صفحه : 1

الجزء التاسع والأربعون

كتاب تاريخ علي بن موسي الرضا و محمد بن علي الجواد و علي بن محمدالهادي‌ و الحسن بن علي العسكري‌ ع

بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحمد لله ألذي زيّن الدين بالشمس والقمر محمد و عليّ خير البشر وبالنجوم الباهرة من آلهما أحد عشر صلوات الله عليهم مالاح نجم وظهر ولعنة الله علي من تولي وكفر أما بعدفهذا هوالمجلد الثاني‌ عشر من كتاب بحار الأنوار مما ألّفه الخاطئ الخاسر محمدالمدعوّ بباقر ابن النحرير الماهر محمدالتقي‌ حشرهما الله مع مواليهما في اليوم الآخر


صفحه : 2

أبواب تاريخ الإمام المرتجي والسيد المرتضي ثامن أئمة الهدي أبي الحسن علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه و علي آبائه وأولاده أعلام الوري

باب 1-ولادته وألقابه وكناه ونقش خاتمه وأحوال أمّه صلوات الله عليه

1- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ نَقشُ خاَتمَيِ‌ما شاءَ اللّهُ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

سهل عن محمد بن عيسي عن الحسين بن خالد عنه ع مثله

2- كا،[الكافي‌] وُلِدَ ع سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ ع فِي صَفَرٍ مِن سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قَدِ اختُلِفَ فِي تَارِيخِهِ إِلّا أَنّ هَذَا التّارِيخَ هُوَ الأَقصَدُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمّ البَنِينَ

3-كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَ أَمّا وِلَادَتُهُ ع ففَيِ‌ حاَديِ‌َ عَشَرَ ذيِ‌ الحِجّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَةٍ لِلهِجرَةِ بَعدَ وَفَاةِ جَدّهِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِخَمسِ


صفحه : 3

سِنِينَ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ تُسَمّي الخَيزُرَانَ المَرسِيّةَ وَ قِيلَ شَقرَاءَ النّوبِيّةَ وَ اسمُهَا أَروَي وَ شَقرَاءُ لَقَبٌ لَهَا وَ كُنيَتُهُ أَبُو الحَسَنِ وَ أَلقَابُهُ الرّضَا وَ الصّابِرُ وَ الرضّيِ‌ّ وَ الوفَيِ‌ّ وَ أَشهَرُهَا الرّضَا وَ أَمّا عُمُرُهُ فَإِنّهُ مَاتَ فِي سَنَةِ مِائَتَينِ وَ ثَلَاثٍ وَ قِيلَ مِائَتَينِ وَ سَنَتَينِ مِنَ الهِجرَةِ فِي خِلَافَةِ المَأمُونِ فَيَكُونُ عُمُرُهُ تِسعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ قَبرُهُ بِطُوسَ مِنَ خُرَاسَانَ بِالمَشهَدِ المَعرُوفِ بِهِ ع وَ كَانَ مُدّةُ بَقَائِهِ مَعَ أَبِيهِ مُوسَي ع أَربَعاً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَشهُراً وَ بَقَائِهِ بَعدَ أَبِيهِ خَمساً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ قَالَ الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ مَولِدُهُ ع سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَةٍ وَ توُفُيّ‌َ فِي خِلَافَةِ المَأمُونِ بِطُوسَ وَ قَبرُهُ هُنَاكَ سَنَةَ مِائَتَينِ وَ سِتّةٍ أُمّهُ سُكَينَةُ النّوبِيّةُ وَ يُقَالُ وُلِدَ بِالمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ بِطُوسَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ اسمُهَا أُمّ البَنِينَ

4-عم ،[إعلام الوري ]وُلِدَ ع بِالمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ يُقَالُ إِنّهُ وُلِدَ لِإِحدَي عَشَرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن ذيِ‌ القَعدَةِ يَومَ الجُمُعَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَةٍ بَعدَ وَفَاةِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِخَمسِ سِنِينَ وَ قِيلَ يَومَ الخَمِيسِ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمّ البَنِينَ وَ اسمُهَا نَجمَةُ وَ يُقَالُ سَكَنُ النّوبِيّةُ وَ يُقَالُ تُكتَمُ وَ قُبِضَ ع بِطُوسَ مِن خُرَاسَانَ فِي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا سَنَابَادَ فِي آخِرِ صَفَرٍ وَ قِيلَ إِنّهُ توُفُيّ‌َ فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِسَبعٍ بَقِينَ مِنهُ يَومَ الجُمُعَةِ مِن سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ لَهُ يَومَئِذٍ خَمسٌ وَ خَمسُونَ سَنَةً وَ كَانَت مُدّةُ إِمَامَتِهِ وَ خِلَافَتِهِ لِأَبِيهِ عِشرِينَ سَنَةً وَ كَانَت فِي أَيّامِ إِمَامَتِهِ بَقِيّةُ مُلكِ الرّشِيدِ وَ مَلِكَ مُحَمّدٌ الأَمِينُ بَعدَهُ ثَلَاثَ سِنِينَ وَ خَمسَةً وَ عِشرِينَ يَوماً ثُمّ خُلِعَ الأَمِينُ وَ أُجلِسَ عَمّهُ اِبرَاهِيمُ بنُ المهَديِ‌ّ المَعرُوفُ بِابنِ شَكلَةَ أَربَعَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ أُخرِجَ مُحَمّدٌ ثَانِيَةً وَ بُويِعَ لَهُ وَ بقَيِ‌َ بَعدَ


صفحه : 4

ذَلِكَ سَنَةً وَ سَبعَةَ أَشهُرٍ وَ قَتَلَهُ طَاهِرُ بنُ الحُسَينِ ثُمّ مَلِكَ المَأمُونُ عَبدُ اللّهِ بنُ هَارُونَ بَعدَهُ عِشرِينَ سَنَةً وَ استُشهِدَ ع فِي أَيّامِ مُلكِهِ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي وَ ابنُ المُتَوَكّلِ وَ مَاجِيلَوَيهِ وَ أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ ابنُ نَاتَانَةَ وَ الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع إِنّ قَوماً مِن مُخَالِفِيكُم يَزعُمُونَ أَنّ أَبَاكَ إِنّمَا سَمّاهُ المَأمُونُ الرّضَا لِمَا رَضِيَهُ لِوِلَايَةِ عَهدِهِ فَقَالَ ع كَذَبُوا وَ اللّهِ وَ فَجَرُوا بَلِ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَمّاهُ بِالرّضَا ع لِأَنّهُ كَانَ رضَيِ‌َ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي سَمَائِهِ وَ رضَيِ‌َ لِرَسُولِهِ وَ الأَئِمّةِ بَعدَهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فِي أَرضِهِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ أَ لَم يَكُن كُلّ وَاحِدٍ مِن آبَائِكَ المَاضِينَ ع رضَيِ‌َ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِرَسُولِهِ وَ الأَئِمّةِ بَعدَهُ ع فَقَالَ بَلَي فَقُلتُ فَلِمَ سمُيّ‌َ أَبُوكَ ع مِن بَينِهِمُ الرّضَا قَالَ لِأَنّهُ رضَيِ‌َ بِهِ المُخَالِفُونَ مِن أَعدَائِهِ كَمَا رضَيِ‌َ بِهِ المُوَافِقُونَ مِن أَولِيَائِهِ وَ لَم يَكُن ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِن آبَائِهِ ع فَلِذَلِكَ سمُيّ‌َ مِن بَينِهِمُ الرّضَا ع

ع ،[علل الشرائع ] أحمد بن علي بن ابراهيم عن أبيه عن جده مثله مع ،[معاني‌ الأخبار]مرسلا

مثله

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَفصٍ قَالَ كَانَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع يسُمَيّ‌ وَلَدَهُ عَلِيّاً ع الرّضَا وَ كَانَ يَقُولُ ادعُوا لِي ولَدَيِ‌َ الرّضَا وَ قُلتُ لوِلَدَيِ‌َ الرّضَا وَ قَالَ لِي ولَدَيِ‌َ الرّضَا وَ إِذَا خَاطَبَهُ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن عَونِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مِيثَمٍ يَقُولُ مَا رَأَيتُ أَحَداً قَطّ أَعرَفَ بِأَمرِ الأَئِمّةِ ع وَ أَخبَارِهِم


صفحه : 5

وَ مَنَاكِحِهِم مِنهُ قَالَ اشتَرَت حَمِيدَةُ المُصَفّاةُ وَ هيِ‌َ أُمّ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ كَانَت مِن أَشرَافِ العَجَمِ جَارِيَةً مُوَلّدَةً وَ اسمُهَا تُكتَمُ وَ كَانَت مِن أَفضَلِ النّسَاءِ فِي عَقلِهَا وَ دِينِهَا وَ إِعظَامِهَا لِمَولَاتِهَا حَمِيدَةَ المُصَفّاةِ حَتّي أَنّهَا مَا جَلَسَت بَينَ يَدَيهَا مُنذُ مَلَكَتهَا إِجلَالًا لَهَا فَقَالَت لِابنِهَا مُوسَي ع يَا بنُيَ‌ّ إِنّ تُكتَمَ جَارِيَةٌ مَا رَأَيتُ جَارِيَةً قَطّ أَفضَلَ مِنهَا وَ لَستُ أَشُكّ أَنّ اللّهَ تَعَالَي سَيُطَهّرُ نَسلَهَا إِن كَانَ لَهَا نَسلٌ وَ قَد وَهَبتُهَا لَكَ فَاستَوصِ بِهَا خَيراً فَلَمّا وَلَدَت لَهُ الرّضَا ع سَمّاهَا الطّاهِرَةَ قَالَ فَكَانَ الرّضَا ع يَرتَضِعُ كَثِيراً وَ كَانَ تَامّ الخَلقِ فَقَالَت أعَيِنوُنيِ‌ بِمُرضِعَةٍ فَقِيلَ لَهَا أَ نَقَصَ الدّرّ فَقَالَت لَا أَكذِبُ وَ اللّهِ مَا نَقَصَ وَ لَكِن عَلَيّ وِردٌ مِن صلَاَتيِ‌ وَ تسَبيِحيِ‌ وَ قَد نَقَصَ مُنذُ وَلَدتُ قَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَلِيّ قَالَ الصوّليِ‌ّ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ اسمَهَا تُكتَمُ قَولُ الشّاعِرِ يَمدَحُ الرّضَا ع


أَلَا إِنّ خَيرَ النّاسِ نَفساً وَ وَالِداً   وَ رَهطاً وَ أَجدَاداً عَلِيّ المُعَظّمُ

أَتَتنَا بِهِ لِلعِلمِ وَ الحِلمِ ثَامِناً   إِمَاماً يؤُدَيّ‌ حُجّةَ اللّهِ تُكتَمُ

وَ قَد نَسَبَ قَومٌ هَذَا الشّعرَ إِلَي عَمّ أَبِي اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ وَ لَم أَروِهِ لَهُ وَ مَا لَم يَقَع لِي رِوَايَةً وَ سَمَاعاً فإَنِيّ‌ لَا أُحَقّقُهُ وَ لَا أُبطِلُهُ بَلِ ألّذِي لَا أَشُكّ فِيهِ أَنّهُ لِعَمّ أَبِي اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ


كَفَي بِفِعَالِ امر‌ِئٍ عَالِمٍ   عَلَي أَهلِهِ عَادِلًا شَاهِداً

أَرَي لَهُم طَارِفاً مُونِقاً   وَ لَا يُشبِهُ الطّارِفُ التّالِدَا

يُمَنّ عَلَيكُم بِأَموَالِكُم   وَ تُعطَونَ مِن مِائَةٍ وَاحِداً

فَلَا يَحمَدُ اللّهَ مُستَبصِرٌ   يَكُونُ لِأَعدَائِكُم حَامِداً

فَضَلتَ قَسِيمَكَ فِي قُعدُدٍ   كَمَا فَضَلَ الوَالِدُ الوَالِدَا

قَالَ الصوّليِ‌ّ وَجَدتُ هَذِهِ الأَبيَاتَ بِخَطّ أَبِي عَلَي ظَهرِ دَفتَرٍ لَهُ يَقُولُ فِيهِ أنَشدَنَيِ‌ أخَيِ‌ لِعَمّهِ فِي عَلِيّ يعَنيِ‌ الرّضَا ع تَعلِيقٌ مُتَوَقّ فَنَظَرتُ فَإِذَا هُوَ بِقَسِيمِهِ فِي القُعدُدِ المَأمُونَ لِأَنّ عَبدَ المُطّلِبِ هُوَ الثّامِنُ مِن آبَائِهِمَا جَمِيعاً وَ تُكتَمُ مِن أَسمَاءِ نِسَاءِ العَرَبِ قَد جَاءَت فِي الأَشعَارِ كَثِيراً مِنهَا فِي شِعرٍ


صفحه : 6


طَافَ الخَيَالَانِ فَهَاجَا سَقَماً   خَيَالُ تُكنَي وَ خَيَالُ تُكتَمَا

قَالَ الصوّليِ‌ّ وَ كَانَت لِإِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ الصوّليِ‌ّ عَمّ أَبِي فِي الرّضَا ع مَدَائِحُ كَثِيرَةٌ أَظهَرَهَا ثُمّ اضطُرّ إِلَي أَن سَتَرَهَا وَ تَتَبّعَهَا فَأَخَذَهَا مِن كُلّ مَكَانٍ وَ قَد رَوَي قَومٌ أَنّ أُمّ الرّضَا ع تُسَمّي سَكَنَ النّوبِيّةَ وَ سُمّيَت نَجمَةَ وَ سُمّيَت سِمَانَ وَ تُكنَي أُمّ البَنِينَ

بيان قال الجزري‌ في حديث شريح إن رجلا اشتري جارية وشرطوا أنها مولدة فوجدها تليدة المولدة التي‌ ولدت بين العرب ونشأت مع أولادهم وتأدبت بآدابهم والتليدة التي‌ ولدت ببلاد العجم وحملت ونشأت ببلاد العرب انتهي . قوله و كان تامّ الخلق لعل المراد به هنا عظم الجثة و قوله تكتم فاعل أتتنا والطارف المستحدث خلاف التالد والمراد بالطارف الرضا ع وبالتالد المأمون . قوله يمنّ عليكم علي البناء للمجهول والخطاب للرضا وكذا قوله تعطون علي بناء المجهول أي يمن المخالفون عليكم من أموالكم التي‌ في أيديهم من مائة واحدا أي قليلا من كثير و قال الجوهري‌ رجل قُعدُدٌ وقُعدَدٌ إذا كان قريب الآباء إلي الجد الأكبر و كان يقال لعبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس قعدد بني‌ هاشم و قال الفيروزآبادي‌ قعيد النسب وقعدد وقعدد وأقعد وقعدود قريب الآباء من الجد الأكبر والقعدد البعيد الآباء منه ضد أي فضلت المأمون ألذي هوقسيمك في قرب الانتساب إلي عبدالمطلب وشريكك فيه كمافضل والدك والده أي كل من آبائك آباءه . قوله تعليق متوق من التوقي‌ أي وجدت في تلك الورقة تعليقا أي حاشية علقها عليها مغشوشة لم يوضحها نقية ففسر فيهاقسيمه في القعدد بالمأمون


صفحه : 7

والأصوب فقسيمه كما في بعض النسخ و علي ما في أكثر النسخ الحمل علي المجاز وصحح الفيروزآبادي‌ تكني وتكتم علي بناء المجهول و قال كل منهما اسم لامرأة

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مِيثَمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا اشتَرَت حَمِيدَةُ أُمّ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع أُمّ الرّضَا ع نَجمَةَ ذَكَرَت حَمِيدَةُ أَنّهَا رَأَت فِي المَنَامِ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَهَا يَا حَمِيدَةُ هيِ‌َ نَجمَةُ لِابنِكَ مُوسَي فَإِنّهُ سَيُولَدُ لَهُ مِنهَا خَيرُ أَهلِ الأَرضِ فَوَهَبَتهَا لَهُ فَلَمّا وَلَدَت لَهُ الرّضَا ع سَمّاهَا الطّاهِرَةَ وَ كَانَت لَهَا أَسمَاءُ مِنهَا نَجمَةُ وَ أَروَي وَ سَكَنُ وَ سِمَانُ وَ تُكتَمُ وَ هُوَ آخِرُ أَسَامِيهَا

قَالَ عَلِيّ بنُ مِيثَمٍ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعتُ أمُيّ‌ تَقُولُ كَانَت نَجمَةُ بِكراً لَمّا اشتَرَتهَا حَمِيدَةُ

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع هُوَ عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ تُسَمّي تُكتَمُ عَلَيهِ استَقَرّ اسمُهَا حِينَ مَلَكَهَا أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع

10- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] نَقشُ خَاتَمِهِ ع ولَيِ‌ّ اللّهِ

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِي زَكَرِيّا الواَسطِيِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ أَحمَدَ وَ حدَثّنَيِ‌ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن هِشَامِ بنِ أَحمَدَ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الأَوّلُ ع هَل عَلِمتَ أَحَداً مِن أَهلِ المَغرِبِ قَدِمَ قُلتُ لَا قَالَ بَلَي قَد قَدِمَ رَجُلٌ فَانطَلِق بِنَا إِلَيهِ فَرَكِبَ وَ رَكِبنَا مَعَهُ حَتّي انتَهَينَا إِلَي الرّجُلِ فَإِذَا رَجُلٌ مِن أَهلِ المَغرِبِ مَعَهُ رَقِيقٌ فَقَالَ لَهُ اعرِض عَلَينَا فَعَرَضَ عَلَينَا تِسعَ جِوَارٍ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الحَسَنِ ع لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا ثُمّ قَالَ لَهُ اعرِض عَلَينَا قَالَ مَا عنِديِ‌ شَيءٌ


صفحه : 8

فَقَالَ بَلَي اعرِض عَلَينَا قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا عنِديِ‌ إِلّا جَارِيَةٌ مَرِيضَةٌ فَقَالَ لَهُ مَا عَلَيكَ أَن تَعرِضَهَا فَأَبَي عَلَيهِ ثُمّ انصَرَفَ ثُمّ إِنّهُ أرَسلَنَيِ‌ مِنَ الغَدِ إِلَيهِ فَقَالَ لِي قُل لَهُ كَم غَايَتُكَ فِيهَا فَإِذَا قَالَ كَذَا وَ كَذَا فَقُل قَد أَخَذتُهَا فَأَتَيتُهُ فَقَالَ مَا أُرِيدُ أَن أَنقُصَهَا مِن كَذَا وَ كَذَا قُلتُ قَد أَخَذتُهَا وَ هُوَ لَكَ فَقَالَ هيِ‌َ لَكَ وَ لَكِن مَنِ الرّجُلُ ألّذِي كَانَ مَعَكَ بِالأَمسِ فَقُلتُ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَقَالَ مِن أَيّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَقُلتُ مَا عنِديِ‌ أَكثَرُ مِن هَذَا فَقَالَ أُخبِرُكَ عَن هَذِهِ الوَصِيفَةِ إنِيّ‌ اشتَرَيتُهَا مِن أَقصَي المَغرِبِ فلَقَيِتَنيِ‌ امرَأَةٌ مِن أَهلِ الكِتَابِ فَقَالَت مَا هَذِهِ الوَصِيفَةُ مَعَكَ فَقُلتُ اشتَرَيتُهَا لنِفَسيِ‌ فَقَالَت مَا ينَبغَيِ‌ أَن تَكُونَ هَذِهِ الوَصِيفَةُ عِندَ مِثلِكَ إِنّ هَذِهِ الجَارِيَةَ ينَبغَيِ‌ أَن تَكُونَ عِندَ خَيرِ أَهلِ الأَرضِ فَلَا تَلبَثُ عِندَهُ إِلّا قَلِيلًا حَتّي تَلِدَ مِنهُ غُلَاماً يَدِينُ لَهُ شَرقُ الأَرضِ وَ غَربُهَا قَالَ فَأَتَيتُهُ بِهَا فَلَم تَلبَث عِندَهُ إِلّا قَلِيلًا حَتّي وَلَدَت عَلِيّاً ع

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن هشام بن الأحمر مثله شا،[الإرشاد] ابن قولويه عن الكليني‌ عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن أحمر

مثله

12- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ ابنُ الخَشّابِ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ توُفُيّ‌َ ع وَ لَهُ تِسعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ أَشهُرٌ فِي سَنَةِ ماِئتَيَ‌ سَنَةٍ وَ سِتّةٍ مِنَ الهِجرَةِ فَكَانَ مَولِدُهُ سَنَةَ مِائَةٍ وَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ مِنَ الهِجرَةِ بَعدَ مضُيِ‌ّ أَبِي عَبدِ اللّهِ بِخَمسِ سِنِينَ وَ أَقَامَ مَعَ أَبِيهِ خَمساً وَ عِشرِينَ سَنَةً إِلّا شَهرَينِ وَ كَانَ عُمُرُهُ تِسعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ أَشهُراً قَبرُهُ بِطُوسَ بِمَدِينَةِ خُرَاسَانَ أُمّهُ الخَيزُرَانُ المَرسِيّةُ أُمّ وَلَدٍ وَ يُقَالُ شَقرَاءُ النّوبِيّةُ وَ تُسَمّي أَروَي أُمّ البَنِينَ يُكنَي بأِبَيِ‌ الحَسَنِ وَ لَقَبُهُ الرّضَا وَ الصّابِرُ وَ الرضّيِ‌ّ وَ الوفَيِ‌ّ


صفحه : 9

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] كَانَ يُقَالُ لَهُ ع الرّضَا وَ الصّادِقُ وَ الصّابِرُ وَ الفَاضِلُ وَ قُرّةُ أَعيُنِ المُؤمِنِينَ وَ غَيظُ المُلحِدِينَ

أقول قاله في آخر خبر هرثمة بن أعين في وفاته ع والظاهر أنه من كلام الصدوق رحمه الله و قدمضي في نقش خاتم أبيه ع أنه كان يتختم بخاتم أبيه و أنه كان نقشه حسَبيِ‌َ اللّهُ

14- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مِيثَمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أمُيّ‌ تَقُولُ سَمِعتُ نَجمَةَ أُمّ الرّضَا ع تَقُولُ لَمّا حَمَلتُ باِبنيِ‌ عَلِيّ لَم أَشعَر بِثِقلِ الحَملِ وَ كُنتُ أَسمَعُ فِي منَاَميِ‌ تَسبِيحاً وَ تَهلِيلًا وَ تَمجِيداً مِن بطَنيِ‌ فيَفُزعِنُيِ‌ ذَلِكَ وَ يهَوُلنُيِ‌ فَإِذَا انتَبَهتُ لَم أَسمَع شَيئاً فَلَمّا وَضَعتُهُ وَقَعَ عَلَي الأَرضِ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَي الأَرضِ رَافِعاً رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ يُحَرّكُ شَفَتَيهِ كَأَنّهُ يَتَكَلّمُ فَدَخَلَ إلِيَ‌ّ أَبُوهُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فَقَالَ لِي هَنِيئاً لَكِ يَا نَجمَةُ كَرَامَةُ رَبّكَ فَنَاوَلتُهُ إِيّاهُ فِي خِرقَةٍ بَيضَاءَ فَأَذّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ أَقَامَ فِي اليُسرَي وَ دَعَا بِمَاءِ الفُرَاتِ فَحَنّكَهُ بِهِ ثُمّ رَدّهُ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ خُذِيهِ فَإِنّهُ بَقِيّةُ اللّهِ تَعَالَي فِي أَرضِهِ

15- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ خَلِيلَانَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَتّابِ بنِ أَسِيدٍ قَالَ سَمِعتُ جَمَاعَةً مِن أَهلِ المَدِينَةِ يَقُولُونَ وُلِدَ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع بِالمَدِينَةِ يَومَ الخَمِيسِ لِإِحدَي عَشَرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَةٍ مِنَ الهِجرَةِ بَعدَ وَفَاةِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِخَمسِ سِنِينَ الخَبَرَ

16- كف ،[المصباح للكفعمي‌] وُلِدَ ع بِالمَدِينَةِ يَومَ الخَمِيسِ حاَديِ‌َ عَشَرَ ذيِ‌ القَعدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ


صفحه : 10

17- ضه ،[روضة الواعظين ] كَانَ مَولِدُهُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَومَ الخَمِيسِ لِإِحدَي عَشَرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن ذيِ‌ القَعدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ

18- الدّرُوسُ، وُلِدَ بِالمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ وَ قِيلَ يَومَ الخَمِيسِ حاَديِ‌َ عَشَرَ ذيِ‌ القَعدَةِ

19- تَارِيخُ الغفِاَريِ‌ّ، وُلِدَ ع يَومَ الجُمُعَةِ الحاَديِ‌َ عَشَرَ مِن شَهرِ ذيِ‌ القَعدَةِ

20- شا،[الإرشاد] كَانَ مَولِدُ الرّضَا ع بِالمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ

21-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يُكنَي أَبُو[ أَبَا] الحَسَنِ وَ الخَاصّ أَبُو عَلِيّ وَ أَلقَابُهُ سِرَاجُ اللّهِ وَ نُورُ الهُدَي وَ قُرّةُ عَينِ المُؤمِنِينَ وَ مَكِيدَةُ المُلحِدِينَ كُفوُ المَلِكِ وَ كاَفيِ‌ الخَلقِ وَ رَبّ السّرِيرِ وَ رِئَابُ التّدبِيرِ وَ الفَاضِلُ وَ الصّابِرُ وَ الوفَيِ‌ّ وَ الصّدّيقُ وَ الرضّيِ‌ّ قَالَ أَحمَدُ البزَنَطيِ‌ّ وَ إِنّمَا سمُيّ‌َ الرّضَا لِأَنّهُ كَانَ رضَيِ‌َ لِلّهِ تَعَالَي فِي سَمَائِهِ وَ رضَيِ‌َ لِرَسُولِهِ وَ الأَئِمّةِ ع بَعدَهُ فِي أَرضِهِ وَ قِيلَ لِأَنّهُ رضَيِ‌َ بِهِ المُخَالِفُ وَ المُؤَالِفُ وَ قِيلَ لِأَنّهُ رضَيِ‌َ بِهِ المَأمُونُ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا سَكَنُ النّوبِيّةُ وَ يُقَالُ خَيزُرَانُ المَرسِيّةُ وَ يُقَالُ نَجمَةُ رَوَاهُ مِيثَمٌ وَ يُقَالُ صَقرٌ وَ تُسَمّي أَروَي أُمّ البَنِينَ وَ لَمّا وَلَدَتِ الرّضَا سَمّاهَا الطّاهِرَةَ وُلِدَ يَومَ الجُمُعَةِ بِالمَدِينَةِ وَ قِيلَ يَومَ الخَمِيسِ لِإِحدَي عَشَرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَةٍ بَعدَ وَفَاةِ الصّادِقِ ع بِخَمسِ سِنِينَ رَوَاهُ ابنُ بَابَوَيهِ وَ قِيلَ سَنَةَ إِحدَي وَ خَمسِينَ وَ مِائَةٍ فَكَانَ فِي سنِيِ‌ إِمَامَتِهِ بَقِيّةُ مُلكِ الرّشِيدِ ثُمّ مَلَكَ الأَمِينُ ثَلَاثَ سِنِينَ وَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً وَ مَلَكَ المَأمُونُ عِشرِينَ سَنَةً وَ ثَلَاثَةً وَ عِشرِينَ يَوماً وَ أَخَذَ البَيعَةَ فِي مُلكِهِ


صفحه : 11

لِلرّضَا ع بِعَهدِ المُسلِمِينَ مِن غَيرِ رِضًا فِي الخَامِسِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَي وَ مِائَتَينِ وَ زَوّجَهُ ابنَتَهُ أُمّ حَبِيبٍ فِي أَوّلِ سَنَةِ اثنَينِ وَ مِائَتَينِ وَ قِيلَ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ هُوَ يَومَئِذٍ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ ذَكَرَ ابنُ هَمّامٍ تِسعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ قِيلَ وَ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ قَامَ بِالأَمرِ وَ لَهُ تِسعٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً وَ شَهرَانِ وَ عَاشَ مَعَ أَبِيهِ تِسع[تِسعاً] وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَشهُراً وَ بَعدَ أَبِيهِ أَيّامَ إِمَامَتِهِ عِشرِينَ سَنَةً وَ وَلَدُهُ مُحَمّدٌ الإِمَامُ فَقَط وَ مَشهَدُهُ بِطُوسَ وَ خُرَاسَانَ فِي القُبّةِ التّيِ‌ فِيهَا هَارُونُ إِلَي جَانِبِهِ مِمّا يلَيِ‌ القِبلَةَ وَ هيِ‌َ دَارُ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ الطاّئيِ‌ّ فِي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا سَنَابَادُ مِن رُستَاقِ نَوقَانَ

بيان الرئاب كشداد المصلح وسيأتي‌ بعض أخبار ولادته في باب شهادته ع

باب 2-النصوص علي الخصوص عليه صلوات الله عليه

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ وَ ابنُ المُتَوَكّلِ وَ العَطّارُ وَ مَاجِيلَوَيهِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الشاّميِ‌ّ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحُسَينِ مَولَي أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن يَزِيدَ بنِ سَلِيطٍ الزيّديِ‌ّ قَالَلَقِيتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فَقُلتُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الإِمَامِ بَعدَكَ بِمِثلِ مَا أَخبَرَ بِهِ أَبُوكَ قَالَ فَقَالَ كَانَ أَبِي فِي زَمَنٍ لَيسَ هَذَا مِثلَهُ قَالَ يَزِيدُ فَقُلتُ مَن يَرضَ مِنكَ بِهَذَا فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ قَالَ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ أُخبِرُكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ أنَيّ‌ خَرَجتُ مِن منَزلِيِ‌ فَأَوصَيتُ فِي الظّاهِرِ إِلَي بنَيِ‌ّ وَ أَشرَكتُهُم مَعَ عَلِيّ ابنيِ‌ وَ أَفرَدتُهُ بوِصَيِتّيِ‌ فِي البَاطِنِ


صفحه : 12

وَ لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَعَهُ وَ مَعَهُ خَاتَمٌ وَ سَيفٌ وَ عَصًا وَ كِتَابٌ وَ عِمَامَةٌ فَقُلتُ لَهُ مَا هَذَا فَقَالَ أَمّا العِمَامَةُ فَسُلطَانُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا السّيفُ فَعِزّةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا الكِتَابُ فَنُورُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا العَصَا فَقُوّةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا الخَاتَمُ فَجَامِعُ هَذِهِ الأُمُورِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ الأَمرُ يَخرُجُ إِلَي عَلِيّ ابنِكَ قَالَ ثُمّ قَالَ يَا يَزِيدُ إِنّهَا وَدِيعَةٌ عِندَكَ فَلَا تُخبِر بِهَا إِلّا عَاقِلًا أَو عَبداً امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ أَو صَادِقاً وَ لَا تَكفُر نِعَمَ اللّهِ تَعَالَي وَ إِن سُئِلتَ عَنِ الشّهَادَةِ فَأَدّهَا فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُإِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدّوا الأَماناتِ إِلي أَهلِها وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ مَن أَظلَمُ مِمّن كَتَمَ شَهادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِفَقُلتُ وَ اللّهِ مَا كُنتُ لِأَفعَلَ هَذَا أَبَداً قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع ثُمّ وَصَفَهُ لِي رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ ابنُكَ ألّذِي يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ وَ يَسمَعُ بِتَفهِيمِهِ وَ يَنطِقُ بِحِكمَتِهِ يُصِيبُ وَ لَا يُخطِئُ وَ يَعلَمُ وَ لَا يَجهَلُ قَد مُلِئَ حِلماً وَ عِلماً وَ مَا أَقَلّ مُقَامَكَ مَعَهُ إِنّمَا هُوَ شَيءٌ كَأَن لَم يَكُن فَإِذَا رَجَعتَ مِن سَفَرِكَ فَأَصلِح أَمرَكَ وَ افرُغ مِمّا أَرَدتَ فَإِنّكَ مُنتَقِلٌ عَنهُ وَ مُجَاوِرٌ غَيرَهُ فَاجمَع وُلدَكَ وَ أَشهِدِ اللّهَ عَلَيهِم جَمِيعاًوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً ثُمّ قَالَ يَا يَزِيدُ إنِيّ‌ أُوخَذُ فِي هَذِهِ السّنَةِ وَ عَلِيّ ابنيِ‌ سمَيِ‌ّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ سمَيِ‌ّ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أعُطيِ‌َ فَهمَ الأَوّلِ وَ عِلمَهُ وَ بَصَرَهُ وَ رِدَاءَهُ وَ لَيسَ لَهُ أَن يَتَكَلّمَ إِلّا بَعدَ هَارُونَ بِأَربَعِ سِنِينَ فَإِذَا مَضَت أَربَعُ سِنِينَ فَسَلهُ عَمّا شِئتَ يُجِبكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

عم ،[إعلام الوري ]الكليني‌ عن محمد بن علي عن أبي الحكم مثله


صفحه : 13

كتاب الإمامة والتبصرة لعلي‌ بن بابويه عن محمد بن يحيي عن محمد بن أحمد عن عبد الله بن محمدالشامي‌

مثله بيان سيأتي‌ تمام الخبر في باب النصوص علي الجواد ع قوله فهم الأول أي أمير المؤمنين ع ولعل المراد بالرداء الأخلاق الحسنة لاشتمالها علي صاحبها كما قال تعالي الكبرياء ردائي‌

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَنِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ الأَصبَغِ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ وَ كَانَ وَاقِفِيّاً قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ قَدِ اشتَكَي شِكَايَةً شَدِيدَةً وَ قُلتُ لَهُ إِن كَانَ مَا أَسأَلُ اللّهَ أَن لَا يُرِيَنَاهُ فَإِلَي مَن قَالَ إِلَي عَلِيّ ابنيِ‌ وَ كِتَابُهُ كتِاَبيِ‌ وَ هُوَ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ مِن بعَديِ‌

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٍ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن أَخِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ عِندَهُ عَلِيّ ابنُهُ ع وَ قَالَ يَا عَلِيّ هَذَا ابنيِ‌ سَيّدُ ولُديِ‌ وَ قَد نَحَلتُهُ كنُيتَيِ‌ قَالَ فَضَرَبَ هِشَامٌ يعَنيِ‌ ابنَ سَالِمٍ يَدَهُ عَلَي جَبهَتِهِ فَقَالَ إِنّا لِلّهِ نَعَي وَ اللّهِ إِلَيكَ نَفسَهُ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ وَ عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن حُسَينِ بنِ نُعَيمٍ الصّحّافِ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ وَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ بِبَغدَادَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ كُنتُ عِندَ العَبدِ الصّالِحِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع جَالِساً فَدَخَلَ عَلَيهِ ابنُهُ الرّضَا ع فَقَالَ يَا عَلِيّ هَذَا سَيّدُ ولُديِ‌ وَ قَد نَحَلتُهُ كنُيتَيِ‌ فَضَرَبَ هِشَامٌ بِرَاحَتِهِ جَبهَتَهُ ثُمّ قَالَ وَيحَكَ كَيفَ قُلتَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ سَمِعتُ وَ اللّهِ مِنهُ كَمَا قُلتُ لَكَ فَقَالَ هِشَامٌ أَخبَرَكَ وَ اللّهِ أَنّ الأَمرَ فِيهِ مِن بَعدِهِ


صفحه : 14

غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكليني‌ عن محمد بن يحيي عن ابن عيسي عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم مثله شا،[الإرشاد] ابن قولويه عن الكليني‌

مثله عم ،[إعلام الوري ] عن الكليني‌مثله

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن دَاوُدَ بنِ زرُبيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع ابتِدَاءً مِنهُ هَذَا أَفقَهُ ولُديِ‌ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي الرّضَا ع وَ قَد نَحَلتُهُ كنُيتَيِ‌

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَنِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ الأَصبَغِ عَن أَبِيهِ عَن غَنّامِ بنِ القَاسِمِ قَالَ قَالَ لِي مَنصُورُ بنُ يُونُسَ بُزُرجَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ يعَنيِ‌ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع يَوماً فَقَالَ لِي يَا مَنصُورُ أَ مَا عَلِمتَ مَا أَحدَثتُ فِي يوَميِ‌ هَذَا قُلتُ لَا قَالَ قَد صَيّرتُ عَلِيّاً ابنيِ‌ وصَيِيّ‌ وَ الخَلَفَ مِن بعَديِ‌ فَادخُل عَلَيهِ وَ هَنّئهُ بِذَلِكَ وَ أَعلِمهُ أنَيّ‌ أَمَرتُكَ بِهَذَا قَالَ فَدَخَلتُ عَلَيهِ فَهَنّأتُهُ بِذَلِكَ وَ أَعلَمتُهُ أَنّ أَبَاهُ أمَرَنَيِ‌ بِذَلِكَ ثُمّ جَحَدَ مَنصُورٌ بَعدَ ذَلِكَ فَأَخَذَ الأَموَالَ التّيِ‌ كَانَت فِي يَدِهِ وَ كَسَرَهَا

كش ،[رجال الكشي‌]حمدويه عن الخشاب مثله بيان كسر الأموال كناية عن التصرف فيها وبذلها من غيرمبالاة قال الفيروزآبادي‌ كسر الرجل قل تعاهده لماله

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن


صفحه : 15

دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ ع جُعِلتُ فِدَاكَ قَد كَبِرَ سنِيّ‌ فحَدَثّنيِ‌ مَنِ الإِمَامُ بَعدَكَ قَالَ فَأَشَارَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع وَ قَالَ هَذَا صَاحِبُكُم مِن بعَديِ‌

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ وَ البزَنَطيِ‌ّ مَعاً عَن أَبِي عَلِيّ الخَزّازِ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ ع إنِيّ‌ قَد كَبِرتُ وَ خِفتُ أَن يَحدُثَ بيِ‌ حَدَثٌ وَ لَا أَلقَاكَ فأَخَبرِنيِ‌ مَنِ الإِمَامُ مِن بَعدِكَ فَقَالَ ابنيِ‌ عَلِيّ

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ المرَوزَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَنِ الحُجّةِ عَلَي النّاسِ بَعدَهُ فاَبتدَأَنَيِ‌ وَ قَالَ يَا سُلَيمَانُ إِنّ عَلِيّاً ابنيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ الحُجّةُ عَلَي النّاسِ بعَديِ‌ وَ هُوَ أَفضَلُ ولُديِ‌ فَإِن بَقِيتَ بعَديِ‌ فَاشهَد لَهُ بِذَلِكَ عِندَ شيِعتَيِ‌ وَ أَهلِ ولَاَيتَيِ‌ وَ المُستَخبِرِينَ عَن خلَيِفتَيِ‌ مِن بعَديِ‌

10- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَن زَكَرِيّا بنِ آدَمَ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ كُنّا عِندَ القَبرِ نَحوَ سِتّينَ رَجُلًا مِنّا وَ مِن مَوَالِينَا إِذ أَقبَلَ أَبُو اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ يَدُ عَلِيّ ابنِهِ ع فِي يَدِهِ فَقَالَ أَ تَدرُونَ مَن أَنَا قُلنَا أَنتَ سَيّدُنَا وَ كَبِيرُنَا قَالَ سمَوّنيِ‌ وَ انسبُوُنيِ‌ فَقُلنَا أَنتَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ فَقَالَ مَن هَذَا معَيِ‌ قُلنَا هُوَ عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَ فَاشهَدُوا أَنّهُ وكَيِليِ‌ فِي حيَاَتيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ بَعدَ موَتيِ‌

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَرحُومٍ قَالَخَرَجتُ مِنَ البَصرَةِ أُرِيدُ المَدِينَةَ فَلَمّا صِرتُ فِي بَعضِ الطّرِيقِ لَقِيتُ أَبَا


صفحه : 16

اِبرَاهِيمَ ع وَ هُوَ يُذهَبُ بِهِ إِلَي البَصرَةِ فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ فَدَخَلتُ عَلَيهِ فَدَفَعَ إلِيَ‌ّ كُتُباً وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُوصِلَهَا بِالمَدِينَةِ فَقُلتُ إِلَي مَن أَدفَعُهَا جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِلَي ابنيِ‌ عَلِيّ فَإِنّهُ وصَيِيّ‌ وَ القَيّمُ بأِمَريِ‌ وَ خَيرُ بنَيِ‌ّ

12- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ وَ أُمّهُ مِن وُلدِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ بَعَثَ إِلَينَا أَبُو اِبرَاهِيمَ ع فَجَمَعَنَا ثُمّ قَالَ أَ تَدرُونَ لِمَ جَمَعتُكُم قُلنَا لَا قَالَ اشهَدُوا أَنّ عَلِيّاً ابنيِ‌ هَذَا وصَيِيّ‌ وَ القَيّمُ بأِمَريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ مِن بعَديِ‌ مَن كَانَ لَهُ عنِديِ‌ دَينٌ فَليَأخُذهُ مِنِ ابنيِ‌ هَذَا وَ مَن كَانَت لَهُ عنِديِ‌ عِدَةٌ فَليَستَنجِزهَا مِنهُ وَ مَن لَم يَكُن لَهُ بُدّ مِن لقِاَئيِ‌ فَلَا يلَقنَيِ‌ إِلّا بِكِتَابِهِ

شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكليني‌ عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن المخزومي‌ وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب مثله بيان الضمير في قوله بكتابه راجع إلي علي ع ويحتمل رجوعه إلي الموصول

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن يُوسُفَ بنِ السّختِ عَن عَلِيّ بنِ القَاسِمِ العرُيَضيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن حَيدَرِ بنِ أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ زَيدٍ الهاَشمِيِ‌ّ أَنّهُ قَالَ الآنَ يَتّخِذُ الشّيعَةُ عَلِيّ بنَ مُوسَي ع إِمَاماً قُلتُ وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ دَعَاهُ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فَأَوصَي إِلَيهِ

14-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن حَيدَرِ بنِ أَيّوبَ قَالَكُنّا بِالمَدِينَةِ فِي مَوضِعٍ يُعرَفُ بِالقُبَاءِ فِيهِ مُحَمّدُ بنُ زَيدِ بنِ عَلِيّ فَجَاءَ بَعدَ الوَقتِ ألّذِي كَانَ يَجِيئُنَا فِيهِ فَقُلنَا لَهُ جُعِلنَا فِدَاكَ مَا حَبَسَكَ قَالَ دَعَانَا


صفحه : 17

أَبُو اِبرَاهِيمَ ع اليَومَ سَبعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِن وُلدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَأَشهَدَنَا لعِلَيِ‌ّ ابنِهِ بِالوَصِيّةِ وَ الوَكَالَةِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعدَ مَوتِهِ وَ أَنّ أَمرَهُ جَائِزٌ عَلَيهِ وَ لَهُ ثُمّ قَالَ مُحَمّدُ بنُ زَيدٍ وَ اللّهِ يَا حَيدَرُ لَقَد عَقَدَ لَهُ الإِمَامَةَ اليَومَ وَ لِيَقُولَنّ الشّيعَةُ بِهِ مِن بَعدِهِ قَالَ حَيدَرٌ قُلتُ بَل يُبقِيهِ اللّهُ وَ أَيّ شَيءٍ هَذَا قَالَ يَا حَيدَرُ إِذَا أَوصَي إِلَيهِ فَقَد عَقَدَ لَهُ الإِمَامَةَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحَكَمِ مَاتَ حَيدَرٌ وَ هُوَ شَاكّ

15- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ عَن يُونُسَ عَن أَسَدِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ وَ خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ أَوصَي أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع إِلَي ابنِهِ عَلِيّ ع وَ كَتَبَ لَهُ كِتَاباً أَشهَدَ فِيهِ سِتّينَ رَجُلًا مِن وُجُوهِ أَهلِ المَدِينَةِ

16- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَرّارٍ وَ صَالِحِ بنِ السنّديِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن حُسَينِ بنِ بَشِيرٍ قَالَ أَقَامَ لَنَا أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع ابنَهُ عَلِيّاً ع كَمَا أَقَامَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع يَومَ غَدِيرِ خُمّ فَقَالَ يَا أَهلَ المَدِينَةِ أَو قَالَ يَا أَهلَ المَسجِدِ هَذَا وصَيِيّ‌ مِن بعَديِ‌

17- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ قَالَ خَرَجنَا إِلَي مَكّةَ وَ مَعَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ وَ مَعَهُ مَالٌ وَ مَتَاعٌ فَقُلنَا مَا هَذَا قَالَ لِلعَبدِ الصّالِحِ ع أمَرَنَيِ‌ أَن أَحمِلَهُ إِلَي عَلِيّ ابنِهِ ع وَ قَد أَوصَي إِلَيهِ قَالَ الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي حَمزَةَ أَنكَرَ ذَلِكَ بَعدَ وَفَاةِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ حَبَسَ المَالَ عَنِ الرّضَا ع


صفحه : 18

18- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن سَلَمَةَ بنِ مُحرِزٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ رَجُلًا مِنَ العِجلِيّةِ قَالَ لِي كَم عَسَي أَن يَبقَي لَكُم هَذَا الشّيخُ إِنّمَا هُوَ سَنَةً أَو سَنَتَينِ حَتّي يَهلِكَ ثُمّ تَصِيرُونَ لَيسَ لَكُم أَحَدٌ تَنظُرُونَ إِلَيهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَلّا قُلتَ لَهُ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَد أَدرَكَ مَا يُدرِكُ الرّجَالُ وَ قَدِ اشتَرَينَا لَهُ جَارِيَةً تُبَاحُ لَهُ فَكَأَنّكَ بِهِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ قَد وُلِدَ لَهُ فَقِيهٌ خَلَفٌ

19- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن يُوسُفَ بنِ السّختِ عَن عَلِيّ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ خَلَفٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الخَطّابِ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ ع يبَتدَ‌ِئُ بِالثّنَاءِ عَلَي ابنِهِ عَلِيّ ع وَ يُطرِيهِ وَ يَذكُرُ مِن فَضلِهِ وَ بِرّهِ مَا لَا يَذكُرُ مِن غَيرِهِ كَأَنّهُ يُرِيدُ أَن يَدُلّ عَلَيهِ

20- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن جَعفَرِ بنِ خَلَفٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع يَقُولُ سَعِدَ امرُؤٌ لَم يَمُت حَتّي يَرَي مِنهُ خَلَفاً وَ قَد أرَاَنيِ‌َ اللّهُ مِنِ ابنيِ‌ هَذَا خَلَفاً وَ أَشَارَ إِلَيهِ يعَنيِ‌ إِلَي الرّضَا ع

كش ،[رجال الكشي‌] جعفر بن أحمد عن يونس مثله

21-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ قَالَخَرَجَت إِلَينَا أَلوَاحٌ


صفحه : 19

مِن أَبِي اِبرَاهِيمَ مُوسَي ع وَ هُوَ فِي الحَبسِ فَإِذَا فِيهَا مَكتُوبٌ عهَديِ‌ إِلَي أَكبَرِ ولُديِ‌

22- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ قَالَ لَمّا مَرّ بِنَا أَبُو الحَسَنِ ع بِالبَصرَةِ خَرَجَت إِلَينَا مِنهُ أَلوَاحٌ مَكتُوبٌ فِيهَا بِالعَرضِ عهَديِ‌ إِلَي أَكبَرِ ولُديِ‌

23- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن زِيَادِ بنِ مَروَانَ القنَديِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي اِبرَاهِيمَ ع وَ عِندَهُ عَلِيّ ابنُهُ فَقَالَ لِي يَا زِيَادُ هَذَا كِتَابُهُ كتِاَبيِ‌ وَ كَلَامُهُ كلَاَميِ‌ وَ رَسُولُهُ رسَوُليِ‌ وَ مَا قَالَ فَالقَولُ قَولُهُ

شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكليني‌ عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن زياد مثله قال الصدوق رحمه الله إن زياد بن مروان روي هذاالحديث ثم أنكره بعدمضي‌ موسي ع و قال بالوقف وحبس ما كان عنده من مال موسي بن جعفر ع


صفحه : 20

24- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الحَجّالِ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي الجَهمِ عَن نَصرِ بنِ قَابُوسَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع إنِيّ‌ سَأَلتُ أَبَاكَ ع مَنِ ألّذِي يَكُونُ بَعدَكَ فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّكَ أَنتَ هُوَ فَلَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذَهَبَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ قُلتُ أَنَا وَ أصَحاَبيِ‌ بِكَ فأَخَبرِنيِ‌ مَنِ ألّذِي يَكُونُ بَعدَكَ قَالَ ابنيِ‌ عَلِيّ ع

كش ،[رجال الكشي‌]حمدويه عن الحسن بن موسي عن البزنطي‌ عن سعيد مثله

25- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ الخَشّابِ عَن نُعَيمِ بنِ قَابُوسَ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع عَلِيّ ابنيِ‌ أَكبَرُ ولُديِ‌ وَ أَسمَعُهُم لقِوَليِ‌ وَ أَطوَعُهُم لأِمَريِ‌ يَنظُرُ معَيِ‌ فِي كِتَابِ الجَفرِ وَ الجَامِعَةِ وَ لَيسَ يَنظُرُ فِيهِ إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ

ير،[بصائر الدرجات ] عبد الله بن محمد عن الخشاب مثله

26-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ عَلِيّ ابنُهُ ع فِي حَجرِهِ وَ هُوَ يُقَبّلُهُ وَ يَمَصّ لِسَانَهُ وَ يَضَعُهُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ يَضُمّهُ إِلَيهِ وَ يَقُولُ بأِبَيِ‌ أَنتَ مَا أَطيَبَ رِيحَكَ وَ أَطهَرَ خَلقَكَ وَ أَبيَنَ فَضلَكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَقَد وَقَعَ فِي قلَبيِ‌ لِهَذَا الغُلَامِ مِنَ المَوَدّةِ مَا لَم يَقَع لِأَحَدٍ إِلّا لَكَ فَقَالَ لِي


صفحه : 21

يَا مُفَضّلُ هُوَ منِيّ‌ بمِنَزلِتَيِ‌ مِن أَبِي ع ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ قَالَ قُلتُ هُوَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ مِن بَعدِكَ قَالَ نَعَم مَن أَطَاعَهُ رَشَدَ وَ مَن عَصَاهُ كَفَرَ

27- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع قَبلَ أَن يُحمَلَ إِلَي العِرَاقِ بِسَنَةٍ وَ عَلِيّ ابنُهُ ع بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ قُلتُ لَبّيكَ قَالَ إِنّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ السّنَةِ حَرَكَةٌ فَلَا تَجزَع مِنهَا ثُمّ أَطرَقَ وَ نَكَتَ بِيَدِهِ فِي الأَرضِ وَ رَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ وَ هُوَ يَقُولُيُضِلّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ قُلتُ وَ مَا ذَاكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ مَن ظَلَمَ ابنيِ‌ هَذَا حَقّهُ وَ جَحَدَ إِمَامَتَهُ مِن بعَديِ‌ كَانَ كَمَن ظَلَمَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع حَقّهُ وَ جَحَدَ إِمَامَتَهُ مِن بَعدِ مُحَمّدٍص فَعَلِمتُ أَنّهُ قَد نَعَي إلِيَ‌ّ نَفسَهُ وَ دَلّ عَلَي ابنِهِ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَئِن مَدّ اللّهُ فِي عمُرُيِ‌ لَأُسَلّمَنّ إِلَيهِ حَقّهُ وَ لَأُقِرّنّ لَهُ بِالإِمَامَةِ وَ أَشهَدُ أَنّهُ مِن بَعدِكَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ الداّعيِ‌ إِلَي دِينِهِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ يَمُدّ اللّهُ فِي عُمُرِكَ وَ تَدعُو إِلَي إِمَامَتِهِ وَ إِمَامَةِ مَن يَقُومُ مَقَامَهُ مِن بَعدِهِ قُلتُ مَن ذَاكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ مُحَمّدٌ ابنُهُ قَالَ قُلتُ فَالرّضَا وَ التّسلِيمَ قَالَ نَعَم كَذَلِكَ وَجَدتُكَ فِي كِتَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَمَا إِنّكَ فِي شِيعَتِنَا أَبيَنُ مِنَ البَرقِ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ المُفَضّلَ كَانَ أنُسيِ‌ وَ مسُترَاَحيِ‌ وَ أَنتَ أُنسُهُمَا وَ مُستَرَاحُهُمَا حَرَامٌ عَلَي النّارِ أَن تَمَسّكَ أَبَداً

غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ التّسلِيمَ


صفحه : 22

شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ مِثلَهُعم ،[إعلام الوري ] عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ

مِثلَهُ

28- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن يُوسُفَ بنِ السّختِ عَن عَلِيّ بنِ القَاسِمِ العرُيَضيِ‌ّ الحسُيَنيِ‌ّ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن إِسحَاقَ وَ عَلِيّ ابنيَ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُمَا دَخَلَا عَلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَسلَمَ بِمَكّةَ فِي السّنَةِ التّيِ‌ أُخِذَ فِيهَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ مَعَهُمَا كِتَابُ أَبِي الحَسَنِ ع بِخَطّهِ فِيهِ حَوَائِجُ قَد أَمَرَ بِهَا فَقَالَا إِنّهُ قَد أَمَرَ بِهَذِهِ الحَوَائِجِ مِن هَذَا الوَجهِ فَإِن كَانَ مِن أَمرِهِ شَيءٌ فَادفَعهُ إِلَي ابنِهِ عَلِيّ ع فَإِنّهُ خَلِيفَتُهُ وَ القَيّمُ بِأَمرِهِ وَ كَانَ هَذَا بَعدَ النّفرِ بِيَومٍ بَعدَ مَا أُخِذَ أَبُو الحَسَنِ ع بِنَحوٍ مِن خَمسِينَ يَوماً وَ أَشهَدَ إِسحَاقُ وَ عَلِيّ ابنَا أَبِي عَبدِ اللّهِ ع الحُسَينَ بنَ أَحمَدَ المنِقرَيِ‌ّ وَ إِسمَاعِيلَ بنَ عُمَرَ وَ حَسّانَ بنَ مُعَاوِيَةَ وَ الحُسَينَ بنَ مُحَمّدٍ صَاحِبَ الخَتمِ عَلَي شَهَادَتِهِمَا أَنّ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُوسَي ع وصَيِ‌ّ أَبِيهِ ع وَ خَلِيفَتُهُ فَشَهِدَ اثنَانِ بِهَذِهِ الشّهَادَةِ وَ اثنَانِ قَالَا خَلِيفَتُهُ وَ وَكِيلُهُ فَقُبِلَت شَهَادَتُهُم عِندَ حَفصِ بنِ غِيَاثٍ القاَضيِ‌

29-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ قَالَ قُلتُ


صفحه : 23

لِإِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع مَا قَولُكَ فِي أَبِيكَ قَالَ هُوَ حيَ‌ّ قُلتُ فَمَا قَولُكَ فِي أَخِيكَ أَبِي الحَسَنِ قَالَ ثِقَةٌ صَدُوقٌ قُلتُ فَإِنّهُ يَقُولُ إِنّ أَبَاكَ قَد مَضَي قَالَ هُوَ أَعلَمُ وَ مَا يَقُولُ فَأَعَدتُ عَلَيهِ فَأَعَادَ عَلَيّ قُلتُ فَأَوصَي أَبُوكَ قَالَ نَعَم قُلتُ إِلَي مَن أَوصَي قَالَ إِلَي خَمسَةٍ مِنّا وَ جَعَلَ عَلِيّاً ع المُقَدّمَ عَلَينَا

30- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ زرُبيِ‌ّ قَالَ كَانَ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عنِديِ‌ مَالٌ فَبَعَثَ فَأَخَذَ بَعضَهُ وَ تَرَكَ عنِديِ‌ بَعضَهُ وَ قَالَ مَن جَاءَكَ بعَديِ‌ يَطلُبُ مَا بقَيِ‌َ عِندَكَ فَإِنّهُ صَاحِبُكَ فَلَمّا مَضَي ع أَرسَلَ إلِيَ‌ّ عَلِيّ ابنُهُ ع ابعَث إلِيَ‌ّ باِلذّيِ‌ عِندَكَ وَ هُوَ كَذَا وَ كَذَا فَبَعَثتُ إِلَيهِ مَا كَانَ لَهُ عنِديِ‌

31- ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن خَالِدِ بنِ حَمّادٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ نُعَيمٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع يَا عَلِيّ هَذَا أَفقَهُ ولُديِ‌ وَ قَد نَحَلتُهُ كنُيتَيِ‌ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي عَلِيّ ابنِهِ

32- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن أَنَسِ بنِ مُحرِزٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ ابنيِ‌ عَلِيّاً سَيّدُ ولُديِ‌ وَ قَد نَحَلتُهُ كنُيتَيِ‌

33- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ وَ عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ نُعَيمٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ أَبِي اِبرَاهِيمَ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ عَلِيّ ابنُهُ فَقَالَ هَذَا سَيّدُ ولُديِ‌ وَ قَد نَحَلتُهُ كنُيتَيِ‌

34-شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ إِسمَاعِيلَ بنِ عَبّادٍ مَعاً عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ ع جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ قَد كَبِرَت سنِيّ‌ فَخُذ بيِدَيِ‌ وَ أنَقذِنيِ‌ مِنَ النّارِ مَن


صفحه : 24

صَاحِبُنَا بَعدَكَ فَأَشَارَ إِلَي ابنِهِ أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ هَذَا صَاحِبُكُم مِن بعَديِ‌

35- شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الأَوّلِ ع أَ لَا تدَلُنّيِ‌ عَلَي مَن آخُذُ مِنهُ ديِنيِ‌ فَقَالَ هَذَا ابنيِ‌ عَلِيّ إِنّ أَبِي أَخَذَ بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ إِلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ اللّهَ قَالَ إنِيّ‌ جَاعِلُكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ وَ إِنّ اللّهَ إِذَا قَالَ قَولًا وَفَي بِهِ

36- شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن نُعَيمٍ القاَبوُسيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ ابنيِ‌ عَلِيّ أَكبَرُ ولُديِ‌ وَ أَبَرّهُم عنِديِ‌ وَ أَحَبّهُم إلِيَ‌ّ هُوَ يَنظُرُ معَيِ‌ فِي الجَفرِ وَ لَم يَنظُر فِيهِ إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ

37- شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ عَلِيّ بنِ الحَكَمِ مَعاً عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ قَالَ خَرَجَت إِلَينَا أَلوَاحٌ مِن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع وَ هُوَ فِي الحَبسِ عهَديِ‌ إِلَي أَكبَرِ ولُديِ‌ أَن يَفعَلَ كَذَا وَ فُلَانٌ لَا تُنِلهُ شَيئاً حَتّي أَلقَاكَ أَو يقَضيِ‌َ اللّهُ عَلَيّ المَوتَ

38-شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي عَلِيّ الخَزّازِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ ع إنِيّ‌ أَخَافُ أَن يَحدُثَ حَدَثٌ


صفحه : 25

وَ لَا أَلقَاكَ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ الإِمَامِ بَعدَكَ فَقَالَ ابنيِ‌ فُلَانٌ يعَنيِ‌ أَبَا الحَسَنِ ع

39- شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي الجَهمِ عَن نَصرِ بنِ قَابُوسَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ ع إنِيّ‌ سَأَلتُ أَبَاكَ مَنِ ألّذِي يَكُونُ بَعدَكَ فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّكَ أَنتَ هُوَ فَلَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو عَبدِ اللّهِ ذَهَبَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ قُلتُ بِكَ أَنَا وَ أصَحاَبيِ‌ فأَخَبرِنيِ‌ مَنِ ألّذِي يَكُونُ مِن بَعدِكَ مِن وُلدِكَ قَالَ ابنيِ‌ فُلَانٌ

40- شا،[الإرشاد]عم ،[إعلام الوري ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الضّحّاكِ بنِ الأَشعَثِ عَن دَاوُدَ بنِ زرُبيِ‌ّ قَالَ جِئتُ إِلَي أَبِي اِبرَاهِيمَ بِمَالٍ قَالَ فَأَخَذَ بَعضَهُ وَ تَرَكَ بَعضَهُ فَقُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ لأِيَ‌ّ شَيءٍ تَرَكتَهُ عنِديِ‌ فَقَالَ إِنّ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ يَطلُبُهُ مِنكَ فَلَمّا جَاءَ نَعيُهُ بَعَثَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع فسَأَلَنَيِ‌ ذَلِكَ المَالَ فَدَفَعتُهُ إِلَيهِ

كش ،[رجال الكشي‌]حمدويه عن الحسن بن موسي عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه عن علي بن عقبة أوغيره عن الضحاك مثله

41-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]رَوَي أَبُو الحُسَينِ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَعدٍ عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا مِنهُمُ ابنُ أَبِي الخَطّابِ وَ الخَشّابُ وَ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ فِي حَدِيثٍ لَهُ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي ع أَسأَلُكَ فَقَالَ سَل إِمَامَكَ فَقُلتُ مَن تعَنيِ‌ فإَنِيّ‌ لَا أَعرِفُ إِمَاماً غَيرَكَ قَالَ هُوَ عَلِيّ ابنيِ‌ قَد نَحَلتُهُ كنُيتَيِ‌ قُلتُ سيَدّيِ‌ أنَقذِنيِ‌ مِنَ النّارِ فَإِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ إِنّكَ القَائِمُ بِهَذَا الأَمرِ قَالَ أَ وَ لَم أَكُن قَائِماً ثُمّ قَالَ يَا حَسَنُ مَا مِن إِمَامٍ يَكُونُ قَائِماً فِي أُمّةٍ إِلّا وَ هُوَ قَائِمُهُم فَإِذَا مَضَي عَنهُم فاَلذّيِ‌ يَلِيهِ هُوَ القَائِمُ وَ الحُجّةُ حَتّي يَغِيبَ عَنهُم فَكُلّنَا قَائِمٌ فَاصرِف جَمِيعَ مَا كُنتَ تعُاَملِنُيِ‌ بِهِ إِلَي ابنيِ‌ عَلِيّ وَ اللّهِ وَ اللّهِ مَا أَنَا


صفحه : 26

فَعَلتُ ذَاكَ بِهِ بَلِ اللّهُ فَعَلَ بِهِ ذَاكَ حُبّاً

42- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ صَفوَانَ وَ عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي اِبرَاهِيمَ ع فَقَالَ لِي إِنّ جَعفَراً ع كَانَ يَقُولُ سَعِدَ امرُؤٌ لَم يَمُت حَتّي يَرَي خَلَفَهُ مِن نَفسِهِ ثُمّ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي ابنِهِ عَلِيّ فَقَالَ هَذَا وَ قَد أرَاَنيِ‌َ اللّهُ خلَفَيِ‌ مِن نفَسيِ‌

43- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ وَ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ نَافِعٍ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ لِي هَارُونُ بنُ سَعدٍ العجِليِ‌ّ قَد مَاتَ إِسمَاعِيلُ ألّذِي كُنتُم تَمُدّونَ إِلَيهِ أَعنَاقَكُم وَ جَعفَرٌ شَيخٌ كَبِيرٌ يَمُوتُ غَداً أَو بَعدَ غَدٍ فَتَبقُونَ بِلَا إِمَامٍ فَلَم أَدرِ مَا أَقُولُ فَأَخبَرتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع بِمَقَالَتِهِ فَقَالَ هَيهَاتَ هَيهَاتَ أَبَي اللّهُ وَ اللّهِ أَن يَنقَطِعَ هَذَا الأَمرُ حَتّي يَنقَطِعَ اللّيلُ وَ النّهَارُ فَإِذَا رَأَيتَهُ فَقُل لَهُ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ يَكبَرُ وَ نُزَوّجُهُ وَ يُولَدُ لَهُ فَيَكُونُ خَلَفاً إِن شَاءَ اللّهُ

ك ،[إكمال الدين ] أبي عن سعد مثله

44- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] فِي خَبَرٍ آخَرَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَظهَرُ صَاحِبُنَا وَ هُوَ مِن صُلبِ هَذَا وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَيَملَؤُهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً وَ يَصفُو لَهُ الدّنيَا

45-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]أَيّوبُ بنُ نُوحٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ جَعفَرٍ يَقُولُكُنتُ عِندَ أخَيِ‌ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَكَانَ وَ اللّهِ حُجّةً فِي الأَرضِ بَعدَ أَبِي ع إِذ طَلَعَ ابنُهُ عَلِيّ فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ هَذَا صَاحِبُكَ وَ هُوَ منِيّ‌ بمِنَزلِتَيِ‌ مِن أَبِي


صفحه : 27

فَثَبّتَكَ اللّهُ عَلَي دِينِهِ فَبَكَيتُ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ نَعَي وَ اللّهِ إلِيَ‌ّ نَفسَهُ فَقَالَ يَا عَلِيّ لَا بُدّ مِن أَن يمَضيِ‌َ مَقَادِيرُ اللّهِ فِيّ وَ لِي بِرَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ وَ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ كَانَ هَذَا قَبلَ أَن يَحمِلَهُ هَارُونُ الرّشِيدُ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ تَمَامَ الخَبَرِ

45- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع إِنّ أَبَاكَ أَخبَرَنَا بِالخَلَفِ مِن بَعدِهِ فَلَو خَبّرتَنَا بِهِ قَالَ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ فَهَزّهَا ثُمّ قَالَما كانَ اللّهُ لِيُضِلّ قَوماً بَعدَ إِذ هَداهُم حَتّي يُبَيّنَ لَهُم ما يَتّقُونَ قَالَ فَخَفَقتُ فَقَالَ لِي مَه لَا تُعَوّد عَينَيكَ كَثرَةَ النّومِ فَإِنّهَا أَقَلّ شَيءٍ فِي الجَسَدِ شُكراً

بيان لعله ع بين له أن الله سيظهر لكم الإمام بعدي‌ ويبين و لايدعكم في ضلالة

46- كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي عَن سُلَيمَانَ الصيّديِ‌ّ عَن نَصرِ بنِ قَابُوسَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ فِي مَنزِلِهِ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ فوَقَفَنَيِ‌ عَلَي بَيتٍ مِنَ الدّارِ فَدَفَعَ البَابَ فَإِذَا عَلِيّ ابنُهُ ع وَ فِي يَدِهِ كِتَابٌ يَنظُرُ فِيهِ فَقَالَ لِي يَا نَصرُ تَعرِفُ هَذَا قُلتُ نَعَم هَذَا عَلِيّ ابنُكَ قَالَ يَا نَصرُ أَ تدَريِ‌ مَا هَذَا الكِتَابُ ألّذِي فِي يَدِهِ يَنظُرُ فِيهِ فَقُلتُ لَا قَالَ هَذَا الجَفرُ ألّذِي لَا يَنظُرُ فِيهِ إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ قَالَ الحَسَنُ بنُ مُوسَي فلَعَمَريِ‌ مَا شَكّ نَصرٌ وَ لَا ارتَابَ حَتّي أَتَاهُ وَفَاةُ أَبِي الحَسَنِ ع

47-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي قَالَ كَانَ نَشِيطٌ وَ خَالِدٌ يَخدُمَانِ


صفحه : 28

أَبَا الحَسَنِ ع قَالَ فَذَكَرَ الحَسَنُ عَن يَحيَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن نَشِيطٍ عَن خَالِدٍ الجَوّانِ قَالَ لَمّا اختَلَفَ النّاسُ فِي أَمرِ أَبِي الحَسَنِ ع قُلتُ لِخَالِدٍ أَ مَا تَرَي مَا قَد وَقَعنَا فِيهِ مِنِ اختِلَافِ النّاسِ فَقَالَ لِي خَالِدٌ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ عهَديِ‌ إِلَي ابنيِ‌ عَلِيّ أَكبَرِ ولُديِ‌ وَ خَيرِهِم وَ أَفضَلِهِم

48- ضه ،[روضة الواعظين ] أَبُو المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ ع جُعِلتُ فِدَاكَ قَد كَبِرَ سنِيّ‌ فحَدَثّنيِ‌ عَنِ البَابِ فَأَشَارَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ قَالَ هَذَا صَاحِبُكُم مِن بعَديِ‌

أقول قدسبق بعض النصوص في باب النص علي الكاظم ع وبعضها في باب وصيته ع


صفحه : 29

باب 3-معجزاته وغرائب شأنه صلوات الله عليه

1- ب ،[قرب الإسناد]الرّيّانُ بنُ الصّلتِ قَالَ كُنتُ بِبَابِ الرّضَا ع بِخُرَاسَانَ فَقُلتُ لِمَعمَرٍ إِن رَأَيتَ أَن تَسأَلَ سيَدّيِ‌ أَن يكَسوُنَيِ‌ ثَوباً مِن ثِيَابِهِ وَ يَهَبَ لِي مِنَ الدّرَاهِمِ التّيِ‌ ضُرِبَت بِاسمِهِ فأَخَبرَنَيِ‌ مَعمَرٌ أَنّهُ دَخَلَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع مِن فَورِهِ ذَلِكَ قَالَ فاَبتدَأَنَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ فَقَالَ يَا مَعمَرُ لَا يُرِيدُ الرّيّانُ أَن نَكسُوَهُ مِن ثِيَابِنَا أَو نَهَبَ لَهُ مِن دَرَاهِمِنَا قَالَ فَقُلتُ لَهُ سُبحَانَ اللّهِ هَذَا كَانَ قَولَهُ لِيَ السّاعَةَ بِالبَابِ قَالَ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ إِنّ المُؤمِنَ مُوَفّقٌ قُل لَهُ فلَيجَئِنيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ عَلَيهِ فَسَلّمتُ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ وَ دَعَا لِي بِثَوبَينِ مِن ثِيَابِهِ فَدَفَعَهُمَا إلِيَ‌ّ فَلَمّا قُمتُ وَضَعَ فِي يدَيِ‌ ثَلَاثِينَ دِرهَماً

كشف ،[كشف الغمة] من دلائل الحميري‌ عن معمر بن خلاد مثله كش ،[رجال الكشي‌] محمد بن مسعود عن علي بن الحسن عن معمر

مثله بيان المؤمن موفق أي يسر الله لريان بأن ألهمني‌ حاجته أووفقني‌ الله لقضاء حاجته بذلك

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي المَأمُونِ يَوماً فأَجَلسَنَيِ‌ وَ أَخرَجَ مَن كَانَ عِندَهُ ثُمّ دَعَا بِالطّعَامِ فَطَعِمنَا ثُمّ طَيّبَنَا ثُمّ أَمَرَ بِسِتَارَةٍ فَضُرِبَت ثُمّ أَقبَلَ عَلَي بَعضِ مَن كَانَ فِي السّتَارَةِ فَقَالَ بِاللّهِ


صفحه : 30

لَمّا رَثَيتِ لَنَا مَن بِطُوسَ فَأَخَذَت تَقُولُ


سُقيَا لِطُوسَ وَ مَن أَضحَي بِهَا قَطَناً   مِن عِترَةِ المُصطَفَي أَبقَي لَنَا حَزَناً

قَالَ ثُمّ بَكَي فَقَالَ لِي يَا عَبدَ اللّهِ أَ يلَوُمنُيِ‌ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ أَهلُ بَيتِكَ أَن نَصَبتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَلَماً فَوَ اللّهِ لَأُحَدّثَنّكَ بِحَدِيثٍ تَتَعَجّبُ مِنهُ جِئتُهُ يَوماً فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ آبَاءَكَ مُوسَي وَ جَعفَراً وَ مُحَمّداً وَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع كَانَ عِندَهُم عِلمُ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ أَنتَ وصَيِ‌ّ القَومِ وَ وَارِثُهُم وَ عِندَكَ عِلمُهُم وَ قَد بَدَت لِي إِلَيكَ حَاجَةٌ قَالَ هَاتِهَا فَقُلتُ هَذِهِ الزّاهِرِيّةُ حظَيِتّيِ‌ وَ لَا أُقَدّمُ عَلَيهَا أَحَداً مِن جوِاَريِ‌ّ وَ قَد حَمَلَت غَيرَ مَرّةٍ وَ أَسقَطَت وَ هيِ‌َ الآنَ حَامِلٌ فدَلُنّيِ‌ عَلَي مَا تَتَعَالَجُ بِهِ فَتَسلَمُ فَقَالَ لَا تَخَف مِن إِسقَاطِهَا فَإِنّهَا تَسلَمُ وَ تَلِدُ غُلَاماً أَشبَهَ النّاسِ بِأُمّهِ وَ تَكُونُ لَهُ خِنصِرٌ زَائِدَةٌ فِي يَدِهِ اليُمنَي لَيسَت بِالمُدَلّاةِ وَ فِي رِجلِهِ اليُسرَي خِنصِرٌ زَائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلّاةِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ أَشهَدُأَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌفَوَلَدَتِ الزّاهِرِيّةُ غُلَاماً أَشبَهَ النّاسِ بِأُمّهِ فِي يَدِهِ اليُمنَي خِنصِرٌ زَائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلّاةِ وَ فِي رِجلِهِ اليُسرَي خِنصِرٌ زَائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلّاةِ عَلَي مَا كَانَ وَصَفَهُ لِيَ الرّضَا ع فَمَن يلَوُمنُيِ‌ عَلَي نصَبيِ‌ إِيّاهُ عَلَماً وَ الحَدِيثُ فِيهِ زِيَادَةٌ حَذَفنَاهَا وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

بيان قطنا أي مقيما و قال الجوهري‌ حظيت المرأة عندزوجها حظوة وحظوة بالكسر والضم وحظة أيضا وهي‌ حظيتي‌ وإحدي حظاياي‌

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عُمَيرِ بنِ بُرَيدٍ قَالَكُنتُ


صفحه : 31

عِندَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا فَذُكِرَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ فَقَالَ إنِيّ‌ جَعَلتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا يظُلِنّيِ‌ وَ إِيّاهُ سَقفُ بَيتٍ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ هَذَا يَأمُرُنَا بِالبِرّ وَ الصّلَةِ وَ يَقُولُ هَذَا لِعَمّهِ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ هَذَا مِنَ البِرّ وَ الصّلَةِ إِنّهُ مَتَي يأَتيِنيِ‌ وَ يَدخُلُ عَلَيّ وَ يَقُولُ فِيّ فَيُصَدّقُهُ النّاسُ وَ إِذَا لَم يَدخُل عَلَيّ وَ لَم أَدخُل عَلَيهِ لَم يُقبَل قَولُهُ إِذَا قَالَ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ قَالَ إِنّ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ الطاّهرِيِ‌ّ كَتَبَ إِلَي الرّضَا ع يَشكُو عَمّهُ بِعَمَلِ السّلطَانِ وَ التّلَبّسِ بِهِ وَ أَمرَ وَصِيّتِهِ فِي يَدَيهِ فَكَتَبَ ع أَمّا الوَصِيّةُ فَقَد كُفِيتَ أَمرَهَا فَاغتَمّ الرّجُلُ فَظَنّ أَنّهَا تُؤخَذُ مِنهُ فَمَاتَ بَعدَ ذَلِكَ بِعِشرِينَ يَوماً

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زَعلَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ القمُيّ‌ّ قَالَ كُنتُ عِندَ الرّضَا ع وَ فِيّ عَطَشٌ شَدِيدٌ فَكَرِهتُ أَن أسَتسَقيِ‌َ فَدَعَا بِمَاءٍ وَ ذَاقَهُ وَ ناَولَنَيِ‌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اشرَب فَإِنّهُ بَارِدٌ فَشَرِبتُ

ير،[بصائر الدرجات ] ابن عيسي مثله

6-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ الراّزيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ هَارُونَ بنِ الحَارِثِ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ قَالَكُنتُ أَنَا وَ أخَيِ‌ عِندَ الرّضَا ع فَأَتَاهُ مَن أَخبَرَهُ أَنّهُ قَد رَبَطَ ذَقَنَ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ فَمَضَي أَبُو الحَسَنِ ع وَ مَضَينَا مَعَهُ وَ إِذَا لَحيَاهُ قَد رُبِطَا وَ إِذَا إِسحَاقُ بنُ جَعفَرٍ وَ وُلدُهُ وَ جَمَاعَةُ آلِ أَبِي طَالِبٍ ع يَبكُونَ فَجَلَسَ أَبُو الحَسَنِ ع عِندَ رَأسِهِ وَ نَظَرَ فِي وَجهِهِ فَتَبَسّمَ فَنَقَمَ مَن كَانَ فِي المَجلِسِ عَلَيهِ فَقَالَ بَعضُهُم إِنّمَا تَبَسّمَ شَامِتاً بِعَمّهِ قَالَ وَ خَرَجَ ليِصُلَيّ‌َ فِي المَسجِدِ فَقُلنَا لَهُ جُعِلنَا فِدَاكَ قَد سَمِعنَا فِيكَ مِن


صفحه : 32

هَؤُلَاءِ مَا نَكرَهُ حِينَ تَبَسّمتَ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّمَا تَعَجّبتُ مِن بُكَاءِ إِسحَاقَ وَ هُوَ وَ اللّهِ يَمُوتُ قَبلَهُ وَ يَبكِيهِ مُحَمّدٌ قَالَ فَبَرَأَ مُحَمّدٌ وَ مَاتَ إِسحَاقُ

نجم ،[ كتاب النجوم ]بإسنادنا إلي محمد بن جرير الطبري‌ بإسناده إلي أبي الحسن بن موسي ع مثله بيان فنقم أي كره وعاب

7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الحَذّاءِ قَالَ حَدّثَنَا يَحيَي بنُ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ قَالَ مَرِضَ أَبِي مَرَضاً شَدِيداً فَأَتَاهُ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع يَعُودُهُ وَ عمَيّ‌ إِسحَاقُ جَالِسٌ يبَكيِ‌ قَد جَزِعَ عَلَيهِ جَزَعاً شَدِيداً قَالَ يَحيَي فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ ع فَقَالَ مَا يبُكيِ‌ عَمّكَ قُلتُ يَخَافُ عَلَيهِ مَا تَرَي قَالَ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ ع فَقَالَ لَا تَغُمّنّ فَإِنّ إِسحَاقَ سَيَمُوتُ قَبلَهُ قَالَ يَحيَي فَبَرَأَ أَبِي مُحَمّدٌ وَ مَاتَ إِسحَاقُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مرسلا مثله

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن إِسحَاقَ بنِ مُوسَي قَالَ لَمّا خَرَجَ عمَيّ‌ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ بِمَكّةَ وَ دَعَا إِلَي نَفسِهِ وَ دعُيِ‌َ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ بُويِعَ لَهُ بِالخِلَافَةِ دَخَلَ عَلَيهِ الرّضَا ع وَ أَنَا مَعَهُ فَقَالَ لَهُ يَا عَمّ لَا تُكَذّب أَبَاكَ وَ لَا أَخَاكَ فَإِنّ هَذَا الأَمرَ لَا يَتِمّ ثُمّ خَرَجَ وَ خَرَجتُ مَعَهُ إِلَي المَدِينَةِ فَلَم يَلبَث إِلّا قَلِيلًا حَتّي قَدِمَ الجلَوُديِ‌ّ فَلَقِيَهُ فَهَزَمَهُ ثُمّ استَأمَنَ إِلَيهِ فَلَبِسَ السّوَادَ وَ صَعِدَ المِنبَرَ فَخَلَعَ نَفسَهُ وَ قَالَ إِنّ هَذَا الأَمرَ لِلمَأمُونِ وَ لَيسَ لِي فِيهِ حَقّ ثُمّ أُخرِجَ إِلَي خُرَاسَانَ فَمَاتَ بِجُرجَانَ


صفحه : 33

كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ مُرسَلًا مِثلَهُ وَ فِيهِ فَمَاتَ بِمَروَ

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ قَالَ لِيَ الرّيّانُ بنُ الصّلتِ بِمَروَ وَ قَد كَانَ الفَضلُ بنُ سَهلٍ بَعَثَهُ إِلَي بَعضِ كُوَرِ خُرَاسَانَ فَقَالَ لِي أُحِبّ أَن تَستَأذِنَ لِي عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَأُسَلّمَ عَلَيهِ وَ أُحِبّ أَن يكَسوُنَيِ‌ مِن ثِيَابِهِ وَ أَن يَهَبَ لِي مِنَ الدّرَاهِمِ التّيِ‌ ضُرِبَت بِاسمِهِ فَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً إِنّ الرّيّانَ بنَ الصّلتِ يُرِيدُ الدّخُولَ عَلَينَا وَ الكِسوَةَ مِن ثِيَابِنَا وَ العَطِيّةَ مِن دَرَاهِمِنَا فَأَذِنتُ لَهُ فَدَخَلَ وَ سَلّمَ فَأَعطَاهُ ثَوبَينِ وَ ثَلَاثِينَ دِرهَماً مِنَ الدّرَاهِمِ المَضرُوبَةِ بِاسمِهِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن معمر مثله

10- كش ،[رجال الكشي‌]طَاهِرُ بنُ عِيسَي عَن جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُجَاعٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ مِثلَهُ

11- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ مَاجِيلَوَيهِ مَعاً عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ كُنّا حَولَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا وَ نَحنُ شُبّانٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِذ مَرّ عَلَينَا جَعفَرُ بنُ عُمَرَ العلَوَيِ‌ّ وَ هُوَ رَثّ الهَيئَةِ فَنَظَرَ بَعضُنَا إِلَي بَعضٍ وَ ضَحِكنَا مِن هَيئَةِ جَعفَرِ بنِ عُمَرَ فَقَالَ الرّضَا ع لَتَرَونَهُ عَن قَرِيبٍ كَثِيرَ المَالِ كَثِيرَ التّبَعِ فَمَا مَضَي إِلّا شَهرٌ أَو نَحوُهُ حَتّي ولُيّ‌َ المَدِينَةَ وَ حَسُنَت حَالُهُ فَكَانَ يَمُرّ بِنَا وَ مَعَهُ الخِصيَانُ وَ الحَشَمُ وَ جَعفَرٌ هَذَا هُوَ جَعفَرُ بنُ عُمَرَ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع


صفحه : 34

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن الحسين مثله

12- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ بَشّارٍ قَالَ قَالَ الرّضَا ع إِنّ عَبدَ اللّهِ يَقتُلُ مُحَمّداً فَقُلتُ لَهُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ هَارُونَ يَقتُلُ مُحَمّدَ بنَ هَارُونَ فَقَالَ لِي نَعَم عَبدُ اللّهِ ألّذِي بِخُرَاسَانَ يَقتُلُ مُحَمّدَ بنَ زُبَيدَةَ ألّذِي هُوَ بِبَغدَادَ فَقَتَلَهُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَنِ الحُسَينِ مِثلَهُ وَ ذَكَرَ بَعدَهُ وَ كَانَ ع يَتَمَثّلُ


وَ إِنّ الضّغنَ بَعدَ الضّغنِ يَغشُو   عَلَيكَ وَ يُخرِجُ الدّاءَ الدّفِينَا

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ وَ صَفوَانَ قَالَا حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ قِيَامَا وَ كَانَ مِن رُؤَسَاءِ الوَاقِفَةِ فَسَأَلَنَا أَن نَستَأذِنَ لَهُ عَلَي الرّضَا ع فَفَعَلنَا فَلَمّا صَارَ بَينَ يَدَيهِ قَالَ لَهُ أَنتَ إِمَامٌ قَالَ نَعَم قَالَ إنِيّ‌ أُشهِدُ اللّهَ أَنّكَ لَستَ بِإِمَامٍ قَالَ فَنَكَتَ طَوِيلًا فِي الأَرضِ مُنَكّسَ الرّأسِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ مَا عِلمُكَ أنَيّ‌ لَستُ بِإِمَامٍ قَالَ لِأَنّا رُوّينَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ الإِمَامَ لَا يَكُونُ عَقِيماً وَ أَنتَ قَد بَلَغتَ هَذَا السّنّ وَ لَيسَ لَكَ وَلَدٌ قَالَ فَنَكَسَ رَأسَهُ أَطوَلَ مِنَ المَرّةِ الأُولَي ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ أُشهِدُ اللّهَ أَنّهُ لَا تمَضيِ‌ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ‌ حَتّي يرَزقُنَيِ‌َ اللّهُ وَلَداً منِيّ‌ قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي نَجرَانَ فَعَدَدنَا الشّهُورَ مِنَ الوَقتِ ألّذِي قَالَ فَوَهَبَ اللّهُ لَهُ أَبَا جَعفَرٍ ع فِي أَقَلّ مِن سَنَةٍ قَالَ وَ كَانَ الحُسَينُ بنُ قِيَامَا هَذَا وَاقِفاً فِي الطّوَافِ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ الأَوّلُ ع فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ حَيّرَكَ اللّهُ فَوَقَفَ عَلَيهِ بَعدَ الدّعوَةِ

14- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي يَعقُوبَ عَن مُوسَي بنِ هَارُونَ قَالَ رَأَيتُ الرّضَا ع وَ قَد نَظَرَ إِلَي هَرثَمَةَ بِالمَدِينَةِ فَقَالَ كأَنَيّ‌ بِهِ وَ قَد حُمِلَ إِلَي هَارُونَ فَضُرِبَت عُنُقُهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ


صفحه : 35

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن موسي مثله كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُوسَي

مِثلَهُ وَ فِيهِ وَ قَد حُمِلَ إِلَي مَروَ

15- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن أَبِي حَبِيبٍ النبّاَجيِ‌ّ أَنّهُ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ قَد وَافَي النّبَاجَ وَ نَزَلَ بِهَا فِي المَسجِدِ ألّذِي يَنزِلُهُ الحَاجّ فِي كُلّ سَنَةٍ وَ كأَنَيّ‌ مَضَيتُ إِلَيهِ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ وَ وَقَفتُ بَينَ يَدَيهِ وَ وَجَدتُ عِندَهُ طَبَقاً مِن خُوصِ نَخلِ المَدِينَةِ فِيهِ تَمرٌ صيَحاَنيِ‌ّ فَكَأَنّهُ قَبَضَ قَبضَةً مِن ذَلِكَ التّمرِ فنَاَولَنَيِ‌ فَعَدَدتُهُ فَكَانَ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ تَمرَةً فَتَأَوّلتُ أنَيّ‌ أَعِيشُ بِعَدَدِ كُلّ تَمرَةٍ سَنَةً فَلَمّا كَانَ بَعدَ عِشرِينَ يَوماً كُنتُ فِي أَرضٍ بَينَ يدَيَ‌ّ تُعمَرُ لِلزّرَاعَةِ حَتّي جاَءنَيِ‌ مَن أخَبرَنَيِ‌ بِقُدُومِ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع مِنَ المَدِينَةِ وَ نُزُولِهِ ذَلِكَ المَسجِدَ وَ رَأَيتُ النّاسَ يَسعَونَ إِلَيهِ فَمَضَيتُ نَحوَهُ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي المَوضِعِ ألّذِي كُنتُ رَأَيتُ فِيهِ النّبِيّص وَ تَحتَهُ حَصِيرٌ مِثلُ مَا كَانَ تَحتَهُ وَ بَينَ يَدَيهِ طَبَقُ خُوصٍ فِيهِ تَمرٌ صيَحاَنيِ‌ّ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ السّلَامَ عَلَيّ وَ استدَناَنيِ‌ فنَاَولَنَيِ‌ قَبضَةً مِن ذَلِكَ التّمرِ فَعَدَدتُهُ فَإِذَا عَدَدُهُ مِثلُ ذَلِكَ العَدَدِ ألّذِي ناَولَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقُلتُ لَهُ زدِنيِ‌ مِنهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَو زَادَكَ رَسُولُ اللّهِص لَزِدنَاكَ

عم ،[إعلام الوري ]مما روت العامة مارواه أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن محمد بن عيسي عن أبي حبيب النباجي‌ وذكر مثله

16-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ قَالَ لَمّا أَرَدتُ الخُرُوجَ إِلَي العِرَاقِ عَزَمتُ عَلَي تَودِيعِ الرّضَا ع فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ إِذَا وَدّعتُهُ سَأَلتُهُ قَمِيصاً مِن ثِيَابِ جَسَدِهِ لِأُكَفّنَ بِهِ وَ دَرَاهِمَ مِن مَالِهِ أَصُوغُ بِهَا لبِنَاَتيِ‌


صفحه : 36

خَوَاتِيمَ فَلَمّا وَدّعتُهُ شغَلَنَيِ‌ البُكَاءُ وَ الأَسَي عَلَي فِرَاقِهِ عَن مَسأَلَتِهِ ذَلِكَ فَلَمّا خَرَجتُ مِن بَينِ يَدَيهِ صَاحَ بيِ‌ يَا رَيّانُ ارجِع فَرَجَعتُ فَقَالَ لِي أَ مَا تُحِبّ أَن أَدفَعَ إِلَيكَ قَمِيصاً مِن ثِيَابِ جسَدَيِ‌ تُكَفّنُ فِيهِ إِذَا فنَيِ‌َ أَجَلُكَ أَ وَ مَا تُحِبّ أَن أَدفَعَ إِلَيكَ دَرَاهِمَ تَصُوغُ بِهَا لِبَنَاتِكَ خَوَاتِيمَ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ قَد كَانَ فِي نفَسيِ‌ أَن أَسأَلَكَ ذَلِكَ فمَنَعَنَيِ‌ الغَمّ بِفِرَاقِكَ فَرَفَعَ ع الوِسَادَةَ وَ أَخرَجَ قَمِيصاً فَدَفَعَهُ إلِيَ‌ّ وَ رَفَعَ جَانِبَ المُصَلّي فَأَخرَجَ دَرَاهِمَ فَدَفَعَهَا إلِيَ‌ّ فَعَدَدتُهَا فَكَانَت ثَلَاثِينَ دِرهَماً

17- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ كُنتُ شَاكّاً فِي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ فَكَتَبتُ إِلَيهِ كِتَاباً أَسأَلُهُ فِيهِ الإِذنَ عَلَيهِ وَ قَد أَضمَرتُ فِي نفَسيِ‌ أَن أَسأَلَهُ إِذَا دَخَلتُ عَلَيهِ عَن ثَلَاثِ آيَاتٍ قَد عَقَدتُ قلَبيِ‌ عَلَيهَا قَالَ فأَتَاَنيِ‌ جَوَابُ مَا كَتَبتُ بِهِ إِلَيهِ عَافَانَا اللّهُ وَ إِيّاكَ أَمّا مَا طَلَبتَ مِنَ الإِذنِ عَلَيّ فَإِنّ الدّخُولَ عَلَيّ صَعبٌ وَ هَؤُلَاءِ قَد ضَيّقُوا عَلَيّ ذَلِكَ فَلَستَ تَقدِرُ عَلَيهِ الآنَ وَ سَيَكُونُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ كَتَبَ ع بِجَوَابِ مَا أَرَدتُ أَن أَسأَلَهُ عَنِ الآيَاتِ الثّلَاثِ فِي الكِتَابِ وَ لَا وَ اللّهِ مَا ذَكَرتُ لَهُ مِنهُنّ شَيئاً وَ لَقَد بَقِيتُ مُتَعَجّباً لَمّا ذَكَرَ مَا فِي الكِتَابِ وَ لَم أَدرِ أَنّهُ جوَاَبيِ‌ إِلّا بَعدَ ذَلِكَ فَوَقَفتُ عَلَي مَعنَي مَا كَتَبَ بِهِ ع

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]البزنطي‌ مثله

18-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَبِي عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَبَعَثَ الرّضَا ع إلِيَ‌ّ بِحِمَارٍ فَرَكِبتُهُ وَ أَتَيتُهُ وَ أَقَمتُ عِندَهُ بِاللّيلِ إِلَي أَن مَضَي مِنهُ مَا شَاءَ اللّهُ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَنهَضَ قَالَ لَا أَرَاكَ أَن تَقدِرَ عَلَي الرّجُوعِ إِلَي المَدِينَةِ قُلتُ أَجَل جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ فَبِت عِندَنَا اللّيلَةَ وَ اغدُ عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قُلتُ أَفعَلُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ افرشُيِ‌ لَهُ فرِاَشيِ‌ وَ اطرحَيِ‌ عَلَيهِ ملِحفَتَيِ‌َ التّيِ‌


صفحه : 37

أَنَامُ فِيهَا وَ ضعَيِ‌ تَحتَ رَأسِهِ مخَاَديّ‌ قَالَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ مَن أَصَابَ مَا أَصَبتُ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ لَقَد جَعَلَ اللّهُ لِي مِنَ المَنزِلَةِ عِندَهُ وَ أعَطاَنيِ‌ مِنَ الفَخرِ مَا لَم يُعطِهِ أَحَداً مِن أَصحَابِنَا بَعَثَ إلِيَ‌ّ بِحِمَارِهِ فَرَكِبتُهُ وَ فَرَشَ لِي فِرَاشَهُ وَ بِتّ فِي مِلحَفَتِهِ وَ وُضِعَت لِي مَخَادّهُ مَا أَصَابَ مِثلَ هَذَا أَحَدٌ مِن أَصحَابِنَا قَالَ وَ هُوَ قَاعِدٌ معَيِ‌ وَ أَنَا أُحَدّثُ فِي نفَسيِ‌ فَقَالَ ع يَا أَحمَدُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَتَي زَيدَ بنَ صُوحَانَ فِي مَرَضِهِ يَعُودُهُ فَافتَخَرَ عَلَي النّاسِ بِذَلِكَ فَلَا تَذهَبَنّ نَفسَكَ إِلَي الفَخرِ وَ تَذَلّل لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ اعتَمَدَ عَلَي يَدِهِ فَقَامَ ع

19- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُكَتّبُ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي بنِ بَشّارٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع بَعدَ مضُيِ‌ّ أَبِيهِ ع فَجَعَلتُ أَستَفهِمُهُ بَعضَ مَا كلَمّنَيِ‌ بِهِ فَقَالَ لِي نَعَم يَا سَمَاعُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ كُنتُ وَ اللّهِ أُلَقّبُ بِهَذَا فِي صبَاَي‌َ وَ أَنَا فِي الكُتّابِ قَالَ فَتَبَسّمَ فِي وجَهيِ‌

20- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] جَعفَرُ بنُ نُعَيمٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَفصٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مَولَي العَبدِ الصّالِحِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ كُنتُ وَ جَمَاعَةً مَعَ الرّضَا ع فِي مَفَازَةٍ فَأَصَابَنَا عَطَشٌ شَدِيدٌ وَ دَوَابّنَا حَتّي خِفنَا عَلَي أَنفُسِنَا فَقَالَ لَنَا الرّضَا ع ائتُوا مَوضِعاً وَصَفَهُ لَنَا فَإِنّكُم تُصِيبُونَ المَاءَ فِيهِ قَالَ فَأَتَينَا المَوضِعَ فَأَصَبنَا المَاءَ وَ سَقَينَا دَوَابّنَا حَتّي رَوِيَت وَ رَوِينَا وَ مَن مَعَنَا مِنَ القَافِلَةِ ثُمّ رَحَلنَا فَأَمَرَنَا ع بِطَلَبِ العَينِ فَطَلَبنَاهَا فَمَا أَصَبنَا إِلّا بَعرَ الإِبِلِ وَ لَم نَجِد لِلعَينِ أَثَراً فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِرَجُلٍ مِن وُلدِ قَنبَرٍ كَانَ يَزعُمُ أَنّ لَهُ مِائَةً وَ عِشرِينَ سَنَةً فأَخَبرَنَيِ‌ القنَبرَيِ‌ّ بِمِثلِ هَذَا الحَدِيثِ سَوَاءً قَالَ كُنتُ أَنَا أَيضاً مَعَهُ فِي خِدمَتِهِ وَ أخَبرَنَيِ‌ القنَبرَيِ‌ّ أَنّهُ كَانَ فِي ذَلِكَ مُصعِداً إِلَي خُرَاسَانَ


صفحه : 38

21- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ السنّاَنيِ‌ّ وَ غَيرُ وَاحِدٍ مِنَ المَشَايِخِ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَعدِ بنِ مَالِكٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَنِ ابنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ مُوسَي ع وَقَفَ النّاسُ فِي أَمرِهِ فَحَجَجتُ فِي تِلكَ السّنَةِ فَإِذَا أَنَا بِالرّضَا ع فَأَضمَرتُ فِي قلَبيِ‌ أَمراً فَقُلتُأَ بَشَراً مِنّا واحِداً نَتّبِعُهُالآيَةَ فَمَرّ ع كَالبَرقِ الخَاطِفِ عَلَيّ فَقَالَ أَنَا وَ اللّهِ البَشَرُ ألّذِي يَجِبُ عَلَيكَ أَن تتَبّعِنَيِ‌ فَقُلتُ مَعذِرَةً إِلَي اللّهِ وَ إِلَيكَ فَقَالَ مَغفُورٌ لَكَ

22- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَنِ ابنِ بُطّةَ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو مُحَمّدٍ الغفِاَريِ‌ّ قَالَ لزَمِنَيِ‌ دَينٌ ثَقِيلٌ فَقُلتُ مَا لِلقَضَاءِ غَيرُ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فَلَمّا أَصبَحتُ أَتَيتُ مَنزِلَهُ فَاستَأذَنتُ فَأَذِنَ لِي فَلَمّا دَخَلتُ قَالَ لِيَ ابتِدَاءً يَا بَا مُحَمّدٍ قَد عَرَفنَا حَاجَتَكَ وَ عَلَينَا قَضَاءُ دَينِكَ فَلَمّا أَمسَينَا أَتَي بِطَعَامٍ لِلإِفطَارِ فَأَكَلنَا فَقَالَ يَا بَا مُحَمّدٍ تَبِيتُ أَو تَنصَرِفُ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ إِن قَضَيتَ حاَجتَيِ‌ فَالِانصِرَافُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ قَالَ فَتَنَاوَلَ ع مِن تَحتِ البِسَاطِ قَبضَةً فَدَفَعَهَا إلِيَ‌ّ فَخَرَجتُ فَدَنَوتُ مِنَ السّرَاجِ فَإِذَا هيِ‌َ دَنَانِيرُ حُمرٌ وَ صُفرٌ فَأَوّلُ دِينَارٍ وَقَعَ بيِدَيِ‌ وَ رَأَيتُ نَقشَهُ كَانَ عَلَيهِ يَا بَا مُحَمّدٍ الدّنَانِيرُ خَمسُونَ سِتّةٌ وَ عِشرُونَ مِنهَا لِقَضَاءِ دَينِكَ وَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ لِنَفَقَةِ عِيَالِكَ فَلَمّا أَصبَحتُ فَتّشتُ الدّنَانِيرَ فَلَم أَجِد ذَلِكَ الدّينَارَ وَ إِذَا هيِ‌َ لَا يَنقُصُ شَيئاً

يج ،[الخرائج والجرائح ] محمد بن عبدالرحمن مثله

23-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الفاَميِ‌ّ عَنِ ابنِ بُطّةَ عَنِ الصّفّارِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي بنِ عُمَرَ بنِ بَزِيعٍ قَالَ كَانَ عنِديِ‌ جَارِيَتَانِ حَامِلَتَانِ فَكَتَبتُ إِلَي الرّضَا


صفحه : 39

ع أُعلِمُهُ ذَلِكَ وَ أَسأَلُهُ أَن يَدعُوَ اللّهَ أَن يَجعَلَ مَا فِي بُطُونِهِمَا ذَكَرَينِ وَ أَن يَهَبَ لِي ذَلِكَ قَالَ فَوَقّعَ ع أَفعَلُ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ ابتدَأَنَيِ‌ ع بِكِتَابٍ مُفرَدٍ نُسخَتُهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِعَافَانَا اللّهُ وَ إِيّاكَ بِأَحسَنِ عَافِيَةٍ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ بِرَحمَتِهِ الأُمُورُ بِيَدِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يمُضيِ‌ فِيهَا مَقَادِيرَهُ عَلَي مَا يُحِبّ يُولَدُ لَكَ غُلَامٌ وَ جَارِيَةٌ إِن شَاءَ اللّهُ فَسَمّ الغُلَامَ مُحَمّداً وَ الجَارِيَةَ فَاطِمَةَ عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَوُلِدَ لِي غُلَامٌ وَ جَارِيَةٌ عَلَي مَا قَالَ ع

نجم ،[ كتاب النجوم ]بإسنادنا إلي الحميري‌ و في كتاب الدلائل الحميري‌ بإسناده إلي عمر بن بزيع مثله

24- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ شَاذَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ قَالَ قَالَ لَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ المُغِيرَةِ كُنتُ وَاقِفِيّاً وَ حَجَجتُ عَلَي ذَلِكَ فَلَمّا صِرتُ بِمَكّةَ اختَلَجَ فِي صدَريِ‌ شَيءٌ فَتَعَلّقتُ بِالمُلتَزَمِ ثُمّ قُلتُ أللّهُمّ قَد عَلِمتَ طلَبِتَيِ‌ وَ إرِاَدتَيِ‌ فأَرَشدِنيِ‌ إِلَي خَيرِ الأَديَانِ فَوَقَعَ فِي نفَسيِ‌ أَن آتيِ‌َ الرّضَا ع فَأَتَيتُ المَدِينَةَ فَوَقَفتُ بِبَابِهِ فَقُلتُ لِلغُلَامِ قُل لِمَولَاكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ بِالبَابِ فَسَمِعتُ نِدَاءَهُ ع وَ هُوَ يَقُولُ ادخُل يَا عَبدَ اللّهِ بنَ المُغِيرَةِ فَدَخَلتُ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ قَد أَجَابَ اللّهُ دَعوَتَكَ وَ هَدَاكَ لِدِينِهِ فَقُلتُ أَشهَدُ أَنّكَ حُجّةُ اللّهِ وَ أَمِينُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ

يج ،[الخرائج والجرائح ] ابن فضال عن ابن المغيرة مثله كشف ،[كشف الغمة] من دلائل الحميري‌ عن ابن المغيرة

مثله ختص ،[الإختصاص ] ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن فضال مثله


صفحه : 40

25- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ سأَلَنَيِ‌ العَبّاسُ بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ أَن أَسأَلَ الرّضَا ع أَن يَخرِقَ كُتُبَهُ إِذَا قَرَأَهَا مَخَافَةَ أَن يَقَعَ فِي يَدِ غَيرِهِ قَالَ الوَشّاءُ فاَبتدَأَنَيِ‌ ع بِكِتَابٍ قَبلَ أَن أَسأَلَهُ أَن يَخرِقَ كُتُبَهُ فِيهِ أَعلِم صَاحِبَكَ أنَيّ‌ إِذَا قَرَأتُ كُتُبَهُ إلِيَ‌ّ خَرَقتُهَا

كشف ،[كشف الغمة] من دلائل الحميري‌ عن الوشاء مثله

26- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ هَوِيتَ فِي نفَسيِ‌ إِذَا دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَن أَسأَلَهُ كَم أَتَي عَلَيكَ مِنَ السّنّ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ وَ جَلَستُ بَينَ يَدَيهِ جَعَلَ يَنظُرُ إلِيَ‌ّ وَ يَتَفَرّسُ فِي وجَهيِ‌ ثُمّ قَالَ كَم أَتَي لَكَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَأَنَا أَكبَرُ مِنكَ قَد أَتَي عَلَيّ اثنَتَانِ وَ أَربَعُونَ سَنَةً فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد وَ اللّهِ أَرَدتُ أَن أَسأَلَكَ عَن هَذَا فَقَالَ قَد أَخبَرتُكَ

27- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن فَيضِ بنِ مَالِكٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ زروان المدَاَئنِيِ‌ّ بِأَنّهُ دَخَلَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع يُرِيدُ أَن يَسأَلَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ قَالَ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ فَوَضَعَهَا عَلَي صَدرِهِ قَبلَ أَن أَذكُرَ لَهُ شَيئاً مِمّا أَرَدتُ ثُمّ قَالَ لِي يَا مُحَمّدَ بنَ آدَمَ إِنّ عَبدَ اللّهِ لَم يَكُن إِمَاماً فأَخَبرَنَيِ‌ بِمَا أَرَدتُ أَن أَسأَلَهُ قَبلَ أَن أَسأَلَهُ

كشف ،[كشف الغمة] من دلائل الحميري‌ عن زروان مثله

28-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ هِشَامَ العبَاّسيِ‌ّ يَقُولُدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ أَن يعُوَذّنَيِ‌ لِصُدَاعٍ أصَاَبنَيِ‌ وَ أَن يَهَبَ لِي ثَوبَينِ مِن ثِيَابِهِ أُحرِمُ فِيهِمَا فَلَمّا دَخَلتُ سَأَلتُ عَن


صفحه : 41

مَسَائِلَ فأَجَاَبنَيِ‌ وَ نَسِيتُ حوَاَئجِيِ‌ فَلَمّا قُمتُ لِأَخرُجَ وَ أَرَدتُ أَن أُوَدّعَهُ قَالَ لِيَ اجلِس فَجَلَستُ بَينَ يَدَيهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي رأَسيِ‌ وَ عوَذّنَيِ‌ ثُمّ دَعَا بِثَوبَينِ مِن ثِيَابِهِ فَدَفَعَهُمَا إلِيَ‌ّ وَ قَالَ لِي أَحرِم فِيهِمَا قَالَ العبَاّسيِ‌ّ وَ طَلَبتُ بِمَكّةَ ثَوبَينِ سَعِيدِيّينِ أُهدِيهِمَا لاِبنيِ‌ فَلَم أُصِب بِمَكّةَ فِيهَا شَيئاً عَلَي مَا أَرَدتُ فَمَرَرتُ بِالمَدِينَةِ فِي منُصرَفَيِ‌ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَلَمّا وَدّعتُهُ وَ أَرَدتُ الخُرُوجَ دَعَا بِثَوبَينِ سَعِيدِيّينِ عَلَي عَمَلِ الوشَي‌ِ ألّذِي كُنتُ طَلَبتُهُ فَدَفَعَهُمَا إلِيَ‌ّ

يج ،[الخرائج والجرائح ]اليقطيني‌ مثله كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ العبَاّسيِ‌ّ قَالَ

طَلَبتُ بِمَكّةَ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

29- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي قَالَ خَرَجنَا مَعَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع إِلَي بَعضِ أَملَاكِهِ فِي يَومٍ لَا سَحَابَ فِيهِ فَلَمّا بَرَزنَا قَالَ حَمَلتُم مَعَكُمُ المَمَاطِرَ قُلنَا لَا وَ مَا حَاجَتُنَا إِلَي المِمطَرِ وَ لَيسَ سَحَابٌ وَ لَا نَتَخَوّفُ المَطَرَ فَقَالَ لكَنِيّ‌ حَمَلتُهُ وَ سَتُمطَرُونَ قَالَ فَمَا مَضَينَا إِلّا يَسِيراً حَتّي ارتَفَعَت سَحَابَةٌ وَ مُطِرنَا حَتّي أَهَمّتنَا أَنفُسُنَا مِنهَا فَمَا بقَيِ‌َ مِنّا أَحَدٌ إِلّا ابتَلّ

يج ،[الخرائج والجرائح ] محمدالبرقي‌ عن الحسين بن موسي مثله كشف ،[كشف الغمة] من دلائل الحميري‌ عن الحسن بن موسي

مثله


صفحه : 42

30- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُوسَي بنِ مِهرَانَ أَنّهُ كَتَبَ إِلَي الرّضَا ع يَسأَلُهُ أَن يَدعُوَ اللّهَ لِابنٍ لَهُ فَكَتَبَ ع إِلَيهِ وَهَبَ اللّهُ لَكَ ذَكَراً صَالِحاً فَمَاتَ ابنُهُ ذَلِكَ وَ وُلِدَ لَهُ ابنٌ

31- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَنِ النهّديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ قَالَ نَزَلتُ بِبَطنِ مَرّ فأَصَاَبنَيِ‌ العِرقُ المدَيِنيِ‌ّ فِي جنَبيِ‌ وَ فِي رجِليِ‌ فَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع بِالمَدِينَةِ فَقَالَ مَا لِي أَرَاكَ مُتَوَجّعاً فَقُلتُ إنِيّ‌ لَمّا أَتَيتُ بَطنَ مَرّ أصَاَبنَيِ‌ العِرقُ المدَيِنيِ‌ّ فِي جنَبيِ‌ وَ فِي رجِليِ‌ فَأَشَارَ ع إِلَي ألّذِي فِي جنَبيِ‌ تَحتَ الإِبطِ فَتَكَلّمَ بِكَلَامٍ وَ تَفَلَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ ع لَيسَ عَلَيكَ بَأسٌ مِن هَذَا وَ نَظَرَ إِلَي ألّذِي فِي رجِليِ‌ فَقَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن بلُيِ‌َ مِن شِيعَتِنَا بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ كَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ مِثلَ أَجرِ أَلفِ شَهِيدٍ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَا أَبرَأُ وَ اللّهِ مِن رجِليِ‌ أَبَداً قَالَ الهَيثَمُ فَمَا زَالَ يَعرَجُ مِنهَا حَتّي مَاتَ

بيان قال الجوهري‌ عرج إذاأصابه شيء في رجله فخمع ومشي مشية العرجان و ليس بخلقة فإذا كان ذلك خلقة قلت عرج بالكسر

32- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ قَالَ قَدِمَت عَلَيّ أَحمَالٌ فأَتَاَنيِ‌ رَسُولُ الرّضَا ع قَبلَ أَن أَنظُرَ فِي الكُتُبِ أَو أُوَجّهَ بِهَا إِلَيهِ فَقَالَ لِي يَقُولُ الرّضَا ع سَرّح إلِيَ‌ّ بِدَفتَرٍ وَ لَم يَكُن لِي فِي منَزلِيِ‌ دَفتَرٌ أَصلًا قَالَ فَقُلتُ وَ أَطلُبُ مَا لَا أَعرِفُ بِالتّصدِيقِ لَهُ فَلَم أَجِد شَيئاً وَ لَم أَقَع عَلَي شَيءٍ فَلَمّا وَلّي الرّسُولُ قُلتُ مَكَانَكَ فَحَلَلتُ بَعضَ الأَحمَالِ فتَلَقَاّنيِ‌ دَفتَرٌ لَم أَكُن عَلِمتُ بِهِ إِلّا أنَيّ‌ عَلِمتُ أَنّهُ لَم يَطلُب إِلّا الحَقّ فَوَجّهتُ بِهِ إِلَيهِ


صفحه : 43

33- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ بنِ يَزِيدَ الكرِماَنيِ‌ّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ المصِريِ‌ّ قَالَ قَدِمَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع فَكَتَبتُ إِلَيهِ أَسأَلُهُ الإِذنَ فِي الخُرُوجِ إِلَي مِصرَ أَتّجِرُ إِلَيهَا فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ أَقِم مَا شَاءَ اللّهُ فَأَقَمتُ سَنَتَينِ ثُمّ قَدِمَ الثّالِثَةَ فَكَتَبتُ إِلَيهِ أَستَأذِنُهُ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ اخرُج مُبَارَكاً لَكَ صَنَعَ اللّهُ لَكَ فَإِنّ الأَمرَ يَتَغَيّرُ قَالَ فَخَرَجتُ فَأَصَبتُ بِهَا خَيراً وَ وَقَعَ الهَرجُ بِبَغدَادَ فَسَلِمتُ عَن تِلكَ الفِتنَةِ

34- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الكوُفيِ‌ّ عَن عَمّهِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَارِثَةَ الكرَخيِ‌ّ قَالَ كَانَ لَا يَعِيشُ لِي وَلَدٌ وَ توُفُيّ‌َ لِي بَضعَةَ عَشَرَ مِنَ الوُلدِ فَحَجَجتُ وَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ وَ هُوَ مُتَأَزّرٌ بِإِزَارٍ مُوَرّدٍ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ قَبّلتُ يَدَهُ وَ سَأَلتُهُ عَن مَسَائِلَ ثُمّ شَكَوتُ إِلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ مَا أَلقَي مِن قِلّةِ بَقَاءِ الوَلَدِ فَأَطرَقَ طَوِيلًا وَ دَعَا مَلِيّاً ثُمّ قَالَ لِي إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن تَنصَرِفَ وَ لَكَ حَملٌ وَ أَن يُولَدَ لَكَ وَلَدٌ بَعدَ وَلَدٍ وَ تَمَتّعَ بِهِمَا أَيّامَ حَيَاتِكَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا أَرَادَ أَن يَستَجِيبَ الدّعَاءَ فَعَلَوَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ قَالَ فَانصَرَفتُ مِنَ الحَجّ إِلَي منَزلِيِ‌ فَأَصَبتُ أهَليِ‌ ابنَةَ خاَليِ‌ حَامِلًا فَوَلَدَت لِي غُلَاماً سَمّيتُهُ اِبرَاهِيمَ ثُمّ حَمَلَت بَعدَ ذَلِكَ فَوَلَدَت غُلَاماً سَمّيتُهُ مُحَمّداً وَ كَنّيتُهُ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ فَعَاشَ اِبرَاهِيمُ نَيّفاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ عَاشَ أَبُو الحَسَنِ أَربَعاً وَ عِشرِينَ سَنَةً ثُمّ إِنّهُمَا اعتَلّا جَمِيعاً وَ خَرَجتُ حَاجّاً وَ انصَرَفتُ وَ هُمَا عَلِيلَانِ فَمَكَثَا بَعدَ قدُوُميِ‌ شَهرَينِ ثُمّ توُفُيّ‌َ اِبرَاهِيمُ فِي أَوّلِ الشّهرِ وَ توُفُيّ‌َ مُحَمّدٌ فِي آخِرِ الشّهرِ ثُمّ مَاتَ بَعدَهُمَا بِسَنَةٍ وَ نِصفٍ وَ لَم يَكُن يَعِيشُ لَهُ قَبلَ ذَلِكَ وَلَدٌ إِلّا شَهراً

35- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ نَظَرَ إِلَي رَجُلٍ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَوصِ بِمَا تُرِيدُ وَ استَعِدّ لِمَا لَا بُدّ مِنهُ فَكَانَ مَا قَد قَالَ فَمَاتَ بَعدَهُ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ


صفحه : 44

36- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن مُسَافِرٍ قَالَ كُنتُ مَعَ الرّضَا ع بِمِنًي فَمَرّ يَحيَي بنُ خَالِدٍ مَعَ قَومٍ مِن آلِ بَرمَكَ فَقَالَ مَسَاكِينُ هَؤُلَاءِ لَا يَدرُونَ مَا يَحُلّ بِهِم فِي هَذِهِ السّنَةِ ثُمّ قَالَ هَاه وَ أَعجَبُ مِن هَذَا هَارُونُ وَ أَنَا كَهَاتَينِ وَ ضَمّ بِإِصبَعَيهِ قَالَ مُسَافِرٌ فَوَ اللّهِ مَا عَرَفتُ مَعنَي حَدِيثِهِ حَتّي دَفَنّاهُ مَعَهُ

ير،[بصائر الدرجات ] ابن يزيد عن الوشاء عن مسافر مثله شا،[الإرشاد] ابن قولويه عن الكليني‌ عن الحسين بن محمد عن المعلي عن مسافر

مثله

37- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ قَالَ كُنتُ كَتَبتُ معَيِ‌ مَسَائِلَ كَثِيرَةً قَبلَ أَن أَقطَعَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ جَمَعتُهَا فِي كِتَابٍ مِمّا روُيِ‌َ عَن آبَائِهِ ع وَ غَيرِ ذَلِكَ وَ أَحبَبتُ أَن أَتَثَبّتَ فِي أَمرِهِ وَ أَختَبِرَهُ فَحَمَلتُ الكِتَابَ فِي كمُيّ‌ وَ صِرتُ إِلَي مَنزِلِهِ وَ أَرَدتُ أَن آخُذَ مِنهُ خَلوَةً فَأُنَاوِلَهُ الكِتَابَ فَجَلَستُ نَاحِيَةً وَ أَنَا مُتَفَكّرٌ فِي طَلَبِ الإِذنِ عَلَيهِ وَ بِالبَابِ جَمَاعَةٌ جُلُوسٌ يَتَحَدّثُونَ فَبَينَا أَنَا كَذَلِكَ فِي الفِكرَةِ وَ الِاحتِيَالِ فِي الدّخُولِ عَلَيهِ إِذَا أَنَا بِغُلَامٍ قَد خَرَجَ مِنَ الدّارِ فِي يَدِهِ كِتَابٌ فَنَادَي أَيّكُمُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الوَشّاءُ ابنُ ابنَةِ إِليَاسَ البغَداَديِ‌ّ فَقُمتُ إِلَيهِ وَ قُلتَ أَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الوَشّاءُ فَمَا حَاجَتُكَ قَالَ هَذَا الكِتَابُ أُمِرتُ بِدَفعِهِ إِلَيكَ فَهَاكَ خُذهُ فَأَخَذتُهُ وَ تَنَحّيتُ نَاحِيَةً فَقَرَأتُهُ فَإِذَا وَ اللّهِ فِيهِ جَوَابُ مَسأَلَةٍ مَسأَلَةٍ فَعِندَ ذَلِكَ قَطَعتُ عَلَيهِ وَ تَرَكتُ الوَقفَ

38-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الوَشّاءِ قَالَبَعَثَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع غُلَامَهُ وَ مَعَهُ رُقعَةٌ فِيهَا ابعَث إلِيَ‌ّ بِثَوبٍ مِن ثِيَابِ مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا مِن ضَربِ كَذَا


صفحه : 45

فَكَتَبتُ إِلَيهِ وَ قُلتُ لِلرّسُولِ لَيسَ عنِديِ‌ ثَوبٌ بِهَذِهِ الصّفَةِ وَ مَا أَعرِفُ هَذَا الضّربَ مِنَ الثّيَابِ فَأَعَادَ الرّسُولَ إلِيَ‌ّ بَل فَاطلُبهُ فَأَعَدتُ إِلَيهِ الرّسُولَ وَ قُلتُ لَيسَ عنِديِ‌ مِن هَذَا الضّربِ شَيءٌ فَأَعَادَ إلِيَ‌ّ الرّسُولَ اطلُب فَإِنّ عِندَكَ مِنهُ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الوَشّاءُ وَ قَد كَانَ أَبضَعَ معَيِ‌ رَجُلٌ ثَوباً مِنهَا وَ أمَرَنَيِ‌ بِبَيعِهِ وَ كُنتُ قَد نَسِيتُهُ فَطَلَبتُ كُلّ شَيءٍ كَانَ معَيِ‌ فَوَجَدتُهُ فِي سَفَطٍ تَحتَ الثّيَابِ كُلّهَا فَحَمَلتُهُ إِلَيهِ

كشف ،[كشف الغمة] من دلائل الحميري‌ عن الوشاء مثله

39- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَدَخَلَ عَلَيهِ الحُسَينُ بنُ خَالِدٍ الصيّرفَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أُرِيدُ الخُرُوجَ إِلَي الأَعوَضِ فَقَالَ حَيثُمَا ظَفِرتَ بِالعَافِيَةِ فَالزَمهُ فَلَم يُقنِعهُ ذَلِكَ فَخَرَجَ يُرِيدُ الأَعوَضَ فَقُطِعَ عَلَيهِ الطّرِيقُ وَ أُخِذَ كُلّ شَيءٍ كَانَ مَعَهُ مِنَ المَالِ

40- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ الجَهمِ قَالَ كَتَبَ الرّضَا ع إلِيَ‌ّ بَعدَ مَا انصَرَفتُ مِن مَكّةَ فِي صَفَرٍ يَحدُثُ إِلَي أَربَعَةِ أَشهُرٍ قِبَلَكُم حَدَثٌ فَكَانَ مِن أَمرِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ أَمرِ أَهلِ بَغدَادَ وَ قَتلِ أَصحَابِ زُهَيرٍ وَ هَزِيمَتِهِم قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ اِبرَاهِيمُ بنُ أَبِي إِسرَائِيلَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ أَنَا رَأَيتُ فِي المَنَامِ فَقِيلَ لِي لَا يُولَدُ لَكَ وَلَدٌ حَتّي تَجُوزَ الأَربَعِينَ فَإِذَا جُزتَ الأَربَعِينَ وُلِدَ لَكَ مِن حَائِلَةِ اللّونِ خَفِيفَةِ الثّمَنِ

بيان أمر محمد بن ابراهيم إشارة إلي محاربة جنود المأمون والأمين وخلع الأمين وقتله و محمد بن ابراهيم بن الأغلب الإفريقي‌ كان من أصحاب الأمين


صفحه : 46

وزهير بن المسيب من أصحاب المأمون و هذاإشارة إلي ما كان في أول الأمر من غلبة الأمين

41- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ قَالَ استَقبَلتُ الرّضَا ع إِلَي القَادِسِيّةِ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَقَالَ لِي اكتَرِ لِي حُجرَةً لَهَا بَابَانِ بَابٌ إِلَي خَانٍ وَ بَابٌ إِلَي خَارِجٍ فَإِنّهُ أَستَرُ عَلَيكَ قَالَ وَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ بِزِنفِيلَجَةٍ فِيهَا دَنَانِيرُ صَالِحَةٌ وَ مُصحَفٌ وَ كَانَ يأَتيِنيِ‌ رَسُولُهُ فِي حَوَائِجِهِ فأَشَترَيِ‌ لَهُ وَ كُنتُ يَوماً وحَديِ‌ فَفَتَحتُ المُصحَفَ لِأَقرَأَ فِيهِ فَلَمّا نَشَرتُهُ نَظَرتُ فِي‌« لَم يَكُن» فَإِذَا فِيهَا أَكثَرُ مِمّا فِي أَيدِينَا أَضعَافَهُ فَقَدِمتُ عَلَي قِرَاءَتِهَا فَلَم أَعرِف شَيئاً فَأَخَذتُ الدّوَاةَ وَ القِرطَاسَ فَأَرَدتُ أَن أَكتُبَهَا لكِيَ‌ أَسأَلَ عَنهَا فأَتَاَنيِ‌ مُسَافِرٌ قَبلَ أَن أَكتُبَ مِنهَا شَيئاً مَعَهُ مِندِيلٌ وَ خَيطٌ وَ خَاتَمَةٌ فَقَالَ موَلاَي‌َ يَأمُرُكَ أَن تَضَعَ المُصحَفَ فِي مِندِيلٍ وَ تَختِمَهُ وَ تَبعَثَ إِلَيهِ بِالخَاتَمِ قَالَ فَفَعَلتُ

42- ير،[بصائر الدرجات ]مُعَاوِيَةُ بنُ حُكَيمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ بِالحَمرَاءِ فِي مَشرَبَةٍ مُشرِفَةٍ عَلَي البَرّ وَ المَائِدَةُ بَينَ أَيدِينَا إِذ رَفَعَ رَأسَهُ فَرَأَي رَجُلًا مُسرِعاً فَرَفَعَ يَدَهُ مِنَ الطّعَامِ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ فَصَعِدَ إِلَيهِ فَقَالَ البُشرَي جُعِلتُ فِدَاكَ مَاتَ الزبّيَريِ‌ّ فَأَطرَقَ إِلَي الأَرضِ وَ تَغَيّرَ لَونُهُ وَ اصفَرّ وَجهُهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ إنِيّ‌ أَصَبتُهُ قَدِ ارتَكَبَ فِي لَيلَتِهِ هَذِهِ ذَنباً لَيسَ بِأَكبَرِ ذُنُوبِهِ قَالَ وَ اللّهِمِمّا خَطِيئاتِهِم أُغرِقُوا فَأُدخِلُوا ناراً ثُمّ مَدّ يَدَهُ فَأَكَلَ فَلَم يَلبَث أَن جَاءَ رَجُلٌ مَولًي لَهُ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَاتَ الزبّيَريِ‌ّ فَقَالَ وَ مَا كَانَ سَبَبُ مَوتِهِ فَقَالَ شَرِبَ الخَمرَ البَارِحَةَ فَغَرِقَ فِيهِ فَمَاتَ

بيان قال الجزري‌ في حديث وحشي‌ أنه مات غرقا في الخمر أي متناهيا في شربها والإكثار منه مستعار من الغرق


صفحه : 47

43- ير،[بصائر الدرجات ]الهَيثَمُ النهّديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ الصيّرفَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَسَأَلتُهُ عَن أَشيَاءَ وَ أَرَدتُ أَن أَسأَلَهُ عَنِ السّلَاحِ فَأُغفِلتُهُ فَخَرَجتُ وَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحُسَينِ بنِ بَشِيرٍ فَإِذَا غُلَامُهُ وَ مَعَهُ رُقعَتُهُ وَ فِيهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَنَا بِمَنزِلَةِ أَبِي وَ وَارِثُهُ وَ عنِديِ‌ مَا كَانَ عِندَهُ

يج ،[الخرائج والجرائح ] محمد بن الفضيل مثله

44- ير،[بصائر الدرجات ] مُوسَي بنُ عُمَرَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ قَالَ سَمِعتُ الأَخرَسَ بِمَكّةَ يَذكُرُ الرّضَا ع فَنَالَ مِنهُ قَالَ فَدَخَلتُ مَكّةَ فَاشتَرَيتُ سِكّيناً فَرَأَيتُهُ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَأَقتُلَنّهُ إِذَا خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فَأَقَمتُ عَلَي ذَلِكَ فَمَا شَعَرتُ إِلّا بِرُقعَةِ أَبِي الحَسَنِ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِبحِقَيّ‌ عَلَيكَ لَمّا كَفَفتَ عَنِ الأَخرَسِ فَإِنّ اللّهَ ثقِتَيِ‌ وَ هُوَ حسَبيِ‌

45- ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ بنِ القَاسِمِ عَمّن أَخبَرَهُ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي قَالَ أَلحَحتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فِي شَيءٍ أَطلُبُهُ مِنهُ وَ كَانَ يعَدِنُيِ‌ فَخَرَجَ ذَاتَ يَومٍ يَستَقبِلُ واَليِ‌َ المَدِينَةِ وَ كُنتُ مَعَهُ فَجَاءَ إِلَي قُربِ قَصرِ فُلَانٍ فَنَزَلَ فِي مَوضِعٍ تَحتَ شَجَرَاتٍ وَ نَزَلتُ مَعَهُ أَنَا وَ لَيسَ مَعَنَا ثَالِثٌ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا العِيدُ قَد أَظَلّنَا وَ لَا وَ اللّهِ مَا أَملِكُ دِرهَماً فَمَا سِوَاهُ فَحَكّ بِسَوطِهِ الأَرضَ حَكّاً شَدِيداً ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فَتَنَاوَلَ بِيَدِهِ سَبِيكَةَ ذَهَبٍ فَقَالَ انتَفِع بِهَا وَ اكتُم مَا رَأَيتَ


صفحه : 48

شا،[الإرشاد] ابن قولويه عن الكليني‌ عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسي مثله

46- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ وَ هُوَ مِن آلِ مِهرَانَ وَ كَانُوا يَقُولُونَ بِالوَقفِ وَ كَانَ عَلَي رَأيِهِم فَكَاتَبَ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع وَ تَعَنّتَ فِي المَسَائِلِ فَقَالَ كَتَبتُ إِلَيهِ كِتَاباً وَ أَضمَرتُ فِي نفَسيِ‌ أنَيّ‌ مَتَي دَخَلتُ عَلَيهِ أَسأَلُهُ عَن ثَلَاثِ مَسَائِلَ مِنَ القُرآنِ وَ هيِ‌َ قَولُهُأَ فَأَنتَ تُسمِعُ الصّمّ أَو تهَديِ‌ العمُي‌َ وَ قَولُهُفَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ قَولُهُإِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَ وَ لكِنّ اللّهَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ قَالَ أَحمَدُ فأَجَاَبنَيِ‌ عَن كتِاَبيِ‌ وَ كَتَبَ فِي آخِرِهِ الآيَاتِ التّيِ‌ أَضمَرتُهَا فِي نفَسيِ‌ أَن أَسأَلَهُ عَنهَا وَ لَم أَذكُرهَا فِي كتِاَبيِ‌ إِلَيهِ فَلَمّا وَصَلَ الجَوَابُ نَسِيتُ مَا كُنتُ أَضمَرتُهُ فَقُلتُ أَيّ شَيءٍ هَذَا مِن جوَاَبيِ‌ ثُمّ ذَكَرتُ أَنّهُ مَا أَضمَرتُهُ

يج ،[الخرائج والجرائح ]البزنطي‌ مثله

47- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ فِي مَجلِسِ الرّضَا ع فَعَطِشتُ عَطَشاً شَدِيداً وَ تَهَيّبتُهُ أَن أسَتسَقيِ‌َ فِي مَجلِسِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ مِنهُ جُرعَةً ثُمّ قَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ اشرَب فَإِنّهُ بَردٌ طَيّبٌ فَشَرِبتُ ثُمّ عَطِشتُ عَطشَةً أُخرَي فَنَظَرَ إِلَي الخَادِمِ وَ قَالَ شَربَةً مِن مَاءِ سَوِيقِ سُكّرٍ قَالَ لَهُ بَلّ السّوِيقَ وَ انثُر عَلَيهِ السّكّرَ بَعدَ بَلّهِ وَ قَالَ اشرَب يَا أَبَا هَاشِمٍ فَإِنّهُ يَقطَعُ العَطَشَ

48-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَإنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الوَاقِفَةِ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ أَشُكّ فِي الرّضَا ع فَكَتَبتُ أَسأَلُهُ عَن مَسَائِلَ وَ نَسِيتُ مَا كَانَ أَهَمّ المَسَائِلِ إلِيَ‌ّ فَجَاءَ الجَوَابُ مِن جَمِيعِهَا ثُمّ قَالَ وَ قَد نَسِيتَ مَا كَانَ أَهَمّ المَسَائِلِ عِندَكَ


صفحه : 49

فَاستَبصَرتُ ثُمّ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهُ أشَتهَيِ‌ أَن تدَعوُنَيِ‌ إِلَي دَارِكَ فِي أَوقَاتٍ تَعلَمُ أَنّهُ لَا مَفسَدَةَ لَنَا مِنَ الدّخُولِ عَلَيكُم مِن أيَديِ‌ الأَعدَاءِ قَالَ ثُمّ إِنّهُ بَعَثَ إلِيَ‌ّ مَركُوباً فِي آخِرِ يَومٍ فَخَرَجتُ وَ صَلّيتُ مَعَهُ العِشَاءَينِ وَ قَعَدَ يمُليِ‌ عَلَيّ العُلُومَ ابتِدَاءً وَ أَسأَلُهُ فيَجُيِبنُيِ‌ إِلَي أَن مَضَي كَثِيرٌ مِنَ اللّيلِ ثُمّ قَالَ لِلغُلَامِ هَاتِ الثّيَابَ التّيِ‌ أَنَامُ فِيهَا لِيَنَامَ أَحمَدُ البزَنَطيِ‌ّ فِيهَا قَالَ فَخَطَر ببِاَليِ‌ لَيسَ فِي الدّنيَا مَن هُوَ أَحسَنُ حَالًا منِيّ‌ بَعَثَ الإِمَامُ مَركُوبَهُ إلِيَ‌ّ وَ جَاءَ وَ قَعَدَ إلِيَ‌ّ ثُمّ أَمَرَ لِي بِهَذَا الإِكرَامِ وَ كَانَ قَدِ اتّكَأَ عَلَي يَدَيهِ لِيَنهَضَ فَجَلَسَ وَ قَالَ يَا أَحمَدُ لَا تَفخَر عَلَي أَصحَابِكَ بِذَلِكَ فَإِنّ صَعصَعَةَ بنَ صُوحَانَ مَرِضَ فَعَادَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَكرَمَهُ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي جَبهَتِهِ وَ جَعَلَ يُلَاطِفُهُ فَلَمّا أَرَادَ النّهُوضَ قَالَ يَا صَعصَعَةُ لَا تَفخَر عَلَي إِخوَانِكَ بِمَا فَعَلتُ فإَنِيّ‌ إِنّمَا فَعَلتُ جَمِيعَ ذَلِكَ لِأَنّهُ كَانَ تَكلِيفاً لِي

49- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي القَزّازِ وَ كَانَ يَؤُمّ فِي مَسجِدِ الرّضَا بِخُرَاسَانَ قَالَ أَلحَحتُ عَلَي الرّضَا ع فِي شَيءٍ طَلَبتُهُ مِنهُ فَخَرَجَ يَستَقبِلُ بَعضَ الطّالِبِيّينَ وَ جَاءَ وَقتُ الصّلَاةِ فَمَالَ إِلَي قَصرٍ هُنَاكَ فَنَزَلَ تَحتَ صَخرَةٍ بِقُربِ القَصرِ وَ أَنَا مَعَهُ وَ لَيسَ مَعَنَا ثَالِثٌ فَقَالَ أَذّن فَقُلتُ تَنتَظِرُ يَلحَقُ بِنَا أَصحَابُنَا فَقَالَ غَفَرَ اللّهُ لَكَ لَا تُؤَخّرَنّ صَلَاةً عَن أَوّلِ وَقتِهَا إِلَي آخِرِ وَقتِهَا مِن غَيرِ عِلّةٍ عَلَيكَ ابدَأ بِأَوّلِ الوَقتِ فَأَذّنتُ وَ صَلّينَا فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد طَالَتِ المُدّةُ فِي العِدَةِ التّيِ‌ وَعَدتَنِيهَا وَ أَنَا مُحتَاجٌ وَ أَنتَ كَثِيرُ الشّغُلِ وَ لَا أَظفَرُ بِمَسأَلَتِكَ كُلّ وَقتٍ قَالَ فَحَكّ بِسَوطِهِ الأَرضَ حَكّاً شَدِيداً ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي مَوضِعِ الحَكّ فَأَخرَجَ سَبِيكَةَ ذَهَبٍ فَقَالَ خُذهَا بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِيهَا وَ انتَفِع بِهَا وَ اكتُم مَا رَأَيتَ قَالَ فَبُورِكَ لِي فِيهَا حَتّي اشتَرَيتُ بِخُرَاسَانَ مَا كَانَت قِيمَتُهُ سَبعِينَ أَلفَ دِينَارٍ فَصِرتُ أَغنَي النّاسِ مِن أمَثاَليِ‌ هُنَاكَ


صفحه : 50

50- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي إِسمَاعِيلُ بنُ أَبِي الحَسَنِ قَالَ كُنتُ مَعَ الرّضَا ع وَ قَد مَالَ بِيَدِهِ إِلَي الأَرضِ كَأَنّهُ يَكشِفُ شَيئاً فَظَهَرَت سَبَائِكُ ذَهَبٍ ثُمّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَي الأَرضِ فَغَابَت فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَو أعَطاَنيِ‌ وَاحِدَةً مِنهَا قَالَ لَا إِنّ هَذَا الأَمرَ لَم يَأتِ وَقتُهُ

بيان يعني‌ خروج خزائن الأرض وتصرفنا فيهاإنما هو في زمن القائم ع

51- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السنّديِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ بِالهِندِ أَنّ لِلّهِ فِي العَرَبِ حُجّةً فَخَرَجتُ مِنهَا فِي الطّلَبِ فَدُلِلتُ عَلَي الرّضَا ع فَقَصَدتُهُ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ أَنَا لَا أُحسِنُ مِنَ العَرَبِيّةِ كَلِمَةً فَسَلّمتُ بِالسّندِيّةِ فَرَدّ عَلَيّ بلِغُتَيِ‌ فَجَعَلتُ أُكَلّمُهُ بِالسّندِيّةِ وَ هُوَ يجُيِبنُيِ‌ بِالسّندِيّةِ فَقُلتُ لَهُ إنِيّ‌ سَمِعتُ بِالسّندِ أَنّ لِلّهِ حُجّةً فِي العَرَبِ فَخَرَجتُ فِي الطّلَبِ فَقَالَ بلِغُتَيِ‌ نَعَم أَنَا هُوَ ثُمّ قَالَ فَسَل عَمّا تُرِيدُ فَسَأَلتُهُ عَمّا أَرَدتُهُ فَلَمّا أَرَدتُ القِيَامَ مِن عِندِهِ قُلتُ إنِيّ‌ لَا أُحسِنُ العَرَبِيّةَ فَادعُ اللّهَ أَن يُلهِمَنِيهَا لِأَتَكَلّمَ بِهَا مَعَ أَهلِهَا فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي شفَتَيِ‌ فَتَكَلّمتُ بِالعَرَبِيّةِ مِن وقَتيِ‌

52-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يَحيَي قَالَزوَدّتَنيِ‌ جَارِيَةٌ لِي ثَوبَينِ مُلحَمَينِ وَ سأَلَتَنيِ‌ أَن أُحرِمَ فِيهِمَا فَأَمَرتُ الغُلَامَ فَوَضَعَهُمَا فِي العَيبَةِ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي الوَقتِ ألّذِي ينَبغَيِ‌ أَن أُحرِمَ فِيهِ دَعَوتُ بِالثّوبَينِ لِأَلبَسَهُمَا ثُمّ اختَلَجَ فِي صدَريِ‌ فَقُلتُ مَا أَظُنّهُ ينَبغَيِ‌ لِي أَن أَلبَسَ مُلحَماً وَ أَنَا مُحرِمٌ فَتَرَكتُهَا وَ لَبِستُ غَيرَهُمَا فَلَمّا صِرتُ بِمَكّةَ كَتَبتُ كِتَاباً إِلَي أَبِي الحَسَنِ وَ بَعَثتُ إِلَيهِ بِأَشيَاءَ كَانَت عنِديِ‌ وَ نَسِيتُ أَن أَكتُبَ إِلَيهِ أَسأَلُهُ عَنِ المُحرِمِ هَل يَجُوزُ لَهُ لُبسُ المُلحَمِ فَلَم أَلبَث أَن جَاءَ الجَوَابُ بِكُلّ مَا سَأَلتُهُ عَنهُ وَ فِي أَسفَلِ الكِتَابِ لَا بَأسَ بِالمُلحَمِ


صفحه : 51

أَن يَلبَسَهُ المُحرِمُ

53- يج ،[الخرائج والجرائح ] قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ يَحيَي كَانَ لَنَا أَخٌ يَرَي رأَي‌َ الإِرجَاءِ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ وَ كَانَ يَطعَنُ عَلَينَا فَكَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَشكُوهُ إِلَيهِ وَ أَسأَلُهُ الدّعَاءَ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ سَيَرجِعُ حَالُهُ إِلَي مَا تُحِبّ وَ إِنّهُ لَن يَمُوتَ إِلّا عَلَي دِينِ اللّهِ وَ سَيُولَدُ مِن أُمّ وَلَدٍ لَهُ غُلَامٌ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ يَحيَي فَمَا مَكَثنَا إِلّا أَقَلّ مِن سَنَةٍ حَتّي رَجَعَ إِلَي الحَقّ فَهُوَ اليَومَ خَيرُ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ وُلِدَ لَهُ بَعدَ[ كِتَابِ] أَبِي الحَسَنِ مِن أُمّ وَلَدٍ تِلكَ غُلَامٌ

54- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي مُحَمّدٍ المصِريِ‌ّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الرقّيّ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَأَقبَلَ يحُدَثّنُيِ‌ وَ يسَألَنُيِ‌ إِذ قَالَ لِي يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا ابتَلَي اللّهُ عَبداً مُؤمِناً بِبَلِيّةٍ فَصَبَرَ عَلَيهَا إِلّا كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِ شَهِيدٍ قَالَ وَ لَم يَكُن قَبلَ ذَلِكَ فِيّ شَيءٌ مِن ذِكرِ العِلَلِ وَ المَرَضِ وَ الوَجَعِ فَأَنكَرتُ ذَلِكَ مِن قَولِهِ وَ قُلتُ مَا أَخجَلَ هَذَا فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ نفَسيِ‌ رَجُلٌ أَنَا مَعَهُ فِي حَدِيثٍ قَد عَنَيتُ بِهِ إِذ حدَثّنَيِ‌ بِالوَجَعِ فِي غَيرِ مَوضِعِهِ فَوَدّعتُهُ وَ خَرَجتُ مِن عِندِهِ فَلَحِقتُ بأِصَحاَبيِ‌ وَ قَد رَحَلُوا فَاشتَكَيتُ رجِليِ‌ مِن ليَلتَيِ‌ فَقُلتُ هَذَا مِمّا عِبتُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ تَوَرّمَت ثُمّ أَصبَحتُ وَ قَدِ اشتَدّ الوَرَمُ فَذَكَرتُ قَولَهُ ع فَلَمّا وَصَلتُ إِلَي المَدِينَةِ جَرَي فِيهَا القَيحُ وَ صَارَ جُرحاً عَظِيماً لَا أَنَامُ وَ لَا أنتم [أُنِيمُ]فَعَلِمتُ أَنّهُ حَدّثَ بِهَذَا الحَدِيثِ لِهَذَا المَعنَي وَ بَقِيتُ بَضعَةَ عَشَرَ شَهراً صَاحِبَ فِرَاشٍ قَالَ الراّويِ‌ ثُمّ أَفَاقَ ثُمّ نَكَسَ مِنهُمَا[مِنهَا] وَ مَاتَ


صفحه : 52

55- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَحمَدَ بنِ عَمرَةَ قَالَ خَرَجتُ إِلَي الرّضَا وَ امرأَتَيِ‌ حُبلَي فَقُلتُ لَهُ إنِيّ‌ قَد خَلّفتُ أهَليِ‌ وَ هيِ‌َ حَامِلٌ فَادعُ اللّهَ أَن يَجعَلَهُ ذَكَراً فَقَالَ لِي وَ هُوَ ذَكَرٌ فَسَمّهِ عُمَرَ فَقُلتُ نَوَيتُ أَن أُسَمّيَهُ عَلِيّاً وَ أَمَرتُ الأَهلَ بِهِ قَالَ ع سَمّهِ عُمَرَ فَوَرَدتُ الكُوفَةَ وَ قَد وُلِدَ ابنٌ لِي وَ سمُيّ‌َ عَلِيّاً فَسَمّيتُهُ عُمَرَ فَقَالَ لِي جيِراَنيِ‌ لَا نُصَدّقُ بَعدَهَا بشِيَ‌ءٍ مِمّا كَانَ يُحكَي عَنكَ فَعَلِمتُ أَنّهُ كَانَ أَنظَرَ إلِيَ‌ّ مِن نفَسيِ‌

56- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ قَالَ أَتَيتُ الرّضَا ع وَ قُلتُ امرأَتَيِ‌ أُختُ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ بِهَا حَملٌ فَادعُ اللّهَ أَن يَجعَلَهُ ذَكَراً قَالَ هُمَا اثنَانِ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ هُمَا مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ بَعدَ انصرِاَفيِ‌ فدَعَاَنيِ‌ وَ قَالَ سَمّ وَاحِداً عَلِيّاً وَ الأُخرَي أُمّ عُمَرَ فَقَدِمتُ الكُوفَةَ وَ قَد وُلِدَ لِي غُلَامٌ وَ جَارِيَةٌ فِي بَطنٍ فَسَمّيتُ كَمَا أمَرَنَيِ‌ فَقُلتُ لأِمُيّ‌ مَا مَعنَي أُمّ عُمَرَ فَقَالَت إِنّ أمُيّ‌ كَانَت تُدعَي أُمّ عُمَرَ

57- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُسَافِرٍ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع رَأَيتُ فِي النّومِ كَأَنّ وَجهَ قَفَصٍ وُضِعَ عَلَي الأَرضِ فِيهِ أَربَعُونَ فَرخاً قَالَ ع إِن كُنتَ صَادِقاً خَرَجَ مِنّا رَجُلٌ فَعَاشَ أَربَعُونَ يَوماً فَخَرَجَ مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ طَبَا طَبَا فَعَاشَ أَربَعِينَ يَوماً

58- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ بِخُرَاسَانَ إنِيّ‌ حَيثُ أَرَادُوا بيِ‌َ الخُرُوجَ جَمَعتُ عيِاَليِ‌ فَأَمَرتُهُم أَن يَبكُوا عَلَيّ حَتّي أَسمَعَ ثُمّ فَرّقتُ فِيهِمُ اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ دِينَارٍ ثُمّ قُلتُ أَمَا إنِيّ‌ لَا أَرجِعُ إِلَي عيِاَليِ‌ أَبَداً

59- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ لدَغَتَنيِ‌ عَقرَبٌ فَأَقبَلتُ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَنكَرَ السّامِعُ وَ تَعَجّبَ مِن ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَي رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ قَد كُنتُ رَأَيتُ فِي النّومِ رَسُولَ اللّهِ وَ لَا وَ اللّهِ مَا كُنتُ أَخبَرتُ بِهِ أَحَداً

60-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شُبرُمَةَ قَالَمَرّ بِنَا الرّضَا ع فَاختَصَمنَا فِي إِمَامَتِهِ فَلَمّا خَرَجَ خَرَجتُ أَنَا وَ تَمِيمُ بنُ يَعقُوبَ السّرّاجُ مِن أَهلِ بِرمَةَ وَ نَحنُ


صفحه : 53

مُخَالِفُونَ لَهُ نَرَي رأَي‌َ الزّيدِيّةِ فَلَمّا صِرنَا فِي الصّحرَاءِ وَ إِذَا نَحنُ بِضِيَاءٍ فَأَومَأَ أَبُو الحَسَنِ ع إِلَي خِشفٍ مِنهَا فَإِذَا هُوَ قَد جَاءَ حَتّي وَقَفَ بَينَ يَدَيهِ فَأَخَذَ أَبُو الحَسَنِ يَمسَحُ رَأسَهُ وَ رَفَعَهُ إِلَي غُلَامِهِ فَجَعَلَ الخِشفُ يَضطَرِبُ لكِيَ‌ يَرجِعَ إِلَي مَرعَاهُ فَكَلّمَهُ الرّضَا بِكَلَامٍ لَا نَفهَمُهُ فَسَكَنَ ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَ وَ لَم تُؤمِن قُلتُ بَلَي يَا سيَدّيِ‌ أَنتَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ أَنَا تَائِبٌ إِلَي اللّهِ ثُمّ قَالَ للِظبّي‌ِ اذهَب فَجَاءَ الظبّي‌ُ وَ عَينَاهُ تَدمَعَانِ فَتَمَسّحَ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع وَ رَعَي فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع تدَريِ‌ مَا تَقُولُ قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابنُ رَسُولِهِ أَعلَمُ قَالَ تَقُولُ دعَوَتنَيِ‌ فَرَجَوتُ أَن تَأكُلَ مِن لحَميِ‌ فَأَجَبتُكَ وَ أحَزنَتنَيِ‌ حِينَ أمَرَتنَيِ‌ بِالذّهَابِ

61- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي إِسمَاعِيلُ بنُ مِهرَانَ قَالَ أَتَيتُ الرّضَا ع يَوماً أَنَا وَ أَحمَدُ البزَنَطيِ‌ّ بِالصّريَاءِ وَ كُنّا تَشَاجَرنَا فِي سِنّهِ فَقَالَ أَحمَدُ إِذَا دَخَلنَا عَلَيهِ فاَذكرُنيِ‌ حَتّي أَسأَلَهُ عَن سِنّهِ فإَنِيّ‌ قَد أَرَدتُ ذَلِكَ غَيرَ مَرّةٍ فَأَنسَي فَلَمّا دَخَلنَا عَلَيهِ وَ سَلّمنَا وَ جَلَسنَا أَقبَلَ عَلَي أَحمَدَ فَكَانَ أَوّلُ مَا قَالَ يَا أَحمَدُ كَم أَتَي عَلَيكَ مِنَ السّنِينَ قَالَ تِسعٌ وَ ثَلَاثُونَ فَقَالَ وَ لَكِن أَنَا قَد أَتَت عَلَيّ ثَلَاثٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً

62-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ قَالَكُنّا عِندَ رَجُلٍ بِمَروَ وَ كَانَ مَعَنَا رَجُلٌ واَقفِيِ‌ّ فَقُلتُ لَهُ اتّقِ اللّهَ قَد كُنتُ مِثلَكَ ثُمّ نَوّرَ اللّهُ قلَبيِ‌ فَصُمِ الأَربِعَاءَ وَ الخَمِيسَ وَ الجُمُعَةَ وَ اغتَسِل وَ صَلّ رَكعَتَينِ وَ سَلِ اللّهَ أَن يُرِيَكَ فِي مَنَامِكَ مَا تَستَدِلّ عَلَي هَذَا الأَمرِ فَرَجَعتُ إِلَي البَيتِ وَ قَد سبَقَنَيِ‌ كِتَابُ أَبِي الحَسَنِ يأَمرُنُيِ‌ فِيهِ أَن أَدعُوَ إِلَي هَذَا الأَمرِ ذَلِكَ الرّجُلَ فَانطَلَقتُ إِلَيهِ وَ أَخبَرتُهُ وَ قُلتُ احمَدِ اللّهَ وَ استَخِر مِائَةَ مَرّةٍ وَ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ وَجَدتُ كِتَابَ أَبِي الحَسَنِ قَد سبَقَنَيِ‌ إِلَي الدّارِ أَن أَقُولَ لَكَ مَا كُنّا فِيهِ وَ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن يُنَوّرَ اللّهُ قَلبَكَ فَافعَل مَا قُلتُ لَكَ مِنَ الصّومِ وَ الدّعَاءِ فأَتَاَنيِ‌ يَومَ السّبتِ فِي السّحَرِ فَقَالَ لِي أَشهَدُ أَنّهُ الإِمَامُ المُفتَرَضُ


صفحه : 54

الطّاعَةِ قُلتُ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ أتَاَنيِ‌ أَبُو الحَسَنِ البَارِحَةَ فِي النّومِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ وَ اللّهِ لِتَرجِعَنّ إِلَي الحَقّ وَ زَعَمَ أَنّهُ لَم يَطّلِع عَلَيهِ إِلّا اللّهُ

63- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُسَافِرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع يَوماً قُم فَانظُر فِي تِلكَ العَينِ حِيتَانٌ فَنَظَرتُ فَإِذَا فِيهَا قُلتُ نَعَم قَالَ إنِيّ‌ رَأَيتُ ذَلِكَ فِي النّومِ وَ رَسُولُ اللّهِ يَقُولُ لِي يَا عَلِيّ مَا عِندَنَا خَيرٌ لَكَ فَقُبِضَ بَعدَ أَيّامٍ

64- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي الحَسَنُ بنُ سَعِيدٍ عَنِ الفَضلِ بنِ يُونُسَ قَالَ خَرَجنَا نُرِيدُ مَكّةَ فَنَزَلنَا المَدِينَةَ وَ بِهَا هَارُونُ الرّشِيدُ يُرِيدُ الحَجّ فأَتَاَنيِ‌ الرّضَا وَ عنِديِ‌ قَومٌ مِن أَصحَابِنَا وَ قَد حَضَرَ الغَدَاءُ فَدَخَلَ الغُلَامُ فَقَالَ بِالبَابِ رَجُلٌ يُكَنّي أَبَا الحَسَنِ يَستَأذِنُ عَلَيكَ فَقُلتُ إِن كَانَ ألّذِي أَعرِفُ فَأَنتَ حُرّ فَخَرَجتُ فَإِذَا أَنَا بِالرّضَا ع فَقُلتُ انزِل فَنَزَلَ وَ دَخَلَ ثُمّ قَالَ ع بَعدَ الطّعَامِ يَا فَضلُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَتَبَ لِلحُسَينِ بنِ زَيدٍ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ وَ كَتَبَ بِهَا إِلَيكَ فَادفَعهَا إِلَي الحُسَينِ قَالَ قُلتُ وَ اللّهِ مَا لَهُم عنِديِ‌ قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ فَإِن أَخرَجتَهَا عنِديِ‌ ذَهَبتُ فَإِن كَانَ لَكَ فِي ذَلِكَ رأَي‌ٌ فَعَلتُ فَقَالَ يَا فَضلُ ادفَعهَا إِلَيهِ فَإِنّهُ سَيَرجِعُ إِلَيكَ قَبلَ أَن تَصِيرَ إِلَي مَنزِلِكَ فَدَفَعتُهَا إِلَيهِ قَالَ فَرَجَعَت إلِيَ‌ّ كَمَا قَالَ

65-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الثاّنيِ‌ ع جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيكَ مِن هَذَا صَاحِبِ الرّقّةِ قَالَ لَيسَ عَلَيّ مِنهُ بَأسٌ إِنّ لِلّهِ بِلَاداً تُنبِتُ الذّهَبَ قَد حَمَاهَا بِأَضعَفِ خَلقِهِ بِالذّرّ فَلَو أَرَادَتهَا الفِيَلَةُ مَا وَصَلَت إِلَيهَا قَالَ الوَشّاءُ إنِيّ‌ سَأَلتُهُ عَن هَذِهِ البِلَادِ وَ قَد سَمِعتُ الحَدِيثَ قَبلَ مسَألَتَيِ‌ فَأُخبِرتُ أَنّهُ بَينَ بَلخٍ وَ التّبّتِ وَ أَنّهَا تُنبِتُ الذّهَبَ وَ فِيهَا نَملٌ كِبَارٌ أَشبَاهُ الكِلَابِ عَلَي حَلقِهَا قَلِيسٌ لَا يَمُرّ بِهَا الطّيرُ فَضلًا عَن غَيرِهِ تَكمُنُ بِاللّيلِ فِي جُحرِهَا


صفحه : 55

وَ تَظهَرُ بِالنّهَارِ فَرُبّمَا غَزَوا المَوضِعَ عَلَي الدّوَابّ التّيِ‌ تَقطَعُ ثَلَاثِينَ فَرسَخاً فِي لَيلَةٍ لَا يُعرَفُ شَيءٌ مِنَ الدّوَابّ يَصبِرُ صَبرَهَا فَيُوقِرُونَ أَحمَالَهُم وَ يَخرُجُونَ فَإِذَا النّملُ خَرَجَت فِي الطّلَبِ فَلَا تَلحَقُ شَيئاً إِلّا قَطَعَتهُ تُشبِهُ بِالرّيحِ مِن سُرعَتِهَا وَ رُبّمَا شَغَلُوهُم بِاللّحمِ تُتّخَذُ لَهَا إِذَا لَحِقَتهُم يُطرَحُ لَهَا فِي الطّرِيقِ وَ إِلّا إِن لَحِقَتهُم قَطَعَتهُم وَ دَوَابّهُم

66- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي قَالَ كُنتُ مَعَ الرّضَا ع بِالمَدِينَةِ فَمَرّ مَعَ قَومٍ بِقَاعِدٍ فَقَالَ هَذَا إِمَامُ الرّافِضَةِ فَقُلتُ لَهُ ع أَ مَا سَمِعتَ مَا قَالَ هَذَا القَاعِدُ قَالَ نَعَم إِنّهُ مُؤمِنٌ مُستَكمِلُ الإِيمَانِ فَلَمّا كَانَ بِاللّيلِ دَعَا عَلَيهِ فَاحتَرَقَ دُكّانُهُ وَ نَهَبَ السّرّاقُ مَا بقَيِ‌َ مِن مَتَاعِهِ فَرَأَيتُ مِنَ الغَدِ بَينَ يدَيَ‌ أَبِي الحَسَنِ خَاضِعاً مُستَكِيناً فَأَمَرَ لَهُ بشِيَ‌ءٍ ثُمّ قَالَ يَا صَفوَانُ أَمَا إِنّهُ مُؤمِنٌ مُستَكمِلُ الإِيمَانِ وَ مَا يُصلِحُهُ غَيرُ مَا رَأَيتَ

67-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ زَيدٍ الراّزيِ‌ّ قَالَكُنتُ فِي خِدمَةِ الرّضَا ع لَمّا جَعَلَهُ المَأمُونُ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الخَوَارِجِ فِي كَفّهِ مُديَةٌ مَسمُومَةٌ وَ قَد قَالَ لِأَصحَابِهِ وَ اللّهِ لَآتِيَنّ هَذَا ألّذِي يَزعُمُ أَنّهُ ابنُ رَسُولِ اللّهِ وَ قَد دَخَلَ لِهَذَا الطّاغِيَةِ فِيمَا دَخَلَ فَأَسأَلُهُ عَن حُجّتِهِ فَإِن كَانَ لَهُ حُجّةٌ وَ إِلّا أَرَحتُ النّاسَ مِنهُ فَأَتَاهُ وَ استَأذَنَ عَلَيهِ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ أُجِيبُكَ عَن مَسأَلَتِكَ عَلَي شَرِيطَةٍ تفَيِ‌ لِي بِهَا فَقَالَ وَ مَا هَذِهِ الشّرِيطَةُ قَالَ إِن أَجَبتُكَ بِجَوَابٍ يُقنِعُكَ وَ تَرضَاهُ تَكسِرُ ألّذِي فِي كُمّكَ وَ ترَميِ‌ بِهِ فبَقَيِ‌َ الخاَرجِيِ‌ّ مُتَحَيّراً وَ أَخرَجَ المُديَةَ وَ كَسّرَهَا ثُمّ قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن دُخُولِكَ لِهَذَا الطّاغِيَةِ فِيمَا دَخَلتَ لَهُ وَ هُم عِندَكَ كُفّارٌ وَ أَنتَ ابنُ رَسُولِ اللّهِ مَا حَمَلَكَ عَلَي هَذَا فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ أَ رَأَيتَكَ هَؤُلَاءِ أَكفَرُ عِندَكَ أَم عَزِيزُ مِصرَ وَ أَهلُ مَملَكَتِهِ أَ لَيسَ هَؤُلَاءِ عَلَي حَالٍ يَزعُمُونَ أَنّهُم مُوَحّدُونَ وَ أُولَئِكَ لَم يُوَحّدُوا اللّهَ وَ لَم يَعرِفُوهُ يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ نبَيِ‌ّ ابنُ نبَيِ‌ّ قَالَ لِلعَزِيزِ


صفحه : 56

وَ هُوَ كَافِرٌاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَ كَانَ يُجَالِسُ الفَرَاعِنَةَ وَ أَنَا رَجُلٌ مِن وُلدِ رَسُولِ اللّهِص أجَبرَنَيِ‌ عَلَي هَذَا الأَمرِ وَ أكَرهَنَيِ‌ عَلَيهِ فَمَا ألّذِي أَنكَرتَ وَ نَقَمتَ عَلَيّ فَقَالَ لَا عَتَبَ عَلَيكَ إنِيّ‌ أَشهَدُ أَنّكَ ابنُ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ أَنّكَ صَادِقٌ

68- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن رَيّانَ بنِ الصّلتِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع بِخُرَاسَانَ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ أَسأَلُهُ عَن هَذِهِ الدّنَانِيرِ المَضرُوبَةِ بِاسمِهِ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ قَالَ لِغُلَامِهِ إِنّ أَبَا مُحَمّدٍ يشَتهَيِ‌ مِن هَذِهِ الدّنَانِيرِ التّيِ‌ عَلَيهَا اسميِ‌ فَهَلُمّ بِثَلَاثِينَ مِنهَا فَجَاءَ بِهَا الغُلَامُ فَأَخَذتُهَا ثُمّ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَيتَهُ كسَاَنيِ‌ مِن بَعضِ مَا عَلَيهِ فَالتَفَتَ إِلَي غُلَامِهِ وَ قَالَ قُل لَهُم لَا تَغسِلُوا ثيِاَبيِ‌ وَ تَأتُونَ بِهَا كَمَا هيِ‌َ فَأَتَوا بِقَمِيصٍ وَ سِروَالٍ وَ نَعلٍ فَدَفَعُوهَا إلِيَ‌ّ

69- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ أَنشَدَ دِعبِلٌ الخزُاَعيِ‌ّ قَصِيدَتَهُ فَبَعَثَ إِلَيهِ بِدَرَاهِمَ رَضَوِيّةٍ[الرّضَوِيّةُ مَنسُوبَةٌ إِلَي الرضّيِ‌ّ وَ الرّضَوِيّةُ مَنسُوبَةٌ إِلَي الرّضَا]فَرَدّهَا فَقَالَ خُذهَا فَإِنّكَ تَحتَاجُ إِلَيهَا قَالَ فَانصَرَفتُ إِلَي البَيتِ وَ قَد سُرِقَ جَمِيعُ ماَليِ‌ فَكَانَ النّاسُ يَأخُذُونَ دِرهَماً مِنهَا وَ يعُطوُنيّ‌ دَنَانِيرَ فَغَنِيتُ بِهَا

70- شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّهُ خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ فِي السّنَةِ التّيِ‌ حَجّ فِيهَا هَارُونُ يُرِيدُ الحَجّ فَانتَهَي إِلَي جَبَلٍ عَن يَسَارِ الطّرِيقِ يُقَالُ لَهُ فَارِعٌ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ ع ثُمّ قَالَ باَنيِ‌ فَارِعٍ وَ هَادِمُهُ يُقطَعُ إِرباً إِرباً فَلَم نَدرِ مَا مَعنَي ذَلِكَ فَلَمّا بَلَغَ هَارُونُ ذَلِكَ المَوضِعَ نَزَلَهُ وَ صَعِدَ يَحيَي بنُ جَعفَرٍ الجَبَلَ وَ أَمَرَ أَن يُبنَي لَهُ فِيهِ مَجلِساً فَلَمّا رَجَعَ مِن مَكّةَ صَعِدَ إِلَيهِ وَ أَمَرَ بِهَدمِهِ فَلَمّا انصَرَفَ إِلَي العِرَاقِ قُطِعَ جَعفَرُ بنُ يَحيَي إِرباً إِرباً


صفحه : 57

بيان الإرب بكسر الهمزة وسكون الراء العضو

71- شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُسَافِرٍ قَالَ لَمّا أَرَادَ هَارُونُ بنُ المُسَيّبِ أَن يُوَاقِعَ مُحَمّدَ بنَ جَعفَرٍ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع اذهَب إِلَيهِ وَ قُل لَا تَخرُج غَداً فَإِنّكَ إِن خَرَجتَ غَداً هُزِمتَ وَ قُتِلَ أَصحَابُكَ وَ إِن قَالَ لَكَ مِن أَينَ عَلِمتَ هَذَا فَقُل رَأَيتُ فِي النّومِ قَالَ فَأَتَيتُهُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَا تَخرُج غَداً فَإِنّكَ إِن خَرَجتَ هُزِمتَ وَ قُتِلَ أَصحَابُكَ فَقَالَ لِي مِن أَينَ عَلِمتَ هَذَا قُلتُ رَأَيتُ فِي النّومِ قَالَ نَامَ العَبدُ فَلَم يَغسَلِ استَهُ ثُمّ خَرَجَ فَانهَزَمَ وَ قُتِلَ أَصحَابُهُ

72- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]هَارُونُ بنُ مُوسَي فِي خَبَرٍ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع فِي مَفَازَةٍ فَحَمحَمَ فَرَسُهُ فَخَلّي عَنهُ عِنَانَهُ فَمَرّ الفَرَسُ يَتَخَطّي إِلَي أَن بَالَ وَ رَاثَ وَ رَجَعَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ وَ قَالَ إِنّهُ لَم يُعطَ دَاوُدُ شَيئاً إِلّا وَ أعُطيِ‌َ مُحَمّدٌ وَ آلُ مُحَمّدٍ أَكثَرَ مِنهُ

73- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]سُلَيمَانُ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع وَ البَيتُ مَملُوءٌ مِنَ النّاسِ يَسأَلُونَهُ وَ هُوَ يُجِيبُهُم فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونُوا أَنبِيَاءَ فَتَرَكَ النّاسَ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ إِنّ الأَئِمّةَ حُلَمَاءُ عُلَمَاءُ يَحسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَنبِيَاءَ وَ لَيسُوا أَنبِيَاءَ

74-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الأَفطَسِدَخَلتُ عَلَي المَأمُونِ فقَرَبّنَيِ‌ وَ حيَاّنيِ‌ ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ الرّضَا مَا كَانَ أَعلَمَهُ لَقَد أخَبرَنَيِ‌ بِعَجَبٍ سَأَلتُهُ لَيلَةً وَ قَد بَايَعَ لَهُ النّاسُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَرَي لَكَ أَن تمَضيِ‌َ إِلَي العِرَاقِ وَ أَكُونَ خَلِيفَتَكَ بِخُرَاسَانَ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ لَا لعَمَريِ‌ وَ لَكِنّهُ مِن دُونِ خُرَاسَانَ قَد جَاءَت أَنّ لَنَا هَاهُنَا مَسكَناً وَ لَستُ بِبَارِحٍ حَتّي يأَتيِنَيِ‌ المَوتُ وَ مِنهَا المَحشَرُ لَا مَحَالَةَ


صفحه : 58

فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا عِلمُكَ بِذَلِكَ قَالَ علِميِ‌ بمِكَاَنيِ‌ كعَلِميِ‌ بِمَكَانِكَ قُلتُ وَ أَينَ مكَاَنيِ‌ أَصلَحَكَ اللّهُ فَقَالَ لَقَد بَعُدَتِ الشّقّةُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ أَمُوتُ بِالمَشرِقِ وَ تَمُوتُ بِالمَغرِبِ فَجَهَدتُ الجَهدَ كُلّهُ وَ أَطمَعتُهُ فِي الخِلَافَةِ فَأَبَي

الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الوَشّاءُ قَالَ دعَاَنيِ‌ سيَدّيِ‌َ الرّضَا ع بِمَروَ فَقَالَ يَا حَسَنُ مَاتَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِ‌ّ فِي هَذَا اليَومِ وَ أُدخِلَ فِي قَبرِهِ السّاعَةَ وَ دَخَلَا عَلَيهِ مَلَكَا القَبرِ فَسَأَلَاهُ مَن رَبّكَ فَقَالَ اللّهُ ثُمّ قَالَا مَن نَبِيّكَ فَقَالَ مُحَمّدٌ فَقَالَا مَن وَلِيّكَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَا ثُمّ مَن قَالَ الحَسَنُ قَالَا ثُمّ مَن قَالَ الحُسَينُ قَالَا ثُمّ مَن قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ قَالَا ثُمّ مَن قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ قَالَا ثُمّ مَن قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ قَالَا ثُمّ مَن قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَالَا ثُمّ مَن فَلَجلَجَ فَزَجَرَاهُ وَ قَالَا ثُمّ مَن فَسَكَتَ فَقَالَا لَهُ أَ فَمُوسَي بنُ جَعفَرٍ أَمَرَكَ بِهَذَا ثُمّ ضَرَبَاهُ بمقعمة[بِمِقمِعَةٍ] مِن نَارٍ فَأَلهَبَا عَلَيهِ قَبرَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ فَخَرَجتُ مِن عِندِ سيَدّيِ‌ فَوَرّختُ ذَلِكَ اليَومَ فَمَا مَضَتِ الأَيّامُ حَتّي وَرَدَت كُتُبُ الكُوفِيّينَ بِمَوتِ البطَاَئنِيِ‌ّ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ أَنّهُ أُدخِلَ قَبرَهُ فِي تِلكَ السّاعَةِ

وَ فِي الرّوضَةِ، قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ اِبرَاهِيمَ الغفِاَريِ‌ّ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنّهُ أَلَحّ عَلَيّ غَرِيمٌ لِي وَ آذاَنيِ‌ فَلَمّا مَضَي عنَيّ‌ مَرَرتُ مِن وجَهيِ‌ إِلَي صَريَا لِيُكَلّمَهُ أَبُو الحَسَنِ ع فِي أمَريِ‌ فَدَخَلتُ عَلَيهِ فَإِذَا المَائِدَةُ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لِي كُل فَأَكَلتُ فَلَمّا رُفِعَتِ المَائِدَةُ أَقبَلَ يحُاَدثِنُيِ‌ ثُمّ قَالَ ارفَع مَا تَحتَ ذَاكَ المُصَلّي فَإِذَا هيِ‌َ ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ وَ تَزِيدُ فَإِذَا فِيهَا دِينَارٌ مَكتُوبٌ عَلَيهِ ثَابِتٌ فِيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ[صَلّي اللّهُ عَلَيهِ] وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ مِن جَانِبٍ وَ فِي الجَانِبِ الآخَرِ إِنّا لَم نَنسَكَ فَخُذ هَذِهِ الدّنَانِيرَ فَاقضِ بِهَا دَينَكَ وَ أَنفِق مَا بقَيِ‌َ عَلَي عِيَالِكَ


صفحه : 59

مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ قِيلَ لِلرّضَا ع إِنّكَ قَد شَهَرتَ نَفسَكَ بِهَذَا الأَمرِ وَ جَلَستَ مَجلِسَ أَبِيكَ وَ سَيفُ هَارُونَ يَقطُرُ الدّمَ فَقَالَ جوَاَبيِ‌ هَذَا مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن أَخَذَ أَبُو جَهلٍ مِن رأَسيِ‌ شَعرَةً فَاشهَدُوا أنَنّيِ‌ لَستُ بنِبَيِ‌ّ وَ أَنَا أَقُولُ لَكُم إِن أَخَذَ هَارُونُ مِن رأَسيِ‌ شَعرَةً فَاشهَدُوا أنَنّيِ‌ لَستُ بِإِمَامٍ

مُسَافِرٌ قَالَ كُنتُ عِندَ الرّضَا ع بِمِنًي فَمَرّ يَحيَي بنُ خَالِدٍ فَغَطّي أَنفَهُ مِنَ الغُبَارِ فَقَالَ ع مَسَاكِينُ لَا يَدرُونَ مَا يَحُلّ بِهِم فِي هَذِهِ السّنَةِ ثُمّ قَالَ وَ أَعجَبُ مِن هَذَا هَارُونُ وَ أَنَا كَهَاتَينِ وَ ضَمّ بَينَ إِصبَعَيهِ

75- عم ،[إعلام الوري ]قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ مِمّا رَوَتهُ العَامّةُ مِمّا ذَكَرَهُ الحَاكِمُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ أَنّهُ قَالَ نَظَرَ الرّضَا ع إِلَي رَجُلٍ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَوصِ بِمَا تُرِيدُ وَ استَعِدّ لِمَا لَا بُدّ مِنهُ فَمَاتَ الرّجُلُ بَعدَ ذَلِكَ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ

76-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الغفِاَريِ‌ّ قَالَ كَانَ لِرَجُلٍ مِن آلِ أَبِي رَافِعٍ مَولَي رَسُولِ اللّهِص عَلَيّ حَقّ فَأَلَحّ عَلَيّ فَأَتَيتُ الرّضَا ع وَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ لِمَولَاكَ فُلَانٍ عَلَيّ حَقّاً وَ قَد شهَرّنَيِ‌ فأَمَرَنَيِ‌ بِالجُلُوسِ عَلَي الوِسَادَةِ فَلَمّا أَكَلنَا وَ فَرَغنَا قَالَ ارفَعِ الوِسَادَةَ وَ خُذ مَا تَحتَهَا فَرَفَعتُهَا فَإِذَا دَنَانِيرُ فَأَخَذتُهَا فَلَمّا أَتَيتُ المَنزِلَ نَظَرتُ إِلَي الدّنَانِيرِ فَإِذَا هيِ‌َ ثَمَانِيَةٌ وَ أَربَعُونَ دِينَاراً وَ فِيهَا دِينَارٌ يَلُوحُ مَنقُوشٌ عَلَيهِ حَقّ الرّجُلِ عَلَيكَ ثَمَانِيَةٌ وَ عِشرُونَ دِينَاراً وَ مَا بقَيِ‌َ فَهُوَ لَكَ وَ لَا وَ اللّهِ مَا كُنتُ عَرَفتُ مَا لَهُ عَلَيّ عَلَي التّحدِيدِ أَتَي رَجُلٌ مِن وُلدِ الأَنصَارِ بِحُقّةِ فِضّةٍ مُقَفّلٍ عَلَيهَا وَ قَالَ لَم يُتحِفكَ أَحَدٌ بِمِثلِهَا فَفَتَحَهَا وَ أَخرَجَ مِنهَا سَبعَ شَعَرَاتٍ وَ قَالَ هَذَا شَعرُ النّبِيّص فَمَيّزَ الرّضَا ع أَربَعَ طَاقَاتٍ مِنهَا وَ قَالَ هَذَا شَعرُهُ فَقَبِلَ فِي ظَاهِرِهِ دُونَ بَاطِنِهِ ثُمّ إِنّ الرّضَا ع أَخرَجَهُ مِنَ الشّبهَةِ بِأَن وَضَعَ الثّلَاثَةَ عَلَي النّارِ فَاحتَرَقَت ثُمّ وَضَعَ


صفحه : 60

الأَربَعَةَ فَصَارَت كَالذّهَبِ وَ لَمّا نَزَلَ الرّضَا ع فِي نَيسَابُورَ بِمَحَلّةِ فَوزَا أَمَرَ بِبِنَاءِ حَمّامٍ وَ حَفرِ قَنَاةٍ وَ صَنعَةِ حَوضٍ فَوقَهُ مُصَلّي فَاغتَسَلَ مِنَ الحَوضِ وَ صَلّي فِي المَسجِدِ فَصَارَ ذَلِكَ سُنّةً فَيُقَالُ گرمابه رضا وَ آب رضا وَ حوض كاهلان وَ مَعنَي ذَلِكَ أَنّ رَجُلًا وَضَعَ هِميَاناً عَلَي طَاقِهِ وَ اغتَسَلَ مِنهُ وَ قَصَدَ إِلَي مَكّةَ نَاسِياً فَلَمّا انصَرَفَ مِنَ الحَجّ أَتَي الحَوضَ لِلغُسلِ فَرَآهُ مَشدُوداً فَسَأَلَ النّاسَ عَن ذَلِكَ فَقَالُوا قَد أَوَي فِيهِ ثُعبَانٌ وَ قَامَ عَلَي طَاقِهِ فَفَتَحَهُ الرّجُلُ وَ دَخَلَ فِي الحَوضِ وَ أَخرَجَ هِميَانَهُ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا مِن مُعجِزِ الإِمَامِ فَنَظَرَ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ وَ قَالَ أي كاهلان أَن لَا يَأخُذُوهَا فسَمُيّ‌َ بِذَلِكَ حوض كاهلان وَ سمُيّ‌َ المَحَلّةُ فَوزَ لِأَنّهُ فُتِحَ أَوّلًا فَصَحّفُوهَا وَ قَالُوا فَوزَا

عَنِ الحُسَينِ بنِ مَنصُورٍ عَن أَخِيهِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فِي بَيتٍ دَاخِلٍ فِي جَوفِ بَيتٍ لَيلًا فَرَفَعَ يَدَهُ فَكَانَت كَأَنّ فِي البَيتِ عَشَرَةَ مَصَابِيحَ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَخَلّا يَدَهُ ثُمّ أَذِنَ لَهُ

77- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مَنصُورٍ مِثلَهُ

78- كِتَابُ النّجُومِ،بِإِسنَادِنَا إِلَي مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ يَرفَعُهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُفِيدِ بنِ جُنَيدٍ الشاّميِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ قَد كَثُرَ الخَوضُ فِيكَ وَ فِي عَجَائِبِكَ فَلَو شِئتَ أَتَيتَ بشِيَ‌ءٍ وَ حَدّثتُهُ عَنكَ فَقَالَ وَ مَا تَشَاءُ قَالَ تحُييِ‌ لِي أَبِي وَ أمُيّ‌ فَقَالَ انصَرِف إِلَي مَنزِلِكَ فَقَد أَحيَيتُهُمَا فَانصَرَفتُ وَ اللّهِ وَ هُمَا فِي البَيتِ أَحيَاءُ فَأَقَامَا عنِديِ‌ عَشَرَةَ أَيّامٍ ثُمّ قَبَضَهُمَا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي

79-كشف ،[كشف الغمة] قَالَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ مِن مَنَاقِبِهِ ع أَنّهُ لَمّا جَعَلَ المَأمُونُ الرّضَا ع ولَيِ‌ّ عَهدِهِ وَ أَقَامَهُ خَلِيفَةً مِن بَعدِهِ كَانَ فِي حَاشِيَةِ المَأمُونِ أُنَاسٌ كَرِهُوا


صفحه : 61

ذَلِكَ وَ خَافُوا خُرُوجَ الخِلَافَةِ عَن بنَيِ‌ العَبّاسِ وَ رَدّهَا إِلَي بنَيِ‌ فَاطِمَةَ عَلَي الجَمِيعِ السّلَامُ فَحَصَلَ عِندَهُم مِنَ الرّضَا ع نُفُورٌ وَ كَانَ عَادَةُ الرّضَا ع إِذَا جَاءَ إِلَي دَارِ المَأمُونِ لِيَدخُلَ عَلَيهِ يُبَادِرُ مَن بِالدّهلِيزِ مِنَ الحَاشِيَةِ إِلَي السّلَامِ عَلَيهِ وَ رَفعِ السّترِ بَينَ يَدَيهِ لِيَدخُلَ فَلَمّا حَصَلَت لَهُمُ النّفرَةُ عَنهُ تَوَاصَوا فِيمَا بَينَهُم وَ قَالُوا إِذَا جَاءَ لِيَدخُلَ عَلَي الخَلِيفَةِ أَعرِضُوا عَنهُ وَ لَا تَرفَعُوا السّترَ لَهُ فَاتّفَقُوا عَلَي ذَلِكَ فَبَينَا هُم قُعُودٌ إِذ جَاءَ الرّضَا ع عَلَي عَادَتِهِ فَلَم يَملِكُوا أَنفُسَهُم أَن سَلّمُوا عَلَيهِ وَ رَفَعُوا السّترَ عَلَي عَادَتِهِم فَلَمّا دَخَلَ أَقبَلَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ يَتَلَاوَمُونَ كَونَهُم مَا وَقَفُوا عَلَي مَا اتّفَقُوا عَلَيهِ وَ قَالُوا النّوبَةُ الآتِيَةُ إِذَا جَاءَ لَا نَرفَعُهُ لَهُ فَلَمّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ جَاءَ فَقَامُوا وَ سَلّمُوا عَلَيهِ وَ وَقَفُوا وَ لَم يَبتَدِرُوا إِلَي رَفعِ السّترِ فَأَرسَلَ اللّهُ رِيحاً شَدِيدَةً دَخَلَت فِي السّترِ فَرَفَعَتهُ أَكثَرَ مِمّا كَانُوا يَرفَعُونَهُ ثُمّ دَخَلَ فَسَكَنَتِ الرّيحُ فَعَادَ إِلَي مَا كَانَ فَلَمّا خَرَجَ عَادَتِ الرّيحُ دَخَلَت فِي السّترِ رَفَعَتهُ حَتّي خَرَجَ ثُمّ سَكَنَت فَعَادَ السّترُ فَلَمّا ذَهَبَ أَقبَلَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ وَ قَالُوا هَل رَأَيتُم قَالُوا نَعَم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ يَا قَومِ هَذَا رَجُلٌ لَهُ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةٌ وَ لِلّهِ بِهِ عِنَايَةٌ أَ لَم تَرَوا أَنّكُم لَمّا لَم تَرفَعُوا لَهُ السّترَ أَرسَلَ اللّهُ الرّيحَ وَ سَخّرَهَا لَهُ لِرَفعِ السّترِ كَمَا سَخّرَهَا لِسُلَيمَانَ فَارجِعُوا إِلَي خِدمَتِهِ فَهُوَ خَيرٌ لَكُم فَعَادُوا إِلَي مَا كَانُوا عَلَيهِ وَ زَادَت عَقِيدَتُهُم فِيهِ وَ مِنهَا أَنّهُ كَانَ بِخُرَاسَانَ امرَأَةٌ تُسَمّي زَينَبَ فَادّعَت أَنّهَا عَلَوِيّةٌ مِن سُلَالَةِ فَاطِمَةَ ع وَ صَارَت تَصُولُ عَلَي أَهلِ خُرَاسَانَ بِنَسَبِهَا فَسَمِعَ بِهَا عَلِيّ الرّضَا ع فَلَم يَعرِف نَسَبَهَا فَأُحضِرَت إِلَيهِ فَرَدّ نَسَبَهَا وَ قَالَ هَذِهِ كَذّابَةٌ فَسَفِهَت عَلَيهِ وَ قَالَت كَمَا قَدَحتَ فِي نسَبَيِ‌ فَأَنَا أَقدَحُ فِي نَسَبِكَ فَأَخَذَتهُ الغَيرَةُ العَلَوِيّةُ فَقَالَ ع لِسُلطَانِ خُرَاسَانَ وَ كَانَ لِذَلِكَ السّلطَانِ بِخُرَاسَانَ مَوضِعٌ وَاسِعٌ فِيهِ سِبَاعٌ مُسَلسَلَةٌ لِلِانتِقَامِ مِنَ المُفسِدِينَ يُسَمّي ذَلِكَ المَوضِعُ بِركَةَ السّبَاعِ فَأَخَذَ الرّضَا ع بِيَدِ تِلكَ المَرأَةِ وَ أَحضَرَهَا عِندَ ذَلِكَ السّلطَانِ وَ قَالَ هَذِهِ كَذّابَةٌ عَلَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع وَ لَيسَت مِن نَسلِهِمَا فَإِنّ مَن كَانَ حَقّاً


صفحه : 62

بَضعَةً مِن عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ فَإِنّ لَحمَهُ حَرَامٌ عَلَي السّبَاعِ فَأَلقُوهَا فِي بِركَةِ السّبَاعِ فَإِن كَانَت صَادِقَةً فَإِنّ السّبَاعَ لَا تَقرَبُهَا وَ إِن كَانَت كَاذِبَةً فَتَفتَرِسُهَا السّبَاعُ فَلَمّا سَمِعَت ذَلِكَ مِنهُ قَالَت فَانزِل أَنتَ إِلَي السّبَاعِ فَإِن كُنتَ صَادِقاً فَإِنّهَا لَا تَقرَبُكَ وَ لَا تَفتَرِسُكَ فَلَم يُكَلّمهَا وَ قَامَ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ السّلطَانُ إِلَي أَينَ قَالَ إِلَي بِركَةِ السّبَاعِ وَ اللّهِ لَأَنزِلَنّ إِلَيهَا فَقَامَ السّلطَانُ وَ النّاسُ وَ الحَاشِيَةُ وَ جَاءُوا وَ فَتَحُوا بَابَ البِركَةِ فَنَزَلَ الرّضَا ع وَ النّاسُ يَنظُرُونَ مِن أَعلَي البِركَةِ فَلَمّا حَصَلَ بَينَ السّبَاعِ أَقعَت جَمِيعُهَا إِلَي الأَرضِ عَلَي أَذنَابِهَا وَ صَارَ يأَتيِ‌ إِلَي وَاحِدٍ وَاحِدٍ يَمسَحُ وَجهَهُ وَ رَأسَهُ وَ ظَهرَهُ وَ السّبُعُ يُبَصبِصُ لَهُ هَكَذَا إِلَي أَن أَتَي عَلَي الجَمِيعِ ثُمّ طَلَعَ وَ النّاسُ يُبصِرُونَهُ فَقَالَ لِذَلِكَ السّلطَانِ أَنزِل هَذِهِ الكَذّابَةَ عَلَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ لِيَتَبَيّنَ لَكَ فَامتَنَعَت فَأَلزَمَهَا ذَلِكَ السّلطَانُ وَ أَمَرَ أَعوَانَهُ بِإِلقَائِهَا فَمُذ رَآهَا السّبَاعُ وَثَبُوا إِلَيهَا وَ افتَرَسُوهَا فَاشتَهَرَ اسمُهَا بِخُرَاسَانَ بِزَينَبَ الكَذّابَةِ وَ حَدِيثُهَا هُنَاكَ مَشهُورٌ

80-كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِيَ الرّضَا ع اشتَرِ لِي جَارِيَةً مِن صِفَتِهَا كَذَا وَ كَذَا فَأَصَبتُ لَهُ جَارِيَةً عِندَ رَجُلٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ كَمَا وَصَفَ فَاشتَرَيتُهَا وَ دَفَعتُ الثّمَنَ إِلَي مَولَاهَا وَ جِئتُ بِهَا إِلَيهِ فَأَعجَبَتهُ وَ وَقَعَت مِنهُ فَمَكَثتُ أَيّاماً ثُمّ لقَيِنَيِ‌ مَولَاهَا وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَقَالَ اللّهَ اللّهَ فِيّ لَستُ أَتَهَنّأُ العَيشَ وَ لَيسَ لِي قَرَارٌ وَ لَا نَومٌ فَكَلّم أَبَا الحَسَنِ يَرُدّ عَلَيّ الجَارِيَةَ وَ يَأخُذِ الثّمَنَ فَقُلتُ أَ مَجنُونٌ أَنتَ أَنَا أجَترَ‌ِئُ أَن أَقُولَ لَهُ يَرُدّهَا عَلَيكَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً يَا سُلَيمَانُ صَاحِبُ الجَارِيَةِ يُرِيدُ أَن أَرُدّهَا عَلَيهِ قُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ قَد سأَلَنَيِ‌ أَن أَسأَلَكَ قَالَ فَرُدّهَا عَلَيهِ وَ خُذِ الثّمَنَ فَفَعَلتُ وَ مَكَثنَا أَيّاماً ثُمّ لقَيِنَيِ‌ مَولَاهَا فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ سَل أَبَا الحَسَنِ يَقبَلِ الجَارِيَةَ فإَنِيّ‌ لَا أَنتَفِعُ بِهَا وَ لَا أَقدِرُ أَدنُو مِنهَا قُلتُ لَا أَقدِرُ أَبتَدِئُهُ بِهَذَا قَالَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ صَاحِبُ الجَارِيَةِ يُرِيدُ أَن أَقبِضَهَا مِنهُ وَ أَرُدّ عَلَيهِ الثّمَنَ قُلتُ قَد سأَلَنَيِ‌


صفحه : 63

ذَلِكَ قَالَ فَرُدّ عَلَيّ الجَارِيَةَ وَ خُذِ الثّمَنَ

وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ قَالَ قَالَ فُلَانُ بنُ مُحرِزٍ بَلَغَنَا أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع كَانَ إِذَا أَرَادَ أَن يُعَاوِدَ أَهلَهُ لِلجِمَاعِ تَوَضّأَ وُضُوءَ الصّلَاةِ فَأُحِبّ أَن تَسأَلَ أَبَا الحَسَنِ الثاّنيِ‌َ عَن ذَلِكَ قَالَ الوَشّاءُ فَدَخَلتُ عَلَيهِ فاَبتدَأَنَيِ‌ مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ فَقَالَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ إِذَا جَامَعَ وَ أَرَادَ أَن يُعَاوِدَ تَوَضّأَ لِلصّلَاةِ وَ إِذَا أَرَادَ أَيضاً تَوَضّأَ لِلصّلَاةِ فَخَرَجتُ إِلَي الرّجُلِ فَقُلتُ قَد أجَاَبنَيِ‌ عَن مَسأَلَتِكَ مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ

وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ لِيَ ابتِدَاءً إِنّ أَبِي كَانَ عنِديِ‌َ البَارِحَةَ قُلتُ أَبُوكَ قَالَ أَبِي قُلتُ أَبُوكَ قَالَ أَبِي فِي المَنَامِ إِنّ جَعفَراً كَانَ يجَيِ‌ءُ إِلَي أَبِي فَيَقُولُ يَا بنُيَ‌ّ افعَل كَذَا يَا بنُيَ‌ّ افعَل كَذَا يَا بنُيَ‌ّ افعَل كَذَا قَالَ فَدَخَلتُ عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ يَا حَسَنُ إِنّ مَنَامَنَا وَ يَقَظَتَنَا وَاحِدٌ

وَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَشاَنيِ‌ّ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ بَعضُ أَصحَابِنَا أَنّهُ حَمَلَ إِلَي الرّضَا ع مَالًا لَهُ خَطَرٌ فَلَم أَرَهُ سُرّ بِهِ فَاغتَمَمتُ لِذَلِكَ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ قَد حَمَلتُ مِثلَ هَذَا المَالِ وَ مَا سُرّ بِهِ فَقَالَ يَا غُلَامُ الطّستَ وَ المَاءَ وَ قَعَدَ عَلَي كرُسيِ‌ّ وَ قَالَ لِلغُلَامِ صُبّ عَلَيّ المَاءَ فَجَعَلَ يَسِيلُ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ فِي الطّستِ ذَهَبٌ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ مَن كَانَ هَكَذَا لَا يبُاَليِ‌ باِلذّيِ‌ حُمِلَ إِلَيهِ

وَ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ قَالَ رَأَيتُ عَلِيّ بنَ مُوسَي فِي مَسجِدِ المَدِينَةِ وَ هَارُونُ يَخطُبُ قَالَ ترَوَنيِ‌ وَ إِيّاهُ نُدفَنُ فِي بَيتٍ وَاحِدٍ

81-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ خَطّابٍ وَ كَانَ


صفحه : 64

وَاقِفِيّاً قَالَ كُنتُ فِي المَوقِفِ يَومَ عَرَفَةَ فَجَاءَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع وَ مَعَهُ بَعضُ بنَيِ‌ عَمّهِ فَوَقَفَ أمَاَميِ‌ وَ كُنتُ مَحمُوماً شَدِيدَ الحُمّي وَ قَد أصَاَبنَيِ‌ عَطَشٌ شَدِيدٌ قَالَ فَقَالَ الرّضَا ع لِغُلَامٍ لَهُ شَيئاً لَم أَعرِفهُ فَنَزَلَ الغُلَامُ فَجَاءَ بِمَاءٍ فِي مَشرَبَةٍ فَنَاوَلَهُ فَشَرِبَ وَ صَبّ الفَضلَةَ عَلَي رَأسِهِ مِنَ الحَرّ ثُمّ قَالَ املَأ فَمَلَأَ الشربة[المَشرَبَةَ] ثُمّ قَالَ اذهَب فَاسقِ ذَلِكَ الشّيخَ قَالَ فجَاَءنَيِ‌ بِالمَاءِ فَقَالَ لِي أَنتَ مَوعُوكٌ قُلتُ نَعَم قَالَ اشرَب قَالَ فَشَرِبتُ قَالَ فَذَهَبَت وَ اللّهِ الحُمّي فَقَالَ لِي يَزِيدُ بنُ إِسحَاقَ وَيحَكَ يَا عَلِيّ فَمَا تُرِيدُ بَعدَ هَذَا مَا تَنتَظِرُ قَالَ يَا أخَيِ‌ دَعنَا قَالَ لَهُ يَزِيدُ فَحَدّثتُ بِحَدِيثِ اِبرَاهِيمَ بنِ شُعَيبٍ وَ كَانَ وَاقِفِيّاً مِثلَهُ قَالَ كُنتُ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ إِلَي جنَبيِ‌ إِنسَانٌ ضَخمٌ آدِمٌ فَقُلتُ لَهُ مِمّنِ الرّجُلُ فَقَالَ لِي مَولًي لبِنَيِ‌ هَاشِمٍ قُلتُ فَمَن أَعلَمُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ قَالَ الرّضَا ع قُلتُ فَمَا بَالُهُ لَا يجَيِ‌ءُ عَنهُ كَمَا جَاءَ عَن آبَائِهِ قَالَ فَقَالَ لِي مَا أدَريِ‌ مَا تَقُولُ وَ نَهَضَ وَ ترَكَنَيِ‌ فَلَم أَلبَث إِلّا يَسِيراً حَتّي جاَءنَيِ‌ بِكِتَابٍ فَدَفَعَهُ إلِيَ‌ّ فَقَرَأتُهُ فَإِذَا خَطّ لَيسَ بِجَيّدٍ فَإِذَا فِيهِ يَا اِبرَاهِيمُ إِنّكَ تحَكيِ‌ مِن آبَائِكَ وَ إِنّ لَكَ مِنَ الوَلَدِ كَذَا وَ كَذَا مِنَ الذّكُورِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ حَتّي عَدّهُم بِأَسمَائِهِم وَ لَكَ مِنَ البَنَاتِ فُلَانَةُ وَ فُلَانَةُ حَتّي عَدّ جَمِيعَ البَنَاتِ بِأَسمَائِهِنّ قَالَ فَكَانَت لَهُ بِنتٌ تُلَقّبُ بِالجَعفَرِيّةِ قَالَ فَخَطّ عَلَي اسمِهَا فَلَمّا قَرَأتُ الكِتَابَ قَالَ لِي هَاتِهِ قُلتُ دَعهُ قَالَ لَا أُمِرتُ أَن آخُذَهُ مِنكَ قَالَ فَدَفَعتُهُ إِلَيهِ قَالَ الحَسَنُ فَأَجِدُهُمَا مَاتَا عَلَي شَكّهِمَا

بيان تحكي‌ من آبائك أي تشبههم في الخلقة أوعدد الأولاد أوأنك تحكي‌ عن آبائك فلاأخبرك بأسمائهم ولكن أخبرك بأسماء أولادك لخفائها و لايبعد أن يكون تصحيف آبائي‌ أي تحكي‌ عن آبائي‌ أنه كان يظهر منهم المعجزات فها أناأيضا أظهرها


صفحه : 65

82- كش ،[رجال الكشي‌]نَصرُ بنُ الصّبّاحِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ إِسحَاقُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَطَرٍ وَ زَكَرِيّا اللؤّلؤُيِ‌ّ قَالَ اِبرَاهِيمُ بنُ شُعَيبٍ كُنتُ جَالِساً فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ إِلَي جاَنبِيِ‌ رَجُلٌ مِن أَهلِ المَدِينَةِ فَحَادَثتُهُ مَلِيّاً وَ سأَلَنَيِ‌ مِن أَينَ أَنتَ فَأَخبَرتُهُ أنَيّ‌ رَجُلٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ قُلتُ لَهُ فَمَن أَنتَ قَالَ مَولًي لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ لِي إِلَيكَ حَاجَةٌ قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قُلتُ تُوصِلُ إِلَيهِ رُقعَةً قَالَ نَعَم إِذَا شِئتَ فَخَرَجتُ وَ أَخَذتُ قِرطَاساً وَ كَتَبتُ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِنّ مَن كَانَ قَبلَكَ مِن آبَائِكَ كَانَ يُخبِرُنَا بِأَشيَاءَ فِيهَا دَلَالَاتٌ وَ بَرَاهِينُ وَ قَد أَحبَبتُ أَن تخُبرِنَيِ‌ باِسميِ‌ وَ اسمِ أَبِي وَ ولُديِ‌ قَالَ ثُمّ خَتَمتُ الكِتَابَ وَ دَفَعتُهُ إِلَيهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أتَاَنيِ‌ بِكِتَابٍ مَختُومٍ فَفَضَضتُهُ وَ قَرَأتُهُ فَإِذَا فِي أَسفَلَ مِنَ الكِتَابِ بِخَطّ ردَيِ‌ّبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ يَا اِبرَاهِيمُ إِنّ مِن آبَائِكَ شُعَيباً وَ صَالِحاً وَ إِنّ مِن أَبنَائِكَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ فُلَانَةَ وَ فُلَانَةَ غَيرَ أَنّهُ زَادَ أَسمَاءَ لَا نَعرِفُهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَهلِ المَجلِسِ اعلَم أَنّهُ كَمَا صَدَقَكَ فِي غَيرِهَا فَقَد صَدَقَكَ فِيهَا فَابحَث عَنهَا

83- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَن اِبرَاهِيمَ مِثلَهُ وَ فِي آخِرِهِ فَقَالَ النّاسُ لَهُ اسمُ حِنثٍ

بيان لعل المعني أنها اسم أولاد الزنا الذين لاتعرفهم فإنه يقال لولد الزنا ولد الحنث لأنه حصل بالإثم

84-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ


صفحه : 66

قَالَ سَأَلتُهُ أَن يُنسِئَ فِي أجَلَيِ‌ فَقَالَ إِن تَلقَي رَبّكَ لِيَغفِرَ لَكَ خَيرٌ لَكَ فَحَدّثَ بِذَلِكَ إِخوَانَهُ بِمَكّةَ ثُمّ مَاتَ بِالخُزَيمِيّةِ بِالمُنصَرَفِ مِن سَنَتِهِ وَ هَذِهِ فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَتَينِ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ فَقَد نَعَي إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌

85- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي قَالَ كَتَبَ إِلَيهِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ يَسأَلُهُ الدّعَاءَ فِي زِيَادَةِ عُمُرِهِ حَتّي يَرَي مَا يُحِبّ فَكَتَبَ إِلَيهِ فِي جَوَابِهِ تَصِيرُ إِلَي رَحمَةِ اللّهِ خَيرٌ لَكَ فتَوُفُيّ‌َ الرّجُلُ بِالخُزَيمِيّةِ

86- كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ فِي كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ بِخَطّهِ حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَاوُسٍ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّ يَحيَي بنَ خَالِدٍ سَمّ أَبَاكَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ نَعَم سَمّهُ فِي ثَلَاثِينَ رُطَبَةً قُلتُ لَهُ فَمَا كَانَ يَعلَمُ أَنّهَا مَسمُومَةٌ قَالَ غَابَ عَنهُ المُحَدّثُ قُلتُ وَ مَنِ المُحَدّثُ قَالَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ ع وَ لَيسَ كُلّ مَا طُلِبَ وُجِدَ ثُمّ قَالَ إِنّكَ سَتُعَمّرُ فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ

87-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ القَاسِمِ


صفحه : 67

قَالَ حَضَرَ بَعضَ وُلدِ جَعفَرٍ ع المَوتُ فَأَبطَأَ عَلَيهِ الرّضَا ع فغَمَنّيِ‌ ذَلِكَ لِإِبطَائِهِ عَن عَمّهِ قَالَ ثُمّ جَاءَ فَلَم يَلبَث أَن قَامَ قَالَ الحُسَينُ فَقُمتُ مَعَهُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ عَمّكَ فِي الحَالِ التّيِ‌ هُوَ فِيهَا تَقُومُ وَ تَدَعُهُ فَقَالَ عمَيّ‌ يَدفِنُ فُلَاناً يعَنيِ‌ ألّذِي هُوَ عِندَهُم قَالَ فَوَ اللّهِ مَا لَبِثنَا أَن تَمَاثَلَ المَرِيضُ وَ دَفَنَ أَخَاهُ ألّذِي كَانَ عِندَهُم صَحِيحاً قَالَ الحَسَنُ الخَشّابُ وَ كَانَ الحُسَينُ بنُ القَاسِمِ يَعرِفُ الحَقّ بَعدَ ذَلِكَ وَ يَقُولُ بِهِ

بيان تماثل العليل قارب البرء

88-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ غَيرِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع وَ أَنَا يَومَئِذٍ وَاقِفٌ وَ قَد كَانَ أَبِي سَأَلَ أَبَاهُ عَن سَبعِ مَسَائِلَ فَأَجَابَهُ فِي سِتّ وَ أَمسَكَ عَنِ السّابِعَةِ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَأَسأَلَنّهُ عَمّا سَأَلَ أَبِي أَبَاهُ فَإِن أَجَابَ بِمِثلِ جَوَابِ أَبِيهِ فَكَانَت دَلَالَةً فَسَأَلتُهُ فَأَجَابَ بِمِثلِ جَوَابِ أَبِيهِ أَبِي فِي المَسَائِلِ السّتّ فَلَم يَزِد فِي الجَوَابِ وَاواً وَ لَا يَاءً وَ أَمسَكَ عَنِ السّابِعَةِ وَ قَد كَانَ أَبِي قَالَ لِأَبِيهِ إنِيّ‌ أَحتَجّ عَلَيكَ عِندَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ أَنّكَ زَعَمتَ أَنّ عَبدَ اللّهِ لَم يَكُن إِمَاماً فَوَضَعَ يَدَهُ إِلَي عُنُقِهِ ثُمّ قَالَ نَعَم احتَجّ عَلَيّ بِذَلِكَ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَمَا كَانَ فِيهِ مِن إِثمٍ فَهُوَ فِي رقَبَتَيِ‌ فَلَمّا وَدّعتُهُ قَالَ إِنّهُ لَيسَ أَحَدٌ مِن شِيعَتِنَا يُبتَلَي بِبَلِيّةٍ أَو يشَتكَيِ‌ فَيَصبِرُ عَلَي ذَلِكَ إِلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ أَجرَ أَلفِ شَهِيدٍ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ وَ اللّهِ مَا كَانَ لِهَذَا ذِكرٌ


صفحه : 68

فَلَمّا مَضَيتُ وَ كُنتُ فِي بَعضِ الطّرِيقِ خَرَجَ بيِ‌ عِرقُ المدَنَيِ‌ّ فَلَقِيتُ مِنهُ شِدّةً فَلَمّا كَانَ مِن قَابِلٍ حَجَجتُ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ قَد بقَيِ‌َ مِن وجَعَيِ‌ بَقِيّةٌ فَشَكَوتُ إِلَيهِ وَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ عَوّذ رجِليِ‌ وَ بَسَطتُهَا بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لِي لَيسَ عَلَي رِجلِكَ هَذِهِ بَأسٌ وَ لَكِن أرَنِيِ‌ رِجلَكَ الصّحِيحَةَ فَبَسَطتُهَا بَينَ يَدَيهِ فَعَوّذَهَا فَلَمّا خَرَجتُ لَم أَلبَث إِلّا يَسِيراً حَتّي خَرَجَ بيِ‌َ العِرقُ وَ كَانَ وَجَعُهُ يَسِيراً

89- كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ قِيَامَا الواَسطِيِ‌ّ وَ كَانَ مِنَ الوَاقِفَةِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ يَكُونُ إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ فَقُلتُ لَهُ هُوَ ذَا أَنتَ لَيسَ لَكَ صَامِتٌ وَ لَم يَكُن وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع بَعدُ فَقَالَ وَ اللّهِ لَيَجعَلَنّ اللّهُ منِيّ‌ مَا يُثبِتُ بِهِ الحَقّ وَ أَهلَهُ وَ يَمحَقُ بِهِ البَاطِلَ وَ أَهلَهُ فَوُلِدَ لَهُ بَعدَ سَنَةٍ أَبُو جَعفَرٍ ع فَقِيلَ لِابنِ قِيَامَا أَ لَا تُقنِعُكَ هَذِهِ الآيَةُ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ إِنّهَا لَآيَةٌ عَظِيمَةٌ وَ لَكِن كَيفَ أَصنَعُ بِمَا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي ابنِهِ

90-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ قَالَأَتَيتُ خُرَاسَانَ وَ أَنَا وَاقِفٌ فَحَمَلتُ معَيِ‌ مَتَاعاً وَ كَانَ معَيِ‌ ثَوبُ وشَي‌ٍ فِي بَعضِ الرّزَمِ وَ لَم أَشعُر بِهِ وَ لَم أَعرِف مَكَانَهُ فَلَمّا قَدِمتُ مَروَ وَ نَزَلتُ فِي بَعضِ مَنَازِلِهَا لَم أَشعُر إِلّا وَ رَجُلٌ مدَنَيِ‌ّ مِن بَعضِ مُوَلّدِيهَا فَقَالَ لِي إِنّ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ لَكَ


صفحه : 69

ابعَث إلِيَ‌ّ الثّوبَ الوشَي‌ِ ألّذِي عِندَكَ قَالَ فَقُلتُ وَ مَن أَخبَرَ أَبَا الحَسَنِ بقِدُوُميِ‌ وَ أَنَا قَدِمتُ آنِفاً وَ مَا عنِديِ‌ ثَوبُ وشَيِ‌ٍ فَرَجَعَ إِلَيهِ وَ عَادَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَقُولُ لَكَ بَلَي هُوَ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ رِزمَةِ كَذَا وَ كَذَا فَطَلَبتُهُ حَيثُ قَالَ فَوَجَدتُهُ فِي أَسفَلِ الرّزمَةِ فَبَعَثتُ بِهِ إِلَيهِ

91- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ جَحرَشٍ قَالَ حدَثّتَنيِ‌ حَكِيمَةُ بِنتُ مُوسَي قَالَت رَأَيتُ الرّضَا ع وَاقِفاً عَلَي بَابِ بَيتِ الحَطَبِ وَ هُوَ ينُاَجيِ‌ وَ لَستُ أَرَي أَحَداً فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ لِمَن تنُاَجيِ‌ فَقَالَ هَذَا عَامِرٌ الزهّراَئيِ‌ّ أتَاَنيِ‌ يسَألَنُيِ‌ وَ يَشكُو إلِيَ‌ّ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ أُحِبّ أَن أَسمَعَ كَلَامَهُ فَقَالَ لِي إِنّكِ إِن سَمِعتِ بِهِ حُمِمتِ سَنَةً فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ أُحِبّ أَن أَسمَعَهُ فَقَالَ لِيَ اسمعَيِ‌ فَاستَمَعتُ فَسَمِعتُ شِبهَ الصّفِيرِ وَ ركَبِتَنيِ‌ الحُمّي فَحُمِمتُ سَنَةً

92- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مُرسَلًا مِثلَهُ

93-عُيُونُ المُعجِزَاتِ،روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ قَالَشَخَصتُ إِلَي خُرَاسَانَ وَ معَيِ‌ حُلَلُ وشَي‌ٍ لِلتّجَارَةِ فَوَرَدتُ مَدِينَةَ مَروَ لَيلًا وَ كُنتُ أَقُولُ بِالوَقفِ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَوَافَقَ مَوضِعَ نزُوُليِ‌ غُلَامٌ أَسوَدُ كَأَنّهُ مِن أَهلِ المَدِينَةِ فَقَالَ لِي يَقُولُ لَكَ سيَدّيِ‌ وَجّه إلِيَ‌ّ بِالحِبَرَةِ التّيِ‌ مَعَكَ لِأُكَفّنَ بِهَا مَولًي لَنَا قَد توُفُيّ‌َ فَقُلتُ لَهُ وَ مَن سَيّدُكَ قَالَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع فَقُلتُ مَا معَيِ‌ حِبَرَةٌ وَ لَا حُلّةٌ إِلّا وَ قَد بِعتُهَا فِي الطّرِيقِ فَمَضَي ثُمّ عَادَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لِي بَلَي قَد بَقِيَتِ الحِبَرَةُ قِبَلَكَ فَقُلتُ لَهُ إنِيّ‌ مَا أَعلَمُهَا معَيِ‌ فَمَضَي وَ عَادَ الثّالِثَةَ فَقَالَ هيِ‌َ فِي عَرضِ السّفَطِ الفلُاَنيِ‌ّ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ إِن صَحّ قَولُهُ فهَيِ‌َ دَلَالَةٌ وَ كَانَتِ ابنتَيِ‌ قَد دَفَعَت إلِيَ‌ّ حِبَرَةً وَ قال [قَالَت]ابتَع لِي بِثَمَنِهَا شَيئاً مِنَ الفَيرُوزَجِ وَ السّبَجِ مِن خُرَاسَانَ وَ نَسِيتُهَا


صفحه : 70

فَقُلتُ لغِلُاَميِ‌ هَاتِ هَذَا السّفَطَ ألّذِي ذَكَرَهُ فَأَخرَجَهُ إلِيَ‌ّ وَ فَتَحَهُ فَوَجَدتُ الحِبَرَةَ فِي عَرضِ ثِيَابٍ فِيهِ فَدَفَعتُهَا إِلَيهِ وَ قُلتَ لَا آخُذُ لَهَا ثَمَناً فَعَادَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ تهُديِ‌ مَا لَيسَ لَكَ دَفَعَتهَا إِلَيكَ ابنَتُكَ فُلَانَةُ وَ سَأَلَتكَ بَيعَهَا وَ أَن تَبتَاعَ لَهَا بِثَمَنِهَا فَيرُوزَجاً وَ سَبَجاً فَابتَع لَهَا بِهَذَا مَا سَأَلَت وَ وَجّهَ مَعَ الغُلَامِ الثّمَنَ ألّذِي يسُاَويِ‌ الحِبَرَةَ بِخُرَاسَانَ فَعَجِبتُ مِمّا وَرَدَ عَلَيّ وَ قُلتُ وَ اللّهِ لَأَكتُبَنّ لَهُ مَسَائِلَ أَنَا شَاكّ فِيهَا وَ لَأَمتَحِنَنّهُ بِمَسَائِلَ سُئِلَ أَبُوهُ ع عَنهَا فَأَثبَتّ تِلكَ المَسَائِلَ فِي دَرَجٍ وَ عُدتُ إِلَي بَابِهِ وَ المَسَائِلُ فِي كمُيّ‌ وَ معَيِ‌ صَدِيقٌ لِي مُخَالِفٌ لَا يَعلَمُ شَرحَ هَذَا الأَمرِ فَلَمّا وَافَيتُ بَابَهُ رَأَيتُ العَرَبَ وَ القُوّادَ وَ الجُندَ يَدخُلُونَ إِلَيهِ فَجَلَستُ نَاحِيَةَ دَارِهِ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ مَتَي أَنَا أَصِلُ إِلَي هَذَا وَ أَنَا مُتَفَكّرٌ وَ قَد طَالَ قعُوُديِ‌ وَ هَمَمتُ بِالِانصِرَافِ إِذ خَرَجَ خَادِمٌ يَتَصَفّحُ الوُجُوهَ وَ يَقُولُ أَينَ ابنُ ابنَةِ إِليَاسَ فَقُلتُ هَا أَنَا ذَا فَأَخرَجَ مِن كُمّهِ دَرَجاً وَ قَالَ هَذَا جَوَابُ مَسَائِلِكَ وَ تَفسِيرُهَا فَفَتَحتُهُ وَ إِذَا فِيهِ المَسَائِلُ التّيِ‌ فِي كمُيّ‌ وَ جَوَابُهَا وَ تَفسِيرُهَا فَقُلتُ أُشهِدُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ عَلَي نفَسيِ‌ أَنّكَ حُجّةُ اللّهِ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ وَ قُمتُ فَقَالَ لِي رفَيِقيِ‌ إِلَي أَينَ تُسرِعُ فَقُلتُ قَد قَضَيتُ حاَجتَيِ‌ فِي هَذَا الوَقتِ وَ أَنَا أَعُودُ لِلِقَائِهِ بَعدَ هَذَا

عم ،[إعلام الوري ]قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مما روته العامة من معجزاته روي الحسن بن محمد بن أحمدالسمرقندي‌ المحدث بالإسناد عن الحسن بن علي الوشاءمثله


صفحه : 71

بيان السيح ضرب من البرود وعباءة مخططة

94- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي مُسَافِرٌ قَالَ أَمَرَ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع حِينَ أُخرِجَ بِهِ أَبَا الحَسَنِ ع أَن يَنَامَ عَلَي بَابِهِ فِي كُلّ لَيلَةٍ أَبَداً مَا دَامَ حَيّاً إِلَي أَن يَأتِيَهُ خَبَرُهُ قَالَ فَكُنّا نَفرُشُ فِي كُلّ لَيلَةٍ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ فِي الدّهلِيزِ ثُمّ يأَتيِ‌ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ فَيَنَامُ فَإِذَا أَصبَحَ انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ كُنّا رُبّمَا خَبَأنَا الشيّ‌ءَ مِنهُ مِمّا يُؤكَلُ فيَجَيِ‌ءُ وَ يُخرِجُهُ وَ يُعلِمُنَا أَنّهُ عَلِمَ بِهِ مَا كَانَ ينَبغَيِ‌ أَن يُخبَأُ مِنهُ فَلَمّا كَانَ لَيلَةٌ أَبطَأَ عَنّا وَ استَوحَشَ العِيَالُ وَ ذُعِرُوا وَ دَخَلَنَا مِن ذَلِكَ مَدخَلٌ عَظِيمٌ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَي الدّارَ وَ دَخَلَ عَلَي العِيَالِ وَ قَصَدَ إِلَي أُمّ أَحمَدَ وَ قَالَ لَهَا هاَتيِ‌ ألّذِي أَودَعَكِ أَبِي فَصَرَخَت وَ لَطَمَت وَ شَقّت وَ قَالَت مَاتَ سيَدّيِ‌ فَكَفّهَا وَ قَالَ لَا تتَكَلَمّيِ‌ حَتّي يجَيِ‌ءَ الخَبَرُ فَدَفَعَت إِلَيهِ سَفَطاً

أقول سنورد كثيرا من معجزاته ع في الأبواب الآتية لكونها أنسب بها

95- وَ رَوَي البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ، أَنّ رَجُلًا مِنَ الوَاقِفَةِ جَمَعَ مَسَائِلَ مُشكِلَةً فِي طُومَارٍ وَ قَالَ فِي نَفسِهِ إِن عَرَفَ الرّضَا ع مَعنَاهُ فَهُوَ ولَيِ‌ّ الأَمرِ فَلَمّا أَتَي البَابَ وَقَفَ لِيَخِفّ المَجلِسُ فَخَرَجَ إِلَيهِ الخَادِمُ وَ بِيَدِهِ رُقعَةٌ فِيهَا جَوَابُ مَسَائِلِهِ بِخَطّ الإِمَامِ ع فَقَالَ لَهُ الخَادِمُ أَينَ الطّومَارُ فَأَخرَجَهُ فَقَالَ لَهُ يَقُولُ لَكَ ولَيِ‌ّ اللّهِ هَذَا جَوَابُ مَا فِيهِ فَأَخَذَهُ وَ مَضَي قَالَ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ ع قَالَ يَوماً فِي مَجلِسِهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَاتَ فُلَانٌ فَصَبَرَ هُنَيئَةً وَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ غُسّلَ وَ كُفّنَ وَ حُمِلَ إِلَي حُفرَتِهِ ثُمّ صَبَرَ هُنَيئَةً وَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وُضِعَ فِي قَبرِهِ وَ سُئِلَ عَن رَبّهِ فَأَجَابَ ثُمّ سُئِلَ عَن نَبِيّهِ فَأَقَرّ ثُمّ سُئِلَ عَن إِمَامِهِ فَعَدّهُم حَتّي وَقَفَ عنِديِ‌ فَمَا بَالُهُ وَقَفَ وَ كَانَ الرّجُلُ وَاقِفِيّاً


صفحه : 72

وَ قَالَ إِنّ الرّضَا ع لَمّا قَدِمَ مِن خُرَاسَانَ تَوَجّهَت إِلَيهِ الشّيعَةُ مِنَ الأَطرَافِ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَسبَاطٍ قَد تَوَجّهَ إِلَيهِ بِهَدَايَا وَ تُحَفٍ فَأُخِذَتِ القَافِلَةُ وَ أُخِذَ مَالُهُ وَ هَدَايَاهُ وَ ضُرِبَ عَلَي فِيهِ فَانتَثَرَت نَوَاجِذُهُ فَرَجَعَ إِلَي قَريَةٍ هُنَاكَ فَنَامَ فَرَأَي الرّضَا ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لَا تَحزَن إِنّ هَدَايَاكَ وَ مَالَكَ وَصَلَت إِلَينَا وَ أَمّا هَمّكَ بِثَنَايَاكَ فَخُذ مِنَ السّعدِ المَسحُوقِ وَ احشُ بِهِ فَاكَ قَالَ فَانتَبَهَ مَسرُوراً وَ أَخَذَ مِنَ السّعدِ وَ حَشَا بِهِ فَاهُ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِ نَوَاجِذَهُ قَالَ فَلَمّا وَصَلَ إِلَي الرّضَا ع وَ دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ قَد وَجَدتَ مَا قُلنَاهُ لَكَ فِي السّعدِ حَقّاً فَادخُل هَذِهِ الخِزَانَةَ فَانظُر فَدَخَلَ فَإِذَا مَالُهُ وَ هَدَايَاهُ كُلّهَا عَلَي حِدَتِهِ

96- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ مَرِضَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ الرّضَا ع فَعَادَهُ فَقَالَ كَيفَ تَجِدُكَ قَالَ لَقِيتُ المَوتَ بَعدَكَ يُرِيدُ مَا لَقِيَهُ مِن شِدّةِ مَرَضِهِ فَقَالَ كَيفَ لَقِيتَهُ قَالَ شَدِيداً أَلِيماً قَالَ مَا لَقِيتَهُ إِنّمَا لَقِيتَ مَا يَبدَؤُكَ بِهِ وَ يُعَرّفُكَ بَعضَ حَالِهِ إِنّمَا النّاسُ رَجُلَانِ مُستَرِيحٌ بِالمَوتِ وَ مُستَرَاحٌ مِنهُ فَجَدّدِ الإِيمَانَ بِاللّهِ وَ بِالوَلَايَةَ تَكُن مُستَرِيحاً فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَذِهِ مَلَائِكَةُ ربَيّ‌ بِالتّحِيّاتِ وَ التّحَفِ يُسَلّمُونَ عَلَيكَ وَ هُم قِيَامٌ بَينَ يَدَيكَ فَأذَن لَهُم فِي الجُلُوسِ فَقَالَ الرّضَا ع اجلِسُوا مَلَائِكَةَ ربَيّ‌ ثُمّ قَالَ لِلمَرِيضِ سَلهُم أُمِرُوا بِالقِيَامِ بحِضَرتَيِ‌ فَقَالَ المَرِيضُ سَأَلتُهُم فَذَكَرُوا أَنّهُ لَو حَضَرَكَ كُلّ مَن خَلَقَهُ اللّهُ مِن مَلَائِكَتِهِ لَقَامُوا لَكَ وَ لَم يَجلِسُوا حَتّي تَأذَنَ لَهُم هَكَذَا أَمَرَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ غَمّضَ الرّجُلُ عَينَيهِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَذَا شَخصُكَ مَاثِلٌ لِي مَعَ أَشخَاصِ مُحَمّدٍص وَ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَئِمّةِ وَ قَضَي الرّجُلُ


صفحه : 73

باب 4-وروده عليه السلام البصرة والكوفة و ماظهر منه ع فيهما من الاحتجاجات والمعجزات

1-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع أَتَيتُ المَدِينَةَ فَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فَسَلّمتُ عَلَيهِ بِالأَمرِ وَ أَوصَلتُ إِلَيهِ مَا كَانَ معَيِ‌ وَ قُلتُ إنِيّ‌ سَائِرٌ إِلَي البَصرَةِ وَ عَرَفتُ كَثرَةَ خِلَافِ النّاسِ وَ قَد نعُيِ‌َ إِلَيهِم مُوسَي ع وَ مَا أَشُكّ أَنّهُم سيَسَألَوُنيّ‌ عَن بَرَاهِينِ الإِمَامِ وَ لَو أرَيَتنَيِ‌ شَيئاً مِن ذَلِكَ فَقَالَ الرّضَا ع لَم يَخفَ عَلَيّ هَذَا فَأَبلِغ أَولِيَاءَنَا بِالبَصرَةِ وَ غَيرِهَا أنَيّ‌ قَادِمٌ عَلَيهِم وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ ثُمّ أَخرَجَ إلِيَ‌ّ جَمِيعَ مَا كَانَ للِنبّيِ‌ّ عِندَ الأَئِمّةِ مِن بُردَتِهِ وَ قَضِيبِهِ وَ سِلَاحِهِ وَ غَيرِ ذَلِكَ فَقُلتُ وَ مَتَي تَقدَمُ عَلَيهِم قَالَ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن وُصُولِكَ وَ دُخُولِكَ البَصرَةَ فَلَمّا قَدِمتُهَا سأَلَوُنيِ‌ عَنِ الحَالِ فَقُلتُ لَهُم إنِيّ‌ أَتَيتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ قَبلَ وَفَاتِهِ بِيَومٍ وَاحِدٍ فَقَالَ إنِيّ‌ مَيّتٌ لَا مَحَالَةَ فَإِذَا واَريَتنَيِ‌ فِي لحَديِ‌ فَلَا تُقِيمَنّ وَ تَوَجّه إِلَي المَدِينَةِ بوِدَاَئعِيِ‌ هَذِهِ وَ أَوصِلهَا إِلَي ابنيِ‌ عَلِيّ بنِ مُوسَي فَهُوَ وصَيِيّ‌ وَ صَاحِبُ الأَمرِ بعَديِ‌ فَفَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ‌ بِهِ وَ أَوصَلتُ الوَدَائِعَ إِلَيهِ وَ هُوَ يُوَافِيكُم إِلَي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن يوَميِ‌ هَذَا فَاسأَلُوهُ عَمّا شِئتُم فَابتَدَرَ الكَلَامَ عَمرُو بنُ هَدّابٍ عَنِ القَومِ وَ كَانَ نَاصِبِيّاً يَنحُو نَحوَ التّزَيّدِ وَ الِاعتِزَالِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ الحَسَنَ بنَ مُحَمّدٍ رَجُلٌ مِن أَفَاضِلِ أَهلِ هَذَا البَيتِ فِي وَرَعِهِ وَ زُهدِهِ وَ عِلمِهِ وَ سِنّهِ وَ لَيسَ هُوَ كَشَابّ مِثلِ عَلِيّ بنِ مُوسَي وَ لَعَلّهُ لَو سُئِلَ عَن شَيءٍ مِن مُعضِلَاتِ الأَحكَامِ لَحَارَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ وَ كَانَ حَاضِراً


صفحه : 74

فِي المَجلِسِ لَا تَقُل يَا عَمرُو ذَلِكَ فَإِنّ عَلِيّاً عَلَي مَا وَصَفَ مِنَ الفَضلِ وَ هَذَا مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ يَقُولُ إِنّهُ يَقدَمُ إِلَي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَكَفَاكَ بِهِ دَلِيلًا وَ تَفَرّقُوا فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ مِن دخُوُليِ‌َ البَصرَةَ إِذَا الرّضَا ع قَد وَافَي فَقَصَدَ مَنزِلَ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ دَاخِلًا لَهُ دَارَهُ وَ قَامَ بَينَ يَدَيهِ يَتَصَرّفُ بَينَ أَمرِهِ وَ نَهيِهِ فَقَالَ يَا حَسَنَ بنَ مُحَمّدٍ أَحضِر جَمِيعَ القَومِ الّذِينَ حَضَرُوا عِندَ مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ وَ غَيرَهُم مِن شِيعَتِنَا وَ أَحضِر جَاثَلِيقَ النّصَارَي وَ رَأسَ الجَالُوتِ وَ مُرِ القَومَ يَسأَلُوا عَمّا بَدَا لَهُم فَجَمَعَهُم كُلّهُم وَ الزّيدِيّةَ وَ المُعتَزِلَةَ وَ هُم لَا يَعلَمُونَ لِمَا يَدعُوهُمُ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ فَلَمّا تَكَامَلُوا ثنَيِ‌َ لِلرّضَا ع وِسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيهَا ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ هَل تَدرُونَ لِمَ بَدَأتُكُم بِالسّلَامِ قَالُوا لَا قَالَ لِتَطمَئِنّ أَنفُسُكُم قَالُوا مَن أَنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ قَالَ أَنَا عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ابنُ رَسُولِ اللّهِص صَلّيتُ اليَومَ صَلَاةَ الفَجرِ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص مَعَ واَليِ‌ المَدِينَةِ وَ أقَرأَنَيِ‌ بَعدَ أَن صَلّينَا كِتَابَ صَاحِبِهِ إِلَيهِ وَ استشَاَرنَيِ‌ فِي كَثِيرٍ مِن أُمُورِهِ فَأَشَرتُ عَلَيهِ بِمَا فِيهِ الحَظّ لَهُ وَ وَعَدتُهُ أَن يَصِيرَ إلِيَ‌ّ باِلعشَيِ‌ّ بَعدَ العَصرِ مِن هَذَا اليَومِ لِيَكتُبَ عنِديِ‌ جَوَابَ كِتَابِ صَاحِبِهِ وَ أَنَا وَافٍ لَهُ بِمَا وَعَدتُهُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَقَالَتِ الجَمَاعَةُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص مَا نُرِيدُ مَعَ هَذَا الدّلِيلِ بُرهَاناً وَ أَنتَ عِندَنَا الصّادِقُ القَولِ وَ قَامُوا لِيَنصَرِفُوا فَقَالَ لَهُمُ الرّضَا ع لَا تَتَفَرّقُوا فإَنِيّ‌ إِنّمَا جَمَعتُكُم لِتَسأَلُوا عَمّا شِئتُم مِن آثَارِ النّبُوّةِ وَ عَلَامَاتِ الإِمَامَةِ التّيِ‌ لَا تَجِدُونَهَا إِلّا عِندَنَا أَهلَ البَيتِ فَهَلُمّوا مُسَائِلَكُم فَابتَدَأَ عَمرُو بنُ هَدّابٍ فَقَالَ إِنّ مُحَمّدَ بنَ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ ذَكَرَ عَنكَ أَشيَاءَ لَا تَقبَلُهَا القُلُوبُ فَقَالَ الرّضَا ع وَ مَا تِلكَ قَالَ أَخبَرَنَا عَنكَ أَنّكَ تَعرِفُ كُلّ مَا أَنزَلَهُ اللّهُ وَ أَنّكَ تَعرِفُ كُلّ لِسَانٍ وَ لُغَةٍ فَقَالَ الرّضَا ع صَدَقَ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ فَأَنَا أَخبَرتُهُ بِذَلِكَ فَهَلُمّوا فَاسأَلُوا قَالَ فَإِنّا نَختَبِرُكَ قَبلَ كُلّ شَيءٍ بِالأَلسُنِ وَ اللّغَاتِ


صفحه : 75

وَ هَذَا روُميِ‌ّ وَ هَذَا هنِديِ‌ّ وَ فاَرسِيِ‌ّ وَ ترُكيِ‌ّ فَأَحضَرنَاهُم فَقَالَ ع فَليَتَكَلّمُوا بِمَا أَحَبّوا أُجِب كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِلِسَانِهِ إِن شَاءَ اللّهُ فَسَأَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مَسأَلَةً بِلِسَانِهِ وَ لُغَتِهِ فَأَجَابَهُم عَمّا سَأَلُوا بِأَلسِنَتِهِم وَ لُغَاتِهِم فَتَحَيّرَ النّاسُ وَ تَعَجّبُوا وَ أَقَرّوا جَمِيعاً بِأَنّهُ أَفصَحُ مِنهُم بِلُغَاتِهِم ثُمّ نَظَرَ الرّضَا ع إِلَي ابنِ هَدّابٍ فَقَالَ إِن أَنَا أَخبَرتُكَ أَنّكَ سَتُبتَلَي فِي هَذِهِ الأَيّامِ بِدَمِ ذيِ‌ رَحِمٍ لَكَ كُنتَ مُصَدّقاً لِي قَالَ لَا فَإِنّ الغَيبَ لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ تَعَالَي قَالَ ع أَ وَ لَيسَ اللّهُ يَقُولُعالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍفَرَسُولُ اللّهِ عِندَ اللّهِ مُرتَضًي وَ نَحنُ وَرَثَةُ ذَلِكَ الرّسُولِ ألّذِي أَطلَعَهُ اللّهُ عَلَي مَا شَاءَ مِن غَيبِهِ فَعَلِمنَا مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِنّ ألّذِي أَخبَرتُكَ بِهِ يَا ابنَ هَدّابٍ لَكَائِنٌ إِلَي خَمسَةِ أَيّامٍ فَإِن لَم يَصِحّ مَا قُلتُ فِي هَذِهِ المُدّةِ فإَنِيّ‌ كَذّابٌ مُفتَرٍ وَ إِن صَحّ فَتَعلَمُ أَنّكَ الرّادّ عَلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ ذَلِكَ دَلَالَةٌ أُخرَي أَمَا إِنّكَ سَتُصَابُ بِبَصَرِكَ وَ تَصِيرُ مَكفُوفاً فَلَا تُبصِرُ سَهلًا وَ لَا جَبَلًا وَ هَذَا كَائِنٌ بَعدَ أَيّامٍ وَ لَكَ عنِديِ‌ دَلَالَةٌ أُخرَي إِنّكَ سَتَحلِفُ يَمِيناً كَاذِبَةً فَتُضرَبُ بِالبَرَصِ قَالَ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ تَاللّهِ لَقَد نَزَلَ ذَلِكَ كُلّهُ بِابنِ هَدّابٍ فَقِيلَ لَهُ صَدَقَ الرّضَا أَم كَذَبَ قَالَ وَ اللّهِ لَقَد عَلِمتُ فِي الوَقتِ ألّذِي أخَبرَنَيِ‌ بِهِ أَنّهُ كَائِنٌ وَ لكَنِنّيِ‌ كُنتُ أَتَجَلّدُ ثُمّ إِنّ الرّضَا التَفَتَ إِلَي الجَاثَلِيقِ فَقَالَ هَل دَلّ الإِنجِيلُ عَلَي نُبُوّةِ مُحَمّدٍص قَالَ لَو دَلّ الإِنجِيلُ عَلَي ذَلِكَ مَا جَحَدنَاهُ فَقَالَ ع أخَبرِنيِ‌ عَنِ السّكتَةِ التّيِ‌ لَكُم فِي السّفرِ الثّالِثِ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي لَا يَجُوزُ لَنَا أَن نُظهِرَهُ قَالَ الرّضَا ع فَإِن قَرّرتُكَ أَنّهُ اسمُ مُحَمّدٍ وَ ذِكرُهُ وَ أَقَرّ عِيسَي بِهِ


صفحه : 76

وَ أَنّهُ بَشّرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِمُحَمّدٍ لَتُقِرّ بِهِ وَ لَا تُنكِرُهُ قَالَ الجَاثَلِيقُ إِن فَعَلتَ أَقرَرتُ فإَنِيّ‌ لَا أَرُدّ الإِنجِيلَ وَ لَا أَجحَدُ قَالَ الرّضَا ع فَخُذ عَلَي السّفرِ الثّالِثِ ألّذِي فِيهِ ذِكرُ مُحَمّدٍ وَ بِشَارَةُ عِيسَي بِمُحَمّدٍ قَالَ الجَاثَلِيقُ هَاتِ فَأَقبَلَ الرّضَا ع يَتلُو ذَلِكَ السّفرَ مِنَ الإِنجِيلِ حَتّي بَلَغَ ذِكرَ مُحَمّدٍ فَقَالَ يَا جَاثَلِيقُ مَن هَذَا المَوصُوفُ قَالَ الجَاثَلِيقُ صِفهُ قَالَ لَا أَصِفُهُ إِلّا بِمَا وَصَفَهُ اللّهُ هُوَ صَاحِبُ النّاقَةِ وَ العَصَا وَ الكِسَاءِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ ألّذِي يَجِدُونَهُ مَكتُوباً عِندَهُم فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَاهُم عَنِ المُنكَرِ وَ يُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَ يُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَ يَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَ الأَغلَالَ التّيِ‌ كَانَت عَلَيهِم يهَديِ‌ إِلَي الطّرِيقِ الأَقصَدِ وَ المِنهَاجِ الأَعدَلِ وَ الصّرَاطِ الأَقوَمِ سَأَلتُكَ يَا جَاثَلِيقُ بِحَقّ عِيسَي رُوحِ اللّهِ وَ كَلِمَتِهِ هَل تَجِدُونَ هَذِهِ الصّفَةَ فِي الإِنجِيلِ لِهَذَا النّبِيّ فَأَطرَقَ الجَاثَلِيقُ مَلِيّاً وَ عَلِمَ أَنّهُ إِن جَحَدَ الإِنجِيلَ كَفَرَ فَقَالَ نَعَم هَذِهِ الصّفَةُ مِنَ الإِنجِيلِ وَ قَد ذَكَرَ عِيسَي فِي الإِنجِيلِ هَذَا النّبِيّ وَ لَم يَصِحّ عِندَ النّصَارَي أَنّهُ صَاحِبُكُم فَقَالَ الرّضَا ع أَمّا إِذَا لَم تَكفُر بِجُحُودِ الإِنجِيلِ وَ أَقرَرتَ بِمَا فِيهِ مِن صِفَةِ مُحَمّدٍ فَخُذ عَلَيّ فِي السّفرِ الثاّنيِ‌ فإَنِيّ‌ أُوجِدُكَ ذِكرَهُ وَ ذِكرَ وَصِيّهِ وَ ذِكرَ ابنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ ذِكرَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَلَمّا سَمِعَ الجَاثَلِيقُ وَ رَأسُ الجَالُوتِ ذَلِكَ عَلِمَا أَنّ الرّضَا ع عَالِمٌ بِالتّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ فَقَالَا وَ اللّهِ قَد أَتَي بِمَا لَا يُمكِنُنَا رَدّهُ وَ لَا دَفعُهُ إِلّا بِجُحُودِ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ لَقَد بَشّرَ بِهِ مُوسَي وَ عِيسَي جَمِيعاً وَ لَكِن لَم يَتَقَرّرَ عِندَنَا بِالصّحّةِ أَنّهُ مُحَمّدٌ هَذَا فَأَمّا اسمُهُ فَمُحَمّدٌ فَلَا يَجُوزُ لَنَا أَن نُقِرّ لَكُم بِنُبُوّتِهِ وَ نَحنُ شَاكّونَ أَنّهُ مُحَمّدُكُم أَو غَيرُهُ فَقَالَ الرّضَا ع احتَجَجتُم بِالشّكّ فَهَل بَعَثَ اللّهُ قَبلُ أَو بَعدُ مِن وُلدِ آدَمَ إِلَي يَومِنَا هَذَا نَبِيّاً اسمُهُ مُحَمّدٌ أَو تَجِدُونَهُ فِي شَيءٍ مِنَ الكُتُبِ ألّذِي أَنزَلَهَا اللّهُ عَلَي جَمِيعِ الأَنبِيَاءِ غَيرَ مُحَمّدٍ فَأَحجَمُوا عَن جَوَابِهِ وَ قَالُوا لَا يَجُوزُ لَنَا أَن نُقِرّ لَكَ بِأَن مُحَمّداً هُوَ مُحَمّدُكُم لِأَنّا إِن أَقرَرنَا لَكَ بِمُحَمّدٍ وَ وَصِيّهِ وَ ابنَتِهِ وَ ابنَيهَا عَلَي مَا ذَكَرتُم أَدخَلتُمُونَا فِي الإِسلَامِ كَرهاً


صفحه : 77

فَقَالَ الرّضَا ع أَنتَ يَا جَاثَلِيقُ آمِنٌ فِي ذِمّةِ اللّهِ وَ ذِمّةِ رَسُولِهِ إِنّهُ لَا يَبدَؤُكَ مِنّا شَيءٌ تَكرَهُ مِمّا تَخَافُهُ وَ تَحذَرُهُ قَالَ أَمّا إِذ قَد آمنَتنَيِ‌ فَإِنّ هَذَا النّبِيّ ألّذِي اسمُهُ مُحَمّدٌ وَ هَذَا الوصَيِ‌ّ ألّذِي اسمُهُ عَلِيّ وَ هَذِهِ البِنتُ التّيِ‌ اسمُهَا فَاطِمَةُ وَ هَذَانِ السّبطَانِ اللّذَانِ اسمُهُمَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ قَالَ الرّضَا ع فَهَذَا ألّذِي ذَكَرتَهُ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ مِنِ اسمِ هَذَا النّبِيّ وَ هَذَا الوصَيِ‌ّ وَ هَذِهِ البِنتِ وَ هَذَينِ السّبطَينِ صِدقٌ وَ عَدلٌ أَم كِذبٌ وَ زُورٌ قَالَ بَل صِدقٌ وَ عَدلٌ مَا قَالَ إِلّا الحَقّ فَلَمّا أَخَذَ الرّضَا ع إِقرَارَ الجَاثَلِيقِ بِذَلِكَ قَالَ لِرَأسِ الجَالُوتِ فَاسمَعِ الآنَ يَا رَأسَ الجَالُوتِ السّفرَ الفلُاَنيِ‌ّ مِن زَبُورِ دَاوُدَ قَالَ هَاتِ بَارَكَ اللّهُ عَلَيكَ وَ عَلَي مَن وَلّدَكَ فَتَلَا الرّضَا ع السّفرَ الأَوّلَ مِنَ الزّبُورِ حَتّي انتَهَي إِلَي ذِكرِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَالَ سَأَلتُكَ يَا رَأسَ الجَالُوتِ بِحَقّ اللّهِ هَذَا فِي زَبُورِ دَاوُدَ وَ لَكَ مِنَ الأَمَانِ وَ الذّمّةِ وَ العَهدِ مَا قَد أَعطَيتُهُ الجَاثَلِيقَ فَقَالَ رَأسُ الجَالُوتِ نَعَم هَذَا بِعَينِهِ فِي الزّبُورِ بِأَسمَائِهِم قَالَ الرّضَا ع بِحَقّ العَشرِ الآيَاتِ التّيِ‌ أَنزَلَهَا اللّهُ عَلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ فِي التّورَاةِ هَل تَجِدُ صِفَةَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فِي التّورَاةِ مَنسُوبِينَ إِلَي العَدلِ وَ الفَضلِ قَالَ نَعَم وَ مَن جَحَدَهَا كَافِرٌ بِرَبّهِ وَ أَنبِيَائِهِ قَالَ لَهُ الرّضَا ع فَخُذِ الآنَ فِي سِفرِ كَذَا مِنَ التّورَاةِ فَأَقبَلَ الرّضَا ع يَتلُو التّورَاةَ وَ رَأسُ الجَالُوتِ يَتَعَجّبُ مِن تِلَاوَتِهِ وَ بَيَانِهِ وَ فَصَاحَتِهِ وَ لِسَانِهِ حَتّي إِذَا بَلَغَ ذِكرَ مُحَمّدٍ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ نَعَم هَذَا أَحمَادٌ وَ إِلِيّا وَ بِنتُ أَحمَادٍ وَ شَبّرُ وَ شَبِيرٌ وَ تَفسِيرُهُ بِالعَرَبِيّةِ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَتَلَا الرّضَا ع إِلَي تَمَامِهِ فَقَالَ رَأسُ الجَالُوتِ لَمّا فَرَغَ مِن تِلَاوَتِهِ وَ اللّهِ يَا ابنَ مُحَمّدٍ لَو لَا الرّئَاسَةُ التّيِ‌


صفحه : 78

حَصَلَت لِي عَلَي جَمِيعِ اليَهُودِ لَآمَنتُ بِأَحمَدَ وَ اتّبَعتُ أَمرَكَ فَوَ اللّهِ ألّذِي أَنزَلَ التّورَاةَ عَلَي مُوسَي وَ الزّبُورَ عَلَي دَاوُدَ مَا رَأَيتُ أَقرَأَ لِلتّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ مِنكَ وَ لَا رَأَيتُ أَحسَنَ تَفسِيراً وَ فَصَاحَةً لِهَذِهِ الكُتُبِ مِنكَ فَلَم يَزَلِ الرّضَا ع مَعَهُم فِي ذَلِكَ إِلَي وَقتِ الزّوَالِ فَقَالَ لَهُم حِينَ حَضَرَ وَقتُ الزّوَالِ أَنَا أصُلَيّ‌ وَ أَصِيرُ إِلَي المَدِينَةِ لِلوَعدِ ألّذِي وَعَدتُ واَليِ‌َ المَدِينَةِ لِيَكتُبَ جَوَابَ كِتَابِهِ وَ أَعُودُ إِلَيكُم بُكرَةً إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَأَذّنَ عَبدُ اللّهِ بنُ سُلَيمَانَ وَ أَقَامَ وَ تَقَدّمَ الرّضَا ع فَصَلّي بِالنّاسِ وَ خَفّفَ القِرَاءَةَ وَ رَكَعَ تَمَامَ السّنّةِ وَ انصَرَفَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ عَادَ إِلَي مَجلِسِهِ ذَلِكَ فَأَتَوهُ بِجَارِيَةٍ رُومِيّةٍ فَكَلّمَهَا بِالرّومِيّةِ وَ الجَاثَلِيقُ يَسمَعُ وَ كَانَ فَهِماً بِالرّومِيّةِ فَقَالَ الرّضَا ع بِالرّومِيّةِ أَيّمَا أَحَبّ إِلَيكِ مُحَمّدٌ أَم عِيسَي فَقَالَت كَانَ فِيمَا مَضَي عِيسَي أَحَبّ إلِيَ‌ّ حِينَ لَم أَكُن عَرَفتُ مُحَمّداً فَأَمّا بَعدَ أَن عَرَفتُ مُحَمّداً فَمُحَمّدٌ الآنَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن عِيسَي وَ مِن كُلّ نبَيِ‌ّ فَقَالَ لَهَا الجَاثَلِيقُ فَإِذَا كُنتِ دَخَلتِ فِي دِينِ مُحَمّدٍ فَتَبغَضِينَ عِيسَي قَالَت مَعَاذَ اللّهِ بَل أُحِبّ عِيسَي وَ أُومِنُ بِهِ وَ لَكِنّ مُحَمّداً أَحَبّ إلِيَ‌ّ فَقَالَ الرّضَا ع لِلجَاثَلِيقِ فَسّر لِلجَمَاعَةِ مَا تَكَلّمَت بِهِ الجَارِيَةُ وَ مَا قُلتَ أَنتَ لَهَا وَ مَا أَجَابَتكَ بِهِ فَفَسّرَ لَهُمُ الجَاثَلِيقُ ذَلِكَ كُلّهُ ثُمّ قَالَ الجَاثَلِيقُ يَا ابنَ مُحَمّدٍ هَاهُنَا رَجُلٌ سنِديِ‌ّ وَ هُوَ نصَراَنيِ‌ّ صَاحِبُ احتِجَاجٍ وَ كَلَامٍ بِالسّندِيّةِ فَقَالَ لَهُ أَحضِرنِيهِ فَأَحضَرَهُ فَتَكَلّمَ مَعَهُ بِالسّندِيّةِ ثُمّ أَقبَلَ يُحَاجّهُ وَ يَنقُلُهُ مِن شَيءٍ إِلَي شَيءٍ بِالسّندِيّةِ فِي النّصرَانِيّةِ فَسَمِعنَا السنّديِ‌ّ يَقُولُ ثبطي ثبطي ثبطلة فَقَالَ الرّضَا ع قَد وَحّدَ اللّهَ بِالسّندِيّةِ ثُمّ كَلّمَهُ فِي عِيسَي وَ مَريَمَ فَلَم يَزَل يُدرِجُهُ مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ إِلَي أَن قَالَ بِالسّندِيّةِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ ثُمّ رَفَعَ مِنطِقَةً كَانَت عَلَيهِ فَظَهَرَ مِن تَحتِهَا زُنّارٌ فِي وَسَطِهِ فَقَالَ اقطَعهُ أَنتَ بِيَدِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَدَعَا الرّضَا ع بِسِكّينٍ فَقَطَعَهُ ثُمّ قَالَ لِمُحَمّدِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ خُذِ السنّديِ‌ّ إِلَي الحَمّامِ وَ طَهّرهُ وَ اكسُهُ وَ عِيَالَهُ وَ احمِلهُم جَمِيعاً إِلَي المَدِينَةِ


صفحه : 79

فَلَمّا فَرَغَ مِن مُخَاطَبَةِ القَومِ قَالَ قَد صَحّ عِندَكُم صِدقُ مَا كَانَ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ يلُقيِ‌ عَلَيكُم عنَيّ‌ قَالُوا نَعَم وَ اللّهِ لَقَد بَانَ لَنَا مِنكَ فَوقَ ذَلِكَ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً وَ قَد ذَكَرَ لَنَا مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ أَنّكَ تُحمَلُ إِلَي خُرَاسَانَ فَقَالَ صَدَقَ مُحَمّدٌ إِلّا أنَيّ‌ أُحمَلُ مُكَرّماً مُعَظّماً مُبَجّلًا قَالَ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ فَشَهِدَ لَهُ الجَمَاعَةُ بِالإِمَامَةِ وَ بَاتَ عِندَنَا تِلكَ اللّيلَةَ فَلَمّا أَصبَحَ وَدّعَ الجَمَاعَةَ وَ أوَصاَنيِ‌ بِمَا أَرَادَ وَ مَضَي وَ تَبِعتُهُ حَتّي إِذَا صِرنَا فِي وَسَطِ القَريَةِ عَدَلَ عَنِ الطّرِيقَ فَصَلّي أَربَعَ رَكَعَاتٍ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ انصَرِف فِي حِفظِ اللّهِ غَمّض طَرفَكَ فَغَمّضتُهُ ثُمّ قَالَ افتَح عَينَيكَ فَفَتَحتُهُمَا فَإِذَا أَنَا عَلَي بَابِ منَزلِيِ‌ بِالبَصرَةِ وَ لَم أَرَي الرّضَا ع قَالَ وَ حَمَلتُ السنّديِ‌ّ وَ عِيَالَهُ إِلَي المَدِينَةِ فِي وَقتِ المَوسِمِ قَالَ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ كَانَ فِيمَا أوَصاَنيِ‌ بِهِ الرّضَا ع فِي وَقتِ مُنصَرَفِهِ مِنَ البَصرَةِ أَن قَالَ لِي صِر إِلَي الكُوفَةِ فَاجمَعِ الشّيعَةَ هُنَاكَ وَ أَعلِمهُم أنَيّ‌ قَادِمٌ عَلَيهِم وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَنزِلَ فِي دَارِ حَفصِ بنِ عُمَيرٍ اليشَكرُيِ‌ّ فَصِرتُ إِلَي الكُوفَةِ فَأَعلَمتُ الشّيعَةَ أَنّ الرّضَا ع قَادِمٌ عَلَيكُم فَأَنَا يَوماً عِندَ نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ إِذ مَرّ بيِ‌ سَلَامٌ خَادِمُ الرّضَا فَعَلِمتُ أَنّ الرّضَا ع قَد قَدِمَ فَبَادَرتُ إِلَي دَارِ حَفصِ بنِ عُمَيرٍ فَإِذَا هُوَ فِي الدّارِ فَسَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ لِي احتَشِد مِن طَعَامٍ تُصلِحُهُ لِلشّيعَةِ فَقُلتُ قَدِ احتَشَدتُ وَ فَرَغتُ مِمّا يُحتَاجُ إِلَيهِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي تَوفِيقِكَ فَجَمَعنَا الشّيعَةَ فَلَمّا أَكَلُوا قَالَ يَا مُحَمّدُ انظُر مَن بِالكُوفَةِ مِنَ المُتَكَلّمِينَ وَ العُلَمَاءِ فَأَحضِرهُم فَأَحضَرنَاهُم فَقَالَ لَهُمُ الرّضَا ع إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَجعَلَ لَكُم حَظّاً مِن نفَسيِ‌ كَمَا جَعَلتُ لِأَهلِ البَصرَةِ وَ إِنّ اللّهَ قَد أعَلمَنَيِ‌ كُلّ كِتَابٍ أَنزَلَهُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي جَاثَلِيقَ وَ كَانَ مَعرُوفاً بِالجَدَلِ وَ العِلمِ وَ الإِنجِيلِ فَقَالَ يَا جَاثَلِيقُ هَل تَعرِفُ لِعِيسَي صَحِيفَةً فِيهَا خَمسَةُ أَسمَاءَ يُعَلّقُهَا فِي عُنُقِهِ إِذَا كَانَ بِالمَغرِبِ فَأَرَادَ المَشرِقَ فَتَحَهَا فَأَقسَمَ عَلَي اللّهِ بِاسمٍ وَاحِدٍ مِن خَمسَةِ الأَسمَاءِ أَن تنَطوَيِ‌َ لَهُ الأَرضُ فَيَصِيرَ مِنَ المَغرِبِ إِلَي المَشرِقِ وَ مِنَ المَشرِقِ إِلَي المَغرِبِ فِي لَحظَةٍ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ لَا عِلمَ


صفحه : 80

لِي بِهَا وَ أَمّا الأَسمَاءُ الخَمسَةُ فَقَد كَانَت مَعَهُ يَسأَلُ اللّهَ بِهَا أَو بِوَاحِدٍ مِنهَا يُعطِيهِ اللّهُ جَمِيعَ مَا يَسأَلُهُ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ إِذَا لَم تُنكِرِ الأَسمَاءَ فَأَمّا الصّحِيفَةُ فَلَا يَضُرّ أَقرَرتَ بِهَا أَم أَنكَرتَهَا اشهَدُوا عَلَي قَولِهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعَاشِرَ النّاسِ أَ لَيسَ أَنصَفُ النّاسِ مَن حَاجّ خَصمَهُ بِمِلّتِهِ وَ بِكِتَابِهِ وَ بِنَبِيّهِ وَ شَرِيعَتِهِ قَالُوا نَعَم قَالَ الرّضَا ع فَاعلَمُوا أَنّهُ لَيسَ بِإِمَامٍ بَعدَ مُحَمّدٍ إِلّا مَن قَامَ بِمَا قَامَ بِهِ مُحَمّدٌ حِينَ يُفضَي الأَمرُ إِلَيهِ وَ لَا يَصلُحُ لِلإِمَامَةِ إِلّا مَن حَاجّ الأُمَمَ بِالبَرَاهِينِ لِلإِمَامَةِ فَقَالَ رَأسُ الجَالُوتِ وَ مَا هَذَا الدّلِيلُ عَلَي الإِمَامِ قَالَ أَن يَكُونَ عَالِماً بِالتّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ القُرآنِ الحَكِيمِ فَيُحَاجّ أَهلَ التّورَاةِ بِتَورَاتِهِم وَ أَهلَ الإِنجِيلِ بِإِنجِيلِهِم وَ أَهلَ القُرآنِ بِقُرآنِهِم وَ أَن يَكُونَ عَالِماً بِجَمِيعِ اللّغَاتِ حَتّي لَا يَخفَي عَلَيهِ لِسَانٌ وَاحِدٌ فَيُحَاجّ كُلّ قَومٍ بِلُغَتِهِمِ ثُمّ يَكُونَ مَعَ هَذِهِ الخِصَالِ تَقِيّاً نَقِيّاً مِن كُلّ دَنَسٍ طَاهِراً مِن كُلّ عَيبٍ عَادِلًا مُنصِفاً حَكِيماً رَءُوفاً رَحِيماً غَفُوراً عَطُوفاً صَادِقاً مُشفِقاً بَارّاً أَمِيناً مَأمُوناً رَاتِقاً فَاتِقاً فَقَامَ إِلَيهِ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا تَقُولُ فِي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ مَا أَقُولُ فِي إِمَامٍ شَهِدَت أُمّةُ مُحَمّدٍ قَاطِبَةً بِأَنّهُ كَانَ أَعلَمَ أَهلِ زَمَانِهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَ كَانَ مِثلَهُ قَالَ فَإِنّ النّاسَ قَد تَحَيّرُوا فِي أَمرِهِ قَالَ إِنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ عَمَرَ بُرهَةً مِنَ الزّمَانِ فَكَانَ يُكَلّمُ الأَنبَاطَ بِلِسَانِهِم وَ يُكَلّمُ أَهلَ خُرَاسَانَ بِالدّرِيّةِ وَ أَهلَ رُومٍ بِالرّومِيّةِ وَ يُكَلّمُ العَجَمَ بِأَلسِنَتِهِم وَ كَانَ يَرِدُ عَلَيهِ مِنَ الآفَاقِ عُلَمَاءُ اليَهُودِ وَ النّصَارَي فَيُحَاجّهُم بِكُتُبِهِم وَ أَلسِنَتِهِم فَلَمّا نَفِدَت مُدّتُهُ وَ كَانَ وَقتُ وَفَاتِهِ أتَاَنيِ‌ مَولًي بِرِسَالَتِهِ يَقُولُ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ الأَجَلَ قَد نَفِدَ وَ المُدّةَ قَدِ انقَضَت وَ أَنتَ وصَيِ‌ّ أَبِيكَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا كَانَ وَقتُ وَفَاتِهِ دَعَا عَلِيّاً وَ أَوصَاهُ وَ دَفَعَ إِلَيهِ الصّحِيفَةَ التّيِ‌ كَانَ فِيهَا الأَسمَاءُ التّيِ‌ خَصّ اللّهُ بِهَا الأَنبِيَاءَ وَ الأَوصِيَاءَ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ ادنُ منِيّ‌ فَغَطّي رَسُولُ اللّهِص رَأسَ عَلِيّ ع بِمُلَاءَةٍ ثُمّ قَالَ لَهُ أَخرِج لِسَانَكَ فَأَخرَجَهُ


صفحه : 81

فَخَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ اجعَل لسِاَنيِ‌ فِي فِيكَ فَمُصّهُ وَ ابلَع عنَيّ‌ كُلّ مَا تَجِدُ فِي فِيكَ فَفَعَلَ عَلِيّ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ قَد فَهّمَكَ مَا فهَمّنَيِ‌ وَ بَصّرَكَ مَا بصَرّنَيِ‌ وَ أَعطَاكَ مِنَ العِلمِ مَا أعَطاَنيِ‌ إِلّا النّبُوّةَ فَإِنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ ثُمّ كَذَلِكَ إِمَامٌ بَعدَ إِمَامٍ فَلَمّا مَضَي مُوسَي عَلِمتُ كُلّ لِسَانٍ وَ كُلّ كِتَابٍ

باب 5-استجابة دعواته ع

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن دَاوُدَ بنِ مُحَمّدٍ النهّديِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ دَخَلَ ابنُ أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَلَي الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ أَبلَغَ اللّهُ مِن قَدرِكَ أَن تدَعّيِ‌َ مَا ادّعَي أَبُوكَ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ أَطفَأَ اللّهُ نُورَكَ وَ أَدخَلَ الفَقرَ بَيتَكَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي عِمرَانَ ع أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً فَوَهَبَ لَهُ مَريَمَ وَ وَهَبَ لِمَريَمَ عِيسَي ع فَعِيسَي مِن مَريَمَ وَ مَريَمُ مِن عِيسَي وَ عِيسَي وَ مَريَمُ ع شَيءٌ وَاحِدٌ وَ أَنَا مِن أَبِي وَ أَبِي منِيّ‌ وَ أَنَا وَ أَبِي شَيءٌ وَاحِدٌ فَقَالَ لَهُ ابنُ أَبِي سَعِيدٍ فَأَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ فَقَالَ لَا إِخَالُكَ تَقبَلُ منِيّ‌ وَ لَستَ مِن غنَمَيِ‌ وَ لَكِن هَلُمّهَا فَقَالَ رَجُلٌ قَالَ عِندَ مَوتِهِ كُلّ مَملُوكٍ لِي قَدِيمٍ فَهُوَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِحَتّي عادَ كَالعُرجُونِ القَدِيمِفَمَا كَانَ مِن مَمَالِيكِهِ أَتَي لَهُ سِتّةُ أَشهُرٍ فَهُوَ قَدِيمٌ حُرّ قَالَ فَخَرَجَ الرّجُلُ فَافتَقَرَ حَتّي مَاتَ وَ لَم يَكُن عِندَهُ مَبِيتُ لَيلَةٍ لَعَنَهُ اللّهُ


صفحه : 82

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ وَ المُكَتّبُ وَ حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ وَ الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ]جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ وَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ نُعَيمِ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَرُفِعَ إِلَي المَأمُونِ أَنّ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع يَعقِدُ مَجَالِسَ الكَلَامِ وَ النّاسُ يَفتَتِنُونَ بِعِلمِهِ فَأَمَرَ مُحَمّدَ بنَ عَمرٍو الطوّسيِ‌ّ حَاجِبَ المَأمُونِ فَطَرَدَ النّاسَ عَن مَجلِسِهِ وَ أَحضَرَهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ زَبَرَهُ وَ استَخَفّ بِهِ فَخَرَجَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع مَن عِندِهِ مُغضَباً وَ هُوَ يُدَمدِمُ بِشَفَتَيهِ وَ يَقُولُ وَ حَقّ المُصطَفَي وَ المُرتَضَي وَ سَيّدَةِ النّسَاءِ لَأَستَنزِلَنّ مِن حَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بدِعُاَئيِ‌ عَلَيهِ مَا يَكُونُ سَبَباً لِطَردِ كِلَابِ أَهلِ هَذِهِ الكُورَةِ إِيّاهُ وَ استِخفَافِهِم بِهِ وَ بِخَاصّتِهِ وَ عَامّتِهِ ثُمّ إِنّهُ ع انصَرَفَ إِلَي مَركَزِهِ وَ استَحضَرَ المِيضَاةَ وَ تَوَضّأَ وَ صَلّي رَكعَتَينِ وَ قَنَتَ فِي الثّانِيَةِ فَقَالَ أللّهُمّ يَا ذَا القُدرَةِ الجَامِعَةِ وَ الرّحمَةِ الوَاسِعَةِ وَ المِنَنِ المُتَتَابِعَةِ وَ الآلَاءِ المُتَوَالِيَةِ وَ الأيَاَديِ‌ الجَمِيلَةِ وَ المَوَاهِبِ الجَزِيلَةِ يَا مَن لَا يُوصَفُ بِتَمثِيلٍ وَ لَا يُمَثّلُ بِنَظِيرٍ وَ لَا يُغلَبُ بِظَهِيرٍ يَا مَن خَلَقَ فَرَزَقَ وَ أَلهَمَ فَأَنطَقَ وَ ابتَدَعَ فَشَرَعَ وَ عَلَا فَارتَفَعَ وَ قَدّرَ فَأَحسَنَ وَ صَوّرَ فَأَتقَنَ وَ احتَجّ فَأَبلَغَ وَ أَنعَمَ فَأَسبَغَ وَ أَعطَي فَأَجزَلَ يَا مَن سَمَا فِي العِزّ فَفَاتَ خَوَاطِرَ الأَبصَارِ وَ دَنَا فِي اللّطفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الأَفكَارِ يَا مَن تَفَرّدَ بِالمُلكِ فَلَا نِدّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلطَانِهِ وَ تَوَحّدَ بِالكِبرِيَاءِ فَلَا ضِدّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأنِهِ يَا مَن حَارَت فِي كِبرِيَاءِ هَيبَتِهِ دَقَائِقُ لَطَائِفِ الأَوهَامِ وَ حَسَرَت دُونَ إِدرَاكِ عَظَمَتِهِ


صفحه : 83

خَطَائِفُ أَبصَارِ الأَنَامِ يَا عَالِمَ خَطَرَاتِ قُلُوبِ العَالَمِينَ وَ يَا شَاهِدَ لَحَظَاتِ أَبصَارِ النّاظِرِينَ يَا مَن عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيبَتِهِ وَ خَضَعَتِ الرّقَابُ لِجَلَالَتِهِ وَ وَجِلَتِ القُلُوبُ مِن خِيفَتِهِ وَ ارتَعَدَتِ الفَرَائِصُ مِن فَرَقِهِ يَا بدَيِ‌ءُ يَا بَدِيعُ يَا قوَيِ‌ّ يَا مَنِيعُ يَا عَلِيّ يَا رَفِيعُ صَلّ عَلَي مَن شَرّفتَ الصّلَاةَ بِالصّلَاةِ عَلَيهِ وَ انتَقِم لِي مِمّن ظلَمَنَيِ‌ وَ استَخَفّ بيِ‌ وَ طَرَدَ الشّيعَةَ عَن باَبيِ‌ وَ أَذِقهُ مَرَارَةَ الذّلّ وَ الهَوَانِ كَمَا أَذَاقَنِيهَا وَ اجعَلهُ طَرِيدَ الأَرجَاسِ وَ شَرِيدَ الأَنجَاسِ قَالَ أَبُو الصّلتِ عَبدُ السّلَامِ بنُ صَالِحٍ الهرَوَيِ‌ّ فَمَا استَتَمّ موَلاَي‌َ ع دُعَاءَهُ حَتّي وَقَعَتِ الرّجفَةُ فِي المَدِينَةِ وَ ارتَجّ البَلَدُ وَ ارتَفَعَتِ الزّعقَةُ وَ الصّيحَةُ وَ استَفحَلَتِ النّعرَةُ وَ ثَارَتِ الغَبَرَةُ وَ هَاجَتِ القَاعَةُ فَلَم أُزَايِل مكَاَنيِ‌ إِلَي أَن سَلّمَ موَلاَي‌َ ع فَقَالَ لِي يَا أَبَا الصّلتِ اصعَدِ السّطحَ فَإِنّكَ سَتَرَي امرَأَةً بَغِيّةً عُثّةً رِثّةً مُهَيّجَةَ الأَشرَارِ مُتّسِخَةَ الأَطمَارِ يُسَمّيهَا أَهلُ هَذِهِ الكُورَةِ سَمَانَةَ لِغَبَاوَتِهَا وَ تَهَتّكِهَا قَد أَسنَدَت مَكَانَ الرّمحِ إِلَي نَحرِهَا قَصَباً وَ قَد شَدّت وِقَايَةً لَهَا حَمرَاءَ إِلَي طَرفِهِ مَكَانَ اللّوَاءِ فهَيِ‌َ تَقُودُ جُيُوشَ القَاعَةِ وَ تَسُوقُ عَسَاكِرَ الطّغَامِ إِلَي قَصرِ المَأمُونِ وَ مَنَازِلِ قُوّادِهِ فَصَعِدتُ السّطحَ فَلَم أَرَ إِلّا نُفُوساً تَنتَزِعُ بِالعَصَا وَ هَامّاتٍ تُرضَخُ بِالأَحجَارِ وَ لَقَد رَأَيتُ المَأمُونَ مُتَدَرّعاً قَد بَرَزَ مِن قَصرِ الشّاهجَانِ مُتَوَجّهاً لِلهَرَبِ فَمَا شَعَرتُ إِلّا بِشَاجِردِ الحَجّامِ قَد رَمَي مِن بَعضِ أعَاَليِ‌ السّطُوحِ بِلَبِنَةٍ ثَقِيلَةٍ فَضَرَبَ بِهَا رَأسَ المَأمُونِ فَأَسقَطَت بَيضَتَهُ بَعدَ أَن شَقّت جَلدَةَ هَامّتِهِ فَقَالَ لِقَاذِفِ اللّبِنَةِ بَعضُ مَن عَرَفَ المَأمُونَ وَيلَكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَسَمِعتُ سَمَانَةَ


صفحه : 84

تَقُولُ اسكُت لَا أُمّ لَكَ لَيسَ هَذَا يَومَ التّمَيّزِ وَ المُحَابَاةِ وَ لَا يَومَ إِنزَالِ النّاسِ عَلَي طَبَقَاتِهِم فَلَو كَانَ هَذَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَمَا سَلّطَ ذُكُورَ الفُجّارِ عَلَي فُرُوجِ الأَبكَارِ وَ طُرِدَ المَأمُونُ وَ جُنُودُهُ أَسوَأَ طَردٍ بَعدَ إِذلَالٍ وَ استِخفَافٍ شَدِيدٍ

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الهرَوَيِ‌ّ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ وَ نَهَبُوا أَموَالَهُ فَصَلَبَ المَأمُونُ أَربَعِينَ غُلَاماً وَ أَسلَي دِهقَانَ مَروَ وَ أَمَرَ أَن يُطَوّلَ جُدرَانُهُم وَ عَلِمَ أَنّ ذَلِكَ مِنِ استِخفَافِ الرّضَا فَانصَرَفَ وَ دَخَلَ عَلَيهِ وَ حَلّفَهُ أَن لَا يَقُومَ وَ قَبّلَ رَأسَهُ وَ جَلَسَ بَينَ يَدَيهِ وَ قَالَ لَم تَطِب نفَسيِ‌ بَعدُ مَعَ هَؤُلَاءِ فَمَا تَرَي فَقَالَ الرّضَا ع اتّقِ اللّهَ فِي أُمّةِ مُحَمّدٍ وَ مَا وَلّاكَ مِن هَذَا الأَمرِ وَ خَصّكَ بِهِ فَإِنّكَ قَد ضَيّعتَ أُمُورَ المُسلِمِينَ وَ فَوّضتَ ذَلِكَ إِلَي غَيرِكَ إِلَي آخِرِ مَا أَورَدنَاهُ فِي بَابِ مَا جَرَي بَينَهُ ع وَ بَينَ المَأمُونِ

بيان الزبر الزجر والمنع والانتهار ويقال دمدم عليه إذاكلمه مغضبا والزعق الصياح واستفحل الأمر أي تفاقم وعظم وقاعة الدار ساحتها ولعل المراد أهل الميدان من الأجامرة والعثة العجوز والمرأة البذية والحمقاء والرثة بالكسر المرأة الحمقاء وفلان رث الهيئة أي سيئ الحال و في مناسبة لفظ السمانة للغباوة والتهتك خفاء إلا أن يقال سمي‌ به لتسمنه من الشر ولعله كان سمامة من السم والطغام كسحاب أوغاد الناس وأسلي دهقان مرو أي أرضاه وكشف همه

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الخرُاَساَنيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ يَقُولُاستَحلَفَ الزّبَيرَ بنَ بَكّارٍ رَجُلٌ مِنَ الطّالِبِيّينَ عَلَي شَيءٍ بَينَ القَبرِ وَ المِنبَرِ فَحَلَفَ فَبَرَصَ وَ أَنَا رَأَيتُهُ وَ بِسَاقَيهِ وَ قَدَمَيهِ بَرَصٌ كَثِيرٌ وَ كَانَ أَبُوهُ بَكّارٌ قَد ظَلَمَ الرّضَا ع فِي شَيءٍ فَدَعَا عَلَيهِ فَسَقَطَ فِي وَقتِ دُعَائِهِ ع عَلَيهِ حَجَرٌ مِن قَصرٍ فَاندَقّت عُنُقُهُ


صفحه : 85

وَ أَمّا أَبُوهُ عَبدُ اللّهِ بنُ مُصعَبٍ فَإِنّهُ مَزّقَ عَهدَ يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ وَ أَمَانَهُ بَينَ يدَيَ‌ِ الرّشِيدِ وَ قَالَ اقتُلهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِنّهُ لَا أَمَانَ لَهُ فَقَالَ يَحيَي لِلرّشِيدِ إِنّهُ خَرَجَ مَعَ أخَيِ‌ بِالأَمسِ وَ أَنشَدَهُ أَشعَاراً لَهُ فَأَنكَرَهَا فَحَلّفَهُ يَحيَي بِالبَرَاءَةِ وَ تَعجِيلِ العُقُوبَةِ فَحُمّ مِن وَقتِهِ وَ مَاتَ بَعدَ ثَلَاثَةٍ وَ انخَسَفَ قَبرُهُ مَرّاتٍ كَثِيرَةً وَ ذَكَرَ خَبَراً طَوِيلًا اختَصَرتُ مِنهُ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ قَالَ لَمّا كَانَ فِي السّنَةِ التّيِ‌ بَطَشَ هَارُونُ بِآلِ بَرمَكَ بَدَأَ بِجَعفَرِ بنِ يَحيَي وَ حَبَسَ يَحيَي بنَ خَالِدٍ وَ نَزَلَ بِالبَرَامِكَةِ مَا نَزَلَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ ع وَاقِفاً بِعَرَفَةَ يَدعُو ثُمّ طَأطَأَ رَأسَهُ فَسُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ كُنتُ أَدعُو اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَي البَرَامِكَةِ بِمَا فَعَلُوا بأِبَيِ‌ ع فَاستَجَابَ اللّهُ لِيَ اليَومَ فِيهِم فَلَمّا انصَرَفَ لَم يَلبَث إِلّا يَسِيراً حَتّي بُطِشَ بِجَعفَرٍ وَ يَحيَي وَ تَغَيّرَت أَحوَالُهُم

6- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ مِثلَهُ


صفحه : 86

باب 6-معرفته صلوات الله عليه بجميع اللغات وكلام الطير والبهائم وبعض غرائب أحواله

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَزّكٍ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ كَانَ غِلمَانٌ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع فِي البَيتِ صَقَالِبَةُ وَ رُومٌ وَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ ع قَرِيباً مِنهُم فَسَمِعَهُم بِاللّيلِ يَتَرَاطَنُونَ بِالصّقلَبِيّةِ وَ الرّومِيّةِ وَ يَقُولُونَ إِنّا كُنّا نَفتَصِدُ فِي كُلّ سَنَةٍ فِي بِلَادِنَا ثُمّ لَيسَ نُفصَدُ هَاهُنَا فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ وَجّهَ أَبُو الحَسَنِ ع إِلَي بَعضِ الأَطبَاءِ فَقَالَ لَهُ افصِد فُلَاناً عِرقَ كَذَا وَ افصِد فُلَاناً عِرقَ كَذَا وَ افصِد فُلَاناً عِرقَ كَذَا ثُمّ قَالَ يَا يَاسِرُ لَا تَفتَصِد أَنتَ قَالَ فَافتَصَدتُ فَوَرِمَت يدَيِ‌ وَ احمَرّت فَقَالَ لِي يَا يَاسِرُ مَا لَكَ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ أَ لَم أَنهَكَ عَن ذَلِكَ هَلُمّ يَدَكَ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيهَا وَ تَفَلَ فِيهَا ثُمّ أوَصاَنيِ‌ أَن لَا أَتَعَشّي فَكُنتُ بَعدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ لَا أَتَعَشّي ثُمّ أُغَافَلُ فَأَتَعَشّي فَتَضرِبُ عَلَيّ

ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن جزك مثله قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن ياسر

مثله


صفحه : 87

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ أَتَغَدّي مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع فَيَدعُو بَعضَ غِلمَانِهِ بِالصّقلَبِيّةِ وَ الفَارِسِيّةِ وَ رُبّمَا بَعَثتُ غلُاَميِ‌ هَذَا بشِيَ‌ءٍ مِنَ الفَارِسِيّةِ فَيُعَلّمُهُ وَ رُبّمَا كَانَ يَنغَلِقُ الكَلَامُ عَلَي غُلَامِهِ بِالفَارِسِيّةِ فَيَفتَحُ هُوَ عَلَي غُلَامِهِ

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ كَانَ الرّضَا ع يُكَلّمُ النّاسَ بِلُغَاتِهِم وَ كَانَ وَ اللّهِ أَفصَحَ النّاسِ وَ أَعلَمَهُم بِكُلّ لِسَانٍ وَ لُغَةٍ فَقُلتُ لَهُ يَوماً يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَعجَبُ مِن مَعرِفَتِكَ بِهَذِهِ اللّغَاتِ عَلَي اختِلَافِهَا فَقَالَ يَا أَبَا الصّلتِ أَنَا حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَتّخِذَ حُجّةً عَلَي قَومٍ وَ هُوَ لَا يَعرِفُ لُغَاتِهِم أَ وَ مَا بَلَغَكَ قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أُوتِينَا فَصلَ الخِطَابِ فَهَل فَصلُ الخِطَابِ إِلّا مَعرِفَةُ اللّغَاتِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الهروي‌ مثله

4- ب ،[قرب الإسناد]مُعَاوِيَةُ بنُ حُكَيمٍ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ قَالَ لِيَ الرّضَا ع ابتِدَاءً إِنّ أَبِي كَانَ عنِديِ‌َ البَارِحَةَ قُلتُ أَبُوكَ قَالَ أَبِي قُلتُ أَبُوكَ قَالَ أَبِي قُلتُ أَبُوكَ قَالَ فِي المَنَامِ إِنّ جَعفَراً كَانَ يجَيِ‌ءُ إِلَي أَبِي فَيَقُولُ يَا بنُيَ‌ّ افعَل كَذَا يَا بنُيَ‌ّ افعَل كَذَا يَا بنُيَ‌ّ افعَل كَذَا قَالَ فَدَخَلتُ عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ لِي يَا حَسَنُ إِنّ مَنَامَنَا وَ يَقَظَتَنَا وَاحِدَةٌ

5- ب ،[قرب الإسناد]مُعَاوِيَةُ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ قَالَ لِيَ الرّضَا ع بِخُرَاسَانَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص هَاهُنَا وَ التَزَمتُهُ

6-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن أَبِي هَاشِمٍ قَالَكُنتُ أَتَغَدّي مَعَهُ فَيَدعُو بَعضَ


صفحه : 88

غِلمَانِهِ بِالصّقلَابِيّةِ وَ الفَارِسِيّةِ وَ رُبّمَا يَقُولُ غلُاَميِ‌ هَذَا يَكتُبُ شَيئاً مِنَ الفَارِسِيّةِ فَكُنتُ أَقُولُ لَهُ اكتُب فَكَانَ يَكتُبُ فَيَفتَحُ هُوَ عَلَي غُلَامِهِ

7- ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ يَا بَا هَاشِمٍ كَلّم هَذَا الخَادِمَ بِالفَارِسِيّةِ فَإِنّهُ يَزعُمُ أَنّهُ يُحسِنُهَا فَقُلتُ لِلخَادِمِ زانويت چيست فَلَم يجُبِنيِ‌ فَقَالَ ع يَقُولُ رُكبَتُكَ ثُمّ قُلتُ نافت چيست فَلَم يجُبِنيِ‌ فَقَالَ ع سُرّتُكَ

8- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المَعرُوفِ بِغَزّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن سُلَيمَانَ مِن وُلدِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فِي حَائِطٍ لَهُ إِذ جَاءَ عُصفُورٌ فَوَقَعَ بَينَ يَدَيهِ وَ أَخَذَ يَصِيحُ وَ يُكثِرُ الصّيَاحَ وَ يَضطَرِبُ فَقَالَ لِي يَا فُلَانُ أَ تدَريِ‌ مَا تَقُولُ هَذَا العُصفُورُ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابنُ رَسُولِهِ أَعلَمُ قَالَ إِنّهَا تَقُولُ إِنّ حَيّةً تُرِيدُ أَكلَ فرِاَخيِ‌ فِي البَيتِ فَقُم فَخُذ تِيكَ النّبعَةَ وَ ادخُلِ البَيتَ وَ اقتُلِ الحَيّةَ قَالَ فَأَخَذتُ النّبعَةَ وَ هيِ‌َ العَصَا وَ دَخَلتُ البَيتَ وَ إِذَا حَيّةٌ تَجُولُ فِي البَيتِ فَقَتَلتُهَا

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ] عن سليمان الجعفري‌ مثله بيان قال الجوهري‌ النبع شجر تتخذ منه القسي‌ الواحدة نبعة وتتخذ من أغصانها السهام

9- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ وَ يَتَكَلّمُ بِكَلَامٍ كَأَنّهُ كَلَامُ الخَطَاطِيفِ مَا فَهِمتُ مِنهُ شَيئاً سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ ثُمّ سَكَتَ


صفحه : 89

10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَن عَلِيّ بنِ مِهرَانَ أَنّ أَبَا الحَسَنِ ع أَمَرَهُ أَن يَعمَلَ لَهُ مِقدَارَ السّاعَاتِ فَحَمَلنَاهُ إِلَيهِ فَلَمّا وَصَلنَا إِلَيهِ نَالَنَا مِنَ العَطَشِ أَمرٌ عَظِيمٌ فَمَا قَعَدنَا حَتّي خَرَجَ إِلَينَا بَعضُ الخَدَمِ وَ مَعَهُ قِلَالٌ مِن مَاءٍ أَبرَدِ مَا يَكُونُ فَشَرِبنَا فَجَلَسَ ع عَلَي كرُسيِ‌ّ فَسَقَطَت حَصَاةٌ فَقَالَ مَسرُورٌ هشت أَي ثَمَانِيَةٌ ثُمّ قَالَ لِمَسرُورٍ در ببند أَي أَغلِقِ البَابَ

باب 7-عبادته ع ومكارم أخلاقه ومعالي‌ أموره وإقرار أهل زمانه بفضله

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن عَونِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَبّادٍ قَالَ كَانَ جُلُوسُ الرّضَا ع فِي الصّيفِ عَلَي حَصِيرٍ وَ فِي الشّتَاءِ عَلَي مِسحٍ وَ لُبسُهُ الغَلِيظَ مِنَ الثّيَابِ حَتّي إِذَا بَرَزَ لِلنّاسِ تَزَيّنَ لَهُم

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ قَالَحدَثّتَنيِ‌ جدَتّيِ‌ أُمّ أَبِي وَ اسمُهَا عُذرٌ قَالَتِ اشتُرِيتُ مَعَ عِدّةِ جِوَارٍ مِنَ الكُوفَةِ وَ كُنتُ مِن مُوَلّدَاتِهَا قَالَت فَحُمِلنَا إِلَي المَأمُونِ فَكُنّا فِي دَارِهِ فِي جَنّةٍ مِنَ الأَكلِ وَ الشّربِ وَ الطّيبِ وَ كَثرَةِ الدّنَانِيرِ فوَهَبَنَيِ‌ المَأمُونُ لِلرّضَا ع فَلَمّا صِرتُ فِي دَارِهِ فَقَدتُ جَمِيعَ مَا كُنتُ فِيهِ مِنَ النّعِيمِ وَ كَانَت عَلَينَا قَيّمَةٌ تُنَبّهُنَا مِنَ اللّيلِ وَ تَأخُذُنَا بِالصّلَاةِ وَ كَانَ ذَلِكَ مِن أَشَدّ مَا عَلَينَا فَكُنتُ أَتَمَنّي الخُرُوجَ مِن دَارِهِ إِلَي أَن وهَبَنَيِ‌ لَجَدّكَ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ فَلَمّا صِرتُ إِلَي مَنزِلِهِ كأَنَيّ‌ قَد أُدخِلتُ الجَنّةَ


صفحه : 90

قَالَ الصوّليِ‌ّ وَ مَا رَأَيتُ امرَأَةً قَطّ أَتَمّ مِن جدَتّيِ‌ هَذِهِ عَقلًا وَ لَا أَسخَي كَفّاً وَ تُوُفّيَت فِي سَنَةِ سَبعِينَ وَ مِائَتَينِ وَ لَهَا نَحوُ مِائَةِ سَنَةٍ فَكَانَت تَسأَلُ عَن أَمرِ الرّضَا ع كَثِيراً فَتَقُولُ مَا أَذكُرُ مِنهُ شَيئاً إِلّا أنَيّ‌ كُنتُ أَرَاهُ يَتَبَخّرُ بِالعُودِ الهنِديِ‌ّ النيّ‌ءِ وَ يَستَعمِلُ بَعدَهُ مَاءَ وَردٍ وَ مِسكاً وَ كَانَ ع إِذَا صَلّي الغَدَاةَ وَ كَانَ يُصَلّيهَا فِي أَوّلِ وَقتٍ ثُمّ يَسجُدُ فَلَا يَرفَعُ رَأسَهُ إِلَي أَن تَرتَفِعَ الشّمسُ ثُمّ يَقُومُ فَيَجلِسُ لِلنّاسِ أَو يَركَبُ وَ لَم يَكُن أَحَدٌ يَقدِرُ أَن يَرفَعَ صَوتَهُ فِي دَارِهِ كَائِناً مَن كَانَ إِنّمَا كَانَ يَتَكَلّمُ النّاسَ قَلِيلًا وَ كَانَ جدَيّ‌ عَبدُ اللّهِ يَتَبَرّكُ بجِدَتّيِ‌ هَذِهِ فَدَبّرَهَا يَومَ وُهِبَت لَهُ فَدَخَلَ عَلَيهِ خَالُهُ العَبّاسُ بنُ الأَخنَفِ الحنَفَيِ‌ّ الشّاعِرُ فَأَعجَبَتهُ فَقَالَ لجِدَيّ‌ هَب لِي هَذِهِ الجَارِيَةَ فَقَالَ هيِ‌َ مُدَبّرَةٌ فَقَالَ العَبّاسُ بنُ الأَخنَفِ


يَا عُذرُ زُيّنَ بِاسمِكِ العُذرُ   وَ أَسَاءَ لَم يُحسِن بِكِ الدّهرُ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن أَبِي ذَكوَانَ قَالَ سَمِعتُ اِبرَاهِيمَ بنَ العَبّاسِ يَقُولُ مَا رَأَيتُ الرّضَا ع سُئِلَ عَن شَيءٍ قَطّ إِلّا عَلِمَهُ وَ لَا رَأَيتُ أَعلَمَ مِنهُ بِمَا كَانَ فِي الزّمَانِ إِلَي وَقتِهِ وَ عَصرِهِ وَ كَانَ المَأمُونُ يَمتَحِنُهُ بِالسّؤَالِ عَن كُلّ شَيءٍ فَيُجِيبُ فِيهِ وَ كَانَ كَلَامُهُ كُلّهُ وَ جَوَابُهُ وَ تَمَثّلُهُ انتِزَاعَاتٍ مِنَ القُرآنِ وَ كَانَ يَختِمُهُ فِي كُلّ ثَلَاثٍ وَ يَقُولُ لَو أَرَدتُ أَن أَختِمَهُ فِي أَقرَبَ مِن ثَلَاثَةٍ لَخَتَمتُ وَ لكَنِيّ‌ مَا مَرَرتُ بِآيَةٍ قَطّ إِلّا فَكّرتُ فِيهَا وَ فِي أَيّ شَيءٍ أُنزِلَت وَ فِي أَيّ وَقتٍ فَلِذَلِكَ صِرتُ أَختِمُ فِي كُلّ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] جَعفَرُ بنُ نُعَيمِ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ قَالَ مَا رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع جَفَا أَحَداً بِكَلَامِهِ قَطّ وَ مَا رَأَيتُ قَطَعَ عَلَي أَحَدٍ كَلَامَهُ حَتّي يَفرُغَ مِنهُ وَ مَا رَدّ أَحَداً عَن حَاجَةٍ


صفحه : 91

يَقدِرُ عَلَيهَا وَ لَا مَدّ رِجلَيهِ بَينَ يدَيَ‌ جَلِيسٍ لَهُ قَطّ وَ لَا اتّكَأَ بَينَ يدَيَ‌ جَلِيسٍ لَهُ قَطّ وَ لَا رَأَيتُهُ شَتَمَ أَحَداً مِن مَوَالِيهِ وَ مَمَالِيكِهِ قَطّ وَ لَا رَأَيتُهُ تَفَلَ قَطّ وَ لَا رَأَيتُهُ يُقَهقِهُ فِي ضَحِكِهِ قَطّ بَل كَانَ ضَحِكُهُ التّبَسّمَ وَ كَانَ إِذَا خَلَا وَ نُصِبَت مَائِدَتُهُ أَجلَسَ مَعَهُ عَلَي مَائِدَتِهِ مَمَالِيكَهُ حَتّي البَوّابِ وَ السّائِسِ وَ كَانَ ع قَلِيلَ النّومِ بِاللّيلِ كَثِيرَ السّهَرِ يحُييِ‌ أَكثَرَ لَيَالِيهِ مِن أَوّلِهَا إِلَي الصّبحِ وَ كَانَ كَثِيرَ الصّيَامِ فَلَا يَفُوتُهُ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فِي الشّهرِ وَ يَقُولُ ذَلِكَ صَومُ الدّهرِ وَ كَانَ ع كَثِيرَ المَعرُوفِ وَ الصّدَقَةِ فِي السّرّ وَ أَكثَرُ ذَلِكَ يَكُونُ مِنهُ فِي الليّاَليِ‌ المُظلِمَةِ فَمَن زَعَمَ أَنّهُ رَأَي مِثلَهُ فِي فَضلِهِ فَلَا تُصَدّقُوهُ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ جِئتُ إِلَي بَابِ الدّارِ التّيِ‌ حُبِسَ فِيهَا الرّضَا ع بِسَرَخسَ وَ قَد قُيّدَ فَاستَأذَنتُ عَلَيهِ السّجّانَ فَقَالَ لَا سَبِيلَ لَكُم إِلَيهِ فَقُلتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّهُ رُبّمَا صَلّي فِي يَومِهِ وَ لَيلَتِهِ أَلفَ رَكعَةٍ وَ إِنّمَا يَنفَتِلُ مِن صَلَاتِهِ سَاعَةً فِي صَدرِ النّهَارِ وَ قَبلَ الزّوَالِ وَ عِندَ اصفِرَارِ الشّمسِ فَهُوَ فِي هَذِهِ الأَوقَاتِ قَاعِدٌ فِي مُصَلّاهُ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَاطلُب لِي فِي هَذِهِ الأَوقَاتِ إِذناً عَلَيهِ فَاستَأذَنَ لِي عَلَيهِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ هُوَ قَاعِدٌ فِي مُصَلّاهُ مُتَفَكّرٌ الخَبَرَ

6- التّهذِيبُ، الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يصُلَيّ‌ فِي جُبّةِ خَزّ

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ رَجَاءَ بنَ أَبِي الضّحّاكِ يَقُولُبعَثَنَيِ‌ المَأمُونُ فِي إِشخَاصِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع مِنَ المَدِينَةِ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن آخُذَ بِهِ عَلَي طَرِيقِ البَصرَةِ وَ الأَهوَازِ وَ فَارِسَ وَ لَا آخُذَ بِهِ


صفحه : 92

عَلَي طَرِيقِ قُمّ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَحفَظَهُ بنِفَسيِ‌ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ حَتّي أَقدَمَ بِهِ عَلَيهِ فَكُنتُ مَعَهُ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي مَروَ فَوَ اللّهِ مَا رَأَيتُ رَجُلًا كَانَ أَتقَي لِلّهِ مِنهُ وَ لَا أَكثَرَ ذِكراً لَهُ فِي جَمِيعِ أَوقَاتِهِ مِنهُ وَ لَا أَشَدّ خَوفاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ كَانَ إِذَا أَصبَحَ صَلّي الغَدَاةَ فَإِذَا سَلّمَ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُحَمّدُهُ وَ يُكَبّرُهُ وَ يُهَلّلُهُ وَ يصُلَيّ‌ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِص حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ ثُمّ يَسجُدُ سَجدَةً يَبقَي فِيهَا حَتّي يَتَعَالَي النّهَارُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ يُحَدّثُهُم وَ يَعِظُهُم إِلَي قُربِ الزّوَالِ ثُمّ جَدّدَ وُضُوءَهُ وَ عَادَ إِلَي مُصَلّاهُ فَإِذَا زَالَتِ الشّمسُ قَامَ وَ صَلّي سِتّ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي الحَمدَ وَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ يَقرَأُ فِي الأَربَعِ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدُ لِلّهِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ يُسَلّمُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ وَ يَقنُتُ فِيهِمَا فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ ثُمّ يُؤَذّنُ ثُمّ يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ ثُمّ يُقِيمُ وَ يصُلَيّ‌ الظّهرَ فَإِذَا سَلّمَ سَبّحَ اللّهَ وَ حَمّدَهُ وَ كَبّرَهُ وَ هَلّلَهُ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ سَجَدَ سَجدَةَ الشّكرِ يَقُولُ فِيهَا مِائَةَ مَرّةٍ شُكراً لِلّهِ فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ قَامَ فَصَلّي سِتّ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدُ لِلّهِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ يُسَلّمُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ وَ يَقنُتُ فِي ثَانِيَةِ كُلّ رَكعَتَينِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ ثُمّ يُؤَذّنُ ثُمّ يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ وَ يَقنُتُ فِي الثّانِيَةِ فَإِذَا سَلّمَ أَقَامَ وَ صَلّي العَصرَ فَإِذَا سَلّمَ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُحَمّدُهُ وَ يُكَبّرُهُ وَ يُهَلّلُهُ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ سَجَدَ سَجدَةً يَقُولُ فِيهَا مِائَةَ مَرّةٍ حَمداً لِلّهِ فَإِذَا غَابَتِ الشّمسُ تَوَضّأَ وَ صَلّي المَغرِبَ ثَلَاثاً بِأَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ وَ قَنَتَ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ فَإِذَا سَلّمَ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُحَمّدُهُ وَ يُكَبّرُهُ وَ يُهَلّلُهُ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ يَسجُدُ سَجدَةَ الشّكرِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ لَم يَتَكَلّم حَتّي يَقُومَ وَ يصُلَيّ‌َ أَربَعَ رَكَعَاتٍ بِتَسلِيمَتَينِ يَقنُتُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ وَ كَانَ يَقرَأُ فِي الأُولَي مِن هَذِهِ الأَربَعِ الحَمدَ وَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثُمّ يَجلِسُ بَعدَ التّسلِيمِ فِي التّعقِيبِ مَا شَاءَ اللّهُ حَتّي يمُسيِ‌َ ثُمّ يُفطِرُ


صفحه : 93

ثُمّ يَلبَثُ حَتّي يمَضيِ‌َ مِنَ اللّيلِ قَرِيبٌ مِنَ الثّلُثِ ثُمّ يَقُومُ فيَصُلَيّ‌ العِشَاءَ الآخِرَةَ أَربَعَ رَكَعَاتٍ وَ يَقنُتُ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ فَإِذَا سَلّمَ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ يَذكُرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ يُسَبّحُهُ وَ يُحَمّدُهُ وَ يُكَبّرُهُ وَ يُهَلّلُهُ مَا شَاءَ اللّهُ وَ يَسجُدُ بَعدَ التّعقِيبِ سَجدَةَ الشّكرِ ثُمّ يأَويِ‌ إِلَي فِرَاشِهِ فَإِذَا كَانَ الثّلُثُ الأَخِيرُ مِنَ اللّيلِ قَامَ مِن فِرَاشِهِ بِالتّسبِيحِ وَ التّحمِيدِ وَ التّكبِيرِ وَ التّهلِيلِ وَ الِاستِغفَارِ فَاستَاكَ ثُمّ تَوَضّأَ ثُمّ قَامَ إِلَي صَلَاةِ اللّيلِ فَصَلّي ثمَاَنيِ‌َ رَكَعَاتٍ وَ يُسَلّمُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِي الأُولَيَينِ مِنهَا فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثَلَاثِينَ مَرّةً وَ يصُلَيّ‌ صَلَاةَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَربَعَ رَكَعَاتٍ يُسَلّمُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ وَ يَقنُتُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ التّسبِيحِ وَ يَحتَسِبُ بِهَا مِن صَلَاةِ اللّيلِ ثُمّ يصُلَيّ‌ الرّكعَتَينِ البَاقِيَتَينِ يَقرَأُ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ سُورَةَ المُلكِ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ هَل أَتَي عَلَي الإِنسَانِ ثُمّ يَقُومُ فيَصُلَيّ‌ ركَعتَيَ‌ِ الشّفعِ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ مِنهَا الحَمدَ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ يَقنُتُ فِي الثّانِيَةِ ثُمّ يَقُومُ فيَصُلَيّ‌ الوَترَ رَكعَةً يَقرَأُ فِيهَا الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ مَرّةً وَاحِدَةً وَ قُل أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ مَرّةً وَاحِدَةً وَ يَقنُتُ فِيهَا قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ وَ يَقُولُ فِي قُنُوتِهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ أللّهُمّ اهدِنَا فِيمَن هَدَيتَ وَ عَافِنَا فِيمَن عَافَيتَ وَ تَوَلّنَا فِيمَن تَوَلّيتَ وَ بَارِك لَنَا فِيمَا أَعطَيتَ وَ قِنَا شَرّ مَا قَضَيتَ فَإِنّكَ تقَضيِ‌ وَ لَا يُقضَي عَلَيكَ إِنّهُ لَا يَذِلّ مَن وَالَيتَ وَ لَا يَعِزّ مَن عَادَيتَ تَبَارَكتَ رَبّنَا وَ تَعَالَيتَ ثُمّ يَقُولُ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَسأَلُهُ التّوبَةَ سَبعِينَ مَرّةً فَإِذَا سَلّمَ جَلَسَ فِي التّعقِيبِ مَا شَاءَ اللّهُ وَ إِذَا قَرُبَ الفَجرُ قَامَ فَصَلّي ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ يَقرَأُ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَإِذَا طَلَعَ الفَجرُ أَذّنَ وَ أَقَامَ وَ صَلّي الغَدَاةَ رَكعَتَينِ فَإِذَا سَلّمَ جَلَسَ فِي التّعقِيبِ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ ثُمّ سَجَدَ سجَدتَيَ‌ِ الشّكرِ حَتّي يَتَعَالَي النّهَارُ


صفحه : 94

وَ كَانَت قِرَاءَتُهُ فِي جَمِيعِ المَفرُوضَاتِ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ إِلّا فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ وَ الظّهرِ وَ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّهُ كَانَ يَقرَأُ فِيهَا بِالحَمدِ وَ سُورَةِ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ وَ كَانَ يَقرَأُ فِي صَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ سَبّح وَ كَانَ يَقرَأُ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ يَومَ الإِثنَينِ وَ الخَمِيسِ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ هَل أَتَي عَلَي الإِنسَانِ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ هَل أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ وَ كَانَ يَجهَرُ بِالقِرَاءَةِ فِي المَغرِبِ وَ العِشَاءِ وَ صَلَاةِ اللّيلِ وَ الشّفعِ وَ الوَترِ وَ الغَدَاةِ وَ يخُفيِ‌ القِرَاءَةَ فِي الظّهرِ وَ العَصرِ وَ كَانَ يُسَبّحُ فِي الأُخرَاوَينِ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ كَانَ قُنُوتُهُ فِي جَمِيعِ صَلَوَاتِهِرَبّ اغفِر وَ ارحَم وَ تَجَاوَز عَمّا تَعلَمُ إِنّكَ أَنتَ الأَعَزّ الأَجَلّ الأَكرَمُ وَ كَانَ إِذَا أَقَامَ فِي بَلدَةٍ عَشَرَةَ أَيّامٍ صَائِماً لَا يُفطِرُ فَإِذَا جَنّ اللّيلُ بَدَأَ بِالصّلَاةِ قَبلَ الإِفطَارِ وَ كَانَ فِي الطّرِيقِ يصُلَيّ‌ فَرَائِضَهُ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ إِلّا المَغرِبَ فَإِنّهُ كَانَ يُصَلّيهَا ثَلَاثاً وَ لَا يَدَعُ نَافِلَتَهَا وَ لَا يَدَعُ صَلَاةَ اللّيلِ وَ الشّفعَ وَ الوَترَ وَ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ كَانَ لَا يصُلَيّ‌ مِن نَوَافِلِ النّهَارِ فِي السّفَرِ شَيئاً وَ كَانَ يَقُولُ بَعدَ كُلّ صَلَاةٍ يَقصُرُهَا سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ ثَلَاثِينَ مَرّةً وَ يَقُولُ هَذَا لِتَمَامِ الصّلَاةِ وَ مَا رَأَيتُهُ صَلّي صَلَاةَ الضّحَي فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ كَانَ لَا يَصُومُ فِي السّفَرِ شَيئاً وَ كَانَ ع يَبدَأُ فِي دُعَائِهِ بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ يُكثِرُ مِن ذَلِكَ فِي الصّلَاةِ وَ غَيرِهَا وَ كَانَ يُكثِرُ بِاللّيلِ فِي فِرَاشِهِ مِن تِلَاوَةِ القُرآنِ فَإِذَا مَرّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكرُ جَنّةٍ أَو نَارٍ بَكَي وَ سَأَلَ اللّهَ الجَنّةَ وَ تَعَوّذَ بِهِ مِنَ النّارِ وَ كَانَ ع يَجهَرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي جَمِيعِ صَلَوَاتِهِ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ كَانَ إِذَا قَرَأَقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ قَالَ سِرّاً اللّهُ أَحَدٌ فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ رَبّنَا ثَلَاثاً وَ كَانَ إِذَا قَرَأَ سُورَةَ الجَحدِ قَالَ فِي نَفسِهِ سِرّاًيا أَيّهَا الكافِرُونَ فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا قَالَ ربَيّ‌َ اللّهُ


صفحه : 95

وَ ديِنيِ‌َ الإِسلَامُ ثَلَاثاً وَ كَانَ إِذَا قَرَأَوَ التّينِ وَ الزّيتُونِ قَالَ عِندَ الفَرَاغِ مِنهَا بَلَي وَ أَنَا عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ وَ كَانَ إِذَا قَرَأَلا أُقسِمُ بِيَومِ القِيامَةِ قَالَ عِندَ الفَرَاغِ مِنهَا سُبحَانَكَ أللّهُمّ بَلَي وَ كَانَ يَقرَأُ فِي سُورَةِ الجُمُعَةِقُل ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ مِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِلِلّذِينَ اتّقَواوَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَ وَ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الفَاتِحَةِ قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ إِذَا قَرَأَسَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي قَالَ سِرّاً سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ إِذَا قَرَأَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا قَالَ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ سِرّاً وَ كَانَ لَا يَنزِلُ بَلَداً إِلّا قَصَدَهُ النّاسُ يَستَفتُونَهُ فِي مَعَالِمِ دِينِهِم فَيُجِيبُهُم وَ يُحَدّثُهُمُ الكَثِيرَ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَن رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا وَرَدتُ بِهِ عَلَي المَأمُونِ سأَلَنَيِ‌ عَن حَالِهِ فِي طَرِيقِهِ فَأَخبَرتُهُ بِمَا شَاهَدتُ مِنهُ فِي لَيلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ ظَعنِهِ وَ إِقَامَتِهِ فَقَالَ بَلَي يَا ابنَ أَبِي الضّحّاكِ هَذَا خَيرُ أَهلِ الأَرضِ وَ أَعلَمُهُم وَ أَعبَدُهُم فَلَا تُخبِر أَحَداً بِمَا شَهِدتَ مِنهُ لِئَلّا يَظهَرَ فَضلُهُ إِلّا عَلَي لسِاَنيِ‌ وَ بِاللّهِ أَستَعِينُ عَلَي مَا أَقوَي مِنَ الرّفعِ مِنهُ وَ الإِسَاءَةِ بِهِ

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ نَصرٍ الراّزيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ قَالَ رَجُلٌ لِلرّضَا ع وَ اللّهِ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَشرَفُ مِنكَ أَباً فَقَالَ التّقوَي شَرّفَتهُم وَ طَاعَةُ اللّهِ أَحظَتهُم فَقَالَ لَهُ آخَرُ أَنتَ وَ اللّهِ خَيرُ النّاسِ فَقَالَ لَهُ لَا تَحلِف يَا هَذَا خَيرٌ منِيّ‌ مَن كَانَ أَتقَي لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَطوَعَ لَهُ وَ اللّهِ مَا نُسِخَت هَذِهِ الآيَةُوَ جَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَنِ ابنِ ذَكوَانَ قَالَ سَمِعتُ اِبرَاهِيمَ بنَ العَبّاسِ يَقُولُ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع يَقُولُحَلَفتُ بِالعِتقِ وَ لَا أَحلِفُ


صفحه : 96

بِالعِتقِ إِلّا أَعتَقتُ رَقَبَةً وَ أَعتَقتُ بَعدَهَا جَمِيعَ مَا أَملِكُ إِن كَانَ يَرَي أَنّهُ خَيرٌ مِن هَذَا وَ أَومَأَ إِلَي عَبدٍ أَسوَدَ مِن غِلمَانِهِ بقِرَاَبتَيِ‌ مِن رَسُولِ اللّهِص إِلّا أَن يَكُونَ لِي عَمَلٌ صَالِحٌ فَأَكُونَ أَفضَلَ بِهِ مِنهُ

بيان في بعض النسخ و لاأحلف بالعتق فالجملة حالية معترضة بين الحلف والمحلوف عليه و هو قوله إن كان يري أي إن كنت أري وهكذا قاله ع فغيره الراوي‌ فرواه علي الغيبة لئلا يتوهم تعلق حكم الحلف بنفسه كما في قوله تعالي أَنّ لَعنَتَ اللّهِ عَلَيهِ إِن كانَ مِنَ الكاذِبِينَ. وحاصل المعني أنه ع حلف بالعتق إن كان يعتقد أن فضله علي عبده الأسود بمحض قرابة الرسول ص بدون انضمام الاعتقادات الحسنة والأعمال الصالحة و ذلك لاينافي‌ كونها مع تلك الأمور سببا لأعلي درجات الشرف ومعني المعترضة والحال أن دأبي‌ وشأني‌ أني‌ إذاحلفت بالعتق ووقع الحنث أعتقت رقبة ثم أعتقت جميع الرقاب التي‌ في ملكي‌ تبرعا أوللحلف بالعتق ومرجوحيته أوالمعني أني‌ هكذا أنوي‌ الحلف بالعتق . ويحتمل أن يكون غرضه ع كراهة الحلف بالعتق و يكون المعني أني‌ كلما حلفت بالعتق صادقا أيضا أعتق جميع مماليكي‌ كفارة لذلك . و علي التقادير الغرض بيان غلظة هذااليمين إظهارا لغاية الاعتناء بإثبات المحلوف عليه و لايبعد أن يكون غرضه أني‌ كلما أحلف بالعتق تقية لاأنوي‌ الحلف بل أنوي‌ تنجيز العتق فلذا أعتق رقبة. ويحتمل أن يكون وأعتقت معطوفا علي قوله حلفت فيكون قسما ثانيا أوعتقا معلقا بالشرط المذكور فيكون ماقبله فقط معترضا. و في بعض النسخ ألا أحلف فيتضاعف انغلاق الخبر وإشكاله ويمكن أن يتكلف بأن المعني أني‌ حلفت سابقا أوأحلف الآن أن لاأحلف بالعتق لأمر من الأمور إلاحلفا واحدا و هو قوله أعتقت رقبة فيكون الكلام متضمنا لحلفين


صفحه : 97

الأول ترك الحلف بالعتق مطلقا والثاني‌ الحلف بأنه إن كان يري أنه أفضل بالقرابة يعتق رقبة ويعتق بعدها جميع مايملك فيكون الغرض إبداء عذر لترك الحلف بالعتق بعد ذلك وبيان الاعتناء بشأن هذاالحلف وابتداء الحلف الثاني‌ قوله إلاأعتقت رقبة و علي التقادير في الخبر تقية لذكر الحلف بالعتق ألذي هوموافق للعامة فيه هذاغاية مايمكن أن يتكلف في حل هذاالخبر و الله يعلم وحججه ع معاني‌ كلامهم

10- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ قَالَ لَمّا اختَلَفَ النّاسُ فِي أَمرِ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع جَمَعتُ مِن مَسَائِلِهِ مِمّا سُئِلَ عَنهُ وَ أَجَابَ عَنهُ خَمسَ عَشَرَةَ أَلفَ مَسأَلَةٍ

11- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع إِذَا أَكَلَ أتُيِ‌َ بِصَحفَةٍ فَتُوضَعُ قُربَ مَائِدَتِهِ فَيَعمِدُ إِلَي أَطيَبِ الطّعَامِ مِمّا يُؤتَي بِهِ فَيَأخُذُ مِن كُلّ شَيءٍ شَيئاً فَيُوضَعُ فِي تِلكَ الصّحفَةِ ثُمّ يَأمُرُ بِهَا لِلمَسَاكِينِ ثُمّ يَتلُو هَذِهِ الآيَةَفَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ ثُمّ يَقُولُ عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن لَيسَ كُلّ إِنسَانٍ يَقدِرُ عَلَي عِتقِ رَقَبَةٍ فَجَعَلَ لَهُمُ السّبِيلَ إِلَي الجَنّةِ بِإِطعَامِ الطّعَامِ

كا،[الكافي‌]العدة عن أحمد بن محمد عن أبيه عن معمر مثله

12-شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ جُمهُورٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ الغفِاَريِ‌ّ قَالَ كَانَ لِرَجُلٍ مِن آلِ أَبِي رَافِعٍ مَولَي رَسُولِ اللّهِص يُقَالُ لَهُ فُلَانٌ عَلَيّ حَقّ فتَقَاَضاَنيِ‌ وَ أَلَحّ عَلَيّ فَلَمّا رَأَيتُ ذَلِكَ صَلّيتُ الصّبحَ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ تَوَجّهتُ نَحوَ الرّضَا ع وَ هُوَ يَومَئِذٍ بِالعُرَيضِ فَلَمّا قَرُبتُ مِن بَابِهِ فَإِذَا هُوَ قَد طَلَعَ عَلَي حِمَارٍ وَ عَلَيهِ قَمِيصٌ وَ رِدَاءٌ فَلَمّا نَظَرتُ إِلَيهِ استَحيَيتُ مِنهُ فَلَمّا لحَقِنَيِ‌ وَقَفَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ كَانَ


صفحه : 98

شَهرُ رَمَضَانَ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ لِمَولَاكَ فُلَانٍ عَلَيّ حَقّ وَ قَد وَ اللّهِ شهَرَنَيِ‌ وَ أَنَا أَظُنّ فِي نفَسيِ‌ أَنّهُ يَأمُرُهُ بِالكَفّ عنَيّ‌ وَ اللّهِ مَا قُلتُ لَهُ كَم لَهُ عَلَيّ وَ لَا سَمّيتُ لَهُ شَيئاً فأَمَرَنَيِ‌ بِالجُلُوسِ إِلَي رُجُوعِهِ فَلَم أَزَل حَتّي صَلّيتُ المَغرِبَ وَ أَنَا صَائِمٌ فَضَاقَ صدَريِ‌ وَ أَرَدتُ أَن أَنصَرِفَ فَإِذَا هُوَ قَد طَلَعَ عَلَيّ وَ حَولَهُ النّاسُ وَ قَد قَعَدَ لَهُ السّؤّالُ وَ هُوَ يَتَصَدّقُ عَلَيهِم فَمَضَي فَدَخَلَ بَيتَهُ ثُمّ خَرَجَ فدَعَاَنيِ‌ فَقُمتُ إِلَيهِ فَدَخَلتُ مَعَهُ فَجَلَسَ وَ جَلَستُ مَعَهُ فَجَعَلتُ أُحَدّثُهُ عَنِ ابنِ المُسَيّبِ وَ كَانَ أَمِيرَ المَدِينَةِ وَ كَانَ كَثِيراً مَا أُحَدّثُهُ عَنهُ فَلَمّا فَرَغتُ قَالَ مَا أَظُنّكَ أَفطَرتَ بَعدُ قُلتُ لَا فَدَعَا لِي بِطَعَامٍ فَوُضِعَ بَينَ يدَيَ‌ّ وَ أَمَرَ الغُلَامَ أَن يَأكُلَ معَيِ‌ فَأَصَبتُ وَ الغُلَامَ مِنَ الطّعَامِ فَلَمّا فَرَغنَا قَالَ ارفَعِ الوِسَادَةَ وَ خُذ مَا تَحتَهَا فَرَفَعتُهَا فَإِذَا دَنَانِيرُ فَأَخَذتُهَا وَ وَضَعتُهَا فِي كمُيّ‌ وَ أَمَرَ أَربَعَةً مِن عَبِيدِهِ أَن يَكُونُوا معَيِ‌ حَتّي يَبلُغُوا بيِ‌ منَزلِيِ‌ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ طَائِفَ ابنِ المُسَيّبِ يَدُورُ وَ أَكرَهُ أَن يلَقاَنيِ‌ وَ معَيِ‌ عَبِيدُكَ قَالَ أَصَبتَ أَصَابَ اللّهُ بِكَ الرّشَادَ وَ أَمَرَهُم أَن يَنصَرِفُوا إِذَا رَدَدتُهُم فَلَمّا دَنَوتُ مِن منَزلِيِ‌ وَ آنَستُ رَدَدتُهُم وَ صِرتُ إِلَي منَزلِيِ‌ وَ دَعَوتُ السّرَاجَ وَ نَظَرتُ إِلَي الدّنَانِيرِ فَإِذَا هيِ‌َ ثَمَانِيَةٌ وَ أَربَعُونَ دِينَاراً وَ كَانَ حَقّ الرّجُلِ عَلَيّ ثَمَانِيَةً وَ عِشرِينَ دِينَاراً وَ كَانَ فِيهَا دِينَارٌ يَلُوحُ فأَعَجبَنَيِ‌ حُسنُهُ فَأَخَذتُهُ وَ قَرّبتُهُ مِنَ السّرَاجِ فَإِذَا عَلَيهِ نَقشٌ وَاضِحٌ حَقّ الرّجُلِ عَلَيكَ ثَمَانِيَةٌ وَ عِشرُونَ دِينَاراً وَ مَا بقَيِ‌َ فَهُوَ لَكَ وَ لَا وَ اللّهِ مَا كُنتُ عَرَفتُ مَا لَهُ عَلَيّ عَلَي التّحدِيدِ

13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مُوسَي بنُ سَيّارٍ قَالَكُنتُ مَعَ الرّضَا ع وَ قَد أَشرَفَ عَلَي حِيطَانِ طُوسَ وَ سَمِعتُ وَاعِيَةً فَاتّبَعتُهَا فَإِذَا نَحنُ بِجَنَازَةٍ فَلَمّا بَصُرتُ بِهَا رَأَيتُ سيَدّيِ‌ وَ قَد ثَنَي رِجلَهُ عَن فَرَسِهِ ثُمّ أَقبَلَ نَحوَ الجَنَازَةِ فَرَفَعَهَا ثُمّ أَقبَلَ يَلُوذُ بِهَا كَمَا تَلُوذُ السّخلَةُ بِأُمّهَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ وَ قَالَ يَا مُوسَي بنَ سَيّارٍ مَن شَيّعَ جَنَازَةَ ولَيِ‌ّ مِن أَولِيَائِنَا خَرَجَ مِن ذُنُوبِهِ كَيَومَ وَلَدَتهُ أُمّهُ لَا ذَنبَ عَلَيهِ حَتّي إِذَا وُضِعَ الرّجُلُ عَلَي


صفحه : 99

شَفِيرِ قَبرِهِ رَأَيتُ سيَدّيِ‌ قَد أَقبَلَ فَأَخرَجَ النّاسَ عَنِ الجَنَازَةِ حَتّي بَدَا لَهُ المَيّتُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ أَبشِر بِالجَنّةِ فَلَا خَوفَ عَلَيكَ بَعدَ هَذِهِ السّاعَةِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَل تَعرِفُ الرّجُلَ فَوَ اللّهِ إِنّهَا بُقعَةٌ لَم تَطَأهَا قَبلَ يَومِكَ هَذَا فَقَالَ لِي يَا مُوسَي بنَ سَيّارٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّا مَعَاشِرَ الأَئِمّةِ تُعرَضُ عَلَينَا أَعمَالُ شِيعَتِنَا صَبَاحاً وَ مَسَاءً فَمَا كَانَ مِنَ التّقصِيرِ فِي أَعمَالِهِم سَأَلنَا اللّهَ تَعَالَي الصّفحَ لِصَاحِبِهِ وَ مَا كَانَ مِنَ العُلُوّ سَأَلنَا اللّهَ الشّكرَ لِصَاحِبِهِ

14- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الجِلَاءُ وَ الشّفَاءُ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ لَمّا اختَلَفَ النّاسُ فِي أَمرِ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع جَمَعتُ مِن مَسَائِلِهِ مِمّا سُئِلَ عَنهُ وَ أَجَابَ فِيهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلفَ مَسأَلَةٍ وَ قَد رَوَي عَنهُ جَمَاعَةٌ مِنَ المُصَنّفِينَ مِنهُم أَبُو بَكرٍ الخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ وَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي رِسَالَتِهِ وَ ابنُ المُعتَزّ فِي كِتَابِهِ وَ غَيرُهُم

15- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] سُئِلَ الرّضَا ع عَن طَعمِ الخُبزِ وَ المَاءِ فَقَالَ طَعمُ المَاءِ طَعمُ الحَيَاةِ وَ طَعمُ الخُبزِ طَعمُ العَيشِ يَاسِرٌ الخَادِمُ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع رَأَيتُ فِي النّومِ كَأَنّ قَفَصاً فِيهِ سَبعَ عَشرَةَ قَارُورَةً إِذ وَقَعَ القَفَصُ فَتَكَسّرَتِ القَوَارِيرُ فَقَالَ إِن صُدِقتَ رُؤيَاكَ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ يَملِكُ سَبعَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ يَمُوتُ فَخَرَجَ مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بِالكُوفَةِ مَعَ أَبِي السّرَايَا فَمَكَثَ سَبعَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ مَاتَ

16-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]دَخَلَ الرّضَا ع الحَمّامَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ النّاسِ دلَكّنيِ‌ فَجَعَلَ يُدَلّكُهُ فَعَرّفُوهُ فَجَعَلَ الرّجُلُ يَستَعذِرُ مِنهُ وَ هُوَ يُطَيّبُ قَلبَهُ وَ يُدَلّكُهُ


صفحه : 100

وَ فِي المُحَاضِرَاتِ أَنّهُ لَيسَ فِي الأَرضِ سَبعَةُ أَشرَافٍ عِندَ الخَاصّ وَ العَامّ كُتِبَ عَنهُمُ الحَدِيثُ إِلّا عَلِيّ بنَ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

يَعقُوبُ بنُ إِسحَاقَ النوّبخَتيِ‌ّ قَالَ مَرّ رَجُلٌ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ أعَطنِيِ‌ عَلَي قَدرِ مُرُوّتِكَ قَالَ لَا يسَعَنُيِ‌ ذَلِكَ فَقَالَ عَلَي قَدرِ مرُوُتّيِ‌ قَالَ أَمّا إِذاً فَنَعَم ثُمّ قَالَ يَا غُلَامُ أَعطِهِ ماِئتَيَ‌ دِينَارٍ وَ فَرّقَ ع بِخُرَاسَانَ مَالَهُ كُلّهُ فِي يَومِ عَرَفَةَ فَقَالَ لَهُ الفَضلُ بنُ سَهلٍ إِنّ هَذَا لَمَغرَمٌ فَقَالَ بَل هُوَ المَغنَمُ لَا تَعُدّنّ مَغرَماً مَا ابتَعتَ بِهِ أَجراً وَ كَرَماً

17- عم ،[إعلام الوري ]رَوَي الحَاكِمُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الفَضلِ بنِ العَبّاسِ عَن أَبِي الصّلتِ عَبدِ السّلَامِ بنِ صَالِحٍ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ مَا رَأَيتُ أَعلَمَ مِن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع وَ لَا رَآهُ عَالِمٌ إِلّا شَهِدَ لَهُ بِمِثلِ شهَاَدتَيِ‌ وَ لَقَد جَمَعَ المَأمُونُ فِي مَجَالِسَ لَهُ ذَوَاتِ عَدَدٍ عُلَمَاءَ الأَديَانِ وَ فُقَهَاءَ الشّرِيعَةِ وَ المُتَكَلّمِينَ فَغَلَبَهُم عَن آخِرِهِم حَتّي مَا بقَيِ‌َ أَحَدٌ مِنهُم إِلّا أَقَرّ لَهُ بِالفَضلِ وَ أَقَرّ عَلَي نَفسِهِ بِالقُصُورِ وَ لَقَد سَمِعتُ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع يَقُولُ كُنتُ أَجلِسُ فِي الرّوضَةِ وَ العُلَمَاءُ بِالمَدِينَةِ مُتَوَافِرُونَ فَإِذَا أَعيَا الوَاحِدُ مِنهُم عَن مَسأَلَةٍ أَشَارُوا إلِيَ‌ّ بِأَجمَعِهِم وَ بَعَثُوا إلِيَ‌ّ بِالمَسَائِلِ فَأُجِيبُ عَنهَا

قَالَ أَبُو الصّلتِ وَ لَقَد حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع كَانَ يَقُولُ لِبَنِيهِ هَذَا أَخُوكُم عَلِيّ بنُ مُوسَي عَالِمُ آلِ مُحَمّدٍ فَاسأَلُوهُ عَن أَديَانِكُم وَ احفَظُوا مَا يَقُولُ لَكُم فإَنِيّ‌ سَمِعتُ أَبِي جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع غَيرَ مَرّةٍ يَقُولُ لِي إِنّ عَالِمَ آلِ مُحَمّدٍ لفَيِ‌ صُلبِكَ وَ ليَتنَيِ‌ أَدرَكتُهُ فَإِنّهُ سمَيِ‌ّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ


صفحه : 101

18- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ بَلخٍ قَالَ كُنتُ مَعَ الرّضَا ع فِي سَفَرِهِ إِلَي خُرَاسَانَ فَدَعَا يَوماً بِمَائِدَةٍ لَهُ فَجَمَعَ عَلَيهَا مَوَالِيَهُ مِنَ السّودَانِ وَ غَيرِهِم فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَو عَزَلتَ لِهَؤُلَاءِ مَائِدَةً فَقَالَ مَه إِنّ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَاحِدٌ وَ الأُمّ وَاحِدَةٌ وَ الأَبَ وَاحِدٌ وَ الجَزَاءَ بِالأَعمَالِ

19- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ صَندَلٍ عَن يَاسِرٍ عَنِ اليَسَعِ بنِ حَمزَةَ قَالَ كُنتُ أَنَا فِي مَجلِسِ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أُحَدّثُهُ وَ قَدِ اجتَمَعَ إِلَيهِ خَلقٌ كَثِيرٌ يَسأَلُونَهُ عَنِ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ طُوَالٌ آدِمٌ فَقَالَ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ رَجُلٌ مِن مُحِبّيكَ وَ محُبِيّ‌ آبَائِكَ وَ أَجدَادِكَ ع مصَدرَيِ‌ مِنَ الحَجّ وَ قَدِ افتَقَدتُ نفَقَتَيِ‌ وَ مَا معَيِ‌ مَا أَبلُغُ بِهِ مَرحَلَةً فَإِن رَأَيتَ أَن تنُهضِنَيِ‌ إِلَي بلَدَيِ‌ وَ لِلّهِ عَلَيّ نِعمَةٌ فَإِذَا بَلَغتُ بلَدَيِ‌ تَصَدّقتُ باِلذّيِ‌ توُليِنيِ‌ عَنكَ فَلَستُ مَوضِعَ صَدَقَةٍ فَقَالَ لَهُ اجلِس رَحِمَكَ اللّهُ وَ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ يُحَدّثُهُم حَتّي تَفَرّقُوا وَ بقَيِ‌َ هُوَ وَ سُلَيمَانُ الجعَفرَيِ‌ّ وَ خَيثَمَةُ وَ أَنَا فَقَالَ أَ تَأذَنُونَ لِي فِي الدّخُولِ فَقَالَ لَهُ سُلَيمَانُ قَدّمَ اللّهُ أَمرَكَ فَقَامَ فَدَخَلَ الحُجرَةَ وَ بقَيِ‌َ سَاعَةً ثُمّ خَرَجَ وَ رَدّ البَابَ وَ أَخرَجَ يَدَهُ مِن أَعلَي البَابِ وَ قَالَ أَينَ الخرُاَساَنيِ‌ّ فَقَالَ هَا أَنَا ذَا فَقَالَ خُذ هَذِهِ الماِئتَيَ‌ دِينَارٍ وَ استَعِن بِهَا فِي مَئُونَتِكَ وَ نَفَقَتِكَ وَ تَبَرّك بِهَا وَ لَا تَصَدّق بِهَا عنَيّ‌ وَ اخرُج فَلَا أَرَاكَ وَ لَا ترَاَنيِ‌ ثُمّ خَرَجَ فَقَالَ سُلَيمَانُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَقَد أَجزَلتَ وَ رَحِمتَ فَلِمَا ذَا سَتَرتَ وَجهَكَ عَنهُ فَقَالَ مَخَافَةَ أَن أَرَي ذُلّ السّؤَالِ فِي وَجهِهِ لقِضَاَئيِ‌ حَاجَتَهُ أَ مَا سَمِعتَ حَدِيثَ رَسُولِ اللّهِص المُستَتِرُ بِالحَسَنَةِ تَعدِلُ سَبعِينَ حِجّةً وَ المُذِيعُ بِالسّيّئَةِ مَخذُولٌ وَ المُستَتِرُ بِهَا مَغفُورٌ لَهُ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ الأُوَلِ


مَتَي آتِهِ يَوماً لِأَطلُبَ حَاجَةً   رَجَعتُ إِلَي أهَليِ‌ وَ وجَهيِ‌ بِمَائِهِ

صفحه : 102

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن اليسع مثله

20- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ السيّاّريِ‌ّ عَن عُبَيدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البغَداَديِ‌ّ عَمّن أَخبَرَهُ قَالَ نَزَلَ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع ضَيفٌ وَ كَانَ جَالِساً عِندَهُ يُحَدّثُهُ فِي بَعضِ اللّيلِ فَتَغَيّرَ السّرَاجُ فَمَدّ الرّجُلُ يَدَهُ لِيُصلِحَهُ فَزَبَرَهُ أَبُو الحَسَنِ ع ثُمّ بَادَرَهُ بِنَفسِهِ فَأَصلَحَهُ ثُمّ قَالَ إِنّا قَومٌ لَا نَستَخدِمُ أَضيَافَنَا

21- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ أَكَلَ الغِلمَانُ يَوماً فَاكِهَةً فَلَم يَستَقصُوا أَكلَهَا وَ رَمَوا بِهَا فَقَالَ لَهُم أَبُو الحَسَنِ ع سُبحَانَ اللّهِ إِن كُنتُمُ استَغنَيتُم فَإِنّ أُنَاساً لَم يَستَغنُوا أَطعِمُوهُ مَن يَحتَاجُ إِلَيهِ

22- كا،[الكافي‌] عَنهُ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ وَ نَادِرٍ جَمِيعاً قَالَا قَالَ لَنَا أَبُو الحَسَنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِن قُمتُ عَلَي رُءُوسِكُم وَ أَنتُم تَأكُلُونَ فَلَا تَقُومُوا حَتّي تَفرُغُوا وَ لَرُبّمَا دَعَا بَعضَنَا فَيُقَالُ هُم يَأكُلُونَ فَيَقُولُ دَعُوهُم حَتّي يَفرُغُوا

وَ روُيِ‌َ عَن نَادِرٍ الخَادِمِ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ ع إِذَا أَكَلَ أَحَدُنَا لَا يَستَخدِمُهُ حَتّي يَفرُغَ مِن طَعَامِهِ

وَ رَوَي نَادِرٌ الخَادِمُ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ ع يَضَعُ جَوزِينَجَةً عَلَي الأُخرَي وَ ينُاَولِنُيِ‌

23-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الراّزيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَدَخَلتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ بَينَ يَدَيهِ تَمرٌ برَنيِ‌ّ وَ هُوَ مُجِدّ فِي أَكلِهِ يَأكُلُهُ بِشَهوَةٍ فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ ادنُ فَكُل قَالَ فَدَنَوتُ فَأَكَلتُ مَعَهُ


صفحه : 103

وَ أَنَا أَقُولُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أَرَاكَ تَأكُلُ هَذَا التّمرَ بِشَهوَةٍ فَقَالَ نَعَم إنِيّ‌ لَأُحِبّهُ قَالَ قُلتُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ تَمرِيّاً وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تَمرِيّاً وَ كَانَ الحَسَنُ ع تَمرِيّاً وَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ ع تَمرِيّاً وَ كَانَ سَيّدُ العَابِدِينَ ع تَمرِيّاً وَ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ ع تَمرِيّاً وَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تَمرِيّاً وَ كَانَ أَبِي تَمرِيّاً وَ أَنَا تمَريِ‌ّ وَ شِيعَتُنَا يُحِبّونَ التّمرَ لِأَنّهُم خُلِقُوا مِن طِينَتِنَا وَ أَعدَاؤُنَا يَا سُلَيمَانُ يُحِبّونَ المُسكِرَ لِأَنّهُم خُلِقُوامِن مارِجٍ مِن نارٍ

24- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ قَدِ اختَضَبَ بِالسّوَادِ

25- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن أَبِي القَاسِمِ الكوُفيِ‌ّ عَمّن حَدّثَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ الكرِماَنيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع مَا تَقُولُ فِي المِسكِ فَقَالَ إِنّ أَبِي أَمَرَ فَعُمِلَ لَهُ مِسكٌ فِي بَانٍ بِسَبعِمِائَةِ دِرهَمٍ فَكَتَبَ إِلَيهِ الفَضلُ بنُ سَهلٍ يُخبِرُهُ أَنّ النّاسَ يَعِيبُونَ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيهِ يَا فَضلُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ يُوسُفَص وَ هُوَ نبَيِ‌ّ كَانَ يَلبَسُ الدّيبَاجَ مُزَرّداً بِالذّهَبِ وَ يَجلِسُ عَلَي كرَاَسيِ‌ّ الذّهَبِ فَلَم يَنقُص ذَلِكَ مِن حِكمَتِهِ شَيئاً قَالَ ثُمّ أَمَرَ فَعُمِلَت لَهُ غَالِيَةٌ بِأَربَعَةِ آلَافِ دِرهَمٍ

26- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ أمَرَنَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع فَعَمِلتُ لَهُ دُهناً فِيهِ مِسكٌ وَ عَنبَرٌ فأَمَرَنَيِ‌ أَن أَكتُبَ فِي قِرطَاسٍ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ وَ أُمّ الكِتَابِ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ قَوَارِعَ مِنَ القُرآنِ وَ أَجعَلَهُ بَينَ الغِلَافِ وَ القَارُورَةِ فَفَعَلتُ ثُمّ أَتَيتُهُ فَتَغَلّفَ بِهِ وَ أَنَا أَنظُرُ إِلَيهِ


صفحه : 104

بيان قال الفيروزآبادي‌ قوارع القرآن الآيات التي‌ من قرأها أمن من شياطين الإنس والجن كأنها تقرع الشيطان

27- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ خَرَجَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ ع فَوَجَدتُ مِنهُ رَائِحَةَ التّجمِيرِ

28- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَدّهِنُ باِلخيِريِ‌ّ

29- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ كَانَ يُتَرّبُ الكِتَابَ

بيان أي يذر علي مكتوبه بعدتمامه التراب وقيل كناية عن التواضع فيه وقيل المعني جعله علي الأرض عندتسليمه إلي الحامل و لايخفي بعدهما

30- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع وَ بَينَ يَدَيهِ إِبرِيقٌ يُرِيدُ أَن يَتَهَيّأَ مِنهُ لِلصّلَاةِ فَدَنَوتُ لِأَصُبّ عَلَيهِ فَأَبَي ذَلِكَ وَ قَالَ مَه يَا حَسَنُ فَقُلتُ لَهُ لِمَ تنَهاَنيِ‌ أَن أَصُبّ عَلَي يَدِكَ تَكرَهُ أَن أُوجَرَ قَالَ تُؤجَرُ أَنتَ وَ أُوزَرُ أَنَا فَقُلتُ لَهُ وَ كَيفَ ذَلِكَ فَقَالَ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً وَ هَا أَنَا ذَا أَتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ وَ هيِ‌َ العِبَادَةُ فَأَكرَهُ أَن يشَركَنَيِ‌ فِيهَا أَحَدٌ

31-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا مِن وَرَاءِ نَهَرِ بَلخَ قَالَ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ فَإِن أجَبَتنَيِ‌ فِيهَا بِمَا عنِديِ‌ قُلتُ بِإِمَامَتِكَ


صفحه : 105

فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع سَل عَمّا شِئتَ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن رَبّكَ مَتَي كَانَ وَ كَيفَ كَانَ وَ عَلَي أَيّ شَيءٍ كَانَ اعتِمَادُهُ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَيّنَ الأَينَ بِلَا أَينٍ وَ كَيّفَ الكَيفَ بِلَا كَيفٍ وَ كَانَ اعتِمَادُهُ عَلَي قُدرَتِهِ فَقَامَ إِلَيهِ الرّجُلُ فَقَبّلَ رَأسَهُ وَ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ عَلِيّاً وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ وَ القَيّمُ بَعدَهُ بِمَا أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكُمُ الأَئِمّةُ الصّادِقُونَ وَ أَنّكَ الخَلَفُ مِن بَعدِهِم

32- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ ذَكَرتُ لِلرّضَا ع شَيئاً فَقَالَ اصبِر فإَنِيّ‌ أَرجُو أَن يَصنَعَ اللّهُ لَكَ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا ادّخَرَ اللّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ مِن هَذِهِ الدّنيَا خَيرٌ لَهُ مِمّا عَجّلَ لَهُ فِيهَا ثُمّ صَغّرَ الدّنيَا وَ قَالَ أَيّ شَيءٍ هيِ‌َ ثُمّ قَالَ إِنّ صَاحِبَ النّعمَةِ عَلَي خَطَرٍ إِنّهُ يَجِبُ عَلَيهِ حُقُوقُ اللّهِ فِيهَا وَ اللّهِ إِنّهُ لَيَكُونُ عَلَيّ النّعَمُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَمَا أَزَالُ مِنهَا عَلَي وَجَلٍ وَ حَرّكَ يَدَهُ حَتّي أَخرُجَ مِنَ الحُقُوقِ التّيِ‌ تَجِبُ لِلّهِ عَلَيّ فِيهَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَنتَ فِي قَدرِكَ تَخَافُ هَذَا قَالَ نَعَم فَأَحمَدُ ربَيّ‌ عَلَي مَا مَنّ بِهِ عَلَيّ

33- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ لِبَعضِ مَوَالِيهِ يَومَ الفِطرِ وَ هُوَ يَدعُو لَهُ يَا فُلَانُ تَقَبّلَ اللّهُ مِنكَ وَ مِنّا ثُمّ أَقَامَ حَتّي إِذَا كَانَ يَومُ الأَضحَي فَقَالَ لَهُ يَا فُلَانُ تَقَبّلَ اللّهُ مِنّا وَ مِنكَ قَالَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قُلتَ فِي الفِطرِ شَيئاً وَ تَقُولُ فِي الأَضحَي غَيرَهُ قَالَ فَقَالَ نَعَم إنِيّ‌ قُلتُ لَهُ فِي الفِطرِ تَقَبّلَ اللّهُ مِنكَ وَ مِنّا لِأَنّهُ فَعَلَ مِثلَ فعِليِ‌ وَ نَاسَبتُ أَنَا وَ هُوَ فِي الفِعلِ وَ قُلتُ لَهُ فِي الأَضحَي تَقَبّلَ اللّهُ مِنّا وَ مِنكَ لِأَنّا يُمكِنُنَا أَن نضُحَيّ‌َ وَ لَا يُمكِنُهُ أَن يضُحَيّ‌َ فَقَد فَعَلنَا نَحنُ غَيرَ فِعلِهِ


صفحه : 106

34- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ مَعَ الرّضَا ع فِي بَعضِ الحَاجَةِ فَأَرَدتُ أَن أَنصَرِفَ إِلَي منَزلِيِ‌ فَقَالَ لِيَ انصَرِف معَيِ‌ فَبِت عنِديِ‌َ اللّيلَةَ فَانطَلَقتُ مَعَهُ فَدَخَلَ إِلَي دَارِهِ مَعَ المَغِيبِ فَنَظَرَ إِلَي غِلمَانِهِ يَعمَلُونَ بِالطّينِ أوَاَريِ‌َ الدّوَابّ أَو غَيرِ ذَلِكَ وَ إِذَا مَعَهُم أَسوَدُ لَيسَ مِنهُم فَقَالَ مَا هَذَا الرّجُلُ مَعَكُم قَالُوا يُعَاوِنُنَا وَ نُعطِيهِ شَيئاً قَالَ قَاطَعتُمُوهُ عَلَي أُجرَتِهِ فَقَالُوا لَا هُوَ يَرضَي مِنّا بِمَا نُعطِيهِ فَأَقبَلَ عَلَيهِم يَضرِبُهُم بِالسّوطِ وَ غَضِبَ لِذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لِمَ تُدخِلُ عَلَي نَفسِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ قَد نَهَيتُهُم عَن مِثلِ هَذَا غَيرَ مَرّةٍ أَن يَعمَلَ مَعَهُم أَحَدٌ حَتّي يُقَاطِعُوهُ أُجرَتَهُ وَ اعلَم أَنّهُ مَا مِن أَحَدٍ يَعمَلُ لَكَ شَيئاً بِغَيرِ مُقَاطَعَةٍ ثُمّ زِدتَهُ لِذَاكَ الشيّ‌ءِ ثَلَاثَةَ أَضعَافٍ عَلَي أُجرَتِهِ إِلّا ظَنّ أَنّكَ قَد نَقَصتَهُ أُجرَتَهُ وَ إِذَا قَاطَعتَهُ ثُمّ أَعطَيتَهُ أُجرَتَهُ حَمِدَكَ عَلَي الوَفَاءِ فَإِن زِدتَهُ حَبّةً عَرَفَ ذَلِكَ لَكَ وَ رَأَي أَنّكَ قَد زِدتَهُ

توضيح قال الجوهري‌ ومما يضعه الناس في غيرموضعه قولهم للمعلف آري‌ وإنما الآري‌ محبس الدابة و قدتسمي الأخية أيضا آريا و هوحبل تشد به الدابة في محبسها والجمع الأواري‌ يخفف ويشدد. كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ لعِلَيِ‌ّ بنِ بَابَوَيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ النجّاَشيِ‌ّ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع أَنتَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ عَلَي الإِنسِ وَ الجِنّ


صفحه : 107

باب 8- ماأنشد ع من الشعر في الحكم

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ أَبِي عَبّادٍ عَن عَمّهِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَوماً يُنشِدُ شِعراً وَ قَلِيلًا مَا كَانَ يُنشِدُ شِعراً


كُلّنَا نَأمُلُ مَدّاً فِي الأَجَلِ   وَ المَنَايَا هُنّ آفَاتُ الأَمَلِ

لَا تَغُرّنكَ أَبَاطِيلُ المُنَي   وَ الزَمِ القَصدَ وَ دَع عَنكَ العِلَلَ

إِنّمَا الدّنيَا كَظِلّ زَائِلٍ   حَلّ فِيهِ رَاكِبٌ ثُمّ رَحَلَ

فَقُلتُ لِمَن هَذَا أَعَزّ اللّهُ الأَمِيرَ فَقَالَ لعِرِاَقيِ‌ّ لَكُم قُلتُ أَنشَدَنِيهِ أَبُو العَتَاهِيَةِ لِنَفسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسمَهُ وَ دَع عَنكَ هَذَا إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ وَ لَعَلّ الرّجُلَ يَكرَهُ هَذَا

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ وَ ابنُ عِصَامٍ وَ الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ المُؤَدّبُ وَ الوَرّاقُ وَ الدّقّاقُ جَمِيعاً عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ العلَوَيِ‌ّ الجوَاّنيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدٍ المحُاَربِيِ‌ّ عَن رَجُلٍ ذَكَرَ اسمَهُ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّ المَأمُونَ قَالَ هَل رَوَيتَ مِنَ الشّعرِ شَيئاً فَقَالَ قَد رَوَيتُ مِنهُ الكَثِيرَ فَقَالَ أنَشدِنيِ‌ أَحسَنَ مَا رَوَيتَهُ فِي الحِلمِ فَقَالَ ع


إِذَا كَانَ دوُنيِ‌ مَن بُلِيتُ بِجَهلِهِ   أَبَيتُ لنِفَسيِ‌ أَن تُقَابِلَ بِالجَهلِ

وَ إِن كَانَ مثِليِ‌ فِي محَلَيّ‌ مِنَ النّهَي   أَخَذتُ بحِلِميِ‌ كيَ‌ أُجَلّ عَنِ المِثلِ

صفحه : 108


وَ إِن كُنتُ أَدنَي مِنهُ فِي الفَضلِ وَ الحِجَي   عَرَفتُ لَهُ حَقّ التّقَدّمِ وَ الفَضلِ

قَالَ لَهُ المَأمُونُ مَا أَحسَنَ هَذَا هَذَا مَن قَالَهُ فَقَالَ بَعضُ فِتيَانِنَا قَالَ فأَنَشدِنيِ‌ أَحسَنَ مَا رَوَيتَهُ فِي السّكُوتِ عَنِ الجَاهِلِ وَ تَركِ عِتَابِ الصّدِيقِ فَقَالَ ع


إنِيّ‌ ليَهَجرُنُيِ‌ الصّدِيقُ تَجَنّباً   فَأُرِيهِ أَنّ لِهَجرِهِ أَسبَاباً

وَ أَرَاهُ إِن عَاتَبتُهُ أَغرَيتُهُ   فَأَرَي لَهُ تَركَ العِتَابِ عِتَاباً

وَ إِذَا بُلِيتُ بِجَاهِلٍ مُتَحَكّمٍ   يَجِدُ المُحَالَ مِنَ الأُمُورِ صَوَاباً

أَولَيتُهُ منِيّ‌ السّكُوتَ وَ رُبّمَا   كَانَ السّكُوتُ عَنِ الجَوَابِ جَوَاباً

فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ مَا أَحسَنَ هَذَا هَذَا مَن قَالَهُ فَقَالَ ع بَعضُ فِتيَانِنَا قَالَ فأَنَشدِنيِ‌ أَحسَنَ مَا رَوَيتَهُ فِي استِجلَابِ العَدُوّ حَتّي يَكُونَ صَدِيقاً فَقَالَ ع


وَ ذيِ‌ غِلّةٍ سَالَمتُهُ فَقَهَرتُهُ   فَأَوقَرتُهُ منَيّ‌ لِعَفوِ التّجَمّلِ

وَ مَن لَا يُدَافِع سَيّئَاتِ عَدُوّهِ   بِإِحسَانِهِ لَم يَأخُذِ الطّولَ مِن عَلُ

وَ لَم أَرَ فِي الأَشيَاءِ أَسرَعَ مَهلَكًا   لِغَمرٍ قَدِيمٍ مِن وِدَادٍ مُعَجّلٍ

فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ مَا أَحسَنَ هَذَا هَذَا مَن قَالَهُ فَقَالَ بَعضُ فِتيَانِنَا فَقَالَ فأَنَشدِنيِ‌ أَحسَنَ مَا رَوَيتَهُ فِي كِتمَانِ السّرّ فَقَالَ ع


وَ إنِيّ‌ لَأَنسَي السّرّ كَيلَا أُذِيعَهُ   فَيَا مَن رَأَي سِرّاً يُصَانُ بِأَن يُنسَي

مَخَافَةَ أَن يجَريِ‌َ ببِاَليِ‌ ذِكرُهُ   فَيَنبِذَهُ قلَبيِ‌ إِلَي مُلتَوَي حَشًا

فَيُوشِكُ مَن لَم يُفشِ سِرّاً وَ جَالَ فِي   خَوَاطِرِهِ أَن لَا يُطِيقَ لَهُ حَبساً

فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ إِذَا أَمَرتَ أَن تُتَرّبَ[يُتَرّبَ]الكِتَابُ كَيفَ تَقُولُ قَالَ تَرّب قَالَ فَمِنَ السّحَا قَالَ سَحّ قَالَ فَمِنَ الطّينِ قَالَ طَيّن فَقَالَ يَا غُلَامُ تَرّب هَذَا الكِتَابَ وَ سَحّهِ وَ طَيّنهُ وَ امضِ بِهِ إِلَي الفَضلِ بنِ سَهلٍ وَ خُذ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ثَلَاثَمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ

بيان الغل بالكسر الحقد والضغن ويقال أتيته من عل أي من موضع عال والغمر بالكسر الحقد والغل قوله ع فيا من رأي كلام علي التعجب


صفحه : 109

أي من رأي سرا يكون صيانته بنسيانه والحال أن النسيان ظاهرا ينافي‌ الصيانة و قوله مخافة متعلق بالمصرع الأولي قوله إلي ملتوي حشا أي من يكون لوي وزحير في أحشائه و في بعض النسخ حسا بكسر الحاء المهملة وتشديد السين المهملة و هووجع يأخذ النفساء بعدالولادة و علي التقديرين كناية عن عدم الصبر علي ضبط السر ومنازعة النفس إلي إفشائه . و قال الجوهري‌ سحاة كل شيءقشره وسحاء الكتاب مكسور ممدود وسحوت القرطاس وسحيته أسحاه إذاقشرته وسحوت الكتاب وسحيته إذاشددته بالسحاء. و قال الصدوق رحمه الله بعدإيراد هذاالخبر كان سبيل مايقبله الرضا ع عن المأمون سبيل ما كان يقبله النبي ص من الملوك وسبيل ما كان يقبله الحسن بن علي ع من معاوية وسبيل ما كان يقبله الأئمة ع من آبائه من الخلفاء و من كانت الدنيا كله له فغلب عليها ثم أعطي‌ بعضها فجائز له أن يأخذه

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ وَ جَمَاعَةٍ قَالُوادَخَلنَا عَلَي الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ بَعضُنَا جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيّرَ الوَجهِ فَقَالَ ع إنِيّ‌ بَقِيتُ ليَلتَيِ‌ سَاهِراً مُفَكّراً فِي قَولِ مَروَانَ بنِ أَبِي حَفصَةَ


صفحه : 110


أَنّي يَكُونُ وَ لَيسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ   لبِنَيِ‌ البَنَاتِ وِرَاثَةُ الأَعمَامِ

ثُمّ نِمتُ فَإِذَا أَنَا بِقَائِلٍ قَد أَخَذَ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ وَ هُوَ يَقُولُ


أَنّي يَكُونُ وَ لَيسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ   لِلمُشرِكِينَ دَعَائِمُ الإِسلَامِ

لبِنَيِ‌ البَنَاتِ نَصِيبُهُم مِن جَدّهِم   وَ العَمّ مَترُوكٌ بِغَيرِ سِهَامٍ

مَا لِلطّلِيقِ وَ لِلتّرَاثِ وَ إِنّمَا   سَجَدَ الطّلِيقُ مَخَافَةَ الصّمصَامِ

قَد كَانَ أَخبَرَكَ القُرآنُ بِفَضلِهِ   فَمَضَي القَضَاءُ بِهِ مِنَ الحُكّامِ

إِنّ ابنَ فَاطِمَةَ المُنَوّهَ بِاسمِهِ   حَازَ الوِرَاثَةَ عَن بنَيِ‌ الأَعمَامِ

وَ بقَيِ‌َ ابنُ نَثلَةَ وَاقِفاً مُتَرَدّداً   يرَثيِ‌ وَ يُسعِدُهُ ذَوُو الأَرحَامِ

بيان المراد بالطليق العباس حيث أسر يوم بدر فأطلق بالفداء والصمصام السيف الصارم ألذي لاينثني‌ والضمير في قوله بفضله راجع إلي أمير المؤمنين ع بمعونة المقام وقرينة ماسيذكر بعده إذ هوالمراد بابن فاطمة والمراد بابن نثلة العباس فإن اسم أمه كانت نثلة و قدمر بيان حالها في باب أحوال العباس والمراد بقضاء الحكام ماقضي به أبوبكر بينهما كما هوالمشهور و قدمضي منازعة أخري أيضا بين الصادق ع و بين داود بن علي العباسي‌ و أنه قضي هشام للصادق ع

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ


إِنّكَ فِي دَارٍ لَهَا مُدّةٌ   يُقبَلُ فِيهَا عَمَلُ العَامِلِ

أَ لَا تَرَي المَوتَ مُحِيطاً بِهَا   يَكذِبُ فِيهَا أَمَلُ الآمِلِ

تُعَجّلُ الذّنبَ لِمَا تشَتهَيِ‌   وَ تَأمُلُ التّوبَةَ فِي قَابِلٍ

وَ المَوتُ يأَتيِ‌ أَهلَهُ بَغتَةً   مَا ذَاكَ فِعلَ الحَازِمِ العَاقِلِ

5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ الكَاتِبِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ كَاتِبِ أَبِي الفَيّاضِ


صفحه : 111

عَن أَبِيهِ قَالَ حَضَرنَا مَجلِسَ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فَشَكَا رَجُلٌ أَخَاهُ فَأَنشَأَ يَقُولُ


اعذُر أَخَاكَ عَلَي ذُنُوبِهِ   وَ استُر وَ غَطّ عَلَي عُيُوبِهِ

وَ اصبِر عَلَي بَهَتِ السّفِيهِ   وَ لِلزّمَانِ عَلَي خُطُوبِهِ

وَ دَعِ الجَوَابَ تَفَضّلًا   وَ كِلِ الظّلُومَ إِلَي حَسِيبِهِ

6- كشف ،[كشف الغمة] عَبدُ العَزِيزِ بنُ الأَخضَرِ عَن أَبِي الحَسَنِ كَاتِبِ الفَرَائِضِ عَن أَبِيهِ مِثلَهُ

7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدَوَيِ‌ّ عَنِ الهَيثَمِ بنِ عَبدِ الرمّاّنيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ


خَلَقتَ الخَلَائِقَ فِي قُدرَةٍ   فَمِنهُم سخَيِ‌ّ وَ مِنهُم بَخِيلٌ

فَأَمّا السخّيِ‌ّ ففَيِ‌ رَاحَةٍ   وَ أَمّا البَخِيلُ فَشُؤمٌ طَوِيلٌ

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ قَالَ أنَشدَنَيِ‌ الرّضَا ع لِعَبدِ المُطّلِبِ


يَعِيبُ النّاسُ كُلّهُم زَمَاناً   وَ مَا لِزَمَانِنَا عَيبٌ سِوَانَا

نَعِيبُ زَمَانَنَا وَ العَيبُ فِينَا   وَ لَو نَطَقَ الزّمَانُ بِنَا هَجَانَا

وَ إِنّ الذّئبَ يَترُكُ لَحمَ ذِئبٍ   وَ يَأكُلُ بَعضُنَا بَعضاً عِيَاناً

لَبِسنَا لِلخُدَاعِ مُسُوكَ طِيبٍ   فَوَيلٌ لِلغَرِيبِ إِذَا أَتَانَا

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَنِ ابنِ ذَكوَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ قَالَ كَانَ الرّضَا ع يُنشِدُ كَثِيراً


إِذَا كُنتَ فِي خَيرٍ فَلَا تَغتَرِر بِهِ   وَ لَكِن قُلِ أللّهُمّ سَلّم وَ تَمّم

صفحه : 112

10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] لَهُ ع


لَبِستُ بِالعِفّةِ ثَوبَ الغِنَي   وَ صِرتُ أمَشيِ‌ شَامِخَ الرّأسِ

لَستُ إِلَي النّسنَاسِ مُستَأنِساً   لكَنِنّيِ‌ آنَسُ بِالنّاسِ

إِذَا رَأَيتُ التّيهَ مِن ذيِ‌ الغِنَي   تِهتُ عَلَي التّائِهِ بِاليَأسِ

مَا إِن تَفَاخَرتُ عَلَي مُعدِمٍ   وَ لَا تَضَعضَعتُ لِإِفلَاسٍ

بيان التيه بالكسر الكبر قوله باليأس أي عما في أيدي‌ الناس والتوكل علي الله

11- ختص ،[الإختصاص ] كَتَبَ المَأمُونُ إِلَي الرّضَا ع فَقَالَ عظِنيِ‌ فَكَتَبَ ع


إِنّكَ فِي دُنيَا لَهَا مُدّةٌ   يُقبَلُ فِيهَا عَمَلُ العَامِلِ

أَ مَا تَرَي المَوتَ مُحِيطاً بِهَا   يُسلَبُ مِنهَا أَمَلُ الآمِلِ

تُعَجّلُ الذّنبَ بِمَا تشَتهَيِ‌   وَ تَأمُلُ التّوبَةَ مِن قَابِلٍ

وَ المَوتُ يأَتيِ‌ أَهلَهُ بَغتَةً   مَا ذَاكَ فِعلُ الحَازِمِ العَاقِلِ

صفحه : 113

باب 9- ما كان بينه ع و بين هارون لعنه الله وولاته وأتباعه

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي يَعقُوبَ البلَخيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ مِهرَانَ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ يَحيَي يَقُولُ سَمِعتُ عِيسَي بنَ جَعفَرٍ يَقُولُ لِهَارُونَ حَيثُ تَوَجّهَ مِنَ الرّقّةِ إِلَي مَكّةَ اذكُر يَمِينَكَ التّيِ‌ حَلَفتَ بِهَا فِي آلِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّكَ حَلَفتَ إِنِ ادّعَي أَحَدٌ بَعدَ مُوسَي الإِمَامَةَ ضَرَبتَ عُنُقَهُ صَبراً وَ هَذَا عَلِيّ ابنُهُ يدَعّيِ‌ هَذَا الأَمرَ وَ يُقَالُ فِيهِ مَا يُقَالُ فِي أَبِيهِ فَنَظَرَ إِلَيهِ مُغضَباً فَقَالَ وَ مَا تَرَي تُرِيدُ أَن أَقتُلَهُم كُلّهُم قَالَ مُوسَي فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ صِرتُ إِلَيهِ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ ع مَا لِي وَ لَهُم وَ اللّهِ لَا يَقدِرُونَ إلِيَ‌ّ عَلَي شَيءٍ

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي قَالَ لَمّا مَضَي أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ تَكَلّمَ الرّضَا ع خِفنَا عَلَيهِ مِن ذَلِكَ فَقُلتُ لَهُ إِنّكَ قَد أَظهَرتَ أَمراً عَظِيماً وَ إِنّمَا نَخَافُ عَلَيكَ هَذَا الطاّغيِ‌َ فَقَالَ لِيَجهَد جَهدَهُ فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيّ قَالَ صَفوَانُ فَأَخبَرَنَا الثّقَةُ أَنّ يَحيَي بنَ خَالِدٍ قَالَ للِطاّغيِ‌ هَذَا عَلِيّ ابنُهُ قَد قَعَدَ وَ ادّعَي الأَمرَ لِنَفسِهِ فَقَالَ مَا يَكفِينَا مَا صَنَعنَا بِأَبِيهِ تُرِيدُ أَن نَقتُلَنّهُم جَمِيعاً وَ لَقَد كَانَتِ البَرَامِكَةُ مُبغِضِينَ لِأَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص مُظهِرِينَ العَدَاوَةَ لَهُم


صفحه : 114

3- شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ إِلَي قَولِهِ فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيّ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَن أَبِي الحَسَنِ دَاوُدَ بنِ مُحَمّدٍ النهّديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الطّبِيبِ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع دَخَلَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع السّوقَ فَاشتَرَي كَلباً وَ كَبشاً وَ دِيكاً فَلَمّا كَتَبَ صَاحِبُ الخَبَرِ إِلَي هَارُونَ بِذَلِكَ قَالَ قَد أَمِنّا جَانِبَهُ وَ كَتَبَ الزبّيَريِ‌ّ أَنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي ع قَد فَتَحَ بَابَهُ وَ دَعَا إِلَي نَفسِهِ فَقَالَ هَارُونُ وَا عَجَبَا مِن هَذَا يَكتُبُ أَنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي قَدِ اشتَرَي كَلباً وَ دِيكاً وَ كَبشاً وَ يَكتُبُ فِيهِ مَا يَكتُبُ

5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن جَرِيرِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي مَسرُوقٍ قَالَدَخَلَ عَلَي الرّضَا ع جَمَاعَةٌ مِنَ الوَاقِفَةِ فِيهِم عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ وَ الحُسَينُ بنُ عِمرَانَ وَ الحُسَينُ بنُ أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ جُعِلتُ فِدَاكَ أَخبِرنَا عَن أَبِيكَ ع مَا حَالُهُ فَقَالَ قَد مَضَي ع فَقَالَ لَهُ فَإِلَي مَن عَهِدَ فَقَالَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لَهُ إِنّكَ لَتَقُولُ قَولًا مَا قَالَهُ أَحَدٌ مِن آبَائِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَمَن دُونَهُ قَالَ لَكِن قَد قَالَهُ خَيرُ آباَئيِ‌ وَ أَفضَلُهُم رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ أَ مَا تَخَافُ هَؤُلَاءِ عَلَي نَفسِكَ فَقَالَ لَو خِفتُ عَلَيهَا كُنتُ عَلَيهَا مُعِيناً إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَتَاهُ أَبُو لَهَبٍ فَتَهَدّدَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إِن خُدِشتُ مِن قِبَلِكَ خَدشَةً فَأَنَا كَذّابٌ فَكَانَت أَوّلَ آيَةٍ نَزَعَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص وَ هيِ‌َ أَوّلُ آيَةٍ أَنزِعُ بِهَا لَكُم إِن خُدِشتُ خَدشاً مِن قِبَلِ هَارُونَ فَأَنَا كَذّابٌ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ بنُ مِهرَانَ قَد أَتَانَا مَا نَطلُبُ إِن أَظهَرتَ هَذَا القَولَ قَالَ فَتُرِيدُ مَا ذَا أَ تُرِيدُ أَن أَذهَبَ إِلَي هَارُونَ فَأَقُولَ لَهُ إنِيّ‌ إِمَامٌ وَ أَنتَ لَستَ فِي شَيءٍ


صفحه : 115

لَيسَ هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللّهِص فِي أَوّلِ أَمرِهِ إِنّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَهلِهِ وَ مَوَالِيهِ وَ مَن يَثِقُ بِهِ فَقَد خَصّهُم بِهِ دُونَ النّاسِ وَ أَنتُم تَعتَقِدُونَ الإِمَامَةَ لِمَن كَانَ قبَليِ‌ مِن آباَئيِ‌ وَ تَقُولُونَ إِنّهُ إِنّمَا يَمنَعُ عَلِيّ بنَ مُوسَي أَن يُخبِرَ أَنّ أَبَاهُ حيَ‌ّ تَقِيّةٌ فإَنِيّ‌ لَا أَتّقِيكُم فِي أَن أَقُولَ إنِيّ‌ إِمَامٌ فَكَيفَ أَتّقِيكُم فِي أَن أدَعّيِ‌َ أَنّهُ حيَ‌ّ لَو كَانَ حَيّاً

بيان نزع بها أي نزع الشك بها ولعله كان برع أي فاق قوله قدأتانا مانطلب أي من الدلالة والمعجزة و لماعلقوا ذلك علي الإظهار قال ع قدأظهرت ذلك الآن و ليس الإظهار بأن أذهب إلي هارون وأقول له ذلك ويحتمل أن يكون المعني قدأتانا مانطلب من القدح في إمامتك لترك التقية فالجواب أني‌ لم أترك مايلزم من التقية في ذلك والأول أظهر

6- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]صَفوَانُ بنُ يَحيَي قَالَ لَمّا مَضَي أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع وَ تَكَلّمَ الرّضَا خِفنَا عَلَيهِ مِن ذَلِكَ وَ قُلنَا لَهُ إِنّكَ قَد أَظهَرتَ أَمراً عَظِيماً وَ إِنّا نَخَافُ عَلَيكَ مِن هَذَا الطاّغيِ‌ فَقَالَ ع يَجهَدُ جَهدَهُ فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيّ

حَمزَةُ بنُ جَعفَرٍ الأرَجّاَنيِ‌ّ قَالَ خَرَجَ هَارُونُ مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ مَرّتَانِ وَ خَرَجَ الرّضَا ع مَرّتَانِ فَقَالَ الرّضَا ع مَا أَبعَدَ الدّارَ وَ أَقرَبَ اللّقَاءَ يَا طُوسُ ستَجَمعَنُيِ‌ وَ إِيّاهُ

7- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع فِي أَيّامِ هَارُونَ إِنّكَ قَد شَهَرتَ نَفسَكَ بِهَذَا الأَمرِ وَ جَلَستَ مَجلِسَ أَبِيكَ وَ سَيفُ هَارُونَ يُقَطّرُ الدّمَ قَالَ جرَأّنَيِ‌ عَلَي هَذَا مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن أَخَذَ أَبُو جَهلٍ مِن رأَسيِ‌ شَعرَةً فَاشهَدُوا أنَيّ‌ لَستُ بنِبَيِ‌ّ وَ أَنَا أَقُولُ لَكُم إِن أَخَذَ هَارُونُ مِن رأَسيِ‌ شَعرَةً فَاشهَدُوا أنَيّ‌ لَستُ بِإِمَامٍ


صفحه : 116

مُهَجُ الدّعَوَاتِ، عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ كَانَ الرّضَا ع ذَاتَ يَومٍ جَالِساً فِي مَنزِلِهِ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ رَسُولُ هَارُونَ الرّشِيدِ فَقَالَ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَامَ ع فَقَالَ لِي يَا أَبَا الصّلتِ إِنّهُ لَا يدَعوُنيِ‌ فِي هَذَا الوَقتِ إِلّا لِدَاهِيَةٍ فَوَ اللّهِ لَا يُمكِنُهُ أَن يَعمَلَ بيِ‌ شَيئاً أَكرَهُهُ لِكَلِمَاتٍ وَقَعَت إلِيَ‌ّ مِن جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَخَرَجتُ مَعَهُ حَتّي دَخَلنَا عَلَي هَارُونَ الرّشِيدِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ الرّضَا ع قَرَأَ هَذَا الحِرزَ إِلَي آخِرِهِ فَلَمّا وَقَفَ بَينَ يَدَيهِ نَظَرَ إِلَيهِ هَارُونُ الرّشِيدُ وَ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ قَد أَمَرنَا لَكَ بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ وَ اكتُب حَوَائِجَ أَهلِكَ فَلَمّا وَلّي عَنهُ عَلِيّ بنُ مُوسَي ع وَ هَارُونُ يَنظُرُ إِلَيهِ فِي قَفَاهُ قَالَ أَرَدتَ وَ أَرَادَ اللّهُ وَ مَا أَرَادَ اللّهُ خَيرٌ

8- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَمّن ذَكَرَهُ قَالَ قِيلَ لِلرّضَا ع إِنّكَ مُتَكَلّمُ بِهَذَا الكَلَامِ وَ السّيفُ يَقطُرُ الدّمَ فَقَالَ إِنّ لِلّهِ وَادِياً مِن ذَهَبٍ حَمَاهُ بِأَضعَفِ خَلقِهِ النّملِ فَلَو رَامَتهُ البخَاَتيِ‌ّ لَم تَصِل إِلَيهِ

باب 01-طلب المأمون الرضا صلوات الله عليه من المدينة و ما كان عندخروجه منها و في الطريق إلي نيسابور

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ وَ أَبِي مُحَمّدٍ النيّليِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ شَاهَوَيهِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الصّائِغِ عَن عَمّهِ قَالَخَرَجتُ مَعَ الرّضَا ع إِلَي خُرَاسَانَ أُؤَامِرُهُ فِي قَتلِ رَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ ألّذِي حَمَلَهُ إِلَي خُرَاسَانَ فنَهَاَنيِ‌ عَن ذَلِكَ فَقَالَ تُرِيدُ أَن تَقتُلَ نَفساً مُؤمِنَةً بِنَفسٍ كَافِرَةٍ قَالَ فَلَمّا صَارَ إِلَي الأَهوَازِ قَالَ لِأَهلِ الأَهوَازِ اطلُبُوا لِي قَصَبَ سُكّرٍ فَقَالَ بَعضُ أَهلِ الأَهوَازِ مِمّن لَا يَعقِلُ أعَراَبيِ‌ّ لَا يَعلَمُ أَنّ القَصَبَ لَا يُوجَدُ فِي الصّيفِ


صفحه : 117

فَقَالُوا يَا سَيّدَنَا القَصَبُ لَا يَكُونُ فِي هَذَا الوَقتِ إِنّمَا يَكُونُ فِي الشّتَاءِ فَقَالَ بَلَي اطلُبُوهُ فَإِنّكُم سَتَجِدُونَهُ فَقَالَ إِسحَاقُ بنُ مُحَمّدٍ وَ اللّهِ مَا طَلَبَ سيَدّيِ‌ إِلّا مَوجُوداً فَأَرسَلُوا إِلَي جَمِيعِ النوّاَحيِ‌ فَجَاءَ أَكَرَةُ إِسحَاقَ فَقَالُوا عِندَنَا شَيءٌ ادّخَرنَاهُ لِلبَذرَةِ نَزرَعُهُ وَ كَانَت هَذِهِ إِحدَي بَرَاهِينِهِ فَلَمّا صَارَ إِلَي قَريَةٍ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ لَكَ الحَمدُ إِن أَطَعتُكَ وَ لَا حُجّةَ لِي إِن عَصَيتُكَ وَ لَا صُنعَ لِي وَ لَا لغِيَريِ‌ فِي إِحسَانِكَ وَ لَا عُذرَ لِي إِن أَسَأتُ مَا أصَاَبنَيِ‌ مِن حَسَنَةٍ فَمِنكَ يَا كَرِيمُ اغفِر لِمَن فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ قَالَ صَلّينَا خَلفَهُ أَشهُراً فَمَا زَادَ فِي الفَرَائِضِ عَلَي الحَمدِ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي الأُولَي وَ الحَمدِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فِي الثّانِيَةِ

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُخَوّلٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ قَالَ لَمّا وَرَدَ البَرِيدُ بِإِشخَاصِ الرّضَا ع إِلَي خُرَاسَانَ كُنتُ أَنَا بِالمَدِينَةِ فَدَخَلَ المَسجِدَ لِيُوَدّعَ رَسُولَ اللّهِص فَوَدّعَهُ مِرَاراً كُلّ ذَلِكَ يَرجِعُ إِلَي القَبرِ وَ يَعلُو صَوتُهُ بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ فَتَقَدّمتُ إِلَيهِ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ السّلَامَ وَ هَنّأتُهُ فَقَالَ زرُنيِ‌ فإَنِيّ‌ أَخرُجُ مِن جِوَارِ جدَيّ‌ص فَأَمُوتُ فِي غُربَةٍ وَ أُدفَنُ فِي جَنبِ هَارُونَ قَالَ فَخَرَجتُ مُتّبِعاً لِطَرِيقِهِ حَتّي مَاتَ بِطُوسَ وَ دُفِنَ إِلَي جَنبِ هَارُونَ

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] جَعفَرُ بنُ نُعَيمٍ الشاّذاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ لِيَ الرّضَا ع إنِيّ‌ حَيثُ أَرَادُوا الخُرُوجَ بيِ‌ مِنَ المَدِينَةِ جَمَعتُ عيِاَليِ‌ فَأَمَرتُهُم أَن يَبكُوا عَلَيّ حَتّي أَسمَعَ ثُمّ فَرّقتُ فِيهِمُ اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ دِينَارٍ ثُمّ قُلتُ أَمَا إنِيّ‌ لَا أَرجِعُ إِلَي عيِاَليِ‌ أَبَداً

4-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ لَمّا بَعَثَ المَأمُونُ رَجَاءَ بنَ


صفحه : 118

أَبِي الضّحّاكِ لِحَملِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَلَي طَرِيقِ الأَهوَازِ لَم يَمُرّ عَلَي طَرِيقِ الكُوفَةِ فبَقَيِ‌َ بِهِ أَهلُهَا وَ كُنتُ باِلشرّقيِ‌ّ مِن آبيدج مَوضِعٍ فَلَمّا سَمِعتُ بِهِ سِرتُ إِلَيهِ بِالأَهوَازِ وَ انتَسَبتُ لَهُ وَ كَانَ أَوّلَ لقِاَئيِ‌ لَهُ وَ كَانَ مَرِيضاً وَ كَانَ زَمَنُ القَيظِ فَقَالَ ابغنِيِ‌ طَبِيباً فَأَتَيتُهُ بِطَبِيبٍ فَنَعَتَ لَهُ بَقلَةً فَقَالَ الطّبِيبُ لَا أَعرِفُ أَحَداً عَلَي وَجهِ الأَرضِ يَعرِفُ اسمَهَا غَيرَكَ فَمِن أَينَ عَرَفتَهَا أَلَا إِنّهَا لَيسَت فِي هَذَا الأَوَانِ وَ لَا هَذَا الزّمَانِ قَالَ لَهُ فَابغِ لِي قَصَبَ السّكّرِ فَقَالَ الطّبِيبُ وَ هَذِهِ أَدهَي مِنَ الأُولَي مَا هَذَا بِزَمَانِ قَصَبِ السّكّرِ فَقَالَ الرّضَا ع هُمَا فِي أَرضِكُم هَذِهِ وَ زَمَانِكُم هَذَا وَ هَذَا مَعَكَ فَامضِيَا إِلَي شَاذَروَانِ المَاءِ وَ اعبَرَاهُ فَيُرفَعُ لَكُم جُوخَانُ أَي بَيدَرُ فَاقصِدَاهُ فَسَتَجِدَانِ رَجُلًا هُنَاكَ أَسوَدَ فِي جُوخَانِهِ فَقُولَا لَهُ أَينَ مَنبِتُ القَصَبِ السّكّرِ وَ أَينَ مَنَابِتُ الحَشِيشَةِ الفُلَانِيّةِ ذَهَبَ عَلَي أَبِي هَاشِمٍ اسمُهَا فَقَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ دُونَكَ القَومُ فَقُمتُ وَ إِذَا الجُوخَانُ وَ الرّجُلُ الأَسوَدُ قَالَ فَسَأَلنَاهُ فَأَومَأَ إِلَي ظَهرِهِ فَإِذَا قَصَبُ السّكّرِ فَأَخَذنَا مِنهُ حَاجَتَنَا وَ رَجَعنَا إِلَي الجُوخَانِ فَلَم نَرَ صَاحِبَهُ فِيهِ فَرَجَعنَا إِلَي الرّضَا ع فَحَمِدَ اللّهَ فَقَالَ لِيَ الطّبِيبُ ابنُ مَن هَذَا قُلتُ ابنُ سَيّدِ الأَنبِيَاءِ قَالَ فَعِندَهُ مِن أَقَالِيدِ النّبُوّةِ شَيءٌ قُلتُ نَعَم وَ قَد شَهِدتُ بَعضَهَا وَ لَيسَ بنِبَيِ‌ّ قَالَ وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ قُلتُ أَمّا هَذَا فَنَعَم فَبَلَغَ ذَلِكَ رَجَاءَ بنَ أَبِي الضّحّاكِ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ لَئِن أَقَامَ بَعدَ هَذَا لَيَمُدّنّ إِلَيهِ الرّقَابَ فَارتَحَلَ بِهِ

5-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رَوَي الحَاكِمُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي حَبِيبٍ النبّاَجيِ‌ّ قَالَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ مَنصُورٍ السرّخَسيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ كَعبٍ القرُظَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ فِي جُحفَةَ نَائِماً فَرَأَيتُ رَسُولَ


صفحه : 119

اللّهِص فِي المَنَامِ فَأَتَيتُهُ فَقَالَ لِي يَا فُلَانُ سُرِرتُ بِمَا تَصنَعُ مَعَ أوَلاَديِ‌ فِي الدّنيَا فَقُلتُ لَو تَرَكتُهُم فَبِمَن أَصنَعُ فَقَالَص فَلَا جَرَمَ تُجزَي منِيّ‌ فِي العُقبَي فَكَانَ بَينَ يَدَيهِ طَبَقٌ فِيهِ تَمرٌ صيَحاَنيِ‌ّ فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ فأَعَطاَنيِ‌ قَبضَةً فِيهَا ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ تَمرَةً فَتَأَوّلتُ ذَلِكَ أنَيّ‌ أَعِيشَ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً فَنَسِيتُ ذَلِكَ فَرَأَيتُ يَوماً ازدِحَامَ النّاسِ فَسَأَلتُهُم عَن ذَلِكَ فَقَالُوا أَتَي عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع فَرَأَيتُهُ جَالِساً فِي ذَلِكَ المَوضِعِ وَ بَينَ يَدَيهِ طَبَقٌ فِيهِ تَمرٌ صيَحاَنيِ‌ّ فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ فنَاَولَنَيِ‌ قَبضَةً فِيهَا ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ تَمرَةً فَقُلتُ لَهُ زدِنيِ‌ مِنهُ فَقَالَ لَو زَادَكَ جدَيّ‌ رَسُولُ اللّهِص لَزِدنَاكَ ذَكَرَهُ عُمَرُ المُلّا الموَصلِيِ‌ّ فِي الوَسِيلَةِ إِلّا أَنّهُ رَوَي أَنّ ابنَ عُلوَانَ قَالَ رَأَيتُ فِي منَاَميِ‌ كَأَنّ قَائِلًا يَقُولُ قَد جَاءَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي البَصرَةِ قُلتُ وَ أَينَ نَزَلَ فَقِيلَ فِي حَائِطِ بنَيِ‌ فُلَانٍ قَالَ فَجِئتُ الحَائِطَ فَوَجَدتُ رَسُولَ اللّهِص جَالِساً وَ مَعَهُ أَصحَابُهُ وَ بَينَ يَدَيهِ أَطبَاقٌ فِيهَا رُطَبٌ برَنيِ‌ّ فَقَبَضَ بِيَدِهِ كَفّاً مِن رُطَبٍ وَ أعَطاَنيِ‌ فَعَدَدتُهَا فَإِذَا هيِ‌َ ثمَاَنيِ‌َ عَشَرَةَ رُطَبَةً ثُمّ انتَبَهتُ فَتَوَضّأتُ وَ صَلّيتُ وَ جِئتُ إِلَي الحَائِطِ فَعَرَفتُ المَكَانَ ألّذِي فِيهِ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فَبَعدَ ذَلِكَ سَمِعتُ النّاسَ يَقُولُونَ قَد جَاءَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع فَقُلتُ أَينَ نَزَلَ فَقِيلَ فِي حَائِطِ بنَيِ‌ فُلَانٍ فَمَضَيتُ فَوَجَدتُهُ فِي المَوضِعِ ألّذِي رَأَيتُ النّبِيّص فِيهِ وَ بَينَ يَدَيهِ أَطبَاقٌ فِيهَا رُطَبٌ وَ ناَولَنَيِ‌ ثمَاَنيِ‌َ عَشَرَةَ رُطَبَةً فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ زدِنيِ‌ فَقَالَ لَو زَادَكَ جدَيّ‌ لَزِدتُكَ ثُمّ بَعَثَ إلِيَ‌ّ بَعدَ أَيّامِ يَطلُبُ منِيّ‌ رِدَاءً وَ ذَكَرَ طُولَهُ وَ عَرضَهُ فَقُلتُ لَيسَ هَذَا عنِديِ‌ فَقَالَ بَلَي هُوَ فِي السّفَطِ الفلُاَنيِ‌ّ بَعَثَت بِهِ امرَأَتُكَ مَعَكَ قَالَ فَذَكَرتُ فَأَتَيتُ السّفَطَ فَوَجَدتُ الرّدَاءَ فِيهِ كَمَا قَالَ


صفحه : 120

6- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع بِمَكّةَ فِي السّنَةِ التّيِ‌ حَجّ فِيهَا ثُمّ صَارَ إِلَي خُرَاسَانَ وَ مَعَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ أَبُو الحَسَنِ ع يُوَدّعُ البَيتَ فَلَمّا قَضَي طَوَافَهُ عَدَلَ إِلَي المَقَامِ فَصَلّي عِندَهُ فَصَارَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَي عُنُقِ مُوَفّقٍ يُطَوفُ بِهِ فَصَارَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِلَي الحِجرِ فَجَلَسَ فِيهِ فَأَطَالَ فَقَالَ لَهُ مُوَفّقٌ قُم جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ مَا أُرِيدُ أَن أَبرَحَ مِن مكَاَنيِ‌ هَذَا إِلّا أَن يَشَاءَ اللّهُ وَ استَبَانَ فِي وَجهِهِ الغَمّ فَأَتَي مُوَفّقٌ أَبَا الحَسَنِ ع فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد جَلَسَ أَبُو جَعفَرٍ ع فِي الحِجرِ وَ هُوَ يَأبَي أَن يَقُومَ فَقَامَ أَبُو الحَسَنِ فَأَتَي أَبَا جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ قُم يَا حبَيِبيِ‌ فَقَالَ مَا أُرِيدُ أَن أَبرَحَ مِن مكَاَنيِ‌ هَذَا قَالَ بَلَي يَا حبَيِبيِ‌ ثُمّ قَالَ كَيفَ أَقُومُ وَ قَد وَدّعتَ البَيتَ وَدَاعاً لَا تَرجِعُ إِلَيهِ فَقَالَ قُم يَا حبَيِبيِ‌ فَقَامَ مَعَهُ

باب 11-وروده ع بنيسابور و ماظهر فيه من المعجزات

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ اللّيثِ بنِ مُحَمّدٍ العنَبرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن خَالِهِ أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَكُنتُ مَعَ الرّضَا ع لَمّا دَخَلَ نَيسَابُورَ وَ هُوَ رَاكِبٌ بَغلَةً شَهبَاءَ وَ قَد خَرَجَ عُلَمَاءُ نَيسَابُورَ فِي استِقبَالِهِ فَلَمّا صَارَ إِلَي المَربَعَةِ تَعَلّقُوا بِلِجَامِ بَغلَتِهِ وَ قَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ حَدّثنَا بِحَقّ آبَائِكَ الطّاهِرِينَ حَدِيثاً عَن آبَائِكَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ فَأَخرَجَ رَأسَهُ مِنَ الهَودَجِ وَ عَلَيهِ مِطرَفُ خَزّ فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ سَيّدِ شَبَابِ


صفحه : 121

أَهلِ الجَنّةِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ الرّوحُ الأَمِينُ عَنِ اللّهِ تَقَدّسَت أَسمَاؤُهُ وَ جَلّ وَجهُهُ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وحَديِ‌ عبِاَديِ‌ فاَعبدُوُنيِ‌ وَ ليَعلَم مَن لقَيِنَيِ‌ مِنكُم بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُخلِصاً بِهَا أَنّهُ قَد دَخَلَ حصِنيِ‌ وَ مَن دَخَلَ حصِنيِ‌ أَمِنَ مِن عذَاَبيِ‌ قَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَا إِخلَاصُ الشّهَادَةِ لِلّهِ قَالَ ع طَاعَةُ اللّهِ وَ طَاعَةُ رَسُولِ اللّهِ وَ وَلَايَةُ أَهلِ بَيتِهِ ع

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبُو وَاسِعٍ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ النيّساَبوُريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ جدَتّيِ‌ خَدِيجَةَ بِنتَ حَمدَانَ بنِ پسنده قَالَت لَمّا دَخَلَ الرّضَا ع نَيسَابُورَ نَزَلَ مَحَلّةَ الغرَبيِ‌ّ نَاحِيَةً تُعرَفُ بلاش آباد فِي دَارِ جدَتّيِ‌ پسنده وَ إِنّمَا سمُيّ‌َ پسنده لِأَنّ الرّضَا ع ارتَضَاهُ مِن بَينِ النّاسِ وَ پسنده هيِ‌َ كَلِمَةٍ فَارِسِيّةُ مَعنَاهَا مرَضيِ‌ّ فَلَمّا نَزَلَ ع دَارَنَا زَرَعَ لَوزَةً فِي جَانِبٍ مِن جَوَانِبِ الدّارِ فَنَبَتَت وَ صَارَت شَجَرَةً وَ أَثمَرَت فِي سَنَةٍ فَعَلِمَ النّاسُ بِذَلِكَ فَكَانُوا يَستَشفُونَ بِلَوزِ تِلكَ الشّجَرَةِ فَمَن أَصَابَتهُ عِلّةٌ تَبَرّكَ بِالتّنَاوُلِ مِن ذَلِكَ اللّوزِ مُستَشفِياً بِهِ فعَوُفيِ‌َ وَ مَن أَصَابَهُ رَمَدٌ جَعَلَ ذَلِكَ اللّوزَ عَلَي عَينِهِ فعَوُفيِ‌َ وَ كَانَتِ الحَامِلُ إِذَا عَسُرَ عَلَيهَا وِلَادَتُهَا تَنَاوَلَت مِن ذَلِكَ اللّوزِ فَتَخِفّ عَلَيهَا الوِلَادَةُ وَ تَضَعُ مِن سَاعَتِهَا وَ كَانَ إِذَا أَخَذَ دَابّةً مِنَ الدّوَابّ القُولَنجُ أُخِذَ مِن قُضبَانِ تِلكَ الشّجَرَةِ فَأُمِرّ عَلَي بَطنِهَا فَتَعَافَي وَ يَذهَبُ عَنهَا رِيحُ القُولَنجِ بِبَرَكَةِ الرّضَا ع فَمَضَتِ الأَيّامُ عَلَي تِلكَ الشّجَرَةِ وَ يَبِسَت فَجَاءَ جدَيّ‌ حَمدَانُ وَ قَطَعَ أَغصَانَهَا فعَمَيِ‌َ وَ جَاءَ ابنٌ لِحَمدَانَ يُقَالُ لَهُ أَبُو عَمرٍو فَقَطَعَ تِلكَ الشّجَرَةَ مِن وَجهِ الأَرضِ فَذَهَبَ مَالُهُ كُلّهُ بِبَابِ فَارِسٍ وَ كَانَ مَبلَغُهُ سَبعِينَ أَلفَ دِرهَمٍ إِلَي ثَمَانِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ لَم يَبقَ لَهُ شَيءٌ وَ كَانَ لأِبَيِ‌ عَمرٍو هَذَا ابنَانِ كَاتِبَانِ وَ كَانَا يَكتُبَانِ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ سمجور يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا أَبُو القَاسِمِ وَ لِلآخَرِ أَبُو صَادِقٍ فَأَرَادَا عِمَارَةَ تِلكَ الدّارِ وَ أَنفَقَا عَلَيهَا عِشرِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ قَلَعَا الباَقيِ‌َ مِن أَصلِ تِلكَ الشّجَرَةِ وَ هُمَا لَا يَعلَمَانِ مَا يَتَوَلّدُ


صفحه : 122

عَلَيهِمَا مِن ذَلِكَ فَوَلّي أَحَدُهُمَا ضَيَاعاً لِأَمِيرِ خُرَاسَانَ فَرُدّ إِلَي نَيسَابُورَ فِي مَحمِلٍ قَدِ اسوَدّت رِجلُهُ اليُمنَي فَشُرِحَت رِجلُهُ فَمَاتَ مِن تِلكَ العِلّةِ بَعدَ شَهرٍ وَ أَمّا الآخَرُ وَ هُوَ الأَكبَرُ فَإِنّهُ كَانَ فِي دِيوَانِ السّلطَانِ بِنَيسَابُورَ يَكتُبُ كِتَاباً وَ عَلَي رَأسِهِ قَومٌ مِنَ الكُتّابِ وُقُوفٌ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنهُم دَفَعَ اللّهُ عَينَ السّوءِ عَن كَاتِبِ هَذَا الخَطّ فَارتَعَشَت يَدُهُ مِن سَاعَتِهِ وَ سَقَطَ القَلَمُ مِن يَدِهِ وَ خَرَجَت بِيَدِهِ بَثرَةٌ وَ رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ فَدَخَلَ إِلَيهِ أَبُو العَبّاسِ الكَاتِبُ مَعَ جَمَاعَةٍ فَقَالُوا لَهُ هَذَا ألّذِي أَصَابَكَ مِنَ الحَرَارَةِ فَيَجِبُ أَن تَفتَصِدَ فَافتَصَدَ ذَلِكَ اليَومَ فَعَادُوا إِلَيهِ مِنَ الغَدِ وَ قَالُوا لَهُ يَجِبُ أَن تَفتَصِدَ اليَومَ أَيضاً فَفَعَلَ فَاسوَدّت يَدُهُ فَشُرِحَت وَ مَاتَ مِن ذَلِكَ وَ كَانَ مَوتُهُمَا جَمِيعاً فِي أَقَلّ مِن سَنَةٍ

بيان قال الفيروزآبادي‌ شرح كمنع كشف وقطع والشرحة القطعة من اللحم

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ المُذَكّرِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخزَرجَيِ‌ّ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ مَعَ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع حِينَ رَحَلَ مِن نَيسَابُورَ وَ هُوَ رَاكِبٌ بَغلَةً شَهبَاءَ فَإِذَا مُحَمّدُ بنُ رَافِعٍ وَ أَحمَدُ بنُ الحَارِثِ وَ يَحيَي بنُ يَحيَي وَ إِسحَاقُ بنُ رَاهَوَيهِ وَ عِدّةٌ مِن أَهلِ العِلمِ قَد تَعَلّقُوا بِلِجَامِ بَغلَتِهِ بِالمَربَعَةِ فَقَالُوا بِحَقّ آبَائِكَ الطّاهِرِينَ حَدّثنَا بِحَدِيثٍ سَمِعتَهُ مِن أَبِيكَ فَأَخرَجَ رَأسَهُ مِنَ العَمّارِيّةِ وَ عَلَيهِ مِطرَفُ خَزّ ذُو وَجهَينِ وَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِيَ العَبدُ الصّالِحُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِيَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بَاقِرُ عِلمِ الأَنبِيَاءِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ سَيّدُ العَابِدِينَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي سَيّدُ شَبَابِ الجَنّةِ الحُسَينُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ سَمِعتُ جَبرَئِيلَ ع يَقُولُ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا فاَعبدُوُنيِ‌ مَن جَاءَ مِنكُم بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ بِالإِخلَاصِ دَخَلَ فِي حصِنيِ‌ وَ مَن دَخَلَ حصِنيِ‌ أَمِنَ مِن عذَاَبيِ‌


صفحه : 123

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يُوسُفَ بنِ عَقِيلٍ عَن إِسحَاقَ بنِ رَاهَوَيهِ قَالَ لَمّا وَافَي أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع نَيسَابُورَ وَ أَرَادَ أَن يَرحَلَ مِنهَا إِلَي المَأمُونِ اجتَمَعَ إِلَيهِ أَصحَابُ الحَدِيثِ فَقَالُوا لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ تَرحَلُ عَنّا وَ لَا تُحَدّثُنَا بِحَدِيثٍ فَنَستَفِيدَهُ مِنكَ وَ قَد كَانَ قَعَدَ فِي العَمّارِيّةِ فَأَطلَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ سَمِعتُ أَبِي مُوسَي بنَ جَعفَرٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي عَلِيّ بنَ الحُسَينِ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي الحُسَينَ بنَ عَلِيّ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ سَمِعتُ جَبرَئِيلَ ع يَقُولُ سَمِعتُ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حصِنيِ‌ فَمَن دَخَلَ حصِنيِ‌ أَمِنَ مِن عذَاَبيِ‌ فَلَمّا مَرّتِ الرّاحِلَةُ نَادَانَا بِشُرُوطِهَا وَ أَنَا مِن شُرُوطِهَا

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابن المتوكل عن الأسدي‌ عن محمد بن الحسين الصوفي‌ عن يوسف بن عقيل مثله

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]يُقَالُ إِنّ الرّضَا ع لَمّا دَخَلَ نَيسَابُورَ نَزَلَ فِي مَحَلّةٍ يُقَالُ لَهُ الفرويني‌ فِيهَا حَمّامٌ وَ هُوَ الحَمّامُ المَعرُوفُ اليَومَ بِحَمّامِ الرّضَا وَ كَانَت هُنَاكَ عَينٌ قَد قَلّ مَاؤُهَا فَأَقَامَ عَلَيهَا مَن أَخرَجَ مَاءَهَا حَتّي تَوَفّرَ وَ كَثُرَ وَ اتّخَذَ خَارِجَ الدّربِ حَوضاً يُنزَلُ إِلَيهِ باِلمرَاَقيِ‌ إِلَي هَذِهِ العَينِ فَدَخَلَهُ الرّضَا ع وَ اغتَسَلَ فِيهِ ثُمّ خَرَجَ مِنهُ فَصَلّي عَلَي ظَهرِهِ وَ النّاسُ يَنتَابُونَ ذَلِكَ الحَوضَ وَ يَغتَسِلُونَ فِيهِ وَ يَشرَبُونَ مِنهُ التِمَاساً لِلبَرَكَةِ وَ يُصَلّونَ عَلَي ظَهرِهِ وَ يَدعُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي حَوَائِجِهِم فَتُقضَي لَهُم وَ هيِ‌َ العَينُ المَعرُوفَةُ بِعَينِ كهلان يَقصِدُهَا النّاسُ إِلَي يَومِنَا هَذَا


صفحه : 124

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الثعّاَلبِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المَعرُوفِ باِلصفّواَنيِ‌ّ قَالَ خَرَجَت قَافِلَةٌ مِن خُرَاسَانَ إِلَي كِرمَانَ فَقَطَعَ اللّصُوصُ عَلَيهِمُ الطّرِيقَ وَ أَخَذُوا مِنهُم رَجُلًا اتّهَمُوهُ بِكَثرَةِ المَالِ فبَقَيِ‌َ فِي أَيدِيهِم مُدّةً يُعَذّبُونَهُ ليِفَتدَيِ‌َ مِنهُم نَفسَهُ وَ أَقَامُوهُ فِي الثّلجِ فَشَدّوهُ وَ مَلَئُوا فَاهُ مِن ذَلِكَ الثّلجِ فَرَحِمَتهُ امرَأَةٌ مِن نِسَائِهِم فَأَطلَقَتهُ وَ هَرَبَ فَانفَسَدَ فَمُهُ وَ لِسَانُهُ حَتّي لَم يَقدِر عَلَي الكَلَامِ ثُمّ انصَرَفَ إِلَي خُرَاسَانَ وَ سَمِعَ بِخَبَرِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع وَ أَنّهُ بِنَيسَابُورَ فَرَأَي فِيمَا رَأَي النّائِمُ كَأَنّ قَائِلًا يَقُولُ لَهُ إِنّ ابنَ رَسُولِ اللّهِص قَد وَرَدَ خُرَاسَانَ فَسَلهُ عَن عِلّتِكَ فَرُبّمَا يُعَلّمُكَ دَوَاءً مَا تَنتَفِعُ بِهِ قَالَ فَرَأَيتُ كأَنَيّ‌ قَد قَصَدتُهُ ع وَ شَكَوتُ إِلَيهِ مَا كُنتُ دُفِعتُ إِلَيهِ وَ أَخبَرتُهُ بعِلِتّيِ‌ فَقَالَ خُذِ الكَمّونَ وَ السّعتَرَ وَ المِلحَ وَ دُقّهُ وَ خُذ مِنهُ فِي فَمِكَ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً فَإِنّكَ تُعَافَي فَانتَبَهَ الرّجُلُ مِن مَنَامِهِ وَ لَم يُفَكّر فِيمَا كَانَ رَأَي فِي مَنَامِهِ وَ لَا اعتَدّ بِهِ حَتّي وَرَدَ بَابَ نَيسَابُورَ فَقِيلَ إِنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع قَدِ ارتَحَلَ مِن نَيسَابُورَ وَ هُوَ بِرِبَاطِ سَعدٍ فَوَقَعَ فِي نَفسِ الرّجُلِ أَن يَقصِدَهُ وَ يَصِفَ لَهُ أَمرَهُ لِيَصِفَ لَهُ مَا يَنتَفِعُ بِهِ مِنَ الدّوَاءِ فَقَصَدَهُ إِلَي رِبَاطِ سَعدٍ فَدَخَلَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَانَ مِن أمَريِ‌ كَيتَ وَ كَيتَ وَ قَدِ انفَسَدَ عَلَيّ فمَيِ‌ وَ لسِاَنيِ‌ حَتّي لَا أَقدِرُ عَلَي الكَلَامِ إِلّا بِجُهدٍ فعَلَمّنيِ‌ دَوَاءً أَنتَفِعُ بِهِ فَقَالَ ع أَ لَم أُعَلّمكَ اذهَب فَاستَعمِل مَا وَصَفتُهُ لَكَ فِي مَنَامِكَ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِن رَأَيتَ أَن تُعِيدَهُ عَلَيّ فَقَالَ ع لِي خُذ مِنَ الكَمّونِ وَ السّعتَرِ وَ المِلحِ فَدُقّهُ وَ خُذ مِنهُ فِي فَمِكَ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً فَإِنّكَ سَتُعَافَي قَالَ الرّجُلُ فَاستَعمَلتُ مَا وَصَفَهُ لِي فَعُوفِيتُ

قال أبوحامد أحمد بن علي بن الحسين الثعالبي‌ سمعت أبا أحمد عبد الله بن عبدالرحمن المعروف بالصفواني‌ يقول رأيت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكايات


صفحه : 125

بيان قال الفيروزآبادي‌ الكمون كتنور حب معروف مدر مجش هاضم طارد للرياح وابتلاع ممضوغه بالملح يقطع اللعاب والكمون الحلو الأنيسون والحبشي‌ شبيه بالشونيز والأرمني‌ الكراويا والبري‌ الأسود

باب 21-خروجه ع من نيسابور إلي طوس ومنها إلي مرو

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ لَمّا خَرَجَ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع مِن نَيسَابُورَ إِلَي المَأمُونِ فَبَلَغَ قُربَ القَريَةِ الحَمرَاءِ قِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد زَالَتِ الشّمسُ أَ فَلَا تصُلَيّ‌ فَنَزَلَ ع فَقَالَ ائتوُنيِ‌ بِمَاءٍ فَقِيلَ مَا مَعَنَا مَاءٌ فَبَحَثَ ع بِيَدِهِ الأَرضَ فَنَبَعَ مِنَ المَاءِ مَا تَوَضّأَ بِهِ هُوَ وَ مَن مَعَهُ وَ أَثَرُهُ بَاقٍ إِلَي اليَومِ فَلَمّا دَخَلَ سَنَابَادَ أسند[استَنَدَ] إِلَي الجَبَلِ ألّذِي يُنحَتُ مِنهُ القُدُورُ فَقَالَ أللّهُمّ انفَع بِهِ وَ بَارِك فِيمَا يُجعَلُ فِيمَا يُنحَتُ مِنهُ ثُمّ أَمَرَ ع فَنُحِتَ لَهُ قُدُورٌ مِنَ الجَبَلِ وَ قَالَ لَا يُطبَخُ مَا آكُلُهُ إِلّا فِيهَا وَ كَانَ ع خَفِيفَ الأَكلِ قَلِيلَ الطّعمِ فَاهتَدَي النّاسُ إِلَيهِ مِن ذَلِكَ اليَومِ وَ ظَهَرَت بَرَكَةُ دُعَائِهِ ع فِيهِ ثُمّ دَخَلَ دَارَ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ الطاّئيِ‌ّ وَ دَخَلَ القُبّةَ التّيِ‌ فِيهَا قَبرُ هَارُونَ الرّشِيدِ ثُمّ خَطّ بِيَدِهِ إِلَي جَانِبِهِ ثُمّ قَالَ هَذِهِ ترُبتَيِ‌ وَ فِيهَا أُدفَنُ وَ سَيَجعَلُ اللّهُ هَذَا المَكَانَ مُختَلَفَ شيِعتَيِ‌ وَ أَهلِ محَبَتّيِ‌ وَ اللّهِ مَا يزَوُرنُيِ‌ مِنهُم زَائِرٌ وَ لَا يُسَلّمُ عَلَيّ مِنهُم مُسَلّمٌ إِلّا وَجَبَ لَهُ غُفرَانُ اللّهِ وَ رَحمَتُهُ بِشَفَاعَتِنَا أَهلَ البَيتِ ثُمّ استَقبَلَ القِبلَةَ وَ صَلّي رَكَعَاتٍ وَ دَعَا بِدَعَوَاتٍ فَلَمّا فَرَغَ سَجَدَ سَجدَةً طَالَ مَكثُهُ فَأَحصَيتُ لَهُ فِيهَا خَمسَمِائَةَ تَسبِيحَةٍ ثُمّ انصَرَفَ


صفحه : 126

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبُو نَصرٍ أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ عُبَيدٍ الضبّيّ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ جدَتّيِ‌ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ لَمّا قَدِمَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا بِنَيسَابُورَ أَيّامَ المَأمُونِ قُمتُ فِي حَوَائِجِهِ وَ التّصَرّفِ فِي أَمرِهِ مَا دَامَ بِهَا فَلَمّا خَرَجَ إِلَي مَروَ شَيّعتُهُ إِلَي سَرَخسَ فَلَمّا خَرَجَ مِن سَرَخسَ أَرَدتُ أَن أُشَيّعَهُ إِلَي مَروَ فَلَمّا سَارَ مَرحَلَةً أَخرَجَ رَأسَهُ مِنَ العَمّارِيّةِ وَ قَالَ لِي يَا بَا عَبدِ اللّهِ انصَرِف رَاشِداً فَقَد قُمتَ بِالوَاجِبِ وَ لَيسَ لِلتّشيِيعِ غَايَةٌ قَالَ قُلتُ بِحَقّ المُصطَفَي وَ المُرتَضَي وَ الزّهرَاءِ لَمّا حدَثّتنَيِ‌ بِحَدِيثٍ تشَفيِنيِ‌ بِهِ حَتّي أَرجِعَ فَقَالَ تسَألَنُيِ‌ الحَدِيثَ وَ قَد أُخرِجتُ مِن جِوَارِ رَسُولِ اللّهِص لَا أدَريِ‌ إِلَي مَا يَصِيرُ أمَريِ‌ قَالَ قُلتُ بِحَقّ المُصطَفَي وَ المُرتَضَي وَ الزّهرَاءِ لَمّا حدَثّتنَيِ‌ بِحَدِيثٍ تشَفيِنيِ‌ بِهِ حَتّي أَرجِعَ فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ أَنّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَذكُرُ أَنّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَذكُرُ أَنّهُ سَمِعَ النّبِيّص يَقُولُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ اسميِ‌ مَن قَالَهُ مُخلِصاً مِن قَلبِهِ دَخَلَ حصِنيِ‌ وَ مَن دَخَلَ حصِنيِ‌ أَمِنَ عذَاَبيِ‌

قال الصدوق رحمه الله الإخلاص أن يحجزه هذاالقول عما حرم الله عز و جل

3-كشف ،[كشف الغمة]نَقَلتُ مِن كِتَابٍ لَم يحَضرُنيِ‌ الآنَ اسمُهُ مَا صُورَتُهُ حَدّثَ المَولَي السّعِيدُ إِمَامُ الدّنيَا عِمَادُ الدّينِ مُحَمّدُ بنُ أَبِي سَعِيدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الوَزّانُ فِي مُحَرّمِ سَنَةِ سِتّ وَ تِسعِينَ وَ خَمسِمِائَةٍ قَالَأَورَدَ صَاحِبُ كِتَابِ تَارِيخِ نَيسَابُورَ فِي كِتَابِهِ أَنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع لَمّا دَخَلَ إِلَي نَيسَابُورَ فِي السّفَرَةِ التّيِ‌ فَازَ فِيهَا بِفَضِيلَةِ الشّهَادَةِ كَانَ فِي مَهدٍ عَلَي بَغلَةٍ شَهبَاءَ عَلَيهَا مَركَبٌ مِن فِضّةٍ خَالِصَةٍ فَعَرَضَ لَهُ فِي السّوقِ الإِمَامَانِ الحَافِظَانِ لِلأَحَادِيثِ النّبَوِيّةِ أَبُو زُرعَةَ وَ مُحَمّدُ بنُ أَسلَمَ الطوّسيِ‌ّ رَحِمَهُمَا اللّهُ فَقَالَا أَيّهَا السّيّدُ ابنَ السّادَةِ أَيّهَا الإِمَامُ وَ ابنَ الأَئِمّةِ


صفحه : 127

أَيّهَا السّلَالَةُ الطّاهِرَةُ الرّضِيّةُ أَيّهَا الخُلَاصَةُ الزّاكِيَةُ النّبَوِيّةُ بِحَقّ آبَائِكَ الأَطهَرِينَ وَ أَسلَافِكَ الأَكرَمِينَ إِلّا أَرَيتَنَا وَجهَكَ المُبَارَكَ المَيمُونَ وَ رَوَيتَ لَنَا حَدِيثاً عَن آبَائِكَ عَن جَدّكَ نَذكُرُكَ بِهِ فَاستَوقَفَ البَغلَةَ وَ رَفَعَ المَظَلّةَ وَ أَقَرّ عُيُونَ المُسلِمِينَ بِطَلعَتِهِ المُبَارَكَةِ المَيمُونَةِ فَكَانَت ذُؤَابَتَاهُ كذَوُاَبتَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ النّاسُ عَلَي طَبَقَاتِهِم قِيَامٌ كُلّهُم وَ كَانُوا بَينَ صَارِخٍ وَ بَاكٍ وَ مُمَزّقٍ ثَوبَهُ وَ مُتَمَرّغٍ فِي التّرَابِ وَ مُقبِلٍ حِزَامَ بَغلَتِهِ وَ مُطَوّلٍ عُنُقَهُ إِلَي مَظَلّةِ المَهدِ إِلَي أَنِ انتَصَفَ النّهَارُ وَ جَرَتِ الدّمُوعُ كَالأَنهَارِ وَ سَكَنَتِ الأَصوَاتُ وَ صَاحَتِ الأَئِمّةُ وَ القُضَاةُ مَعَاشِرَ النّاسِ اسمَعُوا وَ عُوا وَ لَا تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِص فِي عِترَتِهِ وَ أَنصِتُوا فَأَملَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ هَذَا الحَدِيثَ وَ عُدّ مِنَ المَحَابِرِ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً سِوَي الدوّيِ‌ّ وَ المسُتمَليِ‌ أَبُو زُرعَةَ الراّزيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ أَسلَمَ الطوّسيِ‌ّ رَحِمَهُمَا اللّهُ فَقَالَ ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الكَاظِمُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العَابِدِينَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي الحُسَينُ بنُ عَلِيّ شَهِيدُ أَرضِ كَربَلَاءَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ شَهِيدُ أَرضِ الكُوفَةِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أخَيِ‌ وَ ابنُ عمَيّ‌ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص قَالَ

حدَثّنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع قَالَ سَمِعتُ رَبّ العِزّةِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي يَقُولُ كَلِمَةُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حصِنيِ‌ فَمَن قَالَهَا دَخَلَ حصِنيِ‌ وَ مَن دَخَلَ حصِنيِ‌ أَمِنَ مِن عذَاَبيِ‌ صَدَقَ اللّهُ سُبحَانَهُ وَ صَدَقَ جَبرَئِيلُ ع وَ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِ وَ الأَئِمّةُ ع قَالَ الأُستَاذُ أَبُو القَاسِمِ القشُيَريِ‌ّ إِنّ هَذَا الحَدِيثَ بِهَذَا السّنَدِ بَلَغَ بَعضَ أُمَرَاءِ السّامَانِيّةِ فَكَتَبَهُ بِالذّهَبِ وَ أَوصَي أَن يُدفَنَ مَعَهُ فَلَمّا مَاتَ رئُيِ‌َ فِي المَنَامِ فَقِيلَ مَا فَعَلَ اللّهُ بِكَ فَقَالَ غَفَرَ اللّهُ لِي بتِلَفَظّيِ‌ بِلَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ تصَديِقيِ‌ مُحَمّداً رَسُولَ اللّهِ مُخلِصاً وَ إنِيّ‌ كَتَبتُ هَذَا الحَدِيثَ بِالذّهَبِ تَعظِيماً وَ احتِرَاماً


صفحه : 128

بيان الدّوَاةُ بالفتح مايكتب منه والجمع دَوًي مثل نَوَاة ونَوًي ودوُيِ‌ّ أيضا علي فعول جمع الجمع مثل صَفَاة وصَفًا وصفُيِ‌ّ

باب 31-ولاية العهد والعلة في قبوله ع لها وعدم رضاه ع بها وسائر مايتعلق بذلك

1- كشف ،[كشف الغمة] فِي أَوّلِ شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَي وَ مِائَتَينِ كَانَتِ البَيعَةُ لِلرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ القلُزمُيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي زِيَادٍ الجدَيّ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ أَيّوبَ العلَوَيِ‌ّ أَنّ المَأمُونَ لَمّا أَرَادَ أَن يَستَعمِلَ الرّضَا ع جَمَعَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَقَالَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَستَعمِلَ الرّضَا ع عَلَي هَذَا الأَمرِ مِن بعَديِ‌ فَحَسَدَهُ بَنُو هَاشِمٍ وَ قَالُوا أَ توُلَيّ‌ رَجُلًا جَاهِلًا لَيسَ لَهُ بَصَرٌ بِتَدبِيرِ الخِلَافَةِ فَابعَث إِلَيهِ يَأتِنَا فَتَرَي مِن جَهلِهِ مَا نَستَدِلّ بِهِ عَلَيهِ فَبَعَثَ إِلَيهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ بَنُو هَاشِمٍ يَا أَبَا الحَسَنِ اصعَدِ المِنبَرَ وَ انصِب لَنَا عَلَماً نَعبُدُ اللّهَ عَلَيهِ فَصَعِدَ ع المِنبَرَ فَقَعَدَ مَلِيّاً لَا يَتَكَلّمُ مُطرِقاً ثُمّ انتَفَضَ انتِفَاضَةً وَ استَوَي قَائِماً وَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي نَبِيّهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ ثُمّ قَالَ أَوّلُ عِبَادَةِ اللّهِ مَعرِفَتُهُ إِلَي آخِرِ مَا أَورَدتُهُ فِي كِتَابِ التّوحِيدِ

3- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ تَاتَانَةَ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ إِنّ المَأمُونَ قَالَ لِلرّضَا عَلِيّ بنِ مُوسَي ع


صفحه : 129

يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد عَرَفتُ فَضلَكَ وَ عِلمَكَ وَ زُهدَكَ وَ وَرَعَكَ وَ عِبَادَتَكَ وَ أَرَاكَ أَحَقّ بِالخِلَافَةِ منِيّ‌ فَقَالَ الرّضَا ع بِالعُبُودِيّةِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَفتَخِرُ وَ بِالزّهدِ فِي الدّنيَا أَرجُو النّجَاةَ مِن شَرّ الدّنيَا وَ بِالوَرَعِ عَنِ المَحَارِمِ أَرجُو الفَوزَ بِالمَغَانِمِ وَ بِالتّوَاضُعِ فِي الدّنيَا أَرجُو الرّفعَةَ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ فإَنِيّ‌ قَد رَأَيتُ أَن أَعزِلَ نفَسيِ‌ عَنِ الخِلَافَةِ وَ أَجعَلَهَا لَكَ وَ أُبَايِعَكَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع إِن كَانَت هَذِهِ الخِلَافَةُ لَكَ وَ جَعَلَهَا اللّهُ لَكَ فَلَا يَجُوزُ أَن تَخلَعَ لِبَاساً أَلبَسَكَهُ اللّهُ وَ تَجعَلَهُ لِغَيرِكَ وَ إِن كَانَتِ الخِلَافَةُ لَيسَت لَكَ فَلَا يَجُوزُ لَكَ أَن تَجعَلَ لِي مَا لَيسَ لَكَ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَا بُدّ لَكَ مِن قَبُولِ هَذَا الأَمرِ فَقَالَ لَستُ أَفعَلُ ذَلِكَ طَائِعاً أَبَداً فَمَا زَالَ يُجهِدُ بِهِ أَيّاماً حَتّي يَئِسَ مِن قَبُولِهِ فَقَالَ لَهُ فَإِن لَم تَقبَلِ الخِلَافَةَ وَ لَم تُحِبّ مبُاَيعَتَيِ‌ لَكَ فَكُن ولَيِ‌ّ عهَديِ‌ لِتَكُونَ لَكَ الخِلَافَةُ بعَديِ‌ فَقَالَ الرّضَا ع وَ اللّهِ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَن رَسُولِ اللّهِص أنَيّ‌ أَخرُجُ مِنَ الدّنيَا قَبلَكَ مَقتُولًا بِالسّمّ مَظلُوماً تبَكيِ‌ عَلَيّ مَلَائِكَةُ السّمَاءِ وَ مَلَائِكَةُ الأَرضِ وَ أُدفَنُ فِي أَرضِ غُربَةٍ إِلَي جَنبِ هَارُونَ الرّشِيدِ فَبَكَي المَأمُونُ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَنِ ألّذِي يَقتُلُكَ أَو يَقدِرُ عَلَي الإِسَاءَةِ إِلَيكَ وَ أَنَا حيَ‌ّ فَقَالَ الرّضَا ع أَمَا إنِيّ‌ لَو أَشَاءُ أَن أَقُولَ مَنِ ألّذِي يقَتلُنُيِ‌ لَقُلتُ فَقَالَ المَأمُونُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّمَا تُرِيدُ بِقَولِكَ هَذَا التّخفِيفَ عَن نَفسِكَ وَ دَفعِ هَذَا الأَمرِ عَنكَ لِيَقُولَ النّاسُ أَنّكَ زَاهِدٌ فِي الدّنيَا فَقَالَ الرّضَا ع وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ مُنذُ خلَقَنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ وَ مَا زَهِدتُ فِي الدّنيَا لِلدّنيَا وَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ مَا تُرِيدُ فَقَالَ المَأمُونُ وَ مَا أُرِيدُ قَالَ الأَمَانُ عَلَي الصّدقِ قَالَ لَكَ الأَمَانُ قَالَ تُرِيدُ بِذَلِكَ أَن يَقُولَ النّاسُ إِنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي لَم يَزهَد فِي الدّنيَا بَل زَهِدَتِ الدّنيَا فِيهِ أَ لَا تَرَونَ كَيفَ قَبِلَ وِلَايَةَ العَهدِ طَمَعاً فِي الخِلَافَةِ فَغَضِبَ المَأمُونُ ثُمّ قَالَ إِنّكَ تتَلَقَاّنيِ‌ أَبَداً بِمَا أَكرَهُهُ وَ قَد آمَنتَ سطَوتَيِ‌ فَبِاللّهِ أُقسِمُ لَئِن قَبِلتَ وِلَايَةَ العَهدِ وَ إِلّا أَجبَرتُكَ عَلَي ذَلِكَ فَإِن فَعَلتَ وَ إِلّا ضَرَبتُ عُنُقَكَ


صفحه : 130

فَقَالَ الرّضَا ع قَد نهَاَنيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن ألُقيِ‌َ بيِدَيِ‌ إِلَي التّهلُكَةِ فَإِن كَانَ الأَمرُ عَلَي هَذَا فَافعَل مَا بَدَا لَكَ وَ أَنَا أَقبَلُ ذَلِكَ عَلَي أنَيّ‌ لَا أوُلَيّ‌ أَحَداً وَ لَا أَعزِلُ أَحَداً وَ لَا أَنقُضُ رَسماً وَ لَا سُنّةً وَ أَكُونُ فِي الأَمرِ مِن بَعِيدٍ مُشِيراً فرَضَيِ‌َ مِنهُ بِذَلِكَ وَ جَعَلَهُ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ عَلَي كَرَاهَةٍ مِنهُ ع لِذَلِكَ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّكَ قَبِلتَ وِلَايَةَ العَهدِ مَعَ إِظهَارِكَ الزّهدَ فِي الدّنيَا فَقَالَ ع قَد عَلِمَ اللّهُ كرَاَهتَيِ‌ لِذَلِكَ فَلَمّا خُيّرتُ بَينَ قَبُولِ ذَلِكَ وَ بَينَ القَتلِ اختَرتُ القَبُولَ عَلَي القَتلِ وَيحَهُم أَ مَا عَلِمُوا أَنّ يُوسُفَ ع كَانَ نَبِيّاً رَسُولًا فَلَمّا دَفَعَتهُ الضّرُورَةُ إِلَي توَلَيّ‌ خَزَائِنِ العَزِيزِ قَالَ لَهُاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَ دفَعَتَنيِ‌ الضّرُورَةُ إِلَي قَبُولِ ذَلِكَ عَلَي إِكرَاهٍ وَ إِجبَارٍ بَعدَ الإِشرَافِ عَلَي الهَلَاكِ عَلَي أنَيّ‌ مَا دَخَلتُ فِي هَذَا الأَمرِ إِلّا دُخُولَ خَارِجٍ مِنهُ فَإِلَي اللّهِ المُشتَكَي وَ هُوَ المُستَعَانُ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يَاسِرٍ قَالَ لَمّا ولُيّ‌َ الرّضَا ع العَهدَ سَمِعتُهُ وَ قَد رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ تَعلَمُ أنَيّ‌ مُكرَهٌ مُضطَرّ فَلَا تؤُاَخذِنيِ‌ كَمَا لَم تُؤَاخِذ عَبدَكَ وَ نَبِيّكَ يُوسُفَ حِينَ وَقَعَ إِلَي وِلَايَةِ مِصرَ

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن أَبِيهِ قَالَ صَعِدَ المَأمُونُ المِنبَرَ لِيُبَايِعَ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ جَاءَتكُم بَيعَةُ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ اللّهِ لَو قَرَأتُ هَذِهِ الأَسمَاءَ عَلَي الصّمّ وَ البُكمِ لَبَرَءُوا بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 131

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ خَلِيلَانَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَتّابِ بنِ أُسَيدٍ قَالَسَمِعتُ جَمَاعَةً مِن أَهلِ المَدِينَةِ يَقُولُونَ وُلِدَ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع بِالمَدِينَةِ يَومَ الخَمِيسِ لِإِحدَي عَشَرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَةٍ مِنَ الهِجرَةِ بَعدَ وَفَاةِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِخَمسِ سِنِينَ وَ توُفُيّ‌َ بِطُوسَ فِي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا سَنَابَادُ مِن رُستَاقِ نَوقَانَ وَ دُفِنَ فِي دَارِ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ الطاّئيِ‌ّ فِي القُبّةِ التّيِ‌ فِيهَا هَارُونُ الرّشِيدُ إِلَي جَانِبِهِ مِمّا يلَيِ‌ القِبلَةَ وَ ذَلِكَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِتِسعٍ بَقِينَ مِنهُ يَومَ الجُمُعَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ قَد تَمّ عُمُرُهُ تِسعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ سِتّةَ أَشهُرٍ مِنهَا مَعَ أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع تِسعاً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ شَهرَينِ وَ بَعدَ أَبِيهِ أَيّامَ إِمَامَتِهِ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ قَامَ ع بِالأَمرِ وَ لَهُ تِسعٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً وَ شَهرَانِ وَ كَانَ فِي أَيّامِ إِمَامَتِهِ ع بَقِيّةُ مُلكِ الرّشِيدِ ثُمّ مَلِكَ بَعدَ الرّشِيدِ مُحَمّدٌ المَعرُوفُ بِالأَمِينِ وَ هُوَ ابنُ زُبَيدَةَ ثَلَاثَ سِنِينَ وَ خَمسَةً وَ عِشرِينَ يَوماً ثُمّ خُلِعَ الأَمِينُ وَ أُجلِسَ عَمّهُ اِبرَاهِيمُ بنُ شَكلَةَ أَربَعَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ أُخرِجَ مُحَمّدُ بنُ زُبَيدَةَ مِنَ الحَبسِ وَ بُويِعَ لَهُ ثَانِيَةً وَ جَلَسَ فِي المُلكِ سَنَةً وَ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ ثَلَاثٍ وَ عِشرِينَ ثُمّ مَلِكَ عَبدُ اللّهِ المَأمُونُ عِشرِينَ سَنَةً وَ ثَلَاثَةً وَ عِشرِينَ يَوماً فَأَخَذَ البَيعَةَ فِي مُلكِهِ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع بِعَهدِ المُسلِمِينَ مِن غَيرِ رِضَاهُ وَ ذَلِكَ بَعدَ أَن تَهَدّدَهُ بِالقَتلِ وَ أَلَحّ عَلَيهِ مَرّةً بَعدَ أُخرَي فِي كُلّهَا يَأبَي عَلَيهِ حَتّي أَشرَفَ مِن تَأَبّيهِ عَلَي الهَلَاكِ فَقَالَ ع أللّهُمّ إِنّكَ قَد نهَيَتنَيِ‌ عَنِ الإِلقَاءِ بيِدَيِ‌ إِلَي التّهلُكَةِ وَ قَد أَشرَفتُ مِن قِبَلِ عَبدِ اللّهِ المَأمُونِ عَلَي القَتلِ مَتَي لَا أَقبَلُ وِلَايَةَ عَهدِهِ وَ قَد أُكرِهتُ وَ اضطُرِرتُ كَمَا اضطُرّ يُوسُفُ وَ دَانِيَالُ ع إِذ قَبِلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا الوِلَايَةَ مِن طَاغِيَةِ زَمَانِهِ أللّهُمّ لَا عَهدَ إِلّا عَهدُكَ وَ لَا وِلَايَةَ إِلّا مِن قِبَلِكَ فوَفَقّنيِ‌ لِإِقَامَةِ دِينِكَ وَ إِحيَاءِ سُنّةِ نَبِيّكَ فَإِنّكَ أَنتَ المَولَي وَ النّصِيرُ وَ نِعمَ المَولَي أَنتَ وَ نِعمَ النّصِيرُ ثُمّ قَبِلَ ع وِلَايَةَ العَهدِ مِنَ المَأمُونِ وَ هُوَ بَاكٍ حَزِينٌ عَلَي أَن لَا يوُلَيّ‌َ أَحَداً وَ لَا يَعزِلَ أَحَداً وَ لَا يُغَيّرَ رَسماً وَ لَا سُنّةً وَ أَن يَكُونَ فِي الأَمرِ مُشِيراً مِن بَعِيدٍ فَأَخَذَ


صفحه : 132

المَأمُونُ لَهُ البَيعَةَ عَلَي النّاسِ الخَاصّ مِنهُم وَ العَامّ فَكَانَ مَتَي مَا ظَهَرَ لِلمَأمُونِ مِنَ الرّضَا ع فَضلٌ وَ عِلمٌ وَ حُسنُ تَدبِيرٍ حَسَدَهُ عَلَي ذَلِكَ وَ حَقِدَهُ عَلَيهِ حَتّي ضَاقَ صَدرُهُ مِنهُ فَغَدَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ بِالسّمّ وَ مَضَي إِلَي رِضوَانِ اللّهِ وَ كَرَامَتِهِ

8-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ طَاهِرٍ قَالَأَشَارَ الفَضلُ بنُ سَهلٍ عَلَي المَأمُونِ أَن يَتَقَرّبَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِلَي رَسُولِهِص بِصِلَةِ رَحِمِهِ بِالبَيعَةِ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي ع لِيَمحُوَ بِذَلِكَ مَا كَانَ مِن أَمرِ الرّشِيدِ فِيهِم وَ مَا كَانَ يَقدِرُ عَلَي خِلَافِهِ فِي شَيءٍ فَوَجّهَ مِن خُرَاسَانَ بِرَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ وَ يَاسِرٍ الخَادِمِ لِيُشخِصَا إِلَيهِ مُحَمّدَ بنَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ مِائَتَينِ فَلَمّا وَصَلَ عَلِيّ بنُ مُوسَي ع إِلَي المَأمُونِ وَ هُوَ بِمَروَ وَلّاهُ العَهدَ مِن بَعدِهِ وَ أَمَرَ لِلجُندِ بِرِزقِ سَنَةٍ وَ كَتَبَ إِلَي الآفَاقِ بِذَلِكَ وَ سَمّاهُ الرّضَا ع وَ ضَرَبَ الدّرَاهِمَ بِاسمِهِ وَ أَمَرَ النّاسَ بِلُبسِ الخُضرَةِ وَ تَركِ السّوَادِ وَ زَوّجَهُ ابنَتَهُ أُمّ حَبِيبَةَ وَ زَوّجَ ابنَهُ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع ابنَتَهُ أُمّ الفَضلِ بِنتَ المَأمُونِ وَ تَزَوّجَ هُوَ بِتُورَانَ بِنتِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ زَوّجَهُ بِهَا عَمّهُ الفَضلُ وَ كُلّ هَذَا فِي يَومٍ وَاحِدٍ وَ مَا كَانَ يُحِبّ أَن يُتِمّ العَهدَ لِلرّضَا ع بَعدَهُ قَالَ الصوّليِ‌ّ وَ قَد صَحّ عنِديِ‌ مَا حدَثّنَيِ‌ بِهِ عُبَيدُ اللّهِ مِن جِهَاتٍ مِنهَا أَنّ عَونَ بنَ مُحَمّدٍ حدَثّنَيِ‌ عَنِ الفَضلِ بنِ أَبِي سَهلٍ النوّبخَتيِ‌ّ أَو عَن أَخٍ لَهُ قَالَ لَمّا عَزَمَ المَأمُونُ عَلَي العَقدِ لِلرّضَا ع بِالعَهدِ قُلتُ وَ اللّهِ لَأَعتَبِرَنّ مَا فِي نَفسِ المَأمُونِ مِن هَذَا الأَمرِ أَ يُحِبّ تَمَامَهُ أَو هُوَ يَتَصَنّعُ بِهِ فَكَتَبتُ إِلَيهِ عَلَي يَدِ خَادِمٍ لَهُ كَانَ يكُاَتبِنُيِ‌ بِأَسرَارِهِ عَلَي يَدِهِ قَد عَزَمَ ذُو الرّئَاسَتَينِ عَلَي عَقدِ العَهدِ وَ الطّالِعُ السّرَطَانُ وَ فِيهِ المشُترَيِ‌ وَ السّرَطَانُ وَ إِن كَانَ شَرَفُ المشُترَيِ‌ فَهُوَ بُرجٌ مُنقَلِبٌ لَا يَتِمّ أَمرٌ يُعقَدُ فِيهِ وَ مَعَ هَذَا


صفحه : 133

فَإِنّ المِرّيخَ فِي المِيزَانِ فِي بَيتِ العَاقِبَةِ وَ هَذَا يَدُلّ عَلَي نَكبَةِ المَعقُودِ لَهُ وَ عَرّفتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ذَلِكَ لِئَلّا يُعَتّبَ عَلَيّ إِذَا وَقَفَ عَلَي هَذَا مِن غيَريِ‌ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ إِذَا قَرَأتَ جوَاَبيِ‌ إِلَيكَ فَاردُدهُ إلِيَ‌ّ مَعَ الخَادِمِ وَ نَفسِكَ أَن يَقِفَ أَحَدٌ عَلَي مَا عَرّفتَنِيهِ وَ أَن يَرجِعَ ذُو الرّئَاسَتَينِ عَن عَزمِهِ لِأَنّهُ إِن فَعَلَ ذَلِكَ أَلحَقتُ الذّنبَ بِكَ وَ عَلِمتُ أَنّكَ سَبَبُهُ قَالَ فَضَاقَت عَلَيّ الدّنيَا وَ تَمَنّيتُ أنَيّ‌ مَا كُنتُ كَتَبتُ إِلَيهِ ثُمّ بلَغَنَيِ‌ أَنّ الفَضلَ بنَ سَهلٍ ذَا الرّئَاسَتَينِ قَد تَنَبّهَ عَلَي الأَمرِ وَ رَجَعَ عَن عَزمِهِ وَ كَانَ حَسَنَ العِلمِ بِالنّجُومِ فَخِفتُ وَ اللّهِ عَلَي نفَسيِ‌ وَ رَكِبتُ إِلَيهِ فَقُلتُ لَهُ أَ تَعلَمُ فِي السّمَاءِ نَجماً أَسعَدَ مِنَ المشُترَيِ‌ قَالَ لَا قُلتُ أَ فَتَعلَمُ أَنّ فِي الكَوَاكِبِ نَجماً يَكُونُ فِي حَالٍ أَسعَدَ مِنهَا فِي شَرَفِهَا قَالَ لَا فَقُلتُ فَأَمضِ العَزمَ عَلَي رَأيِكَ إِذ كُنتَ تَعقِدُهُ وَ سَعدُ الفَلَكِ فِي أَسعَدِ حَالَاتِهِ فَأَمضَي الأَمرَ عَلَي ذَلِكَ فَمَا عَلِمتُ أنَيّ‌ مِن أَهلِ الدّنيَا حَتّي وَقَعَ العِقدُ فَزِعاً مِنَ المَأمُونِ

بيان قوله علي خلافه أي خلاف الفضل قوله ونفسك أي احذر نفسك واحفظها

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ جَمِيعاً عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ يَاسِرٌ الخَادِمُ لَمّا رَجَعَ مِن خُرَاسَانَ بَعدَ وَفَاةِ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع بِطُوسَ بِأَخبَارِهِ كُلّهَا قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ حدَثّنَيِ‌ الرّيّانُ بنُ الصّلتِ وَ كَانَ مِن رِجَالِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ عَرَفَةَ وَ صَالِحِ بنِ سَعِيدٍ الرّاشِدِيّينِ كُلّ هَؤُلَاءِ حَدّثُوا بِأَخبَارِ أَبِي الحَسَنِ ع وَ قَالُوا لَمّا انقَضَي أَمرُ المَخلُوعِ وَ استَوَي أَمرُ المَأمُونِ كَتَبَ إِلَي الرّضَا ع يَستَقدِمُهُ إِلَي خُرَاسَانَ فَاعتَلّ عَلَيهِ الرّضَا ع بِعِلَلٍ كَثِيرَةٍ فَمَا زَالَ المَأمُونُ يُكَاتِبُهُ وَ يَسأَلُهُ حَتّي عَلِمَ الرّضَا ع أَنّهُ لَا يَكُفّ عَنهُ


صفحه : 134

فَخَرَجَ وَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَهُ سَبعُ سِنِينَ فَكَتَبَ إِلَيهِ المَأمُونُ لَا تَأخُذ عَلَي طَرِيقِ الكُوفَةِ وَ قُم فَحَمَلَ عَلَي طَرِيقِ البَصرَةِ وَ الأَهوَازِ وَ فَارِسَ حَتّي وَافَي مَروَ فَلَمّا وَافَي مَروَ عَرَضَ عَلَيهِ المَأمُونُ أَن يَتَقَلّدَ الإِمرَةَ وَ الخِلَافَةَ فَأَبَي الرّضَا ع فِي ذَلِكَ وَ جَرَت فِي هَذَا مُخَاطَبَاتٌ كَثِيرَةٌ وَ بَقُوا فِي ذَلِكَ نَحواً مِن شَهرَينِ كُلّ ذَلِكَ يَأبَي عَلَيهِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي ع أَن يَقبَلَ مَا يَعرِضَ عَلَيهِ فَلَمّا أَكثَرَ الكَلَامَ وَ الخِطَابَ فِي هَذَا قَالَ المَأمُونُ فَوِلَايَةُ العَهدِ فَأَجَابَهُ إِلَي ذَلِكَ وَ قَالَ لَهُ عَلَي شُرُوطٍ أَسأَلُكَهَا فَقَالَ المَأمُونُ سَل مَا شِئتَ قَالُوا فَكَتَبَ الرّضَا ع إنِيّ‌ أُدخِلَ فِي وِلَايَةِ العَهدِ عَلَي أَن لَا آمُرَ وَ لَا أَنهَي وَ لَا أقَضيِ‌َ وَ لَا أُغَيّرَ شَيئاً مِمّا هُوَ قَائِمٌ وَ تعُفيِنَيِ‌ عَن ذَلِكَ كُلّهِ فَأَجَابَهُ المَأمُونُ إِلَي ذَلِكَ وَ قَبِلَهَا عَلَي كُلّ هَذِهِ الشّرُوطِ وَ دَعَا المَأمُونُ القُوّادَ وَ القُضَاةَ وَ الشّاكِرِيّةِ وَ وُلدَ العَبّاسِ إِلَي ذَلِكَ فَاضطَرَبُوا عَلَيهِ فَأَخرَجَ أَموَالًا كَثِيرَةً وَ أَعطَي القُوّادَ وَ أَرضَاهُم إِلّا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِن قُوّادِهِ أَبَوا ذَلِكَ أَحَدُهُمُ الجلَوُديِ‌ّ وَ عَلِيّ بنُ عِمرَانَ وَ ابنُ مويس فَإِنّهُم أَبَوا أَن يَدخُلُوا فِي بَيعَةِ الرّضَا ع فَحَبَسَهُم وَ بُويِعَ لِلرّضَا ع وَ كَتَبَ بِذَلِكَ إِلَي البُلدَانِ وَ ضُرِبَتِ الدّنَانِيرُ وَ الدّرَاهِمُ بِاسمِهِ وَ خُطِبَ لَهُ عَلَي المَنَابِرِ وَ أَنفَقَ المَأمُونُ عَلَي ذَلِكَ أَموَالًا كَثِيرَةً فَلَمّا حَضَرَ العِيدُ بَعَثَ المَأمُونُ إِلَي الرّضَا ع يَسأَلُهُ أَن يَركَبَ وَ يَحضُرَ العِيدَ وَ يَخطُبَ لِتَطمَئِنّ قُلُوبُ النّاسِ وَ يَعرِفُوا فَضلَهُ وَ تَقِرّ قُلُوبُهُم عَلَي هَذِهِ الدّولَةِ المُبَارَكَةِ فَبَعَثَ إِلَيهِ الرّضَا ع وَ قَالَ قَد عَلِمتَ مَا كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ مِنَ الشّرُوطِ فِي دخُوُليِ‌ فِي هَذَا الأَمرِ فَقَالَ المَأمُونُ إِنّمَا أُرِيدُ بِهَذَا أَن يَرسُخَ فِي قُلُوبِ العَامّةِ وَ الجُندِ وَ الشّاكِرِيّةِ هَذَا الأَمرُ فَتَطمَئِنّ قُلُوبُهُم وَ يُقِرّوا بِمَا فَضّلَكَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ فَلَم يَزَل يُرَادّهُ الكَلَامَ فِي ذَلِكَ


صفحه : 135

فَلَمّا أَلَحّ عَلَيهِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِن أعَفيَتنَيِ‌ مِن ذَلِكَ فَهُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ وَ إِن لَم تعُفنِيِ‌ خَرَجتُ كَمَا كَانَ يَخرُجُ رَسُولُ اللّهِص وَ كَمَا خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ المَأمُونُ اخرُج كَمَا تُحِبّ وَ أَمَرَ المَأمُونُ القُوّادَ وَ النّاسَ أَن يُبَكّرُوا إِلَي بَابِ أَبِي الحَسَنِ ع فَقَعَدَ النّاسُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع فِي الطّرُقَاتِ وَ السّطُوحِ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ الصّبيَانِ وَ اجتَمَعَ القُوّادُ عَلَي بَابِ الرّضَا ع فَلَمّا طَلَعَتِ الشّمسُ قَامَ الرّضَا ع فَاغتَسَلَ وَ تَعَمّمَ بِعِمَامَةٍ بَيضَاءَ مِن قُطنٍ وَ أَلقَي طَرَفاً مِنهَا عَلَي صَدرِهِ وَ طَرَفاً بَينَ كَتِفَيهِ وَ تَشَمّرَ ثُمّ قَالَ لِجَمِيعِ مَوَالِيهِ افعَلُوا مِثلَ مَا فَعَلتُ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِهِ عُكّازَةً وَ خَرَجَ وَ نَحنُ بَينَ يَدَيهِ وَ هُوَ حَافٍ قَد شَمّرَ سَرَاوِيلَهُ إِلَي نِصفِ السّاقِ وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ مُشَمّرَةٌ فَلَمّا قَامَ وَ مَشَينَا بَينَ يَدَيهِ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ كَبّرَ أَربَعَ تَكبِيرَاتٍ فَخُيّلَ إِلَينَا أَنّ الهَوَاءَ وَ الحِيطَانَ تُجَاوِبُهُ وَ القُوّادُ وَ النّاسُ عَلَي البَابِ قَد تَزَيّنُوا وَ لَبِسُوا السّلَاحَ وَ تَهَيّئُوا بِأَحسَنِ هَيئَةٍ فَلَمّا طَلَعنَا عَلَيهِم بِهَذِهِ الصّورَةِ حُفَاةً قَد تَشَمّرنَا وَ طَلَعَ الرّضَا وَقَفَ وَقفَةً عَلَي البَابِ وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَا هَدَانَا اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ وَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا أَبلَانَا وَ رَفَعَ بِذَلِكَ صَوتَهُ وَ رَفَعنَا أَصوَاتَنَا فَتَزَعزَعَت مَروُ مِنَ البُكَاءِ وَ الصّيَاحِ فَقَالَهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَسَقَطَ القُوّادُ عَن دَوَابّهِم وَ رَمَوا بِخِفَافِهِم لَمّا نَظَرُوا إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ صَارَت مَروُ ضَجّةً وَاحِدَةً وَ لَم يَتَمَالَكِ النّاسُ مِنَ البُكَاءِ وَ الضّجّةِ فَكَانَ أَبُو الحَسَنِ ع يمَشيِ‌ وَ يَقِفُ فِي كُلّ عَشَرَةِ خُطُوَاتٍ وَقفَةً يُكَبّرُ اللّهَ أَربَعَ مَرّاتٍ فَيُتَخَيّلُ إِلَينَا أَنّ السّمَاءَ وَ الأَرضَ وَ الحِيطَانَ تُجَاوِبُهُ وَ بَلَغَ المَأمُونَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الفَضلُ بنُ سَهلٍ ذُو الرّئَاسَتَينِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِن بَلَغَ الرّضَا المُصَلّي عَلَي هَذَا السّبِيلِ افتَتَنَ بِهِ النّاسُ فاَلرأّي‌ُ أَن تَسأَلَهُ أَن يَرجِعَ فَبَعَثَ إِلَيهِ المَأمُونُ فَسَأَلَهُ الرّجُوعَ فَدَعَا أَبُو الحَسَنِ ع بِخُفّهِ فَلَبِسَهُ وَ رَجَعَ


صفحه : 136

شا،[الإرشاد] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن يَاسِرٍ وَ الرّيّانُ قَالَ لَمّا حَضَرَ العِيدُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِهِ

بيان العكازة بضم العين وتشديد الكاف عصا في أسفلها حديدة والتزعزع التحرك الشديد

10- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي قَالَ رَوَي أَصحَابُنَا عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصلَحَكَ اللّهُ كَيفَ صِرتَ إِلَي مَا صِرتَ إِلَيهِ مِنَ المَأمُونِ وَ كَأَنّهُ أَنكَرَ ذَلِكَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع يَا هَذَا أَيّهُمَا أَفضَلُ النّبِيّ أَوِ الوصَيِ‌ّ قَالَ لَا بَلِ النّبِيّ قَالَ فَأَيّهُمَا أَفضَلُ مُسلِمٌ أَو مُشرِكٌ قَالَ لَا بَل مُسلِمٌ قَالَ فَإِنّ العَزِيزَ عَزِيزَ مِصرَ كَانَ مُشرِكاً وَ كَانَ يُوسُفُ نَبِيّاً وَ إِنّ المَأمُونَ مُسلِمٌ وَ أَنَا وصَيِ‌ّ وَ يُوسُفُ سَأَلَ العَزِيزَ أَن يُوَلّيَهُ حِينَ قَالَاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَ أَنَا أُجبِرتُ عَلَي ذَلِكَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن الحسن بن موسي مثله

11- شا،[الإرشاد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن مُوسَي بنِ سَلَمَةَ قَالَ كُنتُ بِخُرَاسَانَ مَعَ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ فَسَمِعتُ أَنّ ذَا الرّئَاسَتَينِ الفَضلَ بنَ سَهلٍ خَرَجَ ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ يَقُولُ وَا عَجَبَا لَقَد رَأَيتُ عَجَباً سلَوُنيِ‌ مَا رَأَيتُ فَقَالُوا مَا رَأَيتَ أَصلَحَكَ اللّهُ قَالَ رَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي ع قَد رَأَيتُ أَن أُقَلّدَكَ أَمرَ المُسلِمِينَ وَ أَفسَخَ مَا فِي رقَبَتَيِ‌ وَ أَجعَلَهُ فِي رَقَبَتِكَ وَ رَأَيتُ عَلِيّ بنَ مُوسَي ع يَقُولُ لَهُ اللّهَ اللّهَ لَا طَاقَةَ لِي بِذَلِكَ وَ لَا قُوّةَ فَمَا رَأَيتُ خِلَافَةً قَطّ كَانَت أَضيَعَ مِنهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَتَفَصّي مِنهَا وَ يَعرِضُهَا عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي وَ عَلِيّ بنُ مُوسَي يَرفُضُهَا وَ يَأبَي


صفحه : 137

12-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ قَالَأَكثَرَ النّاسُ فِي بَيعَةِ الرّضَا ع مِنَ القُوّادِ وَ العَامّةِ وَ مَن لَا يُحِبّ ذَلِكَ وَ قَالُوا إِنّ هَذَا مِن تَدبِيرِ الفَضلِ بنِ سَهلٍ ذيِ‌ الرّئَاسَتَينِ فَبَلَغَ المَأمُونَ ذَلِكَ فَبَعَثَ إلِيَ‌ّ فِي جَوفِ اللّيلِ فَصِرتُ إِلَيهِ فَقَالَ يَا رَيّانُ بلَغَنَيِ‌ أَنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّ بَيعَةَ الرّضَا ع كَانَت مِن تَدبِيرِ الفَضلِ بنِ سَهلٍ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَقُولُونَ هَذَا قَالَ وَيحَكَ يَا رَيّانُ أَ يَجسُرُ أَحَدٌ أَن يجَيِ‌ءَ إِلَي خَلِيفَةٍ قَدِ استَقَامَت لَهُ الرّعِيّةُ وَ القُوّادُ وَ استَوَت لَهُ الخِلَافَةُ فَيَقُولَ لَهُ ادفَعِ الخِلَافَةَ مِن يَدِكَ إِلَي غَيرِكَ أَ يَجُوزُ هَذَا فِي العَقلِ قُلتُ لَهُ لَا وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا يَجسُرُ عَلَي هَذَا أَحَدٌ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا كَانَ كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِن سَأُخبِرُكَ بِسَبَبِ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا كَتَبَ إلِيَ‌ّ مُحَمّدٌ أخَيِ‌ يأَمرُنُيِ‌ بِالقَدُومِ عَلَيهِ فَأَبَيتُ عَلَيهِ عَقَدَ لعِلَيِ‌ّ بنِ عِيسَي بنِ مَاهَانَ وَ أَمَرَهُ أَن يقُيَدّنَيِ‌ بِقَيدٍ وَ يَجعَلَ الجَامِعَةَ فِي عنُقُيِ‌ فَوَرَدَ عَلَيّ بِذَلِكَ الخَبَرِ وَ بَعَثتُ هَرثَمَةَ بنَ أَعيَنَ إِلَي سِجِستَانَ وَ كِرمَانَ وَ مَا وَالَاهُمَا فَأَفسَدَ عَلَيّ أمَريِ‌ وَ انهَزَمَ هَرثَمَةُ وَ خَرَجَ صَاحِبُ السّرِيرِ وَ غَلَبَ عَلَي كُوَرِ خُرَاسَانَ مِن نَاحِيَتِهِ فَوَرَدَ عَلَيّ هَذَا كُلّهُ فِي أُسبُوعٍ فَلَمّا وَرَدَ ذَلِكَ عَلَيّ لَم يَكُن لِي قُوّةٌ بِذَلِكَ وَ لَا كَانَ لِي مَالٌ أَتَقَوّي بِهِ وَ رَأَيتُ مِن قوُاّديِ‌ وَ رجِاَليِ‌َ الفَشَلَ وَ الجُبنَ أَرَدتُ أَن أَلحَقَ بِمَلِكِ كَابُلَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ مَلِكُ كَابُلَ رجُلٌ كَافِرٌ وَ يَبذُلُ مُحَمّدٌ لَهُ الأَموَالَ فيَدَفعَنُيِ‌ إِلَي يَدِهِ فَلَم أَجِد وَجهاً أَفضَلَ مِن أَن أَتُوبَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن ذنُوُبيِ‌ وَ أَستَعِينَ بِهِ عَلَي هَذِهِ الأُمُورِ وَ أَستَجِيرَ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَمَرتُ بِهَذَا البَيتِ وَ أَشَارَ إِلَي بَيتٍ تُكنَسُ وَ صَبَبتُ عَلَيّ المَاءَ وَ لَبِستُ ثَوبَينِ أَبيَضَينِ وَ صَلّيتُ أَربَعَ رَكَعَاتٍ قَرَأتُ فِيهَا مِنَ القُرآنِ مَا حضَرَنَيِ‌ وَ دَعَوتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ استَجَرتُ بِهِ وَ عَاهَدتُهُ عَهداً وَثِيقاً بِنِيّةٍ صَادِقَةٍ إِن أَفضَي اللّهُ بِهَذَا الأَمرِ إلِيَ‌ّ وَ كفَاَنيِ‌ عَادِيَتَهُ وَ هَذِهِ الأُمُورَ الغَلِيظَةَ أَن أَضَعَ هَذَا الأَمرَ فِي مَوضِعِهِ ألّذِي وَضَعَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ


صفحه : 138

ثُمّ قوَيِ‌َ فِيهِ قلَبيِ‌ فَبَعَثتُ طَاهِراً إِلَي عَلِيّ بنِ عِيسَي بنِ هامان [مَاهَانَ]فَكَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ وَ رَدَدتُ هَرثَمَةَ إِلَي رَافِعِ بنِ أَعيَنَ فَظَفِرَ بِهِ وَ قَتَلَهُ وَ بَعَثتُ إِلَي صَاحِبِ السّرِيرِ فَهَادَنتُهُ وَ بَذَلتُ لَهُ شَيئاً حَتّي رَجَعَ فَلَم يَزَل أمَريِ‌ يَقوَي حَتّي كَانَ مِن أَمرِ مُحَمّدٍ مَا كَانَ وَ أَفضَي اللّهُ إلِيَ‌ّ بِهَذَا الأَمرِ وَ استَوَي لِي فَلَمّا وَافَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِي بِمَا عَاهَدتُهُ عَلَيهِ أَحبَبتُ أَن أفَيِ‌َ لِلّهِ تَعَالَي بِمَا عَاهَدتُهُ فَلَم أَرَ أَحَداً أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَوَضَعتُهَا فِيهِ فَلَم يَقبَلهَا إِلّا عَلَي مَا قَد عَلِمتَ فَهَذَا كَانَ سَبَبَهَا فَقُلتُ وَفّقَ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ يَا رَيّانُ إِذَا كَانَ غَداً وَ حَضَرَ النّاسُ فَاقعُد بَينَ هَؤُلَاءِ القُوّادِ وَ حَدّثهُم بِفَضلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أُحسِنُ مِنَ الحَدِيثِ شَيئاً إِلّا مَا سَمِعتُهُ مِنكَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ مَا أَجِدُ أَحَداً يعُيِننُيِ‌ عَلَي هَذَا الأَمرِ لَقَد هَمَمتُ أَن أَجعَلَ أَهلَ قُمّ شعِاَريِ‌ وَ دثِاَريِ‌ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا أُحَدّثُ عَنكَ بِمَا سَمِعتُهُ مِنكَ مِنَ الأَخبَارِ فَقَالَ نَعَم حَدّث عنَيّ‌ بِمَا سَمِعتَهُ منِيّ‌ مِنَ الفَضَائِلِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَعَدتُ بَينَ القُوّادِ فِي الدّارِ فَقُلتُ حدَثّنَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ حدَثّنَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ كُنتُ أُخَلّطُ الحَدِيثَ بَعضَهُ بِبَعضٍ لَا أَحفَظُهُ عَلَي وَجهِهِ وَ حَدّثتُ بِحَدِيثِ خَيبَرَ وَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ المَشهُورَةِ فَقَالَ لِي عَبدُ اللّهِ بنُ مَالِكٍ الخزُاَعيِ‌ّ رَحِمَ اللّهُ عَلِيّاً كَانَ رَجُلًا صَالِحاً وَ كَانَ المَأمُونُ قَد بَعَثَ غُلَاماً إِلَي المَجلِسِ يَسمَعُ الكَلَامَ فَيُؤَدّيهِ إِلَيهِ قَالَ الرّيّانُ فَبَعَثَ إلِيَ‌ّ المَأمُونُ فَدَخَلتُ إِلَيهِ فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ يَا رَيّانُ مَا أَروَاكَ لِلأَحَادِيثِ وَ أَحفَظَكَ لَهَا ثُمّ قَالَ قَد بلَغَنَيِ‌ مَا قَالَ اليهَوُديِ‌ّ عَبدُ اللّهِ بنُ مَالِكٍ فِي قَولِهِ رَحِمَ اللّهُ عَلِيّاً كَانَ رَجُلًا صَالِحاً وَ اللّهِ لَأَقتُلَنّهُ إِن شَاءَ اللّهُ


صفحه : 139

وَ كَانَ هِشَامُ بنُ اِبرَاهِيمَ الراّشدِيِ‌ّ الهمَداَنيِ‌ّ مِن أَخَصّ النّاسِ عِندَ الرّضَا ع مِن قَبلِ أَن يُحمَلَ وَ كَانَ عَالِماً أَدِيباً لَبِيباً وَ كَانَت أُمُورُ الرّضَا ع تجَريِ‌ مِن عِندِهِ وَ عَلَي يَدِهِ وَ يَصِيرُ الأَموَالُ مِنَ النوّاَحيِ‌ كُلّهَا إِلَيهِ قَبلَ حَملِ أَبِي الحَسَنِ ع فَلَمّا حُمِلَ أَبُو الحَسَنِ ع اتّصَلَ هِشَامُ بنُ اِبرَاهِيمَ بذِيِ‌ الرّئَاسَتَينِ فَقَرّبَهُ ذُو الرّئَاسَتَينِ وَ أَدنَاهُ فَكَانَ يَنقُلُ أَخبَارَ الرّضَا ع إِلَي ذيِ‌ الرّئَاسَتَينِ وَ المَأمُونِ فحَظَيِ‌َ بِذَلِكَ عِندَهُمَا وَ كَانَ لَا يخُفيِ‌ عَلَيهِمَا مِن أَخبَارِهِ شَيئاً فَوَلّاهُ المَأمُونُ حِجَابَةَ الرّضَا ع وَ كَانَ لَا يَصِلُ إِلَي الرّضَا ع إِلّا مَن أَحَبّ وَ ضَيّقَ عَلَي الرّضَا ع فَكَانَ مَن يَقصِدُهُ مِن مَوَالِيهِ لَا يَصِلُ إِلَيهِ وَ كَانَ لَا يَتَكَلّمُ الرّضَا ع فِي دَارِهِ بشِيَ‌ءٍ إِلّا أَورَدَهُ هِشَامٌ عَلَي المَأمُونِ وَ ذيِ‌ الرّئَاسَتَينِ وَ جَعَلَ المَأمُونُ العَبّاسَ ابنَهُ فِي حَجرِ هِشَامٍ وَ قَالَ أَدّبهُ فسَمُيّ‌َ هِشَامَ العبَاّسيِ‌ّ لِذَلِكَ قَالَ وَ أَظهَرَ ذُو الرّئَاسَتَينِ عَدَاوَةً شَدِيدَةً لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع وَ حَسَدَهُ عَلَي مَا كَانَ المَأمُونُ يُفَضّلُهُ بِهِ فَأَوّلُ مَا ظَهَرَ لذِيِ‌ الرّئَاسَتَينِ مِن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّ ابنَةَ عَمّ المَأمُونِ كَانَت تُحِبّهُ وَ كَانَ يُحِبّهَا وَ كَانَ مَفتَحُ بَابِ حُجرَتِهَا إِلَي مَجلِسِ المَأمُونِ وَ كَانَت تَمِيلُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ تُحِبّهُ وَ تَذكُرُ ذَا الرّئَاسَتَينِ وَ تَقَعُ فِيهِ فَقَالَ ذُو الرّئَاسَتَينِ حِينَ بَلَغَهُ ذِكرُهَا لَهُ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ بَابُ دَارِ النّسَاءِ مُشرَعاً إِلَي مَجلِسِكَ فَأَمَرَ المَأمُونُ بِسَدّهِ وَ كَانَ المَأمُونُ يأَتيِ‌ الرّضَا ع يَوماً وَ الرّضَا ع يأَتيِ‌ المَأمُونَ يَوماً وَ كَانَ مَنزِلُ أَبِي الحَسَنِ ع بِجَنبِ مَنزِلِ المَأمُونِ فَلَمّا دَخَلَ أَبُو الحَسَنِ ع إِلَي المَأمُونِ وَ نَظَرَ إِلَي البَابِ مَسدُوداً قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا البَابُ ألّذِي سَدَدتَهُ فَقَالَ رَأَي الفَضلُ ذَلِكَ وَ كَرِهَهُ فَقَالَ الرّضَا ع إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ مَا لِلفَضلِ وَ الدّخُولِ بَينَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ حَرَمِهِ قَالَ فَمَا تَرَي قَالَ فَتحَهُ وَ الدّخُولَ عَلَي ابنَةِ عَمّكَ وَ لَا تَقبَل قَولَ الفَضلِ فِيمَا لَا يَحِلّ وَ لَا يَسَعُ فَأَمَرَ


صفحه : 140

المَأمُونُ بِهَدمِهِ وَ دَخَلَ عَلَي ابنَةِ عَمّهِ فَبَلَغَ الفَضلَ ذَلِكَ فَغَمّهُ

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ كَانَ الرّضَا ع إِذَا رَجَعَ يَومَ الجُمُعَةِ مِنَ الجَامِعِ وَ قَد أَصَابَهُ العَرَقُ وَ الغُبَارُ رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ فرَجَيِ‌ مِمّا أَنَا فِيهِ بِالمَوتِ فَعَجّل لِيَ السّاعَةَ وَ لَم يَزَل مَغمُوماً مَكرُوباً إِلَي أَن قُبِضَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ

14- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ البرَمكَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَرَفَةَ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا حَمَلَكَ عَلَي الدّخُولِ فِي وِلَايَةِ العَهدِ فَقَالَ مَا حَمَلَ جدَيّ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَي الدّخُولِ فِي الشّورَي

بيان أي لئلا ييأس الناس من خلافتنا ويعلموا بإقرار المخالف أن لنا في هذاالأمر نصيبا ويحتمل أن يكون التشبيه في أصل الاشتمال علي المصالح الخفية

15- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ وَ اللّهِ مَا دَخَلَ الرّضَا ع فِي هَذَا الأَمرِ طَائِعاً وَ قَد حُمِلَ إِلَي الكُوفَةِ مُكرَهاً ثُمّ أُشخِصَ مِنهَا عَلَي طَرِيقِ البَصرَةِ وَ فَارِسَ إِلَي مَروَ

16- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ النحّويِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُبدُونٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا بَايَعَ المَأمُونُ الرّضَا ع بِالعَهدِ أَجلَسَهُ إِلَي جَانِبِهِ فَقَامَ العَبّاسُ الخَطِيبُ فَتَكَلّمَ فَأَحسَنَ ثُمّ خَتَمَ ذَلِكَ بِأَن أَنشَدَ


لَا بُدّ لِلنّاسِ مِن شَمسٍ وَ مِن قَمَرٍ   فَأَنتَ شَمسٌ وَ هَذَا ذَلِكَ القَمَرُ

صفحه : 141

17- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا بُويِعَ الرّضَا ع بِالعَهدِ اجتَمَعَ النّاسُ إِلَيهِ يُهَنّئُونَهُ فَأَومَأَ إِلَيهِم فَأَنصَتُوا ثُمّ قَالَ بَعدَ أَنِ استَمَعَ كَلَامَهُمبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحَمدُ لِلّهِ الفَعّالِ لِمَا يَشَاءُلا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَ لَا رَادّ لِقَضَائِهِيَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَ ما تخُفيِ‌ الصّدُورُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ فِي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ عَلَي آلِهِ الطّيّبِينَ أَقُولُ وَ أَنَا عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَضّدَهُ اللّهُ بِالسّدَادِ وَ وَفّقَهُ لِلرّشَادِ عَرَفَ مِن حَقّنَا مَا جَهِلَهُ غَيرُهُ فَوَصَلَ أَرحَاماً قُطِعَت وَ آمَنَ أَنفُساً فُزِعَت بَل أَحيَاهَا وَ قَد تَلِفَت وَ أَغنَاهَا إِذَا افتَقَرَت مُبتَغِياً رِضَا رَبّ العَالَمِينَ لَا يُرِيدُ جَزَاءً مِن غَيرِهِوَ سيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَ وَلا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ وَ إِنّهُ جَعَلَ إلِيَ‌ّ عَهدَهُ وَ الإِمرَةَ الكُبرَي إِن بَقِيتُ بَعدَهُ فَمَن حَلّ عُقدَةً أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي بِشَدّهَا وَ فَصَمَ عُروَةً أَحَبّ اللّهُ إِيثَاقَهَا فَقَد أَبَاحَ حَرِيمَهُ وَ أَحَلّ حُرَمَهُ إِذ كَانَ بِذَلِكَ زَارِياً عَلَي الإِمَامِ مُنهَتِكاً حُرمَةَ الإِسلَامِ بِذَلِكَ جَرَي السّالِفُ فَصَبَرَ مِنهُ عَلَي الفَلَتَاتِ وَ لَم يَتَعَرّض بَعدَهَا عَلَي العَزمَاتِ خَوفاً مِن شَتَاتِ الدّينِ وَ اضطِرَابِ حَملِ المُسلِمِينَ وَ لِقُربِ أَمرِ الجَاهِلِيّةِ وَ رَصَدِ المُنَافِقِينَ فُرصَةً تَنتَهِزُ وَ بَائِقَةً تَبتَدِرُوَ ما أدَريِ‌ ما يُفعَلُ بيِ‌ وَ لا بِكُمإِنِ الحُكمُ إِلّا لِلّهِ يَقُصّ الحَقّ وَ هُوَ خَيرُ الفاصِلِينَ

بيان قوله ع زاريا أي عاتبا ساخطا غيرراض والسالف أبوبكر أي جري بنقض العهد ويحتمل أمير المؤمنين ع أي وقع عليه نقض بيعته وإنكار حقه فصبر أي أمير المؤمنين ع ويمكن أن يقرأ علي المجهول و قال الجزري‌ و منه حديث عمر إن بيعة أبي بكر فلتة وقي الله شرها أراد بالفلتة الفجأة والفلتة كل شيءفعل من غيرروية وإنما بودر بهاخوف انتشار الأمر انتهي . والضمير في بعدها راجع إلي الفلتات والعزمات الحقوق الواجبة اللازمة له ع أو ماعزموا عليه بعدتلك الفلتة


صفحه : 142

18- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ أَبِي المَوجِ أَبُو الحُسَينِ الراّزيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ مَن سَمِعَ الرّضَا ع يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي حَفِظَ مِنّا مَا ضَيّعَ النّاسُ وَ رَفَعَ مِنّا مَا وَضَعُوهُ حَتّي قَد لُعِنّا عَلَي مَنَابِرِ الكُفرِ ثَمَانِينَ عَاماً وَ كُتِمَت فَضَائِلُنَا وَ بُذِلَتِ الأَموَالُ فِي الكَذِبِ عَلَينَا وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَأبَي لَنَا إِلّا أَن يعُليِ‌َ ذِكرَنَا وَ يُبَيّنَ فَضلَنَا وَ اللّهِ مَا هَذَا بِنَا وَ إِنّمَا هُوَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ قَرَابَتِنَا مِنهُ حَتّي صَارَ أَمرُنَا وَ مَا نرَويِ‌ عَنهُ أَنّهُ سَيَكُونُ بَعدَنَا مِن أَعظَمِ آيَاتِهِ وَ دَلَالَاتِ نُبُوّتِهِ

بيان قوله ع ما هذابنا أي استخفافهم أورفعه تعالي أوهما معا

19-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] قَد ذَكَرَ قَومٌ أَنّ الفَضلَ بنَ سَهلٍ أَشَارَ عَلَي المَأمُونِ بِأَن يَجعَلَ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع ولَيِ‌ّ عَهدِهِ مِنهُم أَبُو عَلِيّ الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ السلّاَميِ‌ّ فَإِنّهُ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ ألّذِي صَنّفَهُ فِي أَخبَارِ خُرَاسَانَ قَالَ فَكَانَ الفَضلُ بنُ سَهلٍ ذُو الرّئَاسَتَينِ وَزِيرَ المَأمُونِ وَ مُدَبّرَ أُمُورِهِ وَ كَانَ مَجُوسِيّاً فَأَسلَمَ عَلَي يدَيَ‌ يَحيَي بنِ خَالِدٍ البرَمكَيِ‌ّ وَ صَحِبَهُ وَ قِيلَ بَل أَسلَمَ سَهلٌ وَالِدُ الفَضلِ عَلَي يدَيَ‌ِ المهَديِ‌ّ وَ إِنّ الفَضلَ اختَارَهُ يَحيَي بنُ خَالِدٍ البرَمكَيِ‌ّ لِخِدمَةِ المَأمُونِ وَ ضَمّهُ إِلَيهِ فَتَغَلّبَ عَلَيهِ وَ استَبَدّ بِالأَمرِ دُونَهُ وَ إِنّمَا لُقّبَ بذِيِ‌ الرّئَاسَتَينِ لِأَنّهُ تَقَلّدَ الوِزَارَةَ وَ رِئَاسَةَ الجُندِ فَقَالَ الفَضلُ حِينَ استَخلَفَ المَأمُونُ يَوماً لِبَعضِ مَن كَانَ يُعَاشِرُهُ أَينَ يَقَعُ فعِليِ‌ فِيمَا أَتَيتُهُ مِن فِعلِ أَبِي مُسلِمٍ فِيمَا أَتَاهُ فَقَالَ إِنّ أَبَا مُسلِمٍ حَوّلَهَا مِن قَبِيلَةٍ إِلَي قَبِيلَةٍ وَ أَنتَ حَوّلتَهَا مِن أَخٍ إِلَي أَخٍ وَ بَينَ الحَالَتَينِ مَا تَعلَمُهُ قَالَ الفَضلُ فإَنِيّ‌ أُحَوّلُهَا مِن قَبِيلَةٍ إِلَي قَبِيلَةٍ ثُمّ أَشَارَ عَلَي المَأمُونِ بِأَن يَجعَلَ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع ولَيِ‌ّ عَهدِهِ فَبَايَعَهُ وَ أَسقَطَ بَيعَةَ المُؤتَمَنِ أَخِيهِ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع وَرَدَ عَلَي المَأمُونِ وَ هُوَ بِخُرَاسَانَ سَنَةَ مِائَتَينِ عَلَي طَرِيقِ البَصرَةِ وَ فَارِسَ مَعَ رَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ وَ كَانَ الرّضَا ع مُتَزَوّجاً


صفحه : 143

بِابنَةِ المَأمُونِ فَلَمّا بَلَغَ خَبَرُهُ العَبّاسِيّينَ بِبَغدَادَ سَاءَهُم ذَلِكَ فَأَخرَجُوا اِبرَاهِيمَ بنَ المهَديِ‌ّ وَ بَايَعُوهُ بِالخِلَافَةِ فَفِيهِ يَقُولُ دِعبِلٌ الخزُاَعيِ‌ّ


يَا مَعشَرَ الأَجنَادِ لَا تَقنَطُوا   خُذُوا عَطَايَاكُم وَ لَا تَسخَطُوا

فَسَوفَ يُعطِيكُم حَنِينِيّةً   يَلَذّهَا الأَمرَدُ وَ الأَشمَطُ

وَ المَعبَدِيّاتِ لِقُوّادِكُم   لَا تَدخُلُ الكِيسَ وَ لَا تُربَطُ

وَ هَكَذَا يَرزُقُ أَصحَابَهُ   خَلِيفَةٌ مُصحَفُهُ البَربَطُ

وَ ذَلِكَ أَنّ اِبرَاهِيمَ المهَديِ‌ّ كَانَ مُولَعاً بِضَربِ العُودِ مُنهَمِكاً بِالشّرَابِ فَلَمّا بَلَغَ المَأمُونَ خَبَرُ اِبرَاهِيمَ عَلِمَ أَنّ الفَضلَ بنَ سَهلٍ أَخطَأَ عَلَيهِ وَ أَشَارَ بِغَيرِ الصّوَابِ فَخَرَجَ مِن مَروَ مُنصَرِفاً إِلَي العِرَاقِ وَ احتَالَ عَلَي الفَضلِ بنِ سَهلٍ حَتّي قَتَلَهُ غَالِبٌ خَالُ المَأمُونِ فِي الحَمّامِ بِسَرَخسَ مُغَافَصَةً فِي شَعبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ احتَالَ عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع حَتّي سُمّ فِي عِلّةٍ كَانَت أَصَابَتهُ فَمَاتَ وَ أَمَرَ بِدَفنِهِ بِسَنَابَادَ مِن طُوسَ بِجَنبِ قَبرِ الرّشِيدِ وَ ذَلِكَ فِي صَفَرِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ كَانَ ابنَ اثنَتَينِ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قِيلَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً هَذَا مَا حَكَاهُ أَبُو عَلِيّ الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ السلّاَميِ‌ّ فِي كِتَابِهِ وَ الصّحِيحُ عنِديِ‌ أَنّ المَأمُونَ إِنّمَا وَلّاهُ العَهدَ وَ بَايَعَ لَهُ لِلنّذرِ ألّذِي قَد تَقَدّمَ ذِكرُهُ وَ أَنّ الفَضلَ بنَ سَهلٍ لَم يَزَل مُعَادِياً وَ مُبغِضاً لَهُ وَ كَارِهاً لِأَمرِهِ لِأَنّهُ كَانَ مِن صَنَائِعِ آلِ بَرمَكَ وَ مَبلَغُ سِنّ الرّضَا ع تِسعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ سِتّةُ أَشهُرٍ وَ كَانَت وَفَاتُهُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ كَمَا قَد أَسنَدتُهُ فِي هَذَا الكِتَابِ

بيان قوله حنينية أي نغمة حنينية من الحنين بمعني الشوق والطرب . و في بعض النسخ حبيبية بالباءين الموحدتين و علي التقديرين إشارة إلي نغمة من النغمات والأظهر أنه حسينية كما في بعض النسخ وهي‌ نغمة معروفة والشمط بياض الرأس يخالطه سواد. والمعبديات نغمة معروفة وغافصه فاجأه وأخذه علي غرة


صفحه : 144

20- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ لِيَ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ انظُر بَعضَ مَن تَثِقُ بِهِ تُوَلّيهِ هَذِهِ البُلدَانَ التّيِ‌ قَد فَسَدَت عَلَينَا فَقُلتُ لَهُ تفَيِ‌ لِي وَ أفَيِ‌ لَكَ فإَنِيّ‌ إِنّمَا دَخَلتُ فِيمَا دَخَلتُ عَلَي أَن لَا آمُرَ فِيهِ وَ لَا أَنهَي وَ لَا أَعزِلَ وَ لَا أوُلَيّ‌َ وَ لَا أَسِيرَ حَتّي يقُدَمّنَيِ‌َ اللّهُ قَبلَكَ فَوَ اللّهِ إِنّ الخِلَافَةَ لشَيَ‌ءٌ مَا حَدّثَت بِهِ نفَسيِ‌ وَ لَقَد كُنتُ بِالمَدِينَةِ أَتَرَدّدُ فِي طُرُقِهَا عَلَي داَبتّيِ‌ وَ إِنّ أَهلَهَا وَ غَيرَهُم يسَألَوُنيّ‌َ الحَوَائِجَ فَأَقضِيهَا لَهُم فَيَصِيرُونَ كَالأَعمَامِ لِي وَ إِنّ كتُبُيِ‌ لَنَافِذَةٌ فِي الأَمصَارِ وَ مَا زدِتنَيِ‌ فِي نِعمَةٍ هيِ‌َ عَلَيّ مِن ربَيّ‌ فَقَالَ أفَيِ‌ لَكَ

21- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ الراّزيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ مَاجِيلَوَيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ الرّيّانُ بنُ شَبِيبٍ خَالُ المُعتَصِمِ أَخُو مَارِدَةَ أَنّ المَأمُونَ لَمّا أَرَادَ أَن يَأخُذَ البَيعَةَ لِنَفسِهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ لِلرّضَا ع بِوِلَايَةِ العَهدِ وَ لِلفَضلِ بنِ سَهلٍ بِالوِزَارَةِ أَمَرَ بِثَلَاثَةِ كرَاَسيِ‌ّ فَنُصِبَت لَهُم فَلَمّا قَعَدُوا عَلَيهَا أَذِنَ لِلنّاسِ فَدَخَلُوا يُبَايِعُونَ فَكَانُوا يُصَفّقُونَ بِأَيمَانِهِم عَلَي أَيمَانِ الثّلَاثَةِ مِن أَعلَي الإِبهَامِ إِلَي الخِنصِرِ وَ يَخرُجُونَ حَتّي بَايَعَ فِي آخِرِ النّاسِ فَتًي مِنَ الأَنصَارِ فَصَفّقَ بِيَمِينِهِ مِنَ الخِنصِرِ إِلَي أَعلَي الإِبهَامِ فَتَبَسّمَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع ثُمّ قَالَ كُلّ مَن بَايَعَنَا بَايَعَ بِفَسخِ البَيعَةِ غَيرَ هَذَا الفَتَي فَإِنّهُ بَايَعَنَا بِعَقدِهَا فَقَالَ المَأمُونُ وَ مَا فَسخُ البَيعَةِ مِن عَقدِهَا قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع عَقدُ البَيعَةِ هُوَ مِن أَعلَي الخِنصِرِ إِلَي أَعلَي الإِبهَامِ وَ فَسخُهَا مِن أَعلَي الإِبهَامِ إِلَي أَعلَي الخِنصِرِ قَالَ فَمَاجَ النّاسُ فِي ذَلِكَ وَ أَمَرَ المَأمُونُ بِإِعَادَةِ النّاسِ إِلَي البَيعَةِ عَلَي مَا وَصَفَهُ أَبُو الحَسَنِ ع وَ قَالَ النّاسُ كَيفَ يَستَحِقّ الإِمَامَةَ مَن لَا يَعرِفُ عَقدَ البَيعَةِ إِنّ مَن عَلِمَ لَأَولَي بِهَا مِمّن لَا يَعلَمُ قَالَ فَحَمَلَهُ ذَلِكَ عَلَي مَا فَعَلَهُ مِن سَمّهِ


صفحه : 145

22- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]رَوَي مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَفطَسُ قَالَ دَخَلتُ عَلَي المَأمُونِ فقَرَبّنَيِ‌ وَ حيَاّنيِ‌ ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ الرّضَا ع مَا كَانَ أَعلَمَهُ لَقَد أخَبرَنَيِ‌ بِعَجَبٍ سَأَلتُهُ لَيلَةً وَ قَد بَايَعَ لَهُ النّاسُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَرَي لَكَ أَن تمَضيِ‌َ إِلَي العِرَاقِ وَ أَكُونَ خَلِيفَتَكَ بِخُرَاسَانَ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ لَا لعَمَريِ‌ وَ لَكِنّهُ مِن دُونِ خُرَاسَانَ تَدَرّجَاتٌ إِنّ لَنَا هُنَا مَكثاً وَ لَستُ بِبَارِحٍ حَتّي يأَتيِنَيِ‌ المَوتُ وَ مِنهَا المَحشَرُ لَا مَحَالَةَ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا عِلمُكَ بِذَلِكَ فَقَالَ علِميِ‌ بمِكَاَنيِ‌ كعَلِميِ‌ بِمَكَانِكَ قُلتُ وَ أَينَ مكَاَنيِ‌ أَصلَحَكَ اللّهُ فَقَالَ لَقَد بَعُدَتِ الشّقّةُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ أَمُوتُ فِي المَشرِقِ وَ تَمُوتُ بِالمَغرِبِ فَقُلتُ صَدَقتَ وَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ وَ آلُ مُحَمّدٍ فَجَهَدتُ الجُهدَ كُلّهُ وَ أَطمَعتُهُ فِي الخِلَافَةِ وَ مَا سِوَاهَا فَمَا أطَمعَنَيِ‌ فِي نَفسِهِ

بيان لعل التدرجات من قولهم أدرجه في أكفانه و قدمضي في باب المعجزات

23-شا،[الإرشاد]ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ الأَخبَارِ وَ رُوَاةِ السّيَرِ مِن أَيّامِ الخُلَفَاءِ أَنّ المَأمُونَ لَمّا أَرَادَ العَقدَ لِلرّضَا عَلِيّ بنِ مُوسَي ع وَ حَدّثَ نَفسَهُ بِذَلِكَ أَحضَرَ الفَضلَ بنَ سَهلٍ وَ أَعلَمَهُ بِمَا قَد عَزَمَ عَلَيهِ مِن ذَلِكَ وَ أَمَرَهُ بِالِاجتِمَاعِ مَعَ أَخِيهِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ عَلَي ذَلِكَ فَفَعَلَ وَ اجتَمَعَا بِحَضرَتِهِ فَجَعَلَ الحَسَنُ يُعَظّمُ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ يُعَرّفُهُ مَا فِي إِخرَاجِ الأَمرِ مِن أَهلِهِ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ إنِيّ‌ عَاهَدتُ اللّهَ أنَنّيِ‌ إِن ظَفِرتُ بِالمَخلُوعِ أَخرَجتُ الخِلَافَةَ إِلَي أَفضَلِ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ مَا أَعلَمُ أَحَداً أَفضَلَ مِن هَذَا الرّجُلِ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَلَمّا رَأَي الفَضلُ وَ الحَسَنُ عَزِيمَتَهُ عَلَي ذَلِكَ أَمسَكَا عَن مُعَارَضَتِهِ فَأَرسَلَهُمَا إِلَي الرّضَا ع فَعَرَضَا عَلَيهِ ذَلِكَ فَامتَنَعَ مِنهُ فَلَم يَزَالَا بِهِ حَتّي أَجَابَ فَرَجَعَا إِلَي المَأمُونِ فَعَرّفَاهُ إِجَابَتَهُ فَسُرّ بِذَلِكَ وَ جَلَسَ لِلخَاصّةِ فِي يَومِ خَمِيسٍ وَ خَرَجَ الفَضلُ بنُ سَهلٍ وَ أَعلَمَ النّاسَ برِأَي‌ِ المَأمُونِ فِي عَلِيّ بنِ مُوسَي وَ أَنّهُ قَد وَلّاهُ


صفحه : 146

عَهدَهُ وَ سَمّاهُ الرّضَا وَ أَمَرَهُم بِلُبسِ الخُضرَةِ وَ العَودِ لِبَيعَتِهِ فِي الخَمِيسِ عَلَي أَن يَأخُذُوا رِزقَ سَنَةٍ فَلَمّا كَانَ ذَلِكَ اليَومُ رَكِبَ النّاسُ عَلَي طَبَقَاتِهِم مِنَ القُوّادِ وَ الحُجّابِ وَ القُضَاةِ وَ غَيرِهِم فِي الحَضرَةِ وَ جَلَسَ المَأمُونُ وَ وَضَعَ لِلرّضَا ع وِسَادَتَينِ عَظيِمَتَينِ حَتّي لَحِقَ بِمَجلِسِهِ وَ فَرشِهِ وَ أَجلَسَ الرّضَا ع عَلَيهِمَا فِي الخُضرَةِ وَ عَلَيهِ عِمَامَةٌ وَ سَيفٌ ثُمّ أَمَرَ ابنَهُ العَبّاسَ بنَ المَأمُونِ أَن يُبَايِعَ لَهُ أَوّلَ النّاسِ فَرَفَعَ الرّضَا يَدَهُ فَتَلَقّي بِظَهرِهَا وَجهَ نَفسِهِ وَ بِبَطنِهَا وُجُوهَهُم فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ ابسُط يَدَكَ لِلبَيعَةِ وَ قَالَ لَهُ الرّضَا ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص هَكَذَا كَانَ يُبَايِعُ فَبَايَعَهُ النّاسُ وَ يَدُهُ فَوقَ أَيدِيهِم وَ وُضِعَتِ البُدُرُ وَ قَامَتِ الخُطَبَاءُ وَ الشّعَرَاءُ فَجَعَلُوا يَذكُرُونَ فَضلَ الرّضَا ع وَ مَا كَانَ مَعَ المَأمُونِ فِي أَمرِهِ ثُمّ دَعَا أَبُو عَبّادٍ بِالعَبّاسِ بنِ المَأمُونِ فَوَثَبَ فَدَنَا مِن أَبِيهِ فَقَبّلَ يَدَهُ وَ أَمَرَهُ بِالجُلُوسِ ثُمّ نوُديِ‌َ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فَقَالَ لَهُ الفَضلُ بنُ سَهلٍ قُم فَقَامَ وَ مَشَي حَتّي قَرُبَ مِنَ المَأمُونِ وَ وَقَفَ وَ لَم يُقَبّل يَدَهُ فَقِيلَ لَهُ امضِ فَخُذ جَائِزَتَكَ وَ نَادَاهُ المَأمُونُ ارجِع يَا أَبَا جَعفَرٍ إِلَي مَجلِسِكَ فَرَجَعَ ثُمّ جَعَلَ أَبُو عَبّادٍ يَدعُو بعِلَوَيِ‌ّ وَ عبَاّسيِ‌ّ فَيَقبَضَانِ جَوَائِزَهُمَا حَتّي نَفِدَتِ الأَموَالُ ثُمّ قَالَ المَأمُونُ لِلرّضَا ع اخطُبِ النّاسَ وَ تَكَلّم فِيهِم فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ لَنَا عَلَيكُم حَقّ بِرَسُولِ اللّهِص وَ لَكُم عَلَينَا حَقّ بِهِ فَإِذَا أَنتُم أَدّيتُم إِلَينَا ذَلِكَ وَجَبَ عَلَينَا الحَقّ لَكُم وَ لَا يُذكَرُ عَنهُ غَيرُ هَذَا فِي ذَلِكَ المَجلِسِ وَ أَمَرَ المَأمُونُ فَضُرِبَتِ الدّرَاهِمُ فَطُبِعَ عَلَيهَا اسمُ الرّضَا وَ زَوّجَ إِسحَاقَ بنَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ بِنتَ عَمّهِ إِسحَاقَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَمَرَهُ فَحَجّ بِالنّاسِ وَ خَطَبَ لِلرّضَا ع فِي بَلَدِهِ بِوِلَايَةِ العَهدِ

وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ العلَوَيِ‌ّ قَالَحدَثّنَيِ‌ مَن سَمِعَ عَبدَ الحَمِيدِ بنَ سَعِيدٍ يَخطُبُ فِي تِلكَ السّنَةِ عَلَي مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص بِالمَدِينَةِ


صفحه : 147

فَقَالَ لَهُ فِي الدّعَاءِ لَهُ ولَيِ‌ّ عَهدِ المُسلِمِينَ عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع


سِتّةٌ آبَاؤُهُم مَن هُم   أَفضَلُ مَن يَشرَبُ صَوبَ الغَمَامِ

وَ ذَكَرَ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن رِجَالِهِ قَالَ لَمّا جَلَسَ الرّضَا ع فِي الخِلَعِ بِوِلَايَةِ العَهدِ فَأَقَامَ بَينَ يَدَيهِ الخُطَبَاءُ وَ الشّعَرَاءُ وَ خَفَقَتِ الأَلوِيَةُ عَلَي رَأسِهِ فَذُكِرَ عَن بَعضِ مَن حَضَرَ مِمّن كَانَ يَختَصّ بِالرّضَا ع أَنّهُ قَالَ كُنتُ بَينَ يَدَيهِ فِي ذَلِكَ اليَومِ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ أَنَا مُستَبشِرٌ بِمَا جَرَي فَأَومَأَ إلِيَ‌ّ أَنِ ادنُ فَدَنَوتُ مِنهُ فَقَالَ لِي مِن حَيثُ لَا يَسمَعُهُ غيَريِ‌ لَا تَشغَل قَلبَكَ بِهَذَا الأَمرِ وَ لَا تَستَبشِر لَهُ فَإِنّهُ شَيءٌ لَا يَتِمّ وَ كَانَ فِيمَن وَرَدَ عَلَيهِ مِنَ الشّعَرَاءِ دِعبِلُ بنُ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ إنِيّ‌ قَد قُلتُ قَصِيدَةً فَجَعَلتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا أَنشُدَهَا عَلَي أَحَدٍ قَبلَكَ فَأَمَرَهُ بِالجُلُوسِ حَتّي خَفّ مَجلِسُهُ ثُمّ قَالَ لَهُ هَاتِهَا قَالَ فَأَنشَدَهُ قَصِيدَتَهُ التّيِ‌ أَوّلُهَا


مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ   وَ مَنزِلُ وحَي‌ٍ مُقفِرُ العَرَصَاتِ

حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِهَا فَلَمّا فَرَغَ مِن إِنشَادِهَا قَامَ الرّضَا ع فَدَخَلَ إِلَي حُجرَتِهِ وَ بَعَثَ إِلَيهِ خَادِماً بِخِرقَةِ خَزّ فِيهَا سِتّمِائَةِ دِينَارٍ وَ قَالَ لِخَادِمِهِ قُل لَهُ استَعِن بِهَذِهِ فِي سَفَرِكَ وَ أَعذِرنَا فَقَالَ لَهُ دِعبِلٌ لَا وَ اللّهِ مَا هَذَا أَرَدتُ وَ لَا لَهُ خَرَجتُ وَ لَكِن قُل لَهُ اكسنُيِ‌ ثَوباً مِن أَثوَابِكَ وَ رُدّهَا عَلَيهِ فَرَدّهَا الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ خُذهَا وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِجُبّةٍ مِن ثِيَابِهِ فَخَرَجَ دِعبِلٌ حَتّي وَرَدَ قُمّ فَلَمّا رَأَوُا الجُبّةَ مَعَهُ أَعطَوهُ فِيهَا أَلفَ دِينَارٍ فَأَبَي عَلَيهِم فَقَالَ لَا وَ اللّهِ وَ لَا خِرقَةً مِنهَا بِأَلفِ دِينَارٍ ثُمّ خَرَجَ مِن قُمّ فَاتّبَعُوهُ فَقَطَعُوا عَلَيهِ الطّرِيقَ وَ أَخَذُوا الجُبّةَ وَ رَجَعَ إِلَي قُمّ فَكَلّمَهُم فِيهَا فَقَالُوا لَيسَ إِلَيهَا سَبِيلٌ وَ لَكِن إِن شِئتَ فَهَذِهِ أَلفُ دِينَارٍ وَ قَالَ لَهُم وَ خِرقَةً مِنهَا فَأَعطَوهُ أَلفَ دِينَارٍ وَ خِرقَةً مِنهَا

بيان الخلع بكسر الخاء وفتح اللام جمع الخلعة وخفق الألوية تحركها واضطرابها


صفحه : 148

24- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ذَكَرَ أَخبَارَ البَيعَةِ نَحواً مِمّا مَرّ وَ ذَكَرَ صُورَةَ خَطّ الرّضَا ع عَلَي كِتَابِ العَهدِ نَحواً مِمّا سيَأَتيِ‌ ثُمّ قَالَ وَ قَالَ ابنُ المُعتَزّ


وَ أَعطَاكُمُ المَأمُونُ حَقّ خِلَافَةٍ   لَنَا حَقّهَا لَكِنّهُ جَادَ بِالدّنيَا

فَمَاتَ الرّضَا مِن بَعدِ مَا قَد عَلِمتُم   وَ لَاذَت بِنَا مِن بَعدِهِ مَرّةً أُخرَي

وَ كَانَ دَخَلَ عَلَيهِ الشّعَرَاءُ فَأَنشَدَ دِعبِلٌ


مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ   وَ مَنزِلُ وحَي‌ٍ مُقفِرُ العَرَصَاتِ

وَ أَنشَدَ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ


أَزَالَت عَزَاءَ القَلبِ بَعدَ التّجَلّدِ   مَصَارِعُ أَولَادِ النّبِيّ مُحَمّدٍ

وَ أَنشَدَ أَبُو نُوَاسٍ


مُطَهّرُونَ نَقِيّاتٌ جُيُوبُهُم   تُتلَي الصّلَاةُ عَلَيهِم أَينَمَا ذُكِرُوا

مَن لَم يَكُن عَلَوِيّاً حِينَ تَنسُبُهُ   فَمَا لَهُ فِي قَدِيمِ الدّهرِ مُفتَخَرٌ

وَ اللّهُ لَمّا بَرَأَ خَلقاً فَأَتقَنَهُ   صَفّاكُم وَ اصطَفَاكُم أَيّهَا البَشَرُ

فَأَنتُمُ المَلَأُ الأَعلَي وَ عِندَكُم   عِلمُ الكِتَابِ وَ مَا جَاءَت بِهِ السّوَرُ

فَقَالَ الرّضَا ع قَد جِئتَنَا بِأَبيَاتٍ مَا سَبَقَكَ أَحَدٌ إِلَيهَا يَا غُلَامُ هَل مَعَكَ مِن نَفَقَتِنَا شَيءٌ فَقَالَ ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ أَعطِهَا إِيّاهُ ثُمّ قَالَ يَا غُلَامُ سُق إِلَيهِ البَغلَةَ

25-كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الفَقِيرُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي عَلِيّ بنُ عِيسَي أَثَابَهُ اللّهُ وَ فِي سَنَةِ سَبعِينَ وَ سِتّمِائَةٍ وَصَلَ مِن مَشهَدِهِ الشّرِيفِ أَحَدُ قُوّامِهِ وَ مَعَهُ العَهدُ ألّذِي كَتَبَهُ لَهُ المَأمُونُ بِخَطّ يَدِهِ وَ بَينَ سُطُورِهِ وَ فِي ظَهرِهِ بِخَطّ الإِمَامِ ع مَا هُوَ مَسطُورٌ فَقَبّلتُ مَوَاقِعَ أَقلَامِهِ وَ سَرّحتُ طرَفيِ‌ فِي رِيَاضِ كَلَامِهِ وَ عَدّدتُ الوُقُوفَ عَلَيهِ مِن مِنَنِ اللّهِ وَ إِنعَامِهِ وَ نَقَلتُهُ حَرفاً فَحَرفاً وَ هُوَ بِخَطّ المَأمُونِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ هَارُونَ الرّشِيدِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اصطَفَي الإِسلَامَ


صفحه : 149

دِيناً وَ اصطَفَي لَهُ مِن عِبَادِهِ رُسُلًا دَالّينَ وَ هَادِينَ إِلَيهِ يُبَشّرُ أَوّلُهُم بِآخِرِهِم وَ يُصَدّقُ تَالِيهِم مَاضِيَهُم حَتّي انتَهَت نُبُوّةُ اللّهِ إِلَي مُحَمّدٍص عَلَي فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ دُرُوسٍ مِنَ العِلمِ وَ انقِطَاعٍ مِنَ الوحَي‌ِ وَ اقتِرَابٍ مِنَ السّاعَةِ فَخَتَمَ اللّهُ بِهِ النّبِيّينَ وَ جَعَلَهُ شَاهِداً لَهُم وَ مُهَيمِناً عَلَيهِم وَ أَنزَلَ عَلَيهِ كِتَابَهُ العَزِيزَ ألّذِيلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍبِمَا أَحَلّ وَ حَرّمَ وَ وَعَدَ وَ أَوعَدَ وَ حَذّرَ وَ أَنذَرَ وَ أَمَرَ بِهِ وَ نَهَي عَنهُ لِيَكُونَ لَهُ الحُجّةُ البَالِغَةُ عَلَي خَلقِهِلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ إِنّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌفَبَلّغَ عَنِ اللّهِ رِسَالَتَهُ وَ دَعَا إِلَي سَبِيلِهِ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ مِنَ الحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ المُجَادَلَةِ باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ ثُمّ بِالجِهَادِ وَ الغِلظَةِ حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ اختَارَ لَهُ مَا عِندَهُ فَلَمّا انقَضَتِ النّبُوّةُ وَ خَتَمَ اللّهُ بِمُحَمّدٍص الوحَي‌َ وَ الرّسَالَةَ جَعَلَ قِوَامَ الدّينِ وَ نِظَامَ أَمرِ المُسلِمِينَ بِالخِلَافَةِ وَ إِتمَامَهَا وَ عِزّهَا وَ القِيَامَ بِحَقّ اللّهِ تَعَالَي فِيهَا بِالطّاعَةِ التّيِ‌ بِهَا يُقَامُ فَرَائِضُ اللّهِ وَ حُدُودُهُ وَ شَرَائِعُ الإِسلَامِ وَ سُنَنُهُ وَ يُجَاهَدُ لَهَا عَدُوّهُ فَعَلَي خُلَفَاءِ اللّهِ طَاعَتُهُ فِيمَا استَحفَظَهُم وَ استَرعَاهُم مِن دِينِهِ وَ عِبَادِهِ وَ عَلَي المُسلِمِينَ طَاعَةُ خُلَفَائِهِم وَ مُعَاوَنَتُهُم عَلَي إِقَامَةِ حَقّ اللّهِ وَ عَدلِهِ وَ أَمنِ السّبِيلِ وَ حَقنِ الدّمَاءِ وَ صَلَاحِ ذَاتِ البَينِ وَ جَمعِ الأُلفَةِ وَ فِي خِلَافِ ذَلِكَ اضطِرَابُ حَبلِ المُسلِمِينَ وَ اختِلَالُهُم وَ اختِلَافُ مِلّتِهِم وَ قَهرُ دِينِهِم وَ استِعلَاءُ عَدُوّهِم وَ تَفَرّقُ الكَلِمَةِ وَ خُسرَانُ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَحَقّ عَلَي مَنِ استَخلَفَهُ اللّهُ فِي أَرضِهِ وَ ائتَمَنَهُ عَلَي خَلقِهِ أَن يُجهِدَ لِلّهِ نَفسَهُ وَ يُؤثِرَ مَا فِيهِ رِضَا اللّهِ وَ طَاعَتُهُ وَ يَعتَدّ لِمَا اللّهُ مُوَافِقُهُ عَلَيهِ وَ مُسَائِلُهُ عَنهُ وَ يَحكُمَ بِالحَقّ وَ يَعمَلَ بِالعَدلِ فِيمَا حَمَلَهُ اللّهُ وَ قَلّدَهُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ لِنَبِيّهِ دَاوُدَ ع يا داوُدُ إِنّا جَعَلناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقّ وَ لا تَتّبِعِ الهَوي فَيُضِلّكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِنّ الّذِينَ يَضِلّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا


صفحه : 150

يَومَ الحِسابِ

وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَوَ رَبّكَ لَنَسئَلَنّهُم أَجمَعِينَ عَمّا كانُوا يَعمَلُونَ وَ بَلَغَنَا أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ قَالَ لَو ضَاعَت سَخلَةٌ بِشَاطِئِ الفُرَاتِ لَتَخَوّفتُ أَن يسَألَنَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا وَ ايمُ اللّهِ إِنّ المَسئُولَ عَن خَاصّةِ نَفسِهِ المَوقُوفَ عَلَي عَمَلِهِ فِيمَا بَينَ اللّهِ وَ بَينَهُ لَيُعرَضُ عَلَي أَمرٍ كَبِيرٍ وَ عَلَي خَطَرٍ عَظِيمٍ فَكَيفَ بِالمَسئُولِ عَن رِعَايَةِ الأُمّةِ وَ بِاللّهِ الثّقَةُ وَ إِلَيهِ المَفزَعُ وَ الرّغبَةُ فِي التّوفِيقِ وَ العِصمَةِ وَ التّسدِيدِ وَ الهِدَايَةِ إِلَي مَا فِيهِ ثَبُوتُ الحُجّةِ وَ الفَوزُ مِنَ اللّهِ بِالرّضوَانِ وَ الرّحمَةِ وَ أَنظَرُ الأُمّةِ لِنَفسِهِ وَ أَنصَحُهُم لِلّهِ فِي دِينِهِ وَ عِبَادِهِ مِن خَلَائِقِهِ فِي أَرضِهِ مَن عَمِلَ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ كِتَابِهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص فِي مُدّةِ أَيّامِهِ وَ بَعدَهَا وَ أَجهَدَ رَأيَهُ وَ نَظَرَهُ فِيمَن يُوَلّيهِ عَهدَهُ وَ يَختَارُهُ لِإِمَامَةِ المُسلِمِينَ وَ رِعَايَتِهِم بَعدَهُ وَ يَنصِبُهُ عَلَماً لَهُم وَ مَفزَعاً فِي جَمعِ أُلفَتِهِم وَ لَمّ شَعَثِهِم وَ حِقنِ دِمَائِهِم وَ الأَمنِ بِإِذنِ اللّهِ مِن فِرقَتِهِم وَ فَسَادِ ذَاتِ بَينِهِم وَ اختِلَافِهِم وَ رَفعِ نَزغِ الشّيطَانِ وَ كَيدِهِ عَنهُم فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ العَهدَ بَعدَ الخِلَافَةِ مِن تَمَامِ أَمرِ الإِسلَامِ وَ كَمَالِهِ وَ عِزّهِ وَ صَلَاحِ أَهلِهِ وَ أَلهَمَ خُلَفَاءَهُ مِن تَوكِيدِهِ لِمَن يَختَارُونَهُ لَهُ مِن بَعدِهِم مَا عَظُمَت بِهِ النّعمَةُ وَ شَمِلَت فِيهِ العَافِيَةُ وَ نَقَضَ اللّهُ بِذَلِكَ مَكرَ أَهلِ الشّقَاقِ وَ العَدَاوَةِ وَ السعّي‌ِ فِي الفُرقَةِ وَ التّرَبّصِ لِلفِتنَةِ وَ لَم يَزَل أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مُنذُ أَفَضَت إِلَيهِ الخِلَافَةُ فَاختَبَرَ بَشَاعَةَ مَذَاقِهَا وَ ثِقلَ مَحمِلِهَا وَ شِدّةَ مَئُونَتِهَا وَ مَا يَجِبُ عَلَي مَن تَقَلّدَهَا مِنِ ارتِبَاطِ طَاعَةِ اللّهِ وَ مُرَاقَبَتِهِ فِيمَا حَمّلَهُ مِنهَا فَأَنصَبَ بَدَنَهُ وَ أَسهَرَ عَينَهُ وَ أَطَالَ فِكرَهُ فِيمَا فِيهِ عِزّ الدّينِ وَ قَمعُ المُشرِكِينَ وَ صَلَاحُ الأُمّةِ وَ نَشرُ العَدلِ وَ إِقَامَةُ الكِتَابِ وَ السّنّةِ وَ مَنَعَهُ ذَلِكَ مِنَ الخَفضِ وَ الدّعَةِ وَ مَهنَإِ العَيشِ عِلماً بِمَا اللّهُ سَائِلُهُ عَنهُ وَ مَحَبّةً أَن يَلقَي اللّهَ مُنَاصِحاً لَهُ فِي دِينِهِ وَ عِبَادِهِ وَ مُختَاراً لِوِلَايَةِ عَهدِهِ وَ رِعَايَةِ الأُمّةِ مِن بَعدِهِ أَفضَلَ مَن


صفحه : 151

يَقدِرُ عَلَيهِ فِي دِينِهِ وَ وَرَعِهِ وَ عِلمِهِ وَ أَرجَاهُم لِلقِيَامِ فِي أَمرِ اللّهِ وَ حَقّهِ مُنَاجِياً اللّهَ بِالِاستِخَارَةِ فِي ذَلِكَ وَ مَسأَلَتِهِ الهَامّةِ مَا فِيهِ رِضَاهُ وَ طَاعَتُهُ فِي آنَاءِ لَيلِهِ وَ نَهَارِهِ مُعمِلًا فِي طَلَبِهِ وَ التِمَاسِهِ فِي أَهلِ بَيتِهِ مِن وُلدِ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِكرَهُ وَ نَظَرَهُ مُقتَصِراً مِمّن عَلِمَ حَالَهُ وَ مَذهَبَهُ مِنهُم عَلَي عِلمِهِ وَ بَالِغاً فِي المَسأَلَةِ عَمّن خفَيِ‌َ عَلَيهِ أَمرُهُ جُهدَهُ وَ طَاقَتَهُ حَتّي استَقصَي أُمُورَهُم مَعرِفَةً وَ ابتَلَي أَخبَارَهُم مُشَاهَدَةً وَ استَبرَأَ أَحوَالَهُم مُعَايَنَةً وَ كَشَفَ مَا عِندَهُم مُسَاءَلَةً فَكَانَت خِيَرَتُهُ بَعدَ استِخَارَتِهِ لِلّهِ وَ إِجهَادِهِ نَفسَهُ فِي قَضَاءِ حَقّهِ فِي عِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ فِي البَيتَينِ جَمِيعاً عَلِيّ بنَ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ لِمَا رَأَي مِن فَضلِهِ البَارِعِ وَ عِلمِهِ النّافِعِ وَ وَرَعِهِ الظّاهِرِ وَ زُهدِهِ الخَالِصِ وَ تَخَلّيهِ مِنَ الدّنيَا وَ تَسَلّمِهِ مِنَ النّاسِ وَ قَدِ استَبَانَ لَهُ مَا لَم تَزَلِ الأَخبَارُ عَلَيهِ مُتَوَاطِئَةً وَ الأَلسُنُ عَلَيهِ مُتّفِقَةً وَ الكَلِمَةُ فِيهِ جَامِعَةً وَ لَمّا لَم يَزَل يَعرِفُهُ بِهِ مِنَ الفَضلِ يَافِعاً وَ نَاشِئاً وَ حَدَثاً وَ مُكتَهِلًا فَعَقَدَ لَهُ بِالعَقدِ وَ الخِلَافَةِ مِن بَعدِهِ وَاثِقاً بِخِيَرَةِ اللّهِ فِي ذَلِكَ إِذ عَلِمَ اللّهُ أَنّهُ فَعَلَهُ إِيثَاراً لَهُ وَ لِلدّينِ وَ نَظَراً لِلإِسلَامِ وَ المُسلِمِينَ وَ طَلَباً لِلسّلَامَةِ وَ ثَبَاتِ الحُجّةِ وَ النّجَاةِ فِي اليَومِ ألّذِييَقُومُ النّاسُ فِيهِلِرَبّ العالَمِينَ وَ دَعَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وُلدَهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ وَ خَاصّتَهُ وَ قُوّادَهُ وَ خَدَمَهُ فَبَايَعُوا مُسَارِعِينَ مَسرُورِينَ عَالِمِينَ بِإِيثَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ طَاعَةَ اللّهِ عَلَي الهَوَي فِي وُلدِهِ وَ غَيرِهِم مِمّن هُوَ أَشبَكُ مِنهُ رَحِماً وَ أَقرَبُ قَرَابَةً وَ سَمّاهُ الرّضَا إِذ كَانَ رِضًا عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَبَايِعُوا مَعشَرَ أَهلِ بَيتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ مَن بِالمَدِينَةِ المَحرُوسَةِ مِن قُوّادِهِ وَ جُندِهِ وَ عَامّةِ المُسلِمِينَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ لِلرّضَا مِن بَعدِهِ عَلِيّ بنِ مُوسَي عَلَي اسمِ اللّهِ وَ بَرَكَتِهِ وَ حُسنِ قَضَائِهِ لِدِينِهِ وَ عِبَادِهِ بَيعَةً مَبسُوطَةً إِلَيهَا أَيدِيكُم مُنشَرِحَةً لَهَا صُدُورُكُم عَالِمِينَ بِمَا أَرَادَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بِهَا وَ آثَرَ طَاعَةَ اللّهِ وَ النّظَرَ لِنَفسِهِ وَ لَكُم فِيهَا شَاكِرِينَ لِلّهِ عَلَي مَا أُلهِمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مِن قَضَاءِ حَقّهِ فِي رِعَايَتِكُم وَ حِرصِهِ عَلَي رُشدِكُم وَ صَلَاحِكُم رَاجِينَ عَائِدَةَ ذَلِكَ فِي جَمعِ أُلفَتِكُم وَ حِقنِ دِمَائِكُم وَ لَمّ


صفحه : 152

شَعَثِكُم وَ سَدّ ثُغُورِكُم وَ قُوّةِ دِينِكُم وَ وَقمِ عَدُوّكُم وَ استِقَامَةِ أُمُورِكُم وَ سَارِعُوا إِلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ طَاعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَإِنّهُ الأَمنُ إِن سَارَعتُم إِلَيهِ وَ حَمَدتُمُ اللّهَ عَلَيهِ وَ عَرَفتُمُ الحَظّ فِيهِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ كَتَبَ بِيَدِهِ فِي يَومِ الإِثنَينِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَي وَ مِائَتَينِ صُورَةُ مَا كَانَ عَلَي ظَهرِ العَهدِ بِخَطّ الإِمَامِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحَمدُ لِلّهِ الفَعّالِ لِمَا يَشَاءُلا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَ لَا رَادّ لِقَضَائِهِيَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَ ما تخُفيِ‌ الصّدُورُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ أَقُولُ وَ أَنَا عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَضّدَهُ اللّهُ بِالسّدَادِ وَ وَفّقَهُ لِلرّشَادِ عَرَفَ مِن حَقّنَا مَا جَهِلَهُ غَيرُهُ فَوَصَلَ أَرحَاماً قُطِعَت وَ آمَنَ نُفُوساً فَزِعَت بَل أَحيَاهَا وَ قَد تَلِفَت وَ أَغنَاهَا إِذِ افتَقَرَت مُبتَغِياً رِضَا رَبّ العَالَمِينَ لَا يُرِيدُ جَزَاءً مِن غَيرِهِوَ سيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَ وَلا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ وَ إِنّهُ جَعَلَ إلِيَ‌ّ عَهدَهُ وَ الإِمرَةَ الكُبرَي إِن بَقِيتُ بَعدَهُ فَمَن حَلّ عُقدَةً أَمَرَ اللّهُ بِشَدّهَا وَ قَصَمَ عُروَةً أَحَبّ اللّهُ إِيثَاقَهَا فَقَد أَبَاحَ حَرِيمَهُ وَ أَحَلّ مُحَرّمَهُ إِذ كَانَ بِذَلِكَ زَارِياً عَلَي الإِمَامِ مُنتَهِكاً حُرمَةَ الإِسلَامِ بِذَلِكَ جَرَي السّالِفُ فَصُبِرَ مِنهُ عَلَي الفَلَتَاتِ وَ لَم يُعتَرَض بَعدَهَا عَلَي العَزَمَاتِ خَوفاً عَلَي شَتَاتِ الدّينِ وَ اضطِرَابِ حَبلِ المُسلِمِينَ وَ لِقُربِ أَمرِ الجَاهِلِيّةِ وَ رَصَدِ فُرصَةٍ تُنتَهَزُ وَ بَائِقَةٍ تُبتَدَرُ وَ قَد جَعَلتُ لِلّهِ عَلَي نفَسيِ‌ إِنِ استرَعاَنيِ‌ أَمرَ المُسلِمِينَ وَ قلَدّنَيِ‌ خِلَافَتَهُ العَمَلَ فِيهِم عَامّةً وَ فِي بنَيِ‌ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ خَاصّةً بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِص وَ أَن لَا أَسفِكَ دَماً حَرَاماً وَ لَا أُبِيحَ فَرجاً وَ لَا مَالًا إِلّا مَا سَفَكَتهُ حُدُودُهُ وَ أَبَاحَتهُ فَرَائِضُهُ وَ أَن أَتَخَيّرَ الكُفَاةَ جهُديِ‌ وَ طاَقتَيِ‌ وَ جَعَلتُ بِذَلِكَ عَلَي نفَسيِ‌ عَهداً مُؤَكّداً يسَألَنُيِ‌ اللّهُ عَنهُ فَإِنّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ أَوفُوا بِالعَهدِ إِنّ العَهدَ كانَ مَسؤُلًا


صفحه : 153

وَ إِن أَحدَثتُ أَو غَيّرتُ أَو بَدّلتُ كُنتُ لِلغِيَرِ مُستَحِقّاً وَ لِلنّكَالِ مُتَعَرّضاً وَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِهِ وَ إِلَيهِ أَرغَبُ فِي التّوفِيقِ لِطَاعَتِهِ وَ الحَولِ بيَنيِ‌ وَ بَينَ مَعصِيَتِهِ فِي عَافِيَةٍ لِي وَ لِلمُسلِمِينَ وَ الجَامِعَةُ وَ الجَفرُ يَدُلّانِ عَلَي ضِدّ ذَلِكَوَ ما أدَريِ‌ ما يُفعَلُ بيِ‌ وَ لا بِكُمإِنِ الحُكمُ إِلّا لِلّهِيقَضيِ‌ بِالحَقّوَ هُوَ خَيرُ الفاصِلِينَلكَنِيّ‌ امتَثَلتُ أَمرَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ آثَرتُ رِضَاهُ وَ اللّهُ يعَصمِنُيِ‌ وَ إِيّاهُ وَ أَشهَدتُ اللّهُ عَلَي نفَسيِ‌ بِذَلِكَوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً وَ كَتَبتُ بخِطَيّ‌ بِحَضرَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَطَالَ اللّهُ بَقَاءَهُ وَ الفَضلِ بنِ سَهلٍ وَ سَهلِ بنِ الفَضلِ وَ يَحيَي بنِ أَكثَمَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ طَاهِرٍ وَ ثُمَامَةَ بنِ أَشرَسَ وَ بِشرِ بنِ المُعتَمِرِ وَ حَمّادِ بنِ النّعمَانِ فِي شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَي وَ مِائَتَينِ الشّهُودُ عَلَي الجَانِبِ الأَيمَنِ شَهِدَ يَحيَي بنُ أَكثَمَ عَلَي مَضمُونِ هَذَا المَكتُوبِ ظَهرِهِ وَ بَطنِهِ وَ هُوَ يَسأَلُ اللّهَ أَن يُعَرّفَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ كَافّةَ المُسلِمِينَ بَرَكَةَ هَذَا العَهدِ وَ المِيثَاقِ وَ كَتَبَ بِخَطّهِ فِي التّارِيخِ المُبَيّنِ فِيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ طَاهِرِ بنِ الحُسَينِ أَثبَتَ شَهَادَتَهُ فِيهِ بِتَارِيخِهِ شَهِدَ حَمّادُ بنُ النّعمَانِ بِمَضمُونِهِ ظَهرِهِ وَ بَطنِهِ وَ كَتَبَ بِيَدِهِ فِي تَارِيخِهِ بِشرُ بنُ المُعتَمِرِ يَشهَدُ بِمِثلِ ذَلِكَ الشّهُودُ عَلَي الجَانِبِ الأَيسَرِ رَسَمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَطَالَ اللّهُ بَقَاءَهُ قِرَاءَةَ هَذِهِ الصّحِيفَةِ التّيِ‌ هيِ‌َ صَحِيفَةُ المِيثَاقِ نَرجُو أَن نَجُوزَ بِهَا الصّرَاطَ ظَهرِهَا وَ بَطنِهَا بِحَرَمِ سَيّدِنَا رَسُولِ اللّهِص بَينَ الرّوضَةِ وَ المِنبَرِ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ بِمَرأًي وَ مِسمَعٍ مِن وُجُوهِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ سَائِرِ الأَولِيَاءِ وَ الأَحفَادِ بَعدَ استِيفَاءِ شُرُوطِ البَيعَةِ عَلَيهِ بِمَا أَوجَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الحُجّةَ بِهِ عَلَي جَمِيعِ المُسلِمِينَ وَ لتَبطُلِ الشّبهَةُ التّيِ‌ كَانَتِ اعتَرَضَت آرَاءَ الجَاهِلِينَ وَما كانَ اللّهُ لِيَذَرَ المُؤمِنِينَ عَلي ما أَنتُم عَلَيهِ وَ كَتَبَ الفَضلُ بنُ سَهلٍ بِأَمرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بِالتّارِيخِ فِيهِ


صفحه : 154

بيان أقول أخذنا أخبار كشف الغمة من نسخة قديمة مصححة كانت عليها إجازات العلماء الكرام و كان مكتوبا عليها في هذاالموضع علي الهامش أشياء نذكرها وهي‌ هذه وكتب بقلمه الشريف تحت قوله والخلافة من بعده جعلت فداك وكتب تحت ذكر اسمه ع وصلتك رحم وجزيت خيرا وكتب عندتسميته بالرضا رضي‌ الله عنك وأرضاك وأحسن في الدارين جزاك وكتب بقلمه الشريف تحت الثناء عليه أثني الله عليك فأجمل وأجزل لديك الثواب فأكمل . ثم كان علي الهامش بعد ذلك العبد الفقير إلي الله تعالي الفضل بن يحيي عفا الله عنه قابلت المكتوب ألذي كتبه الإمام علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه و علي آله الطاهرين مقابلة بالذي‌ كتبه الإمام المذكور ع حرفا فحرفا وألحقت مافات منه وذكرت أنه من خطه ع و ذلك في يوم الثلاثاء مستهل المحرم من سنة تسع وتسعين وستمائة الهلالية بواسط والحمد لله علي ذلك و له المنة انتهي . قوله ع أن أتخير الكفاة أي أختار لكفاية أمور الخلق وإمارتهم من يصلح لذلك قوله للغير هوبكسر الغين وفتح الياء اسم للتغيير قوله رسم أي كتب وأمر أن يقرأ هذه الصحيفة في حرم الرسول ص

26-كشف ،[كشف الغمة]رَأَيتُ خَطّهُ ع فِي وَاسِطٍ سَنَةَ سَبعٍ وَ سَبعِينَ وَ سِتّمِائَةٍ جَوَاباً عَمّا كَتَبَهُ إِلَيهِ المَأمُونُ وَ هُوَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَصَلَ كِتَابُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَطَالَ اللّهُ بَقَاءَهُ يَذكُرُ مَا ثَبَتَ مِنَ الرّوَايَاتِ وَ رَسَمَ أَن أَكتُبَ لَهُ مَا صَحّ عنِديِ‌ مِن حَالِ هَذِهِ الشّعرَةِ الوَاحِدَةِ وَ الخَشَبَةِ التّيِ‌ لِرَحَي اليَدِ لِفَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ زَوجِهَا وَ بَنِيهَا فَهَذِهِ الشّعرَةُ الوَاحِدَةُ شَعرَةٌ مِن شَعرِ رَسُولِ اللّهِص لَا شُبهَةَ وَ لَا شَكّ وَ هَذِهِ الخَشَبَةُ المَذكُورَةُ لِفَاطِمَةَ ع لَا رَيبَ وَ لَا شُبهَةَ وَ أَنَا قَد تَفَحّصتُ وَ تَحَدّيتُ وَ كَتَبتُ إِلَيكَ فَاقبَل قوَليِ‌ فَقَد أَعظَمَ اللّهُ لَكَ فِي هَذَا الفَحصِ أَجراً عَظِيماً وَ بِاللّهِ التّوفِيقُ وَ كَتَبَ


صفحه : 155

عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ عَلَيّ سَنَةَ إِحدَي وَ مِائَتَينِ مِن هِجرَةِ صَاحِبِ التّنزِيلِ جدَيّ‌ص

27- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ لِيَ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ لَو كَتَبتَ إِلَي بَعضِ مَن يُطِيعُكَ فِي هَذِهِ النوّاَحيِ‌ التّيِ‌ قَد فَسَدَت عَلَينَا قَالَ قُلتُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِن وَفَيتَ لِي وَفَيتُ لَكَ إِنّمَا دَخَلتُ فِي هَذَا الأَمرِ ألّذِي دَخَلتُ فِيهِ عَلَي أَن لَا آمُرَ وَ لَا أَنهَي وَ لَا أوُلَيّ‌َ وَ لَا أَعزِلَ وَ مَا زاَدنَيِ‌ هَذَا الأَمرُ ألّذِي دَخَلتُ فِيهِ فِي النّعمَةِ عنِديِ‌ شَيئاً وَ لَقَد كُنتُ بِالمَدِينَةِ وَ كتِاَبيِ‌ يَنفُذُ فِي المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ لَقَد كُنتُ أَركَبُ حمِاَريِ‌ وَ أَمُرّ فِي سِكَكِ المَدِينَةِ وَ مَا بِهَا أَعَزّ منِيّ‌ وَ مَا كَانَ بِهَا أَحَدٌ يسَألَنُيِ‌ حَاجَةً يمُكنِنُيِ‌ قَضَاؤُهَا لَهُ إِلّا قَضَيتُهَا لَهُ فَقَالَ لِي أفَيِ‌ بِذَلِكَ

28- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن هَارُونَ القزَويِنيِ‌ّ قَالَ لَمّا جَاءَتنَا بَيعَةُ المَأمُونِ لِلرّضَا ع بِالعَهدِ إِلَي المَدِينَةِ خَطَبَ بِهَا النّاسَ عَبدُ الجَبّارِ بنُ سَعِيدِ بنِ سُلَيمَانَ المسُاَحقِيِ‌ّ فَقَالَ فِي آخِرِ خُطبَتِهِ أَ تَدرُونَ مَن ولَيِ‌ّ عَهدِكُم هَذَا عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع


سَبعَةٌ آبَاؤُهُم مَن هُم   أَخيَرُ مَن يَشرَبُ صَوبَ الغَمَامِ

تذييل

قال السيد المرتضي رضي‌ الله عنه في كتاب تنزيه الأنبياء. فإن قيل كيف تولي ع العهد للمأمون وتلك جهة لايستحق الإمامة منها أ و ليس هذاإيهاما فيما يتعلق بالدين .قلنا قدمضي من الكلام في سبب دخول أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الشوري ما هوأصل لهذا الباب وجملته أن ذا الحق له أن يتوصل إليه من كل


صفحه : 156

جهة وسبب لاسيما إذا كان يتعلق بذلك الحق تكليف عليه فإنه يصير واجبا عليه التوصل والتمحل بالتصرف فالإمامة يستحقه الرضا ع بالنص من آبائه عليهم السلام عليه فإذادفع عن ذلك وجعل إليه من وجه آخر أن يتصرف وجب عليه أن يجيب إلي ذلك الوجه ليصل منه إلي حقه . و ليس في هذاإيهاما لأن الأدلة الدالة علي استحقاقه ع للإمامة بنفسه يمنع من دخول الشبهة بذلك و إن كان فيه بعض الإيهام يحسنه دفع الضرورة إليه كماحملته وآباءه ع علي إظهار مبايعة الظالمين والقول بإمامتهم ولعله ع أجاب إلي ولاية العهد للتقية والخوف لأنه لم يؤثر الامتناع علي من ألزمه ذلك وحمله عليه فيفضي‌ الأمر إلي المجاهرة والمباينة والحال لايقتضيها و هذا بين


صفحه : 157

باب 41-سائر ماجري بينه ع و بين المأمون وأمرائه

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]وَجَدتُ فِي بَعضِ الكُتُبِ نُسخَةَ كِتَابِ الحِبَاءِ وَ الشّرطِ مِنَ الرّضَا عَلِيّ بنِ مُوسَي ع إِلَي العُمّالِ فِي شَأنِ الفَضلِ بنِ سَهلٍ وَ أَخِيهِ وَ لَم أَروَ ذَلِكَ عَن أَحَدٍ أَمّا بَعدُ فَالحَمدُ لِلّهِ البدَيِ‌ءِ البَدِيعِ القَادِرِ القَاهِرِ الرّقِيبِ عَلَي عِبَادِهِ المُقِيتِ عَلَي خَلقِهِ ألّذِي خَضَعَ كُلّ شَيءٍ لِمُلكِهِ وَ ذَلّ كُلّ شَيءٍ لِعِزّتِهِ وَ استَسلَمَ كُلّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ وَ تَوَاضَعَ كُلّ شَيءٍ لِسُلطَانِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ أَحَاطَ بِكُلّ شَيءٍ عِلمُهُ وَ أَحصَاهُ عَدَدُهُ فَلَا يَئُودُهُ كَبِيرٌ وَ لَا يَعزُبُ عَنهُ صَغِيرٌ ألّذِي لَا تُدرِكُهُ أَبصَارُ النّاظِرِينَ وَ لَا تُحِيطُ بِهِ صِفَةُ الوَاصِفِينَلَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ وَالمَثَلُ الأَعلي فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي شَرَعَ الإِسلَامَ دِيناً فَفَضّلَهُ وَ عَظّمَهُ وَ شَرّفَهُ وَ كَرّمَهُ وَ جَعَلَهُ الدّينَ القَيّمَ ألّذِي لَا يَقبَلُ غَيرَهُ وَ الصّرَاطَ المُستَقِيمَ ألّذِي لَا يَضِلّ مَن لَزِمَهُ وَ لَا يهَتدَيِ‌ مَن صَدَفَ عَنهُ وَ جَعَلَ فِيهِ النّورَ وَ البُرهَانَ وَ الشّفَاءَ وَ البَيَانَ وَ بَعَثَ بِهِ مَنِ اصطَفَي مِن مَلَائِكَتِهِ إِلَي مَنِ اجتَبَي مِن رُسُلِهِ فِي الأُمَمِ الخَالِيَةِ وَ القُرُونِ المَاضِيَةِ حَتّي انتَهَت رِسَالَتُهُ إِلَي مُحَمّدٍص فَخَتَمَ بِهِ النّبِيّينَ وَ قَفّي بِهِ عَلَي آثَارِ المُرسَلِينَ وَ بَعَثَهُ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ وَ بَشِيراً لِلمُؤمِنِينَ المُصَدّقِينَ وَ نَذِيراً لِلكَافِرِينَ المُكَذّبِينَ لِتَكُونَ لَهُ الحُجّةُ البَالِغَةُ وَلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ إِنّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَورَثَ أَهلَ بَيتِهِ مَوَارِيثَ النّبُوّةِ وَ استَودَعَهُمُ العِلمَ وَ الحِكمَةَ


صفحه : 158

وَ جَعَلَهُم مَعدِنَ الإِمَامَةِ وَ الخِلَافَةِ وَ أَوجَبَ وَلَايَتَهُم وَ شَرّفَ مَنزِلَتَهُم فَأَمَرَ رَسُولَهُ بِمَسأَلَةِ أُمّتِهِ مَوَدّتَهُم إِذ يَقُولُقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي وَ مَا وَصَفَهُم بِهِ مِن إِذهَابِ الرّجسِ عَنهُم وَ تَطهِيرِهِ إِيّاهُم فِي قَولِهِإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً ثُمّ إِنّ المَأمُونَ بَرّ رَسُولَ اللّهِص فِي عِترَتِهِ وَ وَصَلَ أَرحَامَ أَهلِ بَيتِهِ فَرَدّ أُلفَتَهُم وَ جَمَعَ فِرقَتَهُم وَ رَأَبَ صَدعَهُم وَ رَتَقَ فَتقَهُم وَ أَذهَبَ اللّهُ بِهِ الضّغَائِنَ وَ الإِحَنَ بَينَهُم وَ أَسكَنَ التّنَاصُرَ وَ التّوَاصُلَ وَ المَحَبّةَ وَ المَوَدّةَ قُلُوبَهُم فَأَصبَحَت بِيُمنِهِ وَ حِفظِهِ وَ بَرَكَتِهِ وَ بِرّهِ وَ صِلَتِهِ أَيدِيهُم وَاحِدَةً وَ كَلِمَتُهُم جَامِعَةً وَ أَهوَاؤُهُم مُتّفِقَةً وَ رَعَي الحُقُوقَ لِأَهلِهَا وَ وَضَعَ المَوَارِيثَ مَوَاضِعَهَا وَ كَافَأَ إِحسَانَ المُحسِنِينَ وَ حَفِظَ بَلَاءَ المُبلَينَ وَ قَرّبَ وَ بَاعَدَ عَلَي الدّينِ ثُمّ اختَصّ بِالتّفضِيلِ وَ التّقدِيمِ وَ التّشرِيفِ مَن قَدّمَتهُ مَسَاعِيهِ فَكَانَ ذَلِكَ ذَا الرّئَاسَتَينِ الفَضلَ بنَ سَهلٍ إِذ رَآهُ لَهُ مُؤَازِراً وَ بِحَقّهِ قَائِماً وَ بِحُجّتِهِ نَاطِقاً وَ لِنُقَبَائِهِ نَقِيباً وَ لِخُيُولِهِ قَائِداً وَ لِحُرُوبِهِ مُدَبّراً وَ لِرَعِيّتِهِ سَائِساً وَ إِلَيهِ دَاعِياً وَ لِمَن أَجَابَ إِلَي طَاعَتِهِ مُكَافِئاً وَ لِمَن عَنَدَ عَنهَا مُبَايِناً وَ بِنُصرَتِهِ مُنفَرِداً وَ لِمَرَضِ القُلُوبِ وَ النّيّاتِ مُدَاوِياً لَم يَنهَهُ عَن ذَلِكَ قِلّةُ مَالٍ وَ لَا عَوَزُ رِجَالٍ وَ لَم يَمِل بِهِ طَمَعٌ وَ لَم يَلفِتهُ عَن نِيّتِهِ وَ بَصِيرَتِهِ وَجَلٌ بَل عِندَ مَا يُهَوّلُهُ المُهَوّلُونَ وَ يُرعِدُ وَ يُبرِقُ بِهِ المُبرِقُونَ المُرعِدُونَ وَ كَثرَةُ المُخَالِفِينَ وَ المُعَانِدِينَ مِنَ المُجَاهِدِينَ وَ المُخَاتِلِينَ أَثبَتُ مَا يَكُونُ عَزِيمَةً وَ أَجرَأُ جِنَاناً وَ أَنفَذُ مَكِيدَةً وَ أَحسَنُ تَدبِيراً وَ أَقوَي تَثَبّتاً فِي حَقّ المَأمُونِ وَ الدّعَاءِ إِلَيهِ حَتّي قَصَمَ أَنيَابَ الضّلَالَةِ وَ فَلّ حَدّهُم وَ قَلّمَ أَظفَارَهُم وَ حَصَدَ شَوكَتَهُم وَ صَرَعَهُم مَصَارِعَ المُلحِدِينَ فِي دِينِهِ النّاكِثِينَ لِعَهدِهِ الوَانِينَ فِي أَمرِهِ المُستَخِفّينَ بِحَقّهِ الآمِنِينَ لِمَا حَذّرَ مِن سَطوَتِهِ وَ بَأسِهِ مَعَ آثَارِ ذيِ‌ الرّئَاسَتَينِ فِي صُنُوفِ الأُمَمِ


صفحه : 159

مِنَ المُشرِكِينَ وَ مَا زَادَ اللّهُ بِهِ فِي حُدُودِ دَارِ المُسلِمِينَ مِمّا قَد وَرَدَت أَنبَاؤُهُ عَلَيكُم وَ قُرِئَت بِهِ الكُتُبُ عَلَي مَنَابِرِكُم وَ حَمَلَت أَهلُ الآفَاقِ عَنكُم إِلَي غَيرِكُم فَانتَهَي شُكرُ ذيِ‌ الرّئَاسَتَينِ بَلَاءَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عِندَهُ وَ قِيَامَهُ بِحَقّهِ وَ ابتِذَالَهُ مُهجَتَهُ وَ مُهجَةَ أَخِيهِ أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ المَيمُونِ النّقِيبَةِ المَحمُودِ السّيَاسَةِ إِلَي غَايَةٍ تَجَاوَزَ فِيهَا المَاضِينَ وَ فَاقَ بِهَا الفَائِزِينَ وَ انتَهَت مُكَافَاةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِيّاهُ إِلَي مَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الأَموَالِ وَ القَطَائِعِ وَ الجَوَاهِرِ وَ إِن كَانَ ذَلِكَ لَا يفَيِ‌ بِيَومٍ مِن أَيّامِهِ وَ لَا مَقَامٍ مِن مَقَامَاتِهِ فَتَرَكَهُ زُهداً فِيهِ وَ ارتِفَاعاً مِن هِمّتِهِ عَنهُ وَ تَوفِيراً لَهُ عَلَي المُسلِمِينَ وَ اطّرَاحاً لِلدّنيَا وَ استِصغَاراً لَهَا وَ إِيثَاراً لِلآخِرَةِ وَ مُنَافَسَةً فِيهَا وَ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا لَم يَزَل لَهُ سَائِلًا وَ إِلَيهِ رَاغِباً مِنَ التخّلَيّ‌ وَ التّزَهّدِ فَعَظُمَ ذَلِكَ عِندَهُ وَ عِندَنَا لِمَعرِفَتِنَا بِمَا جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي مَكَانِهِ ألّذِي هُوَ بِهِ مِنَ العِزّ لِلدّينِ وَ السّلطَانِ وَ القُوّةِ عَلَي صَلَاحِ المُسلِمِينَ وَ جِهَادِ المُشرِكِينَ وَ مَا أَرَي اللّهَ بِهِ مِن تَصدِيقِ نِيّتِهِ وَ يُمنِ نَقِيبَتِهِ وَ صِحّةِ تَدبِيرِهِ وَ قُوّةِ رَأيِهِ وَ نُجحِ طَلِبَتِهِ وَ مُعَاوَنَتِهِ عَلَي الحَقّ وَ الهُدَي وَ البِرّ وَ التّقوَي فَلَمّا وَثِقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَثِقنَا مِنهُ بِالنّظَرِ لِلدّينِ وَ إِيثَارِ مَا فِيهِ صَلَاحُهُ وَ أَعطَينَاهُ سُؤلَهُ ألّذِي يُشبِهُ قَدرَهُ وَ كَتَبنَا لَهُ كِتَابَ حِبَاءٍ وَ شَرطٍ قَد نَسَخَ فِي أَسفَلِ كتِاَبيِ‌ هَذَا وَ أَشهَدنَا اللّهَ عَلَيهِ وَ مَن حَضَرَنَا مِن أَهلِ بَيتِنَا وَ القُوّادِ وَ الصّحَابَةِ وَ القُضَاةِ وَ الفُقَهَاءِ وَ الخَاصّةِ وَ العَامّةِ وَ رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الكِتَابَ بِهِ إِلَي الآفَاقِ لِيَذِيعَ وَ يَشِيعَ فِي أَهلِهَا وَ يُقرَأَ عَلَي مَنَابِرِهَا وَ يَثبُتَ عِندَ وُلَاتِهَا وَ قُضَاتِهَا فسَأَلَنَيِ‌ أَن أَكتُبَ بِذَلِكَ وَ أَشرَحَ مَعَانِيهِ وَ هيِ‌َ عَلَي ثَلَاثَةِ أَبوَابٍ ففَيِ‌ البَابِ الأَوّلِ البَيَانُ عَن كُلّ آثَارِهِ التّيِ‌ أَوجَبَ اللّهُ بِهَا حَقّهُ عَلَينَا وَ عَلَي المُسلِمِينَ وَ البَابُ الثاّنيِ‌ البَيَانُ عَن مَرتَبَتِهِ فِي إِزَاحَةِ عِلّتِهِ فِي كُلّ مَا دَبّرَ وَ دَخَلَ فِيهِ وَ لَا سَبِيلَ عَلَيهِ فِيمَا تَرَكَ وَ كَرِهَ وَ ذَلِكَ مَا لَيسَ لِخَلقٍ مِمّن فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ إِلّا لَهُ وَحدَهُ


صفحه : 160

وَ لِأَخِيهِ وَ مِن إِزَاحَةِ العِلّةِ تَحكِيمُهُمَا فِي كُلّ مَن بغَيِ‌َ عَلَيهِمَا وَ سَعَي بِفَسَادٍ عَلَينَا وَ عَلَيهِمَا وَ عَلَي أَولِيَائِنَا لِئَلّا يَطمَعَ طَامِعٌ فِي خِلَافٍ عَلَيهِمَا وَ لَا مَعصِيَةٍ لَهُمَا وَ لَا احتِيَالٍ فِي مَدخَلٍ بَينَنَا وَ بَينَهُمَا وَ البَابُ الثّالِثُ البَيَانُ فِي إِعطَائِنَا إِيّاهُ مَا أَحَبّ مِن مِلكِ التخّلَيّ‌ وَ حِليَةِ الزّهدِ وَ حُجّةِ التّحقِيقِ لِمَا سَعَي فِيهِ مِن ثَوَابِ الآخِرَةِ بِمَا يَتَقَرّرُ فِي قَلبِ مَن كَانَ فِي ذَلِكَ مِنهُ وَ مَا يَلزَمُنَا لَهُ مِنَ الكَرَامَةِ وَ العِزّ وَ الحِبَاءِ ألّذِي بَذَلنَاهُ لَهُ وَ لِأَخِيهِ مِن مَنعِهِمَا مَا نَمنَعُ مِنهُ أَنفُسَنَا وَ ذَلِكَ مُحِيطٌ بِكُلّ مَا يَحتَاطُ فِيهِ مُحتَاطٌ فِي أَمرِ دِينٍ وَ دُنيَا وَ هَذِهِ نُسخَةُ الكِتَابِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ وَ شَرطٌ مِن عَبدِ اللّهِ المَأمُونِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ عَلِيّ بنِ مُوسَي لذِيِ‌ الرّئَاسَتَينِ الفَضلِ بنِ سَهلٍ فِي يَومِ الإِثنَينِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ مِن سَنَةِ إِحدَي وَ مِائَتَينِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي تَمّمَ اللّهُ فِيهِ دَولَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ عَقَدَ لوِلَيِ‌ّ عَهدِهِ وَ أَلبَسَ النّاسَ اللّبَاسَ الأَخضَرَ وَ بَلَغَ أَمَلَهُ فِي صَلَاحِ وَلِيّهِ وَ الظّفَرِ بِعَدُوّهِ إِنّا دَعَونَاكَ إِلَي مَا فِيهِ بَعضُ مُكَافَاتِكَ عَلَي مَا قُمتَ بِهِ مِن حَقّ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ حَقّ رَسُولِهِ وَ حَقّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ عَلِيّ بنِ مُوسَي وَ حَقّ هَاشِمٍ التّيِ‌ بِهَا يُرجَي صَلَاحُ الدّينِ وَ سَلَامَةُ ذَاتِ البَينِ بَينِ المُسلِمِينَ إِلَي أَن ثَبَتَتِ النّعمَةُ عَلَينَا وَ عَلَي العَامّةِ بِذَلِكَ وَ بِمَا عَاوَنتَ عَلَيهِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مِن إِقَامَةِ الدّينِ وَ السّنّةِ وَ إِظهَارِ الدّعوَةِ الثّانِيَةِ وَ إِيثَارِ الأَولَي مَعَ قَمعِ الشّركِ وَ كَسرِ الأَصنَامِ وَ قَتلِ العُتَاةِ وَ سَائِرِ آثَارِكَ المُمَثّلَةِ لِلأَمصَارِ فِي المَخلُوعِ وَ فِي المُتَسَمّي بِالأَصفَرِ المُكَنّي بأِبَيِ‌ السّرَايَا وَ فِي المُتَسَمّي باِلمهَديِ‌ّ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الطاّلبِيِ‌ّ وَ التّركِ الخزلجية وَ فِي طَبَرِستَانَ وَ مُلُوكِهَا إِلَي بُندَارَ هُرمُزَ بنِ شروين وَ فِي الدّيلَمِ وَ مَلِكِهَا وَ فِي كَابُلَ وَ مَلِكِهَا المهوزين ثُمّ مَلِكِهَا الأَصفَهبُدِ وَ فِي ابنِ المُبرَمِ وَ جِبَالِ بداربنده وَ غرشستان وَ الغور وَ أَصنَافِهَا وَ فِي خُرَاسَانَ خَاقَانَ وَ ملون صَاحِبِ جَبَلِ التّبّتِ وَ فِي كيمان وَ التغرغر وَ فِي إِرمِينِيّةَ وَ الحِجَازِ وَ صَاحِبِ السّرِيرِ وَ صَاحِبِ


صفحه : 161

الخَزَرِ وَ فِي المَغرِبِ وَ حُرُوبِهِ وَ تَفسِيرُ ذَلِكَ فِي دِيوَانِ السّيرَةِ وَ كَانَ مَا دَعَونَاكَ إِلَيهِ وَ هُوَ مَعُونَةٌ لَكَ مِائَةَ أَلفِ أَلفِ دِرهَمٍ وَ غَلّةَ عَشَرَةِ أَلفِ أَلفِ دِرهَمٍ جَوهَراً سِوَي مَا أَقطَعَكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَبلَ ذَلِكَ وَ قِيمَةُ مِائَةِ أَلفِ أَلفِ دِرهَمٍ جَوهَراً يَسِيرُ عِندَ مَا أَنتَ لَهُ مُستَحِقّ فَقَد تَرَكتَ مِثلَ ذَلِكَ حِينَ بَذَلَهُ لَكَ المَخلُوعُ وَ آثَرتَ اللّهَ وَ دِينَهُ وَ أَنّكَ شَكَرتَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ وَ آثَرتَ تَوفِيرَ ذَلِكَ كُلّهِ عَلَي المُسلِمِينَ وَ جُدتَ لَهُم بِهِ وَ سَأَلتَنَا أَن تَبلُغَكَ الخَصلَةُ التّيِ‌ لَم تَزَل إِلَيهَا تَائِقاً مِنَ الزّهدِ وَ التخّلَيّ‌ لِيَصِحّ عِندَ مَن شَكّ فِي سَعيِكَ لِلآخِرَةِ دُونَ الدّنيَا تَركُكَ الدّنيَا وَ مَا عَن مِثلِكَ يُستَغنَي فِي حَالٍ وَ لَا مِثلُكَ رُدّ عَن طَلِبَتِهِ وَ لَو أَخرَجَتنَا طَلِبَتُكَ عَن شَطرِ النّعَمِ عَلَينَا فَكَيفَ بِأَمرٍ رُفِعَت فِيهِ المَئُونَةُ وَ أَوجَبَت بِهِ الحُجّةُ عَلَي مَن كَانَ يَزعُمُ أَنّ دُعَاءَكَ إِلَينَا لِلدّنيَا لَا لِلآخِرَةِ وَ قَد أَجَبنَاكَ إِلَي مَا سَأَلتَ وَ جَعَلنَا ذَلِكَ لَكَ مُؤَكّداً بِعَهدِ اللّهِ وَ مِيثَاقِهِ ألّذِي لَا تَبدِيلَ لَهُ وَ لَا تَغيِيرَ وَ فَوّضنَا الأَمرَ فِي وَقتِ ذَلِكَ إِلَيكَ فَمَا أَقَمتَ فَعَزِيزٌ مُزَاحُ العِلّةِ مَدفُوعٌ عَنكَ الدّخُولُ فِيمَا تَكرَهُ مِنَ الأَعمَالِ كَائِناً مَا كَانَ نَمنَعُكَ مِمّا نَمنَعُ مِنهُ أَنفُسَنَا فِي الحَالَاتِ كُلّهَا وَ أنا[ إِذَا]أَرَدتَ التخّلَيّ‌َ فَمُكَرّمٌ مِزَاحُ البَدَنِ وَ حَقّ لِبَدَنِكَ الرّاحَةُ وَ الكَرَامَةُ ثُمّ نُعطِيكَ مَا تَتَنَاوَلُهُ مِمّا بَذَلنَاهُ لَكَ فِي هَذَا الكِتَابِ فَتَرَكتُهُ اليَومَ وَ جَعَلنَا لِلحَسَنِ بنِ سَهلٍ مِثلَ مَا جَعَلنَاهُ لَكَ وَ نِصفَ مَا بَذَلنَاهُ مِنَ العَطِيّةِ وَ أَهلُ ذَلِكَ هُوَ لَكَ وَ بِمَا بَذَلَ مِن نَفسِهِ فِي جِهَادِ العُتَاةِ وَ فَتحِ العِرَاقِ مَرّتَينِ وَ تَفرِيقِ جُمُوعِ الشّيطَانِ بِيَدَيهِ حَتّي قوَيِ‌َ الدّينُ وَ خَاضَ نِيرَانَ الحُرُوبِ وَفَاءً وَ شُكراً بِنَفسِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ مَن سَاسَ مِن أَولِيَاءِ الحَقّ وَ أَشهَدنَا اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ خِيَارَ خَلقِهِ وَ كُلّ مَن أَعطَانَا بَيعَتَهُ وَ صَفقَةَ يَمِينِهِ فِي هَذَا اليَومِ وَ بَعدَهُ عَلَي مَا فِي هَذَا الكِتَابِ وَ جَعَلنَا اللّهَ عَلَينَا كَفِيلًا وَ أَوجَبنَا عَلَي أَنفُسِنَا


صفحه : 162

الوَفَاءَ بِمَا شَرَطنَا مِن غَيرِ استِثنَاءٍ بشِيَ‌ءٍ يَنقُضُهُ فِي سِرّ وَ عَلَانِيَةٍ وَ المُؤمِنُونَ عِندَ شُرُوطِهِم وَ العَهدُ فَرضٌ مَسئُولٌ وَ أَولَي النّاسِ بِالوَفَاءِ مَن طَلَبَ مِنَ النّاسِ الوَفَاءَ وَ كَانَ مَوضِعاً لِلقُدرَةِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ أَوفُوا بِعَهدِ اللّهِ إِذا عاهَدتُم وَ لا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًا إِنّ اللّهَ يَعلَمُ ما تَفعَلُونَ وَ كَتَبَ الحَسَنُ بنُ سَهلٍ تَوقِيعَ المَأمُونِ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَد أَوجَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي نَفسِهِ جَمِيعَ مَا فِي هَذَا الكِتَابِ وَ أَشهَدَ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ جَعَلَهُ عَلَيهِ دَاعِياً وَ كَفِيلًا وَ كَتَبَ بِخَطّهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثنَتَينِ وَ مِائَتَينِ تَشرِيفاً لِلحِبَاءِ وَ تَوكِيداً لِلشّرِيطَةِ تَوقِيعُ الرّضَا ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَد أَلزَمَ عَلِيّ بنُ مُوسَي نَفسَهُ جَمِيعَ مَا فِي الكِتَابِ عَلَي مَا وُكّدَ فِيهِ مِن يَومِهِ وَ غَدِهِ مَا دَامَ حَيّاً وَ جَعَلَ اللّهَ عَلَيهِ رَاعِياً وَ كَفِيلًاوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً وَ كَتَبَ بِخَطّهِ فِي هَذَا الشّهرِ مِن هَذِهِ السّنَةِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ

إيضاح رأبت الإناء أصلحته و منه قولهم أللهم ارأب بينهم أي أصلح والإحن بكسر الهمزة وفتح الحاء جمع الإحنة بالكسر وهي‌ الحقد قوله وحفظ بلاء المبلين البلاء النعمة و منه قول سيد الساجدين ع وأبلوا البلاء الحسن في نصره والعوز القلة والفقر ويقال لفته عن رأيه أي صرفه ويقال أرعد الرجل وأبرق إذاتهدد وأوعد والقصم بالقاف والفاء الكسر. و قال الجوهري‌ قال أبوعبيد النقيبة النفس يقال فلان ميمون النقيبة إذا كان مبارك النفس قال ابن السكيت إذا كان ميمون المشورة قوله في إزاحة علته أي في إزالة موانعه في كل مادبر والغرض تمكينه التام قوله و ذلك ما ليس أي هذاالتمكين التام مختص به من بين كل من في عنقه بيعة لايشركه فيه أحد و في بعض النسخ لما أي ذلك التمكين لسوابق لم تحصل إلا له ولأخيه .


صفحه : 163

قوله من ملك التخلي‌ أي له أن يختار التخلي‌ ويزهد فيما فيه من الإمارة و ذلك حجة يتحقق بها في قلوب الناس أنه إنما سعي في تمكين الخليفة للآخرة لاللدنيا ويزول شك من كان في ذلك شاكا و قوله مايلزمنا معطوف علي قوله و ذلك محيط أي منعهما مانمنع به أنفسنا يشتمل علي كل مايحتاط فيه محتاط في دين أودنيا فيدل علي أنانراعي‌ فيهما كل مانراعي‌ في أنفسنا من الحفظ من شرور الدنيا والآخرة. قوله وإظهار الدعوة الثانية لعلها إشارة إلي البيعة الثانية مع ولاية العهد قوله تائقا من تاقت نفسه إلي الشي‌ء أي اشتاقت

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ المُبَرّدِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الحَافِظُ عَن ثُمَامَةَ بنِ أَشرَسَ قَالَ عَرَضَ المَأمُونُ يَوماً لِلرّضَا ع بِالِامتِنَانِ عَلَيهِ بِأَن وَلّاهُ العَهدَ فَقَالَ لَهُ إِنّ مَن أَخَذَ بِرَسُولِ اللّهِ لَخَلِيقٌ أَن يعُطيِ‌َ بِهِ

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]روُيِ‌َ أَنّهُ قَصَدَ الفَضلُ بنُ سَهلٍ مَعَ هِشَامِ بنِ عَمرٍو الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ جِئتُكَ فِي سِرّ فَأَخلِ لِيَ المَجلِسَ فَأَخرَجَ الفَضلُ يَمِيناً مَكتُوبَةً بِالعِتقِ وَ الطّلَاقِ وَ مَالًا كَفّارَةً لَهُ وَ قَالَا لَهُ إِنّا جِئنَاكَ لِنَقُولَ كَلِمَةَ حَقّ وَ صِدقٍ وَ قَد عَلِمنَا أَنّ الإِمرَةَ إِمرَتُكُم وَ الحَقّ حَقّكُم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ ألّذِي نَقُولُ بِأَلسِنَتِنَا عَلَيهِ ضَمَائِرُنَا وَ إِلّا نُعتِق مَا نَملِكُ وَ النّسَاءُ طَوَالِقُ وَ عَلَيّ ثَلَاثُونَ حِجّةً رَاجِلًا إِنّا عَلَي أَن نَقتُلَ المَأمُونَ وَ نُخَلّصَ لَكَ الأَمرَ حَتّي يَرجِعَ الحَقّ إِلَيكَ فَلَم يَسمَع مِنهُمَا وَ شَتَمَهُمَا وَ لَعَنَهُمَا وَ قَالَ لَهُمَا كَفَرتُمَا النّعمَةَ فَلَا تَكُونُ لَكُمَا سَلَامَةٌ وَ لَا لِي إِن رَضِيتُ بِمَا قُلتُمَا فَلَمّا سَمِعَ الفَضلُ ذَلِكَ مِنهُ مَعَ هِشَامٍ عَلِمَا أَنّهُمَا أَخطَئَا فَقَصَدَا المَأمُونَ بَعدَ أَن قَالَا لِلرّضَا ع أَرَدنَا بِمَا فَعَلنَا أَن نُجَرّبَكَ فَقَالَ لَهُمَا الرّضَا ع كَذَبتُمَا فَإِنّ قُلُوبَكُمَا عَلَي مَا أخَبرَتمُاَنيِ‌ إِلّا أَنّكُمَا لَم تجَدِاَنيِ‌ نَحوَ مَا أَرَدتُمَا


صفحه : 164

فَلَمّا دَخَلَا عَلَي المَأمُونِ قَالَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا قَصَدنَا الرّضَا وَ جَرّبنَاهُ وَ أَرَدنَا أَن نَقِفَ عَلَي مَا يُضمِرُهُ لَكَ فَقُلنَا وَ قَالَ فَقَالَ المَأمُونُ وُفّقتُمَا فَلَمّا خَرَجَا مِن عِندِ المَأمُونِ قَصَدَهُ الرّضَا ع وَ أَخلَيَا المَجلِسَ وَ أَعلَمَهُ مَا قَالَا وَ أَمَرَهُ أَن يَحفَظَ نَفسَهُ مِنهُمَا فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ الرّضَا ع عَلِمَ أَنّ الرّضَا ع هُوَ الصّادِقُ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِ‌ّ قَالَ بَعَثَ المَأمُونُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع جَارِيَةً فَلَمّا أُدخِلَت إِلَيهِ اشمَأَزّت مِنَ الشّيبِ فَلَمّا رَأَي كَرَاهَتَهَا رَدّهَا إِلَي المَأمُونِ وَ كَتَبَ إِلَيهِ بِهَذِهِ الأَبيَاتِ


نَعَي نفَسيِ‌ إِلَي نفَسيِ‌ المَشِيبُ   وَ عِندَ الشّيبِ يَتّعِظُ اللّبِيبُ

فَقَد وَلّي الشّبَابُ إِلَي مَدَاهُ   فَلَستُ أَرَي مَوَاضِعَهُ تَئُوبُ

سَأَبكِيهِ وَ أَندُبُهُ طَوِيلًا   وَ أَدعُوهُ إلِيَ‌ّ عَسَي يُجِيبُ

وَ هَيهَاتَ ألّذِي قَد فَاتَ مِنهُ   تمُنَيّنيِ‌ بِهِ النّفسُ الكَذُوبُ

وَدَاعُ الغَانِيَاتِ بَيَاضُ رأَسيِ‌   وَ مَن مُدّ البَقَاءُ لَهُ يَشِيبُ

أَرَي البِيضَ الحِسَانَ يَحُدنَ عنَيّ‌   وَ فِي هِجرَانِهِنّ لَنَا نَصِيبٌ

فَإِن يَكُنِ الشّبَابُ مَضَي حَبِيباً   فَإِنّ الشّيبَ أَيضاً لِي حَبِيبٌ

سَأَصحَبُهُ بِتَقوَي اللّهِ حَتّي   يُفَرّقَ بَينَنَا الأَجَلُ القَرِيبُ

بيان قال الجوهري‌ الغانية الجارية التي‌ غنيت بزوجها و قدتكون التي‌ غنيت بحسنها وجمالها

5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ كَانَ الرّضَا ع إِذَا خَلَا جَمَعَ حَشَمَهُ كُلّهُم عِندَهُ الصّغِيرَ وَ الكَبِيرَ فَيُحَدّثُهُم وَ يَأنَسُ بِهِم وَ يُؤنِسُهُم وَ كَانَ ع إِذَا جَلَسَ عَلَي المَائِدَةِ لَا يَدَعُ صَغِيراً وَ لَا كَبِيراً حَتّي السّائِسَ وَ الحَجّامَ إِلّا أَقعَدَهُ مَعَهُ عَلَي مَائِدَتِهِ


صفحه : 165

قَالَ يَاسِرٌ فَبَينَا نَحنُ عِندَهُ يَوماً إِذ سَمِعنَا وَقعَ القُفلِ ألّذِي كَانَ عَلَي بَابِ المَأمُونِ إِلَي دَارِ أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ لَنَا الرّضَا أَبُو الحَسَنِ ع قُومُوا تَفَرّقُوا فَقُمنَا عَنهُ فَجَاءَ المَأمُونُ وَ مَعَهُ كِتَابٌ طَوِيلٌ فَأَرَادَ الرّضَا ع أَن يَقُومَ فَأَقسَمَ عَلَيهِ المَأمُونُ بِحَقّ رَسُولِ اللّهِص أَن لَا يَقُومَ إِلَيهِ ثُمّ جَاءَ حَتّي انكَبّ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ قَبّلَ وَجهَهُ وَ قَعَدَ بَينَ يَدَيهِ عَلَي وِسَادَةٍ فَقَرَأَ ذَلِكَ الكِتَابَ عَلَيهِ فَإِذَا هُوَ فَتحٌ لِبَعضِ قُرَي كَابُلَ فِيهِ إِنّا فَتَحنَا قَريَةَ كَذَا وَ كَذَا فَلَمّا فَرَغَ قَالَ لَهُ الرّضَا ع وَ سَرّكَ فَتحُ قَريَةٍ مِن قُرَي الشّركِ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ أَ وَ لَيسَ فِي ذَلِكَ سُرُورٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اتّقِ اللّهَ فِي أُمّةِ مُحَمّدٍص وَ مَا وَلّاكَ اللّهُ مِن هَذَا الأَمرِ وَ خَصّكَ بِهِ فَإِنّكَ قَد ضَيّعتَ أُمُورَ المُسلِمِينَ وَ فَوّضتَ ذَلِكَ إِلَي غَيرِكَ يَحكُمُ فِيهِم بِغَيرِ حُكمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَعَدتَ فِي هَذِهِ البِلَادِ وَ تَرَكتَ بَيتَ الهِجرَةِ وَ مَهبِطَ الوحَي‌ِ وَ إِنّ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارَ يُظلَمُونَ دُونَكَ وَلا يَرقُبُونَ فِي مُؤمِنٍ إِلّا وَ لا ذِمّةً وَ يأَتيِ‌ عَلَي المَظلُومِ دَهرٌ يُتعِبُ فِيهِ نَفسَهُ وَ يَعجِزُ عَن نَفَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَن يَشكُو إِلَيهِ حَالَهُ وَ لَا يَصِلُ إِلَيكَ فَاتّقِ اللّهَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي أُمُورِ المُسلِمِينَ وَ ارجِع إِلَي بَيتِ النّبُوّةِ وَ مَعدِنِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ أَ مَا عَلِمتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ واَليِ‌َ المُسلِمِينَ مِثلُ العَمُودِ فِي وَسَطِ الفُسطَاطِ مَن أَرَادَهُ أَخَذَهُ قَالَ المَأمُونُ يَا سيَدّيِ‌ فَمَا تَرَي قَالَ أَرَي أَن تَخرُجَ مِن هَذِهِ البِلَادِ وَ تَتَحَوّلَ إِلَي مَوضِعِ آبَائِكَ وَ أَجدَادِكَ وَ تَنظُرَ فِي أُمُورِ المُسلِمِينَ وَ لَا تَكِلَهُم إِلَي غَيرِكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَائِلُكَ عَمّا وَلّاكَ فَقَامَ المَأمُونُ فَقَالَ نِعمَ مَا قُلتَ يَا سيَدّيِ‌ هَذَا هُوَ الرأّي‌ُ وَ خَرَجَ وَ أَمَرَ أَن تُقَدّمَ النّوَائِبُ وَ بَلَغَ ذَلِكَ ذَا الرّئَاسَتَينِ فَغَمّهُ غَمّاً شَدِيداً وَ قَد كَانَ غَلَبَ عَلَي الأَمرِ وَ لَم يَكُن لِلمَأمُونِ عِندَهُ رأَي‌ٌ فَلَم يَجسُر أَن يُكَاشِفَهُ ثُمّ قوَيِ‌َ الرّضَا ع جِدّاً فَجَاءَ ذُو الرّئَاسَتَينِ إِلَي المَأمُونِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا الرأّي‌ُ ألّذِي أَمَرتَ بِهِ فَقَالَ أمَرَنَيِ‌ سيَدّيِ‌ أَبُو الحَسَنِ بِذَلِكَ وَ هُوَ الصّوَابُ


صفحه : 166

فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا بِصَوَابٍ قَتَلتَ بِالأَمسِ أَخَاكَ وَ أَزَلتَ الخِلَافَةَ عَنهُ وَ بَنُو أَبِيكَ مُعَادُونَ لَكَ وَ جَمِيعُ أَهلِ العِرَاقِ وَ أَهلِ بَيتِكَ وَ العَرَبِ ثُمّ أَحدَثتَ هَذَا الحَدَثَ الثاّنيِ‌َ أَنّكَ جَعَلتَ وِلَايَةَ العَهدِ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ وَ أَخرَجتَهَا مِن بنَيِ‌ أَبِيكَ وَ العَامّةُ وَ العُلَمَاءُ وَ الفُقَهَاءُ وَ آلُ عَبّاسٍ لَا يَرضَونَ بِذَلِكَ وَ قُلُوبُهُم مُتَنَافِرَةٌ عَنكَ وَ الرأّي‌ُ أَن تُقِيمَ بِخُرَاسَانَ حَتّي تَسكُنَ قُلُوبُ النّاسِ عَلَي هَذَا وَ يَتَنَاسَوا مَا كَانَ مِن أَمرِ مُحَمّدٍ أَخِيكَ وَ هَاهُنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَشَايِخُ قَد خَدَمُوا الرّشِيدَ وَ عَرَفُوا الأَمرَ فَاستَشِرهُم فِي ذَلِكَ فَإِن أَشَارُوا بِهِ فَامضِهِ فَقَالَ المَأمُونُ مِثلُ مَن قَالَ مِثلُ عَلِيّ بنِ أَبِي عِمرَانَ وَ ابنِ مُونِسَ وَ الجلَوُديِ‌ّ وَ هَؤُلَاءِ هُمُ الّذِينَ نَقَمُوا بَيعَةَ أَبِي الحَسَنِ ع وَ لَم يَرضَوا بِهِ فَحَبَسَهُمُ المَأمُونُ بِهَذَا السّبَبِ فَقَالَ المَأمُونُ نَعَم فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ جَاءَ أَبُو الحَسَنِ ع فَدَخَلَ عَلَي المَأمُونِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا صَنَعتَ فَحَكَي لَهُ مَا قَالَ ذُو الرّئَاسَتَينِ وَ دَعَا المَأمُونُ بِهَؤُلَاءِ النّفَرِ فَأَخرَجَهُم مِنَ الحَبسِ فَأَوّلُ مَن دَخَلَ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي عِمرَانَ فَنَظَرَ إِلَي الرّضَا ع بِجَنبِ المَأمُونِ فَقَالَ أُعِيذُكَ بِاللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَن تُخرِجَ هَذَا الأَمرَ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لَكُم وَ خَصّكُم بِهِ وَ تَجعَلَهُ فِي أيَديِ‌ أَعدَائِكُم وَ مَن كَانَ آبَاؤُكَ يَقتُلُونَهُم وَ يُشَرّدُونَهُم فِي البِلَادِ قَالَ المَأمُونُ لَهُ يَا ابنَ الزّانِيَةِ وَ أَنتَ بَعدُ عَلَي هَذَا قَدّمهُ يَا حرَسَيِ‌ّ وَ اضرِب عُنُقَهُ فَضُرِبَت عُنُقُهُ وَ أُدخِلَ ابنُ مُونِسَ فَلَمّا نَظَرَ إِلَي الرّضَا ع بِجَنبِ المَأمُونِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا ألّذِي بِجَنبِكَ وَ اللّهِ صَنَمٌ يُعبَدُ دُونَ اللّهِ قَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا ابنَ الزّانِيَةِ وَ أَنتَ بَعدُ عَلَي هَذَا يَا حرَسَيِ‌ّ قَدّمهُ وَ اضرِب عُنُقَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ثُمّ أُدخِلَ الجلَوُديِ‌ّ وَ كَانَ الجلَوُديِ‌ّ فِي خِلَافَةِ الرّشِيدِ لَمّا خَرَجَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ بِالمَدِينَةِ بَعَثَهُ الرّشِيدُ وَ أَمَرَهُ إِن ظَفِرَ بِهِ أَن يَضرِبَ عُنُقَهُ وَ أَن يُغِيرَ عَلَي دُورِ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَن يَسلُبَ نِسَاءَهُم وَ لَا يَدَعَ عَلَي وَاحِدَةٍ مِنهُنّ إِلّا ثَوباً وَاحِداً فَفَعَلَ الجلَوُديِ‌ّ ذَلِكَ وَ قَد كَانَ مَضَي أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع فَصَارَ الجلَوُديِ‌ّ إِلَي بَابِ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَانهَجَمَ عَلَي دَارِهِ مَعَ خَيلِهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ الرّضَا ع جَعَلَ النّسَاءَ كُلّهُنّ


صفحه : 167

فِي بَيتٍ وَ وَقَفَ عَلَي بَابِ البَيتِ فَقَالَ الجلَوُديِ‌ّ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع لَا بُدّ مِن أَن أَدخُلَ البَيتَ فَأَسلُبَهُنّ كَمَا أمَرَنَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَقَالَ الرّضَا ع أَنَا أَسلُبُهُنّ لَكَ وَ أَحلِفُ أنَيّ‌ لَا أَدَعُ عَلَيهِنّ شَيئاً إِلّا أَخَذتُهُ فَلَم يَزَل يَطلُبُ إِلَيهِ وَ يَحلِفُ لَهُ حَتّي سَكَنَ فَدَخَلَ أَبُو الحَسَنِ ع فَلَم يَدَع عَلَيهِنّ شَيئاً حَتّي أَقرَاطِهِنّ وَ خَلَاخِيلِهِنّ وَ إِزَارِهِنّ إِلّا أَخَذَهُ مِنهُنّ وَ جَمِيعَ مَا كَانَ فِي الدّارِ مِن قَلِيلٍ وَ كَثِيرٍ فَلَمّا كَانَ فِي هَذَا اليَومِ وَ أُدخِلَ الجلَوُديِ‌ّ عَلَي المَأمُونِ قَالَ الرّضَا ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَب لِي هَذَا الشّيخَ فَقَالَ المَأمُونُ يَا سيَدّيِ‌ هَذَا ألّذِي فَعَلَ بِبَنَاتِ رَسُولِ اللّهِص مَا فَعَلَ مِن سَلبِهِنّ فَنَظَرَ الجلَوُديِ‌ّ إِلَي الرّضَا ع وَ هُوَ يُكَلّمُ المَأمُونَ وَ يَسأَلُهُ عَن أَن يَعفُوَ عَنهُ وَ يَهَبَهُ لَهُ فَظَنّ أَنّهُ يُعِينُ عَلَيهِ لِمَا كَانَ الجلَوُديِ‌ّ فَعَلَهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَسأَلُكَ بِاللّهِ وَ بخِدِمتَيِ‌ لِلرّشِيدِ أَن لَا تَقبَلَ قَولَ هَذَا فِيّ فَقَالَ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ قَدِ استَعفَي وَ نَحنُ نُبِرّ قَسَمَهُ ثُمّ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أَقبَلُ فِيكَ قَولَهُ أَلحِقُوهُ بِصَاحِبَيهِ فَقُدّمَ وَ ضُرِبَ عُنُقُهُ وَ رَجَعَ ذُو الرّئَاسَتَينِ إِلَي أَبِيهِ سَهلٍ وَ قَد كَانَ المَأمُونُ أَمَرَ أَن تُقَدّمَ النّوَائِبُ فَرَدّهَا ذُو الرّئَاسَتَينِ فَلَمّا قَتَلَ المَأمُونُ هَؤُلَاءِ عَلِمَ ذُو الرّئَاسَتَينِ أَنّهُ قَد عَزَمَ عَلَي الخُرُوجِ فَقَالَ الرّضَا ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا صَنَعتَ بِتَقدِيمِ النّوَائِبِ قَالَ المَأمُونُ يَا سيَدّيِ‌ مُرهُم أَنتَ بِذَلِكَ فَخَرَجَ أَبُو الحَسَنِ ع وَ صَاحَ بِالنّاسِ قَدّمُوا النّوَائِبَ قَالَ فَكَأَنّمَا وَقَعَت فِيهِمُ النّيرَانُ وَ أَقبَلَتِ النّوَائِبُ يَتَقَدّمُ وَ يَخرُجُ وَ قَعَدَ ذُو الرّئَاسَتَينِ مَنزِلَهُ فَبَعَثَ إِلَيهِ المَأمُونُ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ قَعَدتَ فِي بَيتِكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ ذنَبيِ‌ عَظِيمٌ عِندَ أَهلِ بَيتِكَ وَ عِندَ العَامّةِ وَ النّاسُ يلَوُموُننَيِ‌ بِقَتلِ أَخِيكَ المَخلُوعِ وَ بَيعَةِ الرّضَا ع وَ لَا آمُنُ السّعَاةَ وَ الحُسّادَ وَ أَهلَ البغَي‌ِ أَن يَسعَوا بيِ‌ فدَعَنيِ‌ أَخلُفُكَ بِخُرَاسَانَ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ لَا نسَتغَنيِ‌ عَنكَ فَأَمّا مَا قُلتَ إِنّهُ يُسعَي بِكَ وَ يُبغَي لَكَ الغَوَائِلُ فَلَيسَ أَنتَ عِندَنَا إِلّا الثّقَةَ المَأمُونَ النّاصِحَ


صفحه : 168

المُشفِقَ فَاكتُب لِنَفسِكَ مَا تَثِقُ بِهِ مِنَ الضّمَانِ وَ الأَمَانِ وَ أَكّد لِنَفسِكَ مَا تَكُونُ بِهِ مُطمَئِنّاً فَذَهَبَ وَ كَتَبَ لِنَفسِهِ كِتَاباً وَ جَمَعَ عَلَيهِ العُلَمَاءَ وَ أَتَي بِهِ المَأمُونَ فَقَرَأَهُ وَ أَعطَاهُ المَأمُونُ كُلّ مَا أَحَبّ وَ كَتَبَ لَهُ بِخَطّهِ كِتَابَ الحَبوَةِ إنِيّ‌ قَد حَبَوتُكَ بِكَذَا وَ كَذَا مِنَ الأَموَالِ وَ الضّيَاعِ وَ السّلطَانِ وَ بَسَطَ لَهُ مِنَ الدّنيَا أَمَلَهُ فَقَالَ ذُو الرّئَاسَتَينِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَجِبُ أَن يَكُونَ خَطّ أَبِي الحَسَنِ فِي هَذَا الأَمَانِ يُعطِينَا مَا أَعطَيتَ فَإِنّهُ ولَيِ‌ّ عَهدِكَ فَقَالَ المَأمُونُ قَد عَلِمتَ أَنّ أَبَا الحَسَنِ ع قَد شَرَطَ عَلَينَا أَن لَا يَعمَلَ مِن ذَلِكَ شَيئاً وَ لَا يُحدِثَ حَدَثاً فَلَا نَسأَلُهُ مَا يَكرَهُهُ فَاسأَلهُ أَنتَ فَإِنّهُ لَا يَأبَي عَلَيكَ فِي هَذَا فَجَاءَ وَ استَأذَنَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ يَاسِرٌ فَقَالَ لَنَا الرّضَا ع قُومُوا فَتَنَحّوا فَتَنَحّينَا فَدَخَلَ فَوَقَفَ بَينَ يَدَيهِ سَاعَةً فَرَفَعَ أَبُو الحَسَنِ ع رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ مَا حَاجَتُكَ يَا فَضلُ قَالَ يَا سيَدّيِ‌ هَذَا مَا كَتَبَهُ لِي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنتَ أَولَي أَن تُعطِيَنَا مِثلَ مَا أَعطَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِذ كُنتَ ولَيِ‌ّ عَهدِ المُسلِمِينَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع اقرَأهُ وَ كَانَ كِتَاباً فِي أَكبَرِ جِلدٍ فَلَم يَزَل قَائِماً حَتّي قَرَأَهُ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع يَا فَضلُ لَكَ عَلَينَا هَذَا مَا اتّقَيتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ يَاسِرٌ فَنَقَضَ عَلَيهِ أَمرَهُ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ وَ خَرَجَ المَأمُونُ وَ خَرَجنَا مَعَ الرّضَا ع فَلَمّا كَانَ بَعدَ ذَلِكَ بِأَيّامٍ وَ نَحنُ فِي بَعضِ المَنَازِلِ وَرَدَ عَلَي ذيِ‌ الرّئَاسَتَينِ كِتَابٌ مِن أَخِيهِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ أنَيّ‌ نَظَرتُ فِي تَحوِيلِ هَذِهِ السّنَةِ فِي حِسَابِ النّجُومِ وَ وَجَدتُ فِيهِ أَنّكَ تَذُوقُ فِي شَهرِ كَذَا يَومَ الأَربِعَاءِ حَرّ الحَدِيدِ وَ حَرّ النّارِ وَ أَرَي أَن تَدخُلَ أَنتَ وَ الرّضَا وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الحَمّامَ فِي هَذَا اليَومِ فَتَحتَجِمَ فِيهِ وَ تَصُبّ الدّمَ عَلَي بَدَنِكَ لِيَزُولَ نَحسُهُ عَنكَ فَبَعَثَ الفَضلُ إِلَي المَأمُونِ وَ كَتَبَ إِلَيهِ بِذَلِكَ وَ سَأَلَهُ أَن يَدخُلَ الحَمّامَ مَعَهُ وَ يَسأَلَ أَبَا الحَسَنِ ع أَيضاً ذَلِكَ فَكَتَبَ المَأمُونُ إِلَي الرّضَا ع رُقعَةً فِي ذَلِكَ وَ سَأَلَهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ ع لَستُ بِدَاخِلٍ


صفحه : 169

غَداً الحَمّامَ وَ لَا أَرَي لَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَن تَدخُلَ الحَمّامَ غَداً وَ لَا أَرَي لِلفَضلِ أَن يَدخُلَ الحَمّامَ غَداً فَأَعَادَ إِلَيهِ الرّقعَةَ مَرّتَينِ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ ع لَستُ بِدَاخِلٍ غَداً الحَمّامَ فإَنِيّ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي النّومِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ يَقُولُ لِي يَا عَلِيّ لَا تَدخُلِ الحَمّامَ غَداً فَلَا أَرَي لَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ لَا لِلفَضلِ أَن تَدخُلَا الحَمّامَ غَداً فَكَتَبَ إِلَيهِ المَأمُونُ صَدَقتَ يَا سيَدّيِ‌ وَ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِ لَستُ بِدَاخِلٍ غَداً الحَمّامَ وَ الفَضلُ فَهُوَ أَعلَمُ وَ مَا يَفعَلُهُ قَالَ يَاسِرٌ فَلَمّا أَمسَينَا وَ غَابَتِ الشّمسُ فَقَالَ لَنَا الرّضَا ع قُولُوا نَعُوذُ بِاللّهِ مِن شَرّ مَا يَنزِلُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَأَقبَلنَا نَقُولُ كَذَلِكَ فَلَمّا صَلّي الرّضَا ع الصّبحَ قَالَ لَنَا قُولُوا نَعُوذُ بِاللّهِ مِن شَرّ مَا يَنزِلُ فِي هَذَا اليَومِ فَمَا زِلنَا نَقُولُ ذَلِكَ فَلَمّا كَانَ قَرِيباً مِن طُلُوعِ الشّمسِ قَالَ الرّضَا ع اصعَدِ السّطحَ فَاستَمِع هَل تَسمَعُ شَيئاً فَلَمّا صَعِدتُ سَمِعتُ الضّجّةَ وَ النّحِيبَ وَ كَثُرَ ذَلِكَ فَإِذَا بِالمَأمُونِ قَد دَخَلَ مِنَ البَابِ ألّذِي كَانَ إِلَي دَارِهِ مِن دَارِ أَبِي الحَسَنِ ع يَقُولُ يَا سيَدّيِ‌ يَا أَبَا الحَسَنِ آجَرَكَ اللّهُ فِي الفَضلِ وَ كَانَ دَخَلَ الحَمّامَ فَدَخَلَ عَلَيهِ قَومٌ بِالسّيُوفِ فَقَتَلُوهُ وَ أُخِذَ مَن دَخَلَ عَلَيهِ فِي الحَمّامِ وَ كَانُوا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ أَحَدُهُم ابنُ خَالَةِ الفَضلِ ذُو القَلَمَينِ قَالَ وَ اجتَمَعَ القُوّادُ وَ الجُندُ وَ مَن كَانَ مِن رِجَالِ ذيِ‌ الرّئَاسَتَينِ عَلَي بَابِ المَأمُونِ فَقَالُوا اغتَالَهُ وَ قَتَلَهُ فَلَنَطلُبَنّ بِدَمِهِ فَقَالَ المَأمُونُ لِلرّضَا ع يَا سيَدّيِ‌ تَرَي أَن تَخرُجَ إِلَيهِم وَ تُفَرّقَهُم قَالَ يَاسِرٌ فَرَكِبَ الرّضَا ع وَ قَالَ لِيَ اركَب فَلَمّا خَرَجنَا مِنَ البَابِ نَظَرَ الرّضَا ع إِلَيهِم وَ قَدِ اجتَمَعُوا وَ جَاءُوا بِالنّيرَانِ لِيُحرِقُوا البَابَ فَصَاحَ بِهِم وَ أَومَأَ إِلَيهِم بِيَدِهِ تَفَرّقُوا فَتَفَرّقُوا قَالَ يَاسِرٌ فَأَقبَلَ النّاسُ وَ اللّهِ يَقَعُ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ وَ مَا أَشَارَ إِلَي أَحَدٍ إِلّا رَكَضَ وَ مَرّ وَ لَم يَقِف لَهُ أَحَدٌ


صفحه : 170

6- شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ لَمّا عَزَمَ المَأمُونُ الخُرُوجَ مِن خُرَاسَانَ إِلَي بَغدَادَ خَرَجَ وَ خَرَجَ مَعَهُ الفَضلُ بنُ سَهلٍ ذُو الرّئَاسَتَينِ وَ خَرَجنَا مَعَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَوَرَدَ عَلَي الفَضلِ بنِ سَهلٍ كِتَابٌ مِن أَخِيهِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ وَ نَحنُ فِي بَعضِ المَنَازِلِ فِي الطّرِيقِ أنَيّ‌ نَظَرتُ فِي تَحوِيلِ السّنَةِ وَ ذَكَرَ مِثلَ مَا أَورَدنَا إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

بيان قوله ع يظلمون علي البناء للمجهول دونك أي قبل أن يصلوا إليك والإل بالكسر العهد والقرابة قوله مثل العمود أي في ظهوره للناس وعدم مانع عن الوصول إليه وكونه في وسط الممالك ويمكن أن يكون المراد بالنوائب العساكر المعدة للنوائب أوأسباب السفر المعدة لها أوالعساكر الذين ينتابون في الخدمة أوالطبول المسماة في عرف العجم بالنوبة السلطانية

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَجِئتُ إِلَي بَابِ الدّارِ التّيِ‌ حُبِسَ فِيهِ الرّضَا ع بِسَرَخسَ وَ قَد قُيّدَ فَاستَأذَنتُ عَلَيهِ السّجّانَ فَقَالَ لَا سَبِيلَ لَكُم إِلَيهِ فَقُلتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّهُ رُبّمَا صَلّي فِي يَومِهِ وَ لَيلَتِهِ أَلفَ رَكعَةٍ وَ إِنّمَا يَنفَتِلُ مِن صَلَاتِهِ سَاعَةً فِي صَدرِ النّهَارِ وَ قَبلَ الزّوَالِ وَ عِندَ اصفِرَارِ الشّمسِ فَهُوَ فِي هَذِهِ الأَوقَاتِ قَاعِدٌ فِي مُصَلّاهُ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَاطلُب لِي فِي هَذِهِ الأَوقَاتِ إِذناً عَلَيهِ فَاستَأذَنَ لِي عَلَيهِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ هُوَ قَاعِدٌ فِي مُصَلّاهُ مُتَفَكّرٌ قَالَ أَبُو الصّلتِ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا شَيءٌ يَحكِيهِ عَنكُمُ النّاسُ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلتُ يَقُولُونَ إِنّكُم تَدّعُونَ أَنّ النّاسَ لَكُم عَبِيدٌ فَقَالَأللّهُمّ فاطِرَ السّماواتِ وَ الأَرضِ عالِمَ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ أَنتَ شَاهِدٌ بأِنَيّ‌ لَم أَقُل ذَلِكَ قَطّ وَ لَا سَمِعتُ أَحَداً مِن آباَئيِ‌ ع قَالَهُ قَطّ وَ أَنتَ العَالِمُ بِمَا لَنَا مِنَ المَظَالِمِ عِندَ هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَنّ هَذِهِ مِنهَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ فَقَالَ يَا عَبدَ السّلَامِ إِذَا كَانَ النّاسُ كُلّهُم عَبِيدَنَا عَلَي مَا حَكَوهُ عَنّا فَمِمّن نَبِيعُهُم فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ صَدَقتَ


صفحه : 171

ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ السّلَامِ أَ مُنكِرٌ أَنتَ لِمَا أَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَنَا مِنَ الوَلَايَةِ كَمَا يُنكِرُهُ غَيرُكَ قُلتُ مَعَاذَ اللّهِ بَل أَنَا مُقِرّ بِوَلَايَتِكُم

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن عَونِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُبَادَةَ قَالَ لَمّا كَانَ مِن أَمرِ الفَضلِ بنِ سَهلٍ مَا كَانَ وَ قُتِلَ دَخَلَ المَأمُونُ إِلَي الرّضَا ع يبَكيِ‌ وَ قَالَ لَهُ هَذَا وَقتُ حاَجتَيِ‌ إِلَيكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَتَنظُرُ فِي الأَمرِ وَ تعُيِننُيِ‌ قَالَ لَهُ عَلَيكَ التّدبِيرُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ عَلَينَا الدّعَاءُ فَلَمّا خَرَجَ المَأمُونُ قُلتُ لِلرّضَا ع لِمَ أَخّرتَ أَعَزّكَ اللّهُ مَا قَالَ لَكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَبَيتَهُ فَقَالَ وَيحَكَ يَا بَا حَسَنٍ لَستُ مِن هَذَا الأَمرِ فِي شَيءٍ قَالَ فرَآَنيِ‌ قَدِ اغتَمَمتُ فَقَالَ وَ مَا لَكَ فِي هَذَا لَو آلَ الأَمرُ إِلَي مَا تَقُولُ وَ أَنتَ منِيّ‌ كَمَا أَنتَ مَا كَانَت نَفَقَتُكَ إِلّا فِي كُمّكَ وَ كُنتَ كَوَاحِدٍ مِنَ النّاسِ

بيان قوله ع ماكانت نفقتك إلا في كمك كناية عن قلتها بحيث يقدر أن يحملها معه في كمه أو عن كونها حاضرة له يتعب في تحصيلها والأول أظهر

9-كشف ،[كشف الغمة] وَ مِمّا تَلَقّتهُ الأَسمَاعُ وَ نَقَلَتهُ الأَلسُنُ فِي بِقَاعِ الأَصقَاعِ أَنّ الخَلِيفَةَ المَأمُونَ وَجَدَ فِي يَومِ عِيدٍ انحِرَافَ مِزَاجٍ أَحدَثَ عِندَهُ ثِقلًا عَنِ الخُرُوجِ إِلَي الصّلَاةِ بِالنّاسِ فَقَالَ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ عَلِيّ الرّضَا ع يَا أَبَا الحَسَنِ قُم وَ صَلّ بِالنّاسِ فَخَرَجَ الرّضَا ع وَ عَلَيهِ قَمِيصٌ قَصِيرٌ أَبيَضُ وَ عِمَامَةٌ بَيضَاءُ نَظِيفَةٌ وَ هُمَا مِن قُطنٍ وَ فِي يَدِهِ قَضِيبٌ فَأَقبَلَ مَاشِياً يَؤُمّ المُصَلّي وَ هُوَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَي أبَوَيَ‌ّ آدَمَ وَ نُوحٍ السّلَامُ عَلَي أبَوَيَ‌ّ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ السّلَامُ عَلَي أبَوَيَ‌ّ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ السّلَامُ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ فَلَمّا رَآهُ النّاسُ أُهرِعُوا إِلَيهِ وَ انثَالُوا عَلَيهِ لِتَقبِيلِ يَدَيهِ فَأَسرَعَ بَعضُ الحَاشِيَةِ إِلَي الخَلِيفَةِ المَأمُونِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَدَارَكِ


صفحه : 172

النّاسَ وَ اخرُج صَلّ بِهِم وَ إِلّا خَرَجَتِ الخِلَافَةُ مِنكَ الآنَ فَحَمَلَهُ عَلَي أَن خَرَجَ بِنَفسِهِ وَ جَاءَ مُسرِعاً وَ الرّضَا ع بَعدُ مِن كَثرَةِ الزّحَامِ عَلَيهِ لَم يَخلُص إِلَي المُصَلّي فَتَقَدّمَ المَأمُونُ وَ صَلّي بِالنّاسِ

وَ قَالَ الآبيِ‌ّ فِي نَثرِ الدّرّ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع سَأَلَهُ الفَضلُ بنُ سَهلٍ فِي مَجلِسِ المَأمُونِ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ الخَلقُ مُجبَرُونَ فَقَالَ اللّهُ أَعدَلُ مِن أَن يُجبِرَ ثُمّ يُعَذّبَ قَالَ فَمُطلَقُونَ قَالَ اللّهُ أَحكَمُ مِن أَن يُهمِلَ عَبدَهُ وَ يَكِلَهُ إِلَي نَفسِهِ أتُيِ‌َ المَأمُونُ بنِصَراَنيِ‌ّ قَد فَجَرَ بِهَاشِمِيّةٍ فَلَمّا رَآهُ أَسلَمَ فَغَاظَهُ ذَلِكَ وَ سَأَلَ الفُقَهَاءَ فَقَالُوا هَدَرَ الإِسلَامُ مَا قَبلَهُ فَسَأَلَ الرّضَا ع فَقَالَ اقتُلهُ لِأَنّهُ أَسلَمَ حِينَ رَأَي البَأسَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا رَأَوا بَأسَنا قالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ إِلَي آخِرِ السّورَةِ

قَالَ عَمرُو بنُ مَسعَدَةَ بعَثَنَيِ‌ المَأمُونُ إِلَي عَلِيّ ع لِأُعلِمَهُ بِمَا أمَرَنَيِ‌ بِهِ مِن كِتَابٍ فِي تَقرِيظِهِ فَأَعلَمتُهُ ذَلِكَ فَأَطرَقَ مَلِيّاً وَ قَالَ يَا عَمرُو إِنّ مَن أَخَذَ بِرَسُولِ اللّهِ لَحَقِيقٌ أَن يعُطيِ‌َ بِهِ

بيان التقريظ مدح الإنسان و هوحي‌ وحاصل الجواب أنه أخذ الخلافة بسبب الانتساب برسول الله ص فهو حقيق بأن يكرم أهل بيته ع

10-كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الآبيِ‌ّأُدخِلَ رَجُلٌ إِلَي المَأمُونِ أَرَادَ ضَربَ رَقَبَتِهِ وَ الرّضَا ع حَاضِرٌ فَقَالَ المَأمُونُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ أَقُولُ إِنّ اللّهَ لَا يَزِيدُكَ بِحُسنِ العَفوِ إِلّا عِزّاً فَعَفَا عَنهُ وَ قَالَ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ أخَبرِنيِ‌ عَن جَدّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بأِيَ‌ّ وَجهٍ


صفحه : 173

هُوَ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ لَم تَروِ عَن أَبِيكَ عَن آبَائِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ حُبّ عَلِيّ إِيمَانٌ وَ بُغضُهُ كُفرٌ فَقَالَ بَلَي قَالَ الرّضَا ع فَقَسَمَ الجَنّةَ وَ النّارَ فَقَالَ المَأمُونُ لَا أبَقاَنيِ‌َ اللّهُ بَعدَكَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَشهَدُ أَنّكَ وَارِثُ عِلمِ رَسُولِ اللّهِ

قَالَ أَبُو الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ فَلَمّا رَجَعَ الرّضَا إِلَي مَنزِلِهِ أَتَيتُهُ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا أَحسَنَ مَا أَجَبتَ بِهِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ يَا أَبَا الصّلتِ أَنَا كَلّمتُهُ مِن حَيثُ هُوَ وَ لَقَد سَمِعتُ أَبِي يُحَدّثُ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ يَا عَلِيّ أَنتَ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ يَومَ القِيَامَةِ تَقُولُ لِلنّارِ هَذَا لِي وَ هَذَا لَكِ

11- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ شَاذَوَيهِ وَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ قَالَ حَضَرَ الرّضَا ع مَجلِسَ المَأمُونِ بِمَروَ وَ قَدِ اجتَمَعَ فِي مَجلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِن عُلَمَاءِ أَهلِ العِرَاقِ وَ خُرَاسَانَ فَقَالَ المَأمُونُ أخَبرِوُنيِ‌ عَن مَعنَي هَذِهِ الآيَةِثُمّ أَورَثنَا الكِتابَ الّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنافَقَالَتِ العُلَمَاءُ أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ الأُمّةَ كُلّهَا فَقَالَ المَأمُونُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ الرّضَا ع لَا أَقُولُ كَمَا قَالُوا وَ لكَنِيّ‌ أَقُولُ أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ العِترَةَ الطّاهِرَةَ ثُمّ استَدَلّ ع بِالآيَاتِ وَ الرّوَايَاتِ إِلَي أَن قَالَ المَأمُونُ وَ العُلَمَاءُ جَزَاكُمُ اللّهُ أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم عَنِ الأُمّةِ خَيراً فَمَا نَجِدُ الشّرحَ وَ البَيَانَ فِيمَا اشتَبَهَ عَلَينَا إِلّا عِندَكُم

12-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] جَعفَرُ بنُ عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الفَقِيهُ القمُيّ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ صَدَقَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مَن سَمِعَ الحَسَنَ بنَ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ ثُمّ الهاَشمِيِ‌ّ يَقُولُ لَمّا قَدِمَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع عَلَي المَأمُونِ أَمَرَ الفَضلَ بنَ سَهلٍ أَن يَجمَعَ لَهُ أَصحَابَ المَقَالَاتِ مِثلَ الجَاثَلِيقِ وَ رَأسِ الجَالُوتِ وَ رُؤَسَاءِ الصّابِئِينَ وَ الهِربِذِ الأَكبَرِ وَ أَصحَابِ زَردَهُشتَ وَ نِسطَاسَ


صفحه : 174

الروّميِ‌ّ وَ المُتَكَلّمِينَ لِيَسمَعَ كَلَامَهُ وَ كَلَامَهُم فَجَمَعَهُمُ الفَضلُ بنُ سَهلٍ ثُمّ أَعلَمَ المَأمُونَ بِاجتِمَاعِهِم فَقَالَ أَدخِلهُم عَلَيّ فَفَعَلَ فَرَحّبَ بِهِمُ المَأمُونُ ثُمّ قَالَ لَهُم إنِيّ‌ إِنّمَا جَمَعتُكُم لِخَيرٍ وَ أَحبَبتُ أَن تُنَاظِرُوا ابنَ عمَيّ‌ هَذَا المدَنَيِ‌ّ القَادِمَ عَلَيّ فَإِذَا كَانَ بُكرَةً فَاغدُوا عَلَيّ وَ لَا يَتَخَلّف مِنكُم أَحَدٌ فَقَالُوا السّمعَ وَ الطّاعَةَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ مُبكِرُونَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ فَبَينَا نَحنُ فِي حَدِيثٍ لَنَا عِندَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع إِذ دَخَلَ عَلَينَا يَاسِرٌ وَ كَانَ يَتَوَلّي أَمرَ أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ يَا سيَدّيِ‌ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ فِدَاكَ أَخُوكَ إِنّهُ اجتَمَعَ إلِيَ‌ّ أَصحَابُ المَقَالَاتِ وَ أَهلُ الأَديَانِ وَ المُتَكَلّمُونَ مِن جَمِيعِ المِلَلِ فَرَأيُكَ فِي البُكُورِ عَلَينَا إِن أَحبَبتَ كَلَامَهُم وَ إِن كَرِهتَ ذَلِكَ فَلَا تَتَجَشّم وَ إِن أَحبَبتَ أَن نَصِيرَ إِلَيكَ خَفّ ذَلِكَ عَلَينَا فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع أَبلِغهُ السّلَامَ وَ قُل لَهُ قَد عَلِمتُ مَا أَرَدتَ وَ أَنَا صَائِرٌ إِلَيكَ بُكرَةً إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ فَلَمّا مَضَي يَاسِرٌ التَفَتَ إِلَينَا ثُمّ قَالَ لِي يَا نوَفلَيِ‌ّ أَنتَ عرِاَقيِ‌ّ وَ رِقّةُ العرِاَقيِ‌ّ غَيرُ غَلِيظَةٍ فَمَا عِندَكَ فِي جَمعِ ابنِ عَمّكَ عَلَينَا أَهلَ الشّركِ وَ أَصحَابَ المَقَالَاتِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يُرِيدُ الِامتِحَانَ وَ يُحِبّ أَن يَعرِفَ مَا عِندَكَ وَ لَقَد بَنَي عَلَي أَسَاسٍ غَيرِ وَثِيقِ البُنيَانِ وَ بِئسَ وَ اللّهِ مَا بَنَي فَقَالَ لِي وَ مَا بِنَاؤُهُ فِي هَذَا البَابِ قُلتُ إِنّ أَصحَابَ الكَلَامِ وَ البِدَعِ خِلَافُ العُلَمَاءِ وَ ذَلِكَ أَنّ العَالِمَ لَا يُنكِرُ غَيرَ المُنكَرِ وَ أَصحَابُ المَقَالَاتِ وَ المُتَكَلّمُونَ وَ أَهلُ الشّركِ أَصحَابُ إِنكَارٍ وَ مُبَاهَتَةٍ إِنِ احتَجَجتَ عَلَيهِم بِأَنّ اللّهَ تَعَالَي وَاحِدٌ قَالُوا صَحّح وَحدَانِيّتَهُ وَ إِن قُلتَ إِنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص قَالُوا ثَبّت رِسَالَتَهُ ثُمّ يُبَاهِتُونَ الرّجُلَ وَ هُوَ يُبطِلُ عَلَيهِم بِحُجّتِهِ وَ يُغَالِطُونَهُ حَتّي يَترُكَ قَولَهُ فَاحذَرهُم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ فَتَبَسّمَ ع ثُمّ قَالَ يَا نوَفلَيِ‌ّ أَ فَتَخَافُ أَن يقَطعَوُنيِ‌ عَلَي حجُتّيِ‌ قُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا خِفتُ عَلَيكَ قَطّ وَ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن يُظفِرَكَ اللّهُ بِهِم إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ لِي يَا نوَفلَيِ‌ّ أَ تُحِبّ أَن تَعلَمَ مَتَي يَندَمُ المَأمُونُ قُلتُ نَعَم قَالَ إِذَا سَمِعَ


صفحه : 175

احتجِاَجيِ‌ عَلَي أَهلِ التّورَاةِ بِتَورَاتِهِم وَ عَلَي أَهلِ الإِنجِيلِ بِإِنجِيلِهِم وَ عَلَي أَهلِ الزّبُورِ بِزَبُورِهِم وَ عَلَي الصّابِئِينَ بِعِبرَانِيّتِهِم وَ عَلَي أَهلِ الهَرَابِذَةِ بِفَارِسِيّتِهِم وَ عَلَي أَهلِ الرّومِ بِرُومِيّتِهِم وَ عَلَي أَصحَابِ المَقَالَاتِ بِلُغَاتِهِم فَإِذَا قَطَعتُ كُلّ صِنفٍ وَ دَحَضتُ حُجّتَهُ وَ تَرَكَ مَقَالَتَهُ وَ رَجَعَ إِلَي قوَليِ‌ عَلِمَ المَأمُونُ أَنّ المَوضِعَ ألّذِي هُوَ بِسَبِيلِهِ لَيسَ بِمُستَحِقّ لَهُ فَعِندَ ذَلِكَ تَكُونُ النّدَامَةُ مِنهُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ فَلَمّا أَصبَحنَا أَتَانَا الفَضلُ بنُ سَهلٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ ابنُ عَمّكَ يَنتَظِرُكَ وَ قَدِ اجتَمَعَ القَومُ فَمَا رَأيُكَ فِي إِتيَانِهِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع تقَدَمّنيِ‌ وَ إنِيّ‌ صَائِرٌ إِلَي نَاحِيَتِكُم إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ تَوَضّأَ ع وُضُوءَهُ لِلصّلَاةِ وَ شَرِبَ شَربَةَ سَوِيقٍ وَ سَقَانَا مِنهُ ثُمّ خَرَجَ وَ خَرَجنَا مَعَهُ حَتّي دَخَلنَا عَلَي المَأمُونِ فَإِذَا المَجلِسُ غَاصّ بِأَهلِهِ وَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ فِي جَمَاعَةِ الطّالِبِيّينَ وَ الهَاشِمِيّينَ وَ القُوّادُ حُضُورٌ فَلَمّا دَخَلَ الرّضَا ع قَامَ المَأمُونُ وَ قَامَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ وَ جَمِيعُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَمَا زَالُوا وُقُوفاً وَ الرّضَا ع جَالِسٌ مَعَ المَأمُونِ حَتّي أَمَرَهُم بِالجُلُوسِ فَجَلَسُوا فَلَم يَزَلِ المَأمُونُ مُقبِلًا عَلَيهِ يُحَدّثُهُ سَاعَةً ثُمّ التَفَتَ إِلَي الجَاثَلِيقِ فَقَالَ يَا جَاثَلِيقُ هَذَا ابنُ عمَيّ‌ عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ هُوَ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ بِنتِ نَبِيّنَا وَ ابنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأُحِبّ أَن تُكَلّمَهُ وَ تُحَاجّهُ وَ تُنصِفَهُ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَيفَ أُحَاجّ رَجُلًا يَحتَجّ عَلَيّ بِكِتَابٍ أَنَا مُنكِرُهُ وَ نبَيِ‌ّ لَا أُومِنُ بِهِ فَقَالَ الرّضَا ع يَا نصَراَنيِ‌ّ فَإِنِ احتَجَجتُ عَلَيكَ بِإِنجِيلِكَ أَ تُقِرّ بِهِ قَالَ الجَاثَلِيقُ وَ هَل أَقدِرُ عَلَي دَفعِ مَا نَطَقَ بِهِ الإِنجِيلُ نَعَم وَ اللّهِ أُقِرّ بِهِ عَلَي رَغمِ أنَفيِ‌ ثُمّ قَرَأَ الرّضَا ع عَلَيهِ الإِنجِيلَ وَ أَثبَتَ عَلَيهِ أَنّ نَبِيّنَاص مَذكُورٌ فِيهِ ثُمّ أَخبَرَهُ بِعَدَدِ حوَاَريِ‌ّ عِيسَي ع وَ أَحوَالِهِم وَ احتَجّ بِحُجَجٍ كَثِيرَةٍ أَقَرّ بِهَا ثُمّ قَرَأَ عَلَيهِ كِتَابَ شَعيَا وَ غَيرَهُ إِلَي أَن قَالَ الجَاثَلِيقُ لِيَسأَلكَ غيَريِ‌ فَلَا وَ حَقّ المَسِيحِ مَا ظَنَنتُ أَنّ فِي عُلَمَاءِ المُسلِمِينَ مِثلَكَ


صفحه : 176

فَالتَفَتَ الرّضَا ع إِلَي رَأسِ الجَالُوتِ وَ احتَجّ عَلَيهِ بِالتّورَاةِ وَ الزّبُورِ وَ كِتَابِ شَعيَا وَ حَيقُوقَ حَتّي أُقحِمَ وَ لَم يُحِر جَوَاباً ثُمّ دَعَا ع بِالهِربِذِ الأَكبَرِ وَ احتَجّ عَلَيهِ حَتّي انقَطَعَ هِربِذُ مَكَانَهُ فَقَالَ الرّضَا ع يَا قَومِ إِن كَانَ فِيكُم أَحَدٌ يُخَالِفُ الإِسلَامَ وَ أَرَادَ أَن يَسأَلَ فَليَسأَل غَيرَ مُحتَشِمٍ فَقَامَ إِلَيهِ عِمرَانُ الصاّبيِ‌ وَ كَانَ وَاحِداً فِي المُتَكَلّمِينَ فَقَالَ يَا عَالِمَ النّاسِ لَو لَا أَنّكَ دَعَوتَ إِلَي مَسأَلَتِكَ لَم أُقدِم عَلَيكَ بِالمَسَائِلِ فَلَقَد دَخَلتُ الكُوفَةَ وَ البَصرَةَ وَ الشّامَ وَ الجَزِيرَةَ وَ لَقِيتُ المُتَكَلّمِينَ فَلَم أَقَع عَلَي أَحَدٍ يُثبِتُ لِي وَاحِداً لَيسَ غَيرُهُ قَائِماً بِوَحدَانِيّتِهِ أَ فَتَأذَنُ أَن أَسأَلَكَ قَالَ الرّضَا ع إِن كَانَ فِي الجَمَاعَةِ عِمرَانُ الصاّبيِ‌ فَأَنتَ هُوَ قَالَ أَنَا هُوَ قَالَ سَل يَا عِمرَانُ وَ عَلَيكَ بِالنّصَفَةِ وَ إِيّاكَ وَ الخَطَلَ وَ الجَورَ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا سيَدّيِ‌ مَا أُرِيدُ إِلّا أَن تُثبِتَ لِي شَيئاً أَتَعَلّقُ بِهِ فَلَا أَجُوزُهُ قَالَ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَازدَحَمَ النّاسُ وَ انضَمّ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ فَاحتَجّ الرّضَا ع عَلَيهِ وَ طَالَ الكَلَامُ بَينَهُمَا إِلَي الزّوَالِ فَالتَفَتَ الرّضَا ع إِلَي المَأمُونِ فَقَالَ الصّلَاةُ قَد حَضَرَت فَقَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ‌ لَا تَقطَع عَلَيّ مسَألَتَيِ‌ فَقَد رَقّ قلَبيِ‌ قَالَ الرّضَا ع نصُلَيّ‌ وَ نَعُودُ فَنَهَضَ وَ نَهَضَ المَأمُونُ فَصَلّي الرّضَا ع دَاخِلًا وَ صَلّي النّاسُ خَارِجاً خَلفَ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ ثُمّ خَرَجَا فَعَادَ الرّضَا ع إِلَي مَجلِسِهِ وَ دَعَا بِعِمرَانَ فَقَالَ سَل يَا عِمرَانُ فَسَأَلَهُ عَنِ الصّانِعِ تَعَالَي وَ صِفَاتِهِ وَ أُجِيبَ إِلَي أَن قَالَ أَ فَهِمتَ يَا عِمرَانُ قَالَ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ قَد فَهِمتُ وَ أَشهَدُ أَنّ اللّهَ عَلَي مَا وَصَفتَ وَ وَحّدتَ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ المَبعُوثُ بِالهُدَي وَ دِينِ الحَقّ ثُمّ خَرّ سَاجِداً نَحوَ القِبلَةِ وَ أَسلَمَ قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ فَلَمّا نَظَرَ المُتَكَلّمُونَ إِلَي كَلَامِ عِمرَانَ الصاّبيِ‌ وَ كَانَ جَدِلًا لَم يَقطَعهُ عَن حُجّتِهِ أَحَدٌ قَطّ لَم يَدنُ مِنَ الرّضَا ع أَحَدٌ مِنهُم وَ لَم يَسأَلُوهُ عَن شَيءٍ وَ أَمسَينَا فَنَهَضَ المَأمُونُ وَ الرّضَا ع فَدَخَلَا وَ انصَرَفَ النّاسُ وَ كُنتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا إِذ بَعَثَ إلِيَ‌ّ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ فَأَتَيتُهُ فَقَالَ لِي يَا نوَفلَيِ‌ّ


صفحه : 177

أَ مَا رَأَيتَ مَا جَاءَ بِهِ صَدِيقُكَ لَا وَ اللّهِ مَا ظَنَنتُ أَنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي خَاضَ فِي شَيءٍ مِن هَذَا قَطّ وَ لَا عَرَفنَاهُ بِهِ إِنّهُ كَانَ يَتَكَلّمُ بِالمَدِينَةِ أَو يَجتَمِعُ إِلَيهِ أَصحَابُ الكَلَامِ قُلتُ قَد كَانَ الحَاجّ يَأتُونَهُ فَيَسأَلُونَهُ عَن أَشيَاءَ مِن حَلَالِهِم وَ حَرَامِهِم فَيُجِيبُهُم وَ رُبّمَا كَلّمَ مَن يَأتِيهِ يُحَاجّهُ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ يَا بَا مُحَمّدٍ إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيهِ أَن يَحسُدَهُ هَذَا الرّجُلُ فَيَسُمّهُ أَو يَفعَلَ بِهِ بَلِيّةً فَأَشِر عَلَيهِ بِالإِمسَاكِ عَن هَذِهِ الأَشيَاءِ قُلتُ إِذاً لَا يَقبَلُ منِيّ‌ وَ مَا أَرَادَ الرّجُلُ إِلّا امتِحَانَهُ لِيَعلَمَ هَل عِندَهُ شَيءٌ مِن عُلُومِ آبَائِهِ ع فَقَالَ لِي قُل لَهُ إِنّ عَمّكَ قَد كَرِهَ هَذَا البَابَ وَ أَحَبّ أَن تُمسِكَ عَن هَذِهِ الأَشيَاءِ لِخِصَالٍ شَتّي فَلَمّا انقَلَبتُ إِلَي مَنزِلِ الرّضَا ع أَخبَرتُهُ بِمَا كَانَ مِن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ فَتَبَسّمَ ع ثُمّ قَالَ حَفِظَ اللّهُ عمَيّ‌ مَا أعَرفَنَيِ‌ بِهِ لِمَ كَرِهَ ذَلِكَ يَا غُلَامُ صِر إِلَي عِمرَانَ الصاّبيِ‌ فأَتنِيِ‌ بِهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَنَا أَعرِفُ مَوضِعَهُ وَ هُوَ عِندَ بَعضِ إِخوَانِنَا مِنَ الشّيعَةِ قَالَ فَلَا بَأسَ قَرّبُوا إِلَيهِ دَابّةً فَصِرتُ إِلَي عِمرَانَ فَأَتَيتُهُ بِهِ فَرَحّبَ بِهِ وَ دَعَا بِكِسوَةٍ فَخَلَعَهَا عَلَيهِ وَ حَمَلَهُ وَ دَعَا بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ فَوَصَلَهُ بِهَا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ حَكَيتَ فِعلَ جَدّكَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ هَكَذَا يَجِبُ ثُمّ دَعَا ع بِالعِشَاءِ فأَجَلسَنَيِ‌ عَن يَمِينِهِ وَ أَجلَسَ عِمرَانَ عَن يَسَارِهِ حَتّي إِذَا فَرَغنَا قَالَ لِعِمرَانَ انصَرِف مُصَاحِباً وَ بَكّر عَلَينَا نُطعِمكَ طَعَامَ المَدِينَةِ فَكَانَ عِمرَانُ بَعدَ ذَلِكَ يَجتَمِعُ إِلَيهِ المُتَكَلّمُونَ مِن أَصحَابِ المَقَالَاتِ فَيُبطِلُ أَمرَهُم حَتّي اجتَنَبُوهُ وَ وَصَلَهُ المَأمُونُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ أَعطَاهُ الفَضلُ مَالًا وَ حَمَلَهُ وَ وَلّاهُ الرّضَا ع صَدَقَاتِ بَلخٍ فَأَصَابَ الرّغَائِبَ

13-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ قَالَقَدِمَ سُلَيمَانُ المرَوزَيِ‌ّ مُتَكَلّمُ خُرَاسَانَ عَلَي المَأمُونِ فَأَكرَمَهُ وَ وَصَلَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ إِنّ ابنَ عمَيّ‌ عَلِيّ بنَ مُوسَي ع قَدِمَ عَلَيّ مِنَ الحِجَازِ وَ هُوَ يُحِبّ الكَلَامَ وَ أَصحَابَهُ فَلَا عَلَيكَ أَن تَصِيرَ إِلَينَا يَومَ التّروِيَةِ لِمُنَاظَرَتِهِ فَقَالَ سُلَيمَانُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن


صفحه : 178

أَسأَلَ مِثلَهُ فِي مَجلِسِكَ فِي جَمَاعَةٍ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَيَنتَقِصَ عِندَ القَومِ إِذَا كلَمّنَيِ‌ وَ لَا يَجُوزُ الِاستِقصَاءُ عَلَيهِ قَالَ المَأمُونُ إِنّمَا وَجّهتُ إِلَيكَ لمِعَرفِتَيِ‌ بِقُوّتِكَ وَ لَيسَ مرُاَديِ‌ إِلّا أَن تَقطَعَهُ عَن حُجّةٍ وَاحِدَةٍ فَقَط فَقَالَ سُلَيمَانُ حَسبُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اجمَع بَينَهُ وَ بيَنيِ‌ وَ خلَنّيِ‌ وَ الذّمّ فَوَجّهَ المَأمُونُ إِلَي الرّضَا ع فَقَالَ إِنّهُ قَد قَدِمَ عَلَينَا رَجُلٌ مِن أَهلِ مَروَ وَ هُوَ وَاحِدُ خُرَاسَانَ مِن أَصحَابِ الكَلَامِ فَإِن خَفّ عَلَيكَ أَن تَتَجَشّمَ المَصِيرَ إِلَينَا فَعَلتَ فَنَهَضَ ع لِلوُضُوءِ وَ قَالَ لَنَا تقَدَمّوُنيِ‌ وَ عِمرَانُ الصاّبيِ‌ مَعَنَا فَصِرنَا إِلَي البَابِ فَأَخَذَ يَاسِرٌ وَ خَالِدٌ بيِدَيِ‌ فأَدَخلَاَنيِ‌ عَلَي المَأمُونِ فَلَمّا سَلّمتُ قَالَ أَينَ أخَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ أَبقَاهُ اللّهُ قُلتُ خَلّفتُهُ يَلبَسُ ثِيَابَهُ وَ أَمَرَنَا أَن نَتَقَدّمَ ثُمّ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ عِمرَانَ مَولَاكَ معَيِ‌ وَ هُوَ بِالبَابِ فَقَالَ مَن عِمرَانُ قُلتُ الصاّبيِ‌ ألّذِي أَسلَمَ عَلَي يَدَيكَ قَالَ فَليَدخُل فَدَخَلَ فَرَحّبَ بِهِ المَأمُونُ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عِمرَانُ لَم تَمُت حَتّي صِرتَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي شرَفّنَيِ‌ بِكُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا عِمرَانُ هَذَا سُلَيمَانُ المرَوزَيِ‌ّ مُتَكَلّمُ خُرَاسَانَ قَالَ عِمرَانُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ يَزعُمُ أَنّهُ وَاحِدُ خُرَاسَانَ فِي النّظَرِ وَ يُنكِرُ البَدَاءَ قَالَ فَلِمَ لَا تُنَاظِرُهُ قَالَ عِمرَانُ ذَاكَ إِلَيهِ فَدَخَلَ الرّضَا ع فَقَالَ فِي أَيّ شَيءٍ كُنتُم قَالَ عِمرَانُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَذَا سُلَيمَانُ المرَوزَيِ‌ّ فَقَالَ سُلَيمَانُ أَ تَرضَي بأِبَيِ‌ الحَسَنِ وَ بِقَولِهِ فِيهِ فَقَالَ عِمرَانُ قَد رَضِيتُ بِقَولِ أَبِي الحَسَنِ فِي البَدَاءِ عَلَي أَن يأَتيِنَيِ‌ فِيهِ بِحُجّةٍ أَحتَجّ بِهَا عَلَي نظُرَاَئيِ‌ مِن أَهلِ النّظَرِ فَاحتَجّ ع عَلَيهِ فِي البَدَاءِ وَ الإِرَادَةِ وَ غَيرِهِمَا مِن مَسَائِلِ التّوحِيدِ حَتّي انقَطَعَ سُلَيمَانُ وَ لَم يُحِر جَوَاباً فَقَالَ المَأمُونُ عِندَ ذَلِكَ يَا سُلَيمَانُ هَذَا أَعلَمُ هاَشمِيِ‌ّ ثُمّ تَفَرّقَ القَومُ


صفحه : 179

قَالَ الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ كَانَ المَأمُونُ يَجلِبُ عَلَي الرّضَا ع مِن متُكَلَمّيِ‌ الفِرَقِ وَ أَهلِ الأَهوَاءِ المُضِلّةِ كُلّ مَن سَمِعَ بِهِ حِرصاً عَلَي انقِطَاعِ الرّضَا ع عَنِ الحُجّةِ مَعَ وَاحِدٍ مِنهُم وَ ذَلِكَ حَسَداً مِنهُ لَهُ وَ لِمَنزِلَتِهِ مِنَ العِلمِ فَكَانَ لَا يُكَلّمُهُ أَحَدٌ إِلّا أَقَرّ لَهُ بِالفَضلِ وَ التَزَمَ الحُجّةَ لَهُ عَلَيهِ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي ذِكرُهُ يَأبَي إِلّا أَن يعُليِ‌َ كَلِمَتَهُ وَ يُتِمّ نُورَهُ وَ يَنصُرَ حُجّتَهُ وَ هَكَذَا وَعَدَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ فَقَالَإِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيايعَنيِ‌ بِالّذِينَ آمَنُوا الأَئِمّةَ الهُدَاةَ ع وَ أَتبَاعَهُمُ العَارِفِينَ وَ الآخِذِينَ عَنهُم يَنصُرُهُم بِالحُجّةِ عَلَي مُخَالِفِيهِم مَا دَامُوا فِي الدّنيَا وَ كَذَلِكَ يَفعَلُ بِهِم فِي الآخِرَةِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُخلِفُ وَعدَهُ

14- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ جَمِيعاً عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ البرَمكَيِ‌ّ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ لَمّا جَمَعَ المَأمُونُ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع أَهلَ المَقَالَاتِ مِن أَهلِ الإِسلَامِ وَ الدّيَانَاتِ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ الصّابِئِينَ وَ سَائِرِ أَهلِ المَقَالَاتِ فَلَم يَقُم أَحَدٌ إِلّا وَ قَد أَلزَمَهُ حُجّتَهُ كَأَنّهُ أُلقِمَ حَجَراً قَامَ إِلَيهِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ تَقُولُ بِعِصمَةِ الأَنبِيَاءِ قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا تَعمَلُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ عَصي آدَمُ رَبّهُ فَغَوي إِلَي آخِرِ مَا قَالَ فَأَجَابَهُ ع عَن جَمِيعِ ذَلِكَ حَتّي بَكَي عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا تَائِبٌ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن أَن أَنطِقَ فِي أَنبِيَاءِ اللّهِ ع بَعدَ يوَميِ‌ هَذَا إِلّا بِمَا ذَكَرتَهُ

15-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ قَالَحَضَرتُ مَجلِسَ المَأمُونِ وَ عِندَهُ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع فَسَأَلَهُ المَأمُونُ عَنِ الأَخبَارِ المُوهِمَةِ لِعَدَمِ عِصمَةِ الأَنبِيَاءِ ع فَأَجَابَ ع عَن كُلّ


صفحه : 180

مِنهَا فَكَانَ المَأمُونُ يَقُولُ أَشهَدُ أَنّكَ ابنُ رَسُولِ اللّهِص حَقّاً وَ قَد كَانَ يَقُولُ لِلّهِ دَرّكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ قَد كَانَ يَقُولُ بَارَكَ اللّهُ فِيكَ يَا أَبَا الحَسَنِ وَ قَد كَانَ يَقُولُ جَزَاكَ اللّهُ عَن أَنبِيَائِهِ خَيراً يَا أَبَا الحَسَنِ فَلَمّا أَجَابَ ع عَن كُلّ مَا أَرَادَ أَن يَسأَلَهُ قَالَ المَأمُونُ لَقَد شَفَيتَ صدَريِ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ أَوضَحتَ لِي مَا كَانَ مُلتَبِساً عَلَيّ فَجَزَاكَ اللّهُ عَن أَنبِيَائِهِ وَ عَنِ الإِسلَامِ خَيراً قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ[ بنِ]الجَهمِ فَقَامَ المَأمُونُ إِلَي الصّلَاةِ وَ أَخَذَ بِيَدِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ وَ كَانَ حَاضِرَ المَجلِسِ وَ تَبِعتُهُمَا فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ كَيفَ رَأَيتَ ابنَ أَخِيكَ فَقَالَ عَالِمٌ وَ لَم نَرَهُ يَختَلِفُ إِلَي أَحَدٍ مِن أَهلِ العِلمِ فَقَالَ المَأمُونُ إِنّ ابنَ أَخِيكَ مِن أَهلِ بَيتِ النّبِيّ الّذِينَ قَالَ فِيهِمُ النّبِيّص أَلَا إِنّ أَبرَارَ عتِرتَيِ‌ وَ أَطَايِبَ أرُوُمتَيِ‌ أَحلَمُ النّاسِ صِغَاراً وَ أَعلَمُ النّاسِ كِبَاراً لَا تُعَلّمُوهُم فَإِنّهُم أَعلَمُ مِنكُم لَا يُخرِجُونَكُم مِن بَابِ هُدًي وَ لَا يُدخِلُونَكُم فِي بَابِ ضَلَالٍ وَ انصَرَفَ الرّضَا ع إِلَي مَنزِلِهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ غَدَوتُ عَلَيهِ وَ أَعلَمتُهُ مَا كَانَ مِن قَولِ المَأمُونِ وَ جَوَابِ عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ لَهُ فَضَحِكَ ع ثُمّ قَالَ يَا ابنَ الجَهمِ لَا يَغُرّنّكَ مَا سَمِعتَهُ مِنهُ فَإِنّهُ سيَغَتاَلنُيِ‌ وَ اللّهُ يَنتَقِمُ لِي مِنهُ

قال الصدوق رحمه الله هذاالحديث غريب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت ع .أقول قدأوردت تلك الأخبار بتمامها في كتاب الاحتجاجات و كتاب النبوة وإنما أوردت منها هاهنا مايناسب المقام

16-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُفَسّرُ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع أَنّ الرّضَا عَلِيّ بنَ مُوسَي ع لَمَا جَعَلَهُ المَأمُونُ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ احتَبَسَ المَطَرُ فَجَعَلَ بَعضُ حَاشِيَةِ المَأمُونِ وَ المُتَعَصّبِينَ عَلَي الرّضَا ع يَقُولُونَ انظُرُوا لَمّا جَاءَنَا عَلِيّ بنُ مُوسَي وَ صَارَ ولَيِ‌ّ عَهدِنَا فَحَبَسَ اللّهُ تَعَالَي عَنّا المَطَرَ وَ اتّصَلَ ذَلِكَ بِالمَأمُونِ فَاشتَدّ


صفحه : 181

عَلَيهِ فَقَالَ لِلرّضَا ع قَدِ احتَبَسَ المَطَرُ فَلَو دَعَوتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُمطِرَ النّاسَ قَالَ الرّضَا ع نَعَم قَالَ فَمَتَي تَفعَلُ ذَلِكَ وَ كَانَ ذَلِكَ يَومَ الجُمُعَةِ قَالَ يَومَ الإِثنَينِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص أتَاَنيِ‌ البَارِحَةَ فِي منَاَميِ‌ وَ مَعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ انتَظِر يَومَ الإِثنَينِ فَابرُز إِلَي الصّحرَاءِ وَ استَسقِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَيَسقِيهِم وَ أَخبِرهُم بِمَا يُرِيكَ اللّهُ مِمّا لَا يَعلَمُونَ حَالَهُ لِيَزدَادَ عِلمُهُم بِفَضلِكَ وَ مَكَانِكَ مِن رَبّكَ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا كَانَ يَومُ الإِثنَينِ غَدَا إِلَي الصّحرَاءِ وَ خَرَجَ الخَلَائِقُ يَنظُرُونَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ يَا رَبّ أَنتَ عَظّمتَ حَقّنَا أَهلَ البَيتِ فَتَوَسّلُوا بِنَا كَمَا أَمَرتَ وَ أَمّلُوا فَضلَكَ وَ رَحمَتَكَ وَ تَوَقّعُوا إِحسَانَكَ وَ نِعمَتَكَ فَاسقِهِم سَقياً نَافِعاً عَامّاً غَيرَ رَائِثٍ وَ لَا ضَائِرٍ وَ ليَكُنِ ابتِدَاءُ مَطَرِهِم بَعدَ انصِرَافِهِم مِن مَشهَدِهِم هَذَا إِلَي مَنَازِلِهِم وَ مَقَارّهِم قَالَ فَوَ اللّهِ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد نَسَجَتِ الرّيَاحُ فِي الهَوَاءِ الغُيُومَ وَ أَرعَدَت وَ أَبرَقَت وَ تَحَرّكَ النّاسُ كَأَنّهُم يَرَونَ التنّحَيّ‌َ عَنِ المَطَرِ فَقَالَ الرّضَا ع عَلَي رِسلِكِم أَيّهَا النّاسِ فَلَيسَ هَذَا الغَيمُ لَكُم إِنّمَا هُوَ لِأَهلِ بَلَدِ كَذَا فَمَضَتِ السّحَابَةُ وَ عَبَرَت ثُمّ جَاءَت سَحَابَةٌ أُخرَي تَشتَمِلُ عَلَي رَعدٍ وَ بَرقٍ فَتَحَرّكُوا فَقَالَ عَلَي رِسلِكُم فَمَا هَذِهِ لَكُم إِنّمَا هيِ‌َ لِأَهلِ بَلَدِ كَذَا فَمَا زَالَ حَتّي جَاءَت عَشرُ سَحَابَاتٍ وَ عَبَرَت وَ يَقُولُ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع فِي كُلّ وَاحِدَةٍ عَلَي رِسلِكُم لَيسَت هَذِهِ لَكُم إِنّمَا هيِ‌َ لِأَهلِ بَلَدِ كَذَا ثُمّ أَقبَلَت سَحَابَةٌ حَادِيَةَ عَشَرَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ هَذِهِ بَعَثَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَكُم فَاشكُرُوا اللّهَ تَعَالَي عَلَي تَفَضّلِهِ عَلَيكُم وَ قُومُوا إِلَي مَنَازِلِكُم وَ مَقَارّكُم فَإِنّهَا مُسَامِتَةٌ لَكُم وَ لِرُءُوسِكُم مُمسِكَةٌ عَنكُم إِلَي أَن تَدخُلُوا مَقَارّكُم ثُمّ يَأتِيكُم مِنَ الخَيرِ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِ اللّهِ تَعَالَي وَ جَلَالِهِ وَ نَزَلَ مِنَ المِنبَرِ فَانصَرَفَ النّاسُ فَمَا زَالَتِ السّحَابَةُ مُمسِكَةً إِلَي أَن قَرُبُوا مِن مَنَازِلِهِم ثُمّ جَاءَت بِوَابِلِ المَطَرِ فَمَلَأَتِ الأَودِيَةَ وَ الحِيَاضَ وَ الغُدرَانَ وَ الفَلَوَاتِ فَجَعَلَ النّاسُ يَقُولُونَ هَنِيئاً لِوَلَدِ رَسُولِ اللّهِص كِرَامَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 182

ثُمّ بَرَزَ إِلَيهِمُ الرّضَا ع وَ حَضَرَتِ الجَمَاعَةُ الكَثِيرَةُ مِنهُم فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا اللّهَ فِي نِعَمِ اللّهِ عَلَيكُم فَلَا تُنَفّرُوهَا عَنكُم بِمَعَاصِيهِ بَلِ استَدِيمُوهَا بِطَاعَتِهِ وَ شُكرِهِ عَلَي نِعَمِهِ وَ أَيَادِيهِ وَ اعلَمُوا أَنّكُم لَا تَشكُرُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بشِيَ‌ءٍ بَعدَ الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ بَعدَ الِاعتِرَافِ بِحُقُوقِ أَولِيَاءِ اللّهِ مِن آلِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ أَحَبّ إِلَيكُم مِن مُعَاوَنَتِكُم لِإِخوَانِكُمُ المُؤمِنِينَ عَلَي دُنيَاهُمُ التّيِ‌ هيِ‌َ مَعبَرَتُهُم إِلَي جِنَانِ رَبّهِم فَإِنّ مَن فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مِن خَاصّةِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي ذَلِكَ قَولًا مَا ينَبغَيِ‌ لِقَائِلٍ أَن يَزهَدَ فِي فَضلِ اللّهِ تَعَالَي عَلَيهِ إِن تَأَمّلَهُ وَ عَمِلَ عَلَيهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَلَكَ فُلَانٌ يَعمَلُ مِنَ الذّنُوبِ كَيتَ وَ كَيتَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بَل قَد نَجَا وَ لَا يَختِمُ اللّهُ تَعَالَي عَمَلَهُ إِلّا بِالحُسنَي وَ سَيَمحُو اللّهُ عَنهُ السّيّئَاتِ وَ يُبَدّلُهَا لَهُ حَسَنَاتٍ إِنّهُ كَانَ مَرّةً يَمُرّ فِي طَرِيقٍ عَرَضَ لَهُ مُؤمِنٌ قَدِ انكَشَفَت عَورَتُهُ وَ هُوَ لَا يَشعُرُ فَسَتَرَهَا عَلَيهِ وَ لَم يُخبِرهُ بِهَا مَخَافَةَ أَن يَخجَلَ ثُمّ إِنّ ذَلِكَ المُؤمِنَ عَرَفَهُ فِي مَهوَاةٍ فَقَالَ لَهُ أَجزَلَ اللّهُ لَكَ الثّوَابَ وَ أَكرَمَ لَكَ المَآبَ وَ لَا نَاقَشَكَ الحِسَابَ فَاستَجَابَ اللّهُ لَهُ فِيهِ فَهَذَا العَبدُ لَا يُختَمُ لَهُ إِلّا بِخَيرٍ بِدُعَاءِ ذَلِكَ المُؤمِنِ فَاتّصَلَ قَولُ رَسُولِ اللّهِص بِهَذَا الرّجُلِ فَتَابَ وَ أَنَابَ وَ أَقبَلَ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلَم يَأتِ عَلَيهِ سَبعَةُ أَيّامٍ حَتّي أُغِيرَ عَلَي سَرحِ المَدِينَةِ فَوَجّهَ رَسُولُ اللّهِص فِي أَثَرِهِم جَمَاعَةً ذَلِكَ الرّجُلُ أَحَدُهُم فَاستُشهِدَ فِيهِم قَالَ الإِمَامُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع وَ أَعظَمَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي البَرَكَةَ فِي البِلَادِ بِدُعَاءِ الرّضَا ع وَ قَد كَانَ لِلمَأمُونِ مَن يُرِيدُ أَن يَكُونَ هُوَ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ مِن دُونِ الرّضَا ع وَ حُسّادٌ كَانُوا بِحَضرَةِ المَأمُونِ لِلرّضَا ع فَقَالَ لِلمَأمُونِ بَعضُ أُولَئِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أُعِيذُكَ بِاللّهِ أَن تَكُونَ تَارِيخَ الخُلَفَاءِ فِي إِخرَاجِكَ هَذَا الشّرَفَ العَمِيمَ وَ الفَخرَ العَظِيمَ مِن بَيتِ وُلدِ العَبّاسِ إِلَي بَيتِ وُلدِ عَلِيّ وَ لَقَد أَعَنتَ عَلَي نَفسِكَ وَ أَهلِكَ جِئتَ بِهَذَا السّاحِرِ وَلَدِ السّحَرَةِ وَ قَد كَانَ خَامِلًا فَأَظهَرتَهُ وَ مُتّضِعاً فَرَفَعتَهُ وَ مَنسِيّاً فَذَكّرتَ بِهِ وَ مُستَخَفّاً فَنَوّهتَ بِهِ قَد مَلَأَ الدّنيَا مَخرَقَةً وَ تَشَوّقاً بِهَذَا المَطَرِ الوَارِدِ عِندَ دُعَائِهِ مَا أخَوفَنَيِ‌ أَن يُخرِجَ هَذَا الرّجُلُ


صفحه : 183

هَذَا الأَمرَ عَن وُلدِ العَبّاسِ إِلَي وُلدِ عَلِيّ بَل مَا أخَوفَنَيِ‌ أَن يَتَوَصّلَ بِسِحرِهِ إِلَي إِزَالَةِ نِعمَتِكَ وَ التّوَثّبِ عَلَي مَملَكَتِكَ هَل جَنَي أَحَدٌ عَلَي نَفسِهِ وَ مُلكِهِ مِثلَ جِنَايَتِكَ فَقَالَ المَأمُونُ قَد كَانَ هَذَا الرّجُلُ مُستَتِراً عَنّا يَدعُو إِلَي نَفسِهِ فَأَرَدنَا أَن نَجعَلَهُ ولَيِ‌ّ عَهدِنَا لِيَكُونَ دُعَاؤُهُ لَنَا وَ لِيُعرَفَ بِالمُلكِ وَ الخِلَافَةِ لَنَا وَ لِيَعتَقِدَ فِيهِ المَفتُونُونَ بِهِ أَنّهُ لَيسَ مِمّا ادّعَي فِي قَلِيلٍ وَ لَا كَثِيرٍ وَ أَنّ هَذَا الأَمرَ لَنَا مِن دُونِهِ وَ قَد خَشِينَا إِن تَرَكنَاهُ عَلَي تِلكَ الحَالِ أَن يَنفَتِقَ عَلَينَا مِنهُ مَا لَا نَسُدّهُ وَ يأَتيِ‌َ عَلَينَا مِنهُ مَا لَا نُطِيقُهُ وَ الآنَ فَإِذ قَد فَعَلنَا بِهِ مَا فَعَلنَا وَ أَخطَأنَا فِي أَمرِهِ بِمَا أَخطَأنَا وَ أَشرَفنَا مِنَ الهَلَاكِ بِالتّنوِيهِ بِهِ عَلَي مَا أَشرَفنَا فَلَيسَ يَجُوزُ التّهَاوُنُ فِي أَمرِهِ وَ لَكِنّا نَحتَاجُ أَن نَضَعَ مِنهُ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتّي نُصَوّرَهُ عِندَ الرّعِيّةِ بِصُورَةِ مَن لَا يَستَحِقّ لِهَذَا الأَمرِ ثُمّ نُدَبّرَ فِيهِ بِمَا يَحسِمُ عَنّا مَوَادّ بَلَائِهِ قَالَ الرّجُلُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فوَلَنّيِ‌ مُجَادَلَتَهُ فإَنِيّ‌ أُفحِمُهُ وَ أَصحَابَهُ وَ أَضَعُ مِن قَدرِهِ فَلَو لَا هَيبَتُكَ فِي صدَريِ‌ لَأَنزَلتُهُ مَنزِلَتَهُ وَ بَيّنتُ لِلنّاسِ قُصُورَهُ عَمّا رَشّحتَهُ لَهُ قَالَ المَأمُونُ مَا شَيءٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن هَذَا قَالَ فَاجمَع وُجُوهَ أَهلِ مَملَكَتِكَ وَ القُوّادَ وَ القُضَاةَ وَ خِيَارَ الفُقَهَاءِ لِأُبَيّنَ نَقصَهُ بِحَضرَتِهِم فَيَكُونَ أَخذاً لَهُ عَن مَحَلّهِ ألّذِي أَحلَلتَهُ فِيهِ عَلَي عِلمٍ مِنهُم بِصَوَابِ فِعلِكَ قَالَ فَجَمَعَ الخَلقَ الفَاضِلِينَ مِن رَعِيّتِهِ فِي مَجلِسٍ وَاسِعٍ قَعَدَ فِيهِ لَهُم وَ أَقعَدَ الرّضَا ع بَينَ يَدَيهِ فِي مَرتَبَتِهِ التّيِ‌ جَعَلَهَا لَهُ فَابتَدَأَ هَذَا الحَاجِبُ المُتَضَمّنُ لِلوَضعِ مِنَ الرّضَا ع وَ قَالَ لَهُ إِنّ النّاسَ قَد أَكثَرُوا عَنكَ الحِكَايَاتِ وَ أَسرَفُوا فِي وَصفِكَ بِمَا أَرَي أَنّكَ إِن وَقَفتَ عَلَيهِ بَرِئتَ إِلَيهِم مِنهُ فَأَوّلُ ذَلِكَ أَنّكَ دَعَوتَ اللّهَ فِي المَطَرِ المُعتَادِ مَجِيؤُهُ فَجَاءَ فَجَعَلُوهُ آيَةً لَكَ مُعجِزَةً أَوجَبُوا لَكَ بِهَا أَن لَا نَظِيرَ لَكَ فِي الدّنيَا وَ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَدَامَ اللّهُ مُلكَهُ وَ بَقَاءَهُ لَا يُوَازَنُ بِأَحَدٍ إِلّا رَجَحَ بِهِ وَ قَد أَحَلّكَ المَحَلّ ألّذِي عَرَفتَ فَلَيسَ مِن حَقّهِ عَلَيكَ أَن تُسَوّغَ الكَاذِبِينَ لَكَ وَ عَلَيهِ مَا يَتَكَذّبُونَهُ


صفحه : 184

فَقَالَ الرّضَا ع مَا أَدفَعُ عِبَادَ اللّهِ عَنِ التّحَدّثِ بِنِعَمِ اللّهِ عَلَيّ وَ إِن كُنتُ لَا أبَغيِ‌ أَشَراً وَ لَا بَطَراً وَ أَمّا ذِكرُكَ صَاحِبَكَ ألّذِي أحَلَنّيِ‌ فَمَا أحَلَنّيِ‌ إِلّا المَحَلّ ألّذِي أَحَلّهُ مَلِكُ مِصرَ يُوسُفَ الصّدّيقَ ع وَ كَانَت حَالُهُمَا مَا قَد عَلِمتَ فَغَضِبَ الحَاجِبُ عِندَ ذَلِكَ فَقَالَ يَا ابنَ مُوسَي لَقَد عَدَوتَ طَورَكَ وَ تَجَاوَزتَ قَدرَكَ أَن بَعَثَ اللّهُ تَعَالَي بِمَطَرٍ مُقَدّرٍ وَقتُهُ لَا يَتَقَدّمُ وَ لَا يَتَأَخّرُ جَعَلتَهُ آيَةً تَستَطِيلُ بِهَا وَ صَولَةً تَصُولُ بِهَا كَأَنّكَ جِئتَ بِمِثلِ آيَةِ الخَلِيلِ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا أَخَذَ رُءُوسَ الطّيرِ بِيَدِهِ وَ دَعَا أَعضَاءَهَا التّيِ‌ كَانَ فَرّقَهَا عَلَي الجِبَالِ فَأَتَينَهُ سَعياً وَ تَرَكّبنَ عَلَي الرّءُوسِ وَ خَفَقنَ وَ طِرنَ بِإِذنِ اللّهِ فَإِن كُنتَ صَادِقاً فِيمَا تَوَهّمُ فأَحَي‌ِ هَذَينِ وَ سَلّطهُمَا عَلَيّ فَإِنّ ذَلِكَ يَكُونُ حِينَئِذٍ آيَةً مُعجِزَةً فَأَمّا المَطَرُ المُعتَادُ مَجِيؤُهُ فَلَستَ أَحَقّ بِأَن يَكُونَ جَاءَ بِدُعَائِكَ مِن غَيرِكَ ألّذِي دَعَا كَمَا دَعَوتَ وَ كَانَ الحَاجِبُ قَد أَشَارَ إِلَي أَسَدَينِ مُصَوّرَينِ عَلَي مَسنَدِ المَأمُونِ ألّذِي كَانَ مُستَنِداً إِلَيهِ وَ كَانَا مُتَقَابِلَينِ عَلَي المَسنَدِ فَغَضِبَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع وَ صَاحَ بِالصّورَتَينِ دُونَكُمَا الفَاجِرَ فَافتَرِسَاهُ وَ لَا تُبقِيَا لَهُ عَيناً وَ لَا أَثَراً فَوَثَبَتِ الصّورَتَانِ وَ قَد عَادَتَا أَسَدَينِ فَتَنَاوَلَا الحَاجِبَ وَ عَضّاهُ وَ رَضّاهُ وَ هَشَمَاهُ وَ أَكَلَاهُ وَ لَحَسَا دَمَهُ وَ القَومُ يَنظُرُونَ مُتَحَيّرِينَ مِمّا يُبصِرُونَ فَلَمّا فَرَغَا مِنهُ أَقبَلَا عَلَي الرّضَا ع وَ قَالَا يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ فِي أَرضِهِ مَا ذَا تَأمُرُنَا نَفعَلُ بِهَذَا أَ نَفعَلُ بِهِ فِعلَنَا بِهَذَا يُشِيرَانِ إِلَي المَأمُونِ فغَشُيِ‌َ عَلَي المَأمُونِ مِمّا سَمِعَ مِنهُمَا فَقَالَ الرّضَا ع قِفَا فَوَقَفَا ثُمّ قَالَ الرّضَا ع صُبّوا عَلَيهِ مَاءَ وَردٍ وَ طَيّبُوهُ فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهِ وَ عَادَ الأَسَدَانِ يَقُولَانِ أَ تَأذَنُ لَنَا أَن نُلحِقَهُ بِصَاحِبِهِ ألّذِي أَفنَينَاهُ قَالَ لَا فَإِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ تَدبِيراً هُوَ مُمضِيهِ فَقَالَا مَا ذَا تَأمُرُنَا فَقَالَ عُودَا إِلَي مَقَرّكُمَا كَمَا كُنتُمَا فَعَادَا إِلَي المَسنَدِ وَ صَارَا صُورَتَينِ كَمَا كَانَتَا فَقَالَ المَأمُونُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي كفَاَنيِ‌ شَرّ حُمَيدِ بنِ مِهرَانَ يعَنيِ‌ الرّجُلَ المُفتَرَسَ ثُمّ قَالَ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص هَذَا الأَمرُ لِجَدّكُم رَسُولِ اللّهِص ثُمّ لَكُم فَلَو شِئتَ لَنَزَلتُ عَنهُ لَكَ فَقَالَ الرّضَا ع لَو شِئتُ لَمَا نَاظَرتُكَ


صفحه : 185

وَ لَم أَسأَلكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أعَطاَنيِ‌ مِن طَاعَةِ سَائِرِ خَلقِهِ مِثلَ مَا رَأَيتَ مِن طَاعَةِ هَاتَينِ الصّورَتَينِ إِلّا جُهّالَ بنَيِ‌ آدَمَ فَإِنّهُم وَ إِن خَسِرُوا حُظُوظَهُم فَلِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيهِم تَدبِيرٌ وَ قَد أمَرَنَيِ‌ بِتَركِ الِاعتِرَاضِ عَلَيكَ وَ إِظهَارِ مَا أَظهَرتُهُ مِنَ العَمَلِ مِن تَحتِ يَدِكَ كَمَا أَمَرَ يُوسُفَ ع بِالعَمَلِ مِن تَحتِ يَدِ فِرعَونِ مِصرَ قَالَ فَمَا زَالَ المَأمُونُ ضَئِيلًا إِلَي أَن قَضَي فِي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع مَا قَضَي

بيان قوله غيررائث قال الجزري‌ في حديث الاستسقاء عجلا غيررائث أي غيربطي‌ء متأخر انتهي . قوله و لاضائر أي ضار والرسل بالكسر التأني‌ والوابل المطر الشديد قوله في مهواه أي مسيره من قولهم هوي يهوي‌ إذاأسرع في السير والمهواة المطمئن من الأرض قوله أن تكون تاريخ الخلفاء كناية عن عظم تلك الواقعة وفظاعتها بزعمه فإن الناس يؤرخون الأمور بالوقائع والدواهي‌. والمخرقة بالقاف الشعبدة والسحر كمايظهر من استعمالاتهم و إن لم نجد في اللغة ولعلها من الخرق بمعني السفه والكذب أو من المخراق ألذي يضرب به و في بعض النسخ بالفاء من الخرافات والتشوق التزين والتطلع و في بعض النسخ التسوق بالسين المهملة والقاف ولعله مأخوذ من السوق أي أعمال أهل السوق من الأداني‌ و في القاموس ساوقه فاخره في السوق ويقال فلان يرشح للوزارة أي يربي ويؤهل لها ولحس القصعة أكل بقية ما فيه باللسان والضئيل كأمير الصغير الدقيق الحقير والنحيف

17-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا الغلَاَبيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي بنِ زَيدٍ أَنّ المَأمُونَ أمَرَنَيِ‌ بِقَتلِ رَجُلٍ فَقَالَ استبَقنِيِ‌ فَإِنّ لِي شُكراً فَقَالَ وَ مَن أَنتَ وَ مَا شُكرُكَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ مُوسَي ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنشُدُكَ اللّهَ أَن تَتَرَفّعَ عَن شُكرِ أَحَدٍ وَ إِن قَلّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ عِبَادَهُ بِشُكرِهِ فَشَكَرُوهُ


صفحه : 186

فَعَفَا عَنهُم

18-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ عَن هَرثَمَةَ بنَ أَعيَنَ قَالَدَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ يعَنيِ‌ الرّضَا ع فِي دَارِ المَأمُونِ وَ كَانَ قَد ظَهَرَ فِي دَارِ المَأمُونِ أَنّ الرّضَا ع قَد توُفُيّ‌َ وَ لَم يَصِحّ هَذَا القَولُ فَدَخَلتُ أُرِيدُ الإِذنَ عَلَيهِ قَالَ وَ كَانَ فِي بَعضِ ثِقَاتِ خَدَمِ المَأمُونِ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ صَبِيحٌ الديّلمَيِ‌ّ وَ كَانَ يَتَوَلّي سيَدّيِ‌ حَقّ وَلَايَتِهِ وَ إِذَا صَبِيحٌ قَد خَرَجَ فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ لِي يَا هَرثَمَةُ أَ لَستَ تَعلَمُ أنَيّ‌ ثِقَةُ المَأمُونِ عَلَي سِرّهِ وَ عَلَانِيَتِهِ قُلتُ بَلَي قَالَ اعلَم يَا هَرثَمَةُ أَنّ المَأمُونَ دعَاَنيِ‌ وَ ثَلَاثِينَ غُلَاماً مِن ثِقَاتِهِ عَلَي سِرّهِ وَ عَلَانِيَتِهِ فِي الثّلُثِ الأَوّلِ مِنَ اللّيلِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ قَد صَارَ لَيلُهُ نَهَاراً مِن كَثرَةِ الشّمُوعِ وَ بَينَ يَدَيهِ سُيُوفٌ مَسلُولَةٌ مَشحُوذَةٌ مَسمُومَةٌ فَدَعَا بِنَا غُلَاماً غُلَاماً وَ أَخَذَ عَلَينَا العَهدَ وَ المِيثَاقَ بِلِسَانِهِ وَ لَيسَ بِحَضرَتِنَا أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ غَيرُنَا فَقَالَ لَنَا هَذَا العَهدُ لَازِمٌ لَكُم أَنّكُم تَفعَلُونَ مَا أَمَرتُكُم بِهِ وَ لَا تُخَالِفُوا مِنهُ شَيئاً قَالَ فَحَلَفنَا لَهُ فَقَالَ يَأخُذُ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم سَيفاً بِيَدِهِ وَ امضُوا حَتّي تَدخُلُوا عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا فِي حُجرَتِهِ فَإِن وَجَدتُمُوهُ قَائِماً أَو قَاعِداً أَو نَائِماً فَلَا تُكَلّمُوهُ وَ ضَعُوا أَسيَافَكُم عَلَيهِ وَ اخلِطُوا لَحمَهُ وَ دَمَهُ وَ شَعرَهُ وَ عَظمَهُ وَ مُخّهُ ثُمّ اقلِبُوا عَلَيهِ بِسَاطَهُ وَ امسَحُوا أَسيَافَكُم بِهِ وَ صِيرُوا إلِيَ‌ّ وَ قَد جَعَلتُ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنكُم عَلَي هَذَا الفِعلِ وَ كِتمَانِهِ عَشرَ بِدَرِ دَرَاهِمَ وَ عَشرَ ضِيَاعٍ مُنتَجَبَةٍ وَ الحُظُوظَ عنِديِ‌ مَا حُيّيتُ وَ بَقِيتُ قَالَ فَأَخَذنَا الأَسيَافَ بِأَيدِينَا وَ دَخَلنَا عَلَيهِ فِي حُجرَتِهِ فَوَجَدنَاهُ مُضطَجِعاً يُقَلّبُ طَرَفَ يَدَيهِ وَ يَتَكَلّمُ بِكَلَامٍ لَا نَعرِفُهُ قَالَ فَبَادَرَ الغِلمَانُ إِلَيهِ بِالسّيُوفِ وَ وَضَعتُ سيَفَيِ‌ وَ أَنَا قَائِمٌ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ كَأَنّهُ قَد كَانَ عَلِمَ بِمَصِيرِنَا إِلَيهِ فَلَبِسَ عَلَي بَدَنِهِ مَا لَا تَعمَلُ فِيهِ السّيُوفُ فَطَوَوا عَلَيهِ بِسَاطَهُ وَ خَرَجُوا حَتّي دَخَلُوا عَلَي المَأمُونِ


صفحه : 187

فَقَالَ مَا صَنَعتُم قَالُوا فَعَلنَا مَا أَمَرتَنَا بِهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ لَا تُعِيدُوا شَيئاً مِمّا كَانَ فَلَمّا كَانَ عِندَ تَبَلّجِ الفَجرِ خَرَجَ المَأمُونُ فَجَلَسَ مَجلِسَهُ مَكشُوفَ الرّأسِ مُحَلّلَ الأَزرَارِ وَ أَظهَرَ وَفَاتَهُ وَ قَعَدَ لِلتّعزِيَةِ ثُمّ قَامَ حَافِياً فَمَشَي لِيَنظُرَ إِلَيهِ وَ أَنَا بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ حُجرَتَهُ سَمِعَ هَمهَمَةً فَأُرعِدَ ثُمّ قَالَ مَن عِندَهُ قُلتُ لَا عِلمَ لَنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ أَسرِعُوا وَ انظُرُوا قَالَ صَبِيحٌ فَأَسرَعنَا إِلَي البَيتِ فَإِذَا سيَدّيِ‌ ع جَالِسٌ فِي مِحرَابِهِ يصُلَيّ‌ وَ يُسَبّحُ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هُوَ ذَا نَرَي شَخصاً فِي مِحرَابِهِ يصُلَيّ‌ وَ يُسَبّحُ فَانتَفَضَ المَأمُونُ وَ ارتَعَدَ ثُمّ قَالَ غرَرَتمُوُنيِ‌ لَعَنَكُمُ اللّهُ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ مِن بَينِ الجَمَاعَةِ فَقَالَ لِي يَا صَبِيحُ أَنتَ تَعرِفُهُ فَانظُر مَنِ المصُلَيّ‌ عِندَهُ قَالَ صَبِيحٌ فَدَخَلتُ وَ تَوَلّي المَأمُونُ رَاجِعاً فَلَمّا صِرتُ عِندَ عَتَبَةِ البَابِ قَالَ لِي يَا صَبِيحُ قُلتُ لَبّيكَ يَا موَلاَي‌َ وَ قَد سَقَطتُ لوِجَهيِ‌ فَقَالَ قُم يَرحَمُكَ اللّهُيُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِموَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ قَالَ فَرَجَعتُ إِلَي المَأمُونِ فَوَجَدتُ وَجهَهُ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ فَقَالَ لِي يَا صَبِيحُ مَا وَرَاكَ قُلتُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هُوَ وَ اللّهِ جَالِسٌ فِي حُجرَتِهِ وَ قَد ناَداَنيِ‌ وَ قَالَ لِي كَيتَ وَ كَيتَ قَالَ فَشَدّ أَزرَارَهُ وَ أَمَرَ بِرَدّ أَثوَابِهِ وَ قَالَ قُولُوا إِنّهُ كَانَ غشُيِ‌َ عَلَيهِ وَ إِنّهُ قَد أَفَاقَ قَالَ هَرثَمَةُ فَأَكثَرتُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ شُكراً وَ حَمداً ثُمّ دَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌َ الرّضَا ع فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ يَا هَرثَمَةُ لَا تُحَدّث بِمَا حَدّثَكَ بِهِ صَبِيحٌ أَحَداً إِلّا مَنِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ بِمَحَبّتِنَا وَ وَلَايَتِنَا فَقُلتُ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ ثُمّ قَالَ لِي ع يَا هَرثَمَةُ وَ اللّهِ لَا يَضُرّنَا كَيدُهُم شَيئاً حَتّي يَبلُغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ

19-أَقُولُ رَوَي السّيّدُ المُرتَضَي فِي كِتَابِ العُيُونِ وَ المَحَاسِنِ عَنِ الشّيخِ المُفِيدِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا قَالَروُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا سَارَ المَأمُونُ إِلَي خُرَاسَانَ وَ كَانَ مَعَهُ الرّضَا عَلِيّ


صفحه : 188

بنُ مُوسَي ع فَبَينَا هُمَا يَسِيرَانِ إِذ قَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ إنِيّ‌ فَكّرتُ فِي شَيءٍ فَنُتِجَ لِيَ الفِكرُ الصّوَابُ فِيهِ فَكّرتُ فِي أَمرِنَا وَ أَمرِكُم وَ نَسَبِنَا وَ نَسَبِكُم فَوَجَدتُ الفَضِيلَةَ فِيهِ وَاحِدَةً وَ رَأَيتُ اختِلَافَ شِيعَتِنَا فِي ذَلِكَ مَحمُولًا عَلَي الهَوَي وَ العَصَبِيّةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع إِنّ لِهَذَا الكَلَامِ جَوَاباً إِن شِئتَ ذَكَرتُهُ لَكَ وَ إِن شِئتَ أَمسَكتُ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ إنِيّ‌ لَم أَقُلهُ إِلّا لِأَعلَمَ مَا عِندَكَ فِيهِ قَالَ لَهُ الرّضَا ع أَنشُدُكَ اللّهَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَنّ اللّهَ تَعَالَي بَعَثَ نَبِيّهُ مُحَمّداًص فَخَرَجَ عَلَينَا مِن وَرَاءِ أَكَمَةٍ مِن هَذِهِ الآكَامِ يَخطُبُ إِلَيكَ ابنَتَكَ كُنتَ مُزَوّجَهُ إِيّاهَا فَقَالَ يَا سُبحَانَ اللّهِ وَ هَل أَحَدٌ يَرغَبُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع أَ فَتَرَاهُ كَانَ يَحِلّ لَهُ أَن يَخطُبَ إلِيَ‌ّ قَالَ فَسَكَتَ المَأمُونُ هُنَيئَةً ثُمّ قَالَ أَنتُم وَ اللّهِ أَمَسّ بِرَسُولِ اللّهِص رَحِماً

20- وَ عَنِ الكِتَابِ المَذكُورِ قَالَ قَالَ المَأمُونُ يَوماً لِلرّضَا ع أخَبرِنيِ‌ بِأَكبَرِ فَضِيلَةٍ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ يَدُلّ عَلَيهَا القُرآنُ قَالَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع فَضِيلَةٌ فِي المُبَاهَلَةِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُفَمَن حَاجّكَ فِيهِالآيَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَكَانَا ابنَيهِ وَ دَعَا فَاطِمَةَ ع فَكَانَت فِي هَذَا المَوضِعِ نِسَاءَهُ وَ دَعَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَكَانَ نَفسَهُ بِحُكمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَثَبَتَ أَنّهُ لَيسَ أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ تَعَالَي أَجَلّ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ أَفضَلَ فَوَاجِبٌ أَن لَا يَكُونَ أَحَدٌ أَفضَلَ مِن نَفسِ رَسُولِ اللّهِص بِحُكمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ أَ لَيسَ قَد ذَكَرَ اللّهُ تَعَالَي الأَبنَاءَ بِلَفظِ الجَمعِ وَ إِنّمَا دَعَا رَسُولُ اللّهِص ابنَيهِ خَاصّةً وَ ذَكَرَ النّسَاءَ بِلَفظِ الجَمعِ وَ إِنّمَا دَعَا رَسُولُ اللّهِص ابنَتَهُ وَحدَهَا فَأَلّا جَازَ أَن يَذكُرَ الدّعَاءَ لِمَن هُوَ نَفسُهُ وَ يَكُونَ المُرَادُ نَفسَهُ فِي الحَقِيقَةِ دُونَ غَيرِهِ فَلَا يَكُونَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا ذَكَرتَ مِنَ الفَضلِ


صفحه : 189

قَالَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع لَيسَ يَصِحّ مَا ذَكَرتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ الداّعيِ‌َ إِنّمَا يَكُونُ دَاعِياً لِغَيرِهِ كَمَا أَنّ الآمِرَ آمِرٌ لِغَيرِهِ وَ لَا يَصِحّ أَن يَكُونَ دَاعِياً لِنَفسِهِ فِي الحَقِيقَةِ كَمَا لَا يَكُونُ آمِراً لَهَا فِي الحَقِيقَةِ وَ إِذَا لَم يَدعُ رَسُولُ اللّهِص رَجُلًا فِي المُبَاهَلَةِ إِلّا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَد ثَبَتَ أَنّهُ نَفسُهُ التّيِ‌ عَنَاهَا اللّهُ سُبحَانَهُ فِي كِتَابِهِ وَ جَعَلَ لَهُ حُكمَهُ ذَلِكَ فِي تَنزِيلِهِ قَالَ فَقَالَ المَأمُونُ إِذَا وَرَدَ الجَوَابُ سَقَطَ السّؤَالُ

باب 51- ما كان يتقرب به المأمون إلي الرضا ع في الاحتجاج علي المخالفين

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ حَمّادٍ قَالَ كَانَ المَأمُونُ يَعقِدُ مَجَالِسَ النّظَرِ وَ يَجمَعُ المُخَالِفِينَ لِأَهلِ البَيتِ ع وَ يُكَلّمُهُم فِي إِمَامَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ تَفضِيلِهِ عَلَي جَمِيعِ الصّحَابَةِ تَقَرّباً إِلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع وَ كَانَ الرّضَا ع يَقُولُ لِأَصحَابِهِ الّذِينَ يَثِقُ بِهِم لَا تَغتَرّوا بِقَولِهِ فَمَا يقَتلُنُيِ‌ وَ اللّهِ غَيرُهُ وَ لَكِنّهُ لَا بُدّ لِي مِنَ الصّبرِحَتّي يَبلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ الراّزيِ‌ّ عَنِ إِسحَاقَ بنِ حَاتِمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ حَمّادِ بنِ زَيدٍ قَالَسَمِعنَا يَحيَي بنَ أَكثَمَ القاَضيِ‌َ قَالَ أمَرَنَيِ‌ المَأمُونُ بِإِحضَارِ جَمَاعَةٍ مِن


صفحه : 190

أَهلِ الحَدِيثِ وَ جَمَاعَةٍ مِن أَهلِ الكَلَامِ وَ النّظَرِ فَجَمَعتُ لَهُ مِنَ الصّنفَينِ زُهَاءَ أَربَعِينَ رَجُلًا ثُمّ مَضَيتُ بِهِم فَأَمَرتُهُم بِالكَينُونَةِ فِي مَجلِسِ الحَاجِبِ لِأُعلِمَهُ بِمَكَانِهِم فَفَعَلُوا فَأَعلَمتُهُ فأَمَرَنَيِ‌ بِإِدخَالِهِم فَفَعَلتُ فَدَخَلُوا وَ سَلّمُوا فَحَدّثَهُم سَاعَةً وَ آنَسَهُم ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَجعَلَكُم بيَنيِ‌ وَ بَينَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي يوَميِ‌ هَذَا حُجّةً فَمَن كَانَ حَاقِناً أَو لَهُ حَاجَةٌ فَليَقُم إِلَي قَضَاءِ حَاجَتِهِ وَ انبَسِطُوا وَ سَلّوا أَخفَافَكُم وَ ضَعُوا أَردِيَتَكُم فَفَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فَقَالَ يَا أَيّهَا القَومُ إِنّمَا استَحضَرتُكُم لِأَحتَجّ بِكُم عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَاتّقُوا اللّهَ وَ انظُرُوا لِأَنفُسِكُم وَ إِمَامِكُم وَ لَا تَمنَعكُم جلَاَلتَيِ‌ وَ مكَاَنيِ‌ مِن قَولِ الحَقّ حَيثُ كَانَ وَ رَدّ البَاطِلِ عَلَي مَن أَتَي بِهِ وَ أَشفِقُوا عَلَي أَنفُسِكُم مِنَ النّارِ وَ تَقَرّبُوا إِلَي اللّهِ تَعَالَي بِرِضوَانِهِ وَ إِيثَارِ طَاعَتِهِ فَمَا أَحَدٌ تَقَرّبَ إِلَي مَخلُوقٍ بِمَعصِيَةِ الخَالِقِ إِلّا سَلّطَهُ اللّهُ عَلَيهِ فنَاَظرِوُنيِ‌ بِجَمِيعِ عُقُولِكُم إنِيّ‌ رَجُلٌ أَزعُمُ أَنّ عَلِيّاً خَيرُ البَشَرِ بَعدَ النّبِيّص فَإِن كُنتُ مُصِيباً فَصَوّبُوا قوَليِ‌ وَ إِن كُنتُ مُخطِئاً فَرُدّوا عَلَيّ وَ هَلُمّوا فَإِن شِئتُم سَأَلتُكُم وَ إِن شِئتُم سأَلَتمُوُنيِ‌ فَقَالَ لَهُ الّذِينَ يَقُولُونَ بِالحَدِيثِ بَل نَسأَلُكَ فَقَالَ هَاتُوا وَ قَلّدُوا كَلَامَكُم رَجُلًا مِنكُم فَإِذَا تَكَلّمَ فَإِن كَانَ عِندَ أَحَدِكُم زِيَادَةٌ فَليَزِد وَ إِن أَتَي بِخَلَلٍ فَسَدّدُوهُ فَقَالَ قَائِلٌ مِنهُم أَمّا نَحنُ فَنَزعُمُ أَنّ خَيرَ النّاسِ بَعدَ النّبِيّص أَبُو بَكرٍ مِن قِبَلِ أَنّ الرّوَايَةَ المُجمَعَ عَلَيهَا جَاءَت عَنِ الرّسُولِص قَالَ اقتَدُوا بِالّذِينَ مِن بعَديِ‌ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَلَمّا أَمَرَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ بِالِاقتِدَاءِ بِهِمَا عَلِمنَا أَنّهُ لَم يَأمُر بِالِاقتِدَاءِ إِلّا بِخَيرِ النّاسِ فَقَالَ المَأمُونُ الرّوَايَاتُ كَثِيرَةٌ وَ لَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ كُلّهَا حَقّاً أَو كُلّهَا بَاطِلًا أَو بَعضُهَا حَقّاً وَ بَعضُهَا بَاطِلًا فَلَو كَانَت كُلّهَا حَقّاً كَانَت كُلّهَا بَاطِلًا مِن قِبَلِ أَنّ بَعضَهَا يَنقُضُ بَعضاً وَ لَو كَانَت كُلّهَا بَاطِلًا كَانَ فِي بُطلَانِهَا بُطلَانُ الدّينِ وَ دُرُوسُ الشّرِيعَةِ فَلَمّا بَطَلَ الوَجهَانِ ثَبَتَ الثّالِثُ بِالِاضطِرَارِ وَ هُوَ أَنّ بَعضَهَا حَقّ وَ بَعضَهَا


صفحه : 191

بَاطِلٌ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا بُدّ مِن دَلِيلٍ عَلَي مَا يَحِقّ مِنهَا لِيُعتَقَدَ وَ يُنفَي خِلَافُهُ فَإِذَا كَانَ دَلِيلُ الخَبَرِ فِي نَفسِهِ حَقّاً كَانَ أَولَي مَا أَعتَقِدُهُ وَ آخُذُ بِهِ وَ رِوَايَتُكَ هَذِهِ مِنَ الأَخبَارِ التّيِ‌ أَدِلّتُهَا بَاطِلَةٌ فِي نَفسِهَا وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَحكَمُ الحُكَمَاءِ وَ أَولَي الخَلقِ بِالصّدقِ وَ أَبعَدُ النّاسِ مِنَ الأَمرِ بِالمُحَالِ وَ حَملِ النّاسِ عَلَي التّدَيّنِ بِالخِلَافِ وَ ذَلِكَ أَنّ هَذَينِ الرّجُلَينِ لَا يَخلُو مِن أَن يَكُونَا مُتّفِقَينِ مِن كُلّ جِهَةٍ أَو مُختَلِفَينِ فَإِن كَانَا مُتّفِقَينِ مِن كُلّ جِهَةٍ كَانَا وَاحِداً فِي العَدَدِ وَ الصّفَةِ وَ الصّورَةِ وَ الجِسمِ وَ هَذَا مَعدُومٌ أَن يَكُونَ اثنَانِ بِمَعنًي وَاحِدٍ مِن كُلّ جِهَةٍ وَ إِن كَانَا مُختَلِفَينِ فَكَيفَ يَجُوزُ الِاقتِدَاءُ بِهِمَا وَ هَذَا تَكلِيفُ مَا لَا يُطَاقُ لِأَنّكَ إِنِ اقتَدَيتَ بِوَاحِدٍ خَالَفتَ الآخَرَ وَ الدّلِيلُ عَلَي اختِلَافِهِمَا أَنّ أَبَا بَكرٍ سَبَي أَهلَ الرّدّةِ وَ رَدّهُم عُمَرُ أَحرَاراً وَ أَشَارَ عُمَرُ عَلَي أَبِي بَكرٍ بِعَزلِ خَالِدٍ وَ بِقَتلِهِ بِمَالِكِ بنِ نُوَيرَةَ فَأَبَي أَبُو بَكرٍ عَلَيهِ وَ حَرّمَ عُمَرُ المُتعَةَ وَ لَم يَفعَل ذَلِكَ أَبُو بَكرٍ وَ وَضَعَ عُمَرُ دِيوَانَ العَطِيّةِ وَ لَم يَفعَلهُ أَبُو بَكرٍ وَ استَخلَفَ أَبُو بَكرٍ وَ لَم يَفعَل ذَلِكَ عُمَرُ وَ لِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ قَالَ الصّدُوقُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي هَذَا فَصلٌ لَم يَذكُرهُ المَأمُونُ لِخَصمِهِ وَ هُوَ أَنّهُم لَم يَروُوا أَنّ النّبِيّص قَالَ اقتَدُوا بِالّذِينَ مِن بعَديِ‌ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ إِنّمَا رَوَوا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ مِنهُم مَن رَوَي أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرُ فَلَو كَانَتِ الرّوَايَةُ صَحِيحَةً لَكَانَ مَعنَي قَولِهِ بِالنّصبِ اقتَدُوا بِالّذِينَ مِن بعَديِ‌ كِتَابِ اللّهِ وَ العِترَةِ يَا أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ مَعنَي قَولِهِ بِالرّفعِ اقتَدُوا أَيّهَا النّاسُ وَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ بِالّذِينَ مِن بعَديِ‌ كِتَابِ اللّهِ وَ العِترَةِ رَجَعنَا إِلَي حَدِيثِ المَأمُونِ فَقَالَ آخَرُ مِن أَصحَابِ الحَدِيثِ فَإِنّ النّبِيّص قَالَ لَو كُنتُ مُتّخِذاً خَلِيلًا لَاتّخَذتُ أَبَا بَكرٍ خَلِيلًا فَقَالَ المَأمُونُ هَذَا مُستَحِيلٌ مِن قِبَلِ أَنّ رِوَايَاتِكُم أَنّهُص آخَي بَينَ أَصحَابِهِ وَ أَخّرَ عَلِيّاً فَقَالَ ع لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ مَا أَخّرتُكَ إِلّا لنِفَسيِ‌ فأَيَ‌ّ الرّوَايَتَينِ ثَبَتَت بَطَلَتِ الأُخرَي


صفحه : 192

قَالَ آخَرُ إِنّ عَلِيّاً ع قَالَ عَلَي المِنبَرِ خَيرُ هَذِهِ الأُمّةِ بَعدَ نَبِيّهَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ قَالَ المَأمُونُ هَذَا مُستَحِيلٌ مِن قِبَلِ أَنّ النّبِيّص لَو عَلِمَ أَنّهُمَا أَفضَلُ مَا وَلّي عَلَيهِمَا مَرّةً عَمرَو بنَ العَاصِ وَ مَرّةً أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ وَ مِمّا يُكَذّبُ هَذِهِ الرّوَايَةَ قَولُ عَلِيّ ع قُبِضَ النّبِيّص وَ أَنَا أَولَي بِمَجلِسِهِ منِيّ‌ بقِمَيِصيِ‌ وَ لكَنِيّ‌ أَشفَقتُ أَن يَرجِعَ النّاسُ كُفّاراً وَ قَولُهُ ع أَنّي يَكُونَانِ خَيراً منِيّ‌ وَ قَد عَبَدتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَبلَهُمَا وَ عَبَدتُهُ بَعدَهُمَا قَالَ آخَرُ فَإِنّ أَبَا بَكرٍ أَغلَقَ بَابَهُ وَ قَالَ هَل مِن مُستَقِيلٍ فَأُقِيلَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع قَدّمَكَ رَسُولُ اللّهِ فَمَن ذَا يُؤَخّرُكَ فَقَالَ المَأمُونُ هَذَا بَاطِلٌ مِن قِبَلِ أَنّ عَلِيّاً ع قَعَدَ عَن بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ وَ رَوَيتُم أَنّهُ قَعَدَ عَنهَا حَتّي قُبِضَت فَاطِمَةُ ع وَ أَنّهَا أَوصَت أَن تُدفَنَ لَيلًا لِئَلّا يَشهَدَا جَنَازَتَهَا وَ وَجهٍ آخَرَ وَ هُوَ أَنّهُ إِن كَانَ النّبِيّص استَخلَفَهُ فَكَيفَ كَانَ لَهُ أَن يَستَقِيلَ وَ هُوَ يَقُولُ للِأنَصاَريِ‌ّ قَد رَضِيتُ لَكُم أَحَدَ هَذَينِ الرّجُلَينِ أَبَا عُبَيدَةَ وَ عُمَرَ قَالَ آخَرُ إِنّ عَمرَو بنَ العَاصِ قَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ مَن أَحَبّ النّاسِ إِلَيكَ مِنَ النّسَاءِ فَقَالَ عَائِشَةُ فَقَالَ مِنَ الرّجَالِ فَقَالَ أَبُوهَا فَقَالَ المَأمُونُ هَذَا بَاطِلٌ مِن قِبَلِ أَنّكُم رَوَيتُم أَنّ النّبِيّص وُضِعَ بَينَ يَدَيهِ طَائِرٌ مشَويِ‌ّ فَقَالَ أللّهُمّ ائتنِيِ‌ بِأَحَبّ خَلقِكَ إِلَيكَ فَكَانَ عَلِيّ ع فأَيَ‌ّ رِوَايَتِكُم تُقبَلُ فَقَالَ آخَرُ فَإِنّ عَلِيّاً ع قَالَ مَن فضَلّنَيِ‌ عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ جَلَدتُهُ حَدّ المفُترَيِ‌ قَالَ المَأمُونُ كَيفَ يَجُوزُ أَن يَقُولَ عَلِيّ ع أَجلِدُ الحَدّ مَن لَا يَجِبُ الحَدّ عَلَيهِ فَيَكُونُ مُتَعَدّياً لِحُدُودِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَامِلًا بِخِلَافِ أَمرِهِ وَ لَيسَ تَفضِيلُ مَن فَضّلَهُ عَلَيهِمَا فِريَةً وَ قَد رَوَيتُم عَن إِمَامِكُم أَنّهُ قَالَ وُلّيتُكُم وَ لَستُ بِخَيرِكُم فأَيَ‌ّ


صفحه : 193

الرّجُلَينِ أَصدَقُ عِندَكُم أَبُو بَكرٍ عَلَي نَفسِهِ أَو عَلِيّ ع عَلَي أَبِي بَكرٍ مَعَ تَنَاقُضِ الحَدِيثِ فِي نَفسِهِ وَ لَا بُدّ لَهُ فِي قَولِهِ مِن أَن يَكُونَ صَادِقاً أَو كَاذِباً فَإِن كَانَ صَادِقاً فَأَنّي عَرَفَ ذَلِكَ أَ بوِحَي‌ٍ فاَلوحَي‌ُ مُنقَطِعٌ أَو بِالنّظَرِ فَالنّظَرُ مُتَحَيّرٌ وَ إِن كَانَ غَيرَ صَادِقٍ فَمِنَ المُحَالِ أَن يلَيِ‌َ أَمرَ المُسلِمِينَ وَ يَقُومَ بِأَحكَامِهِم وَ يُقِيمَ حُدُودَهُم وَ هُوَ كَذّابٌ قَالَ آخَرُ فَقَد جَاءَ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ سَيّدَا كُهُولِ أَهلِ الجَنّةِ قَالَ المَأمُونُ هَذَا الحَدِيثُ مُحَالٌ لِأَنّهُ لَا يَكُونُ فِي الجَنّةِ كَهلٌ وَ يُروَي أَنّ أَشجَعِيّةَ كَانَت عِندَ النّبِيّص فَقَالَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ عَجُوزٌ فَبَكَت فَقَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُإِنّا أَنشَأناهُنّ إِنشاءً فَجَعَلناهُنّ أَبكاراً عُرُباً أَتراباً فَإِن زَعَمتُم أَنّ أَبَا بَكرٍ يُنشَأُ شَابّاً إِذَا دَخَلَ الجَنّةَ فَقَد رَوَيتُم أَنّ النّبِيّص قَالَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ إِنّهُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا قَالَ آخَرُ قَد جَاءَ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَو لَم أُبعَث فِيكُم لَبُعِثَ عُمَرُ قَالَ المَأمُونُ هَذَا مُحَالٌ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُإِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلي نُوحٍ وَ النّبِيّينَ مِن بَعدِهِ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ أَخَذنا مِنَ النّبِيّينَ مِيثاقَهُم وَ مِنكَ وَ مِن نُوحٍ وَ اِبراهِيمَ وَ مُوسي وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَفَهَل يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَن لَم يُؤخَذ مِيثَاقُهُ عَلَي النّبُوّةِ مَبعُوثاً وَ مَن أُخِذَ مِيثَاقُهُ عَلَي النّبُوّةِ مُؤَخّراً قَالَ آخَرُ إِنّ النّبِيّص نَظَرَ إِلَي عُمَرَ يَومَ عَرَفَةَ فَتَبَسّمَ وَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي بَاهَي بِعِبَادِهِ عَامّةً وَ بِعُمَرَ خَاصّةً


صفحه : 194

فَقَالَ المَأمُونُ فَهَذَا مُستَحِيلٌ مِن قِبَلِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَكُن ليِبُاَهيِ‌َ بِعُمَرَ وَ يَدَعَ نَبِيّهُص فَيَكُونَ عُمَرُ فِي الخَاصّةِ وَ النّبِيّ فِي العَامّةِ وَ لَيسَت هَذِهِ الرّوَايَةُ بِأَعجَبَ مِن رِوَايَتِكُم أَنّ النّبِيّص قَالَ دَخَلتُ الجَنّةَ فَسَمِعتُ خَفَقَ نَعلَينِ فَإِذَا بِلَالٌ مَولَي أَبِي بَكرٍ قَد سبَقَنَيِ‌ إِلَي الجَنّةِ وَ إِنّمَا قَالَتِ الشّيعَةُ عَلِيّ خَيرٌ مِن أَبِي بَكرٍ فَقُلتُم عَبدُ أَبِي بَكرٍ خَيرٌ مِن رَسُولِ اللّهِص لِأَنّ السّابِقَ أَفضَلُ مِنَ المَسبُوقِ وَ كَمَا رَوَيتُم أَنّ الشّيطَانَ يَفِرّ مِن حِسّ عُمَرَ وَ أَلقَي عَلَي لِسَانِ النّبِيّص أَنّهُنّ الغَرَانِيقُ العُلَي فَفَرّ مِن عُمَرَ وَ أَلقَي عَلَي لِسَانِ النّبِيّص بِزَعمِكُمُ الكُفرَ قَالَ آخَرُ قَد قَالَ النّبِيّص لَو نَزَلَ العَذَابُ مَا نَجَا إِلّا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ


صفحه : 195

قَالَ المَأمُونُ هَذَا خِلَافُ الكِتَابِ نَصّاً لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِمفَجَعَلتُم عُمَرَ مِثلَ الرّسُولِ قَالَ آخَرُ فَقَد شَهِدَ النّبِيّص لِعُمَرَ بِالجَنّةِ فِي عَشَرَةٍ مِنَ الصّحَابَةِ فَقَالَ لَو كَانَ هَذَا كَمَا زَعَمتَ كَانَ عُمَرُ لَا يَقُولُ لِحُذَيفَةَ نَشَدتُكَ بِاللّهِ أَ مِنَ المُنَافِقِينَ أَنَا فَإِن كَانَ قَد قَالَ لَهُ النّبِيّص أَنتَ مِن أَهلِ الجَنّةِ وَ لَم يُصَدّقهُ حَتّي زَكّاهُ حُذَيفَةُ وَ صَدّقَ حُذَيفَةَ وَ لَم يُصَدّقِ النّبِيّص فَهَذَا عَلَي غَيرِ الإِسلَامِ وَ إِن كَانَ قَد صَدّقَ النّبِيّص فَلِمَ سَأَلَ حُذَيفَةَ وَ هَذَانِ الخَبَرَانِ مُتَنَاقِضَانِ فِي أَنفُسِهِمَا فَقَالَ آخَرُ فَقَد قَالَ النّبِيّص وُضِعَت أمُتّيِ‌ فِي كِفّةِ المِيزَانِ وَ وُضِعتُ فِي أُخرَي فَرَجَحتُ بِهِم ثُمّ وُضِعَ مكَاَنيِ‌ أَبُو بَكرٍ فَرَجَحَ بِهِم ثُمّ عُمَرُ فَرَجَحَ ثُمّ رُفِعَ المِيزَانُ فَقَالَ المَأمُونُ هَذَا مُحَالٌ مِن قِبَلِ أَنّهُ لَا يَخلُو مِن أَن يَكُونَ مِن أَجسَامِهِمَا أَو أَعمَالِهِمَا فَإِن كَانَتِ الأَجسَامُ فَلَا يَخفَي عَلَي ذيِ‌ رُوحٍ أَنّهُ مُحَالٌ لِأَنّهُ لَا يَرجَحُ أَجسَامُهُمَا بِأَجسَامِ الأُمّةِ وَ إِن كَانَت أَفعَالُهُمَا فَلَم يَكُن بَعدُ فَكَيفَ يَرجَحُ بِمَا لَيسَ وَ خبَرّوُنيِ‌ بِمَا يَتَفَاضَلُ النّاسُ فَقَالَ بَعضُهُم بِالأَعمَالِ الصّالِحَةِ قَالَ فأَخَبرِوُنيِ‌ فَمَن فَضَلَ صَاحِبَهُ عَلَي عَهدِ النّبِيّص ثُمّ إِنّ المَفضُولَ عَمِلَ بَعدَ وَفَاةِ النّبِيّص بِأَكثَرَ مِن عَمَلِ الفَاضِلِ عَلَي عَهدِ النّبِيّص أَ يَلحَقُ بِهِ فَإِن قُلتُم نَعَم أَوجَدتُكُم فِي عَصرِنَا هَذَا مَن هُوَ أَكثَرُ جِهَاداً وَ حَجّاً وَ صَوماً وَ صَلَاةً وَ صَدَقَةً مِن أَحَدِهِم قَالُوا صَدَقتَ لَا يَلحَقُ فَاضِلُ دَهرِنَا فَاضِلَ عَصرِ النّبِيّص قَالَ المَأمُونُ فَانظُرُوا فِيمَا رَوَت أَئِمّتُكُمُ الّذِينَ أَخَذتُم عَنهُم أَديَانَكُم فِي فَضَائِلِ عَلِيّ ع وَ قَايَسُوا إِلَيهَا مَا رَوَوا فِي فَضَائِلِ تَمَامِ العَشَرَةِ الّذِينَ شَهِدُوا لَهُم بِالجَنّةِ فَإِن كَانَت جُزءاً مِن أَجزَاءٍ كَثِيرَةٍ فَالقَولُ قَولُكُم وَ إِن كَانُوا قَد رَوَوا فِي فَضَائِلِ عَلِيّ ع أَكثَرَ فَخُذُوا عَن أَئِمّتِكُم مَا رَوَوا وَ لَا تَعدُوهُ قَالَ فَأَطرَقَ القَومُ جَمِيعاً


صفحه : 196

فَقَالَ المَأمُونُ مَا لَكُم سَكَتّم قَالُوا قَدِ استَقصَينَا قَالَ المَأمُونُ فإَنِيّ‌ أَسأَلُكُم خبَرّوُنيِ‌ أَيّ الأَعمَالِ كَانَ أَفضَلَ يَومَ بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُص قَالُوا السّبقُ إِلَي الإِسلَامِ لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُالسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ قَالَ فَهَل عَلِمتُم أَحَداً أَسبَقَ مِن عَلِيّ ع إِلَي الإِسلَامِ قَالُوا إِنّهُ سَبَقَ حَدَثاً لَم يَجرِ عَلَيهِ حُكمٌ وَ أَبُو بَكرٍ أَسلَمَ كَهلًا قَد جَرَي عَلَيهِ الحُكمُ وَ بَينَ هَاتَينِ الحَالَتَينِ فَرقٌ قَالَ المَأمُونُ فخَبَرّوُنيِ‌ عَن إِسلَامِ عَلِيّ ع أَ بِإِلهَامٍ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَم بِدُعَاءِ النّبِيّص فَإِن قُلتُم بِإِلهَامٍ فَقَد فَضّلتُمُوهُ عَلَي النّبِيّص لِأَنّ النّبِيّ لَم يُلهَم بَل أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ دَاعِياً وَ مُعَرّفاً وَ إِن قُلتُم بِدُعَاءِ النّبِيّص فَهَل دَعَاهُ مِن قِبَلِ نَفسِهِ أَم بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِن قُلتُم مِن قِبَلِ نَفسِهِ فَهَذَا خِلَافُ مَا وَصَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّهُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ما أَنَا مِنَ المُتَكَلّفِينَ وَ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي وَ إِن كَانَ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَد أَمَرَ اللّهُ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي نَبِيّهُص بِدُعَاءِ عَلِيّ مِن بَينِ صِبيَانِ النّاسِ وَ إِيثَارِهِ عَلَيهِم فَدَعَاهُ ثِقَةً بِهِ وَ عِلماً بِتَأيِيدِ اللّهِ تَعَالَي إِيّاهُ وَ خُلّةٌ أُخرَي خبَرّوُنيِ‌ عَنِ الحَكِيمِ هَل يَجُوزُ أَن يُكَلّفَ خَلقَهُ مَا لَا يُطِيقُونَ فَإِن قُلتُم نَعَم كَفَرتُم وَ إِن قُلتُم لَا فَكَيفَ يَجُوزُ أَن يَأمُرَ نَبِيّهُص بِدُعَاءِ مَن لَم يُمكِنهُ قَبُولُ مَا يُؤمَرُ بِهِ لِصِغَرِهِ وَ حَدَاثَةِ سِنّهِ وَ ضِعفِهِ عَنِ القَبُولِ وَ خُلّةٌ أُخرَي هَل رَأَيتُمُ النّبِيّص دَعَا أَحَداً مِن صِبيَانِ أَهلِهِ وَ غَيرِهِم فَيَكُونَ أُسوَةَ عَلِيّ ع فَإِن زَعَمتُم أَنّهُ لَم يَدعُ غَيرَهُ فَهَذِهِ فَضِيلَةٌ لعِلَيِ‌ّ ع عَلَي جَمِيعِ صِبيَانِ النّاسِ ثُمّ قَالَ أَيّ الأَعمَالِ أَفضَلُ بَعدَ السّبقِ إِلَي الإِيمَانِ قَالُوا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ فَهَل تُحَدّثُونَ لِأَحَدٍ مِنَ العَشَرَةِ فِي الجِهَادِ مَا لعِلَيِ‌ّ ع فِي جَمِيعِ مَوَاقِفِ النّبِيّص مِنَ الأَثَرِ هَذِهِ بَدرٌ قُتِلَ مِنَ المُشرِكِينَ فِيهَا نَيّفٌ وَ سِتّونَ رَجُلًا


صفحه : 197

قَتَلَ عَلِيّ ع مِنهُم نَيّفاً وَ عِشرِينَ وَ أَربَعُونَ لِسَائِرِ النّاسِ فَقَالَ قَائِلٌ كَانَ أَبُو بَكرٍ مَعَ النّبِيّص فِي عَرِيشِهِ يُدَبّرُهَا فَقَالَ المَأمُونُ لَقَد جِئتَ بِهَا عَجِيبَةً أَ كَانَ يُدَبّرُ دُونَ النّبِيّص أَو مَعَهُ فَيَشرَكُهُ أَو لِحَاجَةِ النّبِيّص إِلَي رأَي‌ِ أَبِي بَكرٍ أَيّ الثّلَاثِ أَحَبّ إِلَيكَ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن أَن أَزعُمَ أَنّهُ يُدَبّرُ دُونَ النّبِيّص أَو يَشرَكُهُ أَو بِافتِقَارٍ مِنَ النّبِيّص إِلَيهِ قَالَ فَمَا الفَضِيلَةُ فِي العَرِيشِ فَإِن كَانَت فَضِيلَةُ أَبِي بَكرٍ بِتَخَلّفِهِ عَنِ الحَربِ فَيَجِبُ أَن يَكُونَ كُلّ مُتَخَلّفٍ فَاضِلًا أَفضَلَ مِنَ المُجَاهِدِينَ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُلا يسَتوَيِ‌ القاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيرُ أوُليِ‌ الضّرَرِ وَ المُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم عَلَي القاعِدِينَ دَرَجَةً وَ كُلّا وَعَدَ اللّهُ الحُسني وَ فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ عَلَي القاعِدِينَ أَجراً عَظِيماً قَالَ إِسحَاقُ بنُ حَمّادِ بنِ زَيدٍ ثُمّ قَالَ لِيَ اقرَأهَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدّهرِفَقَرَأتُ حَتّي بَلَغتُوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِلَي قَولِهِوَ كانَ سَعيُكُم مَشكُوراً فَقَالَ فِيمَن نَزَلَت هَذِهِ الآيَاتُ قُلتُ فِي عَلِيّ ع قَالَ فَهَل بَلَغَكَ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ حِينَ أَطعَمَ المِسكِينَ وَ اليَتِيمَ وَ الأَسِيرَإِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً عَلَي مَا وَصَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ فَقُلتُ لَا قَالَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَرَفَ سَرِيرَةَ عَلِيّ ع وَ نِيّتَهُ فَأَظهَرَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ تَعرِيفاً لِخَلقِهِ أَمرَهُ فَهَل عَلِمتَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَصَفَ فِي شَيءٍ مِمّا وَصَفَ فِي الجَنّةِ مَا فِي هَذِهِ السّورَةِقَوارِيرَا مِن فِضّةٍ قُلتُ لَا قَالَ فَهَذِهِ فَضِيلَةٌ أُخرَي فَكَيفَ يَكُونُ القَوَارِيرُ مِن فِضّةٍ قُلتُ لَا أدَريِ‌ قَالَ يُرِيدُ كَأَنّهَا مِن صَفَائِهَا مِن فِضّةٍ يُرَي دَاخِلُهَا كَمَا يُرَي خَارِجُهَا وَ هَذَا مِثلُ قَولِهِ ع يَا أَنجَشَةُ رُوَيداً سَوقَكَ بِالقَوَارِيرِ وَ عَنَي بِهِ النّسَاءَ


صفحه : 198

كَأَنّهُنّ القَوَارِيرُ رِقّةً وَ قَولُهُ ع رَكِبتُ فَرَسَ أَبِي طَلحَةَ فَوَجَدتُهُ بَحراً أَي كَأَنّهُ بَحرٌ مِن كَثرَةِ جَريِهِ وَ عَدوِهِ وَ كَقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَأتِيهِ المَوتُ مِن كُلّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيّتٍ وَ مِن وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ أَي كَأَنّهُ مَا يَأتِيهِ المَوتُ وَ لَو أَتَاهُ مِن مَكَانٍ وَاحِدٍ لَمَاتَ ثُمّ قَالَ يَا إِسحَاقُ أَ لَستَ مِمّن يَشهَدُ أَنّ العَشَرَةَ فِي الجَنّةِ فَقُلتُ بَلَي قَالَ أَ رَأَيتَ لَو أَنّ رَجُلًا قَالَ مَا أدَريِ‌ أَ صَحِيحٌ هَذَا الحَدِيثُ أَم لَا أَ كَانَ عِندَكَ كَافِراً قُلتُ لَا قَالَ أَ فَرَأَيتَ لَو قَالَ مَا أدَريِ‌ أَ هَذِهِ السّورَةُ قُرآنٌ أَم لَا أَ كَانَ عِندَكَ كَافِراً قُلتُ بَلَي قَالَ أَرَي فَضلَ الرّجُلِ يَتَأَكّدُ خبَرّنيِ‌ يَا إِسحَاقُ أَنّ حَدِيثَ الطّائِرِ المشَويِ‌ّ أَ صَحِيحٌ عِندَكَ قَالَ بَلَي قَالَ بَانَ وَ اللّهِ عِنَادُكَ لَا يَخلُو هَذَا مِن أَن يَكُونَ كَمَا دَعَا النّبِيّص أَو يَكُونَ مَردُوداً أَو عَرَفَ اللّهُ الفَاضِلَ مِن خَلقِهِ وَ كَانَ المَفضُولُ أَحَبّ إِلَيهِ أَو تَزعُمُ أَنّ اللّهَ لَم يَعرِفِ الفَاضِلَ مِنَ المَفضُولِ فأَيَ‌ّ الثّلَاثِ أَحَبّ إِلَيكَ أَن تَقُولَ بِهِ قَالَ إِسحَاقُ فَأَطرَقتُ سَاعَةً ثُمّ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي أَبِي بَكرٍثانيِ‌َ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنّ اللّهَ مَعَنافَنَبّهَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي صُحبَةِ نَبِيّهِص فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ مَا أَقَلّ عِلمَكُم بِاللّغَةِ وَ الكِتَابِ أَ مَا يَكُونُ الكَافِرُ صَاحِباً لِلمُؤمِنِ فأَيَ‌ّ فَضِيلَةٍ فِي هَذِهِ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُقالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرتَ باِلذّيِ‌ خَلَقَكَ مِن تُرابٍ


صفحه : 199

ثُمّ مِن نُطفَةٍ ثُمّ سَوّاكَ رَجُلًافَقَد جَعَلَهُ لَهُ صَاحِباً وَ قَالَ الهذُلَيِ‌ّ


وَ لَقَد غَدَوتُ[BA]عَدَوتُ] وَ صاَحبِيِ‌ وَحشِيّةٌ   تَحتَ الرّدَاءِ بَصِيرَةٌ بِالمَشرِقِ[BA]بِالمُشرِفِ]

وَ قَالَ الأزَديِ‌ّ


وَ لَقَد دَعَوتُ[BA]ذَعَرتُ]الوَحشَ فِيهِ وَ صاَحبِيِ‌   مَحضُ القَوَائِمِ مِن هِجَانٍ هَيكَلٍ

فَصَيّرَ فَرَسَهُ صَاحِبَهُ وَ أَمّا قَولُهُإِنّ اللّهَ مَعَنافَإِنّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَعَ البَرّ وَ الفَاجِرِ أَ مَا سَمِعتَ قَولَهُ عَزّ وَ جَلّما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم وَ لا خَمسَةٍ إِلّا هُوَ سادِسُهُم وَ لا أَدني مِن ذلِكَ وَ لا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُم أَينَ ما كانُوا وَ أَمّا قَولُهُلا تَحزَنفخَبَرّنيِ‌ عَن حُزنِ أَبِي بَكرٍ أَ كَانَ طَاعَةً أَو مَعصِيَةً فَإِن زَعَمتَ أَنّهُ كَانَ طَاعَةً فَقَد جَعَلتَ النّبِيّص يَنهَي عَنِ الطّاعَةِ وَ هَذَا خِلَافُ صِفَةِ الحَكِيمِ وَ إِن زَعَمتَ أَنّهُ مَعصِيَةٌ فأَيَ‌ّ فَضِيلَةٍ للِعاَصيِ‌ وَ خبَرّنيِ‌ عَن قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ عَلَي مَن قَالَ إِسحَاقُ فَقُلتُ عَلَي أَبِي بَكرٍ لِأَنّ النّبِيّص كَانَ مُستَغنِياً عَنِ السّكِينَةِ قَالَ فخَبَرّنيِ‌ عَن قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً وَ ضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ أَ تدَريِ‌ مَنِ المُؤمِنُونَ الّذِينَ أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي هَذَا المَوضِعِ قَالَ قُلتُ لَا قَالَ إِنّ النّاسَ انهَزَمُوا يَومَ حُنَينٍ فَلَم يَبقَ مَعَ النّبِيّص إِلّا سَبعَةٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ عَلِيّ ع يَضرِبُ بِسَيفِهِ وَ العَبّاسُ أَخَذَ بِلِجَامِ بَغلَةِ النّبِيّص وَ الخَمسَةُ مُحدِقُونَ باِلنبّيِ‌ّص خَوفاً مِن أَن يَنَالَهُ سِلَاحُ الكُفّارِ حَتّي أَعطَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَسُولَهُ ع الظّفَرَ عَنَي بِالمُؤمِنِينَ فِي هَذَا المَوضِعِ عَلِيّاً ع وَ مَن حَضَرَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَمَن كَانَ أَفضَلَ أَ مَن كَانَ مَعَ النّبِيّص وَ نَزَلَتِ السّكِينَةُ عَلَي النّبِيّص وَ عَلَيهِ أَم مَن كَانَ فِي الغَارِ مَعَ النّبِيّص وَ لَم يَكُن أَهلًا لِنُزُولِهَا عَلَيهِ


صفحه : 200

يَا إِسحَاقُ مَن أَفضَلُ مَن كَانَ مَعَ النّبِيّص فِي الغَارِ أَم مَن نَامَ عَلَي مِهَادِهِ وَ وَقَاهُ بِنَفسِهِ حَتّي تَمّ للِنبّيِ‌ّص مَا عَزَمَ عَلَيهِ مِنَ الهِجرَةِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمَرَ نَبِيّهُص أَن يَأمُرَ عَلِيّاً ع بِالنّومِ عَلَي فِرَاشِهِ وَ وِقَايَتِهِ بِنَفسِهِ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع أَ تَسلَمُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالَ سَمعاً وَ طَاعَةً ثُمّ أَتَي مَضجَعَهُ وَ تَسَجّي بِثَوبِهِ وَ أَحدَقَ المُشرِكُونَ بِهِ لَا يَشُكّونَ فِي أَنّهُ النّبِيّص وَ قَد أَجمَعُوا أَن يَضرِبَهُ مِن كُلّ بَطنٍ مِن قُرَيشٍ رَجُلٌ ضَربَةً لِئَلّا يُطَالِبَ الهَاشِمِيّونَ بِدَمِهِ وَ عَلِيّ ع يَسمَعُ مَا القَومُ فِيهِ مِنَ التّدبِيرِ فِي تَلَفِ نَفسِهِ فَلَم يَدعُهُ ذَلِكَ إِلَي الجَزَعِ كَمَا جَزِعَ أَبُو بَكرٍ فِي الغَارِ وَ هُوَ مَعَ النّبِيّص وَ عَلِيّ ع وَحدَهُ فَلَم يَزَل صَابِراً مُحتَسِباً فَبَعَثَ اللّهُ تَعَالَي مَلَائِكَةً تَمنَعُهُ مِن مشُركِيِ‌ قُرَيشٍ فَلَمّا أَصبَحَ قَامَ فَنَظَرَ القَومُ إِلَيهِ فَقَالُوا أَينَ مُحَمّدٌ قَالَ وَ مَا علِميِ‌ بِهِ قَالُوا فَأَنتَ غَرَرتَنَا ثُمّ لَحِقَ باِلنبّيِ‌ّص فَلَم يَزَل عَلِيّ أَفضَلَ لِمَا بَدَا مِنهُ إلا مَا يَزِيدُ[ إِلّا]خَيراً حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ وَ هُوَ مَحمُودٌ مَغفُورٌ لَهُ يَا إِسحَاقُ أَ مَا ترَويِ‌ حَدِيثَ الوَلَايَةِ فَقُلتُ نَعَم قَالَ اروِهِ فَرَوَيتُهُ فَقَالَ أَ مَا تَرَي أَنّهُ أَوجَبَ لعِلَيِ‌ّ عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ مِنَ الحَقّ مَا لَم يُوجِب لَهُمَا عَلَيهِ قُلتُ إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّ هَذَا قَالَهُ بِسَبَبِ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ قَالَ وَ أَينَ قَالَ النّبِيّص هَذَا قُلتُ بِغَدِيرِ خُمّ بَعدَ مُنصَرَفِهِ مِن حَجّةِ الوَدَاعِ قَالَ فَمَتَي قُتِلَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ قُلتُ بِمُؤتَةَ قَالَ أَ فَلَيسَ قَد كَانَ قُتِلَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ قَبلَ غَدِيرِ خُمّ قُلتُ بَلَي قَالَ فخَبَرّنيِ‌ لَو رَأَيتَ ابناً لَكَ أَتَت عَلَيهِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً يَقُولُ موَلاَي‌َ مَولَي ابنِ عمَيّ‌ أَيّهَا النّاسُ فَاقبَلُوا أَ كُنتَ تَكرَهُ ذَلِكَ فَقُلتُ بَلَي قَالَ أَ فَتُنَزّهُ ابنَكَ عَمّا لَا تُنَزّهُ النّبِيّص وَيحَكُم أَ جَعَلتُم فُقَهَاءَكُم أَربَابَكُم إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُاتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ وَ اللّهِ مَا صَامُوا لَهُم وَ لَا صَلّوا لَهُم وَ لَكِنّهُم أَمَرُوا لَهُم فَأُطِيعُوا ثُمّ قَالَ أَ ترَويِ‌ قَولَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي قُلتُ نَعَم قَالَ أَ مَا تَعلَمُ أَنّ هَارُونَ أَخُو مُوسَي لِأَبِيهِ وَ أُمّهِ قُلتُ بَلَي


صفحه : 201

قَالَ فعَلَيِ‌ّ ع كَذَلِكَ قُلتُ لَا قَالَ فَهَارُونُ نبَيِ‌ّ وَ لَيسَ عَلِيّ كَذَلِكَ فَمَا المَنزِلَةُ الثّالِثَةُ إِلّا الخِلَافَةُ وَ هَذَا كَمَا قَالَ المُنَافِقُونَ إِنّهُ استَخلَفَهُ استِثقَالًا لَهُ فَأَرَادَ أَن يُطَيّبَ نَفسَهُ وَ هَذَا كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن مُوسَي حَيثُ يَقُولُ لِهَارُونَاخلفُنيِ‌ فِي قوَميِ‌ وَ أَصلِح وَ لا تَتّبِع سَبِيلَ المُفسِدِينَفَقُلتُ إِنّ مُوسَي خَلّفَ هَارُونَ فِي قَومِهِ وَ هُوَ حيَ‌ّ ثُمّ مَضَي إِلَي مِيقَاتِ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّ النّبِيّص خَلّفَ عَلِيّاً ع حِينَ خَرَجَ إِلَي غَزَاتِهِ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن مُوسَي حِينَ خَلّفَ هَارُونَ أَ كَانَ مَعَهُ حَيثُ مَضَي إِلَي مِيقَاتِ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ أَحَدٌ مِن أَصحَابِهِ فَقُلتُ نَعَم قَالَ أَ وَ لَيسَ قَدِ استَخلَفَهُ عَلَي جَمِيعِهِم قُلتُ بَلَي قَالَ فَكَذَلِكَ عَلِيّ ع خَلّفَهُ النّبِيّص حِينَ خَرَجَ فِي غَزَاتِهِ فِي الضّعَفَاءِ وَ النّسَاءِ وَ الصّبيَانِ إِذ كَانَ أَكثَرُ قَومِهِ مَعَهُ وَ إِن كَانَ قَد جَعَلَهُ خَلِيفَتَهُ عَلَي جَمِيعِهِم وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّهُ جَعَلَهُ خَلِيفَةً عَلَيهِم فِي حَيَاتِهِ إِذَا غَابَ وَ بَعدَ مَوتِهِ قَولُهُ ع عَلِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ هُوَ وَزِيرُ النّبِيّص أَيضاً بِهَذَا القَولِ لِأَنّ مُوسَي ع قَد دَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ فِيمَا دَعَاوَ اجعَل لِي وَزِيراً مِن أهَليِ‌ هارُونَ أخَيِ‌ اشدُد بِهِ أزَريِ‌ وَ أَشرِكهُ فِي أمَريِ‌ وَ إِذَا كَانَ عَلِيّ ع مِنهُص بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَهُوَ وَزِيرُهُ كَمَا كَانَ هَارُونُ وَزِيرَ مُوسَي ع وَ هُوَ خَلِيفَتُهُ كَمَا كَانَ هَارُونُ خَلِيفَةَ مُوسَي ع ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِ النّظَرِ وَ الكَلَامِ فَقَالَ أَسأَلُكُم أَو تسَألَوُنيّ‌ قَالُوا بَل نَسأَلُكَ فَقَالَ قُولُوا فَقَالَ قَائِلٌ مِنهُم أَ لَيسَت إِمَامَةُ عَلِيّ ع مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ نَقَلَ ذَلِكَ عَن رَسُولِ اللّهِ مَن نَقَلَ الفَرضَ مِثلُ الظّهرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ فِي مائتين [ماِئتَيَ‌]دِرهَمٍ خَمسَةُ دَرَاهِمَ وَ الحَجّ إِلَي مَكّةَ فَقَالَ بَلَي قَالَ فَمَا بَالُهُم لَم يَختَلِفُوا فِي جَمِيعِ الفَرضِ وَ اختَلَفُوا فِي خِلَافَةِ عَلِيّ ع وَحدَهَا


صفحه : 202

قَالَ المَأمُونُ لِأَنّ جَمِيعَ الفَرضِ لَا يَقَعُ فِيهِ مِنَ التّنَافُسِ وَ الرّغبَةِ مَا يَقَعُ فِي الخِلَافَةِ فَقَالَ آخَرُ مَا أَنكَرتَ أَن يَكُونَ النّبِيّص أَمَرَهُم بِاختِيَارِ رَجُلٍ يَقُومُ مَقَامَهُ رَأفَةً بِهِم وَ رِقّةً عَلَيهِم أَن يَستَخلِفَ هُوَ بِنَفسِهِ فَيُعصَي خَلِيفَتُهُ فَيَنزِلَ العَذَابُ فَقَالَ أَنكَرتُ ذَلِكَ مِن قِبَلِ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَرأَفُ بِخَلقِهِ مِنَ النّبِيّص وَ قَد بَعَثَ نَبِيّهُص وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّ فِيهِمُ العاَصيِ‌َ وَ المُطِيعَ فَلَم يَمنَعهُ ذَلِكَ مِن إِرسَالِهِ وَ عِلّةٌ أُخرَي لَو أَمَرَهُم بِاختِيَارِ رَجُلٍ مِنهُم كَانَ لَا يَخلُو مِن أَن يَأمُرَهُم كُلّهُم أَو بَعضَهُم فَلَو أَمَرَ الكُلّ مَن كَانَ المُختَارَ وَ لَو أَمَرَ بَعضاً دُونَ بَعضٍ كَانَ لَا يَخلُو مِن أَن يَكُونَ عَلَي هَذَا البَعضِ عَلَامَةٌ فَإِن قُلتَ الفُقَهَاءُ فَلَا بُدّ مِن تَحدِيدِ الفَقِيهِ وَ سِمَتِهِ قَالَ آخَرُ فَقَد روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَا رَآهُ المُسلِمُونَ حَسَناً فَهُوَ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَسَنٌ وَ مَا رَأَوهُ قَبِيحاً فَهُوَ عِندَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَبِيحٌ فَقَالَ هَذَا القَولُ لَا بُدّ مِن أَن يُرِيدَ كُلّ المُؤمِنِينَ أَوِ البَعضَ فَإِن أَرَادَ الكُلّ فَهُوَ مَفقُودٌ لِأَنّ الكُلّ لَا يُمكِنُ اجتِمَاعُهُم وَ إِن كَانَ البَعضَ فَقَد رَوَي كُلّ فِي صَاحِبِهِ حُسناً مِثلُ رِوَايَةِ الشّيعَةِ فِي عَلِيّ ع وَ رِوَايَةِ الحَشوِيّةِ فِي غَيرِهِ فَمَتَي يَثبُتُ مَا يُرِيدُونَ مِنَ الإِمَامَةِ قَالَ آخَرُ فَيَجُوزُ أَن يُزعَمَ أَنّ أَصحَابَ مُحَمّدٍص أَخطَئُوا قَالَ كَيفَ نَزعُمُ أَنّهُم أَخطَئُوا وَ اجتَمَعُوا عَلَي ضَلَالَةٍ وَ هُم لَا يَعلَمُونَ فَرضاً وَ لَا سُنّةً لِأَنّكَ تَزعُمُ أَنّ الإِمَامَةَ لَا فَرضٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا سُنّةٌ مِنَ الرّسُولِص فَكَيفَ يَكُونُ فِيمَا لَيسَ عِندَكَ بِفَرضٍ وَ لَا سُنّةٍ خَطَأٌ قَالَ آخَرُ إِن كُنتَ تدَعّيِ‌ لعِلَيِ‌ّ ع مِنَ الإِمَامَةِ دُونَ غَيرِهِ فَهَاتِ بَيّنَتَكَ عَلَي مَا تدَعّيِ‌ فَقَالَ مَا أَنَا بِمُدّعٍ وَ لكَنِيّ‌ مُقِرّ وَ لَا بَيّنَةَ عَلَي مُقِرّ وَ المدُعّيِ‌ مَن يَزعُمُ أَنّ إِلَيهِ التّولِيَةَ وَ العَزلَ وَ أَنّ إِلَيهِ الِاختِيَارَ وَ البَيّنَةُ لَا تَعرَي مِن أَن يَكُونَ مِن شُرَكَائِهِ فَهُم خُصَمَاءُ أَو يَكُونَ مِن غَيرِهِم وَ الغَيرُ مَعدُومٌ فَكَيفَ يُؤتَي بِالبَيّنَةِ عَلَي هَذَا


صفحه : 203

قَالَ آخَرُ فَمَا كَانَ الوَاجِبَ عَلَي عَلِيّ ع بَعدَ مضُيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص قَالَ مَا فَعَلَهُ قَالَ أَ فَمَا وَجَبَ عَلَيهِ أَن يُعلِمَ النّاسَ أَنّهُ إِمَامٌ فَقَالَ إِنّ الإِمَامَةَ لَا تَكُونُ بِفِعلٍ مِنهُ فِي نَفسِهِ وَ لَا بِفِعلٍ مِنَ النّاسِ فِيهِ مِنِ اختِيَارٍ أَو تَفضِيلٍ أَو غَيرِ ذَلِكَ إِنّمَا يَكُونُ بِفِعلٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ كَمَا قَالَ لِإِبرَاهِيمَ ع إنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً وَ كَمَا قَالَ عَزّ وَ جَلّ لِدَاوُدَ ع يا داوُدُ إِنّا جَعَلناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ وَ كَمَا قَالَ عَزّ وَ جَلّ لِلمَلَائِكَةِ فِي آدَمَ ع إنِيّ‌ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةًفَالإِمَامُ إِنّمَا يَكُونُ إِمَاماً مِن قِبَلِ اللّهِ بِاختِيَارِهِ إِيّاهُ فِي بَدءِ الصّنِيعَةِ وَ التّشرِيفِ فِي النّسَبِ وَ الطّهَارَةِ فِي المَنشَإِ وَ العِصمَةِ فِي المُستَقبَلِ وَ لَو كَانَت بِفِعلٍ مِنهُ فِي نَفسِهِ كَانَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ الفِعلَ مُستَحِقّاً لِلإِمَامَةِ وَ إِذَا عَمِلَ خِلَافَهَا اعتَزَلَ فَيَكُونُ خَلِيفَةً قِبَلَ أَفعَالِهِ وَ قَالَ آخَرُ فَلِمَ أَوجَبتَ الإِمَامَةَ لعِلَيِ‌ّ ع بَعدَ الرّسُولِص فَقَالَ لِخُرُوجِهِ مِنَ الطّفُولِيّةِ إِلَي الإِيمَانِ كَخُرُوجِ النّبِيّص مِنَ الطّفُولِيّةِ إِلَي الإِيمَانِ وَ البَرَاءَةِ مِن ضَلَالَةِ قَومِهِ عَنِ الحُجّةِ وَ اجتِنَابِهِ الشّركَ كَبَرَاءَةِ النّبِيّص مِنَ الضّلَالَةِ وَ اجتِنَابِهِ الشّركَ لِأَنّ الشّركَ ظُلمٌ عَظِيمٌ وَ لَا يَكُونُ الظّالِمُ إِمَاماً وَ لَا مَن عَبَدَ وَثَناً بِإِجمَاعٍ وَ مَن أَشرَكَ فَقَد حَلّ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَحَلّ أَعدَائِهِ فَالحُكمُ فِيهِ الشّهَادَةُ عَلَيهِ بِمَا اجتَمَعَت عَلَيهِ الأُمّةُ حَتّي يجَيِ‌ءَ إِجمَاعٌ آخَرُ مِثلُهُ وَ لِأَنّ مَن حُكِمَ عَلَيهِ مَرّةً فَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَاكِماً فَيَكُونَ الحَاكِمُ مَحكُوماً عَلَيهِ فَلَا يَكُونُ حِينَئِذٍ فَرقٌ بَينَ الحَاكِمِ وَ المَحكُومِ عَلَيهِ قَالَ آخَرُ فَلِمَ لَم يُقَاتِل عَلِيّ ع أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ كَمَا قَاتَلَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ المَسأَلَةُ مُحَالٌ لِأَنّ لَم اقتِضَاءٌ وَ لَا يَفعَلُ نفَي‌ٌ وَ النفّي‌ُ لَا يَكُونُ لَهُ عِلّةٌ إِنّمَا العِلّةُ لِلإِثبَاتِ وَ إِنّمَا يَجِبُ أَن يُنظَرَ فِي أَمرِ عَلِيّ ع أَ مِن قِبَلِ اللّهِ أَم مِن قِبَلِ غَيرِهِ فَإِن صَحّ أَنّهُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَالشّكّ فِي تَدبِيرِهِ كُفرٌ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَلا


صفحه : 204

وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيتَ وَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً

فَأَفعَالُ الفَاعِلِ تَبَعٌ لِأَصلِهِ فَإِن كَانَ قِيَامُهُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَفعَالُهُ عَنهُ وَ عَلَي النّاسِ الرّضَا وَ التّسلِيمُ وَ قَد تَرَكَ رَسُولُ اللّهِص القِتَالَ يَومَ الحُدَيبِيَةِ يَومَ صَدّ المُشرِكُونَ هَديَهُ عَنِ البَيتِ فَلَمّا وَجَدَ الأَعوَانَ وَ قوَيِ‌َ حَارَبَ كَمَا قَالَ عَزّ وَ جَلّ فِي الأَوّلِفَاصفَحِ الصّفحَ الجَمِيلَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَ خُذُوهُم وَ احصُرُوهُم وَ اقعُدُوا لَهُم كُلّ مَرصَدٍ قَالَ آخَرُ إِذَا زَعَمتَ أَنّ إِمَامَةَ عَلِيّ ع مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنّهُ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ فَلِمَ لَم يَجُز إِلّا التّبلِيغُ وَ الدّعَاءُ كَمَا لِلأَنبِيَاءِ ع وَ جَازَ لعِلَيِ‌ّ أَن يَترُكَ مَا أُمِرَ بِهِ مِن دَعوَةِ النّاسِ إِلَي طَاعَتِهِ فَقَالَ مِن قِبَلِ أَنّا لَم نَدّعِ أَنّ عَلِيّاً ع أُمِرَ بِالتّبلِيغِ فَيَكُونَ رَسُولًا وَ لَكِنّهُ ع وُضِعَ عَلَماً بَينَ اللّهِ تَعَالَي وَ بَينَ خَلقِهِ فَمَن تَبِعَهُ كَانَ مُطِيعاً وَ مَن خَالَفَهُ كَانَ عَاصِياً فَإِن وَجَدَ أَعوَاناً يَتَقَوّي بِهِم جَاهَدَ وَ إِن لَم يَجِد أَعوَاناً فَاللّومُ عَلَيهِم لَا عَلَيهِ لِأَنّهُم أُمِرُوا بِطَاعَتِهِ عَلَي كُلّ حَالٍ وَ لَم يُؤمَر هُوَ بِمُجَاهَدَتِهِم إِلّا بِقُوّةٍ وَ هُوَ بِمَنزِلَةِ البَيتِ عَلَي النّاسِ الحِجّ إِلَيهِ فَإِذَا حَجّوا أَدّوا مَا عَلَيهِم وَ إِذَا لَم يَفعَلُوا كَانَتِ اللّائِمَةُ عَلَيهِم لَا عَلَي البَيتِ وَ قَالَ آخَرُ إِذَا وَجَبَ أَنّهُ لَا بُدّ مِن إِمَامٍ مُفتَرَضِ الطّاعَةِ بِالِاضطِرَارِ فَكَيفَ يَجِبُ بِالِاضطِرَارِ أَنّهُ عَلِيّ ع دُونَ غَيرِهِ فَقَالَ مِن قِبَلِ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يَفرِضُ مَجهُولًا وَ لَا يَكُونُ المَفرُوضُ مُمتَنِعاً إِذِ المَجهُولُ مُمتَنِعٌ وَ لَا بُدّ مِن دَلَالَةِ الرّسُولِ عَلَي الفَرضِ لِيَقطَعَ العُذرَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بَينَ عِبَادِهِ أَ رَأَيتَ لَو فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي النّاسِ صَومَ شَهرٍ وَ لَم يُعلِمِ النّاسَ أَيّ شَهرٍ هُوَ وَ لَم يُسَمّ كَانَ عَلَي النّاسِ استِخرَاجُ ذَلِكَ بِعُقُولِهِم حَتّي يُصِيبُوا مَا أَرَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَيَكُونُ النّاسُ حِينَئِذٍ مُستَغنِينَ عَنِ الرّسُولِ وَ المُبَيّنِ لَهُم وَ عَنِ الإِمَامِ النّاقِلِ خَبَرَ الرّسُولِ إِلَيهِم


صفحه : 205

وَ قَالَ آخَرُ مِن أَينَ أَوجَبتَ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ بَالِغاً حِينَ دَعَاهُ النّبِيّص فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّهُ كَانَ صَبِيّاً حِينَ دَعَا وَ لَم يَكُن جَازَ عَلَيهِ الحُكمُ وَ لَا بَلَغَ مَبلَغَ الرّجَالِ فَقَالَ مِن قِبَلِ أَنّهُ لَا يَعرَي فِي ذَلِكَ الوَقتِ مِن أَن يَكُونَ مِمّن أُرسِلَ إِلَيهِ النّبِيّص لِيَدعُوَهُ فَإِن كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مُحتَمِلٌ لِلتّكلِيفِ قوَيِ‌ّ عَلَي أَدَاءِ الفَرَائِضِ وَ إِن كَانَ مِمّن لَم يُرسَل إِلَيهِ فَقَد لَزِمَ النّبِيّص قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَو تَقَوّلَ عَلَينا بَعضَ الأَقاوِيلِ لَأَخَذنا مِنهُ بِاليَمِينِ ثُمّ لَقَطَعنا مِنهُ الوَتِينَ وَ كَانَ مَعَ ذَلِكَ قَد كَلّفَ النّبِيّص عِبَادَ اللّهِ مَا لَا يُطِيقُونَ عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ هَذَا مِنَ المُحَالِ ألّذِي يَمتَنِعُ كَونُهُ وَ لَا يَأمُرُ بِهِ حَكِيمٌ وَ لَا يَدُلّ عَلَيهِ الرّسُولُ تَعَالَي اللّهُ عَن أَن يَأمُرَ بِالمُحَالِ وَ جَلّ الرّسُولُ عَن أَن يَأمُرَ بِخِلَافِ مَا يُمكِنُ كَونُهُ فِي حِكمَةِ الحَكِيمِ فَسَكَتَ القَومُ عِندَ ذَلِكَ جَمِيعاً فَقَالَ المَأمُونُ قَد سأَلَتمُوُنيِ‌ وَ نَقَضتُم عَلَيّ أَ فَأَسأَلُكُم قَالُوا نَعَم قَالَ أَ لَيسَ رَوَتِ الأُمّةُ بِإِجمَاعٍ مِنهَا أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن كَذَبَ عَلَيّ مُتَعَمّداً فَليَتَبَوّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ قَالُوا بَلَي قَالَ وَ رَوَوا عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ مَن عَصَي اللّهَ بِمَعصِيَةٍ صَغُرَت أَو كَبُرَت ثُمّ اتّخَذَهَا دِيناً وَ مَضَي مُصِرّاً عَلَيهَا فَهُوَ مُخَلّدٌ بَينَ أَطبَاقِ الجَحِيمِ قَالُوا بَلَي قَالَ فخَبَرّوُنيِ‌ عَن رَجُلٍ يَختَارُهُ العَامّةُ فَتَنصِبُهُ خَلِيفَةً هَل يَجُوزُ أَن يُقَالَ لَهُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَستَخلِفهُ الرّسُولُ فَإِن قُلتُم نَعَم كَابَرتُم وَ إِن قُلتُم لَا وَجَبَ أَنّ أَبَا بَكرٍ لَم يَكُن خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ لَا مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنّكُم تُكَذّبُونَ عَلَي نبَيِ‌ّ اللّهِص وَ أَنّكُم مُتَعَرّضُونَ لِأَن تَكُونُوا مِمّن وَسَمَهُ النّبِيّص بِدُخُولِ النّارِ وَ خبَرّوُنيِ‌ فِي أَيّ قَولَيكُم صَدَقتُم أَ فِي قَولِكُم مَضَيص وَ لَم يَستَخلِف أَو فِي قَولِكُم لأِبَيِ‌ بَكرٍ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ فَإِن كُنتُم صَدَقتُم فِي القَولَينِ فَهَذَا


صفحه : 206

مَا لَا يُمكِنُ كَونُهُ إِذ كَانَ مُتَنَاقِضاً وَ إِن كُنتُم صَدَقتُم فِي أَحَدِهِمَا بَطَلَ الآخَرُ فَاتّقُوا اللّهَ وَ انظُرُوا لِأَنفُسِكُم وَ دَعُوا التّقلِيدَ وَ تَجَنّبُوا الشّبُهَاتِ فَوَ اللّهِ مَا يَقبَلُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلّا مِن عَبدٍ لَا يأَتيِ‌ إِلّا بِمَا يَعقِلُ وَ لَا يَدخُلُ إِلّا فِيمَا يَعلَمُ أَنّهُ حَقّ وَ الرّيبُ شَكّ وَ إِدمَانُ الشّكّ كُفرٌ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ صَاحِبُهُ فِي النّارِ وَ خبَرّوُنيِ‌ هَل يَجُوزُ ابتِيَاعُ أَحَدِكُم عَبداً فَإِذَا ابتَاعَهُ صَارَ مَولَاهُ وَ صَارَ المشُترَيِ‌ عَبدَهُ قَالُوا لَا قَالَ كَيفَ جَازَ أَن يَكُونَ مَنِ اجتَمَعتُم عَلَيهِ لِهَوَاكُم وَ استَخلَفتُمُوهُ صَارَ خَلِيفَةً عَلَيكُم وَ أَنتُم وَلّيتُمُوهُ أَ لَا كُنتُم أَنتُمُ الخُلَفَاءَ عَلَيهِ بَل تُوَلّونَ خَلِيفَةً وَ تَقُولُونَ إِنّهُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ إِذَا سَخِطتُم عَلَيهِ قَتَلتُمُوهُ كَمَا فُعِلَ بِعُثمَانَ بنِ عَفّانَ قَالَ قَائِلٌ مِنهُم لِأَنّ الإِمَامَ وَكِيلُ المُسلِمِينَ إِذَا رَضُوا عَنهُ وَلّوهُ وَ إِذَا سَخِطُوا عَلَيهِ عَزَلُوهُ قَالَ فَلِمَنِ المُسلِمُونَ وَ العِبَادُ وَ البِلَادُ قَالُوا اللّهِ[لِلّهِ] عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَاللّهُ أَولَي أَن يُوَكّلَ عَلَي عِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ مِن غَيرِهِ لِأَنّ مِن إِجمَاعِ الأُمّةِ أَنّهُ مَن أَحدَثَ فِي مُلكِ غَيرِهِ حَدَثاً فَهُوَ ضَامِنٌ وَ لَيسَ لَهُ أَن يُحدِثَ فَإِن فَعَلَ فَآثِمٌ غَارِمٌ ثُمّ قَالَ خبَرّوُنيِ‌ عَنِ النّبِيّص هَلِ استَخلَفَ حِينَ مَضَي أَم لَا فَقَالُوا لَم يَستَخلِف قَالَ فَتَركُهُ ذَلِكَ هُدًي أَم ضَلَالٌ قَالُوا هُدًي قَالَ فَعَلَي النّاسِ أَن يَتّبِعُوا الهُدَي وَ يَتَنَكّبُوا الضّلَالَةَ قَالُوا قَد فَعَلُوا ذَلِكَ قَالَ فَلِمَ استَخلَفَ النّاسُ بَعدَهُ وَ قَد تَرَكَهُ هُوَ فَتَركُ فِعلِهِ ضَلَالٌ وَ مُحَالٌ أَن يَكُونَ خِلَافُ الهُدَي هُدًي وَ إِذَا كَانَ تَركُ الِاستِخلَافِ هُدًي فَلِمَ استَخلَفَ أَبُو بَكرٍ وَ لَم يَفعَلهُ النّبِيّص وَ لِمَ جَعَلَ عُمَرُ الأَمرَ بَعدَهُ شُورَي بَينَ المُسلِمِينَ خِلَافاً عَلَي صَاحِبِهِ زَعَمتُم أَنّ النّبِيّص لَم يَستَخلِف وَ أَنّ أَبَا بَكرٍ استَخلَفَ وَ عُمَرَ لَم يَترُكِ الِاستِخلَافَ كَمَا تَرَكَهُ النّبِيّص بِزَعمِكُم وَ لَم يَستَخلِف كَمَا فَعَلَ أَبُو بَكرٍ وَ جَاءَ بِمَعنًي ثَالِثٍ فخَبَرّوُنيِ‌ أَيّ ذَلِكَ تَرَونَهُ صَوَاباً فَإِن رَأَيتُم فِعلَ النّبِيّص صَوَاباً فَقَد خَطّأتُم أَبَا بَكرٍ وَ كَذَلِكَ القَولُ فِي بَقِيّةِ الأَقَاوِيلِ


صفحه : 207

وَ خبَرّوُنيِ‌ أَيّهُمَا أَفضَلُ مَا فَعَلَهُ النّبِيّص بِزَعمِكُم مِن تَركِ الِاستِخلَافِ أَو مَا صَنَعَت طَائِفَةٌ مِنَ الِاستِخلَافِ وَ خبَرّوُنيِ‌ هَل يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَركُهُ مِنَ الرّسُولِص هُدًي وَ فِعلُهُ مِن غَيرِهِ هُدًي فَيَكُونَ هُدًي ضِدّ هُدًي فَأَينَ الضّلَالُ حِينَئِذٍ وَ خبَرّوُنيِ‌ هَل ولُيّ‌َ أَحَدٌ بَعدَ النّبِيّص بِاختِيَارِ الصّحَابَةِ مُنذُ قُبِضَ النّبِيّص إِلَي اليَومِ فَإِن قُلتُم لَا فَقَد أَوجَبتُم أَنّ النّاسَ كُلّهُم عَمِلُوا ضَلَالَةً بَعدَ النّبِيّص وَ إِن قُلتُم نَعَم كَذّبتُمُ الأُمّةَ وَ أَبطَلَ قَولَكُم الوُجُودُ ألّذِي لَا يُدفَعُ وَ خبَرّوُنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل لِمَن ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ قُل لِلّهِ أَ صِدقٌ هَذَا أَم كِذبٌ قَالُوا صِدقٌ قَالَ أَ فَلَيسَ مَا سِوَي اللّهِ لِلّهِ إِذ كَانَ مُحدِثَهُ وَ مَالِكَهُ قَالُوا نَعَم قَالَ ففَيِ‌ هَذَا بُطلَانُ مَا أَوجَبتُم مِنِ اختِيَارِكُم خَلِيفَةً تَفتَرِضُونَ طَاعَتَهُ إِذَا اختَرتُمُوهُ وَ تُسَمّونَهُ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَنتُمُ استَخلَفتُمُوهُ وَ هُوَ مَعزُولٌ عَنكُم إِذَا غَضِبتُم عَلَيهِ وَ عَمِلَ بِخِلَافِ مَحَبّتِكُم وَ هُوَ مَقتُولٌ إِذَا أَبَي الِاعتِزَالَ وَيلَكُم لَا تَفتِرُوا عَلَي اللّهِ كَذِباً فَتَلقَوا وَبَالَ ذَلِكَ غَداً إِذَا قُمتُم بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِذَا وَرَدتُم عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَد كَذّبتُم عَلَيهِ مُتَعَمّدِينَ وَ قَد قَالَ مَن كَذَبَ عَلَيّ مُتَعَمّداً فَليَتَبَوّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ ثُمّ استَقبَلَ القِبلَةَ وَ رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ قَد نَصَحتُ لَهُم أللّهُمّ إنِيّ‌ قَد أَرشَدتُهُم أللّهُمّ إنِيّ‌ قَد أَخرَجتُ مَا وَجَبَ عَلَيّ إِخرَاجُهُ مِن عنُقُيِ‌ أللّهُمّ إنِيّ‌ لَم أَدَعهُم فِي رَيبٍ وَ لَا فِي شَكّ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَدِينُ بِالتّقَرّبِ إِلَيكَ بِتَقدِيمِ عَلِيّ ع عَلَي الخَلقِ بَعدَ نَبِيّكَص كَمَا أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ وَ سَلَامُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ قَالَ ثُمّ افتَرَقنَا فَلَن نَجتَمِعَ بَعدَ ذَلِكَ حَتّي قُبِضَ المَأمُونُ

قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ عِمرَانَ الأشَعرَيِ‌ّ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَفَسَكَتَ القَومُ فَقَالَ لَهُم لِمَ سَكَتّم قَالُوا لَا ندَريِ‌ مَا نَقُولُ قَالَ يكَفيِنيِ‌ هَذِهِ الحُجّةُ عَلَيكُم ثُمّ أَمَرَ بِإِخرَاجِهِم


صفحه : 208

قَالَ فَخَرَجنَا مُتَحَيّرِينَ خَجِلِينَ ثُمّ نَظَرَ المَأمُونُ إِلَي الفَضلِ بنِ سَهلٍ فَقَالَ هَذَا أَقصَي مَا عِندَ القَومِ فَلَا يَظُنّ ظَانّ أَنّ جلَاَلتَيِ‌ مَنَعَتهُم مِنَ النّقضِ عَلَيّ

بيان قال الجوهري‌ قولهم هم زهاء مائة أي قدر مائة قوله من كان المختار هذامبني‌ علي أن المأمور بالاختيار يجب أن يكون مغايرا للمختار للزوم المغايرة بين الفاعل والمحل و فيه نظر قوله والبينة لاتعري حاصله أنكم لماادعيتم أن لكم الاختيار والعزل فالبينة عليكم و لايمكنكم إقامة البينة إذ البينة إن كان ممن يوافقكم فهو مدع و لايقبل قوله و إن كان من غيركم فالغير مفقود لدعواكم الإجماع أولأن الغير لايشهد لكم قوله و لا من عبدوثنا بإجماع حاصله أن الظالم وعابد الوثن لايستحق الإمامة في تلك الحالة اتفاقا والأصل استصحاب هذاالحكم بعدزوال تلك الحالة أيضا

3-يف ،[الطرائف ] مِنَ الطّرَائِفِ المَشهُورَةِ مَا بَلَغَ إِلَيهِ المَأمُونُ فِي مَدحِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَدحِ أَهلِ بَيتِهِ ع ذَكَرَهُ ابنُ مِسكَوَيهِ صَاحِبُ التّارِيخِ المُسَمّي بِحَوَادِثِ الإِسلَامِ فِي كِتَابٍ سَمّاهُ نَدِيمَ الفَرِيدِ يَقُولُ فِيهِ حَيثُ ذَكَرَ كِتَاباً كَتَبَهُ بَنُو هَاشِمٍ يَسأَلُونَ جَوَابَهُم مَا هَذَا لَفظُهُ فَقَالَ المَأمُونُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ عَلَي رَغمِ أَنفِ الرّاغِمِينَ أَمّا بَعدُ عَرَفَ المَأمُونُ كِتَابَكُم وَ تَدبِيرَ أَمرِكُم وَ مَخضَ زُبدَتِكُم وَ أَشرَفَ عَلَي قُلُوبِ صَغِيرِكُم وَ كَبِيرِكُم وَ عَرَفَكُم مُقبِلِينَ وَ مُدبِرِينَ وَ مَا آلَ إِلَيهِ كِتَابُكُم قَبلَ كِتَابِكُم فِي مُرَاوَضَةِ البَاطِلِ وَ صَرفِ وُجُوهِ الحَقّ عَن مَوَاضِعِهَا وَ نَبذِكُم كِتَابَ اللّهِ تَعَالَي وَ الآثَارَ وَ كُلّ مَا جَاءَكُم بِهِ الصّادِقُ مُحَمّدٌص حَتّي كَأَنّكُم مِنَ الأُمَمِ السّالِفَةِ التّيِ‌ هَلَكَت بِالخَسفَةِ وَ الغَرَقِ وَ الرّيحِ وَ الصّيحَةِ وَ الصّوَاعِقِ وَ الرّجمِأَ فَلا يَتَدَبّرُونَ القُرآنَ أَم عَلي قُلُوبٍ أَقفالُها وَ ألّذِي هُوَ أَقرَبُ إِلَي المَأمُونِ


صفحه : 209

مِن حَبلِ الوَرِيدِ لَو لَا أَن يَقُولَ قَائِلٌ إِنّ المَأمُونَ تَرَكَ الجَوَابَ عَجزاً لَمَا أَجَبتُكُم مِن سُوءِ أَخلَاقِكُم وَ قِلّةِ أَخطَارِكُم وَ رَكَاكَةِ عُقُولِكُم وَ مِن سَخَافَةِ مَا تَأوُونَ إِلَيهِ مِن آرَائِكُم فَليَستَمِع مُستَمِعٌ فَليُبَلّغ شَاهِدٌ غَائِباً أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي بَعَثَ مُحَمّداًص عَلي فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ قُرَيشٌ فِي أَنفُسِهَا وَ أَموَالِهَا لَا يَرَونَ أَحَداً يُسَامِيهِم وَ لَا يُبَارِيهِم فَكَانَ نَبِيّنَاص أَمِيناً مِن أَوسَطِهِم بَيتاً وَ أَقَلّهِم مَالًا وَ كَانَ أَوّلُ مَن آمَنَت بِهِ خَدِيجَةَ بِنتَ خُوَيلِدٍ فَوَاسَتهُ بِمَالِهَا ثُمّ آمَنَ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ سَبعَ سِنِينَ لَم يُشرِك بِاللّهِ شَيئاً طَرفَةَ عَينٍ وَ لَم يَعبُد وَثَناً وَ لَم يَأكُل رِبًا وَ لَم يُشَاكِلِ الجَاهِلِيّةَ فِي جَهَالَاتِهِم وَ كَانَت عُمُومَةُ رَسُولِ اللّهِص إِمّا مُسلِمٌ مَهِينٌ أَو كَافِرٌ مُعَانِدٌ[مُسلِماً مَهِيناً أَو كَافِراً مُعَانِداً] إِلّا حَمزَةَ فَإِنّهُ لَم يَمتَنِع مِنَ الإِسلَامِ وَ لَا يَمتَنِعُ الإِسلَامُ مِنهُ فَمَضَي لِسَبِيلِهِعَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَمّا أَبُو طَالِبٍ فَإِنّهُ كَفَلَهُ وَ رَبّاهُ وَ لَم يَزَل مُدَافِعاً عَنهُ وَ مَانِعاً مِنهُ فَلَمّا قَبَضَ اللّهُ أَبَا طَالِبٍ فَهَمّ القَومُ وَ أَجمَعُوا عَلَيهِ لِيَقتُلُوهُ فَهَاجَرَ إِلَي القَومِالّذِينَ تَبَوّؤُا الدّارَ وَ الإِيمانَ مِن قَبلِهِم يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَ لا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِم حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَفَلَم يَقُم مَعَ رَسُولِ اللّهِص أَحَدٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ كَقِيَامِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّهُ آزَرَهُ وَ وَقَاهُ بِنَفسِهِ وَ نَامَ فِي مَضجَعِهِ ثُمّ لَم يَزَل بَعدُ مُتَمَسّكاً بِأَطرَافِ الثّغُورِ وَ يُنَازِلُ الأَبطَالَ وَ لَا يَنكُلُ عَن قَرنٍ وَ لَا يوُلَيّ‌ عَن جَيشٍ مَنِيعُ القَلبِ يُؤَمّرُ عَلَي الجَمِيعِ وَ لَا يُؤَمّرُ عَلَيهِ أَحَدٌ أَشَدّ النّاسِ وَطأَةً عَلَي المُشرِكِينَ وَ أَعظَمُهُم جِهَاداً فِي اللّهِ وَ أَفقَهُهُم فِي دِينِ اللّهِ وَ أَقرَؤُهُم لِكِتَابِ اللّهِ وَ أَعرَفُهُم بِالحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ هُوَ صَاحِبُ الوَلَايَةِ فِي حَدِيثِ غَدِيرِ خُمّ وَ صَاحِبُ قَولِهِ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ صَاحِبُ يَومِ الطّائِفِ


صفحه : 210

وَ كَانَ أَحَبّ الخَلقِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ صَاحِبَ البَابِ فُتِحَ لَهُ وَ سُدّ أَبوَابُ المَسجِدِ وَ هُوَ صَاحِبُ الرّايَةِ يَومَ خَيبَرَ وَ صَاحِبُ عَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ فِي المُبَارَزَةِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِص حِينَ آخَي بَينَ المُسلِمِينَ وَ هُوَ مَنِيعٌ جَزِيلٌ وَ هُوَ صَاحِبُ آيَةِوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً وَ هُوَ زَوجُ فَاطِمَةَ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ سَيّدَةِ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ وَ هُوَ خَتَنُ خَدِيجَةَ ع وَ هُوَ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص رَبّاهُ وَ كَفَلَهُ وَ هُوَ ابنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِي نُصرَتِهِ وَ جِهَادِهِ وَ هُوَ نَفسُ رَسُولِ اللّهِص فِي يَومِ المُبَاهَلَةِ وَ هُوَ ألّذِي لَم يَكُن أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ يُنفِذَانِ حُكماً حَتّي يَسأَلَانِهِ عَنهُ فَمَا رَأَي إِنفَاذَهُ أَنفَذَاهُ وَ مَا لَم يَرَهُ رَدّاهُ وَ هُوَ دَخَلَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فِي الشّورَي وَ لعَمَريِ‌ لَو قَدَرَ أَصحَابُهُ عَلَي دَفعِهِ عَنهُ ع كَمَا دُفِعَ العَبّاسُ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ وَ وَجَدُوا إِلَي ذَلِكَ سَبِيلًا لَدَفَعُوهُ فَأَمّا تَقدِيمُكُمُ العَبّاسَ عَلَيهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُأَ جَعَلتُم سِقايَةَ الحاجّ وَ عِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَستَوُونَ عِندَ اللّهِ وَ اللّهِ لَو كَانَ مَا فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مِنَ المَنَاقِبِ وَ الفَضَائِلِ وَ الآي‌ِ المُفَسّرَةِ فِي القُرآنِ خَلّةٌ وَاحِدَةٌ فِي رَجُلٍ وَاحِدٍ مِن رِجَالِكُم أَو غَيرِهِ لَكَانَ مُستَأهِلًا مُتَأَهّلًا لِلخِلَافَةِ مُقَدّماً عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ بِتِلكَ الخَلّةِ ثُمّ لَم يَزَلِ الأُمُورُ تَتَرَاقَي بِهِ إِلَي أَن ولَيِ‌َ أُمُورَ المُسلِمِينَ فَلَم يَعنِ بِأَحَدٍ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِلّا بِعَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ تَعظِيماً لِحَقّهِ وَ صِلَةً لِرَحِمِهِ وَ ثِقَةً بِهِ فَكَانَ مِن أَمرِهِ ألّذِي يَغفِرُ اللّهُ لَهُ ثُمّ نَحنُ وَ هُم يَدٌ وَاحِدَةٌ كَمَا زَعَمتُم حَتّي قَضَي اللّهُ تَعَالَي بِالأَمرِ إِلَينَا فَأَخَفنَاهُم وَ ضَيّقنَا عَلَيهِم وَ قَتَلنَاهُم أَكثَرَ مِن قَتلِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ إِيّاهُم وَيحَكُم إِنّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ إِنّمَا قَتَلُوا مِنهُم مَن سَلّ سَيفاً وَ إِنّا مَعشَرَ بنَيِ‌ العَبّاسِ قَتَلنَاهُم جُمَلًا فَلَتُسأَلَنّ أَعظُمُ الهَاشِمِيّةِ بأِيَ‌ّ ذَنبٍ قُتِلَت وَ لَتُسأَلَنّ نُفُوسٌ أُلقِيَت


صفحه : 211

فِي دِجلَةَ وَ الفُرَاتِ وَ نُفُوسٌ دُفِنَت بِبَغدَادَ وَ الكُوفَةِ أَحيَاءً هَيهَاتَ إِنّهُ مَن يَعمَلمِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُ وَ أَمّا مَا وَصَفتُم فِي أَمرِ المَخلُوعِ وَ مَا كَانَ فِيهِ مِن لُبسٍ فلَعَمَريِ‌ مَا لَبّسَ عَلَيهِ أَحَدٌ غَيرُكُم إِذ هَوَيتُم عَلَيهِ النّكثَ وَ زَيّنتُم لَهُ الغَدرَ وَ قُلتُم لَهُ مَا عَسَي أَن يَكُونَ مِن أَمرِ أَخِيكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مُغَرّبٌ وَ مَعَكَ الأَموَالُ وَ الرّجَالُ نَبعَثُ إِلَيهِ فَيُؤتَي بِهِ فَكَذّبتُم وَ دَبّرتُم وَ نَسِيتُم قَولَ اللّهِ تَعَالَيوَ مَن...بغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُ وَ أَمّا مَا ذَكَرتُم مِنِ استِبصَارِ المَأمُونِ فِي البَيعَةِ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع فَمَا بَايَعَ لَهُ المَأمُونُ إِلّا مُستَبصِراً فِي أَمرِهِ عَالِماً بِأَنّهُ لَم يَبقَ أَحَدٌ عَلَي ظَهرِهَا أَبيَنَ فَضلًا وَ لَا أَظهَرَ عِفّةً وَ لَا أَورَعَ وَرَعاً وَ لَا أَزهَدَ زُهداً فِي الدّنيَا وَ لَا أَطلَقَ نَفساً وَ لَا أَرضَي فِي الخَاصّةِ وَ العَامّةِ وَ لَا أَشَدّ فِي ذَاتِ اللّهِ مِنهُ وَ أَنّ البَيعَةَ لَهُ لَمُوَافِقَةٌ رِضَا الرّبّ عَزّ وَ جَلّ وَ لَقَد جَهَدتُ وَ مَا أَجِدُ فِي اللّهِ لَومَةَ لَائِمٍ وَ لعَمَريِ‌ أَن لَو كَانَت بيَعتَيِ‌ بَيعَةَ مُحَابَاةٍ لَكَانَ العَبّاسُ ابنيِ‌ وَ سَائِرُ ولُديِ‌ أَحَبّ إِلَي قلَبيِ‌ وَ أَجلَي فِي عيَنيِ‌ وَ لَكِن أَرَدتُ أَمراً وَ أَرَادَ اللّهُ أَمراً فَلَم يَسبِق أمَريِ‌ أَمرَ اللّهِ وَ أَمّا مَا ذَكَرتُم مِمّا مَسّكُم مِنَ الجَفَاءِ فِي ولَاَيتَيِ‌ فلَعَمَريِ‌ مَا كَانَ ذَلِكَ إِلّا مِنكُم بِمُظَافَرَتِكم عَلَيهِ وَ مُمَايَلَتِكُم إِيّاهُ فَلَمّا قَتَلتُهُ وَ تَفَرّقتُم عَبَادِيدَ فَطَوراً أَتبَاعاً لِابنِ أَبِي خَالِدٍ وَ طَوراً أَتبَاعاً لأِعَراَبيِ‌ّ وَ طَوراً أَتبَاعاً لِابنِ شَكلَةَ ثُمّ لِكُلّ مَن سَلّ سَيفاً عَلَيّ وَ لَو لَا أَنّ شيِمتَيِ‌َ العَفوُ وَ طبَيِعتَيِ‌َ التّجَاوُزُ مَا تَرَكتُ عَلَي وَجهِهَا مِنكُم أَحَداً فَكُلّكُم حَلَالُ الدّمِ مُحِلّ بِنَفسِهِ وَ أَمّا مَا سَأَلتُم مِنَ البَيعَةِ لِلعَبّاسِ ابنيِ‌أَ تَستَبدِلُونَ ألّذِي هُوَ أَدني باِلذّيِ‌ هُوَ خَيرٌوَيلَكُم إِنّ العَبّاسَ غُلَامٌ حَدَثُ السّنّ وَ لَم يُؤنَس رُشدُهُ وَ لَم يُمهَل وَحدَهُ وَ لَم تُحكِمهُ التّجَارِبُ تُدَبّرُهُ النّسَاءُ وَ تَكفُلُهُ الإِمَاءُ ثُمّ لَم يَتَفَقّه فِي الدّينِ وَ لَم يَعرِف


صفحه : 212

حَلَالًا مِن حَرَامٍ إِلّا مَعرِفَةً لَا تأَتيِ‌ بِهِ رَعِيّةٌ وَ لَا تَقُومُ بِهِ حُجّةٌ وَ لَو كَانَ مُستَأهِلًا قَد أَحكَمَتهُ التّجَارِبُ وَ تَفَقّهَ فِي الدّينِ وَ بَلَغَ مَبلَغَ أَمِيرِ العَدلِ فِي الزّهدِ فِي الدّنيَا وَ صَرَفَ النّفسَ عَنهَا مَا كَانَ لَهُ عنِديِ‌ فِي الخِلَافَةِ إِلّا مَا كَانَ لِرَجُلٍ مِن عَكّ وَ حِميَرٍ فَلَا تُكثِرُوا فِي هَذَا المَقَالِ فَإِنّ لسِاَنيِ‌ لَم يَزَل مَخزُوناً عَن أُمُورٍ وَ أَنبَاءٍ كَرَاهِيَةَ أَن تَخنُثَ النّفُوسُ عِندَ مَا تَنكَشِفُ عِلماً بِأَنّ اللّهَ بَالِغُ أَمرِهِ وَ مُظهِرُ قَضَاهُ يَوماً فَإِذَا أَبَيتُم إِلّا كَشفَ الغِطَاءِ وَ قَشرَ العَظَاءِ فَالرّشِيدُ أخَبرَنَيِ‌ عَن آبَائِهِ وَ عَمّا وَجَدَ فِي كِتَابِ الدّولَةِ وَ غَيرِهَا أَنّ السّابِعَ مِن وُلدِ العَبّاسِ لَا تَقُومُ لبِنَيِ‌ العَبّاسِ بَعدَهُ قَائِمَةٌ وَ لَا تَزَالُ النّعمَةُ مُتَعَلّقَةً عَلَيهِم بِحَيَاتِهِ فَإِذَا أَودَعتَ فَوَدّعهَا فَإِذَا أَودَعَ فَوَدّعَاهَا وَ إِذَا فَقَدتُم شخَصيِ‌ فَاطلُبُوا لِأَنفُسِكُم مَعقِلًا وَ هَيهَاتَ مَا لَكُم إِلّا السّيفَ يَأتِيكُمُ الحسَنَيِ‌ّ الثّائِرُ البَائِرُ فَيَحصُدُكُم حَصداً أَوِ السفّياَنيِ‌ّ المُرغَمُ وَ القَائِمُ المهَديِ‌ّ يَحقِنُ دِمَاءَكُم إِلّا بِحَقّهَا


صفحه : 213

وَ أَمّا مَا كُنتُ أَرَدتُهُ مِنَ البَيعَةِ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي بَعدَ استِحقَاقٍ مِنهُ لَهَا فِي نَفسِهِ وَ اختِيَارٍ منِيّ‌ لَهُ فَمَا كَانَ ذَلِكَ منِيّ‌ إِلّا أَن أَكُونَ الحَاقِنَ لِدِمَائِكُم وَ الذّائِدَ عَنكُم بِاستِدَامَةِ المَوَدّةِ بَينَنَا وَ بَينَهُم وَ هيِ‌َ الطّرِيقُ أَسلُكُهَا فِي إِكرَامِ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ مُوَاسَاتِهِم فِي الفيَ‌ءِ بِيَسِيرِ مَا يُصِيبُهُم مِنهُ وَ إِن تَزعُمُوا أنَيّ‌ أَرَدتُ أَن يَئُولَ إِلَيهِم عَاقِبَةٌ وَ مَنفَعَةٌ فإَنِيّ‌ فِي تَدبِيرِكُم وَ النّظَرِ لَكُم وَ لِعَقَبِكُم وَ أَبنَائِكُم مِن بَعدِكُم وَ أَنتُم سَاهُونَ لَاهُونَ تَائِهُونَ فِي غَمرَةٍ تَعمَهُونَ لَا تَعلَمُونَ مَا يُرَادُ بِكُم وَ مَا أَظلَلتُم عَلَيهِ مِنَ النّقِمَةِ وَ ابتِزَازِ النّعمَةِ هِمّةُ أَحَدِكُم أَن يمُسيِ‌َ مَركُوباً وَ يُصبِحَ مَخمُوراً تُبَاهُونَ باِلمعَاَصيِ‌ وَ تَبتَهِجُونَ بِهَا وَ آلِهَتُكُم البَرَابِطُ مُخَنّثُونَ مُؤَنّثُونَ لَا يَتَفَكّرُ مُتَفَكّرٌ مِنكُم فِي إِصلَاحِ مَعِيشَةٍ وَ لَا استِدَامَةِ نِعمَةٍ وَ لَا اصطِنَاعِ مَكرُمَةٍ وَ لَا كَسبِ حَسَنَةٍ يَمُدّ بِهَا عُنُقَهُيَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍأَضَعتُمُ الصّلَاةَ وَ اتّبَعتُمُ الشّهَوَاتِ وَ أَكبَبتُم عَلَي اللّذّاتِ عَنِ النّغَمَاتِ فَسَوفَ تَلقَونَ غَيّاً وَ ايمُ اللّهِ لَرُبّمَا أُفَكّرُ فِي أَمرِكُم فَلَا أَجِدُ أُمّةً مِنَ الأُمَمِ استَحَقّوا العَذَابَ حَتّي نَزَلَ بِهِم لِخَلّةٍ مِنَ الخِلَالِ إِلّا أُصِيبَ تِلكَ الخَلّةُ بِعَينِهَا فِيكُم مَعَ خِلَالٍ كَثِيرَةٍ لَم أَكُن أَظُنّ أَنّ إِبلِيسَ اهتَدَي إِلَيهَا وَ لَا أَمَرَ بِالعَمَلِ عَلَيهَا وَ قَد أَخبَرَ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ عَن قَومِ صَالِحٍ أَنّهُ كَانَ فِيهِمتِسعَةُ رَهطٍ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ وَ لا يُصلِحُونَفَأَيّكُم لَيسَ مَعَهُ تِسعَةٌ وَ تِسعُونَ مِنَ المُفسِدِينَ فِي الأَرضِ قَدِ اتّخَذتُمُوهُم شِعَاراً وَ دِثَاراً استِخفَافاً بِالمَعَادِ وَ قِلّةَ يَقِينٍ بِالحِسَابِ وَ أَيّكُم لَهُ رأَي‌ٌ يُتّبَعُ أَو رَوِيّةٌ تُنفَرُ فَشَاهَتِ الوُجُوهُ وَ عُفّرَتِ الخُدُودُ وَ أَمّا مَا ذَكَرتُم مِنَ العَثرَةِ كَانَت فِي أَبِي الحَسَنِ ع نَوّرَ اللّهُ وَجهَهُ فلَعَمَريِ‌ إِنّهَا عنِديِ‌ لَلنّهضَةُ وَ الِاستِقلَالُ ألّذِي أَرجُو بِهِ قَطعَ الصّرَاطِ وَ الأَمنَ وَ النّجَاةَ مِنَ الخَوفِ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ وَ لَا أَظُنّ عَمِلتُ عَمَلًا هُوَ عنِديِ‌ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ إِلّا أَن أَعُودَ بِمِثلِهَا إِلَي مِثلِهِ وَ أَينَ لِي بِذَلِكَ وَ أَنّي لَكُم بِتِلكَ السّعَادَةِ


صفحه : 214

وَ أَمّا قَولُكُم إنِيّ‌ سَفِهتُ آرَاءَ آبَائِكُم وَ أَحلَامَ أَسلَافِكُم فَكَذَلِكَ قَالَ مُشرِكُو قُرَيشٍإِنّا وَجَدنا آباءَنا عَلي أُمّةٍ وَ إِنّا عَلي آثارِهِم مُقتَدُونَوَيلَكُم إِنّ الدّينَ لَا يُؤخَذُ إِلّا مِنَ الأَنبِيَاءِ فَافقَهُوا وَ مَا أَرَاكُم تَعقِلُونَ وَ أَمّا تَعيِيرُكُم إيِاّي‌َ بِسِيَاسَةِ المَجُوسِ إِيّاكُم فَمَا أَذهَبَكُمُ الأَنَفَةُ مِن ذَلِكَ وَ لَو سَاسَتكُمُ القِرَدَةُ وَ الخَنَازِيرُ مَا أَرَدتُم إِلّا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ لعَمَريِ‌ لَقَد كَانُوا مَجُوساً فَأَسلَمُوا كَآبَائِنَا وَ أُمّهَاتِنَا فِي القَدِيمِ فَهُمُ المَجُوسُ الّذِينَ أَسلَمُوا وَ أَنتُمُ المُسلِمُونَ الّذِينَ ارتَدّوا فمَجَوُسيِ‌ّ أَسلَمَ خَيرٌ مِن مُسلِمٍ ارتَدّ فَهُم يَتَنَاهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ يَتَقَرّبُونَ مِنَ الخَيرِ وَ يَتَبَاعَدُونَ مِنَ الشّرّ وَ يَذُبّونَ عَن حَرَمِ المُسلِمِينَ يَتَبَاهَجُونَ بِمَا نَالَ الشّركَ وَ أَهلَهُ مِنَ النّكرِ وَ يَتَبَاشَرُونَ بِمَا نَالَ الإِسلَامَ وَ أَهلَهُ مِنَ الخَيرِ مِنهُممَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا وَ لَيسَ مِنكُم إِلّا لَاعِبٌ بِنَفسِهِ مَأفُونٌ فِي عَقلِهِ وَ تَدبِيرِهِ إِمّا مُغَنّ أَو ضَارِبِ دَفّ أَو زَامِرٍ وَ اللّهِ لَو أَنّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ الّذِينَ قَتَلتُمُوهُم بِالأَمسِ نُشِرُوا فَقِيلَ لَهُم لَا تَأنَفُوا فِي مَعَايِبَ تَنَالُونَهُم بِهَا لَمَا زَادُوا عَلَي مَا صَيّرتُمُوهُ لَكُم شِعَاراً وَ دِثَاراً وَ صِنَاعَةً وَ أَخلَاقاً لَيسَ فِيكُم إِلّا مَن إِذَا مَسّهُ الشّرّ جَزِعَ وَ إِذَا مَسّهُ الخَيرُ مَنَعَ وَ لَا تَأنَفُونَ وَ لَا تَرجِعُونَ إِلّا خَشيَةً وَ كَيفَ يَأنَفُ مَن يَبِيتُ مَركُوباً وَ يُصبِحُ بِإِثمِهِ مُعجَباً كَأَنّهُ قَدِ اكتَسَبَ حَمداً غَايَتُهُ بَطنُهُ وَ فَرجُهُ لَا يبُاَليِ‌ أَن يَنَالَ شَهوَتَهُ بِقَتلِ أَلفِ نبَيِ‌ّ مُرسَلٍ أَو مَلَكٍ مُقَرّبٍ أَحَبّ النّاسِ إِلَيهِ مَن زَيّنَ لَهُ مَعصِيَةً أَو أَعَانَهُ فِي فَاحِشَةٍ تُنَظّفُهُ المَخمُورَةُ وَ تَربُدُهُ المَطمُورَةُ فَشَتّتِ الأَحوَالُ فَإِنِ ارتَدَعتُم مِمّا أَنتُم فِيهِ مِنَ السّيّئَاتِ وَ الفَضَائِحِ وَ مَا تَهذَرُونَ بِهِ مِن عَذَابِ أَلسِنَتِكُم وَ إِلّا فَدُونَكُم تُعلَوا بِالحَدِيدِ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ عَلَيهِ توَكَلّيِ‌ وَ هُوَ حسَبيِ‌

بيان المخض تحريك السقاء حتي يخرج منه الزبد و هوكناية عن مكرهم وسعيهم في استعلام ما في بطن المأمون ويقال فلان يراوض فلانا علي


صفحه : 215

أمر كذا أي يداريه ليداخله فيه وساماه فاخره وباراه والمباراة المجاراة والمسابقة وفلان يباري‌ فلانا أي يعارضه ويفعل مثل فعله قوله فلتسئلن إشارة إلي قوله تعالي وَ إِذَا المَوؤُدَةُ سُئِلَت وأعظم الهاشمية أي عظام الفرقة الهاشمية بعد مانشرت والمغرب بتشديد الراء المفتوحة والمكسورة البعيد والضمير في قتلته راجع إلي المخلوع والعباديد الفرق من الناس الذاهبون في كل وجه قوله محل بنفسه أي يحل للناس قتل نفسه أحكمت العقدة قويتها وشددتها قوله من عل هوبالفتح القراد المهزول و في أكثر النسخ بالكاف والعكة الإناء ألذي يجعل فيه السمن والحمير في بعض النسخ بالخاء المعجمة و هوالخبز البائت و ألذي يجعل في العجين . قوله إن تخنث خنث كفرح تكسر وتثني أي كراهية انكسار بعض النفوس وحزنها و في بعض النسخ بالحاء المهملة من الحنث بالكسر و هوالإثم والخلف في اليمين والميل من حق إلي باطل أي كراهية أن ينقض بعضهم عهدنا وبيعتنا والعظاء بالكسر والمد جمع العظاية وهي‌ دويبة كسام أبرص قوله فإذاأودعت علي بناء المجهول والضمير راجع إلي الحياة أي إذاأودع السابع الحياة وفارقها فودع النعمة والخطاب عام لكل منهم و قوله فإذاأودع أول كلام المأمون أي فأنا السابع وأمضي‌ عن قريب فودعوا العافية. والثائر من لايبقي علي شيء حتي يدرك ثأره والبائر الهالك لأنه يقتل ويحتمل الباتر أي السيف القاطع والأفن بالتحريك ضعف الرأي‌ و قدأفن الرجل بالكسر وأفن فهو مأفون وأفين ذكره الجوهري‌ و قال ربد بالمكان أقام به قال ابن الأعرابي‌ ربده حبسه والمطمورة حفرة يطمر فيهاالطعام أي يخبأ.أقول كان هذاالخبر في بعض نسخ الطرائف و لم يكن في أكثرها وكانت النسخ سقيمة


صفحه : 216

باب 61-أحوال أزواجه وأولاده وإخوانه ع وعشائره و ماجري بينه وبينهم صلوات الله عليه

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ النحّويِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُبدُونٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا جيِ‌ءَ بِزَيدِ بنِ مُوسَي أخَيِ‌ الرّضَا ع إِلَي المَأمُونِ وَ قَد خَرَجَ إِلَي البَصرَةِ وَ أَحرَقَ دُورَ العَبّاسِيّينَ وَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ تِسعِينَ وَ مِائَةٍ فسَمُيّ‌َ زَيدُ النّارِ قَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا زَيدُ خَرَجتَ بِالبَصرَةِ وَ تَرَكتَ أَن تَبدَأَ بِدُورِ أَعدَائِنَا مِن أُمَيّةَ وَ ثَقِيفٍ وَ غنَيِ‌ّ وَ بَاهِلَةَ وَ آلِ زِيَادٍ وَ قَصَدتَ دُورَ بنَيِ‌ عَمّكَ فَقَالَ وَ كَانَ مَزّاحاً أَخطَأتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مِن كُلّ جِهَةٍ وَ إِن عُدتُ بَدَأتُ بِأَعدَائِنَا فَضَحِكَ المَأمُونُ وَ بَعَثَ بِهِ إِلَي أَخِيهِ الرّضَا ع وَ قَالَ لَهُ قَد وَهَبتُ جُرمَهُ لَكَ فَلَمّا جَاءُوا بِهِ عَنّفَهُ وَ خَلّي سَبِيلَهُ وَ حَلَفَ أَن لَا يُكَلّمَهُ أَبَداً مَا عَاشَ

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو الخَيرِ عَلِيّ بنُ أَحمَدَ النّسّابَةُ عَن مَشَايِخِهِ أَنّ زَيدَ بنَ مُوسَي ع كَانَ يُنَادِمُ المُنتَصِرَ وَ كَانَ فِي لِسَانِهِ فَضلٌ وَ كَانَ زَيدِيّاً وَ كَانَ زَيدٌ هَذَا يَنزِلُ بَغدَادَ عَلَي نَهرِ كَرخَايَا وَ هُوَ ألّذِي كَانَ بِالكُوفَةِ أَيّامَ أَبِي السّرَايَا فَوَلّاهُ فَلَمّا قُتِلَ أَبُو السّرَايَا تَفَرّقَ الطّالِبِيّونَ فَتَوَارَي بَعضُهُم بِبَغدَادَ وَ بَعضُهُم بِالكُوفَةِ وَ صَارَ بَعضُهُم إِلَي المَدِينَةِ


صفحه : 217

وَ كَانَ مِمّن تَوَارَي زَيدُ بنُ مُوسَي هَذَا فَطَلَبَهُ الحَسَنُ بنُ سَهلٍ حَتّي دُلّ عَلَيهِ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَحَبَسَهُ ثُمّ أَحضَرَهُ عَلَي أَن يَضرِبَ عُنُقَهُ وَ جَرّدَ السّيّافُ السّيفَ فَلَمّا دَنَا مِنهُ لِيَضرِبَ عُنُقَهُ وَ كَانَ حَضَرَ هُنَاكَ الحَجّاجُ بنُ خَيثَمَةَ فَقَالَ أَيّهَا الأَمِيرُ إِن رَأَيتَ أَن لَا تَعجَلَ وَ تدَعوُنَيِ‌ فَإِنّ عنِديِ‌ نَصِيحَةً فَفَعَلَ وَ أَمسَكَ السّيّافُ فَلَمّا دَنَا مِنهُ قَالَ أَيّهَا الأَمِيرُ أَتَاكَ بِمَا تُرِيدُ أَن تَفعَلَهُ أَمرٌ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَ لَا قَالَ فَعَلَامَ تَقتُلُ ابنَ عَمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مِن غَيرِ إِذنِهِ وَ أَمرِهِ وَ استِطلَاعِ رَأيِهِ فِيهِ ثُمّ حَدّثَهُ بِحَدِيثِ أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ الأَفطَسِ وَ أَنّ الرّشِيدَ حَبَسَهُ عِندَ جَعفَرِ بنِ يَحيَي فَأَقدَمَ عَلَيهِ جَعفَرٌ فَقَتَلَهُ مِن غَيرِ أَمرِهِ وَ بَعَثَ بِرَأسِهِ إِلَيهِ فِي طَبَقٍ مَعَ هَدَايَا النّيرُوزِ وَ إِنّ الرّشِيدَ لَمّا أَمَرَ مَسرُورَ الكَبِيرِ بِقَتلِ جَعفَرِ بنِ يَحيَي قَالَ لَهُ إِذَا سَأَلَكَ جَعفَرٌ عَن ذَنبِهِ ألّذِي تَقتُلُهُ بِهِ فَقُل لَهُ إِنّمَا أَقتُلُكَ بِابنِ عمَيّ‌ ابنِ الأَفطَسِ ألّذِي قَتَلتَهُ مِن غَيرِ أمَريِ‌ ثُمّ قَالَ الحَجّاجُ بنُ خَيثَمَةَ لِلحَسَنِ بنِ سَهلٍ أَ فَتَأمَنُ أَيّهَا الأَمِيرُ حَادِثَةً تَحدُثُ بَينَكَ وَ بَينَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قَد قَتَلتَ هَذَا الرّجُلَ فَيَحتَجّ عَلَيكَ بِمِثلِ مَا احتَجّ بِهِ الرّشِيدُ عَلَي جَعفَرِ بنِ يَحيَي فَقَالَ الحَسَنُ لِلحَجّاجِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً ثُمّ أَمَرَ بِرَفعِ زَيدٍ وَ أَن يُرَدّ إِلَي مَحبَسِهِ فَلَم يَزَل مَحبُوساً إِلَي أَن أُظهِرَ أَمرُ اِبرَاهِيمَ بنِ المهَديِ‌ّ فَجَسَرَ أَهلُ بَغدَادَ بِالحَسَنِ بنِ سَهلٍ فَأَخرَجُوهُ عَنهَا فَلَم يَزَل مَحبُوساً حَتّي حُمِلَ إِلَي المَأمُونِ فَبَعَثَ بِهِ إِلَي أَخِيهِ الرّضَا ع فَأَطلَقَهُ وَ عَاشَ زَيدُ بنُ مُوسَي أَبِي الحَسَنِ ع إِلَي آخِرِ خِلَافَةِ المُتَوَكّلِ وَ مَاتَ بِسُرّ مَن رَأَي

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ وَ ابنُ المُتَوَكّلِ وَ الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ]جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ قَالَحدَثّنَيِ‌ يَاسِرٌ أَنّهُ خَرَجَ زَيدُ بنُ مُوسَي أَخُو أَبِي الحَسَنِ ع بِالمَدِينَةِ وَ أَحرَقَ وَ قَتَلَ وَ كَانَ يُسَمّي زَيدَ النّارِ فَبَعَثَ إِلَيهِ المَأمُونُ فَأُسِرَ وَ حُمِلَ إِلَي المَأمُونِ فَقَالَ المَأمُونُ اذهَبُوا بِهِ إِلَي أَبِي الحَسَنِ قَالَ يَاسِرٌ فَلَمّا أُدخِلَ إِلَيهِ قَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع يَا زَيدُ أَ غَرّكَ قَولُ


صفحه : 218

سَفِلَةِ أَهلِ الكُوفَةِ إِنّ فَاطِمَةَ أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ ذَاكَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع خَاصّةً إِن كُنتَ تَرَي أَنّكَ تعَصيِ‌ اللّهَ وَ تَدخُلُ الجَنّةَ وَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع أَطَاعَ اللّهَ وَ دَخَلَ الجَنّةَ فَأَنتَ إِذاً أَكرَمُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ مَا يَنَالُ أَحَدٌ مَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا بِطَاعَتِهِ وَ زَعَمتَ أَنّكَ تَنَالُهُ بِمَعصِيَتِهِ فَبِئسَ مَا زَعَمتَ فَقَالَ لَهُ زَيدٌ أَنَا أَخُوكَ وَ ابنُ أَبِيكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع أَنتَ أخَيِ‌ مَا أَطَعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِنّ نُوحاً ع قَالَرَبّ إِنّ ابنيِ‌ مِن أهَليِ‌ وَ إِنّ وَعدَكَ الحَقّ وَ أَنتَ أَحكَمُ الحاكِمِينَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا نُوحُ إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍفَأَخرَجَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن أَن يَكُونَ مِن أَهلِهِ بِمَعصِيَتِهِ

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ أَحمَدَ عَن سَهلٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الوَشّاءِ البغَداَديِ‌ّ قَالَكُنتُ بِخُرَاسَانَ مَعَ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فِي مَجلِسِهِ وَ زَيدُ بنُ مُوسَي حَاضِرٌ قَد أَقبَلَ عَلَي جَمَاعَةٍ فِي المَجلِسِ يَفتَخِرُ عَلَيهِم وَ يَقُولُ نَحنُ وَ نَحنُ وَ أَبُو الحَسَنِ ع مُقبِلٌ عَلَي قَومٍ يُحَدّثُهُم فَسَمِعَ مَقَالَةَ زَيدٍ فَالتَفَتَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا زَيدُ أَ غَرّكَ قَولُ ناَقلِيِ‌ الكُوفَةِ إِنّ فَاطِمَةَ ع أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ فَوَ اللّهِ مَا ذَلِكَ إِلّا لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ وُلدِ بَطنِهَا خَاصّةً وَ أَمّا أَن يَكُونَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع يُطِيعُ اللّهَ وَ يَصُومُ نَهَارَهُ وَ يَقُومُ لَيلَهُ وَ تَعصِيهِ أَنتَ ثُمّ تَجِيئَانِ يَومَ القِيَامَةِ سَوَاءً لَأَنتَ أَعَزّ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنهُ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ كَانَ يَقُولُ لِمُحسِنِنَا كِفلَانِ مِنَ الأَجرِ وَ لِمُسِيئِنَا ضِعفَانِ مِنَ العَذَابِ قَالَ الحَسَنُ الوَشّاءُ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لِي يَا حَسَنُ كَيفَ تَقرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَقالَ يا نُوحُ إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍفَقُلتُ مِنَ النّاسِ مَن


صفحه : 219

يَقرَأُإِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍ وَ مِنهُم مَن يَقرَأُ إِنّهُ عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ فَمَن قَرَأَإِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍنَفَاهُ عَن أَبِيهِ فَقَالَ ع كَلّا لَقَد كَانَ ابنَهُ وَ لَكِن لَمّا عَصَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَفَاهُ عَن أَبِيهِ كَذَا مَن كَانَ مِنّا لَم يُطِعِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَلَيسَ مِنّا وَ أَنتَ إِذَا أَطَعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَأَنتَ مِنّا أَهلَ البَيتِ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ كُنتُ عِندَ الرّضَا ع وَ عِندَهُ زَيدُ بنُ مُوسَي أَخُوهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا زَيدُ اتّقِ اللّهَ فَإِنّا بَلَغنَا مَا بَلَغنَا بِالتّقوَي فَمَن لَم يَتّقِ وَ لَم يُرَاقِبهُ فَلَيسَ مِنّا وَ لَسنَا مِنهُ يَا زَيدُ إِيّاكَ أَن تُهِينَ مَن بِهِ تَصُولُ مِن شِيعَتِنَا فَيَذهَبَ نُورُكَ يَا زَيدُ إِنّ شِيعَتَنَا إِنّمَا أَبغَضَهُمُ النّاسُ وَ عَادُوهُم وَ استَحَلّوا دِمَاءَهُم وَ أَموَالَهُم لِمَحَبّتِهِم لَنَا وَ اعتِقَادِهِم لِوَلَايَتِنَا فَإِن أَنتَ أَسَأتَ إِلَيهِم ظَلَمتَ نَفسَكَ وَ أَبطَلتَ حَقّكَ قَالَ الحَسَنُ بنُ الجَهمِ ثُمّ التَفَتَ ع إلِيَ‌ّ فَقَالَ لِي يَا ابنَ الجَهمِ مَن خَالَفَ دِينَ اللّهِ فَابرَأ مِنهُ كَائِناً مَن كَانَ مِن أَيّ قَبِيلَةٍ كَانَ وَ مَن عَادَي اللّهَ فَلَا تُوَالِهِ كَائِناً مَن كَانَ مِن أَيّ قَبِيلَةٍ كَانَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَن ذَا ألّذِي يعُاَديِ‌ اللّهَ قَالَ مَن يَعصِيهِ

5- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ كُنتُ عِندَ الرّضَا ع وَ كَانَ كَثِيراً مَا يَقُولُ استَخرِج مِنهُ الكَلَامَ يعَنيِ‌ أَبَا جَعفَرٍ فَقُلتُ لَهُ يَوماً أَيّ عُمُومَتِكَ أَبَرّ بِكَ قَالَ الحُسَينُ فَقَالَ أَبُوهُ ع صَدَقَ وَ اللّهِ هُوَ وَ اللّهِ أَبَرّهُم بِهِ وَ أَخيَرُهُم لَهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم جَمِيعاً

6-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عُمَيرِ بنِ بُرَيدٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَذُكِرَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فَقَالَ إنِيّ‌ جَعَلتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن


صفحه : 220

لَا يظُلِنّيِ‌ وَ إِيّاهُ سَقفُ بَيتٍ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ هَذَا يَأمُرُنَا بِالبِرّ وَ الصّلَةِ وَ يَقُولُ هَذَا لِعَمّهِ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ هَذَا مِنَ البِرّ وَ الصّلَةِ إِنّهُ مَتَي يأَتيِنيِ‌ وَ يَدخُلُ عَلَيّ فَيَقُولُ فِيّ فَيُصَدّقُهُ النّاسُ وَ إِذَا لَم يَدخُل عَلَيّ وَ لَم أَدخُل عَلَيهِ لَم يُقبَل قَولُهُ إِذَا قَالَ

7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ وَ سَعدٍ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الأَثرَمِ وَ كَانَ عَلَي شُرطَةِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ العلَوَيِ‌ّ بِالمَدِينَةِ أَيّامَ أَبِي السّرَايَا قَالَ اجتَمَعَ إِلَيهِ أَهلُ بَيتِهِ وَ غَيرُهُم مِن قُرَيشٍ فَبَايَعُوهُ وَ قَالُوا لَهُ لَو بَعَثتَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع كَانَ مَعَنَا وَ كَانَ أَمرُنَا وَاحِداً قَالَ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ سُلَيمَانَ اذهَب إِلَيهِ فَأَقرِئهُ السّلَامَ وَ قُل لَهُ إِنّ أَهلَ بَيتِكَ اجتَمَعُوا وَ أَحَبّوا أَن تَكُونَ مَعَهُم فَإِن رَأَيتَ أَن تَأتِيَنَا فَافعَل قَالَ فَأَتَيتُهُ وَ هُوَ بِالحَمرَاءِ فَأَدّيتُ مَا أرَسلَنَيِ‌ بِهِ إِلَيهِ فَقَالَ أَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لَهُ إِذَا مَضَي عِشرُونَ يَوماً أَتَيتُكَ قَالَ فَجِئتُ فَأَبلَغتُهُ مَا أرَسلَنَيِ‌ بِهِ إِلَيهِ فَمَكَثنَا أَيّاماً فَلَمّا كَانَ يَومُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ جَاءَنَا وَرقَاءُ قَائِدُ الجلَوُديِ‌ّ فَقَاتَلَنَا فَهَزَمَنَا فَخَرَجتُ هَارِباً نَحوَ الصّورَينِ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهتِفُ بيِ‌ يَا أَثرَمُ فَالتَفَتّ إِلَيهِ فَإِذَا أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع وَ هُوَ يَقُولُ مَضَتِ العِشرُونَ أَم لَا وَ هُوَ مُحَمّدُ بنُ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

8-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَاجِيلَوَيهِ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَكُنّا حَولَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع وَ نَحنُ شُبّانٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِذ مَرّ عَلَينَا جَعفَرُ بنُ عُمَرَ العلَوَيِ‌ّ وَ هُوَ رَثّ الهَيئَةِ فَنَظَرَ بَعضُنَا إِلَي بَعضٍ وَ ضَحِكنَا مِن هَيئَةِ جَعفَرِ بنِ عُمَرَ فَقَالَ الرّضَا ع


صفحه : 221

لَتَرَونَهُ عَن قَرِيبٍ كَثِيرَ المَالِ كَثِيرَ التّبَعِ فَمَا مَضَي إِلّا شَهرٌ أَو نَحوُهُ حَتّي ولُيّ‌َ المَدِينَةَ وَ حَسُنَت حَالُهُ وَ كَانَ يَمُرّ بِنَا وَ مَعَهُ الخِصيَانُ وَ الحَشَمُ وَ جَعفَرٌ هَذَا هُوَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ الحَسَنِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن أَبِي ذَكوَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ قَالَ كَانَتِ البَيعَةُ لِلرّضَا ع لِخَمسٍ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَي وَ مِائَتَينِ وَ زَوّجَهُ ابنَتَهُ أُمّ حَبِيبٍ فِي أَوّلِ سَنَةِ اثنَينِ وَ مِائَتَينِ الخَبَرَ

أقول قدمر في باب شهادته ع في خبر هرثمة أنه قال كان للرضا ع من الولد محمدالإمام ع

10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] دَخَلَ زَيدُ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَلَي المَأمُونِ فَأَكرَمَهُ وَ عِندَهُ الرّضَا ع فَسَلّمَ زَيدٌ عَلَيهِ فَلَم يُجِبهُ فَقَالَ أَنَا ابنُ أَبِيكَ وَ لَا تَرُدّ عَلَيّ سلَاَميِ‌ فَقَالَ ع أَنتَ أخَيِ‌ مَا أَطَعتَ اللّهَ فَإِذَا عَصَيتَ اللّهَ لَا إِخَاءَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ

11- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ وَ أَمّا أَولَادُهُ فَكَانُوا سِتّةً خَمسَةٌ ذُكُورٌ وَ بِنتٌ وَاحِدَةٌ وَ أَسمَاءُ أَولَادِهِ مُحَمّدٌ القَانِعُ الحَسَنُ جَعفَرٌ اِبرَاهِيمُ الحُسَينُ وَ عَائِشَةُ وَ قَالَ عَبدُ العَزِيزِ بنُ الأَخضَرِ لَهُ مِنَ الوُلدِ خَمسَةُ رِجَالٍ وَ ابنَةٌ وَاحِدَةٌ هُم مُحَمّدٌ الإِمَامُ وَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ وَ جَعفَرٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ الحُسَينُ وَ عَائِشَةُ

وَ مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع أَ يَكُونُ إِمَامٌ لَيسَ لَهُ عَقِبٌ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ أَمَا إِنّهُ لَا يُولَدُ لِي إِلّا وَاحِدٌ وَ لَكِنّ


صفحه : 222

اللّهَ يُنشِئَ ذُرّيّةً كَثِيرَةً قَالَ أَبُو خِدَاشٍ سَمِعتُ هَذَا الحَدِيثَ مُنذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً

وَ قَالَ ابنُ الخَشّابِ وُلِدَ لَهُ خَمسُ بَنِينَ وَ ابنَةٌ وَاحِدَةٌ أَسمَاءُ بَنِيهِ مُحَمّدٌ الإِمَامُ أَبُو جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ وَ جَعفَرٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ الحَسَنُ وَ عَائِشَةُ فَقَط

12- عم ،[إعلام الوري ]قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ لِلرّضَا ع مِنَ الوَلَدِ ابنُهُ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الجَوَادُ لَا غَيرَ

13- د،[العدد القوية] كَانَ لَهُ ع وَلَدَانِ أَحَدُهُمَا مُحَمّدٌ وَ الآخَرُ مُوسَي لَم يَترُك غَيرَهُمَا

فِي كِتَابِ الدّرّ، مَضَي الرّضَا ع وَ لَم يَترُك وَلَداً إِلّا أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع وَ كَانَ سِنّهُ يَومَ وَفَاةِ أَبِيهِ سَبعَ سِنِينَ وَ أشهر[أَشهُراً]

14- كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَسِيدٍ قَالَ لَمّا كَانَ مِن أَمرِ أَبِي الحَسَنِ مَا كَانَ قَالَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ ابنَا أَبِي سَمّالٍ فنَأَتيِ‌ أَحمَدَ ابنَهُ فَاختَلَفَا إِلَيهِ زَمَاناً فَلَمّا خَرَجَ أَبُو السّرَايَا خَرَجَ أَحمَدُ بنُ أَبِي الحَسَنِ ع مَعَهُ فَأَتَينَا اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ وَ قُلنَا لَهُمَا إِنّ هَذَا الرّجُلَ قَد خَرَجَ مَعَ أَبِي السّرَايَا فَمَا تَقُولَانِ قَالَ فَأَنكَرَا ذَلِكَ مِن فِعلِهِ وَ رَجَعَا عَنهُ وَ قَالَا أبا[ أَبُو] الحَسَنِ حيَ‌ّ نَثبُتُ عَلَي الوَقفِ وَ أَحسَبُ هَذَا يعَنيِ‌ إِسمَاعِيلَ مَاتَ عَلَي شَكّهِ

15-كش ،[رجال الكشي‌]قَرَأتُ فِي كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ بِخَطّهِ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي العَطّارُ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ قَالَ قَالَ لِي عَلِيّ بنُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أشَتهَيِ‌ أَن أَدخُلَ عَلَي


صفحه : 223

أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أُسَلّمُ عَلَيهِ قُلتُ فَمَا يَمنَعُكَ مِن ذَلِكَ قَالَ الإِجلَالُ وَ الهَيبَةُ لَهُ وَ أتَقّيِ‌ عَلَيهِ قَالَ فَاعتَلّ أَبُو الحَسَنِ ع عِلّةً خَفِيفَةً وَ قَد عَادَهُ النّاسُ فَلَقِيتُ عَلِيّ بنَ عُبَيدِ اللّهِ فَقُلتُ قَد جَاءَكَ مَا تُرِيدُ قَدِ اعتَلّ أَبُو الحَسَنِ ع عِلّةً خَفِيفَةً وَ قَد عَادَهُ النّاسُ فَإِن أَرَدتَ الدّخُولَ عَلَيهِ فَاليَومَ قَالَ فَجَاءَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع عَائِداً فَلَقِيَهُ أَبُو الحَسَنِ ع بِكُلّ مَا يُحِبّ مِنَ المَنزِلَةِ وَ التّعظِيمِ فَفَرِحَ بِذَلِكَ عَلِيّ بنُ عُبَيدِ اللّهِ فَرَحاً شَدِيداً ثُمّ مَرِضَ عَلِيّ بنُ عُبَيدِ اللّهِ فَعَادَهُ أَبُو الحَسَنِ ع وَ أَنَا مَعَهُ فَجَلَسَ حَتّي خَرَجَ مَن كَانَ فِي البَيتِ فَلَمّا خَرَجنَا أخَبرَتَنيِ‌ مَولَاةٌ لَنَا أَنّ أُمّ سَلَمَةَ امرَأَةَ عَلِيّ بنِ عُبَيدِ اللّهِ كَانَت مِن وَرَاءِ السّترِ تَنظُرُ إِلَيهِ فَلَمّا خَرَجَ خَرَجَت وَ انكَبّت عَلَي المَوضِعِ ألّذِي كَانَ أَبُو الحَسَنِ فِيهِ جَالِساً تُقَبّلُهُ وَ تَتَمَسّحُ بِهِ قَالَ سُلَيمَانُ ثُمّ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ عُبَيدِ اللّهِ فأَخَبرَنَيِ‌ بِمَا فَعَلَت أُمّ سَلَمَةَ فَخَبّرتُ بِهِ أبو[ أَبَا] الحَسَنِ ع قَالَ يَا سُلَيمَانُ إِنّ عَلِيّ بنَ عُبَيدِ اللّهِ وَ امرَأَتَهُ وَ وُلدَهُ مِن أَهلِ الجَنّةِ يَا سُلَيمَانُ إِنّ وُلدَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع إِذَا عَرّفَهُمُ اللّهُ هَذَا الأَمرَ لَم يَكُونُوا كَالنّاسِ

ختص ،[الإختصاص ] أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن عيسي مثله

16-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع رَأَيتُ فِي النّومِ كَأَنّ قَفَصاً فِيهِ سَبعَ عَشرَةَ قَارُورَةً إِذ وَقَعَ القَفَصُ وَ تَكَسّرَتِ القَوَارِيرُ فَقَالَ إِن صَدَقَت رُؤيَاكَ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ يَملِكُ سَبعَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ يَمُوتُ فَخَرَجَ مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بِالكُوفَةِ مَعَ أَبِي السّرَايَا


صفحه : 224

فَمَكَثَ سَبعَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ مَاتَ

17- كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن يَزِيدَ بنِ سَلِيطٍ قَالَ لَمّا أَوصَي أَبُو اِبرَاهِيمَ ع أَشهَدَ اِبرَاهِيمَ بنَ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِ‌ّ وَ إِسحَاقَ بنَ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِ‌ّ وَ إِسحَاقَ بنَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ جَعفَرَ بنَ صَالِحٍ وَ مُعَاوِيَةَ الجعَفرَيِ‌ّ وَ يَحيَي بنَ الحُسَينِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ وَ سَعدَ بنَ عِمرَانَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ مُحَمّدَ بنَ الحَارِثِ الأنَصاَريِ‌ّ وَ يَزِيدَ بنَ سَلِيطٍ الأنَصاَريِ‌ّ وَ مُحَمّدَ بنَ جَعدِ بنِ سَعدٍ الأسَلمَيِ‌ّ وَ هُوَ كَاتِبُ الوَصِيّةِ الأُولَي أَشهَدَهُم أَنّهُ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ وَ أَنّ البَعثَ بَعدَ المَوتِ حَقّ وَ أَنّ الوَعدَ حَقّ وَ أَنّ الحِسَابَ حَقّ وَ القَضَاءَ حَقّ وَ أَنّ الوُقُوفَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ حَقّ وَ أَنّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌص حَقّ وَ أَنّ مَا نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ حَقّ عَلَي ذَلِكَ أَحيَا وَ عَلَيهِ أَمُوتُ وَ عَلَيهِ أُبعَثُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ أَشهَدَهُم أَنّ هَذِهِ وصَيِتّيِ‌ بخِطَيّ‌ وَ قَد نَسَختُ وَصِيّةَ جدَيّ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ وَصِيّةَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ قَبلَ ذَلِكَ نَسَختُهَا حَرفاً بِحَرفٍ وَ وَصِيّةَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَي مِثلِ ذَلِكَ وَ أنَيّ‌ قَد أَوصَيتُ إِلَي عَلِيّ وَ بنَيِ‌ّ بَعدُ مَعَهُ إِن شَاءَ وَ آنَسَ مِنهُم رُشداً وَ أَحَبّ أَن يُقِرّهُم فَذَلِكَ لَهُ وَ إِن كَرِهَهُم وَ أَحَبّ أَن يُخرِجَهُم فَذَاكَ لَهُ وَ لَا أَمرَ لَهُم مَعَهُ وَ أَوصَيتُ إِلَيهِ بصِدَقَاَتيِ‌ وَ أمَواَليِ‌ وَ موَاَليِ‌ّ وَ صبِياَنيِ‌َ الّذِينَ خَلّفتُ وَ ولُديِ‌[ وَ] إِلَي اِبرَاهِيمَ وَ العَبّاسِ وَ قَاسِمٍ وَ إِسمَاعِيلَ وَ أَحمَدَ وَ أُمّ أَحمَدَ وَ إِلَي عَلِيّ أَمرُ نسِاَئيِ‌ دُونَهُم وَ ثُلُثُ صَدَقَةِ أَبِي وَ ثلُثُيِ‌ يَضَعُهُ حَيثُ يَرَي وَ يَجعَلُ فِيهِ مَا يَجعَلُ ذُو المَالِ فِي مَالِهِ فَإِن أَحَبّ أَن يَبِيعَ أَو يَهَبَ أَو يَنحَلّ أَو يَتَصَدّقَ بِهَا عَلَي مَن سَمّيتُ لَهُ وَ عَلَي غَيرِ مَن سَمّيتُ فَذَاكَ لَهُ وَ هُوَ أَنَا فِي وصَيِتّيِ‌ فِي ماَليِ‌ وَ فِي أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌ وَ إِن رَأَي أَن يُقِرّ إِخوَتَهُ الّذِينَ سَمّيتُهُم فِي كتِاَبيِ‌ هَذَا أَقَرّهُم وَ إِن كَرِهَ فَلَهُ أَن يُخرِجَهُم غَيرَ مُثَرّبٍ


صفحه : 225

عَلَيهِ وَ لَا مَردُودٍ فَإِن آنَسَ مِنهُم غَيرَ ألّذِي فَارَقتُهُم عَلَيهِ فَأَحَبّ أَن يَرُدّهُم فِي وَلَايَةٍ فَذَلِكَ لَهُ وَ إِن أَرَادَ رَجُلٌ مِنهُم أَن يُزَوّجَ أُختَهُ فَلَيسَ لَهُ أَن يُزَوّجَهَا إِلّا بِإِذنِهِ وَ أَمرِهِ فَإِنّهُ أَعرَفُ بِمَنَاكِحِ قَومِهِ وَ أَيّ سُلطَانٍ أَو أَحَدٍ مِنَ النّاسِ كَفّهُ عَن شَيءٍ أَو حَالَ بَينَهُ وَ بَينَ شَيءٍ مِمّا ذَكَرتُ فِي كتِاَبيِ‌ هَذَا أَو أَحَدٍ مِمّن ذَكَرتُ فَهُوَ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ برَيِ‌ءٌ وَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِنهُ بِرَاءٌ وَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ غَضَبُهُ وَ لَعنَةُ اللّاعِنِينَ وَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ جَمَاعَةِ المُؤمِنِينَ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِنَ السّلَاطِينِ أَن يَكُفّهُ عَن شَيءٍ وَ لَيسَ لِي عِندَهُ تَبِعَةٌ وَ لَا تَبَاعَةٌ وَ لَا لِأَحَدٍ مِن ولُديِ‌ لَهُ قبِلَيِ‌ مَالٌ وَ هُوَ مُصَدّقُ فِيمَا ذُكِرَ فَإِن أَقَلّ فَهُوَ أَعلَمُ وَ إِن أَكثَرَ فَهُوَ الصّادِقُ كَذَلِكَ وَ إِنّمَا أَرَدتُ بِإِدخَالِ الّذِينَ أَدخَلتُ مَعَهُ مِن ولُديِ‌ التّنوِيهَ بِأَسمَائِهِم وَ التّشرِيفَ لَهُم وَ أُمّهَاتُ أوَلاَديِ‌ مَن أَقَامَت مِنهُنّ فِي مَنزِلِهَا وَ حِجَابِهَا فَلَهَا مَا كَانَ يجَريِ‌ عَلَيهَا فِي حيَاَتيِ‌ إِن رَأَي ذَلِكَ وَ مَن خَرَجَت مِنهُنّ إِلَي زَوجٍ فَلَيسَ لَهَا أَن تَرجِعَ محَواَي‌َ إِلّا أَن يَرَي عَلِيّ غَيرَ ذَلِكَ وَ بنَاَتيِ‌ بِمِثلِ ذَلِكَ وَ لَا يُزَوّجُ بنَاَتيِ‌ أَحَدٌ مِن إِخوَتِهِنّ مِن أُمّهَاتِهِنّ وَ لَا سُلطَانٌ وَ لَا عَمّ إِلّا بِرَأيِهِ وَ مَشُورَتِهِ فَإِن فَعَلُوا غَيرَ ذَلِكَ فَقَد خَالَفُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ جَاهَدُوهُ فِي مُلكِهِ وَ هُوَ أَعرَفُ بِمَنَاكِحِ قَومِهِ فَإِن أَرَادَ أَن يُزَوّجَ زَوّجَ وَ إِن أَرَادَ أَن يَترُكَ تَرَكَ وَ قَد أَوصَيتُهُنّ بِمِثلِ مَا ذَكَرتُ فِي كتِاَبيِ‌ هَذَا وَ جَعَلتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِنّ شَهِيداً وَ هُوَ وَ أُمّ أَحمَدَ شَاهِدَانِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ أَن يَكشِفَ وصَيِتّيِ‌ وَ لَا يَنشُرَهَا وَ هُوَ مِنهَا عَلَي غَيرِ مَا ذَكَرتُ وَ سَمّيتُ فَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهِ وَ مَن أَحسَنَ فَلِنَفسِهِوَ ما رَبّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِن سُلطَانٍ وَ لَا غَيرِهِ أَن يَفُضّ كتِاَبيِ‌ هَذَا ألّذِي خَتَمتُ عَلَيهِ الأَسفَلَ فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ غَضَبُهُ وَ لَعنَةُ اللّاعِنِينَ وَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ جَمَاعَةِ المُرسَلِينَ وَ المُسلِمِينَ وَ عَلِيّ مَن فَضّ كتِاَبيِ‌ هَذَا وَ كَتَبَ وَ خَتَمَ أَبُو اِبرَاهِيمَ وَ الشّهُودُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِهِ


صفحه : 226

قَالَ أَبُو الحَكَمِ فحَدَثّنَيِ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ آدَمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن يَزِيدَ بنِ سَلِيطٍ قَالَ كَانَ أَبُو عِمرَانَ الطلّحيِ‌ّ قاَضيِ‌َ المَدِينَةِ فَلَمّا مَضَي مُوسَي قَدّمَهُ إِخوَتُهُ إِلَي الطلّحيِ‌ّ القاَضيِ‌ فَقَالَ العَبّاسُ بنُ مُوسَي أَصلَحَكَ اللّهُ وَ أَمتَعَ بِكَ إِنّ فِي أَسفَلِ هَذَا الكِتَابِ كَنزاً وَ جَوهَراً وَ يُرِيدُ أَن يَحتَجِبَهُ وَ يَأخُذَهُ دُونَنَا وَ لَم يَدَع أَبُونَا رَحِمَهُ اللّهُ شَيئاً إِلّا أَلجَأَهُ إِلَيهِ وَ تَرَكَنَا عَالَةً وَ لَو لَا أنَيّ‌ أَكُفّ نفَسيِ‌ لَأَخبَرتُكَ بشِيَ‌ءٍ عَلَي رُءُوسِ المَلَإِ فَوَثَبَ إِلَيهِ اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ فَقَالَ إِذاً وَ اللّهِ تُخبِرُ بِمَا لَا نَقبَلُهُ مِنكَ وَ لَا نُصَدّقُكَ عَلَيهِ ثُمّ تَكُونُ عِندَنَا مَلُوماً مَدحُوراً نَعرِفُكَ بِالكَذِبِ صَغِيراً وَ كَبِيراً وَ كَانَ أَبُوكَ أَعرَفَ بِكَ لَو كَانَ فِيكَ خَيرٌ وَ إِن كَانَ أَبُوكَ لَعَارِفاً بِكَ فِي الظّاهِرِ وَ البَاطِنِ وَ مَا كَانَ لِيَأمَنَكَ عَلَي تَمرَتَينِ ثُمّ وَثَبَ إِلَيهِ إِسحَاقُ بنُ جَعفَرٍ عَمّهُ فَأَخَذَ بِتَلبِيبِهِ فَقَالَ لَهُ إِنّكَ لَسَفِيهٌ ضَعِيفٌ أَحمَقُ أَجمَعُ هَذَا مَعَ مَا كَانَ بِالأَمسِ مِنكَ وَ أَعَانَهُ القَومُ أَجمَعُونَ فَقَالَ أَبُو عِمرَانَ القاَضيِ‌ لعِلَيِ‌ّ قُم يَا أَبَا الحَسَنِ حسَبيِ‌ مَا لعَنَنَيِ‌ أَبُوكَ اليَومَ وَ قَد وَسّعَ لَكَ أَبُوكَ وَ لَا وَ اللّهِ مَا أَحَدٌ أَعرَفَ بِالوَلَدِ مِن وَالِدِهِ وَ لَا وَ اللّهِ مَا كَانَ أَبُوكَ عِندَنَا بِمُستَخَفّ فِي عَقلِهِ وَ لَا ضَعِيفٍ فِي رَأيِهِ فَقَالَ العَبّاسُ للِقاَضيِ‌ أَصلَحَكَ اللّهُ فُضّ الخَاتَمَ وَ اقرَأ مَا تَحتَهُ فَقَالَ أَبُو عِمرَانَ لَا أَفُضّهُ حسَبيِ‌ مَا لعَنَنَيِ‌ أَبُوكَ مُنذُ اليَومِ فَقَالَ العَبّاسُ فَأَنَا أَفُضّهُ فَقَالَ ذَاكَ إِلَيكَ فَفَضّ العَبّاسُ الخَاتَمَ فَإِذَا فِيهِ إِخرَاجُهُم وَ إِقرَارُ عَلِيّ بِهَا وَحدَهُ وَ إِدخَالُهُ إِيّاهُم فِي وَلَايَةِ عَلِيّ إِن أَحَبّوا أَو كَرِهُوا وَ إِخرَاجُهُم مِن حَدّ الصّدَقَةِ وَ غَيرِهَا وَ كَانَ فَتحُهُ عَلَيهِم بَلَاءً وَ فَضِيحَةً وَ ذِلّةً وَ لعِلَيِ‌ّ ع خِيَرَةً وَ كَانَ فِي الوَصِيّةِ التّيِ‌ فَضّ العَبّاسُ تَحتَ الخَاتَمِ هَؤُلَاءِ الشّهُودُ اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ وَ إِسحَاقُ بنُ جَعفَرٍ وَ جَعفَرُ بنُ صَالِحٍ وَ سَعِيدُ بنُ عِمرَانَ وَ أَبرَزُوا وَجهَ أُمّ أَحمَدَ فِي مَجلِسِ القاَضيِ‌ وَ ادّعَوا أَنّهَا لَيسَت إِيّاهَا حَتّي كَشَفُوا عَنهَا وَ عَرَفُوهَا فَقَالَت عِندَ ذَلِكَ قَد وَ اللّهِ قَالَ سيَدّيِ‌ هَذَا إِنّكِ سَتُؤخَذِينَ


صفحه : 227

جَبراً وَ تُخرَجِينَ إِلَي المَجَالِسِ فَزَجَرَهَا إِسحَاقُ بنُ جَعفَرٍ وَ قَالَ اسكتُيِ‌ فَإِنّ النّسَاءَ إِلَي الضّعفِ مَا أَظُنّهُ قَالَ مِن هَذَا شَيئاً ثُمّ إِنّ عَلِيّاً ع التَفَتَ إِلَي العَبّاسِ فَقَالَ يَا أخَيِ‌ أَنَا أَعلَمُ أَنّهُ إِنّمَا حَمَلَكُم عَلَي هَذَا الغَرَائِمُ وَ الدّيُونُ التّيِ‌ عَلَيكُم فَانطَلِق يَا سَعِيدُ فَتَعَيّن لِي مَا عَلَيهِم ثُمّ اقضِ عَنهُم وَ اقبِض زَكَاةَ حُقُوقِهِم وَ خُذ لَهُمُ البَرَاءَةَ وَ لَا وَ اللّهِ لَا أَدَعُ مُوَاسَاتَكُم وَ بِرّكُم مَا مَشَيتُ عَلَي الأَرضِ فَقُولُوا مَا شِئتُم فَقَالَ العَبّاسُ مَا تُعطِينَا إِلّا مِن فُضُولِ أَموَالِنَا وَ مَا لَنَا عِندَكَ أَكثَرُ فَقَالَ ع قُولُوا مَا شِئتُم فَالعِرضُ عِرضُكُم فَإِن تُحسِنُوا فَذَاكَ لَكُم عِندَ اللّهِ وَ إِن تُسِيئُوافَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ اللّهِ إِنّكُم لَتَعرِفُونَ أَنّهُ مَا لِي يوَميِ‌ هَذَا وَلَدٌ وَ لَا وَارِثٌ غَيرُكُم وَ لَئِن حَبَستُ شَيئاً مِمّا تَظُنّونَ أَوِ ادّخَرتُهُ فَإِنّمَا هُوَ لَكُم وَ مَرجِعُهُ إِلَيكُم وَ اللّهِ مَا مَلَكتُ مُنذُ مَضَي أَبُوكَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ شَيئاً إِلّا وَ قَد سَيّبتُهُ حَيثُ رَأَيتُم فَوَثَبَ العَبّاسُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا هُوَ كَذَلِكَ وَ مَا جَعَلَ اللّهُ لَكَ مِن رأَي‌ٍ عَلَينَا وَ لَكِن حَسَدُ أَبِينَا لَنَا وَ إِرَادَتُهُ مَا أَرَادَ مِمّا لَا يُسَوّغُهُ اللّهُ إِيّاهُ وَ لَا إِيّاكَ وَ إِنّكَ لَتَعرِفُ أنَيّ‌ أَعرِفُ صَفوَانَ بنَ يَحيَي بَيّاعَ الساّبرِيِ‌ّ بِالكُوفَةِ وَ لَئِن سَلِمتُ لَأُغصِصَنّهُ بِرِيقِهِ وَ أَنتَ مَعَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ أَمَا إنِيّ‌ يَا إخِوتَيِ‌ فَحَرِيصٌ عَلَي مَسَرّتِكُم اللّهُ يَعلَمُ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ أُحِبّ صَلَاحَهُم وَ أنَيّ‌ بَارّ بِهِم وَاصِلٌ لَهُم رَفِيقٌ عَلَيهِم أعَنيِ‌ بِأُمُورِهِم لَيلًا وَ نَهَاراً فاَجزنِيِ‌ بِهِ خَيراً وَ إِن كُنتُ عَلَي غَيرِ ذَلِكَ فَأَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ فاَجزنِيِ‌ بِهِ مَا أَنَا أَهلُهُ إِن كَانَ شَرّاً فَشَرّاً وَ إِن كَانَ خَيراً فَخَيراً أللّهُمّ أَصلِحهُم وَ أَصلِح لَهُم وَ اخسَأ عَنّا وَ عَنهُم شَرّ الشّيطَانِ وَ أَعِنهُم عَلَي طَاعَتِكَ وَ وَفّقهُم لِرُشدِكَ أَمّا أَنَا يَا أخَيِ‌ فَحَرِيصٌ عَلَي مَسَرّتِكُم جَاهِدٌ عَلَي صَلَاحِكُموَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ فَقَالَ العَبّاسُ مَا أعَرفَنَيِ‌ بِلِسَانِكَ وَ لَيسَ لِمِسحَاتِكَ عنِديِ‌ طِينٌ


صفحه : 228

فَافتَرَقَ القَومُ عَلَي هَذَا وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ

بيان قوله و هوكاتب الوصية الأولي أي وصية آبائه ع كماسيشير إليه قوله ع و قدنسخت أي قبل ذلك في صدر الكتاب أوتحت الختم وقيل المراد أن هذه الوصية موافقة لوصاياهم فالمعني نسخت بعين كتابة هذه الوصية الوصايا التي‌ وصيا به والوعد الإخبار بالثواب للمطيع وكونه حقا أنه يجب الوفاء به أو لايجوز تركه والقضاء الحكم بمقتضي الحساب من ثواب المطيع وعقاب العاصي‌ بشروطهما وبني‌ عطف علي علي بعد أي بعد علي في المنزلة معه أي مشاركين معه في الوصية أن يقرهم أي في الوصية أن يخرجهم أي منها وأموالي‌ أي ضبط حصص الصغار والغيب منها أوبناء علي أن الإمام أولي بالمؤمنين من أنفسهم وموالي‌ أي عبيدي‌ وإمائي‌ أوعتقائي‌ لحفظهم ورعايتهم أوأخذ ميراثهم . قوله وولدي‌ إلي ابراهيم أي مع ولدي‌ أو إلي ولدي‌ فيكون إلي ابراهيم بدلا من ولدي‌ بتقدير إلي ولعل الأظهر تقدم إلي علي ولدي‌ و أنه اشتبه علي النساخ وقيل وولدي‌ أي وسائر ولدي‌ و إلي بمعني حتي وأم أحمدعطف علي صدقاتي‌ انتهي . و إلي علي أي مفوض إليه و هوخبر أمر نسائي‌ أي اختيارهن و هومبتدأ دونهم أي دون سائر ولدي‌ وثلث صدقة أبي مبتدأ وضمير يضعه راجع إلي كل من الثلثين والمراد التصرف في حاصلهما بناء علي أنهما حق التولية والمراد بيع أصلهما بناء علي أنهما كانا من الأموال التي‌ للإمام التصرف فيهاكيف شاء و لم يمكنها إظهار ذلك تقية فسماهما صدقة أوبناء علي جواز بيع الوقف في بعض الصور ويحتمل أن يكون ثلث صدقة أبي عطفا علي أمر نسائي‌ و يكون ثلثي‌ مبتدأ ويضعه خبره فالمراد ثلث غيرالأوقاف .


صفحه : 229

يجعل أي يصنع والنحلة العطية بغير عوض والمهر وضمير بهاراجع إلي الصدقة أوالثلث بتأويل و هو أنا أي هو بعدوفاتي‌ مثلي‌ في حياتي‌ و إن رأي أن تقر تأكيد لمامر وربما يحمل الأول علي الإقرار في الدار و هذا علي الإقرار في الصدقة. والتثريب التعيير فإن آنس منهم الضمير للمخرجين و فيه إيماء إلي أنهم في تلك الحال التي‌ فارقهم عليها مستحقون للإخراج في ولاية أي تولية وتصرف في الأوقاف وغيرها أخته أي من أمه والمراد بالمناكح محال النكاح و مايناسب ويليق من ذلك كفه عن شيء أي منعه قهرا وكأنه ناظر إلي السلطان و قوله أوحال ناظر إلي قوله أحد من الناس ويحتمل إرجاع كل إلي كل أوأحد عطف علي شيءممن ذكرت أي من النساء والأولاد والموالي‌ أوعطف علي أحد من الناس فالمراد بالناس الأجانب وبمن ذكرت الإخوة و ليس لأحد تكرار للتأكيد و في القاموس التبعة كفرحة وكتابة الشي‌ء ألذي لك فيه تبعة شبه ظلامة ونحوها انتهي والتباعة بالفتح مصدر تبعه إذامشي خلفه و هوأيضا مناسب فإن أقل أي أظهر المال قليلا أوأعطي حقهم قليلا وكذا أكثر بالمعنيين كذلك أي كما كان صادقا عندالإقلال أوالأمر كذلك و في الصحاح نوهت باسمه رفعت ذكره و في القاموس والحواء ككتاب والمحوي كالمعلي جماعة البيوت المتدانية. و لايزوج بناتي‌ لعل ظاهر هذاالكلام علي التقية لئلا يزوج أحد من الإخوة أخواتها بغير رضاها بالولاية المشهورة بين المخالفين و أما هو ع فلم يكن يزوجهن إلابرضاهن أومبني‌ علي مامر من أن الإمام أولي بالأمر من كل أحد وحمله علي تزويج الصغار بالولاية بعيد و هو وأم أحمد أي شهيدان أيضا أي شريكان في الولاية أوالواو فيه كالواو في كل رجل وضيعته فالمقصود وصيته بمراعاتها أن يكشف وصيتي‌ أي يظهرها و هومنها الواو للحال و من للنسبة كانت مني‌ بمنزلة هارون من موسي والضمير للوصية ماذكرت أي


صفحه : 230

أنه وصي‌ و إليه الاختيار أوسميت باسمه أي أعليت ذكره وَ ما رَبّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِلأن من أعطي الجزاء خيرا أوشرا من لايستحقه فهو ظلام في غاية الظلم الأسفل صفة كتابي‌ وأنهما كانتا وصيتين طوي السفلي وختمهما ثم طوي فوقها العلياء. و علي من فض يمكن أن يقرأ علي بالتشديد اسما أي هو ألذي يجوز أن يفض أو يكون حرفا والمعني و علي من فض لعنة الله و يكون هذاإشارة إلي الوصية الفوقانية ويمكن أن يقرأ الأول يفض علي بناء الإفعال للتعريض أي يمكن من الفض فاللعنة الأولي علي الممكن والثانية علي الفاعل والفض كسر الخاتم وكتب وختم هذاكلامه عليه الصلاة و السلام علي سبيل الالتفات أوكلام يزيد والمراد أنه ع كتب شهادته علي هامش الوصية الثانية و هذاالختم غيرالختم المذكور سابقا ويحتمل أن يكون الختم علي رأس الوصية الثانية كالأولي . وأمتع بك أي جعل الناس متمتعين منتفعين بك في أسفل هذاالكتاب أي الوصية الأولي المختوم عليها كنزا وجوهرا أي ذكر كنز أوجوهر و إن كان لايبعد من حمقه إرادة نفسهما إلاألجأه أي فوضه إليه والعالة جمع العائل و هوالفقير أوالكثير العيال لأخبرتك بشي‌ء أي ادعاء الإمامة والخلافة وغرضه التخويف وإغراء الأعداء به إذا أي حين تخبر بالشي‌ء والمدحور المطرود نعرفك استئناف البيان السابق و لوللتمني‌ أوالجزاء محذوف و إن مخففة من المثقلة ليأمنك اللام المكسورة زائدة لتأكيد النفي‌ والتلبيب مجمع ما في موضع اللب من ثياب الرجل أجمع بصيغة الأمر للتهديد ويدل علي أنه صدر منه بالأمس أمر شنيع آخر والمستخف علي بناء المفعول من يعد خفيفا منذ اليوم إشارة إلي أنه لزم اللعن القاضي‌ إما لإحضاره والتفتيش عنه و لم يكن له ذلك أوبناء علي أنه لعن ع من فض الكتاب الأول أيضا كمامر احتمالا فإذا فيه الضمير لماتحته وضمير لها للوصية في ولاية علي أي في كونه


صفحه : 231

وليا وواليا عليهم أو في كونهم تابعين له . عن حد الصدقة أي عن حكمها وولايتها وكأن إبراز وجه أم أحمدلادعاء الإخوة عندها شيئا ثم إنكارهم أنها هي‌ أوادعائهم أنه ع ظلم أم أحمدأيضا وأحضروها فلما أنكرت قالوا إنها ليست هي‌. قال سيدي‌ أي الكاظم ع هذاإشارة إلي الكلام ألذي بعده وإنما جرها لأن في هذاالإخبار إشعارا بدعوي الإمامة وادعاء علم الغيب و هوينافي‌ التقية إلي الضعف أي مائلات إلي الضعف وضمير أظنه لموسي والغرائم الديون فتعين لي ماعليهم أي حول ماعليهم علي ذمتي‌ وسيأتي‌ تحقيق العينة وهي‌ من حيل الربا و قدتطلق علي مطلق النسيئة والسلف .زكاة حقوقهم أي الصكوك التي‌ تنمو أرباحها يوما فيوما والبراءة القبض ألذي يدل علي براءتهم من حقوق الغرماء. والمؤاساة بالهمز المشاركة والمساهمة في المعاش فالعرض عرضكم أي هتك عرضي‌ يوجب هتك عرضك و في بعض النسخ بالغين المعجمة أي غرضي‌ ما هوغرضكم و هورضاكم عني‌. إلا من فضول أموالنا أي أرباحها ونمائها ولعل الحبس في مايتعلق بنصيبهم بزعمهم والادخار فيما يتعلق بنصيبه باعترافهم فإنما هولكم أي إذابقيت بلا ولد كماتزعمون و هذاكلام علي سبيل التورية والمصلحة فقد سيبته أي أطلقته وصرفته وأبحته والسائبة التي‌ لاولاء لأحد عليها و في بعض النسخ شتته أي فرقته . ما هوكذلك أي ليس الأمر كما قلت إن الأموال لك و أنت تبذلها لنا ولغيرنا من رأي‌ أي اختيار وولاية وحسد خبر مبتدإ محذوف أي الواقع حسد والدنا و من في مما للبيان أوحسده مبتدأ ومما لايسوغه خبره و من للتبعيض والتسويغ التجويز والسابري‌ بضم الباء ثوب رقيق يعمل بسابور موضع بفارس والإغصاص بريقه جعله بحيث لايتمكن من إساغة ريقه كناية عن


صفحه : 232

تشديد الأمر عليه وأخذ الأموال منه لاحول اه تفويض للأمر إلي الله وتعجب من حال المخاطب و الله يعلم بمنزلة القسم أعني‌ علي بناء المجهول أوالمعلوم أي اعتني واهتم بأمورهم وأصلح أي أمورهم لهم وخسأت الكلب كمنعت طردته وأبعدته جاهد أي جاد وكيل أي شاهد ماأعرفني‌ صيغة التعجب بلسانك أي إنك قادر علي تحسين الكلام وتزويقه لكن ليس موافقا لقلبك . و ليس لمسحاتك عندي‌ طين هذامثل سائر يضرب لمن لاتؤثر حيلته في غيره قال الميداني‌ لم يجد لمسحاته طينا مثل يضرب لمن حيل بينه و بين مراده .أقول و في كثير من العبارات اختلاف بين روايتي‌ الكافي‌ والعيون و لم نتعرض لها لسبق تلك الروايات فليرجع إليها

18- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ عَلِيّ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ امرَأَتَهُ وَ بَنِيهِ مِن أَهلِ الجَنّةِ

19- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّ رَجُلًا عَنَي أَخَاكَ اِبرَاهِيمَ فَذَكَرَ لَهُ أَنّ أَبَاكَ فِي الحَيَاةِ وَ أَنّكَ تَعلَمُ مِن ذَلِكَ مَا لَا يَعلَمُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ يَمُوتُ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا يَمُوتُ مُوسَي قَد وَ اللّهِ مَضَي كَمَا مَضَي رَسُولُ اللّهِص وَ لَكِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَزَل مُنذُ قَبَضَ نَبِيّهُص هَلُمّ جَرّاً يَمُنّ بِهَذَا الدّينِ عَلَي أَولَادِ الأَعَاجِمِ وَ يَصرِفُهُ عَن قَرَابَةِ نَبِيّهِص هَلُمّ جَرّاً فيَعُطيِ‌ هَؤُلَاءِ وَ يَمنَعُ هَؤُلَاءِ لَقَد قَضَيتُ عَنهُ فِي هِلَالِ ذيِ‌ الحِجّةِ أَلفَ دِينَارٍ بَعدَ أَن أَشفَي عَلَي طَلَاقِ نِسَائِهِ وَ عِتقِ مَمَالِيكِهِ وَ لَكِن قَد سَمِعتَ مَا لقَيِ‌َ يُوسُفُ مِن إِخوَتِهِ

20- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ قَالَ جَاءَ قَومٌ بِخُرَاسَانَ إِلَي الرّضَا ع فَقَالُوا إِنّ قَوماً مِن أَهلِ بَيتِكَ يَتَعَاطَونَ أُمُوراً قَبِيحَةً فَلَو نَهَيتَهُم عَنهَا فَقَالَ لَا أَفعَلُ فَقِيلَ وَ لِمَ فَقَالَ لأِنَيّ‌ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ النّصِيحَةُ خَشِنَةٌ


صفحه : 233

21- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ إِذَا أُهِلّ هِلَالُ ذيِ‌ الحِجّةِ وَ نَحنُ بِالمَدِينَةِ لَم يَكُن لَنَا أَن نُحرِمَ إِلّا بِالحَجّ لِأَنّا نُحرِمُ مِنَ الشّجَرَةِ وَ هُوَ ألّذِي وَقّتَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنتُم إِذَا قَدِمتُم مِنَ العِرَاقِ وَ أُهِلّ الهِلَالُ فَلَكُم أَن تَعتَمِرُوا لِأَنّ بَينَ أَيدِيكُم ذَاتَ عِرقٍ وَ غَيرَهَا مِمّا وَقّتَ لَكُم رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ الفَضلُ فلَيِ‌َ الآنَ أَن أَتَمَتّعَ وَ قَد طُفتُ بِالبَيتِ فَقَالَ لَهُ نَعَم فَذَهَبَ بِهَا مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ إِلَي سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ وَ أَصحَابِ سُفيَانَ فَقَالَ لَهُم إِنّ فُلَاناً قَالَ كَذَا وَ كَذَا فَشَنّعَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع

قال الصدوق رحمه الله تعالي سفيان بن عيينة لقي‌ الصادق ع وروي عنه وبقي‌ إلي أيام الرضا ع أقول قدأوردت بعض الأخبار المناسبة للباب في باب معجزاته و في أبواب مناظراته ع

22- د،[العدد القوية] مِن نَسلِ العَبّاسِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع العَبّاسُ بنُ الحَسَنِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ذَكَرَهُ الخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغدَادَ فَقَالَ قَدِمَ إِلَيهَا فِي أَيّامِ الرّشِيدِ وَ صَحِبَهُ وَ كَانَ يُكرِمُهُ ثُمّ صَحِبَ المَأمُونَ بَعدَهُ وَ كَانَ فَاضِلًا شَاعِراً فَصِيحاً وَ تَزعُمُ العَلَوِيّةُ أَنّهُ أَشعَرُ وُلدِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ وَ دَخَلَ يَوماً عَلَي المَأمُونِ فَتَكَلّمَ فَأَحسَنَ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ وَ اللّهِ إِنّكَ لَتَقُولُ وَ تُحسِنُ وَ تَشهَدُ فَتُزَيّنُ وَ تَغِيبُ فَتُؤتَمَنُ قَالَ وَ جَاءَ يَوماً إِلَي بَابِ المَأمُونِ فَنَظَرَ إِلَيهِ الحَاجِبُ ثُمّ أَطرَقَ فَقَالَ العَبّاسُ لَو أَذِنَ لَنَا لَدَخَلنَا وَ لَوِ اعتَذَرَ إِلَينَا لَقَبِلنَا وَ لَو صَرَفَنَا لَانصَرَفنَا فَأَمّا النّظَرُ الشّزرُ وَ الإِطرَاقُ وَ الفَترُ وَ لَا أدَريِ‌ فَلَا أدَريِ‌ مَا هُوَ فَخَجِلَ الحَاجِبُ فَأَنشَدَ


وَ مَا مِن رِضًا كَانَ الحِمَارُ مطَيِتّيِ‌   وَ لَكِنّ مَن يمَشيِ‌ سَيَرضَي بِمَا رَكِبَ

وَ كَانَ لِلعَبّاسِ هَذَا إِخوَةٌ عُلَمَاءُ فُضَلَاءُ مُحَمّدٌ وَ عُبَيدُ اللّهِ وَ الفَضلُ وَ حَمزَةُ وَ كُلّهُم بَنُو الحَسَنِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ


صفحه : 234

باب 71-مداحيه و ماقالوا فيه صلوات الله عليه

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ الخَضِيبِ قَالَ لَمّا ولُيّ‌َ الرّضَا ع العَهدَ خَرَجَ إِلَيهِ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ وَ دِعبِلُ بنُ عَلِيّ وَ كَانَا لَا يَفتَرِقَانِ وَ رَزِينُ بنُ عَلِيّ أَخُو دِعبِلٍ فَقُطِعَ عَلَيهِمُ الطّرِيقُ فَالتَجَئُوا إِلَي أَن رَكِبُوا إِلَي بَعضِ المَنَازِلِ حَمِيراً كَانَت تَحمِلُ الشّوكَ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ


أُعِيدَت بَعدَ حَملِ الشّوكِ أَحمَالًا مِنَ الخَزَفِ   نَشَاوَي لَا مِنَ الخَمرَةِ بَل مِن شِدّةِ الضّعفِ

ثُمّ قَالَ لِرَزِينِ بنِ عَلِيّ أَجِزهَا فَقَالَ


فَلَو كُنتُم عَلَي ذَاكَ تَصِيرُونَ إِلَي القَصفِ   تَسَاوَت حَالُكُم فِيهِ وَ لَا تَبقَوا عَلَي الخَسفِ

ثُمّ قَالَ لِدِعبِلٍ أَجِز يَا أَبَا عَلِيّ فَقَالَ


إِذَا فَاتَ ألّذِي فَاتَ فَكُونُوا مِن ذوَيِ‌ الظّرفِ   وَ خُفّوا نَقصِفُ اليَومَ فإَنِيّ‌ بَائِعُ خفُيّ‌

بيان الإجازة في الشعر أن تتم مصراع غيرك أوتضيف إلي شعره شعرا والقصف اللهو واللعب والخسف النقصان وبات فلان الخسف أي جائعا ويقال سامه الخسف وسامه خسفا أي أولاه ذلا وخف القوم ارتحلوا مسرعين

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ عَبدِ اللّهِ المهُلَبّيِ‌ّ قَالَ لَمّا وَصَلَ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ وَ دِعبِلُ بنُ عَلِيّ إِلَي الرّضَا ع وَ قَد بُويِعَ لَهُ بِالعَهدِ


صفحه : 235

أَنشَدَهُ دِعبِلٌ


مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ   وَ مَنزِلُ وحَي‌ٍ مُقفِرُ العَرَصَاتِ

وَ أَنشَدَهُ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ


أَزَالَ عَزَاءَ القَلبِ بَعدَ التّجَلّدِ   مَصَارِعُ أَولَادِ النّبِيّ مُحَمّدٍ

فَوَهَبَ لَهُمَا عِشرِينَ أَلفَ دِرهَمٍ مِنَ الدّرَاهِمِ التّيِ‌ عَلَيهَا اسمُهُ كَانَ المَأمُونُ أَمَرَ بِضَربِهَا فِي ذَلِكَ الوَقتِ قَالَ فَأَمّا دِعبِلٌ فَصَارَ بِالعَشَرَةِ آلَافٍ التّيِ‌ حِصّتُهُ إِلَي قُمّ فَبَاعَ كُلّ دِرهَمٍ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَتَخَلّصَت لَهُ مِائَةُ أَلفِ دِرهَمٍ وَ أَمّا اِبرَاهِيمُ فَلَم تَزَل عِندَهُ بَعدَ أَن أَهدَي بَعضَهَا وَ فَرّقَ بَعضَهَا عَلَي أَهلِهِ إِلَي أَن توُفُيّ‌َ رَحِمَهُ اللّهُ فَكَانَ كَفَنُهُ وَ جَهَازُهُ مِنهَا

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَحمَدُ بنُ يَحيَي المُكَتّبُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الوَرّاقِ عَن عَلِيّ بنِ هَارُونَ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ النوّفلَيِ‌ّ قَالَ إِنّ المَأمُونَ لَمّا جَعَلَ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع ولَيِ‌ّ عَهدِهِ وَ إِنّ الشّعَرَاءَ قَصَدُوا المَأمُونَ وَ وَصَلَهُم بِأَموَالٍ جَمّةٍ حِينَ مَدَحُوا الرّضَا ع وَ صَوّبُوا رأَي‌َ المَأمُونِ فِي الأَشعَارِ دُونَ أَبِي نُوَاسٍ فَإِنّهُ لَم يَقصِدهُ وَ لَم يَمدَحهُ وَ دَخَلَ إِلَي المَأمُونِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا نُوَاسٍ قَد عَلِمتَ مَكَانَ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا منِيّ‌ وَ مَا أَكرَمتُهُ بِهِ فَلِمَا ذَا أَخّرتَ مَدحَهُ وَ أَنتَ شَاعِرُ زَمَانِكَ وَ قَرِيعُ دَهرِكَ فَأَنشَأَ يَقُولُ


قِيلَ لِي أَنتَ أَوحَدُ النّاسِ طُرّاً   فِي فَنُونٍ مِنَ الكَلَامِ النّبِيهِ

لَكَ مِن جَوهَرِ الكَلَامِ بَدِيعٌ   يُثمِرُ الدّرّ فِي يدَيَ‌ مُجتَنِيهِ

فَعَلَامَ تَرَكتَ مَدحَ ابنِ مُوسَي   وَ الخِصَالَ التّيِ‌ تَجَمّعنَ فِيهِ

قُلتُ لَا أهَتدَيِ‌ لِمَدحِ إِمَامٍ   كَانَ جِبرِيلُ خَادِماً لِأَبِيهِ

فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ أَحسَنتَ وَ وَصَلَهُ مِنَ المَالِ بِمِثلِ ألّذِي وَصَلَ بِهِ كَافّةَ الشّعَرَاءِ وَ فَضّلَهُ عَلَيهِم


صفحه : 236

عم ،[إعلام الوري ]مرسلا مثله بيان [ في منهاج الكرامة هكذا


قيل لي أنت أفضل الناس طرا   في المعاني‌ و في الكلام البديه

فلما ذا تركت مدح ابن موسي   والخصال التي‌ تجمعن فيه .

  قلت لاأستطيع مدح إمام

اه و]القريع السيد يقال فلان قريع دهره ذكره الجوهري‌

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ صَقرٍ الغسَاّنيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا العَبّاسِ مُحَمّدَ بنَ يَزِيدَ المُبَرّدَ يَقُولُ خَرَجَ أَبُو نُوَاسٍ ذَاتَ يَومٍ مِن دَارِهِ فَبَصُرَ بِرَاكِبٍ قَد حَاذَاهُ فَسَأَلَ عَنهُ وَ لَم يَرَ وَجهَهُ فَقِيلَ إِنّهُ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع فَأَنشَأَ يَقُولُ


إِذَا أَبصَرَتكَ العَينُ مِن بَعدِ غَايَةٍ   وَ عَارَضَ فِيهِ الشّكّ أَثبَتَكَ القَلبُ

وَ لَو أَنّ قَوماً أَمّمُوكَ لَقَادَهُم   نُسِيمُكَ حَتّي يُستَدَلّ بِكَ الرّكبُ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُكَتّبُ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الفاَرسِيِ‌ّ قَالَ نَظَرَ أَبُو نُوَاسٍ إِلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع ذَاتَ يَومٍ وَ قَد خَرَجَ مِن عِندِ المَأمُونِ عَلَي بَغلَةٍ لَهُ فَدَنَا مِنهُ أَبُو نُوَاسٍ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد قُلتُ فِيكَ أَبيَاتاً فَأُحِبّ أَن تَسمَعَهَا منِيّ‌ قَالَ هَاتِ فَأَنشَأَ يَقُولُ


مُطَهّرُونَ نَقِيّاٌت ثِيَابُهُم   تجَريِ‌ الصّلَاةُ عَلَيهِم أَينَمَا ذُكِرُوا

مَن لَم يَكُن عَلَوِيّاً حِينَ تَنسُبُهُ   فَمَا لَهُ مِن قَدِيمِ الدّهرِ مُفتَخَرٌ

فَاللّهُ لَمّا بَدَا خَلقاً فَأَتقَنَهُ   صَفّاكُم وَ اصطَفَاكُم أَيّهَا البَشَرُ

وَ أَنتُمُ المَلَأُ الأَعلَي وَ عِندَكُم   عِلمُ الكِتَابِ وَ مَا جَاءَت بِهِ السّوَرُ

فَقَالَ الرّضَا ع قَد جِئتَنَا بِأَبيَاتٍ مَا سَبَقَكَ إِلَيهَا أَحَدٌ ثُمّ قَالَ يَا غُلَامُ هَل مَعَكَ مِن نَفَقَتِنَا شَيءٌ فَقَالَ ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ أَعطِهَا إِيّاهُ ثُمّ قَالَ ع لَعَلّهُ استَقَلّهَا يَا غُلَامُ سُق إِلَيهِ البَغلَةَ


صفحه : 237

وَ لَمّا كَانَت سَنَةُ إِحدَي وَ مِائَتَينِ حَجّ بِالنّاسِ إِسحَاقُ بنُ مُوسَي بنِ عِيسَي بنِ مُوسَي وَ دَعَا لِلمَأمُونِ وَ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي ع مِن بَعدِهِ بِوِلَايَةِ العَهدِ فَوَثَبَ إِلَيهِ حَمدَوَيهِ بنُ عَلِيّ بنِ عِيسَي بنِ مُوسَي بنِ عِيسَي بنِ مَاهَانَ فَدَعَا إِسحَاقُ بِسَوَادٍ لِيَلبَسَهُ فَلَم يَجِدهُ فَأَخَذَ عَلَماً أَسوَدَ فَالتَحَفَ بِهِ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ قَد بَلّغتُكُم مَا أُمِرتُ بِهِ وَ لَستُ أَعرِفُ إِلّا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ المَأمُونَ وَ الفَضلَ بنَ سَهلٍ ثُمّ نَزَلَ وَ دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطَرّفِ بنِ مَاهَانَ عَلَي المَأمُونِ يَوماً وَ عِندَهُ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ مَا تَقُولُ فِي أَهلِ البَيتِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ مَا قوَليِ‌ فِي طِينَةٍ عُجِنَت بِمَاءِ الرّسَالَةِ وَ غُرِسَت بِمَاءِ الوحَي‌ِ هَل يُنفَحُ مِنهَا إِلّا مِسكُ الهُدَي وَ عَنبَرُ التّقَي قَالَ فَدَعَا المَأمُونُ بِحُقّةٍ فِيهَا لُؤلُؤٌ فَحَشَا فَاهُ

كشف ،[كشف الغمة] عن الفارسي‌ مثله إلي قوله سق إليه البغلة

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ دِعبِلَ بنَ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ يَقُولُ أَنشَدتُ موَلاَي‌َ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع قصَيِدتَيِ‌َ التّيِ‌ أَوّلُهَا


مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ   وَ مَنزِلُ وحَي‌ٍ مُقفِرُ العَرَصَاتِ

فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي قوَليِ‌


خُرُوجُ إِمَامٍ لَا مَحَالَةَ خَارِجٌ   يَقُومُ عَلَي اسمِ اللّهِ وَ البَرَكَاتِ

يُمَيّزُ فِينَا كُلّ حَقّ وَ بَاطِلٍ   وَ يجُزيِ‌ عَلَي النّعمَاءِ وَ النّقِمَاتِ

بَكَي الرّضَا ع بُكَاءً شَدِيداً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لِي يَا خزُاَعيِ‌ّ نَطَقَ رُوحُ القُدُسِ عَلَي لِسَانِكَ بِهَذَينِ البَيتَينِ فَهَل تدَريِ‌ مَن هَذَا الإِمَامُ وَ مَتَي يَقُومُ فَقُلتُ لَا يَا موَلاَي‌َ إِلّا أنَيّ‌ سَمِعتُ بِخُرُوجِ إِمَامٍ مِنكُم يُطَهّرُ الأَرضَ مِنَ الفَسَادِ وَ يَملَؤُهَا عَدلًا فَقَالَ يَا دِعبِلُ الإِمَامُ بعَديِ‌ مُحَمّدٌ ابنيِ‌ وَ بَعدَ مُحَمّدٍ ابنُهُ عَلِيّ وَ بَعدَ عَلِيّ ابنُهُ الحَسَنُ وَ بَعدَ الحَسَنِ ابنُهُ الحُجّةُ القَائِمُ المُنتَظَرُ فِي غَيبَتِهِ المُطَاعُ فِي


صفحه : 238

ظُهُورِهِ وَ لَو لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتّي يَخرُجَ فَيَملَأَهَا عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ أَمّا مَتَي فَإِخبَارٌ عَنِ الوَقتِ وَ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ أَنّ النّبِيّص قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَتَي يَخرُجُ القَائِمُ مِن ذُرّيّتِكَ فَقَالَ مَثَلُهُ مَثَلُ السّاعَةِلا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ لا تَأتِيكُم إِلّا بَغتَةً

كشف ،[كشف الغمة] عن الهروي‌ مثله

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَن أَبِي القَاسِمِ إِسمَاعِيلَ الدعّبلِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ عَلِيّ ابنِ أخَيِ‌ دِعبِلٍ الخزُاَعيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا سيَدّيِ‌ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع بِطُوسَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ تِسعِينَ وَ مِائَةٍ وَ فِيهَا رَحَلنَا إِلَيهِ عَلَي طَرِيقِ البَصرَةِ وَ صَادَفنَا عَبدَ الرّحمَنِ بنَ مهَديِ‌ّ عَلِيلًا فَأَقَمنَا عَلَيهِ أَيّاماً وَ مَاتَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مهَديِ‌ّ وَ حَضَرنَا جَنَازَتَهُ صَلّي عَلَيهِ إِسمَاعِيلُ بنُ جَعفَرٍ وَ رَحَلنَا إِلَي سيَدّيِ‌ أَنَا وَ أخَيِ‌ دِعبِلٌ فَأَقَمنَا عِندَهُ إِلَي آخِرِ سَنَةِ مِائَتَينِ وَ خَرَجنَا إِلَي قُمّ بَعدَ أَن خَلَعَ سيَدّيِ‌ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع عَلَي أخَيِ‌ دِعبِلٍ قَمِيصَ خَزّ أَخضَرَ وَ خَاتَماً فَصّهُ عَقِيقٌ وَ دَفَعَ إِلَيهِ دَرَاهِمَ رَضَوِيّةً[الرّضَوِيّةُ مَنسُوبَةٌ إِلَي الرضّيِ‌ّ وَ الرّضَوِيّةُ مَنسُوبَةٌ إِلَي الرّضَا] وَ قَالَ لَهُ يَا دِعبِلُ صِر إِلَي قُمّ فَإِنّكَ تُفِيدُ بِهَا وَ قَالَ لَهُ احتَفِظ بِهَذَا القَمِيصِ فَقَد صَلّيتُ فِيهِ أَلفَ لَيلَةٍ أَلفَ رَكعَةٍ وَ خَتَمتُ فِيهِ القُرآنَ أَلفَ خَتمَةٍ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ كَثِيرٍ قَالَدَخَلنَا عَلَي أَبِي نُوَاسٍ الحَسَنِ بنِ هَانِئٍ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ ألّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عِيسَي بنُ مُوسَي الهاَشمِيِ‌ّ يَا أَبَا عَلِيّ أَنتَ فِي آخِرِ يَومٍ مِن أَيّامِ الدّنيَا وَ أَوّلِ يَومٍ مِن أَيّامِ الآخِرَةِ وَ بَينَكَ وَ بَينَ اللّهِ هَنَاةٌ فَتُب إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ أَبُو نُوَاسٍ سنَدّوُنيِ‌ فَلَمّا استَوَي جَالِساً قَالَ إيِاّي‌َ تخُوَفّنُيِ‌ بِاللّهِ وَ قَد حدَثّنَيِ‌ حَمّادُ بنُ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ البنُاَنيِ‌ّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ نبَيِ‌ّ شَفَاعَةٌ وَ أَنَا خَبَأتُ شفَاَعتَيِ‌ لِأَهلِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ أَ فَتَرَي


صفحه : 239

لَا أَكُونُ مِنهُم

بيان قال الجوهري‌ في فلان هنات أي خصلات شر

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ مَعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ دَخَلَ دِعبِلُ بنُ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع بِمَروَ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ‌ قَد قُلتُ فِيكَ قَصِيدَةً وَ آلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا أُنشِدَهَا أَحَداً قَبلَكَ فَقَالَ ع هَاتِهَا فَأَنشَدَهُ


مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت عَن تِلَاوَةٍ   وَ مَنزِلُ وحَي‌ٍ مُقفِرُ العَرَصَاتِ

فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِ


أَرَي فَيئَهُم فِي غَيرِهِم مُتَقَسّماً   وَ أَيدِيَهُم مِن فَيئِهِم صِفرَاتٍ

فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِ هَذَا بَكَي أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع وَ قَالَ لَهُ صَدَقتَ يَا خزُاَعيِ‌ّ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِ


إِذَا وُتِرُوا مَدّوا إِلَي وَاتِرِيهِم   أَكُفّاً عَنِ الأَوتَارِ مُنقَبِضَاتٍ

جَعَلَ أَبُو الحَسَنِ ع يُقَلّبُ كَفّيهِ وَ يَقُولُ أَجَل وَ اللّهِ مُنقَبِضَاتٍ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِ


لَقَد خِفتُ فِي الدّنيَا وَ أَيّامَ سَعيِهَا   وَ إنِيّ‌ لَأَرجُو الأَمنَ بَعدَ وفَاَتيِ‌

قَالَ الرّضَا ع آمَنَكَ اللّهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ فَلَمّا انتَهَي إِلَي قَولِهِ


وَ قَبرٌ بِبَغدَادَ لِنَفسٍ زَكِيّةٍ   تَضَمّنَهَا الرّحمَنُ فِي الغُرُفَاتِ

قَالَ لَهُ الرّضَا ع أَ فَلَا أَلحَقُ لَكَ بِهَذَا المَوضِعِ بَيتَينِ بِهِمَا تَمَامُ قَصِيدَتِكَ فَقَالَ بَلَي يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ ع


وَ قَبرٌ بِطُوسَ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ   تَوَقّدُ بِالأَحشَاءِ فِي الحُرُقَاتِ

إِلَي الحَشرِ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ قَائِماً   يُفَرّجُ عَنّا الهَمّ وَ الكُرُبَاتِ

فَقَالَ دِعبِلٌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَذَا القَبرُ ألّذِي بِطُوسَ قَبرُ مَن هُوَ فَقَالَ الرّضَا ع قبَريِ‌ وَ لَا تنَقضَيِ‌ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ‌ حَتّي يَصِيرَ طُوسُ مُختَلَفَ شيِعتَيِ‌ وَ زوُاّريِ‌ أَلَا فَمَن زاَرنَيِ‌ فِي غرُبتَيِ‌ بِطُوسَ كَانَ معَيِ‌ فِي درَجَتَيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ


صفحه : 240

مَغفُوراً لَهُ ثُمّ نَهَضَ الرّضَا ع بَعدَ فَرَاغِ دِعبِلٍ مِن إِنشَادِ القَصِيدَةِ وَ أَمَرَهُ أَن لَا يَبرَحَ مِن مَوضِعِهِ وَ دَخَلَ الدّارَ فَلَمّا كَانَ بَعدَ سَاعَةٍ خَرَجَ الخَادِمُ إِلَيهِ بِمِائَةِ دِينَارٍ رَضَوِيّةٍ[الرّضَوِيّةُ مَنسُوبَةٌ إِلَي الرضّيِ‌ّ وَ الرّضَوِيّةُ مَنسُوبَةٌ إِلَي الرّضَا] فَقَالَ لَهُ يَقُولُ لَكَ موَلاَي‌َ اجعَلهَا فِي نَفَقَتِكَ فَقَالَ دِعبِلٌ وَ اللّهِ مَا لِهَذَا جِئتُ وَ لَا قُلتُ هَذِهِ القَصِيدَةَ طَمَعاً فِي شَيءٍ يَصِلُ إلِيَ‌ّ وَ رَدّ الصّرّةَ وَ سَأَلَ ثَوباً مِن ثِيَابِ الرّضَا ع لِيَتَبَرّكَ بِهِ وَ يَتَشَرّفَ بِهِ فَأَنفَذَ إِلَيهِ الرّضَا ع جُبّةَ خَزّ مَعَ الصّرّةِ وَ قَالَ لِلخَادِمِ قُل لَهُ خُذ هَذِهِ الصّرّةَ فَإِنّكَ سَتَحتَاجُ إِلَيهَا وَ لَا ترُاَجعِنيِ‌ فِيهَا فَأَخَذَ دِعبِلٌ الصّرّةَ وَ الجُبّةَ وَ انصَرَفَ وَ صَارَ مِن مَروَ فِي قَافِلَةٍ فَلَمّا بَلَغَ ميان قوهان وَقَعَ عَلَيهِمُ اللّصُوصُ فَأَخَذُوا القَافِلَةَ بِأَسرِهَا وَ كَتَفُوا أَهلَهَا وَ كَانَ دِعبِلٌ فِيمَن كُتِفَ وَ مَلَكَ اللّصُوصُ القَافِلَةَ وَ جَعَلُوا يَقسِمُونَهَا بَينَهُم فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ مُتَمَثّلًا بِقَولِ دِعبِلٍ فِي قَصِيدَتِهِ


أَرَي فَيئَهُم فِي غَيرِهِم مُتَقَسّماً   وَ أَيدِيَهُم مِن فَيئِهِم صِفرَاتٍ

فَسَمِعَهُ دِعبِلٌ فَقَالَ لَهُم دِعبِلٌ لِمَن هَذَا البَيتُ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِن خُزَاعَةَ يُقَالُ لَهُ دِعبِلُ بنُ عَلِيّ قَالَ دِعبِلٌ فَأَنَا دِعبِلٌ قَائِلُ هَذِهِ القَصِيدَةِ التّيِ‌ مِنهَا هَذَا البَيتُ فَوَثَبَ الرّجُلُ إِلَي رَئِيسِهِم وَ كَانَ يصُلَيّ‌ عَلَي رَأسِ تَلّ وَ كَانَ مِنَ الشّيعَةِ وَ أَخبَرَهُ فَجَاءَ بِنَفسِهِ حَتّي وَقَفَ عَلَي دِعبِلٍ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ دِعبِلٌ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ أَنشِدِ القَصِيدَةَ فَأَنشَدَهَا فَحَلّ كِتَافَهُ وَ كِتَافَ جَمِيعِ أَهلِ القَافِلَةِ وَ رَدّ إِلَيهِم جَمِيعَ مَا أَخَذُوا مِنهُم لِكَرَامَةِ دِعبِلٍ وَ سَارَ دِعبِلٌ حَتّي وَصَلَ إِلَي قُمّ فَسَأَلَهُ أَهلُ قُمّ أَن يُنشِدَهُمُ القَصِيدَةَ فَأَمَرَهُم أَن يَجتَمِعُوا فِي المَسجِدِ الجَامِعِ فَلَمّا اجتَمَعُوا صَعِدَ المِنبَرَ فَأَنشَدَهُمُ القَصِيدَةَ فَوَصَلَهُ النّاسُ مِنَ المَالِ وَ الخِلَعِ بشِيَ‌ءٍ كَثِيرٍ وَ اتّصَلَ بِهِم خَبَرُ الجُبّةِ فَسَأَلُوهُ أَن يَبِيعَهَا مِنهُم بِأَلفِ دِينَارٍ فَامتَنَعَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا لَهُ فَبِعنَا شَيئاً مِنهَا بِأَلفِ دِينَارٍ فَأَبَي عَلَيهِم وَ سَارَ عَن قُمّ فَلَمّا خَرَجَ مِن رُستَاقِ البَلَدِ لَحِقَ بِهِ قَومٌ مِن أَحدَاثِ العَرَبِ وَ أَخَذُوا الجُبّةَ


صفحه : 241

مِنهُ فَرَجَعَ دِعبِلٌ إِلَي قُمّ وَ سَأَلَهُم رَدّ الجُبّةِ عَلَيهِ فَامتَنَعَ الأَحدَاثُ مِن ذَلِكَ وَ عَصَوُا المَشَايِخَ فِي أَمرِهَا فَقَالُوا لِدِعبِلٍ لَا سَبِيلَ لَكَ إِلَي الجُبّةِ فَخُذ ثَمَنَهَا أَلفَ دِينَارٍ فَأَبَي عَلَيهِم فَلَمّا يَئِسَ مِن رَدّهِمُ الجُبّةَ عَلَيهِ سَأَلَهُم أَن يَدفَعُوا إِلَيهِ شَيئاً مِنهَا فَأَجَابُوهُ إِلَي ذَلِكَ وَ أَعطَوهُ بَعضَهَا وَ دَفَعُوا إِلَيهِ ثَمَنَ بَاقِيهَا أَلفَ دِينَارٍ وَ انصَرَفَ دِعبِلٌ إِلَي وَطَنِهِ فَوَجَدَ اللّصُوصَ قَد أَخَذُوا جَمِيعَ مَا كَانَ فِي مَنزِلِهِ فَبَاعَ المِائَةَ دِينَارٍ التّيِ‌ كَانَ الرّضَا ع وَصَلَهُ بِهَا مِنَ الشّيعَةِ كُلّ دِينَارٍ بِمِائَةِ دِرهَمٍ فَحَصَلَ فِي يَدِهِ عَشَرَةُ آلَافِ دِرهَمٍ فَذَكَرَ قَولَ الرّضَا ع إِنّكَ سَتَحتَاجُ إِلَي الدّنَانِيرِ وَ كَانَت لَهُ جَارِيَةٌ لَهَا مِن قَلبِهِ مَحَلّ فَرَمَدَت رَمَداً عَظِيماً فَأَدخَلَ أَهلَ الطّبّ عَلَيهَا فَنَظَرُوا إِلَيهَا فَقَالُوا أَمّا العَينُ اليُمنَي فَلَيسَ لَنَا فِيهَا حِيلَةٌ وَ قَد ذَهَبَت وَ أَمّا اليُسرَي فَنَحنُ نُعَالِجُهَا وَ نَجتَهِدُ وَ نَرجُو أَن تَسلَمَ فَاغتَمّ لِذَلِكَ دِعبِلٌ غَمّاً شَدِيداً وَ جَزِعَ عَلَيهَا جَزَعاً عَظِيماً ثُمّ ذَكَرَ مَا كَانَ مَعَهُ مِن فَضلَةِ الجُبّةِ فَمَسَحَهَا عَلَي عيَنيَ‌ِ الجَارِيَةِ وَ عَصَبَهَا بِعِصَابَةٍ مِنهَا مِن أَوّلِ اللّيلِ فَأَصبَحَت وَ عَينَاهَا أَصَحّ مِمّا كَانَتَا قَبلُ بِبَرَكَةِ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع

ك ،[إكمال الدين ]الهمذاني‌ عن علي عن أبيه مثله

10-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبُو عَلِيّ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الهرُمزُيِ‌ّ عَنِ أَبِي الحَسَنِ دَاوُدَ البكَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ دِعبِلِ بنِ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ يَقُولُ لَمّا حَضَرَ أَبِيَ الوَفَاةُ تَغَيّرَ لَونُهُ وَ انعَقَدَ لِسَانُهُ وَ اسوَدّ وَجهُهُ فَكِدتُ الرّجُوعَ عَن مَذهَبِهِ فَرَأَيتُهُ بَعدَ ثَلَاثٍ فِي مَا يَرَي النّائِمُ وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ بِيضٌ وَ قَلَنسُوَةٌ بَيضَاءُ فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَتِ مَا فَعَلَ اللّهُ بِكَ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ ألّذِي رَأَيتَهُ مِنِ اسوِدَادِ وجَهيِ‌ وَ انعِقَادِ لسِاَنيِ‌ كَانَ مِن شرُبيِ‌َ الخَمرَ فِي دَارِ الدّنيَا وَ لَم أَزَل كَذَلِكَ حَتّي لَقِيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ بِيضٌ وَ قَلَنسُوَةٌ بَيضَاءُ فَقَالَ لِي أَنتَ دِعبِلٌ قُلتُ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فأَنَشدِنيِ‌ قَولَكَ فِي


صفحه : 242

أوَلاَديِ‌ فَأَنشَدتُهُ قوَليِ‌


لَا أَضحَكَ اللّهُ سِنّ الدّهرِ إِن ضَحِكَت   يَوماً وَ آلُ أَحمَدَ مَظلُومُونَ قَد قُهِرُوا

مُشَرّدُونَ نُفُوا عَن عَقرِ دَارِهِم   كَأَنّهُم قَد جَنَوا مَا لَيسَ يُغتَفَرُ

قَالَ فَقَالَ لِي أَحسَنتَ وَ شَفَعَ فِيّ وَ أعَطاَنيِ‌ ثِيَابَهُ وَ هَا هيِ‌َ وَ أَشَارَ إِلَي ثِيَابِ بَدَنِهِ

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]سمعت أبانصر محمد بن الحسن الكرخي‌ الكاتب يقول رأيت علي قبر دعبل بن علي الخزاعي‌ مكتوبا


أعد لله يوم يلقاه   دعبل أن لاإله إلا هو

يقول مخلصا عساه بها   يرحمه في القيامة الله

الله مولاه والرسول و من   بعدهما فالوصي‌ مولاه

12- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ مِن مَنَاقِبِهِ ع قِصّةُ دِعبِلِ بنِ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ الشّاعِرِ قَالَ دِعبِلٌ لَمّا قُلتُ مَدَارِسُ آيَاتٍ قَصَدتُ بِهَا أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع وَ هُوَ بِخُرَاسَانَ ولَيِ‌ّ عَهدِ المَأمُونِ فِي الخِلَافَةِ فَوَصَلتُ المَدِينَةَ وَ حَضَرتُ عِندَهُ وَ أَنشَدتُهُ إِيّاهَا فَاستَحسَنَهَا وَ قَالَ لِي لَا تُنشِدهَا أَحَداً حَتّي آمُرَكَ وَ اتّصَلَ خبَرَيِ‌ بِالخَلِيفَةِ المَأمُونِ فأَحَضرَنَيِ‌ وَ سأَلَنَيِ‌ عَن خبَرَيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا دِعبِلُ أنَشدِنيِ‌


  َدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ

فَقُلتُ مَا أَعرِفُهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ يَا غُلَامُ أَحضِر أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا قَالَ فَلَم يَكُن سَاعَةٌ حَتّي حَضَرَ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ سَأَلتُ دِعبِلًا عَن مَدَارِسُ آيَاتٍ فَذَكَرَ أَنّهُ لَا يَعرِفُهَا فَقَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ يَا دِعبِلُ أَنشِد أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَأَخَذتُ فِيهَا فَأَنشَدتُهَا فَاستَحسَنَهَا وَ أَمَرَ لِي بِخَمسِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ أَمَرَ لِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع بِقَرِيبٍ


صفحه : 243

مِن ذَلِكَ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ إِن رَأَيتَ أَن تهَبَنَيِ‌ شَيئاً مِن ثِيَابِكَ لِيَكُونَ كفَنَيِ‌ فَقَالَ نَعَم ثُمّ رَفَعَ إلِيَ‌ّ قَمِيصاً قَدِ ابتَذَلَهُ وَ مِنشَفَةً لَطِيفَةً وَ قَالَ لِيَ احفَظ هَذَا تُحرَسُ بِهِ ثُمّ دَفَعَ إلِيَ‌ّ ذُو الرّئَاسَتَينِ أَبُو العَبّاسِ الفَضلُ بنُ سَهلٍ وَزِيرُ المَأمُونِ صِلَةً وَ حمَلَنَيِ‌ عَلَي بِرذَونٍ أَصفَرَ خرُاَساَنيِ‌ّ وَ كُنتُ أُسَايِرُهُ فِي يَومٍ مَطِيرٍ وَ عَلَيهِ مِمطَرُ خَزّ وَ بُرنُسٌ مِنهُ فَأَمَرَ لِي بِهِ وَ دَعَا بِغَيرِهِ جَدِيدٍ فَلَبِسَهُ وَ قَالَ إِنّمَا آثَرتُكَ بِاللّبِيسِ لِأَنّهُ خَيرُ المِمطَرَينِ قَالَ فَأُعطِيتُ بِهِ ثَمَانِينَ دِينَاراً فَلَم تَطِب نفَسيِ‌ بِبَيعِهِ ثُمّ كَرَرتُ رَاجِعاً إِلَي العِرَاقِ فَلَمّا صِرتُ فِي بَعضِ الطّرِيقِ خَرَجَ عَلَينَا الأَكرَادُ فَأَخَذُونَا وَ كَانَ ذَلِكَ اليَومُ يَوماً مَطِيراً فَبَقِيتُ فِي قَمِيصٍ خَلَقٍ وَ ضُرّ جَدِيدٍ وَ أَنَا مُتَأَسّفٌ مِن جَمِيعِ مَا كَانَ معَيِ‌ عَلَي القَمِيصِ وَ المِنشَفَةِ وَ مُفَكّرٌ فِي قَولِ سيَدّيِ‌َ الرّضَا ع إِذ مَرّ بيِ‌ وَاحِدٌ مِنَ الأَكرَادِ الحَرَامِيّةِ تَحتَهُ الفَرَسُ الأَصفَرُ ألّذِي حمَلَنَيِ‌ عَلَيهِ ذُو الرّئَاسَتَينِ وَ عَلَيهِ المِمطَرُ وَ وَقَفَ بِالقُربِ منِيّ‌ لِيَجتَمِعَ عَلَيهِ أَصحَابُهُ وَ هُوَ يُنشِدُ


  َدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ

وَ يبَكيِ‌ فَلَمّا رَأَيتُ ذَلِكَ مِنهُ عَجِبتُ مِن لِصّ مِنَ الأَكرَادِ يَتَشَيّعُ ثُمّ طَمِعتُ فِي القَمِيصِ وَ المِنشَفَةِ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ لِمَن هَذِهِ القَصِيدَةُ فَقَالَ مَا أَنتَ وَ ذَاكَ وَيلَكَ فَقُلتُ لِي فِيهِ سَبَبٌ أُخبِرُكَ بِهِ فَقَالَ هيِ‌َ أَشهَرُ بِصَاحِبِهَا أَن تَجهَلَ فَقُلتُ مَن هُوَ قَالَ دِعبِلُ بنُ عَلِيّ شَاعِرُ آلِ مُحَمّدٍ جَزَاهُ اللّهُ خَيراً فَقُلتُ لَهُ وَ اللّهِ يَا سيَدّيِ‌ أَنَا دِعبِلٌ وَ هَذِهِ قصَيِدتَيِ‌ فَقَالَ وَيلَكَ مَا تَقُولُ قُلتُ الأَمرُ أَشهَرُ مِن ذَلِكَ فَأَرسَلَ إِلَي أَهلِ القَافِلَةِ فَاستَحضَرَ مِنهُم جَمَاعَةً وَ سَأَلَهُم عنَيّ‌ فَقَالُوا بِأَسرِهِم هَذَا دِعبِلُ بنُ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ فَقَالَ قَد أَطلَقتُ كُلّ مَا أُخِذَ مِنَ القَافِلَةِ خِلَالَةً فَمَا فَوقَهَا كَرَامَةً لَكَ ثُمّ نَادَي فِي أَصحَابِهِ مَن أَخَذَ شَيئاً فَليَرُدّهُ فَرَجَعَ عَلَي النّاسِ جَمِيعُ مَا أُخِذَ مِنهُم وَ رَجَعَ إلِيَ‌ّ جَمِيعُ مَا كَانَ معَيِ‌ ثُمّ بَذرَقَنَا إِلَي المَأمَنِ فَحُرِستُ أَنَا وَ القَافِلَةُ بِبَرَكَةِ القَمِيصِ وَ المِنشَفَةِ


صفحه : 244

فَانظُر إِلَي هَذِهِ المَنقَبَةِ مَا أَشرَفَهَا وَ مَا أَعلَاهَا وَ قَد يَقِفُ عَلَي هَذِهِ القِصّةِ بَعضُ النّاسِ مِمّن يُطَالِعُ هَذَا الكِتَابَ وَ يَقرَؤُهُ فَتَدعُوهُ نَفسُهُ إِلَي مَعرِفَةِ هَذِهِ الأَبيَاتِ المَعرُوفَةِ بِمَدَارِسُ آيَاتٍ وَ يشَتهَيِ‌ الوُقُوفَ عَلَيهَا وَ ينَسبُنُيِ‌ فِي إعِراَضيِ‌ عَن ذِكرِهَا إِمّا إِلَي أنَنّيِ‌ لَم أَعرِفهَا أَو أنَنّيِ‌ جَهِلتُ مَيلَ النّفُوسِ حِينَئِذٍ إِلَي الوُقُوفِ عَلَيهَا فَأَحبَبتُ أَن أُدخِلَ رَاحَةً عَلَي بَعضِ النّفُوسِ وَ أَن أَدفَعَ عنَيّ‌ هَذَا النّقصَ المُتَطَرّقَ إلِيَ‌ّ بِبَعضِ الظّنُونِ فَأَورَدتُ مِنهَا مَا يُنَاسِبُ ذَلِكَ وَ هيِ‌َ


ذَكَرتُ مَحَلّ الرّبعِ مِن عَرَفَاتٍ   فَأَسبَلتُ دَمعَ العَينِ بِالعَبَراتِ

وَ قَلّ عُرَي صبَريِ‌ وَ هَاجَت صبَاَبتَيِ‌   رُسُومُ دِيَارٍ أَقفَرَت وَعرَاتٍ

مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ   وَ مَنزِلُ وحَي‌ٍ مُقفِرُ العَرَصَاتِ

لِآلِ رَسُولِ اللّهِ بِالخَيفِ مِن مِنًي   وَ بِالبَيتِ وَ التّعرِيفِ وَ الجَمَرَاتِ

دِيَارُ عَلِيّ وَ الحُسَينِ وَ جَعفَرٍ   وَ حَمزَةَ وَ السّجّادِ ذيِ‌ الثّفِنَاتِ

دِيَارٌ عَفَاهَا جَورُ كُلّ مُعَانِدٍ   وَ لَم تَعفُ بِالأَيّامِ وَ السّنَوَاتِ

دِيَارٌ لِعَبدِ اللّهِ وَ الفَضلِ صِنوِهِ   سَلِيلِ رَسُولِ اللّهِ ذيِ‌ الدّعَوَاتِ

مَنَازِلُ كَانَت لِلصّلَاةِ وَ لِلتّقَي   وَ لِلصّومِ وَ التّطهِيرِ وَ الحَسَنَاتِ

مَنَازِلُ جَبرَئِيلُ الأَمِينُ يَحُلّهَا   مِنَ اللّهِ بِالتّسلِيمِ وَ الزّكَوَاتِ

مَنَازِلُ وحَي‌ِ اللّهِ مَعدِنُ عِلمِهِ   سَبِيلُ رَشَادٍ وَاضِحُ الطّرُقَاتِ

مَنَازِلُ وحَي‌ُ اللّهِ يَنزِلُ حَولَهَا   عَلَي أَحمَدَ الرّوحَاتِ وَ الغَدَوَاتِ

فَأَينَ الأُولَي شَطّت بِهِم غُربَةُ النّوَي   أَفَانِينَ فِي الأَقطَارِ مُختَلِفَاتٍ

هُم آلُ مِيرَاثِ النّبِيّ إِذَا انتَمَوا   وَ هُم خَيرُ سَادَاتٍ وَ خَيرُ حُمَاةٍ

مَطَاعِيمُ فِي الأَعسَارِ فِي كُلّ مَشهَدٍ   فَقَد شُرّفُوا بِالفَضلِ وَ البَرَكَاتِ

إِذَا لَم نُنَاجِ اللّهَ فِي صَلَوَاتِنَا   بِذِكرِهِم لَم يَقبَلِ الصّلَوَاتِ

أَئِمّةُ عِدلٍ يُهتَدَي بِفِعَالِهِم   وَ نؤمن [BA]تُؤمَنُ]مِنهُم زَلّةُ العَثَرَاتِ

فَيَا رَبّ زِد قلَبيِ‌ هُدًي وَ بَصِيرَةً   وَ زِد حُبّهُم يَا رَبّ فِي حسَنَاَتيِ‌

دِيَارُ رَسُولِ اللّهِ أَصبَحنَ بَلقَعَا   وَ دَارُ زِيَادٍ أَصبَحَت عُمُرَاتٍ

صفحه : 245


وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ هُلبٌ رِقَابُهُم   وَ آلُ زِيَادٍ غُلّظُ القَصَرَاتِ

وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ تَدمَي نُحُورُهُم   وَ آلُ زِيَادٍ زَيّنُوا الحَجَلَاتِ

وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ يُسبَي حَرِيمُهُم   وَ آلُ زِيَادٍ آمَنُوا السّربَاتِ

وَ آلُ زِيَادٍ فِي القُصُورِ مَصُونَةٌ   وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ فِي الفَلَوَاتِ

فَيَا واَرثِيِ‌ عِلمِ النّبِيّ وَ آلَهُ   عَلَيكُم سلَاَميِ‌ دَائِمَ النّفَحَاتِ

لَقَد أَمِنَت نفَسيِ‌ بِكُم فِي حَيَاتِهَا   وَ إنِيّ‌ لَأَرجُو الأَمنَ عِندَ ممَاَتيِ‌

بيان كأن المراد بالمنشفة المنديل يتمسح به في القاموس نشف الثوب العرق شربه والنشفة خرقة ينشف بهاماء المطر ويعصر في الأوعية والنشافة منديل يتمسح به و في النهاية فيه كان لرسول الله ص نشافة ينشف بهاغسالة وجهه يعني‌ منديلا يمسح بهاوضوءه والربع بالفتح الدار والمحلة والمنزل والسليل الولد واستعمل هنا مجازا والسليل أيضا الخالص الصافي‌ من القذي والكدر. والهلب بالضم الشعر كله أو ماغلظ منه وبالتحريك كثرة الشعر و هوأهلب والأهلب الذنب المنقطع و ألذي لاشعر عليه والكثير الشعر ضد كذا في القاموس وكأنه هنا كناية عن دقة أعناقهم كالشعر أو عن فقرهم ورثاثتهم وأنهم لايقدرون علي الحلق . والقصرة العنق وأصل الرقبة مصونة خبر أوحال ونفح الطيب كمنع فاح والنفحة من الريح الدفعة وسيأتي‌ شرح باقي‌ الأبيات إن شاء الله تعالي

13- كشف ،[كشف الغمة] عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ دَخَلَ دِعبِلُ بنُ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ عَلَي الرّضَا ع بِمَروَ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ‌ قَد قُلتُ فِيكُم قَصِيدَةً وَ آلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا أُنشِدَهَا أَحَداً قَبلَكَ فَقَالَ الرّضَا ع هَاتِهَا فَأَنشَدَ


تَجَاوَبنَ بِالأَرنَانِ وَ الزّفَرَاتِ   نَوَائِحُ عُجمُ اللّفظِ وَ النّطَقَاتِ

صفحه : 246


يُخبِرنَ بِالأَنفَاسِ عَن سِرّ أَنفُسٍ   أُسَارَي هَوًي مَاضٍ وَ آخَرُ آتٍ

فَأَسعَدنَ أَو أَسعَفنَ حَتّي تَقَوّضَت   صُفُوفُ الدّجَي بِالفَجرِ مُنهَزِمَاتٍ

عَلَي العَرَصَاتِ الخَالِيَاتِ مِنَ المَهَا   سَلَامُ شَجّ صَبّ عَلَي العَرَصَاتِ

فعَهَديِ‌ بِهَا خُضرُ المَعَاهِدِ مَألَفاً   مِنَ العَطِرَاتِ البِيضِ وَ الخَفَرَاتِ

ليَاَليِ‌َ يَعدِينَ الوِصَالَ عَلَي القِلَي   وَ يعُديِ‌ تَدَانِينَا عَلَي العَزَبَاتِ

وَ إِذ هُنّ يَلحَظنَ العُيُونَ سَوَافِرَا   وَ يَستُرنَ باِلأيَديِ‌ عَلَي الوَجَنَاتِ

وَ إِذ كُلّ يَومٍ لِي بلِحَظيِ‌ نَشوَةٌ   يَبِيتُ بِهَا قلَبيِ‌ عَلَي نَشَوَاتٍ

فَكَم حَسَرَاتٍ هَاجَهَا بِمُحَسّرٍ   وقُوُفيِ‌ يَومَ الجَمعِ مِن عَرَفَاتٍ

أَ لَم تَرَ لِلأَيّامِ مَا جَرّ جَورُهَا   عَلَي النّاسِ مِن نَقضٍ وَ طُولِ شَتَاتٍ

وَ مِن دُوَلِ المُستَهزِءِينَ وَ مَن غَدَا   بِهِم طَالِباً لِلنّورِ فِي الظّلُمَاتِ

فَكَيفَ وَ مِن أَنّي بِطَالِبِ زُلفَةٍ   إِلَي اللّهِ بَعدَ الصّومِ وَ الصّلَوَاتِ

سِوَي حُبّ أَبنَاءِ النّبِيّ وَ رَهطِهِ   وَ بُغضِ بنَيِ‌ الزّرقَاءِ وَ العَبَلَاتِ

وَ هِندٍ وَ مَا أَدّت سُمَيّةُ وَ ابنُهَا   أُولُو الكُفرِ فِي الإِسلَامِ وَ الفَجَرَاتِ

هُم نَقَضُوا عَهدَ الكِتَابِ وَ فَرضَهُ   وَ مُحكَمَهُ بِالزّورِ وَ الشّبُهَاتِ

وَ لَم تَكُ إِلّا مِحنَةٌ كَشَفَتهُم   بِدَعوَي ضَلَالٍ مِن هَنٍ وَ هَنَاتٍ

تُرَاثٌ بِلَا قُربَي وَ مُلكٌ بِلَا هُدًي   وَ حُكمٌ بِلَا شُورَي بِغَيرِ هُدَاةٍ

رَزَايَا أَرَتنَا خُضرَةَ الأُفُقِ حُمرَةً   وَ رَدّت أُجَاجاً طَعمَ كُلّ فُرَاتٍ

وَ مَا سَهّلَت تِلكَ المَذَاهِبُ فِيهِم   عَلَي النّاسِ إِلّا بَيعَةَ الفَلَتَاتِ

وَ مَا قِيلُ أَصحَابِ السّقِيفَةِ جَهرَةً   بِدَعوَي تُرَاثٍ فِي الضّلَالِ نَتَأَت

وَ لَو قَلّدُوا المُوصَي إِلَيهِ أُمُورَهَا   لَزُمّت بِمَأمُونٍ عَلَي العَثَرَاتِ

أخَيِ‌ خَاتَمِ الرّسُلِ المُصَفّي مِنَ القَذَي   وَ مُفتَرِسِ الأَبطَالِ فِي الغَمَرَاتِ

فَإِن جَحَدُوا كَانَ الغَدِيرُ شَهِيدَهُ   وَ بَدرٌ وَ أُحُدٌ شَامِخُ الهَضَبَاتِ

وَ آي‌ٌ مِنَ القُرآنِ تُتلَي بِفَضلِهِ   وَ إِيثَارُهُ بِالقُوتِ فِي اللّزبَاتِ

وَ عِزّ خِلَالٍ أَدرَكَتهُ بِسَبقِهَا   مَنَاقِبُ كَانَت فِيهِ مُؤتَنِفَاتٍ

صفحه : 247


مَنَاقِبُ لَم تُدرَك بِخَيرٍ وَ لَم تُنَل   بشِيَ‌ءٍ سِوَي حَدّ القَنَا الذّرَبَاتِ

نجَيِ‌ّ لِجِبرِيلَ الأَمِينِ وَ أَنتُم   عُكُوفٌ عَلَي العُزّي مَعاً وَ مَنَاتٍ

بَكَيتُ لِرَسمِ الدّارِ مِن عَرَفَاتٍ   وَ أَذرَيتُ دَمعَ العَينِ بِالعَبَرَاتِ

وَ بَانَ عُرَي صبَريِ‌ وَ هَاجَت صبَاَبتَيِ‌   رُسُومُ دِيَارٍ قَد عَفَت وَعَرَاتٍ

مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلَاوَةٍ   وَ مَنزِلُ وحَي‌ٍ مُقفِرُ العَرَصَاتِ

لِآلِ رَسُولِ اللّهِ بِالخَيفِ مِن مِنًي   وَ بِالبَيتِ وَ التّعرِيفِ وَ الجَمَرَاتِ

دِيَارٌ لِعَبدِ اللّهِ بِالخَيفِ مِن مِنًي   وَ لِلسّيّدِ الداّعيِ‌ إِلَي الصّلَوَاتِ

دِيَارُ عَلِيّ وَ الحُسَينِ وَ جَعفَرٍ   وَ حَمزَةَ وَ السّجّادِ ذيِ‌ الثّفِنَاتِ

دِيَارٌ لِعَبدِ اللّهِ وَ الفَضلِ صِنوِهِ   نجَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ فِي الخَلَوَاتِ

وَ سبِطيَ‌ رَسُولِ اللّهِ وَ ابنيَ‌ وَصِيّهِ   وَ وَارِثِ عِلمِ اللّهِ وَ الحَسَنَاتِ

مَنَازِلُ وحَي‌ُ اللّهِ يَنزِلُ بَينَهَا   عَلَي أَحمَدَ المَذكُورِ فِي الصّلَوَاتِ

مَنَازِلُ قَومٍ يُهتَدَي بِهُدَاهُم   فَيُؤمَنُ مِنهُم زَلّةُ العَثَرَاتِ

مَنَازِلُ كَانَت لِلصّلَاةِ وَ لِلتّقَي   وَ لِلصّومِ وَ التّطهِيرِ وَ الحَسَنَاتِ

مَنَازِلُ لَا تَيمٌ يَحُلّ بِرَبعِهَا   وَ لَا ابنُ صُهَاكَ فَاتِكُ الحُرُمَاتِ

دِيَارٌ عَفَاهَا جَورُ كُلّ مُنَابِذٍ   وَ لَم تَعفُ لِلأَيّامِ وَ السّنَوَاتِ

قِفَا نَسأَلِ الدّارَ التّيِ‌ خَفّ أَهلُهَا   مَتَي عَهدُهَا بِالصّومِ وَ الصّلَوَاتِ

وَ أَينَ الأُولَي شَطّت بِهِم غُربَةُ النّوَي   أَفَانِينَ فِي الأَقطَارِ مُفتَرِقَاتٍ

هُم أَهلُ مِيرَاثِ النّبِيّ إِذَا اعتَزَوا   وَ هُم خَيرُ سَادَاتٍ وَ خَيرُ حُمَاةٍ

إِذَا لَم نُنَاجِ اللّهَ فِي صَلَوَاتِنَا   بِأَسمَائِهِم لَم يَقبَلِ الصّلَوَاتِ

مَطَاعِيمُ لِلأَعسَارِ فِي كُلّ مَشهَدٍ   لَقَد شُرّفُوا بِالفَضلِ وَ البَرَكَاتِ

صفحه : 248


وَ مَا النّاسُ إِلّا غَاصِبٌ وَ مُكَذّبٌ   وَ مُضطَغِنٌ ذُو إِحنَةٍ وَ تُرَاتٍ

إِذَا ذَكَرُوا قَتلَي بِبَدرٍ وَ خَيبَرَ   وَ يَومَ حُنَينٍ أَسبَلُوا العَبَرَاتِ

فَكَيفَ يُحِبّونَ النّبِيّ وَ رَهطَهُ   وَ هُم تَرَكُوا أَحشَاءَهُم وَغَرَاتٍ

لَقَد لَايَنُوهُ فِي المَقَالِ وَ أَضمَرُوا   قُلُوباً عَلَي الأَحقَادِ مُنطَوِيَاتٍ

فَإِن لَم يَكُن إِلّا بِقُربَي مُحَمّدٍ   فَهَاشِمُ أَولَي مِن هَنٍ وَ هَنَاتٍ

سَقَي اللّهُ قَبراً بِالمَدِينَةِ غَيثَهُ   فَقَد حَلّ فِيهِ الأَمنُ بِالبَرَكَاتِ

نبَيِ‌ّ الهُدَي صَلّي عَلَيهِ مَلِيكُهُ   وَ بَلّغَ عَنّا رُوحَهُ التّحَفَاتِ

وَ صَلّي عَلَيهِ اللّهُ مَا ذَرّ شَارِقٌ   وَ لَاحَت نُجُومُ اللّيلِ مُبتَدِرَاتٍ

أَ فَاطِمُ لَو خِلتِ الحُسَينَ مُجَدّلًا   وَ قَد مَاتَ عَطشَاناً بِشَطّ فُرَاتٍ

إِذاً لَلَطَمتِ الخَدّ فَاطِمُ عِندَهُ   وَ أَجرَيتِ دَمعَ العَينِ فِي الوَجَنَاتِ

أَ فَاطِمُ قوُميِ‌ يَا ابنَةَ الخَيرِ وَ اندبُيِ‌   نُجُومَ سَمَاوَاتٍ بِأَرضِ فَلَاةٍ

قُبُورٌ بِكُوفَانَ وَ أُخرَي بِطَيبَةَ   وَ أُخرَي بِفَخّ نَالَهَا صلَوَاَتيِ‌

وَ أُخرَي بِأَرضِ الجَوزَجَانِ مَحَلّهَا   وَ قَبرٌ بِبَاخَمرَي لَدَي الغُرُبَاتِ

وَ قَبرٌ بِبَغدَادَ لِنَفسٍ زَكِيّةٍ   تَضَمّنَهَا الرّحمَنُ فِي الغُرُفَاتِ

وَ قَبرٌ بِطُوسَ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ   أَلَحّت عَلَي الأَحشَاءِ بِالزّفَرَاتِ

إِلَي الحَشرِ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ قَائِماً   يُفَرّجُ عَنّا الغَمّ وَ الكُرُبَاتِ

عَلِيّ بنُ مُوسَي أَرشَدَ اللّهُ أَمرَهُ   وَ صَلّي عَلَيهِ أَفضَلَ الصّلَوَاتِ

فَأَمّا المُمِضّاتُ التّيِ‌ لَستُ بَالِغاً   مَبَالِغَهَا منِيّ‌ بِكُنهِ صِفَاتٍ

قُبُورٌ بِبَطنِ النّهرِ مِن جَنبِ كَربَلَاءَ   مُعَرّسُهُم مِنهَا بِشَطّ فُرَاتٍ

تُوُفّوا عِطَاشاً بِالفُرَاتِ فلَيَتنَيِ‌   تُوُفّيتُ فِيهِم قَبلَ حِينِ وفَاَتيِ‌

إِلَي اللّهِ أَشكُو لَوعَةً عِندَ ذِكرِهِم   سقَتَنيِ‌ بِكَأسِ الثّكلِ وَ الفَظَعَاتِ

أَخَافُ بِأَن أَزدَارَهُم فتَشَوُقنَيِ‌   مَصَارِعُهُم بِالجَزِعِ فَالنّخَلَاتِ

تَغَشّاهُم رَيبُ المَنُونِ فَمَا تَرَي   لَهُم عَقرَةً مَغشِيّةَ الحَجَرَاتِ

خَلَا أَنّ مِنهُم بِالمَدِينَةِ عُصبَةً   مَدِينِينَ أَنضَاءً مِنَ اللّزَبَاتِ

صفحه : 249


قَلِيلَةَ زُوّارٍ سِوَي أَنّ زُوّراً   مِنَ الضّبُعِ وَ العِقبَانِ وَ الرّخَمَاتِ

لَهُم كُلّ يَومٍ تُربَةٌ بِمَضَاجِعَ   ثَوَت فِي نوَاَحيِ‌ الأَرضِ مُفتَرِقَاتٍ

تَنَكّبَت لَأوَاءُ السّنِينَ جِوَارَهُم   وَ لَا تَصطَلِيهِم جَمرَةُ الجَمَرَاتِ

وَ قَد كَانَ مِنهُم بِالحِجَازِ وَ أَرضِهَا   مَغَاوِيرُ نَجّارُونَ فِي الأَزَمَاتِ

حِمًي لَم تَزُرهُ المُذنِبَاتُ وَ أَوجُهٌ   تضُيِ‌ءُ لَدَي الأَستَارِ وَ الظّلُمَاتِ

إِذَا وَرَدُوا خَيلًا بِسُمرٍ مِنَ القَنَا   مَسَاعِيرَ حَربٍ أَقحَمُوا الغَمَرَاتِ

فَإِن فَخِرُوا يَوماً أَتَوا بِمُحَمّدٍ   وَ جِبرِيلَ وَ الفُرقَانِ وَ السّورَاتِ

وَ عَدّوا عَلِيّاً ذَا المَنَاقِبِ وَ العُلَي   وَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءَ خَيرَ بَنَاتٍ

وَ حَمزَةَ وَ العَبّاسَ ذَا الهدَي‌ِ وَ التّقَي   وَ جَعفَراً الطّيّارَ فِي الحُجُبَاتِ

أُولَئِكَ لَا مَلقُوحُ هِندٍ وَ حِزبُهَا   سُمَيّةَ مِن نَوكَي وَ مِن قَذَرَاتٍ

سَتُسأَلُ تَيمٌ عَنهُم وَ عَدِيّهَا   وَ بَيعَتُهُم مِن أَفجَرِ الفَجَرَاتِ

هُم مَنَعُوا الآبَاءَ عَن أَخذِ حَقّهِم   وَ هُم تَرَكُوا الأَبنَاءَ رَهنَ شَتَاتٍ

وَ هُم عَدَلُوهَا عَن وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ   فَبَيعَتُهُم جَاءَت عَنِ الغَدَرَاتِ

وَلِيّهُم صِنوُ النّبِيّ مُحَمّدٍ   أَبُو الحَسَنِ الفَرّاجُ لِلغَمَرَاتِ

مَلَامَكَ فِي آلِ النّبِيّ فَإِنّهُم   أحَبِاّي‌َ مَا دَامُوا وَ أَهلُ ثقِاَتيِ‌

تَخَيّرتُهُم رُشداً لنِفَسيِ‌ إِنّهُم   عَلَي كُلّ حَالٍ خِيَرَةُ الخِيَرَاتِ

نَبَذتُ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ صَادِقاً   وَ سَلّمتُ نفَسيِ‌ طَائِعاً لوِلُاَتيِ‌

فَيَا رَبّ زدِنيِ‌ فِي هوَاَي‌َ بَصِيرَةً   وَ زِد حُبّهُم يَا رَبّ فِي حسَنَاَتيِ‌

سَأَبكِيهِم مَا حَجّ لِلّهِ رَاكِبٌ   وَ مَا نَاحَ قمُريِ‌ّ عَلَي الشّجَرَاتِ

وَ إنِيّ‌ لَمَولَاهُم وَ قَالٍ عَدُوّهُم   وَ إنِيّ‌ لَمَحزُونٌ بِطُولِ حيَاَتيِ‌

بنِفَسيِ‌ أَنتُم مِن كُهُولٍ وَ فِتيَةٍ   لِفَكّ عُتَاةٍ أَو لِحَملِ دِيَاتٍ

وَ لِلخَيلِ لَمّا قَيّدَ المَوتُ خَطوَهَا   فَأَطلَقتُم مِنهُنّ بِالذّرَبَاتِ

أُحِبّ قصَيِ‌ّ الرّحِمِ مِن أَجلِ حُبّكُم   وَ أَهجُرُ فِيكُم زوَجتَيِ‌ وَ بنَاَتيِ‌

صفحه : 250


وَ أَكتُمُ حُبّيكُم مَخَافَةَ كَاشِحٍ   عَنِيدٍ لِأَهلِ الحَقّ غَيرِ مُوَاتٍ

فَيَا عَينُ بَكّيهِم وَ جوُديِ‌ بِعَبرَةٍ   فَقَد آنَ لِلتّسكَابِ وَ الهَمَلَاتِ

لَقَد خِفتُ فِي الدّنيَا وَ أَيّامِ سَعيِهَا   وَ إنِيّ‌ لَأَرجُو الأَمنَ بَعدَ وفَاَتيِ‌

أَ لَم تَرَ أنَيّ‌ مُذ ثَلَاثُونَ حِجّةً   أَرُوحُ وَ أَغدُو دَائِمَ الحَسَرَاتِ

أَرَي فَيئَهُم فِي غَيرِهِم مُتَقَسّماً   وَ أَيدِيَهُم مِن فَيئِهِم صِفرَاتٍ

وَ كَيفَ أدُاَويِ‌ مِن جَوًي بيِ‌ وَ الجَوَي   أُمَيّةُ أَهلُ الكُفرِ وَ اللّعَنَاتِ

وَ آلُ زِيَادٍ فِي الحَرِيرِ مَصُونَةً   وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ مُنهَتِكَاتٍ

سَأَبكِيهِم مَا ذَرّ فِي الأُفُقِ شَارِقٌ   وَ نَادَي مُنَادِ[BA]ي‌]الخَيرِ بِالصّلَوَاتِ

وَ مَا طَلَعَت شَمسٌ وَ حَانَ غُرُوبُهَا   وَ بِاللّيلِ أَبكِيهِم وَ بِالغَدَوَاتِ

دِيَارُ رَسُولِ اللّهِ أَصبَحنَ بَلقَعاً   وَ آلُ زِيَادٍ تَسكُنُ الحُجُرَاتِ

وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ تَدمَي نُحُورُهُم   وَ آلُ زِيَادٍ رَبّةُ الحَجَلَاتِ

وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ يُسبَي حَرِيمُهُم   وَ آلُ زِيَادٍ آمَنُوا السّرَبَاتِ

إِذَا وُتِرُوا مَدّوا إِلَي وَاتِرِيهِم   أَكُفّاً عَنِ الأَوتَارِ مُنقَبِضَاتٍ

فَلَو لَا ألّذِي أَرجُوهُ فِي اليَومِ أَو غَدٍ   تَقَطّعَ نفَسيِ‌ أَثَرَهُم حَسَرَاتٍ

خُرُوجُ إِمَامٍ لَا مَحَالَةَ خَارِجٌ   يَقُومُ عَلَي اسمِ اللّهِ وَ البَرَكَاتِ

يُمَيّزُ فِينَا كُلّ حَقّ وَ بَاطِلٍ   وَ يجُزيِ‌ عَلَي النّعمَاءِ وَ النّقِمَاتِ

فَيَا نَفسُ طيِبيِ‌ ثُمّ يَا نَفسُ فاَبشرَيِ‌   فَغَيرُ بَعِيدٍ كُلّ مَا هُوَ آتٍ

وَ لَا تجَزعَيِ‌ مِن مُدّةِ الجَورِ إنِنّيِ‌   أَرَي قوُتّيِ‌ قَد آذَنَت بِثَبَاتٍ

فَيَا رَبّ عَجّل مَا أُؤَمّلُ فِيهِم   لأِشَفيِ‌ نفَسيِ‌ مِن أَسَي المَحَنَاتِ

فَإِن قَرّبَ الرّحمَنُ مِن تِلكَ مدُتّيِ‌   وَ أَخّرَ مِن عمُرُيِ‌ وَ وَقتِ وفَاَتيِ‌

شَفَيتُ وَ لَم أَترُك لنِفَسيِ‌ غُصّةً   وَ رَوّيتُ مِنهُم منُصلُيِ‌ وَ قنَاَتيِ‌

فإَنِيّ‌ مِنَ الرّحمَنِ أَرجُو بِحُبّهِم   حَيَاةً لَدَي الفِردَوسِ غَيرَ تباتي‌[BA]بَتَاتٍ]

عَسَي اللّهُ أَن يَرتَاحَ لِلخَلقِ إِنّهُ   إِلَي كُلّ قَومٍ دَائِمُ اللّحَظَاتِ

صفحه : 251


فَإِن قُلتُ عُرفاً أَنكَرُوهُ بِمُنكَرٍ   وَ غَطّوا عَلَي التّحقِيقِ بِالشّبُهَاتِ

تَقَاصَرَ نفَسيِ‌ دَائِماً عَن جِدَالِهِم   كفَاَنيِ‌ مَا أَلقَي مِنَ العَبَرَاتِ

أُحَاوِلُ نَقلَ الصّمّ عَن مُستَقَرّهَا   وَ إِسمَاعَ أَحجَارٍ مِنَ الصّلَدَاتِ

فحَسَبيِ‌ مِنهُم أَن أَبُوءَ بِغُصّةٍ   تَرَدّدَ فِي صدَريِ‌ وَ فِي لهَوَاَتيِ‌

فَمِن عَارِفٍ لَم يَنتَفِع وَ مُعَانِدٍ   تَمِيلُ بِهِ الأَهوَاءُ لِلشّهَوَاتِ

كَأَنّكَ بِالأَضلَاعِ قَد ضَاقَ ذَرعُهَا   لِمَا حُمّلَت مِن شِدّةِ الزّفَرَاتِ

[ لَمّا وَصَلَ إِلَي قَولِهِ وَ قَبرٌ بِبَغدَادَ قَالَ ع لَهُ أَ فَلَا أُلحِقُ لَكَ بِهَذَا المَوضِعِ بَيتَينِ بِهِمَا تَمَامُ قَصِيدَتِكَ قَالَ بَلَي يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ وَ قَبرٌ بِطُوسَ وَ ألّذِي يَلِيهِ] قَالَ دِعبِلٌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لِمَن هَذَا القَبرُ بِطُوسَ فَقَالَ ع قبَريِ‌ وَ لَا ينَقضَيِ‌ الأَيّامُ وَ السّنُونَ حَتّي تَصِيرَ طُوسُ مُختَلَفَ شيِعتَيِ‌ فَمَن زاَرنَيِ‌ فِي غرُبتَيِ‌ كَانَ معَيِ‌ فِي درَجَتَيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ مَغفُوراً لَهُ وَ نَهَضَ الرّضَا ع وَ قَالَ لَا تَبرَح وَ أَنفَذَ إلِيَ‌ّ صُرّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ إِلَي آخِرِ مَا رَوَاهُ الصّدُوقُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ مِنَ القِصّةِ

بيان قوله عجم اللفظ أي لايفهم معناه والأعجم ألذي لايفصح و لايبين كلامه والمراد أصوات الطيور ونغماتها قوله أساري هوي ماض أي يخبرن عن العشاق الماضين والآتين قوله فأسعدن أي العشاق والإسعاد الإعانة والإسعاف الإيصال إلي البغية والأصوب فأصعدن أوأسففن من أسف الطائر إذادنا من الأرض في طيرانه فالضمير للنوائح أي كن يطرن تارة صعودا وتارة هبوطا وتقوضت الصفوف انتقضت وتفرقت والمها بالفتح جمع مهاة وهي‌ البقرة الوحشية و رجل شج أي حزين و رجل صب عاشق مشتاق . و قوله علي العرصات ثانيا تأكيد للأولي أومتعلق بشج وصب قوله خضر


صفحه : 252

المعاهد أي كنت أعهدها خضرة أماكنها المعهودة والظاهر أنه من قبيل ضربي‌ زيدا قائما أوعهدي‌ مبتدأ و بهاخبره باعتبار المتعلق وخضرا حال عن المجرور بها ومألفا أيضا حال منه أو من المعاهد و من للتعليل متعلق بمألفا والخفر بالتحريك شدة الحياء تقول منه رجل خفر بالكسر وجارية خفرة ومتخفرة ليالي‌ متعلقة بعهدي‌ يغدين أي الليالي‌ والعطرات أي يغدين فيها وأعداه عليه أعانه عليه والقلي بالكسر البغض أي ينصرن الوصال علي الهجران ويعدي‌ تدانينا أي يعدينا تدانينا وقربنا أوتعدي‌ الليالي‌ قربنا علي العزبات أي المفارقات البعيدة من قولهم عزب عني‌ فلان أي بعد و في بعض النسخ بإعجام الأول وإهمال الثاني‌ من الغربة و هوأظهر وإذ هن عطف علي ليالي‌ يلحظن أي ينظرن أي العطرات العيون أي بالعيون والمراد عيون الناظرين وسوافرا حال والصرف للضرورة والوجنة ماارتفع من الخدين و كل يوم منصوب ومتعلق بعامل الظرف بعده والنشوة بالفتح السكر. قوله بمحسر أي بوادي‌ محسر بكسر السين المشددة و هوحد مني إلي جهة عرفة و في القاموس يوم جمع يوم عرفة قوله ماجر من الجريرة وهي‌ الجناية أوالجر من نقص من للبيان ويحتمل التعليل والمراد نقض العهود في الإمامة والشتات التفرق و من دول المستهزءين أي بالشرع والدين وبأئمة المسلمين و في بعض النسخ المستهترين من استهتر أي اتبع هواه فلايبالي‌ بما يفعل . قوله و من غدا بهم عطف علي المستهزءين أوالدول أي من صار بهم في الظلمات طالبا للنور أي يطلبون الهداية منهم و هذامحال ويحتمل علي الثاني‌ أن يكون المراد بهم الأئمة وأتباعهم . قوله بني‌ الزرقاء قال الطيبي‌ الزرقة أبغض الألوان إلي العرب لأنه لون أعدائهم الروم والمراد بهم بنو مروان فإن أمه كانت زرقاء زانية كمارَوَي ابنُ الجوَزيِ‌ّ أَنّ الحُسَينَ ع قَالَ لِمَروَانَ يَا ابنَ الزّرقَاءِ الدّاعِيَةِ إِلَي نَفسِهَا بِسُوقِ


صفحه : 253

عُكَاظٍ

و قال الجوهري‌ عبلة اسم أمية الصغري وهم من قريش يقال لهم العبلات بالتحريك وسمية أم زياد و ماأدت أي حصل منها و من أبيها من الأولاد والأفعال وأولو خبر مبتدإ محذوف أي هم والفجرات عطف علي الكفر. وفرضه عطف علي أحد قوله و لم تك إلامحنة أي لم يكن إلاامتحان أصابهم بعد النبي ص فظهر كفرهم ونفاقهم بدعوي ضلال . قوله من هن وهنات كناية عن الشي‌ء القبيح أي من شيء وأشياء من القبائح وبسبب الكفر والأغراض الباطلة والأحقاد القديمة والعقائد الفاسدة تراث بالرفع خبر مبتدإ محذوف أوبالجر بدلا من ضلال وكذا ملك وحكم يحتملهما والتراث الإرث والتاء بدل من الواو والملك السلطنة والخلافة أي ورثوا النبي ص بلا قرابة وملكوا الخلافة بلا هداية وعلم وحكموا في النفوس والأموال والفروج بغير مشورة من الهداة ورزايا أي تلك الأمور مصائب صارت بسببها خضرة أفق السماء حمرة وردت أي صيرت تلك الرزايا طعم كل فرات أي عذب أجاجا أي مالحا وبيعة الفلتات إشارة إلي قول عمر كانت بيعة أبي بكر


صفحه : 254

فلتة وقي الله المسلمين شرها كمامر و في القاموس كان الأمر فلتة أي فجاءة من غيرتدبر وتردد وهما علي الاستعارة أوأشار بهما إلي مامر من أن بعدالسقيفة انقطع ماء السماء وصار ماء أجاجا و إن اشتداد حمرة الأفق حصل بعدشهادة الحسين ع . قوله و ماقيل مصدر بمعني القول اسم ما وخبره قوله نتات من نتا أي ارتفع وجهرة حال عن قيل و في الضلال صفة أومتعلق بنتات وتقليد الولاة الأعمال تفويضها إليهم وضمير أمورها للخلافة أوالأمة قوله لزمت أي الأمور من الزمام كناية عن انتظامها وأخي‌ بدل من مأمون و قوله شامخ الهضبات صفة لأحد والشامخ المرتفع والهضبة الجبل المنبسط علي وجه الأرض واللزبات


صفحه : 255

بالسكون جمع اللزبة بالتحريك وهي‌ الشدة والقحط أدركته ضمير المفعول للعز وفاعله مناقب وضمير بسبقها للمناقب قوله مؤتنفات أي طريات مبتدعات لم يسبقه إليها أحد من قولهم روضة أنف كعنق ومحسن لم ترع وكذلك كأس أنف لم يشرب وأمر أنف مستأنف قوله بخير أي بمال و في بعض النسخ بكيد ولعله أصوب نجي‌ أي كان يناجيه ويساره جبرئيل لأنه كان يسمع الوحي‌ وأنتم عكوف أي والحال أنتم ملازمون ومحبوسون علي عبادة الأصنام والخطاب لغاصبي‌ الخلافة معا ومنات فيه تقديم وتأخير أي ومنات معا.بكيت هذامطلع ثان والمراد رسم دار أهل البيت ع والذرابة الحدة والذرب إلحاد من كل شيء وسيف ذرب و قال الجوهري‌ أذريت الشي‌ء إذاألقيته كإلقائك الحب للزرع والذري اسم الدمع المصبوب وبان أي افترق و بعد قوله وهاجت يقال هاج الشي‌ء وهاجه غيره فعلي الأول فقوله صبابتي‌ فاعله و قوله رسوم منصوب بنزع الخافض أي لرسوم و علي الثاني‌ فقوله رسوم فاعله . قوله عفت أي انمحت واندرست والوعر ضد السهل والصبابة رقة الشوق وحرارته مدارس بالرفع مبتدأ ولآل خبره أومجرور بدل ديار ولآل حينئذ يحتمل الوصفية للمدارس والمنزل وكونه خبرا لمحذوف ويحتمل أن يكون الظرف خبرا لديار المذكور بوضع الظاهر موضع المضمر والقفر مفازة لانبات فيها و لاماء وأقفرت الدار خلت والخيف مسجد مني والتعريف وقوف عرفة والمراد هنا محلة والصنوان نخلتان نبتتا من أصل واحد و في الحديث عم الرجل صنو أبيه ووارث عطف علي وصيه والربع الدار والمحلة والفاتك الجري‌ء الشجاع وفتك به انتهز منه فرصة فقتله و في الأمر لج والأظهر هاتك كما في بعض النسخ ونابذه الحرب كاشفه .


صفحه : 256

قوله قفا قدشاع في الأشعار هذاالنوع من الخطاب فقيل إن العرب قديخاطب الواحد مخاطبة الاثنين وقيل هوللتأكيد من قبيل لبيك أي قف قف وقيل خطاب إلي أقل ما يكون معه من جمل و عبد وقيل إنما فعلت العرب ذلك لأن الرجل يكون أدني أعوانه اثنين راعي‌ إبله وغنمه وكذلك الرفقة أدني ما يكون ثلاثة فجري خطاب الاثنين علي الواحد لمرون ألسنتهم عليه وقيل أراد قفن علي جهة التأكيد فقلبت النون ألفا في حال الوصل لأن هذه النون تقلب ألفا في حال الوقف فحمل الوصل علي الوقف ونسأل جواب الأمر. قوله متي عهدها الضمير للدار أي بعدعهدها عن الصوم والصلوات لجور المخالفين علي أهلها وإخراجهم عنها. قوله وأين الأولي أولي هنا اسم موصول قال الجوهري‌ و أماأولي بوزن العلي فهو أيضا جمع لاواحد له من لفظه واحده ألذي شطت بتشديد الطاء أي بعدت والنوي الوجه ألذي ينويه المسافر والأفانين الأغصان جمع أفنان و هوجمع فنن وهنا كناية عن التفرق واعتزي أي انتسب والمطاعيم جمع المطعام أي كثير الإطعام والقري . وتضاغن القوم واضطغنوا انطووا علي الأحقاد والإحنة بالكسر الحقد والموتور ألذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه وتره يتره وترا وترة. إذاذكروا أي منافقي‌ قريش و أهل الكتاب معا و لوخص بالأول فذكر خيبر لأنهم انهزموا فيه وجري الفتح علي يد علي ع فبكاؤهم للحسد و لو كان مكان خيبر أحد كان أنسب والوغرة شدة توقد الحر و منه قيل في صدره علي وغر بالتسكين أي ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ. قوله إلابقربي محمدإشارة إلي مااحتج به المهاجرون علي الأنصار في السقيفة بكونهم أقرب من الرسول ص و لايبعد أن يكون هن وهنات إشارة إلي قدح في أنسابهم أيضا وغيثه مفعول ثان لسقي ونبي‌ الهدي بدل من الأمن


صفحه : 257

مليكه أي ربه ومالكه والتحفات مفعول ثان لبلغ . وذر الشمس طلع والشرق الشمس ويتحرك وشرقت الشمس طلعت والشارق الشمس حين تشرق ولاحت أي ظهرت وتلألأت مبتدرات أي يبتدرن طلوع الشمس أوكناية عن سرعتهن في الحركة وجدله صرعه علي الجدالة وهي‌ التراب . قوله وأخري بفخ إشارة إلي القتلي بفخ في زمن الهادي‌ وهم الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع وسليمان بن عبد الله بن الحسن وأتباعهما. قوله وأخري بأرض الجوزجان إشارة إلي قتل يحيي بن زيد بن علي بن الحسين ع فإنه قتل بجوزجان وصلب بها في زمن الوليد و كان مصلوبا حتي ظهر أبومسلم وأنزله ودفنه ومحلها مبتدأ وبأرض خبره وباخمري اسم موضع علي ستة عشر فرسخا من الكوفة قتل فيها ابراهيم بن عبد الله بن الحسن . قوله تضمنها أي قبل ضمانها أواشتمل عليه مجازا والممضات من قولهم أمضه الجرح أي أوجعه والمضض وجع المصيبة قوله لست بالغا أي لاأبلغ بكنه صفاتي‌ أن أصف أنها بلغت مني‌ أي مبلغ من الحزن ويحتمل أن يكون صفات بالتنوين أي صفات المبالغ فالتنوين بدل من المضاف إليه و قوله قبور خبر للممضات حذفت الفاء منه للضرورة ببطن النهر أي بقربه والنهر هوالشعبة التي‌ أجريت من الفرات إلي كربلاء و هو ألذي منع الحسين ع منه والمراد بالفرات هنا أصل النهر العظيم والتعريس النزول آخر الليل وموضع معرس وهنا يحتمل المصدر والحاصل أن قبورهم قريبة من الفرات بحيث إذا لم ينزل المسافر بقربها يذهب اليوم إلي الفرات فهو نصف منزل والغرض تعظيم جورهم وشناعته بأنهم ماتوا عطشا مع كونهم بجنب النهر الصغير وبقرب النهر الكبير ولوعة الحب حرقته وأزدار أفتعل من الزيارة ويقال شاقني‌ حبها أي هاجني‌ وشاق الطنب إلي الوتد شده وأوثقه والجزع بالكسر منعطف الوادي‌ ووسطه أو


صفحه : 258

منقطعه أومنحناه أو لايسمي جزعا حتي تكون له سعة تنبت الشجر أو هومكان بالوادي‌ لاشجر فيه وربما كان رملا ومحلة القوم كذا في القاموس أي أخاف من زيارتهم أن يهيج حزني‌ عندرؤية مصارعهم الواقعة بين الوادي‌ وأشجار النخل و في بعض النسخ النحلات بالحاء المهملة أي فتشدني‌ رؤية مصارعهم إلي الجزع والنحول و هوبعيد.تغشاهم أي أحاط ونزل بهم و في بعض النسخ القديمة تقسمهم أي فرقهم والريب مايقلق النفوس من الحوادث والمنون الدهر والموت والعقر بالضم والفتح محلة القوم ووسط الدار وأصلها أي ليس لهم دار وحجرة القوم بالفتح ناحية دارهم وجمعها حجرات بالتحريك وساحة يأتي‌ الناس حجراتها. قوله مدينين أي أذلاء أقضاء أي مهزولين أومجردين و في القاموس اللزبة الشدة والجمع اللزبات بالتسكين إن زورا أي إن لهم زائرين والعقبان جمع العقاب والرخمات جمع الرخمة أي لايزور قبورهم سوي هذه الطيور ثوت أي أقامت والتنكيب العدول واللأواء الشدة أي لايجاورهم لأواء السنين لفراقهم الدنيا والمراد بالجمرات جمرات الجحيم و رجل مغوار كثير الغارات وغارهم الله بخير أصابهم بخصب ومطر والحمي كإلي ماحمي‌ من شيء قوله لم تزره المذنبات أي لم تقربه إلاالمطهرات من الذنوب والسمرة بين البياض والسواد والقنا جمع القنات وهي‌ الرمح والمسعر بكسر الميم الخشب ألذي تسعر به النار و منه قيل للرجل إنه مسعر حرب أي تحمي به الحرب و هوبالنصب حال ويحتمل الرفع أقحموا أي أدخلوا أنفسهم بلا روية والغمرة الشدة وغمرة البحر معظمه ملقوح هند أي لم يحصلوا من لقاحها ووطئها وقوم نوكي أي حمقي ويمكن


صفحه : 259

أن يكون من النيك و هوالجماع لكن لايساعده اللغة قوله ملامك بالنصب أي كف عني‌ ملامك وقوم عناة أي أساري أي كانوا معدين مرجون لفك الأساري وحمل الديات عن القوم ولنجاة قوم من الركبان وقعوا في مخمصة فأشرفوا علي الموت والقيد كأنه قيد خيولهم فأطلقتم وحللتم القيود عن الخيول بالقنا والسيوف الذربة الحديدة. قوله قصي‌ الرحم أي أحب من كان بعيدا من جهة الرحم إذا كان محبا لكم وأهجر زوجتي‌ وبناتي‌ إذاكن مخالفات لكم قوله حبيكم أي حبي‌ إياكم والمؤاتاة المطاوعة والموافقة و قدنقلت الهمزة واوا والتسكاب الانصباب وهملت عينه فاضت . والحجة بالكسر السنة والجوي الحرقة وشدة الوجد من عشق أوحزن والبلقع الأرض القفر التي‌ لا شيء بها وربة الحجلات أي المربوبة فيها أوصاحبتها والحجلة بالتحريك موضع يزين بالثياب والستور للعروس وفلان آمن من سربه بالكسر أي في نفسه وفلان واسع السرب أي رخي‌ البال إذاوتروا أي قتل منهم أحد لم يقدروا علي القصاص وأخذ الدية بل احتاجوا إلي السؤال منهم و لم يقدروا علي إظهار الجناية وقيل أي مدوا أيديهم لأخذ الدية و لم يقدروا علي الأخذ والأول أبلغ وأظهر. والمنصل بضمتين السيف قوله غيربتات أي غيرمنقطع ويقال ارتاح الله لفلان أي رحمه ويقال باء بغضب أي رجع به واللهوات اللحمات في أقصي الفم

14-د،[العدد القوية] قَالَ صَاحِبُ الأغَاَنيِ‌قَصَدَ دِعبِلُ بنُ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ بِقَصِيدَتِهِ هَذِهِ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع بِخُرَاسَانَ فَأَعطَاهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرهَمٍ مِنَ الدّرَاهِمِ المَضرُوبَةِ بِاسمِهِ وَ خَلَعَ عَلَيهِ خِلعَةً مِن ثِيَابِهِ فَأَعطَاهُ بِهَا أَهلُ قُمّ ثَلَاثِينَ أَلفَ دِرهَمٍ فَلَم يَبِعهَا


صفحه : 260

فَقَطَعُوا عَلَيهِ الطّرِيقَ فَأَخَذُوهَا فَقَالَ لَهُم إِنّهَا تُرَادُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هيِ‌َ مُحَرّمَةٌ عَلَيكُم فَحَلَفَ أَن لَا يَبِيعَهَا أَو يُعطُونَهُ بَعضَهَا فَيَكُونَ فِي كَفَنِهِ فَأَعطَوهُ فَردَ كُمّ كَانَ فِي أَكفَانِهِ وَ كَتَبَ قَصِيدَتَهُ مَدَارِسُ آيَاتٍ فِيمَا يُقَالُ عَلَي ثَوبٍ وَ أَحرَمَ فِيهِ وَ أَمَرَ بِأَن يَكُونَ فِي كَفَنِهِ وَ لَم يَزَل دِعبِلٌ مَرهُوبُ اللّسَانِ وَ يَخَافُ مِن هِجَائِهِ الخُلَفَاءُ قَالَ ابنُ المُدَبّرِ لَقِيتُ دِعبِلًا فَقُلتُ لَهُ أَنتَ أَجسَرُ النّاسِ حَيثُ تَقُولُ فِي المَأمُونِ


إنِيّ‌ مِنَ القَومِ الّذِينَ سُيُوفُهُم   قَتَلَت أَخَاكَ وَ شَرّفَتكَ بِمَقعَدٍ

رَفَعُوا مَحَلّكَ بَعدَ طُولِ خُمُولِهِ   وَ استَنقَذُوكَ مِنَ الحَضِيضِ الأَوهَدِ

فَقَالَ لِي يَا أَبَا إِسحَاقَ إنِيّ‌ أَحمِلُ خشَبَتَيِ‌ مُذ أَربَعِينَ سَنَةً وَ لَا أَجِدُ مَن يصُلَبّنُيِ‌ عَلَيهَا

15- كش ،[رجال الكشي‌] قَالَ أَبُو عَمرٍو قَد بلَغَنَيِ‌ أَنّ دِعبِلَ بنَ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ وَفَدَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع بِخُرَاسَانَ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ إنِيّ‌ قَد قُلتُ قَصِيدَةً وَ جَعَلتُ فِي نفَسيِ‌ أَن لَا أُنشِدَهَا أَحَداً أَولَي مِنكَ فَقَالَ هَاتِهَا فَأَنشَدَ قَصِيدَتَهُ التّيِ‌ يَقُولُ فِيهَا


أَ لَم تَرَ أنَنّيِ‌ مُذ ثَلَاثُونَ حِجّةً   أَرُوحُ وَ أَغدُو دَائِمَ الحَسَرَاتِ

أَرَي فَيئَهُم فِي غَيرِهِم مُتَقَسّماً   وَ أَيدِيَهُم مِن فَيئِهِم صِفرَاتٍ

فَلَمّا فَرَغَ مِن إِنشَادِهِ قَامَ أَبُو الحَسَنِ ع وَ دَخَلَ مَنزِلَهُ وَ بَعَثَ بِخِرقَةٍ فِيهَا سِتّمِائَةِ دِينَارٍ وَ قَالَ لِلجَارِيَةِ قوُليِ‌ لَهُ يَقُولُ لَكَ موَلاَي‌َ استَعِن بِهَذِهِ عَلَي سَفَرِكَ وَ أَعذِرنَا فَقَالَ لَهَا دِعبِلٌ لَا وَ اللّهِ مَا هَذَا أَرَدتُ وَ لَا لَهُ خَرَجتُ وَ لَكِن قوُليِ‌ لَهُ هَب لِي ثَوباً مِن ثِيَابِكَ فَرَدّهَا أَبُو الحَسَنِ ع وَ قَالَ لَهُ خُذهَا وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِجُبّةٍ مِن ثِيَابِهِ فَخَرَجَ دِعبِلٌ حَتّي وَرَدَ قُمّ فَنَظَرُوا إِلَي الجُبّةِ فَأَعطَوهُ فِيهَا أَلفَ دِينَارٍ فَأَبَي عَلَيهِم وَ قَالَ لَا وَ اللّهِ وَ لَا خِرقَةً مِنهَا بِأَلفِ دِينَارٍ ثُمّ خَرَجَ مِن قُمّ فَاتّبَعُوهُ وَ قَد جَمَعُوا عَلَيهِ وَ أَخَذُوا الجُبّةَ فَرَجَعَ إِلَي قُمّ وَ كَلّمَهُم فِيهَا فَقَالُوا لَيسَ إِلَيهَا سَبِيلٌ وَ لَكِن إِن شِئتَ فَهَذِهِ أَلفُ دِينَارٍ فَقَالَ نَعَم وَ خِرقَةً مِنهَا فَأَعطَوهُ أَلفَ دِينَارٍ وَ خِرقَةً مِنهَا


صفحه : 261

باب 81-أحوال أصحابه و أهل زمانه ومناظراتهم ونوادر أخباره ومناظراته ع

1- ع ،[علل الشرائع ] أَبُو سَعِيدٍ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ بنِ مُحَمّدٍ المُذَكّرُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَحمُودٍ قَالَ سَمِعتُ اِبرَاهِيمَ بنَ مُحَمّدِ بنِ سُفيَانَ يَقُولُ إِنّمَا كَانَت عَدَاوَةُ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ جَدّهُ ذَا الثّدَيّةِ ألّذِي قَتَلَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ النّهرَوَانِ كَانَ رَئِيسَ الخَوَارِجِ وَ حَدّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَنّهُ سَمِعَ هَذِهِ الحِكَايَةَ مِن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُفيَانَ بِعَينِهَا

2- ع ،[علل الشرائع ] محمد بن الفضل عن عبدالرحمن بن محمد قال سمعت محمد بن أحمد بن يعقوب الجرجاني‌ قاضي‌ هرات يقول سمعت محمد بن عورك الهروي‌ يقول سمعت علي بن حثرم يقول كنت في مجلس أحمد بن حنبل فجري ذكر علي بن أبي طالب ع فقال لا يكون الرجل سنيا حتي يبغض عليا قليلا قال علي بن حثرم فقلت لا يكون الرجل سنيا حتي يحب عليا ع كثيرا و في غير هذه الحكاية قال علي بن حثرم فضربوني‌ وطردوني‌ من المجلس

3-سر،[السرائر] فِي جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ البصَريِ‌ّ قَالَنَزَلَ بِنَا أَبُو الحَسَنِ ع بِالبَصرَةِ ذَاتَ لَيلَةٍ فَصَلّي المَغرِبَ فَوقَ سَطحٍ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ بَعدَ المَغرِبِ أللّهُمّ العَنِ الفَاسِقَ بنَ الفَاسِقِ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ قُلتُ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ مَن هَذَا ألّذِي لَعَنتَهُ فِي سُجُودِكَ فَقَالَ هَذَا يُونُسُ مَولَي ابنِ يَقطِينٍ فَقُلتُ لَهُ إِنّهُ قَد أَضَلّ خَلقاً كَثِيراً مِن مَوَالِيكَ إِنّهُ كَانَ يُفتِيهِم عَن آبَائِكَ ع أَنّهُ لَا بَأسَ بِالصّلَاةِ بَعدَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ وَ بَعدَ


صفحه : 262

العَصرِ إِلَي أَن تَغِيبَ الشّمسُ فَقَالَ كَذَبَ لَعَنَهُ اللّهُ عَلَي أَبِي أَو قَالَ عَلَي آباَئيِ‌ وَ مَا عَسَي أَن يَكُونَ قِيمَةَ عَبدٍ مِن أَهلِ السّوَادِ

4- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ بَابُهُ مُحَمّدَ بنَ رَاشِدٍ وَ مِن ثِقَاتِهِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ الكوُفيِ‌ّ الأزَديِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جُندَبٍ البجَلَيِ‌ّ وَ إِسمَاعِيلُ بنُ سَعدٍ الأَحوَصُ الأشَعرَيِ‌ّ وَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ وَ مِن أَصحَابِهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الخَزّازُ وَ يُعرَفُ بِالوَشّاءِ وَ مُحَمّدُ بنُ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ وَ عَلِيّ بنُ الحَكَمِ الأنَباَريِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ المُبَارَكِ النهّاَونَديِ‌ّ وَ حَمّادُ بنُ عُثمَانَ النّابُ وَ سَعدُ بنُ سَعدٍ وَ الحَسَنُ بنُ سَعِيدٍ الأهَواَزيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ الرخّجّيِ‌ّ وَ خَلَفٌ البصَريِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ وَ بَكرُ بنُ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ وَ اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ قَيسِ بنِ غَيلَانَ وَ إِسحَاقُ بنُ مُعَاوِيَةَ الخضَيِبيِ‌ّ وَ ذَكَرَ ابنُ الشهّرزَوُريِ‌ّ فِي مَنَاقِبِ الأَبرَارِ أَنّ مَعرُوفَ الكرَخيِ‌ّ كَانَ مِن موَاَليِ‌ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع وَ كَانَ أَبَوَاهُ نَصرَانِيّينِ فَسَلّمَا مَعرُوفاً إِلَي المُعَلّمِ وَ هُوَ صبَيِ‌ّ فَكَانَ المُعَلّمُ يَقُولُ لَهُ قُل ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ بَل هُوَ الوَاحِدُ فَضَرَبَهُ المُعَلّمُ ضَرباً مُبَرّحاً فَهَرَبَ وَ مَضَي إِلَي الرّضَا ع وَ أَسلَمَ عَلَي يَدِهِ ثُمّ إِنّهُ أَتَي دَارَهُ فَدَقّ البَابَ فَقَالَ أَبُوهُ مَن بِالبَابِ فَقَالَ مَعرُوفٌ فَقَالَ عَلَي أَيّ دِينٍ قَالَ عَلَي دِينِ الحنَيِفيِ‌ّ فَأَسلَمَ أَبُوهُ بِبَرَكَاتِ الرّضَا ع قَالَ مَعرُوفٌ فَعِشتُ زَمَاناً ثُمّ تَرَكتُ كُلّ مَا كُنتُ فِيهِ إِلّا خِدمَةَ موَلاَي‌َ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع

5-ب ،[قرب الإسناد]مُعَاوِيَةُ بنُ حُكَيمٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَوَعَدَنَا أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع لَيلَةً إِلَي مَسجِدِ دَارِ مُعَاوِيَةَ فَجَاءَ فَسَلّمَ ع فَقَالَ إِنّ النّاسَ قَد جَهَدُوا عَلَي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِ حِينَ قَبَضَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَسُولَهُص وَ أَبَي اللّهُإِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ قَد جَهَدَ


صفحه : 263

عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ عَلَي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِ حِينَ مَضَي أَبُو الحَسَنِ ع فَأَبَي اللّهُإِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ قَد هَدَاكُمُ اللّهُ لِأَمرٍ جَهِلَهُ النّاسُ فَاحمَدُوا اللّهَ عَلَي مَا مَنّ عَلَيكُم بِهِ إِنّ جَعفَراً ع كَانَ يَقُولُفَمُستَقَرّ وَ مُستَودَعٌفَالمُستَقَرّ مَا ثَبَتَ مِنَ الإِيمَانِ وَ المُستَودَعُ المُعَارُ وَ قَد هَدَاكُمُ اللّهُ لِأَمرٍ جَهِلَهُ النّاسُ فَاحمَدُوا اللّهَ عَلَي مَا مَنّ عَلَيكُم بِهِ

6- ب ،[قرب الإسناد]الرّيّانُ بنُ الصّلتِ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّ العبَاّسيِ‌ّ أخَبرَنَيِ‌ أَنّكَ رَخّصتَ فِي سَمَاعِ الغِنَاءِ فَقَالَ كَذَبَ الزّندِيقُ مَا هَكَذَا كَانَ إِنّمَا سأَلَنَيِ‌ عَن سَمَاعِ الغِنَاءِ فَأَعلَمتُهُ أَنّ رَجُلًا أَتَي أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَسَأَلَهُ عَن سَمَاعِ الغِنَاءِ فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ‌ إِذَا جَمَعَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ مَعَ أَيّهِمَا يَكُونُ الغِنَاءُ فَقَالَ الرّجُلُ مَعَ البَاطِلِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ حَسبُكَ فَقَد حَكَمتَ عَلَي نَفسِكَ فَهَكَذَا كَانَ قوَليِ‌ لَهُ

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمداني‌ عن علي عن أبيه عن الريان مثله

7-ب ،[قرب الإسناد]الرّيّانُ قَالَدَخَلتُ عَلَي العبَاّسيِ‌ّ يَوماً فَطَلَبَ دَوَاةً وَ قِرطَاساً بِالعَجَلَةِ فَقُلتُ مَا لَكَ فَقَالَ سَمِعتُ مِنَ الرّضَا ع أَشيَاءَ أَحتَاجُ أَن أَكتُبَهَا لَا أَنسَاهَا فَكَتَبَهَا فَمَا كَانَ بَينَ هَذَا وَ بَينَ أَن جاَءنَيِ‌ بَعدَ جُمعَةٍ فِي وَقتِ الحَرّ وَ ذَلِكَ بِمَروَ فَقُلتُ مِن أَينَ جِئتَ فَقَالَ مِن عِندِ هَذَا قُلتُ مِن عِندِ المَأمُونِ قَالَ لَا قُلتُ مِن عِندِ الفَضلِ بنِ سَهلٍ قَالَ لَا مِن عِندِ هَذَا فَقُلتُ مَن تعَنيِ‌ قَالَ مِن عِندِ عَلِيّ بنِ مُوسَي


صفحه : 264

فَقُلتُ وَيلَكَ خُذِلتَ أَيشٍ قِصّتُكَ فَقَالَ دعَنيِ‌ مِن هَذَا مَتَي كَانَ آبَاؤُهُ يَجلِسُونَ عَلَي الكرَاَسيِ‌ّ حَتّي يُبَايَعَ لَهُم بِوِلَايَةِ العَهدِ كَمَا فَعَلَ هَذَا فَقُلتُ وَيلَكَ استَغفِر رَبّكَ فَقَالَ جاَريِتَيِ‌ فُلَانَةُ أَعلَمُ مِنهُ ثُمّ قَالَ لَو قُلتُ برِأَسيِ‌ هَكَذَا لَقَالَتِ الشّيعَةُ بِرَأسِهَا فَقُلتُ أَنتَ رَجُلٌ مَلبُوسٌ عَلَيكَ إِنّ مِن عَقِيدَةِ الشّيعَةِ أَن لَو رَأَوهُ ع وَ عَلَيهِ إِزَارٌ مَصبُوغٌ وَ فِي عُنُقِهِ كَبَرٌ يَضرِبُ فِي هَذَا العَسكَرِ لَقَالُوا مَا كَانَ فِي وَقتٍ مِنَ الأَوقَاتِ أَطوَعَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن هَذَا الوَقتِ وَ مَا وَسِعَهُ غَيرُ ذَلِكَ فَسَكَتَ ثُمّ كَانَ يَذكُرُهُ عنِديِ‌ وَقتاً بَعدَ وَقتٍ فَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ إِنّ العبَاّسيِ‌ّ يسُمعِنُيِ‌ فِيكَ وَ يَذكُرُكَ وَ هُوَ كَثِيراً مَا يَنَامُ عنِديِ‌ وَ يَقِيلُ فَتَرَي أنَيّ‌ آخُذُ بِحَلقِهِ وَ أَعصِرُهُ حَتّي يَمُوتَ ثُمّ أَقُولُ مَاتَ مِيتَةً فُجاءَةً فَقَالَ وَ نَفَضَ يَدَيهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالَ لَا يَا رَيّانُ لَا يَا رَيّانُ لَا يَا رَيّانُ فَقُلتُ لَهُ إِنّ الفَضلَ بنَ سَهلٍ هُوَ ذَا يوُجَهّنُيِ‌ إِلَي العِرَاقِ فِي أُمُورٍ لَهُ وَ العبَاّسيِ‌ّ خَارِجٌ بعَديِ‌ بِأَيّامٍ إِلَي العِرَاقِ فَتَرَي أَن أَقُولَ لِمَوَالِيكَ القُمّيّينَ أَن يَخرُجَ مِنهُم عِشرُونَ أَو ثَلَاثُونَ رَجُلًا كَأَنّهُم قَاطِعُو طَرِيقٍ أَو صَعَالِيكُ فَإِذَا اجتَازَ بِهِم قَتَلُوهُ فَيُقَالُ قَتَلَهُ الصّعَالِيكُ فَسَكَتَ فَلَم يَقُل لِي نَعَم وَ لَا لَا فَلَمّا صِرتُ إِلَي الحَوَانِ بَعَثتُ فَارِساً إِلَي زَكَرِيّا بنِ آدَمَ وَ كَتَبتُ إِلَيهِ أَنّ هَاهُنَا أُمُوراً لَا يَحتَمِلُهَا الكِتَابُ فَإِن رَأَيتَ أَن تَصِيرَ إِلَي مِشكَاةٍ فِي يَومِ كَذَا وَ كَذَا لَأُوَافِيكَ بِهَا إِن شَاءَ اللّهُ فَوَافَيتَ وَ قَد سبَقَنَيِ‌ إِلَي مِشكَاةٍ فَأَعلَمتُهُ الخَبَرَ وَ قَصَصتُ عَلَيهِ القِصّةَ وَ أَنّهُ يوُاَفيِ‌ هَذَا المَوضِعَ يَومَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ دعَنيِ‌ وَ الرّجُلَ فَوَدّعتُهُ وَ خَرَجتُ وَ رَجَعَ الرّجُلُ إِلَي قُمّ وَ قَد وَافَاهَا مَعمَرٌ فَاستَشَارَهُ فِيمَا قُلتُ لَهُ فَقَالَ مَعمَرٌ لَا ندَريِ‌ سُكُوتَهُ أَمرٌ أَو نهَي‌ٌ وَ لَم يَأمُركَ بشِيَ‌ءٍ فَلَيسَ الصّوَابُ أَن تَتَعَرّضَ لَهُ فَأَمسَكَ عَنِ التّوَجّهِ إِلَيهِ زَكَرِيّا وَ اجتَازَ العبَاّسيِ‌ّ بِالجَادّةِ وَ سَلِمَ مِنهُ

بيان الكبر بالتحريك الطبل


صفحه : 265

8-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَكَتَبتُ إِلَي الرّضَا ع أنَيّ‌ رَجُلٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ وَ أَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ‌ نَدِينُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِطَاعَتِكُم وَ قَد أَحبَبتُ لِقَاءَكَ لِأَسأَلَكَ عَن ديِنيِ‌ وَ أَشيَاءَ جَاءَ بِهَا قَومٌ عَنكَ بِحُجَجٍ يَحتَجّونَ بِهَا عَلَيّ فِيكَ وَ هُمُ الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّ أَبَاكَص حيَ‌ّ فِي الدّنيَا لَم يَمُت مِيتَتَهَا وَ مِمّا يَحتَجّونَ بِهِ أَنّهُم يَقُولُونَ إِنّا سَأَلنَاهُ عَن أَشيَاءَ فَأَجَابَ بِخِلَافِ مَا جَاءَ عَن آبَائِهِ وَ أَقرِبَائِهِ كَذَا وَ قَد نَفَي التّقِيّةَ عَن نَفسِهِ فَعَلَيهِ أَن يَخشَي ثُمّ إِنّ صَفوَانَ لَقِيَكَ فَحَكَي لَكَ بَعضَ أَقَاوِيلِهِمُ ألّذِي سَأَلُوكَ عَنهَا فَأَقرَرتَ بِذَلِكَ وَ لَم تَنفِهِ عَن نَفسِكَ ثُمّ أَجَبتَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَبتَهُم وَ هُوَ قَولُ آبَائِكَ ع وَ قَد أَحبَبتُ لِقَاءَكَ لتِخُبرِنَيِ‌ لأِيَ‌ّ شَيءٍ أَجَبتَ صَفوَانَ بِمَا أَجَبتَهُ وَ أَجَبتَ أُولَئِكَ بِخِلَافِهِ فَإِنّ فِي ذَلِكَ حَيَاةً لِي وَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ مَن أَحياها فَكَأَنّما أَحيَا النّاسَ جَمِيعاًفَكَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَد أُوصِلَ كِتَابُكَ إلِيَ‌ّ وَ فَهِمتُ مَا ذَكَرتَ فِيهِ مِن حُبّكَ لقِاَئيِ‌ وَ مَا تَرجُو فِيهِ وَ يَجِبُ عَلَيكَ أَن أُشَافِهَكَ فِي أَشيَاءَ جَاءَ بِهَا قَومٌ عنَيّ‌ وَ زَعَمتَ أَنّهُم يَحتَجّونَ بِحُجَجٍ عَلَيكُم وَ يَزعُمُونَ أنَيّ‌ أَجَبتُهُم بِخِلَافِ مَا جَاءَ عَن آباَئيِ‌ وَ لعَمَريِ‌ مَا يُسمِعُ الصّمّ وَ لَا يهَديِ‌ العمُي‌َ إِلّا اللّهُفَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ مَن يُرِد أَن يُضِلّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنّما يَصّعّدُ فِي السّماءِ كَذلِكَ يَجعَلُ اللّهُ الرّجسَ عَلَي الّذِينَ لا يُؤمِنُونَإِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَ وَ لكِنّ اللّهَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ وَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ قَد قَالَ أَبُو جَعفَرٍ لَوِ استَطَاعَ النّاسُ لَكَانُوا شِيعَتَنَا أَجمَعِينَ وَ لَكِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَخَذَ مِيثَاقَ شِيعَتِنَا يَومَ أَخَذَ مِيثَاقَ النّبِيّينَ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّمَا شِيعَتُنَا مَن تَابَعَنَا وَ لَم يُخَالِفنَا وَ مَن إِذَا خِفنَا خَافَ وَ إِذَا أَمِنّا أَمِنَ فَأُولَئِكَ شِيعَتُنَا وَ قَالَ


صفحه : 266

اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ وَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ ما كانَ المُؤمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافّةً فَلَو لا نَفَرَ مِن كُلّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم إِذا رَجَعُوا إِلَيهِم لَعَلّهُم يَحذَرُونَفَقَد فُرِضَت عَلَيكُمُ المَسأَلَةُ وَ الرّدّ إِلَينَا وَ لَم يُفرَض عَلَينَا الجَوَابُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَإِن لَم يَستَجِيبُوا لَكَ فَاعلَم أَنّما يَتّبِعُونَ أَهواءَهُم وَ مَن أَضَلّ مِمّنِ اتّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُديً مِنَ اللّهِيعَنيِ‌ مَنِ اتّخَذَ دِينَهُ رَأيَهُ بِغَيرِ إِمَامٍ مِن أَئِمّةِ الهُدَي فَكَتَبتُ إِلَيهِ أَنّهُ يَعرِضُ فِي قلَبيِ‌ مِمّا يرَويِ‌ هَؤُلَاءِ فِي أَبِيكَ فَكَتَبَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مَا أَحَدٌ أَكذَبَ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِص مِمّن كَذّبَنَا أَهلَ البَيتِ أَو كَذَبَ عَلَينَا لِأَنّهُ إِذَا كَذّبَنَا أَو كَذَبَ عَلَينَا فَقَد كَذّبَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لِأَنّا إِنّمَا نُحَدّثُ عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عَن رَسُولِهِص وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنّكُم أَهلُ بَيتِ الرّحمَةِ اختَصّكُمُ اللّهُ بِهَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَحنُ كَذَلِكَ وَ الحَمدُ لِلّهِ لَم نُدخِل أَحَداً فِي ضَلَالَةٍ وَ لَم نُخرِجهُ عَن هُدًي وَ إِنّ الدّنيَا لَا تَذهَبُ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ مِنّا أَهلَ البَيتِ رَجُلًا يَعمَلُ بِكِتَابِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ لَا يَرَي مُنكَراً إِلّا أَنكَرَهُ فَكَتَبتُ إِلَيهِ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُ لَم يمَنعَنيِ‌ مِنَ التّعزِيَةِ لَكَ بِأَبِيكَ إِلّا أَنّهُ كَانَ يَعرِضُ فِي قلَبيِ‌ مِمّا يرَويِ‌ هَؤُلَاءِ فَأَمّا الآنَ فَقَد عَلِمتُ أَنّ أَبَاكَ قَد مَضَي ع فَآجَرَكَ اللّهُ فِي أَعظَمِ الرّزِيّةِ وَ هَنّاكَ أَفضَلَ العَطِيّةِ فإَنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ ثُمّ وَصَفتُ لَهُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَيهِ فَكَتَبَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا يَستَكمِلُ عَبدٌ الإِيمَانَ حَتّي يَعرِفَ أَنّهُ يجَريِ‌ لِآخِرِهِم مَا يجَريِ‌ لِأَوّلِهِم فِي الحُجّةِ وَ الطّاعَةِ وَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ سَوَاءً وَ لِمُحَمّدٍ


صفحه : 267

ص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَضلُهُمَا وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن مَاتَ وَ لَيسَ عَلَيهِ إِمَامٌ حيَ‌ّ يَعرِفُهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ إِنّ الحُجّةَ لَا تَقُومُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي خَلقِهِ إِلّا بِإِمَامٍ حَتّي يَعرِفُونَهُ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن سَرّهُ أَن لَا يَكُونَ بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ حِجَابٌ حَتّي يَنظُرَ إِلَي اللّهِ وَ يَنظُرَ اللّهُ إِلَيهِ فَليَتَوَلّ آلَ مُحَمّدٍص وَ يَبرَأ مِن عَدُوّهِم وَ يَأتَمّ بِالإِمَامِ مِنهُم فَإِنّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ نَظَرَ اللّهُ إِلَيهِ وَ نَظَرَ إِلَي اللّهِ وَ لَو لَا مَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع حِينَ يَقُولُ لَا تَعجَلُوا عَلَي شِيعَتِنَا إِن تَزِلّ قَدَمٌ تَثبُتُ أُخرَي وَ قَالَ مَن لَكَ بِأَخِيكَ كُلّهِ لَكَانَ منِيّ‌ مِنَ القَولِ فِي ابنِ أَبِي حَمزَةَ وَ ابنِ السّرّاجِ وَ أَصحَابِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ أَمّا ابنُ السّرّاجِ فَإِنّمَا دَعَاهُ إِلَي مُخَالَفَتِنَا وَ الخُرُوجِ مِن أَمرِنَا إِنّهُ عَدَا عَلَي مَالٍ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع عَظِيمٍ فَاقتَطَعَهُ فِي حَيَاةِ أَبِي الحَسَنِ وَ كاَبرَنَيِ‌ عَلَيهِ وَ أَبَي أَن يَدفَعَهُ وَ النّاسُ كُلّهُم مُسلِمُونَ مُجتَمِعُونَ عَلَي تَسلِيمِهِمُ الأَشيَاءَ كُلّهَا إلِيَ‌ّ فَلَمّا حَدَثَ مَا حَدَثَ مِن هَلَاكِ أَبِي الحَسَنِ ع اغتَنَمَ فِرَاقَ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ وَ أَصحَابِهِ إيِاّي‌َ وَ تَعَلّلَ وَ لعَمَريِ‌ مَا بِهِ مِن عَلّةٍ إِلّا اقتِطَاعَهُ المَالَ وَ ذَهَابَهُ بِهِ وَ أَمّا ابنُ أَبِي حَمزَةَ فَإِنّهُ رَجُلٌ تَأَوّلَ تَأوِيلًا لَم يُحسِنهُ وَ لَم يُؤتَ عِلمَهُ فَأَلقَاهُ إِلَي النّاسِ فَلَجّ فِيهِ وَ كَرِهَ إِكذَابَ نَفسِهِ فِي إِبطَالِ قَولِهِ بِأَحَادِيثَ تَأَوّلَهَا وَ لَم يُحسِن تَأوِيلَهَا وَ لَم يُؤتَ عِلمَهَا وَ رَأَي أَنّهُ إِذَا لَم يُصَدّق آباَئيِ‌ بِذَلِكَ لَم يُدرَ لَعَلّ مَا خُبّرَ عَنهُ مِثلَ السفّياَنيِ‌ّ وَ غَيرَهُ أَنّهُ كَانَ لَا يَكُونُ مِنهُ شَيءٌ وَ قَالَ لَهُم لَيسَ يُسقَطُ قَولُ آبَائِهِ بشِيَ‌ءٍ وَ لعَمَريِ‌ مَا يُسقِطُ قَولَ آباَئيِ‌ شَيءٌ وَ لَكِن قَصُرَ عِلمُهُ عَن غَايَاتِ ذَلِكَ وَ حَقَائِقِهِ فَصَارَ فِتنَةً لَهُ وَ شُبهَةً عَلَيهِ وَ فَرّ مِن أَمرٍ فَوَقَعَ فِيهِ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن زَعَمَ أَنّهُ قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ فَقَد كَذَبَ لِأَنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ المَشِيّةَ فِي خَلقِهِ يُحدِثُ مَا يَشَاءُ وَ يَفعَلُ مَا يُرِيدُ وَ قَالَذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍفَآخِرُهَا مِن أَوّلِهَا وَ أَوّلُهَا مِن آخِرِهَا فَإِذَا خَبّرَ عَنهَا بشِيَ‌ءٍ مِنهَا بِعَينِهِ


صفحه : 268

أَنّهُ كَائِنٌ فَكَانَ فِي غَيرِهِ مِنهُ فَقَد وَقَعَ الخَبَرُ عَلَي مَا أَخبَرُوا أَ لَيسَ فِي أَيدِيهِم أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قِيلَ فِي المَرءِ شَيءٌ فَلَم يَكُن فِيهِ ثُمّ كَانَ فِي وُلدِهِ مِن بَعدِهِ فَقَد كَانَ فِيهِ

بيان قوله ورأي أنه إذا لم يصدق أي قال إنه إن لم أصدق الأئمة فيما أخبروا به من كون موسي ع هوالقائم فيرتفع الاعتماد عن أخبارهم فلعل ماأخبروا به من السفياني‌ وغيره لايقع شيءمنها وحاصل جوابه ع يرجع تارة إلي أنه مما وقع فيه البداء وتارة إلي أنه مأول بأنه يكون ذلك في نسله و قدمر تأويل آخر لها حيث قال ع كلنا قائمون بأمر الله . و قوله ع وفر من أمر فوقع فيه إشارة إلي أنه بعد هذاالقول لزمه طرح كثير من الأخبار المنافية لكون موسي ع هوالقائم

9- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي قَالَ أَتَيتُ أَنَا وَ يُونُسُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ بَابَ الرّضَا ع وَ بِالبَابِ قَومٌ قَدِ استَأذَنُوا عَلَيهِ قَبلَنَا وَ استَأذَنّا بَعدَهُم وَ خَرَجَ الآذِنُ فَقَالَ ادخُلُوا وَ يَتَخَلّفُ يُونُسُ وَ مَن مَعَهُ مِن آلِ يَقطِينٍ فَدَخَلَ القَومُ وَ تَخَلّفنَا فَمَا لَبِثُوا أَن خَرَجُوا وَ أَذِنَ لَنَا فَدَخَلنَا فَسَلّمنَا عَلَيهِ فَرَدّ السّلَامَ ثُمّ أَمَرَنَا بِالجُلُوسِ فَسَأَلَهُ يُونُسُ عَن مَسَائِلَ أُجِيبَ فِيهَا فَقَالَ لَهُ يُونُسُ يَا سيَدّيِ‌ إِنّ عَمّكَ زَيداً قَد خَرَجَ بِالبَصرَةِ وَ هُوَ يطَلبُنُيِ‌ وَ لَا آمَنُهُ عَلَي نفَسيِ‌ فَمَا تَرَي لِي أَخرُجُ إِلَي البَصرَةِ أَو أَخرُجُ إِلَي الكُوفَةِ قَالَ بَل اخرُج إِلَي الكُوفَةِ فَإِذَا ... فَصِر إِلَي البَصرَةِ قَالَ فَخَرَجنَا مِن عِندِهِ وَ لَم نَعلَم مَعنَي فَإِذَا حَتّي وَافَينَا القَادِسِيّةَ حَتّي جَاءَ النّاسُ مُنهَزِمِينَ يَطلُبُونَ يَدخُلُونَ البَدوَ وَ هُزِمَ أَبُو السّرَايَا وَ دَخَلَ هَرثَمَةُ الكُوفَةَ وَ استَقبَلَنَا جَمَاعَةٌ مِنَ الطّالِبِيّينَ بِالقَادِسِيّةِ مُتَوَجّهِينَ نَحوَ الحِجَازِ فَقَالَ لِي يُونُسُ فَإِذَا ... هَذَا مَعنَاهُ فَصَارَ مِنَ الكُوفَةِ إِلَي البَصرَةِ وَ لَم يُبدِهِ بِسُوءٍ


صفحه : 269

10- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ الرّضَا ع بِحِمَارٍ لَهُ فَجِئتُ إِلَي صِريَا فَمَكَثتُ عَامّةَ اللّيلِ مَعَهُ ثُمّ أُتِيتُ بِعَشَاءٍ ثُمّ قَالَ افرُشُوا لَهُ ثُمّ أُتِيتُ بِوَسَادَةٍ طَبَرِيّةٍ وَ مرادع [رَادِعٍ] وَ كِسَاءٍ قيَاَصرِيِ‌ّ وَ مِلحَفَةٍ مرَويِ‌ّ فَلَمّا أَصَبتُ مِنَ العَشَاءِ قَالَ لِي مَا تُرِيدُ أَن تَنَامَ قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ فَطَرَحَ عَلَيّ المِلحَفَةَ أَوِ الكِسَاءَ ثُمّ قَالَ بَيّتَكَ اللّهُ فِي عَافِيَةٍ وَ كُنّا عَلَي سَطحٍ فَلَمّا نَزَلَ مِن عنِديِ‌ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ قَد نِلتُ مِن هَذَا الرّجُلِ كَرَامَةً مَا نَالَهَا أَحَدٌ قَطّ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهتِفُ بيِ‌ يَا أَحمَدُ وَ لَم أَعرِفِ الصّوتَ حَتّي جاَءنَيِ‌ مَولًي لَهُ فَقَالَ أَجِب موَلاَي‌َ فَنَزَلتُ فَإِذَا هُوَ مُقبِلٌ إلِيَ‌ّ فَقَالَ كَفّكَ فَنَاوَلتُهُ كفَيّ‌ فَعَصَرَهَا ثُمّ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَص أَتَي صَعصَعَةَ بنَ صُوحَانَ عَائِداً لَهُ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَقُومَ مِن عِندِهِ قَالَ يَا صَعصَعَةَ بنَ صُوحَانَ لَا تَفتَخِر بعِيِاَدتَيِ‌ إِيّاكَ وَ انظُر لِنَفسِكَ فَكَانَ الأَمرُ قَد وَصَلَ إِلَيكَ وَ لَا يُلهِيَنّكَ الأَمَلُ أَستَودِعُكَ اللّهَ وَ أَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ كَثِيراً

11- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي مِثلَهُ

بيان قال الفيروزآبادي‌ ثوب مردوع مزعفر ورادع ومردع كمعظم فيه أثر طيب

12- ب ،[قرب الإسناد] الحُسَينُ بنُ بَشّارٍ قَالَ قَرَأتُ كِتَابَ الرّضَا ع إِلَي دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ الرقّيّ‌ّ وَ هُوَ مَحبُوسٌ وَ كَتَبَ إِلَيهِ يَسأَلُهُ الدّعَاءَ فَكَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِعَافَانَا اللّهُ وَ إِيّاكَ بِأَحسَنِ عَافِيَةٍ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ بِرَحمَتِهِ كَتَبتُ إِلَيكَ وَ مَا بِنَا مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ لَهُ الحَمدُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَصَلَ إلِيَ‌ّ كِتَابُكَ يَا أَبَا سُلَيمَانَ وَ لعَمَريِ‌ لَقَد قُمتُ مِن حَاجَتِكَ مَا لَو كُنتَ حَاضِراً لَقَصَرتَ فَثِق بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ ألّذِي بِهِ يُوثَقُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ


صفحه : 270

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ مَعقِلٍ القرِميِسيِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ طَاهِرٍ قَالَ كُنتُ وَاقِفاً عَلَي أَبِي وَ عِندَهُ أَبُو الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ وَ إِسحَاقُ بنُ رَاهَوَيهِ وَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ حَنبَلٍ فَقَالَ أَبِي ليِحُدَثّنيِ‌ كُلّ رَجُلٍ مِنكُم بِحَدِيثٍ فَقَالَ أَبُو الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع وَ كَانَ وَ اللّهِ رِضًا كَمَا سمُيّ‌َ عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الإِيمَانُ قَولٌ وَ عَمَلٌ فَلَمّا خَرَجنَا قَالَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ حَنبَلٍ مَا هَذَا الإِسنَادُ فَقَالَ لَهُ أَبِي هَذَا سَعُوطُ المَجَانِينِ إِذَا سَعِطَ بِهِ المَجنُونُ أَفَاقَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ قرميسين بالكسر بلد قرب الدينور معرب كرمانشاهان

14- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن دَاوُدَ بنِ مُحَمّدٍ النهّديِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَدَخَلَ ابنُ أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَلَي الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ أَبلَغَ اللّهُ مِن قَدرِكَ أَن تدَعّيِ‌َ مَا ادّعَي أَبُوكَ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ أَطفَأَ اللّهُ نُورَكَ وَ أَدخَلَ الفَقرَ بَيتَكَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي عِمرَانَ ع أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً فَوَهَبَ لَهُ مَريَمَ وَ وَهَبَ لِمَريَمَ عِيسَي فَعِيسَي مِن مَريَمَ وَ مَريَمُ مِن عِيسَي وَ عِيسَي وَ مَريَمُ ع شَيءٌ وَاحِدٌ وَ أَنَا مِن أَبِي وَ أَبِي منِيّ‌ وَ أَنَا وَ أَبِي شَيءٌ وَاحِدٌ فَقَالَ لَهُ ابنُ أَبِي سَعِيدٍ فَأَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ فَقَالَ لَا أَخَا لَكَ تَقَبّل منِيّ‌ وَ لَستَ مِن غنَمَيِ‌ هَلُمّهَا فَقَالَ رَجُلٌ قَالَ عِندَ مَوتِهِ كُلّ مَملُوكٍ لِي قَدِيمٍ فَهُوَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ عَزّ


صفحه : 271

وَ جَلّ فَقَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِحَتّي عادَ كَالعُرجُونِ القَدِيمِفَمَا كَانَ مِن مَمَالِيكِهِ أَتَي لَهُ سِتّةُ أَشهُرٍ فَهُوَ قَدِيمٌ حُرّ قَالَ فَخَرَجَ الرّجُلُ فَافتَقَرَ حَتّي مَاتَ وَ لَم يَكُن عِندَهُ مَبِيتُ لَيلَةٍ لَعَنَهُ اللّهُ

15- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن عَونِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبّادٍ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ يَوماً يَا غُلَامُ آتِنَا الغَدَاءَ فَكَأَن[فكَأَنَيّ‌]أَنكَرتُ ذَلِكَ فَبُيّنَ[فَتَبَيّنَ]الإِنكَارُ فِيّ فَقَرَأَقالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنافَقُلتُ الأَمِيرُ أَعلَمُ النّاسِ وَ أَفضَلُهُم

16- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ وَ أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ المَرزُبَانِ بنِ عِمرَانَ القمُيّ‌ّ الأشَعرَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع أَسأَلُكَ عَن أَهَمّ الأَشيَاءِ وَ الأُمُورِ إلِيَ‌ّ أَ مِن شِيعَتِكُم أَنَا فَقَالَ نَعَم قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع وَ اسميِ‌ مَكتُوبٌ عِندَكَ قَالَ نَعَم

17-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الفُرَاتِ وَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الباَقطَاَنيِ‌ّ قَالَا كَانَ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ صِدّيقاً لِإِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ أخَيِ‌ زَيدَانَ الكَاتِبِ المَعرُوفِ بِالزّمِنِ فَنَسَخَ لَهُ شِعرَهُ فِي الرّضَا ع وَقتَ مُنصَرَفِهِ مِن خُرَاسَانَ وَ فِيهِ شَيءٌ بِخَطّهِ وَ كَانَتِ النّسخَةُ عِندَهُ إِلَي أَن ولُيّ‌َ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ دِيوَانَ الضّيَاعِ لِلمُتَوَكّلِ وَ كَانَ قَد تَبَاعَدَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ أخَيِ‌ زَيدَانَ الكَاتِبِ فَعَزَلَهُ عَن ضِيَاعٍ كَانَت فِي يَدِهِ وَ طَالَبَهُ بِمَالٍ وَ شَدّدَ عَلَيهِ فَدَعَا إِسحَاقُ بَعضَ مَن يَثِقُ بِهِ وَ قَالَ لَهُ امضِ إِلَي اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ فَأَعلِمهُ أَنّ شِعرَهُ فِي الرّضَا بِخَطّهِ عنِديِ‌ وَ غَيّرَ خَطّهُ وَ لَئِن لَم يُزِلِ المُطَالَبَةَ عنَيّ‌ لَأَوصَلتُهُ إِلَي المُتَوَكّلِ فَصَارَ الرّجُلُ إِلَي اِبرَاهِيمَ بِرِسَالَتِهِ فَضَاقَت بِهِ الدّنيَا حَتّي أَسقَطَ عَنهُ المُطَالَبَةَ وَ أَخَذَ جَمِيعَ مَا عِندَهُ مِن شِعرِهِ بَعدَ أَن


صفحه : 272

حَلَفَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا لِصَاحِبِهِ قَالَ الصوّليِ‌ّ فحَدَثّنَيِ‌ يَحيَي بنُ عَلِيّ المُنَجّمُ قَالَ قَالَ لِي أَنَا كُنتُ السّفِيرَ بَينَهُمَا حَتّي أَخَذتُ الشّعرَ فَأَحرَقَهُ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ بحِضَرتَيِ‌ قَالَ الصوّليِ‌ّ وَ حدَثّنَيِ‌ أَحمَدُ بنُ مِلحَانَ قَالَ كَانَ لِإِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ ابنَانِ اسمُهُمَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يُكنَيَانِ بأِبَيِ‌ مُحَمّدٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ فَلَمّا ولُيّ‌َ المُتَوَكّلُ سَمّي الأَكبَرَ إِسحَاقَ وَ كَنَاهُ بأِبَيِ‌ مُحَمّدٍ وَ سَمّي الأَصغَرَ عَبّاساً وَ كَنَاهُ بأِبَيِ‌ الفَضلِ فَزِعاً قَالَ الصوّليِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ أَحمَدُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ الخَصِيبِ قَالَ مَا شَرِبَ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ وَ لَا مُوسَي بنُ عَبدِ المَلِكِ النّبِيذَ قَطّ حَتّي ولُيّ‌َ المُتَوَكّلُ فَشَرِبَاهُ وَ كَانَا يَتَعَمّدَانِ أَن يَجمَعَا الكُرَاعَاتِ وَ المُخَنّثِينَ وَ يَشرَبَا بَينَ أَيدِيهِم فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثاً لِتَشِيعَ الخَبَرُ بِشُربِهِمَا وَ لَهُ أَخبَارٌ كَثِيرَةٌ فِي تَوَقّيهِ لَيسَ هَذَا مَوضِعَ ذِكرِهَا

18- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ وَ صَفوَانَ قَالَا حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ قِيَامَا وَ كَانَ مِن رُؤَسَاءِ الوَاقِفَةِ فَسَأَلَنَا أَن نَستَأذِنَ لَهُ عَلَي الرّضَا ع فَفَعَلنَا فَلَمّا صَارَ بَينَ يَدَيهِ قَالَ لَهُ أَنتَ إِمَامٌ قَالَ نَعَم قَالَ فإَنِيّ‌ أُشهِدُ اللّهَ أَنّكَ لَستَ بِإِمَامٍ قَالَ فَنَكَتَ فِي الأَرضِ طَوِيلًا مُنَكّسَ الرّأسِ ثُمّ رَفَعَ ع رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ مَا عِلمُكَ أنَيّ‌ لَستُ بِإِمَامٍ قَالَ لَهُ إِنّا رُوِينَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ الإِمَامَ لَا يَكُونُ عَقِيماً وَ أَنتَ قَد بَلَغتَ هَذَا السّنّ وَ لَيسَ لَكَ وَلَدٌ قَالَ فَنَكَسَ رَأسَهُ أَطوَلَ مِنَ المَرّةِ الأُولَي ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ إنِيّ‌ أُشهِدُ اللّهَ أَنّهُ لَا يمَضيِ‌ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ‌ حَتّي يرَزقُنَيِ‌َ اللّهُ وَلَداً منِيّ‌ قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي نَجرَانَ فَعَدَدنَا الشّهُورَ مِنَ الوَقتِ ألّذِي قَالَ فَوَهَبَ اللّهُ لَهُ أَبَا جَعفَرٍ ع فِي أَقَلّ مِن سَنَةٍ وَ قَالَ وَ كَانَ الحُسَينُ بنُ قِيَامَا هَذَا وَاقِفاً فِي الطّوَافِ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ الأَوّلُ ع فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ حَيّرَكَ اللّهُ تَعَالَي فَوَقَفَ عَلَيهِ بَعدَ الدّعوَةِ


صفحه : 273

19- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ رَجُلًا بَزّازاً وَ كَانَ لَهُ عَلَي رَجُلٍ عَشَرَةُ آلَافِ دِرهَمٍ فَذَهَبَ مَالُهُ وَ افتَقَرَ فَجَاءَ الرّجُلُ فَبَاعَ دَاراً لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ حَمَلَهَا إِلَيهِ فَدَقّ عَلَيهِ البَابَ فَخَرَجَ إِلَيهِ مُحَمّدُ بنُ أَبِي عُمَيرٍ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ هَذَا مَالُكَ ألّذِي لَكَ عَلَيّ فَخُذهُ فَقَالَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ فَمِن أَينَ لَكَ هَذَا المَالُ وَرِثتَهُ قَالَ لَا قَالَ وُهِبَ لَكَ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ‌ بِعتُ داَريِ‌َ الفلُاَنيِ‌ّ لأِقَضيِ‌َ ديَنيِ‌ فَقَالَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ رَحِمَهُ اللّهُ حدَثّنَيِ‌ ذَرِيحٌ المحُاَربِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَا يَخرُجُ الرّجُلُ عَن مَسقَطِ رَأسِهِ بِالدّينِ ارفَعهَا فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَ اللّهِ إنِيّ‌ مُحتَاجٌ فِي وقَتيِ‌ هَذَا إِلَي دِرهَمٍ وَ مَا يَدخُلُ ملِكيِ‌ مِنهَا دِرهَمٌ

20- ختص ،[الإختصاص ] ذَكَرَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ المُؤَدّبُ أَنّ صَفوَانَ بنَ يَحيَي يُكنَي بأِبَيِ‌ مُحَمّدٍ مَولَي بَجِيلَةَ بَيّاعِ الساّبرِيِ‌ّ أَوثَقُ أَهلِ زَمَانِهِ عِندَ أَصحَابِ الحَدِيثِ وَ أَعبَدُهُم كَانَ يصُلَيّ‌ فِي كُلّ يَومٍ خَمسِينَ وَ مِائَةَ رَكعَةٍ وَ يَصُومُ فِي السّنَةِ ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ وَ يُخرِجُ زَكَاةَ مَالِهِ كُلّ سَنَةٍ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ اشتَرَكَ هُوَ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جُندَبٍ وَ عَلِيّ بنُ النّعمَانِ فِي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ تَعَاقَدُوا جَمِيعاً إِن مَاتَ وَاحِدٌ مِنهُم صَلّي مَن بقَيِ‌َ مِنهُم صَلَاتَهُ وَ يَصُومُ عَنهُ وَ يَحُجّ عَنهُ وَ يزُكَيّ‌ عَنهُ مَا دَامَ حَيّاً فَمَاتَ صَاحِبَاهُ وَ بقَيِ‌َ صَفوَانُ بَعدَهُمَا فَكَانَ يفَيِ‌ لَهُمَا بِذَلِكَ يصُلَيّ‌ عَنهُمَا وَ يزُكَيّ‌ عَنهُمَا وَ يَحُجّ عَنهُمَا وَ كُلّ شَيءٍ مِنَ البِرّ وَ الإِصلَاحِ يَفعَلُهُ لِنَفسِهِ كَذَلِكَ يَفعَلُهُ لِصَاحِبَيهِ وَ قَالَ بَعضُ جِيرَانِهِ مِن أَهلِ الكُوفَةِ بِمَكّةَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ تَحمِلُ لِي إِلَي المُنزِلِ دِينَارَينِ فَقَالَ لَهُ إِنّ جمَاّليِ‌ يكُريِ‌ حَتّي أَستَأمِرَ فِيهِ جمَاّليِ‌

21-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ القمُيّ‌ّ قَالَبَعَثَ إلِيَ‌ّ أَبُو جَعفَرٍ وَ مَعَهُ كِتَابُهُ فأَمَرَنَيِ‌ أَن أَصِيرَ إِلَيهِ فَأَتَيتُهُ وَ هُوَ بِالمَدِينَةِ نَازِلٌ فِي دَارِ


صفحه : 274

[خَانِ]بَزِيعٍ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ سَلّمتُ وَ ذَكَرَ صَفوَانَ وَ ابنَ سِنَانٍ وَ غَيرَهُمَا مَا قَد سَمِعَهُ غَيرُ وَاحِدٍ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ أَستَعطِفُهُ عَلَي زَكَرِيّا بنِ آدَمَ لَعَلّهُ يَسلَمَ مِمّا قَالَ فِي هَؤُلَاءِ ثُمّ رَجَعتُ إِلَي نفَسيِ‌ فَقُلتُ مَن أَنَا حَتّي أَتَعَرّضَ فِي هَذَا وَ شِبهِهِ لِمَولًي هُوَ أَعلَمُ بِمَا يَصنَعُ فَقَالَ لِي يَا أَبَا عَلِيّ لَيسَ عَلَي مِثلِ أَبِي يَحيَي يُعَجّلُ وَ قَد كَانَ لأِبَيِ‌ مِن خِدمَتِهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ

22- ير،[بصائر الدرجات ] مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ قَالَ سَمِعتُ الأَخرَسَ بِمَكّةَ يَذكُرُ الرّضَا ع فَنَالَ مِنهُ قَالَ دَخَلتُ مَكّةَ فَاشتَرَيتُ سِكّيناً فَرَأَيتُهُ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَأَقتُلَنّهُ إِذَا خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فَأَقَمتُ عَلَي ذَلِكَ فَمَا شَعَرتُ إِلّا بِرُقعَةِ أَبِي الحَسَنِ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِبحِقَيّ‌ عَلَيكَ لَمّا كَفَفتَ عَنِ الأَخرَسِ فَإِنّ اللّهَ ثقِتَيِ‌ وَ هُوَ حسَبيِ‌

23-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] وَ مِنَ المَحمُودِينَ عَبدُ اللّهِ بنُ جُندَبٍ البجَلَيِ‌ّ وَ كَانَ وَكِيلًا لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ وَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع وَ كَانَ عَابِداً رَفِيعَ المَنزِلَةِ لَدَيهِمَا عَلَي مَا روُيِ‌َ فِي الأَخبَارِ وَ مِنهُم عَلَي مَا رَوَاهُ أَبُو طَالِبٍ القمُيّ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ جَزَي اللّهُ صَفوَانَ بنَ يَحيَي وَ مُحَمّدَ بنَ سِنَانٍ وَ زَكَرِيّا بنَ آدَمَ وَ سَعدَ بنَ سَعدٍ عنَيّ‌ خَيراً فَقَد وَفَوا لِي وَ كَانَ زَكَرِيّا بنُ آدَمَ مِمّن تَوَلّاهُم وَ خَرَجَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع ذَكَرتُ مَا جَرَي مِن قَضَاءِ اللّهِ فِي الرّجُلِ المُتَوَفّي رَحِمَهُ اللّهُ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّاً فَقَد عَاشَ أَيّامَ حَيَاتِهِ عَارِفاً بِالحَقّ قَائِلًا بِهِ صَابِراً مُحتَسِباً لِلحَقّ قَائِماً بِمَا يَجِبُ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ عَلَيهِ وَ مَضَي رَحِمَهُ اللّهُ غَيرَ


صفحه : 275

نَاكِثٍ وَ لَا مُبَدّلٍ فَجَزَاهُ اللّهُ أَجرَ نِيّتِهِ وَ أَعطَاهُ جَزَاءَ سَعيِهِ وَ أَمّا مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ فَإِنّهُ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ دَاوُدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ الثاّنيِ‌َ يَذكُرُ مُحَمّدَ بنَ سِنَانٍ بِخَيرٍ وَ يَقُولُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ برِضِاَئيِ‌ عَنهُ فَمَا خاَلفَنَيِ‌ وَ مَا خَالَفَ أَبِي قَطّ

24- شا،[الإرشاد] مِمّن رَوَي النّصّ عَلَي الرّضَا ع مِن أَبِيهِ ع مِن خَاصّتِهِ وَ ثِقَاتِهِ وَ أَهلِ العِلمِ وَ الوَرَعِ وَ الفِقهِ مِن شِيعَتِهِ دَاوُدُ بنُ كَثِيرٍ الرقّيّ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ وَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ وَ نَعِيمٌ القاَبوُسيِ‌ّ وَ الحُسَينُ بنُ المُختَارِ وَ زِيَادُ بنُ مَروَانَ المخَزوُميِ‌ّ وَ دَاوُدُ بنُ سُلَيمَانَ وَ نَصرُ بنُ قَابُوسَ وَ دَاوُدُ بنُ زرُبيِ‌ّ وَ يَزِيدُ بنُ سَلِيطٍ وَ مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ

25- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن صَفوَانَ قَالَ استَأذَنتُ لِمُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَلَي الرّضَا أَبِي الحَسَنِ ع وَ أَخبَرتُهُ أَنّهُ لَيسَ يَقُولُ بِهَذَا القَولِ وَ أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ لَا أُرِيدُ بِلِقَائِهِ إِلّا لأِنَتهَيِ‌َ إِلَي قَولِهِ فَقَالَ أَدخِلهُ فَدَخَلَ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُ كَانَ فَرَطَ منِيّ‌ شَيءٌ وَ أَسرَفتُ عَلَي نفَسيِ‌ وَ كَانَ فِيمَا يَزعُمُونَ أَنّهُ كَانَ يَعِيبُهُ فَقَالَ وَ أَنَا أَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا كَانَ منِيّ‌ فَأُحِبّ أَن تَقبَلَ عذُريِ‌ وَ تَغفِرَ لِي مَا كَانَ منِيّ‌ فَقَالَ نَعَم أَقبَلُ إِن لَم أَقبَل كَانَ إِبطَالَ مَا يَقُولُ هَذَا وَ أَصحَابُهُ وَ أَشَارَ إلِيَ‌ّ بِيَدِهِ وَ مِصدَاقَ مَا يَقُولُ الآخَرُونَ يعَنيِ‌ المُخَالِفِينَ قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِص فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم وَ لَو كُنتَ فَظّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَ استَغفِر لَهُم وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ ثُمّ سَأَلَهُ عَن أَبِيهِ فَأَخبَرَهُ أَنّهُ قَد مَضَي وَ استَغفَرَ لَهُ

26-كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الآبيِ‌ّ فِي كِتَابِ نَثرِ الدّرّدَخَلَ عَلَي الرّضَا بِخُرَاسَانَ قَومٌ مِنَ الصّوفِيّةِ فَقَالُوا لَهُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ المَأمُونَ نَظَرَ فِيمَا وَلّاهُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ


صفحه : 276

الأَمرِ فَرَآكُم أَهلَ البَيتِ أَولَي النّاسِ بِأَن تَؤُمّوا النّاسَ وَ نَظَرَ فِيكُم أَهلَ البَيتِ فَرَآكَ أَولَي النّاسِ بِالنّاسِ فَرَأَي أَن يَرُدّ هَذَا الأَمرَ إِلَيكَ وَ الأُمّةُ تَحتَاجُ إِلَي مَن يَأكُلُ الجَشِبَ وَ يَلبَسُ الخَشِنَ وَ يَركَبُ الحِمَارَ وَ يَعُودُ المَرِيضَ قَالَ وَ كَانَ الرّضَا ع مُتّكِئاً فَاستَوَي جَالِساً ثُمّ قَالَ كَانَ يُوسُفُ ع نَبِيّاً يَلبَسُ أَقبِيَةَ الدّيبَاجِ المُزَوّرَةِ بِالذّهَبِ وَ يَجلِسُ عَلَي مُتّكَئَاتِ آلِ فِرعَونَ وَ يَحكُمُ إِنّمَا يُرَادُ مِنَ الإِمَامِ قِسطُهُ وَ عَدلُهُ إِذَا قَالَ صَدَقَ وَ إِذَا حَكَمَ عَدَلَ وَ إِذَا وَعَدَ أَنجَزَ إِنّ اللّهَ لَم يُحَرّم لَبُوساً وَ لَا مَطعَماً وَ تَلَاقُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ‌ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِ

27- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن أَبِي عَلِيّ المحَموُديِ‌ّ عَن وَاصِلٍ قَالَ طَلَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع بِالنّورَةِ فَسَدَدتُ مَخرَجَ المَاءِ مِنَ الحَمّامِ إِلَي البِئرِ ثُمّ جَمَعتُ ذَلِكَ المَاءَ وَ تِلكَ النّورَةَ وَ ذَلِكَ الشّعرَ فَشَرِبتُهُ كُلّهُ

28- تم ،[فلاح السائل ] سَمِعتُ مَن يَذكُرُ طَعناً عَلَي مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ لَعَلّهُ لَم يَقِف إِلّا عَلَي الطّعنِ عَلَيهِ وَ لَم يَقِف عَلَي تَزكِيَتِهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ وَ كَذَلِكَ يَحتَمِلُ أَكثَرُ الطّعُونِ فَقَالَ شَيخُنَا المُعَظّمُ المَأمُونُ المُفِيدُ مُحَمّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ فِي كِتَابِ كَمَالِ شَهرِ رَمَضَانَ لَمّا ذَكَرَ مُحَمّدَ بنَ سِنَانٍ مَا هَذَا لَفظُهُ عَلَي أَنّ المَشهُورَ عَنِ السّادَةِ ع مِنَ الوَصفِ لِهَذَا الرّجُلِ خِلَافُ مَا بِهِ شَيخُنَا أَتَاهُ وَ وَصَفَهُ وَ الظّاهِرُ مِنَ القَولِ ضِدّ مَا لَهُ بِهِ ذِكرٌ كَقَولِ أَبِي جَعفَرٍ ع فِيمَا رَوَاهُ عَبدُ اللّهِ بنُ الصّلتِ القمُيّ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ جَزَي اللّهُ مُحَمّدَ بنَ سِنَانٍ عنَيّ‌ خَيراً فَقَد وَفَي لِي

وَ كَقَولِهِ ع فِيمَا رَوَاهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ دَاوُدَ قَالَ سَمِعنَا أَبَا جَعفَرٍ ع يَذكُرُ مُحَمّدَ بنَ سِنَانٍ بِخَيرٍ وَ يَقُولُرضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ برِضِاَي‌َ عَنهُ فَمَا خاَلفَنَيِ‌ وَ لَا خَالَفَ أَبِي قَطّ هَذَا مَعَ جَلَالَتِهِ فِي الشّيعَةِ وَ عُلُوّ شَأنِهِ وَ رِئَاسَتِهِ وَ عِظَمِ قَدرِهِ وَ لِقَائِهِ مِنَ الأَئِمّةِ ع ثَلَاثَةً وَ رِوَايَتِهِ عَنهُم وَ كَونِهِ بِالمَحَلّ الرّفِيعِ مِنهُم أَبُو اِبرَاهِيمَ


صفحه : 277

مُوسَي بنُ جَعفَرٍ وَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي وَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَلَيهِم أَفضَلُ السّلَامِ وَ مَعَ مُعجِزِ أَبِي جَعفَرٍ ع ألّذِي أَظهَرَهُ اللّهُ فِيهِ وَ آيَتُهُ التّيِ‌ أَكرَمَهُ بِهَا فِيمَا رَوَاهُ مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ أَنّ مُحَمّدَ بنَ سِنَانٍ كَانَ ضَرِيرَ البَصَرِ فَتَمَسّحَ بأِبَيِ‌ جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ فَعَادَ إِلَيهِ بَصَرَهُ بَعدَ مَا كَانَ افتَقَدَهُ

أقول فمن جملة أخطار الطعون علي الأخبار أن يقف الإنسان علي طعن و لم يستوف النظر في أخبار المطعون عليه كماذكرناه عن محمد بن سنان رحمة الله عليه فلايعجل طاعن في شيءمما أشرنا إليه أويقف من كتبنا عليه فلعل لنا عذرا مااطلع الطاعن عليه .أقول ورويت بإسنادي‌ إلي هارون بن موسي التلعكبري‌ رحمه الله بإسناده ألذي ذكره في أواخر الجزء السادس من كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري‌ ما هذالفظه . أبو محمدهارون بن موسي عن محمد بن همام عن الحسين بن أحمدالمالكي‌ قال قلت لأحمد بن مليك الكرخي‌ أخبرني‌ عما يقال في محمد بن سنان من أمر الغلو فقال معاذ الله هو و الله علمني‌ الطهور وحبس العيال و كان متقشفا متعبدا

28-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ الأنَباَريِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَكَتَبتُ إِلَيهِ أَربَعَ عَشرَةَ سَنَةً أَستَأذِنُهُ فِي عَمَلِ السّلطَانِ فَلَمّا كَانَ فِي آخِرِ كِتَابٍ كَتَبتُهُ إِلَيهِ أَذكُرُ أنَيّ‌ أَخَافُ عَلَي خَيطِ عنُقُيِ‌ وَ أَنّ السّلطَانَ يَقُولُ إِنّكَ راَفضِيِ‌ّ وَ لَسنَا نَشُكّ فِي أَنّكَ تَرَكتَ العَمَلَ لِلسّلطَانِ لِلرّفضِ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ ع قَد فَهِمتُ كِتَابَكَ وَ مَا ذَكَرتَ مِنَ الخَوفِ عَلَي نَفسِكَ فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّكَ إِذَا وُلّيتَ عَمِلتَ فِي عَمَلِكَ بِمَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ يَصِيرُ أَعوَانُكَ وَ كُتّابُكَ أَهلَ مِلّتِكَ فَإِذَا صَارَ إِلَيكَ شَيءٌ وَاسَيتَ بِهِ فُقَرَاءَ


صفحه : 278

المُؤمِنِينَ حَتّي تَكُونَ وَاحِداً مِنهُم كَانَ ذَا بِذَا وَ إِلّا فَلَا

29- ختص ،[الإختصاص ] أَبُو غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ المُحَسّنِ السّجّادِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ حُبِسَ سَبعَ عَشرَةَ سَنَةً فَذَهَبَ مَالُهُ وَ كَانَ لَهُ عَلَي رَجُلٍ عَشَرَةُ آلَافِ دِرهَمٍ قَالَ فَبَاعَ دَارَهُ وَ حَمَلَ إِلَيهِ حَقّهُ فَقَالَ لَهُ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ مِن أَينَ لَكَ هَذَا المَالُ وَجَدتَ كَنزاً أَو وَرِثتَ عَن إِنسَانٍ لَا بُدّ مِن أَن تخُبرِنَيِ‌ قَالَ بِعتُ داَريِ‌ فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ ذَرِيحٌ المحُاَربِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَخرُجُ الرّجُلُ عَن مَسقَطِ رَأسِهِ بِالدّينِ أَنَا مُحتَاجٌ إِلَي دِرهَمٍ وَ لَيسَ ملِكيِ‌

30- ختص ،[الإختصاص ] أَبُو أَحمَدَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي عُمَيرٍ وَ اسمُ أَبِي عُمَيرٍ زِيَادٌ مِن مَولَي الأَزدِ أَوثَقُ النّاسِ عِندَ الشّيعَةِ وَ العَامّةِ وَ أَنسَكُهُم نُسُكاً وَ أَورَعُهُم وَ أَعبَدُهُم وَ كَانَ وَاحِداً فِي زَمَانِهِ فِي الأَشيَاءِ كُلّهَا أَدرَكَ أَبَا اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع وَ لَم يَروِ عَنهُ وَ رَوَي عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع

31- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ وَ سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ بنِ اليَسَعِ عَن زَكَرِيّا بنِ آدَمَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع مِن أَوّلِ اللّيلِ فِي حِدثَانِ مَا مَاتَ أَبُو جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللّهُ فسَأَلَنَيِ‌ عَنهُ وَ تَرَحّمَ عَلَيهِ وَ لَم يَزَل يحُدَثّنُيِ‌ وَ أُحَدّثُهُ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ ثُمّ قَامَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ وَ صَلّي صَلَاةَ الفَجرِ

32- ختص ،[الإختصاص ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن زَكَرِيّا بنِ آدَمَ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إنِيّ‌ أُرِيدُ الخُرُوجَ عَن أَهلِ بيَتيِ‌ فَقَد كَثُرَ السّفَهَاءُ فَقَالَ لَا تَفعَل فَإِنّ أَهلَ قُمّ يُدفَعُ عَنهُم بِكَ كَمَا يُدفَعُ عَن أَهلِ بَغدَادَ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع

33-ختص ،[الإختصاص ]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن عَلِيّ بنِ المُسَيّبِ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع شقُتّيِ‌ بَعِيدَةٌ وَ لَستُ أَصِلُ إِلَيكَ فِي كُلّ وَقتٍ


صفحه : 279

فَعَمّن آخُذُ مَعَالِمَ ديِنيِ‌ فَقَالَ عَن زَكَرِيّا بنِ آدَمَ القمُيّ‌ّ المَأمُونِ عَلَي الدّينِ وَ الدّنيَا قَالَ ابنُ المُسَيّبِ فَلَمّا انصَرَفتُ قَدِمتُ عَلَي زَكَرِيّا بنِ آدَمَ فَسَأَلتُهُ عَمّا احتَجتُ إِلَيهِ

34- ختص ،[الإختصاص ] وَ بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عِيسَي قَالَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ أَبُو جَعفَرٍ ع غُلَامَهُ مَعَهُ كِتَابُهُ فأَمَرَنَيِ‌ أَن أَصِيرَ إِلَيهِ فَأَتَيتُهُ وَ هُوَ بِالمَدِينَةِ نَازِلٌ فِي دَارِ خَانِ بَزِيعٍ فَدَخَلتُ فَسَلّمتُ فَذَكَرَ فِي صَفوَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ غَيرِهِمَا مَا قَد سَمِعَهُ غَيرُ وَاحِدٍ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ أَستَعطِفُهُ عَلَي زَكَرِيّا بنِ آدَمَ لَعَلّهُ أَن يَسلَمَ مِمّا قَالَ فِي هَؤُلَاءِ القَومِ ثُمّ رَجَعتُ إِلَي نفَسيِ‌ فَقُلتُ مَن أَنَا أَن أَتَعَرّضَ فِي هَذَا وَ شِبهِهِ لمِوَلاَي‌َ وَ هُوَ أَعلَمُ بِمَا صَنَعَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا عَلِيّ لَيسَ عَلَي مِثلِ أَبِي يَحيَي يُعَجّلُ وَ قَد كَانَ مِن خِدمَتِهِ لأِبَيِ‌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ مَنزِلَتِهِ عِندَهُ وَ عنِديِ‌ مِن بَعدِهِ غَيرَ أنَيّ‌ قَدِ احتَجتُ إِلَي المَالِ ألّذِي عِندَهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هُوَ بَاعِثٌ إِلَيكَ بِالمَالِ وَ قَالَ إِن وَصَلتَ إِلَيهِ فَأَعلِمهُ أَنّ ألّذِي منَعَنَيِ‌ مِن بَعثِ المَالِ اختِلَافُ مَيمُونٍ وَ مُسَافِرٍ قَالَ احمِل كتِاَبيِ‌ إِلَيهِ وَ مُرهُ أَن يَبعَثَ إلِيَ‌ّ بِالمَالِ فَحَمَلتُ كِتَابَهُ إِلَي زَكَرِيّا بنِ آدَمَ فَوَجّهَ إِلَيهِ بِالمَالِ

35-ج ،[الإحتجاج ]حكُيِ‌َ عَن أَبِي الهُذَيلِ العَلّافِ أَنّهُ قَالَدَخَلتُ الرّقّةَ فَذُكِرَ لِي أَنّ بِدَيرِ زَكِيّ رَجُلًا مَجنُوناً حَسَنَ الكَلَامِ فَأَتَيتُهُ فَإِذَا أَنَا بِشَيخٍ حَسَنِ الهَيئَةِ جَالِساً عَلَي وِسَادَةٍ يُسَرّحُ رَأسَهُ وَ لِحيَتَهُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ السّلَامَ وَ قَالَ مِمّن يَكُونُ الرّجُلُ قَالَ قُلتُ مِن أَهلِ العِرَاقِ قَالَ نَعَم أَهلُ الظّرفِ وَ الآدَابِ قَالَ مِن أَيّهَا أَنتَ قُلتُ مِن أَهلِ البَصرَةِ قَالَ أَهلُ التّجَارِبِ وَ العِلمِ قَالَ فَمَن أَيّهِم أَنتَ قُلتُ أَبُو الهُذَيلِ العَلّافُ قَالَ المُتَكَلّمُ قُلتُ بَلَي فَوَثَبَ عَن وَسَادَتِهِ وَ أجَلسَنَيِ‌ عَلَيهَا ثُمّ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ جَرَي بَينَنَا مَا تَقُولُ فِي الإِمَامَةِ قُلتُ أَيّ الإِمَامَةِ تُرِيدُ قَالَ مَن تُقَدّمُونَ بَعدَ النّبِيّص قُلتُ مَن قَدّمَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ وَ مَن


صفحه : 280

هُوَ قُلتُ أَبُو بَكرٍ قَالَ لِي يَا أَبَا الهُذَيلِ وَ لِمَ قَدّمتُمُوهُ قُلتُ لِأَنّ النّبِيّص قَالَ قَدّمُوا خَيرَكُم وَ وَلّوا أَفضَلَكُم وَ تَرَاضَي النّاسُ بِهِ جَمِيعاً قَالَ يَا أَبَا الهُذَيلِ هَاهُنَا وَقَعتَ أَمّا قَولُكَ إِنّ النّبِيّص قَالَ قَدّمُوا خَيرَكُم وَ وَلّوا أَفضَلَكُم فإَنِيّ‌ أُوجِدُكَ أَنّ أَبَا بَكرٍ صَعِدَ المِنبَرَ وَ قَالَ وُلّيتُكُم وَ لَستُ بِخَيرِكُم فَإِن كَانُوا كَذَبُوا عَلَيهِ فَقَد خَالَفُوا أَمرَ النّبِيّص وَ إِن كَانَ هُوَ الكَاذِبَ عَلَي نَفسِهِ فَمِنبَرُ النّبِيّص لَا يَصعَدُهُ الكَاذِبُونَ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ النّاسَ تَرَاضَوا بِهِ فَإِنّ أَكثَرَ الأَنصَارِ قَالُوا مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنكُم أَمِيرٌ وَ أَمّا المُهَاجِرُونَ فَإِنّ زُبَيرَ العَوّامِ قَالَ لَا أُبَايِعُ إِلّا عَلِيّاً فَأُمِرَ بِهِ فَكُسِرَ سَيفُهُ وَ جَاءَ أَبُو سُفيَانَ بنُ حَربٍ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِن شِئتَ لَأَملَأَنّهَا خَيلًا وَ رِجَالًا يعَنيِ‌ المَدِينَةَ وَ خَرَجَ سَلمَانُ فَقَالَ كردند ونكردند وندانند كه چه كردند وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ فَهَؤُلَاءِ المُهَاجِرُونَ أخَبرِنيِ‌ يَا أَبَا الهُذَيلِ عَن قِيَامِ أَبِي بَكرٍ عَلَي المِنبَرِ وَ قَولِهِ إِنّ لِي شَيطَاناً يعَترَيِنيِ‌ فَإِذَا رأَيَتمُوُنيِ‌ مُغضَباً فاَحذرَوُنيِ‌ لَا أَقَعُ فِي أَشعَارِكُم وَ أَبشَارِكُم فَهُوَ يُخبِرُكُم عَلَي المِنبَرِ أنَيّ‌ مَجنُونٌ وَ كَيفَ يَحِلّ لَكُم أَن تُوَلّوا مَجنُوناً وَ أخَبرِنيِ‌ يَا أَبَا الهُذَيلِ عَن قِيَامِ عُمَرَ عَلَي المِنبَرِ وَ قَولِهِ وَدِدتُ أنَيّ‌ شَعرَةٌ فِي صَدرِ أَبِي بَكرٍ ثُمّ قَامَ بَعدَهَا بِجُمعَةٍ فَقَالَ إِنّ بَيعَةَ أَبِي بَكرٍ كَانَت فَلتَةً وَقَي اللّهُ شَرّهَا فَمَن عَادَ إِلَي مِثلِهَا فَاقتُلُوهُ فَبَينَا هُوَ يَوَدّ أَن يَكُونَ شَعرَةً فِي صَدرِ أَبِي بَكرٍ يَأمُرُ بِقَتلِ مَن بَايَعَ مِثلَهُ فأَخَبرِنيِ‌ يَا أَبَا الهُذَيلِ باِلذّيِ‌ زَعَمَ أَنّ النّبِيّص لَم يَستَخلِف وَ أَنّ أَبَا بَكرٍ استَخلَفَ عُمَرَ وَ أَنّ عُمَرَ لَم يَستَخلِف فَأَرَي أَمرَكُم بَينَكُم مُتَنَاقِضاً وَ أخَبرِنيِ‌ يَا أَبَا الهُذَيلِ عَن عُمَرَ حِينَ صَيّرَهَا شُورَي فِي سِتّةٍ وَ زَعَمَ أَنّهُم مِن أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَ إِن خَالَفَ اثنَانِ لِأَربَعَةٍ فَاقتُلُوا الِاثنَينِ وَ إِن خَالَفَ ثَلَاثَةٌ لِثَلَاثَةٍ فَاقتُلُوا الثّلَاثَةَ الّذِينَ فِيهِم عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ فَهَذِهِ دِيَانَةٌ أَن يَأمُرَ بِقَتلِ أَهلِ الجَنّةِ


صفحه : 281

وَ أخَبرِنيِ‌ يَا أَبَا الهُذَيلِ عَن عُمَرَ لَمّا طُعِنَ دَخَلَ عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ قَالَ فَرَأَيتُهُ جَزِعاً فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا الجَزَعُ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ مَا جزَعَيِ‌ لأِجَليِ‌ وَ لَكِنّ جزَعَيِ‌ لِهَذَا الأَمرِ مَن يَلِيهِ بعَديِ‌ قَالَ قُلتُ وَلّهَا طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ قَالَ رَجُلٌ لَهُ حِدّةٌ كَانَ النّبِيّص يَعرِفُهُ فَلَا أوُلَيّ‌ أُمُورَ المُسلِمِينَ حَدِيداً قَالَ قُلتُ وَلّهَا الزّبَيرَ بنَ العَوّامِ قَالَ رَجُلٌ بَخِيلٌ رَأَيتُهُ يُمَاكِسُ امرَأَتَهُ فِي كُبّةٍ مِن غَزلٍ فَلَا أوُلَيّ‌ أُمُورَ المُسلِمِينَ بَخِيلًا قَالَ قُلتُ وَلّهَا سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ قَالَ رَجُلٌ صَاحِبُ فَرَسٍ وَ قَوسٍ وَ لَيسَ مِن أَحلَاسِ الخِلَافَةِ قُلتُ وَلّهَا عَبدَ الرّحمَنِ بنَ عَوفٍ قَالَ رَجُلٌ لَيسَ يُحسِنُ أَن يكَفيِ‌َ عِيَالَهُ قَالَ قُلتُ وَلّهَا عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ فَاستَوَي جَالِساً وَ قَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ مَا وَ اللّهِ أَرَدتُ بِهَذَا أوُلَيّ‌ رَجُلًا لَم يُحسِن أَن يُطَلّقَ امرَأَتَهُ قُلتُ وَلّهَا عُثمَانَ بنَ عَفّانَ فَقَالَ وَ اللّهِ لَئِن وَلّيتُهُ لَيَحمِلَنّ آلَ أَبِي مُعَيطٍ عَلَي رِقَابِ المُسلِمِينَ وَ أَوشَكَ إِن فَعَلنَا أَن يَقتُلُوهُ قَالَهَا ثَلَاثاً قَالَ ثُمّ سَكَتّ لِمَا أَعرِفُ مِن مُعَانَدَتِهِ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِي يَا ابنَ عَبّاسٍ اذكُر صَاحِبَكَ قَالَ قُلتُ وَلّهَا عَلِيّاً قَالَ وَ اللّهِ مَا جزَعَيِ‌ إِلّا لِمَا أَخَذتُ الحَقّ مِن أَربَابِهِ وَ اللّهِ لَئِن وَلّيتُهُ لَيَحمِلَنّهُم عَلَي المَحَجّةِ العُظمَي وَ إِن يُطِيعُوهُ يُدخِلُهُمُ الجَنّةَ فَهُوَ يَقُولُ هَذَا ثُمّ صَيّرَهَا شُورَي بَينَ السّتّةِ فَوَيلٌ لَهُ مِن رَبّهِ قَالَ أَبُو الهُذَيلِ بَينَا هُوَ يكُلَمّنُيِ‌ إِذَا اختَلَطَ وَ ذَهَبَ عَقلُهُ فَأَخبَرتُ المَأمُونَ بِقِصّتِهِ وَ كَانَ مِن قِصّتِهِ أَن ذُهِبَ بِمَالِهِ وَ ضِيَاعِهِ حِيلَةً وَ غَدراً فَبَعَثَ إِلَيهِ المَأمُونُ فَجَاءَ بِهِ وَ عَالَجَهُ وَ كَانَ قَد ذَهَبَ عَقلُهُ بِمَا صُنِعَ بِهِ فَرَدّ عَلَيهِ مَالَهُ وَ ضِيَاعَهُ وَ صَيّرَهُ نَدِيماً فَكَانَ المَأمُونُ يَتَشَيّعُ لِذَلِكَ وَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ


صفحه : 282

بيان قوله من أحلاس الخلافة أي ممن يلازمها ويمارس لوازمها من الحلس بالكسر و هوكساء علي ظهر البعير تحت البرذعة ويبسط في البيت تحت حر الثياب ويقال هوحلس بيته إذا لم يبرح مكانه

36- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن أَبِي عَلِيّ المحَموُديِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الهُذَيلِ العَلّافِ إنِيّ‌ أَتَيتُكَ سَائِلًا فَقَالَ أَبُو الهُذَيلِ سَل وَ أَسأَلُ اللّهَ العِصمَةَ وَ التّوفِيقَ فَقَالَ أَبِي أَ لَيسَ مِن دِينِكَ أَنّ العِصمَةَ وَ التّوفِيقَ لَا يَكُونَانِ مِنَ اللّهِ لَكَ إِلّا بِعَمَلٍ تَستَحِقّهُ بِهِ قَالَ أَبُو الهُذَيلِ نَعَم قَالَ فَمَا مَعنَي دُعَائِكَ اعمَل وَ خُذ قَالَ لَهُ أَبُو الهُذَيلِ هَاتِ سُؤلَكَ فَقَالَ لَهُ شيَخيِ‌ خبَرّنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم قَالَ أَبُو الهُذَيلِ قَد أَكمَلَ لَنَا الدّينَ فَقَالَ شيَخيِ‌ فخَبَرّنيِ‌ إِن أَسأَلكَ عَن مَسأَلَةٍ لَا تَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللّهِ وَ لَا فِي سُنّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَا فِي قَولِ الصّحَابَةِ وَ لَا فِي حِيلَةِ فُقَهَائِهِم مَا أَنتَ صَانِعٌ فَقَالَ هَاتِ فَقَالَ شيَخيِ‌ خبَرّنيِ‌ عَن عَشَرَةٍ كُلّهُم عِنّينٌ وَقَعُوا فِي طُهرٍ وَاحِدٍ بِامرَأَةٍ وَ هُم مُختَلِفُ الأَمرِ فَمِنهُم مَن وَصَلَ إِلَي نِصفِ حَاجَتِهِ وَ مِنهُم مَن قَارَبَ حَسَبَ الإِمكَانِ مِنهُ هَل فِي خَلقِ اللّهِ اليَومَ مَن يَعرِفُ حَدّ اللّهِ فِي كُلّ رَجُلٍ مِنهُم مِقدَارَ مَا ارتَكَبَ مِنَ الخَطِيئَةِ فَيُقِيمَ عَلَيهِ الحَدّ فِي الدّنيَا وَ يُطَهّرَهُ مِنهُ فِي الآخِرَةِ وَ لنَعلَم مَا تَقُولُ فِي أَنّ الدّينَ قَد أُكمِلَ لَكَ فَقَالَ هَيهَاتَ خَرَجَ آخِرَهَا فِي الإِمَامَةِ

أقول قدأوردت الأخبار المتضمنة لأحوال أصحابه ع في باب رد الواقفية وأبواب مناظرته ع و باب ولاية العهد و باب معجزاته و باب ماجري بينه و بين المأمون


صفحه : 283

باب 91-إخباره وإخبار آبائه عليهم السلام بشهادته

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ خُرَاسَانَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ كَأَنّهُ يَقُولُ لِي كَيفَ أَنتُم إِذَا دُفِنَ فِي أَرضِكُم بضَعتَيِ‌ وَ استُحفِظتُم ودَيِعتَيِ‌ وَ غُيّبَ فِي ثَرَاكُم نجَميِ‌ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع أَنَا المَدفُونُ فِي أَرضِكُم وَ أَنَا بَضعَةٌ مِن نَبِيّكُم وَ أَنَا الوَدِيعَةُ وَ النّجمُ أَلَا فَمَن زاَرنَيِ‌ وَ هُوَ يَعرِفُ مَا أَوجَبَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِن حقَيّ‌ وَ طاَعتَيِ‌ فَأَنَا وَ آباَئيِ‌ شُفَعَاؤُهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن كُنّا شُفَعَاءَهُ يَومَ القِيَامَةِ نَجَا وَ لَو كَانَ عَلَيهِ مِثلُ وِزرِ الثّقَلَينِ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن رآَنيِ‌ فِي مَنَامِهِ فَقَد رآَنيِ‌ لِأَنّ الشّيطَانَ لَا يَتَمَثّلُ فِي صوُرتَيِ‌ وَ لَا فِي صُورَةِ وَاحِدٍ مِن أوَصيِاَئيِ‌ وَ لَا فِي صُورَةِ أَحَدٍ مِن شِيعَتِهِم وَ إِنّ الرّؤيَا الصّادِقَةَ جُزءٌ مِن سَبعِينَ جُزءاً مِنَ النّبُوّةِ

بيان قال الجزري‌ في الحديث فاطمة بضعة مني‌ البضعة بالفتح القطعة من اللحم و قدتكسر أي إنها جزء مني‌ كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ وَ اللّهِ مَا مِنّا إِلّا مَقتُولٌ أَو شَهِيدٌ فَقِيلَ لَهُ فَمَن يَقتُلُكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ شَرّ خَلقِ اللّهِ فِي زمَاَنيِ‌ يقَتلُنُيِ‌ بِالسّمّ ثُمّ يدَفنِنُيِ‌ فِي دَارِ مَضِيعَةٍ وَ بِلَادِ غُربَةٍ أَلَا فَمَن زاَرنَيِ‌ فِي غرُبتَيِ‌ كَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ أَجرَ مِائَةِ أَلفِ شَهِيدٍ وَ مِائَةِ أَلفِ


صفحه : 284

صِدّيقٍ وَ مِائَةِ أَلفِ حَاجّ وَ مُعتَمِرٍ وَ مِائَةِ أَلفِ مُجَاهِدٍ وَ حُشِرَ فِي زُمرَتِنَا وَ جُعِلَ فِي الدّرَجَاتِ العُلَي مِنَ الجَنّةِ رَفِيقَنَا

بيان قال الجزري‌ في حديث كعب بن مالك و لم يجعلك الله بدار هوان و لامضيعة بكسر الضاد مفعلة من الضياع أي الإطراح والهوان كأنه فيه ضائع و قال الجوهري‌ ضاع الشي‌ء أي هلك و منه قولهم فلان بدار مضيعة مثال معيشة

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سَتُدفَنُ بَضعَةٌ منِيّ‌ بِأَرضِ خُرَاسَانَ لَا يَزُورُهَا مُؤمِنٌ إِلّا أَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ الجَنّةَ وَ حَرّمَ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ

أقول سيأتي‌ أكثر أخبار هذاالباب في باب المزار وأثبتنا بعضها في أبواب ماصدر عنه ع في طريقه إلي خراسان وبعضها في باب كيفية قبوله ع ولاية العهد وبعضها في أحوال خروجه من المدينة

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَحَضَرتُ مَجلِسَ المَأمُونِ يَوماً وَ عِندَهُ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع وَ قَدِ اجتَمَعَ الفُقَهَاءُ وَ أَهلُ الكَلَامِ وَ ذَكَرَ أَسئِلَةَ القَومِ وَ المَأمُونِ عَنهُ ع وَ جَوَابَاتِهِ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فَلَمّا قَامَ الرّضَا ع تَبِعتُهُ فَانصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي وَهَبَ لَكَ مِن جَمِيلِ رأَي‌ِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مَا حَمَلَهُ عَلَي مَا أَرَي مِن إِكرَامِهِ لَكَ وَ قَبُولِهِ لِقَولِكَ فَقَالَ ع يَا ابنَ الجَهمِ لَا يَغُرّنّكَ مَا أَلفَيتَهُ عَلَيهِ مِن إكِراَميِ‌ وَ الِاستِمَاعِ منِيّ‌ فَإِنّهُ سيَقَتلُنُيِ‌ بِالسّمّ وَ هُوَ ظَالِمٌ لِي أَعرِفُ بِعَهدٍ مَعهُودٍ إلِيَ‌ّ مِن آباَئيِ‌ عَن رَسُولِ اللّهِص فَاكتُم هَذَا عَلَيّ مَا دُمتَ حَيّاً قَالَ الحَسَنُ بنُ الجَهمِ فَمَا حَدّثتُ بِهَذَا الحَدِيثِ إِلَي أَن مَضَي الرّضَا ع بِطُوسَ مَقتُولًا بِالسّمّ وَ دُفِنَ فِي دَارِ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ الطاّئيِ‌ّ فِي القُبّةِ التّيِ‌ قَبرُ هَارُونَ


صفحه : 285

إِلَي جَانِبِهِ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ عَنِ الرّضَا ع فِي نفَي‌ِ قَولِ مَن قَالَ إِنّ الحُسَينَ ع لَم يُقتَل وَ لَكِن شُبّهَ لَهُم قَالَ ع وَ اللّهِ لَقَد قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ قُتِلَ مَن كَانَ خَيراً مِنَ الحُسَينِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ مَا مِنّا إِلّا مَقتُولٌ وَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَمَقتُولٌ بِالسّمّ بِاغتِيَالِ مَن يغَتاَلنُيِ‌ أَعرِفُ ذَلِكَ بِعَهدٍ مَعهُودٍ إلِيَ‌ّ مِن رَسُولِ اللّهِص أَخبَرَهُ بِهِ جَبرَئِيلُ عَن رَبّ العَالَمِينَ عَزّ وَ جَلّ

توضيح قال الجوهري‌ الغيلة بالكسر الاغتيال يقال قتله غيلة و هو أن يخدعه فيذهب به إلي موضع فإذاصار إليه قتله

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِيسَي الخَرّاطِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ قَالَ أَتَيتُ الرّضَا ع وَ هُوَ بِقَنطَرَةِ إِبرِيقٍ فَسَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ جَلَستُ وَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ أُنَاساً يَزعُمُونَ أَنّ أَبَاكَ حيَ‌ّ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ لَو كَانَ حَيّاً مَا قُسِمَ مِيرَاثُهُ وَ لَا نُكِحَ نِسَاؤُهُ وَ لَكِنّهُ وَ اللّهِ ذَاقَ المَوتَ كَمَا ذَاقَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَقُلتُ لَهُ مَا تأَمرُنُيِ‌ قَالَ عَلَيكَ باِبنيِ‌ مُحَمّدٍ مِن بعَديِ‌ وَ أَمّا أَنَا فإَنِيّ‌ ذَاهِبٌ فِي وَجهٍ لَا أَرجِعُ بُورِكَ قَبرٌ بِطُوسَ وَ قَبرَانِ بِبَغدَادَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ عَرَفنَا وَاحِداً فَمَا الثاّنيِ‌ قَالَ سَتَعرِفُونَهُ ثُمّ قَالَ ع قبَريِ‌ وَ قَبرُ هَارُونَ هَكَذَا وَ ضَمّ بِإِصبَعَيهِ

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن عَونِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبّادٍ قَالَ قَالَ المَأمُونُ يَوماً لِلرّضَا ع نَدخُلُ بَغدَادَ إِن شَاءَ اللّهُ نَفعَلُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَهُ تَدخُلُ


صفحه : 286

أَنتَ بَغدَادَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَلَمّا خَلَوتُ بِهِ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ سَمِعتُ شَيئاً غمَنّيِ‌ وَ ذَكَرتُهُ لَهُ فَقَالَ يَا أَبَا حُسَينٍ وَ كَذَا كَانَ يكَنيِنيِ‌ بِطَرحِ الأَلفِ وَ اللّامِ وَ مَا أَنَا وَ بَغدَادُ لَا أَرَي بَغدَادَ وَ لَا ترَاَنيِ‌

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ مِهرَانَ قَالَ رَأَيتُ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع فِي مَسجِدِ المَدِينَةِ وَ هَارُونَ وَ هُوَ يَخطُبُ فَقَالَ أَ ترَوَننَيِ‌ وَ إِيّاهُ نُدفَنُ فِي بَيتٍ وَاحِدٍ

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ مَن سَمِعَ الرّضَا ع وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَي هَارُونَ بِمِنًي أَو بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ أَنَا وَ هَارُونُ هَكَذَا وَ ضَمّ بَينَ إِصبَعَيهِ فَكُنّا لَا ندَريِ‌ مَا يعَنيِ‌ بِذَلِكَ حَتّي كَانَ مِن أَمرِهِ بِطُوسَ مَا كَانَ فَأَمَرَ المَأمُونُ بِدَفنِ الرّضَا ع إِلَي جَنبِ قَبرِ هَارُونَ

أقول قدمر بعض الأخبار في باب معجزاته ع

10- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ الصّادِقَ ع يَقُولُ يَخرُجُ وَلَدٌ مِنِ ابنيِ‌ مُوسَي اسمُهُ اسمُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ إِلَي أَرضِ طُوسَ وَ هيِ‌َ بِخُرَاسَانَ يُقتَلُ فِيهَا بِالسّمّ فَيُدفَنُ فِيهَا غَرِيباً مَن زَارَهُ عَارِفاً بِحَقّهِ أَعطَاهُ اللّهُ تَعَالَي أَجرَمَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَ قاتَلَ

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن غَزوَانَ الضبّيّ‌ّ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ إِسحَاقَ عَنِ النّعمَانِ بنِ سَعدٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُسَيُقتَلُ رَجُلٌ مِن ولُديِ‌ بِأَرضِ خُرَاسَانَ بِالسّمّ ظُلماً اسمُهُ اسميِ‌ وَ اسمُ أَبِيهِ


صفحه : 287

اسمُ ابنِ عِمرَانَ مُوسَي ع أَلَا فَمَن زَارَهُ فِي غُربَتِهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ مَا تَقَدّمَ مِنهَا وَ مَا تَأَخّرَ وَ لَو كَانَت مِثلَ عَدَدِ النّجُومِ وَ قَطرِ الأَمطَارِ وَ وَرَقِ الأَشجَارِ

أقول قدأوردنا كثيرا من أخبار هذاالباب في باب ثواب زيارته و في باب معجزاته و في باب أحواله متوجها إلي خراسان و في باب ولاية العهد و باب احتجاج المأمون علي المخالفين


صفحه : 288

باب 02-أسباب شهادته صلوات الله عليه

1- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ وَ الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ]جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَكُنتُ عِندَ موَلاَي‌َ الرّضَا ع بِخُرَاسَانَ وَ كَانَ المَأمُونُ يُقعِدُهُ عَلَي يَمِينِهِ إِذَا قَعَدَ لِلنّاسِ يَومَ الإِثنَينِ وَ يَومَ الخَمِيسِ فَرُفِعَ إِلَي المَأمُونِ أَنّ رَجُلًا مِنَ الصّوفِيّةِ سَرَقَ فَأَمَرَ بِإِحضَارِهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ وَجَدَهُ مُتَقَشّفاً بَينَ عَينَيهِ أَثَرُ السّجُودِ فَقَالَ سَوأَةٌ لِهَذِهِ الآثَارِ الجَمِيلَةِ وَ لِهَذَا الفِعلِ القَبِيحِ أَ تُنسَبُ إِلَي السّرِقَةِ مَعَ مَا أَرَي مِن جَمِيلِ آثَارِكَ وَ ظَاهِرِكَ قَالَ فَعَلتُ ذَلِكَ اضطِرَاراً لَا اختِيَاراً حِينَ منَعَتنَيِ‌ حقَيّ‌ مِنَ الخُمُسِ وَ الفيَ‌ءِ فَقَالَ المَأمُونُ وَ أَيّ حَقّ لَكَ فِي الخُمُسِ وَ الفيَ‌ءِ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَسَمَ الخُمُسَ سِتّةَ أَقسَامٍ وَ قَالَوَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللّهِ وَ ما أَنزَلنا عَلي عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَي الجَمعانِ وَ قَسَمَ الفيَ‌ءَ عَلَي سِتّةِ أَقسَامٍ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُري فَلِلّهِ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ كيَ‌ لا يَكُونَ دُولَةً بَينَ الأَغنِياءِ مِنكُم قَالَ بِمَا منَعَتنَيِ‌ وَ أَنَا ابنُ


صفحه : 289

السّبِيلِ مُنقَطَعٌ بيِ‌ وَ مِسكِينٌ لَا أَرجِعُ إِلَي شَيءٍ وَ مِن حَمَلَةِ القُرآنِ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ أُعَطّلُ حَدّاً مِن حُدُودِ اللّهِ وَ حُكماً مِن أَحكَامِهِ فِي السّارِقِ مِن أَسَاطِيرِكَ هَذِهِ فَقَالَ الصوّفيِ‌ّ ابدَأ بِنَفسِكَ فَطَهّرهَا ثُمّ طَهّر غَيرَكَ وَ أَقِم حَدّ اللّهِ عَلَيهَا ثُمّ عَلَي غَيرِكَ فَالتَفَتَ المَأمُونُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ مَا تَقُولُ فَقَالَ إِنّهُ يَقُولُ سَرَقتَ فَسَرَقَ فَغَضِبَ المَأمُونُ غَضَباً شَدِيداً ثُمّ قَالَ للِصوّفيِ‌ّ وَ اللّهِ لَأَقطَعَنّكَ فَقَالَ الصوّفيِ‌ّ أَ تقَطعَنُيِ‌ وَ أَنتَ عَبدٌ لِي فَقَالَ المَأمُونُ وَيلَكَ وَ مِن أَينَ صِرتُ عَبداً لَكَ قَالَ لِأَنّ أُمّكَ اشتُرِيَت مِن مَالِ المُسلِمِينَ فَأَنتَ عَبدٌ لِمَن فِي المَشرِقِ وَ المَغرِبِ حَتّي يُعتِقُوكَ وَ أَنَا لَم أُعتِقكَ ثُمّ بَلَعتَ الخُمُسَ بَعدَ ذَلِكَ فَلَا أَعطَيتَ آلَ الرّسُولِ حَقّاً وَ لَا أعَطيَتنَيِ‌ وَ نظُرَاَئيِ‌ حَقّنَا وَ الأُخرَي أَنّ الخَبِيثَ لَا يُطَهّرُ خَبِيثاً مِثلَهُ إِنّمَا يُطَهّرُهُ طَاهِرٌ وَ مَن فِي جَنبِهِ الحَدّ لَا يُقِيمُ الحُدُودَ عَلَي غَيرِهِ حَتّي يَبدَأَ بِنَفسِهِ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُأَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم وَ أَنتُم تَتلُونَ الكِتابَ أَ فَلا تَعقِلُونَفَالتَفَتَ المَأمُونُ إِلَي الرّضَا ع فَقَالَ مَا تَرَي فِي أَمرِهِ فَقَالَ ع إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ قَالَ لِمُحَمّدٍص فَلِلّهِ الحُجّةُ البالِغَةُ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ تَبلُغُ الجَاهِلَ فَيَعلَمُهَا بِجَهلِهِ كَمَا يَعلَمُهَا العَالِمُ بِعِلمِهِ وَ الدّنيَا وَ الآخِرَةُ قَائِمَتَانِ بِالحُجّةِ وَ قَدِ احتَجّ الرّجُلُ فَأَمَرَ المَأمُونُ عِندَ ذَلِكَ بِإِطلَاقِ الصوّفيِ‌ّ وَ احتَجَبَ عَنِ النّاسِ وَ اشتَغَلَ


صفحه : 290

بِالرّضَا ع حَتّي سَمّهُ فَقَتَلَهُ وَ قَد كَانَ قَتَلَ الفَضلَ بنَ سَهلٍ وَ جَمَاعَةً مِنَ الشّيعَةِ

قال الصدوق رضي‌ الله عنه روي‌ هذاالحديث كماحكيت و أنابري‌ء من عهدة صحته بيان قال الجوهري‌ المتقشف ألذي يتبلغ بالقوت والمرقع

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ فَقُلتُ كَيفَ طَابَت نَفسُ المَأمُونِ بِقَتلِ الرّضَا ع مَعَ إِكرَامِهِ وَ مَحَبّتِهِ لَهُ وَ مَا جَعَلَ لَهُ مِن وِلَايَةِ العَهدِ بَعدَهُ فَقَالَ إِنّ المَأمُونَ إِنّمَا كَانَ يُكرِمُهُ وَ يُحِبّهُ لِمَعرِفَتِهِ بِفَضلِهِ وَ جَعَلَ لَهُ وِلَايَةَ العَهدِ مِن بَعدِهِ ليِرُيِ‌َ النّاسَ أَنّهُ رَاغِبٌ فِي الدّنيَا فَيَسقُطَ مَحَلّهُ مِن نُفُوسِهِم فَلَمّا لَم يَظهَر مِنهُ فِي ذَلِكَ لِلنّاسِ إِلّا مَا ازدَادَ بِهِ فَضلًا عِندَهُم وَ مَحَلّا فِي نُفُوسِهِم جَلَبَ عَلَيهِ المُتَكَلّمِينَ مِنَ البُلدَانِ طَمَعاً مِن أَن يَقطَعَهُ وَاحِدٌ مِنهُم فَيَسقُطَ مَحَلّهُ عِندَ العُلَمَاءِ وَ بِسَبَبِهِم يَشتَهِرُ نَقصُهُ عِندَ العَامّةِ فَكَانَ لَا يُكَلّمُهُ خَصمٌ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ الصّابِئِينَ وَ البَرَاهِمَةِ وَ المُلحِدِينَ وَ الدّهرِيّةِ وَ لَا خَصمٍ مِن فِرَقِ المُسلِمِينَ المُخَالِفِينَ لَهُ إِلّا قَطَعَهُ وَ أَلزَمَهُ الحُجّةَ وَ كَانَ النّاسُ يَقُولُونَ وَ اللّهِ إِنّهُ أَولَي بِالخِلَافَةِ مِنَ المَأمُونِ فَكَانَ أَصحَابُ الأَخبَارِ يَرفَعُونَ ذَلِكَ إِلَيهِ فَيَغتَاظُ مِن ذَلِكَ وَ يَشتَدّ حَسَدُهُ وَ كَانَ الرّضَا ع لَا يحُاَبيِ‌ المَأمُونَ مِن حَقّ وَ كَانَ يُجِيبُهُ بِمَا يَكرَهُ فِي أَكثَرِ أَحوَالِهِ فَيَغِيظُهُ ذَلِكَ وَ يَحقِدُهُ عَلَيهِ وَ لَا يُظهِرُهُ لَهُ فَلَمّا أَعيَتهُ الحِيلَةُ فِي أَمرِهِ اغتَالَهُ فَقَتَلَهُ بِالسّمّ

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ قَالَ سَمِعتُ اِبرَاهِيمَ بنَ العَبّاسِ يَقُولُ لَمّا عَقَدَ المَأمُونُ البَيعَةَ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع قَالَ لَهُ الرّضَا ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ النّصحَ وَاجِبٌ لَكَ وَ الغِشّ لَا ينَبغَيِ‌ لِمُؤمِنٍ


صفحه : 291

إِنّ العَامّةَ لَتَكرَهُ مَا فَعَلتَ بيِ‌ وَ الخَاصّةَ تَكرَهُ مَا فَعَلتَ بِالفَضلِ بنِ سَهلٍ وَ الرأّي‌ُ لَكَ أَن تُبعِدَنَا عَنكَ حَتّي يَصلُحَ لَكَ أَمرُكَ قَالَ اِبرَاهِيمُ فَكَانَ وَ اللّهِ قَولُهُ هَذَا السّبَبَ فِي ألّذِي آلَ الأَمرُ إِلَيهِ

أقول قدمرت العلل في ذلك في باب ولاية العهد و باب ماجري بينه و بين المأمون


صفحه : 292

باب 12-شهادته وتغسيله ودفنه ومبلغ سنه صلوات الله عليه ولعنة الله علي من ظلمه

1- شا،[الإرشاد] قُبِضَ الرّضَا ع بِطُوسَ مِن أَرضِ خُرَاسَانَ فِي صَفَرِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ لَهُ يَومَئِذٍ خَمسٌ وَ خَمسُونَ سَنَةً وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمّ البَنِينَ وَ كَانَت مُدّةُ خِلَافَتِهِ وَ إِمَامَتِهِ وَ قِيَامِهِ بَعدَ أَبِيهِ فِي خِلَافَتِهِ عِشرِينَ سَنَةً

2- كا،[الكافي‌] قُبِضَ ع فِي صَفَرٍ مِن سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ توُفُيّ‌َ ع بِطُوسَ فِي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا سَنَابَادُ مِن نَوقَانَ عَلَي دَعوَةٍ وَ دُفِنَ ع بِهَا وَ كَانَ المَأمُونُ أَشخَصَهُ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي مَروَ عَلَي طَرِيقِ البَصرَةِ وَ فَارِسَ فَلَمّا خَرَجَ المَأمُونُ وَ شَخَصَ إِلَي بَغدَادَ أَشخَصَهُ مَعَهُ فتَوُفُيّ‌َ فِي هَذِهِ القَريَةِ

3- كا،[الكافي‌]سَعدٌ وَ الحمِيرَيِ‌ّ مَعاً عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قُبِضَ عَلِيّ بنُ مُوسَي ع وَ هُوَ ابنُ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ أَشهُرٍ فِي عَامِ اثنَتَينِ وَ مِائَتَينِ عَاشَ بَعدَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عِشرِينَ سَنَةً إِلّا شَهرَينِ أَو ثَلَاثَةً


صفحه : 293

4- كف ،[المصباح للكفعمي‌] توُفُيّ‌َ الرّضَا ع فِي سَابِعَ عَشَرَ شَهرِ صَفَرٍ يَومَ الثّلَاثَاءِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ سَمّهُ المَأمُونُ فِي عِنَبٍ وَ كَانَ لَهُ إِحدَي وَ خَمسُونَ سَنَةً

5- ضه ،[روضة الواعظين ] كَانَ وَفَاتُهُ ع يَومَ الجُمُعَةِ فِي شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ كَانَت مُدّةُ خِلَافَتِهِ عِشرِينَ سَنَةً

6- الدّرُوسُ، قُبِضَ ع بِطُوسَ فِي صَفَرِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ

7- د،[العدد القوية] فِي الثّالِثِ وَ العِشرِينَ مِن ذيِ‌ القَعدَةِ كَانَت وَفَاةُ مَولَانَا أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع وَ فِي كِتَابِ مَوَالِيدِ الأَئِمّةِ فِي عَامِ اثنَتَينِ وَ مِائَتَينِ وَ فِي كِتَابِ المَنَاقِبِ يَومَ الجُمُعَةِ لِسَبعٍ بَقِينَ مِن رَمَضَانَ سَنَةَ اثنَتَينِ وَ مِائَتَينِ وَ قِيلَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ فِي الدّرّ يَومَ الجُمُعَةِ غُرّةَ شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثنَتَينِ وَ مِائَتَينِ وَ كَذَا فِي كِتَابِ الذّخِيرَةِ وَ قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ فِي آخِرِ صَفَرِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ قِيلَ يَومَ الإِثنَينِ رَابِعَ عَشَرَ سَنَةَ اثنَتَينِ وَ مِائَتَينِ بِالسّمّ فِي العِنَبِ فِي زَمَنِ المَأمُونِ بِطُوسَ وَ قِيلَ دُفِنَ فِي دَارِ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ فِي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا سَنَابَادُ بِأَرضِ طُوسَ مِن رُستَاقِ نَوقَانَ وَ فِيهَا قَبرُ الرّشِيدِ وَ عُمُرُهُ يَومَئِذٍ خَمسٌ وَ خَمسُونَ سَنَةً وَ قِيلَ تِسعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ سِتّةُ أَشهُرٍ وَ قِيلَ وَ أَربَعَةُ أَشهُرٍ وَ قِيلَ تِسعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً إِلّا ثَمَانِيَةَ أَيّامٍ أَقَامَ مَعَ أَبِيهِ تِسعاً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَشهُراً وَ بَعدَ أَبِيهِ اثنَتَينِ وَ عِشرِينَ سَنَةً إِلّا شَهراً وَ قِيلَ عِشرِينَ سَنَةً

8-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ الطاّطرَيِ‌ّ عَن هَرثَمَةَ بنِ أَعيَنَ قَالَكُنتُ لَيلَةً بَينَ يدَيَ‌ِ المَأمُونِ حَتّي مَضَي مِنَ اللّيلِ أَربَعُ سَاعَاتٍ ثُمّ أَذِنَ لِي فِي الِانصِرَافِ فَانصَرَفتُ فَلَمّا مَضَي مِنَ اللّيلِ نِصفُهُ قَرَعَ قَارِعٌ البَابَ فَأَجَابَهُ بَعضُ غلِماَنيِ‌ فَقَالَ لَهُ قُل لِهَرثَمَةَ أَجِب سَيّدَكَ قَالَ فَقُمتُ مُسرِعاً وَ أَخَذتُ عَلَي أثَواَبيِ‌ وَ أَسرَعتُ إِلَي سيَدّيِ‌َ الرّضَا ع فَدَخَلَ الغُلَامُ بَينَ يدَيَ‌ّ وَ دَخَلتُ وَرَاءَهُ فَإِذَا أَنَا بسِيَدّيِ‌ ع فِي صَحنِ دَارِهِ جَالِسٌ فَقَالَ يَا هَرثَمَةُ فَقُلتُ لَبّيكَ يَا موَلاَي‌َ فَقَالَ لِيَ اجلِس فَجَلَستُ فَقَالَ لِيَ اسمَع وَ عِ يَا هَرثَمَةُ هَذَا أَوَانُ رحَيِليِ‌ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ لحُوُقيِ‌ بجِدَيّ‌ وَ آباَئيِ‌ ع وَ قَد


صفحه : 294

بَلَغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ وَ قَد عَزَمَ هَذَا الطاّغيِ‌ عَلَي سمَيّ‌ فِي عِنَبٍ وَ رُمّانٍ مَفرُوكٍ فَأَمّا العِنَبُ فَإِنّهُ يَغمِسُ السّلكَ فِي السّمّ وَ يَجذِبُهُ بِالخَيطِ فِي العِنَبِ وَ أَمّا الرّمّانُ فَإِنّهُ يَطرَحُ السّمّ فِي كَفّ بَعضِ غِلمَانِهِ وَ يَفرُكُ الرّمّانَ بِيَدِهِ لِيَلطَخَ حَبّهُ فِي ذَلِكَ السّمّ وَ إِنّهُ سيَدَعوُنيِ‌ فِي ذَلِكَ اليَومِ المُقبِلِ وَ يُقَرّبُ إلِيَ‌ّ الرّمّانَ وَ العِنَبَ وَ يسَألَنُيِ‌ أَكلَهُمَا فَآكُلُهُمَا ثُمّ يَنفُذُ الحُكمُ وَ يَحضُرُ القَضَاءُ فَإِذَا أَنَا مِتّ فَسَيَقُولُ أَنَا أُغَسّلُهُ بيِدَيِ‌ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَقُل لَهُ عنَيّ‌ بَينَكَ وَ بَينَهُ إِنّهُ قَالَ لِي لَا تَتَعَرّض لغِسُليِ‌ وَ لَا لتِكَفيِنيِ‌ وَ لَا لدِفَنيِ‌ فَإِنّكَ إِن فَعَلتَ ذَلِكَ عَاجَلَكَ مِنَ العَذَابِ مَا أُخّرَ عَنكَ وَ حَلّ بِكَ أَلِيمُ مَا تَحذَرُ فَإِنّهُ سيَنَتهَيِ‌ قَالَ فَقُلتُ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ قَالَ فَإِذَا خَلّي بَينَكَ وَ بَينَ غسُليِ‌ فَسَيَجلِسُ فِي عِلوٍ مِن أَبنِيَتِهِ مُشرِفاً عَلَي مَوضِعِ غسُليِ‌ لِيَنظُرَ فَلَا تَعَرّض يَا هَرثَمَةُ لشِيَ‌ءٍ مِن غسُليِ‌ حَتّي تَرَي فُسطَاطاً أَبيَضَ قَد ضُرِبَت فِي جَانِبِ الدّارِ فَإِذَا رَأَيتَ ذَلِكَ فاَحملِنيِ‌ فِي أثَواَبيِ‌َ التّيِ‌ أَنَا فِيهَا فضَعَنيِ‌ مِن وَرَاءِ الفُسطَاطِ وَ قِف مِن وَرَائِهِ وَ يَكُونُ مَن مَعَكَ دُونَكَ وَ لَا تَكشِف عَنِ الفُسطَاطِ حَتّي ترَاَنيِ‌ فَتَهلِكَ فَإِنّهُ سَيُشرِفُ عَلَيكَ وَ يَقُولُ لَكَ يَا هَرثَمَةُ أَ لَيسَ زَعَمتُم أَنّ الإِمَامَ لَا يُغَسّلُهُ إِلّا إِمَامٌ مِثلُهُ فَمَن يُغَسّلُ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُوسَي وَ ابنُهُ مُحَمّدٌ بِالمَدِينَةِ مِن بِلَادِ الحِجَازِ وَ نَحنُ بِطُوسَ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَأَجِبهُ وَ قُل لَهُ إِنّا نَقُولُ إِنّ الإِمَامَ لَا يَجِبُ أَن يُغَسّلَهُ إِلّا إِمَامٌ فَإِن تَعَدّي مُتَعَدّ وَ غَسّلَ الإِمَامَ لَم تَبطُل إِمَامَةُ الإِمَامِ لتِعَدَيّ‌ غَاسِلِهِ وَ لَا بَطَلَت إِمَامَةُ الإِمَامِ ألّذِي بَعدَهُ بِأَن غُلِبَ عَلَي غُسلِ أَبِيهِ وَ لَو تُرِكَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي بِالمَدِينَةِ لَغَسّلَهُ ابنُهُ مُحَمّدٌ ظَاهِراً مَكشُوفاً وَ لَا يُغَسّلُهُ الآنَ أَيضاً إِلّا هُوَ مِن حَيثُ يَخفَي فَإِذَا ارتَفَعَ الفُسطَاطُ فَسَوفَ ترَاَنيِ‌ مُدرَجاً فِي أكَفاَنيِ‌ فضَعَنيِ‌ عَلَي نَعشٍ وَ احملِنيِ‌ فَإِذَا أَرَادَ أَن يَحفِرَ قبَريِ‌ فَإِنّهُ سَيَجعَلُ قَبرَ أَبِيهِ هَارُونَ الرّشِيدِ قِبلَةً لقِبَريِ‌ وَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً فَإِذَا ضُرِبَتِ المَعَاوِلُ نَبَتَ عَنِ الأَرضِ وَ لَم يَنحَفِر مِنهَا شَيءٌ وَ لَا


صفحه : 295

مِثلُ قُلَامَةِ ظُفُرٍ فَإِذَا اجتَهَدُوا فِي ذَلِكَ وَ صَعُبَ عَلَيهِم فَقُل لَهُ عنَيّ‌ إنِيّ‌ أَمَرتُكَ أَن تَضرِبَ مِعوَلًا وَاحِداً فِي قِبلَةِ قَبرِ أَبِيهِ هَارُونَ الرّشِيدِ فَإِذَا ضَرَبتَ نَفَذَ فِي الأَرضِ إِلَي قَبرٍ مَحفُورٍ وَ ضَرِيحٍ قَائِمٍ فَإِذَا انفَرَجَ ذَلِكَ القَبرُ فَلَا تنَزلِيِ‌ إِلَيهِ حَتّي يَفُورَ مِن ضَرِيحِهِ المَاءُ الأَبيَضُ فَيَمتَلِئَ مِنهُ ذَلِكَ القَبرُ حَتّي يَصِيرَ المَاءُ مَعَ وَجهِ الأَرضِ ثُمّ يَضطَرِبَ فِيهِ حُوتٌ بِطُولِهِ فَإِذَا اضطَرَبَ فَلَا تنُزلِنيِ‌ إِلَي القَبرِ إِلّا إِذَا غَابَ الحُوتُ وَ غَارَ المَاءُ فأَنَزلِنيِ‌ فِي ذَلِكَ القَبرِ وَ ألَحدِنيِ‌ فِي ذَلِكَ الضّرِيحِ وَ لَا تَترُكهُم يَأتُوا بِتُرَابٍ يُلقُونَهُ عَلَيّ فَإِنّ القَبرَ يَنطَبِقُ بِنَفسِهِ وَ يَمتَلِئُ قَالَ قُلتُ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ ثُمّ قَالَ لِيَ احفَظ مَا عَهِدتُ إِلَيكَ وَ اعمَل بِهِ وَ لَا تُخَالِف قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أُخَالِفَكَ أَمراً يَا سيَدّيِ‌ قَالَ هَرثَمَةُ ثُمّ خَرَجتُ بَاكِياً حَزِيناً فَلَم أَزَل كَالحَبّةِ عَلَي المِقلَاةِ لَا يَعلَمُ مَا فِي نفَسيِ‌ إِلّا اللّهُ تَعَالَي ثُمّ دعَاَنيِ‌ المَأمُونُ فَدَخَلتُ إِلَيهِ فَلَم أَزَل قَائِماً إِلَي ضُحَي النّهَارِ ثُمّ قَالَ المَأمُونُ امضِ يَا هَرثَمَةُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ فَأَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لَهُ تَصِيرُ إِلَينَا أَو نَصِيرُ إِلَيكَ فَإِن قَالَ لَكَ بَل نَصِيرُ إِلَيهِ فَتَسأَلُهُ عنَيّ‌ أَن يُقَدّمَ ذَلِكَ قَالَ فَجِئتُهُ فَإِذَا اطّلَعتُ عَلَيهِ قَالَ لِي يَا هَرثَمَةُ أَ لَيسَ قَد حَفِظتَ مَا أَوصَيتُكَ بِهِ قُلتُ بَلَي قَالَ قَدّمُوا نعَليِ‌ فَقَد عَلِمتُ مَا أَرسَلَكَ بِهِ قَالَ فَقَدّمتُ نَعلَهُ وَ مَشَي إِلَيهِ فَلَمّا دَخَلَ المَجلِسَ قَامَ إِلَيهِ المَأمُونُ قَائِماً فَعَانَقَهُ وَ قَبّلَ بَينَ عَينَيهِ وَ أَجلَسَهُ إِلَي جَانِبِهِ عَلَي سَرِيرِهِ وَ أَقبَلَ عَلَيهِ يُحَادِثُهُ سَاعَةً مِنَ النّهَارِ طَوِيلَةً ثُمّ قَالَ لِبَعضِ غِلمَانِهِ يؤُتيِ‌ بِعِنَبٍ وَ رُمّانٍ قَالَ هَرثَمَةُ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ لَم أَستَطِعِ الصّبرَ وَ رَأَيتَ النّفَضَةَ قَد عَرَضَت فِي بدَنَيِ‌ فَكَرِهتُ أَن يَتَبَيّنَ ذَلِكَ فِيّ فَتَرَاجَعتُ القَهقَرَي حَتّي خَرَجتُ


صفحه : 296

فَرَمَيتُ نفَسيِ‌ فِي مَوضِعٍ مِنَ الدّارِ فَلَمّا قَرُبَ زَوَالُ الشّمسِ أَحسَستُ بسِيَدّيِ‌ قَد خَرَجَ مِن عِندِهِ وَ رَجَعَ إِلَي دَارِهِ ثُمّ رَأَيتُ الآمِرَ قَد خَرَجَ مِن عِندِ المَأمُونِ بِإِحضَارِ الأَطِبّاءِ وَ المُتَرَفّقِينَ قُلتُ مَا هَذَا فَقِيلَ لِي عِلّةٌ عَرَضَت لأِبَيِ‌ الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فَكَانَ النّاسُ فِي شَكّ وَ كُنتُ عَلَي يَقِينٍ لِمَا أَعرِفُ مِنهُ قَالَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الثّلُثِ الثاّنيِ‌ مِنَ اللّيلِ عَلَا الصّيَاحُ وَ سَمِعتُ الوَجبَةَ مِنَ الدّارِ فَأَسرَعتُ فِيمَن أَسرَعَ فَإِذَا نَحنُ بِالمَأمُونِ مَكشُوفَ الرّأسِ مُحِلّ الأَزرَارِ قَائِماً عَلَي قَدَمَيهِ يَنتَحِبُ وَ يبَكيِ‌ قَالَ فَوَقَفتُ فِيمَن وَقَفُوا وَ أَنَا أَتَنَفّسُ الصّعَدَاءَ ثُمّ أَصبَحنَا فَجَلَسَ المَأمُونُ لِلتّعزِيَةِ ثُمّ قَامَ فَمَشَي إِلَي المَوضِعِ ألّذِي فِيهِ سَيّدُنَا ع فَقَالَ أَصلِحُوا لَنَا مَوضِعاً فإَنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُغَسّلَهُ فَدَنَوتُ مِنهُ فَقُلتُ لَهُ مَا قَالَهُ سيَدّيِ‌ بسب [بِسَبَبِ]الغُسلِ وَ التّكفِينِ وَ الدّفنِ فَقَالَ لِي لَستُ أَعرِضُ لِذَلِكَ ثُمّ قَالَ شَأنَكَ يَا هَرثَمَةُ قَالَ فَلَم أَزَل قَائِماً حَتّي رَأَيتُ الفُسطَاطَ قَد ضُرِبَ فَوَقَفتُ مِن ظَاهِرِهِ وَ كُلّ مَن فِي الدّارِ دوُنيِ‌ وَ أَنَا أَسمَعُ التّكبِيرَ وَ التّهلِيلَ وَ التّسبِيحَ وَ تَرَدّدَ الأوَاَنيِ‌ وَ صَبّ المَاءِ وَ تَضَوّعَ الطّيبِ ألّذِي لَم أَشَمّ أَطيَبَ مِنهُ قَالَ فَإِذَا أَنَا بِالمَأمُونِ قَد أَشرَفَ عَلَيّ مِن بَعضِ علَاَليِ‌ دَارِهِ فَصَاحَ بيِ‌ يَا هَرثَمَةُ أَ لَيسَ زَعَمتُم أَنّ الإِمَامَ لَا يُغَسّلُهُ إِلّا إِمَامٌ مِثلُهُ فَأَينَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ابنُهُ عَنهُ وَ هُوَ بِمَدِينَةِ الرّسُولِ وَ هَذَا بِطُوسَ بِخُرَاسَانَ قَالَ قُلتُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا نَقُولُ إِنّ الإِمَامَ لَا يَجِبُ أَن يُغَسّلَهُ إِلّا إِمَامٌ مِثلُهُ فَإِن تَعَدّي مُتَعَدّ فَغَسّلَ الإِمَامَ لَم تَبطُل إِمَامَةُ الإِمَامِ لتِعَدَيّ‌ غَاسِلِهِ وَ لَا بَطَلَت إِمَامَةُ الإِمَامِ ألّذِي بَعدَهُ بِأَن غُلِبَ عَلَي غُسلِ أَبِيهِ وَ لَو تُرِكَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع بِالمَدِينَةِ لَغَسّلَهُ ابنُهُ مُحَمّدٌ ظَاهِراً وَ لَا يُغَسّلُهُ الآنَ أَيضاً إِلّا هُوَ مِن حَيثُ يَخفَي قَالَ فَسَكَتَ عنَيّ‌ ثُمّ ارتَفَعَ الفُسطَاطُ فَإِذَا أَنَا بسِيَدّيِ‌ ع مُدرَجٌ فِي أَكفَانِهِ


صفحه : 297

فَوَضَعتُهُ عَلَي نَعشِهِ ثُمّ حَمَلنَاهُ فَصَلّي عَلَيهِ المَأمُونُ وَ جَمِيعُ مَن حَضَرَ ثُمّ جِئنَا إِلَي مَوضِعِ القَبرِ فَوَجَدتُهُم يَضرِبُونَ بِالمَعَاوِلِ دُونَ قَبرِ هَارُونَ لِيَجعَلُوهُ قِبلَةً لِقَبرِهِ وَ المَعَاوِلُ تَنبُو عَنهُ لَا تَحفِرُ ذَرّةً مِن تُرَابِ الأَرضِ فَقَالَ لِي وَيحَكَ يَا هَرثَمَةُ أَ مَا تَرَي الأَرضَ كَيفَ تَمتَنِعُ مِن حَفرِ قَبرٍ لَهُ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ قَد أمَرَنَيِ‌ أَن أَضرِبَ مِعوَلًا وَاحِداً فِي قِبلَةِ قَبرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبِيكَ الرّشِيدِ لَا أَضرِبَ غَيرَهُ قَالَ فَإِذَا ضَرَبتَ يَا هَرثَمَةُ يَكُونُ مَا ذَا قُلتُ إِنّهُ أَخبَرَ أَنّهُ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَبرُ أَبِيكَ قِبلَةً لِقَبرِهِ فَإِن أَنَا ضَرَبتُ هَذَا المِعوَلَ الوَاحِدَ نَفَذَ إِلَي قَبرٍ مَحفُورٍ مِن غَيرِ يَدٍ تَحفِرُهُ وَ بَانَ ضَرِيحٌ فِي وَسَطِهِ فَقَالَ المَأمُونُ سُبحَانَ اللّهِ مَا أَعجَبَ هَذَا الكَلَامَ وَ لَا عَجَبَ مِن أَمرِ أَبِي الحَسَنِ فَاضرِب يَا هَرثَمَةُ حَتّي نَرَي قَالَ هَرثَمَةُ فَأَخَذتُ المِعوَلَ بيِدَيِ‌ فَضَرَبتُ فِي قِبلَةِ قَبرِ هَارُونَ الرّشِيدِ فَنَفَذَ إِلَي قَبرٍ مَحفُورٍ وَ بَانَ ضَرِيحٌ فِي وَسَطِهِ وَ النّاسُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ فَقَالَ أَنزِلهُ إِلَيهِ يَا هَرثَمَةُ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ سيَدّيِ‌ أمَرَنَيِ‌ أَن لَا أُنزِلَ إِلَيهِ حَتّي يَنفَجِرَ مِن أَرضِ هَذَا القَبرِ مَاءٌ أَبيَضُ فَيَمتَلِئَ مِنهُ القَبرُ حَتّي يَكُونَ المَاءُ مَعَ وَجهِ الأَرضِ ثُمّ يَضطَرِبَ فِيهِ حُوتٌ بِطُولِ القَبرِ فَإِذَا غَابَ الحُوتُ وَ غَارَ المَاءُ وَضَعتُهُ عَلَي جَانِبِ قَبرِهِ وَ خَلّيتُ بَينَهُ وَ بَينَ مَلحَدِهِ قَالَ فَافعَل يَا هَرثَمَةُ مَا أُمِرتَ بِهِ قَالَ هَرثَمَةُ فَانتَظَرتُ ظُهُورَ المَاءِ وَ الحُوتِ فَظَهَرَ ثُمّ غَابَ وَ غَارَ المَاءُ وَ النّاسُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ ثُمّ جَعَلتُ النّعشَ إِلَي جَانِبِ قَبرِهِ فغَطُيّ‌َ قَبرُهُ بِثَوبٍ أَبيَضَ لَم أَبسِطهُ ثُمّ أُنزِلَ بِهِ إِلَي قَبرِهِ بِغَيرِ يدَيِ‌ وَ لَا يَدِ أَحَدٍ مِمّن حَضَرَ فَأَشَارَ المَأمُونُ إِلَي النّاسِ أَن هَالُوا التّرَابَ بِأَيدِيكُم فَاطرَحُوهُ فِيهِ فَقُلتُ لَا تَفعَل يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَقَالَ وَيحَكَ فَمَن يَملَؤُهُ فَقُلتُ قَد أمَرَنَيِ‌ أَن لَا يُطرَحَ عَلَيهِ التّرَابُ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ القَبرَ يَمتَلِئُ مِن ذَاتِ نَفسِهِ ثُمّ يَنطَبِقُ وَ يَتَرَبّعُ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَأَشَارَ المَأمُونُ إِلَي النّاسِ أَن كُفّوا


صفحه : 298

قَالَ فَرَمَوا مَا فِي أَيدِيهِم مِنَ التّرَابِ ثُمّ امتَلَأَ القَبرُ وَ انطَبَقَ وَ تَرَبّعَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَانصَرَفَ المَأمُونُ وَ انصَرَفتُ وَ دعَاَنيِ‌ المَأمُونُ وَ خَلَا بيِ‌ ثُمّ قَالَ أَسأَلُكَ بِاللّهِ يَا هَرثَمَةُ لَمّا أصَدقَتنَيِ‌ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ بِمَا سَمِعتُهُ مِنكَ فَقُلتُ قَد أَخبَرتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِمَا قَالَ لِي فَقَالَ بِاللّهِ إِلّا مَا قَد صدَقَتنَيِ‌ عَمّا أَخبَرَكَ بِهِ غَيرَ ألّذِي قُلتَ لِي قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَعَمّا تسَألَنُيِ‌ فَقَالَ يَا هَرثَمَةُ هَل أَسَرّ إِلَيكَ شَيئاً غَيرَ هَذَا قُلتُ نَعَم قَالَ مَا هُوَ قُلتُ خَبَرُ العِنَبِ وَ الرّمّانِ قَالَ فَأَقبَلَ المَأمُونُ يَتَلَوّنُ أَلوَاناً يَصفَرّ مَرّةً وَ يَحمَرّ أُخرَي وَ يَسوَدّ أُخرَي ثُمّ تَمَدّدَ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَسَمِعتُهُ فِي غَشيَتِهِ وَ هُوَ يَهجُرُ وَ يَقُولُ وَيلٌ لِلمَأمُونِ مِنَ اللّهِ وَيلٌ لَهُ مِن رَسُولِهِ وَيلٌ لَهُ مِن عَلِيّ وَيلٌ لِلمَأمُونِ مِن فَاطِمَةَ وَيلٌ لِلمَأمُونِ مِنَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَيلٌ لِلمَأمُونِ مِن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَيلٌ لَهُ مِن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَيلٌ لِلمَأمُونِ مِن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَيلٌ لَهُ مِن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَيلٌ لَهُ مِن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا هَذَا وَ اللّهِ هُوَ الخُسرَانُ المُبِينُ يَقُولُ هَذَا القَولَ وَ يُكَرّرُهُ فَلَمّا رَأَيتُهُ قَد أَطَالَ ذَلِكَ وَلّيتُ عَنهُ وَ جَلَستُ فِي بَعضِ نوَاَحيِ‌ الدّارِ قَالَ فَجَلَسَ وَ دعَاَنيِ‌ فَدَخَلتُ إِلَيهِ وَ هُوَ جَالِسٌ كَالسّكرَانِ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أَنتَ أَعَزّ عَلَيّ مِنهُ وَ لَا جَمِيعُ مَن فِي الأَرضِ وَ السّمَاءِ لَئِن بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ أَعَدتَ بَعدَ مَا سَمِعتَ وَ رَأَيتَ شَيئاً لَيَكُونَنّ هَلَاكُكَ فِيهِ قَالَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِن ظَهَرتَ عَلَي شَيءٍ مِن ذَلِكَ منِيّ‌ فَأَنتَ فِي حِلّ مِن دمَيِ‌ قَالَ لَا وَ اللّهِ أَو تعُطيِنَيِ‌ عَهداً وَ مِيثَاقاً عَلَي كِتمَانِ هَذَا وَ تَركِ إِعَادَتِهِ فَأَخَذَ عَلَيّ العَهدَ وَ المِيثَاقَ وَ أَكّدَهُ عَلَيّ قَالَ فَلَمّا وَلّيتُ عَنهُ صَفَقَ بِيَدِهِ وَ قَالَيَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ وَ لا يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَ هُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيّتُونَ ما لا يَرضي مِنَ القَولِ وَ كانَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطاً وَ كَانَ لِلرّضَا ع مِنَ الوَلَدِ مُحَمّدٌ الإِمَامُ وَ كَانَ يُقَالُ لَهُ الرّضَا وَ الصّادِقُ


صفحه : 299

وَ الصّابِرُ وَ الفَاضِلُ وَ قُرّةُ أَعيُنِ المُؤمِنِينَ وَ غَيظُ المُلحِدِينَ

بيان نبت عن الأرض أي ارتفعت و لم تؤثر فيها من قولهم نبا الشي‌ء عني‌ أي تجافي وتباعد ونبا السيف إذا لم يعمل في الضريبة قوله والمترفقين أي الأطباء المعالجين برفق قال الجزري‌ في الحديث أنت رفيق و الله الطبيب أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه و هو ألذي يبرئه ويعافيه والوجبة صوت السقطة والعلالي‌ جمع العلية بالكسر وهي‌ الغرقة

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ[الهمَذَاَنيِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ لَمّا كَانَ بَينَنَا وَ بَينَ طُوسَ سَبعَةُ مَنَازِلَ اعتَلّ أَبُو الحَسَنِ ع فَدَخَلنَا طُوسَ وَ قَدِ اشتَدّت بِهِ العِلّةُ فَبَقِينَا بِطُوسَ أَيّاماً فَكَانَ المَأمُونُ يَأتِيهِ فِي كُلّ يَومٍ مَرّتَينِ فَلَمّا كَانَ فِي آخِرِ يَومِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ كَانَ ضَعِيفاً فِي ذَلِكَ اليَومِ فَقَالَ لِي بَعدَ مَا صَلّي الظّهرَ يَا يَاسِرُ أَكَلَ النّاسُ شَيئاً قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ مَن يَأكُلُ هَاهُنَا مَعَ مَا أَنتَ فِيهِ فَانتَصَبَ ع ثُمّ قَالَ هَاتُوا المَائِدَةَ وَ لَم يَدَع مِن حَشَمِهِ أَحَداً إِلّا أَقعَدَهُ مَعَهُ عَلَي المَائِدَةِ يَتَفَقّدُ وَاحِداً وَاحِداً فَلَمّا أَكَلُوا قَالَ ابعَثُوا إِلَي النّسَاءِ بِالطّعَامِ فَحُمِلَ الطّعَامُ إِلَي النّسَاءِ فَلَمّا فَرَغُوا مِنَ الأَكلِ أغُميِ‌َ عَلَيهِ وَ ضَعُفَ فَوَقَعَتِ الصّيحَةُ وَ جَاءَت جوَاَريِ‌ المَأمُونِ وَ نِسَاؤُهُ حَافِيَاتٍ حَاسِرَاتٍ وَ وَقَعَتِ الوَجبَةُ بِطُوسَ وَ جَاءَ المَأمُونُ حَافِياً وَ حَاسِراً يَضرِبُ عَلَي رَأسِهِ وَ يَقبِضُ عَلَي لِحيَتِهِ وَ يَتَأَسّفُ وَ يبَكيِ‌ وَ تَسِيلُ الدّمُوعُ عَلَي خَدّيهِ فَوَقَفَ عَلَي الرّضَا ع وَ قَد أَفَاقَ فَقَالَ يَا سيَدّيِ‌ وَ اللّهِ مَا أدَريِ‌ أَيّ المُصِيبَتَينِ أَعظَمُ عَلَيّ فقَديِ‌ لَكَ وَ فرِاَقيِ‌ إِيّاكَ أَو تُهَمَةُ النّاسِ لِي أنَيّ‌ اغتَلتُكَ وَ قَتَلتُكَ قَالَ فَرَفَعَ طَرفَهُ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ أَحسِن يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مُعَاشَرَةَ أَبِي جَعفَرٍ فَإِنّ عُمُرَكَ وَ عُمُرَهُ هَكَذَا وَ جَمَعَ بَينَ سَبّابَتَيهِ قَالَ فَلَمّا كَانَ مِن تِلكَ اللّيلَةِ قَضَي عَلَيهِ بَعدَ مَا ذَهَبَ مِنَ اللّيلِ بَعضُهُ فَلَمّا أَصبَحَ اجتَمَعَ الخَلقُ وَ قَالُوا هَذَا قَتَلَهُ وَ اغتَالَهُ يعَنيِ‌ المَأمُونَ وَ قَالُوا قَتَلَ ابنَ رَسُولِ


صفحه : 300

اللّهِ وَ أَكثَرُوا القَولَ وَ الجَلَبَةَ وَ كَانَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع استَأمَنَ إِلَي المَأمُونِ وَ جَاءَ إِلَي خُرَاسَانَ وَ كَانَ عَمّ أَبِي الحَسَنِ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا أَبَا جَعفَرٍ اخرُج إِلَي النّاسِ وَ أَعلِمهُم أَنّ أَبَا الحَسَنِ لَا يُخرَجُ اليَومَ وَ كَرِهَ أَن يُخرِجَهُ فَتَقَعَ الفِتنَةُ فَخَرَجَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ إِلَي النّاسِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ تَفَرّقُوا فَإِنّ أَبَا الحَسَنِ لَا يُخرَجُ اليَومَ فَتَفَرّقَ النّاسُ وَ غُسّلَ أَبُو الحَسَنِ فِي اللّيلِ وَ دُفِنَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ حدَثّنَيِ‌ يَاسِرٌ بِمَا لَم أُحِبّ ذِكرَهُ فِي الكِتَابِ

10- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ وَ ابنُ المُتَوَكّلِ وَ الهمَذَاَنيِ‌ّ وَ أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ ابنُ تَاتَانَةَ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَبَينَا أَنَا وَاقِفٌ بَينَ يدَيَ‌ أَبِي الحَسَنِ ع إِذ قَالَ لِي يَا أَبَا الصّلتِ ادخُل هَذِهِ القُبّةَ التّيِ‌ فِيهَا قَبرُ هَارُونَ وَ ائتنِيِ‌ بِتُرَابٍ مِن أَربَعَةِ جَوَانِبِهَا قَالَ فَمَضَيتُ فَأَتَيتُ بِهِ فَلَمّا مَثَلتُ بَينَ يَدَيهِ قَالَ لِي ناَولِنيِ‌ هَذَا التّرَابَ وَ هُوَ مِن عِندِ البَابِ فَنَاوَلتُهُ فَأَخَذَهُ وَ شَمّهُ ثُمّ رَمَي بِهِ ثُمّ قَالَ سَيُحفَرُ لِي هَاهُنَا فَتَظهَرُ صَخرَةٌ لَو جُمِعَ عَلَيهَا كُلّ مِعوَلٍ بِخُرَاسَانَ لَم يَتَهَيّأ قَلعُهَا ثُمّ قَالَ فِي ألّذِي عِندَ الرّجلِ وَ ألّذِي عِندَ الرّأسِ مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ ناَولِنيِ‌ هَذَا التّرَابَ فَهُوَ مِن ترُبتَيِ‌ ثُمّ قَالَ سَيُحفَرُ لِي فِي هَذَا المَوضِعِ فَتَأمُرُهُم أَن يَحفِرُوا إِلَي سَبعِ مرَاَقيِ‌َ إِلَي أَسفَلَ وَ أَن تَشُقّ لِي ضَرِيحَهُ فَإِن أَبَوا إِلّا أَن يَلحَدُوا فَتَأمُرُهُم أَن يَجعَلُوا اللّحدَ ذِرَاعَينِ وَ شِبراً فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي سَيُوَسّعُهُ مَا يَشَاءُ وَ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَإِنّكَ تَرَي عِندَ رأَسيِ‌ نَدَاوَةً فَتَكَلّم بِالكَلَامِ ألّذِي أُعَلّمُكَ فَإِنّهُ يَنبُعُ المَاءُ حَتّي يَمتَلِئَ اللّحدُ وَ تَرَي فِيهِ حِيتَاناً صِغَاراً فَفَتّت لَهَا الخُبزَ ألّذِي أُعطِيكَ فَإِنّهَا تَلتَقِطُهُ فَإِذَا لَم يَبقَ مِنهُ شَيءٌ خَرَجَت مِنهُ حُوتَةٌ كَبِيرَةٌ فَالتَقَطَتِ الحِيتَانَ الصّغَارَ حَتّي لَا يَبقَي مِنهَا شَيءٌ ثُمّ تَغِيبُ فَإِذَا غَابَت فَضَع يَدَكَ عَلَي المَاءِ ثُمّ تَكَلّم بِالكَلَامِ ألّذِي أُعَلّمُكَ فَإِنّهُ يَنضُبُ المَاءُ وَ لَا يَبقَي مِنهُ شَيءٌ وَ لَا تَفعَل ذَلِكَ إِلّا بِحَضرَةِ المَأمُونِ


صفحه : 301

ثُمّ قَالَ ع يَا أَبَا الصّلتِ غَداً أَدخُلُ عَلَي هَذَا الفَاجِرِ فَإِن أَنَا خَرَجتُ مَكشُوفَ الرّأسِ فَتَكَلّم أُكَلّمكَ وَ إِن خَرَجتُ وَ أَنَا مُغَطّي الرّأسِ فَلَا تكُلَمّنيِ‌ قَالَ أَبُو الصّلتِ فَلَمّا أَصبَحنَا مِنَ الغَدِ لَبِسَ ثِيَابَهُ وَ جَلَسَ فَجَعَلَ فِي مِحرَابِهِ يَنتَظِرُ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ غُلَامُ المَأمُونِ فَقَالَ لَهُ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَلَبِسَ نَعلَهُ وَ رِدَاءَهُ وَ قَامَ وَ مَشَي وَ أَنَا أَتّبِعُهُ حَتّي دَخَلَ عَلَي المَأمُونِ وَ بَينَ يَدَيهِ طَبَقٌ عَلَيهِ عِنَبٌ وَ أَطبَاقُ فَاكِهَةٍ وَ بِيَدِهِ عُنقُودُ عِنَبٍ قَد أَكَلَ بَعضَهُ وَ بقَيِ‌َ بَعضُهُ فَلَمّا أَبصَرَ الرّضَا ع وَثَبَ إِلَيهِ فَعَانَقَهُ وَ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ أَجلَسَهُ مَعَهُ ثُمّ نَاوَلَهُ العُنقُودَ وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا رَأَيتُ عِنَباً أَحسَنَ مِن هَذَا فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع رُبّمَا كَانَ عِنَباً حَسَناً يَكُونُ مِنَ الجَنّةِ فَقَالَ لَهُ كُل مِنهُ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع تعُفيِنيِ‌ عَنهُ فَقَالَ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ وَ مَا يَمنَعُكَ مِنهُ لَعَلّكَ تَتّهِمُنَا بشِيَ‌ءٍ فَتَنَاوَلَ العُنقُودَ فَأَكَلَ مِنهُ ثُمّ نَاوَلَهُ فَأَكَلَ مِنهُ الرّضَا ع ثَلَاثَ حَبّاتٍ ثُمّ رَمَي بِهِ وَ قَامَ فَقَالَ المَأمُونُ إِلَي أَينَ فَقَالَ إِلَي حَيثُ وجَهّتنَيِ‌ وَ خَرَجَ مُغَطّي الرّأسِ فَلَم أُكَلّمهُ حَتّي دَخَلَ الدّارَ فَأَمَرَ أَن يُغلَقَ البَابُ فَغُلِقَ ثُمّ نَامَ عَلَي فِرَاشِهِ وَ مَكَثتُ وَاقِفاً فِي صَحنِ الدّارِ مَهمُوماً مَحزُوناً فَبَينَا أَنَا كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ عَلَيّ شَابّ حَسَنُ الوَجهِ قَطَطُ الشّعرِ أَشبَهُ النّاسِ بِالرّضَا ع فَبَادَرتُ إِلَيهِ وَ قُلتُ لَهُ مِن أَينَ دَخَلتَ وَ البَابُ مُغلَقٌ فَقَالَ ألّذِي جَاءَ بيِ‌ مِنَ المَدِينَةِ فِي هَذَا الوَقتِ هُوَ ألّذِي أدَخلَنَيِ‌ الدّارَ وَ البَابُ مُغلَقٌ فَقُلتُ لَهُ وَ مَن أَنتَ فَقَالَ لِي أَنَا حُجّةُ اللّهِ عَلَيكَ يَا أَبَا الصّلتِ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ثُمّ مَضَي نَحوَ أَبِيهِ ع فَدَخَلَ وَ أمَرَنَيِ‌ بِالدّخُولِ مَعَهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ الرّضَا ع وَثَبَ إِلَيهِ فَعَانَقَهُ وَ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ ثُمّ سَحَبَهُ سَحباً فِي فِرَاشِهِ وَ أَكَبّ عَلَيهِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع يُقَبّلُهُ وَ يُسَارّهُ بشِيَ‌ءٍ لَم أَفهَمهُ وَ رَأَيتُ فِي شفَتَيَ‌ِ الرّضَا ع زُبداً أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الثّلجِ وَ رَأَيتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَلحَسُهُ بِلِسَانِهِ ثُمّ أَدخَلَ يَدَهُ بَينَ ثَوبَيهِ وَ صَدرِهِ فَاستَخرَجَ مِنهُ شَيئاً شَبِيهاً بِالعُصفُورِ فَابتَلَعَهُ أَبُو جَعفَرٍ وَ مَضَي الرّضَا ع فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا أَبَا الصّلتِ قُمِ ائتنِيِ‌


صفحه : 302

بِالمُغتَسَلِ وَ المَاءِ مِنَ الخِزَانَةِ فَقُلتُ مَا فِي الخِزَانَةِ مُغتَسَلٌ وَ لَا مَاءٌ فَقَالَ لِي انتَهِ إِلَي مَا آمُرُكَ بِهِ فَدَخَلتُ الخِزَانَةَ فَإِذَا فِيهَا مُغتَسَلٌ وَ مَاءٌ فَأَخرَجتُهُ وَ شَمّرتُ ثيِاَبيِ‌ لِأُغَسّلَهُ مَعَهُ فَقَالَ لِي تَنَحّ يَا أَبَا الصّلتِ فَإِنّ لِي مَن يعُيِننُيِ‌ غَيرَكَ فَغَسّلَهُ ثُمّ قَالَ لِيَ ادخُلِ الخِزَانَةَ فَأَخرِج لِيَ السّفَطَ ألّذِي فِيهِ كَفَنُهُ وَ حَنُوطُهُ فَدَخَلتُ فَإِذَا أَنَا بِسَفَطٍ لَم أَرَهُ فِي تِلكَ الخِزَانَةِ قَطّ فَحَمَلتُهُ إِلَيهِ فَكَفّنَهُ وَ صَلّي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ لِيَ ائتنِيِ‌ بِالتّابُوتِ فَقُلتُ أمَضيِ‌ إِلَي النّجّارِ حَتّي يُصلِحَ التّابُوتَ قَالَ قُم فَإِنّ فِي الخِزَانَةِ تَابُوتاً فَدَخَلتُ الخِزَانَةَ فَوَجَدتُ تَابُوتاً لَم أَرَهُ قَطّ فَأَتَيتُهُ بِهِ فَأَخَذَ الرّضَا ع بَعدَ مَا صَلّي عَلَيهِ فَوَضَعَهُ فِي التّابُوتِ وَ صَفّ قَدَمَيهِ وَ صَلّي رَكعَتَينِ لَم يَفرُغ مِنهُمَا حَتّي عَلَا التّابُوتُ فَانشَقّ السّقفُ فَخَرَجَ مِنهَا التّابُوتُ وَ مَضَي فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ السّاعَةَ يَجِيئُنَا المَأمُونُ وَ يُطَالِبُنَا بِالرّضَا ع فَمَا نَصنَعُ فَقَالَ لِيَ اسكُت فَإِنّهُ سَيَعُودُ يَا أَبَا الصّلتِ مَا مِن نبَيِ‌ّ يَمُوتُ بِالمَشرِقِ وَ يَمُوتُ وَصِيّهُ بِالمَغرِبِ إِلّا جَمَعَ اللّهُ تَعَالَي بَينَ أَروَاحِهِمَا وَ أَجسَادِهِمَا فَمَا أَتَمّ الحَدِيثَ حَتّي انشَقّ السّقفُ وَ نَزَلَ التّابُوتُ فَقَامَ ع فَاستَخرَجَ الرّضَا ع مِنَ التّابُوتِ وَ وَضَعَهُ عَلَي فِرَاشِهِ كَأَنّهُ لَم يُغَسّل وَ لَم يُكَفّن ثُمّ قَالَ لِي يَا أَبَا الصّلتِ قُم فَافتَحِ البَابَ لِلمَأمُونِ فَفَتَحتُ البَابَ فَإِذَا المَأمُونُ وَ الغِلمَانُ بِالبَابِ فَدَخَلَ بَاكِياً حَزِيناً قَد شَقّ جَيبَهُ وَ لَطَمَ رَأسَهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا سَيّدَاه فُجِعتُ بِكَ يَا سيَدّيِ‌ ثُمّ دَخَلَ وَ جَلَسَ عِندَ رَأسِهِ وَ قَالَ خُذُوا فِي تَجهِيزِهِ فَأَمَرَ بِحَفرِ القَبرِ فَحُفِرَتِ المَوضِعُ فَظَهَرَ كُلّ شَيءٍ عَلَي مَا وَصَفَهُ الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ بَعضُ جُلَسَائِهِ أَ لَستَ تَزعُمُ أَنّهُ إِمَامٌ قَالَ بَلَي قَالَ لَا يَكُونُ إِلّا مُقَدّمَ النّاسِ فَأَمَرَ أَن يُحفَرَ لَهُ فِي القِبلَةِ فَقُلتُ أمَرَنَيِ‌ أَن أَحفِرَ لَهُ سَبعَ مرَاَقيِ‌َ وَ أَن أَشُقّ لَهُ ضَرِيحَهُ فَقَالَ انتَهُوا إِلَي مَا يَأمُرُ بِهِ أَبُو الصّلتِ سِوَي الضّرِيحِ وَ لَكِن يُحفَرُ لَهُ وَ يُلحَدُ فَلَمّا رَأَي مَا ظَهَرَ مِنَ النّدَاوَةِ وَ الحِيتَانِ وَ غَيرِ ذَلِكَ قَالَ المَأمُونُ لَم يَزَلِ الرّضَا ع يُرِينَا عَجَائِبَهُ فِي حَيَاتِهِ حَتّي أَرَانَاهَا بَعدَ وَفَاتِهِ أَيضاً فَقَالَ لَهُ وَزِيرٌ كَانَ مَعَهُ أَ تدَريِ‌ مَا أَخبَرَكَ بِهِ الرّضَا ع قَالَ لَا قَالَ إِنّهُ أَخبَرَكَ أَنّ مُلكَكُم يَا بنَيِ‌


صفحه : 303

العَبّاسِ مَعَ كَثرَتِكُم وَ طُولِ مُدّتِكُم مِثلُ هَذِهِ الحِيتَانِ حَتّي إِذَا فَنِيَت آجَالُكُم وَ انقَطَعَت آثَارُكُم وَ ذَهَبَت دَولَتُكُم سَلّطَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيكُم رَجُلًا مِنّا فَأَفنَاكُم عَن آخِرِكُم قَالَ لَهُ صَدَقتَ ثُمّ قَالَ لِي يَا أَبَا الصّلتِ علَمّنيِ‌ الكَلَامَ ألّذِي تَكَلّمتَ بِهِ قُلتُ وَ اللّهِ لَقَد نَسِيتُ الكَلَامَ مِن ساَعتَيِ‌ وَ قَد كُنتُ صَدَقتُ فَأَمَرَ بحِبَسيِ‌ وَ دَفنِ الرّضَا ع فَحُبِستُ سَنَةً فَضَاقَ عَلَيّ الحَبسُ وَ سَهِرتُ اللّيلَةَ وَ دَعَوتُ اللّهَ تَعَالَي بِدُعَاءٍ ذَكَرتُ فِيهِ مُحَمّداً وَ آلَهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ سَأَلتُ اللّهَ تَعَالَي بِحَقّهِم أَن يُفَرّجَ عنَيّ‌ فَلَم أَستَتِمّ الدّعَاءَ حَتّي دَخَلَ عَلَيّ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَبَا الصّلتِ ضَاقَ صَدرُكَ فَقُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ قَالَ قُم فأَخَرجَنَيِ‌ ثُمّ ضَرَبَ يَدَهُ إِلَي القُيُودِ التّيِ‌ كَانَت فَفَكّهَا وَ أَخَذَ بيِدَيِ‌ وَ أخَرجَنَيِ‌ مِنَ الدّارِ وَ الحَرَسَةُ وَ الغِلمَةُ يرَوَننَيِ‌ فَلَم يَستَطِيعُوا أَن يكُلَمّوُنيِ‌ وَ خَرَجتُ مِن بَابِ الدّارِ ثُمّ قَالَ لِيَ امضِ فِي وَدَائِعِ اللّهِ فَإِنّكَ لَن تَصِلَ إِلَيهِ وَ لَا يَصِلُ إِلَيكَ أَبَداً فَقَالَ أَبُو الصّلتِ فَلَم أَلتَقِ مَعَ المَأمُونِ إِلَي هَذَا الوَقتِ

بيان قوله ع ربما كان عنبا أي كثيرا ما يكون العنب عنبا حسنا يكون من الجنة والحاصل أن العنب الحسن إنما يكون في الجنة التي‌ أنت محروم منها والسحب الجر

11- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن أَبِي ذَكوَانَ قَالَ سَمِعتُ اِبرَاهِيمَ بنَ العَبّاسِ قَالَ كَانَتِ البَيعَةُ لِلرّضَا ع لِخَمسٍ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَي وَ مِائَتَينِ وَ زَوّجَهُ ابنَتَهُ أُمّ حَبِيبٍ فِي أَوّلِ سَنَةِ اثنَتَينِ وَ مِائَتَينِ وَ توُفُيّ‌َ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ بِطُوسَ وَ المَأمُونُ مُتَوَجّهٌ إِلَي العِرَاقِ فِي رَجَبٍ وَ رَوَي لِي غَيرُهُ أَنّ الرّضَا ع توُفُيّ‌َ وَ لَهُ تِسعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ سِتّةُ أَشهُرٍ وَ الصّحِيحُ أَنّهُ توُفُيّ‌َ فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِتِسعٍ بَقِينَ مِنهُ يَومَ الجُمُعَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ مِن هِجرَةِ النّبِيّص


صفحه : 304

12- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ خَلِيلَانَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عِتَابِ بنِ أَسِيدٍ قَالَ سَمِعتُ جَمَاعَةً مِن أَهلِ المَدِينَةِ يَقُولُونَ وُلِدَ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع بِالمَدِينَةِ يَومَ الخَمِيسِ لِإِحدَي عَشَرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَةٍ عَنِ الهِجرَةِ بَعدَ وَفَاةِ أَبِي عَبدِ اللّهِ بِخَمسِ سِنِينَ وَ توُفُيّ‌َ بِطُوسَ فِي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا سَنَابَادُ مِن رُستَاقِ نَوقَانَ وَ دُفِنَ فِي دَارِ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ الطاّئيِ‌ّ فِي القُبّةِ التّيِ‌ فِيهَا هَارُونُ الرّشِيدُ إِلَي جَانِبِهِ مِمّا يلَيِ‌ القِبلَةَ وَ ذَلِكَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِتِسعٍ بَقِينَ مِنهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ قَد تَمّ عُمُرُهُ تِسعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ سِتّةَ أَشهُرٍ مِنهَا مَعَ أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع تِسعاً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ شَهرَينِ وَ بَعدَ أَبِيهِ أَيّامَ إِمَامَتِهِ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ قَامَ ع بِالأَمرِ وَ لَهُ تِسعٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً وَ شَهرَانِ

13-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ذَكَرَ أَبُو عَلِيّ الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ السلّاَميِ‌ّ فِي كِتَابِهِ ألّذِي صَنّفَهُ فِي أَخبَارِ خُرَاسَانَ أَنّ المَأمُونَ لَمّا نَدِمَ مِن وِلَايَةِ عَهدِ الرّضَا بِإِشَارَةِ الفَضلِ بنِ سَهلٍ خَرَجَ مِن مَروَ مُنصَرِفاً إِلَي العِرَاقِ وَ احتَالَ عَلَي الفَضلِ بنِ سَهلٍ حَتّي قَتَلَهُ غَالِبٌ خَالُ المَأمُونِ فِي حَمّامِ سَرَخسَ بِمُغَافَصَةٍ فِي شَعبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ احتَالَ عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع حَتّي سُمّ فِي عِلّةٍ كَانَت أَصَابَتهُ فَمَاتَ وَ أَمَرَ بِدَفنِهِ بِسَنَابَادَ مِن طُوسَ بِجَنبِ قَبرِ الرّشِيدِ وَ ذَلِكَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَينِ وَ كَانَ ابنُ اثنَتَينِ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قِيلَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً هَذَا مَا حَكَاهُ أَبُو عَلِيّ الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ السلّاَميِ‌ّ فِي كِتَابِهِ وَ الصّحِيحُ عنِديِ‌ أَنّ المَأمُونَ إِنّمَا وَلّاهُ العَهدَ وَ بَايَعَ لَهُ لِلنّذرِ ألّذِي قَد تَقَدّمَ ذِكرُهُ وَ أَنّ الفَضلَ بنَ سَهلٍ لَم يَزَل مُعَادِياً وَ مُبغِضاً لَهُ وَ كَارِهاً لِأَمرِهِ لِأَنّهُ كَانَ مِن صَنَائِعِ آلِ بَرمَكَ وَ مَبلَغُ سِنِينَ الرّضَا ع سَبعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ سِتّةُ أَشهُرٍ وَ كَانَت وَفَاتُهُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ


صفحه : 305

مِائَتَينِ كَمَا قَد أَسنَدتُهُ فِي هَذَا البَابِ

14- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ نَصرٍ الراّزيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ الأخَباَريِ‌ّ عَنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ كَاتِبِ بَقَاءٍ الكَبِيرِ فِي آخِرِينَ أَنّ الرّضَا ع حُمّ فَعَزَمَ عَلَي الفَصدِ فَرَكِبَ المَأمُونُ وَ قَد كَانَ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ فُتّ هَذَا بِيَدِكَ لشِيَ‌ءٍ أَخرَجَهُ مِن بَرنِيّةٍ فَفَتّهُ فِي صِينِيّةٍ ثُمّ قَالَ كُن معَيِ‌ وَ لَا تَغسِل يَدَكَ وَ رَكِبَ إِلَي الرّضَا ع وَ جَلَسَ حَتّي فَصَدَ بَينَ يَدَيهِ وَ قَالَ عُبَيدُ اللّهِ بَل أَخّرَ فَصدَهُ وَ قَالَ المَأمُونُ لِذَلِكَ الغُلَامِ هَاتِ مِن ذَلِكَ الرّمّانِ وَ كَانَ الرّمّانُ فِي شَجَرَةٍ فِي بُستَانٍ فِي دَارِ الرّضَا ع فَقَطَفَ مِنهُ ثُمّ قَالَ اجلِس فَفُتّهُ فَفَتّ مِنهُ فِي جَامٍ فَأَمَرَ بِغَسلِهِ ثُمّ قَالَ لِلرّضَا ع مَصّ مِنهُ شَيئاً فَقَالَ حَتّي يَخرُجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ إِلّا بحِضَرتَيِ‌ وَ لَو لَا خوَفيِ‌ أَن يَرطَبَ معَدِتَيِ‌ لَمَصَصتُهُ مَعَكَ فَمَصّ مِنهُ مَلَاعِقَ وَ خَرَجَ المَأمُونُ فَمَا صَلّيتُ العَصرَ حَتّي قَامَ الرّضَا ع خَمسِينَ مَجلِساً فَوَجّهَ إِلَيهِ المَأمُونُ قَد عَلِمتُ أَنّ هَذِهِ إِفَاقَةٌ وَ فُتَارٌ لِلفَضلِ ألّذِي فِي بَدَنِكَ وَ زَادَ الأَمرُ فِي اللّيلِ فَأَصبَحَ ع مَيّتاً فَكَانَ آخِرُ مَا تَكَلّمَ بِهِقُل لَو كُنتُم فِي بُيُوتِكُم لَبَرَزَ الّذِينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ إِلي مَضاجِعِهِموَ كانَ أَمرُ اللّهِ قَدَراً مَقدُوراً وَ بَكَرَ المَأمُونُ مِنَ الغَدِ فَأَمَرَ بِغُسلِهِ وَ تَكفِينِهِ وَ مَشَي خَلفَ جَنَازَتِهِ حَافِياً حَاسِراً يَقُولُ يَا أخَيِ‌ لَقَد ثُلِمَ الإِسلَامُ بِمَوتِكَ وَ غَلَبَ القَدَرُ تقَديِريِ‌ فِيكَ وَ شَقّ لَحَدَ الرّشِيدِ فَدَفَنَهُ مَعَهُ وَ قَالَ أَرجُو أَن يَنفَعَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِقُربِهِ

بيان البرنية بفتح الباء وكسر النون وتشديد الياء إناء من خزف


صفحه : 306

قوله إفاقة وفتار يقال فتر فتارا أي سكن بعدحدة أي هذاموجب للإفاقة وسكون الحدة والحرارة التي‌ حصلت بسبب فضول الأخلاط في البدن و في بعض النسخ آفة وفتار للفصد ألذي في يديك أي هذه آفة حصلت بسبب فتور وضعف نشأ من الفصد

15- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ لِمُسَافِرٍ يَا مُسَافِرُ هَذِهِ القَنَاةُ فِيهَا حِيتَانٌ قَالَ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ أَمَا إنِيّ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص البَارِحَةَ وَ هُوَ يَقُولُ يَا عَلِيّ مَا عِندَنَا خَيرٌ لَكَ

بيان لعل ذكر الحيتان إشارة إلي ماظهر في قبره منها أوالمعني أن علمي‌ بموتي‌ كعلمي‌ بها

16- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ الأَفطَسُ قَالَ كُنتُ عِندَ المَأمُونِ يَوماً وَ نَحنُ عَلَي شَرَابٍ حَتّي إِذَا أَخَذَ مِنهُ الشّرَابُ مَأخَذَهُ صَرَفَ نُدَمَاءَهُ وَ احتبَسَنَيِ‌ ثُمّ أَخرَجَ جَوَارِيَهُ وَ ضَرَبنَ وَ تَغَنّينَ فَقَالَ لِبَعضِهِنّ بِاللّهِ لَمّا رَثَيتِ مَن بِطُوسَ قَاطِناً فَأَنشَأَت تَقُولُ


سُقيَا لِطُوسَ وَ مَن أَضحَي بِهَا قَطَناً   مِن عِترَةِ المُصطَفَي أَبقَي لَنَا حَزَناً

أعَنيِ‌ أَبَا حَسَنٍ المَأمُولَ إِنّ لَهُ   حَقّاً عَلَي كُلّ مَن أَضحَي بِهَا شَجَناً

قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَجَعَلَ يبَكيِ‌ حَتّي أبَكاَنيِ‌ ثُمّ قَالَ وَيلَكَ يَا مُحَمّدُ أَ يلَوُمنُيِ‌ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ أَهلُ بَيتِكَ أَن أَنصِبَ أَبَا الحَسَنِ عَلَماً وَ اللّهِ أَن لَو بقَيِ‌َ لَخَرَجتُ مِن هَذَا الأَمرِ وَ لَأَجلَستُهُ مجَلسِيِ‌ غَيرَ أَنّهُ عُوجِلَ فَلَعَنَ اللّهُ عُبَيدَ اللّهِ وَ حَمزَةَ ابنيَ‌ِ الحَسَنِ فَإِنّهُمَا قَتَلَاهُ ثُمّ قَالَ لِي يَا مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ وَ اللّهِ لَأُحَدّثَنّكَ بِحَدِيثٍ عَجِيبٍ فَاكتُمهُ قُلتُ مَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ لَمّا حَمَلَت زَاهِرَيّةُ بِبَدرٍ أَتَيتُهُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ بلَغَنَيِ‌ أَنّ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ وَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ وَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ وَ الحُسَينَ كَانُوا يَزجِرُونَ الطّيرَ وَ لَا يُخطِئُونَ وَ أَنتَ وصَيِ‌ّ القَومِ وَ عِندَكَ عِلمُ مَا كَانَ


صفحه : 307

عِندَهُم وَ زَاهِرَيّةُ حظُيتَيِ‌ وَ مَن لَا أُقَدّمُ عَلَيهَا أَحَداً مِن جوِاَريِ‌ّ وَ قَد حَمَلَت غَيرَ مَرّةٍ كُلّ ذَلِكَ تُسقِطُ فَهَل عِندَكَ فِي ذَلِكَ شَيءٌ نَنتَفِعُ بِهِ فَقَالَ لَا تَخشَ مِن سِقطِهَا فَسَتَسلَمُ وَ تَلِدُ غُلَاماً صَحِيحاً مُسلِماً أَشبَهَ النّاسِ بِأُمّهِ قَد زَادَهُ اللّهُ فِي خَلقِهِ مَزِيدَتَينِ فِي يَدِهِ اليُمنَي خِنصِرٌ وَ فِي رِجلِهِ اليُمنَي خِنصِرٌ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ هَذِهِ وَ اللّهِ فُرصَةٌ إِن لَم يَكُنِ الأَمرُ عَلَي مَا ذَكَرَ خَلَعتُهُ فَلَم أَزَل أَتَوَقّعُ أَمرَهَا حَتّي أَدرَكَهَا المَخَاضُ فَقُلتُ لِلقَيّمَةِ إِذَا وَضَعَت فجيئني‌[فجَيِئيِنيِ‌]بِوَلَدِهَا ذَكَراً كَانَ أَم أُنثَي فَمَا شَعَرتُ إِلّا بِالقَيّمَةِ وَ قَد أتَتَنيِ‌ بِالغُلَامِ كَمَا وَصَفَهُ زَائِدَ اليَدِ وَ الرّجلِ كَأَنّهُ كَوكَبٌ درُيّ‌ّ فَأَرَدتُ أَن أَخرُجَ مِنَ الأَمرِ يَومَئِذٍ وَ أُسَلّمَ مَا فِي يدَيِ‌ إِلَيهِ فَلَم تطُاَوعِنيِ‌ نفَسيِ‌ لَكِن رَفَعتُ إِلَيهِ الخَاتَمَ فَقُلتُ دَبّرِ الأَمرَ فَلَيسَ عَلَيكَ منِيّ‌ خِلَافٌ وَ أَنتَ المُقَدّمُ وَ بِاللّهِ أَن لَو فَعَلَ لَفَعَلتُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الجلاء والشفاء عن محمد بن عبد الله مثله

17-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبّادٍ وَ كَانَ كَاتِبَ الرّضَا ع قَالَدَخَلتُ عَلَيهِ ع وَ قَد عَزَمَ المَأمُونُ بِالمَسِيرِ إِلَي بَغدَادَ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّادٍ مَا نَدخُلُ العِرَاقَ وَ لَا نَرَاهُ فَبَكَيتُ وَ قُلتُ فآَيسَتنَيِ‌ أَن آتيِ‌َ أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌ قَالَ ع أَمّا أَنتَ فَسَتَدخُلُهَا وَ إِنّمَا عَنَيتُ نفَسيِ‌ فَاعتَلّ وَ توُفُيّ‌َ بِقَريَةٍ مِن قُرَي طُوسَ وَ قَد كَانَ تَقَدّمَ فِي وَصِيّتِهِ أَن يُحفَرَ قَبرُهُ مِمّا يلَيِ‌ الحَائِطَ بَينَهُ وَ بَينَ قَبرِ هَارُونَ ثَلَاثُ أَذرُعٍ وَ قَد كَانُوا حَفَرُوا ذَلِكَ المَوضِعَ لِهَارُونَ فَكُسِرَتِ المَعَاوِلُ وَ المسَاَحيِ‌ فَتَرَكُوهُ وَ حَفَرُوا حَيثُ أَمكَنَ الحَفرُ فَقَالَ احفِرُوا ذَلِكَ المَكَانَ فَإِنّهُ سَيَلِينُ عَلَيكُم وَ تَجِدُونَ صُورَةَ سَمَكَةٍ مِن نُحَاسٍ وَ عَلَيهَا كِتَابَةٌ بِالعِبرَانِيّةِ فَإِذَا حَفَرتُم لحَديِ‌ فَعَمّقُوهُ وَ رُدّوهَا مِمّا يلَيِ‌ رجِليِ‌ فَحَفَرنَا ذَلِكَ المَكَانَ وَ كَانَ المَحَافِرُ تَقَعُ فِي الرّملِ اللّينِ وَ وَجَدنَا السّمَكَةَ مَكتُوباً عَلَيهَا بِالعِبرَانِيّةِ هَذِهِ رَوضَةُ عَلِيّ بنِ مُوسَي وَ تِلكَ حُفرَةُ هَارُونَ الجَبّارِ فَرَدَدنَاهَا


صفحه : 308

وَ دَفَنّاهَا فِي لَحدِهِ عِندَ مَوضِعٍ قَالَهُ

18- شا،[الإرشاد] كَانَ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع يُكثِرُ وَعظَ المَأمُونِ إِذَا خَلَا بِهِ وَ يُخَوّفُهُ بِاللّهِ وَ يُقَبّحُ لَهُ مَا يَركَبُهُ مِن خِلَافِهِ وَ كَانَ المَأمُونُ يُظهِرُ قَبُولَ ذَلِكَ مِنهُ وَ يُبطِنُ كَرَاهِيَتَهُ وَ استِثقَالَهُ وَ دَخَلَ الرّضَا ع يَوماً عَلَيهِ فَرَآهُ يَتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ وَ الغُلَامُ يَصُبّ المَاءَ عَلَي يَدَيهِ فَقَالَ لَا تُشرِك يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِعِبَادَةِ رَبّكَ أَحَداً فَصَرَفَ المَأمُونُ الغُلَامَ وَ تَوَلّي تَمَامَ وُضُوءِ نَفسِهِ وَ زَادَ ذَلِكَ فِي غَيظِهِ وَ وَجدِهِ وَ كَانَ ع يزُريِ‌ عَلَي الفَضلِ وَ الحَسَنِ ابنيَ‌ سَهلٍ عِندَ المَأمُونِ إِذَا ذَكَرَهُمَا وَ يَصِفُ لَهُ مَسَاوِيَهُمَا وَ يَنهَاهُ عَنِ الإِصغَاءِ إِلَي قَولِهِمَا وَ عَرَفَا ذَلِكَ مِنهُ فَجَعَلَا يُخَطّئَانِ عَلَيهِ عِندَ المَأمُونِ وَ يَذكُرَانِ لَهُ عِندَهُ مَا يُبَعّدُهُ مِنهُ وَ يُخَوّفَانِهِ مِن حَملِ النّاسِ عَلَيهِ فَلَم يَزَالَا كَذَلِكَ حَتّي قَلّبَا رَأيَهُ فِيهِ وَ عَمِلَ عَلَي قَتلِهِ ع فَاتّفَقَ أَنّهُ أَكَلَ هُوَ وَ المَأمُونُ يَوماً طَعَاماً فَاعتَلّ مِنهُ الرّضَا ع وَ أَظهَرَ المَأمُونُ تَمَارُضاً فَذَكَرَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ حَمزَةَ عَن مَنصُورِ بنِ بِشرٍ عَن أَخِيهِ عَبدِ اللّهِ بنِ بِشرٍ قَالَ أمَرَنَيِ‌ المَأمُونُ أَن أُطَوّلَ أظَفاَريِ‌ عَلَي العَادَةِ وَ لَا أُظهِرَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ فَفَعَلتُ ثُمّ استدَعاَنيِ‌ فَأَخرَجَ إلِيَ‌ّ شَيئاً يُشبِهُ التّمرَ الهنِديِ‌ّ فَقَالَ لِيَ اعجِن هَذَا بِيَدَيكَ جَمِيعاً فَفَعَلتُ ثُمّ قَامَ وَ ترَكَنَيِ‌ وَ دَخَلَ عَلَي الرّضَا ع وَ قَالَ لَهُ مَا خَبَرُكَ قَالَ أَرجُو أَن أَكُونَ صَالِحاً قَالَ لَهُ أَنَا اليَومَ بِحَمدِ اللّهِ أَيضاً صَالِحٌ فَهَل جَاءَكَ أَحَدٌ مِنَ المُتَرَفّقِينَ فِي هَذَا اليَومِ قَالَ لَا فَغَضِبَ المَأمُونُ وَ صَاحَ عَلَي غِلمَانِهِ ثُمّ قَالَ فَخُذ مَاءَ الرّمّانِ السّاعَةَ فَإِنّهُ مِمّا لَا يُستَغنَي عَنهُ ثُمّ دعَاَنيِ‌ فَقَالَ ائتِنَا بِرُمّانٍ فَأَتَيتُهُ بِهِ فَقَالَ لِيَ اعصِر بِيَدَيكَ فَفَعَلتُ وَ سَقَاهُ المَأمُونُ الرّضَا ع بِيَدِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ سَبَبَ وَفَاتِهِ فَلَم يَلبَث إِلّا يَومَينِ حَتّي مَاتَ ع

وَ ذُكِرَ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ أَنّهُ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع وَ قَد خَرَجَ المَأمُونُ مِن عِندِهِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا الصّلتِ قَد فَعَلُوهَا وَ جَعَلَ يُوَحّدُ اللّهَ وَ يُمَجّدُهُ

وَ روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ أَنّهُ قَالَ كَانَ الرّضَا ع يُعجِبُهُ العِنَبُ فَأَخَذَ لَهُ


صفحه : 309

مِنهُ شَيئاً فَجَعَلَ فِي مَوضِعِ أَقمَاعِهِ الإِبرَ أَيّاماً ثُمّ نَزَعَ وَ جيِ‌ءَ بِهِ إِلَيهِ فَأَكَلَ مِنهُ وَ هُوَ فِي عِلّتِهِ التّيِ‌ ذَكَرنَا فَقَتَلَهُ وَ ذَكَرَ أَنّ ذَلِكَ مِن لَطِيفِ السّمُومِ وَ لَمّا توُفُيّ‌َ الرّضَا ع كَتَمَ المَأمُونُ مَوتَهُ يَوماً وَ لَيلَةً ثُمّ أَنفَذَ إِلَي مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الصّادِقِ ع وَ جَمَاعَةِ آلِ أَبِي طَالِبٍ الّذِينَ كَانُوا عِندَهُ فَلَمّا حَضَرُوهُ نَعَاهُ إِلَيهِم وَ بَكَي وَ أَظهَرَ حُزناً شَدِيداً وَ تَوَجّعَ وَ أَرَاهُم إِيّاهُ صَحِيحَ الجَسَدِ وَ قَالَ يَعِزّ عَلَيّ يَا أخَيِ‌ أَن أَرَاكَ فِي هَذِهِ الحَالِ قَد كُنتُ أُؤَمّلُ أَن أُقَدّمَ قَبلَكَ فَأَبَي اللّهُ إِلّا مَا أَرَادَ ثُمّ أَمَرَ بِغُسلِهِ وَ تَكفِينِهِ وَ تَحنِيطِهِ وَ خَرَجَ مَعَ جَنَازَتِهِ فَحَمَلَهَا حَتّي أَتَي إِلَي المَوضِعِ ألّذِي هُوَ مَدفُونٌ فِيهِ الآنَ فَدَفَنَهُ وَ المَوضِعُ دَارُ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ فِي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا سَنَابَادُ عَلَي دَعوَةٍ مِن نَوقَانَ مِن أَرضِ طُوسَ وَ فِيهَا قَبرُ هَارُونَ الرّشِيدِ وَ قَبرُ أَبِي الحَسَنِ ع بَينَ يَدَيهِ فِي قِبلَتِهِ وَ مَضَي الرّضَا ع وَ لَم يَترُك وَلَداً نَعلَمُهُ إِلّا ابنَهُ الإِمَامَ بَعدَهُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع وَ كَانَ سِنّهُ يَومَ وَفَاةِ أَبِيهِ سَبعَ سِنِينَ وَ أشهر[أَشهُراً]

بيان في قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الإبر المسمومة ولعله المراد هنا ويحتمل أن يكون هذاخاصية ترك الإبر في العنب أياما

19-أَقُولُ ذَكَرَ أَبُو الفَرَجِ فِي المَقَاتِلِ مَا ذَكَرَهُ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ مِن أَوّلِهِ إِلَي آخِرِهِ بِأَسَانِيدَ ثُمّ رَوَي بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ أَنّهُ قَالَدَخَلَ المَأمُونُ إِلَي الرّضَا يَعُودُهُ فَوَجَدَهُ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَبَكَي وَ قَالَ أَعزِز عَلَيّ يَا


صفحه : 310

أخَيِ‌ بِأَن أَعِيشَ لِيَومِكَ فَقَد كَانَ فِي بَقَائِكَ أَمَلٌ وَ أَغلَظُ عَلَيّ مِن ذَلِكَ وَ أَشَدّ أَنّ النّاسَ يَقُولُونَ إنِيّ‌ سَقَيتُكَ سَمّاً وَ أَنَا إِلَي اللّهِ مِن ذَلِكَ برَيِ‌ءٌ ثُمّ خَرَجَ المَأمُونُ مِن عِندِهِ وَ مَاتَ الرّضَا ع فَحَضَرَهُ المَأمُونُ قَبلَ أَن يُحفَرَ قَبرُهُ وَ أَمَرَ أَن يُحفَرَ لَهُ إِلَي جَانِبِ أَبِيهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ صَاحِبُ هَذَا النّعشِ أَنّهُ يُحفَرُ لَهُ قَبرٌ فَيَظهَرُ فِيهِ مَاءٌ وَ سَمَكٌ احفِرُوا فَحَفَرُوا فَلَمّا انتَهَوا إِلَي اللّحدِ نَبَعَ مَاءٌ وَ ظَهَرَ فِيهِ سَمَكٌ ثُمّ غَاصَ فَدُفِنَ فِيهِ الرّضَا ع

20- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ أَو عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الشّكّ مِن أَبِي عَلِيّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا مُعَمّرُ اركَب قُلتُ إِلَي أَينَ قَالَ اركَب كَمَا يُقَالُ لَكَ قَالَ فَرَكِبتُ فَانتَهَيتُ إِلَي وَادٍ أَو إِلَي وَهدَةٍ الشّكّ مِن أَبِي عَلِيّ فَقَالَ لِي قِف هَاهُنَا فَوَقَفتُ فأَتَاَنيِ‌ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَينَ كُنتَ قَالَ دَفَنتُ أَبِيَ السّاعَةَ وَ كَانَ بِخُرَاسَانَ

يج ،[الخرائج والجرائح ] أحمد بن محمد عن معمر مثله

21- عم ،[إعلام الوري ]رَوَي مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي فِي كِتَابِ نَوَادِرِ الحِكمَةِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ قَالَ كُنتُ بِالمَدِينَةِ وَ كُنتُ أَختَلِفُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَبُو الحَسَنِ ع بِخُرَاسَانَ وَ كَانَ أَهلُ بَيتِهِ وَ عُمُومَةُ أَبِيهِ يَأتُونَهُ وَ يُسَلّمُونَ عَلَيهِ فَدَعَا يَوماً الجَارِيَةَ فَقَالَ قوُليِ‌ لَهُم يَتَهَيّئُونَ لِلمَأتَمِ فَلَمّا تَفَرّقُوا قَالُوا لَا سَأَلنَاهُ مَأتَمُ مَن فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ فَعَلَ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالُوا مَأتَمُ مَن قَالَ مَأتَمُ خَيرِ مَن عَلَي ظَهرِهَا فَأَتَانَا خَبَرُ أَبِي الحَسَنِ بَعدَ ذَلِكَ بِأَيّامٍ فَإِذَا هُوَ قَد مَاتَ فِي ذَلِكَ اليَومِ


صفحه : 311

تذييل

اعلم أن أصحابنا والمخالفين اختلفوا أن الرضا ع هل مات حتف أنفه أومضي شهيدا بالسم و علي الأخير هل سمه المأمون لعنه الله أوغيره والأشهر بيننا أنه ع مضي شهيدا بسم المأمون وينسب إلي السيد علي بن طاوس أنه أنكر ذلك وكذا أنكره الإربلي‌ في كشف الغمة ورد ماذكره المفيد بوجوه سخيفة حيث قال بعدإيراد كلام المفيد.


صفحه : 312

بلغني‌ ممن أثق به أن السيد رضي‌ الدين علي بن طاوس رحمه الله كان لايوافق علي أن المأمون سقي عليا ع السم و لايعتقده و كان ره كثير المطالعة والتنقيب والتفتيش علي مثل ذلك و ألذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه وميله إليه واختياره له دون أهله وأولاده مما يؤيد ذلك ويقرره و قدذكر المفيد رحمه الله شيئا مايقبله عقلي‌ ولعلي‌ واهم و هو أن الإمام ع كان يعيب ابني‌ سهل ويقبح ذكرهما إلي غير ذلك و ما كان أشغله بأمور دينه وآخرته واشتغاله بالله عن مثل ذلك .


صفحه : 313

و علي رأي‌ المفيد رحمه الله أن الدولة المذكورة من أصلها فاسدة و علي غيرقاعدة مرضية فاهتمامه ع بالوقيعة فيهما حتي أغراهما بتغيير رأي‌ الخليفة عليه فيه ما فيه ثم إن نصيحته للمأمون وإشارته عليه بما ينفعه في دينه لاتوجب أن يكون سببا لقتله وموجبا لركوب هذاالأمر العظيم منه و قد كان يكفي‌ في هذاالأمر أن يمنعه عن الدخول عليه أويكفه عن وعظه ثم إنا لانعرف أن الإبر إذاغرست في العنب صار العنب مسموما و لايشهده القياس الطبي‌ و الله تعالي أعلم بحال الجميع و إليه المصير و عند الله يجتمع الخصوم انتهي كلامه . و لايخفي وهنه إذ الوقيعة في ابني‌ سهل لم يكن للدنيا حتي يمنعه عنه الاشتغال بعبادة الله تعالي بل كان ذلك لماوجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي‌ عن المنكر ورفع الظلم عن المسلمين مهما أمكن وكون خلافة المأمون فاسدة أيضا لايمنع منه كما لايمنع بطلان خلافة الغاصبين إرشاد أمير المؤمنين إياهم لمصالح المسلمين في الغزوات وغيرها. ثم إنه ظاهر أن نصيحة الأشقياء ووعظهم بمحضر الناس لاسيما المدعين للفضل والخلافة مما يثير حقدهم وحسدهم وغيظهم مع أنه لعنه الله كان أول أمره مبنيا علي الحيلة والخديعة لإطفاء نائرة الفتن الحادثة من خروج الأشراف والسادة من العلويين في الأطراف فلما استقر أمره أظهر كيده فالحق مااختاره الصدوق والمفيد وغيرهما من أجلة أصحابنا أنه ع مضي شهيدا بسم المأمون اللعين عليه اللعنة و علي سائر الغاصبين والظالمين أبد الآبدين


صفحه : 314

باب 22- ماأنشد من المراثي‌ فيه ع

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو فِرَاسٍ


بَاءُوا بِقَتلِ الرّضَا مِن بَعدِ بَيعَتِهِ   وَ أَبصَرُوا بُغضَهُ مِن رُشدِهِم وَ عَمُوا

عِصَابَةٌ شَقِيَت مِن بَعدِ مَا سَعِدَت   وَ مَعشَرٌ هَلَكُوا مِن بَعدِ مَا سَلِمُوا

لَا بَيعَةٌ رَدَعَتهُم عَن دِمَائِهِم   وَ لَا يَمِينٌ وَ لَا قُربَي وَ لَا رَحِمٌ

وَ أَكثَرَ دِعبِلٌ مَرَاثِيَهُ ع مِنهَا


يَا حَسرَةً تَتَرَدّدُ وَ عَبرَةً لَيسَ تَنفَدُ   عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ

وَ مِنهَا


يَا نَكبَةً جَاءَت مِنَ الشّرقِ   لَم تَترُكَن منِيّ‌ وَ لَم تُبقِ

مَوتُ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا   مِن سَخَطِ اللّهِ عَلَي الخَلقِ

وَ أَصبَحَ الإِسلَامُ مُستَعبِراً   لِثُلمَةٍ بَائِنَةِ الرّتقِ

سَقَي الغَرِيبَ المُبتَنَي قَبرُهُ   بِأَرضِ طُوسَ سَيلُ الوَدقِ

أَصبَحَ عيَنيِ‌ مَانِعاً لِلكَرَي   وَ أُولِعَ الأَحشَاءُ بِالخَفَقِ

صفحه : 315

وَ مِنهَا


أَلَا مَا لَعِينٍ بِالدّمُوعِ استَهَلّت   وَ لَو نَقَرَت[BA]نَفَدَت]مَاءَ الشّئُونِ لَقَلّت

عَلَي مَن بَكَتهُ الأَرضُ وَ استَرجَعَت لَهُ   رُءُوسُ الجِبَالِ الشّامِخَاتِ وَ ذَلّت

وَ قَد أَعوَلَت تبَكيِ‌ السّمَاءُ لِفَقدِهِ   وَ أَنجُمُهَا نَاحَت عَلَيهِ وَ كَلّت

فَنَحنُ عَلَيهِ اليَومَ أَجدَرُ بِالبُكَاءِ   لِمَرزِئَةٍ عَزّت عَلَينَا وَ جَلّت

رُزِئنَا رضَيِ‌ّ اللّهِ سِبطَ نَبِيّنَا   فَأَخلَفَتِ الدّنيَا لَهُ وَ تَوَلّت

وَ مَا خَيرُ دُنيَا بَعدَ آلِ مُحَمّدٍص   أَلَا لَا تُبَالِيهَا إِذَا مَا اضمَحَلّت

تَجَلّت مُصِيبَاتُ الزّمَانِ وَ لَا أَرَي   مُصِيبَتَنَا بِالمُصطَفَينَ تَجَلّت

وَ مِنهَا


أَلَا أَيّهَا القَبرُ الغَرِيبُ مَحَلّهُ   بِطُوسَ عَلَيكَ السّارِيَاتُ هَتُونٌ

شَكَكتُ فَمَا أدَريِ‌ أَ مسَقيِ‌ّ شَربَةً   فَأَبكِيكَ أَم رَيبَ الرّدَي فَيَهُونُ

أَيَا عَجَباً مِنهُم يُسَمّونَكَ الرّضَا   وَ يَلقَاكَ مِنهُم كَلَحَةٌ وَ غُضُونٌ

صفحه : 316

وَ مِنهَا


وَ قَد كُنّا نُؤَمّلُ أَن يُحَيّا   إِمَامُ هُدًي لَهُ رأَي‌ٌ طَرِيفٌ

يُرَي سَكَنَاتُهُ فَيَقُولُ عَنهُم   وَ تَحتَ سُكُونِهِ رأَي‌ٌ ثَقِيفٌ

لَهُ سَمحَاءُ تَغدُو كُلّ يَومٍ   بِنَائِلَةٍ وَ سَارِيَةٍ تَطُوفُ

فَأَهدَي رِيحَهُ قَدرَ المَنَايَا   وَ قَد كَانَت لَهُ رِيحٌ عَصُوفٌ

أَقَامَ بِطُوسَ مُلقَحَةَ المَنَايَا   مَزَارٌ دُونَهُ نأَي‌ٌ قَذُوفٌ

بيان الخفق الاضطراب أي جعل الأحشاء حريصة في الاضطراب ويقال تهللت دموعه أي سالت واستهلت السماء في أول مطرها. و قال الجوهري‌ التنقير عن الأمر البحث عنه و قال الشأن واحد الشئون وهي‌ مواصل قبائل الرأس وملتقاها ومنها تجي‌ء الدموع أي لوبحثت وأنزلت جميع ماء الشئون لكان قليلا في ذلك قوله فأخلفت أي فسدت وتغيرت وقل خيرها قوله لاتباليها أي لاتبال بها والسارية السحاب يسري‌ ليلا والأسطوانة وهتنت السماء تهتن هتنا وهتونا انصبت وسحاب هاتن وهتون والردي الهلاك وريب الردي كناية عن الموت بغير سبب من الخلق وكلح تكشر في عبوس ودهر كالح شديد وغضنت الرجل غضنا حبسته وغضون الجبهة مايحدث فيها عندالعبس من الطي‌ قوله فيقول عنهم أي تخبر سكناته عن فضائل أهل البيت ورفعة محلهم


صفحه : 317

قوله سمحاء أي يد سمحاء أوطبيعة قوله فأهدي أي أسكن مهموز والقذوف البعيد

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ ابنُ المُشَيّعِ المرُقيِ‌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ يرَثيِ‌ الرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ


يَا بُقعَةُ مَاتَ بِهَا سيَدّيِ‌   مَا مِثلُهُ فِي النّاسِ مِن سَيّدٍ

مَاتَ الهُدَي مِن بَعدِهِ وَ النّدَي   وَ شَمّرَ المَوتُ بِهِ يقَتدَيِ‌

لَا زَالَ غَيثُ اللّهِ يَا قَبرَهُ   عَلَيكَ مِنهُ رَائِحاً مغُتدَيِ‌

كَانَ لَنَا غَيثاً بِهِ نرَتوَيِ‌   وَ كَانَ كَالنّجمِ بِهِ نهَتدَيِ‌

إِنّ عَلِيّاً ابنَ مُوسَي الرّضَا   قَد حَلّ وَ السّؤدَدَ فِي مَلحَدٍ

يَا عَينُ فاَبكيِ‌ بِدَمٍ بَعدَهُ   عَلَي انقِرَاضِ المَجدِ وَ السّؤدَدِ

وَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الخوَاَفيِ‌ يرَثيِ‌ الرّضَا عَلَيهِ أَفضَلُ الصّلَوَاتِ وَ أَكمَلُ التّحِيّاتِ


يَا أَرضَ طُوسَ سَقَاكِ اللّهُ رَحمَتَهُ   مَا ذَا حَوِيتِ مِنَ الخَيرَاتِ يَا طُوسُ

طَابَت بِقَاعُكِ فِي الدّنيَا وَ طَيّبَهَا   شَخصٌ ثَوَي بِسَنَابَادَ مَرمُوسٌ

شَخصٌ عَزِيزٌ عَلَي الإِسلَامِ مَصرَعُهُ   فِي رَحمَةِ اللّهِ مَغمُورٌ وَ مَغمُوسٌ

يَا قَبرَهُ أَنتَ قَبرٌ قَد تَضَمّنَهُ   حِلمٌ وَ عِلمٌ وَ تَطهِيرٌ وَ تَقدِيسٌ

فَخراً فَإِنّكَ مَغبُوطٌ بِجُثّتِهِ   وَ بِالمَلَائِكَةِ الأَبرَارِ مَحرُوسٌ

بيان وشمر الموت لعل المعني أن الموت شمر ذيله وتهيأ لإماتة سائر أخلاق الحسنة أوالخلائق والمرموس المدفون قوله عزيز أي شديد عظيم يقال أعزز علي بما أصبت به و قدأعززت بما أصابك أي عظم علي .


صفحه : 318

أقول وروي الأبيات الأخيرة ابن عياش في كتاب مقتضب الأثر عن علي بن هارون المنجم عن الخوافي‌ وزاد في آخره .


في كل عصر لنا منكم إمام هدي   فربعة آهل منكم ومأنوس

أمست نجوم السماء آفلة   وظل أسد الثري قدضمها الخيس

غابت ثمانية منكم وأربعة   يرجي مطالعها ماحنت العيس

حتي متي يظهر الحق المنير بكم   فالحق في غيركم داج ومطموس

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ عَبدِ اللّهِ المهُلَبّيِ‌ّ عَن دِعبِلِ بنِ عَلِيّ قَالَ جاَءنَيِ‌ خَبَرُ مَوتِ الرّضَا ع وَ أَنَا بِقُمّ فَقُلتُ قصَيِدتَيِ‌َ الرّائِيّةَ


أَرَي أُمَيّةَ مَعذُورِينَ إِن قَتَلُوا   وَ لَا أَرَي لبِنَيِ‌ العَبّاسِ مِن عُذرٍ

أَولَادُ حَربٍ وَ مَروَانَ وَ أُسرَتُهُم   بَنُو مُعَيطٍ وُلَاةُ الحِقدِ وَ الوَغرِ

قَومٌ قَتَلتُم عَلَي الإِسلَامِ أَوّلَهُم   حَتّي إِذَا استَمسَكُوا جَازُوا عَلَي الكُفرِ

أَربَعُ بِطُوسَ عَلَي قَبرِ الزكّيِ‌ّ بِهِ   إِن كُنتَ تَربَعُ مِن دِينٍ عَلَي وَطَرٍ

قَبرَانِ فِي طُوسَ خَيرُ النّاسِ كُلّهِم   وَ قَبرُ شَرّهِم هَذَا مِنَ العِبَرِ

مَا يَنفَعُ الرّجسَ مِن قُربِ الزكّيِ‌ّ وَ مَا   عَلَي الزكّيِ‌ّ بِقُربِ النّجسِ مِن ضَرَرٍ

هَيهَاتَ كُلّ امر‌ِئٍ رَهنٌ بِمَا كَسَبَت   لَهُ يَدَاهُ فَخُذ مَا شِئتَ أَو فَذَر

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] قَالَ الصوّليِ‌ّ وَ أنَشدَنَيِ‌ عَونُ بنُ مُحَمّدٍ قَالَ أنَشدَنَيِ‌ مَنصُورُ بنُ طَلحَةَ قَالَ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ اليزَيِديِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ لَمّا مَاتَ الرّضَا ع رَثَيتُهُ فَقُلتُ


مَا لِطُوسَ لَا قَدّسَ اللّهُ طُوساً   كُلّ يَومٍ تَحُوزُ عَلَقاً نَفِيساً

بَدَأَت بِالرّشِيدِ فَاقتَنَصَتهُ   وَ ثَنّت بِالرّضَا عَلِيّ بنِ مُوسَي

بِإِمَامٍ لَا كَالأَئِمّةِ فَضلًا   فَسُعُودُ الزّمَانِ عَادَت نُحُوساً

صفحه : 319

وَ وَجَدتُ فِي كِتَابٍ لِمُحَمّدِ بنِ حَبِيبٍ الضبّيّ‌ّ T


قَبرٌ بِطُوسَ بِهِ أَقَامَ إِمَامٌ   حَتمٌ إِلَيهِ زِيَارَةٌ وَ لِمَامٌ

قَبرٌ أَقَامَ بِهِ السّلَامُ وَ إِذ غَدَا   تُهدَي إِلَيهِ تَحِيّةٌ وَ سَلَامٌ

قَبرٌ سَنَا أَنوَارِهِ تَجلُو العَمَي   وَ بِتُربِهِ قَد تُدفَعُ الأَسقَامُ

قَبرٌ يُمَثّلُ لِلعُيُونِ مُحَمّداً   وَ وَصِيّهُ وَ المُؤمِنُونَ قِيَامٌ

خَشَعَ العُيُونُ لِذَا وَ ذَاكَ مَهَابَةٌ   فِي كُنهِهَا لَتَحَيّرُ الأَفهَامُ

قَبرٌ إِذَا حَلّ الوُفُودُ بِرَبعِهِ   رَحَلُوا وَ حَطّت عَنهُمُ الآثَامُ

وَ تَزَوّدُوا أَمنَ العِقَابِ وَ أُومِنُوا   مِن أَن يَحُلّ عَلَيهِمُ الأَعدَامُ

اللّهُ عَنهُ بِهِ لَهُم مُتَقَبّلٌ   وَ بِذَاكَ عَنهُم جَفّتِ الأَقلَامُ

إِن يُغنِ عَن سقَي‌ِ الغَمَامِ فَإِنّهُ   لَولَاهُ لَم تَسقِ البِلَادَ غَمَامٌ

قَبرُ عَلِيّ بنِ مُوسَي حَلّهُ   بِثَرَاهُ يَزهُو الحِلّ وَ الإِحرَامُ

فُرِضَ إِلَيهِ السعّي‌ُ كَالبَيتِ ألّذِي   مَن دُونَهُ حَقّ لَهُ الإِعظَامُ

مَن زَارَهُ فِي اللّهِ عَارِفَ حَقّهِ   فَالمَسّ مِنهُ عَلَي الجَحِيمِ حَرَامٌ

وَ مَقَامُهُ لَا شَكّ يُحمَدُ فِي غَدٍ   وَ لَهُ بِجَنّاتِ الخُلُودِ مَقَامٌ

وَ لَهُ بِذَاكَ اللّهُ أَوفَي ضَامِنٍ   قِسماً إِلَيهِ تنَتهَيِ‌ الأَقسَامُ

صَلّي الإِلَهُ عَلَي النّبِيّ مُحَمّدٍ   وَ عَلَت عَلِيّاً نَضرَةٌ وَ سَلَامٌ

وَ كَذَا عَلَي الزّهرَاءِ صَلّي سَرمَداً   رَبّ بِوَاجِبِ حَقّهَا عَلّامٌ

وَ عَلَيهِمَا صَلّي ثُمّ بِالحَسَنِ ابتَدَا   وَ عَلَي الحُسَينِ لِوَجهِهِ الإِكرَامُ

وَ عَلَي عَلِيّ ذيِ‌ التّقَي وَ مُحَمّدٍ   صَلّي وَ كُلّ سَيّدٌ وَ هُمَامٌ

وَ عَلَي المُهَذّبِ وَ المُطَهّرِ جَعفَرٍ   أَزكَي الصّلَاةِ وَ إِن أَبَي الأَقوَامُ

الصّادِقِ المَأثُورِ عَنهُ عِلمُ مَا   فِيكُم بِهِ يَتَمَسّكُ الأَقوَامُ

صفحه : 320


وَ كَذَا عَلَي مُوسَي أَبِيكَ وَ بَعدَهُ   صَلّي عَلَيكَ وَ لِلصّلَاةِ دَوَامٌ

وَ عَلَي مُحَمّدٍ الزكّيِ‌ّ فَضُوعِفَت   وَ عَلَي عَلِيّ مَا استَمَرّ كَلَامٌ

وَ عَلَي الرّضَا ابنِ الرّضَا الحَسَنِ ألّذِي   عَمّ البِلَادَ لِفَقدِهِ الأَظلَامُ

وَ عَلَي خَلِيفَتِهِ ألّذِي لَكُم بِهِ   تَمّ النّظَامُ فَكَانَ فِيهِ تَمَامٌ

فَهُوَ المُؤَمّلُ أَن يَعُودَ بِهِ الهُدَي   غَضّاً وَ أَن تَستَوسِقَ الأَحكَامُ

لَو لَا الأَئِمّةُ وَاحِدٌ عَن وَاحِدٍ   دَرَسَ الهُدَي وَ استَسلَمَ الإِسلَامُ

كُلّ يَقُومُ مَقَامَ صَاحِبِهِ إِلَي   أَن ينَبرَيِ‌َ بِالقَائِمِ الأَعلَامُ

يَا ابنَ النّبِيّ وَ حُجّةَ اللّهِ التّيِ‌   هيِ‌َ لِلصّلَاةِ وَ لِلصّيَامِ قِيَامٌ

مَا مِن إِمَامٍ غَابَ عَنكُم لَم يَقُم   خَلَفٌ لَهُ تُشفَي بِهِ الأَوغَامُ

إِنّ الأَئِمّةَ يسَتوَيِ‌ فِي فَضلِهَا   وَ العِلمِ كَهلٌ مِنكُم وَ غُلَامٌ

أَنتُم إِلَي اللّهِ الوَسِيلَةُ وَ الأُولَي   عَلِمُوا الهُدَي فَهُم لَهُ أَعلَامٌ

أَنتُم وُلَاةُ الدّينِ وَ الدّنيَا وَ مَن   لِلّهِ فِيهِ حُرمَةٌ وَ ذِمَامٌ

مَا النّاسُ إِلّا مَن أَقَرّ بِفَضلِكُم   وَ الجَاحِدُونَ بَهَائِمُ وَ سَوَامّ

بَل هُم أَضَلّ عَنِ السّبِيلِ بِكُفرِهِم   وَ المُقتَدَي مِنهُم بِهِم أَزلَامٌ

يَرعَونَ فِي دُنيَاكُم وَ كَأَنّهُم   فِي جَحدِهِم إِنعَامَكُم أَنعَامٌ

يَا نِعمَةَ اللّهِ التّيِ‌ يَحبُو بِهَا   مَن يصَطفَيِ‌ مِن خَلقِهِ المِنعَامُ

إِن غَابَ مِنكَ الجِسمُ عَنّا إِنّهُ   لِلرّوحِ مِنكَ إِقَامَةٌ وَ نِظَامٌ

أَروَاحَكُم مَوجُودَةٌ أَعيَانُهَا   إِن عَن عُيُونٍ غُيّبَت أَجسَامٌ

الفَرقُ بَينَكَ وَ النّبِيّ نُبُوّةٌ   إِذ بَعدَ ذَلِكَ تسَتوَيِ‌ الأَقدَامُ

قَبرَانِ فِي طُوسَ الهُدَي فِي وَاحِدٍ   وَ الغيَ‌ّ فِي لَحدٍ يَرَاهُ ضَرَامٌ

قَبرَانِ مُقتَرِنَانِ هَذَا تُرعَةٌ   حُبُوبَةٌ فِيهَا نُزُولٌ[BA]يُزَارُ]إِمَامٌ

وَ كَذَاكَ ذَلِكَ مِن جَهَنّمَ حُفرَةٌ   فِيهَا تَجَدّدٌ[BA]يُجَدّدُ]للِغوَيِ‌ّ هُيَامٌ

قَربُ الغوَيِ‌ّ مِنَ الزكّيِ‌ّ مُضَاعِفٌ   لِعَذَابِهِ وَ لِأَنفِهِ الإِرغَامُ

صفحه : 321


إِن يَدنُ مِنهُ فَإِنّهُ لَمُبَاعَدٌ   وَ عَلَيهِ مِن خِلَعِ العَذَابِ رُكَامٌ

وَ كَذَاكَ لَيسَ يَضُرّكَ الرّجسُ ألّذِي   تُدنِيهِ مِنكَ جَنَادِلُ وَ رُخَامٌ

لَا بَل يُرِيكَ عَلَيهِ أَعظَمَ حَسرَةٍ   إِذ أَنتَ تُكرَمُ وَ اللّعِينُ يُسَامُ

سُوءُ العَذَابِ مُضَاعَفٌ تجَريِ‌ بِهِ   السّاعَاتُ وَ الأَيّامُ وَ الأَعوَامُ

يَا لَيتَ شعِريِ‌ هَل بِقَائِمِكُم غَداً   يَغدُو بكِفَيّ‌ لِلقِرَاعِ حِسَامٌ

تطُفيِ‌ يدَاَي‌َ بِهِ غَلِيلًا فِيكُم   بَينَ الحَشَا لَم تَرقَ مِنهُ أُوَامٌ

وَ لَقَد يهَيِجنُيِ‌ قُبُورُكُم إِذَا   هَاجَت سوِاَي‌َ مَعَالِمُ وَ خِيَامٌ

مَن كَانَ يُغرَمُ بِامتِدَاحِ ذوَيِ‌ الغِنَي   فَبِمَدحِكُم لِي صَبوَةٌ وَ غَرَامٌ

وَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا أَهدَيتُهَا   مَرضِيّةً تَلتَذّهَا الأَفهَامُ

خُذهَا عَنِ الضبّيِ‌ّ عَبدِكُمُ ألّذِي   هَانَت عَلَيهِ فِيكُمُ الأَلوَامُ

إِن أَقضِ حَقّ اللّهِ فِيكَ وَ إِنّ لِي   حَقّ القِرَي لِلضّيفِ إِذ يَعتَامُ

فَاجعَلهُ مِنكَ قَبُولَ قصَديِ‌ إِنّهُ   غُنمٌ عَلَيهِ حدَاَنيِ‌ استِغنَامٌ

مَن كَانَ بِالتّعلِيمِ أَدرَكَ حُبّكُم   فمَحَبَتّيِ‌ إِيّاكُم إِلهَامٌ

توضيح العلق بالكسر النفيس من كل شيء قوله أقام به السلام لعله بكسر السين بمعني الحجارة قوله لذا وذاك أي لتمثل محمد ووصيه صلي الله عليهما أولكونه ع فيه وللتمثل المذكور قوله خشع فعل أوجمع ومهابة مفعول لأجله أوتميز و قوله في كنهها استئناف و قوله لتحير مضارع بحذف إحدي التاءين ولعله كان تتحير. قوله الله عنه أي الله متقبل وضامن لهم أي للزائرين به أي بالأمن عنه أي عن الإمام ع . قوله إن يغن أي مع غنائه عن المطر تستقي‌ البلاد ببركته قوله يزهو أي يفخر قوله قسما أي الله ضامن أوفي لقسم أقسم به ينتهي‌ إلي ذلك القسم جميع


صفحه : 322

الأقسام و هوالحلف بذاته تعالي والهمام بالضم الملك العظيم الهمة. قوله واستسلم الإسلام أي انقاد كناية عن مغلوبيته قوله ينبري‌ أي يصلح من قولهم بري السهم فانبري أو من قولهم انبري له أي اعترض أي تعترض الأيام له طالبة صلاحها والأوغام الترات والأحقاد و قوله كهل فاعل يستوي‌ والعلم معطوف علي قوله فضلها و قوله والأولي معطوف علي قوله إلي الله الوسيلة و قوله و من لله معطوف علي قوله ولاة الدين أوالدين والأول أظهر والذمام بالكسر الحق والحرمة. قوله والمقتدي‌ أي الذين يقتدي بهم من هؤلاء بمنزلة الأزلام في البطلان و في حرمة متابعتهم . قوله المنعام أي الرب الكثير الإنعام و هوفاعل يحبو أي يعطي‌ محبتكم من يصطفيه من الخلق قوله ترعة أي روضة من رياض الجنة وَ مِنهُ الحَدِيثُ إِنّ منِبرَيِ‌ عَلَي تُرعَةٍ مِن تُرَعِ الجَنّةِ

قوله حبوبة لعله مبالغة في الحب أي محبوبة أوحبوية بالياء المثناة التحتانية من الحبوة والهيام بالضم العطش والجنون . قوله ركام أي متراكم بعضها فوق بعض قوله به غليلا أي بالحسام والغليل الضغن والحقد قوله لم ترق أي لم تسكن وأصله مهموز والأوام بالضم حر العطش والغرام الولوع و قدأغرم بالشي‌ء علي بناء المفعول أي أولع به والصبوة جهلة الفتوة والشوق والعشق قوله أهديتها أي القصيدة أوالمرثية. والعيمة شهوة اللبن والعيمة بالكسر خيار المال واعتام الرجل إذاأخذ العيمة قوله إنه غنم أي قبول القصد عني‌

5-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ وَ الحَسَنُ بنُ إِسمَاعِيلَ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي العسَكرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ زَيدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي


صفحه : 323

بنِ أَكثَمَ عَن أَبِيهِ قَالَ أَقدَمَ المَأمُونُ دِعبِلَ بنَ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ وَ آمَنَهُ عَلَي نَفسِهِ فَلَمّا مَثُلَ بَينَ يَدَيهِ وَ كُنتُ جَالِساً بَينَ يدَيَ‌ِ المَأمُونِ فَقَالَ أنَشدِنيِ‌ قَصِيدَتَكَ الكَبِيرَةَ فَجَحَدَهَا دِعبِلٌ وَ أَنكَرَ مَعرِفَتَهَا فَقَالَ لَهُ لَكَ الأَمَانُ عَلَيهَا كَمَا آمَنتُكَ عَلَي نَفسِكَ فَأَنشَدَهُ


تَأَسّفَت جاَرتَيِ‌ لَمّا رَأَت زوُريِ‌   وَ عَدّتِ الحِلمَ ذَنباً غَيرَ مُغتَفَرٍ

تَرجُو الصّبَا بَعدَ مَا شَابَت ذَوَائِبُهَا   وَ قَد جَرَت طِلقاً فِي حَلبَةِ الكِبَرِ

أَ جاَرتَيِ‌ إِنّ شَيبَ الرّأسِ يعُلمِنُيِ‌   ذِكرَ المَعَادِ وَ إرِضاَئيِ‌ عَنِ القَدَرِ

لَو كُنتُ أَركَنُ لِلدّنيَا وَ زَينَتَهَا   إِذاً بَكَيتُ عَلَي المَاضِينَ مِن نَفَرٍ

أَخنَي الزّمَانُ عَلَي أهَليِ‌ فَصَدّعَهُم   تَصَدّعَ الشّعبِ لَاقَي صَدمَةَ الحَجَرِ

بَعضٌ أَقَامَ وَ بَعضٌ قَد أَصَاتَ بِهِم   داَعيِ‌ المَنِيّةِ وَ الباَقيِ‌ عَلَي الأَثَرِ

أَمّا المُقِيمُ فَأَخشَي أَن يفُاَرقِنَيِ‌   وَ لَستُ أَوبَةَ مَن وَلّي بِمُنتَظَرٍ

أَصبَحتُ أُخبِرُ عَن أهَليِ‌ وَ عَن ولَدَيِ‌   كَحَالِمٍ قَصّ رُؤيَا بَعدَ مُدّكَرٍ

لَو لَا تَشَاغُلُ عيَنيِ‌ بِالأُولَي سَلَفُوا   مِن أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ لَم أَقرِ

صفحه : 324


وَ فِي مَوَالِيكَ لِلتّحزِينِ مَشغَلَةٌ   مِن أَن يَبِيتَ بِمَفقُودٍ عَلَي أَثَرٍ

كَم مِن ذِرَاعٍ لَهُم بِالطّفّ بَائِنَةٌ   وَ عَارِضٍ بِصَعِيدِ التّربِ مُنعَفِرٌ

أَمسَي الحُسَينُ وَ مَسرَاهُم بِمَقتَلِهِ   وَ هُم يَقُولُونَ هَذَا سَيّدُ البَشَرِ

يَا أُمّةَ السّوءِ مَا جَازَيتِ أَحمَدَ فِي   حُسنِ البَلَاءِ عَلَي التّنزِيلِ وَ السّوَرِ

خَلّفتُموهُ عَلَي الأَبنَاءِ حِينَ مَضَي   خِلَافَةَ الذّئبِ فِي إِنقَاذِ ذيِ‌ بَقَرٍ

قَالَ يَحيَي بنُ أَكثَمَ وَ أنَفذَنَيِ‌ المَأمُونُ فِي حَاجَةٍ فَعُدتُ وَ قَدِ انتَهَي إِلَي قَولِهِ


لَم يَبقَ حيَ‌ّ مِنَ الأَحيَاءِ نَعلَمُهُ   مِن ذيِ‌ يَمَانٍ وَ لَا بَكرٍ وَ لَا مُضَرٍ

إِلّا وَ هُم شُرَكَاءُ فِي دِمَائِهِم   كَمَا تُشَارِكُ أَيسَارٌ عَلَي جُزُرٍ

قَتلًا وَ أَسراً وَ تَخوِيفاً وَ مَنهَبَةً   فِعلَ الغُزَاةِ بِأَهلِ الرّومِ وَ الخَزَرِ

أَرَي أُمَيّةَ مَعذُورِينَ إِن قَتَلُوا   وَ لَا أَرَي لبِنَيِ‌ الفَتّاحِ مِن عُذرٍ

قَومٌ قَتَلتُم عَلَي الإِسلَامِ أَوّلَهُم   حَتّي إِذَا استَمكَنُوا جَازُوا عَلَي الكُفرِ

أَبنَاءُ حَربٍ وَ مَروَانَ وَ أُسرَتُهُم   بَنُو مُعَيطٍ أُولَاةُ الحِقدِ وَ الوَغَرِ

اربَعُ بِطُوسَ عَلَي قَبرِ الزكّيِ‌ّ بِهَا   إِن كُنتَ تَربَعُ مِن دِينٍ عَلَي وَطَرٍ

هَيهَاتَ كُلّ امر‌ِئٍ رَهنٌ بِمَا كَسَبَت   لَهُ يَدَاهُ فَخُذ مَا شِئتَ أَو فَذَر

قَالَ فَضَرَبَ المَأمُونُ بِعِمَامَتِهِ الأَرضَ وَ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ يَا دِعبِلُ

إيضاح قوله زوري‌ أي ازواري‌ وبعدي‌ عن النساء والحلم الأناة والعقل قوله ترجو الصبي‌ أي ترجو مني‌ أن أتصابي لها والحلبة بالتسكين خيل تجمع للسباق من كل أوب لاتخرج من إصطبل واحد وأخني عليه الدهر أي أتي عليه وأهلكه والشعب الصدع في الشي‌ء وإصلاحه أيضا قوله أصات بهم أي صوت بهم ودعاهم . قوله لم أقر من وقر يقر بمعني جلس قوله للتحزين أي لمواليك بسبب مظلوميتكم وحزنه لها شغل من أن يبيت لأنه يتذكر مفقودا علي أثر مفقود منكم و في بعض النسخ للخدين ويئول حاصل المعني إلي ماذكرناه و علي التقديرين لايخلو من تكلف وأثر التصحيف والتحريف فيه ظاهر.


صفحه : 325

قوله ومسراهم بمقتله أي ساروا ورجعوا بالليل مخبرين بقتله أو مع صدور هذاالفعل عنهم وذو بقر اسم واد و هذاإشارة إلي مثل والأيسار القوم المجتمعون علي الميسر و هوجمع الياسر أيضا و هو ألذي يلي‌ قسمة جزور الميسر. قوله إن كنت تربع أي تقف وتقيم من دين علي وطر أي حاجة أي إن كانت لك حاجة في الدين

6- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عَزّي أَبُو العَينَا ابنَ الرّضَا ع عَن أَبِيهِ قَالَ لَهُ أَنتَ تَجِلّ عَن وَصفِنَا وَ نَحنُ نَقِلّ عَن عِظَتَكَ وَ فِي عِلمِ اللّهِ مَا كَفَاكَ وَ فِي ثَوَابِ اللّهِ مَا عَزّاكَ

7- كتاب المقتضب لابن عياش ، عن عبد الله بن محمدالمسعودي‌ عن المغيرة بن محمدالمهلبي‌ قال أنشدني‌ عبد الله بن أيوب الخريتي‌ الشاعر و كان انقطاعه إلي أبي الحسن علي بن موسي الرضا ع يخاطب ابنه أبا جعفر محمد بن علي بعدوفاة أبيه الرضا ع


يا ابن الذبيح و يا ابن أعراق الثري   طابت أرومته وطاب عروقا

يا ابن الوصي‌ وصي‌ أفضل مرسل   أعني‌ النبي الصادق المصدوقا

مالف في خرق القوابل مثله   أسد يلف مع الخريق خريقا

ياأيها الحبل المتين متي أغد   يوما بعقوته أجده وثيقا

أناعائذ بك في القيامة لائذ   أبغي‌ لديك من النجاة طريقا

لايسبقني‌ في شفاعتكم غدا   أحد فلست بحبكم مسبوقا

يا ابن الثمانية الأئمة غربوا   و أباالثلاثة شرقوا تشريقا

إن المشارق والمغارب أنتم   جاء الكتاب بذلكم تصديقا

بيان الأرومة بالفتح الأصل والعقوة الساحة و ماحول الدار وتغريب الثمانية لعله كناية عن وفاتهم كما أن تشريق الثلاثة كناية عن كونهم ظاهرين أوبمعرض الظهور والتغريب كناية عن سكناهم غالبا أوولادتهم في بلاد الحجاز ويثرب وهي‌ غربية بالنسبة إلي العراق فالتشريق ظاهر


صفحه : 326

باب 32- ماظهر من بركات الروضة الرضوية علي مشرفها ألف تحية ومعجزاته ع عندها علي الناس

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ بُنَانٍ الطاّئيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عُمَرَ النوّقاَنيِ‌ّ يَقُولُبَينَا أَنَا نَائِمٌ بِنُوقَانَ فِي عِلّيّةٍ لَنَا فِي لَيلَةٍ ظَلمَاءَ إِذَا انتَبَهتُ فَنَظَرتُ إِلَي النّاحِيَةِ التّيِ‌ فِيهَا مَشهَدُ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع بِسَنَابَادَ فَرَأَيتُ نُوراً قَد عَلَا حَتّي امتَلَأَ مِنهُ المَشهَدُ وَ صَارَ مُضِيئاً كَأَنّهُ نَهَارٌ فَكُنتُ شَاكّاً فِي أَمرِ الرّضَا ع وَ لَم أَكُن عَلِمتُ أَنّهُ حَقّ فَقَالَت لِي أمُيّ‌ وَ كَانَت مُخَالِفَةً مَا لَكَ فَقُلتُ لَهَا رَأَيتُ نُوراً سَاطِعاً قَدِ امتَلَأَ مِنهُ المَشهَدُ بِسَنَابَادَ فَقَالَت أمُيّ‌ لَيسَ ذَلِكَ بشِيَ‌ءٍ وَ إِنّمَا هَذَا مِن عَمَلِ الشّيطَانِ قَالَ فَرَأَيتُ لَيلَةً أُخرَي مُظلِمَةً أَشَدّ ظُلمَةً مِنَ اللّيلَةِ الأُولَي ومِثلَ مَا كُنتُ رَأَيتُ مِنَ النّورِ وَ المَشهَدُ قَدِ امتَلَأَ بِهِ فَأَعلَمتُ أمُيّ‌ ذَلِكَ وَ جِئتُ بِهَا إِلَي المَكَانِ ألّذِي كُنتُ فِيهِ حَتّي رَأَت مَا رَأَيتُ مِنَ النّورِ وَ امتَلَأَ المَشهَدُ مِنهُ فَاستَعظَمَت ذَلِكَ وَ أَخَذَت فِي الحَمدِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا أَنّهَا لَم تُؤمِن بِهِ كإَيِماَنيِ‌ فَقَصَدتُ إِلَي المَشهَدِ فَوَجَدتُ البَابَ مُغلَقاً فَقُلتُ أللّهُمّ إِن كَانَ أَمرُ الرّضَا ع حَقّاً فَافتَح لِي هَذَا البَابَ ثُمّ دَفَعتُهُ بيِدَيِ‌ فَانفَتَحَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَعَلّهُ لَم يَكُن مُغلَقاً عَلَي مَا وَجَبَ فَغَلّقتُهُ حَتّي عَلِمتُ أَنّهُ لَم يُمكِن فَتحُهُ إِلّا بِمِفتَاحٍ ثُمّ قُلتُ أللّهُمّ إِن كَانَ أَمرُ الرّضَا حَقّاً فَافتَح لِي هَذَا البَابَ ثُمّ دَفَعتُهُ بيِدَيِ‌ فَانفَتَحَ فَدَخَلتُ وَ زُرتُ وَ صَلّيتُ وَ استَبصَرتُ فِي


صفحه : 327

أَمرِ الرّضَا ع فَكُنتُ أَقصِدُهُ بَعدَ ذَلِكَ كُلّ جُمُعَةٍ زَائِراً مِن نُوقَانَ وَ أصُلَيّ‌ عِندَهُ إِلَي وقَتيِ‌ هَذَا

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ بُنَانٍ الطاّئيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا مَنصُورِ بنَ عَبدِ الرّزّاقِ يَقُولُ لِحَاكِمِ طُوسَ المَعرُوفِ باِلبيِورَديِ‌ّ هَل لَكَ وَلَدٌ فَقَالَ لَا فَقَالَ لَهُ أَبُو مَنصُورٍ لِمَ لَا تَقصِدُ مَشهَدَ الرّضَا ع وَ تَدعُو اللّهَ عِندَهُ حَتّي يَرزُقَكَ وَلَداً فإَنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ تَعَالَي هُنَاكَ فِي حَوَائِجَ فَقُضِيَت لِي قَالَ الحَاكِمُ فَقَصَدتُ المَشهَدَ عَلَي سَاكِنِهِ السّلَامُ وَ دَعَوتُ اللّهَ تَعَالَي عِندَ الرّضَا ع أَن يرَزقُنَيِ‌ وَلَداً فرَزَقَنَيِ‌ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَلَداً ذَكَراً فَجِئتُ إِلَي أَبِي مَنصُورِ بنِ عَبدِ الرّزّاقِ وَ أَخبَرتُهُ بِاستِجَابَةِ اللّهِ تَعَالَي لِي فِي المَشهَدِ فَوَهَبَ لِي وَ أعَطاَنيِ‌ وَ أكَرمَنَيِ‌ عَلَي ذَلِكَ

قال الصدوق رحمه الله لمااستأذنت الأمير السعيد ركن الدولة في زيارة مشهد الرضا ع أذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة فلما انقلبت عنه ردني‌ فقال لي هذامشهد مبارك قدزرته وسألت الله تعالي حوائج كانت في نفسي‌ فقضاها لي فلاتقصر في الدعاء لي هناك والزيارة عني‌ فإن الدعاء فيه مستجاب فضمنت ذلك له ووفيت به فلما عدت من المشهد علي ساكنه التحية و السلام ودخلت إليه قال لي هل دعوت لنا وزرت عنا فقلت نعم فقال قدأحسنت فقد صح لي أن الدعاء في ذلك المشهد مستجاب

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو نَصرٍ أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ الضبّيّ‌ّ وَ مَا لَقِيتُ أَنصَبَ مِنهُ وَ بَلَغَ مِن نَصبِهِ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ فَرداً وَ امتَنَعَ مِنَ الصّلَاةِ عَلَي آلِهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا بَكرٍ الحمَاّميِ‌ّ الفَرّاءَ فِي سِكّةِ حَربٍ بِنَيسَابُورَ وَ كَانَ مِن أَصحَابِ الحَدِيثِ يَقُولُ أوَدعَنَيِ‌ بَعضُ النّاسِ وَدِيعَةً فَدَفَنتُهَا وَ نَسِيتُ مَوضِعَهَا فَلَمّا أَتَي عَلَي ذَلِكَ مُدّةٌ جاَءنَيِ‌ صَاحِبُ الوَدِيعَةِ يطُاَلبِنُيِ‌ بِهَا فَلَم أَعرِف مَوضِعَهَا وَ تَحَيّرتُ وَ اتهّمَنَيِ‌ صَاحِبُ الوَدِيعَةِ فَخَرَجتُ مِن بيَتيِ‌ مَغمُوماً مُتَحَيّراً وَ رَأَيتُ جَمَاعَةً مِنَ النّاسِ يَتَوَجّهُونَ


صفحه : 328

إِلَي مَشهَدِ الرّضَا ع فَخَرَجتُ مَعَهُم إِلَي المَشهَدِ وَ زُرتُ وَ دَعَوتُ اللّهَ أَن يُبَيّنَ لِي مَوضِعَ الوَدِيعَةِ فَرَأَيتُ هُنَاكَ فِيمَا يَرَي النّائِمُ كَأَن آتٍ أتَاَنيِ‌ فَقَالَ لِي دَفَنتَ الوَدِيعَةَ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَرَجَعتُ إِلَي صَاحِبِ الوَدِيعَةِ فَأَرشَدتُهُ إِلَي ذَلِكَ المَوضِعِ ألّذِي رَأَيتُهُ فِي المَنَامِ وَ أَنَا غَيرُ مُصَدّقٍ بِمَا رَأَيتُ فَقَصَدَ صَاحِبُ الوَدِيعَةِ ذَلِكَ المَكَانَ فَحَفَرَهُ وَ استَخرَجَ مِنهُ الوَدِيعَةَ بِخَتمِ صَاحِبِهَا فَكَانَ الرّجُلُ بَعدَ ذَلِكَ يُحَدّثُ النّاسَ بِهَذَا الحَدِيثِ وَ يَحُثّهُم عَلَي زِيَارَةِ هَذَا المَشهَدِ عَلَي سَاكَنِهِ التّحِيّةُ وَ السّلَامُ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ التمّيِميِ‌ّ الهرَوَيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ الحَسَنِ القهُسَتاَنيِ‌ّ قَالَ كُنتُ بِمَروِاَلرّودِ فَلَقِيتُ بِهَا رَجُلًا مِن أَهلِ مِصرَ مُجتَازاً اسمُهُ حَمزَةُ فَذَكَرَ أَنّهُ خَرَجَ مِن مِصرَ زَائِراً إِلَي مَشهَدِ الرّضَا ع بِطُوسَ وَ أَنّهُ لَمّا دَخَلَ المَشهَدَ كَانَ قُربَ غُرُوبِ الشّمسِ فَزَارَ وَ صَلّي وَ لَم يَكُن ذَلِكَ اليَومَ زَائِراً غَيرُهُ فَلَمّا صَلّي العَتَمَةَ أَرَادَ خَادِمُ القَبرِ أَن يُخرِجَهُ وَ يُغلِقَ البَابَ فَسَأَلَهُ أَن يُغلِقَ عَلَيهِ البَابَ وَ يَدَعَهُ فِي المَشهَدِ ليِصُلَيّ‌َ فِيهِ فَإِنّهُ جَاءَ مِن بَلَدٍ شَاسِعٍ وَ لَا يُخرِجَهُ وَ أَنّهُ لَا حَاجَةَ لَهُ فِي الخُرُوجِ فَتَرَكَهُ وَ غَلَقَ عَلَيهِ البَابَ وَ أَنّهُ كَانَ يصُلَيّ‌ وَحدَهُ إِلَي أَن أَعيَا فَجَلَسَ وَ وَضَعَ رَأسَهُ عَلَي رُكبَتَيهِ يَستَرِيحُ سَاعَةً فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ رَأَي فِي الجِدَارِ مُوَاجَهَةَ وَجهِهِ رُقعَةً عَلَيهَا هَذَانِ البَيتَانِ


مَن سَرّهُ أَن يَرَي قَبراً بِرُؤيَتِهِ   يُفَرّجُ اللّهُ عَمّن زَارَهُ كَربَهُ

فَليَأتِ ذَا القَبرَ إِنّ اللّهَ أَسكَنَهُ   سُلَالَةً مِن نبَيِ‌ّ اللّهِ مُنتَجَبَةً

قَالَ فَقُمتُ وَ أَخَذتُ فِي الصّلَاةِ إِلَي وَقتِ السّحَرِ ثُمّ جَلَستُ كجَلِستَيِ‌َ الأُولَي وَ وَضَعتُ رأَسيِ‌ عَلَي ركُبتَيَ‌ّ فَلَمّا رَفَعتُ رأَسيِ‌ لَم أَرَ مَا عَلَي الجِدَارِ شَيئاً وَ كَانَ ألّذِي أَرَاهُ مَكتُوباً رَطباً كَأَنّهُ كُتِبَ فِي تِلكَ السّاعَةِ قَالَ فَانفَلَقَ الصّبحُ وَ فُتِحَ البَابُ وَ خَرَجتُ مِن هُنَاكَ


صفحه : 329

بيان الشاسع البعيد

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي المعُاَذيِ‌ّ النيّساَبوُريِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ النصّريِ‌ّ المُعَدّلُ قَالَ رَأَي رَجُلٌ مِنَ الصّالِحِينَ فِيمَا يَرَي النّائِمُ الرّسُولَص فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِص مَن أَزُورُ مِن أَولَادِكَ فَقَالَ إِنّ مِن أوَلاَديِ‌ مَن أتَاَنيِ‌ مَسمُوماً وَ إِنّ مِن أوَلاَديِ‌ مَن أتَاَنيِ‌ مَقتُولًا قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَمَن أَزُورُ مِنهُم يَا رَسُولَ اللّهِ مَعَ تَشَتّتِ أَمَاكِنِهِم أَو قَالَ مَشَاهِدِهِم قَالَ مَن هُوَ أَقرَبُ مِنكَ يعَنيِ‌ بِالمُجَاوَرَةِ وَ هُوَ مَدفُونٌ بِأَرضِ الغُربَةِ قَالَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ تعَنيِ‌ الرّضَا ع فَقَالَص قُل صَلّي اللّهُ عَلَيهِ[ وآله ]قُل صَلّي اللّهُ عَلَيهِ[ وآله ]قُل صَلّي اللّهُ عَلَيهِ[ وآله ]ثَلَاثاً

6-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي المعُاَذيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو عَمرٍو مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحكَمَيِ‌ّ الحَاكِمُ بِنُوقَانَ قَالَخَرَجَ عَلَينَا رَجُلَانِ مِنَ الريّ‌ّ بِرِسَالَةِ بَعضِ السّلَاطِينِ بِهَا إِلَي الأَمِيرِ نَصرِ بنِ أَحمَدَ بِبُخَارَي وَ كَانَ أَحَدُهُمَا مِن أَهلِ ريَ‌ّ وَ الآخَرُ مِن أَهلِ قُمّ وَ كَانَ القمُيّ‌ّ عَلَي المَذهَبِ ألّذِي كَانَ قَدِيماً بِقُمّ فِي النّصبِ وَ كَانَ الراّزيِ‌ّ مُتَشَيّعاً فَلَمّا بَلَغَا نَيسَابُورَ قَالَ الراّزيِ‌ّ للِقمُيّ‌ّ أَ لَا نَبدَأُ بِزِيَارَةِ الرّضَا ثُمّ نَتَوَجّهُ إِلَي بُخَارَي فَقَالَ القمُيّ‌ّ قَد بَعَثَنَا سُلطَانُنَا بِرِسَالَةٍ إِلَي الحَضرَةِ بِبُخَارَي فَلَا يَجُوزُ لَنَا أَن نَشتَغِلَ بِغَيرِهَا حَتّي نَفرُغَ مِنهَا فَقَصَدَا بُخَارَي وَ أَدّيَا الرّسَالَةَ وَ رَجَعَا حَتّي إِذَا حَاذَيَا طُوسَ فَقَالَ الراّزيِ‌ّ للِقمُيّ‌ّ أَ لَا نَزُورُ الرّضَا ع قَالَ خَرَجتُ مِنَ الريّ‌ّ مُرجِئاً لَا أَرجِعُ إِلَيهَا رَافِضِيّاً قَالَ فَسَلّمَ الراّزيِ‌ّ أَمتِعَتَهُ وَ دَوَابّهُ إِلَيهِ وَ رَكِبَ حِمَاراً وَ قَصَدَ مَشهَدَ الرّضَا ع وَ قَالَ لِخُدّامِ المَشهَدِ خَلّوا المَشهَدَ لِي هَذِهِ اللّيلَةَ وَ ادفَعُوا إلِيَ‌ّ مَفَاتِحَهُ فَفَعَلُوا ذَلِكَ قَالَ فَدَخَلتُ المَشهَدَ وَ غَلّقتُ البَابَ وَ زُرتُ الرّضَا ع ثُمّ قُمتُ عِندَ رَأسِهِ وَ صَلّيتُ مَا شَاءَ اللّهُ تَعَالَي وَ ابتَدَأتُ فِي قِرَاءَةِ القُرآنِ مِن أَوّلِهِ


صفحه : 330

قَالَ فَكُنتُ أَسمَعُ صَوتاً بِالقُرآنِ كَمَا أَقرَأُ فَقَطَعتُ صلَاَتيِ‌ وَ زُرتُ المَشهَدَ كُلّهُ وَ طَلَبتُ نَوَاحِيَهُ فَلَم أَرَ أَحَداً فَعُدتُ إِلَي مكَاَنيِ‌ وَ أَخَذتُ فِي القِرَاءَةِ مِن أَوّلِ القُرآنِ فَكُنتُ أَسمَعُ الصّوتَ كَمَا أَقرَأُ لَا يَنقَطِعُ فَسَكَتّ هُنَيئَةً وَ أَصغَيتُ بأِذُنُيِ‌ فَإِذَا الصّوتُ مِنَ القَبرِ فَكُنتُ أَسمَعُ مِثلَ مَا أَقرَأُ حَتّي بَلَغتُ آخِرَ سُورَةِ مَريَمَ ع فَقَرَأتُيَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداً وَ نَسُوقُ المُجرِمِينَ إِلي جَهَنّمَ وِرداًفَسَمِعتُ الصّوتَ مِنَ القَبرِ يَومَ يُحشَرُ المُتّقُونَ إِلَي الرّحمَنِ وَفداً وَ يُسَاقَ المُجرِمُونَ إِلَي جَهَنّمَ وِرداً حَتّي خَتَمتُ القُرآنَ وَ خَتَمَ فَلَمّا أَصبَحتُ رَجَعتُ إِلَي نُوقَانَ فَسَأَلتُ مَن بِهَا مِنَ المُقرِءِينَ عَن هَذِهِ القِرَاءَةِ فَقَالُوا هَذَا فِي اللّفظِ وَ المَعنَي مُستَقِيمٌ لَكِنّ لَا نَعرِفُ فِي قِرَاءَةِ أَحَدٍ قَالَ فَرَجَعتُ إِلَي نَيسَابُورَ فَسَأَلتُ مَن بِهَا مِنَ المُقرِءِينَ عَن هَذِهِ القِرَاءَةِ فَقُلتُ مَن قَرَأَ يَومَ يُحشَرُ المُتّقُونَ إِلَي الرّحمَنِ وَفداً وَ يُسَاقُ المُجرِمُونَ إِلَي جَهَنّمَ وِرداً فَقَالَ لِي مِن أَينَ جِئتَ بِهَذَا فَقُلتُ وَقَعَ لِيَ احتِيَاجٌ إِلَي مَعرِفَتِهَا فِي أَمرٍ حَدَثَ فَقَالَ هَذِهِ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللّهِص مِن رِوَايَةِ أَهلِ البَيتِ ع ثُمّ استحَكاَنيِ‌َ السّبَبَ ألّذِي مِن أَجلِهِ سَأَلتُ عَن هَذِهِ القِرَاءَةِ فَقَصَصتُ عَلَيهِ القِصّةَ وَ صَحّت لِيَ القِرَاءَةُ

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ المعُاَذيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَحَضَرَ المَشهَدَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بَلخٍ وَ مَعَهُ مَملُوكٌ لَهُ فَزَارَ هُوَ وَ مَملُوكُهُ الرّضَا ع وَ قَامَ الرّجُلُ عِندَ رَأسِهِ يصُلَيّ‌ وَ مَملُوكُهُ عِندَ رِجلَيهِ فَلَمّا فَرَغَا مِن صَلَاتِهِمَا سَجَدَا فَأَطَالَا سُجُودَهُمَا فَرَفَعَ الرّجُلُ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ قَبلَ المَملُوكِ وَ دَعَا بِالمَملُوكِ فَرَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ وَ قَالَ لَبّيكَ يَا موَلاَي‌َ فَقَالَ لَهُ تُرِيدُ الحُرّيّةَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ أَنتَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ تَعَالَي وَ ممَلوُكتَيِ‌ فُلَانَةُ بِبَلخٍ حُرّةٌ لِوَجهِ اللّهِ وَ قَد زَوّجتُهَا مِنكَ بِكَذَا وَ كَذَا مِنَ الصّدَاقِ وَ ضَمِنتُ لَهَا ذَلِكَ عَنكَ وَ ضيَعتَيِ‌َ الفُلَانِيّةُ وَقفٌ عَلَيكُمَا وَ عَلَي أَولَادِكُمَا وَ أَولَادِ أَولَادِكُمَا مَا تَنَاسَلُوا


صفحه : 331

بِشَهَادَةِ هَذَا الإِمَامِ ع فَبَكَي الغُلَامُ وَ حَلَفَ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بِالإِمَامِ أَنّهُ مَا كَانَ يَسأَلُ فِي سُجُودِهِ إِلّا هَذِهِ الحَاجَةَ بِعَينِهَا وَ قَد تَعَرّفتُ الإِجَابَةَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِهَذِهِ السّرعَةِ

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ المعُاَذيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو النّصرِ المُؤَذّنُ النيّساَبوُريِ‌ّ قَالَ أصَاَبتَنيِ‌ عِلّةٌ شَدِيدَةٌ ثَقُلَ مِنهَا لسِاَنيِ‌ فَلَم أَقدِر عَلَي الكَلَامِ فَخَطَر ببِاَليِ‌ أَن أَزُورَ الرّضَا ع وَ أَدعُوَ اللّهَ عِندَهُ وَ أَجعَلَهُ شفَيِعيِ‌ إِلَيهِ حَتّي يعُاَفيِنَيِ‌ مِن علِتّيِ‌ وَ يُطلِقَ لسِاَنيِ‌ فَرَكِبتُ حِمَاراً وَ قَصَدتُ المَشهَدَ وَ زُرتُ الرّضَا ع وَ قُمتُ عِندَ رَأسِهِ وَ صَلّيتُ رَكعَتَينِ وَ سَجَدتُ وَ كُنتُ فِي الدّعَاءِ وَ التّضَرّعِ مُستَشفِعاً بِصَاحِبِ هَذَا القَبرِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يعُاَفيِنَيِ‌ مِن علِتّيِ‌ وَ يَحُلّ عُقدَةَ لسِاَنيِ‌ فَذَهَبَ بيِ‌َ النّومُ فِي سجُوُديِ‌ فَرَأَيتُ فِي المَنَامِ كَأَنّ القَبرَ قَدِ انفَرَجَ وَ خَرَجَ مِنهُ رَجُلٌ كَهلٌ آدَمُ شَدِيدُ الأُدمَةِ فَدَنَا منِيّ‌ وَ قَالَ لِي يَا أَبَا النّصرِ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ فَأَومَأتُ إِلَيهِ كَيفَ أَقُولُ ذَلِكَ وَ لسِاَنيِ‌ مُنغَلِقٌ فَصَاحَ عَلَيّ صَيحَةً فَقَالَ تُنكِرُ لِلّهِ قُدرَةً قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ فَانطَلَقَ لسِاَنيِ‌ فَقُلتُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ رَجَعتُ إِلَي منَزلِيِ‌ رَاجِلًا وَ كُنتُ أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ انطَلَقَ لسِاَنيِ‌ وَ لَم يَنغَلِق بَعدَ ذَلِكَ

10- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ المعُاَذيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا النّصرِ المُؤَذّنَ يَقُولُ امتَلَأَ السّيلُ يَوماً سَنَابَادَ وَ كَانَ الواَديِ‌ أَعلَي مِنَ المَشهَدِ فَأَقبَلَ السّيلُ حَتّي إِذَا قَرُبَ مِنَ المَشهَدِ خِفنَا عَلَي المَشهَدِ مِنهُ فَارتَفَعَ بِإِذنِ اللّهِ وَ قُدرَتِهِ عَزّ وَ جَلّ وَ وَقَعَ فِي قَنَاةٍ أَعلَي مِنَ الواَديِ‌ وَ لَم يَقَع فِي المَشهَدِ مِنهُ شَيءٌ

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو الفَضلِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ السلّيِطيِ‌ّ النيّساَبوُريِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ السنّاَنيِ‌ّ النيّساَبوُريِ‌ّ قَالَكُنتُ فِي خِدمَةِ الأَمِيرِ أَبِي


صفحه : 332

نَصرِ بنِ أَبِي عَلِيّ الصغّاَنيِ‌ّ صَاحِبِ الجَيشِ وَ كَانَ مُحسِناً إلِيَ‌ّ صَحِبتُهُ إِلَي صَغَانِيَانَ وَ كَانَ أَصحَابُهُ يحَسدُوُننَيِ‌ عَلَي مَيلِهِ إلِيَ‌ّ وَ إِكرَامِهِ لِي فَسَلّمَ إلِيَ‌ّ فِي بَعضِ الأَوقَاتِ كِيساً فِيهِ ثَلَاثَةُ آلَافِ دِرهَمٍ وَ خَتَمَهُ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُسَلّمَهُ فِي خِزَانَتِهِ فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ فَجَلَستُ فِي المَكَانِ ألّذِي يَجلِسُ فِيهِ الحُجّابُ وَ وَضَعتُ الكِيسَ عنِديِ‌ وَ جَعَلتُ أُحَدّثُ النّاسَ فِي شُغُلٍ لِي فَسُرِقَ ذَلِكَ الكِيسُ وَ لَم أَشعُر بِهِ وَ كَانَ لِلأَمِيرِ أَبِي النّصرِ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ خطلخ تاش وَ كَانَ حَاضِراً فَلَمّا نَظَرتُ لَم أَرَ الكِيسَ فَأَنكَرَ جَمِيعُهُم أَن يَعرِفُوا لَهُ خَبَراً وَ قَالُوا لِي مَا وَضَعتَ هَاهُنَا شَيئاً فَلِمَا وَضَعتَ هَذَا الِافتِعَالَ وَ كُنتُ عَارِفاً بِحَسَدِهِم لِي فَكَرِهتُ تَعرِيفَ الأَمِيرِ أَبِي النّصرِ الصغّاَنيِ‌ّ لِذَلِكَ خَشيَةَ أَن يتَهّمِنَيِ‌ وَ بَقِيتُ مُتَحَيّراً مُتَفَكّراً لَا أدَريِ‌ مَن أَخَذَ الكِيسَ وَ كَانَ أَبِي إِذَا وَقَعَ لَهُ أَمرٌ يَحزُنُهُ فَزِعَ إِلَي مَشهَدِ الرّضَا ع فَزَارَهُ وَ دَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عِندَهُ وَ كَانَ يُكفَي ذَلِكَ عِندَهُ وَ يُفَرّجُ عَنهُ فَدَخَلتُ إِلَي الأَمِيرِ أَبِي النّصرِ مِنَ الغَدِ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ تَأذَنُ لِي فِي الخُرُوجِ إِلَي طُوسَ فلَيِ‌ بِهَا شُغُلٌ فَقَالَ لِي وَ مَا هُوَ قُلتُ لِي غُلَامٌ طوُسيِ‌ّ فَهَرَبَ منِيّ‌ وَ قَد فَقَدتُ الكِيسَ وَ أَنَا أَتّهِمُهُ بِهِ فَقَالَ لِيَ انظُر أَن لَا تُفسِدَ حَالَكَ عِندَنَا بِخِيَانَةٍ فَقُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن ذَلِكَ فَقَالَ وَ مَن يَضمَنُ لِيَ الكِيسَ إِن تَأَخّرتَ فَقُلتُ لَهُ إِن لَم أَعُد بَعدَ أَربَعِينَ يَوماً فمَنَزلِيِ‌ وَ ملِكيِ‌ بَينَ يَدَيكَ اكتُب إِلَي أَبِي الحَسَنِ الخزُاَعيِ‌ّ بِالقَبضِ عَلَي جَمِيعِ أسَباَبيِ‌ بِطُوسَ فَأَذِنَ لِي وَ كُنتُ أكَترَيِ‌ مِن مَنزِلٍ إِلَي مَنزِلٍ حَتّي وَافَيتُ المَشهَدَ عَلَي سَاكِنِهِ السّلَامُ فَزُرتُ وَ دَعَوتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عِندَ رَأسِ القَبرِ أَن يطَلّعِنَيِ‌ عَلَي مَوضِعِ الكِيسِ فَذَهَبَ


صفحه : 333

بيِ‌َ النّومُ هُنَاكَ فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ يَقُولُ لِي قُم فَقَد قَضَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حَاجَتَكَ فَقُمتُ وَ جَدّدتُ الوُضُوءَ وَ صَلّيتُ مَا شَاءَ اللّهُ فَذَهَبَ بيِ‌َ النّومُ فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ فَقَالَ الكِيسُ سَرَقَهُ خطلخ تاش وَ دَفَنَهُ تَحتَ الكَانُونِ فِي بَيتِهِ وَ هُوَ هُنَاكَ بِخَتمِ أَبِي النّصرِ الصغّاَنيِ‌ّ قَالَ فَانصَرَفتُ إِلَي الأَمِيرِ أَبِي نَصرٍ الصغّاَنيِ‌ّ قَبلَ المِيعَادِ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ قُلتُ قَد قَضَيتُ حاَجتَيِ‌ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ فَخَرَجتُ وَ غَيّرتُ ثيِاَبيِ‌ وَ عُدتُ إِلَيهِ فَقَالَ أَينَ الكِيسُ فَقُلتُ لَهُ الكِيسُ مَعَ خطلخ تاش فَقَالَ مِن أَينَ عَلِمتَ فَقُلتُ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ رَسُولُ اللّهِ فِي منَاَميِ‌ عِندَ قَبرِ الرّضَا ع فَاقشَعَرّ بَدَنُهُ لِذَلِكَ وَ أَمَرَ بِإِحضَارِ خطلخ تاش فَقَالَ لَهُ أَينَ الكِيسُ ألّذِي أَخَذتَهُ مِن بَينِ يَدَيهِ فَأَنكَرَ وَ كَانَ مِن أَعَزّ غِلمَانِهِ فَأَمَرَ أَن يُهَدّدَ بِالضّربِ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ لَا تَأمُر بِضَربِهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد أخَبرَنَيِ‌ بِالمَوضِعِ ألّذِي وَضَعَهُ فِيهِ قَالَ وَ أَينَ هُوَ قُلتُ هُوَ فِي بَيتِهِ مَدفُونٌ تَحتَ الكَانُونِ بِخَتمِ الأَمِيرِ فَبَعَثَ إِلَي مَنزِلِهِ بِثِقَةٍ لَهُ وَ أَمَرَهُ أَن يَحفِرَ مَوضِعَ الكَانُونِ فَتَوَجّهَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ حَفَرَ فَأَخرَجَ الكِيسَ مَختُوماً فَوَضَعَهُ بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا نَظَرَ الأَمِيرُ إِلَي الكِيسِ وَ خَتمِهِ عَلَيهِ قَالَ لِي يَا أَبَا نَصرٍ لَم أَكُن عَرَفتُ فَضلَكَ قَبلَ هَذَا الوَقتِ وَ سَأَزِيدُ فِي بَرّكَ وَ إِكرَامِكَ وَ تَقدِيمِكَ وَ لَو عرَفّتنَيِ‌ أَنّكَ تُرِيدُ قَصدَ المَشهَدِ لَحَمَلتُكَ عَلَي دَابّةٍ مِن دوَاَبيّ‌ قَالَ أَبُو نَصرٍ فَخَشِيتُ أُولَئِكَ الأَترَاكَ أَن يَحقِدُوا عَلَي مَا جَرَي فيَوُقعِوُنيِ‌ فِي بَلِيّةٍ فَاستَأذَنتُ الأَمِيرَ وَ جِئتُ إِلَي نَيسَابُورَ وَ جَلَستُ فِي الحَانُوتِ أَبِيعُ التّينَ إِلَي وقَتيِ‌ هَذَا وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

12-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو الفَضلِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ السلّيِطيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ سَمِعتُ الحَاكِمَ الراّزيِ‌ّ صَاحِبَ أَبِي جَعفَرٍ العتُبيِ‌ّ يَقُولُبعَثَنَيِ‌ رَسُولًا إِلَي


صفحه : 334

أَبِي مَنصُورِ بنِ عَبدِ الرّزّاقِ فَلَمّا كَانَ يَومُ الخَمِيسِ استَأذَنتُهُ فِي زِيَارَةِ الرّضَا ع فَقَالَ اسمَع منِيّ‌ مَا أُحَدّثُكَ بِهِ فِي أَمرِ هَذَا المَشهَدِ كُنتُ فِي أَيّامِ شبَاَبيِ‌ أَتَعَصّبُ عَلَي أَهلِ هَذَا المَشهَدِ وَ أَتَعَرّضُ الزّوّارَ فِي الطّرِيقِ وَ أَسلُبُ ثِيَابَهُم وَ نَفَقَاتِهِم وَ مُرَقّعَاتِهِم فَخَرَجتُ مُتَصَيّداً ذَاتَ يَومٍ وَ أَرسَلتُ فَهداً عَلَي غَزَالٍ فَمَا زَالَ يَتبَعُهُ حَتّي أَلجَأَهُ إِلَي حَائِطِ المَسجِدِ فَوَقَفَ الغَزَالُ وَ وَقَفَ الفَهدُ مُقَابَلَهُ لَا يَدنُو مِنهُ فَجَهَدنَا كُلّ الجَهدِ بِالفَهدِ أَن يَدنُوَ مِنهُ فَلَم يَنبَعِث وَ كَانَ مَتَي فَارَقَ الغَزَالُ مَوضِعَهُ يَتبَعُهُ الفَهدُ فَإِذَا التَجَأَ إِلَي الحَائِطِ وَقَفَ فَدَخَلَ الغَزَالُ حِجراً فِي حَائِطِ المَشهَدِ فَدَخَلتُ الرّبَاطَ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ النّصرِ المقُر‌ِئِ أَينَ الغَزَالُ ألّذِي دَخَلَ هَاهُنَا الآنَ فَقَالَ لَم أَرَهُ فَدَخَلتُ المَكَانَ ألّذِي دَخَلَهُ فَرَأَيتُ بَعرَ الغَزَالِ وَ أَثَرَ البَولِ وَ لَم أَرَ الغَزَالَ وَ فَقَدتُهُ فَنَذَرتُ لِلّهِ تَعَالَي أَن لَا أوُذيِ‌َ الزّوّارَ بَعدَ ذَلِكَ وَ لَا أَتَعَرّضَ لَهُم إِلّا بِسَبِيلِ الخَيرِ وَ كُنتُ مَتَي مَا دهَمِنَيِ‌ أَمرٌ فَزِعتُ إِلَي هَذَا المَشهَدِ فَزُرتُهُ وَ سَأَلتُ اللّهَ تَعَالَي فِي حاَجتَيِ‌ فَيَقضِيهَا لِي وَ قَد سَأَلتُ اللّهَ تَعَالَي أَن يرَزقُنَيِ‌ وَلَداً ذَكَراً فرَزَقَنَيِ‌ حَتّي إِذَا بَلَغَ وَ قُتِلَ عُدتُ إِلَي مكَاَنيِ‌ مِنَ المَشهَدِ وَ سَأَلتُ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ‌ وَلَداً ذَكَراً فرَزَقَنَيِ‌ ابناً آخَرَ وَ لَم أَسأَلِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ هُنَاكَ حَاجَةً إِلّا قَضَاهَا لِي فَهَذَا مَا ظَهَرَ لِي مِن بَرَكَةِ هَذَا المَشهَدِ عَلَي سَاكِنِهَا السّلَامُ

13-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو الفَضلِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ السلّيِطيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الطّيّبِ مُحَمّدُ بنُ أَبِي الفَضلِ السلّيِطيِ‌ّ قَالَخَرَجَ حَمّوَيهِ صَاحِبُ جَيشِ خُرَاسَانَ ذَاتَ يَومٍ بِنَيسَابُورَ عَلَي مَيدَانِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ لِيَنظُرَ إِلَي مَكَانِ مَن كَانَ مَعَهُ مِنَ القُوّادِ بِبَابِ عَقِيلٍ وَ كَانَ قَد أَمَرَ أَن يُبنَي وَ يُجعَلَ بيمارستان فَمَرّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ لِغُلَامٍ لَهُ اتّبِع هَذَا الرّجُلَ وَ رُدّهُ إِلَي الدّارِ حَتّي أَعُودَ فَلَمّا عَادَ الأَمِيرُ حَمّوَيهِ إِلَي الدّارِ أَجلَسَ مَن كَانَ مَعَهُ مِنَ القُوّادِ عَلَي الطّعَامِ فَلَمّا جَلَسُوا عَلَي المَائِدَةِ فَقَالَ لِلغُلَامِ أَينَ الرّجُلُ قَالَ هُوَ عَلَي البَابِ فَقَالَ أَدخِلهُ فَلَمّا دَخَلَ أَمَرَ أَن يُصَبّ عَلَي يَدِهِ المَاءُ وَ أَن يَجلِسَ عَلَي المَائِدَةِ فَلَمّا فَرَغَ


صفحه : 335

قَالَ لَهُ مَعَكَ حِمَارٌ قَالَ لَا فَأَمَرَ لَهُ بِحِمَارٍ ثُمّ قَالَ لَهُ مَعَكَ دَرَاهِمُ النّفَقَةِ فَقَالَ لَا فَأَمَرَ لَهُ بِأَلفِ دِرهَمٍ وَ بِزَوجِ جُوَالِقٍ خُوزِيّةٍ وَ بِسُفرَةٍ وَ بِآلَاتٍ ذَكَرَهَا فأَتُيِ‌َ بِجَمِيعِ ذَلِكَ ثُمّ التَفَتَ الأَمِيرُ حَمّوَيهِ إِلَي القُوّادِ فَقَالَ لَهُم أَ تَدرُونَ مَن هَذَا قَالُوا لَا قَالَ اعلَمُوا أنَيّ‌ كُنتُ فِي شبَاَبيِ‌ زُرتُ الرّضَا ع وَ عَلَيّ أَطمَارُ رِثّةٍ وَ رَأَيتُ هَذَا الرّجُلَ هُنَاكَ وَ كُنتُ أَدعُو اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عِندَ القَبرِ أَن يرَزقُنَيِ‌ وِلَايَةَ خُرَاسَانَ وَ سَمِعتُ هَذَا الرّجُلَ يَدعُو اللّهَ تَعَالَي وَ يَسأَلُهُ مَا قَد أَمَرتُ لَهُ بِهِ فَرَأَيتُ حُسنَ إِجَابَةِ اللّهِ لِي فِيمَا دَعَوتُهُ فِيهِ بِبَرَكَةِ ذَلِكَ المَشهَدِ فَأَحبَبتُ أَن أَرَي حُسنَ إِجَابَةِ اللّهِ تَعَالَي لِهَذَا الرّجُلِ عَلَي يدَيَ‌ّ وَ لَكِنّ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ قِصَاصٌ فِي شَيءٍ قَالُوا مَا هُوَ قَالَ إِنّ هَذَا الرّجُلَ لَمّا رآَنيِ‌ وَ عَلَيّ تِلكَ الأَطمَارُ الرّثّةُ وَ سَمِعَ طلَبَيِ‌ بشِيَ‌ءٍ عَظِيمٍ فَصَغُرَ عِندَهُ محَلَيّ‌ فِي الوَقتِ وَ ركَلَنَيِ‌ بِرِجلِهِ وَ قَالَ لِي مِثلُكَ بِهَذَا الحَالِ يَطمَعُ فِي وِلَايَةِ خُرَاسَانَ وَ قَوَدِ الجَيشِ فَقَالَ لَهُ القُوّادُ أَيّهَا الأَمِيرُ اعفُ عَنهُ وَ اجعَلهُ فِي حِلّ حَتّي تَكُونَ قَد أَكمَلتَ الصّنِيعَةَ إِلَيهِ فَقَالَ قَد فَعَلتُ وَ كَانَ حَمّوَيهِ بَعدَ ذَلِكَ يَزُورُ هَذَا المَشهَدَ وَ زَوّجَ ابنَتَهُ مِن زَيدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ زَيدٍ العلَوَيِ‌ّ بَعدَ قَتلِ أَبِيهِ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ بِجُرجَانَ وَ حَوّلَهُ إِلَي قَصرِهِ وَ سَلّمَ إِلَيهِ مَا سَلّمَ مِنَ النّعمَةِ وَ كُلّ ذَلِكَ لِمَا كَانَ يَعرِفُهُ مِن بَرَكَةِ هَذَا المَشهَدِ وَ لَمّا خَرَجَ أَبُو الحُسَينِ مُحَمّدُ بنُ زِيَادٍ العلَوَيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ وَ بَايَعَ لَهُ عِشرُونَ أَلفَ رَجُلٍ بِنَيسَابُورَ أَخَذَهُ الخَلِيفَةُ بِهَا وَ أَنفَذَهُ إِلَي بُخَارَي فَدَخَلَ حَمّوَيهِ وَ رَفَعَ قَيدَهُ وَ قَالَ لِأَمِيرِ خُرَاسَانَ هَؤُلَاءِ أَولَادُ رَسُولِ اللّهِص وَ هُم جِيَاعٌ فَيَجِبُ أَن تَكفِيَهُم حَتّي لَا يَحُوجُوا إِلَي طَلَبِ مَعَاشٍ فَأَخرَجَ لَهُ رَسماً فِي كُلّ شَهرٍ وَ أَطلَقَ عَنهُ وَ رَدّهُ إِلَي نَيسَابُورَ فَصَارَ ذَلِكَ سَبَباً لِمَا جُعِلَ لِأَهلِ الشّرَفِ بِبُخَارَي مِنَ الرّسمِ وَ ذَلِكَ بِبَرَكَةِ هَذَا المَشهَدِ عَلَي سَاكِنِهِ السّلَامُ


صفحه : 336

14- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ الحَاكِمُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَلِيّ عَامِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ البيرودي‌[البيِورَديِ‌ّ]الحَاكِمَ بِمَروَرُودَ وَ كَانَ مِن أَصحَابِ الحَدِيثِ يَقُولُ حَضَرتُ مَشهَدَ الرّضَا ع بِطُوسَ فَرَأَيتُ رَجُلًا تُركِيّاً قَد دَخَلَ القُبّةَ وَ وَقَفَ عِندَ الرّأسِ وَ جَعَلَ يبَكيِ‌ وَ يَدعُو بِالتّركِيّةِ وَ يَقُولُ يَا رَبّ إِن كَانَ ابنيِ‌ حَيّاً فَاجمَع بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ وَ إِن كَانَ مَيّتاً فاَجعلَنيِ‌ مِن خَبَرِهِ عَلَي عِلمٍ وَ مَعرِفَةٍ قَالَ وَ كُنتُ أَعرِفُ اللّغَةَ التّركِيّةَ فَقُلتُ لَهُ أَيّهَا الرّجُلُ مَا لَكَ فَقَالَ كَانَ لِيَ ابنٌ وَ كَانَ معَيِ‌ فِي حَربِ إسِحاَق آبَادَ فَفَقَدتُهُ وَ لَا أَعرِفُ خَبَرَهُ وَ لَهُ أُمّ تُدِيمُ البُكَاءَ عَلَيهِ فَأَنَا أَدعُو اللّهَ تَعَالَي هَاهُنَا فِي ذَلِكَ لأِنَيّ‌ سَمِعتُ أَنّ الدّعَاءَ فِي هَذَا المَشهَدِ مُستَجَابٌ قَالَ فَرَحِمتُهُ وَ أَخَذتُهُ بِيَدِهِ وَ أَخرَجتُهُ لِأُضِيفَهُ ذَلِكَ اليَومَ فَلَمّا خَرَجنَا مِنَ المَسجِدِ لَقِينَا رَجُلًا طَوِيلًا مِختَطّاً عَلَيهِ مُرَقّعَةٌ فَلَمّا بَصُرَ بِذَلِكَ الترّكيِ‌ّ وَثَبَ إِلَيهِ فَعَانَقَهُ وَ بَكَي وَ عَرَفَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ فَإِذَا ابنُهُ ألّذِي كَانَ يَدعُو اللّهَ تَعَالَي أَن يَجمَعَ بَينَهُ وَ بَينَهُ وَ يَجعَلَهُ مِن خَبَرِهِ عَلَي عِلمٍ عِندَ قَبرِ الرّضَا ع قَالَ فَسَأَلتُهُ كَيفَ وَقَعتَ إِلَي هَذَا المَوضِعِ قَالَ قَالَ وَقَعتُ إِلَي طَبَرِستَانَ بَعدَ حَربِ إسِحاَق آبَادَ وَ ربَاّنيِ‌ ديَلمَيِ‌ّ هُنَاكَ فَالآنَ لَمّا كَبِرتُ خَرَجتُ فِي طَلَبِ أَبِي وَ أمُيّ‌ فَقَد كَانَ خفَيِ‌َ عَلَيّ خَبَرُهُمَا وَ كُنتُ مَعَ قَومٍ أَخَذُوا الطّرِيقَ إِلَي هَاهُنَا فَجِئتُ مَعَهُم فَقَالَ الترّكيِ‌ّ قَد ظَهَرَ لِي مِن أَمرِ هَذَا المَشهَدِ مَا صَحّ لِي بِهِ يقَيِنيِ‌ وَ قَد آلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا أُفَارِقَ هَذَا المَشهَدَ مَا بَقِيتُ وَ الحَمدُ لِلّهِ أَوّلًا وَ آخِراً وَ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ عَلَي نَبِيّهِ وَ حَبِيبِهِ مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ آلِهِ وَ عِترَتِهِ مَصَابِيحِ الدّجَي وَ سَلّمَ تَسلِيماً

15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الأَصلُ فِي مَسجِدِ زَردَ فِي كُورَةِ مَروَ أَنّهُ صَلّي فِيهِ الرّضَا ع


صفحه : 337

فبَنُيِ‌َ مَسجِداً ثُمّ دُفِنَ فِيهِ وَلَدُ الرّضَا ع وَ يُروَي فِيهِ مِنَ الكَرَامَاتِ

16- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ الجنَاَبذِيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الجَمّالُ الراّزيِ‌ّ قَالَ كُنتُ وَ عَلِيّ بنَ مُوسَي بنِ بَابَوَيهِ القمُيّ‌ّ وَفدَ أَهلِ الريّ‌ّ فَلَمّا بَلَغنَا نَيسَابُورَ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي القمُيّ‌ّ هَل لَكَ فِي زِيَارَةِ قَبرِ الرّضَا ع بِطُوسَ فَقَالَ خَرَجنَا إِلَي هَذَا المَلِكِ وَ نَخَافُ أَن يَتّصِلَ بِهِ عَدُوّ لَنَا إِلَي زِيَارَةِ القَبرِ وَ لَكِنّا إِذَا انصَرَفنَا فَلَمّا رَجَعنَا قُلتُ لَهُ هَل لَكَ فِي الزّيَارَةِ فَقَالَ لَا يَتَحَدّثُ أَهلُ الريّ‌ّ أنَيّ‌ خَرَجتُ مِن عِندِهِم مُرجِئاً وَ أَرجِعُ إِلَيهِم رَافِضِيّاً قُلتُ فتَنَتظَرِنُيِ‌ فِي مَكَانِكَ قَالَ أَفعَلُ وَ خَرَجتُ فَأَتَيتُ القَبرَ عِندَ غُرُوبِ الشّمسِ وَ أَزمَعتُ المَبِيتَ عَلَي القَبرِ فَسَأَلتُ امرَأَةً حَضَرَت مِن بَعضِ سَدَنَةِ القَبرِ هَل مَن حُذِرَ بِاللّيلِ قَالَت لَا فَاستَدعَيتُ مِنهَا سِرَاجاً وَ أَمَرتُهَا بِإِغلَاقِ البَابِ وَ نَوَيتُ أَن أَختِمَ القُرآنَ عَلَي القَبرِ فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ اللّيلِ سَمِعتُ قِرَاءَةً فَقَدّرتُ أَنّهَا قَد أَذِنَت لغِيَريِ‌ فَأَتَيتُ البَابَ فَوَجَدتُهُ مُغلَقاً وَ انطَفَأَ السّرَاجُ فَبَقِيتُ أَسمَعُ الصّوتَ فَوَجَدتُهُ مِنَ القَبرِ وَ هُوَ يَقرَأُ سُورَةَ مَريَمَ يَومَ يُحشَرُ المُتّقُونَ إِلَي الرّحمَنِ وَفداً وَ يُسَاقُ المُجرِمُونَ إِلَي جَهَنّمَ وِرداً وَ مَا كُنتُ سَمِعتُ هَذِهِ القِرَاءَةَ فَلَمّا قَدِمتُ الريّ‌ّ بَدَأتُ بأِبَيِ‌ القَاسِمِ العَبّاسِ بنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فَسَأَلتُهُ هَل قَرَأَ أَحَدٌ بِذَلِكَ فَقَالَ نَعَم النّبِيّ وَ أَخرَجَ إلِيَ‌ّ قِرَاءَتَهُص فَإِذَا هيِ‌َ كَذَلِكَ

17- د،[العدد القوية] قَالَ الحَاكِمُ بِخُرَاسَانَ صَاحِبُ كِتَابِ المقُتفَيِ‌ رَأَيتُ فِي منَاَميِ‌ وَ أَنَا فِي مَشهَدِ الإِمَامِ الرّضَا ع وَ كَأَنّ مَلَكاً نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ خُضرٌ وَ كَتَبَ عَلَي شَاذَروَانِ القَبرِ بَيتَينِ حَفِظتُهُمَا وَ هُمَا


مَن سَرّهُ أَن يَرَي قَبراً بِرُؤيَتِهِ   يُفَرّجُ اللّهُ عَمّن زَارَهُ كَربَهُ

فَليَأتِ ذَا القَبرَ إِنّ اللّهَ أَسكَنَهُ   سُلَالَةً مِن رَسُولِ اللّهِ مُنتَجَبَةً