمَنِ فَقُلنَا لَهُ أَنتَ رَأَيتَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ بِيَدِهِ فَفَتَحَ عَينَيهِ وَ قَد كَانَ وَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ فَفَتَحَهُمَا كَأَنّهُمَا سِرَاجَانِ فَقَالَ رَأَيتُهُ بعِيَنيِ هَاتَينِ وَ كُنتُ خَادِماً لَهُ وَ كُنتُ مَعَهُ فِي وَقعَةِ صِفّينَ وَ هَذِهِ الشّجّةُ مِن دَابّةِ عَلِيّ ع وَ أَرَانَا أَثَرَهَا عَلَي حَاجِبِهِ الأَيمَنِ وَ شَهِدَ الجَمَاعَةُ الّذِينَ كَانُوا حَولَهُ مِنَ المَشَايِخِ وَ مِن حَفَدَتِهِ وَ أَسبَاطِهِ بِطُولِ العُمُرِ وَ أَنّهُم مُنذُ وُلِدُوا عَهِدُوهُ عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ وَ كَذَا سَمِعنَا مِن آبَائِنَا وَ أَجدَادِنَا ثُمّ إِنّا فَاتَحنَاهُ وَ سَأَلنَاهُ عَن قِصّتِهِ وَ حَالِهِ وَ سَبَبِ طُولِ عُمُرِهِ فَوَجَدنَاهُ ثَابِتَ العَقلِ يَفهَمُ مَا يُقَالُ لَهُ وَ يُجِيبُ عَنهُ بِلُبّ وَ عَقلٍ فَذَكَرَ أَنّهُ كَانَ لَهُ وَالِدٌ قَد نَظَرَ فِي كُتُبِ الأَوَائِلِ وَ قَرَأَهَا وَ قَد كَانَ وَجَدَ فِيهَا ذِكرَ نَهَرِ الحَيَوَانِ وَ أَنّهَا تجَريِ فِي الظّلُمَاتِ وَ أَنّهُ مَن شَرِبَ مِنهَا طَالَ عُمُرُهُ فَحَمَلَهُ الحِرصُ عَلَي دُخُولِ الظّلُمَاتِ فَتَزَوّدَ وَ حَمَلَ حَسَبَ مَا قَدّرَ أَنّهُ يكَتفَيِ بِهِ فِي مَسِيرِهِ وَ أخَرجَنَيِ مَعَهُ وَ أَخرَجَ مَعَنَا خَادِمَينِ بَازِلَينِ وَ عِدّةَ جِمَالٍ لَبُونٍ وَ رَوَايَا وَ زَاداً وَ أَنَا يَومَئِذٍ ابنُ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً فَسَارَ بِنَا إِلَي أَن وَافَينَا طَرَفَ الظّلُمَاتِ ثُمّ دَخَلنَا الظّلُمَاتِ فَسِرنَا فِيهَا نَحوَ سِتّةِ أَيّامٍ بِلَيَالِيهَا وَ كُنّا نُمَيّزُ بَينَ اللّيلِ وَ النّهَارِ بِأَنّ النّهَارَ كَانَ أَضوَأَ قَلِيلًا وَ أَقَلّ ظُلمَةً مِنَ اللّيلِ فَنَزَلنَا بَينَ جِبَالٍ وَ أَودِيَةٍ وَ رَكَوَاتٍ وَ قَد كَانَ واَلدِيِ ره يَطُوفُ فِي تِلكَ البُقعَةِ فِي طَلَبِ النّهَرِ لِأَنّهُ وَجَدَ فِي الكُتُبِ التّيِ قَرَأَهَا أَنّ مَجرَي نَهَرِ الحَيَوَانِ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ فَأَقَمنَا فِي تِلكَ البُقعَةِ أَيّاماً حَتّي فنَيَِ المَاءُ ألّذِي كَانَ مَعَنَا وَ أَسقَينَاهُ جِمَالَنَا وَ لَو لَا أَنّ جِمَالَنَا كَانَت لَبُوناً لَهَلَكنَا وَ تَلِفنَا عَطَشاً وَ كَانَ واَلدِيِ يَطُوفُ فِي تِلكَ البُقعَةِ فِي طَلَبِ النّهَرِ وَ يَأمُرُنَا أَن نُوقِدَ نَاراً ليِهَتدَيَِ بِضَوئِهَا إِذَا أَرَادَ الرّجُوعَ إِلَينَا فَمَكَثنَا فِي تِلكَ البُقعَةِ نَحوَ خَمسَةِ أَيّامٍ وَ واَلدِيِ يَطلُبُ النّهَرَ فَلَا يَجِدُهُ وَ بَعدَ الإِيَاسِ عَزَمَ عَلَي الِانصِرَافِ حَذَراً مِنَ التّلَفِ لِفَنَاءِ الزّادِ وَ المَاءِ وَ الخَدَمِ الّذِينَ كَانُوا مَعَنَا فَأَوجَسُوا فِي أَنفُسِهِم خِيفَةً مِنَ الطّلَبِ فَأَلَحّوا عَلَي واَلدِيِ بِالخُرُوجِ مِنَ الظّلُمَاتِ فَقُمتُ يَوماً مِنَ الرّحلِ لحِاَجتَيِ فَتَبَاعَدتُ مِنَ الرّحلِ قَدرَ رَميَةِ سَهمٍ فَعَثَرتُ بِنَهَرِ مَاءٍ أَبيَضِ
صفحه : 227
اللّونِ عَذبٍ لَذِيذٍ لَا بِالصّغِيرِ مِنَ الأَنهَارِ وَ لَا بِالكَبِيرِ يجَريِ جَرياً لَيّناً فَدَنَوتُ مِنهُ وَ غَرَفتُ مِنهُ بيِدَيِ غُرفَتَينِ أَو ثَلَاثاً فَوَجَدتُهُ عَذباً بَارِداً لَذِيذاً فَبَادَرتُ مُسرِعاً إِلَي الرّحلِ فَبَشّرتُ الخَدَمَ بأِنَيّ قَد وَجَدتُ المَاءَ فَحَمَلُوا مَا كَانَ مَعَنَا مِنَ القِرَبِ وَ الأدَاَويِ لِنَملَأَهَا وَ لَم أَعلَم أَنّ واَلدِيِ فِي طَلَبِ ذَلِكَ النّهَرِ وَ كَانَ سرُوُريِ بِوُجُودِ المَاءِ لِمَا كُنّا فِيهِ مِن عَدَمِ المَاءِ وَ كَانَ واَلدِيِ فِي ذَلِكَ الوَقتِ غَائِباً عَنِ الرّحلِ مَشغُولًا بِالطّلَبِ فَجَهَدنَا وَ طُفنَا سَاعَةً هَوِيّةً فِي طَلَبِ النّهَرِ فَلَم نَهتَدِ إِلَيهِ حَتّي إِنّ الخَدَمَ كذَبّوُنيِ وَ قَالُوا لِي لَم تَصدُق فَلَمّا انصَرَفتُ إِلَي الرّحلِ وَ انصَرَفَ واَلدِيِ أَخبَرتُهُ بِالقِصّةِ فَقَالَ لِي يَا بنُيَّ ألّذِي أخَرجَنَيِ إِلَي ذَلِكَ المَكَانِ وَ تَحَمّلِ الخَطَرِ كَانَ لِذَلِكَ النّهَرِ وَ لَم أُرزَق أَنَا وَ أَنتَ رُزِقتَهُ وَ سَوفَ يَطُولُ عُمُرُكَ حَتّي تَمَلّ الحَيَاةَ وَ رَحَلنَا مُنصَرِفِينَ وَ عُدنَا إِلَي أَوطَانِنَا وَ بَلَدِنَا وَ عَاشَ واَلدِيِ بَعدَ ذَلِكَ سُنَيّاتٍ ثُمّ مَاتَ رَحِمَهُ اللّهُ فَلَمّا بَلَغَ سنِيّ قَرِيباً مِن ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ كَانَ قَدِ اتّصَلَ بِنَا وَفَاةُ النّبِيّص وَ وَفَاةُ الخَلِيفَتَينِ بَعدَهُ خَرَجتُ حَاجّاً فَلَحِقتُ آخِرَ أَيّامِ عُثمَانَ فَمَالَ قلَبيِ مِن بَينِ جَمَاعَةِ أَصحَابِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَقَمتُ مَعَهُ أَخدُمُهُ وَ شَهِدتُ مَعَهُ وَقَائِعَ وَ فِي وَقعَةِ صِفّينَ أصَاَبتَنيِ هَذِهِ الشّجّةُ مِن دَابّتِهِ فَمَا زِلتُ مُقِيماً مَعَهُ إِلَي أَن مَضَي لِسَبِيلِهِ ع فَأَلَحّ عَلَيّ أَولَادُهُ وَ حَرَمُهُ أَن أُقِيمَ عِندَهُم فَلَم أُقِم وَ انصَرَفتُ إِلَي بلَدَيِ وَ خَرَجتُ أَيّامَ بنَيِ مَروَانَ حَاجّاً وَ انصَرَفتُ مَعَ أَهلِ بلَدَيِ إِلَي هَذِهِ الغَايَةِ مَا خَرَجتُ فِي سَفَرٍ إِلّا مَا كَانَ المُلُوكُ فِي بِلَادِ المَغرِبِ يَبلُغُهُم خبَرَيِ وَ طُولُ عمُرُيِ فيَشَخصَوُنيِ إِلَي حَضرَتِهِم ليِرَوَنيِ وَ يسَألَوُنيِ عَن سَبَبِ طُولِ عمُرُيِ وَ عَمّا شَاهَدتُ وَ كُنتُ أَتَمَنّي وَ أشَتهَيِ أَن أَحُجّ حَجّةً أُخرَي فحَمَلَنَيِ هَؤُلَاءِ حفَدَتَيِ وَ أسَباَطيَِ الّذِينَ تَرَونَهُم حوَليِ وَ ذَكَرَ أَنّهُ قَد سَقَطَت أَسنَانُهُ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثَةً فَسَأَلنَاهُ أَن يُحَدّثَنَا بِمَا سَمِعَ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَذَكَرَ أَنّهُ لَم يَكُن لَهُ حِرصٌ وَ لَا هِمّةٌ فِي طَلَبِ العِلمِ وَقتَ صُحبَتِهِ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
صفحه : 228
وَ الصّحَابَةُ أَيضاً كَانُوا مُتَوَافِرِينَ فَمِن فَرطِ ميَليِ إِلَي عَلِيّ ع وَ محَبَتّيِ لَهُ لَم أَشتَغِل بشِيَءٍ سِوَي خِدمَتِهِ وَ صُحبَتِهِ وَ ألّذِي كُنتُ أَتَذَكّرُهُ مِمّا كُنتُ سَمِعتُهُ مِنهُ قَد سَمِعَهُ منِيّ عَالَمٌ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ بِبِلَادِ المَغرِبِ وَ مِصرَ وَ الحِجَازِ وَ قَدِ انقَرَضُوا وَ تَفَانَوا وَ هَؤُلَاءِ أَهلُ بلَدَيِ وَ حفَدَتَيِ قَد دَوّنُوهُ فَأَخرَجُوا إِلَينَا النّسخَةَ وَ أَخَذَ يمُليِ عَلَينَا مِن خَطّهِ
حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ عُثمَانَ بنِ خَطّابِ بنِ مُرّةَ بنِ مُؤَيّدٍ الهمَداَنيِّ المَعرُوفِ بأِبَيِ الدّنيَا مُعَمّرٍ المغَربِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ حَيّاً وَ مَيّتاً قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَحَبّ أَهلَ اليَمَنِ فَقَد أحَبَنّيِ وَ مَن أَبغَضَ أَهلَ اليَمَنِ فَقَد أبَغضَنَيِ
وَ حَدّثَنَا أَبُو الدّنيَا مُعَمّرٌ قَالَ حدَثّنَيِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَعَانَ مَلهُوفاً كَتَبَ اللّهُ لَهُ عَشرَ حَسَنَاتٍ وَ مَحَا عَنهُ عَشرَ سَيّئَاتٍ وَ رَفَعَ لَهُ عَشرَ دَرَجَاتٍ ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَعَي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ المُسلِمِ لِلّهِ فِيهَا رِضًي وَ لَهُ فِيهَا صَلَاحٌ فَكَأَنّمَا خَدَمَ اللّهَ أَلفَ سَنَةٍ وَ لَم يَقَع فِي مَعصِيَتِهِ طَرفَةَ عَينٍ
حَدّثَنَا أَبُو الدّنيَا مُعَمّرٌ المغَربِيِّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ أَصَابَ النّبِيّص جُوعٌ شَدِيدٌ وَ هُوَ فِي مَنزِلِ فَاطِمَةَ قَالَ عَلِيّ فَقَالَ لِيَ النّبِيّ يَا عَلِيّ هَاتِ المَائِدَةَ فَقَدّمتُ المَائِدَةَ فَإِذَا عَلَيهَا خُبزٌ وَ لَحمٌ مشَويِّ
حَدّثَنَا أَبُو الدّنيَا مُعَمّرٌ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ جُرِحتُ فِي وَقعَةِ خَيبَرَ خَمساً وَ عِشرِينَ جِرَاحَةً فَجِئتُ إِلَي النّبِيّص فَلَمّا رَأَي مَا بيِ بَكَي وَ أَخَذَ مِن دُمُوعِ عَينَيهِ فَجَعَلَهَا عَلَي الجِرَاحَاتِ فَاستَرَحتُ مِن ساَعتَيِ
وَ حَدّثَنَا أَبُو الدّنيَا قَالَ حدَثّنَيِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ مَرّةً فَكَأَنّمَا قَرَأَ ثُلُثَ القُرآنِ وَ مَن قَرَأَهَا مَرّتَينِ فَكَأَنّمَا قَرَأَ ثلُثُيَِ القُرآنِ وَ مَن قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَكَأَنّمَا قَرَأَ القُرآنَ كُلّهُ
وَ حَدّثَنَا أَبُو الدّنيَا قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ قَالَ
صفحه : 229
رَسُولُ اللّهِص كُنتُ أَرعَي الغَنَمَ فَإِذَا أَنَا بِذِئبٍ عَلَي قَارِعَةِ الطّرِيقِ فَقُلتُ لَهُ مَا تَصنَعُ هَاهُنَا فَقَالَ لِي وَ أَنتَ مَا تَصنَعُ هَاهُنَا قُلتُ أَرعَي الغَنَمَ قَالَ مُرّ أَو قَالَ ذَا الطّرِيقُ قَالَ فَسُقتُ الغَنَمَ فَلَمّا تَوَسّطَ الذّئبُ الغَنَمَ إِذَا أَنَا بِهِ قَد شَدّ عَلَي شَاةٍ فَقَتَلَهَا قَالَ فَجِئتُ حَتّي أَخَذتُ بِقَفَاهُ فَذَبَحتُهُ وَ جَعَلتُهُ عَلَي يدَيِ وَ جَعَلتُ أَسُوقُ الغَنَمَ فَلَمّا سِرتُ غَيرَ بَعِيدٍ وَ إِذَا أَنَا بِثَلَاثَةِ أَملَاكٍ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ مَلَكِ المَوتِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ فَلَمّا رأَوَنيِ قَالُوا هَذَا مُحَمّدٌ بَارَكَ اللّهُ فِيهِ فاَحتمَلَوُنيِ وَ أضَجعَوُنيِ وَ شَقّوا جوَفيِ بِسِكّينٍ كَانَ مَعَهُم وَ أَخرَجُوا قلَبيِ مِن مَوضِعِهِ وَ غَسَلُوا جوَفيِ بِمَاءٍ بَارِدٍ كَانَ مَعَهُم فِي قَارُورَةٍ حَتّي نقَيَِ مِنَ الدّمِ ثُمّ رَدّوا قلَبيِ إِلَي مَوضِعِهِ وَ أَمَرّوا أَيدِيَهُم عَلَي جوَفيِ فَالتَحَمَ الشّقّ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَمَا أَحسَستُ بِسِكّينٍ وَ لَا وَجَعٍ قَالَ وَ خَرَجتُ أَغدُو إِلَي أمُيّ يعَنيِ حَلِيمَةَ دَايَةَ النّبِيّص فقال [فَقَالَت] لِي أَينَ الغَنَمُ فَخَبّرتُهَا بِالخَبَرِ فَقَالَت سَوفَ تَكُونُ لَكَ فِي الجَنّةِ مَنزِلَةٌ عَظِيمَةٌ
وَ حَدّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ قَالَ ذَكَرَ أَبُو بَكرٍ مُحَمّدُ بنُ الفَتحِ المرِكنَيِّ وَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ الحَسَنِ اللائكي أَنّ السّلطَانَ بِمَكّةَ لَمّا بَلَغَهُ خَبَرُ أَبِي الدّنيَا تَعَرّضَ لَهُ وَ قَالَ لَا بُدّ أَن أُخرِجَكَ إِلَي بَغدَادَ إِلَي حَضرَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ المُقتَدِرِ فإَنِيّ أَخشَي أَن يَعتِبَ عَلَيّ إِن لَم أُخرِجكَ معَيِ فَسَأَلَهُ الحَاجّ مِن أَهلِ المَغرِبِ وَ أَهلِ مِصرَ وَ الشّامِ أَن يُعفِيَهُ مِن ذَلِكَ وَ لَا يَشخَصَهُ فَإِنّهُ شَيخٌ ضَعِيفٌ وَ لَا يُؤمَنُ مَا يَحدُثُ عَلَيهِ فَأَعفَاهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَ لَو أنَيّ أَحضُرُ المَوسِمَ تِلكَ السّنَةَ لَشَاهَدتُهُ وَ خَبَرُهُ كَانَ شَائِعاً مُستَفِيضاً فِي الأَمصَارِ وَ كَتَبَ عَنهُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ المِصرِيّونَ وَ الشّامِيّونَ وَ البَغدَادِيّونَ وَ مِن سَائِرِ الأَمصَارِ مَن حَضَرَ المَوسِمَ وَ بَلَغَهُ خَبَرُ هَذَا الشّيخِ وَ أَحَبّ أَن يَلقَاهُ وَ يَكتُبَ عَنهُ نَفَعَهُمُ اللّهُ وَ إِيّانَا بِهَا
2- وَ أخَبرَنَيِ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِيمَا أَجَازَهُ لِي مِمّا صَحّ عنِديِ مِن حَدِيثِهِ وَ صَحّ عنِديِ هَذَا الحَدِيثُ بِرِوَايَةِ الشّرِيفِ أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ إِسحَاقَ بنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ
صفحه : 230
بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنهُ أَنّهُ قَالَ حَجَجتُ فِي سَنَةِ ثَلَاثَ عَشرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ فِيهَا حَجّ نَصرٌ القشوريِّ صَاحِبُ المُقتَدِرِ بِاللّهِ وَ مَعَهُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عِمرَانَ المُكَنّي بأِبَيِ الهَيجَاءِ فَدَخَلتُ مَدِينَةَ الرّسُولِص فِي ذيِ القَعدَةِ فَأَصَبتُ قَافِلَةَ المِصرِيّينَ وَ بِهَا أَبُو بَكرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الماَدرَاَئيِّ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ المَغرِبِ وَ ذَكَرَ أَنّهُ رَأَي أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص فَاجتَمَعَ عَلَيهِ النّاسُ وَ ازدَحَمُوا وَ جَعَلُوا يَمسَحُونَ بِهِ وَ كَادُوا يَأتُونَ عَلَي نَفسِهِ فَأَمَرَ عمَيّ أَبُو القَاسِمِ طَاهِرُ بنُ يَحيَي فِتيَانَهُ وَ غِلمَانَهُ فَقَالَ أَفرِجُوا عَنهُ النّاسَ فَفَعَلُوا وَ أَخَذُوهُ وَ أَدخَلُوهُ دَارَ أَبِي سَهلٍ الطفّيّّ وَ كَانَ عمَيّ نَازِلَهَا فَأَدخَلَ وَ أَذِنَ لِلنّاسِ فَدَخَلُوا وَ كَانَ مَعَهُ خَمسَةُ نَفَرٍ ذَكَرَ أَنّهُم أَولَادُ أَولَادِهِ فِيهِم شَيخٌ لَهُ نَيّفٌ وَ ثَمَانُونَ سَنَةً فَسَأَلنَاهُ عَنهُ فَقَالَ هَذَا ابنُ ابنيِ وَ آخَرُ لَهُ سَبعُونَ سَنَةً فَقَالَ هَذَا ابنُ ابنيِ وَ اثنَانِ لَهُمَا سِتّونَ سَنَةً أَو خَمسُونَ أَو نَحوُهَا وَ آخَرُ لَهُ سَبعَ عَشرَةَ سَنَةً فَقَالَ هَذَا ابنُ ابنِ ابنيِ وَ لَم يَكُن مَعَهُ فِيهِم أَصغَرُ مِنهُ وَ كَانَ إِذَا رَأَيتَهُ قُلتَ ابنُ ثَلَاثِينَ أَو أَربَعِينَ سَنَةً أَسوَدُ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ ضَعِيفُ الجِسمِ آدَمُ رَبعٌ مِنَ الرّجَالِ خَفِيفُ العَارِضَينِ إِلَي قِصَرٍ أَقرَبُ
قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ العلَوَيِّ فَحَدّثَنَا هَذَا الرّجُلُ وَ اسمُهُ عَلِيّ بنُ عُثمَانَ بنِ الخَطّابِ بنِ مُرّةَ بنِ مُؤَيّدٍ بِجَمِيعِ مَا كَتَبنَاهُ عَنهُ وَ سَمِعنَاهُ مِن لَفظِهِ وَ مَا رَأَينَا مِن بَيَاضِ عَنفَقَتِهِ بَعدَ اسوِدَادِهَا وَ رُجُوعِ سَوَادِهَا بَعدَ بَيَاضِهَا عِندَ شِبَعِهِ مِنَ الطّعَامِ
قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ العلَوَيِّ وَ لَو لَا أَنّهُ حَدّثَ جَمَاعَةً مِن أَهلِ المَدِينَةِ مِنَ الأَشرَافِ وَ الحَاجّ مِن أَهلِ مَدِينَةِ السّلَامِ وَ غَيرِهِم مِن جَمِيعِ الآفَاقِ مَا حَدّثتُ عَنهُ بِمَا سَمِعتُ وَ سمَاَعيِ مِنهُ بِالمَدِينَةِ وَ مَكّةَ فِي دَارِ السّهمِيّينَ فِي الدّارِ المَعرُوفَةِ بِالمَكتُوبَةِ وَ هيَِ دَارُ عَلِيّ بنِ عِيسَي الجَرّاحِ وَ سَمِعتُ مِنهُ فِي مِضرَبِ القشوريِّ وَ مِضرَبِ الماَدرَاَئيِّ وَ مِضرَبِ أَبِي الهَيجَاءِ وَ سَمِعتُ مِنهُ بِمِنًي وَ بَعدَ مُنصَرِفِهِ مِنَ الحَجّ بِمَكّةَ فِي دَارِ الماَدرَاَئيِّ عِندَ بَابِ الصّفَا
صفحه : 231
وَ أَرَادَ القشوريِّ حَملَهُ وَ وُلدَهُ إِلَي بَغدَادَ إِلَي المُقتَدِرِ فَجَاءَهُ فُقَهَاءُ أَهلِ مَكّةَ فَقَالُوا أَيّدَ اللّهُ الأُستَاذَ إِنّا رُوّينَا فِي الأَخبَارِ المَأثُورَةِ عَنِ السّلَفِ أَنّ المُعَمّرَ المغَربِيِّ إِذَا دَخَلَ مَدِينَةَ السّلَامِ افتُتِنَت وَ خَرِبَت وَ زَالَ المُلكُ فَلَا تَحمِلهُ وَ رُدّهُ إِلَي المَغرِبِ فَسَأَلنَا مَشَايِخَ أَهلِ المَغرِبِ وَ مِصرَ فَقَالُوا لَم نَزَل نَسمَعُ مِن آبَائِنَا وَ مَشَايِخِنَا يَذكُرُونَ اسمَ هَذَا الرّجُلِ وَ اسمَ البَلَدِ ألّذِي هُوَ مُقِيمٌ فِيهِ طَنجَةَ وَ ذَكَرُوا أَنّهُ كَانَ يُحَدّثُهُم بِأَحَادِيثَ قَد ذَكَرنَا بَعضَهَا فِي كِتَابِنَا هَذَا
قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ العلَوَيِّفَحَدّثَنَا هَذَا الشّيخُ أعَنيِ عَلِيّ بنَ عُثمَانَ المغَربِيِّ بَدوَ خُرُوجِهِ مِن بَلَدِهِ مِن حَضرَمَوتَ وَ ذَكَرَ أَنّ أَبَاهُ خَرَجَ هُوَ وَ عَمّهُ وَ أَخرَجَا بِهِ مَعَهُمَا يُرِيدُونَ الحَجّ وَ زِيَارَةَ النّبِيّص فَخَرَجُوا مِن بِلَادِهِم مِن حَضرَمَوتَ وَ سَارُوا أَيّاماً ثُمّ أَخطَئُوا الطّرِيقَ وَ تَاهُوا عَنِ المَحَجّةِ فَأَقَامُوا تَائِهِينَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ ثَلَاثَةَ لَيَالٍ عَلَي غَيرِ مَحَجّةٍ فَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ وَقَعُوا فِي جِبَالِ رَملٍ يُقَالُ لَهُ رَملُ عَالِجٍ يَتّصِلُ بِرَملِ إِرَمِ ذَاتِ العِمَادِ فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ نَظَرنَا إِلَي أَثَرِ قَدَمٍ طَوِيلٍ فَجَعَلنَا نَسِيرُ عَلَي أَثَرِهَا فَأَشرَفنَا عَلَي وَادٍ وَ إِذَا بِرَجُلَينِ قَاعِدَينِ عَلَي بِئرٍ أَو عَلَي عَينٍ قَالَ فَلَمّا نَظَرَ إِلَينَا قَامَ أَحَدُهُمَا فَأَخَذَ دَلواً فَأَدلَاهُ فَاستَقَي فِيهِ مِن تِلكَ العَينِ أَوِ البِئرِ وَ استَقبَلَنَا فَجَاءَ إِلَي أَبِي فَنَاوَلَهُ الدّلوَ فَقَالَ أَبِي قَد أَمسَينَا نُنِيخُ عَلَي هَذَا المَاءِ وَ نُفطِرُ إِن شَاءَ اللّهُ فَصَارَ إِلَي عمَيّ فَقَالَ اشرَب فَرَدّ عَلَيهِ كَمَا رَدّ عَلَيهِ أَبِي فنَاَولَنَيِ فَقَالَ لِي اشرَب فَشَرِبتُ فَقَالَ لِي هَنِيئاً لَكَ فَإِنّكَ سَتَلقَي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخبِرهُ أَيّهَا الغُلَامُ بِخَبَرِنَا وَ قُل لَهُ الخَضِرُ وَ إِليَاسُ يُقرِئَانِكَ السّلَامَ وَ سَتُعَمّرُ حَتّي تَلقَي المهَديِّ وَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع فَإِذَا لَقِيتَهُمَا فَأَقرِئهُمَا السّلَامَ ثُمّ قَالَا مَا يَكُونُ هَذَانِ مِنكَ فَقُلتُ أَبِي وَ عمَيّ فَقَالَا أَمّا عَمّكَ فَلَا يَبلُغُ مَكّةَ وَ أَمّا أَنتَ وَ أَبُوكَ فَسَتَبلُغَانِ وَ يَمُوتُ أَبُوكَ فَتُعَمّرُ أَنتَ وَ لَستُم تَلحَقُونَ النّبِيّص لِأَنّهُ قَد قَرُبَ أَجَلُهُ ثُمّ مَثَلَا فَوَ اللّهِ مَا أدَريِ أَينَ مَرّا أَ فِي السّمَاءِ أَو فِي الأَرضِ فَنَظَرنَا وَ إِذَا لَا أَثَرَ وَ لَا عَينَ
صفحه : 232
وَ لَا مَاءَ فَسِرنَا مُتَعَجّبِينَ مِن ذَلِكَ إِلَي أَن رَجَعنَا إِلَي نَجرَانَ فَاعتَلّ عمَيّ وَ مَاتَ بِهَا وَ أَتمَمتُ أَنَا وَ أَبِي حَجّنَا وَ وَصَلنَا إِلَي المَدِينَةِ فَاعتَلّ بِهَا أَبِي وَ مَاتَ وَ أَوصَي إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فأَخَذَنَيِ وَ كُنتُ مَعَهُ أَيّامَ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ وَ خِلَافَتِهِ حَتّي قَتَلَهُ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ ذَكَرَ أَنّهُ لَمّا حُوصِرَ عُثمَانُ بنُ عَفّانَ فِي دَارِهِ دعَاَنيِ فَدَفَعَ إلِيَّ كِتَاباً وَ نَجِيباً وَ أمَرَنَيِ بِالخُرُوجِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ كَانَ غَائِباً بِيَنبُعَ فِي مَالِهِ وَ ضِيَاعِهِ فَأَخَذتُ الكِتَابَ وَ صِرتُ إِلَي مَوضِعٍ يُقَالُ لَهُ جِدَارُ أَبِي عَبَايَةَ سَمِعتُ قُرآناً فَإِذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَسِيرُ مُقبِلًا مِن يَنبُعَ وَ هُوَ يَقُولُأَ فَحَسِبتُم أَنّما خَلَقناكُم عَبَثاً وَ أَنّكُم إِلَينا لا تُرجَعُونَ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَّ قَالَ أَبَا الدّنيَا مَا وَرَاكَ قُلتُ هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَأَخَذَهُ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ فَإِن كُنتُ مَأكُولًا فَكُن أَنتَ آكلِيِ وَ إِلّا فأَدَركِنيِ وَ لَمّا أُمَزّق فَلَمّا قَرَأَهُ قَالَ سِر فَدَخَلَ إِلَي المَدِينَةِ سَاعَةَ قَتلِ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ فَمَالَ إِلَي حَدِيقَةِ بنَيِ النّجّارِ وَ عَلِمَ النّاسُ بِمَكَانِهِ فَجَاءُوا إِلَيهِ رَكضاً وَ قَد كَانُوا عَازِمِينَ عَلَي أَن يُبَايِعُوا طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَيهِ ارفَضّوا إِلَيهِ ارفِضَاضَ الغَنَمِ شَدّ عَلَيهَا السّبُعُ فَبَايَعَهُ طَلحَةُ ثُمّ الزّبَيرُ ثُمّ بَايَعَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ فَأَقَمتُ مَعَهُ أَخدُمُهُ فَحَضَرتُ مَعَهُ الجَمَلَ وَ صِفّينَ وَ كُنتُ بَينَ الصّفّينِ وَاقِفاً عَن يَمِينِهِ إِذ سَقَطَ سَوطُهُ مِن يَدِهِ فَأَكبَبتُ آخُذُهُ وَ أَرفَعُهُ إِلَيهِ وَ كَانَ لِجَامُ دَابّتِهِ حَدِيداً مُزَجّجاً فَرَفَعَ الفَرَسُ رَأسَهُ فشَجَنّيِ هَذِهِ الشّجّةَ التّيِ فِي صدُغيِ فدَعَاَنيِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَتَفَلَ فِيهَا وَ أَخَذَ حَفنَةً مِن تُرَابٍ فَتَرَكَهُ عَلَيهَا فَوَ اللّهِ مَا وَجَدتُ لَهَا أَلَماً وَ لَا وَجَعاً ثُمّ أَقَمتُ مَعَهُ حَتّي قُتِلَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ صَحِبتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع حَتّي ضُرِبَ بِسَابَاطِ المَدَائِنِ ثُمّ بَقِيتُ مَعَهُ بِالمَدِينَةِ أَخدُمُهُ وَ أَخدُمُ الحُسَينَ ع حَتّي مَاتَ الحَسَنُ ع مَسمُوماً سَمّتهُ جَعدَةُ بِنتُ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ الكنِديِّ لَعَنَهَا اللّهُ دَسّاً مِن مُعَاوِيَةَ ثُمّ خَرَجتُ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع حَتّي حَضَرَ كَربَلَاءَ وَ قُتِلَ ع وَ خَرَجتُ هَارِباً مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ أَنَا مُقِيمٌ بِالمَغرِبِ أَنتَظِرُ خُرُوجَ المهَديِّ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع
صفحه : 233
قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ العلَوَيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ مِن عَجِيبِ مَا رَأَيتُ مِن هَذَا الشّيخِ عَلِيّ بنِ عُثمَانَ وَ هُوَ فِي دَارِ عمَيّ طَاهِرِ بنِ يَحيَي رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ هُوَ يُحَدّثُ بِهَذِهِ الأَعَاجِيبِ وَ بَدوِ خُرُوجِهِ فَنَظَرتُ إِلَي عَنفَقَتِهِ وَ قَدِ احمَرّت ثُمّ ابيَضّت فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَي ذَلِكَ لِأَنّهُ لَم يَكُن فِي لِحيَتِهِ وَ لَا فِي رَأسِهِ وَ لَا فِي عَنفَقَتِهِ بَيَاضٌ البَتّةَ قَالَ فَنَظَرَ إِلَي نظَرَيِ إِلَي لِحيَتِهِ وَ عَنفَقَتِهِ فَقَالَ مَا تَرَونَ إِنّ هَذَا يصُيِبنُيِ إِذَا جُعتُ فَإِذَا شَبِعتُ رَجَعَت إِلَي سَوَادِهَا فَدَعَا عمَيّ بِطَعَامٍ وَ أُخرِجَ مِن دَارِهِ ثَلَاثُ مَوَائِدَ فَوُضِعَت وَاحِدَةٌ بَينَ يدَيَِ الشّيخِ وَ كُنتُ أَنَا أَحَدُ مَن جَلَسَ عَلَيهَا فَأَكَلتُ مَعَهُ وَ وُضِعَتِ المَائِدَتَانِ فِي وَسَطِ الدّارِ وَ قَالَ عمَيّ لِلجَمَاعَةِ بحِقَيّ عَلَيكُم إِلّا أَكَلتُم وَ تَحَرّمتُم بِطَعَامِنَا فَأَكَلَ قَومٌ وَ امتَنَعَ قَومٌ وَ جَلَسَ عمَيّ عَلَي يَمِينِ الشّيخِ يَأكُلُ وَ يلُقيِ بَينَ يَدَيهِ فَأَكَلَ أَكلَ شَابّ وَ عمَيّ يُخلِفُ عَلَيهِ وَ أَنَا أَنظُرُ إِلَي عَنفَقَتِهِ وَ هيَِ تَسوَدّ حَتّي إِذَا عَادَت إِلَي سَوَادِهَا حِينَ شَبِعَ
فَحَدّثَنَا عَلِيّ بنُ عُثمَانَ بنِ خَطّابٍ قَالَ حدَثّنَيِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَحَبّ أَهلَ اليَمَنِ فَقَد أحَبَنّيِ وَ مَن أَبغَضَهُم فَقَد أبَغضَنَيِ
3-حَدِيثُ عُبَيدِ بنِ شَرِيدٍ الجرُهمُيِّ حَدّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ الشجّرَيِّ قَالَ وَجَدتُ فِي كِتَابٍ لأِخَيِ أَبِي الحَسَنِ بِخَطّهِ يَقُولُسَمِعتُ بَعضَ أَهلِ العِلمِ مِمّن قَرَأَ الكُتُبَ وَ سَمِعَ الأَخبَارَ أَنّ عُبَيدَ بنَ شَرِيدٍ الجرُهمُيِّ وَ هُوَ مَعرُوفٌ عَاشَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً فَأَدرَكَ النّبِيّ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ عَمّرَ بَعدَ مَا قُبِضَ النّبِيّص حَتّي قَدِمَ عَلَي مُعَاوِيَةَ فِي أَيّامِ تَغَلّبِهِ وَ مُلكِهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ أخَبرِنيِ يَا عُبَيدُ عَمّا رَأَيتَ وَ سَمِعتَ وَ مَن أَدرَكتَ وَ كَيفَ رَأَيتَ الدّهرَ قَالَ أَمّا الدّهرُ فَرَأَيتُ لَيلًا يُشبِهُ لَيلًا وَ نَهَاراً يُشبِهُ نَهَاراً وَ مَولُوداً يُولَدُ وَ مَيّتاً يَمُوتُ وَ لَم أُدرِك أَهلَ زَمَانٍ إِلّا وَ هُم يَذُمّونَ زَمَانَهُم وَ أَدرَكتُ مَن قَد عَاشَ أَلفَ سَنَةٍ فحَدَثّنَيِ عَمّن قَد كَانَ قَبلَهُ قَد عَاشَ ألَفيَ سَنَةٍ وَ أَمّا مَا سَمِعتُ فَإِنّهُ حدَثّنَيِ مَلِكٌ مِن مُلُوكِ حِميَرٍ أَنّ بَعضَ مُلُوكِ النّابِغَةِ مِمّن دَانَت لَهُ البِلَادُ كَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو سَرحٍ كَانَ أعُطيَِ المُلكَ فِي عُنفُوَانِ شَبَابِهِ وَ كَانَ حَسَنَ
صفحه : 234
السّيرَةِ فِي أَهلِ مَملَكَتِهِ سَخِيّاً فِيهِم مُطَاعاً فَمَلَكَهُم سَبعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ كَانَ كَثِيراً مَا يَخرُجُ فِي خَاصّتِهِ إِلَي الصّيدِ وَ النّزهَةِ فَخَرَجَ يَوماً إِلَي بَعضِ مُتَنَزّهِهِ فَأَتَي إِلَي حَيّتَينِ أَحَدُهُمَا بَيضَاءُ كَأَنّهَا سَبِيكَةُ فِضّةٍ وَ الأُخرَي سَودَاءُ كَأَنّهَا حُمَمَةٌ وَ هُمَا يَقتَتِلَانِ وَ قَد غَلَبَتِ السّودَاءُ البَيضَاءَ وَ كَادَت تأَتيِ عَلَي نَفسِهَا فَأَمَرَ المَلِكُ بِالسّودَاءِ فَقُتِلَت وَ أَمَرَ بِالبَيضَاءِ فَاحتُمِلَت حَتّي انتَهَي بِهَا إِلَي عَينٍ مِن مَاءٍ بقَيَِ عَلَيهَا شَجَرَةٌ فَأَمَرَ فَصُبّ عَلَيهَا مِنَ المَاءِ وَ سُقِيَت حَتّي رَجَعَ إِلَيهَا نَفَسُهَا فَأَفَاقَت فَخَلّي سَبِيلَهَا فَانسَابَتِ الحَيّةُ وَ مَضَت لِسَبِيلِهَا وَ مَكَثَ المَلِكُ يَومَئِذٍ فِي مُتَصَيّدِهِ وَ نُزهَتِهِ فَلَمّا أَمسَي وَ رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ جَلَسَ عَلَي سَرِيرِهِ فِي مَوضِعٍ لَا يَصِلُ إِلَيهِ حَاجِبٌ وَ لَا أَحَدٌ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إذا[إِذ]رَأَي شَابّاً آخِذاً بعِضِاَدتَيَِ البَابِ وَ بِهِ مِنَ الثّيَابِ وَ الجَمَالِ شَيءٌ لَا يُوصَفُ فَسَلّمَ عَلَي المَلِكِ فَذَعِرَ مِنهُ المَلِكُ وَ قَالَ لَهُ مَن أَنتَ وَ مَن أَدخَلَكَ وَ أَذِنَ لَكَ فِي الدّخُولِ عَلَيّ فِي هَذَا المَوضِعِ ألّذِي لَا يَصِلُ فِيهِ حَاجِبٌ وَ لَا غَيرُهُ فَقَالَ لَهُ الفَتَي لَا تَرُع أَيّهَا المَلِكُ إنِيّ لَستُ بإِنِسيِّ وَ لكَنِيّ فَتًي مِنَ الجِنّ أَتَيتُكَ لِأُجَازِيَكَ عَلَي بَلَائِكَ الحَسَنِ الجَمِيلِ عنِديِ قَالَ المَلِكُ وَ مَا بلَاَئيِ عِندَكَ قَالَ أَنَا الحَيّةُ التّيِ أحَييَتنَيِ فِي يَومِكَ هَذَا وَ الأَسوَدُ ألّذِي قَتَلتَهُ وَ خلَصّتنَيِ مِنهُ كَانَ غُلَاماً لَنَا تَمَرّدَ عَلَينَا وَ قَد قَتَلَ مِن أَهلِ بيَتيِ عِدّةً كَانَ إِذَا خَلَا بِوَاحِدٍ مِنّا قَتَلَهُ فَقَتَلتَ عدَوُيّ وَ أحَييَتنَيِ فَجِئتُ لِأُكَافِيَكَ بِبَلَائِكَ عنِديِ وَ نَحنُ أَيّهَا المَلِكُ الجِنّ لَا الجِنّ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ وَ مَا الفَرقُ بَينَ الجِنّ وَ الجِنّ ثُمّ انقَطَعَ الحَدِيثَ ألّذِي كَتَبَ أخَيِ فَلَم يَكُن هُنَاكَ تَمَامُهُ
4-حَدِيثُ الرّبِيعِ بنِ الضّبُعِ الفزَاَريِّ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ يَحيَي المُكَتّبُ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الطّيّبِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الوَرّاقُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ دُرَيدٍ الأزَديِّ العمَاّنيِّ بِجَمِيعِ أَخبَارِهِ وَ كُتُبِهِ التّيِ صَنّفَهَا وَ وَجَدنَا فِي أَخبَارِهِ أَنّهُ قَالَ لَمّا وَفَدَ النّاسُ عَلَي عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ قَدِمَ فِيمَن قَدِمَ عَلَيهِ الرّبِيعُ بنُ الضّبُعِ الفزَاَريِّ وَ كَانَ أَحَدَ المُعَمّرِينَ وَ مَعَهُ ابنُ ابنِهِ
صفحه : 235
وَهبُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الرّبِيعِ شَيخاً فَانِياً قَد سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ وَ قَد عَصَبَهُمَا فَلَمّا رَآهُ الآذِنُ وَ كَانُوا يَأذَنُونَ لِلنّاسِ عَلَي أَسنَانِهِم قَالَ لَهُ ادخُل أَيّهَا الشّيخُ فَدَخَلَ يَدِبّ عَلَي العَصَا يُقِيمُ بِهَا صُلبَهُ وَ لِحيَتَهُ عَلَي رُكبَتَيهِ قَالَ فَلَمّا رَآهُ عَبدُ المَلِكِ رَقّ لَهُ وَ قَالَ لَهُ اجلِس أَيّهَا الشّيخُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ يَجلِسُ الشّيخُ وَ جَدّهُ عَلَي البَابِ فَقَالَ أَنتَ إِذاً مِن وُلدِ الرّبِيعِ بنِ ضَبُعٍ قَالَ نَعَم أَنَا وَهبُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الرّبِيعِ قَالَ لِلآذِنِ ارجِع فَأَدخِلِ الرّبِيعَ فَخَرَجَ الآذِنُ فَلَم يَعرِفهُ حَتّي نَادَي أَينَ الرّبِيعُ قَالَ هَا أَنَا ذَا فَقَامَ يُهَروِلُ فِي مِشيَتِهِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَي عَبدِ المَلِكِ سَلّمَ فَقَالَ عَبدُ المَلِكِ وَ أَبِيكُم إِنّهُ لَأَشَبّ الرّجلَينِ يَا رَبِيعُ أخَبرِنيِ عَمّا أَدرَكتَ مِنَ العُمُرِ وَ المَدَي وَ رَأَيتَ مِنَ الخُطُوبِ المَاضِيَةِ قَالَ أَنَا ألّذِي أَقُولُ
هَا أَنَا ذَا آمُلُ الخُلُودَ وَ قَد | أَدرَكَ عمُريِ وَ موَلدِيِ حَجَراً |
أَمّا امرُؤُ القَيسِ قَد سَمِعتَ بِهِ | هَيهَاتَ هَيهَاتَ طَالَ ذَا عُمُراً |
قَالَ عَبدُ المَلِكِ قَد رُوّيتُ هَذَا مِن شِعرِكَ وَ أَنَا صبَيِّ قَالَ وَ أَنَا القَائِلُ
إِذَا عَاشَ الفَتَي مِائَتَينِ عَاماً | فَقَد ذَهَبَ اللّذَاذَةُ وَ الغِنَاءُ |
قَالَ عَبدُ المَلِكِ وَ قَد رُوّيتُ هَذَا مِن شِعرِكَ أَيضاً وَ أَنَا غُلَامٌ وَ أَبِيكَ يَا رَبِيعُ لَقَد طَلَبَكَ جَدّ غَيرُ عَاثِرٍ فَفَصّل لِي عُمُرَكَ فَقَالَ عِشتُ ماِئتَيَ سَنَةٍ فِي الفَترَةِ بَينَ عِيسَي وَ مُحَمّدٍص وَ عِشرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ فِي الجَاهِلِيّةِ وَ سِتّينَ سَنَةً فِي الإِسلَامِ قَالَ أخَبرِنيِ عَنِ الفِتيَةِ مِن قُرَيشٍ المُتَوَاطِئِ الأَسمَاءِ قَالَ سَل عَن أَيّهِم شِئتَ قَالَ أخَبرِنيِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ فَهمٌ وَ عِلمٌ وَ عَطَاءٌ وَ حِلمٌ وَ مقُريِ ضَخمٍ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ حِلمٌ وَ عِلمٌ وَ طَولٌ وَ كَظمٌ وَ بُعدٌ مِنَ الظّلمِ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ قَالَ رَيحَانَةٌ طَيّبٌ رِيحُهَا لَيّنٌ مَسّهَا قَلِيلٌ عَلَي المُسلِمِينَ ضَرَرُهَا قَالَ فأَخَبرِنيِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ قَالَ جَبَلٌ وَعرٌ يَنحَدِرُ مِنهُ الصّخرُ
صفحه : 236
قَالَ لِلّهِ دَرّكَ مَا أَخبَرَكَ بِهِم قَالَ قَرُبَ جوِاَريِ وَ كَثُرَ استخِباَريِ
5- حَدِيثُ شِقّ الكَاهِنِ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ يَحيَي المُكَتّبِ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الطّيّبِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الوَرّاقُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ دُرَيدٍ الأزَديِّ العمَاّنيِّ قَالَ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ عِيسَي أَبُو بَشِيرٍ العقُيَليِّ عَن أَبِي حَاتِمٍ عَن أَبِي قَبِيصَةَ عَنِ ابنِ الكلَبيِّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ شُيُوخاً مِن بَجِيلَةَ مَا رَأَيتُ عَلَي سَروِهِم وَ حُسنِ هَيأَتِهِم يُخبِرُونَ أَنّهُ عَاشَ شِقّ الكَاهِنِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ اجتَمَعَ إِلَيهِ قَومُهُ وَ قَالُوا لَهُ أَوصِنَا فَقَد آنَ أَن يَفُوتَنَا بِكَ الدّهرُ فَقَالَ تَوَاصَلُوا وَ لَا تَقَاطَعُوا وَ تَقَاتَلُوا وَ لَا تَدَابَرُوا وَ أَوصِلُوا الأَرحَامَ وَ احفَظُوا الذّمَامَ وَ سَوّدُوا الحَكِيمَ وَ أَجِلّوا الكَرِيمَ وَ وَقّرُوا ذَا الشّيبَةِ وَ أَذِلّوا اللّئِيمَ وَ تَجَنّبُوا الهَزلَ فِي مَوَاضِعِ الجِدّ وَ لَا تُكَدّرُوا الإِنعَامَ بِالمَنّ وَ اعفُوا إِذَا قَدَرتُم وَ هَادِنُوا إِذَا هَجَرتُم وَ أَحسِنُوا إِذَا كُوبِدتُم وَ اسمَعُوا مِن مَشَايِخِكُم وَ استَبِقُوا دوَاَعيَِ الصّلَاحِ عِندَ أَوَاخِرِ العَدَاوَةِ فَإِنّ بُلُوغَ الغَايَةِ فِي النّدَامَةِ جُرحٌ بطَيِءُ الِاندِمَالِ وَ إِيّاكُم وَ الطّعنَ فِي الأَنسَابِ وَ لَا تَفحَصُوا عَن مَسَاوِيكُم وَ لَا تُودِعُوا عَقَائِلَكُم غَيرَ مُسَاوِيكُم فَإِنّهَا وَصمَةٌ قَادِحَةٌ وَ قَضَاءَةٌ فَاضِحَةٌ الرّفقَ الرّفقَ لَا الخُرقَ فَإِنّ الخُرقَ مَندَمَةٌ فِي العَوَاقِبِ مَكسَبَةٌ لِلعَوَائِبِ الصّبرُ أَنفَذُ عِتَابٍ وَ القَنَاعَةُ خَيرُ مَالٍ وَ النّاسُ أَتبَاعُ الطّمَعِ وَ قَرَائِنُ الهَلَعِ وَ مَطَايَا الجَزَعِ وَ رُوحُ الذّلّ التّخَاذُلُ وَ لَا تَزَالُونَ نَاظِرِينَ بِعُيُونٍ نَائِمَةٍ مَا اتّصَلَ الرّجَاءُ بِأَموَالِكُم وَ الخَوفُ بِمَحَالّكُم ثُمّ قَالَ يَا لَهَا نَصِيحَةً زَلّت عَن عَذَبَةٍ فَصِيحَةٍ إِن كَانَ وِعَاؤُهَا وَكِيعاً وَ مَعدِنُهَا مَنِيعاً ثُمّ مَاتَ
قال الصدوق رضي الله عنه إن مخالفينا يروون مثل هذه الأحاديث ويصدقون بها ويروون حديث شداد بن عاد بن إرم ذات العماد و أنه عمر تسعمائة سنة ويروون صفة جنته وأنها مغيبة عن الناس فلاتري وأنها في الأرض و لايصدقون بقائم آل محمدصلوات الله عليه وعليهم ويكذبون بالأخبار التي وردت فيه
صفحه : 237
جحودا للحق وعنادا لأهله .بيان قوله مزججا أي مرققا ممددا قوله لقد طلبك جد غيرعاثر الجد بالفتح الحظ والبخت والغناء أي طلبك بخت عظيم لم يعثر حتي وصل إليك أو لم يعثر بك بل نعشك في كل الأحوال والسرو السخاء في مروءة. والعقائل جمع العقيلة وهي كريمة الحي أي لاتزوجوا بناتكم إلاممن يساويكم في الشرف والوصمة العيب والعار والفادحة الثقيلة ويقال فيه قضاءة ويضم عيب وفساد وتقضئوا منه أن يزوجوه استحسنوا حسبه ووعاء وكيع شديد متين .أقول ثم ذكر الصدوق رحمه الله قصة شداد بن عاد كمانقلنا عنه في كتاب النبوة ثم قال . وعاش أوس بن ربيعة بن كعب بن أمية مائتي وأربع عشرة سنة فقال في ذلك
لقد عمرت حتي مل أهلي. | ثواي عندهم وسئمت عمري |
وحق لمن أتي مائتان عام | عليه وأربع من بعدعشر |
يمل من الثواء وصبح ليل | يغاديه وليل بعديسري |
فأبلي شلوتي وتركت شلوي | وباح بما أجن ضمير صدري. |
وعاش أبوزبيد واسمه المنذر بن حرملة الطائي و كان نصرانيا خمسين ومائة سنة. وعاش نضر بن دهمان بن سليمان بن أشجع بن زيد بن غطفان مائة وتسعين سنة حتي سقطت أسنانه وخرف عقله وابيض رأسه فحرب قومه أمر فاحتاجوا فيه إلي رأيه فدعوا الله أن يرد عليه عقله وشبابه فعاد إليه شبابه واسود شعره فقال فيه سلمة بن الحريش ويقال عباس بن مرداس السلمي
لنضر بن دهمان الهنيدة عاشها | وتسعين حولا ثم قوم فانصاتا |
وعاد سواد الرأس بعدبياضه | وعاوده شرخ الشباب ألذي فاتا |
وراجع عقلا بعد مافات عقله | ولكنه من بعدذا كله ماتا. |
صفحه : 238
وعاش ثوب بن صداق العبدي مائتي سنة. وعاش خثعم بن عوف بن جذيمة دهرا طويلا فقال
حتي متي خثعم في الأحياء | ليس بذي أيدي و لاغناء |
يهات ماللموت من دواء. |
وعاش ثعلبة بن كعب بن عبدالأشهل بن الأشوس مائتي سنة فقال
لقد صاحبت أقواما فأمسوا | خفاتا لايجاب لهم دعاء |
مضوا قصد السبيل وخلفوني | فطال علي بعدهم الثواء |
فأصبحت الغداة رهين شيء | وأخلفني من الموت الرجاء. |
وعاش رداءه بن كعب بن ذهل بن قيس النخعي ثلاث مائة سنة فقال
لم يبق ياخذيه من لداتي | أبوبنين لا و لابنات |
و لاعقيم غيرذي سبات | إلايعد اليوم في الأموات |
ل مشتر أبيعه حياتي. |
وعاش عدي بن حاتم طيئ عشرين ومائة سنة. وعاش أماباة بن قيس بن الحرملة بن سنان الكندي ستين ومائة سنة. وعاش عمير بن هاجر بن عمير بن عبدالعزي بن قيس الخزاعي سبعين ومائة سنة فقال
بليت وأفناني الزمان وأصبحت | هنيدة قدأبقيت من بعدها عشرا |
وأصبحت مثل الفرخ لا أناميت | فأبكي و لاحي فأصدر لي أمرا |
و قدعشت دهرا ماتجن عشيرتي | لها ميتا حتي تخط له قبرا. |
وعاش العوام بن المنذر بن زيد بن قيس بن حارثة بن لام دهرا طويلا في الجاهلية وأدرك عمر بن عبدالعزيز فأدخل عليه و قداختلف ترقوتاه وسقط حاجباه فقيل له ماأدركت فقال
فو الله ماأدري أأدركت أمة | علي عهد ذي القرنين أم كنت أقدما |
متي يخلعوا عني القميص تبينوا | جناجن لم يكسين لحما و لادما. |
صفحه : 239
وعاش سيف بن وهب بن جذيمة الطائي مائتي سنة فقال
ألا إنني كاهب ذاهب | فلاتحسبوا أنني كاذب |
لبست شبابي فأفنيته | وأدركني القدر الغالب |
وخصم دفعت ومولي نفعت | حتي يثوب له ثائب |
وعاش أرطاة بن دشهبة المزني عشرين ومائة سنة و كان يكني أباالوليد فقال له عبدالملك مابقي من شعرك ياأرطاة فقال يا أمير المؤمنين إني ماأشرب وأطرب و لاأغضب و لايجيئني الشعر إلا علي إحدي هذه الخصال علي أني أقول
رأيت المرء تأكله الليالي | كأكل الأرض ساقطة الحديد |
و ماتبقي المنية حين تأتي | علي نفس ابن آدم من مزيد |
وأعلم أنها ستكر حتي | توفي نذرها بأبي الوليد. |
فارتاع عبدالملك فقال أرطاة يا أمير المؤمنين إني أكني أباالوليد. وعاش عبيد بن الأبرص ثلاثمائة سنة فقال
فنيت وأفناني الزمان وأصبحت | لداتي بنو نعش وزهر الفراقد. |
ثم أخذه النعمان بن منذر يوم بؤسه فقتله . وعاش شريح بن هانئ عشرين ومائة سنة حتي قتل في نفرة الحجاج بن يوسف فقال في كبره وضعفه
أصبحت ذا بث أقاصي الكبرا | قدعشت بين المشركين أعصرا |
ثمت أدركت النبي المنذرا | وبعده صديقه وعمرا |
و يوم مهران و يوم تسترا | والجمع في صفينهم والنهرا |
يهات ماأطول هذاعمرا. |
وعاش رجل من بني ضبة يقال له المسجاح بن سباع دهرا طويلا فقال
لقد طوفت في الآفاق حتي | بليت و قددنا لي أن أبيد |
وأفناني و لايفني نهار | وليل كلما يمضي يعود |
صفحه : 240
وشهر مستهل بعدشهر | وحول بعده حول جديد. |
وعاش لقمان العادي الكبير خمسمائة سنة وستين سنة وعاش عمر سبعة أنسر كل نسر منها ثمانين عاما و كان من بقية عاد الأولي . وروي أنه عاش ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة سنة و كان من ولد عاد الذين بعثهم قومهم إلي الحرم ليستسقوا لهم و كان أعطي عمر سبعة أنسر فكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل ألذي هو في أصله فيعيش النسر فيها ماعاش فإذامات أخذ آخر فرباه حتي كان آخرها لبد و كان أطولها عمرا فقيل فيه طال الأمد علي لبد و قدقيل فيه أشعار معروفة وأعطي من السمع والبصر والقوة علي قدر ذلك و له أحاديث كثيرة. وعاش زهير بن عباب بن هبل بن عبد الله بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد بن عبد الله بن وهدة بن ثور بن كليب الكلبي ثلاثمائة سنة. وعاش مزيقيا واسمه عمرو بن عامر وعامر هوماء السماء وإنما سمي ماء السماء لأنه كان حياة أينما نزل كمثل ماء السماء وإنما سمي مزيقيا لأنه عاش ثمانمائة سنة أربعمائة سوقة وأربعمائة ملكا فكان يلبس في كل يوم حلتين ثم يأمر بهما فيمزقان حتي لايلبسهما أحد غيره . وعاش ابن هبل بن عبد الله بن كنانة ستمائة سنة. وعاش أبوالطمحان القيسي مائة وخمسين سنة. وعاش المستوعر بن ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم ثلاثمائة وثلاثين سنة ثم أدرك الإسلام فلم يسلم و له شعر معروف . وعاش دريد بن زيد بن نهد أربعمائة سنة وخمسين سنة فقال في ذلك
ألقي علي الدهر رجلا ويدا | والدهر مايصلح يوما أفسدا |
صلحه اليوم ويفسده غدا. |
وجمع بنيه حين حضرته الوفاة فقال يابني أوصيكم بالناس شرا لاتقبلوا لهم معذرة و لاتقيلوا لهم عثرة.
صفحه : 241
وعاش تيم الله بن ثعلبة بن عكابة مائتي سنة. وعاش الربيع بن ضبع بن وهب بن بعيض بن مالك بن سعد بن عدي بن فزارة مائتي وأربعين سنة وأدرك الإسلام فلم يسلم . وعاش معديكرب الحميري من آل ذي رعين مائتي وخمسين سنة. وعاش ثرية بن عبد الله الجعفي ثلاثمائة سنة فقدم علي عمر بن الخطاب المدينة فقال لقد رأيت هذاالوادي ألذي أنتم به و ما به قطرة و لاهضبة و لاشجرة ولقد أدركت أخريات قوم يشهدون بشهادتكم هذه يعني لاإله إلا الله ومعه ابن له يتهادي قدخرف فقال ياثرية هذاابنك قدخرف وبك بقية فقال ماتزوجت أمه حتي أتت علي سبعون سنة ولكني تزوجتها عفيفة ستيرة إن رضيت رأيت ماتقر به عيني و إن سخطت أتتني حتي أرضي و إن ابني هذاتزوج امرأة بذية فاحشة إن رأي ماتقر به عينه تعرضت له حتي يسخط و إن سخط تلقته حتي يهلك . وعاش عوف بن كنانة الكلبي ثلاثمائة سنة فلما حضرته الوفاة جمع بنيه فأوصاهم و هوعوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد بن ثور بن كلب فقال يابني احفظوا وصيتي فإنكم إن حفظتموها سدتم قومكم بعدي إلهكم فاتقوه و لاتخونوا و لاتحزنوا و لاتثيروا السباع من مرابضها وجاوروا الناس بالكف عن مساويهم تسلموا وتصلحوا وعفوا عن الطلب إليهم لئلا تستثقلوا والزموا الصمت إلا من حق تحمدوا وابذلوا لهم المحبة تسلم لكم الصدور و لاتحرموهم المنافع فيظهروا الشكاة وكونوا منهم في ستر ينعم بالكم و لاتكثروا مجالستهم فيستخف بكم و إذانزلت بكم معضلة فاصبروا لها والبسوا للدهر أثوابه فإن لسان الصدق مع النكبة خير من سوء الذكر مع المسرة. ووطنوا أنفسكم علي الذلة لمن ذل لكم فإن أقرب المسائل المودة و إن أبعد النسب البغضة وعليكم بالوفاء وتنكبوا الغدر يأمن سربكم وأحيوا الحسب
صفحه : 242
بترك الكذب فإن آفة المروءة الكذب والخلف لاتعلموا الناس إقتاركم فتهونوا وتخملوا وإياكم والغربة فإنها ذلة و لاتضعوا الكرائم إلا عندالأكفاء واتبعوا بأنفسكم المعالي و لايحتلجنكم جمال النساء عن الصحة فإن نكاح الكرائم مدارج الشرف واخضعوا لقومكم و لاتبغوا عليهم لتنالوا المنافس و لاتخالفوهم فيما اجتمعوا عليه فإن الخلاف يزري بالرجل المطاع وليكن معروفكم لغير قومكم بعدهم و لاتوحشوا أفنيتكم من أهلها فإن إيحاشها إخماد النار ودفع الحقوق وارفضوا النمائم بينكم تكونوا أعوانا عندالملمات تغلبوا واحذروا النجعة إلا في منفعة لاتصابوا وأكرموا الجار يخصب جنابكم وآثروا حق الضيف علي أنفسكم والزموا مع السفهاء الحلم تقل همومكم . وإياكم والفرقة فإنها ذلة و لاتكلفوا أنفسكم فوق طاقتها إلاالمضطر فإنكم إن تلاموا عندإيضاح العذر وبكم قوة خير من أن تعانوا في الاضطرار منكم إليهم بالمعذرة وجدوا و لاتفرطوا فإن الجد مانعة الضيم ولتكن كلمتكم واحدة تعزوا ويرهف حدكم و لاتبذلوا الوجوه لغير مكرمة فتخلقوها و لاتجشموا أهل الدناءة فتقصروا بها و لاتحاسدوا فتبوروا واجتنبوا البخل فإنه داء وابنوا المعالي بالجود والأدب ومصافاة أهل الفضل والحياء وابتاعوا المحبة بالبذل ووقروا أهل الفضيلة وخذوا من أهل التجارب و لايمنعنكم من معروف صغره فإن له ثوابا و لاتحقروا الرجال فتزدروها فإنما المرء بأصغريه ذكاء قلبه ولسان يعبر عنه . فإذاخوفتم داهية فاللبث قبل العجلة والتمسوا بالتودد المنزلة عندالملوك فإنهم من وضعوه اتضع و من رفعوه ارتفع وتبسلوا بالفعال تسم إليكم الأبصار وتواضعوا بالوفاء وليحبكم ربكم ثم قال
و ما كل ذي لب بمؤتيك نصحه | و لا كل موف نصحه بلبيب |
ولكن إذا مااستجمعا عندواحد | فحق له من طاعة بنصيب . |
و حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن
صفحه : 243
يزيد الشعراني من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه يقول حكي أبوالقاسم محمد بن القاسم البصري أن أبا الحسن حمارويه بن أحمد بن طولون كان قدفتح عليه من كنوز مصر ما لم يرزق أحد قبله فأغري بالهرمين فأشار عليه ثقاته وحاشيته وبطانته أن لايتعرض لهدم الأهرام فإنه ماتعرض أحد لها فطال عمره فلج في ذلك وأمر ألفا من الفعلة أن يطلبوا الباب وكانوا يعملون سنة حواليه حتي ضجروا وكلوا. فلما هموا بالانصراف بعدالإياس منه وترك العمل وجدوا سربا فقدروا أنه الباب ألذي يطلبونه فلما بلغوا آخره وجدوا بلاطة قائمة من مرمر فقدروا أنها الباب فاحتالوا فيها إلي أن قلعوها وأخرجوها فإذاعليها كتابة يونانية فجمعوا حكماء مصر وعلماءها فلم يهتدوا لها و كان في القوم رجل يعرف بأبي عبد الله المديني أحد حفاظ الدنيا وعلمائها فقال لأبي الحسن حمارويه بن أحمدأعرف في بلد الحبشة أسقفا قدعمر وأتي عليه ثلاث مائة وستون سنة يعرف هذاالخط و قد كان عزم علي أن يعلمنيه فلحرصي علي علم العرب لم أقم عليه و هوباق .فكتب أبو الحسن إلي ملك الحبشة يسأله أن يحمل هذاالأسقف إليه فأجابه أن هذا قدطعن في السن وحطمه الزمان وإنما يحفظه هذاالهواء ويخاف عليه إن نقل إلي هواء آخر وإقليم آخر ولحقته حركة وتعب ومشقة السفر أن يتلف و في بقائه لنا شرف وفرج وسكينة فإن كان لكم شيءيقرأه ويفسره ومسألة تسألونه فاكتب بذلك فحملت البلاطة في قارب إلي بلد أسوان من الصعيد الأعلي وحملت من أسوان علي العجلة إلي بلاد الحبشة وهي قريبة من أسوان فلما وصلت قرأها الأسقف وفسر ما فيهابالحبشية ثم نقلت إلي العربية فإذا فيهامكتوب . أناالريان بن دومغ فسئل أبو عبد الله عن الريان من كان هو قال هووالد العزيز ملك يوسف ع واسمه الريان بن دومغ و قد كان عمر العزيز سبعمائة سنة وعمر الريان والده ألفا وسبعمائة سنة وعمر دومغ ثلاثة آلاف سنة.
صفحه : 244
فإذا فيها أناالريان بن دومغ خرجت في طلب علم النيل لأعلم فيضه ومنبعه إذ كنت أري مفيضة فخرجت ومعي ممن صحبت أربعة آلاف ألف رجل فسرت ثمانين سنة إلي أن انتهيت إلي الظلمات والبحر المحيط بالدنيا فرأيت النيل يقطع البحر المحيط ويعبر فيه و لم يكن منفذ وتماوت أصحابي وبقيت في أربعة آلاف رجل فخشيت علي ملكي فرجعت إلي مصر وبنيت الأهرام والبراني وبنيت الهرمين وأودعتهما كنوزي وذخائري و قلت في ذلك شعرا.
وأدرك علمي بعض ما هوكائن | و لاعلم لي بالغيب و الله أعلم |
وأتقنت ماحاولت إتقان صنعه | وأحكمته و الله أقوي وأحكم |
وحاولت علم النيل من بدء فيضه | فأعجزني والمرء بالعجز ملجم |
ثمانين شاهورا قطعت مسايحا | وحولي بنو حجر وجيش عرمرم |
إلي أن قطعت الجن والإنس كلهم | وعارضني لح من البحر مظلم |
فأتقنت أن لامنفذا بعدمنزلي | لذي همة بعدي و لامتقدم |
فأبت إلي ملكي وأرسيت ناديا | بمصر وللأيام بؤس وأنعم |
أناصاحب الأهرام في مصر كلها | وبأني برانيها بها والمقدم |
تركت بهاآثار كفي وحكمتي | علي الدهر لاتبلي و لاتتهدم |
و فيهاكنوز جمة وعجائب | وللدهر أمر مرة وتهجم |
سيفتح أقفالي ويبدي عجائبي | ولي لربي آخر الدهر ينجم |
بأكناف بيت الله تبدو أموره | و لابد أن يعلو ويسمو به السم |
ثمان وتسع واثنتان وأربع | وتسعون أخري من قتيل وملجم |
و من بعد هذاكر تسعون تسعة | وتلك البراني تستخر وتهدم |
وتبدي كنوزي كلها غيرأنني | أري كل هذا أن يفرقها الدم |
رمزت مقالي في صخور قطعتها | ستبقي وأفني بعدها ثم أعدم |
صفحه : 245
فحينئذ قال أبو الحسن حمارويه بن أحمد هذا شيء ليس لأحد فيهاحيلة إلاللقائم من آل محمد ع وردت البلاطة كماكانت مكانها. ثم إن أبا الحسن بعد ذلك بسنة قتله طاهر الخادم ذبحه علي فراشه و هوسكران و من ذلك الوقت عرف خبر الهرمين و من بناهما فهذا أصح مايقال في خبر النيل والهرمين . وعاش صبيرة بن سعد بن سهم القرشي مائة وثمانين سنة وأدرك الإسلام فهلك فجاءه بلا سبب . وعاش لبيد بن ربيعة الجعفري مائة وأربعين سنة وأدرك الإسلام فأسلم فلما بلغ سبعين من عمره أنشأ يقول
كأني و قدجاوزت سبعين حجة | خلعت بها عن منكبي ردائيا. |
فلما بلغ سبعا وسبعين سنة أنشأ يقول
باتت تشكي إلي النفس مجهشة | و قدحملتك سبعا بعدسبعين |
فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا | و في الثلاث وفاء للثمانين . |
فلما بلغ تسعين سنة أنشأ يقول
كأني و قدجاوزت تسعين حجة | خلعت بهاعني عذار لثامي |
رمتني بنات الدهر من حيث لاأري | فكيف بمن يرمي و ليس برام |
فلو أنني أرمي بنبل رأيتها | ولكنني أرمي بغير سهام . |
فلما بلغ مائة وعشر سنين أنشأ يقول
و ليس في مائة قدعاشها رجل | و في تكامل عشر بعدها عمر. |
فلما بلغ مائة وعشرين سنة أنشأ يقول
قدعشت دهرا قبل مجري داحس | لو كان في النفس اللجوج خلود. |
فلما بلغ مائة وأربعين سنة أنشأ يقول
ولقد سئمت من الحياة وطولها | وسؤال هذا الناس كيف لبيد |
صفحه : 246
غلب الرجال فكان غيرمغلب | دهر طويل دائم ممدود |
يوم إذايأتي علي وليلة | وكلاهما بعدالمضي يعود. |
فلما حضرته الوفاة قال لابنه يابني إن أباك لم يمت ولكنه فني فإذاقبض أبوك فأغمضه وأقبل به إلي القبلة وسجه بثوبه و لاأعلمن ماصرخت عليه صارخة أوبكت عليه باكية وانظر جفنتي التي كنت أضيف بهافأجد صنعتها ثم احملها إلي مسجدك و من كان يغشاني عليها فإذا قال الإمام سلام عليكم فقدمها إليهم يأكلون منها فإذافرغوا فقل احضروا جنازة أخيكم لبيد بن ربيعة فقد قبضه الله عز و جل ثم أنشأ يقول
و إذادفنت أباك فاجعل فوقه خشبا وطينا | وصفائحا صما رواسيها تشدد والغصونا |
يقين حر الوجه سفساف التراب ولن يقينا. |
و قدروي في حديث لبيد بن ربيعة في أمر الجفنة غير هذاذكروا أن لبيد بن ربيعة جعل علي نفسه أن كلما هبت الشمال أن ينحر جزورا فيملأ الجفنة التي حكوا عنها في أول حديثه فلما ولي الوليد بن عقبة بن أبي معيط الكوفة خطب الناس فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي ص ثم قال أيها الناس قدعلمتم حال لبيد بن ربيعة الجعفري وشرفه ومروءته و ماجعل علي نفسه كلما هبت الشمال أن ينحر جزورا فأعينوا أباعقيل علي مروءته ثم نزل وبعث إليه بخمسة من الجزر وأبيات شعر يقول فيها
أري الجزار يشحذ شفرتيه | إذاهبت رياح أبي عقيل |
طويل الباع أبلج جعفري | كريم الجد كالسيف الصقيل |
و في ابن الجعفري بما لديه | علي العلات والمال القليل . |
و قدذكر أن الجزر كانت عشرين فلما أتته قال جزي الله الأمير خيرا قدعرف الأمير أني لاأقول الشعر ولكن اخرجي يابنية فخرجت إليه بنية له خماسية فقال لها أجيبي الأمير فأقبلت وأدبرت ثم قالت نعم فأنشأت تقول
إذاهبت رياح أبي عقيل | دعونا عندهبتها الوليدا |
صفحه : 247
طويل الباع أبلج عبشميا | أعان علي مروءته لبيدا |
بأمثال الهضاب كان ركبا | عليها من بني حام قعودا |
أباوهب جزاك الله خيرا | نحرناها وأطعمنا التريدا |
فعد أن الكريم له معاد | وعهدي بابن أروي أن يعودا. |
فقال لبيد أحسنت يابنية لو لاأنك سألت قالت إن الملوك لايستحيا من مسألتهم قال و أنت في هذا يابنية أشعر. وعاش ذو الإصبع العدواني واسمه حرثان بن الحارث بن محرث بن ربيعة بن هبيرة بن ثعلبة بن ظرب بن عثمان بن عباد ثلاثمائة سنة. وعاش جعفر بن قبط ثلاث مائة سنة وأدرك الإسلام . وعاش عامر بن ظرب العدواني ثلاث مائة سنة. وعاش محصن بن غسان بن ظالم بن عمرو بن قطيعة بن الحارث بن سلمة بن مازن الزبيدي مائتي وخمسين سنة فقال في ذلك
ألا ياسلم إني لست منكم | ولكني امرؤ قوتي سغوب |
دعاني الداعيان فقلت هيأ | فقالا كل من يدعي يجيب |
ألا ياسلم أعياني قيامي | وأعيتني المكاسب والركوب |
وصرت رديئة في البيت كلا | تأذي بي الأباعد والقريب |
كذاك الدهر والأيام خون | لها في كل سائمة نصيب . |
وعاش صيفي بن رباح أبوأكثم أحد بني أسد بن عمرو بن تميم مائتي سنة وسبعين سنة و كان يقول لك علي أخيك سلطان في كل حال إلا في القتال فإذاأخذ الرجل السلاح فلاسلطان عليه كفي بالمشرفية واعظا وترك الفخر أبقي لك وأسرع الحزم عقوبة البغي وشر النصرة التعدي وألأم الأخلاق أضيقها و من الأذي كثرة العتاب واقرع الأرض بالعصا فذهبت مثلا
لذي الحلم قبل اليوم ماتقرع العصا | و ماعلم الإنسان إلاليعلم . |
صفحه : 248
وعاش عاد بن شداد اليربوعي مائة وخمسين سنة. وعاش أكثم بن صيفي أحد بني أسد بن عمرو بن تميم ثلاث مائة سنة و قال بعضهم مائة وتسعين سنة وأدرك الإسلام واختلف في إسلامه إلا أن أكثرهم لايشك في أنه لم يسلم فقال في ذلك
و إن امرأ قدعاش تسعين حجة | إلي مائة لم يسأم العيش جاهل |
خلت مائتان غيرست وأربع | و ذلك من عد الليالي قلائل . |
و قال محمد بن سلمة أقبل أكثم يريد الإسلام فقتله ابنه عطشا فسمعت أن هذه الآية نزلت فيه وَ مَن يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِراً إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ يُدرِكهُ المَوتُ فَقَد وَقَعَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ و لم تكن العرب تقدم عليه أحدا في الحكمة وإنه لماسمع برسول الله ص بعث إليه ابنه حبيشا فقال يابني إني أعظك بكلمات فخذهن من حين تخرج من عندي إلي أن ترجع إلي ائت نصيبك في شهر رجب فلاتستحله فيستحل منك فإن الحرام ليس يحرم نفسه وإنما يحرمه أهله و لاتمرن بقوم إلاتنزل عندأعزهم وأحدث عقدا مع شريفهم وإياك والذليل فإنه هوأذل نفسه و لوأعزها لأعزه قومه . فإذاقدمت علي هذا الرجل فإني قدعرفته وعرفت نسبه و هو في بيت قريش و هوأعز العرب و هوأحد رجلين إما ذو نفس أراد ملكا فخرج للملك بعزة فوقره وشرفه وقم بين يديه و لاتجلس إلابإذنه حيث يأمرك ويشير إليك فإنه إن كان ذلك كان أدفع لشره عنك وأقرب لخيره منك و إن كان نبيا فإن الله لايحب من يسوؤهم و لايبطر فيحتشم وإنما يأخذ الخيرة حيث يعلم لايخطي فيستعتب إنما أمره علي ماتحب و إن كان فستجد أمره كله صالحا وخبره كله صادقا وستجده متواضعا في نفسه متذللا لربه فذل له و لاتحدثن أمرا دوني فإن الرسول إذاأحدث الأمر من عنده خرج من يدي ألذي أرسله واحفظ ما يقول لك إذاردك إلي فإنك و لوتوهمت أونسيت حتمتني رسولا غيرك .
صفحه : 249
وكتب معه باسمك أللهم من العبد إلي العبد أما بعدفإنا بلغنا مابلغك فقد أتانا عنك خبر لاندري ماأصله فإن كنت أريت فأرنا و إن كنت علمت فعلمنا وأشركنا في كنزك و السلام .فكتب إليه رسول الله فيما ذكروا من محمد رسول الله إلي أكثم بن صيفي أحمد الله إليك إن الله أمرني أن أقول لاإله إلا الله أقولها وآمر الناس بها والخلق خلق الله والأمر كله لله خلقهم وأماتهم و هوينشرهم وَ إِلَيهِ المَصِيرُأدبتكم بآداب المرسلين ولتسألن عَنِ النّبَإِ العَظِيمِوَ لَتَعلَمُنّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ. فلما جاء كتاب رسول الله ص قال لابنه يابني ماذا رأيت قال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهي عن ملائمها فجمع أكثم بن صيفي إليه بني تميم ثم قال يابني تميم لاتحضروني سفيها فإن من يسمع يخل ولكل إنسان رأي في نفسه و إن السفيه واهن الرأي و إن كان قوي البدن و لاخير فيمن لاعقل له يابني تميم كبرت سني ودخلتني ذلة الكبر فإذارأيتم مني حسنا فأتوه و إذاأنكرتم شيئا فقولوا لي الحق أستقم أن ابني قدجاءني و قدشافه هذا الرجل فرآه يأمر بمكارم الأخلاق وينهي عن ملائمها ويدعو إلي أن يعبد الله وحده وتخلع الأوثان ويترك الحلف بالنيران ويذكر أنه رسول الله ص و أن قبله رسلا لهم كتب و قدعلمت رسولا قبله كان يأمر بعبادة الله وحده و أن أحق الناس بمعاونة محمدص ومساعدته علي أمره أنتم فإن يكن ألذي يدعو إليه حقا فهو لكم و إن يكن باطلا كنتم أحق من كف عنه وستر عليه . و قد كان أسقف نجران يحدث بصفته ولقد كان سفيان بن مجاشع قبله يحدث به وسمي ابنه محمدا و قدعلم ذوو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه ويأمر به فكونوا في أمره أولا و لاتكونوا أخيرا اتبعوه تشرفوا وتكونوا سنام العرب وائتوه طائعين قبل أن تأتوه كارهين فإني أري أمرا ما هوبالهوينا لايترك مصعدا إلاصعده و لامنصوبا إلابلغه .
صفحه : 250
إن هذا ألذي يدعو إليه لو لم يكن دينا لكان في الأخلاق حسنا أطيعوني واتبعوا أمري أسأل لكم ما لاينزع منكم أبدا إنكم أصبحتم أكثر العرب عددا وأوسعهم بلدا وإني أري أمرا لايتبعه ذليل إلا عز و لايتركه عزيز إلاذل اتبعوه مع عزكم تزدادوا عزا و لايكن أحد مثلكم . إن الأول لم يدع للأخير شيئا و إن هذاأمر هو لمابعده من سبق إليه فهو الباقي و من اقتدي به الثاني فاصرموا أمركم فإن الصريمة قوة والاحتياط عجز. فقال مالك بن نويرة خرف شيخكم فقال أكثم ويل للشجي من الخلي أراكم سكوتا وآفة الموعظة الإعراض عنها ويلك يامالك إنك هالك إن الحق إذاقام رفع القائم معه وجعل الصرعي قياما فإياك أن تكون منهم أماإذ سبقتموني بأمركم فقربوا بعيري أركبه .فدعا براحلته فركبها فتبعه بنوه وبنو أخيه فقال لهفي علي أمر أن أدركه و لم يسبقني وكتبت طيئ إلي أكثم وكانوا أخواله و قال آخرون كتبت بنو مرة وكانوا أخواله أن أحدث إلينا مانعيش به .فكتب أما بعدفإني موصيكم بتقوي الله وصلة الرحم فإنها ثبت أصلها ونبت فرعها وأنهاكم عن معصية الله وقطيعة الرحم فإنها لايثبت لها أصل و لاينبت لها فرع وإياكم ونكاح الحمقاء فإن مباضعتها قذر وولدها ضياع . وعليكم بالإبل فأكرموها فإنها حصون العرب و لاتضعوا رقابها إلا في حقها فإن فيهامهر الكريمة ورقوء الدم وبألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير و لوكلفت الإبل الطحن لطحنت ولن يهلك امرؤ عرف قدره والعدم عدم العقل والمرء الصالح لايعدم المال ورب رجل خير من مائة ورب فئة أحب إلي من فئتين و من عتب علي الزمان طالت معتبته و من رضي بالقسم طابت معيشته آفة الرأي الهوي والعادة أملك بالأدب والحاجة مع المحبة خير من الغني مع البغضة والدنيا دول فما كان منها لك أتاك علي ضعفك و إن قصرت في طلبه و ما كان منها
صفحه : 251
عليك لم تدفعه بقوتك وسوء حمل الريبة تضع الشرف والحسد داء ليس له دواء والشماتة تعقب و من بر قوما بر به والندامة مع السفاهة ودعامة العقل الحلم وجماع الأمر الصبر وخير الأمور مغبة العفو وأبقي المودة حسن التعاهد و من يزر غبا يزدد حبا وصية أكثم بن صيفي عندموته جمع أكثم بنيه عندموته فقال يابني إنه قدأتي علي دهر طويل و أنامزودكم من نفسي قبل الممات أوصيكم الله بتقوي الله وصلة الرحم وعليكم بالبر فإنه ينمي عليه العدد و لايبيد عليه أصل و لافرع وأنهاكم عن معصية الله وقطيعة الرحم فإنه لايثبت عليها أصل و لاينبت عليها فرع كفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه إن قول الحق لم يدع لي صديقا.انظروا أعناق الإبل فلاتضعوها إلا في حقها فإن فيهامهر الكريمة ورقوء الدم وإياكم ونكاح الحمقاء فإن نكاحها قذر وولدها ضياع الاقتصاد في السفر أبقي للجمام من لم يأس علي مافاته أودع بدنه من قنع بما هو فيه قرت عينه التقدم قبل الندم أصبح عندرأس الأمر أحب إلي من أن أصبح عندذنبه لم يهلك من عرف قدره العجز عندالبلاء آفة المتحمل لن يهلك من مالك ماوعظك ويل لعالم أمن من جاهل الوحشة ذهاب الأعلام يتشابه الأمر إذاأقبل فإذاأدبر عرفه الكيس والأحمق والبطر عندالرخاء حمق و في طلب المعالي يكون القرب لاتغضبوا من اليسير فإنه يجتني الكثير لاتجيبوا عما لاتسألوه و لاتضحكوا مما لايضحك منه .تباروا في الدنيا و لاتباغضوا الحسد في القرب فإنه من يجتمع يتقعقع عمده لينفرد من بعض في المودة لاتتكلموا علي القرابة فتقاطعوا فإن القريب
صفحه : 252
من قرب نفسه وعليكم بالمال فأصلحوه فإنه لايصلح الأموال إلابإصلاحكم و لايتكلن أحدكم علي مال أخيه يري فيه قضاء حاجته فإنه من فعل ذلك كان كالقابض علي الماء و من استغني كرم علي أهله وأكرموا الخيل نعم لهو الحرة المغزل وحيلة من لاحيلة له الصبر. وعاش فروة بن ثعلبة بن نفاية السلولي مائة وثلاثين سنة في الجاهلية ثم أدرك الإسلام فأسلم . وعاش مضاد بن حبابة بن مرارة من بني عمرو بن يربوع بن حنظلة بن زيد مناة أربعين ومائة سنة. وعاش قس بن ساعدة ستمائة سنة و هو ألذي يقول
هل الغيث يعطي الأمر عندنزوله | بحال مسيء في الأمور ومحسن |
و من قدتولي و هو قدفات ذاهب | فهل ينفعني ليتني و لوأنني. |
وكذلك يقول لبيد
وأخلف قسا ليتني و لوأنني | وأعيا علي لقمان حكم التدبر. |
وعاش الحارث بن كعب المذحجي ستين ومائة سنة. قَالَ الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ هَذِهِ الأَخبَارُ التّيِ ذَكَرتُهَا فِي المُعَمّرِينَ قَد رَوَاهَا مُخَالِفُونَا أَيضاً مِن طَرِيقِ مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ الكلَبيِّ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ يَسَارٍ وَ عَوَانَةَ بنِ الحَكَمِ وَ عِيسَي بنِ يَزِيدَ بنِ رِئَابٍ وَ الهَيثَمِ بنِ عدَيِّ الطاّئيِّ وَ قَد روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ كُلّمَا كَانَ فِي الأُمَمِ السّالِفَةِ فَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مِثلُهُ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ وَ قَد صَحّ هَذَا التّعمِيرُ فِيمَن تَقَدّمَ وَ صَحّتِ الغَيبَاتُ الوَاقِعَةُ بِحُجَجِ اللّهِ ع فِيمَا مَضَي مِنَ القُرُونِ فَكَيفَ السّبِيلُ إِلَي إِنكَارِ القَائِمِ ع لِغَيبَتِهِ وَ طُولِ عُمُرِهِ
. مع الأخبار الواردة فيه عن النبي ص و عن الأئمة ع وهي التي قدذكرناها في هذاالكتاب بأسانيدها
حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الدّقّاقُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ عَن
صفحه : 253
مُوسَي بنِ عِمرَانَ النخّعَيِّ عَن عَمّهِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ النوّفلَيِّ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ مَا كَانَ فِي الأُمَمِ السّالِفَةِ فَإِنّهُ يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مِثلُهُ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ
.ل ،[الخصال ] علي بن عبد الله الأسواري عن مكي بن أحمد قال سمعت إسحاق بن ابراهيم الطوسي يقول و كان قدأتي عليه سبع وتسعون سنة علي باب يحيي بن منصور قال رأيت سربايك ملك الهند في بلد تسمي صوح فسألناه كم أتي عليك من السنين قال تسعمائة سنة وخمس وعشرون سنة و هومسلم فزعم أن النبي ص أنفذ إليه عشرة من أصحابه منهم حذيفة بن يمان وعمرو بن العاص وأسامة بن زيد و أبو موسي الأشعري وصهيب الرومي وسفينة وغيرهم يدعونه إلي الإسلام فأجاب وأسلم وقبل كتاب النبي ص فقلت له كيف تصلي مع هذاالضعف فقال لي قال الله عز و جل الّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِمالآية فقلت له ماطعامك فقال لي آكل ماء اللحم والكراث وسألته هل يخرج منك شيء فقال في كل أسبوع مرة شيءيسير وسألته عن أسنانه فقال أبدلتها عشرين مرة. ورأيت له في إسطبله شيئا من الدواب أكبر من الفيل يقال له زندفيل فقلت له ماتصنع بهذا قال يحمل ثياب الخدم إلي القصار ومملكته مسيرة أربع سنين في مثلها ومدينته طولها خمسون فرسخا في مثلها و علي كل باب منها عسكر مائة ألف وعشرين ألفا إذاوقع في أحد الأبواب حدث خرجت تلك الفرقة إلي الحرب لاتستعين بغيرها و هو في وسط المدينة وسمعته تقول دخلت المغرب فبلغت إلي الرمل رمل عالج وصرت إلي قوم موسي ع فرأيت سطوح بيوتهم مستوية وبيدر الطعام خارج القرية يأخذون منه القوت والباقي يتركونه هناك وقبورهم في دورهم وبساتينهم من المدينة علي فرسخين ليس فيهم شيخ و لاشيخة
صفحه : 254
و لم أر فيهم علة و لايعتلون إلي أن يموتوا ولهم أسواق إذاأراد الإنسان منهم شراء شيءصار إلي السوق فوزن لنفسه وأخذ مايصيبه وصاحبه غيرحاضر و إذاأرادوا الصلاة حضروا فصلوا وانصرفوا لا يكون بينهم خصومة و لاكلام يكره إلاذكر الله عز و جل والصلاة وذكر الموت . قال الصدوق رحمه الله إذا كان عندمخالفينا مثل هذه الحال لسربايك ملك الهند فينبغي أن لايحيلوا مثل ذلك في حجة الله من التعمير و لاقوة إلابالله العلي العظيم بيان وصبح ليل عطف علي الثواء قوله يغاديه أي يأتيه غدوة قوله وليل بعديسري أي بعد ذلك الصبح يسير ليلا والشلو بالكسر العضو والسلو الصبر و قال الجوهري الهنيدة المائة من الإبل وغيرها و قال أبوعبيدة هي اسم لكل مائة وأنشد
ونصر بن دهمان الهنيدة عاشها | وتسعين عاما ثم قوم فانصاتا. |
و قال في الصاد والتاء و قدانصات الرجل إذااستوت قامته بعدالانحناء ثم ذكر هذاالبيت و ألذي بعده و قال شرخ الشباب أوله . قوله رهين شيء أي كل شيءاحتاج إليه و في بعض النسخ بالسين المهملة و هواللبن يكون في أطراف الأخلاف قبل نزول الدرة. ولدة الرجل تربه والجمع لدات والسبات بالضم النوم والراحة قوله حتي تخط له قبرا لعله إشارة إلي إدراك ماقبل الجاهلية والكهب الجاموس المسن والكهبة بالضم بياض علته كدورة أوالدهمة أوغبرة مشربة سوادا. وثاب الرجل يثوب ثوبا رجع بعدذهابه أي نفعت مولي حتي يعود إلي نفعه وجزاؤه والبث الحزن والكبر كعنب الشيخوخة أو هوكصرد جمع الكبري أي المصائب الكبر و يوم مهران و يوم تستر إشارتان إلي غزوتان مشهورتان في الإسلام كانتا في زمن عمر وقدني أي حسبي أن أبيد أي أهلك و في بعض النسخ
صفحه : 255
و قد لي أي و قدحان لي . و قال الجوهري ولبد آخر نسور لقمان هو ألذي بعثته عاد في وفدها إلي الحرم يستسقي لها فلما أهلكوا خير لقمان بين بقاء سبع بقرات سمر من أظب عفر في جبل وعر لايمسها القطر و بين بقاء سبعة أنسر كلما هلك نسر خلف بعده نسر فاختار النسور فكان آخر نسوره يسمي لبدا. و قال مزيقياء لقب عمرو بن عامر ملك من ملوك اليمن زعموا أنه كان يلبس كل يوم حلتين فيمزقهما بالعشي ويكره أن يعود فيهما ويأنف أن يلبسهما أحد غيره . و قال جاء فلان يهادي بين اثنين إذا كان يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله . وإخماد النار كناية عن خمول الذكر أوذهاب البركة قوله فإنكم لاتلاموا الحاصل أنكم إن بذلتم علي قدر وسعكم فسيعذركم الناس و لايلومونكم ويبقي لكم قوة علي البذل بعد ذلك و ذلك خير من أن تسرفوا وتبذلوا جميع ما في أيديكم وتحتاجوا إليه ويعانوكم بالمعذرة أي بقليل يعتذرون إليكم في ذلك أو مع كونكم معذورين في السؤال لاضطراركم و في بعض النسخ من أن تضاموا أي من أن يظلموكم بأن يعتذروا إليكم مع قدرتهم علي البذل و علي التقادير الأظهر فإنكم إن تلاموا. و لاتجشموا أي لاتكلفوا أهل الدناءة أي البخلاء والذين لم ينشئوا في الخير فتقصروا بها أي تجعلوهم مقصرين عاجزين عما طلبتم منهم والضمير راجع إلي أهل الدناءة بتأويل الجماعة قوله فتبوروا أي فتهلكوا والازدراء التحقير و قوله ذكاء قلبه تفسير للأصغرين والتبسل إظهار البسالة وهي الشجاعة و في بعض النسخ وتبتلوا والتبتل الانقطاع عن الدنيا إلي الله و قوله تسم إليكم
صفحه : 256
الأبصار من قولهم سما بصره أي علا والقارب السفينة الصغيرة والشاهور لعله لغة في الشهر والعرمرم الجيش الكثير. قوله وللدهر أمر مرة أي قديجعل الرجل أميرا و قديجعله متهجما عليه أوللدهر أمور غريبة وتهجمات والأظهر أنه بالكسر بمعني الشدة والأمر العجيب قوله ينجم بضم الجيم أي يطلع ويظهر قوله ويسمو به السم السم بالضم والكسر الاسم أي يعلو به اسم الله وكلمة التوحيد. و قوله ثمان إلي آخر البيت لعله إشارة إلي الطوائف التي يقتلهم القائم ع أويطيعونه و قوله و من بعد هذاكر تسعون إشارة إلي من يعود في الرجعة قوله أن يفرقها الدم لعل المعني أن كلها يصرف في الجهاد أو أن دم القتلي حولها يهدمها إما حقيقة أومجازا. و قال الجوهري الداحس اسم فرس مشهور لقيس بن زهير بن جذيمة العبسي و منه حرب داحس و ذلك أن قيسا وحذيفة بن بدر تراهنا علي خطر عشرين بعيرا وجعلا الغاية مائة غلوة والمضمار أربعين ليلة والمجري من ذات الإصاد فأجري قيس داحسا والغبراء وأجري حذيفة الخطار والحنفاء فوضعت بنو فزارة رهط حذيفة كمينا علي الطريق فردوا الغبراء ولطموها وكانت سابقة فهاجت الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة. قوله علي العلات أي علي كل حال والردء الفاسد وبنو حام السودان شبهت الجزر في عظمها وعظم سنامها بجبال صغار عليها بنو حام قعودا وأروي أم عثمان و كان الوليد أخاه لأمه . قوله واقرع الأرض بالعصا أي نبه الغافل بأدني تنبيه ليعقل و لاتؤذه و لاتفضحه قال الجوهري قال الشاعر
وزعمت أنا لاحلوم لنا | إن العصا قرعت لذي الحلم . |
أي إن الحليم إذانبه انتبه وأصله أن حكما من حكام العرب عاش حتي اهتر فقال لابنته إذاأنكرت شيئا من فهمي عندالحكم فاقرعي لي المجن بالعصا
صفحه : 257
لأرتدع قال المتلمس لذي الحلم البيت انتهي و علي ماذكره يحتمل المراد تنبيهه عندالغفلة. قوله فإن من يسمع يخل هو من الخيال أي إذاأحضرتم سفيها فهو يتكلم علي سفاهته و كل من يسمع منه يقع في خياله شيء ويؤثر فيه . و قال الزمخشري في مستقصي الأمثال من يسمع يخل أي يظن ويتهم بقوله إذابلغ شيئا عن رجل فاتهمه وقيل إن من يسمع أخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه المكروه عليهم أي إن المجانبة للناس أسلم ومفعولا يخل محذوفان انتهي . والصريمة العزيمة في الشيء والصرم القطع والخلي الخالي من الهم والحزن خلاف الشجي والمثل معروف والمعني أني في هم عظيم لهذا الأمر ألذي أدعوكم إليه وأنتم فارغون غافلون فويل لي منكم قوله وقع القائم معه أي يصير العزيز بعدظهور الحق ذليلا والذليل عزيزا لأن الحق يظهر عندغلبة الباطل وأهله قوله أن أدركه بالفتح أي أن أتلهف علي إدراك هذاالأمر فإني آيس منه أوبالكسر فيكون الجزاء محذوفا أي علي أمر إن أدركته فزت أولهفي عليكم إن أدركته وفات عنكم . قوله والعادة أملك بالأدب أي الآداب الحسنة إنما تملك باعتيادها لتصير ملكة أومتابعة عادات القوم و ما هومعروف بينهم أملك بالآداب والأول أظهر قوله ورقوء الدم قال الجزري فيه لاتسبوا الإبل فإن فيهارقوء الدم يقال رقأ الدمع والدم والعرق يرقأ رقوءا بالضم إذاسكن وانقطع والاسم الرقوء بالفتح أي إنها تعطي في الديات بدلا من القود ويسكن بهاالدم .
صفحه : 258
قوله التقدم قبل الندم أي ينبغي أن يتقدم في الأمور قبل أن يفوت و لايبقي إلاالندم قوله الوحشة ذهاب الأعلام أي إنما يكون الوحشة في الطرق عندذهاب الأعلام المنصوبة فيهافكذا الوحشة بين الناس إنما يكون بذهاب العلماء والهداة الذين هم أعلام طرق الحق . قوله يكون القرب أي من الناس أو من الله و قال الجوهري تقعقعت عمدهم أي ارتحلوا و في المثل من يجتمع يتقعقع عمده كمايقال إذاتم أمر دنا نقصه . غو،[غوالي اللئالي]بِالإِسنَادِ إِلَي أَحمَدَ بنِ فَهدٍ عَن بَهَاءِ الدّينِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن يَحيَي بنِ النّجلِ الكوُفيِّ عَن صَالِحِ بنِ عَبدِ اللّهِ اليمَنَيِّ كَانَ قَدِمَ الكُوفَةَ قَالَ يَحيَي وَ رَأَيتُهُ بِهَا سَنَةَ أَربَعٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ سَبعِمِائَةٍ عَن أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ اليمَنَيِّ وَ إِنّهُ كَانَ مِنَ المُعَمّرِينَ وَ أَدرَكَ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ إِنّهُ رَوَي عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ حُبّ الدّنيَا رَأسُ كُلّ خَطِيئَةٍ وَ رَأسُ العِبَادَةِ حُسنُ الظّنّ بِاللّهِ
غو،[غوالي اللئالي]حدَثّنَيِ المَولَي العَالِمُ الوَاعِظُ عَبدُ اللّهِ بنُ فَتحِ اللّهِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن تَاجِ الدّينِ حَسَنِ السرايشنوي عَنِ الشّيخِ جَمَالِ الدّينِ حَسَنِ بنِ يُوسُفَ بنِ المُطَهّرِ قَالَ رُوّيتُ عَن مَولَانَا شَرَفِ الدّينِ إِسحَاقَ بنِ مَحمُودٍ اليمَاَنيِّ القاَضيِ بِقُمّ عَن خَالِهِ مَولَانَا عِمَادِ الدّينِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ فَتحَانَ القمُيّّ عَنِ الشّيخِ صَدرِ الدّينِ الساّويِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الشّيخِ بَابَارَتَنَ وَ قَد سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ مِنَ الكِبَرِ فَرَفَعَهُمَا عَن عَينَيهِ فَنَظَرَ إلِيَّ وَ قَالَ تَرَي عيَنيِ هَاتَينِ طَالَ مَا نَظَرَتَا إِلَي وَجهِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد رَأَيتُهُ يَومَ حَفرِ الخَندَقِ وَ كَانَ يَحمِلُ عَلَي ظَهرِهِ التّرَابَ مَعَ النّاسِ وَ سَمِعتُهُص يَقُولُ فِي ذَلِكَ اليَومِ أللّهُمّ إنِيّ أَسأَلُكَ عِيشَةً هَنِيئَةً وَ مِيتَةً سَوِيّةً وَ مَرَدّاً غَيرَ مُخزٍ وَ لَا فَاضِحٍ
.أقول وروي السيد علي بن عبدالحميد في كتاب الأنوار المضيئة قال روي الجد السعيد عبدالحميد يرفعه إلي الرئيس أبي الحسن الكاتب البصري و كان من الأدباء قال في سنة اثنين وتسعين وثلاثمائة أسنت البر سنين عدة وبعثت السماء درها في أكناف البصرة فتسامع العرب بذلك فوردوها من الأقطار البعيدة علي
صفحه : 259
اختلاف لغاتهم فخرجت مع جماعة نتصفح أحوالهم ونلتمسن فائدة ربما وجدناها عندأحدهم فارتفع لنا بيت عال فقصدناه فوجدنا في كسره شيخا جالسا قدسقط حاجباه علي عينيه كبرا وحوله جماعة من عبيده وأصحابه فسلمنا عليه فرد التحية وأحسن التلقية فقال له رجل منا هذاالسيد وأشار إلي هوالناظر في معاملة الدرب و هو من الفصحاء وأولاد العرب وكذلك الجماعة مامنهم إلا من ينسب إلي قبيلة ويختص بسداد وفصاحة و قدخرج وخرجنا معه حين وردتم نلتمس الفائدة المستطرفة من أحدكم وحين شاهدناك رجونا مانبغيه عندك لعلو سنك . فقال الشيخ و الله يابني أخي حياكم الله إن الدنيا شغلتنا عما تبغونه مني فإن أردتم الفائدة فاطلبوها عند أبي وها بيته وأشار إلي خباء كبير بإزائه فقصدنا البيت فوجدنا فيه شيخا متضجعا وحوله من الخدم والأمر أوفي مما شاهدناه أولا فسلمنا عليه وأخبرناه بخبر ابنه فقال يابني أخي حياكم الله إن ألذي شغل ابني عما التمستموه منه هو ألذي شغلني عما هذه سبيله ولكن الفائدة تجدونها عندوالدي وها هوبيته وأشار إلي بيت منيف فقلنا فيما بيننا حسبنا من الفوائد مشاهدة والد هذاالشيخ الفاني فإن كانت منه فائدة فهي ربح لم نحتسب .فقصدنا ذلك الخباء فوجدنا حوله عددا كثيرا من الإماء والعبيد فحين رأونا تسرعوا إلينا وبدئوا بالسلام علينا وقالوا ماتبغون حياكم الله فقلنا نبغي السلام علي سيدكم وطلب الفائدة من عنده فقالوا الفوائد كلها عندسيدنا ودخل منهم من يستأذن ثم خرج بالإذن لنا فدخلنا فإذاسرير في صدر البيت و عليه مخاد من جانبيه ووسادة في أوله و علي الوسادة رأس شيخ قدبلي وطار شعره فجهرنا بالسلام فأحسن الرد و قال قائلنا مثل ما قال لولده وأعلمناه أنه أرشدنا إليك وبشرنا بالفائدة منك .ففتح الشيخ عينين قدغارتا في أم رأسه و قال للخدم أجلسوني
ثُمّ قَالَ لَنَا يَا بنَيِ أخَيِ لَأُحَدّثَنّكُم بِخَبَرٍ تَحفَظُونَهُ عنَيّ كَانَ واَلدِيِ لَا يَعِيشُ لَهُ وَلَدٌ وَ يُحِبّ أَن تَكُونَ لَهُ عَاقِبَةٌ فَوُلِدتُ لَهُ عَلَي كِبَرٍ فَفَرِحَ بيِ وَ ابتَهَجَ بمِوَردِيِ ثُمّ قَضَي وَ لِي
صفحه : 260
سَبعُ سِنِينَ فكَفَلَنَيِ عمَيّ بَعدَهُ وَ كَانَ مِثلَهُ فِي الحَذَرِ عَلَيّ فَدَخَلَ بيِ يَوماً عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّ هَذَا ابنُ أخَيِ وَ قَد مَضَي أَبُوهُ لِسَبِيلِهِ وَ أَنَا كَفِيلٌ بِتَربِيَتِهِ وَ إنِنّيِ أَنفَسُ بِهِ عَلَي المَوتِ فعَلَمّنيِ عُوذَةً أُعَوّذُهُ بِهَا لِيَسلَمَ بِبَرَكَتِهَا فَقَالَص أَينَ أَنتَ عَن ذَاتِ القَلَاقِلِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص وَ مَا ذَاتُ القَلَاقِلِ قَالَ أَن تُعَوّذَهُ فَتَقرَأَ عَلَيهِ سُورَةَ الجَحدِ وَ سُورَةَ الإِخلَاصِ وَ سُورَةَ الفَلَقِ وَ سُورَةَ النّاسِ وَ أَنَا إِلَي اليَومِ أَتَعَوّذُ بِهَا كُلّ غَدَاةٍ فَمَا أُصِبتُ وَ لَا أُصِيبَ لِي مَالٌ وَ لَا مَرِضتُ وَ لَا افتَقَرتُ وَ قَدِ انتَهَي بيَِ السّنّ إِلَي مَا تَرَونَ فَحَافِظُوا عَلَيهَا وَ استَكثِرُوا مِنَ التّعَوّذِ بِهَا ثُمّ انصَرَفنَا مِن عِندِهِ انتَهَي
مجالس الشيخ ، عن المفيد عن ابراهيم بن الحسن بن جمهور قال حدثني أبوبكر المفيد الجرجرائي في شهر رمضان سنة ست وسبعين وثلاثمائة قال اجتمعت مع أبي عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام بمصر في سنة ست عشرة وثلاث مائة و قدازدحم الناس عليه حتي رقي به إلي سطح دار كبيرة كان فيها ومضيت إلي مكة و لم أزل أتبعه إلي مكة إلي أن كتبت عنه خمسة عشر حديثا وذكر أنه ولد في خلافة أبي بكر عتيق بن أبي قحافة و أنه لما كان في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع خرجت ووالدي معي أريد لقاءه فلما صرنا قريبا من الكوفة أو الأرض التي كان بهاعطشنا عطشا شديدا في طريقنا وأشرفنا علي التلف و كان والدي شيخا كبيرا فقلت له اجلس حتي أدور الصحراء أوالبرية فلعلي أقدر علي ماء أو من يدلني عليه أوماء مطر.فقصدت أطلب ذلك فلم ألبث عنه غيربعيد إذ لاح لي ماء فصرت إليه فإذا أناببئر شبه الركية أوالوادي فنزعت ثيابي واغتسلت من ذلك الماء وشربت حتي رويت و قلت أمضي وأجيء بأبي فإنه قريب مني فجئت إليه فقلت قم فقد فرج الله عز و جل عنا و هذه عين ماء قريب منا فقام فلم نر شيئا و لم نقف علي الماء وجلس وجلست معه و لم يضطرب إلي أن مات واجتهدت إلي أن واريته وجئت إلي مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ولقيته و هوخارج إلي صفين و قدأخرجت له
صفحه : 261
البغلة فجئت وأمسكت له الركاب فالتفت إلي فانكببت أقبل الركاب فشجني في وجهي شجة. قال أبوبكر المفيد ورأيت الشجة في وجهه واضحة ثم سألني عن خبري فأخبرته بقصتي وقصة والدي وقصة العين فقال عين لم يشرب منها أحد إلا وعمر عمرا طويلا فأبشر فإنك تعمر و ماكنت لتجدها بعدشربك منها وسماني بالمعتمر قال أبوبكر المفيد فحدثنا عن مولانا أمير المؤمنين ع بالأحاديث وجمعتها و لم تجتمع لغيري منه و كان معه جماعة مشايخ من بلده وهي طنجة.فسألتهم عنه فذكروا أنهم من بلده وأنهم يعرفونه بطول العمر وآباؤهم وأجدادهم بمثل ذلك واجتماعه مع مولانا أمير المؤمنين ع و أنه توفي في سنة سبع عشرة وثلاث مائة.أقول روي الكراجكي ره في كنز الفوائد هذاالخبر بطوله مع الأخبار التي رواها أبوالدنيا عن الشريف طاهر بن موسي الحسيني عن ميمون بن حمزة الحسيني عن المعمر المغربي و عن أسد بن ابراهيم السلمي و الحسين بن محمدالصيرفي البغدادي معا عن أبي بكر محمد بن محمدالمعروف بالمفيد الجرجرائي عن علي بن عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن عوام البلوي من مدينة بالمغرب يقال لها مزيدة يعرف بأبي الدنيا الأشج المعتمر إلي آخر مامر من قصصه و ماأوردناه من رواياته في كتاب الفتن وغيره . ثم ذكر رحمه الله قصة رجل آخر يعرف بالمعمر المشرقي و قال هو رجل مقيم ببلاد العجم من أرض الجبل يذكر أنه رأي أمير المؤمنين ع ويعرفه الناس بذلك علي مر السنين والأعوام و يقول إنه لحقه مثل مالحق المغربي من الشجة في وجهه وإنه صحب أمير المؤمنين ع وخدمه . وحدثني جماعة مختلفو المذاهب بحديثه وأنهم رأوه وسمعوا كلامه منهم أبوالعباس أحمد بن نوح بن محمدالحنبلي الشافعي حدثني بمدينة الرملة في سنة إحدي عشرة وأربعمائة قال كنت متوجها إلي العراق للتفقه فعبرت بمدينة يقال
صفحه : 262
لها سهرورد من أعمال الجبل قريبة من زنجان و ذلك في سنة خمسين وأربعمائة فقيل لي إن هنا شيخا يزعم أنه لقي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فلو صرت إليه لكان ذلك فائدة عظيمة قال فدخلنا عليه فإذا هو في بيته لعمل النوار و إذا هوشيخ نحيف الجسم مدور اللحية كبيرها و له ولد صغير ولد له منذ سنة.فقيل له إن هؤلاء قوم من أهل العلم متوجهون إلي العراق يحبون أن يسمعوا من الشيخ ما قدلقي من أمير المؤمنين ع فقال نعم كان السبب في لقائي له أني كنت قائما في موضع من المواضع فإذابفارس مجتاز فرفعت رأسي فجعل الفارس يمر يده علي رأسي ويدعو لي فلما أن عبر أخبرت بأنه علي بن أبي طالب ع فهرولت حتي لحقته وصاحبته . وذكر أنه كان معه في تكريت وموضع من العراق يقال له تل فلان بعد ذلك و كان بين يديه يخدمه إلي أن قبض ع فخدم أولاده . قال لي أحمد بن نوح رأيت جماعة من أهل البلد ذكروا ذلك عنه وقالوا إنا سمعنا آباءنا يخبرون عن أجدادنا بحال هذا الرجل وإنه علي هذه الصفة و كان قدمضي فأقام بالأهواز ثم انتقل عنها لأذية الديلم له و هومقيم بسهرورد. وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن القمي رحمه الله أن جماعة كانوا حدثوه بأنهم رأوا هذاالمعمر وشاهدوه وسمعوا ذلك عنه وحدثني بحديثه أيضا قوم من أهل سهرورد ووصفوا لي صفته وقالوا هويعمل الزنانير. قال السيد المرتضي قدس الله روحه في كتاب الغرر والدرر أحد المعمرين الحارث بن كعب بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد المذحجي ومذحج هي أم مالك بن أدد نسب ولده مالك إليها وإنما سميت مذحج لأنها ولدت علي أكمة تسمي مذحجا وهي مدلة بنت ذي مهجشان قال أبوحاتم السجستاني جمع الحارث بن كعب بنيه لماحضرته الوفاة فقال يابني قدأتت علي ستون ومائة سنة ماصافحت يميني يمين غادر و لاقنعت نفسي بخلة فاجر و لاصبوت بابنة عم و لاكنة و لاطرحت عندي مومسة قناعها و لابحت لصديق بسر وإني لعلي دين شعيب
صفحه : 263
النبي ع و ما عليه أحد من العرب غيري و غيرأسد بن خزيمة وتميم بن مر فاحفظوا وصيتي وموتوا علي شريعتي إلهكم فاتقوه يكفكم المهم من أموركم ويصلح لكم أعمالكم وإياكم ومعصيته لايحل بكم الدمار وبوحش منكم الديار. يابني كونوا جميعا و لاتتفرقوا فتكونوا شيعا و إن موتا في عزخير من حياة في ذل وعجز و كل ما هوكائن كائن و كل جميع إلي تباين الدهر ضربان فضرب رخاء وضرب بلاء واليوم يومان فيوم حبرة و يوم عبرة و الناس رجلان فرجل لك و رجل عليك تزوجوا الأكفاء وليستعملن في طيبهن الماء وتجنبوا الحمقاء فإن ولدها إلي أفن ما يكون إلا أنه لاراحة لقاطع القرابة و إذااختلف القوم أمكنوا عدوهم منهم وآفة العدد اختلاف الكلمة والتفضل بالحسنة يقي السيئة والمكافاة بالسيئة الدخول فيها والعمل السوء يزيل النعماء وقطيعة الرحم تورث الهم وانتهاك الحرمة يزيل النعمة وعقوق الوالدين يعقب النكد ويمحق العدد ويخرب البلد والنصيحة تجر الفضيحة والحقد يمنع الرفد ولزوم الخطيئة يعقب البلية وسوء الرعة يقطع أسباب المنفعة والضغائن تدعو إلي التباين ثم أنشأ يقول
أكلت شبابي فأفنيته | وأنضيت بعددهور دهورا |
ثلاثة أهلين صاحبتهم | فبادوا وأصبحت شيخا كبيرا |
قليل الطعام عسير القيام | قدترك الدهر خطوي قصيرا |
أبيت أراعي نجوم السماء | أقلب أمري بطونا ظهورا. |
قوله و لاصبوت بابنة عم و لاكنة الصبوة رقة الحب والكنة امرأة ابن الرجل وامرأة أخيه فأما المومسة فهي الفاجرة البغي أراد بقوله إنها لم تطرح عنده قناعها أي لم تبتذل عندي وتنبسط كماتفعل مع من يريد الفجور بها و قوله فيوم حبرة و يوم عبرة فالحبرة الفرح والسرور والعبرة تكون من ضد ذلك لأن العبرة لاتكون إلا من أمر محزن مولم فأما الأفن فهو الحمق يقال رجل أفين إذا كان أحمق و من أمثالهم وجدان الرقين يغطي علي أفن الأفين أي وجدان المال يغطي
صفحه : 264
علي حمق الأحمق وواحد الرقين رقة وهي الفضة.فأما قوله النصيحة تجر الفضيحة فيشبه أن يكون معناه أن النصيح إذانصح من لايقبل النصيحة و لايصغي إلي موعظته فقد افتضح عنده لأنه أفضي إليه بسره وباح بمكنون صدره .فأما سوء الرعة فإنه يقال فلان حسن الرعة والتورع أي حسن الطريقة و من المعمرين المستوغر و هوعمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وإنما سمي المستوغر لبيت قاله و هو
ينش الماء في الربلات منها | نشيش الرضف في اللبن الوغير. |
الربلات واحدتها ربلة وربلة بفتح الباء وإسكانها هي كل لحمة غليظة هكذا ذكر ابن دريد والرضف الحجارة المحماة و في الحديث كأنه علي الرضف واللبن الوغير لبن تلقي فيه حجارة محماة ثم يشرب أخذ من وغرة الظهيرة وهي أشد ما يكون من الحر و منه وغر صدر فلان يوغر وغرا إذاالتهب من غضب أوحقد. و قال أصحاب الأنساب عاش المستوغر ثلاث مائة سنة وعشرين سنة وأدرك الإسلام أوكاد يدرك أوله و قال ابن سلام كان المستوغر قديما وبقي بقاء طويلا حتي قال
ولقد سئمت من الحياة وطولها | وعمرت من عدد السنين مئينا |
مائة أتت من بعدها مائتان لي | وازددت من عدد الشهور سنينا |
هل مابقي إلا كما قدفاتنا | يوم يكر وليلة تحدونا. |
و هوالقائل
إذا ماالمرء صم فلم يكلم | وأودي سمعه إلاندايا |
ولاعب بالعشي بني بنيه | كفعل الهر يحترش العظايا |
يلاعبهم وودوا لوسقوه | من الذيفان مترعة ملايا |
صفحه : 265
فلاذاق النعيم و لاشرابا | و لايشفي من المرض الشفايا. |
أراد بقوله صم فلم يكلم أي لم يسمع مايكلم به فاختصر ويجوز أن يريد أنه لم يكلم لليأس من استماعه فأعرض عن خطابه لذلك و قوله وأودي سمعه إلاندايا إنما أراد أن سمعه هلك إلا أنه يسمع الصوت العالي ألذي ينادي به و قوله
لاعب بالعشي بني بنيه |
فإنه مبالغة في وصفه بالهرم والخرف وإنه قدانتهي إلي ملاعبة الصبيان وأنسهم به ويشبه أن يكون خص العشي بذلك لأنه وقت رواح الصبيان إلي بيوتهم واستقرارهم فيها. و قوله يحترش العظايا أي يصيدها والاحتراش أن يقصد الرجل إلي جحر الضب فيضربه بكفه ليحسبه الضب أفعي فيخرج إليه فيأخذه يقال حرشت الضب واحترشته و من أمثالهم هذاأجل من الحرش يضرب هذالأمر يستعظم ويتكلم بذلك علي لسان الضب . قال ابن دريد قال الضب لابنه اتق الحرش قال و ماالحرش قال إذاسمعت حركة بباب الجحر فلاتخرج فسمع يوما وقع المحفار فقال ياأبه أ هذاالحرش فقال هذاأجل من الحرش فجعل مثلا للرجل إذاسمع الشيء ألذي هوأشد مما كان يتوقعه . والذيفان السم والعظايا جمع عظاية وهي دويبة معروفة وأحد المعمرين دويد بن زيد بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بضم اللام بن ألحاف بن قضاعة بن مالك بن مرة بن مالك بن حمير. قال أبوحاتم عاش دويد بن زيد أربعمائة سنة وستا وخمسين سنة و قال ابن دريد لماحضرت دويد بن زيد الوفاة و كان من المعمرين قال و لاتعد العرب معمرا إلا من عاش مائة وعشرين سنة فصاعدا قال لبنيه أوصيكم بالناس شرا لاترحموا لهم عبرة و لاتقيلوا لهم عثرة قصروا الأعنة وطولوا الأسنة واطعنوا شزرا
صفحه : 266
واضربوا هبرا و إذاأردتم المحاجزة فقبل المناجزة والمرء يعجز لاالمحالة بالجد لابالكد التجلد و لاالتبلد المنية و لاالدنية و لاتأسوا علي فائت و إن عزفقده و لاتحنوا إلي ظاعن و إن ألف قربه و لاتطمعوا فتطبعوا و لاتهنوا فتخرعوا و لايكن لكم المثل السوء إن الموصين بنو سهوان إذامت فارحبوا خط مضجعي و لاتضنوا علي برحب الأرض و ماذاك بمؤد إلي روحا ولكن راحة نفس خامرها الإشفاق ثم مات . قال أبوبكر بن دريد و من حديث آخر أنه قال
اليوم يدني لدويد بيته | يارب نهب صالح حويته |
ورب قرن بطل أرديته | ورب غيل حسن لويته |
ومعصم مخضب ثنيته | لو كان للدهر بلي أبليته |
أو كان قرني واحدا كفيته . |
و من قوله أيضا
ألقي علي الدهر رجلا ويدا | والدهر ماأصلح يوما أفسدا |
فسد ماأصلحه اليوم غدا. |
قوله اطعنوا شزرا واضربوا هبرا معني الشزر أن يطعنه في إحدي ناحيتيه يقال فتل الحبل شزرا إذافتله علي الشمال والنظر الشزر نظر بمؤخر محجر العين و قال الأصمعي نظر إلي شزرا إذانظر إليه من عن يمينه وشماله وطعنه طعنا شزرا كذلك و قوله هبرا قال ابن دريد يقال هبرت اللحم أهبره هبرا إذاقطعته قطعا كبارا والاسم الهبرة والهبرة وسيف هبار وهابر واللحم هبير ومهبور والمحالة الحيلة و قوله بالجد لابالكد أي يدرك الرجل حاجته وطلبته بالجد و هوالحط والبخت و منه رجل مجدود فإذاكسرت الجيم فهو الانكماش في الأمر والمبالغة فيه و قوله التجلد و لاالتبلد أي تجلدوا و لاتتبلدوا و قوله فتطبعوا أي تدنسوا والطبع الدنس يقال طبع السيف يطبع إذاركبه الصداء قال ثابت قطنة العتكي
صفحه : 267
لاخير في طمع يدني إلي طبع | وغفة من قوام العيش تكفيني. |
قوله و لاتهنوا فتخرعوا فالوهن الضعف والخرع والخراعة اللين و منه سميت الشجرة الخروع للينها و قوله إن الموصين بنو سهوان فالموصين جمع موصي وبنو سهوان ضربه مثلا أي لاتكونوا ممن تقدم إليهم فسهوا وأعرضوا عن الوصية قال إنه يضرب هذاالمثل للرجل الموثوق به ومعناه إن الذين يحتاجون أن يوصوا بحوائج إخوانهم هم الذين يسهون عنها لقلة عنايتهم و أنت غيرغافل و لاساه عن حاجتي. و قوله فارحبوا أي وسعوا والرحب السعة والروح الراحة و قوله في الشعر ورب غيل فالغيل الساعد الممتلئ والمعصم موضع السوار من اليد. و من المعمرين زهير بن جناب بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن ألحاف بن قضاعة بن ملك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير. قال أبوحاتم عاش زهير بن جناب مائتي سنة وعشرين سنة وواقع مائتي وقعة و كان سيدا مطاعا شريفا في قومه ويقال كانت فيه عشر خصال لم يجتمعن في غيره من أهل زمانه كان سيد قومه وشريفهم وخطيبهم وشاعرهم ووافدهم إلي الملوك وطبيبهم والطب في ذلك الزمان شرف وحازي قومه والحزاة الكهان و كان فارس قومه و له البيت فيهم والعدد منهم فأوصي بنيه فقال . يابني إني قدكبرت سني وبلغت حرسا من دهري فأحكمتني التجارب والأمور تجربة واختبار فاحفظوا عني ماأقول وعوا إياكم والخور عندالمصائب والتواكل عندالنوائب فإن ذلك داعية للغم وشماتة للعدو وسوء ظن بالرب وإياكم أن تكونوا بالأحداث مغترين ولها آمنين ومنها ساخرين فإنه ماسخر قوم قط إلاابتلوا ولكن توقعوها فإنما الإنسان في الدنيا غرض تعاوره الرماة فمقصر دونه ومجاوز موضعه وواقع عن يمينه وشماله و لابد أنه يصيبه .
صفحه : 268
قوله حرسا من دهري يريد دهرا والحرس الدهر قال الراجز في سنبة عشنا بذاك حرسا فالسنبة المدة من الدهر والتواكل أن يكل القوم أمرهم إلي غيرهم من قولهم رجل وكل إذا كان لايكفي نفسه ويكل أمره إلي غيره ويقال رجل وكله تكله والغرض كلما نصبته للرمي وتعاوره أي تداوله . قال المرتضي ره و قدأتي لابن الرومي معني قول زهير بن جناب الإنسان في الدنيا غرض تعاوره الرماة فمقصر دونه ومجاوز له وواقع عن يمينه وشماله ثم لابد أن يصيبه في أبيات له فأحسن فيها كل الإحسان والأبيات لابن الرومي
كفي بسراج الشيب في الرأس هاديا | لمن قدأضلته المنايا لياليا |
أ من بعدإبداء المشيب مقاتلي | لرامي المنايا تحسبيني راجيا |
غدا الدهر يرميني فتدنو سهامه | لشخصي أخلق أن يصبن سواديا |
و كان كرامي الليل يرمي و لايري | فلما أضاء الشيب شخصي رمانيا. |
أماالبيت الأخير فإنه أبدع فيه وغرب و ماعلمت أنه سبق إلي معناه لأنه جعل الشباب كالليل الساتر علي الإنسان الحاجز بينه و بين من أراد رميه لظلمته والشيب مبديا لمقاتله هاديا إلي إصابته لضوئه وبياضه و هذا في نهاية حسن المعني وأراد بقوله رماني أصابني ومثله قول الشاعر
فلما رمي شخصي رميت سواده | و لابد أن يرمي سواد ألذي يرمي. |
و كان زهير بن جناب علي عهد كليب وائل و لم يك في العرب أنطق من زهير و لاأوجه عندالملوك و كان لسداد رأيه يسمي كاهنا و لم تجتمع قضاعة إلا عليه و علي رزاح بن ربيعة وسمع زهير بعض نسائه تتكلم بما لاينبغي لامرأة أن تتكلم به عندزوجها فنهاها فقالت له اسكت عني و إلاضربتك بهذا العمود فو الله ماكنت أراك تسمع شيئا و لاتعقله فقال عند ذلك
ألا يالقوم لاأري النجم طالعا | و لاالشمس إلاحاجبي بيميني |
معزبتي عندالقفا بعمودها | يكون نكيري أن أقول ذريني |
صفحه : 269
أمينا علي سر النساء وربما | أكون علي الأسرار غيرأمين |
فللموت خير من حداج موطأ | مع الظعن لايأتي المحل لحيني. |
و هوالقائل
أبني إن أهلك فقد أورثتكم مجدا بنيه | وتركتكم أبناء سادات زنادكم وريه |
من كل مانال الفتي قدنلته إلاالتحيه | ولقد رحلت البازل الكوماء ليس لها وليه |
وخطبت خطبة حازم غيرالضعيف و لاالعييه | والموت خير للفتي فليهلكن و به بقية |
من أن يري الشيخ البجال و قديهادي بالعشيه . |
و هوالقائل
ليت شعري والدهر ذو حدثان | أي حين منيتي تلقاني |
أسبات علي الفراش خفات | أم بكفي مفجع حران . |
و قال حين مضت له مائتا سنة من عمره
لقد عمرت حتي ماأبالي | أحتفي في صباحي أومسائي |
وحق لمن أتت مائتان عاما | عليه أن يمل من الثواء. |
قوله معزبتي يعني امرأته يقال معزبة الرجل وطلته وحنته كل ذلك امرأته و قوله أمينا علي سر النساء فالسر خلاف العلانية والسر أيضا النكاح قال الحطيئة
ويحرم سر جارهم عليهم | ويأخذ جارهم أنف القصاع . |
و قال إمرؤ القيس
أ لازعمت بسباسة اليوم أنني | كبرت و أن لايحسن السر أمثالي. |
وكلام زهير يحتمل الوجهين جميعا لأنه إذاكبر وهرم لم تتهيبه النساء أن يتحدثن بحضرته بأسرارهن تهاونا وتعويلا علي ثقل سمعه وكذلك هرمه وكبره يوجبان كونه أمينا علي نكاح النساء لعجزه عنه و قوله حداج موطأ الحداج مركب من مراكب النساء والجمع أحداج وحدوج والظعن والأظعان
صفحه : 270
الهوادج والظعينة المرأة في الهودج و لاتسمي ظعينة حتي تكون في هودج والجمع ظعائن وإنما أخبر عن هرمه و أن موته خير من كونه مع الظعن في جملة النساء و قوله زنادكم وريه الزناد جمع زند وزندة وهما عودان يتقدح بهما النار و في أحدهما فروض وهي ثقب فالتي فيهاالفروض هي الأنثي و ألذي يقدح بطرفه هوالذكر ويسمي الزند الأب والزندة الأم وكني بزنادكم ورية عن بلوغهم مآربهم تقول العرب وريت بك زنادي أي نلت بك ماأحب من النجح والنجاة ويقال للرجل الكريم واري الزناد.فأما التحية فهي الملك فكأنه قال من كل مانال الفتي قدنلته إلاالملك وقيل التحية هاهنا الخلود والبقاء والبازل الناقة التي قدبلغت تسع سنين وهي أشد ماتكون ولفظ البازل في الناقة والجمل سواء والكوماء العظيمة السنام والولية برذعة تطرح علي ظهر البعير تلي جلده والبجال ألذي يبجله قومه ويعظمونه ومعني يهادي بالعشية أي تماشيه الرجال فيسندونه لضعفه والتهادي المشي الضعيف و قوله أسبات فالسبات سكون الحركة و رجل مسبوت والخفات الضعف يقال خفت الرجل إذاأصابه ضعف من مرض أوجوع والمفجع ألذي قدفجع بولد له أوقرابة والحران العطشان الملتهب و هوهاهنا المحترق علي قتلاه . ومما يروي لزهير بن جناب
إذا ماشئت أن تسلي خليلا | فأكثر دونه عدد الليالي |
فما سلي حبيبك مثل نأي | و لابلي جديدك كابتذال . |
و من المعمرين ذو الإصبع العدواني واسمه حرثان بن محرث بن الحارث بن ربيعة بن وهب بن ثعلبة بن ظرب بن عمرو بن عتاب بن يشكر بن عدوان و هوالحارث بن عمير بن قيس بن عيلان بن مضر وإنما سمي الحارث عدوان لأنه عدا علي أخيه فهم فقتله وقيل بل فقأ عينيه وقيل إن اسم ذي الإصبع محرث بن حرثان وقيل حرثان بن حويرث وقيل حرثان بن حارثة ويكني أباعدوان
صفحه : 271
وسبب لقبه بذي الإصبع أن حية نهشته علي إصبعه فشلت فسمي بذلك ويقال إنه عاش مائة وسبعين سنة و قال أبوحاتم عاش ثلاثمائة سنة و هوأحد حكام العرب في الجاهلية وذكر الجاحظ أنه كان أثرم وروي عنه
لايبعدن عهد الشباب و لا | لذاته ونباته النضر |
لو لاأولئك ماحفلت متي | عوليت في حرجي إلي قبري |
هزئت أثيلة إن رأت هرمي | و أن انحني لتقادم ظهري. |
و كان لذي الإصبع بنات أربع فعرض عليهن التزويج فأبين وقلن خدمتك وقربك أحب إلينا فأشرف عليهن يوما من حيث لايرينه فقلن لتقل كل واحدة منا ما في نفسها فقالت الكبري
ألا هل أراها ليلة وضجيعها | أشم كنصل السيف غيرمهند |
عليم بأدواء النساء وأصله | إذا ماانتمي من سر أهلي ومحتدي. |
ويروي عين مهند ويروي من سر أصلي ومحتدي فقلن لها أنت تريدين ذا قرابة قدعرفته وقالت الثانية
ألا ليت زوجي من أناس أولي عدي | حديث الشباب طيب الثوب والعطر |
لصوق بأكباد النساء كأنه | خليفة جان لاينام علي وتر. |
ويروي أولي غني ويروي لاينام علي هجري فقلن لها أنت تريدين فتي ليس من أهلك ثم قالت الثالثة
ألا ليته يكسي الجمال نديه | له جفنة تشقي بهاالمعز والجزر |
له حكمات الدهر من غيركبرة | تشين فلافان و لاضرع غمر. |
فقلن لها أنت تريدين سيدا شريفا وقلن للرابعة قولي فقالت لاأقول شيئا فقلن لها ياعدوة الله علمت ما في أنفسنا و لاتعلميننا ما في نفسك فقالت زوج من عود خير من قعود فمضت مثلا فزوجهن أربعهن وتركهن حولا. ثم أتي الكبري فقال يابنية كيف ترين زوجك فقالت خير زوج يكرم الحليلة ويعطي الوسيلة قال فما مالكم قالت خير مال الإبل نشرب ألبانها
صفحه : 272
جرعا ويروي جزعا بالزاي معجمة ونأكل لحمانها مزعا وتحملنا وضعفتنا معا فقال يابنية زوج كريم ومال عميم . ثم أتي الثانية فقال يابنية كيف زوجك فقال خير زوج يكرم أهله وينسي فضله قال و مامالكم قالت البقر تألف الفناء وتملأ الإناء وتودك السقاء ونساء مع النساء فقال لها خظيت وبظيت . ثم أتي الثالثة فقال يابنية كيف زوجك فقالت لاسمح بذر و لابخيل حكر قال فما مالكم قالت المعزي قال و ماهي قالت لوكنا نولدها فطما ونسلخها أدما ويروي أدما بالفتح لم نبغ بهانعما فقال لها حذوة مغنية ويروي حذوي مغنية. ثم أتي الصغري فقال يابنية كيف زوجك قالت شر زوج يكرم نفسه ويهين عرسه قال فما مالكم قالت شر مال قال و ما هوقالت الضأن جوف لايشبعن وهيم لاينقعن وصم لايسمعن وأمر مغويتهن يتبعن فقال أبوها أشبه امرئ بعض بزه فمضت مثلا. أماقول إحدي بناته في الشعر أشم فالشمم هوارتفاع أرنبة الأنف وورودها يقال رجل أشم وامرأة شماء وقوم شم قال حسان
بيض الوجوه كريمة أنسابهم | شم الأنوف من الطراز الأول . |
فالشمم الارتفاع في كل شيءفيحتمل أن يكون أراد حسان بشم الأنوف ماذكرناه من ورود الأرنبة لأن ذلك عندهم دليل العتق والنجابة ويجوز أن يكون أراد بذلك الكناية عن نزاهتهم وتباعدهم عن دنايا الأمور ورذائلها وخص الأنوف بذلك لأن الحمية والغضب والأنفة فيها و لم يرد طول أنفهم و هذاأشبه أن يكون مراده لأنه قال في أول البيت بيض الوجوه و لم يرد بياض اللون في الحقيقة وإنما كني بذلك عن نقاء أعراضهم وجميل أخلاقهم وأفعالهم كمايقال جاءني فلان بوجه أبيض و قدبيض فلان وجهه بكذا وكذا وإنما يعني ماذكرناه .
صفحه : 273
وقول المرأة أشم كنصل السيف يحتمل الوجهين أيضا ومعني قول حسان من الطراز الأول أي أن أفعالهم أفعال آبائهم وسلفهم فإنهم لم يحدثوا أخلاقا مذمومة لاتشبه نجارهم وأصولهم . وقولها عين مهند أي هوالمهند بعينه كمايقال هو هذابعينه وعين الشيء نفسه و علي الرواية الأخري غيرمهند أي ليس هوالسيف المنسوب إلي الهند في الحقيقة وإنما هومشبه به في مضائه . وقولها من سر أهلي أي من أكرمهم وأخلصهم يقال فلان في سر قومه أي في صميمهم وشرفهم وسر الوادي أطيبه ترابا والمحتد الأصل . وقول الثانية أولي عدي فإنما معناه أن يكون لهم أعداء لأن من لاعدو له هوالفسل الرذل ألذي لاخير عنده والكريم الفاضل من الناس هوالمحسد المعادي . وقولها لصوق بأكباد النساء تعني في المضاجعة ويحتمل أن تكون أرادت في المحبة والمودة وكنت بذلك عن شدة محبتهن له وميلهن إليه و هوأشبه . وقولها كأنه خليفة جان أي كأنه حية للصوقه والجان جنس من الحيات فخففت لضرورة الشعر. وقول الثالثة يكسي الجمال نديه فالندي هوالمجلس . وقولها له حكمات الدهر تقول قدأحكمته التجارب وجعلته حكيما فأما الضرع فهو الضعيف والغمر ألذي لم يجرب الأمور. وقول الكبري يكرم الحليلة ويعطي الوسيلة فالحليلة هي امرأة الرجل والوسيلة الحاجة. وقولها نشرب ألبانها جزعا فالجزع جمع جزعة وهي القليل من الماء يبقي في الإناء. و قوله مزعا فالمزعة البقية من دسم ويقال ما له جزعة و لامزعة كذا ذكر ابن دريد بالضم في جزعة ووجدت غيره يكسرها و يقول جزعة و إذاكسرت فينبغي أن يكون نشرب ألبانها جزعا وتكسر المزعة أيضا ليزدوج الكلام فيقول .
صفحه : 274
ونأكل لحمانها مزعا فإن المزعة بالكسر هي القطعة من الشحم والمزعة بالكسر أيضا من الريش والقطن و غير ذلك كالمزقة من الخرق . والتمزيع التقطيع والتشقيق يقال إنه يكاد يتمزع من الغيظ ومزع الظبي في عدوه يمزع مزعا إذاأسرع و قوله مال عميم أي كثير. وقول الثانية تودك السقاء من الودك ألذي هوالدسم . وقول الثالثة نولدها فطما فالفطم جمع فطيم و هوالمفطوم من الرضاع . وقولها نسلخها أدما فالأدم جمع إدام و هو ألذي يؤكل تقول لو أنافطمناها عندالولادة وسلخناها للأدم من الحاجة لم نبغ بهانعما و علي الرواية الأخري أدما من الأديم و قوله حذوة مغنية فالحذوة القطعة. وقول الصغري جوف لايشبعن فالجوف جمع جوفاء وهي العظيمة الجوف والهيم العطاش و لاينقعن أي لايروين ومعني قولها وأمر مغويتهن يتبعن أي القطيع من الضأن يمر علي قنطرة فتزل واحدة فتقع في الماء فيقعن كلهن اتباعا لها والضأن يوصف بالبلادة أخبرنا أبو الحسين علي بن محمدالكاتب قال حدثنا ابن دريد قال حدثنا أبوحاتم عن أبي عبيدة عن يونس قال ابن دريد وأخبرنا به العكلي عن ابن أبي خالد عن الهيثم بن عدي عن مسعر بن كدام قال حدثناسعيد بن خالد الجدلي قال لماقدم عبدالملك بن مروان الكوفة بعدقتل مصعب دعا الناس علي فرائضهم فأتيناه فقال من القوم قلنا جديلة قال جديلة عدوان قلنا نعم فتمثل عبدالملك
عذير الحي من عدوان كانوا حية الأرض | بغي بعضهم بعضا فلم يرعوا علي بعض |
ومنهم كانت السادات والموفون بالفرض | ومنهم حكم يقضي فلاينقض مايقضي |
صفحه : 275
منهم من يحيل الناس بالسنة والفرض . |
ثم أقبل علي رجل كنا قدمناه أمامنا جسيم وسيم فقال أيكم يقول هذاالشعر فقال لاأدري فقلت أنا من خلفه يقوله ذو الإصبع فتركني وأقبل علي ذلك الجسيم و قال ما كان اسم ذي الإصبع فقال لاأدري فقلت أنا من خلفه حرثان فأقبل عليه وتركني فقال لم سمي ذا الإصبع فقال لاأدري فقلت أنا من خلفه نهشته حية علي إصبعه فأقبل عليه وتركني فقال من أيكم كان قال لاأدري فقلت أنا من خلفه من بني ناج فأقبل علي الجسيم فقال كم عطاؤك قال سبعمائة درهم ثم أقبل علي فقال كم عطاؤك فقلت أربعمائة فقال يا ابن الزعيزعة حط من عطاء هذاثلاث مائة وزدها في عطاء هذافرحت وعطائي سبعمائة وعطاؤه أربعمائة. و في رواية أخري أنه لما قال له من أيكم كان قال لاأدري فقلت أنا من خلفه من بني ناج الذين يقول فيهم الشاعر
و أمابنو ناج فلاتذكرنهم | و لاتتبعن عينيك من كان هالكا |
إذا قلت معروفا لتصلح بينهم | يقول وهيب لاأسالم ذلكا. |
ويروي لاأحاول ذلكا
فأضحي كظهر العود جب سنامه | يدب إلي الأعداء أحدب باركا. |
ويروي
فأضحي كظهر العود جب سنامه | تحوم عليه الطير أحدب باركا. |
و قدرويت هذه الأبيات لذي الإصبع أيضا و من أبيات ذي الإصبع السائرة قوله
أكاشر ذا الضغن المبين عنهم | وأضحك حتي يبدو الناب أجمع |
صفحه : 276
وأهدنه بالقول هدنا و لويري | سريرة ماأخفي لبات يفزع . |
ومعني أهدنه أسكنه و من قوله أيضا
إذا ماالدهر جر علي أناس | شراشره أناخ بآخرينا |
فقل للشامتين بنا أفيقوا | سيلقي الشامتون كمالقينا. |
ومعني الشراشر هاهنا الثقل يقال ألقي علي شراشره وجراميزه أي ثقله و من قوله أيضا
ذهب الذين إذارأوني مقبلا | هشوا إلي ورحبوا بالمقبل |
وهم الذين إذاحملت حمالة | ولقيتهم فكأنني لم أحمل . |
و من قوله وهي مشهورة
لي ابن عم علي ما كان من خلق | مختلفان فأقليه ويقليني |
أزري بنا أننا شالت نعامتنا | فخالني دونه وخلته دوني |
لاه ابن عمك لاأفضلت في نسب | عني و لا أنت دياني فتخزوني |
إني لعمرك مابابي بذي غلق | عن الصديق و لاخيري بممنون |
و لالساني علي الأدني بمنطلق | بالفاحشات و لاأغضي علي الهون |
ماذا علي و إن كنتم ذوي رحمي | ألا أحبكم إن لم تحبوني |
ياعمرو إلاتدع شتمي ومنقصتي | أضربك حيث تقول الهامة اسقوني |
وأنتم معشر زيد علي مائة | فأجمعوا أمركم طرا فكيدوني |
لايخرج القسر مني غيرمأبية | و لاألين لمن لايبتغي ليني. |
قوله شالت نعامتنا معناه تنافرنا فضرب النعام مثلا أي لاأطمئن إليه و لايطمئن إلي يقال شالت نعامة القوم إذاأجلوا عن الموضع و قوله لاه ابن عمك قال قوم أراد لله ابن عمك و قال ابن دريد أقسم وأراد الله ابن عمك و قوله عني أي علي والديان ألذي يلي أمره ومعني فتخزوني أي تسوسني والهون الهوان . و قوله أضربك حيث تقول الهامة اسقوني قال الأصمعي العطش في الهامة فأراد أضربك في ذلك الموضع أي علي الهامة بحيث تعطش و قال آخرون العرب
صفحه : 277
تقول إن الرجل إذاقتل خرجت من رأسه هامة تدور حول قبره وتقول اسقوني اسقوني فلاتزال كذلك حتي يؤخذ بثأره و هذاباطل ويجوز أن يعنيه ذو الإصبع علي مذاهب العرب . و قوله لايخرج القسر مني غيرمأبية فالقسر القهر أي إن أخذت قسرا لم أزدد إلاإباء. و من المعمرين معديكرب الحميري من آل ذي رعين قال ابن سلام و قال معديكرب الحميري و قدطال عمره
أراني كلما أفنيت يوما | أتاني بعده يوم جديد |
يعود ضياؤه في كل فجر | ويأبي لي شبابي لايعود. |
و من المعمرين الربيع بن ضبع الفزاري يقال إنه بقي إلي أيام بني أمية ويروي أنه دخل علي عبدالملك بن مروان فقال له ياربيع أخبرني عما أدركت من العمر والمدي ورأيت من الخطوب الماضية وساق الحديث إلي آخر مامر في رواية الصدوق رحمه الله و فيه لقد طاربك جد غيرعاثر وعطاء جذم ومقري ضخم ثم قال رضي الله عنه إن كان هذاالخبر صحيحا فيشبه أن يكون سؤال عبدالملك له إنما كان في أيام معاوية لا في ولايته لأن الربيع يقول في الخبر عشت في الإسلام ستين سنة و عبدالملك ولي في سنة خمس وستين من الهجرة فإن كان صحيحا فلابد مما ذكرناه . و قدروي أن الربيع أدرك أيام معاوية ويقال إن الربيع لمابلغ مائتي سنة قال
ألا بلغ بني بني ربيع | فأشرار البنين لكم فداء |
بأني قدكبرت ودق عظمي | فلاتشغلكم عني النساء |
و إن كنائني لنساء صدق | و ماآلي بني و لاأساءوا |
إذا كان الشتاء فأدفئوني | فإن الشيخ يهدمه الشتاء |
صفحه : 278
و أماحين يذهب كل قر | فسربال خفيف أورداء |
إذاعاش الفتي مائتين عاما | فقد ذهب اللذاذة والفتاء. |
و قال حين بلغ مائتين وأربعين سنة
أصبح عني الشباب قدحسرا | إن بان عني فقد ثوي عصرا |
ودعنا قبل أن نودعه | لماقضي من جماعنا وطرا |
ها أناذا آمل الخلود و قد | أدرك سني ومولدي حجرا |
أناإمرؤ القيس هل سمعت به | هيهات هيهات طال ذا عمرا |
أصبحت لاأحمل السلاح و لا | أملك رأس البعير إن نفرا |
والذئب أخشاه إن مررت به | وحدي وأخشي الرياح والمطرا |
من بعد ماقوة أنوء بها | أصبحت شيخا أعالج الكبرا. |
قوله عطاء جذم أي سريع و كل شيءأسرعت فيه فقد جذمته و في الحديث إذاأذنت فرتل و إذاأقمت فأجذم أي أسرع والمقري الإناء ألذي يقري فيه و قوله ماآلي بني و لاأساءوا أي لم يقصروا والآلي المقصر. و من المعمرين أبوالطمحان القيني واسمه حنظلة بن الشرقي من بني كنانة بن القين قال أبوحاتم عاش أبوالطمحان القيني مائتي سنة و قال في ذلك
حنتني حانيات الدهر حتي | كأني خاتل يدنو لصيد |
قصير الخطب يحسب من رآني | ولست مقيدا أني بقيد. |
ويروي قريب الخطو قال أبوحاتم السجستاني حدثني عدة من أصحابنا أنهم سمعوا يونس بن حبيب ينشد هذين البيتين وينشد أيضا
تقارب خطو رجلك يادويد | وقيدك الزمان بشر قيد. |
و هوالقائل
وإني من القوم الذين هم هم | إذامات منهم سيد قام صاحبه |
نجوم سماء كلما غاب كوكب | بدا كوكب تأوي إليه كواكبه |
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم | دجي الليل حتي نظم الجزع ثاقبه |
صفحه : 279
و مازال منهم حيث كان مسود | تسير المنايا حيث سارت كتائبه . |
ومعني البيتين الأولين يشبه قول أوس بن حجر
إذامقرم منا ذرا حد نابه | تخمط فينا ناب آخر مقرم . |
ولطفيل الغنوي مثل هذاالمعني و هو قوله
كواكب دجن كلما انقض كوكب | بدا وانجلت عنه الدجنة كوكب . |
و قدأخذ الخزيمي هذاالمعني فقال
إذاقمر منا تغور أوخبا | بدا قمر في جانب الأفق يلمع . |
ومثل ذلك
خلافة أهل الأرض فينا وراثة | إذامات منا سيد قام صاحبه . |
ومثله
إذاسيد منا مضي لسبيله | أقام عمود الملك آخر سيد. |
و كان مزاحما العقيلي نظر إلي قول أبي الطمحان أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم في قوله و قدأحسن
وجوه لو أن المدلجين اعتشوا بها | صد عن الدجي حتي تري الليل ينجلي. |
ويقارب ذلك قول حجية بن المضرب السعيدي
أضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت | لنورهم الشمس المضيئة والبدر. |
وأنشد محمد بن يحيي الصولي في معني بيتي أبي الطمحان
من البيض الوجوه بني سنان | لوأنك تستضيء بهم أضاءوا |
هم حلوا من الشرف المعلي | و من كرم العشيرة حيث شاءوا |
فلو أن السماء دنت لمجد | ومكرمة دنت لهم السماء. |
و أبوالطمحان القائل
صفحه : 280
إذا كان في صدر ابن عمك إحنة | فلاتستثرها سوف يبدو دفينها |
و هوالقائل إذاشاء ماعيها استقي من وقيعة | كعين العذاب صفوها لم يكدر. |
والوقيعة المستنقع في الصخرة للماء ويقال للماء إذ أزل عن صخرة فوقع في بطن أخري فهو ماء الوقائع وأنشدوا لذي الرمة
ونلنا سقاطا من حديث كأنه | جني النحل ممزوجا بماء الوقائع . |
ويقال للماء ألذي يجري علي الصخرة ماء الحشرج وللماء ألذي يجري بين الحصا والرمل ماء المفاصل وأنشدوا لأبي ذؤيب
مطافيل أبكار حديث نتاجها | تشاب بماء مثل ماء المفاصل . |
وأنشد أبومحلم السعدي لأبي الطمحان
بني إذا ماسامك الذل قاهر | عزيز فبعض الذل أتقي وأحرز |
و لاتحرمن بعض الأمور تعززا | فقد يورث الذل الطويل التعزز. |
وهذان البيتان يرويان لعبد الله بن معاوية الجعفري وروي لأبي الطمحان أيضا في هذاالمعني
يارب مظلمة يوما لطئت لها | تمضي علي إذا ماغاب أنصاري |
حتي إذا ماانجلت عني غيابتها | وثبت فيهاوثوب المخدر الضاري. |
و من المعمرين عبدالمسيح بن بقيلة الغساني و هو عبدالمسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة وبقيلة اسمه ثعلبة وقيل الحارث وإنما سمي بقيلة لأنه خرج علي قومه في بردين أخضرين فقالوا له ما أنت إلابقيلة فسمي بذلك . وذكر الكلبي و أبومخنف وغيرهما أنه عاش ثلاث مائة وخمسين سنة وأدرك الإسلام فلم يسلم و كان نصرانيا
صفحه : 281
وروي أن خالد بن الوليد لمانزل علي الحيرة وتحصن منه أهلها أرسل إليهم ابعثوا إلي رجلا من عقلائكم وذوي أنسابكم فبعثوا إليه عبدالمسيح بن بقيلة فأقبل يمشي حتي دنا من خالد فقال له أنعم صباحا أيها الملك قال قدأغنانا الله عن تحيتك هذه فمن أين أقصي أثرك أيها الشيخ قال من ظهر أبي قال فمن أين خرجت قال من بطن أمي قال فعلي م أنت قال علي الأرض قال ففيم أنت قال في ثيابي قال أتعقل لاعقلت قال إي و الله وأقيد قال ابن كم أنت قال ابن رجل واحد. قال خالد مارأيت كاليوم قط إني أسأله عن الشيء وينحو في غيره قال ماأجبتك إلاعما سألت فسل عما بدا لك قال أعرب أنتم أم نبيط قال عرب استنبطنا ونبيط استعربنا قال أفحرب أنتم أم سلم قال بل سلم قال فما هذه الحصون قال بنيناها لسفيه نحذر منه حتي يجيء الحليم ينهاه قال كم أتي لك قال خمسون وثلاث مائة سنة قال فما أدركت قال أدركت سفن البحر ترفأ إلينا في هذاالجرف ورأيت المرأة من أهل الحيرة تخرج وتضع مكتلها علي رأسها لاتزود إلارغيفا واحدا حتي تأتي الشام ثم قدأصبحت اليوم خرابا يبابا و ذلك دأب الله في العباد والبلاد. قال ومعه سم ساعة يقلبه في كفه فقال له خالد ما هذا في كفك قال هذاالسم قال و ماتصنع به قال إن كان عندك مايوافق قومي و أهل بلدي حمدت الله تعالي وقبلته و إن كانت الأخري لم أكن أول من ساق إليهم ذلا وبلاء أشربه وأستريح من الحياة فإنما بقي من عمري اليسير قال خالد هاته فأخذه ثم قال بسم الله وبالله رب الأرض والسماء ألذي لايضر مع اسمه شيء ثم أكله فتجللته غشية ثم ضرب بذقنه في صدره طويلا ثم عرق وأفاق كأنما نشط من عقال .فرجع ابن بقيلة إلي قومه فقال قدجئتكم من عندشيطان أكل سم ساعة فلم يضره صانعوا القوم وأخرجوهم عنكم فإن هذاأمر مصنوع لهم فصالحوهم علي مائة ألف درهم وأنشأ ابن بقيلة يقول
صفحه : 282
أبعد المنذرين أري سواما | تروح بالخورنق والسدير |
تحاماه فوارس كل قوم | مخافة ضيغم عالي الزئير |
وصرنا بعدهلك أبي قبيس | كمثل الشاء في اليوم المطير. |
يريد أباقابوس فصغره ويروي كمثل المعز
تقسمنا القبائل من معد | علانية كأيسار الجزور |
نؤدي الخرج بعدخراج كسري | وخرج من قريظة والنضير |
كذاك الدهر دولته سجال | فيوم من مساة أوسرور. |
ويقال إن عبدالمسيح لمابني بالحيرة قصره المعروف بقصر بني بقيلة قال
لقد بنيت للحدثان حصنا | لو أن المرء تنفعه الحصون |
طويل الرأس أقعس مشمخرا | لأنواع الرياح به حنين . |
ومما يروي لعبد المسيح بن بقيلة
و الناس أبناء علات فمن علموا | أن قدأقل فمجفو ومحقور |
وهم بنون لأم إن رأوا نشبا | فذاك بالغيب محفوظ ومخفور. |
و هذايشبه قول أوس بن حجر
بني أم ذي المال الكثير يرونه | و إن كان عبدا سيد الأمر جحفلا |
وهم لقليل المال أولاد علة | و إن كان محضا في العمومة مخولا. |
وذكر أن بعض مشايخ أهل الحيرة خرج إلي ظهرها يختط ديرا فلما حفر موضع الأساس وأمعن في الاحتفار أصاب كهيئة البيت فدخله فإذا رجل علي سرير من زجاج و عندرأسه كتابة أنا عبدالمسيح بن بقيلة
حلبت الدهر أشطره حياتي | ونلت من المني بلغ المزيد |
وكافحت الأمور وكافحتني | و لم أحفل بمعضلة كئود |
وكدت أنال في الشرف الثريا | ولكن لاسبيل إلي الخلود. |
و من المعمرين النابغة الجعدي واسمه قيس بن كعب بن عبد الله بن عامر
صفحه : 283
بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ويكني أباليلي . وروي أبوحاتم السجستاني قال كان النابغة الجعدي أسن من النابغة الذبياني والدليل علي ذلك قوله
تذكرت والذكري تهيج علي الهوي | و من حاجة المحزون أن يتذكرا |
نداماي عندالمنذر بن محرق | أري اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا |
كهول وشبان كان وجوههم | دنانير مما شيف في أرض قيصرا. |
فهذا يدل علي أنه كان مع المنذر بن محرق والنابغة الذبياني كان مع النعمان بن المنذر بن محرق . و قوله شيف يعني جلي والمشوف المجلو ويقال إن النابغة غبر ثلاثين سنة لايتكلم ثم تكلم بالشعر ومات و هو ابن عشرين ومائة سنة بأصبهان و كان ديوانه بها و هو ألذي يقول
فمن يك سائلا عني فإني | من الفتيان أيام الخنان . |
وأيام الخنان أيام كانت للعرب قديمة هاج بهافيهم مرض في أنوفهم وحلوقهم
مضت مائة لعام ولدت فيه | وعشر بعدذاك وحجتان |