صفحه : 1

الجزء الثامن والأربعون
تتمة كتاب تاريخ علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمدالصادق و موسي بن جعفرالكاظم ع
أبواب تاريخ الإمام العليم أبي ابراهيم موسي بن جعفرالكاظم الحليم صلوات الله عليه و علي آبائه الكرام وأولاده الأئمة الأعلام ماتعاقب النور والظلام
باب 1-ولادته ع وتاريخه وجمل أحواله

1-عم ،[إعلام الوري ]وُلِدَ ع بِالأَبوَاءِ مَنزِلٍ بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ ع بِبَغدَادَ فِي حَبسِ سنِديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ لِخَمسٍ بَقِينَ مِن رَجَبٍ وَ قِيلَ أَيضاً لِخَمسٍ خَلَونَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ يَومَئِذٍ خَمسٌ وَ خَمسُونَ سَنَةً وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا حَمِيدَةُ البَربَرِيّةُ وَ يُقَالُ لَهَا حَمِيدَةُ المُصَفّاةُ وَ كَانَت مُدّةُ إِمَامَتِهِ ع خَمساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ قَامَ بِالأَمرِ وَ لَهُ عِشرُونَ سَنَةً وَ كَانَت فِي أَيّامِ إِمَامَتِهِ بَقِيّةُ مُلكِ المَنصُورِ أَبِي جَعفَرٍ ثُمّ مُلكُ ابنِهِ المهَديِ‌ّ عَشرَ سِنِينَ وَ شَهراً ثُمّ مُلكُ ابنِهِ الهاَديِ‌ مُوسَي بنِ مُحَمّدٍ سَنَةً وَ شَهراً


صفحه : 2

ثُمّ مُلكُ هَارُونَ بنِ مُحَمّدٍ المُلَقّبِ بِالرّشِيدِ وَ استُشهِدَ بَعدَ مضُيِ‌ّ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً مِن مُلكِهِ مَسمُوماً فِي حَبسِ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ وَ دُفِنَ بِمَدِينَةِ السّلَامِ فِي المَقبَرَةِ المَعرُوفَةِ بِمَقَابِرِ قُرَيشٍ

2-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ المُختَارِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَكُنتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي السّنَةِ التّيِ‌ وُلِدَ فِيهَا ابنُهُ مُوسَي ع فَلَمّا نَزَلنَا الأَبوَاءَ وَضَعَ لَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الغَدَاءَ وَ لِأَصحَابِهِ وَ أَكثَرَهُ وَ أَطَابَهُ فَبَينَا نَحنُ نَتَغَدّي إِذ أَتَاهُ رَسُولُ حَمِيدَةَ أَنّ الطّلقَ قَد ضرَبَنَيِ‌ وَ قَد أمَرَتنَيِ‌ أَن لَا أَسبِقَكَ بِابنِكَ هَذَا فَقَامَ أَبُو عَبدِ اللّهِ فَرَحاً مَسرُوراً فَلَم يَلبَث أَن عَادَ إِلَينَا حَاسِراً عَن ذِرَاعَيهِ ضَاحِكاً سِنّهُ فَقُلنَا أَضحَكَ اللّهُ سِنّكَ وَ أَقَرّ عَينَكَ مَا صَنَعَت حَمِيدَةُ فَقَالَ وَهَبَ اللّهُ لِي غُلَاماً وَ هُوَ خَيرُ مَن بَرَأَ اللّهُ وَ لَقَد خبَرّتَنيِ‌ عَنهُ بِأَمرٍ كُنتُ أَعلَمُ بِهِ مِنهَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا خَبّرَتكَ عَنهُ حَمِيدَةُ قَالَ ذَكَرَت أَنّهُ لَمّا وَقَعَ مِن بَطنِهَا وَقَعَ وَاضِعاً يَدَيهِ عَلَي الأَرضِ رَافِعاً رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَأَخبَرتُهَا أَنّ تِلكَ أَمَارَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمَارَةُ الإِمَامِ مِن بَعدِهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا تِلكَ مِن عَلَامَةِ الإِمَامِ فَقَالَ إِنّهُ لَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُلِقَ بجِدَيّ‌ فِيهَا أَتَي آتٍ جَدّ أَبِي وَ هُوَ رَاقِدٌ فَأَتَاهُ بِكَأسٍ فِيهَا شَربَةٌ أَرَقّ مِنَ المَاءِ وَ أَبيَضُ مِنَ اللّبَنِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ أَحلَي مِنَ الشّهدِ وَ أَبرَدُ مِنَ الثّلجِ فَسَقَاهُ إِيّاهُ وَ أَمَرَهُ بِالجِمَاعِ فَقَامَ فَرِحاً مَسرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ فِيهَا بجِدَيّ‌ وَ لَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُلِقَ فِيهَا بأِبَيِ‌ أَتَي آتٍ جدَيّ‌ فَسَقَاهُ كَمَا سَقَي جَدّ أَبِي وَ أَمَرَهُ بِالجِمَاعِ فَقَامَ فَرِحاً مَسرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ بأِبَيِ‌ وَ لَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُلِقَ بيِ‌ فِيهَا أَتَي آتٍ أَبِي فَسَقَاهُ وَ أَمَرَهُ كَمَا أَمَرَهُم فَقَامَ فَرِحاً مَسرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ بيِ‌ وَ لَمّا كَانَ


صفحه : 3

فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُلِقَ فِيهَا باِبنيِ‌ هَذَا أتَاَنيِ‌ آتٍ كَمَا أَتَي جَدّ أَبِي وَ جدَيّ‌ وَ أَبِي فسَقَاَنيِ‌ كَمَا سَقَاهُم وَ أمَرَنَيِ‌ كَمَا أَمَرَهُم فَقُمتُ فَرِحاً مَسرُوراً بِعِلمِ اللّهِ بِمَا وَهَبَ لِي فَجَامَعتُ فَعُلِقَ باِبنيِ‌ هَذَا المَولُودِ فَدُونَكُم فَهُوَ وَ اللّهِ صَاحِبُكُم مِن بعَديِ‌

أقول تمامه في باب ولادتهم ع

3-سن ،[المحاسن ]الوَشّاءُ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَحَجَجنَا مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ فِي السّنَةِ التّيِ‌ وُلِدَ فِيهَا ابنُهُ مُوسَي ع فَلَمّا نَزَلَ الأَبوَاءَ وَضَعَ لَنَا الغَدَاءَ وَ كَانَ إِذَا وَضَعَ الطّعَامَ لِأَصحَابِهِ أَكثَرَهُ وَ أَطَابَهُ قَالَ فَبَينَا نَحنُ نَأكُلُ إِذ أَتَاهُ رَسُولُ حَمِيدَةَ فَقَالَ إِنّ حَمِيدَةَ تَقُولُ لَكَ إنِيّ‌ قَد أَنكَرتُ نفَسيِ‌ وَ قَد وَجَدتُ مَا كُنتُ أَجِدُ إِذَا حضَرَتَنيِ‌ ولِاَدتَيِ‌ وَ قَد أمَرَتنَيِ‌ أَن لَا أَسبِقَكَ باِبنيِ‌ هَذَا قَالَ فَقَامَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَانطَلَقَ مَعَ الرّسُولِ فَلَمّا انطَلَقَ قَالَ لَهُ أَصحَابُهُ سَرّكَ اللّهُ وَ جَعَلَنَا فِدَاكَ مَا صَنَعَت حَمِيدَةُ قَالَ قَد سَلّمَهَا اللّهُ وَ وَهَبَ لِي غُلَاماً وَ هُوَ خَيرُ مَن بَرَأَ اللّهُ فِي خَلقِهِ وَ قَد أخَبرَتَنيِ‌ حَمِيدَةُ ظَنّت أنَيّ‌ لَا أَعرِفُهُ وَ لَقَد كُنتُ أَعلَمَ بِهِ مِنهَا فَقُلتُ وَ مَا أَخبَرَتكَ بِهِ حَمِيدَةُ قَالَ ذَكَرَت أَنّهُ لَمّا سَقَطَ مِن بَطنِهَا سَقَطَ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَي الأَرضِ رَافِعاً رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَأَخبَرتُهَا أَنّ تِلكَ أَمَارَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمَارَةُ الوصَيِ‌ّ مِن بَعدِهِ فَقُلتُ وَ مَا هَذَا مِن عَلَامَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَامَةِ الوصَيِ‌ّ مِن بَعدِهِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّهُ لَمّا أَن كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ عُلِقَ فِيهَا باِبنيِ‌ هَذَا المَولُودِ أتَاَنيِ‌ آتٍ فسَقَاَنيِ‌ كَمَا سَقَاهُم وَ أمَرَنَيِ‌ بِمِثلِ ألّذِي أَمَرَهُم بِهِ فَقُمتُ بِعِلمِ اللّهِ مَسرُوراً بمِعَرفِتَيِ‌ مَا يَهَبُ اللّهُ لِي فَجَامَعتُ فَعُلِقَ باِبنيِ‌ هَذَا المَولُودِ فَدُونَكُم فَهُوَ وَ اللّهِ صَاحِبُكُم مِن بعَديِ‌ إِنّ نُطفَةَ الإِمَامِ مِمّا أَخبَرتُكَ فَإِذَا سَكَنَتِ النّطفَةُ فِي الرّحِمِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ أُنشِئَ فِيهِ الرّوحُ بَعَثَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ مَلَكاً يُقَالُ لَهُ حَيَوَانُ فَكَتَبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ فَإِذَا وَقَعَ مِن بَطنِ أُمّهِ وَقَعَ


صفحه : 4

وَاضِعاً يَدَيهِ عَلَي الأَرضِ رَافِعاً رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَإِذَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَي الأَرضِ فَإِنّ مُنَادِياً يُنَادِيهِ مِن بُطنَانِ العَرشِ مِن قِبَلِ رَبّ العِزّةِ مِنَ الأُفُقِ الأَعلَي بِاسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ اثبُت ثَلَاثاً لِعَظِيمٍ خَلَقتُكَ أَنتَ صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ وَ مَوضِعُ سرِيّ‌ وَ عَيبَةُ علِميِ‌ وَ أمَيِنيِ‌ عَلَي وحَييِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أرَضيِ‌ لَكَ وَ لِمَن تَوَلّاكَ أَوجَبتُ رحَمتَيِ‌ وَ مَنَحتُ جنِاَنيِ‌ وَ أَحلَلتُ جوِاَريِ‌ ثُمّ وَ عزِتّيِ‌ لَأَصلِيَنّ مَن عَادَاكَ أَشَدّ عذَاَبيِ‌ وَ إِن وَسّعتُ عَلَيهِم فِي الدّنيَا سَعَةَ رزِقيِ‌ قَالَ فَإِذَا انقَضَي صَوتُ المنُاَديِ‌ أَجَابَهُ هُوَ وَ هُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَي الأَرضِ رَافِعاً رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ يَقُولُشَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ المَلائِكَةُ وَ أُولُوا العِلمِ قائِماً بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ قَالَ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ أَعطَاهُ اللّهُ العِلمَ الأَوّلَ وَ العِلمَ الآخِرَ وَ استَحَقّ زِيَارَةَ الرّوحِ فِي لَيلَةِ القَدرِ قُلتُ وَ الرّوحُ لَيسَ هُوَ جَبرَئِيلَ قَالَ لَا الرّوحُ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ إِنّ جَبرَئِيلَ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ إِنّ الرّوحَ خَلقٌ أَعظَمُ مِنَ المَلَائِكَةِ أَ لَيسَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ

بيان سقط علوق الجد والأب وعلوقه ع في هذه الرواية إما من النساخ أو من البرقي‌ اختصارا كمايدل عليه ما في البصائر والكافي‌

4- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ حَدِيدٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ وَ دَاوُدَ بنِ رَزِينٍ عَن مِنهَالٍ القَصّابِ قَالَ خَرَجتُ مِن مَكّةَ وَ أَنَا أُرِيدُ المَدِينَةَ فَمَرَرتُ بِالأَبوَاءِ وَ قَد وُلِدَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فَسَبَقتُهُ إِلَي المَدِينَةِ وَ دَخَلَ بعَديِ‌ بِيَومٍ فَأَطعَمَ النّاسَ ثَلَاثاً فَكُنتُ آكُلُ فِيمَن يَأكُلُ فَمَا آكُلُ شَيئاً إِلَي الغَدِ حَتّي أَعُودَ فَآكُلَ فَمَكَثتُ بِذَلِكَ ثَلَاثاً أَطعَمُ حَتّي أَرتَفِقَ ثُمّ لَا أَطعَمُ شَيئاً إِلَي الغَدِ


صفحه : 5

بيان قال الفيروزآبادي‌ ارتفق اتكأ علي مرفق يده أو علي المخدة وامتلأ

5-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلَ ابنُ عُكّاشَةَ بنِ مِحصَنٍ الأسَدَيِ‌ّ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ فَكَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَائِماً عِندَهُ فَقَدّمَ إِلَيهِ عِنَباً فَقَالَ حَبّةً حَبّةً يَأكُلُهُ الشّيخُ الكَبِيرُ أَوِ الصبّيِ‌ّ الصّغِيرُ وَ ثَلَاثَةً وَ أَربَعَةً مَن يَظُنّ أَنّهُ لَا يَشبَعُ فَكُلهُ حَبّتَينِ حَبّتَينِ فَإِنّهُ يُستَحَبّ فَقَالَ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ لأِيَ‌ّ شَيءٍ لَا تُزَوّجُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَد أَدرَكَ التّزوِيجَ وَ بَينَ يَدَيهِ صُرّةٌ مَختُومَةٌ فَقَالَ سيَجَيِ‌ءُ نَخّاسٌ مِن أَهلِ بَربَرَ يَنزِلُ دَارَ مَيمُونٍ فنَشَترَيِ‌ لَهُ بِهَذِهِ الصّرّةِ جَارِيَةً قَالَ فَأَتَي لِذَلِكَ مَا أَتَي فَدَخَلنَا يَوماً عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ أَ لَا أُخبِرُكُم عَنِ النّخّاسِ ألّذِي ذَكَرتُهُ لَكُم قَد قَدِمَ فَاذهَبُوا وَ اشتَرَوا بِهَذِهِ الصّرّةِ مِنهُ جَارِيَةً فَأَتَينَا النّخّاسَ فَقَالَ قَد بِعتُ مَا كَانَ عنِديِ‌ إِلّا جَارِيَتَينِ مَرِيضَتَينِ إِحدَاهُمَا أَمثَلُ مِنَ الأُخرَي قُلنَا فَأَخرِجهُمَا حَتّي نَنظُرَ إِلَيهِمَا فَأَخرَجَهُمَا فَقُلنَا بِكَم تَبِيعُ هَذِهِ الجَارِيَةَ المُتَمَاثِلَةَ قَالَ بِسَبعِينَ دِينَاراً قُلنَا أَحسِن قَالَ لَا أَنقُصُ مِن سَبعِينَ دِينَاراً فَقُلنَا نَشتَرِيهَا مِنكَ بِهَذِهِ الصّرّةِ مَا بَلَغَت وَ مَا ندَريِ‌ مَا فِيهَا فَكَانَ عِندَهُ رَجُلٌ أَبيَضُ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ قَالَ فَكّوا الخَاتَمَ وَ زِنُوا فَقَالَ النّخّاسُ لَا تَفُكّوا فَإِنّهَا إِن نَقَصَت حَبّةً مِنَ السّبعِينَ لَم أُبَايِعكُم قَالَ الشّيخُ زِنُوا قَالَ فَفَكَكنَا وَ وَزَنّا الدّنَانِيرَ فَإِذَا هيِ‌َ سَبعُونَ دِينَاراً لَا تَزِيدُ وَ لَا تَنقُصُ فَأَخَذنَا الجَارِيَةَ فَأَدخَلنَاهَا عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ جَعفَرٌ ع قَائِمٌ عِندَهُ فَأَخبَرنَا أَبَا جَعفَرٍ ع بِمَا كَانَ فَحَمِدَ اللّهَ ثُمّ قَالَ لَهَا مَا اسمُكِ قَالَت حَمِيدَةُ فَقَالَ حَمِيدَةٌ فِي الدّنيَا مَحمُودَةٌ فِي الآخِرَةِ أخَبرِيِنيِ‌ عَنكِ أَ بِكرٌ أَم ثَيّبٌ قَالَت بِكرٌ قَالَ كَيفَ وَ لَا يَقَعُ فِي يَدِ النّخّاسِينَ شَيءٌ إِلّا أَفسَدُوهُ قَالَت كَانَ يجَيِ‌ءُ فَيَقعُدُ منِيّ‌ مَقعَدَ الرّجُلِ مِنَ المَرأَةِ فَيُسَلّطُ اللّهُ عَلَيهِ رَجُلًا أَبيَضَ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ فَلَا يَزَالُ يَلطِمُهُ حَتّي يَقُومَ عنَيّ‌ فَفَعَلَ بيِ‌ مِرَاراً


صفحه : 6

وَ فَعَلَ الشّيخُ مِرَاراً فَقَالَ يَا جَعفَرُ خُذهَا إِلَيكَ فَوَلَدَت خَيرَ أَهلِ الأَرضِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع

6- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن عَلِيّ بنِ السنّديِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ مِثلَهُ

بيان تماثل العليل قارب البرء وأماثل القوم خيارهم و قوله المتماثلة يحتمل أن يكون مأخوذا من كل من المعنيين والأول أظهر

7- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن سَابِقِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَمِيدَةُ مُصَفّاةٌ مِنَ الأَدنَاسِ كَسَبِيكَةِ الذّهَبِ مَا زَالَتِ الأَملَاكُ تَحرُسُهَا حَتّي أُدّيَت إلِيَ‌ّ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ لِي وَ الحُجّةِ مِن بعَديِ‌

8- شا،[الإرشاد] كَانَ مَولِدُهُ ع بِالأَبوَاءِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا حَمِيدَةُ البَربَرِيّةُ

9-شا،[الإرشاد]أُمّهُ ع حَمِيدَةُ المُصَفّاةُ ابنَةُ صَاعِدٍ البرَبرَيِ‌ّ وَ يُقَالُ إِنّهَا أَندُلُسِيّةٌ أُمّ وَلَدٍ تُكَنّي لُؤلُؤَةَ وُلِدَ ع بِالأَبوَاءِ مَوضِعٍ بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ يَومَ الأَحَدِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ وَ كَانَ فِي سنِيِ‌ إِمَامَتِهِ بَقِيّةُ مُلكِ المَنصُورِ ثُمّ مُلكُ المهَديِ‌ّ عَشرَ سِنِينَ وَ شَهراً وَ أَيّاماً ثُمّ مُلكُ الهاَديِ‌ سَنَةً وَ خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ مُلكُ الرّشِيدِ ثلاث [ثَلَاثاً] وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ شَهرَينِ وَ سَبعَةَ عَشَرَ يَوماً وَ بَعدَ مضُيِ‌ّ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً مِن مُلكِ الرّشِيدِ استُشهِدَ مَسمُوماً فِي حَبسِ الرّشِيدِ عَلَي يدَيَ‌ِ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ يَومَ الجُمُعَةِ لِسِتّ بَقِينَ مِن رَجَبٍ وَ قِيلَ لِخَمسٍ خَلَونَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ وَ قِيلَ سَنَةَ سِتّ وَ ثَمَانِينَ


صفحه : 7

وَ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ أَبِيهِ عِشرِينَ سَنَةً وَ يُقَالُ تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً وَ بَعدَ أَبِيهِ أَيّامُ إِمَامَتِهِ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ قَامَ بِالأَمرِ وَ لَهُ عِشرُونَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِبَغدَادَ بِالجَانِبِ الغرَبيِ‌ّ فِي المَقبَرَةِ المَعرُوفَةِ بِمَقَابِرِ قُرَيشٍ مِن بَابِ التّينِ فَصَارَت بَابَ الحَوَائِجِ وَ عَاشَ أَربَعاً وَ خَمسِينَ سَنَةً

10- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ أَمّا وِلَادَتُهُ ع فَبِالأَبوَاءِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ قِيلَ تِسعٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ تُسَمّي حَمِيدَةُ البَربَرِيّةُ وَ قِيلَ غَيرُ ذَلِكَ وَ أَمّا عُمُرُهُ فَإِنّهُ مَاتَ لِخَمسٍ بَقِينَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ لِلهِجرَةِ فَيَكُونُ عُمُرُهُ عَلَي القَولِ الأَوّلِ خَمساً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ عَلَي القَولِ الثاّنيِ‌ أَربَعاً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قَبرُهُ بِالمَشهَدِ المَعرُوفِ بِبَابِ التّينِ مِن بَغدَادَ

وَ قَالَ ابنُ الخَشّابِ وَ بِالإِسنَادِ الأَوّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وُلِدَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع بِالأَبوَاءِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ وَ هُوَ ابنُ أَربَعٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً فِي سَنَةِ مِائَةٍ وَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ يُقَالُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي كَانَ مَولِدُهُ سَنَةَ مِائَةٍ وَ تِسعٍ وَ عِشرِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ حدَثّنَيِ‌ بِذَلِكَ صَدَقَةُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ وَ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ أَبِيهِ أَربَعَ عَشرَةَ سَنَةً وَ أَقَامَ بَعدَ أَبِيهِ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي بَل أَقَامَ مُوسَي مَعَ أَبِيهِ جَعفَرٍ عِشرِينَ سَنَةٍ حدَثّنَيِ‌ بِذَلِكَ حَربٌ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع وَ قُبِضَ مُوسَي وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً سَنَةَ مِائَةٍ وَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ أُمّهُ حَمِيدَةُ البَربَرِيّةُ وَ يُقَالُ الأَندُلُسِيّةُ أُمّ وَلَدٍ وَ هيِ‌َ أُمّ إِسحَاقَ وَ فَاطِمَةَ


صفحه : 8

وَ قَالَ الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ ذَكَرَ الخَطِيبُ أَنّهُ وُلِدَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع بِالمَدِينَةِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ وَ قِيلَ تِسعٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ وَ أَقدَمَهُ المهَديِ‌ّ بَغدَادَ ثُمّ رَدّهُ إِلَي المَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا إِلَي أَيّامِ الرّشِيدِ فَقَدِمَ الرّشِيدُ المَدِينَةَ فَحَمَلَهُ مَعَهُ وَ حَبَسَهُ بِبَغدَادَ إِلَي أَن توُفُيّ‌َ بِهَا لِخَمسٍ بَقِينَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ

وَ مِن كِتَابِ دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قُبِضَ أَبُو الحَسَنِ ع وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً فِي عَامِ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ عَاشَ بَعدَ أَبِيهِ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةٍ

11-عم ،[إعلام الوري ] عَبدُ الجَبّارِ بنُ عَلِيّ الراّزيِ‌ّ عَن شَيخِ الطّائِفَةِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ البزَوَفرَيِ‌ّ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الدّهقَانِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ صَالِحٍ الأنَماَطيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ وَ زِيَادِ بنِ النّعمَانِ وَ سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن هِشَامِ بنِ أَحمَرَ قَالَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي يَومٍ شَدِيدِ الحَرّ فَقَالَ لِيَ اذهَب إِلَي فُلَانٍ الإفِريِقيِ‌ّ فَاعتَرِض جَارِيَةً عِندَهُ مِن حَالِهَا كَذَا وَ كَذَا وَ مِن صِفَتِهَا كَذَا وَ كَذَا وَ أَتَيتُ الرّجُلَ فَاعتَرَضتُ مَا عِندَهُ فَلَم أَرَ مَا وَصَفَ لِي فَرَجَعتُ إِلَيهِ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ عُد إِلَيهِ فَإِنّهَا عِندَهُ فَرَجَعتُ إِلَي الإفِريِقيِ‌ّ فَحَلَفَ لِي مَا عِندَهُ شَيءٌ إِلّا وَ قَد عَرَضَهُ عَلَيّ ثُمّ قَالَ عنِديِ‌ وَصِيفَةٌ مَرِيضَةٌ مَحلُوقَةُ الرّأسِ لَيسَ مِمّا تُعرَضُ فَقُلتُ لَهُ اعرِضهَا عَلَيّ فَجَاءَ بِهَا مُتَوَكّئَةً عَلَي جَارِيَتَينِ تَخُطّ بِرِجلَيهَا الأَرضَ فَأَرَانِيهَا فَعَرَفتُ الصّفَةَ فَقُلتُ بِكَم هيِ‌َ فَقَالَ لِي اذهَب بِهَا إِلَيهِ فَيَحكُمَ فِيهَا ثُمّ قَالَ لِي قَد وَ اللّهِ أَدَرتُهَا مُنذُ مَلَكتُهَا فَمَا قَدَرتُ عَلَيهَا وَ لَقَد أخَبرَنَيِ‌َ ألّذِي اشتَرَيتُهَا مِنهُ عِندَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يَصِل إِلَيهَا وَ حَلَفَتِ الجَارِيَةُ أَنّهَا نَظَرَت إِلَي القَمَرِ وَقَعَ فِي حَجرِهَا فَأَخبَرتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع بِمَقَالَتِهِ فأَعَطاَنيِ‌ ماِئتَيَ‌ دِينَارٍ فَذَهَبتُ بِهَا إِلَيهِ فَقَالَ الرّجُلُ هيِ‌َ حُرّةٌ لِوَجهِ اللّهِ إِن لَم يَكُن بَعَثَ إلِيَ‌ّ بِشِرَائِهَا مِنَ المَغرِبِ فَأَخبَرتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 9

بِمَقَالَتِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا ابنَ أَحمَرَ أَمَا إِنّهَا تَلِدُ مَولُوداً لَيسَ بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ حِجَابٌ

فَقَد رَوَي الشّيخُ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ الإِرشَادِ مِثلَ هَذَا الخَبَرِ مُسنِداً إِلَي هِشَامِ بنِ أَحمَرَ أَيضاً إِلّا أَنّ فِيهِ أَنّ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع أَمَرَهُ بِبَيعِ هَذِهِ الجَارِيَةِ وَ أَنّهَا كَانَت أُمّ الرّضَا ع

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ مِثلَهُ

13- كا،[الكافي‌] وُلِدَ ع بِالأَبوَاءِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ قَالَ بَعضُهُم تِسعٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا حَمِيدَةُ

14- ضه ،[روضة الواعظين ] وُلِدَ ع يَومَ الأَحَدِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ

15- الدّرُوسُ، وُلِدَ ع بِالأَبوَاءِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ وَ قِيلَ سَنَةَ تِسعٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ يَومَ الأَحَدِ سَابِعَ صَفَرٍ


صفحه : 10

باب 2-أسمائه وألقابه وكناه وحليته ونقش خاتمه صلوات الله عليه

1- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن رَبِيعِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ كَانَ وَ اللّهِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ مِنَ المُتَوَسّمِينَ يَعلَمُ مَن يَقِفُ عَلَيهِ بَعدَ مَوتِهِ وَ يَجحَدُ الإِمَامَ بَعدَهُ إِمَامَتَهُ فَكَانَ يَكظِمُ غَيظَهُ عَلَيهِم وَ لَا يبُديِ‌ لَهُم مَا يَعرِفُهُ مِنهُم فسَمُيّ‌َ الكَاظِمَ لِذَلِكَ

2- مع ،[معاني‌ الأخبار]مُرسَلًا مِثلَهُ

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي العُقبَةِ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع حسَبيِ‌َ اللّهُ قَالَ وَ بَسَطَ الرّضَا ع كَفّهُ وَ خَاتَمُ أَبِيهِ فِي إِصبَعِهِ حَتّي أرَاَنيِ‌َ النّقشَ

4- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ أَبِي الحَسَنِ ع حسَبيِ‌َ اللّهُ وَ فِيهِ وَردَةٌ وَ هِلَالٌ فِي أَعلَاهُ


صفحه : 11

5- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ أَبِيحسَبيِ‌َ اللّهُ

6- شا،[الإرشاد] كَانَ ع يُكَنّي أَبَا اِبرَاهِيمَ وَ أَبَا الحَسَنِ وَ أَبَا عَلِيّ وَ يُعرَفُ بِالعَبدِ الصّالِحِ وَ يُنعَتُ أَيضاً بِالكَاظِمِ

7- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كُنيَتُهُ ع أَبُو الحَسَنِ الأَوّلُ وَ أَبُو الحَسَنِ الماَضيِ‌ وَ أَبُو اِبرَاهِيمَ وَ أَبُو عَلِيّ وَ يُعرَفُ بِالعَبدِ الصّالِحِ وَ النّفسِ الزّكِيّةِ وَ زَينِ المُجتَهِدِينَ وَ الوفَيِ‌ّ وَ الصّابِرِ وَ الأَمِينِ وَ الزّاهِرِ وَ سمُيّ‌َ بِذَلِكَ لِأَنّهُ زَهَرَ بِأَخلَاقِهِ الشّرِيفَةِ وَ كَرَمِهِ المضُيِ‌ءِ التّامّ وَ سمُيّ‌َ الكَاظِمَ لِمَا كَظَمَهُ مِنَ الغَيظِ وَ غَضّ بَصَرِهِ عَمّا فَعَلَهُ الظّالِمُونَ بِهِ حَتّي مَضَي قَتِيلًا فِي حَبسِهِم وَ الكَاظِمُ الممُتلَيِ‌ خَوفاً وَ حُزناً وَ مِنهُ كَظَمَ قِربَتَهُ إِذَا شَدّ رَأسَهَا وَ الكَاظِمَةُ البِئرُ الضّيّقَةُ وَ السّقَايَةُ المَملُوّةُ وَ كَانَ ع أَزهَرَ إِلّا فِي القَيظِ لِحَرَارَةِ مِزَاجِهِ رَبِعٌ تَمَامٌ خَضِرٌ حَالِكٌ كَثّ اللّحيَةِ

بيان المراد بالأزهر المشرق المتلألئ لاالأبيض و قوله لحرارة تعليل لعدم الزهرة في القيظ والربع متوسط القامة

8- مَطَالِبُ السّئُولِ، أَمّا اسمُهُ فَمُوسَي وَ كُنيَتُهُ أَبُو الحَسَنِ وَ قِيلَ أَبُو إِسمَاعِيلَ وَ كَانَ لَهُ أَلقَابٌ مُتَعَدّدَةٌ الكَاظِمُ وَ هُوَ أَشهَرُهَا وَ الصّابِرُ وَ الصّالِحُ وَ الأَمِينُ

9- الفُصُولُ المُهِمّةُ، صِفَتُهُ أَسمَرُ نَقشُ خَاتَمِهِ المُلكُ لِلّهِ وَحدَهُ


صفحه : 12

باب 3-النصوص عليه صلوات الله عليه

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ وَ ابنُ المُتَوَكّلِ وَ العَطّارُ وَ مَاجِيلَوَيهِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الشاّميِ‌ّ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحُسَينِ مَولَي أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن يَزِيدَ بنِ سَلِيطٍ الزيّديِ‌ّ قَالَلَقِينَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِي طَرِيقِ مَكّةَ وَ نَحنُ جَمَاعَةٌ فَقُلتُ لَهُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَنتُمُ الأَئِمّةُ المُطَهّرُونَ وَ المَوتُ لَا يَعرَي مِنهُ أَحَدٌ فَأَحدِث إلِيَ‌ّ شَيئاً أُلقِيهِ إِلَي مَن يخَلفُنُيِ‌ فَقَالَ لِي نَعَم هَؤُلَاءِ ولُديِ‌ وَ هَذَا سَيّدُهُم وَ أَشَارَ إِلَي ابنِهِ مُوسَي ع وَ فِيهِ عِلمُ الحُكمِ وَ الفَهمُ وَ السّخَاءُ وَ المَعرِفَةُ بِمَا يَحتَاجُ النّاسُ إِلَيهِ فِيمَا اختَلَفُوا فِيهِ مِن أَمرِ دِينِهِم وَ فِيهِ حُسنُ الخُلُقِ وَ حُسنُ الجِوَارِ وَ هُوَ بَابٌ مِن أَبوَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ فِيهِ أُخرَي هيِ‌َ خَيرٌ مِن هَذَا كُلّهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي وَ مَا هيِ‌َ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ قَالَ يُخرِجُ اللّهُ تَعَالَي مِنهُ غَوثَ هَذِهِ الأُمّةِ وَ غِيَاثَهَا وَ عَلَمَهَا وَ نُورَهَا وَ فَهمَهَا وَ حُكمَهَا خَيرَ مَولُودٍ وَ خَيرَ نَاشِئٍ يَحقِنُ اللّهُ بِهِ الدّمَاءَ وَ يُصلِحُ بِهِ ذَاتَ البَينِ وَ يَلُمّ بِهِ الشّعثَ وَ يَشعَبُ بِهِ الصّدعَ وَ يَكسُو بِهِ العاَريِ‌َ وَ يُشبِعُ بِهِ الجَائِعَ وَ يُؤمِنُ بِهِ الخَائِفَ وَ يُنزِلُ بِهِ القَطرَ وَ يَأتَمِرُ لَهُ العِبَادُ خَيرَ كَهلٍ وَ خَيرَ نَاشِئٍ يُبَشّرُ بِهِ عَشِيرَتُهُ قَبلَ أَوَانِ حُلُمِهِ قَولُهُ حُكمٌ وَ صَمتُهُ عِلمٌ يُبَيّنُ لِلنّاسِ مَا يَختَلِفُونَ فِيهِ قَالَ فَقَالَ أَبِي بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ فَيَكُونُ لَهُ وَلَدٌ بَعدَهُ قَالَ نَعَم ثُمّ قَطَعَ الكَلَامَ


صفحه : 13

قَالَ يَزِيدُ ثُمّ لَقِيتُ أَبَا الحَسَنِ يعَنيِ‌ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع بَعدُ فَقُلتُ لَهُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن تخُبرِنَيِ‌ بِمِثلِ مَا أَخبَرَ بِهِ أَبُوكَ قَالَ فَقَالَ كَانَ أَبِي ع فِي زَمَنٍ لَيسَ هَذَا مِثلَهُ قَالَ يَزِيدُ فَقُلتُ مَن يَرضَي مِنكَ بِهَذَا فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ قَالَ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ أُخبِرُكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ أنَيّ‌ خَرَجتُ مِن منَزلِيِ‌ فَأَوصَيتُ فِي الظّاهِرِ إِلَي بنَيِ‌ّ وَ أَشرَكتُهُم مَعَ عَلِيّ ابنيِ‌ وَ أَفرَدتُهُ بوِصَيِتّيِ‌ فِي البَاطِنِ وَ لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَعَهُ وَ مَعَهُ خَاتَمٌ وَ سَيفٌ وَ عَصاً وَ كِتَابٌ وَ عِمَامَةٌ فَقُلتُ لَهُ مَا هَذَا فَقَالَ أَمّا العِمَامَةُ فَسُلطَانُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا السّيفُ فَعِزّةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا الكِتَابُ فَنُورُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا العَصَا فَقُوّةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا الخَاتَمُ فَجَامِعُ هَذِهِ الأُمُورِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ الأَمرُ يَخرُجُ إِلَي عَلِيّ ابنِكَ قَالَ ثُمّ قَالَ يَا يَزِيدُ إِنّهَا وَدِيعَةٌ عِندَكَ فَلَا تُخبِر بِهَا إِلّا عَاقِلًا أَو عَبداً امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ أَو صَادِقاً وَ لَا تَكفُر نِعَمَ اللّهِ تَعَالَي وَ إِن سُئِلتَ عَنِ الشّهَادَةِ فَأَدّهَا فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُإِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدّوا الأَماناتِ إِلي أَهلِها وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ مَن أَظلَمُ مِمّن كَتَمَ شَهادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِفَقُلتُ وَ اللّهِ مَا كُنتُ لِأَفعَلَ هَذَا أَبَداً قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع ثُمّ وَصَفَهُ لِي رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ ابنُكَ ألّذِي يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ وَ يَسمَعُ بِتَفهِيمِهِ وَ يَنطِقُ بِحِكمَتِهِ يُصِيبُ وَ لَا يُخطِئُ وَ يَعلَمُ وَ لَا يَجهَلُ قَد مُلِئَ حُكماً وَ عِلماً وَ مَا أَقَلّ مُقَامَكَ مَعَهُ إِنّمَا هُوَ شَيءٌ كَأَن لَم يَكُن فَإِذَا رَجَعتَ مِن سَفَرِكَ فَأَصلِح أَمرَكَ وَ افرُغ مِمّا أَرَدتَ فَإِنّكَ مُنتَقِلٌ عَنهُ وَ مُجَاوِرٌ غَيرَهُ فَاجمَع وُلدَكَ وَ أَشهِدِ اللّهَ عَلَيهِم جَمِيعاًوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً ثُمّ قَالَ يَا يَزِيدُ إنِيّ‌ أُؤخَذُ فِي هَذِهِ السّنَةِ وَ عَلِيّ ابنيِ‌ سمَيِ‌ّ عَلِيّ بنِ


صفحه : 14

أَبِي طَالِبٍ ع وَ سمَيِ‌ّ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أعُطيِ‌َ فَهمَ الأَوّلِ وَ عِلمَهُ وَ نَصرَهُ وَ رِدَاءَهُ وَ لَيسَ لَهُ أَن يَتَكَلّمَ إِلّا بَعدَ هَارُونَ بِأَربَعِ سِنِينَ فَإِذَا مَضَت أَربَعُ سِنِينَ فَسَلهُ عَمّا شِئتَ يُجِبكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

بيان لم الله شعثه أي أصلح وجمع ماتفرق من أموره قاله الجوهري‌ و قال الشعب الصدع في الشي‌ء وإصلاحه أيضا الشعب

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ الخَشّابِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن زَكَرِيّا بنِ آدَمَ عَن دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ وَ قدَمّنَيِ‌ لِلمَوتِ قَبلَكَ إِن كَانَ كَونٌ فَإِلَي مَن قَالَ إِلَي ابنيِ‌ مُوسَي فَكَانَ ذَلِكَ الكَونُ فَوَ اللّهِ مَا شَكَكتُ فِي مُوسَي ع طَرفَةَ عَينٍ قَطّ ثُمّ مَكَثتُ نَحواً مِن ثَلَاثِينَ سَنَةً ثُمّ أَتَيتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِن كَانَ كَونٌ فَإِلَي مَن قَالَ فَإِلَي عَلِيّ ابنيِ‌ قَالَ فَكَانَ ذَلِكَ الكَونُ فَوَ اللّهِ مَا شَكَكتُ فِي عَلِيّ ع طَرفَةَ عَينٍ قَطّ

3- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ اللؤّلؤُيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَنِ الفَيضِ بنِ المُختَارِ فِي حَدِيثٍ لَهُ طَوِيلٍ فِي أَمرِ أَبِي الحَسَنِ حَتّي قَالَ لَهُ هُوَ صَاحِبُكَ ألّذِي سَأَلتَ عَنهُ فَقُم فَأَقِرّ لَهُ بِحَقّهِ فَقُمتُ حَتّي قَبّلتُ رَأسَهُ وَ يَدَهُ وَ دَعَوتُ اللّهَ لَهُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ أَمَا إِنّهُ لَم يُؤذَن لَهُ فِي ذَلِكَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأُخبِرُ بِهِ أَحَداً فَقَالَ نَعَم أَهلَكَ وَ وُلدَكَ وَ رُفَقَاءَكَ وَ كَانَ معَيِ‌ أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌ وَ كَانَ يُونُسُ بنُ ظَبيَانَ مِن رفُقَاَئيِ‌ فَلَمّا أَخبَرتُهُم حَمِدُوا اللّهَ عَلَي ذَلِكَ وَ قَالَ يُونُسُ لَا وَ اللّهِ حَتّي نَسمَعَ ذَلِكَ مِنهُ وَ كَانَت بِهِ عَجَلَةٌ فَخَرَجَ فَاتّبَعتُهُ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي البَابِ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ يَقُولُ لَهُ وَ قَد سبَقَنَيِ‌ يَا يُونُسُ الأَمرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَيضُ زرقه قَالَ فَقُلتُ قَد فَعَلتُ


صفحه : 15

والزرقة بالنبطية أي خذه إليك

4- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ مِثلَهُ

5- ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ لَو عَهِدتَ إِلَينَا فِي الخَلَفِ مِن بَعدِكَ فَقَالَ لِي يَا مُفَضّلُ الإِمَامُ مِن بعَديِ‌ ابنيِ‌ مُوسَي وَ الخَلَفُ المَأمُولُ المُنتَظَرُ م ح م د بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي

6-ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ أَبِي عَلِيّ الزّرّادِ مَعاً عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فإَنِيّ‌ لَجَالِسٌ عِندَهُ إِذ دَخَلَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ وَ هُوَ غُلَامٌ فَقُمتُ إِلَيهِ فَقَبّلتُهُ وَ جَلَستُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا اِبرَاهِيمُ أَمَا إِنّهُ صَاحِبُكَ مِن بعَديِ‌ أَمَا لَيَهلِكَنّ فِيهِ قَومٌ وَ يَسعَدُ آخَرُونَ فَلَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ ضَاعَفَ عَلَي رُوحِهِ العَذَابَ أَمَا لَيُخرِجَنّ اللّهُ مِن صُلبِهِ خَيرَ أَهلِ الأَرضِ فِي زَمَانِهِ سمَيِ‌ّ جَدّهِ وَ وَارِثَ عِلمِهِ وَ أَحكَامِهِ وَ فَضَائِلِهِ مَعدِنَ الإِمَامَةِ وَ رَأسَ الحِكمَةِ يَقتُلُهُ جَبّارُ بنَيِ‌ فُلَانٍ بَعدَ عَجَائِبَ طَرِيفَةٍ حَسَداً لَهُ وَ لَكِنّاللّهَ بالِغُ أَمرِهِوَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَيُخرِجُ اللّهُ مِن صُلبِهِ تَمَامَ اثنيَ‌ عَشرَ مَهدِيّاً اختَصّهُمُ اللّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَحَلّهُم دَارَ قُدسِهِ المُقِرّ باِلثاّنيِ‌ عَشَرَ مِنهُم كَالشّاهِرِ سَيفَهُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص يَذُبّ عَنهُ قَالَ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِن موَاَليِ‌ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَانقَطَعَ الكَلَامُ فَعُدتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِحدَي عَشرَةَ مَرّةً أُرِيدُ مِنهُ أَن يَستَتِمّ الكَلَامَ فَمَا قَدَرتُ عَلَي ذَلِكَ فَلَمّا كَانَ قَابِلُ السّنَةِ الثّانِيَةِ دَخَلتُ عَلَيهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ هُوَ المُفَرّجُ لِلكَربِ عَن


صفحه : 16

شِيعَتِهِ بَعدَ ضَنكٍ شَدِيدٍ وَ بَلَاءٍ طَوِيلٍ وَ جَزَعٍ وَ خَوفٍ فَطُوبَي لِمَن أَدرَكَ ذَلِكَ الزّمَانَ حَسبُكَ يَا اِبرَاهِيمُ فَمَا رَجَعتُ بشِيَ‌ءٍ أَسَرّ مِن هَذَا لقِلَبيِ‌ وَ لَا أَقَرّ لعِيَنيِ‌

7- ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ الكوُفيِ‌ّ مِثلَهُ

8- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ اليقَطيِنيِ‌ّ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَن خَالِهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِن كَانَ كَونٌ وَ لَا أرَاَنيِ‌َ اللّهُ يَومَكَ فَبِمَن آتَمّ فَأَومَأَ إِلَي مُوسَي ع فَقُلتُ لَهُ فَإِن مَضَي فَإِلَي مَن قَالَ فَإِلَي وَلَدِهِ قُلتُ فَإِن مَضَي وَلَدُهُ وَ تَرَكَ أَخاً كَبِيراً وَ ابناً صَغِيراً فَبِمَن آتَمّ قَالَ بِوَلَدِهِ ثُمّ هَكَذَا أَبَداً فَقُلتُ فَإِن أَنَا لَم أَعرِفهُ وَ لَم أَعرِف مَوضِعَهُ فَمَا أَصنَعُ قَالَ تَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتَوَلّي مَن بقَيِ‌َ مِن حُجَجِكَ مِن وُلدِ الإِمَامِ الماَضيِ‌ فَإِنّ ذَلِكَ يُجزِيكَ

9- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ مِثلَهُ

10- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ اليقَطيِنيِ‌ّ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ مِثلَهُ

11- شا،[الإرشاد]رَوَي ابنُ أَبِي نَجرَانَ مِثلَهُ

12-شا،[الإرشاد]فَمِمّن رَوَي صَرِيحَ النّصّ بِالإِمَامَةِ مِن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع عَلَي ابنِهِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع مِن شُيُوخِ أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ خَاصّتِهِ


صفحه : 17

وَ بِطَانَتِهِ وَ ثِقَاتِهِ الفُقَهَاءِ الصّالِحِينَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ الجعُفيِ‌ّ وَ مُعَاذُ بنُ كَثِيرٍ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ الحَجّاجِ وَ الفَيضُ بنُ المُختَارِ وَ يَعقُوبُ السّرّاجِ وَ سُلَيمَانُ بنُ خَالِدٍ وَ صَفوَانُ الجَمّالُ وَ غَيرُهُم مِمّن يَطُولُ بِذِكرِهِمُ الكِتَابُ وَ قَد رَوَي ذَلِكَ مِن إِخوَتِهِ إِسحَاقُ وَ عَلِيّ ابنَا جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ كَانَا مِنَ الفَضلِ وَ الوَرَعِ عَلَي مَا لَا يَختَلِفُ فِيهِ اثنَانِ

13- شا،[الإرشاد]رَوَي مُوسَي بنُ الصّيقَلِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ أَبُو اِبرَاهِيمَ مُوسَي ع وَ هُوَ غُلَامٌ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع استَوصِ بِهِ وَ ضَع أَمرَهُ عِندَ مَن تَثِقُ بِهِ مِن أَصحَابِكَ

14- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الصّيقَلِ مِثلَهُ

15- شا،[الإرشاد]رَوَي ثُبَيتٌ عَن مُعَاذِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ أَسأَلُ اللّهَ ألّذِي رَزَقَ أَبَاكَ مِنكَ هَذِهِ المَنزِلَةَ أَن يَرزُقَكَ مِن عَقِبِكَ قَبلَ المَمَاتِ مِثلَهَا فَقَالَ قَد فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ قُلتُ مَن هُوَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأَشَارَ إِلَي العَبدِ الصّالِحِ وَ هُوَ رَاقِدٌ فَقَالَ هَذَا الرّاقِدُ وَ هُوَ يَومَئِذٍ غُلَامٌ

16- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن ثُبَيتٍ مِثلَهُ

17-شا،[الإرشاد]رَوَي أَبُو عَلِيّ الأرَجّاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَدَخَلتُ عَلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فِي مَنزِلِهِ وَ هُوَ فِي بَيتِ كَذَا مِن دَارِهِ فِي مَسجِدٍ لَهُ وَ هُوَ يَدعُو وَ عَلَي يَمِينِهِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع يُؤَمّنُ عَلَي دُعَائِهِ فَقُلتُ لَهُ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ


صفحه : 18

فِدَاكَ قَد عَرَفتَ انقطِاَعيِ‌ إِلَيكَ وَ خدِمتَيِ‌ لَكَ فَمَن ولَيِ‌ّ الأَمرِ بَعدَكَ قَالَ يَا عَبدَ الرّحمَنِ إِنّ مُوسَي قَد لَبِسَ الدّرعَ فَاستَوَت عَلَيهِ فَقُلتُ لَهُ لَا أَحتَاجُ بَعدَهَا إِلَي شَيءٍ

18- شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ الأَعلَي عَنِ الفَيضِ بنِ المُختَارِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع خُذ بيِدَيِ‌ مِنَ النّارِ مَن لَنَا بَعدَكَ قَالَ فَدَخَلَ أَبُو اِبرَاهِيمَ وَ هُوَ يَومَئِذٍ غُلَامٌ فَقَالَ هَذَا صَاحِبُكُم فَتَمَسّك بِهِ

19- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الأَعلَي مِثلَهُ

20- شا،[الإرشاد]رَوَي ابنُ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ حَازِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ إِنّ الأَنفُسَ يُغدَي عَلَيهَا وَ يُرَاحُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمَن قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهَذَا صَاحِبُكُم وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي مَنكِبِ أَبِي الحَسَنِ الأَيمَنِ وَ هُوَ فِيمَا أَعلَمُ يَومَئِذٍ خمُاَسيِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ جَالِسٌ مَعَنَا

21- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ قَالَ ابنُ حَازِمٍ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

بيان قوله خماسي‌ أي كان طوله خمسة أشبار وقيل أي كان له خمس سنين والأول هوالموافق لكلام اللغويين

22-شا،[الإرشاد]رَوَي الفَضلُ عَن طَاهِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَرَأَيتُهُ يَلُومُ عَبدَ اللّهِ وَلَدَهُ وَ يَعِظُهُ وَ يَقُولُ لَهُ مَا يَمنَعُكَ أَن تَكُونَ مِثلَ أَخِيكَ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَعرِفُ النّورَ فِي وَجهِهِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ وَ كَيفَ أَ لَيسَ أَبِي وَ أَبُوهُ وَاحِداً وَ أصَليِ‌ وَ أَصلُهُ


صفحه : 19

وَاحِداً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ مِن نفَسيِ‌ وَ أَنتَ ابنيِ‌

23- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن طَاهِرٍ مِثلَهُ

24- عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد]رَوَي مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن يَعقُوبَ السّرّاجِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلَي رَأسِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي وَ هُوَ فِي المَهدِ فَجَعَلَ يُسَارّهُ طَوِيلًا فَجَلَستُ حَتّي فَرَغَ فَقُمتُ إِلَيهِ فَقَالَ ادنُ إِلَي مَولَاكَ فَسَلّم عَلَيهِ فَدَنَوتُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ ثُمّ قَالَ لِي اذهَب فَغَيّرِ اسمَ ابنَتِكَ التّيِ‌ سَمّيتَهَا أَمسِ فَإِنّهُ اسمٌ يُبغِضُهُ اللّهُ وَ كَانَت وُلِدَت لِي بِنتٌ وَ سَمّيتُهَا بِالحُمَيرَاءِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع انتَهِ إِلَي أَمرِهِ تَرشُد فَغَيّرتُ اسمَهَا

25- شا،[الإرشاد]رَوَي ابنُ مُسكَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ دَعَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَبَا الحَسَنِ يَوماً وَ نَحنُ عِندَهُ فَقَالَ لَنَا عَلَيكُم بِهَذَا بعَديِ‌ فَهُوَ وَ اللّهِ صَاحِبُكُم بعَديِ‌

26- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ مِثلَهُ

27- شا،[الإرشاد]رَوَي الوَشّاءُ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَاحِبِ هَذَا الأَمرِ قَالَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ لَا يَلهُو وَ لَا يَلعَبُ وَ أَقبَلَ أَبُو الحَسَنِ وَ هُوَ صَغِيرٌ وَ مَعَهُ بَهمَةُ عَنَاقٍ مَكّيّةٌ وَ يَقُولُ لَهَا اسجدُيِ‌ لِرَبّكِ فَأَخَذَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ ضَمّهُ إِلَيهِ وَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَن لَا يَلهُو وَ لَا يَلعَبُ


صفحه : 20

28- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ مِثلَهُ

بيان البهمة الواحد من أولاد الضأن والعناق كسحاب الأنثي من أولاد المعز ما لم يتم لها سنة

29- عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد]رَوَي يَعقُوبُ بنُ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ الصّادِقِ ع قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي يَوماً فَسَأَلَهُ عَلِيّ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيّ فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ إِلَي مَن نَفزَعُ وَ يَفزَعُ النّاسُ بَعدَكَ فَقَالَ إِلَي صَاحِبِ هَذَينِ الثّوبَينِ الأَصفَرَينِ وَ الغَدِيرَتَينِ وَ هُوَ الطّالِعُ عَلَيكَ مِنَ البَابِ فَمَا لَبِثنَا أَن طَلَعَ عَلَينَا كَفّانِ آخِذَتَانِ بِالبَابَينِ حَتّي انفَتَحَتَا وَ دَخَلَ عَلَينَا أَبُو اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ صبَيِ‌ّ وَ عَلَيهِ ثَوبَانِ أَصفَرَانِ

30- عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد]رَوَي مُحَمّدُ بنُ الوَلِيدِ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ لِجَمَاعَةٍ مِن خَاصّتِهِ وَ أَصحَابِهِ استَوصُوا بِمُوسَي ابنيِ‌ خَيراً فَإِنّهُ أَفضَلُ ولُديِ‌ وَ مَن أُخَلّفُ مِن بعَديِ‌ وَ هُوَ القَائِمُ مقَاَميِ‌ وَ الحُجّةُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي كَافّةِ خَلقِهِ مِن بعَديِ‌ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ شَدِيدَ التّمَسّكِ بِأَخِيهِ مُوسَي وَ الِانقِطَاعِ إِلَيهِ وَ التّوَفّرِ عَلَي أَخذِ مَعَالِمِ الدّينِ مِنهُ وَ لَهُ مَسَائِلُ مَشهُورَةٌ عَنهُ وَ جَوَابَاتٌ رَوَاهَا سَمَاعاً مِنهُ وَ الأَخبَارُ فِيمَا ذَكَرنَاهُ أَكثَرُ مِن أَن تُحصَي عَلَي مَا بَيّنّاهُ وَ وَصَفنَاهُ

31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يَزِيدُ بنُ أَسبَاطٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي مَرضَتِهِ التّيِ‌ مَاتَ فِيهَا فَقَالَ يَا يَزِيدُ أَ تَرَي هَذَا الصبّيِ‌ّ إِذَا رَأَيتَ النّاسَ قَدِ اختَلَفُوا فِيهِ فَاشهَد


صفحه : 21

عَلَيّ بأِنَيّ‌ أَخبَرتُكَ أَنّ يُوسُفَ إِنّمَا كَانَ ذَنبُهُ عِندَ إِخوَتِهِ حَتّي طَرَحُوهُ فِي الجُبّ الحَسَدَ لَهُ حِينَ أَخبَرَهُم أَنّهُ رَأَي أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ وَ هُم لَهُ سَاجِدُونَ وَ كَذَلِكَ لَا بُدّ لِهَذَا الغُلَامِ مِن أَن يُحسَدَ ثُمّ دَعَا مُوسَي وَ عَبدَ اللّهِ وَ إِسحَاقَ وَ محمد[مُحَمّداً] وَ العَبّاسَ وَ قَالَ لَهُم هَذَا وصَيِ‌ّ الأَوصِيَاءِ وَ عَالِمُ عِلمِ العُلَمَاءِ وَ شَهِيدٌ عَلَي الأَموَاتِ وَ الأَحيَاءِ ثُمّ قَالَ يَا يَزِيدُسَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَ يُسئَلُونَ

32- ني‌،[الغيبة للنعماني‌]روُيِ‌َ عَن زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ أَنّهُ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَ يَمِينِهِ سَيّدُ وُلدِهِ مُوسَي ع وَ قُدّامَهُ مَرقَدٌ مُغَطّي فَقَالَ لِي يَا زُرَارَةُ جئِنيِ‌ بِدَاوُدَ الرقّيّ‌ّ وَ حُمرَانَ وَ أَبِي بَصِيرٍ وَ دَخَلَ عَلَيهِ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ فَخَرَجتُ فَأَحضَرتُ مَن أمَرَنَيِ‌ بِإِحضَارِهِ وَ لَم تَزَلِ النّاسُ يَدخُلُونَ وَاحِداً أَثَرَ وَاحِدٍ حَتّي صِرنَا فِي البَيتِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَلَمّا حَشَدَ المَجلِسُ قَالَ يَا دَاوُدُ اكشِف لِي عَن وَجهِ إِسمَاعِيلَ فَكَشَفتُ عَن وَجهِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا دَاوُدُ أَ حيَ‌ّ هُوَ أَم مَيّتٌ قَالَ دَاوُدُ يَا موَلاَي‌َ هُوَ مَيّتٌ فَجَعَلَ يَعرِضُ ذَلِكَ عَلَي رَجُلٍ رَجُلٍ حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِ مَن فِي المَجلِسِ وَ كُلّ يَقُولُ هُوَ مَيّتٌ يَا موَلاَي‌َ فَقَالَ أللّهُمّ اشهَد ثُمّ أَمَرَ بِغُسلِهِ وَ حَنُوطِهِ وَ إِدرَاجِهِ فِي أَثوَابِهِ فَلَمّا فَرَغَ مِنهُ قَالَ لِلمُفَضّلِ يَا مُفَضّلُ احسِر عَن وَجهِهِ فَحَسَرَ عَن وَجهِهِ فَقَالَ أَ حيَ‌ّ هُوَ أَم مَيّتٌ فَقَالَ مَيّتٌ قَالَ أللّهُمّ اشهَد عَلَيهِم ثُمّ حُمِلَ إِلَي قَبرِهِ فَلَمّا وُضِعَ فِي لَحدِهِ قَالَ يَا مُفَضّلُ اكشِف عَن وَجهِهِ وَ قَالَ لِلجَمَاعَةِ أَ حيَ‌ّ هُوَ أَم مَيّتٌ قُلنَا لَهُ مَيّتٌ فَقَالَ أللّهُمّ اشهَد وَ اشهَدُوا فَإِنّهُ سَيَرتَابُ المُبطِلُونَ يُرِيدُونَ إِطفَاءَ نُورِ اللّهِ بِأَفوَاهِهِم ثُمّ أَومَأَ إِلَي مُوسَيوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ...وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ ثُمّ حَثَوا عَلَيهِ التّرَابَ ثُمّ أَعَادَ عَلَينَا القَولَ فَقَالَ المَيّتُ المُكَفّنُ المُحَنّطُ المَدفُونُ فِي هَذَا اللّحدِ مَن هُوَ قُلنَا إِسمَاعِيلُ قَالَ أللّهُمّ اشهَد ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ مُوسَي ع وَ قَالَ هُوَ حَقّ وَ الحَقّ مَعَهُ وَ مِنهُ إِلَي أَن يَرِثَ اللّهُالأَرضَ وَ مَن عَلَيها


صفحه : 22

وَ وَجَدتُ هَذَا الحَدِيثَ عِندَ بَعضِ إِخوَانِنَا فَذَكَرَ أَنّهُ نَسَخَهُ مِن أَبِي المَرجَي بنِ مُحَمّدِ بنِ المُعَمّرِ الثعّلبَيِ‌ّ وَ ذَكَرَ أَنّهُ حَدّثَهُ بِهِ المَعرُوفُ بأِبَيِ‌ سَهلٍ يَروِيهِ عَن أَبِي الصّلَاحِ وَ رَوَاهُ بُندَارُ القمُيّ‌ّ عَن بُندَارَ بنِ مُحَمّدِ بنِ صَدَقَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن زُرَارَةَ وَ أَنّ أَبَا المَرجَي ذَكَرَ أَنّهُ عَرَضَ هَذَا الحَدِيثَ عَلَي بَعضِ إِخوَانِهِ فَقَالَ إِنّهُ حَدّثَهُ بِهِ الحَسَنُ بنُ المُنذِرِ بِإِسنَادٍ لَهُ عَن زُرَارَةَ وَ زَادَ فِيهِ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ اللّهِ لَيَظهَرَنّ عَلَيكُم صَاحِبُكُم وَ لَيسَ فِي عُنُقِ أَحَدٍ لَهُ بَيعَةٌ وَ قَالَ فَلَا يَظهَرُ صَاحِبُكُم حَتّي يَشُكّ فِيهِ أَهلُ اليَقِينِقُل هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُم عَنهُ مُعرِضُونَ

33- ني‌،[الغيبة للنعماني‌] ابنُ عُقدَةَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن دُرُستَ عَنِ الوَلِيدِ بنِ صَبِيحٍ قَالَ كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ عَبدُ الجَلِيلِ صَدَاقَةٌ فِي قِدَمٍ فَقَالَ لِي إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع أَوصَي إِلَي إِسمَاعِيلَ قَالَ فَقُلتُ ذَلِكَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ عَبدَ الجَلِيلِ حدَثّنَيِ‌ بِأَنّكَ أَوصَيتَ إِلَي إِسمَاعِيلَ فِي حَيَاتِهِ قَبلَ مَوتِهِ بِثَلَاثِ سِنِينَ فَقَالَ يَا وَلِيدُ لَا وَ اللّهِ فَإِن كُنتُ فَعَلتُ فَإِلَي فُلَانٍ يعَنيِ‌ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع وَ سَمّاهُ

34-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] عَبدُ الوَاحِدِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو الخثَعمَيِ‌ّ عَن حَمّادٍ الصّائِغِ قَالَسَمِعتُ المُفَضّلَ بنَ عُمَرَ يَسأَلُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع هَل يَفرِضُ اللّهُ طَاعَةَ عَبدٍ ثُمّ يَكُنّهُ خَبَرَ السّمَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اللّهُ أَجَلّ وَ أَكرَمُ وَ أَرأَفُ بِعِبَادِهِ وَ أَرحَمُ مِن أَن يَفرِضَ طَاعَةَ عَبدٍ ثُمّ يَكُنّهُ خَبَرَ السّمَاءِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً قَالَ ثُمّ طَلَعَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَسُرّكَ أَن تَنظُرَ إِلَي صَاحِبِ كِتَابِ عَلِيّ فَقَالَ لَهُ المُفَضّلُ وَ أَيّ شَيءٍ يسَرُنّيِ‌ إِذاً أَعظَمَ مِن ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ هَذَا صَاحِبُ كِتَابِ عَلِيّ الكِتَابِ المَكنُونِ ألّذِي قَالَ اللّهُ


صفحه : 23

عَزّ وَ جَلّلا يَمَسّهُ إِلّا المُطَهّرُونَ

35- ني‌،[الغيبة للنعماني‌] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ التيّملُيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَأَلتُهُ عَن صَاحِبِ الأَمرِ مِن بَعدِهِ فَقَالَ لِي صَاحِبُ البَهمَةِ وَ كَانَ مُوسَي ع فِي نَاحِيَةِ الدّارِ صَبِيّاً وَ مَعَهُ عَنَاقٌ مَكّيّةٌ وَ هُوَ يَقُولُ لَهَا اسجدُيِ‌ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَكِ

36- ني‌،[الغيبة للنعماني‌] مِن مَشهُورِ كَلَامِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عِندَ وقُوُفِهِ عَلَي قَبرِ إِسمَاعِيلَ غلَبَنَيِ‌ لَكَ الحَزَنُ عَلَيكَ أللّهُمّ وَهَبتُ لِإِسمَاعِيلَ جَمِيعَ مَا قَصّرَ عَنهُ مِمّا افتَرَضتَ عَلَيهِ مِن حقَيّ‌ فَهَب لِي جَمِيعَ مَا قَصّرَ عَنهُ فِيمَا افتَرَضتَ عَلَيهِ مِن حَقّكَ

37- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن سَلَمَةَ بنِ مُحرِزٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ رَجُلًا مِنَ العِجلِيّةِ قَالَ لِي كَم عَسَي أَن يَبقَي لَكُم هَذَا الشّيخُ إِنّمَا هُوَ سَنَةً أَو سَنَتَينِ حَتّي يَهلِكَ ثُمّ تَصِيرُونَ لَيسَ لَكُم أَحَدٌ تَنظُرُونَ إِلَيهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَلَا قُلتَ لَهُ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَد أَدرَكَ مَا يُدرِكُ الرّجَالُ وَ قَدِ اشتَرَينَا لَهُ جَارِيَةً تُبَاحُ لَهُ فَكَأَنّكَ بِهِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ قَد وُلِدَ لَهُ فَقِيهٌ خَلَفٌ

38-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي الجَهمِ عَن نَصرِ بنِ قَابُوسَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع إنِيّ‌ سَأَلتُ أَبَاكَ ع مَنِ ألّذِي يَكُونُ بَعدَكَ فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّكَ أَنتَ هُوَ فَلَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذَهَبَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ قُلتُ أَنَا وَ أصَحاَبيِ‌ بِكَ فأَخَبرِنيِ‌ مَنِ ألّذِي


صفحه : 24

يَكُونُ بَعدَكَ قَالَ ابنيِ‌ عَلِيّ ع

39- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَنِ المُبَرّدِ عَنِ الريّاَشيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَ رَوَاهُ عَنِ الرّضَا ع أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع تَكَلّمَ يَوماً بَينَ يدَيَ‌ أَبِيهِ ع فَأَحسَنَ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَكَ خَلَفاً مِنَ الآبَاءِ وَ سُرُوراً مِنَ الأَبنَاءِ وَ عِوَضاً عَنِ الأَصدِقَاءِ

40- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عِيسَي شَلَقَانَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَن أَبِي الخَطّابِ فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً قَبلَ أَن أَجلِسَ يَا عِيسَي مَا مَنَعَكَ أَن تَلقَي ابنيِ‌ فَتَسأَلَهُ عَن جَمِيعِ مَا تُرِيدُ قَالَ عِيسَي فَذَهَبتُ إِلَي العَبدِ الصّالِحِ ع وَ هُوَ قَاعِدٌ فِي الكُتّابِ وَ عَلَي شَفَتَيهِ أَثَرُ المِدَادِ فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً يَا عِيسَي إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَخَذَ مِيثَاقَ النّبِيّينَ عَلَي النّبُوّةِ فَلَم يَتَحَوّلُوا عَنهَا أَبَداً وَ أَخَذَ مِيثَاقَ الوَصِيّينَ عَلَي الوَصِيّةِ فَلَم يَتَحَوّلُوا عَنهَا أَبَداً وَ أَعَارَ قَوماً الإِيمَانَ زَمَاناً ثُمّ يَسلُبُهُم إِيّاهُ وَ إِنّ أَبَا الخَطّابِ مِمّن أُعِيرَ الإِيمَانَ ثُمّ سَلَبَهُ اللّهُ تَعَالَي فَضَمَمتُهُ إلِيَ‌ّ وَ قَبّلتُ بَينَ عَينَيهِ ثُمّ قُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ثُمّ رَجَعتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي مَا صَنَعتَ يَا عِيسَي قُلتُ لَهُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَتَيتُهُ فأَخَبرَنَيِ‌ مُبتَدِئاً مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ عَن جَمِيعِ مَا أَرَدتُ أَن أَسأَلَهُ عَنهُ فَعَلِمتُ وَ اللّهِ عِندَ ذَلِكَ أَنّهُ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ فَقَالَ يَا عِيسَي إِنّ ابنيِ‌ هَذَا ألّذِي رَأَيتَ لَو سَأَلتَهُ عَمّا بَينَ دفَتّيَ‌ِ المُصحَفِ لَأَجَابَكَ فِيهِ بِعِلمٍ ثُمّ أَخرَجَهُ ذَلِكَ اليَومَ مِنَ الكِتَابِ فَعَلِمتُ ذَلِكَ اليَومَ أَنّهُ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ

41-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن فَضَالَةَ عَن مِسمَعٍ


صفحه : 25

كِردِينٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلتُ عَلَيهِ وَ عِندَهُ إِسمَاعِيلُ قَالَ وَ نَحنُ إِذ ذَاكَ نَأتَمّ بِهِ بَعدَ أَبِيهِ فَذَكَرَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّهُ سَمِعَ رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع خِلَافَ مَا ظَنّ فِيهِ قَالَ فَأَتَيتُ رَجُلَينِ مِن أَهلِ الكُوفَةِ كَانَا يَقُولَانِ بِهِ فَأَخبَرتُهُمَا فَقَالَ وَاحِدٌ مِنهُمَا سَمِعتُ وَ أَطَعتُ وَ رَضِيتُ وَ سَلّمتُ وَ قَالَ الآخَرُ وَ أَهوَي بِيَدِهِ إِلَي جَيبِهِ فَشَقّهُ ثُمّ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا سَمِعتُ وَ لَا أَطَعتُ وَ لَا رَضِيتُ حَتّي أَسمَعَهُ مِنهُ قَالَ ثُمّ خَرَجَ مُتَوَجّهاً إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ تَبِعتُهُ فَلَمّا كُنّا بِالبَابِ فَاستَأذَنّا فَأَذِنَ لِي فَدَخَلتُ قَبلَهُ ثُمّ أَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَلَمّا دَخَلَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا فُلَانُ أَ يُرِيدُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنكُمأَن يُؤتي صُحُفاً مُنَشّرَةً إِنّ ألّذِي أَخبَرَكَ بِهِ فُلَانٌ الحَقّ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أشَتهَيِ‌ أَن أَسمَعَهُ مِنكَ قَالَ إِنّ فُلَاناً إِمَامُكَ وَ صَاحِبُكَ مِن بعَديِ‌ يعَنيِ‌ أَبَا الحَسَنِ ع فَلَا يَدّعِيهَا فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ إِلّا كَالِبٌ[كَاذِبٌ]مُفتَرٍ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ الكوُفيِ‌ّ وَ كَانَ يُحسِنُ كَلَامَ النّبَطِيّةِ وَ كَانَ صَاحِبَ قَبَالَاتٍ فَقَالَ لِي درفه فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ درفه بِالنّبَطِيّةِ خُذهَا أَجَل فَخُذهَا فَخَرَجنَا مِن عِندِهِ

42- ختص ،[الإختصاص ] ابنُ عِيسَي وَ ابنُ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ مِثلَهُ

43- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ وَ طَلَبتُ وَ قَضَيتُ إِلَيهِ أَن يَجعَلَ هَذَا الأَمرَ إِلَي إِسمَاعِيلَ فَأَبَي اللّهُ إِلّا أَن يَجعَلَهُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي ع

44-ير،[بصائر الدرجات ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَمرِو بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ فَذَكَرُوا الأَوصِيَاءَ وَ ذُكِرَ إِسمَاعِيلُ فَقَالَ


صفحه : 26

لَا وَ اللّهِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا ذَاكَ إِلَينَا وَ مَا هُوَ إِلّا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَنزِلُ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ

45-كش ،[رجال الكشي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ بنِ أَيّوبَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبِي نَجِيحٍ عَنِ الفَيضِ بنِ المُختَارِ وَ عَنهُ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي نَجِيحٍ عَنِ الفَيضِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي الأَرضِ أَتَقَبّلُهَا مِنَ السّلطَانِ ثُمّ أُوَاجِرُهَا آخَرِينَ عَلَي أَنّ مَا أَخرَجَ اللّهُ مِنهَا مِن شَيءٍ كَانَ لِي مِن ذَلِكَ النّصفُ أَوِ الثّلُثُ أَو أَقَلّ مِن ذَلِكَ أَو أَكثَرُ قَالَ لَا بَأسَ قَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ ابنُهُ يَا أَبَتِ لَم تَحفَظ قَالَ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ أَ وَ لَيسَ كَذَلِكَ أُعَامِلُ أكَرَتَيِ‌ إنِيّ‌ كَثِيراً مَا أَقُولُ لَكَ الزمَنيِ‌ فَلَا تَفعَلُ فَقَامَ إِسمَاعِيلُ فَخَرَجَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا عَلَي إِسمَاعِيلَ أَن لَا يَلزَمَكَ إِذَا كُنتَ أَفضَيتَ إِلَيهِ الأَشيَاءَ مِن بَعدِكَ كَمَا أُفضِيَت إِلَيكَ بَعدَ أَبِيكَ قَالَ فَقَالَ يَا فَيضُ إِنّ إِسمَاعِيلَ لَيسَ كَأَنَا مِن أَبِي قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَد كُنّا لَا نَشُكّ أَنّ الرّحَالَ تَنحَطّ إِلَيهِ مِن بَعدِكَ وَ قَد قُلتَ فِيهِ مَا قُلتَ فَإِن كَانَ مَا نَخَافُ وَ أَسأَلُ اللّهَ العَافِيَةَ فَإِلَي مَن قَالَ فَأَمسَكَ عنَيّ‌ فَقَبّلتُ رُكبتَهُ وَ قُلتُ ارحَم سيَدّيِ‌ فَإِنّمَا هيِ‌َ النّارُ وَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَو طَمِعتُ أَن أَمُوتَ قَبلَكَ لَمَا بَالَيتُ وَ لكَنِيّ‌ أَخَافُ البَقَاءَ بَعدَكَ فَقَالَ لِي مَكَانَكَ ثُمّ قَامَ إِلَي سِترٍ فِي البَيتِ فَرَفَعَهُ فَدَخَلَ ثُمّ مَكَثَ قَلِيلًا ثُمّ صَاحَ يَا فَيضُ ادخُل فَدَخَلتُ فَإِذَا هُوَ فِي المَسجِدِ قَد صَلّي فِيهِ وَ انحَرَفَ عَنِ القِبلَةِ فَجَلَستُ بَينَ يَدَيهِ فَدَخَلَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ ع وَ هُوَ يَومَئِذٍ خمُاَسيِ‌ّ وَ فِي يَدِهِ دِرّةٌ فَأَقعَدَهُ عَلَي فَخِذِهِ فَقَالَ لَهُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَا هَذِهِ المِخفَقَةُ بِيَدِكَ قَالَ مَرَرتُ بعِلَيِ‌ّ أخَيِ‌ وَ هيِ‌َ فِي يَدِهِ يَضرِبُ بَهِيمَةً فَانتَزَعتُهَا مِن يَدِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا فَيضُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أُفضِيَت إِلَيهِ صُحُفُ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي ع فَائتَمَنَ عَلَيهَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع وَ ائتَمَنَ عَلَيهَا عَلِيّ ع


صفحه : 27

الحَسَنَ ع وَ ائتَمَنَ عَلَيهَا الحَسَنُ ع الحُسَينَ ع وَ ائتَمَنَ عَلَيهَا الحُسَينُ ع عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع وَ ائتَمَنَ عَلَيهَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع وَ ائتمَنَنَيِ‌ عَلَيهَا أَبِي فَكَانَت عنِديِ‌ وَ لَقَدِ ائتَمَنتُ عَلَيهَا ابنيِ‌ هَذَا عَلَي حَدَاثَتِهِ وَ هيِ‌َ عِندَهُ فَعَرَفتُ مَا أَرَادَ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ‌ قَالَ يَا فَيضُ إِنّ أَبِي كَانَ إِذَا أَرَادَ أَن لَا تُرَدّ لَهُ دَعوَةٌ أقَعدَنَيِ‌ عَلَي يَمِينِهِ فَدَعَا وَ أَمّنتُ فَلَا تُرَدّ لَهُ دَعوَةٌ وَ كَذَلِكَ أَصنَعُ باِبنيِ‌ هَذَا وَ لَقَد ذَكَرنَاكَ أَمسِ بِالمَوقِفِ فَذَكَرنَاكَ بِخَيرٍ فَقُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ‌ زدِنيِ‌ قَالَ يَا فَيضُ إِنّ أَبِي إِذَا كَانَ سَافَرَ وَ أَنَا مَعَهُ فَنَعَسَ وَ هُوَ عَلَي رَاحِلَتِهِ أَدنَيتُ راَحلِتَيِ‌ مِن رَاحِلَتِهِ فَوَسّدتُهُ ذرِاَعيِ‌ المِيلَ وَ المِيلَينِ حَتّي يقَضيِ‌َ وَطَرَهُ مِنَ النّومِ وَ كَذَلِكَ يَصنَعُ بيِ‌ ابنيِ‌ هَذَا قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ‌ قَالَ إنِيّ‌ لَأَجِدُ باِبنيِ‌ هَذَا مَا كَانَ يَجِدُ يَعقُوبُ بِيُوسُفَ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ زدِنيِ‌ قَالَ هُوَ صَاحِبُكَ ألّذِي سَأَلتَ عَنهُ فَأَقِرّ لَهُ بِحَقّهِ فَقُمتُ حَتّي قَبّلتُ رَأسَهُ وَ دَعَوتُ اللّهَ لَهُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمَا إِنّهُ لَم يُؤذَن لَهُ فِي أَمرِكَ مِنهُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أُخبِرُ بِهِ أَحَداً قَالَ نَعَم أَهلَكَ وَ وُلدَكَ وَ رُفَقَاءَكَ وَ كَانَ معَيِ‌ أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌ وَ يُونُسُ بنُ ظَبيَانَ مِن رفُقَاَئيِ‌ فَلَمّا أَخبَرتُهُم حَمِدُوا اللّهَ عَلَي ذَلِكَ كَثِيراً فَقَالَ يُونُسُ لَا وَ اللّهِ حَتّي أَسمَعَ ذَلِكَ مِنهُ وَ كَانَت فِيهِ عَجَلَةٌ فَخَرَجَ فَاتّبَعتُهُ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي البَابِ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ قَد سبَقَنَيِ‌ فَقَالَ الأَمرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَيضٌ قَالَ سَمِعتُ وَ أَطَعتُ

46-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي وَ الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُعَاذِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الوَصِيّةَ نَزَلَت مِنَ السّمَاءِ عَلَي مُحَمّدٍص كِتَاباً لَم يُنزَل عَلَي مُحَمّدٍص كِتَابٌ مَختُومٌ إِلّا الوَصِيّةُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع يَا مُحَمّدُ هَذِهِ وَصِيّتُكَ فِي أُمّتِكَ عِندَ أَهلِ بَيتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّ أَهلِ بيَتيِ‌ يَا


صفحه : 28

جَبرَئِيلُ قَالَ نَجِيبُ اللّهِ مِنهُم وَ ذُرّيّتُهُ لِيَرِثَكَ عِلمَ النّبُوّةِ كَمَا وَرِثَهُ اِبرَاهِيمُ ع وَ مِيرَاثُهُ لعِلَيِ‌ّ وَ ذُرّيّتِكَ مِن صُلبِهِ فَقَالَ وَ كَانَ عَلَيهَا خَوَاتِيمُ قَالَ فَفَتَحَ عَلِيّ ع الخَاتَمَ الأَوّلَ وَ مَضَي لِمَا فِيهَا ثُمّ فَتَحَ الحَسَنُ ع الخَاتَمَ الثاّنيِ‌َ وَ مَضَي لِمَا أُمِرَ بِهِ فِيهَا فَلَمّا توُفُيّ‌َ الحَسَنُ وَ مَضَي فَتَحَ الحُسَينُ ع الخَاتَمَ الثّالِثَ فَوَجَدَ فِيهَا أَن قَاتِل فَاقتُل وَ تُقتَلُ وَ اخرُج بِأَقوَامٍ لِلشّهَادَةِ لَا شَهَادَةَ لَهُم إِلّا مَعَكَ قَالَ فَفَعَلَ ع فَلَمّا مَضَي دَفَعَهَا إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَبلَ ذَلِكَ فَفَتَحَ الخَاتَمَ الرّابِعَ فَوَجَدَ فِيهَا أَنِ اصمُت وَ أَطرِق لِمَا حُجِبَ العِلمُ فَلَمّا توُفُيّ‌َ وَ مَضَي دَفَعَهَا إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع فَفَتَحَ الخَاتَمَ الخَامِسَ فَوَجَدَ فِيهَا أَن فَسّر كِتَابَ اللّهِ وَ صَدّق أَبَاكَ وَ وَرّثِ ابنَكَ وَ اصطَنِعِ الأُمّةَ وَ قُم بِحَقّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قُلِ الحَقّ فِي الخَوفِ وَ الأَمنِ وَ لَا تَخشَ إِلّا اللّهَ فَفَعَلَ ثُمّ دَفَعَهَا إِلَي ألّذِي يَلِيهِ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأَنتَ هُوَ قَالَ فَقَالَ مَا بيِ‌ إِلّا أَن تَذهَبَ يَا مُعَاذُ فتَرَويِ‌َ عَلَيّ قَالَ فَقُلتُ أَسأَلُ اللّهَ ألّذِي رَزَقَكَ مِن آبَائِكَ هَذِهِ المَنزِلَةَ أَن يَرزُقَكَ مِن عَقِبِكَ مِثلَهَا قَبلَ المَمَاتِ قَالَ قَد فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ يَا مُعَاذُ قَالَ فَقُلتُ فَمَن هُوَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ هَذَا الرّاقِدُ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي العَبدِ الصّالِحِ وَ هُوَ رَاقِدٌ


صفحه : 29

باب 4-معجزاته واستجابة دعواته ومعالي‌ أموره وغرائب شأنه صلوات الله عليه

1- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ حَدّثَ عِيسَي بنُ مُحَمّدِ بنِ مُغِيثٍ القرُطيِ‌ّ وَ بَلَغَ تِسعِينَ سَنَةً قَالَ زَرَعتُ بِطّيخاً وَ قِثّاءً وَ قَرعاً فِي مَوضِعٍ بِالجَوّانِيّةِ عَلَي بِئرٍ يُقَالُ لَهَا أُمّ عِظَامٍ فَلَمّا قَرُبَ الخَيرُ وَ استَوَي الزّرعُ بيَتّنَيِ‌ الجَرَادُ وَ أَتَي عَلَي الزّرعِ كُلّهِ وَ كُنتُ غَرِمتُ عَلَي الزّرعِ ثَمَنَ جَمَلَينِ وَ مِائَةً وَ عِشرِينَ دِينَاراً فَبَينَا أَنَا جَالِسٌ إِذ طَلَعَ مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَسَلّمَ ثُمّ قَالَ أَيشٍ حَالُكَ قُلتُ أَصبَحتُ كَالصّرِيمِ بيَتّنَيِ‌ الجَرَادُ فَأَكَلَ زرَعيِ‌ قَالَ وَ كَم غَرِمتَ قُلتُ مِائَةً وَ عِشرِينَ دِينَاراً مَعَ ثَمَنِ الجَمَلَينِ قَالَ فَقَالَ يَا عَرَفَةُ إِنّ لأِبَيِ‌ الغَيثِ مِائَةً وَ خَمسِينَ دِينَاراً فَرِبحُكَ ثَلَاثُونَ دِينَاراً وَ الجَمَلَانِ فَقُلتُ يَا مُبَارَكُ ادعُ لِي فِيهَا بِالبَرَكَةِ فَدَخَلَ وَ دَعَا وَ حدَثّنَيِ‌ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ تَمَسّكُوا بِبَقَاءِ المَصَائِبِ ثُمّ عَلّقتُ عَلَيهِ الجَمَلَينِ وَ سَقَيتُهُ فَجَعَلَ اللّهُ فِيهِ البَرَكَةَ وَ زَكَت فَبِعتُ مِنهَا بِعَشَرَةِ آلَافٍ

بيان قوله ص تمسكوا لعل المراد عدم الجزع عندالمصائب والاعتناء بشأنها فإنها غالبا من علامات السعادة أوتمسكوا بالله عندبقائها

2-كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مَولًي لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَالَكُنّا مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع حِينَ قُدِمَ بِهِ البَصرَةَ فَلَمّا أَن كَانَ قُربَ المَدَائِنِ رَكِبنَا


صفحه : 30

فِي أَموَاجٍ كَثِيرَةٍ وَ خَلّفنَا سَفِينَةً فِيهَا امرَأَةٌ تُزَفّ إِلَي زَوجِهَا وَ كَانَت لَهُم جَلَبَةٌ فَقَالَ مَا هَذِهِ الجَلَبَةُ قُلنَا عَرُوسٌ فَمَا لَبِثنَا أَن سَمِعنَا صَيحَةً فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالُوا ذَهَبَتِ العَرُوسُ لِتَغتَرِفَ مَاءً فَوَقَعَ مِنهَا سِوَارٌ مِن ذَهَبٍ فَصَاحَت فَقَالَ احبِسُوا وَ قُولُوا لِمَلّاحِهِم يَحبِس فَحَبَسنَا وَ حَبَسَ مَلّاحُهُم فَاتّكَأَ عَلَي السّفِينَةِ وَ هَمَسَ قَلِيلًا وَ قَالَ قُولُوا لِمَلّاحِهِم يَتّزِر بِفُوطَةٍ وَ يَنزِل فَيَتَنَاوَلَ السّوَارَ فَنَظَرنَا فَإِذَا السّوَارُ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ إِذَا مَاءٌ قَلِيلٌ فَنَزَلَ المَلّاحُ فَأَخَذَ السّوَارَ فَقَالَ أَعطِهَا وَ قُل لَهَا فَلتَحمَدِ اللّهَ رَبّهَا ثُمّ سِرنَا فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِسحَاقُ جُعِلتُ فِدَاكَ الدّعَاءُ ألّذِي دَعَوتَ بِهِ عَلّمنِيهِ قَالَ نَعَم وَ لَا تُعَلّمهُ مَن لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ وَ لَا تُعَلّمهُ إِلّا مَن كَانَ مِن شِيعَتِنَا ثُمّ قَالَ اكتُب فَأَملَي عَلَيّ إِنشَاءً يَا سَابِقَ كُلّ فَوتٍ يَا سَامِعاً لِكُلّ صَوتٍ قوَيِ‌ّ أَو خفَيِ‌ّ يَا محُييِ‌َ النّفُوسِ بَعدَ المَوتِ لَا تَغشَاكَ الظّلُمَاتُ الحَندَسِيّةُ وَ لَا تَشَابَهُ عَلَيكَ اللّغَاتُ المُختَلِفَةُ وَ لَا يَشغَلُكَ شَيءٌ عَن شَيءٍ يَا مَن لَا يَشغَلُهُ دَعوَةُ دَاعٍ دَعَاهُ مِنَ السّمَاءِ يَا مَن لَهُ عِندَ كُلّ شَيءٍ مِن خَلقِهِ سَمعٌ سَامِعٌ وَ بَصُرٌ نَافِذٌ يَا مَن لَا تُغَلّطُهُ كَثرَةُ المَسَائِلِ وَ لَا يُبرِمُهُ إِلحَاحُ المُلِحّينَ يَا حيَ‌ّ حِينَ لَا حيَ‌ّ فِي دَيمِومَةِ مُلكِهِ وَ بَقَائِهِ يَا مَن سَكَنَ العُلَي وَ احتَجَبَ عَن خَلقِهِ بِنُورِهِ يَا مَن أَشرَقَت لِنُورِهِ دُجَي الظّلَمِ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ الوَاحِدِ الأَحَدِ الفَردِ الصّمَدِ ألّذِي هُوَ مِن جَمِيعِ أَركَانِكَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ ثُمّ سَل حَاجَتَكَ

وَ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن وصَيِ‌ّ عَلِيّ بنِ السرّيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع إِنّ عَلِيّ بنَ السرّيِ‌ّ توُفُيّ‌َ وَ أَوصَي إلِيَ‌ّ فَقَالَ رَحِمَهُ اللّهُ فَقُلتُ وَ إِنّ ابنَهُ جَعفَراً وَقَعَ عَلَي أُمّ وَلَدٍ لَهُ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُخرِجَهُ مِنَ المِيرَاثِ فَقَالَ لِي أَخرِجهُ وَ إِن كَانَ صَادِقاً فَسَيُصِيبُهُ خَبَلٌ فَرَجَعتُ فقَدَمّنَيِ‌


صفحه : 31

إِلَي أَبِي يُوسُفَ القاَضيِ‌ قَالَ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ أَنَا جَعفَرُ بنُ عَلِيّ بنِ السرّيِ‌ّ وَ هَذَا وصَيِ‌ّ أَبِي فَمُرهُ فَليَدفَع إلِيَ‌ّ ميِراَثيِ‌ مِن أَبِي فَقَالَ مَا تَقُولُ قُلتُ نَعَم هَذَا جَعفَرٌ وَ أَنَا وصَيِ‌ّ أَبِيهِ قَالَ فَادفَع إِلَيهِ مَالَهُ فَقُلتُ لَهُ أُرِيدُ أَن أُكَلّمَكَ قَالَ فَادنُه فَدَنَوتُ حَيثُ لَا يَسمَعُ أَحَدٌ كلَاَميِ‌ فَقُلتُ هَذَا وَقَعَ عَلَي أُمّ وَلَدِ أَبِيهِ وَ أمَرَنَيِ‌ أَبُوهُ وَ أوَصاَنيِ‌ أَن أُخرِجَهُ مِنَ المِيرَاثِ وَ لَا أُوَرّثَهُ شَيئاً فَأَتَيتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع بِالمَدِينَةِ فَأَخبَرتُهُ وَ سَأَلتُهُ فأَمَرَنَيِ‌ أَن أُخرِجَهُ مِنَ المِيرَاثِ وَ لَا أُوَرّثَهُ شَيئاً قَالَ فَقَالَ اللّهَ إِنّ أَبَا الحَسَنِ أَمَرَكَ قُلتُ نَعَم فاَستحَلفَنَيِ‌ ثَلَاثاً وَ قَالَ أَنفِذ بِمَا أُمِرتَ بِهِ فَالقَولُ قَولُهُ قَالَ الوصَيِ‌ّ فَأَصَابَهُ الخَبَلُ بَعدَ ذَلِكَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الوَشّاءُ رَأَيتُهُ عَلَي ذَلِكَ

وَ عَن خَالِدٍ قَالَ خَرَجتُ وَ أَنَا أُرِيدُ أَبَا الحَسَنِ ع فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ هُوَ فِي عَرصَةِ دَارِهِ جَالِسٌ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ جَلَستُ وَ قَد كُنتُ أَتَيتُهُ لِأَسأَلَهُ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا كُنتُ سَأَلتُهُ حَاجَةً فَلَم يَفعَل فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ ينَبغَيِ‌ لِأَحَدِكُم إِذَا لَبِسَ الثّوبَ الجَدِيدَ أَن يُمِرّ يَدَهُ عَلَيهِ وَ يَقُولَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي كسَاَنيِ‌ مَا أوُاَريِ‌ بِهِ عوَرتَيِ‌ وَ أَتَجَمّلُ بِهِ بَينَ النّاسِ وَ إِذَا أَعجَبَهُ شَيءٌ فَلَا يُكثِر ذِكرَهُ فَإِنّ ذَلِكَ مِمّا يَهُدّهُ وَ إِذَا كَانَت لِأَحَدِكُم إِلَي أَخِيهِ حَاجَةٌ وَ وَسِيلَةٌ لَا يُمكِنُهُ قَضَاؤُهَا فَلَا يَذكُرهُ إِلّا بِخَيرٍ فَإِنّ اللّهَ يُوقِعُ ذَلِكَ فِي صَدرِهِ فيَقَضيِ‌ حَاجَتَهُ قَالَ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ وَ أَنَا أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَا خَالِدُ اعمَل مَا أَمَرتُكَ قَالَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ أَرَدتُ شِرَاءَ جَارِيَةٍ بِمِنًي فَكَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أُشَاوِرُهُ فَلَم يَرُدّ عَلَيّ جَوَاباً فَلَمّا كَانَ فِي غَدٍ مَرّ بيِ‌ يرَميِ‌ الجِمَارَ عَلَي حِمَارٍ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ إِلَي الجَارِيَةِ مِن بَينِ الجوَاَريِ‌ ثُمّ أتَاَنيِ‌ كِتَابُهُ لَا أَرَي بِشِرَائِهَا بَأساً إِن لَم يَكُن فِي عُمُرِهَا قِلّةٌ قُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا قَالَ لِي هَذَا الحَرفَ إِلّا وَ هَاهُنَا شَيءٌ لَا وَ اللّهِ لَا اشتَرَيتُهَا قَالَ فَمَا خَرَجتُ مِن مَكّةَ حَتّي دُفِنَت


صفحه : 32

وَ عَنِ الوَشّاءِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ قَالَ حَجَجتُ أَنَا وَ خاَليِ‌ إِسمَاعِيلُ بنُ إِليَاسَ فَكَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ وَ كَتَبَ خاَليِ‌ أَنّ لِي بَنَاتٍ وَ لَيسَ لِي ذَكَرٌ وَ قَد قُتِلَ رِجَالُنَا وَ قَد خَلّفتُ امرأَتَيِ‌ حَامِلًا فَادعُ اللّهَ أَن يَجعَلَهُ غُلَاماً وَ سَمّهِ فَوَقَعَ فِي الكِتَابِ قَد قَضَي اللّهُ حَاجَتَكَ فَسَمّهِ مُحَمّداً فَقَدِمنَا إِلَي الكُوفَةِ وَ قَد وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ قَبلَ وُصُولِنَا الكُوفَةَ بِسِتّةِ أَيّامٍ دَخَلنَا يَومَ سَابِعِهِ فَقَالَ أَبُو مُحَمّدٍ هُوَ وَ اللّهِ اليَومَ رَجُلٌ وَ لَهُ أَولَادٌ

وَ عَن زَكَرِيّا بنِ آدَمَ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ كَانَ أَبِي مِمّن تَكَلّمَ فِي المَهدِ

وَ عَنِ الأَصبَغِ بنِ مُوسَي قَالَ بَعَثَ معَيِ‌ رَجُلٌ مِن أَصحَابِنَا إِلَي أَبِي اِبرَاهِيمَ ع بِمِائَةِ دِينَارٍ وَ كَانَت معَيِ‌ بِضَاعَةٌ لنِفَسيِ‌ وَ بِضَاعَةٌ لَهُ فَلَمّا دَخَلتُ المَدِينَةَ صَبَبتُ عَلَيّ المَاءَ وَ غَسَلتُ بضِاَعتَيِ‌ وَ بِضَاعَةَ الرّجُلِ وَ ذَرَرتُ عَلَيهَا مِسكاً ثُمّ إنِيّ‌ عَدَدتُ بِضَاعَةَ الرّجُلِ فَوَجَدتُهَا تِسعَةً وَ تِسعِينَ دِينَاراً فأعددت [فَأَعَدتُ]عَدَدَهَا[عَدّهَا] وَ هيِ‌َ كَذَلِكَ فَأَخَذتُ دِينَاراً آخَرَ لِي فَغَسَلتُهُ وَ ذَرَرتُ عَلَيهِ المِسكَ وَ أَعَدتُهَا فِي صُرّةٍ كَمَا كَانَت وَ دَخَلتُ عَلَيهِ فِي اللّيلِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ معَيِ‌ شَيئاً أَتَقَرّبُ بِهِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ هَاتِ فَنَاوَلتُهُ دنَاَنيِريِ‌ وَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ فُلَاناً مَولَاكَ بَعَثَ إِلَيكَ معَيِ‌ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ هَاتِ فَنَاوَلتُهُ الصّرّةَ قَالَ صُبّهَا فَصَبَبتُهَا فَنَثَرَهَا بِيَدِهِ وَ أَخرَجَ ديِناَريِ‌ مِنهَا ثُمّ قَالَ إِنّمَا بَعَثَ إِلَينَا وَزناً لَا عَدَداً

وَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي السّنَةِ التّيِ‌ قُبِضَ فِيهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ لَهُ كَم أَتَي لَكَ قَالَ تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً قَالَ فَقُلتُ إِنّ أَبَاكَ أَسَرّ إلِيَ‌ّ سِرّاً وَ حدَثّنَيِ‌ بِحَدِيثٍ فأَخَبرِنيِ‌ بِهِ فَقَالَ قَالَ لَكَ


صفحه : 33

كَذَا وَ كَذَا حَتّي نَسَقَ عَلَي مَا أخَبرَنَيِ‌ بِهِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ رَوَي هِشَامُ بنُ أَحمَرَ أَنّهُ وَرَدَ تَاجِرٌ مِنَ المَغرِبِ وَ مَعَهُ جَوَارٍ فَعَرَضَهُنّ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَلَم يَختَر مِنهُنّ شَيئاً وَ قَالَ أَرِنَا فَقَالَ عنِديِ‌ أُخرَي وَ هيِ‌َ مَرِيضَةٌ فَقَالَ مَا عَلَيكَ أَن تَعرِضَهَا فَأَبَي فَانصَرَفَ ثُمّ إِنّهُ أرَسلَنَيِ‌ مِنَ الغَدِ إِلَيهِ وَ قَالَ قُل لَهُ كَم غَايَتُكَ فِيهَا فَقَالَ مَا أَنقُصُهَا مِن كَذَا وَ كَذَا فَقُلتُ قَد أَخَذتُهَا وَ هُوَ لَكَ فَقَالَ وَ هيِ‌َ لَكَ وَ لَكِن مَنِ الرّجُلُ فَقُلتُ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَقَالَ مِن أَيّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ قُلتُ مَا عنِديِ‌ أَكثَرُ مِن هَذَا فَقَالَ أُخبِرُكَ عَن هَذِهِ الوَصِيفَةِ إنِيّ‌ اشتَرَيتُهَا مِن أَقصَي المَغرِبِ فلَقَيِتَنيِ‌ امرَأَةٌ مِن أَهلِ الكِتَابِ فَقَالَت مَا هَذِهِ الوَصِيفَةُ مَعَكَ فَقُلتُ اشتَرَيتُهَا لنِفَسيِ‌ فَقَالَت مَا ينَبغَيِ‌ أَن تَكُونَ هَذِهِ عِندَ مِثلِكَ إِنّ هَذِهِ الجَارِيَةَ ينَبغَيِ‌ أَن تَكُونَ عِندَ خَيرِ أَهلِ الأَرضِ وَ لَا تَلبَثُ عِندَهُ إِلّا قَلِيلًا حَتّي تَلِدَ مِنهُ غُلَاماً مَا يُولَدُ بِشَرقِ الأَرضِ وَ لَا غَربِهَا مِثلُهُ يَدِينُ لَهُ شَرقُ الأَرضِ وَ غَربُهَا قَالَ فَأَتَيتُهُ بِهَا فَلَم يَلبَث إِلّا قَلِيلًا حَتّي وَلَدَت عَلِيّاً الرّضَا ع

3-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ ابنَا نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَكُنتُ فِي طَرِيقِ مَكّةَ وَ أَنَا أُرِيدُ شِرَاءَ بَعِيرٍ فَمَرّ بيِ‌ أَبُو الحَسَنِ ع فَلَمّا نَظَرتُ إِلَيهِ تَنَاوَلتُ رُقعَةً فَكَتَبتُ إِلَيهِ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أُرِيدُ شِرَاءَ هَذَا البَعِيرِ فَمَا تَرَي فَنَظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ لَا أَرَي فِي شِرَاهُ بَأساً فَإِن خِفتَ عَلَيهِ ضَعفاً فَأَلقِمهُ فَاشتَرَيتُهُ وَ حَمَلتُ عَلَيهِ فَلَم أَرَ مُنكَراً حَتّي إِذَا كُنتُ قَرِيباً مِنَ الكُوفَةِ فِي بَعضِ المَنَازِلِ وَ عَلَيهِ حِملٌ ثَقِيلٌ رَمَي بِنَفسِهِ وَ اضطَرَبَ لِلمَوتِ فَذَهَبَ الغِلمَانُ يَنزِعُونَ عَنهُ فَذَكَرتُ الحَدِيثَ فَدَعَوتُ بِلُقَمٍ فَمَا أَلقَمُوهُ إِلّا سَبعاً حَتّي


صفحه : 34

قَامَ بِحِملِهِ

4- كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ بِخَطّ جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلتُ المَدِينَةَ وَ أَنَا مَرِيضٌ شَدِيدَ المَرَضِ وَ كَانَ أَصحَابُنَا يَدخُلُونَ وَ لَا أَعقِلُ بِهِم وَ ذَلِكَ لِأَنّهُ أصَاَبنَيِ‌ حُمّي فَذَهَبَ عقَليِ‌ وَ أخَبرَنَيِ‌ إِسحَاقُ بنُ عَمّارٍ أَنّهُ أَقَامَ عَلَيّ بِالمَدِينَةِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ لَا يَشُكّ أَنّهُ لَا يَخرُجُ مِنهَا حَتّي يدَفنِنَيِ‌ وَ يصُلَيّ‌َ عَلَيّ وَ خَرَجَ إِسحَاقُ بنُ عَمّارٍ وَ أَفَقتُ بَعدَ مَا خَرَجَ إِسحَاقُ فَقُلتُ لأِصَحاَبيِ‌ افتَحُوا كيِسيِ‌ وَ أَخرِجُوا مِنهُ مِائَةَ دِينَارٍ فَاقسِمُوهَا فِي أَصحَابِنَا وَ أَرسَلَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ ع بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَقَالَ الرّسُولُ يَقُولُ لَكَ أَبُو الحَسَنِ ع اشرَب هَذَا المَاءَ فَإِنّ فِيهِ شِفَاكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَفَعَلتُ فَأَسهَلَ بطَنيِ‌ فَأَخرَجَ اللّهُ مَا كُنتُ أَجِدُهُ مِن بطَنيِ‌ مِنَ الأَذَي وَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ أَمّا أَجَلُكَ قَد حَضَرَ مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ فَخَرَجتُ إِلَي مَكّةَ فَلَقِيتُ إِسحَاقَ بنَ عَمّارٍ فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد أَقَمتُ بِالمَدِينَةِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مَا شَكَكتُ إِلّا أَنّكَ سَتَمُوتُ فأَخَبرِنيِ‌ بِقِصّتِكَ فَأَخبَرتُهُ بِمَا صَنَعتُ وَ مَا قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع مِمّا أَنشَأَ اللّهُ فِي عمُرُيِ‌ مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ مِنَ المَوتِ وَ أصَاَبنَيِ‌ مِثلُ مَا أَصَابَ فَقُلتُ يَا إِسحَاقُ إِنّهُ إِمَامٌ ابنُ إِمَامٍ وَ بِهَذَا يُعرَفُ الإِمَامُ

5-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِشكِيبَ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبّادٍ القصَريِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَلّامٍ وَ فُلَانِ بنِ حُمَيدٍ قَالَابَعَثَ إِلَينَا عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ فَقَالَ اشتَرِيَا رَاحِلَتَينِ وَ تَجَنّبَا الطّرِيقَ وَ دَفَعَ إِلَينَا أَموَالًا وَ كُتُباً حَتّي تُوصِلَا مَا مَعَكُمَا مِنَ المَالِ وَ الكُتُبِ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع وَ لَا يَعلَم بِكُمَا أَحَدٌ قَالَ فَأَتَينَا الكُوفَةَ وَ اشتَرَينَا رَاحِلَتَينِ وَ تَزَوّدنَا زَاداً وَ خَرَجنَا


صفحه : 35

نَتَجَنّبُ الطّرِيقَ حَتّي إِذَا صِرنَا بِبَطنِ الرّمّةِ شَدَدنَا رَاحِلَتَنَا وَ وَضَعنَا لَهَا العَلَفَ وَ قَعَدنَا نَأكُلُ فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ رَاكِبٌ قَد أَقبَلَ وَ مَعَهُ شاَكرِيِ‌ّ فَلَمّا قَرُبَ مِنّا فَإِذَا هُوَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع فَقُمنَا إِلَيهِ وَ سَلّمنَا عَلَيهِ وَ دَفَعنَا إِلَيهِ الكُتُبَ وَ مَا كَانَ مَعَنَا فَأَخرَجَ مِن كُمّهِ كُتُباً فَنَاوَلَنَا إِيّاهَا فَقَالَ هَذِهِ جَوَابَاتُ كُتُبِكُم قَالَ فَقُلنَا إِنّ زَادَنَا قَد فنَيِ‌َ فَلَو أَذِنتَ لَنَا فَدَخَلنَا المَدِينَةَ فَزُرنَا رَسُولَ اللّهِ وَ تَزَوّدنَا زَاداً فَقَالَ هَاتَا مَا مَعَكُمَا مِنَ الزّادِ فَأَخرَجنَا الزّادَ إِلَيهِ فَقَلّبَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ هَذَا يُبَلّغُكُمَا إِلَي الكُوفَةِ وَ أَمّا رَسُولُ اللّهِص فَقَد رَأَيتُمَا أنَيّ‌ صَلّيتُ مَعَهُمُ الفَجرَ وَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أصُلَيّ‌َ مَعَهُمُ الظّهرَ انصَرِفَا فِي حِفظِ اللّهِ

حمدويه عن يحيي بن محمد عن بكر بن صالح مثله

6- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ إِسمَاعِيلَ بنَ سَالِمٍ قَالَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ وَ إِسمَاعِيلُ بنُ أَحمَدَ فَقَالَا لِي خُذ هَذِهِ الدّنَانِيرَ وَ ائتِ الكُوفَةَ فَالقَ فُلَاناً وَ أَشخَصَهُ وَ اشتَرَيَا رَاحِلَتَينِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحوَ مَا مَرّ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ فَرَجَعنَا وَ كَانَ يَكفِينَا

بيان الشاكري‌ معرب چاكر قوله فقد رأيتما أي قربتم من المدينة والقرب في حكم الزيارة. ويحتمل أن يكون المراد أن رؤيتي‌ بمنزلة رؤية الرسول كما في بعض النسخ رأيتماه و علي هذا قوله إني‌ صليت بيان لفضله أوإعجازه مؤكدا لكونه بمنزلة الرسول ص في الشرف و هذاإنما يستقيم إذاكانت المسافة بينهم و بين المدينة بعيدة والأول أظهر

7-كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ بِخَطّ جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِ‌ّ قَالَ قَالَ


صفحه : 36

لِي أَبُو الحَسَنِ ع مُبتَدِئاً مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ عَن شَيءٍ يَا شُعَيبُ غَداً يَلقَاكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ المَغرِبِ يَسأَلُكَ عنَيّ‌ فَقُل هُوَ وَ اللّهِ الإِمَامُ ألّذِي قَالَ لَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَإِذَا سَأَلَكَ عَنِ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ فَأَجِبهُ منِيّ‌ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا عَلَامَتُهُ قَالَ رَجُلٌ طَوِيلٌ جَسِيمٌ يُقَالُ لَهُ يَعقُوبُ فَإِذَا أَتَاكَ فَلَا عَلَيكَ أَن تُجِيبَهُ عَن جَمِيعِ مَا سَأَلَكَ فَإِنّهُ وَاحِدُ قَومِهِ فَإِن أَحَبّ أَن تُدخِلَهُ إلِيَ‌ّ فَأَدخِلهُ قَالَ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لفَيِ‌ طوَاَفيِ‌ إِذ أَقبَلَ إلِيَ‌ّ رَجُلٌ طَوِيلٌ مِن أَجسَمِ مَا يَكُونُ مِنَ الرّجَالِ فَقَالَ لِي أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن صَاحِبِكَ فَقُلتُ عَن أَيّ صَاحِبٍ قَالَ عَن فُلَانِ بنِ فُلَانٍ قُلتُ مَا اسمُكَ قَالَ يَعقُوبُ قُلتُ وَ مِن أَينَ أَنتَ قَالَ رَجُلٌ مِن أَهلِ المَغرِبِ قُلتُ فَمِن أَينَ أَنتَ عرَفَتنَيِ‌ قَالَ أتَاَنيِ‌ آتٍ فِي منَاَميِ‌ القَ شُعَيباً فَسَلهُ عَن جَمِيعِ مَا تَحتَاجُ إِلَيهِ فَسَأَلتُ عَنكَ فَدُلِلتُ عَلَيكَ فَقُلتُ اجلِس فِي هَذَا المَوضِعِ حَتّي أَفرُغَ مِن طوَاَفيِ‌ وَ آتِيَكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَطُفتُ ثُمّ أَتَيتُهُ فَكَلّمتُ رَجُلًا عَاقِلًا ثُمّ طَلَبَ إلِيَ‌ّ أَن أُدخِلَهُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَأَخَذتُ بِيَدِهِ فَاستَأذَنتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَأَذِنَ لِي فَلَمّا رَآهُ أَبُو الحَسَنِ ع قَالَ لَهُ يَا يَعقُوبُ قَدِمتَ أَمسِ وَ وَقَعَ بَينَكَ وَ بَينَ أَخِيكَ شَرّ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا حَتّي شَتَمَ بَعضُكُم بَعضاً وَ لَيسَ هَذَا ديِنيِ‌ وَ لَا دِينَ آباَئيِ‌ وَ لَا نَأمُرُ بِهَذَا أَحَداً مِنَ النّاسِ فَاتّقِ اللّهَ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَإِنّكُمَا سَتَفتَرِقَانِ بِمَوتٍ أَمَا إِنّ أَخَاكَ سَيَمُوتُ فِي سَفَرِهِ قَبلَ أَن يَصِلَ إِلَي أَهلِهِ وَ سَتَندَمُ أَنتَ عَلَي مَا كَانَ مِنكَ وَ ذَلِكَ أَنّكُمَا تَقَاطَعتُمَا فَبَتَرَ اللّهُ أَعمَارَكُمَا فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ فَأَنَا جُعِلتُ فِدَاكَ مَتَي أجَلَيِ‌ فَقَالَ أَمَا إِنّ أَجَلَكَ قَد حَضَرَ حَتّي وَصَلتَ عَمّتَكَ بِمَا وَصَلتَهَا بِهِ فِي مَنزِلِ كَذَا وَ كَذَا فَزِيدَ فِي أَجَلِكَ عِشرُونَ قَالَ فأَخَبرَنَيِ‌ الرّجُلُ وَ لَقِيتُهُ حَاجّاً أَنّ أَخَاهُ لَم يَصِل إِلَي أَهلِهِ حَتّي دَفَنَهُ فِي الطّرِيقِ


صفحه : 37

8- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ أَبِي مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي حَمزَةَ مُبتَدِئاً تَلقَي رَجُلًا مِن أَهلِ المَغرِبِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحوَ مَا مَرّ إِلّا أَنّ فِيهِ مَكَانَ شُعَيبٍ فِي المَوَاضِعِ عَلِيّ بنَ أَبِي حَمزَةَ

9- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع مُبتَدِئاً وَ ذَكَرَ نَحوَهُ إِلَي قَولِهِ وَ لَيسَ هَذَا مِن ديِنيِ‌ وَ لَا مِن دِينِ آباَئيِ‌

10- ختص ،[الإختصاص ] الحَسَنُ بنُ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ مِثلَ مَا فِي الكِتَابَينِ

11- كش ،[رجال الكشي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَخطَلَ الكاَهلِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الكاَهلِيِ‌ّ قَالَ حَجَجتُ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ لِي اعمَل خَيراً فِي سَنَتِكَ هَذِهِ فَإِنّ أَجَلَكَ قَد دَنَا قَالَ فَبَكَيتُ فَقَالَ لِي فَمَا يُبكِيكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ نَعَيتَ إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ قَالَ أَبشِر فَإِنّكَ مِن شِيعَتِنَا وَ أَنتَ إِلَي خَيرٍ قَالَ قَالَ أَخطَلُ فَمَا لَبِثَ عَبدُ اللّهِ بَعدَ ذَلِكَ إِلّا يَسِيراً حَتّي مَاتَ

12- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ أَنّ بَعضَ أَصحَابِنَا كَتَبَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ‌ ع يَسأَلُهُ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي الزّجَاجِ قَالَ فَلَمّا نَفَذَ كتِاَبيِ‌ إِلَيهِ تَفَكّرتُ وَ قُلتُ هُوَ مِمّا أَنبَتَتِ الأَرضُ وَ مَا كَانَ لِي أَن أَسأَلَ عَنهُ قَالَ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ لَا تُصَلّ عَلَي الزّجَاجِ وَ إِن حَدّثَتكَ نَفسُكَ أَنّهُ مِمّا أَنبَتَتِ الأَرضُ وَ لَكِنّهُ مِنَ المِلحِ وَ الرّملِ وَ هُمَا مَمسُوخَانِ

13- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ مِثلَهُ


صفحه : 38

14-عم ،[إعلام الوري ]قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شا،[الإرشاد]رَوَي مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ قَالَاختَلَفَتِ الرّوَايَةُ بَينَ أَصحَابِنَا فِي مَسحِ الرّجلَينِ فِي الوُضُوءِ هُوَ مِنَ الأَصَابِعِ إِلَي الكَعبَينِ أَم هُوَ مِنَ الكَعبَينِ إِلَي الأَصَابِعِ فَكَتَبَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع إِنّ أَصحَابَنَا قَدِ اختَلَفُوا فِي مَسحِ الرّجلَينِ فَإِن رَأَيتَ أَن تَكتُبَ إلِيَ‌ّ بِخَطّكَ مَا يَكُونُ عمَلَيِ‌ عَلَيهِ فَعَلتُ إِن شَاءَ اللّهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ ع فَهِمتُ مَا ذَكَرتَ مِنَ الِاختِلَافِ فِي الوُضُوءِ وَ ألّذِي آمُرُكَ بِهِ فِي ذَلِكَ أَن تَتَمَضمَضَ ثَلَاثاً وَ تَستَنشِقَ ثَلَاثاً وَ تَغسِلَ وَجهَكَ ثَلَاثاً وَ تُخَلّلَ شَعرَ لِحيَتِكَ وَ تَمسَحَ رَأسَكَ كُلّهُ وَ تَمسَحَ ظَاهِرَ أُذُنَيكَ وَ بَاطِنَهُمَا وَ تَغسِلَ رِجلَيكَ إِلَي الكَعبَينِ ثَلَاثاً وَ لَا تُخَالِف ذَلِكَ إِلَي غَيرِهِ فَلَمّا وَصَلَ الكِتَابُ إِلَي عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ تَعَجّبَ بِمَا رُسِمَ فِيهِ مِمّا أَجمَعَ العِصَابَةُ عَلَي خِلَافِهِ ثُمّ قَالَ موَلاَي‌َ أَعلَمُ بِمَا قَالَ وَ أَنَا مُمتَثِلٌ أَمرَهُ وَ كَانَ يَعمَلُ فِي وُضُوئِهِ عَلَي هَذَا الحَدّ وَ يُخَالِفُ مَا عَلَيهِ جَمِيعُ الشّيعَةِ امتِثَالًا لِأَمرِ أَبِي الحَسَنِ ع وَ سعُيِ‌َ بعِلَيِ‌ّ بنِ يَقطِينٍ إِلَي الرّشِيدِ وَ قِيلَ إِنّهُ راَفضِيِ‌ّ مُخَالِفٌ لَكَ فَقَالَ الرّشِيدُ لِبَعضِ خَاصّتِهِ قَد كَثُرَ عنِديِ‌َ القَولُ فِي عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ وَ القَرَفُ لَهُ بِخِلَافِنَا وَ مَيلِهِ إِلَي الرّفضِ وَ لَستُ أَرَي فِي خِدمَتِهِ لِي تَقصِيراً وَ قَدِ امتَحَنتُهُ مِرَاراً فَمَا ظَهَرتُ مِنهُ عَلَي مَا يُقرَفُ بِهِ وَ أُحِبّ أَن أسَتبَر‌ِئَ أَمرَهُ مِن حَيثُ لَا يَشعُرُ بِذَلِكَ فَيَتَحَرّزَ منِيّ‌ فَقِيلَ لَهُ إِنّ الرّافِضَةَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تُخَالِفُ الجَمَاعَةَ فِي الوُضُوءِ فَتُخَفّفُهُ وَ لَا تَرَي غَسلَ الرّجلَينِ فَامتَحِنهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُ بِالوُقُوفِ عَلَي وُضُوئِهِ فَقَالَ أَجَل إِنّ هَذَا الوَجهَ يَظهَرُ بِهِ أَمرُهُ ثُمّ تَرَكَهُ مُدّةً وَ نَاطَهُ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الشّغُلِ فِي الدّارِ حَتّي دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ يَخلُو فِي حُجرَةٍ فِي الدّارِ لِوُضُوئِهِ وَ صَلَاتِهِ فَلَمّا دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ وَقَفَ الرّشِيدُ مِن وَرَاءِ حَائِطِ


صفحه : 39

الحُجرَةِ بِحَيثُ يَرَي عَلِيّ بنَ يَقطِينٍ وَ لَا يَرَاهُ هُوَ فَدَعَا بِالمَاءِ لِلوُضُوءِ فَتَمَضمَضَ ثَلَاثاً وَ استَنشَقَ ثَلَاثاً وَ غَسَلَ وَجهَهُ ثَلَاثاً وَ خَلّلَ شَعرَ لِحيَتِهِ وَ غَسَلَ يَدَيهِ إِلَي المِرفَقَينِ ثَلَاثاً وَ مَسَحَ رَأسَهُ وَ أُذُنَيهِ وَ غَسَلَ رِجلَيهِ وَ الرّشِيدُ يَنظُرُ إِلَيهِ فَلَمّا رَآهُ وَ قَد فَعَلَ ذَلِكَ لَم يَملِك نَفسَهُ حَتّي أَشرَفَ عَلَيهِ بِحَيثُ يَرَاهُ ثُمّ نَادَاهُ كَذَبَ يَا عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ مَن زَعَمَ أَنّكَ مِنَ الرّافِضَةِ وَ صَلَحَت حَالُهُ عِندَهُ وَ وَرَدَ عَلَيهِ كِتَابُ أَبِي الحَسَنِ ع ابتِدَاءً مِنَ الآنَ يَا عَلِيّ بنَ يَقطِينٍ فَتَوَضّ كَمَا أَمَرَ اللّهُ وَ اغسِل وَجهَكَ مَرّةً فَرِيضَةً وَ أُخرَي إِسبَاغاً وَ اغسِل يَدَيكَ مِنَ المِرفَقَينِ كَذَلِكَ وَ امسَح مُقَدّمَ رَأسِكَ وَ ظَاهِرَ قَدَمَيكَ بِفَضلِ نَدَاوَةِ وَضُوئِكَ فَقَد زَالَ مَا كَانَ يُخَافُ عَلَيكَ وَ السّلَامُ

15- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَاعِداً فأَتُيِ‌َ بِامرَأَةٍ قَد صَارَ وَجهُهَا قَفَاهَا فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمنَي فِي جَبِينِهَا وَ يَدَهُ اليُسرَي مِن خَلفِ ذَلِكَ ثُمّ عَصَرَ وَجهَهَا عَنِ اليَمِينِ ثُمّ قَالَإِنّ اللّهَ لا يُغَيّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيّرُوا ما بِأَنفُسِهِمفَرَجَعَ وَجهُهَا فَقَالَ احذرَيِ‌ أَن تَفعَلِينَ كَمَا فَعَلتِ قَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَا فَعَلَت فَقَالَ ذَلِكَ مَستُورٌ إِلّا أَن تَتَكَلّمَ بِهِ فَسَأَلُوهَا فَقَالَت كَانَت لِي ضَرّةٌ فَقُمتُ أصُلَيّ‌ فَظَنَنتُ أَنّ زوَجيِ‌ مَعَهَا فَالتَفَتّ إِلَيهَا فَرَأَيتُهَا قَاعِدَةً وَ لَيسَ هُوَ مَعَهَا فَرَجَعَ وَجهُهَا[وجَهيِ‌] عَلَي مَا كَانَ

16-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]خَالِدٌ السّمّانُ فِي خَبَرٍ أَنّهُ دَعَا الرّشِيدُ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ عَلِيّ بنُ صَالِحٍ الطاّلقَاَنيِ‌ّ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ ألّذِي تَقُولُ إِنّ السّحَابَ حَمَلَتكَ مِن بَلَدِ الصّينِ إِلَي طَالَقَانَ فَقَالَ نَعَم قَالَ فَحَدّثنَا كَيفَ كَانَ قَالَ كَسَرَ مرَكبَيِ‌ فِي لُجَجِ البَحرِ فَبَقِيتُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ عَلَي لَوحٍ تضَربِنُيِ‌ الأَموَاجُ فأَلَقتَنيِ‌ الأَموَاجُ إِلَي البَرّ


صفحه : 40

فَإِذَا أَنَا بِأَنهَارٍ وَ أَشجَارٍ فَنِمتُ تَحتَ ظِلّ شَجَرَةٍ فَبَينَا أَنَا نَائِمٌ إِذ سَمِعتُ صَوتاً هَائِلًا فَانتَبَهتُ فَزِعاً مَذعُوراً فَإِذَا أَنَا بِدَابّتَينِ يَقتَتِلَانِ عَلَي هَيئَةِ الفَرَسِ لَا أُحسِنُ أَن أَصِفَهُمَا فَلَمّا بَصُرَا بيِ‌ دَخَلَتَا فِي البَحرِ فَبَينَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذ رَأَيتُ طَائِراً عَظِيمَ الخَلقِ فَوَقَعَ قَرِيباً منِيّ‌ بِقُربِ كَهفٍ فِي جَبَلٍ فَقُمتُ مُستَتِراً فِي الشّجَرِ حَتّي دَنَوتُ مِنهُ لِأَتَأَمّلَهُ فَلَمّا رآَنيِ‌ طَارَ وَ جَعَلتُ أَقفُو أَثَرَهُ فَلَمّا قُمتُ بِقُربِ الكَهفِ سَمِعتُ تَسبِيحاً وَ تَهلِيلًا وَ تَكبِيراً وَ تِلَاوَةَ قُرآنٍ وَ دَنَوتُ مِنَ الكَهفِ فنَاَداَنيِ‌ مُنَادٍ مِنَ الكَهفِ ادخُل يَا عَلِيّ بنَ صَالِحٍ الطاّلقَاَنيِ‌ّ رَحِمَكَ اللّهُ فَدَخَلتُ وَ سَلّمتُ فَإِذَا رَجُلٌ فَخمٌ ضَخمٌ غَلِيظُ الكَرَادِيسِ عَظِيمُ الجُثّةِ أَنزَعُ أَعيَنُ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ وَ قَالَ يَا عَلِيّ بنَ صَالِحٍ الطاّلقَاَنيِ‌ّ أَنتَ مِن مَعدِنِ الكُنُوزِ لَقَد أَقَمتَ مُمتَحَناً بِالجُوعِ وَ العَطَشِ وَ الخَوفِ لَو لَا أَنّ اللّهَ رَحِمَكَ فِي هَذَا اليَومِ فَأَنجَاكَ وَ سَقَاكَ شَرَاباً طَيّباً وَ لَقَد عَلِمتُ السّاعَةَ التّيِ‌ رَكِبتَ فِيهَا وَ كَم أَقَمتَ فِي البَحرِ وَ حِينَ كُسِرَ بِكَ المَركَبُ وَ كَم لَبِثتَ تَضرِبُكَ الأَموَاجُ وَ مَا هَمَمتَ بِهِ مِن طَرحِ نَفسِكَ فِي البَحرِ لِتَمُوتَ اختِيَاراً لِلمَوتِ لِعَظِيمِ مَا نَزَلَ بِكَ وَ السّاعَةَ التّيِ‌ نَجَوتَ فِيهَا وَ رُؤيَتَكَ لِمَا رَأَيتَ مِنَ الصّورَتَينِ الحَسَنَتَينِ وَ اتّبَاعَكَ لِلطّائِرِ ألّذِي رَأَيتَهُ وَاقِعاً فَلَمّا رَآكَ صَعِدَ طَائِراً إِلَي السّمَاءِ فَهَلُمّ فَاقعُد رَحِمَكَ اللّهُ فَلَمّا سَمِعتُ كَلَامَهُ قُلتُ سَأَلتُكَ بِاللّهِ مَا أَعلَمَكَ بحِاَليِ‌ فَقَالَعالِمُ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ وَألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ ثُمّ قَالَ أَنتَ جَائِعٌ فَتَكَلّمَ بِكَلَامٍ تَمَلمَلَت بِهِ شَفَتَاهُ فَإِذَا بِمَائِدَةٍ عَلَيهَا مِندِيلٌ فَكَشَفَهُ وَ قَالَ هَلُمّ إِلَي مَا رَزَقَكَ اللّهُ فَكُل فَأَكَلتُ طَعَاماً مَا رَأَيتُ أَطيَبَ مِنهُ ثُمّ سقَاَنيِ‌ مَاءً مَا رَأَيتُ أَلَذّ مِنهُ وَ لَا أَعذَبَ ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَ تُحِبّ الرّجُوعَ إِلَي بَلَدِكَ فَقُلتُ وَ مَن لِي بِذَلِكَ فَقَالَ وَ كَرَامَةً لِأَولِيَائِنَا أَن نَفعَلَ بِهِم ذَلِكَ ثُمّ دَعَا بِدَعَوَاتٍ وَ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ السّاعَةَ السّاعَةَ فَإِذَا سَحَابٌ قَد أَظَلّت بَابَ الكَهفِ قِطَعاً قِطَعاً وَ كُلّمَا وَافَت سَحَابَةٌ قَالَت سَلَامٌ عَلَيكَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ حُجّتَهُ فَيَقُولُ وَ


صفحه : 41

عَلَيكِ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَيّتُهَا السّحَابَةُ السّامِعَةُ المُطِيعَةُ ثُمّ يَقُولُ لَهَا أَينَ تُرِيدِينَ فَتَقُولُ أَرضَ كَذَا فَيَقُولُ أَ لِرَحمَةٍ أَو سَخَطٍ فَتَقُولُ لِرَحمَةٍ أَو سَخَطٍ وَ تمَضيِ‌ حَتّي جَاءَت سَحَابَةٌ حَسَنَةٌ مُضِيئَةٌ فَقَالَت السّلَامُ عَلَيكَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ حُجّتَهُ قَالَ وَ عَلَيكِ السّلَامُ أَيّتُهَا السّحَابَةُ السّامِعَةُ المُطِيعَةُ أَينَ تُرِيدِينَ فَقَالَت أَرضَ طَالَقَانَ فَقَالَ لِرَحمَةٍ أَو سَخَطٍ فَقَالَت لِرَحمَةٍ فَقَالَ لَهَا احملِيِ‌ مَا حُمّلتِ مُودَعاً فِي اللّهِ فَقَالَت سَمعاً وَ طَاعَةً قَالَ لَهَا فاَستقَرِيّ‌ بِإِذنِ اللّهِ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَاستَقَرّت فَأَخَذَ بَعضَ عضَدُيِ‌ فأَجَلسَنَيِ‌ عَلَيهَا فَعِندَ ذَلِكَ قُلتُ لَهُ سَأَلتُكَ بِاللّهِ العَظِيمِ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ عَلِيّ سَيّدِ الوَصِيّينَ وَ الأَئِمّةِ الطّاهِرِينَ مَن أَنتَ فَقَد أُعطِيتَ وَ اللّهِ أَمراً عَظِيماً فَقَالَ وَيحَكَ يَا عَلِيّ بنَ صَالِحٍ إِنّ اللّهَ لَا يخُليِ‌ أَرضَهُ مِن حُجّةٍ طَرفَةَ عَينٍ إِمّا بَاطِنٍ وَ إِمّا ظَاهِرٍ أَنَا حُجّةُ اللّهِ الظّاهِرَةُ وَ حُجّتُهُ البَاطِنَةُ أَنَا حُجّةُ اللّهِ يَومَ الوَقتِ المَعلُومِ وَ أَنَا المؤُدَيّ‌ النّاطِقُ عَنِ الرّسُولِ أَنَا فِي وقَتيِ‌ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ فَذَكَرتُ إِمَامَتَهُ وَ إِمَامَةَ آبَائِهِ وَ أَمَرَ السّحَابَ بِالطّيَرَانِ فَطَارَت فَوَ اللّهِ مَا وَجَدتُ أَلَماً وَ لَا فَزِعتُ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن طَرفَةِ العَينِ حَتّي ألَقتَنيِ‌ بِالطّالَقَانِ فِي شاَرعِيِ‌َ ألّذِي فِيهِ أهَليِ‌ وَ عقَاَريِ‌ سَالِماً فِي عَافِيَةٍ فَقَتَلَهُ الرّشِيدُ وَ قَالَ لَا يَسمَع بِهَذَا أَحَدٌ

17-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٍ مَعاً عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَاستَدعَي الرّشِيدُ رَجُلًا يُبطِلُ بِهِ أَمرَ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ يَقطَعُهُ وَ يُخجِلُهُ فِي المَجلِسِ فَانتُدِبَ لَهُ رَجُلٌ مُعَزّمٌ فَلَمّا أُحضِرَتِ المَائِدَةُ عَمِلَ نَامُوساً عَلَي الخُبزِ فَكَانَ


صفحه : 42

كُلّمَا رَامَ خَادِمُ أَبِي الحَسَنِ ع تَنَاوُلَ رَغِيفٍ مِنَ الخُبزِ طَارَ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ استَفَزّ هَارُونَ الفَرَحُ وَ الضّحِكُ لِذَلِكَ فَلَم يَلبَث أَبُو الحَسَنِ ع أَن رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي أَسَدٍ مُصَوّرٍ عَلَي بَعضِ السّتُورِ فَقَالَ لَهُ يَا أَسَدَ اللّهِ خُذ عَدُوّ اللّهِ قَالَ فَوَثَبَت تِلكَ الصّورَةُ كَأَعظَمِ مَا يَكُونُ مِنَ السّبَاعِ فَافتَرَسَت ذَلِكَ المُعَزّمَ فَخَرّ هَارُونُ وَ نُدَمَاؤُهُ عَلَي وُجُوهِهِم مَغشِيّاً عَلَيهِم وَ طَارَت عُقُولُهُم خَوفاً مِن هَولِ مَا رَأَوهُ فَلَمّا أَفَاقُوا مِن ذَلِكَ بَعدَ حِينٍ قَالَ هَارُونُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع أَسأَلُكَ بحِقَيّ‌ عَلَيكَ لَمّا سَأَلتَ الصّورَةَ أَن تَرُدّ الرّجُلَ فَقَالَ إِن كَانَت عَصَا مُوسَي رَدّت مَا ابتَلَعَتهُ مِن حِبَالِ القَومِ وَ عِصِيّهِم فَإِنّ هَذِهِ الصّورَةَ تَرُدّ مَا ابتَلَعَتهُ مِن هَذَا الرّجُلِ فَكَانَ ذَلِكَ أَعمَلَ الأَشيَاءِ فِي إِفَاقَةِ نَفسِهِ

18- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ مِثلَهُ

19- ب ،[قرب الإسناد] عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ قَالَ أخَبرَتَنيِ‌ جَارِيَةٌ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي ع وَ كَانَت تُوَضّئُهُ وَ كَانَت خَادِماً صَادِقاً قَالَت وَضّأتُهُ بِقُدَيدٍ وَ هُوَ عَلَي مِنبَرٍ وَ أَنَا أَصُبّ عَلَيهِ المَاءَ فَجَرَي المَاءُ عَلَي المِيزَابِ فَإِذَا قُرطَانِ مِن ذَهَبٍ فِيهِمَا دُرّ مَا رَأَيتُ أَحسَنَ مِنهُ فَرَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ هَل رَأَيتِ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ خَمّرِيهِ بِالتّرَابِ وَ لَا تُخبِرِينَ بِهِ أَحَداً قَالَت فَفَعَلتُ وَ مَا أَخبَرتُ بِهِ أَحَداً حَتّي مَاتَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي آبَائِهِ وَ السّلَامُ عَلَيهِم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ


صفحه : 43

20- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الأَوّلِ إِنّ الحَسَنَ بنَ مُحَمّدٍ لَهُ إِخوَةٌ مِن أَبِيهِ وَ لَيسَ يُولَدُ لَهُ وَلَدٌ إِلّا مَاتَ فَادعُ اللّهَ لَهُ فَقَالَ قُضِيَت حَاجَتُهُ فَوُلِدَ لَهُ غُلَامَانِ

21- ب ،[قرب الإسناد] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ حَجَجتُ أَيّامَ خاَليِ‌ إِسمَاعِيلَ بنِ إِليَاسَ فَكَتَبنَا إِلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع فَكَتَبَ خاَليِ‌ أَنّ لِي بَنَاتٍ وَ لَيسَ لِي ذَكَرٌ وَ قَد قَلّ رِجَالُنَا وَ قَد خَلّفتُ امرأَتَيِ‌ وَ هيِ‌َ حَامِلٌ فَادعُ اللّهَ أَن يَجعَلَهُ غُلَاماً وَ سَمّهِ فَوَقّعَ فِي الكِتَابِ قَد قَضَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حَاجَتَكَ وَ سَمّهِ مُحَمّداً فَقَدِمنَا الكُوفَةَ وَ قَد وُلِدَ لِي غُلَامٍ قَبلَ دخُوُليِ‌َ الكُوفَةَ بِسِتّةِ أَيّامٍ وَ دَخَلنَا يَومَ سَابِعِهِ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ فَهُوَ وَ اللّهِ اليَومَ رَجُلٌ لَهُ أَولَادٌ

22- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرِ بنِ نَاجِيَةَ أَنّهُ كَانَ اشتَرَي طَيلَسَاناً طِرَازِيّاً أَزرَقَ بِمِائَةِ دِرهَمٍ وَ حَمَلَهُ مَعَهُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع وَ لَم يَعلَم بِهِ أَحَدٌ وَ كُنتُ أَخرُجُ أَنَا مَعَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ وَ كَانَ هُوَ إِذ ذَاكَ قَيّماً لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الأَوّلِ ع فَبَعَثَ بِمَا كَانَ مَعَهُ فَكَتَبَ اطلُبُوا لِي سَاجاً طِرَازِيّاً أَزرَقَ فَطَلَبُوهُ بِالمَدِينَةِ فَلَم يُوجَد عِندَ أَحَدٍ فَقُلتُ لَهُ هُوَ ذَا هُوَ معَيِ‌ وَ مَا جِئتُ بِهِ إِلّا لَهُ فَبَعَثُوا بِهِ إِلَيهِ وَ قَالُوا لَهُ أَصَبنَاهُ مَعَ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ وَ لَمّا كَانَ مِن قَابِلٍ اشتَرَيتُ طَيلَسَاناً مِثلَهُ وَ حَمَلتُهُ معَيِ‌ وَ لَم يَعلَم بِهِ أَحَدٌ فَلَمّا قَدِمنَا المَدِينَةَ أَرسَلَ إِلَيهِم اطلُبُوا لِي طَيلَسَاناً مِثلَهُ مَعَ ذَلِكَ الرّجُلِ فسَأَلَوُنيِ‌ فَقُلتُ هُوَ ذَا هُوَ معَيِ‌ فَبَعَثُوا بِهِ إِلَيهِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الطراز بالكسر الموضع ألذي ينسج فيه الثياب الجيدة ومحله بمرو وبأصفهان وبلد قرب أسبيجاب و قال الساج


صفحه : 44

الطيلسان الأخضر أوالأسود

23- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرِ بنِ نَاجِيَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ استَقرَضتُ مِن غَالِبٍ مَولَي الرّبِيعِ سِتّةَ آلَافِ دِرهَمٍ تَمّت بِهَا بضِاَعتَيِ‌ وَ دَفَعَ إلِيَ‌ّ شَيئاً أَدفَعُهُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع وَ قَالَ إِذَا قَضَيتَ مِنَ السّتّةِ آلَافِ دِرهَمٍ حَاجَتَكَ فَادفَعهَا أَيضاً إِلَي أَبِي الحَسَنِ فَلَمّا قَدِمتُ المَدِينَةَ بَعَثتُ إِلَيهِ بِمَا كَانَ معَيِ‌ وَ ألّذِي مِن قِبَلِ غَالِبٍ فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ فَأَينَ السّتّةُ آلَافِ دِرهَمٍ فَقُلتُ استَقرَضتُهَا مِنهُ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَدفَعَهَا إِلَيكَ فَإِذَا بِعتُ متَاَعيِ‌ بَعَثتُ بِهَا إِلَيكَ فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ عَجّلهَا لَنَا وَ إِنّا نَحتَاجُ إِلَيهَا فَبَعَثتُ بِهَا إِلَيهِ

24- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ الواَسطِيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ قَالَ دَفَعَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ الأَوّلُ ع رُقعَةً فِيهَا حَوَائِجُ وَ قَالَ لِي اعمَل بِمَا فِيهَا فَوَضَعتُهَا تَحتَ المُصَلّي وَ تَوَانَيتُ عَنهَا فَمَرَرتُ فَإِذَا الرّقعَةُ فِي يَدِهِ فسَأَلَنَيِ‌ عَنِ الرّقعَةِ فَقُلتُ فِي البَيتِ فَقَالَ يَا مُوسَي إِذَا أَمَرتُكَ باِلشيّ‌ءِ فَاعمَلهُ وَ إِلّا غَضِبتُ عَلَيكَ فَعَلِمتُ أَنّ ألّذِي دَفَعَهَا إِلَيهِ بَعضُ صِبيَانِ الجِنّ

25- ب ،[قرب الإسناد] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ الماَضيِ‌َ ع فِي حَوضٍ مِن حِيَاضِ مَا بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ عَلَيهِ إِزَارٌ وَ هُوَ فِي المَاءِ فَجَعَلَ يَأخُذُ المَاءَ فِي فِيهِ ثُمّ يَمُجّهُ وَ هُوَ يُصَفّرُ فَقُلتُ هَذَا خَيرُ مَن خَلَقَ اللّهُ فِي زَمَانِهِ وَ يَفعَلُ هَذَا ثُمّ دَخَلتُ عَلَيهِ بِالمَدِينَةِ فَقَالَ لِي أَينَ نَزَلتَ فَقُلتُ لَهُ نَزَلتُ أَنَا وَ رَفِيقٌ لِي فِي دَارِ فُلَانٍ فَقَالَ بَادِرُوا وَ حَوّلُوا ثِيَابَكُم وَ اخرُجُوا مِنهَا السّاعَةَ قَالَ فَبَادَرتُ وَ أَخَذتُ ثِيَابَنَا وَ خَرَجنَا فَلَمّا صِرنَا خَارِجاً مِنَ الدّارِ انهَارَتِ الدّارُ


صفحه : 45

26- ير،[بصائر الدرجات ]سَلَمَةُ بنُ الخَطّابِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ بنِ الحَارِثِ البَطَلِ عَن مُرَازِمٍ قَالَ دَخَلتُ المَدِينَةَ فَرَأَيتُ جَارِيَةً فِي الدّارِ التّيِ‌ نَزَلتُهَا فعَجَبّتَنيِ‌ فَأَرَدتُ أَن أَتَمَتّعَ مِنهَا فَأَبَت أَن تزُوَجّنَيِ‌ نَفسَهَا قَالَ فَجِئتُ بَعدَ العَتَمَةِ فَقَرَعتُ البَابَ فَكَانَت هيِ‌َ التّيِ‌ فَتَحَت لِي فَوَضَعتُ يدَيِ‌ عَلَي صَدرِهَا فبَاَدرَتَنيِ‌ حَتّي دَخَلتُ فَلَمّا أَصبَحتُ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ يَا مُرَازِمُ لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن خَلَا ثُمّ لَم يَرُع قَلبُهُ

27- ب ،[قرب الإسناد] مُوسَي بنُ جَعفَرٍ البغَداَديِ‌ّ عَنِ الوَشّاءِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع يَقُولُ لَا وَ اللّهِ لَا يَرَي أَبُو جَعفَرٍ بَيتَ اللّهِ أَبَداً فَقَدِمتُ الكُوفَةَ فَأَخبَرتُ أَصحَابَنَا فَلَم نَلبَث أَن خَرَجَ فَلَمّا بَلَغَ الكُوفَةَ قَالَ لِي أَصحَابُنَا فِي ذَلِكَ فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ لَا يَرَي بَيتَ اللّهِ أَبَداً فَلَمّا صَارَ إِلَي البُستَانِ اجتَمَعُوا أَيضاً إلِيَ‌ّ فَقَالُوا بقَيِ‌َ بَعدَ هَذَا شَيءٌ قُلتُ لَا وَ اللّهِ لَا يَرَي بَيتَ اللّهِ أَبَداً فَلَمّا نَزَلَ بِئرَ مَيمُونٍ أَتَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع فَوَجَدتُهُ فِي المِحرَابِ قَد سَجَدَ فَأَطَالَ السّجُودَ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ اخرُج فَانظُر مَا يَقُولُ النّاسُ فَخَرَجتُ فَسَمِعتُ الوَاعِيَةَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ فَرَجَعتُ فَأَخبَرتُهُ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ مَا كَانَ لِيَرَي بَيتَ اللّهِ أَبَداً

28- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ مِثلَهُ

29-ب ،[قرب الإسناد] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ قَالَكَتَبَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ ع قَالَ عُثمَانُ بنُ عِيسَي وَ كُنتُ حَاضِراً بِالمَدِينَةِ تَحَوّل عَن مَنزِلِكَ فَاغتَمّ بِذَلِكَ وَ كَانَ مَنزِلُهُ مَنزِلًا وَسَطاً بَينَ المَسجِدِ وَ السّوقِ فَلَم يَتَحَوّل فَعَادَ إِلَيهِ الرّسُولُ تَحَوّل عَن مَنزِلِكَ فبَقَيِ‌َ


صفحه : 46

ثُمّ عَادَ إِلَيهِ الثّالِثَةَ تَحَوّل عَن مَنزِلِكَ فَذَهَبَ وَ طَلَبَ مَنزِلًا وَ كُنتُ فِي المَسجِدِ وَ لَم يَجِئ إِلَي المَسجِدِ إِلّا عَتَمَةً فَقُلتُ لَهُ مَا خَلّفَكَ فَقَالَ مَا تدَريِ‌ مَا أصَاَبنَيِ‌ اليَومَ قُلتُ لَا قَالَ ذَهَبتُ أسَتقَيِ‌ المَاءَ مِنَ البِئرِ لِأَتَوَضّأَ فَخَرَجَ الدّلوُ مَملُوءاً خُرءاً وَ قَد عَجَنّا خُبزَنَا بِذَلِكَ المَاءِ فَطَرَحنَا خُبزَنَا وَ غَسَلنَا ثِيَابَنَا فشَغَلَنَيِ‌ عَنِ المجَيِ‌ءِ وَ نَقَلتُ متَاَعيِ‌ إِلَي البَيتِ ألّذِي اكتَرَيتُهُ فَلَيسَ بِالمَنزِلِ إِلّا الجَارِيَةُ السّاعَةَ أَنصَرِفُ وَ آخُذُ بِيَدِهَا فَقُلتُ بَارَكَ اللّهُ لَكَ ثُمّ افتَرَقنَا فَلَمّا كَانَ سَحَراً خَرَجنَا إِلَي المَسجِدِ فَجَاءَ فَقَالَ مَا تَرَونَ مَا حَدَثَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ قُلتُ لَا قَالَ سَقَطَ وَ اللّهِ منَزلِيِ‌َ السّفلَي وَ العُليَا

30- ب ،[قرب الإسناد] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع لِإِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ وَ لَقِيَهُ سَحَراً وَ اِبرَاهِيمُ ذَاهِبٌ إِلَي قُبَاءَ وَ أَبُو الحَسَنِ ع دَاخِلٌ إِلَي المَدِينَةِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ فَقُلتُ لَبّيكَ قَالَ إِلَي أَينَ قُلتُ إِلَي قُبَاءَ فَقَالَ فِي أَيّ شَيءٍ فَقُلتُ إِنّا كُنّا نشَترَيِ‌ فِي كُلّ سَنَةٍ هَذَا التّمرَ فَأَرَدتُ أَن آتيِ‌َ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ فأَشَترَيِ‌َ مِنهُ مِنَ الثّمَارِ فَقَالَ وَ قَد أَمِنتُمُ الجَرَادَ ثُمّ دَخَلَ وَ مَضَيتُ أَنَا فَأَخبَرتُ أَبَا العِزّ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أشَترَيِ‌ العَامَ نَخلَةً فَمَا مَرّت بِنَا خَامِسَةٌ حَتّي بَعَثَ اللّهُ جَرَاداً فَأَكَلَ عَامّةَ مَا فِي النّخلِ

31- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عُثمَانَ مِثلَهُ

32- ب ،[قرب الإسناد] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي قَالَ وَهَبَ رَجُلٌ جَارِيَةً لِابنِهِ فَوَلَدَت أَولَاداً فَقَالَتِ الجَارِيَةُ بَعدَ ذَلِكَ قَد كَانَ أَبُوكَ وطَئِنَيِ‌ قَبلَ أَن يهَبَنَيِ‌ لَكَ فَسُئِلَ أَبُو الحَسَنِ ع عَنهَا فَقَالَ لَا تُصَدّقُ إِنّمَا تَفِرّ مِن سُوءِ خُلُقِهِ فَقِيلَ ذَلِكَ لِلجَارِيَةِ فَقَالَت صَدَقَ وَ اللّهِ مَا هَرَبتُ إِلّا مِن سُوءِ خُلُقِهِ


صفحه : 47

33- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ خَالِدٍ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ‌ ع قَالَ دَخَلتُ عَلَيهِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ بِمَ يُعرَفُ الإِمَامُ فَقَالَ بِخِصَالٍ أَمّا أَوّلُهُنّ فشَيَ‌ءٌ تَقَدّمَ مِن أَبِيهِ فِيهِ وَ عَرّفَهُ النّاسَ وَ نَصَبَهُ لَهُم عَلَماً حَتّي يَكُونَ حُجّةً عَلَيهِم لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص نَصَبَ عَلِيّاً ع عَلَماً وَ عَرّفَهُ النّاسَ وَ كَذَلِكَ الأَئِمّةُ يُعَرّفُونَهُمُ النّاسَ وَ يَنصِبُونَهُم لَهُم حَتّي يَعرِفُوهُ وَ يُسأَلَ فَيُجِيبَ وَ يُسكَتَ عَنهُ فيَبَتدَيِ‌َ وَ يُخبِرَ النّاسَ بِمَا فِي غَدٍ وَ يُكَلّمَ النّاسَ بِكُلّ لِسَانٍ فَقَالَ لِي يَا أَبَا مُحَمّدٍ السّاعَةَ قَبلَ أَن تَقُومَ أُعطِيكَ عَلَامَةً تَطمَئِنّ إِلَيهَا فَوَ اللّهِ مَا لَبِثتُ أَن دَخَلَ عَلَينَا رَجُلٌ مِن أَهلِ خُرَاسَانَ فَتَكَلّمَ الخرُاَساَنيِ‌ّ بِالعَرَبِيّةِ فَأَجَابَهُ هُوَ بِالفَارِسِيّةِ فَقَالَ لَهُ الخرُاَساَنيِ‌ّ أَصلَحَكَ اللّهُ مَا منَعَنَيِ‌ أَن أُكَلّمَكَ بكِلَاَميِ‌ إِلّا أنَيّ‌ ظَنَنتُ أَنّكَ لَا تُحسِنُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ إِذَا كُنتُ لَا أُحسِنُ أُجِيبُكَ فَمَا فضَليِ‌ عَلَيكَ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ الإِمَامَ لَا يَخفَي عَلَيهِ كَلَامُ أَحَدٍ مِنَ النّاسِ وَ لَا طَيرٍ وَ لَا بَهِيمَةٍ وَ لَا شَيءٍ فِيهِ رُوحٌ بِهَذَا يُعرَفُ الإِمَامُ فَإِن لَم تَكُن فِيهِ هَذِهِ الخِصَالُ فَلَيسَ هُوَ بِإِمَامٍ

34- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن أَبِي بَصِيرٍ مِثلَهُ

35- عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ مِثلَهُ

36-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع بِالبَصرَةِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ ادعُ اللّهَ تَعَالَي أَن يرَزقُنَيِ‌ دَاراً وَ زَوجَةً وَ وَلَداً وَ خَادِماً وَ الحَجّ فِي كُلّ سَنَةٍ قَالَ فَرَفَعَ يَدَهُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ارزُق حَمّادَ بنَ عِيسَي دَاراً وَ زَوجَةً وَ وَلَداً وَ خَادِماً


صفحه : 48

وَ الحَجّ خَمسِينَ سَنَةً قَالَ حَمّادٌ فَلَمّا اشتَرَطَ خَمسِينَ سَنَةً عَلِمتُ أنَيّ‌ لَا أَحُجّ أَكثَرَ مِن خَمسِينَ سَنَةً قَالَ حَمّادٌ وَ قَد حَجَجتُ ثمَاَنيِ‌َ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ هَذِهِ داَريِ‌ قَد رُزِقتُهَا وَ هَذِهِ زوَجتَيِ‌ وَرَاءَ السّترِ تَسمَعُ كلَاَميِ‌ وَ هَذَا ابنيِ‌ وَ هَذِهِ خاَدمِيِ‌ وَ قَد رُزِقتُ كُلّ ذَلِكَ فَحَجّ بَعدَ هَذَا الكَلَامِ حَجّتَينِ تَمَامَ الخَمسِينَ ثُمّ خَرَجَ بَعدَ الخَمسِينَ حَاجّاً فَزَامَلَ أَبَا العَبّاسِ النوّفلَيِ‌ّ فَلَمّا صَارَ فِي مَوضِعِ الإِحرَامِ دَخَلَ يَغتَسِلُ فَجَاءَ الواَديِ‌ فَحَمَلَهُ فَغَرِقَ فَمَاتَ رَحِمَنَا اللّهُ وَ إِيّاهُ قَبلَ أَن يَحُجّ زِيَادَةً عَلَي الخَمسِينَ وَ قَبرُهُ بِسَيَالَةَ

37- كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ العبُيَديِ‌ّ مِثلَهُ

38- يج ،[الخرائج والجرائح ] أَحمَدُ بنُ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ القيَسيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ حَمّادُ بنُ عِيسَي عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع بِالمَدِينَةِ لِنُوَدّعَهُ فَقَالَ لَنَا لَا تَخرُجَا أَقِيمَا إِلَي غَدٍ قَالَ فَلَمّا خَرَجنَا مِن عِندِهِ قَالَ حَمّادٌ أَنَا أَخرُجُ فَقَد خَرَجَ ثقَلَيِ‌ قُلتُ أَمّا أَنَا فَأُقِيمُ قَالَ فَخَرَجَ حَمّادٌ فَجَرَي الواَديِ‌ تِلكَ اللّيلَةَ فَغَرِقَ فِيهِ وَ قَبرُهُ بِسَيَالَةَ

39-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ اِبرَاهِيمَ بنَ وَهبٍ وَ هُوَ يَقُولُخَرَجتُ وَ أَنَا أُرِيدُ أَبَا الحَسَنِ بِالعُرَيضِ فَانطَلَقتُ حَتّي أَشرَفتُ عَلَي قَصرِ بنَيِ‌ سَرَاةَ ثُمّ انحَدَرتُ الواَديِ‌َ فَسَمِعتُ صَوتاً لَا أَرَي شَخصَهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَبَا جَعفَرٍ صَاحِبُكَ خَلفَ القَصرِ عِندَ السّدّةِ فَأَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ فَالتَفَتّ فَلَم أَرَ أَحَداً ثُمّ رَدّ عَلَيّ الصّوتَ بِاللّفظِ ألّذِي كَانَ ثُمّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَاقشَعَرّ جلِديِ‌ ثُمّ انحَدَرتُ فِي الواَديِ‌ حَتّي أَتَيتُ قَصدَ الطّرِيقِ ألّذِي خَلفَ القَصرِ وَ لَم أَطَأ فِي القَصرِ ثُمّ أَتَيتُ السّدّ نَحوَ السّمُرَاتِ ثُمّ انطَلَقتُ


صفحه : 49

قَصدَ الغَدِيرِ فَوَجَدتُ خَمسِينَ حَيّاتٍ رَوَافِعَ مِن عِندِ الغَدِيرِ ثُمّ استَمَعتُ فَسَمِعتُ كَلَاماً وَ مُرَاجَعَةً فَطَفِقتُ[فَصَفّقتُ]بنِعَليَ‌ّ لِيَسمَعَ وطَئيِ‌ فَسَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ يَتَنَحنَحُ وَ تَنَحنَحتُ وَ أَجَبتُهُ ثُمّ هَجَمتُ فَإِذَا حَيّةٌ مُتَعَلّقَةٌ بِسَاقِ شَجَرَةٍ فَقَالَ لَا تخَشيَ‌ وَ لَا ضَائِرَ فَرَمَت بِنَفسِهَا ثُمّ نَهَضَت عَلَي مَنكِبِهِ ثُمّ أَدخَلَت رَأسَهَا فِي أُذُنِهِ فَأَكثَرَت مِنَ الصّفِيرِ فَأَجَابَ بَلَي قَد فَصَلتُ بَينَكُم وَ لَا يبَغيِ‌ خِلَافَ مَا أَقُولُ إِلّا ظَالِمٌ وَ مَن ظَلَمَ فِي دُنيَاهُ فَلَهُ عَذَابُ النّارِ فِي آخِرَتِهِ مَعَ عِقَابٍ شَدِيدٍ أُعَاقِبُهُ إِيّاهُ وَ آخُذُ مَالَهُ إِن كَانَ لَهُ حَتّي يَتُوبَ فَقُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَ لَكُم عَلَيهِم طَاعَةٌ فَقَالَ نَعَم وَ ألّذِي أَكرَمَ مُحَمّداًص بِالنّبُوّةِ وَ أَعَزّ عَلِيّاً ع بِالوَصِيّةِ وَ الوَلَايَةِ إِنّهُم لَأَطوَعُ لَنَا مِنكُم يَا مَعشَرَ الإِنسِوَ قَلِيلٌ ما هُم

بيان روافع بالفاء والعين المهملة أي رافعة رءوسها أوبالغين المعجمة من الرفغ و هوسعة العيش أي مطمئنة غيرخائفة أوبالقاف والمهملة أي ملونة بألوان مختلفة وكأنه تصحيف رواتع بالتاء والمهملة أي ترتع حول الغدير فطفقت بنعلي‌ أي شرعت أضرب به والظاهر بالصاد من الصفق و هوالضرب يسمع له صوت لاتخشي‌ و لاضائر أي لاتخافي‌ فإن الرجل لايضرك و في بعض النسخ لاعسي وكأنه تصحيف وَ قَلِيلٌ ما هُم أي المطيعون من الإنس أو من الجن في جنب غيرهم من المخلوقات

40-ير،[بصائر الدرجات ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن خَالِدٍ الجَوّانِ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ هُوَ فِي عَرصَةِ دَارِهِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ بَالرّمَيلَةِ فَلَمّا نَظَرتُ إِلَيهِ قُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا سيَدّيِ‌ مَظلُومٌ مَغصُوبٌ مُضطَهَدٌ فِي نفَسيِ‌ ثُمّ دَنَوتُ مِنهُ فَقَبّلتُ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ جَلَستُ بَينَ يَدَيهِ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَا ابنَ خَالِدٍ نَحنُ أَعلَمُ بِهَذَا الأَمرِ فَلَا تَتَصَوّر هَذَا فِي نَفسِكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ اللّهِ مَا أَرَدتُ بِهَذَا شَيئاً قَالَ فَقَالَ نَحنُ أَعلَمُ بِهَذَا الأَمرِ مِن غَيرِنَا لَو أَرَدنَا أَزِفَ إِلَينَا وَ إِنّ لِهَؤُلَاءِ القَومِ مُدّةً وَ غَايَةً لَا بُدّ مِنَ الِانتِهَاءِ إِلَيهَا قَالَ


صفحه : 50

فَقُلتُ لَا أَعُودُ أُصَيّرُ فِي نفَسيِ‌ شَيئاً أَبَداً قَالَ فَقَالَ لَا تَعُد أَبَداً

41- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَنِ المُعَلّي مِثلَهُ

بيان قوله في نفسي‌ متعلق بقوله قلت أي قلت في نفسي‌ وَ فِي يج قُلتُ فِي نفَسيِ‌ مَظلُومٌ وَ فِيهِ لَو أَرَدنَاهُ لَرُدّ إِلَينَا

42- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ عَن أَسوَدَ بنِ رَزِينٍ القاَضيِ‌ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع وَ لَم يَكُن رآَنيِ‌ قَطّ فَقَالَ مِن أَهلِ السّدّ أَنتَ فَقُلتُ مِن أَهلِ البَابِ فَقَالَ الثّانِيَةَ مِن أَهلِ السّدّ قُلتُ مِن أَهلِ البَابِ قَالَ مِن أَهلِ السّدّ أَنتَ قُلتُ نَعَم قَالَ ذَاكَ السّدّ ألّذِي عَمِلَهُ ذُو القَرنَينِ

43- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ‌ ع وَ هُوَ مَحمُومٌ وَ وَجهُهُ إِلَي الحَائِطِ فَتَنَاوَلَ بَعضَ أَهلِ بَيتِهِ يَذكُرُهُ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ هَذَا خَيرُ خَلقِ اللّهِ فِي زَمَانِهِ يُوصِينَا بِالبِرّ وَ يَقُولُ فِي رَجُلٍ مِن أَهلِ بَيتِهِ هَذَا القَولَ قَالَ فَحَوّلَ وَجهَهُ فَقَالَ إِنّ ألّذِي سَمِعتَ مِنَ البِرّ إنِيّ‌ إِذَا قُلتُ هَذَا لَم يُصَدّقُوا قَولَهُ وَ إِن لَم أَقُل هَذَا صَدّقُوا قَولَهُ عَلَيّ

44-ير،[بصائر الدرجات ]الهَيثَمُ النهّديِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ وَ أَبُو الحَسَنِ فِي المَجلِسِ قُدّامَهُ مِرآةٌ وَ آلَتُهَا مُرَدّي بِالرّدَاءِ مُوَزّراً فَأَقبَلتُ عَلَي عَبدِ اللّهِ فَلَم أَزَل أُسَائِلُهُ حَتّي جَرَي ذِكرُ الزّكَاةِ فَسَأَلتُهُ فَقَالَ تسَألَنُيِ‌ عَنِ الزّكَاةِ مَن كَانَت عِندَهُ أَربَعُونَ دِرهَماً فَفِيهَا دِرهَمٌ قَالَ فَاستَشعَرتُهُ وَ تَعَجّبتُ مِنهُ فَقُلتُ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ قَد عَرَفتُ موَدَتّيِ‌ لِأَبِيكَ وَ انقطِاَعيِ‌ إِلَيهِ وَ قَد سَمِعتُ مِنهُ كُتُباً فَتُحِبّ أَن آتِيَكَ بِهَا قَالَ نَعَم بَنُو أَخٍ ائتِنَا فَقُمتُ مُستَغِيثاً بِرَسُولِ اللّهِ فَأَتَيتُ القَبرَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِلَي


صفحه : 51

مَن إِلَي القَدَرِيّةِ إِلَي الحَرُورِيّةِ إِلَي المُرجِئَةِ إِلَي الزّيدِيّةِ قَالَ فإَنِيّ‌ كَذَلِكَ إِذ أتَاَنيِ‌ غُلَامٌ صَغِيرٌ دُونَ الخَمسِ فَجَذَبَ ثوَبيِ‌ فَقَالَ لِي أَجِب قُلتُ مَن قَالَ سيَدّيِ‌ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَدَخَلتُ إِلَي صَحنِ الدّارِ فَإِذَا هُوَ فِي بَيتٍ وَ عَلَيهِ كِلّةٌ فَقَالَ يَا هِشَامُ قُلتُ لَبّيكَ فَقَالَ لِي لَا إِلَي المُرجِئَةِ وَ لَا إِلَي القَدَرِيّةِ وَ لَكِن إِلَينَا ثُمّ دَخَلتُ عَلَيهِ

45- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن سَالِمٍ مَولَي عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ أَرَدتُ أَن أَكتُبَ إِلَيهِ أَسأَلُهُ يَتَنَوّرُ الرّجُلُ وَ هُوَ جُنُبٌ قَالَ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ ابتِدَاءً النّورَةُ تَزِيدُ الجُنُبَ نَظَافَةً وَ لَكِن لَا يُجَامِعُ الرّجُلُ مُختَضِباً وَ لَا تُجَامِعُ مَرأَةٌ مُختَضِبَةً

46- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ مِثلَهُ

47-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ الواَسطِيِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ لَمّا دَخَلتُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ فَسَأَلتُهُ فَلَم أَرَ عِندَهُ شَيئاً فدَخَلَنَيِ‌ مِن ذَلِكَ مَا اللّهُ بِهِ عَلِيمٌ وَ خِفتُ أَن لَا يَكُونَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تَرَكَ خَلَفاً فَأَتَيتُ قَبرَ النّبِيّص فَجَلَستُ عِندَ رَأسِهِ أَدعُو اللّهَ وَ أَستَغِيثُ بِهِ ثُمّ فَكّرتُ فَقُلتُ أَصِيرُ إِلَي قَولِ الزّنَادِقَةِ ثُمّ فَكّرتُ فِيمَا يَدخُلُ عَلَيهِم وَ رَأَيتُ قَولَهُم يَفسُدُ ثُمّ قُلتُ لَا بَل قَولِ الخَوَارِجِ فَآمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ أَنهَي عَنِ المُنكَرِ وَ أَضرِبُ بسِيَفيِ‌ حَتّي أَمُوتَ ثُمّ فَكّرتَ فِي قَولِهِم وَ مَا يَدخُلُ عَلَيهِم فَوَجَدتُهُ يَفسُدُ ثُمّ قُلتُ أَصِيرُ إِلَي المُرجِئَةِ ثُمّ فَكّرتُ فِيمَا يَدخُلُ عَلَيهِم فَإِذَا قَولُهُم يَفسُدُ فَبَينَا أَنَا أُفَكّرُ فِي نفَسيِ‌ وَ أمَشيِ‌ إِذ مَرّ بيِ‌ بَعضُ موَاَليِ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي أَ تُحِبّ أَن أَستَأذِنَ لَكَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقُلتُ نَعَم فَذَهَبَ فَلَم يَلبَث أَن عَادَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ قُم وَ ادخُل عَلَيهِ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ ع فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً


صفحه : 52

يَا هِشَامُ لَا إِلَي الزّنَادِقَةِ وَ لَا إِلَي الخَوَارِجِ وَ لَا إِلَي المُرجِئَةِ وَ لَا إِلَي القَدَرِيّةِ وَ لَكِن إِلَينَا قُلتُ أَنتَ صاَحبِيِ‌ ثُمّ سَأَلتُهُ فأَجَاَبنَيِ‌ عَمّا أَرَدتُ

48-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ فُلَانٍ الراّفعِيِ‌ّ قَالَ كَانَ لِي ابنُ عَمّ يُقَالُ لَهُ الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ كَانَ زَاهِداً وَ كَانَ مِن أَعبَدِ أَهلِ زَمَانِهِ وَ كَانَ يَلقَاهُ السّلطَانُ وَ رُبّمَا استَقبَلَ السّلطَانَ بِالكَلَامِ الصّعبِ يَعِظُهُ وَ يَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ كَانَ السّلطَانُ يَحتَمِلُ لَهُ ذَلِكَ لِصَلَاحِهِ فَلَم يَزَل هَذِهِ حَالَهُ حَتّي كَانَ يَوماً دَخَلَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع المَسجِدَ فَرَآهُ فَأَدنَي إِلَيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا عَلِيّ مَا أَحَبّ إلِيَ‌ّ مَا أَنتَ فِيهِ وَ أسَرَنّيِ‌ بِكَ إِلّا أَنّهُ لَيسَت لَكَ مَعرِفَةٌ فَاذهَب فَاطلُبِ المَعرِفَةَ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا المَعرِفَةُ قَالَ لَهُ اذهَب وَ تَفَقّه وَ اطلُبِ الحَدِيثَ قَالَ عَمّن قَالَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَ عَن فُقَهَاءِ أَهلِ المَدِينَةِ ثُمّ اعرِضِ الحَدِيثَ عَلَيّ قَالَ فَذَهَبَ فَتَكَلّمَ مَعَهُم ثُمّ جَاءَهُ فَقَرَأَهُ عَلَيهِ فَأَسقَطَهُ كُلّهُ ثُمّ قَالَ لَهُ اذهَب وَ اطلُبِ المَعرِفَةَ وَ كَانَ الرّجُلُ مَعنِيّاً بِدِينِهِ فَلَم يَزَل يَتَرَصّدُ أَبَا الحَسَنِ حَتّي خَرَجَ إِلَي ضَيعَةٍ لَهُ فَتَبِعَهُ وَ لَحِقَهُ فِي الطّرِيقِ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أَحتَجّ عَلَيكَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ فدَلُنّيِ‌ عَلَي المَعرِفَةِ قَالَ فَأَخبَرَهُ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ لَهُ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَخبَرَهُ بِأَمرِ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَقَبِلَ مِنهُ ثُمّ قَالَ فَمَن كَانَ بَعدَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ الحَسَنُ ثُمّ الحُسَينُ ع حَتّي انتَهَي إِلَي نَفسِهِ ع ثُمّ سَكَتَ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَن هُوَ اليَومَ قَالَ إِن أَخبَرتُكَ تَقبَلُ قَالَ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ أَنَا هُوَ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فشَيَ‌ءٌ أَستَدِلّ بِهِ قَالَ اذهَب إِلَي تِلكَ الشّجَرَةِ وَ أَشَارَ إِلَي أُمّ غَيلَانَ فَقُل لَهَا يَقُولُ لَكِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ أقَبلِيِ‌ قَالَ فَأَتَيتُهَا قَالَ فَرَأَيتُهَا وَ اللّهِ تَجُبّ الأَرضَ جُبُوباً حَتّي وَقَفَت بَينَ يَدَيهِ ثُمّ أَشَارَ إِلَيهَا فَرَجَعَت قَالَ فَأَقَرّ بِهِ ثُمّ لَزِمَ السّكُوتَ فَكَانَ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ يَتَكَلّمُ بَعدَ ذَلِكَ وَ كَانَ مِن قَبلِ ذَلِكَ يَرَي الرّؤيَا الحَسَنَةَ وَ يُرَي لَهُ ثُمّ انقَطَعَت عَنهُ الرّؤيَا فَرَأَي لَيلَةً أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِيمَا يَرَي


صفحه : 53

النّائِمُ فَشَكَا إِلَيهِ انقِطَاعَ الرّؤيَا فَقَالَ لَا تَغتَمّ فَإِنّ المُؤمِنَ إِذَا رَسَخَ فِي الإِيمَانِ رُفِعَ عَنهُ الرّؤيَا

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن الرافعي‌ مِثلَهُ

49- شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ الراّفعِيِ‌ّ مِثلَهُ

50- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ مِثلَهُ

بيان معنيا بفتح الميم وسكون العين وتشديد الياء أي ذا عناية واهتمام بدينه قوله تجب الأرض جبوبا كذا في ير و في سائر الكتب تخد الأرض خدا والجب القطع والخد إحداث الحفرة المستطيلة في الأرض

51- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن هِشَامٍ قَالَ أَرَدتُ شِرَي جَارِيَةٍ بِثَمَنٍ وَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَستَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ فَأَمسَكَ فَلَم يجُبِنيِ‌ فإَنِيّ‌ مِنَ الغَدِ عِندَ مَولَي الجَارِيَةِ إِذ مَرّ بيِ‌ وَ هيِ‌َ جَالِسَةٌ عِندَ جَوَارٍ فَصِرتُ بِتَجرِبَةِ الجَارِيَةِ فَنَظَرَ إِلَيهَا قَالَ ثُمّ رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ لَا بَأسَ إِن لَم يَكُن فِي عُمُرِهَا قِلّةٌ قَالَ فَأَمسَكتُ عَن شِرَائِهَا فَلَم أَخرُج مِن مَكّةَ حَتّي مَاتَت

52- ير،[بصائر الدرجات ]مُعَاوِيَةُ بنُ حَكِيمٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ استَقرَضَ أَبُو الحَسَنِ ع عَن شِهَابِ بنِ عَبدِ رَبّهِ قَالَ وَ كَتَبَ كِتَاباً وَ وَضَعَ عَلَي يدَيَ‌ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ وَ قَالَ إِن حَدَثَ بيِ‌ حَدَثٌ فَخَرّقهُ قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ فَخَرَجتُ مِن مَكّةَ فلَقَيِنَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ ع فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ بِمِنًي فَقَالَ لِي يَا عَبدَ الرّحمَنِ خَرّقِ الكِتَابَ قَالَ فَفَعَلتُ وَ قَدِمتُ الكُوفَةَ فَسَأَلتُ عَن شِهَابٍ فَإِذَا هُوَ قَد مَاتَ فِي وَقتٍ لَم يُمكِن فِيهِ بَعثُ الكِتَابِ


صفحه : 54

53- ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُعَلّي عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ العَبدَ الصّالِحَ أَبَا الحَسَنِ ع يَنعَي إِلَي رَجُلٍ نَفسَهُ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ وَ إِنّهُ لَيَعلَمُ مَتَي يَمُوتُ الرّجُلُ مِن شِيعَتِهِ فَقَالَ شِبهَ المُغضَبِ يَا إِسحَاقُ قَد كَانَ رُشَيدٌ الهجَرَيِ‌ّ يَعلَمُ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا فَالإِمَامُ أَولَي بِذَلِكَ

54- ير،[بصائر الدرجات ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن خَالِدٍ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ بِمَكّةَ فَقَالَ مَن هَاهُنَا مِن أَصحَابِكُم فَعَدَدتُ عَلَيهِ ثَمَانِيَةَ أَنفُسٍ فَأَمَرَ بِإِخرَاجِ أَربَعَةٍ وَ سَكَتَ عَن أَربَعَةٍ فَمَا كَانَ إِلّا يَومَهُ وَ مِنَ الغَدِ حَتّي مَاتَ الأَربَعَةُ فَسَلِمُوا

55- ير،[بصائر الدرجات ] جَعفَرُ بنُ إِسحَاقَ بنِ سَعدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قَالَ لِي افرُغ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ مَن كَانَ لَهُ مَعَكَ عَمَلٌ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وَ سَبعِينَ وَ مِائَةٍ حَتّي يَجِيئَكَ كتِاَبيِ‌ وَ انظُر مَا عِندَكَ فَابعَث بِهِ إلِيَ‌ّ وَ لَا تَقبَل مِن أَحَدٍ شَيئاً وَ خَرَجَ إِلَي المَدِينَةِ وَ بقَيِ‌َ خَالِدٌ بِمَكّةَ خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ مَاتَ

56- ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن إِسحَاقَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ ع وَ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ يَا فُلَانُ إِنّكَ تَمُوتُ إِلَي شَهرٍ قَالَ فَأَضمَرتُ فِي نفَسيِ‌ كَأَنّهُ يَعلَمُ آجَالَ شِيعَتِهِ قَالَ فَقَالَ يَا إِسحَاقُ وَ مَا تُنكِرُونَ مِن ذَلِكَ وَ قَد كَانَ رُشَيدٌ الهجَرَيِ‌ُ مُستَضعَفاً وَ كَانَ يَعلَمُ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا فَالإِمَامُ أَولَي بِذَلِكَ ثُمّ قَالَ يَا إِسحَاقُ تَمُوتُ إِلَي سَنَتَينِ وَ يَتَشَتّتُ أَهلُكَ وَ وُلدُكَ وَ عِيَالُكَ وَ أَهلُ بَيتِكَ وَ يُفلِسُونَ إِفلَاساً شَدِيداً

57- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن إِسحَاقَ مِثلَهُ

58-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن


صفحه : 55

إِسحَاقَ مِثلَهُ

59- عم ،[إعلام الوري ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ مِثلَهُ

60- كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن إِسحَاقَ مِثلَهُ

61- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ بَرّةَ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ النضّريِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ سَنَةَ المَوتِ بِمَكّةَ وَ هيِ‌َ سَنَةُ أَربَعٍ وَ سَبعِينَ وَ مِائَةٍ فَقَالَ لِي مَن هَاهُنَا مِن أَصحَابِكُم مَرِيضٌ فَقُلتُ عُثمَانُ بنُ عِيسَي مِن أَوجَعِ النّاسِ فَقَالَ قُل لَهُ يَخرُج ثُمّ قَالَ مَن هَاهُنَا فَعَدَدتُ عَلَيهِ ثَمَانِيَةً فَأَمَرَ بِإِخرَاجِ أَربَعَةٍ وَ كَفّ عَن أَربَعَةٍ فَمَا أَمسَينَا مِن غَدٍ حَتّي دَفَنّا الأَربَعَةَ الّذِينَ كَفّ عَن إِخرَاجِهِم فَقَالَ عُثمَانُ وَ خَرَجتُ أَنَا فَأَصبَحتُ مُعَافًي

62-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَلِيّ بنِ المُغِيرَةِ قَالَمَرّ العَبدُ الصّالِحُ ع بِامرَأَةٍ بِمِنًي وَ هيِ‌َ تبَكيِ‌ وَ صِبيَانُهَا حَولَهَا يَبكُونَ وَ قَد مَاتَت بَقَرَةٌ لَهَا فَدَنَا مِنهَا ثُمّ قَالَ لَهَا مَا يُبكِيكِ يَا أَمَةَ اللّهِ قَالَت يَا عَبدَ اللّهِ إِنّ لِي صِبيَاناً أَيتَاماً فَكَانَت لِي بَقَرَةٌ معَيِشتَيِ‌ وَ مَعِيشَةُ صبِياَنيِ‌ كَانَ مِنهَا فَقَد مَاتَت وَ بَقِيتُ مُنقَطِعَةً بيِ‌ وَ بوِلُديِ‌ وَ لَا حِيلَةَ لَنَا فَقَالَ لَهَا يَا أَمَةَ اللّهِ هَل لَكِ أَن أُحيِيَهَا لَكِ قَالَ فَأُلهِمَت أَن قَالَت نَعَم يَا عَبدَ اللّهِ قَالَ فَتَنَحّي نَاحِيَةً فَصَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ رَفَعَ يَدَيهِ يَمنَةً وَ حَرّكَ شَفَتَيهِ ثُمّ قَالَ فَمَرّ بِالبَقَرَةِ فَنَخَسَهَا نَخساً أَو ضَرَبَهَا بِرِجلِهِ فَاستَوَت عَلَي الأَرضِ قَائِمَةً فَلَمّا نَظَرَتِ المَرأَةُ إِلَي البَقَرَةِ قَد قَامَت صَاحَت عِيسَي


صفحه : 56

بنُ مَريَمَ وَ رَبّ الكَعبَةِ قَالَ فَخَالَطَ النّاسَ وَ صَارَ بَينَهُم وَ مَضَي بَينَهُم صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي آبَائِهِ الطّاهِرِينَ

63- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ مِثلَهُ

64- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن حَمّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ الفَرّاءِ عَن مُعَتّبٍ أَنّهُ أَخبَرَهُ أَنّ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ ع لَم يَكُن يُرَي لَهُ وَلَدٌ فَأَتَاهُ يَوماً إِسحَاقُ وَ مُحَمّدٌ أَخَوَاهُ وَ أَبُو الحَسَنِ يَتَكَلّمُ بِلِسَانٍ لَيسَ بعِرَبَيِ‌ّ فَجَاءَ غُلَامٌ سقَلاَبيِ‌ّ فَكَلّمَهُ بِلِسَانِهِ فَذَهَبَ فَجَاءَ بعِلَيِ‌ّ ابنِهِ فَقَالَ لِإِخوَتِهِ هَذَا عَلِيّ ابنيِ‌ فَضَمّوهُ إِلَيهِ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ فَقَبّلُوهُ ثُمّ كَلّمَ الغُلَامَ بِلِسَانِهِ فَحَمَلَهُ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِإِبرَاهِيمَ فَقَالَ ابنيِ‌ ثُمّ كَلّمَهُ بِكَلَامٍ فَحَمَلَهُ فَذَهَبَ فَلَم يَزَل يَدعُو بِغُلَامٍ بَعدَ غُلَامٍ وَ يُكَلّمُهُم حَتّي جَاءَ خَمسَةُ أَولَادٍ وَ الغِلمَانُ مُختَلِفُونَ فِي أَجنَاسِهِم وَ أَلسِنَتِهِم

65-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عُمَرَ عَن بَشِيرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَدَخَلَ رَجُلٌ مِن موَاَليِ‌ أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ أُحِبّ أَن تَتَغَدّي عنِديِ‌ فَقَامَ أَبُو الحَسَنِ ع حَتّي مَضَي مَعَهُ فَدَخَلَ البَيتَ فَإِذَا فِي البَيتِ سَرِيرٌ فَقَعَدَ عَلَي السّرِيرِ وَ تَحتَ السّرِيرِ زَوجُ حَمَامٍ فَهَدَرَ الذّكَرُ عَلَي الأُنثَي وَ ذَهَبَ الرّجُلُ لِيَحمِلَ الطّعَامَ فَرَجَعَ وَ أَبُو الحَسَنِ ع يَضحَكُ فَقَالَ أَضحَكَ اللّهُ سِنّكَ بِمَ ضَحِكتَ فَقَالَ إِنّ هَذَا الحَمَامَ هَدَرَ عَلَي هَذِهِ الحَمَامَةِ فَقَالَ لَهَا يَا سكَنَيِ‌ وَ عرِسيِ‌ وَ اللّهِ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكِ مَا خَلَا هَذَا القَاعِدِ عَلَي السّرِيرِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ تَفهَمُ كَلَامَ الطّيرِ فَقَالَ نَعَمعُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أُوتِينا


صفحه : 57

مِن كُلّ شَيءٍ

66- ير،[بصائر الدرجات ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ القاَساَنيِ‌ّ عَن أَبِي الأَعوَصِ دَاوُدَ بنِ أَسَدٍ المصِريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ جَمِيلٍ عَن أَحمَدَ بنِ هَارُونَ بنِ مُوَفّقٍ وَ كَانَ هَارُونُ بنُ مُوَفّقٍ مَولَي أَبِي الحَسَنِ قَالَ أَتَيتُ أَبَا الحَسَنِ لِأُسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ لِي اركَب نَدُورُ فِي أَموَالِنَا فَأَتَيتُ فَازَةً لِي قَد ضُرِبَت عَلَي جَدوَلِ مَاءٍ كَانَ عِندَهُ خُضرَةٌ فَاستَنزَهَ ذَلِكَ فَضَرَبتُ لَهُ الفَازَةَ فَجَلَستُ حَتّي أَتَي عَلَي فَرَسٍ لَهُ فَقَبّلتُ فَخِذَهُ وَ نَزَلَ فَأَمسَكتُ رِكَابَهُ وَ أَهوَيتُ لِآخُذَ العِنَانَ فَأَبَي وَ أَخَذَهُ هُوَ وَ أَخرَجَهُ مِن رَأسِ الدّابّةِ وَ عَلّقَهُ فِي طُنُبٍ مِن أَطنَابِ الفَازَةِ فَجَلَسَ وَ سأَلَنَيِ‌ عَن مجَيِئيِ‌ وَ ذَلِكَ عِندَ المَغرِبِ فَأَعلَمتُ بمِجَيِئيِ‌ مِنَ القَصرِ إِلَي أَن حَمحَمَ الفَرَسُ فَضَحِكَ ع وَ نَطَقَ بِالفَارِسِيّةِ وَ أَخَذَ بِعُرفِهَا فَقَالَ اذهَب قبل [فَبُل]فَرَفَعَ رَأسَهُ فَنَزَعَ العِنَانَ وَ مَرّ يَتَخَطّي الجَدَاوِلَ وَ الزّرعَ إِلَي بَرَاحٍ حَتّي بَالَ وَ رَجَعَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ إِنّهُ لَم يُعطَ دَاوُدُ وَ آلُ دَاوُدَ شَيئاً إِلّا وَ قَد أعُطيِ‌َ مُحَمّدٌ وَ آلُ مُحَمّدٍ أَكثَرَ مِنهُ

بيان الفازة مظلة بعمودين قوله فاستنزه أي وجده ع نزها ولعله رآه ومضي ثم رجع و لايبعد أن يكون تصحيف فاستنزهت والحمحمة صوت البرذون عندالشعير

67-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شا،[الإرشاد]يج ،[الخرائج والجرائح ]البطَاَئنِيِ‌ّ قَالَخَرَجَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فِي بَعضِ الأَيّامِ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي ضَيعَةٍ لَهُ خَارِجَةٍ عَنهَا فَصَحِبتُهُ وَ كَانَ رَاكِباً بَغلَةً وَ أَنَا عَلَي حِمَارٍ فَلَمّا صِرنَا فِي بَعضِ الطّرِيقِ اعتَرَضَنَا أَسَدٌ فَأَحجَمتُ خَوفاً وَ أَقدَمَ أَبُو الحَسَنِ غَيرَ مُكتَرِثٍ بِهِ فَرَأَيتُ الأَسَدَ يَتَذَلّلُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ وَ يُهَمهِمُ فَوَقَفَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ كاَلمصُغيِ‌ إِلَي هَمهَمَتِهِ وَ وَضَعَ الأَسَدُ يَدَهُ عَلَي كَفَلِ بَغلَتِهِ وَ خِفتُ مِن ذَلِكَ خَوفاً


صفحه : 58

عَظِيماً ثُمّ تَنَحّي الأَسَدُ إِلَي جَانِبِ الطّرِيقِ وَ حَوّلَ أَبُو الحَسَنِ وَجهَهُ إِلَي القِبلَةِ وَ جَعَلَ يَدعُو ثُمّ حَرّكَ شَفَتَيهِ بِمَا لَم أَفهَمهُ ثُمّ أَومَأَ إِلَي الأَسَدِ بِيَدِهِ أَنِ امضِ فَهَمهَمَ الأَسَدُ هَمهَمَةً طَوِيلَةً وَ أَبُو الحَسَنِ يَقُولُ آمِينَ آمِينَ وَ انصَرَفَ الأَسَدُ حَتّي غَابَ عَن أَعيُنِنَا وَ مَضَي أَبُو الحَسَنِ لِوَجهِهِ وَ اتّبَعتُهُ فَلَمّا بَعُدنَا عَنِ المَوضِعِ لَحِقتُهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا شَأنُ هَذَا الأَسَدِ فَلَقَد خِفتُهُ وَ اللّهِ عَلَيكَ وَ عَجِبتُ مِن شَأنِهِ مَعَكَ قَالَ إِنّهُ خَرَجَ يَشكُو عُسرَ الوِلَادَةِ عَلَي لَبوَتِهِ وَ سأَلَنَيِ‌ أَن أَدعُوَ اللّهَ لِيُفَرّجَ عَنهَا فَفَعَلتُ ذَلِكَ وَ ألُقيِ‌َ فِي روُعيِ‌ أَنّهَا وَلَدَت لَهُ ذَكَراً فَخَبّرتُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لِي امضِ فِي حِفظِ اللّهِ فَلَا سَلّطَ اللّهُ عَلَيكَ وَ عَلَي ذُرّيّتِكَ وَ عَلَي أَحَدٍ مِن شِيعَتِكَ شَيئاً مِنَ السّبَاعِ فَقُلتُ آمِينَ

بيان أحجم عنه كف أونكص هيبة واللبوة أنثي الأسد

68- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيِ‌َ عَن عِيسَي شَلَقَانَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَن أَبِي الخَطّابِ فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً مِن قَبلِ أَن أَجلِسَ مَا مَنَعَكَ أَن تَلقَي ابنيِ‌ مُوسَي فَتَسأَلَهُ عَن جَمِيعِ مَا تُرِيدُ قَالَ عِيسَي فَذَهَبتُ إِلَي العَبدِ الصّالِحِ ع وَ هُوَ قَاعِدٌ فِي الكُتّابِ وَ عَلَي شَفَتَيهِ أَثَرُ المِدَادِ فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً يَا عِيسَي إِنّ اللّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ النّبِيّينَ عَلَي النّبُوّةِ فَلَم يَتَحَوّلُوا عَنهَا وَ أَخَذَ مِيثَاقَ الوَصِيّينَ عَلَي الوَصِيّةِ فَلَم يَتَحَوّلُوا عَنهَا أَبَداً وَ إِنّ قَوماً إِيمَانُهُم عَارِيّةٌ وَ إِنّ أَبَا الخَطّابِ مِمّن أُعِيرَ الإِيمَانَ فَسَلَبَهُ اللّهُ إِيّاهُ فَضَمَمتُهُ إلِيَ‌ّ وَ قَبّلتُ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ قُلتُ ذُرّيّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ ثُمّ رَجَعتُ إِلَي الصّادِقِ ع فَقَالَ مَا صَنَعتَ قُلتُ أَتَيتُهُ فأَخَبرَنَيِ‌ مُبتَدِئاً مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ عَن جَمِيعِ مَا أَرَدتُ فَعَلِمتُ عِندَ ذَلِكَ أَنّهُ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ فَقَالَ يَا عِيسَي إِنّ ابنيِ‌ هَذَا ألّذِي رَأَيتَ لَو سَأَلتَهُ عَمّا بَينَ دفَتّيَ‌ِ المُصحَفِ لَأَجَابَكَ فِيهِ بِعِلمٍ ثُمّ أَخرَجَهُ ذَلِكَ اليَومَ مِنَ الكِتَابِ


صفحه : 59

69- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ قَالَ سَمِعتُ الأَخرَسَ يَذكُرُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ بِسُوءٍ فَاشتَرَيتُ سِكّيناً وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ وَ اللّهِ لَأَقتُلَنّهُ إِذَا خَرَجَ لِلمَسجِدِ فَأَقَمتُ عَلَي ذَلِكَ وَ جَلَستُ فَمَا شَعَرتُ إِلّا بِرُقعَةِ أَبِي الحَسَنِ قَد طَلَعَت عَلَيّ فِيهَا بحِقَيّ‌ عَلَيكَ لَمّا كَفَفتَ عَنِ الأَخرَسِ فَإِنّ اللّهَ يغُنيِ‌ وَ هُوَ حسَبيِ‌ فَمَا بقَيِ‌َ أيام [أَيّاماً] إِلّا وَ مَاتَ

70- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي إِسمَاعِيلُ بنُ مُوسَي قَالَ كُنّا مَعَ أَبِي الحَسَنِ فِي عُمرَةٍ فَنَزَلنَا بَعضَ قُصُورِ الأُمَرَاءِ فَأَمَرَ بِالرّحلَةِ فَشُدّتِ المَحَامِلُ وَ رَكِبَ بَعضُ العِيَالِ وَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ فِي بَيتٍ فَخَرَجَ فَقَامَ عَلَي بَابِهِ فَقَالَ حُطّوا حُطّوا قَالَ إِسمَاعِيلُ وَ هَل تَرَي شَيئاً قَالَ إِنّهُ سَيَأتِيكُم رِيحٌ سَودَاءُ مُظلِمَةٌ تَطرَحُ بَعضَ الإِبِلِ فَجَاءَت رِيحٌ سَودَاءُ فَأَشهَدُ لَقَد رَأَيتُ جَمَلَنَا عَلَيهِ كَنِيسَةٌ كُنتُ أَركَبُ أَنَا فِيهَا وَ أَحمَدُ أخَيِ‌ وَ لَقَد قَامَ ثُمّ سَقَطَ عَلَي جَنبِهِ بِالكَنِيسَةِ

71- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ مِثلَهُ

72-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي اِبرَاهِيمُ بنُ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَنِ ابنِ يَقطِينٍ قَالَكُنتُ وَاقِفاً عِندَ هَارُونَ الرّشِيدِ إِذ جَاءَتهُ هَدَايَا مَلِكِ الرّومِ وَ كَانَ فِيهَا دُرّاعَةُ دِيبَاجٍ سَودَاءُ مَنسُوجَةٌ بِالذّهَبِ لَم أَرَ أَحسَنَ مِنهَا فرَآَنيِ‌ أَنظُرُ إِلَيهَا فَوَهَبَهَا لِي وَ بَعَثتُهَا إِلَي أَبِي اِبرَاهِيمَ ع وَ مَضَت عَلَيهَا بُرهَةُ تِسعَةِ أَشهُرٍ وَ انصَرَفتُ يَوماً مِن عِندِ هَارُونَ بَعدَ أَن تَغَدّيتُ بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا دَخَلتُ داَريِ‌ قَامَ إلِيَ‌ّ خاَدمِيِ‌َ ألّذِي يَأخُذُ ثيِاَبيِ‌ بِمِندِيلٍ عَلَي يَدِهِ وَ كِتَابٍ لَطِيفٍ خَتمُهُ رَطبٌ فَقَالَ أتَاَنيِ‌ بِهَذَا رَجُلٌ السّاعَةَ فَقَالَ أَوصِلهُ إِلَي مَولَاكَ سَاعَةَ يَدخُلُ فَفَضَضتُ الكِتَابَ وَ إِذَا بِهِ كِتَابُ موَلاَي‌َ أَبِي اِبرَاهِيمَ ع وَ فِيهِ يَا عَلِيّ هَذَا وَقتُ حَاجَتِكَ إِلَي الدّرّاعَةِ وَ قَد بَعَثتُ بِهَا إِلَيكَ فَكَشَفتُ طَرَفَ المِندِيلِ عَنهَا وَ رَأَيتُهَا وَ عَرَفتُهَا وَ دَخَلَ عَلَيّ خَادِمُ هَارُونَ بِغَيرِ إِذنٍ فَقَالَ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ


صفحه : 60

قُلتُ أَيّ شَيءٍ حَدَثَ قَالَ لَا أدَريِ‌ فَرَكِبتُ وَ دَخَلتُ عَلَيهِ وَ عِندَهُ عُمَرُ بنُ بَزِيعٍ وَاقِفاً بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ مَا فَعَلتَ الدّرّاعَةَ التّيِ‌ وَهَبتُكَ قُلتُ خِلَعُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيّ كَثِيرَةٌ مِن دَرَارِيعَ وَ غَيرِهَا فَعَن أَيّهَا يسَألَنُيِ‌ قَالَ دُرّاعَةِ الدّيبَاجِ السّودَاءِ الرّومِيّةِ المُذَهّبَةِ فَقُلتُ مَا عَسَي أَن أَصنَعَ بِهَا أَلبَسُهَا فِي أَوقَاتٍ وَ أصُلَيّ‌ فِيهَا رَكَعَاتٍ وَ قَد كُنتُ دَعَوتُ بِهَا عِندَ منُصرَفَيِ‌ مِن دَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ السّاعَةَ لِأَلبَسَهَا فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ عُمَرُ بنُ بَزِيعٍ فَقَالَ قُل يُحضِرهَا فَأَرسَلتُ خاَدمِيِ‌ جَاءَ بِهَا فَلَمّا رَآهَا قَالَ يَا عُمَرُ مَا ينَبغَيِ‌ أَن تَنقُلَ عَلَي عَلِيّ بَعدَ هَذَا شَيئاً قَالَ فَأَمَرَ لِي بِخَمسِينَ أَلفَ دِرهَمٍ حَمَلتُ مَعَ الدّرّاعَةِ إِلَي داَريِ‌ قَالَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ وَ كَانَ الساّعيِ‌ ابنَ عَمّ لِي فَسَوّدَ اللّهُ وَجهَهُ وَ كَذّبَهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ

73- عُيُونُ المُعجِزَاتِ،نَقلًا عَنِ البَصَائِرِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ العَطّارِ مَرفُوعاً إِلَي عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ مِثلَهُ

74-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عِيسَي المدَاَئنِيِ‌ّ قَالَخَرَجتُ سَنَةً إِلَي مَكّةَ فَأَقَمتُ بِهَا ثُمّ قُلتُ أُقِيمُ بِالمَدِينَةِ مِثلَ مَا أَقَمتُ بِمَكّةَ فَهُوَ أَعظَمُ لثِوَاَبيِ‌ فَقَدِمتُ المَدِينَةَ فَنَزَلتُ طَرَفَ المُصَلّي إِلَي جَنبِ دَارِ أَبِي ذَرّ فَجَعَلتُ أَختَلِفُ إِلَي سيَدّيِ‌ فَأَصَابَنَا مَطَرٌ شَدِيدٌ بِالمَدِينَةِ فَأَتَيتُ أَبَا الحَسَنَ ع مُسَلّماً عَلَيهِ يَوماً وَ إِنّ السّمَاءَ تَهَطّلُ فَلَمّا دَخَلتُ ابتدَأَنَيِ‌ فَقَالَ لِي وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا عِيسَي ارجِع فَقَدِ انهَدَمَ بَيتُكَ إِلَي مَتَاعِكَ فَانصَرَفتُ رَاجِعاً فَإِذَا البَيتُ قَدِ انهَارَ وَ استَعمَلتُ عَمَلَةً فَاستَخرَجُوا متَاَعيِ‌ كُلّهُ وَ لَا افتَقَدتُهُ غَيرَ سَطلٍ كَانَ لِي فَلَمّا أَتَيتُهُ بِالغَدِ مُسَلّماً عَلَيهِ قَالَ هَل فَقَدتَ مِن مَتَاعِكَ شَيئاً فَنَدعُوَ اللّهَ لَكَ بِالخَلَفِ قُلتُ مَا فَقَدتُ شَيئاً مَا خَلَا سَطلًا كَانَ لِي أَتَوَضّأُ مِنهُ فَقَدتُهُ فَأَطرَقَ مَلِيّاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ قَد ظَنَنتُ أَنّكَ أُنسِيتَ السّطلَ فَسَل جَارِيَةَ رَبّ الدّارِ عَنهُ


صفحه : 61

وَ قُل لَهَا أَنتِ رَفَعتِ السّطلَ فِي الخَلَإِ فَرُدّيهِ فَإِنّهَا سَتَرُدّهُ عَلَيكَ فَلَمّا انصَرَفتُ أَتَيتُ جَارِيَةَ رَبّ الدّارِ فَقُلتُ إنِيّ‌ نَسِيتُ السّطلَ فِي الخَلَإِ فَرُدّيهِ عَلَيّ أَتَوَضّأ بِهِ فَرَدّت عَلَيّ سطَليِ‌

75- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ المدَاَئنِيِ‌ّ مِثلَهُ

76- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي حَمزَةَ قَالَ كُنتُ عِندَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع إِذ أَتَاهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ الريّ‌ّ يُقَالُ لَهُ جُندَبٌ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ جَلَسَ وَ سَاءَلَهُ أَبُو الحَسَنِ ع وَ أَحسَنَ السّؤَالَ بِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا جُندَبُ مَا فَعَلَ أَخُوكَ قَالَ لَهُ بِخَيرٍ وَ هُوَ يُقرِئُكَ السّلَامَ فَقَالَ يَا جُندَبُ أَعظَمَ اللّهُ لَكَ أَجرَكَ فِي أَخِيكَ فَقَالَ وَرَدَ كِتَابُهُ مِنَ الكُوفَةِ لِثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوماً بِالسّلَامَةِ فَقَالَ إِنّهُ وَ اللّهِ مَاتَ بَعدَ كِتَابِهِ بِيَومَينِ وَ دَفَعَ إِلَي امرَأَتِهِ مَالًا وَ قَالَ لِيَكُن هَذَا المَالُ عِندَكِ فَإِذَا قَدِمَ أخَيِ‌ فَادفَعِيهِ إِلَيهِ وَ قَد أَودَعَتهُ الأَرضَ فِي البَيتِ ألّذِي كَانَ يَكُونُ فِيهِ فَإِذَا أَنتَ أَتَيتَهَا فَتَلَطّف لَهَا وَ أَطمِعهَا فِي نَفسِكَ فَإِنّهَا سَتَدفَعُهُ إِلَيكَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ وَ كَانَ جُندَبٌ رَجُلًا كَبِيراً جَمِيلًا قَالَ فَلَقِيتُ جُندَباً بَعدَ مَا فُقِدَ أَبُو الحَسَنِ ع فَسَأَلتُهُ عَمّا قَالَ لَهُ فَقَالَ صَدَقَ وَ اللّهِ سيَدّيِ‌ مَا زَادَ وَ لَا نَقَصَ لَا فِي الكِتَابِ وَ لَا فِي المَالِ

77- عُيُونُ المُعجِزَاتِ، عَن عَلِيّ مِثلَهُ

78- نجم ،[ كتاب النجوم ]بِإِسنَادِنَا إِلَي الحمِيرَيِ‌ّ فِي كِتَابِ الدّلَائِلِ يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ مِثلَهُ

79- كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ مِثلَهُ

80-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي ابنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِن موَاَليِ‌ أَبِي الحَسَنِ لِي صَدِيقاً قَالَ خَرَجتُ مِن منَزلِيِ‌ يَوماً فَإِذَا أَنَا بِامرَأَةٍ حَسنَاءَ جَمِيلَةٍ وَ مَعَهَا أُخرَي فَتَبِعتُهَا فَقُلتُ لَهَا تمُتَعّيِنيِ‌ نَفسَكِ فَالتَفَتَت إلِيَ‌ّ وَ قَالَت إِن كَانَ لَنَا عِندَكَ جِنسٌ فَلَيسَ فِينَا


صفحه : 62

مَطمَعٌ وَ إِن لَم يَكُن لَكَ زَوجَةٌ فَامضِ بِنَا فَقُلتُ لَيسَ لَكِ عِندَنَا جِنسٌ فَانطَلَقَت معَيِ‌ حَتّي صِرنَا إِلَي بَابِ المَنزِلِ فَدَخَلَت فَلَمّا أَن خَلَعَت فَردَ خُفّ وَ بقَيِ‌َ الخُفّ الآخَرُ تَنزِعُهُ إِذَا قَارِعٌ يَقرَعُ البَابَ فَخَرَجتُ فَإِذَا أَنَا بِمُوَفّقٍ فَقُلتُ لَهُ مَا وَرَاكَ قَالَ خَيرٌ يَقُولُ أَبُو الحَسَنِ أَخرِج هَذِهِ المَرأَةَ التّيِ‌ مَعَكَ فِي البَيتِ وَ لَا تَمَسّهَا فَدَخَلتُ فَقُلتُ لَهَا البسَيِ‌ خُفّيكِ يَا هَذِهِ وَ اخرجُيِ‌ فَلَبِسَت خُفّهَا وَ خَرَجَت فَنَظَرتُ إِلَي مُوَفّقٍ بِالبَابِ فَقَالَ سُدّ البَابَ فَسَدَدتُهُ فَوَ اللّهِ مَا جَاءَت لَهُ غَيرُ بَعِيدٍ وَ أَنَا وَرَاءَ البَابِ أَستَمِعُ وَ أَتَطَلّعُ حَتّي لَقِيَهَا رَجُلٌ مُستَعِرٌ فَقَالَ لَهَا مَا لَكِ خَرَجتِ سَرِيعاً أَ لَستُ قُلتُ لَا تخَرجُيِ‌ قَالَت إِنّ رَسُولَ السّاحِرِ جَاءَ يَأمُرُهُ أَن يخُرجِنَيِ‌ فأَخَرجَنَيِ‌ قَالَ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ أَولَي لَهُ وَ إِذَا القَومُ طَمِعُوا فِي مَالٍ عنِديِ‌ فَلَمّا كَانَ العِشَاءُ عُدتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ قَالَ لَا تَعُد فَإِنّ تِلكَ امرَأَةٌ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ أَهلِ بَيتِ لَعنَةٍ إِنّهُم كَانُوا بَعَثُوا أَن يَأخُذُوهَا مِن مَنزِلِكَ فَاحمَدِ اللّهَ ألّذِي صَرَفَهَا ثُمّ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ تَزَوّج بِابنَةِ فُلَانٍ وَ هُوَ مَولَي أَبِي أَيّوبَ البخُاَريِ‌ّ فَإِنّهَا امرَأَةٌ قَد جَمَعَت كُلّ مَا تُرِيدُ مِن أَمرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَتَزَوّجتُ فَكَانَ كَمَا قَالَ ع

بيان قوله مستعر من استعر النار أي التهب و هوكناية عن العزم علي الشر والفساد

81- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي حَمزَةَ قَالَ بعَثَنَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ فِي حَاجَةٍ فَجِئتُ وَ إِذَا مُعَتّبٌ عَلَي البَابِ فَقُلتُ أَعلِم موَلاَي‌َ بمِكَاَنيِ‌ فَدَخَلَ مُعَتّبٌ وَ مَرّت بيِ‌َ امرَأَةٌ فَقُلتُ لَو لَا أَنّ مُعَتّباً دَخَلَ فَأَعلَمَ موَلاَي‌َ بمِكَاَنيِ‌ لَاتّبَعتُ هَذِهِ المَرأَةَ فَتَمَتّعتُ بِهَا فَخَرَجَ مُعَتّبٌ فَقَالَ ادخُل فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ هُوَ عَلَي مُصَلّي تَحتَهُ مِرفَقَةٌ فَمَدّ يَدَهُ وَ أَخرَجَ مِن تَحتِ المِرفَقَةِ صُرّةً فَنَاوَلَنِيهَا وَ قَالَ الحَقِ المَرأَةَ فَإِنّهَا عَلَي دُكّانِ العَلّافِ تَقُولُ يَا عَبدَ اللّهِ قَد حبَسَتنَيِ‌ قُلتُ أَنَا قَالَت نَعَم فَذَهَبتُ بِهَا وَ تَمَتّعتُ بِهَا

82-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن بَكّارٍ القمُيّ‌ّ قَالَحَجَجتُ أَربَعِينَ حَجّةً فَلَمّا كَانَ فِي آخِرِهَا أُصِبتُ بنِفَقَتَيِ‌ فَقَدِمتُ مَكّةَ فَأَقَمتُ


صفحه : 63

حَتّي يَصدُرَ النّاسُ ثُمّ أَصِيرَ إِلَي المَدِينَةِ فَأَزُورَ رَسُولَ اللّهِص وَ أَنظُرَ إِلَي سيَدّيِ‌ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع وَ عَسَي أَن أَعمَلَ عَمَلًا بيِدَيِ‌ فَأَجمَعَ شَيئاً فَأَستَعِينَ بِهِ عَلَي طرَيِقيِ‌ إِلَي الكُوفَةِ فَخَرَجتُ حَتّي صِرتُ إِلَي المَدِينَةِ فَأَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص فَسَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ جِئتُ إِلَي المُصَلّي إِلَي المَوضِعِ ألّذِي يَقُومُ فِيهِ العَمَلَةُ فَقُمتُ فِيهِ رَجَاءَ أَن يُسَبّبَ اللّهُ لِي عَمَلًا أَعمَلُهُ فَبَينَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَد أَقبَلَ فَاجتَمَعَ حَولَهُ الفَعَلَةُ فَجِئتُ فَوَقَفتُ مَعَهُم فَذَهَبَ بِجَمَاعَةٍ فَاتّبَعتُهُ فَقُلتُ يَا عَبدَ اللّهِ إنِيّ‌ رَجُلٌ غَرِيبٌ رَأَيتُ أَن تَذهَبَ بيِ‌ مَعَهُم فتَسَتعَملِنَيِ‌ قَالَ أَنتَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ قُلتُ نَعَم قَالَ اذهَب فَانطَلَقتُ مَعَهُ إِلَي دَارٍ كَبِيرَةٍ تُبنَي جَدِيدَةٍ فَعَمِلتُ فِيهَا أَيّاماً وَ كُنّا لَا نُعطَي مِن أُسبُوعٍ إِلَي أُسبُوعٍ إِلّا يَوماً وَاحِداً وَ كَانَ العُمّالُ لَا يَعمَلُونَ فَقُلتُ لِلوَكِيلِ استعَملِنيِ‌ عَلَيهِم حَتّي أَستَعمِلَهُم وَ أَعمَلَ مَعَهُم فَقَالَ قَدِ استَعمَلتُكَ فَكُنتُ أَعمَلُ وَ أَستَعمِلُهُم قَالَ فإَنِيّ‌ لَوَاقِفٌ ذَاتَ يَومٍ عَلَي السّلّمِ إِذ نَظَرتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَد أَقبَلَ وَ أَنَا فِي السّلّمِ فِي الدّارِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ بَكّارُ جِئتَنَا انزِل فَنَزَلتُ قَالَ فَتَنَحّي نَاحِيَةً فَقَالَ لِي مَا تَصنَعُ هَاهُنَا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أُصِبتُ بنِفَقَتَيِ‌ بِجُمعٍ فَأَقَمتُ إِلَي صُدُورِ النّاسِ ثُمّ إنِيّ‌ صِرتُ إِلَي المَدِينَةِ فَأَتَيتُ المُصَلّي فَقُلتُ أَطلُبُ عَمَلًا فَبَينَمَا أَنَا قَائِمٌ إِذ جَاءَ وَكِيلُكَ فَذَهَبَ بِرِجَالٍ فَسَأَلتُهُ أَن يسَتعَملِنَيِ‌ كَمَا يَستَعمِلُهُم فَقَالَ لِي قُم يَومَكَ هَذَا فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ وَ كَانَ اليَومُ ألّذِي يُعطَونَ فِيهِ جَاءَ فَقَعَدَ عَلَي البَابِ فَجَعَلَ يَدعُو الوَكِيلُ بِرَجُلٍ رَجُلٍ يُعطِيهِ كُلّمَا ذَهَبتُ لِأَدنُوَ قَالَ لِي بِيَدِهِ كَذَا حَتّي إِذَا كَانَ فِي آخِرِهِم قَالَ إلِيَ‌ّ ادنُ فَدَنَوتُ فَدَفَعَ إلِيَ‌ّ صُرّةً فِيهَا خَمسَةَ عَشَرَ دِينَاراً قَالَ لِي خُذ هَذِهِ نَفَقَتُكَ إِلَي الكُوفَةِ ثُمّ قَالَ اخرُج غَداً قُلتُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ وَ لَم أَستَطِع أَن أَرُدّهُ ثُمّ ذَهَبَ وَ عَادَ إلِيَ‌ّ الرّسُولُ فَقَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ائتنِيِ‌ غَداً قَبلَ أَن تَذهَبَ


صفحه : 64

فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَيتُهُ فَقَالَ اخرُجِ السّاعَةَ حَتّي تَصِيرَ إِلَي فَيدٍ فَإِنّكَ تُوَافِقُ قَوماً يَخرُجُونَ إِلَي الكُوفَةِ وَ هَاكَ هَذَا الكِتَابَ فَادفَعهُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ فَانطَلَقتُ فَلَا وَ اللّهِ مَا تلَقَاّنيِ‌ خَلقٌ حَتّي صِرتُ إِلَي فَيدٍ فَإِذَا قَومٌ قَد تَهَيّئُوا لِلخُرُوجِ إِلَي الكُوفَةِ مِنَ الغَدِ فَاشتَرَيتُ بَعِيراً وَ صَحِبتُهُم إِلَي الكُوفَةِ فَدَخَلتُهَا لَيلًا فَقُلتُ أَصِيرُ إِلَي منَزلِيِ‌ فَأَرقُدُ ليَلتَيِ‌ هَذِهِ ثُمّ أَغدُو بِكِتَابِ موَلاَي‌َ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ فَأَتَيتُ منَزلِيِ‌ فَأُخبِرتُ أَنّ اللّصُوصَ دَخَلُوا حاَنوُتيِ‌ قَبلَ قدُوُميِ‌ بِأَيّامٍ فَلَمّا أَن أَصبَحتُ صَلّيتُ الفَجرَ فَبَينَمَا أَنَا جَالِسٌ مُتَفَكّرٌ فِيمَا ذَهَبَ لِي مِن حاَنوُتيِ‌ إِذَا أَنَا بِقَارِعٍ يَقرَعُ البَابَ فَخَرَجتُ فَإِذَا عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ فَعَانَقتُهُ وَ سَلّمَ عَلَيّ ثُمّ قَالَ لِي يَا بَكّارُ هَاتِ كِتَابَ سيَدّيِ‌ قُلتُ نَعَم كُنتُ عَلَي المجَيِ‌ءِ إِلَيكَ السّاعَةَ قَالَ هَاتِ قَد عَلِمتُ أَنّكَ قَدِمتَ مُمسِياً فَأَخرَجتُ الكِتَابَ فَدَفَعتُهُ إِلَيهِ فَأَخَذَهُ وَ قَبّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَي عَينَيهِ وَ بَكَي فَقُلتُ مَا يُبكِيكَ قَالَ شَوقاً إِلَي سيَدّيِ‌ فَفَكّهُ وَ قَرَأَهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ يَا بَكّارُ دَخَلَ عَلَيكَ اللّصُوصُ قُلتُ نَعَم فَأَخَذُوا مَا فِي حَانُوتِكَ قُلتُ نَعَم قَالَ إِنّ اللّهَ قَد أَخلَفَ عَلَيكَ قَد أمَرَنَيِ‌ مَولَاكَ وَ موَلاَي‌َ أَن أُخلِفَ عَلَيكَ مَا ذَهَبَ مِنكَ وَ أعَطاَنيِ‌ أَربَعِينَ دِينَاراً قَالَ فَقَوّمتُ مَا ذَهَبَ فَإِذَا قِيمَتُهُ أَربَعُونَ دِينَاراً فَفَتَحَ عَلَيّ الكِتَابَ وَ قَالَ فِيهِ ادفَع إِلَي بَكّارٍ قِيمَةَ مَا ذَهَبَ مِن حَانُوتِهِ أَربَعِينَ دِينَاراً

83-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ إِسحَاقَ بنَ عَمّارٍ قَالَ لَمّا حَبَسَ هَارُونُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي دَخَلَ عَلَيهِ أَبُو يُوسُفَ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ صَاحِبَا أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ نَحنُ عَلَي أَحَدِ الأَمرَينِ إِمّا أَن نُسَاوِيَهُ أَو نُشكِلَهُ فَجَلَسَا بَينَ يَدَيهِ فَجَاءَ رَجُلٌ كَانَ مُوَكّلًا مِن قِبَلِ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ فَقَالَ إِنّ نوَبتَيِ‌ قَدِ انقَضَت وَ أَنَا عَلَي الِانصِرَافِ فَإِن كَانَ لَكَ حَاجَةٌ أمَرَتنَيِ‌ حَتّي آتِيَكَ بِهَا فِي الوَقتِ ألّذِي تخَلفُنُيِ‌ النّوبَةُ فَقَالَ مَا لِي


صفحه : 65

حَاجَةٌ فَلَمّا أَن خَرَجَ قَالَ لأِبَيِ‌ يُوسُفَ مَا أَعجَبَ هَذَا يسَألَنُيِ‌ أَن أُكَلّفَهُ حَاجَةً مِن حوَاَئجِيِ‌ لِيَرجِعَ وَ هُوَ مَيّتٌ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَقَامَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ إِن جِئنَا لِنَسأَلَهُ عَنِ الفَرضِ وَ السّنّةِ وَ هُوَ الآنَ جَاءَ بشِيَ‌ءٍ آخَرَ كَأَنّهُ مِن عِلمِ الغَيبِ ثُمّ بَعَثَا بِرَجُلٍ مَعَ الرّجُلِ فَقَالَا اذهَب حَتّي تَلزَمَهُ وَ تَنظُرَ مَا يَكُونُ مِن أَمرِهِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ وَ تَأتِيَنَا بِخَبَرِهِ مِنَ الغَدِ فَمَضَي الرّجُلُ فَنَامَ فِي مَسجِدٍ فِي بَابِ دَارِهِ فَلَمّا أَصبَحَ سَمِعَ الوَاعِيَةَ وَ رَأَي النّاسَ يَدخُلُونَ دَارَهُ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قَد مَاتَ فُلَانٌ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَجأَةً مِن غَيرِ عِلّةٍ فَانصَرَفَ إِلَي أَبِي يُوسُفَ وَ مُحَمّدٍ وَ أَخبَرَهُمَا الخَبَرَ فَأَتَيَا أَبَا الحَسَنِ ع فَقَالَا قَد عَلِمنَا أَنّكَ أَدرَكتَ العِلمَ فِي الحَلَالِ وَ الحَرَامِ فَمِن أَينَ أَدرَكتَ أَمرَ هَذَا الرّجُلِ المُوَكّلِ بِكَ أَنّهُ يَمُوتُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ قَالَ مِنَ البَابِ ألّذِي أَخبَرَ بِعِلمِهِ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا رَدّ عَلَيهِمَا هَذَا بَقِيَا لَا يُحِيرَانِ جَوَاباً

بيان نشكله أي نشبهه و إن لم نكن مثله

84- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ أَنّ أَبَا بَصِيرٍ أَقبَلَ مَعَ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي مِن مَكّةَ يُرِيدُ المَدِينَةَ فَنَزَلَ أَبُو الحَسَنِ فِي المَوضِعِ ألّذِي يُقَالُ لَهُ زُبَالَةُ بِمَرحَلَةٍ فَدَعَا بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِ‌ّ وَ كَانَ تِلمِيذاً لأِبَيِ‌ بَصِيرٍ فَجَعَلَ يُوصِيهِ بِوَصِيّةٍ بِحَضرَةِ أَبِي بَصِيرٍ وَ يَقُولُ يَا عَلِيّ إِذَا صِرنَا إِلَي الكُوفَةِ تَقَدّم فِي كَذَا فَغَضِبَ أَبُو بَصِيرٍ وَ خَرَجَ مِن عِندِهِ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أَعجَبَ مَا أَرَي هَذَا الرّجُلَ أَنَا أَصحَبُهُ مُنذُ حِينٍ ثُمّ تخَطَاّنيِ‌ بِحَوَائِجِهِ إِلَي بَعضِ غلِماَنيِ‌ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ حُمّ أَبُو بَصِيرٍ بِزُبَالَةَ فَدَعَا بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي حَمزَةَ فَقَالَ لِي أَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا حَلّ فِي صدَريِ‌ مِن موَلاَي‌َ وَ مِن سُوءِ ظنَيّ‌ بِهِ فَقَد عَلِمَ أنَيّ‌ مَيّتٌ وَ إنِيّ‌ لَأَلحَقُ الكُوفَةَ فَإِذَا أَنَا مِتّ فَافعَل كَذَا وَ تَقَدّم فِي كَذَا فَمَاتَ أَبُو بَصِيرٍ فِي زُبَالَةَ

85-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ هِشَامَ بنَ الحَكَمِ قَالَ لَمّا مَضَي أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ ادّعَي الإِمَامَةَ


صفحه : 66

عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ وَ أَنّهُ أَكبَرُ مِن وُلدِهِ دَعَاهُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ قَالَ يَا أخَيِ‌ إِن كُنتَ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ فَهَلُمّ يَدَكَ فَأَدخِلهَا النّارَ وَ كَانَ حَفَرَ حَفِيرَةً وَ أَلقَي فِيهَا حَطَباً وَ ضَرَبَهَا بِنِفطٍ وَ نَارٍ فَلَم يَفعَل عَبدُ اللّهِ وَ أَدخَلَ أَبُو الحَسَنِ يَدَهُ فِي تِلكَ الحَفِيرَةِ وَ لَم يُخرِجهَا مِنَ النّارِ إِلّا بَعدَ احتِرَاقِ الحَطَبِ وَ هُوَ يَمسَحُهَا

86- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّ بنَ مُؤَيّدٍ قَالَ خَرَجَ إِلَيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع سأَلَتنَيِ‌ عَن أُمُورٍ كُنتُ مِنهَا فِي تَقِيّةٍ وَ مِن كِتمَانِهَا فِي سَعَةٍ فَلَمّا انقَضَي سُلطَانُ الجَبَابِرَةِ وَ دَنَا سُلطَانُ ذيِ‌ السّلطَانِ العَظِيمِ بِفِرَاقِ الدّنيَا المَذمُومَةِ إِلَي أَهلِهَا العُتَاةِ عَلَي خَالِقِهِم رَأَيتُ أَن أُفَسّرَ لَكَ مَا سأَلَتنَيِ‌ عَنهُ مَخَافَةَ أَن تَدخُلَ الحَيرَةُ عَلَي ضُعَفَاءِ شِيعَتِنَا مِن قِبَلِ جَهَالَتِهِم فَاتّقِ اللّهَ وَ اكتُم ذَلِكَ إِلّا مِن أَهلِهِ وَ احذَر أَن تَكُونَ سَبَبَ بَلِيّةٍ عَلَي الأَوصِيَاءِ أَو حَارِشاً عَلَيهِم فِي إِفشَاءِ مَا استَودَعتُكَ وَ إِظهَارِ مَا استَكتَمتُكَ وَ لَن تَفعَلَ إِن شَاءَ اللّهُ إِنّ أَوّلَ مَا أنُهيِ‌ عَلَيكَ أَن أَنعَي إِلَيكَ نفَسيِ‌ فِي ليَاَليِ‌ّ هَذِهِ غَيرَ جَازِعٍ وَ لَا نَادِمٍ وَ لَا شَاكّ فِيمَا هُوَ كَائِنٌ مِمّا قَضَي اللّهُ وَ قَدّرَ وَ حَتَمَ فِي كَلَامٍ كَثِيرٍ ثُمّ إِنّهُ ع مَضَي فِي أَيّامِهِ هَذِهِ

87-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن صَالِحِ بنِ وَاقِدٍ الطبّرَيِ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَقَالَ يَا صَالِحُ إِنّهُ يَدعُوكَ الطّاغِيَةُ يعَنيِ‌ هَارُونَ فَيَحبِسُكَ فِي مَحبَسِهِ وَ يَسأَلُكَ عنَيّ‌ فَقُل إنِيّ‌ لَا أَعرِفُهُ فَإِذَا صِرتَ إِلَي مَحبَسِهِ فَقُل مَن أَرَدتَ أَن تُخرِجَهُ فَأُخرِجَهُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ صَالِحُ فدَعَاَنيِ‌ هَارُونُ مِن طَبَرِستَانَ فَقَالَ مَا فَعَلَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ فَقَد بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ كَانَ عِندَكَ فَقُلتُ وَ مَا يدُريِنيِ‌ مَن مُوسَي بنُ جَعفَرٍ أَنتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَعرَفُ بِهِ وَ بِمَكَانِهِ فَقَالَ اذهَبُوا بِهِ إِلَي الحَبسِ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لفَيِ‌ بَعضِ الليّاَليِ‌ قَاعِدٌ وَ أَهلُ الحَبسِ نِيَامٌ إِذَا أَنَا بِهِ يَقُولُ يَا صَالِحُ قُلتُ لَبّيكَ قَالَ صِرتَ إِلَي هَاهُنَا فَقُلتُ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ قَالَ قُم فَاخرُج وَ اتبّعِنيِ‌ فَقُمتُ وَ خَرَجتُ فَلَمّا صِرنَا إِلَي بَعضِ الطّرِيقِ قَالَ يَا صَالِحُ السّلطَانُ سُلطَانُنَا كَرَامَةً مِنَ اللّهِ أَعطَانَاهَا قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ فَأَينَ أَحتَجِزُ مِن هَذَا الطّاغِيَةِ قَالَ عَلَيكَ بِبِلَادِكَ فَارجِع إِلَيهَا فَإِنّهُ لَن يَصِلَ إِلَيكَ قَالَ صَالِحٌ فَرَجَعتُ إِلَي طَبَرِستَانَ فَوَ اللّهِ مَا سَأَلَ عنَيّ‌ وَ


صفحه : 67

لَا دَرَي أَ حبَسَنَيِ‌ أَم لَا

88- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الأَصبَغِ بنِ مُوسَي قَالَ حَمَلتُ دَنَانِيرَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع بَعضُهَا لِي وَ بَعضُهَا لإِخِواَنيِ‌ فَلَمّا دَخَلتُ المَدِينَةَ أَخرَجتُ ألّذِي لأِصَحاَبيِ‌ فَعَدَدتُهُ فَكَانَ تِسعَةً وَ تِسعِينَ دِينَاراً فَأَخرَجتُ مِن عنِديِ‌ دِينَاراً فَأَتمَمتُهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَدَخَلتُ فَصَبَبتُهَا بَينَ يَدَيهِ فَأَخَذَ دِينَاراً مِن بَينِهَا ثُمّ قَالَ هَاكَ دِينَارَكَ إِنّمَا بُعِثَ إِلَينَا وَزناً لَا عَدَداً

89-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ لَمّا قَضَي الصّادِقُ ع كَانَت وَصِيّتُهُ فِي الإِمَامَةِ إِلَي مُوسَي الكَاظِمِ فَادّعَي أَخُوهُ عَبدُ اللّهِ الإِمَامَةَ وَ كَانَ أَكبَرَ وُلدِ جَعفَرٍ فِي وَقتِهِ ذَلِكَ وَ هُوَ المَعرُوفُ بِالأَفطَحِ فَأَمَرَ مُوسَي بِجَمعِ حَطَبٍ كَثِيرٍ فِي وَسَطِ دَارِهِ


صفحه : 68

فَأَرسَلَ إِلَي أَخِيهِ عَبدِ اللّهِ يَسأَلُهُ أَن يَصِيرَ إِلَيهِ فَلَمّا صَارَ عِندَهُ وَ مَعَ مُوسَي جَمَاعَةٌ مِن وُجُوهِ الإِمَامِيّةِ وَ جَلَسَ إِلَيهِ أَخُوهُ عَبدُ اللّهِ أَمَرَ مُوسَي أَن يُجعَلَ النّارُ فِي ذَلِكَ الحَطَبِ كُلّهِ فَاحتَرَقَ كُلّهُ وَ لَا يَعلَمُ النّاسُ السّبَبَ فِيهِ حَتّي صَارَ الحَطَبُ كُلّهُ جَمراً ثُمّ قَامَ مُوسَي وَ جَلَسَ بِثِيَابِهِ فِي وَسَطِ النّارِ وَ أَقبَلَ يُحَدّثُ النّاسَ سَاعَةً ثُمّ قَامَ فَنَفَضَ ثَوبَهُ وَ رَجَعَ إِلَي المَجلِسِ فَقَالَ لِأَخِيهِ عَبدِ اللّهِ إِن كُنتَ تَزعُمُ أَنّكَ الإِمَامُ بَعدَ أَبِيكَ فَاجلِس فِي ذَلِكَ المَجلِسِ فَقَالُوا فَرَأَينَا عَبدَ اللّهِ قَد تَغَيّرَ لَونُهُ فَقَامَ يَجُرّ رِدَاءَهُ حَتّي خَرَجَ مِن دَارِ مُوسَي ع

90- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن إِسحَاقَ بنِ مَنصُورٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع يَقُولُ نَاعِياً إِلَي رَجُلٍ مِنَ الشّيعَةِ نَفسَهُ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ وَ إِنّهُ لَيَعلَمُ مَتَي يَمُوتُ الرّجُلُ مِن شِيعَتِهِ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ اصنَع مَا أَنتَ صَانِعٌ فَإِنّ عُمُرَكَ قَد فنَيِ‌َ وَ قَد بقَيِ‌َ مِنهُ دُونَ سَنَتَينِ وَ كَذَلِكَ أَخُوكَ وَ لَا يَمكُثُ بَعدَكَ إِلّا شَهراً وَاحِداً حَتّي يَمُوتَ وَ كَذَلِكَ عَامّةُ أَهلِ بَيتِكَ وَ يَتَشَتّتُ كُلّهُم وَ يَتَفَرّقُ جَمعُهُم وَ يَشمَتُ بِهِم أَعدَاؤُهُم وَ هُم يَصِيرُونَ رَحمَةً لِإِخوَانِهِم أَ كَانَ هَذَا فِي صَدرِكَ فَقُلتُ أَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا فِي صدَريِ‌ فَلَم يَستَكمِل مَنصُورٌ سَنَتَينِ حَتّي مَاتَ وَ مَاتَ بَعدَهُ بِشَهرٍ أَخُوهُ وَ مَاتَ عَامّةُ أَهلِ بَيتِهِ وَ أَفلَسَ بَقِيّتُهُم وَ تَفَرّقُوا حَتّي احتَاجَ مَن بقَيِ‌َ مِنهُم إِلَي الصّدَقَةِ

91-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَسَمِعتُ العَبدَ الصّالِحَ ع يَنعَي إِلَي رَجُلٍ نَفسَهُ إِلَي قَولِهِ


صفحه : 69

فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ شِبهَ المُغضَبِ فَقَالَ يَا إِسحَاقُ قَد كَانَ رُشَيدٌ الهجَرَيِ‌ّ يَعلَمُ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا وَ الإِمَامُ أَولَي بِعِلمِ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ يَا إِسحَاقُ اصنَع إِلَي قَولِهِ فَلَم يَلبَث إِسحَاقُ بَعدَ هَذَا المَجلِسِ إِلّا يَسِيراً حَتّي مَاتَ فَمَا أَتَي عَلَيهِم إِلّا قَلِيلٌ حَتّي قَامَ بَنُو عَمّارٍ بِأَموَالِ النّاسِ فَأَفلَسُوا

92-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي وَاضِحٌ عَنِ الرّضَا قَالَ قَالَ أَبِي مُوسَي ع لِلحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ اشتَرِ لِي جَارِيَةً نُوبِيّةً فَقَالَ الحُسَينُ أَعرِفُ وَ اللّهِ جَارِيَةً نُوبِيّةً نَفِيسَةً أَحسَنَ مَا رَأَيتُ مِنَ النّوبَةِ فَلَو لَا خَصلَةٌ لَكَانَت مِن يأتيك [شَأنِكَ] فَقَالَ وَ مَا تِلكَ الخَصلَةُ قَالَ لَا تَعرِفُ كَلَامَكَ وَ أَنتَ لَا تَعرِفُ كَلَامَهَا فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ اذهَب حَتّي تَشتَرِيَهَا قَالَ فَلَمّا دَخَلتُ بِهَا إِلَيهِ قَالَ لَهَا بِلُغَتِهَا مَا اسمُكِ قَالَت مُونِسَةُ قَالَ أَنتِ لعَمَريِ‌ مُونِسَةٌ قَد كَانَ لَكِ اسمٌ غَيرُ هَذَا كَانَ اسمُكِ قَبلَ هَذَا حَبِيبَةَ قَالَت صَدَقتَ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أَبِي العَلَاءِ إِنّهَا سَتَلِدُ لِي غُلَاماً لَا يَكُونُ فِي ولُديِ‌ أَسخَي مِنهُ وَ لَا أَشجَعَ وَ لَا أَعبَدَ مِنهُ قَالَ فَمَا تُسَمّيهِ حَتّي أَعرِفَهُ قَالَ اسمُهُ اِبرَاهِيمُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ كُنتُ مَعَ مُوسَي ع بِمِنًي إِذ أتَاَنيِ‌ رَسُولُهُ فَقَالَ الحَق بيِ‌ بِالثّعلَبِيّةِ فَلَحِقتُ بِهِ وَ مَعَهُ عِيَالُهُ وَ عِمرَانُ خَادِمُهُ فَقَالَ أَيّمَا أَحَبّ إِلَيكَ المُقَامُ هَاهُنَا أَو تَلحَقُ بِمَكّةَ قُلتُ أَحَبّهُمَا إلِيَ‌ّ مَا أَحبَبتَهُ قَالَ مَكّةُ خَيرٌ لَكَ ثُمّ بعَثَنَيِ‌ إِلَي دَارِهِ بِمَكّةَ وَ أَتَيتُهُ وَ قَد صَلّي المَغرِبَ فَدَخَلتُ فَقَالَ اخلَع نَعلَيكَ إِنّكَ باِلواَديِ‌ المُقَدّسِ فَخَلَعتُ نعَليَ‌ّ وَ جَلَستُ مَعَهُ فَأُتِيتُ بِخِوَانٍ فِيهِ خَبِيصٌ فَأَكَلتُ أَنَا وَ هُوَ ثُمّ رُفِعَ الخِوَانُ وَ كُنتُ أُحَدّثُهُ ثُمّ غشَيِنَيِ‌ النّعَاسُ فَقَالَ لِي قُم فَنَم حَتّي أَقُومَ أَنَا لِصَلَاةِ اللّيلِ فحَمَلَنَيِ‌ النّومُ إِلَي أَن فَرَغَ مِن صَلَاةِ اللّيلِ ثُمّ جاَءنَيِ‌ فنَبَهّنَيِ‌ فَقَالَ قُم فَتَوَضّأ وَ صَلّ صَلَاةَ اللّيلِ وَ خَفّف فَلَمّا فَرَغتُ مِنَ الصّلَاةِ صَلّيتُ الفَجرَ ثُمّ قَالَ لِي يَا عَلِيّ إِنّ أُمّ ولَدَيِ‌ ضَرَبَهَا الطّلقُ فَحَمَلتُهَا إِلَي الثّعلَبِيّةِ


صفحه : 70

مَخَافَةَ أَن يَسمَعَ النّاسُ صَوتَهَا فَوَلَدَت هُنَاكَ الغُلَامَ ألّذِي ذَكَرتُ لَكَ كَرَمَهُ وَ سَخَاءَهُ وَ شَجَاعَتَهُ قَالَ عَلِيّ فَوَ اللّهِ لَقَد أَدرَكتُ الغُلَامَ فَكَانَ كَمَا وَصَفَ

بيان قوله ع لا يكون في ولدي‌ أسخي منه أي سائر أولاده سوي الرضا ع

93- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ ثَلَاثُونَ مَملُوكاً مِنَ الحَبَشَةِ اشتُرُوا لَهُ فَتَكَلّمَ غُلَامٌ مِنهُم فَكَانَ جَمِيلًا بِكَلَامٍ فَأَجَابَهُ مُوسَي ع بِلُغَتِهِ فَتَعَجّبَ الغُلَامُ وَ تَعَجّبُوا جَمِيعاً وَ ظَنّوا أَنّهُ لَا يَفهَمُ كَلَامَهُم فَقَالَ لَهُ مُوسَي إنِيّ‌ لَأَدفَعُ إِلَيكَ مَالًا فَادفَع إِلَي كُلّ مِنهُم ثَلَاثِينَ دِرهَماً فَخَرَجُوا وَ بَعضُهُم يَقُولُ لِبَعضٍ إِنّهُ أَفصَحُ مِنّا بِلُغَاتِنَا وَ هَذِهِ نِعمَةٌ مِنَ اللّهِ عَلَينَا قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ فَلَمّا خَرَجُوا قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ رَأَيتُكَ تُكَلّمُ هَؤُلَاءِ الحَبَشِيّينَ بِلُغَاتِهِم قَالَ نَعَم قَالَ وَ أَمَرتَ ذَلِكَ الغُلَامَ مِن بَينِهِم بشِيَ‌ءٍ دُونَهُم قَالَ نَعَم أَمَرتُهُ أَن يسَتوَصيِ‌َ بِأَصحَابِهِ خَيراً وَ أَن يعُطيِ‌َ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فِي كُلّ شَهرٍ ثَلَاثِينَ دِرهَماً لِأَنّهُ لَمّا تَكَلّمَ كَانَ أَعلَمَهُم فَإِنّهُ مِن أَبنَاءِ مُلُوكِهِم فَجَعَلتُهُ عَلَيهِم وَ أَوصَيتُهُ بِمَا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ وَ هُوَ مَعَ هَذَا غُلَامُ صِدقٍ ثُمّ قَالَ لَعَلّكَ عَجِبتَ مِن كلَاَميِ‌ إِيّاهُم بِالحَبَشَةِ قُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ قَالَ لَا تَعجَب فَمَا خفَيِ‌َ عَلَيكَ مِن أمَريِ‌ أَعجَبُ وَ أَعجَبُ وَ مَا ألّذِي سَمِعتَهُ منِيّ‌ إِلّا كَطَائِرٍ أَخَذَ بِمِنقَارِهِ مِنَ البَحرِ قَطرَةً أَ فَتَرَي هَذَا ألّذِي يَأخُذُهُ بِمِنقَارِهِ يَنقُصُ مِنَ البَحرِ وَ الإِمَامُ بِمَنزِلَةِ البَحرِ لَا يَنفَدُ مَا عِندَهُ وَ عَجَائِبُهُ أَكثَرُ مِن عَجَائِبِ البَحرِ

94-يج ،[الخرائج والجرائح ] قَالَ بَدرٌ مَولَي الرّضَا ع إِنّ إِسحَاقَ بنَ عَمّارٍ دَخَلَ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَجَلَسَ عِندَهُ إِذَا استَأذَنَ رَجُلٌ خرُاَساَنيِ‌ّ فَكَلّمَهُ بِكَلَامٍ لَم يُسمَع مِثلُهُ قَطّ كَأَنّهُ كَلَامُ الطّيرِ قَالَ إِسحَاقُ فَأَجَابَهُ مُوسَي بِمِثلِهِ وَ بِلُغَتِهِ إِلَي أَن قَضَي وَطَرَهُ مِن مُسَاءَلَتِهِ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ فَقُلتُ مَا سَمِعتُ بِمِثلِ هَذَا الكَلَامِ قَالَ هَذَا كَلَامُ قَومٍ مِن أَهلِ الصّينِ مِثلُهُ ثُمّ قَالَ أَ تَعجَبُ مِن كلَاَميِ‌ بِلُغَتِهِ قُلتُ هُوَ مَوضِعُ


صفحه : 71

التّعَجّبِ قَالَ ع أُخبِرُكَ بِمَا هُوَ أَعجَبُ مِنهُ إِنّ الإِمَامَ يَعلَمُ مَنطِقَ الطّيرِ وَ مَنطِقَ كُلّ ذيِ‌ رُوحٍ خَلَقَهُ اللّهُ وَ مَا يَخفَي عَلَي الإِمَامِ شَيءٌ

95- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ أَخَذَ بيِدَيِ‌ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع يَوماً فَخَرَجنَا مِنَ المَدِينَةِ إِلَي الصّحرَاءِ فَإِذَا نَحنُ بِرَجُلٍ مغَربِيِ‌ّ عَلَي الطّرِيقِ يبَكيِ‌ وَ بَينَ يَدَيهِ حِمَارٌ مَيّتٌ وَ رَحلُهُ مَطرُوحٌ فَقَالَ لَهُ مُوسَي ع مَا شَأنُكَ قَالَ كُنتُ مَعَ رفُقَاَئيِ‌ نُرِيدُ الحَجّ فَمَاتَ حمِاَريِ‌ هَاهُنَا وَ بَقِيتُ وَ مَضَي أصَحاَبيِ‌ وَ قَد بَقِيتُ مُتَحَيّراً لَيسَ لِي شَيءٌ أَحمِلُ عَلَيهِ فَقَالَ مُوسَي لَعَلّهُ لَم يَمُت قَالَ أَ مَا ترَحمَنُيِ‌ حَتّي تَلهُوَ بيِ‌ قَالَ إِنّ عنِديِ‌ رُقيَةٌ جَيّدَةٌ قَالَ الرّجُلُ لَيسَ يكَفيِنيِ‌ مَا أَنَا فِيهِ حَتّي تسَتهَز‌ِئَ بيِ‌ فَدَنَا مُوسَي مِنَ الحِمَارِ وَ نَطَقَ بشِيَ‌ءٍ لَم أَسمَعهُ وَ أَخَذَ قَضِيباً كَانَ مَطرُوحاً فَضَرَبَهُ وَ صَاحَ عَلَيهِ فَوَثَبَ الحِمَارُ صَحِيحاً سَلِيماً فَقَالَ يَا مغَربِيِ‌ّ تَرَي هَاهُنَا شَيئاً مِنَ الِاستِهزَاءِ الحَق بِأَصحَابِكَ وَ مَضَينَا وَ تَرَكنَاهُ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ فَكُنتُ وَاقِفاً يَوماً عَلَي بِئرِ زَمزَمَ بِمَكّةَ فَإِذَا المغَربِيِ‌ّ هُنَاكَ فَلَمّا رآَنيِ‌ عَدَا إلِيَ‌ّ وَ قَبّلَ يدَيِ‌ فَرَحاً مَسرُوراً فَقُلتُ لَهُ مَا حَالُ حِمَارِكَ فَقَالَ هُوَ وَ اللّهِ سَلِيمٌ صَحِيحٌ وَ مَا أدَريِ‌ مِن أَينَ ذَلِكَ الرّجُلُ ألّذِي مَنّ اللّهُ بِهِ عَلَيّ فَأَحيَا لِي حمِاَريِ‌ بَعدَ مَوتِهِ فَقُلتُ لَهُ قَد بَلَغتَ حَاجَتَكَ فَلَا تَسأَل عَمّا لَا تَبلُغُ مَعرِفَتَهُ

96-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي خَالِدٍ الزبّاَليِ‌ّ قَالَقَدِمَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع زُبَالَةَ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ المهَديِ‌ّ بَعَثَهُم فِي إِشخَاصِهِ إِلَيهِ قَالَ وَ أمَرَنَيِ‌ بِشِرَاءِ حَوَائِجَ وَ نَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ أَنَا مَغمُومٌ فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ مَا لِي أَرَاكَ مَغمُوماً قُلتُ هُوَ ذَا تَصِيرُ إِلَي هَذَا الطّاغِيَةِ وَ لَا آمَنُكَ مِنهُ قَالَ لَيسَ عَلَيّ مِنهُ بَأسٌ إِذَا كَانَ يَومُ كَذَا فاَنتظَرِنيِ‌ فِي أَوّلِ المِيلِ


صفحه : 72

قَالَ فَمَا كَانَت لِي هِمّةٌ إِلّا إِحصَاءُ الأَيّامِ حَتّي إِذَا كَانَ ذَلِكَ اليَومُ وَافَيتُ أَوّلَ المِيلِ فَلَم أَرَ أَحَداً حَتّي كَادَتِ الشّمسُ تَجِبُ فَشَكَكتُ وَ نَظَرتُ بَعدُ إِلَي شَخصٍ قَد أَقبَلَ فَانتَظَرتُهُ فَإِذَا هُوَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع عَلَي بَغلَةٍ قَد تَقَدّمَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لَا تَشُكّنّ فَقُلتُ قَد كَانَ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ إِنّ لِي عَودَةً وَ لَا أَتَخَلّصُ مِنهُم فَكَانَ كَمَا قَالَ

97- عم ،[إعلام الوري ] مُحَمّدُ بنُ جُمهُورٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي خَالِدٍ مِثلَهُ

98- يج ،[الخرائج والجرائح ] قَالَ خَالِدُ بنُ نَجِيحٍ قُلتُ لِمُوسَي ع إِنّ أَصحَابَنَا قَدِمُوا مِنَ الكُوفَةِ وَ ذَكَرُوا أَنّ المُفَضّلَ شَدِيدُ الوَجَعِ فَادعُ اللّهَ لَهُ قَالَ قَد استَرَاحَ وَ كَانَ هَذَا الكَلَامُ بَعدَ مَوتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ

99- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]بَيَانُ بنُ نَافِعٍ التفّليِسيِ‌ّ قَالَ خَلّفتُ واَلدِيِ‌ مَعَ الحَرَمِ فِي المَوسِمِ وَ قَصَدتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فَلَمّا أَن قَرُبتُ مِنهُ هَمَمتُ بِالسّلَامِ عَلَيهِ فَأَقبَلَ عَلَيّ بِوَجهِهِ وَ قَالَ بُرّ حَجّكَ يَا ابنَ نَافِعٍ آجَرَكَ اللّهُ فِي أَبِيكَ فَإِنّهُ قَد قَبَضَهُ إِلَيهِ فِي هَذِهِ السّاعَةِ فَارجِع فَخُذ فِي جَهَازِهِ فَبَقِيتُ مُتَحَيّراً عِندَ قَولِهِ وَ قَد كُنتُ خَلّفتُهُ وَ مَا بِهِ عِلّةٌ فَقَالَ يَا ابنَ نَافِعٍ أَ فَلَا تُؤمِن فَرَجَعتُ فَإِذَا أَنَا باِلجوَاَريِ‌ يَلطَمنَ خُدُودَهُنّ فَقُلتُ مَا وَرَاكُنّ قُلنَ أَبُوكَ فَارَقَ الدّنيَا قَالَ ابنُ نَافِعٍ فَجِئتُ إِلَيهِ أَسأَلُهُ عَمّا أَخفَاهُ وَ أرَاَنيِ‌ فَقَالَ لِي أَبدِ مَا أَخفَاهُ وَ أَرَاكَ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ نَافِعٍ إِن كَانَ فِي أُمنِيّتِكَ كَذَا وَ كَذَا أَن تَسأَلَ عَنهُ فَأَنَا جَنبُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ البَاقِيَةُ وَ حُجّتُهُ البَالِغَةُ

أَبُو خَالِدٍ الزبّاَليِ‌ّ وَ أَبُو يَعقُوبَ الزبّاَليِ‌ّ قَالَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَااستَقبَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع بِالأَجفَرِ فِي المَقدَمَةِ الأَولَي عَلَي المهَديِ‌ّ فَلَمّا خَرَجَ وَدّعتُهُ وَ بَكَيتُ فَقَالَ لِي مَا يُبكِيكَ قُلتُ حَمَلَكَ هَؤُلَاءِ وَ لَا أدَريِ‌ مَا يَحدُثُ قَالَ فَقَالَ


صفحه : 73

لِي لَا بَأسَ عَلَيّ مِنهُ فِي وجَهيِ‌ هَذَا وَ لَا هُوَ بصِاَحبِيِ‌ وَ إنِيّ‌ لَرَاجِعٌ إِلَي الحِجَازِ وَ مَارّ عَلَيكَ فِي هَذَا المَوضِعِ رَاجِعاً فاَنتظَرِنيِ‌ فِي يَومِ كَذَا وَ كَذَا فِي وَقتِ كَذَا فَإِنّكَ تلَقاَنيِ‌ رَاجِعاً قُلتُ لَهُ خَيرُ البُشرَي لَقَد خِفتُهُ عَلَيكَ قَالَ فَلَا تَخَف فَتَرَصّدتُهُ ذَلِكَ الوَقتَ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ فَإِذَا بِالسّوَادِ قَد أَقبَلَ وَ مُنَادٍ ينُاَديِ‌ مِن خلَفيِ‌ فَأَتَيتُهُ فَإِذَا هُوَ أَبُو الحَسَنِ ع عَلَي بَغلَةٍ لَهُ فَقَالَ لِي إِيهاً أَبَا خَالِدٍ قُلتُ لَبّيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلّصَكَ مِن أَيدِيهِم فَقَالَ أَمَا إِنّ لِي عَودَةً إِلَيهِم لَا أَتَخَلّصُ مِن أَيدِيهِم

يَعقُوبُ السّرّاجُ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلَي رَأسِ أَبِي الحَسَنِ وَ هُوَ فِي المَهدِ فَجَعَلَ يُسَارّهُ طَوِيلًا فَقَالَ لِي ادنُ إِلَي مَولَاكَ فَدَنَوتُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ ثُمّ قَالَ اذهَب فَغَيّرِ اسمَ ابنَتِكَ التّيِ‌ سَمّيتَهَا أَمسِ فَإِنّهُ اسمٌ يُبغِضُهُ اللّهُ وَ كَانَت وُلِدَت لِيَ ابنَةٌ فَسَمّيتُهَا بِفُلَانَةَ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهُ انتَهِ إِلَي أَمرِهِ تَرشُد فَغَيّرتُ اسمَهَا

بيان في كا،[الكافي‌]فسميتها بالحميراء

100-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو عَلِيّ بنُ رَاشِدٍ وَ غَيرُهُ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنّهُ اجتَمَعَت عِصَابَةُ الشّيعَةِ بِنَيسَابُورَ وَ اختَارُوا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ النيّساَبوُريِ‌ّ فَدَفَعُوا إِلَيهِ ثَلَاثِينَ أَلفَ دِينَارٍ وَ خَمسِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ شِقّةً مِنَ الثّيَابِ وَ أَتَت شَطِيطَةُ بِدِرهَمٍ صَحِيحٍ وَ شِقّةِ خَامٍ مِن غَزلِ يَدِهَا تسُاَويِ‌ أَربَعَةَ دَرَاهِمَ فَقَالَت إِنّ اللّهَلا يسَتحَييِ‌ مِنَ الحَقّ قَالَ فَثَنّيتُ دِرهَمَهَا وَ جَاءُوا بِجُزءٍ فِيهِ مَسَائِلُ ملِ ءَ سَبعِينَ وَرَقَةً فِي كُلّ وَرَقَةٍ مَسأَلَةٌ وَ باَقيِ‌ الوَرَقِ بَيَاضٌ لِيُكتَبَ الجَوَابُ تَحتَهَا وَ قَد حُزِمَت كُلّ وَرَقَتَينِ بِثَلَاثِ حُزُمٍ وَ خُتِمَ عَلَيهَا بِثَلَاثِ خَوَاتِيمَ عَلَي كُلّ حِزَامٍ خَاتَمٌ وَ قَالُوا ادفَع إِلَي الإِمَامِ لَيلَةً وَ خُذ مِنهُ فِي غَدٍ فَإِن وَجَدتَ الجُزءَ صَحِيحَ الخَوَاتِيمِ فَاكسِر مِنهَا خَمسَةً وَ انظُر هَل أَجَابَ عَنِ المَسَائِلِ فَإِن لَم تَنكَسِرِ الخَوَاتِيمُ فَهُوَ الإِمَامُ المُستَحِقّ لِلمَالِ فَادفَع إِلَيهِ وَ إِلّا فَرُدّ إِلَينَا أَموَالَنَا


صفحه : 74

فَدَخَلَ عَلَي الأَفطَحِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ وَ جَرّبَهُ وَ خَرَجَ عَنهُ قَائِلًا رَبّ اهدنِيِ‌ إِلَي سَوَاءِ الصّرَاطِ قَالَ فَبَينَمَا أَنَا وَاقِفٌ إِذَا أَنَا بِغُلَامٍ يَقُولُ أَجِب مَن تُرِيدُ فَأَتَي بيِ‌ دَارَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ لِي لِمَ تَقنَطُ يَا أَبَا جَعفَرٍ وَ لِمَ تَفزَعُ إِلَي اليَهُودِ وَ النّصَارَي إلِيَ‌ّ فَأَنَا حُجّةُ اللّهِ وَ وَلِيّهُ أَ لَم يُعَرّفكَ أَبُو حَمزَةَ عَلَي بَابِ مَسجِدِ جدَيّ‌ وَ قَد أَجَبتُكَ عَمّا فِي الجُزءِ مِنَ المَسَائِلِ بِجَمِيعِ مَا تَحتَاجُ إِلَيهِ مُنذُ أَمسِ فجَئِنيِ‌ بِهِ وَ بِدِرهَمِ شَطِيطَةَ ألّذِي وَزنُهُ دِرهَمٌ وَ دَانِقَانِ ألّذِي فِي الكِيسِ ألّذِي فِيهِ أَربَعُمِائَةِ دِرهَمٍ للِواَزوُريِ‌ّ وَ الشّقّةِ التّيِ‌ فِي رِزمَةِ الأَخَوَينِ البَلخِيّينِ قَالَ فَطَارَ عقَليِ‌ مِن مَقَالِهِ وَ أَتَيتُ بِمَا أمَرَنَيِ‌ وَ وَضَعتُ ذَلِكَ قِبَلَهُ فَأَخَذَ دِرهَمَ شَطِيطَةَ وَ إِزَارَهَا ثُمّ استقَبلَنَيِ‌ وَ قَالَ إِنّ اللّهَلا يسَتحَييِ‌ مِنَ الحَقّ يَا أَبَا جَعفَرٍ أَبلِغ شَطِيطَةَ سلَاَميِ‌ وَ أَعطِهَا هَذِهِ الصّرّةَ وَ كَانَت أَربَعِينَ دِرهَماً ثُمّ قَالَ وَ أَهدَيتُ لَهَا شِقّةً مِن أكَفاَنيِ‌ مِن قُطنِ قَريَتِنَا صيدا[صريا رج العين ج 4-ص 402-][صَيدَاءَ]قَريَةِ فَاطِمَةَ ع وَ غَزلِ أخُتيِ‌ حَلِيمَةَ ابنَةِ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع ثُمّ قَالَ وَ قُل لَهَا سَتَعِيشِينَ تِسعَةَ عَشَرَ يَوماً مِن وُصُولِ أَبِي جَعفَرٍ وَ وُصُولِ الشّقّةِ وَ الدّرَاهِمِ فأَنَفقِيِ‌ عَلَي نَفسِكِ مِنهَا سِتّةَ عَشَرَ دِرهَماً وَ اجعلَيِ‌ أَربَعاً وَ عِشرِينَ صَدَقَةً عَنكِ وَ مَا يَلزَمُ عَنكِ وَ أَنَا أَتَوَلّي الصّلَاةَ عَلَيكِ فَإِذَا رأَيَتنَيِ‌ يَا أَبَا جَعفَرٍ فَاكتُم عَلَيّ فَإِنّهُ أَبقَي لِنَفسِكَ ثُمّ قَالَ وَ اردُدِ الأَموَالَ إِلَي أَصحَابِهَا وَ افكُك هَذِهِ الخَوَاتِيمَ عَنِ الجُزءِ وَ انظُر هَل أَجَبنَاكَ عَنِ المَسَائِلِ أَم لَا مِن قَبلِ أَن تَجِيئَنَا بِالجُزءِ فَوَجَدتُ الخَوَاتِيمَ صَحِيحَةً فَفَتَحتُ مِنهَا وَاحِداً مِن وَسَطِهَا فَوَجَدتُ فِيهِ مَكتُوباً مَا يَقُولُ العَالِمُ ع فِي رَجُلٍ قَالَ نَذَرتُ لِلّهِ لَأُعتِقَنّ كُلّ مَملُوكٍ كَانَ فِي رقِيّ‌ قَدِيماً وَ كَانَ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ العَبِيدِ الجَوَابُ بِخَطّهِ لِيُعتِقَنّ مَن كَانَ فِي مِلكِهِ مِن قَبلِ سِتّةِ أَشهُرٍ وَ الدّلِيلُ عَلَي صِحّةِ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ القَمَرَ قَدّرناهُالآيَةَ وَ الحَدِيثُ مَن لَيسَ لَهُ سِتّةُ أَشهُرٍ


صفحه : 75

وَ فَكَكتُ الخِتَامَ[الخَتمَ]الثاّنيِ‌َ فَوَجَدتُ مَا تَحتَهُ مَا يَقُولُ العَالِمُ فِي رَجُلٍ قَالَ وَ اللّهِ لَأَتَصَدّقَنّ بِمَالٍ كَثِيرٍ فَمَا يَتَصَدّقُ الجَوَابُ تَحتَهُ بِخَطّهِ إِن كَانَ ألّذِي حَلَفَ مِن أَربَابِ شِيَاهٍ فَليَتَصَدّق بِأَربَعٍ وَ ثَمَانِينَ شَاةً وَ إِن كَانَ مِن أَصحَابِ النّعَمِ فَليَتَصَدّق بِأَربَعٍ وَ ثَمَانِينَ بَعِيراً وَ إِن كَانَ مِن أَربَابِ الدّرَاهِمِ فَليَتَصَدّق بِأَربَعٍ وَ ثَمَانِينَ دِرهَماً وَ الدّلِيلُ عَلَيهِ قَولُهُ تَعَالَيلَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍفَعَدَدتُ مَوَاطِنَ رَسُولِ اللّهِص قَبلَ نُزُولِ تِلكَ الآيَةِ فَكَانَت أَربَعَةً وَ ثَمَانِينَ مَوطِناً فَكَسَرتُ الخَتمَ الثّالِثَ فَوَجَدتُ تَحتَهُ مَكتُوباً مَا يَقُولُ العَالِمُ فِي رَجُلٍ نَبَشَ قَبرَ مَيّتٍ وَ قَطَعَ رَأسَ المَيّتِ وَ أَخَذَ الكَفَنَ الجَوَابُ بِخَطّهِ يُقطَعُ السّارِقُ لِأَخذِ الكَفَنِ مِن وَرَاءِ الحِرزِ وَ يُلزَمُ مِائَةَ دِينَارٍ لِقَطعِ رَأسِ المَيّتِ لِأَنّا جَعَلنَاهُ بِمَنزِلَةِ الجَنِينِ فِي بَطنِ أُمّهِ قَبلَ أَن يُنفَخَ فِيهِ الرّوحُ فَجَعَلنَا فِي النّطفَةِ عِشرِينَ دِينَاراً المَسأَلَةَ إِلَي آخِرِهَا فَلَمّا وَافَي خُرَاسَانَ وَجَدَ الّذِينَ رَدّ عَلَيهِم أَموَالَهُم ارتَدّوا إِلَي الفَطَحِيّةِ وَ شَطِيطَةُ عَلَي الحَقّ فَبَلّغَهَا سَلَامَهُ وَ أَعطَاهَا صُرّتَهُ وَ شِقّتَهُ فَعَاشَت كَمَا قَالَ ع فَلَمّا تُوُفّيَت شَطِيطَةُ جَاءَ الإِمَامُ عَلَي بَعِيرٍ لَهُ فَلَمّا فَرَغَ مِن تَجهِيزِهَا رَكِبَ بَعِيرَهُ وَ انثَنَي نَحوَ البَرّيّةِ وَ قَالَ عَرّف أَصحَابَكَ وَ أَقرِئهُم منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لَهُم إنِيّ‌ وَ مَن يجَريِ‌ مجَراَي‌َ مِنَ الأَئِمّةِ لَا بُدّ لَنَا مِن حُضُورِ جَنَائِزِكُم فِي أَيّ بَلَدٍ كُنتُم فَاتّقُوا اللّهَ فِي أَنفُسِكُم

عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَكُنّا بِمَكّةَ سَنَةً مِنَ السّنِينَ فَأَصَابَ النّاسَ تِلكَ السّنَةَ صَاعِقَةٌ كَبِيرَةٌ حَتّي مَاتَ مِن ذَلِكَ خَلقٌ كَثِيرٌ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ مُبتَدِئاً مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ يَا عَلِيّ ينَبغَيِ‌ لِلغَرِيقِ وَ المَصعُوقِ أَن يُتَرَبّصَ بِهِ ثَلَاثاً إِلَي أَن يجَيِ‌ءَ مِنهُ رِيحٌ يَدُلّ عَلَي مَوتِهِ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ كَأَنّكَ تخُبرِنُيِ‌ إِذ دُفِنَ نَاسٌ كَثِيرٌ أَحيَاءً قَالَ نَعَم يَا عَلِيّ قَد دُفِنَ نَاسٌ كَثِيرٌ أَحيَاءً مَا مَاتُوا إِلّا فِي


صفحه : 76

قُبُورِهِم

عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَ أرَسلَنَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ ع إِلَي رَجُلٍ قُدّامَهُ طَبَقٌ يَبِيعُ بِفَلسٍ فَلسٍ وَ قَالَ أَعطِهِ هَذِهِ الثّمَانِيَةَ عَشَرَ دِرهَماً وَ قُل لَهُ يَقُولُ لَكَ أَبُو الحَسَنِ انتَفِع بِهَذِهِ الدّرَاهِمِ فَإِنّهَا تَكفِيكَ حَتّي تَمُوتَ فَلَمّا أَعطَيتُهُ بَكَي فَقُلتُ وَ مَا يُبكِيكَ قَالَ وَ لِمَ لَا أبَكيِ‌ وَ قَد نُعِيَت إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ فَقُلتُ وَ مَا عِندَ اللّهِ خَيرٌ مِمّا أَنتَ فِيهِ فَسَكَتَ وَ قَالَ مَن أَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ فَقُلتُ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَ وَ اللّهِ لَهَكَذَا قَالَ لِي سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ إنِيّ‌ بَاعِثٌ إِلَيكَ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ برِسِاَلتَيِ‌ قَالَ عَلِيّ فَلَبِثتُ نَحواً مِن عِشرِينَ لَيلَةً ثُمّ أَتَيتُ إِلَيهِ وَ هُوَ مَرِيضٌ فَقُلتُ أوَصنِيِ‌ بِمَا أَحبَبتَ أُنفِذهُ مِن ماَليِ‌ قَالَ إِذَا أَنَا مِتّ فَزَوّج ابنتَيِ‌ مِن رَجُلِ دِينٍ ثُمّ بِع داَريِ‌ وَ ادفَع ثَمَنَهَا إِلَي أَبِي الحَسَنِ وَ اشهَد لِي بِالغُسلِ وَ الدّفنِ وَ الصّلَاةِ قَالَ فَلَمّا دَفَنتُهُ زَوّجتُ ابنَتَهُ مِن رَجُلٍ مُؤمِنٍ وَ بِعتُ دَارَهُ وَ أَتَيتُ بِثَمَنِهَا إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَزَكّاهُ وَ تَرَحّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ رُدّ هَذِهِ الدّرَاهِمَ فَادفَعهَا إِلَي ابنَتِهِ

عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَ أرَسلَنَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ ع إِلَي رَجُلٍ مِن بنَيِ‌ حَنِيفَةَ وَ قَالَ إِنّكَ تَجِدُهُ فِي مَيمَنَةِ المَسجِدِ وَ رَفَعتُ إِلَيهِ كِتَابَهُ فَقَرَأَهُ ثُمّ قَالَ آتنِيِ‌ يَومَ كَذَا وَ كَذَا حَتّي أُعطِيَكَ جَوَابَهُ فَأَتَيتُهُ فِي اليَومِ ألّذِي كَانَ وعَدَنَيِ‌ فأَعَطاَنيِ‌ جَوَابَ الكِتَابِ ثُمّ لَبِثتُ شَهراً فَأَتَيتُهُ لِأُسَلّمَ عَلَيهِ فَقِيلَ إِنّ الرّجُلَ قَد مَاتَ فَلَمّا رَجَعتُ مِن قَابِلٍ إِلَي مَكّةَ فَلَقِيتُ أَبَا الحَسَنِ وَ أَعطَيتُهُ جَوَابَ كِتَابِهِ فَقَالَ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ يَا عَلِيّ لِمَ لَم تَشهَد جِنَازَتَهُ قُلتُ قَد فَاتَت منِيّ‌

شُعَيبٌ العقَرَقوُفيِ‌ّ قَالَبَعَثتُ مُبَارَكاً موَلاَي‌َ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ مَعَهُ مِائَتَا دِينَارٍ وَ كَتَبتُ مَعَهُ كِتَاباً فَذَكَرَ لِي مُبَارَكٌ أَنّهُ سَأَلَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فَقِيلَ قَد خَرَجَ إِلَي مَكّةَ فَقُلتُ لَأَسِيرُ بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ بِاللّيلِ إِذَا هَاتِفٌ يَهتِفُ بيِ‌ يَا مُبَارَكُ مَولَي شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِ‌ّ فَقُلتُ مَن أَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ فَقَالَ أَنَا مُعَتّبٌ يَقُولُ لَكَ


صفحه : 77

أَبُو الحَسَنِ هَاتِ الكِتَابَ ألّذِي مَعَكَ وَ وَافِ باِلذّيِ‌ مَعَكَ إِلَي مِنًي فَنَزَلتُ مِن محَملِيِ‌ وَ دَفَعتُ إِلَيهِ الكِتَابَ وَ صِرتُ إِلَي مِنًي فَأُدخِلتُ عَلَيهِ وَ صَبَبتُ الدّنَانِيرَ التّيِ‌ معَيِ‌ قُدّامَهُ فَجَرّ بَعضَهَا إِلَيهِ وَ دَفَعَ بَعضَهَا بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ لِي يَا مُبَارَكُ ادفَع هَذِهِ الدّنَانِيرَ إِلَي شُعَيبٍ وَ قُل لَهُ يَقُولُ لَكَ أَبُو الحَسَنِ رُدّهَا إِلَي مَوضِعِهَا ألّذِي أَخَذتَهَا مِنهُ فَإِنّ صَاحِبَهَا يَحتَاجُ إِلَيهَا فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ وَ قَدِمتُ عَلَي سيَدّيِ‌ وَ قُلتُ مَا قِصّةُ هَذِهِ الدّنَانِيرِ قَالَ إنِيّ‌ طَلَبتُ مِن فَاطِمَةَ خَمسِينَ دِينَاراً لِأُتِمّ بِهَا هَذِهِ الدّنَانِيرَ فَامتَنَعَت عَلَيّ وَ قَالَت أُرِيدُ أَن أشَترَيِ‌َ بِهَا قَرَاحَ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ فَأَخَذتُهَا مِنهَا سِرّاً وَ لَم أَلتَفِت إِلَي كَلَامِهَا ثُمّ دَعَا شُعَيبٌ بِالمِيزَانِ فَوَزَنَهَا فَإِذَا هيِ‌َ خَمسُونَ دِينَاراً

أَبُو خَالِدٍ الزبّاَليِ‌ّ قَالَنَزَلَ أَبُو الحَسَنِ ع مَنزِلَنَا فِي يَومٍ شَدِيدِ البَردِ فِي سَنَةٍ مُجدِبَةٍ وَ نَحنُ لَا نَقدِرُ عَلَي عُودٍ نَستَوقِدُ بِهِ فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ ائتِنَا بِحَطَبٍ نَستَوقِد بِهِ قُلتُ وَ اللّهِ مَا أَعرِفُ فِي هَذَا المَوضِعِ عُوداً وَاحِداً فَقَالَ كَلّا يَا أَبَا خَالِدٍ تَرَي هَذَا الفَجّ خُذ فِيهِ فَإِنّكَ تَلقَي أَعرَابِيّاً مَعَهُ حِملَانِ حَطَباً فَاشتَرِهِمَا مِنهُ وَ لَا تُمَاكِسهُ فَرَكِبتُ حمِاَريِ‌ وَ انطَلَقتُ نَحوَ الفَجّ ألّذِي وَصَفَ لِي فَإِذَا أعَراَبيِ‌ّ مَعَهُ حِملَانِ حَطَباً فَاشتَرَيتُهُمَا مِنهُ وَ أَتَيتُهُ بِهِمَا فَاستَوقَدُوا مِنهُ يَومَهُم ذَلِكَ وَ أَتَيتُهُ بِطَرَفِ مَا عِندَنَا فَطَعِمَ مِنهُ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ انظُر خِفَافَ الغِلمَانِ وَ نِعَالَهُم فَأَصلِحهَا حَتّي نَقدَمَ عَلَيكَ فِي شَهرِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ أَبُو خَالِدٍ فَكَتَبتُ تَارِيخَ ذَلِكَ اليَومِ فَرَكِبتُ حمِاَريِ‌َ اليَومَ المَوعُودَ حَتّي جِئتُ إِلَي لِزقِ مِيلٍ وَ نَزَلتُ فِيهِ فَإِذَا أَنَا بِرَاكِبٍ يُقبِلُ نَحوَ القِطَارِ فَقَصَدتُ إِلَيهِ فَإِذَا يَهتِفُ بيِ‌ وَ يَقُولُ يَا أَبَا خَالِدٍ قُلتُ لَبّيكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ أَ تَرَاكَ وَفَينَاكَ بِمَا وَعَدنَاكَ


صفحه : 78

ثُمّ قَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ مَا فَعَلتَ بِالقُبّتَينِ اللّتَينِ كُنّا نَزَلنَا فِيهِمَا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد هَيّأتُهُمَا لَكَ وَ انطَلَقتُ مَعَهُ حَتّي نَزَلَ فِي القُبّتَينِ اللّتَينِ كَانَ نَزَلَ فِيهِمَا ثُمّ قَالَ مَا حَالُ خِفَافِ الغِلمَانِ وَ نِعَالِهِم قُلتُ قَد أَصلَحنَاهَا فَأَتَيتُهُ بِهِمَا فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ سلَنيِ‌ حَاجَتَكَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أُخبِرُكَ بِمَا كُنتُ فِيهِ كُنتُ زيَديِ‌ّ المَذهَبِ حَتّي قَدِمتَ عَلَيّ وَ سأَلَتنَيِ‌ الحَطَبَ وَ ذَكَرتَ مَجِيئَكَ فِي يَومِ كَذَا فَعَلِمتُ أَنّكَ الإِمَامُ ألّذِي فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُ فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ مَن مَاتَ لَا يَعرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ حُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الإِسلَامِ

فِي كِتَابِ أَمثَالِ الصّالِحِينَ، قَالَ شَقِيقٌ البلَخيِ‌ّ وَجَدتُ رَجُلًا عِندَ فَيدٍ يَملَأُ الإِنَاءَ مِنَ الرّملِ وَ يَشرَبُهُ فَتَعَجّبتُ مِن ذَلِكَ وَ استَسقَيتُهُ فسَقَاَنيِ‌ فَوَجَدتُهُ سَوِيقاً وَ سُكّراً القِصّةَ وَ قَد نَظَمُوهَا


سَل شَقِيقَ البلَخيِ‌ّ عَنهُ بِمَا شَاهَدَ مِنهُ   وَ مَا ألّذِي كَانَ أَبصَرَ

قَالَ لَمّا حَجَجتُ عَايَنتُ شَخصاً   نَاحِلَ الجِسمِ شَاحِبَ اللّونِ أَسمَرَ

سَائِراً وَحدَهُ وَ لَيسَ لَهُ زَادٌ   فَمَا زِلتُ دَائِباً أَتَفَكّرُ

وَ تَوَهّمتُ أَنّهُ يَسأَلُ النّاسَ   وَ لَم أَدرِ أَنّهُ الحَجّ الأَكبَرُ

ثُمّ عَايَنتُهُ وَ نَحنُ نُزُولٌ   دُونَ فَيدٍ عَلَي الكَثِيبِ الأَحمَرِ

يَضَعُ الرّملَ فِي الإِنَاءِ وَ يَشرَبُهُ   فَنَادَيتُهُ وَ عقَليِ‌ مُحَيّرٌ

اسقنِيِ‌ شَربَةً فَلَمّا سقَاَنيِ‌   مِنهُ عَايَنتُهُ سَوِيقاً وَ سُكّر

فَسَأَلتُ الحَجِيجَ مَن يَكُ هَذَا   قِيلَ هَذَا الإِمَامُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ

عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَكُنتُ مُعتَكِفاً فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ إِذ جاَءنَيِ‌ أَبُو جَعفَرٍ الأَحوَلُ بِكِتَابٍ مَختُومٍ مِن أَبِي الحَسَنِ ع فَقَرَأتُ كِتَابَهُ فَإِذَا فِيهِ إِذَا قَرَأتَ


صفحه : 79

كتِاَبيِ‌َ الصّغِيرَ ألّذِي فِي جَوفِ كتِاَبيِ‌َ المَختُومِ فَاحرُزهُ حَتّي أَطلُبَهُ مِنكَ فَأَخَذَ عَلِيّ الكِتَابَ فَأَدخَلَهُ بَيتَ بَزّهِ فِي صُندُوقٍ مُقَفّلٍ فِي جَوفِ قِمَطرٍ فِي جَوفِ حُقّ مُقَفّلٍ وَ بَابُ البَيتِ مُقَفّلٌ وَ مَفَاتِيحُ هَذِهِ الأَقفَالِ فِي حُجرَتِهِ فَإِذَا كَانَ اللّيلُ فهَيِ‌َ تَحتَ رَأسِهِ وَ لَيسَ يَدخُلُ بَيتَ البَزّ غَيرُهُ فَلَمّا حَضَرَ المَوسِمُ خَرَجَ إِلَي مَكّةَ وَافِداً بِجَمِيعِ مَا كَتَبَ إِلَيهِ مِن حَوَائِجِهِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ لَهُ العَبدُ الصّالِحُ يَا عَلِيّ مَا فَعَلَ الكِتَابُ الصّغِيرُ ألّذِي كَتَبتُ إِلَيكَ فِيهِ أَنِ احتَفِظ بِهِ فَحَكَيتُهُ قَالَ إِذَا نَظَرتَ إِلَي الكِتَابِ أَ لَيسَ تَعرِفُهُ قُلتُ بَلَي قَالَ فَرَفَعَ مُصَلّي تَحتَهُ فَإِذَا هُوَ أَخرَجَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ احتَفِظ بِهِ فَلَو تَعلَمُ مَا فِيهِ لَضَاقَ صَدرُكَ قَالَ فَرَجَعتُ إِلَي الكُوفَةِ وَ الكِتَابُ معَيِ‌ فَأَخرَجتُهُ فِي دُرُوزِ جيَبيِ‌ عِندَ إبِطيِ‌ فَكَانَ الكِتَابُ حَيَاةَ عَلِيّ فِي جَيبِهِ فَلَمّا مَاتَ عَلِيّ قَالَ مُحَمّدٌ وَ حَسَنٌ ابنَاهُ فَلَم يَكُن لَنَا هَمّ إِلّا الكِتَابُ فَفَقَدنَاهُ فَعَلِمنَا أَنّ الكِتَابَ قَد صَارَ إِلَيهِ

بيان القمطر بكسر القاف وفتح الميم وسكون الطاء مايصان فيه الكتب

101- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ مِن مُعجِزَاتِهِ مَا نَظَمَ قَصِيدَةُ ابنِ الغَارِ البغَداَديِ‌ّ


وَ لَهُ مُعجِزُ القَلِيبِ فَسَل عَنهُ   رُوَاةَ الحَدِيثِ بِالنّقلِ تُخبَر

وَ لَدَي السّجنِ حِينَ أَبدَي إِلَي السّجّانِ   قَولًا فِي السّجنِ وَ الأَمرُ مُشهَرٌ

ثُمّ يَومَ الفِصَادِ حَتّي أَتَي الآسيِ‌   إِلَيهِ فَرَدّهُ وَ هُوَ يُذعَرُ

صفحه : 80


ثُمّ نَادَي آمَنتُ بِاللّهِ لَا غَيرُ   وَ أَنّ الإِمَامَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ

وَ اذكُرِ الطّائِرَ ألّذِي جَاءَ بِالصّكّ   إِلَيهِ مِنَ الإمَامِ وَ بَشّرَ

وَ لَقَد قَدّمُوا إِلَيهِ طَعَاماً   فِيهِ مُستَلمِحٌ أَبَاهُ وَ أَنكَرَ

وَ تَجَافَي عَنهُ وَ قَالَ حَرَامٌ   أَكلُ هَذَا فَكَيفَ يُعرَفُ مُنكَرٌ

وَ اذكُرِ الفِتيَانَ أَيضاً فَفِيهَا   فَضلُهُ أَذهَلَ العُقُولَ وَ أَبهَرَ

عِندَ ذَاكَ استَقَالَ مِن مَذهَبٍ   كَانَ يوُاَليِ‌ أَصحَابُهُ وَ تَغَيّرَ

102-كشف ،[كشف الغمة] عَن مُحَمّدِ بنِ طَلحَةَ قَالَ قَالَ خُشنَامُ بنُ حَاتِمٍ الأَصَمّ قَالَ قَالَ لِي أَبِي حَاتِمٌ قَالَ لِي شَقِيقٌ البلَخيِ‌ّخَرَجتُ حَاجّاً فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ فَنَزَلتُ القَادِسِيّةَ فَبَينَا أَنَا أَنظُرُ إِلَي النّاسِ فِي زِينَتِهِم وَ كَثرَتِهِم فَنَظَرتُ إِلَي فَتًي حَسَنِ الوَجهِ شَدِيدِ السّمرَةِ ضَعِيفٍ فَوقَ ثِيَابِهِ ثَوبٌ مِن صُوفٍ مُشتَمِلٍ بِشَملَةٍ فِي رِجلَيهِ نَعلَانِ وَ قَد جَلَسَ مُنفَرِداً فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ هَذَا الفَتَي مِنَ الصّوفِيّةِ يُرِيدُ أَن يَكُونَ كَلّا عَلَي النّاسِ فِي طَرِيقِهِم وَ اللّهِ لَأَمضِيَنّ إِلَيهِ وَ لَأُوَبّخَنّهُ فَدَنَوتُ مِنهُ فَلَمّا رآَنيِ‌ مُقبِلًا قَالَ يَا شَقِيقُاجتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظّنّ إِنّ بَعضَ الظّنّ إِثمٌ ثُمّ ترَكَنَيِ‌ وَ مَضَي فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ إِنّ هَذَا الأَمرَ عَظِيمٌ قَد تَكَلّمَ بِمَا فِي نفَسيِ‌ وَ نَطَقَ باِسميِ‌ وَ مَا هَذَا إِلّا عَبدٌ صَالِحٌ لَأَلحَقَنّهُ وَ لَأَسأَلَنّهُ أَن يحُلَلّنَيِ‌ فَأَسرَعتُ فِي أَثَرِهِ فَلَم أَلحَقهُ وَ غَابَ مِن عيَنيِ‌ فَلَمّا نَزَلنَا وَاقِصَةَ وَ إِذَا بِهِ يصُلَيّ‌ وَ أَعضَاؤُهُ تَضطَرِبُ وَ دُمُوعُهُ تجَريِ‌ فَقُلتُ هَذَا صاَحبِيِ‌ أمَضيِ‌ إِلَيهِ وَ أَستَحِلّهُ


صفحه : 81

فَصَبَرتُ حَتّي جَلَسَ وَ أَقبَلتُ نَحوَهُ فَلَمّا رآَنيِ‌ مُقبِلًا قَالَ يَا شَقِيقُ اتلُوَ إنِيّ‌ لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمّ اهتَدي ثُمّ ترَكَنَيِ‌ وَ مَضَي فَقُلتُ إِنّ هَذَا الفَتَي لَمِنَ الأَبدَالِ لَقَد تَكَلّمَ عَلَي سرِيّ‌ مَرّتَينِ فَلَمّا نَزَلنَا زُبَالَةَ إِذَا بِالفَتَي قَائِمٌ عَلَي البِئرِ وَ بِيَدِهِ رَكوَةٌ يُرِيدُ أَن يسَتقَيِ‌َ مَاءً فَسَقَطَتِ الرّكوَةُ مِن يَدِهِ فِي البِئرِ وَ أَنَا أَنظُرُ إِلَيهِ فَرَأَيتُهُ قَد رَمَقَ السّمَاءَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ


أَنتَ ربَيّ‌ إِذَا ظَمِئتُ إِلَي المَاءِ   وَ قوُتيِ‌ إِذَا أَرَدتُ الطّعَامَا

أللّهُمّ سيَدّيِ‌ مَا لِي غَيرُهَا فَلَا تُعدِمنِيهَا قَالَ شَقِيقٌ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ البِئرَ وَ قَدِ ارتَفَعَ مَاؤُهَا فَمَدّ يَدَهُ وَ أَخَذَ الرّكوَةَ وَ مَلَأَهَا مَاءً فَتَوَضّأَ وَ صَلّي أَربَعَ رَكَعَاتٍ ثُمّ مَالَ إِلَي كَثِيبِ رَملٍ فَجَعَلَ يَقبِضُ بِيَدِهِ وَ يَطرَحُهُ فِي الرّكوَةِ وَ يُحَرّكُهُ وَ يَشرَبُ فَأَقبَلتُ إِلَيهِ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ فَقُلتُ أطَعمِنيِ‌ مِن فَضلِ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَيكَ فَقَالَ يَا شَقِيقُ لَم تَزَل نِعمَةُ اللّهِ عَلَينَا ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً فَأَحسِن ظَنّكَ بِرَبّكَ ثُمّ ناَولَنَيِ‌ الرّكوَةَ فَشَرِبتُ مِنهَا فَإِذَا هُوَ سَوِيقٌ وَ سُكّرٌ فَوَ اللّهِ مَا شَرِبتُ قَطّ أَلَذّ مِنهُ وَ لَا أَطيَبَ رِيحاً فَشَبِعتُ وَ رَوِيتُ وَ أَقَمتُ أَيّاماً لَا أشَتهَيِ‌ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً ثُمّ لَم أَرَهُ حَتّي دَخَلنَا مَكّةَ فَرَأَيتُهُ لَيلَةً إِلَي جَنبِ قُبّةِ الشّرَابِ فِي نِصفِ اللّيلِ قَائِماً يصُلَيّ‌ بِخُشُوعٍ وَ أَنِينٍ وَ بُكَاءٍ فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي ذَهَبَ اللّيلُ فَلَمّا رَأَي الفَجرَ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ يُسَبّحُ ثُمّ قَامَ فَصَلّي الغَدَاةَ وَ طَافَ بِالبَيتِ أُسبُوعاً وَ خَرَجَ فَتَبِعتُهُ وَ إِذَا لَهُ غَاشِيَةٌ وَ مَوَالٍ وَ هُوَ عَلَي خِلَافِ مَا رَأَيتُهُ فِي الطّرِيقِ وَ دَارَ بِهِ النّاسُ مِن حَولِهِ يُسَلّمُونَ عَلَيهِ فَقُلتُ لِبَعضِ مَن رَأَيتُهُ يَقرُبُ مِنهُ مَن هَذَا الفَتَي فَقَالَ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ قَد


صفحه : 82

عَجِبتُ أَن يَكُونَ هَذِهِ العَجَائِبُ إِلّا لِمِثلِ هَذَا السّيّدِ وَ لَقَد نَظَمَ بَعضُ المُتَقَدّمِينَ وَاقِعَةَ شَقِيقٍ مَعَهُ فِي أَبيَاتٍ طَوِيلَةٍ اقتَصَرتُ عَلَي ذِكرِ بَعضِهَا فَقَالَ


سَل شَقِيقَ البلَخيِ‌ّ عَنهُ وَ مَا   عَايَنَ مِنهُ وَ مَا ألّذِي كَانَ أَبصَرَ

قَالَ لَمّا حَجَجتُ عَايَنتُ شَخصاً   شَاحِبَ اللّونِ نَاحِلَ الجِسمِ أَسمَرَ

سَائِراً وَحدَهُ وَ لَيسَ لَهُ زَادٌ   فَمَا زِلتُ دَائِماً أَتَفَكّرُ

وَ تَوَهّمتُ أَنّهُ يَسأَلُ النّاسَ   وَ لَم أَدرِ أَنّهُ الحَجّ الأَكبَرُ

ثُمّ عَايَنتُهُ وَ نَحنُ نُزُولٌ   دُونَ فَيدٍ عَلَي الكَثِيبِ الأَحمَرِ

يَضَعُ الرّملَ فِي الإِنَاءِ وَ يَشرَبُهُ   فَنَادَيتُهُ وَ عقَليِ‌ مُحَيّرٌ

اسقنِيِ‌ شَربَةً فنَاَولَنَيِ‌ مِنهُ   فَعَايَنتُهُ سَوِيقاً وَ سُكّر

فَسَأَلتُ الحَجِيجَ مَن يَكُ هَذَا   قِيلَ هَذَا الإِمَامُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الغاشية السؤال يأتونك والزوار والأصدقاء ينتابونك وحديدة فوق مؤخرة الرحل وغشاء القلب والسرج والسيف وغيره ماتغشاه . و قال شحب لونه كجمع ونصر وكرم وعني شحوبا وشحوبة تغير من هزال أوجوع أوسفر والنحول الهزال .أقول رأيت هذه القصة في أصل كتاب محمد بن طلحة مطالب السئول و في الفصول المهمة وأوردها ابن شهرآشوب أيضا مع اختصار و قال صاحب كشف الغمة وصاحب الفصول المهمة هذه الحكاية رواها جماعة من أهل التأليف رواها ابن الجوزي‌ في كتابيه إثارة العزم الساكن إلي أشرف الأماكن و كتاب صفة


صفحه : 83

الصفوة والحافظ عبدالعزيز بن الأخضر الجنابذي‌ في كتاب معالم العترة النبوية ورواها الرامهرمزي‌ في كتاب كرامات الأولياء.أقول وذكر محمد بن طلحة في مطالب السئول

103- وَ رَوَي فِي كَشفِ الغُمّةِ عَنهُ أَيضاً أَنّهُ قَالَ وَ لَقَد قَرَعَ سمَعيِ‌ ذِكرُ وَاقِعَةٍ عَظِيمَةٍ ذَكَرَهَا بَعضُ صُدُورِ العِرَاقِ أَثبَتَت لِمُوسَي ع أَشرَفَ مَنقَبَةٍ وَ شَهِدَت لَهُ بِعُلُوّ مَقَامِهِ عِندَ اللّهِ تَعَالَي وَ زُلفَي مَنزِلَتِهِ لَدَيهِ وَ ظَهَرَت بِهَا كَرَامَتُهُ بَعدَ وَفَاتِهِ وَ لَا شَكّ أَنّ ظُهُورَ الكَرَامَةِ بَعدَ المَوتِ أَكبَرُ مِنهَا دَلَالَةً حَالَ الحَيَاةِ وَ هيِ‌َ أَنّ مِن عُظَمَاءِ الخُلَفَاءِ مَجّدَهُمُ اللّهُ تَعَالَي مَن كَانَ لَهُ نَائِبٌ كَبِيرُ الشّأنِ فِي الدّنيَا مِن مَمَالِيكِهِ الأَعيَانِ فِي وَلَايَةٍ عَامّةٍ طَالَت فِيهَا مَدَقّهُ وَ كَانَ ذَا سَطوَةٍ وَ جَبَرُوتٍ فَلَمّا انتَقَلَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي اقتَضَت رِعَايَةُ الخَلِيفَةِ أَن تَقَدّمَ بِدَفنِهِ فِي ضَرِيحٍ مُجَاوِرٍ لِضَرِيحِ الإِمَامِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع بِالمَشهَدِ المُطَهّرِ وَ كَانَ بِالمَشهَدِ المُطَهّرِ نَقِيبٌ مَعرُوفٌ مَشهُودٌ لَهُ بِالصّلَاحِ كَثِيرُ التّرَدّدِ وَ المُلَازَمَةِ لِلضّرِيحِ وَ الخِدمَةِ لَهُ قَائِمٌ بِوَظَائِفِهَا فَذَكَرَ هَذَا النّقِيبُ أَنّهُ بَعدَ دَفنِ هَذَا المُتَوَفّي فِي ذَلِكَ القَبرِ بَاتَ بِالمَشهَدِ الشّرِيفِ فَرَأَي فِي مَنَامِهِ أَنّ القَبرَ قَدِ انفَتَحَ وَ النّارُ تَشتَعِلُ فِيهِ وَ قَدِ انتَشَرَ مِنهُ دُخَانٌ وَ رَائِحَةُ قُتَارِ ذَلِكَ المَدفُونِ فِيهِ إِلَي أَن مَلَأَتِ المَشهَدَ وَ أَنّ الإِمَامَ مُوسَي ع وَاقِفٌ فَصَاحَ لِهَذَا النّقِيبِ بِاسمِهِ وَ قَالَ لَهُ تَقُولُ لِلخَلِيفَةِ يَا فُلَانُ وَ سَمّاهُ بِاسمِهِ لَقَد آذيَتنَيِ‌ بِمُجَاوَرَةِ هَذَا الظّالِمِ وَ قَالَ كَلَاماً خَشِناً


صفحه : 84

فَاستَيقَظَ ذَلِكَ النّقِيبُ وَ هُوَ يَرعُدُ فَرَقاً وَ خَوفاً وَ لَم يَلبَث أَن كَتَبَ وَرَقَةً وَ سَيّرَهَا مُنهِياً فِيهَا صُورَةَ الوَاقِعَةِ بِتَفصِيلِهَا فَلَمّا جَنّ اللّيلُ جَاءَ الخَلِيفَةُ إِلَي المَشهَدِ المُطَهّرِ بِنَفسِهِ وَ استَدعَي النّقِيبَ وَ دَخَلُوا الضّرِيحَ وَ أَمَرَ بِكَشفِ ذَلِكَ القَبرِ وَ نَقلِ ذَلِكَ المَدفُونِ إِلَي مَوضِعٍ آخَرَ خَارِجَ المَشهَدِ فَلَمّا كَشَفُوهُ وَجَدُوا فِيهِ رَمَادَ الحَرِيقِ وَ لَم يَجِدُوا لِلمَيّتِ أَثَراً

توضيح القتار بالضم ريح القدر والشواء والعظم المحرق

104- عُيُونُ المُعجِزَاتِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع حدَثّنيِ‌ عَن أَعدَاءِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَهلِ بَيتِ النّبُوّةِ فَقَالَ الحَدِيثُ أَحَبّ إِلَيكَ أَمِ المُعَايَنَةُ قُلتُ المُعَايَنَةُ فَقَالَ لأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ مُوسَي ع ائتنِيِ‌ بِالقَضِيبِ فَمَضَي وَ أَحضَرَهُ إِيّاهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُوسَي اضرِب بِهِ الأَرضَ وَ أَرِهِم أَعدَاءَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَعدَاءَنَا فَضَرَبَ بِهِ الأَرضَ ضَربَةً فَانشَقّتِ الأَرضُ عَن بَحرٍ أَسوَدَ ثُمّ ضَرَبَ البَحرَ بِالقَضِيبِ فَانفَلَقَ عَن صَخرَةٍ سَودَاءَ فَضَرَبَ الصّخرَةَ فَانفَتَحَ مِنهَا بَابٌ فَإِذَا بِالقَومِ جَمِيعاً لَا يُحصَونَ لِكَثرَتِهِم وَ وُجُوهُهُم مُسوَدّةٌ وَ أَعيُنُهُم زُرقٌ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مُصَفّدٌ مَشدُودٌ فِي جَانِبٍ مِنَ الصّخرَةِ وَ هُم يُنَادُونَ يَا مُحَمّدُ وَ الزّبَانِيَةُ تَضرِبُ وُجُوهَهُم وَ يَقُولُونَ لَهُم كَذَبتُم لَيسَ مُحَمّدٌ لَكُم وَ لَا أَنتُم لَهُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَن هَؤُلَاءِ فَقَالَ الجِبتُ وَ الطّاغُوتُ وَ الرّجسُ وَ اللّعِينُ بنُ اللّعِينِ وَ لَم يَزَل يَعُدّدُهُم كُلّهُم مِن أَوّلِهِم إِلَي آخِرِهِم حَتّي أَتَي عَلَي أَصحَابِ السّقِيفَةِ وَ أَصحَابِ الفِتنَةِ وَ بنَيِ‌ الأَزرَقِ وَ الأَوزَاعِ وَ بنَيِ‌ أُمَيّةَ جَدّدَ اللّهُ عَلَيهِمُ العَذَابَ بُكرَةً وَ أَصِيلًا ثُمّ قَالَ ع لِلصّخرَةِ انطبَقِيِ‌ عَلَيهِم إِلَي الوَقتِ المَعلُومِ

بيان يمكن أن يكون أصحاب الفتنة إشارة إلي طلحة والزبير وأصحابهما


صفحه : 85

وبنو الأزرق الروم و لايبعد أن يكون إشارة إلي معاوية وأصحابه وبنو زريق حي‌ من الأنصار والأوزاع الجماعات المختلفة

105- وَ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصوّفيِ‌ّ قَالَ استَأذَنَ اِبرَاهِيمُ الجَمّالُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ الوَزِيرِ فَحَجَبَهُ فَحَجّ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ فِي تِلكَ السّنّةِ فَاستَأذَنَ بِالمَدِينَةِ عَلَي مَولَانَا مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَحَجَبَهُ فَرَآهُ ثاَنيِ‌َ يَومِهِ فَقَالَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ يَا سيَدّيِ‌ مَا ذنَبيِ‌ فَقَالَ حَجَبتُكَ لِأَنّكَ حَجَبتَ أَخَاكَ اِبرَاهِيمَ الجَمّالَ وَ قَد أَبَي اللّهُ أَن يَشكُرَ سَعيَكَ أَو يَغفِرَ لَكَ اِبرَاهِيمُ الجَمّالُ فَقُلتُ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ مَن لِي بِإِبرَاهِيمَ الجَمّالِ فِي هَذَا الوَقتِ وَ أَنَا بِالمَدِينَةِ وَ هُوَ بِالكُوفَةِ فَقَالَ إِذَا كَانَ اللّيلُ فَامضِ إِلَي البَقِيعِ وَحدَكَ مِن غَيرِ أَن يَعلَمَ بِكَ أَحَدٌ مِن أَصحَابِكَ وَ غِلمَانِكَ وَ اركَب نَجِيباً هُنَاكَ مُسرَجاً قَالَ فَوَافَي البَقِيعَ وَ رَكِبَ النّجِيبَ وَ لَم يَلبَث أَن أَنَاخَهُ عَلَي بَابِ اِبرَاهِيمَ الجَمّالِ بِالكُوفَةِ فَقَرَعَ البَابَ وَ قَالَ أَنَا عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ الجَمّالُ مِن دَاخِلِ الدّارِ وَ مَا يَعمَلُ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ الوَزِيرُ ببِاَبيِ‌ فَقَالَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ يَا هَذَا إِنّ أمَريِ‌ عَظِيمٌ وَ آلَي عَلَيهِ أَن يَأذَنَ لَهُ فَلَمّا دَخَلَ قَالَ يَا اِبرَاهِيمُ إِنّ المَولَي ع أَبَي أَن يقَبلَنَيِ‌ أَو تَغفِرَ لِي فَقَالَ يَغفِرُ اللّهُ لَكَ فَآلَي عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ عَلَي اِبرَاهِيمَ الجَمّالِ أَن يَطَأَ خَدّهُ فَامتَنَعَ اِبرَاهِيمُ مِن ذَلِكَ فَآلَي عَلَيهِ ثَانِياً فَفَعَلَ فَلَم يَزَل اِبرَاهِيمُ يَطَأُ خَدّهُ وَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ يَقُولُ أللّهُمّ اشهَد ثُمّ انصَرَفَ وَ رَكِبَ النّجِيبَ وَ أَنَاخَهُ مِن لَيلَتِهِ بِبَابِ المَولَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع بِالمَدِينَةِ فَأَذِنَ لَهُ وَ دَخَلَ عَلَيهِ فَقَبِلَهُ

106-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع إِذ أَتَاهُ رَجُلٌ نصَراَنيِ‌ّ وَ نَحنُ مَعَهُ بِالعُرَيضِ فَقَالَ لَهُ النصّراَنيِ‌ّ إنِيّ‌ أَتَيتُكَ مِن بَلَدٍ بَعِيدٍ وَ سَفَرٍ شَاقّ وَ سَأَلتُ ربَيّ‌ مُنذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً أَن يرُشدِنَيِ‌ إِلَي خَيرِ الأَديَانِ وَ إِلَي خَيرِ العِبَادِ وَ أَعلَمِهِم وَ أتَاَنيِ‌ آتٍ فِي النّومِ فَوَصَفَ لِي رَجُلًا بِعُليَا دِمَشقَ


صفحه : 86

فَانطَلَقتُ حَتّي أَتَيتُهُ فَكَلّمتُهُ فَقَالَ أَنَا أَعلَمُ أَهلِ ديِنيِ‌ وَ غيَريِ‌ أَعلَمُ منِيّ‌ فَقُلتُ أرَشدِنيِ‌ إِلَي مَن هُوَ أَعلَمُ مِنكَ فإَنِيّ‌ لَا أَستَعظِمُ السّفَرَ وَ لَا تَبعُدُ عَلَيّ الشّقّةُ وَ لَقَد قَرَأتُ الإِنجِيلَ كُلّهَا وَ مَزَامِيرَ دَاوُدَ وَ قَرَأتُ أَربَعَةَ أَسفَارٍ مِنَ التّورَاةِ وَ قَرَأتُ ظَاهِرَ القُرآنِ حَتّي استَوعَبتُهُ كُلّهُ فَقَالَ لِيَ العَالِمُ إِن كُنتَ تُرِيدُ عِلمَ النّصرَانِيّةِ فَأَنَا أَعلَمُ العَرَبِ وَ العَجَمِ بِهَا وَ إِن كُنتَ تُرِيدُ عِلمَ اليَهُودِ فبَاَطيِ‌ بنُ شَرَاحِيلَ الساّمرِيِ‌ّ أَعلَمُ النّاسِ بِهَا اليَومَ وَ إِن كُنتَ تُرِيدُ عِلمَ الإِسلَامِ وَ عِلمَ التّورَاةِ وَ عِلمَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ كِتَابِ هُودٍ وَ كُلّ مَا أُنزِلَ عَلَي نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ فِي دَهرِكَ وَ دَهرِ غَيرِكَ وَ مَا نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ مِن خَيرٍ فَعَلِمَهُ أَحَدٌ أَو لَم يَعلَم بِهِ أَحَدٌ فِيهِ تِبيَانُ كُلّ شَيءٍ وَ شِفَاءٌ لِلعَالَمِينَ وَ رَوحٌ لِمَنِ استَروَحَ إِلَيهِ وَ بَصِيرَةٌ لِمَن أَرَادَ اللّهُ بِهِ خَيراً وَ أَنِسَ إِلَي الحَقّ فَأُرشِدُكَ إِلَيهِ فَائتِهِ وَ لَو مَاشِياً عَلَي رِجلَيكَ فَإِن لَم تَقدِر فَحَبواً عَلَي رُكبَتَيكَ فَإِن لَم تَقدِر فَزَحفاً عَلَي استِكَ فَإِن لَم تَقدِر فَعَلَي وَجهِكَ فَقُلتُ لَا بَل أَنَا أَقدِرُ عَلَي المَسِيرِ فِي البَدَنِ وَ المَالِ قَالَ فَانطَلِق مِن فَورِكَ حَتّي تأَتيِ‌َ يَثرِبَ فَقُلتُ لَا أَعرِفُ يَثرِبَ فَقَالَ فَانطَلِق حَتّي تأَتيِ‌َ مَدِينَةَ النّبِيّ ألّذِي بُعِثَ فِي العَرَبِ وَ هُوَ النّبِيّ العرَبَيِ‌ّ الهاَشمِيِ‌ّ فَإِذَا دَخَلتَهَا فَسَل عَن بنَيِ‌ غَنمِ بنِ مَالِكِ بنِ النّجّارِ وَ هُوَ عِندَ بَابِ مَسجِدِهَا وَ أَظهِر بِزّةَ النّصرَانِيّةِ وَ حِليَتَهَا فَإِنّ وَالِيَهَا يَتَشَدّدُ عَلَيهِم وَ الخَلِيفَةَ أَشَدّ ثُمّ تَسأَلُ عَن بنَيِ‌ عَمرِو بنِ مَبذُولٍ وَ هُوَ بِبَقِيعِ الزّبَيرِ ثُمّ تَسأَلُ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ أَينَ مَنزِلُهُ وَ أَينَ هُوَ مُسَافِرٌ أَم حَاضِرٌ فَإِن كَانَ مُسَافِراً فَالحَقهُ فَإِنّ سَفَرَهُ أَقرَبُ مِمّا ضَرَبتَ إِلَيهِ ثُمّ أَعلِمهُ أَنّ مَطرَانَ عُليَا الغُوطَةِ غُوطَةِ دِمَشقَ هُوَ ألّذِي أرَشدَنَيِ‌ إِلَيكَ وَ هُوَ يُقرِئُكَ السّلَامَ كَثِيراً وَ يَقُولُ لَكَ إنِيّ‌ لَأَكثَرُ مُنَاجَاتِ ربَيّ‌ أَن يَجعَلَ إسِلاَميِ‌ عَلَي يَدَيكَ فَقَصّ هَذِهِ القِصّةَ وَ هُوَ قَائِمٌ مُعتَمِدٌ عَلَي عَصَاهُ ثُمّ قَالَ إِن أَذِنتَ لِي يَا سيَدّيِ‌ كَفّرتُ لَكَ وَ جَلَستُ فَقَالَ آذَنُ لَكَ أَن تَجلِسَ وَ لَا آذَنُ لَكَ أَن تُكَفّرَ فَجَلَسَ ثُمّ


صفحه : 87

أَلقَي عَنهُ بُرنُسَهُ ثُمّ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ تَأذَنُ لِي فِي الكَلَامِ قَالَ نَعَم مَا جِئتَ إِلّا لَهُ فَقَالَ لَهُ النصّراَنيِ‌ّ اردُد عَلَي صاَحبِيِ‌َ السّلَامَ أَ وَ مَا تَرُدّ السّلَامَ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع عَلَي صَاحِبِكَ إِن هَدَاهُ اللّهُ فَأَمّا التّسلِيمُ فَذَاكَ إِذَا صَارَ فِي دِينِنَا فَقَالَ النصّراَنيِ‌ّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ أَصلَحَكَ اللّهُ قَالَ سَل قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن كِتَابِ اللّهِ ألّذِي أُنزِلَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ نَطَقَ بِهِ ثُمّ وَصَفَهُ بِمَا وَصَفَهُ بِهِ فَقَالَحم وَ الكِتابِ المُبِينِ إِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنذِرِينَ فِيها يُفرَقُ كُلّ أَمرٍ حَكِيمٍ مَا تَفسِيرُهَا فِي البَاطِنِ فَقَالَ أَمّاحم فَهُوَ مُحَمّدٌص وَ هُوَ فِي كِتَابِ هُودٍ ألّذِي أُنزِلَ عَلَيهِ وَ هُوَ مَنقُوصُ الحُرُوفِ وَ أَمّا الكِتابُ المُبِينِ فَهُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع وَ أَمّا اللّيلَةُ فَفَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا وَ أَمّا قَولُهُفِيها يُفرَقُ كُلّ أَمرٍ حَكِيمٍ يَقُولُ يَخرُجُ مِنهَا خَيرٌ كَثِيرٌ فَرَجُلٌ حَكِيمٌ وَ رَجُلٌ حَكِيمٌ وَ رَجُلٌ حَكِيمٌ فَقَالَ الرّجُلُ صِف لِيَ الأَوّلَ وَ الآخِرَ مِن هَؤُلَاءِ الرّجَالِ قَالَ إِنّ الصّفَاتِ تَشتَبِهُ وَ لَكِنّ الثّالِثَ مِنَ القَومِ أَصِفُ لَكَ مَا يَخرُجُ مِن نَسلِهِ وَ إِنّهُ عِندَكُم لفَيِ‌ الكُتُبِ التّيِ‌ نَزَلَت عَلَيكُم إِن لَم تُغَيّرُوا وَ تُحَرّفُوا وَ تُكَفّرُوا وَ قَدِيماً مَا فَعَلتُم فَقَالَ لَهُ النصّراَنيِ‌ّ إنِيّ‌ لَا أَستُرُ عَنكَ مَا عَلِمتُ وَ لَا أُكَذّبُكَ وَ أَنتَ تَعلَمُ مَا أَقُولُ وَ كِذبَهُ وَ اللّهِ لَقَد أَعطَاكَ اللّهُ مِن فَضلِهِ وَ قَسَمَ عَلَيكَ مِن نِعَمِهِ مَا لَا يَخطُرُهُ الخَاطِرُونَ وَ لَا يَستُرُهُ السّاتِرُونَ وَ لَا يَكذِبُ فِيهِ مَن كَذَبَ فقَوَليِ‌ لَكَ فِي ذَلِكَ الحَقّ كُلّ مَا ذَكَرتَ فَهُوَ كَمَا ذَكَرتَ فَقَالَ لَهُ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع أُعَجّلُكَ أَيضاً خَبَراً لَا يَعرِفُهُ إِلّا قَلِيلٌ مِمّن قَرَأَ الكُتُبَ أخَبرِنيِ‌ مَا اسمُ أُمّ مَريَمَ وَ أَيّ يَومٍ نُفِخَت فِيهِ مَريَمُ وَ لِكَم مِن سَاعَةٍ مِنَ النّهَارِ وَ أَيّ يَومٍ وَضَعَت مَريَمُ فِيهِ عِيسَي ع وَ لِكَم مِن سَاعَةٍ مِنَ النّهَارِ فَقَالَ النصّراَنيِ‌ّ لَا أدَريِ‌


صفحه : 88

فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع أَمّا أُمّ مَريَمَ فَاسمُهَا مَرثَا وَ هيِ‌َ وَهِيبَةُ بِالعَرَبِيّةِ وَ أَمّا اليَومُ ألّذِي حَمَلَت فِيهِ مَريَمُ فَهُوَ يَومُ الجُمُعَةِ لِلزّوَالِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي هَبَطَ فِيهِ الرّوحُ الأَمِينُ وَ لَيسَ لِلمُسلِمِينَ عِيدٌ كَانَ أَولَي مِنهُ عَظّمَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عَظّمَهُ مُحَمّدٌص فَأَمَرَ أَن يَجعَلَهُ عِيداً فَهُوَ يَومُ الجُمُعَةِ وَ أَمّا اليَومُ ألّذِي وَلَدَت فِيهِ مَريَمُ فَهُوَ يَومُ الثّلَاثَاءِ لِأَربَعِ سَاعَاتٍ وَ نِصفٍ مِنَ النّهَارِ وَ النّهَرُ ألّذِي وَلَدَت عَلَيهِ مَريَمُ عِيسَي ع هَل تَعرِفُهُ قَالَ لَا قَالَ هُوَ الفُرَاتُ وَ عَلَيهِ شَجَرُ النّخلِ وَ الكَرمِ وَ لَيسَ يسُاَويِ‌ بِالفُرَاتِ شَيءٌ لِلكُرُومِ وَ النّخِيلِ فَأَمّا اليَومُ ألّذِي حَجَبَت فِيهِ لِسَانَهَا وَ نَادَي قَيدُوسُ وُلدَهُ وَ أَشيَاعَهُ فَأَعَانُوهُ وَ أَخرَجُوا آلَ عِمرَانَ لِيَنظُرُوا إِلَي مَريَمَ فَقَالُوا لَهَا مَا قَصّ اللّهُ عَلَيكَ فِي كِتَابِهِ وَ عَلَينَا فِي كِتَابِهِ فَهَل فَهِمتَهُ فَقَالَ نَعَم وَ قَرَأتُهُ اليَومَ الأَحدَثَ قَالَ إِذاً لَا تَقُومُ مِن مَجلِسِكَ حَتّي يَهدِيَكَ اللّهُ قَالَ النصّراَنيِ‌ّ مَا كَانَ اسمُ أمُيّ‌ بِالسّريَانِيّةِ وَ بِالعَرَبِيّةِ فَقَالَ كَانَ اسمُ أُمّكَ بِالسّريَانِيّةِ عَنقَالِيَةَ وَ عُنقُورَةُ كَانَ اسمُ جَدّتِكَ لِأَبِيكَ وَ أَمّا اسمُ أُمّكَ بِالعَرَبِيّةِ فَهُوَ مَيّةُ وَ أَمّا اسمُ أَبِيكَ فَعَبدُ المَسِيحِ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ بِالعَرَبِيّةِ وَ لَيسَ لِلمَسِيحِ عَبدٌ قَالَ صَدَقتَ وَ بَرِرتَ فَمَا كَانَ اسمُ جدَيّ‌ قَالَ كَانَ اسمُ جَدّكَ جَبرَئِيلَ وَ هُوَ عَبدُ الرّحمَنِ سَمّيتُهُ فِي مجَلسِيِ‌ هَذَا قَالَ أَمَا إِنّهُ كَانَ مُسلِماً قَالَ أَبُو اِبرَاهِيمُ نَعَم وَ قُتِلَ شَهِيداً دَخَلَت عَلَيهِ أَجنَادٌ فَقَتَلُوهُ فِي مَنزِلِهِ غِيلَةً وَ الأَجنَادُ مِن أَهلِ الشّامِ قَالَ فَمَا كَانَ اسميِ‌ قَبلَ كنُيتَيِ‌ قَالَ كَانَ اسمُكَ عَبدَ الصّلِيبِ قَالَ فَمَا تسُمَيّنيِ‌ قَالَ أُسَمّيكَ عَبدَ اللّهِ قَالَ فإَنِيّ‌ آمَنتُ بِاللّهِ العَظِيمِ وَ شَهِدتُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَرداً صَمَداً لَيسَ كَمَا يَصِفُهُ النّصَارَي وَ لَيسَ كَمَا يَصِفُهُ اليَهُودُ وَ لَا جِنسٌ مِن أَجنَاسِ الشّركِ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ فَأَبَانَ بِهِ لِأَهلِهِ وَ عمَيِ‌َ المُبطِلُونَ وَ أَنّهُ كَانَ رَسُولَ اللّهِص إِلَي النّاسِ كَافّةً إِلَي الأَحمَرِ وَ الأَسوَدِ كُلّ فِيهِ مُشتَرِكٌ فَأَبصَرَ مَن أَبصَرَ وَ اهتَدَي مَنِ اهتَدَي وَ عمَيِ‌َ


صفحه : 89

المُبطِلُونَوَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَدعُونَ وَ أَشهَدُ أَنّ وَلِيّهُ نَطَقَ بِحِكمَتِهِ وَ أَنّ مَن كَانَ قَبلَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ نَطَقُوا بِالحِكمَةِ البَالِغَةِ وَ تَوَازَرُوا عَلَي الطّاعَةِ لِلّهِ وَ فَارَقُوا البَاطِلَ وَ أَهلَهُ وَ الرّجسَ وَ أَهلَهُ وَ هَجَرُوا سَبِيلَ الضّلَالَةِ وَ نَصَرَهُمُ اللّهُ بِالطّاعَةِ لَهُ وَ عَصَمَهُم مِنَ المَعصِيَةِ فَهُم لِلّهِ أَولِيَاءُ وَ لِلدّينِ أَنصَارٌ يَحُثّونَ عَلَي الخَيرِ وَ يَأمُرُونَ بِهِ آمَنتُ بِالصّغِيرِ مِنهُم وَ الكَبِيرِ وَ مَن ذَكَرتُ مِنهُم وَ مَن لَم أَذكُر وَ آمَنتُ بِاللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَبّ العَالَمِينَ ثُمّ قَطَعَ زُنّارَهُ وَ قَطَعَ صَلِيباً كَانَ فِي عُنُقِهِ مِن ذَهَبٍ ثُمّ قَالَ مرُنيِ‌ حَتّي أَضَعَ صدَقَتَيِ‌ حَيثُ تأَمرُنُيِ‌ فَقَالَ ع هَاهُنَا أَخٌ لَكَ كَانَ عَلَي مِثلِ دِينِكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِن قَومِكَ مِن قَيسِ بنِ ثَعلَبَةَ وَ هُوَ فِي نِعمَةٍ كَنِعمَتِكَ فَتَوَاسَيَا وَ تَجَاوَرَا وَ لَستُ أَدَعُ أَن أُورِدَ عَلَيكُمَا حَقّكُمَا فِي الإِسلَامِ فَقَالَ وَ اللّهِ أَصلَحَكَ اللّهُ إنِيّ‌ لغَنَيِ‌ّ وَ لَقَد تَرَكتُ ثَلَاثَمِائَةِ طَرُوقٍ بَينَ فَرَسٍ وَ فَرَسَةٍ وَ تَرَكتُ أَلفَ بَعِيرٍ فَحَقّكَ فِيهَا أَوفَرُ مِن حقَيّ‌ فَقَالَ لَهُ أَنتَ مَولَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنتَ فِي حَدّ نَسَبِكَ عَلَي حَالِكَ فَحَسُنَ إِسلَامُهُ وَ تَزَوّجَ امرَأَةً مِن بنَيِ‌ فِهرٍ وَ أَصدَقَهَا أَبُو اِبرَاهِيمَ خَمسِينَ دِينَاراً مِن صَدَقَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَخدَمَهُ وَ بَوّأَهُ وَ أَقَامَ حَتّي أُخرِجَ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع فَمَاتَ بَعدَ مُخرَجِهِ بِثَمَانٍ وَ عِشرِينَ لَيلَةً

بيان العريض كزبير واد بالمدينة وعليا دمشق بالضم والمد أعلاها والشقة السفر الطويل والسامرة قوم من اليهود يخالفونهم في بعض أحكامهم فعلمه أحد أي غيرالإمام أو لم يعلم به أحد غيره ويحتمل التعميم بناء علي مايلقي إلي الإمام من العلوم الدائبة. قوله فيه تبيان كل شيءالضمير راجع إلي الإمام ويحتمل رجوعه إلي مانزل والروح بالفتح الرحمة والاسترواح طلب الروح وتعديته بإلي بتضمين معني التوجه والإصغاء والحبو المشي‌ باليدين والرجلين والزحف الانسحاب علي الاست فعلي وجهك أي بأن تجر نفسك علي الأرض مكبوبا علي وجهك و


صفحه : 90

هوكأن الضمير راجع إلي مصدر تسأل والبزة بالكسر الهيئة والحلية بالكسر الصفة وضمير عليهم راجع إلي من يبعثه لطلبه وشيعته مما ضربت أي سافرت من بلدك إليه . ومطران النصاري بالفتح و قدتكسر لقب للكبير والهيم منهم والغوطة بالضم مدينة دمشق أوكورتها والتكفير أن يخضع الإنسان لغيره كمايكفر العلج للدهاقين يضع يده علي صدره ويتطأطأ له و كان إلقاء البرنس للتعظيم كما هودأبهم اليوم أو ماترد الترديد من الراوي‌ والهمزة للاستفهام الإنكاري‌ والواو للعطف وكأنه أظهر علي صاحبك أن هداه الله الظاهر كون أن بالفتح أي نرد أوندعو علي صاحبك أن يهديه الله إلي الإسلام ويمكن أن يقرأ بالكسر أي نسلم عليه بشرط الهداية لامطلقا أوبعدها لا في الحال ثم وصفه أي الرب تعالي الكتاب بما وصفه به من كونه مبينا وكونه منزلا في ليلة مباركة و هو في كتاب هود أي اسمه فيه كذلك و هومنقوص الحروف أي نقص منه حرفان الميم الأول والدال و أماالتعبير عن فاطمة ع بالليلة فباعتبار عفافها ومستوريتها عن الخلائق صورة ورتبة يخرج منها بلا واسطة و بهاخير بالتخفيف أوبالتشديد.أقول هذابطن الآية لدلالة الظهر عليه بالالتزام إذ نزول القرآن في ليلة القدر إنما هولهداية الخلق وإرشادهم إلي شرائع الدين وإقامتهم علي الحق إلي انقضاء الدنيا و لايتأتي ذلك إلابوجود إمام في كل عصر يعلم جميع مايحتاج إليه الخلق وتحقق ذلك بنصب أمير المؤمنين ع وجعله مخزنا لعلم القرآن لفظا ومعني وظهرا وبطنا ليصير مصداقا للكتاب المبين ومزاوجته مع سيدة النساء ليخرج منهما الأئمة الهادون إلي يوم الدين فظهر أن الظهر والبطن متطابقان ومتلازمان .صف لي كأن مراده التوصيف بالشمائل فإن الصفات تشتبه أي تتشابه لاتكاد تنتهي‌ إلي شيءتسكن إليه النفس مايخرج من نسله أي القائم أوالجميع واستعمل ما في موضع من وقديما ظرف لفعلتم و ماللإبهام في صدق


صفحه : 91

ماأقول أي من جهة صدق ماأقول وكذبه أو في جملة صادقة وكاذبة. ما لايخطره الخاطرون بتقديم المعجمة علي المهملة أي ما لايخطر ببال أحد لكن في الإسناد توسع لأن الخاطر هو ألذي يخطر بالبال ولذا قرأ بعضهم بالعكس أي لايمنعه المانعون و لايستره الساترون أي لايقدرون علي ستره لشدة وضوحه و لايكذب فيه من كذب بالتخفيف فيهما أوبالتشديد فيهما أوبالتشديد في الأول والتخفيف في الثاني‌ أوبالعكس والأول أظهر فيحتمل وجهين الأول أن المعني من أراد أن يكذب فيما أنعم الله عليك وينكره لايقدر عليه لوضوح الأمر و من أنكر فباللسان دون الجنان نظير قوله تعالي لا رَيبَ فِيهِ أي ليس محلا للريب والثاني‌ أن يكون المراد أنه كل من يزعم أنه يفرط في مدحك فليس بكاذب بل مقصر عما تستحقه من ذلك نفخت علي المجهول أي نفخ فيها فيه قال الجوهري‌ نفخ فيه ونفخه أيضا لغة. قوله فاسمها مرثا و في بعض الروايات أن اسمها حنة كما في القاموس فيمكن أن يكون أحدهما اسما والآخر لقبا أو يكون أحدهما موافقا للمشهور بين أهل الكتاب و هواليوم ألذي هبط أي إلي مريم للنفخ أو إلي الرسول ص للبعثة أوأولا إلي الأرض حجبت فيه لسانها أي منعت عن الكلام لصوم الصمت اليوم الأحدث أي هذااليوم فإن الأيام السالفة بالنسبة إليه قديمة وبررت أي في تسميتك إياه بعبد الله أوصدقت فيما سألت وبررت في إفادة ما لم أسأل لأنه ع تبرع بذكر اسم جدته و أبيه سميته علي صيغة المتكلم أي كان اسمه جبرئيل وسميته أنا في هذاالمجلس عبدالرحمن بناء علي مرجوحية التسمية باسم الملائكة أوبالخطاب بأن يكون اسم جده جبرئيل وسماه في نفسه في هذاالمجلس عبدالرحمن طلبا للمعجزة والأول أظهر.غيلة بالكسر أي فجأة وبغتة قبل كنيتي‌ كأنه كان له اسم قبل الكنية ثم


صفحه : 92

كني واشتهر بهافسأل عن الاسم المتروك لمزيد اليقين فأبان به ضمير به للحق والباء لتقوية التعدية والأحمر والأسود العجم والعرب أوالإنس والجن والمراد بوليه أبو الحسن ع أو أمير المؤمنين ع أو كل أوصيائه صدقتي‌ كأن المراد بهاالصليب ألذي كان في عنقه أراد أن يتصدق بذهبه ويحتمل الأعم و هو في نعمة أي الهداية إلي الإسلام بعدالكفر حقكما أي من الصدقات والمراد بالطروق هنا مابلغ حد الطرق ذكرا كان أوأنثي فحقك فيها أي الخمس أوبناء علي أن الإمام أولي بالمؤمنين من أنفسهم أنت مولي الله ورسوله أي معتقهما لأنه بهما أعتق من النار ويحتمل أن يكون بمعني الوارد علي قبيلة لم يكن منهم أوالناصر و أنت في حد نسبك أي لايضر ذلك في نسبك ومنزلتك .

107-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي اِبرَاهِيمَ ع وَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ نَجرَانَ اليَمَنِ مِنَ الرّهبَانِ وَ مَعَهُ رَاهِبَةٌ فَاستَأذَنَ لَهُمَا الفَضلُ بنُ سَوّارٍ فَقَالَ لَهُ إِذَا كَانَ غَداً فَأتِ بِهِمَا عِندَ بِئرِ أُمّ خَيرٍ قَالَ فَوَافَينَا مِنَ الغَدِ فَوَجَدنَا القَومَ قَد وَافَوا فَأَمَرَ بِخَصَفَةِ بوَاَريِ‌ّ ثُمّ جَلَسَ وَ جَلَسُوا فَبَدَأَتِ الرّاهِبَةُ بِالمَسَائِلِ فَسَأَلَت عَن مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ كُلّ ذَلِكَ يُجِيبُهَا وَ سَأَلَهَا أَبُو اِبرَاهِيمَ ع عَن أَشيَاءَ لَم يَكُن عِندَهَا فِيهِ شَيءٌ ثُمّ أَسلَمَت ثُمّ أَقبَلَ الرّاهِبُ يَسأَلُهُ فَكَانَ يُجِيبُهُ فِي كُلّ مَا يَسأَلُهُ فَقَالَ الرّاهِبُ قَد كُنتُ قَوِيّاً عَلَي ديِنيِ‌ وَ مَا خَلّفتُ أَحَداً مِنَ النّصَارَي فِي الأَرضِ يَبلُغُ مبَلغَيِ‌ فِي العِلمِ وَ لَقَد سَمِعتُ بِرَجُلٍ فِي الهِندِ إِذَا شَاءَ حَجّ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فِي يَومٍ وَ لَيلَةٍ ثُمّ يَرجِعُ إِلَي مَنزِلِهِ بِأَرضِ الهِندِ فَسَأَلتُ عَنهُ بأِيَ‌ّ أَرضٍ هُوَ فَقِيلَ لِي إِنّهُ بِسَندَانَ وَ سَأَلتُ ألّذِي أخَبرَنَيِ‌ فَقَالَ هُوَ عَلِمَ الِاسمَ ألّذِي ظَفِرَ بِهِ آصَفُ صَاحِبُ سُلَيمَانَ لَمّا أَتَي بِعَرشِ سَبَإٍ وَ هُوَ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ لَكُم فِي كِتَابِكُم وَ لَنَا مَعشَرَ الأَديَانِ فِي كُتُبِنَا فَقَالَ لَهُ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع فَكَم لِلّهِ مِنِ اسمٍ لَا يُرَدّ فَقَالَ الرّاهِبُ الأَسمَاءُ كَثِيرَةٌ فَأَمّا المَحتُومُ مِنهَا ألّذِي لَا يُرَدّ سَائِلُهُ فَسَبعَةٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع


صفحه : 93

فأَخَبرِنيِ‌ عَمّا تَحفَظُ مِنهَا فَقَالَ الرّاهِبُ لَا وَ اللّهِ ألّذِي أَنزَلَ التّورَاةَ عَلَي مُوسَي وَ جَعَلَ عِيسَي عِبرَةً لِلعَالَمِينَ وَ فِتنَةً لِشُكرِ أوُليِ‌ الأَلبَابِ وَ جَعَلَ مُحَمّداً بَرَكَةً وَ رَحمَةً وَ جَعَلَ عَلِيّاً ع عِبرَةً وَ بَصِيرَةً وَ جَعَلَ الأَوصِيَاءَ مِن نَسلِهِ وَ نَسلِ مُحَمّدٍص مَا أدَريِ‌ وَ لَو دَرَيتُ مَا احتَجتُ فِيهِ إِلَي كَلَامِكَ وَ لَا جِئتُكَ وَ لَا سَأَلتُكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع عُد إِلَي حَدِيثِ الهنِديِ‌ّ فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ سَمِعتُ بِهَذِهِ الأَسمَاءِ وَ لَا أدَريِ‌ مَا بَطَائِنُهَا وَ لَا شَرَائِحُهَا وَ لَا أدَريِ‌ مَا هيِ‌َ وَ لَا كَيفَ هيِ‌َ وَ لَا بِدُعَائِهَا فَانطَلَقتُ حَتّي قَدِمتُ سَندَانَ الهِندِ فَسَأَلتُ عَنِ الرّجُلِ فَقِيلَ لِي إِنّهُ بَنَي دَيراً فِي جَبَلٍ فَصَارَ لَا يَخرُجُ وَ لَا يُرَي إِلّا فِي كُلّ سَنَةٍ مَرّتَينِ وَ زَعَمَتِ الهِندُ أَنّ اللّهَ تَعَالَي فَجّرَ لَهُ عَيناً فِي دَيرِهِ وَ زَعَمَتِ الهِندُ أَنّهُ يُزرَعُ لَهُ مِن غَيرِ زَرعٍ يُلقِيهِ وَ يُحرَثُ لَهُ مِن غَيرِ حَرثٍ يَعمَلُهُ فَانتَهَيتُ إِلَي بَابِهِ فَأَقَمتُ ثَلَاثاً لَا أَدُقّ البَابَ وَ لَا أُعَالِجُ البَابَ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الرّابِعُ فَتَحَ اللّهُ البَابَ وَ جَاءَت بَقَرَةٌ عَلَيهَا حَطَبٌ تَجُرّ ضَرعَهَا يَكَادُ يَخرُجُ مَا فِي ضَرعِهَا مِنَ اللّبَنِ فَدَفَعَتِ البَابَ فَانفَتَحَ فَتَبِعتُهَا وَ دَخَلتُ فَوَجَدتُ الرّجُلَ قَائِماً يَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ فيَبَكيِ‌ وَ يَنظُرُ إِلَي الأَرضِ فيَبَكيِ‌ وَ يَنظُرُ إِلَي الجِبَالِ فيَبَكيِ‌ فَقُلتُ سُبحَانَ اللّهِ مَا أَقَلّ ضَربَكَ فِي دَهرِنَا هَذَا فَقَالَ لِي وَ اللّهِ مَا أَنَا إِلّا حَسَنَةٌ مِن حَسَنَاتِ رَجُلٍ خَلّفتَهُ وَرَاءَ ظَهرِكَ فَقُلتُ لَهُ أُخبِرتُ أَنّ عِندَكَ اسماً مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي تَبلُغُ بِهِ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ بَيتَ المَقدِسِ وَ تَرجِعُ إِلَي بَيتِكَ فَقَالَ لِي فَهَل تَعرِفُ البَيتَ المُقَدّسَ فَقُلتُ لَا أَعرِفُ إِلّا بَيتَ المَقدِسِ ألّذِي بِالشّامِ فَقَالَ لَيسَ بَيتَ المَقدِسِ وَ لَكِنّهُ البَيتُ المُقَدّسُ وَ هُوَ بَيتُ آلِ مُحَمّدٍ فَقُلتُ لَهُ أَمّا مَا سَمِعتُ بِهِ إِلَي يوَميِ‌ هَذَا فَهُوَ بَيتُ المَقدِسِ فَقَالَ لِي تِلكَ مَحَارِيبُ الأَنبِيَاءِ وَ إِنّمَا كَانَ يُقَالُ لَهَا حَظِيرَةُ المَحَارِيبِ حَتّي جَاءَتِ الفَترَةُ التّيِ‌ كَانَت بَينَ مُحَمّدٍ وَ عِيسَي صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا وَ قَرُبَ البَلَاءُ مِن أَهلِ الشّركِ وَ حَلّتِ النّقِمَاتُ فِي دُورِ الشّيَاطِينِ فَحَوّلُوا وَ بَدّلُوا وَ نَقَلُوا تِلكَ الأَسمَاءَ


صفحه : 94

وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي البَطنُ لآِلِ مُحَمّدٍ وَ الظّهرُ مَثَلٌإِن هيِ‌َ إِلّا أَسماءٌ سَمّيتُمُوها أَنتُم وَ آباؤُكُم ما أَنزَلَ اللّهُ بِها مِن سُلطانٍفَقُلتُ لَهُ إنِيّ‌ قَد ضَرَبتُ إِلَيكَ مِن بَلَدٍ بَعِيدٍ تَعَرّضتُ إِلَيكَ بِحَاراً وَ غُمُوماً وَ هُمُوماً وَ خَوفاً وَ أَصبَحتُ وَ أَمسَيتُ مُؤيَساً أَلّا أَكُونَ ظَفِرتُ بحِاَجتَيِ‌ فَقَالَ لِي مَا أَرَي أُمّكَ حَمَلَت بِكَ إِلّا وَ قَد حَضَرَهَا مَلَكٌ كَرِيمٌ وَ لَا أَعلَمُ أَنّ أَبَاكَ حِينَ أَرَادَ الوُقُوعَ بِأُمّكَ إِلّا وَ قَدِ اغتَسَلَ وَ جَاءَهَا عَلَي طُهرٍ وَ لَا أَزعُمُ إِلّا أَنّهُ كَانَ دَرَسَ السّفرَ الرّابِعَ مِن سَحَرِهِ ذَلِكَ فَخُتِمَ لَهُ بِخَيرٍ ارجِع مِن حَيثُ جِئتَ فَانطَلِق حَتّي تَنزِلَ مَدِينَةَ مُحَمّدٍص التّيِ‌ يُقَالُ لَهَا طَيبَةُ وَ قَد كَانَ اسمُهَا فِي الجَاهِلِيّةِ يَثرِبَ ثُمّ اعمِد إِلَي مَوضِعٍ مِنهَا يُقَالُ لَهُ البَقِيعُ ثُمّ سَل عَن دَارٍ يُقَالُ لَهَا دَارُ مَروَانَ فَانزِلهَا وَ أَقِم ثَلَاثاً ثُمّ سَلِ الشّيخَ الأَسوَدَ ألّذِي يَكُونُ عَلَي بَابِهَا يَعمَلُ البوَاَريِ‌ّ وَ هيِ‌َ فِي بِلَادِهِم اسمُهَا الخَصَفُ فَتَلَطّف بِالشّيخِ وَ قُل لَهُ بعَثَنَيِ‌ إِلَيكَ نَزِيلُكَ ألّذِي كَانَ يَنزِلُ فِي الزّاوِيَةِ فِي البَيتِ ألّذِي فِيهِ الخُشَيبَاتُ الأَربَعُ ثُمّ سَلهُ عَن فُلَانِ بنِ فُلَانٍ الفلُاَنيِ‌ّ وَ سَلهُ أَينَ نَادِيهِ وَ سَلهُ أَيّ سَاعَةٍ يَمُرّ فِيهَا فَلَيُرِيكَاهُ أَو يَصِفُهُ لَكَ فَتَعرِفُهُ بِالصّفَةِ وَ سَأَصِفُهُ لَكَ قُلتُ فَإِذَا لَقِيتُهُ فَأَصنَعُ مَا ذَا فَقَالَ سَلهُ عَمّا كَانَ وَ عَمّا هُوَ كَائِنٌ وَ سَلهُ عَن مَعَالِمِ دِينِ مَن مَضَي وَ مَن بقَيِ‌َ فَقَالَ لَهُ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع قَد نَصَحَكَ صَاحِبُكَ ألّذِي لَقِيتَ فَقَالَ الرّاهِبُ مَا اسمُهُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ هُوَ مُتَمّمُ بنُ فَيرُوزَ وَ هُوَ مِن أَبنَاءِ الفُرسِ وَ هُوَ مِمّن آمَنَ بِاللّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ عَبَدَهُ بِالإِخلَاصِ وَ الإِيقَانِ وَ فَرّ مِن قَومِهِ لَمّا خَالَفَهُم فَوَهَبَ لَهُ رَبّهُ حُكماً وَ هَدَاهُ لِسَبِيلِ الرّشَادِ وَ جَعَلَهُ مِنَ المُتّقِينَ وَ عَرّفَ بَينَهُ وَ بَينَ عِبَادِهِ المُخلَصِينَ وَ مَا مِن سَنَةٍ إِلّا وَ هُوَ يَزُورُ فِيهَا مَكّةَ حَاجّاً وَ يَعتَمِرُ فِي رَأسِ كُلّ شَهرٍ مَرّةً وَ يجَيِ‌ءُ مِن مَوضِعِهِ مِنَ الهِندِ إِلَي مَكّةَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ عَوناً وَ كَذَلِكَ نجَزيِ‌ الشّاكِرِينَ


صفحه : 95

ثُمّ سَأَلَهُ الرّاهِبُ عَن مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ كُلّ ذَلِكَ يُجِيبُهُ فِيهَا وَ سَأَلَ الرّاهِبَ عَن أَشيَاءَ لَم يَكُن عِندَ الرّاهِبِ فِيهَا شَيءٌ فَأَخبَرَهُ بِهَا ثُمّ إِنّ الرّاهِبَ قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن ثَمَانِيَةِ أَحرُفٍ نَزَلَت فَتَبَيّنَ فِي الأَرضِ مِنهَا أَربَعَةٌ وَ بقَيِ‌َ فِي الهَوَاءِ مِنهَا أَربَعَةٌ عَلَي مَن نَزَلَت تِلكَ الأَربَعَةُ التّيِ‌ فِي الهَوَاءِ وَ مَن يُفَسّرُهَا قَالَ ذَلِكَ قَائِمُنَا فَيُنَزّلُهُ اللّهُ عَلَيهِ فَيُفَسّرُهُ وَ ينزله [يُنَزّلُ] عَلَيهِ مَا لَم يُنَزّل عَلَي الصّدّيقِينَ وَ الرّسُلِ وَ المُهتَدِينَ ثُمّ قَالَ الرّاهِبُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ الِاثنَينِ مِن تِلكَ الأَربَعَةِ الأَحرُفِ التّيِ‌ فِي الأَرضِ مَا هيِ‌َ قَالَ أُخبِرُكَ بِالأَربَعَةِ كُلّهَا أَمّا أَوّلُهُنّ فَلَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ بَاقِياً وَ الثّانِيَةُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهُ مُخلِصاً وَ الثّالِثَةُ نَحنُ أَهلُ البَيتِ وَ الرّابِعَةُ شِيعَتُنَا مِنّا وَ نَحنُ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِ مِنَ اللّهِ بِسَبَبٍ فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ مَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ حَقّ وَ أَنّكُم صَفوَةُ اللّهِ مِن خَلقِهِ وَ أَنّ شِيعَتَكُمُ المُطَهّرُونَ المُستَبدَلُونَ وَ لَهُم عَاقِبَةُ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَدَعَا أَبُو اِبرَاهِيمَ ع بِجُبّةِ خَزّ وَ قَمِيصٍ قوُهيِ‌ّ وَ طَيلَسَانٍ وَ خُفّ وَ قَلَنسُوَةٍ فَأَعطَاهَا إِيّاهُ وَ صَلّي الظّهرَ وَ قَالَ لَهُ اختَتِن فَقَالَ قَدِ اختَتَنتُ فِي ساَبعِيِ‌

توضيح في القاموس الخصفة الجلة تعمل من الخوص للتمر والثوب الغليظ جدا انتهي و كان الإضافة إلي البواري‌ لبيان أن المراد بها مايعمل من الخوص للفرش مكان البارية لا مايعمل للتمر و كان هذا هوالمراد بالبواري‌ فيما سيأتي‌ وسندان الآن غيرمعروف لايرد أي سائله كماسيأتي‌ أوالمسئول به عبرة بالكسر وهي‌ مايعتبر به أي ليستدلوا به علي كمال قدرة الله حيث خلقه من غيرأب وفتنة أي امتحانا ليشكروه علي نعمة إيجاد عيسي لهم كذلك فيثابوا ويمكن أن يقرأ العبرة بالفتح الاسم من التعبير عما في الضمير كمايقال لعيسي كلمة الله وللأئمة


صفحه : 96

ع كلمات الله فإنهم يعبرون عن الله . قوله ماأدري‌ جواب القسم والبطائن كأنه جمع البطانة بالكسر أي سرائرها وشرائحها أي مايشرحها ويبينها وكأنه كناية عن ظواهرها و في بعض النسخ شرائعها أي طرق تعلمها أوظواهرها و لابدعائها الدراية تتعدي بنفسها وبالباء يقال دريته ودريت به ماأقل ضربك أي مثلك رجل خلفته أي موسي ع . قوله ليس بيت المقدس اسم ليس ضمير مستتر للذي‌ بالشام وضمير لكنه لبيت المقدس والحاصل أنه ليس ألذي بالشام اسمه بيت المقدس ولكن المسمي ببيت المقدس هوالبيت المقدس المطهر و هوبيت آل محمدالذين أنزل الله فيهم آية التطهير فهو بيت المقدس ضمير هوللذي‌ بالشام والجملة جواب أما وخبر ما والحاصل أي ماسمعت إلي الآن غير ألذي بالشام مسمي ببيت المقدس وتأنيث تلك باعتبار الخبر أوبتأويل البقعة ونحوها والحظيرة في الأصل هي‌ التي‌ تعمل للإبل من شجر ثم استعمل في كل مايحيط بالشي‌ء خشبا أوقصبا أوغيرهما وقرب البلاء أي الابتلاء والافتنان والخذلان و هوالمراد بحلول النقمات في دور شياطين الإنس أوالأعم منهم و من الجن بسلب مايوجب هدايتهم عنهم و هوقول الله كان الضمير لمصدر نقلوا و قوله البطن إلي قوله مثل معترضة. و قوله إن هي‌ إلخ بيان لقول الله وحاصل الكلام أن آيات الشرك ظاهرها في الأصنام الظاهرة وباطنها في خلفاء الجور الذين أشركوا مع أئمة الحق ونصبوا مكانهم فقوله سبحانه أَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخريأريد في بطنها باللات الأول وبالعزي الثاني‌ وبالمنوة الثالث حيث سموهم بأمير المؤمنين وبخليفة رسول الله ص وبالصديق والفاروق وذي‌ النورين وأمثال ذلك . وتوضيحه أن الله تعالي لم ينزل القرآن لأهل عصر الرسول ص والحاضرين في وقت الخطاب فقط بل يشمل سائر الخلق إلي انقضاء الدهر فإذا


صفحه : 97

نزلت آية في قصة أوواقعة فهي‌ جارية في أمثالها وأشباهها

فما ورد في عبادة الأصنام والطواغيت في زمان كان الغالب فيه عبادة الأصنام لعدولهم عن الأدلة العقلية والنقلية الدالة علي بطلانها و علي وجوب طاعة النبي الناهي‌ عن عبادتها فهو يجري‌ في أقوام تركوا طاعة أئمة الحق واتبعوا أئمة الجور لعدولهم عن الأدلة العقلية والنقلية واتباعهم الأهواء وعدولهم عن النصوص الجلية فهم لكثرتهم وامتداد أزمنتهم كأنهم الأصل و كان ظواهر الآيات مثل فيهم فظواهر الآيات أكثرها أمثال وبواطنها هي‌ المقصودة بالإنزال كما قال سبحانه وَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَ. و علي ماحققنا لايلزم جريان سائر الآيات الواقعة في ذلك السياق في هذاالبطن كقوله سبحانه أَ لَكُمُ الذّكَرُ وَ لَهُ الأُنثي و إن أمكن أن يكون في بطن الآية إطلاق الأنثي عليهم للأنوثية السارية في أكثرهم لاسيما الثاني‌ كمامر في تأويل قوله تعالي إِن يَدعُونَ مِن دُونِهِ إِلّا إِناثاً إن كل من تسمي بأمير المؤمنين ورضي‌ بهذا اللقب غيره ع فهو مبتلي بالعلة الملعونة أولضعف الإناث بالنسبة إلي الذكور علي سبيل الاستعارة فإن فرارهم في أكثر الحروب وعجزهم عن أكثر أمور الخلافة وشرائطها يلحقهم بالإناث كما قال عمر كل الناس أفقه من عمر حتي المخدرات في الحجال . ثم اعلم أنه قرأ بعضهم مثل بضمتين أي أصنام و هوبعيد وقرأ بعضهم مثل بالكسر و قال المراد أن الظهر والبطن جميعا لآل محمد في جميع القرآن مثل هذه الآية و هوأيضا بعيد تعرضت إليك أي متوجها إليك مؤيسا ألا أكون الظاهر أنه بالفتح مركبا من أن و لا و لازائدة كما في قوله تعالي ما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ.


صفحه : 98

أويضمن مؤيسا معني الخوف أي خائفا أن لاأكون وقيل إلابالكسر من قبيل سألتك إلافعلت كذا أي كنت في جميع الأحوال مؤيسا إلاوقت الظفر بحاجتي‌ والأول أظهر. و لاأعلم أن أباك لعل كلمة أن زيدت من النساخ و إن أمكن توجيهه و كان التخصيص بالسفر الرابع لكونه أفضل أسفار التوراة أولاشتماله علي أحوال خاتم النبيين وأوصيائه صلوات الله عليهم وأقم ثلاثا كأنه أمره بذلك لئلا يعلم الناس بالتعجيل مطلبه و في القاموس النزيل الضيف . عن فلان بن فلان الفلاني‌ عن موسي بن جعفرالعلوي‌ مثلا والنادي‌ المجلس و أي ساعة يمر أي يتوجه إلي النادي‌ وضمير فيهاللساعة فليريكاه بفتح اللام والألف للإشباع . وسأصفه الظاهر أنه وصف الإمام ع بحليته له و لم يذكر في الخبر و من بقي‌ أي أمة خاتم الأنبياء فإن دينه باق إلي يوم القيامة ويجي‌ء من موضعه أي بطي‌ الأرض بإعجازه ع .فتبين في الأرض أي ظهرت وعمل بمضمونها وكأن البقاء في الهواء كناية عن عدم تبينها في الأرض وعدم العمل بمضمونها لأنها متعلقة بأحوال من يأتي‌ في آخر الزمان أوأنها نزلت من اللوح إلي بيت المعمور أو إلي السماء الدنيا أو إلي بعض الصحف لكن لم تنزل بعد إلي الأرض وتنزل عليه ع ويؤيده قوله وينزل عليه باقيا كأنه حال عن يقول المقدر في قوله فلاإله إلا الله أي فقولي‌ لاإله إلا الله حال كون ذلك القول باقيا أبد الدهر وكذا قوله مخلصا أوإلها باقيا وأرسل حال كونه مخلصا بفتح اللام أوكسرها نحن أهل البيت بالرفع علي الخبرية أي نحن المعنيون بآية التطهير أوبالبدلية أوبالنصب علي الاختصاص فالمعني أن الكلمة الثانية نحن فإنهم كلمات الله الحسني كمامر. و قوله بسبب متعلق بالجمل الثلاث أي شيعتنا متعلقون منا بسبب وهكذا


صفحه : 99

والسبب في الأصل هوالحبل ثم استعير لكل مايتوصل به إلي الشي‌ء قال تعالي وَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ أي الوصل والمودات والمراد هنا الدين أوالولاية والمحبة والروابط المعنوية والمستذلون بفتح المعجمة أي الذين صيرهم الناس أذلاء و في بعض النسخ المستبدلون إشارة إلي قوله تعالي يستبدل قوما غيركم ولهم عاقبة الله أي تمكينهم في الأرض في آخر الزمان كما قال تعالي وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ. و في القاموس القوهي‌ ثياب بيض وقوهستان بالضم كورة بين نيسابور وهراة وموضع وبلد بكرمان و منه ثوب قوهي‌ لماينسج بها أو كل ثوب أشبهه يقال له قوهي‌ في سابعي‌ أي سابع ولادتي‌ بأن كان أبوه مؤمنا أوسبعة أيام قبل ذلك .

وَ رَوَي البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ قَالَأمَرَنَيِ‌ سيَدّيِ‌ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَوماً أَن أُقَدّمَ نَاقَتَهُ إِلَي بَابِ الدّارِ فَجِئتُ بِهَا فَخَرَجَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع مُسرِعاً وَ هُوَ ابنُ سِتّ سِنِينَ فَاستَوَي عَلَي ظَهرِ النّاقَةِ وَ أَثَارَهَا وَ غَابَ عَن بصَرَيِ‌ قَالَ فَقُلتُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وَ مَا أَقُولُ لمِوَلاَي‌َ إِذَا خَرَجَ يُرِيدُ النّاقَةَ قَالَ فَلَمّا مَضَي مِنَ النّهَارِ سَاعَةٌ إِذَا النّاقَةُ قَدِ انقَضّت كَأَنّهَا شِهَابٌ وَ هيِ‌َ تَرفَضّ عَرَقاً فَنَزَلَ عَنهَا وَ دَخَلَ الدّارَ فَخَرَجَ الخَادِمُ وَ قَالَ أَعِدِ النّاقَةَ مَكَانَهَا وَ أَجِب مَولَاكَ قَالَ فَفَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ‌ فَدَخَلتُ عَلَيهِ فَقَالَ يَا صَفوَانُ إِنّمَا أَمَرتُكَ بِإِحضَارِ النّاقَةِ لِيَركَبَهَا مَولَاكَ أَبُو الحَسَنِ فَقُلتَ فِي نَفسِكَ كَذَا وَ كَذَا فَهَل


صفحه : 100

عَلِمتَ يَا صَفوَانُ أَينَ بَلَغَ عَلَيهَا فِي هَذِهِ السّاعَةِ إِنّهُ بَلَغَ مَا بَلَغَهُ ذُو القَرنَينِ وَ جَاوَزَهُ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً وَ أَبلَغَ كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ سلَاَميِ‌

.أقول سيأتي‌ الأخبار المتعلقة بهذا الباب في سائر الأبواب الآتية و باب النص علي الرضا ع

باب 5-عبادته وسيره ومكارم أخلاقه ووفور علمه صلوات عليه عليه

1- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع فِي بَيتِهِ ألّذِي كَانَ يصُلَيّ‌ فِيهِ فَإِذَا لَيسَ فِي البَيتِ شَيءٌ إِلّا خَصَفَةٌ وَ سَيفٌ مُعَلّقٌ وَ مُصحَفٌ

2- ب ،[قرب الإسناد] عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ قَالَ خَرَجنَا مَعَ أخَيِ‌ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فِي أَربَعِ عُمَرٍ يمَشيِ‌ فِيهَا إِلَي مَكّةَ بِعِيَالِهِ وَ أَهلِهِ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ مَشَي فِيهَا سِتّةً وَ عِشرِينَ يَوماً وَ أُخرَي خَمسَةً وَ عِشرِينَ يَوماً وَ أُخرَي أَربَعَةً وَ عِشرِينَ يَوماً وَ أُخرَي أَحَداً وَ عِشرِينَ يَوماً

3-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ ثَلَاثُونَ مَملُوكاً مِنَ الحَبَشِ


صفحه : 101

وَ قَدِ اشتَرَوهُم لَهُ فَكَلّمَ غُلَاماً مِنهُم وَ كَانَ مِنَ الحَبَشِ جَمِيلٌ[جَمِيلًا]فَكَلّمَهُ بِكَلَامٍ سَاعَةً حَتّي أَتَي عَلَي جَمِيعِ مَا يُرِيدُ وَ أَعطَاهُ دِرهَماً فَقَالَ أَعطِ أَصحَابَكَ هَؤُلَاءِ كُلّ غُلَامٍ مِنهُم كُلّ هِلَالٍ ثَلَاثِينَ دِرهَماً ثُمّ خَرَجُوا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَقَد رَأَيتُكَ تَكَلّمُ هَذَا الغُلَامَ بِالحَبَشِيّةِ فَمَا ذَا أَمَرتَهُ قَالَ أَمَرتُهُ أَن يسَتوَصيِ‌َ بِأَصحَابِهِ خَيراً وَ يُعطِيَهُم فِي كُلّ هِلَالٍ ثَلَاثِينَ دِرهَماً وَ ذَلِكَ أنَيّ‌ لَمّا نَظَرتُ إِلَيهِ عَلِمتُ أَنّهُ غُلَامٌ عَاقِلٌ مِن أَبنَاءِ مَلِكِهِم فَأَوصَيتُهُ بِجَمِيعِ مَا أَحتَاجُ إِلَيهِ فَقَبِلَ وصَيِتّيِ‌ وَ مَعَ هَذَا غُلَامُ صِدقٍ ثُمّ قَالَ لَعَلّكَ عَجِبتَ مِن كلَاَميِ‌ إِيّاهُ بِالحَبَشِيّةِ لَا تَعجَب فَمَا خفَيِ‌َ عَلَيكَ مِن أَمرِ الإِمَامِ أَعجَبُ وَ أَكثَرُ وَ مَا هَذَا مِنَ الإِمَامِ فِي عِلمِهِ إِلّا كَطَيرٍ أَخَذَ بِمِنقَارِهِ مِنَ البَحرِ قَطرَةً مِن مَاءٍ أَ فَتَرَي ألّذِي أَخَذَ بِمِنقَارِهِ نَقَصَ مِنَ البَحرِ شَيئاً قَالَ فَإِنّ الإِمَامَ بِمَنزِلَةِ البَحرِ لَا يَنفَدُ مَا عِندَهُ وَ عَجَائِبُهُ أَكثَرُ مِن ذَلِكَ وَ الطّيرُ حِينَ أَخَذَ مِنَ البَحرِ قَطرَةً بِمِنقَارِهِ لَم يَنقُص مِنَ البَحرِ شَيئاً كَذَلِكَ العَالِمُ لَا ينقصه [يَنقُصُ]عِلمُهُ شَيئاً وَ لَا تَنفَدُ عَجَائِبُهُ

4- يج ،[الخرائج والجرائح ] ابنُ أَبِي حَمزَةَ مِثلَهُ

5-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] كَانَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع أَعبَدَ أَهلِ زَمَانِهِ وَ أَفقَهَهُم وَ أَسخَاهُم كَفّاً وَ أَكرَمَهُم نَفساً وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ يصُلَيّ‌ نَوَافِلَ اللّيلِ وَ يَصِلُهَا بِصَلَاةِ الصّبحِ ثُمّ يُعَقّبُ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ وَ يَخِرّ لِلّهِ سَاجِداً فَلَا يَرفَعُ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ وَ التّحمِيدِ حَتّي يَقرُبَ زَوَالُ الشّمسِ وَ كَانَ يَدعُو كَثِيراً فَيَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ وَ العَفوَ عِندَ الحِسَابِ وَ يُكَرّرُ ذَلِكَ وَ كَانَ مِن دُعَائِهِ ع عَظُمَ الذّنبُ مِن عَبدِكَ فَليَحسُنِ العَفوُ مِن عِندِكَ وَ كَانَ يبَكيِ‌ مِن خَشيَةِ اللّهِ حَتّي تَخضَلّ لِحيَتُهُ بِالدّمُوعِ وَ كَانَ أَوصَلَ النّاسِ لِأَهلِهِ وَ رَحِمِهِ وَ كَانَ يَفتَقِدُ فُقَرَاءَ المَدِينَةِ


صفحه : 102

فِي اللّيلِ فَيَحمِلُ إِلَيهِمُ الزّبِيلَ فِيهِ العَينُ وَ الوَرِقُ وَ الأَدِقّةُ وَ التّمُورُ فَيُوصِلُ إِلَيهِم ذَلِكَ وَ لَا يَعلَمُونَ مِن أَيّ جِهَةٍ هُوَ

6- شا،[الإرشاد] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ البكَريِ‌ّ قَالَ قَدِمتُ المَدِينَةَ أَطلُبُ بِهَا دَيناً فأَعَياَنيِ‌ فَقُلتُ لَو ذَهَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَشَكَوتُ إِلَيهِ فَأَتَيتُهُ بِنَقَمَي فِي ضَيعَتِهِ فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ وَ مَعَهُ غُلَامٌ وَ مَعَهُ مِنسَفٌ فِيهِ قَدِيدٌ مُجَزّعٌ لَيسَ مَعَهُ غَيرُهُ فَأَكَلَ فَأَكَلتُ مَعَهُ ثُمّ سأَلَنَيِ‌ عَن حاَجتَيِ‌ فَذَكَرتُ لَهُ قصِتّيِ‌ فَدَخَلَ وَ لَم يَقُم إِلّا يَسِيراً حَتّي خَرَجَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لِغُلَامِهِ اذهَب ثُمّ مَدّ يَدَهُ إلِيَ‌ّ فنَاَولَنَيِ‌ صُرّةً فِيهَا ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ ثُمّ قَامَ فَوَلّي فَقُمتُ فَرَكِبتُ داَبتّيِ‌ وَ انصَرَفتُ

بيان المنسف كمنبر ماينفض به الحب شيءطويل متصوب الصدر أعلاه مرتفع والمجزع المقطع

7-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ عَن جَدّهِ عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِهِ وَ مَشَايِخِهِ أَنّ رَجُلًا مِن وُلدِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ كَانَ بِالمَدِينَةِ يؤُذيِ‌ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع وَ يَسُبّهُ إِذَا رَآهُ وَ يَشتِمُ عَلِيّاً فَقَالَ لَهُ بَعضُ حَاشِيَتِهِ يَوماً دَعنَا نَقتُل هَذَا الفَاجِرَ فَنَهَاهُم عَن ذَلِكَ أَشَدّ النهّي‌ِ وَ زَجَرَهُم وَ سَأَلَ عَنِ العمُرَيِ‌ّ فَذَكَرَ أَنّهُ يَزرَعُ بِنَاحِيَةٍ مِن نوَاَحيِ‌ المَدِينَةِ فَرَكِبَ إِلَيهِ فَوَجَدَهُ فِي مَزرَعَةٍ لَهُ فَدَخَلَ المَزرَعَةَ بِحِمَارِهِ فَصَاحَ بِهِ العمُرَيِ‌ّ لَا تُوَطّئ زَرعَنَا فَتَوَطّأَهُ ع بِالحِمَارِ حَتّي وَصَلَ إِلَيهِ وَ نَزَلَ وَ جَلَسَ عِندَهُ وَ بَاسَطَهُ وَ ضَاحَكَهُ وَ قَالَ لَهُ كَم غَرِمتُ عَلَي زَرعِكَ هَذَا قَالَ مِائَةَ دِينَارٍ قَالَ فَكَم تَرجُو أَن تُصِيبَ قَالَ لَستُ أَعلَمُ الغَيبَ قَالَ لَهُ إِنّمَا قُلتُ كَم تَرجُو أَن يَجِيئَكَ فِيهِ قَالَ أَرجُو أَن يجَيِ‌ءَ مِائَتَا دِينَارٍ


صفحه : 103

قَالَ فَأَخرَجَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع صُرّةً فِيهَا ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ وَ قَالَ هَذَا زَرعُكَ عَلَي حَالِهِ وَ اللّهُ يَرزُقُكَ فِيهِ مَا تَرجُو قَالَ فَقَامَ العمُرَيِ‌ّ فَقَبّلَ رَأسَهُ وَ سَأَلَهُ أَن يَصفَحَ عَن فَارِطِهِ فَتَبَسّمَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ وَ انصَرَفَ قَالَ وَ رَاحَ إِلَي المَسجِدِ فَوَجَدَ العمُرَيِ‌ّ جَالِساً فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ قَالَ اللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسَالَاتِهِ قَالَ فَوَثَبَ أَصحَابُهُ إِلَيهِ فَقَالُوا لَهُ مَا قَضِيّتُكَ قَد كُنتَ تَقُولُ غَيرَ هَذَا قَالَ فَقَالَ لَهُم قَد سَمِعتُم مَا قُلتُ الآنَ وَ جَعَلَ يَدعُو لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع فَخَاصَمُوهُ وَ خَاصَمَهُم فَلَمّا رَجَعَ أَبُو الحَسَنِ إِلَي دَارِهِ قَالَ لِجُلَسَائِهِ الّذِينَ سَأَلُوهُ فِي قَتلِ العمُرَيِ‌ّ أَيّمَا كَانَ خَيراً مَا أَرَدتُم أَم مَا أَرَدتُ إنِنّيِ‌ أَصلَحتُ أَمرَهُ بِالمِقدَارِ ألّذِي عَرَفتُم وَ كُفِيتُ بِهِ شَرّهُ وَ ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ العِلمِ أَنّ أَبَا الحَسَنِ ع كَانَ يَصِلُ باِلماِئتَيَ‌ دِينَارٍ إِلَي الثّلَاثِمِائَةِ وَ كَانَ صرار[صُرَرُ] مُوسَي مَثَلًا وَ ذَكَرَ ابنُ عُمَارَةَ وَ غَيرُهُ مِنَ الرّوَاةِ أَنّهُ لَمّا خَرَجَ الرّشِيدُ إِلَي الحَجّ وَ قَرُبَ مِنَ المَدِينَةِ استَقبَلَهُ الوُجُوهُ مِن أَهلِهَا يَقدُمُهُم مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع عَلَي بَغلَةٍ فَقَالَ لَهُ الرّبِيعُ مَا هَذِهِ الدّابّةُ التّيِ‌ تَلَقّيتَ عَلَيهَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ أَنتَ إِن تَطلُب عَلَيهَا لَم تَلحَق وَ إِن طُلِبتَ عَلَيهَا لَم تَفُت فَقَالَ إِنّهَا تَطَأطَأَت عَن خُيَلَاءِ الخَيلِ وَ ارتَفَعَت عَن ذِلّةِ العَيرِ وَ خَيرُ الأُمُورِ أَوسَاطُهَا قَالُوا وَ لَمّا دَخَلَ هَارُونُ الرّشِيدُ المَدِينَةَ تَوَجّهَ لِزِيَارَةِ النّبِيّص وَ مَعَهُ النّاسُ فَتَقَدّمَ الرّشِيدُ إِلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ عَمّ مُفتَخِراً بِذَلِكَ عَلَي غَيرِهِ فَتَقَدّمَ أَبُو الحَسَنِ ع فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَتَاه فَتَغَيّرَ وَجهُ الرّشِيدِ وَ تَبَيّنَ الغَيظُ فِيهِ وَ قَد رَوَي النّاسُ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فَأَكثَرُوا وَ كَانَ أَفقَهَ أَهلِ زَمَانِهِ حَسَبَ مَا قَدّمنَاهُ وَ أَحفَظَهُم لِكِتَابِ اللّهِ وَ أَحسَنَهُم صَوتاً بِالقُرآنِ وَ كَانَ إِذَا قَرَأَهُ يَحزَنُ


صفحه : 104

وَ يبَكيِ‌ السّامِعُونَ بِتِلَاوَتِهِ وَ كَانَ النّاسُ بِالمَدِينَةِ يُسَمّونَهُ زَينَ المُجتَهِدِينَ وَ سمُيّ‌َ بِالكَاظِمِ لِمَا كَظَمَهُ مِنَ الغَيظِ وَ صَبَرَ عَلَيهِ مِن فِعلِ الظّالِمِينَ حَتّي مَضَي قَتِيلًا فِي حَبسِهِم وَ وَثَاقِهِمص

أَقُولُ رَوَي أَبُو الفَرَجِ فِي مُقَاتِلِ الطّالِبِينَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ قَالَ كَانَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع إِذَا بَلَغَهُ عَنِ الرّجُلِ مَا يَكرَهُ بَعَثَ إِلَيهِ بِصُرّةِ دَنَانِيرَ وَ كَانَت صراره [صُرَرُهُ] مَا بَينَ الثّلَاثِمِائَةِ إِلَي المائتين [الماِئتَيَ‌]دِينَارٍ فَكَانَت صرار[صُرَرُ] مُوسَي مَثَلًا

أَقُولُ ثُمّ رَوَي عَن أَحمَدَ عَن يَحيَي قِصّةَ العمُرَيِ‌ّ نَحواً مِمّا مَرّ وَ رَوَي بِإِسنَادٍ آخَرَ مَا أَجَابَ بِهِ الرّشِيدُ كَمَا مَرّ فِي رِوَايَةِ المُفِيدِ

8-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]هِشَامُ بنُ الحَكَمِ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ لِأَبرَهَةَ النصّراَنيِ‌ّ كَيفَ عِلمُكَ بِكِتَابِكَ قَالَ أَنَا عَالِمٌ بِهِ وَ بِتَأوِيلِهِ قَالَ فَابتَدَأَ مُوسَي ع يَقرَأُ الإِنجِيلَ فَقَالَ أَبرَهَةُ وَ المَسِيحُ لَقَد كَانَ يَقرَأُهَا هَكَذَا وَ مَا قَرَأَ هَكَذَا إِلّا المَسِيحُ وَ أَنَا كُنتُ أَطلُبُهُ مُنذُ خَمسِينَ سَنَةً فَأَسلَمَ عَلَي يَدَيهِ حَجّ المهَديِ‌ّ فَلَمّا صَارَ فِي فُتُقِ العبَاّديِ‌ّ ضَجّ النّاسُ مِنَ العَطَشِ فَأَمَرَ أَن تُحفَرَ بِئرٌ فَلَمّا بَلَغُوا قَرِيباً مِنَ القَرَارِ هَبّت عَلَيهِم رِيحٌ مِنَ البِئرِ فَوَقَعَتِ الدّلَاءُ


صفحه : 105

وَ مَنَعَت مِنَ العَمَلِ فَخَرَجَتِ الفَعَلَةُ خَوفاً عَلَي أَنفُسِهِم فَأَعطَي عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ لِرَجُلَينِ عَطَاءً كَثِيراً لِيَحفِرَا فَنَزَلَا فَأَبطَآ ثُمّ خَرَجَا مَرعُوبَينِ قَد ذَهَبَت أَلوَانُهُمَا فَسَأَلَهُمَا عَنِ الخَبَرِ فَقَالَا إِنّا رَأَينَا آثَاراً وَ أَثَاثاً وَ رَأَينَا رِجَالًا وَ نِسَاءً فَكُلّمَا أَومَأنَا إِلَي شَيءٍ مِنهُم صَارَ هَبَاءً فَصَارَ المهَديِ‌ّ يَسأَلُ عَن ذَلِكَ وَ لَا يَعلَمُونَ فَقَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع هَؤُلَاءِ أَصحَابُ الأَحقَافِ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم فَسَاخَت بِهِم دِيَارُهُم وَ أَموَالُهُم دَخَلَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع بَعضَ قُرَي الشّامِ مُتَنَكّراً هَارِباً فَوَقَعَ فِي غَارٍ وَ فِيهِ رَاهِبٌ يَعِظُ فِي كُلّ سَنَةٍ يَوماً فَلَمّا رَآهُ الرّاهِبُ دَخَلَهُ مِنهُ هَيبَةٌ فَقَالَ يَا هَذَا أَنتَ غَرِيبٌ قَالَ نَعَم قَالَ مِنّا أَو عَلَينَا قَالَ لَستُ مِنكُم قَالَ أَنتَ مِنَ الأُمّةِ المَرحُومَةِ قَالَ نَعَم قَالَ أَ فَمِن عُلَمَائِهِم أَنتَ أَم مِن جُهّالِهِم قَالَ لَستُ مِن جُهّالِهِم فَقَالَ كَيفَ طُوبَي أَصلُهَا فِي دَارِ عِيسَي وَ عِندَكُم فِي دَارِ مُحَمّدٍ وَ أَغصَانُهَا فِي كُلّ دَارٍ فَقَالَ ع الشّمسُ قَد وَصَلَ ضَوؤُهَا إِلَي كُلّ مَكَانٍ وَ كُلّ مَوضِعٍ وَ هيِ‌َ فِي السّمَاءِ قَالَ وَ فِي الجَنّةِ لَا يَنفَدُ طَعَامُهَا وَ إِن أَكَلُوا مِنهُ وَ لَا يَنقُصُ مِنهُ شَيءٌ قَالَ السّرَاجُ فِي الدّنيَا يُقتَبَسُ مِنهُ وَ لَا يَنقُصُ مِنهُ شَيءٌ قَالَ وَ فِي الجَنّةِ ظِلّ مَمدُودٌ فَقَالَ الوَقتُ ألّذِي قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ كُلّهَا ظِلّ مَمدُودٌ قَولُهُأَ لَم تَرَ إِلي رَبّكَ كَيفَ مَدّ الظّلّ قَالَ مَا يُؤكَلُ وَ يُشرَبُ فِي الجَنّةِ لَا يَكُونُ بَولًا وَ لَا غَائِطاً قَالَ الجَنِينُ فِي بَطنِ أُمّهِ قَالَ أَهلُ الجَنّةِ لَهُم خَدَمٌ يَأتُونَهُم بِمَا أَرَادُوا بِلَا أَمرٍ فَقَالَ إِذَا احتَاجَ الإِنسَانُ إِلَي شَيءٍ عَرَفَت أَعضَاؤُهُ ذَلِكَ وَ يَفعَلُونَ بِمُرَادِهِ مِن غَيرِ أَمرٍ قَالَ مَفَاتِيحُ الجَنّةِ مِن ذَهَبٍ أَو فِضّةٍ قَالَ مِفتَاحُ الجَنّةِ لِسَانُ العَبدِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ صَدَقتَ وَ أَسلَمَ وَ الجَمَاعَةَ مَعَهُ


صفحه : 106

وَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَأَيتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ وَ هُوَ صَغِيرُ السّنّ فِي دِهلِيزِ أَبِيهِ فَقُلتُ أَينَ يُحدِثُ الغَرِيبُ مِنكُم إِذَا أَرَادَ ذَلِكَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ ثُمّ قَالَ يَتَوَارَي خَلفَ الجِدَارِ وَ يَتَوَقّي أَعيُنَ الجَارِ وَ يَتَجَنّبُ شُطُوطَ الأَنهَارِ وَ مَسَاقِطَ الثّمَارِ وَ أَفنِيَةَ الدّورِ وَ الطّرُقَ النّافِذَةَ وَ المَسَاجِدَ وَ لَا يَستَقبِلُ القِبلَةَ وَ لَا يَستَدبِرُهَا وَ يَرفَعُ وَ يَضَعُ بَعدَ ذَلِكَ حَيثُ شَاءَ قَالَ فَلَمّا سَمِعتُ هَذَا القَولَ مِنهُ نَبُلَ فِي عيَنيِ‌ وَ عَظُمَ فِي قلَبيِ‌ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مِمّنِ المَعصِيَةُ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ ثُمّ قَالَ اجلِس حَتّي أُخبِرَكَ فَجَلَستُ فَقَالَ إِنّ المَعصِيَةَ لَا بُدّ أَن تَكُونَ مِنَ العَبدِ أَو مِن رَبّهِ أَو مِنهُمَا جَمِيعاً فَإِن كَانَت مِنَ اللّهِ تَعَالَي فَهُوَ أَعدَلُ وَ أَنصَفُ مِن أَن يَظلِمَ عَبدَهُ وَ يَأخُذَهُ بِمَا لَم يَفعَلهُ وَ إِن كَانَت مِنهُمَا فَهُوَ شَرِيكُهُ وَ القوَيِ‌ّ أَولَي بِإِنصَافِ عَبدِهِ الضّعِيفِ وَ إِن كَانَت مِنَ العَبدِ وَحدَهُ فَعَلَيهِ وَقَعَ الأَمرُ وَ إِلَيهِ تَوَجّهَ النهّي‌ُ وَ لَهُ حَقّ الثّوَابُ وَ العِقَابُ وَ وَجَبَتِ الجَنّةُ وَ النّارُ فَقُلتُذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍالآيَةَ

وَ رَوَي عَنهُ الخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغدَادَ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الرّسَالَةِ القَوَامِيّةِ وَ أَبُو صَالِحٍ أَحمَدُ المُؤَذّنُ فِي الأَربَعِينَ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي الكَشفِ وَ البَيَانِ وَ كَانَ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ مَعَ انحِرَافِهِ عَن أَهلِ البَيتِ ع لَمّا رَوَي عَنهُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ وَ هَكَذَا إِلَي


صفحه : 107

النّبِيّص ثُمّ قَالَ أَحمَدُ وَ هَذَا إِسنَادٌ لَو قرُ‌ِئَ عَلَي المَجنُونِ أَفَاقَ وَ لَقِيَهُ أَبُو نُوَاسٍ فَقَالَ


إِذَا أَبصَرَتكَ العَينُ مِن غَيرِ رِيبَةٍ   وَ عَارَضَ فِيكَ الشّكّ أَثبَتَكَ القَلبُ

وَ لَو أَنّ رَكباً أَمّمُوكَ لَقَادَهُم   نَسِيمُكَ حَتّي يُستَدَلّ بِكَ الرّكبُ

جَعَلتُكَ حسَبيِ‌ فِي أمُوُريِ‌ كُلّهَا   وَ مَا خَابَ مَن أَضحَي وَ أَنتَ لَهُ حَسبٌ

9- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]صَفوَانُ الجَمّالُ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَاحِبِ هَذَا الأَمرِ فَقَالَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ لَا يَلهُو وَ لَا يَلعَبُ فَأَقبَلَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ وَ هُوَ صَغِيرٌ وَ مَعَهُ عَنَاقٌ مَكّيّةٌ وَ هُوَ يَقُولُ لَهَا اسجدُيِ‌ لِرَبّكِ فَأَخَذَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَضَمّهُ إِلَيهِ وَ قَالَ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ مَن لَا يَلهُو وَ لَا يَلعَبُ

اليوُناَنيِ‌ّ كَانَت لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ بِضعَ عَشرَةِ سَنَةٍ كُلّ يَومٍ سَجدَةٌ بَعدَ ابيِضَاضِ الشّمسِ إِلَي وَقتِ الزّوَالِ وَ كَانَ ع أَحسَنَ النّاسِ صَوتاً بِالقُرآنِ فَكَانَ إِذَا قَرَأَ يَحزَنُ وَ بَكَي السّامِعُونَ لِتِلَاوَتِهِ وَ كَانَ يبَكيِ‌ مِن خَشيَةِ اللّهِ حَتّي تَخضَلّ لِحيَتُهُ بِالدّمُوعِ

أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَي سَطحٍ فَقَالَ لِي أَشرِف عَلَي هَذَا البَيتِ وَ انظُر مَا تَرَي فَقُلتُ ثَوباً مَطرُوحاً فَقَالَ انظُر حَسَناً فَتَأَمّلتُ فَقُلتُ رَجُلٌ سَاجِدٌ فَقَالَ لِي تَعرِفُهُ هُوَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ أَتَفَقّدُهُ اللّيلَ وَ النّهَارَ فَلَم أَجِدهُ فِي وَقتٍ مِنَ الأَوقَاتِ إِلّا عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ إِنّهُ يصُلَيّ‌ الفَجرَ فَيُعَقّبُ إِلَي أَن تَطلُعَ الشّمسُ ثُمّ يَسجُدُ سَجدَةً فَلَا يَزَالُ سَاجِداً حَتّي تَزُولَ الشّمسُ وَ قَد وَكّلَ مَن يَتَرَصّدُ أَوقَاتَ الصّلَاةِ فَإِذَا أَخبَرَهُ وَثَبَ يصُلَيّ‌ مِن غَيرِ تَجدِيدِ وُضُوءٍ وَ هُوَ دَأبُهُ فَإِذَا صَلّي العَتَمَةَ أَفطَرَ ثُمّ يُجَدّدُ الوُضُوءَ ثُمّ يَسجُدُ فَلَا يَزَالُ يصُلَيّ‌ فِي جَوفِ اللّيلِ حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ وَ قَالَ بَعضُ عُيُونِهِ كُنتُ أَسمَعُهُ كَثِيراً يَقُولُ فِي دُعَائِهِ أللّهُمّ إِنّكَ تَعلَمُ أنَنّيِ‌ كُنتُ أَسأَلُكَ أَن تفُرَغّنَيِ‌


صفحه : 108

لِعِبَادَتِكَ أللّهُمّ وَ قَد فَعَلتَ فَلَكَ الحَمدُ وَ كَانَ ع يَقُولُ فِي سُجُودِهِ قَبُحَ الذّنبُ مِن عَبدِكَ فَليَحسُنِ العَفوُ وَ التّجَاوُزُ مِن عِندِكَ وَ مِن دُعَائِهِ ع أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ وَ العَفوَ عِندَ الحِسَابِ وَ كَانَ ع يَتَفَقّدُ فُقَرَاءَ أَهلِ المَدِينَةِ فَيَحمِلُ إِلَيهِم فِي اللّيلِ العَينَ وَ الوَرِقَ وَ غَيرَ ذَلِكَ فَيُوصِلُهُ إِلَيهِم وَ هُم لَا يَعلَمُونَ مِن أَيّ جِهَةٍ هُوَ وَ كَانَ ع يَصِلُ بِالمِائَةِ دِينَارٍ إِلَي الثّلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ فَكَانَت صرار[صُرَرُ] مُوسَي مَثَلًا وَ شَكَا مُحَمّدٌ البكَريِ‌ّ إِلَيهِ فَمَدّ يَدَهُ إِلَيهِ فَرَجَعَ إِلَي صُرّةٍ فِيهَا ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ وَ حكُيِ‌َ أَنّ المَنصُورَ تَقَدّمَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع بِالجُلُوسِ لِلتّهنِيَةِ فِي يَومِ النّيرُوزِ وَ قَبضِ مَا يُحمَلُ إِلَيهِ فَقَالَ ع إنِيّ‌ قَد فَتّشتُ الأَخبَارَ عَن جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص فَلَم أَجِد لِهَذَا العِيدِ خَبَراً وَ إِنّهُ سُنّةٌ لِلفُرسِ وَ مَحَاهَا الإِسلَامُ وَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نحُييِ‌َ مَا مَحَاهُ الإِسلَامُ فَقَالَ المَنصُورُ إِنّمَا نَفعَلُ هَذَا سِيَاسَةً لِلجُندِ فَسَأَلتُكَ بِاللّهِ العَظِيمِ إِلّا جَلَستَ فَجَلَسَ وَ دَخَلَت عَلَيهِ المُلُوكُ وَ الأُمَرَاءُ وَ الأَجنَادُ يُهَنّئُونَهُ وَ يَحمِلُونَ إِلَيهِ الهَدَايَا وَ التّحَفَ وَ عَلَي رَأسِهِ خَادِمُ المَنصُورِ يحُصيِ‌ مَا يُحمَلُ فَدَخَلَ فِي آخِرِ النّاسِ رَجُلٌ شَيخٌ كَبِيرُ السّنّ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ إنِنّيِ‌ رَجُلٌ صُعلُوكٌ لَا مَالَ لِي أُتحِفُكَ وَ لَكِن أُتحِفُكَ بِثَلَاثَةِ أَبيَاتٍ قَالَهَا جدَيّ‌ فِي جَدّكَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع


عَجِبتُ لِمَصقُولٍ عَلَاكَ فِرِندُهُ   يَومَ الهِيَاجِ وَ قَد عَلَاكَ غُبَارٌ

وَ لِأَسهُمٍ نَفَذَتكَ دُونَ حَرَائِرَ   يَدعُونَ جَدّكَ وَ الدّمُوعُ غِزَارٌ

أَلّا تَغَضغَضَتِ[BA]تَقَضقَضَتِ]السّهَامُ وَ عَاقَهَا   عَن جِسمِكَ الإِجلَالُ وَ الإِكبَارُ

قَالَ قَبِلتُ هَدِيّتَكَ اجلِس بَارَكَ اللّهُ فِيكَ وَ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي الخَادِمِ وَ قَالَ امضِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ عَرّفهُ بِهَذَا المَالِ وَ مَا يَصنَعُ بِهِ فَمَضَي الخَادِمُ وَ عَادَ وَ هُوَ يَقُولُ كُلّهَا هِبَةٌ منِيّ‌ لَهُ يَفعَلُ بِهِ مَا أَرَادَ فَقَالَ مُوسَي لِلشّيخِ اقبِض جَمِيعَ هَذَا


صفحه : 109

المَالِ فَهُوَ هِبَةٌ منِيّ‌ لَكَ

بيان فرند السيف بكسر الفاء والراء جوهرة ووشيه والتغضغض الانتقاص

10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع قَالَ دَخَلتُ ذَاتَ يَومٍ مِنَ المَكتَبِ وَ معَيِ‌ لوَحيِ‌ قَالَ فأَجَلسَنَيِ‌ أَبِي بَينَ يَدَيهِ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ اكتُب


  َنَحّ عَنِ القَبِيحِ وَ لَا تُرِدهُ

ثُمّ قَالَ أَجِزهُ فَقُلتُ


  َ مَن أَولَيتَهُ حَسَناً فَزِدهُ

ثُمّ قَالَ


  َتَلقَي مِن عَدُوّكَ كُلّ كَيدٍ

فَقُلتُ


  ِذَا كَادَ العَدُوّ فَلَا تَكِدهُ

قَالَ فَقَالَذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ

بيان قال الجوهري‌ الإجازة أن تتم مصراع غيرك

11- كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ بِخَطّ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ قَالَ لَمّا حُمِلَ سيَدّيِ‌ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع إِلَي هَارُونَ جَاءَ إِلَيهِ هِشَامُ بنُ اِبرَاهِيمَ العبَاّسيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَا سيَدّيِ‌ قَد كُتِبَ لِي صَكّ إِلَي الفَضلِ بنِ يُونُسَ تَسأَلُهُ[فَسَلهُ] أَن يُرَوّجَ أمَريِ‌ قَالَ فَرَكِبَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ حَاجِبُهُ فَقَالَ يَا سيَدّيِ‌ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بِالبَابِ فَقَالَ فَإِن كُنتَ صَادِقاً فَأَنتَ حُرّ وَ لَكَ كَذَا وَ كَذَا فَخَرَجَ الفَضلُ بنُ يُونُسَ حَافِياً يَعدُو حَتّي خَرَجَ إِلَيهِ فَوَقَعَ عَلَي قَدَمَيهِ يُقَبّلُهُمَا ثُمّ سَأَلَهُ أَن يَدخُلُ فَدَخَلَ فَقَالَ لَهُ اقضِ حَاجَةَ هِشَامِ بنِ اِبرَاهِيمَ فَقَضَاهَا ثُمّ قَالَ يَا سيَدّيِ‌ قَد حَضَرَ الغَدَاءُ فتَكُرمِنُيِ‌ أَن تَتَغَدّي عنِديِ‌ فَقَالَ هَاتِ فَجَاءَ بِالمَائِدَةِ وَ عَلَيهَا البَوَارِدُ فَأَجَالَ ع يَدَهُ فِي البَارِدِ ثُمّ قَالَ البَارِدُ تُجَالُ اليَدُ فِيهِ فَلَمّا رُفِعَ البَارِدُ وَ جَاءَ بِالحَارّ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع الحَارّ حِمًي

بيان الحار حمي أي تمنع حرارته عن إجالة اليد فيه أوكناية عن استحباب ترك إدخال اليد فيه قبل أن يبرد


صفحه : 110

12- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ أَولَمَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع عَلَي بَعضِ وُلدِهِ فَأَطعَمَ أَهلَ المَدِينَةِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ الفَالُوذَجَاتِ فِي الجِفَانِ فِي المَسَاجِدِ وَ الأَزِقّةِ فَعَابَهُ بِذَلِكَ بَعضُ أَهلِ المَدِينَةِ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَالَ ع مَا آتَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّاً مِن أَنبِيَائِهِ شَيئاً إِلّا وَ قَد آتَي مُحَمّداًص مِثلَهُ وَ زَادَهُ مَا لَم يُؤتِهِم قَالَ لِسُلَيمَانَ ع هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ وَ قَالَ لِمُحَمّدٍص وَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا

13- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ الأَوّلُ ع كَثِيراً مَا يَأكُلُ السّكّرَ عِندَ النّومِ

14- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مَن أَثِقُ بِهِ أَنّهُ رَأَي عَلَي جوَاَريِ‌ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع الوشَي‌َ

15- عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ جَمِيعاً عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي قَالَ كَانَ أَبِي مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع إِذَا أَرَادَ دُخُولَ الحَمّامِ أَمَرَ أَن يُوقَدَ عَلَيهِ ثَلَاثاً فَكَانَ لَا يُمكِنُهُ دُخُولُهُ حَتّي يَدخُلَهُ السّودَانُ فَيُلقُونَ لَهُ اللّبُودَ فَإِذَا دَخَلَهُ فَمَرّةً قَاعِدٌ وَ مَرّةً قَائِمٌ فَخَرَجَ يَوماً مِنَ الحَمّامِ فَاستَقبَلَهُ رَجُلٌ مِن آلِ الزّبَيرِ يُقَالُ لَهُ كُنَيدٌ وَ بِيَدِهِ أَثَرُ حِنّاءٍ فَقَالَ مَا هَذَا الأَثَرُ بِيَدِكَ فَقَالَ أَثَرُ حِنّاءٍ فَقَالَ وَيلَكَ يَا كُنَيدُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي وَ كَانَ أَعلَمَ أَهلِ زَمَانِهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن دَخَلَ الحَمّامَ فَاطّلَي ثُمّ أَتبَعَهُ


صفحه : 111

بِالحِنّاءِ مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ كَانَ أَمَاناً لَهُ مِنَ الجُنُونِ وَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ وَ الأَكِلَةِ إِلَي مِثلِهِ مِنَ النّورَةُ

16- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَاصِمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي اِبرَاهِيمَ ع وَ فِي يَدِهِ مُشطُ عَاجٍ يَتَمَشّطُ بِهِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ عِندَنَا بِالعِرَاقِ مَن يَزعُمُ أَنّهُ لَا يَحِلّ التّمَشّطُ بِالعَاجِ قَالَ وَ لِمَ فَقَد كَانَ لأِبَيِ‌ مِنهَا مُشطٌ أَو مُشطَانِ فَقَالَ تَمَشّطُوا بِالعَاجِ فَإِنّ العَاجَ يَذهَبُ بِالوَبَاءِ

17- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَتَمَشّطُ بِمُشطِ عَاجٍ وَ اشتَرَيتُهُ لَهُ

18- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ قَالَ مَا رَأَيتُ أَحَداً أَشَدّ خَوفاً عَلَي نَفسِهِ مِن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ لَا أَرجَي لِلنّاسِ مِنهُ وَ كَانَت قِرَاءَتُهُ حَزَناً فَإِذَا قَرَأَ فَكَأَنّهُ يُخَاطِبُ إِنسَاناً

19- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُرَازِمٍ قَالَ دَخَلتُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع الحَمّامَ فَلَمّا خَرَجَ إِلَي المَسلَخِ دَعَا بِمِجمَرَةٍ فَتَجَمّرَ بِهِ ثُمّ قَالَ جَمّرُوا مُرَازِماً قَالَ قُلتُ مَن أَرَادَ يَأخُذُ نَصِيبَهُ يَأخُذُ قَالَ نَعَم

20-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الرّيّانِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي خَلَفٍ مَولَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ كَانَ اشتَرَاهُ وَ أَبَاهُ وَ أُمّهُ وَ أَخَاهُ فَأَعتَقَهُم وَ استَكتَبَ أَحمَدَ وَ جَعَلَهُ قَهرَمَانَهُ قَالَ أَحمَدُ كُنّ نِسَاءُ أَبِي الحَسَنِ ع إِذَا تَبَخّرنَ


صفحه : 112

أَخَذنَ نَوَاةً مِن نَوَي الصيّحاَنيِ‌ّ مَمسُوحَةً مِنَ التّمرِ مُنَقّاةَ التّمرِ وَ القُشَارَةِ فَأَلقَينَهَا عَلَي النّارِ قَبلَ البَخُورِ فَإِذَا دَخَنَتِ النّوَاةُ أَدنَي دُخَانٍ رَمَينَ النّوَاةَ وَ تَبَخّرنَ مِن بَعدُ وَ كُنّ يَقُلنَ هُوَ أَعبَقُ وَ أَطيَبُ لِلبَخُورِ وَ كُنّ يَأمُرنَ بِذَلِكَ

21- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ عَطِيّةَ أَنّهُ رَأَي كُتُباً لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع مُتَرّبَةً

22-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ وَ رَوَاهُ أَحمَدُ أَيضاً عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ الكوُفيِ‌ّ قَالَتَزَوّجَ بَعضُ أَصحَابِنَا جَارِيَةً مُعصِراً لَم تَطمَث فَلَمّا افتَضّهَا سَالَ الدّمُ فَمَكَثَ سَائِلًا لَا يَنقَطِعُ نَحواً مِن عَشَرَةِ أَيّامٍ قَالَ فَأَرَوهَا القَوَابِلَ وَ مَن ظَنّوا أَنّهُ يُبصِرُ ذَلِكَ مِنَ النّسَاءِ فَاختَلَفنَ فَقَالَ بَعضٌ هَذَا مِن دَمِ الحَيضِ وَ قَالَ بَعضٌ هُوَ مِن دَمِ العُذرَةِ فَسَأَلُوا عَن ذَلِكَ فُقَهَاءَهُم مِثلَ أَبِي حَنِيفَةَ وَ غَيرِهِ مِن فُقَهَائِهِم فَقَالُوا هَذَا شَيءٌ قَد أَشكَلَ وَ الصّلَاةُ فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ فَلتَتَوَضّأ وَ لتُصَلّ وَ ليُمسِك عَنهَا زَوجُهَا حَتّي تَرَي البَيَاضَ فَإِن كَانَ دَمَ الحَيضِ لَم تَضُرّهَا الصّلَاةُ وَ إِن كَانَ دَمَ العُذرَةِ كَانَت قَد أَدّتِ الفَرِيضَةَ فَفَعَلَتِ الجَارِيَةُ ذَلِكَ وَ حَجَجتُ فِي تِلكَ السّنَةِ فَلَمّا صِرنَا بِمِنًي بَعَثتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ لَنَا مَسأَلَةً قَد ضِقنَا بِهَا ذَرعاً فَإِن رَأَيتَ أَن تَأذَنَ لِي فَآتِيَكَ فَأَسأَلَكَ عَنهَا فَبَعَثَ إلِيَ‌ّ إِذَا هَدَأَتِ الرّجلُ وَ انقَطَعَ الطّرِيقُ فَأَقبِل إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ خَلَفٌ فَرَعَيتُ اللّيلَ حَتّي إِذَا رَأَيتُ النّاسَ قَد قَلّ اختِلَافُهُم بِمِنًي تَوَجّهتُ إِلَي مِضرَبِهِ


صفحه : 113

فَلَمّا كُنتُ قَرِيباً إِذَا أَنَا بِأَسوَدَ قَاعِدٍ عَلَي الطّرِيقِ فَقَالَ مَنِ الرّجُلُ فَقُلتُ رَجُلٌ مِنَ الحَاجّ فَقَالَ مَا اسمُكَ قُلتُ خَلَفُ بنُ حَمّادٍ فَقَالَ ادخُل بِغَيرِ إِذنٍ فَقَد أمَرَنَيِ‌ أَن أَقعُدَ هَاهُنَا فَإِذَا أَتَيتَ أَذِنتُ لَكَ فَدَخَلتُ فَسَلّمتُ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَي فِرَاشِهِ وَحدَهُ مَا فِي الفُسطَاطِ غَيرُهُ فَلَمّا صِرتُ بَينَ يَدَيهِ سأَلَنَيِ‌ وَ سَأَلتُهُ عَن حَالِهِ فَقُلتُ لَهُ إِنّ رَجُلًا مِن مَوَالِيكَ تَزَوّجَ جَارِيَةً مُعصِراً لَم تَطمَث فَلَمّا افتَضّهَا فَافتَرَعَهَا سَالَ الدّمُ فَمَكَثَ سَائِلًا لَا يَنقَطِعُ نَحواً مِن عَشَرَةِ أَيّامٍ وَ إِنّ القَوَابِلَ اختَلَفنَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ بَعضُهُنّ دَمُ الحَيضِ وَ قَالَ بَعضُهُنّ دَمُ العُذرَةِ فَمَا ينَبغَيِ‌ لَهَا أَن تَصنَعَ قَالَ فَلتَتّقِ اللّهَ فَإِن كَانَ مِن دَمِ الحَيضِ فَلتُمسِك عَنِ الصّلَاةِ حَتّي تَرَي الطّهرَ وَ ليُمسِك عَنهَا بَعلُهَا وَ إِن كَانَ مِنَ العُذرَةِ فَلتَتّقِ اللّهَ وَ لتَتَوَضّأ وَ لتُصَلّ وَ يَأتِيهَا بَعلُهَا إِن أَحَبّ ذَلِكَ فَقُلتُ لَهُ وَ كَيفَ لَهُم أَن يَعلَمُوا مِمّا هيِ‌َ حَتّي يَفعَلُوا مَا ينَبغَيِ‌ قَالَ فَالتَفَتَ يَمِيناً وَ شِمَالًا فِي الفُسطَاطِ مَخَافَةَ أَن يَسمَعَ كَلَامَهُ أَحَدٌ قَالَ ثُمّ نَهَدَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَا خَلَفُ سِرّ اللّهِ فَلَا تُذِيعُوهُ وَ لَا تُعَلّمُوا هَذَا الخَلقَ أُصُولَ دِينِ اللّهِ بَلِ ارضَوا لَهُم مَا رضَيِ‌َ اللّهُ لَهُم مِن ضَلَالٍ قَالَ ثُمّ عَقَدَ بِيَدِهِ اليُسرَي تِسعِينَ ثُمّ قَالَ تَستَدخِلُ القُطنَةَ ثُمّ تَدَعُهَا مَلِيّاً ثُمّ تُخرِجُهَا إِخرَاجاً رَفِيقاً فَإِن كَانَ الدّمُ مُطَوّقاً فِي القُطنَةِ فَهُوَ مِنَ العُذرَةِ وَ إِن كَانَ مُستَنقِعاً فِي القُطنَةِ فَهُوَ مِنَ الحَيضِ قَالَ خَلَفٌ فاَستخَفَنّيِ‌ الفَرَحُ فَبَكَيتُ فَلَمّا سَكَنَ بكُاَئيِ‌ فَقَالَ مَا أَبكَاكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَن كَانَ يُحسِنُ هَذَا غَيرُكَ قَالَ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ مَا أُخبِرُكَ إِلّا عَن رَسُولِ اللّهِص عَن جَبرَئِيلَ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

بيان المعصر الجارية أول ماأدركت وحاضت أوهي‌ التي‌ قاربت الحيض قوله ع وهدأت الرجل أي بعد مايسكن الناس عن المشي‌ والاختلاف قوله ثم نهد إلي‌ أي نهض قوله ثم عقد بيده اليسري تسعين أي وضع رأس ظفر


صفحه : 114

مسبحة يسراه علي المفصل الأسفل من إبهامها أي هكذا تدخل إبهامها لإدخال القطنة ولعل المراد أنه ع عقد عقدا لو كان باليمني لكان تسعين و إلافكلما في اليمني موضوع للعشرات ففي‌ اليسري موضوع للمآت ويحتمل أن يكون الراوي‌ وهم في التعبير أو يكون إشارة إلي اصطلاح آخر سوي ما هوالمشهور

23- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ رَفَعَهُ قَالَ خَرَجَ أَبُو حَنِيفَةَ مِن عِندِ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع قَائِمٌ وَ هُوَ غُلَامٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ يَا غُلَامُ أَينَ يَضَعُ الغَرِيبُ بِبَلَدِكُم فَقَالَ اجتَنِب أَفنِيَةَ المَسَاجِدِ وَ شُطُوطَ الأَنهَارِ وَ مَسَاقِطَ الثّمَارِ وَ مَنَازِلَ النّزّالِ وَ لَا تَستَقبِلِ القِبلَةَ بِغَائِطٍ وَ لَا بَولٍ وَ ارفَع ثَوبَكَ وَ ضَع حَيثُ شِئتَ

24- الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا أَنّ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ ع كَانَ إِذَا اهتَمّ تَرَكَ النّافِلَةَ

25-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يُونُسَ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ فِي حَدِيثِ بُرَيهٍ أَنّهُ لَمّا جَاءَ مَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ فلَقَيِ‌َ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فَحَكَي لَهُ هِشَامٌ الحِكَايَةَ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ لِبُرَيهٍ يَا بُرَيهُ كَيفَ عِلمُكَ بِكِتَابِكَ قَالَ أَنَا بِهِ عَالِمٌ ثُمّ قَالَ كَيفَ ثِقَتُكَ بِتَأوِيلِهِ قَالَ مَا أوَثقَنَيِ‌ بعِلِميِ‌ فِيهِ قَالَ فَابتَدَأَ أَبُو الحَسَنِ يَقرَأُ الإِنجِيلَ فَقَالَ بُرَيهٌ إِيّاكَ كُنتُ أَطلُبُ مُنذُ خَمسِينَ سَنَةً أَو مِثلَكَ قَالَ فَقَالَ فَآمَنَ بُرَيهٌ وَ حَسُنَ إِيمَانُهُ وَ آمَنَتِ المَرأَةُ التّيِ‌ كَانَت مَعَهُ فَدَخَلَ هِشَامٌ وَ بُرَيهٌ وَ المَرأَةُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَحَكَي لَهُ هِشَامٌ الكَلَامَ ألّذِي جَرَي بَينَ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع وَ بَينَ بُرَيهٍ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ


صفحه : 115

فَقَالَ بُرَيهٌ أَنّي لَكُمُ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ كُتُبُ الأَنبِيَاءِ قَالَ هيِ‌َ عِندَنَا وِرَاثَةً مِن عِندِهِم نَقرَأُهَا كَمَا قَرَءُوهَا وَ نَقُولُهَا كَمَا قَالُوا إِنّ اللّهَ لَا يَجعَلُ حُجّةً فِي أَرضِهِ يُسأَلُ عَن شَيءٍ فَيَقُولُ لَا أدَريِ‌

26- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن سَعدَانَ عَن مُعَتّبٍ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع فِي حَائِطٍ لَهُ يَصرِمُ فَنَظَرتُ إِلَي غُلَامٍ لَهُ قَد أَخَذَ كَارَةً مِن تَمرٍ فَرَمَي بِهَا وَرَاءَ الحَائِطِ فَأَتَيتُهُ فَأَخَذتُهُ وَ ذَهَبتُ بِهِ إِلَيهِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ وَجَدتُ هَذَا وَ هَذِهِ الكَارَةَ فَقَالَ لِلغُلَامِ فُلَانُ قَالَ لَبّيكَ قَالَ أَ تَجُوعُ قَالَ لَا يَا سيَدّيِ‌ قَالَ فَتَعرَي قَالَ لَا يَا سيَدّيِ‌ قَالَ فلَأِيَ‌ّ شَيءٍ أَخَذتَ هَذِهِ قَالَ اشتَهَيتُ ذَلِكَ قَالَ اذهَب فهَيِ‌َ لَكَ وَ قَالَ خَلّوا عَنهُ

27- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَعمَلُ فِي أَرضٍ لَهُ قَدِ استَنقَعَت قَدَمَاهُ فِي العَرَقِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَينَ الرّجَالُ فَقَالَ يَا عَلِيّ قَد عَمِلَ بِاليَدِ مَن هُوَ خَيرٌ منِيّ‌ فِي أَرضِهِ وَ مِن أَبِي فَقُلتُ وَ مَن هُوَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ آباَئيِ‌ كُلّهُم كَانُوا قَد عَمِلُوا بِأَيدِيهِم وَ هُوَ مِن عَمَلِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ الأَوصِيَاءِ وَ الصّالِحِينَ

28-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي بَصِيرٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي السّنَةِ التّيِ‌ قُبِضَ فِيهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا لَكَ ذَبَحتَ كَبشاً وَ نَحَرَ فُلَانٌ بَدَنَةً فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ نُوحاً ع كَانَ فِي السّفِينَةِ وَ كَانَ مَا شَاءَ اللّهُ وَ كَانَتِ السّفِينَةُ مَأمُورَةً فَطَافَ بِالبَيتِ وَ هُوَ طَوَافُ النّسَاءِ وَ خَلّي سَبِيلَهَا نُوحٌ ع فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 116

إِلَي الجِبَالِ أنَيّ‌ وَاضِعٌ سَفِينَةَ نُوحٍ عبَديِ‌ عَلَي جَبَلٍ مِنكُنّ فَتَطَاوَلَت وَ شَمَخَت وَ تَوَاضَعَ الجوُديِ‌ّ وَ هُوَ جَبَلٌ عِندَكُم فَضَرَبَتِ السّفِينَةُ بِجُؤجُؤِهَا الجَبَلَ قَالَ فَقَالَ نُوحٌ عِندَ ذَلِكَ يَا ماَويِ‌ أَتقِن وَ هُوَ بِالسّريَانِيّةِ رَبّ أَصلِح قَالَ فَظَنَنتُ أَنّ أَبَا الحَسَنِ ع عَرّضَ بِنَفسِهِ

29- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ عَطِيّةَ عَن هِشَامِ بنِ أَحمَرَ قَالَ كُنتُ أَسِيرُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع فِي بَعضِ أَطرَافِ المَدِينَةِ إِذ ثَنَي رِجلَهُ عَن دَابّتِهِ فَخَرّ سَاجِداً فَأَطَالَ وَ أَطَالَ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ رَكِبَ دَابّتَهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد أَطَلتَ السّجُودَ فَقَالَ إنِنّيِ‌ ذَكَرتُ نِعمَةً أَنعَمَ اللّهُ بِهَا عَلَيّ فَأَحبَبتُ أَن أَشكُرَ ربَيّ‌

30- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ وَ غَيرِهِ عَن عِيسَي شَلَقَانَ قَالَ كُنتُ قَاعِداً فَمَرّ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع وَ مَعَهُ بَهِيمَةٌ قَالَ فَقُلتُ يَا غُلَامُ مَا تَرَي مَا يَصنَعُ أَبُوكَ يَأمُرُنَا باِلشيّ‌ءِ ثُمّ يَنهَانَا عَنهُ أَمَرَنَا أَن نَتَوَلّي أَبَا الخَطّابِ ثُمّ أَمَرَنَا أَن نَلعَنَهُ وَ نَتَبَرّأَ مِنهُ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع وَ هُوَ غُلَامٌ إِنّ اللّهَ خَلَقَ خَلقاً لِلإِيمَانِ لَا زَوَالَ لَهُ وَ خَلَقَ خَلقاً لِلكُفرِ لَا زَوَالَ لَهُ وَ خَلَقَ خَلقاً بَينَ ذَلِكَ أَعَارَهُمُ اللّهُ الإِيمَانَ يُسَمّونَ المُعَارَينَ إِذَا شَاءَ سَلَبَهُم وَ كَانَ أَبُو الخَطّابِ مِمّن أُعِيرَ الإِيمَانَ قَالَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَخبَرتُهُ مَا قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع وَ مَا قَالَ لِي فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ نَبعَةُ نُبُوّةٍ

31-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ النخّعَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن فَضَالَةَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ قَالَ مَا أَحصَي مَا سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَيص يُنشِدُ


صفحه : 117


فَإِن يَكُ يَا أُمَيمُ عَلَيّ دَينٌ   فَعِمرَانُ بنُ مُوسَي يَستَدِينُ

32- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ سَعِيدٍ قَالَ بَعَثَ أَبُو الحَسَنِ ع غُلَاماً يشَترَيِ‌ لَهُ بَيضاً فَأَخَذَ الغُلَامُ بَيضَةً أَو بَيضَتَينِ فَقَامَرَ بِهَا فَلَمّا أَتَي بِهِ أَكَلَهُ فَقَالَ لَهُ مَولًي لَهُ إِنّ فِيهِ مِنَ القِمَارِ قَالَ فَدَعَا بِطَشتٍ فَتَقَيّأَ فَقَاءَهُ

33- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَسّنِ بنِ أَحمَدَ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن مُعَتّبٍ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ ع يَأمُرُنَا إِذَا أَدرَكَتِ الثّمَرَةُ أَن نُخرِجَهَا فَنَبِيعَهَا وَ نشَترَيِ‌َ مَعَ المُسلِمِينَ يَوماً بِيَومٍ

34- ني‌،[الغيبة للنعماني‌] أَحمَدُ بنُ سُلَيمَانَ بنِ هَوذَةَ عَنِ النهّاَونَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَرَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع وَ لَهُ يَومَئِذٍ ثَلَاثُ سِنِينَ وَ مَعَهُ عَنَاقٌ مِن هَذِهِ المَكّيّةِ وَ هُوَ آخِذٌ بِخِطَامِهَا وَ هُوَ يَقُولُ لَهَا اسجدُيِ‌ فَلَا تَفعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالَ غُلَامٌ لَهُ صَغِيرٌ يَا سيَدّيِ‌ قُل لَهَا تَمُوتُ فَقَالَ مُوسَي ع وَيحَكَ أَنَا أحُييِ‌ وَ أُمِيتُاللّهُ يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ

35-مكا،[مكارم الأخلاق ] عَن كِتَابِ البَصَائِرِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العاَصمِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَحَجَجتُ وَ معَيِ‌ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِنَا فَأَتَيتُ المَدِينَةَ فَقَصَدنَا مَكَاناً نَنزِلُهُ فَاستَقبَلَنَا أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع عَلَي حِمَارٍ أَخضَرَ يَتبَعُهُ طَعَامٌ وَ نَزَلنَا بَينَ النّخلِ وَ جَاءَ وَ نَزَلَ وَ أتُيِ‌َ بِالطّستِ وَ المَاءِ وَ الأُشنَانِ فَبَدَأَ بِغَسلِ يَدَيهِ وَ أُدِيرَ الطّستُ عَن يَمِينِهِ حَتّي بَلَغَ آخِرَنَا ثُمّ أُعِيدَ إِلَي مَن عَلَي يَسَارِهِ حَتّي أتُيِ‌َ إِلَي آخِرِنَا ثُمّ قُدّمَ الطّعَامُ فَبَدَأَ بِالمِلحِ ثُمّ قَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ ثُمّ ثَنّي بِالخَلّ ثُمّ أتُيِ‌َ بِكَتِفٍ مشَويِ‌ّ فَقَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِنّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ


صفحه : 118

يُعجِبُ رَسُولَ اللّهِص ثُمّ أتُيِ‌َ بِالخَلّ وَ الزّيتِ فَقَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِنّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ يُعجِبُ فَاطِمَةَ ع ثُمّ أتُيِ‌َ بِسِكبَاجٍ فَقَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَهَذَا طَعَامٌ كَانَ يُعجِبُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ أتُيِ‌َ بِلَحمٍ مَقلُوّ فِيهِ بَاذَنجَانٌ فَقَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِنّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ يُعجِبُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع ثُمّ أتُيِ‌َ بِلَبَنٍ حَامِضٍ قَد ثُرِدَ فِيهِ فَقَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِنّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ يُعجِبُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع ثُمّ أتُيِ‌َ بِجُبُنّ مُبَزّرٍ فَقَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِنّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ يُعجِبُ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع ثُمّ أتُيِ‌َ بِتَورٍ فِيهِ بَيضٌ كَالعُجّةِ فَقَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِنّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ يُعجِبُ أَبِي جَعفَراً ع ثُمّ أتُيِ‌َ بِحَلوَاءَ فَقَالَ كُلُوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِنّ هَذَا طَعَامٌ كَانَ يعُجبِنُيِ‌ وَ رُفِعَتِ المَائِدَةُ فَذَهَبَ أَحَدُنَا لِيَلقُطَ مَا كَانَ تَحتَهَا فَقَالَ ع إِنّمَا ذَلِكَ فِي المَنَازِلِ تَحتَ السّقُوفِ فَأَمّا فِي مِثلِ هَذَا المَوضِعِ فَهُوَ لِعَافِيَةِ الطّيرِ وَ البَهَائِمِ ثُمّ أتُيِ‌َ بِالخِلَالِ فَقَالَ مِن حَقّ الخِلَالِ أَن تُدِيرَ لِسَانَكَ فِي فَمِكَ فَمَا أَجَابَكَ ابتَلَعتَهُ وَ مَا امتَنَعَ ثَمّ بِالخِلَالِ تُخرِجُهُ فَتَلفِظُهُ وَ أتُيِ‌َ بِالطّستِ وَ المَاءِ فَابتَدَأَ بِأَوّلِ مَن عَلَي يَسَارِهِ حَتّي انتهُيِ‌َ إِلَيهِ فَغَسَلَ ثُمّ غَسَلَ مَن عَلَي يَمِينِهِ حَتّي أتُيِ‌َ عَلَي آخِرِهِم ثُمّ قَالَ يَا عَاصِمُ كَيفَ أَنتُم فِي التّوَاصُلِ وَ التّبَارّ فَقَالَ عَلَي أَفضَلِ مَا كَانَ عَلَيهِ أَحَدٌ فَقَالَ أَ يأَتيِ‌ أَحَدُكُم عِندَ الضّيقَةِ مَنزِلَ أَخِيهِ فَلَا يَجِدُهُ فَيَأمُرُ بِإِخرَاجِ كِيسِهِ فَيُخرَجُ


صفحه : 119

فَيَفُضّ خَتمَهُ فَيَأخُذُ مِن ذَلِكَ حَاجَتَهُ فَلَا يُنكِرُ عَلَيهِ قَالَ لَا قَالَ لَستُم عَلَي مَا أُحِبّ مِنَ التّوَاصُلِ وَ الضّيقَةِ وَ الفَقرِ

36- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] اِبرَاهِيمُ بنُ أَبِي البِلَادِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع إنِيّ‌ أَستَغفِرُ اللّهَ فِي كُلّ يَومٍ خَمسَةَ آلَافِ مَرّةً

37- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَرَندَسِ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع بِمِنًي وَ عَلَيهِ نُقبَةٌ وَ رِدَاءٌ وَ هُوَ مُتّكِئٌ عَلَي جَوَالِيقَ سُودٍ مُتّكِئٌ عَلَي يَمِينِهِ فَأَتَاهُ غُلَامٌ أَسوَدُ بِصَحفَةٍ فِيهَا رُطَبٌ فَجَعَلَ يَتَنَاوَلُ بِيَسَارِهِ فَيَأكُلُ وَ هُوَ مُتّكِئٌ عَلَي يَمِينِهِ فَحَدّثتُ بِهَذَا الحَدِيثِ رَجُلًا مِن أَصحَابِنَا قَالَ فَقَالَ لِي أَنتَ رَأَيتَهُ يَأكُلُ بِيَسَارِهِ قَالَ قُلتُ نَعَم قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لحَدَثّنَيِ‌ سُلَيمَانُ بنُ خَالِدٍ أَنّهُ سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ كِلتَا يَدَيهِ يَمِينٌ

بيان النقبة بالضم ثوب كالإزار تجعل له حجزة مطيفة من غيرنيفق كذا ذكره الفيروزآبادي‌ والحجزة هي‌ التي‌ تجعل فيهاالتكة ونيفق السراويل الموضع المتسع منها

38-ب ،[قرب الإسناد] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أُمّهِ قَالَتكُنتُ أَغمِزُ قَدَمَ أَبِي الحَسَنِ ع وَ هُوَ نَائِمٌ مُستَقبِلًا فِي السّطحِ فَقَامَ مُبَادِراً يَجُرّ إِزَارَهُ


صفحه : 120

مُسرِعاً فَتَبِعتُهُ فَإِذَا غُلَامَانِ لَهُ يُكَلّمَانِ جَارِيَتَينِ لَهُ وَ بَينَهُمَا حَائِطٌ لَا يَصِلَانِ إِلَيهِمَا فَتَسَمّعَ عَلَيهِمَا ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ مَتَي جِئتِ هَاهُنَا فَقُلتُ حَيثُ قُمتَ مِن نَومِكَ مُسرِعاً فَزِعتُ فَتَبِعتُكَ قَالَ لَم تسَمعَيِ‌ الكَلَامَ قُلتُ بَلَي فَلَمّا أَصبَحَ بَعَثَ الغُلَامَينِ إِلَي بَلَدٍ وَ بَعَثَ بِالجَارِيَتَينِ إِلَي بَلَدٍ آخَرَ فَبَاعَهُم

39- يج ،[الخرائج والجرائح ] روُيِ‌َ أَنّ المهَديِ‌ّ أَمَرَ بِحَفرِ بِئرٍ بِقُربِ قَبرِ العبِاَديِ‌ّ لِعَطَشِ الحَاجّ هُنَاكَ فَحَفَرَ أَكثَرَ مِن مِائَةِ قَامَةٍ فَبَينَمَا هُم يَحفِرُونَ إِذ خَرَقُوا خَرقاً فَإِذَا تَحتَهُ هَوَاءٌ لَا يُدرَي قَعرُهُ وَ هُوَ مُظلِمٌ وَ لِلرّيحِ فِيهِ دوَيِ‌ّ فَأَدخَلُوا رَجُلَينِ فَلَمّا خَرَجَا تَغَيّرَت أَلوَانُهُمَا فَقَالَا رَأَينَا هَوَاءً وَ رَأَينَا بُيُوتاً قَائِمَةً وَ رِجَالًا وَ نِسَاءً وَ إِبِلًا وَ بَقَراً وَ غَنَماً كُلّمَا مَسَسنَا شَيئاً مِنهَا رَأَينَاهُ هَبَاءً فَسَأَلنَا الفُقَهَاءَ عَن ذَلِكَ فَلَم يَدرِ أَحَدٌ مَا هُوَ فَقَدِمَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي عَلَي المهَديِ‌ّ فَسَأَلَهُ عَنهُ فَقَالَ أُولَئِكَ أَصحَابُ الأَحقَافِ هُم بَقِيّةٌ مِن قَومِ عَادٍ سَاخَت بِهِم مَنَازِلُهُم وَ ذَكَرَ عَلَي مِثلِ قَولِ الرّجُلَينِ


صفحه : 121

باب 6-مناظراته ع مع خلفاء الجور و ماجري بينه وبينهم و فيه بعض أحوال علي بن يقطين

1-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ العلَوَيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ الزّبرِقَانِ الداّمغَاَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع لَمّا أَمَرَ هَارُونُ الرّشِيدُ بحِمَليِ‌ دَخَلتُ عَلَيهِ فَسَلّمتُ فَلَم يَرُدّ السّلَامَ وَ رَأَيتُهُ مُغضَباً فَرَمَي إلِيَ‌ّ بِطُومَارٍ فَقَالَ اقرَأهُ فَإِذَا فِيهِ كَلَامٌ قَد عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ برَاَءتَيِ‌ مِنهُ وَ فِيهِ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ يُجبَي إِلَيهِ خَرَاجُ الآفَاقِ مِن غُلَاةِ الشّيعَةُ مِمّن يَقُولُ بِإِمَامَتِهِ يَدِينُونَ اللّهَ بِذَلِكَ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُ فَرضٌ عَلَيهِم إِلَي أَن يَرِثَ اللّهُالأَرضَ وَ مَن عَلَيها وَ يَزعُمُونَ أَنّهُ مَن لَم يَذهَب إِلَيهِ بِالعُشرِ وَ لَم يُصَلّ بِإِمَامَتِهِم وَ لَم يَحُجّ بِإِذنِهِم وَ يُجَاهِد بِأَمرِهِم وَ يَحمِلِ الغَنِيمَةَ إِلَيهِم وَ يُفَضّلِ الأَئِمّةَ عَلَي جَمِيعِ الخَلقِ وَ يَفرِض طَاعَتَهُم مِثلَ طَاعَةِ اللّهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ فَهُوَ كَافِرٌ حَلَالٌ مَالُهُ وَ دَمُهُ وَ فِيهِ كَلَامُ شَنَاعَةٍ مِثلُ المُتعَةِ بِلَا شُهُودٍ وَ استِحلَالِ الفُرُوجِ بِأَمرِهِ وَ لَو بِدِرهَمٍ وَ البَرَاءَةِ مِنَ السّلَفِ وَ يَلعَنُونَ عَلَيهِم فِي صَلَاتِهِم وَ يَزعُمُونَ أَنّ مَن لَم يَتَبَرّأ مِنهُم فَقَد بَانَتِ امرَأَتُهُ مِنهُ وَ مَن أَخّرَ الوَقتَ فَلَا صَلَاةَ لَهُ لِقَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأَضاعُوا الصّلاةَ وَ اتّبَعُوا الشّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيّايَزعُمُونَ أَنّهُ وَادٍ فِي جَهَنّمَ وَ الكِتَابُ طَوِيلٌ وَ أَنَا قَائِمٌ أَقرَأُ وَ هُوَ سَاكِتٌ فَرَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ اكتَفَيتَ بِمَا قَرَأتَ فَكَلّم بِحُجّتِكَ بِمَا قَرَأتَهُ


صفحه : 122

قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداًص بِالنّبُوّةِ مَا حَمَلَ إلِيَ‌ّ أَحَدٌ دِرهَماً وَ لَا دِينَاراً مِن طَرِيقِ الخَرَاجِ لَكِنّا مَعَاشِرَ آلِ أَبِي طَالِبٍ نَقبَلُ الهَدِيّةَ التّيِ‌ أَحَلّهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص فِي قَولِهِ لَو أهُديِ‌َ لِي كُرَاعٌ لَقَبِلتُ وَ لَو دُعِيتُ إِلَي ذِرَاعٍ لَأَجَبتُ وَ قَد عَلِمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ضِيقَ مَا نَحنُ فِيهِ وَ كَثرَةَ عَدُوّنَا وَ مَا مَنَعَنَا السّلَفُ مِنَ الخُمُسِ ألّذِي نَطَقَ لَنَا بِهِ الكِتَابُ فَضَاقَ بِنَا الأَمرُ وَ حُرّمَت عَلَينَا الصّدَقَةُ وَ عَوّضَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهَا الخُمُسَ وَ اضطُرِرنَا إِلَي قَبُولِ الهَدِيّةِ وَ كُلّ ذَلِكَ مِمّا عَلِمَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَلَمّا تَمّ كلَاَميِ‌ سَكَتَ ثُمّ قُلتُ إِن رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَن يَأذَنَ لِابنِ عَمّهِ فِي حَدِيثٍ عَن آبَائِهِ عَنِ النّبِيّص فَكَأَنّهُ اغتَنَمَهَا فَقَالَ مَأذُونٌ لَكَ هَاتِهِ فَقُلتُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ يَرفَعُهُ إِلَي النّبِيّص أَنّ الرّحِمَ إِذَا مَسّت رَحِماً تَحَرّكَت وَ اضطَرَبَت فَإِن رَأَيتَ أَن تنُاَولِنَيِ‌ يَدَكَ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إلِيَ‌ّ ثُمّ قَالَ ادنُ فَدَنَوتُ فصَاَفحَنَيِ‌ وَ جذَبَنَيِ‌ إِلَي نَفسِهِ مَلِيّاً ثُمّ فاَرقَنَيِ‌ وَ قَد دَمَعَت عَينَاهُ فَقَالَ لِي اجلِس يَا مُوسَي فَلَيسَ عَلَيكَ بَأسٌ صَدَقتَ وَ صَدَقَ جَدّكَ وَ صَدَقَ النّبِيّص لَقَد تَحَرّكَ دمَيِ‌ وَ اضطَرَبَت عرُوُقيِ‌ وَ اعلَم أَنّكَ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ وَ أَنّ ألّذِي حدَثّتنَيِ‌ بِهِ صَحِيحٌ وَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن مَسأَلَةٍ فَإِن أجَبَتنَيِ‌ أَعلَمُ أَنّكَ صدَقَتنَيِ‌ خَلّيتُ عَنكَ وَ وَصلَتُكَ وَ لَم أُصَدّق مَا قِيلَ فِيكَ فَقُلتُ مَا كَانَ عِلمُهُ عنِديِ‌ أَجَبتُكَ فِيهِ فَقَالَ لِمَ لَا تَنهَونَ شِيعَتَكُم عَن قَولِهِم لَكُم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ أَنتُم وُلدُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ إِنّمَا هيِ‌َ وِعَاءٌ وَ الوَلَدُ يُنسَبُ إِلَي الأَبِ لَا إِلَي الأُمّ فَقُلتُ إِن رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَن يعُفيِنَيِ‌ مِن هَذِهِ المَسأَلَةِ فَعَلَ فَقَالَ لَستُ أَفعَلُ أَو أَجَبتَ فَقُلتُ فَأَنَا فِي أَمَانِكَ أَن لَا يصُيِبنَيِ‌ مِن آفَةِ السّلطَانِ شَيءٌ فَقَالَ لَكَ الأَمَانُ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ كُلّا هَدَينا وَ نُوحاً هَدَينا مِن قَبلُ وَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ وَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ


صفحه : 123

وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ وَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي

فَمَن أَبُو عِيسَي فَقَالَ لَيسَ لَهُ أَبٌ إِنّمَا خُلِقَ مِن كَلَامِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رُوحِ القُدُسِ فَقُلتُ إِنّمَا أُلحِقَ عِيسَي بذِرَاَريِ‌ّ الأَنبِيَاءِ مِن قِبَلِ مَريَمَ وَ أُلحِقنَا بذِرَاَريِ‌ّ الأَنبِيَاءِ مِن قِبَلِ فَاطِمَةَ لَا مِن قِبَلِ عَلِيّ ع فَقَالَ أَحسَنتَ أَحسَنتَ يَا مُوسَي زدِنيِ‌ مِن مِثلِهِ فَقُلتُ اجتَمَعَتِ الأُمّةُ بَرّهَا وَ فَاجِرُهَا أَنّ حَدِيثَ النجّراَنيِ‌ّ حِينَ دَعَاهُ النّبِيّص إِلَي المُبَاهَلَةِ لَم يَكُن فِي الكِسَاءِ إِلّا النّبِيّ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُمفَكَانَ تَأوِيلُ أَبنَاءِنَا الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ نِسَاءِنَا فَاطِمَةَ وَ أَنفُسِنَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَحسَنتَ ثُمّ قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِكُم لَيسَ لِلعَمّ مَعَ وُلدِ الصّلبِ مِيرَاثٌ فَقُلتُ أَسأَلُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِحَقّ اللّهِ وَ بِحَقّ رَسُولِهِص أَن تعُفيِنَيِ‌ مِن تَأوِيلِ هَذِهِ الآيَةِ وَ كَشفِهَا وَ هيِ‌َ عِندَ العُلَمَاءِ مَستُورَةٌ فَقَالَ إِنّكَ قَد ضَمِنتَ لِي أَن تُجِيبَ فِيمَا أَسأَلُكَ وَ لَستُ أُعفِيكَ فَقُلتُ فَجَدّد لِيَ الأَمَانَ فَقَالَ قَد أَمّنتُكَ فَقُلتُ إِنّ النّبِيّص لَم يُوَرّث مَن قَدَرَ عَلَي الهِجرَةِ فَلَم يُهَاجِر وَ إِنّ عمَيّ‌َ العَبّاسَ قَدَرَ عَلَي الهِجرَةِ فَلَم يُهَاجِر وَ إِنّمَا كَانَ فِي عَدَدِ الأُسَارَي عِندَ النّبِيّص وَ جَحَدَ أَن يَكُونَ لَهُ الفِدَاءُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي النّبِيّص يُخبِرُهُ بِدَفِينٍ لَهُ مِن ذَهَبٍ فَبَعَثَ عَلِيّاً ع فَأَخرَجَهُ مِن عِندِ أُمّ الفَضلِ وَ أَخبَرَ العَبّاسَ بِمَا أَخبَرَهُ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَأَذِنَ لعِلَيِ‌ّ وَ أَعطَاهُ عَلَامَةَ ألّذِي دُفِنَ فِيهِ فَقَالَ العَبّاسُ عِندَ ذَلِكَ يَا ابنَ أخَيِ‌ مَا فاَتنَيِ‌ مِنكَ أَكثَرُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ فَلَمّا أَحضَرَ عَلِيّ الذّهَبَ فَقَالَ العَبّاسُ أفَقرَتنَيِ‌ يَا ابنَ أخَيِ‌ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ


صفحه : 124

وَ تَعَالَيإِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً يُؤتِكُم خَيراً مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَ يَغفِر لَكُم وَ قَولَهُوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِن وَلايَتِهِم مِن شَيءٍ حَتّي يُهاجِرُوا ثُمّ قَالَوَ إِنِ استَنصَرُوكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النّصرُفَرَأَيتُهُ قَدِ اغتَمّ ثُمّ قَالَ أخَبرِنيِ‌ مِن أَينَ قُلتُم إِنّ الإِنسَانَ يَدخُلُهُ الفَسَادُ مِن قِبَلِ النّسَاءِ لِحَالِ الخُمُسِ ألّذِي لَم يَدفَع إِلَي أَهلِهِ فَقُلتُ أُخبِرُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِشَرطِ أَن لَا تَكشِفَ هَذَا البَابَ لِأَحَدٍ مَا دُمتُ حَيّاً وَ عَن قَرِيبٍ يُفَرّقُ اللّهُ بَينَنَا وَ بَينَ مَن ظَلَمَنَا وَ هَذِهِ مَسأَلَةٌ لَم يَسأَلهَا أحدا[أَحَدٌ] مِنَ السّلَاطِينِ غَيرُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ لَا تَيمٌ وَ لَا عدَيِ‌ّ وَ لَا بَنُو أُمَيّةَ وَ لَا أَحَدٌ مِن آبَائِنَا قُلتُ مَا سُئِلتُ وَ لَا سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَنهَا قَالَ فَإِن بلَغَنَيِ‌ عَنكَ أَو عَن أَحَدٍ مِن أَهلِ بَيتِكِ كَشفُ مَا أخَبرَتنَيِ‌ بِهِ رَجَعتُ عَمّا أَمّنتُكَ فَقُلتُ لَكَ عَلَيّ ذَلِكَ فَقَالَ أَحبَبتُ أَن تَكتُبَ لِي كَلَاماً مُوجَزاً لَهُ أُصُولٌ وَ فُرُوعٌ يُفهَمُ تَفسِيرُهُ وَ يَكُونُ ذَلِكَ سَمَاعَكَ مِن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ نَعَم وَ عَلَي عيَنيَ‌ّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَإِذَا فَرَغتَ فَارفَع حَوَائِجَكَ وَ قَامَ وَ وَكّلَ بيِ‌ مَن يحَفظَنُيِ‌ وَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ فِي كُلّ يَومٍ بِمَائِدَةٍ سَرِيّةٍ فَكَتَبتُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأُمُورُ الدّنيَا أَمرَانِ أَمرٌ لَا اختِلَافَ فِيهِ وَ هُوَ إِجمَاعُ الأُمّةِ عَلَي الضّرُورَةِ التّيِ‌ يُضطَرّونَ إِلَيهَا وَ الأَخبَارُ المُجتَمَعُ عَلَيهَا المَعرُوضُ عَلَيهَا شُبهَةً وَ المُستَنبَطُ مِنهَا كُلّ حَادِثَةٍ وَ أَمرٌ يَحتَمِلُ الشّكّ وَ الإِنكَارَ وَ سَبِيلُ استِنصَاحِ أَهلِهِ الحُجّةُ عَلَيهِ فَمَا ثَبَتَ لِمُنتَحِلِيهِ مِن كِتَابٍ مُستَجمِعٍ عَلَي تَأوِيلِهِ أَو سُنّةٍ عَنِ النّبِيّص لَا اختِلَافَ فِيهَا أَو قِيَاسٍ تَعرِفُ العُقُولُ عَدلَهُ ضَاقَ عَلَي مَنِ استَوضَحَ تِلكَ الحُجّةَ رَدّهَا وَ وَجَبَ عَلَيهِ قَبُولُهَا وَ الإِقرَارُ وَ الدّيَانَةُ بِهَا وَ مَا لَم يَثبُت لِمُنتَحِلِيهِ بِهِ حُجّةٌ مِن كِتَابٍ مُستَجمِعٍ عَلَي تَأوِيلِهِ أَو سُنّةٍ عَنِ النّبِيّص لَا اختِلَافَ


صفحه : 125

فِيهَا أَو قِيَاسٍ تَعرِفُ العُقُولُ عَدلَهُ وَسِعَ خَاصّ الأُمّةِ وَ عَامّهَا الشّكّ فِيهِ وَ الإِنكَارُ لَهُ كَذَلِكَ هَذَانِ الأَمرَانِ مِن أَمرِ التّوحِيدِ فَمَا دُونَهُ إِلَي أَرشِ الخَدشِ فَمَا دُونَهُ فَهَذَا المَعرُوضُ ألّذِي يُعرَضُ عَلَيهِ أَمرُ الدّينِ فَمَا ثَبَتَ لَكَ بُرهَانُهُ اصطَفَيتَهُ وَ مَا غَمَضَ عَنكَ ضَوؤُهُ نَفَيتَهُ وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُفَأَخبَرتُ المُوَكّلَ بيِ‌ أنَيّ‌ قَد فَرَغتُ مِن حَاجَتِهِ فَأَخبَرَهُ فَخَرَجَ وَ عَرَضتُ عَلَيهِ فَقَالَ أَحسَنتَ هُوَ كَلَامٌ مُوجَزٌ جَامِعٌ فَارفَع حَوَائِجَكَ يَا مُوسَي فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَوّلُ حاَجتَيِ‌ إِلَيكَ أَن تَأذَنَ لِي فِي الِانصِرَافِ إِلَي أهَليِ‌ فإَنِيّ‌ تَرَكتُهُم بَاكِينَ آيِسِينَ مِن أَن يرَوَنيِ‌ أَبَداً فَقَالَ مَأذُونٌ لَكَ ازدَد فَقُلتُ يبُقيِ‌ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَنَا مَعَاشِرَ بنَيِ‌ عَمّهِ فَقَالَ ازدَد فَقُلتُ عَلَيّ عِيَالٌ كَثِيرٌ وَ أَعيُنُنَا بَعدَ اللّهِ مَمدُودَةٌ إِلَي فَضلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ عَادَتِهِ فَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ وَ كِسوَةٍ وَ حمَلَنَيِ‌ وَ ردَنّيِ‌ إِلَي أهَليِ‌ مُكَرّماً

بيان قدأثبتنا شرح أجزاء الخبر في المحال المناسبة لها و قدمر بتغيير في كتاب الاحتجاج ورواه في كتاب الاستدراك أيضا عن هارون بن موسي التلعكبري‌ بإسناده إلي علي بن أبي حمزة عنه ع باختصار وأدني تغيير و أماعدم ذكر الجواب عن الفساد من قبل النساء للعهد ألذي جري بينه ع و بين الرشيد وسيأتي‌ مايظهر منه الجواب في كتاب الخمس إن شاء الله تعالي في الاستدراك أنه أجاب ع أنه من جهة الخمس

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبُو أَحمَدَ هَانِئُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَحمُودٍ العبَديِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا أُدخِلتُ عَلَي الرّشِيدِ سَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ ثُمّ قَالَ يَا مُوسَي بنَ جَعفَرٍ خَلِيفَتَينِ يُجبَي إِلَيهِمَا الخَرَاجُ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أُعِيذُكَ بِاللّهِأَن تَبُوءَ بإِثِميِ‌ وَ إِثمِكَ وَ تَقبَلَ البَاطِلَ مِن أَعدَائِنَا عَلَينَا فَقَد


صفحه : 126

عَلِمتَ أَنّهُ قَد كُذِبَ عَلَينَا مُنذُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص بِمَا عِلمُ ذَلِكَ عِندَكَ فَإِن رَأَيتَ بِقَرَابَتِكَ مِن رَسُولِ اللّهِص أَن تَأذَنَ لِي أُحَدّثكَ بِحَدِيثٍ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ قَد أَذِنتُ لَكَ فَقُلتُ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِنّ الرّحِمَ إِذَا مَسّتِ الرّحِمَ تَحَرّكَت وَ اضطَرَبَت فنَاَولِنيِ‌ يَدَكَ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ فَقَالَ ادنُ فَدَنَوتُ مِنهُ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ ثُمّ جذَبَنَيِ‌ إِلَي نَفسِهِ وَ عاَنقَنَيِ‌ طَوِيلًا ثُمّ ترَكَنَيِ‌ وَ قَالَ اجلِس يَا مُوسَي فَلَيسَ عَلَيكَ بَأسٌ فَنَظَرتُ إِلَيهِ فَإِذَا إِنّهُ قَد دَمَعَت عَينَاهُ فَرَجَعَت إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ فَقَالَ صَدَقتَ وَ صَدَقَ جَدّكَص لَقَد تَحَرّكَ دمَيِ‌ وَ اضطَرَبَت عرُوُقيِ‌ حَتّي غَلَبَت عَلَيّ الرّقّةُ وَ فَاضَت عيَناَي‌َ وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن أَشيَاءَ تَتَلَجلَجُ فِي صدَريِ‌ مُنذُ حِينٍ لَم أَسأَل عَنهَا أَحَداً فَإِن أَنتَ أجَبَتنَيِ‌ عَنهَا خَلّيتُ عَنكَ وَ لَم أَقبَل قَولَ أَحَدٍ فِيكَ وَ قَد بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ لَم تَكذِب قَطّ فاَصدقُنيِ‌ عَمّا أَسأَلُكَ مِمّا فِي قلَبيِ‌ فَقُلتُ مَا كَانَ عِلمُهُ عنِديِ‌ فإَنِيّ‌ مُخبِرُكَ بِهِ إِن أَنتَ آمنَتنَيِ‌ قَالَ لَكَ الأَمَانُ إِن صدَقَتنَيِ‌ وَ تَرَكتَ التّقِيّةَ التّيِ‌ تُعرَفُونَ بِهَا مَعشَرَ بنَيِ‌ فَاطِمَةَ فَقُلتُ لِيَسأَل أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَمّا شَاءَ قَالَ أخَبرِنيِ‌ لِمَ فُضّلتُم عَلَينَا وَ نَحنُ وَ أَنتُم مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَ بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ وَ نَحنُ وَ أَنتُم وَاحِدٌ إِنّا بَنُو العَبّاسِ وَ أَنتُم وُلدُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُمَا عَمّا رَسُولِ اللّهِص وَ قَرَابَتُهُمَا مِنهُ سَوَاءٌ فَقُلتُ نَحنُ أَقرَبُ قَالَ وَ كَيفَ ذَلِكَ قُلتُ لِأَنّ عَبدَ اللّهِ وَ أَبَا طَالِبٍ لِأَبٍ وَ أُمّ وَ أَبُوكُمُ العَبّاسُ لَيسَ هُوَ مِن أُمّ عَبدِ اللّهِ وَ لَا مِن أُمّ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَلِمَ ادّعَيتُم أَنّكُم وَرِثتُمُ النّبِيّص وَ العَمّ يَحجُبُ ابنَ العَمّ وَ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ قَبلَهُ وَ العَبّاسُ عَمّهُ حيَ‌ّ فَقُلتُ لَهُ إِن رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَن يعُفيِنَيِ‌ مِن هَذِهِ المَسأَلَةِ وَ يسَألَنَيِ‌ عَن كُلّ بَابٍ سِوَاهُ يُرِيدُهُ فَقَالَ لَا أَو تُجِيبَ فَقُلتُ فآَمنِيّ‌ قَالَ قَد آمَنتُكَ قَبلَ الكَلَامِ فَقُلتُ إِنّ فِي قَولِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِذ لَيسَ مَعَ وُلدِ الصّلبِ ذَكَراً كَانَ أَو أُنثَي لِأَحَدٍ سَهمٌ إِلّا لِلأَبَوَينِ وَ الزّوجِ وَ الزّوجَةِ وَ لَم يَثبُت لِلعَمّ مَعَ وُلدِ الصّلبِ


صفحه : 127

مِيرَاثٌ وَ لَم يَنطِق بِهِ الكِتَابُ إِلّا أَنّ تَيماً وَ عَدِيّاً وَ بنَيِ‌ أُمَيّةَ قَالُوا العَمّ وَالِدٌ رَأياً مِنهُم بِلَا حَقِيقَةٍ وَ لَا أَثَرٍ عَنِ النّبِيّص وَ مَن قَالَ بِقَولِ عَلِيّ ع مِنَ العُلَمَاءِ قَضَايَاهُم خِلَافُ قَضَايَا هَؤُلَاءِ هَذَا نُوحُ بنُ دَرّاجٍ يَقُولُ فِي هَذِهِ المَسأَلَةِ بِقَولِ عَلِيّ ع وَ قَد حَكَمَ بِهِ وَ قَد وَلّاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ المِصرَينِ الكُوفَةَ وَ البَصرَةَ وَ قَد قَضَي بِهِ فأَنُهيِ‌َ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَأَمَرَ بِإِحضَارِهِ وَ إِحضَارِ مَن يَقُولُ بِخِلَافِ قَولِهِ مِنهُم سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ وَ اِبرَاهِيمُ المدَنَيِ‌ّ وَ الفُضَيلُ بنُ عِيَاضٍ فَشَهِدُوا أَنّهُ قَولُ عَلِيّ ع فِي هَذِهِ المَسأَلَةِ فَقَالَ لَهُم فِيمَا أبَلغَنَيِ‌ بَعضُ العُلَمَاءِ مِن أَهلِ الحِجَازِ فَلِمَ لَا تُفتُونَ بِهِ وَ قَد قَضَي بِهِ نُوحُ بنُ دَرّاجٍ فَقَالُوا جَسَرَ نُوحٌ وَ جَبُنّا وَ قَد أَمضَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَضِيّتَهُ بِقَولِ قُدَمَاءِ العَامّةِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ عَلِيّ أَقضَاكُم وَ كَذَلِكَ قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ عَلِيّ أَقضَانَا وَ هُوَ اسمٌ جَامِعٌ لِأَنّ جَمِيعَ مَا مَدَحَ بِهِ النّبِيّص أَصحَابَهُ مِنَ القِرَاءَةِ وَ الفَرَائِضِ وَ العِلمِ دَاخِلٌ فِي القَضَاءِ قَالَ زدِنيِ‌ يَا مُوسَي قُلتُ المَجَالِسُ بِالأَمَانَاتِ وَ خَاصّةً مَجلِسُكَ فَقَالَ لَا بَأسَ عَلَيكَ فَقُلتُ إِنّ النّبِيّص لَم يُوَرّث مَن لَم يُهَاجِر وَ لَا أَثبَتَ لَهُ وَلَايَةً حَتّي يُهَاجِرَ فَقَالَ مَا حُجّتُكَ فِيهِ قُلتُ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِن وَلايَتِهِم مِن شَيءٍ حَتّي يُهاجِرُوا وَ إِنّ عمَيّ‌َ العَبّاسَ لَم يُهَاجِر فَقَالَ لِي أَسأَلُكَ يَا مُوسَي هَل أَفتَيتَ بِذَلِكَ أَحَداً مِن أَعدَائِنَا أَم أَخبَرتَ أَحَداً مِنَ الفُقَهَاءِ فِي هَذِهِ المَسأَلَةِ بشِيَ‌ءٍ فَقُلتُ أللّهُمّ لَا وَ مَا سأَلَنَيِ‌ عَنهَا إِلّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَ لِمَ جَوّزتُم لِلعَامّةِ وَ الخَاصّةِ أَن يَنسِبُوكُم إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ يَقُولُونَ لَكُم يَا بنَيِ‌ رَسُولِ اللّهِ وَ أَنتُم بَنُو عَلِيّ وَ إِنّمَا يُنسَبُ المَرءُ إِلَي أَبِيهِ وَ فَاطِمَةُ إِنّمَا هيِ‌َ وِعَاءٌ وَ النّبِيّ ع جَدّكُم مِن قِبَلِ أُمّكُم فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَنّ النّبِيّص نُشِرَ فَخَطَبَ إِلَيكَ كَرِيمَتَكَ هَل كُنتَ تُجِيبُهُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ


صفحه : 128

وَ لِمَ لَا أُجِيبُهُ بَل أَفتَخِرُ عَلَي العَرَبِ وَ العَجَمِ وَ قُرَيشٍ بِذَلِكَ فَقُلتُ لَكِنّهُ ع لَا يَخطُبُ إلِيَ‌ّ وَ لَا أُزَوّجُهُ فَقَالَ وَ لِمَ فَقُلتُ لِأَنّهُ ولَدَنَيِ‌ وَ لَم يَلِدكَ فَقَالَ أَحسَنتَ يَا مُوسَي ثُمّ قَالَ كَيفَ قُلتُم إِنّا ذُرّيّةُ النّبِيّ وَ النّبِيّ ع لَم يُعَقّب وَ إِنّمَا العَقِبُ لِلذّكَرِ لَا لِلأُنثَي وَ أَنتُم وُلدُ الِابنَةِ وَ لَا يَكُونُ لَهَا عَقِبٌ فَقُلتُ أَسأَلُكَ بِحَقّ القَرَابَةِ وَ القَبرِ وَ مَن فِيهِ إِلّا مَا أعَفيَتنَيِ‌ عَن هَذِهِ المَسأَلَةِ فَقَالَ لَا أَو تخُبرِنَيِ‌ بِحُجّتِكُم فِيهِ يَا وُلدَ عَلِيّ وَ أَنتَ يَا مُوسَي يَعسُوبُهُم وَ إِمَامُ زَمَانِهِم كَذَا أنُهيِ‌َ إلِيَ‌ّ وَ لَستُ أُعفِيكَ فِي كُلّ مَا أَسأَلُكَ عَنهُ حَتّي تأَتيِنَيِ‌ فِيهِ بِحُجّةٍ مِن كِتَابِ اللّهِ فَأَنتُم تَدّعُونَ مَعشَرَ وُلدِ عَلِيّ أَنّهُ لَا يَسقُطُ عَنكُم مِنهُ شَيءٌ أَلِفٌ وَ لَا وَاوٌ إِلّا وَ تَأوِيلُهُ عِندَكُم وَ احتَجَجتُم بِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ وَ قَدِ استَغنَيتُم عَن رأَي‌ِ العُلَمَاءِ وَ قِيَاسِهِم فَقُلتُ تَأذَنُ لِي فِي الجَوَابِ قَالَ هَاتِ فَقُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ وَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ وَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي مَن أَبُو عِيسَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَيسَ لِعِيسَي أَبٌ فَقُلتُ إِنّمَا أَلحَقنَاهُ بذِرَاَريِ‌ّ الأَنبِيَاءِ ع مِن طَرِيقِ مَريَمَ ع وَ كَذَلِكَ أُلحِقنَا بذِرَاَريِ‌ّ النّبِيّص مِن قِبَلِ أُمّنَا فَاطِمَةَ ع أَزِيدُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ هَاتِ قُلتُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ وَ لَم يَدّعِ أَحَدٌ أَنّهُ أَدخَلَ النّبِيّص تَحتَ الكِسَاءِ عِندَ مُبَاهَلَةِ النّصَارَي إِلّا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَكَانَ تَأوِيلُ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّأَبناءَنا الحَسَنَ وَ الحُسَينَ


صفحه : 129

وَنِساءَنافَاطِمَةَ وَأَنفُسَنا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ إِنّ العُلَمَاءَ قَد أَجمَعُوا عَلَي أَنّ جَبرَئِيلَ قَالَ يَومَ أُحُدٍ يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذِهِ لهَيِ‌َ المُوَاسَاةُ مِن عَلِيّ قَالَ لِأَنّهُ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ وَ أَنَا مِنكُمَا يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ قَالَ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ فَكَانَ كَمَا مَدَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ خَلِيلَهُ ع إِذ يَقُولُفَتًي يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ اِبراهِيمُإِنّا مَعشَرَ بنَيِ‌ عَمّكَ نَفتَخِرُ بِقَولِ جَبرَئِيلَ إِنّهُ مِنّا فَقَالَ أَحسَنتَ يَا مُوسَي ارفَع إِلَينَا حَوَائِجَكَ فَقُلتُ لَهُ أَوّلُ حَاجَةٍ أَن تَأذَنَ لِابنِ عَمّكَ أَن يَرجِعَ إِلَي حَرَمِ جَدّهِ ع وَ إِلَي عِيَالِهِ فَقَالَ نَنظُرُ إِن شَاءَ اللّهُ فرَوُيِ‌َ أَنّهُ أَنزَلَهُ عِندَ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ فَزُعِمَ أَنّهُ توُفُيّ‌َ عِندَهُ وَ اللّهُ أَعلَمُ

3- ج ،[الإحتجاج ]مُرسَلًا مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ نَنظُرُ إِن شَاءَ اللّهُ

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ وَ المُكَتّبُ وَ الهمَداَنيِ‌ّ وَ ابنُ تَاتَانَةَ وَ أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ مَاجِيلَوَيهِ وَ ابنُ المُتَوَكّلِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سُفيَانَ بنِ نِزَارٍ قَالَكُنتُ يَوماً عَلَي رَأسِ المَأمُونِ فَقَالَ أَ تَدرُونَ مَن علَمّنَيِ‌ التّشَيّعَ فَقَالَ القَومُ جَمِيعاً لَا وَ اللّهِ مَا نَعلَمُ قَالَ عَلّمَنِيهِ الرّشِيدُ قِيلَ لَهُ وَ كَيفَ ذَلِكَ وَ الرّشِيدُ كَانَ يَقتُلُ أَهلَ هَذَا البَيتِ قَالَ كَانَ يَقتُلُهُم عَلَي المُلكِ لِأَنّ المُلكَ عَقِيمٌ وَ لَقَد حَجَجتُ مَعَهُ سَنَةً فَلَمّا صَارَ إِلَي المَدِينَةِ تَقَدّمَ إِلَي حُجّابِهِ وَ قَالَ لَا يَدخُلَنّ عَلَيّ رَجُلٌ مِن أَهلِ المَدِينَةِ وَ مَكّةَ مِن أَبنَاءِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ سَائِرِ بُطُونِ قُرَيشٍ إِلّا نَسَبَ نَفسَهُ فَكَانَ الرّجُلُ إِذَا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي جَدّهِ مِن هاَشمِيِ‌ّ أَو قرُشَيِ‌ّ أَو مهُاَجرِيِ‌ّ أَو أنَصاَريِ‌ّ فَيَصِلُهُ مِنَ المِائَةِ بِخَمسَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ مَا دُونَهَا إِلَي ماِئتَيَ‌ دِينَارٍ عَلَي قَدرِ شَرَفِهِ وَ هِجرَةِ آبَائِهِ


صفحه : 130

فَأَنَا ذَاتَ يَومٍ وَاقِفٌ إِذ دَخَلَ الفَضلُ بنُ الرّبِيعِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَي البَابِ رَجُلٌ زَعَمَ أَنّهُ مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَقبَلَ عَلَينَا وَ نَحنُ قِيَامٌ عَلَي رَأسِهِ وَ الأَمِينُ وَ المُؤتَمَنُ وَ سَائِرُ القُوّادِ فَقَالَ احفَظُوا عَلَي أَنفُسِكُم ثُمّ قَالَ لِآذِنِهِ ائذَن لَهُ وَ لَا يَنزِلُ إِلّا عَلَي بسِاَطيِ‌ فَأَنَا كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ شَيخٌ مُسَخّدٌ قَد أَنهَكَتهُ العِبَادَةُ كَأَنّهُ شَنّ بَالٍ قَد كَلَمَ السّجُودُ وَجهَهُ وَ أَنفَهُ فَلَمّا رَأَي الرّشِيدَ رَمَي بِنَفسِهِ عَن حِمَارٍ كَانَ رَاكِبَهُ فَصَاحَ الرّشِيدُ لَا وَ اللّهِ إِلّا عَلَي بسِاَطيِ‌ فَمَنَعَهُ الحُجّابُ مِنَ التّرَجّلِ وَ نَظَرنَا إِلَيهِ بِأَجمَعِنَا بِالإِجلَالِ وَ الإِعظَامِ فَمَا زَالَ يَسِيرُ عَلَي حِمَارِهِ حَتّي سَارَ إِلَي البِسَاطِ وَ الحُجّابُ وَ القُوّادُ مُحدِقُونَ بِهِ فَنَزَلَ فَقَامَ إِلَيهِ الرّشِيدُ وَ استَقبَلَهُ إِلَي آخِرِ البِسَاطِ وَ قَبّلَ وَجهَهُ وَ عَينَيهِ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ حَتّي صَيّرَهُ فِي صَدرِ المَجلِسِ وَ أَجلَسَهُ مَعَهُ فِيهِ وَ جَعَلَ يُحَدّثُهُ وَ يُقبِلُ بِوَجهِهِ عَلَيهِ وَ يَسأَلُهُ عَن أَحوَالِهِ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا عَلَيكَ مِنَ العِيَالِ فَقَالَ يَزِيدُونَ عَلَي الخَمسِمِائَةِ قَالَ أَولَادٌ كُلّهُم قَالَ لَا أَكثَرُهُم موَاَليِ‌ّ وَ حَشَمٌ فَأَمّا الوَلَدُ فلَيِ‌ نَيّفٌ وَ ثَلَاثُونَ الذّكرَانُ مِنهُم كَذَا وَ النّسوَانُ مِنهُم كَذَا قَالَ فَلِمَ لَا تُزَوّجِ النّسوَانَ مِن بنَيِ‌ عُمُومَتِهِنّ وَ أَكفَائِهِنّ قَالَ اليَدُ تَقصُرُ عَن ذَلِكَ قَالَ فَمَا حَالُ الضّيعَةِ قَالَ تعُطيِ‌ فِي وَقتٍ وَ تَمنَعُ فِي آخَرَ قَالَ فَهَل عَلَيكَ دَينٌ قَالَ نَعَم قَالَ كَم قَالَ نَحوٌ مِن عَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ فَقَالَ الرّشِيدُ يَا ابنَ عَمّ أَنَا أُعطِيكَ مِنَ المَالِ مَا تُزَوّجُ بِهِ الذّكرَانَ وَ النّسوَانَ وَ تَعمُرُ الضّيَاعَ فَقَالَ لَهُ وَصَلَتكَ رَحِمٌ يَا ابنَ عَمّ وَ شَكَرَ اللّهُ لَكَ هَذِهِ النّيّةَ الجَمِيلَةَ وَ الرّحِمُ مَاسّةٌ وَ القَرَابَةُ وَاشِجَةٌ وَ النّسَبُ وَاحِدٌ وَ العَبّاسُ عَمّ النّبِيّص وَ صِنوُ أَبِيهِ وَ عَمّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ صِنوُ أَبِيهِ وَ مَا أَبعَدَكَ اللّهُ مِن أَن تَفعَلَ ذَلِكَ وَ قَد بَسَطَ يَدَكَ وَ أَكرَمَ عُنصُرَكَ وَ أَعلَي مَحتِدَكَ فَقَالَ أَفعَلُ ذَلِكَ يَا أَبَا الحَسَنِ وَ كَرَامَةً


صفحه : 131

فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد فَرَضَ عَلَي وُلَاةِ عَهدِهِ أَن يَنعَشُوا فُقَرَاءَ الأُمّةِ وَ يَقضُوا عَنِ الغَارِمِينَ وَ يُؤَدّوا عَنِ المُثَقّلِ وَ يَكسُوا العاَريِ‌َ وَ يُحسِنُوا إِلَي العاَنيِ‌ وَ أَنتَ أَولَي مَن يَفعَلُ ذَلِكَ فَقَالَ أَفعَلُ يَا أَبَا الحَسَنِ ثُمّ قَامَ فَقَامَ الرّشِيدُ لِقِيَامِهِ وَ قَبّلَ عَينَيهِ وَ وَجهَهُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ وَ عَلَي الأَمِينِ وَ المُؤتَمَنِ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ وَ يَا مُحَمّدُ وَ يَا اِبرَاهِيمُ بَينَ يدَيِ‌ عَمّكُم وَ سَيّدُكُم خُذُوا بِرِكَابِهِ وَ سَوّوا عَلَيهِ ثِيَابَهُ وَ شَيّعُوهُ إِلَي مَنزِلِهِ فَأَقبَلَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع سِرّاً بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ فبَشَرّنَيِ‌ بِالخِلَافَةِ وَ قَالَ لِي إِذَا مَلَكتَ هَذَا الأَمرَ فَأَحسِن إِلَي ولُديِ‌ ثُمّ انصَرَفنَا وَ كُنتُ أَجرَأَ وُلدِ أَبِي عَلَيهِ فَلَمّا خَلَا المَجلِسُ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَن هَذَا الرّجُلُ ألّذِي قَد عَظّمتَهُ وَ أَجلَلتَهُ وَ قُمتَ مِن مَجلِسِكَ إِلَيهِ فَاستَقبَلتَهُ وَ أَقعَدتَهُ فِي صَدرِ المَجلِسِ وَ جَلَستَ دُونَهُ ثُمّ أَمَرتَنَا بِأَخذِ الرّكَابِ لَهُ قَالَ هَذَا إِمَامُ النّاسِ وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَي عِبَادِهِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ وَ لَيسَت هَذِهِ الصّفَاتُ كُلّهَا لَكَ وَ فِيكَ فَقَالَ أَنَا إِمَامُ الجَمَاعَةِ فِي الظّاهِرِ بِالغَلَبَةِ وَ القَهرِ وَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ إِمَامُ حَقّ وَ اللّهِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّهُ لَأَحَقّ بِمَقَامِ رَسُولِ اللّهِص منِيّ‌ وَ مِنَ الخَلقِ جَمِيعاً وَ وَ اللّهِ لَو ناَزعَتنَيِ‌ هَذَا الأَمرَ لَأَخَذتُ ألّذِي فِيهِ عَينَاكَ فإِنّ المُلكَ عَقِيمٌ فَلَمّا أَرَادَ الرّحِيلَ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي مَكّةَ أَمَرَ بِصُرّةٍ سَودَاءَ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ فَقَالَ لَهُ اذهَب بِهَذِهِ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ قُل لَهُ يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ نَحنُ فِي ضِيقَةٍ وَ سَيَأتِيكَ بِرّنَا بَعدَ هَذَا الوَقتِ فَقُمتُ فِي صَدرِهِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تعُطيِ‌ أَبنَاءَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ سَائِرَ قُرَيشٍ وَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ مَن لَا يُعرَفُ حَسَبُهُ وَ نَسَبُهُ خَمسَةَ آلَافِ دِينَارٍ إِلَي مَا دُونَهَا وَ تعُطيِ‌ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ وَ قَد أَعظَمتَهُ وَ أَجلَلتَهُ ماِئتَيَ‌ دِينَارٍ أَخَسّ عَطِيّةٍ أَعطَيتَهَا أَحَداً مِنَ النّاسِ فَقَالَ اسكُت لَا أُمّ لَكَ فإَنِيّ‌ لَو أَعطَيتُ هَذَا مَا ضَمِنتُهُ لَهُ مَا كُنتُ آمَنُهُ أَن يَضرِبَ وجَهيِ‌ غَداً بِمِائَةِ أَلفِ سَيفٍ مِن شِيعَتِهِ وَ مَوَالِيهِ وَ فَقرُ هَذَا وَ أَهلِ بَيتِهِ أَسلَمُ لِي وَ لَكُم مِن بَسطِ أَيدِيهِم وَ أَعيُنِهِم


صفحه : 132

فَلَمّا نَظَرَ إِلَي ذَلِكَ مُخَارِقٌ المغُنَيّ‌ دَخَلَهُ فِي ذَلِكَ غَيظٌ فَقَامَ إِلَي الرّشِيدِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد دَخَلتُ المَدِينَةَ وَ أَكثَرُ أَهلِهَا يَطلُبُونَ منِيّ‌ شَيئاً وَ إِن خَرَجتُ وَ لَم أَقسِم فِيهِم شَيئاً لَم يَتَبَيّن لَهُم تَفَضّلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيّ وَ منَزلِتَيِ‌ عِندَهُ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا لِأَهلِ المَدِينَةِ وَ عَلَيّ دَينٌ أَحتَاجُ أَن أَقضِيَهُ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ أُخرَي فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بنَاَتيِ‌ أُرِيدُ أَن أُزَوّجَهُنّ وَ أَنَا مُحتَاجٌ إِلَي جِهَازِهِنّ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ أُخرَي فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا بُدّ مِن غَلّةٍ تُعطِينِيهَا تَرُدّ عَلَيّ وَ عَلَي عيِاَليِ‌ وَ بنَاَتيِ‌ وَ أَزوَاجِهِنّ القُوتَ فَأَمَرَ لَهُ بِأَقطَاعِ مَا يَبلُغُ غَلّتُهُ فِي السّنَةِ عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَ أَمَرَ أَن يُعَجّلَ ذَلِكَ لَهُ مِن سَاعَتِهِ ثُمّ قَامَ مُخَارِقٌ مِن فَورِهِ وَ قَصَدَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع وَ قَالَ لَهُ قَد وَقَفتُ عَلَي مَا عَامَلَكَ بِهِ هَذَا المَلعُونُ وَ مَا أَمَرَ لَكَ بِهِ وَ قَدِ احتَلتُ عَلَيهِ لَكَ وَ أَخَذتُ مِنهُ صِلَاتِ ثَلَاثِينَ أَلفَ دِينَارٍ وَ أَقطَاعاً تَغُلّ فِي السّنَةِ عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَ لَا وَ اللّهِ يَا سيَدّيِ‌ مَا أَحتَاجُ إِلَي شَيءٍ مِن ذَلِكَ وَ مَا أَخَذتُهُ إِلّا لَكَ وَ أَنَا أَشهَدُ لَكَ بِهَذِهِ الأَقطَاعِ وَ قَد حَمَلتُ المَالَ إِلَيكَ فَقَالَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِي مَالِكَ وَ أَحسَنَ جَزَاكَ مَا كُنتُ لِآخُذَ مِنهُ دِرهَماً وَاحِداً وَ لَا مِن هَذِهِ الأَقطَاعِ شَيئاً وَ قَد قَبِلتُ صِلَتَكَ وَ بِرّكَ فَانصَرِف رَاشِداً وَ لَا ترُاَجعِنيِ‌ فِي ذَلِكَ فَقَبّلَ يَدَهُ وَ انصَرَفَ

5- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّ المَأمُونَ قَالَ لِقَومِهِ أَ تَدرُونَ مَن علَمّنَيِ‌ التّشَيّعَ إِلَي قَولِهِ أَسلَمُ لِي وَ لَكُم مِن بَسطِ أَيدِيهِم وَ إِغنَائِهِم

بيان قال الفيروزآبادي‌ الملك عقيم أي لاينفع فيه نسب لأنه يقتل في طلبه الأب والأخ والعم والولد و قال الجوهري‌ أصبح فلان مسخدا إذا


صفحه : 133

أصبح مصفرا ثقيلا مورما قوله ع وصلتك رحم أي صارت الرحم سببا لصلتك لنا أودعاء له بأن تصله الرحم وتعينه وتجزيه بما رعي لها والأخير أظهر والواشجة المشتبكة والمحتد الأصل ونعشه أي رفعه والعاني‌ الأسير

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ شَبِيبٍ قَالَ سَمِعتُ المَأمُونَ يَقُولُ مَا زِلتُ أُحِبّ أَهلَ البَيتِ ع وَ أُظهِرُ لِلرّشِيدِ بُغضَهُم تَقَرّباً إِلَيهِ فَلَمّا حَجّ الرّشِيدُ وَ كُنتُ أَنَا وَ مُحَمّدٌ وَ القَاسِمُ مَعَهُ فَلَمّا كَانَ بِالمَدِينَةِ استَأذَنَ عَلَيهِ النّاسُ فَكَانَ آخِرُ مَن أُذِنَ لَهُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فَدَخَلَ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ الرّشِيدُ تَحَرّكَ وَ مَدّ بَصَرَهُ وَ عُنُقَهُ إِلَيهِ حَتّي دَخَلَ البَيتَ ألّذِي كَانَ فِيهِ فَلَمّا قَرُبَ مِنهُ جَثَا الرّشِيدُ عَلَي رُكبَتَيهِ وَ عَانَقَهُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَنتَ يَا أَبَا الحَسَنِ كَيفَ عِيَالُكَ وَ عِيَالُ أَبِيكَ كَيفَ أَنتُم مَا حَالُكُم فَمَا زَالَ يَسأَلُهُ عَن هَذَا وَ أَبُو الحَسَنِ ع يَقُولُ خَيرٌ خَيرٌ فَلَمّا قَامَ أَرَادَ الرّشِيدُ أَن يَنهَضَ فَأَقسَمَ عَلَيهِ أَبُو الحَسَنِ ع فَقَعَدَ وَ عَانَقَهُ وَ سَلّمَ عَلَيهِ وَ وَدّعَهُ قَالَ المَأمُونُ وَ كُنتُ أَجرَأَ وُلدِ أَبِي عَلَيهِ فَلَمّا خَرَجَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع قُلتُ لأِبَيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد رَأَيتُكَ عَمِلتَ بِهَذَا الرّجُلِ شَيئاً مَا رَأَيتُكَ فَعَلتَهُ بِأَحَدٍ مِن أَبنَاءِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ لَا ببِنَيِ‌ هَاشِمٍ فَمَن هَذَا الرّجُلُ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ هَذَا وَارِثُ عِلمِ النّبِيّينَ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ إِن أَرَدتَ العِلمَ الصّحِيحَ فَعِندَ هَذَا قَالَ المَأمُونُ فَحِينَئِذٍ انغَرَسَ فِي قلَبيِ‌ حُبّهُم


صفحه : 134

7-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن بَعضِ مَن ذَكَرَهُ أَنّهُ كَتَبَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع إِلَي الخَيزُرَانِ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ يُعَزّيهَا بِمُوسَي ابنِهِ[ابنِهَا] وَ يُهَنّيهَا بِهَارُونَ ابنِهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِلِلخَيزُرَانِ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مِن مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ أَمّا بَعدُ أَصلَحَكِ اللّهُ وَ أَمتَعَ بِكِ وَ أَكرَمَكِ وَ حَفِظَكِ وَ أَتَمّ النّعمَةَ وَ العَافِيَةَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ لَكِ بِرَحمَتِهِ ثُمّ إِنّ الأُمُورَ أَطَالَ اللّهُ بَقَاءَكِ كُلّهَا بِيَدِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يُمضِيهَا وَ يُقَدّرُهَا بِقُدرَتِهِ فِيهَا وَ السّلطَانِ عَلَيهَا تُوَكّلُ بِحِفظِ مَاضِيهَا وَ تَمَامِ بَاقِيهَا فَلَا مُقَدّمَ لِمَا أَخّرَ مِنهَا وَ لَا مُؤَخّرَ لِمَا قَدّمَ استَأثَرَ بِالبَقَاءِ وَ خَلَقَ خَلقَهُ لِلفَنَاءِ أَسكَنَهُم دُنيَا سَرِيعاً زَوَالُهَا قَلِيلًا بَقَاؤُهَا وَ جَعَلَ لَهُم مَرجِعاً إِلَي دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا وَ لَا فَنَاءَ وَ كَتَبَ المَوتَ عَلَي جَمِيعِ خَلقِهِ وَ جَعَلَهُم أُسوَةً فِيهِ عَدلًا مِنهُ عَلَيهِم عَزِيزاً وَ قُدرَةً مِنهُ عَلَيهِم لَا مَدفَعَ لِأَحَدٍ مِنهُم وَ لَا مَحِيصَ لَهُ عَنهُ حَتّي يَجمَعَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِذَلِكَ إِلَي دَارِ البَقَاءِ خَلقَهُ وَ يَرِثَ بِهِ أَرضَهُ وَ مَن عَلَيهَا وَ إِلَيهِ يَرجِعُونَ بَلَغَنَا أَطَالَ اللّهُ بَقَاكِ مَا كَانَ مِن قَضَاءِ اللّهِ الغَالِبِ فِي وَفَاةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مُوسَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ رَحمَتُهُ وَ مَغفِرَتُهُ وَ رِضوَانُهُ وَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَإِعظَاماً لِمُصِيبَتِهِ وَ إِجلَالًا لِرُزئِهِ وَ فَقدِهِ ثُمّإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَصَبراً لِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ تَسلِيماً لِقَضَائِهِ ثُمّإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَلِشِدّةِ مُصِيبَتِكِ عَلَينَا خَاصّةً وَ بُلُوغِهَا مِن حَرّ قُلُوبِنَا وَ نُشُوزِ أَنفُسِنَا نَسأَلُ اللّهَ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَن يَرحَمَهُ وَ يُلحِقَهُ بِنَبِيّهِص وَ بِصَالِحِ سَلَفِهِ وَ أَن يَجعَلَ مَا نَقَلَهُ إِلَيهِ خَيراً مِمّا أَخرَجَهُ مِنهُ وَ نَسأَلُ اللّهَ أَن يُعظِمَ أَجرَكِ أَمتَعَ اللّهُ بِكِ وَ أَن يُحسِنَ عُقبَاكِ وَ أَن يُعَوّضَكِ مِنَ المُصِيبَةِ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَفضَلَ مَا وَعَدَ الصّابِرِينَ مِن صَلَوَاتِهِ وَ رَحمَتِهِ وَ هُدَاهُ وَ نَسأَلُ اللّهَ أَن يَربِطَ عَلَي قَلبِكِ وَ يُحسِنَ عَزَاكِ وَ سَلوَتَكِ وَ الخَلَفَ عَلَيكِ وَ لَا يُرِيَكِ بَعدَهُ مَكرُوهاً فِي نَفسِكِ وَ لَا فِي شَيءٍ مِن نِعمَتِهِ


صفحه : 135

وَ أَسأَلُ اللّهَ أَن يُهَنّيَكِ خِلَافَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَمتَعَ اللّهُ بِهِ وَ أَطَالَ بَقَاهُ وَ مَدّ فِي عُمُرِهِ وَ أَنسَأَ فِي أَجَلِهِ وَ أَن يُسَوّغَكُمَا بِأَتَمّ النّعمَةِ وَ أَفضَلِ الكَرَامَةِ وَ أَطوَلِ العُمُرِ وَ أَحسَنِ الكِفَايَةِ وَ أَن يُمَتّعَكِ وَ إِيّانَا خَاصّةً وَ المُسلِمِينَ عَامّةً بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَتّي نَبلُغَ بِهِ أَفضَلَ الأَمَلِ فِيهِ لِنَفسِهِ وَ مِنكِ أَطَالَ اللّهُ بَقَاهُ وَ مَنَالَهُ لَم يَكُن أَطَالَ اللّهُ بَقَاكِ أَحَدٌ مِن أهَليِ‌ وَ قَومِكِ وَ خَاصّتِكِ وَ حُرمَتِكِ كَانَ أَشَدّ لِمُصِيبَتِكِ إِعظَاماً وَ بِهَا حَزَناً وَ لَكِ بِالأَجرِ عَلَيهَا دُعَاءً وَ بِالنّعمَةِ التّيِ‌ أَحدَثَ اللّهُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَطَالَ اللّهُ بَقَاهُ دُعَاءً بِتَمَامِهَا وَ دَوَامِهَا وَ بَقَائِهَا وَ دَفعِ المَكرُوهِ فِيهَا منِيّ‌ وَ الحَمدُ لِلّهِ لِمَا جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ عَلَيهِ بمِعَرفِتَيِ‌ بِفَضلِكِ وَ النّعمَةِ عَلَيكِ وَ بشِكُريِ‌ بَلَاءَكِ وَ عَظِيمِ رجَاَئيِ‌ لَكِ أَمتَعَ اللّهُ بِكِ وَ أَحسَنَ جَزَاكِ إِن رَأَيتِ أَطَالَ اللّهُ بَقَاكِ أَن تكَتبُيِ‌ إلِيَ‌ّ بِخَبَرِكِ فِي خَاصّةِ نَفسِكِ وَ حَالِ جَزِيلِ هَذِهِ المُصِيبَةِ وَ سَلوَتِكِ عَنهَا فَعَلتِ فإَنِيّ‌ بِذَلِكِ مُهتَمّ وَ إِلَي مَا جاَءنَيِ‌ مِن خَبَرِكِ وَ حَالِكِ فِيهِ مُتَطَلّعٌ أَتَمّ اللّهُ لَكِ أَفضَلَ مَا عَوّدَكِ مِن نِعمَتِهِ وَ اصطَنَعَ عِندَكِ مِن كَرَامَتِهِ وَ السّلَامُ عَلَيكِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ كُتِبَ يَومَ الخَمِيسِ لِسَبعِ لَيَالٍ خَلَونَ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ سَبعِينَ وَ مِائَةٍ

توضيح المحيص المهرب والرزء المصيبة و قوله ونشوز أنفسنا معطوف علي بلوغها من حر قلوبنا يقال نشزت المرأة نشوزا أي استصعبت علي بعلها وأنغصته قوله ع أن يسوغكما بأتم النعمة الباء للتعدية يقال ساغ الشراب يسوغ سوغا أي سهل مدخله في الحلق وسغته أناأسوغه وأسيغه يتعدي و لايتعدي .أقول انظر إلي شدة التقية في زمانه ع حتي أحوجته إلي أن يكتب مثل هذاالكتاب لموت كافرلا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِفهذا يفتح لك من التقية كل باب

8-ج ،[الإحتجاج ]قِيلَ لَمّا دَخَلَ هَارُونُ الرّشِيدُ المَدِينَةَ تَوَجّهَ لِزِيَارَةِ النّبِيّص وَ مَعَهُ النّاسُ فَتَقَدّمَ إِلَي قَبرِ النّبِيّص فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ عَمّ مُفتَخِراً بِذَلِكَ عَلَي غَيرِهِ فَتَقَدّمَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الكَاظِمُ ع إِلَي القَبرِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ


صفحه : 136

يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَه فَتَغَيّرَ وَجهُ الرّشِيدِ وَ تَبَيّنَ الغَيظُ فِيهِ

9- مل ،[كامل الزيارات ]الكلُيَنيِ‌ّ العِدّةُ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ حَضَرتُ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ وَ هَارُونُ الخَلِيفَةُ وَ عِيسَي بنُ جَعفَرٍ وَ جَعفَرُ بنُ يَحيَي بِالمَدِينَةِ وَ قَد جَاءُوا إِلَي قَبرِ النّبِيّص فَقَالَ هَارُونُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع تَقَدّم فَأَبَي فَتَقَدّمَ هَارُونُ فَسَلّمَ وَ قَامَ نَاحِيَةً فَقَالَ عِيسَي بنُ جَعفَرٍ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع تَقَدّم فَأَبَي فَتَقَدّمَ عِيسَي فَسَلّمَ وَ وَقَفَ مَعَ هَارُونَ فَقَالَ جَعفَرٌ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع تَقَدّم فَأَبَي فَتَقَدّمَ جَعفَرٌ فَسَلّمَ وَ وَقَفَ مَعَ هَارُونَ وَ تَقَدّمَ أَبُو الحَسَنِ ع فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَه أَسأَلُ اللّهَ ألّذِي اصطَفَاكَ وَ اجتَبَاكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَي بِكَ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَيكَ فَقَالَ هَارُونُ لِعِيسَي سَمِعتَ مَا قَالَ قَالَ نَعَم قَالَ هَارُونُ أَشهَدُ أَنّهُ أَبُوهُ حَقّاً

10- مِن كِتَابِ حُقُوقِ المُؤمِنِينَ،لأِبَيِ‌ عَلِيّ بنِ طَاهِرٍ قَالَ استَأذَنَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ موَلاَي‌َ الكَاظِمَ ع فِي تَركِ عَمَلِ السّلطَانِ فَلَم يَأذَن لَهُ وَ قَالَ لَا تَفعَل فَإِنّ لَنَا بِكَ أُنساً وَ لِإِخوَانِكَ بِكَ عِزّاً وَ عَسَي أَن يَجبُرَ اللّهُ بِكَ كَسراً وَ يَكسِرَ بِكَ نَائِرَةَ المُخَالِفِينَ عَن أَولِيَائِهِ يَا عَلِيّ كَفّارَةُ أَعمَالِكُمُ الإِحسَانُ إِلَي إِخوَانِكُم اضمَن لِي وَاحِدَةً وَ أَضمَنَ لَكَ ثَلَاثاً اضمَن لِي أَن لَا تَلقَي أَحَداً مِن أَولِيَائِنَا إِلّا قَضَيتَ حَاجَتَهُ وَ أَكرَمتَهُ وَ أَضمَنَ لَكَ أَن لَا يُظِلّكَ سَقفُ سِجنٍ أَبَداً وَ لَا يَنَالَكَ حَدّ سَيفٍ أَبَداً وَ لَا يَدخُلَ الفَقرُ بَيتَكَ أَبَداً يَا عَلِيّ مَن سَرّ مُؤمِناً فَبِاللّهِ بَدَأَ وَ باِلنبّيِ‌ّص ثَنّي وَ بِنَا ثَلّثَ

11-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّ بنَ يَقطِينٍ كَتَبَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع اختُلِفَ فِي المَسحِ عَلَي الرّجلَينِ فَإِن رَأَيتَ أَن تَكتُبَ مَا يَكُونُ عمَلَيِ‌ عَلَيهِ فَعَلتَ فَكَتَبَ أَبُو الحَسَنِ ألّذِي آمُرُكَ بِهِ أَن تَتَمَضمَضَ ثَلَاثاً وَ تَستَنشِقَ ثَلَاثاً وَ تَغسِلَ وَجهَكَ ثَلَاثاً وَ تُخَلّلَ شَعرَ لِحيَتِكَ ثَلَاثاً وَ تَغسِلَ يَدَيكَ ثَلَاثاً وَ تَمسَحَ ظَاهِرَ أُذُنَيكَ وَ بَاطِنَهُمَا


صفحه : 137

وَ تَغسِلَ رِجلَيكَ ثَلَاثاً وَ لَا تُخَالِفَ ذَلِكَ إِلَي غَيرِهِ فَامتَثَلَ أَمرَهُ وَ عَمِلَ عَلَيهِ فَقَالَ الرّشِيدُ أُحِبّ أَن أسَتبَر‌ِئَ أَمرَ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ فَإِنّهُم يَقُولُونَ إِنّهُ راَفضِيِ‌ّ وَ الرّافِضَةُ يُخَفّفُونَ فِي الوُضُوءِ فَنَاطَهُ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الشّغُلِ فِي الدّارِ حَتّي دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ وَ وَقَفَ الرّشِيدُ وَرَاءَ حَائِطِ الحُجرَةِ بِحَيثُ يَرَي عَلِيّ بنَ يَقطِينٍ وَ لَا يَرَاهُ هُوَ وَ قَد بَعَثَ إِلَيهِ بِالمَاءِ لِلوُضُوءِ فَتَوَضّأَ كَمَا أَمَرَهُ مُوسَي فَقَامَ الرّشِيدُ وَ قَالَ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّكَ راَفضِيِ‌ّ فَوَرَدَ عَلَي عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ كِتَابُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ تَوَضّأ مِنَ الآنَ كَمَا أَمَرَ اللّهُ اغسِل وَجهَكَ مَرّةً فَرِيضَةً وَ الأُخرَي إِسبَاغاً وَ اغسِل يَدَيكَ مِنَ المِرفَقَينِ كَذَلِكَ وَ امسَح مُقَدّمَ رَأسِكَ وَ ظَاهِرَ قَدَمَيكَ مِن فَضلِ نَدَاوَةِ وَضُوئِكَ فَقَد زَالَ مَا يُخَافُ عَلَيكَ

12-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَحَمَلَ الرّشِيدُ فِي بَعضِ الأَيّامِ إِلَي عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ ثِيَاباً أَكرَمَهُ بِهَا وَ كَانَ فِي جُملَتِهَا دُرّاعَةُ خَزّ سَودَاءُ مِن لِبَاسِ المُلُوكِ مُثقَلَةً بِالذّهَبِ فَأَنفَذَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ جُلّ تِلكَ الثّيَابِ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ أَنفَذَ فِي جُملَتِهَا تِلكَ الدّرّاعَةَ وَ أَضَافَ إِلَيهَا مَالًا كَانَ أَعَدّهُ لَهُ عَلَي رَسمٍ لَهُ فِيمَا يَحمِلُهُ إِلَيهِ مِن خُمُسِ مَالِهِ فَلَمّا وَصَلَ ذَلِكَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ قَبِلَ المَالَ وَ الثّيَابَ وَ رَدّ الدّرّاعَةَ عَلَي يَدِ الرّسُولِ إِلَي عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ وَ كَتَبَ إِلَيهِ أَنِ احتَفِظ بِهَا وَ لَا تُخرِجهَا عَن يَدِكَ فَسَيَكُونُ لَكَ بِهَا شَأنٌ تَحتَاجُ إِلَيهَا مَعَهُ فَارتَابَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ بِرَدّهَا عَلَيهِ وَ لَم يَدرِ مَا سَبَبُ ذَلِكَ فَاحتَفَظَ بِالدّرّاعَةِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ أَيّامٍ تَغَيّرَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ عَلَي غُلَامٍ كَانَ يَختَصّ بِهِ فَصَرَفَهُ عَن خِدمَتِهِ وَ كَانَ الغُلَامُ يَعرِفُ مَيلَ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ يَقِفُ عَلَي مَا يَحمِلُهُ إِلَيهِ فِي كُلّ وَقتٍ مِن مَالٍ وَ ثِيَابٍ وَ أَلطَافٍ وَ غَيرِ ذَلِكَ فَسَعَي بِهِ إِلَي الرّشِيدِ فَقَالَ إِنّهُ يَقُولُ بِإِمَامَةِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ يَحمِلُ إِلَيهِ خُمُسَ مَالِهِ فِي كُلّ سَنَةٍ


صفحه : 138

وَ قَد حَمَلَ إِلَيهِ الدّرّاعَةَ التّيِ‌ أَكرَمَهُ بِهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي وَقتِ كَذَا وَ كَذَا فَاستَشَاطَ الرّشِيدُ لِذَلِكَ وَ غَضِبَ غَضَباً وَ قَالَ لَأَكشِفَنّ عَن هَذِهِ الحَالِ فَإِن كَانَ الأَمرُ كَمَا يَقُولُ أَزهَقتُ نَفسَهُ وَ أَنفَذَ فِي الوَقتِ بِإِحضَارِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ فَلَمّا مَثُلَ بَينَ يَدَيهِ قَالَ لَهُ مَا فَعَلتَ بِالدّرّاعَةِ التّيِ‌ كَسَوتُكَ بِهَا قَالَ هيِ‌َ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عنِديِ‌ فِي سَفَطٍ مَختُومٍ فِيهِ طِيبٌ وَ قَدِ احتَفَظتُ بِهَا وَ قَلّمَا أَصبَحتُ إِلّا وَ فَتَحتُ السّفَطَ فَنَظَرتُ إِلَيهَا تَبَرّكاً بِهَا وَ قَبّلتُهَا وَ رَدَدتُهَا إِلَي مَوضِعِهَا وَ كُلّمَا أَمسَيتُ صَنَعتُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَحضِرهَا السّاعَةَ قَالَ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ استَدعَي بَعضَ خَدَمِهِ وَ قَالَ لَهُ امضِ إِلَي البَيتِ الفلُاَنيِ‌ّ مِنَ الدّارِ فَخُذ مِفتَاحَهُ مِن خاَزنِتَيِ‌ فَافتَحهُ وَ افتَحِ الصّندُوقَ الفلُاَنيِ‌ّ وَ جئِنيِ‌ بِالسّفَطِ ألّذِي فِيهِ بِخَتمِهِ فَلَم يَلبَثِ الغُلَامُ أَن جَاءَهُ بِالسّفَطِ مَختُوماً فَوُضِعَ بَينَ يدَيَ‌ِ الرّشِيدِ فَأَمَرَ بِكَسرِ خَتمِهِ وَ فَتحِهِ فَلَمّا فُتِحَ نَظَرَ إِلَي الدّرّاعَةِ فِيهِ بِحَالِهَا مَطوِيّةً مَدفُونَةً فِي الطّيبِ فَسَكَنَ الرّشِيدُ مِن غَضَبِهِ ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ بنِ يَقطِينٍ اردُدهَا إِلَي مَكَانِهَا وَ انصَرِف رَاشِداً فَلَن أُصَدّقَ عَلَيكَ بَعدَهَا سَاعِياً وَ أَمَرَ أَن يُتبَعَ بِجَائِزَةٍ سَنِيّةٍ وَ تَقَدّمَ بِضَربِ الساّعيِ‌ أَلفَ سَوطٍ فَضُرِبَ نَحواً مِن خَمسِمِائَةِ سَوطٍ فَمَاتَ فِي ذَلِكَ

13-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ سَابِقِ بنِ طَلحَةَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ كَانَ مِمّا قَالَ هَارُونُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي ع حِينَ أُدخِلَ عَلَيهِ مَا هَذِهِ الدّارُ قَالَ هَذِهِ دَارُ الفَاسِقِينَ قَالَ وَ قَرَأَسَأَصرِفُ عَن آياتيِ‌َ الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ إِن يَرَوا كُلّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الرّشدِ لا يَتّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الغيَ‌ّ يَتّخِذُوهُ سَبِيلًا فَقَالَ لَهُ هَارُونُ فَدَارُ مَن هيِ‌َ قَالَ هيِ‌َ لِشِيعَتِنَا فِترَةٌ وَ لِغَيرِهِم فِتنَةٌ قَالَ فَمَا بَالُ صَاحِبِ الدّارِ لَا يَأخُذُهَا قَالَ أُخِذَت مِنهُ عَامِرَةً وَ لَا يَأخُذُهَا


صفحه : 139

إِلّا مَعمُورَةً

بيان لعل المعني أنه لايأخذها إلا في وقت يمكنه عمارتها و هذا ليس أوانه

14- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبدِ رَبّهِ فِي العُقَدِ أَنّ المهَديِ‌ّ رَأَي فِي مَنَامِهِ شَرِيكاً القاَضيِ‌َ مَصرُوفاً وَجهُهُ عَنهُ فَلَمّا انتَبَهَ قَصّ رُؤيَاهُ عَلَي الرّبِيعِ فَقَالَ إِنّ شَرِيكاً مُخَالِفٌ لَكَ فَإِنّهُ فاَطمِيِ‌ّ مَحضٌ قَالَ المهَديِ‌ّ عَلَيّ بِشَرِيكٍ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ فاَطمِيِ‌ّ قَالَ أُعِيذُكَ بِاللّهِ أَن تَكُونَ غَيرَ فاَطمِيِ‌ّ إِلّا أَن تعَنيِ‌َ فَاطِمَةَ بِنتَ كِسرَي قَالَ لَا وَ لَكِن أعَنيِ‌ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ قَالَ فَتَلعَنُهَا قَالَ لَا مَعَاذَ اللّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِيمَن يَلعَنُهَا قَالَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ قَالَ فَالعَن هَذَا يعَنيِ‌ الرّبِيعَ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أَلعَنُهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ لَهُ شَرِيكٌ يَا مَاجِنُ فَمَا ذِكرُكَ لِسَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ ابنَةِ سَيّدِ المُرسَلِينَ فِي مَجَالِسِ الرّجَالِ قَالَ المهَديِ‌ّ فَمَا وَجهُ المَنَامِ قَالَ إِنّ رُؤيَاكَ لَيسَت بِرُؤيَا يُوسُفَ ع وَ إِنّ الدّمَاءَ لَا تُستَحَلّ بِالأَحلَامِ وَ أتُيِ‌َ بِرَجُلٍ شَتَمَ فَاطِمَةَ إِلَي الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ فَقَالَ لِابنِ غَانِمٍ انظُر فِي أَمرِهِ مَا تَقُولُ قَالَ يَجِبُ عَلَيهِ الحَدّ قَالَ لَهُ الفَضلُ هيِ‌َ ذَا أُمّكَ إِن حَدَدتَهُ فَأَمَرَ بِأَن يُضرَبَ أَلفَ سَوطٍ وَ يُصلَبَ فِي الطّرِيقِ

15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] لَمّا بُويِعَ مُحَمّدٌ المهَديِ‌ّ دَعَا حُمَيدَ بنَ قَحطَبَةَ نِصفَ اللّيلِ وَ قَالَ إِنّ إِخلَاصَ أَبِيكَ وَ أَخِيكَ فِينَا أَظهَرُ مِنَ الشّمسِ وَ حَالُكَ عنِديِ‌ مَوقُوفٌ فَقَالَ أَفدِيكَ بِالمَالِ وَ النّفسِ فَقَالَ هَذَا لِسَائِرِ النّاسِ قَالَ أَفدِيكَ بِالرّوحِ وَ المَالِ وَ الأَهلِ وَ الوَلَدِ فَلَم يُجِبهُ المهَديِ‌ّ فَقَالَ أَفدِيكَ بِالمَالِ وَ النّفسِ وَ الأَهلِ وَ الوَلَدِ وَ الدّينِ فَقَالَ لِلّهِ دَرّكَ فَعَاهَدَ عَلَي ذَلِكَ وَ أَمَرَهُ أَن يَقتُلَ الكَاظِمَ ع فِي السّحرَةِ بَغتَةً


صفحه : 140

فَنَامَ فَرَأَي فِي مَنَامِهِ عَلِيّاً ع يُشِيرُ إِلَيهِ وَ يَقرَأُفَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُمفَانتَبَهَ مَذعُوراً وَ نَهَي حُمَيداً عَمّا أَمَرَهُ وَ أَكرَمَ الكَاظِمَ وَ وَصَلَهُ

بيان السحرة بالضم السحر

16- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَ كَانَ يَتَقَدّمُ الرّشِيدُ إِلَي خَدَمِهِ إِذَا خَرَجَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ مِن عِندِهِ أَن يَقتُلُوهُ فَكَانُوا يَهُمّونَ بِهِ فَيَتَدَاخَلُهُم مِنَ الهَيبَةِ وَ الزّمَعِ فَلَمّا طَالَ ذَلِكَ أَمَرَ بِتِمثَالٍ مِن خَشَبٍ وَ جَعَلَ لَهُ وَجهاً مِثلَ وَجهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ كَانُوا إِذَا سَكِرُوا أَمَرَهُم أَن يَذبَحُوهَا بِالسّكَاكِينِ وَ كَانُوا يَفعَلُونَ ذَلِكَ أَبَداً فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ الأَيّامِ جَمَعَهُم فِي المَوضِعِ وَ هُم سُكَارَي وَ أَخرَجَ سيَدّيِ‌ إِلَيهِم فَلَمّا بَصُرُوا بِهِ هَمّوا بِهِ عَلَي رَسمِ الصّورَةِ فَلَمّا عَلِمَ مِنهُم مَا يُرِيدُونَ كَلّمَهُم بِالخَزَرِيّةِ وَ التّركِيّةِ فَرَمَوا مِن أَيدِيهِمُ السّكَاكِينَ وَ وَثَبُوا إِلَي قَدَمَيهِ فَقَبّلُوهُمَا وَ تَضَرّعُوا إِلَيهِ وَ تَبِعُوهُ إِلَي أَن شَيّعُوهُ إِلَي المَنزِلِ ألّذِي كَانَ يَنزِلُ فِيهِ فَسَأَلَهُمُ التّرجُمَانُ عَن حَالِهِم فَقَالُوا إِنّ هَذَا الرّجُلَ يَصِيرُ إِلَينَا فِي كُلّ عَامٍ فيَقَضيِ‌ أَحكَامَنَا وَ يرُضيِ‌ بَعضاً مِن بَعضٍ وَ نسَتسَقيِ‌ بِهِ إِذَا قُحِطَ بَلَدُنَا وَ إِذَا نَزَلَت بِنَا نَازِلَةٌ فَزِعنَا إِلَيهِ فَعَاهَدَهُم أَنّهُ لَا يَأمُرُهُم بِذَلِكَ فَرَجَعُوا

بيان الزمع بالتحريك الدهش

17-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حكُيِ‌َ أَنّهُ مُغِصَ بَعضُ الخُلَفَاءِ فَعَجَزَ بَختِيشُوعُ النصّراَنيِ‌ّ عَن دَوَائِهِ وَ أَخَذَ جَلِيداً فَأَذَابَهُ بِدَوَاءٍ ثُمّ أَخَذَ مَاءً وَ عَقَدَهُ بِدَوَاءٍ وَ قَالَ هَذَا الطّبّ إِلّا أَن يَكُونَ مُستَجَابُ دُعَاءٍ ذَا مَنزِلَةٍ عِندَ اللّهِ يَدعُو لَكَ فَقَالَ الخَلِيفَةُ عَلَيّ بِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَسَمِعَ فِي الطّرِيقِ أَنِينَهُ فَدَعَا اللّهَ سُبحَانَهُ وَ زَالَ مَغصُ الخَلِيفَةِ فَقَالَ لَهُ


صفحه : 141

بِحَقّ جَدّكَ المُصطَفَي أَن تَقُولَ بِمَ دَعَوتَ لِي فَقَالَ ع قُلتُ أللّهُمّ كَمَا أَرَيتَهُ ذُلّ مَعصِيَتِهِ فَأَرِهِ عِزّ طاَعتَيِ‌ فَشَفَاهُ اللّهُ مِن سَاعَتِهِ

توضيح المغص تقطيع في المعا ووجع والجليد مايسقط علي الأرض من الندي فيجمد

18-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الفَضلُ بنُ الرّبِيعِ وَ رَجُلٌ آخَرُ قَالَاحَجّ هَارُونُ الرّشِيدُ وَ ابتَدَأَ بِالطّوَافِ وَ مُنِعَتِ العَامّةُ مِن ذَلِكَ لِيَنفَرِدَ وَحدَهُ فَبَينَمَا هُوَ فِي ذَلِكَ إِذِ ابتَدَرَ أعَراَبيِ‌ّ البَيتَ وَ جَعَلَ يَطُوفُ مَعَهُ فَقَالَ الحَاجِبُ تَنَحّ يَا هَذَا عَن وَجهِ الخَلِيفَةِ فَانتَهَرَهُمُ الأعَراَبيِ‌ّ وَ قَالَ إِنّ اللّهَ سَاوَي بَينَ النّاسِ فِي هَذَا المَوضِعِ فَقَالَسَواءً العاكِفُ فِيهِ وَ البادِفَأَمَرَ الحَاجِبَ بِالكَفّ عَنهُ فَكُلّمَا طَافَ الرّشِيدُ طَافَ الأعَراَبيِ‌ّ أَمَامَهُ فَنَهَضَ إِلَي الحَجَرِ الأَسوَدِ لِيُقَبّلَهُ فَسَبَقَهُ الأعَراَبيِ‌ّ إِلَيهِ وَ التَثَمَهُ ثُمّ صَارَ الرّشِيدُ إِلَي المَقَامِ ليِصُلَيّ‌َ فِيهِ فَصَلّي الأعَراَبيِ‌ّ أَمَامَهُ فَلَمّا فَرَغَ هَارُونُ مِن صَلَاتِهِ استَدعَي الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ الحُجّابُ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ مَا لِي إِلَيهِ حَاجَةٌ فَأَقُومَ إِلَيهِ بَل إِن كَانَتِ الحَاجَةُ لَهُ فَهُوَ بِالقِيَامِ إلِيَ‌ّ أَولَي قَالَ صَدَقَ فَمَشَي إِلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ فَقَالَ هَارُونُ اجلِس يَا أعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ مَا المَوضِعُ لِي فتَسَتأَذنِنَيِ‌ فِيهِ بِالجُلُوسِ إِنّمَا هُوَ بَيتُ اللّهِ نَصَبَهُ لِعِبَادِهِ فَإِن أَحبَبتَ أَن تَجلِسَ فَاجلِس وَ إِن أَحبَبتَ أَن تَنصَرِفَ فَانصَرِف فَجَلَسَ هَارُونُ وَ قَالَ وَيحَكَ يَا أعَراَبيِ‌ّ مِثلُكَ مَن يُزَاحِمُ المُلُوكَ قَالَ نَعَم وَ فِيّ مُستَمَعٌ قَالَ فإَنِيّ‌ سَائِلُكَ فَإِن عَجَزتَ آذَيتُكَ قَالَ سُؤَالُكَ هَذَا سُؤَالُ مُتَعَلّمٍ أَو سُؤَالُ مُتَعَنّتٍ قَالَ بَل سُؤَالُ مُتَعَلّمٍ قَالَ اجلِس مَكَانَ السّائِلِ مِنَ المَسئُولِ وَ سَل وَ أَنتَ مَسئُولٌ


صفحه : 142

فَقَالَ هَارُونُ أخَبرِنيِ‌ مَا فَرضُكَ قَالَ إِنّ الفَرضَ رَحِمَكَ اللّهُ وَاحِدٌ وَ خَمسَةٌ وَ سَبعَةَ عَشَرَ وَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ وَ أَربَعٌ وَ تِسعُونَ وَ مِائَةٌ وَ ثَلَاثُونَ وَ خَمسُونَ عَلَي سَبعَةَ عَشَرَ وَ مِنِ اثنيَ‌ عَشَرَ وَاحِدٌ وَ مِن أَربَعِينَ وَاحِدٌ وَ مِن مِائَتَينِ خَمسٌ وَ مِنَ الدّهرِ كُلّهِ وَاحِدٌ وَ وَاحِدٌ بِوَاحِدٍ قَالَ فَضَحِكَ الرّشِيدُ وَ قَالَ وَيحَكَ أَسأَلُكَ عَن فَرضِكَ وَ أَنتَ تَعُدّ عَلَيّ الحِسَابَ قَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الدّينِ كُلّهُ حِسَابٌ وَ لَو لَم يَكُنِ الدّينُ حِسَاباً لَمَا اتّخَذَ اللّهُ لِلخَلَائِقِ حِسَاباً ثُمّ قَرَأَوَ إِن كانَ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَ كَفي بِنا حاسِبِينَ قَالَ فَبَيّن لِي مَا قُلتَ وَ إِلّا أَمَرتُ بِقَتلِكَ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ فَقَالَ الحَاجِبُ تَهَبُهُ لِلّهِ وَ لِهَذَا المَقَامِ قَالَ فَضَحِكَ الأعَراَبيِ‌ّ مِن قَولِهِ فَقَالَ الرّشِيدُ مِمّا ضَحِكتَ يَا أعَراَبيِ‌ّ قَالَ تَعَجّباً مِنكُمَا إِذ لَا أدَريِ‌ مَنِ الأَجهَلُ مِنكُمَا ألّذِي يَستَوهِبُ أَجَلًا قَد حَضَرَ أَوِ ألّذِي استَعجَلَ أَجَلًا لَم يَحضُر فَقَالَ الرّشِيدُ فَسّر مَا قُلتَ قَالَ أَمّا قوَليِ‌ الفَرضُ وَاحِدٌ فَدِينُ الإِسلَامِ كُلّهُ وَاحِدٌ وَ عَلَيهِ خَمسُ صَلَوَاتٍ وَ هيِ‌َ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً وَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ سَجدَةً وَ أَربَعٌ وَ تِسعُونَ تَكبِيرَةً وَ مِائَةٌ وَ ثَلَاثٌ وَ خَمسُونَ تَسبِيحَةً وَ أَمّا قوَليِ‌ مِنِ اثنيَ‌ عَشَرَ وَاحِدٌ فَصِيَامُ شَهرِ رَمَضَانَ مِنِ اثنيَ‌ عَشَرَ شَهراً وَ أَمّا قوَليِ‌ مِنَ الأَربَعِينَ وَاحِدٌ فَمَن مَلَكَ أَربَعِينَ دِينَاراً أَوجَبَ اللّهُ عَلَيهِ دِينَاراً وَ أَمّا قوَليِ‌ مِن مِائَتَينِ خَمسَةٌ فَمَن مَلَكَ ماِئتَيَ‌ دِرهَمٍ أَوجَبَ اللّهُ عَلَيهِ خَمسَةَ دَرَاهِمَ وَ أَمّا قوَليِ‌ فَمِنَ الدّهرِ كُلّهِ وَاحِدٌ فَحَجّةُ الإِسلَامِ وَ أَمّا قوَليِ‌ وَاحِدٌ مِن وَاحِدٍ فَمَن أَهرَقَ دَماً مِن غَيرِ حَقّ وَجَبَ إِهرَاقُ دَمِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيالنّفسَ بِالنّفسِ فَقَالَ الرّشِيدُ لِلّهِ دَرّكَ وَ أَعطَاهُ بَدرَةً فَقَالَ فَبِمَ استَوجَبتُ مِنكَ هَذِهِ البَدرَةَ يَا هَارُونُ بِالكَلَامِ أَو بِالمَسأَلَةِ قَالَ بِالكَلَامِ قَالَ فإَنِيّ‌ سَائِلُكَ عَن مَسأَلَةٍ فَإِن أَتَيتَ بِهَا


صفحه : 143

كَانَتِ البَدرَةُ لَكَ تَصَدّق بِهَا فِي هَذَا المَوضِعِ الشّرِيفِ وَ إِن لَم تجُبِنيِ‌ عَنهَا أَضَفتَ إِلَي البَدرَةِ بَدرَةً أُخرَي لِأَتَصَدّقَ بِهَا عَلَي فُقَرَاءِ الحيَ‌ّ مِن قوَميِ‌ فَأَمَرَ بِإِيرَادِ أُخرَي وَ قَالَ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الخُنفَسَاءِ تَزُقّ أَم تُرضِعُ وَلَدَهَا فَحَرِدَ هَارُونُ وَ قَالَ وَيحَكَ يَا أعَراَبيِ‌ّ مثِليِ‌ مَن يُسأَلُ عَن هَذِهِ المَسأَلَةِ فَقَالَ سَمِعتُ مِمّن سَمِعَ مِن رَسُولِ اللّهِص يَقُولُ مَن ولَيِ‌َ أَقوَاماً وُهِبَ لَهُ مِنَ العَقلِ كَعُقُولِهِم وَ أَنتَ إِمَامُ هَذِهِ الأُمّةِ يَجِبُ أَن لَا تُسأَلَ عَن شَيءٍ مِن أَمرِ دِينِكَ وَ مِنَ الفَرَائِضِ إِلّا أَجَبتَ عَنهَا فَهَل عِندَكَ لَهُ الجَوَابُ قَالَ هَارُونُ رَحِمَكَ اللّهُ لَا فَبَيّن لِي مَا قُلتَهُ وَ خُذِ البَدرَتَينِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا خَلَقَ الأَرضَ خَلَقَ دَبّابَاتِ الأَرضِ ألذي [زائد] مِن غَيرِ فَرثٍ وَ لَا دَمٍ خَلَقَهَا مِنَ التّرَابِ وَ جَعَلَ رِزقَهَا وَ عَيشَهَا مِنهُ فَإِذَا فَارَقَ الجَنِينُ أُمّهُ لَم تَزُقّهُ وَ لَم تُرضِعهُ وَ كَانَ عَيشُهَا مِنَ التّرَابِ فَقَالَ هَارُونُ وَ اللّهِ مَا ابتلُيِ‌َ أَحَدٌ بِمِثلِ هَذِهِ المَسأَلَةِ وَ أَخَذَ الأعَراَبيِ‌ّ البَدرَتَينِ وَ خَرَجَ فَتَبِعَهُ بَعضُ النّاسِ وَ سَأَلَهُ عَنِ اسمِهِ فَإِذَا هُوَ مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَأُخبِرَ هَارُونُ بِذَلِكَ فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد كَانَ ينَبغَيِ‌ أَن تَكُونَ هَذِهِ الوَرَقَةُ مِن تِلكَ الشّجَرَةِ

قوله ع و فيّ مستمع أي علم يجب أن يستمع إليه

19-الشّرِيفُ المُرتَضَي فِي الغُرَرِ، وَ الديّلمَيِ‌ّ فِي أَعلَامِ الدّينِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ بِإِسنَادِهِ عَن أَيّوبَ الهاَشمِيِ‌ّ أَنّهُ حَضَرَ بَابَ الرّشِيدِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نُفَيعٌ الأنَصاَريِ‌ّ وَ حَضَرَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع عَلَي حِمَارٍ لَهُ فَتَلَقّاهُ الحَاجِبُ بِالإِكرَامِ وَ عَجّلَ لَهُ


صفحه : 144

بِالإِذنِ فَسَأَلَ نُفَيعٌ عَبدَ العَزِيزِ بنَ عُمَرَ مَن هَذَا الشّيخُ قَالَ شَيخُ آلِ أَبِي طَالِبٍ شَيخُ آلِ مُحَمّدٍ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَالَ مَا رَأَيتُ أَعجَزَ مِن هَؤُلَاءِ القَومِ يَفعَلُونَ هَذَا بِرَجُلٍ يَقدِرُ أَن يُزِيلَهُم عَنِ السّرِيرِ أَمَا إِن خَرَجَ لَأُسَوّئَنّهُ فَقَالَ لَهُ عَبدُ العَزِيزِ لَا تَفعَل فَإِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بَيتٍ قَلّ مَا تَعَرّضَ لَهُم أَحَدٌ فِي الخِطَابِ إِلّا وَسَمُوهُ فِي الجَوَابِ سِمَةً يَبقَي عَارُهَا عَلَيهِ مَدَي الدّهرِ قَالَ وَ خَرَجَ مُوسَي وَ أَخَذَ نُفَيعٌ بِلِجَامِ حِمَارِهِ وَ قَالَ مَن أَنتَ يَا هَذَا قَالَ يَا هَذَا إِن كُنتَ تُرِيدُ النّسَبَ أَنَا ابنُ مُحَمّدٍ حَبِيبِ اللّهِ ابنُ إِسمَاعِيلَ ذَبِيحِ اللّهِ ابنُ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ وَ إِن كُنتَ تُرِيدُ البَلَدَ فَهُوَ ألّذِي فَرَضَ اللّهُ عَلَي المُسلِمِينَ وَ عَلَيكَ إِن كُنتَ مِنهُم الحَجّ إِلَيهِ وَ إِن كُنتَ تُرِيدُ المُفَاخَرَةَ فَوَ اللّهِ مَا رَضُوا مُشرِكُو قوَميِ‌ مسُلمِيِ‌ قَومِكَ أَكفَاءً لَهُم حَتّي قَالُوا يَا مُحَمّدُ أَخرِج إِلَينَا أَكفَاءَنَا مِن قُرَيشٍ وَ إِن كُنتَ تُرِيدُ الصّيتَ وَ الِاسمَ فَنَحنُ الّذِينَ أَمَرَ اللّهُ بِالصّلَاةِ عَلَينَا فِي الصّلَوَاتِ المَفرُوضَةِ تَقُولُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فَنَحنُ آلُ مُحَمّدٍ خَلّ عَنِ الحِمَارِ فَخَلّي عَنهُ وَ يَدُهُ تَرعُدُ وَ انصَرَفَ مَخزِيّاً فَقَالَ لَهُ عَبدُ العَزِيزِ أَ لَم أَقُل لَكَ

20- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي كِتَابِ أَخبَارِ الخُلَفَاءِ أَنّ هَارُونَ الرّشِيدَ كَانَ يَقُولُ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ خُذ فَدَكاً حَتّي أَرُدّهَا إِلَيكَ فَيَأبَي حَتّي أَلَحّ عَلَيهِ فَقَالَ ع لَا آخُذُهَا إِلّا بِحُدُودِهَا قَالَ وَ مَا حُدُودُهَا قَالَ إِن حَدّدتُهَا لَم تَرُدّهَا قَالَ بِحَقّ جَدّكَ إِلّا فَعَلتُ قَالَ أَمّا الحَدّ الأَوّلُ فَعَدَنُ فَتَغَيّرَ وَجهُ الرّشِيدِ وَ قَالَ إِيهاً قَالَ وَ الحَدّ الثاّنيِ‌ سَمَرقَندُ فَاربَدّ وَجهُهُ قَالَ وَ الحَدّ الثّالِثُ إِفرِيقِيَةُ فَاسوَدّ وَجهُهُ وَ قَالَ هِيهِ قَالَ وَ الرّابِعُ سَيفُ البَحرِ مِمّا يلَيِ‌ الجُزُرَ وَ إِرمِينِيَةُ قَالَ الرّشِيدُ فَلَم يَبقَ لَنَا شَيءٌ فَتَحَوّلَ إِلَي مجَلسِيِ‌ قَالَ مُوسَي قَد أَعلَمتُكَ أنَنّيِ‌ إِن حَدّدتُهَا لَم تَرُدّهَا فَعِندَ ذَلِكَ عَزَمَ عَلَي قَتلِهِ

وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ أَسبَاطٍ أَنّهُ قَالَ أَمّا الحَدّ الأَوّلُ فَعَرِيشُ مِصرَ وَ الثاّنيِ‌ دُومَةُ الجَندَلِ وَ الثّالِثُ أُحُدٌ وَ الرّابِعُ سَيفُ البَحرِ فَقَالَ هَذَا كُلّهُ هَذِهِ الدّنيَا


صفحه : 145

فَقَالَ ع هَذَا كَانَ فِي أيَديِ‌ اليَهُودِ بَعدَ مَوتِ أَبِي هَالَةَ فَأَفَاءَهُ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ بِلَا خَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ فَأَمَرَهُ اللّهُ أَن يَدفَعَهُ إِلَي فَاطِمَةَ ع

بيان قال الفيروزآبادي‌ إيه بكسر الهمزة والهاء وفتحها وتنون المكسورة كلمة استزادة واستنطاق و قال هيه بالكسر كلمة استزادة و قال الربدة بالضم لون إلي الغبرة و قداربد وارباد

21-نجم ،[ كتاب النجوم ] مِن كِتَابِ نُزهَةِ الكِرَامِ وَ بُستَانِ العَوَامّ تَألِيفِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ الراّزيِ‌ّ وَ هَذَا الكِتَابُ خَطّهُ بِالعَجَمِيّةِ تَكَلّفنَا مِن نَقلِهِ إِلَي العَرَبِيّةِ فَذَكَرَ فِي أَوَاخِرِ المُجَلّدِ الثاّنيِ‌ مِنهُ مَا هَذَا لَفظُ مَن أَعرَبَهُ وَ روُيِ‌َ أَنّ هَارُونَ الرّشِيدَ أَنفَذَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَأَحضَرَهُ فَلَمّا حَضَرَ عِندَهُ قَالَ إِنّ النّاسَ يَنسِبُونَكُم يَا بنَيِ‌ فَاطِمَةَ إِلَي عِلمِ النّجُومِ وَ أَنّ مَعرِفَتَكُم بِهَا مَعرِفَةٌ جَيّدَةٌ وَ فُقَهَاءُ العَامّةِ يَقُولُونَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِذَا ذكَرَنَيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَاسكُنُوا[فَاسكُتُوا] وَ إِذَا ذَكَرُوا القَدَرَ فَاسكُتُوا وَ إِذَا ذَكَرُوا النّجُومَ فَاسكُتُوا وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَ أَعلَمَ الخَلَائِقِ بِعِلمِ النّجُومِ وَ أَولَادُهُ وَ ذُرّيّتُهُ الّذِينَ يَقُولُ الشّيعَةُ بِإِمَامَتِهِم كَانُوا عَارِفِينَ بِهَا فَقَالَ لَهُ الكَاظِمُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ وَ إِسنَادُهُ مَطعُونٌ فِيهِ وَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد مَدَحَ النّجُومَ وَ لَو لَا أَنّ النّجُومَ صَحِيحَةٌ مَا مَدَحَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ الأَنبِيَاءُ ع كَانُوا عَالِمِينَ بِهَا وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِي حَقّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِوَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ


صفحه : 146

وَ قَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَفَنَظَرَ نَظرَةً فِي النّجُومِ فَقالَ إنِيّ‌ سَقِيمٌفَلَو لَم يَكُن عَالِماً بِعِلمِ النّجُومِ مَا نَظَرَ فِيهَا وَ مَا قَالَ إنِيّ‌ سَقِيمٌ وَ إِدرِيسُ ع كَانَ أَعلَمَ أَهلِ زَمَانِهِ بِالنّجُومِ وَ اللّهُ تَعَالَي قَد أَقسَمَ بِمَوَاقِعِ النّجُومِوَ إِنّهُ لَقَسَمٌ لَو تَعلَمُونَ عَظِيمٌ وَ قَالَ فِي مَوضِعٍوَ النّازِعاتِ غَرقاً إِلَي قَولِهِفَالمُدَبّراتِ أَمراًيعَنيِ‌ بِذَلِكَ اثنيَ‌ عَشَرَ بُرجاً وَ سَبعَةَ سَيّارَاتٍ وَ ألّذِي يَظهَرُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بَعدَ عِلمِ القُرآنِ مَا يَكُونُ أَشرَفَ مِن عِلمِ النّجُومِ وَ هُوَ عِلمُ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ وَ وَرَثَةِ الأَنبِيَاءِ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ عَلاماتٍ وَ بِالنّجمِ هُم يَهتَدُونَ وَ نَحنُ نَعرِفُ هَذَا العِلمَ وَ مَا نَذكُرُهُ فَقَالَ لَهُ هَارُونُ بِاللّهِ عَلَيكَ يَا مُوسَي هَذَا العِلمَ لَا تُظهِرهُ عِندَ الجُهّالِ وَ عَوَامّ النّاسِ حَتّي لَا يُشَنّعُوا عَلَيكَ وَ انفَس عَنِ العَوَامّ بِهِ وَ غُطّ هَذَا العِلمَ وَ ارجِع إِلَي حَرَمِ جَدّكَ ثُمّ قَالَ لَهُ هَارُونُ وَ قَد بقَيِ‌َ مَسأَلَةٌ أُخرَي بِاللّهِ عَلَيكَ أخَبرِنيِ‌ بِهَا قَالَ لَهُ سَل فَقَالَ بِحَقّ القَبرِ وَ المِنبَرِ وَ بِحَقّ قَرَابَتِكَ مِن رَسُولِ اللّهِص أخَبرِنيِ‌ أَنتَ تَمُوتُ قبَليِ‌ أَو أَنَا أَمُوتُ قَبلَكَ لِأَنّكَ تَعرِفُ هَذَا مِن عِلمِ النّجُومِ فَقَالَ لَهُ مُوسَي ع آمنِيّ‌ حَتّي أُخبِرَكَ فَقَالَ لَكَ الأَمَانُ فَقَالَ أَنَا أَمُوتُ قَبلَكَ وَ مَا كُذِبتُ وَ لَا أَكذِبُ وَ وفَاَتيِ‌ قَرِيبٌ فَقَالَ لَهُ هَارُونُ قَد بقَيِ‌َ مَسأَلَةٌ تخُبرِنُيِ‌ بِهَا وَ لَا تَضجَر فَقَالَ لَهُ سَل فَقَالَ خبَرّوُنيِ‌ أَنّكُم تَقُولُونَ إِنّ جَمِيعَ المُسلِمِينَ عَبِيدُنَا وَ جَوَارِينَا وَ أَنّكُم تَقُولُونَ مَن يَكُونُ لَنَا عَلَيهِ حَقّ وَ لَا يُوصِلُهُ إِلَينَا فَلَيسَ بِمُسلِمٍ فَقَالَ لَهُ مُوسَي ع كَذَبَ الّذِينَ زَعَمُوا أَنّنَا نَقُولُ ذَلِكَ وَ إِذَا كَانَ الأَمرُ كَذَلِكَ فَكَيفَ يَصِحّ البَيعُ وَ الشّرَاءُ عَلَيهِم وَ نَحنُ نشَترَيِ‌ عَبِيداً وَ جوَاَريِ‌َ وَ نُعتِقُهُم


صفحه : 147

وَ نَقعُدُ مَعَهُم وَ نَأكُلُ مَعَهُم وَ نشَترَيِ‌ المَملُوكَ وَ نَقُولُ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ وَ لِلجَارِيَةِ يَا بنِتيِ‌ وَ نُقعِدُهُم يَأكُلُونَ مَعَنَا تَقَرّباً إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ فَلَو أَنّهُم عَبِيدُنَا وَ جَوَارِينَا مَا صَحّ البَيعُ وَ الشّرَاءُ وَ قَد قَالَ النّبِيّص لَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ اللّهَ اللّهَ فِي الصّلَاةِ وَ مَا مَلَكَت أَيمَانُكُم يعَنيِ‌ صِلُوا وَ أَكرِمُوا مَمَالِيكَكُم وَ جَوَارِيَكُم وَ نَحنُ نُعتِقُهُم وَ هَذَا ألّذِي سَمِعتَهُ غَلَطٌ مِن قَائِلِهِ وَ دَعوَي بَاطِلَةٌ وَ لَكِن نَحنُ ندَعّيِ‌ أَنّ وَلَاءَ جَمِيعِ الخَلَائِقِ لَنَا يعَنيِ‌ وَلَاءَ الدّينِ وَ هَؤُلَاءِ الجُهّالُ يَظُنّونَهُ وَلَاءَ المِلكِ حَمَلُوا دَعوَاهُم عَلَي ذَلِكَ وَ نَحنُ ندَعّيِ‌ ذَلِكَ لِقَولِ النّبِيّص يَومَ غَدِيرِ خُمّ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ وَ مَا كَانَ يَطلُبُ بِذَلِكَ إِلّا وَلَاءَ الدّينِ وَ ألّذِي يُوصِلُونَهُ إِلَينَا مِنَ الزّكَاةِ وَ الصّدَقَةِ فَهُوَ حَرَامٌ عَلَينَا مِثلُ المَيتَةِ وَ الدّمِ وَ لَحمِ الخِنزِيرِ وَ أَمّا الغَنَائِمُ وَ الخُمُسُ مِن بَعدِ مَوتِ رَسُولِ اللّهِص فَقَد مَنَعُونَا ذَلِكَ وَ نَحنُ مُحتَاجُونَ إِلَي مَا فِي يَدِ بنَيِ‌ آدَمَ الّذِينَ لَنَا وَلَاؤُهُم بِوَلَاءِ الدّينِ لَيسَ بِوَلَاءِ المِلكِ فَإِن نَفَذَ إِلَينَا أَحَدٌ هَدِيّةً وَ لَا يَقُولُ إِنّهَا صَدَقَةٌ نَقبَلُهَا لِقَولِ النّبِيّص لَو دُعِيتُ إِلَي كُرَاعٍ لَأَجَبتُ وَ لَو أهُديِ‌َ لِي كُرَاعٌ لَقَبِلتُ وَ الكُرَاعُ اسمُ القَريَةِ وَ الكُرَاعُ يَدُ الشّاةِ وَ ذَلِكَ سُنّةٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لَو حَمَلُوا إِلَينَا زَكَاةً وَ عَلِمنَا أَنّهَا زَكَاةٌ رَدَدنَاهَا وَ إِن كَانَت هَدِيّةً قَبِلنَاهَا ثُمّ إِنّ هَارُونَ أَذِنَ لَهُ فِي الِانصِرَافِ فَتَوَجّهَ إِلَي الرّقّةِ ثُمّ تَقَوّلُوا عَلَيهِ أَشيَاءَ فَاستَعَادَهُ هَارُونُ وَ أَطعَمَهُ السّمّ فتَوُفُيّ‌َ ع

بيان إذاذكرني‌ أصحابي‌ فاسكنوا بالنون أي فاسكنوا إلي قولهم و في الآخرين فاسكتوا بالتاء إما علي بناء المجرد أو علي بناء الإفعال قوله وانفس العوام به أي لاتعلمهم من قولهم نفست عليه الشي‌ء نفاسة إذا لم تره له أهلا قوله فكيف يصح البيع والشراء عليهم أي كيف يصح بيع الناس العبيد لنا وشراؤنا منهم


صفحه : 148

22- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ نَقَلَ عَنِ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ أَنّهُ أَخبَرَ عَن أَبِيهِ أَنّ المهَديِ‌ّ لَمّا حَبَسَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ففَيِ‌ بَعضِ الليّاَليِ‌ رَأَي المهَديِ‌ّ فِي مَنَامِهِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ يَا مُحَمّدُفَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُم قَالَ الرّبِيعُ فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ لَيلًا فرَاَعنَيِ‌ وَ خِفتُ مِن ذَلِكَ وَ جِئتُ إِلَيهِ وَ إِذَا هُوَ يَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَ وَ كَانَ أَحسَنَ النّاسِ صَوتاً فَقَالَ عَلَيّ الآنَ بِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَجِئتُهُ بِهِ فَعَانَقَهُ وَ أَجلَسَهُ إِلَي جَانِبِهِ وَ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ رَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فِي النّومِ فَقَرَأَ عَلَيّ كَذَا فتَؤُمنِنُيِ‌ أَن تَخرُجَ عَلَيّ أَو عَلَي أَحَدٍ مِن ولُديِ‌ فَقَالَ وَ اللّهِ لَا فَعَلتُ ذَلِكَ وَ لَا هُوَ مِن شأَنيِ‌ قَالَ صَدَقتَ يَا رَبِيعُ أَعطِهِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَ زَوّدهُ إِلَي أَهلِهِ إِلَي المَدِينَةِ قَالَ الرّبِيعُ فَأَحكَمتُ أَمرَهُ لَيلًا فَمَا أَصبَحَ إِلّا وَ هُوَ فِي الطّرِيقِ خَوفَ العَوَائِقِ وَ رَوَاهُ الجنَاَبذِيِ‌ّ وَ ذَكَرَ أَنّهُ وَصَلَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ

وَ قَالَ الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ حَدّثَ أَحمَدُ بنُ إِسمَاعِيلَ قَالَ بَعَثَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع إِلَي الرّشِيدِ مِنَ الحَبسِ بِرِسَالَةٍ كَانَت إِنّهُ لَن ينَقضَيِ‌َ عنَيّ‌ يَومٌ مِنَ البَلَاءِ إِلّا انقَضَي عَنكَ مَعَهُ يَومٌ مِنَ الرّخَاءِ حَتّي نقَضيِ‌َ جَمِيعاً إِلَي يَومٍ لَيسَ لَهُ انقِضَاءٌ يَخسَرُ فِيهِ المُبطِلُونَ

23-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ قَالَبَينَا مُوسَي بنُ عِيسَي فِي دَارِهِ التّيِ‌ فِي المَسعَي تُشرِفُ عَلَي المَسعَي إِذ رَأَي أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع مُقبِلًا مِنَ المَروَةِ عَلَي بَغلَةٍ فَأَمَرَ ابنَ هَيّاجٍ رَجُلًا مِن هَمدَانَ مُنقَطِعاً إِلَيهِ أَن يَتَعَلّقَ بِلِجَامِهِ وَ يدَعّيِ‌َ البَغلَةَ فَأَتَاهُ فَتَعَلّقَ بِاللّجَامِ وَ ادّعَي البَغلَةَ فَثَنَي أَبُو الحَسَنِ ع رِجلَهُ فَنَزَلَ عَنهَا وَ قَالَ لِغِلمَانِهِ خُذُوا


صفحه : 149

سَرجَهَا وَ ادفَعُوهَا إِلَيهِ فَقَالَ وَ السّرجُ أَيضاً لِي فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع كَذَبتَ عِندَنَا البَيّنَةُ بِأَنّهُ سَرجُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ أَمّا البَغلَةُ فَأَنَا اشتَرَيتُهَا مُنذُ قَرِيبٍ وَ أَنتَ أَعلَمُ وَ مَا قُلتَ

24- كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ سَأَلَ المهَديِ‌ّ أَبَا الحَسَنِ ع عَنِ الخَمرِ هَل هيِ‌َ مُحَرّمَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّ النّاسَ إِنّمَا يَعرِفُونَ النهّي‌َ عَنهَا وَ لَا يَعرِفُونَ التّحرِيمَ لَهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع بَل هيِ‌َ مُحَرّمَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ فِي أَيّ مَوضِعٍ هيِ‌َ مُحَرّمَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما حَرّمَ ربَيّ‌َ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَ ما بَطَنَ وَ الإِثمَ وَ البغَي‌َ بِغَيرِ الحَقّفَأَمّا قَولُهُ مَا ظَهَرَ مِنهَا يعَنيِ‌ الزّنَا المُعلَنَ وَ نَصبَ الرّايَاتِ التّيِ‌ كَانَت تَرفَعُهَا الفَوَاجِرُ لِلفَوَاحِشِ فِي الجَاهِلِيّةِ وَ أَمّا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما بَطَنَيعَنيِ‌ مَا نَكَحَ الآبَاءُ لِأَنّ النّاسَ كَانُوا قَبلَ أَن يُبعَثَ النّبِيّص إِذَا كَانَ لِلرّجُلِ زَوجَةٌ وَ مَاتَ عَنهَا تَزَوّجَهَا ابنُهُ مِن بَعدِهِ إِذَا لَم تَكُن أُمّهُ فَحَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ وَ أَمّا الإِثمُ فَإِنّهَا الخَمرَةُ بِعَينِهَا وَ قَد قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي مَوضِعٍ آخَرَيَسئَلُونَكَ عَنِ الخَمرِ وَ المَيسِرِ قُل فِيهِما إِثمٌ كَبِيرٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِفَأَمّا الإِثمُ فِي كِتَابِ اللّهِ فهَيِ‌َ الخَمرُ وَ المَيسِرُ وَ إِثمُهُمَا كَبِيرٌ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَقَالَ المهَديِ‌ّ يَا عَلِيّ بنَ يَقطِينٍ هَذِهِ وَ اللّهِ فَتوَي هَاشِمِيّةٌ قَالَ فَقُلتُ لَهُ صَدَقتَ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يُخرِج هَذَا العِلمَ مِنكُم أَهلَ البَيتِ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا صَبَرَ المهَديِ‌ّ أَن قَالَ لِي صَدَقتَ يَا راَفضِيِ‌ّ


صفحه : 150

25- مهج ،[مهج الدعوات ] أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الطوّسيِ‌ّ وَ عَبدُ الجَبّارِ بنُ جَبّارِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ الراّزيِ‌ّ وَ أَبُو الفَضلِ مُنتَهَي بنُ أَبِي زَيدٍ الحسُيَنيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ شَهرِيَارَ الخَازِنُ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الطوّسيِ‌ّ عَنِ ابنِ الغضَاَئرِيِ‌ّ وَ أَحمَدَ بنِ عُبدُونٍ وَ أَبِي طَالِبِ بنِ العَزُورِ[الغَرُورِ] وَ أَبِي الحَسَنِ الصّفّارِ وَ الحَسَنِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ أُشنَاسٍ جَمِيعاً عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ بنِ أَبِي الأَزهَرِ عَن أَبِي الوَضّاحِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ النهّشلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ الإِمَامَ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع يَقُولُ التّحَدّثُ بِنِعَمِ اللّهِ شُكرٌ وَ تَركُ ذَلِكَ كُفرٌ فَارتَبِطُوا نِعَمَ رَبّكُم تَعَالَي بِالشّكرِ وَ حَصّنُوا أَموَالَكُم بِالزّكَاةِ وَ ادفَعُوا البَلَاءَ بِالدّعَاءِ فَإِنّ الدّعَاءَ جُنّةٌ مُنجِيَةٌ تَرُدّ البَلَاءَ وَ قَد أُبرِمَ إِبرَاماً قَالَ أَبُو الوَضّاحِ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَاحِبُ فَخّ وَ هُوَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بِفَخّ وَ تَفَرّقَ النّاسُ عَنهُ حُمِلَ رَأسُهُ وَ الأَسرَي مِن أَصحَابِهِ إِلَي مُوسَي بنِ المهَديِ‌ّ فَلَمّا بَصُرَ بِهِم أَنشَأَ يَقُولُ مُتَمَثّلًا


بنَيِ‌ عَمّنَا لَا تَنطِقُوا الشّعرَ بَعدَ مَا   دَفَنتُم بِصَحرَاءِ الغَمِيمِ القَوَافِيَا

فَلَسنَا كَمَن كُنتُم تُصِيبُونَ نَيلَهُ   فَنَقبَلَ ضَيماً أَو نُحَكّمَ قَاضِياً

وَ لَكِنّ حُكمَ السّيفِ فِينَا مُسَلّطٌ   فَنَرضَي إِذَا مَا أَصبَحَ السّيفُ رَاضِياً

وَ قَد ساَءنَيِ‌ مَا جَرّتِ الحَربُ بَينَنَا   بنَيِ‌ عَمّنَا لَو كَانَ أَمراً مُدَانِياً

فَإِن قُلتُم إِنّا ظَلَمنَا فَلَم نَكُن   ظَلَمنَا وَ لَكِن قَد أَسَأنَا التّقَاضِيَا

صفحه : 151

ثُمّ أَمَرَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَسرَي فَوَبّخَهُ ثُمّ قَتَلَهُ ثُمّ صَنَعَ مِثلَ ذَلِكَ بِجَمَاعَةٍ مِن وُلدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ أَخَذَ مِنَ الطّالِبِيّينَ وَ جَعَلَ يَنَالُ مِنهُم إِلَي أَن ذَكَرَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَنَالَ مِنهُ قَالَ وَ اللّهِ مَا خَرَجَ حُسَينٌ إِلّا عَن أَمرِهِ وَ لَا اتّبَعَ إِلّا مَحَبّتَهُ لِأَنّهُ صَاحِبُ الوَصِيّةِ فِي أَهلِ هَذَا البَيتِ قتَلَنَيِ‌َ اللّهُ إِن أَبقَيتُ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو يُوسُفَ يَعقُوبُ بنُ اِبرَاهِيمَ القاَضيِ‌ وَ كَانَ جَرِيئاً عَلَيهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَقُولُ أَم أَسكُتُ فَقَالَ قتَلَنَيِ‌َ اللّهُ إِن عَفَوتُ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ لَو لَا مَا سَمِعتُ مِنَ المهَديِ‌ّ فِيمَا أَخبَرَ بِهِ المَنصُورُ بِمَا كَانَ بِهِ جَعفَرٌ مِنَ الفَضلِ المُبَرّزِ عَن أَهلِهِ فِي دِينِهِ وَ عِلمِهِ وَ فَضلِهِ وَ مَا بلَغَنَيِ‌ عَنِ السّفّاحِ فِيهِ مِن تَقرِيظِهِ وَ تَفضِيلِهِ لَنَبَشتُ قَبرَهُ وَ أَحرَقتُهُ بِالنّارِ إِحرَاقاً فَقَالَ أَبُو يُوسُفَ نِسَاؤُهُ طَوَالِقُ وَ عَتَقَ جَمِيعُ مَا يَملِكُ مِنَ الرّقِيقِ وَ تَصَدّقَ بِجَمِيعِ مَا يَملِكُ مِنَ المَالِ وَ حَبَسَ دَوَابّهُ وَ عَلَيهِ المشَي‌ُ إِلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ إِن كَانَ مَذهَبُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ الخُرُوجَ لَا يَذهَبُ إِلَيهِ وَ لَا مَذهَبُ أَحَدٍ مِن وُلدِهِ وَ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ هَذَا مِنهُم ثُمّ ذَكَرَ الزّيدِيّةَ وَ مَا يَنتَحِلُونَ فَقَالَ وَ مَا كَانَ بقَيِ‌َ مِنَ الزّيدِيّةِ إِلّا هَذِهِ العِصَابَةُ الّذِينَ كَانُوا قَد خَرَجُوا مَعَ حُسَينٍ وَ قَد ظَفِرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بِهِم وَ لَم يَزَل يَرفُقُ بِهِ حَتّي سَكَنَ غَضَبُهُ قَالَ وَ كَتَبَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع بِصُورَةِ الأَمرِ فَوَرَدَ الكِتَابُ فَلَمّا أَصبَحَ أَحضَرَ أَهلَ بَيتِهِ وَ شِيعَتَهُ فَأَطلَعَهُم أَبُو الحَسَنِ ع عَلَي مَا وَرَدَ عَلَيهِ مِنَ الخَبَرِ وَ قَالَ لَهُم مَا تُشِيرُونَ فِي هَذَا فَقَالُوا نُشِيُر عَلَيكَ أَصلَحَكَ اللّهُ وَ عَلَينَا مَعَكَ أَن تُبَاعِدَ شَخصَكَ عَن هَذَا الجَبّارِ وَ تُغَيّبَ شَخصَكَ دُونَهُ فَإِنّهُ لَا يُؤمَنُ شَرّهُ وَ عَادِيَتُهُ وَ غَشمُهُ سِيّمَا وَ قَد تَوَعّدَكَ وَ إِيّانَا مَعَكَ فَتَبَسّمَ مُوسَي ع ثُمّ تَمَثّلَ بِبَيتِ كَعبِ بنِ مَالِكٍ أخَيِ‌ بنَيِ‌ سَلَمَةَ وَ هُوَ


زَعَمَت سَخِينَةُ أَن سَتَغلِبُ رَبّهَا   فَلَيُغلَبَنّ مَغَالِبَ الغَلّابِ

صفحه : 152

ثُمّ أَقبَلَ عَلَي مَن حَضَرَهُ مِن مَوَالِيهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَقَالَ لَيُفرِخُ رَوعُكُم إِنّهُ لَا يَرِدُ أَوّلُ كِتَابٍ مِنَ العِرَاقِ إِلّا بِمَوتِ مُوسَي بنِ المهَديِ‌ّ وَ هَلَاكِهِ فَقَالَ وَ مَا ذَلِكَ أَصلَحَكَ اللّهُ قَالَ قَد وَ حُرمَةِ هَذَا القَبرِ مَاتَ فِي يَومِهِ هَذَا وَ اللّهِإِنّهُ لَحَقّ مِثلَ ما أَنّكُم تَنطِقُونَسَأُخبِرُكُم بِذَلِكَ بَينَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مصُلَاّي‌َ بَعدَ فرَاَغيِ‌ مِن ورِديِ‌ وَ قَد تَنَوّمَت[هَوّمَت]عيَناَي‌َ إِذ سَنَحَ جدَيّ‌ رَسُولُ اللّهِص فِي منَاَميِ‌ فَشَكَوتُ إِلَيهِ مُوسَي بنَ المهَديِ‌ّ وَ ذَكَرتُ مَا جَرَي مِنهُ فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ أَنَا مُشفِقٌ مِن غَوَائِلِهِ فَقَالَ لِي لِتَطِب نَفسُكَ يَا مُوسَي فَمَا جَعَلَ اللّهُ لِمُوسَي عَلَيكَ سَبِيلًا فَبَينَمَا هُوَ يحُدَثّنُيِ‌ إِذ أَخَذَ بيِدَيِ‌ وَ قَالَ لِي قَد أَهلَكَ اللّهُ آنِفاً عَدُوّكَ فَليَحسُن لِلّهِ شُكرُكَ قَالَ ثُمّ استَقبَلَ أَبُو الحَسَنِ ع القِبلَةَ وَ رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ يَدعُو فَقَالَ


صفحه : 153

أَبُو الوَضّاحِ فحَدَثّنَيِ‌ أَبِي قَالَ كَانَ جَمَاعَةٌ مِن خَاصّةِ أَبِي الحَسَنِ ع مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ شِيعَتِهِ يَحضُرُونَ مَجلِسَهُ وَ مَعَهُم فِي أَكمَامِهِم أَلوَاحُ آبَنُوسٍ لِطَافٌ وَ أَميَالٌ فَإِذَا نَطَقَ أَبُو الحَسَنِ ع بِكَلِمَةٍ وَ أَفتَي فِي نَازِلَةٍ أَثبَتَ القَومُ مَا سَمِعُوا مِنهُ فِي ذَلِكَ قَالَ فَسَمِعنَاهُ وَ هُوَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ شُكراً لِلّهِ جَلّت عَظَمَتُهُ ثُمّ ذَكَرَ الدّعَاءَ وَ قَالَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا مَولَانَا أَبُو الحَسَنِ ع ثُمّ قَالَ سَمِعتُ مِن أَبِي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ يُحَدّثُ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَد سَمِعَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ اعتَرِفُوا بِنِعمَةِ اللّهِ رَبّكُم عَزّ وَ جَلّ وَ تُوبُوا إِلَيهِ مِن جَمِيعِ ذُنُوبِكُم فَإِنّ اللّهَ يُحِبّ الشّاكِرِينَ مِن عِبَادِهِ قَالَ ثُمّ قُمنَا إِلَي الصّلَاةِ وَ تَفَرّقَ القَومُ فَمَا اجتَمَعُوا إِلّا لِقِرَاءَةِ الكِتَابِ الوَارِدِ بِمَوتِ مُوسَي بنِ المهَديِ‌ّ وَ البَيعَةِ لِهَارُونَ الرّشِيدِ

بيان لاتنطقوا الشعر فيه حذف وإيصال أي بالشعر ودفن القوافي‌ كناية عن الموت أي متم وتركتم القوافي‌ وصحراء الغميم لعل المراد به كراع الغميم و هوواد علي مرحلتين من مكة و في المناقب بصحراء الغوير والغوير كزبير ماء لبني‌ كلاب قوله كمن كنتم تصيبون نيله أي عطاءه و في المناقب سلمه أي مسالمته ومصالحته والضيم الظلم و في المناقب فيقبل قيلا ورضي السيف كناية عن المبالغة في القتل . و قوله لو كان أمرا مدانيا لوللتمني‌ أي ليت محل النزاع بيننا وبينكم كان أمرا قريبا فلانرضي بقتلكم ولكن بين مطلوبنا ومطلوبكم بون بعيد قوله ولكن قدأسأنا التقاضيا أي لم نظلمكم أولا بل بدأتم بالظلم وطلبنا منكم الثأر بأقبح وجه والتقريظ مدح الإنسان وهي‌ حي‌ والغشم الظلم وأفرخ الروع ذهب وهوّم الرجل إذاهز رأسه من النعاس أقول رواه في الكتاب العتيق عن أبي المفضل


صفحه : 154

الشيباني‌ إلي آخر السند

26- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ أَو غَيرُهُ رَفَعَهُ قَالَ خَرَجَ عَبدُ الصّمَدِ بنُ عَلِيّ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَبَصُرَ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع مُقبِلًا رَاكِباً بَغلًا فَقَالَ لِمَن مَعَهُ مَكَانَكُم حَتّي أُضحِكَكُم مِن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَلَمّا دَنَا مِنهُ قَالَ لَهُ مَا هَذِهِ الدّابّةُ التّيِ‌ لَا تُدرِكُ عَلَيهَا الثّأرَ وَ لَا تَصلُحُ عِندَ النّزَالِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع تَطَأطَأَت عَن سُمُوّ الخَيلِ وَ تَجَاوَزَت قُمُوءَ العَيرِ وَ خَيرُ الأُمُورِ أَوسَطُهَا فَأُفحِمَ عَبدُ الصّمَدِ فَمَا أَحَارَ جَوَاباً

بيان القم ء الذل والصغار والعير الحمار و كان عبدالصمد هو ابن علي بن عبد الله بن العباس و قدعد من أصحاب الصادق ع

27-مهج ،[مهج الدعوات ] قَالَ الفَضلُ بنُ الرّبِيعِ لَمّا اصطَبَحَ الرّشِيدُ يَوماً استَدعَي حَاجِبَهُ فَقَالَ لَهُ امضِ إِلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي العلَوَيِ‌ّ وَ أَخرِجهُ مِنَ الحَبسِ وَ أَلقِهِ فِي بِركَةِ السّبَاعِ فَمَا زِلتُ أَلطُفُ بِهِ وَ أَرفُقُ وَ لَا يَزدَادُ إِلّا غَضَباً وَ قَالَ وَ اللّهِ لَئِن لَم تُلقِهِ إِلَي السّبَاعِ لَأُلقِيَنّكَ عِوَضَهُ قَالَ فَمَضَيتُ إِلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا فَقُلتُ لَهُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أمَرَنَيِ‌ بِكَذَا وَ بِكَذَا قَالَ افعَل مَا أُمِرتَ بِهِ فإَنِيّ‌ مُستَعِينٌ بِاللّهِ تَعَالَي عَلَيهِ وَ أَقبَلَ بِهَذِهِ العُوذَةِ وَ هُوَ يمَشيِ‌ معَيِ‌ إِلَي أَنِ انتَهَيتُ إِلَي البِركَةِ فَفَتَحتُ بَابَهَا وَ أَدخَلتُهُ فِيهَا وَ فِيهَا أَربَعُونَ سَبُعاً وَ عنِديِ‌ مِنَ الغَمّ وَ القَلَقِ أَن يَكُونَ قَتلُ مِثلِهِ عَلَي يدَيَ‌ّ وَ عُدتُ إِلَي موَضعِيِ‌ فَلَمّا انتَصَفَ اللّيلُ أتَاَنيِ‌ خَادِمٌ فَقَالَ لِي إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَدعُوكَ فَصِرتُ إِلَيهِ فَقَالَ لعَلَيّ‌ أَخطَأتُ البَارِحَةَ بِخَطِيئَةٍ أَو أَتَيتُ مُنكَراً فإَنِيّ‌ رَأَيتُ البَارِحَةَ مَنَاماً هاَلنَيِ‌ وَ ذَلِكَ أنَيّ‌ رَأَيتُ جَمَاعَةً مِنَ الرّجَالِ دَخَلُوا عَلَيّ وَ بِأَيدِيهِم سَائِرُ السّلَاحِ وَ فِي وَسطِهِم رَجُلٌ كَأَنّهُ القَمَرُ وَ دَخَلَ إِلَي قلَبيِ‌ هَيبَتُهُ فَقَالَ لِي قَائِلٌ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَي أَبنَائِهِ فَتَقَدّمتُ إِلَيهِ لِأُقَبّلَ قَدَمَيهِ


صفحه : 155

فصَرَفَنَيِ‌ عَنهُ فَقَالَفَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُم ثُمّ حَوّلَ وَجهَهُ فَدَخَلَ بَاباً فَانتَبَهتُ مَذعُوراً لِذَلِكَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أمَرَتنَيِ‌ أَن ألُقيِ‌َ عَلِيّ بنَ مُوسَي لِلسّبَاعِ فَقَالَ وَيلَكَ أَلقَيتَهُ فَقُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ فَقَالَ امضِ وَ انظُر مَا حَالُهُ فَأَخَذتُ الشّمعَ بَينَ يدَيَ‌ّ وَ طَالَعتُهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يصُلَيّ‌ وَ السّبَاعُ حَولَهُ فَعُدتُ إِلَيهِ فَأَخبَرتُهُ فَلَم يصُدَقّنيِ‌ وَ نَهَضَ وَ اطّلَعَ إِلَيهِ فَشَاهَدَهُ فِي تِلكَ الحَالِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ عَمّ فَلَم يُجِبهُ حَتّي فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ ثُمّ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا ابنَ عَمّ قَد كُنتُ أَرجُو أَن لَا تُسَلّمَ عَلَيّ فِي مِثلِ هَذَا المَوضِعِ فَقَالَ أقَلِنيِ‌ فإَنِيّ‌ مُعتَذِرٌ إِلَيكَ فَقَالَ لَهُ قَد نَجّانَا اللّهُ تَعَالَي بِلُطفِهِ فَلَهُ الحَمدُ ثُمّ أَمَرَ بِإِخرَاجِهِ فَأُخرِجَ فَقَالَ فَلَا وَ اللّهِ مَا تَبِعَهُ سَبُعٌ فَلَمّا حَضَرَ بَينَ يدَيَ‌ِ الرّشِيدِ عَانَقَهُ ثُمّ حَمَلَهُ إِلَي مَجلِسِهِ وَ رَفَعَهُ فَوقَ سَرِيرِهِ وَ قَالَ يَا ابنَ عَمّ إِن أَرَدتَ المُقَامَ عِندَنَا ففَيِ‌ الرّحبِ وَ السّعَةِ وَ قَد أَمَرنَا لَكَ وَ لِأَهلِكَ بِمَالٍ وَ ثِيَابٍ فَقَالَ لَهُ لَا حَاجَةَ لِي فِي المَالِ وَ لَا الثّيَابِ وَ لَكِن فِي قُرَيشٍ نَفَرٌ يُفَرّقُ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ ذَكَرَ لَهُ قَولَهُ فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ وَ كِسوَةٍ ثُمّ سَأَلَهُ أَن يُركِبَهُ عَلَي بِغَالِ البَرِيدِ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي يُحِبّ فَأَجَابَهُ إِلَي ذَلِكَ وَ قَالَ لِي شَيّعهُ فَشَيّعتُهُ إِلَي بَعضِ الطّرِيقِ وَ قُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ‌ إِن رَأَيتَ أَن تُطَوّلَ عَلَيّ بِالعُوذَةِ فَقَالَ مُنِعنَا أَن نَدفَعَ عُوَذَنَا وَ تَسبِيحَنَا إِلَي كُلّ أَحَدٍ وَ لَكِن لَكَ عَلَيّ حَقّ الصّحبَةِ وَ الخِدمَةِ فَاحتَفِظ بِهَا فَكَتَبتُهَا فِي دَفتَرٍ وَ شَدَدتُهَا فِي مِندِيلٍ فِي كمُيّ‌ فَمَا دَخَلتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلّا ضَحِكَ إلِيَ‌ّ وَ قَضَي حوَاَئجِيِ‌ وَ لَا سَافَرتُ إِلّا كَانَت حِرزاً وَ أَمَاناً مِن كُلّ مَخُوفٍ وَ لَا وَقَعتُ فِي الشِدّةِ إِلّا دَعَوتُ بِهَا فَفُرّجَ عنَيّ‌ ثُمّ ذَكَرَهَا


صفحه : 156

أقول قال السيد ره لربما كان هذاالحديث عن الكاظم موسي بن جعفر ع لأنه كان محبوسا عندالرشيد لكنني‌ ذكرت هذا كماوجدته

28- ختص ،[الإختصاص ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الساّئيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ النهّيِكيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَابِقِ بنِ طَلحَةَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ كَانَ مِمّا قَالَ هَارُونُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع حِينَ أُدخِلَ عَلَيهِ مَا هَذِهِ الدّارُ فَقَالَ هَذِهِ دَارُ الفَاسِقِينَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيسَأَصرِفُ عَن آياتيِ‌َ الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ إِن يَرَوا كُلّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الرّشدِ لا يَتّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الغيَ‌ّ يَتّخِذُوهُ سَبِيلًاالآيَةَ فَقَالَ لَهُ هَارُونُ فَدَارُ مَن هيِ‌َ قَالَ هيِ‌َ لِشِيعَتِنَا فَترَةٌ وَ لِغَيرِهِم فِتنَةٌ قَالَ فَمَا بَالُ صَاحِبِ الدّارِ لَا يَأخُذُهَا فَقَالَ أُخِذَت مِنهُ عَامِرَةً وَ لَا يَأخُذُهَا إِلّا مَعمُورَةً قَالَ فَأَينَ شِيعَتُكَ فَقَرَأَ أَبُو الحَسَنِ ع لَم يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ مُنفَكّينَ حَتّي تَأتِيَهُمُ البَيّنَةُ قَالَ فَقَالَ لَهُ فَنَحنُ كُفّارٌ قَالَ لَا وَ لَكِن كَمَا قَالَ اللّهُالّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِفَغَضِبَ عِندَ ذَلِكَ وَ غَلّظَ عَلَيهِ فَقَد لَقِيَهُ أَبُو الحَسَنِ ع بِمِثلِ هَذِهِ المَقَالَةِ وَ مَا رَهِبَهُ وَ هَذَا خِلَافُ قَولِ مَن زَعَمَ أَنّهُ هَرَبَ مِنهُ مِنَ الخَوفِ

29-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا أَظُنّهُ السيّاّريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ قَالَ لَمّا وَرَدَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع عَلَي المهَديِ‌ّ رَآهُ يَرُدّ المَظَالِمَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا بَالُ مَظلِمَتِنَا لَا تُرَدّ فَقَالَ لَهُ وَ مَا ذَاكَ يَا أَبَا الحَسَنِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا فَتَحَ عَلَي نَبِيّهِص فَدَكَ وَ مَا وَالَاهَا لَم يُوجَف عَلَيهِ


صفحه : 157

بِخَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِص وَ آتِ ذَا القُربي حَقّهُفَلَم يَدرِ رَسُولُ اللّهِص مَن هُم فَرَاجَعَ فِي ذَلِكَ جَبرَئِيلَ وَ رَاجَعَ جَبرَئِيلُ ع رَبّهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ ادفَع فَدَكَ إِلَي فَاطِمَةَ ع فَدَعَاهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَدفَعَ إِلَيكِ فَدَكَ فَقَالَت قَد قَبِلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مِنَ اللّهِ وَ مِنكَ فَلَم يَزَل وُكَلَاؤُهَا فِيهَا حَيَاةَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا ولُيّ‌َ أَبُو بَكرٍ أَخرَجَ عَنهَا وُكَلَاءَهَا فَأَتَتهُ فَسَأَلَتهُ أَن يَرُدّهَا عَلَيهَا فَقَالَ لَهَا ايتيِنيِ‌ بِأَسوَدَ أَو أَحمَرَ يَشهَدُ لَكِ بِذَلِكِ فَجَاءَت بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أُمّ أَيمَنَ فَشَهِدَا لَهَا فَكَتَبَ لَهَا بِتَركِ التّعَرّضِ فَخَرَجَت وَ الكِتَابُ مَعَهَا فَلَقِيَهَا عُمَرُ فَقَالَ مَا هَذَا مَعَكِ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ قَالَت كِتَابٌ كَتَبَ لِي ابنُ أَبِي قُحَافَةَ قَالَ أَرِينِيهِ فَأَبَت فَانتَزَعَهُ مِن يَدِهَا وَ نَظَرَ فِيهِ ثُمّ تَفَلَ فِيهِ وَ مَحَاهُ وَ خَرَقَهُ فَقَالَ لَهَا هَذَا لَم يُوجِف عَلَيهِ أَبُوكِ بِخَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ فضَعَيِ‌ الجِبَالَ[الحِبَالَ] فِي رِقَابِنَا فَقَالَ لَهُ المهَديِ‌ّ يَا أَبَا الحَسَنِ حُدّهَا إلِيَ‌ّ فَقَالَ حَدّ مِنهَا جَبَلُ أُحُدٍ وَ حَدّ مِنهَا عَرِيشُ مِصرَ وَ حَدّ مِنهَا سِيفُ البَحرِ وَ حَدّ مِنهَا دُومَةُ الجَندَلِ فَقَالَ لَهُ كُلّ هَذَا قَالَ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا كُلّهُ إِنّ هَذَا مِمّا لَم يُوجِف أَهلُهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ بِخَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ فَقَالَ كَثِيرٌ وَ أَنظُرُ فِيهِ

بيان قوله فضعي‌ الجبال في بعض النسخ بالحاء المهملة ويحتمل أن يكون حينئذ كناية عن الترافع إلي الحكام بأن يكون لعنه الله قال ذلك تعجيزا لها وتحقيرا لشأنها أوالمعني أنك إذاأعطيت ذلك وضعت الحبال علي رقابنا بالعبودية أوأنك إذاحكمت علي ما لم يوجف عليها بخيل بأنها ملكك فاحكمي‌ علي رقابنا أيضا بالملكية و في بعض النسخ بالجيم أي إن قدرت علي وضع الجبال علي رقابنا جزاء بما صنعنا فافعلي‌ ويحتمل أن يكون علي هذاكناية عن ثقل الآثام والأوزار


صفحه : 158

30- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ قَد أَشفَقتُ مِن دَعوَةِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَلَي ابنِ يَقطِينٍ وَ مَا وَلَدَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّمَا المُؤمِنُ فِي صُلبِ الكَافِرِ بِمَنزِلَةِ الحَصَاةِ فِي اللّبِنَةِ يجَيِ‌ءُ المَطَرُ فَيَغسِلُ اللّبِنَةَ فَلَا يَضُرّ الحَصَاةَ شَيئاً

31- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَمّن ذَكَرَهُ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع مَا تَقُولُ فِي أَعمَالِ هَؤُلَاءِ قَالَ إِن كُنتَ لَا بُدّ فَاعِلًا فَاتّقِ أَموَالَ الشّيعَةِ قَالَ فأَخَبرَنَيِ‌ عَلِيّ أَنّهُ كَانَ يَجبِيهَا مِنَ الشّيعَةِ عَلَانِيَةً وَ يَرُدّهَا عَلَيهِم فِي السّرّ

32- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ أَو عَن زَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ أَنّهُ كَتَبَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع إِنّ قلَبيِ‌ يَضِيقُ مِمّا أَنَا عَلَيهِ مِن عَمَلِ السّلطَانِ وَ كَانَ وَزِيراً لِهَارُونَ فَإِن أَذِنتَ لِي جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ هَرَبتُ مِنهُ فَرَجَعَ الجَوَابُ لَا آذَنُ لَكَ بِالخُرُوجِ مِن عَمَلِهِم وَ اتّقِ اللّهَ أَو كَمَا قَالَ

33- كِتَابُ الِاستِدرَاكِ، عَنِ التلّعّكُبرَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الكَاظِمِ ع قَالَ قَالَ لِي هَارُونُ أَ تَقُولُونَ إِنّ الخُمُسَ لَكُم قُلتُ نَعَم قَالَ إِنّهُ لَكَثِيرٌ قَالَ قُلتُ إِنّ ألّذِي أَعطَانَاهُ عَلِمَ أَنّهُ لَنَا غَيرُ كَثِيرٍ


صفحه : 159

باب 7-أحوال عشائره وأصحابه و أهل زمانه و ماجري بينه وبينهم و ماجري من الظلم علي عشائره صلوات الله عليه

1- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ المُفَضّلِ بنِ قَيسٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ ع وَ هُوَ يَحلِفُ أَن لَا يُكَلّمَ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأَرقَطَ أَبَداً فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ هَذَا يَأمُرُ بِالبِرّ وَ الصّلَةِ وَ يَحلِفُ أَن لَا يُكَلّمَ ابنَ عَمّهِ أَبَداً قَالَ فَقَالَ هَذَا مِن برِيّ‌ بِهِ هُوَ لَا يَصبِرُ أَن يذَكرُنَيِ‌ وَ يعُيِننَيِ‌ فَإِذَا عَلِمَ النّاسُ أَلّا أُكَلّمَهُ لَم يَقبَلُوا مِنهُ وَ أَمسَكَ عَن ذكِريِ‌ فَكَانَ خَيراً لَهُ

2- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن صَفوَانَ قَالَ سأَلَنَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ ع وَ مُحَمّدُ بنُ خَلَفٍ جَالِسٌ فَقَالَ لِي مَاتَ يَحيَي بنُ القَاسِمِ الحَذّاءُ فَقُلتُ لَهُ نَعَم وَ مَاتَ زُرعَةُ فَقَالَ كَانَ جَعفَرٌ ع يَقُولُفَمُستَقَرّ وَ مُستَودَعٌفَالمُستَقَرّ قَومٌ يُعطَونَ الإِيمَانَ وَ مُستَقَرّ فِي قُلُوبِهِم وَ المُستَودَعُ قَومٌ يُعطَونَ الإِيمَانَ ثُمّ يُسلَبُونَهُ

3-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ قَالَوَقَفَ عَلَيّ أَبُو الحَسَنِ الثاّنيِ‌ ع فِي بنَيِ‌ زُرَيقٍ فَقَالَ لِي وَ هُوَ رَافِعٌ صَوتَهُ يَا أَحمَدُ قُلتُ لَبّيكَ قَالَ إِنّهُ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص جَهَدَ النّاسُ عَلَي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِ فَأَبَي اللّهُ


صفحه : 160

إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا مَاتَ أَبُو الحَسَنِ ع جَهَدَ ابنُ أَبِي حَمزَةَ وَ أَصحَابُهُ عَلَي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِ فَأَبَي اللّهُإِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُالخَبَرَ

4- ب ،[قرب الإسناد] الحَسَنُ بنُ ظَرِيفٍ عَن أَبِيهِ ظَرِيفِ بنِ نَاصِحٍ قَالَ كُنتُ مَعَ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ وَ مَعَهُ ابنُهُ عَلِيّ إِذ مَرّ بِنَا أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍص فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ جَازَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَعرِفُ مُوسَي قَائِمَ آلِ مُحَمّدٍ قَالَ فَقَالَ لِي إِن يَكُن أَحَدٌ يَعرِفُهُ فَهُوَ ثُمّ قَالَ وَ كَيفَ لَا يَعرِفُهُ وَ عِندَهُ خَطّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ إِملَاءُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ ابنُهُ يَا أَبَه كَيفَ لَم يَكُن ذَاكَ عِندَ أَبِي زَيدِ بنِ عَلِيّ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ وَ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ سَيّدُ النّاسِ وَ إِمَامُهُم فَلَزِمَ يَا بنُيَ‌ّ أَبُوكَ زَيدٌ أَخَاهُ فَتَأَدّبَ بِأَدَبِهِ وَ تَفَقّهَ بِفِقهِهِ قَالَ فَقُلتُ فَإِنّهُ يَا أَبَتِ إِن حَدَثَ بِمُوسَي حَدَثٌ يوُصيِ‌ إِلَي أَحَدٍ مِن إِخوَتِهِ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا يوُصيِ‌ إِلّا إِلَي ابنِهِ أَ مَا تَرَي أَي بنُيَ‌ّ هَؤُلَاءِ الخُلَفَاءَ لَا يَجعَلُونَ الخِلَافَةَ إِلّا فِي أَولَادِهِم

5- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ ع فَذُكِرَ مُحَمّدٌ فَقَالَ إنِيّ‌ جَعَلتُ عَلَيّ أَن لَا يظُلِنّيِ‌ وَ إِيّاهُ سَقفُ بَيتٍ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ هَذَا يَأمُرُ بِالبِرّ وَ الصّلَةِ وَ يَقُولُ هَذَا لعمه [لِابنِ عَمّهِ] قَالَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ هَذَا مِنَ البِرّ وَ الصّلَةِ إِنّهُ مَتَي يأَتيِنيِ‌ وَ يَدخُلُ عَلَيّ فَيَقُولُ وَ يُصَدّقُهُ النّاسُ وَ إِذَا لَم يَدخُل عَلَيّ لَم يُقبَل قَولُهُ إِذَا قَالَ

6-كا،[الكافي‌]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ رَنجَوَيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَكَمِ الأرَمنَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُفَضّلِ مَولَي عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ لَمّا خَرَجَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ


صفحه : 161

المَقتُولُ بِفَخّ وَ احتَوَي عَلَي المَدِينَةِ دَعَا مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع إِلَي البَيعَةِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ عَمّ لَا تكُلَفّنيِ‌ مَا كَلّفَ ابنُ عَمّكَ عَمّكَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَيَخرُجَ منِيّ‌ مَا لَا أُرِيدُ كَمَا خَرَجَ مِن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مَا لَم يَكُن يُرِيدُ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ إِنّمَا عَرَضتُ عَلَيكَ أَمراً فَإِن أَرَدتَهُ دَخَلتَ فِيهِ وَ إِن كَرِهتَهُ لَم أَحمِلكَ عَلَيهِوَ اللّهُ المُستَعانُ ثُمّ وَدّعَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع حِينَ وَدّعَهُ يَا ابنَ عَمّ إِنّكَ مَقتُولٌ فَأَجِدّ الضّرَابَ فَإِنّ القَومَ فُسّاقٌ يُظهِرُونَ إِيمَاناً وَ يُسِرّونَ شِركاً وَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَأَحتَسِبُكُم عِندَ اللّهِ مِن عَصَبَةٍ[عُصبَةٍ] ثُمّ خَرَجَ الحُسَينُ وَ كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ قُتِلُوا كُلّهُم كَمَا قَالَ ع

بيان الفخ بفتح الفاء وتشديد الخاء بئر بينه و بين مكة فرسخ تقريبا و الحسين هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي ع وأمه زينب بنت بنت عبد الله بن الحسن وخرج في أيام موسي الهادي‌ بن محمدالمهدي‌ بن أبي جعفرالمنصور وخرج معه جماعة كثيرة من العلويين . و كان خروجه بالمدينة في ذي‌ القعدة سنة تسع وستين ومائة بعدموت المهدي‌ بمكة وخلافة الهادي‌ ابنه . وروي أبوالفرج الأصبهاني‌ بأسانيده عن عبد الله بن ابراهيم الجعفري‌ وغيره أنهم قالوا كان سبب خروج الحسين أن الهادي‌ ولي المدينة إسحاق بن عيسي بن علي فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز فحمل علي الطالبيين وأساء إليهم وطالبهم بالعرض كل يوم في المقصورة ووافي أوائل الحاج وقدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا ولقوا حسينا وغيره فبلغ ذلك العمري‌ وأغلظ أمر العرض وألجأهم إلي الخروج فجمع الحسين يحيي


صفحه : 162

وسليمان وإدريس بني‌ عبد الله بن الحسن و عبد الله بن الحسن الأفطس


صفحه : 163

و ابراهيم بن إسماعيل طباطبا وعمر بن الحسن بن علي بن الحسن المثلث و عبد الله بن إسحاق بن ابراهيم بن الحسن المثني و عبد الله بن جعفرالصادق ع ووجهوا إلي فتيان من فتيانهم ومواليهم فاجتمعوا ستة وعشرين رجلا من ولد علي ع وعشرة من الحاج وجماعة من الموالي‌. فلما أذن المؤذن الصبح دخلوا المسجد ونادوا أجد أجد وصعد الأفطس المنارة وجبر المؤذن علي قول حي‌ علي خير العمل فلما سمعه العمري‌ أحس بالشر ودهش ومضي هاربا علي وجهه يسعي ويضرط حتي نجا وصلي الحسين بالناس الصبح و لم يتخلف عنه أحد من الطالبيين إلا الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن و موسي بن جعفر ع .فخطب بعدالصلاة و قال بعدالحمد والثناء أنا ابن رسول الله علي منبر رسول الله و في حرم رسول الله أدعوكم إلي سنّة رسول الله ص أيها الناس أتطلبون


صفحه : 164

آثار رسول الله في الحجر والعود تمسحون بذلك وتضيعون بضعة منه قالوا فأقبل حماد البربري‌ و كان مسلحة للسلطان بالمدينة في السلاح ومعه أصحابه حتي وافوا باب المسجد فقصده يحيي بن عبد الله و في يده السيف فأراد حماد أن ينزل فبدره يحيي فضربه علي جبينه و عليه البيضة والمغفر والقلنسوة فقطع ذلك كله وأطار قحف رأسه وسقط عن دابته وحمل علي أصحابه فتفرقوا وانهزموا وحج في تلك السنة مبارك التركي‌ فبدأ بالمدينة فبلغه خبر الحسين فبعث إليه من الليل أني‌ و الله ماأحب أن تبتلي بي‌ و لاأبتلي بك فابعث الليلة إلي‌ نفرا من أصحابك و لوعشرة يبيتون عسكري‌ حتي أنهزم وأعتل بالبيات ففعل ذلك الحسين ووجه عشرة من أصحابه فجعجعوا بمبارك وصبحوا في نواحي‌ عسكره فهرب وذهب إلي مكة. وحج في تلك السنة العباس بن محمد وسليمان بن أبي جعفر و موسي بن عيسي فصار مبارك معهم واعتل عليهم بالبيات وخرج الحسين قاصدا إلي مكة ومعه من تبعه من أهله ومواليه وأصحابه وهم زهاء ثلاثمائة واستخلف رجلا علي المدينة فلما صاروا بفخ تلقتهم الجيوش فعرض العباس علي الحسين الأمان والعفو والصلة فأبي ذلك أشد الإباء وكانت قادة الجيوش العباس و موسي و جعفر و محمدابنا سليمان ومبارك التركي‌ و الحسن الحاجب وحسين بن يقطين فالتقوا يوم التروية وقت الصلاة الصبح .فكان أول من بدأهم موسي فحملوا عليه فاستطرد لهم شيئا حتي انحدروا في الوادي‌ وحمل عليهم محمد بن سليمان من خلفهم فطحنهم طحنة واحدة حتي قتل أكثر أصحاب الحسين وجعلت المسودة تصيح بالحسين ياحسين لك الأمان فيقول لاأمان أريد ويحمل عليهم حتي قتل وقتل معه سليمان بن عبد الله بن الحسن و عبد الله بن إسحاق بن ابراهيم بن الحسن وأصابت الحسن بن محمدنشابة في عينه فتركها وجعل يقاتل أشد القتال حتي أمنوه ثم قتلوه وجاء


صفحه : 165

الجند بالرءوس إلي موسي والعباس وعندهما جماعة من ولد الحسن و الحسين فلم يسألا أحدا منهم إلا موسي بن جعفر ع فقالا هذارأس حسين قال نعم إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَمضي و الله مسلما صالحا صوّاما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله فلم يجيبوه بشي‌ء وحملت الأسري إلي الهادي‌ فأمر بقتلهم ومات في ذلك اليوم . وروي‌ عن جماعة أن محمد بن سليمان لماحضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة و هو يقول .


ألا ليت أمي‌ لم تلدني‌ و لم أكن   لقيت حسينا يوم فخّ و لا الحسن .

فجعل يردّدها حتي مات وَ روُيِ‌َ فِي عُمدَةِ الطّالِبِ وَ مُعجَمِ البُلدَانِ عَن أَبِي نَصرٍ البخُاَريِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الجَوَادِ ع أَنّهُ قَالَ لَم يَكُن لَنَا بَعدَ الطّفّ مَصرَعٌ أَعظَمُ مِن فَخّ

. قوله واحتوي علي المدينة أي غلب عليها وأحاط بها ماكلف ابن عمك أي محمد بن عبد الله وسمي‌ أبا عبد الله عمه مجازا فأجد الضراب من الإجادة أي أحسن ويمكن أن يقرأ بتشديد الدال أي اجتهد والضراب القتال فإن القوم أي بني‌ العباس وأتباعهم فساق أي خارجون من الدين ويسرون شركا لأنهم لوكانوا موحدين لماعارضوا إماما نصبه الله ورسوله أحتسبكم عند الله أي أطلب أجر مصيبتكم من الله وأصبر عليها طلبا للأجر أوأظنكم عند الله في الدرجات العالية والعصبة بالتحريك قرابة الأب ويمكن أن يقرأ بضم العين وسكون الصاد كما في قوله تعالي وَ نَحنُ عُصبَةٌ وهي‌ الجماعة يتعصب بعضها لبعض

7-كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَكَتَبَ


صفحه : 166

يَحيَي بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أوُصيِ‌ نفَسيِ‌ بِتَقوَي اللّهِ وَ بِهَا أُوصِيكَ فَإِنّهَا وَصِيّةُ اللّهِ فِي الأَوّلِينَ وَ وَصِيّتُهُ فِي الآخِرِينَ خبَرّنَيِ‌ مَن وَرَدَ عَلَيّ مِن أَعوَانِ اللّهِ عَلَي دِينِهِ وَ نَشرِ طَاعَتِهِ بِمَا كَانَ مِن تَحَنّنِكَ مَعَ خِذلَانِكَ وَ قَد شَاوَرتُ فِي الدّعوَةِ لِلرّضَا مِن آلِ مُحَمّدٍص وَ قَدِ احتَجَبتَهَا وَ احتَجَبَهَا أَبُوكَ مِن قَبلِكَ وَ قَدِيماً ادّعَيتُم مَا لَيسَ لَكُم وَ بَسَطتُم آمَالَكُم إِلَي مَا لَم يُعطِكُمُ اللّهُ فَاستَهوَيتُم وَ أَضلَلتُم وَ أَنَا مُحَذّرُكَ مَا حَذّرَكَ اللّهُ مِن نَفسِهِ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع مِن مُوسَي بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرٍ وَ عَلِيّ مُشتَرِكَينِ فِي التّذَلّلِ لِلّهِ وَ طَاعَتِهِ إِلَي يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أُحَذّرُكَ اللّهَ وَ نفَسيِ‌ وَ أُعلِمُكَ أَلِيمَ عَذَابِهِ وَ شَدِيدَ عِقَابِهِ وَ تَكَامُلَ نَقِمَاتِهِ وَ أُوصِيكَ وَ نفَسيِ‌ بِتَقوَي اللّهِ فَإِنّهَا زَينُ الكَلَامِ وَ تَثبِيتُ النّعَمِ أتَاَنيِ‌ كِتَابُكَ تَذكُرُ فِيهِ أنَيّ‌ مُدّعٍ وَ أَبِي مِن قَبلُ وَ مَا سَمِعتَ ذَلِكَ منِيّ‌ وَ سَتُكتَبُ شَهَادَتُهُم وَ يُسأَلُونَ وَ لَم يَدَع حِرصُ الدّنيَا وَ مَطَالِبُهَا لِأَهلِهَا مَطلَباً لِآخِرَتِهِم حَتّي يُفسِدَ عَلَيهِم مَطلَبَ آخِرَتِهِم فِي دُنيَاهُم وَ ذَكَرتَ أنَيّ‌ ثَبّطتُ النّاسَ عَنكَ لرِغَبتَيِ‌ فِيمَا فِي يَدَيكَ وَ مَا منَعَنَيِ‌ مِن مَدخَلِكَ ألّذِي أَنتَ فِيهِ لَو كُنتُ رَاغِباً ضَعفٌ عَن سُنّةٍ وَ لَا قِلّةُ بَصِيرَةٍ بِحُجّةٍ وَ لَكِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ النّاسَ أَمشَاجاً وَ غَرَائِبَ وَ غَرَائِزَ فأَخَبرِنيِ‌ عَن حَرفَينِ أَسأَلُكَ عَنهُمَا مَا العُترُفُ فِي بَدَنِكَ وَ مَا الصّهلَجُ فِي الإِنسَانِ ثُمّ اكتُب إلِيَ‌ّ بِخَبَرِ ذَلِكَ وَ أَنَا مُتَقَدّمٌ إِلَيكَ أُحَذّرُكَ مَعصِيَةَ الخَلِيفَةِ وَ أَحُثّكَ عَلَي بِرّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ أَن تَطلُبَ لِنَفسِكَ أَمَاناً قَبلَ أَن تَأخُذَكَ الأَظفَارُ وَ يَلزَمَكَ الخِنَاقُ مِن كُلّ مَكَانٍ تَتَرَوّحُ إِلَي النّفَسِ مِن كُلّ مَكَانٍ وَ لَا تَجِدُهُ حَتّي يَمُنّ اللّهُ عَلَيكَ بِمَنّهِ وَ فَضلِهِ وَ رِقّةِ الخَلِيفَةِ أَبقَاهُ اللّهُ فَيُؤمِنَكَ وَ يَرحَمَكَ وَ يَحفَظَ فِيكَ أَرحَامَ رَسُولِ اللّهِص وَ السّلامُ عَلي مَنِ اتّبَعَ الهُديإِنّا قَد أوُحيِ‌َ إِلَينا أَنّ العَذابَ عَلي مَن كَذّبَ وَ تَوَلّي


صفحه : 167

قَالَ الجعَفرَيِ‌ّ فبَلَغَنَيِ‌ أَنّ كِتَابَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَقَعَ فِي يدَيَ‌ هَارُونَ فَلَمّا قَرَأَهُ قَالَ النّاسُ يحَملِوُنيّ‌ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ هُوَ برَيِ‌ءٌ مِمّا يُرمَي بِهِ

إيضاح وصية النفس بالتقوي توطين النفس عليها قبل أمر الغير بهافإنها وصية الله إشارة إلي قوله تعالي وَ لَقَد وَصّينَا الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَ إِيّاكُم أَنِ اتّقُوا اللّهَ من تحننك أي بلغني‌ إظهار محبتك لي وترحمك علي مع عدم نصرتك لي وقيل أي محبتك للإمامة مع أنك مخذول و لايخفي ما فيه للرضا أي لمن هومرضي‌ من آل محمديجتمعون عليه ويرتضونه لالنفسي‌ ويحتمل أن يريد نفسه أوالمعني للعمل بما يرضي به آل محمد. و قداحتجبتها لعل فيه حذفا وإيصالا أي احتجبت بها والضمير للمشهورة كناية عما هومقتضاها من الإجابة إلي البيعة أوللبيعة بقرينة المقام أوللدعوة أي إجابتها أوالمعني شاورت الناس في الدعوي فاحتجبت عن مشاورتي‌ و لم تحضرها فتفرق الناس لذلك عني‌ واحتجبها أبوك أي عنددعوة محمد بن عبد الله وقديما ظرف لقومه ادعيتم . قوله فاستهويتم أي ذهبتم بأهواء الناس وعقولهم ماحذرك الله إشارة إلي قوله تعالي وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ قوله من موسي بن عبد الله في بعض النسخ عبدي‌ الله و هوالأظهر بأن يكون عليه السلام ذكر في الكتاب انتسابه إلي الوالد الأكبر أيضا علي بن أبي طالب ع فقوله مشتركين علي صيغة الجمع و في بعض النسخ أبي عبد الله والمراد ماذكرنا أيضا وكذا علي نسخة عبد الله أيضا بأن يكون الوصف بالعبودية مخصوصا بجعفر ع .


صفحه : 168

وقيل كأنه أشرك أخاه علي بن جعفرمعه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه مايصرف عن نفسه وقيل أشرك ابنه الرضا ع و قوله مشتركين علي صيغة التثنية وتثبيت النعم أي سبب له أني‌ مدع ظاهره إنكار دعوي الإمامة تقية وباطنه إنكار ادعاء ما ليس بحق كمازعمه مع أنه ع لم يصرح بالنفي‌ بل قال ماسمعت ذلك مني‌ ويسألون أي شهادتهم الزور ومطالبتها بالرفع عطفا علي الحرص أوبالجر عطفا علي الدنيا في دنياهم في للظرفية أوبمعني مع والحاصل أن حرص الدنيا صار سببا لئلا يخلص لهم شيءللآخرة فإذاأرادوا عملا من أعمال الآخرة خلطوه بالأغراض الدنيوية والأعمال الباطلة كالأمر بالمعروف ألذي أردته خلطته بإنكار حق أهل الحق ومعارضتهم والافتراء عليهم فيحتمل أن تكون في سببية أيضا وقيل يعني‌ أن حرصك علي الدنيا ومطالبها صار سببا لفساد آخرتك في دنياك والتثبيط التعويق فيما في يديك أي ادعاء الإمامة ضعف عن سنة أي عجز عن معرفتها بل صار علمي‌ سببا لعدم إظهار الحق قبل أوانه . قوله ولكن الله تبارك و تعالي خلق الناس أي جعل للإنسان أجزاء وأعضاء مختلفة فأخبرني‌ عن هذين العضوين أوالمعني أن الله خلقهم ذوي‌ غرائب وشئون متفاوتة و أي غريبة أغرب من دعواك الإمامة مع جهلك وسكوتي‌ مع علمي‌ ويقال تقدم إليه في كذا إذاأمره وأوصاه به والمراد بالخليفة خليفة الجور ظاهرا تقية وخليفة الحق يعني‌ نفسه ع واقعا مع أنه يجب طاعة خلفاء الجور عندالتقية وإنما كتب ع ذلك لعلمه بأنه سيقع في يد الملعون دفعا لضرره عن نفسه وعشيرته وشيعته قبل أن تأخذك الأظفار كناية عن الأسر تشبيها بطائر اصطاده بعض الجوارح . ويلزمك الخناق بالفتح مصدر خنقه إذاعصر حلقه أوبالكسر و هوالحبل ألذي يخنق به أوبالضم و هوالداء ألذي يمنع نفوذ النفس إلي الرية والقلب فتروح من باب التفعل بحذف إحدي التاءين أي تطلب الروح بالفتح و هوالنسيم إلي النفس أي للتنفس من كل مكان متعلق بتروح فلاتجده أي


صفحه : 169

الروح أوالنفس ورقة الخليفة عطف علي منه يحملوني‌ أي يغرونني‌.

أَقُولُ وَ رَوَي أَبُو الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ مُقَاتِلِ الطّالِبِيّينَ بِأَسَانِيدِهِ عَن عُنَيزَةَ القصَبَاَنيِ‌ّ قَالَ رَأَيتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع بَعدَ عَتَمَةٍ وَ قَد جَاءَ إِلَي الحُسَينِ صَاحِبِ فَخّ فَانكَبّ عَلَيهِ شِبهَ الرّكُوعِ وَ قَالَ أُحِبّ أَن تجَعلَنَيِ‌ فِي سَعَةٍ وَ حِلّ مِن تخَلَفّيِ‌ عَنكَ فَأَطرَقَ الحُسَينُ طَوِيلًا لَا يُجِيبُهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ أَنتَ فِي سَعَةٍ

وَ بِأَسَانِيدَ أُخرَي قَالَ قَالَ الحُسَينُ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فِي الخُرُوجِ فَقَالَ لَهُ إِنّكَ مَقتُولٌ فَأَجِدّ الضّرَابَ فَإِنّ القَومَ فُسّاقٌ يُظهِرُونَ إِيمَاناً وَ يُضمِرُونَ نِفَاقاً وَ شَكّاً فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وَ عِندَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ أَحتَسِبُكُم مِن عُصبَةٍ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبّادٍ قَالَ لَمّا أَن لقَيِ‌َ الحُسَينُ المُسَوّدَةَ أَقعَدَ رَجُلًا عَلَي جَمَلٍ مَعَهُ سَيفٌ يَلُوحُ بِهِ وَ الحُسَينُ يمُليِ‌ عَلَيهِ حَرفاً حَرفاً يَقُولُ نَادِ فَنَادَي يَا مَعشَرَ النّاسِ يَا مَعشَرَ المُسَوّدَةِ هَذَا الحُسَينُ ابنُ رَسُولِ اللّهِ وَ ابنُ عَمّهِ يَدعُوكُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِ اللّهِص

وَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَرطَاةَ قَالَ لَمّا كَانَت بَيعَةُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَاحِبِ فَخّ قَالَ أُبَايِعُكُم عَلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَي أَن يُطَاعَ اللّهُ وَ لَا يُعصَي وَ أَدعُوكُم إِلَي الرّضَا مِن آلِ مُحَمّدٍ وَ عَلَي أَن يُعمَلَ فِيكُم بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص وَ العَدلِ فِي الرّعِيّةِ وَ القَسمِ بِالسّوِيّةِ وَ عَلَي أَن تُقِيمُوا مَعَنَا وَ تُجَاهِدُوا عَدُوّنَا فَإِن نَحنُ وَفَينَا لَكُم وَفَيتُم لَنَا وَ إِن نَحنُ لَم نَفِ لَكُم فَلَا بَيعَةَ لَنَا عَلَيكُم

وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي صَالِحٍ الفزَاَريِ‌ّ قَالَسَمِعَ عَلَي مِيَاهِ غَطَفَانَ كُلّهَا لَيلَةَ قَتلِ الحُسَينِ صَاحِبِ فَخّ هَاتِفاً يَهتِفُ يَقُولُ


صفحه : 170


أَلَا يَا لَقَومٍ لِلسّوَادِ المُصَبّحِ   وَ مَقتَلِ أَولَادِ النّبِيّ بِبَلدَحٍ

لِيَبكِ حُسَيناً كُلّ كَهلٍ وَ أَمرَدَ   مِنَ الجِنّ إِن لَم يَبكِ مِنَ الإِنسِ نُوّحٌ

وَ إنِيّ‌ لجَنِيّ‌ّ وَ إِنّ معَرَسّيِ‌   لَبِالبَرقَةِ السّودَاءِ مِن دُونِ زَحزَحٍ.

فَسَمِعَهَا النّاسُ لَا يَدرُونَ مَا الخَبَرُ حَتّي أَتَاهُم قَتَلُ الحُسَينِ.

وَ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنَ عَلِيّ ع قَالَ مَرّ النّبِيّص بِفَخّ فَنَزَلَ فَصَلّي رَكعَةً فَلَمّا صَلّي الثّانِيَةَ بَكَي وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ فَلَمّا رَأَي النّاسُ النّبِيّص يبَكيِ‌ بَكَوا فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ مَا يُبكِيكُم قَالُوا لَمّا رَأَينَاكَ تبَكيِ‌ بَكَينَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَزَلَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ لَمّا صَلّيتُ الرّكعَةَ الأُولَي فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِنّ رَجُلًا مِن وُلدِكَ يُقتَلُ فِي هَذَا المَكَانِ وَ أَجرُ الشّهِيدِ مَعَهُ أَجرُ شَهِيدَينِ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ النّضرِ بنِ قِروَاشٍ قَالَ أَكرَيتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع مِنَ المَدِينَةِ فَلَمّا رَحَلنَا مِن بَطنِ مَرّ قَالَ لِي يَا نَصرُ إِذَا انتَهَيتَ إِلَي فَخّ فأَعَلمِنيِ‌ قُلتُ أَ وَ لَستَ تَعرِفُهُ قَالَ بَلَي وَ لَكِن أَخشَي أَن تغَلبِنَيِ‌ عيَنيَ‌ّ فَلَمّا انتَهَينَا إِلَي فَخّ دَنَوتُ مِنَ المَحمِلِ فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ فَتَنَحنَحتُ فَلَم يَنتَبِه فَحَرّكتُ المَحمِلَ فَجَلَسَ فَقُلتُ قَد بَلَغتُ فَقَالَ حُلّ محَملِيِ‌ ثُمّ قَالَ صِلِ القِطَارَ فَوَصَلتُهُ ثُمّ تَنَحّيتُ بِهِ عَنِ الجَادّةِ فَأَنَختُ بَعِيرَهُ فَقَالَ ناَولِنيِ‌ الإِدَاوَةَ وَ الرّكوَةَ فَتَوَضّأَ وَ صَلّي ثُمّ رَكِبَ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ رَأَيتُكَ قَد صَنَعتَ شَيئاً أَ فَهُوَ مِن مَنَاسِكِ الحَجّ قَالَ لَا وَ لَكِن يُقتَلُ هَاهُنَا رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ فِي عِصَابَةٍ تَسبِقُ أَروَاحُهُم أَجسَادَهُم إِلَي الجَنّةِ


صفحه : 171

8- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ رَفَعَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ رَأَيتُ ابنَكَ مُوسَي يصُلَيّ‌ وَ النّاسُ يَمُرّونَ بَينَ يَدَيهِ فَلَا يَنهَاهُم وَ فِيهِ مَا فِيهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ادعُوا لِي مُوسَي فدَعُيِ‌َ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ أَبَا حَنِيفَةَ يَذكُرُ أَنّكَ كُنتَ تصُلَيّ‌ وَ النّاسُ يَمُرّونَ بَينَ يَدَيكَ فَلَم تَنهَهُم فَقَالَ نَعَم يَا أَبَتِ إِنّ ألّذِي كُنتُ أصُلَيّ‌ لَهُ كَانَ أَقرَبَ إلِيَ‌ّ مِنهُم يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ نَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَرِيدِ قَالَ فَضَمّهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِلَي نَفسِهِ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا مُودَعَ الأَسرَارِ

9- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ المُثَنّي الخَطِيبِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ وَ بَشِيرِ بنِ إِسمَاعِيلَ قَالَ قَالَ لِي مُحَمّدٌ أَ لَا أَسُرّكَ يَا ابنَ المُثَنّي قَالَ قُلتُ بَلَي وَ قُمتُ إِلَيهِ قَالَ دَخَلَ هَذَا الفَاسِقُ آنِفاً فَجَلَسَ قُبَالَةَ أَبِي الحَسَنِ الكَاظِمِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا تَقُولُ فِي المُحرِمِ أَ يَستَظِلّ عَلَي المَحمِلِ فَقَالَ لَهُ لَا قَالَ فَيَستَظِلّ فِي الخِبَاءِ فَقَالَ لَهُ نَعَم فَأَعَادَ عَلَيهِ القَولَ شِبهَ المسُتهَز‌ِئِ يَضحَكُ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَمَا فَرقٌ بَينَ هَذَا وَ هَذَا فَقَالَ يَا بَا يُوسُفَ إِنّ الدّينَ لَيسَ بِقِيَاسٍ كَقِيَاسِكَ أَنتُم تَلعَبُونَ بِالدّينِ إِنّا صَنَعنَا كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللّهِص وَ قُلنَا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَانَ رَسُولُ اللّهُ يَركَبُ رَاحِلَتَهُ فَلَا يَستَظِلّ عَلَيهَا وَ تُؤذِيهِ الشّمسُ فَيَستُرُ جَسَدَهُ بَعضَهُ بِبَعضٍ وَ رُبّمَا سَتَرَ وَجهَهُ بِيَدِهِ وَ إِذَا نَزَلَ استَظَلّ بِالخِبَاءِ وَ فِي البَيتِ وَ فِي الجِدَارِ

10-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ قَالَرَأَيتُ عَبدَ اللّهِ بنَ جُندَبٍ بِالمَوقِفِ فَلَم أَرَ مَوقِفاً كَانَ أَحسَنَ مِن مَوقِفِهِ مَا زَالَ مَادّاً يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَي خَدّهِ حَتّي تَبلُغَ الأَرضَ فَلَمّا انصَرَفَ النّاسُ قُلتُ لَهُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا رَأَيتُ


صفحه : 172

مَوقِفاً قَطّ أَحسَنَ مِن مَوقِفِكَ قَالَ وَ اللّهِ مَا دَعَوتُ إِلّا لإِخِواَنيِ‌ وَ ذَلِكَ أَنّ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع أخَبرَنَيِ‌ أَنّهُ مَن دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ نوُديِ‌َ مِنَ العَرشِ هَا وَ لَكَ مِائَةُ أَلفِ ضِعفِ مِثلِهِ فَكَرِهتُ أَن أَدَعَ مِائَةَ أَلفِ ضِعفٍ مَضمُونَةً لِوَاحِدٍ لَا أدَريِ‌ يُستَجَابُ أَم لَا

11- كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ العاَصمِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السلّمَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ أَو عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ قَالَ كُنتُ فِي المَوقِفِ فَلَمّا أَفَضتُ لَقِيتُ اِبرَاهِيمَ بنَ شُعَيبٍ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ كَانَ مُصَاباً بِإِحدَي عَينَيهِ وَ إِذَا عَينُهُ الصّحِيحَةُ حَمرَاءُ كَأَنّهَا حَلقَةُ دَمٍ فَقُلتُ لَهُ قَد أُصِبتَ بِإِحدَي عَينَيكَ وَ أَنَا وَ اللّهِ مُشفِقٌ عَلَي الأُخرَي فَلَو قَصَرتَ مِنَ البُكَاءِ قَلِيلًا فَقَالَ لَا وَ اللّهِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا دَعَوتُ لنِفَسيِ‌َ اليَومَ بِدَعوَةٍ فَقُلتُ لِمَن دَعَوتَ قَالَ دَعَوتُ لإِخِواَنيِ‌ لأِنَيّ‌ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ وَكّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً يَقُولُ وَ لَكَ مِثلَاهُ فَأَرَدتُ أَن أَكُونَ إِنّمَا أَدعُو لإِخِواَنيِ‌ وَ يَكُونَ المَلَكُ يَدعُو لِي لأِنَيّ‌ فِي شَكّ مِن دعُاَئيِ‌ لنِفَسيِ‌ وَ لَستُ فِي شَكّ مِن دُعَاءِ المَلَكِ

12- ختص ،[الإختصاص ] أَبُو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الكوُفيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ الكوُفيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ مِثلَهُ

13-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن زِيَادِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فَقَالَ لِي يَا زِيَادُ إِنّكَ لَتَعمَلُ عَمَلَ السّلطَانِ قَالَ قُلتُ أَجَل قَالَ لِي وَ لِمَ قُلتُ أَنَا رَجُلٌ لِي مُرُوّةٌ وَ عَلَيّ عِيَالٌ وَ لَيسَ وَرَاءَ ظهَريِ‌ شَيءٌ فَقَالَ لِي يَا زِيَادُ لَأَن أَسقُطَ مِن حَالِقٍ فَأَنقَطِعَ قِطعَةً قِطعَةً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَتَوَلّي لِأَحَدٍ مِنهُم عَمَلًا


صفحه : 173

أَو أَطَأَ بِسَاطَ رَجُلٍ مِنهُم إِلّا لِمَا ذَا قُلتُ لَا أدَريِ‌ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِلّا لِتَفرِيجِ كُربَةٍ عَن مُؤمِنٍ أَو فَكّ أَسرِهِ أَو قَضَاءِ دَينِهِ يَا زِيَادُ إِنّ أَهوَنَ مَا يَصنَعُ اللّهُ بِمَن تَوَلّي لَهُم عَمَلًا أَن يُضرَبَ عَلَيهِ سُرَادِقٌ مِن نَارٍ إِلَي أَن يَفرُغَ اللّهُ مِن حِسَابِ الخَلَائِقِ يَا زِيَادُ فَإِن وُلّيتَ شَيئاً مِن أَعمَالِهِم فَأَحسِن إِلَي إِخوَانِكَ فَوَاحِدَةٌ بِوَاحِدَةٍ وَ اللّهُ مِن وَرَاءِ ذَلِكَ يَا زِيَادُ أَيّمَا رَجُلٍ مِنكُم تَوَلّي لِأَحَدٍ مِنهُم عَمَلًا ثُمّ سَاوَي بَينَكُم وَ بَينَهُم فَقُولُوا لَهُ أَنتَ مُنتَحِلٌ كَذّابٌ يَا زِيَادُ إِذَا ذَكَرتَ مَقدُرَتَكَ عَلَي النّاسِ فَاذكُر مَقدُرَةَ اللّهِ عَلَيكَ غَداً وَ نَفَادَ مَا أَتَيتَ إِلَيهِم عَنهُم وَ بَقَاءَ مَا أَتَيتَ إِلَيهِم عَلَيكَ

بيان و الله من وراء ذلك أي عفوه وغفرانه أوحسابه وحقه تعالي لماخالفت أمره

14- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ صَالِحٍ عَن رَجُلٍ مِنَ الجَعفَرِيّينَ قَالَ كَانَ بِالمَدِينَةِ عِندَنَا رَجُلٌ يُكَنّي أَبَا القَمقَامِ وَ كَانَ مُحَارَفاً فَأَتَي أَبَا الحَسَنِ ع فَشَكَا إِلَيهِ حِرفَتَهُ وَ أَخبَرَهُ أَنّهُ لَا يَتَوَجّهُ فِي حَاجَةٍ لَهُ فَتُقضَي لَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع قُل فِي آخِرِ دُعَائِكَ مِن صَلَاةِ الفَجرِ سُبحَانَ اللّهِ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ وَ أَسأَلُهُ مِن فَضلِهِ عَشرَ مَرّاتٍ قَالَ أَبُو القَمقَامِ فَلَزِمتُ ذَلِكَ فَوَ اللّهِ مَا لَبِثتُ إِلّا قَلِيلًا حَتّي وَرَدَ عَلَيّ قَومٌ مِنَ البَادِيَةِ فأَخَبرَوُنيِ‌ أَنّ رَجُلًا مِن قوَميِ‌ مَاتَ وَ لَم يُعرَف لَهُ وَارِثٌ غيَريِ‌ فَانطَلَقتُ فَقَبَضتُ مِيرَاثَهُ وَ أَنَا مُستَغنٍ

15- الفُصُولُ المُهِمّةُ، شَاعِرُهُ السّيّدُ الحمِيرَيِ‌ّ بَوّابُهُ مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ


صفحه : 174

16- مِن كِتَابِ قَضَاءِ حُقُوقِ المُؤمِنِينَ،لأِبَيِ‌ عَلِيّ بنِ طَاهِرٍ الصوّريِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ الريّ‌ّ قَالَ ولُيّ‌َ عَلَينَا بَعضُ كُتّابِ يَحيَي بنِ خَالِدٍ وَ كَانَ عَلَيّ بَقَايَا يطُاَلبِنُيِ‌ بِهَا وَ خِفتُ مِن إلِزاَميِ‌ إِيّاهَا خُرُوجاً عَن نعِمتَيِ‌ وَ قِيلَ لِي إِنّهُ يَنتَحِلُ هَذَا المَذهَبَ فَخِفتُ أَن أمَضيِ‌َ إِلَيهِ فَلَا يَكُونَ كَذَلِكَ فَأَقَعَ فِيمَا لَا أُحِبّ فَاجتَمَعَ رأَييِ‌ عَلَي أنَيّ‌ هَرَبتُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ حَجَجتُ وَ لَقِيتُ موَلاَي‌َ الصّابِرَ يعَنيِ‌ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فَشَكَوتُ حاَليِ‌ إِلَيهِ فأَصَحبَنَيِ‌ مَكتُوباً نُسخَتُهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِاعلَم أَنّ لِلّهِ تَحتَ عَرشِهِ ظِلّا لَا يَسكُنُهُ إِلّا مَن أَسدَي إِلَي أَخِيهِ مَعرُوفاً أَو نَفّسَ عَنهُ كُربَةً أَو أَدخَلَ عَلَي قَلبِهِ سُرُوراً وَ هَذَا أَخُوكَ وَ السّلَامُ قَالَ فَعُدتُ مِنَ الحَجّ إِلَي بلَدَيِ‌ وَ مَضَيتُ إِلَي الرّجُلِ لَيلًا وَ استَأذَنتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ رَسُولُ الصّابِرِ ع فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ حَافِياً مَاشِياً فَفَتَحَ لِي بَابَهُ وَ قبَلّنَيِ‌ وَ ضمَنّيِ‌ إِلَيهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُ بَينَ عيَنيَ‌ّ وَ يُكَرّرُ ذَلِكَ كُلّمَا سأَلَنَيِ‌ عَن رُؤيَتِهِ ع وَ كُلّمَا أَخبَرتُهُ بِسَلَامَتِهِ وَ صَلَاحِ أَحوَالِهِ استَبشَرَ وَ شَكَرَ اللّهَ ثُمّ أدَخلَنَيِ‌ دَارَهُ وَ صدَرّنَيِ‌ فِي مَجلِسِهِ وَ جَلَسَ بَينَ يدَيَ‌ّ فَأَخرَجتُ إِلَيهِ كِتَابَهُ ع فَقَبّلَهُ قَائِماً وَ قَرَأَهُ ثُمّ استَدعَي بِمَالِهِ وَ ثِيَابِهِ فقَاَسمَنَيِ‌ دِينَاراً دِينَاراً وَ دِرهَماً دِرهَماً وَ ثَوباً ثَوباً وَ أعَطاَنيِ‌ قِيمَةَ مَا لَم يُمكِن قِسمَتُهُ وَ فِي كُلّ شَيءٍ مِن ذَلِكَ يَقُولُ يَا أخَيِ‌ هَل سَرَرتُكَ فَأَقُولُ إيِ‌ وَ اللّهِ وَ زِدتَ عَلَي السّرُورِ ثُمّ استَدعَي العَمَلَ فَأَسقَطَ مَا كَانَ باِسميِ‌ وَ أعَطاَنيِ‌ بَرَاءَةً مِمّا يَتَوَجّهُ عَلَيّ مِنهُ وَ وَدّعتُهُ وَ انصَرَفتُ عَنهُ فَقُلتُ لَا أَقدِرُ عَلَي مُكَافَاةِ هَذَا الرّجُلِ إِلّا بِأَن أَحُجّ فِي قَابِلٍ وَ أَدعُوَ لَهُ وَ أَلقَي الصّابِرَ ع وَ أُعَرّفَهُ فِعلَهُ فَفَعَلتُ وَ لَقِيتُ موَلاَي‌َ الصّابِرَ ع وَ جَعَلتُ أُحَدّثُهُ وَ وَجهُهُ يَتَهَلّلُ فَرَحاً فَقُلتُ يَا موَلاَي‌َ هَل سَرّكَ ذَلِكَ فَقَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ لَقَد سرَنّيِ‌ وَ سَرّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ لَقَد سَرّ جدَيّ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ لَقَد سَرّ اللّهَ تَعَالَي

17-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ الوَلِيدِ قَالَحُمِلَ إِلَي مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ رُقعَةٌ مِن أَبِي الحَسَنِ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ سَهلُ بنُ زِيَادٍ الآدمَيِ‌ّ لَمّا أَن صَنّفَ عَبدُ اللّهِ بنُ


صفحه : 175

المُغِيرَةِ كِتَابَهُ وَعَدَ أَصحَابَهُ أَن يَقرَأَ عَلَيهِم فِي زَاوِيَةٍ مِن زَوَايَا مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ كَانَ لَهُ أَخٌ مُخَالِفٌ فَلَمّا أَن حَضَرُوا لِاستِمَاعِ الكِتَابِ جَاءَ الأَخُ وَ قَعَدَ قَالَ فَقَالَ لَهُمُ انصَرِفُوا اليَومَ فَقَالَ الأَخُ أَينَ يَنصَرِفُونَ فإَنِيّ‌ أَيضاً جِئتُ لِمَا جَاءُوا قَالَ فَقَالَ لَهُ لِمَا جَاءُوا قَالَ يَا أخَيِ‌ أُرِيتُ فِيمَا يَرَي النّائِمُ أَنّ المَلَائِكَةَ تَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ فَقُلتُ لِمَا ذَا يَنزِلُونَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ قَائِلٌ يَنزِلُونَ يَستَمِعُونَ الكِتَابَ ألّذِي يُخرِجُهُ عَبدُ اللّهِ بنُ المُغِيرَةِ فَأَنَا أَيضاً جِئتُ لِهَذَا وَ أَنَا تَائِبٌ إِلَي اللّهِ قَالَ فَسُرّ عَبدُ اللّهِ بنُ المُغِيرَةِ بِذَلِكَ

18- أَعلَامُ الدّينِ للِديّلمَيِ‌ّ،روُيِ‌َ عَن أَبِي حَنِيفَةَ أَنّهُ قَالَ أَتَيتُ الصّادِقَ ع لِأَسأَلَهُ عَن مَسَائِلَ فَقِيلَ لِي إِنّهُ نَائِمٌ فَجَلَستُ أَنتَظِرُ انتِبَاهَهُ فَرَأَيتُ غُلَاماً خُمَاسِيّاً أَو سُدَاسِيّاً جَمِيلَ المَنظَرِ ذَا هَيبَةٍ وَ حُسنِ سَمتٍ فَسَأَلتُ عَنهُ فَقَالُوا هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا تَقُولُ فِي أَفعَالِ العِبَادِ مِمّن هيِ‌َ فَجَلَسَ ثُمّ تَرَبّعَ وَ جَعَلَ كُمّهُ الأَيمَنَ عَلَي الأَيسَرِ وَ قَالَ يَا نُعمَانُ قَد سَأَلتَ فَاسمَع وَ إِذَا سَمِعتَ فَعِه وَ إِذَا وَعَيتَ فَاعمَل إِنّ أَفعَالَ العِبَادِ لَا تَعدُو مِن ثَلَاثِ خِصَالٍ إِمّا مِنَ اللّهِ عَلَي انفِرَادِهِ أَو مِنَ اللّهِ وَ العَبدِ شِركَةً أَو مِنَ العَبدِ بِانفِرَادِهِ فَإِن كَانَت مِنَ اللّهِ عَلَي انفِرَادِهِ فَمَا بَالُهُ سُبحَانَهُ يُعَذّبُ عَبدَهُ عَلَي مَا لَم يَفعَلهُ مَعَ عَدلِهِ وَ رَحمَتِهِ وَ حِكمَتِهِ وَ إِن كَانَت مِنَ اللّهِ وَ العَبدِ شِركَةً فَمَا بَالُ الشّرِيكِ القوَيِ‌ّ يُعَذّبُ شَرِيكَهُ عَلَي مَا قَد شَرِكَهُ فِيهِ وَ أَعَانَهُ عَلَيهِ قَالَ استَحَالَ الوَجهَانِ يَا نُعمَانُ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ فَلَم يَبقَ إِلّا أَن يَكُونَ مِنَ العَبدِ عَلَي انفِرَادِهِ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


لَم تَخلُ أَفعَالُنَا التّيِ‌ نُذَمّ بِهَا   إِحدَي ثَلَاثِ خِصَالٍ حِينَ نُبدِيهَا

إِمّا تَفَرّدَ بَارِينَا بِصَنعَتِهَا   فَيَسقُطُ اللّومُ عَنّا حِينَ نَأتِيهَا

صفحه : 176


أَو كَانَ يَشرَكُنَا فِيهَا فَيَلحَقُهُ   مَا كَانَ يَلحَقُنَا مِن لَائِمٍ فِيهَا

أَو لَم يَكُن لإِلِهَيِ‌ فِي جِنَايَتِهَا   ذَنبٌ فَمَا الذّنبُ إِلّا ذَنبُ جَانِيهَا

19- الدّرّةُ البَاهِرَةُ مِنَ الأَصدَافِ الطّاهِرَةِ، قَالَ قَالَ نُفَيعٌ الأنَصاَريِ‌ّ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ كَانَ مَعَ عَبدِ العَزِيزِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ فَمَنَعَهُ مِن كَلَامِهِ فَأَبَي مَن أَنتَ فَقَالَ إِن كُنتَ تُرِيدُ النّسَبَ فَأَنَا ابنُ مُحَمّدٍ حَبِيبِ اللّهِ بنِ إِسمَاعِيلَ ذَبِيحِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ وَ إِن كُنتَ تُرِيدُ البَلَدَ فَهُوَ ألّذِي فَرَضَ اللّهُ عَلَي المُسلِمِينَ وَ عَلَيكَ إِن كُنتَ مِنهُم الحَجّ إِلَيهِ وَ إِن كُنتَ تُرِيدُ المُنَاظَرَةَ فِي الرّتبَةِ فَمَا رضَيِ‌َ مُشرِكُو قوَميِ‌ مسُلمِيِ‌ قَومِكَ أَكفَاءً لَهُم حِينَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ أَخرِج إِلَينَا أَكفَاءَنَا مِن قُرَيشٍ فَانصَرَفَ مَخزِيّاً وَ قَالَ لقَيِ‌َ ع الرّشِيدَ حِينَ قُدُومِهِ إِلَي المَدِينَةِ عَلَي بَغلَتِهِ فَاعتَرَضَ عَلَيهِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ تَطَأطَأتَ عَن خُيَلَاءِ الخَيلِ وَ ارتَفَعتَ عَن ذِلّةِ العَيرِ وَ خَيرُ الأُمُورِ أَوسَطُهَا

20-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ البَزّازُ عَن أَبِي طَاهِرٍ الشاّماَتيِ‌ّ عَن بِشرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بِشرٍ عَن أَحمَدَ بنِ سَهلِ بنِ مَاهَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ البَزّازِ النيّساَبوُريِ‌ّ وَ كَانَ مُسِنّاً قَالَ كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ الطاّئيِ‌ّ الطوّسيِ‌ّ مُعَامَلَةٌ فَرَحَلتُ إِلَيهِ فِي بَعضِ الأَيّامِ فَبَلَغَهُ خَبَرُ قدُوُميِ‌ فاَستحَضرَنَيِ‌ لِلوَقتِ وَ عَلَيّ ثِيَابُ السّفَرِ لَم أُغَيّرهَا وَ ذَلِكَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ وَقتِ صَلَاةِ الظّهرِ فَلَمّا دَخَلتُ إِلَيهِ رَأَيتُهُ فِي بَيتٍ يجَريِ‌ فِيهِ المَاءُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ جَلَستُ فأَتُيِ‌َ بِطَستٍ وَ إِبرِيقٍ فَغَسَلَ يَدَيهِ ثُمّ أمَرَنَيِ‌ فَغَسَلتُ يدَيَ‌ّ وَ أُحضِرَتِ المَائِدَةُ وَ ذَهَبَ عنَيّ‌ أنَيّ‌ صَائِمٌ وَ أنَيّ‌ فِي شَهرِ رَمَضَانَ ثُمّ ذَكَرتُ فَأَمسَكتُ يدَيِ‌ فَقَالَ لِي حُمَيدٌ مَا لَكَ لَا تَأكُلُ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ هَذَا شَهرُ رَمَضَانَ وَ لَستُ بِمَرِيضٍ وَ لَا بيِ‌ عِلّةٌ تُوجِبُ


صفحه : 177

الإِفطَارَ وَ لَعَلّ الأَمِيرَ لَهُ عُذرٌ فِي ذَلِكَ أَو عِلّةٌ تُوجِبُ الإِفطَارَ فَقَالَ مَا بيِ‌ عِلّةٌ تُوجِبُ الإِفطَارَ وَ إنِيّ‌ لَصَحِيحُ البَدَنِ ثُمّ دَمَعَت عَينَاهُ وَ بَكَي فَقُلتُ لَهُ بَعدَ مَا فَرَغَ مِن طَعَامِهِ مَا يُبكِيكَ أَيّهَا الأَمِيرُ فَقَالَ أَنفَذَ إلِيَ‌ّ هَارُونُ الرّشِيدُ وَقتَ كَونِهِ بِطُوسَ فِي بَعضِ اللّيلِ أَن أَجِب فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ رَأَيتُ بَينَ يَدَيهِ شَمعَةً تَتّقِدُ وَ سَيفاً أُحضِرَ مَسلُولًا وَ بَينَ يَدَيهِ خَادِمٌ وَاقِفٌ فَلَمّا قُمتُ بَينَ يَدَيهِ رَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ كَيفَ طَاعَتُكَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَقُلتُ بِالنّفسِ وَ المَالِ فَأَطرَقَ ثُمّ أَذِنَ لِي فِي الِانصِرَافِ فَلَم أَلبَث فِي منَزلِيِ‌ حَتّي عَادَ الرّسُولُ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ إِنّا لِلّهِ أَخَافُ أَن يَكُونَ قَد عَزَمَ عَلَي قتَليِ‌ وَ إِنّهُ لَمّا رآَنيِ‌ استَحيَا منِيّ‌ فَعُدتُ إِلَي بَينِ يَدَيهِ فَرَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ كَيفَ طَاعَتُكَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَقُلتُ بِالنّفسِ وَ المَالِ وَ الأَهلِ وَ الوَلَدِ فَتَبَسّمَ ضَاحِكاً ثُمّ أَذِنَ لِي فِي الِانصِرَافِ فَلَمّا دَخَلتُ منَزلِيِ‌ لَم أَلبَث أَن عَادَ الرّسُولُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَحَضَرتُ بَينَ يَدَيهِ وَ هُوَ عَلَي حَالِهِ فَرَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ كَيفَ طَاعَتُكَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَقُلتُ بِالنّفسِ وَ المَالِ وَ الأَهلِ وَ الوَلَدِ وَ الدّينِ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ لِي خُذ هَذَا السّيفَ وَ امتَثِل مَا يَأمُرُكَ بِهِ هَذَا الخَادِمُ قَالَ فَتَنَاوَلَ الخَادِمُ السّيفَ وَ نَاوَلَنِيهِ وَ جَاءَ بيِ‌ إِلَي بَيتٍ بَابُهُ مُغلَقٌ فَفَتَحَهُ فَإِذَا فِيهِ بِئرٌ فِي وَسَطِهِ وَ ثَلَاثَةُ بُيُوتٍ أَبوَابُهَا مُغلَقَةٌ فَفَتَحَ بَابَ بَيتٍ مِنهَا فَإِذَا فِيهِ عِشرُونَ نَفساً عَلَيهِمُ الشّعُورُ وَ الذّوَائِبُ شُيُوخٌ وَ كُهُولٌ وَ شُبّانٌ مُقَيّدُونَ فَقَالَ لِي إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَأمُرُكَ بِقَتلِ هَؤُلَاءِ وَ كَانُوا كُلّهُم عَلَوِيّةً مِن وُلدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع فَجَعَلَ يُخرِجُ إلِيَ‌ّ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ فَأَضرِبُ عُنُقَهُ حَتّي أَتَيتُ عَلَي آخِرِهِم ثُمّ رَمَي بِأَجسَادِهِم وَ رُءُوسِهِم فِي تِلكَ البِئرِ ثُمّ فَتَحَ بَابَ بَيتٍ آخَرَ فَإِذَا فِيهِ أَيضاً عِشرُونَ نَفساً مِنَ العَلَوِيّةِ مِن وُلدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع مُقَيّدُونَ فَقَالَ لِي إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَأمُرُكَ بِقَتلِ هَؤُلَاءِ فَجَعَلَ يُخرِجُ إلِيَ‌ّ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ فَأَضرِبُ عُنُقَهُ وَ يرَميِ‌ بِهِ فِي تِلكَ البِئرِ حَتّي أَتَيتُ عَلَي آخِرِهِم


صفحه : 178

ثُمّ فَتَحَ بَابَ البَيتِ الثّالِثِ فَإِذَا فِيهِ مِثلُهُم عِشرُونَ نَفساً مِن وُلدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ مُقَيّدُونَ عَلَيهِمُ الشّعُورُ وَ الذّوَائِبُ فَقَالَ لِي إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَأمُرُكَ أَن تَقتُلَ هَؤُلَاءِ أَيضاً فَجَعَلَ يُخرِجُ إلِيَ‌ّ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ فَأَضرِبُ عُنُقَهُ فيَرَميِ‌ بِهِ فِي تِلكَ البِئرِ حَتّي أَتَيتُ عَلَي تِسعَ عَشرَةَ نَفساً مِنهُم وَ بقَيِ‌َ شَيخٌ مِنهُم عَلَيهِ شَعرٌ فَقَالَ لِي تَبّاً لَكَ يَا مَشُومُ أَيّ عُذرٍ لَكَ يَومَ القِيَامَةِ إِذَا قَدِمتَ عَلَي جَدّنَا رَسُولِ اللّهِص وَ قَد قَتَلتَ مِن أَولَادِهِ سِتّينَ نَفساً قَد وَلَدَهُم عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ ع فَارتَعَشَت يدَيِ‌ وَ ارتَعَدَت فرَاَئصِيِ‌ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ الخَادِمُ مُغضَباً وَ زبَرَنَيِ‌ فَأَتَيتُ عَلَي ذَلِكَ الشّيخِ أَيضاً فَقَتَلتُهُ وَ رَمَي بِهِ فِي تِلكَ البِئرِ فَإِذَا كَانَ فعِليِ‌ هَذَا وَ قَد قَتَلتُ سِتّينَ نَفساً مِن وُلدِ رَسُولِ اللّهِص فَمَا ينَفعَنُيِ‌ صوَميِ‌ وَ صلَاَتيِ‌ وَ أَنَا لَا أَشُكّ أنَيّ‌ مُخَلّدٌ فِي النّارِ

21-ختص ،[الإختصاص ] مِن أَصحَابِهِ ع عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ عَلِيّ بنُ سُوَيدٍ الساّئيِ‌ّ


صفحه : 179

وَ سَايَةُ قَريَةٌ مِن سَوَادِ المَدِينَةِ مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ مُحَمّدُ بنُ أَبِي عُمَيرٍ الأزَديِ‌ّ

22- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ يَوماً لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع أخَبرِنيِ‌ أَيّ شَيءٍ كَانَ أَحَبّ إِلَي أَبِيكَ العُودُ أَمِ الطّنبُورُ قَالَ لَا بَلِ العُودُ فَسُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ يُحِبّ عُودَ البَخُورِ وَ يُبغِضُ الطّنبُورَ


صفحه : 180

23- ختص ،[الإختصاص ]حَمّادُ بنُ عِيسَي الجهُنَيِ‌ّ البصَريِ‌ّ كَانَ أَصلُهُ كُوفِيّاً وَ مَسكَنُهُ البَصرَةَ وَ عَاشَ نَيّفاً وَ تِسعِينَ سَنَةً رَوَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ مَاتَ بوِاَديِ‌ قُبَاءَ بِالمَدِينَةِ وَ هُوَ وَادٍ يَسِيلُ مِنَ الشّجَرَةِ إِلَي المَدِينَةِ وَ مَاتَ سَنَةَ تِسعٍ وَ مِائَتَينِ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ المُؤمِنُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ ادعُ اللّهَ لِي أَن يرَزقُنَيِ‌ دَاراً وَ زَوجَةً وَ وَلَداً وَ خَادِماً وَ الحَجّ فِي كُلّ سَنَةٍ فَقَالَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ارزُقهُ دَاراً وَ زَوجَةً وَ وَلَداً وَ خَادِماً وَ الحَجّ خَمسِينَ سَنَةً قَالَ حَمّادٌ فَلَمّا اشتَرَطَ خَمسِينَ سَنَةً عَلِمتُ أنَيّ‌ لَا أَحُجّ أَكثَرَ مِن خَمسِينَ سَنَةً قَالَ حَمّادٌ وَ حَجَجتُ ثمان [ثَمَانِياً] وَ أَربَعِينَ حَجّةً وَ هَذِهِ داَريِ‌ قَد رُزِقتُهَا وَ هَذِهِ زوَجتَيِ‌ وَرَاءَ السّترِ تَسمَعُ كلَاَميِ‌ وَ هَذَا ابنيِ‌ وَ هَذِهِ خاَدمِتَيِ‌ قَد رُزِقتُ كُلّ ذَلِكَ فَحَجّ بَعدَ هَذَا الكَلَامِ حَجّتَينِ تَمَامَ الخَمسِينَ ثُمّ خَرَجَ بَعدَ الخَمسِينَ حَاجّاً فَزَامَلَ أَبَا العَبّاسِ النوّفلَيِ‌ّ القَصِيرَ فَلَمّا صَارَ فِي مَوضِعِ الإِحرَامِ دَخَلَ يَغتَسِلُ فِي الواَديِ‌ فَحَمَلَهُ فَغَرَقَهُ المَاءُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ أَبَاهُ قَبلَ أَن يَحُجّ زِيَادَةً عَلَي خَمسِينَ عَاشَ إِلَي وَقتِ الرّضَا ع وَ توُفُيّ‌َ سَنَةَ تِسعٍ وَ مِائَتَينِ وَ كَانَ مِن جُهَينَةَ

24-عُمدَةُ الطّالِبِ،يَحيَي صَاحِبُ الدّيلَمِ ابنُ عَبدِ اللّهِ المَحضِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَد هَرَبَ إِلَي بِلَادِ الدّيلَمِ وَ ظَهَرَ هُنَاكَ وَ اجتَمَعَ عَلَيهِ النّاسُ وَ بَايَعَهُ أَهلُ تِلكَ الأَعمَالِ وَ عَظُمَ أَمرُهُ وَ خَافَ الرّشِيدُ لِذَلِكَ وَ أَهَمّهُ وَ انزَعَجَ مِنهُ غَايَةَ الِانزِعَاجِ فَكَتَبَ إِلَي الفَضلِ بنِ يَحيَي البرَمكَيِ‌ّ أَنّ يَحيَي بنَ عَبدِ اللّهِ قَذَاةٌ فِي عيَنيِ‌ فَأَعطِهِ مَا شَاءَ وَ اكفنِيِ‌ أَمرَهُ فَسَارَ إِلَيهِ الفَضلُ فِي جَيشٍ كَثِيفٍ وَ أَرسَلَ إِلَيهِ بِالرّفقِ وَ التّحذِيرِ وَ التّرغِيبِ وَ التّرهِيبِ فَرَغِبَ يَحيَي فِي الأَمَانِ فَكَتَبَ لَهُ الفَضلُ أَمَاناً مُؤَكّداً وَ أَخَذَ يَحيَي وَ جَاءَ بِهِ إِلَي الرّشِيدِ وَ يُقَالُ إِنّهُ صَارَ إِلَي الدّيلَمِ مُستَجِيراً فَبَاعَهُ صَاحِبُ الدّيلَمِ مِنَ الفَضلِ بنِ يَحيَي بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ وَ مَضَي


صفحه : 181

يَحيَي إِلَي المَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا إِلَي أَن سَعَي بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ إِلَي الرّشِيدِ

25- كِتَابُ المُقتَضَبِ،لِابنِ عَيّاشٍ عَن صَالِحِ بنِ الحُسَينِ النوّفلَيِ‌ّ عَن ذيِ‌ النّونِ المصِريِ‌ّ قَالَ خَرَجتُ فِي بَعضِ سيِاَحتَيِ‌ حَتّي كُنتُ بِبَطنِ السّمَاوَةِ فَأَفضَي لِيَ المَسِيرُ إِلَي تَدمُرَ فَرَأَيتُ بِقُربِهَا أَبنِيَةً عَادِيّةً قَدِيمَةً فَسَاوَرتُهَا فَإِذَا هيِ‌َ مِن حِجَارَةٍ مَنقُورَةٍ فِيهَا بُيُوتٌ وَ غُرَفٌ مِن حِجَارَةٍ وَ أَبوَابُهَا كَذَلِكَ بِغَيرِ مِلَاطٍ وَ أَرضُهَا كَذَلِكَ حِجَارَةٌ صَلدَةٌ فَبَينَا أَجُولُ فِيهَا إِذ بَصُرتُ بِكِتَابَةٍ غَرِيبَةٍ عَلَي حَائِطٍ مِنهَا فَقَرَأتُهُ فَإِذَا هُوَ


أَنَا ابنُ مِنًي وَ المَشعَرَينِ وَ زَمزَمَ   وَ مَكّةَ وَ البَيتِ العَتِيقِ المُعَظّمِ

وَ جدَيّ‌ النّبِيّ المُصطَفَي وَ أَبِي ألّذِي   وَلَايَتُهُ فَرضٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ

وَ أمُيّ‌ البَتُولُ المُستَضَاءُ بِنُورِهَا   إِذَا مَا عَدَدنَاهَا عَدِيلَةُ مَريَمَ

وَ سِبطَا رَسُولِ اللّهِ عمَيّ‌ وَ واَلدِيِ‌   وَ أَولَادُهُ الأَطهَارُ تِسعَةُ أَنجُمٍ

مَتَي تَعتَلِق مِنهُم بِحَبلِ وَلَايَةٍ   تَفُز يَومَ يُجزَي الفَائِزُونَ وَ تُنعَم

أَئِمّةُ هَذَا الخَلقِ بَعدَ نَبِيّهِم   فَإِن كُنتَ لَم تَعلَم بِذَلِكَ فَاعلَم

أَنَا العلَوَيِ‌ّ الفاَطمِيِ‌ّ ألّذِي ارتَمَي   بِهِ الخَوفُ وَ الأَيّامُ بِالمَرءِ ترَتمَيِ‌

فَضَاقَت بيِ‌َ الأَرضُ الفَضَاءُ بِرُحبِهَا   وَ لَم أَستَطِع نَيلَ السّمَاءِ بِسُلّمٍ

فَأَلمَمتُ بِالدّارِ التّيِ‌ أَنَا كَاتِبٌ   عَلَيهَا بشِعِريِ‌ فَاقرَأ إِن شِئتَ وَ المُم

وَ سَلّم لِأَمرِ اللّهِ فِي كُلّ حَالَةٍ   فَلَيسَ أَخُو الإِسلَامِ مَن لَم يُسَلّم

قَالَ ذُو النّونِ فَعَلِمتُ أَنّهُ علَوَيِ‌ّ قَد هَرَبَ وَ ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَ وَقَعَ إِلَي مَا هُنَاكَ فَسَأَلتُ مَن ثَمّ مِن سُكّانِ هَذِهِ الدّارِ وَ كَانُوا مِن بَقَايَا القِبطِ الأَوّلِ هَل تَعرِفُونَ مَن كَتَبَ هَذَا الكِتَابَ قَالُوا لَا وَ اللّهِ مَا عَرَفنَاهُ إِلّا يَوماً وَاحِداً فَإِنّهُ نَزَلَ بِنَا فَأَنزَلنَاهُ فَلَمّا كَانَ صَبِيحَةُ لَيلَتِهِ غَدَا فَكَتَبَ هَذَا الكِتَابَ وَ مَضَي قُلتُ أَيّ رَجُلٍ كَانَ قَالُوا رَجُلٌ عَلَيهِ أَطمَارٌ رِثّةٌ تَعلُوهُ هَيبَةٌ وَ جَلَالَةٌ وَ بَينَ عَينَيهِ نُورٌ شَدِيدٌ


صفحه : 182

لَم يَزَل لَيلَتَهُ قَائِماً وَ رَاكِعاً وَ سَاجِداً إِلَي أَنِ انبَلَجَ لَهُ الفَجرُ فَكَتَبَ وَ انصَرَفَ

أقول لايبعد كونه الكاظم ع ذهب وكتب لإتمام الحجة عليهم

26-مُقَاتِلُ الطّالِبِيّينَ،بِأَسَانِيدِهِ عَن جَمَاعَةٍ أَنّهُم قَالُوا إِنّ يَحيَي بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ لَمّا قُتِلَ أَصحَابُ فَخّ كَانَ فِي قِبَلِهِم فَاستَتَرَ مُدّةً يَجُولَ فِي البُلدَانِ وَ يَطلُبُ مَوضِعاً يَلجَأُ إِلَيهِ وَ عَلِمَ الفَضلُ بنُ يَحيَي بِمَكَانِهِ فِي بَعضِ النوّاَحيِ‌ فَأَمَرَهُ بِالِانتِقَالِ عَنهُ وَ قَصدِ الدّيلَمِ وَ كَتَبَ لَهُ مَنشُوراً لَا يُعرَضُ لَهُ أَحَدٌ فَمَضَي مُتَنَكّراً حَتّي وَرَدَ الدّيلَمَ وَ بَلَغَ الرّشِيدَ خَبَرُهُ وَ هُوَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ فَوَلّي الفَضلَ بنَ يَحيَي نوَاَحيِ‌َ المَشرِقِ وَ أَمَرَهُ بِالخُرُوجِ إِلَي يَحيَي فَلَمّا عَلِمَ الفَضلُ بِمَكَانِ يَحيَي كَتَبَ إِلَيهِ أنَيّ‌ أُرِيدُ أَن أُحدِثَ بِكَ عَهداً وَ أَخشَي أَن تُبتَلَي بيِ‌ وَ أُبتَلَي بِكَ فَكَاتَبَ صَاحِبَ الدّيلَمِ فإَنِيّ‌ قَد كَاتَبتُهُ لَكَ لِتَدخُلَ إِلَي بِلَادِهِ فَتَمتَنِعَ بِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ يَحيَي وَ كَانَ صَحِبَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ وَ فِيهِمُ الحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حيَ‌ّ كَانَ يَذهَبُ مَذهَبَ الزّيدِيّةِ البُترِيّةِ فِي تَفضِيلِ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ فِي سِتّ سِنِينَ مِن إِمَارَتِهِ وَ تَكفِيرِهِ فِي باَقيِ‌ عُمُرِهِ وَ يَشرَبُ النّبِيذَ وَ يَمسَحُ عَلَي الخُفّينِ فَكَانَ يُخَالِفُ يَحيَي فِي أَمرِهِ وَ يُفسِدُ أَصحَابَهُ فَحَصَلَ بَينَهُمَا بِذَلِكَ تَنَافُرٌ وَ وَلّي الرّشِيدُ الفَضلَ جَمِيعَ كُوَرِ المَشرِقِ وَ خُرَاسَانَ وَ أَمَرَهُ بِقَصدِ يَحيَي وَ الجِدّ بِهِ وَ بَذَلَ الأَمَانَ وَ الصّلَةَ لَهُ إِن قَبِلَ ذَلِكَ فَمَضَي الفَضلُ فِيمَن نَدَبَ مَعَهُ وَ رَاسَلَ يَحيَي فَأَجَابَهُ إِلَي قَبُولِهِ لِمَا رَأَي مِن تَفَرّقِ أَصحَابِهِ وَ سُوءِ رَأيِهِم فِيهِ وَ كَثرَةِ خِلَافِهِم عَلَيهِ إِلّا أَنّهُ لَم يَرضَ الشّرَائِطَ التّيِ‌ شُرِطَت لَهُ وَ لَا الشّهُودَ الّذِينَ شَهِدُوا لَهُ وَ بَعَثَ بِالكِتَابِ إِلَي الفَضلِ فَبَعَثَ بِهِ إِلَي الرّشِيدِ فَكَتَبَ لَهُ عَلَي مَا أَرَادَ وَ شَهِدَ لَهُ مَنِ التَمَسَ


صفحه : 183

فَلَمّا وَرَدَ كِتَابُ الرّشِيدِ عَلَي الفَضلِ وَ قَد كَتَبَ الأَمَانَ عَلَي مَا رَسَمَ يَحيَي وَ أَشهَدَ الشّهُودَ الّذِينَ التَمَسَهُم وَ جَعَلَ الأَمَانَ عَلَي نُسخَتَينِ إِحدَاهُمَا مَعَ يَحيَي وَ الأُخرَي مَعَهُ شَخَصَ يَحيَي مَعَ الفَضلِ حَتّي وَافَي بَغدَادَ وَ دَخَلَهَا مُعَادِلُهُ فِي عَمّارِيّةٍ عَلَي بَغلٍ فَلَمّا قَدِمَ يَحيَي أَجَازَهُ الرّشِيدُ بِجَوَائِزَ سَنِيّةٍ يُقَالُ إِنّ مَبلَغَهَا مِائَتَا أَلفِ دِينَارٍ وَ غَيرَ ذَلِكَ مِنَ الخِلَعِ وَ الحُملَانِ فَأَقَامَ عَلَي ذَلِكَ مُدّةً وَ فِي نَفسِهِ الحِيلَةُ عَلَي يَحيَي وَ التّتَبّعُ لَهُ وَ طَلَبَ العِلَلَ عَلَيهِ وَ عَلَي أَصحَابِهِ ثُمّ إِنّ نَفَراً مِن أَهلِ الحِجَازِ تَحَالَفُوا عَلَي السّعَايَةِ بِيَحيَي وَ هُم عَبدُ اللّهِ بنُ مُصعَبٍ الزبّيَريِ‌ّ وَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ وَهبُ بنُ وَهبٍ وَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ زُهرَةِ وَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ مَخزُومٍ فَوَافَوُا الرّشِيدَ لِذَلِكَ وَ احتَالُوا إِلَي أَن أَمكَنَهُم ذِكرَهُ لَهُ وَ أَشخَصَهُ الرّشِيدُ إِلَيهِ وَ حَبَسَهُ عِندَ مَسرُورٍ الكَبِيرِ فِي سِردَابٍ فَكَانَ فِي أَكثَرِ الأَيّامِ يَدعُوهُ وَ يُنَاظِرُهُ إِلَي أَن مَاتَ فِي حَبسِهِ وَ اختُلِفَ كَيفَ كَانَت وَفَاتُهُ فَقِيلَ إِنّهُ دَعَاهُ يَوماً وَ جَمَعَ بَينَهُ وَ بَينَ ابنِ مُصعَبٍ لِيُنَاظِرَهُ فِيمَا رُفِعَ إِلَيهِ فَجَبَهَهُ ابنُ مُصعَبٍ بِحَضرَةِ الرّشِيدِ وَ قَالَ إِنّ هَذَا دعَاَنيِ‌ إِلَي بَيعَتِهِ فَقَالَ يَحيَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ تُصَدّقُ هَذَا عَلَيّ وَ تَستَنصِحُهُ وَ هُوَ ابنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ ألّذِي أَدخَلَ أَبَاكَ وَ وُلدَهُ الشّعبَ وَ أَضرَمَ عَلَيهِمُ النّارَ حَتّي تَخَلّصَهُم أَبُو عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ صَاحِبُ عَلِيّ ع وَ هُوَ ألّذِي بقَيِ‌َ أَربَعِينَ يَوماً لَا يصُلَيّ‌ عَلَي النّبِيّص فِي خُطبَتِهِ حَتّي التَاثَ عَلَيهِ النّاسُ فَقَالَ إِنّ لَهُ أَهلَ بَيتِ سَوءٍ إِذَا ذَكَرَتهُ اشرَأَبّت نُفُوسُهُم إِلَيهِ وَ فَرِحُوا بِذَلِكَ فَلَا أُحِبّ أَن أُقِرّ أَعيُنَهُم بِذَلِكَ وَ هُوَ ألّذِي فَعَلَ بِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ مَا لَا خَفَاءَ بِهِ عَلَيكَ وَ طَالَ الكَلَامُ بَينَهُمَا حَتّي قَالَ يَحيَي وَ مَعَ ذَلِكَ هُوَ الخَارِجُ مَعَ أخَيِ‌ عَلَي أَبِيكَ وَ قَالَ فِي ذَلِكَ أَبيَاتاً مِنهَا


قُومُوا بِبَيعَتِكُم نَنهَض بِطَاعَتِنَا   إِنّ الخِلَافَةَ فِيكُم يَا بنَيِ‌ حَسَنٍ

صفحه : 184

قَالَ فَتَغَيّرَ وَجهُ الرّشِيدِ عِندَ سَمَاعِ الأَبيَاتِ فَابتَدَأَ ابنُ مُصعَبٍ يَحلِفُ بِاللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ بِأَيمَانِ البَيعَةِ أَنّ هَذَا الشّعرَ لَيسَ لَهُ فَقَالَ يَحيَي وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا قَالَهُ غَيرُهُ وَ مَا حَلَفتُ بِاللّهِ كَاذِباً وَ لَا صَادِقاً قَبلَ هَذَا وَ إِنّ اللّهَ إِذَا مَجّدَهُ العَبدُ فِي يَمِينِهِ استَحيَا أَن يُعَاقِبَهُ فدَعَنيِ‌ أُحلِفهُ بِيَمِينٍ مَا حَلَفَ بِهَا أَحَدٌ قَطّ كَاذِباً إِلّا عُوجِلَ قَالَ حَلّفهُ قَالَ قُل بَرِئتُ مِن حَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ وَ اعتَصَمتُ بحِوَليِ‌ وَ قوُتّيِ‌ وَ تَقَلّدتُ الحَولَ وَ القُوّةَ مِن دُونِ اللّهِ استِكبَاراً عَلَي اللّهِ وَ استِغنَاءً عَنهُ وَ استِعلَاءً عَلَيهِ إِن كُنتُ قُلتُ هَذَا الشّعرَ فَامتَنَعَ عَبدُ اللّهِ مِنهُ فَغَضِبَ الرّشِيدُ وَ قَالَ لِلفَضلِ بنِ الرّبِيعِ هُنَا شَيءٌ مَا لَهُ لَا يَحلِفُ إِن كَانَ صَادِقاً فَرَفَسَ الفَضلُ عَبدَ اللّهِ بِرِجلِهِ وَ صَاحَ بِهِ احلِف وَيحَكَ وَ كَانَ لَهُ فِيهِ هَوًي فَحَلَفَ بِاليَمِينِ وَ وَجهُهُ مُتَغَيّرٌ وَ هُوَ يَرعُدُ فَضَرَبَ يَحيَي بَينَ كَتِفَيهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ مُصعَبٍ قَطَعتَ وَ اللّهِ عُمُرَكَ وَ اللّهِ لَا تُفلِحُ بَعدَهَا فَمَا بَرِحَ مِن مَوضِعِهِ حَتّي أَصَابَهُ الجُذَامُ فَتَقَطّعَ وَ مَاتَ فِي اليَومِ الثّالِثِ فَحَضَرَ الفَضلُ جَنَازَتَهُ وَ مَشَي مَعَهَا وَ مَشَي النّاسُ مَعَهُ فَلَمّا وَضَعُوهُ فِي لَحدِهِ وَ جَعَلُوا اللّبِنَ فَوقَهُ انخَسَفَ القَبرُ بِهِ وَ خَرَجَت مِنهُ غَبرَةٌ عَظِيمَةٌ


صفحه : 185

فَصَاحَ الفَضلُ التّرَابَ التّرَابَ فَجَعَلَ يَطرَحُ وَ هُوَ يهَويِ‌ فَدَعَا بِأَحمَالِ شَوكٍ وَ طَرَحَهَا فَهَوَت فَأَمَرَ حِينَئِذٍ بِالقَبرِ فَسُقّفَ بِخَشَبٍ وَ أَصلَحَهُ وَ انصَرَفَ مُنكَسِراً فَكَانَ الرّشِيدُ بَعدَ ذَلِكَ يَقُولُ لِلفَضلِ رَأَيتَ يَا عبَاّسيِ‌ّ مَا أَسرَعَ مَا أُدِيلَ يَحيَي مِنِ ابنِ مُصعَبٍ ثُمّ جَمَعَ لَهُ الرّشِيدُ الفُقَهَاءَ وَ فِيهِم مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ صَاحِبُ أَبِي يُوسُفَ وَ الحَسَنُ بنُ زِيَادٍ اللؤّلؤُيِ‌ّ وَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ فَجُمِعُوا فِي مَجلِسٍ فَخَرَجَ إِلَيهِم مَسرُورٌ الكَبِيرُ بِالأَمَانِ فَبَدَأَ بِمُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ فَنَظَرَ فِيهِ فَقَالَ هَذَا أَمَانٌ مُؤَكّدٌ لَا حِيلَةَ فِيهِ فَصَاحَ عَلَيهِ مَسرُورٌ هَاتِهِ فَدَفَعَهُ إِلَي الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ فَقَالَ بِصَوتٍ ضَعِيفٍ هُوَ أَمَانٌ فَاستَلَبَهُ أَبُو البخَترَيِ‌ّ وَ قَالَ هَذَا بَاطِلٌ مُنتَقِضٌ قَد شَقّ العَصَا وَ سَفَكَ الدّمَ فَاقتُلهُ وَ دَمُهُ فِي عنُقُيِ‌ فَدَخَلَ مَسرُورٌ إِلَي الرّشِيدِ وَ أَخبَرَهُ فَقَالَ اذهَب وَ قُل لَهُ خَرّفهُ إِن كَانَ بَاطِلًا بِيَدِكَ فَجَاءَ مَسرُورٌ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ شُقّهُ أَبَا هَاشِمٍ قَالَ لَهُ مَسرُورٌ بَل شُقّهُ أَنتَ إِن كَانَ مُنتَقِضاً فَأَخَذَ سِكّيناً وَ جَعَلَ يَشُقّهُ وَ يَدُهُ تَرتَعِدُ حَتّي صَيّرَهُ سُيُوراً فَأَدخَلَهُ مَسرُورٌ عَلَي الرّشِيدِ فَوَثَبَ فَأَخَذَهُ مِن يَدِهِ وَ هُوَ فَرِحٌ وَ وَهَبَ لأِبَيِ‌ البخَترَيِ‌ّ أَلفَ أَلفٍ وَ سِتّمِائَةِ أَلفٍ وَ وَلّاهُ قَضَاءَ القُضَاةِ وَ صَرَفَ الآخَرِينَ وَ مَنَعَ مُحَمّدَ بنَ الحَسَنِ


صفحه : 186

مِنَ الفُتيَا مُدّةً طَوِيلَةً وَ أَجمَعَ عَلَي إِنفَاذِ مَا أَرَادَ فِي يَحيَي فرَوُيِ‌َ عَن رَجُلٍ كَانَ مَعَ يَحيَي فِي المُطبِقِ قَالَ كُنتُ مِنهُ قَرِيباً فَكَانَ فِي أَضيَقِ البُيُوتِ وَ أَظلَمِهَا فَبَينَا نَحنُ ذَاتَ لَيلَةٍ كَذَلِكَ إِذ سَمِعنَا صَوتَ الأَقفَالِ وَ قَد مَضَي مِنَ اللّيلِ هَجعَةٌ فَإِذَا هَارُونُ قَد أَقبَلَ عَلَي بِرذَونٍ لَهُ فَوَقَفَ ثُمّ قَالَ أَينَ هَذَا يعَنيِ‌ يَحيَي قَالُوا فِي هَذَا البَيتِ قَالَ عَلَيّ بِهِ فأَدُنيِ‌َ إِلَيهِ فَجَعَلَ هَارُونُ يُكَلّمُهُ بشِيَ‌ءٍ لَم أَفهَمهُ فَقَالَ خُذُوهُ فَأُخِذَ فَضَرَبَهُ مِائَةَ عَصًا وَ يَحيَي يُنَاشِدُهُ اللّهَ وَ الرّحِمَ وَ القَرَابَةَ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ يَقُولُ بقِرَاَبتَيِ‌ مِنكَ فَيَقُولُ مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ قَرَابَةٌ ثُمّ حُمِلَ فَرُدّ إِلَي مَوضِعِهِ فَقَالَ كَم أَجرَيتُم عَلَيهِ قَالُوا أَربَعَةَ أَرغِفَةٍ وَ ثَمَانِيَةَ أَرطَالٍ مَاءً قَالَ اجعَلُوهُ عَلَي النّصفِ ثُمّ خَرَجَ وَ مَكَثَ ليَاَليِ‌َ ثُمّ سَمِعنَا وَقعاً فَإِذَا نَحنُ بِهِ حَتّي دَخَلَ فَوَقَفَ مَوقِفَهُ فَقَالَ عَلَيّ بِهِ فَأُخرِجَ فَفَعَلَ بِهِ مِثلَ فِعلِهِ ذَلِكَ وَ ضَرَبَهُ مِائَةَ عَصًا أُخرَي وَ يَحيَي يُنَاشِدُهُ فَقَالَ كَم أَجرَيتُم عَلَيهِ قَالُوا رَغِيفَينِ وَ أَربَعَةَ أَرطَالٍ مَاءً قَالَ اجعَلُوهُ عَلَي النّصفِ ثُمّ خَرَجَ وَ عَاوَدَ الثّالِثَةَ وَ قَد مَرِضَ يَحيَي وَ ثَقُلَ فَلَمّا دَخَلَ قَالَ عَلَيّ بِهِ قَالُوا هُوَ عَلِيلٌ مُدنِفٌ لِمَا بِهِ قَالَ كَم أَجرَيتُم عَلَيهِ قَالُوا رَغِيفاً وَ رِطلَينِ مَاءً قَالَ اجعَلُوهُ عَلَي النّصفِ ثُمّ خَرَجَ فَلَم يَلبَث يَحيَي أَن مَاتَ فَأُخرِجَ إِلَي النّاسِ فَدُفِنَ

وَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ رِيَاحٍ أَنّهُ بَنَي عَلَيهِ أُسطُوَانَةً بِالرّافِقَةِ وَ هُوَ حيَ‌ّ

وَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ أَنّهُ دَسّ إِلَيهِ فِي اللّيلِ مَن خَنَقَهُ حَتّي تَلِفَ قَالَ وَ بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ سَقَاهُ سَمّاً


صفحه : 187

وَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الحَسنَاءِ أَنّهُ أَجَاعَ السّبَاعَ ثُمّ أَلقَاهُ إِلَيهَا فَأَكَلَتهُ

وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ العمُرِيِ‌ّ قَالَ دُعِينَا لِمُنَاظَرَةِ يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ بِحَضرَةِ الرّشِيدِ فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ يَا يَحيَي اتّقِ اللّهَ وَ عرَفّنيِ‌ أَصحَابَكَ السّبعِينَ لِئَلّا يَنتَقِضَ أَمَانُكَ وَ أَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ إِنّ هَذَا لَم يُسَمّ أَصحَابَهُ فَكُلّمَا أَرَدتُ أَخذَ إِنسَانٍ يبَلغُنُيِ‌ عَنهُ شَيءٌ أَكرَهَهُ ذَكَرَ أَنّهُ مِمّن أَمّنتَ فَقَالَ يَحيَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا رَجُلٌ مِنَ السّبعِينَ فَمَا ألّذِي نفَعَنَيِ‌ مِنَ الأَمَانِ أَ فَتُرِيدُ أَن أَدفَعَ إِلَيكَ قَوماً تَقتُلُهُم معَيِ‌ لَا يَحِلّ لِي هَذَا قَالَ ثُمّ خَرَجنَا ذَلِكَ اليَومَ وَ دَعَانَا لَهُ يَوماً آخَرَ فَرَأَيتُهُ أَصفَرَ اللّونِ مُتَغَيّراً فَجَعَلَ الرّشِيدُ يُكَلّمُهُ فَلَا يُجِيبُهُ فَقَالَ أَ لَا تَرَونَ إِلَيهِ لَا يجُيِبنُيِ‌ فَأَخرَجَ إِلَينَا لِسَانَهُ قَد صَارَ أَسوَدَ مِثلَ الحُمَمَةِ يُرِينَا أَنّهُ لَا يَقدِرُ عَلَي الكَلَامِ فَاستَشَاطَ الرّشِيدُ وَ قَالَ إِنّهُ يُرِيكُم أنَيّ‌ سَقَيتُهُ السّمّ وَ وَ اللّهِ لَو رَأَيتُ عَلَيهِ القَتلَ لَضَرَبتُ عُنُقَهُ صَبراً ثُمّ خَرَجنَا مِن عِندِهِ فَمَا صِرنَا فِي وَسَطِ الدّارِ حَتّي سَقَطَ عَلَي وَجهِهِ لِآخِرِ مَا بِهِ

وَ عَن إِدرِيسَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي كَانَ يَقُولُ قُتِلَ جدَيّ‌ بِالجُوعِ وَ العَطَشِ فِي الحَبسِ

وَ عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن عَمّهِ أَنّ يَحيَي لَمّا أَخَذَ مِنَ الرّشِيدِ الماِئتَيَ‌ِ الأَلفِ الدّينَارِ[أَلفِ دِينَارٍ]قَضَي بِهَا دَينَ الحُسَينِ صَاحِبِ فَخّ وَ كَانَ الحُسَينُ خَلّفَ ماِئتَيَ‌ أَلفِ دِينَارٍ دَيناً وَ قَالَ خَرَجَ مَعَ يَحيَي عَامِرُ بنُ كَثِيرٍ السّرَاجُ وَ سَهلُ بنُ عَامِرٍ البجَلَيِ‌ّ وَ


صفحه : 188

يَحيَي[ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي] بنِ مُسَاوِرٍ وَ كَانَ مِن أَصحَابِهِ عَلِيّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَلقَمَةَ وَ مُخَوّلُ بنُ اِبرَاهِيمَ النهّديِ‌ّ فَحَبَسَهُم جَمِيعاً هَارُونُ فِي المُطبِقِ فَمَكَثُوا فِيهِ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ سَنَةً

أقول أوردت أحوال كثير من عشائره وأصحابه في باب معجزاته و باب مكارم أخلاقه و باب مناظراته و ماجري بينه و بين خلفاء زمانه و باب شهادته ع و باب إبطال مذهب الواقفة


صفحه : 189

باب 8-احتجاجات هشام بن الحكم في الإمامة وبدو أمره و ماآل إليه أمره إلي وفاته صلوات الله عليه

1-كش ،[رجال الكشي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الخاَلدِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن إِسحَاقَ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي حَفصٍ الحَدّادِ وَ غَيرِهِ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ كَانَ يَحيَي بنُ خَالِدٍ البرَمكَيِ‌ّ قَد وَجَدَ عَلَي هِشَامِ بنِ الحَكَمِ شَيئاً مِن طَعنِهِ عَلَي الفَلَاسِفَةِ وَ أَحَبّ أَن يغُريِ‌َ بِهِ هَارُونَ وَ نصرته [يُضرِيَهُ] عَلَي القَتلِ قَالَ وَ كَانَ هَارُونُ لِمَا بَلَغَهُ عَن هِشَامٍ مَالَ إِلَيهِ وَ ذَلِكَ أَنّ هِشَاماً تَكَلّمَ يَوماً بِكَلَامٍ عِندَ يَحيَي بنِ خَالِدٍ فِي إِرثِ النّبِيّص فَنُقِلَ إِلَي هَارُونَ فَأَعجَبَهُ وَ قَد كَانَ قَبلَ ذَلِكَ يَحيَي يَستَرِقّ أَمرَهُ عِندَ هَارُونَ وَ يَرُدّهُ عَن أَشيَاءَ كَانَ يَعزِمُ عَلَيهَا مِن أَذَاهُ فَكَانَ مَيلُ هَارُونَ إِلَي هِشَامٍ أَحَدَ مَا غَيّرَ قَلبَ يَحيَي عَلَي هِشَامٍ فَشَيّعَهُ عِندَهُ وَ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ قَدِ استَبطَنتُ أَمرَ هِشَامٍ فَإِذَا هُوَ يَزعُمُ أَنّ لِلّهِ فِي أَرضِهِ إِمَاماً غَيرَكَ مَفرُوضَ الطّاعَةِ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ قَالَ نَعَم وَ يَزعُمُ أَنّهُ لَو أَمَرَهُ بِالخُرُوجِ لَخَرَجَ وَ إِنّمَا كُنّا نَرَي أَنّهُ مِمّن يَرَي الإِلبَادَ بِالأَرضِ فَقَالَ هَارُونُ لِيَحيَي فَاجمَع عِندَكَ المُتَكَلّمِينَ وَ أَكُونُ أَنَا مِن وَرَاءِ السّترِ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم لِئَلّا يَفطُنُوا بيِ‌ وَ لَا يَمتَنِعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم أَن يأَتيِ‌َ بِأَصلِهِ لهِيَبتَيِ‌


صفحه : 190

قَالَ فَوَجّهَ يَحيَي فَأَشحَنَ المَجلِسَ مِنَ المُتَكَلّمِينَ وَ كَانَ فِيهِم ضِرَارُ بنُ عَمرٍو وَ سُلَيمَانُ بنُ جَرِيرٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَزِيدَ الإبِاَضيِ‌ّ وَ مُؤَبّدُ بنُ مُؤَبّدٍ وَ رَأسُ الجَالُوتِ قَالَ فَتَسَاءَلُوا فَتَكَافَئُوا وَ تَنَاظَرُوا وَ تَقَاطَعُوا تَنَاهَوا إِلَي شَاذّ مِن مَشَاذّ الكَلَامِ كُلّ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَم تُجِب وَ يَقُولُ قَد أَجَبتُ وَ كَانَ ذَلِكَ عَن يَحيَي حِيلَةً عَلَي هِشَامٍ إِذ لَم يَعلَم بِذَلِكَ المَجلِسِ وَ اغتَنَمَ ذَلِكَ لِعِلّةٍ كَانَ أَصَابَهَا هِشَامُ بنُ الحَكَمِ


صفحه : 191

فَلَمّا تَنَاهَوا إِلَي هَذَا المَوضِعِ قَالَ لَهُم يَحيَي بنُ خَالِدٍ أَ تَرضَونَ فِيمَا بَينَكُم هِشَاماً حَكَماً قَالُوا قَد رَضِينَا أَيّهَا الوَزِيرُ فَأَنّي لَنَا بِهِ وَ هُوَ عَلِيلٌ فَقَالَ يَحيَي فَأَنَا أُوَجّهُ إِلَيهِ فَأُرسِلُهُ أَن يَتَجَشّمَ المشَي‌َ فَوَجّهَ إِلَيهِ فَأَخبَرَهُ بِحُضُورِهِم وَ أَنّهُ إِنّمَا مَنَعَهُ أَن يُحضِرُوهُ أَوّلَ المَجلِسِ إِبقَاءً عَلَيهِ مِنَ العِلّةِ وَ أَنّ القَومَ قَدِ اختَلَفُوا فِي المَسَائِلِ وَ الأَجوِبَةِ وَ تَرَاضَوا بِكَ حَكَماً بَينَهُم فَإِن رَأَيتَ أَن تَتَفَضّلَ وَ تَحمِلَ عَلَي نَفسِكَ فَافعَل فَلَمّا صَارَ الرّسُولُ إِلَي هِشَامٍ قَالَ لِي يَا يُونُسُ قلَبيِ‌ يُنكِرُ هَذَا القَولَ وَ لَستُ آمَنُ أَن يَكُونَ هَاهُنَا أمرا[أَمرٌ] لَا أَقِفُ عَلَيهِ لِأَنّ هَذَا المَلعُونَ يَحيَي بنَ خَالِدٍ قَد تَغَيّرَ عَلَيّ لِأُمُورٍ شَتّي وَ قَد كُنتُ عَزَمتُ إِن مَنّ اللّهُ عَلَيّ بِالخُرُوجِ مِن هَذِهِ العِلّةِ أَن أَشخَصَ إِلَي الكُوفَةِ وَ أُحَرّمَ الكَلَامَ بَتّةً وَ أَلزَمَ المَسجِدَ لِيَقطَعَ عنَيّ‌ مُشَاهَدَةُ هَذَا المَلعُونِ يعَنيِ‌ يَحيَي بنَ خَالِدٍ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَا يَكُونُ إِلّا خَيراً فَتَحَرّز مَا أَمكَنَكَ فَقَالَ لِي يَا يُونُسُ أَ تَرَي التّحَرّزَ عَن أَمرٍ يُرِيدُ اللّهُ إِظهَارَهُ عَلَي لِسَانِهِ أَنّي يَكُونُ ذَلِكَ وَ لَكِن قُم بِنَا عَلَي حَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ فَرَكِبَ هِشَامٌ بَغلًا كَانَ مَعَ رَسُولِهِ وَ رَكِبتُ أَنَا حِمَاراً كَانَ لِهِشَامٍ قَالَ فَدَخَلنَا المَجلِسَ فَإِذَا هُوَ مَشحُونٌ بِالمُتَكَلّمِينَ قَالَ فَمَضَي هِشَامٌ نَحوَ يَحيَي فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَي القَومِ وَ جَلَسَ قَرِيباً مِنهُ وَ جَلَستُ أَنَا حَيثُ انتَهَي بيِ‌َ المَجلِسُ قَالَ فَأَقبَلَ يَحيَي عَلَي هِشَامٍ بَعدَ سَاعَةٍ فَقَالَ إِنّ القَومَ حَضَرُوا وَ كُنّا مَعَ حُضُورِهِم نُحِبّ أَن تَحضُرَ لَا لِأَن تُنَاظِرَ بَل لِأَن نَأنَسَ بِحُضُورِكَ إِن كَانَتِ العِلّةُ تَقطَعُكَ عَنِ المُنَاظَرَةِ وَ أَنتَ بِحَمدِ اللّهِ صَالِحٌ وَ لَيسَت عِلّتُكَ بِقَاطِعَةٍ مِنَ المُنَاظَرَةِ وَ هَؤُلَاءِ القَومُ قَد تَرَاضَوا بِكَ حَكَماً بَينَهُم قَالَ فَقَالَ هِشَامٌ مَا المَوضِعُ ألّذِي تَنَاهَت بِهِ المُنَاظَرَةُ فَأَخبَرَهُ كُلّ فَرِيقٍ مِنهُم بِمَوضِعِ مَقطَعِهِ فَكَانَ مِن ذَلِكَ أَن حَكَمَ لِبَعضٍ عَلَي بَعضٍ فَكَانَ مِنَ المَحكُومِينَ عَلَيهِ سُلَيمَانُ بنُ جَرِيرٍ فَحَقَدَهَا عَلَي هِشَامٍ قَالَ ثُمّ إِنّ يَحيَي بنَ خَالِدٍ قَالَ لِهِشَامٍ إِنّا قَد أَعرَضنَا عَنِ المُنَاظَرَةِ وَ


صفحه : 192

المُجَادَلَةِ مُنذُ اليَومِ وَ لَكِن إِن رَأَيتَ أَن تَبِينَ عَن فَسَادِ اختِيَارِ النّاسِ الإِمَامَ وَ أَنّ الإِمَامَةَ فِي آلِ بَيتِ الرّسُولِ دُونَ غَيرِهِم قَالَ هِشَامٌ أَيّهَا الوَزِيرُ العِلّةُ تقَطعَنُيِ‌ عَن ذَلِكَ وَ لَعَلّ مُعتَرِضاً يَعتَرِضُ فَيَكتَسِبُ المُنَاظَرَةَ وَ الخُصُومَةَ قَالَ إِنِ اعتَرَضَ مُعتَرِضٌ قَبلَ أَن تَبلُغَ مُرَادَكَ وَ غَرَضَكَ فَلَيسَ ذَلِكَ لَهُ بَل عَلَيهِ أَن يَحفَظَ المَوَاضِعَ التّيِ‌ لَهُ فِيهَا مَطعَنٌ فَيَقِفَهَا إِلَي فَرَاغِكَ وَ لَا يَقطَعَ عَلَيكَ كَلَامَكَ فَبَدَأَ هِشَامٌ وَ سَاقَ الذّكرَ لِذَلِكَ وَ أَطَالَ وَ اختَصَرنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ فَلَمّا فَرَغَ مِمّا قَدِ ابتَدَأَ فِيهِ مِنَ الكَلَامِ فِي فَسَادِ اختِيَارِ النّاسِ الإِمَامَ قَالَ يَحيَي لِسُلَيمَانَ بنِ جَرِيرٍ سَل أَبَا مُحَمّدٍ عَن شَيءٍ مِن هَذَا البَابِ قَالَ سُلَيمَانُ لِهِشَامٍ أخَبرِنيِ‌ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَفرُوضُ الطّاعَةِ فَقَالَ هِشَامٌ نَعَم قَالَ فَإِن أَمَرَكَ ألّذِي بَعدَهُ بِالخُرُوجِ بِالسّيفِ مَعَهُ تَفعَلُ وَ تُطِيعُهُ فَقَالَ هِشَامٌ لَا يأَمرُنُيِ‌ قَالَ وَ لِمَ إِذَا كَانَت طَاعَتُهُ مَفرُوضَةً عَلَيكَ وَ عَلَيكَ أَن تُطِيعَهُ فَقَالَ هِشَامٌ عُد عَن هَذَا فَقَد تَبَيّنَ فِيهِ الجَوَابُ قَالَ سُلَيمَانُ فَلِمَ يَأمُرُكَ فِي حَالٍ تُطِيعُهُ وَ فِي حَالٍ لَا تُطِيعُهُ فَقَالَ هِشَامٌ وَيحَكَ لَم أَقُل لَكَ إنِيّ‌ لَا أُطِيعُهُ فَتَقُولَ إِنّ طَاعَتَهُ مَفرُوضَةٌ إِنّمَا قُلتُ لَكَ لَا يأَمرُنُيِ‌ قَالَ سُلَيمَانُ لَيسَ أَسأَلُكَ إِلّا عَلَي سَبِيلِ سُلطَانِ الجَدَلِ لَيسَ عَلَي الوَاجِبِ أَنّهُ لَا يَأمُرُكَ فَقَالَ هِشَامٌ كَم تَحُولُ حَولَ الحِمَي هَل هُوَ إِلّا أَن أَقُولَ لَكَ إِن أمَرَنَيِ‌ فَعَلتُ فَتَنقَطِعُ أَقبَحَ الِانقِطَاعِ وَ لَا يَكُونُ عِندَكَ زِيَادَةٌ وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَجُبّ قوَليِ‌ وَ مَا إِلَيهِ يَئُولُ جوَاَبيِ‌ قَالَ فَتَغَيّرَ وَجهُ هَارُونَ وَ قَالَ هَارُونُ قَد أَفصَحَ وَ قَامَ النّاسُ وَ اغتَنَمَهَا هِشَامٌ فَخَرَجَ عَلَي وَجهِهِ إِلَي المَدَائِنِ قَالَ فَبَلَغَنَا أَنّ هَارُونَ قَالَ لِيَحيَي شُدّ يَدَكَ بِهَذَا وَ أَصحَابِهِ وَ بَعَثَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فَحَبَسَهُ فَكَانَ هَذَا سَبَبَ حَبسِهِ مَعَ غَيرِهِ مِنَ الأَسبَابِ وَ إِنّمَا أَرَادَ يَحيَي أَن يَهرُبَ هِشَامٌ فَيَمُوتَ مَخفِيّاً مَا دَامَ لِهَارُونَ سُلطَانٌ قَالَ ثُمّ صَارَ هِشَامٌ إِلَي الكُوفَةِ وَ هُوَ يُعَقّبُ عَلَيهِ وَ مَاتَ فِي دَارِ ابنِ شَرَفٍ بِالكُوفَةِ رَحِمَهُ اللّهُ


صفحه : 193

قَالَ فَبَلَغَ هَذَا المَجلِسُ مُحَمّدَ بنَ سُلَيمَانَ النوّفلَيِ‌ّ وَ ابنَ مِيثَمٍ وَ هُمَا فِي حَبسِ هَارُونَ فَقَالَ النوّفلَيِ‌ّ أَرَي هِشَاماً مَا استَطَاعَ أَن يَعتَلّ فَقَالَ ابنُ مِيثَمٍ بأِيَ‌ّ شَيءٍ يَستَطِيعُ أَن يَعتَلّ وَ قَد أَوجَبَ أَنّ طَاعَتَهُ مَفرُوضَةٌ مِنَ اللّهِ قَالَ يَعتَلّ بِأَن يَقُولَ الشّرطُ عَلَيّ فِي إِمَامَتِهِ أَن لَا يَدعُوَ أَحَداً إِلَي الخُرُوجِ حَتّي ينُاَديِ‌َ مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ فَمَن دعَاَنيِ‌ مِمّن يدَعّيِ‌ الإِمَامَةَ قَبلَ ذَلِكَ الوَقتِ عَلِمتُ أَنّهُ لَيسَ بِإِمَامٍ وَ طَلَبتُ مِن أَهلِ هَذَا البَيتِ مَن لَا يَقُولُ إِنّهُ يَخرُجُ وَ لَا يَأمُرُ بِذَلِكَ حَتّي ينُاَديِ‌َ مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ فَأَعلَمَ أَنّهُ صَادِقٌ فَقَالَ ابنُ مِيثَمٍ هَذَا مِن أَخبَثِ الخُرَافَةِ وَ مَتَي كَانَ هَذَا فِي عَقدِ الإِمَامَةِ إِنّمَا يُروَي هَذَا فِي صِفَةِ القَائِمِ ع وَ هِشَامٌ أَجدَلُ مِن أَن يَحتَجّ بِهَذَا عَلَي أَنّهُ لَم يُفصِح بِهَذَا الإِفصَاحِ ألّذِي قَد شَرَطتَهُ أَنتَ إِنّمَا قَالَ إِن أمَرَنَيِ‌َ المَفرُوضُ الطّاعَةِ بَعدَ عَلِيّ ع فَعَلتُ وَ لَم يُسَمّ فُلَانٌ[ لَم يُسَمّ فُلَاناً]دُونَ فُلَانٍ كَمَا تَقُولُ إِن قَالَ لِي طَلَبتُ غَيرَهُ فَلَو قَالَ هَارُونُ لَهُ وَ كَانَ المُنَاظِرَ لَهُ مَنِ المَفرُوضُ الطّاعَةِ فَقَالَ لَهُ أَنتَ لَم يَكُن أَن يَقُولَ لَهُ فَإِن أَمَرتُكَ بِالخُرُوجِ بِالسّيفِ تُقَاتِلُ أعَداَئيِ‌ تَطلُبُ غيَريِ‌ وَ تَنتَظِرُ المنُاَديِ‌َ مِنَ السّمَاءِ هَذَا لَا يَتَكَلّمُ بِهِ مِثلَ هَذَا لَعَلّكَ لَو كُنتَ أَنتَ تَكَلّمتَ بِهِ قَالَ ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ الميِثمَيِ‌ّإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ عَلَي مَا يمَضيِ‌ مِنَ العِلمِ إِن قُتِلَ وَ لَقَد كَانَ عَضُدَنَا وَ شَيخَنَا وَ المَنظُورَ إِلَيهِ فِينَا

بيان قوله فشيّعه عنده أي نسب يحيي هشاما إلي التشيع عندهارون والإلباد بالأرض الإلصاق بهاكناية عن ترك الخروج وعدم الرضا به قوله إذ لم يعلمه بذلك أي لم يعلمه أولا واغتنم تلك المناظرة وحيرتهم لتكون وسيلة إلي إحضار هشام بحيث لايشعر بالحيلة قوله علي مايمضي‌ من العلم إن قتل أي إن قتل يمضي‌ مع علوم كثيرة

2-كش ،[رجال الكشي‌]روُيِ‌َ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ كَانَ ابنُ أخَيِ‌ هِشَامٌ يَذهَبُ فِي الدّينِ مَذهَبَ الجَهمِيّةِ خَبِيثاً فِيهِم فسَأَلَنَيِ‌ أَن أُدخِلَهُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لِيُنَاظِرَهُ فَأَعلَمتُهُ


صفحه : 194

أنَيّ‌ لَا أَفعَلُ مَا لَم أَستَأذِنهُ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ فَاستَأذَنتُهُ فِي إِدخَالِ هِشَامٍ عَلَيهِ فَأَذِنَ لِي فِيهِ فَقُمتُ مِن عِندِهِ وَ خَطَوتُ خُطُوَاتٍ فَذَكَرتُ رِدَاءَتَهُ وَ خُبثَهُ فَانصَرَفتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَحَدّثتُهُ رِدَاءَتَهُ وَ خُبثَهُ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا عُمَرُ تَتَخَوّفُ عَلَيّ فَخَجِلتُ مِن قوَليِ‌ وَ عَلِمتُ أنَيّ‌ قَد عَثَرتُ فَخَرَجتُ مُستَحيِياً إِلَي هِشَامٍ فَسَأَلتُهُ تَأخِيرَ دُخُولِهِ وَ أَعلَمتُهُ أَنّهُ قَد أَذِنَ لَهُ بِالدّخُولِ فَبَادَرَ هِشَامٌ فَاستَأذَنَ وَ دَخَلَ فَدَخَلتُ مَعَهُ فَلَمّا تَمَكّنَ فِي مَجلِسِهِ سَأَلَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن مَسأَلَةٍ فَحَارَ فِيهَا هِشَامٌ وَ بقَيِ‌َ فَسَأَلَهُ هِشَامٌ أَن يُؤَجّلَهُ فِيهَا فَأَجّلَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَذَهَبَ هِشَامٌ فَاضطَرَبَ فِي طَلَبِ الجَوَابِ أَيّاماً فَلَم يَقِف عَلَيهِ فَرَجَعَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَخبَرَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بِهَا وَ سَأَلَهُ عَن مَسَائِلَ أُخرَي فِيهَا فَسَادُ أَصلِهِ وَ عَقدِ مَذهَبِهِ فَخَرَجَ هِشَامٌ مِن عِندِهِ مُغتَمّاً مُتَحَيّراً قَالَ فَبَقِيتُ أَيّاماً لَا أَفِيقُ مِن حيَرتَيِ‌ قَالَ عُمَرُ بنُ يَزِيدَ فسَأَلَنَيِ‌ هِشَامٌ أَن أَستَأذِنَ لَهُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع ثَالِثاً فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ فَاستَأذَنتُ لَهُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ليِنَظرُنيِ‌ فِي مَوضِعٍ سَمّاهُ بِالحِيرَةِ لأِلَتقَيِ‌َ مَعَهُ فِيهِ غَداً إِن شَاءَ اللّهُ إِذَا رَاحَ إِلَيهَا فَقَالَ عُمَرُ فَخَرَجتُ إِلَي هِشَامٍ فَأَخبَرتُهُ بِمَقَالَتِهِ وَ أَمرِهِ فَسُرّ بِذَلِكَ هِشَامٌ وَ استَبشَرَ وَ سَبَقَهُ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي سَمّاهُ ثُمّ رَأَيتُ هِشَاماً بَعدَ ذَلِكَ فَسَأَلتُهُ عَمّا بَينَهُمَا فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّهُ سَبَقَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع إِلَي المَوضِعِ ألّذِي كَانَ سَمّاهُ لَهُ فَبَينَا هُوَ إِذَا بأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَد أَقبَلَ عَلَي بَغلَةٍ لَهُ فَلَمّا بَصُرتُ بِهِ وَ قَرُبَ منِيّ‌ هاَلنَيِ‌ مَنظَرُهُ وَ أرَعبَنَيِ‌ حَتّي بَقِيتُ لَا أَجِدُ شَيئاً أَتَفَوّهُ بِهِ وَ لَا انطَلَقَ لسِاَنيِ‌ لِمَا أَرَدتُ مِن مُنَاطَقَتِهِ وَ وَقَفَ عَلَيّ أَبُو عَبدِ اللّهِ مَلِيّاً يَنتَظِرُ مَا أُكَلّمُهُ وَ كَانَ وُقُوفُهُ عَلَيّ لَا يزَيِدنُيِ‌ إِلّا تَهَيّباً وَ تَحَيّراً فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ منِيّ‌ ضَرَبَ بَغلَتَهُ وَ سَارَ حَتّي دَخَلَ بَعضَ السّكَكِ فِي الحِيرَةِ وَ تَيَقّنتُ أَنّ مَا أصَاَبنَيِ‌ مِن هَيبَتِهِ لَم يَكُن إِلّا مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن عِظَمِ مَوقِعِهِ وَ مَكَانِهِ مِنَ


صفحه : 195

الرّبّ الجَلِيلِ قَالَ عُمَرُ فَانصَرَفَ هِشَامٌ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ تَرَكَ مَذهَبَهُ وَ دَانَ بِدِينِ الحَقّ وَ فَاقَ أَصحَابَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع كُلّهُم وَ الحَمدُ لِلّهِ قَالَ وَ اعتَلّ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ عِلّتَهُ التّيِ‌ قُبِضَ فِيهَا فَامتَنَعَ مِنَ الِاستِعَانَةِ بِالأَطِبّاءِ فَسَأَلُوهُ أَن يَفعَلَ ذَلِكَ فَجَاءُوا بِهِم إِلَيهِ فَأُدخِلَ عَلَيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَطِبّاءِ فَكَانَ إِذَا دَخَلَ الطّبِيبُ عَلَيهِ وَ أَمَرَهُ بشِيَ‌ءٍ سَأَلَهُ فَقَالَ يَا هَذَا هَل وَقَفتَ عَلَي علِتّيِ‌ فَمِن بَينِ قَائِلٍ يَقُولُ لَا وَ مِن قَائِلٍ يَقُولُ نَعَم فَإِنِ استَوصَفَ مِمّن يَقُولُ نَعَم وَصَفَهَا فَإِذَا أَخبَرَهُ كَذّبَهُ وَ يَقُولُ علِتّيِ‌ غَيرُ هَذِهِ فَيُسأَلُ عَن عِلّتِهِ فَيَقُولُ علِتّيِ‌ فَزَعُ القَلبِ مِمّا أصَاَبنَيِ‌ مِنَ الخَوفِ وَ قَد كَانَ قُدّمَ لِيُضرَبَ عُنُقُهُ فَفَزِعَ قَلبُهُ لِذَلِكَ حَتّي مَاتَ رَحِمَهُ اللّهُ

3-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي العبُيَديِ‌ّ عَن يُونُسَ قَالَ قُلتُ لِهِشَامٍ إِنّهُم يَزعُمُونَ أَنّ أَبَا الحَسَنِ ع بَعَثَ إِلَيكَ عَبدَ الرّحمَنِ بنَ الحَجّاجِ يَأمُرُكَ أَن تَسكُتَ وَ لَا تَتَكَلّمَ فَأَبَيتَ أَن تَقبَلَ رِسَالَتَهُ فأَخَبرِنيِ‌ كَيفَ كَانَ سَبَبُ هَذَا وَ هَل أَرسَلَ إِلَيكَ يَنهَاكَ عَنِ الكَلَامِ أَو لَا وَ هَل تَكَلّمتَ بَعدَ نَهيِهِ إِيّاكَ فَقَالَ هِشَامٌ إِنّهُ لَمّا كَانَ أَيّامُ المهَديِ‌ّ شَدّدَ عَلَي أَصحَابِ الأَهوَاءِ وَ كَتَبَ لَهُ ابنُ المُفَضّلِ صُنُوفَ الفِرَقِ صِنفاً صِنفاً ثُمّ قَرَأَ الكِتَابَ عَلَي النّاسِ فَقَالَ يُونُسُ قَد سَمِعتُ الكِتَابَ يُقرَأُ عَلَي النّاسِ عَلَي بَابِ الذّهَبِ بِالمَدِينَةِ وَ مَرّةً أُخرَي بِمَدِينَةِ الوَضّاحِ فَقَالَ إِنّ ابنَ المُفَضّلِ صَنّفَ لَهُم صُنُوفَ الفِرَقِ فِرقَةً فِرقَةً حَتّي قَالَ فِي كِتَابِهِ وَ فِرقَةٌ يُقَالُ لَهُمُ الزّرَارِيّةُ وَ فِرقَةٌ يُقَالُ لَهُمُ العَمّارِيّةُ أَصحَابُ عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ وَ فِرقَةٌ يُقَالُ لَهُمُ اليَعفُورِيّةُ وَ مِنهُم فِرقَةٌ


صفحه : 196

أَصحَابُ سُلَيمَانَ الأَقطَعِ وَ فِرقَةٌ يُقَالُ لَهُمُ الجَوَالِيقِيّةُ قَالَ يُونُسُ وَ لَم يَذكُر يَومَئِذٍ هِشَامَ بنَ الحَكَمِ وَ لَا أَصحَابَهُ فَزَعَمَ هِشَامٌ لِيُونُسَ أَنّ أَبَا الحَسَنِ ع بَعَثَ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ كُفّ هَذِهِ الأَيّامَ عَنِ الكَلَامِ فَإِنّ الأَمرَ شَدِيدٌ قَالَ هِشَامٌ فَكَفَفتُ عَنِ الكَلَامِ حَتّي مَاتَ المهَديِ‌ّ وَ سَكَنَ الأَمرُ فَهَذَا الأَمرُ ألّذِي كَانَ مِن أَمرِهِ وَ انتهِاَئيِ‌ إِلَي قَولِهِ وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن يُونُسَ قَالَ كُنتُ مَعَ هِشَامِ بنِ الحَكَمِ فِي مَسجِدِهِ بِالعِشَاءِ حَيثُ أَتَاهُ مُسلِمٌ صَاحِبُ بَيتِ الحُكمِ فَقَالَ لَهُ إِنّ يَحيَي بنَ خَالِدٍ يَقُولُ قَد أَفسَدتُ عَلَي الرّفَضَةِ دِينَهُم لِأَنّهُم يَزعُمُونَ أَنّ الدّينَ لَا يَقُومُ إِلّا بِإِمَامٍ حيَ‌ّ وَ هُم لَا يَدرُونَ إِمَامُهُمُ اليَومَ حيَ‌ّ أَو مَيّتٌ فَقَالَ هِشَامٌ عِندَ ذَلِكَ إِنّمَا عَلَينَا أَن نَدِينَ بِحَيَاةِ الإِمَامِ أَنّهُ حيَ‌ّ حَاضِراً عِندَنَا أَو مُتَوَارِياً عَنّا حَتّي يَأتِيَنَا مَوتُهُ فَمَا لَم يَأتِنَا مَوتُهُ فَنَحنُ مُقِيمُونَ عَلَي حَيَاتِهِ وَ مَثّلَ مِثَالًا فَقَالَ الرّجُلُ إِذَا جَامَعَ أَهلَهُ وَ سَافَرَ إِلَي مَكّةَ أَو تَوَارَي عَنهُ بِبَعضِ الحِيطَانِ فَعَلَينَا أَن نُقِيمَ عَلَي حَيَاتِهِ حَتّي يَأتِيَنَا خِلَافُ ذَلِكَ فَانصَرَفَ سَالِمٌ ابنُ عَمّ يُونُسَ بِهَذَا الكَلَامِ فَقَصّهُ عَلَي يَحيَي بنِ خَالِدٍ فَقَالَ يَحيَي مَا تَرَي مَا صَنَعنَا شَيئاً فَدَخَلَ يَحيَي عَلَي هَارُونَ فَأَخبَرَهُ فَأَرسَلَ مِنَ الغَدِ فَطَلَبَهُ فَطُلِبَ فِي مَنزِلِهِ فَلَم يُوجَد وَ بَلَغَهُ الخَبَرُ فَلَم يَلبَث إِلّا شَهرَينِ أَو أَكثَرَ حَتّي مَاتَ فِي مَنزِلِ مُحَمّدٍ وَ حُسَينٍ الحَنّاطَينِ فَهَذَا تَفسِيرُ أَمرِ هِشَامٍ وَ زَعَمَ يُونُسُ أَنّ دُخُولَ هِشَامٍ عَلَي يَحيَي بنِ خَالِدٍ وَ كَلَامَهُ مَعَ سُلَيمَانَ بنِ جَرِيرٍ بَعدَ أَن أُخِذَ أَبُو الحَسَنِ ع بِدَهرٍ إِذ كَانَ فِي زَمَنِ المهَديِ‌ّ وَ دُخُولَهُ إِلَي يَحيَي بنِ خَالِدٍ فِي زَمَنِ الرّشِيدِ

4-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ أَ مَا كَانَ لَكُم فِي أَبِي الحَسَنِص عِظَةٌ مَا تَرَي حَالَ هِشَامٍ هُوَ ألّذِي صَنَعَ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ


صفحه : 197

ع مَا صَنَعَ وَ قَالَ لَهُم وَ أَخبَرَهُم أَ تَرَي اللّهَ يَغفِرُ لَهُ مَا رَكِبَ مِنّا

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ عَن حَيدَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن جَعفَرِ بنِ مَعرُوفٍ عَنِ العمَركَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي لُبَابَةَ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الثاّنيِ‌ ع مَا تَقُولُ جُعِلتُ فِدَاكَ فِي هِشَامِ بنِ الحَكَمِ فَقَالَ رَحِمَهُ اللّهُ مَا كَانَ أَذَبّهُ عَن هَذِهِ النّاحِيَةِ

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]يد،[التوحيد] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّقرِ بنِ دُلَفَ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ التّوحِيدِ وَ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ أَقُولُ بِقَولِ هِشَامِ بنِ الحَكَمِ فَغَضِبَ ع ثُمّ قَالَ مَا لَكُم وَ لِقَولِ هِشَامٍ إِنّهُ لَيسَ مِنّا مَن زَعَمَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جِسمٌ وَ نَحنُ مِنهُ بِرَاءٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

7-ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِ‌ّ وَ ابنُ نَاتَانَةَ مَعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ الأسَواَريِ‌ّ قَالَ كَانَ لِيَحيَي بنِ خَالِدٍ مَجلِسٌ فِي دَارِهِ يَحضُرُهُ المُتَكَلّمُونَ مِن كُلّ فِرقَةٍ وَ مِلّةٍ يَومَ الأَحَدِ فَيَتَنَاظَرُونُ فِي أَديَانِهِم وَ يَحتَجّ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ الرّشِيدَ فَقَالَ لِيَحيَي بنِ خَالِدٍ يَا عبَاّسيِ‌ّ مَا هَذَا المَجلِسُ ألّذِي بلَغَنَيِ‌ فِي مَنزِلِكَ يَحضُرُهُ المُتَكَلّمُونَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا شَيءٌ مِمّا رفَعَنَيِ‌ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ بَلَغَ مِنَ الكَرَامَةِ وَ الرّفعَةِ أَحسَنَ مَوقِعاً عنِديِ‌ مِن هَذَا المَجلِسِ فَإِنّهُ يَحضُرُهُ كُلّ قَومٍ مَعَ اختِلَافِ مَذَاهِبِهِم فَيَحتَجّ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ وَ يُعرَفُ المُحِقّ مِنهُم وَ يَتَبَيّنُ لَنَا فَسَادُ كُلّ مَذهَبٍ مِن مَذَاهِبِهِم


صفحه : 198

قَالَ لَهُ الرّشِيدُ فَأَنَا أُحِبّ أَن أَحضُرَ هَذَا المَجلِسَ وَ أَسمَعَ كَلَامَهُم مِن غَيرِ أَن يَعلَمُوا بحِضُوُريِ‌ فَيَحتَشِمُونَ وَ لَا يُظهِرُونَ مَذَاهِبَهُم قَالَ ذَلِكَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مَتَي شَاءَ قَالَ فَضَع يَدَكَ عَلَي رأَسيِ‌ وَ لَا تُعلِمهُم بحِضُوُريِ‌ فَفَعَلَ وَ بَلَغَ الخَبَرُ المُعتَزِلَةَ فَتَشَاوَرُوا فِيمَا بَينَهُم وَ عَزَمُوا أَن لَا يُكَلّمُوا هِشَاماً إِلّا فِي الإِمَامَةِ لِعِلمِهِم بِمَذهَبِ الرّشِيدِ وَ إِنكَارِهِ عَلَي مَن قَالَ بِالإِمَامَةِ قَالَ فَحَضَرُوا وَ حَضَرَ هِشَامٌ وَ حَضَرَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَزِيدَ الإباَضيِ‌ّ وَ كَانَ مِن أَصدَقِ النّاسِ لِهِشَامِ بنِ الحَكَمِ وَ كَانَ يُشَارِكُهُ فِي التّجَارَةِ فَلَمّا دَخَلَ هِشَامٌ سَلّمَ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ مِن بَينِهِم فَقَالَ يَحيَي بنُ خَالِدٍ لِعَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ يَا عَبدَ اللّهِ كَلّم هِشَاماً فِيمَا اختَلَفتُم فِيهِ مِنَ الإِمَامَةِ فَقَالَ هِشَامٌ أَيّهَا الوَزِيرُ لَيسَ لَهُم عَلَينَا جَوَابٌ وَ لَا مَسأَلَةٌ هَؤُلَاءِ قَومٌ كَانُوا مُجتَمِعِينَ مَعَنَا عَلَي إِمَامَةِ رَجُلٍ ثُمّ فَارَقُونَا بِلَا عِلمٍ وَ لَا مَعرِفَةٍ فَلَا حِينَ كَانُوا مَعَنَا عَرَفُوا الحَقّ وَ لَا حِينَ فَارَقُونَا عَلِمُوا عَلَي مَا فَارَقُونَا فَلَيسَ لَهُم عَلَينَا مَسأَلَةٌ وَ لَا جَوَابٌ فَقَالَ بَيَانٌ وَ كَانَ مِنَ الحَرُورِيّةِ أَنَا أَسأَلُكَ يَا هِشَامُ أخَبرِنيِ‌ عَن أَصحَابِ عَلِيّ يَومَ حَكّمُوا الحَكَمَينِ أَ كَانُوا مُؤمِنِينَ أَم كَافِرِينَ قَالَ هِشَامٌ كَانُوا ثَلَاثَةَ أَصنَافٍ صِنفٌ مُؤمِنُونَ وَ صِنفٌ مُشرِكُونَ وَ صِنفٌ ضُلّالٌ فَأَمّا المُؤمِنُونَ فَمَن قَالَ مِثلَ قوَليِ‌ الّذِينَ قَالُوا إِنّ عَلِيّاً إِمَامٌ مِن عِندِ اللّهِ وَ مُعَاوِيَةُ لَا يَصلُحُ لَهَا فَآمَنُوا بِمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي عَلِيّ وَ أَقَرّوا بِهِ وَ أَمّا المُشرِكُونَ فَقَومٌ قَالُوا عَلِيّ إِمَامٌ وَ مُعَاوِيَةُ يَصلُحُ لَهَا فَأَشرَكُوا إِذ أَدخَلُوا مُعَاوِيَةَ مَعَ عَلِيّ وَ أَمّا الضّلّالُ فَقَومٌ خَرَجُوا عَلَي الحَمِيّةِ وَ العَصَبِيّةِ لِلقَبَائِلِ وَ العَشَائِرِ لَم يَعرِفُوا شَيئاً مِن هَذَا وَ هُم جُهّالٌ قَالَ وَ أَصحَابُ مُعَاوِيَةَ مَا كَانُوا قَالَ كَانُوا ثَلَاثَةَ أَصنَافٍ صِنفٌ كَافِرُونَ


صفحه : 199

وَ صِنفٌ مُشرِكُونَ وَ صِنفٌ ضُلّالٌ فَأَمّا الكَافِرُونَ فَالّذِينَ قَالُوا إِنّ مُعَاوِيَةَ إِمَامٌ وَ عَلِيّ لَا يَصلُحُ لَهَا فَكَفَرُوا مِن جِهَتَينِ أَن جَحَدُوا إِمَاماً مِنَ اللّهِ وَ نَصَبُوا إِمَاماً لَيسَ مِنَ اللّهِ وَ أَمّا المُشرِكُونَ فَقَومٌ قَالُوا مُعَاوِيَةُ إِمَامٌ وَ عَلِيّ يَصلُحُ لَهَا فَأَشرَكُوا مُعَاوِيَةَ مَعَ عَلِيّ ع وَ أَمّا الضّلّالُ فَعَلَي سَبِيلِ أُولَئِكَ خَرَجُوا لِلحَمِيّةِ وَ العَصَبِيّةِ لِلقَبَائِلِ وَ العَشَائِرِ فَانقَطَعَ بَيَانٌ عِندَ ذَلِكَ فَقَالَ ضِرَارٌ فَأَنَا أَسأَلُكَ يَا هِشَامُ فِي هَذَا فَقَالَ هِشَامٌ أَخطَأتَ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّكُم مُجتَمِعُونَ عَلَي دَفعِ إِمَامَةِ صاَحبِيِ‌ وَ قَد سأَلَنَيِ‌ هَذَا عَن مَسأَلَةٍ وَ لَيسَ لَكُم أَن تُثَنّوا بِالمَسأَلَةِ عَلَيّ حَتّي أَسأَلَكَ يَا ضِرَارُ عَن مَذهَبٍ فِي هَذَا البَابِ قَالَ ضِرَارٌ فَسَل قَالَ أَ تَقُولُ إِنّ اللّهَ عَدلٌ لَا يَجُورُ قَالَ نَعَم هُوَ عَدلٌ لَا يَجُورُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ فَلَو كَلّفَ اللّهُ المُقعَدَ المشَي‌َ إِلَي المَسَاجِدِ وَ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ كَلّفَ الأَعمَي قِرَاءَةَ المَصَاحِفِ وَ الكُتُبِ أَ تَرَاهُ كَانَ عَادِلًا أَم جَائِراً قَالَ ضِرَارٌ مَا كَانَ اللّهُ لِيَفعَلَ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ قَد عَلِمنَا أَنّ اللّهَ لَا يَفعَلُ ذَلِكَ وَ لَكِن عَلَي سَبِيلِ الجَدَلِ وَ الخُصُومَةِ أَن لَو فَعَلَ ذَلِكَ أَ لَيسَ كَانَ فِي فِعلِهِ جَائِراً وَ كَلّفَهُ تَكلِيفاً لَا يَكُونُ لَهُ السّبِيلُ إِلَي إِقَامَتِهِ وَ أَدَائِهِ قَالَ لَو فَعَلَ ذَلِكَ لَكَانَ جَائِراً قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كَلّفَ العِبَادَ دِيناً وَاحِداً لَا اختِلَافَ فِيهِ لَا يَقبَلُ مِنهُم إِلّا أَن يَأتُوا بِهِ كَمَا كَلّفَهُم قَالَ بَلَي قَالَ فَجَعَلَ لَهُم دَلِيلًا عَلَي وُجُودِ ذَلِكَ الدّينِ أَو كَلّفَهُم مَا لَا دَلِيلَ عَلَي وُجُودِهِ فَيَكُونُ بِمَنزِلَةِ مَن كَلّفَ الأَعمَي قِرَاءَةَ الكُتُبِ وَ المُقعَدَ المشَي‌َ إِلَي المَسَاجِدِ وَ الجِهَادَ قَالَ فَسَكَتَ ضِرَارٌ سَاعَةً ثُمّ قَالَ لَا بُدّ مِن دَلِيلٍ وَ لَيسَ بِصَاحِبِكَ قَالَ فَضَحِكَ هِشَامٌ وَ قَالَ تَشَيّعَ شَطرُكَ وَ صِرتَ إِلَي الحَقّ ضَرُورَةً وَ لَا خِلَافَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ إِلّا فِي التّسمِيَةِ قَالَ ضِرَارٌ فإَنِيّ‌ أَرجِعُ إِلَيكَ فِي هَذَا القَولِ قَالَ هَاتِ قَالَ ضِرَارٌ


صفحه : 200

كَيفَ تَعقِدُ الإِمَامَةَ قَالَ هِشَامٌ كَمَا عَقَدَ اللّهُ النّبُوّةَ قَالَ فَإِذَا هُوَ نبَيِ‌ّ قَالَ هِشَامٌ لَا لِأَنّ النّبُوّةَ يَعقِدُهَا أَهلُ السّمَاءِ وَ الإِمَامَةَ يَعقِدُهَا أَهلُ الأَرضِ فَعَقَدَ النّبُوّةَ بِالمَلَائِكَةِ وَ عَقَدَ الإِمَامَةَ باِلنبّيِ‌ّ وَ العَقدَانِ جَمِيعاً بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَمَا الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ الِاضطِرَارُ فِي هَذَا قَالَ ضِرَارٌ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ لَا يَخلُو الكَلَامُ فِي هَذَا مِن أَحَدِ ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ إِمّا أَن يَكُونَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَفَعَ التّكلِيفَ عَنِ الخَلقِ بَعدَ الرّسُولِص فَلَم يُكَلّفهُم وَ لَم يَأمُرهُم وَ لَم يَنهَهُم وَ صَارُوا بِمَنزِلَةِ السّبَاعِ وَ البَهَائِمِ التّيِ‌ لَا تَكلِيفَ عَلَيهَا أَ فَتَقُولُ هَذَا يَا ضِرَارُ إِنّ التّكلِيفَ عَنِ النّاسِ مَرفُوعٌ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَا أَقُولُ هَذَا قَالَ هِشَامٌ فَالوَجهُ الثاّنيِ‌ ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ النّاسُ المُكَلّفُونَ قَدِ استَحَالُوا بَعدَ الرّسُولِ عُلَمَاءَ فِي مِثلِ حَدّ الرّسُولِ فِي العِلمِ حَتّي لَا يَحتَاجَ أَحَدٌ إِلَي أَحَدٍ فَيَكُونُوا كُلّهُم قَدِ استَغنَوا بِأَنفُسِهِم وَ أَصَابُوا الحَقّ ألّذِي لَا اختِلَافَ فِيهِ أَ فَتَقُولُ هَذَا إِنّ النّاسَ قَدِ استَحَالُوا عُلَمَاءَ حَتّي صَارُوا فِي مِثلِ حَدّ الرّسُولِ فِي العِلمِ حَتّي لَا يَحتَاجَ أَحَدٌ إِلَي أَحَدٍ مُستَغنِينَ بِأَنفُسِهِم عَن غَيرِهِم فِي إِصَابَةِ الحَقّ قَالَ لَا أَقُولُ هَذَا وَ لَكِنّهُم يَحتَاجُونَ إِلَي غَيرِهِم قَالَ فبَقَيِ‌َ الوَجهُ الثّالِثُ لِأَنّهُ لَا بُدّ لَهُم مِن عَلَمٍ يُقِيمُهُ الرّسُولُ لَهُم لَا يَسهُو وَ لَا يَغلَطُ وَ لَا يَحِيفُ مَعصُومٍ مِنَ الذّنُوبِ مُبَرّإٍ مِنَ الخَطَايَا يُحتَاجُ إِلَيهِ وَ لَا يَحتَاجُ إِلَي أَحَدٍ قَالَ فَمَا الدّلِيلُ عَلَيهِ قَالَ هِشَامٌ ثَمَانُ دَلَالَاتٍ أَربَعٌ فِي نَعتِ نَسَبِهِ وَ أَربَعٌ فِي نَعتِ نَفسِهِ فَأَمّا الأَربَعُ التّيِ‌ فِي نَعتِ نَسَبِهِ بِأَن يَكُونَ مَعرُوفَ الجِنسِ مَعرُوفَ القَبِيلَةِ مَعرُوفَ البَيتِ وَ أَن يَكُونَ مِن صَاحِبِ المِلّةِ وَ الدّعوَةِ إِلَيهِ إِشَارَةٌ فَلَم يُرَ جِنسٌ مِن هَذَا الخَلقِ أَشهَرُ مِن جِنسِ العَرَبِ الّذِينَ مِنهُم صَاحِبُ المِلّةِ وَ الدّعوَةِ ألّذِي يُنَادَي بِاسمِهِ فِي كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ عَلَي الصّوَامِعِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً


صفحه : 201

رَسُولُ اللّهُ فَتَصِلُ دَعوَتُهُ إِلَي كُلّ بَرّ وَ فَاجِرٍ وَ عَالِمٍ وَ جَاهِلٍ وَ مُقِرّ وَ مُنكِرٍ فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا وَ لَو جَازَ أَن يَكُونَ الحُجّةُ مِنَ اللّهِ عَلَي هَذَا الخَلقِ فِي غَيرِ هَذَا الجِنسِ لَأَتَي عَلَي الطّالِبِ المُرتَادِ دَهرٌ مِن عَصرِهِ لَا يَجِدُهُ وَ لَو جَازَ أَن يَطلُبَهُ فِي أَجنَاسِ هَذَا الخَلقِ مِنَ العَجَمِ وَ غَيرِهِم لَكَانَ مِن حَيثُ أَرَادَ اللّهُ أَن يَكُونَ صَلَاحاً يَكُونُ فَسَاداً وَ لَا يَجُوزُ هَذَا فِي حُكمِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عَدلِهِ أَن يَفرِضَ عَلَي النّاسِ فَرِيضَةً لَا تُوجَدُ فَلَمّا لَم يَجُز ذَلِكَ لَم يَجُز إلا أَن يَكُونَ إِلّا فِي هَذَا الجِنسِ لِاتّصَالِهِ بِصَاحِبِ المِلّةِ وَ الدّعوَةِ وَ لَم يَجُز أَن يَكُونَ مِن هَذَا الجِنسِ إِلّا فِي هَذِهِ القَبِيلَةِ لِقُربِ نَسَبِهَا مِن صَاحِبِ المِلّةِ وَ هيِ‌َ قُرَيشٌ وَ لَمّا لَم يَجُز أَن يَكُونَ مِن هَذَا الجِنسِ إِلّا فِي هَذِهِ القَبِيلَةِ لَم يَجُز أَن يَكُونَ مِن هَذِهِ القَبِيلَةِ إِلّا فِي هَذَا البَيتِ لِقُربِ نَسَبِهِ مِن صَاحِبِ المِلّةِ وَ الدّعوَةِ وَ لَمّا كَثُرَ أَهلُ هَذَا البَيتِ وَ تَشَاجَرُوا فِي الإِمَامَةِ لِعُلُوّهَا وَ شَرَفِهَا ادّعَاهَا كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فَلَم يَجُز إِلّا أَن يَكُونَ مِن صَاحِبِ المِلّةِ وَ الدّعوَةِ إِلَيهِ إِشَارَةٌ بِعَينِهِ وَ اسمِهِ وَ نَسَبِهِ لِئَلّا يَطمَعَ فِيهَا غَيرُهُ وَ أَمّا الأَربَعُ التّيِ‌ فِي نَعتِ نَفسِهِ أَن يَكُونَ أَعلَمَ النّاسِ كُلّهِم بِفَرَائِضِ اللّهِ وَ سُنَنِهِ وَ أَحكَامِهِ حَتّي لَا يَخفَي عَلَيهِ مِنهَا دَقِيقٌ وَ لَا جَلِيلٌ وَ أَن يَكُونَ مَعصُوماً مِنَ الذّنُوبِ كُلّهَا وَ أَن يَكُونَ أَشجَعَ النّاسِ وَ أَن يَكُونَ أَسخَي النّاسِ قَالَ مِن أَينَ قُلتَ إِنّهُ أَعلَمُ النّاسِ قَالَ لِأَنّهُ إِن لَم يَكُن عَالِماً بِجَمِيعِ حُدُودِ اللّهِ وَ أَحكَامِهِ وَ شَرَائِعِهِ وَ سُنَنِهِ لَم يُؤمَن عَلَيهِ أَن يُقَلّبَ الحُدُودَ فَمَن وَجَبَ عَلَيهِ القَطعُ حَدّهُ وَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ الحَدّ قَطَعَهُ فَلَا يُقِيمُ لِلّهِ حَدّاً عَلَي مَا أَمَرَ بِهِ فَيَكُونُ مِن حَيثُ أَرَادَ اللّهُ صَلَاحاً يَقَعُ فَسَاداً قَالَ فَمِن أَينَ قُلتَ إِنّهُ مَعصُومٌ مِنَ الذّنُوبِ قَالَ لِأَنّهُ إِن لَم يَكُن مَعصُوماً مِنَ الذّنُوبِ دَخَلَ فِي الخَطَإِ فَلَا يُؤمَنُ أَن يَكتُمَ عَلَي نَفسِهِ وَ يَكتُمَ عَلَي حَمِيمِهِ وَ قَرِيبِهِ وَ لَا يَحتَجّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِمِثلِ هَذَا عَلَي خَلقِهِ قَالَ فَمِن أَينَ قُلتَ إِنّهُ أَشجَعُ النّاسِ قَالَ لِأَنّهُ فِئَةٌ لِلمُسلِمِينَ الّذِينَ


صفحه : 202

يَرجِعُونَ إِلَيهِ فِي الحُرُوبِ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يُوَلّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتالٍ أَو مُتَحَيّزاً إِلي فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ فَإِن لَم يَكُن شُجَاعاً فَرّ فَيَبُوءُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ فَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَن يَبُوءُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ حُجّةً لِلّهِ عَلَي خَلقِهِ قَالَ فَمِن أَينَ قُلتَ إِنّهُ أَسخَي النّاسِ قَالَ لِأَنّهُ خَازِنُ المُسلِمِينَ فَإِن لَم يَكُن سَخِيّاً تَاقَت نَفسُهُ إِلَي أَموَالِهِم فَأَخَذَهَا فَكَانَ خَائِناً وَ لَا يَجُوزُ أَن يَحتَجّ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ بِخَائِنٍ فَقَالَ عِندَ ذَلِكَ ضِرَارٌ فَمَن هَذَا بِهَذِهِ الصّفَةِ فِي هَذَا الوَقتِ فَقَالَ صَاحِبُ العَصرِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ هَارُونُ الرّشِيدُ قَد سَمِعَ الكَلَامَ كُلّهُ فَقَالَ عِندَ ذَلِكَ أَعطَانَا وَ اللّهِ مِن جِرَابِ النّورَةِ وَيحَكَ يَا جَعفَرُ وَ كَانَ جَعفَرُ بنُ يَحيَي جَالِساً مَعَهُ فِي السّترِ مَن يعَنيِ‌ بِهَذَا قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يعَنيِ‌ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ قَالَ مَا عَنَي بِهَا غَيرَ أَهلِهَا ثُمّ عَضّ عَلَي شَفَتِهِ وَ قَالَ مِثلُ هَذَا حيَ‌ّ وَ يَبقَي لِي ملُكيِ‌ سَاعَةً وَاحِدَةً فَوَ اللّهِ لَلِسَانُ هَذَا أَبلَغُ فِي قُلُوبِ النّاسِ مِن مِائَةِ أَلفِ سَيفٍ وَ عَلِمَ يَحيَي أَنّ هِشَاماً قَد أتُيِ‌َ فَدَخَلَ السّترَ فَقَالَ وَيحَكَ يَا عبَاّسيِ‌ّ مَن هَذَا الرّجُلُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تُكفَي تُكفَي ثُمّ خَرَجَ إِلَي هِشَامٍ فَغَمَزَهُ فَعَلِمَ هِشَامٌ أَنّهُ قَد أتُيِ‌َ فَقَامَ يُرِيهِم أَنّهُ يَبُولُ أَو يقَضيِ‌ حَاجَةً فَلَبِسَ نَعلَيهِ وَ انسَلّ وَ مَرّ بِبَنِيهِ وَ أَمَرَهُم باِلتوّاَريِ‌ وَ هَرَبَ وَ مَرّ مِن فَورِهِ نَحوَ الكُوفَةِ وَ نَزَلَ عَلَي بَشِيرٍ النّبّالِ وَ كَانَ مِن حَمَلَةِ الحَدِيثِ مِن أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ثُمّ اعتَلّ عِلّةً شَدِيدَةً فَقَالَ لَهُ بَشِيرٌ آتِيكَ بِطَبِيبٍ قَالَ لَا أَنَا مَيّتٌ فَلَمّا حَضَرَهُ المَوتُ قَالَ لِبَشِيرٍ إِذَا فَرَغتَ مِن جهِاَزيِ‌ فاَحملِنيِ‌ فِي جَوفِ اللّيلِ وَ ضعَنيِ‌ بِالكُنَاسَةِ وَ اكتُب رُقعَةً وَ قُل هَذَا هِشَامُ بنُ الحَكَمِ ألّذِي طَلَبَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَاتَ حَتفَ أَنفِهِ وَ كَانَ هَارُونُ قَد بَعَثَ إِلَي إِخوَانِهِ وَ أَصحَابِهِ فَأَخَذَ الخَلقَ بِهِ فَلَمّا أَصبَحَ أَهلُ الكُوفَةِ رَأَوهُ وَ حَضَرَ القاَضيِ‌ وَ صَاحِبُ المَعُونَةِ وَ العَامِلُ وَ المُعَدّلُونَ بِالكُوفَةِ وَ كُتِبَ إِلَي الرّشِيدِ بِذَلِكَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي كَفَانَا أَمرَهُ


صفحه : 203

فَخَلّي عَمّن كَانَ أَخَذَ بِهِ

بيان قدأتي علي المجهول أي هلك من قولهم أتي عليه أي أهلكه و قوله تكفي علي المجهول أي تكفي شره ونقتله

7-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَمَاعَةٍ مِن رِجَالِهِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَوَرَدَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ رَجُلٌ صَاحِبُ كَلَامٍ وَ فِقهٍ وَ فَرَائِضَ وَ قَد جِئتُ لِمُنَاظَرَةِ أَصحَابِكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَلَامُكَ هَذَا مِن كَلَامِ رَسُولِ اللّهِ أَو مِن عِندِكَ فَقَالَ مِن كَلَامِ رَسُولِ اللّهِص بَعضُهُ وَ مِن عنِديِ‌ بَعضُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَأَنتَ إِذاً شَرِيكُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَا قَالَ فَسَمِعتَ الوحَي‌َ عَنِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ لَا قَالَ فَتَجِبُ طَاعَتُكَ كَمَا تَجِبُ طَاعَةُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَا قَالَ فَالتَفَتَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إلِيَ‌ّ وَ قَالَ لِي يَا يُونُسَ بنَ يَعقُوبَ هَذَا قَد خَصَمَ نَفسَهُ قَبلَ أَن يَتَكَلّمَ قَالَ يَا يُونُسُ لَو كُنتَ تُحسِنُ الكَلَامَ لَكَلّمتَهُ قَالَ يُونُسُ فَيَا لَهَا مِن حَسرَةٍ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ سَمِعتُكَ تَنهَي عَنِ الكَلَامِ وَ تَقُولُ وَيلٌ لِأَصحَابِ الكَلَامِ يَقُولُونَ هَذَا يُنقَادُ وَ هَذَا لَا يُنقَادُ وَ هَذَا يَنسَاقُ وَ هَذَا لَا يَنسَاقُ وَ هَذَا نَعقِلُهُ وَ هَذَا لَا نَعقِلُهُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّمَا قُلتُ وَيلٌ لِقَومٍ تَرَكُوا قوَليِ‌ وَ ذَهَبُوا إِلَي مَا يُرِيدُونَ ثُمّ قَالَ اخرُج إِلَي البَابِ فَانظُر مَن تَرَي مِنَ المُتَكَلّمِينَ فَأَدخِلهُ قَالَ فَخَرَجتُ فَوَجَدتُ حُمرَانَ بنَ أَعيَنَ وَ كَانَ يُحسِنُ الكَلَامَ وَ مُحَمّدَ بنَ النّعمَانِ الأَحوَلَ وَ كَانَ مُتَكَلّماً وَ هِشَامَ بنَ سَالِمٍ وَ قَيسَ المَاصِرِ وَ كَانَا مُتَكَلّمَينِ فَأَدخَلتُهُم عَلَيهِ فَلَمّا استَقَرّ بِنَا المَجلِسُ وَ كُنّا فِي خَيمَةٍ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع عَلَي طَرَفِ جَبَلٍ فِي طَرَفِ الحَرَمِ وَ ذَلِكَ قَبلَ الحَجّ بِأَيّامٍ أَخرَجَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع رَأسَهُ مِنَ الخَيمَةِ


صفحه : 204

فَإِذَا هُوَ بِبَعِيرٍ يَخُبّ فَقَالَ هِشَامٌ وَ رَبّ الكَعبَةِ فَظَنَنّا أَنّ هِشَاماً رَجُلٌ مِن وُلدِ عَقِيلٍ كَانَ شَدِيدَ المَحَبّةِ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فَإِذَا هِشَامُ بنُ الحَكَمِ قَد وَرَدَ وَ هُوَ أَوّلُ مَا اختَطّت لِحيَتُهُ وَ لَيسَ فِينَا إِلّا مَن هُوَ أَكبَرُ مِنهُ سِنّاً قَالَ فَوَسّعَ إِلَيهِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ قَالَ نَاصِرُنَا بِقَلبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ ثُمّ قَالَ لِحُمرَانَ كَلّمِ الرّجُلَ يعَنيِ‌ الشاّميِ‌ّ فَتَكَلّمَ حُمرَانُ فَظَهَرَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا طاَقيِ‌ّ كَلّمهُ فَكَلّمَهُ فَظَهَرَ عَلَيهِ مُحَمّدُ بنُ النّعمَانِ ثُمّ قَالَ يَا هِشَامَ بنَ سَالِمٍ كَلّمهُ فَتَعَارَفَا ثُمّ قَالَ لِقَيسٍ المَاصِرِ كَلّمهُ فَكَلّمَهُ وَ أَقبَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَتَبَسّمَ مِن كَلَامِهِمَا وَ قَدِ استَخذَلَ الشاّميِ‌ّ فِي يَدِهِ ثُمّ قَالَ للِشاّميِ‌ّ كَلّم هَذَا الغُلَامَ يعَنيِ‌ هِشَامَ بنَ الحَكَمِ فَقَالَ نَعَم ثُمّ قَالَ الشاّميِ‌ّ لِهِشَامٍ يَا غُلَامُ سلَنيِ‌ فِي إِمَامَةِ هَذَا يعَنيِ‌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَغَضِبَ هِشَامٌ حَتّي ارتَعَدَ ثُمّ قَالَ أخَبرِنيِ‌ يَا هَذَا أَ رَبّكَ أَنظَرُ لِخَلقِهِ أَم هُم لِأَنفُسِهِم فَقَالَ الشاّميِ‌ّ بَل ربَيّ‌ أَنظَرُ لِخَلقِهِ قَالَ فَفَعَلَ بِنَظَرِهِ لَهُم فِي دِينِهِم مَا ذَا قَالَ كَلّفَهُم وَ أَقَامَ لَهُم حُجّةً وَ دَلِيلًا عَلَي مَا كَلّفَهُم وَ أَزَاحَ فِي ذَلِكَ عِلَلَهُم فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ فَمَا هَذَا الدّلِيلُ ألّذِي نَصَبَهُ لَهُم قَالَ الشاّميِ‌ّ هُوَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ هِشَامٌ فَبَعدَ رَسُولِ اللّهِص مَن قَالَ الكِتَابُ وَ السّنّةُ قَالَ هِشَامٌ فَهَل نَفَعَنَا اليَومَ الكِتَابُ وَ السّنّةُ فِيمَا اختَلَفنَا فِيهِ حَتّي رَفَعَ عَنّا الِاختِلَافَ وَ مَكّنَنَا مِنَ الِاتّفَاقِ قَالَ الشاّميِ‌ّ نَعَم فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ فَلِمَ اختَلَفنَا نَحنُ وَ أَنتَ وَ جِئتَ لَنَا مِنَ الشّامِ تُخَالِفُنَا وَ تَزعُمُ أَنّ الرأّي‌َ طَرِيقُ الدّينِ وَ أَنتَ مُقِرّ بِأَنّ الرأّي‌َ لَا يَجمَعُ عَلَي القَولِ الوَاحِدِ المُختَلِفَينِ فَسَكَتَ الشاّميِ‌ّ كَالمُفَكّرِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا لَكَ لَا تَتَكَلّمُ قَالَ إِن قُلتُ إِنّا مَا اختَلَفنَا كَابَرتُ وَ إِن قُلتُ إِنّ الكِتَابَ وَ السّنّةَ يَرفَعَانِ عَنّا الِاختِلَافَ أَبطَلتُ لِأَنّهُمَا يَحتَمِلَانِ الوُجُوهَ لَكِنّ لِي عَلَيهِ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع سَلهُ تَجِدهُ مَلِيّاً فَقَالَ الشاّميِ‌ّ لِهِشَامٍ مَن أَنظَرُ لِلخَلقِ رَبّهُم أَم أَنفُسُهُم فَقَالَ هِشَامٌ بَل رَبّهُم


صفحه : 205

أَنظَرُ لَهُم فَقَالَ الشاّميِ‌ّ فَهَل أَقَامَ لَهُم مَن يَجمَعُ كَلِمَتَهُم وَ يَرفَعُ اختِلَافَهُم وَ يُبَيّنُ لَهُم حَقّهُم مِن بَاطِلِهِم قَالَ هِشَامٌ نَعَم قَالَ الشاّميِ‌ّ مَن هُوَ قَالَ هِشَامٌ أَمّا فِي ابتِدَاءِ الشّرِيعَةِ فَرَسُولُ اللّهِ وَ أَمّا بَعدَ النّبِيّ فَغَيرُهُ فَقَالَ الشاّميِ‌ّ وَ مَن هُوَ غَيرُ النّبِيّ القَائِمُ مَقَامَهُ فِي حُجّتِهِ قَالَ هِشَامٌ فِي وَقتِنَا هَذَا أَم قَبلَهُ قَالَ الشاّميِ‌ّ بَل فِي وَقتِنَا هَذَا قَالَ هِشَامٌ هَذَا الجَالِسُ يعَنيِ‌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع ألّذِي تُشَدّ إِلَيهِ الرّحَالُ وَ يُخبِرُنَا بِأَخبَارِ السّمَاءِ وِرَاثَةً عَن أَبٍ عَن جَدّ فَقَالَ الشاّميِ‌ّ وَ كَيفَ لِي بِعِلمِ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ سَلهُ عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ الشاّميِ‌ّ قَطَعتَ عذُريِ‌ فعَلَيَ‌ّ السّؤَالُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَنَا أَكفِيكَ المَسأَلَةَ يَا شاَميِ‌ّ أُخبِرُكَ عَن مَسِيرِكَ وَ سَفَرِكَ خَرَجتَ فِي يَومِ كَذَا وَ كَذَا وَ كَانَ طَرِيقُكَ مِن كَذَا وَ مَرَرتَ عَلَي كَذَا وَ مَرّ بِكَ كَذَا فَأَقبَلَ الشاّميِ‌ّ كُلّمَا وَصَفَ لَهُ شَيئاً مِن أَمرِهِ يَقُولُ صَدَقتَ وَ اللّهِ ثُمّ قَالَ لَهُ الشاّميِ‌ّ أَسلَمتُ لِلّهِ السّاعَةَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بَل آمَنتَ بِاللّهِ السّاعَةَ إِنّ الإِسلَامَ قَبلَ الإِيمَانِ وَ عَلَيهِ يَتَوَارَثُونَ وَ يَتَنَاكَحُونَ وَ الإِيمَانُ عَلَيهِ يُثَابُونَ قَالَ الشاّميِ‌ّ صَدَقتَ فَأَنَا السّاعَةَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكَ وصَيِ‌ّ الأَنبِيَاءِ قَالَ فَأَقبَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَلَي حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ فَقَالَ يَا حُمرَانُ تجُريِ‌ الكَلَامَ عَلَي الأَثَرِ فَتُصِيبُ وَ التَفَتَ إِلَي هِشَامِ بنِ سَالِمٍ فَقَالَ تُرِيدُ الأَثَرَ وَ لَا تَعرِفُ ثُمّ التَفَتَ إِلَي الأَحوَلِ فَقَالَ قَيّاسٌ رَوّاغٌ تَكسِرُ بَاطِلًا بِبَاطِلٍ لَكِنّ بَاطِلَكَ أَظهَرُ ثُمّ التَفَتَ إِلَي قَيسٍ المَاصِرِ فَقَالَ يَتَكَلّمُ وَ أَقرَبُ مَا يَكُونُ مِنَ الخَبَرِ عَنِ الرّسُولِ ع أَبعَدُ مَا يَكُونُ مِنهُ يَمزُجُ الحَقّ بِالبَاطِلِ وَ قَلِيلُ الحَقّ يكَفيِ‌ عَن كَثِيرِ البَاطِلِ أَنتَ وَ الأَحوَلُ قَفّازَانِ حَاذِقَانِ قَالَ يُونُسُ بنُ يَعقُوبَ وَ ظَنَنتُ وَ اللّهِ أَنّهُ يَقُولُ لِهِشَامٍ قَرِيباً مِمّا قَالَ لَهُمَا فَقَالَ يَا هِشَامُ لَا تَكَادُ تَقَعُ تلَويِ‌ رِجلَيكَ إِذَا هَمَمتَ بِالأَرضِ طِرتَ مِثلُكَ فَليُكَلّمِ النّاسَ اتّقِ الزّلّةَ وَ الشّفَاعَةُ مِن وَرَائِكَ

أقول إنما أوردنا أحوال هشام في أبواب أحواله ع لاشتمالها علي بعض أحواله ع و قدمضي كثير من احتجاجات هشام في كتاب الاحتجاجات


صفحه : 206

باب 9-أحواله ع في الحبس إلي شهادته وتاريخ وفاته ومدفنه صلوات الله عليه ولعنة الله علي من ظلمه

1- مصبا،[المصباحين ] فِي الخَامِسِ وَ العِشرِينَ مِن رَجَبٍ كَانَت وَفَاةُ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع

2- كا،[الكافي‌] قُبِضَ ع لِسِتّ خَلَونَ مِن رَجَبٍ مِن سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ وَ هُوَ ابنُ أَربَعٍ أَو خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قُبِضَ ع بِبَغدَادَ فِي حَبسِ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ وَ كَانَ هَارُونُ حَمَلَهُ مِنَ المَدِينَةِ لِعَشرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِن شَوّالٍ سَنَةَ تِسعٍ وَ سَبعِينَ وَ مِائَةٍ وَ قَد قَدِمَ هَارُونُ المَدِينَةَ مُنصَرَفَهُ مِن عُمرَةِ شَهرِ رَمَضَانَ ثُمّ شَخَصَ هَارُونُ إِلَي الحَجّ وَ حَمَلَهُ مَعَهُ ثُمّ انصَرَفَ عَلَي طَرِيقِ البَصرَةِ فَحَبَسَهُ عِندَ عِيسَي بنِ جَعفَرٍ ثُمّ أَشخَصَهُ إِلَي بَغدَادَ فَحَبَسَهُ عِندَ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ فتَوُفُيّ‌َ ع فِي حَبسِهِ وَ دُفِنَ بِبَغدَادَ فِي مَقبَرَةِ قُرَيشٍ

3- كا،[الكافي‌]سَعدٌ وَ الحمِيرَيِ‌ّ مَعاً عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُبِضَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ ابنُ أَربَعٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً فِي عَامِ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ وَ عَاشَ بَعدَ جَعفَرٍ ع خَمساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً


صفحه : 207

4- ضه ،[روضة الواعظين ] وَفَاتُهُ ع كَانَت بِبَغدَادَ يَومَ الجُمُعَةِ لِسِتّ بَقِينَ مِن رَجَبٍ وَ قِيلَ لِخَمسٍ خَلَونَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ

5- قل ،[إقبال الأعمال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الطرّاَزيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ يَسَارٍ قَالَ لَمّا حُمِلَ مُوسَي ع إِلَي بَغدَادَ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسعٍ وَ سَبعِينَ وَ مِائَةٍ دَعَا بِهَذَا الدّعَاءِ كَانَ ذَلِكَ يَومَ السّابِعِ وَ العِشرِينَ مِنهُ يَومَ المَبعَثِ

6- الدّرُوسُ، قُبِضَ ع مَسمُوماً بِبَغدَادَ فِي حَبسِ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ لِسِتّ بَقِينَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ وَ قِيلَ يَومَ الجُمُعَةِ لِخَمسٍ خَلَونَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ إِحدَي وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَن أَبِي العَبّاسِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ النوّفلَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ عَلِيّ بنِ عَطِيّةَ قَالَ كَانَ السّبَبُ فِي وُقُوعِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع إِلَي بَغدَادَ أَنّ هَارُونَ الرّشِيدَ أَرَادَ أَن يَعقِدَ الأَمرَ لِابنِهِ مُحَمّدِ بنِ زُبَيدَةَ وَ كَانَ لَهُ مِنَ البَنِينِ أَربَعَةَ عَشَرَ ابناً فَاختَارَ مِنهُم ثَلَاثَةً مُحَمّدَ بنَ زُبَيدَةَ وَ جَعَلَهُ ولَيِ‌ّ عَهدِهِ وَ عَبدَ اللّهِ المَأمُونَ وَ جَعَلَ الأَمرَ لَهُ بَعدَ ابنِ زُبَيدَةَ وَ القَاسِمَ المُؤتَمَنَ وَ جَعَلَ الأَمرَ لَهُ بَعدَ المَأمُونِ فَأَرَادَ أَن يُحكِمَ الأَمرَ فِي ذَلِكَ وَ يُشهِرَهُ شُهرَةً يَقِفُ عَلَيهَا الخَاصّ وَ العَامّ فَحَجّ فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ سَبعِينَ وَ مِائَةٍ وَ كَتَبَ إِلَي جَمِيعِ الآفَاقِ يَأمُرُ الفُقَهَاءَ وَ العُلَمَاءَ وَ القُرّاءَ وَ الأُمَرَاءَ أَن يَحضُرُوا مَكّةَ أَيّامَ المَوسِمِ فَأَخَذَ هُوَ طَرِيقَ المَدِينَةِ قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ فحَدَثّنَيِ‌ أَبِي أَنّهُ كَانَ سَبَبُ سِعَايَةِ يَحيَي بنِ خَالِدٍ بِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَضعَ الرّشِيدِ ابنَهُ مُحَمّدَ بنَ زُبَيدَةَ فِي حَجرِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ فَسَاءَ ذَلِكَ يَحيَي وَ قَالَ إِذَا مَاتَ الرّشِيدُ وَ أَفضَي الأَمرُ إِلَي مُحَمّدٍ انقَضَتِ دوَلتَيِ‌ وَ دَولَةُ


صفحه : 208

ولُديِ‌ وَ تَحَوّلَ الأَمرُ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ وَ وُلدِهِ وَ كَانَ قَد عَرَفَ مَذهَبَ جَعفَرٍ فِي التّشَيّعِ فَأَظهَرَ لَهُ أَنّهُ عَلَي مَذهَبِهِ فَسُرّ بِهِ جَعفَرٌ وَ أَفضَي إِلَيهِ بِجَمِيعِ أُمُورِهِ وَ ذَكَرَ لَهُ مَا هُوَ عَلَيهِ فِي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَلَمّا وَقَفَ عَلَي مَذهَبِهِ سَعَي بِهِ إِلَي الرّشِيدِ فَكَانَ الرّشِيدُ يَرعَي لَهُ مَوضِعَهُ وَ مَوضِعَ أَبِيهِ مِن نُصرَةِ الخِلَافَةِ فَكَانَ يُقَدّمُ فِي أَمرِهِ وَ يُؤَخّرُ وَ يَحيَي لَا يَألُو أَن يَخطُبَ عَلَيهِ إِلَي أَن دَخَلَ يَوماً إِلَي الرّشِيدِ فَأَظهَرَ لَهُ إِكرَاماً وَ جَرَي بَينَهُمَا كَلَامٌ مَتّ بِهِ جَعفَرٌ بِحُرمَتِهِ وَ حُرمَةِ أَبِيهِ فَأَمَرَ لَهُ الرّشِيدُ فِي ذَلِكَ اليَومِ بِعِشرِينَ أَلفَ دِينَارٍ فَأَمسَكَ يَحيَي عَن أَن يَقُولَ فِيهِ شَيئاً حَتّي أَمسَي ثُمّ قَالَ لِلرّشِيدِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد كُنتُ أُخبِرُكَ عَن جَعفَرٍ وَ مَذهَبِهِ فَتُكَذّبُ عَنهُ وَ هَاهُنَا أَمرٌ فِيهِ الفَيصَلُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ إِنّهُ لَا يَصِلُ إِلَيهِ مَالٌ مِن جِهَةٍ مِنَ الجِهَاتِ إِلّا أَخرَجَ خُمُسَهُ فَوَجّهَ بِهِ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ لَستُ أَشُكّ أَنّهُ قَد فَعَلَ ذَلِكَ فِي العِشرِينَ الأَلفَ الدّينَارِ التّيِ‌ أَمَرتَ بِهَا لَهُ فَقَالَ هَارُونُ إِنّ فِي هَذَا لَفَيصَلًا فَأَرسَلَ إِلَي جَعفَرٍ لَيلًا وَ قَد كَانَ عَرَفَ سِعَايَةَ يَحيَي بِهِ فَتَبَايَنَا وَ أَظهَرَ كُلّ وَاحِدٍ فيهما[مِنهُمَا]لِصَاحِبِهِ العَدَاوَةَ فَلَمّا طَرَقَ جَعفَراً رَسُولُ الرّشِيدِ بِاللّيلِ خشَيِ‌َ أَن يَكُونَ قَد سَمِعَ فِيهِ قَولَ يَحيَي وَ أَنّهُ إِنّمَا دَعَاهُ لِيَقتُلَهُ فَأَفَاضَ عَلَيهِ مَاءً وَ دَعَا بِمِسكٍ وَ كَافُورٍ فَتَحَنّطَ بِهِمَا وَ لَبِسَ بُردَةً فَوقَ ثِيَابِهِ وَ أَقبَلَ إِلَي الرّشِيدِ فَلَمّا وَقَعَت عَلَيهِ عَينُهُ وَ شَمّ رَائِحَةَ الكَافُورِ وَ رَأَي البُردَةَ عَلَيهِ قَالَ يَا جَعفَرُ مَا هَذَا فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد عَلِمتُ أَنّهُ قَد سعُيِ‌َ بيِ‌ عِندَكَ فَلَمّا جاَءنَيِ‌ رَسُولُكَ فِي هَذِهِ السّاعَةِ لَم آمَن أَن يَكُونَ قَد قَدَحَ فِي قَلبِكَ مَا يُقَالُ عَلَيّ فَأَرسَلتَ إلِيَ‌ّ لتِقَتلُنَيِ‌ فَقَالَ كَلّا وَ لَكِن قَد خُبّرتُ أَنّكَ تَبعَثُ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ مِن كُلّ مَا يَصِيرُ إِلَيكَ بِخُمُسِهِ وَ أَنّكَ قَد فَعَلتَ ذَلِكَ فِي العِشرِينَ الأَلفَ الدّينَارِ فَأَحبَبتُ أَن أَعلَمَ ذَلِكَ فَقَالَ جَعفَرٌ اللّهُ أَكبَرُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَأمُرُ بَعضَ خَدَمِكَ يَذهَبُ فَيَأتِيكَ بِهَا بِخَوَاتِيمِهَا


صفحه : 209

فَقَالَ الرّشِيدُ لِخَادِمٍ لَهُ خُذ خَاتَمَ جَعفَرٍ وَ انطَلِق بِهِ حَتّي تأَتيِنَيِ‌ بِهَذَا المَالِ وَ سَمّي لَهُ جَعفَرٌ جَارِيَتَهُ التّيِ‌ عِندَهَا المَالُ فَدَفَعَت إِلَيهِ البَدرَ بِخَوَاتِيمِهَا فَأَتَي بِهَا الرّشِيدَ فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ هَذَا أَوّلُ مَا تَعرِفُ بِهِ كِذبَ مَن سَعَي بيِ‌ إِلَيكَ قَالَ صَدَقتَ يَا جَعفَرُ انصَرِف آمِناً فإَنِيّ‌ لَا أَقبَلُ فِيكَ قَولَ أَحَدٍ قَالَ وَ جَعَلَ يَحيَي يَحتَالُ فِي إِسقَاطِ جَعفَرٍ قَالَ النوّفلَيِ‌ّ فحَدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن بَعضِ مَشَايِخِهِ وَ ذَلِكَ فِي حَجّةِ الرّشِيدِ قَبلَ هَذِهِ الحَجّةِ قَالَ لقَيِنَيِ‌ عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فَقَالَ لِي مَا لَكَ قَد أَخمَلتَ نَفسَكَ مَا لَكَ لَا تُدَبّرُ أَمرَ الوَزِيرِ فَقَد أَرسَلَ إلِيَ‌ّ فَعَادَلتُهُ وَ طَلَبتُ الحَوَائِجَ إِلَيهِ وَ كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنّ يَحيَي بنَ خَالِدٍ قَالَ لِيَحيَي بنِ أَبِي مَريَمَ أَ لَا تدَلُنّيِ‌ عَلَي رَجُلٍ مِن آلِ أَبِي طَالِبٍ لَهُ رَغبَةٌ فِي الدّنيَا فَأُوَسّعَ لَهُ مِنهَا قَالَ بَلَي أَدُلّكَ عَلَي رَجُلٍ بِهَذِهِ الصّفَةِ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فَأَرسَلَ إِلَيهِ يَحيَي فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن عَمّكَ وَ عَن شِيعَتِهِ وَ المَالِ ألّذِي يُحمَلُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ عنِديِ‌ الخَبَرُ فَسَعَي بِعَمّهِ فَكَانَ فِي سِعَايَتِهِ أَن قَالَ إِنّ مِن كَثرَةِ المَالِ عِندَهُ أَنّهُ اشتَرَي ضَيعَةً تُسَمّي البَشَرِيّةَ بِثَلَاثِينَ أَلفَ دِينَارٍ فَلَمّا أَحضَرَ المَالَ قَالَ البَائِعُ لَا أُرِيدُ هَذَا النّقدَ أُرِيدُ نَقَدَ كَذَا وَ كَذَا فَأَمَرَ بِهَا فَصُبّت فِي بَيتِ مَالِهِ وَ أَخرَجَ مِنهُ ثَلَاثِينَ أَلفَ دِينَارٍ مِن ذَلِكَ النّقدِ وَ وَزنِهِ فِي ثَمَنِ الضّيعَةِ قَالَ النوّفلَيِ‌ّ قَالَ أَبِي وَ كَانَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع يَأمُرُ لعِلَيِ‌ّ بنِ إِسمَاعِيلَ بِالمَالِ وَ يَثِقُ بِهِ حَتّي رُبّمَا خَرَجَ الكِتَابُ مِنهُ إِلَي بَعضِ شِيعَتِهِ بِخَطّ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ ثُمّ استَوحَشَ مِنهُ فَلَمّا أَرَادَ الرّشِيدُ الرّحلَةَ إِلَي العِرَاقِ بَلَغَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع أَنّ عَلِيّاً ابنَ أَخِيهِ يُرِيدُ الخُرُوجَ مَعَ السّلطَانِ إِلَي العِرَاقِ فَأَرسَلَ إِلَيهِ مَا لَكَ وَ الخُرُوجَ مَعَ السّلطَانِ قَالَ لِأَنّ عَلَيّ دَيناً فَقَالَ دَينُكَ عَلَيّ قَالَ وَ تَدبِيرُ عيِاَليِ‌ قَالَ أَنَا أَكفِيهِم فَأَبَي إِلّا الخُرُوجَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ مَعَ أَخِيهِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ بِثَلَاثِمِائَةِ


صفحه : 210

دِينَارٍ وَ أَربَعَةِ آلَافِ دِرهَمٍ فَقَالَ اجعَل هَذَا فِي جَهَازِكَ وَ لَا تُوتِم ولُديِ‌

توضيح قوله أن يخطب عليه في أكثر النسخ بالخاء المعجمة أي ينشئ الخطب مغريا عليه أي يحسن الكلام ويحبره في ذمه و في بعضها بالمهملة قال الفيروزآبادي‌ حطب به سعي و قال الجزري‌ المت التوسل والتوصل بحرمة أوقرابة أو غير ذلك قوله قدقدح في قلبك أي أثر من قولهم قدحت النار قوله فعادلته أي ركبت معه في المحمل .أقول قدمضي سبب تشيع جعفر بن محمد بن الأشعث في باب معجزات الصادق ع

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُكَتّبُ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ البجَلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ جاَءنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ ذَكَرَ لِي أَنّ مُحَمّدَ بنَ جَعفَرٍ دَخَلَ عَلَي هَارُونَ الرّشِيدِ فَسَلّمَ عَلَيهِ بِالخِلَافَةِ ثُمّ قَالَ لَهُ مَا ظَنَنتُ أَنّ فِي الأَرضِ خَلِيفَتَينِ حَتّي رَأَيتُ أخَيِ‌ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ يُسَلّمُ عَلَيهِ بِالخِلَافَةِ وَ كَانَ مِمّن سَعَي بِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع يَعقُوبُ بنُ دَاوُدَ وَ كَانَ يَرَي رأَي‌َ الزّيدِيّةِ

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ القرَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَي سَطحٍ فَقَالَ لِي ادنُ منِيّ‌ فَدَنَوتُ حَتّي حَاذَيتُهُ ثُمّ قَالَ لِي أَشرِف إِلَي البَيتِ فِي الدّارِ فَأَشرَفتُ فَقَالَ مَا تَرَي فِي البَيتِ قُلتُ ثَوباً مَطرُوحاً فَقَالَ انظُر حَسَناً فَتَأَمّلتُ وَ نَظَرتُ فَتَيَقّنتُ فَقُلتُ رَجُلٌ سَاجِدٌ فَقَالَ لِي تَعرِفُهُ قُلتُ لَا قَالَ هَذَا مَولَاكَ قُلتُ


صفحه : 211

وَ مَن موَلاَي‌َ فَقَالَ تَتَجَاهَلُ عَلَيّ فَقُلتُ مَا أَتَجَاهَلُ وَ لكَنِيّ‌ لَا أَعرِفُ لِي مَولًي فَقَالَ هَذَا أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ إنِيّ‌ أَتَفَقّدُهُ اللّيلَ وَ النّهَارَ فَلَم أَجِدهُ فِي وَقتٍ مِنَ الأَوقَاتِ إِلّا عَلَي الحَالِ التّيِ‌ أُخبِرُكَ بِهَا أَنّهُ يصُلَيّ‌ الفَجرَ فَيُعَقّبُ سَاعَةً فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ إِلَي أَن تَطلُعَ الشّمسُ ثُمّ يَسجُدُ سَجدَةً فَلَا يَزَالُ سَاجِداً حَتّي تَزُولَ الشّمسُ وَ قَد وَكّلَ مَن يَتَرَصّدُ لَهُ الزّوَالَ فَلَستُ أدَريِ‌ مَتَي يَقُولُ الغُلَامُ قَد زَالَتِ الشّمسُ إِذ يَثِبُ فيَبَتدَ‌ِئُ بِالصّلَاةِ مِن غَيرِ أَن يُجَدّدَ وَضُوءاً فَأَعلَمُ أَنّهُ لَم يَنَم فِي سُجُودِهِ وَ لَا أَغفَي فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَي أَن يَفرُغَ مِن صَلَاةِ العَصرِ فَإِذَا صَلّي العَصرَ سَجَدَ سَجدَةً فَلَا يَزَالُ سَاجِداً إِلَي أَن تَغِيبَ الشّمسُ فَإِذَا غَابَتِ الشّمسُ وَثَبَ مِن سَجدَتِهِ فَصَلّي المَغرِبَ مِن غَيرِ أَن يُحدِثَ حَدَثاً وَ لَا يَزَالُ فِي صَلَاتِهِ وَ تَعقِيبِهِ إِلَي أَن يصُلَيّ‌َ العَتَمَةَ فَإِذَا صَلّي العَتَمَةَ أَفطَرَ عَلَي شوَيِ‌ّ يُؤتَي بِهِ ثُمّ يُجَدّدُ الوُضُوءَ ثُمّ يَسجُدُ ثُمّ يَرفَعُ رَأسَهُ فَيَنَامُ نَومَةً خَفِيفَةً ثُمّ يَقُومُ فَيُجَدّدُ الوُضُوءَ ثُمّ يَقُومُ فَلَا يَزَالُ يصُلَيّ‌ فِي جَوفِ اللّيلِ حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ فَلَستُ أدَريِ‌ مَتَي يَقُولُ الغُلَامُ إِنّ الفَجرَ قَد طَلَعَ إِذ قَد وَثَبَ هُوَ لِصَلَاةِ الفَجرِ فَهَذَا دَأبُهُ مُنذُ حُوّلَ إلِيَ‌ّ فَقُلتُ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تُحدِثَنّ فِي أَمرِهِ حَدَثاً يَكُونُ مِنهُ زَوَالُ النّعمَةِ فَقَد تَعلَمُ أَنّهُ لَم يَفعَل أَحَدٌ بِأَحَدٍ مِنهُم سُوءاً إِلّا كَانَت نِعمَتُهُ زَائِلَةً فَقَالَ قَد أَرسَلُوا إلِيَ‌ّ فِي غَيرِ مَرّةٍ يأَمرُوُننَيِ‌ بِقَتلِهِ فَلَم أُجِبهُم إِلَي ذَلِكَ وَ أَعلَمتُهُم أنَيّ‌ لَا أَفعَلُ ذَلِكَ وَ لَو قتَلَوُنيِ‌ مَا أَجَبتُهُم إِلَي مَا سأَلَوُنيِ‌ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ذَلِكَ حُوّلَ إِلَي الفَضلِ بنِ يَحيَي البرَمكَيِ‌ّ فَحُبِسَ عِندَهُ أَيّاماً فَكَانَ الفَضلُ بنُ الرّبِيعِ يَبعَثُ إِلَيهِ فِي كُلّ لَيلَةٍ مَائِدَةً وَ مَنَعَ أَن يُدخَلَ إِلَيهِ مِن عِندِ غَيرِهِ فَكَانَ لَا يَأكُلُ وَ لَا يُفطِرُ إِلّا عَلَي المَائِدَةِ التّيِ‌ يُؤتَي بِهَا حَتّي مَضَي عَلَي تِلكَ الحَالِ ثَلَاثَةُ أَيّامٍ وَ لَيَالِيهَا فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ الرّابِعَةُ قُدّمَت إِلَيهِ مَائِدَةٌ لِلفَضلِ


صفحه : 212

بنِ يَحيَي قَالَ وَ رَفَعَ ع يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّكَ تَعلَمُ أنَيّ‌ لَو أَكَلتُ قَبلَ اليَومِ كُنتُ قَد أَعَنتُ عَلَي نفَسيِ‌ قَالَ فَأَكَلَ فَمَرِضَ فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ بُعِثَ إِلَيهِ بِالطّبِيبِ لِيَسأَلَهُ عَنِ العِلّةِ فَقَالَ لَهُ الطّبِيبُ مَا حَالُكَ فَتَغَافَلَ عَنهُ فَلَمّا أَكثَرَ عَلَيهِ أَخرَجَ إِلَيهِ رَاحَتَهُ فَأَرَاهَا الطّبِيبَ ثُمّ قَالَ هَذِهِ علِتّيِ‌ وَ كَانَت خُضرَةُ وَسَطِ رَاحَتِهِ تَدُلّ عَلَي أَنّهُ سُمّ فَاجتَمَعَ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ قَالَ فَانصَرَفَ الطّبِيبُ إِلَيهِم وَ قَالَ وَ اللّهِ لَهُوَ أَعلَمُ بِمَا فَعَلتُم بِهِ مِنكُم ثُمّ توُفُيّ‌َ ع

10- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَشّارٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ شَيخٌ مِن أَهلِ قَطِيعَةِ الرّبِيعِ مِنَ العَامّةِ مِمّن كَانَ يُقبَلُ قَولُهُ قَالَ قَالَ لِي قَد رَأَيتُ بَعضَ مَن يُقِرّونَ بِفَضلِهِ مِن أَهلِ هَذَا البَيتِ فَمَا رَأَيتُ مِثلَهُ قَطّ فِي نُسُكِهِ وَ فَضلِهِ قَالَ قُلتُ مَن وَ كَيفَ رَأَيتَهُ قَالَ جُمِعنَا أَيّامَ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنَ الوُجُوهِ مِمّن يُنسَبُ إِلَي الخَيرِ فَأُدخِلنَا عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَقَالَ لَنَا السنّديِ‌ّ يَا هَؤُلَاءِ انظُرُوا إِلَي هَذَا الرّجُلِ هَل حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّهُ قَد فُعِلَ مَكرُوهٌ بِهِ وَ يُكثِرُونَ فِي ذَلِكَ وَ هَذَا مَنزِلُهُ وَ فَرشُهُ مُوَسّعٌ عَلَيهِ غَيرُ مُضَيّقٍ وَ لَم يُرِد بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ سُوءاً وَ إِنّمَا يَنتَظِرُهُ أَن يَقدَمَ فَيُنَاظِرَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ هَا هُوَ ذَا صَحِيحٌ مُوَسّعٌ عَلَيهِ فِي جَمِيعِ أَمرِهِ فَاسأَلُوهُ قَالَ وَ نَحنُ لَيسَ لَنَا هَمّ إِلّا النّظَرُ إِلَي الرّجُلِ وَ إِلَي فَضلِهِ وَ سَمتِهِ فَقَالَ أَمّا مَا ذَكَرَ مِنَ التّوسِعَةِ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ فَهُوَ عَلَي مَا ذَكَرَ غَيرَ أنَيّ‌ أُخبِرُكُم أَيّهَا النّفَرُ أنَيّ‌ قَد سُقِيتُ السّمّ فِي تِسعِ تَمَرَاتٍ وَ أنَيّ‌ أَخضَرّ غَداً وَ بَعدَ غَدٍ أَمُوتُ قَالَ فَنَظَرتُ إِلَي السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ يَرتَعِدُ وَ يَضطَرِبُ مِثلَ السّعَفَةِ قَالَ الحَسَنُ وَ كَانَ هَذَا الشّيخُ مِن خِيَارِ العَامّةِ شَيخٌ صِدّيقٌ مَقبُولُ القَولِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ جِدّاً عِندَ النّاسِ


صفحه : 213

11- ب ،[قرب الإسناد]اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَشّارٍ مِثلَهُ

12- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ مِثلَهُ

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ قَالَ كَانَ يَعقُوبُ بنُ دَاوُدَ يخُبرِنُيِ‌ أَنّهُ قَد قَالَ بِالإِمَامَةِ فَدَخَلتُ إِلَيهِ بِالمَدِينَةِ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ أُخِذَ فِيهَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فِي صَبِيحَتِهَا فَقَالَ لِي كُنتُ عِندَ الوَزِيرِ السّاعَةَ يعَنيِ‌ يَحيَي بنَ خَالِدٍ فحَدَثّنَيِ‌ أَنّهُ سَمِعَ الرّشِيدَ يَقُولُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص كَالمُخَاطِبِ لَهُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ أَعتَذِرُ إِلَيكَ مِن أَمرٍ عَزَمتُ عَلَيهِ وَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن آخُذَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَأَحبِسَهُ لأِنَيّ‌ قَد خَشِيتُ أَن يلُقيِ‌َ بَينَ أُمّتِكَ حَرباً تُسفَكُ فِيهَا دِمَاؤُهُم وَ أَنَا أَحسَبُ أَنّهُ سَيَأخُذُهُ غَداً فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَرسَلَ إِلَيهِ الفَضلَ بنَ الرّبِيعِ وَ هُوَ قَائِمٌ يصُلَيّ‌ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللّهِص فَأَمَرَ بِالقَبضِ عَلَيهِ وَ حَبسِهِ

14-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ صَالِحٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ حَاجِبُ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ عَنِ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ قَالَكُنتُ ذَاتَ لَيلَةٍ فِي فرِاَشيِ‌ مَعَ بَعضِ جوَاَريِ‌ّ فَلَمّا كَانَ فِي نِصفِ اللّيلِ سَمِعتُ حَرَكَةَ بَابِ المَقصُورَةِ فرَاَعنَيِ‌ ذَلِكَ فَقَالَتِ الجَارِيَةُ لَعَلّ هَذَا مِنَ الرّيحِ فَلَم يَمضِ إِلّا يَسِيرٌ حَتّي رَأَيتُ بَابَ البَيتِ ألّذِي كُنتُ فِيهِ قَد فُتِحَ وَ إِذَا مَسرُورٌ الكَبِيرُ قَد دَخَلَ عَلَيّ فَقَالَ لِي أَجِبِ الأَمِيرَ وَ لَم يُسَلّم عَلَيّ فَيَئِستُ مِن نفَسيِ‌ وَ قُلتُ هَذَا مَسرُورٌ وَ دَخَلَ إلِيَ‌ّ بِلَا إِذنٍ وَ لَم يُسَلّم مَا هُوَ إِلّا القَتلُ وَ كُنتُ جُنُباً فَلَم أَجسُر أَن أَسأَلَهُ إنِظاَريِ‌ حَتّي أَغتَسِلَ فَقَالَت لِيَ الجَارِيَةُ لَمّا رَأَت تحَيَرّيِ‌ وَ تبَلَدّيِ‌ ثِق بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ انهَض فَنَهَضتُ وَ لَبِستُ ثيِاَبيِ‌ وَ


صفحه : 214

خَرَجتُ مَعَهُ حَتّي أَتَيتُ الدّارَ فَسَلّمتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ هُوَ فِي مَرقَدِهِ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ فَسَقَطتُ فَقَالَ تَدَاخَلَكَ رُعبٌ قُلتُ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فتَرَكَنَيِ‌ سَاعَةً حَتّي سَكَنتُ ثُمّ قَالَ لِي صِر إِلَي حَبسِنَا فَأَخرِج مُوسَي بنَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ ادفَع إِلَيهِ ثَلَاثِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ اخلَع عَلَيهِ خَمسَ خِلَعٍ وَ احمِلهُ عَلَي ثَلَاثَةِ مَرَاكِبَ وَ خَيّرهُ بَينَ المُقَامِ مَعَنَا أَوِ الرّحِيلِ عَنّا إِلَي أَيّ بَلَدٍ أَرَادَ وَ أَحَبّ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَأمُرُ بِإِطلَاقِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَ نَعَم فَكَرّرتُ ذَلِكَ عَلَيهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالَ لِي نَعَم وَيلَكَ أَ تُرِيدُ أَن أَنكُثَ العَهدَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا العَهدُ قَالَ بَينَا أَنَا فِي مرَقدَيِ‌ هَذَا إِذ ساَورَنَيِ‌ أَسوَدُ مَا رَأَيتُ مِنَ السّودَانِ أَعظَمَ مِنهُ فَقَعَدَ عَلَي صدَريِ‌ وَ قَبَضَ عَلَي حلَقيِ‌ وَ قَالَ لِي حَبَستَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ظَالِماً لَهُ فَقُلتُ فَأَنَا أُطلِقُهُ وَ أَهَبُ لَهُ وَ أَخلَعُ عَلَيهِ فَأَخَذَ عَلَيّ عَهدَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مِيثَاقَهُ وَ قَامَ عَن صدَريِ‌ وَ قَد كَادَت نفَسيِ‌ تَخرُجُ فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ وَ وَافَيتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ فِي حَبسِهِ فَرَأَيتُهُ قَائِماً يصُلَيّ‌ فَجَلَستُ حَتّي سَلّمَ ثُمّ أَبلَغتُهُ سَلَامَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَعلَمتُهُ باِلذّيِ‌ أمَرَنَيِ‌ بِهِ فِي أَمرِهِ وَ أنَيّ‌ قَد أَحضَرتُ مَا وَصَلَهُ بِهِ فَقَالَ إِن كُنتَ أُمِرتَ بشِيَ‌ءٍ غَيرِ هَذَا فَافعَلهُ فَقُلتُ لَا وَ حَقّ جَدّكَ رَسُولِ اللّهِ مَا أُمِرتُ إِلّا بِهَذَا فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي الخِلَعِ وَ الحُملَانِ وَ المَالِ إِذ كَانَت فِيهِ حُقُوقُ الأُمّةِ فَقُلتُ نَاشَدتُكَ بِاللّهِ أَن لَا تَرُدّهُ فَيَغتَاظَ فَقَالَ اعمَل بِهِ مَا أَحبَبتَ وَ أَخَذتُ بِيَدِهِ ع وَ أَخرَجتُهُ مِنَ السّجنَ ثُمّ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ بِالسّبَبِ ألّذِي نِلتَ بِهِ هَذِهِ الكَرَامَةَ مِن هَذَا الرّجُلِ فَقَد وَجَبَ حقَيّ‌ عَلَيكَ لبِشِاَرتَيِ‌ إِيّاكَ وَ لِمَا أَجرَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي يدَيَ‌ّ مِن هَذَا الأَمرِ فَقَالَ ع رَأَيتُ النّبِيّص لَيلَةَ الأَربِعَاءِ فِي النّومِ فَقَالَ لِي يَا مُوسَي أَنتَ مَحبُوسٌ مَظلُومٌ فَقُلتُ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهُ مَحبُوسٌ مَظلُومٌ فَكَرّرَ عَلَيّ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمّ قَالَوَ إِن أدَريِ‌ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍأَصبِح غَداً صَائِماً وَ أَتبِعهُ بِصِيَامِ الخَمسِينَ وَ الجُمُعَةِ فَإِذَا كَانَ وَقتُ الإِفطَارِ فَصَلّ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ


صفحه : 215

رَكعَةً تَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ وَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ مَرّةً قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَإِذَا صَلّيتَ مِنهَا أَربَعَ رَكَعَاتٍ فَاسجُد ثُمّ قُل يَا سَابِقَ الفَوتِ يَا سَامِعَ كُلّ صَوتٍ يَا محُييِ‌َ العِظَامِ وَ هيِ‌َ رَمِيمٌ بَعدَ المَوتِ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ العَظِيمِ الأَعظَمِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ وَ أَن تُعَجّلَ لِيَ الفَرَجَ مِمّا أَنَا فِيهِ فَفَعَلتُ فَكَانَ ألّذِي رَأَيتَ

بيان ساوره واثبه

15- ختص ،[الإختصاص ]حَمدَانُ بنُ الحُسَينِ النهّاَونَديِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ النهّاَونَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ صَالِحٍ مِثلَهُ وَ فِيهِ فَسِرتُ إِلَيهِ مَرعُوباً فَقَالَ لِي يَا فَضلُ أَطلِق مُوسَي بنَ جَعفَرٍ السّاعَةَ وَ هَب لَهُ ثَمَانِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ اخلَع عَلَيهِ خَمسَ خِلَعٍ وَ احمِلهُ عَلَي خَمسَةٍ مِنَ الظّهرِ

16-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ المدَنَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن أَبِيهِ الفَضلِ قَالَكُنتُ أَحجُبُ لِلرّشِيدِ فَأَقبَلَ عَلَيّ يَوماً غَضبَانَ وَ بِيَدِهِ سَيفٌ يُقَلّبُهُ فَقَالَ لِي يَا فَضلُ بقِرَاَبتَيِ‌ مِن رَسُولِ اللّهِ لَئِن لَم تأَتنِيِ‌ بِابنِ عمَيّ‌ لَآخُذَنّ ألّذِي فِيهِ عَينَاكَ فَقُلتُ بِمَن أَجِيئُكَ فَقَالَ بِهَذَا الحجِاَزيِ‌ّ قُلتُ وَ أَيّ الحِجَازِيّينَ قَالَ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ الفَضلُ فَخِفتُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِن جِئتُ بِهِ إِلَيهِ ثُمّ فَكّرتُ فِي النّقِمَةِ فَقُلتُ لَهُ أَفعَلُ فَقَالَ ائتنِيِ‌ بِسَوّاطَينِ وَ هبنازين [هَصّارَينِ] وَ جَلّادَينِ قَالَ فَأَتَيتُهُ بِذَلِكَ وَ مَضَيتُ إِلَي مَنزِلِ أَبِي اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَأَتَيتُ إِلَي خَرِبَةٍ فِيهَا كُوخٌ مِن جَرَائِدِ النّخلِ فَإِذَا أَنَا بِغُلَامٍ أَسوَدَ فَقُلتُ لَهُ استَأذِن لِي عَلَي مَولَاكَ يَرحَمُكَ اللّهُ فَقَالَ لِي لِج لَيسَ لَهُ حَاجِبٌ وَ لَا بَوّابٌ فَوَلَجتُ


صفحه : 216

إِلَيهِ فَإِذَا أَنَا بِغُلَامٍ أَسوَدَ بِيَدِهِ مِقَصّ يَأخُذُ اللّحمَ مِن جَبِينِهِ وَ عِرنِينِ أَنفِهِ مِن كَثرَةِ سُجُودِهِ فَقُلتُ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهُ أَجِبِ الرّشِيدَ فَقَالَ مَا لِلرّشِيدِ وَ مَا لِي أَ مَا تَشغَلُهُ نِعمَتُهُ عنَيّ‌ ثُمّ قَامَ مُسرِعاً وَ هُوَ يَقُولُ لَو لَا أنَيّ‌ سَمِعتُ فِي خَبَرٍ عَن جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص أَنّ طَاعَةَ السّلطَانِ لِلتّقِيّةِ وَاجِبَةٌ إِذاً مَا جِئتُ فَقُلتُ لَهُ استَعِدّ لِلعُقُوبَةِ يَا أَبَا اِبرَاهِيمَ رَحِمَكَ اللّهُ فَقَالَ ع أَ لَيسَ معَيِ‌ مَن يَملِكُ الدّنيَا وَ الآخِرَةَ وَ لَن يَقدِرَ اليَومَ عَلَي سُوءٍ بيِ‌ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ الفَضلُ بنُ الرّبِيعِ فَرَأَيتُهُ وَ قَد أَدَارَ يَدَهُ يَلُوحُ عَلَي رَأسِهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَدَخَلتُ إِلَي الرّشِيدِ فَإِذَا هُوَ كَأَنّهُ امرَأَةٌ ثَكلَي قَائِمٌ حَيرَانُ فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ لِي يَا فَضلُ فَقُلتُ لَبّيكَ فَقَالَ جئِتنَيِ‌ بِابنِ عمَيّ‌ قُلتُ نَعَم قَالَ لَا تَكُونُ أَزعَجتَهُ فَقُلتُ لَا قَالَ لَا تَكُونُ أَعلَمتَهُ أنَيّ‌ عَلَيهِ غَضبَانُ فإَنِيّ‌ قَد هَيّجتُ عَلَي نفَسيِ‌ مَا لَم أُرِدهُ ائذَن لَهُ بِالدّخُولِ فَأَذِنتُ لَهُ فَلَمّا رَآهُ وَثَبَ إِلَيهِ قَائِماً وَ عَانَقَهُ وَ قَالَ لَهُ مَرحَباً بِابنِ عمَيّ‌ وَ أخَيِ‌ وَ وَارِثِ نعِمتَيِ‌ ثُمّ أَجلَسَهُ عَلَي فَخِذِهِ وَ قَالَ لَهُ مَا ألّذِي قَطَعَكَ عَن زِيَارَتِنَا فَقَالَ سَعَةُ مُلكِكَ وَ حُبّكَ لِلدّنيَا فَقَالَ ايتوُنيِ‌ بِحُقّةِ الغَالِيَةِ فأَتُيِ‌َ بِهَا فَغَلَفَهُ بِيَدِهِ ثُمّ أَمَرَ أَن يُحمَلَ بَينَ يَدَيهِ خِلَعٌ وَ بَدرَتَانِ دَنَانِيرَ فَقَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ لَو لَا أنَيّ‌ أَرَي مَن أُزَوّجُهُ بِهَا مِن عُزّابِ بنَيِ‌ أَبِي طَالِبٍ لِئَلّا يَنقَطِعَ نَسلُهُ أَبَداً مَا قَبِلتُهَا ثُمّ تَوَلّي ع وَ هُوَ يَقُولُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ فَقَالَ الفَضلُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَرَدتَ أَن تُعَاقِبَهُ فَخَلَعتَ عَلَيهِ وَ أَكرَمتَهُ فَقَالَ لِي يَا فَضلُ إِنّكَ لَمّا مَضَيتَ لتِجَيِئنَيِ‌ بِهِ رَأَيتُ أَقوَاماً قَد أَحدَقُوا بدِاَريِ‌ بِأَيدِيهِم حِرَابٌ قَد غَرَسُوهَا فِي أَصلِ الدّارِ يَقُولُونَ إِن آذَي ابنَ رَسُولِ اللّهِ خَسَفنَا بِهِ وَ إِن أَحسَنَ إِلَيهِ انصَرَفنَا عَنهُ وَ تَرَكنَاهُ فَتَبِعتُهُ ع فَقُلتُ لَهُ مَا ألّذِي قُلتَ حَتّي كُفِيتَ أَمرَ الرّشِيدِ فَقَالَ دُعَاءَ جدَيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ إِذَا دَعَا بِهِ مَا بَرَزَ إِلَي عَسكَرٍ إِلّا هَزَمَهُ وَ لَا إِلَي فَارِسٍ إِلّا قَهَرَهُ وَ هُوَ دُعَاءُ كِفَايَةِ البَلَاءِ قُلتُ وَ مَا هُوَ قَالَ قُلتُ أللّهُمّ بِكَ


صفحه : 217

أُسَاوِرُ وَ بِكَ أُحَاوِلُ وَ بِكَ أُحَاوِرُ وَ بِكَ أَصُولُ وَ بِكَ أَنتَصِرُ وَ بِكَ أَمُوتُ وَ بِكَ أَحيَا أَسلَمتُ نفَسيِ‌ إِلَيكَ وَ فَوّضتُ أمَريِ‌ إِلَيكَ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ أللّهُمّ إِنّكَ خلَقَتنَيِ‌ وَ رزَقَتنَيِ‌ وَ ستَرَتنَيِ‌ وَ عَنِ العِبَادِ بِلُطفِ مَا خوَلّتنَيِ‌ أغَنيَتنَيِ‌ وَ إِذَا هَوَيتُ ردَدَتنَيِ‌ وَ إِذَا عَثَرتُ قوَمّتنَيِ‌ وَ إِذَا مَرِضتُ شفَيَتنَيِ‌ وَ إِذَا دَعَوتُ أجَبَتنَيِ‌ يَا سيَدّيِ‌ ارضَ عنَيّ‌ فَقَد أرَضيَتنَيِ‌

بيان الكوخ بالضم بيت من قصب بلا كوة ولوح الرجل بثوبه وبسيفه لمع به وحركه

17- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]يَحيَي بنُ المُكَتّبُ عَنِ الوَرّاقِ عَن عَلِيّ بنِ هَارُونَ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ أنُهيِ‌َ الخَبَرُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ بَيتِهِ بِمَا عَزَمَ عَلَيهِ مُوسَي بنُ المهَديِ‌ّ فِي أَمرِهِ فَقَالَ لِأَهلِ بَيتِهِ مَا تُشِيرُونَ قَالُوا نَرَي أَن تَتَبَاعَدَ عَنهُ وَ أَن تُغَيّبَ شَخصَكَ مِنهُ فَإِنّهُ لَا يُؤمَنُ شَرّهُ فَتَبَسّمَ أَبُو الحَسَنِ ع ثُمّ قَالَ


زَعَمَت سَخِينَةُ أَن سَتَغلِبُ رَبّهَا   وَ لَيُغلَبَنّ مُغَلّبُ[BA]مُغَالِبُ]الغَلّابِ

ثُمّ رَفَعَ ع يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ كَم مِن عَدُوّ شَحَذَ لِي ظُبَةَ مُديَتِهِ وَ أَرهَفَ لِي شَبَا حَدّهِ وَ دَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ وَ لَم تَنَم عنَيّ‌ عَينُ حَرَاسَتِهِ فَلَمّا رَأَيتَ ضعَفيِ‌ عَنِ احتِمَالِ الفَوَادِحِ وَ عجَزيِ‌ مِن مُلِمّاتِ الجَوَائِحِ صَرَفتَ عنَيّ‌ ذَلِكَ بِحَولِكَ وَ قُوّتِكَ لَا بحِوَليِ‌ وَ قوُتّيِ‌ فَأَلقَيتَهُ فِي الحَفِيرِ ألّذِي احتَفَرَهُ لِي خَائِباً مِمّا أَمّلَهُ فِي دُنيَاهُ مُتَبَاعِداً مِمّا رَجَاهُ فِي آخِرَتِهِ فَلَكَ الحَمدُ عَلَي ذَلِكَ قَدرَ استِحقَاقِكَ سيَدّيِ‌ أللّهُمّ فَخُذهُ بِعِزّتِكَ وَ افلُل حَدّهُ عنَيّ‌ بِقُدرَتِكَ وَ اجعَل لَهُ شُغُلًا فِيمَا يَلِيهِ وَ عَجزاً عَمّن يُنَاوِيهِ أللّهُمّ وَ أعَدنِيِ‌ عَلَيهِ عَدوَي حَاضِرَةً تَكُونُ مِن غيَظيِ‌ شِفَاءً وَ مِن حقَيّ‌ عَلَيهِ وَفَاءً وَ صِلِ أللّهُمّ دعُاَئيِ‌ بِالإِجَابَةِ وَ انظِم شكِاَيتَيِ‌ بِالتّغيِيرِ وَ عَرّفهُ عَمّا قَلِيلٍ مَا وَعَدتَ الظّالِمِينَ وَ عرَفّنيِ‌ مَا وَعَدتَ فِي إِجَابَةِ المُضطَرّينَ إِنّكَ ذُو الفَضلِ


صفحه : 218

العَظِيمِ وَ المَنّ الكَرِيمِ قَالَ ثُمّ تَفَرّقَ القَومُ فَمَا اجتَمَعُوا إِلّا لِقِرَاءَةِ الكِتَابِ الوَارِدِ عَلَيهِ بِمَوتِ مُوسَي بنِ المهَديِ‌ّ ففَيِ‌ ذَلِكَ يَقُولُ بَعضُ مَن حَضَرَ مُوسَي ع مِن أَهلِ بَيتِهِ


وَ سَارِيَةٍ لَم تَسرِ فِي الأَرضِ تبَتغَيِ‌   مَحَلّا وَ لَم يَقطَع بِهَا البُعدَ قَاطِعٌ

سَرَت حَيثُ لَم تَحدُ الرّكَابَ وَ لَم تُنِخ   لِوِردٍ وَ لَم يَقصُر لَهَا البُعدَ مَانِعٌ

تَمُرّ وَرَاءَ اللّيلِ وَ اللّيلُ ضَارِبٌ   بِجُثمَانِهِ فِيهِ سَمِيرٌ وَ هَاجِعٌ

تُفَتّحُ أَبوَابُ السّمَاءِ وَ دُونَهَا   إِذَا قَرَعَ الأَبوَابَ مِنهُنّ قَارِعٌ

إِذَا وَرَدَت لَم يَردُدِ اللّهُ وَفدَهَا   عَلَي أَهلِهَا وَ اللّهُ رَاءٍ وَ سَامِعٌ

وَ إنِيّ‌ لَأَرجُو اللّهَ حَتّي كَأَنّمَا   أَرَي بِجَمِيلِ الظّنّ مَا اللّهُ صَانِعٌ

18- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضَاَئرِيِ‌ّ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ وَقَعَ الخَبَرُ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ بَيتِهِ إِلَي قَولِهِ فَمَا اجتَمَعُوا إِلّا لِقِرَاءَةِ الكُتُبِ الوَارِدَةِ بِمَوتِ مُوسَي بنِ المهَديِ‌ّ

19- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ مِثلَهُ

بيان وسارية أي ورب سارية من السري و هوالسير بالليل أي رب دعوة لم تجر في الأرض تطلب محلا بل صعدت إلي السماء و لم يقطعها قاطع لبعد المسافة جرت حيث لم تحد الركاب من حدي‌ الإبل و لم تنخ من إناخة الإبل لورد أي ورود علي الماء قوله تمر وراء الليل أي تمر هذه الدعوة وراء ستر الليل بحيث لايطلع عليها أحد. قوله والليل ضارب بجثمانه أي ضرب بجسده الأرض وسكن واستقر


صفحه : 219

فيها و قال الجوهري‌ الضارب الليل ألذي ذهبت يمينا وشمالا وملأت الدنيا قوله لم يردد الله وفدها أي لم يرددها وافدة

20-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ رَجُلًا مِن أَصحَابِنَا يَقُولُ لَمّا حَبَسَ الرّشِيدُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ فَخَافَ نَاحِيَةَ هَارُونَ أَن يَقتُلَهُ فَجَدّدَ مُوسَي ع طَهُورَهُ وَ استَقبَلَ بِوَجهِهِ القِبلَةَ وَ صَلّي لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَربَعَ رَكَعَاتٍ ثُمّ دَعَا بِهَذِهِ الدّعَوَاتِ فَقَالَ يَا سيَدّيِ‌ نجَنّيِ‌ مِن حَبسِ هَارُونَ وَ خلَصّنيِ‌ مِن يَدِهِ يَا مُخَلّصَ الشّجَرِ مِن بَينِ رَملٍ وَ طِينٍ وَ مَاءٍ وَ يَا مُخَلّصَ اللّبَنِ مِن بَينِ فَرثٍ وَ دَمٍ وَ يَا مُخَلّصَ الوَلَدِ مِن بَينِ مَشِيمَةٍ وَ رَحِمٍ وَ يَا مُخَلّصَ النّارِ مِن بَينِ الحَدِيدِ وَ الحَجَرِ وَ يَا مُخَلّصَ الرّوحِ مِن بَينِ الأَحشَاءِ وَ الأَمعَاءِ خلَصّنيِ‌ مِن يدَيَ‌ هَارُونَ قَالَ فَلَمّا دَعَا مُوسَي ع بِهَذِهِ الدّعَوَاتِ أَتَي هَارُونَ رَجُلٌ أَسوَدُ فِي مَنَامِهِ وَ بِيَدِهِ سَيفٌ قَد سَلّهُ فَوَقَفَ عَلَي رَأسِ هَارُونَ وَ هُوَ يَقُولُ يَا هَارُونُ أَطلِق عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ إِلّا ضَرَبتُ عِلَاوَتَكَ بسِيَفيِ‌ هَذَا فَخَافَ هَارُونُ مِن هَيبَتِهِ ثُمّ دَعَا الحَاجِبَ فَجَاءَ الحَاجِبُ فَقَالَ لَهُ اذهَب إِلَي السّجنِ فَأَطلِق عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَ فَخَرَجَ الحَاجِبُ فَقَرَعَ بَابَ السّجنِ فَأَجَابَهُ صَاحِبُ السّجنِ فَقَالَ مَن ذَا قَالَ إِنّ الخَلِيفَةَ يَدعُو مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَأَخرِجهُ مِن سِجنِكَ وَ أَطلِق عَنهُ فَصَاحَ السّجّانُ يَا مُوسَي إِنّ الخَلِيفَةَ يَدعُوكَ فَقَامَ مُوسَي ع مَذعُوراً فَزِعاً وَ هُوَ يَقُولُ لَا يدَعوُنيِ‌ فِي جَوفِ هَذَا اللّيلِ إِلّا لِشَرّ يُرِيدُ بيِ‌ فَقَامَ بَاكِياً حَزِيناً مَغمُوماً آيِساً مِن حَيَاتِهِ فَجَاءَ إِلَي هَارُونَ وَ هُوَ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهُ فَقَالَ سَلَامٌ عَلَي هَارُونَ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ ثُمّ قَالَ لَهُ هَارُونُ نَاشَدتُكَ بِاللّهِ هَل دَعَوتَ فِي جَوفِ هَذِهِ اللّيلَةِ بِدَعَوَاتٍ فَقَالَ نَعَم قَالَ وَ مَا هُنّ قَالَ جَدّدتُ طَهُوراً وَ صَلّيتُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَربَعَ رَكَعَاتٍ وَ رَفَعتُ طرَفيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ خلَصّنيِ‌ مِن يَدِ هَارُونَ وَ ذِكرِهِ وَ شَرّهِ وَ ذَكَرَ لَهُ مَا كَانَ مِن دُعَائِهِ فَقَالَ


صفحه : 220

هَارُونُ قَدِ استَجَابَ اللّهُ دَعوَتَكَ يَا حَاجِبُ أَطلِق عَن هَذَا ثُمّ دَعَا بِخِلَعٍ فَخَلَعَ عَلَيهِ ثَلَاثاً وَ حَمَلَهُ عَلَي فَرَسِهِ وَ أَكرَمَهُ وَ صَيّرَهُ نَدِيماً لِنَفسِهِ ثُمّ قَالَ هَاتِ الكَلِمَاتِ فَعَلّمَهُ فَأَطلَقَ عَنهُ وَ سَلّمَهُ إِلَي الحَاجِبِ لِيُسَلّمَهُ إِلَي الدّارِ وَ يَكُونَ مَعَهُ فَصَارَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع كَرِيماً شَرِيفاً عِندَ هَارُونَ وَ كَانَ يَدخُلُ عَلَيهِ فِي كُلّ خَمِيسٍ إِلَي أَن حَبَسَهُ الثّانِيَةَ فَلَم يُطلِق عَنهُ حَتّي سَلّمَهُ إِلَي السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ وَ قَتَلَهُ بِالسّمّ

21- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فِي كُلّ يَومِ خَمِيسٍ

22- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضَاَئرِيِ‌ّ عَنِ الصّدُوقِ مِثلَهُ

23- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مُرسَلًا مِثلَهُ مَعَ اختِصَارٍ ثُمّ قَالَ وَ فِي رِوَايَةِ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ أَنّهُ قَالَ صِر إِلَي حَبسِنَا وَ أَخرِج مُوسَي بنَ جَعفَرٍ وَ ادفَع إِلَيهِ ثَلَاثِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ اخلَع عَلَيهِ خَمسَ خِلَعٍ وَ احمِلهُ عَلَي ثَلَاثِ مَرَاكِبَ وَ خَيّرهُ إِمّا المُقَامَ مَعَنَا أَوِ الرّحِيلَ إِلَي أَيّ البِلَادِ أَحَبّ فَلَمّا عَرَضَ الخِلَعَ عَلَيهِ أَبَي أَن يَقبَلَهَا

بيان العلاوة بالكسر أعلي الرأس

24-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَاتِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَحرٍ الشيّباَنيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الخرَزَيِ‌ّ أَبُو العَبّاسِ بِالكُوفَةِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الثوّباَنيِ‌ّ قَالَكَانَت لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع بِضعَ عَشرَةَ سَنَةً كُلّ يَومٍ سَجدَةٌ بَعدَ ابيِضَاضِ الشّمسِ إِلَي وَقتِ الزّوَالِ قَالَ فَكَانَ هَارُونُ رُبّمَا صَعِدَ سَطحاً يُشرِفُ مِنهُ عَلَي الحَبسِ ألّذِي حُبِسَ فِيهِ أَبَا الحَسَنِ ع فَكَانَ يَرَي أَبَا الحَسَنِ ع سَاجِداً فَقَالَ لِلرّبِيعِ مَا ذَاكَ الثّوبُ ألّذِي أَرَاهُ كُلّ يَومٍ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا ذَاكَ بِثَوبٍ وَ إِنّمَا هُوَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ لَهُ كُلّ يَومٍ سَجدَةٌ بَعدَ طُلُوعِ الشّمسِ إِلَي وَقتِ الزّوَالِ قَالَ الرّبِيعُ فَقَالَ لِي هَارُونُ أَمَا إِنّ هَذَا مِن رُهبَانِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ قُلتُ فَمَا لَكَ فَقَد


صفحه : 221

ضَيّقتَ عَلَيهِ فِي الحَبسِ قَالَ هَيهَاتَ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ

25-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ النوّفلَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ لَمّا قَبَضَ الرّشِيدُ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ عِندَ رَأسِ النّبِيّص قَائِماً يصُلَيّ‌ فَقَطَعَ عَلَيهِ صَلَاتَهُ وَ حُمِلَ وَ هُوَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ إِلَيكَ أَشكُو يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَلقَي وَ أَقبَلَ النّاسُ مِن كُلّ جَانِبٍ يَبكُونَ وَ يَضِجّونَ فَلَمّا حُمِلَ إِلَي بَينِ يدَيَ‌ِ الرّشِيدِ شَتَمَهُ وَ جَفَاهُ فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ أَمَرَ بِبَيتَينِ فَهُيّئَا لَهُ فَحَمَلَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع إِلَي أَحَدِهِمَا فِي خَفَاءٍ وَ دَفَعَهُ إِلَي حَسّانَ السرّويِ‌ّ وَ أَمَرَهُ أَن يَصِيرَ بِهِ فِي قُبّةٍ إِلَي البَصرَةِ فَيُسَلّمَهُ إِلَي عِيسَي بنِ جَعفَرِ بنِ أَبِي جَعفَرٍ وَ هُوَ أَمِيرُهَا وَ وَجّهَ قُبّةً أُخرَي عَلَانِيَةً نَهَاراً إِلَي الكُوفَةِ مَعَهَا جَمَاعَةٌ ليِعُميِ‌َ عَلَي النّاسِ أَمرَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَقَدِمَ حَسّانُ البَصرَةَ قَبلَ التّروِيَةِ بِيَومٍ فَدَفَعَهُ إِلَي عِيسَي بنِ جَعفَرِ بنِ أَبِي جَعفَرٍ نَهَاراً عَلَانِيَةً حَتّي عُرِفَ ذَلِكَ وَ شَاعَ أَمرُهُ فَحَبَسَهُ عِيسَي فِي بَيتٍ مِن بُيُوتِ المَحبَسِ ألّذِي كَانَ يَحبِسُ فِيهِ وَ أَقفَلَ عَلَيهِ وَ شَغَلَهُ عَنهُ العِيدُ فَكَانَ لَا يَفتَحُ عَنهُ البَابَ إِلّا فِي حَالَتَينِ حَالٍ يَخرُجُ فِيهَا إِلَي الطّهُورِ وَ حَالٍ يُدخِلُ إِلَيهِ فِيهَا الطّعَامَ قَالَ أَبِي فَقَالَ لِيَ الفَيضُ بنُ أَبِي صَالِحٍ وَ كَانَ نَصرَانِيّاً ثُمّ أَظهَرَ الإِسلَامَ وَ كَانَ زِندِيقاً وَ كَانَ يَكتُبُ لِعِيسَي بنِ جَعفَرٍ وَ كَانَ بيِ‌ خَاصّاً فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ لَقَد سَمِعَ هَذَا الرّجُلُ الصّالِحُ فِي أَيّامِهِ هَذِهِ فِي هَذِهِ الدّارِ التّيِ‌ هُوَ فِيهَا مِن ضُرُوبِ الفَوَاحِشِ وَ المَنَاكِيرِ مَا أَعلَمُ وَ لَا أَشُكّ أَنّهُ لَم يَخطُر بِبَالِهِ قَالَ أَبِي وَ سَعَي بيِ‌ فِي تِلكَ الأَيّامِ إِلَي عِيسَي بنِ جَعفَرِ بنِ أَبِي جَعفَرٍ عَلِيّ بنُ يَعقُوبَ بنِ عَونِ بنِ العَبّاسِ بنِ رَبِيعَةَ فِي رُقعَةٍ دَفَعَهَا إِلَيهِ أَحمَدُ بنُ أُسَيدٍ حَاجِبُ عِيسَي قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ يَعقُوبَ مِن مَشَايِخِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ كَانَ أَكبَرَهُم سِنّاً وَ كَانَ مَعَ سِنّهِ يَشرَبُ الشّرَابَ وَ يَدعُو أَحمَدَ بنَ أُسَيدٍ إِلَي مَنزِلِهِ فَيَحتَفِلُ لَهُ وَ يَأتِيهِ بِالمُغَنّينَ وَ المُغَنّيَاتِ وَ يَطمَعُ فِي أَن يَذكُرَهُ لِعِيسَي فَكَانَ فِي رُقعَتِهِ التّيِ‌ دَفَعَهَا إِلَيهِ إِنّكَ تُقَدّمُ عَلَينَا مُحَمّدَ بنَ سُلَيمَانَ فِي إِذنِكَ وَ إِكرَامِكَ وَ تَخُصّهُ بِالمِسكِ وَ فِينَا مَن هُوَ أَسَنّ مِنهُ وَ هُوَ


صفحه : 222

يَدِينُ بِطَاعَةِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ المَحبُوسِ عِندَكَ قَالَ أَبِي فإَنِيّ‌ لَقَائِلٌ فِي يَومٍ قَائِظٍ إِذ حُرّكَت حَلقَةُ البَابِ عَلَيّ فَقُلتُ مَا هَذَا فَقَالَ لِيَ الغُلَامُ قَعنَبُ بنُ يَحيَي عَلَي البَابِ يَقُولُ لَا بُدّ مِن لِقَائِكَ السّاعَةَ فَقُلتُ مَا جَاءَ إِلّا لِأَمرٍ ائذَنُوا لَهُ فَدَخَلَ فخَبَرّنَيِ‌ عَنِ الفَيضِ بنِ أَبِي صَالِحٍ بِهَذِهِ القِصّةِ وَ الرّقعَةِ وَ قَد كَانَ قَالَ لِيَ الفَيضُ بَعدَ مَا أخَبرَنَيِ‌ لَا تُخبِر أَبَا عَبدِ اللّهِ فَتُخَوّفَهُ فَإِنّ الرّافِعَ عِندَ الأَمِيرِ لَم يَجِد فِيهِ مَسَاغاً وَ قَد قُلتُ لِلأَمِيرِ أَ فِي نَفسِكَ مِن هَذَا شَيءٌ حَتّي أُخبِرَ أَبَا عَبدِ اللّهِ فَيَأتِيَكَ فَيَحلِفَ عَلَي كِذبِهِ فَقَالَ لَا تُخبِرهُ فَتَغُمّهُ فَإِنّ ابنَ عَمّهِ إِنّمَا حَمَلَهُ عَلَي هَذَا لِحَسَدٍ لَهُ فَقُلتُ لَهُ أَيّهَا الأَمِيرُ أَنتَ تَعلَمُ أَنّكَ لَا تَخلُو بِأَحَدٍ خَلوَتَكَ بِهِ فَهَل حَمَلَكَ عَلَي أَحَدٍ قَطّ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ قُلتُ فَلَو كَانَ لَهُ مَذهَبٌ يُخَالِفُ فِيهِ النّاسَ لَأَحَبّ أَن يَحمِلَكَ عَلَيهِ قَالَ أَجَل وَ معَرفِتَيِ‌ بِهِ أَكثَرُ قَالَ أَبِي فَدَعَوتُ بدِاَبتّيِ‌ وَ رَكِبتُ إِلَي الفَيضِ مِن ساَعتَيِ‌ فَصِرتُ إِلَيهِ وَ معَيِ‌ قَعنَبٌ فِي الظّهِيرَةِ فَاستَأذَنتُ عَلَيهِ فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد جَلَستُ مَجلِساً أَرفَعُ قَدرَكَ عَنهُ وَ إِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَي شَرَابِهِ فَأَرسَلتُ إِلَيهِ لَا بُدّ مِن لِقَائِكَ فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ فِي قَمِيصٍ دَقِيقٍ وَ إِزَارٍ مُوَرّدٍ فَأَخبَرتُهُ بِمَا بلَغَنَيِ‌ فَقَالَ لِقَعنَبٍ لَا جُزِيتَ خَيراً أَ لَم أَتَقَدّم إِلَيكَ أَن لَا تُخبِرَ أَبَا عَبدِ اللّهِ فَتَغُمّهُ ثُمّ قَالَ لَا بَأسَ فَلَيسَ فِي قَلبِ الأَمِيرِ مِن ذَلِكَ شَيءٌ قَالَ فَمَا مَضَت بَعدَ ذَلِكَ إِلّا أَيّامٌ يَسِيرَةٌ حَتّي حُمِلَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع سِرّاً إِلَي بَغدَادَ وَ حُبِسَ ثُمّ أُطلِقَ ثُمّ حُبِسَ وَ سُلّمَ إِلَي السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ فَحَبَسَهُ وَ ضَيّقَ عَلَيهِ ثُمّ بَعَثَ إِلَيهِ الرّشِيدُ بِسَمّ فِي رُطَبٍ وَ أَمَرَهُ أَن يُقَدّمَهُ إِلَيهِ وَ يَحتِمَ عَلَيهِ فِي تَنَاوُلِهِ مِنهُ فَفَعَلَ فَمَاتَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ

إيضاح احتفل القوم اجتمعوا و مااحتفل به مابالي

26-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ


صفحه : 223

بنِ جَعفَرٍ البصَريِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ وَاقِدٍ قَالَ إِنّ هَارُونَ الرّشِيدَ لَمّا ضَاقَ صَدرُهُ مِمّا كَانَ يَظهَرُ لَهُ مِن فَضلِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ مَا كَانَ يَبلُغُهُ عَنهُ مِن قَولِ الشّيعَةِ بِإِمَامَتِهِ وَ اختِلَافِهِم فِي السّرّ إِلَيهِ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ خَشِيَهُ عَلَي نَفسِهِ وَ مُلكِهِ فَفَكّرَ فِي قَتلِهِ بِالسّمّ فَدَعَا بِرُطَبٍ فَأَكَلَ مِنهُ ثُمّ أَخَذَ صِينِيّةً فَوَضَعَ فِيهَا عِشرِينَ رُطَبَةً وَ أَخَذَ سِلكاً فَعَرَكَهُ فِي السّمّ وَ أَدخَلَهُ فِي سَمّ الخِيَاطِ وَ أَخَذَ رُطَبَةً مِن ذَلِكَ الرّطَبِ فَأَقبَلَ يُرَدّدُ إِلَيهَا ذَلِكَ السّمّ بِذَلِكَ الخَيطِ حَتّي عَلِمَ أَنّهُ قَد حَصَلَ السّمّ فِيهَا فَاستَكثَرَ مِنهُ ثُمّ رَدّهَا فِي ذَلِكَ الرّطَبِ وَ قَالَ لِخَادِمٍ لَهُ احمِلِ هَذِهِ الصّينِيّةَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ قُل لَهُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَكَلَ مِن هَذَا الرّطَبِ وَ تَنَغّصَ لَكَ بِهِ وَ هُوَ يُقسِمُ عَلَيكَ بِحَقّهِ لَمّا أَكَلتَهَا عَن آخِرِ رُطَبَةٍ فإَنِيّ‌ اختَرتُهَا لَكَ بيِدَيَ‌ّ وَ لَا تَترُكهُ يبُقيِ‌ مِنهَا شَيئاً وَ لَا يُطعِمُ مِنهَا أَحَداً فَأَتَاهُ بِهَا الخَادِمُ وَ أَبلَغَهُ الرّسَالَةَ فَقَالَ لَهُ ائتنِيِ‌ بِخِلَالٍ فَنَاوَلَهُ خِلَالًا وَ قَامَ بِإِزَائِهِ وَ هُوَ يَأكُلُ مِنَ الرّطَبِ وَ كَانَت لِلرّشِيدِ كَلبَةٌ تَعِزّ عَلَيهِ فَجَذَبَت نَفسَهَا وَ خَرَجَت تَجُرّ سَلَاسِلَهَا مِن ذَهَبٍ وَ جَوهَرٍ حَتّي حَاذَت مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فَبَادَرَ بِالخِلَالِ إِلَي الرّطَبَةِ المَسمُومَةِ وَ رَمَي بِهَا إِلَي الكَلبَةِ فَأَكَلَتهَا فَلَم تَلبَث أَن ضَرَبَت بِنَفسِهَا الأَرضَ وَ عَوَت وَ تَهَرّت قِطعَةً قِطعَةً وَ استَوفَي ع باَقيِ‌َ الرّطَبِ وَ حَمَلَ الغُلَامُ الصّينِيّةَ حَتّي صَارَ بِهَا إِلَي الرّشِيدِ فَقَالَ لَهُ قَد أَكَلَ الرّطَبَ عَن آخِرِهِ قَالَ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَكَيفَ رَأَيتَهُ قَالَ مَا أَنكَرتُ مِنهُ شَيئاً يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ ثُمّ وَرَدَ عَلَيهِ خَبَرُ الكَلبَةِ وَ أَنّهَا قَد تَهَرّت وَ مَاتَت فَقَلِقَ الرّشِيدُ لِذَلِكَ قَلِقاً شَدِيداً وَ استَعظَمَهُ وَ وَقَفَ عَلَي الكَلبَةِ فَوَجَدَهَا مُتَهَرّئَةً بِالسّمّ فَأَحضَرَ الخَادِمَ وَ دَعَا لَهُ بِسَيفٍ وَ نَطعٍ وَ قَالَ لَهُ لتَصَدقُنُيِ‌ عَن خَبَرِ الرّطَبِ أَو لَأَقتُلَنّكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ حَمَلتُ الرّطَبَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ أَبلَغتُهُ سَلَامَكَ وَ قُمتُ بِإِزَائِهِ فَطَلَبَ منِيّ‌ خِلَالًا فَدَفَعتُهُ إِلَيهِ فَأَقبَلَ يَغرِزُ فِي الرّطَبَةِ بَعدَ الرّطَبَةِ وَ يَأكُلُهَا حَتّي مَرّتِ الكَلبَةُ فَغَرَزَ الخِلَالَ فِي رُطَبَةٍ مِن ذَلِكَ الرّطَبِ فَرَمَي بِهَا فَأَكَلَتهَا الكَلبَةُ وَ أَكَلَ هُوَ باَقيِ‌َ الرّطَبِ فَكَانَ مَا تَرَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ


صفحه : 224

فَقَالَ الرّشِيدُ مَا رَبِحنَا مِن مُوسَي إِلّا أَنّا أَطعَمنَاهُ جَيّدَ الرّطَبِ وَ ضَيّعَنَا سَمناً وَ قَتَلَ كَلبَتَنَا مَا فِي مُوسَي حِيلَةٌ ثُمّ إِنّ سَيّدَنَا مُوسَي ع دَعَا بِالمُسَيّبِ وَ ذَلِكَ قَبلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ كَانَ مُوَكّلًا بِهِ فَقَالَ لَهُ يَا مُسَيّبُ فَقَالَ لَبّيكَ يَا موَلاَي‌َ قَالَ إنِيّ‌ ظَاعِنٌ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ إِلَي المَدِينَةِ مَدِينَةِ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص لِأَعهَدَ إِلَي عَلِيّ ابنيِ‌ مَا عَهِدَهُ إلِيَ‌ّ أَبِي وَ أَجعَلَهُ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ وَ آمُرَهُ بأِمَريِ‌ قَالَ المُسَيّبُ فَقُلتُ يَا موَلاَي‌َ كَيفَ تأَمرُنُيِ‌ أَن أَفتَحَ لَكَ الأَبوَابَ وَ أَقفَالَهَا وَ الحَرَسُ معَيِ‌ عَلَي الأَبوَابِ فَقَالَ يَا مُسَيّبُ ضَعُفَ يَقِينُكَ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ فِينَا فَقُلتُ لَا يَا سيَدّيِ‌ قَالَ فَمَه قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ ادعُ اللّهَ أَن يثُبَتّنَيِ‌ فَقَالَ أللّهُمّ ثَبّتهُ ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ أَدعُو اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِاسمِهِ العَظِيمِ ألّذِي دَعَا بِهِ آصَفُ حَتّي جَاءَ بِسَرِيرِ بِلقِيسَ فَوَضَعَهُ بَينَ يدَيَ‌ سُلَيمَانَ قَبلَ ارتِدَادِ طَرفِهِ إِلَيهِ حَتّي يَجمَعَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ ابنيِ‌ عَلِيّ بِالمَدِينَةِ قَالَ المُسَيّبُ فَسَمِعتُهُ ع يَدعُو فَفَقَدتُهُ عَن مُصَلّاهُ فَلَم أَزَل قَائِماً عَلَي قدَمَيَ‌ّ حَتّي رَأَيتُهُ قَد عَادَ إِلَي مَكَانِهِ وَ أحاد[أَعَادَ]الحَدِيدَ إِلَي رِجلَيهِ فَخَرَرتُ لِلّهِ سَاجِداً لوِجَهيِ‌ شُكراً عَلَي مَا أَنعَمَ بِهِ عَلَيّ مِن مَعرِفَتِهِ فَقَالَ لِي ارفَع رَأسَكَ يَا مُسَيّبُ وَ اعلَم أنَيّ‌ رَاحِلٌ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي ثَالِثِ هَذَا اليَومِ قَالَ فَبَكَيتُ فَقَالَ لِي لَا تَبكِ يَا مُسَيّبُ فَإِنّ عَلِيّاً ابنيِ‌ هُوَ إِمَامُكَ وَ مَولَاكَ بعَديِ‌ فَاستَمسِك بِوَلَايَتِهِ فَإِنّكَ لَا تَضِلّ مَا لَزِمتَهُ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ قَالَ ثُمّ إِنّ سيَدّيِ‌ ع دعَاَنيِ‌ فِي لَيلَةِ اليَومِ الثّالِثِ فَقَالَ لِي إنِيّ‌ عَلَي مَا عَرّفتُكَ مِنَ الرّحِيلِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا دَعَوتُ بِشَربَةٍ مِن مَاءٍ فَشَرِبتُهَا وَ رأَيَتنَيِ‌ قَدِ انتَفَختُ وَ ارتَفَعَ بطَنيِ‌ وَ اصفَرّ لوَنيِ‌ وَ احمَرّ وَ اخضَرّ وَ تَلَوّنَ أَلوَاناً فَخَبّرِ الطّاغِيَةَ بوِفَاَتيِ‌ فَإِذَا رَأَيتَ بيِ‌ هَذَا الحَدَثَ فَإِيّاكَ أَن تُظهِرَ عَلَيهِ أَحَداً وَ لَا عَلَي مَن عنِديِ‌ إِلّا بَعدَ وفَاَتيِ‌ قَالَ المُسَيّبُ بنُ زُهَيرٍ فَلَم أَزَل أَرقَبُ وَعدَهُ حَتّي دَعَا ع بِالشّربَةِ فَشَرِبَهَا ثُمّ دعَاَنيِ‌ فَقَالَ لِي يَا مُسَبّبُ إِنّ هَذَا الرّجسَ السنّديِ‌ّ بنَ شَاهَكَ سَيَزعُمُ أَنّهُ


صفحه : 225

يَتَوَلّي غسُليِ‌ وَ دفَنيِ‌ وَ هَيهَاتَ هَيهَاتَ أَن يَكُونَ ذَلِكَ أَبَداً فَإِذَا حُمِلتُ إِلَي المَقبُرَةِ المَعرُوفَةِ بِمَقَابِرِ قُرَيشٍ فأَلَحدِوُنيِ‌ بِهَا وَ لَا تَرفَعُوا قبَريِ‌ فَوقَ أَربَعِ أَصَابِعَ مُفَرّجَاتٍ وَ لَا تَأخُذُوا مِن ترُبتَيِ‌ شَيئاً لِتَتَبَرّكُوا بِهِ فَإِنّ كُلّ تُربَةٍ لَنَا مُحَرّمَةٌ إِلّا تُربَةَ جدَيّ‌َ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَهَا شِفَاءً لِشِيعَتِنَا وَ أَولِيَائِنَا قَالَ ثُمّ رَأَيتُ شَخصاً أَشبَهَ الأَشخَاصِ بِهِ ع جَالِساً إِلَي جَانِبِهِ وَ كَانَ عهَديِ‌ بسِيَدّيِ‌َ الرّضَا ع وَ هُوَ غُلَامٌ فَأَرَدتُ سُؤَالَهُ فَصَاحَ بيِ‌ سيَدّيِ‌ مُوسَي ع وَ قَالَ لِي أَ لَيسَ قَد نَهَيتُكَ يَا مُسَيّبُ فَلَم أَزَل صَابِراً حَتّي مَضَي وَ غَابَ الشّخصُ ثُمّ أَنهَيتُ الخَبَرَ إِلَي الرّشِيدِ فَوَافَي السنّديِ‌ّ بنَ شَاهَكَ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُهُم بعِيَنيَ‌ّ وَ هُم يَظُنّونَ أَنّهُم يَغسِلُونَهُ فَلَا تَصِلُ أَيدِيهِم إِلَيهِ وَ يَظُنّونَ أَنّهُم يُحَنّطُونَهُ وَ يُكَفّنُونَهُ وَ أَرَاهُم لَا يَصنَعُونَ بِهِ شَيئاً وَ رَأَيتُ ذَلِكَ الشّخصَ يَتَوَلّي غُسلَهُ وَ تَحنِيطَهُ وَ تَكفِينَهُ وَ هُوَ يُظهِرُ المُعَاوَنَةَ لَهُم وَ هُم لَا يَعرِفُونَهُ فَلَمّا فَرَغَ مِن أَمرِهِ قَالَ لِي ذَلِكَ الشّخصُ يَا مُسَيّبُ مَهمَا شَكَكتَ فِيهِ فَلَا تَشُكّنّ فِيّ فإَنِيّ‌ إِمَامُكَ وَ مَولَاكَ وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَيكَ بَعدَ أَبِي يَا مُسَيّبُ مثَلَيِ‌ مَثَلُ يُوسُفَ الصّدّيقِ ع وَ مَثَلُهُم مَثَلُ إِخوَتِهِ حِينَ دَخَلُوا عَلَيهِفَعَرَفَهُم وَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ ثُمّ حُمِلَ ع حَتّي دُفِنَ فِي مَقَابِرِ قُرَيشٍ وَ لَم يُرفَع قَبرُهُ أَكثَرَ مِمّا أَمَرَ بِهِ ثُمّ رَفَعُوا قَبرَهُ بَعدَ ذَلِكَ وَ بَنَوا عَلَيهِ

بيان العرك الدلك وتنغصت عيشه أي تكدرت وهرأت اللحم وهرأته تهرئة إذاأجدت إنضاجه فتهرأ حتي سقط عن العظم

27-ك ،[إكمال الدين ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ القطِعَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ النّخّاسِ العَدلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ الخَزّازِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرِ بنِ عُمَرَ عَن عُمَرَ بنِ وَاقِدٍ قَالَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ السنّديِ‌ّ بنُ شَاهَكَ فِي بَعضِ اللّيلِ وَ أَنَا بِبَغدَادَ يسَتحَضرِنُيِ‌ فَخَشِيتُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ لِسُوءٍ يُرِيدُهُ بيِ‌ فَأَوصَيتُ


صفحه : 226

عيِاَليِ‌ بِمَا احتَجتُ إِلَيهِ وَ قُلتُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ ثُمّ رَكِبتُ إِلَيهِ فَلَمّا رآَنيِ‌ مُقبِلًا قَالَ يَا أَبَا حَفصٍ لَعَلّنَا أَرعَبنَاكَ وَ أَفزَعنَاكَ قُلتُ نَعَم قَالَ فَلَيسَ هُنَا إِلّا خَيرٌ قُلتُ فَرَسُولٌ تَبعَثُهُ إِلَي منَزلِيِ‌ يُخبِرُهُم خبَرَيِ‌ فَقَالَ نَعَم ثُمّ قَالَ يَا أَبَا حَفصٍ أَ تدَريِ‌ لِمَ أَرسَلتُ إِلَيكَ فَقُلتُ لَا فَقَالَ أَ تَعرِفُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَقُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَعرِفُهُ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ صَدَاقَةٌ مُنذُ دَهرٍ فَقَالَ مَن هَاهُنَا بِبَغدَادَ يَعرِفُهُ مِمّن يُقبَلُ قَولُهُ فَسَمّيتُ لَهُ أَقوَاماً وَ وَقَعَ فِي نفَسيِ‌ أَنّهُ ع قَد مَاتَ قَالَ فَبَعَثَ وَ جَاءَ بِهِم كَمَا جَاءَ بيِ‌ فَقَالَ هَل تَعرِفُونَ قَوماً يَعرِفُونَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَسَمّوا لَهُ قَوماً فَجَاءَ بِهِم فَأَصبَحنَا وَ نَحنُ فِي الدّارِ نَيّفٌ وَ خَمسُونَ رَجُلًا مِمّن يَعرِفُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع وَ قَد صَحِبَهُ قَالَ ثُمّ قَامَ فَدَخَلَ وَ صَلّينَا فَخَرَجَ كَاتِبُهُ وَ مَعَهُ طُومَارٌ فَكَتَبَ أَسمَاءَنَا وَ مَنَازِلَنَا وَ أَعمَالَنَا وَ حُلَانَا ثُمّ دَخَلَ إِلَي السنّديِ‌ّ قَالَ فَخَرَجَ السنّديِ‌ّ فَضَرَبَ يَدَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لِي قُم يَا أَبَا حَفصٍ فَنَهَضتُ وَ نَهَضَ أَصحَابُنَا وَ دَخَلنَا فَقَالَ لِي يَا أَبَا حَفصٍ اكشِفِ الثّوبَ عَن وَجهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَكَشَفتُهُ فَرَأَيتُهُ مَيّتاً فَبَكَيتُ وَ استَرجَعتُ ثُمّ قَالَ لِلقَومِ انظُرُوا إِلَيهِ فَدَنَا وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ فَنَظَرُوا إِلَيهِ ثُمّ قَالَ تَشهَدُونَ كُلّكُم أَنّ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فَقُلنَا نَعَم نَشهَدُ أَنّهُ مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع ثُمّ قَالَ يَا غُلَامُ اطرَح عَلَي عَورَتِهِ مِندِيلًا وَ اكشِفهُ قَالَ فَفَعَلَ فَقَالَ أَ تَرَونَ بِهِ أَثَراً تُنكِرُونَهُ فَقُلنَا لَا مَا نَرَي بِهِ شَيئاً وَ لَا نَرَاهُ إِلّا مَيّتاً قَالَ فَلَا تَبرَحُوا حَتّي تُغَسّلُوهُ وَ أُكَفّنُهُ وَ أَدفِنُهُ قَالَ فَلَم نَبرَح حَتّي غُسّلَ وَ كُفّنَ وَ حُمِلَ فَصَلّي عَلَيهِ السنّديِ‌ّ بنُ شَاهَكَ وَ دَفَنّاهُ وَ رَجَعنَا فَكَانَ عُمَرُ بنُ وَاقِدٍ يَقُولُ مَا أَحَدٌ هُوَ أَعلَمُ بِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع منِيّ‌ كَيفَ يَقُولُونَ إِنّهُ حيَ‌ّ وَ أَنَا دَفَنتُهُ

28-ن الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ خَلِيلَانَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَتّابِ بنِ أَسِيدٍ عَن جَمَاعَةٍ عَن مَشَايِخِ أَهلِ المَدِينَةِ قَالُوا لَمّا مَضَي خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً مِن مُلكِ الرّشِيدِ استُشهِدَ ولَيِ‌ّ اللّهِ مُوسَي


صفحه : 227

بنُ جَعفَرٍ ع مَسمُوماً سَمّهُ السنّديِ‌ّ بنُ شَاهَكَ بِأَمرِ الرّشِيدِ فِي الحَبسِ المَعرُوفِ بِدَارِ المُسَيّبِ بِبَابِ الكُوفَةِ وَ فِيهِ السّدرَةُ وَ مَضَي ع إِلَي رِضوَانِ اللّهِ وَ كَرَامَتِهِ يَومَ الجُمُعَةِ لِخَمسٍ خَلَونَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ قَد تَمّ عُمُرُهُ أَربَعاً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ تُربَتُهُ بِمَدِينَةِ السّلَامِ فِي الجَانِبِ الغرَبيِ‌ّ بِبَابِ التّينِ فِي المَقبُرَةِ المَعرُوفَةِ بِمَقَابِرِ قُرَيشٍ

29- ك ،[إكمال الدين ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ الصيّرفَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ توُفُيّ‌َ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فِي يدَيَ‌ِ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ فَحُمِلَ عَلَي نَعشٍ وَ نوُديِ‌َ عَلَيهِ هَذَا إِمَامُ الرّافِضَةِ فَاعرِفُوهُ فَلَمّا أتُيِ‌َ بِهِ مَجلِسَ الشّرطَةِ أَقَامَ أَربَعَةَ نَفَرٍ فَنَادَوا أَلَا مَن أَرَادَ أَن يَرَي الخَبِيثَ بنَ الخَبِيثِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَليَخرُج وَ خَرَجَ سُلَيمَانُ بنُ أَبِي جَعفَرٍ مِن قَصرِهِ إِلَي الشّطّ فَسَمِعَ الصّيَاحَ وَ الضّوضَاءَ فَقَالَ لِوُلدِهِ وَ غِلمَانِهِ مَا هَذَا قَالُوا السنّديِ‌ّ بنُ شَاهَكَ ينُاَديِ‌ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَلَي نَعشٍ فَقَالَ لِوُلدِهِ وَ غِلمَانِهِ يُوشِكُ أَن يُفعَلَ هَذَا بِهِ فِي الجَانِبِ الغرَبيِ‌ّ فَإِذَا عُبِرَ بِهِ فَانزِلُوا مَعَ غِلمَانِكُم فَخُذُوهُ مِن أَيدِيهِم فَإِن مَانَعُوكُم فَاضرِبُوهُم وَ خَرّقُوا مَا عَلَيهِم مِنَ السّوَادِ فَلَمّا عَبَرُوا بِهِ نَزَلُوا إِلَيهِم فَأَخَذُوهُ مِن أَيدِيهِم وَ ضَرَبُوهُم وَ خَرّقُوا عَلَيهِم سَوَادَهُم وَ وَضَعُوهُ فِي مَفرَقِ أَربَعَةِ طُرُقٍ وَ أَقَامَ المُنَادِينَ يُنَادُونَ أَلَا مَن أَرَادَ الطّيّبَ بنَ الطّيّبِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَليَخرُج وَ حَضَرَ الخَلقُ وَ غُسّلَ وَ حُنّطَ بِحَنُوطٍ فَاخِرٍ وَ كَفّنَهُ بِكَفَنٍ فِيهِ حِبَرَةٌ استُعمِلَت لَهُ بِأَلفَينِ وَ خَمسِمِائَةِ دِينَارٍ عَلَيهَا القُرآنُ كُلّهُ وَ احتَفَي وَ مَشَي فِي جَنَازَتِهِ مُتَسَلّباً مَشقُوقَ الجَيبِ إِلَي مَقَابِرِ قُرَيشٍ فَدَفَنَهُ ع هُنَاكَ وَ كَتَبَ بِخَبَرِهِ إِلَي الرّشِيدِ فَكَتَبَ إِلَي سُلَيمَانَ بنِ أَبِي جَعفَرٍ وَصَلَتكَ رَحِمٌ يَا عَمّ وَ أَحسَنَ اللّهُ جَزَاءَكَ وَ اللّهِ مَا فَعَلَ السنّديِ‌ّ بنُ شَاهَكَ لَعَنَهُ اللّهُ مَا فَعَلَهُ عَن أَمرِنَا


صفحه : 228

بيان شرط السلطان نخبة أصحابه الذين يقدمهم علي غيرهم من جنده والضوضاء أصوات الناس وغلبتهم والسلب خلع لباس الزينة ولبس أثواب المصيبة

30- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَفصٍ قَالَ إِنّ هَارُونَ الرّشِيدَ قَبَضَ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع سَنَةَ تِسعٍ وَ سَبعِينَ وَ مِائَةٍ وَ توُفُيّ‌َ فِي حَبسِهِ بِبَغدَادَ لِخَمسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ وَ هُوَ ابنُ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ دُفِنَ فِي مَقَابِرِ قُرَيشٍ وَ كَانَت إِمَامَتُهُ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ أَشهُراً وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا حَمِيدَةُ وَ هيِ‌َ أُمّ أَخَوَيهِ إِسحَاقَ وَ مُحَمّدٍ ابنيَ‌ جَعفَرٍ وَ نَصّ عَلَي ابنِهِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع بِالإِمَامَةِ بَعدَهُ

بيان لعل في لفظ الأربعين تصحيفا

31- ك ،[إكمال الدين ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ صَدَقَةَ العنَبرَيِ‌ّ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع جَمَعَ هَارُونُ الرّشِيدُ شُيُوخَ الطّالِبِيّةِ وَ بنَيِ‌ العَبّاسِ وَ سَائِرَ أَهلِ المَملَكَةِ وَ الحُكّامَ وَ أَحضَرَ أَبَا اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَقَالَ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَد مَاتَ حَتفَ أَنفِهِ وَ مَا كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مَا أَستَغفِرُ اللّهَ مِنهُ فِي أَمرِهِ يعَنيِ‌ فِي قَتلِهِ فَانظُرُوا إِلَيهِ فَدَخَلَ عَلَيهِ سَبعُونَ رَجُلًا مِن شِيعَتِهِ فَنَظَرُوا إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ لَيسَ بِهِ أَثَرُ جِرَاحَةٍ وَ لَا خَنقٍ وَ كَانَ فِي رِجلِهِ أَثَرُ الحِنّاءِ فَأَخَذَهُ سُلَيمَانُ بنُ أَبِي جَعفَرٍ فَتَوَلّي غُسلَهُ وَ تَكفِينَهُ وَ تَحَفّي وَ تَحَسّرَ فِي جَنَازَتِهِ

32-ب ،[قرب الإسناد] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي قَتَادَةَ عَن أَبِي خَالِدٍ الزباني‌[الزبّاَليِ‌ّ] قَالَقَدِمَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع زُبَالَةَ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ المهَديِ‌ّ بَعَثَهُمُ المهَديِ‌ّ فِي إِشخَاصِهِ إِلَيهِ وَ أمَرَنَيِ‌ بِشِرَاءِ حَوَائِجَ لَهُ وَ نَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ أَنَا مَغمُومٌ فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ مَا لِي أَرَاكَ مَغمُوماً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هُوَ ذَا تَصِيرُ إِلَي هَذَا الطّاغِيَةِ وَ لَا آمَنُهُ عَلَيكَ


صفحه : 229

فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ لَيسَ عَلَيّ مِنهُ بَأسٌ إِذَا كَانَت سَنَةُ كَذَا وَ كَذَا وَ شَهرُ كَذَا وَ كَذَا وَ يَومُ كَذَا وَ كَذَا فاَنتظَرِنيِ‌ فِي أَوّلِ المِيلِ فإَنِيّ‌ أُوَافِيكَ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَمَا كَانَت لِي هِمّةٌ إِلّا إِحصَاءُ الشّهُورِ وَ الأَيّامِ فَغَدَوتُ إِلَي أَوّلِ المِيلِ فِي اليَومِ ألّذِي وعَدَنَيِ‌ فَلَم أَزَل أَنتَظِرُهُ إِلَي أَن كَادَتِ الشّمسُ أَن تَغِيبَ فَلَم أَرَ أَحَداً فَشَكَكتُ فَوَقَعَ فِي قلَبيِ‌ أَمرٌ عَظِيمٌ فَنَظَرتُ قُربَ اللّيلِ فَإِذَا سَوَادٌ قَد رُفِعَ قَالَ فَانتَظَرتُهُ فوَاَفاَنيِ‌ أَبُو الحَسَنِ ع أَمَامَ القِطَارِ عَلَي بَغلَةٍ لَهُ فَقَالَ أيهن [إِيهاً] يَا أَبَا خَالِدٍ قُلتُ لَبّيكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ لَا تَشُكّنّ وَدّ وَ اللّهِ الشّيطَانُ أَنّكَ شَكَكتَ قُلتُ قَد كَانَ وَ اللّهِ ذَلِكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ فَسُرِرتُ بِتَخلِيصِهِ وَ قُلتُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلّصَكَ مِنَ الطّاغِيَةِ فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ إِنّ لِي إِلَيهِم عَودَةً لَا أَتَخَلّصُ مِنهُم

33- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ مِثلَهُ

34- ب ،[قرب الإسناد]اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن عَلِيّ بنِ سُوَيدٍ الساّئيِ‌ّ قَالَ كَتَبَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ الأَوّلُ ع فِي كِتَابٍ أَنّ أَوّلَ مَا أَنعَي إِلَيكَ نفَسيِ‌ فِي ليَاَليِ‌ّ هَذِهِ غَيرَ جَازِعٍ وَ لَا نَادِمٍ وَ لَا شَاكّ فِيمَا هُوَ كَائِنٌ مِمّا قَضَي اللّهُ وَ حَتَمَ فَاستَمسِك بِعُروَةِ الدّينِ آلِ مُحَمّدٍ وَ العُروَةِ الوُثقَي الوصَيِ‌ّ بَعدَ الوصَيِ‌ّ وَ المُسَالَمَةِ وَ الرّضَا بِمَا قَالُوا

35-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]يُونُسُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَحَضَرَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ الروّاَسيِ‌ّ جَنَازَةَ أَبِي اِبرَاهِيمَ ع فَلَمّا وُضِعَ عَلَي شَفِيرِ القَبرِ إِذَا رَسُولٌ مِنَ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ قَد أَتَي أَبَا المَضَا[المَضَاءِ]خَلِيفَتَهُ وَ كَانَ مَعَ الجَنَازَةِ أَنِ اكشِف وَجهَهُ لِلنّاسِ قَبلَ أَن تَدفِنَهُ حَتّي يَرَوهُ صَحِيحاً لَم يَحدُث بِهِ حَدَثٌ قَالَ فَكَشَفَ عَن وَجهِ موَلاَي‌َ


صفحه : 230

حَتّي رَأَيتُهُ وَ عَرَفتُهُ ثُمّ غَطّي وَجهَهُ وَ أُدخِلَ قَبرَهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ

36- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]اليقَطيِنيِ‌ّ قَالَ أخَبرَتَنيِ‌ رَحِيمُ أُمّ وَلَدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ وَ كَانَتِ امرَأَةً حُرّةً فَاضِلَةً قَد حَجّت نَيّفاً وَ عِشرِينَ حَجّةً عَن سَعِيدٍ مَولَاهُ وَ كَانَ يَخدُمُهُ فِي الحَبسِ وَ يَختَلِفُ فِي حَوَائِجِهِ أَنّهُ حَضَرَ حِينَ مَاتَ كَمَا يَمُوتُ النّاسُ مِن قُوّةٍ إِلَي ضَعفٍ إِلَي أَن قَضَي ع

37-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدٌ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ غِيَاثٍ المهُلَبّيِ‌ّ قَالَ لَمّا حَبَسَ هَارُونُ الرّشِيدُ أَبَا اِبرَاهِيمَ مُوسَي ع وَ أَظهَرَ الدّلَائِلَ وَ المُعجِزَاتِ وَ هُوَ فِي الحَبسِ تَحَيّرَ الرّشِيدُ فَدَعَا يَحيَي بنَ خَالِدٍ البرَمكَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَلِيّ أَ مَا تَرَي مَا نَحنُ فِيهِ مِن هَذِهِ العَجَائِبِ أَ لَا تُدَبّرُ فِي أَمرِ هَذَا الرّجُلِ تَدبِيراً تُرِيحُنَا مِن غَمّهِ فَقَالَ لَهُ يَحيَي بنُ خَالِدٍ ألّذِي أَرَاهُ لَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَن تَمتَنّ عَلَيهِ وَ تَصِلَ رَحِمَهُ فَقَد وَ اللّهِ أَفسَدَ عَلَينَا قُلُوبَ شِيعَتِنَا وَ كَانَ يَحيَي يَتَوَلّاهُ وَ هَارُونُ لَا يَعلَمُ ذَلِكَ فَقَالَ هَارُونُ انطَلِق إِلَيهِ وَ أَطلِق عَنهُ الحَدِيدَ وَ أَبلِغهُ عنَيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لَهُ يَقُولُ لَكَ ابنُ عَمّكَ إِنّهُ قَد سَبَقَ منِيّ‌ فِيكَ يَمِينٌ أنَيّ‌ لَا أُخَلّيكَ حَتّي تُقِرّ لِي بِالإِسَاءَةِ وَ تسَألَنَيِ‌ العَفوَ عَمّا سَلَفَ مِنكَ وَ لَيسَ عَلَيكَ فِي إِقرَارِكَ عَارٌ وَ لَا فِي مَسأَلَتِكَ إيِاّي‌َ مَنقَصَةٌ وَ هَذَا يَحيَي بنُ خَالِدٍ هُوَ ثقِتَيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ صَاحِبُ أمَريِ‌ فَسَلهُ بِقَدرِ مَا أَخرَجَ مِن يمَيِنيِ‌ وَ انصَرِف رَاشِداً قَالَ مُحَمّدُ بنُ غِيَاثٍ فأَخَبرَنَيِ‌ مُوسَي بنُ يَحيَي بنِ خَالِدٍ أَنّ أَبَا اِبرَاهِيمَ قَالَ لِيَحيَي يَا أَبَا عَلِيّ أَنَا مَيّتٌ وَ إِنّمَا بقَيِ‌َ مِن أجَلَيِ‌ أُسبُوعٌ اكتُم موَتيِ‌ وَ ائتنِيِ‌ يَومَ الجُمُعَةِ عِندَ الزّوَالِ وَ صَلّ عَلَيّ أَنتَ وَ أوَليِاَئيِ‌ فُرَادَي وَ انظُر إِذَا سَارَ هَذَا الطّاغِيَةُ إِلَي الرّقّةِ وَ عَادَ إِلَي العِرَاقِ لَا يَرَاكَ وَ لَا تَرَاهُ لِنَفسِكَ فإَنِيّ‌ رَأَيتُ فِي نَجمِكَ وَ


صفحه : 231

نَجمِ وُلدِكَ وَ نَجمِهِ أَنّهُ يأَتيِ‌ عَلَيكُم فَاحذَرُوهُ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا عَلِيّ أَبلِغهُ عنَيّ‌ يَقُولُ لَكَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ رسَوُليِ‌ يَأتِيكَ يَومَ الجُمُعَةِ فَيُخبِرُكَ بِمَا تَرَي وَ سَتَعلَمُ غَداً إِذَا جَاثَيتُكَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ مَنِ الظّالِمُ وَ المعُتدَيِ‌ عَلَي صَاحِبِهِ وَ السّلَامُ فَخَرَجَ يَحيَي مِن عِندِهِ وَ احمَرّت عَينَاهُ مِنَ البُكَاءِ حَتّي دَخَلَ عَلَي هَارُونَ فَأَخبَرَهُ بِقِصّتِهِ وَ مَا وَرَدَ عَلَيهِ فَقَالَ هَارُونُ إِن لَم يَدّعِ النّبُوّةَ بَعدَ أَيّامٍ فَمَا أَحسَنَ حَالَنَا فَلَمّا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ توُفُيّ‌َ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع وَ قَد خَرَجَ هَارُونُ إِلَي المَدَائِنِ قَبلَ ذَلِكَ فَأُخرِجَ إِلَي النّاسِ حَتّي نَظَرُوا إِلَيهِ ثُمّ دُفِنَ ع وَ رَجَعَ النّاسُ فَافتَرَقُوا فِرقَتَينِ فِرقَةٌ تَقُولُ مَاتَ وَ فِرقَةٌ تَقُولُ لَم يَمُت

38-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ سَمَاعاً وَ قِرَاءَةً عَلَيهِ قَالَ أَخبَرَنَا أَبُو الفَرَجِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَحمَدُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَمّارٍ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ الأصَبهَاَنيِ‌ّ وَ حدَثّنَيِ‌ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ العلَوَيِ‌ّ وَ حدَثّنَيِ‌ غَيرُهُمَا بِبَعضِ قِصّتِهِ وَ جَمَعتُ ذَلِكَ بَعضَهُ إِلَي بَعضٍ قَالُوا كَانَ السّبَبُ فِي أَخذِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع أَنّ الرّشِيدَ جَعَلَ ابنَهُ فِي حَجرِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ فَحَسَدَهُ يَحيَي بنُ خَالِدٍ البرَمكَيِ‌ّ وَ قَالَ إِن أَفضَتِ الخِلَافَةُ إِلَيهِ زَالَت دوَلتَيِ‌ وَ دَولَةُ ولُديِ‌ فَاحتَالَ عَلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ كَانَ يَقُولُ بِالإِمَامَةِ حَتّي دَاخَلَهُ وَ آنَسَ إِلَيهِ وَ كَانَ يُكثِرُ غِشيَانَهُ فِي مَنزِلِهِ فَيَقِفُ عَلَي أَمرِهِ فَيَرفَعُهُ إِلَي الرّشِيدِ وَ يَزِيدُ عَلَيهِ بِمَا يَقدَحُ فِي قَلبِهِ ثُمّ قَالَ يَوماً لِبَعضِ ثِقَاتِهِ أَ تَعرِفُونَ لِي رَجُلًا مِن آلِ أَبِي طَالِبٍ لَيسَ بِوَاسِعِ الحَالِ يعُرَفّنُيِ‌ مَا أَحتَاجُ إِلَيهِ فَدُلّ عَلَي عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فَحَمَلَ إِلَيهِ يَحيَي بنُ خَالِدٍ مَالًا وَ كَانَ مُوسَي يَأنَسُ إِلَيهِ وَ يَصِلُهُ وَ رُبّمَا أَفضَي إِلَيهِ بِأَسرَارِهِ كُلّهَا فَكَتَبَ لِيُشخِصَ بِهِ فَأَحَسّ مُوسَي بِذَلِكَ فَدَعَاهُ فَقَالَ إِلَي أَينَ


صفحه : 232

يَا ابنَ أخَيِ‌ قَالَ إِلَي بَغدَادَ قَالَ وَ مَا تَصنَعُ قَالَ عَلَيّ دَينٌ وَ أَنَا مُملِقٌ قَالَ فَأَنَا أقَضيِ‌ دَينَكَ وَ أَفعَلُ بِكَ وَ أَصنَعُ فَلَم يَلتَفِت إِلَي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ انظُر يَا ابنَ أخَيِ‌ لَا تؤتم [تُوتِم]أوَلاَديِ‌ وَ أَمَرَ لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ وَ أَربَعَةِ آلَافِ دِرهَمٍ فَلَمّا قَامَ مِن بَينِ يَدَيهِ قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع لِمَن حَضَرَهُ وَ اللّهِ لَيَسعَيَنّ فِي دمَيِ‌ وَ يؤتمن [يُوتِمَنّ]أوَلاَديِ‌ فَقَالُوا لَهُ جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ فَأَنتَ تَعلَمُ هَذَا مِن حَالِهِ وَ تُعطِيهِ وَ تَصِلُهُ فَقَالَ لَهُم نَعَم حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّ الرّحِمَ إِذَا قُطِعَت فَوُصِلَت قَطَعَهَا اللّهُ فَخَرَجَ عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ حَتّي أَتَي إِلَي يَحيَي بنِ خَالِدٍ فَتَعَرّفَ مِنهُ خَبَرَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ رَفَعَهُ إِلَي الرّشِيدِ وَ زَادَ عَلَيهِ وَ قَالَ لَهُ إِنّ الأَموَالَ تُحمَلُ إِلَيهِ مِنَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ إِنّ لَهُ بُيُوتَ أَموَالٍ وَ إِنّهُ اشتَرَي ضَيعَةً بِثَلَاثِينَ أَلفَ دِينَارٍ فَسَمّاهَا اليَسِيرَةَ وَ قَالَ لَهُ صَاحِبُهَا وَ قَد أَحضَرَ المَالَ لَا آخُذُ هَذَا النّقدَ وَ لَا آخُذُ إِلّا نَقدَ كَذَا فَأَمَرَ بِذَلِكَ المَالِ فَرُدّ وَ أَعطَاهُ ثَلَاثِينَ أَلفَ دِينَارٍ مِنَ النّقدِ ألّذِي سَأَلَ بِعَينِهِ فَرَفَعَ ذَلِكَ كُلّهُ إِلَي الرّشِيدِ فَأَمَرَ لَهُ بمِاِئتَيَ‌ أَلفِ دِرهَمٍ يُسَبّبُ لَهُ عَلَي بَعضِ النوّاَحيِ‌ فَاختَارَ كُوَرَ المَشرِقِ وَ مَضَت رُسُلُهُ لِيَقبِضَ المَالَ وَ دَخَلَ هُوَ فِي بَعضِ الأَيّامِ إِلَي الخَلَاءِ فَزَحَرَ زَحرَةً خَرَجَت مِنهَا حِشوَتُهُ كُلّهَا فَسَقَطَ وَ جَهَدُوا فِي رَدّهَا فَلَم يَقدِرُوا فَوَقَعَ لِمَا بِهِ وَ جَاءَهُ المَالُ وَ هُوَ يَنزِعُ فَقَالَ مَا أَصنَعُ بِهِ وَ أَنَا فِي المَوتِ وَ حَجّ الرّشِيدُ فِي تِلكَ السّنَةِ فَبَدَأَ بِقَبرِ النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ أَعتَذِرُ إِلَيكَ مِن شَيءٍ أُرِيدُ أَن أَفعَلَهُ أُرِيدُ أَن أَحبِسَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَإِنّهُ يُرِيدُ التّشَتّتَ بَينَ أُمّتِكَ وَ سَفكَ دِمَائِهَا ثُمّ أَمَرَ بِهِ فَأُخِذَ مِنَ المَسجِدِ فَأُدخِلَ إِلَيهِ فَقَيّدَهُ وَ أُخرِجَ مِن دَارِهِ بَغلَانِ عَلَيهِمَا قُبّتَانِ مُغَطّاتَانِ هُوَ فِي إِحدَاهُمَا وَ وَجّهَ مَعَ كُلّ وَاحِدَةٍ


صفحه : 233

مِنهُمَا خَيلًا فَأَخَذَ بِوَاحِدَةٍ عَلَي طَرِيقِ البَصرَةِ وَ الأُخرَي عَلَي طَرِيقِ الكُوفَةِ ليِعُميِ‌َ عَلَي النّاسِ أَمرَهُ وَ كَانَ فِي التّيِ‌ مَضَت إِلَي البَصرَةِ وَ أَمَرَ الرّسُولَ أَن يُسَلّمَهُ إِلَي عِيسَي بنِ جَعفَرِ بنِ المَنصُورِ وَ كَانَ عَلَي البَصرَةِ حِينَئِذٍ فَمَضَي بِهِ فَحَبَسَهُ عِندَهُ سَنَةً ثُمّ كَتَبَ إِلَي الرّشِيدِ أَن خُذهُ منِيّ‌ وَ سَلّمهُ إِلَي مَن شِئتَ وَ إِلّا خَلّيتُ سَبِيلَهُ فَقَدِ اجتَهَدتُ بِأَن أَجِدَ عَلَيهِ حُجّةً فَمَا أَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ حَتّي إنِيّ‌ لَأَتَسَمّعُ عَلَيهِ إِذَا دَعَا لَعَلّهُ يَدعُو عَلَيّ أَو عَلَيكَ فَمَا أَسمَعُهُ يَدعُو إِلّا لِنَفسِهِ يَسأَلُ الرّحمَةَ وَ المَغفِرَةَ فَوَجّه مَن تَسَلّمُهُ مِنهُ وَ حَبَسَهُ عِندَ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ بِبَغدَادَ فبَقَيِ‌َ عِندَهُ مُدّةً طَوِيلَةً وَ أَرَادَهُ الرّشِيدُ عَلَي شَيءٍ مِن أَمرِهِ فَأَبَي فَكَتَبَ بِتَسلِيمِهِ إِلَي الفَضلِ بنِ يَحيَي فَتَسَلّمَهُ مِنهُ وَ أَرَادَ ذَلِكَ مِنهُ فَلَم يَفعَل وَ بَلَغَهُ أَنّهُ عِندَهُ فِي رَفَاهِيَةٍ وَ سَعَةٍ وَ هُوَ حِينَئِذٍ بِالرّقّةِ فَأَنفَذَ مَسرُورَ الخَادِمِ إِلَي بَغدَادَ عَلَي البَرِيدِ وَ أَمَرَهُ أَن يَدخُلَ مِن فَورِهِ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَيَعرِفَ خَبَرَهُ فَإِن كَانَ الأَمرُ عَلَي مَا بَلَغَهُ أَوصَلَ كِتَاباً مِنهُ إِلَي العَبّاسِ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَمَرَهُ بِامتِثَالِهِ وَ أَوصَلَ مِنهُ كِتَاباً آخَرَ إِلَي السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ يَأمُرُهُ بِطَاعَةِ العَبّاسِ فَقَدِمَ مَسرُورٌ فَنَزَلَ دَارَ الفَضلِ بنِ يَحيَي لَا يدَريِ‌ أَحَدٌ مَا يُرِيدُ ثُمّ دَخَلَ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَوَجَدَهُ عَلَي مَا بَلَغَ الرّشِيدَ فَمَضَي مِن فَورِهِ إِلَي العَبّاسِ بنِ مُحَمّدٍ وَ السنّديِ‌ّ فَأَوصَلَ الكِتَابَينِ إِلَيهِمَا فَلَم يَلبَثِ النّاسُ أَن خَرَجَ الرّسُولُ يَركُضُ إِلَي الفَضلِ بنِ يَحيَي فَرَكِبَ مَعَهُ وَ خَرَجَ مَشدُوهاً دَهِشاً حَتّي دَخَلَ عَلَي العَبّاسِ فَدَعَا بِسِيَاطٍ وَ عُقَابَينِ فَوَجّهَ ذَلِكَ إِلَي السنّديِ‌ّ وَ أَمَرَ بِالفَضلِ فَجُرّدَ ثُمّ ضَرَبَهُ مِائَةَ سَوطٍ وَ خَرَجَ مُتَغَيّرَ اللّونِ خِلَافَ مَا دَخَلَ فَأُذهِبَت نَخوَتُهُ فَجَعَلَ يُسَلّمُ عَلَي النّاسِ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ كَتَبَ مَسرُورٌ بِالخَبَرِ إِلَي الرّشِيدِ فَأَمَرَ بِتَسلِيمِ مُوسَي إِلَي السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ وَ جَلَسَ مَجلِساً حَافِلًا وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الفَضلَ بنَ يَحيَي قَد عصَاَنيِ‌ وَ خَالَفَ طاَعتَيِ‌ وَ رَأَيتُ أَن أَلعَنَهُ فَالعَنُوهُ فَلَعَنَهُ النّاسُ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ حَتّي ارتَجّ البَيتُ وَ الدّارُ بِلَعنِهِ


صفحه : 234

وَ بَلَغَ يَحيَي بنَ خَالِدٍ فَرَكِبَ إِلَي الرّشِيدِ وَ دَخَلَ مِن غَيرِ البَابِ ألّذِي يَدخُلُ النّاسُ مِنهُ حَتّي جَاءَهُ مِن خَلفِهِ وَ هُوَ لَا يَشعُرُ ثُمّ قَالَ التَفِت إلِيَ‌ّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَأَصغَي إِلَيهِ فَزِعاً فَقَالَ لَهُ إِنّ الفَضلَ حَدَثٌ وَ أَنَا أَكفِيكَ مَا تُرِيدُ فَانطَلَقَ وَجهُهُ وَ سُرّ وَ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ فَقَالَ إِنّ الفَضلَ كَانَ عصَاَنيِ‌ فِي شَيءٍ فَلَعَنتُهُ وَ قَد تَابَ وَ أَنَابَ إِلَي طاَعتَيِ‌ فَتَوَلّوهُ فَقَالُوا لَهُ نَحنُ أَولِيَاءُ مَن وَالَيتَ وَ أَعدَاءُ مَن عَادَيتَ وَ قَد تَوَلّينَاهُ ثُمّ خَرَجَ يَحيَي بنُ خَالِدٍ بِنَفسِهِ عَلَي البَرِيدِ حَتّي أَتَي بَغدَادَ فَمَاجَ النّاسُ وَ أَرجَفُوا بِكُلّ شَيءٍ فَأَظهَرَ أَنّهُ وَرَدَ لِتَعدِيلِ السّوَادِ وَ النّظَرِ فِي أَمرِ العُمّالِ وَ تَشَاغَلَ بِبَعضِ ذَلِكَ وَ دَعَا السنّديِ‌ّ فَأَمَرَهُ فِيهِ بِأَمرِهِ فَامتَثَلَهُ وَ سَأَلَ مُوسَي ع السنّديِ‌ّ عِندَ وَفَاتِهِ أَن يَحضُرَهُ مَولًي لَهُ يَنزِلُ عِندَ دَارِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدٍ فِي أَصحَابِ القَصَبِ لِيُغَسّلَهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ أَن يَأذَنَ لِي أَن أُكَفّنَهُ فَأَبَي وَ قَالَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ مُهُورُ نِسَائِنَا وَ حَجّ صَرُورَتِنَا وَ أَكفَانُ مَوتَانَا مِن طُهرَةِ أَموَالِنَا وَ عنِديِ‌ كفَنَيِ‌ فَلَمّا مَاتَ أُدخِلَ عَلَيهِ الفُقَهَاءُ وَ وُجُوهُ أَهلِ بَغدَادَ وَ فِيهِمُ الهَيثَمُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ غَيرُهُ فَنَظَرُوا إِلَيهِ لَا أَثَرَ بِهِ وَ شَهِدُوا عَلَي ذَلِكَ وَ أُخرِجَ فَوُضِعَ عَلَي الجِسرِ بِبَغدَادَ وَ نوُديِ‌َ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَد مَاتَ فَانظُرُوا إِلَيهِ فَجَعَلَ النّاسُ يَتَفَرّسُونَ فِي وَجهِهِ وَ هُوَ ع مَيّتٌ قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ رَجُلٌ مِن بَعضِ الطّالِبِيّينَ أَنّهُ نوُديِ‌َ عَلَيهِ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ألّذِي تَزعُمُ الرّافِضَةُ أَنّهُ لَا يَمُوتُ فَانظُرُوا إِلَيهِ فَنَظَرُوا إِلَيهِ قَالُوا وَ حُمِلَ فَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ قُرَيشٍ فَوَقَعَ قَبرُهُ إِلَي جَانِبِ رَجُلٍ مِنَ النّوفَلِيّينَ يُقَالُ لَهُ عِيسَي بنُ عَبدِ اللّهِ

39-شا،[الإرشاد] أَحمَدُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَمّارٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن


صفحه : 235

أَبِيهِ وَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مَشَايِخِهِم مِثلَهُ مَعَ تَغيِيرٍ مَا

بيان الإملاق الافتقار قوله يسبب له أي يكتب له فإن الكتاب سبب لتحصيل المال وشده الرجل شدها فهو مشدوه أي دهش قوله حافلا أي ممتلئا قوله فماج الناس أي اضطربوا

40- ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ يعَنيِ‌ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع إنِيّ‌ طَلّقتُ أُمّ فَروَةَ بِنتَ إِسحَاقَ فِي رَجَبٍ بَعدَ مَوتِ أَبِي بِيَومٍ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ طَلّقتَهَا وَ قَد عَلِمتَ مَوتَ أَبِي الحَسَنِ قَالَ نَعَم

بيان قيل الطلاق بعدالموت مبني‌ علي أن العلم ألذي هومناط الأحكام الشرعية هوالعلم الظاهر علي الوجه المتعارف .أقول يمكن أن يكون هذا من خصائصهم ع لإزالة الشرف ألذي حصل لهن بسبب الزواج كماطلق أمير المؤمنين ع عائشة يوم الجمل أوأراد تطليقها لتخرج من عداد أمهات المؤمنين ولعله ع إنما طلقها لعلمه بأنها ستريد التزويج و لايمكنه ع منعها عن ذلك تقية فطلقها ليجوز لها ذلك ويحتمل وجهين آخرين الأول أن يكون التطليق بالمعني اللغوي‌ أي جعلت أمرها إليها تذهب حيث شاءت الثاني‌ أن يكون ع علم صلاحها في تزويجها قريبا فأخبرها بالموت لتعتد عدة الوفاة وطلقها ظاهرا لعدم تشنيع العامة في ذلك

41- ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَن صَفوَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع رَوَوا عَنكَ فِي مَوتِ أَبِي الحَسَنِ أَنّ رَجُلًا قَالَ لَكَ عَلِمتَ ذَلِكَ بِقَولِ سَعِيدٍ فَقَالَ جاَءنَيِ‌ سَعِيدٌ بِمَا قَد كُنتُ عَلِمتُهُ قَبلَ مَجِيئِهِ

42-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ عَن بَعضِ


صفحه : 236

أَصحَابِنَا قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع الإِمَامُ يَعلَمُ إِذَا مَاتَ قَالَ نَعَم يَعلَمُ بِالتّعلِيمِ حَتّي يَتَقَدّمَ فِي الأَمرِ قُلتُ عَلِمَ أَبُو الحَسَنِ ع بِالرّطَبِ وَ الرّيحَانِ المَسمُومَينِ اللّذَينِ بَعَثَ إِلَيهِ يَحيَي بنُ خَالِدٍ قَالَ نَعَم قُلتُ فَأَكَلَهُ وَ هُوَ يَعلَمُ قَالَ أَنسَاهُ لِيُنفِذَ فِيهِ الحُكمَ

43- خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ قَالَ قُلتُ الإِمَامُ يَعلَمُ مَتَي يَمُوتُ قَالَ نَعَم قُلتُ حَيثُ مَا بَعَثَ إِلَيهِ يَحيَي بنُ خَالِدٍ بِرُطَبٍ وَ رَيحَانٍ مَسمُومَينِ عَلِمَ بِهِ قَالَ نَعَم قُلتُ فَأَكَلَهُ وَ هُوَ يَعلَمُ فَيَكُونُ مُعِيناً عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ لَا يَعلَمُ قَبلَ ذَلِكَ لِيَتَقَدّمَ فِيمَا يَحتَاجُ إِلَيهِ فَإِذَا جَاءَ الوَقتُ أَلقَي اللّهُ عَلَي قَلبِهِ النّسيَانَ ليِقَضيِ‌َ فِيهِ الحُكمَ

بيان ماذكر في هذين الخبرين أحد الوجوه في الجمع بين مادل علي علمهم بما يئول إليه أمرهم وبالأسباب التي‌ يترتب عليها هلاكهم مع تعرضهم لها و بين عدم جواز إلقاء النفس إلي التهلكة ويمكن أن يقال مع قطع النظر عن الخبر أن التحرز عن أمثال تلك الأمور إنما يكون فيمن لم يعلم جميع أسباب التقادير الحتمية و إلافيلزم أن لايجري‌ عليهم شيء من التقديرات المكروهة و هذامما لا يكون . والحاصل أنّ أحكامهم الشرعية منوطة بالعلوم الظاهرة لابالعلوم الإلهامية و كما أن أحوالهم في كثير من الأمور مباينة لأحوالنا فكذا تكاليفهم مغايرة لتكاليفنا علي أنه يمكن أن يقال لعلهم علموا أنهم لو لم يفعلوا ذلك لأهلكوهم بوجه أشنع من ذلك فاختاروا أيسر الأمرين والعلم بعصمتهم وجلالتهم وكون جميع أفعالهم جارية علي قانون الحق والصواب كاف لعدم التعرض لبيان الحكمة في خصوصيات أحوالهم لأولي‌ الألباب و قدمر بعض الكلام في ذلك في باب شهادة أمير المؤمنين و باب شهادة الحسن و باب شهادة الحسين صلوات الله عليهم أجمعين


صفحه : 237

44- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الموُسوَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن يَحيَي بنِ القَاسِمِ الحَذّاءِ وَ غَيرِهِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن دَاوُدَ بنِ زرُبيِ‌ّ قَالَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ العَبدُ الصّالِحُ ع وَ هُوَ فِي الحَبسِ فَقَالَ ائتِ هَذَا الرّجُلَ يعَنيِ‌ يَحيَي بنَ خَالِدٍ فَقُل لَهُ يَقُولُ لَكَ أَبُو فُلَانٍ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا صَنَعتَ أخَرجَتنَيِ‌ مِن بلِاَديِ‌ وَ فَرّقتَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عيِاَليِ‌ فَأَتَيتُهُ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ زُبَيدَةُ طَالِقٌ وَ عَلَيهِ أَغلَظُ الأَيمَانِ لَوَدِدتُ أَنّهُ غَرِمَ السّاعَةَ ألَفيَ‌ أَلفٍ وَ أَنتَ خَرَجتَ فَرَجَعتُ إِلَيهِ فَأَبلَغتُهُ فَقَالَ ارجِع إِلَيهِ فَقُل لَهُ يَقُولُ لَكَ وَ اللّهِ لتَخُرجِنَنّيِ‌ أَو لَأَخرُجَنّ

45- شا،[الإرشاد] قُبِضَ الكَاظِمُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِبَغدَادَ فِي حَبسِ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ لِسِتّ خَلَونَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ يَومَئِذٍ خَمسٌ وَ خَمسُونَ سَنَةً وَ كَانَت مُدّةُ خِلَافَتِهِ وَ مُقَامِهِ فِي الإِمَامَةِ بَعدَ أَبِيهِ ع خَمساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً

46-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو الأَزهَرِ نَاصِحُ بنُ عُلَيّةَ البرُجمُيِ‌ّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّهُ جمَعَنَيِ‌ مَسجِدٌ بِإِزَاءِ دَارِ السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ وَ ابنَ السّكّيتِ فَتَفَاوَضنَا فِي العَرَبِيّةِ وَ مَعَنَا رَجُلٌ لَا نَعرِفُهُ فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ أَنتُم إِلَي إِقَامَةِ دِينِكُم أَحوَجُ مِنكُم إِلَي إِقَامَةِ أَلسِنَتِكُم وَ سَاقَ الكَلَامَ إِلَي إِمَامِ الوَقتِ وَ قَالَ لَيسَ بَينَكُم وَ بَينَهُ غَيرُ هَذَا الجِدَارِ قُلنَا تعَنيِ‌ هَذَا المَحبُوسَ مُوسَي قَالَ نَعَم قُلنَا سَتَرنَا عَلَيكَ فَقُم مِن عِندِنَا خِيفَةَ أَن يَرَاكَ أَحَدٌ جَلِيسَنَا فَنُؤخَذَ بِكَ قَالَ وَ اللّهِ لَا يَفعَلُونَ ذَلِكَ أَبَداً وَ اللّهِ مَا قُلتُ لَكُم إِلّا بِأَمرِهِ وَ إِنّهُ لَيَرَانَا وَ يَسمَعُ كَلَامَنَا وَ لَو شَاءَ أَن يَكُونَ ثَالِثَنَا لَكَانَ قُلنَا فَقَد شِئنَا فَادعُهُ إِلَينَا فَإِذَا قَد أَقبَلَ رَجُلٌ مِن بَابِ المَسجِدِ دَاخِلًا كَادَت لِرُؤيَتِهِ العُقُولُ أَن تَذهَلَ فَعَلِمنَا أَنّهُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع ثُمّ قَالَ أَنَا هَذَا الرّجُلُ وَ تَرَكَنَا وَ خَرَجنَا مِنَ المَسجِدِ مُبَادِراً


صفحه : 238

فَسَمِعنَا وَجِيباً شَدِيداً وَ إِذَا السنّديِ‌ّ بنُ شَاهَكَ يَعدُو دَاخِلًا إِلَي المَسجِدِ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَقُلنَا كَانَ مَعَنَا رَجُلٌ فَدَعَانَا إِلَي كَذَا وَ كَذَا وَ دَخَلَ هَذَا الرّجُلُ المصُلَيّ‌ وَ خَرَجَ ذَاكَ الرّجُلُ وَ لَم نَرَهُ فَأَمَرَ بِنَا فَأَمسَكنَا ثُمّ تَقَدّمَ إِلَي مُوسَي وَ هُوَ قَائِمٌ فِي المِحرَابِ فَأَتَاهُ مِن قِبَلِ وَجهِهِ وَ نَحنُ نَسمَعُ فَقَالَ يَا وَيحَكَ كَم تَخرُجُ بِسِحرِكَ هَذَا وَ حِيلَتِكَ مِن وَرَاءِ الأَبوَابِ وَ الأَغلَاقِ وَ الأَقفَالِ وَ أَرُدّكَ فَلَو كُنتَ هَرَبتَ كَانَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن وُقُوفِكَ هَاهُنَا أَ تُرِيدُ يَا مُوسَي أَن يقَتلُنَيِ‌ الخَلِيفَةُ قَالَ فَقَالَ مُوسَي وَ نَحنُ وَ اللّهِ نَسمَعُ كَلَامَهُ كَيفَ أَهرُبُ وَ لِلّهِ فِي أَيدِيكُم مَوقِتٌ لِي يَسُوقُ إِلَيهَا أَقدَارَهُ وَ كرَاَمتَيِ‌ عَلَي أَيدِيكُم فِي كَلَامٍ لَهُ قَالَ فَأَخَذَ السنّديِ‌ّ بِيَدِهِ وَ مَشَي ثُمّ قَالَ لِلقَومِ دَعُوا هَذَينِ وَ اخرُجُوا إِلَي الطّرِيقِ فَامنَعُوا أَحَداً يَمُرّ مِنَ النّاسِ حَتّي أَتِمّ أَنَا وَ هَذَا إِلَي الدّارِ

وَ فِي كِتَابِ الأَنوَارِ، قَالَ العاَمرِيِ‌ّ إِنّ هَارُونَ الرّشِيدَ أَنفَذَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ جَارِيَةً خَصِيفَةً لَهَا جَمَالٌ وَ وَضَاءَةٌ لِتَخدُمَهُ فِي السّجنِ فَقَالَ قُل لَهُبَل أَنتُم بِهَدِيّتِكُم تَفرَحُونَ لَا حَاجَةَ لِي فِي هَذِهِ وَ لَا فِي أَمثَالِهَا قَالَ فَاستَطَارَ هَارُونُ غَضَباً وَ قَالَ ارجِع إِلَيهِ وَ قُل لَهُ لَيسَ بِرِضَاكَ حَبَسنَاكَ وَ لَا بِرِضَاكَ أَخَذنَاكَ وَ اترُكِ الجَارِيَةَ عِندَهُ وَ انصَرِف قَالَ فَمَضَي وَ رَجَعَ ثُمّ قَامَ هَارُونُ عَن مَجلِسِهِ وَ أَنفَذَ الخَادِمَ إِلَيهِ لِيَستَفحِصَ عَن حَالِهَا فَرَآهَا سَاجِدَةً لِرَبّهَا لَا تَرفَعُ رَأسَهَا تَقُولُ قُدّوسٌ سُبحَانَكَ سُبحَانَكَ فَقَالَ هَارُونُ سَحَرَهَا وَ اللّهِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ بِسِحرِهِ عَلَيّ بِهَا فأَتُيِ‌َ بِهَا وَ هيِ‌َ تَرعُدُ شَاخِصَةً نَحوَ السّمَاءِ بَصَرَهَا فَقَالَ مَا شَأنُكِ قَالَت شأَنيِ‌َ الشّأنُ البَدِيعُ إنِيّ‌ كُنتُ عِندَهُ وَاقِفَةً وَ هُوَ قَائِمٌ يصُلَيّ‌ لَيلَهُ وَ نَهَارَهُ فَلَمّا انصَرَفَ عَن صَلَاتِهِ بِوَجهِهِ وَ هُوَ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُقَدّسُهُ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ هَل لَكَ حَاجَةٌ أُعطِيكَهَا قَالَ وَ مَا حاَجتَيِ‌ إِلَيكِ قُلتُ إنِيّ‌ أُدخِلتُ عَلَيكَ لِحَوَائِجِكَ قَالَ فَمَا بَالُ هَؤُلَاءِ قَالَت فَالتَفَتّ فَإِذَا رَوضَةٌ


صفحه : 239

مُزهِرَةٌ لَا أَبلُغُ آخِرَهَا مِن أَوّلِهَا بنِظَرَيِ‌ وَ لَا أَوّلَهَا مِن آخِرِهَا فِيهَا مَجَالِسُ مَفرُوشَةٌ باِلوشَي‌ِ وَ الدّيبَاجِ وَ عَلَيهَا وُصَفَاءُ وَ وَصَائِفُ لَم أَرَ مِثلَ وُجُوهِهِم حَسَناً وَ لَا مِثلَ لِبَاسِهِم لِبَاساً عَلَيهِمُ الحَرِيرُ الأَخضَرُ وَ الأَكَالِيلُ وَ الدّرّ وَ اليَاقُوتُ وَ فِي أَيدِيهِمُ الأَبَارِيقُ وَ المَنَادِيلُ وَ مِن كُلّ الطّعَامِ فَخَرَرتُ سَاجِدَةً حَتّي أقَاَمنَيِ‌ هَذَا الخَادِمُ فَرَأَيتُ نفَسيِ‌ حَيثُ كُنتُ قَالَ فَقَالَ هَارُونُ يَا خَبِيثَةُ لَعَلّكِ سَجَدتِ فَنِمتِ فَرَأَيتِ هَذَا فِي مَنَامِكِ قَالَت لَا وَ اللّهِ يَا سيَدّيِ‌ إِلّا قَبلَ سجُوُديِ‌ رَأَيتُ فَسَجَدتُ مِن أَجلِ ذَلِكَ فَقَالَ الرّشِيدُ اقبِض هَذِهِ الخَبِيثَةَ إِلَيكَ فَلَا يَسمَعَ هَذَا مِنهَا أَحَدٌ فَأَقبَلَت فِي الصّلَاةِ فَإِذَا قِيلَ لَهَا فِي ذَلِكَ قَالَت هَكَذَا رَأَيتُ العَبدَ الصّالِحَ ع فَسُئِلَت عَن قَولِهَا قَالَت إنِيّ‌ لَمّا عَايَنتُ مِنَ الأَمرِ ناَدتَنيِ‌ الجوَاَريِ‌ يَا فُلَانَةُ ابعدُيِ‌ عَنِ العَبدِ الصّالِحِ حَتّي نَدخُلَ عَلَيهِ فَنَحنُ لَهُ دُونَكِ فَمَا زَالَت كَذَلِكَ حَتّي مَاتَت وَ ذَلِكَ قَبلَ مَوتِ مُوسَي بِأَيّامٍ يَسِيرَةٍ

47- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ وَفَاتُهُ فِي مَسجِدِ هَارُونَ الرّشِيدِ وَ هُوَ المَعرُوفُ بِمَسجِدِ المُسَيّبِ وَ هُوَ فِي الجَانِبِ الغرَبيِ‌ّ بَابِ الكُوفَةِ لِأَنّهُ نُقِلَ إِلَيهِ مِن دَارٍ تُعرَفُ بِدَارِ عَمرَوَيهِ وَ كَانَ بَينَ وَفَاةِ مُوسَي ع إِلَي وَقتِ حَرَقِ مَقَابِرِ قُرَيشٍ مِائَتَانِ وَ سِتّونَ سَنَةً

48-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ القمُيّ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ بَعضُ المَشَايِخِ وَ لَم يَذكُرِ اسمَهُ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَجاَءنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرٍ يسَألَنُيِ‌ أَن أَسأَلَ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع أَن يَأذَنَ لَهُ فِي الخُرُوجِ إِلَي العِرَاقِ وَ أَن يَرضَي عَنهُ وَ يُوصِيَهُ بِوَصِيّةٍ قَالَ فَتَجَنّبَ حَتّي دَخَلَ المُتَوَضّأَ وَ خَرَجَ وَ هُوَ وَقتٌ كَانَ يَتَهَيّأُ لِي أَن أَخلُوَ بِهِ وَ أُكَلّمَهُ قَالَ فَلَمّا خَرَجَ قُلتُ لَهُ إِنّ ابنَ أَخِيكَ مُحَمّدَ بنَ إِسمَاعِيلَ يَسأَلُكَ أَن تَأذَنَ لَهُ فِي الخُرُوجِ إِلَي العِرَاقِ وَ أَن تُوصِيَهُ فَأَذِنَ لَهُ ع


صفحه : 240

فَلَمّا رَجَعَ إِلَي مَجلِسِهِ قَامَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ وَ قَالَ يَا عَمّ أُحِبّ أَن توُصيِنَيِ‌ فَقَالَ أُوصِيكَ أَن تتَقّيِ‌َ اللّهَ فِي دمَيِ‌ فَقَالَ لَعَنَ اللّهُ مَن يَسعَي فِي دَمِكَ ثُمّ قَالَ يَا عَمّ أوَصنِيِ‌ فَقَالَ أُوصِيكَ أَن تتَقّيِ‌َ اللّهَ فِي دمَيِ‌ قَالَ ثُمّ نَاوَلَهُ أَبُو الحَسَنِ ع صُرّةً فِيهَا مِائَةٌ وَ خَمسُونَ دِينَاراً فَقَبَضَهَا مُحَمّدٌ ثُمّ نَاوَلَهُ أُخرَي فِيهَا مِائَةٌ وَ خَمسُونَ دِينَاراً فَقَبَضَهَا ثُمّ أَعطَاهُ صُرّةً أُخرَي فِيهَا مِائَةٌ وَ خَمسُونَ دِينَاراً فَقَبَضَهَا ثُمّ أَمَرَ لَهُ بِأَلفٍ وَ خَمسِمِائَةِ دِرهَمٍ كَانَت عِندَهُ فَقُلتُ لَهُ فِي ذَلِكَ وَ لَاستَكثَرتَهُ فَقَالَ هَذَا لِيَكُونَ أَوكَدَ لحِجُتّيِ‌ إِذَا قطَعَنَيِ‌ وَ وَصَلتُهُ قَالَ فَخَرَجَ إِلَي العِرَاقِ فَلَمّا وَرَدَ حَضرَةَ هَارُونَ أَتَي بَابَ هَارُونَ بِثِيَابِ طَرِيقِهِ قَبلَ أَن يَنزِلَ وَ استَأذَنَ عَلَي هَارُونَ وَ قَالَ لِلحَاجِبِ قُل لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِنّ مُحَمّدَ بنَ إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ بِالبَابِ فَقَالَ الحَاجِبُ انزِل أَوّلًا وَ غَيّر ثِيَابَ طَرِيقِكَ وَ عُد لِأُدخِلَكَ إِلَيهِ بِغَيرِ إِذنٍ فَقَد نَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي هَذَا الوَقتِ فَقَالَ أَعلِم أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أنَيّ‌ حَضَرتُ وَ لَم تَأذَن لِي فَدَخَلَ الحَاجِبُ وَ أَعلَمَ هَارُونَ قَولَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ فَأَمَرَ بِدُخُولِهِ فَدَخَلَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ خَلِيفَتَانِ فِي الأَرضِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ بِالمَدِينَةِ يُجبَي لَهُ الخَرَاجُ وَ أَنتَ بِالعِرَاقِ يُجبَي لَكَ الخَرَاجُ فَقَالَ وَ اللّهِ فَقَالَ وَ اللّهِ قَالَ فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَلَمّا قَبَضَهَا وَ حُمِلَ إِلَي مَنزِلِهِ أَخَذَتهُ الرّيحَةُ فِي جَوفِ لَيلَتِهِ فَمَاتَ وَ حُوّلَ مِنَ الغَدِ المَالُ ألّذِي حُمِلَ إِلَيهِ

بيان روي في الكافي‌ قريبا من ذلك عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسي عن موسي بن القاسم عن علي بن جعفر و فيه فرماه الله بالذبحة وهي‌ كهمزة وعنبة وكسرة وصبرة وجع في الحلق أودم يخنق فيقتل ثم إن في بعض الروايات محمد بن إسماعيل و في بعضها علي بن إسماعيل ويمكن أن يكون فعل كل منهما مانسب إليه وسيأتي‌ ذمهما في باب أحوال عشائره ع


صفحه : 241

49-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ الفاَرسِيِ‌ّ عَن أَبِي القَاسِمِ الحلُيَسيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ هوذَا عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفِ بنِ نَاصِحٍ فَقَالَ قَد جِئتُكَ بِحَدِيثِ مَن يَأتِيكَ حدَثّنَيِ‌ فُلَانٌ وَ نسَيِ‌َ الحلُيَسيِ‌ّ اسمَهُ عَن بَشّارٍ مَولَي السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ قَالَ كُنتُ مِن أَشَدّ النّاسِ بُغضاً لِآلِ أَبِي طَالِبٍ فدَعَاَنيِ‌ السنّديِ‌ّ بنُ شَاهَكَ يَوماً فَقَالَ لِي يَا بَشّارُ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَئتَمِنَكَ عَلَي مَا ائتمَنَنَيِ‌ عَلَيهِ هَارُونُ قُلتُ إِذَن لَا أبُقيِ‌ فِيهِ غَايَةً فَقَالَ هَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَد دَفَعَهُ إلِيَ‌ّ وَ قَد وَكّلتُكَ بِحِفظِهِ فَجَعَلَهُ فِي دَارٍ دُونَ حَرَمِهِ وَ وكَلّنَيِ‌ عَلَيهِ فَكُنتُ أُقفِلُ عَلَيهِ عِدّةَ أَقفَالٍ فَإِذَا مَضَيتُ فِي حَاجَةٍ وَكّلتُ امرأَتَيِ‌ بِالبَابِ فَلَا تُفَارِقُهُ حَتّي أَرجِعَ قَالَ بَشّارٌ فَحَوّلَ اللّهُ مَا كَانَ فِي قلَبيِ‌ مِنَ البُغضِ حُبّاً قَالَ فدَعَاَنيِ‌ ع يَوماً فَقَالَ يَا بَشّارُ امضِ إِلَي سِجنِ القَنطَرَةِ فَادعُ لِي هِندَ بنَ الحَجّاجِ وَ قُل لَهُ أَبُو الحَسَنِ يَأمُرُكَ بِالمَصِيرِ إِلَيهِ فَإِنّهُ سَيَنهَرُكَ وَ يَصِيحُ عَلَيكَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقُل لَهُ أَنَا قَد قُلتُ لَكَ وَ أَبلَغتُ رِسَالَتَهُ فَإِن شِئتَ فَافعَل مَا أمَرَنَيِ‌ وَ إِن شِئتَ فَلَا تَفعَل وَ اترُكهُ وَ انصَرِف قَالَ فَفَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ‌ وَ أَقفَلتُ الأَبوَابَ كَمَا كُنتُ أُقفِلُ وَ أَقعَدتُ امرأَتَيِ‌ عَلَي البَابِ وَ قُلتُ لَهَا لَا تبَرحَيِ‌ حَتّي آتِيَكِ وَ قَصَدتُ إِلَي سِجنِ القَنطَرَةِ فَدَخَلتُ إِلَي هِندِ بنِ الحَجّاجِ فَقُلتُ أَبُو الحَسَنِ يَأمُرُكَ بِالمَصِيرِ إِلَيهِ قَالَ فَصَاحَ عَلَيّ وَ انتهَرَنَيِ‌ فَقُلتُ لَهُ أَنَا قَد أَبلَغتُكَ وَ قُلتُ لَكَ فَإِن شِئتَ فَافعَل وَ إِن شِئتَ فَلَا تَفعَل وَ انصَرَفتُ وَ تَرَكتُهُ وَ جِئتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَوَجَدتُ امرأَتَيِ‌ قَاعِدَةً عَلَي البَابِ وَ الأَبوَابُ مُغلَقَةٌ فَلَم أَزَل أَفتَحُ وَاحِداً وَاحِداً مِنهَا حَتّي انتَهَيتُ إِلَيهِ فَوَجَدتُهُ وَ أَعلَمتُهُ الخَبَرَ فَقَالَ نَعَم قَد جاَءنَيِ‌ وَ انصَرَفَ فَخَرَجتُ إِلَي امرأَتَيِ‌ فَقُلتُ لَهَا جَاءَ أَحَدٌ بعَديِ‌ فَدَخَلَ هَذَا البَابَ فَقَالَت لَا وَ اللّهِ مَا فَارَقتُ البَابَ وَ لَا فَتَحتُ الأَقفَالَ حَتّي جِئتَ

قَالَ وَ رَوَي لِي عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الأنَباَريِ‌ّ أَخُو صَندَلٍ قَالَ بلَغَنَيِ‌ مِن جِهَةٍ أُخرَي أَنّهُ لَمّا صَارَ إِلَيهِ هِندُ بنُ الحَجّاجِ قَالَ لَهُ العَبدُ الصّالِحُ ع عِندَ انصِرَافِهِ إِن شِئتَ رَجَعتَ إِلَي مَوضِعِكَ وَ لَكَ الجَنّةُ وَ إِن شِئتَ انصَرَفتَ إِلَي مَنزِلِكَ فَقَالَ


صفحه : 242

أَرجِعُ إِلَي موَضعِيِ‌ إِلَي السّجنِ رَحِمَهُ اللّهُ

قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ الصيّمرَي‌ّ أَنّ هِندَ بنَ الحَجّاجِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ كَانَ مِن أَهلِ الصّيمَرَةِ وَ إِنّ قِصَرَهُ لَبَيّنٌ

بيان قوله بحديث من يأتيك أي بحديث تخبر به كل من يأتيك أوبحديث من يأتي‌ ذكره و هوالكاظم ع

50- كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ فِي كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ بِخَطّهِ حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَاوُسٍ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّ يَحيَي بنَ خَالِدٍ سَمّ أَبَاكَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ نَعَم سَمّهُ فِي ثَلَاثِينَ رُطَبَةً قُلتُ لَهُ فَمَا كَانَ يَعلَمُ أَنّهَا مَسمُومَةٌ قَالَ غَابَ عَنهُ المُحَدّثُ قُلتُ وَ مَنِ المُحَدّثُ قَالَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ ع وَ لَيسَ كُلّ مَا طُلِبَ وُجِدَ ثُمّ قَالَ إِنّكَ سَتُعَمّرُ فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ

51-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَنصُورٍ عَن عَلِيّ بنِ سُوَيدٍ قَالَكَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع وَ هُوَ فِي الحَبسِ كِتَاباً أَسأَلُهُ عَن حَالِهِ وَ عَن مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ فَاحتَبَسَ الجَوَابُ عَلَيّ ثُمّ أجَاَبنَيِ‌ بِجَوَابٍ هَذِهِ نُسخَتُهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحَمدُ لِلّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ ألّذِي بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ أَبصَرَ قُلُوبَ المُؤمِنِينَ وَ بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ عَادَاهُ الجَاهِلُونَ وَ بِعَظَمَتِهِ وَ نُورِهِ ابتَغَي مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ مَن فِي الأَرضِ إِلَيهِ الوَسِيلَةَ بِالأَعمَالِ المُختَلِفَةِ وَ الأَديَانِ المُتَضَادّةِ فَمُصِيبٌ وَ مُخطِئٌ وَ ضَالّ وَ مُهتَدٍ وَ سَمِيعٌ وَ أَصَمّ وَ بَصِيرٌ وَ أَعمَي حَيرَانُ فَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي عَرّفَ وَ وَصَفَ دِينَهُ مُحَمّداًص أَمّا بَعدُ فَإِنّكَ امرُؤٌ أَنزَلَكَ اللّهُ مِن آلِ مُحَمّدٍ بِمَنزِلَةٍ خَاصّةٍ وَ حَفِظَ مَوَدّةَ مَا استَرعَاكَ مِن دِينِهِ وَ مَا أَلهَمَكَ مِن رُشدِكَ وَ بَصّرَكَ مِن أَمرِ دِينِكَ وَ بِتَفضِيلِكَ إِيّاهُم وَ بِرَدّكَ الأُمُورَ إِلَيهِم كَتَبتَ تسَألَنُيِ‌ عَن أُمُورٍ كُنتُ مِنهَا فِي تَقِيّةٍ وَ مِن كِتمَانِهَا فِي


صفحه : 243

سَعَةٍ فَلَمّا انقَضَي سُلطَانُ الجَبَابِرَةِ وَ جَاءَ سُلطَانُ ذيِ‌ السّلطَانِ العَظِيمِ بِفِرَاقِ الدّنيَا المَذمُومَةِ إِلَي أَهلِهَا العُتَاةِ عَلَي خَالِقِهِم رَأَيتُ أَن أُفَسّرَ لَكَ مَا سأَلَتنَيِ‌ عَنهُ مَخَافَةَ أَن يَدخُلَ الحَيرَةُ عَلَي ضُعَفَاءِ شِيعَتِنَا مِن قِبَلِ جَهَالَتِهِم فَاتّقِ اللّهَ جَلّ ذِكرُهُ وَ خُصّ بِذَلِكَ الأَمرِ أَهلَهُ وَ احذَر أَن تَكُونَ سَبَبَ بَلِيّةِ الأَوصِيَاءِ أَو حَارِشاً عَلَيهِم بِإِفشَاءِ مَا استَودَعتُكَ وَ إِظهَارِ مَا استَكتَمتُكَ وَ لَن تَفعَلَ إِن شَاءَ اللّهُ إِنّ أَوّلَ مَا أنُهيِ‌ إِلَيكَ أنَيّ‌ أَنعَي إِلَيكَ نفَسيِ‌ فِي ليَاَليِ‌ّ هَذِهِ غَيرَ جَازِعٍ وَ لَا نَادِمٍ وَ لَا شَاكّ فِيمَا هُوَ كَائِنٌ مِمّا قَد قَضَي اللّهُ جَلّ وَ عَزّ وَ حَتَمَ فَاستَمسِك بِعُروَةِ الدّينِ آلِ مُحَمّدٍ وَ العُروَةِ الوُثقَي الوصَيِ‌ّ بَعدَ الوصَيِ‌ّ وَ المُسَالَمَةِ لَهُم وَ الرّضَا بِمَا قَالُوا وَ لَا تَلتَمِس دِينَ مَن لَيسَ مِن شِيعَتِكَ وَ لَا تُحِبّنّ دِينَهُم فَإِنّهُمُ الخَائِنُونَ الّذِينَ خَانُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ خَانُوا أَمَانَاتِهِم وَ تدَريِ‌ مَا خَانُوا أَمَانَاتِهِم ائتُمِنُوا عَلَي كِتَابِ اللّهِ فَحَرّفُوهُ وَ بَدّلُوهُ وَ دُلّوا عَلَي وُلَاةِ الأَمرِ مِنهُم فَانصَرَفُوا عَنهُم فَأَذَاقَهُمُاللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَ الخَوفِ بِما كانُوا يَصنَعُونَ وَ سَأَلتُ عَن رَجُلَينِ اغتَصَبَا رَجُلًا مَالًا كَانَ يُنفِقُهُ عَلَي الفُقَرَاءِ وَ المَسَاكِينِ وَ أَبنَاءِ السّبِيلِ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَلَمّا اغتَصَبَاهُ ذَلِكَ لَم يَرضَيَا حَيثُ غَصَبَاهُ حَتّي حَمّلَاهُ إِيّاهُ كُرهاً فَوقَ رَقَبَتِهِ إِلَي مَنزِلِهِمَا فَلَمّا أَحرَزَاهُ تَوَلّيَا إِنفَاقَهُ أَ يَبلُغَانِ بِذَلِكَ كُفراً فلَعَمَريِ‌ لَقَد نَافَقَا قَبلَ ذَلِكَ وَ رَدّا عَلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ كَلَامَهُ وَ هَزَءَا بِرَسُولِهِص وَ هُمَا الكَافِرَانِ عَلَيهِمَالَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ وَ اللّهِ مَا دَخَلَ قَلبَ أَحَدٍ مِنهُمَا شَيءٌ مِنَ الإِيمَانِ مُنذُ خُرُوجِهِمَا مِن حَالَتَيهِمَا وَ مَا ازدَادَا إِلّا شَكّاً كَانَا خَدّاعَينِ مُرتَابَينِ مُنَافِقَينِ حَتّي تَوَفّتهُمَا مَلَائِكَةُ العَذَابِ إِلَي مَحَلّ الخزِي‌ِ فِي دَارِ المُقَامِ وَ سَأَلتَ عَمّن حَضَرَ ذَلِكَ الرّجُلَ وَ هُوَ يُغصَبُ مَالُهُ وَ يُوضَعُ عَلَي رَقَبَتِهِ مِنهُم عَارِفٌ وَ مُنكِرٌ فَأُولَئِكَ أَهلُ الرّدّةِ الأُولَي وَ مَن هَذِهِ الأُمّةِ فَعَلَيهِملَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ


صفحه : 244

وَ سَأَلتَ عَن مَبلَغِ عِلمِنَا وَ هُوَ عَلَي ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ مَاضٍ وَ غَابِرٍ وَ حَادِثٍ فَأَمّا الماَضيِ‌ فَمُفَسّرٌ وَ أَمّا الغَابِرُ فَمَكتُوبٌ وَ أَمّا الحَادِثُ فَقَذفٌ فِي القُلُوبِ وَ نَقرٌ فِي الأَسمَاعِ وَ هُوَ أَفضَلُ عِلمِنَا وَ لَا نبَيِ‌ّ بَعدَ نَبِيّنَا مُحَمّدٍص وَ سَأَلتَ عَن أُمّهَاتِ أَولَادِهِم فَهُنّ عَوَاهِرُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ نِكَاحٌ بِغَيرِ ولَيِ‌ّ وَ طَلَاقٌ لِغَيرِ عِدّةٍ وَ أَمّا مَن دَخَلَ فِي دَعوَتِنَا فَقَد هَدَمَ إِيمَانُهُ ضَلَالَهُ وَ يَقِينُهُ شَكّهُ وَ سَأَلتَ عَنِ الزّكَاةِ فِيهِم فَمَا كَانَ مِنَ الزّكَوَاتِ فَأَنتُم أَحَقّ بِهِ لِأَنّا قَد أَحلَلنَا ذَلِكَ لَكُم مَن كَانَ مِنكُم وَ أَينَ كَانَ وَ سَأَلتَ عَنِ الضّعَفَاءِ فَالضّعِيفُ مَن لَم تُرفَع إِلَيهِ حُجّةٌ وَ لَم يَعرِفِ الِاختِلَافَ فَإِذَا عَرَفَ الِاختِلَافَ فَلَيسَ بِضَعِيفٍ وَ سَأَلتَ عَنِ الشّهَادَاتِ لَهُم فَأَقِمِ الشّهَادَةَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَو عَلَي نَفسِكَأَوِ الوالِدَينِ وَ الأَقرَبِينَفِيمَا بَينَكَ وَ بَينَهُم فَإِن خِفتَ عَلَي أَخِيكَ ضَيماً فَلَا وَ ادعُ إِلَي شَرَائِطِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ بِمَعرِفَتِنَا مَن رَجَوتَ إِجَابَتَهُ وَ لَا تَحضُر حِصنَ زِنًا وَ وَالِ آلَ مُحَمّدٍ وَ لَا تَقُل لِمَا بَلَغَكَ عَنّا وَ نُسِبَ إِلَينَا هَذَا بَاطِلٌ وَ إِن كُنتَ تَعرِفُ مِنّا خِلَافَهُ فَإِنّكَ لَا تدَريِ‌ لِمَا قُلنَاهُ وَ عَلَي أَيّ وَجهٍ وَصَفنَاهُ آمِن بِمَا أُخبِرُكَ وَ لَا تُفشِ مَا استَكتَمنَاكَ مِن خَبَرِكَ إِنّ مِن وَاجِبِ حَقّ أَخِيكَ أَن لَا تَكتُمَهُ شَيئاً تَنفَعُهُ بِهِ لِأَمرِ دُنيَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ لَا تَحقِدَ عَلَيهِ وَ إِن أَسَاءَ وَ أَجِب دَعوَتَهُ إِذَا دَعَاكَ وَ لَا تُخَلّ بَينَهُ وَ بَينَ عَدُوّهِ مِنَ النّاسِ وَ إِن كَانَ أَقرَبَ إِلَيهِ مِنكَ وَ عُدهُ فِي مَرَضِهِ لَيسَ مِن أَخلَاقِ المُؤمِنِينَ الغِشّ وَ لَا الأَذَي وَ لَا الخِيَانَةُ وَ لَا الكِبرُ وَ لَا الخَنَا وَ لَا الفُحشُ وَ لَا الأَمرُ بِهِ فَإِذَا رَأَيتَ المُشَوّهَ الأعَراَبيِ‌ّ فِي جَحفَلٍ جَرّارٍ فَانتَظِر فَرَجَكَ وَ لِشِيعَتِكَ المُؤمِنِينَ فَإِذَا انكَسَفَتِ الشّمسُ فَارفَع بَصَرَكَ إِلَي السّمَاءِ وَ انظُر مَا فَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالمُجرِمِينَ فَقَد فَسّرتُ لَكَ جُمَلًا جُمَلًا وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الأَخيَارِ


صفحه : 245

بيان الخبر مفسر في كتاب الروضة من هذاالكتاب و في شرح روضة الكافي‌

52-مهج ،[مهج الدعوات ]بِإِسنَادٍ صَحِيحٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَالِكٍ الخزُاَعيِ‌ّ قَالَدعَاَنيِ‌ هَارُونُ الرّشِيدُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ كَيفَ أَنتَ وَ مَوضِعُ السّرّ مِنكَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَنَا إِلّا عَبدٌ مِن عَبِيدِكَ فَقَالَ امضِ إِلَي تِلكَ الحُجرَةِ وَ خُذ مَن فِيهَا وَ احتَفِظ بِهِ إِلَي أَن أَسأَلَكَ عَنهُ قَالَ فَدَخَلتُ فَوَجَدتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فَلَمّا رآَنيِ‌ سَلّمتُ عَلَيهِ وَ حَمَلتُهُ عَلَي داَبتّيِ‌ إِلَي منَزلِيِ‌ فَأَدخَلتُهُ داَريِ‌ وَ جَعَلتُهُ مَعَ حرَمَيِ‌ وَ قَفّلتُ عَلَيهِ وَ المِفتَاحُ معَيِ‌ وَ كُنتُ أَتَوَلّي خِدمَتَهُ وَ مَضَتِ الأَيّامُ فَلَم أَشعُر إِلّا بِرَسُولِ الرّشِيدِ يَقُولُ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَنَهَضتُ وَ دَخَلتُ عَلَيهِ وَ هُوَ جَالِسٌ وَ عَن يَمِينِهِ فِرَاشٌ وَ عَن يَسَارِهِ فِرَاشٌ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَلَم يَرُدّ غَيرَ أَنّهُ قَالَ مَا فَعَلتَ بِالوَدِيعَةِ فكَأَنَيّ‌ لَم أَفهَم مَا قَالَ فَقَالَ مَا فَعَلَ صَاحِبُكَ فَقُلتُ صَالِحٌ فَقَالَ امضِ إِلَيهِ وَ ادفَع إِلَيهِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرهَمٍ وَ اصرِفهُ إِلَي مَنزِلِهِ وَ أَهلِهِ فَقُمتُ وَ هَمَمتُ بِالِانصِرَافِ فَقَالَ لِي أَ تدَريِ‌ مَا السّبَبُ فِي ذَلِكَ وَ مَا هُوَ قُلتُ لَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ نِمتُ عَلَي الفِرَاشِ ألّذِي عَن يمَيِنيِ‌ فَرَأَيتُ فِي منَاَميِ‌ قَائِلًا يَقُولُ لِي يَا هَارُونُ أَطلِق مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَانتَبَهتُ فَقُلتُ لَعَلّهَا لِمَا فِي نفَسيِ‌ مِنهُ فَقُمتُ إِلَي هَذَا الفِرَاشِ الآخَرِ فَرَأَيتُ ذَلِكَ الشّخصَ بِعَينِهِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا هَارُونُ أَمَرتُكَ أَن تُطلِقَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ فَلَم تَفعَل فَانتَبَهتُ وَ تَعَوّذتُ مِنَ الشّيطَانِ ثُمّ قُمتُ إِلَي هَذَا الفِرَاشِ ألّذِي أَنَا عَلَيهِ وَ إِذَا بِذَلِكَ الشّخصِ بِعَينِهِ وَ بِيَدِهِ حَربَةٌ كَانَ أَوّلُهَا بِالمَشرِقِ وَ آخِرُهَا بِالمَغرِبِ وَ قَد أَومَأَ إلِيَ‌ّ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللّهِ يَا هَارُونُ لَئِن لَم تُطلِق مُوسَي بنَ جَعفَرٍ لَأَضَعَنّ هَذِهِ الحَربَةَ فِي صَدرِكَ وَ أُطلِعُهَا مِن ظَهرِكَ فَأَرسَلتُ إِلَيكَ فَامضِ فِيمَا أَمَرتُكَ بِهِ وَ لَا تُظهِرهُ إِلَي أَحَدٍ فَأَقتُلَكَ فَانظُر لِنَفسِكَ قَالَ فَرَجَعتُ إِلَي منَزلِيِ‌ وَ فَتَحتُ الحُجرَةَ وَ دَخَلتُ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَوَجَدتُهُ قَد نَامَ فِي سُجُودِهِ فَجَلَستُ حَتّي استَيقَظَ وَ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ افعَل مَا أُمِرتَ بِهِ فَقُلتُ لَهُ يَا موَلاَي‌َ سَأَلتُكَ بِاللّهِ وَ بِحَقّ جَدّكَ رَسُولِ اللّهِ هَل دَعَوتَ اللّهَ


صفحه : 246

عَزّ وَ جَلّ فِي يَومِكَ هَذَا بِالفَرَجِ فَقَالَ أَجَل إنِيّ‌ صَلّيتُ المَفرُوضَةَ وَ سَجَدتُ وَ غَفَوتُ فِي سجُوُديِ‌ فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا مُوسَي أَ تُحِبّ أَن تُطلَقَ فَقُلتُ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ ادعُ بِهَذِهِ الدّعَاءِ ثُمّ ذَكَرَ الدّعَاءَ فَلَقَد دَعَوتُ بِهِ وَ رَسُولُ اللّهُ يُلَقّنّيهِ حَتّي سَمِعتُكَ فَقُلتُ قَدِ استَجَابَ اللّهُ فِيكَ ثُمّ قُلتُ لَهُ مَا أمَرَنَيِ‌ بِهِ الرّشِيدُ وَ أَعطَيتُهُ ذَلِكَ

53-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُسَافِرٍ قَالَأَمَرَ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع حِينَ أُخرِجَ بِهِ أَبَا الحَسَنِ أَن يَنَامَ عَلَي بَابِهِ فِي كُلّ لَيلَةٍ أَبَداً مَا كَانَ حَيّاً إِلَي أَن يَأتِيَهُ خَبَرُهُ قَالَ فَكُنّا فِي كُلّ لَيلَةٍ نَفرُشُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ فِي الدّهلِيزِ ثُمّ يأَتيِ‌ بَعدَ العِشَاءِ فَيَنَامُ فَإِذَا أَصبَحَ انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ قَالَ فَمَكَثَ عَلَي هَذِهِ الحَالِ أَربَعَ سِنِينَ فَلَمّا كَانَ لَيلَةٌ مِنَ الليّاَليِ‌ أَبطَأَ عَنّا وَ فُرِشَ لَهُ فَلَم يَأتِ كَمَا كَانَ يأَتيِ‌ فَاستَوحَشَ العِيَالُ وَ ذُعِرُوا وَ دَخَلَنَا أَمرٌ عَظِيمٌ مِن إِبطَائِهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَي الدّارَ وَ دَخَلَ إِلَي العِيَالِ وَ قَصَدَ إِلَي أُمّ أَحمَدَ فَقَالَ لَهَا هاَتيِ‌ ألّذِي أَودَعَكِ أَبِي فَصَرَخَت وَ لَطَمَت وَجهَهَا وَ شَقّت جَيبَهَا وَ قَالَت مَاتَ وَ اللّهِ سيَدّيِ‌ فَكَفّهَا وَ قَالَ لَهَا لَا تكَلَمّيِ‌ بشِيَ‌ءٍ وَ لَا تُظهِرِيهِ حَتّي يجَيِ‌ءَ الخَبَرُ إِلَي الواَليِ‌ فَأَخرَجَت إِلَيهِ سَفَطاً وَ ألَفيَ‌ دِينَارٍ أَو أَربَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ فَدَفَعَت ذَلِكَ أَجمَعَ إِلَيهِ دُونَ غَيرِهِ وَ قَالَت إِنّهُ قَالَ لِي فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ وَ كَانَت أَثِيرَةً عِندَهُ احتفَظِيِ‌ بِهَذِهِ الوَدِيعَةِ عِندَكِ لَا تطُلعِيِ‌ عَلَيهَا أَحَداً حَتّي أَمُوتَ فَإِذَا مَضَيتُ فَمَن أَتَاكِ مِن ولُديِ‌


صفحه : 247

فَطَلَبَهَا مِنكِ فَادفَعِيهَا إِلَيهِ وَ اعلمَيِ‌ أنَيّ‌ قَد مِتّ وَ قَد جاَءتَنيِ‌ وَ اللّهِ عَلَامَةُ سيَدّيِ‌ فَقَبَضَ ذَلِكَ مِنهَا وَ أَمَرَهُم بِالإِمسَاكِ جَمِيعاً إِلَي أَن وَرَدَ الخَبَرُ وَ انصَرَفَ فَلَم يَعُد بشِيَ‌ءٍ مِنَ المَبِيتِ كَمَا كَانَ يَفعَلُ فَمَا لَبِثنَا إِلّا أَيّاماً يَسِيرَةً حَتّي جَاءَتِ الخَرِيطَةُ بِنَعيِهِ فَعَدَدنَا الأَيّامَ وَ تَفَقّدنَا الوَقتَ فَإِذَا هُوَ قَد مَاتَ فِي الوَقتِ ألّذِي فَعَلَ أَبُو الحَسَنِ ع مَا فَعَلَ مِن تَخَلّفِهِ عَنِ المَبِيتِ وَ قَبضِهِ لِمَا قَبَضَ

54- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن يُونُسَ عَن طَلحَةَ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّ الإِمَامَ لَا يُغَسّلُهُ إِلّا الإِمَامُ فَقَالَ أَ مَا تَدرُونَ مَن حَضَرَ يُغَسّلُهُ قَد حَضَرَهُ خَيرٌ مِمّن غَابَ عَنهُ الّذِينَ حَضَرُوا يُوسُفَ فِي الجُبّ حِينَ غَابَ عَنهُ أَبَوَاهُ وَ أَهلُ بَيتِهِ

بيان ظاهره تقية إما من المخالفين بقرينة الراوي‌ أو من نواقص العقول من الشيعة وباطنه حق إذ كان ع حاضرا و هوخير ممن غاب وحضرت الملائكة أيضا

55- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع أخَبرِنيِ‌ عَنِ الإِمَامِ مَتَي يَعلَمُ أَنّهُ إِمَامٌ حِينَ يَبلُغُهُ أَنّ صَاحِبَهُ قَد مَضَي أَو حِينَ يمَضيِ‌ مِثلُ أَبِي الحَسَنِ ع قُبِضَ بِبَغدَادَ وَ أَنتَ هَاهُنَا قَالَ يَعلَمُ ذَلِكَ حِينَ يمَضيِ‌ صَاحِبُهُ قُلتُ بأِيَ‌ّ شَيءٍ قَالَ يُلهِمُهُ اللّهُ

56-عُيُونُ المُعجِزَاتِ، فِي كِتَابِ الوَصَايَا لأِبَيِ‌ الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الصيّمرَيِ‌ّ وَ روُيِ‌َ مِن جِهَاتٍ صَحِيحَةٍ أَنّ السنّديِ‌ّ بنَ شَاهَكَ حَضَرَ بَعدَ مَا كَانَ بَينَ يَدَيهِ السّمّ فِي الرّطَبِ وَ أَنّهُ ع أَكَلَ مِنهَا عَشرَ رُطَبَاتٍ فَقَالَ لَهُ السنّديِ‌ّ تَزدَادُ فَقَالَ ع لَهُ حَسبُكَ قَد بَلَغتَ مَا يُحتَاجُ إِلَيهِ فِيمَا أُمِرتَ بِهِ ثُمّ إِنّهُ أَحضَرَ القُضَاةَ


صفحه : 248

وَ العُدُولَ قَبلَ وَفَاتِهِ بِأَيّامٍ وَ أَخرَجَهُ إِلَيهِم وَ قَالَ إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي فِي ضَنكٍ وَ ضُرّ وَ هَا هُوَ ذَا لَا عِلّةَ بِهِ وَ لَا مَرَضَ وَ لَا ضُرّ فَالتَفَتَ ع فَقَالَ لَهُم اشهَدُوا عَلَيّ أنَيّ‌ مَقتُولٌ بِالسّمّ مُنذُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ اشهَدُوا أنَيّ‌ صَحِيحُ الظّاهِرِ لكَنِيّ‌ مَسمُومٌ وَ سَأَحمَرّ فِي آخِرِ هَذَا اليَومِ حُمرَةً شَدِيدَةً مُنكَرَةً وَ أَصفَرّ غَداً صُفرَةً شَدِيدَةً وَ أَبيَضّ بَعدَ غَدٍ وَ أمَضيِ‌ إِلَي رَحمَةِ اللّهِ وَ رِضوَانِهِ فَمَضَي ع كَمَا قَالَ فِي آخِرِ اليَومِ الثّالِثِ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ كَانَ سِنّهُ ع أَربَعاً وَ خَمسِينَ سَنَةً أَقَامَ مِنهَا مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عِشرِينَ سَنَةً وَ مُنفَرِداً بِالإِمَامَةِ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً

57- عُمدَةُ الطّالِبِ، كَانَ مُوسَي الكَاظِمُ ع أَسوَدَ اللّونِ عَظِيمَ الفَضلِ رَابِطَ الجَأشِ وَاسِعَ العَطَاءِ وَ كَانَ يُضرَبُ المَثَلُ بصرار[بِصُرَرِ] مُوسَي وَ كَانَ أَهلُهُ يَقُولُونَ عَجَباً لِمَن جَاءَتهُ صُرّةُ مُوسَي فَشَكَا القِلّةَ قَبَضَ عَلَيهِ مُوسَي الهاَديِ‌ وَ حَبَسَهُ فَرَأَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فِي نَومِهِ يَقُولُ يَا مُوسَيفَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُمفَانتَبَهَ مِن نَومِهِ وَ قَد عَرَفَ أَنّهُ المُرَادُ فَأَمَرَ بِإِطلَاقِهِ ثُمّ تَنَكّرَ لَهُ مِن بَعدُ فَهَلَكَ قَبلَ أَن يُوصِلُ إِلَي الكَاظِمِ ع أَذًي وَ لَمّا ولَيِ‌َ هَارُونُ الرّشِيدُ الخِلَافَةَ أَكرَمَهُ وَ عَظّمَهُ ثُمّ قَبَضَ عَلَيهِ وَ حَبَسَهُ عِندَ الفَضلِ بنِ يَحيَي ثُمّ أَخرَجَهُ مِن عِندِهِ فَسَلّمَهُ إِلَي السنّديِ‌ّ بنِ شَاهَكَ وَ مَضَي الرّشِيدُ إِلَي الشّامِ فَأَمَرَ يَحيَي بنُ خَالِدٍ السنّديِ‌ّ بِقَتلِهِ فَقِيلَ إِنّهُ سُمّ وَ قِيلَ بَل لُفّ فِي بِسَاطٍ وَ غُمِزَ حَتّي مَاتَ ثُمّ أُخرِجَ لِلنّاسِ وَ عَمِلَ مَحضَراً بِأَنّهُ مَاتَ حَتفَ أَنفِهِ وَ تَرَكَهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ عَلَي الطّرِيقِ يأَتيِ‌ مَن يأَتيِ‌ فَيَنظُرُ إِلَيهِ ثُمّ يَكتُبُ فِي المَحضَرِ


صفحه : 249

أقول رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا روي‌ أن الرشيد لعنه الله لماأراد أن يقتل الإمام موسي بن جعفر ع عرض قتله علي سائر جنده وفرسانه فلم يقبله أحد منهم فأرسل إلي عماله في بلاد الأفرنج يقول لهم التمسوا لي قوما لايعرفون الله ورسوله فإني‌ أريد أن أستعين بهم علي أمر فأرسلوا إليه قوما لايعرفون من الإسلام و لا من لغة العرب شيئا وكانوا خمسين رجلا فلما دخلوا إليه أكرمهم وسألهم من ربكم و من نبيكم فقالوا لانعرف لنا ربا و لانبيا أبدا فأدخلهم البيت ألذي فيه الإمام ع ليقتلوه والرشيد ينظر إليهم من روزنة البيت فلما رأوه رموا أسلحتهم وارتعدت فرائصهم وخروا سجدا يبكون رحمة له فجعل الإمام يمر يده علي رءوسهم ويخاطبهم بلغتهم وهم يبكون فلما رأي الرشيد خشي‌ الفتنة وصاح بوزيره أخرجهم فخرجوا وهم يمشون القهقري إجلالا له وركبوا خيولهم ومضوا نحو بلادهم من غيراستئذان

58- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فَلَو لَا أَنّ اللّهَ يُدَافِعُ عَن أَولِيَائِهِ وَ يَنتَقِمُ لِأَولِيَائِهِ مِن أَعدَائِهِ أَ مَا رَأَيتَ مَا صَنَعَ اللّهُ بِآلِ بَرمَكَ وَ مَا انتَقَمَ اللّهُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع وَ قَد كَانَ بَنُو الأَشعَثِ عَلَي خَطَرٍ عَظِيمٍ فَدَفَعَ اللّهُ عَنهُم بِوَلَايَتِهِم لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع

بيان جزاء الشرط في قوله فلو لا أن الله محذوف أي لاستؤصلوا ونحوه


صفحه : 250

باب 01-رد مذهب الواقفية والسبب ألذي لأجله قيل بالوقف علي موسي ع

1- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] أَمّا ألّذِي يَدُلّ عَلَي فَسَادِ مَذهَبِ الوَاقِفَةِ الّذِينَ وَقَفُوا فِي إِمَامَةِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع وَ قَالُوا إِنّهُ المهَديِ‌ّ فَقَولُهُم بَاطِلٌ بِمَا ظَهَرَ مِن مَوتِهِ ع وَ اشتَهَرَ وَ استَفَاضَ كَمَا اشتَهَرَ مَوتُ أَبِيهِ وَ جَدّهِ وَ مَن تَقَدّمَهُ مِن آبَائِهِ ع وَ لَو شَكَكنَا لَم نَنفَصِل مِنَ النّاوُوسِيّةِ وَ الكِيسَانِيّةِ وَ الغُلَاةِ وَ المُفَوّضَةِ الّذِينَ خَالَفُوا فِي مَوتِ مَن تَقَدّمَ مِن آبَائِهِ ع عَلَي أَنّ مَوتَهُ اشتَهَرَ مَا لَم يَشتَهِر مَوتُ أَحَدٍ مِن آبَائِهِ ع لِأَنّهُ أَظهَرُ وَ أَحضَرُوا القُضَاةَ وَ الشّهُودَ وَ نوُديِ‌َ عَلَيهِ بِبَغدَادَ عَلَي الجِسرِ وَ قِيلَ هَذَا ألّذِي تَزعُمُ الرّافِضَةُ أَنّهُ حيَ‌ّ لَا يَمُوتُ مَاتَ حَتفَ أَنفِهِ وَ مَا جَرَي هَذَا المَجرَي لَا يُمكِنُ الخِلَافُ فِيهِ

أقول ثم نقل الأخبار الدالة علي وفاته ع علي مانقلنا عنه في باب شهادته ع . ثم قال فموته ع أشهر من أن يحتاج إلي ذكر الرواية به لأن المخالف في ذلك يدفع الضرورات والشك في ذلك يؤدي‌ إلي الشك في موت كل واحد من آبائه وغيرهم فلايوثق بموت أحد علي أن المشهور عنه ع أنه وصي إلي ابنه علي بن موسي ع وأسند إليه أمره بعدموته والأخبار بذلك أكثر


صفحه : 251

من أن تحصي نذكر منها طرفا و لو كان حيا باقيا لمااحتاج إليه .أقول ثم ذكر ماسنورده من النصوص علي الرضا ع ثم قال والأخبار في هذاالمعني أكثر من أن تحصي هي‌ موجودة في كتب الإمامية معروفة مشهورة من أرادها وقف عليها من هناك و في هذاالقدر هاهنا كفاية إن شاء الله تعالي . فإن قيل كيف تعولون علي هذه الأخبار وتدعون العلم بموته والواقفة تروي‌ أخبارا كثيرة يتضمن أنه لم يمت و أنه القائم المشار إليه هي‌ موجودة في كتبهم وكتب أصحابكم فكيف تجمعون بينها وكيف تدعون العلم بموته مع ذلك .قلنا لم نذكر هذه الأخبار إلا علي جهة الاستظهار والتبرع لالأنا احتجنا إليها في العلم بموته لأن العلم بموته حاصل لايشك فيه كالعلم بموت آبائه والمشكك في موته كالمشكك في موتهم وموت كل من علمنا بموته وإنما استظهرنا بإيراد هذه الأخبار تأكيدا لهذا العلم كمانروي‌ أخبارا كثيرة فيما نعلم بالعقل والشرع وظاهر القرآن والإجماع و غير ذلك فنذكر في ذلك أخبارا علي وجه التأكيد.فأما ماترويه الواقفة فكلها أخبار آحاد لايعضدها حجة و لايمكن ادعاء العلم بصحتها و مع هذافالرواة لها مطعون عليهم لايوثق بقولهم ورواياتهم و بعد هذاكله فهي‌ متأولة. ثم ذكر رحمه الله بعض أخبارهم الموضوعة وأولها و من أراد الاطلاع عليها فليراجع إلي كتابه . ثم قال و قدروي‌ السبب ألذي دعا قوما إلي القول بالوقف فروي الثقات أن أوّل من أظهر هذاالاعتقاد علي بن أبي حمزة البطائني‌ وزياد بن مروان القندي‌


صفحه : 252

وعثمان بن عيسي الرواسي‌ طمعوا في الدنيا ومالوا إلي حطامها واستمالوا قوما فبذلوا لهم شيئا مما اختانوه من الأموال نحو حمزة بن بزيع و ابن المكاري‌ وكرام الخثعمي‌ وأمثالهم فروي محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي العطار عن محمد بن أحمد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل عن يونس بن عبدالرحمن قال مات أبو ابراهيم ع و ليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير و كان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته طمعا في الأموال كان عندزياد بن مروان القندي‌ سبعون ألف دينار و عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار فلما رأيت ذلك وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا ماعلمت تكلمت ودعوت الناس إليه فبعثا إلي‌ وقالا مايدعوك إلي هذا إن كنت تريد المال فنحن نغنيك وضمنا لي عشرة آلاف دينار وقالا لي كف فأبيت و قلت لهما إِنّا رُوّينَا عَنِ الصّادِقِينَ ع أَنّهُم قَالُوا إِذَا ظَهَرَتِ البِدَعُ فَعَلَي العَالِمِ أَن يُظهِرَ عِلمَهُ فَإِن لَم يَفعَل سُلِبَ نُورَ الإِيمَانِ

و ماكنت لأدع الجهاد في أمر الله علي كل حال فناصباني‌ وأضمرا لي العداوة

2- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ مِثلَهُ

3- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ مِثلَهُ

4-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٍ مَعاً عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَمَضَي أَبُو اِبرَاهِيمَ وَ عِندَ زِيَادٍ القنَديِ‌ّ سَبعُونَ أَلفَ دِينَارٍ وَ عِندَ عُثمَانَ بنِ عِيسَي الروّاَسيِ‌ّ ثَلَاثُونَ أَلفَ دِينَارٍ وَ خَمسُ جَوَارٍ وَ مَسكَنُهُ بِمِصرَ فَبَعَثَ إِلَيهِم


صفحه : 253

أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع أَنِ احمِلُوا مَا قِبَلَكُم مِنَ المَالِ وَ مَا كَانَ اجتَمَعَ لأِبَيِ‌ عِندَكُم مِن أَثَاثٍ وَ جَوَارٍ فإَنِيّ‌ وَارِثُهُ وَ قَائِمٌ مَقَامَهُ وَ قَدِ اقتَسَمنَا مِيرَاثَهُ وَ لَا عُذرَ لَكُم فِي حَبسِ مَا قَدِ اجتَمَعَ لِي وَ لِوُرّاثِهِ قِبَلَكُم أَو كَلَامٌ يُشبِهُ هَذَا فَأَمّا ابنُ أَبِي حَمزَةَ فَإِنّهُ أَنكَرَهُ وَ لَم يَعتَرِف بِمَا عِندَهُ وَ كَذَلِكَ زِيَادٌ القنَديِ‌ّ وَ أَمّا عُثمَانُ بنُ عِيسَي فَإِنّهُ كَتَبَ إِلَيهِ أَنّ أَبَاكَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَم يَمُت وَ هُوَ حيَ‌ّ قَائِمٌ وَ مَن ذَكَرَ أَنّهُ مَاتَ فَهُوَ مُبطِلٌ وَ اعمَل عَلَي أَنّهُ قَد مَضَي كَمَا تَقُولُ فَلَم يأَمرُنيِ‌ بِدَفعِ شَيءٍ إِلَيكَ وَ أَمّا الجوَاَريِ‌ فَقَد أَعتَقتُهُنّ وَ تَزَوّجتُ بِهِنّ

5- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ قَالَ كَانَ أَحَدُ القُوّامِ عُثمَانَ بنَ عِيسَي وَ كَانَ يَكُونُ بِمِصرَ وَ كَانَ عِندَهُ مَالٌ كَثِيرٌ وَ سِتّ جوَاَريِ‌َ قَالَ فَبَعَثَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع فِيهِنّ وَ فِي المَالِ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَنّ أَبَاكَ لَم يَمُت قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَنّ أَبِي قَد مَاتَ وَ قَدِ اقتَسَمنَا مِيرَاثَهُ وَ قَد صَحّتِ الأَخبَارُ بِمَوتِهِ وَ احتَجّ عَلَيهِ فِيهِ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ إِن لَم يَكُن أَبُوكَ مَاتَ فَلَيسَ لَكَ مِن ذَلِكَ شَيءٌ وَ إِن كَانَ قَد مَاتَ عَلَي مَا تحَكيِ‌ فَلَم يأَمرُنيِ‌ بِدَفعِ شَيءٍ إِلَيكَ وَ قَد أَعتَقتُ الجوَاَريِ‌َ وَ تَزَوّجتُهُنّ

6- كش ،[رجال الكشي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ مِثلَهُ

قال الصدوق ره لم يكن موسي بن جعفر ع ممن يجمع المال ولكنه قدحصل في وقت الرشيد وكثر أعداؤه و لم يقدر علي تفريق ما كان يجتمع إلا علي القليل ممن يثق بهم في كتمان السر فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك وأراد أن لايحقق علي نفسه قول من كان يسعي به إلي الرشيد و يقول إنه تحمل إليه


صفحه : 254

الأموال وتعتقد له الإمامة ويحمل علي الخروج عليه و لو لا ذلك لفرق مااجتمع من هذه الأموال علي أنها لم تكن أموال الفقراء وإنما كانت أمواله يصل بهامواليه لتكون له إكراما منهم له وبرا منهم به ع .أقول قال الصدوق ره في كتاب عيون أخبار الرضا بعدذكر الأخبار الدالة علي وفاته ع مانقلنا عنه في باب شهادته إنما أوردت هذه الأخبار في هذاالكتاب ردا علي الواقفة علي موسي بن جعفر ع فإنهم يزعمون أنه حي‌ وينكرون إمامة الرضا وإمامة من بعده من الأئمة ع و في صحة وفاة موسي ع إبطال مذهبهم ولهم في هذه الأخبار كلام يقولون إن الصادق ع قال الإمام لايغسله إلاإمام فلو كان الرضا ع إماما لماذكرتم في هذه الأخبار أن موسي ع غسله غيره و لاحجة لهم علينا في ذلك لأن الصادق ع إنما نهي أن يغسل الإمام إلا من يكون إماما فإن دخل من يغسل الإمام في نهيه فغسله لم تبطل بذلك إمامة الإمام بعده و لم يقل ع إن الإمام لا يكون إلا ألذي يغسل من قبله من الأئمة ع فبطل تعلقهم علينا بذلك . علي أنا قدروينا في بعض هذه الأخبار أن الرضا ع غسل أباه موسي بن جعفر ع من حيث خفي‌ علي الحاضرين لغسله غير من اطلع عليه و لاتنكر الواقفة أن الإمام يجوز أن يطوي‌ الله له البعد حتي يقطع المسافة البعيدة في المدة اليسيرة

7-ك ،[إكمال الدين ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي عَن عَلِيّ بنِ رِبَاطٍ قَالَ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع إِنّ عِندَنَا رَجُلًا يَذكُرُ أَنّ أَبَاكَ ع حيَ‌ّ وَ أَنتَ تَعلَمُ مِن ذَلِكَ مَا يَعلَمُ فَقَالَ ع سُبحَانَ اللّهِ مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَمُت


صفحه : 255

مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع بَلَي وَ اللّهِ وَ اللّهِ لَقَد مَاتَ وَ قُسِمَت أَموَالُهُ وَ نُكِحَت جَوَارِيهِ

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن رَبِيعِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ كَانَ وَ اللّهِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع مِنَ المُتَوَسّمِينَ يَعلَمُ مَن يَقِفُ عَلَيهِ بَعدَ مَوتِهِ وَ يَجحَدُ الإِمَامَ بَعدَهُ إِمَامَتَهُ فَكَانَ يَكظِمُ غَيظَهُ عَلَيهِم وَ لَا يبُديِ‌ لَهُم مَا يَعرِفُهُ مِنهُم فسَمُيّ‌َ الكَاظِمُ لِذَلِكَ

9- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] عَلِيّ بنُ حبَشَيِ‌ّ بنِ قوُنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ قَالَ كُنتُ أَرَي عِندَ عمَيّ‌ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ شَيخاً مِن أَهلِ بَغدَادَ وَ كَانَ يُهَازِلُ عمَيّ‌ فَقَالَ لَهُ يَوماً لَيسَ فِي الدّنيَا شَرّ مِنكُم يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ أَو قَالَ الرّافِضَةُ فَقَالَ لَهُ عمَيّ‌ وَ لِمَ لَعَنَكَ اللّهُ قَالَ أَنَا زَوجُ بِنتِ أَحمَدَ بنِ بِشرٍ السّرّاجِ قَالَ لِي لَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ أَنّهُ كَانَ عنِديِ‌ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ وَدِيعَةً لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَدَفَعتُ ابنَهُ عَنهَا بَعدَ مَوتِهِ وَ شَهِدتُ أَنّهُ لَم يَمُت فَاللّهَ اللّهَ خلَصّوُنيِ‌ مِنَ النّارِ وَ سَلّمُوهَا إِلَي الرّضَا ع فَوَ اللّهِ مَا أَخرَجنَا حَبّةً وَ لَقَد تَرَكنَاهُ يَصلَي فِي نَارِ جَهَنّمَ قَالَ الشّيخُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ إِذَا كَانَ أَصلُ هَذَا المَذهَبِ أَمثَالَ هَؤُلَاءِ كَيفَ يُوثَقُ بِرِوَايَاتِهِم أَو يُعَوّلُ عَلَيهَا وَ أَمّا مَا روُيِ‌َ مِنَ الطّعنِ عَلَي رُوَاةِ الوَاقِفَةِ فَأَكثَرُ مِن أَن يُحصَي وَ هُوَ مَوجُودٌ فِي كُتُبِ أَصحَابِنَا نَحنُ نَذكُرُ طَرَفاً مِنهُ

رَوَي الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الخَشّابِ عَن أَبِي دَاوُدَ قَالَكُنتُ أَنَا وَ عُيَينَةُ بَيّاعُ القَصَبِ عِندَ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِ‌ّ وَ كَانَ رَئِيسَ الوَاقِفَةِ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع إِنّمَا أَنتَ وَ أَصحَابُكَ يَا عَلِيّ أَشبَاهُ الحَمِيرِ فَقَالَ لِي عُيَينَةُ أَ سَمِعتَ قُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ لَقَد سَمِعتُ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أَنقُلُ إِلَيهِ قدَمَيِ‌ مَا


صفحه : 256

حَيِيتُ

وَ رَوَي ابنُ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ وَ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ جَمِيعاً قَالَا قَالَ لَنَا عُثمَانُ بنُ عِيسَي الروّاَسيِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ زِيَادٌ القنَديِ‌ّ وَ ابنُ مُسكَانَ قَالَا كُنّا عِندَ أَبِي اِبرَاهِيمَ ع إِذ قَالَ يَدخُلُ عَلَيكُمُ السّاعَةَ خَيرُ أَهلِ الأَرضِ فَدَخَلَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع وَ هُوَ صبَيِ‌ّ فَقُلنَا خَيرُ أَهلِ الأَرضِ ثُمّ دَنَا فَضَمّهُ إِلَيهِ فَقَبّلَهُ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ تدَريِ‌ مَا قَالَ ذَانِ قَالَ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ هَذَانِ يَشُكّانِ فِيّ قَالَ عَلِيّ بنُ أَسبَاطٍ فَحَدّثتُ بِهَذَا الحَدِيثِ الحَسَنَ بنَ مَحبُوبٍ فَقَالَ بَتَرَ الحَدِيثَ لَا وَ لَكِن حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ رِئَابٍ أَنّ أَبَا اِبرَاهِيمَ قَالَ لَهُمَا إِن جَحَدتُمَاهُ حَقّهُ أَو خُنتُمَاهُ فَعَلَيكُمَالَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ يَا زِيَادُ وَ لَا تَنجُبُ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ أَبَداً قَالَ عَلِيّ بنُ رِئَابٍ فَلَقِيتُ زِيَادَ القنَديِ‌ّ فَقُلتُ لَهُ بلَغَنَيِ‌ أَنّ أَبَا اِبرَاهِيمَ قَالَ لَكَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ أَحسَبُكَ قَد خُولِطتَ فَمَرّ وَ ترَكَنَيِ‌ فَلَم أُكَلّمهُ وَ لَا مَرَرتُ بِهِ قَالَ الحَسَنُ بنُ مَحبُوبٍ فَلَم نَزَلَ نَتَوَقّعُ لِزِيَادٍ دَعوَةَ أَبِي اِبرَاهِيمَ ع حَتّي ظَهَرَ مِنهُ أَيّامَ الرّضَا ع مَا ظَهَرَ وَ مَاتَ زِندِيقاً

بيان بتر الحديث أي جعله أبتر وترك آخره ثم ذكر ماحذفه الراوي‌

10-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ يَحيَي بنِ أَبِي البِلَادِ قَالَ قَالَ الرّضَا ع مَا فَعَلَ الشقّيِ‌ّ حَمزَةُ بنُ بَزِيعٍ قُلتُ هُوَ ذَا هُوَ قَد قَدِمَ فَقَالَ يَزعُمُ أَنّ أَبِي حيَ‌ّ هُمُ اليَومَ شُكّاكٌ وَ لَا يَمُوتُونَ غَداً إِلّا عَلَي الزّندَقَةِ قَالَ صَفوَانُ فَقُلتُ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ نفَسيِ‌ شُكّاكٌ قَد عَرَفتُهُم فَكَيفَ يَمُوتُونَ عَلَي الزّندَقَةِ فَمَا لَبِثنَا إِلّا قَلِيلًا حَتّي بَلَغَنَا عَن رَجُلٍ


صفحه : 257

مِنهُم أَنّهُ قَالَ عِندَ مَوتِهِ هُوَ كَافِرٌ بِرَبّ أَمَاتَهُ قَالَ صَفوَانُ فَقُلتُ هَذَا تَصدِيقُ الحَدِيثِ

بيان الضمير في قوله أماته راجع إلي الكاظم ع

11- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] وَ رَوَي أَبُو عَلِيّ مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن عَلِيّ بنِ رَبَاحٍ قَالَ قُلتُ لِلقَاسِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ القرُشَيِ‌ّ وَ كَانَ مَمطُوراً أَيّ شَيءٍ سَمِعتَ مِن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ مَا سَمِعتُ مِنهُ إِلّا حَدِيثاً وَاحِداً قَالَ ابنُ رَبَاحٍ ثُمّ أَخرَجَ بَعدَ ذَلِكَ حَدِيثاً كَثِيراً فَرَوَاهُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ ابنُ رَبَاحٍ وَ سَأَلتُ القَاسِمَ هَذَا كَم سَمِعتَ مِن حَنَانٍ فَقَالَ أَربَعَةَ أَحَادِيثَ أَو خَمسَةً قَالَ ثُمّ أَخرَجَ بَعدَ ذَلِكَ حَدِيثاً كَثِيراً فَرَوَاهُ عَنهُ

وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ فِي ابنِ أَبِي حَمزَةَ أَ لَيسَ هُوَ ألّذِي يرَويِ‌ أَنّ رَأسَ المهَديِ‌ّ يُهدَي إِلَي عِيسَي بنِ مُوسَي وَ هُوَ صَاحِبُ السفّياَنيِ‌ّ وَ قَالَ إِنّ أَبَا اِبرَاهِيمَ يَعُودُ إِلَي ثَمَانِيَةِ أَشهُرٍ فَمَا استَبَانَ لَهُم كَذِبُهُ

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ ذُكِرَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ عِندَ الرّضَا ع فَلَعَنَهُ ثُمّ قَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي حَمزَةَ أَرَادَ أَن لَا يُعبَدَ اللّهُ فِي سَمَائِهِ وَ أَرضِهِ فَأَبَي اللّهُإِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ...وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وَ لَو كَرِهَ اللّعِينُ المُشرِكُ قُلتُ المُشرِكُ قَالَ نَعَم وَ اللّهِ رَغِمَ أَنفُهُ كَذَلِكَ هُوَ فِي كِتَابِ اللّهِيُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ قَد جَرَت فِيهِ وَ فِي أَمثَالِهِ أَنّهُ أَرَادَ أَن يُطفِئَ نُورَ اللّهِ

بيان والطعون علي هذه الطائفة أكثر من أن تحصي لانطول بذكرها الكتاب فكيف يوثق بروايات هؤلاء القوم و هذه أحوالهم وأقوال السلف الصالح فيهم و لو لامعاندة من تعلق بهذه الأخبار التي‌ ذكروها لما كان ينبغي‌ أن يصغي إلي من يذكرها


صفحه : 258

لأنا قدبينا من النصوص علي الرضا ع ما فيه كفاية ويبطل قولهم ويبطل ذلك أيضا ماظهر من المعجزات علي يد الرضا الدالة علي صحته إمامته وهي‌ مذكورة في الكتب ولأجلها رجع جماعة من القول بالوقف مثل عبدالرحمن بن الحجاج ورفاعة بن موسي ويونس يعقوب وجميل بن دراج وحماد بن


صفحه : 259

عيسي وغيرهم وهؤلاء من أصحاب أبيه الذين شكوا فيه ثم رجعوا وكذلك من كان في عصره مثل أحمد بن محمد بن أبي نصر و الحسن بن علي الوشاء وغيرهم ممن قال في الوقف فالتزموا الحجة وقالوا بإمامته وإمامة من بعده


صفحه : 260

من ولده

12- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِيسَي الخَرّاطِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ قَالَ أَتَيتُ الرّضَا ع وَ هُوَ بِقَنطَرَةِ إِبرِيقٍ فَسَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ جَلَستُ وَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ أُنَاساً يَزعُمُونَ أَنّ أَبَاكَ ع حيَ‌ّ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ لَو كَانَ حَيّاً مَا قُسِمَ مِيرَاثُهُ وَ لَا نُكِحَ نِسَاؤُهُ وَ لَكِنّهُ وَ اللّهِ ذَاقَ المَوتَ كَمَا ذَاقَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَقُلتُ لَهُ مَا تأَمرُنُيِ‌ قَالَ عَلَيكَ باِبنيِ‌ مُحَمّدٍ مِن بعَديِ‌ وَ أَمّا أَنَا فإَنِيّ‌ ذَاهِبٌ فِي وَجهٍ لَا أَرجِعُ بُورِكَ قَبرٌ بِطُوسَ وَ قَبرَانِ بِبَغدَادَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ عَرَفنَا وَاحِداً فَمَا الثاّنيِ‌ قَالَ سَتَعرِفُونَهُ ثُمّ قَالَ ع قبَريِ‌ وَ قَبرُ هَارُونَ هَكَذَا وَ ضَمّ إِصبَعَيهِ

13-كش ،[رجال الكشي‌]خَلَفُ بنُ حَمّادٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي طَلحَةَ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُ وَ اللّهِ مَا يَلِجُ فِي صدَريِ‌ مِن أَمرِكَ شَيءٌ إِلّا حَدِيثاً سَمِعتُهُ مِن ذَرِيحٍ يَروِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لِي وَ مَا هُوَ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ سَابِعُنَا قَائِمُنَا إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ صَدَقتَ وَ صَدَقَ ذَرِيحٌ وَ صَدَقَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَازدَدتُ وَ اللّهِ شَكّاً ثُمّ قَالَ لِي يَا دَاوُدَ بنَ أَبِي كَلدَةَ


صفحه : 261

أَمَا وَ اللّهِ لَو لَا أَنّ مُوسَي قَالَ لِلعَالِمِستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً مَا سَأَلَهُ عَن شَيءٍ وَ كَذَلِكَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَو لَا أَن قَالَ إِن شَاءَ اللّهُ لَكَانَ كَمَا قَالَ فَقَطَعتُ عَلَيهِ

14- كش ،[رجال الكشي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ خَلّفتُ ابنَ أَبِي حَمزَةَ وَ ابنَ مِهرَانَ وَ ابنَ أَبِي سَعِيدٍ أَشَدّ أَهلِ الدّنيَا عَدَاوَةً لِلّهِ تَعَالَي قَالَ فَقَالَ لِي مَا ضَرّكَ مَن ضَلّ إِذَا اهتَدَيتَ إِنّهُم كَذّبُوا رَسُولَ اللّهِص وَ كَذّبُوا فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ كَذّبُوا جَعفَراً وَ مُوسَي ع وَ لِي بآِباَئيِ‌ أُسوَةٌ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّا نرَويِ‌ أَنّكَ قُلتَ لِابنِ مِهرَانَ أَذهَبَ اللّهُ نُورَ قَلبِكَ وَ أَدخَلَ الفَقرَ بَيتَكَ فَقَالَ كَيفَ حَالُهُ وَ حَالُ بِرّهِ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ أَشَدّ حَالٍ هُم مَكرُوبُونَ بِبَغدَادَ لَم يَقدِرِ الحُسَينُ أَن يَخرُجَ إِلَي العُمرَةِ فَسَكَتَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي ابنِ أَبِي حَمزَةَ أَ مَا استَبَانَ لَكُم كَذِبُهُ أَ لَيسَ هُوَ ألّذِي رَوَي أَنّ رَأسَ المهَديِ‌ّ يُهدَي إِلَي عِيسَي بنِ مُوسَي وَ هُوَ صَاحِبُ السفّياَنيِ‌ّ وَ قَالَ إِنّ أَبَا الحَسَنِ ع يَعُودُ إِلَي ثَمَانِيَةِ أَشهُرٍ

15-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن دَاوُدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ قَالَوَقَفَ عَلِيّ أَبُو الحَسَنِ فِي بنَيِ‌ زُرَيقٍ فَقَالَ لِي وَ هُوَ رَافِعٌ صَوتَهُ يَا أَحمَدُ قُلتُ لَبّيكَ قَالَ إِنّهُ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص جَهَدَ النّاسُ فِي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِ فَأَبَي اللّهُإِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُبِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو الحَسَنِ ع جَهَدَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ وَ أَصحَابُهُ فِي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِ فَأَبَي اللّهُإِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ إِنّ أَهلَ الحَقّ إِذَا دَخَلَ عَلَيهِم دَاخِلٌ سُرّوا بِهِ وَ إِذَا خَرَجَ عَنهُم خَارِجٌ لَم يَجزَعُوا عَلَيهِ وَ


صفحه : 262

ذَلِكَ أَنّهُم عَلَي يَقِينٍ مِن أَمرِهِم وَ إِنّ أَهلَ البَاطِلِ إِذَا دَخَلَ فِيهِم دَاخِلٌ سُرّوا بِهِ وَ إِذَا خَرَجَ عَنهُم خَارِجٌ جَزِعُوا عَلَيهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُم عَلَي شَكّ مِن أَمرِهِم إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ يَقُولُفَمُستَقَرّ وَ مُستَودَعٌ قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع المُستَقَرّ الثّابِتُ وَ المُستَودَعُ المُعَارُ

16- كش ،[رجال الكشي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّ أَبِي أخَبرَنَيِ‌ أَنّهُ دَخَلَ عَلَي أَبِيكَ فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ أَحتَجّ عَلَيكَ عِندَ الجَبّارِ أَنّكَ أمَرَتنَيِ‌ بِتَركِ عَبدِ اللّهِ وَ أَنّكَ قُلتَ أَنَا إِمَامٌ فَقَالَ نَعَم فَمَا كَانَ مِن إِثمٍ ففَيِ‌ عنُقُيِ‌ فَقَالَ وَ إنِيّ‌ أَحتَجّ عَلَيكَ بِمِثلِ حُجّةِ أَبِي عَلَي أَبِيكَ فَإِنّكَ أخَبرَتنَيِ‌ أَنّ أَبَاكَ قَد مَضَي وَ أَنّكَ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ مِن بَعدِهِ فَقَالَ نَعَم فَقُلتُ لَهُ إنِيّ‌ لَم أَخرُج مِن مَكّةَ حَتّي كَادَ يَتَبَيّنُ لِيَ الأَمرُ وَ ذَلِكَ أَنّ فُلَاناً أقَرأَنَيِ‌ كِتَابَكَ يَذكُرُ أَنّ تَرِكَةَ صَاحِبِنَا عِندَكَ فَقَالَ صَدَقتَ وَ صَدَقَ أَمَا وَ اللّهِ مَا فَعَلتُ ذَلِكَ حَتّي لَم أَجِد بُدّاً وَ لَقَد قُلتُهُ عَلَي مِثلِ جَدعِ أنَفيِ‌ وَ لكَنِيّ‌ خِفتُ الضّلَالَ وَ الفُرقَةَ

بيان تركة صاحبنا أي ماتركه علي ع من علامات الإمامة كالسلاح والجفر و غير ذلك ويحتمل القائم ع علي الإضافة إلي المفعول قوله ع علي مثل جدع أنفي‌ الجدع قطع الأنف أي كان يشق ذكر ذلك علي كجدع الأنف للتقية ولكن قلته لئلا يضلوا

17-كش ،[رجال الكشي‌]خَلَفُ بنُ حَمّادٍ عَن سَهلٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ بَشّارٍ قَالَ لَمّا مَاتَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع خَرَجتُ إِلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي ع غَيرَ مُؤمِنٌ بِمَوتِ مُوسَي وَ لَا مُقِرّاً بِإِمَامَةِ عَلِيّ ع إِلّا أَنّ فِي نفَسيِ‌ أَن أَسأَلَهُ وَ أُصَدّقَهُ فَلَمّا صِرتُ إِلَي المَدِينَةِ انتَهَيتُ إِلَيهِ وَ هُوَ بِالصّؤَارِ فَاستَأذَنتُ عَلَيهِ وَ دَخَلتُ فأَدَناَنيِ‌ وَ ألَطفَنَيِ‌ وَ أَرَدتُ أَن


صفحه : 263

أَسأَلَهُ عَن أَبِيهِ ع فبَاَدرَنَيِ‌ فَقَالَ لِي يَا حُسَينُ إِن أَرَدتَ أَن يَنظُرَ اللّهُ إِلَيكَ مِن غَيرِ حِجَابٍ وَ تَنظُرَ إِلَي اللّهِ مِن غَيرِ حِجَابٍ فَوَالِ آلَ مُحَمّدٍ وَ وَالِ ولَيِ‌ّ الأَمرِ مِنهُم قَالَ قُلتُ أَنظُرُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ قَالَ حُسَينٌ فَجَزَمتُ عَلَي مَوتِ أَبِيهِ وَ إِمَامَتِهِ ثُمّ قَالَ لِي مَا أَرَدتُ أَن آذَنَ لَكَ لِشِدّةِ الأَمرِ وَ ضِيقِهِ وَ لكَنِيّ‌ عَلِمتُ الأَمرَ ألّذِي أَنتَ عَلَيهِ ثُمّ سَكَتَ قَلِيلًا ثُمّ قَالَ خَبّرتُ بِأَمرِكَ قَالَ قُلتُ لَهُ أَجَل

بيان قدمر تأويل النظر إلي الله تعالي في كتاب التوحيد

18- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ البرَاَثيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ فَارِسٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُبدُوسٍ الخلَنَجيِ‌ّ أَو غَيرِهِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الزبّيَريِ‌ّ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَسأَلُهُ عَنِ الوَاقِفَةِ فَكَتَبَ الوَاقِفُ حَائِدٌ عَنِ الحَقّ وَ مُقِيمٌ عَلَي سَيّئَةٍ إِن مَاتَ بِهَا كَانَت جَهَنّمُ مَأوَاهُوَ بِئسَ المَصِيرُ

جَعفَرُ بنُ مَعرُوفٍ عَن سَهلِ بنِ بَحرٍ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ رَفَعَهُ عَنِ الرّضَا ع قَالَ سُئِلَ عَنِ الوَاقِفَةِ فَقَالَ يَعِيشُونَ حَيَارَي وَ يَمُوتُونَ زَنَادِقَةً

19- كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ بِخَطّ جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ فِي كِتَابِهِ حدَثّنَيِ‌ سَهلُ بنُ زِيَادٍ الآدمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الرّبِيعِ الأَقرَعِ عَن جَعفَرِ بنِ بَكرٍ عَن يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع أعُطيِ‌ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّ أَبَاكَ حيَ‌ّ مِنَ الزّكَاةِ شَيئاً قَالَ لَا تُعطِهِم فَإِنّهُم كُفّارٌ مُشرِكُونَ زَنَادِقَةٌ

20-كش ،[رجال الكشي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ سَمِعنَاهُ يَقُولُيَعِيشُونَ شُكّاكاً وَ يَمُوتُونَ زَنَادِقَةً قَالَ فَقَالَ بَعضُنَا أَمّا الشّكّاكَ فَقَد عَلِمنَا فَكَيفَ يَمُوتُونَ زَنَادِقَةً قَالَ فَقَالَ حَضَرتُ رَجُلًا مِنهُم وَ قَدِ احتُضِرَ قَالَ فَسَمِعتُهُ


صفحه : 264

يَقُولُ هُوَ كَافِرٌ إِن مَاتَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع قَالَ فَقُلتُ هُوَ هَذَا

21- كش ،[رجال الكشي‌] أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بنُ حَمّادٍ الكشَيّ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ طَلحَةَ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ مَا تَقُولُ النّاسُ فِي هَذِهِ الآيَةِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فأَيَ‌ّ آيَةٍ قَالَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ قالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌ غُلّت أَيدِيهِم وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَل يَداهُ مَبسُوطَتانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشاءُ قُلتُ اختَلَفُوا فِيهَا قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع وَ لكَنِيّ‌ أَقُولُ نَزَلَت فِي الوَاقِفَةِ إِنّهُم قَالُوا لَا إِمَامَ بَعدَ مُوسَي فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِمبَل يَداهُ مَبسُوطَتانِ وَ اليَدُ هُوَ الإِمَامُ فِي بَاطِنِ الكِتَابِ وَ إِنّمَا عَنَي بِقَولِهِم لَا إِمَامَ بَعدَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ

22- كش ،[رجال الكشي‌]خَلَفٌ عَنِ الحَسَنِ بنِ طَلحَةَ المرَوزَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ يَا مُحَمّدَ بنَ عَاصِمٍ بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ تُجَالِسُ الوَاقِفَةَ قُلتُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ أُجَالِسُهُم وَ أَنَا مُخَالِفٌ لَهُم قَالَ لَا تُجَالِسهُم فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ قَد نَزّلَ عَلَيكُم فِي الكِتابِ أَن إِذا سَمِعتُم آياتِ اللّهِ يُكفَرُ بِها وَ يُستَهزَأُ بِها فَلا تَقعُدُوا مَعَهُم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ إِنّكُم إِذاً مِثلُهُميعَنيِ‌ بِالآيَاتِ الأَوصِيَاءَ الّذِينَ كَفَرُوا بِهَا الوَاقِفَةُ

23-كش ،[رجال الكشي‌]خَلَفٌ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن سُلَيمَانَ بنِ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ ع بِالمَدِينَةِ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ المَدِينَةِ فَسَأَلَهُ عَنِ الوَاقِفَةِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع مَلعُونِينَ أَينَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتّلُوا تَقتِيلًا سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبدِيلًا وَ اللّهِ إِنّ اللّهَ لَا يُبَدّلُهَا


صفحه : 265

حَتّي يُقتَلُوا عَن آخِرِهِم

بيان لعل المراد قتلهم في الرجعة

24- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ الفاَرسِيِ‌ّ عَن عُبدُوسٍ الكوُفيِ‌ّ عَن حَمدَوَيهِ عَمّن حَدّثَهُ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ بِذَلِكَ إِسمَاعِيلُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ سَلّامٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ عِيصٍ قَالَ دَخَلتُ مَعَ خاَليِ‌ سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ مَن هَذَا الغُلَامُ فَقَالَ ابنُ أخُتيِ‌ فَقَالَ هَل يَعرِفُ هَذَا الأَمرَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يَخلُقهُ شَيطَاناً ثُمّ قَالَ يَا سُلَيمَانُ عَوّذ بِاللّهِ وُلدَكَ مِن فِتنَةِ شِيعَتِنَا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا تِلكَ الفِتنَةُ قَالَ إِنكَارُهُمُ الأَئِمّةَ ع وَ وُقُوفُهُم عَلَي ابنيِ‌ مُوسَي قَالَ يُنكِرُونَ مَوتَهُ وَ يَزعُمُونَ أَن لَا إِمَامَ بَعدَهُ أُولَئِكَ شَرّ الخَلقِ

25- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع جُعِلتُ فِدَاكَ قَومٌ قَد وَقَفُوا عَلَي أَبِيكَ يَزعُمُونَ أَنّهُ لَم يَمُت قَالَ كَذَبُوا وَ هُم كُفّارٌ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ عَلَي مُحَمّدٍص وَ لَو كَانَ اللّهُ يَمُدّ فِي أَجَلِ أَحَدٍ مِن بنَيِ‌ آدَمَ لِحَاجَةِ الخَلقِ إِلَيهِ لَمَدّ اللّهُ فِي أَجَلِ رَسُولِ اللّهِص

بيان لعلهم كانوا يستدلون علي عدم موته ع بحاجة الخلق إليه فأجابهم بالنقض برسول الله ص فلاينافي‌ المد في أجل القائم ع لمصالح أخر أو يكون المراد المد بعدحضور الأجل المقدر

26-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ الفاَرسِيِ‌ّ عَن مَيمُونٍ النّحّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع مَا حَالُ قَومٍ وَقَفُوا عَلَي أَبِيكَ مُوسَي ع قَالَ لَعَنَهُمُ اللّهُ مَا أَشَدّ كَذِبَهُم أَمَا إِنّهُم يَزعُمُونَ أنَيّ‌ عَقِيمٌ وَ يُنكِرُونَ مَن يلَيِ‌ هَذَا


صفحه : 266

الأَمرَ مِن ولُديِ‌

27- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن عَمّهِ عَن جَدّهِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فحَدَثّنَيِ‌ مَلِيّاً فِي فَضَائِلِ الشّيعَةِ ثُمّ قَالَ إِنّ مِنَ الشّيعَةِ بَعدَنَا مَن هُم شَرّ مِنَ النّصّابِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ لَيسَ يَنتَحِلُونَ حُبّكُم وَ يَتَوَلّونَكُم وَ يَتَبَرّءُونَ مِن عَدُوّكُم قَالَ نَعَم قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ بَيّن لَنَا نَعرِفهُم فَلَسنَا مِنهُم قَالَ كَلّا يَا عُمَرُ مَا أَنتَ مِنهُم إِنّمَا هُم قَومٌ يُفتَنُونَ بِزَيدٍ وَ يُفتَنُونَ بِمُوسَي

البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ البجَلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ رَجُلٌ أَتَي أخَيِ‌ ع فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَن صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ فَقَالَ أَمَا إِنّهُم يُفتَنُونَ بَعدَ موَتيِ‌ فَيَقُولُونَ هُوَ القَائِمُ وَ مَا القَائِمُ إِلّا بعَديِ‌ بِسِنِينَ

البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن عَمّهِ قَالَ كَانَ بِدَعُ الوَاقِفَةِ أَنّهُ كَانَ اجتَمَعَ ثَلَاثُونَ أَلفَ دِينَارٍ عِندَ الأَشَاعِثَةِ زَكَاةُ أَموَالِهِم وَ مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيهِم فِيهَا فَحَمَلُوا إِلَي وَكِيلَينِ لِمُوسَي ع بِالكُوفَةِ أَحَدُهُمَا حَيّانُ السّرَاجُ وَ الآخَرُ كَانَ مَعَهُ وَ كَانَ مُوسَي ع فِي الحَبسِ فَاتّخَذُوا بِذَلِكَ دُوراً وَ عَقَدُوا العُقُودَ وَ اشتَرَوُا الغَلّاتِ فَلَمّا مَاتَ مُوسَي ع فَانتَهَي الخَبَرُ إِلَيهِمَا أَنكَرَا مَوتَهُ وَ أَذَاعَا فِي الشّيعَةِ أَنّهُ لَا يَمُوتُ لِأَنّهُ هُوَ القَائِمُ فَاعتَمَدَت عَلَيهِ طَائِفَةٌ مِنَ الشّيعَةِ وَ انتَشَرَ


صفحه : 267

قَولُهُمَا فِي النّاسِ حَتّي كَانَ عِندَ مَوتِهِمَا أَوصَيَا بِدَفعِ المَالِ إِلَي وَرَثَةِ مُوسَي ع وَ استَبَانَ لِلشّيعَةِ أَنّهُمَا قَالَا ذَلِكَ حِرصاً عَلَي المَالِ

البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ رَجَا الحَنّاطِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ الوَاقِفَةُ هُم حَمِيرُ الشّيعَةِ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَإِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ سَبِيلًا

البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ قَالَ حَكَي مَنصُورٌ عَنِ الصّادِقِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع أَنّ الزّيدِيّةَ وَ الوَاقِفِيّةَ وَ النّصّابَ عِندَهُ بِمَنزِلَةِ وَاحِدَةٍ

البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن حَدّثَهُ قَالَ سَأَلتُ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ الرّضَا ع عَن هَذِهِ الآيَةِوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ قَالَ نَزَلَت فِي النّصّابِ وَ الزّيدِيّةِ وَ الوَاقِفَةِ مِنَ النّصّابِ

البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُقبَةَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي العسَكرَيِ‌ّ ع جُعِلتُ فِدَاكَ قَد عَرَفتُ هَؤُلَاءِ المَمطُورَةَ فَأَقنُتُ عَلَيهِم فِي صلَوَاَتيِ‌ قَالَ نَعَم اقنُت عَلَيهِم فِي صَلَوَاتِكَ

حمدويه عن محمد بن عيسي عن ابراهيم بن عقبة مثله بيان كانوا يسمونهم وأضرابهم من فرق الشيعة سوي الفرقة المحقة الكلاب الممطورة لسراية خبثهم إلي من يقرب منهم

28- كش ،[رجال الكشي‌]البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَمرِو بنِ فُرَاتٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَنِ الوَاقِفَةِ قَالَ يَعِيشُونَ حَيَارَي وَ يَمُوتُونَ زَنَادِقَةً

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ


صفحه : 268

قَالَ جاَءنَيِ‌ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِنَا مَعَهُم رِقَاعٌ فِيهَا جَوَابَاتُ المَسَائِلِ إِلّا رُقعَةَ الوَاقِفِ قَد رُجِعَت عَلَي حَالِهَا لَم يُوَقّع فِيهَا شَيءٌ

اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبّاسٍ الختُلّيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ القمُيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَنِ الحَجّالِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ ذَكَرتُ المَمطُورَةَ وَ شَكّهُم فَقَالَ يَعِيشُونَ مَا عَاشُوا عَلَي شَكّ ثُمّ يَمُوتُونَ زَنَادِقَةً

خَلَفُ بنُ حَمّادٍ الكشَيّ‌ّ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ طَلحَةَ المرَوزَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ قَالَ كَتَبتُ إِلَي الرّضَا ع بِمَسَائِلَ فأَجَاَبنَيِ‌ وَ ذَكَرتُ فِي آخِرِ الكِتَابِ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّمُذَبذَبِينَ بَينَ ذلِكَ لا إِلي هؤُلاءِ وَ لا إِلي هؤُلاءِ فَقَالَ نَزَلَت فِي الوَاقِفَةِ وَ وَجَدتُ الجَوَابَ كُلّهُ بِخَطّهِ لَيسَ هُم مِنَ المُؤمِنِينَ وَ لَا مِنَ المُسلِمِينَ هُم مِمّن كَذّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَ نَحنُ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَلَا جِدَالَ فِينَا وَ لَا رَفَثَ وَ لَا فُسُوقَ فِينَا انصِب لَهُم يَا يَحيَي مِنَ العَدَاوَةِ مَا استَطَعتَ

مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن أَبِي عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ صَبّاحٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَامِرٍ عَن أَبَانٍ عَن حَبِيبٍ الخثَعمَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ كُنتُ عِندَ الصّادِقِ ع إِذ دَخَلَ مُوسَي ع فَجَلَسَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا ابنَ أَبِي يَعفُورٍ هَذَا خَيرُ ولُديِ‌ وَ أَحَبّهُم إلِيَ‌ّ غَيرَ أَنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ يُضِلّ قَوماً مِن شِيعَتِنَا فَاعلَم أَنّهُم قَومٌلا خَلاقَ لَهُم فِي الآخِرَةِ وَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ...يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد أَزَغتَ قلَبيِ‌ عَن هَؤُلَاءِ قَالَ يَضِلّ بِهِ قَومٌ مِن شِيعَتِنَا بَعدَ مَوتِهِ جَزَعاً عَلَيهِ فَيَقُولُونَ لَم يَمُت وَ يُنكِرُونَ الأَئِمّةَ ع مِن بَعدِهِ وَ يَدعُونَ الشّيعَةَ إِلَي ضَلَالَتِهِم وَ فِي ذَلِكَ إِبطَالُ حُقُوقِنَا وَ هَدمُ دِينِ اللّهِ يَا ابنَ أَبِي يَعفُورٍ فَاللّهُ وَ رَسُولُهُ مِنهُم برَيِ‌ءٌ وَ نَحنُ مِنهُم بِرَاءٌ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن سَعِيدٍ العَطّارِ عَن حَمزَةَ الزّيّاتِ قَالَ


صفحه : 269

سَمِعتُ حُمرَانَ بنَ أَعيَنَ يَقُولُ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أَ مِن شِيعَتِكُم أَنَا قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَا أَحَدٌ مِن شِيعَتِنَا إِلّا وَ هُوَ مَكتُوبٌ عِندَنَا اسمُهُ وَ اسمُ أَبِيهِ إِلّا مَن يَتَوَلّي مِنهُم عَنّا قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ وَ مِن شِيعَتِكُم مَن يَتَوَلّي عَنكُم بَعدَ المَعرِفَةِ قَالَ يَا حُمرَانُ نَعَم وَ أَنتَ لَا تُدرِكُهُم قَالَ حَمزَةُ فَتَنَاظَرنَا فِي هَذَا الحَدِيثِ قَالَ فَكَتَبنَا بِهِ إِلَي الرّضَا ع نَسأَلُهُ عَمّنِ استَثنَي بِهِ أَبُو جَعفَرٍ فَكَتَبَ هُمُ الوَاقِفَةُ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع

29-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَهلٍ قَالَ حَدّثَنَا بَعضُ أَصحَابِنَا وَ سأَلَنَيِ‌ أَن أَكتُمَ اسمَهُ قَالَكُنتُ عِندَ الرّضَا ع فَدَخَلَ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ وَ ابنُ السّرّاجِ وَ ابنُ المكُاَريِ‌ فَقَالَ لَهُ ابنُ أَبِي حَمزَةَ مَا فَعَلَ أَبُوكَ قَالَ مَضَي قَالَ مَضَي مَوتاً قَالَ فَقَالَ نَعَم قَالَ فَقَالَ إِلَي مَن عَهِدَ قَالَ إلِيَ‌ّ قَالَ فَأَنتَ إِمَامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ مِنَ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالَ ابنُ السّرّاجِ وَ ابنُ المكُاَريِ‌ قَد وَ اللّهِ أَمكَنَكَ مِن نَفسِهِ قَالَ ع وَيلَكَ وَ بِمَا أُمكِنتُ أَ تُرِيدُ أَن آتيِ‌َ بَغدَادَ وَ أَقُولَ لِهَارُونَ إنِيّ‌ إِمَامٌ مُفتَرَضٌ طاَعتَيِ‌


صفحه : 270

وَ اللّهِ مَا ذَاكَ عَلَيّ وَ إِنّمَا قُلتُ ذَلِكَ لَكُم عِندَ مَا بلَغَنَيِ‌ مِنِ اختِلَافِ كَلِمَتِكُم وَ تَشَتّتِ أَمرِكُم لِئَلّا يَصِيرَ سِرّكُم فِي يَدِ عَدُوّكُم قَالَ لَهُ ابنُ أَبِي حَمزَةَ لَقَد أَظهَرتَ شَيئاً مَا كَانَ يُظهِرُهُ أَحَدٌ مِن آبَائِكَ وَ لَا يَتَكَلّمُ بِهِ قَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَقَد تَكَلّمَ بِهِ خَيرُ آباَئيِ‌ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أَمَرَهُ اللّهُ أَن يُنذِرَ عَشِيرَتَهُ الأَقرَبِينَ جَمَعَ مِن أَهلِ بَيتِهِ أَربَعِينَ رَجُلًا وَ قَالَ لَهُم إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم فَكَانَ أَشَدّهُم تَكذِيباً وَ تَألِيباً عَلَيهِ عَمّهُ أَبُو لَهَبٍ فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّص إِن خدَشَنَيِ‌ خَدشٌ فَلَستُ بنِبَيِ‌ّ فَهَذَا أَوّلُ مَا أُبدِعُ لَكُم مِن آيَةِ النّبُوّةِ وَ أَنَا أَقُولُ إِن خدَشَنَيِ‌ هَارُونُ خَدشاً فَلَستُ بِإِمَامٍ فَهَذَا أَوّلُ مَا أُبدِعُ لَكُم مِن آيَةِ الإِمَامَةِ قَالَ لَهُ عَلِيّ إِنّا رَوَينَا عَن آبَائِكَ ع أَنّ الإِمَامَ لَا يلَيِ‌ أَمرَهُ إِلّا إِمَامٌ مِثلُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع كَانَ إِمَاماً أَو كَانَ غَيرَ إِمَامٍ قَالَ كَانَ إِمَاماً قَالَ فَمَن ولَيِ‌ّ أَمرِهِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ قَالَ وَ أَينَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ كَانَ مَحبُوساً فِي يَدِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ قَالَ خَرَجَ وَ هُم كَانُوا لَا يَعلَمُونَ حَتّي ولَيِ‌َ أَمرَ أَبِيهِ ثُمّ انصَرَفَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ هَذَا أَمكَنَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع أَن يأَتيِ‌َ كَربَلَاءَ فيَلَيِ‌َ أَمرَ أَبِيهِ فَهُوَ يُمكِنُ صَاحِبَ الأَمرِ أَن يأَتيِ‌َ بَغدَادَ فيَلَيِ‌َ أَمرَ أَبِيهِ ثُمّ يَنصَرِفَ وَ لَيسَ فِي حَبسٍ وَ لَا فِي إِسَارٍ قَالَ لَهُ عَلِيّ إِنّا رَوَينَا أَنّ الإِمَامَ لَا يمَضيِ‌ حَتّي يَرَي عَقِبَهُ قَالَ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع أَ مَا رَوَيتُم فِي هَذَا غَيرَ هَذَا الحَدِيثِ قَالَ لَا قَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَقَد رَوَيتُم إِلّا القَائِمَ وَ أَنتُم لَا تَدرُونَ مَا مَعنَاهُ وَ لِمَ قِيلَ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بَلَي وَ اللّهِ إِنّ هَذَا لفَيِ‌ الحَدِيثِ قَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع وَيلَكَ كَيفَ اجتَرَأتَ عَلَي شَيءٍ تَدَعُ بَعضَهُ ثُمّ قَالَ يَا شَيخُ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَكُن مِنَ الّذِينَ يَصُدّونَ عَن دِينِ اللّهِ تَعَالَي

بيان التأليب التحريض والإفساد


صفحه : 271

30- كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ عُمَرَ الزّيّاتِ عَنِ ابنِ أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ قَالَ دَخَلَ عَلَي الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ فَتَحتَ بَابَكَ لِلنّاسِ وَ قَعَدتَ تُفتِيهِم وَ لَم يَكُن أَبُوكَ يَفعَلُ هَذَا قَالَ فَقَالَ لَيسَ عَلَيّ مِن هَارُونَ بَأسٌ فَقَالَ لَهُ أَطفَأَ اللّهُ نُورَ قَلبِكَ وَ أَدخَلَ الفَقرَ بَيتَكَ وَيلَكَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي مَريَمَ أَنّ فِي بَطنِكِ نَبِيّاً فَوَلَدَت مَريَمُ عِيسَي فَمَريَمُ مِن عِيسَي وَ عِيسَي مِن مَريَمَ وَ أَنَا مِن أَبِي وَ أَبِي منِيّ‌ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ مَا إِخَالُكَ تَسمَعُ منِيّ‌ وَ لَستَ مِن غنَمَيِ‌ سَل فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ فَقَالَ مَا مَلَكتُهُ قَدِيماً فَهُوَ حُرّ وَ مَا لَم يَملِكهُ بِقَدِيمٍ فَلَيسَ بِحُرّ قَالَ وَيلَكَ أَ مَا تَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَوَ القَمَرَ قَدّرناهُ مَنازِلَ حَتّي عادَ كَالعُرجُونِ القَدِيمِفَمَا مَلَكَ قَبلَ السّتّةِ الأَشهُرِ فَهُوَ قَدِيمٌ وَ مَا مَلَكَ بَعدَ السّتّةِ الأَشهُرِ فَلَيسَ بِقَدِيمٍ قَالَ فَقَالَ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ قَالَ فَنَزَلَ بِهِ مِنَ الفَقرِ وَ البَلَاءِ مَا اللّهُ بِهِ عَلِيمٌ

بيان ماإخالك أي ماأظنك من قولهم خلته كذا ولست من غنمي‌ أي ممن يقول بإمامتي‌ فإن الإمام كالراعي‌ لشيعته

31- كش ،[رجال الكشي‌] اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ القمُيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن دَاوُدَ بنِ مُحَمّدٍ النهّديِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ دَخَلَ ابنُ المكُاَريِ‌ عَلَي الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ بَلّغَ اللّهُ مِن قَدرِكَ أَن تدَعّيِ‌َ مَا ادّعَي أَبُوكَ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ أَطفَأَ اللّهُ نُورَكَ وَ أَدخَلَ بَيتَكَ مِنَ الفَقرِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ جَلّ وَ عَلَا أَوحَي إِلَي عِمرَانَ أنَيّ‌ أَهَبُ لَكَ ذَكَراً فَوَهَبَ لَهُ مَريَمَ فَوَهَبَ لِمَريَمَ عِيسَي وَ عِيسَي مِن مَريَمَ ثُمّ ذَكَرَ مِثلَهُ وَ ذَكَرَ فِيهِ أَنَا وَ أَبِي شَيءٌ وَاحِدٌ

بيان لعلهم لماتمسكوا في نفي‌ إمامته بما رووا عن الصادق ع أن من ولدي‌ القائم أو أن موسي ع هوالقائم فبين ع بأن المعني أنه يكون منه القائم


صفحه : 272

لا أنه هوالقائم

32- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن أَبِي عَلِيّ الفاَرسِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ مُحَمّدِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي سَعِيدٍ الزّيّاتِ قَالَ كُنتُ مَعَ زِيَادٍ القنَديِ‌ّ حَاجّاً وَ لَم نَكُن نَفتَرِقُ لَيلًا وَ لَا نَهَاراً فِي طَرِيقِ مَكّةَ وَ بِمَكّةَ وَ فِي الطّوَافِ ثُمّ قَصَدتُهُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَلَم أَرَهُ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ فَقُلتُ لَهُ غمَنّيِ‌ إِبطَاؤُكَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ كَانَتِ الحَالُ قَالَ مَا زِلتُ بِالأَبطَحِ مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع يعَنيِ‌ أَبَا اِبرَاهِيمَ وَ عَلِيّ ابنُهُ ع عَلَي يَمِينِهِ فَقَالَ يَا أَبَا الفَضلِ أَو يَا زِيَادُ هَذَا ابنيِ‌ عَلِيّ قَولُهُ قوَليِ‌ وَ فِعلُهُ فعِليِ‌ فَإِن كَانَت لَكَ حَاجَةٌ فَأَنزِلهَا بِهِ وَ اقبَل قَولَهُ فَإِنّهُ لَا يَقُولُ عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّ قَالَ ابنُ أَبِي سَعِيدٍ فَمَكَثنَا مَا شَاءَ اللّهُ حَتّي حَدَثَ مِن أَمرِ البَرَامِكَةِ مَا حَدَثَ فَكَتَبَ زِيَادٌ إِلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع يَسأَلُهُ عَن ظُهُورِ هَذَا الحَدِيثِ وَ الِاستِتَارِ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ أَظهِر فَلَا بَأسَ عَلَيكَ مِنهُم فَظَهَرَ زِيَادٌ فَلَمّا حَدّثَ الحَدِيثَ قُلتُ لَهُ يَا أَبَا الفَضلِ أَيّ شَيءٍ يَعدِلُ بِهَذَا الأَمرِ فَقَالَ لِي لَيسَ هَذَا أَوَانَ الكَلَامِ فِيهِ قَالَ فَلَمّا أَلحَحتُ عَلَيهِ بِالكَلَامِ بِالكُوفَةِ وَ بَغدَادَ وَ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ لِي مِثلَ ذَلِكَ إِلَي أَن قَالَ لِي فِي آخِرِ كَلَامِهِ وَيحَكَ فَتُبطِلُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ التّيِ‌ رَوَينَاهَا

توضيح قوله عن ظهور هذاالحديث أي إظهار النص عليه ولعل الأظهر ظهوره لهذا الحديث بأن يكون السؤال لظهوره بنفسه أواستتاره خوفا من الفتنة قوله فلما حدث الحديث أي الأمر الحادث و هومذهب الواقفة قوله أي شيءتعدل بهذا الأمر أي لايعدل بإظهار أمر الإمام وترويجه وإظهار النص عليه شيء في الفضل فلم لاتتكلم فيه فاعتذر أولا بالتقية ثم تمسك بمفتريات الواقفية

33-كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ بِخَطّ أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ قَالَ العبُيَديِ‌ّ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي


صفحه : 273

حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ قَالَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ المُغِيرَةِ كُنتُ وَاقِفاً فَحَجَجتُ عَلَي تِلكَ الحَالَةِ فَلَمّا صِرتُ فِي مَكّةَ خَلَجَ فِي صدَريِ‌ شَيءٌ فَتَعَلّقتُ بِالمُلتَزَمِ ثُمّ قُلتُ أللّهُمّ قَد عَلِمتَ طلَبِتَيِ‌ وَ إرِاَدتَيِ‌ فأَرَشدِنيِ‌ إِلَي خَيرِ الأَديَانِ فَوَقَعَ فِي نفَسيِ‌ أَن آتيِ‌َ الرّضَا ع فَأَتَيتُ المَدِينَةَ فَوَقَفتُ بِبَابِهِ وَ قُلتُ لِلغُلَامِ قُل لِمَولَاكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ بِالبَابِ فَسَمِعتُ نِدَاءَهُ ادخُل يَا عَبدَ اللّهِ بنَ المُغِيرَةِ فَدَخَلتُ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ قَد أَجَابَ اللّهُ دَعوَتَكَ وَ هَدَاكَ لِدِينِكَ فَقُلتُ أَشهَدُ أَنّكَ حُجّةُ اللّهِ وَ أَمِينُهُ عَلَي خَلقِهِ

34-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ شَعِرٍ وَ كَانَ مِن أَدفَعِ النّاسِ لِهَذَا الأَمرِ قَالَ خاَصمَنَيِ‌ مَرّةً أخَيِ‌ مُحَمّدٌ وَ كَانَ مُستَوِياً قَالَ فَقُلتُ لَهُ لَمّا طَالَ الكَلَامُ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ إِن كَانَ صَاحِبُكَ بِالمَنزِلَةِ التّيِ‌ تَقُولُ فَاسأَلهُ أَن يَدعُوَ اللّهَ لِي حَتّي أَرجِعَ إِلَي قَولِكُم قَالَ قَالَ لِي مُحَمّدٌ فَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ لِي أَخاً وَ هُوَ أَسَنّ منِيّ‌ وَ هُوَ يَقُولُ بِحَيَاةِ أَبِيكَ وَ أَنَا كَثِيراً مَا أُنَاظِرُهُ فَقَالَ لِي يَوماً مِنَ الأَيّامِ سَل صَاحِبَكَ إِن كَانَ بِالمَنزِلَةِ التّيِ‌ ذَكَرتَ أَن يَدعُوَ اللّهَ لِي حَتّي أَصِيرَ إِلَي قَولِكُم فَأَنَا أُحِبّ أَن تَدعُوَ اللّهَ لَهُ قَالَ فَالتَفَتَ أَبُو الحَسَنِ ع نَحوَ القِبلَةِ فَذَكَرَ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يُذكَرَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ خُذ بِسَمعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ مَجَامِعِ قَلبِهِ حَتّي تَرُدّهُ إِلَي الحَقّ قَالَ كَانَ يَقُولُ هَذَا وَ هُوَ رَافِعٌ يَدَهُ


صفحه : 274

اليُمنَي قَالَ فَلَمّا قَدِمَ أخَبرَنَيِ‌ بِمَا كَانَ فَوَ اللّهِ مَا لَبِثتُ إِلّا يَسِيراً حَتّي قُلتُ بِالحَقّ

35- كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي خَالِدٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا مَضَي أَبُو الحَسَنِ ع وَقَفَ عَلَيهِ ثُمّ نَظَرَ فِي نُجُومِهِ زَعَمَ أَنّهُ قَد مَاتَ فَقَطَعَ عَلَي مَوتِهِ وَ خَالَفَ أَصحَابَهُ

36-كش ،[رجال الكشي‌]نَصرُ بنُ الصّبّاحِ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ البصَريِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن حُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع وَ أَنَا شَاكّ فِي إِمَامَتِهِ وَ كَانَ زمَيِليِ‌ فِي طرَيِقيِ‌ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُقَاتِلُ بنُ مُقَاتِلٍ وَ كَانَ قَد مَضَي عَلَي إِمَامَتِهِ بِالكُوفَةِ فَقُلتُ لَهُ عَجِلتَ فَقَالَ عنِديِ‌ فِي ذَلِكَ بُرهَانٌ وَ عِلمٌ قَالَ الحُسَينُ فَقُلتُ لِلرّضَا ع مَضَي أَبُوكَ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ وَ إنِيّ‌ لفَيِ‌ الدّرَجَةِ التّيِ‌ فِيهَا رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مَن كَانَ أَسعَدَ بِبَقَاءِ أَبِي منِيّ‌ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَالعَارِفُ لِلإِمَامَةِ حِينَ يَظهَرُ الإِمَامُ ثُمّ قَالَ مَا فَعَلَ صَاحِبُكَ فَقُلتُ مَن قَالَ مُقَاتِلُ بنُ مُقَاتِلٍ المَسنُونُ الوَجهِ الطّوِيلُ اللّحيَةِ الأَقنَي الأَنفِ وَ قَالَ أَمَا إنِيّ‌ مَا رَأَيتُهُ وَ لَا دَخَلَ عَلَيّ وَ لَكِنّهُ آمَنَ وَ صَدّقَ فَاستَوصِ بِهِ قَالَ فَانصَرَفتُ مِن عِندِهِ إِلَي رحَليِ‌ فَإِذَا مُقَاتِلٌ رَاقِدٌ فَحَرّكتُهُ ثُمّ قُلتُ لَكَ بِشَارَةٌ عنِديِ‌ لَا أُخبِرُكَ بِهَا حَتّي تَحمَدَ اللّهَ مِائَةَ مَرّةٍ فَفَعَلَ


صفحه : 275

ثُمّ أَخبَرتُهُ بِمَا كَانَ

بيان أقول قدثبت بطلان مذهبهم زائدا علي مامر في سائر مجلدات الحجة و ماسنثبت فيما سيأتي‌ منها بانقراض أهل هذاالمذهب و لو كان ذلك حقا لماجاز انقراضهم بالبراهين المحققة في مظانها وإنما أوردنا هذاالباب متصلا بباب شهادته ع لشدة ارتباطهما واحتياج كل منهما إلي الآخر


صفحه : 276

باب 11-وصاياه وصدقاته صلوات الله عليه

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الحَجّالِ أَنّ اِبرَاهِيمَ بنَ عَبدِ اللّهِ الجعَفرَيِ‌ّ حَدّثَهُ عَن عِدّةٍ مِن أَهلِ بَيتِهِ أَنّ أَبَا اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع أَشهَدَ عَلَي وَصِيّتِهِ إِسحَاقَ بنَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ اِبرَاهِيمَ بنَ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِ‌ّ وَ جَعفَرَ بنَ صَالِحٍ وَ مُعَاوِيَةَ الجَعفَرِيّينِ وَ يَحيَي بنَ الحُسَينِ بنِ


صفحه : 277

زَيدٍ وَ سَعدَ بنَ عِمرَانَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ مُحَمّدَ بنَ الحَارِثِ الأنَصاَريِ‌ّ وَ يَزِيدَ بنَ سَلِيطٍ الأنَصاَريِ‌ّ وَ مُحَمّدَ بنَ جَعفَرٍ الأسَلمَيِ‌ّ بَعدَ أَن أَشهَدَهُم أَنّهُ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ وَ أَنّ البَعثَ بَعدَ المَوتِ حَقّ وَ أَنّ الحِسَابَ وَ القِصَاصَ حَقّ وَ أَنّ الوُقُوفَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَقّ وَ أَنّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌص حَقّ حَقّ حَقّ وَ أَنّ مَا نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ حَقّ عَلَي ذَلِكَ أَحيَا وَ عَلَيهِ أَمُوتُ وَ عَلَيهِ أُبعَثُ إِن شَاءَ اللّهُ أُشهِدُهُم أَنّ هَذِهِ وصَيِتّيِ‌ بخِطَيّ‌ وَ قَد نَسَختُ وَصِيّةَ جدَيّ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ وَصَايَا الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ وَصِيّهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ وَصِيّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَبلَ ذَلِكَ حَرفاً بِحَرفٍ وَ أَوصَيتُ بِهَا إِلَي عَلِيّ ابنيِ‌ وَ بنَيِ‌ّ بَعدَهُ إِن شَاءَ وَ آنَسَ مِنهُم رُشداً وَ أَحَبّ إِقرَارَهُم فَذَلِكَ لَهُ وَ إِن كَرِهَهُم وَ أَحَبّ أَن يُخرِجَهُم فَذَلِكَ لَهُ وَ لَا أَمرَ لَهُم مَعَهُ وَ أَوصَيتُ إِلَيهِ بصِدَقَاَتيِ‌ وَ أمَواَليِ‌ وَ صبِياَنيِ‌َ الّذِينَ خَلّفتُ


صفحه : 278

وَ ولُديِ‌ وَ إِلَي اِبرَاهِيمَ وَ العَبّاسِ وَ إِسمَاعِيلَ وَ أَحمَدَ


صفحه : 279

وَ أُمّ أَحمَدَ وَ إِلَي عَلِيّ أَمرَ نسِاَئيِ‌ دُونَهُم وَ ثُلُثَ صَدَقَةِ أَبِي وَ أَهلِ بيَتيِ‌ يَضَعُهُ حَيثُ يَرَي وَ يَجعَلُ مِنهُ مَا يَجعَلُ ذُو المَالِ فِي مَالِهِ إِن أَحَبّ أَن يُجِيزَ مَا ذَكَرتُ فِي عيِاَليِ‌ فَذَاكَ إِلَيهِ وَ إِن كَرِهَ فَذَاكَ إِلَيهِ وَ إِن أَحَبّ أَن يَبِيعَ أَو يَهَبَ أَو يَنحَلَ أَو يَتَصَدّقَ عَلَي غَيرِ مَا وَصّيتُهُ فَذَاكَ إِلَيهِ وَ هُوَ أَنَا فِي وصَيِتّيِ‌ فِي ماَليِ‌ وَ فِي أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌ وَ إِن رَأَي أَن يُقِرّ إِخوَتَهُ الّذِينَ سَمّيتُهُم فِي صَدرِ كتِاَبيِ‌ هَذَا أَقَرّهُم وَ إِن كَرِهَ فَلَهُ أَن يُخرِجَهُم غَيرَ مَردُودٍ عَلَيهِ وَ إِن أَرَادَ رَجُلٌ مِنهُم أَن يُزَوّجَ أُختَهُ فَلَيسَ لَهُ أَن يُزَوّجَهَا إِلّا بِإِذنِهِ وَ أَمرِهِ وَ أَيّ سُلطَانٍ كَشَفَهُ عَن شَيءٍ أَو حَالَ بَينَهُ وَ بَينَ شَيءٍ مِمّا ذَكَرتُ فِي كتِاَبيِ‌ فَقَد برَ‌ِئَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي وَ مِن رَسُولِهِ وَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِنهُ بَرِيئَانِ وَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ لَعنَةُ اللّاعِنِينَ وَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ أَجمَعِينَ وَ جَمَاعَةِ المُؤمِنِينَ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِنَ السّلَاطِينِ أَن يَكشِفَهُ عَن شَيءٍ لِي عِندَهُ مِن بِضَاعَةٍ وَ لَا لِأَحَدٍ مِن ولُديِ‌ وَ لِي عِندَهُ مَالٌ وَ هُوَ مُصَدّقٌ فِيمَا ذَكَرَ مِن مَبلَغِهِ إِن أَقَلّ وَ أَكثَرَ فَهُوَ الصّادِقُ وَ إِنّمَا أَرَدتُ بِإِدخَالِ الّذِينَ أَدخَلتُ مَعَهُ مِن ولُديِ‌َ التّنوِيهَ بِأَسمَائِهِم وَ أوَلاَديِ‌َ الأَصَاغِرُ وَ أُمّهَاتُ أوَلاَديِ‌ مَن أَقَامَ مِنهُنّ فِي مَنزِلِهَا وَ فِي حِجَابِهَا فَلَهَا مَا كَانَ


صفحه : 280

يجَريِ‌ عَلَيهَا فِي حيَاَتيِ‌ إِن أَرَادَ ذَلِكَ وَ مَن خَرَجَ مِنهُنّ إِلَي زَوجٍ فَلَيسَ لَهَا أَن تَرجِعَ حزُاَنتَيِ‌ إِلّا أَن يَرَي عَلِيّ ذَلِكَ وَ لَا يُزَوّجَ بنَاَتيِ‌ أَحَدٌ مِن إِخوَتِهِنّ وَ مِن أُمّهَاتِهِنّ وَ لَا سُلطَانٌ وَ لَا عُمِلَ لَهُنّ إِلّا بِرَأيِهِ وَ مَشُورَتِهِ فَإِن فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَد خَالَفُوا اللّهَ تَعَالَي وَ رَسُولَهُص وَ حَادّوهُ فِي مُلكِهِ وَ هُوَ أَعرَفُ بِمَنَاكِحِ قَومِهِ إِن أَرَادَ أَن يُزَوّجَ زَوّجَ وَ إِن أَرَادَ أَن يَترُكَ تَرَكَ قَد أَوصَيتُهُنّ بِمِثلِ مَا ذَكَرتُ فِي صَدرِ كتِاَبيِ‌ وَ أُشهِدُ اللّهَ عَلَيهِنّ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ أَن يَكشِفَ وصَيِتّيِ‌ وَ لَا يَنشُرَهَا وَ هيِ‌َ عَلَي مَا ذَكَرتُ وَ سَمّيتُ فَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهِ وَ مَن أَحسَنَ فَلِنَفسِهِوَ ما رَبّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِن سُلطَانٍ وَ لَا غَيرِهِ أَن يَفُضّ كتِاَبيِ‌َ ألّذِي خَتَمتُ عَلَيهِ أَسفَلَ فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ غَضَبُهُوَ المَلائِكَةُ بَعدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ وَ جَمَاعَةِ المُسلِمِينَ وَ المُؤمِنِينَ وَ خَتَمَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ وَ الشّهُودُ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ العَبّاسُ بنُ مُوسَي ع لِابنِ عِمرَانَ القاَضيِ‌ الطلّحيِ‌ّ إِنّ أَسفَلَ هَذَا الكِتَابِ كَنزٌ لَنَا وَ جَوهَرٌ يُرِيدُ أَن يَحتَجِزَهُ دُونَنَا وَ لَم يَدَع أَبُونَا شَيئاً إِلّا جَعَلَهُ لَهُ وَ تَرَكَنَا عَالَةً فَوَثَبَ عَلَيهِ اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِ‌ّ فَأَسمَعَهُ وَ وَثَبَ إِلَيهِ إِسحَاقُ بنُ جَعفَرٍ فَفَعَلَ بِهِ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ العَبّاسُ للِقاَضيِ‌ أَصلَحَكَ اللّهُ فُضّ الخَاتَمَ وَ اقرَأ مَا تَحتَهُ فَقَالَ لَا أَفُضّهُ لَا يلَعنَنُيِ‌ أَبُوكَ فَقَالَ العَبّاسُ أَنَا أَفُضّهُ قَالَ ذَلِكَ إِلَيكَ فَفَضّ العَبّاسُ الخَاتَمَ فَإِذَا فِيهِ إِخرَاجُهُم مِنَ الوَصِيّةِ وَ إِقرَارُ عَلِيّ وَحدَهُ وَ إِدخَالُهُ إِيّاهُم فِي وَلَايَةِ عَلِيّ إِن أَحَبّوا أَو كَرِهُوا أَو صَارُوا كَالأَيتَامِ فِي حَجرِهِ وَ أَخرَجَهُم مِن حَدّ الصّدَقَةِ وَ ذِكرِهَا ثُمّ التَفَتَ عَلِيّ بنُ مُوسَي ع إِلَي العَبّاسِ فَقَالَ يَا أخَيِ‌ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ أَنّهُ إِنّمَا حَمَلَكُم عَلَي هَذَا الغُرّامُ وَ الدّيُونُ التّيِ‌ عَلَيكُم فَانطَلِق يَا سَعدُ فَتَعَيّن لِي مَا عَلَيهِم وَ اقضِهِ عَنهُم وَ اقبِض ذِكرَ حُقُوقِهِم وَ خُذ لَهُمُ البَرَاءَةَ فَلَا وَ اللّهِ لَا أَدَعُ مُوَاسَاتَكُم وَ بِرّكُم مَا أَصبَحتُ وَ أمَشيِ‌ عَلَي ظَهرِ الأَرضِ فَقُولُوا مَا شِئتُم فَقَالَ العَبّاسُ مَا تُعطِينَا إِلّا مِن فُضُولِ أَموَالِنَا وَ مَا لَنَا عِندَكَ أَكثَرُ فَقَالَ


صفحه : 281

قُولُوا مَا شِئتُم فَالعِرضُ عِرضُكُم أللّهُمّ أَصلِحهُم وَ أَصلِح بِهِم وَ اخسَأ عَنّا وَ عَنهُمُ الشّيطَانَ وَ أَعِنهُم عَلَي طَاعَتِكَوَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ قَالَ العَبّاسُ مَا أعَرفَنَيِ‌ بِلِسَانِكَ وَ لَيسَ لِمِسحَاتِكَ عنِديِ‌ طِينٌ ثُمّ إِنّ القَومَ افتَرَقُوا

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَبَعَثَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ ع بِوَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ بِصَدَقَةِ أَبِيهِ مَعَ أَبِي إِسمَاعِيلَ مُصَادِفٍ وَ ذَكَرَ صَدَقَةَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ صَدَقَةَ نَفسِهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا تَصَدّقَ بِهِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ تَصَدّقَ بِأَرضِهِ مَكَانَ كَذَا وَ كَذَا وَ حُدُودُ الأَرضِ كَذَا وَ كَذَا كُلّهَا وَ نَخلِهَا وَ أَرضِهَا وَ مَائِهَا وَ أَرجَائِهَا وَ حُقُوقِهَا وَ شِربِهَا مِنَ المَاءِ وَ كُلّ حَقّ هُوَ لَهَا فِي مَرفَعٍ أَو مَظهَرٍ أَو عُنصُرٍ أَو مِرفَقٍ أَو سَاحَةٍ أَو مَسِيلٍ أَو عَامِرٍ أَو غَامِرٍ تَصَدّقَ بِجَمِيعِ حَقّهِ مِن ذَلِكَ عَلَي وُلدِهِ مِن صُلبِهِ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ يُقسَمُ وَ إِلَيهَا مَا أَخرَجَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن غَلّتِهَا بَعدَ ألّذِي يَكفِيهَا فِي عِمَارَتِهَا وَ مَرَافِقِهَا وَ بَعدَ ثَلَاثِينَ عَذقاً يُقسَمُ فِي مَسَاكِينِ أَهلِ القَريَةِ بَينَ وُلدِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ لِلذّكَرِ مِثلُ حَظّ الأُنثَيَينِ فَإِن تَزَوّجَتِ امرَأَةٌ مِن وُلدِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَلَا حَقّ لَهَا فِي هَذِهِ الصّدَقَةِ حَتّي تَرجِعَ إِلَيهَا بِغَيرِ زَوجٍ فَإِن رَجَعَت كَانَت لَهَا مِثلُ حَظّ التّيِ‌ لَم تَتَزَوّج مِن بَنَاتِ مُوسَي وَ مَن توُفُيّ‌َ مِن وُلدِ مُوسَي وَ لَهُ وَلَدٌ فَوَلَدُهُ عَلَي سَهمِ أَبِيهِم لِلذّكَرِ مِثلُ حَظّ الأُنثَيَينِ عَلَي مِثلِ مَا شَرَطَ مُوسَي بَينَ وُلدِهِ مِن صُلبِهِ وَ مَن توُفُيّ‌َ مِن وُلدِ مُوسَي وَ لَم يَترُك وَلَداً رُدّ حَقّهُ عَلَي أَهلِ الصّدَقَةِ وَ لَيسَ لِوُلدِ بنَاَتيِ‌ فِي صدَقَتَيِ‌ هَذِهِ حَقّ إِلّا أَن يَكُونَ آبَاؤُهُم مِن ولُديِ‌ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ فِي صدَقَتَيِ‌ حَقّ مَعَ ولُديِ‌ وَ وُلدِ ولُديِ‌ وَ أَعقَابِهِم مَا بقَيِ‌َ مِنهُم أَحَدٌ فَإِنِ انقَرَضُوا وَ لَم يَبقَ مِنهُم أَحَدٌ فصَدَقَتَيِ‌ عَلَي وُلدِ أَبِي مِن أمُيّ‌ مَا بقَيِ‌َ مِنهُم أَحَدٌ مَا شَرَطتُ بَينَ ولُديِ‌ وَ عقَبِيِ‌ فَإِنِ انقَرَضَ وُلدُ أَبِي مِن أمُيّ‌ وَ أَولَادُهُم فصَدَقَتَيِ‌ عَلَي وُلدِ أَبِي


صفحه : 282

وَ أَعقَابِهِم مَا بقَيِ‌َ مِنهُم أَحَدٌ فَإِن لَم يَبقَ مِنهُم أَحَدٌ فصَدَقَتَيِ‌ عَلَي الأَولَي فَالأَولَي حَتّي يَرِثَ اللّهُ ألّذِي وَرَثَهَا وَ هُوَ خَيرُ الوَارِثِينَ تَصَدّقَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ بِصَدَقَتِهِ هَذِهِ وَ هُوَ صَحِيحٌ صَدَقَةً حَبِيساً بَتّاً بَتلًا لَا مَثنَوِيّةَ فِيهَا وَ لَا رَدّ أَبَداً ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ تَعَالَي وَ الدّارِ الآخِرَةِ وَ لَا يَحِلّ لِمُؤمِنٍ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ أَن يَبِيعَهَا أَو يَبتَاعَهَا أَو يَهَبَهَا أَو يَنحَلَهَا أَو يُغَيّرَ شَيئاً مِمّا وَضَعتُهَا عَلَيهِ حَتّي يَرِثَ اللّهُالأَرضَ وَ مَن عَلَيها وَ جَعَلَ صَدَقَتَهُ هَذِهِ إِلَي عَلِيّ وَ اِبرَاهِيمَ فَإِنِ انقَرَضَ أَحَدُهُمَا دَخَلَ القَاسِمُ مَعَ الباَقيِ‌ مَكَانَهُ فَإِنِ انقَرَضَ أَحَدُهُمَا دَخَلَ إِسمَاعِيلُ مَعَ الباَقيِ‌ مِنهُمَا فَإِنِ انقَرَضَ أَحَدُهُمَا دَخَلَ العَبّاسُ مَعَ الباَقيِ‌ مِنهُمَا فَإِنِ انقَرَضَ أَحَدُهُمَا فَالأَكبَرُ مِن ولُديِ‌ يَقُومُ مَقَامَهُ فَإِن لَم يَبقَ مِن ولُديِ‌ إِلّا وَاحِدٌ فَهُوَ ألّذِي يَقُومُ بِهِ قَالَ وَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ أَبَاهُ قَدّمَ إِسمَاعِيلَ فِي صَدَقَتِهِ عَلَي العَبّاسِ وَ هُوَ أَصغَرُ مِنهُ

بيان المرفع إما المكان المرتفع أو من قولهم رفعوا الزرع أي حملوه بعدالحصاد إلي البيدر والمظهر المصعد والعنصر الأصل و في بعض النسخ مكانه أوغيض و هوبالكسر الشجر الكثير الملتف وأصول الشجر ومرافق الدار مصاب الماء ونحوها والغامر الخراب قوله لامثنوية فيها أي لااستثناء

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ قَالَ قُلتُ لِإِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع مَا قَولُكَ فِي أَبِيكَ قَالَ هُوَ حيَ‌ّ قُلتُ فَمَا قَولُكَ فِي أَخِيكَ أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ ثِقَةٌ صَدُوقٌ قُلتُ فَإِنّهُ يَقُولُ إِنّ أَبَاكَ قَد مَضَي قَالَ هُوَ أَعلَمُ بِمَا يَقُولُ فَأَعَدتُ عَلَيهِ فَأَعَادَ عَلَيّ قُلتُ فَأَوصَي أَبُوكَ قَالَ نَعَم قُلتُ إِلَي مَن أَوصَي قَالَ إِلَي خَمسَةٍ مِنّا وَ جَعَلَ عَلِيّاً ع المُقَدّمَ عَلَينَا


صفحه : 283

باب 21-أحوال أولاده وأزواجه صلوات الله عليه

1-شا،[الإرشاد] كَانَ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع سَبعَةٌ وَ ثَلَاثُونَ وَلَداً ذَكَراً وَ أُنثَي مِنهُم عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا وَ اِبرَاهِيمُ وَ العَبّاسُ وَ القَاسِمُ لِأُمّهَاتِ أَولَادٍ وَ إِسمَاعِيلُ وَ جَعفَرٌ


صفحه : 284

وَ هَارُونُ وَ الحَسَنُ لِأُمّ وَلَدٍ وَ أَحمَدُ وَ مُحَمّدٌ وَ حَمزَةُ لِأُمّ وَلَدٍ


صفحه : 285

وَ عَبدُ اللّهِ وَ إِسحَاقُ وَ عُبَيدُ اللّهِ وَ زَيدٌ


صفحه : 286

وَ الحُسَينُ وَ الفَضلُ وَ سُلَيمَانُ لِأُمّهَاتِ أَولَادٍ وَ فَاطِمَةُ الكُبرَي وَ فَاطِمَةُ الصّغرَي وَ رُقَيّةُ وَ حَكِيمَةُ وَ أُمّ أَبِيهَا وَ رُقَيّةُ الصّغرَي وَ كُلثُمُ


صفحه : 287

وَ أُمّ جَعفَرٍ وَ لُبَابَةُ وَ زَينَبُ وَ خَدِيجَةُ وَ عُلَيّةُ وَ آمِنَةُ وَ حَسَنَةُ وَ بُرَيهَةُ وَ عَائِشَةُ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ مَيمُونَةُ وَ أُمّ كُلثُومٍ وَ كَانَ أَفضَلَ وُلدِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع وَ أَنبَهَهُم وَ أَعظَمَهُم قَدراً وَ أَجمَعَهُم فَضلًا أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع وَ كَانَ أَحمَدُ بنُ مُوسَي كَرِيماً جَلِيلًا وَرِعاً وَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي يُحِبّهُ وَ يُقَدّمُهُ وَ وَهَبَ لَهُ ضَيعَتَهُ المَعرُوفَةَ بِاليَسِيرَةِ وَ يُقَالُ إِنّ أَحمَدَ بنَ مُوسَي رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَعتَقَ أَلفَ مَملُوكٍ

2- شا،[الإرشاد] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن جَدّهِ قَالَ سَمِعتُ إِسمَاعِيلَ بنَ مُوسَي يَقُولُ خَرَجَ أَبِي بِوُلدِهِ إِلَي بَعضِ أَموَالِهِ بِالمَدِينَةِ وَ سَمّي ذَلِكَ المَالَ إِلّا أَنّ أَبَا الحُسَينِ يَحيَي نسَيِ‌َ الِاسمَ قَالَ فَكُنّا فِي ذَلِكَ المَكَانِ فَكَانَ مَعَ أَحمَدَ بنِ مُوسَي عِشرُونَ مِن خَدَمِ أَبِي وَ حَشَمِهِ إِن قَامَ أَحمَدُ قَامُوا مَعَهُ وَ إِن جَلَسَ جَلَسُوا مَعَهُ وَ أَبِي بَعدَ ذَلِكَ يَرعَاهُ بِبَصَرِهِ لَا يَغفُلُ عَنهُ فَمَا انقَلَبنَا حَتّي انشج [تَشَيّخَ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي بَينَنَا وَ كَانَ مُحَمّدُ بنُ مُوسَي مِن أَهلِ الفَضلِ وَ الصّلَاحِ

3-شا،[الإرشاد] أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ قَالَ حدَثّتَنيِ‌ هَاشِمِيّةُ مَولَاةُ رُقَيّةَ بِنتِ مُوسَي قَالَت كَانَ مُحَمّدُ بنُ مُوسَي صَاحِبَ وُضُوءٍ وَ صَلَاةٍ وَ كَانَ لَيلَهُ كُلّهُ يَتَوَضّأُ وَ يصُلَيّ‌ وَ يُسمَعُ سَكبُ المَاءِ ثُمّ يصُلَيّ‌ لَيلًا ثُمّ يَهدَأُ سَاعَةً فَيَرقُدُ فَيَقُومُ وَ يُسمَعُ سَكبُ المَاءِ وَ الوُضُوءُ ثُمّ يصُلَيّ‌ لَيلًا ثُمّ يَرقُدُ سُوَيعَةً ثُمّ يَقُومُ فَيُسمَعُ سَكبُ المَاءِ وَ الوُضُوءُ ثُمّ يصُلَيّ‌ وَ لَا يَزَالُ لَيلَهُ كَذَلِكَ حَتّي يُصبِحَ وَ مَا رَأَيتُهُ إِلّا ذَكَرتُ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّكانُوا قَلِيلًا مِنَ اللّيلِ ما يَهجَعُونَ وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ بنُ مُوسَي سَخِيّاً كَرِيماً وَ تَقَلّدَ الإِمرَةَ عَلَي اليَمَنِ فِي أَيّامِ المَأمُونِ مِن قِبَلِ مُحَمّدِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي بَايَعَهُ


صفحه : 288

أَبُو السّرَايَا بِالكُوفَةِ وَ مَضَي إِلَيهَا فَفَتَحَهَا وَ أَقَامَ بِهَا مُدّةً إِلَي أَن كَانَ مِن أَمرِ أَبِي السّرَايَا مَا كَانَ فَأَخَذَ لَهُ الأَمَانَ مِنَ المَأمُونِ وَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِن وُلدِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فَضلٌ وَ مَنقَبَةٌ مَشهُورَةٌ وَ كَانَ الرّضَا ع المُقَدّمَ عَلَيهِم فِي الفَضلِ عَلَي حَسَبِ مَا ذَكَرنَاهُ

4- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَولَادُهُ ثَلَاثُونَ فَقَط وَ يُقَالُ سَبعَةٌ وَ ثَلَاثُونَ فَأَبنَاؤُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَلِيّ الإِمَامُ وَ اِبرَاهِيمُ وَ العَبّاسُ وَ القَاسِمُ وَ عَبدُ اللّهِ وَ إِسحَاقُ وَ عُبَيدُ اللّهِ وَ زَيدٌ وَ الحَسَنُ وَ الفَضلُ مِن أُمّهَاتِ أَولَادٍ وَ إِسمَاعِيلُ وَ جَعفَرٌ وَ هَارُونُ وَ الحَسَنُ مِن أُمّ وَلَدٍ وَ أَحمَدُ وَ مُحَمّدٌ وَ حَمزَةُ مِن أُمّ وَلَدٍ وَ يَحيَي وَ عَقِيلٌ وَ عَبدُ الرّحمَنِ المُعقِبُونَ مِنهُم ثَلَاثَةَ عَشَرَ عَلِيّ الرّضَا ع وَ اِبرَاهِيمُ وَ العَبّاسُ وَ إِسمَاعِيلُ وَ مُحَمّدٌ وَ عَبدُ اللّهِ وَ الحَسَنُ وَ جَعفَرٌ وَ إِسحَاقُ وَ حَمزَةُ وَ بَنَاتُهُ تِسعَ عَشَرَةَ خَدِيجَةُ وَ أُمّ فَروَةَ وَ أُمّ أَبِيهَا وَ عُلَيّةُ وَ فَاطِمَةُ الكُبرَي وَ فَاطِمَةُ الصّغرَي وَ نَزِيهَةُ وَ كُلثُمُ وَ أُمّ كُلثُومٍ زَينَبُ وَ أُمّ القَاسِمِ وَ حَكِيمَةُ وَ رُقَيّةُ الصّغرَي وَ أُمّ وَحِيّةَ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ أُمّ جَعفَرٍ وَ لُبَابَةُ وَ أَسمَاءُ وَ أُمَامَةُ وَ مَيمُونَةُ مِن أُمّهَاتِ أَولَادٍ

5- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ ابنُ الخَشّابِ وُلِدَ لَهُ عِشرُونَ ابناً وَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ بِنتاً أَسمَاءُ بَنِيهِ عَلِيّ الرّضَا الإِمَامُ وَ زَيدٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ عَقِيلٌ وَ هَارُونُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَبدُ اللّهِ وَ إِسمَاعِيلُ وَ عُبَيدُ اللّهِ وَ عُمَرُ وَ أَحمَدُ وَ جَعفَرٌ وَ يَحيَي وَ إِسحَاقُ وَ العَبّاسُ وَ حَمزَةُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ وَ القَاسِمُ وَ جَعفَرٌ الأَصغَرُ وَ يُقَالُ مَوضِعَ عُمَرَ مُحَمّدٌ وَ أَسمَاءُ البَنَاتِ خَدِيجَةُ وَ أُمّ فَروَةَ وَ أَسمَاءُ وَ عُلَيّةُ وَ فَاطِمَةُ وَ فَاطِمَةُ وَ أُمّ كُلثُومٍ وَ أُمّ كُلثُومٍ وَ آمِنَةُ وَ زَينَبُ وَ أُمّ عَبدِ اللّهِ وَ زَينَبُ الصّغرَي وَ أُمّ القَاسِمِ وَ حَكِيمَةُ وَ أَسمَاءُ الصّغرَي وَ مَحمُودَةُ وَ أُمَامَةُ وَ مَيمُونَةُ


صفحه : 289

6- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ الحَسَنِ عَن سُلَيمَانَ الجوَهرَيِ‌ّ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ لِابنِهِ القَاسِمِ قُم يَا بنُيَ‌ّ فَاقرَأ عِندَ رَأسِ أَخِيكَوَ الصّافّاتِ صَفّا حَتّي تَستَتِمّهَا فَقَرَأَ فَلَمّا بَلَغَأَ هُم أَشَدّ خَلقاً أَم مَن خَلَقناقَضَي الفَتَي فَلَمّا سجُيّ‌َ وَ خَرَجُوا أَقبَلَ عَلَيهِ يَعقُوبُ بنُ جَعفَرٍ فَقَالَ لَهُ كُنّا نَعهَدُ المَيّتَ إِذَا نَزَلَ بِهِ المَوتُ يُقرَأُ عِندَهُيس وَ القُرآنِ الحَكِيمِفَصِرتَ تَأمُرُنَا بِالصّافّاتِ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ لَم تُقرَأ عِندَ مَكرُوبٍ مِن مَوتٍ قَطّ إِلّا عَجّلَ اللّهُ رَاحَتَهُ

7- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ لَمّا رَجَعَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع مِن بَغدَادَ وَ مَضَي إِلَي المَدِينَةِ مَاتَت لَهُ ابنَةٌ بِفَيدَ فَدَفَنَهَا وَ أَمَرَ بَعضَ مَوَالِيهِ أَن يُجَصّصَ قَبرَهَا وَ يَكتُبَ عَلَي لَوحٍ اسمَهَا وَ يَجعَلَهُ فِي القَبرِ

8- عُمدَةُ الطّالِبِ، وَلَدَ ع سِتّينَ وَلَداً سَبعاً وَ ثَلَاثِينَ بِنتاً وَ ثلاث [ثَلَاثاً] وَ عِشرِينَ ابناً دَرَجَ مِنهُم خَمسَةٌ لَم يُعقِبُوا بِغَيرِ خِلَافٍ وَ هُم عَبدُ الرّحمَنِ وَ عَقِيلٌ وَ القَاسِمُ وَ يَحيَي وَ دَاوُدُ وَ مِنهُم ثَلَاثَةٌ لَهُم إِنَاثٌ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِنهُم وَلَدٌ ذَكَرٌ وَ هُم سُلَيمَانُ وَ الفَضلُ وَ أَحمَدُ وَ مِنهُم خَمسَةٌ فِي أَعقَابِهِم خِلَافٌ وَ هُمُ الحُسَينُ وَ اِبرَاهِيمُ الأَكبَرُ وَ هَارُونُ وَ زَيدٌ وَ الحَسَنُ وَ مِنهُم عَشَرَةٌ أَعقَبُوا بِغَيرِ خِلَافٍ وَ هُم عَلِيّ وَ اِبرَاهِيمُ الأَصغَرُ وَ العَبّاسُ وَ إِسمَاعِيلُ وَ مُحَمّدٌ وَ إِسحَاقُ وَ حَمزَةُ وَ عَبدُ اللّهِ وَ عُبَيدُ اللّهِ وَ جَعفَرٌ هَكَذَا قَالَ شَيخُنَا أَبُو نَصرٍ البخُاَريِ‌ّ

وَ قَالَ النّقِيبُ تَاجُ الدّينِ أَعقَبَ مُوسَي الكَاظِمُ مِن ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا أَربَعَةٌ مِنهُم مُكثِرُونَ وَ هُم عَلِيّ الرّضَا وَ اِبرَاهِيمُ المُرتَضَي وَ مُحَمّدٌ العَابِدُ وَ جَعفَرٌ وَ أَربَعَةٌ مُتَوَسّطُونَ وَ هُم زَيدُ النّارِ وَ عَبدُ اللّهِ وَ عُبَيدُ اللّهِ وَ حَمزَةُ وَ خَمسَةٌ مُقِلّونَ وَ هُمُ العَبّاسُ وَ هَارُونُ وَ إِسحَاقُ وَ إِسمَاعِيلُ وَ الحَسَنُ وَ قَد كَانَ الحُسَينُ بنُ الكَاظِمِ أَعقَبَ فِي قَولِ شَيخِنَا أَبِي الحَسَنِ العمَريِ‌ّ ثُمّ انقَرَضَ


صفحه : 290

9- تَارِيخُ قُمّ،لِلحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ القمُيّ‌ّ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ مَشَايِخُ قُمّ عَن آبَائِهِم أَنّهُ لَمّا أَخرَجَ المَأمُونُ الرّضَا ع مِنَ المَدِينَةِ إِلَي مَروَ لِوِلَايَةِ العَهدِ فِي سَنَةِ مِائَتَينِ مِنَ الهِجرَةِ خَرَجَت فَاطِمَةُ أُختُهُ تَقصِدُهُ فِي سَنَةِ إِحدَي وَ مِائَتَينِ فَلَمّا وَصَلَت إِلَي سَاوَةَ مَرِضَت فَسَأَلَت كَم بَينَهَا وَ بَينَ قُمّ قَالُوا عَشَرَةُ فَرَاسِخَ فَقَالَتِ احملِوُنيِ‌ إِلَيهَا فَحَمَلُوهَا إِلَي قُمّ وَ أَنزَلُوهَا فِي بَيتِ مُوسَي بنِ خَزرَجِ بنِ سَعدٍ الأشَعرَيِ‌ّ قَالَ وَ فِي أَصَحّ الرّوَايَاتِ أَنّهُ لَمّا وَصَلَ خَبَرُهَا إِلَي قُمّ استَقبَلَهَا أَشرَافُ قُمّ وَ تَقَدّمَهُم مُوسَي بنُ الخَزرَجِ فَلَمّا وَصَلَ إِلَيهَا أَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهَا وَ جَرّهَا إِلَي مَنزِلِهِ وَ كَانَت فِي دَارِهِ سَبعَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ تُوُفّيَت رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا فَأَمَرَ مُوسَي بِتَغسِيلِهَا وَ تَكفِينِهَا وَ صَلّي عَلَيهَا وَ دَفَنَهَا فِي أَرضٍ كَانَت لَهُ وَ هيِ‌َ الآنَ رَوضَتُهَا وَ بَنَي عَلَيهَا سَقِيفَةً مِنَ البوَاَريِ‌ّ إِلَي أَن بَنَت زَينَبُ بِنتُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الجَوَادِ ع عَلَيهَا قُبّةً قَالَ وَ أخَبرَنَيِ‌ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي بنِ بَابَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ أَنّهُ لَمّا تُوُفّيَت فَاطِمَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا وَ غُسّلَت وَ كُفّنَت حَمَلُوهَا إِلَي مَقبَرَةِ بابلان وَ وَضَعُوهَا عَلَي سِردَابٍ حُفِرَ لَهَا فَاختَلَفَ آلُ سَعدٍ فِي مَن يُنزِلُهَا إِلَي السّردَابِ ثُمّ اتّفَقُوا عَلَي خَادِمٍ لَهُم صَالِحٍ كَبِيرِ السّنّ يُقَالُ لَهُ قَادِرٌ فَلَمّا بَعَثُوا إِلَيهِ رَأَوا رَاكِبَينِ مُقبِلَينِ مِن جَانِبِ الرّملَةِ وَ عَلَيهَا لِثَامٌ فَلَمّا قَرُبَا مِنَ الجِنَازَةِ نَزَلَا وَ صَلّيَا عَلَيهَا ثُمّ نَزَلَا السّردَابَ وَ أَنزَلَا الجِنَازَةَ وَ دَفَنَاهَا فِيهِ ثُمّ خَرَجَا وَ لَم يُكَلّمَا أَحَداً وَ رَكِبَا وَ ذَهَبَا وَ لَم يَدرِ أَحَدٌ مَن هُمَا وَ قَالَ المِحرَابُ ألّذِي كَانَت فَاطِمَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا تصُلَيّ‌ فِيهِ مَوجُودٌ إِلَي الآنِ فِي دَارِ مُوسَي وَ يَزُورُهُ النّاسُ


صفحه : 291

أقول أوردنا بعض أحوالهم في باب وصية موسي ع و باب أحوال عشائر الرضا ع وسيأتي‌ بعض أحوال عبد الله بن موسي في باب مكارم أخلاق أبي جعفرالجواد ع


صفحه : 293

شذرات في مايتعلق بأحوال إخوانه وأولاده ع

اقتبسناها من كتاب تحفة العالم في شرح خطبة المعالم تأليف العلامة السيد جعفرآل بحر العلوم الطباطبائي‌

فيما يتعلق بأحوال إخوانه وأخواته عليه الصلاة و السلام .

صفحه : 295

كان له ع ستة إخوة وثلاثة أخوات وهم إسماعيل و عبد الله الأفطح وأم فروة اسمها عالية أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين ع ونقل عن ابن إدريس رحمه الله أنه قال أم إسماعيل فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن أبي طالب ع وإسحاق لأم ولد والعباس و علي و محمد وأسماء وفاطمة لأمهات أولاد شتي . و كان إسماعيل أكبر أولاد الصادق ع و هوجد الخلفاء الفاطميين في المغرب ومصر ومصر الجديد من بنائهم . و في بغداد قبران مذمومان أحدهما علي بن إسماعيل بن الصادق ع ويعرف عندالبغداديين بالسيد سلطان علي والآخر أخوه محمد بن إسماعيل جد الفاطميين ويعرف عندهم بالفضل والمحلة التي‌ فيهامحلة الفضل . و كان الإمام الصادق ع شديد المحبة لإسماعيل والبر به والإشفاق عليه و كان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه والخليفة له لماذكرنا من كبر سنه وميل أبيه إليه وإكرامه له و لما كان عليه من الجمال والكمال الصوري‌ والمعنوي‌ توفي‌ حياة أبيه وحين ماحمل إلي البقيع للدفن كان أبوه الصادق ع يضع جنازته علي الأرض ويرفع عن وجهه الكفن بحيث يراه الناس فعل ذلك في أثناء الطريق ثلاث مرات ليري‌ الناس موته و أنه لم يغب كما كان يظن به ذلك و لماتحقق موته رجع الأكثرون عن القول بإمامته وفرض طاعته .


صفحه : 296

و قال قوم إنه لم يمت وإنما لبس علي الناس في أمره وقالت فرقة إنه مات ولكن نص علي ابنه محمد و هوالإمام بعد جعفر وهم المسمون بالقرامطة والمباركة وذهب جماعة إلي أنه نص علي محمدجده الصادق دون إسماعيل ثم يسحبون الإمامة في ولده إلي آخر الزمان . قال جدي‌ الأمجد السيد محمدجد جدنا بحر العلوم وسخافة مذهبهم وبطلانه أظهر من أن يبين مع أنه مبين بما لامزيد عليه في محله . وقبر إسماعيل ليس في البقيع نفسه بل هو في الطرف الغربي‌ من قبة العباس في خارج البقيع وتلك البقعة ركن سور المدينة من جهة القبلة والمشرق وبابه من داخل المدينة وبناء تلك البقعة قبل بناء السور فاتصل السور به و هو من بناء بعض الفاطميين من ملوك مصر. وقبر المقداد بن أسود الكندي‌ في البقيع أيضا فإنه مات بالجرف يبعد عن المدينة بفرسخ وحمل إلي المدينة فما عليه سواد أهل شهروان من أن فيه قبر مقداد بن أسود هذااشتباه و من المحتمل قويا كما في الروضات أن المشهد ألذي في شهروان هوللشيخ الجليل الفاضل المقداد صاحب المصنفات من أجل علماء الشيعة.


صفحه : 297

وذكر علماء السير والتواريخ فيما يتعلق بتاريخ المدينة المنورة أن أكثر أصحاب النبي دفنوا في البقيع وذكر القاضي‌ عياض في المدارك أن المدفونين من أصحاب النبي هناك عشرة آلاف ولكن الغالب منهم مخفي‌ الآثار عينا وجهه وسبب ذلك أن السابقين لم يعلموا القبور بالكتابة والبناء مضافا إلي أن تمادي الأيام يوجب زوال الآثار.نعم إن من يعرف مرقده من بني‌ هاشم عينا وجهة قبر ابراهيم بن النبي ص في بقعة قريبة من البقيع و فيهاقبر عثمان بن مظعون من أكابر الصحابة و هوأول من دفن في البقيع . و فيه أيضا قبر أسعد بن زرارة و ابن مسعود ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله ص و في الروايات من العامة والخاصة أنه لماتوفيت رقية ودفنهاص قال الحقي‌ بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون . قَالَ السمّهوُديِ‌ّ إِنّ الظّاهِرَ أَنّ بَنَاتَ النّبِيّص كُلّهُنّ مَدفُونَاتٌ عِندَ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ لِأَنّهُص لَمّا وَضَعَ حَجَراً عَلَي قَبرِ عُثمَانَ قَالَ بِهَذَا أُمَيّزُ قَبرَ أخَيِ‌ وَ أَدفِنُ مَعَهُ كُلّ مَن مَاتَ مِن ولُديِ‌

. وروي الدولابي‌ المتوفي سنة ثلاثمائة وعشر في كتاب الكني أنه لمامات عثمان بن مظعون قالت امرأته هنيئا لك يا أباالسائب الجنة وإنه أول من تبعه ابراهيم


صفحه : 298

ولد رسول الله ص وبالجملة فما يقال من أن قبر عثمان بن عفان هناك غلط فإن قبره خارج البقيع قال ابن الأثير في النهاية في حشش و منه حديث عثمان أنه دفن في حش كوكب و هوبستان بظاهر المدينة خارج البقيع انتهي . وقبر عقيل بن أبي طالب ومعه في القبر ابن أخيه عبد الله الجواد بن جعفرالطيار وقريب من قبة عقيل بقعة فيهازوجات النبي وقبر صفية بنت عبدالمطلب عمة النبي ص علي يسار الخارج من البقيع و في طرف القبلة من البقعة قبر متصل بجدار البقعة عليه ضريح والعامة يعتقدون أنه قبر الزهراء عليها السلام و أن قبر فاطمة بنت أسد هوالواقع في زاوية المقبرة العمومية للبقيع في الطرف الشمالي‌ من قبة عثمان و هواشتباه فإن من المحقق أن قبر فاطمة الزهراء عليهما السلام إما في بيتها أو في الروضة النبوية علي مشرفها آلاف الثناء والتحية و أن القبر الواقع في الطرف القبلي‌ من البقعة هوقبر فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ع كما في بعض الأخبار أن الأئمة عليهم السلام الأربعة نزلوا إلي جوار جدتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف و أن القبر الواقع في المقبرة العمومية هومشهد سعد بن معاذ الأشهلي‌ أحد أصحاب النبي ص كماذكره في تلخيص معالم الهجرة. وممن عين قبر فاطمة بنت أسد حيث ماذكرنا السيد علي السمهودي‌ في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفي .

وَ لنَختِمِ الكَلَامَ فِي أَمرِ البَقِيعِ بِمَا روُيِ‌َ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ أَنّهُ رَجَفَت قُبُورُ البَقِيعِ فِي عَهدِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَضَجّ أَهلُ المَدِينَةِ فِي ذَلِكَ فَخَرَجَ عُمَرُ وَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَدعُونَ بِسُكُونِ الرّجفَةِ فَمَا زَالَت تَزِيدُ إِلَي أَن تَعَدّي ذَلِكَ إِلَي حِيطَانِ المَدِينَةِ وَ عَزَمَ أَهلُهَا إِلَي الخُرُوجِ عَنهَا فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ عُمَرُ


صفحه : 299

عَلَيّ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَحَضَرَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَ لَا تَرَي إِلَي قُبُورِ البَقِيعِ وَ رَجِيفِهَا حَتّي تَعَدّي ذَلِكَ إِلَي حِيطَانِ المَدِينَةِ وَ قَد هَمّ أَهلُهَا بِالرّحلَةِ مِنهَا فَقَالَ عَلِيّ ع عَلَيّ بِمِائَةِ رَجُلٍ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص مِنَ البَدرِيّيّنَ فَاختَارَ مِنَ المِائَةِ عَشَرَةً فَجَعَلَهُم خَلفَهُ وَ جَعَلَ التّسعِينَ مِن وَرَائِهِم وَ لَم يَبقَ بِالمَدِينَةِ ثَيّبٌ وَ لَا عَاتِقٌ إِلّا خَرَجَت ثُمّ دَعَا بأِبَيِ‌ ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادِ وَ عَمّارٍ فَقَالَ لَهُم كُونُوا بَينَ يدَيَ‌ّ حَتّي تَوَسّطَ البَقِيعَ وَ النّاسُ مُحدِقُونَ بِهِ فَضَرَبَ الأَرضَ بِرِجلِهِ ثُمّ قَالَ مَا لَكِ ثَلَاثاً فَسَكَنَت فَقَالَ صَدَقَ اللّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُص فَقَد أنَبأَنَيِ‌ بِهَذَا الخَبَرِ وَ هَذَا اليَومِ وَ هَذِهِ السّاعَةِ وَ بِاجتِمَاعِ النّاسِ لَهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِإِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها وَ أَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقالَها وَ قالَ الإِنسانُ ما لَها وَ أَخرَجَت لِي أَثقَالَهَا ثُمّ انصَرَفَ النّاسُ مَعَهُ وَ قَد سَكَنَتِ الرّجفَةُ هَذَا

. و كان عبد الله أكبر إخوته بعدأخيه إسماعيل و لم تكن منزلته عند أبيه ع منزلة غيره من إخوته في الإكرام و كان متهما في الخلاف علي أبيه في الاعتقاد ويقال إنه كان يخالط الحشوية ويميل إلي مذهب المرجئة وادعي بعد أبيه الإمامة محتجا بأنه أكبر أولاده الباقين بعده فاتبعه جماعة من أصحاب الصادق ثم رجع أكثرهم عن هذاالقول و لم يبق عليه إلانفر يسير منهم وهم الطائفة الملقبة بالفطحية لأن عبد الله كان أفطح الرجلين ويقال إنهم لقبوا بذلك لأن رئيسهم وداعيهم إلي هذاالمذاهب يقال له عبد الله بن أفطح . و أماإسحاق فقد قال في الإرشاد و كان إسحاق بن جعفر ع من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد وروي عنه الناس الحديث والآثار.


صفحه : 300

و كان ابن كاسب إذاحدث عنه يقول حدثني‌ الثقة الرضي‌ إسحاق بن جعفر ع و كان يقول بإمامة أخيه موسي بن جعفر وروي عن أبيه النص علي إمامته . و قال في العمدة ويكني أبا محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض و كان من أشبه الناس برسول الله ص وأمه أم أخيه موسي الكاظم ع و كان محدثا جليلا وادعت طائفة من الشيعة فيه الإمامة و كان سفيان بن عيينة إذاروي عنه يقول حدثني‌ الثقة الرضي‌ إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ع . و كان محمد بن جعفر ع سخيا شجاعا و كان يصوم يوما ويفطر يوما و كان يصرف في مطبخه كل يوم شاة و كان يري رأي‌ الزيدية في الخروج بالسيف وخرج علي المأمون في سنة مائة وتسع وتسعين بمكة وتبعه الجارودية فوجه عليه المأمون جندا بقيادة عيسي الجلودي‌ فكسره وقبض عليه وأتي به إلي المأمون فأكرمه المأمون و لم يقتله وأصحبه معه إلي خراسان وقبره في بسطام و هو ألذي ذكرنا سابقا أن قبره في جرجان فإن جرجان اسم لمجموع الناحية المعينة المشتملة علي المدينة المدعوة بالأسترآباد وغيرها مثل مصر والقاهرة والعراق والكوفة. قال في مجالس المؤمنين في ضمن أحوال بايزيد البسطامي‌ أن السلطان أولجايتوخان أمر ببناء قبة علي تربته و قدذهب إلي إمامته بعد أبيه قوم من الشيعة يقال لهم السمطية لنسبتهم إلي رئيس لهم يقال له يحيي بن أبي السمط. و كان علي بن جعفركثير الفضل شديد الورع سديد الطريق رواية للحديث من أخيه موسي ع و هوالمعروف بعلي‌ بن جعفرالعريضي‌ نشأ في تربية أخيه موسي بن جعفر ع و من أهل التضييف بأيدي‌ الشيعة إلي هذا


صفحه : 301

اليوم وأدرك من الأئمة أربعة أوخمسة و قال السيد في الأنوار كان من الورع بمكان لايداني فيه وكذلك من الفضل ولزم أخاه موسي بن جعفر ع و قال بإمامته وإمامة الرضا والجواد ع . و كان إذارأي الجواد ع مع الصبيان يقوم إليه من المسجد من بين جماعة الشيعة وينكب علي أقدامه ويمسح شيبته علي تراب رجليه و يقول قدرأي الله هذاالصبي‌ أهلا للإمامة فجعله إماما و لم ير شيبتي‌ هذه أهلا للإمامة لأن جماعة من الشيعة كانوا يقولون له أنت إمام فادع الإمامة و كان رضوان الله عليه لايقبل منهم قولا. وروي‌ أن الجواد ع إذاأراد أن يفصد أخذ الدم يقول علي بن جعفرللفصاد افصدني‌ حتي أذق حرارة الحديد قبل الجواد انتهي . و له مشاهد ثلاثة الأول في قم و هوالمعروف و هو في خارج البلد و له صحن وسيع وقبة عالية وآثار قديمة منها اللوح الموضوع علي المرقد المكتوب فيه اسمه واسم والده وتاريخ الكتابة سنة أربع وسبعون . قال المجلسي‌ رحمه الله في البحار من جملة من هومعروف بالجلالة والنبالة علي بن جعفر ع مدفون في قم وجلالته أشهر من أن يذكر. و أماكون مدفنه في قم فلم يذكر في الكتب المعتبرة لكن أثر القبر الشريف الموجود قديم و عليه مكتوب اسمه انتهي . و في تحفة الزائر يوجد مزار في قم و فيه قبر كبير و علي القبر مكتوب قبر علي بن جعفرالصادق ع و محمد بن موسي و من تاريخ بناء ذلك القبر إلي هذاالزمان قريب من أربعمائة سنة انتهي . و قال الفقيه المجلسي‌ الأول في شرح الفقيه في ترجمة علي بن جعفر ع بعدذكر نبذة من فضائله وقبره في قم مشهور قال سمعت أن أهل الكوفة استدعوا منه أن يأتيهم من المدينة ويقيم عندهم فأجابهم إلي ذلك ومكث في الكوفة مدة وحفظ أهل الكوفة منه أحاديث ثم استدعي منه أهل


صفحه : 302

قم النزول إليهم فأجابهم إلي ذلك وبقي‌ هناك إلي أن توفي‌ و له ذرية منتشرة في العالم و في أصفهان قبر بعضهم منهم قبر السيد كمال الدين في قرية سين برخوار و هومزار معروف انتهي . وظني‌ القوي‌ أن محمد بن موسي المدفون معه هو من ذرية الإمام موسي بن جعفر ع و هو محمد بن موسي بن إسحاق بن ابراهيم العسكري‌ بن موسي بن ابراهيم بن موسي بن جعفر ع قال صاحب تاريخ قم ولد من أبي محمد موسي بن إسحاق ولد وبنت ولكن لم يذكر اسم الولد وذكر صاحب العمدة أنه أعقب موسي بن إسحاق بن ابراهيم العسكري‌ أبا جعفر محمدالفقيه بقم و أبا عبد الله إسحاق إلخ .الثاني‌ في خارج قلعة سمنان في وسط بستان نضرة مع قبة وبقعة وعمارة نزهة ولكن المنقول عن المجلسي‌ أنه قال لم يعلم أن ذلك قبره بل المظنون خلافه .الثالث في العريض بالتصغير علي بعدفرسخ من المدينة اسم قرية كانت ملكه ومحل سكناه وسكني ذريته ولهذا كان يعرف بالعريضي‌ و له فيهاقبر وقبة و هو ألذي اختاره المحدث النوري‌ في خاتمة المستدركات مع بسط تام و هوالظاهر ولعل الموجود في قم هولأحد أحفاده . و أماالعباس بن جعفرفقد قال في الإرشاد كان فاضلا نبيلا.تتميم لايخفي أنه يوجد علي ضفة نهر كربلاء المشرفة المعروفة بالحسينية مقام يعرف بمقام جعفرالصادق ع علي لسان سواد أهل تلك البلدة ولعله هو ألذي عبر عنه الصادق ع في حديث صفوان ألذي نقله المجلسي‌ في تحفة الزائر عن مصباح الشيخ الطوسي‌ رحمه الله الوارد لتعليمه إياه آداب زيارة جده الحسين ع و فيه فإذاوصلت إلي نهر الفرات يعني‌ شريعة سماها الصادق بالعلقمي‌ فقل كذا والتفسير من الشيخين وظاهره أن المقام المقدس كان منسوبا إلي الصادق ع في عصرهما


صفحه : 303

فيما يتعلق بأحوال أولاده عليه الصلاة و السلام .

ولد له سبع وثلاثون وقيل تسع وثلاثون ولدا ذكرا وأنثي علي بن موسي الرضا ع و ابراهيم والعباس والقاسم لأمهات أولاد وإسماعيل و له مزار في تويسركان من بلاد إيران و جعفر وهارون و الحسن لأم ولد و أحمد و محمد وحمزة لأم ولد و عبد الله وإسحاق وعبيد الله وزيد و الحسن والفضل وقبره في بهبهان معروف يزار ويعرف بشاه فضل و الحسين وسليمان لأمهات أولاد وفاطمة الكبري وفاطمة الصغري ورقية وحكيمة وأم أبيها ورقية الصغري وكلثوم وأم جعفر ولبابة وزينب وخديجة وعلية وآمنة وحسنة وبريهة وعائشة وأم سلمة وميمونة لأمهات شتي . أما ابراهيم فقد قال المفيد رحمه الله في الإرشاد والطبرسي‌ في إعلام الوري . كان ابراهيم بن موسي شجاعا كريما وتقلد الإمرة علي اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع ألذي بايعه أبوالسرايا بالكوفة ومضي إليها ففتحها وأقام بهامدة إلي أن كان من أمر أبي السرايا ما كان وأخذ له الأمان من المأمون وصرحا بأن لكل من ولد أبي الحسن موسي ع فضل ومنقبة مشهورة. و في وجيزة المجلسي‌ ابراهيم بن موسي بن جعفرممدوح وَ فِي الكاَفيِ‌ فِي بَابِ أَنّ الإِمَامَ مَتَي يَعلَمُ أَنّ الأَمرَ قَد صَارَ إِلَيهِ بِسَنَدِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّ رَجُلًا عَنَي أَخَاكَ اِبرَاهِيمَ فَذَكَرَ لَهُ أَنّ أَبَاكَ فِي الحَيَاةِ وَ أَنتَ


صفحه : 304

تَعلَمُ مِن ذَلِكَ مَا لَا يَعلَمُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ يَمُوتُ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا يَمُوتُ مُوسَي قَد وَ اللّهِ مَضَي كَمَا مَضَي رَسُولُ اللّهِص وَ لَكِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَزَل مُنذُ قَبَضَ نَبِيّهُص هَلُمّ جَرّاً يَمُنّ بِهَذَا الدّينِ عَلَي أَولَادِ الأَعَاجِمِ وَ يَصرِفُهُ عَن قَرَابَةِ نَبِيّهِ هَلُمّ جَرّاً فيَعُطيِ‌ هَؤُلَاءِ وَ يَمنَعُ هَؤُلَاءِ لَقَد قَضَيتُ عَنهُ فِي هِلَالِ ذيِ‌ الحِجّةِ أَلفَ دِينَارٍ بَعدَ أَن أَشفَي عَلَي طَلَاقِ نِسَائِهِ وَ عِتقِ مَمَالِيكِهِ وَ لَكِن قَد سَمِعتُ مَا لقَيِ‌َ يُوسُفُ مِن إِخوَتِهِ

. قال جدي‌ الصالح في شرح أصول الكافي‌ قوله عني بمعني قصد وأراد و في بعض النسخ عزي أخاك قيل ذلك الرجل أخوهما العباس قوله فذكر له فاعل ذكر راجع إلي الرجل وضمير له إلي ابراهيم قوله و أنت تعلم أي ذكر أيضا أنك تعلم ما لايعلم من مكانه ولفظة لا غيرموجودة في بعض النسخ ومعناه واضح . قوله علي أولاد الأعاجم كسلمان وغيره و فيه مدح عظيم للعجم وتفضيلهم علي العرب وكتب أبوعامر بن حرشنة كتابا في تفضيل العجم علي العرب وكذلك إسحاق بن سلمة وكيف ينكر فضلهم و في الأخبار مايدل علي أنهم من أعوان القائم عجل الله تعالي فرجه الشريف وأنهم أهل تأييد الدين .

قَالَ النّبِيّص أَسعَدُ النّاسِ بِهَذَا الدّينِ فَارِسُ

رواه الشيخ أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي‌ نزيل الري‌ في كتاب جامع الأحاديث مع أنهم في تأييد الدين وقبول العلم أحسن وأكثر من العرب يدل علي ذلك قوله تعالي وَ لَو نَزّلناهُ عَلي بَعضِ الأَعجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيهِم ما كانُوا بِهِ مُؤمِنِينَ

قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ قَالَ الصّادِقُ ع لَو نُزّلَ القُرآنُ عَلَي العَجَمِ مَا آمَنَت بِهِ العَرَبُ وَ قَد نُزّلَ عَلَي العَرَبِ فَآمَنَت بِهِ العَجَمُ فهَيِ‌َ فَضِيلَةٌ لِلعَجَمِ وَ قَالَ عِندَ تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيوَ جَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنّ أَكرَمَكُم


صفحه : 305

عِندَ اللّهِ أَتقاكُمالشّعُوبُ مِنَ العَجَمِ وَ القَبَائِلُ مِنَ العَرَبِ وَ الأَسبَاطُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ

قال وروي‌ ذلك عن الصادق ع .

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ قَد أَذهَبَ عَنكُم بِالإِسلَامِ نَخوَةَ الجَاهِلِيّةِ وَ تَفَاخُرَهَا بِآبَائِهَا إِنّ العَرَبِيّةَ لَيسَت بِأَبٍ وَالِدٍ وَ إِنّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَن تَكَلّمَ بِهِ فَهُوَ عرَبَيِ‌ّ أَلَا إِنّكُم مِن آدَمَ وَ آدَمُ مِنَ التّرَابِ

و هذاصريح في أن التكلم بلغة العرب وحده لافخر فيه بل المناط هوالتقوي . و في الفتوحات المكية في الباب السادس والستين وثلاثمائة أن وزراء المهدي‌ عليه السلام من الأعاجم مافيهم عربي‌ لكن لايتكلمون إلابالعربية لهم حافظ ليس من جنسهم انتهي .بل المستفاد من خطبة أمير المؤمنين فيما يتعلق بإخباره عن القائم ع حيث يقول فيها وكأني‌ أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم أنهم يتكلمون بالفارسية قال في البحار الطمطمة اللغة العجمية و رجل طمطمي‌ في لسانه عجمة أشار ع بذلك إلي أن عسكرهم من العجم انتهي و لاينافي‌ ماذكره صاحب الفتوحات إذ لعل التكلم بالعربي‌ لوزرائه خاصة دون بقية الجيش .

وَ فِي حَيَاةِ الحَيَوَانِ، عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ غَنَماً سُوداً دَخَلَت فِيهَا غَنَمٌ كَثِيرٌ بِيضٌ قَالُوا فَمَا أَوّلتَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قَالَ العَجَمُ يَشرَكُونَكُم فِي دِينِكُم وَ أَنسَابِكُم قَالُوا العَجَمُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَو كَانَ الإِيمَانُ مُتَعَلّقاً بِالثّرَيّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنَ العَجَمِ

وسبب المن والإعطاء والصرف والمنع في رواية الكافي‌ هواستعمال الاستعداد الفطري‌ وقبوله وإبطاله والإعراض عنه فلايلزم الجبر. قوله لقد قضيت عنه قال الفاضل الأمين الأسترآبادي‌ أي قضيت عن ألذي عزي ابراهيم وكأنه عباس أخوهما ألف دينار بعد أن أشرف وعزم علي طلاق نسائه وعتق مماليكه و علي أن يشرد من الغرماء و كان قصده من الطلاق والعتق أن


صفحه : 306

لايأخذ الغرماء مماليكه ويختموا بيوت نسائه وقيل عزمه علي ذلك لفقره وعجزه من النفقة قوله قدسمعت مالقي‌ يوسف يعني‌ أنهم يقولون ذلك افتراء وينكرون حقي‌ حسدا انتهي . و في بصائر الدرجات أنه ألح إلي أبي الحسن ع في السؤال فحك بسوطه الأرض فتناول سبيكة ذهب فقال استغن بها واكتم مارأيت وبالجملة قال جدي‌ بحر العلوم رحمه الله ماذكره المفيد رحمه الله وغيره من الحكم بحسن حال أولاد الكاظم ع عموما محل نظر وكذا في خصوص ابراهيم كما هوظاهر الرواية المتقدمة. وكيف كان فإبراهيم هذا هوجد السيد المرتضي والرضي‌ رحمهما الله فإنهما ابنا أبي أحمدالنقيب و هو الحسين بن موسي بن محمد بن موسي بن ابراهيم بن موسي بن جعفر ع . وظاهر المفيد في الإرشاد والطبرسي‌ في إعلام الوري و ابن شهرآشوب في المناقب والإربلي‌ في كشف الغمة أن المسمي بإبراهيم من أولادي‌ أبي الحسن ع رجل واحد ولكن عبارة صاحب العمدة تعطي‌ أن ابراهيم من ولده اثنان ابراهيم الأكبر و ابراهيم الأصغر و أنه يلقب بالمرتضي والعقب منه وأمه أم ولد نوبية اسمها نجية والظاهر التعدد فإن علماء النسب أعلم من غيرهم بهذا الشأن والظاهر أن المسئول عن أبيه والمخبر بحياته هو ابراهيم الأكبر و أن ألذي هوجد المرتضي والرضي‌ هوالأصغر كماصرح به جدي‌ بحر العلوم و قدذكرنا أنه مدفون في الحائر الحسيني‌ خلف ظهر الحسين ع . وكيف كان ففي‌ شيراز بقعة تنسب إلي ابراهيم بن موسي واقعة في محلة لب آب بناها محمدزكي‌ خان النوري‌ من وزراء شيراز سنة ألف ومائتين وأربعين ولكن لم أعثر علي مستند قوي‌ يدل علي صحة النسبة بل يبعدها ماسمعت من إرشاد المفيد من


صفحه : 307

أنه كان واليا باليمن بل ذكر صاحب أنساب الطالبين أن ابراهيم الأكبر ابن الإمام موسي ع خرج باليمن ودعا الناس إلي بيعة محمد بن ابراهيم طباطبا ثم دعا الناس إلي بيعة نفسه وحج في سنة مائتين واثنين و كان المأمون يومئذ في خراسان فوجه إليه حمدويه بن علي وحاربه فانهزم ابراهيم وتوجه إلي العراق وآمنه المأمون وتوفي‌ في بغداد. و علي فرض صحة ماذكرناه فالمتيقن أنه أحد المدفونين في صحن الكاظم ع لأن هذاالموضع كان فيه مقابر قريش من قديم الزمان فدفن إلي جنب أبيه و أما أحمد بن موسي ففي‌ الإرشاد كان كريما جليلا ورعا و كان أبو الحسن موسي يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ويقال أنه رضي‌ الله عنه أعتق ألف مملوك قال أخبرني‌ أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي قال حدثناجدي‌ سمعت إسماعيل بن موسي ع يقول خرج أبي بولده إلي بعض أمواله بالمدينة فكنا في ذلك المكان فكان مع أحمد بن موسي عشرون من خدام أبي وحشمه إن قام أحمدقاموا و إن جلس جلسوا معه و أبي بعد ذلك يرعاه ويبصره مايغفل عنه فما انقلبنا حتي تشيخ أحمد بن موسي بيننا انتهي . وكانت أمه من الخواتين المحترمات تدعي بأم أحمد و كان الإمام موسي شديد التلطف بها و لماتوجه من المدينة إلي بغداد أودعها ودائع الإمامة و قال لها كل من جاءك وطالب منك هذه الأمانة في أي وقت من الأوقات فاعلمي‌ بأني‌ قداستشهدت و أنه هوالخليفة من بعدي‌ والإمام المفترض الطاعة عليك و علي سائر الناس وأمر ابنه الرضا ع بحفظ الدار. و لماسمه المأمون في بغداد جاء إليها الرضا ع وطالبها بالأمانة فقالت له أم أحمدلقد استشهد والدك فقال بلي والآن فرغت من دفنه فأعطني‌ الأمانة التي‌ سلمها إليك أبي حين خروجه إلي بغداد و أناخليفته والإمام بالحق


صفحه : 308

علي تمام الجن والإنس فشقت أم أحمدجيبها وردت عليه الأمانة وبايعته بالإمامة. فلما شاع خبر وفاة الإمام موسي بن جعفر ع في المدينة اجتمع أهلها علي باب أم أحمد وسار أحمدمعهم إلي المسجد و لما كان عليه من الجلالة ووفور العبادة ونشر الشرائع وظهور الكرامات ظنوا به أنه الخليفة والإمام بعد أبيه فبايعوه بالإمامة فأخذ منهم البيعة ثم صعد المنبر وأنشأ خطبة في نهاية البلاغة وكمال الفصاحة ثم قال أيها الناس كماأنكم جميعا في بيعتي‌ فإني‌ في بيعة أخي‌ علي بن موسي الرضا واعلموا أنه الإمام والخليفة من بعد أبي و هوولي‌ الله والفرض علي وعليكم من الله ورسوله طاعته بكل مايأمرنا.فكل من كان حاضرا خضع لكلامه وخرجوا من المسجد يقدمهم أحمد بن موسي ع وحضروا باب دار الرضا ع فجددوا معه البيعة فدعا له الرضا ع و كان في خدمة أخيه مدة من الزمان إلي أن أرسل المأمون إلي الرضا ع وأشخصه إلي خراسان وعقد له خلافة العهد. و هوالمدفون بشيراز المعروف بسيد السادات ويعرف عند أهل شيراز بشاه چراغ و في عهد المأمون قصد شيراز مع جماعة و كان من قصده الوصول إلي أخيه الرضا ع فلما سمع به قتلغ خان عامل المأمون علي شيراز توجه إليه خارج البلد في مكان يقال له خان زينان علي مسافة ثمانية فراسخ من شيراز فتلاقي الفريقان ووقع الحرب بينهما فنادي رجل من أصحاب قتلغ إن كان تريدون ثمة الوصول إلي الرضا فقد مات فحين ماسمع أصحاب أحمد بن موسي ذلك تفرقوا عنه و لم يبق معه إلابعض عشيرته وإخوته فلما لم يتيسر له الرجوع توجه نحو شيراز فأتبعه المخالفون وقتلوه حيث مرقده هناك . وكتب بعض في ترجمته أنه لمادخل شيراز اختفي في زاوية واشتغل بعبادة ربه حتي توفي‌ لأجله و لم يطلع علي مرقده أحد إلي زمان الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر الدين ألذي كان من الوزراء المقربين لأتابك أبي


صفحه : 309

بكر بن سعد بن زنكي‌ فإنه لماعزم علي تعمير في محل قبره حيث هوالآن ظهر له قبر وجسد صحيح غيرمتغير و في إصبعه خاتم منقوش فيه العزة لله أحمد بن موسي فشرحوا الحال إلي أبي بكر فبني عليه قبة و بعدمدة من السنين آذنت بالانهدام فجددت تعميرها الملكة تاشي خاتون أم السلطان الشيخ أبي إسحاق بن سلطان محمود وبنت عليه قبة عالية و إلي جنب ذلك مدرسة وجعلت قبرها في جواره وتاريخه يقرب من سنة سبعمائة وخمسين هجرية. و في سنة ألف ومائتين واثنين وأربعين جعل السلطان فتح علي شاه القاجاري‌ عليه مشبكا من الفضة الخالصة ويوجد علي قبره نصف قرآن بقطع البياض بالخط الكوفي‌ الجيد علي ورق من رق الغزال ونصفه الآخر بذلك الخط في مكتبة الرضا ع و في آخره كتبه علي بن أبوطالب فلذلك كان الاعتقاد بأنه خطه ع . وأورد بعض أن مخترع علم النحو لايكتب المجرور مرفوعا و ألذي ببالي‌ أن غيرواحد من النحاة و أهل العربية صرح بأن الأب والابن إذاصارا علمين يعامل معهما معاملة الأعلام الشخصية في أحكامها وصرح بذلك صاحب التصريح و قال أبوالبقاء في آخر كتابه الكليات ومما جري مجري المثل ألذي لايغير علي بن أبي طالب حتي ترك في حالي‌ النصب والجر علي لفظه في حالة الرفع لأنه اشتهر في ذلك وكذلك معاوية بن أبي سفيان و أبوأمية انتهي . وظني‌ القوي‌ أن القرآن بخط علي ع لايوجد إلا عندالحجة ع و أن كاتب القرآن المدعي‌ كونه بخطه ع هو علي بن أبي طالب المغربي‌ و كان معروفا بحسن الخط الكوفي‌ ونظير هذاالقرآن بذلك الرقم بعينه يوجد في مصر مقام رأس الحسين ع كماذكرنا أنه كان يوجد نظيره أيضا في المرقد العلوي‌ المرتضوي‌ و أنه احترق فيما احترق هذا وربما ينقل عن بعض أن مشهد السيد أحمدالمذكور في بلخ و الله العالم .


صفحه : 310

و في بيرم من أعمال شيراز مشهد ينسب إلي أخ السيد أحمديعرف عندهم بشاه علي أكبر ولعله هو ألذي عده صاحب العمدة من أولاد موسي بن جعفر ع وسماه عليا و أماالقاسم بن موسي ع كان يحبه أبوه حبا شديدا وأدخله في وصاياه وَ فِي بَابِ الإِشَارَةِ وَ النّصّ عَلَي الرّضَا مِنَ الكاَفيِ‌ فِي حَدِيثِ أَبِي عُمَارَةَ يَزِيدَ بنِ سَلِيطٍ الطّوِيلِ قَالَ أَبُو اِبرَاهِيمَ أُخبِرُكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ أنَيّ‌ خَرَجتُ مِن منَزلِيِ‌ فَأَوصَيتُ إِلَي ابنيِ‌ فُلَانٍ يعَنيِ‌ عَلِيّاً الرّضَا ع وَ أَشرَكتُ مَعَهُ بنَيِ‌ّ فِي الظّاهِرِ وَ أَوصَيتُهُ فِي البَاطِنِ فَأَفرَدتُهُ وَحدَهُ وَ لَو كَانَ الأَمرُ إلِيَ‌ّ لَجَعَلتُهُ فِي القَاسِمِ ابنيِ‌ لحِبُيّ‌ إِيّاهُ وَ رأَفتَيِ‌ عَلَيهِ وَ لَكِن ذَلِكَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَجعَلُهُ حَيثُ يَشَاءُ وَ لَقَد جاَءنَيِ‌ بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ جدَيّ‌ عَلِيّ ع ثُمّ أَرَانِيهِ وَ أرَاَنيِ‌ مَن يَكُونُ مَعَهُ وَ كَذَلِكَ لَا يُوصَي إِلَي أَحَدٍ مِنّا حَتّي يأَتيِ‌َ بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ جدَيّ‌ عَلِيّ ع وَ رَأَيتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ خَاتَماً وَ سَيفاً وَ عَصًا وَ كِتَاباً وَ عِمَامَةً فَقُلتُ مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لِي أَمّا العِمَامَةُ فَسُلطَانُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا السّيفُ فَعِزّ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ أَمّا الكِتَابُ فَنُورُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ أَمّا العَصَا فَقُوّةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا الخَاتَمُ فَجَامِعُ هَذِهِ الأُمُورِ ثُمّ قَالَ لِي وَ الأَمرُ قَد خَرَجَ مِنكَ إِلَي غَيرِكَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَرِنِيهِ أَيّهُم هُوَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ مَا رَأَيتُ مِنَ الأَئِمّةِ أَحَداً أَجزَعَ عَلَي فِرَاقِ هَذَا الأَمرِ مِنكَ وَ لَو كَانَتِ الإِمَامَةُ بِالمَحَبّةِ لَكَانَ إِسمَاعِيلُ أَحَبّ إِلَي أَبِيكَ مِنكَ وَ لَكِن مِنَ اللّهِ

وَ فِي الكاَفيِ‌،أَيضاً بِسَنَدِهِ إِلَي سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَرَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ لِابنِهِ القَاسِمِ قُم يَا بنُيَ‌ّ فَاقرَأ عِندَ رَأسِ أَخِيكَوَ الصّافّاتِ صَفّا حَتّي تَستَتِمّهَا فَقَرَأَ فَلَمّا بَلَغَأَ هُم أَشَدّ خَلقاً أَم مَن خَلَقناقَضَي الفَتَي فَلَمّا سجُيّ‌َ وَ خَرَجُوا أَقبَلَ عَلَيهِ يَعقُوبُ بنُ جَعفَرٍ فَقَالَ لَهُ كُنّا نَعهَدُ المَيّتَ إِذَا نَزَلَ بِهِ المَوتُ يُقرَأُ عِندَهُ


صفحه : 311

يس وَ القُرآنِ الحَكِيمِفَصِرتَ تَأمُرُنَا بِالصّافّاتِ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ لَم تُقرَأ عِندَ مَكرُوبٍ مِن مَوتٍ قَطّ إِلّا عَجّلَ اللّهُ رَاحَتَهُ

ونص السيد الجليل علي بن طاوس علي استحباب زيارة القاسم وقرنه بالعباس بن أمير المؤمنين و علي بن الحسين ع المقتول بالطف وذكر لهم ولمن يجري‌ مجراهم زيارة يزارون بها من أرادها وقف عليها في كتابه مصباح الزائرين . و قال في البحار والقاسم بن الكاظم ألذي ذكره السيد رحمة الله عليه قبره قريب من الغري‌ و ما هومعروف في الألسنة من أن الرضا قال فيه من لم يقدر علي زيارتي‌ فليزر أخي‌ القاسم كذب لاأصل له في أصل من الأصول وشأنه أجل من أن يرغب الناس في زيارته بمثل هذه الأكاذيب . و أما محمد بن موسي ع ففي‌ الإرشاد أنه من أهل الفضل والصلاح ثم ذكر مايدل علي مدحه وحسن عبادته و في رجال الشيخ أبي علي نقلا عن حمد الله المستوفي‌ في نزهة القلوب أنه مدفون كأخيه شاه چراغ في شيراز وصرح بذلك أيضا السيد الجزائري‌ في الأنوار قال وهما مدفونان في شيراز والشيعة تتبرك بقبورهما وتكثر زيارتهما و قدزرناهما كثيرا انتهي .يقال إنه في أيام الخلفاء العباسية دخل شيراز واختفي بمكان و من أجرة كتابة القرآن أعتق ألف نسمة واختلف المؤرخون في أنه الأكبر أوالسيد أحمد وكيف كان فمرقده في شيراز معروف بعد أن كان مخفيا إلي زمان أتابك بن سعد بن زنكي‌ فبني له قبة في محلة باغ قتلغ . و قدجدد بناؤه مرات عديدة منها في زمان السلطان نادر خان و في سنة ألف ومائتين وتسع وستين رمته النواب أويس ميرزا ابن النواب الأعظم العالم الفاضل الشاهزاده فرهاد ميرزا القاجاري‌.


صفحه : 312

و أما الحسين بن موسي ويلقب بالسيد علاء الدين فقبره أيضا في شيراز معروف ذكره شيخ الإسلام شهاب الدين أبوالخير حمزة بن حسن بن مودود حفيد الخواجة عزالدين مودود بن محمد بن معين الدين محمود المشهور بزركوش الشيرازي‌ المنسوب من طرف الأم إلي أبي المعالي‌ مظفر الدين محمد بن روزبهان وتوفي‌ في حدود سنة ثمانمائة ذكره المؤرخ الفارسي‌ في تاريخه المعروف بشيرازنامه . وملخص ماذكره أن قتلغ خان كان واليا علي شيراز و كان له حديقة في مكان حيث هومرقد السيد المذكور و كان بواب تلك الحديقة رجلا من أهل الدين والمروة و كان يري في ليالي‌ الجمعة نورا يسطع من مرتفع في تلك الحديقة فأبدي حقيقة الحال إلي الأمير قتلغ و بعدمشاهدته لما كان يشاهده البواب وزيادة تجسسه وكشفه عن ذلك المكان ظهر له قبر و فيه جسد عظيم في كمال العظمة والجلال والطراوة والجمال بيده مصحف وبالأخري سيف مصلت فبالعلامات والقرائن علموا أنه قبر حسين بن موسي فبني له قبة ورواقا.الظاهر أن قتلغ خان هذا غير ألذي حارب أخاه السيد أحمد ويمكن أن تكون الحديقة باسمه والوالي‌ ألذي أمر ببناء مشهده غيره فإن قتلغ خان لقب جماعة كأبي‌ بكر بن سعد الزنكي‌ وأحد أتابكية آذربيجان بل هم من الدول الإسلامية كرسي‌ ملكها كرمان عدد ملوكها ثمانية نشأت سنة ستمائة وتسع عشرة وانقضت سنة سبعمائة وثلاث إذ من المعلوم أن ظهور مرقده كان بعدوفاته بسنين . وكتب بعضهم أن السيد علاء الدين حسين كان ذاهبا إلي تلك الحديقة فعرفوه أنه من بني‌ هاشم فقتلوه في تلك الحديقة و بعدمضي‌ مدة وزوال آثار الحديقة بحيث لم يبق منها إلاربوة مرتفعة عرفوا قبره بالعلامات المذكورة و كان ذلك في دور الدولة الصفوية وجاء رجل من المدينة يقال له ميرزا علي وسكن شيراز و كان مثريا فبني عليه قبة عالية وأوقف عليه أملاكا وبساتين . و لماتوفي‌ دفن بجنب البقعة وتولية الأوقاف كانت بيد ولده ميرزا نظام الملك أحد وزراء تلك الدولة و من بعده إلي أحفاده والسلطان خليل ألذي كان


صفحه : 313

حاكما في شيراز من قبل الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي‌ رمت البقعة المذكورة وزاد علي عمارتها السابقة في سنة ثمانمائة وعشر. و أماحمزة بن موسي فهو المدفون في الري‌ في القرية المعروفة بشاه زاده عبدالعظيم و له قبة وصحن وخدام و كان الشاهزاده عبدالعظيم علي جلالة شأنه وعظم قدره يزوره أيام إقامته في الري‌ و كان يخفي‌ ذلك علي عامة الناس و قدأسر إلي بعض خواصه أنه قبر رجل من أبناء موسي بن جعفر ع . وممن فاز بقرب جواره بعدالممات هوالشيخ الجليل السعيد قدوة المفسرين جمال الدين أبوالفتوح حسين بن علي الخزاعي‌ الرازي‌ صاحب التفسير المعروف بروض الجنان في عشرين مجلدا فارسي‌ إلا أنه عجيب ومكتوب علي قبره اسمه ونسبه بخط قديم فما في مجالس المؤمنين من أن قبره في أصفهان بعيد جدا. و في تبريز مزار عظيم ينسب إلي حمزة وكذلك في قم في وسط البلدة و له ضريح وذكر صاحب تاريخ قم أنه قبر حمزة بن الإمام موسي ع والصحيح ماذكرنا ولعل المزار المذكور لبعض أحفاد موسي بن جعفر ع . و أماالمرقدان في صحن الكاظمين ع فيقال إنهما من أولاد الكاظم ع و لايعلم حالهما في المدح والقدح و لم أر من تعرض لهذين المرقدين نعم ذكر العلامة السيد مهدي‌ القزويني‌ في مزار كتابه فلك النجاة إن لأولاد الأئمة قبرين مشهورين في مشهد الإمام موسي ع من أولاده لكن لم يكونا من المعروفين و قال إن أحدهم اسمه العباس بن الإمام موسي ع ألذي ورد في حقه القدح انتهي . قلت والمكتوب في لوح زيارة المرقدين أن أحدهما ابراهيم و قدتقدم أنه أحد المدفونين في الصحن الكاظمي‌ والآخر إسماعيل ولعل ألذي يعرف بإسماعيل هوالعباس بن موسي و قدعرفت ذمه من أخيه الرضا ع بما لامزيد عليه و


صفحه : 314

يؤيده ما هوشائع علي الألسنة من أن جدي‌ بحر العلوم طاب ثراه لماخرج من الحرم الكاظمي‌ أعرض عن زيارة المشهد المزبور فقيل له في ذلك فلم يلتفت . و أماإسماعيل بن موسي ألذي هوصاحب الجعفريات فقبره في مصر و كان ساكنا به وولده هناك و له كتب يرويها عن أبيه عن آبائه منها كتاب الطهارة كتاب الصلاة كتاب الزكاة كتاب الصوم كتاب الحج كتاب الجنائز كتاب الطلاق كتاب الحدود كتاب الدعاء كتاب السنن والآداب كتاب الرؤيا.كذا في رجال النجاشي‌ و في تعليقات الرجال أن كثرة تصانيفه وملاحظة عنواناتها وترتيباتها ونظمها تشير إلي المدح مضافا إلي ما في صفوان بن يحيي أن أبا جعفرأعني‌ الجواد ع بعث إليه بحنوط وأمر إسماعيل بن موسي بالصلاة عليه قال والظاهر أنه هذا و فيه إشعار بنباهته انتهي . و في مجمع الرجال لمولانا عناية الله أنه هوجزما و قال يدل علي زيادة جلالته جدا. و في رجال ابن شهرآشوب إسماعيل بن موسي بن جعفرالصادق ع سكن مصر وولده بها ثم عد كتبه المذكورة و لايخفي ظهور كون الرجل من الفقهاء عندهم و في القرية المعروفة بفيروز كوه مزار ينسب إلي إسماعيل بن الإمام موسي ع أيضا. و أماإسحاق فمن نسله الشريف أبو عبد الله المعروف بنعمة و هو محمد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسي بن جعفر ع ألذي كتب الصدوق له من لايحضره الفقيه كماصرح به في أول الكتاب المزبور.


صفحه : 315

ويوجد في أطراف الحلة مزار عظيم و له بقعة وسيعة وقبة رفيعة تنسب إلي حمزة ابن الإمام موسي ع تزوره الناس وتنقل له الكرامات و لاأصل لهذه الشهرة بل هوقبر حمزة بن قاسم بن علي بن حمزة بن حسن بن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين المكني بأبي‌ يعلي ثقة جليل القدر ذكره النجاشي‌ في الفهرست و قال إنه من أصحابنا كثير الحديث له كتاب من روي عن جعفر بن محمد ع من الرجال و هو كتاب حسن و كتاب التوحيد و كتاب الزيارات والمناسك كتاب الرد علي محمد بن جعفرالأسدي‌. و أمازيد فقد خرج بالبصرة فدعا إلي نفسه وأحرق دورا وأعبث ثم ظفر به وحمل إلي المأمون قال زيد لمادخلت علي المأمون نظر إلي‌ ثم قال اذهبوا به إلي أخيه أبي الحسن علي بن موسي فتركني‌ بين يديه ساعة واقفا ثم قال يازيد سوءا لك سفكت الدماء وأخفت السبيل وأخذت المال من غيرحله غرك حديث حمقي أهل الكوفة إن النبي ص قال إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها وذريتها علي النار. إن هذالمن خرج من بطنها الحسن و الحسين ع فقط و الله مانالوا ذلك إلابطاعة الله ولإن أردت أن تنال بمعصية الله مانالوا بطاعته إنك إذالأكرم عند الله منهم . و في العيون أنه عاش زيد بن موسي ع إلي آخر خلافة المتوكل ومات بسرمن رأي وكيف كان فهذا زيد هوالمعروف بزيد النار و قدضعفه أهل الرجال ومنهم المجلسي‌ في وجيزته و في العمدة أنه حاربه الحسن بن سهل فظفر به وأرسله إلي المأمون فأدخل عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون إلي أخيه علي الرضا ع ووهب له جرمه فحلف علي الرضا أن لايكلمه أبدا وأمر بإطلاقه ثم إن المأمون سقاه السم فمات هذا.


صفحه : 316

وَ قَالَ ابنُ شَهرَآشُوبَ فِي المَعَالِمِ،حَكِيمَةُ بِنتُ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَت لَمّا حَضَرَت وِلَادَةُ الخَيزُرَانِ أُمّ أَبِي جَعفَرٍ ع دعَاَنيِ‌ الرّضَا ع فَقَالَ يَا حَكِيمَةُ احضرُيِ‌ وِلَادَتَهَا وَ ادخلُيِ‌ وَ إِيّاهَا وَ القَابِلَةَ بَيتاً وَ وَضَعَ لَنَا مِصبَاحاً وَ أَغلَقَ البَابَ عَلَينَا فَلَمّا أَخَذَهَا الطّلقُ طَفِئَ المِصبَاحُ وَ بَينَ يَدَيهَا طَشتٌ فَاغتَمَمتُ بِطَفإِ المِصبَاحِ فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ بَدَرَ أَبُو جَعفَرٍ ع فِي الطّشتِ وَ إِذَا عَلَيهِ شَيءٌ رَقِيقٌ كَهَيئَةِ الثّوبِ يَسطَعُ نُورُهُ حَتّي أَضَاءَ البَيتَ فَأَبصَرنَاهُ فَأَخَذتُهُ فَوَضَعتُهُ فِي حجَريِ‌ وَ نَزَعتُ عَنهُ ذَلِكَ الغِشَاءَ فَجَاءَ الرّضَا ع فَفَتَحَ البَابَ وَ قَد فَرَغنَا مِن أَمرِهِ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي المَهدِ وَ قَالَ يَا حَكِيمَةُ الزمَيِ‌ مَهدَهُ قَالَت فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقُمتُ ذَعِرَةً فَأَتَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع فَقُلتُ لَهُ قَد سَمِعتُ عَجَباً مِن هَذَا الصبّيِ‌ّ فَقَالَ مَا ذَاكِ فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ فَقَالَ يَا حَكِيمَةُ مَا تَرَونَ مِن عَجَائِبِهِ أَكثَرُ انتَهَي

وحكيمة بالكاف كماصرح به جدي‌ بحر العلوم قال رحمه الله و أماحليمة باللام فمن تصحيف العوام . قلت و في جبال طريق بهبهان مزار ينسب إليها يزوره المترددون من الشيعة.

وَ أَمّا فَاطِمَةُ فَقَد رَوَي الصّدُوقُ فِي ثَوَابِ الأَعمَالِ وَ العُيُونِ،أَيضاً بِإِسنَادِهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَن فَاطِمَةَ بِنتِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَقَالَ مَن زَارَهَا فَلَهُ الجَنّةُ

و في كامل الزيارة مثله

وَ فِيهِ أَيضاً بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ الرّضَا أعَنيِ‌ الجَوَادَ ع قَالَ مَن زَارَ عمَتّيِ‌ بِقُمّ فَلَهُ الجَنّةُ

وَ فِي مَزَارِ البِحَارِ رَأَيتُ فِي بَعضِ كُتُبِ الزّيَارَاتِ حَدّثَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع قَالَ قَالَ يَا سَعدُ عِندَكُم لَنَا قَبرٌ قُلتُ جُعِلتُ


صفحه : 317

فِدَاكَ قَبرُ فَاطِمَةَ بِنتِ مُوسَي قَالَ نَعَم مَن زَارَهَا عَارِفاً بِحَقّهَا فَلَهُ الجَنّةُ

وَ عَن تَارِيخِ قُمّ لِلحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ القمُيّ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع إِنّ لِلّهِ حَرَماً وَ هُوَ مَكّةُ وَ لِرَسُولِهِ حَرَماً وَ هُوَ المَدِينَةُ وَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَرَماً وَ هُوَ الكُوفَةُ وَ لَنَا حَرَماً وَ هُوَ قُمّ وَ سَتُدفَنُ فِيهِ امرَأَةٌ مِن ولُديِ‌ تُسَمّي فَاطِمَةَ مَن زَارَهَا وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ

. قال ع ذلك و لم تحمل بموسي ع أمه . وبسند آخر أن زيارتها تعدل الجنة قلت وهي‌ المعروفة اليوم بمعصومة ولها مزار عظيم ويذكر في بعض كتب التأريخ أن القبة الحالية التي‌ علي قبرها من بناء سنة خمسمائة وتسع وعشرين بأمر المرحومة شاه بيگم بنت عماد بيك و أماتذهيب القبة مع بعض الجواهر الموضوعة علي القبر فهي‌ من آثار السلطان فتح علي شاه القاجاري‌. و أمافاطمة الصغري وقبرها في بادكوبه خارج البلد يبعد عنه بفرسخ من جهة جنوب البلد واقع في وسط مسجد بناؤه قديم هكذا ذكره صاحب مرآة البلدان و في رشت مزار ينسب إلي فاطمة الطاهرة أخت الرضا ع ولعلها غير من ذكرنا فقد ذكر سبط ابن الجوزي‌ في تذكرة خواص الأمة في ضمن تعداد بنات موسي بن جعفر ع أربع فواطم كبري ووسطي وصغري وأخري و الله أعلم


صفحه : 318

نبذة فيما يتعلق ببقعته ع

كان الشافعي‌ يقول قبر موسي الكاظم الترياق المجرب و في جامع التواريخ تأليف رشيد الدين فضل الله الوزير بن عماد الدولة أبي الخير أن في يوم الاثنين سابع عشر من ذي‌ الحجة سنة ستمائة واثنتين وسبعين وفاة الخواجة نصير الدين الطوسي‌ في بغداد عندغروب الشمس وأوصي أن يدفن عندقبر موسي والجواد عليهما السلام فوجدوا هناك ضريحا مبنيا بالكاشي‌ والآلات فلما تفحصوا تبين أن الخليفة الناصر لدين الله قدحفره لنفسه مضجعا و لمامات دفنه ابنه الظاهر في الرصافة مدفن آبائه وأجداده . و من عجائب الاتفاق أن تاريخ الفراغ من إتمام هذاالسرداب يوافق يومه مع يوم ولادة الخواجة يوم السبت حادي‌ عشر جمادي الأولي سنة خمسمائة وسبع وتسعون تمام عمره خمس وسبعون سنة وسبعة أيام . وممن فاز بحسن الجوار هو أبوطالب يحيي بن سعيد بن هبة الدين علي بن قزغلي‌ بن زيادة من أمراء بني‌ العباس يقال له الشيباني‌ وأصله من واسط ولد في بغداد سنة خمسمائة واثنين وعشرين وتوفي‌ سنة خمسمائة وأربع وتسعين ودفن بجنب روضة الإمام موسي ع ذكره ابن خلكان في تاريخه و كان شيعي‌ المذهب حسن الأخلاق محمود السيرة. وممن فاز بحسن الجوار بعدالممات الأمير توزن الديلمي‌ من أمراء رجال الديالمة في عصر المتقي‌ العباسي‌ وعصي عليه وخالفه حتي فر الخليفة منه إلي الموصل ثم استماله وأرجعه إلي بغداد توفي‌ الأمير المزبور سنة خمسمائة وثمان وستين ودفن في داره ثم نقل إلي مقابر قريش .


صفحه : 319

و من جملة المدفونين بجنب الإمامين الهمامين الكاظمين عليهما السلام القاضي‌ أبويوسف يعقوب بن ابراهيم أحد صاحبي‌ أبي حنيفة والآخر هو محمد بن الحسن الشيباني‌ كانت ولادة القاضي‌ المذكور سنة مائة وثلاث عشرة وتوفي‌ وقت الظهر خامس ربيع الأول سنة مائة وست وستين وقبره بجنب مشهدهما ع معلوم . وممن فاز أيضا بقرب الجوار بعدالموت النواب فرهاد ميرزا معتمد الدولة خلف المرحوم عباس ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري‌ وولي‌ عهده السابق و كان النواب المذكور من فحول فضلاء الدورة القاجارية معروفا بوسعة التتبع والاستحضار خصوصا في فني‌ التأريخ والجغرافيا واللغة الإنكليسية. و له مآثر مأثورة منها كتابه الموسوم بجام جم في تاريخ الملوك والعالم و كتاب القمقام الذخار والصمصام البتار في المقتل و كتاب الزنبيل يجري‌ مجري الكشكول وشرح خلاصة الحساب بالفارسية وهداية السبيل وكفاية الدليل رحلة زيارته بيت الله الحرام . و من أعظم آثاره تعمير صحن الإمام موسي بن جعفر ع وتذهيب رءوس منائره الأربع كما هوالمشاهد الآن ومدة التعمير ست سنين وفرغ من تعميره سنة ألف ومائتين وتسع وتسعين وتوفي‌ سنة ألف وثلاثمائة وخمس في طهران وحمل نعشه إلي الكاظمين ع ودفن بباب الصحن الشريف الكاظمي‌ حيث لايخفي


صفحه : 320

نبذة فيما يتعلق بالإمام علي بن موسي ع .

قيل لم يعرف له ولد سوي ابنه الإمام محمد بن علي ع كما هو في الإرشاد والأصح أن له أولادا و قدذكر غيرواحد من العامة له خمسة بنين وابنة واحدة وهم محمدالقانع و الحسن و جعفر و ابراهيم و الحسين وعائشة و في بعض كتب الأنساب مذكور العقب من بعضهم فلاحظ. و في قوچان مشهد عظيم يعرف بسلطان ابراهيم بن علي بن موسي الرضا ع و من عجيب مايوجد في ذلك المشهد من الآثار بعض الأوراق من كلام الله المجيد هي‌ بخط بايسنقر بن شاهرخ بن أميرتيمور الگوركاني‌ يقال إن السلطان نادر شاه الأفشاري‌ جاء بها من سمرقند إلي هذاالمشهد وطول الصفحة في ذراعين ونصف وعرضها في ذراع وعشرة عقود وطول السطر في ذراع وعرضه خمسة عقود والفاصل ما بين السطرين ربع ذراع بقلم غليظ في عرض ثلاث أصابع . والسلطان ناصر الدين شاه القاجاري‌ لماسافر إلي خراسان لزيارة الرضا ع جاء بورقتين منها إلي طهران جعلهما في متحفه الملوكي‌


صفحه : 321

خاتمة شريفة في فضيلة بقعة الرضا صلوات الله عليه .

اعلم أن من جملة الأخبار الدالة علي فضيلة تلك الأرض المقدسة والبقعة المباركة مَا رَوَاهُ الشّيخُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي بَابِ الزّيَارَاتِ مِنَ التّهذِيبِ أَنّ الرّضَا ع قَالَ إِنّ فِي أَرضِ خُرَاسَانَ بُقعَةً مِنَ الأَرضِ يأَتيِ‌ عَلَيهَا زَمَانٌ تَكُونُ مَهبَطاً لِلمَلَائِكَةِ ففَيِ‌ كُلّ وَقتٍ يَنزِلُ إِلَيهَا فَوجٌ إِلَي يَومِ نَفخِ الصّورِ فَقِيلَ لَهُ ع وَ أَيّ بُقعَةٍ هَذِهِ فَقَالَ هيِ‌َ أَرضُ طُوسَ وَ هيِ‌َ وَ اللّهِ رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ إِلَخ

روُيِ‌َ أَيضاً عَنِ الصّادِقِ ع أَربَعَةُ بِقَاعٍ مِنَ الأَرضِ ضَجّت إِلَي اللّهِ تَعَالَي فِي أَيّامِ طُوفَانِ نُوحٍ مِنِ استِيلَاءِ المَاءِ عَلَيهَا فَرَحِمَهَا اللّهُ تَعَالَي وَ أَنجَاهَا مِنَ الغَرَقِ وَ هيِ‌َ البَيتُ المَعمُورُ فَرَفَعَهَا اللّهُ إِلَي السّمَاءِ وَ الغرَيِ‌ّ وَ كَربَلَاءُ وَ طُوسُ

. قال في الوافي‌ و لماضجت تلك البقاع كان ضجيجها إلي الله من جهة عدم وجود من يعبد الله علي وجهها فجعلها الله مدفن أوليائه فأول مدفن بنيت في تلك الأرض المقدسة سناباد بناها إسكندر ذو القرنين صاحب السد وكانت دائرة إلي زمان بناء طوس . قال في معجم البلدان طوس مدينة بخراسان بينها و بين نيسابور نحو عشرة فراسخ وتشتمل علي مدينتين يقال لأحدهما الطابران وللآخر نوقان ولهما أكثر من ألف قرية فتحت في أيام عثمان و بهاقبر علي بن موسي الرضا و بهاأيضا قبر هارون الرشيد. و قال المسعر بن المهلهل وطوس أربع مدن منها اثنتان كبيرتان واثنتان صغيرتان وبهما آثار أبنية إسلامية جليلة و بهادار حميد بن قحطبة ومساحتها


صفحه : 322

ميل في مثله و في بعض بساتينها قبر علي بن موسي الرضا ع وقبر الرشيد انتهي . و كان حميد بن قحطبة واليا علي طوس من قبل هارون فبني في سناباد بنيانا ومحلا لنفسه متي خرج إلي الصيد نزل فيه وحميد هذا هو ألذي قتل في ليلة واحدة ستين سيدا من ذرية الرسول بأمر هارون الرشيد كما هو في العيون . قال ابن عساكر في تاريخه حميد بن قحطبة واسمه زياد بن شبيب بن خالد بن معدان الطائي‌ أحد قواد بني‌ العباس شهد حصار دمشق و كان نازلا علي باب توماء ويقال علي باب الفراديس وولي‌ الجزيرة للمنصور ثم ولي‌ خراسان في خلافة المنصور وأمره المهدي‌ عليها حتي مات واستخلف ابنه عبد الله وولي‌ مصر في خلافة المنصور في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائة سنة كاملة ثم صرف عنها وكانت وفاة المترجم سنة تسع وخمسين ومائة انتهي . و أماأصل بناء القبة المنورة فالظاهر أنه كان في حياته ع مشهورة بالبقعة الهارونية كما هومروي‌ في العيون من أنه دخل دار حميد بن قحطبة الطائي‌ ودخل القبة التي‌ فيهاقبر هارون الرشيد.

وَ أَيضاً عَنِ الحَسَنِ بنِ جَهمٍ قَالَ حَضَرتُ مَجلِسَ المَأمُونِ يَوماً عِندَهُ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا وَ قَدِ اجتَمَعَ الفُقَهَاءُ وَ أَهلُ الكَلَامِ وَ ذَكَرَ أَسئِلَةَ القَومِ وَ سُؤَالَ المَأمُونِ عَنهُ ع وَ جَوَابَاتِهِ وَ سَاقَ الكَلَامَ إِلَي أَن قَالَ فَلَمّا قَامَ الرّضَا ع تَبِعتُهُ فَانصَرَفتُ إِلَي مَنزِلِهِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي وَهَبَ لَكَ مِن جَمِيلِ رأَي‌ِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مَا حَمَلَهُ عَلَي مَا أَرَي مِن إِكرَامِهِ لَكَ وَ قَبُولِهِ لِقَولِكَ فَقَالَ ع يَا ابنَ الجَهمِ لَا يَغُرّنّكَ مَا أَلفَيتَهُ عَلَيهِ مِن إكِراَميِ‌ وَ الِاستِمَاعِ منِيّ‌ فَإِنّهُ سيَقَتلُنُيِ‌ بِالسّمّ وَ هُوَ ظَالِمٌ لِي أَعرِفُ بِعَهدٍ مَعهُودٍ إلِيَ‌ّ مِن آباَئيِ‌ عَن رَسُولِ اللّهِص فَاكتُم عَلَيّ هَذَا مَا دُمتُ حَيّاً قَالَ الحَسَنُ بنُ الجَهمِ فَمَا حَدّثتُ بِهَذَا الحَدِيثِ إِلَي أَن مَضَي الرّضَا ع بِطُوسَ مَقتُولًا بِالسّمّ


صفحه : 323

وبالجملة فالظاهر أن سناباد كانت بلدة صغيرة بطوس وكانت لحميد بن قحطبة فيهادارا وبستانا و لمامات هارون الرشيد في طوس دفن في بيت حميد ثم بني المأمون قبة علي تربة أبيه و لماتوفي‌ الإمام ع دفن بجنب هارون في تلك القبة التي‌ بناها المأمون فلاوجه لما هوالشائع علي الألسنة أن قبته المباركة من بناء ذي‌ القرنين . ولعل وجه الشبهة أن مرو شاهجان ألذي هو من أعظم بلاد خراسان هو من بناء ذي‌ القرنين كماذكره ياقوت الحموي‌ في معجم البلدان و كان فيهاسرير سلطنته و من حسن هوائه كان يسميه بروح الملك بكسر اللام وباعتبار تقديم المضاف إليه اشتهر بشاه جان .

وَ فِيهِ أَيضاً وَ قَد روُيِ‌َ عَن بُرَيدَةَ بنِ الحَصِيبِ أَحَدِ أَصحَابِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بُرَيدَةُ إِنّهُ سَيُبعَثُ بُعُوثٌ فَإِذَا بُعِثَت فَكُن فِي بَعثِ المَشرِقِ ثُمّ كُن فِي بَعثِ خُرَاسَانَ ثُمّ كُن فِي بَعثِ أَرضٍ يُقَالُ لَهَا مَروُ إِذَا أَتَيتَهَا فَانزِل مَدِينَتَهَا فَإِنّهُ بَنَاهَا ذُو القَرنَينِ وَ صَلّي فِيهَا عُزَيرٌ أَنهَارُهَا تجُريِ‌ البَرَكَةَ عَلَي كُلّ نَقبٍ مِنهَا مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيفَهُ يَدفَعُ عَن أَهلِهَا السّوءَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

. و قال بعض هي‌ خير بقاع الأرض من بعدالجنات الأربع التي‌ هي‌ سغد سمرقند ونهر أبلة وشعب بوان وغوطة دمشق من حيث طيب الفواكه والغلة وجمال النساء والرجال والخيل الجياد التي‌ توجد فيها وسائر الحيوانات . وكانت مرو دار الإمارة للملوك من آل طاهر و من المحتمل أن إسكندر من حيث كان من المقربين عند الله ألهم من عالم الغيب أنه يدفن في هذه البقعة من الأرض أحد الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين فبني هذه البلدة وسماها سناباد كمارواه الصدوق رحمه الله في إكمال الدين و فيه يقتله عفريت متكبر ويدفن في المدينة التي‌ بناها العبد الصالح ذو القرنين ويدفن إلي جنب شر خلق الله ولنعم ماقاله دعبل الخزاعي‌ رضي‌ الله عنه .


صفحه : 324


أربع بطوس علي قبر الزكي‌ إذا   ماكنت ترفع من دين علي فطر

قبران في طوس خير الناس كلهم   وقبر شرهم هذا من العبر

ماينفع الرجس من قبر الزكي‌ و ما   علي الزكي‌ بقرب الرجس من ضرر

هيهات كل امر‌ئ رهن بما كسبت   به يداه فخذ ماشئت أوفذر.

و عليه فإن إسكندر لم يبن القبة بل إنما هوالممصر لتلك البلدة. وَ فِي الخَرَائِجِ روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبّادٍ وَ كَانَ كَاتِبَ الرّضَا ع قَالَ دَخَلتُ عَلَيهِ وَ قَد عَزَمَ المَأمُونُ بِالمَسِيرِ إِلَي بَغدَادَ فَقَالَ يَا ابنَ عباس [عَبّادٍ] مَا نَدخُلُ العِرَاقَ وَ لَا نَرَاهُ فَبَكَيتُ وَ قُلتُ فآَيسَتنَيِ‌ أَن آتيِ‌َ أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌ قَالَ ع أَمّا أَنتَ فَسَتَدخُلُهَا وَ إِنّمَا عَنَيتُ نفَسيِ‌ فَاعتَلّ وَ توُفُيّ‌َ فِي قَريَةٍ مِن قُرَي طُوسَ وَ قَد كَانَ تَقَدّمَ فِي وَصِيّتِهِ أَن يُحفَرَ قَبرُهُ مِمّا يلَيِ‌ الحَائِطَ بَينَهُ وَ بَينَ قَبرِ هَارُونَ ثَلَاثُ أَذرُعٍ

. و قدكانوا حفروا ذلك الموضع لهارون فكسرت المعاول والمساحي‌ فتركوه وحفروا حيث أمكن الحفر فقال احفروا ذلك المكان فإنه سيلين عليكم وتجدون صورة سمكة من نحاس وعليها كتابة بالعبرانية فإذاخوتم لحدي‌ فعمقوه وردوها مما يلي‌ رجلي‌.فحفرنا ذلك المكان و كان المحافر تقع في الرمل اللين ووجدنا السمكة مكتوبا عليها بالعبرانية هذه روضة علي بن موسي وتلك حفرة هارون الجبار فرددناها ودفناها في لحده عندموضع قاله . و من المعلوم أن حفر الأرض وعمل سمكة من نحاس وكتابه لا يكون إلا من إنسان وبالجملة فالظاهر أن الحفر المزبور من آثار إسكندر ذي‌ القرنين دون القبة المنورة. قال في مجالس المؤمنين عندترجمة الشيخ كمال الدين حسين الخوارزمي‌ إنه مسطور في التواريخ و في الألسنة والأفواه خصوصا عند أهل خراسان أنه مدة أربعمائة سنة لم تكن عمارة لائقة علي قبر الإمام علي بن موسي وبعض الآثار


صفحه : 325

التي‌ كانت توجد عليه هي‌ من أساس حميد بن قحطبة الطائي‌ ألذي كان في زمان هارون الرشيد حاكما في طوس من قبله و لماتوفي‌ دفنه في داره و من بعده دفنوا الإمام ع في تلك البقعة بجنب هارون . ويظهر من الخبر المروي‌ عن الرضا ع أني‌ أدفن في دار موحشة وبلاد غريبة أنه في مدة أربعمائة سنة المذكورة لم تكن في حوالي‌ مرقده الشريف دار و لاسكنة وكانت نوقان في كمال العمران مع أنه ما بين نوقان وسناباد من البعد إلاحد مد الصوت . و قال في كشف الغمة إن امرأة كانت تأتي‌ إلي مشهد الإمام ع في النهار وتخدم الزوار فإذاجاء الليل سدت باب الروضة وذهبت إلي سناباد. وربما يقال إن بعض التزيينات كانت توجد في بناء المأمون من بعض الديالمة إلي أن خربه الأمير سبكتكين و ذلك لتعصبه وشدته علي الشيعة و كان خرابا إلي زمان يمين الدولة محمود بن سبكتكين . قال ابن الأثير في الكامل في ضمن حوادث سنة أربعمائة وإحدي وعشرون وجدد عمارة المشهد بطوس ألذي فيه قبر علي بن موسي الرضا ع والرشيد وأحسن عمارته و كان أبوه سبكتكين أخربه و كان أهل طوس يؤذون من يزوره فمنعهم عن ذلك و كان سبب فعله أنه رأي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في المنام و هو يقول له إلي متي هذافعلم أنه يريد أمر المشهد فأمر بعمارته . ثم إن هذه العمارة قدهدمت عندتطرق قبائل غز وجددت في عهد السلطان سنجر السلجوقي‌ قال في مجالس المؤمنين و إن القبة العالية والبناء المعظم الموجود الآن من آثار شرف الدين أبي طاهر القمي‌ ألذي كان وزيرا للسلطان سنجر قال و كان بناء الوزير المزبور بإشارة غيبية و إن تعيين المحراب الواقع في المسجد فوق الرأس إنما كان بإشارة من الإمام ع وتعيين علماء الشيعة انتهي . و في سنة خمسمائة أمر السلطان سنجر السلجوقي‌ بصناعة الكاشي‌ ألذي يفوق في الجودة حلي‌ الصيني‌ و أن يكتب عليه الأحاديث النبوية والمرتضوية وتمام القرآن


صفحه : 326

و كان الكاتب لهما عبدالعزيز بن أبي نصر القمي‌. و من عجيب أمر ذلك أنه حملت تلك الآلات علي النوق وأرسلت من قم فجاءت بطي‌ الأرض إلي حوالي‌ خراسان ونزلت في منخفض من الأرض بقرب البلدة المقدسة فمر جماعة من المارة علي تلك الناحية فاطلعوا علي صورة الحال فحملوها إلي سيد النقباء السيد محمدالموسوي‌ فبني بهاالهزارة الرضوية. و كان السلطان سنجر ابن الملك شاه السلجوقي‌ مع سعة ملكه قداختار هذاالمكان علي سائر بلاده و مازال مقيما به إلي أن مات وقبره به في قبة عظيمة لها شباك إلي الجامع وقبته زرقاء تظهر من مسيرة يوم بناها له بعض خدمه بعدموته ووقف عليها وقفا لمن يقرأ القرآن ويكسو الموضع قال في المعجم وتركتها أنا في سنة ستمائة واثني‌ عشر علي أحسن ما يكون . واستمر بناء سنجر إلي زمان چنگيز خان فهدمه تولي‌ خان ابن چنگيز خان و ذلك في سنة ستمائة وسبع عشرة قال ابن الأثير في الكامل في مايتعلق بأحوال التتار الذين هم جند چنگيز إنه لمافرغوا من نيسابور سيروا طائفة منهم إلي طوس ففعلوا بهاكذلك أيضا وخربوها وخربوا المشهد ألذي فيه علي بن موسي الرضا ع والرشيد حتي جعلوا الجميع خرابا ومثله في شرح نهج البلاغة. و في الكتيبة الذهبية الواقعة في منطقة القبة المنورة ماصورته بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ من عظائم توفيق الله سبحانه أن وفق السلطان الأعظم مولي ملوك العرب والعجم صاحب النسب الطاهر النبوي‌ والحسب الباهر العلوي‌ تراب أقدام خدام هذه الروضة المنورة الملكوتية مروج آثار أجداده المعصومين السلطان بن السلطان أبوالمظفر شاه عباس الحسيني‌ الموسوي‌ الصفوي‌ بهادر خان فاستدعي بالمجي‌ء ماشيا علي قدميه من دار السلطنة أصفهان إلي زيارة هذاالحرم الأشرف . و قدتشرف بزينة هذه العتبة من خلص ماله في سنة ألف وعشر وتم في سنة ألف وست عشرة.


صفحه : 327

و في موضع آخر من القبة مكتوب و هو من إملاء المحقق الخوانساري‌ من ميامن منن الله سبحانه ألذي زين السماء بزينة الكواكب ورصع هذه القباب العلي بدرر الدراري‌ الثواقب أن استسعد السلطان الأعدل الأعظم والخاقان الأفخم الأكرم أشرف ملوك الأرض حسبا ونسبا وأكرمهم خلقا وأدبا مروج مذهب أجداده الأئمة المعصومين ومحبي‌ مراسم آبائه الطيبين الطاهرين السلطان بن السلطان بن السلطان سليمان الحسيني‌ الموسوي‌ الصفوي‌ بهادر خان بتذهيب هذه القبة العرشية الملكوتية وتزيينها وتشرف بتجديدها وتحسينها إذ تطرق عليها الانكسار وسقطت لبناتها الذهبية التي‌ كانت تشرق كالشمس في رابعة النهار بسبب حدوث الزلزلة العظيمة في هذه البلدة الطيبة الكريمة في سنة أربع وثمانين وألف و كان هذاالتجديد سنة ست وثمانين وألف كتبه محمدرضا الإمامي‌. ومكتوب علي جبهة الباب الواقع في قبلة المرقد الشريف .لقد تشرف بتذهيب الروضة الرضوية التي‌ يتمني العرش لها أمر النيابة وأرواح القدس تخدم جنابه السلطان نادر الأفشاري‌ رحمه الله الملك الغفار سنة ألف ومائة وخمس وخمسون وكتب بعده ثم بمرور الأعوام ظهر عليها الاندراس فأمر السلطان بن السلطان والخاقان بن الخاقان ناصر الدين شاه قاجار خلد الله ملكه بالتزيين بالزجاجة والبلور لتصير نورا علي نور. وأرسل السلطان قطب شاه الدكني‌ طاب ثراه الماسة كبيرة بقدر بيضة الدجاجة هدية إلي الضريح الرضوي‌ و لمااستولي عبدالمؤمن خان رئيس طائفة الأزبكية علي خراسان نهبها من الخزانة في جملة مانهب . و لمازار السلطان شاه عباس الصفوي‌ خراسان في الدفعة التي‌ مشي فيها علي قدمه و كان مدة خروجه من أصفهان ودخوله خراسان ثمانية عشر يوما أهدي إليه بعض الخوانين الأزبكية تلك الألماسة و لمابلغه أن الألماسة من الأعيان الراجعة إلي الخزانة الرضوية أمر ببيعها في إستانبول واشتري بقيمتها أملاكا وأنهارا تصرف منافعها علي تلك البقعة و كان ذلك بإجازة بعض العلماء.


صفحه : 328

و في فردوس التواريخ نقلا عن بعض التواريخ أنه كان للسلطان سنجر أوأحد وزرائه ولد أصيب بالدق فحكم الأطباء عليه بالتفرج والاشتغال بالصيد فكان من أمره أن خرج يوما مع بعض غلمانه وحاشيته في طلب الصيد فبينما هوكذلك فإذا هوبغزال مارق من بين يديه فأرسل فرسه في طلبه وجد في العدو فالتجأ الغزال إلي قبر الإمام علي بن موسي الرضا ع فوصل ابن الملك إلي ذلك المقام المنيع والمأمن الرفيع ألذي من دخله كان آمنا وحاول صيد الغزال فلم تجسر خيله علي الإقدام عليه فتحيروا من ذلك فأمر ابن الملك غلمانه وحاشيته بالنزول من خيولهم ونزل هومعهم ومشي حافيا مع كمال الأدب نحو المرقد الشريف وألقي نفسه علي المرقد وأخذ في الابتهال إلي حضرة ذي‌ الجلال ويسأل شفاء علته من صاحب المرقد فعوفي‌ فأخذوا جميعا في الفرح والسرور وبشروا الملك بما لاقاه ولده من الصحة ببركة صاحب المرقد وقالوا له إنه مقيم عليه و لايتحول منه حتي يصل البناءون إليه فيبني‌ عليه قبة ويستحدث هناك بلدا ويشيده ليبقي بعده تذكارا و لمابلغ السلطان ذلك سجد لله شكرا و من حينه وجه نحوه المعمارين وبنوا علي مشهده بقعة وقبة وسورا يدور علي البلد