صفحه : 1

الجزء الخامس والأربعون
تتمة كتاب تاريخ فاطمة و الحسن و الحسين ع
تتمة أبواب مايختص بتاريخ الحسين بن علي صلوات الله عليهما
بقية الباب 73-سائر ماجري عليه بعدبيعة الناس ليزيد بن معاوية إلي شهادته صلوات الله عليه

2- فلما كان الغداة أمر الحسين ع بفسطاطه فضرب وأمر بجفنة فيهامسك كثير فجعل فيهانورة ثم دخل ليطلي‌ فروي‌ أن برير بن خضير الهمداني‌ و عبدالرحمن بن عبدربه الأنصاري‌ وقفا علي باب الفسطاط ليطليا بعده فجعل برير يضاحك عبدالرحمن فقال له عبدالرحمن يابرير أتضحك ما هذه ساعة باطل فقال برير لقد علم قومي‌ أنني‌ ماأحببت الباطل كهلا و لاشابا وإنما أفعل ذلك استبشارا بما نصير إليه فو الله ما هو إلا أن نلقي هؤلاء القوم بأسيافنا نعاجلهم ساعة ثم نعانق الحور العين .

رَجَعنَا إِلَيرِوَايَةِ المُفِيدِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إنِيّ‌ جَالِسٌ فِي تِلكَ اللّيلَةِ التّيِ‌ قُتِلَ أَبِي فِي صَبِيحَتِهَا وَ عنِديِ‌ عمَتّيِ‌ زَينَبُ تمُرَضّنُيِ‌ إِذِ اعتَزَلَ أَبِي فِي خِبَاءٍ لَهُ وَ عِندَهُ فُلَانٌ مَولَي أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ وَ هُوَ يُعَالِجُ سَيفَهُ وَ يُصلِحُهُ


صفحه : 2

وَ أَبِي يَقُولُ


يَا دَهرُ أُفّ لَكَ مِن خَلِيلٍ   كَم لَكَ بِالإِشرَاقِ وَ الأَصِيلِ

مِن صَاحِبٍ وَ طَالِبٍ قَتِيلٍ   وَ الدّهرُ لَا يَقنَعُ بِالبَدِيلِ

وَ إِنّمَا الأَمرُ إِلَي الجَلِيلِ   وَ كُلّ حيَ‌ّ سَالِكٌ سبَيِليِ‌

فَأَعَادَهَا مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً حَتّي فَهِمتُهَا وَ عَلِمتُ مَا أَرَادَ فخَنَقَتَنيِ‌َ العَبرَةُ فَرَدَدتُهَا وَ لَزِمتُ السّكُوتَ وَ عَلِمتُ أَنّ البَلَاءَ قَد نَزَلَ وَ أَمّا عمَتّيِ‌ فَلَمّا سَمِعَت مَا سَمِعتُ وَ هيِ‌َ امرَأَةٌ وَ مِن شَأنِ النّسَاءِ الرّقّةُ وَ الجَزَعُ فَلَم تَملِك نَفسَهَا أَن وَثَبَت تَجُرّ ثَوبَهَا وَ هيِ‌َ حَاسِرَةٌ حَتّي انتَهَت إِلَيهِ وَ قَالَت وَا ثُكلَاه لَيتَ المَوتَ أعَدمَنَيِ‌َ الحَيَاةَ اليَومَ مَاتَت أمُيّ‌ فَاطِمَةُ وَ أَبِي عَلِيّ وَ أخَيِ‌َ الحَسَنُ يَا خَلِيفَةَ الماَضيِ‌ وَ ثِمَالَ الباَقيِ‌ فَنَظَرَ إِلَيهَا الحُسَينُ ع وَ قَالَ لَهَا يَا أُختَه لَا يَذهَبَنّ حِلمَكِ الشّيطَانُ وَ تَرَقرَقَت عَينَاهُ بِالدّمُوعِ وَ قَالَ لَو تُرِكَ القَطَا لَيلًا لَنَامَ فَقَالَت يَا وَيلَتَاه أَ فَتَغتَصِبُ نَفسَكَ اغتِصَاباً فَذَلِكَ أَقرَحُ لقِلَبيِ‌ وَ أَشَدّ عَلَي نفَسيِ‌ ثُمّ لَطَمَت وَجهَهَا وَ هَوَت إِلَي جَيبِهَا وَ شَقّتهُ وَ خَرّت مَغشِيّةً عَلَيهَا فَقَامَ إِلَيهَا الحُسَينُ ع فَصَبّ عَلَي وَجهِهَا المَاءَ وَ قَالَ لَهَا يَا أُختَاه اتقّيِ‌ اللّهَ وَ تعَزَيّ‌ بِعَزَاءِ اللّهِ وَ اعلمَيِ‌ أَنّ أَهلَ الأَرضِ يَمُوتُونَ وَ أَهلَ السّمَاءِ لَا يَبقَونَ وَ أَنّ


صفحه : 3

كُلّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلّا وَجهَ اللّهِ تَعَالَي ألّذِي خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهِ وَ يَبعَثُ الخَلقَ وَ يَعُودُونَ وَ هُوَ فَردٌ وَحدَهُ وَ أَبِي خَيرٌ منِيّ‌ وَ أمُيّ‌ خَيرٌ منِيّ‌ وَ أخَيِ‌ خَيرٌ منِيّ‌ وَ لِي وَ لِكُلّ مُسلِمٍ بِرَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ فَعَزّاهَا بِهَذَا وَ نَحوِهِ وَ قَالَ لَهَا يَا أُختَاه إنِيّ‌ أَقسَمتُ عَلَيكِ فأَبَرِيّ‌ قسَمَيِ‌ لَا تشَقُيّ‌ عَلَيّ جَيباً وَ لَا تخَمشِيِ‌ عَلَيّ وَجهاً وَ لَا تدَعيَ‌ عَلَيّ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ إِذَا أَنَا هَلَكتُ ثُمّ جَاءَ بِهَا حَتّي أَجلَسَهَا عنِديِ‌ ثُمّ خَرَجَ إِلَي أَصحَابِهِ فَأَمَرَهُم أَن يَقرَنَ[يُقَرّبَ]بَعضُهُم بُيُوتَهُم مِن بَعضٍ وَ أَن يُدخِلُوا الأَطنَابَ بَعضَهَا فِي بَعضٍ وَ أَن يَكُونُوا بَينَ البُيُوتِ فَيُقبِلُوا القَومَ فِي وَجهٍ وَاحِدٍ وَ البُيُوتُ مِن وَرَائِهِم وَ عَن أَيمَانِهِم وَ عَن شَمَائِلِهِم قَد حَفّت بِهِم إِلّا الوَجهَ ألّذِي يَأتِيهِم مِنهُ عَدُوّهُم وَ رَجَعَ ع إِلَي مَكَانِهِ فَقَامَ لَيلَتَهُ كُلّهَا يصُلَيّ‌ وَ يَستَغفِرُ وَ يَدعُو وَ يَتَضَرّعُ وَ قَامَ أَصحَابُهُ كَذَلِكَ يُصَلّونَ وَ يَدعُونَ وَ يَستَغفِرُونَ

وَ قَالَ فِي المَنَاقِبِ فَلَمّا كَانَ وَقتُ السّحَرِ خَفَقَ الحُسَينُ بِرَأسِهِ خَفقَةً ثُمّ استَيقَظَ فَقَالَ أَ تَعلَمُونَ مَا رَأَيتُ فِي منَاَميِ‌ السّاعَةَ فَقَالُوا وَ مَا ألّذِي رَأَيتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَأَيتُ كَأَنّ كِلَاباً قَد شَدّت عَلَيّ لتِنَهشَنَيِ‌ وَ فِيهَا كَلبٌ أَبقَعُ رَأَيتُهُ أَشَدّهَا عَلَيّ وَ أَظُنّ أَنّ ألّذِي يَتَوَلّي قتَليِ‌ رَجُلٌ أَبرَصُ مِن بَينِ هَؤُلَاءِ القَومِ ثُمّ إنِيّ‌ رَأَيتُ بَعدَ ذَلِكَ جدَيّ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لِي يَا بنُيَ‌ّ أَنتَ شَهِيدُ آلِ مُحَمّدٍ وَ قَدِ استَبشَرَ بِكَ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ أَهلُ الصّفِيحِ الأَعلَي فَليَكُن إِفطَارُكَ عنِديِ‌ اللّيلَةَ عَجّل وَ لَا تُؤَخّر فَهَذَا مَلَكٌ قَد نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ لِيَأخُذَ دَمَكَ فِي قَارُورَةٍ خَضرَاءَ فَهَذَا مَا رَأَيتُ وَ قَد أَزِفَ الأَمرُ وَ اقتَرَبَ الرّحِيلُ مِن هَذِهِ الدّنيَا لَا شَكّ فِي ذَلِكَ

و قال المفيد قال الضحاك بن عبد الله ومرت بنا خيل لابن سعد تحرسنا و إن حسينا ع ليقرأوَ لا يَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّما نمُليِ‌ لَهُم خَيرٌ لِأَنفُسِهِم إِنّما نمُليِ‌ لَهُم لِيَزدادُوا إِثماً وَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ ما كانَ اللّهُ لِيَذَرَ المُؤمِنِينَ عَلي ما أَنتُم عَلَيهِ

حَتّي يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِفسمعها من تلك الخيل رجل يقال له عبد الله ابن سمير و كان مضحاكا و كان شجاعا بطلا فارسا شريفا فاتكا فقال نحن ورب الطيبون ميزنا بكم فقال له برير بن الخضير يافاسق أنت يجعلك الله من الطيبين قال له من أنت ويلك قال أنابرير بن الخضير فتسابا. وأصبح الحسين فعبأ أصحابه بعدصلاة الغداة و كان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا و قال محمد بن أبي طالب و في رواية أخري اثنان وثمانون راجلا و قال السيد

روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُم كَانُوا خَمسَةً وَ أَربَعِينَ فَارِساً وَ مِائَةَ رَاجِلٍ

وكذا قال ابن نما و قال المفيد فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه وأعطي رايته العباس أخاه وجعلوا البيوت في ظهورهم وأمر بحطب وقصب كان من وراء البيوت أن يترك في خندق كان قدحفر هناك و أن يحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم . وأصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم و هو يوم الجمعة وقيل يوم السبت فعبأ أصحابه وخرج فيمن معه من الناس نحو الحسين و كان علي ميمنته عمرو بن الحجاج و علي ميسرته شمر بن ذي‌ الجوشن و علي الخيل عروة بن قيس و علي الرجالة شبث بن ربعي‌ وأعطي الراية دريدا مولاه و قال محمد بن أبي طالب وكانوا نيفا علي اثنين وعشرين ألفا و في رواية عن الصادق ع ثلاثين ألفا.

قَالَ المُفِيدُ وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ أَنّهُ قَالَ لَمّا أَصبَحَتِ الخَيلُ تُقبِلُ عَلَي الحُسَينِ ع رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ أَنتَ ثقِتَيِ‌ فِي كُلّ كَربٍ وَ رجَاَئيِ‌ فِي كُلّ شِدّةٍ وَ أَنتَ لِي فِي كُلّ أَمرٍ نَزَلَ بيِ‌ ثِقَةٌ وَ عُدّةٌ كَم مِن كَربٍ يَضعُفُ عَنهُ الفُؤَادُ وَ تَقِلّ فِيهِ الحِيلَةُ وَ يَخذُلُ فِيهِ الصّدِيقُ وَ يَشمُتُ فِيهِ العَدُوّ أَنزَلتُهُ بِكَ وَ شَكَوتُهُ إِلَيكَ رَغبَةً منِيّ‌ إِلَيكَ عَمّن سِوَاكَ فَفَرّجتَهُ وَ كَشَفتَهُ فَأَنتَ ولَيِ‌ّ كُلّ نِعمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلّ حَسَنَةٍ وَ مُنتَهَي كُلّ رَغبَةٍ قَالَ فَأَقبَلَ القَومُ يَجُولُونَ حَولَ بَيتِ الحُسَينِ فَيَرَونَ الخَندَقَ فِي ظُهُورِهِم


صفحه : 5

وَ النّارُ تَضطَرِمُ فِي الحَطَبِ وَ القَصَبِ ألّذِي كَانَ ألُقيِ‌َ فِيهِ فَنَادَي شِمرُ بنُ ذيِ‌ الجَوشَنِ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا حُسَينُ أَ تَعَجّلتَ بِالنّارِ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ فَقَالَ الحُسَينُ ع مَن هَذَا كَأَنّهُ شِمرُ بنُ ذيِ‌ الجَوشَنِ فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَاعِيَةِ المِعزَي أَنتَأَولي بِها صِلِيّا وَ رَامَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ أَن يَرمِيَهُ بِسَهمٍ فَمَنَعَهُ الحُسَينُ ع مِن ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ دعَنيِ‌ حَتّي أَرمِيَهُ فَإِنّ الفَاسِقَ مِن أَعدَاءِ اللّهِ وَ عُظَمَاءِ الجَبّارِينَ وَ قَد أَمكَنَ اللّهُ مِنهُ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع لَا تَرمِهِ فإَنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أَبدَأَهُم بِقِتَالٍ

. وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ رَكِبَ أَصحَابُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَقَرّبَ إِلَي الحُسَينِ فَرَسَهُ فَاستَوَي عَلَيهِ وَ تَقَدّمَ نَحوَ القَومِ فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ وَ بَينَ يَدَيهِ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع كَلّمِ القَومَ فَتَقَدّمَ بُرَيرٌ فَقَالَ يَا قَومِ اتّقُوا اللّهَ فَإِنّ ثَقَلَ مُحَمّدٍ قَد أَصبَحَ بَينَ أَظهُرِكُم هَؤُلَاءِ ذُرّيّتُهُ وَ عِترَتُهُ وَ بَنَاتُهُ وَ حَرَمُهُ فَهَاتُوا مَا عِندَكُم وَ مَا ألّذِي تُرِيدُونَ أَن تَصنَعُوهُ بِهِم فَقَالُوا نُرِيدُ أَن نُمَكّنَ مِنهُمُ الأَمِيرَ ابنَ زِيَادٍ فَيَرَي رَأيَهُ فِيهِم فَقَالَ لَهُم بُرَيرٌ أَ فَلَا تَقبَلُونَ مِنهُم أَن يَرجِعُوا إِلَي المَكَانِ ألّذِي جَاءُوا مِنهُ وَيلَكُم يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَ نَسِيتُم كُتُبَكُم وَ عُهُودَكُمُ التّيِ‌ أَعطَيتُمُوهَا وَ أَشهَدتُمُ اللّهَ عَلَيهَا يَا وَيلَكُم أَ دَعَوتُم أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم وَ زَعَمتُم أَنّكُم تَقتُلُونَ أَنفُسَكُم دُونَهُم حَتّي إِذَا أَتَوكُم أَسلَمتُمُوهُم إِلَي ابنِ زِيَادٍ وَ حَلّأتُمُوهُم عَن مَاءِ الفُرَاتِ بِئسَ مَا خَلّفتُم نَبِيّكُم فِي ذُرّيّتِهِ مَا لَكُم لَا سَقَاكُمُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ فَبِئسَ القَومُ أَنتُم. فَقَالَ لَهُ نَفَرٌ مِنهُم يَا هَذَا مَا ندَريِ‌ مَا تَقُولُ فَقَالَ بُرَيرٌ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي زاَدنَيِ‌ فِيكُم بَصِيرَةً أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِن فِعَالِ هَؤُلَاءِ القَومِ أللّهُمّ أَلقِ بَأسَهُم بَينَهُم حَتّي يَلقَوكَ وَ أَنتَ عَلَيهِم غَضبَانُ فَجَعَلَ القَومُ يَرمُونَهُ بِالسّهَامِ فَرَجَعَ بُرَيرٌ إِلَي وَرَائِهِ.

وتقدم الحسين ع حتي وقف بإزاء القوم فجعل ينظر إلي صفوفهم كأنهم السيل ونظر إلي ابن سعد واقفا في صناديد الكوفة فقال الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ الدّنيَا فَجَعَلَهَا دَارَ فَنَاءٍ وَ زَوَالٍ مُتَصَرّفَةً بِأَهلِهَا حَالًا بَعدَ حَالٍ فَالمَغرُورُ مَن غَرّتهُ


صفحه : 6

وَ الشقّيِ‌ّ مَن فَتَنَتهُ فَلَا تَغُرّنّكُم هَذِهِ الدّنيَا فَإِنّهَا تَقطَعُ رَجَاءَ مَن رَكَنَ إِلَيهَا وَ تُخَيّبُ طَمَعَ مَن طَمِعَ فِيهَا وَ أَرَاكُم قَدِ اجتَمَعتُم عَلَي أَمرٍ قَد أَسخَطتُمُ اللّهَ فِيهِ عَلَيكُم وَ أَعرَضَ بِوَجهِهِ الكَرِيمِ عَنكُم وَ أَحَلّ بِكُم نَقِمَتَهُ وَ جَنّبَكُم رَحمَتَهُ فَنِعمَ الرّبّ رَبّنَا وَ بِئسَ العَبِيدُ أَنتُم أَقرَرتُم بِالطّاعَةِ وَ آمَنتُم بِالرّسُولِ مُحَمّدٍص ثُمّ إِنّكُم زَحَفتُم إِلَي ذُرّيّتِهِ وَ عِترَتِهِ تُرِيدُونَ قَتلَهُم لَقَدِ استَحوَذَ عَلَيكُمُ الشّيطَانُ فَأَنسَاكُم ذِكرَ اللّهِ العَظِيمِ فَتَبّاً لَكُم وَ لِمَا تُرِيدُونَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَهَؤُلَاءِ قَومٌكَفَرُوا بَعدَ إِيمانِهِمفَبُعداً لِلقَومِ الظّالِمِينَ. فَقَالَ عُمَرُ وَيلَكُم كَلّمُوهُ فَإِنّهُ ابنُ أَبِيهِ وَ اللّهِ لَو وَقَفَ فِيكُم هَكَذَا يَوماً جَدِيداً لَمَا انقَطَعَ وَ لَمَا حُصِرَ فَكَلّمُوهُ فَتَقَدّمَ شِمرٌ لَعَنَهُ اللّهُ فَقَالَ يَا حُسَينُ مَا هَذَا ألّذِي تَقُولُ أَفهِمنَا حَتّي نَفهَمَ فَقَالَ أَقُولُ اتّقُوا اللّهَ رَبّكُم وَ لَا تقَتلُوُنيِ‌ فَإِنّهُ لَا يَحِلّ لَكُم قتَليِ‌ وَ لَا انتِهَاكُ حرُمتَيِ‌ فإَنِيّ‌ ابنُ بِنتِ نَبِيّكُم وَ جدَتّيِ‌ خَدِيجَةُ زَوجَةُ نَبِيّكُم وَ لَعَلّهُ قَد بَلَغَكُم قَولُ نَبِيّكُم الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ بِرِوَايَةِ المُفِيدِ. وَ قَالَ المُفِيدُ وَ دَعَا الحُسَينُ ع بِرَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا وَ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ يَا أَهلَ العِرَاقِ وَ جُلّهُم يَسمَعُونَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ اسمَعُوا قوَليِ‌ وَ لَا تَعجَلُوا حَتّي أَعِظَكُم بِمَا يَحِقّ لَكُم عَلَيّ وَ حَتّي أَعذِرَ عَلَيكُم فَإِن أعَطيَتمُوُنيِ‌َ النّصَفَ كُنتُم بِذَلِكَ أَسعَدَ وَ إِن لَم تعُطوُنيِ‌َ النّصَفَ مِن أَنفُسِكُم فَأَجمِعُوا رَأيَكُمثُمّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمّةً ثُمّ اقضُوا إلِيَ‌ّ وَ لا تُنظِرُونِإِنّ ولَيِيّ‌َ اللّهُ ألّذِي نَزّلَ الكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلّي الصّالِحِينَ. ثُمّ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكَرَ اللّهَ بِمَا هُوَ أَهلُهُ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ وَ عَلَي مَلَائِكَتِهِ وَ عَلَي أَنبِيَائِهِ فَلَم يُسمَع مُتَكَلّمٌ قَطّ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ أَبلَغُ مِنهُ فِي مَنطِقٍ. ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فاَنسبُوُنيِ‌ فَانظُرُوا مَن أَنَا ثُمّ رَاجِعُوا أَنفُسَكُم وَ عَاتِبُوهُم فَانظُرُوا هَل يَصلُحُ لَكُم قتَليِ‌ وَ انتِهَاكُ حرُمتَيِ‌ أَ لَستُ ابنَ نَبِيّكُم وَ ابنَ وَصِيّهِ وَ ابنَ عَمّهِ وَ أَوّلِ مُؤمِنٍ مُصَدّقٍ لِرَسُولِ اللّهِص بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ رَبّهِ أَ وَ لَيسَ حَمزَةُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ عمَيّ‌ أَ وَ لَيسَ جَعفَرٌ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ بِجَنَاحَينِ عمَيّ‌ أَ وَ لَم


صفحه : 7

يَبلُغكُم مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِي وَ لأِخَيِ‌ هَذَانِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَإِن صدَقّتمُوُنيِ‌ بِمَا أَقُولُ وَ هُوَ الحَقّ وَ اللّهِ مَا تَعَمّدتُ كَذِباً مُذ عَلِمتُ أَنّ اللّهَ يَمقُتُ عَلَيهِ أَهلَهُ وَ إِن كذَبّتمُوُنيِ‌ فَإِنّ فِيكُم مَن إِن سَأَلتُمُوهُ عَن ذَلِكَ أَخبَرَكُم اسأَلُوا جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَبَا سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ سَهلَ بنَ سَعدٍ الساّعدِيِ‌ّ وَ زَيدَ بنَ أَرقَمَ وَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يُخبِرُوكُم أَنّهُم سَمِعُوا هَذِهِ المَقَالَةَ مِن رَسُولِ اللّهِص لِي وَ لأِخَيِ‌ أَ مَا فِي هَذَا حَاجِزٌ لَكُم عَن سَفكِ دمَيِ‌

. فقال له شمر بن ذي‌ الجوشن هويعبد الله علي حرف إن كان يدري‌ ماتقول [ يقول ] فقال له حبيب بن مظاهر و الله إني‌ لأراك تعبد الله علي سبعين حرفا و أناأشهد أنك صادق ماتدري‌ ما يقول قدطبع الله علي قلبك .

ثم قال لهم الحسين ع فَإِن كُنتُم فِي شَكّ مِن هَذَا أَ فَتَشُكّونَ أنَيّ‌ ابنُ بِنتِ نَبِيّكُم فَوَ اللّهِ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ ابنُ بِنتِ نبَيِ‌ّ غيَريِ‌ فِيكُم وَ لَا فِي غَيرِكُم وَيحَكُم أَ تطَلبُوُنيِ‌ بِقَتِيلٍ مِنكُم قَتَلتُهُ أَو مَالٍ لَكُمُ استَهلَكتُهُ أَو بِقِصَاصٍ مِن جِرَاحَةٍ فَأَخَذُوا لَا يُكَلّمُونَهُ فَنَادَي يَا شَبَثَ بنَ ربِعيِ‌ّ يَا حَجّارَ بنَ أَبجَرَ يَا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ يَا يَزِيدَ بنَ الحَارِثِ أَ لَم تَكتُبُوا إلِيَ‌ّ أَن قَد أَينَعَتِ الثّمَارُ وَ اخضَرّ الجَنَابُ وَ إِنّمَا تَقدَمُ عَلَي جُندٍ لَكَ مُجَنّدٍ فَقَالَ لَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ مَا ندَريِ‌ مَا تَقُولُ وَ لَكِنِ انزِل عَلَي حُكمِ بنَيِ‌ عَمّكَ فَإِنّهُم لَن يُرُوكَ إِلّا مَا تُحِبّ فَقَالَ لَهُمُ الحُسَينُ ع لَا وَ اللّهِ لَا أُعطِيكُم بيِدَيِ‌ إِعطَاءَ الذّلِيلِ وَ لَا أُقِرّ لَكُم إِقرَارَ العَبِيدِ. ثُمّ نَادَي يَا عِبَادَ اللّهِإنِيّ‌ عُذتُ برِبَيّ‌ وَ رَبّكُم أَن تَرجُمُونِ وَ أَعُوذُبرِبَيّ‌ وَ رَبّكُم مِن كُلّ مُتَكَبّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ

. ثم إنه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان بعقلها وأقبلوا يزحفون نحوه .


صفحه : 8

و في المناقب روي بإسناده عن عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الله قال لماعبأ عمر بن سعد أصحابه االمحاربة الحسين بن علي ع ورتبهم مراتبهم وأقام الرايات في مواضعها وعبأ أصحاب الميمنة والميسرة فقال لأصحاب القلب اثبتوا. وأحاطوا بالحسين من كل جانب حتي جعلوه في مثل الحلقة فخرج ع حتي أتي الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتي

قال لهم وَيلَكُم مَا عَلَيكُم أَن تُنصِتُوا إلِيَ‌ّ فَتَسمَعُوا قوَليِ‌ وَ إِنّمَا أَدعُوكُم إِلَي سَبِيلِ الرّشَادِ فَمَن أطَاَعنَيِ‌ كَانَ مِنَ المُرشَدِينَ وَ مَن عصَاَنيِ‌ كَانَ مِنَ المُهلَكِينَ وَ كُلّكُم عَاصٍ لأِمَريِ‌ غَيرُ مُستَمِعٍ قوَليِ‌ فَقَد مُلِئَت بُطُونُكُم مِنَ الحَرَامِ وَ طُبِعَ عَلَي قُلُوبِكُم وَيلَكُم أَ لَا تُنصِتُونَ أَ لَا تَسمَعُونَ فَتَلَاوَمَ أَصحَابُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بَينَهُم وَ قَالُوا أَنصِتُوا لَهُ.فَقَامَ الحُسَينُ ع ثُمّ قَالَ تَبّاً لَكُم أَيّتُهَا الجَمَاعَةُ وَ تَرَحاً أَ فَحِينَ استَصرَختُمُونَا وَلِهِينَ مُتَحَيّرِينَ فَأَصرَختُكُم مُؤَدّينَ مُستَعِدّينَ سَلَلتُم عَلَينَا سَيفاً فِي رِقَابِنَا وَ حَشَشتُم عَلَينَا نَارَ الفِتَنِ خَبَأَهَا عَدُوّكُم وَ عَدُوّنَا فَأَصبَحتُم إِلباً عَلَي أَولِيَائِكُم وَ يَداً عَلَيهِم لِأَعدَائِكُم بِغَيرِ عَدلٍ أَفشَوهُ فِيكُم وَ لَا أَمَلَ أَصبَحَ لَكُم فِيهِم إِلّا الحَرَامُ مِنَ الدّنيَا أَنَالُوكُم وَ خَسِيسُ عَيشٍ طَمَعتُم فِيهِ مِن غَيرِ حَدَثٍ كَانَ مِنّا لَا رأَي‌َ تَفَيّلَ لَنَا فَهَلّا لَكُمُ الوَيلَاتُ إِذ كَرِهتُمُونَا وَ تَرَكتُمُونَا تَجَهّزتُمُوهَا وَ السّيفُ لَم يُشهَر وَ الجَأشُ طَامِنٌ وَ الرأّي‌ُ لَم يُستَحصَف وَ لَكِن أَسرَعتُم عَلَينَا كَطَيرَةِ الذّبَابِ وَ تَدَاعَيتُم كتَدَاَعيِ‌ الفَرَاشِ فَقُبحاً لَكُم فَإِنّمَا أَنتُم مِن طَوَاغِيتِ الأُمّةِ وَ شُذَاذِ الأَحزَابِ وَ نَبَذَةِ الكِتَابِ وَ نَفَثَةِ الشّيطَانِ وَ عُصبَةِ الآثَامِ وَ محُرَفّيِ‌ الكِتَابِ وَ مُطفِئِ السّنَنِ وَ قَتَلَةِ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ ومبُيِريِ‌ عِترَةِ الأَوصِيَاءِ وَ ملُحقِيِ‌ العُهّارِ بِالنّسَبِ وَ مؤُذيِ‌ المُؤمِنِينَ وصُرّاخِ أَئِمّةِ المُستَهزِئِينَالّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ. وَ أَنتُم ابنَ حَربٍ وَ أَشيَاعَهُ تَعتَمِدُونَ وَ إِيّانَا تُخَاذِلُونَ أَجَل وَ اللّهِ الخَذلُ فِيكُم مَعرُوفٌ وَشَجَت عَلَيهِ عُرُوقُكُم وَ تَوَارَثَتهُ أُصُولُكُم وَ فُرُوعُكُم وَ ثَبَتَت عَلَيهِ


صفحه : 9

قُلُوبُكُم وَ غُشِيَت صُدُورُكُم فَكُنتُم أَخبَثَ شَيءٍ سِنخاً لِلنّاصِبِ وَ أُكلَةً لِلغَاصِبِ أَلَا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي النّاكِثِينَ الّذِينَ يَنقُضُونَالأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًافَأَنتُم وَ اللّهِ هُم.أَلَا إِنّ الدعّيِ‌ّ ابنَ الدعّيِ‌ّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ بَينَ القلة[السّلّةِ] وَ الذّلّةِ وَ هَيهَاتَ مَا آخُذُ الدّنِيّةَ أَبَي اللّهُ ذَلِكَ وَ رَسُولُهُ وَ جُدُودٌ طَابَت وَ حُجُورٌ طَهُرَت وَ أُنُوفٌ حَمِيّةٌ وَ نُفُوسٌ أَبِيّةٌ لَا تُؤثِرُ مَصَارِعَ اللّئَامِ عَلَي مَصَارِعِ الكِرَامِ أَلَا قَد أَعذَرتُ وَ أَنذَرتُ أَلَا إنِيّ‌ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الأُسرَةِ عَلَي قِلّةِ العَتَادِ وَ خُذَلَةِ الأَصحَابِ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


فَإِن نَهزِم فَهَزّامُونَ قِدماً   وَ إِن نُهزَم فَغَيرُ مُهَزّمِينَا

وَ مَا إِن طِبّنَا جُبنٌ وَ لَكِن   مَنَايَانَا وَ دَولَةُ آخَرِينَا

أَلَا ثُمّ لَا تَلبَثُونَ بَعدَهَا إِلّا كَرَيثِ مَا يُركَبُ الفَرَسُ حَتّي تَدُورَ بِكُمُ الرّحَي عَهدٌ عَهِدَهُ إلِيَ‌ّ أَبِي عَن جدَيّ‌فَأَجمِعُوا أَمرَكُم وَ شُرَكاءَكُمثُمّ كِيدُونِجَمِيعاًفَلا تُنظِرُونِإنِيّ‌ تَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم ما مِن دَابّةٍ إِلّا هُوَ آخِذٌ


صفحه : 10

بِناصِيَتِها إِنّ ربَيّ‌ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ أللّهُمّ احبِس عَنهُم قَطرَ السّمَاءِ وَ ابعَث عَلَيهِم سِنِينَ كسَنِيِ‌ يُوسُفَ وَ سَلّط عَلَيهِم غُلَامَ ثَقِيفٍ يَسقِيهِم كَأساً مُصَبّرَةً وَ لَا يَدَعُ فِيهِم أَحَداً إِلّا قَتَلَهُ قَتلَةً بِقَتلَةٍ وَ ضَربَةً بِضَربَةٍ يَنتَقِمُ لِي وَ لأِوَليِاَئيِ‌ وَ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ أشَياَعيِ‌ مِنهُم فَإِنّهُم غَرّونَا وَ كَذّبُونَا وَ خَذَلُونَا وَ أَنتَ رَبّنَاعَلَيكَ تَوَكّلنا وَ إِلَيكَ أَنَبنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ. ثُمّ قَالَ أَينَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ادعُوا لِي عُمَرَ فدَعُيِ‌َ لَهُ وَ كَانَ كَارِهاً لَا يُحِبّ أَن يَأتِيَهُ فَقَالَ يَا عُمَرُ أَنتَ تقَتلُنُيِ‌ تَزعُمُ أَن يُوَلّيَكَ الدعّيِ‌ّ ابنُ الدعّيِ‌ّ بِلَادَ الريّ‌ّ وَ جُرجَانَ وَ اللّهِ لَا تَتَهَنّأُ بِذَلِكَ أَبَداً عَهداً مَعهُوداً فَاصنَع مَا أَنتَ صَانِعٌ فَإِنّكَ لَا تَفرَحُ بعَديِ‌ بِدُنيَا وَ لَا آخِرَةٍ وَ لكَأَنَيّ‌ بِرَأسِكَ عَلَي قَصَبَةٍ قَد نُصِبَ بِالكُوفَةِ يَتَرَامَاهُ الصّبيَانُ وَ يَتّخِذُونَهُ غَرَضاً بَينَهُم

.فاغتاظ عمر من كلامه ثم صرف بوجهه عنه ونادي بأصحابه ماتنتظرون به احملوا بأجمعكم إنما هي‌ أكلة واحدة ثم إن الحسين دعا بفرس رسول الله المرتجز فركبه وعبأ أصحابه .أقول قدروي‌ الخطبة في تحف العقول نحوا مما مر ورواه السيد بتغيير واختصار وستأتي‌ برواية الإحتجاج أيضا. ثم قال المفيد رحمه الله فلما رأي الحر بن يزيد أن القوم قدصمموا علي قتال الحسين ع قال لعمر بن سعد أي عمر أمقاتل أنت هذا الرجل قال إي‌ و الله قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرءوس وتطيح الأيدي‌ قال أفما لكم فيما عرضه عليكم رضي قال عمر أما لو كان الأمر إلي‌ لفعلت ولكن أميرك قدأبي فأقبل الحر حتي وقف من الناس موقفا ومعه رجل من قومه يقال له قرة بن قيس فقال له ياقرة هل سقيت فرسك اليوم قال لا قال فما تريد أن تسقيه قال قرة فظننت و الله أنه يريد أن يتنحي و لايشهد القتال فكره أن أراه حين يصنع ذلك فقلت له لم أسقه و أنامنطلق فأسقيه فاعتزل ذلك المكان ألذي كان فيه فو الله لو أنه


صفحه : 11

اطلعني‌ علي ألذي يريد لخرجت معه إلي الحسين .فأخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا فقال له مهاجر بن أوس ماتريد يا ابن يزيد أتريد أن تحمل فلم يجبه فأخذه مثل الأفكل وهي‌ الرعدة فقال له المهاجر إن أمرك لمريب و الله مارأيت منك في موقف قط مثل هذا و لوقيل لي من أشجع أهل الكوفة لماعدوتك فما هذا ألذي أري منك فقال له الحر إني‌ و الله أخير نفسي‌ بين الجنة والنار فو الله لاأختار علي الجنة شيئا و لوقطعت وأحرقت . ثم ضرب فرسه فلحق الحسين ع فقال له جعلت فداك يا ابن رسول الله أناصاحبك ألذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذاالمكان و ماظننت أن القوم يردون عليك ماعرضته عليهم و لايبلغون منك هذه المنزلة و الله لوعلمت أنهم ينتهون بك إلي ماركبت مثل ألذي ركبت و أناتائب إلي الله مما صنعت فتري لي من ذلك توبة فقال له الحسين ع نعم يتوب الله عليك فانزل فقال أنا لك فارسا خير مني‌ راجلا أقاتلهم علي فرسي‌ ساعة و إلي النزول مايصير آخر أمري‌ فقال له الحسين ع فاصنع يرحمك الله مابدا لك .فاستقدم أمام الحسين ع فقال يا أهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر أدعوتم هذاالعبد الصالح حتي إذاأتاكم أسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأخذتم بكلكله وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه إلي بلاد الله العريضة فصار كالأسير في أيديكم لايملك لنفسه نفعا و لايدفع عنها ضرا وحلّأتموه ونساءه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري‌ تشربه اليهود والنصاري والمجوس وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابهم وها هم قدصرعهم العطش بئسما خلفتم محمدا في ذريته لاسقاكم الله يوم الظمأ.


صفحه : 12

فحمل عليه رجال يرمونه بالنبل فأقبل حتي وقف أمام الحسين ع ونادي عمر بن سعد يادريد أدن رايتك فأدناها ثم وضع سهما في كبد قوسه ثم رمي و قال اشهدوا أني‌ أول من رمي الناس . و قال محمد بن أبي طالب فرمي أصحابه كلهم فما بقي‌ من أصحاب الحسين ع إلاأصابه من سهامهم قيل فلما رموهم هذه الرمية قل أصحاب الحسين ع وقتل في هذه الحملة خمسون رجلا

و قال السيد فقال ع لأصحابه قُومُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ إِلَي المَوتِ ألّذِي لَا بُدّ مِنهُ فَإِنّ هَذِهِ السّهَامَ رُسُلُ القَومِ إِلَيكُم فَاقتَتَلُوا سَاعَةً مِنَ النّهَارِ حَملَةً وَ حَملَةً حَتّي قُتِلَ مِن أَصحَابِ الحُسَينِ ع جَمَاعَةٌ قَالَ فَعِندَهَا ضَرَبَ الحُسَينُ ع يَدَهُ عَلَي لِحيَتِهِ وَ جَعَلَ يَقُولُ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي اليَهُودِ إِذ جَعَلُوا لَهُ وَلَداً وَ اشتَدّ غَضَبُهُ عَلَي النّصَارَي إِذ جَعَلُوهُ ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَ اشتَدّ غَضَبُهُ عَلَي المَجُوسِ إِذ عَبَدُوا الشّمسَ وَ القَمَرَ دُونَهُ وَ اشتَدّ غَضَبُهُ عَلَي قَومٍ اتّفَقَت كَلِمَتُهُم عَلَي قَتلِ ابنِ بِنتِ نَبِيّهِم أَمَا وَ اللّهِ لَا أُجِيبُهُم إِلَي شَيءٍ مَمّا يُرِيدُونَ حَتّي أَلقَي اللّهَ تَعَالَي وَ أَنَا مُخَضّبٌ بدِمَيِ‌

وَ روُيِ‌َ عَن مَولَانَا الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ أَبِي ع يَقُولُ لَمّا التَقَي الحُسَينُ ع وَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ قَامَتِ الحَربُ أُنزِلَ النّصرُ حَتّي رَفرَفَ عَلَي رَأسِ الحُسَينِ ع ثُمّ خُيّرَ بَينَ النّصرِ عَلَي أَعدَائِهِ وَ بَينَ لِقَاءِ اللّهِ تَعَالَي فَاختَارَ لِقَاءَ اللّهِ تَعَالَي قَالَ الراّويِ‌ ثُمّ صَاحَ ع أَ مَا مِن مُغِيثٍ يُغِيثُنَا لِوَجهِ اللّهِ أَ مَا مِن ذَابّ يَذُبّ عَن حَرَمِ رَسُولِ اللّهِ

و قال المفيد رحمه الله وتبارزوا فبرز يسار مولي زياد بن أبي سفيان وبرز إليه عبد الله بن عمير فقال له يسار من أنت فانتسب له فقال لست أعرفك حتي يخرج إلي زهير بن القين أوحبيب بن مظاهر فقال عبد الله بن عمير يا ابن الفاعلة


صفحه : 13

وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ثم شد عليه فضربه بسيفه حتي برد وإنه لمشغول بضربة إذ شد عليه سالم مولي عبيد الله بن زياد فصاحوا به قدرهقك العبد فلم يشعر حتي غشيه فبدره بضربة اتقاها ابن عمير بيده اليسري فأطارت أصابع كفه ثم شد عليه فضربه حتي قتله وأقبل و قدقتلهما جميعا و هويرتجز و يقول


إن تنكروني‌ فأنا ابن كلب   أناامرؤ ذو مرة وعصب

  ولست بالخوار عندالنكب

وحمل عمرو بن الحجاج علي ميمنة أصحاب الحسين ع فيمن كان معه من أهل الكوفة فلما دنا من الحسين ع جثوا له علي الركب وأشرعوا الرماح نحوهم فلم تقدم خيلهم علي الرماح فذهبت الخيل لترجع فرشقهم أصحاب الحسين ع بالنبل فصرعوا منهم رجالا وجرحوا منهم آخرين وجاء رجل من بني‌ تميم يقال له عبد الله بن خوزة فأقدم علي عسكر الحسين ع فناداه القوم إلي أين ثكلتك أمك فقال إني‌ أقدم علي رب رحيم وشفيع مطاع فقال الحسين ع لأصحابه من هذافقيل له هذا ابن خوزة التميمي‌ فقال أللهم جره إلي النار فاضطرب به فرسه في جدول فوقع وتعلقت رجله اليسري في الركاب وارتفعت اليمني وشد عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمني فأطارت وعدا به فرسه فضرب برأسه كل حجر و كل شجر حتي مات وعجل الله بروحه إلي النار ونشب القتال فقتل من الجميع جماعة. و قال محمد بن أبي طالب وصاحب المناقب و ابن الأثير في الكامل ورواياتهم متقاربة أن الحر أتي الحسين ع فقال يا ابن رسول الله كنت أول خارج عليك فائذن لي لأكون أول قتيل بين يديك وأول من يصافح جدك غدا وإنما قال الحر لأكون أول قتيل بين يديك والمعني يكون أول قتيل من المبارزين و إلا فإن جماعة كانوا قدقتلوا في الحملة الأولي كماذكر فكان أول من تقدم إلي


صفحه : 14

براز القوم وجعل ينشد و يقول


إني‌ أناالحر ومأوي الضيف   أضرب في أعناقكم بالسيف

عن خير من حل بأرض الخيف   أضربكم و لاأري من حيف

وروي‌ أن الحر لمالحق بالحسين ع قال رجل من تميم يقال له يزيد بن سفيان أما و الله لولحقته لأتبعته السنان فبينما هويقاتل و إن فرسه لمضروب علي أذنيه وحاجبيه و إن الدماء لتسيل إذ قال الحصين يايزيد هذاالحر ألذي كنت تتمناه قال نعم فخرج إليه فما لبث الحر أن قتله وقتل أربعين فارسا وراجلا فلم يزل يقاتل حتي عرقب فرسه وبقي‌ راجلا و هو يقول


إني‌ أناالحر ونجل الحر   أشجع من ذي‌ لبد هزبر

ولست بالجبان عندالكر   لكنني‌ الوقاف عندالفر

ثم لم يزل يقاتل حتي قتل رحمه الله فاحتمله أصحاب الحسين ع حتي وضعوه بين يدي‌ الحسين ع و به رمق فجعل الحسين يمسح وجهه و يقول أنت الحر كماسمتك أمك و أنت الحر في الدنيا و أنت الحر في الآخرة ورثاه رجل من أصحاب الحسين ع وقيل بل رثاه علي بن الحسين ع


لنعم الحر حر بني‌ رياح   صبور عندمختلف الرماح

ونعم الحر إذ نادي حسينا   فجاد بنفسه عندالصياح

فيا ربي‌ أضفه في جنان   وزوجه مع الحور الملاح

وروي‌ أن الحر كان يقول


آليت لاأقتل حتي أقتلا   أضربهم بالسيف ضربا معضلا

لاناقل عنهم و لامعللا   لاعاجز عنهم و لامبدلا

  حمي‌ الحسين الماجد المؤملا

قال المفيد رحمه الله فاشترك في قتله أيوب بن مسرح و رجل آخر من


صفحه : 15

فرسان أهل الكوفة انتهي كلامه . و قال ابن شهرآشوب قتل نيفا وأربعين رجلا منهم و قال ابن نما ورويت بإسنادي‌ أنه قال للحسين ع لماوجهني‌ عبيد الله إليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي‌ أبشر ياحر بخير فالتفت فلم أر أحدا فقلت و الله ما هذه بشارة و أناأسير إلي الحسين و ماأحدث نفسي‌ باتباعك فقال ع لقد أصبت أجرا وخيرا. ثم قالوا و كان كل من أراد الخروج ودع الحسين ع و قال السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه وعليك السلام ونحن خلفك ويقرأ ع فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا. ثم برز برير بن خضير الهمداني‌ بعدالحر و كان من عباد الله الصالحين فبرز و هو يقول


أنابرير و أبي خضير   ليث يروع الأسد عندالزئر

يعرف فينا الخير أهل الخير   أضربكم و لاأري من ضير

  ذاك فعل الخير من برير

وجعل يحمل علي القوم و هو يقول اقتربوا مني‌ ياقتلة المؤمنين اقتربوا مني‌ ياقتلة أولاد البدريين اقتربوا مني‌ ياقتلة أولاد رسول رب العالمين وذريته الباقين و كان برير أقرأ أهل زمانه فلم يزل يقاتل حتي قتل ثلاثين رجلا فبرز إليه رجل يقال له يزيد بن معقل فقال لبرير أشهد أنك من المضلين فقال له برير هلم فلندع الله أن يلعن الكاذب منا و أن يقتل المحق منا المبطل فتصاولا فضرب يزيد لبرير ضربة خفيفة لم يعمل شيئا وضربه برير ضربة قدت المغفر ووصلت إلي دماغه فسقط قتيلا قال فحمل رجل من أصحاب ابن زياد فقتل بريرا رحمه الله و كان يقال لقاتله بحير بن أوس الضبي‌ فجال في ميدان الحرب وجعل يقول


سلي‌ تخبري‌ عني‌ و أنت ذميمة   غداة حسين والرماح شوارع

أ لم آت أقصي ماكرهت و لم يحل   غداة الوغي والروع ما أناصانع

صفحه : 16


معي‌ مزني‌ لم تخنه كعوبه   وأبيض مشحوذ الغرارين قاطع

فجردته في عصبة ليس دينهم   كديني‌ وإني‌ بعدذاك لقانع

و قدصبروا للطعن والضرب حسرا   و قدجالدوا لو أن ذلك نافع

فأبلغ عبيد الله إذ مالقيته   بأني‌ مطيع للخليفة سامع

قتلت بريرا ثم جلت لهمة   غداة الوغي لمادعا من يقارع

قال ثم ذكر له بعد ذلك أن بريرا كان من عباد الله الصالحين وجاءه ابن عم له و قال ويحك يابحير قتلت برير بن خضير فبأي‌ وجه تلقي ربك غدا قال فندم الشقي‌ وأنشأ يقول


فلو شاء ربي‌ ماشهدت قتالهم   و لاجعل النعماء عند ابن جائر

لقد كان ذا عارا علي وسبة   يعير بهاالأبناء عندالمعاشر

فيا ليت أني‌ كنت في الرحم حيضة   و يوم حسين كنت ضمن المقابر

فيا سوأتا ماذا أقول لخالقي‌   و ماحجتي‌ يوم الحساب القماطر

ثم برز من بعده وهب بن عبد الله بن حباب الكلبي‌ و قدكانت معه أمه يومئذ فقالت قم يابني‌ فانصر ابن بنت رسول الله فقال أفعل ياأماه و لاأقصر فبرز و هو يقول


إن تنكروني‌ فأنا ابن الكلب   سوف تروني‌ وترون ضربي‌

وحملتي‌ وصولتي‌ في الحرب   أدرك ثأري‌ بعدثأر صحبي‌

وأدفع الكرب أمام الكرب   ليس جهادي‌ في الوغي باللعب

صفحه : 17

ثم حمل فلم يزل يقاتل حتي قتل منهم جماعة فرجع إلي أمه وامرأته فوقف عليهما فقال ياأماه أرضيت فقالت مارضيت أوتقتل بين يدي‌ الحسين ع فقالت امرأته بالله لاتفجعني‌ في نفسك فقالت أمه يابني‌ لاتقبل قولها وارجع فقاتل بين يدي‌ ابن رسول الله فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي‌ الله فرجع قائلا


إني‌ زعيم لك أم وهب   بالطعن فيهم تارة والضرب

ضرب غلام مؤمن بالرب   حتي يذيق القوم مر الحرب

إني‌ امرؤ ذو مرة وعصب   ولست بالخوار عندالنكب

  سبي‌ إلهي‌ من عليم حسبي‌

فلم يزل يقاتل حتي قتل تسعة عشر فارسا واثني‌ عشر راجلا ثم قطعت يداه فأخذت امرأته عمودا وأقبلت نحوه وهي‌ تقول فداك أبي وأمي‌ قاتل دون الطيبين حرم رسول الله فأقبل كي‌ يردها إلي النساء فأخذت بجانب ثوبه وقالت لن أعود أوأموت معك فقال الحسين جزيتم من أهل بيتي‌ خيرا ارجعي‌ إلي النساء رحمك الله فانصرفت وجعل يقاتل حتي قتل رضوان الله عليه قال فذهبت امرأته تمسح الدم عن وجهه فبصر بهاشمر فأمر غلاما له فضربها بعمود كان معه فشدخها وقتلها وهي‌ أول امرأة قتلت في عسكر الحسين . ورأيت حديثا أن وهب هذا كان نصرانيا فأسلم هو وأمه علي يدي‌ الحسين فقتل في المبارزة أربعة وعشرين راجلا واثني‌ عشر فارسا ثم أخذ أسيرا فأتي‌ به عمر بن سعد فقال ماأشد صولتك ثم أمر فضربت عنقه ورمي‌ برأسه إلي عسكر الحسين ع فأخذت أمه الرأس فقبلته ثم رمت بالرأس إلي عسكر ابن سعد فأصابت به رجلا فقتلته ثم شدت بعمود الفسطاط فقتلت رجلين فقال لها الحسين ارجعي‌ ياأم وهب أنت وابنك مع رسول الله فإن الجهاد مرفوع عن النساء فرجعت وهي‌ تقول إلهي‌ لاتقطع رجائي‌ فقال لها الحسين ع لايقطع الله رجاك ياأم وهب .


صفحه : 18

ثم برز من بعده عمرو بن خالد الأزدي‌ و هو يقول


إليك يانفس إلي الرحمن   فأبشري‌ بالروح والريحان

اليوم تجزين علي الإحسان   قد كان منك غابر الزمان

ماخط في اللوح لدي الديان   لاتجرعي‌ فكل حي‌ فان

والصبر أحظي لك بالأماني‌   يامعشر الأزد بني‌ قحطان

ثم قاتل حتي قتل رحمه الله و في المناقب ثم تقدم ابنه خالد بن عمرو و هويرتجز و يقول


صبرا علي الموت بني‌ قحطان   كي‌ ماتكونوا في رضي‌ الرحمن

ذي‌ المجد والعزة والبرهان   وذي‌ العلي والطول والإحسان

ياأبتا قدصرت في الجنان   في قصر رب حسن البنيان

ثم تقدم فلم يزل يقاتل حتي قتل رحمة الله عليه و قال محمد بن أبي طالب ثم برز من بعده سعد بن حنظلة التميمي‌ و هو يقول


صبرا علي الأسياف والأسنة   صبرا عليها لدخول الجنة

وحور عين ناعمات هنه   لمن يريد الفوز لابالظنة

يانفس للراحة فاجهدنه   و في طلاب الخير فارغبنه

ثم حمل وقاتل قتالا شديدا ثم قتل رضوان الله عليه . وخرج من بعده عمير بن عبد الله المذحجي‌ و هويرتجز و يقول


قدعلمت سعد وحي‌ مذحج   أني‌ لدي الهيجاء ليث محرج

أعلو بسيفي‌ هامة المدجج   وأترك القرن لدي التعرج

  ريسة الضبع الأزل الأعرج

صفحه : 19

و لم يزل يقاتل حتي قتله مسلم الضبابي‌ و عبد الله البجلي‌. ثم برز من بعده مسلم بن عوسجة رحمة الله و هويرتجز


إن تسألوا عني‌ فإني‌ ذو لبد   من فرع قوم من ذري‌ بني‌ أسد

فمن بغانا حائد عن الرشد   وكافر بدين جبار صمد

ثم قاتل قتالا شديدا. و قال المفيد وصاحب المناقب بعد ذلك و كان نافع بن هلال البجلي‌ يقاتل قتالا شديدا ويرتجز و يقول


أنا ابن هلال البجلي‌   أنا علي دين علي

  ودينه دين النبي

فبرز إليه رجل من بني‌ قطيعة و قال المفيد هومزاحم بن حريث فقال أنا علي دين عثمان فقال له نافع أنت علي دين الشيطان فحمل عليه نافع فقتله .فصاح عمرو بن الحجاج بالناس ياحمقي أتدرون من تقاتلون تقاتلون فرسان أهل المصر و أهل البصائر وقوما مستميتين لايبرز منكم إليهم أحد إلاقتلوه علي قتلتهم و الله لو لم ترموهم إلابالحجارة لقتلتموهم فقال له عمر بن سعد لعنه الله الرأي‌ مارأيت فأرسل في الناس من يعزم عليهم أن لايبارزهم رجل منهم و قال لوخرجتم إليهم وحدانا لأتوا عليكم مبارزة. ودنا عمرو بن الحجاج من أصحاب الحسين ع فقال يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم و لاترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام

فقال الحسين ع يَا ابنَ الحَجّاجِ أَ عَلَيّ تُحَرّضُ النّاسَ أَ نَحنُ مَرَقنَا مِنَ الدّينِ وَ أَنتُم ثَبَتّم عَلَيهِ وَ اللّهِ لَتَعلَمُنّ أَيّنَا المَارِقُ مِنَ الدّينِ وَ مَن هُوَ أَولَي بصِلَي‌ِ النّارِ

. ثم حمل عمرو بن الحجاج لعنه الله في ميمنته من نحو الفرات فاضطربوا


صفحه : 20

ساعة فصرع مسلم بن عوسجة وانصرف عمرو وأصحابه وانقطعت الغبرة فإذامسلم صريع و قال محمد بن أبي طالب فسقط إلي الأرض و به رمق فمشي إليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين ع رحمك الله يامسلم فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا ثم دنا منه حبيب فقال يعز علي مصرعك يامسلم أبشر بالجنة فقال له قولا ضعيفا بشرك الله بخير فقال له حبيب لو لاأعلم أني‌ في الأثر لأحببت أن توصي‌ إلي‌ بكل ماأهمك فقال مسلم فإني‌ أوصيك بهذا وأشار إلي الحسين ع فقاتل دونه حتي تموت فقال حبيب لأنعمتك عينا ثم مات رضوان الله عليه . قال وصاحت جارية له ياسيداه يا ابن عوسجتاه فنادي أصحاب ابن سعد مستبشرين قتلنا مسلم بن عوسجة فقال شبث بن ربعي‌ لبعض من حوله ثكلتكم أمهاتكم أماإنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذلون عزكم أتفرحون بقتل مسلم بن عوسجة أما و ألذي أسلمت له لرب موقف له في المسلمين كريم لقد رأيته يوم آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تلتام خيول المسلمين . ثم حمل شمر بن ذي‌ الجوشن في الميسرة فثبتوا له وقاتلهم أصحاب الحسين ع قتالا شديدا وإنما هم اثنان وثلاثون فارسا فلايحملون علي جانب من أهل الكوفة إلاكشفوهم فدعا عمر بن سعد بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة فاقتبلوا حتي دنوا من الحسين وأصحابه فرشقوهم بالنبل فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وقاتلوهم حتي انتصف النهار واشتد القتال و لم يقدروا أن يأتوهم إلا من جانب واحد لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض فأرسل عمر بن سعد الرجال ليقوضوها عن أيمانهم وشمائلهم ليحيطوا بهم وأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون فيشدون علي الرجل يعرض وينهب فيرمونه عن


صفحه : 21

قريب فيصرعونه فيقتلونه . فقال ابن سعد أحرقوها بالنار فأضرموا فيها فقال الحسين ع دعوهم يحرقوها فإنهم إذافعلوا ذلك لم يجوزوا إليكم فكان كما قال ع وقيل أتاه شبث بن ربعي‌ و قال أفزعنا النساء ثكلتك أمك فاستحيا وأخذوا لايقاتلونهم إلا من وجه واحد وشد أصحاب زهير بن القين فقتلوا أباعذرة الضبابي‌ من أصحاب شمر فلم يزل يقتل من أصحاب الحسين الواحد والاثنان فيبين ذلك فيهم لقلتهم ويقتل من أصحاب عمر العشرة فلايبين فيهم ذلك لكثرتهم . فلما رأي ذلك أبوثمامة الصيداوي‌ قال للحسين ع يا أبا عبد الله نفسي‌ لنفسك الفداء هؤلاء اقتربوا منك و لا و الله لاتقتل حتي أقتل دونك وأحب أن ألقي الله ربي‌ و قدصليت هذه الصلاة فرفع الحسين رأسه إلي السماء و قال ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين نعم هذاأول وقتها ثم قال سلوهم أن يكفوا عنا حتي نصلي‌ فقال الحصين بن نمير إنها لاتقبل فقال حبيب بن مظاهر لاتقبل الصلاة زعمت من ابن رسول الله وتقبل منك ياختار فحمل عليه حصين بن نمير وحمل عليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشب به الفرس ووقع عنه الحصين فاحتوشته أصحابه فاستنقذوه فقال الحسين ع لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله تقدما أمامي‌ حتي أصلي‌ الظهر فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتي صلي بهم صلاة الخوف . وروي‌ أن سعيد بن عبد الله الحنفي‌ تقدم أمام الحسين فاستهدف لهم يرمونه بالنبل كلما أخذ الحسين ع يمينا وشمالا قام بين يديه فما زال يرمي‌ به حتي سقط إلي الأرض و هو يقول أللهم العنهم لعن عاد وثمود أللهم أبلغ نبيك السلام عني‌ وأبلغه مالقيت من ألم الجراح فإني‌ أردت بذلك نصرة ذرية نبيك ثم مات رضوان الله عليه فوجد به ثلاثة عشر سهما سوي ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح .


صفحه : 22

و قال ابن نما وقيل صلي الحسين ع وأصحابه فرادي بالإيماء ثم قالوا ثم خرج عبدالرحمن بن عبد الله اليزني‌ و هو يقول


أنا ابن عبد الله من آل يزن   ديني‌ علي دين حسين وحسن

أضربكم ضرب فتي من اليمن   أرجو بذاك الفوز عندالمؤتمن

ثم حمل فقاتل حتي قتل . و قال السيد فخرج عمرو بن قرظة الأنصاري‌ فاستأذن الحسين ع فأذن له فقاتل قتال المشتاقين إلي الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتي قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد وجمع بين سداد وجهاد و كان لايأتي‌ إلي الحسين سهم إلااتقاه بيده و لاسيف إلاتلقاه بمهجته فلم يكن يصل إلي الحسين سوء حتي أثخن بالجراح فالتفت إلي الحسين و قال يا ابن رسول الله أوفيت قال نعم أنت أمامي‌ في الجنة فأقر‌ئ رسول الله مني‌ السلام وأعلمه أني‌ في الأثر فقاتل حتي قتل رضوان الله عليه . و في المناقب أنه كان يقول


قدعلمت كتيبة الأنصار   أن سوف أحمي‌ حوزة الذمار

ضرب غلام غيرنكس شاري‌   دون حسين مهجتي‌ وداري‌

و قال السيد ثم تقدم جون مولي أبي ذر الغفاري‌ و كان عبدا أسود فقال له الحسين أنت في إذن مني‌ فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلاتبتل بطريقنا فقال يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم و في الشدة أخذلكم و الله إن ريحي‌ لمنتن و إن حسبي‌ للئيم ولوني‌ لأسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي‌ ويشرف حسبي‌ ويبيض وجهي‌ لا و الله لاأفارقكم حتي يختلط هذاالدم الأسود مع دمائكم . و قال محمد بن أبي طالب ثم برز للقتال و هوينشد و يقول


كيف يري الكفار ضرب الأسود   بالسيف ضربا عن بني‌ محمد

صفحه : 23


أذب عنهم باللسان واليد   أرجو به الجنة يوم المورد

فوقف عليه الحسين ع و قال أللّهُمّ بَيّض وَجهَهُ وَ طَيّب رِيحَهُ وَ احشُرهُ مَعَ الأَبرَارِ وَ عَرّف بَينَهُ وَ بَينَ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ

وَ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّ النّاسَ كَانُوا يَحضُرُونَ المَعرَكَةَ وَ يَدفِنُونَ القَتلَي فَوَجَدُوا جَوناً بَعدَ عَشرَةِ أَيّامٍ يَفُوحُ مِنهُ رَائِحَةُ المِسكِ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ

. و قال صاحب المناقب كان رجزه هكذا


كيف يري الفجار ضرب الأسود   بالمشرفي‌ القاطع المهند

بالسيف صلتا عن بني‌ محمد   أذب عنهم باللسان واليد

أرجو بذلك الفوز عندالمورد   من الإله الأحد الموحد

  ذ لاشفيع عنده كأحمد

و قال السيد ثم برز عمرو بن خالد الصيداوي‌ فقال للحسين ع يا أبا عبد الله قدهممت أن ألحق بأصحابي‌ وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا

فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ تَقَدّم فَإِنّا لَاحِقُونَ بِكَ عَن سَاعَةٍ

فتقدم فقاتل حتي قتل . قال وجاء حنظلة بن سعد الشبامي‌ فوقف بين يدي‌ الحسين يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره وأخذ ينادي‌يا قَومِ إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم مِثلَ يَومِ الأَحزابِ مِثلَ دَأبِ قَومِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم وَ مَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلماً لِلعِبادِ وَ يا قَومِ إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم يَومَ التّنادِ يَومَ تُوَلّونَ مُدبِرِينَ ما لَكُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍ ياقوم لاتقتلوا حسينافَيُسحِتَكُم الله بِعَذابٍ وَ قَد خابَ مَنِ افتَري.

و في المناقب فقال له الحسين يَا ابنَ سَعدٍ إِنّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذَابَ حِينَ رَدّوا عَلَيكَ مَا دَعَوتَهُم إِلَيهِ مِنَ الحَقّ وَ نَهَضُوا إِلَيكَ يَشتِمُونَكَ وَ أَصحَابَكَ فَكَيفَ


صفحه : 24

بِهِمُ الآنَ وَ قَد قَتَلُوا إِخوَانَكَ الصّالِحِينَ

قال صدقت جعلت فداك أ فلانروح إلي ربنا فنلحق بإخواننا

فقال له رُح إِلَي مَا هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا وَ إِلَي مُلكٍ لَا يَبلَي

فقال السلام عليك يا ابن رسول الله صلي الله عليك و علي أهل بيتك وجمع بيننا وبينك في جنته قال آمين آمين ثم استقدم فقاتل قتالا شديدا فحملوا عليه فقتلوه رضوان الله عليه . و قال السيد فتقدم سويد بن عمرو بن أبي المطاع و كان شريفا كثير الصلاة فقاتل قتال الأسد الباسل وبالغ في الصبر علي الخطب النازل حتي سقط بين القتلي و قدأثخن بالجراح فلم يزل كذلك و ليس به حراك حتي سمعهم يقولون قتل الحسين فتحامل وأخرج سكينا من خفه وجعل يقاتل حتي قتل . و قال صاحب المناقب فخرج يحيي بن سليم المازني‌ و هويرتجز و يقول


لأضربن القوم ضربا فيصلا   ضربا شديدا في العداة معجلا

لاعاجزا فيها و لامولولا   و لاأخاف اليوم موتا مقبلا

  كنني‌ كالليث أحمي‌ أشبلا

ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله . ثم خرج من بعده قرة بن أبي قرة الغفاري‌ و هويرتجز و يقول


قدعلمت حقا بنو غفار   وخندف بعدبني‌ نزار

بأني‌ الليث لدي الغيار   لأضربن معشر الفجار

بكل عضب ذكر بتار   ضربا وجيعا عن بني‌ الأخيار

  هط النبي السادة الأبرار

قال ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله . وخرج من بعده مالك بن أنس المالكي‌ و هويرتجز و يقول


قدعلمت مالكها والدودان   والخندفيون وقيس عيلان

بأن قومي‌ آفة الأقران   لدي الوغي وسادة الفرسان

صفحه : 25


مباشرو الموت بطعن آن   لسنا نري العجز عن الطعان

آل علي شيعة الرحمن   آل زياد شيعة الشيطان

ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله و قال ابن نما اسمه أنس بن حارث الكاهلي‌ و في المناقب ثم خرج من بعده عمرو بن مطاع الجعفي‌ هو يقول


أنا ابن جعف و أبي مطاع   و في يميني‌ مرهف قطاع

وأسمر في رأسه لماع   يري له من ضوئه شعاع

اليوم قدطاب لنا القراع   دون حسين الضرب والسطاع

يرجي بذاك الفوز والدفاع   عن حر نار حين لاانتفاع

ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله وقالوا ثم خرج الحجاج بن مسروق و هومؤذن الحسين ع و يقول


أقدم حسين هاديا مهديا   اليوم تلقي جدك النبيا

ثم أباك ذا الندا عليا   ذاك ألذي نعرفه وصيا

و الحسن الخير الرضي‌ الوليا   وذا الجناحين الفتي الكميا

  وأسد الله الشهيد الحيا

ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله . ثم خرج من بعده زهير بن القين رضي‌ الله عنه و هويرتجز و يقول


أنازهير و أنا ابن القين   أذودكم بالسيف عن حسين

إن حسينا أحد السبطين   من عترة البر التقي‌ الزين

ذاك رسول الله غيرالمين   أضربكم و لاأري من شين

  ياليت نفسي‌ قسمت قسمين

و قال محمد بن أبي طالب فقاتل حتي قتل مائة وعشرين رجلا فشد عليه كثير بن


صفحه : 26

عبد الله الشعبي‌ ومهاجر بن أوس التميمي‌ فقتلاه فقال الحسين ع حين صرع زهير لايبعدك الله يازهير ولعن قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير. ثم خرج سعيد بن عبد الله الحنفي‌ و هويرتجز


أقدم حسين اليوم تلقي أحمدا   وشيخك الحبر عليا ذا الندا

وحسنا كالبدر وافي الأسعدا   وعمك القوم الهمام الأرشدا

حمزة ليث الله يدعي أسدا   وذا الجناحين تبوأ مقعدا

  في جنة الفردوس يعلو صعدا

و قال في المناقب وقيل بل القائل لهذه الأبيات هوسويد بن عمرو بن أبي المطاع قال فلم يزل يقاتل حتي قتل . ثم برز حبيب بن مظاهر الأسدي‌ و هو يقول


أناحبيب و أبي مظهر   فارس هيجاء وحرب تسعر

وأنتم عندالعديد أكثر   ونحن أعلي حجة وأظهر

وأنتم عندالوفاء أغدر   ونحن أوفي منكم وأصبر

  قا وأنمي منكم وأعذر

وقاتل قتالا شديدا و قال أيضا


أقسم لوكنا لكم أعدادا   أوشطركم وليتم الأكتادا

ياشر قوم حسبا وآدا   وشرهم قدعلموا أندادا

ثم حمل عليه رجل من بني‌ تميم فطعنه فذهب ليقوم فضربه الحصين بن نمير لعنه الله علي رأسه بالسيف فوقع ونزل التميمي‌ فاجتز رأسه فهد مقتله الحسين


صفحه : 27

ع فقال عند الله أحتسب نفسي‌ وحماة أصحابي‌ وقيل بل قتله رجل يقال له بديل بن صريم وأخذ رأسه فعلقه في عنق فرسه فلما دخل مكة رآه ابن حبيب و هوغلام غيرمراهق فوثب إليه فقتله وأخذ رأسه . و قال محمد بن أبي طالب فقتل اثنين وستين رجلا فقتله الحصين بن نمير وعلق رأسه في عنق فرسه . ثم برز هلال بن نافع البجلي‌ و هو يقول


أرمي‌ بهامعلمة أفواقها   والنفس لاينفعها إشفاقها

مسمومة تجري‌ بهاأخفاقها   ليملأن أرضها رشاقها

فلم يزل يرميهم حتي فنيت سهامه ثم ضرب يده إلي سيفه فاستله وجعل يقول


أناالغلام اليمني‌ البجلي‌   ديني‌ علي دين حسين و علي

إن أقتل اليوم فهذا أملي‌   فذاك رأيي‌ وألاقي‌ عملي‌

فقتل ثلاثة عشر رجلا فكسروا عضديه وأخذ أسيرا فقام إليه شمر فضرب عنقه . قال ثم خرج شاب قتل أبوه في المعركة وكانت أمه معه فقالت له أمه اخرج يابني‌ وقاتل بين يدي‌ ابن رسول الله فخرج فقال الحسين هذاشاب قتل أبوه ولعل أمه تكره خروجه فقال الشاب أمي‌ أمرتني‌ بذلك فبرز و هو يقول


أميري‌ حسين ونعم الأمير   سرور فؤاد البشير النذير

علي وفاطمة والداه   فهل تعلمون له من نظير

له طلعة مثل شمس الضحي   له غرة مثل بدر منير

صفحه : 28

وقاتل حتي قتل وجز رأسه ورمي‌ به إلي عسكر الحسين ع فحملت أمه رأسه وقالت أحسنت يابني‌ ياسرور قلبي‌ و ياقرة عيني‌ ثم رمت برأس ابنها رجلا فقتلته وأخذت عمود خيمته وحملت عليهم وهي‌ تقول


أناعجوز سيدي‌ ضعيفة   خاوية بالية نحيفة

أضربكم بضربة عنيفة   دون بني‌ فاطمة الشريفة

وضربت رجلين فقتلتهما فأمر الحسين ع بصرفها ودعا لها. و في المناقب ثم خرج جنادة بن الحارث الأنصاري‌ و هو يقول


أناجناد و أنا ابن الحارث   لست بخوار و لابناكث

عن بيعتي‌ حتي يرثني‌ وارث   اليوم شلوي‌ في الصعيد ماكث

قال ثم حمل فلم يزل يقاتل حتي قتل رحمه الله . قال ثم خرج من بعده عمرو بن جنادة و هو يقول


أضق الخناق من ابن هند وارمه   من عامه بفوارس الأنصار

ومهاجرين مخضبين رماحهم   تحت العجاجة من دم الكفار

خضبت علي عهد النبي محمد   فاليوم تخضب من دم الفجار

واليوم تخضب من دماء أراذل   رفضوا القرآن لنصرة الأشرار

طلبوا بثأرهم ببدر إذ أتوا   بالمرهفات وبالقنا الخطار

و الله ربي‌ لاأزال مضاربا   في الفاسقين بمرهف بتار

هذا علي الأزدي‌ حق واجب   في كل يوم تعانق وكرار

قال ثم خرج عبدالرحمن بن عروة فقال


قدعلمت حقا بنو غفار   وخندف بعدبني‌ نزار

لنضر بن معشر الفجار   بكل عضب ذكر بتار

ياقوم ذودوا عن بني‌ الأخيار   بالمشرفي‌ والقنا الخطار

ثم قاتل حتي قتل رحمه الله . و قال محمد بن أبي طالب وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري‌ معه شوذب مولي


صفحه : 29

شاكر و قال ياشوذب ما في نفسك أن تصنع قال ماأصنع أقاتل حتي أقتل قال ذاك الظن بك فتقدم بين يدي‌ أبي عبد الله حتي يحتسبك كمااحتسب غيرك فإن هذا يوم ينبغي‌ لنا أن نطلب فيه الأجر بكل مانقدر عليه فإنه لاعمل بعداليوم وإنما هوالحساب .فتقدم فسلم علي الحسين ع و قال يا أبا عبد الله أما و الله ماأمسي علي وجه الأرض قريب و لابعيد أعز علي و لاأحب إلي‌ منك و لوقدرت علي أن أدفع عنك الضيم أوالقتل بشي‌ء أعز علي من نفسي‌ ودمي‌ لفعلت السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أني‌ علي هداك وهدي أبيك ثم مضي بالسيف نحوهم . قال ربيع بن تميم فلما رأيته مقبلا عرفته و قدكنت شاهدته في المغازي‌ و كان أشجع الناس فقلت أيها الناس هذاأسد الأسود هذا ابن أبي شبيب لايخرجن إليه أحد منكم فأخذ ينادي‌ أ لا رجل أ لا رجل . فقال عمر بن سعد ارضخوه بالحجارة من كل جانب فلما رأي ذلك ألقي درعه ومغفره ثم شد علي الناس فو الله لقد رأيت يطرد أكثر من مائتين من الناس ثم إنهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل فرأيت رأسه في أيدي‌ رجال ذوي‌ عدة هذا يقول أناقتلته والآخر يقول كذلك فقال عمر بن سعد لاتختصموا هذا لم يقتله إنسان واحد حتي فرق بينهم بهذا القول . ثم جاءه عبد الله و عبدالرحمن الغفاريان فقالا يا أبا عبد الله السلام عليك إنه جئنا لنقتل بين يديك وندفع عنك

فقال مَرحَباً بِكُمَا ادنُوَا منِيّ‌ فَدَنَوا[فَدَنَيَا] مِنهُ وَ هُمَا يَبكِيَانِ فَقَالَ يَا ابنيَ‌ أخَيِ‌ مَا يُبكِيكُمَا فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن تَكُونَا بَعدَ سَاعَةٍ قرَيِريَ‌ِ العَينِ فَقَالَا جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ وَ اللّهِ مَا عَلَي أَنفُسِنَا نبَكيِ‌ وَ لَكِن نبَكيِ‌ عَلَيكَ نَرَاكَ قَد أُحِيطَ بِكَ وَ لَا نَقدِرُ عَلَي أَن نَنفَعَكَ فَقَالَ جَزَاكُمَا اللّهُ يَا ابنيَ‌ أخَيِ‌ بِوُجدِكُمَا مِن ذَلِكَ وَ مُوَاسَاتِكُمَا إيِاّي‌َ بِأَنفُسِكُمَا أَحسَنَ جَزَاءِ المُتّقِينَ ثُمّ استَقدَمَا وَ قَالَا السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ وَ عَلَيكُمَا السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

فقاتلا حتي قتلا.


صفحه : 30

قال ثم خرج غلام تركي‌ كان للحسين ع و كان قارئا للقرآن فجعل يقاتل ويرتجز و يقول


البحر من طعني‌ وضربي‌ يصطلي‌   والجو من سهمي‌ ونبلي‌ يمتلي‌

إذاحسامي‌ في يميني‌ ينجلي‌   ينشق قلب الحاسد المبجل

فقتل جماعة ثم سقط صريعا فجاءه الحسين ع فبكي ووضع خده علي خده ففتح عينه فرأي الحسين ع فتبسم ثم صار إلي ربه رضي‌ الله عنه . قال ثم رماهم يزيد بن زياد بن الشعثاء بثمانية أسهم ماأخطأ منها بخمسة أسهم و كان كلما رمي

قال الحسين ع أللّهُمّ سَدّد رَميَتَهُ وَ اجعَل ثَوَابَهُ الجَنّةَ

فحملوا عليه فقتلوه . و قال ابن نما حدث مهران مولي بني‌ كاهل قال شهدت كربلاء مع الحسين ع فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا شديدا لايحمل علي قوم إلاكشفهم ثم يرجع إلي الحسين ع ويرتجز و يقول


أبشر هديت الرشد تلقي أحمدا   في جنة الفردوس تعلو صعدا

فقلت من هذافقالوا أبوعمرو النهشلي‌ وقيل الخثعمي‌ فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني‌ اللات من ثعلبة فقتله واجتز رأسه و كان أبوعمرو هذامتهجدا كثير الصلاة. وخرج يزيد بن مهاجر فقتل خمسة من أصحاب عمر بالنشاب وصار مع الحسين ع و هو يقول


أنايزيد و أبي المهاجر   كأنني‌ ليث بغيل خادر

صفحه : 31


يارب إني‌ للحسين ناصر   ولابن سعد تارك وهاجر

و كان يكني أباالشعشاء من بني‌ بهدلة من كندة. قال وجاء رجل فقال أين الحسين فقال ها أناذا قال أبشر بالنار تردها الساعة

قال بَل أُبشِرُ بِرَبّ رَحِيمٍ وَ شَفِيعٍ مُطَاعٍ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ الأَشعَثِ قَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ عَبدُكَ كَاذِباً فَخُذهُ إِلَي النّارِ وَ اجعَلهُ اليَومَ آيَةً لِأَصحَابِهِ

فما هو إلا أن ثني عنان فرسه فرمي به وثبتت رجله في الركاب فضربه حتي قطعه ووقعت مذاكيره في الأرض فو الله لقد عجبت من سرعة دعائه . ثم جاء آخر فقال أين الحسين فقال ها أناذا قال أبشر بالنار

قال أُبشِرُ بِرَبّ رَحِيمٍ وَ شَفِيعٍ مُطَاعٍ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا شِمرُ بنُ ذيِ‌ الجَوشَنِ قَالَ الحُسَينُ ع اللّهُ أَكبَرُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ كَأَنّ كَلباً أَبقَعَ يَلَغُ فِي دِمَاءِ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ قَالَ الحُسَينُ رَأَيتُ كَأَنّ كِلَاباً تنَهشَنُيِ‌ وَ كَأَنّ فِيهَا كَلباً أَبقَعَ كَانَ أَشَدّهُم عَلَيّ وَ هُوَ أَنتَ وَ كَانَ أَبرَصَ

وَ نَقَلتُ مِنَ الترّمذِيِ‌ّ قِيلَ لِلصّادِقِ ع كَم تَتَأَخّرُ الرّؤيَا فَذَكَرَ مَنَامَ رَسُولِ اللّهِص فَكَانَ التّأوِيلُ بَعدَ سِتّينَ سَنَةً

. وتقدم سيف بن أبي الحارث بن سريع ومالك بن عبد الله بن سريع الجابريان بطن من همدان يقال لهم بنو جابر أمام الحسين ع ثم التقيا فقالا عليك السلام يا ابن رسول الله فقال عليكما السلام ثم قاتلا حتي قتلا. ثم قال محمد بن أبي طالب وغيره و كان يأتي‌ الحسين ع الرجل بعد الرجل فيقول السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه الحسين و يقول وعليك السلام ونحن خلفك ثم يقرأفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ حتي قتلوا عن آخرهم رضوان الله عليهم و لم يبق مع الحسين إلا أهل بيته . وهكذا يكون المؤمن يؤثر دينه علي دنياه وموته علي حياته في سبيل الله وينصر الحق و إن قتل قال سبحانه وَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِم يُرزَقُونَ.


صفحه : 32

و لماوقف رسول الله ص علي شهداء أحد وفيهم حمزة رضوان الله عليه و قال أَنَا شَهِيدٌ عَلَي هَؤُلَاءِ القَومِ زَمّلُوهُم بِدِمَائِهِم فَإِنّهُم يُحشَرُونَ يَومَ القِيَامَةِ وَ أَودَاجُهُم تَشخَبُ دَماً فَاللّونُ لَونُ الدّمِ وَ الرّيحُ رِيحُ المِسكِ

. و لماقتل أصحاب الحسين و لم يبق إلا أهل بيته وهم ولد علي وولد جعفر وولد عقيل وولد الحسن وولده ع اجتمعوا يودع بعضهم بعضا وعزموا علي الحرب فأول من برز من أهل بيته عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب و هويرتجز و يقول


اليوم ألقي مسلما و هو أبي   وفتية بادوا علي دين النبي

ليسوا بقوم عرفوا بالكذب   لكن خيار وكرام النسب

  من هاشم السادات أهل الحسب

و قال محمد بن أبي طالب فقاتل حتي قتل ثمانية وتسعين رجلا في ثلاث حملات ثم قتله عمرو بن صبيح الصيداوي‌ وأسد بن مالك . و قال أبوالفرج عبد الله بن مسلم أمه رقية بنت علي بن أبي طالب ع قتله عمرو بن صبيح فيما ذكرناه عن المدائني‌ و عن حميد بن مسلم وذكر أن السهم أصابه و هوواضع يده علي جبينه فأثبته في راحته وجبهته و محمد بن مسلم بن عقيل أمه أم ولد قتله فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي ع أبوجرهم الأزدي‌ ولقيط بن أياس الجهني‌. و قال محمد بن أبي طالب وغيره ثم خرج من بعده جعفر بن عقيل و هويرتجز و يقول


أناالغلام الأبطحي‌ الطالبي‌   من معشر في هاشم وغالب

ونحن حقا سادة الذوائب   هذاحسين أطيب الأطايب

  من عترة البر التقي‌ العاقب .

صفحه : 33

فقتل خمسة عشر فارسا و قال ابن شهرآشوب وقيل قتل رجلين ثم قتله بشر بن سوط الهمداني‌ و قال أبوالفرج أمه أم الثغر بنت عامر العامري‌ قتله عروة بن عبد الله الخثعمي‌ فيما رويناه عن أبي جعفرالباقر ع و عن حميد بن مسلم . وقالوا ثم خرج من بعده أخوه عبدالرحمن بن عقيل و هو يقول


أبي عقيل فاعرفوا مكاني‌   من هاشم وهاشم إخواني‌

كهول صدق سادة الأقران   هذاحسين شامخ البنيان

  وسيد الشيب مع الشبان

فقتل سبعة عشر فارسا ثم قتله عثمان بن خالد الجهني‌. و قال أبوالفرج و عبد الله بن عقيل بن أبي طالب أمه أم ولد وقتله عثمان بن خالد بن أشيم الجهني‌ وبشر بن حوط القابضي‌ فيما ذكر سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم و عبد الله الأكبر بن عقيل أمه أم ولد قتله فيما ذكر المدائني‌ عثمان بن خالد الجهني‌ و رجل من همدان و لم يذكر عبدالرحمن أصلا. ثم قال و محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب الأحول وأمه أم ولد قتله لقيط بن ياسر الجهني‌ رماه بسهم فيما رويناه عن المدائني‌ عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم وذكر محمد بن علي بن حمزة أنه قتل معه جعفر بن محمد بن عقيل ووصف أنه قدسمع أيضا من يذكر أنه قدقتل يوم الحر. و قال أبوالفرج مارأيت في كتب الأنساب لمحمد بن عقيل ابنا يسمي جعفرا وذكر أيضا محمد بن علي بن حمزة عن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أن علي بن عقيل وأمه أم ولد قتل يومئذ.


صفحه : 34

ثم قالوا وخرج من بعده محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و هو يقول


نشكو إلي الله من العدوان   قتال قوم في الردي عميان

قدتركوا معالم القرآن   ومحكم التنزيل والتبيان

  وأظهروا الكفر مع الطغيان

ثم قاتل حتي قتل عشرة أنفس ثم قتله عامر بن نهشل التميمي‌. ثم خرج من بعده عون بن عبد الله بن جعفر و هو يقول


إن تنكروني‌ فأنا ابن جعفر   شهيد صدق في الجنان أزهر

يطير فيهابجناح أخضر   كفي بهذا شرفا في المحشر

ثم قاتل حتي قتل من القوم ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ثم قتله عبد الله بن بطة الطائي‌. قال أبوالفرج بعدذكر قتل محمد وعون و إن عونا قتله عبد الله بن قطنة التيهاني‌ وعبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ذكر يحيي بن الحسن فيما أخبرني‌ به أحمد بن سعيد عنه أنه قتل مع الحسين ع بالطف . ثم قال أبوالفرج و محمد بن أبي طالب وغيرهما ثم خرج من بعده عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع و في أكثر الروايات أنه القاسم بن الحسن ع و هوغلام صغير لم يبلغ الحلم فلما نظر الحسين إليه قدبرز اعتنقه وجعلا يبكيان حتي غشي‌ عليهما ثم استأذن الحسين ع في المبارزة فأبي الحسين أن يأذن له فلم يزل الغلام يقبل يديه ورجليه حتي أذن له فخرج ودموعه تسيل علي خديه و هو يقول


إن تنكروني‌ فأنا ابن الحسن   سبط النبي المصطفي والمؤتمن

هذاحسين كالأسير المرتهن   بين أناس لاسقوا صوب المزن

صفحه : 35

و كان وجهه كفلقة القمر فقاتل قتالا شديدا حتي قتل علي صغره خمسة وثلاثين رجلا قال حميد كنت في عسكر ابن سعد فكنت أنظر إلي هذاالغلام عليه قميص وإزار ونعلان قدانقطع شسع أحدهما ماأنسي أنه كان اليسري فقال عمرو بن سعد الأزدي‌ و الله لأشدن عليه فقلت سبحان الله و ماتريد بذلك و الله لوضربني‌ مابسطت إليه يدي‌ يكفيه هؤلاء الذين تراهم قداحتوشوه قال و الله لأفعلن فشد عليه فما ولي حتي ضرب رأسه بالسيف ووقع الغلام لوجهه ونادي ياعماه . قال فجاء الحسين كالصقر المنقض فتخلل الصفوف وشد شدة الليث الحرب فضرب عمرا قاتله بالسيف فاتقاه بيده فأطنها من المرفق فصاح ثم تنحي عنه وحملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من الحسين فاستقبلته بصدورها وجرحته بحوافرها ووطئته حتي مات الغلام فانجلت الغبرة فإذابالحسين قائم علي رأس الغلام و هويفحص برجله

فقال الحسين يَعَزّ وَ اللّهِ عَلَي عَمّكَ أَن تَدعُوَهُ فَلَا يُجِيبَكَ أَو يُجِيبَكَ فَلَا يُعِينَكَ أَو يُعِينَكَ فَلَا يغُنيِ‌ عَنكَ بُعداً لِقَومٍ قَتَلُوكَ

.


صفحه : 36

ثم احتمله فكأني‌ أنظر إلي رجلي‌ الغلام يخطان في الأرض و قدوضع صدره علي صدره فقلت في نفسي‌ مايصنع فجاء حتي ألقاه بين القتلي من أهل بيته .

ثم قال أللّهُمّ أَحصِهِم عَدَداً وَ اقتُلهُم بَدَداً وَ لَا تُغَادِر مِنهُم أَحَداً وَ لَا تَغفِر لَهُم أَبَداً صَبراً يَا بنَيِ‌ عمُوُمتَيِ‌ صَبراً يَا أَهلَ بيَتيِ‌ لَا رَأَيتُم هَوَاناً بَعدَ هَذَا اليَومِ أَبَداً

ثم خرج عبد الله بن الحسن ألذي ذكرناه أولا و هوالأصح أنه برز بعدالقاسم و هو يقول


إن تنكروني‌ فأنا ابن حيدرة   ضرغام آجام وليث قسورة

  علي الأعادي‌ مثل ريح صرصرة

فقتل أربعة عشر رجلا ثم قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي‌ فاسود وجهه

قَالَ أَبُو الفَرَجِ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع يَذكُرُ أَنّ حَرمَلَةَ بنَ كَاهِلٍ الأسَدَيِ‌ّ قَتَلَهُ

وروي‌ عن هانئ بن ثبيت القابضي‌ أن رجلا منهم قتله . ثم قال و أبوبكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد ذكر المدائني‌ في إسنادنا عنه عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد أن عبد الله بن عقبة الغنوي‌ قتله و في حديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع أن عقبة الغنوي‌ قتله .قالوا ثم تقدمت إخوة الحسين عازمين علي أن يموتوا دونه فأول من خرج منهم أبوبكر بن علي واسمه عبيد الله وأمه ليلي بنت مسعود بن خالد بن ربعي‌ التميمية فتقدم و هويرتجز


شيخي‌ علي ذو الفخار الأطول   من هاشم الصدق الكريم المفضل

هذاحسين بن النبي المرسل   عنه نحامي‌ بالحسام المصقل

  فديه نفسي‌ من أخ مبجل

فلم يزل يقاتل حتي قتله زحر بن بدر النخعي‌ وقيل عبيد الله بن عقبة الغنوي‌ قال


صفحه : 37

أبوالفرج لايعرف اسمه وذكر أبو جعفرالباقر ع في الإسناد ألذي تقدم أن رجلا من همدان قتله وذكر المدائني‌ أنه وجد في ساقية مقتولا لايدري من قتله .قالوا ثم برز من بعده أخوه عمر بن علي و هو يقول


أضربكم و لاأري فيكم زحر   ذاك الشقي‌ بالنبي‌ قدكفر

يازحر يازحر تدان من عمر   لعلك اليوم تبوأ من سقر

شر مكان في حريق وسعر   لأنك الجاحد ياشر البشر

ثم حمل علي زحر قاتل أخيه فقتله واستقبل القوم وجعل يضرب بسيفه ضربا منكرا و هو يقول


خلوا عداه الله خلوا عن عمر   خلوا عن الليث العبوس المكفهر

يضربكم بسيفه و لايفر   و ليس فيهاكالجبان المنجحر

فلم يزل يقاتل حتي قتل . ثم برز من بعده أخوه عثمان بن علي وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد من بني‌ كلاب و هو يقول


إني‌ أناعثمان ذو المفاخر   شيخي‌ علي ذو الفعال الظاهر

و ابن عم للنبي‌ الطاهر   أخي‌ حسين خيرة الأخاير

وسيد الكبار والأصاغر   بعدالرسول والوصي‌ الناصر

فرماه خولي‌ بن يزيد الأصبحي‌ علي جبينه فسقط عن فرسه وجز رأسه رجل من بني‌ أبان بن حازم قال أبوالفرج قال يحيي بن الحسن عن علي بن ابراهيم عن عبيد الله بن الحسن و عبد الله بن العباس قالا قتل عثمان بن علي و هو ابن إحدي وعشرين سنة و قال الضحاك بإسناده إن خولي‌ بن يزيد رمي عثمان بن علي بسهم فأسقطه وشد عليه رجل من بني‌ أبان دارم وأخذ رأسه

وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع


صفحه : 38

أَنّهُ قَالَ إِنّمَا سَمّيتُهُ بِاسمِ أخَيِ‌ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ

أقول و لم يذكر أبوالفرج عمر بن علي في المقتولين يومئذ.قالوا ثم برز من بعده أخوه جعفر بن علي وأمه أم البنين أيضا و هو يقول


إني‌ أنا جعفرذو المعالي‌   ابن علي الخير ذو النوال

حسبي‌ بعمي‌ شرفا وخالي‌   أحمي‌ حسينا ذي‌ الندي المفضال

ثم قاتل فرماه خولي‌ الأصبحي‌ فأصاب شقيقته أوعينه . ثم برز أخوه عبد الله بن علي و هو يقول


أنا ابن ذي‌ النجدة والإفضال   ذاك علي الخير ذو الفعال

سيف رسول الله ذو النكال   في كل قوم ظاهر الأهوال

فقتله هانئ بن ثبيت الحضرمي‌. قال أبوالفرج حدثني‌ أحمد بن سعيد عن يحيي بن الحسن عن علي بن ابراهيم عن عبيد الله بن الحسن و عبد الله بن العباس قالا قتل عبد الله بن علي بن أبي طالب ع و هو ابن خمس وعشرين سنة و لاعقب له وقتل جعفر بن علي و هو ابن تسع عشرة سنة حدثني‌ أحمد بن عيسي عن حسين بن نصر عن أبيه عن عمر بن سعد عن أبي مخنف عن عبد الله بن عاصم عن ضحاك المشرقي‌ قال قال العباس بن علي لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي تقدم بين يدي‌ حتي أراك وأحتسبك فإنه لاولد لك فتقدم بين يديه وشد عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي‌ فقتله وبهذا الإسناد أن العباس بن علي قدم أخاه جعفرا بين يديه فشد عليه هانئ بن ثبيت ألذي قتل أخاه فقتله

وَ قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ حدَثّنَيِ‌ عَمرُو بنُ


صفحه : 39

شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ خوَليِ‌ّ بنَ يَزِيدَ الأصَبحَيِ‌ّ قَتَلَ جَعفَرَ بنَ عَلِيّ ع

. ثم قال و محمدالأصغر بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد حدثني‌ أحمد بن عيسي عن حسين بن نصر عن أبيه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع وحدثني‌ أحمد بن أبي شيبة عن أحمد بن الحارث عن المدائني‌ أن رجلا من تميم من بني‌ أبان بن دارم قتله رضوان الله عليه . قال و قدذكر محمد بن علي بن حمزة أنه قتل يومئذ ابراهيم بن علي بن أبي طالب ع وأمه أم ولد و ماسمعت بهذا عن غيره و لارأيت لإبراهيم في شيء من كتب الأنساب ذكرا وذكر يحيي بن الحسن أن أبابكر بن عبيد الله الطلحي‌ حدثه عن أبيه أن عبيد الله بن علي قتل مع الحسين و هذاخطأ وإنما قتل عبيد الله يوم المذار قتله أصحاب المختار و قدرأيته بالمذار. و قال كان العباس بن علي يكني أباالفضل وأمه أم البنين أيضا و هوأكبر ولدها و هوآخر من قتل من إخوته لأبيه وأمه فحاز مواريثهم ثم تقدم فقتل فورثهم وإياه عبيد الله ونازعه في ذلك عمه عمرو بن علي فصولح علي شيءأرضي‌ به . و كان العباس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه يخطان في الأرض و كان يقال له قمر بني‌ هاشم و كان لواء الحسين ع معه

حدَثّنَيِ‌ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَنِ ابنِ أَبِي أُوَيسٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَعَبّأَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ أَصحَابَهُ فَأَعطَي رَايَتَهُ


صفحه : 40

أَخَاهُ العَبّاسَ

حدَثّنَيِ‌ أَحمَدُ بنُ عِيسَي عَن حُسَينِ بنِ نَصرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ زَيدَ بنَ رُقَادٍ وَ حَكِيمَ بنَ الطّفَيلِ الطاّئيِ‌ّ قَتَلَا العَبّاسَ بنَ عَلِيّ ع وَ كَانَت أُمّ البَنِينِ أُمّ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةِ الإِخوَةِ القَتلَي تَخرُجُ إِلَي البَقِيعِ فَتَندُبُ بَنِيهَا أَشجَي نُدبَةٍ وَ أَحرَقَهَا فَيَجتَمِعُ النّاسُ إِلَيهَا يَسمَعُونَ مِنهَا فَكَانَ مَروَانُ يجَيِ‌ءُ فِيمَن يجَيِ‌ءُ لِذَلِكَ فَلَا يَزَالُ يَسمَعُ نُدبَتَهَا وَ يبَكيِ‌ ذَكَرَ ذَلِكَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ حَمزَةَ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي الجهُنَيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع

.قالوا و كان العباس السقاء قمر بني‌ هاشم صاحب لواء الحسين ع و هوأكبر الإخوان مضي يطلب الماء فحملوا عليه وحمل عليهم وجعل يقول


لاأرهب الموت إذاالموت رقا   حتي أواري‌ في المصاليت لقي

نفسي‌ لنفس المصطفي الطهر وقا   إني‌ أناالعباس أغدو بالسقا

  و لاأخاف الشر يوم الملتقي

ففرقهم فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي‌ فضربه علي يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل و هويرتجز


و الله إن قطعتم يميني‌   إني‌ أحامي‌ أبدا عن ديني‌

و عن إمام صادق اليقين   نجل النبي الطاهر الأمين

فقاتل حتي ضعف فكمن له الحكم بن الطفيل الطائي‌ من وراء نخلة فضربه علي شماله فقال


يانفس لاتخشي‌ من الكفار   وأبشري‌ برحمة الجبار

صفحه : 41


مع النبي السيد المختار   قدقطعوا ببغيهم يساري‌

  أصلهم يارب حر النار

فضربه ملعون بعمود من حديد فقتله فلما رآه الحسين ع صريعا علي شاطئ الفرات بكي وأنشأ يقول


تعديتم ياشر قوم ببغيكم   وخالفتم دين النبي محمد

أ ما كان خير الرسل أوصاكم بنا   أ مانحن من نجل النبي المسدد

أ ماكانت الزهراء أمي‌ دونكم   أ ما كان من خير البرية أحمد

لعنتم وأخزيتم بما قدجنيتم   فسوف تلاقوا حر نار توقد

أقول و في بعض تأليفات أصحابنا أن العباس لمارأي وحدته ع أتي أخاه و قال ياأخي‌ هل من رخصة فبكي الحسين ع بكاء شديدا

ثم قال ياأخَيِ‌ أَنتَ صَاحِبُ لوِاَئيِ‌ وَ إِذَا مَضَيتَ تَفَرّقَ عسَكرَيِ‌ فَقَالَ العَبّاسُ قَد ضَاقَ صدَريِ‌ وَ سَئِمتُ مِنَ الحَيَاةِ وَ أُرِيدُ أَن أَطلُبَ ثأَريِ‌ مِن هَؤُلَاءِ المُنَافِقِينَ. فَقَالَ الحُسَينُ ع فَاطلُب لِهَؤُلَاءِ الأَطفَالِ قَلِيلًا مِنَ المَاءِ

فذهب العباس ووعظهم وحذرهم فلم ينفعهم فرجع إلي أخيه فأخبره فسمع الأطفال ينادون العطش العطش فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة وقصد نحو الفرات فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات ورموه بالنبال فكشفهم وقتل منهم علي ماروي‌ ثمانين رجلا حتي دخل الماء. فلما أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين و أهل بيته فرمي الماء وملأ القربة وحملها علي كتفه الأيمن وتوجه نحو الخيمة فقطعوا عليه


صفحه : 42

الطريق وأحاطوا به من كل جانب فحاربهم حتي ضربه نوفل الأزرق علي يده اليمني فقطعها فحمل القربة علي كتفه الأيسر فضربه نوفل فقطع يده اليسري من الزند فحمل القربة بأسنانه فجاءه سهم فأصاب القربة وأريق ماؤها ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره فانقلب عن فرسه وصاح إلي أخيه الحسين أدركني‌ فلما أتاه رآه صريعا فبكي وحمله إلي الخيمة. ثم قالوا و لماقتل العباس

قال الحسين ع الآنَ انكَسَرَ ظهَريِ‌ وَ قَلّت حيِلتَيِ‌

. قال ابن شهرآشوب ثم برز القاسم بن الحسين و هويرتجز و يقول


إن تنكروني‌ فأنا ابن حيدرة   ضرغام آجام وليث قسورة

علي الأعادي‌ مثل ريح صرصرة   أكيلكم بالسيف كيل السندرة

وذكر هذا بعد أن ذكر القاسم بن الحسن سابقا و فيه غرابة.قالوا ثم تقدم علي بن الحسين ع و قال محمد بن أبي طالب و أبوالفرج وأمه ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي‌ و هويومئذ ابن ثماني‌ عشرة سنة و قال ابن شهرآشوب ويقال ابن خمس وعشرين سنة.قالوا ورفع الحسين سبابته نحو السماء و

قال أللّهُمّ اشهَد عَلَي هَؤُلَاءِ


صفحه : 43

القَومِ فَقَد بَرَزَ إِلَيهِم غُلَامٌ أَشبَهُ النّاسِ خَلقاً وَ خُلُقاً وَ مَنطِقاً بِرَسُولِكَ كُنّا إِذَا اشتَقنَا إِلَي نَبِيّكَ نَظَرنَا إِلَي وَجهِهِ أللّهُمّ امنَعهُم بَرَكَاتِ الأَرضِ وَ فَرّقهُم تَفرِيقاً وَ مَزّقهُم تَمزِيقاً وَ اجعَلهُم طَرَائِقَ قِدَداً وَ لَا تُرضِ الوُلَاةَ عَنهُم أَبَداً فَإِنّهُم دَعَونَا لِيَنصُرُونَا ثُمّ عَدَوا عَلَينَا يُقَاتِلُونَنَا. ثُمّ صَاحَ الحُسَينُ بِعُمَرَ بنِ سَعدٍ مَا لَكَ قَطَعَ اللّهُ رَحِمَكَ وَ لَا بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِي أَمرِكَ وَ سَلّطَ عَلَيكَ مَن يَذبَحُكَ بعَديِ‌ عَلَي فِرَاشِكَ كَمَا قَطَعتَ رحَمِيِ‌ وَ لَم تَحفَظ قرَاَبتَيِ‌ مِن رَسُولِ اللّهِص ثُمّ رَفَعَ الحُسَينُ ع صَوتَهُ وَ تَلَاإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

. ثم حمل علي بن الحسين علي القوم و هو يقول


أنا علي بن الحسين بن علي   من عصبة جد أبيهم النبي

و الله لايحكم فينا ابن الدعي‌   أطعنكم بالرمح حتي ينثني‌

أضربكم بالسيف أحمي‌ عن أبي   ضرب غلام هاشمي‌ علوي‌

فلم يزل يقاتل حتي ضج الناس من كثرة من قتل منهم وروي‌ أنه قتل علي عطشه مائة وعشرين رجلا ثم رجع إلي أبيه و قدأصابته جراحات كثيرة فقال ياأبه العطش قدقتلني‌ وثقل الحديد أجهدني‌ فهل إلي شربة من ماء سبيل أتقوي بها علي الأعداء فبكي الحسين ع و

قال يابني‌ يعز علي محمد و علي علي بن أبي طالب و علي أن تدعوهم فلايجيبوك وتستغيث بهم فلايغيثوك يابني‌ هات لسانك فأخذ بلسانه فمصه ودفع إليه خاتمه و قال امسكه في فيك وارجع إلي قتال عدوك فإني‌ أرجو أنك لاتمسي‌ حتي يسقيك جدك بكأسه الأوفي شربة لاتظمأ بعدها أبدا

فرجع إلي القتال و هو يقول


الحرب قدبانت لها الحقائق   وظهرت من بعدها مصادق

و الله رب العرش لانفارق   جموعكم أوتغمد البوارق

صفحه : 44

فلم يزل قتل تمام المائتين ثم ضربه منقذ بن مرة العبدي‌ علي مفرق رأسه ضربة صرعته وضربه الناس بأسيافهم ثم اعتنق فرسه فاحتمله الفرس إلي عسكر الأعداء فقطعوه بسيوفهم إربا إربا. فلما بلغت الروح التراقي‌ قال رافعا صوته ياأبتاه هذاجدي‌ رسول الله صلي الله عليه وآله قدسقاني‌ بكأسه الأوفي شربة لاأظمأ بعدها أبدا و هو يقول العجل العجل فإن لك كأسا مذخورة حتي تشربها الساعة فصاح الحسين ع و

قال قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلُوكَ مَا أَجرَأَهُم عَلَي الرّحمَنِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ عَلَي انتِهَاكِ حُرمَةِ الرّسُولِ عَلَي الدّنيَا بَعدَكَ العَفَا

. قال حميد بن مسلم فكأني‌ أنظر إلي امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي‌ بالويل والثبور وتقول ياحبيباه ياثمرة فؤاداه يانور عيناه فسألت عنها فقيل هي‌ زينب بنت علي ع وجاءت وانكبت عليه فجاء الحسين فأخذ بيدها فردها إلي الفسطاط وأقبل ع بفتيانه و قال احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه فجاءوا به حتي وضعوه عندالفسطاط ألذي كانوا يقاتلون أمامه . و قال المفيد و ابن نما بعد ذلك ثم رمي رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له عمرو بن صبيح عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع عبد الله يده علي جبهته يتقيه فأصاب السهم كفه ونفذ إلي جبهة فسمرها به فلم يستطع تحريكها ثم انحني عليه آخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله . وحمل عبد الله بن قطبة الطائي‌ علي عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقتله وحمل عامر بن نهشل التميمي‌ علي محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقتله وشد عثمان بن خالد الهمداني‌ علي عبدالرحمن بن عقيل بن أبي طالب فقتله .


صفحه : 45

وَ قَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي المَقَاتِلِ حدَثّنَيِ‌ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ أَوّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِن وُلدِ أَبِي طَالِبٍ مَعَ الحُسَينِ ابنُهُ عَلِيّ

وَ حدَثّنَيِ‌ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مهَديِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن سَعِيدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ لَمّا بَرَزَ عَلِيّ بنُ الحُسَينَ إِلَيهِم أَرخَي الحُسَينُ ع عَينَيهِ فَبَكَي ثُمّ قَالَ أللّهُمّ فَكُن أَنتَ الشّهِيدَ عَلَيهِم فَقَد بَرَزَ إِلَيهِم غُلَامٌ أَشبَهُ الخَلقِ بِرَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ يَشُدّ عَلَيهِم ثُمّ يَرجِعُ إِلَي أَبِيهِ فَيَقُولُ يَا أَبَه العَطَشَ فَيَقُولُ لَهُ الحُسَينُ اصبِر حبَيِبيِ‌ فَإِنّكَ لَا تمُسيِ‌ حَتّي يَسقِيَكَ رَسُولُ اللّهِ بِكَأسِهِ وَ جَعَلَ يَكُرّ كَرّةً بَعدَ كَرّةٍ حَتّي رمُيِ‌َ بِسَهمٍ فَوَقَعَ فِي حَلقِهِ فَخَرَقَهُ وَ أَقبَلَ يَتَقَلّبُ فِي دَمِهِ ثُمّ نَادَي يَا أَبَتَاه عَلَيكَ السّلَامُ هَذَا جدَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ عَجّلِ القَدُومَ عَلَينَا وَ شَهَقَ شَهقَةً فَارَقَ الدّنيَا

. قال أبوالفرج علي بن الحسين هذا هوالأكبر و لاعقب له ويكني أبا الحسن وأمه ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي‌ و هوأول من قتل في الوقعة وإياه عني معاوية في الخبر ألذي حدثني‌ به محمد بن محمد بن سليمان عن يوسف بن موسي القطان عن جرير عن مغيرة قال قال معاوية من أحق الناس بهذا الأمر قالوا أنت قال لاأولي الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي جده رسول الله و فيه شجاعة بني‌ هاشم وسخاء بني‌ أمية وزهو ثقيف . و قال يحيي بن الحسن العلوي‌ وأصحابنا الطالبيون يذكرون أن المقتول لأم ولد و أن ألذي أمه ليلي هوجدهم وولد في خلافة عثمان . ثم قالوا وخرج غلام وبيده عمود من تلك الأبنية و في أذنيه درتان


صفحه : 46

و هومذعور فجعل يلتفت يمينا وشمالا وقرطاه يتذبذبان فحمل عليه هانئ بن ثبيت فقتله فصارت شهربانو تنظر إليه و لاتتكلم كالمدهوشة. ثم التفت الحسين عن يمينه فلم ير أحدا من الرجال والتفت عن يساره فلم ير أحدا فخرج علي بن الحسين زين العابدين ع و كان مريضا لايقدر أن يقل سيفه وأم كلثوم تنادي‌ خلفه يابني‌ ارجع

فقال يَا عَمّتَاه ذرَيِنيِ‌ أُقَاتِل بَينَ يدَيَ‌ِ ابنِ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ الحُسَينُ ع يَا أُمّ كُلثُومٍ خُذِيهِ لِئَلّا تَبقَي الأَرضُ خَالِيَةً مِن نَسلِ آلِ مُحَمّدٍص

. و لمافجع الحسين بأهل بيته وولده و لم يبق غيره و غيرالنساء والذراري‌

نادي هَل مِن ذَابّ يَذُبّ عَن حَرَمِ رَسُولِ اللّهِ هَل مِن مُوَحّدٍ يَخَافُ اللّهَ فِينَا هَل مِن مُغِيثٍ يَرجُو اللّهَ فِي إِغَاثَتِنَا وَ ارتَفَعَت أَصوَاتُ النّسَاءِ بِالعَوِيلِ فَتَقَدّمَ ع إِلَي بَابِ الخَيمَةِ فَقَالَ ناَولِوُنيِ‌ عَلِيّاً ابنيِ‌َ الطّفلَ حَتّي أُوَدّعَهُ فَنَاوَلُوهُ الصبّيِ‌ّ

. و قال المفيد دعا ابنه عبد الله قالوا فجعل يقبله و هو

يقول وَيلٌ لِهَؤُلَاءِ القَومِ إِذَا كَانَ جَدّكَ مُحَمّدٌ المُصطَفَي خَصمَهُم

والصبي‌ في حجره إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي‌ بسهم فذبحه في حجر الحسين فتلقي الحسين دمه حتي امتلأت كفه ثم رمي به إلي السماء. و قال السيد

ثم قال هَوّنَ عَلَيّ مَا نَزَلَ بيِ‌ أَنّهُ بِعَينِ اللّهِ

قَالَ البَاقِرُ ع فَلَم يَسقُط مِن ذَلِكَ الدّمِ قَطرَةٌ إِلَي الأَرضِ

.


صفحه : 47

ثُمّ قَالَ لَا يَكُونُ أَهوَنَ عَلَيكَ مِن فَصِيلٍ أللّهُمّ إِن كُنتَ حَبَستَ عَنّا النّصرَ فَاجَعل ذَلِكَ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَنَا

.أقول و في بعض الكتب أن الحسين لمانظر إلي اثنين وسبعين رجلا من أهل بيته صرعي التفت إلي الخيمة و

نَادَي يَا سُكَينَةُ يَا فَاطِمَةُ يَا زَينَبُ يَا أُمّ كُلثُومٍ عَلَيكُنّ منِيّ‌ السّلَامُ فَنَادَتهُ سُكَينَةُ يَا أَبَه استَسلَمتَ لِلمَوتِ[أَستَسلَمتَ] فَقَالَ كَيفَ لَا يَستَسلِمُ مَن لَا نَاصِرَ لَهُ وَ لَا مُعِينَ فَقَالَت يَا أَبَه رُدّنَا إِلَي حَرَمِ جَدّنَا فَقَالَ هَيهَاتَ لَو تُرِكَ القَطَا لَنَامَ

فتصارخن النساء فسكتهن الحسين وحمل علي القوم . و قال أبوالفرج و عبد الله بن الحسين وأمه الرباب بنت إمر‌ئ القيس وهي‌ التي‌ يقول فيها أبو عبد الله الحسين


لعمرك إنني‌ لأحب دارا   تكون بهاسكينة والرباب

أحبهما وأبذل جل مالي‌   و ليس لعاتب عندي‌ عتاب

وسكينة التي‌ ذكرها ابنته من الرباب واسم سكينة أمينة وإنما غلب عليها سكينة و ليس باسمها و كان عبد الله يوم قتل صغيرا جاءه نشابة و هو في حجر أبيه فذبحته حدثني‌ أحمد بن شبيب عن أحمد بن الحارث عن المدائني‌ عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال دعا الحسين بغلام فأقعده في حجره فرماه عقبة بن بشر فذبحه وحدثني‌ محمد بن الحسين الأشناني‌ بإسناده عمن شهد الحسين قال كان معه ابن له صغير فجاء سهم فوقع في نحره قال فجعل الحسين يمسح الدم من نحر لبته فيرمي‌ به إلي السماء فما رجع منه شيء و

يَقُولُ أللّهُمّ لَا يَكُونُ أَهوَنَ عَلَيكَ مِن فَصِيلٍ. ثُمّ قَالُوا ثُمّ قَامَ الحُسَينُ ع وَ رَكِبَ فَرَسَهُ وَ تَقَدّمَ إِلَي القِتَالِ وَ هُوَ يَقُولُ


كَفَرَ القَومُ وَ قِدماً رَغِبُوا   عَن ثَوَابِ اللّهِ رَبّ الثّقَلَينِ

قَتَلُوا القَومُ عَلِيّاً وَ ابنَهُ   حَسَنَ الخَيرِ كَرِيمَ الأَبَوَينِ

حَنَقاً مِنهُم وَ قَالُوا أَجمِعُوا   احشُرُوا النّاسَ إِلَي حَربِ الحُسَينِ

صفحه : 48


يَا لَقَومٍ مِن أُنَاسٍ رُذّلٍ   جَمَعَ الجَمعَ لِأَهلِ الحَرَمَينِ

ثُمّ سَارُوا وَ تَوَاصَوا كُلّهُم   باِجتيِاَحيِ‌ لِرِضَاءِ المُلحِدِينَ

لَم يَخَافُوا اللّهَ فِي سَفكِ دمَيِ‌   لِعُبَيدِ اللّهِ نَسلِ الكَافِرِينَ

وَ ابنِ سَعدٍ قَد رمَاَنيِ‌ عَنوَةً   بِجُنُودٍ كَوُكُوفِ الهَاطِلِينَ

لَا لشِيَ‌ءٍ كَانَ منِيّ‌ قَبلَ ذَا   غَيرَ فخَريِ‌ بِضِيَاءِ النّيّرَينِ

بعِلَيِ‌ّ الخَيرِ مِن بَعدِ النّبِيّ   وَ النّبِيّ القرُشَيِ‌ّ الوَالِدَينِ

خِيرَةِ اللّهِ مِنَ الخَلقِ أَبِي   ثُمّ أمُيّ‌ فَأَنَا ابنُ الخَيّرَينِ

فِضّةٌ قَد خَلَصَت مِن ذَهَبٍ   فَأَنَا الفِضّةُ وَ ابنُ الذّهَبَينِ

مَن لَهُ جَدّ كجَدَيّ‌ فِي الوَرَي   أَو كشَيَخيِ‌ فَأَنَا ابنُ العَلَمَينِ

فَاطِمُ الزّهرَاءُ أمُيّ‌ وَ أَبِي   قَاصِمُ الكُفرِ بِبَدرٍ وَ حُنَينٍ

عَبَدَ اللّهَ غُلَاماً يَافِعاً   وَ قُرَيشٌ يَعبُدُونَ الوَثَنَينِ

يَعبُدُونَ اللّاتَ وَ العُزّي مَعاً   وَ عَلِيّ كَانَ صَلّي القِبلَتَينِ

فأَبَيِ‌ شَمسٌ وَ أمُيّ‌ قَمَرٌ   فَأَنَا الكَوكَبُ وَ ابنُ القَمَرَينِ

وَ لَهُ فِي يَومِ أُحُدٍ وَقعَةٌ   شَفَتِ الغِلّ بِفَضّ العَسكَرَينِ

ثُمّ فِي الأَحزَابِ وَ الفَتحِ مَعاً   كَانَ فِيهَا حَتفُ أَهلِ الفَيلَقَينِ

فِي سَبِيلِ اللّهِ مَا ذَا صَنَعَت   أُمّةُ السّوءِ مَعاً بِالعِترَتَينِ

عِترَةِ البَرّ النّبِيّ المُصطَفَي   وَ عَلِيّ الوَردِ يَومَ الجَحفَلَينِ

ثُمّ وَقَفَ ع قُبَالَةَ القَومِ وَ سَيفُهُ مُصلَتٌ فِي يَدِهِ آيِساً مِنَ الحَيَاةِ عَازِماً عَلَي المَوتِ


صفحه : 49

وَ هُوَ يَقُولُ


أَنَا ابنُ عَلِيّ الطّهرِ مِن آلِ هَاشِمٍ   كفَاَنيِ‌ بِهَذَا مَفخَراً حِينَ أَفخَرُ

وَ جدَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ أَكرَمُ مَن مَضَي   وَ نَحنُ سِرَاجُ اللّهِ فِي الخَلقِ نَزهَرُ

وَ فَاطِمُ أمُيّ‌ مِن سُلَالَةِ أَحمَدَ   وَ عمَيّ‌ يُدعَي ذَا الجَنَاحَينِ جَعفَرُ

وَ فِينَا كِتَابُ اللّهِ أُنزِلَ صَادِقاً   وَ فِينَا الهُدَي وَ الوحَي‌ُ بِالخَيرِ يُذكَرُ

وَ نَحنُ أَمَانُ اللّهِ لِلنّاسِ كُلّهِم   نُسِرّ بِهَذَا فِي الأَنَامِ وَ نَجهَرُ

وَ نَحنُ وُلَاةُ الحَوضِ نسَقيِ‌ وُلَاتَنَا   بِكَأسِ رَسُولِ اللّهِ مَا لَيسَ يُنكَرُ

وَ شِيعَتُنَا فِي النّاسِ أَكرَمُ شِيعَةٍ   وَ مُبغِضُنَا يَومَ القِيَامَةِ يَخسَرُ

أقول روي‌ في الإحتجاج أنه لمابقي‌ فردا ليس معه إلاابنه علي بن الحسين ع و ابن آخر في الرضاع اسمه عبد الله أخذ الطفل ليودعه فإذابسهم قدأقبل حتي وقع في لبة الصبي‌ فقتله فنزل عن فرسه وحفر للصبي‌ بجفن سيفه ورمله بدمه ودفنه ثم وثب قائما و هو يقول إلي آخر الأبيات .

وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ ذَكَرَ أَبُو عَلِيّ السلّاَميِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ أَنّ هَذِهِ الأَبيَاتَ لِلحُسَينِ ع مِن إِنشَائِهِ وَ قَالَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِثلُهَا 


فَإِن تَكُنِ الدّنيَا تُعَدّ نَفِيسَةً   فَإِنّ ثَوَابَ اللّهِ أَعلَي وَ أَنبَلُ

وَ إِن تَكُنِ الأَبدَانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت   فَقَتلُ امر‌ِئٍ بِالسّيفِ فِي اللّهِ أَفضَلُ

وَ إِن تَكُنِ الأَرزَاقُ قِسماً مُقَدّراً   فَقِلّةُ سعَي‌ِ المَرءِ فِي الكَسبِ أَجمَلُ

وَ إِن تَكُنِ الأَموَالُ لِلتّركِ جَمعُهَا   فَمَا بَالُ مَترُوكٍ بِهِ المَرءُ يَبخَلُ

ثُمّ إِنّهُ دَعَا النّاسَ إِلَي البِرَازِ فَلَم يَزَل يَقتُلُ كُلّ مَن دَنَا مِنهُ مِن عُيُونِ الرّجَالِ حَتّي قَتَلَ مِنهُم مَقتَلَةً عَظِيمَةً ثُمّ حَمَلَ ع عَلَي المَيمَنَةِ وَ قَالَ


  لمَوتُ خَيرٌ مِن رُكُوبِ العَارِ

ثُمّ عَلَي المَيسَرَةِ وَ هُوَ يَقُولُ


أَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِي   آلَيتُ أَن لَا أنَثنَيِ‌

أحَميِ‌ عِيَالَاتِ أَبِي   أمَضيِ‌ عَلَي دِينِ النّبِي

صفحه : 50

قال المفيد والسيد و ابن نما رحمهم الله واشتد العطش بالحسين ع فركب المسناة يريد الفرات والعباس أخوه بين يديه فاعترضه خيل ابن سعد فرمي رجل من بني‌ دارم الحسين ع بسهم فأثبته في حنكه الشريف فانتزع ع السهم وبسط يده تحت حنكه حتي امتلأت راحتاه من الدم ثم رمي به و

قال أللّهُمّ إنِيّ‌ أَشكُو إِلَيكَ مَا يُفعَلُ بِابنِ بِنتِ نَبِيّكَ

ثم اقتطعوا العباس عنه وأحاطوا به من كل جانب حتي قتلوه و كان المتولي‌ لقتله زيد بن ورقاء الحنفي‌ وحكيم بن الطفيل السنبسي‌ فبكي الحسين لقتله بكاء شديدا. قال السيد ثم إن الحسين ع دعا الناس إلي البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتي قتل مقتلة عظيمة و هو في ذلك

يقول


القَتلُ أَولَي مِن رُكُوبِ العَارِ   وَ العَارُ أَولَي مِن دُخُولِ النّارِ

قال بعض الرواة فو الله مارأيت مكثورا قط قدقتل ولده و أهل بيته وصحبه أربط جأشا منه و إن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزي إذاشد فيهاالذئب ولقد كان يحمل فيهم و قدتكملوا ألفا فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع إلي مركزه و هو

يقول لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

. و قال ابن شهرآشوب و محمد بن أبي طالب و لم يزل يقاتل حتي قتل ألف رجل وتسعمائة رجل وخمسين رجلا سوي المجروحين فقال عمرو بن سعد لقومه الويل لكم أتدرون لمن تقاتلون هذا ابن الأنزع البطين هذا ابن قتال العرب فاحملوا عليه من كل جانب وكانت الرماة أربعة آلاف فرموه بالسهام فحالوا


صفحه : 51

بينه و بين رحله .

وَ قَالَ ابنُ أَبِي طَالِبٍ وَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ وَ السّيّدُ فَصَاحَ بِهِم وَيحَكُم يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي سُفيَانَ إِن لَم يَكُن لَكُم دِينٌ وَ كُنتُم لَا تَخَافُونَ المَعَادَ فَكُونُوا أَحرَاراً فِي دُنيَاكُم وَ ارجِعُوا إِلَي أَحسَابِكُم إِذ كُنتُم أَعرَاباً فَنَادَاهُ شِمرٌ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا ابنَ فَاطِمَةَ قَالَ أَقُولُ أَنَا ألّذِي أُقَاتِلُكُم وَ تقُاَتلِوُنيّ‌ وَ النّسَاءُ لَيسَ عَلَيهِنّ جُنَاحٌ فَامنَعُوا عُتُاتَكُم عَنِ التّعَرّضِ لحِرَمَيِ‌ مَا دُمتُ حَيّاً

فقال شمر لك هذا ثم صاح شمر إليكم عن حرم الرجل فاقصدوه في نفسه فلعمري‌ لهو كفو كريم قال فقصده القوم و هو في ذلك يطلب شربة من ماء فكلما حمل بفرسه علي الفرات حملوا عليه بأجمعهم حتي أحلوه عنه . و قال ابن شهرآشوب وروي أبومخنف عن الجلودي‌ أن الحسين ع حمل علي الأعور السلمي‌ وعمرو بن الحجاج الزبيدي‌ وكانا في أربعة آلاف رجل علي الشريعة وأقحم الفرس علي الفرات فلما أولغ الفرس برأسه ليشرب

قال ع أَنتَ عَطشَانُ وَ أَنَا عَطشَانُ وَ اللّهِ لَا ذُقتُ المَاءَ حَتّي تَشرَبَ فَلَمّا سَمِعَ الفَرَسُ كَلَامَ الحُسَينِ ع شَالَ رَأسَهُ وَ لَم يَشرَب كَأَنّهُ فَهِمَ الكَلَامَ فَقَالَ الحُسَينُ ع فَأَنَا أَشرَبُ

فمد الحسين ع يده فغرف من الماء فقال فارس يا أبا عبد الله تتلذذ بشرب الماء و قدهتكت حرمك فنفض الماء من يده وحمل علي القوم فكشفهم فإذاالخيمة سالمة. قال أبوالفرج قال وجعل الحسين ع يطلب الماء وشمر يقول له و الله لاترده أوترد النار فقال له رجل أ لاتري إلي الفرات ياحسين كأنه بطون الحيتان و الله لاتذوقه أوتموت عطشا

فقال الحسين ع أللّهُمّ أَمِتهُ عَطَشاً

قال


صفحه : 52

و الله لقد كان هذا الرجل يقول اسقوني‌ ماء فيؤتي بماء فيشرب حتي يخرج من فيه ثم يقول اسقوني‌ قتلني‌ العطش فلم يزل كذلك حتي مات .فقالوا ثم رماه رجل من القوم يكني أباالحتوف الجعفي‌ بسهم فوقع السهم في جبهته فنزعه من جبهته فسالت الدماء علي وجهه ولحيته

فَقَالَ ع أللّهُمّ إِنّكَ تَرَي مَا أَنَا فِيهِ مِن عِبَادِكَ هَؤُلَاءِ العُصَاةِ أللّهُمّ أَحصِهِم عَدَداً وَ اقتُلهُم بَدَداً وَ لَا تَذَر عَلَي وَجهِ الأَرضِ مِنهُم أَحَداً وَ لَا تَغفِر لَهُم أَبَداً

. ثم حمل عليهم كالليث المغضب فجعل لايلحق منهم أحدا إلابعجة بسيفه فقتله والسهام تأخذه من كل ناحية و هويتقيها بنحره وصدره و

يَقُولُ يَا أُمّةَ السّوءِ بِئسَمَا خَلَفتُم مُحَمّداً فِي عِترَتِهِ أَمَا إِنّكُم لَن تَقتُلُوا بعَديِ‌ عَبداً مِن عِبَادِ اللّهِ فَتَهَابُوا قَتلَهُ بَل يَهُونُ عَلَيكُم عِندَ قَتلِكُم إيِاّي‌َ وَ ايمُ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن يكُرمِنَيِ‌ ربَيّ‌ بِالشّهَادَةِ بِهَوَانِكُم ثُمّ يَنتَقِمُ لِي مِنكُم مِن حَيثُ لَا تَشعُرُونَ. قَالَ فَصَاحَ بِهِ الحُصَينُ بنُ مَالِكٍ السكّوُنيِ‌ّ فَقَالَ يَا ابنَ فَاطِمَةَ وَ بِمَا ذَا يَنتَقِمُ لَكَ مِنّا قَالَ يلُقيِ‌ بَأسَكُم بَينَكُم وَ يَسفِكُ دِمَاءَكُم ثُمّ يَصُبّ عَلَيكُمُ العَذَابَ الأَلِيمَ

ثم لم يزل يقاتل حتي أصابته جراحات عظيمة. و قال صاحب المناقب والسيد حتي أصابته اثنتان وسبعون جراحة و قال ابن شهرآشوب

قَالَ أَبُو مِخنَفٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ وَجَدنَا بِالحُسَينِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ طَعنَةً وَ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ ضَربَةً

وَ قَالَ البَاقِرُ ع أُصِيبَ الحُسَينُ ع وَ وُجِدَ بِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ بِضعٌ وَ عِشرُونَ طَعنَةً بِرُمحٍ وَ ضَربَةً بِسَيفٍ أَو رَميَةً بِسَهمٍ

وَ روُيِ‌َ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ جِرَاحَةً

وقيل ثلاث وثلاثون ضربة سوي السهام وقيل ألف وتسعمائة جراحة وكانت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وروي‌ أنها كانت كلها في مقدمه .


صفحه : 53

قالوا فوقف ع يستريح ساعة و قدضعف عن القتال فبينما هوواقف إذ أتاه حجر فوقع في جبهته فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره و في بعض الروايات علي قلبه

فقال الحسين ع بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِ وَ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ إلِهَيِ‌ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّهُم يَقتُلُونَ رَجُلًا لَيسَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ ابنُ نبَيِ‌ّ غَيرُهُ

ثم أخذ السهم فأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب فوضع يده علي الجرح فلما امتلأت رمي به إلي السماء فما رجع من ذلك الدم قطرة و ماعرفت الحمرة في السماء حتي رمي الحسين ع بدمه إلي السماء ثم وضع يده ثانيا فلما امتلأت لطخ بهارأسه ولحيته و

قال هَكَذَا أَكُونُ حَتّي أَلقَي جدَيّ‌ رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا مَخضُوبٌ بدِمَيِ‌ وَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ قتَلَنَيِ‌ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ

. ثم ضعف عن القتال فوقف فكلما أتاه رجل وانتهي إليه انصرف عنه حتي جاءه رجل من كندة يقال له مالك بن اليسر فشتم الحسين ع وضربه بالسيف علي رأسه و عليه برنس فامتلأ دما

فقال له الحسين ع لَا أَكَلتَ بِهَا وَ لَا شَرِبتَ وَ حَشَرَكَ اللّهُ مَعَ الظّالِمِينَ

ثم ألقي البرنس ولبس قلنسوة واعتم عليها و قدأعيا وجاء الكندي‌ وأخذ البرنس و كان من خز فلما قدم بعدالوقعة علي امرأته فجعل يغسل الدم عنه فقالت له امرأته أتدخل بيتي‌ بسلب ابن رسول الله اخرج عني‌ حشي الله قبرك نارا فلم يزل بعد ذلك فقيرا بأسوإ حال ويبست يداه وكانتا في الشتاء ينضحان دما و في الصيف تصيران يابستين كأنهما عودان . و قال المفيد والسيد فلبثوا هنيئة ثم عادوا إليه وأحاطوا به فخرج عبد الله بن الحسن بن علي ع و هوغلام لم يراهق من عندالنساء يشتد حتي وقف إلي جنب الحسين ع فلحقته زينب بنت علي ع لتحبسه فقال الحسين ع احبسيه ياأختي‌ فأبي وامتنع امتناعا شديدا و قال لا و الله لاأفارق عمي‌ وأهوي أبجر بن كعب وقيل حرملة بن كاهل إلي الحسين ع بالسيف فقال له الغلام ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمي‌ فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها إلي الجلد


صفحه : 54

فإذاهي‌ معلقة فنادي الغلام ياأماه

فأخذه الحسين ع فضمه إليه و قال يَا ابنَ أخَيِ‌ اصبِر عَلَي مَا نَزَلَ بِكَ وَ احتَسِب فِي ذَلِكَ الخَيرَ فَإِنّ اللّهَ يُلحِقُكَ بِآبَائِكَ الصّالِحِينَ

قال السيد فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه و هو في حجر عمه الحسين ع . ثم إن شمر بن ذي‌ الجوشن حمل علي فسطاط الحسين ع فطعنه بالرمح ثم قال علي بالنار أحرقه علي من فيه

فقال له الحسين ع يَا ابنَ ذيِ‌ الجَوشَنِ أَنتَ الداّعيِ‌ بِالنّارِ لِتُحرِقَ عَلَي أهَليِ‌ أَحرَقَكَ اللّهُ بِالنّارِ وَ جَاءَ شَبَثٌ فَوَبّخَهُ فَاستَحيَا وَ انصَرَفَ. قَالَ وَ قَالَ الحُسَينُ ع ابعَثُوا إلِيَ‌ّ ثَوباً لَا يُرغَبُ فِيهِ أَجعَلهُ تَحتَ ثيِاَبيِ‌ لِئَلّا أُجَرّدَ فأَتُيِ‌َ بِتُبّانٍ فَقَالَ لَا ذَاكَ لِبَاسُ مَن ضُرِبَت عَلَيهِ بِالذّلّةِ

فأخذ ثوبا خلقا فخرقه وجعله تحت ثيابه فلما قتل جردوه منه ثم استدعي الحسين ع بسراويل من حبرة ففزرها ولبسها وإنما فزرها لئلا يسلبها فلما قتل سلبها أبجر بن كعب وتركه ع مجردا فكانت يد أبجر بعد ذلك ييبسان في الصيف كأنهما عودان ويترطبان في الشتاء فينضحان دما وقيحا إلي أن أهلكه الله تعالي . قال و لماأثخن بالجراح وبقي‌ كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المزني‌ علي خاصرته طعنة فسقط ع عن فرسه إلي الأرض علي خده الأيمن ثم قام صلوات الله عليه . قال وخرجت زينب من الفسطاط وهي‌ تنادي‌ وا أخاه وا سيداه وا أهل بيتاه ليت السماء أطبقت علي الأرض وليت الجبال تدكدكت علي السهل و قال وصاح الشمر ماتنتظرون بالرجل فحملوا عليه من كل جانب فضربه زرعة بن شريك علي كتفه وضرب الحسين زرعة فصرعه وضربه آخر علي عاتقه المقدس بالسيف ضربة كبا ع بهالوجهه و كان قدأعيا وجعل ع ينوء ويكبو فطعنه سنان


صفحه : 55

بن أنس النخعي‌ في ترقوته ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني‌ صدره ثم رماه سنان أيضا بسهم فوقع السهم في نحره فسقط ع وجلس قاعدا فنزع السهم من نحره وقرن كفيه جميعا وكلما امتلأتا من دمائه خضب بهما رأسه ولحيته و هو يقول هكذا حتي ألقي الله مخضبا بدمي‌ مغصوبا علي حقي‌. فقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه انزل ويحك إلي الحسين فأرحه فبدر إليه خولي‌ بن يزيد الأصبحي‌ ليجتز رأسه فأرعد فنزل إليه سنان بن أنس النخعي‌ فضربه بالسيف في حلقه الشريف و هو يقول و الله إني‌ لأجتز رأسك وأعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أبا و أما ثم اجتز رأسه المقدس المعظم صلي الله عليه وسلم وكرم . وروي‌ أن سنانا هذاأخذه المختار فقطع أنامله أنملة أنملة ثم قطع يديه ورجليه وأغلي له قدرا فيهازيت ورماه فيها و هويضطرب . و قال صاحب المناقب و محمد بن أبي طالب و لماضعف ع نادي شمر ماوقوفكم و ماتنتظرون بالرجل قدأثخنته الجراح والسهام احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم فحملوا عليه من كل جانب فرماه الحصين بن تميم في فيه و أبوأيوب الغنوي‌ بسهم في حلقه وضربه زرعة بن شريك التميمي‌ علي كتفه و كان قدطعنه سنان بن أنس النخعي‌ في صدره وطعنه صالح بن وهب المزني‌ علي خاصرته فوقع ع إلي الأرض علي خده الأيمن ثم استوي جالسا ونزع السهم من حلقه ثم دنا عمر بن سعد من الحسين ع . قال حميد وخرجت زينب بنت علي ع وقرطاها يجولان بين أذنيها وهي‌ تقول ليت السماء انطبقت علي الأرض ياعمر بن سعد أيقتل أبو عبد الله و أنت تنظر إليه ودموع عمر تسيل علي خديه ولحيته و هويصرف وجهه عنها و الحسين ع جالس و عليه جبة خز و قدتحاماه الناس فنادي شمر ويلكم ماتنتظرون به اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم فضربه زرعة بن شريك فأبان كفه اليسري ثم ضربه علي عاتقه ثم انصرفوا عنه و هويكبو مرة ويقوم أخري .


صفحه : 56

فحمل عليه سنان في تلك الحال فطعنه بالرمح فصرعه و قال لخولي‌ بن يزيد اجتز رأسه فضعف وارتعدت يده فقال له سنان فت الله عضدك وأبان يدك فنزل إليه شمر لعنه الله و كان اللعين أبرص فضربه برجله فألقاه علي قفاه ثم أخذ بلحيته فقال الحسين ع أنت الأبقع ألذي رأيتك في منامي‌ فقال أتشبهني‌ بالكلاب ثم جعل يضرب بسيفه مذبح الحسين ع و هو يقول


أقتلك اليوم ونفسي‌ تعلم   علما يقينا ليس فيه مزعم

و لامجال لا و لاتكتم   إن أباك خير من تكلم

وروي في المناقب بإسناده عن عبد الله بن ميمون عن محمد بن عمرو بن الحسن قال كنا مع الحسين بنهر كربلاء ونظر إلي شمر بن ذي‌ الجوشن و كان أبرص

فقال اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُصَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي كَلبٍ أَبقَعَ يَلَغُ فِي دَمِ أَهلِ بيَتيِ‌

. ثم قال فغضب عمر بن سعد لعنه الله ثم قال لرجل عن يمينه انزل ويحك إلي الحسين فأرحه فنزل إليه خولي‌ بن يزيد الأصبحي‌ لعنه الله فاجتز رأسه وقيل بل جاء إليه شمر وسنان بن أنس و الحسين ع بآخر رمق يلوك لسانه من العطش ويطلب الماء فرفسه شمر لعنه الله برجله و قال يا ابن أبي تراب ألست تزعم أن أباك علي حوض النبي يسقي‌ من أحبه فاصبر حتي تأخذ الماء من يده ثم قال لسنان اجتز رأسه قفاء فقال سنان و الله لاأفعل فيكون جده محمدصلي الله عليه وآله خصمي‌.فغضب شمر لعنه الله وجلس علي صدر الحسين وقبض علي لحيته وهم بقتله فضحك الحسين ع فقال له أتقتلني‌ و لاتعلم من أنا فقال أعرفك حق المعرفة أمك فاطمة الزهراء وأبوك علي المرتضي وجدك محمدالمصطفي وخصمك العلي‌ الأعلي أقتلك و لاأبالي‌ فضربه بسيفه اثنتي‌ عشرة ضربة ثم جز رأسه صلوات الله وسلامه عليه ولعن الله قاتله ومقاتله والسائرين إليه بجموعهم . و قال ابن شهرآشوب روي أبومخنف عن الجلودي‌ أنه كأنه صرع الحسين


صفحه : 57

ع فجعل فرسه يحامي‌ عنه ويثب علي الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه حتي قتل الفرس أربعين رجلا ثم تمرغ في دم الحسين ع وقصد نحو الخيمة و له صهيل عال ويضرب بيديه الأرض . و قال السيد رضي‌ الله عنه فلما قتل صلوات الله عليه ارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة فيهاريح حمراء لاتري فيهاعين و لاأثر حتي ظن القوم أن العذاب قدجاءهم فلبثوا كذلك ساعة ثم انجلت عنهم . وروي هلال بن نافع قال إني‌ لواقف مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخ أبشر أيها الأمير فهذا شمر قدقتل الحسين قال فخرجت بين الصفين فوقفت عليه وإنه ليجود بنفسه فو الله مارأيت قط قتيلا مضمخا بدمه أحسن منه و لاأنور وجها ولقد شغلني‌ نور وجهه وجمال هيبته عن الفكرة في قتله فاستسقي في تلك الحالة ماء فسمعت رجلا يقول لاتذوق الماء حتي ترد الحامية فتشرب من حميمها

فسمعته يقول أَنَا أَرِدُ الحَامِيَةَ فَأَشرَبُ مِن حَمِيمِهَا بَل أَرِدُ عَلَي جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ أَسكُنُ مَعَهُ فِي دَارِهِفِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ وَ أَشرَبُمِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَ أَشكُو إِلَيهِ مَا رَكِبتُم منِيّ‌ وَ فَعَلتُم بيِ‌

قال فغضبوا بأجمعهم حتي كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا فاجتزوا رأسه وإنه ليكلمهم فتعجبت من قلة رحمتهم و قلت و الله لاأجامعكم علي أمر أبدا. قال ثم أقبلوا علي سلب الحسين ع فأخذ قميصه إسحاق بن حوية الحضرمي‌ فلبسه فصار أبرص وامتعط شعره وروي‌ أنه وجد في قميصه مائة وبضع عشرة ما بين رمية وطعنة وضربة

وَ قَالَ الصّادِقُ ع وُجِدَ بِالحُسَينِ ع ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ طَعنَةً وَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ ضَربَةً

وأخذ سراويله أبجر بن كعب التيمي‌ وروي‌ أنه صار زمنا مقعدا من رجليه وأخذ عمامته أخنس بن مرسد بن علقمة الحضرمي‌ وقيل جابر بن يزيد الأودي‌ فاعتم بهافصار معتوها و في غيررواية السيد فصار مجذوما وأخذ درعه مالك بن بشير الكندي‌ فصار معتوها.


صفحه : 58

فقال السيد وأخذ نعليه الأسود بن خالد وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي‌ فقطع إصبعه ع مع الخاتم و هذاأخذه المختار فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحط في دمه حتي هلك وأخذ قطيفة له ع كانت من خز قيس بن الأشعث وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد فلما قتل عمر بن سعد وهبها المختار لأبي‌ عمرة قاتله وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأزدي‌ ويقال رجل من بني‌ تميم يقال له الأسود بن حنظلة و في رواية ابن سعد أنه أخذ سيفه القلافس النهشلي‌ وزاد محمد بن زكريا أنه وقع بعد ذلك إلي بنت حبيب بن بديل و هذاالسيف المنهوب ليس بذي‌ الفقار و إن ذلك كان مذخورا ومصونا مع أمثاله من ذخائر النبوة والإمامة و قدنقل الرواة تصديق ماقلناه وصورة ماحكيناه . قال وجاءت جارية من ناحية خيم الحسين ع فقال لها رجل ياأمة الله إن سيدك قتل قالت الجارية فأسرعت إلي سيدتي‌ و أناأصيح فقمن في وجهي‌ وصحن قال وتسابق القوم علي نهب بيوت آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول حتي جعلوا ينزعون ملحفة المرأة عن ظهرها وخرجن بنات الرسول وحرمه يتساعدن علي البكاء ويندبن لفراق الحماة والأحباء. وروي حميد بن مسلم قال رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد فلما رأت القوم قداقتحموا علي نساء الحسين ع فسطاطهن وهم يسلبونهن أخذت سيفا وأقبلت نحو الفسطاط فقالت ياآل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله لاحكم إلالله ياثارات رسول الله فأخذها زوجها وردها إلي رحله . قال ثم أخرجوا النساء من الخيمة وأشعلوا فيهاالنار فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلة وقلن بحق الله إلا مامررتم بنا علي مصرع الحسين فلما نظرت النسوة إلي القتلي صحن وضربن وجوههن . قال فو الله لاأنسي زينب بنت علي ع وهي‌ تندب الحسين وتنادي‌ بصوت حزين وقلب كئيب وا محمداه صلي عليك مليك السماء هذاحسين مرمل بالدماء مقطع


صفحه : 59

الأعضاء وبناتك سبايا إلي الله المشتكي و إلي محمدالمصطفي و إلي علي المرتضي و إلي حمزة سيد الشهداء وا محمداه هذاحسين بالعراء يسفي‌ عليه الصبا قتيل أولاد البغايا ياحزناه ياكرباه اليوم مات جدي‌ رسول الله ياأصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفي يساقون سوق السبايا. و في بعض الروايات يامحمداه بناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي‌ عليهم ريح الصبا و هذاحسين مجزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء بأبي‌ من عسكره في يوم الإثنين نهبا بأبي‌ من فسطاطه مقطع العري بأبي‌ من لا هوغائب فيرتجي و لاجريح فيداوي بأبي‌ من نفسي‌ له الفداء بأبي‌ المهموم حتي قضي بأبي‌ العطشان حتي مضي بأبي‌ من شيبته تقطر بالدماء بأبي‌ من جده رسول إله السماء بأبي‌ من هوسبط نبي‌ الهدي بأبي‌ محمدالمصطفي بأبي‌ خديجة الكبري بأبي‌ علي المرتضي بأبي‌ فاطمة الزهراء سيدة النساء بأبي‌ من ردت عليه الشمس حتي صلي . قال فأبكت و الله كل عدو وصديق ثم إن سكينة اعتنقت جسد الحسين ع فاجتمع عدة من الأعراب حتي جروها عنه قال ثم نادي عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره فانتدب منهم عشرة وهم إسحاق بن حوية ألذي سلب الحسين ع قميصه وأخنس بن مرثد وحكيم بن الطفيل السنبسي‌ وعمرو بن صبيح الصيداوي‌ ورجاء بن منقذ العبدي‌ وسالم بن خيثمة الجعفي‌ وواحظ بن ناعم وصالح بن وهب الجعفي‌ وهانئ بن ثبيت الحضرمي‌ وأسيد بن مالك فداسوا الحسين ع بحوافر خيلهم حتي رضوا ظهره وصدره . قال وجاء هؤلاء العشرة حتي وقفوا علي ابن زياد فقال أسيد بن مالك أحد العشرة شعر


نحن رضضنا الصدر بعدالظهر   بكل يعبوب شديد الأسر

فقال ابن زياد من أنتم فقالوا نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتي


صفحه : 60

طحنا جناجن صدره فأمر لهم بجائزة يسيرة. قال أبوعمرو الزاهد فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زنا وهؤلاء أخذهم المختار فشد أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم حتي هلكوا.أقول المعتمد عندي‌ ماسيأتي‌ في رواية الكافي‌ أنه لم يتيسر لهم ذلك . و قال صاحب المناقب و محمد بن أبي طالب قتل الحسين ع باتفاق الروايات يوم عاشوراء عاشر المحرم سنة إحدي وستين و هو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف قالا وأقبل فرس الحسين ع و قدعدا من بين أيديهم أن لايؤخذ فوضع ناصيته في دم الحسين ع ثم أقبل يركض نحو خيمة النساء و هويصهل ويضرب برأسه الأرض عندالخيمة حتي مات فلما نظر أخوات الحسين وبناته وأهله إلي الفرس ليس عليه أحد رفعن أصواتهن بالبكاء والعويل ووضعت أم كلثوم يدها علي أم رأسها ونادت وا محمداه وا جداه وا نبياه وا أباالقاسماه وا علياه وا جعفراه وا حمزتاه وا حسناه هذاحسين بالعراء صريع بكربلاء مجزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء ثم غشي‌ عليها.فأقبل أعداء الله لعنهم الله حتي أحدقوا بالخيمة ومعهم شمر فقال ادخلوا فاسلبوا بزتهن فدخل القوم لعنهم الله فأخذوا ما كان في الخيمة حتي أفضوا إلي قرط كان في أذن أم كلثوم أخت الحسين ع فأخذوه وخرموا أذنها حتي كانت المرأة لتنازع ثوبها علي ظهرها حتي تغلب عليه وأخذ قيس بن الأشعث لعنه الله قطيفة الحسين ع فكان يسمي قيس القطيفة وأخذ نعليه رجل من بني‌ أود يقال له الأسود ثم مال الناس علي الورس والحلي‌ والحلل والإبل فانتهبوها.أقول رأيت في بعض الكتب أن فاطمة الصغري قالت كنت واقفة بباب الخيمة و أناأنظر إلي أبي وأصحابي‌ مجززين كالأضاحي‌ علي الرمال والخيول علي أجسادهم تجول و أناأفكر فيما يقع علينا بعد أبي من بني‌ أمية أيقتلوننا أو


صفحه : 61

يأسروننا فإذابرجل علي ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه وهن يلذن بعضهن ببعض و قدأخذ ماعليهن من أخمرة وأسورة وهن يصحن وا جداه وا أبتاه وا علياه وا قلة ناصراه وا حسناه أ ما من مجير يجيرنا أ ما من ذائد يذود عنا قالت فطار فؤادي‌ وارتعدت فرائصي‌ فجعلت أجيل بطرفي‌ يمينا وشمالا علي عمتي‌ أم كلثوم خشية منه أن يأتيني‌.فبينا أنا علي هذه الحالة و إذا به قدقصدني‌ ففررت منهزمة و أناأظن أني‌ أسلم منه و إذا به قدتبعني‌ فذهلت خشية منه و إذابكعب الرمح بين كتفي‌ فسقطت علي وجهي‌ فخرم أذني‌ وأخذ قرطي‌ ومقنعتي‌ وترك الدماء تسيل علي خدي‌ ورأسي‌ تصهره الشمس وولي راجعا إلي الخيم و أنامغشي‌ علي و إذا أنابعمتي‌ عندي‌ تبكي‌ وهي‌ تقول قومي‌ نمضي‌ ماأعلم ماجري علي البنات وأخيك العليل فقمت و قلت ياعمتاه هل من خرقة أستر بهارأسي‌ عن أعين النظار فقالت يابنتاه وعمتك مثلك فرأيت رأسها مكشوفة ومتنها قدأسود من الضرب فما رجعنا إلي الخيمة إلا وهي‌ قدنهبت و ما فيها وأخي‌ علي بن الحسين مكبوب علي وجهه لايطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام فجعلنا نبكي‌ عليه ويبكي‌ علينا. و قال المفيد رحمه الله قال حميد بن مسلم فانتهينا إلي علي بن الحسين و هومنبسط علي فراش و هوشديد المرض و مع شمر جماعة من الرجالة فقالوا له أ لانقتل هذاالعليل فقلت سبحان الله أتقتل الصبيان إنما هذاصبي‌ وإنه لما به فلم أزل حتي دفعتهم عنه وجاء عمر بن سعد فصاحت النساء في وجهه وبكين فقال لأصحابه لايدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النساء و لاتعرضوا لهذا الغلام المريض فسألته النسوة أن يسترجع ماأخذ منهن ليستترن به فقال من أخذ من متاعهم شيئا فليرده فو الله مارد أحد منهم شيئا فوكل بالفسطاط وبيوت النساء و علي بن الحسين جماعة ممن كان معه و قال احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد و لايساء إليهم .


صفحه : 62

و قال محمد بن أبي طالب ثم إن عمر بن سعد سرح برأس الحسين ع يوم عاشوراء مع خولي‌ بن يزيد الأصبحي‌ وحميد بن مسلم إلي ابن زياد ثم أمر برءوس الباقين من أهل بيته وأصحابه فقطعت وسرح بها مع شمر بن ذي‌ الجوشن إلي الكوفة وأقام ابن سعد يومه ذلك وغده إلي الزوال فجمع قتلاه فصلي عليهم ودفنهم وترك الحسين وأصحابه منبوذين بالعراء فلما ارتحلوا إلي الكوفة عمد أهل الغاضرية من بني‌ أسد فصلوا عليهم ودفنوهم و قال ابن شهرآشوب وكانوا يجدون لأكثرهم قبورا ويرون طيورا بيضا. و قال محمد بن أبي طالب وروي‌ أن رءوس أصحاب الحسين و أهل بيته كانت ثمانية وسبعين رأسا واقتسمتها القبائل ليتقربوا بذلك إلي عبيد الله و إلي يزيد فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا وصاحبهم قيس بن الأشعث وجاءت هوازن باثني‌ عشر رأسا و في رواية ابن شهرآشوب بعشرين وصاحبهم شمر لعنه الله وجاءت تميم بسبعة عشر رأسا و في رواية ابن شهرآشوب بتسعة عشر وجاءت بنو أسد بستة عشر رأسا و في رواية ابن شهرآشوب بتسعة رءوس وجاءت مذحج بسبعة رءوس وجاءت سائر الناس بثلاثة عشر رأسا و قال ابن شهرآشوب وجاء سائر الجيش بتسعة رءوس و لم يذكر مذحج قال فذلك سبعون رأسا ثم قال وجاءوا بالحرم أساري إلاشهربانويه فإنها أتلفت نفسها في الفرات . و قال ابن شهرآشوب وصاحب المناقب و محمد بن أبي طالب اختلفوا في عدد المقتولين من أهل البيت ع فالأكثرون علي أنهم كانوا سبعة وعشرين سبعة من بني‌ عقيل مسلم المقتول بالكوفة و جعفر و عبدالرحمن ابنا عقيل و محمد بن مسلم و عبد الله بن مسلم و جعفر بن محمد بن عقيل و محمد بن أبي سعيد بن عقيل وزاد ابن شهرآشوب عونا ومحمدا ابني‌ عقيل وثلاثة من ولد جعفر بن أبي طالب محمد بن عبد الله بن جعفر وعون الأكبر بن عبد الله وعبيد الله بن عبد الله و من ولد علي ع تسعة الحسين ع والعباس ويقال وابنه محمد بن العباس وعمر بن


صفحه : 63

علي وعثمان بن علي و جعفر بن علي و ابراهيم بن علي و عبد الله بن علي الأصغر و محمد بن علي الأصغر و أبوبكر شك في قتله وأربعة من بني‌ الحسن أبوبكر و عبد الله والقاسم وقيل بشر وقيل عمر و كان صغيرا وستة من بني‌ الحسين مع اختلاف فيه علي الأكبر و ابراهيم و عبد الله و محمد وحمزة و علي و جعفر وعمر وزيد وذبح عبد الله في حجره و لم يذكر صاحب المناقب إلاعليا و عبد الله وأسقط ابن أبي طالب حمزة و ابراهيم وزيدا وعمر. و قال ابن شهرآشوب ويقال لم يقتل محمدالأصغر بن علي ع لمرضه ويقال رماه رجل من بني‌ دارم فقتله و قال أبوالفرج جميع من قتل يوم الطف من ولد أبي طالب سوي من يختلف في أمره اثنان وعشرون رجلا

وَ قَالَ ابنُ نُمَا رَحِمَهُ اللّهُ قَالَتِ الرّوَاةُ كُنّا إِذَا ذَكَرنَا عِندَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَتلَ الحُسَينِ ع قَالَ قَتَلُوا سَبعَةَ عَشَرَ إِنسَاناً كُلّهُم ارتَكَضَ فِي بَطنِ فَاطِمَةَ يعَنيِ‌ بِنتَ أَسَدٍ أُمّ عَلِيّ ع

3-أَقُولُ رَوَي الشّيخُ فِي المِصبَاحِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي يَومِ عَاشُورَاءَ فَأَلفَيتُهُ كَاسِفَ اللّونِ ظَاهِرَ الحُزنِ وَ دُمُوعُهُ تَنحَدِرُ مِن عَينَيهِ كَاللّؤلُؤِ المُتَسَاقِطِ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مِمّ بُكَاؤُكَ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَيكَ فَقَالَ لِي أَ وَ فِي غَفلَةٍ أَنتَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع أُصِيبَ فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ فَمَا قَولُكَ فِي صَومِهِ فَقَالَ لِي صُمهُ مِن غَيرِ تَبيِيتٍ وَ أَفطِرهُ مِن غَيرِ تَشمِيتٍ وَ لَا تَجعَلهُ يَومَ صَومٍ كَمَلًا وَ ليَكُن إِفطَارُكَ بَعدَ صَلَاةِ العَصرِ بِسَاعَةٍ عَلَي شَربَةٍ مِن مَاءٍ فَإِنّهُ فِي مِثلِ ذَلِكَ الوَقتِ مِن ذَلِكَ اليَومِ تَجَلّتِ الهَيجَاءُ عَن آلِ رَسُولِ اللّهِص وَ انكَشَفَتِ المَلحَمَةُ عَنهُم وَ فِي الأَرضِ مِنهُم ثَلَاثُونَ صَرِيعاً فِي مَوَالِيهِم يَعَزّ عَلَي رَسُولِ اللّهُ مَصرَعُهُم وَ لَو كَانَ فِي الدّنيَا يَومَئِذٍ حَيّاً لَكَانَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ هُوَ المُعَزّي بِهِم


صفحه : 64

قَالَ وَ بَكَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حَتّي اخضَلّت لِحيَتُهُ بِدُمُوعِهِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا خَلَقَ النّورَ خَلَقَهُ يَومَ الجُمُعَةِ فِي تَقدِيرِهِ فِي أَوّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ خَلَقَ الظّلمَةَ فِي يَومِ الأَربِعَاءِ يَومَ عَاشُورَاءَ فِي مِثلِ ذَلِكَ اليَومِ يعَنيِ‌ العَاشِرَ مِن شَهرِ المُحَرّمِ فِي تَقدِيرِهِ وَ جَعَلَ لِكُلّ مِنهُمَاشِرعَةً وَ مِنهاجاً إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

وَ رَوَي صَاحِبُ المَنَاقِبِ مِن كِتَابِ بُستَانِ الطّرَفِ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ قَالَ قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع سِتّةَ عَشَرَ مِن أَهلِ بَيتِهِ مَا كَانَ لَهُم عَلَي وَجهِ الأَرضِ شَبِيهٌ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ بِإِسنَادٍ آخَرَ سَبعَةَ عَشَرَ مِن أَهلِ بَيتِهِ

و قال ابن شهرآشوب المقتولون من أصحاب الحسين ع في الحملة الأولي نعيم بن عجلان وعمران بن كعب بن حارث الأشجعي‌ وحنظلة بن عمرو الشيباني‌ وقاسط بن زهير وكنانة بن عتيق وعمرو بن مشيعة وضرغامة بن مالك وعامر بن مسلم وسيف بن مالك النميري‌ و عبدالرحمن الأرحبي‌ ومجمع العائذي‌ وحباب بن الحارث وعمرو الجندي‌ والجلاس بن عمرو الراسبي‌ وسوار بن أبي حمير الفهمي‌ وعمار بن أبي سلامة الدالاني‌ والنعمان بن عمرو الراسبي‌ وزاهر بن عمرو مولي ابن الحمق وجبلة بن علي ومسعود بن الحجاج و عبد الله بن عروة الغفاري‌ وزهير بن بشير الخثعمي‌ وعمار بن حسان و عبد الله بن عمير ومسلم بن كثير وزهير بن سليم و عبد الله وعبيد الله ابنا زيد البصري‌ وعشرة من موالي‌ الحسين ع واثنان من موالي‌ أمير المؤمنين ع ولنذكر هنا زيارة أوردها السيد في كتاب الإقبال يشتمل علي أسماء الشهداء وبعض أحوالهم رضوان الله عليهم وأسماء قاتليهم لعنهم الله

قَالَ رَوَينَا بِإِسنَادِنَا إِلَي جدَيّ‌ أَبِي جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ


صفحه : 65

عَيّاشٍ عَنِ الشّيخِ الصّالِحِ أَبِي مَنصُورِ بنِ عَبدِ المُنعِمِ بنِ النّعمَانِ البغَداَديِ‌ّ رَحِمَهُمُ اللّهُ قَالَ خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ سَنَةَ اثنَتَينِ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ عَلَي يَدِ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ غَالِبٍ الأصَفهَاَنيِ‌ّ حِينَ وَفَاةِ أَبِي رَحِمَهُ اللّهُ وَ كُنتُ حَدِيثَ السّنّ وَ كَتَبتُ أَستَأذِنُ فِي زِيَارَةِ موَلاَي‌َ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ زِيَارَةِ الشّهَدَاءِ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِم فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ مِنهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِذَا أَرَدتَ زِيَارَةَ الشّهَدَاءِ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِم فَقِف عِندَ رجِليَ‌ِ الحُسَينِ ع وَ هُوَ قَبرُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَاستَقبِلِ القِبلَةَ بِوَجهِكَ فَإِنّ هُنَاكَ حَومَةَ الشّهَدَاءِ وَ أَومِئ وَ أَشِر إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ قُل السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَوّلَ قَتِيلٍ مِن نَسلِ خَيرِ سَلِيلٍ مِن سُلَالَةِ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ وَ عَلَي أَبِيكَ إِذ قَالَ فِيكَ قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلُوكَ يَا بنُيَ‌ّ مَا أَجرَأَهُم عَلَي الرّحمَنِ وَ عَلَي انتِهَاكِ حُرمَةِ الرّسُولِ عَلَي الدّنيَا بَعدَكَ العَفا كأَنَيّ‌ بِكَ بَينَ يَدَيكَ مَاثِلًا وَ لِلكَافِرِينَ قَاتِلًا قَائِلًا


أَنَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ   نَحنُ وَ بَيتِ اللّهِ أَولَي باِلنبّيِ‌ّ

أَطعَنُكُم بِالرّمحِ حَتّي ينَثنَيِ‌   أَضرِبُكُم بِالسّيفِ أحَميِ‌ عَن أَبِي

ضَربَ غُلَامٍ هاَشمِيِ‌ّ عرَبَيِ‌ّ   وَ اللّهِ لَا يَحكُمُ فِينَا ابنُ الدعّيِ‌ّ

حَتّي قَضَيتَ نَحبَكَ وَ لَقِيتَ رَبّكَ أَشهَدُ أَنّكَ أَولَي بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ أَنّكَ ابنُ رَسُولِهِ وَ حُجّتُهُ وَ أَمِينُهُ وَ ابنُ حُجّتِهِ وَ أَمِينِهِ حَكَمَ اللّهُ عَلَي قَاتِلِكَ مُرّةَ بنِ مُنقِذِ بنِ النّعمَانِ العبَديِ‌ّ لَعَنَهُ اللّهُ وَ أَخزَاهُ وَ مَن شَرِكَهُ فِي قَتلِكَ وَ كَانُوا عَلَيكَ ظَهِيراً أَصلَاهُمُ اللّهُجَهَنّمَ


صفحه : 66

وَ ساءَت مَصِيراً وَ جَعَلَنَا اللّهُ مِن مُلَاقِيكَ وَ مرُاَفقِيِ‌ جَدّكَ وَ أَبِيكَ وَ عَمّكَ وَ أَخِيكَ وَ أُمّكَ المَظلُومَةِ وَ أَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِن أَعدَائِكِ أوُليِ‌ الجُحُودِ وَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ الطّفلِ الرّضِيعِ المرَميِ‌ّ الصّرِيعِ المُتَشَحّطِ دَماً المُصَعّدِ دَمُهُ فِي السّمَاءِ المَذبُوحِ بِالسّهمِ فِي حَجرِ أَبِيهِ لَعَنَ اللّهُ رَامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كَاهِلٍ الأسَدَيِ‌ّ وَ ذَوِيهِ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مُبلَي البَلَاءِ وَ المنُاَديِ‌ بِالوَلَاءِ فِي عَرصَةِ كَربَلَاءَ المَضرُوبِ مُقبِلًا وَ مُدبِراً لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ هَانِئَ بنَ ثُبَيتٍ الحضَرمَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي أَبِي الفَضلِ العَبّاسِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ الموُاَسيِ‌ أَخَاهُ بِنَفسِهِ الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أَمسِهِ الفاَديِ‌ لَهُ الواَقيِ‌ الساّعيِ‌ إِلَيهِ بِمَائِهِ المَقطُوعَةِ يَدَاهُ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ يَزِيدَ بنَ الرّقَادِ الجهُنَيِ‌ّ وَ حَكِيمَ بنَ الطّفَيلِ الطاّئيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي جَعفَرِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ الصّابِرِ بِنَفسِهِ مُحتَسِباً وَ الناّئيِ‌ عَنِ الأَوطَانِ مُغتَرِباً المُستَسلِمِ لِلقِتَالِ المُستَقدِمِ لِلنّزَالِ المَكثُورِ بِالرّجَالِ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ هَانِئَ بنَ ثُبَيتٍ الحضَرمَيِ‌ّ


صفحه : 67

السّلَامُ عَلَي عُثمَانَ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ سمَيِ‌ّ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ لَعَنَ اللّهُ رَامِيَهُ بِالسّهمِ خوَليِ‌ّ بنَ يَزِيدَ الأصَبحَيِ‌ّ الإيِاَديِ‌ّ وَ الأبَاَنيِ‌ّ الداّريِ‌ّ السّلَامُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَتِيلِ الأبَاَنيِ‌ّ الداّريِ‌ّ لَعَنَهُ اللّهُ وَ ضَاعَفَ عَلَيهِ العَذَابَ الأَلِيمَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِكِ الصّابِرِينَ السّلَامُ عَلَي أَبِي بَكرِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزكّيِ‌ّ الولَيِ‌ّ المرَميِ‌ّ بِالسّهمِ الردّيِ‌ّ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَبدَ اللّهِ بنَ عُقبَةَ الغنَوَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ الزكّيِ‌ّ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كَاهِلٍ الأسَدَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ المَضرُوبِ عَلَي هَامَتِهِ المَسلُوبِ لَامَتُهُ حِينَ نَادَي الحُسَينَ عَمّهُ فَجَلّي عَلَيهِ عَمّهُ كَالصّقرِ وَ هُوَ يَفحَصُ بِرِجلَيهِ التّرَابَ وَ الحُسَينُ يَقُولُ بُعداً لِقَومٍ قَتَلُوكَ وَ مَن خَصمُهُم يَومَ القِيَامَةِ جَدّكَ وَ أَبُوكَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ اللّهِ عَلَي عَمّكَ أَن تَدعُوَهُ فَلَا يُجِيبَكَ أَو أَن يُجِيبَكَ وَ أَنتَ قَتِيلٌ جَدِيلٌ فَلَا يَنفَعُكَ هَذَا وَ اللّهِ يَومٌ كَثُرَ وَاتِرُهُ


صفحه : 68

وَ قَلّ نَاصِرُهُ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ مَعَكُمَا يَومَ جَمعِكُمَا وَ بوَأّنَيِ‌ مُبَوّأَكُمَا وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَكَ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ عُروَةَ بنِ نُفَيلٍ الأزَديِ‌ّ وَ أَصلَاهُ جَحِيماً وَ أَعَدّ لَهُ عَذَاباً أَلِيماً السّلَامُ عَلَي عَونِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الطّيّارِ فِي الجِنَانِ حَلِيفِ الإِيمَانِ وَ مُنَازِلِ الأَقرَانِ النّاصِحِ لِلرّحمَنِ التاّليِ‌ للِمثَاَنيِ‌ وَ القُرآنِ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَبدَ اللّهِ بنَ قُطبَةَ النبّهاَنيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الشّاهِدِ مَكَانَ أَبِيهِ وَ التاّليِ‌ لِأَخِيهِ وَ وَاقِيهِ بِبَدَنِهِ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَامِرَ بنَ نَهشَلٍ التمّيِميِ‌ّ السّلَامُ عَلَي جَعفَرِ بنِ عَقِيلٍ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ بِشرَ بنَ حَوطٍ الهمَداَنيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَقِيلٍ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ عُثمَانَ بنَ خَالِدِ بنِ أَشيَمَ الجهُنَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي القَتِيلِ ابنِ القَتِيلِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَامِرَ بنَ صَعصَعَةَ وَ قِيلَ أَسَدَ بنَ مَالِكٍ السّلَامُ عَلَي أَبِي عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ عَمرَو بنَ صَبِيحٍ الصيّداَويِ‌ّ


صفحه : 69

السّلَامُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ أَبِي سَعِيدِ بنِ عَقِيلٍ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ لَقِيطَ بنَ نَاشِرٍ الجهُنَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي سُلَيمَانَ مَولَي الحُسَينِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ سُلَيمَانَ بنَ عَوفٍ الحضَرمَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي قَارِبٍ مَولَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ السّلَامُ عَلَي مُنجِحٍ مَولَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ السّلَامُ عَلَي مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ الأسَدَيِ‌ّ القَائِلِ لِلحُسَينِ وَ قَد أَذِنَ لَهُ فِي الِانصِرَافِ أَ نَحنُ نخُلَيّ‌ عَنكَ وَ بِمَ نَعتَذِرُ عِندَ اللّهِ مِن أَدَاءِ حَقّكَ لَا وَ اللّهِ حَتّي أَكسِرَ فِي صُدُورِهِم رمُحيِ‌ هَذَا وَ أَضرِبَهُم بسِيَفيِ‌ مَا ثَبَتَ قَائِمُهُ فِي يدَيِ‌ وَ لَا أُفَارِقُكَ وَ لَو لَم يَكُن معَيِ‌ سِلَاحٌ أُقَاتِلُهُم بِهِ لَقَذَفتُهُم بِالحِجَارَةِ وَ لَم أُفَارِقكَ حَتّي أَمُوتَ مَعَكَ وَ كُنتَ أَوّلَ مَن شَرَي نَفسَهُ وَ أَوّلَ شَهِيدٍ شَهِدَ لِلّهِ وَ قَضَي نَحبَهُ فَفُزتَ وَ رَبّ الكَعبَةِ شَكَرَ اللّهُ استِقدَامَكَ وَ مُوَاسَاتَكَ إِمَامَكَ إِذ مَشَي إِلَيكَ وَ أَنتَ صَرِيعٌ فَقَالَ يَرحَمُكَ اللّهُ يَا مُسلِمَ بنَ عَوسَجَةَ وَ قَرَأَفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًالَعَنَ اللّهُ المُشتَرِكِينَ فِي قَتلِكَ عَبدَ اللّهِ الضبّاَبيِ‌ّ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ خُشكَارَةَ


صفحه : 70

البجَلَيِ‌ّ وَ مُسلِمَ بنَ عَبدِ اللّهِ الضبّاَبيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحنَفَيِ‌ّ القَائِلِ لِلحُسَينِ وَ قَد أَذِنَ لَهُ فِي الِانصِرَافِ لَا وَ اللّهِ لَا نُخَلّيكَ حَتّي يَعلَمَ اللّهُ أَنّا قَد حَفِظنَا غَيبَةَ رَسُولِ اللّهِص فِيكَ وَ اللّهِ لَو أَعلَمُ أنَيّ‌ أُقتَلُ ثُمّ أُحيَا ثُمّ أُحرَقُ ثُمّ أُذرَي وَ يُفعَلُ بيِ‌ ذَلِكَ سَبعِينَ مَرّةً مَا فَارَقتُكَ حَتّي أَلقَي حمِاَميِ‌ دُونَكَ وَ كَيفَ أَفعَلُ ذَلِكَ وَ إِنّمَا هيِ‌َ مَوتَةٌ أَو قَتلَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمّ هيِ‌َ بَعدَهَا الكَرَامَةُ التّيِ‌ لَا انقِضَاءَ لَهَا أَبَداً فَقَد لَقِيتَ حِمَامَكَ وَ وَاسَيتَ إِمَامَكَ وَ لَقِيتَ مِنَ اللّهِ الكَرَامَةَ فِي دَارِ المُقَامَةِ حَشَرَنَا اللّهُ مَعَكُم فِي المُستَشهَدِينَ وَ رَزَقَنَا مُرَافَقَتَكُم فِي أَعلَي عِلّيّينَ السّلَامُ عَلَي بِشرِ بنِ عُمَرَ الحضَرمَيِ‌ّ شَكَرَ اللّهُ لَكَ قَولَكَ لِلحُسَينِ وَ قَد أَذِنَ لَكَ فِي الِانصِرَافِ أكَلَتَنيِ‌ إِذَن السّبَاعُ حَيّاً إِن فَارَقتُكَ وَ أَسأَلُ عَنكَ الرّكبَانَ وَ أَخذُلُكَ مَعَ قِلّةِ الأَعوَانِ لَا يَكُونُ هَذَا أَبَداً السّلَامُ عَلَي يَزِيدَ بنِ حُصَينٍ الهمَداَنيِ‌ّ المشَرقِيِ‌ّ القاَريِ‌ المُجَدّلِ باِلمشَرفَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عُمَرَ بنِ كَعبٍ الأنَصاَريِ‌ّ السّلَامُ عَلَي نُعَيمِ بنِ عَجلَانَ الأنَصاَريِ‌ّ


صفحه : 71

السّلَامُ عَلَي زُهَيرِ بنِ القَينِ البجَلَيِ‌ّ القَائِلِ لِلحُسَينِ وَ قَد أَذِنَ لَهُ فِي الِانصِرَافِ لَا وَ اللّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً أَترُكُ ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَسِيراً فِي يَدِ الأَعدَاءِ وَ أَنجُو لَا أرَاَنيِ‌َ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ السّلَامُ عَلَي عَمرِو بنِ قَرَظَةَ الأنَصاَريِ‌ّ السّلَامُ عَلَي حَبِيبِ بنِ مُظَاهِرٍ الأسَدَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي الحُرّ بنِ يَزِيدَ الريّاَحيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَيرٍ الكلَبيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي نَافِعِ بنِ هِلَالِ بنِ نَافِعٍ البجَلَيِ‌ّ المرُاَديِ‌ّ السّلَامُ عَلَي أَنَسِ بنِ كَاهِلٍ الأسَدَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصيّداَويِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ وَ عَبدِ الرّحمَنِ ابنيَ‌ عُروَةَ بنِ حَرَاقٍ الغِفَارِيّينِ السّلَامُ عَلَي جَونِ بنِ حوُيَ‌ّ مَولَي أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ السّلَامُ عَلَي شَبِيبِ بنِ عَبدِ اللّهِ النهّشلَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي الحَجّاجِ بنِ زَيدٍ السعّديِ‌ّ السّلَامُ عَلَي قَاسِطٍ وَ كَرِشٍ ابنيَ‌ ظَهِيرٍ التّغلِبِيّينِ السّلَامُ عَلَي كِنَانَةَ بنِ عَتِيقٍ السّلَامُ عَلَي ضِرغَامَةَ بنِ مَالِكٍ


صفحه : 72

السّلَامُ عَلَي حوُيَ‌ّ بنِ مَالِكٍ الضبّعَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَمرِو بنِ ضُبَيعَةَ الضبّعَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي زَيدِ بنِ ثُبَيتٍ القيَسيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ وَ عُبَيدِ اللّهِ ابنيَ‌ يَزِيدَ بنِ ثُبَيتٍ القيَسيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَامِرِ بنِ مُسلِمٍ السّلَامُ عَلَي قَعنَبِ بنِ عَمرٍو التمّريِ‌ّ السّلَامُ عَلَي سَالِمٍ مَولَي عَامِرِ بنِ مُسلِمٍ السّلَامُ عَلَي سَيفِ بنِ مَالِكٍ السّلَامُ عَلَي زُهَيرِ بنِ بِشرٍ الخثَعمَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي زَيدِ بنِ مَعقِلٍ الجعُفيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي الحَجّاجِ بنِ مَسرُوقٍ الجعُفيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي مَسعُودِ بنِ الحَجّاجِ وَ ابنِهِ السّلَامُ عَلَي مُجَمّعِ بنِ عَبدِ اللّهِ العاَئذِيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَمّارِ بنِ حَسّانَ بنِ شُرَيحٍ الطاّئيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي حَبَابِ بنِ الحَارِثِ السلّماَنيِ‌ّ الأزَديِ‌ّ السّلَامُ عَلَي جُندَبِ بنِ حُجرٍ الخوَلاَنيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عُمَرَ بنِ خَالِدٍ الصيّداَويِ‌ّ السّلَامُ عَلَي سَعِيدٍ مَولَاهُ السّلَامُ عَلَي يَزِيدَ بنِ زِيَادِ بنِ مُهَاصِرٍ الكنِديِ‌ّ السّلَامُ عَلَي زَاهِدٍ مَولَي عَمرِو بنِ الحَمِقِ الخزُاَعيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي جَبَلَةَ بنِ عَلِيّ الشيّباَنيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي سَالِمٍ مَولَي بنَيِ‌ المَدَنِيّةِ الكلَبيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي أَسلَمَ بنِ كُثَيرٍ الأزَديِ‌ّ الأَعرَجِ السّلَامُ عَلَي زُهَيرِ بنِ سُلَيمٍ الأزَديِ‌ّ


صفحه : 73

السّلَامُ عَلَي قَاسِمِ بنِ حَبِيبٍ الأزَديِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عُمَرَ بنِ جُندَبٍ الحضَرمَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي أَبِي ثُمَامَةَ عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ الصاّئدِيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي حَنظَلَةَ بنِ سَعدٍ الشبّاَميِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الكَدِرِ الأرَحبَيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَمّارِ بنِ أَبِي سَلَامَةَ الهمَداَنيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي عَابِسِ بنِ أَبِي شَبِيبٍ الشاّكرِيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي شَوذَبٍ مَولَي شَاكِرٍ السّلَامُ عَلَي شَبِيبِ بنِ الحَارِثِ بنِ سَرِيعٍ السّلَامُ عَلَي مَالِكِ بنِ عَبدِ بنِ سَرِيعٍ السّلَامُ عَلَي الجَرِيحِ المَأسُورِ سَوّارِ بنِ أَبِي حِميَرٍ الفهَميِ‌ّ الهمَداَنيِ‌ّ السّلَامُ عَلَي المُرَتّبِ مَعَهُ عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ الجنُدعُيِ‌ّ السّلَامُ عَلَيكُم يَا خَيرَ أَنصَارٍ السّلَامُعَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِبَوّأَكُمُ اللّهُ مُبَوّأَ الأَبرَارِ أَشهَدُ لَقَد كَشَفَ اللّهُ لَكُمُ الغِطَاءَ وَ مَهّدَ لَكُمُ الوِطَاءَ وَ أَجزَلَ لَكُمُ العَطَاءَ وَ كُنتُم عَنِ الحَقّ غَيرَ بِطَاءٍ وَ أَنتُم لَنَا فُرَطَاءُ وَ نَحنُ لَكُم خُلَطَاءُ فِي دَارِ البَقَاءِ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ


صفحه : 74

أقول قوله وقيل لعله من السيد أو من بعض الرواة

4- وَ قَالَ المسَعوُديِ‌ّ فِي كِتَابِ مُرُوجِ الذّهَبِ فَعَدَلَ الحُسَينُ إِلَي كَربَلَاءَ وَ هُوَ فِي مِقدَارِ أَلفِ فَارِسٍ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ أَصحَابِهِ وَ نَحوِ مِائَةِ رَاجِلٍ فَلَم يَزَل يُقَاتِلُ حَتّي قُتِلَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ كَانَ ألّذِي تَوَلّي قَتلَهُ رَجُلًا مِنَ مَذحِجَ وَ قُتِلَ وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قِيلَ ابنُ تِسعٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قِيلَ غَيرُ ذَلِكَ وَ وُجِدَ بِهِ ع يَومَ قُتِلَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ طَعنَةً وَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ ضَربَةً وَ ضَرَبَ زُرعَةُ بنُ شَرِيكٍ التمّيِميِ‌ّ لَعَنَهُ اللّهُ كَفّهُ اليُسرَي وَ طَعَنَهُ سِنَانُ بنُ أَنَسٍ النخّعَيِ‌ّ لَعَنَهُ اللّهُ ثُمّ نَزَلَ وَ اجتَزّ رَأسَهُ وَ تَوَلّي قَتلَهُ مِن أَهلِ الكُوفَةِ خَاصّةً لَم يَحضُرهُم شاَميِ‌ّ وَ كَانَ جَمِيعُ مَن قُتِلَ مَعَهُ سَبعاً وَ ثَمَانِينَ وَ كَانَ عِدّةُ مَن قُتِلَ مِن أَصحَابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ فِي حَربِ الحُسَينِ ع ثَمَانِيَةً وَ ثَمَانِينَ رَجُلًا

أقول ولنوضح بعض مشكلات ماتقدم في هذاالباب . قوله ع لو لاتقارب الأشياء أي قرب الآجال أوإناطة الأشياء بالأسباب بحسب المصالح أو أنه يصير سببا لتقارب الفرج وغلبة أهل الحق و لمايأت أوانه و في بعض النسخ لو لاتفاوت الأشياء أي في الفضل والثواب . قوله ع فلم يبعد أي من الخير والنجاح والفلاح و قدشاع قولهم بعدا له وأبعده الله والإغذاذ في السير الإسراع و قال الجزري‌ في حديث أبي قتادة فانطلق الناس لايلوي‌ أحد علي أحد أي لايلتفت و لايعطف عليه وألوي برأسه ولواه إذاأماله من جانب إلي جانب انتهي . والوله الحيرة وذهاب العقل حزنا والمراد هنا شدة الشوق و قال الفيروزآبادي‌ عسل الذئب أوالفرس يعسل عسلانا اضطرب في عدوه وهز رأسه والعسل الناقة السريعة و أبوعسلة بالكسر الذئب انتهي أي يتقطعها الذئاب الكثيرة العدو السريعة أوالأعم منه و من سائر السباع والكرش من الحيوانات كالمعدة من الإنسان والأجربة جمع الجراب و هوالهميان أطلق علي بطونها علي الاستعارة ولعل المعني أني‌ أصير بحيث يزعم الناس أني‌ أصير كذلك بقرينة


صفحه : 75

قوله ع و هومجموعة له في حظيرة القدس فيكون استعارة تمثيلية أويقال نسب إلي نفسه المقدسة مايعرض لأصحابه أويقال إنها تصير ابتداء إلي أجوافها لشدة الابتلاء ثم تنتزع منها وتجتمع في حظيرة القدس ويقال انكمش أي أسرع . قوله كأنما علي رءوسنا الطير أي بقينا متحيرين لانتحرك قال الجزري‌ في صفة الصحابة كأنما علي رءوسهم الطير وصفهم بالسكون والوقار وأنهم لم يكن فيهم طيش و لاخفة لأن الطير لاتكاد تقع إلا علي شيءساكن انتهي . والتقويض نقض من غيرهدم أو هونزع الأعواد والأطناب والإرقال ضرب من الخبب و هوضرب من العدو وهوادي‌ الخيل أعناقها. قوله كان أسنتهم اليعاسيب هوجمع يعسوب أميرالنحل شبهها في كثرتها بأن كلا منها كأنه أميرالنحل اجتمع عليه عسكره قال الجزري‌ في حديث الدجال فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل جمع يعسوب أي تظهر له وتجتمع عنده كماتجتمع النحل علي يعاسيبها انتهي وكذا تشبيه الرايات بأجنحة الطير إنما هو في الكثرة واتصال بعضها ببعض . و قال الجوهري‌ وقولهم هم زهاء مائة أي قدر مائة قوله ع ورشفوا الخيل أي اسقوهم قليلا قال الجوهري‌ الرشف المص و في المثل الرشف أنقع أي إذاترشفت الماء قليلا قليلا كان أسكن للعطش والطساس بالكسر جمع الطس و هولغة في الطست و لاتغفل عن كرمه عليه الصلاة و السلام حيث أمر بسقي‌ رجال المخالفين ودوابهم . قوله والراوية عندي‌ السقاية أي كنت أظن أن مراده ع بالراوية المزادة التي‌ يسقي به و لم أعرف أنها تطلق علي البعير فصرح ع بذكر الجمل قال الفيروزآبادي‌ الراوية المزادة فيهاالماء والبعير والبغل والحمار يستقي‌ عليه و قال الجزري‌ فيه نهي‌ عن اختناث الأسقية خنثت السقاء إذاثنيت فمه إلي خارج وشربت منه وقبعته إذاثنيته إلي داخل والخميس الجيش والوغي الحرب والعرمرم الجيش الكثير والباتر السيف القاطع و قال الجوهري‌ الجعجعة


صفحه : 76

الحبس وكتب عبيد الله بن زياد إلي عمر بن سعد أن جعجع بحسين ع قال الأصمعي‌ يعني‌ احبسه و قال ابن الأعرابي‌ يعني‌ ضيق عليه و قال العراء بالمد الفضاء لاستر به قال الله تعالي لَنُبِذَ بِالعَراءِ ويقال ما لي به قبل بكسر القاف أي طاقة والصبابة بالضم البقية من الماء في الإناء. و قال الجوهري‌ الوبلة بالتحريك الثقل والوخامة و قدوبل المرتع وبلا ووبالا فهو وبيل أي وخيم والبرم بالتحريك مايوجب السأمة والضجر والوثير الفراش الوطي‌ء اللين والخمير الخبز البائت والفتك أن يأتي‌ الرجل صاحبه و هوغار غافل حتي يشد عليه فيقتله . و قال البيضاوي‌ في قوله وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ أي ليس الحين حين مناص و لاهي‌ المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد كمازيدت علي رب و ثم وخصت بلزوم الأحيان وحذف أحد المعمولين وقيل هي‌ النافية للجنس أي و لاحين مناص لهم وقيل للفعل والنصب بإضماره أي و لاأري حين مناص والمناص المنجي . قوله قدخشيت أي ظننت أوعلمت وكبد السماء وسطها والبغر بالتحريك داء وعطش قال الأصمعي‌ هوعطش يأخذ الإبل فتشرب فلاتروي وتمرض عنه فتموت تقول منه بغر بالكسر والزحف المشي‌ والمناجزة المبارزة والمقاتلة والثمال بالكسر الغياث يقال فلان ثمال قومه أي غياث لهم يقوم بأمرهم ويقال حلأت الإبل عن الماء تحلئة إذاطردتها عنه ومنعتها أن ترده قاله الجوهري‌ و قال تقول تبا لفلان تنصبه علي المصدر بإضمار فعل أي ألزمه الله هلاكا وخسرانا والترح بالتحريك ضد الفرح والمستصرخ المستغيث وحششت النار أحشها حشا أوقدتها. قوله جناها أي أخذها وجمع حطبها و في رواية السيد فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها علي عدوكم وعدونا.


صفحه : 77

و قال الجوهري‌ ألبت الجيش إذاجمعته وتألبوا تجمعوا وهم ألب وإلب إذاكانوا مجتمعين وتفيل رأيه أخطأ وضعف والجأش رواغ القلب إذااضطرب عندالفزع ونفس الإنسان و قد لايهمز. قوله ع طامن أي ساكن مطمئن واستحصف الشي‌ء استحكم وشذاذ الناس الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم . قوله ع ونفثة الشيطان أي ينفث فيهم الشيطان بالوساوس أوأنهم شرك شيطان قال الفيروزآبادي‌ نفث ينفث وينفث و هوكالنفخ ونفث الشيطان الشعر والنفاثة ككناسة ماينفثه المصدور من فيه والشطيبة من السواك تبقي في الفم فتنفث و في تحف العقول بقية الشيطان . قوله ع جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ قال الجوهري‌ هو من عضوته أي فرقته لأن المشركين فرقوا أقاويلهم فيه فجعلوه كذبا وسحرا وكهانة وشعرا وقيل أصله عضهة لأن العضة والعضين في لغة قريش السحر. قوله ع قدركز أي أقامنا بين الأمرين من قولهم ركز الرمح أي غرزه في الأرض و في رواية السيد والتحف ركن بالنون أي مال وسكن إلينا بهذين والأظهر تركني‌ كما في الإحتجاج والقلة قلة العدد بالقتل و في رواية السيد والإحتجاج السلة وهي‌ بالفتح والكسر اعتلال السيوف و هوأظهر. قوله فغير مهزمينا علي صيغة المفعول أي إن أرادوا أن يهزمونا فلانهزم أو إن هزمونا وأبعدونا فليس علي وجه الهزيمة بل علي جهة المصلحة والأول أظهر والطب بالكسر العادة والحاصل أنا لم نقتل بسبب الجبن فإنه ليس من عادتنا ولكن بسبب أن حضر وقت منايانا ودولة الآخرين . قوله ع إلاريثما يركب أي إلاقدر مايركب وطاح يطوح ويطيح هلك وسقط والهبل بالتحريك مصدر قولك هبلته أمه أي ثكلته والكلكل الصدر و في بعض النسخ بكظمه و هوبالتحريك مخرج النفس و هوأظهر والزئير صوت الأسد في صدره .


صفحه : 78

قوله لعنه الله مزني‌ أي رمح مزني‌ وكعوب الرمح النواشز في أطراف الأنابيب وعدم خيانتها كناية عن كثرة نفوذها وعدم كلالها والغراران شفرتا السيف والحاسر ألذي لامغفر عليه و لادرع و يوم قماطر بالضم شديد قوله هنه الهاء للسكت وكذا في قوله فاجهدنه وفارغبنه و رجل مدجج أي شاك في السلاح ويقال عرج فلان علي المنزل إذاحبس مطيته عليه وأقام وكذلك التعرج ذكره الجوهري‌ و قال قال أبوعمرو الأزل الخفيف الوركين والسمع الأزل الذئب الأرسح يتولد بين الذئب والضبع و هذه الصفة لازمة له كمايقال الضبع العرجاء و في المثل هوأسمع من الذئب الأزل واللبد بكسر اللام وفتح الباء جمع اللبدة وهي‌ الشعر المتراكب بين كتفي‌ الأسد ويقال للأسد ذو لبد. قوله لأنعمتك عينا أي نعم أفعل ذلك إكراما لك وإنعاما لعينك وشب الفرس يشب ويشب شبابا وشبيبا إذاقمص ولعب وأشببته أنا إذاهيجته واحتوش القوم علي فلان أي جعلوه وسطهم . و قال الجوهري‌ قولهم فلان حامي‌ الذمار أي إذاذمر وغضب حمي‌ وفلان أمنع ذمارا من فلان ويقال الذمار ماوراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه قوله شاري‌ أي شري نفسه وباعها بالجنة والمهند السيف المطبوع من حديد الهند وأصلت سيفه أي جرده من غمده فهو مصلت وضربه بالسيف صلتا وصلتا إذاضربه به و هومصلت والباسل البطل الشجاع والفيصل الحاكم


صفحه : 79

والقضاء بين الحق والباطل والولولة الإعوال والأشبل جمع الشبل ولد الأسد والغيار بالكسر من الغيرة أوالغارة و قد يكون بمعني الدخول في الشي‌ء والعضب بالفتح السيف القاطع . و قال الجوهري‌ سيف ذكر ومذكر أي ذو ماء قال أبوعبيد هي‌ سيوف شفراتها حديد ذكر ومتونها أنيث قال و يقول الناس إنها من عمل الجن ودودان بن أسد أبوقبيلة قوله بطعن آن أي حار شديد الحرارة ويقال أرهفت سيفي‌ أي رققته فهو مرهف والأسمر الرمح والسطاع لعله من سطوع الغبار والكمي‌ الشجاع المتكمي‌ في سلاحه لأنه كمي‌ نفسه أي سترها بالدرع والبيضة. والقرم السيد والأكتاد جمع الكتد و هو ما بين الكاهل إلي الظهر والآد القوة والأخفاق لعله جمع الخفق بمعني الاضطراب أوالخفق بمعني ضربك الشي‌ء بدرة أوعريض أوصوت النعل أو من أخفق الطائر ضرب بجناحيه والرشق الرمي‌ بالنبل وغيره وبالكسر الاسم والخور الضعف والجبن والشلو بالكسر العضو من أعضاء اللحم وأشلاء الإنسان أعضاؤه بعدالبلي والتفرق . قوله من عامه أي متحير ضال ولعله بيان لابن هند والعجاجة الغبار والذوائب جمع الذؤابة وهي‌ من العز والشرف و كل شيءأعلاه والصوب نزول المطر والمزن جمع المزنة وهي‌ السحابة البيضاء والفلقة بالكسر القطعة وأسد حرب بكسر الراء أي شديد الغضب . قوله فأطنها أي قطعها والضرغام بالكسر الأسد و قال الجزري‌ فيه واقتلهم بددا يروي بكسر الباء جمع بدة وهي‌ الحصة والنصيب أي اقتلهم حصصا مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه ويروي بالفتح أي متفرقين في القتل واحدا بعدواحد من التبديد انتهي والقسورة العزيز والأسد والرماة من الصيادين ويقال أجحرته أي ألجأته إلي أن دخل جحره فانجحر. قوله ع إذاالموت رقا أي صعد كناية عن الكثرة أوالقرب والإشراف


صفحه : 80

و في بعض النسخ زقا بالزاء المعجمة أي صالح والمصاليت جمع المصلات و هو الرجل الماضي‌ في الأمور واللقا بالفتح الشي‌ء الملقي لهوانه و قال الجوهري‌ القدة الطريقة والفرقة من الناس إذا كان هوي كل واحد علي حدة يقال كُنّا طَرائِقَ قِدَداً. و قال الجوهري‌ العفاء بالفتح والمد التراب و قال صفوان بن محرز إذادخلت بيتي‌ فأكلت رغيفا وشربت عليه ماء فعلي الدنيا العفاء و قال أبوعبيدة العفاء الدروس والهلاك قال و هذاكقولهم عليه الدبار إذادعا عليه أن يدبر فلايرجع والتذبذب التحرك والوكوف القطرات والهطل تتابع المطر والفيلق بفتح الفاء واللام الجيش والورد بالفتح الأسد والجحفل الجيش ونفحه بالسيف تناوله من بعيد و في بعض النسخ بعجه من قولهم بعج بطنه بالسكين إذاشقه . و قال الجوهري‌ البقع في الطير والكلاب بمنزلة البلق في الدواب والرفس الضرب بالرجل وسفت الريح التراب تسفيه سفيا أذرته واليعبوب الفرس الكثير الجري‌ وشددنا أسره أي خلقه والجناجن عظام الصدر

5- ني‌،[الغيبة للنعماني‌] ابنُ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ المحُمَدّيِ‌ّ عَنِ التفّليِسيِ‌ّ عَنِ السمّنَديِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ قَالَ المُؤمِنُونَ يُبتَلَونَ ثُمّ يُمَيّزُهُمُ اللّهُ عِندَهُ إِنّ اللّهَ لَم يُؤمِنِ المُؤمِنِينَ مِن بَلَاءِ الدّنيَا وَ مَرَائِرِهَا وَ لَكِن آمَنَهُم مِنَ العَمَي وَ الشّقَاءِ فِي الآخِرَةِ ثُمّ قَالَ كَانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع يَضَعُ قَتَلَاهُ بَعضَهُم عَلَي بَعضٍ ثُمّ يَقُولُ قَتلَانَا قَتلَي النّبِيّينَ وَ آلِ النّبِيّينَ

6-يج ،[الخرائج والجرائح ]سَهلُ بنُ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ فَضلٍ عَن سَعدٍ الجَلّابِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ الحُسَينُ ع لِأَصحَابِهِ قَبلَ أَن يُقتَلَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِي يَا بنُيَ‌ّ إِنّكَ سَتُسَاقُ إِلَي العِرَاقِ وَ هيِ‌َ أَرضٌ قَدِ التَقَي بِهَا النّبِيّونَ وَ أَوصِيَاءُ النّبِيّينَ وَ هيِ‌َ أَرضٌ تُدعَي عَمُورَا وَ إِنّكَ تُستَشهَدُ بِهَا وَ يُستَشهَدُ مَعَكَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِكَ لَا يَجِدُونَ أَلَمَ مَسّ الحَدِيدِ وَ تَلَاقُلنا يا نارُ


صفحه : 81

كوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ يَكُونُ الحَربُ بَرداً وَ سَلَاماً عَلَيكَ وَ عَلَيهِم فَأَبشِرُوا فَوَ اللّهِ لَئِن قَتَلُونَا فَإِنّا نَرِدُ عَلَي نَبِيّنَا قَالَ ثُمّ أَمكُثُ مَا شَاءَ اللّهُ فَأَكُونُ أَوّلَ مَن يَنشَقّ الأَرضُ عَنهُ فَأَخرُجُ خَرجَةً يُوَافِقُ ذَلِكَ خَرجَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قِيَامَ قَائِمِنَا وَ حَيَاةَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ لَيَنزِلَنّ عَلَيّ وَفدٌ مِنَ السّمَاءِ مِن عِندِ اللّهِ لَم يَنزِلُوا إِلَي الأَرضِ قَطّ وَ لَيَنزِلَنّ إلِيَ‌ّ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ جُنُودٌ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ لَيَنزِلَنّ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ أَنَا وَ أخَيِ‌ وَ جَمِيعُ مَن مَنّ اللّهُ عَلَيهِ فِي حَمُولَاتٍ مِن حَمُولَاتِ الرّبّ جِمَالٍ مِن نُورٍ لَم يَركَبهَا مَخلُوقٌ ثُمّ لَيَهُزّنّ مُحَمّدٌص لِوَاءَهُ وَ لَيَدفَعُهُ إِلَي قَائِمِنَا مَعَ سَيفِهِ ثُمّ إِنّا نَمكُثُ مِن بَعدِ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّ اللّهَ يُخرِجُ مِن مَسجِدِ الكُوفَةِ عَيناً مِن دُهنٍ وَ عَيناً مِن مَاءٍ وَ عَيناً مِن لَبَنٍ ثُمّ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَدفَعُ إلِيَ‌ّ سَيفَ رَسُولِ اللّهِص وَ يبَعثَنُيِ‌ إِلَي المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَلَا آتيِ‌ عَلَي عَدُوّ لِلّهِ إِلّا أَهرَقتُ دَمَهُ وَ لَا أَدَعُ صَنَماً إِلّا أَحرَقتُهُ حَتّي أَقَعَ إِلَي الهِندِ فَأَفتَحَهَا وَ إِنّ دَانِيَالَ وَ يُوشَعَ يَخرُجَانِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَقُولَانِ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يَبعَثُ مَعَهُمَا إِلَي البَصرَةِ سَبعِينَ رَجُلًا فَيَقتُلُونَ مُقَاتِلِيهِم وَ يَبعَثُ بَعثاً إِلَي الرّومِ فَيَفتَحُ اللّهُ لَهُم ثُمّ لَأَقتُلَنّ كُلّ دَابّةٍ حَرّمَ اللّهُ لَحمَهَا حَتّي لَا يَكُونَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ إِلّا الطّيّبُ وَ أَعرِضُ عَلَي اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ سَائِرِ المِلَلِ وَ لَأُخَيّرَنّهُم بَينَ الإِسلَامِ وَ السّيفِ فَمَن أَسلَمَ مَنَنتُ عَلَيهِ وَ مَن كَرِهَ الإِسلَامَ أَهرَقَ اللّهُ دَمَهُ وَ لَا يَبقَي رَجُلٌ مِن شِيعَتِنَا إِلّا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكاً يَمسَحُ عَن وَجهِهِ التّرَابَ وَ يُعَرّفُهُ أَزوَاجَهُ وَ مَنزِلَتَهُ فِي الجَنّةِ وَ لَا يَبقَي عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَعمَي وَ لَا مُقعَدٌ وَ لَا مُبتَلًي إِلّا كَشَفَ اللّهُ عَنهُ بَلَاءَهُ بِنَا أَهلَ البَيتِ وَ لَيُنزِلَنّ البَرَكَةَ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ حَتّي إِنّ الشّجَرَةَ لَتُقصَفُ بِمَا يَزِيدُ اللّهُ فِيهَا مِنَ الثّمَرَةِ وَ لَتَأكُلُنّ ثَمَرَةَ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ وَ ثَمَرَةَ الصّيفِ فِي الشّتَاءِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَو أَنّ أَهلَ القُري آمَنُوا وَ اتّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم


صفحه : 82

بَرَكاتٍ مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ وَ لكِن كَذّبُوا فَأَخَذناهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَ ثُمّ إِنّ اللّهَ لَيَهَبُ لِشِيعَتِنَا كَرَامَةً لَا يَخفَي عَلَيهِم شَيءٌ فِي الأَرضِ وَ مَا كَانَ فِيهَا حَتّي إِنّ الرّجُلَ مِنهُم يُرِيدُ أَن يَعلَمَ عِلمَ أَهلِ بَيتِهِ فَيُخبِرَهُم بِعِلمِ مَا يَعمَلُونَ

بيان لتقصف أي تنكسر أغصانها لكثرة ماحملت من الثمرة

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي يَزِيدَ عَن أَبِي الجَارُودِ وَ ابنِ بُكَيرٍ وَ بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العجِليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ أُصِيبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ وُجِدَ بِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ بِضعٌ وَ عِشرُونَ طَعنَةً بِرُمحٍ أَو ضَربَةً بِسَيفٍ أَو رَميَةً بِسَهمٍ فرَوُيِ‌َ أَنّهَا كَانَت كُلّهَا فِي مُقَدّمِهِ لِأَنّهُ ع كَانَ لَا يوُلَيّ‌

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِي عُمَارَةَ عَن مُعَاذِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وُجِدَ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع نَيّفٌ وَ سَبعُونَ طَعنَةً وَ نَيّفٌ وَ سَبعُونَ ضَربَةً بِالسّيفِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ

9- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أُمّهِ فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ ع قَالَ دَخَلَتِ العَامّةُ[الغَانِمَةُ]عَلَينَا الفُسطَاطَ وَ أَنَا جَارِيَةٌ صَغِيرَةٌ وَ فِي رجِليَ‌ّ خَلخَالَانِ مِن ذَهَبٍ فَجَعَلَ رَجُلٌ يَفُضّ الخَلخَالَينِ مِن رجِليَ‌ّ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَقُلتُ مَا يُبكِيكَ يَا عَدُوّ اللّهِ فَقَالَ كَيفَ لَا أبَكيِ‌ وَ أَنَا أَسلُبُ ابنَةَ رَسُولِ اللّهِ فَقُلتُ لَا تسَلبُنيِ‌ قَالَ أَخَافُ أَن يجَيِ‌ءَ غيَريِ‌ فَيَأخُذَهُ قَالَت وَ انتَهَبُوا مَا فِي الأَبنِيَةِ حَتّي كَانُوا يَنزِعُونَ المَلَاحِفَ عَن ظُهُورِنَا


صفحه : 83

10- ج ،[الإحتجاج ] عَن مُصعَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا استَكَفّ النّاسُ بِالحُسَينِ ع رَكِبَ فَرَسَهُ وَ استَنصَتَ النّاسَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ تَبّاً لَكُم أَيّتُهَا الجَمَاعَةُ وَ تَرَحاً وَ بُؤساً لَكُم وَ تَعساً حِينَ استَصرَختُمُونَا وَلِهِينَ فَأَصرَخنَاكُم مُوجِفِينَ فَشَحَذتُم عَلَينَا سَيفاً كَانَ فِي أَيدِينَا وَ حَشَشتُم عَلَينَا نَاراً أَضرَمنَاهَا عَلَي عَدُوّكُم وَ عَدُوّنَا فَأَصبَحتُم إِلباً عَلَي أَولِيَائِكُم وَ يَداً لِأَعدَائِكُم مِن غَيرِ عَدلٍ أَفشَوهُ فِيكُم وَ لَا أَمَلٍ أَصبَحَ لَكُم فِيهِم وَ لَا ذَنبٍ كَانَ مِنّا إِلَيكُم فَهَلّا لَكُمُ الوَيلَاتُ إِذ كَرِهتُمُونَا وَ السّيفُ مَشِيمٌ وَ الجَأشُ طَامِنٌ وَ الرأّي‌ُ لَم يُستَحصَف وَ لَكِنّكُمُ استَسرَعتُم إِلَي بَيعَتِنَا كَطَيرَةِ الدّبَي وَ تَهَافَتّم إِلَيهَا كَتَهَافُتِ الفِرَاشِ ثُمّ نَقَضتُمُوهَا سَفَهاً وَ ضِلّةً بُعداً وَ سُحقاً لِطَوَاغِيتِ هَذِهِ الأُمّةِ وَ بَقِيّةِ الأَحزَابِ وَ نَبَذَةِ الكِتَابِ وَ مُطفِئِ السّنَنِ وَ موُاَخيِ‌ المُستَهزِءِينَالّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ وَ عُصَاةِ الأُمَمِ وَ مُلحِقِ[ملُحقِيِ‌]العَهرَةِ بِالنّسَبِلَبِئسَ ما قَدّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِم وَ فِي العَذابِ هُم خالِدُونَ أَ فَهَؤُلَاءِ تَعضُدُونَ وَ عَنّا تَتَخَاذَلُونَ أَجَل وَ اللّهِ الخَذلُ فِيكُم مَعرُوفٌ نَبَتَت عَلَيهِ أُصُولُكُم وَ تَأَزّرَت عَلَيهِ عُرُوقُكُم فَكُنتُم أَخبَثَ شَجَرٍ لِلنّاظِرِ وَ أُكلَةً لِلغَاصِبِأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَالنّاكِثِينَ الّذِينَ يَنقُضُونَالأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًاأَلَا وَ إِنّ الدعّيِ‌ّ ابنَ الدعّيِ‌ّ قَد ترَكَنَيِ‌ بَينَ السّلّةِ وَ الذّلّةِ وَ هَيهَاتَ لَهُ ذَلِكَ هَيهَاتَ منِيّ‌ الذّلّةُ أَبَي اللّهُ ذَلِكَ وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَ وَ جُدُودٌ طَهُرَت وَ حُجُورٌ طَابَت أَن نُؤثِرَ طَاعَةَ اللّئَامِ عَلَي مَصَارِعِ الكِرَامِ أَلَا وَ إنِيّ‌ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الأُسرَةِ عَلَي قِلّةِ العَدَدِ وَ كَثرَةِ العَدُوّ وَ خِذلَةِ النّاصِرِ ثُمّ تَمَثّلَ فَقَالَ


فَإِن نَهزِم فَهَزّامُونَ قِدماً   وَ إِن نُهزَم فَغَيرُ مُهَزّمِينَا

بيان يقال شمت السيف أغمدته وشمته سللته و هو من الأضداد


صفحه : 84

11- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لقَيِ‌َ المِنهَالُ بنُ عَمرٍو عَلِيّ بنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَصبَحتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ وَيحَكَ أَ مَا آنَ لَكَ أَن تَعلَمَ كَيفَ أَصبَحتُ أَصبَحنَا فِي قَومِنَا مِثلَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي آلِ فِرعَونَ يُذَبّحُونَ أَبنَاءَنَا وَ يَستَحيُونَ نِسَاءَنَا وَ أَصبَحَ خَيرُ البَرِيّةِ بَعدَ مُحَمّدٍ يُلعَنُ عَلَي المَنَابِرِ وَ أَصبَحَ عَدُوّنَا يُعطَي المَالَ وَ الشّرَفَ وَ أَصبَحَ مَن يُحِبّنَا مَحقُوراً مَنقُوصاً حَقّهُ وَ كَذَلِكَ لَم يَزَلِ المُؤمِنُونَ وَ أَصبَحَتِ العَجَمُ تَعرِفُ لِلعَرَبِ حَقّهَا بِأَنّ مُحَمّداً كَانَ مِنهَا وَ أَصبَحَتِ العَرَبُ تَعرِفُ لِقُرَيشٍ حَقّهَا بِأَنّ مُحَمّداً كَانَ مِنهَا وَ أَصبَحَت قُرَيشٌ تَفتَخِرُ عَلَي العَرَبِ بِأَنّ مُحَمّداً كَانَ مِنهَا وَ أَصبَحَتِ العَرَبُ تَفتَخِرُ عَلَي العَجَمِ بِأَنّ مُحَمّداً كَانَ مِنهَا وَ أَصبَحنَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ لَا يُعرَفُ لَنَا حَقّ فَهَكَذَا أَصبَحنَا

12- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن عَمرِو بنِ قَيسٍ المشَرقِيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنَا وَ ابنُ عَمّ لِي وَ هُوَ فِي قَصرِ بنَيِ‌ مُقَاتِلٍ فَسَلّمنَا عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ ابنُ عمَيّ‌ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ هَذَا ألّذِي أَرَي خِضَابٌ أَو شَعرُكَ فَقَالَ خِضَابٌ وَ الشّيبُ إِلَينَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ يُعَجّلُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ جِئتُمَا لنِصُرتَيِ‌ فَقُلتُ إنِيّ‌ رَجُلٌ كَبِيرُ السّنّ كَثِيرُ الدّينِ كَثِيرُ العِيَالِ وَ فِي يدَيِ‌ بَضَائِعُ لِلنّاسِ وَ لَا أدَريِ‌ مَا يَكُونُ وَ أَكرَهُ أَن أُضَيّعَ أمَاَنتَيِ‌ وَ قَالَ لَهُ ابنُ عمَيّ‌ مِثلَ ذَلِكَ قَالَ لَنَا فَانطَلِقَا فَلَا تَسمَعَا لِي وَاعِيَةً وَ لَا تَرَيَا لِي سَوَاداً فَإِنّهُ مَن سَمِعَ وَاعِيَتَنَا أَو رَأَي سَوَادَنَا فَلَم يُجِبنَا وَ لَم يُغِثنَا كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يُكِبّهُ عَلَي مَنخِرَيهِ فِي النّارِ

كش ،[رجال الكشي‌]وجدت بخط محمد بن عمر السمرقندي‌ وحدثني‌ بعض الثقات عن الأشعري‌ مثله

13-ير،[بصائر الدرجات ]أَيّوبُ بنُ نُوحٍ عَن صَفوَانَ عَن مَروَانَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَذَكَرنَا خُرُوجَ الحُسَينِ وَ تَخَلّفَ ابنِ الحَنَفِيّةِ


صفحه : 85

عَنهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ يَا حَمزَةُ إنِيّ‌ سَأُحَدّثُكَ فِي هَذَا الحَدِيثِ وَ لَا تَسأَل عَنهُ بَعدَ مَجلِسِنَا هَذَا إِنّ الحُسَينَ لَمّا فَصَلَ مُتَوَجّهاً دَعَا بِقِرطَاسٍ وَ كَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ مَن لَحِقَ بيِ‌ مِنكُم استُشهِدَ معَيِ‌ وَ مَن تَخَلّفَ لَم يَبلُغِ الفَتحَ وَ السّلَامُ

14- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع خَرَجَ قَبلَ التّروِيَةِ بِيَومٍ إِلَي العِرَاقِ وَ قَد كَانَ دَخَلَ مُعتَمِراً

15- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُتَمَتّعَ مُرتَبِطٌ بِالحَجّ وَ المُعتَمِرَ إِذَا فَرَغَ مِنهَا ذَهَبَ حَيثُ شَاءَ وَ قَدِ اعتَمَرَ الحُسَينُ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ ثُمّ رَاحَ يَومَ التّروِيَةِ إِلَي العِرَاقِ وَ النّاسُ يَرُوحُونَ إِلَي مِنًي وَ لَا بَأسَ بِالعُمرَةِ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ لِمَن لَا يُرِيدُ الحَجّ

16- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا قَالَ سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع وَ خَلَا بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَنَاجَاهُ طَوِيلًا قَالَ ثُمّ أَقبَلَ الحُسَينُ ع بِوَجهِهِ إِلَيهِم وَ قَالَ إِنّ هَذَا يَقُولُ لِي كُن حَمَاماً مِن حَمَامِ الحَرَمِ وَ لَأَن أُقتَلَ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ الحَرَمِ بَاعٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أُقتَلَ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ شِبرٌ وَ لَأَن أُقتَلَ بِالطّفّ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أُقتَلَ بِالحَرَمِ

17-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع لَو جِئتَ إِلَي مَكّةَ فَكُنتَ بِالحَرَمِ فَقَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع لَا


صفحه : 86

نَستَحِلّهَا وَ لَا تُستَحَلّ بِنَا وَ لَأَن أُقتَلَ عَلَي تَلّ أَعفَرَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أُقتَلَ بِهَا

بيان قال الجوهري‌ الأعفر الرمل الأحمر والأعفر الأبيض و ليس بالشديد البياض انتهي و قال المسعودي‌ تل أعفر موضع من بلاد ديار ربيعة

18- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ ع خَرَجَ مِن مَكّةَ قَبلَ التّروِيَةِ بِيَومٍ فَشَيّعَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَد حَضَرَ الحَجّ وَ تَدَعُهُ وَ تأَتيِ‌ العِرَاقَ فَقَالَ يَا ابنَ الزّبَيرِ لَأَن أُدفَنَ بِشَاطِئِ الفُرَاتِ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أُدفَنَ بِفِنَاءِ الكَعبَةِ

19- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع قَالَ لِأَصحَابِهِ يَومَ أُصِيبُوا أَشهَدُ أَنّهُ قَد أُذِنَ فِي قَتلِكُم فَاتّقُوا اللّهَ وَ اصبِرُوا

مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن خاله بن أبي الخطاب عن علي بن النعمان عن الحسين بن أبي العلا مثله

20- مل ،[كامل الزيارات ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الحُسَينَ ع صَلّي بِأَصحَابِهِ الغَدَاةَ ثُمّ التَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ إِنّ اللّهَ قَد أَذِنَ فِي قَتلِكُم فَعَلَيكُم بِالصّبرِ

بيان أي قدر قتلكم في علمه تعالي

21-مل ،[كامل الزيارات ] الحَسَنُ عَن أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن


صفحه : 87

صَفوَانَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن حُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ قَالَ وَ ألّذِي رُفِعَ إِلَيهِ العَرشُ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبُوكَ بِأَصحَابِ الحُسَينِ لَا يَنقُصُونَ رَجُلًا وَ لَا يَزِيدُونَ رَجُلًا تعَتدَيِ‌ بِهِم هَذِهِ الأُمّةُ كَمَا اعتَدَت بَنُو إِسرَائِيلَ وَ قُتِلَ يَومَ السّبتِ يَومَ عَاشُورَاءَ

أقول هكذا وجدنا الخبر ولعله سقط منه شيء

22- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ صَلّي بِأَصحَابِهِ يَومَ أُصِيبُوا ثُمّ قَالَ أَشهَدُ أَنّهُ قَد أُذِنَ فِي قَتلِكُم يَا قَومِ فَاتّقُوا اللّهَ وَ اصبِرُوا

23- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَتَبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع مِن مَكّةَ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ مَن قِبَلَهُ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ مَن لَحِقَ بيِ‌ استُشهِدَ وَ مَن لَم يَلحَق بيِ‌ لَم يُدرِكِ الفَتحَ وَ السّلَامُ

قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَمرٍو وَ حدَثّنَيِ‌ كَرّامٌ عَبدُ الكَرِيمِ بنُ عَمرٍو عَن مُيَسّرِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَتَبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مِن كَربَلَاءَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ مَن قِبَلَهُ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَمّا بَعدُ فَكَأَنّ الدّنيَا لَم تَكُن وَ كَأَنّ الآخِرَةَ لَم تَزَل وَ السّلَامُ

24-مل ،[كامل الزيارات ]جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ مِنهُم عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَنِ ابنِ عَبدِ رَبّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا صَعِدَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع عَقَبَةَ البَطنِ قَالَ لِأَصحَابِهِ مَا أرَاَنيِ‌ إِلّا مَقتُولًا قَالُوا وَ مَا ذَاكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ رُؤيَا رَأَيتُهَا فِي المَنَامِ قَالُوا وَ مَا هيِ‌َ قَالَ رَأَيتُ كِلَاباً تنَهشَنُيِ‌


صفحه : 88

أَشَدّهَا عَلَيّ كَلبٌ أَبقَعُ

25- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخثَعمَيِ‌ّ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ وَ ألّذِي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ لَا يَهنِئُ[ينَتهَيِ‌]بنَيِ‌ أُمَيّةَ مُلكُهُم حَتّي يقَتلُوُنيّ‌ وَ هُم قاَتلِيِ‌ّ فَلَو قَد قتَلَوُنيِ‌ لَم يَصِلُوا جَمِيعاً أَبَداً وَ لَم يَأخُذُوا عَطَاءً فِي سَبِيلِ اللّهِ جَمِيعاً أَبَداً إِنّ أَوّلَ قَتِيلِ هَذِهِ الأُمّةِ أَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ ألّذِي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السّاعَةُ وَ عَلَي الأَرضِ هاَشمِيِ‌ّ يَطرُفُ

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن عيسي عن محمد بن يحيي الخزاز عن طلحة عن جعفر ع مثله بيان لعل المعني لم يوفق الناس للصلاة جماعة مع إمام الحق و لاأخذ الزكاة وحقوق الله علي مايحب الله إلي قيام القائم ع وآخر الخبر إشارة إلي مايصيب بني‌ هاشم من الفتن في آخر الزمان

26- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي المعُاَذيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الأَصَمّ عَن عَمرٍو عَن جَابِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا هَمّ الحُسَينُ بِالشّخُوصِ إِلَي المَدِينَةِ أَقبَلَت نِسَاءُ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَاجتَمَعنَ لِلنّيَاحَةِ حَتّي مَشَي فِيهِنّ الحُسَينُ ع فَقَالَ أَنشُدُكُنّ اللّهَ أَن تُبدِينَ هَذَا الأَمرَ مَعصِيَةً لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ قَالَت لَهُ نِسَاءُ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَلِمَن نسَتبَقيِ‌ النّيَاحَةَ وَ البُكَاءَ فَهُوَ عِندَنَا كَيَومٍ مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ رُقَيّةُ وَ زَينَبُ وَ أُمّ كُلثُومٍ فَنَنشُدُكَ اللّهَ جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ مِنَ المَوتِ فَيَا حَبِيبَ الأَبرَارِ مِن أَهلِ القُبُورِ وَ أَقبَلَت بَعضُ عَمّاتِهِ تبَكيِ‌ وَ تَقُولُ أَشهَدُ يَا حُسَينُ لَقَد سَمِعتُ الجِنّ نَاحَت بِنَوحِكَ وَ هُم يَقُولُونَ


وَ إِنّ قَتِيلَ الطّفّ مِن آلِ هَاشِمٍ   أَذَلّ رِقَاباً مِن قُرَيشٍ فَذَلّتِ

حَبِيبُ رَسُولِ اللّهِ لَم يَكُ فَاحِشاً   أَبَانَت مُصِيبَتُكَ الأُنُوفَ وَ جَلّتِ

صفحه : 89

وَ قُلنَ أَيضاً


بَكّوا حُسَيناً سَيّداً وَ لِقَتلِهِ شَابَ الشّعَرُ   وَ لِقَتلِهِ زُلزِلتُمُ وَ لِقَتلِهِ انكَسَفَ القَمَرُ

وَ احمَرّت آفَاقُ السّمَاءِ مِنَ العَشِيّةِ وَ السّحَرِ   وَ تَغَيّرَت شَمسُ البِلَادِ بِهِم وَ أَظلَمَتِ الكُوَرُ

ذَاكَ ابنُ فَاطِمَةَ المُصَابُ بِهِ الخَلَائِقُ وَ البَشَرُ   أَورَثتَنَا ذُلّا بِهِ جَدَعَ الأُنُوفَ مَعَ الغُرَرِ

27- يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ لَمّا أَرَادَ العِرَاقَ قَالَت لَهُ أُمّ سَلَمَةَ لَا تَخرُج إِلَي العِرَاقِ فَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ يُقتَلُ ابنيِ‌َ الحُسَينُ بِأَرضِ العِرَاقِ وَ عنِديِ‌ تُربَةٌ دَفَعَهَا إلِيَ‌ّ فِي قَارُورَةٍ فَقَالَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَقتُولٌ كَذَلِكَ وَ إِن لَم أَخرُج إِلَي العِرَاقِ يقَتلُوُنيِ‌ أَيضاً وَ إِن أَحبَبتِ أَن أراك [أُرِيَكِ]مضَجعَيِ‌ وَ مَصرَعَ أصَحاَبيِ‌ ثُمّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَي وَجهِهَا فَفَسَحَ اللّهُ عَن بَصَرِهَا حَتّي رَأَيَا ذَلِكَ كُلّهُ وَ أَخَذَ تُربَةً فَأَعطَاهَا مِن تِلكَ التّربَةِ أَيضاً فِي قَارُورَةٍ أُخرَي وَ قَالَ ع إِذَا فَاضَت دَماً فاَعلمَيِ‌ أنَيّ‌ قُتِلتُ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَلَمّا كَانَ يَومُ عَاشُورَاءَ نَظَرتُ إِلَي القَارُورَتَينِ بَعدَ الظّهرِ فَإِذَا هُمَا قَد فَاضَتَا دَماً فَصَاحَت وَ لَم يُقَلّب فِي ذَلِكَ اليَومِ حَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ

وَ مِنهَا مَا روُيِ‌َ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ الحُسَينُ فِي صَبِيحَتِهَا قَامَ فِي أَصحَابِهِ فَقَالَ ع إِنّ هَؤُلَاءِ يرُيِدوُنيّ‌ دُونَكُم وَ لَو قتَلَوُنيِ‌ لَم يَصِلُوا إِلَيكُم فَالنّجَاءَ النّجَاءَ وَ أَنتُم فِي حِلّ فَإِنّكُم إِن أَصبَحتُم معَيِ‌ قُتِلتُم كُلّكُم فَقَالُوا لَا نَخذُلُكَ وَ لَا نَختَارُ العَيشَ بَعدَكَ فَقَالَ ع إِنّكُم تُقتَلُونَ كُلّكُم حَتّي لَا يُفلِتَ مِنكُم أَحَدٌ فَكَانَ كَمَا قَالَ ع

28-شا،[الإرشاد]رَوَي سُفيَانُ بنُ عُيَينَةَ عَن عَلِيّ بنِ زَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع


صفحه : 90

قَالَ خَرَجنَا مَعَ الحُسَينِ فَمَا نَزَلَ مَنزِلًا وَ مَا ارتَحَلَ مِنهُ إِلّا ذَكَرَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا وَ قَتلَهُ وَ قَالَ يَوماً وَ مِن هَوَانِ الدّنيَا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ رَأسَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا أهُديِ‌َ إِلَي بغَيِ‌ّ مِن بَغَايَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ مَضَي الحُسَينُ ع فِي يَومِ السّبتِ العَاشِرِ مِنَ المُحَرّمِ سَنَةَ إِحدَي وَ سِتّينَ مِنَ الهِجرَةِ بَعدَ صَلَاةِ الظّهرِ مِنهُ قَتِيلًا مَظلُوماً ظَمآنَ صَابِراً مُحتَسِباً وَ سِنّهُ يَومَئِذٍ ثَمَانٌ وَ خَمسُونَ سَنَةً أَقَامَ بِهَا مَعَ جَدّهِ سَبعَ سِنِينَ وَ مَعَ أَبِيهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ مَعَ أَخِيهِ الحَسَنِ عَشرَ سِنِينَ وَ كَانَت مُدّةُ خِلَافَتِهِ بَعدَ أَخِيهِ إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً وَ كَانَ ع يَخضِبُ بِالحِنّاءِ وَ الكَتَمِ وَ قُتِلَ ع وَ قَد نَصَلَ الخِضَابُ مِن عَارِضَيهِ

29-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع وَ لَمّا امتُحِنَ الحُسَينُ ع وَ مَن مَعَهُ بِالعَسكَرِ الّذِينَ قَتَلُوهُ وَ حَمَلُوا رَأسَهُ قَالَ لِعَسكَرِهِ أَنتُم فِي حِلّ مِن بيَعتَيِ‌ فَالحَقُوا بِعَشَائِرِكُم وَ مَوَالِيكُم وَ قَالَ لِأَهلِ بَيتِهِ قَد جَعَلتُكُم فِي حِلّ مِن مفُاَرقَتَيِ‌ فَإِنّكُم لَا تُطِيقُونَهُم لِتَضَاعُفِ أَعدَادِهِم وَ قُوَاهُم وَ مَا المَقصُودُ غيَريِ‌ فدَعَوُنيِ‌ وَ القَومَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يعُيِننُيِ‌ وَ لَا يخُليِنيِ‌ مِن حُسنِ نَظَرِهِ كَعَادَاتِهِ فِي أَسلَافِنَا الطّيّبِينَ فَأَمّا عَسكَرُهُ فَفَارَقُوهُ وَ أَمّا أَهلُهُ الأَدنَونَ مِن أَقرِبَائِهِ فَأَبَوا وَ قَالُوا لَا نُفَارِقُكَ وَ يَحزُنُنَا مَا يَحزُنُكَ وَ يُصِيبُنَا مَا يُصِيبُكَ وَ إِنّا أَقرَبُ مَا نَكُونُ إِلَي اللّهِ إِذَا كُنّا مَعَكَ فَقَالَ لَهُم فَإِن كُنتُم قَد وَطّنتُم أَنفُسَكُم عَلَي مَا وَطّنتُ نفَسيِ‌ عَلَيهِ فَاعلَمُوا أَنّ اللّهَ إِنّمَا يَهَبُ المَنَازِلَ الشّرِيفَةَ لِعِبَادِهِ بِاحتِمَالِ المَكَارِهِ وَ أَنّ اللّهَ وَ إِن كَانَ خصَنّيِ‌ مَعَ مَن مَضَي مِن أهَليِ‌َ الّذِينَ أَنَا آخِرُهُم بَقَاءً فِي الدّنيَا مِنَ الكَرَامَاتِ بِمَا يَسهُلُ عَلَيّ مَعَهَا احتِمَالُ المَكرُوهَاتِ فَإِنّ لَكُم شَطرَ ذَلِكَ مِن كَرَامَاتِ اللّهِ تَعَالَي


صفحه : 91

وَ اعلَمُوا أَنّ الدّنيَا حُلوَهَا وَ مُرّهَا حُلُمٌ وَ الِانتِبَاهَ فِي الآخِرَةِ وَ الفَائِزُ مَن فَازَ فِيهَا وَ الشقّيِ‌ّ مَن شقَيِ‌َ فِيهَا

أقول تمامه في أبواب أحوال آدم ع

30- كِتَابُ النّوَادِرِ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَسبَاطٍ، عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَوَاهُ قَالَ إِنّ أَبَا جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ أَبِي مَبطُوناً يَومَ قُتِلَ أَبُوهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ كَانَ فِي الخَيمَةِ وَ كُنتُ أَرَي مَوَالِيَنَا كَيفَ يَختَلِفُونَ مَعَهُ يُتبِعُونَهُ بِالمَاءِ يَشُدّ عَلَي المَيمَنَةِ مَرّةً وَ عَلَي المَيسَرَةِ مَرّةً وَ عَلَي القَلبِ مَرّةً وَ لَقَد قَتَلُوهُ قَتلَةً نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يُقتَلَ بِهَا الكِلَابُ لَقَد قُتِلَ بِالسّيفِ وَ السّنَانِ وَ بِالحِجَارَةِ وَ بِالخَشَبِ وَ بِالعَصَا وَ لَقَد أَوطَئُوهُ الخَيلَ بَعدَ ذَلِكَ

31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] الحَسَنُ البصَريِ‌ّ وَ أُمّ سَلَمَةَ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ دَخَلَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ يَدَيهِ جَبرَئِيلُ فَجَعَلَا يَدُورَانِ حَولَهُ يُشَبّهَانِهِ بِدِحيَةَ الكلَبيِ‌ّ فَجَعَلَ جَبرَئِيلُ يُومِئُ بِيَدِهِ كَالمُتَنَاوِلِ شَيئاً فَإِذَا فِي يَدِهِ تُفّاحَةٌ وَ سَفَرجَلَةٌ وَ رُمّانَةٌ فَنَاوَلَهُمَا وَ تَهَلّلَت وُجُوهُهُمَا وَ سَعَيَا إِلَي جَدّهِمَا فَأَخَذَ مِنهُمَا فَشَمّهَا ثُمّ قَالَ صِيرَا إِلَي أُمّكُمَا بِمَا مَعَكُمَا وَ بُدُوّكُمَا بِأَبِيكُمَا أَعجَبُ فَصَارَا كَمَا أَمَرَهُمَا فَلَم يَأكُلُوا حَتّي صَارَ النّبِيّ إِلَيهِم فَأَكَلُوا جَمِيعاً فَلَم يَزَل كُلّمَا أَكَلَ مِنهُ عَادَ إِلَي مَا كَانَ حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ الحُسَينُ ع فَلَم يَلحَقهُ التّغيِيرُ وَ النّقصَانُ أَيّامَ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ حَتّي تُوُفّيَت فَلَمّا تُوُفّيَت فَقَدنَا الرّمّانَ وَ بقَيِ‌َ التّفّاحُ وَ السّفَرجَلُ أَيّامَ أَبِي فَلَمّا استُشهِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فُقِدَ السّفَرجَلُ وَ بقَيِ‌َ التّفّاحُ عَلَي هَيئَتِهِ عِندَ الحَسَنِ حَتّي مَاتَ فِي سَمّهِ وَ بَقِيَتِ التّفّاحَةُ إِلَي الوَقتِ ألّذِي حُوصِرتُ عَنِ المَاءِ فَكُنتُ أَشَمّهَا إِذَا عَطِشتُ فَيَسكُنُ لَهَبُ عطَشَيِ‌ فَلَمّا اشتَدّ عَلَيّ العَطَشُ عَضَضتُهَا وَ أَيقَنتُ بِالفَنَاءِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع سَمِعتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ قَبلَ مَقتَلِهِ بِسَاعَةٍ فَلَمّا قَضَي نَحبَهُ وُجِدَ رِيحُهَا فِي مَصرَعِهِ فَالتَمَستُ فَلَم يُرَ لَهَا أَثَرٌ فبَقَيِ‌َ رِيحُهَا بَعدَ الحُسَينِ ع وَ لَقَد زُرتُ قَبرَهُ فَوَجَدتُ رِيحَهَا يَفُوحُ مِن قَبرِهِ فَمَن أَرَادَ ذَلِكَ مِن شِيعَتِنَا الزّائِرِينَ لِلقَبرِ


صفحه : 92

فَليَلتَمِس ذَلِكَ فِي أَوقَاتِ السّحَرِ فَإِنّهُ يَجِدُهُ إِذَا كَانَ مُخلِصاً

32- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَنشَأَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ الطّفّ كَفَرَ القَومُ وَ قِدماً رَغِبُوا إِلَي آخِرِ مَا مَرّ مِنَ الأَبيَاتِ وَ زَادَ فِيمَا بَينَهَا


فَاطِمُ الزّهرَاءُ أمُيّ‌ وَ أَبِي   وَارِثُ الرّسلِ مَولَي الثّقَلَينِ

طَحَنَ الأَبطَالَ لَمّا بَرَزُوا   يَومَ بَدرٍ وَ بِأُحُدٍ وَ حُنَينٍ

وَ أَخُو خَيبَرَ إِذ بَارَزَهُم   بِحُسَامٍ صَارِمٍ ذيِ‌ شَفرَتَينِ

وَ ألّذِي أَردَي جُيُوشاً أَقبَلُوا   يَطلُبُونَ الوِترَ فِي يَومِ حُنَينٍ

مَن لَهُ عَمّ كعَمَيّ‌ جَعفَرٍ   وَهَبَ اللّهُ لَهُ أَجنِحَتَينِ

جدَيّ‌َ المُرسَلُ مِصبَاحُ الهُدَي   وَ أَبِي الموُفيِ‌ لَهُ بِالبَيعَتَينِ

بَطَلٌ قَرمٌ هِزَبرٌ ضَيغَمٌ   مَاجِدٌ سَمِحٌ قوَيِ‌ّ السّاعِدَينِ

عُروَةُ الدّينِ عَلِيّ ذَا كُمُ   صَاحِبُ الحَوضِ مصُلَيّ‌ القِبلَتَينِ

مَعَ رَسُولِ اللّهِ سَبعاً كَامِلًا   مَا عَلَي الأَرضِ مُصَلّ غَيرَ ذَينِ

تَرَكَ الأَوثَانَ لَم يَسجُد لَهَا   مَعَ قُرَيشٍ مُذ نَشَا طَرفَةَ عَينٍ

وَ أَبِي كَانَ هِزَبراً ضَيغَماً   يَأخُذُ الرّمحَ فَيَطعَنُ طَعنَتَينِ

كتَمَشَيّ‌ الأُسدِ بَغياً فَسُقُوا   كَأسَ حَتفٍ مِن نَجِيعِ الحَنظَلَينِ

33-كش ،[رجال الكشي‌]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ الأسَدَيِ‌ّ عَن فُضَيلِ بنِ الزّبَيرِ قَالَمَرّ مِيثَمٌ التّمّارُ عَلَي فَرَسٍ لَهُ فَاستَقبَلَ حَبِيبَ بنَ مُظَاهِرٍ الأسَدَيِ‌ّ عِندَ مَجلِسِ بنَيِ‌ أَسَدٍ فَتَحَدّثَا حَتّي اختَلَفَت أَعنَاقُ فَرَسَيهِمَا ثُمّ قَالَ حَبِيبٌ لكَأَنَيّ‌ بِشَيخٍ أَصلَعَ ضَخمِ البَطنِ يَبِيعُ البِطّيخَ عِندَ دَارِ الرّزقِ قَد صُلِبَ فِي حُبّ أَهلِ بَيتِ نَبِيّهِ ع وَ يُبقَرُ بَطنُهُ عَلَي الخَشَبَةِ


صفحه : 93

فَقَالَ مِيثَمٌ وَ إنِيّ‌ لَأَعرِفُ رَجُلًا أَحمَرَ لَهُ ضَفِيرَتَانِ يَخرُجُ لِنُصرَةِ ابنِ بِنتِ نَبِيّهِ وَ يُقتَلُ وَ يُجَالُ بِرَأسِهِ بِالكُوفَةِ ثُمّ افتَرَقَا فَقَالَ أَهلُ المَجلِسِ مَا رَأَينَا أَحَداً أَكذَبَ مِن هَذَينِ قَالَ فَلَم يَفتَرِق أَهلُ المَجلِسِ حَتّي أَقبَلَ رُشَيدٌ الهجَرَيِ‌ّ فَطَلَبَهُمَا فَسَأَلَ أَهلَ المَجلِسِ عَنهُمَا فَقَالُوا افتَرَقَا وَ سَمِعنَاهُمَا يَقُولَانِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ رُشَيدٌ رَحِمَ اللّهُ مِيثَماً نسَيِ‌َ وَ يُزَادُ فِي عَطَاءِ ألّذِي يجَيِ‌ءُ بِالرّأسِ مِائَةُ دِرهَمٍ ثُمّ أَدبَرَ فَقَالَ القَومُ هَذَا وَ اللّهِ أَكذَبُهُم فَقَالَ القَومُ وَ اللّهِ مَا ذَهَبَتِ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ‌ حَتّي رَأَينَاهُ مَصلُوباً عَلَي بَابِ دَارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ وَ جيِ‌ءَ بِرَأسِ حَبِيبِ بنِ مُظَاهِرٍ وَ قَد قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ وَ رَأَينَا كُلّ مَا قَالُوا وَ كَانَ حَبِيبٌ مِنَ السّبعِينَ الرّجَالِ الّذِينَ نَصَرُوا الحُسَينَ ع وَ لَقُوا جِبَالَ الحَدِيدِ وَ استَقبَلُوا الرّمَاحَ بِصُدُورِهِم وَ السّيُوفَ بِوُجُوهِهِم وَ هُم يُعرَضُ عَلَيهِمُ الأَمَانُ وَ الأَموَالُ فَيَأبَونَ فَيَقُولُونَ لَا عُذرَ لَنَا عِندَ رَسُولِ اللّهِ إِن قُتِلَ الحُسَينُ وَ مِنّا عَينٌ تَطرِفُ حَتّي قُتِلُوا حَولَهُ وَ لَقَد مَزَحَ حَبِيبُ بنُ مُظَاهِرٍ الأسَدَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ بنُ حُصَينٍ الهمَداَنيِ‌ّ وَ كَانَ يُقَالُ لَهُ سَيّدُ القُرّاءِ يَا أخَيِ‌ لَيسَ هَذِهِ بِسَاعَةِ ضَحِكٍ قَالَ فأَيَ‌ّ مَوضِعٍ أَحَقّ مِن هَذَا بِالسّرُورِ وَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا أَن تَمِيلَ عَلَينَا هَذِهِ الطّغَامُ بِسُيُوفِهِم فَنُعَانِقُ الحُورَ العِينَ

قال الكشي‌ هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخرة الكوفة والبصرة.توضيح قوله اختلفت أعناق فرسيهما أي كانت تجي‌ء وتذهب وتتقدم وتتأخر كما هوشأن الفرس ألذي يريد صاحبه أن يقف و هويمتنع أوالمعني حاذي عنقاهما علي الخلاف والبقر الشق والضفيرة العقيصة يقال ضفرت المرأة شعرها

34-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَنِ الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ قَالَلقَيِ‌َ رَجُلٌ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع بِالثّعلَبِيّةِ وَ هُوَ يُرِيدُ كَربَلَاءَ فَدَخَلَ عَلَيهِ


صفحه : 94

فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع مِن أَيّ البِلَادِ أَنتَ قَالَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ يَا أَخَا أَهلِ الكُوفَةِ لَو لَقِيتُكَ بِالمَدِينَةِ لَأَرَيتُكَ أَثَرَ جَبرَئِيلَ ع مِن دَارِنَا وَ نُزُولِهِ باِلوحَي‌ِ عَلَي جدَيّ‌ يَا أَخَا أَهلِ الكُوفَةِ أَ فَمُستَقَي النّاسِ العِلمَ مِن عِندِنَا فَعَلِمُوا وَ جَهِلنَا هَذَا مَا لَا يَكُونُ

35- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ عَن يُوسُفَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أُصِيبَ الحُسَينُ وَ عَلَيهِ جُبّةُ خَزّ

36- كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ عَلَيهِ جُبّةُ خَزّ دَكنَاءُ فَوَجَدُوا فِيهَا ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ مِن بَينِ ضَربَةٍ بِسَيفٍ أَو طَعنَةٍ بِرُمحٍ أَو رَميَةٍ بِسَهمٍ

37- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ هُوَ مُختَضِبٌ بِالوَسمَةِ

38- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الخِضَابِ بِالوَسمَةِ فَقَالَ لَا بَأسَ قَد قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ هُوَ مُختَضِبٌ بِالوَسمَةِ

39-كا،[الكافي‌] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الهاَشمِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ قَالَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ عِيسَي أَخُوهُ قَالَسَأَلتُ الرّضَا ع عَن صَومِ عَاشُورَاءَ وَ مَا يَقُولُ النّاسُ فِيهِ فَقَالَ عَن صَومِ ابنِ مَرجَانَةَ تسَألَنُيِ‌ ذَلِكَ يَومٌ صَامَهُ الأَدعِيَاءُ مِن آلِ زِيَادٍ لِقَتلِ الحُسَينِ ع وَ هُوَ يَومٌ يَتَشَاءَمُ بِهِ آلُ مُحَمّدٍص وَ يَتَشَاءَمُ بِهِ أَهلُ الإِسلَامِ وَ اليَومُ ألّذِي يَتَشَاءَمُ بِهِ أَهلُ الإِسلَامِ لَا يُصَامُ وَ لَا يُتَبَرّكُ بِهِ وَ يَومُ الإِثنَينِ يَومُ نَحسٍ قَبَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 95

فِيهِ نَبِيّهُ وَ مَا أُصِيبَ آلُ مُحَمّدٍ إِلّا فِي يَومِ الإِثنَينِ فَتَشَاءَمنَا بِهِ وَ تَتَبَرّكُ بِهِ عَدُوّنَا وَ يَومُ عَاشُورَاءَ قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ تَبَرّكَ بِهِ ابنُ مَرجَانَةَ وَ تَشَاءَمَ بِهِ آلُ مُحَمّدٍ فَمَن صَامَهُمَا أَو تَبَرّكَ بِهِمَا لقَيِ‌َ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَمسُوخَ القَلبِ وَ كَانَ مَحشَرُهُ مَعَ الّذِينَ سَنّوا صَومَهُمَا وَ التّبَرّكَ بِهِمَا

40- كا،[الكافي‌] عَنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ المَلِكِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَومِ تَاسُوعَا وَ عَاشُورَاءَ مِن شَهرِ المُحَرّمِ فَقَالَ تَاسُوعَا يَومٌ حُوصِرَ فِيهِ الحُسَينُ وَ أَصحَابُهُ بِكَربَلَاءَ وَ اجتَمَعَ عَلَيهِ خَيلُ أَهلِ الشّامِ وَ أَنَاخُوا عَلَيهِ وَ فَرِحَ ابنُ مَرجَانَةَ وَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ بِتَوَافُرِ الخَيلِ وَ كَثرَتِهَا وَ استَضعَفُوا فِيهِ الحُسَينَ ع وَ أَصحَابَهُ وَ أَيقَنُوا أَنّهُ لَا يأَتيِ‌ الحُسَينَ نَاصِرٌ وَ لَا يُمِدّهُ أَهلُ العِرَاقِ بأِبَيِ‌ المُستَضعَفَ الغَرِيبَ ثُمّ قَالَ وَ أَمّا يَومُ عَاشُورَاءَ فَيَومٌ أُصِيبَ فِيهِ الحُسَينُ ع صَرِيعاً بَينَ أَصحَابِهِ وَ أَصحَابُهُ حَولَهُ صَرعَي عُرَاةً أَ فَصَومٌ يَكُونُ فِي ذَلِكَ اليَومِ كَلّا وَ رَبّ البَيتِ الحَرَامِ مَا هُوَ يَومَ صَومٍ وَ مَا هُوَ إِلّا يَومُ حُزنٍ وَ مُصِيبَةٍ دَخَلَت عَلَي أَهلِ السّمَاءِ وَ أَهلِ الأَرضِ وَ جَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَ يَومُ فَرَحٍ وَ سُرُورٍ لِابنِ مَرجَانَةَ وَ آلِ زِيَادٍ وَ أَهلِ الشّامِ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم وَ عَلَي ذُرّيّاتِهِم وَ ذَلِكَ يَومٌ بَكَت جَمِيعُ بِقَاعِ الأَرضِ خَلَا بُقعَةِ الشّامِ فَمَن صَامَهُ أَو تَبَرّكَ بِهِ حَشَرَهُ اللّهُ مَعَ آلِ زِيَادٍ مَمسُوخَ القَلبِ مَسخُوطاً عَلَيهِ وَ مَنِ اذخر[ادّخَرَ] إِلَي مَنزِلِهِ ذَخِيرَةً أَعقَبَهُ اللّهُ تَعَالَي نِفَاقاً فِي قَلبِهِ إِلَي يَومِ يَلقَاهُ وَ انتَزَعَ البَرَكَةَ عَنهُ وَ عَن أَهلِ بَيتِهِ وَ وُلدِهِ وَ شَارَكَهُ الشّيطَانُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ

41- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حُبَيشٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن صَومِ يَومِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ ذَاكَ يَومُ قَتلِ الحُسَينِ ع فَإِن كُنتَ شَامِتاً فَصُم ثُمّ قَالَ إِنّ آلَ أُمَيّةَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَن أَعَانَهُم عَلَي قَتلِ الحُسَينِ مِن أَهلِ الشّامِ


صفحه : 96

نَذَرُوا نَذراً إِن قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ سَلِمَ مَن خَرَجَ إِلَي الحُسَينِ وَ صَارَتِ الخِلَافَةُ فِي آلِ أَبِي سُفيَانَ أَن يَتّخِذُوا ذَلِكَ اليَومَ عِيداً لَهُم يَصُومُونَ فِيهِ شُكراً فَصَارَت فِي آلِ أَبِي سُفيَانَ سُنّةً إِلَي اليَومِ فِي النّاسِ وَ اقتَدَي بِهِمُ النّاسُ جَمِيعاً لِذَلِكَ فَلِذَلِكَ يَصُومُونَهُ وَ يُدخِلُونَ عَلَي عِيَالَاتِهِم وَ أَهَالِيهِمُ الفَرَحَ فِي ذَلِكَ اليَومِ الخَبَرَ

42- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ أَو غَيرِهِ عَن سُلَيمَانَ كَاتِبِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ شَرِكَ فِي دَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ابنَتُهُ جَعدَةُ سَمّتِ الحَسَنَ ع وَ مُحَمّدٌ ابنُهُ شَرِكَ فِي دَمِ الحُسَينِ ع

تذنيب

قال السيد رحمه الله في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قيل ماالعذر في خروجه صلوات الله عليه من مكة بأهله وعياله إلي الكوفة والمستولي‌ عليها أعداؤه والمتأمر فيها من قبل يزيد اللعين يتسلط الأمر والنهي‌ و قدرأي صنع أهل الكوفة بأبيه وأخيه صلوات الله عليهما وأنهم غادرون خوانون وكيف خالف ظنه ظن جميع نصحائه في الخروج و ابن عباس رحمه الله يشير بالعدول عن الخروج ويقطع علي العطب فيه و ابن عمر لماودعه ع يقول له أستودعك الله من قتيل إلي غير ذلك ممن تكلم في هذاالباب . ثم لماعلم بقتل مسلم بن عقيل و قدأنفذه رائدا له كيف لم يرجع ويعلم الغرور من القوم ويفطن بالحيلة والمكيدة ثم كيف استجاز أن يحارب بنفر قليل لجموع عظيمة خلفها مواد لها كثيرة ثم لماعرض عليه ابن زياد الأمان و أن يبايع يزيد كيف لم يستجب حقنا لدمه ودماء من معه من أهله وشيعته ومواليه و لم ألقي بيده إلي التهلكة وبدون هذاالخوف سلم أخوه الحسن ع الأمر إلي معاوية فكيف يجمع بين فعليهما في الصحة.


صفحه : 97

الجواب قلنا قدعلمنا أن الإمام متي غلب علي ظنه أنه يصل إلي حقه والقيام بما فوض إليه بضرب من الفعل وجب عليه ذلك و إن كان فيه ضرب من المشقة يتحمل مثلها وسيدنا أبو عبد الله ع لم يسر طالبا الكوفة إلا بعدتوثق من القوم وعهود وعقود و بعد أن كاتبوه ع طائعين غيرمكرهين ومبتدئين غيرمجيبين و قدكانت المكاتبة من وجوه أهل الكوفة وأشرافها وقرائها تقدمت إليه في أيام معاوية و بعدالصلح الواقع بينه و بين الحسن ع فدفعهم و قال في الجواب ماوجب ثم كاتبوه بعدوفاة الحسن ع ومعاوية باق فوعدهم ومناهم وكانت أيام معاوية صعبة لايطمع في مثلها. فلما مضي معاوية وأعادوا المكاتبة وبذلوا الطاعة وكرروا الطلب والرغبة ورأي ع من قوتهم علي ما كان يليهم في الحال من قبل يزيد وتسلطهم عليه وضعفه عنهم ماقوي‌ في ظنه أن المسير هوالواجب تعين عليه مافعله من الاجتهاد والتسبب و لم يكن في حسبانه ع أن القوم يغدر بعضهم ويضعف أهل الحق عن نصرته ويتفق مااتفق من الأمور الغريبة فإن مسلم بن عقيل لمادخل الكوفة أخذ البيعة علي أكثر أهلها. و لماوردها عبيد الله بن زياد و قدسمع بخبر مسلم ودخوله الكوفة وحصوله في دار هانئ بن عروة المرادي‌ علي ماشرح في السيرة وحصل شريك بن الأعور بهاجاء ابن زياد عائدا و قد كان شريك وافق مسلم بن عقيل علي قتل ابن زياد عندحضوره لعيادة شريك وأمكنه ذلك وتيسر له فما فعل واعتذر بعدفوت الأمر إلي شريك بأن ذلك فتك و أن النبي ص قال إن الإيمان قيد الفتك و لو كان فعل مسلم من قتل ابن زياد ماتمكن منه ووافقه شريك عليه لبطل الأمر ودخل الحسين ع الكوفة غيرمدافع عنها وحسر كل أحد قناعه في نصرته واجتمع له من كان في قلبه نصرته وظاهره مع أعدائه . و قد كان مسلم بن عقيل أيضا لماحبس ابن زياد هانئا سار إليه في جماعة من


صفحه : 98

أهل الكوفة حتي حضره في قصره وأخذ بكظمه وأغلق ابن زياد الأبواب دونه خوفا وجبنا حتي بث الناس في كل وجه يرغبون الناس ويرهبونهم ويخذلونهم عن نصرة ابن عقيل فتقاعدوا وتفرق أكثرهم حتي أمسي في شرذمة وانصرف و كان من أمره ما كان . وإنما أردنا بذكر هذه الجملة أن أسباب الظفر بالأعداء كانت لائحة متوجهة و أن الاتفاق السيئ عكس الأمر إلي مايروون من صبره واستسلامه وقلة ناصره علي الرجوع إلي الحق دينا أوحمية فقد فعل ذلك نفر منهم حتي قتلوا بين يديه ع شهداء ومثل هذايطمع فيه ويتوقع في أحوال الشدة.فأما الجمع بين فعله وفعل أخيه الحسن ع فواضح صحيح لأن أخاه سلم كفا للفتنة وخوفا علي نفسه وأهله وشيعته وإحساسا بالغدر من أصحابه و هذا ع لماقوي‌ في ظنه النصرة ممن كاتبه ووثق له ورأي من أسباب قوة نصار الحق وضعف نصار الباطل ماوجب معه عليه الطلب والخروج فلما انعكس ذلك وظهرت أمارات الغدر فيه وسوء الاتفاق رام الرجوع والمكافة والتسليم كمافعل أخوه ع فمنع من ذلك وحيل بينه وبينه فالحالان متفقان إلا أن التسليم والمكافة عندظهور أسباب الخوف لم يقبلا منه ع و لم يجب إلي الموادعة وطلبت نفسه ع فمنع منها بجهده حتي مضي كريما إلي جنة الله تعالي ورضوانه و هذاواضح لمتأمله انتهي .أقول قدمضي في كتاب الإمامة و كتاب الفتن أخبار كثيرة دالة علي أن كلا منهم ع كان مأمورا بأمور خاصة مكتوبة في الصحف السماوية النازلة علي الرسول ص فهم كانوا يعملون بها و لاينبغي‌ قياس الأحكام المتعلقة بهم علي أحكامنا و بعدالاطلاع علي أحوال الأنبياء ع و إن كثيرا منهم كانوا يبعثون فرادي علي ألوف من الكفرة ويسبون آلهتهم ويدعونهم إلي دينهم و لايبالون بما ينالهم من المكاره والضرب والحبس والقتل والإلقاء في النار و غير ذلك لاينبغي‌ الاعتراض علي أئمة الدين في أمثال ذلك مع أنه بعدثبوت عصمتهم بالبراهين


صفحه : 99

والنصوص المتواترة لامجال للاعتراض عليهم بل يجب التسليم لهم في كل مايصدر عنهم . علي أنك لوتأملت حق التأمل علمت أنه ع فدي نفسه المقدسة دين جده و لم يتزلزل أركان دول بني‌ أمية إلا بعدشهادته و لم يظهر للناس كفرهم وضلالتهم إلا عندفوزه بسعادته و لو كان ع يسالمهم ويوادعهم كان يقوي سلطانهم ويشتبه علي الناس أمرهم فيعود بعدحين أعلام الدين طامسة وآثار الهداية مندرسة مع أنه قدظهر لك من الأخبار السابقة أنه ع هرب من المدينة خوفا من القتل إلي مكة وكذا خرج من مكة بعد ماغلب علي ظنه أنهم يريدون غيلته وقتله حتي لم يتيسر له فداه نفسي‌ و أبي وأمي‌ وولدي‌ أن يتم حجة فتحلل وخرج مِنها خائِفاً يَتَرَقّبُ و قدكانوا لعنهم الله ضيقوا عليه جميع الأقطار و لم يتركوا له موضعا للفرار. ولقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم وولاه أمر الموسم وأمره علي الحاج كلهم و كان قدأوصاه بقبض الحسين ع سرا و إن لم يتمكن منه بقتله غيلة ثم إنه دس مع الحاج في تلك السنة ثلاثين رجلا من شياطين بني‌ أمية وأمرهم بقتل الحسين ع علي أي حال اتفق فلما علم الحسين ع بذلك حل من إحرام الحج وجعلها عمرة مفردة. وَ قَد روُيِ‌َ بِأَسَانِيدَ أَنّهُ لَمّا مَنَعَهُ ع مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ عَنِ الخُرُوجِ إِلَي الكُوفَةِ قَالَ وَ اللّهِ يَا أخَيِ‌ لَو كُنتُ فِي جُحرِ هَامّةٍ مِن هَوَامّ الأَرضِ لاَستخَرجَوُنيِ‌ مِنهُ حَتّي يقَتلُوُنيّ‌

.بل الظاهر أنه صلوات الله عليه لو كان يسالمهم ويبايعهم لايتركونه لشدة عداوتهم وكثرة وقاحتهم بل كانوا يغتالونه بكل حيلة ويدفعونه بكل وسيلة وإنما كانوا يعرضون البيعة عليه أولا لعلمهم بأنه لايوافقهم في ذلك أ لاتري


صفحه : 100

إلي مروان لعنه الله كيف كان يشير علي والي‌ المدينة بقتله قبل عرض البيعة عليه و كان عبيد الله بن زياد عليه لعائن الله إلي يوم التناد يقول اعرضوا عليه فلينزل علي أمرنا ثم نري فيه رأينا أ لاتري كيف أمنوا مسلما ثم قتلوه .فأما معاوية فإنه مع شدة عداوته وبغضه لأهل البيت ع كان ذا دهاء ونكراء حزم و كان يعلم أن قتلهم علانية يوجب رجوع الناس عنه وذهاب ملكه وخروج الناس عليه فكان يداريهم ظاهرا علي أي حال ولذا صالحه الحسن ع و لم يتعرض له الحسين ولذلك كان يوصي‌ ولده اللعين بعدم التعرض للحسين ع لأنه كان يعلم أن ذلك يصير سببا لذهاب دولته . أللهم العن كل من ظلم أهل بيت نبيك وقتلهم وأعان عليهم ورضي‌ بما جري عليهم من الظلم والجور لعنا وبيلا وعذبهم عذابا أليما واجعلنا من خيار شيعة آل محمد وأنصارهم والطالبين بثأرهم مع قائمهم صلوات الله عليهم أجمعين

باب 83-شهادة ولدي‌ مسلم الصغيرين رضي‌ الله عنهما

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ رَجَا عَن عَلِيّ بنِ جَابِرٍ عَن عُثمَانَ بنِ دَاوُدَ الهاَشمِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ شَيخٍ لِأَهلِ الكُوفَةِ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع أُسِرَ مِن مُعَسكَرِهِ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ فأَتُيِ‌َ بِهِمَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ فَدَعَا سَجّاناً لَهُ فَقَالَ خُذ هَذَينِ الغُلَامَينِ إِلَيكَ فَمِن طَيّبِ الطّعَامِ فَلَا تُطعِمهُمَا وَ مِنَ البَارِدِ فَلَا تَسقِهِمَا وَ ضَيّق عَلَيهِمَا سِجنَهُمَا وَ كَانَ الغُلَامَانِ يَصُومَانِ النّهَارَ فَإِذَا جَنّهُمَا اللّيلُ أُتِيَا بِقُرصَينِ مِن شَعِيرٍ وَ كُوزٍ مِن مَاءِ القَرَاحِ


صفحه : 101

فَلَمّا طَالَ بِالغُلَامَينِ المَكثُ حَتّي صَارَا فِي السّنَةِ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ يَا أخَيِ‌ قَد طَالَ بِنَا مَكثُنَا وَ يُوشِكُ أَن تَفنَي أَعمَارُنَا وَ تُبلَي أَبدَانُنَا فَإِذَا جَاءَ الشّيخُ فَأَعلِمهُ مَكَانَنَا وَ تَقَرّب إِلَيهِ بِمُحَمّدٍص لَعَلّهُ يُوَسّعُ عَلَينَا فِي طَعَامِنَا وَ يَزِيدُنَا فِي شَرَابِنَا فَلَمّا جَنّهُمَا اللّيلُ أَقبَلَ الشّيخُ إِلَيهِمَا بِقُرصَينِ مِن شَعِيرٍ وَ كُوزٍ مِن مَاءِ القَرَاحِ فَقَالَ لَهُ الغُلَامُ الصّغِيرُ يَا شَيخُ أَ تَعرِفُ مُحَمّداً قَالَ فَكَيفَ لَا أَعرَفُ مُحَمّداً وَ هُوَ نبَيِيّ‌ قَالَ أَ فَتَعرِفُ جَعفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ وَ كَيفَ لَا أَعرِفُ جَعفَراً وَ قَد أَنبَتَ اللّهُ لَهُ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ كَيفَ يَشَاءُ قَالَ أَ فَتَعرِفُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ وَ كَيفَ لَا أَعرِفُ عَلِيّاً وَ هُوَ ابنُ عَمّ نبَيِيّ‌ وَ أَخُو نبَيِيّ‌ قَالَ لَهُ يَا شَيخُ فَنَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ وَ نَحنُ مِن وُلدِ مُسلِمِ بنِ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِكَ أُسَارَي نَسأَلُكَ مِن طَيّبِ الطّعَامِ فَلَا تُطعِمُنَا وَ مِن بَارِدِ الشّرَابِ فَلَا تَسقِينَا وَ قَد ضَيّقتَ عَلَينَا سِجنَنَا فَانكَبّ الشّيخُ عَلَي أَقدَامِهِمَا يُقَبّلُهُمَا وَ يَقُولُ نفَسيِ‌ لِنَفسِكُمَا الفِدَاءُ وَ وجَهيِ‌ لِوَجهِكُمَا الوِقَاءُ يَا عِترَةَ نبَيِ‌ّ اللّهِ المُصطَفَي هَذَا بَابُ السّجنِ بَينَ يَدَيكُمَا مَفتُوحٌ فَخُذَا أَيّ طَرِيقٍ شِئتُمَا فَلَمّا جَنّهُمَا اللّيلُ أَتَاهُمَا بِقُرصَينِ مِن شَعِيرٍ وَ كُوزٍ مِن مَاءِ القَرَاحِ وَ وَقّفَهُمَا عَلَي الطّرِيقِ وَ قَالَ لَهُمَا سِيرَا يَا حبَيِبيَ‌ّ اللّيلَ وَ اكمُنَا النّهَارَ حَتّي يَجعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَكُمَا مِن أَمرِكُمَا فَرَجاً وَ مَخرَجاً فَفَعَلَ الغُلَامَانِ ذَلِكَ فَلَمّا جَنّهُمَا اللّيلُ انتَهَيَا إِلَي عَجُوزٍ عَلَي بَابٍ فَقَالَا لَهَا يَا عَجُوزُ إِنّا غُلَامَانِ صَغِيرَانِ غَرِيبَانِ حَدَثَانِ غَيرُ خَبِيرَينِ بِالطّرِيقِ وَ هَذَا اللّيلُ قَد جَنّنَا أَضِيفِينَا سَوَادَ لَيلَتِنَا هَذِهِ فَإِذَا أَصبَحنَا لَزِمنَا الطّرِيقَ فَقَالَت لَهُمَا فَمَن أَنتُمَا يَا حبَيِبيَ‌ّ فَقَد شَمَمتُ الرّوَائِحَ كُلّهَا فَمَا شَمَمتُ رَائِحَةً هيِ‌َ أَطيَبُ مِن رَائِحَتِكُمَا فَقَالَا لَهَا يَا عَجُوزُ نَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص هَرَبنَا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ مِنَ القَتلِ قَالَتِ العَجُوزُ يَا حبَيِبيَ‌ّ إِنّ لِي خَتَناً فَاسِقاً قَد شَهِدَ الوَقعَةَ مَعَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ أَتَخَوّفُ أَن يُصِيبَكُمَا هَاهُنَا فَيَقتُلَكُمَا قَالَا سَوَادَ لَيلَتِنَا هَذِهِ فَإِذَا أَصبَحنَا لَزِمنَا الطّرِيقَ فَقَالَت سَآتِيكُمَا


صفحه : 102

بِطَعَامٍ ثُمّ أَتَتهُمَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَا وَ شَرِبَا فَلَمّا وَلَجَا الفِرَاشَ قَالَ الصّغِيرُ لِلكَبِيرِ يَا أخَيِ‌ إِنّا نَرجُو أَن نَكُونَ قَد أَمِنّا لَيلَتَنَا هَذِهِ فَتَعَالَ حَتّي أُعَانِقَكَ وَ تعُاَنقِنَيِ‌ وَ أَشَمّ رَائِحَتَكَ وَ تَشَمّ راَئحِتَيِ‌ قَبلَ أَن يُفَرّقَ المَوتُ بَينَنَا فَفَعَلَ الغُلَامَانِ ذَلِكَ وَ اعتَنَقَا وَ نَامَا فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ اللّيلِ أَقبَلَ خَتَنُ العَجُوزِ الفَاسِقُ حَتّي قَرَعَ البَابَ قَرعاً خَفِيفاً فَقَالَتِ العَجُوزُ مَن هَذَا قَالَ أَنَا فُلَانٌ قَالَت مَا ألّذِي أَطرَقَكَ هَذِهِ السّاعَةَ وَ لَيسَ هَذَا لَكَ بِوَقتٍ قَالَ وَيحَكِ افتحَيِ‌ البَابَ قَبلَ أَن يَطِيرَ عقَليِ‌ وَ تَنشَقّ مرَاَرتَيِ‌ فِي جوَفيِ‌ جَهدُ البَلَاءِ قَد نَزَلَ بيِ‌ قَالَت وَيحَكَ مَا ألّذِي نَزَلَ بِكَ قَالَ هَرَبَ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ مِن عَسكَرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَنَادَي الأَمِيرُ فِي مُعَسكَرِهِ مَن جَاءَ بِرَأسِ وَاحِدٍ مِنهُمَا فَلَهُ أَلفُ دِرهَمٍ وَ مَن جَاءَ بِرَأسِهِمَا فَلَهُ أَلفَا دِرهَمٍ فَقَد أُتعِبتُ وَ تَعِبتُ وَ لَم يَصِل فِي يدَيِ‌ شَيءٌ فَقَالَتِ العَجُوزُ يَا ختَنَيِ‌ احذَر أَن يَكُونَ مُحَمّدٌ خَصمَكَ فِي القِيَامَةِ قَالَ لَهَا وَيحَكِ إِنّ الدّنيَا مُحَرّصٌ عَلَيهَا فَقَالَت وَ مَا تَصنَعُ بِالدّنيَا وَ لَيسَ مَعَهَا آخِرَةٌ قَالَ إنِيّ‌ لَأَرَاكِ تُحَامِينَ عَنهُمَا كَأَنّ عِندَكِ مِن طَلَبِ الأَمِيرِ شَيءٌ فقَوُميِ‌ فَإِنّ الأَمِيرَ يَدعُوكِ قَالَت وَ مَا يَصنَعُ الأَمِيرُ بيِ‌ وَ إِنّمَا أَنَا عَجُوزٌ فِي هَذِهِ البَرّيّةِ قَالَ إِنّمَا لِيَ الطّلَبُ افتحَيِ‌ لِيَ البَابَ حَتّي أُرِيحَ وَ أَستَرِيحَ فَإِذَا أَصبَحتُ بَكّرتُ فِي أَيّ الطّرِيقِ آخُذُ فِي طَلَبِهِمَا فَفَتَحَت لَهُ البَابَ وَ أَتَتهُ بِطَعَامٍ وَ شَرَابٍ فَأَكَلَ وَ شَرِبَ فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ اللّيلِ سَمِعَ غَطِيطَ الغُلَامَينِ فِي جَوفِ البَيتِ فَأَقبَلَ يَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ البَعِيرُ الهَائِجُ وَ يَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثّورُ وَ يَلمِسُ بِكَفّهِ جِدَارَ البَيتِ حَتّي وَقَعَت يَدُهُ عَلَي جَنبِ الغُلَامِ الصّغِيرِ فَقَالَ لَهُ مَن هَذَا قَالَ أَمّا أَنَا فَصَاحِبُ المَنزِلِ فَمَن أَنتُمَا فَأَقبَلَ الصّغِيرُ يُحَرّكُ الكَبِيرَ وَ يَقُولُ قُم يَا حبَيِبيِ‌ فَقَد وَ اللّهِ وَقَعنَا فِيمَا كُنّا نُحَاذِرُهُ قَالَ لَهُمَا مَن أَنتُمَا قَالَا لَهُ يَا شَيخُ إِن نَحنُ صَدّقنَاكَ فَلَنَا الأَمَانُ قَالَ نَعَم قَالَا أَمَانُ اللّهِ وَ أَمَانُ رَسُولِهِ وَ ذِمّةُ اللّهِ وَ ذِمّةُ رَسُولِهِص قَالَ نَعَم قَالَا وَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ قَالَ نَعَم قَالَاوَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ


صفحه : 103

وَ شَهِيدٌ قَالَ نَعَم قَالَا لَهُ يَا شَيخُ فَنَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص هَرَبنَا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ مِنَ القَتلِ فَقَالَ لَهُمَا مِنَ المَوتِ هَرَبتُمَا وَ إِلَي المَوتِ وَقَعتُمَا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أظَفرَنَيِ‌ بِكُمَا فَقَامَ إِلَي الغُلَامَينِ فَشَدّ أَكتَافَهُمَا فَبَاتَ الغُلَامَانِ لَيلَتَهُمَا مُكَتّفَينِ فَلَمّا انفَجَرَ عَمُودُ الصّبحِ دَعَا غُلَاماً لَهُ أَسوَدَ يُقَالُ لَهُ فُلَيحٌ فَقَالَ لَهُ خُذ هَذَينِ الغُلَامَينِ فَانطَلِق بِهِمَا إِلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ وَ اضرِب أَعنَاقَهُمَا وَ ائتنِيِ‌ بِرُءُوسِهِمَا لِأَنطَلِقَ بِهِمَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ آخُذَ جَائِزَةَ ألَفيَ‌ دِرهَمٍ فَحَمَلَ الغُلَامُ السّيفَ وَ مَشَي أَمَامَ الغُلَامَينِ فَمَا مَضَي إِلّا غَيرَ بَعِيدٍ حَتّي قَالَ أَحَدُ الغُلَامَينِ يَا أَسوَدُ مَا أَشبَهَ سَوَادَكَ بِسَوَادٍ بِلَالٍ مُؤَذّنِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِنّ موَلاَي‌َ قَد أمَرَنَيِ‌ بِقَتلِكُمَا فَمَن أَنتُمَا قَالَا لَهُ يَا أَسوَدُ نَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص هَرَبنَا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ مِنَ القَتلِ أَضَافَتنَا عَجُوزُكُم هَذِهِ وَ يُرِيدُ مَولَاكَ قَتلَنَا فَانكَبّ الأَسوَدُ عَلَي أَقدَامِهِمَا يُقَبّلُهُمَا وَ يَقُولُ نفَسيِ‌ لِنَفسِكُمَا الفِدَاءُ وَ وجَهيِ‌ لِوَجهِكُمَا الوِقَاءُ يَا عِترَةَ نبَيِ‌ّ اللّهِ المُصطَفَي وَ اللّهِ لَا يَكُونُ مُحَمّدٌ خصَميِ‌ فِي القِيَامَةِ ثُمّ عَدَا فَرَمَي بِالسّيفِ مِن يَدِهِ نَاحِيَةً وَ طَرَحَ نَفسَهُ فِي الفُرَاتِ وَ عَبَرَ إِلَي الجَانِبِ الآخَرِ فَصَاحَ بِهِ مَولَاهُ يَا غُلَامُ عصَيَتنَيِ‌ فَقَالَ يَا موَلاَي‌َ إِنّمَا أَطَعتُكَ مَا دُمتَ لَا تعَصيِ‌ اللّهَ فَإِذَا عَصَيتَ اللّهَ فَأَنَا مِنكَ برَيِ‌ءٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَدَعَا ابنَهُ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّمَا أَجمَعُ الدّنيَا حَلَالَهَا وَ حَرَامَهَا لَكَ وَ الدّنيَا مُحَرّصٌ عَلَيهَا فَخُذ هَذَينِ الغُلَامَينِ إِلَيكَ فَانطَلِق بِهِمَا إِلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ فَاضرِب أَعنَاقَهُمَا وَ ائتنِيِ‌ بِرُءُوسِهِمَا لِأَنطَلِقَ بِهِمَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ آخُذَ جَائِزَةَ ألَفيَ‌ دِرهَمٍ فَأَخَذَ الغُلَامُ السّيفَ وَ مَشَي أَمَامَ الغُلَامَينِ فَمَا مَضَيَا إِلّا غَيرَ بَعِيدٍ حَتّي قَالَ أَحَدُ الغُلَامَينِ يَا شَابّ مَا أخَوفَنَيِ‌ عَلَي شَبَابِكَ هَذَا مِن نَارِ جَهَنّمَ فَقَالَ يَا حبَيِبيَ‌ّ فَمَن أَنتُمَا قَالَا مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص يُرِيدُ وَالِدُكَ قَتلَتَا فَانكَبّ الغُلَامُ عَلَي أَقدَامِهِمَا يُقَبّلُهُمَا وَ يَقُولُ لَهُمَا مَقَالَةَ الأَسوَدِ وَ رَمَي بِالسّيفِ نَاحِيَةً وَ طَرَحَ نَفسَهُ فِي الفُرَاتِ وَ عَبَرَ فَصَاحَ بِهِ أَبُوهُ يَا بنُيَ‌ّ عصَيَتنَيِ‌ قَالَ لَأَن أُطِيعَ اللّهَ وَ أَعصِيَكَ


صفحه : 104

أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أعَصيِ‌َ اللّهَ وَ أُطِيعَكَ قَالَ الشّيخُ لَا يلَيِ‌ قَتلَكُمَا أَحَدٌ غيَريِ‌ وَ أَخَذَ السّيفَ وَ مَشَي أَمَامَهُمَا فَلَمّا صَارَ إِلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ سَلّ السّيفَ عَن جَفنِهِ فَلَمّا نَظَرَ الغُلَامَانِ إِلَي السّيفِ مَسلُولًا اغرَورَقَت أَعيُنُهُمَا وَ قَالَا لَهُ يَا شَيخُ انطَلِق بِنَا إِلَي السّوقِ وَ استَمتِع بِأَثمَانِنَا وَ لَا تُرِد أَن يَكُونَ مُحَمّدٌ خَصمَكَ فِي القِيَامَةِ غَداً فَقَالَ لَا وَ لَكِن أَقتُلُكُمَا وَ أَذهَبُ بِرُءُوسِكُمَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ آخُذُ جَائِزَةَ أَلفَينِ فَقَالَا لَهُ يَا شَيخُ أَ مَا تَحفَظُ قَرَابَتَنَا مِن رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ مَا لَكُمَا مِن رَسُولِ اللّهِ قَرَابَةٌ قَالَا لَهُ يَا شَيخُ فَأتِ بِنَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ حَتّي يَحكُمَ فِينَا بِأَمرِهِ قَالَ مَا إِلَي ذَلِكَ سَبِيلٌ إِلّا التّقَرّبُ إِلَيهِ بِدَمِكُمَا قَالَا لَهُ يَا شَيخُ أَ مَا تَرحَمُ صِغَرَ سِنّنَا قَالَ مَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمَا فِي قلَبيِ‌ مِنَ الرّحمَةِ شَيئاً قَالَا يَا شَيخُ إِن كَانَ وَ لَا بُدّ فَدَعنَا نصُلَيّ‌ رَكَعَاتٍ قَالَ فَصَلّيَا مَا شِئتُمَا إِن نَفَعَتكُمَا الصّلَاةُ فَصَلّي الغُلَامَانِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ ثُمّ رَفَعَا طَرفَيهِمَا إِلَي السّمَاءِ فَنَادَيَا يَا حيَ‌ّ يَا حَلِيمُ يَا أَحكَمَ الحَاكِمِينَ احكُم بَينَنَا وَ بَينَهُ بِالحَقّ فَقَامَ إِلَي الأَكبَرِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَ أَخَذَ بِرَأسِهِ وَ وَضَعَهُ فِي المِخلَاةِ وَ أَقبَلَ الغُلَامُ الصّغِيرُ يَتَمَرّغُ فِي دَمِ أَخِيهِ وَ هُوَ يَقُولُ حَتّي أَلقَي رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا مُختَضِبٌ بِدَمِ أخَيِ‌ فَقَالَ لَا عَلَيكَ سَوفَ أُلحِقُكَ بِأَخِيكَ ثُمّ قَامَ إِلَي الغُلَامِ الصّغِيرِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَ أَخَذَ رَأسَهُ وَ وَضَعَهُ فِي المِخلَاةِ وَ رَمَي بِبَدَنِهِمَا فِي المَاءِ وَ هُمَا يَقطُرَانِ دَماً وَ مَرّ حَتّي أَتَي بِهِمَا عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ وَ هُوَ قَاعِدٌ عَلَي كرُسيِ‌ّ لَهُ وَ بِيَدِهِ قَضِيبُ خَيزُرَانٍ فَوَضَعَ الرّأسَينِ بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِمَا قَامَ ثُمّ قَعَدَ ثُمّ قَامَ ثُمّ قَعَدَ ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ الوَيلُ لَكَ أَينَ ظَفِرتَ بِهِمَا قَالَ أَضَافَتهُمَا عَجُوزٌ لَنَا قَالَ فَمَا عَرَفتَ لَهُمَا حَقّ الضّيَافَةِ قَالَ لَا قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالَا لَكَ قَالَ قَالَا يَا شَيخُ اذهَب بِنَا إِلَي السّوقِ فَبِعنَا فَانتَفِع بِأَثمَانِنَا وَ لَا تُرِد أَن يَكُونَ مُحَمّدٌ خَصمَكَ فِي القِيَامَةِ قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قُلتَ لَهُمَا قَالَ


صفحه : 105

قُلتُ لَا وَ لَكِن أَقتُلُكُمَا وَ أَنطَلِقُ بِرُءُوسِكُمَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ آخُذُ جَائِزَةَ ألَفيَ‌ دِرهَمٍ قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالَا لَكَ قَالَ قَالَا ائتِ بِنَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ حَتّي يَحكُمَ فِينَا بِأَمرِهِ قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قُلتَ قَالَ قُلتُ لَيسَ إِلَي ذَلِكَ سَبِيلٌ إِلّا التّقَرّبُ إِلَيهِ بِدَمِكُمَا قَالَ أَ فَلَا جئِتنَيِ‌ بِهِمَا حَيّينِ فَكُنتُ أُضَعّفُ لَكَ الجَائِزَةَ وَ أَجعَلُهَا أَربَعَةَ آلَافِ دِرهَمٍ قَالَ مَا رَأَيتُ إِلَي ذَلِكَ سَبِيلًا إِلّا التّقَرّبَ إِلَيكَ بِدَمِهِمَا قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالَا لَكَ أَيضاً قَالَ قَالَا لِي يَا شَيخُ احفَظ قَرَابَتَنَا مِن رَسُولِ اللّهِ قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قُلتَ لَهُمَا قَالَ قُلتُ لَهُمَا مَا لَكُمَا مِن رَسُولِ اللّهُ قَرَابَةٌ قَالَ وَيلَكَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالَا لَكَ أَيضاً قَالَ قَالَا يَا شَيخُ ارحَم صِغَرَ سِنّنَا قَالَ فَمَا رَحِمتَهُمَا قَالَ قُلتُ مَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمَا مِنَ الرّحمَةِ فِي قلَبيِ‌ شَيئاً قَالَ وَيلَكَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالَا لَكَ أَيضاً قَالَ قَالَا دَعنَا نصُلَيّ‌ رَكَعَاتٍ فَقُلتُ فَصَلّيَا مَا شِئتُمَا إِن نَفَعَتكُمَا الصّلَاةُ فَصَلّي الغُلَامَانِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالَا فِي آخِرِ صَلَاتِهِمَا قَالَ رَفَعَا طَرفَيهِمَا إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَا يَا حيَ‌ّ يَا حَلِيمُ يَا أَحكَمَ الحَاكِمِينَ احكُم بَينَنَا وَ بَينَهُ بِالحَقّ قَالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ فَإِنّ أَحكَمَ الحَاكِمِينَ قَد حَكَمَ بَينَكُم مَن لِلفَاسِقِ قَالَ فَانتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ أَنَا لَهُ قَالَ فَانطَلِق بِهِ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي قَتَلَ فِيهِ الغُلَامَينِ فَاضرِب عُنُقَهُ وَ لَا تَترُك أَن يَختَلِطَ دَمُهُ بِدَمِهِمَا وَ عَجّل بِرَأسِهِ فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ وَ جَاءَ بِرَأسِهِ فَنَصَبَهُ عَلَي قَنَاةٍ فَجَعَلَ الصّبيَانُ يَرمُونَهُ بِالنّبلِ وَ الحِجَارَةِ وَ هُم يَقُولُونَ هَذَا قَاتِلُ ذُرّيّةِ رَسُولِ اللّهِص

بيان غطيط النائم والمخنوق نخيرهما

أَقُولُ رَوَي فِي المَنَاقِبِ القَدِيمِ هَذِهِ القِصّةَ مَعَ تَغيِيرٍ قَالَ أَخبَرَنَا سَعدُ الأَئِمّةِ سَعِيدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ بَكرٍ الفقُيَميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ السرختكي‌[السرّخكَتَيِ‌ّ] عَن أَحمَدَ بنِ يَعقُوبَ عَن طَاهِرِ بنِ مُحَمّدٍ الحدَاّديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ


صفحه : 106

عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الذهّليِ‌ّ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع بِكَربَلَاءَ هَرَبَ غُلَامَانِ مِن عَسكَرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ اِبرَاهِيمُ وَ الآخَرُ يُقَالُ لَهُ مُحَمّدٌ وَ كَانَا مِن وُلدِ جَعفَرٍ الطّيّارِ فَإِذَا هُمَا بِامرَأَةٍ تسَتقَيِ‌ فَنَظَرَت إِلَي الغُلَامَينِ وَ إِلَي حُسنِهِمَا وَ جَمَالِهِمَا فَقَالَت لَهُمَا مَن أَنتُمَا فَقَالَا نَحنُ مِن وُلدِ جَعفَرٍ الطّيّارِ فِي الجَنّةِ هَرَبنَا مِن عَسكَرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَقَالَتِ المَرأَةُ إِنّ زوَجيِ‌ فِي عَسكَرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ لَو لَا أنَيّ‌ أَخشَي أَن يجَيِ‌ءَ اللّيلَةَ وَ إِلّا ضَيّفتُكُمَا وَ أَحسَنتُ ضِيَافَتَكُمَا فَقَالَا لَهَا أَيّتُهَا المَرأَةُ انطلَقِيِ‌ بِنَا فَنَرجُو أَن لَا يَأتِيَنَا زَوجُكِ اللّيلَةَ فَانطَلَقَتِ المَرأَةُ وَ الغُلَامَانِ حَتّي انتَهَيَا إِلَي مَنزِلِهَا فَأَتَتهُمَا بِطَعَامٍ فَقَالَا مَا لَنَا فِي الطّعَامِ مِن حَاجَةٍ ائتِنَا بِمُصَلّي نقَضيِ‌ فَوَائِتَنَا فَصَلّيَا فَانطَلَقَا إِلَي مَضجَعِهِمَا فَقَالَ الأَصغَرُ لِلأَكبَرِ يَا أخَيِ‌ وَ يَا ابنَ أمُيّ‌ التزَمِنيِ‌ وَ استَنشِق مِن راَئحِتَيِ‌ فإَنِيّ‌ أَظُنّ أَنّهَا آخِرُ ليَلتَيِ‌ لَا نُصبِحُ بَعدَهَا وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحواً مِمّا مَرّ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ هَزّ السّيفَ وَ ضَرَبَ عُنُقَ الأَكبَرِ وَ رَمَي بِبَدَنِهِ الفُرَاتَ فَقَالَ الأَصغَرُ سَأَلتُكَ بِاللّهِ أَن تتَركُنَيِ‌ حَتّي أَتَمَرّغَ بِدَمِ أخَيِ‌ سَاعَةً قَالَ وَ مَا يَنفَعُكَ ذَلِكَ قَالَ هَكَذَا أُحِبّ فَتَمَرّغَ بِدَمِ أَخِيهِ اِبرَاهِيمَ سَاعَةً ثُمّ قَالَ لَهُ قُم فَلَم يَقُم فَوَضَعَ السّيفَ عَلَي قَفَاهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ مِن قِبَلِ القَفَا وَ رَمَي بِبَدَنِهِ إِلَي الفُرَاتِ فَكَانَ بَدَنُ الأَوّلِ عَلَي وَجهِ الفُرَاتِ سَاعَةً حَتّي قَذَفَ الثاّنيِ‌َ فَأَقبَلَ بَدَنُ الأَوّلِ رَاجِعاً يَشَقّ المَاءَ شَقّاً حَتّي التَزَمَ بَدَنَ أَخِيهِ وَ مَضَيَا فِي المَاءِ وَ سَمِعَ هَذَا المَلعُونُ صَوتاً مِن بَينِهِمَا وَ هُمَا فِي المَاءِ رَبّ تَعلَمُ وَ تَرَي مَا فَعَلَ بِنَا هَذَا المَلعُونُ فَاستَوفِ لَنَا حَقّنَا مِنهُ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ فَدَعَا عُبَيدُ اللّهِ بِغُلَامٍ لَهُ أَسوَدَ يُقَالُ لَهُ نَادِرٌ فَقَالَ لَهُ يَا نَادِرُ دُونَكَ هَذَا الشّيخَ شُدّ كَتِفَيهِ فَانطَلِق بِهِ المَوضِعَ ألّذِي قَتَلَ الغُلَامَينِ فِيهِ فَاضرِب عُنُقَهُ وَ سَلَبُهُ لَكَ وَ لَكَ عَشَرَةُ آلَافِ دِرهَمٍ وَ أَنتَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ فَانطَلَقَ الغُلَامُ بِهِ إِلَي المَوضِعِ


صفحه : 107

ألّذِي ضَرَبَ أَعنَاقَهُمَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ يَا نَادِرُ لَا بُدّ لَكَ مِن قتَليِ‌ قَالَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَرَمَي بِجِيفَتِهِ إِلَي المَاءِ فَلَم يَقبَلهُ المَاءُ وَ رَمَي بِهِ إِلَي الشّطّ وَ أَمَرَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ أَن يُحرَقَ بِالنّارِ فَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ وَ صَارَ إِلَي عَذَابِ اللّهِ

باب 93-الوقائع المتأخرة عن قتله صلوات الله عليه إلي رجوع أهل البيت ع إلي المدينة و ماظهر من إعجازه صلوات الله عليه في تلك الأحوال

1- قَالَ السّيّدُ ابنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ المَلهُوفِ عَلَي أَهلِ الطّفُوفِ وَ الشّيخُ ابنُ نُمَا رَحِمَهُ اللّهُ فِي مُثِيرِ الأَحزَانِ وَ اللّفظُ لِلسّيّدِ إِنّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ بَعَثَ بِرَأسِ الحُسَينِ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ هُوَ يَومُ عَاشُورَاءَ مَعَ خوَليِ‌ّ بنِ يَزِيدَ الأصَبحَيِ‌ّ وَ حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ الأزَديِ‌ّ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ أَمَرَ بِرُءُوسِ البَاقِينَ مِن أَصحَابِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَنُظّفَت وَ سُرّحَ بِهَا مَعَ شِمرِ بنِ ذيِ‌ الجَوشَنِ وَ قَيسِ بنِ الأَشعَثِ وَ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ فَأَقبَلُوا بِهَا حَتّي قَدِمُوا الكُوفَةَ وَ أَقَامَ بَقِيّةَ يَومِهِ وَ اليَومَ الثاّنيِ‌َ إِلَي زَوَالِ الشّمسِ ثُمّ رَحَلَ بِمَن تَخَلّفَ مِن عِيَالِ الحُسَينِ ع وَ حَمَلَ نِسَاءَهُ عَلَي أَحلَاسِ أَقتَابٍ بِغَيرِ وِطَاءٍ مُكَشّفَاتِ الوُجُوهِ بَينَ الأَعدَاءِ وَ هُنّ وَدَائِعُ خَيرِ الأَنبِيَاءِ وَ سَاقُوهُنّ كَمَا يُسَاقُ سبَي‌ُ التّركِ وَ الرّومِ فِي أَسرِ المَصَائِبِ وَ الهُمُومِ وَ لِلّهِ دَرّ القَائِلِ


يُصَلّي عَلَي المَبعُوثِ مِن آلِ هَاشِمٍ   وَ يُغزَي بَنُوهُ إِنّ ذَا لَعَجِيبٌ

قَالَ وَ لَمّا انفَصَلَ ابنُ سَعدٍ عَن كَربَلَاءَ خَرَجَ قَومٌ مِن بنَيِ‌ أَسَدٍ فَصَلّوا عَلَي تِلكَ الجُثَثِ الطّوَاهِرِ المُرَمّلَةِ بِالدّمَاءِ وَ دَفَنُوهَا عَلَي مَا هيِ‌َ الآنَ عَلَيهِ


صفحه : 108

وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ دَفَنُوا الحُسَينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ حَيثُ قَبرُهُ الآنَ وَ دَفَنُوا ابنَهُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ الأَصغَرَ عِندَ رِجلَيهِ وَ حَفَرُوا لِلشّهَدَاءِ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ أَصحَابِهِ الّذِينَ صُرِعُوا حَولَهُ مِمّا يلَيِ‌ رجِليَ‌ِ الحُسَينِ ع وَ جَمَعُوهُم وَ دَفَنُوهُم جَمِيعاً مَعاً وَ دَفَنُوا العَبّاسَ بنَ عَلِيّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي مَوضِعِهِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ عَلَي طَرِيقِ الغَاضِرِيّةِ حَيثُ قَبرُهُ الآنَ

وَ قَالَ السّيّدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ سَارَ ابنُ سَعدٍ باِلسبّي‌ِ المُشَارِ إِلَيهِ فَلَمّا قَارَبُوا الكُوفَةَ اجتَمَعَ أَهلُهَا لِلنّظَرِ إِلَيهِنّ قَالَ فَأَشرَفَتِ امرَأَةٌ مِنَ الكُوفِيّاتِ فَقَالَت مِن أَيّ الأُسَارَي أَنتُنّ فَقُلنَ نَحنُ أُسَارَي آلِ مُحَمّدٍ فَنَزَلَت مِن سَطحِهَا وَ جَمَعَت مُلَاءً وَ أُزُراً وَ مَقَانِعَ فَأَعطَتهُنّ فَتَغَطّينَ قَالَ وَ كَانَ مَعَ النّسَاءِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع قَد نَهَكَتهُ العِلّةُ وَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ المُثَنّي وَ كَانَ قَد وَاسَي عَمّهُ وَ إِمَامَهُ فِي الصّبرِ عَلَي الرّمَاحِ وَ إِنّمَا ارتُثّ وَ قَد أُثخِنَ بِالجِرَاحِ وَ كَانَ مَعَهُم أَيضاً زَيدٌ وَ عَمرٌو وَلَدَا الحَسَنِ السّبطِ ع فَجَعَلَ أَهلُ الكُوفَةِ يَنُوحُونَ وَ يَبكُونَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أَ تَنُوحُونَ وَ تَبكُونَ مِن أَجلِنَا فَمَن قَتَلَنَا قَالَ بَشِيرُ بنُ خُزَيمٍ الأسَدَيِ‌ّ وَ نَظَرتُ إِلَي زَينَبَ بِنتِ عَلِيّ ع يَومَئِذٍ وَ لَم أَرَ وَ اللّهِ خَفِرَةً قَطّ أَنطَقَ مِنهَا كَأَنّمَا تُفَرّعُ عَن لِسَانِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد أَومَأَت إِلَي النّاسِ أَنِ اسكُتُوا فَارتَدّتِ الأَنفَاسُ وَ سَكَنَتِ الأَجرَاسُ ثُمّ قَالَت الحَمدُ لِلّهِ وَ الصّلَاةُ عَلَي أَبِي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الأَخيَارِ


صفحه : 109

أَمّا بَعدُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ يَا أَهلَ الخَتلِ وَ الغَدرِ أَ تَبكُونَ فَلَا رَقَأَتِ الدّمعَةُ وَ لَا هَدَأَتِ الرّنّةُ إِنّمَا مَثَلُكُم كَمَثَلِ التّيِ‌نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوّةٍ أَنكاثاً تَتّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُمأَلَا وَ هَل فِيكُم إِلّا الصّلِفُ وَ النّطِفُ وَ مَلقُ الإِمَاءِ وَ غَمزُ الأَعدَاءِ أَو كَمَرعًي عَلَي دِمنَةٍ أَو كَفِضّةٍ عَلَي مَلحُودَةٍ أَلَا سَاءَ مَا قَدّمَت لَكُم أَنفُسُكُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيكُم وَ فِي العَذَابِ أَنتُم خَالِدُونَ أَ تَبكُونَ وَ تَنتَحِبُونَ إيِ‌ وَ اللّهِ فَابكُوا كَثِيراً وَ اضحَكُوا قَلِيلًا فَلَقَد ذَهَبتُم بِعَارِهَا وَ شَنَآنِهَا وَ لَن تَرحَضُوهَا بِغَسلٍ بَعدَهَا أَبَداً وَ أَنّي تَرحَضُونَ قَتلَ سَلِيلِ خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَ سَيّدِ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ مَلَاذِ خِيَرَتِكُم وَ مَفزَعِ نَازِلَتِكُم وَ مَنَارِ حُجّتِكُم وَ مَدَرَةِ سُنّتِكُم أَلَا سَاءَ مَا تَزِرُونَ وَ بُعداً لَكُم وَ سُحقاً فَلَقَد خَابَ السعّي‌ُ وَ تَبّتِ الأيَديِ‌ وَ خَسِرَتِ الصّفقَةُ وَ بُؤتُم بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ ضُرِبَت عَلَيكُمُ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُ وَيلَكُم يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَيّ كَبِدٍ لِرَسُولِ اللّهِ فَرَيتُم وَ أَيّ كَرِيمَةٍ لَهُ أَبرَزتُم وَ أَيّ دَمٍ لَهُ سَفَكتُم وَ أَيّ حُرمَةٍ لَهُ انتَهَكتُم لَقَد جِئتُم بِهِم صَلعَاءَ عَنقَاءَ سَوّاءَ فَقمَاءَ وَ فِي بَعضِهَا خَرقَاءَ شَوهَاءَ كَطِلَاعِ الأَرضِ وَ مُلَاءِ السّمَاءِ أَ فَعَجِبتُم أَن قَطَرَتِ السّمَاءُ دَماً وَ لَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخزَي وَ أَنتُم لَا تُنصَرُونَ فَلَا يَستَخِفّنّكُمُ المَهَلُ فَإِنّهُ لَا تَحفِزُهُ البِدَارُ وَ لَا يُخَافُ فَوتُ الثّأرِ وَ إِنّ رَبّكُم لَبِالمِرصَادِ قَالَ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ النّاسَ يَومَئِذٍ حَيَارَي يَبكُونَ وَ قَد وَضَعُوا أَيدِيَهُم فِي


صفحه : 110

أَفوَاهِهِم وَ رَأَيتُ شَيخاً وَاقِفاً إِلَي جنَبيِ‌ يبَكيِ‌ حَتّي اخضَلّت لِحيَتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ بأِبَيِ‌ أَنتُم وَ أمُيّ‌ كُهُولُكُم خَيرُ الكُهُولِ وَ شَبَابُكُم خَيرُ الشّبَابِ وَ نِسَاؤُكُم خَيرُ النّسَاءِ وَ نَسلُكُم خَيرُ نَسلٍ لَا يُخزَي وَ لَا يُبزَي

وَ رَوَي زَيدُ بنُ مُوسَي قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ ع قَالَخَطَبَت فَاطِمَةُ الصّغرَي بَعدَ أَن رُدّت مِن كَربَلَاءَ فَقَالَت الحَمدُ لِلّهِ عَدَدَ الرّملِ وَ الحَصَي وَ زِنَةَ العَرشِ إِلَي الثّرَي أَحمَدُهُ وَ أُؤمِنُ بِهِ وَ أَتَوَكّلُ عَلَيهِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُص وَ أَنّ وُلدَهُ ذُبِحُوا بِشَطّ الفُرَاتِ بِغَيرِ ذَحلٍ وَ لَا تِرَاتٍ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ أَن أفَترَيِ‌َ عَلَيكَ الكَذِبَ وَ أَن أَقُولَ عَلَيكَ خِلَافَ مَا أَنزَلتَ مِن أَخذِ العُهُودِ لِوَصِيّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ المَسلُوبِ حَقّهُ المَقتُولِ مِن غَيرِ ذَنبٍ كَمَا قُتِلَ وُلدُهُ بِالأَمسِ فِي بَيتٍ مِن بُيُوتِ اللّهِ تَعَالَي فِيهِ مَعشَرٌ مُسلِمَةٌ بِأَلسِنَتِهِم تَعساً لِرُءُوسِهِم مَا دَفَعَت عَنهُ ضَيماً فِي حَيَاتِهِ وَ لَا عِندَ مَمَاتِهِ حَتّي قَبَضتَهُ إِلَيكَ مَحمُودَ النّقِيبَةِ طَيّبَ العَرِيكَةِ مَعرُوفَ المَنَاقِبِ مَشهُورَ المَذَاهِبِ لَم يَأخُذهُ أللّهُمّ فِيكَ لَومَةُ لَائِمٍ وَ لَا عَذلُ عَاذِلٍ هَدَيتَهُ يَا رَبّ لِلإِسلَامِ صَغِيراً وَ حَمِدتَ مَنَاقِبَهُ كَبِيراً وَ لَم يَزَل نَاصِحاً لَكَ وَ لِرَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ حَتّي قَبَضتَهُ إِلَيكَ زَاهِداً فِي الدّنيَا غَيرَ حَرِيصٍ عَلَيهَا رَاغِباً فِي الآخِرَةِ مُجَاهِداً لَكَ فِي سَبِيلِكَ رَضَيتَهُ فَاختَرتَهُ وَ هَدَيتَهُ إِلَي صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ أَمّا بَعدُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ يَا أَهلَ المَكرِ وَ الغَدرِ وَ الخُيَلَاءِ فَإِنّا أَهلُ بَيتٍ ابتَلَانَا اللّهُ بِكُم وَ ابتَلَاكُم بِنَا فَجَعَلَ بَلَاءَنَا حَسَناً وَ جَعَلَ عِلمَهُ عِندَنَا وَ فَهمَهُ لَدَينَا فَنَحنُ عَيبَةُ عِلمِهِ وَ وِعَاءُ فَهمِهِ وَ حِكمَتِهِ وَ حُجّتُهُ فِي الأَرضِ لِبِلَادِهِ وَ لِعِبَادِهِ أَكرَمَنَا اللّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ فَضّلَنَا بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص عَلَي كَثِيرٍ مِمّن خَلَقَ تَفضِيلًا بَيّناً فَكَذّبتُمُونَا وَ كَفّرتُمُونَا وَ رَأَيتُم قِتَالَنَا حَلَالًا وَ أَموَالَنَا نَهباً كَأَنّا أَولَادُ تُركٍ أَو كَابُلٍ كَمَا قَتَلتُم جَدّنَا بِالأَمسِ وَ سُيُوفُكُم تَقطُرُ مِن دِمَائِنَا أَهلَ البَيتِ لِحِقدٍ مُتَقَدّمٍ قَرّت بِذَلِكَ عُيُونُكُم وَ فَرِحَت قُلُوبُكُم افتِرَاءً مِنكُم عَلَي اللّهِ وَ مَكراً مَكَرتُموَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَ فَلَا


صفحه : 111

تَدعُوَنّكُم أَنفُسُكُم إِلَي الجَذَلِ بِمَا أَصَبتُم مِن دِمَائِنَا وَ نَالَت أَيدِيكُم مِن أَموَالِنَا فَإِنّ مَا أَصَابَنَا مِنَ المَصَائِبِ الجَلِيلَةِ وَ الرّزَايَا العَظِيمَةِفِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ لِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم وَ اللّهُ لا يُحِبّ كُلّ مُختالٍ فَخُورٍتَبّاً لَكُم فَانتَظِرُوا اللّعنَةَ وَ العَذَابَ وَ كَأَن قَد حَلّ بِكُم وَ تَوَاتَرَت مِنَ السّمَاءِ نَقِمَاتٌفَيُسحِتَكُمبِمَا كَسَبتُموَ يُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ ثُمّ تُخَلّدُونَ فِي العَذَابِ الأَلِيمِ يَومَ القِيَامَةِ بِمَا ظَلَمتُمُونَاأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَوَيلَكُم أَ تَدرُونَ أَيّةَ يَدٍ طَاعَنَتنَا مِنكُم وَ أَيّةَ نَفسٍ نَزَعَت إِلَي قِتَالِنَا أَم بِأَيّةِ رِجلٍ مَشَيتُم إِلَينَا تَبغُونَ مُحَارَبَتَنَا قَسَت قُلُوبُكُم وَ غَلُظَت أَكبَادُكُم وَ طُبِعَ عَلَي أَفئِدَتِكُم وَ خُتِمَ عَلَي سَمعِكُم وَ بَصَرِكُم وَ سَوّلَ لَكُمُ الشّيطَانُ وَ أَملَي لَكُم وَ جَعَلَ عَلَي بَصَرِكُم غِشَاوَةً فَأَنتُم لَا تَهتَدُونَ تَبّاً لَكُم يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَيّ تِرَاتٍ لِرَسُولِ اللّهِ قِبَلَكُم وَ ذُحُولٍ لَهُ لَدَيكُم بِمَا عَنِدتُم بِأَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع جدَيّ‌ وَ بَنِيهِ عِترَةِ النّبِيّ الطّاهِرِينَ الأَخيَارِ وَ افتَخَرَ بِذَلِكَ مُفتَخِرُ[كُم] فَقَالَ


نَحنُ قَتَلنَا عَلِيّاً وَ بنَيِ‌ عَلِيّ   بِسُيُوفٍ هِندِيّةٍ وَ رِمَاحٍ

وَ سَبَينَا نِسَاءَهُم سبَي‌َ تُركٍ   وَ نَطَحنَاهُم فأَيَ‌ّ نِطَاحٍ

بِفِيكَ أَيّهَا القَائِلُ الكَثكَثُ وَ لَكَ الأَثلَبُ افتَخَرتَ بِقَتلِ قَومٍ زَكّاهُمُ اللّهُ وَ طَهّرَهُم وَ أَذهَبَ عَنهُمُ الرّجسَ فَاكظِم وَ أَقعِ كَمَا أَقعَي أَبُوكَ وَ إِنّمَا لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا قَدّمَت يَدَاهُ حَسَدتُمُونَا وَيلًا لَكُم عَلَي مَا فَضّلَنَا اللّهُ عَلَيكُم


فَمَا ذَنبُنَا أَن جَاشَ دَهراً بُحُورُنَا   وَ بَحرُكَ سَاجٍ لَا يوُاَريِ‌ الدّعَامِصَا

ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِوَ مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِن نُورٍ


صفحه : 112

قَالَ فَارتَفَعَتِ الأَصوَاتُ بِالبُكَاءِ وَ قَالُوا حَسبُكِ يَا ابنَةَ الطّيّبِينَ فَقَد أَحرَقتِ قُلُوبَنَا وَ أَنضَجتِ نُحُورَنَا وَ أَضرَمتِ أَجوَافَنَا فَسَكَتَت عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ جَدّتِهَا السّلَامُ

أقول ذكر في الإحتجاج هذه الخطبة بهذا الإسناد ولنرجع إلي كلام السيد رحمه الله

قَالَ وَ خَطَبَت أُمّ كُلثُومٍ بِنتُ عَلِيّ ع فِي ذَلِكَ اليَومِ مِن وَرَاءِ كُلّتِهَا رَافِعَةً صَوتَهَا بِالبُكَاءِ فَقَالَت يَا أَهلَ الكُوفَةِ سَوأَةً لَكُم مَا لَكُم خَذَلتُم حُسَيناً وَ قَتَلتُمُوهُ وَ انتَهَبتُم أَموَالَهُ وَ وَرِثتُمُوهُ وَ سَبَيتُم نِسَاءَهُ وَ نَكَبتُمُوهُ فَتَبّاً لَكُم وَ سُحقاً وَيلَكُم أَ تَدرُونَ أَيّ دَوَاهٍ دَهَتكُم وَ أَيّ وِزرٍ عَلَي ظُهُورِكُم حَمَلتُم وَ أَيّ دِمَاءٍ سَفَكتُمُوهَا وَ أَيّ كَرِيمَةٍ أَصَبتُمُوهَا وَ أَيّ صِبيَةٍ سَلَبتُمُوهَا وَ أَيّ أَموَالٍ انتَهَبتُمُوهَا قَتَلتُم خَيرَ رِجَالَاتٍ بَعدَ النّبِيّ وَ نُزِعَتِ الرّحمَةُ مِن قُلُوبِكُم أَلَا حِزبُ اللّهِ هُمُ الفَائِزُونَ وَ حِزبُ الشّيطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ ثُمّ قَالَت


قَتَلتُم أخَيِ‌ صَبراً فَوَيلٌ لِأُمّكُم   سَتُجزَونَ نَاراً حَرّهَا يَتَوَقّدُ

سَفَكتُم دِمَاءً حَرّمَ اللّهُ سَفكَهَا   وَ حَرّمَهَا القُرآنُ ثُمّ مُحَمّدٌ

أَلَا فَابشِرُوا بِالنّارِ إِنّكُمُ غَداً   لفَيِ‌ سَقَرٍ حَقّاً يَقِيناً تُخَلّدُوا

وَ إنِيّ‌ لأَبَكيِ‌ فِي حيَاَتيِ‌ عَلَي أخَيِ‌   عَلَي خَيرِ مَن بَعدَ النّبِيّ سَيُولَدُ

بِدَمعٍ غَزِيرٍ مُستَهَلّ مُكَفكَفٍ   عَلَي الخَدّ منِيّ‌ ذَائِباً لَيسَ يَجمُدُ

قَالَ فَضَجّ النّاسُ بِالبُكَاءِ وَ الحَنِينِ وَ النّوحِ وَ نَشَرَ النّسَاءُ شُعُورَهُنّ وَ وَضَعنَ التّرَابَ عَلَي رُءُوسِهِنّ وَ خَمَشنَ وُجُوهَهُنّ وَ ضَرَبنَ خُدُودَهُنّ وَ دَعَونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ وَ بَكَي الرّجَالُ فَلَم يُرَ بَاكِيَةٌ وَ بَاكٍ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ اليَومِ ثُمّ إِنّ زَينَ العَابِدِينَ ع أَومَأَ إِلَي النّاسِ أَنِ اسكُتُوا فَسَكَتُوا فَقَامَ قَائِماً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكَرَ النّبِيّ وَ صَلّي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَأَنَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم


صفحه : 113

أَنَا ابنُ المَذبُوحِ بِشَطّ الفُرَاتِ مِن غَيرِ ذَحلٍ وَ لَا تِرَاتٍ أَنَا ابنُ مَنِ انتُهِكَ حَرِيمُهُ وَ سُلِبَ نَعِيمُهُ وَ انتُهِبَ مَالُهُ وَ سبُيِ‌َ عِيَالُهُ أَنَا ابنُ مَن قُتِلَ صَبراً وَ كَفَي بِذَلِكَ فَخراً أَيّهَا النّاسُ نَاشَدتُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّكُم كَتَبتُم إِلَي أَبِي وَ خَدَعتُمُوهُ وَ أَعطَيتُمُوهُ مِن أَنفُسِكُم العَهدَ وَ المِيثَاقَ وَ البَيعَةَ وَ قَاتَلتُمُوهُ وَ خَذَلتُمُوهُ فَتَبّاً لِمَا قَدّمتُم لِأَنفُسِكُم وَ سَوأَةً لِرَأيِكُم بِأَيّةِ عَينٍ تَنظُرُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص إِذ يَقُولُ لَكُم قَتَلتُم عتِرتَيِ‌ وَ انتَهَكتُم حرُمتَيِ‌ فَلَستُم مِن أمُتّيِ‌ قَالَ فَارتَفَعَت أَصوَاتُ النّاسِ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ وَ يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ هَلَكتُم وَ مَا تَعلَمُونَ فَقَالَ ع رَحِمَ اللّهُ امرَأً قَبِلَ نصَيِحتَيِ‌ وَ حَفِظَ وصَيِتّيِ‌ فِي اللّهِ وَ فِي رَسُولِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَإِنّ لَنَا فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةً حَسَنَةً فَقَالُوا بِأَجمَعِهِم نَحنُ كُلّنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهُ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ حَافِظُونَ لِذِمَامِكَ غَيرَ زَاهِدِينَ فِيكَ وَ لَا رَاغِبِينَ عَنكَ فَمُرنَا بِأَمرِكَ يَرحَمُكَ اللّهُ فَإِنّا حَربٌ لِحَربِكَ وَ سِلمٌ لِسِلمِكَ لَنَأخُذَنّ يَزِيدَ وَ نَبرَأُ مِمّن ظَلَمَكَ وَ ظَلَمَنَا فَقَالَ ع هَيهَاتَ هَيهَاتَ أَيّهَا الغَدَرَةُ المَكَرَةُ حِيلَ بَينَكُم وَ بَينَ شَهَوَاتِ أَنفُسِكُم أَ تُرِيدُونَ أَن تَأتُوا إلِيَ‌ّ كَمَا أَتَيتُم إِلَي آباَئيِ‌ مِن قَبلُ كَلّا وَ رَبّ الرّاقِصَاتِ فَإِنّ الجُرحَ لَمّا يَندَمِلُ قُتِلَ أَبِي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِالأَمسِ وَ أَهلُ بَيتِهِ مَعَهُ وَ لَم ينُسنِيِ‌ ثُكلَ رَسُولِ اللّهِ وَ ثُكلَ أَبِي وَ بنَيِ‌ أَبِي وَ وَجدُهُ بَينَ لهَاَتيِ‌ وَ مَرَارَتُهُ بَينَ حنَاَجرِيِ‌ وَ حلَقيِ‌ وَ غُصَصُهُ يجَريِ‌ فِي فِرَاشِ صدَريِ‌ وَ مسَألَتَيِ‌ أَن لَا تَكُونُوا لَنَا وَ لَا عَلَينَا ثُمّ قَالَ


لَا غَروَ إِن قُتِلَ الحُسَينُ وَ شَيخُهُ   قَد كَانَ خَيراً مِن حُسَينٍ وَ أَكرَمَا

فَلَا تَفرَحُوا يَا أَهلَ كُوفَانَ باِلذّيِ‌   أُصِيبَ حُسَينٌ كَانَ ذَلِكَ أَعظَمَا

قَتِيلٌ بِشَطّ النّهرِ روُحيِ‌ فِدَاؤُهُ   جَزَاءُ ألّذِي أَردَاهُ نَارُ جَهَنّمَا

أَقُولُ روُيِ‌َ فِي الإِحتِجَاجِ هَكَذَا قَالَ حِذيَمُ بنُ بَشِيرٍ خَرَجَ زَينُ العَابِدِينَ ع إِلَي النّاسِ وَ أَومَأَ إِلَيهِم أَنِ اسكُتُوا فَسَكَتُوا إِلَي آخِرِ الخَبَرِ


صفحه : 114

قَالَ السّيّدُ ثُمّ قَالَ ع رَضِينَا مِنكُم رَأساً بِرَأسٍ فَلَا يَومَ لَنَا وَ لَا عَلَينَا

أَقُولُ رَأَيتُ فِي بَعضِ الكُتُبِ المُعتَبَرَةِ روُيِ‌َ مُرسَلًا عَن مُسلِمٍ الجَصّاصِ قَالَ دعَاَنيِ‌ ابنُ زِيَادٍ لِإِصلَاحِ دَارِ الإِمَارَةِ بِالكُوفَةِ فَبَينَمَا أَنَا أُجَصّصُ الأَبوَابَ وَ إِذَا أَنَا بِالزّعَقَاتِ قَدِ ارتَفَعَت مِن جَنَبَاتِ الكُوفَةِ فَأَقبَلتُ عَلَي خَادِمٍ كَانَ مَعَنَا فَقُلتُ مَا لِي أَرَي الكُوفَةَ تَضِجّ قَالَ السّاعَةَ أَتَوا بِرَأسِ خاَرجِيِ‌ّ خَرَجَ عَلَي يَزِيدَ فَقُلتُ مَن هَذَا الخاَرجِيِ‌ّ فَقَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع قَالَ فَتَرَكتُ الخَادِمَ حَتّي خَرَجَ وَ لَطَمتُ وجَهيِ‌ حَتّي خَشِيتُ عَلَي عيَنيِ‌ أَن يَذهَبَ وَ غَسَلتُ يدَيَ‌ّ مِنَ الجِصّ وَ خَرَجتُ مِن ظَهرِ القَصرِ وَ أَتَيتُ إِلَي الكِنَاسِ فَبَينَمَا أَنَا وَاقِفٌ وَ النّاسُ يَتَوَقّعُونَ وَصُولَ السّبَايَا وَ الرّءُوسِ إِذ قَد أَقبَلَت نَحوَ أَربَعِينَ شُقّةً تُحمَلُ عَلَي أَربَعِينَ جَمَلًا فِيهَا الحُرَمُ وَ النّسَاءُ وَ أَولَادُ فَاطِمَةَ ع وَ إِذَا بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع عَلَي بَعِيرٍ بِغَيرِ وِطَاءٍ وَ أَودَاجُهُ تَشخَبُ دَماً وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ


يَا أُمّةَ السّوءِ لَا سُقيَا لِرَبعِكُم   يَا أُمّةً لَم تُرَاعِ جَدّنَا فِينَا

لَو أَنّنَا وَ رَسُولُ اللّهِ يَجمَعُنَا   يَومَ القِيَامَةِ مَا كُنتُم تَقُولُونَا

تُسَيّرُونَا عَلَي الأَقتَابِ عَارِيَةً   كَأَنّنَا لَم نُشَيّد فِيكُم دِيناً

بنَيِ‌ أُمَيّةَ مَا هَذَا الوُقُوفُ عَلَي   تِلكَ المَصَائِبِ لَا تُلَبّونَ دَاعِيَنَا

تُصَفّقُونَ عَلَينَا كَفّكُم فَرَحاً   وَ أَنتُمُ فِي فِجَاجِ الأَرضِ تَسبُونَا

أَ لَيسَ جدَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَيلَكُم   أَهدَي البَرِيّةِ مِن سُبُلِ المُضِلّينَا

يَا وَقعَةَ الطّفّ قَد أوَرثَتنِيِ‌ حَزَناً   وَ اللّهُ يَهتِكُ أَستَارَ المُسِيئِينَا

قَالَ صَارَ أَهلُ الكُوفَةِ يُنَاوِلُونَ الأَطفَالَ الّذِينَ عَلَي المَحَامِلِ بَعضَ التّمرِ وَ الخُبزِ وَ الجَوزِ فَصَاحَت بِهِم أُمّ كُلثُومٍ وَ قَالَت يَا أَهلَ الكُوفَةِ إِنّ الصّدَقَةَ عَلَينَا حَرَامٌ وَ صَارَت تَأخُذُ ذَلِكَ مِنَ أيَديِ‌ الأَطفَالِ وَ أَفوَاهِهِم وَ ترَميِ‌ بِهِ إِلَي الأَرضِ قَالَ كُلّ ذَلِكَ وَ النّاسُ يَبكُونَ عَلَي مَا أَصَابَهُم


صفحه : 115

ثُمّ إِنّ أُمّ كُلثُومٍ أَطلَعَت رَأسَهَا مِنَ المَحمِلِ وَ قَالَت لَهُم صَه يَا أَهلَ الكُوفَةِ تَقتُلُنَا رِجَالُكُم وَ تَبكِينَا نِسَاؤُكُم فَالحَاكِمُ بَينَنَا وَ بَينَكُمُ اللّهُ يَومَ فَصلِ القَضَاءِ فَبَينَمَا هيِ‌َ تُخَاطِبُهُنّ إِذَا بِضَجّةٍ قَدِ ارتَفَعَت فَإِذَا هُم أَتَوا بِالرّءُوسِ يَقدَمُهُم رَأسُ الحُسَينِ ع وَ هُوَ رَأسٌ زهُريِ‌ّ قمَرَيِ‌ّ أَشبَهُ الخَلقِ بِرَسُولِ اللّهِص وَ لِحيَتُهُ كَسَوَادِ السّبَجِ قَدِ انتَصَلَ مِنهَا الخِضَابُ وَ وَجهُهُ دَارَةُ قَمَرٍ طَالِعٍ وَ الرّمحُ تَلعَبُ بِهَا يَمِيناً وَ شِمَالًا فَالتَفَتَت زَينَبُ فَرَأَت رَأسَ أَخِيهَا فَنَطَحَت جَبِينَهَا بِمُقَدّمِ المَحمِلِ حَتّي رَأَينَا الدّمَ يَخرُجُ مِن تَحتِ قِنَاعِهَا وَ أَومَأَت إِلَيهِ بخرقة[بِحُرقَةٍ] وَ جَعَلت تَقُولُ


يَا هِلَالًا لَمّا استَتَمّ كَمَالًا   غَالَهُ خَسفُهُ فَأَبدَا غُرُوبَا

مَا تَوَهّمتُ يَا شَقِيقَ فؤُاَديِ‌   كَانَ هَذَا مُقَدّراً مَكتُوبَا

يَا أخَيِ‌ فَاطِمَ الصّغِيرَةَ كَلّمهَا   فَقَد كَادَ قَلَبُهَا أَن يَذُوبَا

يَا أخَيِ‌ قَلبُكَ الشّفِيقُ عَلَينَا   مَا لَهُ قَد قَسَي وَ صَارَ صَلِيبَا

يَا أخَيِ‌ لَو تَرَي عَلِيّاً لَدَي الأَسرِ   مَعَ اليُتمِ لَا يُطِيقُ وُجُوبَا

كُلّمَا أَوجَعُوهُ بِالضّربِ نَادَاكَ   بِذُلّ يَغِيضُ دَمعاً سَكُوبَا

يَا أخَيِ‌ ضُمّهُ إِلَيكَ وَ قَرّبهُ   وَ سَكّن فُؤَادَهُ المَرعُوبَا

مَا أَذَلّ اليَتِيمَ حِينَ ينُاَديِ‌   بِأَبِيهِ وَ لَا يَرَاهُ مُجِيبَا

ثُمّ قَالَ السّيّدُ ثُمّ إِنّ ابنَ زِيَادٍ جَلَسَ فِي القَصرِ لِلنّاسِ وَ أَذِنَ إِذناً عَامّاً وَ جيِ‌ءَ بِرَأسِ الحُسَينِ ع فَوُضِعَ بَينَ يَدَيهِ وَ أُدخِلَ نِسَاءُ الحُسَينِ وَ صِبيَانُهُ إِلَيهِ فَجَلَسَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ ع مُتَنَكّرَةً فَسَأَلَ عَنهَا فَقِيلَ هَذِهِ زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ فَأَقبَلَ عَلَيهَا فَقَالَت الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فَضَحَكُم وَ أَكذَبَ أُحدُوثَتَكُم فَقَالَت إِنّمَا يَفتَضِحُ الفَاسِقُ وَ يَكذِبُ الفَاجِرُ وَ هُوَ غَيرُنَا فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ كَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللّهِ بِأَخِيكِ وَ أَهلِ بَيتِكِ


صفحه : 116

فَقَالَت مَا رَأَيتُ إِلّا جَمِيلًا هَؤُلَاءِ قَومٌ كَتَبَ اللّهُ عَلَيهِمُ القَتلَ فَبَرَزُوا إِلَي مَضَاجِعِهِم وَ سَيَجمَعُ اللّهُ بَينَكَ وَ بَينَهُم فَتُحَاجّ وَ تُخَاصَمُ فَانظُر لِمَنِ الفَلجُ يَومَئِذٍ ثَكِلَتكَ أُمّكَ يَا ابنَ مَرجَانَةَ قَالَ فَغَضِبَ وَ كَأَنّهُ هَمّ بِهَا فَقَالَ لَهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ إِنّهَا امرَأَةٌ وَ المَرأَةُ لَا تُؤَاخَذُ بشِيَ‌ءٍ مِن مَنطِقِهَا فَقَالَ لَهُ ابنُ زِيَادٍ لَقَد شَفَي اللّهُ قلَبيِ‌ مِن طَاغِيَتِكِ الحُسَينِ وَ العُصَاةِ المَرَدَةِ مِن أَهلِ بَيتِكِ فَقَالَت لعَمَريِ‌ لَقَد قَتَلتَ كهَليِ‌ وَ قَطَعتَ فرَعيِ‌ وَ اجتَثَثتَ أصَليِ‌ فَإِن كَانَ هَذَا شِفَاءَكَ فَقَدِ اشتَفَيتَ فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ هَذِهِ سَجّاعَةٌ وَ لعَمَريِ‌ لَقَد كَانَ أَبُوكِ سَجّاعاً شَاعِراً فَقَالَت يَا ابنَ زِيَادٍ مَا لِلمَرأَةِ وَ السّجَاعَةَ

و قال ابن نما و إن لي عن السجاعة لشغلا وإني‌ لأعجب ممن يشتفي‌ بقتل أئمته ويعلم أنهم منتقمون منه في آخرته

وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فَوُضِعَ الرّأسُ بَينَ يَدَيهِ يَنظُرُ إِلَيهِ وَ يَتَبَسّمُ وَ بِيَدِهِ قَضِيبٌ يَضرِبُ بِهِ ثَنَايَاهُ وَ كَانَ إِلَي جَانِبِهِ زَيدُ بنُ أَرقَمَ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ فَلَمّا رَآهُ يَضرِبُ بِالقَضِيبِ ثَنَايَاهُ قَالَ ارفَع قَضِيبَكَ عَن هَاتَينِ الشّفَتَينِ فَوَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَقَد رَأَيتُ شفَتَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص عَلَيهِمَا مَا لَا أُحصِيهِ يُقَبّلُهُمَا ثُمّ انتَحَبَ بَاكِياً فَقَالَ لَهُ ابنُ زِيَادٍ أَبكَي اللّهُ عَينَيكَ أَ تبَكيِ‌ لِفَتحِ اللّهِ وَ اللّهِ لَو لَا أَنّكَ شَيخٌ كَبِيرٌ قَد خرقت [خَرِفتَ] وَ ذَهَبَ عَقلُكَ لَضَرَبتُ عُنُقَكَ فَنَهَضَ زَيدُ بنُ أَرقَمَ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ صَارَ إِلَي مَنزِلِهِ


صفحه : 117

وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ رَفَعَ زَيدٌ صَوتَهُ يبَكيِ‌ وَ خَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ مَلَكَ عَبدٌ حُرّاً أَنتُم يَا مَعشَرَ العَرَبِ العَبِيدُ بَعدَ اليَومِ قَتَلتُمُ ابنَ فَاطِمَةَ وَ أَمّرتُمُ ابنَ مَرجَانَةَ حَتّي يَقتُلَ خِيَارَكُم وَ يَستَعبِدَ أَشرَارَكُم رَضِيتُم بِالذّلّ فَبُعداً لِمَن رضَيِ‌َ

وَ قَالَ المُفِيدُ فَأُدخِلَ عِيَالُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا عَلَي ابنِ زِيَادٍ فَدَخَلَت زَينَبُ أُختُ الحُسَينِ ع فِي جُملَتِهِم مُتَنَكّرَةً وَ عَلَيهَا أَرذَلُ ثِيَابِهَا وَ مَضَت حَتّي جَلَسَت نَاحِيَةً وَ حَفّت بِهَا إِمَاؤُهَا فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ مَن هَذِهِ التّيِ‌ انحَازَت فَجَلَسَت نَاحِيَةً وَ مَعَهَا نِسَاؤُهَا فَلَم تُجِبهُ زَينَبُ فَأَعَادَ القَولَ ثَانِيَةً وَ ثَالِثَةً يَسأَلُ عَنهَا فَقَالَت لَهُ بَعضُ إِمَائِهَا هَذِهِ زَينَبُ بِنتُ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص فَأَقبَلَ عَلَيهَا ابنُ زِيَادٍ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فَضَحَكُم وَ قَتَلَكُم وَ أَكذَبَ أُحدُوثَتَكُم فَقَالَت زَينَبُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَنَا بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ طَهّرَنَا مِنَ الرّجسِ تَطهِيراً إِنّمَا يَفتَضِحُ الفَاسِقُ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ

وَ قَالَ السّيّدُ وَ ابنُ نُمَا ثُمّ التَفَتَ ابنُ زِيَادٍ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَقَالَ مَن هَذَا فَقِيلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَقَالَ أَ لَيسَ قَد قَتَلَ اللّهُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ فَقَالَ عَلِيّ قَد كَانَ لِي أَخٌ يُسَمّي عَلِيّ بنَ الحُسَينِ قَتَلَهُ النّاسُ فَقَالَ بَلِ اللّهُ قَتَلَهُ فَقَالَ عَلِيّاللّهُ يَتَوَفّي الأَنفُسَ حِينَ مَوتِها وَ التّيِ‌ لَم تَمُت فِي مَنامِها فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ وَ لَكَ جُرأَةٌ عَلَي جوَاَبيِ‌ اذهَبُوا بِهِ فَاضرِبُوا عُنُقَهُ فَسَمِعَت عَمّتُهُ زَينَبُ فَقَالَت يَا ابنَ زِيَادٍ إِنّكَ لَم تُبقِ مِنّا أَحَداً فَإِن عَزَمتَ عَلَي قَتلِهِ فاَقتلُنيِ‌ مَعَهُ

وَ قَالَ المُفِيدُ وَ ابنُ نُمَافَتَعَلّقَت بِهِ زَينَبُ عَمّتُهُ وَ قَالَت يَا ابنَ زِيَادٍ حَسبُكَ مِن دِمَائِنَا وَ اعتَنَقَتهُ وَ قَالَت وَ اللّهِ لَا أُفَارِقُهُ فَإِن قَتَلتَهُ فاَقتلُنيِ‌ مَعَهُ فَنَظَرَ ابنُ زِيَادٍ إِلَيهَا وَ إِلَيهِ سَاعَةً ثُمّ قَالَ عَجَباً لِلرّحِمِ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَظُنّهَا وَدّت أنَيّ‌ قَتَلتُهَا مَعَهُ


صفحه : 118

دَعُوهُ فإَنِيّ‌ أَرَاهُ لِمَا بِهِ

وَ قَالَ السّيّدُ فَقَالَ عَلِيّ لِعَمّتِهِ اسكتُيِ‌ يَا عَمّةُ حَتّي أُكَلّمَهُ ثُمّ أَقبَلَ ع فَقَالَ أَ بِالقَتلِ تهُدَدّنُيِ‌ يَا ابنَ زِيَادٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ القَتلَ لَنَا عَادَةٌ وَ كَرَامَتَنَا الشّهَادَةُ ثُمّ أَمَرَ ابنُ زِيَادٍ بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع وَ أَهلِهِ فَحُمِلُوا إِلَي دَارٍ إِلَي جَنبِ المَسجِدِ الأَعظَمِ فَقَالَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ لَا يَدخُلَنّ عَلَينَا عَرَبِيّةٌ إِلّا أُمّ وَلَدٍ أَو مَملُوكَةٌ فَإِنّهُنّ سُبِينَ وَ قَد سُبِينَا

وَ قَالَ ابنُ نَمَا رُوّيتُ أَنّ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ قَالَ شَهِدتُ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ وَ هُوَ يَنكُتُ بِقَضِيبٍ عَلَي أَسنَانِ الحُسَينِ وَ يَقُولُ إِنّهُ كَانَ حَسَنَ الثّغرِ فَقُلتُ أَمَ وَ اللّهِ لَأَسُوأَنّكَ لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يُقَبّلُ مَوضِعَ قَضِيبِكَ مِن فِيهِ

وَ عَن سَعِيدِ بنِ مُعَاذٍ وَ عَمرِو بنِ سَهلٍ أَنّهُمَا حَضَرَا عُبَيدَ اللّهِ يَضرِبُ بِقَضِيبِهِ أَنفَ الحُسَينِ وَ عَينَيهِ وَ يَطعَنُ فِي فَمِهِ فَقَالَ زَيدُ بنُ أَرقَمَ ارفَع قَضِيبَكَ إنِيّ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهُ وَاضِعاً شَفَتَيهِ عَلَي مَوضِعِ قَضِيبِكَ ثُمّ انتَحَبَ بَاكِياً فَقَاَلَ لَهُ أَبكَي اللّهُ عَينَيكَ عَدُوّ اللّهِ لَو لَا أَنّكَ شَيخٌ قَد خَرِفتَ وَ ذَهَبَ عَقلُكَ لَضَرَبتُ عُنُقَكَ فَقَالَ زَيدٌ لَأُحَدّثَنّكَ حَدِيثاً هُوَ أَغلَظُ عَلَيكَ مِن هَذَا رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص أَقعَدَ حَسَناً عَلَي فَخِذِهِ اليُمنَي وَ حُسَيناً عَلَي فَخِذِهِ اليُسرَي فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي يَافُوخِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَستَودِعُكَ إِيّاهُمَا وَ صَالِحَ المُؤمِنِينَ فَكَيفَ كَانَ وَدِيعَتُكَ لِرَسُولِ اللّهِص

و قال و لمااجتمع عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد بعدقتل الحسين ع قال عبيد الله لعمر ائتني‌ بالكتاب ألذي كتبته إليك في معني قتل الحسين ع ومناجزته فقال ضاع فقال لتجيئنني‌ به أتراك معتذرا في عجائز قريش قال عمر و الله لقد نصحتك في الحسين نصيحة لواستشارني‌ بها أبي سعد كنت قدأديت حقه فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله صدق و الله لوددت أنه ليس من بني‌ زياد رجل إلا و في أنفه خزامة إلي يوم القيامة و أن حسينا لم يقتل قال عمر بن سعد و الله مارجع أحد بشر مما رجعت أطعت عبيد الله وعصيت الله وقطعت الرحم


صفحه : 119

وَ قَالَ السّيّدُ ثُمّ أَمَرَ ابنُ زِيَادٍ بِرَأسِ الحُسَينِ ع فَطِيفَ بِهِ فِي سِكَكِ الكُوفَةِ وَ يَحِقّ لِي أَن أَتَمَثّلَ هَاهُنَا بِأَبيَاتٍ لِبَعضِ ذوَيِ‌ العُقُولِ يرَثيِ‌ بِهَا قَتِيلًا مِن آلِ الرّسُولِص فَقَالَ


رَأسُ ابنِ بِنتِ مُحَمّدٍ وَ وَصِيّهِ   لِلنّاظِرِينَ عَلَي قَنَاةٍ يُرفَعُ

وَ المُسلِمُونَ بِمَنظَرٍ وَ بِمَسمَعٍ   لَا مُنكِرٌ مِنهُم وَ لَا مُتَفَجّعُ

كُحِلَت بِمَنظَرِكَ العُيُونُ عَمَايَةً   وَ أَصَمّ رُزؤُكَ كُلّ أُذُنٍ تَسمَعُ

مَا رَوضَةٌ إِلّا تَمَنّت أَنّهَا   لَكَ حُفرَةٌ وَ لِخَطّ قَبرِكَ مَضجَعُ

أَيقَظتَ أَجفَاناً وَ كُنتَ لَهَا كَرًي   وَ أَنَمتَ عَيناً لَم يَكُن بِكَ تَهجَعُ

قَالَ ثُمّ إِنّ ابنَ زِيَادٍ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ فِي بَعضِ كَلَامِهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَظهَرَ الحَقّ وَ أَهلَهُ وَ نَصرَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ أَشيَاعَهُ وَ قَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ فَمَا زَادَ عَلَي هَذَا الكَلَامِ شَيئاً حَتّي قَامَ إِلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عَفِيفٍ الأزَديِ‌ّ وَ كَانَ مِن خِيَارِ الشّيعَةِ وَ زُهّادِهَا وَ كَانَت عَينُهُ اليُسرَي ذَهَبَت فِي يَومِ الجَمَلِ وَ الأُخرَي فِي يَومِ صِفّينَ وَ كَانَ يُلَازِمُ المَسجِدَ الأَعظَمَ فيَصُلَيّ‌ فِيهِ إِلَي اللّيلِ فَقَالَ يَا ابنَ مَرجَانَةَ إِنّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ أَنتَ وَ أَبُوكَ وَ مَنِ استَعمَلَكَ وَ أَبُوهُ يَا عَدُوّ اللّهِ أَ تَقتُلُونَ أَبنَاءَ النّبِيّينَ وَ تَتَكَلّمُونَ بِهَذَا الكَلَامِ عَلَي مَنَابِرِ المُؤمِنِينَ قَالَ فَغَضِبَ ابنُ زِيَادٍ ثُمّ قَالَ مَن هَذَا المُتَكَلّمُ فَقَالَ أَنَا المُتَكَلّمُ يَا عَدُوّ اللّهِ تَقتُلُ الذّرّيّةَ الطّاهِرَةَ التّيِ‌ قَد أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ تَزعُمُ أَنّكَ عَلَي دِينِ الإِسلَامِ وَا غَوثَاه أَينَ أَولَادُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ لَا يَنتَقِمُونَ مِن طَاغِيَتِكَ اللّعِينِ ابنِ اللّعِينِ عَلَي لِسَانِ مُحَمّدٍ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ قَالَ فَازدَادَ غَضَبُ ابنِ زِيَادٍ حَتّي انتَفَخَت أَودَاجُهُ وَ قَالَ عَلَيّ بِهِ فَبَادَرَ إِلَيهِ الجَلَاوِزَةُ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ لِيَأخُذُوهُ فَقَامَتِ الأَشرَافُ مِنَ الأَزدِ مِن بنَيِ‌ عَمّهِ فَخَلّصُوهُ مِن أيَديِ‌ الجَلَاوِزَةِ وَ أَخرَجُوهُ مِن بَابِ المَسجِدِ وَ انطَلَقُوا بِهِ إِلَي مَنزِلِهِ فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ اذهَبُوا إِلَي هَذَا الأَعمَي أَعمَي الأَزدِ أَعمَي اللّهُ قَلبَهُ كَمَا أَعمَي عَينَهُ فأَتوُنيِ‌ بِهِ


صفحه : 120

فَانطَلَقُوا فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ الأَزدَ اجتَمَعُوا وَ اجتَمَعَت مَعَهُم قَبَائِلُ اليَمَنِ لِيَمنَعُوا صَاحِبَهُم قَالَ وَ بَلَغَ ذَلِكَ إِلَي ابنِ زِيَادٍ فَجَمَعَ قَبَائِلَ مُضَرَ وَ ضَمّهُم إِلَي مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ وَ أَمَرَهُم بِقِتَالِ القَومِ قَالَ فَاقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً حَتّي قُتِلَ بَينَهُم جَمَاعَةٌ مِنَ العَرَبِ قَالَ وَ وَصَلَ أَصحَابُ ابنُ زِيَادٍ إِلَي دَارِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَفِيفٍ فَكَسَرُوا البَابَ وَ اقتَحَمُوا عَلَيهِ فَصَاحَت ابنَتُهُ أَتَاكَ القَومُ مِن حَيثُ تَحذَرُ فَقَالَ لَا عَلَيكِ ناَولِيِنيِ‌ سيَفيِ‌ فَنَاوَلَتهُ إِيّاهُ فَجَعَلَ يَذُبّ عَن نَفسِهِ وَ يَقُولُ


أَنَا ابنُ ذيِ‌ الفَضلِ عَفِيفِ الطّاهِرِ   عَفِيفٌ شيَخيِ‌ وَ ابنُ أُمّ عَامِرِ

كَم دَارِعٍ مِن جَمعِكُم وَ حَاسِرِ   وَ بَطَلٍ جَدّلتُهُ مُغَادِرِ

قَالَ وَ جَعَلَت ابنَتُهُ تَقُولُ يَا أَبَتِ ليَتنَيِ‌ كُنتُ رَجُلًا أُخَاصِمُ بَينَ يَدَيكَ اليَومَ هَؤُلَاءِ الفَجَرَةَ قاَتلِيِ‌ العِترَةِ البَرَرَةِ قَالَ وَ جَعَلَ القَومُ يَدُورُونَ عَلَيهِ مِن كُلّ جِهَةٍ وَ هُوَ يَذُبّ عَن نَفسِهِ فَلَم يَقدِر عَلَيهِ أَحَدٌ وَ كُلّمَا جَاءُوا مِن جِهَةٍ قَالَت يَا أَبَه قَد جَاءُوكَ مِن جِهَةِ كَذَا حَتّي تَكَاثَرُوا عَلَيهِ وَ أَحَاطُوا بِهِ فَقَالَت بِنتُهُ وَا ذُلّاه يُحَاطُ بأِبَيِ‌ وَ لَيسَ لَهُ نَاصِرٌ يَستَعِينُ بِهِ فَجَعَلَ يُدِيرُ سَيفَهُ وَ يَقُولُ


أُقسِمُ لَو يُفسَحُ لِي عَن بصَرَيِ‌   ضَاقَ عَلَيكُم موَردِيِ‌ وَ مصَدرَيِ‌

قَالَ فَمَا زَالُوا بِهِ حَتّي أَخَذُوهُ ثُمّ حُمِلَ فَأُدخِلَ عَلَي ابنِ زِيَادٍ فَلَمّا رَآهُ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَخزَاكَ فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَفِيفٍ يَا عَدُوّ اللّهِ وَ بِمَا ذَا أخَزاَنيِ‌َ اللّهُ


وَ اللّهِ لَو فُرّجَ لِي عَن بصَرَيِ‌   ضَاقَ عَلَيكَ موَردِيِ‌ وَ مصَدرَيِ‌

فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ يَا عَدُوّ اللّهِ مَا تَقُولُ فِي عُثمَانَ بنِ عَفّانَ فَقَالَ يَا عَبدَ بنَيِ‌ عِلَاجٍ يَا ابنَ مَرجَانَةَ وَ شَتَمَهُ مَا أَنتَ وَ عُثمَانُ إِن أَسَاءَ أَم أَحسَنَ وَ أَصلَحَ أَم أَفسَدَ وَ اللّهُ تَعَالَي ولَيِ‌ّ خَلقِهِ يقَضيِ‌ بَينَهُم وَ بَينَ عُثمَانَ بِالعَدلِ وَ الحَقّ وَ لَكِن سلَنيِ‌ عَن أَبِيكَ وَ عَنكَ وَ عَن يَزِيدَ وَ أَبِيهِ فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ وَ اللّهِ لَا سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ أَو تَذُوقَ المَوتَ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَفِيفٍالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أَمَا إنِيّ‌ قَد كُنتُ أَسأَلُ اللّهَ ربَيّ‌ أَن يرَزقُنَيِ‌َ الشّهَادَةَ قَبلَ أَن تَلِدَكَ أُمّكَ وَ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَجعَلَ ذَلِكَ عَلَي يدَيَ‌ أَلعَنِ


صفحه : 121

خَلقِهِ وَ أَبغَضِهِم إِلَيهِ فَلَمّا كُفّ بصَرَيِ‌ يَئِستُ مِنَ الشّهَادَةِ وَ الآنَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي رَزَقَنِيهَا بَعدَ اليَأسِ مِنهَا وَ عرَفّنَيِ‌َ الإِجَابَةَ مِنهُ فِي قَدِيمِ دعُاَئيِ‌ فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ اضرِبُوا عُنُقَهُ فَضُرِبَت عُنُقُهُ وَ صُلِبَ فِي السّبَخَةِ

وَ قَالَ المُفِيدُ فَلَمّا أَخَذَتهُ الجَلَاوِزَةُ نَادَي شِعَارَ الأَزدِ فَاجتَمَعَ مِنهُم سَبعُمِائَةٍ فَانتَزَعُوهُ مِنَ الجَلَاوِزَةِ فَلَمّا كَانَ اللّيلُ أَرسَلَ إِلَيهِ ابنُ زِيَادٍ مَن أَخرَجَهُ مِن بَيتِهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَ صَلَبَهُ فِي السّبَخَةِ رَحِمَهُ اللّهُ

وَ قَالَ ابنُ نُمَا ثُمّ دَعَا جُندَبَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأزَديِ‌ّ وَ كَانَ شَيخاً فَقَالَ يَا عَدُوّ اللّهِ أَ لَستَ صَاحِبَ أَبِي تُرَابٍ قَالَ بَلَي لَا أَعتَذِرُ مِنهُ قَالَ مَا أرَاَنيِ‌ إِلّا مُتَقَرّباً إِلَي اللّهِ بِدَمِكَ قَالَ إِذَن لَا يُقَرّبُكَ اللّهُ مِنهُ بَل يُبَاعِدُكَ قَالَ شَيخٌ قَد ذَهَبَ عَقلُهُ وَ خَلّي سَبِيلَهُ

ثُمّ قَالَ المُفِيدُ وَ لَمّا أَصبَحَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ بَعَثَ بِرَأسِ الحُسَينِ ع فَدِيرَ بِهِ فِي سِكَكِ الكُوفَةِ وَ قَبَائِلِهَا فرَوُيِ‌َ عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ أَنّهُ مُرّ بِهِ عَلَيّ وَ هُوَ عَلَي رُمحٍ وَ أَنَا فِي غُرفَةٍ لِي فَلَمّا حاَذاَنيِ‌ سَمِعتُهُ يَقرَأُأَم حَسِبتَ أَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباًفَقَفّ وَ اللّهِ شعِريِ‌ عَلَيّ وَ نَادَيتُ رَأسُكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَعجَبُ وَ أَعجَبُ

وَ قَالَ السّيّدُ وَ كَتَبَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ إِلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ يُخبِرُهُ بِقَتلِ الحُسَينِ وَ خَبَرِ أَهلِ بَيتِهِ وَ كَتَبَ أَيضاً إِلَي عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ العَاصِ أَمِيرِ المَدِينَةِ بِمِثلِ ذَلِكَ

وَ قَالَ المُفِيدُ وَ لَمّا أَنفَذَ إِلَي ابنِ زِيَادٍ بِرَأسِ الحُسَينِ ع إِلَي يَزِيدَ تَقَدّمَ إِلَي عَبدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الحَارِثِ السلّمَيِ‌ّ فَقَالَ انطَلِق حَتّي تأَتيِ‌َ عَمرَو بنَ سَعِيدِ بنِ العَاصِ بِالمَدِينَةِ فَبَشّرهُ بِقَتلِ الحُسَينِ ع قَالَ عَبدُ المَلِكِ فَرَكِبتُ راَحلِتَيِ‌ وَ سِرتُ نَحوَ المَدِينَةِ فلَقَيِنَيِ‌ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ فَقَالَ مَا الخَبَرُ فَقُلتُ الخَبَرَ عِندَ الأَمِيرِ تَسمَعُهُ


صفحه : 122

إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَقُتِلَ وَ اللّهِ الحُسَينُ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَي عَمرِو بنِ سَعِيدٍ قَالَ مَا وَرَاكَ فَقُلتُ مَا سَرّ الأَمِيرَ قَتلُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَقَالَ اخرُج فَنَادِ بِقَتلِهِ فَنَادَيتُ فَلَم أَسمَع وَ اللّهِ وَاعِيَةً قَطّ مِثلَ وَاعِيَةِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فِي دُورِهِم عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ حِينَ سَمِعُوا النّدَاءَ بِقَتلِهِ ثُمّ دَخَلتُ عَلَي عَمرِو بنِ سَعِيدٍ فَلَمّا رآَنيِ‌ تَبَسّمَ إلِيَ‌ّ ضَاحِكاً ثُمّ أَنشَأَ مُتَمَثّلًا بِقَولِ عَمرِو بنِ مَعدِيكَرِبَ


عَجّت نِسَاءُ بنَيِ‌ زِيَادٍ عَجّةً   كَعَجِيجِ نِسوَتِنَا غَدَاةَ الأَرنَبِ

ثُمّ قَالَ عَمرٌو هَذِهِ وَاعِيَةٌ بِوَاعِيَةِ عُثمَانَ ثُمّ صَعِدَ المِنبَرَ فَأَعلَمَ النّاسَ بِقَتلِ الحُسَينِ ع وَ دَعَا لِيَزِيدَ وَ نَزَلَ

و قال صاحب المناقب قال في خطبته إنها لدمة بلدمة وصدمة بصدمة كم خطبة بعدخطبة وموعظة بعدموعظةحِكمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغنِ النّذُرُ و الله لوددت أن رأسه في بدنه وروحه في جسده أحيانا كان يسبنا ونمدحه ويقطعنا ونصله كعادتنا وعادته و لم يكن من أمره ما كان ولكن كيف نصنع بمن سل سيفه يريد قتلنا إلا أن ندفعه عن أنفسنا فقام عبد الله بن السائب فقال لوكانت فاطمة حية فرأت رأس الحسين لبكت عليه فجبهه عمرو بن سعيد و قال نحن أحق بفاطمة منك أبوها عمنا وزوجها أخونا وابنها ابننا لوكانت فاطمة حية لبكت عينها وحرت كبدها و مالامت من قتله ودفعه عن نفسه

ثُمّ قَالَ المُفِيدُفَدَخَلَ بَعضُ موَاَليِ‌ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَنَعَي إِلَيهِ ابنَيهِ فَاستَرجَعَ فَقَالَ أَبُو السّلَاسِلِ مَولَي عَبدِ اللّهِ هَذَا مَا لَقِينَا مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَحَذَفَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ بِنَعلِهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ اللّخنَاءِ أَ لِلحُسَينِ تَقُولُ هَذَا


صفحه : 123

وَ اللّهِ لَو شَهِدتُهُ لَأَحبَبتُ أَن لَا أُفَارِقَهُ حَتّي أُقتَلَ مَعَهُ وَ اللّهِ إِنّهُ لَمِمّا يَسخَي بنِفَسيِ‌ عَنهُمَا وَ يعُزَيّ‌ عَنِ المُصَابِ بِهِمَا أَنّهُمَا أُصِيبَا مَعَ أخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ مُوَاسِيَينِ لَهُ صَابِرَينِ مَعَهُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي جُلَسَائِهِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَزّ عَلَيّ مَصرَعُ الحُسَينِ إِن لَا أَكُن آسَيتُ حُسَيناً بيِدَيِ‌ فَقَد آسَاهُ ولَدَاَي‌َ فَخَرَجَت أُمّ لُقمَانَ بِنتُ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ سَمِعَت نعَي‌َ الحُسَينِ ع حَاسِرَةً وَ مَعَهَا أَخَوَاتُهَا أُمّ هَانِئٍ وَ أَسمَاءُ وَ رَملَةُ وَ زَينَبُ بَنَاتُ عَقِيلٍ تبَكيِ‌ قَتلَاهَا بِالطّفّ وَ هيِ‌َ تَقُولُ


مَا ذَا تَقُولُونَ إِذ قَالَ النّبِيّ لَكُم   مَا ذَا فَعَلتُم وَ أَنتُم آخِرُ الأُمَمِ

بعِتِرتَيِ‌ وَ بأِهَليِ‌ بَعدَ مفُتقَدَيِ‌   مِنهُم أُسَارَي وَ قَتلَي ضُرّجُوا بِدَمِ

مَا كَانَ هَذَا جزَاَئيِ‌ إِذ نَصَحتُ لَكُم   أَن تخُلفِوُنيِ‌ بِسُوءٍ فِي ذوَيِ‌ رحَمِيِ‌

فَلَمّا كَانَ اللّيلُ فِي ذَلِكَ اليَومِ ألّذِي خَطَبَ فِيهِ عَمرُو بنُ سَعِيدٍ بِقَتلِ الحُسَينِ ع بِالمَدِينَةِ سَمِعَ أَهلُ المَدِينَةِ فِي جَوفِ اللّيلِ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ يَسمَعُونَ صَوتَهُ وَ لَا يَرَونَ شَخصَهُ


أَيّهَا القَاتِلُونَ جَهلًا حُسَيناً   أَبشِرُوا بِالعَذَابِ وَ التّنكِيلِ

كُلّ أَهلِ السّمَاءِ يَدعُو عَلَيكُم   مِن نبَيِ‌ّ وَ مُرسَلٍ وَ قَبِيلِ

قَد لُعِنتُم عَلَي لِسَانِ ابنِ دَاوُدَ   وَ مُوسَي وَ صَاحِبِ الإِنجِيلِ

و قال ابن نما وروي‌ أن يزيد بن معاوية لعنهما الله بعث بمقتل الحسين ع إلي المدينة محرز بن حريث بن مسعود الكلبي‌ من بني‌ عدي‌ بن حباب ورجلا من يهرا وكانا من أفاضل أهل الشام فلما قدما خرجت امرأة من بنات عبدالمطلب قيل هي‌ زينب بنت عقيل ناشرة شعرها واضعة كمها علي رأسها تتلقاهم وهي‌ تبكي‌


  اذا تقولون إذ قال النبي لكم

إلي آخر الأبيات


صفحه : 124

وَ قَالَ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ بَينَمَا أَنَا عِندَ أُمّ سَلَمَةَ إِذ دَخَلَت صَارِخَةٌ تَصرُخُ وَ قَالَت قُتِلَ الحُسَينُ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَعَلُوهَا مَلَأَ اللّهُ قُبُورَهُم نَاراً

وَ نَقَلتُ مِن تَارِيخِ البلَاذرُيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا وَافَي رَأسُ الحُسَينِ المَدِينَةَ سُمِعَتِ الوَاعِيَةُ مِن كُلّ جَانِبٍ فَقَالَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ


ضَرَبَت دَوسَرُ فِيهِم ضَربَةً   أَثبَتَت أَوتَادَ مُلكٍ فَاستَقَرّ

ثُمّ أَخَذَ يَنكُتُ وَجهَهُ بِقَضِيبٍ وَ يَقُولُ


يَا حَبّذَا بَردُكَ فِي اليَدَينِ   وَ لَونُكَ الأَحمَرُ فِي الخَدّينِ

كَأَنّهُ بَاتَ بِمِجسَدَينِ   شَفَيتُ مِنكَ النّفسَ يَا حُسَينُ

وَ مِمّا انفَرَدَ بِهِ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ عَن أَبِي رَبِيعَةَ عَن أَبِي قُبَيلٍ قِيلَ سُمِعَ فِي الهَوَاءِ بِالمَدِينَةِ قَائِلٌ


يَا مَن يَقُولُ بِفَضلِ آلِ مُحَمّدٍ   بَلّغ رِسَالَتَنَا بِغَيرِ توَاَنيِ‌

قَتَلَت شِرَارُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ سَيّداً   خَيرَ البَرِيّةِ مَاجِداً ذَا شَأنِ

ابنَ المُفَضّلِ فِي السّمَاءِ وَ أَرضِهَا   سِبطَ النّبِيّ وَ هَادِمَ الأَوثَانِ

بَكَتِ المَشَارِقُ وَ المَغَارِبُ بَعدَ مَا   بَكَتِ الأَنَامُ لَهُ بِكُلّ لِسَانِ

ثُمّ قَالَ السّيّدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ أَمّا يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ فَإِنّهُ لَمّا وَصَلَ كِتَابُ عُبَيدِ اللّهِ وَ وَقَفَ عَلَيهِ أَعَادَ الجَوَابَ إِلَيهِ يَأمُرُهُ فِيهِ بِحَملِ رَأسِ الحُسَينِ ع وَ رُءُوسِ مَن قُتِلَ مَعَهُ وَ حَملِ أَثقَالِهِ وَ نِسَائِهِ وَ عِيَالِهِ فَاستَدعَي ابنُ زِيَادٍ بِمُخفِرِ بنِ ثَعلَبَةَ العاَئذِيِ‌ّ فَسَلّمَ إِلَيهِ الرّءُوسَ وَ النّسَاءَ فَسَارَ بِهِم إِلَي الشّامِ كَمَا يُسَارُ سَبَايَا الكُفّارِ يَتَصَفّحُ وُجُوهَهُنّ أَهلُ الأَقطَارِ

وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُدَفَعَ ابنُ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ رَأسَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِلَي


صفحه : 125

زَحرِ بنِ قَيسٍ وَ دَفَعَ إِلَيهِ رُءُوسَ أَصحَابِهِ وَ سَرّحَهُ إِلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ وَ أَنفَذَ مَعَهُ أَبَا بُردَةَ بنَ عَوفٍ الأزَديِ‌ّ وَ طَارِقَ بنَ أَبِي ظَبيَانَ فِي جَمَاعَةٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ حَتّي وَرَدُوا بِهَا عَلَي يَزِيدَ بِدِمَشقَ

وَ قَالَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ رَوَي أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابنِ أَبِي قُبَيلٍ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع بُعِثَ بِرَأسِهِ إِلَي يَزِيدَ فَنَزَلُوا فِي أَوّلِ مَرحَلَةٍ فَجَعَلُوا يَشرَبُونَ وَ يَتَبَجّحُونَ بِالرّأسِ فِيمَا بَينَهُم فَخَرَجَت عَلَيهِم كَفّ مِنَ الحَائِطِ مَعَهَا قَلَمٌ مِن حَدِيدٍ فَكَتَبَت أَسطُراً بِدَمٍ


أَ تَرجُو أُمّةٌ قَتَلَت حُسَيناً   شَفَاعَةَ جَدّهِ يَومَ الحِسَابِ

و قال صاحب الكامل وصاحب المناقب و ابن نما ذكر أبومخنف أن عمر بن سعد لمادفع الرأس إلي خولي‌ الأصبحي‌ لعنهما الله ليحمله إلي ابن زياد عليه اللعنة أقبل به خولي‌ ليلا فوجد باب القصر مغلقا فأتي به منزله و له امرأتان امرأة من بني‌ أسد وأخري حضرمية يقال لها النوار فأوي إلي فراشها فقالت له ماالخبر فقال جئتك بالذهب هذارأس الحسين معك في الدار فقالت ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله ص و الله لايجمع رأسي‌ ورأسك وسادة أبدا قالت فقمت من فراشي‌ فخرجت إلي الدار ودعا الأسدية فأدخلها عليه فما زالت و الله أنظر إلي نور مثل العمود يسطع من الإجانة التي‌ فيهارأس الحسين ع إلي السماء ورأيت طيورا بيضا ترفرف حولها وحول الرأس

وَ قَالَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ وَ السّيّدُ وَ اللّفظُ لِصَاحِبِ المَنَاقِبِ رَوَي ابنُ لَهِيعَةَ وَ غَيرُهُ حَدِيثاً أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ قَالَكُنتُ أَطُوفُ بِالبَيتِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَقُولُ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ مَا أَرَاكَ فَاعِلًا فَقُلتُ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَقُل مِثلَ هَذَا فَإِنّ ذُنُوبَكَ لَو كَانَت مِثلَ قَطرِ الأَمطَارِ وَ وَرَقِ الأَشجَارِ فَاستَغفَرتَ اللّهَ غَفَرَهَا لَكَ فَإِنّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَالَ فَقَالَ لِي تَعَالَ حَتّي أُخبِرَكَ بقِصِتّيِ‌ فَأَتَيتُهُ


صفحه : 126

فَقَالَ اعلَم أَنّنَا كُنّا خَمسِينَ نَفَراً مِمّن سَارَ مَعَ رَأسِ الحُسَينِ إِلَي الشّامِ وَ كُنّا إِذَا أَمسَينَا وَضَعنَا الرّأسَ فِي التّابُوتِ وَ شَرِبنَا الخَمرَ حَولَ التّابُوتِ فَشَرِبَ أصَحاَبيِ‌ لَيلَةً حَتّي سَكِرُوا وَ لَم أَشرَب مَعَهُم فَلَمّا جَنّ اللّيلُ سَمِعتُ رَعداً وَ رَأَيتُ بَرقاً فَإِذَا أَبوَابُ السّمَاءِ قَد فُتِحَت وَ نَزَلَ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ وَ إِسحَاقُ وَ نَبِيّنَا مُحَمّدٌص وَ مَعَهُم جَبرَئِيلُ وَ خَلقٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فَدَنَا جَبرَئِيلُ مِنَ التّابُوتِ فَأَخرَجَ الرّأسَ وَ ضَمّهُ إِلَي نَفسِهِ وَ قَبّلَهُ ثُمّ كَذَلِكَ فَعَلَ الأَنبِيَاءُ كُلّهُم وَ بَكَي النّبِيّص عَلَي رَأسِ الحُسَينِ فَعَزّاهُ الأَنبِيَاءُ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ‌ أَن أُطِيعَكَ فِي أُمّتِكَ فَإِن أمَرَتنَيِ‌ زَلزَلتُ بِهِمُ الأَرضَ وَ جَعَلتُ عَالِيَهَا سَافِلَهَا كَمَا فَعَلتُ بِقَومِ لُوطٍ فَقَالَ النّبِيّص لَا يَا جَبرَئِيلُ فَإِنّ لَهُم معَيِ‌ مَوقِفاً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ ثُمّ صَلّوا عَلَيهِ ثُمّ أَتَي قَومٌ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ قَالُوا إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمَرَنَا بِقَتلِ الخَمسِينَ فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّ شَأنَكُم بِهِم فَجَعَلُوا يَضرِبُونَ بِالحَرَبَاتِ ثُمّ قصَدَنَيِ‌ وَاحِدٌ مِنهُم بِحَربَتِهِ ليِضَربِنَيِ‌ فَقُلتُ الأَمَانَ الأَمَانَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ اذهَب فَلَا غَفَرَ اللّهُ لَكَ فَلَمّا أَصبَحتُ رَأَيتُ أصَحاَبيِ‌ كُلّهُم جَاثِمِينَ رَمَاداً

ثُمّ قَالَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ وَ بإِسِناَديِ‌ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ الحدَاَديِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الهنُدوُاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ فِي هَذَا الحَدِيثِ فِيهِ زِيَادَةٌ عِندَ قَولِهِ لِيَحمِلَهُ إِلَي يَزِيدَ قَالَ كُلّ مَن قَتَلَهُ جَفّت يَدُهُ وَ فِيهِ إِذ سَمِعتُ صَوتَ بَرقٍ لَم أَسمَع مِثلَهُ فَقِيلَ قَد أَقبَلَ مُحَمّدٌص فَسَمِعتُ صَهِيلَ الخَيلِ وَ قَعقَعَةَ السّلَاحِ مَعَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ الكَرُوبِيّينَ وَ الرّوحَانِيّينَ وَ المُقَرّبِينَ ع وَ فِيهِ فَشَكَا النّبِيّص إِلَي المَلَائِكَةِ وَ النّبِيّينَ وَ قَالَ قَتَلُوا ولَدَيِ‌ وَ قُرّةَ عيَنيِ‌ وَ كُلّهُم قَبّلَ الرّأسَ وَ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ الباَقيِ‌ يَقرُبُ بَعضُهَا مِن بَعضٍ

أَقُولُ وَ فِي بَعضِ الكُتُبِأَنّهُم لَمّا قَرُبُوا مِن بَعلَبَكّ كَتَبُوا إِلَي صَاحِبِهَا فَأَمَرَ بِالرّايَاتِ فَنُشِرَت وَ خَرَجَ الصّبيَانُ يَتَلَقّونَهُم عَلَي نَحوٍ مِن سِتّةِ أَميَالٍ فَقَالَت


صفحه : 127

أُمّ كُلثُومٍ أَبَادَ اللّهُ كَثرَتَكُم وَ سَلّطَ عَلَيكُم مَن يَقتُلُكُم ثُمّ بَكَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ قَالَ


وَ هُوَ الزّمَانُ فَلَا تَفنَي عَجَائِبُهُ   مِنَ الكِرَامِ وَ مَا تُهدَي مَصَائِبُهُ

فَلَيتَ شعَريِ‌ إِلَي كَم ذَا تُجَاذِبُنَا   فُنُونُهُ وَ تَرَانَا لَم نُجَاذِبهُ

يُسرَي بِنَا فَوقَ أَقتَابٍ بِلَا وِطَاءٍ   وَ سَابِقُ العِيسِ يحَميِ‌ عَنهُ غَارِبُهُ

كَأَنّنَا مِن أُسَارَي الرّومِ بَينَهُم   كَأَنّ مَا قَالَهُ المُختَارُ كَاذِبُهُ

كَفَرتُمُ بِرَسُولِ اللّهِ وَيحَكُم   فَكُنتُم مِثلَ مَن ضَلّت مَذَاهِبُهُ

ثُمّ قَالَ السّيّدُ ره وَ سَارَ القَومُ بِرَأسِ الحُسَينِ ع وَ نِسَائِهِ وَ الأَسرَي مِن رِجَالِهِ فَلَمّا قَرُبُوا مِن دِمَشقَ دَنَت أُمّ كُلثُومٍ مِن شِمرٍ وَ كَانَ فِي جُملَتِهِم فَقَالَت لِي إِلَيكَ حَاجَةٌ فَقَالَ مَا حَاجَتُكِ فَقَالَت إِذَا دَخَلتَ بِنَا البَلَدَ فَاحمِلنَا فِي دَربٍ قَلِيلِ النّظّارَةِ وَ تَقَدّم إِلَيهِم أَن يُخرِجُوا هَذِهِ الرّءُوسَ مِن بَينِ المَحَامِلِ وَ يُنَحّونَا عَنهَا فَقَد خُزِينَا مِن كَثرَةِ النّظَرِ إِلَينَا وَ نَحنُ فِي هَذِهِ الحَالِ فَأَمَرَ فِي جَوَابِ سُؤَالِهَا أَن يُجعَلَ الرّءُوسُ عَلَي الرّمَاحِ فِي أَوسَاطِ المَحَامِلِ بَغياً مِنهُ وَ كُفراً وَ سَلَكَ بِهِم بَينَ النّظّارَةِ عَلَي تِلكَ الصّفَةِ حَتّي أَتَي بِهِم بَابَ دِمَشقَ فَوَقَفُوا عَلَي دَرَجِ بَابِ المَسجِدِ الجَامِعِ حَيثُ يُقَامُ السبّي‌ُ

وَ رَوَي صَاحِبُ المَنَاقِبِ بِإِسنَادِهِ عَن زَيدٍ عَن آبَائِهِ أَنّ سَهلَ بنَ سَعدٍ قَالَ خَرَجتُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ حَتّي تَوَسّطتُ الشّامَ فَإِذَا أَنَا بِمَدِينَةٍ مُطّرَدَةِ الأَنهَارِ كَثِيرَةِ الأَشجَارِ قَد عَلّقُوا السّتُورَ وَ الحُجُبَ وَ الدّيبَاجَ وَ هُم فَرِحُونَ مُستَبشِرُونَ وَ عِندَهُم نِسَاءٌ يَلعَبنَ بِالدّفُوفِ وَ الطّبُولِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَا نَرَي لِأَهلِ الشّامِ عِيداً لَا نَعرِفُهُ نَحنُ فَرَأَيتُ قَوماً يَتَحَدّثُونَ فَقُلتُ يَا قَومُ لَكُم بِالشّامِ عِيدٌ لَا نَعرِفُهُ نَحنُ قَالُوا يَا شَيخُ نَرَاكَ أَعرَابِيّاً فَقُلتُ أَنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ قَد رَأَيتُ مُحَمّداًص قَالُوا يَا سَهلُ مَا أَعجَبَكَ السّمَاءُ لَا تَمطُرُ دَماً وَ الأَرضُ لَا تَنخَسِفُ بِأَهلِهَا قُلتُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالُوا هَذَا رَأسُ الحُسَينِ ع عِترَةِ مُحَمّدٍص يُهدَي مِن أَرضِ العِرَاقِ فَقُلتُ وَا عَجَبَاه يُهدَي رَأسُ


صفحه : 128

الحُسَينِ وَ النّاسُ يَفرَحُونَ قُلتُ مِن أَيّ بَابٍ يُدخَلُ فَأَشَارُوا إِلَي بَابٍ يُقَالُ لَهُ بَابُ سَاعَاتٍ قَالَ فَبَينَا أَنَا كَذَلِكَ حَتّي رَأَيتُ الرّايَاتِ يَتلُو بَعضُهَا بَعضاً فَإِذَا نَحنُ بِفَارِسٍ بِيَدِهِ لِوَاءٌ مَنزُوعُ السّنَانِ عَلَيهِ رَأسٌ مِن أَشبَهِ النّاسِ وَجهاً بِرَسُولِ اللّهِص فَإِذَا أَنَا مِن وَرَائِهِ رَأَيتُ نِسوَةً عَلَي جِمَالٍ بِغَيرِ وِطَاءٍ فَدَنَوتُ مِن أُولَاهُم فَقُلتُ يَا جَارِيَةُ مَن أَنتِ فَقَالَت أَنَا سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ فَقُلتُ لَهَا أَ لَكِ حَاجَةٌ إلِيَ‌ّ فَأَنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ مِمّن رَأَي جَدّكِ وَ سَمِعتُ حَدِيثَهُ قَالَت يَا سَعدُ قُل لِصَاحِبِ هَذَا الرّأسِ أَن يُقَدّمَ الرّأسَ أَمَامَنَا حَتّي يَشتَغِلَ النّاسُ بِالنّظَرِ إِلَيهِ وَ لَا يَنظُرُوا إِلَي حَرَمِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ سَهلٌ فَدَنَوتُ مِن صَاحِبِ الرّأسِ فَقُلتُ لَهُ هَل لَكَ أَن تقَضيِ‌َ حاَجتَيِ‌ وَ تَأخُذَ منِيّ‌ أَربَعَمِائَةِ دِينَارٍ قَالَ مَا هيِ‌َ قُلتُ تُقَدّمُ الرّأسَ أَمَامَ الحَرَمِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَدَفَعتُ إِلَيهِ مَا وَعَدتُهُ وَ وَضَعَ الرّأسَ فِي حُقّةٍ وَ دَخَلُوا عَلَي يَزِيدَ فَدَخَلتُ مَعَهُم وَ كَانَ يَزِيدُ جَالِساً عَلَي السّرِيرِ وَ عَلَي رَأسِهِ تَاجٌ مُكَلّلٌ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ حَولَهُ كَثِيرٌ مِن مَشَايِخِ قُرَيشٍ فَلَمّا دَخَلَ صَاحِبُ الرّأسِ وَ هُوَ يَقُولُ


أَوقِر ركِاَبيِ‌ فِضّةً وَ ذَهَباً   أَنَا قَتَلتُ السّيّدَ المُحَجّبَا

قَتَلتُ خَيرَ النّاسِ أُمّاً وَ أَباً   وَ خَيرَهُم إِذ يَنسُبُونَ النّسَبَا

قَالَ لَو عَلِمتَ أَنّهُ خَيرُ النّاسِ لِمَ قَتَلتَهُ قَالَ رَجَوتُ الجَائِزَةَ مِنكَ فَأَمَرَ بِضَربِ عُنُقِهِ فَجَزّ رَأسَهُ وَ وَضَعَ رَأسَ الحُسَينِ ع عَلَي طَبَقٍ مِن ذَهَبٍ وَ هُوَ يَقُولُ كَيفَ رَأَيتَ يَا حُسَينُ

ثُمّ قَالَ السّيّدُ فرَوُيِ‌َ أَنّ بَعضَ فُضَلَاءِ التّابِعِينَ لَمّا شَهِدَ بِرَأسِ الحُسَينِ بِالشّامِ أَخفَي نَفسَهُ شَهراً مِن جَمِيعِ أَصحَابِهِ فَلَمّا وَجَدُوهُ بَعدَ إِذ فَقَدُوهُ سَأَلُوهُ عَن سَبَبِ ذَلِكَ فَقَالَ أَ لَا تَرَونَ مَا نَزَلَ بِنَا ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


صفحه : 129


جَاءُوا بِرَأسِكَ يَا ابنَ بِنتِ مُحَمّدٍ   قَتَلُوا جِهَاراً عَامِدِينَ رَسُولًا

قَتَلُوكَ عَطشَاناً وَ لَمّا يَرقُبُوا   فِي قَتلِكَ التّأوِيلَ وَ التّنزِيلَا

وَ يُكَبّرُونَ بِأَن قُتِلتَ وَ إِنّمَا   قَتَلُوا بِكَ التّكبِيرَ وَ التّهلِيلَا

قَالَ وَ جَاءَ شَيخٌ فَدَنَا مِن نِسَاءِ الحُسَينِ وَ عِيَالِهِ وَ هُم أُقِيمُوا عَلَي دَرَجِ بَابِ المَسجِدِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَتَلَكُم وَ أَهلَكَكُم وَ أَرَاحَ البِلَادَ مِن رِجَالِكُم وَ أَمكَنَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مِنكُم فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يَا شَيخُ هَل قَرَأتَ القُرآنَ قَالَ نَعَم قَالَ فَهَل عَرَفتَ هَذِهِ الآيَةَقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي قَالَ الشّيخُ قَد قَرَأتُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ فَنَحنُ القُربَي يَا شَيخُ فَهَل قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَوَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي قَالَ نَعَم قَالَ عَلِيّ فَنَحنُ القُربَي يَا شَيخُ وَ هَل قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً قَالَ الشّيخُ قَد قَرَأتُ ذَلِكَ قَالَ عَلِيّ فَنَحنُ أَهلُ البَيتِ الّذِينَ خُصّصنَا بِآيَةِ الطّهَارَةِ يَا شَيخُ قَالَ فبَقَيِ‌َ الشّيخُ سَاكِتاً نَادِماً عَلَي مَا تَكَلّمَ بِهِ وَ قَالَ بِاللّهِ إِنّكُم هُم فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ تَاللّهِ إِنّا لَنَحنُ هُم مِن غَيرِ شَكّ وَ حَقّ جَدّنَا رَسُولِ اللّهِ إِنّا لَنَحنُ هُم فَبَكَي الشّيخُ وَ رَمَي عِمَامَتَهُ وَ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِن عَدُوّ آلِ مُحَمّدٍ مِن جِنّ وَ إِنسٍ ثُمّ قَالَ هَل لِي مِن تَوبَةٍ فَقَالَ لَهُ نَعَم إِن تُبتَ تَابَ اللّهُ عَلَيكَ وَ أَنتَ مَعَنَا فَقَالَ أَنَا تَائِبٌ فَبَلَغَ يَزِيدَ بنَ مُعَاوِيَةَ حَدِيثُ الشّيخِ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ

وَ قَالَ المُفِيدُ وَ ابنُ نُمَا رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ رَبِيعَةَ الحمِيرَيِ‌ّ قَالَإنِيّ‌ لَعِندَ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ بِدِمَشقَ إِذ أَقبَلَ زَحرُ بنُ قَيسٍ حَتّي دَخَلَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ وَيلَكَ مَا وَرَاكَ وَ مَا عِندَكَ قَالَ أَبشِر يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِفَتحِ اللّهِ وَ نَصرِهِ وَرَدَ عَلَينَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ فِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ سِتّينَ مِن شِيعَتِهِ فَسِرنَا إِلَيهِم فَسَأَلنَاهُم أَن


صفحه : 130

يَستَسلِمُوا أَو يَنزِلُوا عَلَي حُكمِ الأَمِيرِ عُبَيدِ اللّهِ أَوِ القِتَالِ فَاختَارُوا القِتَالَ عَلَي الِاستِسلَامِ فَعَدَونَا عَلَيهِم مَعَ شُرُوقِ الشّمسِ فَأَحَطنَا بِهِم مِن كُلّ نَاحِيَةٍ حَتّي إِذَا أَخَذَتِ السّيُوفُ مَأخَذَهَا مِن هَامِ القَومِ جَعَلُوا يَهرُبُونَ إِلَي غَيرِ وَزَرٍ وَ يَلُوذُونَ مِنّا بِالَآكَامِ وَ الحُفَرِ لِوَاذاً كَمَا لَاذَ الحَمَامُ مِنَ الصّقرِ فَوَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا كَانَ إِلّا جَزرَ جَزُورٍ أَو نَومَةَ قَائِلٍ حَتّي أَتَينَا عَلَي آخِرِهِم فَهَاتِيكَ أَجسَادُهُم مُجَرّدَةً وَ ثِيَابُهُم مُرَمّلَةً وَ خُدُودُهُم مُعَفّرَةً تَصهَرُهُمُ الشّمسُ وَ تسَفيِ‌ عَلَيهِمُ الرّيحُ زُوّارُهُمُ الرّخَمُ وَ العِقبَانُ فَأَطرَقَ يَزِيدُ هُنَيئَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ قَد كُنتُ أَرضَي مِن طَاعَتِكُم بِدُونِ قَتلِ الحُسَينِ أَمَا لَو كُنتُ صَاحِبَهُ لَعَفَوتُ عَنهُ ثُمّ إِنّ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ بَعدَ إِنفَاذِهِ بِرَأسِ الحُسَينِ ع أَمَرَ فِتيَانَهُ وَ صِبيَانَهُ وَ نِسَاءَهُ فَجُهّزُوا وَ أَمَرَ بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ فَغُلّ بِغُلّ فِي عُنُقِهِ ثُمّ سَرّحَ بِهِم فِي أَثَرِ الرّءُوسِ مَعَ مُخفِرِ بنِ ثَعلَبَةَ العاَئذِيِ‌ّ وَ شِمرِ بنِ ذيِ‌ الجَوشَنِ فَانطَلَقُوا بِهِم حَتّي لَحِقُوا بِالقَومِ الّذِينَ مَعَهُمُ الرّأسُ وَ لَم يَكُن عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يُكَلّمُ أَحَداً مِنَ القَومِ فِي الطّرِيقِ كَلِمَةً وَاحِدَةً حَتّي بَلَغُوا فَلَمّا انتَهَوا إِلَي بَابِ يَزِيدَ رَفَعَ مُخفِرُ بنُ ثَعلَبَةَ صَوتَهُ فَقَالَ هَذَا مُخفِرُ بنُ ثَعلَبَةَ أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِالفَجَرَةِ اللّئَامِ فَأَجَابَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ مَا وَلَدَت أُمّ مُخفِرٍ أَشَرّ وَ أَلأَمُ وَ زَادَ فِي المَنَاقِبِ وَ لَكِن قَبّحَ اللّهُ ابنَ مَرجَانَةَ

قَالَ فِي المَنَاقِبِ وَ كَانَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ الحَكَمِ قَاعِداً فِي مَجلِسِ يَزِيدَ فَقَالَ


لَهَامٌ بِجَنبِ الطّفّ أَدنَي قَرَابَةً   مِنِ ابنِ زِيَادِ العَبدِ ذيِ‌ النّسَبِ الوَغلِ

سُمَيّةُ أَمسَي نَسلُهَا عَدَدَ الحَصَا   وَ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ لَيسَت بذِيِ‌ نَسلِ

صفحه : 131

قَالَ يَزِيدُ نَعَم فَلَعَنَ اللّهُ ابنَ مَرجَانَةَ إِذ أَقدَمَ عَلَي مِثلِ الحُسَينِ بنِ فَاطِمَةَ لَو كُنتُ صَاحِبَهُ لَمَا سأَلَنَيِ‌ خَصلَةً إِلّا أَعطَيتُهُ إِيّاهَا وَ لَدَفَعتُ عَنهُ الحَتفَ بِكُلّ مَا استَطَعتُ وَ لَو بِهَلَاكِ بَعضِ ولُديِ‌ وَ لَكِن قَضَي اللّهُ أَمراً فَلَم يَكُن لَهُ مَرَدّ

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّ يَزِيدَ أَسَرّ إِلَي عَبدِ الرّحمَنِ وَ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ أَ فِي هَذَا المَوضِعِ أَ مَا يَسَعُكَ السّكُوتُ

وَ قَالَ المُفِيدُ وَ لَمّا وُضِعَتِ الرّءُوسُ بَينَ يدَيِ‌ يَزِيدَ وَ فِيهَا رَأسُ الحُسَينِ ع قَالَ يَزِيدُ


نُفَلّقُ هَاماً مِن أُنَاسٍ أَعِزّةٍ   عَلَينَا وَ هُم كَانُوا أَعَقّ وَ أَظلَمَا

فَقَالَ يَحيَي بنُ الحَكَمِ مَا مَرّ ذِكرُهُ فَضَرَبَ يَزِيدُ عَلَي صَدرِ يَحيَي يَدَهُ وَ قَالَ اسكُت ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَهلِ مَجلِسِهِ فَقَالَ إِنّ هَذَا كَانَ يَفخَرُ عَلَيّ وَ يَقُولُ أَبِي خَيرٌ مِن أَبِ يَزِيدَ وَ أمُيّ‌ خَيرٌ مِن أُمّهِ وَ جدَيّ‌ خَيرٌ مِن جَدّهِ وَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ فَهَذَا ألّذِي قَتَلَهُ فَأَمّا قَولُهُ بِأَنّ أَبِي خَيرٌ مِن أَبِ يَزِيدَ فَلَقَد حَاجّ أَبِي أَبَاهُ فَقَضَي اللّهُ لأِبَيِ‌ عَلَي أَبِيهِ وَ أَمّا قَولُهُ بِأَنّ أمُيّ‌ خَيرٌ مِن أُمّ يَزِيدَ فلَعَمَريِ‌ لَقَد صَدَقَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِ خَيرٌ مِن أمُيّ‌ وَ أَمّا قَولُهُ جدَيّ‌ خَيرٌ مِن جَدّهِ فَلَيسَ لِأَحَدٍ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يَقُولُ بِأَنّهُ خَيرٌ مِن مُحَمّدٍ وَ أَمّا قَولُهُ بِأَنّهُ خَيرٌ منِيّ‌ فَلَعَلّهُ لَم يَقرَأ هَذِهِ الآيَةَقُلِ أللّهُمّ مالِكَ المُلكِ

وَ قَالَ ابنُ نَمَا نَقَلتُ مِن تَارِيخِ دِمَشقَ عَن رَبِيعَةَ بنِ عَمرٍو الجرُشَيِ‌ّ قَالَ أَنَا عِندَ يَزِيدَ إِذ سَمِعتُ صَوتَ مُخفِرٌ يَقُولُ هَذَا مُخفِرُ بنُ ثَعلَبَةَ أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِاللّئَامِ الفَجَرَةِ فَأَجَابَهُ يَزِيدُ مَا وَلَدَت أُمّ مُخفِرٍ أَشَرّ وَ أَلأَمُ

وَ قَالَ السّيّدُ ثُمّ أُدخِلَ ثَقَلُ الحُسَينِ ع وَ نِسَاؤُهُ وَ مَن تَخَلّفَ مِن أَهلِهِ عَلَي يَزِيدَ وَ هُم مُقَرّنُونَ فِي الحِبَالِ فَلَمّا وَقَفُوا بَينَ يَدَيهِ وَ هُم عَلَي تِلكَ الحَالِ قَالَ لَهُ عَلِيّ


صفحه : 132

بنُ الحُسَينِ أَنشُدُكَ اللّهَ يَا يَزِيدُ مَا ظَنّكَ بِرَسُولِ اللّهِ لَو رَآنَا عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ فَأَمَرَ يَزِيدُ بِالحِبَالِ فَقُطّعَت ثُمّ وَضَعَ رَأسَ الحُسَينِ ع بَينَ يَدَيهِ وَ أَجلَسَ النّسَاءَ خَلفَهُ لِئَلّا يَنظُرنَ إِلَيهِ فَرَآهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَلَم يَأكُلِ الرّءُوسَ بَعدَ ذَلِكَ أَبَداً

وَ قَالَ ابنُ نُمَا قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أُدخِلنَا عَلَي يَزِيدَ وَ نَحنُ اثنَا عَشَرَ رَجُلًا مُغَلّلُونَ فَلَمّا وَقَفنَا بَينَ يَدَيهِ قُلتُ أَنشُدُكَ اللّهَ يَا يَزِيدُ مَا ظَنّكَ بِرَسُولِ اللّهِ لَو رَآنَا عَلَي هَذِهِ الحَالِ وَ قَالَت فَاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ يَا يَزِيدُ بَنَاتُ رَسُولِ اللّهِ سَبَايَا فَبَكَي النّاسُ وَ بَكَي أَهلُ دَارِهِ حَتّي عَلَتِ الأَصوَاتُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَقُلتُ وَ أَنَا مَغلُولٌ أَ تَأذَنُ لِي فِي الكَلَامِ فَقَالَ قُل وَ لَا تَقُل هُجراً فَقَالَ لَقَد وَقَفتُ مَوقِفاً لَا ينَبغَيِ‌ لمِثِليِ‌ أَن يَقُولَ الهُجرَ مَا ظَنّكَ بِرَسُولِ اللّهِ لَو رآَنيِ‌ فِي الغُلّ فَقَالَ لِمَن حَولَهُ حُلّوهُ

حَدّثَ عَبدُ المَلِكِ بنُ مَروَانَ لَمّا أتُيِ‌َ يَزِيدُ بِرَأسِ الحُسَينِ ع قَالَ لَو كَانَ بَينَكَ وَ بَينَ ابنِ مَرجَانَةَ قَرَابَةٌ لَأَعطَاكَ مَا سَأَلتَ ثُمّ أَنشَدَ يَزِيدُ


نُفَلّقُ هَاماً مِن رِجَالٍ أَعِزّةٍ   عَلَينَا وَ هُم كَانُوا أَعَقّ وَ أَظلَمَا

قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع ما أَصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي أَنفُسِكُم إِلّا فِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ ثُمّ قَالُوا وَ أَمّا زَينَبُ فَإِنّهَا لَمّا رَأَتهُ أَهوَت إِلَي جَيبِهَا فَشَقّتهُ ثُمّ نَادَت بِصَوتٍ حَزِينٍ تُفزِعُ القُلُوبَ يَا حُسَينَاه يَا حَبِيبَ رَسُولِ اللّهِ يَا ابنَ مَكّةَ وَ مِنَي يَا ابنَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ سَيّدَةَ النّسَاءِ يَا ابنَ بِنتِ المُصطَفَي قَالَ فَأَبكَت وَ اللّهِ كُلّ مَن كَانَ فِي المَجلِسِ وَ يَزِيدُ سَاكِتٌ ثُمّ جَعَلَتِ امرَأَةٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فِي دَارِ يَزِيدَ تَندُبُ عَلَي الحُسَينِ ع وَ تنُاَديِ‌ وَا حَبِيبَاه يَا سَيّدَ أَهلِ بَيتَاه يَا ابنَ مُحَمّدَاه يَا رَبِيعَ الأَرَامِلِ وَ اليَتَامَي يَا قَتِيلَ أَولَادِ الأَدعِيَاءِ قَالَ فَأَبكَت كُلّ مَن سَمِعَهَا ثُمّ دَعَا يَزِيدُ بِقَضِيبِ خَيزُرَانٍ فَجَعَلَ يَنكُتُ بِهِ ثَنَايَا الحُسَينِ ع فَأَقبَلَ عَلَيهِ


صفحه : 133

أَبُو بَرزَةَ الأسَلمَيِ‌ّ وَ قَالَ وَيحَكَ يَا يَزِيدُ أَ تَنكُتُ بِقَضِيبِكَ ثَغرَ الحُسَينِ بنِ فَاطِمَةَ أَشهَدُ لَقَد رَأَيتُ النّبِيّ يَرشُفُ ثَنَايَاهُ وَ ثَنَايَا أَخِيهِ الحَسَنِ وَ يَقُولُ أَنتُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَتَلَ اللّهُ قَاتِلَكُمَا وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدّ لَهُ جَهَنّمَوَ ساءَت مَصِيراً قَالَ فَغَضِبَ يَزِيدُ وَ أَمَرَ بِإِخرَاجِهِ فَأُخرِجَ سَحباً قَالَ فَجَعَلَ يَزِيدُ يَتَمَثّلُ بِأَبيَاتِ ابنِ الزبّعَريَ‌ شِعرٌ


لَيتَ أشَياَخيِ‌ بِبَدرٍ شَهِدُوا   جَزِعَ الخَزرَجُ مِن وَقعِ الأَسَلِ

فَأَهَلّوا وَ استَهَلّوا فَرَحاً   ثُمّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلّ

أَقُولُ وَ زَادَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ <


لَستُ مِن خِندِفَ إِن لَم أَنتَقِم   مِن بنَيِ‌ أَحمَدَ مَا كَانَ فَعَلَ

وَ فِي المَنَاقِبِ 


  َستُ مِن عُتبَةَ إِن لَم أَنتَقِم

قَالَ السّيّدُ وَ غَيرُهُفَقَامَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَتالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ وَ آلِهِ أَجمَعِينَ صَدَقَ اللّهُ كَذَلِكَ يَقُولُثُمّ كانَ عاقِبَةَ الّذِينَ أَساؤُا السّواي أَن كَذّبُوا بِآياتِ اللّهِ وَ كانُوا بِها يَستَهزِؤُنَ أَ ظَنَنتَ يَا يَزِيدُ حَيثُ أَخَذتَ عَلَينَا أَقطَارَ الأَرضِ وَ آفَاقَ السّمَاءِ فَأَصبَحنَا نُسَاقُ كَمَا تُسَاقُ الأُسَارَي أَنّ بِنَا عَلَي اللّهِ هَوَاناً وَ بِكَ عَلَيهِ كَرَامَةً وَ أَنّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِندَهُ فَشَمَختَ بِأَنفِكَ وَ نَظَرتَ فِي عِطفِكَ جَذلَانَ مَسرُوراً حِينَ رَأَيتَ الدّنيَا لَكَ مُستَوسِقَةً وَ الأُمُورَ مُتّسِقَةً وَ حِينَ صَفَا لَكَ مُلكُنَا وَ سُلطَانُنَا مَهلًا مَهلًا أَ نَسِيتَ قَولَ اللّهِ تَعَالَيوَ لا يَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّما نمُليِ‌ لَهُم خَيرٌ لِأَنفُسِهِم إِنّما نمُليِ‌ لَهُم لِيَزدادُوا إِثماً وَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ


صفحه : 134

أَ مِنَ العَدلِ يَا ابنَ الطّلَقَاءِ تَخدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَ إِمَاءَكَ وَ سَوقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللّهِ سَبَايَا قَد هَتَكتَ سُتُورَهُنّ وَ أَبدَيتَ وُجُوهَهُنّ تَحدُو بِهِنّ الأَعدَاءُ مِن بَلَدٍ إِلَي بَلَدٍ وَ يَستَشرِفُهُنّ أَهلُ المَنَاهِلِ وَ المَنَاقِلِ وَ يَتَصَفّحُ وُجُوهَهُنّ القَرِيبُ وَ البَعِيدُ وَ الدنّيِ‌ّ وَ الشّرِيفُ لَيسَ مَعَهُنّ مِن رِجَالِهِنّ ولَيِ‌ّ وَ لَا مِن حُمَاتِهِنّ حمَيِ‌ّ وَ كَيفَ يُرتَجَي مُرَاقَبَةُ مَن لَفَظَ فُوهُ أَكبَادَ الأَزكِيَاءِ وَ نَبَتَ لَحمُهُ بِدِمَاءِ الشّهَدَاءِ وَ كَيفَ يَستَبطِئُ فِي بُغضِنَا أَهلَ البَيتِ مَن نَظَرَ إِلَينَا بِالشّنَفِ وَ الشّنَآنِ وَ الإِحَنِ وَ الأَضغَانِ ثُمّ تَقُولُ غَيرَ مُتَأَثّمٍ وَ لَا مُستَعظِمٍ


وَ أَهَلّوا وَ استَهَلّوا فَرَحاً   ثُمّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلّ

مُنتَحِياً عَلَي ثَنَايَا أَبِي عَبدِ اللّهِ سَيّدِ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ تَنكُتُهَا بِمِخصَرَتِكَ وَ كَيفَ لَا تَقُولُ ذَلِكَ وَ قَد نَكَأتَ القَرحَةَ وَ استَأصَلتَ الشّافَةَ بِإِرَاقَتِكَ دِمَاءَ ذُرّيّةِ مُحَمّدٍص وَ نُجُومِ الأَرضِ مِن آلِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ تَهتِفُ بِأَشيَاخِكَ زَعَمتَ أَنّكَ تُنَادِيهِم فَلَتَرِدَنّ وَشِيكاً مَورِدَهُم وَ لَتَوَدّنّ أَنّكَ شَلَلتَ وَ بَكِمتَ وَ لَم يَكُن قُلتَ مَا قُلتَ وَ فَعَلتَ مَا فَعَلتَ أللّهُمّ خُذ بِحَقّنَا وَ انتَقِم مِن ظَالِمِنَا وَ أَحلِل غَضَبَكَ بِمَن سَفَكَ دِمَاءَنَا وَ قَتَلَ حُمَاتَنَا فَوَ اللّهِ مَا فَرَيتَ إِلّا جِلدَكَ وَ لَا جَزَزتَ إِلّا لَحمَكَ وَ لَتَرِدَنّ عَلَي رَسُولِ اللّهِ بِمَا تَحَمّلتَ مِن سَفكِ دِمَاءِ ذُرّيّتِهِ وَ انتَهَكتَ مِن حُرمَتِهِ فِي عِترَتِهِ وَ لُحمَتِهِ حَيثُ يَجمَعُ اللّهُ شَملَهُم وَ يَلُمّ شَعَثَهُم وَ يَأخُذُ بِحَقّهِموَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِم يُرزَقُونَحَسبُكَ بِاللّهِ حَاكِماً وَ بِمُحَمّدٍ خَصِيماً وَ بِجَبرَئِيلَ ظَهِيراً وَ سَيَعلَمُ مَن سَوّي لَكَ وَ مَكّنَكَ مِن رِقَابِ المُسلِمِينَبِئسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًا وَ أَيّكُمشَرّ مَكاناً وَ أَضعَفُ جُنداً وَ لَئِن جَرّت عَلَيّ الدوّاَهيِ‌ مُخَاطَبَتَكَ إنِيّ‌ لَأَستَصغِرُ قَدرَكَ وَ أَستَعظِمُ تَقرِيعَكَ وَ أَستَكبِرُ تَوبِيخَكَ لَكِنّ العُيُونَ عَبرَي وَ الصّدُورَ حَرّي أَلَا فَالعَجَبُ كُلّ العَجَبِ لِقَتلِ حِزبِ اللّهِ النّجَبَاءِ بِحِزبِ الشّيطَانِ الطّلَقَاءِ فَهَذِهِ الأيَديِ‌ تَنطِفُ مِن


صفحه : 135

دِمَائِنَا وَ الأَفوَاهُ تَتَحَلّبُ مِن لُحُومِنَا وَ تِلكَ الجُثَثُ الطّوَاهِرُ الزوّاَكيِ‌ تَنتَابُهَا العَوَاسِلُ وَ تَعفُوهَا أُمّهَاتُ الفَرَاعِلِ وَ لَئِنِ اتّخَذتَنَا مَغنَماً لَتَجِدُنَا وَشِيكاً مَغرَماً حِينَ لَا تَجِدُ إِلّا مَا قَدّمتَوَ ما رَبّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِفَإِلَي اللّهِ المُشتَكَي وَ عَلَيهِ المُعَوّلُ فَكِد كَيدَكَ وَ اسعَ سَعيَكَ وَ نَاصِب جُهدَكَ فَوَ اللّهِ لَا تَمحُو ذِكرَنَا وَ لَا تُمِيتُ وَحيَنَا وَ لَا تُدرِكُ أَمَدَنَا وَ لَا تَرحَضُ عَنكَ عَارَهَا وَ هَل رَأيُكَ إِلّا فَنَدٌ وَ أَيّامُكَ إِلّا عَدَدٌ وَ جَمعُكَ إِلّا بَدَدٌ يَومَ يُنَادِ المُنَادِأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَفَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَتَمَ لِأَوّلِنَا بِالسّعَادَةِ وَ لِآخِرِنَا بِالشّهَادَةِ وَ الرّحمَةِ وَ نَسأَلُ اللّهَ أَن يُكمِلَ لَهُمُ الثّوَابَ وَ يُوجِبَ لَهُمُ المَزِيدَ وَ يُحسِنَ عَلَينَا الخِلَافَةَ إِنّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ فَقَالَ يَزِيدُ


يَا صَيحَةً تُحمَدُ مِن صَوَائِحِ   مَا أَهوَنَ المَوتَ عَلَي النّوَائِحِ

قَالَ ثُمّ استَشَارَ أَهلَ الشّامِ فِيمَا يَصنَعُ بِهِم فَقَالُوا لَا تَتّخِذ مِن كَلبِ سَوءٍ جَرواً فَقَالَ لَهُ النّعمَانُ بنُ بَشِيرٍ انظُر مَا كَانَ الرّسُولُ يَصنَعُهُ بِهِم فَاصنَعهُ بِهِم

وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ يَا ابنَ حُسَينٍ أَبُوكَ قَطَعَ رحَمِيِ‌ وَ جَهِلَ حقَيّ‌ وَ ناَزعَنَيِ‌ سلُطاَنيِ‌ فَصَنَعَ اللّهُ بِهِ مَا قَد رَأَيتَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِما أَصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي أَنفُسِكُم إِلّا فِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ فَقَالَ يَزِيدُ لِابنِهِ خَالِدٍ اردُد عَلَيهِ فَلَم يَدرِ خَالِدٌ مَا يَرُدّ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ قُلما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ

وَ قَالَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يَا ابنَ مُعَاوِيَةَ وَ هِندٍ وَ صَخرٍ لَم تَزَلِ النّبُوّةُ وَ الإِمرَةُ لآِباَئيِ‌ وَ أجَداَديِ‌ مِن قَبلِ أَن تُولَدَ وَ لَقَد كَانَ جدَيّ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِي يَومِ بَدرٍ وَ أُحُدٍ وَ الأَحزَابِ فِي يَدِهِ رَايَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ أَبُوكَ


صفحه : 136

وَ جَدّكَ فِي أَيدِيهِمَا رَايَاتُ الكُفّارِ ثُمّ جَعَلَ عَلَيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ


مَا ذَا تَقُولُونَ إِذ قَالَ النّبِيّ لَكُم   مَا ذَا فَعَلتُم وَ أَنتُم آخِرُ الأُمَمِ

بعِتِرتَيِ‌ وَ بأِهَليِ‌ عِندَ مفُتقَدَيِ‌   مِنهُم أُسَارَي وَ مِنهُم ضُرّجُوا بِدَمٍ

ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَيلَكَ يَا يَزِيدُ إِنّكَ لَو تدَريِ‌ مَا ذَا صَنَعتَ وَ مَا ألّذِي ارتَكَبتَ مِن أَبِي وَ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ أخَيِ‌ وَ عمُوُمتَيِ‌ إِذاً لَهَرَبتَ فِي الجِبَالِ وَ افتَرَشتَ الرّمَادَ وَ دَعَوتَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ أَن يَكُونَ رَأسُ أَبِي الحُسَينِ ابنِ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّ مَنصُوباً عَلَي بَابِ مَدِينَتِكُم وَ هُوَ وَدِيعَةُ رَسُولِ اللّهِ فِيكُم فَأَبشِر باِلخزِي‌ِ وَ النّدَامَةِ غَداً إِذَا جُمِعَ النّاسُ لِيَومِ القِيَامَةِ

وَ قَالَ المُفِيدُ ثُمّ دَعَا بِالنّسَاءِ وَ الصّبيَانِ فَأُجلِسُوا بَينَ يَدَيهِ فَرَأَي هَيئَةً قَبِيحَةً فَقَالَ قَبّحَ اللّهُ ابنَ مَرجَانَةَ لَو كَانَت بَينَكُم وَ بَينَهُ قَرَابَةٌ وَ رَحِمٌ مَا فَعَلَ هَذَا بِكُم وَ لَا بَعَثَ بِكُم عَلَي هَذَا فَقَالَت فَاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ وَ لَمّا جَلَسنَا بَينَ يدَيَ‌ يَزِيدَ رَقّ لَنَا فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ أَحمَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَب لِي هَذِهِ الجَارِيَةَ يعَنيِنيِ‌ وَ كُنتُ جَارِيَةً وَضِيئَةً فَأُرعِدتُ وَ ظَنَنتُ أَنّ ذَلِكَ جَائِزٌ لَهُم فَأَخَذتُ بِثِيَابِ عمَتّيِ‌ زَينَبَ وَ كَانَت تَعلَمُ أَنّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ

وَ فِي رِوَايَةِ السّيّدِ قُلتُ أُوتِمتُ وَ أُستَخدَمُ فَقَالَت عمَتّيِ‌ للِشاّميِ‌ّ كَذَبتَ وَ اللّهِ وَ لَو مِتّ وَ اللّهِ مَا ذَلِكَ لَكَ وَ لَا لَهُ فَغَضِبَ يَزِيدُ وَ قَالَ كَذَبتِ وَ اللّهِ إِنّ ذَلِكَ لِي وَ لَو شِئتُ أَن أَفعَلَ لَفَعَلتُ قَالَت كَلّا وَ اللّهِ مَا جَعَلَ اللّهُ لَكَ ذَلِكَ إِلّا أَن تَخرُجَ مِن مِلّتِنَا وَ تَدِينَ بِغَيرِهَا فَاستَطَارَ يَزِيدُ غَضَباً وَ قَالَ إيِاّي‌َ تَستَقبِلِينَ بِهَذَا إِنّمَا خَرَجَ مِنَ الدّينِ أَبُوكِ وَ أَخُوكِ قَالَت زَينَبُ بِدِينِ اللّهِ وَ دِينِ أَبِي وَ دِينِ أخَيِ‌ اهتَدَيتَ أَنتَ وَ أَبُوكَ وَ جَدّكَ إِن كُنتَ مُسلِماً قَالَ كَذَبتِ يَا عَدُوّةَ اللّهِ قَالَت لَهُ أَنتَ أَمِيرٌ تَشتِمُ ظَالِماً وَ تَقهَرُ لِسُلطَانِكَ فَكَأَنّهُ استَحيَا وَ سَكَتَ وَ عَادَ الشاّميِ‌ّ فَقَالَ هَب لِي هَذِهِ الجَارِيَةَ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ اعزُب وَهَبَ اللّهُ لَكَ حَتفاً قَاضِياً


صفحه : 137

وَ فِي بَعضِ الكُتُبِ قَالَت أُمّ كُلثُومٍ للِشاّميِ‌ّ اسكُت يَا لُكَعَ الرّجَالِ قَطَعَ اللّهُ لِسَانَكَ وَ أَعمَي عَينَيكَ وَ أَيبَسَ يَدَيكَ وَ جَعَلَ النّارَ مَثوَاكَ إِنّ أَولَادَ الأَنبِيَاءِ لَا يَكُونُونَ خَدَمَةً لِأَولَادِ الأَدعِيَاءِ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا استَتَمّ كَلَامُهَا حَتّي أَجَابَ اللّهُ دُعَاءَهَا فِي ذَلِكَ الرّجُلِ فَقَالَت الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي عَجّلَ لَكَ العُقُوبَةَ فِي الدّنيَا قَبلَ الآخِرَةِ فَهَذَا جَزَاءُ مَن يَتَعَرّضُ لِحَرَمِ رَسُولِ اللّهِص

وَ فِي رِوَايَةِ السّيّدِ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ الشاّميِ‌ّ مَن هَذِهِ الجَارِيَةُ فَقَالَ يَزِيدُ هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ وَ تِلكَ زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ الشاّميِ‌ّ الحُسَينُ ابنُ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ نَعَم فَقَالَ الشاّميِ‌ّ لَعَنَكَ اللّهُ يَا يَزِيدُ تَقتُلُ عِترَةَ نَبِيّكَ وَ تسَبيِ‌ ذُرّيّتَهُ وَ اللّهِ مَا تَوَهّمتُ إِلّا أَنّهُم سبَي‌ُ الرّومِ فَقَالَ يَزِيدُ وَ اللّهِ لَأُلحِقَنّكَ بِهِم ثُمّ أَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ عُنُقُهُ

قَالَ السّيّدُ وَ دَعَا يَزِيدُ الخَاطِبَ وَ أَمَرَهُ أَن يَصعَدَ المِنبَرَ فَيَذُمّ الحُسَينَ وَ أَبَاهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَصَعِدَ وَ بَالَغَ فِي ذَمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الحُسَينِ الشّهِيدِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ المَدحِ لِمُعَاوِيَةَ وَ يَزِيدَ فَصَاحَ بِهِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَيلَكَ أَيّهَا الخَاطِبُ اشتَرَيتَ مَرضَاةَ المَخلُوقِ بِسَخَطِ الخَالِقِ فَتَبَوّأ مَقعَدَكَ مِنَ النّارِ وَ لَقَد أَحسَنَ ابنُ سِنَانٍ الخفَاَجيِ‌ّ فِي وَصفِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِقَولِهِ


أَ عَلَي المَنَابِرِ تُعلِنُونَ بِسَبّهِ   وَ بِسَيفِهِ نُصِبَت لَكُم أَعوَادُهَا

وَ قَالَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ وَ غَيرُهُ روُيِ‌َ أَنّ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ أَمَرَ بِمِنبَرٍ وَ خَطِيبٍ لِيُخبِرَ النّاسَ بمِسَاَويِ‌ الحُسَينِ وَ عَلِيّ ع وَ مَا فَعَلَا فَصَعِدَ الخَطِيبُ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ أَكثَرَ الوَقِيعَةَ فِي عَلِيّ وَ الحُسَينِ وَ أَطنَبَ فِي تَقرِيظِ مُعَاوِيَةَ وَ يَزِيدَ لَعَنَهُمَا اللّهُ فَذَكَرَهُمَا بِكُلّ جَمِيلٍ قَالَ فَصَاحَ بِهِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَيلَكَ أَيّهَا الخَاطِبُ اشتَرَيتَ مَرضَاةَ المَخلُوقِ بِسَخَطِ الخَالِقِ فَتَبّوأ مَقعَدَكَ مِنَ النّارِ ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَا يَزِيدُ ائذَن لِي حَتّي أَصعَدَ هَذِهِ الأَعوَادَ فَأَتَكَلّمَ بِكَلِمَاتٍ لِلّهِ فِيهِنّ رِضاً وَ لِهَؤُلَاءِ الجُلَسَاءِ فِيهِنّ أَجرٌ وَ ثَوَابٌ قَالَ فَأَبَي يَزِيدُ


صفحه : 138

عَلَيهِ ذَلِكَ فَقَالَ النّاسُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ائذَن لَهُ فَليَصعَدِ المِنبَرَ فَلَعَلّنَا نَسمَعُ مِنهُ شَيئاً فَقَالَ إِنّهُ إِن صَعِدَ لَم يَنزِل إِلّا بفِضَيِحتَيِ‌ وَ بِفَضِيحَةِ آلِ أَبِي سُفيَانَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا قَدرُ مَا يُحسِنُ هَذَا فَقَالَ إِنّهُ مِن أَهلِ بَيتٍ قَد زُقّوا العِلمَ زَقّاً قَالَ فَلَم يَزَالُوا بِهِ حَتّي أَذِنَ لَهُ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ خَطَبَ خُطبَةً أَبكَي مِنهَا العُيُونَ وَ أَوجَلَ مِنهَا القُلُوبَ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ أُعطِينَا سِتّاً وَ فُضّلنَا بِسَبعٍ أُعطِينَا العِلمَ وَ الحِلمَ وَ السّمَاحَةَ وَ الفَصَاحَةَ وَ الشّجَاعَةَ وَ المَحَبّةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ فُضّلنَا بِأَنّ مِنّا النّبِيّ المُختَارَ مُحَمّداً وَ مِنّا الصّدّيقُ وَ مِنّا الطّيّارُ وَ مِنّا أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ مِنّا سِبطَا هَذِهِ الأُمّةِ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ أَنبَأتُهُ بحِسَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌ أَيّهَا النّاسُ أَنَا ابنُ مَكّةَ وَ مِنَي أَنَا ابنُ زَمزَمَ وَ الصّفَا أَنَا ابنُ مَن حَمَلَ الرّكنَ بِأَطرَافِ الرّدَا أَنَا ابنُ خَيرِ مَنِ ائتَزَرَ وَ ارتَدَي أَنَا ابنُ خَيرِ مَنِ انتَعَلَ وَ احتَفَي أَنَا ابنُ خَيرِ مَن طَافَ وَ سَعَي أَنَا ابنُ خَيرِ مَن حَجّ وَ لَبّي أَنَا ابنُ مَن حُمِلَ عَلَي البُرَاقِ فِي الهَوَاءِ أَنَا ابنُ مَن أسُريِ‌َ بِهِ مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي أَنَا ابنُ مَن بَلَغَ بِهِ جَبرَئِيلُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي أَنَا ابنُ مَندَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني أَنَا ابنُ مَن صَلّي بِمَلَائِكَةِ السّمَاءِ أَنَا ابنُ مَن أَوحَي إِلَيهِ الجَلِيلُ مَا أَوحَي أَنَا ابنُ مُحَمّدٍ المُصطَفَي أَنَا ابنُ عَلِيّ المُرتَضَي أَنَا ابنُ مَن ضَرَبَ خَرَاطِيمَ الخَلقِ حَتّي قَالُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَنَا ابنُ مَن ضَرَبَ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِ بِسَيفَينِ وَ طَعَنَ بِرُمحَينِ وَ هَاجَرَ الهِجرَتَينِ وَ بَايَعَ البَيعَتَينِ وَ قَاتَلَ بِبَدرٍ وَ حُنَينٍ وَ لَم يَكفُر بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ أَنَا ابنُ صَالِحِ المُؤمِنِينَ وَ وَارِثِ النّبِيّينَ وَ قَامِعِ المُلحِدِينَ وَ يَعسُوبِ المُسلِمِينَ وَ نُورِ المُجَاهِدِينَ وَ زَينِ العَابِدِينَ وَ تَاجِ البَكّائِينَ وَ أَصبَرِ الصّابِرِينَ وَ أَفضَلِ القَائِمِينَ مِن آلِ يَاسِينَ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ أَنَا ابنُ المُؤَيّدِ بِجَبرَئِيلَ المَنصُورِ بِمِيكَائِيلَ أَنَا ابنُ المحُاَميِ‌ عَن حَرَمِ المُسلِمِينَ وَ قَاتِلِ المَارِقِينَ وَ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المُجَاهِدِ أَعدَاءَهُ النّاصِبِينَ وَ أَفخَرِ مَن مَشَي مِن قُرَيشٍ أَجمَعِينَ وَ أَوّلِ مَن أَجَابَ وَ استَجَابَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ مِنَ


صفحه : 139

المُؤمِنِينَ وَ أَوّلِ السّابِقِينَ وَ قَاصِمِ المُعتَدِينَ وَ مُبِيدِ المُشرِكِينَ وَ سَهمٍ مِن مرَاَميِ‌ اللّهِ عَلَي المُنَافِقِينَ وَ لِسَانِ حِكمَةِ العَابِدِينَ وَ نَاصِرِ دِينِ اللّهِ وَ ولَيِ‌ّ أَمرِ اللّهِ وَ بُستَانِ حِكمَةِ اللّهِ وَ عَيبَةِ عِلمِهِ سَمِحٌ سخَيِ‌ّ بهَيِ‌ّ بُهلُولٌ زكَيِ‌ّ أبَطحَيِ‌ّ رضَيِ‌ّ مِقدَامٌ هُمَامٌ صَابِرٌ صَوّامٌ مُهَذّبٌ قَوّامٌ قَاطِعُ الأَصلَابِ وَ مُفَرّقُ الأَحزَابِ أَربَطُهُم عِنَاناً وَ أَثبَتُهُم جَنَاناً وَ أَمضَاهُم عَزِيمَةً وَ أَشَدّهُم شَكِيمَةً أَسَدٌ بَاسِلٌ يَطحَنُهُم فِي الحُرُوبِ إِذَا ازدَلَفَتِ الأَسِنّةُ وَ قَرُبَتِ الأَعِنّةُ طَحنَ الرّحَي وَ يَذرُوهُم فِيهَا ذَروَ الرّيحِ الهَشِيمِ لَيثُ الحِجَازِ وَ كَبشُ العِرَاقِ مكَيّ‌ّ مدَنَيِ‌ّ خيَفيِ‌ّ عقَبَيِ‌ّ بدَريِ‌ّ أحُدُيِ‌ّ شجَرَيِ‌ّ مهُاَجرِيِ‌ّ مِنَ العَرَبِ سَيّدُهَا وَ مِنَ الوَغَي لَيثُهَا وَارِثُ المَشعَرَينِ وَ أَبُو السّبطَينِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ذَاكَ جدَيّ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ قَالَ أَنَا ابنُ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ أَنَا ابنُ سَيّدَةِ النّسَاءِ فَلَم يَزَل يَقُولُ أَنَا أَنَا حَتّي ضَجّ النّاسُ بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ خشَيِ‌َ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ أَن يَكُونَ فِتنَةٌ فَأَمَرَ المُؤَذّنَ فَقَطَعَ عَلَيهِ الكَلَامَ فَلَمّا قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ عَلِيّ لَا شَيءَ أَكبَرُ مِنَ اللّهِ فَلَمّا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ شَهِدَ بِهَا شعَريِ‌ وَ بشَرَيِ‌ وَ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ فَلَمّا قَالَ المُؤَذّنُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ التَفَتَ مِن فَوقِ المِنبَرِ إِلَي يَزِيدَ فَقَالَ مُحَمّدٌ هَذَا جدَيّ‌ أَم جَدّكَ يَا يَزِيدُ فَإِن زَعَمتَ أَنّهُ جَدّكَ فَقَد كَذَبتَ وَ كَفَرتَ وَ إِن زَعَمتَ أَنّهُ جدَيّ‌ فَلِمَ قَتَلتَ عِترَتَهُ قَالَ وَ فَرَغَ المُؤَذّنُ مِنَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ تَقَدّمَ يَزِيدُ فَصَلّي صَلَاةَ الظّهرِ

قَالَ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ فِي مَجلِسِ يَزِيدَ هَذَا حَبرٌ مِن أَحبَارِ اليَهُودِ فَقَالَ مَن هَذَا الغُلَامُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ هُوَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ قَالَ فَمَنِ الحُسَينُ قَالَ ابنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَمَن أُمّهُ قَالَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ فَقَالَ الحَبرُ يَا سُبحَانَ اللّهِ فَهَذَا ابنُ بِنتِ نَبِيّكُم قَتَلتُمُوهُ فِي هَذِهِ السّرعَةِ بِئسَمَا خَلَفتُمُوهُ فِي ذُرّيّتِهِ وَ اللّهِ لَو تَرَكَ فِينَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ سِبطاً مِن صُلبِهِ لَظَنَنّا أَنّا كُنّا نَعبُدُهُ مِن دُونِ رَبّنَا وَ أَنتُم إِنّمَا فَارَقَكُم نَبِيّكُم بِالأَمسِ فَوَثَبتُم عَلَي ابنِهِ فَقَتَلتُمُوهُ سَوءَةً لَكُم مِن أُمّةٍ


صفحه : 140

قَالَ فَأَمَرَ بِهِ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ فَوُجِئَ فِي حَلقِهِ ثَلَاثاً فَقَامَ الحَبرُ وَ هُوَ يَقُولُ إِن شِئتُم فاَضربِوُنيِ‌ وَ إِن شِئتُم فاَقتلُوُنيِ‌ أَو فذَرَوُنيِ‌ فإَنِيّ‌ أَجِدُ فِي التّورَاةِ أَنّ مَن قَتَلَ ذُرّيّةَ نبَيِ‌ّ لَا يَزَالُ مَلعُوناً أَبَداً مَا بقَيِ‌َ فَإِذَا مَاتَ يُصلِيهِ اللّهُ نَارَ جَهَنّمَ

وَ رَوَي الصّدُوقُ فِي الأمَاَليِ‌ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن لُوطِ بنِ يَحيَي عَنِ الحَارِثِ بنِ كَعبٍ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ عَلِيّص قَالَت ثُمّ إِنّ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ أَمَرَ بِنِسَاءِ الحُسَينِ فحبس [فَحُبِسنَ] مَعَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي مَحبِسٍ لَا يَكُنّهُم مِن حَرّ وَ لَا قَرّ حَتّي تَقَشّرَت وُجُوهُهُم وَ لَم يُرفَع بِبَيتِ المَقدِسِ حَجَرٌ عَلَي وَجهِ الأَرضِ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ وَ أَبصَرَ النّاسُ الشّمسَ عَلَي الحِيطَانِ حَمرَاءَ كَأَنّهَا المَلَاحِفُ المُعَصفَرَةُ إِلَي أَن خَرَجَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بِالنّسوَةِ وَ رَدّ رَأسَ الحُسَينِ ع إِلَي كَربَلَاءَ

وَ قَالَ ابنُ نُمَا وَ رَأَت سُكَينَةُ فِي مَنَامِهَا وَ هيِ‌َ بِدِمَشقَ كَأَنّ خَمسَةَ نُجُبٍ مِن نُورٍ قَد أَقبَلَت وَ عَلَي كُلّ نَجِيبٍ شَيخٌ وَ المَلَائِكَةُ مُحدِقَةٌ بِهِم وَ مَعَهُم وَصِيفٌ يمَشيِ‌ فَمَضَي النّجُبُ وَ أَقبَلَ الوَصِيفُ إلِيَ‌ّ وَ قَرُبَ منِيّ‌ وَ قَالَ يَا سُكَينَةُ إِنّ جَدّكِ يُسَلّمُ عَلَيكِ فَقُلتُ وَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ السّلَامُ يَا رَسُولُ مَن أَنتَ قَالَ وَصِيفٌ مِن وَصَائِفِ الجَنّةِ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ المَشِيخَةُ الّذِينَ جَاءُوا عَلَي النّجُبِ قَالَ الأَوّلُ آدَمُ صَفوَةُ اللّهِ وَ الثاّنيِ‌ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ اللّهِ وَ الثّالِثُ مُوسَي كَلِيمُ اللّهِ وَ الرّابِعُ عِيسَي رُوحُ اللّهِ فَقُلتُ مَن هَذَا القَابِضُ عَلَي لِحيَتِهِ يَسقُطُ مَرّةً وَ يَقُومُ أُخرَي فَقَالَ جَدّكِ رَسُولُ اللّهِص فَقُلتُ وَ أَينَ هُم قَاصِدُونَ قَالَ إِلَي أَبِيكِ الحُسَينِ فَأَقبَلتُ أَسعَي فِي طَلَبِهِ لِأُعَرّفَهُ مَا صَنَعَ بِنَا الظّالِمُونَ بَعدَهُ فَبَينَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَت خَمسَةُ هَوَادِجَ مِن نُورٍ فِي كُلّ هَودَجٍ امرَأَةٌ فَقُلتُ مَن هَذِهِ النّسوَةُ المُقبِلَاتُ قَالَ الأُولَي حَوّاءُ أُمّ البَشَرِ الثّانِيَةُ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ وَ الثّالِثَةُ مَريَمُ ابنَةُ عِمرَانَ وَ الرّابِعَةُ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ فَقُلتُ مَنِ الخَامِسَةُ الوَاضِعَةُ يَدَهَا عَلَي رَأسِهَا تَسقُطُ مَرّةً وَ تَقُومُ أُخرَي فَقَالَ جَدّتُكِ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ


صفحه : 141

أُمّ أَبِيكِ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَأُخبِرَنّهَا مَا صُنِعَ بِنَا فَلَحِقتُهَا وَ وَقَفتُ بَينَ يَدَيهَا أبَكيِ‌ وَ أَقُولُ يَا أُمّتَاه جَحَدُوا وَ اللّهِ حَقّنَا يَا أُمّتَاه بَدّدُوا وَ اللّهِ شَملَنَا يَا أُمّتَاه استَبَاحُوا وَ اللّهِ حَرِيمَنَا يَا أُمّتَاه قَتَلُوا وَ اللّهِ الحُسَينَ أَبَانَا فَقَالَت كفُيّ‌ صَوتَكِ يَا سُكَينَةُ فَقَد أَحرَقتِ كبَدِيِ‌ وَ قَطَعتِ نِيَاطَ قلَبيِ‌ هَذَا قَمِيصُ أَبِيكِ الحُسَينِ معَيِ‌ لَا يفُاَرقِنُيِ‌ حَتّي أَلقَي اللّهَ بِهِ ثُمّ انتَبَهتُ وَ أَرَدتُ كِتمَانَ ذَلِكَ المَنَامِ وَ حَدّثتُ بِهِ أهَليِ‌ فَشَاعَ بَينَ النّاسِ

وَ قَالَ السّيّدُ وَ قَالَت سُكَينَةُ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الرّابِعُ مِن مُقَامِنَا رَأَيتُ فِي المَنَامِ وَ ذَكَرتُ مَنَاماً طَوِيلًا تَقُولُ فِي آخِرِهِ وَ رَأَيتُ امرَأَةً رَاكِبَةً فِي هَودَجٍ وَ يَدُهَا مَوضُوعَةٌ عَلَي رَأسِهَا فَسَأَلتُ عَنهَا فَقِيلَ لِي هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ أُمّ أَبِيكِ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَأَنطَلِقَنّ إِلَيهَا وَ لَأُخبِرَنّهَا بِمَا صُنِعَ بِنَا فَسَعَيتُ مُبَادِرَةً نَحوَهَا حَتّي لَحِقتُ بِهَا فَوَقَفتُ بَينَ يَدَيهَا أبَكيِ‌ وَ أَقُولُ يَا أُمّتَاه جَحَدُوا وَ اللّهِ حَقّنَا يَا أُمّتَاه بَدّدُوا وَ اللّهِ شَملَنَا يَا أُمّتَاه استَبَاحُوا وَ اللّهِ حَرِيمَنَا يَا أُمّتَاه قَتَلُوا وَ اللّهِ الحُسَينَ أَبَانَا فَقَالَت لِي كفُيّ‌ صَوتَكِ يَا سُكَينَةُ فَقَد قَطَعتِ نِيَاطَ قلَبيِ‌ هَذَا قَمِيصُ أَبِيكِ الحُسَينِ ع لَا يفُاَرقِنُيِ‌ حَتّي أَلقَي اللّهَ

وَ قَالَ السّيّدُ وَ ابنُ نُمَا وَ رَوَي ابنُ لَهِيعَةَ عَن أَبِي الأَسوَدِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ لقَيِنَيِ‌ رَأسُ الجَالُوتِ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّ بيَنيِ‌ وَ بَينَ دَاوُدَ لَسَبعِينَ أَباً وَ إِنّ اليَهُودَ تلَقاَنيِ‌ فتَعُظَمّنُيِ‌ وَ أَنتُم لَيسَ بَينَكُم وَ بَينَ ابنِ نَبِيّكُم إِلّا أَبٌ وَاحِدٌ قَتَلتُمُوهُ

وَ روُيِ‌َ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع أَنّهُ لَمّا أتُيِ‌َ بِرَأسِ الحُسَينِ إِلَي يَزِيدَ كَانَ يَتّخِذُ مَجَالِسَ الشّرَابِ وَ يأَتيِ‌ بِرَأسِ الحُسَينِ وَ يَضَعُهُ بَينَ يَدَيهِ وَ يَشرَبُ عَلَيهِ فَحَضَرَ فِي مَجلِسِهِ ذَاتَ يَومٍ رَسُولُ مَلِكِ الرّومِ وَ كَانَ مِن أَشرَافِ الرّومِ وَ عُظَمَائِهِم فَقَالَ يَا مَلِكَ العَرَبِ هَذَا رَأسُ مَن فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ مَا لَكَ وَ لِهَذَا الرّأسِ فَقَالَ إنِيّ‌ إِذَا رَجَعتُ إِلَي مَلِكِنَا يسَألَنُيِ‌ عَن كُلّ شَيءٍ رَأَيتُهُ فَأَحبَبتُ أَن أُخبِرَهُ بِقِصّةِ هَذَا الرّأسِ وَ صَاحِبِهِ حَتّي يُشَارِكَكَ فِي الفَرَحِ وَ السّرُورِ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ هَذَا رَأسُ


صفحه : 142

الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ الروّميِ‌ّ وَ مَن أُمّهُ فَقَالَ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ النصّراَنيِ‌ّ أُفّ لَكَ وَ لِدِينِكَ لِي دِينٌ أَحسَنُ مِن دِينِكَ إِنّ أَبِي مِن حَوَافِدِ دَاوُدَ ع وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ آبَاءٌ كَثِيرَةٌ وَ النّصَارَي يعُظَمّوُنيّ‌ وَ يَأخُذُونَ مِن تُرَابِ قدَمَيِ‌ تَبَرّكاً بأِبَيِ‌ مِن حَوَافِدِ دَاوُدَ وَ أَنتُم تَقتُلُونَ ابنَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ وَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ نَبِيّكُم إِلّا أُمّ وَاحِدَةٌ فأَيَ‌ّ دِينٍ دِينُكُم ثُمّ قَالَ لِيَزِيدَ هَل سَمِعتَ حَدِيثَ كَنِيسَةِ الحَافِرِ فَقَالَ لَهُ قُل حَتّي أَسمَعَ فَقَالَ بَينَ عُمَانَ وَ الصّينِ بَحرٌ مَسِيرَةُ سَنَةٍ لَيسَ فِيهَا عُمرَانٌ إِلّا بَلدَةٌ وَاحِدَةٌ فِي وَسطِ المَاءِ طُولُهَا ثَمَانُونَ فَرسَخاً فِي ثَمَانِينَ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ بَلدَةٌ أَكبَرُ مِنهَا وَ مِنهَا يُحمَلُ الكَافُورُ وَ اليَاقُوتُ أَشجَارُهُمُ العُودُ وَ العَنبَرُ وَ هيِ‌َ فِي أيَديِ‌ النّصَارَي لَا مِلكَ لِأَحَدٍ مِنَ المُلُوكِ فِيهَا سِوَاهُم وَ فِي تِلكَ البَلدَةِ كَنَائِسُ كَثِيرَةٌ أَعظَمُهَا كَنِيسَةُ الحَافِرِ فِي مِحرَابِهَا حُقّةُ ذَهَبٍ مُعَلّقَةٌ فِيهَا حَافِرٌ يَقُولُونَ إِنّ هَذَا حَافِرُ حِمَارٍ كَانَ يَركَبُهُ عِيسَي وَ قَد زَيّنُوا حَولَ الحُقّةِ بِالذّهَبِ وَ الدّيبَاجِ يَقصِدُهَا فِي كُلّ عَامٍ عَالَمٌ مِنَ النّصَارَي وَ يَطُوفُونَ حَولَهَا وَ يُقَبّلُونَهَا وَ يَرفَعُونَ حَوَائِجَهُم إِلَي اللّهِ تَعَالَي هَذَا شَأنُهُم وَ دَأبُهُم بِحَافِرِ حِمَارٍ يَزعُمُونَ أَنّهُ حَافِرُ حِمَارٍ كَانَ يَركَبُهُ عِيسَي نَبِيّهُم وَ أَنتُم تَقتُلُونَ ابنَ بِنتِ نَبِيّكُم فَلَا بَارَكَ اللّهُ تَعَالَي فِيكُم وَ لَا فِي دِينِكُم فَقَالَ يَزِيدُ اقتُلُوا هَذَا النصّراَنيِ‌ّ لِئَلّا يفَضحَنَيِ‌ فِي بِلَادِهِ فَلَمّا أَحَسّ النصّراَنيِ‌ّ بِذَلِكَ قَالَ لَهُ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌ قَالَ نَعَم قَالَ اعلَم أنَيّ‌ رَأَيتُ البَارِحَةَ نَبِيّكُم فِي المَنَامِ يَقُولُ لِي يَا نصَراَنيِ‌ّ أَنتَ مِن أَهلِ الجَنّةِ فَتَعَجّبتُ مِن كَلَامِهِ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص ثُمّ وَثَبَ إِلَي رَأسِ الحُسَينِ فَضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُهُ وَ يبَكيِ‌ حَتّي قُتِلَ

وَ قَالَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ وَ ذَكَرَ أَبُو مِخنَفٍ وَ غَيرُهُ أَنّ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ أَمَرَ بِأَن يُصلَبَ الرّأسُ عَلَي بَابِ دَارِهِ وَ أَمَرَ بِأَهلِ بَيتِ الحُسَينِ ع أَن يَدخُلُوا دَارَهُ فَلَمّا دَخَلَتِ النّسوَةُ دَارَ يَزِيدَ لَم يَبقَ مِن آلِ مُعَاوِيَةَ وَ لَا أَبِي سُفيَانَ أَحَدٌ إِلّا استَقبَلَهُنّ بِالبُكَاءِ


صفحه : 143

وَ الصّرَاخِ وَ النّيَاحَةِ عَلَي الحُسَينِ ع وَ أَلقَينَ مَا عَلَيهِنّ مِنَ الثّيَابِ وَ الحلُيِ‌ّ وَ أَقَمنَ المَأتَمَ عَلَيهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ خَرَجَت هِندٌ بِنتُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيزٍ امرَأَةُ يَزِيدَ وَ كَانَت قَبلَ ذَلِكَ تَحتَ الحُسَينِ ع حَتّي شَقّتِ السّترَ وَ هيِ‌َ حَاسِرَةٌ فَوَثَبَت إِلَي يَزِيدَ وَ هُوَ فِي مَجلِسٍ عَامّ فَقَالَت يَا يَزِيدُ أَ رَأسُ ابنِ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ مَصلُوبٌ عَلَي فِنَاءِ باَبيِ‌ فَوَثَبَ إِلَيهَا يَزِيدُ فَغَطّاهَا وَ قَالَ نَعَم فأَعَولِيِ‌ عَلَيهِ يَا هِندُ وَ ابكيِ‌ عَلَي ابنِ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ وَ صَرِيخَةِ قُرَيشٍ عَجّلَ عَلَيهِ ابنُ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ فَقَتَلَهُ قَتَلَهُ اللّهُ ثُمّ إِنّ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ أَنزَلَهُم فِي دَارِهِ الخَاصّةِ فَمَا كَانَ يَتَغَدّي وَ لَا يَتَعَشّي حَتّي يَحضُرَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ

وَ قَالَ السّيّدُ وَ غَيرُهُ وَ خَرَجَ زَينُ العَابِدِينَ ع يَوماً يمَشيِ‌ فِي أَسوَاقِ دِمَشقَ فَاستَقبَلَهُ المِنهَالُ بنُ عَمرٍو فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَمسَيتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ أَمسَينَا كَمَثَلِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي آلِ فِرعَونَ يُذَبّحُونَ أَبنَاءَهُم وَ يَستَحيُونَ نِسَاءَهُم يَا مِنهَالُ أَمسَتِ العَرَبُ تَفتَخِرُ عَلَي العَجَمِ بِأَنّ مُحَمّداً عرَبَيِ‌ّ وَ أَمسَت قُرَيشٌ تَفتَخِرُ عَلَي سَائِرِ العَرَبِ بِأَنّ مُحَمّداً مِنهَا وَ أَمسَينَا مَعشَرَ أَهلِ بَيتِهِ وَ نَحنُ مَغصُوبُونَ مَقتُولُونَ مُشَرّدُونَ فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَمِمّا أَمسَينَا فِيهِ يَا مِنهَالُ وَ لِلّهِ دَرّ مَهيَارَ حَيثُ قَالَ


يُعَظّمُونَ لَهُ أَعوَادَ مِنبَرِهِ   وَ تَحتَ أَرجُلِهِم أَولَادَهُ وَضَعُوا

بأِيَ‌ّ حُكمٍ بَنُوهُ يَتبَعُونَكُم   وَ فَخرُكُم أَنّكُم صَحبٌ لَهُ تَبَعٌ

قَالَ وَ دَعَا يَزِيدُ يَوماً بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع وَ عَمرِو بنِ الحَسَنِ ع وَ كَانَ عَمرٌو صَغِيراً يُقَالُ إِنّ عُمُرَهُ إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً فَقَالَ لَهُ أَ تُصَارِعُ هَذَا يعَنيِ‌ ابنَهُ خَالِداً فَقَالَ لَهُ عَمرٌو لَا وَ لَكِن أعَطنِيِ‌ سِكّيناً وَ أَعطِهِ سِكّيناً ثُمّ أُقَاتِلُهُ قَالَ يَزِيدُ


  ِنشِنَةٌ أَعرِفُهَا مِن أَخزَمٍ

  َل تَلِدُ الحَيّةُ إِلّا الحَيّةَ

صفحه : 144

وَ قَالَ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ اذكُر حَاجَاتِكَ الثّلَاثَ اللاّتيِ‌ وَعَدتُكَ بِقَضَائِهِنّ فَقَالَ الأُولَي أَن ترُيِنَيِ‌ وَجهَ سيَدّيِ‌ وَ أَبِي وَ موَلاَي‌َ الحُسَينِ فَأَتَزَوّدَ مِنهُ وَ أَنظُرَ إِلَيهِ وَ أُوَدّعَهُ وَ الثّانِيَةُ أَن تَرُدّ عَلَينَا مَا أُخِذَ مِنّا وَ الثّالِثَةُ إِن كُنتَ عَزَمتَ عَلَي قتَليِ‌ أَن تُوَجّهَ مَعَ هَؤُلَاءِ النّسوَةِ مَن يَرُدّهُنّ إِلَي حَرَمِ جَدّهِنّص فَقَالَ أَمّا وَجهُ أَبِيكَ فَلَن تَرَاهُ أَبَداً وَ أَمّا قَتلُكَ فَقَد عَفَوتُ عَنكَ وَ أَمّا النّسَاءُ فَمَا يُؤَدّيهِنّ إِلَي المَدِينَةِ غَيرُكَ وَ أَمّا مَا أُخِذَ مِنكُم فَأَنَا أُعَوّضُكُم عَنهُ أَضعَافَ قِيمَتِهِ فَقَالَ ع أَمّا مَالُكَ فَمَا نُرِيدُهُ وَ هُوَ مُوَفّرٌ عَلَيكَ وَ إِنّمَا طَلَبتُ مَا أُخِذَ مِنّا لِأَنّ فِيهِ مِغزَلَ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍص وَ مِقنَعَتَهَا وَ قِلَادَتَهَا وَ قَمِيصَهَا فَأَمَرَ بِرَدّ ذَلِكَ وَ زَادَ عَلَيهِ ماِئتَيَ‌ دِينَارٍ فَأَخَذَهَا زَينُ العَابِدِينَ ع وَ فَرّقَهَا فِي الفُقَرَاءِ وَ المَسَاكِينِ ثُمّ أَمَرَ بِرَدّ الأُسَارَي وَ سَبَايَا البَتُولِ إِلَي أَوطَانِهِم بِمَدِينَةِ الرّسُولِ

قَالَ ابنُ نُمَا وَ أَمّا الرّأسُ الشّرِيفُ اختَلَفَ النّاسُ فِيهِ فَقَالَ قَومٌ إِنّ عَمرَو بنَ سَعِيدٍ دَفَنَهُ بِالمَدِينَةِ

وَ عَن مَنصُورِ بنِ جُمهُورٍ أَنّهُ دَخَلَ خِزَانَةَ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ لَمّا فُتِحَت وَجَدَ بِهِ جُؤنَةً حَمرَاءَ فَقَالَ لِغُلَامِهِ سُلَيمٍ احتَفِظ بِهَذِهِ الجُؤنَةِ فَإِنّهَا كَنزٌ مِن كُنُوزِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَلَمّا فَتَحَهَا إِذَا فِيهَا رَأسُ الحُسَينِ ع وَ هُوَ مَخضُوبٌ بِالسّوَادِ فَقَالَ لِغُلَامِهِ ائتنِيِ‌ بِثَوبٍ فَأَتَاهُ بِهِ فَلَفّهُ ثُمّ دَفَنَهُ بِدِمَشقَ عِندَ بَابِ الفَرَادِيسِ عِندَ البُرجِ الثّالِثِ مِمّا يلَيِ‌ المَشرِقَ

وَ حدَثّنَيِ‌ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ مِصرَ أَنّ مَشهَدَ الرّأسِ عِندَهُم يُسَمّونَهُ مَشهَدَ الكَرِيمِ عَلَيهِ مِنَ الذّهَبِ شَيءٌ كَثِيرٌ يَقصِدُونَهُ فِي المَوَاسِمِ وَ يَزُورُونَهُ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُ مَدفُونٌ هُنَاكَ وَ ألّذِي عَلَيهِ المُعَوّلُ مِنَ الأَقوَالِ أَنّهُ أُعِيدَ إِلَي الجَسَدِ بَعدَ أَن طِيفَ بِهِ فِي البِلَادِ وَ دُفِنَ مَعَهُ

وَ قَالَ السّيّدُ فَأَمّا رَأسُ الحُسَينِ فرَوُيِ‌َ أَنّهُ أُعِيدَ فَدُفِنَ بِكَربَلَاءَ مَعَ جَسَدِهِ الشّرِيفِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ كَانَ عَمَلُ الطّائِفَةِ عَلَي هَذَا المَعنَي المُشَارِ إِلَيهِ

ورويت آثار مختلفة كثيرة غير ماذكرناه تركنا وضعها لئلا ينفسخ ماشرطناه من اختصار الكتاب

وَ قَالَ


صفحه : 145

صَاحِبُ المَنَاقِبِ وَ ذَكَرَ الإِمَامُ أَبُو العَلَاءِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَن مَشَايِخِهِ أَنّ يَزِيدَ بنَ مُعَاوِيَةَ حِينَ قَدِمَ عَلَيهِ رَأسُ الحُسَينِ ع بَعَثَ إِلَي المَدِينَةَ فَأَقدَمَ عَلَيهِ عِدّةٌ مِن موَاَليِ‌ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ ضَمّ إِلَيهِم عِدّةً مِن موَاَليِ‌ أَبِي سُفيَانَ ثُمّ بَعَثَ بِثَقَلِ الحُسَينِ وَ مَن بقَيِ‌َ مِن أَهلِهِ مَعَهُم وَ جَهّزَهُم بِكُلّ شَيءٍ وَ لَم يَدَع لَهُم حَاجَةً بِالمَدِينَةِ إِلّا أَمَرَ لَهُم بِهَا وَ بَعَثَ بِرَأسِ الحُسَينِ ع إِلَي عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ العَاصِ وَ هُوَ إِذ ذَاكَ عَامِلُهُ عَلَي المَدِينَةِ فَقَالَ عَمرٌو وَدِدتُ أَنّهُ لَم يَبعَث بِهِ إلِيَ‌ّ ثُمّ أَمَرَ عَمرٌو بِهِ فَدُفِنَ بِالبَقِيعِ عِندَ قَبرِ أُمّهِ فَاطِمَةَ ع

وَ ذَكَرَ غَيرُهُ أَنّ سُلَيمَانَ بنَ عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ رَأَي النّبِيّص فِي المَنَامِ كَأَنّهُ يَبَرّهُ وَ يُلطِفُهُ فَدَعَا الحَسَنَ البصَريِ‌ّ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ لَعَلّكَ اصطَنَعتَ إِلَي أَهلِهِ مَعرُوفاً فَقَالَ سُلَيمَانُ إنِيّ‌ وَجَدتُ رَأسَ الحُسَينِ ع فِي خِزَانَةِ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ فَكَسَوتُهُ خَمسَةً مِنَ الدّيبَاجِ وَ صَلّيتُ عَلَيهِ فِي جَمَاعَةٍ مِن أصَحاَبيِ‌ وَ قَبَرتُهُ فَقَالَ الحَسَنُ إِنّ النّبِيّص رضَيِ‌َ مِنكَ بِسَبَبِ ذَلِكَ وَ أَحسَنَ إِلَي الحَسَنِ وَ أَمرَهُ بِالجَوَائِزِ

وَ ذِكرَ غَيرُهُمَا أَنّ رَأسَهُ ع صُلِبَ بِدِمَشقَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ مَكَثَ فِي خَزَائِنِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ حَتّي ولَيِ‌َ سُلَيمَانُ بنُ عَبدِ المَلِكِ فَطَلَبَ فجَيِ‌ءَ بِهِ وَ هُوَ عَظِيمٌ أَبيَضُ فَجَعَلَهُ فِي سَفَطٍ وَ طَيّبَهُ وَ جَعَلَ عَلَيهِ ثَوباً وَ دَفَنَهُ فِي مَقَابِرِ المُسلِمِينَ بَعدَ مَا صَلّي عَلَيهِ فَلَمّا ولَيِ‌َ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ بَعَثَ إِلَي المَكَانِ يَطلُبُ مِنهُ الرّأسَ فَأُخبِرَ بِخَبَرِهِ فَسَأَلَ عَنِ المَوضِعِ ألّذِي دُفِنَ فِيهِ فَنَبَشَهُ وَ أَخَذَهُ وَ اللّهُ أَعلَمُ مَا صَنَعَ بِهِ فَالظّاهِرُ مِن دِينِهِ أَنّهُ بُعِثَ إِلَي كَربَلَاءَ فَدُفِنَ مَعَ جَسَدِهِ ع

أقول هذه أقوال المخالفين في ذلك والمشهور بين علمائنا الإمامية أنه دفن رأسه مع جسده رده علي بن الحسين ع و قدوردت أخبار كثيرة في أنه مدفون عندقبر أمير المؤمنين ع وسيأتي‌ بعضها و الله يعلم

ثُمّ قَالَ المُفِيدُ وَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ وَ اللّفظُ لِصَاحِبِ المَنَاقِبِ وَ روُيِ‌َ أَنّ يَزِيدَ عَرَضَ عَلَيهِمُ المُقَامَ بِدِمَشقَ فَأَبَوا ذَلِكَ وَ قَالُوا بَل رُدّنَا إِلَي المَدِينَةِ فَإِنّهُ مُهَاجَرُ


صفحه : 146

جَدّنَاص فَقَالَ لِلنّعمَانِ بنِ بَشِيرٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللّهِص جَهّز هَؤُلَاءِ بِمَا يُصلِحُهُم وَ ابعَث مَعَهُم رَجُلًا مِن أَهلِ الشّامِ أَمِيناً صَالِحاً وَ ابعَث مَعَهُم خَيلًا وَ أَعوَاناً ثُمّ كَسَاهُم وَ حَبَاهُم وَ فَرَضَ لَهُمُ الأَرزَاقَ وَ الأَنزَالَ ثُمّ دَعَا بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ لَهُ لَعَنَ اللّهُ ابنَ مَرجَانَةَ أَمَا وَ اللّهِ لَو كُنتُ صَاحِبَهُ مَا سأَلَنَيِ‌ خَلّةً إِلّا أَعطَيتُهَا إِيّاهُ وَ لَدَفَعتُ عَنهُ الحَتفَ بِكُلّ مَا قَدَرتُ عَلَيهِ وَ لَو بِهَلَاكِ بَعضِ ولُديِ‌ وَ لَكِن قَضَي اللّهُ مَا رَأَيتَ فكَاَتبِنيِ‌ وَ أَنهِ إلِيَ‌ّ كُلّ حَاجَةٍ تَكُونُ لَكَ ثُمّ أَوصَي بِهِمُ الرّسُولَ فَخَرَجَ بِهِمُ الرّسُولُ يُسَايِرُهُم فَيَكُونُ أَمَامَهُم فَإِذَا نَزَلُوا تَنَحّي عَنهُم وَ تَفَرّقَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ كَهَيئَةِ الحَرَسِ ثُمّ يَنزِلُ بِهِم حَيثُ أَرَادَ أَحَدُهُمُ الوَضُوءَ وَ يَعرِضُ عَلَيهِم حَوَائِجَهُم وَ يُلطِفُهُم حَتّي دَخَلُوا المَدِينَةَ

قَالَ الحَارِثُ بنُ كَعبٍ قَالَت لِي فَاطِمَةُ بِنتُ عَلِيّ ع قُلتُ لأِخُتيِ‌ زَينَبَ قَد وَجَبَ عَلَينَا حَقّ هَذَا لِحُسنِ صُحبَتِهِ لَنَا فَهَل لَكَ أَن تَصِلَهُ قَالَت فَقَالَت وَ اللّهِ مَا لَنَا مَا نَصِلُهُ بِهِ إِلّا أَن نُعطِيَهُ حُلِيّنَا فَأَخَذتُ سوِاَريِ‌ وَ دمُلجُيِ‌ أَو سِوَارَ أخُتيِ‌ وَ دُملُجَهَا فَبَعَثنَا بِهَا إِلَيهِ وَ اعتَذَرنَا مِن قِلّتِهَا وَ قُلنَا هَذَا بَعضُ جَزَائِكَ لِحُسنِ صُحبَتِكَ إِيّانَا فَقَالَ لَو كَانَ ألّذِي صَنَعتُهُ لِلدّنيَا كَانَ فِي دُونِ هَذَا رضِاَي‌َ وَ لَكِن وَ اللّهِ مَا فَعَلتُهُ إِلّا لِلّهِ وَ قَرَابَتِكُم مِن رَسُولِ اللّهِص

ثُمّ قَالَ السّيّدُ وَ لَمّا رَجَعَت نِسَاءُ الحُسَينِ ع وَ عِيَالُهُ مِنَ الشّامِ وَ بَلَغُوا إِلَي العِرَاقِ قَالُوا لِلدّلِيلِ مُرّ بِنَا عَلَي طَرِيقِ كَربَلَاءَ فَوَصَلُوا إِلَي مَوضِعِ المَصرَعِ فَوَجَدُوا جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ وَ جَمَاعَةً مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ رَجُلًا مِن آلِ رَسُولِ اللّهِ قَد وَرَدُوا لِزِيَارَةِ قَبرِ الحُسَينِ فَوَافَوا فِي وَقتٍ وَاحِدٍ وَ تَلَاقَوا بِالبُكَاءِ وَ الحُزنِ وَ اللّطمِ وَ أَقَامُوا الماتم [المَآتِمَ]المُقرِحَةَ لِلأَكبَادِ وَ اجتَمَعَ إِلَيهِم نِسَاءُ ذَلِكَ السّوَادِ وَ أَقَامُوا عَلَي ذَلِكَ أَيّاماً

فرَوُيِ‌َ عَن أَبِي حُبَابٍ الكلَبيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا الجَصّاصُونَ قَالُواكُنّا نَخرُجُ


صفحه : 147

إِلَي الجَبّانَةِ فِي اللّيلِ عِندَ مَقتَلِ الحُسَينِ ع فَنَسمَعُ الجِنّ يَنُوحُونَ عَلَيهِ فَيَقُولُونَ


مَسَحَ الرّسُولُ جَبِينَهُ فَلَهُ بَرِيقٌ فِي الخُدُودِ   أَبَوَاهُ مِن عَليَا قُرَيشٍ وَ جَدّهُ خَيرُ الجُدُودِ

قَالَ ثُمّ انفَصَلُوا مِن كَربَلَاءَ طَالِبِينَ المَدِينَةَ قَالَ بَشِيرُ بنُ حَذلَمٍ فَلَمّا قَرُبنَا مِنهَا نَزَلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَحَطّ رَحلَهُ وَ ضَرَبَ فُسطَاطَهُ وَ أَنزَلَ نِسَاءَهُ وَ قَالَ يَا بَشِيرُ رَحِمَ اللّهُ أَبَاكَ لَقَد كَانَ شَاعِراً فَهَل تَقدِرُ عَلَي شَيءٍ مِنهُ قُلتُ بَلَي يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ‌ لَشَاعِرٌ قَالَ فَادخُلِ المَدِينَةَ وَ انعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ بَشِيرٌ فَرَكِبتُ فرَسَيِ‌ وَ رَكَضتُ حَتّي دَخَلتُ المَدِينَةَ فَلَمّا بَلَغتُ مَسجِدَ النّبِيّص رَفَعتُ صوَتيِ‌ بِالبُكَاءِ وَ أَنشَأتُ أَقُولُ


يَا أَهلَ يَثرِبَ لَا مُقَامَ لَكُم بِهَا   قُتِلَ الحُسَينُ فأَدَمعُيِ‌ مِدرَارُ

الجِسمُ مِنهُ بِكَربَلَاءَ مُضَرّجٌ   وَ الرّأسُ مِنهُ عَلَي القَنَاةِ يُدَارُ

قَالَ ثُمّ قُلتُ هَذَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ مَعَ عَمّاتِهِ وَ أَخَوَاتِهِ قَد حَلّوا بِسَاحَتِكُم وَ نَزَلُوا بِفِنَائِكُم وَ أَنَا رَسُولُهُ إِلَيكُم أُعَرّفُكُم مَكَانَهُ فَمَا بَقِيَت فِي المَدِينَةِ مُخَدّرَةٌ وَ لَا مُحَجّبَةٌ إِلّا بَرَزنَ مِن خُدُورِهِنّ مَكشُوفَةً شُعُورُهُنّ مُخَمّشَةً وُجُوهُهُنّ ضَارِبَاتٍ خُدُودَهُنّ يَدعُونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ فَلَم أَرَ بَاكِياً أَكثَرَ مِن ذَلِكَ اليَومِ وَ لَا يَوماً أَمَرّ عَلَي المُسلِمِينَ مِنهُ وَ سَمِعتُ جَارِيَةً تَنُوحُ عَلَي الحُسَينِ فَتَقُولُ


نَعَي سيَدّيِ‌ نَاعٍ نَعَاهُ فَأَوجَعَا   وَ أمَرضَنَيِ‌ نَاعٍ نَعَاهُ فَأَفجَعَا

فعَيَنيَ‌ّ جُودَا بِالدّمُوعِ وَ أَسكِبَا   وَ جُودَا بِدَمعٍ بَعدَ دَمعِكُمَا مَعاً

عَلَي مَن دَهَي عَرشَ الجَلِيلِ فَزَعزَعَا   فَأَصبَحَ هَذَا المَجدُ وَ الدّينُ أَجدَعَا

عَلَي ابنِ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ ابنِ وَصِيّهِ   وَ إِن كَانَ عَنّا شَاحِطَ الدّارِ أَشسَعَا

ثُمّ قَالَت أَيّهَا الناّعيِ‌ جَدّدتَ حُزنَنَا بأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ وَ خَدَشتَ مِنّا قُرُوحاً لَمّا تَندَمِلُ فَمَن أَنتَ رَحِمَكَ اللّهُ فَقُلتُ أَنَا بَشِيرُ بنُ حَذلَمٍ وجَهّنَيِ‌ موَلاَي‌َ عَلِيّ بنُ


صفحه : 148

الحُسَينِ عَلَيهِمَا الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ هُوَ نَازِلٌ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا مَعَ عِيَالِ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ نِسَائِهِ قَالَ فتَرَكَوُنيِ‌ مكَاَنيِ‌ وَ بَادَرُوا فَضَرَبتُ فرَسَيِ‌ حَتّي رَجَعتُ إِلَيهِم فَوَجَدتُ النّاسَ قَد أَخَذُوا الطّرُقَ وَ المَوَاضِعَ فَنَزَلتُ عَن فرَسَيِ‌ وَ تَخَطّيتُ رِقَابَ النّاسِ حَتّي قَرُبتُ مِن بَابِ الفُسطَاطِ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع دَاخِلًا وَ مَعَهُ خِرقَةٌ يَمسَحُ بِهَا دُمُوعَهُ وَ خَلفَهُ خَادِمٌ مَعَهُ كرُسيِ‌ّ فَوَضَعَهُ لَهُ وَ جَلَسَ عَلَيهِ وَ هُوَ لَا يَتَمَالَكُ مِنَ العَبرَةِ وَ ارتَفَعَت أَصوَاتُ النّاسِ بِالبُكَاءِ وَ حَنِينِ الجوَاَريِ‌ وَ النّسَاءِ وَ النّاسُ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ يُعَزّونَهُ فَضَجّت تِلكَ البُقعَةُ ضَجّةً شَدِيدَةً فَأَومَأَ بِيَدِهِ أَنِ اسكُتُوا فَسَكَنَت فَورَتُهُم فَقَالَ ع الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ الرّحمنِ الرّحِيمِ مالِكِ يَومِ الدّينِباَر‌ِئِ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ ألّذِي بَعُدَ فَارتَفَعَ فِي السّمَاوَاتِ العُلَي وَ قَرُبَ فَشَهِدَ النّجوَي نَحمَدُهُ عَلَي عَظَائِمِ الأُمُورِ وَ فَجَائِعِ الدّهُورِ وَ أَلَمِ الفَجَائِعِ وَ مَضَاضَةِ اللّوَاذِعِ وَ جَلِيلِ الرّزءِ وَ عَظِيمِ المَصَائِبِ الفَاضِعَةِ الكَاظّةِ الفَادِحَةِ الجَائِحَةِ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ وَ لَهُ الحَمدُ ابتَلَانَا بِمَصَائِبَ جَلِيلَةٍ وَ ثُلمَةٍ فِي الإِسلَامِ عَظِيمَةٍ قُتِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ عِترَتُهُ وَ سبُيِ‌َ نِسَاؤُهُ وَ صِبيَتُهُ وَ دَارُوا بِرَأسِهِ فِي البُلدَانِ مِن فَوقِ عَامِلِ السّنَانِ وَ هَذِهِ الرّزِيّةُ التّيِ‌ لَا مِثلَهَا رَزِيّةٌ أَيّهَا النّاسُ فأَيَ‌ّ رِجَالَاتٍ مِنكُم يُسَرّونَ بَعدَ قَتلِهِ أَم أَيّةُ عَينٍ مِنكُم تَحبِسُ دَمعَهَا وَ تَضَنّ عَنِ انهِمَالِهَا فَلَقَد بَكَتِ السّبعُ الشّدَادُ لِقَتلِهِ وَ بَكَتِ البِحَارُ بِأَموَاجِهَا وَ السّمَاوَاتُ بِأَركَانِهَا وَ الأَرضُ بِأَرجَائِهَا وَ الأَشجَارُ بِأَغصَانِهَا وَ الحِيتَانُ وَ لُجَجُ البِحَارِ وَ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ وَ أَهلُ السّمَاوَاتِ أَجمَعُونَ أَيّهَا النّاسُ أَيّ قَلبٍ لَا يَنصَدِعُ لِقَتلِهِ أَم أَيّ فُؤَادٍ لَا يَحِنّ إِلَيهِ أَم أَيّ سَمعٍ يَسمَعُ هَذِهِ الثّلمَةَ التّيِ‌ ثُلِمَت فِي الإِسلَامِ أَيّهَا النّاسُ أَصبَحنَا مَطرُودِينَ مُشَرّدِينَ مَذُودِينَ شَاسِعِينَ عَنِ الأَمصَارِ كَأَنّا أَولَادُ تُركٍ وَ كَابُلَ مِن غَيرِ جُرمٍ اجتَرَمنَاهُ وَ لَا مَكرُوهٍ ارتَكَبنَاهُ وَ لَا ثُلمَةٍ فِي الإِسلَامِ ثَلَمنَاهَاما سَمِعنا بِهذا فِي آبائِنَا الأَوّلِينَإِن هذا إِلّا اختِلاقٌ


صفحه : 149

وَ اللّهِ لَو أَنّ النّبِيّ تَقَدّمَ إِلَيهِم فِي قِتَالِنَا كَمَا تَقَدّمَ إِلَيهِم فِي الوَصَاءَةِ بِنَا لَمَا ازدَادُوا عَلَي مَا فَعَلُوا بِنَا فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ مِن مُصِيبَةٍ مَا أَعظَمَهَا وَ أَوجَعَهَا وَ أَفجَعَهَا وَ أَكَظّهَا وَ أَفَظّهَا وَ أَمَرّهَا وَ أَفدَحَهَا فَعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ فِيمَا أَصَابَنَا وَ مَا بَلَغَ بِنَا إِنّهُعَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ قَالَ فَقَامَ صُوحَانُ بنُ صَعصَعَةَ بنِ صُوحَانَ وَ كَانَ زَمِناً فَاعتَذَرَ إِلَيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِمَا عِندَهُ مِن زَمَانَةِ رِجلَيهِ فَأَجَابَهُ بِقَبُولِ مَعذِرَتِهِ وَ حُسنِ الظّنّ فِيهِ وَ شَكَرَ لَهُ وَ تَرَحّمَ عَلَي أَبِيهِ

ثُمّ قَالَ السّيّدُ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ زَينَ العَابِدِينَ ع بَكَي عَلَي أَبِيهِ أَربَعِينَ سَنَةً صَائِماً نَهَارَهُ قَائِماً لَيلَهُ فَإِذَا حَضَرَ الإِفطَارُ جَاءَهُ غُلَامُهُ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ فَيَضَعُهُ بَينَ يَدَيهِ فَيَقُولُ كُل يَا موَلاَي‌َ فَيَقُولُ قُتِلَ ابنُ رَسُولِ اللّهِ جَائِعاً قُتِلَ ابنُ رَسُولِ اللّهِ عَطشَاناً فَلَا يَزَالُ يُكَرّرُ ذَلِكَ وَ يبَكيِ‌ حَتّي يُبَلّ طَعَامُهُ مِن دُمُوعِهِ ثُمّ يُمزَجُ شَرَابُهُ بِدُمُوعِهِ فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي لَحِقَ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حَدّثَ مَولًي لَهُ ع أَنّهُ بَرَزَ يَوماً إِلَي الصّحرَاءِ قَالَ فَتَبِعتُهُ فَوَجَدتُهُ قَد سَجَدَ عَلَي حِجَارَةٍ خَشِنَةٍ فَوَقَفتُ وَ أَنَا أَسمَعُ شَهِيقَهُ وَ بُكَاءَهُ وَ أَحصَيتُ عَلَيهِ أَلفَ مَرّةٍ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ تَعَبّداً وَ رِقّاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِيمَاناً وَ صِدقاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ وَ إِنّ لِحيَتَهُ وَ وَجهَهُ قَد غَمَرَ بِالمَاءِ مِن دُمُوعِ عَينَيهِ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ أَ مَا آنَ لِحُزنِكَ أَن ينَقضَيِ‌َ وَ لِبُكَائِكَ أَن تَقِلّ فَقَالَ لِي وَيحَكَ إِنّ يَعقُوبَ بنَ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ نَبِيّاً ابنَ نبَيِ‌ّ كَانَ لَهُ اثنَا عَشَرَ ابناً فَغَيّبَ اللّهُ سُبحَانَهُ وَاحِداً مِنهُم فَشَابَ رَأسُهُ مِنَ الحُزنِ وَ احدَودَبَ ظَهرُهُ مِنَ الغَمّ وَ ذَهَبَ بَصَرُهُ مِنَ البُكَاءِ وَ ابنُهُ حيَ‌ّ فِي دَارِ الدّنيَا وَ أَنَا فَقَدتُ أَبِي وَ أخَيِ‌ وَ سَبعَةَ عَشَرَ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ صَرعَي مَقتُولِينَ فَكَيفَ ينَقضَيِ‌ حزُنيِ‌ وَ يَقِلّ بكُاَئيِ‌

إيضاح قال الجوهري‌ ارتث فلان هوافتعل علي ما لم يسم فاعله أي حمل من المعركة رثيثا أي جريحا و به رمق و قال الخفر بالتحريك شدة الحياء


صفحه : 150

وجارية خفرة ومتخفرة و قال فرعت في الجبل صعدته وفرعت في الجبل صعدت ويقال بئسما أفرعت به أي ابتدأت .أقول و في بعض النسخ تفرغ بالغين المعجمة من الإفراغ بمعني السكب و هوأظهر والختل الخدعة و في الإحتجاج الختر و هوأيضا بالتحريك الغدر.قولها ع كمثل التي‌ إشارة إلي قوله تعالي وَ لا تَكُونُوا كاَلتّيِ‌ نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوّةٍ قال الطبرسي‌ ره أي لاتكونوا كالمرأة التي‌ غزلت ثم نقضت غزلها من بعدإمرار وفتل للمغزل وهي‌ امرأة حمقاء من قريش كانت تغزل مع جواريها إلي انتصاف النهار ثم تأمرهن أن ينقضن ماغزلن و لاتزال ذلك دأبها وقيل إنه مثل ضربه الله شبه فيه حال ناقض العهد بمن كان كذلك أنكاثا جمع نكث و هوالغزل من الصوف والشعر يبرم ثم ينكث وينقض ليغزل ثانيةتَتّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم أي دغلا وخيانة ومكرا. و قال الخليل الصلف مجاوزة قدر الظرف والادعاء فوق ذلك تكبرا والنطف بالتحريك التلطخ بالعيب و في الإحتجاج بعدالصلف والعجب والشنف والكذب والشنف بالتحريك البغض والتنكر والدمنة بالكسر ماتدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها أي تلبده في مرابضها فربما نبت فيهاالنبات شبهتهم تارة بذلك النبات في دناءة أصلهم وعدم الانتفاع بهم مع حسن ظاهرهم وخبث باطنهم وأخري بفضة تزين بهاالقبور في أنهم كالأموات زينوا أنفسهم بلباس الأحياء و لاينتفع بهم الأحباء و لايرجي منهم الكرم والوفاء.قولها بعارها الضمير راجع إلي الأمة أوالأزمنة و في الإحتجاج أجل و الله فابكوا فإنكم و الله أحق بالبكاء فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فقد بليتم بعارها ومنيتم بشنارها والشنار العيب ورحضه كمنعه غسله كأرحضه والمدرة بالكسر زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم و ألذي يرجعون إلي رأيه وتبت الأيدي‌ أي خسرت أوهلكت والأيدي‌ إما مجاز للأنفس أوبمعناها.


صفحه : 151

والفري‌ القطع و في بعض النسخ والروايات فرثتم بالثاء المثلثة قال في النهاية في حديث أم كلثوم بنت علي ع لأهل الكوفة أتدرون أي كبد فرثتم لرسول الله ص الفرث تفتيت الكبد بالغم والأذي والصلعاء الداهية القبيحة قال الجزري‌ في حديث عائشة أنها قالت لمعاوية حين ادعي زيادا ركبت الصليعاء أي الداهية والأمر الشديد أوالسوءة الشنيعة البارزة المكشوفة انتهي . والعنقاء بالقاف الداهية و في بعض النسخ بالفاء من العنف والفقماء من قولهم تفاقم الأمر أي عظم والخرق ضد الرفق والشوهاء القبيحة والضمير في قولها جئتم بهاراجع إلي الفعلة القبيحة والقضية الشنيعة التي‌ أتوا بها والكلام مبني‌ علي التجريد وطلاع الأرض بالكسر ملؤها والحفز الحث والإعجال .قولها لايبزي أي لايغلب و لايقهر والذحل الحقد والعداوة يقال طلب بذحله أي بثأره والموتور ألذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه وتره يتره وترا وترة.قولها ع في بيت متعلق بالمقتول لأن أمير المؤمنين ع قتل في المسجد وسائر الأوصاف بعد ذلك نعوت له والتعس الهلاك والضيم الظلم والنقيبة النفس والعريكة الطبيعة والعذل الملامة والجدل بالتحريك الفرح وسحته وأسحته أي استأصله ونزع إليه اشتاق و في بعض النسخ فزعت أي لجأت . و قال الجوهري‌ الكثكث والكثكث فتات الحجارة والتراب مثل الأثلب والإثلب ويقال بفيه الكثكث و قال كظم غيظه كظما اجترعه والكظوم السكوت وكظم البعير يكظم كظوما إذاأمسك عن الجرة و قال أقعي الكلب إذاجلس علي استه مفترشا رجليه وناصبا يديه و قدجاء النهي‌ عن الإقعاء في الصلاة و قال الشاعر


فأقع كماأقعي أبوك علي استه   رأي أن ريما فوقه لايعادله

و قال جاش الوادي‌ زخر وامتد جدا و قال سجا يسجو سجوا سكن ودام و قوله تعالي وَ اللّيلِ إِذا سَجي أي إذ دام وسكن و منه البحر الساجي‌


صفحه : 152

قال الأعشي


فما ذنبنا إن جاش بحر ابن عمكم   وبحرك ساج لايواري‌ الدعامصا

و قال الدعموص دويبة تغوص في الماء والجمع الدعاميص والدعامص أيضا ثم ذكر بيت الأعشي والكلة بالكسر الستر الرقيق والصبية جمع الصبي‌. و قال الجزري‌ فيه أنه نهي عن قتل شيء من الدواب صبرا هو أن يمسك شيء من ذوات الروح حيا ثم يرمي بشي‌ء حتي يموت و كل من قتل في غيرمعركة و لاحرب و لاخطاء فإنه مقتول صبرا قوله و لم ينسني‌ كأنه علي سبيل القلب و فيه لطف أوالمعني لم يتركني‌ واللهاة اللحمة في أقصي الفم والفراش بالفتح مايبس بعدالماء من الطين علي الأرض وبالكسر مايفرش وموقع اللسان في قعر الفم .قولها لايطيق وجوبا أي لزوما بالأرض وسكونا أوعملا بواجب علي هيئة الاختيار ويقال طعنه فجدله أي رماه بالأرض و رجل مغاور بضم الميم أي مقاتل و هوصفة لقوله بطل أوحال عنه بالإضافة إلي ياء المتكلم وضرجه بدم أي لطخه ويقال قف شعري‌ أي قام من الفزع و قال الجوهري‌ اللدم صوت الحجر أوالشي‌ء يقع بالأرض و ليس بالصوت الشديد و في الحديث و الله لاأكون مثل الضبع تسمع اللدم حتي تخرج فتصاد ثم يسمي الضرب لدما ولدمت المرأة وجهها ضربته والتدام النساء ضربهن صدورهن في النياحة واللدم بالتحريك الحرم في القرابات والقبيل الكفيل والعريف والجماعة تكون من الثلاثة فصاعدا من قوم شتي أي كل قبيل من قبائل الملائكة والوزر بالتحريك الملجأ. قوله لعنه الله تصهرهم الشمس أي تذيبهم والمخصرة بكسر الميم كالسوط وكلما اختصر الإنسان بيده فأمسكه من عصا ونحوها والأسل الرمح وشمخ الرجل بأنفه تكبر وعطفا الرجل بالكسر جانباه والنظر في العطف كناية عن الخيلاء والجذل بالتحريك الفرح و قدجذل بالكسر يجذل فهو جذلان . وقولها ع يحدو بهن أي يسوقهن سوقا شديدا واستشرف الشي‌ء


صفحه : 153

رفع بصره ينظر إليه والمنقل الطريق في الجبل والمنقلة المرحلة من مراحل السفر قولها وكيف يستبطئ في بغضنا أي لايطلب منه الإبطاء والتأخير في البغض والشنف بالتحريك البغض والتنكر والإحن بكسر الهمزة وفتح الحاء جمع الإحنة بالكسر وهي‌ الحقد والانتحاء الاعتماد والميل وانتحيت لفلان أي عرضت له وأنحيت علي حلقه السكين أي عرضت ونكأت القرحة قشرتها. و قال الفيروزآبادي‌ الشافة قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوي فتذهب و إذاقطعت مات صاحبها والأصل واستأصل الله شافته أذهبه كماتذهب تلك القرحة أومعناه أزاله من أصله انتهي ويقال خرج وشيكا أي سريعا والفري‌ القطع .قولها ولئن جرت علي الدواهي‌ مخاطبتك يحتمل أن يكون مخاطبتك مرفوعا بالفاعلية أي إن أوقعت علي مخاطبتك البلايا فلاأبالي‌ و لاأعظم قدرك أو يكون منصوبا بالمفعولية أي إن أوقعتني‌ دواهي‌ الزمان إلي حال احتجت إلي مخاطبتك فلست معظمة لقدرك .قولها تنطف بكسر الطاء وضمها أي تقطر و قال الفيروزآبادي‌ تحلب عينه وفوه أي سالا والعواسل الذئاب السريعة العدو قولها وتعفوها أمهات الفراعل من قولهم عفت الريح المنزل أي درسته أو من قولهم فلان تعفوه الأضياف أي تأتيه كثيرا و في بعض النسخ تعفرها أي تلطخها بالتراب عندالأكل و في بعضها بالقاف من العقر بمعني الجرح و منه كلب عقور والفرعل بالضم ولد الضبع و في رواية السيد أمهات الفراعل و هوأظهر والفند بالتحريك الكذب وضعف الرأي‌ والبهلول من الرجال الضحاك وربط العنان كناية عن ترك المحارم وملازمة الشريعة في جميع الأمور وفلان شديد الشكيمة إذا كان شديد النفس أنفا أبيا ووجأته بالسكين ضربته . والنياط بالكسر عرق علق به القلب من الوتين فإذاقطع مات صاحبه والشنشنة الخلق والطبيعة والشحط البعد والشاسع البعيد واللواذع المصائب المحرقة الموجعة ويقال كظني‌ هذاالأمر أي جهدني‌ من الكرب والجائحة الشدة التي‌ تستأصل المال وغيره و قال الجوهري‌ عامل الرمح مايلي‌ السنان


صفحه : 154

2- قل ،[إقبال الأعمال ]رَأَيتُ فِي كِتَابِ المَصَابِيحِ بِإِسنَادِهِ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ لِي أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ سَأَلتُ أَبِي عَلِيّ بنَ الحُسَينِ عَن حَملِ يَزِيدَ لَهُ فَقَالَ حمَلَنَيِ‌ عَلَي بَعِيرٍ يَطلُعُ بِغَيرِ وِطَاءٍ وَ رَأسُ الحُسَينِ ع عَلَي عَلَمٍ وَ نِسوَتُنَا خلَفيِ‌ عَلَي بِغَالٍ فَأَكف[وَاكِفَةً] وَ الفَارِطَةُ خَلفَنَا وَ حَولَنَا بِالرّمَاحِ إِن دَمَعَت مِن أَحَدِنَا عَينٌ قُرِعَ رَأسُهُ بِالرّمحِ حَتّي إِذَا دَخَلنَا دِمَشقَ صَاحَ صَائِحٌ يَا أَهلَ الشّامِ هَؤُلَاءِ سَبَايَا أَهلِ البَيتِ المَلعُونِ

بيان قوله فأكف أي أميل وأشرف علي السقوط والأظهر واكفة أي كانت البغال بإكاف أي برذعة من غيرسرج وفرط سبق و في الأمر قصر به وضيعه و عليه في القول أسرف وفرط القوم تقدمهم إلي الورد لإصلاح الحوض والفرط بضمتين الظلم والاعتداء والأمر المجاوز فيه الحد ولعل فيه أيضا تصحيفا

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي نُعَيمٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ حَاجِبُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ أَنّهُ لَمّا جيِ‌ءَ بِرَأسِ الحُسَينِ ع أَمَرَ فَوُضِعَ بَينَ يَدَيهِ فِي طَستٍ مِن ذَهَبٍ وَ جَعَلَ يَضرِبُ بِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ عَلَي ثَنَايَاهُ وَ يَقُولُ لَقَد أَسرَعَ الشّيبُ إِلَيكَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ مَه فإَنِيّ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يَلثِمُ حَيثُ تَضَعُ قَضِيبَكَ فَقَالَ يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ ثُمّ أَمَرَ بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع فَغُلّ وَ حُمِلَ مَعَ النّسوَةِ وَ السّبَايَا إِلَي السّجنِ وَ كُنتُ مَعَهُم فَمَا مَرَرنَا بِزُقَاقٍ إِلّا وَجَدنَاهُ ملِ ءَ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ يَضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَ يَبكُونَ فَحُبِسُوا فِي سِجنٍ وَ طُبّقَ عَلَيهِم ثُمّ إِنّ ابنَ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ دَعَا بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ وَ النّسوَةِ وَ أَحضَرَ رَأسَ الحُسَينِ ع وَ كَانَت زَينَبُ ابنَةُ عَلِيّ ع فِيهِم فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فَضَحَكُم وَ قَتَلَكُم وَ أَكذَبَ أَحَادِيثَكُم فَقَالَت زَينَبُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَنَا بِمُحَمّدٍ وَ طَهّرَنَا تَطهِيراً إِنّمَا يَفضَحُ اللّهُ الفَاسِقَ وَ يُكَذّبُ الفَاجِرَ قَالَ كَيفَ رَأَيتِ صَنِيعَ اللّهِ بِكُم أَهلَ البَيتِ قَالَ كَتَبَ عَلَيهِمُ القَتلَ فَبَرَزُوا إِلَي مَضَاجِعِهِم وَ سَيَجمَعُ اللّهُ بَينَكَ وَ بَينَهُم فَتَتَحَاكَمُونَ عِندَهُ فَغَضِبَ ابنُ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ عَلَيهَا وَ هَمّ بِهَا فَسَكّنَ مِنهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ


صفحه : 155

فَقَالَت زَينَبُ يَا ابنَ زِيَادٍ حَسبُكَ مَا ارتَكَبتَ مِنّا فَلَقَد قَتَلتَ رِجَالَنَا وَ قَطَعتَ أَصلَنَا وَ أَبَحتَ حَرِيمَنَا وَ سَبَيتَ نِسَاءَنَا وَ ذَرَارِيَنَا فَإِن كَانَ ذَلِكَ لِلِاشتِفَاءِ فَقَدِ اشتَفَيتَ فَأَمَرَ ابنُ زِيَادٍ بِرَدّهِم إِلَي السّجنِ وَ بَعَثَ البَشَائِرَ إِلَي النوّاَحيِ‌ بِقَتلِ الحُسَينِ ع ثُمّ أَمَرَ بِالسّبَايَا وَ رَأسِ الحُسَينِ فَحُمِلُوا إِلَي الشّامِ فَلَقَد حدَثّنَيِ‌ جَمَاعَةٌ كَانُوا خَرَجُوا فِي تِلكَ الصّحبَةِ أَنّهُم كَانُوا يَسمَعُونَ باِلليّاَليِ‌ نَوحَ الجِنّ عَلَي الحُسَينِ إِلَي الصّبَاحِ وَ قَالُوا فَلَمّا دَخَلنَا دِمَشقَ أُدخِلَ بِالنّسَاءِ وَ السّبَايَا بِالنّهَارِ مُكَشّفَاتِ الوُجُوهِ فَقَالَ أَهلُ الشّامِ الجُفَاةُ مَا رَأَينَا سَبَايَا أَحسَنَ مِن هَؤُلَاءِ فَمَن أَنتُم فَقَالَت سُكَينَةُ ابنَةُ الحُسَينِ نَحنُ سَبَايَا آلِ مُحَمّدٍص فَأُقِيمُوا عَلَي دَرَجِ المَسجِدِ حَيثُ يُقَامُ السّبَايَا وَ فِيهِم عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ هُوَ يَومَئِذٍ فَتًي شَابّ فَأَتَاهُم شَيخٌ مِن أَشيَاخِ أَهلِ الشّامِ فَقَالَ لَهُم الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَتَلَكُم وَ أَهلَكَكُم وَ قَطَعَ قَرنَ الفِتنَةِ فَلَم يَألُ عَن شَتمِهِم فَلَمّا انقَضَي كَلَامُهُ قَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أَ مَا قَرَأتَ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ نَعَم قَالَ أَ مَا قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي قَالَ بَلَي قَالَ فَنَحنُ أُولَئِكَ ثُمّ قَالَ أَ مَا قَرَأتَوَ آتِ ذَا القُربي حَقّهُ قَالَ بَلَي قَالَ فَنَحنُ هُم فَهَل قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً قَالَ بَلَي قَالَ فَنَحنُ هُم فَرَفَعَ الشاّميِ‌ّ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتُوبُ إِلَيكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِن عَدُوّ آلِ مُحَمّدٍ وَ مِن قَتَلَةِ أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍ لَقَد قَرَأتُ القُرآنَ فَمَا شَعَرتُ بِهَذَا قَبلَ اليَومِ ثُمّ أُدخِلَ نِسَاءُ الحُسَينِ عَلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ فَصِحنَ نِسَاءُ آلِ يَزِيدَ وَ بَنَاتُ مُعَاوِيَةَ وَ أَهلُهُ وَ وَلوَلنَ وَ أَقَمنَ المَأتَمَ وَ وُضِعَ رَأسُ الحُسَينِ ع بَينَ يَدَيهِ فَقَالَت سُكَينَةُ مَا رَأَيتُ أَقسَي قَلباً مِن يَزِيدَ وَ لَا رَأَيتُ كَافِراً وَ لَا مُشرِكاً شَرّاً مِنهُ وَ لَا


صفحه : 156

أَجفَي مِنهُ وَ أَقبَلَ يَقُولُ وَ يَنظُرُ إِلَي الرّأسِ


لَيتَ أشَياَخيِ‌ بِبَدرٍ شَهِدُوا   جَزِعَ الخَزرَجُ مِن وَقعِ الأَسَلِ

ثُمّ أَمَرَ بِرَأسِ الحُسَينِ فَنُصِبَ عَلَي بَابِ مَسجِدِ دِمَشقَ فرَوُيِ‌َ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ عَلِيّ ع أَنّهَا قَالَت لَمّا أُجلِسنَا بَينَ يدَيَ‌ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ رَقّ لَنَا أَوّلَ شَيءٍ وَ أَلطَفَنَا ثُمّ إِنّ رَجُلًا مِن أَهلِ الشّامِ أَحمَرَ قَامَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَب لِي هَذِهِ الجَارِيَةَ يعَنيِنيِ‌ وَ كُنتُ جَارِيَةً وَضِيئَةً فَأُرعِبتُ وَ فَرِقتُ وَ ظَنَنتُ أَنّهُ يَفعَلُ ذَلِكَ فَأَخَذتُ بِثِيَابِ أخُتيِ‌ وَ هيِ‌َ أَكبَرُ منِيّ‌ وَ أَعقَلُ فَقَالَت كَذَبتَ وَ اللّهِ وَ لُعِنتَ مَا ذَاكَ لَكَ وَ لَا لَهُ فَغَضِبَ يَزِيدُ وَ قَالَ بَل كَذَبتِ وَ اللّهِ لَو شِئتُ لَفَعَلتُهُ قَالَت لَا وَ اللّهِ مَا جَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ لَكَ إِلّا أَن تَخرُجَ مِن مِلّتِنَا وَ تَدِينَ بِغَيرِ دِينِنَا فَغَضِبَ يَزِيدُ ثُمّ قَالَ إيِاّي‌َ تَستَقبِلِينَ بِهَذَا إِنّمَا خَرَجَ مِنَ الدّينِ أَبُوكِ وَ أَخُوكِ فَقَالَت بِدِينِ اللّهِ وَ دِينِ أَبِي وَ أخَيِ‌ وَ جدَيّ‌ اهتَدَيتَ أَنتَ وَ جَدّكَ وَ أَبُوكَ قَالَ كَذَبتِ يَا عَدُوّةَ اللّهِ قَالَت أَمِيرٌ يَشتِمُ ظَالِماً وَ يَقهَرُ بِسُلطَانِهِ قَالَت فَكَأَنّهُ لَعَنَهُ اللّهُ استَحيَا فَسَكَتَ فَأَعَادَ الشاّميِ‌ّ لَعَنَهُ اللّهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَب لِي هَذِهِ الجَارِيَةَ فَقَالَ لَهُ اعزُب وَهَبَ اللّهُ لَكَ حَتفاً قَاضِياً

4-أقول قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة في جملة أبيات ذكرها عن ابن الزبعري‌ أنه قالها لوصف يوم أحد


ليت أشياخي‌ ببدر شهدوا   جزع الخزرج من وقع الأسل

حين حطت بقباء بركها   واستحر القتل في عبدالأشل

ثم قال كثير من الناس يعتقدون أن هذاالبيت ليزيد بن معاوية و قال من أكره التصريح باسمه هذاالبيت ليزيد فقلت له إنما قاله يزيد متمثلا لماحمل إليه رأس الحسين ع و هولابن الزبعري‌ فلم تسكن نفسه إلي ذلك حتي أوضحته له فقلت أ لاتراه قال


  زع الخزرج من وقع الأسل

و الحسين ع لم


صفحه : 157

تحارب عنه الخزرج و كان يليق أن يقول جزع بني‌ هاشم من وقع الأسل فقال بعض من كان حاضرا لعله قاله يوم الحرة فقلت المنقول أنه أنشده لماحمل إليه رأس الحسين ع والمنقول أنه شعر ابن الزبعري‌ و لايجوز أن يترك المنقول إلي ما ليس بمنقول

5- ج ،[الإحتجاج ]رَوَي شَيخٌ صَدُوقٌ مِن مَشَايِخِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ غَيرُهُ مِنَ النّاسِ أَنّهُ لَمّا دَخَلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ حَرَمُهُ عَلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ جيِ‌ءَ بِرَأسِ الحُسَينِ ع وَ وُضِعَ بَينَ يَدَيهِ فِي طَستٍ فَجَعَلَ يَضرِبُ ثَنَايَاهُ بِمِخصَرَةٍ كَانَت فِي يَدِهِ وَ هُوَ يَقُولُ


لَيتَ أشَياَخيِ‌ بِبَدرٍ شَهِدُوا   جَزَعَ الخَزرَجِ مِن وَقعِ الأَسَلِ

لَأَهَلّوا وَ استَهَلّوا فَرَحاً   وَ لَقَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلّ

فَجَزَينَاهُم بِبَدرٍ مِثلَهَا   وَ أَقَمنَا مِثلَ بَدرٍ فَاعتَدَلَ

لَستُ مِن خِندِفَ إِن لَم أَنتَقِم   مِن بنَيِ‌ أَحمَدَ مَا كَانَ فَعَلَ

فَقَامَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أُمّهَا فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ وَ قَالَتالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي جدَيّ‌ سَيّدِ المُرسَلِينَ صَدَقَ اللّهُ سُبحَانَهُ كَذَلِكَ يَقُولُثُمّ كانَ عاقِبَةَ الّذِينَ أَساؤُا السّواي أَن كَذّبُوا بِآياتِ اللّهِ وَ كانُوا بِها يَستَهزِؤُنَ أَ ظَنَنتَ يَا يَزِيدُ حِينَ أَخَذتَ عَلَينَا أَقطَارَ الأَرضِ وَ ضَيّقتَ عَلَينَا آفَاقَ السّمَاءِ فَأَصبَحنَا لَكَ فِي إِسَارٍ نُسَاقُ إِلَيكَ سَوقاً فِي قِطَارٍ وَ أَنتَ عَلَينَا


صفحه : 158

ذُو اقتِدَارٍ أَنّ بِنَا مِنَ اللّهِ هَوَاناً وَ عَلَيكَ مِنهُ كَرَامَةً وَ امتِنَاناً وَ أَنّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ وَ جَلَالَةِ قَدرِكَ فَشَمَختَ بِأَنفِكَ وَ نَظَرتَ فِي عِطفٍ تَضرِبُ أَصدَرَيكَ فَرِحاً وَ تَنفُضُ مِدرَوَيكَ مَرِحاً حِينَ رَأَيتَ الدّنيَا لَكَ مُستَوسِقَةً وَ الأُمُورَ لَدَيكَ مُتّسِقَةً وَ حِينَ صفَيِ‌َ لَكَ مُلكُنَا وَ خَلَصَ لَكَ سُلطَانُنَا فَمَهلًا مَهلًا لَا تَطِش جَهلًا أَ نَسِيتَ قَولَ اللّهِوَ لا يَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّما نمُليِ‌ لَهُم خَيرٌ لِأَنفُسِهِم إِنّما نمُليِ‌ لَهُم لِيَزدادُوا إِثماً وَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ أَ مِنَ العَدلِ يَا ابنَ الطّلَقَاءِ تَخدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَ سَوقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللّهِ سَبَايَا قَد هَتَكتَ سُتُورَهُنّ وَ أَبدَيتَ وُجُوهَهُنّ يَحدُو بِهِنّ الأَعدَاءُ مِن بَلَدٍ إِلَي بَلَدٍ وَ يَستَشرِفُهُنّ أَهلُ المَنَاقِلِ وَ يَبرُزنَ لِأَهلِ المَنَاهِلِ وَ يَتَصَفّحُ وُجُوهَهُنّ القَرِيبُ وَ البَعِيدُ وَ الغَائِبُ وَ الشّهِيدُ وَ الشّرِيفُ وَ الوَضِيعُ وَ الدنّيِ‌ّ وَ الرّفِيعُ لَيسَ مَعَهُنّ مِن رِجَالِهِنّ ولَيِ‌ّ وَ لَا مِن حُمَاتِهِنّ حَمِيمٌ عُتُوّاً مِنكَ عَلَي اللّهِ وَ جُحُوداً لِرَسُولِ اللّهِ وَ دَفعاً لِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ وَ لَا غَروَ مِنكَ وَ لَا عَجَبَ مِن فِعلِكَ وَ أَنّي يُرتَجَي مُرَاقَبَةُ مَن لَفَظَ فُوهُ أَكبَادَ الشّهَدَاءِ وَ نَبَتَ لَحمُهُ بِدِمَاءِ السّعَدَاءِ وَ نَصَبَ الحَربَ لِسَيّدِ الأَنبِيَاءِ وَ جَمَعَ الأَحزَابَ وَ شَهَرَ الحِرَابَ وَ هَزّ السّيُوفَ فِي وَجهِ رَسُولِ اللّهِص أَشَدّ العَرَبِ لِلّهِ جُحُوداً وَ أَنكَرُهُم لَهُ رَسُولًا وَ أَظهَرُهُم لَهُ عُدوَاناً وَ أَعتَاهُم عَلَي الرّبّ كُفراً وَ طُغيَاناً أَلَا إِنّهَا نَتِيجَةُ خِلَالِ الكُفرِ وَ ضَبّ يُجَرجِرُ فِي الصّدرِ لِقَتلَي يَومِ بَدرٍ فَلَا يَستَبطِئُ فِي بُغضِنَا أَهلَ البَيتِ مَن كَانَ نَظَرُهُ إِلَينَا شَنَفاً وَ شَنآناً وَ أَحَناً وَ ضَغَناً يُظهِرُ كُفرَهُ بِرَسُولِهِ وَ يُفصِحُ ذَلِكَ بِلِسَانِهِ وَ هُوَ يَقُولُ فَرِحاً بِقَتلِ وُلدِهِ وَ سبَي‌ِ ذُرّيّتِهِ غَيرَ مُتَحَوّبٍ وَ لَا مُستَعظِمٍ


لَأَهَلّوا وَ استَهَلّوا فَرَحاً   وَ لَقَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلّ

مُنتَحِياً عَلَي ثَنَايَا أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ كَانَ مُقَبّلَ رَسُولِ اللّهِص يَنكُتُهَا بِمِخصَرَتِهِ


صفحه : 159

قَدِ التَمَعَ السّرُورُ بِوَجهِهِ لعَمَريِ‌ لَقَد نَكَأتَ القُرحَةَ وَ استَأصَلتَ الشّافَةَ بِإِرَاقَتِكَ دَمَ سَيّدِ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ ابنِ يَعسُوبِ العَرَبِ وَ شَمسِ آلِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ هَتَفتَ بِأَشيَاخِكَ وَ تَقَرّبتَ بِدَمِهِ إِلَي الكَفَرَةِ مِن أَسلَافِكِ ثُمّ صَرَختَ بِنِدَائِكَ وَ لعَمَريِ‌ قَد نَادَيتَهُم لَو شَهِدُوكَ وَ وَشِيكاً تَشهَدُهُم وَ يَشهَدُوكَ وَ لَتَوَدّ يَمِينُكَ كَمَا زَعَمتَ شُلّت بِكَ عَن مِرفَقِهَا وَ أَحبَبتَ أُمّكَ لَم تَحمِلكَ وَ أَبَاكَ لَم يَلِدكَ حِينَ تَصِيرُ إِلَي سَخَطِ اللّهِ وَ مُخَاصِمُكَ وَ مُخَاصِمُ أَبِيكَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ خُذ بِحَقّنَا وَ انتَقِم مِن ظَالِمِنَا وَ أَحلِل غَضَبَكَ بِمَن سَفَكَ دِمَاءَنَا وَ نَقَصَ ذِمَامَنَا وَ قَتَلَ حُمَاتَنَا وَ هَتَكَ عَنّا سُدُولَنَاوَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ‌ فَعَلتَ وَ مَا فَرَيتَ إِلّا جِلدَكَ وَ مَا جَزَزتَ إِلّا لَحمَكَ وَ سَتَرِدُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ بِمَا تَحَمّلتَ مِن ذُرّيّتِهِ وَ انتَهَكتَ مِن حُرمَتِهِ وَ سَفَكتَ مِن دِمَاءِ عِترَتِهِ وَ لُحمَتِهِ حَيثُ يَجمَعُ بِهِ شَملَهُم وَ يَلُمّ بِهِ شَعَثَهُم وَ يَنتَقِمُ مِن ظَالِمِهِم وَ يَأخُذُ لَهُم بِحَقّهِم مِن أَعدَائِهِم وَ لَا يَستَفِزّنّكَ الفَرَحُ بِقَتلِهِوَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِم يُرزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ وَ حَسبُكَ بِاللّهِ وَلِيّاً وَ حَاكِماً وَ بِرَسُولِ اللّهِ خَصِيماً وَ بِجَبرَئِيلَ ظَهِيراً وَ سَيَعلَمُ مَن بَوّأَكَ وَ مَكّنَكَ مِن رِقَابِ المُسلِمِينَ أَنبِئسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًا وَ أَنّكُمشَرّ مَكاناً وَ أَضَلّ سَبِيلًا وَ مَا استصِغاَريِ‌ قَدرَكَ وَ لَا استعِظاَميِ‌ تَقرِيعَكَ تَوَهّماً لِانتِجَاعِ الخِطَابِ فِيكَ بَعدَ أَن تَرَكتَ عُيُونَ المُسلِمِينَ بِهِ عَبرَي وَ صُدُورَهُم عِندَ ذِكرِهِ حَرّي فَتِلكَ قُلُوبٌ قَاسِيَةٌ وَ نُفُوسٌ طَاغِيَةٌ وَ أَجسَامٌ مَحشُوّةٌ بِسَخَطِ اللّهِ وَ لَعنَةِ الرّسُولِ قَد عَشّشَ فِيهِ الشّيطَانُ وَ فَرّخَ وَ مَن هُنَاكَ مِثلُكَ مَا دَرَجَ وَ نَهَضَ فَالعَجَبُ كُلّ العَجَبِ لِقَتلِ الأَتقِيَاءِ وَ أَسبَاطِ الأَنبِيَاءِ وَ سَلِيلِ الأَوصِيَاءِ بأِيَديِ‌ الطّلَقَاءِ الخَبِيثَةِ وَ نَسلِ العَهَرَةِ


صفحه : 160

الفَجَرَةِ تَنطِفُ أَكُفّهُم مِن دِمَائِنَا وَ تَتَحَلّبُ أَفوَاهُهُم مِن لُحُومِنَا وَ لِلجُثَثِ الزّاكِيَةِ عَلَي الجُبُوبِ الضّاحِيَةِ تَنتَابُهَا العَوَاسِلُ وَ تُعَفّرُهَا الفَرَاعِلُ فَلَئِنِ اتّخَذتَنَا مَغنَماً لَتَتّخِذُنَا وَشِيكاً مَغرَماً حِينَ لَا تَجِدُ إِلّا مَا قَدّمَت يَدَاكَ وَ مَا اللّهُبِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ إِلَي اللّهِ المُشتَكَي وَ المُعَوّلُ وَ إِلَيهِ المَلجَأُ وَ المُؤَمّلُ ثُمّ كِد كَيدَكَ وَ اجهَد جُهدَكَ فَوَ ألّذِي شَرّفَنَا باِلوحَي‌ِ وَ الكِتَابِ وَ النّبُوّةِ وَ الِانتِجَابِ لَا تُدرِكُ أَمَدَنَا وَ لَا تَبلُغُ غَايَتَنَا وَ لَا تَمحُو ذِكرَنَا وَ لَا تَرحَضُ عَنكَ عَارُنَا وَ هَل رَأيُكَ إِلّا فَنَدٌ وَ أَيّامُكَ إِلّا عَدَدٌ وَ جَمعُكَ إِلّا بَدَدٌ يَومَ ينُاَديِ‌ المنُاَديِ‌ أَلَا لُعِنَ الظّالِمُ العاَديِ‌ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي حَكَمَ لِأَولِيَائِهِ بِالسّعَادَةِ وَ خَتَمَ لِأَوصِيَائِهِ بِبُلُوغِ الإِرَادَةِ نَقَلَهُم إِلَي الرّحمَةِ وَ الرّأفَةِ وَ الرّضوَانِ وَ المَغفِرَةِ وَ لَم يَشقَ بِهِم غَيرُكَ وَ لَا ابتَلَي بِهِم سِوَاكَ وَ نَسأَلُهُ أَن يُكمِلَ لَهُمُ الأَجرَ وَ يُجزِلَ لَهُمُ الثّوَابَ وَ الذّخرَ وَ نَسأَلُهُ حُسنَ الخِلَافَةِ وَ جَمِيلَ الإِنَابَةِ إِنّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ فَقَالَ يَزِيدُ مُجِيباً لَهَا شِعراً


يَا صَيحَةً تُحمَدُ مِن صَوَائِحِ   مَا أَهوَنَ المَوتَ عَلَي النّوَائِحِ

ثُمّ أَمَرَ بِرَدّهِم

بيان قال الجزري‌ في حديث الحسن يضرب أسدريه أي عطفيه ومنكبيه يضرب بيده عليهما وروي‌ بالزاء والصاد بدل السين بمعني واحد و هذه الأحرف الثلاثة تتعاقب مع الدال و قال في باب الصاد في حديث الحسن يضرب أصدريه أي منكبيه و قال في باب الميم والذال في حديث الحسن ماتشاء أن تري أحدهم ينفض مذرويه المذروان جانبا الأليتين و لاواحد لهما وقيل هما طرفا كل شيء وأراد بهما الحسن فرعا المنكبين يقال جاء فلان ينفض مذرويه إذاجاء باغيا يتهدد وكذلك إذاجاء فارغا في غيرشغل والميم زائدة. و قال الفيروزآبادي‌ الأصدران عرقان تحت الصدغين وجاء يضرب


صفحه : 161

أصدريه أي فارغا و قال في المذروين بكسر الميم نحوا مما مر. ويقال لاغرو أي ليس بعجب والضب الحقد الكامن في الصدر و في بعض النسخ مكان شنفا وشنآنا سيفا وسنانا وفلان يتحوب من كذا أي يتأثم والتحوب أيضا التوجع والتحزن والسديل ماأسبل علي الهودج والجمع السدول .قولها رضي‌ الله عنها فتلك إشارة إلي أعوانه وأنصاره و في بعض النسخ قبلك بكسر القاف وفتح الباء عندك أوبفتح القاف وسكون الباء إشارة إلي آبائه لعنهم الله .قولها مادرج كلمة مازائدة كما في قوله تعالي فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ أي بإعانة هؤلاء درجت ومشيت وقمت أو في حجور هؤلاء الأشقياء ربيت ومنهم تفرعت والجبوب بضم الجيم والباء الأرض الغليظة ويقال وجه الأرض و في بعض النسخ بالنون فعلي الأول الضاحية من قولهم مكان ضاح أي بارز و علي الثاني‌ من قولهم ضحيت للشمس أي برزت وإنما أوردت بعض الروايات مكررا لكثرة اختلافها

6-ج ،[الإحتجاج ]رَوَي ثِقَاتُ الرّوَاةِ وَ عُدُولُهُم لَمّا أُدخِلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العَابِدِينَ ع فِي جُملَةِ مَن حُمِلَ إِلَي الشّامِ سَبَايَا مِن أَولَادِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ أَهَالِيهِ عَلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَتَلَ أَبَاكَ قَالَ ع قَتَلَ أَبِيَ النّاسُ قَالَ يَزِيدُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَتَلَهُ فَكَفَانِيهِ قَالَ ع عَلَي مَن قَتَلَ أَبِي لَعنَهُ اللّهِ أَ فتَرَاَنيِ‌ لَعَنتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ يَزِيدُ يَا عَلِيّ اصعَدِ المِنبَرَ فَأَعلِمِ النّاسَ حَالَ الفِتنَةِ وَ مَا رَزَقَ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مِنَ الظّفَرِ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ مَا أعَرفَنَيِ‌ بِمَا تُرِيدُ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَأَنَا أُعَرّفُهُ بنِفَسيِ‌ أَنَا ابنُ مَكّةَ وَ مِنَي أَنَا ابنُ المَروَةِ وَ الصّفَا أَنَا ابنُ مُحَمّدٍ المُصطَفَي أَنَا ابنُ مَن لَا يَخفَي أَنَا ابنُ مَن عَلَا فَاستَعلَي فَجَازَ سِدرَةَ المُنتَهَي وَ كَانَ مِن رَبّهِقابَ قَوسَينِ أَو أَدني


صفحه : 162

فَضَجّ أَهلُ الشّامِ بِالبُكَاءِ حَتّي خشَيِ‌َ يَزِيدُ أَن يَرحَلَ مِن مَقعَدِهِ فَقَالَ لِلمُؤَذّنِ أَذّن فَلَمّا قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ جَلَسَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَلَي المِنبَرِ فَلَمّا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ بَكَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع ثُمّ التَفَتَ إِلَي يَزِيدَ فَقَالَ يَا يَزِيدُ هَذَا أَبُوكَ أَم أَبِي قَالَ بَل أَبُوكَ فَانزِل فَنَزَلَ فَأَخَذَ نَاحِيَةَ بَابِ المَسجِدِ فَلَقِيَهُ مَكحُولٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَمسَيتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ أَمسَينَا بَينَكُم مِثلَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي آلِ فِرعَونَ يُذَبّحُونَ أَبنَاءَهُم وَ يَستَحيُونَ نِسَاءَهُموَ فِي ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبّكُم عَظِيمٌ فَلَمّا انصَرَفَ يَزِيدُ إِلَي مَنزِلِهِ دَعَا بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع وَ قَالَ يَا عَلِيّ أَ تُصَارِعُ ابنيِ‌ خَالِداً قَالَ ع مَا تَصنَعُ بمِصُاَرعَتَيِ‌ إِيّاهُ أعَطنِيِ‌ سِكّيناً وَ أَعطِهِ سِكّيناً فَليَقتُل أَقوَانَا أَضعَفَنَا فَضَمّهُ يَزِيدُ إِلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ لَا تَلِدُ الحَيّةُ إِلّا الحَيّةَ أَشهَدُ أَنّكَ ابنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ قَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يَا يَزِيدُ بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ تُرِيدُ قتَليِ‌ فَإِن كُنتَ لَا بُدّ قاَتلِيِ‌ فَوَجّه مَعَ هَؤُلَاءِ النّسوَةِ مَن يَرُدّهُنّ إِلَي حَرَمِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ لَا يَرُدّهُنّ غَيرُكَ لَعَنَ اللّهُ ابنَ مَرجَانَةَ فَوَ اللّهِ مَا أَمَرتُهُ بِقَتلِ أَبِيكَ وَ لَو كُنتُ مُتَوَلّياً لِقِتَالِهِ مَا قَتَلتُهُ ثُمّ أَحسَنَ جَائِزَتَهُ وَ حَمَلَهُ وَ النّسَاءَ إِلَي المَدِينَةِ

7-ج ،[الإحتجاج ] عَن حِذيَمِ بنِ شَرِيكٍ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ لَمّا أَتَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العَابِدِينَ ع بِالنّسوَةِ مِن كَربَلَاءَ وَ كَانَ مَرِيضاً وَ إِذَا نِسَاءُ أَهلِ الكُوفَةِ يَنتَدِبنَ مُشَقّقَاتِ الجُيُوبِ وَ الرّجَالُ مَعَهُنّ يَبكُونَ فَقَالَ زَينُ العَابِدِينَ بِصَوتٍ ضَئِيلٍ وَ قَد نَهَكَتهُ العِلّةُ إِنّ هَؤُلَاءِ يَبكُونَ فَمَن قَتَلَنَا غَيرَهُم فَأَومَأَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي النّاسِ بِالسّكُوتِ قَالَ حِذيَمٌ الأسَدَيِ‌ّ فَلَم أَرَ وَ اللّهِ خَفِرَةً أَنطَقَ مِنهَا كَأَنّمَا تَنطِقُ وَ تُفرِغُ عَن لِسَانِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد أَشَارَت إِلَي النّاسِ بِأَن أَنصِتُوا فَارتَدّتِ الأَنفَاسُ وَ سَكَنَتِ الأَجرَاسُ ثُمّ قَالَت بَعدَ حَمدِ اللّهِ تَعَالَي وَ الصّلَاةِ عَلَي رَسُولِهِ


صفحه : 163

أَمّا بَعدُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ يَا أَهلَ الخَترِ وَ الغَدرِ وَ الحَدلِ أَلَا فَلَا رَقَأَتِ العَبرَةُ وَ لَا هَدَأَتِ الزّفرَةُ إِنّمَا مَثَلُكُم مَثَلُ التّيِ‌نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوّةٍ أَنكاثاً تَتّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُمهَل فِيكُم إِلّا الصّلَفُ وَ العُجبُ وَ الشّنَفُ وَ الكَذِبُ وَ مَلِقُ الإِمَاءِ وَ غَمزُ الأَعدَاءِ كَمَرعًي عَلَي دِمنَةٍ أَو كَقَصّةٍ[كَفِضّةٍ] عَلَي مَلحُودَةٍ أَلَا بِئسَ مَا قَدّمَت لَكُم أَنفُسُكُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيكُم وَ فِي العَذَابِ أَنتُم خَالِدُونَ أَ تَبكُونَ عَلَي أخَيِ‌ أَجَل وَ اللّهِ فَابكُوا فَإِنّكُم وَ اللّهِ أَحَقّ بِالبُكَاءِ فَابكُوا كَثِيراً وَ اضحَكُوا قَلِيلًا فَقَد بُلِيتُم بِعَارِهَا وَ مُنِيتُم بِشَنَارِهَا وَ لَن تَرحَضُوهَا أَبَداً وَ أَنّي تَرحَضُونَ قَتلَ سَلِيلِ خَاتَمِ النّبُوّةِ وَ مَعدِنِ الرّسَالَةِ وَ سَيّدِ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ مَلَاذِ حَربِكُم وَ مَعَاذِ حِزبِكُم وَ مَقَرّ سِلمِكُم وَ آسيِ‌ كَلمِكُم وَ مَفزَعِ نَازِلَتِكُم وَ المَرجَعِ إِلَيهِ عِندَ مَقَالَتِكُم وَ مَدَرَةِ حُجَجِكُم وَ مَنَارِ مَحَجّتِكُم أَلَا سَاءَ مَا قَدّمَت لَكُم أَنفُسُكُم وَ سَاءَ مَا تَزِرُونَ لِيَومِ بَعثِكُم فَتَعساً تَعساً وَ نُكساً نُكساً لَقَد خَابَ السعّي‌ُ وَ تَبّتِ الأيَديِ‌ وَ خَسِرَتِ الصّفقَةُ وَ بُؤتُم بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ ضُرِبَت عَلَيكُمُ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُ أَ تَدرُونَ وَيلَكُم أَيّ كَبِدٍ لِمُحَمّدٍص فَرَيتُم وَ أَيّ عَهدٍ نَكَثتُم وَ أَيّ كَرِيمَةٍ لَهُ أَبرَزتُم وَ أَيّ حُرمَةٍ لَهُ هَتَكتُم وَ أَيّ دَمٍ لَهُ سَفَكتُملَقَد جِئتُم شَيئاً إِدّا تَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ مِنهُ وَ تَنشَقّ الأَرضُ وَ تَخِرّ الجِبالُ هَدّالَقَد جِئتُم بِهَا شَوهَاءَ صَلعَاءَ عَنقَاءَ سَوّاءَ فَقمَاءَ خَرقَاءَ طِلَاعَ الأَرضِ وَ ملِ ءَ السّمَاءِ أَ فَعَجِبتُم أَن لَم تُمطَرِ السّمَاءُ دَماًوَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَخزي وَ هُم لا يُنصَرُونَ فَلَا يَستَخِفّنّكُمُ المَهَلُ فَإِنّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن لَا يُحَفّزُهُ البِدَارُ وَ لَا يُخشَي عَلَيهِ فَوتُ الثّأرِ كَلّا إِنّ رَبّكَ لَنَا وَ لَهُم بِالمِرصَادِ ثُمّ أَنشَأَت تَقُولُ


مَا ذَا تَقُولُونَ إِذ قَالَ النّبِيّ لَكُم   مَا ذَا صَنَعتُم وَ أَنتُم آخِرُ الأُمَمِ

بِأَهلِ بيَتيِ‌ وَ أوَلاَديِ‌ وَ مكَرمُتَيِ‌   مِنهُم أُسَارَي وَ مِنهُم ضُرّجُوا بِدَمٍ

صفحه : 164


مَا كَانَ ذَاكَ جزَاَئيِ‌ إِذ نَصَحتُ لَكُم   أَن تخَلفُوُنيِ‌ بِسُوءٍ فِي ذوَيِ‌ رحَمِيِ‌

إنِيّ‌ لَأَخشَي عَلَيكُم أَن يَحُلّ بِكُم   مِثلُ العَذَابِ ألّذِي أَودَي عَلَي إِرَمَ

ثُمّ وَلّت عَنهُم قَالَ حِذيَمٌ فَرَأَيتُ النّاسَ حَيَارَي قَد رَدّوا أَيدِيَهُم فِي أَفوَاهِهِم فَالتَفَتّ إِلَي شَيخٍ إِلَي جاَنبِيِ‌ يبَكيِ‌ وَ قَدِ اخضَلّت لِحيَتُهُ بِالبُكَاءِ وَ يَدُهُ مَرفُوعَةٌ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ كُهُولُهُم خَيرُ الكُهُولِ وَ شَبَابُهُم خَيرُ شَبَابٍ وَ نَسلُهُم نَسلٌ كَرِيمٌ وَ فَضلُهُم فَضلٌ عَظِيمٌ ثُمّ أَنشَدَ شِعراً


كُهُولُهُم خَيرُ الكُهُولِ وَ نَسلُهُم   إِذَا عُدّ نَسلٌ لَا يَبُورُ وَ لَا يَخزَي

فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يَا عَمّةُ اسكتُيِ‌ ففَيِ‌ الباَقيِ‌ مِنَ الماَضيِ‌ اعتِبَارٌ وَ أَنتِ بِحَمدِ اللّهِ عَالِمَةٌ غَيرُ مُعَلّمَةٍ فَهِمَةٌ غَيرُ مُفَهّمَةٍ إِنّ البُكَاءَ وَ الحَنِينَ لَا يَرُدّانِ مَن قَد أَبَادَهُ الدّهرُ فَسَكَتَت ثُمّ نَزَلَ ع وَ ضَرَبَ فُسطَاطَهُ وَ أَنزَلَ نِسَاءَهُ وَ دَخَلَ الفُسطَاطَ

بيان قولها وآسي كلمكم الآسي‌ الطبيب والكلم الجراحة و قال الجوهري‌ النكس بالضم عود المرض بعدالنقه و قدنكس الرجل نكسا يقال تعسا له ونكسا و قديفتح هاهنا للازدواج أولأنه لغة و في أكثر النسخ هنا من لايحفزه بالحاء المهملة والزاء المعجمة يقال حفزه أي دفعه من خلفه يحفزه بالكسر حفزا والليل يحفز النهار أي يسوقه قولها أودي في أكثر النسخ بالدال المهملة يقال أودي أي هلك وأودي به الموت أي ذهب فكأن علي هنا بمعني الباء و في بعضها بالراء من أوري الزند إذاأخرج منه النار

8-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مِهرَانَ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ رَاشِدٍ عَن حِذلَمِ بنِ سُتَيرٍ قَالَقَدِمتُ الكُوفَةَ فِي المُحَرّمِ سَنَةَ إِحدَي وَ سِتّينَ عِندَ مُنصَرَفِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بِالنّسوَةِ مِن كَربَلَاءَ وَ مَعَهُمُ الأَجنَادُ يُحِيطُونَ بِهِم وَ قَد


صفحه : 165

خَرَجَ النّاسُ لِلنّظَرِ إِلَيهِم فَلَمّا أُقبِلَ بِهِم عَلَي الجِمَالِ بِغَيرِ وِطَاءٍ جَعَلَ نِسَاءُ الكُوفَةِ يَبكِينَ وَ يَندُبنَ فَسَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع وَ هُوَ يَقُولُ بِصَوتٍ ضَئِيلٍ وَ قَد نَهَكَتهُ العِلّةُ وَ فِي عُنُقِهِ الجَامِعَةُ وَ يَدُهُ مَغلُولَةٌ إِلَي عُنُقِهِ إِنّ هَؤُلَاءِ النّسوَةَ يَبكِينَ فَمَن قَتَلَنَا قَالَ وَ رَأَيتُ زَينَبَ بِنتَ عَلِيّ ع وَ لَم أَرَ خَفِرَةً قَطّ أَنطَقَ مِنهَا كَأَنّهَا تُفرِغُ عَن لِسَانِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ قَد أَومَأَت إِلَي النّاسِ أَنِ اسكُتُوا فَارتَدّتِ الأَنفَاسُ وَ سَكَنَتِ الأَصوَاتُ فَقَالَت الحَمدُ لِلّهِ وَ الصّلَاةُ عَلَي أَبِي رَسُولِ اللّهِ أَمّا بَعدُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ يَا أَهلَ الخَتلِ وَ الخَذلِ فَلَا رَقَأَتِ العَبرَةُ وَ لَا هَدَأَتِ الرّنّةُ فَإِنّمَا مَثَلُكُمكاَلتّيِ‌ نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوّةٍ أَنكاثاً تَتّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُمأَلَا وَ هَل فِيكُم إِلّا الصّلَفُ وَ السّرَفُ خَوّارُونَ فِي اللّقَاءِ عَاجِزُونَ عَنِ الأَعدَاءِ نَاكِثُونَ لِلبَيعَةِ مُضَيّعُونَ لِلذّمّةِ فَبِئسَ مَا قَدّمَت لَكُم أَنفُسُكُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيكُم وَ فِي العَذَابِ أَنتُم خَالِدُونَ أَ تَبكُونَ إيِ‌ وَ اللّهِ فَابكُوا كَثِيراً وَ اضحَكُوا قَلِيلًا فَلَقَد فُزتُم بِعَارِهَا وَ شَنَارِهَا وَ لَن تَغسِلُوا دَنَسَهَا عَنكُم أَبَداً فَسَلِيلَ خَاتَمِ الرّسَالَةِ وَ سَيّدَ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ مَلَاذَ خِيَرَتِكُم وَ مَفزَعَ نَازِلَتِكُم وَ أَمَارَةَ مَحَجّتِكُم وَ مَدرَجَةَ حُجّتِكُم خَذَلتُم وَ لَهُ قَتَلتُم أَلَا سَاءَ مَا تَزِرُونَ فَتَعساً وَ نُكساً وَ لَقَد خَابَ السعّي‌ُ وَ تَبّتِ الأيَديِ‌ وَ خَسِرَتِ الصّفقَةُ وَ بُؤتُم بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ ضُرِبَت عَلَيكُمُ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُ وَيلَكُم أَ تَدرُونَ أَيّ كَبِدٍ لِمُحَمّدٍ فَرَيتُم وَ أَيّ دَمٍ لَهُ سَفَكتُم وَ أَيّ كَرِيمَةٍ لَهُ أَصَبتُملَقَد جِئتُم شَيئاً إِدّا تَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ مِنهُ وَ تَنشَقّ الأَرضُ وَ تَخِرّ الجِبالُ هَدّا وَ لَقَد أَتَيتُم بِهَا خَرمَاءَ شَوهَاءَ طِلَاعُ الأَرضِ وَ السّمَاءِ أَ فَعَجِبتُم أَن قَطَرَتِ السّمَاءُ دَماًوَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَخزي فَلَا يَستَخِفّنّكُمُ المَهَلُ فَإِنّهُ لَا يُعجِزُهُ البِدَارُ وَ لَا يُخَافُ عَلَيهِ فَوتُ الثّأرِ كَلّاإِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ


صفحه : 166

قَالَ ثُمّ سَكَتَت فَرَأَيتُ النّاسَ حَيَارَي قَد رَدّوا أَيدِيَهُم فِي أَفوَاهِهِم وَ رَأَيتُ شَيخاً وَ قَد بَكَي حَتّي اخضَلّت لِحيَتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ


كُهُولُهُم خَيرُ الكُهُولِ وَ نَسلُهُم   إِذَا عُدّ نَسلٌ لَا يَخِيبُ وَ لَا يَخزَي

9- ج ،[الإحتجاج ] وَ عَن دَيلَمِ بنِ عُمَرَ قَالَ كُنتُ بِالشّامِ حَتّي أتُيِ‌َ بِسَبَايَا آلِ مُحَمّدٍ فَأُقِيمُوا عَلَي بَابِ المَسجِدِ حَيثُ تُقَامُ السّبَايَا وَ فِيهِم عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَأَتَاهُم شَيخٌ مِن أَشيَاخِ أَهلِ الشّامِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَتَلَكُم وَ أَهلَكَكُم وَ قَطَعَ قَرنَ الفِتنَةِ وَ لَم يَألُ عَن شَتمِهِم فَلَمّا انقَضَي كَلَامُهُ قَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ إنِيّ‌ قَد أَنصَتّ لَكَ حَتّي فَرَغتَ مِن مَنطِقِكَ وَ أَظهَرتَ مَا فِي نَفسِكَ مِنَ العَدَاوَةِ وَ البَغضَاءِ فَأَنصِت لِي كَمَا أَنصَتّ لَكَ فَقَالَ لَهُ هَاتِ قَالَ عَلِيّ ع أَ مَا قَرَأتَ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ نَعَم قَالَ أَ مَا قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي قَالَ بَلَي فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع فَنَحنُ أُولَئِكَ فَهَل تَجِدُ لَنَا فِي سُورَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَقّاً خَاصّةً دُونَ المُسلِمِينَ فَقَالَ لَا قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ أَ مَا قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَوَ آتِ ذَا القُربي حَقّهُ قَالَ نَعَم قَالَ عَلِيّ ع فَنَحنُ أُولَئِكَ الّذِينَ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّهُص أَن يُؤتِيَهُم حَقّهُم فَقَالَ الشاّميِ‌ّ إِنّكُم لَأَنتُم هُم فَقَالَ عَلِيّ ع نَعَم فَهَل قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَوَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي فَقَالَ لَهُ الشاّميِ‌ّ بَلَي فَقَالَ عَلِيّ فَنَحنُ ذَوُو القُربَي فَهَل تَجِدُ لَنَا فِي سُورَةِ الأَحزَابِ حَقّاً خَاصّةً دُونَ المُسلِمِينَ فَقَالَ لَا قَالَ عَلِيّ أَ مَا قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً قَالَ فَرَفَعَ الشاّميِ‌ّ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتُوبُ إِلَيكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتُوبُ إِلَيكَ مِن عَدَاوَةِ آلِ مُحَمّدٍ وَ مِن قَتلِ أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍ وَ لَقَد قَرَأتُ القُرآنَ مُنذُ دَهرٍ فَمَا شَعَرتُ بِهَا قَبلَ اليَومِ


صفحه : 167

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عُمَرَ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَامِرٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ أَنّهُ حَضَرَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ حِينَ أتُيِ‌َ بِرَأسِ الحُسَينِ ع فَجَعَلَ يَنكُتُ بِقَضِيبٍ ثَنَايَاهُ وَ يَقُولُ إِن كَانَ لَحَسَنَ الثّغرِ فَقَالَ لَهُ زَيدُ بنُ أَرقَمَ ارفَع قَضِيبَكَ فَطَالَ مَا رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِ يَلثِمُ مَوضِعَهُ قَالَ إِنّكَ شَيخٌ قَد خَرِفتَ فَقَالَ زَيدٌ يَجُرّ ثِيَابَهُ ثُمّ عُرِضُوا عَلَيهِ فَأَمَرَ بِضَربِ عُنُقِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ إِن كَانَ بَينَكَ وَ بَينَ هَؤُلَاءِ النّسَاءِ رَحِمٌ فَأَرسِل مَعَهُنّ مَن يُؤَدّيهِنّ فَقَالَ تُؤَدّيهِنّ أَنتَ وَ كَأَنّهُ استَحيَا وَ صَرَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ القَتلَ قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ مُحَمّدٍ مَا رَأَيتُ مَنظَراً قَطّ أَفظَعَ مِن إِلقَاءِ رَأسِ الحُسَينِ ع بَينَ يَدَيهِ وَ هُوَ يَنكُتُهُ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِ‌ّ أَنّ زَيدَ بنَ أَرقَمَ خَرَجَ مِن عِندِهِ يَومَئِذٍ وَ هُوَ يَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَستَودِعُكَهُ وَ صَالِحَ المُؤمِنِينَ فَكَيفَ حِفظُكُم لِوَدِيعَةِ رَسُولِ اللّهِ

12- فس ،[تفسير القمي‌] ذلِكَ وَ مَن عاقَبَ بِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمّ بغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُفَهُوَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أَخرَجَتهُ قُرَيشٌ مِن مَكّةَ وَ هَرَبَ مِنهُم إِلَي الغَارِ وَ طَلَبُوهُ لِيَقتُلُوهُ فَعَاقَبَهُمُ اللّهُ يَومَ بَدرٍ وَ قُتِلَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ الوَلِيدُ وَ أَبُو جَهلٍ وَ حَنظَلَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ وَ غَيرُهُم فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ طُلِبَ بِدِمَائِهِم فَقُتِلَ الحُسَينُ وَ آلُ مُحَمّدٍ بَغياً وَ عُدوَاناً وَ هُوَ قَولُ يَزِيدَ حِينَ تَمَثّلَ بِهَذَا الشّعرِ


لَيتَ أشَياَخيِ‌ بِبَدرٍ شَهِدُوا   وَقعَةَ الخَزرَجِ مِن وَقعِ الأَسَلِ

لَستُ مِن خِندِفَ إِن لَم أَنتَقِم   مِن بنَيِ‌ أَحمَدَ مَا كَانَ فَعَلَ

وَ كَذَاكَ الشّيخُ أوَصاَنيِ‌ بِهِ   فَاتّبَعتُ الشّيخَ فِيمَا قَد سَأَلَ

قَد قَتَلنَا القَرمَ مِن سَادَاتِهِم   وَ عَدَلنَاهُ بِبَدرٍ فَاعتَدَلَ

صفحه : 168

وَ قَالَ الشّاعِرُ فِي مِثلِ ذَلِكَ شِعرٌ


يَقُولُ وَ الرّأسُ مَطرُوحٌ يُقَلّبُهُ   يَا لَيتَ أَشيَاخَنَا المَاضِينَ بِالحَضَرِ

حَتّي يَقِيسُوا قِيَاساً لَا يُقَاسُ بِهِ   أَيّامَ بَدرٍ وَ كَانَ الوَزنُ بِالقَدَرِ

فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ مَن عاقَبَيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِبِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِيعَنيِ‌ حِينَ أَرَادُوا أَن يَقتُلُوهُثُمّ بغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُيعَنيِ‌ بِالقَائِمِ ع مِن وُلدِهِ

13- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع لَمّا أُدخِلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ نَظَرَ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِوَ ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ كَلّا مَا هَذِهِ فِينَا نَزَلَت وَ إِنّمَا نَزَلَت فِينَاما أَصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي أَنفُسِكُم إِلّا فِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ لِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُمفَنَحنُ الّذِينَ لَا نَأسَي عَلَي مَا فَاتَنَا مِن أَمرِ الدّنيَا وَ لَا نَفرَحُ بِمَا أُوتِينَا

14-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع لَمّا أُدخِلَ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع عَلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ وَ أُدخِلَ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ بَنَاتُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ وَ عَلَيهِنّ السّلَامُ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مُقَيّداً مَغلُولًا فَقَالَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَتَلَ أَبَاكَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ لَعنَةُ اللّهِ عَلَي مَن قَتَلَ أَبِي قَالَ فَغَضِبَ يَزِيدُ وَ أَمَرَ بِضَربِ عُنُقِهِ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَإِذَا قتَلَتنَيِ‌ فَبَنَاتُ رَسُولِ اللّهِ مَن يَرُدّهُم إِلَي مَنَازِلِهِم وَ لَيسَ لَهُم مَحرَمٌ غيَريِ‌ فَقَالَ أَنتَ تَرُدّهُم إِلَي مَنَازِلِهِم ثُمّ دَعَا بِمِبرَدٍ فَأَقبَلَ يَبرُدُ الجَامِعَةَ مِن عُنُقِهِ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عَلَيّ بنَ الحُسَينِ أَ تدَريِ‌ مَا ألّذِي أُرِيدُ بِذَلِكَ قَالَ بَلَي تُرِيدُ أَن لَا يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيّ مِنّةّ غَيرُكَ فَقَالَ يَزِيدُ هَذَا وَ اللّهِ مَا أَرَدتُ ثُمّ قَالَ يَزِيدُ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ كَلّا مَا هَذِهِ فِينَا نَزَلَت إِنّمَا نَزَلَت فِينَاما أَصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي أَنفُسِكُم إِلّا فِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَهافَنَحنُ الّذِينَ لَا نَأسَي عَلَي مَا فَاتَنَا وَ لَا


صفحه : 169

نَفرَحُ بِمَا آتَانَا مِنهَا

15- ب ،[قرب الإسناد]اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا قَدِمَ عَلَي يَزِيدَ بذِرَاَريِ‌ّ الحُسَينِ ع أُدخِلَ بِهِنّ نَهَاراً مُكَشّفَاتٍ وُجُوهُهُنّ فَقَالَ أَهلُ الشّامِ الجُفَاةُ مَا رَأَينَا سَبياً أَحسَنَ مِن هَؤُلَاءِ فَمَن أَنتُم فَقَالَت سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ نَحنُ سَبَايَا آلِ مُحَمّدٍ

16- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَهلٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ كُنتُ عِندَ الرّضَا ع فَدَخَلَ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ وَ ابنُ السّرّاجِ وَ ابنُ المكُاَريِ‌ فَقَالَ عَلِيّ بَعدَ كَلَامٍ جَرَي بَينَهُم وَ بَينَهُ ع فِي إِمَامَتِهِ إِنّا رُوّينَا عَن آبَائِكَ ع أَنّ الإِمَامَ لَا يلَيِ‌ أَمرَهُ إِلّا إِمَامٌ مِثلُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ كَانَ إِمَاماً أَو غَيرَ إِمَامٍ قَالَ كَانَ إِمَاماً قَالَ فَمَن ولَيِ‌َ أَمرَهُ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ قَالَ وَ أَينَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ كَانَ مَحبُوساً فِي يَدِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ قَالَ خَرَجَ وَ هُم كَانُوا لَا يَعلَمُونَ حَتّي ولَيِ‌َ أَمرَ أَبِيهِ ثُمّ انصَرَفَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ إِنّ هَذَا ألّذِي أَمكَنَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ أَن يأَتيِ‌َ كَربَلَاءَ فيَلَيِ‌َ أَمرَ أَبِيهِ فَهُوَ يُمَكّنُ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ أَنّ يأَتيِ‌َ بَغدَادَ وَ يلَيِ‌َ أَمرَ أَبِيهِ

أقول تمامه في باب الرد علي الواقفية

17-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو كُرَيبٍ وَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ إِدرِيسَ بنِ عَبدِ اللّهِ الأوَديِ‌ّ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع أَرَادَ القَومُ أَن يُوطِئُوهُ الخَيلَ فَقَالَت فِضّةُ لِزَينَبَ يَا سيَدّتَيِ‌ إِنّ سَفِينَةَ كُسِرَ بِهِ فِي البَحرِ فَخَرَجَ بِهِ إِلَي جَزِيرَةٍ فَإِذَا هُوَ بِأَسَدٍ فَقَالَ يَا أَبَا الحَارِثِ أَنَا مَولَي رَسُولِ اللّهِص فَهَمهَمَ بَينَ يَدَيهِ حَتّي وَقَفَهُ عَلَي الطّرِيقِ وَ الأَسَدُ رَابِضٌ فِي نَاحِيَةٍ فدَعَيِنيِ‌ أمَضيِ‌ إِلَيهِ فَأُعلِمَهُ مَا هُم صَانِعُونَ غَداً قَالَ فَمَضَت إِلَيهِ فَقَالَت


صفحه : 170

يَا أَبَا الحَارِثِ فَرَفَعَ رَأسَهُ ثُمّ قَالَت أَ تدَريِ‌ مَا يُرِيدُونَ أَن يَعمَلُوا غَداً بأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يُرِيدُونَ أَن يُوطِئُوا الخَيلَ ظَهرَهُ قَالَ فَمَشَي حَتّي وَضَعَ يَدَيهِ عَلَي جَسَدِ الحُسَينِ ع فَأَقبَلَتِ الخَيلُ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَيهِ قَالَ لَهُم عُمَرُ بنُ سَعدٍ لَعَنَهُ اللّهُ فِتنَةٌ لَا تُثِيرُوهَا انصَرِفُوا فَانصَرَفُوا

بيان قولها إن سفينة كسر به إشارة إلي قصة سفينة مولي رسول الله ص و إن الأسد رده إلي الطريق و قدمر بأسانيد في أبواب معجزات الرسول و أبوالحارث من كني الأسد

18- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن يُونُسَ عَن مَصقَلَةَ الطّحّانِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع أَقَامَتِ امرَأَتُهُ الكَلبِيّةُ عَلَيهِ مَأتَماً وَ بَكَت وَ بَكَينَ النّسَاءُ وَ الخَدَمُ حَتّي جَفّت دُمُوعُهُنّ وَ ذَهَبَت فَبَينَا هيِ‌َ كَذَلِكَ إِذَا رَأَت جَارِيَةً مِن جَوَارِيهَا تبَكيِ‌ وَ دُمُوعُهَا تَسِيلُ فَدَعَتهَا فَقَالَت لَهَا مَا لَكِ أَنتِ مِن بَينِنَا تَسِيلُ دُمُوعُكِ قَالَت إنِيّ‌ لَمّا أصَاَبنَيِ‌ الجَهدُ شَرِبتُ شَربَةَ سَوِيقٍ قَالَ فَأَمَرَت بِالطّعَامِ وَ الأَسوِقَةِ فَأَكَلَت وَ شَرِبَت وَ أَطعَمَت وَ سَقَت وَ قَالَت إِنّمَا نُرِيدُ بِذَلِكَ أَن نَتَقَوّي عَلَي البُكَاءِ عَلَي الحُسَينِ ع وَ قَالَ وَ أهُديِ‌َ إِلَي الكَلبِيّةِ جُوَناً لِتَستَعِينَ بِهَا عَلَي مَأتَمِ الحُسَينِ ع فَلَمّا رَأَتِ الجُوَنَ قَالَت مَا هَذِهِ قَالُوا هَدِيّةٌ أَهدَاهَا فُلَانٌ لتِسَتعَيِنيِ‌ بِهَا عَلَي مَأتَمِ الحُسَينِ ع فَقَالَت لَسنَا فِي عُرسٍ فَمَا نَصنَعُ بِهَا ثُمّ أَمَرَت بِهِنّ فَأُخرِجنَ مِنَ الدّارِ فَلَمّا أُخرِجنَ مِنَ الدّارِ لَم يُحَسّ لَهَا حِسّ كَأَنّمَا طِرنَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ لَم يُرَ لَهُنّ بَعدَ خُرُوجِهِنّ مِنَ الدّارِ أَثَرٌ

بيان الجوني‌ ضرب من القطا سود البطون والأجنحة ذكره الجوهري‌


صفحه : 171

وكأن الجون بالضم أوكصرد جمعه و إن لم يذكره اللغويون . قوله وأهدي أي رجل والظاهر أهدي‌ علي بناء المجهول ورفع جون ولعل فقدهن علي سبيل الإعجاز ذهب بهن إلي الجنة ويحتمل أن يكون الآتي‌ بهن من الملائكة أيضا

19- أَقُولُ رَوَي فِي كِتَابِ المَنَاقِبِ القَدِيمِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ العاَصمِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ الطرّسَوُسيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الحلُواَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ يَعمُرَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبّادٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ الجعُفيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ جَاءَ غُرَابٌ فَوَقَعَ فِي دَمِهِ ثُمّ تَمَرّغَ ثُمّ طَارَ فَوَقَعَ بِالمَدِينَةِ عَلَي جِدَارِ فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ هيِ‌َ الصّغرَي فَرَفَعَت رَأسَهَا فَنَظَرَت إِلَيهِ فَبَكَت بُكَاءً شَدِيداً وَ أَنشَأَت تَقُولُ


نَعَبَ الغُرَابُ فَقُلتُ مَن   تَنعَاهُ وَيلَكَ يَا غُرَابُ

قَالَ الإِمَامَ فَقُلتُ مَن   قَالَ المُوَفّقُ لِلصّوَابِ

إِنّ الحُسَينَ بِكَربَلَاءَ   بَينَ الأَسِنّةِ وَ الضّرَابِ

فاَبكيِ‌ الحُسَينَ بِعَبرَةٍ   ترُجيِ‌ الإِلَهَ مَعَ الثّوَابِ

صفحه : 172


قُلتُ الحُسَينَ فَقَالَ لِي   حَقّاً لَقَد سَكَنَ التّرَابَ

ثُمّ استَقَلّ بِهِ الجَنَاحُ   فَلَم يُطِق رَدّ الجَوَابِ

فَبَكَيتُ مِمّا حَلّ بيِ‌   بَعدَ الدّعَاءِ المُستَجَابِ

قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ فَنَعَتّهُ لِأَهلِ المَدِينَةِ فَقَالُوا قَد جَاءَتنَا بِسِحرِ عَبدِ المُطّلِبِ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ أَن جَاءَهُمُ الخَبَرُ بِقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع

بيان نعب الغراب أي صاح

20- وَ قَالَ فِي الكِتَابِ المَذكُورِ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا حُمِلَ رَأسُهُ إِلَي الشّامِ جَنّ عَلَيهِمُ اللّيلُ فَنَزَلُوا عِندَ رَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ فَلَمّا شَرِبُوا وَ سَكِرُوا قَالُوا عِندَنَا رَأسُ الحُسَينِ ع فَقَالَ أَرُوهُ لِي فَأَرَوهُ وَ هُوَ فِي الصّندُوقِ يَسطَعُ مِنهُ النّورُ نَحوَ السّمَاءِ فَتَعَجّبَ مِنهُ اليهَوُديِ‌ّ فَاستَودَعَهُ مِنهُم وَ قَالَ لِلرّأسِ اشفَع لِي عِندَ جَدّكَ فَأَنطَقَ اللّهُ الرّأسَ فَقَالَ إِنّمَا شفَاَعتَيِ‌ لِلمُحَمّدِيّينَ وَ لَستَ بمِحُمَدّيِ‌ّ فَجَمَعَ اليهَوُديِ‌ّ أَقرِبَاءَهُ ثُمّ أَخَذَ الرّأسَ وَ وَضَعَهُ فِي طَستٍ وَ صَبّ عَلَيهِ مَاءَ الوَردِ وَ طَرَحَ فِيهِ الكَافُورَ وَ المِسكَ وَ العَنبَرَ ثُمّ قَالَ لِأَولَادِهِ وَ أَقرِبَائِهِ هَذَا رَأسُ ابنِ بِنتِ مُحَمّدٍ ع ثُمّ قَالَ يَا لَهفَاه حَيثُ لَم أَجِد جَدّكَ مُحَمّداًص فَأُسلِمَ عَلَي يَدَيهِ يَا لَهفَاه حَيثُ لَم أَجِدكَ حَيّاً فَأُسلِمَ عَلَي يَدَيكَ وَ أُقَاتِلَ بَينَ يَدَيكَ فَلَو أَسلَمتُ الآنَ أَ تَشفَعُ لِي يَومَ القِيَامَةِ فَأَنطَقَ اللّهُ الرّأسَ فَقَالَ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ إِن أَسلَمتَ فَأَنَا لَكَ شَفِيعٌ قَالَهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ سَكَتَ فَأَسلَمَ الرّجُلُ وَ أَقرِبَاؤُهُ وَ لَعَلّ هَذَا اليهَوُديِ‌ّ كَانَ رَاهِبَ قِنّسرِينَ لِأَنّهُ أَسلَمَ بِسَبَبِ رَأسِ الحُسَينِ ع وَ جَاءَ ذِكرُهُ فِي الأَشعَارِ وَ أَورَدَهُ الجوَهرَيِ‌ّ الجرُجاَنيِ‌ّ فِي مَرثِيَةِ الحُسَينِ ع

21-مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَبدِ اللّهِ الأَصَمّ عَنِ الحُسَينِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع سَمِعَ أَهلُنَا قَائِلًا بِالمَدِينَةِ يَقُولُ اليَومَ نَزَلَ البَلَاءُ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ فَلَا يَرَونَ فَرَحاً حَتّي يَقُومَ قَائِمُكُم فيَشَفيِ‌َ صُدُورَكُم وَ يَقتُلَ عَدُوّكُم وَ يَنَالَ بِالوَترِ أَوتَاراً فَفَزِعُوا مِنهُ وَ قَالُوا إِنّ لِهَذَا القَولِ لَحَادِثاً قَد حَدَثَ مَا نَعرِفُهُ فَأَتَاهُم بَعدَ ذَلِكَ خَبَرُ الحُسَينِ


صفحه : 173

وَ قَتلِهِ فَحَسَبُوا ذَلِكَ فَإِذَا هيِ‌َ تِلكَ اللّيلَةُ التّيِ‌ تَكَلّمَ فِيهَا المُتَكَلّمُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِلَي مَتَي أَنتُم وَ نَحنُ فِي هَذَا القَتلِ وَ الخَوفِ وَ الشِدّةِ فَقَالَ حَتّي مَاتَ سَبعُونَ فَرخاً أَخُو أَبٍ[ حتي يأتي‌ سبعون فرجا أجواب ] وَ يَدخُلَ وَقتُ السّبعِينَ فَإِذَا دَخَلَ وَقتُ السّبعِينَ أَقبَلَتِ الآيَاتُ تَترَي كَأَنّهَا نِظَامٌ فَمَن أَدرَكَ ذَلِكَ قَرّت عَينُهُ إِنّ الحُسَينَ لَمّا قُتِلَ أَتَاهُم آتٍ وَ هُم فِي المُعَسكَرِ فَصَرَخَ فَزُبِرَ فَقَالَ لَهُم وَ كَيفَ لَا أَصرُخُ وَ رَسُولُ اللّهُ قَائِمٌ يَنظُرُ إِلَي الأَرضِ مَرّةً وَ يَنظُرُ إِلَي حَربِكُم مَرّةً وَ أَنَا أَخَافُ أَن يَدعُوَ اللّهَ عَلَي أَهلِ الأَرضِ فَأَهلِكَ فِيهِم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ هَذَا إِنسَانٌ مَجنُونٌ فَقَالَ التّوّابُونَ تَاللّهِ مَا صَنَعنَا بِأَنفُسِنَا قَتَلنَا لِابنِ سُمَيّةَ سَيّدَ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَخَرَجُوا عَلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَكَانَ مِن أَمرِهِم ألّذِي كَانَ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَن هَذَا الصّارِخُ قَالَ مَا نَرَاهُ إِلّا جَبرَئِيلَ أَمَا إِنّهُ لَو أُذِنَ لَهُ فِيهِم لَصَاحَ بِهِم صَيحَةً يَخطَفُ مِنهَا أَروَاحَهُم مِن أَبدَانِهِم إِلَي النّارِ وَ لَكِن أُمهِلَ لَهُملِيَزدادُوا إِثماًوَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِيمَن تَرَكَ زِيَارَتَهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ قَالَ إِنّهُ قَد عَقّ رَسُولَ اللّهِ وَ عَقّنَا وَ استَخَفّ بِأَمرٍ هُوَ لَهُ وَ مَن زَارَهُ كَانَ اللّهُ لَهُ مِن وَرَاءِ حَوَائِجِهِ وَ كَفَي مَا أَهَمّهُ مِن أَمرِ دُنيَاهُ وَ إِنّهُ لَيَجلِبُ الرّزقَ عَلَي العَبدِ وَ يُخلِفُ عَلَيهِ مَا أَنفَقَ وَ يَغفِرُ لَهُ ذُنُوبَ خَمسِينَ سَنَةً وَ يَرجِعُ إِلَي أَهلِهِ وَ مَا عَلَيهِ وِزرٌ وَ لَا خَطِيئَةٌ إِلّا وَ قَد مُحِيَت مِن صَحِيفَتِهِ فَإِن هَلَكَ فِي سَفَرِهِ نَزَلَتِ المَلَائِكَةُ فَغَسّلَتهُ وَ فُتِحَ لَهُ بَابٌ إِلَي الجَنّةِ يَدخُلُ عَلَيهِ رَوحُهَا حَتّي يُنشَرَ وَ إِن سَلِمَ فُتِحَ البَابُ ألّذِي يَنزِلُ مِنهُ رِزقُهُ فَجُعِلَ لَهُ بِكُلّ دِرهَمٍ أَنفَقَهُ عَشَرَةُ آلَافِ دِرهَمٍ وَ ذُخِرَ ذَلِكَ لَهُ فَإِذَا حُشِرَ قِيلَ لَهُ لَكَ بِكُلّ دِرهَمٍ عَشَرَةُ آلَافِ دِرهَمٍ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي نَظَرَ لَكَ


صفحه : 174

وَ ذَخَرَهَا لَكَ عِندَهُ

22-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي كِتَابِ الأَحمَرِ قَالَ الأوَزاَعيِ‌ّ لَمّا أتُيِ‌َ بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع وَ رَأسِ أَبِيهِ إِلَي يَزِيدَ بِالشّامِ قَالَ لِخَطِيبٍ بَلِيغٍ خُذ بِيَدِ هَذَا الغُلَامِ فَأتِ بِهِ المِنبَرَ وَ أَخبِرِ النّاسَ بِسُوءِ رأَي‌ِ أَبِيهِ وَ جَدّهِ وَ فِرَاقِهِمُ الحَقّ وَ بَغيِهِم عَلَينَا قَالَ فَلَم يَدَع شَيئاً مِنَ المسَاَويِ‌ إِلّا ذَكَرُهُ فِيهِم فَلَمّا نَزَلَ قَامَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَحَمِدَ اللّهَ بِمَحَامِدَ شَرِيفَةٍ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ صَلَاةً بَلِيغَةً مُوجَزَةً ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَأَنَا أُعَرّفُهُ نفَسيِ‌ أَنَا ابنُ مَكّةَ وَ مِنًي أَنَا ابنُ المَروَةِ وَ الصّفَا أَنَا ابنُ مُحَمّدٍ المُصطَفَي أَنَا ابنُ مَن لَا يَخفَي أَنَا ابنُ مَن عَلَا فَاستَعلَي فَجَازَ سِدرَةَ المُنتَهَي وَ كَانَ مِن رَبّهِ كَقَابِقَوسَينِ أَو أَدني أَنَا ابنُ مَن صَلّي بِمَلَائِكَةِ السّمَاءِ مَثنَي مَثنَي أَنَا ابنُ مَن أسُريِ‌َ بِهِمِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي أَنَا ابنُ عَلِيّ المُرتَضَي أَنَا ابنُ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ أَنَا ابنُ خَدِيجَةَ الكُبرَي أَنَا ابنُ المَقتُولِ ظُلماً أَنَا ابنُ المَجزُوزِ الرّأسِ مِنَ القَفَا أَنَا ابنُ العَطشَانِ حَتّي قَضَي أَنَا ابنُ طَرِيحِ كَربَلَاءَ أَنَا ابنُ مَسلُوبِ العِمَامَةِ وَ الرّدَاءِ أَنَا ابنُ مَن بَكَت عَلَيهِ مَلَائِكَةُ السّمَاءِ أَنَا ابنُ مَن نَاحَت عَلَيهِ الجِنّ فِي الأَرضِ وَ الطّيرُ فِي الهَوَاءِ أَنَا ابنُ مَن رَأسُهُ عَلَي السّنَانِ يُهدَي أَنَا ابنُ مَن حَرَمُهُ مِنَ العِرَاقِ إِلَي الشّامِ تُسبَي أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي وَ لَهُ الحَمدُ ابتَلَانَا أَهلَ البَيتِ بِبَلَاءٍ حَسَنٍ حَيثُ جَعَلَ رَايَةَ الهُدَي وَ العَدلِ وَ التّقَي فِينَا وَ جَعَلَ رَايَةَ الضّلَالَةِ وَ الرّدَي فِي غَيرِنَا فَضّلَنَا أَهلَ البَيتِ بِسِتّ خِصَالٍ فَضّلَنَا بِالعِلمِ وَ الحِلمِ وَ الشّجَاعَةِ وَ السّمَاحَةِ وَ المَحَبّةِ وَ المَحَلّةِ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ آتَانَاما لَم يُؤتِ أَحَداً مِنَ العالَمِينَ مِن قَبلِنَا فِينَا مُختَلَفُ المَلَائِكَةِ وَ تَنزِيلُ الكُتُبِ قَالَ فَلَم يَفرُغ حَتّي قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ عَلِيّ اللّهُ أَكبَرُ كَبِيراً فَقَالَ المُؤَذّنُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ عَلِيّ أَشهَدُ بِمَا تَشهَدُ بِهِ فَلَمّا قَالَ


صفحه : 175

المُؤَذّنُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ عَلِيّ يَا يَزِيدُ هَذَا جدَيّ‌ أَو جَدّكَ فَإِن قُلتَ جَدّكَ فَقَد كَذَبتَ وَ إِن قُلتَ جدَيّ‌ فَلِمَ قَتَلتَ أَبِي وَ سَبَيتَ حَرَمَهُ وَ سبَيَتنَيِ‌ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ هَل فِيكُم مَن أَبُوهُ وَ جَدّهُ رَسُولُ اللّهِ فَعَلَتِ الأَصوَاتُ بِالبُكَاءِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن شِيعَتِهِ يُقَالُ لَهُ المِنهَالُ بنُ عَمرٍو الطاّئيِ‌ّ وَ فِي رِوَايَةٍ مَكحُولٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَمسَيتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ وَيحَكَ كَيفَ أَمسَيتُ أَمسَينَا فِيكُم كَهَيئَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي آلِ فِرعَونَ يُذَبّحُونَ أَبنَاءَهُم وَ يَستَحيُونَ نِسَاءَهُم الآيَةَ وَ أَمسَتِ العَرَبُ تَفتَخِرُ عَلَي العَجَمِ بِأَنّ مُحَمّداً مِنهَا وَ أَمسَت قُرَيشٌ تَفتَخِرُ عَلَي العَرَبِ بِأَنّ مُحَمّداً مِنهَا وَ أَمسَي آلُ مُحَمّدٍ مَقهُورِينَ مَخذُولِينَ فَإِلَي اللّهِ نَشكُو كَثرَةَ عَدُوّنَا وَ تَفَرّقَ ذَاتِ بَينِنَا وَ تَظَاهُرَ الأَعدَاءِ عَلَينَا

كِتَابُ النّسَبِ، عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ قَالَ يَزِيدُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ وَا عَجَباَ لِأَبِيكَ سَمّي عَلِيّاً وَ عَلِيّاً فَقَالَ ع إِنّ أَبِي أَحَبّ أَبَاهُ فَسَمّي بِاسمِهِ مِرَاراً

تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ وَ البلَاذرُيِ‌ّ أَنّ يَزِيدَ بنَ مُعَاوِيَةَ قَالَ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ أَ تُصَارِعُ هَذَا يعَنيِ‌ خَالِداً ابنَهُ قَالَ وَ مَا تَصنَعُ بمِصُاَرعَتَيِ‌ إِيّاهُ أعَطنِيِ‌ سِكّيناً وَ أَعطِهِ سِكّيناً ثُمّ أُقَاتِلُهُ فَقَالَ يَزِيدُ


  ِنشِنَةٌ أَعرِفُهَا مِن أَخزَمَ

هَذَا العَصَا جَاءَت مِنَ العُصَيّةِ   هَل تَلِدُ الحَيّةُ إِلّا الحَيّةَ

وَ فِي كِتَابِ الأَحمَرِ قَالَ أَشهَدُ أَنّكَ ابنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ قَالَ لِزَينَبَ تكَلَمّيِ‌ فَقَالَت هُوَ المُتَكَلّمُ فَأَنشَدَ السّجّادُ


لَا تَطمَعُوا أَن تُهِينُونَا فَنُكرِمَكُم   وَ أَن نَكُفّ الأَذَي عَنكُم وَ تُؤذُونَا

وَ اللّهُ يَعلَمُ أَنّا لَا نُحِبّكُم   وَ لَا نَلُومُكُمُ أَن لَا تُحِبّونَا

فَقَالَ صَدَقتَ يَا غُلَامُ وَ لَكِن أَرَادَ أَبُوكَ وَ جَدّكَ أَن يَكُونَا أَمِيرَينِ وَ الحَمدُ لِلّهِ


صفحه : 176

ألّذِي قَتَلَهُمَا وَ سَفَكَ دِمَاءَهُمَا فَقَالَ ع لَم تَزَلِ النّبُوّةُ وَ الإِمرَةُ لآبِاَئيِ‌ وَ أجَداَديِ‌ مِن قَبلِ أَن تُولَدَ

قَالَ المدَاَئنِيِ‌ّ لَمّا انتَسَبَ السّجّادُ إِلَي النّبِيّص قَالَ يَزِيدُ لِجِلوَازِهِ أَدخِلهُ فِي هَذَا البُستَانِ وَ اقتُلهُ وَ ادفِنهُ فِيهِ فَدَخَلَ بِهِ إِلَي البُستَانِ وَ جَعَلَ يَحفِرُ وَ السّجّادُ يصُلَيّ‌ فَلَمّا هَمّ بِقَتلِهِ ضَرَبَتهُ يَدٌ مِنَ الهَوَاءِ فَخَرّ لِوَجهِهِ وَ شَهِقَ وَ دُهِشَ فَرَآهُ خَالِدُ بنُ يَزِيدَ وَ لَيسَ لِوَجهِهِ بَقِيّةٌ فَانقَلَبَ إِلَي أَبِيهِ وَ قَصّ عَلَيهِ فَأَمَرَ بِدَفنِ الجِلوَازِ فِي الحُفرَةِ وَ إِطلَاقِهِ وَ مَوضِعُ حَبسِ زَينِ العَابِدِينَ ع هُوَ اليَومَ مَسجِدٌ

23- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ لَمّا حُمِلَ رَأسُ الحُسَينِ إِلَي الشّامِ أَمَرَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ فَوُضِعَ وَ نَصَبَ عَلَيهِ مَائِدَةً فَأَقبَلَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ الفُقّاعَ فَلَمّا فَرَغُوا أَمَرَ بِالرّأسِ فَوُضِعَ فِي طَستٍ تَحتَ سَرِيرِهِ وَ بُسِطَ عَلَيهِ رُقعَةُ الشّطرَنجِ وَ جَلَسَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ يَلعَبُ بِالشّطرَنجِ وَ يَذكُرُ الحُسَينَ وَ أَبَاهُ وَ جَدّهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ يسَتهَز‌ِئُ بِذِكرِهِم فَمَتَي قَمَرَ صَاحِبَهُ تَنَاوَلَ الفُقّاعَ فَشَرِبَهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ صَبّ فَضلَتَهُ مِمّا يلَيِ‌ الطّستَ مِنَ الأَرضِ فَمَن كَانَ مِن شِيعَتِنَا فَليَتَوَرّع عَن شُربِ الفُقّاعِ وَ اللّعبِ بِالشّطرَنجِ وَ مَن نَظَرَ إِلَي الفُقّاعِ أَو إِلَي الشّطرَنجِ فَليَذكُرِ الحُسَينَ ع وَ ليَلعَن يَزِيدَ وَ آلَ زِيَادٍ يَمحُو اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ ذُنُوبَهُ وَ لَو كَانَت كَعَدَدِ النّجُومِ

24-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُيَشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُأَوّلُ مَنِ اتّخِذَ لَهُ الفُقّاعُ فِي الإِسلَامِ بِالشّامِ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ لَعنَةُ اللّهِ عَلَيهِ فَأُحضِرَ وَ هُوَ عَلَي المَائِدَةِ وَ قَد نَصَبَهَا عَلَي رَأسِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَجَعَلَ يَشرَبُهُ وَ يسَقيِ‌ أَصحَابَهُ وَ يَقُولُ اشرَبُوا فَهَذَا شَرَابٌ مُبَارَكٌ من بركته أناأول تناولناه وَ لَو لَم يَكُن مِن بَرَكَتِهِ إِلّا أَنّا أَوّلُ مَا تَنَاوَلنَاهُ وَ رَأسُ عَدُوّنَا بَينَ أَيدِينَا وَ مَائِدَتُنَا مَنصُوبَةٌ عَلَيهِ وَ نَحنُ نَأكُلُ وَ نُفُوسُنَا سَاكِنَةٌ وَ قُلُوبُنَا مُطمَئِنّةٌ


صفحه : 177

فَمَن كَانَ مِن شِيعَتِنَا فَليَتَوَرّع عَن شُربِ الفُقّاعِ فَإِنّهُ شَرَابُ أَعدَائِنَا الخَبَرَ

25- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ وَ البرَقيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن عِمرَانَ الحلَبَيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا أتُيِ‌َ بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع يَزِيدَ بنَ مُعَاوِيَةَ عَلَيهِمَا لَعَائِنُ اللّهِ وَ مَن مَعَهُ جَعَلُوهُ فِي بَيتٍ فَقَالَ بَعضُهُم إِنّمَا جُعِلنَا فِي هَذَا البَيتِ لِيَقَعَ عَلَينَا فَيَقتُلَنَا فَرَاطَنَ الحَرَسَ فَقَالُوا انظُرُوا إِلَي هَؤُلَاءِ يَخَافُونَ أَن تَقَعَ عَلَيهِمُ البَيتُ وَ إِنّمَا يَخرُجُونَ غَداً فَيُقتَلُونَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ لَم يَكُن فِينَا أَحَدٌ يُحسِنُ الرّطَانَةَ غيَريِ‌ وَ الرّطَانَةُ عِندَ أَهلِ المَدِينَةِ الرّومِيّةُ

26- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ ذَكَرَ قَتلَ الحُسَينِ وَ أَمرَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ لَمّا أَن حُمِلَ إِلَي الشّامِ فَدُفِعنَا إِلَي السّجنِ فَقَالَ أصَحاَبيِ‌ مَا أَحسَنَ بُنيَانَ هَذَا الجِدَارِ فَتَرَاطَنَ أَهلُ الرّومِ بَينَهُم فَقَالُوا مَا فِي هَؤُلَاءِ صَاحِبُ دَمٍ إِن كَانَ إِلّا ذَلِكَ يعَنوُنيِ‌ فَمَكَثنَا يَومَينِ ثُمّ دَعَانَا وَ أَطلَقَ عَنّا

بيان قوله فدفعنا من كلام علي بن الحسين ع و قدحذف صدر الخبر قوله صاحب دم أي طالب دم المقتول أو من يريد يزيد قتله

27- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِي عُمَارَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قَدِمَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ قَد قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم استَقبَلَهُ اِبرَاهِيمُ بنُ طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ وَ قَالَ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ مَن غَلَبَ وَ هُوَ يغُطَيّ‌ رَأسَهُ وَ هُوَ فِي المَحمِلِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ إِذَا أَرَدتَ أَن تَعلَمَ مَن غَلَبَ وَ دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ فَأَذّن ثُمّ أَقِم


صفحه : 178

28- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ الكلُيَنيِ‌ّ مَعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن يَزِيدَ بنِ عَمرِو بنِ طَلحَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ بِالحِيرَةِ أَ مَا تُرِيدُ مَا وَعَدتُكَ قَالَ قُلتُ بَلَي يعَنيِ‌ الذّهَابَ إِلَي قَبرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فَرَكِبَ وَ رَكِبَ إِسمَاعِيلُ مَعَهُ وَ رَكِبتُ مَعَهُم حَتّي إِذَا جَازَ الثّوَيّةَ وَ كَانَ بَينَ الحِيرَةِ وَ النّجَفِ عِندَ ذَكَوَاتٍ بِيضٍ نَزَلَ وَ نَزَلَ إِسمَاعِيلُ وَ نَزَلتُ مَعَهُم فَصَلّي وَ صَلّي إِسمَاعِيلُ وَ صَلّيتُ فَقَالَ لِإِسمَاعِيلَ قُم فَسَلّم عَلَي جَدّكَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ لَيسَ الحُسَينُ بِكَربَلَاءَ فَقَالَ نَعَم وَ لَكِن لَمّا حُمِلَ رَأسُهُ إِلَي الشّامِ سَرَقَهُ مَولًي لَنَا فَدَفَنَهُ بِجَنبِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا

29- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ مَعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ أَشيَمَ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ أَو عَن رَجُلٍ عَن يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المَلعُونَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ لَمّا بَعَثَ بِرَأسِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع إِلَي الشّامِ رُدّ إِلَي الكُوفَةِ فَقَالَ أَخرِجُوهُ عَنهَا لَا يَفتَتِن بِهِ أَهلُهَا فَصَيّرَهُ اللّهُ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَالرّأسُ مَعَ الجَسَدِ وَ الجَسَدُ مَعَ الرّأسِ

بيان قوله فقال أي قال عبيد الله قوله فالرأس مع الجسد أي بعد مادفن هناك ظاهرا ألحق بالجسد بكربلاء أوصعد به مع الجسد إلي السماء كما في بعض الأخبار أو أن بدن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كالجسد لذلك الرأس وهما من نور واحد.أقول قدروي‌ غير ذلك من الأخبار في الكافي‌ والتهذيب تدل علي كون رأسه ع مدفونا عندقبر والده صلي الله عليهما و الله يعلم


صفحه : 179

30-مل ،[كامل الزيارات ]عُبَيدُ اللّهِ بنُ الفَضلِ بنِ مُحَمّدِ بنِ هِلَالٍ عَن سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَلّامٍ الكوُفيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الواَسطِيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ أَبِي شَيبَةَ القاَضيِ‌ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن قُدَامَةَ بنِ زَائِدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع بلَغَنَيِ‌ يَا زَائِدَةُ أَنّكَ تَزُورُ قَبرَ أَبِي عَبدِ اللّهِ أَحيَاناً فَقُلتُ إِنّ ذَلِكَ لَكُمَا بَلَغَكَ فَقَالَ لِي فَلِمَا ذَا تَفعَلُ ذَلِكَ وَ لَكَ مَكَانٌ عِندَ سُلطَانِكَ ألّذِي لَا يَحتَمِلُ أَحَداً عَلَي مَحَبّتِنَا وَ تَفضِيلِنَا وَ ذِكرِ فَضَائِلِنَا وَ الوَاجِبِ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ مِن حَقّنَا فَقُلتُ وَ اللّهِ مَا أُرِيدُ بِذَلِكَ إِلّا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَا أَحفِلُ بِسَخَطِ مَن سَخِطَ وَ لَا يَكبُرُ فِي صدَريِ‌ مَكرُوهٌ ينَاَلنُيِ‌ بِسَبَبِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ فَقُلتُ وَ اللّهِ إِنّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ يَقُولُهَا ثَلَاثاً وَ أَقُولُهَا ثَلَاثاً فَقَالَ أَبشِر ثُمّ أَبشِر ثُمّ أَبشِر فَلَأُخبِرَنّكَ بِخَبَرٍ كَانَ عنِديِ‌ فِي النّخَبِ المَخزُونِ إِنّهُ لَمّا أَصَابَنَا بِالطّفّ مَا أَصَابَنَا وَ قُتِلَ أَبِي ع وَ قُتِلَ مَن كَانَ مَعَهُ مِن وُلدِهِ وَ إِخوَتِهِ وَ سَائِرِ أَهلِهِ وَ حُمِلَت حَرَمُهُ وَ نِسَاؤُهُ عَلَي الأَقتَابِ يُرَادُ بِنَا الكُوفَةُ فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَيهِم صَرعَي وَ لَم يُوَارَوا فَيَعظُمُ ذَلِكَ فِي صدَريِ‌ وَ يَشتَدّ لِمَا أَرَي مِنهُم قلَقَيِ‌ فَكَادَت نفَسيِ‌ تَخرُجُ وَ تَبَيّنَت ذَلِكَ منِيّ‌ عمَتّيِ‌ زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ الكُبرَي فَقَالَت مَا لِي أَرَاكَ تَجُودُ بِنَفسِكَ يَا بَقِيّةَ جدَيّ‌ وَ أَبِي وَ إخِوتَيِ‌ فَقُلتُ وَ كَيفَ لَا أَجزَعُ وَ أَهلَعُ وَ قَد أَرَي سيَدّيِ‌ وَ إخِوتَيِ‌ وَ عمُوُمتَيِ‌ وَ وُلدَ عمَيّ‌ وَ أهَليِ‌ مُضَرّجِينَ بِدِمَائِهِم مُرَمّلِينَ بِالعَرَاءِ مُسَلّبِينَ لَا يُكَفّنُونَ وَ لَا يُوَارَونَ وَ لَا يُعَرّجُ عَلَيهِم أَحَدٌ وَ لَا يَقرَبُهُم بَشَرٌ كَأَنّهُم أَهلُ بَيتٍ مِنَ الدّيلَمِ وَ الخَزَرِ فَقَالَت لَا يَجزَعَنّكَ مَا تَرَي فَوَ اللّهِ إِنّ ذَلِكَ لَعَهدٌ مِن رَسُولِ اللّهِ إِلَي جَدّكَ وَ أَبِيكَ وَ عَمّكَ وَ لَقَد أَخَذَ اللّهُ


صفحه : 180

مِيثَاقَ أُنَاسٍ مِن هَذِه الأُمّةِ لَا تَعرِفُهُم فَرَاعِنَةُ هَذِهِ الأَرضِ وَ هُم مَعرُوفُونَ فِي أَهلِ السّمَاوَاتِ أَنّهُم يَجمَعُونَ هَذِهِ الأَعضَاءَ المُتَفَرّقَةَ فَيُوَارُونَهَا وَ هَذِهِ الجُسُومَ المُضَرّجَةَ وَ يَنصِبُونَ لِهَذَا الطّفّ عَلَماً لِقَبرِ أَبِيكَ سَيّدِ الشّهَدَاءِ لَا يَدرُسُ أَثَرُهُ وَ لَا يَعفُو رَسمُهُ عَلَي كُرُورِ الليّاَليِ‌ وَ الأَيّامِ وَ لَيَجتَهِدَنّ أَئِمّةُ الكُفرِ وَ أَشيَاعُ الضّلَالَةِ فِي مَحوِهِ وَ تَطمِيسِهِ فَلَا يَزدَادُ أَثَرُهُ إِلّا ظُهُوراً وَ أَمرُهُ إِلّا عُلُوّاً فَقُلتُ وَ مَا هَذَا العَهدُ وَ مَا هَذَا الخَبَرُ فَقَالَت حدَثّتَنيِ‌ أُمّ أَيمَنَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص زَارَ مَنزِلَ فَاطِمَةَ ع فِي يَومٍ مِنَ الأَيّامِ فَعَمِلَت لَهُ حَرِيرَةً صَلّي اللّهُ عَلَيهَا وَ أَتَاهُ عَلِيّ ع بِطَبَقٍ فِيهِ تَمرٌ ثُمّ قَالَت أُمّ أَيمَنَ فَأَتَيتُهُم بِعُسّ فِيهِ لَبَنٌ وَ زُبدٌ فَأَكَلَ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع مِن تِلكَ الحَرِيرَةِ وَ شَرِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ شَرِبُوا مِن ذَلِكَ اللّبَنِ ثُمّ أَكَلَ وَ أَكَلُوا مِن ذَلِكَ التّمرِ بِالزّبدِ ثُمّ غَسَلَ رَسُولُ اللّهِ يَدَهُ وَ عَلِيّ يَصُبّ عَلَيهِ المَاءَ فَلَمّا فَرَغَ مِن غَسلِ يَدِهِ مَسَحَ وَجهَهُ ثُمّ نَظَرَ إِلَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ نَظَراً عَرَفنَا فِيهِ السّرُورَ فِي وَجهِهِ ثُمّ رَمَقَ بِطَرفِهِ نَحوَ السّمَاءِ مَلِيّاً ثُمّ وَجّهَ وَجهَهُ نَحوَ القِبلَةِ وَ بَسَطَ يَدَيهِ يَدعُو ثُمّ خَرّ سَاجِداً وَ هُوَ يَنشِجُ فَأَطَالَ النّشُوجَ وَ عَلَا نَحِيبُهُ وَ جَرَت دُمُوعُهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ أَطرَقَ إِلَي الأَرضِ وَ دُمُوعُهُ تَقطُرُ كَأَنّهَا صَوبُ المَطَرِ فَحَزِنَت فَاطِمَةُ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ حَزِنتُ مَعَهُم لِمَا رَأَينَا مِن رَسُولِ اللّهِ وَ هِبنَاهُ أَن نَسأَلَهُ حَتّي إِذَا طَالَ ذَلِكَ قَالَ لَهُ عَلِيّ وَ قَالَت لَهُ فَاطِمَةُ مَا يُبكِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَيكَ وَ قَد أَقرَحَ قُلُوبَنَا مَا نَرَي مِن حَالِكَ فَقَالَ يَا أخَيِ‌ سُرِرتُ بِكُم وَ قَالَ مُزَاحِمُ بنُ عَبدِ الوَارِثِ فِي حَدِيثِهِ هَاهُنَا فَقَالَ


صفحه : 181

يَا حبَيِبيَ‌ّ إنِيّ‌ سُرِرتُ بِكُم سُرُوراً مَا سُرِرتُ مِثلَهُ قَطّ وَ إنِيّ‌ لَأَنظُرُ إِلَيكُم وَ أَحمَدُ اللّهَ عَلَي نِعمَتِهِ عَلَيّ فِيكُم إِذ هَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اطّلَعَ عَلَي مَا فِي نَفسِكَ وَ عَرَفَ سُرُورَكَ بِأَخِيكَ وَ ابنَتِكَ وَ سِبطَيكَ فَأَكمَلَ لَكَ النّعمَةَ وَ هَنّأَكَ العَطِيّةَ بِأَن جَعَلَهُم وَ ذُرّيّاتِهِم وَ مُحِبّيهِم وَ شِيعَتَهُم مَعَكَ فِي الجَنّةِ لَا يُفَرّقُ بَينَكَ وَ بَينَهُم يَحيَونَ كَمَا تَحيَا وَ يُعطَونَ كَمَا تُعطَي حَتّي تَرضَي وَ فَوقَ الرّضَا عَلَي بَلوَي كَثِيرَةٍ تَنَالُهُم فِي الدّنيَا وَ مَكَارِهَ تُصِيبُهُم بأِيَديِ‌ أُنَاسٍ يَنتَحِلُونَ مِلّتَكَ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُم مِن أُمّتِكَ بِرَاءٌ مِنَ اللّهِ وَ مِنكَ خَبطاً خَبطاً وَ قَتلًا قَتلًا شَتّي مَصَارِعِهِم نَائِيَةٌ قُبُورُهُم خِيَرَةٌ مِنَ اللّهِ لَهُم وَ لَكَ فِيهِم فَاحمَدِ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ عَلَي خِيَرَتِهِ وَ ارضَ بِقَضَائِهِ فَحَمِدتُ اللّهَ وَ رَضِيتُ بِقَضَائِهِ بِمَا اختَارَهُ لَكُم ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ إِنّ أَخَاكَ مُضطَهَدٌ بَعدَكَ مَغلُوبٌ عَلَي أُمّتِكَ مَتعُوبٌ مِن أَعدَائِكَ ثُمّ مَقتُولٌ بَعدَكَ يَقتُلُهُ أَشَرّ الخَلقِ وَ الخَلِيقَةِ وَ أَشقَي البَرّيّةِ نَظِيرُ عَاقِرِ النّاقَةِ بِبَلَدٍ تَكُونُ إِلَيهِ هِجرَتُهُ وَ هُوَ مَغرِسُ شِيعَتِهِ وَ شِيعَةِ وُلدِهِ وَ فِيهِ عَلَي كُلّ حَالٍ يَكثُرُ بَلوَاهُم وَ يَعظُمُ مُصَابُهُم وَ إِنّ سِبطَكَ هَذَا وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي الحُسَينِ ع مَقتُولٌ فِي عِصَابَةٍ مِن ذُرّيّتِكَ وَ أَهلِ بَيتِكَ وَ أَخيَارٍ مِن أُمّتِكَ بِضِفَةِ الفُرَاتِ بِأَرضٍ تُدعَي كَربَلَاءَ مِن أَجلِهَا يَكثُرُ الكَربُ وَ البَلَاءُ عَلَي أَعدَائِكَ وَ أَعدَاءِ ذُرّيّتِكَ فِي اليَومِ ألّذِي لَا ينَقضَيِ‌ كَربُهُ وَ لَا تَفنَي حَسرَتُهُ وَ هيِ‌َ أَطهَرُ بِقَاعِ الأَرضِ وَ أَعظَمُهَا


صفحه : 182

حُرمَةً وَ إِنّهَا لَمِن بَطحَاءِ الجَنّةِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ اليَومُ ألّذِي يُقتَلُ فِيهِ سِبطُكَ وَ أَهلُهُ وَ أَحَاطَت بِهِم كَتَائِبُ أَهلِ الكُفرِ وَ اللّعنَةِ تَزَعزَعَتِ الأَرضُ مِن أَقطَارِهَا وَ مَادَتِ الجِبَالُ وَ كَثُرَ اضطِرَابُهَا وَ اصطَفَقَتِ البِحَارُ بِأَموَاجِهَا وَ مَاجَتِ السّمَاوَاتُ بِأَهلِهَا غَضَباً لَكَ يَا مُحَمّدُ وَ لِذُرّيّتِكَ وَ استِعظَاماً لِمَا يُنتَهَكُ مِن حُرمَتِكَ وَ لِشَرّ مَا يُتَكَافَي بِهِ فِي ذُرّيّتِكَ وَ عِترَتِكَ وَ لَا يَبقَي شَيءٌ مِن ذَلِكَ إِلّا استَأذَنَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي نُصرَةِ أَهلِكَ المُستَضعَفِينَ المَظلُومِينَ الّذِينَ هُم حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ بَعدَكَ فيَوُحيِ‌ اللّهُ إِلَي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ الجِبَالِ وَ البِحَارِ وَ مَن فِيهِنّ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ اللّهُ المَلِكُ القَادِرُ وَ ألّذِي لَا يَفُوتُهُ هَارِبٌ وَ لَا يُعجِزُهُ مُمتَنِعٌ وَ أَنَا أَقدَرُ عَلَي الِانتِصَارِ وَ الِانتِقَامِ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأُعَذّبَنّ مَن وَتَرَ رسَوُليِ‌ وَ صفَيِيّ‌ وَ انتَهَكَ حُرمَتَهُ وَ قَتَلَ عِترَتَهُ وَ نَبَذَ عَهدَهُ وَ ظَلَمَ أَهلَهُ عَذَاباً لَا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَ فَعِندَ ذَلِكَ يَضِجّ كُلّ شَيءٍ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ بِلَعنِ مَن ظَلَمَ عِترَتَكَ وَ استَحَلّ حُرمَتَكَ فَإِذَا بَرَزَت تِلكَ العِصَابَةُ إِلَي مَضَاجِعِهَا تَوَلّي اللّهُ جَلّ وَ عِزّ قَبضَ أَروَاحِهَا بِيَدِهِ وَ هَبَطَ إِلَي الأَرضِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السّمَاءِ السّابِعَةِ مَعَهُم آنِيَةٌ مِنَ اليَاقُوتِ وَ الزّمُرّدِ مَملُوءَةٌ مِن مَاءِ الحَيَاةِ وَ حُلَلٌ مِن حُلَلِ الجَنّةِ وَ طِيبٌ مِن طِيبِ الجَنّةِ فَغَسّلُوا جُثَثَهُم بِذَلِكَ المَاءِ وَ أَلبَسُوهَا الحُلَلَ وَ حَنّطُوهَا بِذَلِكَ الطّيبِ وَ صَلّي المَلَائِكَةُ صَفّاً صَفّاً عَلَيهِم ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ قَوماً مِن أُمّتِكَ لَا يَعرِفُهُمُ الكُفّارُ لَم يَشرَكُوا فِي تِلكَ الدّمَاءِ بِقَولٍ وَ لَا فِعلٍ وَ لَا نِيّةٍ فَيُوَارُونَ أَجسَامَهُم وَ يُقِيمُونَ رَسماً لِقَبرِ سَيّدِ الشّهَدَاءِ بِتِلكَ البَطحَاءِ يَكُونُ عَلَماً لِأَهلِ الحَقّ وَ سَبَباً لِلمُؤمِنِينَ إِلَي الفَوزِ وَ تَحُفّهُ مَلَائِكَةٌ مِن كُلّ سَمَاءٍ مِائَةُ أَلفِ مَلَكٍ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ وَ يُصَلّونَ عَلَيهِ وَ يُسَبّحُونَ اللّهَ عِندَهُ وَ يَستَغفِرُونَ اللّهَ لِزُوّارِهِ وَ يَكتُبُونَ أَسمَاءَ مَن يَأتِيهِ زَائِراً مِن أُمّتِكَ مُتَقَرّباً إِلَي اللّهِ وَ إِلَيكَ بِذَلِكَ وَ أَسمَاءَ آبَائِهِم وَ عَشَائِرِهِم وَ بُلدَانِهِم وَ يُوسِمُونَ فِي وُجُوهِهِم بِمِيسَمِ نُورِ عَرشِ اللّهِ هَذَا زَائِرُ قَبرِ خَيرِ الشّهَدَاءِ وَ ابنِ خَيرِ الأَنبِيَاءِ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ سَطَعَ فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ ذَلِكَ المِيسَمِ نُورٌ تَغشَي مِنهُ الأَبصَارُ يَدُلّ عَلَيهِم وَ يُعرَفُونَ بِهِ


صفحه : 183

وَ كأَنَيّ‌ بِكَ يَا مُحَمّدُ بيَنيِ‌ وَ بَينَ مِيكَائِيلَ وَ عَلِيّ أَمَامَنَا وَ مَعَنَا مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ مَا لَا يُحصَي عَدَدُهُ وَ نَحنُ نَلتَقِطُ مِن ذَلِكَ المِيسَمَ فِي وَجهِهِ مِن بَينِ الخَلَائِقِ حَتّي يُنجِيَهُمُ اللّهُ مِن هَولِ ذَلِكَ اليَومِ وَ شَدَائِدِهِ وَ ذَلِكَ حُكمُ اللّهِ وَ عَطَاؤُهُ لِمَن زَارَ قَبرَكَ يَا مُحَمّدُ أَو قَبرَ أَخِيكَ أَو قَبرَ سِبطَيكَ لَا يُرِيدُ بِهِ غَيرَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ سَيَجِدُ أُنَاسٌ مِمّن حَقّت عَلَيهِم مِنَ اللّهِ اللّعنَةُ وَ السّخَطُ أَن يَعفُوا رَسمَ ذَلِكَ القَبرِ وَ يَمحُوا أَثَرَهُ فَلَا يَجعَلُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَهُم إِلَي ذَلِكَ سَبِيلًا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَهَذَا أبَكاَنيِ‌ وَ أحَزنَنَيِ‌ قَالَت زَينَبُ فَلَمّا ضَرَبَ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ أَبِي ع وَ رَأَيتُ أَثَرَ المَوتِ مِنهُ قُلتُ لَهُ يَا أَبَه حدَثّتَنيِ‌ أُمّ أَيمَنَ بِكَذَا وَ كَذَا وَ قَد أَحبَبتُ أَن أَسمَعَهُ مِنكَ فَقَالَ يَا بُنَيّةُ الحَدِيثُ كَمَا حَدّثَتكِ أُمّ أَيمَنَ وَ كأَنَيّ‌ بِكِ وَ بِبَنَاتِ أَهلِكِ سَبَايَا بِهَذَا البَلَدِ أَذِلّاءَ خَاشِعِينَتَخافُونَ أَن يَتَخَطّفَكُمُ النّاسُفَصَبراً صَبراً فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا لِلّهِ عَلَي ظَهرِ الأَرضِ يَومَئِذٍ ولَيِ‌ّ غَيرُكُم وَ غَيرُ مُحِبّيكُم وَ شِيعَتِكُم وَ لَقَد قَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِ حِينَ أَخبَرَنَا بِهَذَا الخَبَرِ إِنّ إِبلِيسَ فِي ذَلِكَ اليَومِ يَطِيرُ فَرَحاً فَيَجُولُ الأَرضَ كُلّهَا فِي شَيَاطِينِهِ وَ عَفَارِيتِهِ فَيَقُولُ يَا مَعشَرَ الشّيَاطِينِ قَد أَدرَكنَا مِن ذُرّيّةِ آدَمَ الطّلِبَةَ وَ بَلَغنَا فِي هَلَاكِهِمُ الغَايَةَ وَ أَورَثنَاهُمُ النّارَ إِلّا مَنِ اعتَصَمَ بِهَذِهِ العِصَابَةِ فَاجعَلُوا شُغُلَكُم بِتَشكِيكِ النّاسِ فِيهِم وَ حَملِهِم عَلَي عَدَاوَتِهِم وَ إِغرَائِهِم بِهِم وَ أَولِيَائِهِم حَتّي تَستَحكِمَ ضَلَالَةَ الخَلقِ وَ كُفرَهُم وَ لَا يَنجُوَ مِنهُم نَاجٍ وَ لَقَد صَدّقَ عَلَيهِم إِبلِيسُ وَ هُوَ كَذُوبٌ أَنّهُ لَا يَنفَعُ مَعَ عَدَاوَتِكُم عَمَلٌ صَالِحٌ وَ لَا يَضُرّ مَعَ مَحَبّتِكُم وَ مُوَالَاتِكُم ذَنبٌ غَيرَ الكَبَائِرِ قَالَ زَائِدَةُ ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بَعدَ أَن حدَثّنَيِ‌ بِهَذَا الحَدِيثِ خُذهُ إِلَيكَ أَمَا لَو ضَرَبتَ فِي طَلَبِهِ آبَاطَ الإِبِلِ حَولًا لَكَانَ قَلِيلًا


صفحه : 184

بيان العس القدح العظيم قولها رمق بطرفه أي نظر ونشج الباكي‌ ينشج بالكسر نشيجا إذاغص بالبكاء في حلقه من غيرانتحاب وخبطه يخبطه ضربه شديدا والبعير بيده الأرض وطئه شديدا والقوم بسيفه جلدهم وضفة النهر بالكسر جانبه والتزعزع التحرك وكذلك الميد والاصطفاق الاضطراب يقال الريح تصفق الأشجار فتصطفق والموتور ألذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه وتره يتره وترا وترة وضرب آباط الإبل كناية عن الركض والاستعجال فإن المستعجل يضرب رجليه بإبطي‌ الإبل ليعدو أي لوسافرت سفرا سريعا في طلبه حولا

31-يج ،[الخرائج والجرائح ] أَبُو الفَرَجِ سَعِيدُ بنُ أَبِي الرّجَا عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ الخاَنيِ‌ّ عَن أَبِي القَاسِمِ بَكرَادَ بنِ الطّيّبِ بنِ شَمعُونَ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عُمَرَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ الأَعمَشِ قَالَبَينَمَا أَنَا فِي الطّوَافِ بِالمَوسِمِ إِذَا رَأَيتُ رَجُلًا يَدعُو وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّكَ لَا تَغفِرُ قَالَ فَارتَعَدتُ لِذَلِكَ وَ دَنَوتُ مِنهُ وَ قُلتُ يَا هَذَا أَنتَ فِي حَرَمِ اللّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ وَ هَذَا أَيّامٌ حُرُمٌ فِي شَهرٍ عَظِيمٍ فَلِمَ تَيأَسُ مِنَ المَغفِرَةِ قَالَ يَا هَذَا ذنَبيِ‌ عَظِيمٌ قُلتُ أَعظَمُ مِن جَبَلِ تِهَامَةَ قَالَ نَعَم قُلتُ يُوَازِنُ الجِبَالَ الروّاَسيِ‌َ قَالَ نَعَم فَإِن شِئتَ أَخبَرتُكَ قُلتُ أخَبرِنيِ‌ قَالَ اخرُج بِنَا عَنِ الحَرَمِ فَخَرَجنَا مِنهُ فَقَالَ لِي أَنَا أَحَدُ مَن كَانَ فِي العَسكَرِ المَيشُومِ عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ حِينَ قُتِلَ الحُسَينُ وَ كُنتُ أَحَدَ الأَربَعِينَ الّذِينَ حَمَلُوا الرّأسَ إِلَي يَزِيدَ مِنَ الكُوفَةِ فَلَمّا حَمَلنَاهُ عَلَي طَرِيقِ الشّامِ نَزَلنَا عَلَي دَيرٍ لِلنّصَارَي وَ كَانَ الرّأسُ مَعَنَا مَركُوزاً عَلَي


صفحه : 185

رُمحٍ وَ مَعَهُ الأَحرَاسُ فَوَضَعنَا الطّعَامَ وَ جَلَسنَا لِنَأكُلَ فَإِذَا بِكَفّ فِي حَائِطِ الدّيرِ تَكتُبُ


أَ تَرجُو أُمّةٌ قَتَلَت حُسَيناً   شَفَاعَةَ جَدّهِ يَومَ الحِسَابِ

قَالَ فَجَزِعنَا مِن ذَلِكَ جَزَعاً شَدِيداً وَ أَهوَي بَعضُنَا إِلَي الكَفّ لِيَأخُذَهَا فَغَابَت ثُمّ عَادَ أصَحاَبيِ‌ إِلَي الطّعَامِ فَإِذَا الكَفّ قَد عَادَت تَكتُبُ


فَلَا وَ اللّهِ لَيسَ لَهُم شَفِيعٌ   وَ هُم يَومَ القِيَامَةِ فِي العَذَابِ

فَقَامَ أَصحَابُنَا إِلَيهَا فَغَابَت ثُمّ عَادُوا إِلَي الطّعَامِ فَعَادَت تَكتُبُ


وَ قَد قَتَلُوا الحُسَينَ بِحُكمِ جَورٍ   وَ خَالَفَ حُكمُهُم حُكمَ الكِتَابِ

فَامتَنَعتُ وَ مَا هنَأّنَيِ‌ أَكلُهُ ثُمّ أَشرَفَ عَلَينَا رَاهِبٌ مِنَ الدّيرِ فَرَأَي نُوراً سَاطِعاً مِن فَوقِ الرّأسِ فَأَشرَفَ فَرَأَي عَسكَراً فَقَالَ الرّاهِبُ لِلحُرّاسِ مِن أَينَ جِئتُم قَالُوا مِنَ العِرَاقِ حَارَبنَا الحُسَينَ فَقَالَ الرّاهِبُ ابنُ فَاطِمَةَ بِنتِ نَبِيّكُم وَ ابنُ ابنِ عَمّ نَبِيّكُم قَالُوا نَعَم قَالَ تَبّاً لَكُم وَ اللّهِ لَو كَانَ لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ ابنٌ لَحَمَلنَاهُ عَلَي أَحدَاقِنَا وَ لَكِن لِي إِلَيكُم حَاجَةٌ قَالُوا وَ مَا هيِ‌َ قَالَ قُولُوا لِرَئِيسِكُم عنِديِ‌ عَشَرَةُ آلَافِ دَرَاهِمَ وَرِثتُهَا مِن آباَئيِ‌ يَأخُذُهَا منِيّ‌ وَ يعُطيِنيِ‌ الرّأسَ يَكُونُ عنِديِ‌ إِلَي وَقتِ الرّحِيلَ فَإِذَا رَحَلَ رَدَدتُهُ إِلَيهِ فَأَخبَرُوا عُمَرَ بنَ سَعدٍ بِذَلِكَ فَقَالَ خُذُوا مِنهُ الدّنَانِيرَ وَ أَعطُوهُ إِلَي وَقتِ الرّحِيلِ فَجَاءُوا إِلَي الرّاهِبِ فَقَالُوا هَاتِ المَالَ حَتّي نُعطِيَكَ الرّأسَ فَأَدلَي إِلَيهِم جِرَابَينِ فِي كُلّ جِرَابٍ خَمسَةُ آلَافِ دِرهَمٍ فَدَعَا عُمَرُ بِالنّاقِدِ وَ الوَزّانِ فَانتَقَدَهَا وَ وَزَنَهَا وَ دَفَعَهَا إِلَي خَازِنٍ لَهُ وَ أَمَرَ أَن يُعطَي الرّأسَ فَأَخَذَ الرّاهِبُ الرّأسَ فَغَسَلَهُ وَ نَظّفَهُ وَ حَشَاهُ بِمِسكٍ وَ كَافُورٍ كَانَ عِندَهُ ثُمّ جَعَلَهُ فِي حَرِيرَةٍ وَ وَضَعَهُ فِي حَجرِهِ وَ لَم يَزَل يَنُوحُ وَ يبَكيِ‌ حَتّي نَادَوهُ وَ طَلَبُوا مِنهُ الرّأسَ فَقَالَ يَا رَأسُ وَ اللّهِ لَا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ‌ فَإِذَا كَانَ غَداً فَاشهَد لِي عِندَ جَدّكَ


صفحه : 186

مُحَمّدٍ أنَيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَسلَمتُ عَلَي يَدَيكَ وَ أَنَا مَولَاكَ وَ قَالَ لَهُم إنِيّ‌ أَحتَاجُ أَنّ أُكَلّمَ رَئِيسَكُم بِكَلِمَةٍ وَ أُعطِيَهُ الرّأسَ فَدَنَا عُمَرُ بنُ سَعدٍ فَقَالَ سَأَلتُكَ بِاللّهِ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ أَن لَا تَعُودَ إِلَي مَا كُنتَ تَفعَلُهُ بِهَذَا الرّأسِ وَ لَا تَخرُجَ بِهَذَا الرّأسِ مِن هَذَا الصّندُوقِ فَقَالَ لَهُ أَفعَلُ فَأَعطَاهُ الرّأسَ وَ نَزَلَ مِنَ الدّيرِ يَلحَقُ بِبَعضِ الجِبَالِ يَعبُدُ اللّهَ وَ مَضَي عُمَرُ بنُ سَعدٍ فَفَعَلَ بِالرّأسِ مِثلَ مَا كَانَ يَفعَلُ فِي الأَوّلِ فَلَمّا دَنَا مِن دِمَشقَ قَالَ لِأَصحَابِهِ انزِلُوا وَ طَلَبَ مِنَ الجَارِيَةِ الجِرَابَينِ فَأَحضَرَت بَينَ يَدَيهِ فَنَظَرَ إِلَي خَاتَمِهِ ثُمّ أَمَرَ أَن يُفتَحَ فَإِذَا الدّنَانِيرُ قَد تَحَوّلَت خَزَفِيّةً فَنَظَرُوا فِي سِكّتِهَا فَإِذَا عَلَي جَانِبِهَا مَكتُوبٌلا تَحسَبَنّ اللّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمُونَ وَ عَلَي الجَانِبِ الآخَرِ مَكتُوبٌسَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ فَقَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَخَسِرتُ الدّنيَا وَ الآخِرَةَ ثُمّ قَالَ لِغِلمَانِهِ اطرَحُوهَا فِي النّهَرِ فَطُرِحَت وَ رَحَلَ إِلَي دِمَشقَ مِنَ الغَدِ وَ أَدخَلَ الرّأسَ إِلَي يَزِيدَ وَ ابتَدَرَ قَاتِلُ الحُسَينِ إِلَي يَزِيدَ فَقَالَ


املَأ ركِاَبيِ‌ فِضّةً أَو ذَهَباً   إنِيّ‌ قَتَلتُ المَلِكَ المُحَجّبَا

  َتَلتُ خَيرَ النّاسِ أُمّاً وَ أَباً

فَأَمَرَ يَزِيدُ بِقَتلِهِ وَ قَالَ إِن عَلِمتَ أَنّ حُسَيناً خَيرُ النّاسِ أُمّاً وَ أَباً فَلِمَ قَتَلتَهُ فَجَعَلَ الرّأسَ فِي طَستٍ وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَي أَسنَانِهِ وَ يَقُولُ


لَيتَ أشَياَخيِ‌ بِبَدرٍ شَهِدُوا   جَزَعَ الخَزرَجِ مِن وَقعِ الأَسَلِ

فَأَهَلّوا وَ استَهَلّوا فَرَحاً   ثُمّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلّ

وَ جَزَينَاهُم بِبَدرٍ مِثلَهَا   وَ بِأُحُدٍ يَومَ أُحُدٍ فَاعتَدَلَ

لَستُ مِن خِندِفَ إِن لَم أَنتَقِم   مِن بنَيِ‌ أَحمَدَ مَا كَانَ فَعَلَ

فَدَخَلَ عَلَيهِ زَيدُ بنُ أَرقَمَ وَ رَأَي الرّأسَ فِي الطّستِ وَ هُوَ يَضرِبُ بِالقَضِيبِ عَلَي أَسنَانِهِ فَقَالَ كُفّ عَن ثَنَايَاهُ فَطَالَمَا رَأَيتُ النّبِيّ يُقَبّلُهَا فَقَالَ يَزِيدُ لَو لَا أَنّكَ


صفحه : 187

شَيخٌ كَبِيرٌ خَرِفتَ لَقَتَلتُكَ وَ دَخَلَ عَلَيهِ رَأسُ اليَهُودِ فَقَالَ مَا هَذَا الرّأسُ فَقَالَ رَأسُ خاَرجِيِ‌ّ قَالَ وَ مَن هُوَ قَالَ الحُسَينُ قَالَ ابنُ مَن قَالَ ابنُ عَلِيّ قَالَ وَ مَن أُمّهُ قَالَ فَاطِمَةُ قَالَ وَ مَن فَاطِمَةُ قَالَ بِنتُ مُحَمّدٍ قَالَ نَبِيّكُم قَالَ نَعَم قَالَ لَا جَزَاكُمُ اللّهُ خَيراً بِالأَمسِ كَانَ نَبِيّكُم وَ اليَومَ قَتَلتُم ابنَ بِنتِهِ وَيحَكَ إِنّ بيَنيِ‌ وَ بَينَ دَاوُدَ النّبِيّ نَيّفاً وَ ثَلَاثِينَ أَباً فَإِذَا رأَتَنيِ‌ اليَهُودُ كَفّرَت إلِيَ‌ّ ثُمّ مَالَ إِلَي الطّستِ وَ قَبّلَ الرّأسَ وَ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ جَدّكَ محمد[مُحَمّداً] رَسُولُ اللّهِ وَ خَرَجَ فَأَمَرَ يَزِيدُ بِقَتلِهِ وَ أَمَرَ فَأُدخِلَ الرّأسُ القُبّةَ التّيِ‌ بِإِزَاءِ القُبّةِ التّيِ‌ يَشرَبُ فِيهَا وَ وَكَلَنَا بِالرّأسِ وَ كُلّ ذَلِكَ كَانَ فِي قلَبيِ‌ فَلَم يحَملِنيِ‌ النّومُ فِي تِلكَ القُبّةِ فَلَمّا دَخَلَ اللّيلُ وَكَلَنَا أَيضاً بِالرّأسِ فَلَمّا مَضَي وَهنٌ مِنَ اللّيلِ سَمِعتُ دَوِيّاً مِنَ السّمَاءِ فَإِذَا مُنَادٍ ينُاَديِ‌ يَا آدَمُ اهبِط فَهَبَطَ أَبُو البَشَرِ وَ مَعَهُ كَثِيرٌ مِنَ المَلَائِكَةِ ثُمّ سَمِعتُ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ يَا اِبرَاهِيمُ اهبِط فَهَبَطَ وَ مَعَهُ كَثِيرٌ مِنَ المَلَائِكَةِ ثُمّ سَمِعتُ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ يَا مُوسَي اهبِط فَهَبَطَ وَ مَعَهُ كَثِيرٌ مِنَ المَلَائِكَةِ ثُمّ سَمِعتُ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ يَا عِيسَي اهبِط فَهَبَطَ وَ مَعَهُ كَثِيرٌ مِنَ المَلَائِكَةِ ثُمّ سَمِعتُ دَوِيّاً عَظِيماً وَ مُنَادٍ ينُاَديِ‌ يَا مُحَمّدُ اهبِط فَهَبَطَ وَ مَعَهُ خَلقٌ كَثِيرٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فَأَحدَقَ المَلَائِكَةُ بِالقُبّةِ ثُمّ إِنّ النّبِيّ دَخَلَ القُبّةَ وَ أَخَذَ الرّأسَ مِنهَا وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّ مُحَمّداً قَعَدَ تَحتَ الرّأسِ فَانحَنَي الرّمحُ وَ وَقَعَ الرّأسُ فِي حَجرِ رَسُولِ اللّهِ فَأَخَذَهُ وَ جَاءَ بِهِ إِلَي آدَمَ فَقَالَ يَا أَبِي آدَمُ مَا تَرَي مَا فَعَلَت أمُتّيِ‌ بوِلَدَيِ‌ مِن بعَديِ‌ فَاقشَعَرّ لِذَلِكَ جلِديِ‌ ثُمّ قَامَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَنَا صَاحِبُ الزّلَازِلِ فأَمرُنيِ‌ لِأُزَلزِلَ بِهِمُ الأَرضَ وَ أَصِيحَ بِهِم صَيحَةً وَاحِدَةً يَهلِكُونَ فِيهَا فَقَالَ لَا قَالَ يَا مُحَمّدُ دعَنيِ‌ وَ هَؤُلَاءِ الأَربَعِينَ المُوَكّلِينَ بِالرّأسِ قَالَ فَدُونَكَ فَجَعَلَ يَنفُخُ بِوَاحِدٍ وَاحِدٍ فَدَنَا منِيّ‌ فَقَالَ تَسمَعُ وَ تَرَي فَقَالَ النّبِيّ دَعُوهُ دَعُوهُ لَا يَغفِرُ اللّهُ لَهُ فتَرَكَنَيِ‌ وَ أَخَذُوا الرّأسَ وَ وَلّوا فَافتُقِدَ الرّأسُ مِن تِلكَ اللّيلَةِ فَمَا عُرِفَ لَهُ خَبَرٌ وَ لَحِقَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ الريّ‌ّ فَمَا لِحَقَ بِسُلطَانِهِ وَ مَحَقَ اللّهُ عُمُرَهُ فَأُهلِكَ فِي


صفحه : 188

الطّرِيقِ فَقَالَ سُلَيمَانُ الأَعمَشُ قُلتُ لِلرّجُلِ تَنَحّ عنَيّ‌ لَا تحُرقِنيِ‌ بِنَارِكَ وَ وَلّيتُ وَ لَا أدَريِ‌ بَعدَ ذَلِكَ مَا خَبَرُهُ

بيان التكفير أن يخضع الإنسان لغيره كمايكفر العلج للدهاقين يضع يده علي صدره ويتطأمن له والوهن نحو من نصف الليل قوله تسمع وتري كأنه كلام علي سبيل التهديد أي وقفت هاهنا وتنظر وتسمع أوالمعني أنك كنت في العسكر و إن لم تفعل شيئا فكنت تسمع واعيتهم وتري مايفعل بهم

32- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو قَالَ أَنَا وَ اللّهِ رَأَيتُ رَأسَ الحُسَينِ حِينَ حُمِلَ وَ أَنَا بِدِمَشقَ وَ بَينَ يَدَيهِ رَجُلٌ يَقرَأُ الكَهفَ حَتّي بَلَغَ قَولَهُأَم حَسِبتَ أَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباًفَأَنطَقَ اللّهُ الرّأسَ بِلِسَانٍ ذَرِبٍ ذَلِقٍ فَقَالَ أَعجَبُ مِن أَصحَابِ الكَهفِ قتَليِ‌ وَ حمَليِ‌

33- سن ،[المحاسن ] الحَسَنُ بنُ ظَرِيفٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَبِسَ نِسَاءُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ السّوَادَ وَ المُسُوحَ وَ كُنّ لَا يَشتَكِينَ مِن حَرّ وَ لَا بَردٍ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يَعمَلُ لَهُنّ الطّعَامَ لِلمَأتَمِ

34- جا،[المجالس للمفيد]المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيلٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ سَلَمَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ فَخّارٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ قَالَ لَمّا أَتَي نعَي‌ُ الحُسَينِ ع إِلَي المَدِينَةِ خَرَجَت أَسمَاءُ بِنتُ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ فِي جَمَاعَةٍ مِن نِسَائِهَا حَتّي انتَهَت إِلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِص فَلَاذَت بِهِ وَ شَهَقَت عِندَهُ ثُمّ التفت [التَفَتَت] إِلَي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ هيِ‌َ تَقُولُ


مَا ذَا تَقُولُونَ إِن قَالَ النّبِيّ لَكُم   يَومَ الحِسَابِ وَ صِدقُ القَولِ مَسمُوعٌ

خَذَلتُم عتِرتَيِ‌ أَو كُنتُم غُيّباً   وَ الحَقّ عِندَ ولَيِ‌ّ الأَمرِ مَجمُوعٌ

أَسلَمتُمُوهُم بأِيَديِ‌ الظّالِمِينَ فَمَا   مِنكُم لَهُ اليَومَ عِندَ اللّهِ مَشفُوعٌ

مَا كَانَ عِندَ غَدَاةِ الطّفّ إِذ حَضَرُوا   تِلكَ المَنَايَا وَ لَا عَنهُنّ مَدفُوعٌ

صفحه : 189

قَالَ فَمَا رَأَينَا بَاكِياً وَ لَا بَاكِيَةً أَكثَرَ مِمّا رَأَينَا ذَلِكَ اليَومَ

35- يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن سَالِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جُدّدَت أَربَعَةُ مَسَاجِدَ بِالكُوفَةِ فَرَحاً لِقَتلِ الحُسَينِ ع مَسجِدُ الأَشعَثِ وَ مَسجِدُ جَرِيرٍ وَ مَسجِدُ سِمَاكٍ وَ مَسجِدُ شَبَثِ بنِ ربِعيِ‌ّ

36-أَقُولُ روُيِ‌َ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا مُرسَلًا أَنّ نَصرَانِيّاً أَتَي رَسُولًا مِن مَلِكِ الرّومِ إِلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ قَد حَضَرَ فِي مَجلِسِهِ ألّذِي أتُيِ‌َ إِلَيهِ فِيهِ بِرَأسِ الحُسَينِ فَلَمّا رَأَي النصّراَنيِ‌ّ رَأسَ الحُسَينِ ع بَكَي وَ صَاحَ وَ نَاحَ حَتّي ابتَلّت لِحيَتُهُ بِالدّمُوعِ ثُمّ قَالَ اعلَم يَا يَزِيدُ أنَيّ‌ دَخَلتُ المَدِينَةَ تَاجِراً فِي أَيّامِ حَيَاةِ النّبِيّ وَ قَد أَرَدتُ أَن آتِيَهُ بِهَدِيّةٍ فَسَأَلتُ مِن أَصحَابِهِ أَيّ شَيءٍ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الهَدَايَا فَقَالُوا الطّيبُ أَحَبّ إِلَيهِ مِن كُلّ شَيءٍ وَ إِنّ لَهُ رَغبَةً فِيهِ قَالَ فَحَمَلتُ مِنَ المِسكِ فَأرَتَينِ وَ قَدراً مِنَ العَنبَرِ الأَشهَبِ وَ جِئتُ بِهَا إِلَيهِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ فِي بَيتِ زَوجَتِهِ أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا فَلَمّا شَاهَدتُ جَمَالَهُ ازدَادَ لعِيَنيِ‌ مِن لِقَائِهِ نُوراً سَاطِعاً وَ زاَدنَيِ‌ مِنهُ سُرُورٌ وَ قَد تَعَلّقَ قلَبيِ‌ بِمَحَبّتِهِ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ وَضَعتُ العِطرَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ مَا هَذَا قُلتُ هَدِيّةٌ مُحَقّرَةٌ أَتَيتُ بِهَا إِلَي حَضرَتِكَ فَقَالَ لِي مَا اسمُكَ فَقُلتُ اسميِ‌ عَبدُ الشّمسِ فَقَالَ لِي بَدّلِ اسمَكَ فإَنِيّ‌ أُسَمّيكَ عَبدَ الوَهّابِ إِن قَبِلتَ منِيّ‌ الإِسلَامَ قَبِلتُ مِنكَ الهَدِيّةَ قَالَ فَنَظَرتُهُ وَ تَأَمّلتُهُ فَعَلِمتُ أَنّهُ نبَيِ‌ّ وَ هُوَ النّبِيّ ألّذِي أَخبَرَنَا عَنهُ عِيسَي ع حَيثُ قَالَ إنِيّ‌ مُبَشّرٌ لَكُمبِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُفَاعتَقَدتُ ذَلِكَ وَ أَسلَمتُ عَلَي يَدِهِ فِي تِلكَ السّاعَةِ وَ رَجَعتُ إِلَي الرّومِ وَ أَنَا أخُفيِ‌ الإِسلَامَ وَ لِي مُدّةٌ مِنَ السّنِينَ وَ أَنَا مُسلِمٌ مَعَ خَمسٍ مِنَ البَنِينَ وَ أَربَعٍ مِنَ البَنَاتِ وَ أَنَا اليَومَ وَزِيرُ مَلِكِ الرّومِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِنَ النّصَارَي اطّلَاعٌ عَلَي حَالِنَا وَ اعلَم يَا يَزِيدُ أنَيّ‌ يَومَ كُنتُ فِي حَضرَةِ النّبِيّص وَ هُوَ فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ


صفحه : 190

رَأَيتُ هَذَا العَزِيزَ ألّذِي رَأسُهُ وُضِعَ بَينَ يَدَيكَ مَهِيناً حَقِيراً قَد دَخَلَ عَلَي جَدّهِ مِن بَابِ الحُجرَةِ وَ النّبِيّ فَاتِحٌ بَاعَهُ لِيَتَنَاوَلَهُ وَ هُوَ يَقُولُ مَرحَباً بِكَ يَا حبَيِبيِ‌ حَتّي إِنّهُ تَنَاوَلَهُ وَ أَجلَسَهُ فِي حَجرِهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُ شَفَتَيهِ وَ يَرشِفُ ثَنَايَاهُ وَ هُوَ يَقُولُ بَعُدَ عَن رَحمَةِ اللّهِ مَن قَتَلَكَ لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَكَ يَا حُسَينُ وَ أَعَانَ عَلَي قَتلِكَ وَ النّبِيّص مَعَ ذَلِكَ يبَكيِ‌ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ كُنتُ مَعَ النّبِيّ فِي مَسجِدِهِ إِذ أَتَاهُ الحُسَينُ مَعَ أَخِيهِ الحَسَنِ ع وَ قَالَ يَا جَدّاه قَد تَصَارَعتُ مَعَ أخَيِ‌َ الحَسَنِ وَ لَم يَغلِب أَحَدُنَا الآخَرَ وَ إِنّمَا نُرِيدُ أَن نَعلَمَ أَيّنَا أَشَدّ قُوّةً مِنَ الآخَرِ فَقَالَ لَهُمَا النّبِيّ حبَيِبيَ‌ّ يَا مهُجتَيَ‌ّ إِنّ التّصَارُعَ لَا يَلِيقُ بِكُمَا وَ لَكِنِ اذهَبَا فَتَكَاتِبَا فَمَن كَانَ خَطّهُ أَحسَنَ كَذَلِكَ تَكُونُ قُوّتُهُ أَكثَرَ قَالَ فَمَضَيَا وَ كَتَبَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا سَطراً وَ أَتَيَا إِلَي جَدّهِمَا النّبِيّ فَأَعطَيَاهُ اللّوحَ ليِقَضيِ‌َ بَينَهُمَا فَنَظَرَ النّبِيّ إِلَيهِمَا سَاعَةً وَ لَم يُرِد أَن يَكسِرَ قَلبَ أَحَدِهِمَا فَقَالَ لَهُمَا يَا حبَيِبيَ‌ّ إنِيّ‌ نبَيِ‌ّ أمُيّ‌ّ لَا أَعرِفُ الخَطّ اذهَبَا إِلَي أَبِيكُمَا لِيَحكُمَ بَينَكُمَا وَ يَنظُرَ أَيّكُمَا أَحسَنُ خَطّاً قَالَ فَمَضَيَا إِلَيهِ وَ قَامَ النّبِيّ أَيضاً مَعَهُمَا وَ دَخَلُوا جَمِيعاً إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع فَمَا كَانَ إِلّا سَاعَةً وَ إِذَا النّبِيّ مُقبِلٌ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ مَعَهُ وَ كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ سَلمَانَ صَدَاقَةٌ وَ مَوَدّةٌ فَسَأَلتُهُ كَيفَ حَكَمَ أَبُوهُمَا وَ خَطّ أَيّهِمَا أَحسَنُ قَالَ سَلمَانُ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّ النّبِيّ لَم يُجِبهُمَا بشِيَ‌ءٍ لِأَنّهُ تَأَمّلَ أَمرَهُمَا وَ قَالَ لَو قُلتُ خَطّ الحَسَنِ أَحسَنُ كَانَ يَغتَمّ الحُسَينُ وَ لَو قُلتُ خَطّ الحُسَينِ أَحسَنُ كَانَ يَغتَمّ الحَسَنُ فَوَجّهَهُمَا إِلَي أَبِيهِمَا فَقُلتُ يَا سَلمَانُ بِحَقّ الصّدَاقَةِ وَ الأُخُوّةِ التّيِ‌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ بِحَقّ دِينِ الإِسلَامِ إِلّا مَا أخَبرَتنَيِ‌ كَيفَ حَكَمَ أَبُوهُمَا بَينَهُمَا فَقَالَ لَمّا أَتَيَا إِلَي أَبِيهِمَا وَ تَأَمّلَ حَالَهُمَا رَقّ لَهُمَا وَ لَم يُرِد أَن يَكسِرَ قَلبَ أَحَدِهِمَا قَالَ لَهُمَا امضِيَا إِلَي أُمّكُمَا فهَيِ‌َ تَحكُمُ بَينَكُمَا فَأَتَيَا إِلَي أُمّهِمَا وَ عَرَضَا عَلَيهَا مَا كَتَبَا فِي اللّوحِ وَ قَالَا يَا أُمّاه إِنّ جَدّنَا أَمَرَنَا أَن نَتَكَاتَبَ فَكُلّ مَن كَانَ خَطّهُ أَحسَنَ تَكُونُ قُوّتُهُ أَكثَرَ فَتَكَاتَبنَا وَ جِئنَا


صفحه : 191

إِلَيهِ فَوَجّهَنَا إِلَي أَبِينَا فَلَم يَحكُم بَينَنَا وَ وَجّهَنَا إِلَيكِ فَتَفَكّرَت فَاطِمَةُ بِأَنّ جَدّهُمَا وَ أَبَاهُمَا مَا أَرَادَا كَسرَ خَاطِرِهِمَا أَنَا مَا ذَا أَصنَعُ وَ كَيفَ أَحكُمُ بَينَهُمَا فَقَالَت لَهُمَا يَا قرُتّيَ‌ عيَنيِ‌ إنِيّ‌ أَقطَعُ قلِاَدتَيِ‌ عَلَي رَأسِكُمَا فَأَيّكُمَا يَلتَقِطُ مِن لُؤلُؤِهَا أَكثَرَ كَانَ خَطّهُ أَحسَنَ وَ تَكُونُ قُوّتُهُ أَكثَرَ قَالَ وَ كَانَ فِي قِلَادَتِهَا سَبعُ لُؤلُؤَاتٍ ثُمّ إِنّهَا قَامَت فَقَطَعَت قِلَادَتَهَا عَلَي رَأسِهِمَا فَالتَقَطَ الحَسَنُ ثَلَاثَ لُؤلُؤَاتٍ وَ التَقَطَ الحُسَينُ ثَلَاثَ لُؤلُؤَاتٍ وَ بَقِيَتِ الأُخرَي فَأَرَادَ كُلّ مِنهُمَا تَنَاوُلَهَا فَأَمَرَ اللّهُ تَعَالَي جَبرَئِيلَ بِنُزُولِهِ إِلَي الأَرضِ وَ أَن يَضرِبَ بِجَنَاحِهِ تِلكَ اللّؤلُؤَةَ وَ يَقُدّهَا نِصفَينِ فَأَخَذَ كُلّ مِنهُمَا نِصفاً فَانظُر يَا يَزِيدُ كَيفَ رَسُولُ اللّهِص لَم يُدخِل عَلَي أَحَدِهِمَا أَلَمَ تَرجِيحِ الكِتَابَةِ وَ لَم يُرِد كَسرَ قَلبِهِمَا وَ كَذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ ع وَ كَذَلِكَ رَبّ العِزّةِ لَم يُرِد كَسرَ قَلبِ أَحَدِهِمَا بَل أَمَرَ مَن قَسَمَ اللّؤلُؤَةَ بَينَهُمَا لِجَبرِ قَلبِهِمَا وَ أَنتَ هَكَذَا تَفعَلُ بِابنِ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ أُفّ لَكَ وَ لِدِينِكَ يَا يَزِيدُ ثُمّ إِنّ النصّراَنيِ‌ّ نَهَضَ إِلَي رَأسِ الحُسَينِ ع وَ احتَضَنَهُ وَ جَعَلَ يُقَبّلُهُ وَ هُوَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ يَا حُسَينُ اشهَد لِي عِندَ جَدّكَ مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ عِندَ أَبِيكَ عَلِيّ المُرتَضَي وَ عِندَ أُمّكَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ

قَالَ وَ روُيِ‌َ مِن طَرِيقِ أَهلِ البَيتِ ع أَنّهُ لَمّا استُشهِدَ الحُسَينُ ع بقَيِ‌َ فِي كَربَلَاءَ صَرِيعاً وَ دَمُهُ عَلَي الأَرضِ مَسفُوحاً وَ إِذَا بِطَائِرٍ أَبيَضَ قَد أَتَي وَ تَمَسّحَ بِدَمِهِ وَ جَاءَ وَ الدّمُ يَقطُرُ مِنهُ فَرَأَي طُيُوراً تَحتَ الظّلَالِ عَلَي الغُصُونِ وَ الأَشجَارِ وَ كُلّ مِنهُم يَذكُرُ الحَبّ وَ العَلَفَ وَ المَاءَ فَقَالَ لَهُم ذَلِكَ الطّيرُ المُتَلَطّخُ بِالدّمِ يَا وَيلَكُم أَ تَشتَغِلُونَ باِلملَاَهيِ‌ وَ ذِكرِ الدّنيَا وَ المنَاَهيِ‌ وَ الحُسَينُ فِي أَرضِ كَربَلَاءَ فِي هَذَا الحَرّ مُلقًي عَلَي الرّمضَاءِ ظَامِئٌ مَذبُوحٌ وَ دَمُهُ مَسفُوحٌ فَعَادَتِ الطّيُورُ كُلّ مِنهُم قَاصِداً كَربَلَاءَ فَرَأَوا سَيّدَنَا الحُسَينَ ع مُلقًي فِي الأَرضِ جُثّةً بِلَا رَأسٍ وَ لَا غُسلٍ وَ لَا كَفَنٍ قَد سَفَت عَلَيهِ السوّاَفيِ‌ وَ بَدَنُهُ مَرضُوضٌ قَد هَشّمَتهُ الخَيلُ بِحَوَافِرِهَا زُوّارُهُ وُحُوشُ القِفَارِ وَ نَدَبَتُهُ جِنّ السّهُولِ وَ الأَوعَارِ قَد أَضَاءَ التّرَابُ مِن أَنوَارِهِ وَ أَزهَرَ الجَوّ مِن أَزهَارِهِ


صفحه : 192

فَلَمّا رَأَتهُ الطّيُورُ تَصَايَحنَ وَ أَعلَنّ بِالبُكَاءِ وَ الثّبُورِ وَ تَوَاقَعنَ عَلَي دَمِهِ يَتَمَرّغنَ فِيهِ وَ طَارَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم إِلَي نَاحِيَةٍ يُعلِمُ أَهلَهَا عَن قَتلِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ ع فَمِنَ القَضَاءِ وَ القَدَرِ أَنّ طَيراً مِن هَذِهِ الطّيُورِ قَصَدَ مَدِينَةَ الرّسُولِ وَ جَاءَ يُرَفرِفُ وَ الدّمُ يَتَقَاطَرُ مِن أَجنِحَتِهِ وَ دَارَ حَولَ قَبرِ سَيّدِنَا رَسُولِ اللّهِ يُعلِنُ بِالنّدَاءِ أَلَا قُتِلَ الحُسَينُ بِكَربَلَاءَ أَلَا ذُبِحَ الحُسَينُ بِكَربَلَاءَ فَاجتَمَعَتِ الطّيُورُ عَلَيهِ وَ هُم يَبكُونَ عَلَيهِ وَ يَنُوحُونَ فَلَمّا نَظَرَ أَهلُ المَدِينَةِ مِنَ الطّيُورِ ذَلِكَ النّوحَ وَ شَاهَدُوا الدّمَ يَتَقَاطَرُ مِنَ الطّيرِ لَم يَعلَمُوا مَا الخَبَرُ حَتّي انقَضَت مُدّةٌ مِنَ الزّمَانِ وَ جَاءَ خَبَرُ مَقتَلِ الحُسَينِ عَلِمُوا أَنّ ذَلِكَ الطّيرَ كَانَ يُخبِرُ رَسُولَ اللّهِ بِقَتلِ ابنِ فَاطِمَةَ البَتُولِ وَ قُرّةِ عَينِ الرّسُولِ وَ قَد نُقِلَ أَنّهُ فِي ذَلِكَ اليَومِ ألّذِي جَاءَ فِيهِ الطّيرُ إِلَي المَدِينَةِ كَانَ فِي المَدِينَةِ رَجُلٌ يهَوُديِ‌ّ وَ لَهُ بِنتٌ عَميَاءُ زَمنَاءُ طَرشَاءُ مَشلُولَةٌ وَ الجُذَامُ قَد أَحَاطَ بِبَدَنِهَا فَجَاءَ ذَلِكَ الطّائِرُ وَ الدّمُ يَتَقَاطَرُ مِنهُ وَ وَقَعَ عَلَي شَجَرَةٍ يبَكيِ‌ طُولَ لَيلَتِهِ وَ كَانَ اليهَوُديِ‌ّ قَد أَخرَجَ ابنَتَهُ تِلكَ المَرِيضَةَ إِلَي خَارِجِ المَدِينَةِ إِلَي بُستَانٍ وَ تَرَكَهَا فِي البُستَانِ ألّذِي جَاءَ الطّيرُ وَ وَقَعَ فِيهِ فَمِنَ القَضَاءِ وَ القَدَرِ أَنّ تِلكَ اللّيلَةَ عَرَضَ للِيهَوُديِ‌ّ عَارِضٌ فَدَخَلَ المَدِينَةَ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ فَلَم يَقدِر أَن يَخرُجَ تِلكَ اللّيلَةَ إِلَي البُستَانِ التّيِ‌ فِيهَا ابنَتُهُ المَعلُولَةُ وَ البِنتُ لَمّا نَظَرَت أَبَاهَا لَم يَأتِهَا تِلكَ اللّيلَةَ لَم يَأتِهَا نَومٌ لِوَحدَتِهَا لِأَنّ أَبَاهَا كَانَ يُحَدّثُهَا وَ يُسَلّيهَا حَتّي تَنَامَ فَسَمِعَت عِندَ السّحَرِ بُكَاءَ الطّيرِ وَ حَنِينَهُ فَبَقِيَت تَتَقَلّبُ عَلَي وَجهِ الأَرضِ إِلَي أَن صَارَت تَحتَ الشّجَرَةِ التّيِ‌ عَلَيهَا الطّيرُ فَصَارَت كُلّمَا حَنّ ذَلِكَ الطّيرُ تُجَاوِبُهُ مِن قَلبٍ مَحزُونٍ فَبَينَمَا هيِ‌َ كَذَلِكَ إِذ وَقَعَ قَطرَةٌ مِنَ الدّمِ فَوَقَعَت عَلَي عَينِهَا فَفُتِحَت ثُمّ قَطرَةٌ أُخرَي عَلَي عَينِهَا الأُخرَي فَبَرَأَت ثُمّ قَطرَةٌ عَلَي يَدَيهَا فَعُوفِيَت ثُمّ عَلَي رِجلَيهَا فَبَرَأَت وَ عَادَت كُلّمَا قَطَرَت قَطرَةٌ مِنَ الدّمِ تُلَطّخُ بِهِ جَسَدَهَا فَعُوفِيَت مِن جَمِيعِ مَرَضِهَا مِن بَرَكَاتِ دَمِ الحُسَينِ ع


صفحه : 193

فَلَمّا أَصبَحَت أَقبَلَ أَبُوهَا إِلَي البُستَانِ فَرَأَي بِنتاً تَدُورُ وَ لَم يَعلَم أَنّهَا ابنَتُهُ فَسَأَلَهَا أَنّهُ كَانَ لِي فِي البُستَانِ ابنَةٌ عَلِيلَةٌ لَم تَقدِر أَن تَتَحَرّكَ فَقَالَتِ ابنَتُهُ وَ اللّهِ أَنَا ابنَتُكَ فَلَمّا سَمِعَ كَلَامَهَا وَقَعَ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَلَمّا أَفَاقَ قَامَ عَلَي قَدَمَيهِ فَأَتَت بِهِ إِلَي ذَلِكَ الطّيرِ فَرَآهَا وَاكِراً عَلَي الشّجَرَةِ يَئِنّ مِن قَلبٍ حَزِينٍ مُحتَرِقٍ مِمّا رَأَي مِمّا فُعِلَ بِالحُسَينِ ع فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِ‌ّ أَقسَمتُ عَلَيكَ باِلذّيِ‌ خَلَقَكَ أَيّهَا الطّيرُ أَن تكُلَمّنَيِ‌ بِقُدرَةِ اللّهِ تَعَالَي فَنَطَقَ الطّيرُ مُستَعبِراً ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ وَاكِراً عَلَي بَعضِ الأَشجَارِ مَعَ جُملَةِ الطّيُورِ عِندَ الظّهِيرَةِ وَ إِذَا بِطَيرٍ سَاقِطٍ عَلَينَا وَ هُوَ يَقُولُ أَيّهَا الطّيُورُ تَأكُلُونَ وَ تَتَنَعّمُونَ وَ الحُسَينُ فِي أَرضِ كَربَلَاءَ فِي هَذَا الحَرّ عَلَي الرّمضَاءِ طَرِيحاً ظَامِئاً وَ النّحرُ دَامٍ وَ رَأسُهُ مَقطُوعٌ عَلَي الرّمحِ مَرفُوعٌ وَ نِسَاؤُهُ سَبَايَا حُفَاةٌ عَرَايَا فَلَمّا سَمِعنَ بِذَلِكَ تَطَايَرنَ إِلَي كَربَلَاءَ فَرَأَينَاهُ فِي ذَلِكَ الواَديِ‌َ طَرِيحاً الغُسلُ مِن دَمِهِ وَ الكَفَنُ الرّملُ الساّفيِ‌ عَلَيهِ فَوَقَعنَا كُلّنَا عَلَيهِ نَنُوحُ وَ نَتَمَرّغُ بِدَمِهِ الشّرِيفِ وَ كَانَ كُلّ مِنّا طَارَ إِلَي نَاحِيَةٍ فَوَقَعتُ أَنَا فِي هَذَا المَكَانِ فَلَمّا سَمِعَ اليهَوُديِ‌ّ ذَلِكَ تَعَجّبَ وَ قَالَ لَو لَم يَكُنِ الحُسَينُ ذَا قَدرٍ رَفِيعٍ عِندَ اللّهِ مَا كَانَ دَمُهُ شِفَاءً مِن كُلّ دَاءٍ ثُمّ أَسلَمَ اليهَوُديِ‌ّ وَ أَسلَمَتِ البِنتُ وَ أَسلَمَ خَمسُمِائَةٍ مِن قَومِهِ وَ قَالَ حكُيِ‌َ عَن رَجُلٍ أسَدَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ زَارِعاً عَلَي نَهَرِ العلَقمَيِ‌ّ بَعدَ ارتِحَالِ العَسكَرِ عَسكَرِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَرَأَيتُ عَجَائِبَ لَا أَقدِرُ أحَكيِ‌ إِلّا بَعضَهَا مِنهَا أَنّهُ إِذَا هَبّتِ الرّيَاحُ تَمُرّ عَلَيّ نَفَحَاتٌ كَنَفَحَاتِ المِسكِ وَ العَنبَرِ إِذَا سَكَنَت أَرَي نُجُوماً تَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ وَ يَرقَي مِنَ الأَرضِ إِلَي السّمَاءِ مِثلُهَا وَ أَنَا مُنفَرِدٌ مَعَ عيِاَليِ‌ وَ لَا أَرَي أَحَداً أَسأَلُهُ عَن ذَلِكَ وَ عِندَ غُرُوبِ الشّمسِ يُقبِلُ أَسَدٌ مِنَ القِبلَةِ فأَوُلَيّ‌ عَنهُ إِلَي منَزلِيِ‌ فَإِذَا أَصبَحَ وَ طَلَعَتِ الشّمسُ وَ ذَهَبتُ مِن منَزلِيِ‌ أَرَاهُ مُستَقبِلَ القِبلَةِ ذَاهِباً فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ إِنّ هَؤُلَاءِ خَوَارِجُ قَد خَرَجُوا عَلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَأَمَرَ بِقَتلِهِم وَ أَرَي مِنهُم مَا لَم أَرَهُ مِن سَائِرِ القَتلَي فَوَ اللّهِ هَذِهِ اللّيلَةُ لَا بُدّ مِنَ المُسَاهَرَةِ لِأُبصِرَ هَذَا


صفحه : 194

الأَسَدَ يَأكُلُ مِن هَذِهِ الجُثُثِ أَم لَا فَلَمّا صَارَ عِندَ غُرُوبِ الشّمسِ وَ إِذَا بِهِ أَقبَلَ فَحَقّقتُهُ وَ إِذَا هُوَ هَائِلُ المَنظَرِ فَارتَعَدتُ مِنهُ وَ خَطَرَ ببِاَليِ‌ إِن كَانَ مُرَادُهُ لُحُومَ بنَيِ‌ آدَمَ فَهُوَ يقَصدِنُيِ‌ وَ أَنَا أحُاَكيِ‌ نفَسيِ‌ بِهَذَا فَمَثّلتُهُ وَ هُوَ يَتَخَطّي القَتلَي حَتّي وَقَفَ عَلَي جَسَدٍ كَأَنّهُ الشّمسُ إِذَا طَلَعَت فَبَرَكَ عَلَيهِ فَقُلتُ يَأكُلُ مِنهُ وَ إِذَا بِهِ يُمَرّغُ وَجهَهُ عَلَيهِ وَ هُوَ يُهَمهِمُ وَ يُدَمدِمُ فَقُلتُ اللّهُ أَكبَرُ مَا هَذِهِ إِلّا أُعجُوبَةٌ فَجَعَلتُ أَحرُسُهُ حَتّي اعتَكَرَ الظّلَامُ وَ إِذَا بِشُمُوعٍ مُعَلّقَةٍ مَلَأَتِ الأَرضَ وَ إِذَا بِبُكَاءٍ وَ نَحِيبٍ وَ لَطمٍ مُفجِعٍ فَقَصَدتُ تِلكَ الأَصوَاتِ فَإِذَا هيِ‌َ تَحتَ الأَرضِ فَفَهِمتُ مِن نَاعٍ فِيهِم يَقُولُ وَا حُسَينَاه وَا إِمَامَاه فَاقشَعَرّ جلِديِ‌ فَقَرُبتُ مِنَ الباَكيِ‌ وَ أَقسَمتُ عَلَيهِ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ مَن تَكُونُ فَقَالَ إِنّا نِسَاءٌ مِنَ الجِنّ فَقُلتُ وَ مَا شَأنُكُنّ فَقُلنَ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ هَذَا عَزَاؤُنَا عَلَي الحُسَينِ الذّبِيحِ العَطشَانِ فَقُلتُ هَذَا الحُسَينُ ألّذِي يَجلِسُ عِندَهُ الأَسَدُ قُلنَ نَعَم أَ تَعرِفُ هَذَا الأَسَدَ قُلتُ لَا قُلنَ هَذَا أَبُوهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَرَجَعتُ وَ دمُوُعيِ‌ تجَريِ‌ عَلَي خدَيّ‌ قَالَ وَ نُقِلَ أَنّ سُكَينَةَ بِنتَ الحُسَينِ ع قَالَت يَا يَزِيدُ رَأَيتُ البَارِحَةَ رُؤيَا إِن سَمِعتَهَا منِيّ‌ قَصَصتُهَا عَلَيكَ فَقَالَ يَزِيدُ هاَتيِ‌ مَا رأَيَتيِ‌ قَالَت بَينَمَا أَنَا سَاهِرَةٌ وَ قَد كَلَلتُ مِنَ البُكَاءِ بَعدَ أَن صَلّيتُ وَ دَعَوتُ اللّهَ بِدَعَوَاتٍ فَلَمّا رَقَدَت عيَنيِ‌ رَأَيتُ أَبوَابَ السّمَاءِ قَد تَفَتّحَت وَ إِذَا أَنَا بِنُورٍ سَاطِعٍ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ وَ إِذَا


صفحه : 195

أَنَا بِوَصَائِفَ مِن وَصَائِفِ الجَنّةِ وَ إِذَا أَنَا بِرَوضَةٍ خَضرَاءَ وَ فِي تِلكَ الرّوضَةِ قَصرٌ وَ إِذَا أَنَا بِخَمسِ مَشَايِخَ يَدخُلُونَ إِلَي ذَلِكَ القَصرِ وَ عِندَهُم وَصِيفٌ فَقُلتُ يَا وَصِيفُ أخَبرِنيِ‌ لِمَن هَذَا القَصرُ فَقَالَ هَذَا لِأَبِيكِ الحُسَينِ أَعطَاهُ اللّهُ تَعَالَي ثَوَاباً لِصَبرِهِ فَقُلتُ وَ مَن هَذِهِ المَشَايِخُ فَقَالَ أَمّا الأَوّلُ فَآدَمُ أَبُو البَشَرِ وَ أَمّا الثاّنيِ‌ فَنُوحٌ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ أَمّا الثّالِثُ فَإِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ وَ أَمّا الرّابِعُ فَمُوسَي الكَلِيمُ فَقُلتُ لَهُ وَ مَنِ الخَامِسُ ألّذِي أَرَاهُ قَابِضاً عَلَي لِحيَتِهِ بَاكِياً حَزِيناً مِن بَينِهِم فَقَالَ لِي يَا سُكَينَةُ أَ مَا تعرفه [تَعرِفِينَهُ]فَقُلتُ لَا فَقَالَ هَذَا جَدّكِ رَسُولُ اللّهِ فَقُلتُ لَهُ إِلَي أَينَ يُرِيدُونَ فَقَالَ إِلَي أَبِيكِ الحُسَينِ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَأَلحَقَنّ جدَيّ‌ وَ أُخبِرَنّهُ بِمَا جَرَي عَلَينَا فسَبَقَنَيِ‌ وَ لَم أَلحَقهُ فَبَينَمَا أَنَا مُتَفَكّرَةٌ وَ إِذَا بجِدَيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ بِيَدِهِ سَيفُهُ وَ هُوَ وَاقِفٌ فَنَادَيتُهُ يَا جَدّاه قُتِلَ وَ اللّهِ ابنُكَ مِن بَعدِكَ فَبَكَي وَ ضمَنّيِ‌ إِلَي صَدرِهِ وَ قَالَ يَا بُنَيّةُ صَبراً وَ اللّهُ المُستَعَانُ ثُمّ إِنّهُ مَضَي وَ لَم أَعلَم إِلَي أَينَ فَبَقِيتُ مُتَعَجّبَةً كَيفَ لَم أَعلَم بِهِ فَبَينَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا بِبَابٍ قَد فُتِحَ مِنَ السّمَاءِ وَ إِذَا بِالمَلَائِكَةِ يَصعَدُونَ وَ يَنزِلُونَ عَلَي رَأسِ أَبِي قَالَ فَلَمّا سَمِعَ يَزِيدُ ذَلِكَ لَطَمَ عَلَي وَجهِهِ وَ بَكَي وَ قَالَ مَا لِي وَ لِقَتلِ الحُسَينِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ سُكَينَةَ قَالَت ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ رَجُلٌ درُيّ‌ّ اللّونِ قمَرَيِ‌ّ الوَجهِ حَزِينُ القَلبِ فَقُلتُ لِلوَصِيفِ مَن هَذَا فَقَالَ جَدّكِ رَسُولُ اللّهِص فَدَنَوتُ مِنهُ وَ قُلتُ لَهُ يَا جَدّاه قُتِلَت وَ اللّهِ رِجَالُنَا وَ سُفِكَت وَ اللّهِ دِمَاؤُنَا وَ هُتِكَت وَ اللّهِ حَرِيمُنَا وَ حُمِلنَا عَلَي الأَقتَابِ مِن غَيرِ وِطَاءٍ نُسَاقُ إِلَي يَزِيدَ فأَخَذَنَيِ‌ إِلَيهِ وَ ضمَنّيِ‌ إِلَي صَدرِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي آدَمَ وَ نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي ثُمّ قَالَ لَهُم مَا تَرَونَ إِلَي مَا صَنَعَت أمُتّيِ‌ بوِلَدَيِ‌ مِن بعَديِ‌ ثُمّ قَالَ الوَصِيفُ يَا سُكَينَةُ اخفضِيِ‌ صَوتَكِ فَقَد أبَكيَتيِ‌ رَسُولَ اللّهِص ثُمّ أَخَذَ الوَصِيفُ بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ القَصرَ وَ إِذَا بِخَمسِ نِسوَةٍ قَد عَظّمَ اللّهُ خِلقَتَهُنّ وَ زَادَ فِي نُورِهِنّ وَ بَينَهُنّ امرَأَةٌ عَظِيمَةُ الخِلقَةِ نَاشِرَةٌ شَعرَهَا وَ عَلَيهَا ثِيَابٌ سُودٌ


صفحه : 196

وَ بِيَدِهَا قَمِيصٌ مُضَمّخٌ بِالدّمِ وَ إِذَا قَامَت يَقُمنَ مَعَهَا وَ إِذَا جَلَسَت يَجلِسنَ مَعَهَا فَقُلتُ لِلوَصِيفِ مَا هَؤُلَاءِ النّسوَةُ اللاّتيِ‌ قَد عَظّمَ اللّهُ خِلقَتَهُنّ فَقَالَ يَا سُكَينَةُ هَذِهِ حَوّاءُ أُمّ البَشَرِ وَ هَذِهِ مَريَمُ ابنَةُ عِمرَانَ وَ هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ هَذِهِ هَاجَرُ وَ هَذِهِ سَارَةُ وَ هَذِهِ التّيِ‌ بِيَدِهَا القَمِيصُ المُضَمّخُ وَ إِذَا قَامَت يَقُمنَ مَعَهَا وَ إِذَا جَلَسَت يَجلِسنَ مَعَهَا هيِ‌َ جَدّتُكِ فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ فَدَنَوتُ مِنهَا وَ قُلتُ لَهَا يَا جَدّتَاه قُتِلَ وَ اللّهِ أَبِي وَ أُوتِمتُ عَلَي صِغَرِ سنِيّ‌ فضَمَتّنيِ‌ إِلَي صَدرِهَا وَ بَكَت شَدِيداً وَ بَكَينَ النّسَاءُ كُلّهُنّ وَ قُلنَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ يَحكُمُ اللّهُ بَينَكِ وَ بَينَ يَزِيدَ يَومَ فَصلِ القَضَاءِ ثُمّ إِنّ يَزِيدَ تَرَكَهَا وَ لَم يَعبَأ بِقَولِهَا قَالَ وَ نُقِلَ عَن هِندٍ زَوجَةِ يَزِيدَ قَالَت كُنتُ أَخَذتُ مضَجعَيِ‌ فَرَأَيتُ بَاباً مِنَ السّمَاءِ وَ قَد فُتِحَت وَ المَلَائِكَةُ يَنزِلُونَ كَتَائِبَ كَتَائِبَ إِلَي رَأسِ الحُسَينِ وَ هُم يَقُولُونَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَبَينَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذ نَظَرتُ إِلَي سَحَابَةٍ قَد نَزَلَت مِنَ السّمَاءِ وَ فِيهَا رِجَالٌ كَثِيرُونَ وَ فِيهِم رَجُلٌ درُيّ‌ّ اللّونِ قمَرَيِ‌ّ الوَجهِ فَأَقبَلَ يَسعَي حَتّي انكَبّ عَلَي ثَنَايَا الحُسَينِ يُقَبّلُهُمَا وَ هُوَ يَقُولُ يَا ولَدَيِ‌ قَتَلُوكَ أَ تَرَاهُم مَا عَرَفُوكَ وَ مِن شُربِ المَاءِ مَنَعُوكَ يَا ولَدَيِ‌ أَنَا جَدّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ هَذَا أَبُوكَ عَلِيّ المُرتَضَي وَ هَذَا أَخُوكَ الحَسَنُ وَ هَذَا عَمّكَ جَعفَرٌ وَ هَذَا عَقِيلٌ وَ هَذَانِ حَمزَةُ وَ العَبّاسُ ثُمّ جَعَلَ يُعَدّدُ أَهلَ بَيتِهِ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ قَالَت هِندٌ فَانتَبَهتُ مِن نوَميِ‌ فَزِعَةً مَرعُوبَةً وَ إِذَا بِنُورٍ قَدِ انتَشَرَ عَلَي رَأسِ الحُسَينِ فَجَعَلتُ أَطلُبُ يَزِيدَ وَ هُوَ قَد دَخَلَ إِلَي بَيتٍ مُظلِمٍ وَ قَد دَارَ وَجهَهُ إِلَي الحَائِطِ وَ هُوَ يَقُولُ مَا لِي وَ لِلحُسَينِ وَ قَد وَقَعَت عَلَيهِ الهُمُومَاتُ فَقَصَصتُ عَلَيهِ المَنَامَ وَ هُوَ مُنَكّسُ الرّأسِ قَالَ فَلَمّا أَصبَحَ استَدعَي بِحَرَمِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُنّ أَيّمَا أَحَبّ إِلَيكُنّ المُقَامُ عنِديِ‌ أَوِ الرّجُوعُ إِلَي المَدِينَةِ وَ لَكُمُ الجَائِزَةُ السّنِيّةُ قَالُوا نُحِبّ أَوّلًا أَن نَنُوحَ عَلَي الحُسَينِ قَالَ افعَلُوا مَا بَدَا لَكُم ثُمّ أُخلِيَت لَهُنّ الحُجَرُ وَ البُيُوتُ فِي دِمَشقَ وَ لَم تَبقَ هَاشِمِيّةٌ وَ لَا قُرَشِيّةٌ إِلّا وَ لَبِسَتِ السّوَادَ عَلَي الحُسَينِ وَ نَدَبُوهُ عَلَي مَا نُقِلَ سَبعَةَ أَيّامٍ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّامِنُ دَعَاهُنّ يَزِيدُ وَ عَرَضَ عَلَيهِنّ الُمَقَامَ


صفحه : 197

فَأَبَينَ وَ أَرَادُوا الرّجُوعَ إِلَي المَدِينَةِ فَأَحضَرَ لَهُمُ المَحَامِلَ وَ زَيّنَهَا وَ أَمَرَ بِالأَنطَاعِ الإِبرِيسَمِ وَ صَبّ عَلَيهَا الأَموَالَ وَ قَالَ يَا أُمّ كُلثُومٍ خُذُوا هَذَا المَالَ عِوَضَ مَا أَصَابَكُم فَقَالَت أُمّ كُلثُومٍ يَا يَزِيدُ مَا أَقَلّ حَيَاءَكَ وَ أَصلَبَ وَجهَكَ تَقتُلُ أخَيِ‌ وَ أَهلَ بيَتيِ‌ وَ تعُطيِنيِ‌ عِوَضَهُم ثُمّ قَالَ وَ أَمّا أُمّ كُلثُومٍ فَحِينَ تَوَجّهَت إِلَي المَدِينَةِ جَعَلَت تبَكيِ‌ وَ تَقُولُ


مَدِينَةَ جَدّنَا لَا تَقبَلِينَا   فَبِالحَسَرَاتِ وَ الأَحزَانِ جِئنَا

أَلَا فَأَخبِر رَسُولَ اللّهِ عَنّا   بِأَنّا قَد فُجِعنَا فِي أَبِينَا

وَ أَنّ رِجَالَنَا بِالطّفّ صَرعَي   بِلَا رُؤسٍ وَ قَد ذَبَحُوا البَنِينَا

وَ أَخبِر جَدّنَا أَنّا أُسِرنَا   وَ بَعدَ الأَسرِ يَا جَدّا سُبِينَا

وَ رَهطُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَضحَوا   عَرَايَا بِالطّفُوفِ مُسَلّبِينَا

وَ قَد ذَبَحُوا الحُسَينَ وَ لَم يُرَاعُوا   جِنَابَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فِينَا

فَلَو نَظَرَت عُيُونُكَ لِلأُسَارَي   عَلَي أَقتَابِ الجِمَالِ مُحَمّلِينَا

رَسُولَ اللّهِ بَعدَ الصّونِ صَارَت   عُيُونُ النّاسِ نَاظِرَةً إِلَينَا

وَ كُنتَ تَحُوطُنَا حَتّي تَوَلّت   عُيُونُكَ ثَارَتِ الأَعدَا عَلَينَا

أَ فَاطِمُ لَو نَظَرتِ إِلَي السّبَايَا   بَنَاتِكَ فِي البِلَادِ مُشَتّتِينَا

أَ فَاطِمُ لَو نَظَرتِ إِلَي الحَيَارَي   وَ لَو أَبصَرتِ زَينَ العَابِدِينَا

أَ فَاطِمُ لَو رَأَيتِينَا سَهَارَي   وَ مِن سَهَرِ الليّاَليِ‌ قَد عَمِينَا

أَ فَاطِمُ مَا لقَيِتيِ‌ مِن عدِاَكيِ‌   وَ لَا قِيرَاطَ مِمّا قَد لَقِينَا

فَلَو دَامَت حَيَاتُكِ لَم تزَاَليِ‌   إِلَي يَومِ القِيَامَةِ تَندُبِينَا

وَ عَرّج بِالبَقِيعِ وَ قِف وَ نَادِ   أَيَا ابنَ حَبِيبِ رَبّ العَالَمِينَا

وَ قُل يَا عَمّ يَا حَسَنَ المُزَكّي   عِيَالُ أَخِيكَ أَضحَوا ضَائِعِينَا

أَيَا عَمّاه إِنّ أَخَاكَ أَضحَي   بَعِيداً عَنكَ بِالرّمضَا رَهِيناً

بِلَا رَأسٍ تَنُوحُ عَلَيهِ جَهراً   طُيُورٌ وَ الوُحُوشُ المُوحِشِينَا

وَ لَو عَايَنتَ يَا موَلاَي‌َ سَاقُوا   حَرِيماً لَا يَجِدنَ لَهُم مُعِيناً

صفحه : 198


عَلَي مَتنِ النّيَاق بِلَا وِطَاءٍ   وَ شَاهَدتَ العِيَالَ مُكَشّفِينَا

مَدِينَةَ جَدّنَا لَا تَقبَلِينَا   فَبِالحَسَرَاتِ وَ الأَحزَانِ جِئنَا

خَرَجنَا مِنكِ بِالأَهلِينَ جَمعاً   رَجَعنَا لَا رِجَالَ وَ لَا بَنِينَا

وَ كُنّا فِي الخُرُوجِ بِجَمعِ شَملٍ   رَجَعنَا حَاسِرِينَ مُسَلّبِينَا

وَ كُنّا فِي أَمَانِ اللّهِ جَهراً   رَجَعنَا بِالقَطِيعَةِ خَائِفِينَا

وَ مَولَانَا الحُسَينُ لَنَا أَنِيسٌ   رَجَعنَا وَ الحُسَينُ بِهِ رَهِيناً

فَنَحنُ الضّائِعَاتُ بِلَا كَفِيلٍ   وَ نَحنُ النّائِحَاتُ عَلَي أَخِينَا

وَ نَحنُ السّائِرَاتُ عَلَي المَطَايَا   نُشَالُ عَلَي جِمَالِ المُبغِضِينَا

وَ نَحنُ بَنَاتُ يس وَ طَهَ   وَ نَحنُ البَاكِيَاتُ عَلَي أَبِينَا

وَ نَحنُ الطّاهِرَاتُ بِلَا خَفَاءٍ   وَ نَحنُ المُخلَصُونَ المُصطَفَونَا

وَ نَحنُ الصّابِرَاتُ عَلَي البَلَايَا   وَ نَحنُ الصّادِقُونَ النّاصِحُونَا

أَلَا يَا جَدّنَا قَتَلُوا حُسَيناً   وَ لَم يَرعَوا جِنَابَ اللّهِ فِينَا

أَلَا يَا جَدّنَا بَلَغَت عِدَانَا   مُنَاهَا وَ اشتَفَي الأَعدَاءُ فِينَا

لَقَد هَتَكُوا النّسَاءَ وَ حَمّلُوهَا   عَلَي الأَقتَابِ قَهراً أَجمَعِينَا

وَ زَينَبُ أَخرَجُوهَا مِن خِبَاهَا   وَ فَاطِمُ وَالِهٌ تبُديِ‌ الأَنِينَا

سُكَينَةُ تشَتكَيِ‌ مِن حَرّ وَجدٍ   تنُاَديِ‌ الغَوثَ رَبّ العَالَمِينَا

وَ زَينُ العَابِدِينَ بِقَيدِ ذُلّ   وَ رَامُوا قَتلَهُ أَهلُ الخَؤُونَا

فَبَعدَهُمُ عَلَي الدّنيَا تُرَابٌ   فَكَأسُ المَوتِ فِيهَا قَد سُقِينَا

وَ هذَيِ‌ قصِتّيِ‌ مَعَ شَرحِ حاَليِ‌   أَلَا يَا سَامِعُونَ ابكُوا عَلَينَا

قَالَ الراّويِ‌ وَ أَمّا زَينَبُ فَأَخَذَت بعِضِاَدتَيَ‌ بَابِ المَسجِدِ وَ نَادَت يَا جَدّاه إنِيّ‌ نَاعِيَةٌ إِلَيكَ أخَيِ‌َ الحُسَينَ وَ هيِ‌َ مَعَ ذَلِكَ لَا تَجِفّ لَهَا عَبرَةٌ وَ لَا تَفتُرُ مِنَ البُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ كُلّمَا نَظَرَت إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ تَجَدّدَ حُزنُهَا وَ زَادَ وَجدُهَا

38-يف ،[الطرائف ] مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي سَهلٍ قَالَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ


صفحه : 199

زَوجَةُ النّبِيّص حِينَ جَاءَهَا نعَي‌ُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ لَعَنَت أَهلَ العِرَاقِ وَ قَالَت قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللّهُ غَرّوهُ وَ أَذَلّوهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فإَنِيّ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ قَد جَاءَتهُ فَاطِمَةُ ع عَشِيّةً بِبُرمَةٍ قَد صَنَعَت فِيهَا عَصِيدَةً تَحمِلُهَا فِي طَبَقٍ حَتّي وَضَعَتهَا بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهَا أَينَ ابنُ عَمّكِ قَالَت هُوَ فِي البَيتِ قَالَ اذهبَيِ‌ فَادعِيهِ وَ ائتيِنيِ‌ بِابنَيهِ قَالَت وَ جَاءَت تَقُودُ ابنَيهَا كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِيَدٍ وَ عَلِيّ ع يمَشيِ‌ بِأَثَرِهَا حَتّي دَخَلُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَجلَسَهُمَا فِي حَجرِهِ وَ جَلَسَ عَلِيّ ع عَن يَمِينِهِ وَ جَلَسَت فَاطِمَةُ ع عَن يَسَارِهِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَاجتَذَبَ مِن تحَتيِ‌ كِسَاءً خَيبَرِيّاً كَانَ بِسَاطاً لَنَا فَلَفّهُ رَسُولُ اللّهِص وَ أَخَذَ طرَفَيَ‌ِ الكِسَاءِ وَ أَلوَي بِيَدِهِ اليُمنَي إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ مِن أَهلِكَ قَالَ بَلَي قَالَت فأَدَخلَنَيِ‌ فِي الكِسَاءِ بَعدَ مَا قَضَي دُعَاءَهُ لِابنِ عَمّهِ عَلِيّ وَ ابنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ ابنَيهِمَا

39- أَقُولُ رَوَي شَارِحُ دِيوَانِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَن هِشَامٍ الكلَبيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ أَنّهُ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع سَمِعُوا صَوتَ هَاتِفٍ مِنَ السّمَاءِ يَقُولُ


أَيّهَا القَاتِلُونَ جَهلًا حُسَيناً   أَبشِرُوا بِالعَذَابِ وَ التّنكِيلِ

كُلّ أَهلِ السّمَاءِ يَدعُو عَلَيكُم   مِن نبَيِ‌ّ وَ مُرسَلٍ وَ قَتِيلٍ

قَد لُعِنتُم عَلَي لِسَانِ بنِ دَاوُدَ   وَ مُوسَي وَ صَاحِبِ الإِنجِيلِ

40- وَ وَجَدتُ بِخَطّ بَعضِ الأَفَاضِلِ نَقلًا مِن خَطّ الشّهِيدِ قُدّسَ سِرّهُ قَالَ لَمّا جيِ‌ءَ بِرُءُوسِ الشّهِيدِ وَ السّبَايَا مِن آلِ مُحَمّدٍ ع أَنشَدَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ


لَمّا بَدَت تِلكَ الرّءُوسُ وَ أَشرَقَت   تِلكَ الشّمُوسُ عَلَي رُبَي جَيرُونِ

صَاحَ الغُرَابُ فَقُلتُ صِح أَو لَا تَصِح   فَلَقَد قَضَيتُ مِنَ النّبِيّ ديُوُنيِ‌

صفحه : 200

41- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا حُمِلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ هَمّ بِضَربِ عُنُقِهِ فَوَقّفَهُ بَينَ يَدَيهِ وَ هُوَ يُكَلّمُهُ لِيَستَنطِقَهُ بِكَلِمَةٍ يُوجِبُ بِهَا قَتلَهُ وَ عَلِيّ ع يُجِيبُهُ حَسَبَ مَا يُكَلّمُهُ وَ فِي يَدِهِ سُبحَةٌ صَغِيرَةٌ يُدِيرُهَا بِأَصَابِعِهِ وَ هُوَ يَتَكَلّمُ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ أُكَلّمُكَ وَ أَنتَ تجُيِبنُيِ‌ وَ تُدِيرُ أَصَابِعَكَ بِسُبحَةٍ فِي يَدِكَ فَكَيفَ يَجُوزُ ذَلِكَ فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ أَنّهُ كَانَ إِذَا صَلّي الغَدَاةَ وَ انفَتَلَ لَا يَتَكَلّمُ حَتّي يَأخُذَ سُبحَةً بَينَ يَدَيهِ فَيَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَصبَحتُ أُسَبّحُكَ وَ أُمَجّدُكَ وَ أُحَمّدُكَ وَ أُهَلّلُكَ بِعَدَدِ مَا أُدِيرُ بِهِ سبُحتَيِ‌ وَ يَأخُذُ السّبحَةَ وَ يُدِيرُهَا وَ هُوَ يَتَكَلّمُ بِمَا يُرِيدُ مِن غَيرِ أَن يَتَكَلّمَ بِالتّسبِيحِ وَ ذَكَرَ أَنّ ذَلِكَ مُحتَسَبٌ لَهُ وَ هُوَ حِرزٌ إِلَي أَن يأَويِ‌َ إِلَي فِرَاشِهِ فَإِذَا أَوَي إِلَي فِرَاشِهِ قَالَ مِثلَ ذَلِكَ القَولِ وَ وَضَعَ سُبحَتَهُ تَحتَ رَأسِهِ فهَيِ‌َ مَحسُوبَةٌ لَهُ مِنَ الوَقتِ إِلَي الوَقتِ فَفَعَلتُ هَذَا اقتِدَاءً بجِدَيّ‌ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ لَستُ أُكَلّمُ أَحَداً مِنكُم إِلّا وَ يجُيِبنُيِ‌ بِمَا يَعُوذُ بِهِ وَ عَفَا عَنهُ وَ وَصَلَهُ وَ أَمَرَ بِإِطلَاقِهِ

42- نَوَادِرُ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ، عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِهِ قَالَ إِنّ مُصعَبَ بنَ الزّبَيرِ لَمّا تَوَجّهَ إِلَي عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ يُقَاتِلُهُ وَ بَلَغَ الحَيرَ دَخَلَ فَوَقَفَ عَلَي قَبرِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَمَا وَ اللّهِ لَئِن كُنتَ غُصِبتَ نَفسَكَ مَا غُصِبتَ دِينَكَ ثُمّ انصَرَفَ وَ هُوَ يَقُولُ شِعرٌ


وَ إِنّ الأُولَي بِالطّفّ مِن آلِ هَاشِمٍ   تَأَسّوا فَسَنّوا لِلكِرَامِ التّأَسّيَا

وَ مِنهُ عَن غَيرِ وَاحِدٍ قَالَ لَمّا بَلَغَ أَهلَ البُلدَانِ مَا كَانَ مِن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَدِمَت لِزِيَارَتِهِ مِائَةُ أَلفِ امرَأَةٍ مِمّن كَانَت لَا تَلِدُ فَوَلَدنَ كُلّهُنّ


صفحه : 201

باب 04- ماظهر بعدشهادته من بكاء السماء و الأرض عليه ص وانكساف الشمس والقمر وغيرها

1- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ مَرّ عَلَيهِ رَجُلٌ عَدُوّ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ ثُمّ مَرّ عَلَيهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ لَكِن هَذَا لَتَبكِيَنّ عَلَيهِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ وَ قَالَ وَ مَا بَكَتِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ إِلّا عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا

2- ب ،[قرب الإسناد]عَنهُمَا عَن حَنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ زُورُوا الحُسَينَ ع وَ لَا تَجفُوهُ فَإِنّهُ سَيّدُ شَبَابِ الشّهَدَاءِ أَو سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ شَبِيهُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ عَلَيهِمَا بَكَتِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ

أَقُولُ فِي خَبَرِ ابنِ شَبِيبٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ بَكَتِ السّمَاوَاتُ السّبعُ وَ الأَرَضُونَ لِقَتلِهِ

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَكُنتُ أَنَا وَ أَبُو سَلَمَةَ السّرّاجُ


صفحه : 202

وَ يُونُسُ بنُ يَعقُوبَ وَ الفُضَيلُ بنُ يَسَارٍ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنَ مُحَمّدٍ ع فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أَحضُرُ مَجَالِسَ هَؤُلَاءِ القَومِ فَأَذكُرُكُم فِي نفَسيِ‌ فأَيَ‌ّ شَيءٍ أَقُولُ فَقَالَ يَا حُسَينُ إِذَا حَضَرتَ مَجَالِسَ هَؤُلَاءِ فَقُل أللّهُمّ أَرِنَا الرّخَاءَ وَ السّرُورَ فَإِنّكَ تأَتيِ‌ عَلَي مَا تُرِيدُ قَالَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أَذكُرُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع فأَيَ‌ّ شَيءٍ أَقُولُ إِذَا ذَكَرتُهُ فَقَالَ قُل صَلّي اللّهُ عَلَيكَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ تُكَرّرُهَا ثَلَاثاً ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا وَ قَالَ إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ لَمّا قُتِلَ بَكَت عَلَيهِ السّمَاوَاتُ السّبعُ وَ الأَرَضُونَ السّبعُ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ مَن يَتَقَلّبُ فِي الجَنّةِ وَ النّارِ وَ مَا يُرَي وَ مَا لَا يُرَي إِلّا ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ فَإِنّهَا لَم تَبكِ عَلَيهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا هَذِهِ الثّلَاثَةُ الأَشيَاءِ التّيِ‌ لَم تَبكِ عَلَيهِ فَقَالَ البَصرَةُ وَ دِمَشقُ وَ آلُ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ع ،[علل الشرائع ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن أَرطَاةَ بنِ حَبِيبٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن جَبَلَةَ المَكّيّةِ قَالَ سَمِعتُ مِيثَمَ التّمّارَ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ يَقُولُ وَ اللّهِ لَتَقتُلُ هَذِهِ الأُمّةُ ابنَ نَبِيّهَا فِي المُحَرّمِ لِعَشرٍ يَمضِينَ مِنهُ وَ لَيَتّخِذَنّ أَعدَاءُ اللّهِ ذَلِكَ اليَومَ يَومَ بَرَكَةٍ وَ إِنّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ قَد سَبَقَ فِي عِلمِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ أَعلَمُ ذَلِكَ لِعَهدٍ عَهِدَهُ إلِيَ‌ّ موَلاَي‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ لَقَد أخَبرَنَيِ‌ أَنّهُ يبَكيِ‌ عَلَيهِ كُلّ شَيءٍ حَتّي الوُحُوشُ فِي الفَلَوَاتِ وَ الحِيتَانُ فِي البَحرِ وَ الطّيرُ فِي السّمَاءِ وَ يبَكيِ‌ عَلَيهِ الشّمسُ وَ القَمَرُ وَ النّجُومُ وَ السّمَاءُ وَ الأَرضُ وَ مُؤمِنُو الإِنسِ وَ الجِنّ وَ جَمِيعُ مَلَائِكَةِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ رِضوَانُ وَ مَالِكٌ وَ حَمَلَةُ العَرشِ وَ تَمطُرُ السّمَاءُ دَماً وَ رَمَاداً ثُمّ قَالَ وَجَبَت لَعنَةُ اللّهِ عَلَي قَتَلَةِ الحُسَينِ كَمَا وَجَبَت عَلَي المُشرِكِينَالّذِينَ يَجعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ وَ كَمَا وَجَبَت عَلَي اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ قَالَ جَبَلَةُ فَقُلتُ لَهُ يَا مِيثَمُ فَكَيفَ يَتّخِذُ النّاسُ ذَلِكَ اليَومَ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ الحُسَينُ يَومَ بَرَكَةٍ فَبَكَي مِيثَمٌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ ثُمّ قَالَ يَزعُمُونَ لِحَدِيثٍ يَضَعُونَهُ أَنّهُ اليَومُ ألّذِي تَابَ اللّهُ فِيهِ عَلَي آدَمَ وَ إِنّمَا تَابَ اللّهُ عَلَي آدَمَ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُ اليَومُ ألّذِي قَبِلَ اللّهُ فِيهِ تَوبَةَ دَاوُدَ


صفحه : 203

وَ إِنّمَا قَبِلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ تَوبَتَهُ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُ اليَومُ ألّذِي أَخرَجَ اللّهُ فِيهِ يُونُسَ مِن بَطنِ الحُوتِ وَ إِنّمَا أَخرَجَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يُونُسَ مِن بَطنِ الحُوتِ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُ اليَومُ ألّذِي استَوَت فِيهِ سَفِينَةُ نُوحٍ عَلَي الجوُديِ‌ّ وَ إِنّمَااستَوَت عَلَي الجوُديِ‌ّ فِي يَومِ الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُ اليَومُ ألّذِي فَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ البَحرَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ إِنّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي رَبِيعٍ الأَوّلِ ثُمّ قَالَ مِيثَمٌ يَا جَبَلَةُ اعلمَيِ‌ أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ سَيّدُ الشّهَدَاءِ يَومَ القِيَامَةِ وَ لِأَصحَابِهِ عَلَي سَائِرِ الشّهَدَاءِ دَرَجَةٌ يَا جَبَلَةُ إِذَا نَظَرتِ إِلَي الشّمسِ حَمرَاءَ كَأَنّهَا دَمٌ عَبِيطٌ فاَعلمَيِ‌ أَنّ سَيّدَ الشّهَدَاءِ الحُسَينَ قَد قُتِلَ قَالَت جَبَلَةُ فَخَرَجتُ ذَاتَ يَومٍ فَرَأَيتُ الشّمسَ عَلَي الحِيطَانِ كَأَنّهَا المَلَاحِفُ المُعَصفَرَةُ فَصِحتُ حِينَئِذٍ وَ بَكَيتُ وَ قُلتُ قَد وَ اللّهِ قُتِلَ سَيّدُنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع

بيان العبيط الطري‌

5-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن يَحيَي بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَعَثَ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ إِلَي أَبِي فَأَشخَصَهُ إِلَي الشّامِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ لَهُ يَا بَا جَعفَرٍ أَشخَصنَاكَ لِنَسأَلَكَ عَن مَسأَلَةٍ لَم يَصلُح أَن يَسأَلَكَ عَنهَا غيَريِ‌ وَ لَا أَعلَمُ فِي الأَرضِ خَلقاً ينَبغَيِ‌ أَن يَعرِفَ أَو عَرَفَ هَذِهِ المَسأَلَةَ إِن كَانَ إِلّا وَاحِدٌ فَقَالَ أَبِي ليِسَألَنيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَمّا أَحَبّ فَإِن عَلِمتُ أَجَبتُ ذَلِكَ وَ إِن لَم أَعلَم قُلتُ لَا أدَريِ‌ وَ كَانَ الصّدقُ أَولَي بيِ‌ فَقَالَ هِشَامٌ أخَبرِنيِ‌ عَنِ اللّيلَةِ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ بِمَا استَدَلّ بِهِ الغَائِبُ عَنِ المِصرِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ عَلَي قَتلِهِ وَ مَا العَلَامَةُ فِيهِ لِلنّاسِ فَإِن عَلِمتَ ذَلِكَ وَ أَحبَبتَ فأَخَبرِنيِ‌ هَل كَانَ تِلكَ العَلَامَةُ لِغَيرِ عَلِيّ ع فِي قَتلِهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ لَمّا كَانَ تِلكَ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 204

ع لَم يُرفَع حَجَرٌ عَن وَجهِ الأَرضِ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا هَارُونُ أَخُو مُوسَي ع وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ رُفِعَ فِيهَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا شَمعُونُ بنُ حَمّونَ الصّفَا وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع قَالَ فَتَرَبّدَ وَجهُ هِشَامٍ حَتّي انتُقِعَ لَونُهُ وَ هَمّ أَن يَبطِشَ بأِبَيِ‌ فَقَالَ لَهُ أَبِي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ الوَاجِبُ عَلَي العِبَادِ الطّاعَةُ لِإِمَامِهِم وَ الصّدقُ لَهُ بِالنّصِيحَةِ وَ إِنّ ألّذِي دعَاَنيِ‌ إِلَي أَن أَجَبتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِيمَا سأَلَنَيِ‌ عَنهُ معَرفِتَيِ‌ لَهُ بِمَا يَجِبُ لَهُ عَلَيّ مِنَ الطّاعَةِ فَليُحسِن أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الظّنّ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ انصَرِف إِلَي أَهلِكَ إِذَا شِئتَ قَالَ فَخَرَجَ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ عِندَ خُرُوجِهِ أعَطنِيِ‌ عَهدَ اللّهِ وَ مِيثَاقَهُ أَن لَا تُوقِعَ هَذَا الحَدِيثَ إِلَي أَحَدٍ حَتّي أَمُوتَ فَأَعطَاهُ أَبِي مِن ذَلِكَ مَا أَرضَاهُ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ

بيان قال الجوهري‌ تربد وجه فلان أي تغير من الغضب وانتقع لونه علي بناء المجهول أي تغير من حزن أوسرور

6- مل ،[كامل الزيارات ] أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ السلّمَيِ‌ّ وَ قَالَ أَحمَدُ وَ أخَبرَنَيِ‌ عمَيّ‌ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي نَضرَةَ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ بَيتِ المَقدِسِ أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ لَقَد عَرَفنَا أَهلَ بَيتِ المَقدِسِ وَ نَوَاحِيهَا عَشِيّةَ قَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ قُلتُ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ مَا رَفَعنَا حَجَراً وَ لَا مَدَراً وَ صَخراً إِلّا وَ رَأَينَا تَحتَهَا دَماً يغَليِ‌ وَ احمَرّتِ الحِيطَانُ كَالعَلَقِ وَ مُطِرنَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ دَماً عَبِيطاً وَ سَمِعنَا مُنَادِياً ينُاَديِ‌ فِي جَوفِ اللّيلِ يَقُولُ


أَ تَرجُو أُمّةٌ قَتَلَت حُسَيناً   شَفَاعَةَ جَدّهِ يَومَ الحِسَابِ

مَعَاذَ اللّهِ لَا نِلتُم يَقِيناً   شَفَاعَةَ أَحمَدَ وَ أَبِي تُرَابٍ

صفحه : 205


قَتَلتُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايَا   وَ خَيرَ الشّيبِ طُرّاً وَ الشّبَابِ

وَ انكَسَفَتِ الشّمسُ ثَلَاثاً ثُمّ تَجَلّت عَنهَا وَ انشَبَكَتِ النّجُومُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أُرجِفنَا بِقَتلِهِ فَلَم يَأتِ عَلَينَا كَثِيرُ شَيءٍ حَتّي نعُيِ‌َ إِلَينَا الحُسَينُ ع

7- مل ،[كامل الزيارات ] أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ النّاقِدُ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ حدَثّنَيِ‌ أَبُو مَعشَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ لَم يَبقَ بِبَيتِ المَقدِسِ حَصَاةٌ إِلّا وُجِدَ تَحتَهَا دَمٌ عَبِيطٌ

مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد مثله

8- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَن خَالِهِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَن يَحيَي بنِ مُعَمّرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بَكَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ وَ الطّيرُ وَ الوَحشُ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع حَتّي ذَرَفَت دُمُوعُهَا

مل ،[كامل الزيارات ] أبي وجماعة مشايخي‌ عن سعد و محمدالعطار معا عن محمد بن الحسين مثله بيان ذرفت أي سالت

9- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي دَاوُدَ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي عَمرٍو الجَلّابِ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ الحُسَينُ المَقتُولُ بِظَهرِ الكُوفَةِ وَ اللّهِ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي الوَحشِ مَادّةً أَعنَاقَهَا عَلَي قَبرِهِ مِن أَنوَاعِ الوَحشِ يَبكُونَهُ وَ يَرثُونَهُ لَيلًا حَتّي الصّبَاحِ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَإِيّاكُم وَ الجَفَاءَ

10-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي


صفحه : 206

عُثمَانَ عَن عَبدِ الجَبّارِ النهّاَونَديِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ ثُوَيرٍ وَ ابنِ ظَبيَانَ وَ أَبِي سَلَمَةَ السّرّاجِ وَ المُفَضّلِ كُلّهِم قَالُوا سَمِعنَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع لَمّا مَضَي بَكَت عَلَيهِ السّمَاوَاتُ السّبعُ وَ الأَرَضُونَ السّبعُ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ مَن يَتَقَلّبُ عَلَيهِنّ وَ الجَنّةُ وَ النّارُ وَ مَن خَلَقَ رَبّنَا وَ مَا يُرَي وَ مَا لَا يُرَي

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن محمد بن الحسين مثله

11- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ عَن عَبدِ الجَبّارِ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ ثُوَيرٍ عَن يُونُسَ وَ أَبِي سَلَمَةَ السّرّاجِ وَ المُفَضّلِ قَالُوا سَمِعنَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا مَضَي أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا بَكَي عَلَيهِ جَمِيعُ مَا خَلَقَ اللّهُ إِلّا ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ البَصرَةَ وَ دِمَشقَ وَ آلَ عُثمَانَ

12- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ ثُوَيرٍ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ ابنُ ظَبيَانَ وَ المُفَضّلُ وَ أَبُو سَلَمَةَ السّرّاجُ جُلُوساً عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَكَانَ المُتَكَلّمُ يُونُسَ وَ كَانَ أَكبَرَنَا سِنّاً وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا يَقُولُ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع لَمّا مَضَي بَكَت عَلَيهِ السّمَاوَاتُ السّبعُ وَ مَا فِيهِنّ وَ الأَرَضُونَ السّبعُ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ مَا يَنقَلِبُ فِي الجَنّةِ وَ النّارِ مِن خَلقِ رَبّنَا وَ مَا يُرَي وَ مَا لَا يُرَي بَكَي عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِلّا ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ لَم تَبكِ عَلَيهِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا هَذِهِ الثّلَاثَةُ الأَشيَاءِ قَالَ لَم تَبكِ عَلَيهِ البَصرَةُ وَ لَا دِمَشقُ وَ لَا آلُ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ عَلَيهِم لَعنَةُ اللّهِ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ

13-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأَصَمّ عَن أَبِي يَعقُوبَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا زُرَارَةُ إِنّ السّمَاءَ بَكَت عَلَي الحُسَينِ أَربَعِينَ صَبَاحاً بِالدّمِ وَ إِنّ الأَرضَ بَكَت أَربَعِينَ


صفحه : 207

صَبَاحاً بِالسّوَادِ وَ إِنّ الشّمسَ بَكَت أَربَعِينَ صَبَاحاً بِالكُسُوفِ وَ الحُمرَةِ وَ إِنّ الجِبَالَ تَقَطّعَت وَ انتَثَرَت وَ إِنّ البِحَارَ تَفَجّرَت وَ إِنّ المَلَائِكَةَ بَكَت أَربَعِينَ صَبَاحاً عَلَي الحُسَينِ وَ مَا اختَضَبَت مِنّا امرَأَةٌ وَ لَا ادّهَنَت وَ لَا اكتَحَلَت وَ لَا رَجّلَت حَتّي أَتَانَا رَأسُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ مَا زِلنَا فِي عَبرَةٍ بَعدَهُ وَ كَانَ جدَيّ‌ إِذَا ذَكَرَهُ بَكَي حَتّي تَملَأَ عَينَاهُ لِحيَتَهُ وَ حَتّي يبَكيِ‌َ لِبُكَائِهِ رَحمَةً لَهُ مَن رَآهُ وَ إِنّ المَلَائِكَةَ الّذِينَ عِندَ قَبرِهِ لَيَبكُونَ فيَبَكيِ‌ لِبُكَائِهِم كُلّ مَن فِي الهَوَاءِ وَ السّمَاءِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ لَقَد خَرَجَت نَفسُهُ ع فَزَفَرَت جَهَنّمُ زَفرَةً كَادَتِ الأَرضُ تَنشَقّ لِزَفرَتِهَا وَ لَقَد خَرَجَت نَفسُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَشَهِقَت جَهَنّمُ شَهقَةً لَو لَا أَنّ اللّهَ حَبَسَهَا بِخُزّانِهَا لَأَحرَقَت مَن عَلَي ظَهرِ الأَرضِ مِن فَورِهَا وَ لَو يُؤذَنُ لَهَا مَا بقَيِ‌َ شَيءٌ إِلّا ابتَلَعَتهُ وَ لَكِنّهَا مَأمُورَةٌ مَصفُودَةٌ وَ لَقَد عَتَت عَلَي الخُزّانِ غَيرَ مَرّةٍ حَتّي أَتَاهَا جَبرَئِيلُ فَضَرَبَهَا بِجَنَاحِهِ فَسَكَنَت وَ إِنّهَا لَتَبكِيهِ وَ تَندُبُهُ وَ إِنّهَا لَتَتَلَظّي عَلَي قَاتِلِهِ وَ لَو لَا مَن عَلَي الأَرضِ مِن حُجَجِ اللّهِ لَنَقَضَتِ الأَرضَ وَ أَكفَأَت مَا عَلَيهَا وَ مَا تَكثُرُ الزّلَازِلُ إِلّا عِندَ اقتِرَابِ السّاعَةِ وَ مَا عَينٌ أَحَبّ إِلَي اللّهِ وَ لَا عَبرَةٌ مِن عَينٍ بَكَت وَ دَمَعَت عَلَيهِ وَ مَا مِن بَاكٍ يَبكِيهِ إِلّا وَ قَد وَصَلَ فَاطِمَةَ وَ أَسعَدَهَا عَلَيهِ وَ وَصَلَ رَسُولَ اللّهِص وَ أَدّي حَقّنَا وَ مَا مِن عَبدٍ يُحشَرُ إِلّا وَ عَينَاهُ بَاكِيَةٌ إِلّا البَاكِينَ عَلَي جدَيّ‌ فَإِنّهُ يُحشَرُ وَ عَينُهُ قَرِيرَةٌ وَ البِشَارَةُ تَلقَاهُ وَ السّرُورُ عَلَي وَجهِهِ وَ الخَلقُ فِي الفَزَعِ وَ هُم آمِنُونَ وَ الخَلقُ يُعرَضُونَ وَ هُم حُدّاثُ الحُسَينِ ع تَحتَ العَرشِ وَ فِي ظِلّ العَرشِ لَا يَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ يُقَالُ لَهُمُ ادخُلُوا الجَنّةَ فَيَأبَونَ وَ يَختَارُونَ مَجلِسَهُ وَ حَدِيثَهُ وَ إِنّ الحُورَ لَتُرسِلُ إِلَيهِم إِنّا قَدِ اشتَقنَاكُم مَعَ الوِلدَانِ المُخَلّدِينَ فَمَا يَرفَعُونَ رُءُوسَهُم إِلَيهِم لِمَا يَرَونَ فِي مَجلِسِهِم مِنَ السّرُورِ وَ الكَرَامَةِ وَ إِنّ أَعدَاءَهُم مِن بَينِ مَسحُوبٍ بِنَاصِيَتِهِ إِلَي النّارِ وَ مِن قَائِلٍفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ وَ إِنّهُم لَيُرَونَ مَنزِلَهُم وَ مَا يَقدِرُونَ أَن يَدنُوا إِلَيهِم وَ لَا يَصِلُونَ إِلَيهِم وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَتَأتِيهِم بِالرّسَالَةِ مِن أَزوَاجِهِم وَ مِن خُزّانِهِم عَلَي مَا أُعطُوا مِنَ الكَرَامَةِ


صفحه : 208

فَيَقُولُونَ نَأتِيكُم إِن شَاءَ اللّهُ فَيَرجِعُونَ إِلَي أَزوَاجِهِم بِمَقَالَاتِهِم فَيَزدَادُونَ إِلَيهِم شَوقاً إِذَا هُم خَبّرُوهُم بِمَا هُم فِيهِ مِنَ الكَرَامَةِ وَ قُربِهِم مِنَ الحُسَينِ ع فَيَقُولُونَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي كَفَانَا الفَزَعَ الأَكبَرَ وَ أَهوَالَ القِيَامَةِ وَ نَجّانَا مِمّا كُنّا نَخَافُ وَ يُؤتَونَ بِالمَرَاكِبِ وَ الرّحَالِ عَلَي النّجَائِبِ فَيَستَوُونَ عَلَيهَا وَ هُم فِي الثّنَاءِ عَلَي اللّهِ وَ الحَمدِ لِلّهِ وَ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِهِ حَتّي يَنتَهُوا إِلَي مَنَازِلِهِم

14-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأَصَمّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ أُحَدّثُهُ فَدَخَلَ عَلَيهِ ابنُهُ فَقَالَ لَهُ مَرحَباً وَ ضَمّهُ وَ قَبّلَهُ وَ قَالَ حَقّرَ اللّهُ مَن حَقّرَكُم وَ انتَقَمَ مِمّن وَتَرَكُم وَ خَذَلَ اللّهُ مَن خَذَلَكُم وَ لَعَنَ اللّهُ مَن قَتَلَكُم وَ كَانَ اللّهُ لَكُم وَلِيّاً وَ حَافِظاً وَ نَاصِراً فَقَد طَالَ بُكَاءُ النّسَاءِ وَ بُكَاءُ الأَنبِيَاءِ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ مَلَائِكَةِ السّمَاءِ ثُمّ بَكَي وَ قَالَ يَا أَبَا بَصِيرٍ إِذَا نَظَرتُ إِلَي وُلدِ الحُسَينِ أتَاَنيِ‌ مَا لَا أَملِكُهُ بِمَا أَتَي إِلَي أَبِيهِم وَ إِلَيهِم يَا أَبَا بَصِيرٍ إِنّ فَاطِمَةَ لَتَبكِيهِ وَ تَشهَقُ فَتَزفِرُ جَهَنّمُ زَفرَةً لَو لَا أَنّ الخَزَنَةَ يَسمَعُونَ بُكَاءَهَا وَ قَدِ استَعَدّوا لِذَلِكَ مَخَافَةَ أَن يَخرُجَ مِنهَا عُنُقٌ أَو يَشرُدَ دُخَانُهَا فَيُحرِقَ أَهلَ الأَرضِ فَيَكبَحُونَهَا مَا دَامَت بَاكِيَةً وَ يَزجُرُونَهَا وَ يُوثِقُونَ مِن أَبوَابِهَا مَخَافَةً عَلَي أَهلِ الأَرضِ فَلَا تَسكُنُ حَتّي يَسكُنَ صَوتُ فَاطِمَةَ وَ إِنّ البِحَارَ تَكَادُ أَن تَنفَتِقَ فَيَدخُلَ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ وَ مَا مِنهَا قَطرَةٌ إِلّا بِهَا مَلَكٌ مُوَكّلٌ فَإِذَا سَمِعَ المَلَكُ صَوتَهَا أَطفَأَ نَارَهَا بِأَجنِحَتِهِ وَ حَبَسَ بَعضَهَا عَلَي بَعضٍ مَخَافَةً عَلَي الدّنيَا وَ مَن فِيهَا وَ مَن عَلَي الأَرضِ فَلَا تَزَالُ المَلَائِكَةُ مُشفِقِينَ يَبكُونَ لِبُكَائِهَا وَ يَدعُونَ اللّهَ وَ يَتَضَرّعُونَ إِلَيهِ وَ يَتَضَرّعُ أَهلُ العَرشِ وَ مَن حَولَهُ وَ تَرتَفِعُ أَصوَاتٌ مِنَ المَلَائِكَةِ بِالتّقدِيسِ لِلّهِ مَخَافَةً عَلَي أَهلِ الأَرضِ وَ لَو أَنّ صَوتاً مِن أَصوَاتِهِم يَصِلُ


صفحه : 209

إِلَي الأَرضِ لَصَعِقَ أَهلُ الأَرضِ وَ تَقَلّعَتِ الجِبَالُ وَ زُلزِلَتِ الأَرضُ بِأَهلِهَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ هَذَا الأَمرَ عَظِيمٌ قَالَ غَيرُهُ أَعظَمُ مِنهُ مَا لَم تَسمَعهُ ثُمّ قَالَ يَا بَا بَصِيرٍ أَ مَا تُحِبّ أَن تَكُونَ فِيمَن يُسعِدُ فَاطِمَةَ فَبَكِيتُ حِينَ قَالَهَا فَمَا قَدَرتُ عَلَي المَنطِقِ وَ مَا قَدَرتُ عَلَي كلَاَميِ‌ مِنَ البُكَاءِ ثُمّ قَامَ إِلَي المُصَلّي يَدعُو وَ خَرَجتُ مِن عِندِهِ عَلَي تِلكَ الحَالِ فَمَا انتَفَعتُ بِطَعَامٍ وَ مَا جاَءنَيِ‌ النّومُ وَ أَصبَحتُ صَائِماً وَجِلًا حَتّي أَتَيتُهُ فَلَمّا رَأَيتُهُ قَد سَكَنَ سَكَنتُ وَ حَمِدتُ اللّهَ حَيثُ لَم تَنزِل بيِ‌ عُقُوبَةٌ

بيان تقول كبحت الدابة إذاجذبتها إليك باللجام لكي‌ تقف و لاتجري‌

15- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن عَلِيّ الأَزرَقِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَكَمِ النخّعَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ فِي الرّحبَةِ وَ هُوَ يَتلُو هَذِهِ الآيَةَفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ وَ خَرَجَ عَلَيهِ الحُسَينُ ع مِن بَعضِ أَبوَابِ المَسجِدِ فَقَالَ أَمَا إِنّ هَذَا سَيُقتَلُ وَ تبَكيِ‌ عَلَيهِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ

16- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن يَزدَادَ بنِ عِيسَي الأنَصاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن اِبرَاهِيمَ النخّعَيِ‌ّ قَالَ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَجَلَسَ فِي المَسجِدِ وَ اجتَمَعَ أَصحَابُهُ حَولَهُ وَ جَاءَ الحُسَينُ ع حَتّي قَامَ بَينَ يَدَيهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ اللّهَ عَيّرَ أَقوَاماً فِي القُرآنِ فَقَالَفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ وَ ايمُ اللّهِ لَيَقتُلَنّكَ ثُمّ تَبكِيكَ السّمَاءُ وَ الأَرضُ

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب بإسناده مثله

17-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بَكَي لِقَتلِهِ السّمَاءُ


صفحه : 210

وَ الأَرضُ وَ احمَرّتَا وَ لَم تَبكِيَا عَلَي أَحَدٍ قَطّ إِلّا عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب بإسناده مثله

18- مل ،[كامل الزيارات ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ غَيرُهُ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ السّمَاءَ بَكَت عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ لَم تَبكِ عَلَي أَحَدٍ غَيرِهِمَا قُلتُ وَ مَا بُكَاؤُهَا قَالَ مَكَثُوا أَربَعِينَ يَوماً تَطلُعُ الشّمسُ بِحُمرَةٍ وَ تَغرُبُ بِحُمرَةٍ قُلتُ فَذَلِكَ بُكَاؤُهَا قَالَ نَعَم

مل ،[كامل الزيارات ] أبي و علي بن الحسين معا عن سعد عن ابن عيسي عن الوشاء عن حماد بن عثمان مثله

19- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن عَمرِو بنِ سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ مُسهِرٍ القرُشَيِ‌ّ قَالَ حدَثّتَنيِ‌ جدَتّيِ‌ أَنّهَا أَدرَكَتِ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ حِينَ قُتِلَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَت فَمَكَثنَا سَنَةً وَ تِسعَةَ أَشهُرٍ وَ السّمَاءُ مِثلُ العَلَقَةِ مِثلُ الدّمِ مَا تُرَي الشّمسُ

20- مل ،[كامل الزيارات ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ قَالَ لَم تَبكِ السّمَاءُ أَحَداً مُنذُ قُتِلَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا حَتّي قُتِلَ الحُسَينُ ع فَبَكَت عَلَيهِ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد إلي الصدوق عن أبيه عن علي بن ابراهيم مثله

21- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن صَفوَانَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ احمَرّتِ السّمَاءُ حِينَ قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ سَنَةً ثُمّ قَالَ بَكَتِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ سَنَةً وَ عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ حُمرَتُهَا بُكَاؤُهَا


صفحه : 211

22- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن عَبدِ الخَالِقِ بنِ عَبدِ رَبّهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ لَم يَكُن لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّاً وَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا لَم يَكُن لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّاً وَ لَم تَبكِ السّمَاءُ إِلّا عَلَيهِمَا أَربَعِينَ صَبَاحاً قَالَ قُلتُ مَا بُكَاؤُهَا قَالَ كَانَت تَطلُعُ حَمرَاءَ وَ تَغرُبُ حَمرَاءَ

23- مل ،[كامل الزيارات ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ سَعدٍ مَعاً عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا بَكَتِ السّمَاءُ عَلَي أَحَدٍ بَعدَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا إِلّا عَلَي الحُسَينِ بنَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَإِنّهَا بَكَت عَلَيهِ أَربَعِينَ يَوماً

24- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن كُلَيبِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم تَبكِ السّمَاءُ إِلّا عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع

25- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَلَمَةَ عَمّن حَدّثَهُ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع أَمطَرَتِ السّمَاءُ تُرَاباً أَحمَرَ

26- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ عَن سَلَمَةَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عِيسَي عَن أَسلَمَ بنِ القَاسِمِ عَن عَمرِو بنِ ثُبَيتٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ السّمَاءَ لَم تَبكِ مُنذُ وُضِعَت إِلّا عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قُلتُ أَيّ شَيءٍ بُكَاؤُهَا قَالَ كَانَت إِذَا استُقبِلَت بِالثّوبِ وَقَعَ عَلَي الثّوبِ شِبهُ أَثَرِ البَرَاغِيثِ مِنَ الدّمِ

27-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُوسَي بنِ الفَضلِ عَن حَنَانٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا تَقُولُ فِي زِيَارَةِ قَبرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَإِنّهُ بَلَغَنَا عَن بَعضِهِم أَنّهَا تَعدِلُ حَجّةً وَ عُمرَةً قَالَ لَا تَعجَب


صفحه : 212

مَا أَصَابَ مَن يَقُولُ هَذَا كُلّهُ وَ لَكِن زُرهُ وَ لَا تَجفُهُ فَإِنّهُ سَيّدُ شَبَابِ الشّهَدَاءِ وَ سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ شَبِيهُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ عَلَيهِمَا بَكَتِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ

مل ،[كامل الزيارات ] أبي و أبي الوليد عن الصفار عن عبدالصمد بن محمد عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله ع مثله مل ،[كامل الزيارات ] أبي وجماعة مشايخي‌ عن سعد عن ابن عيسي عن ابن بزيع عن حنان

مثله بيان قوله ع ماأصاب محمول علي التقية

28- مل ،[كامل الزيارات ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن حَمّادٍ عَن عَامِرِ بنِ مَعقِلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ قَاتِلُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَلَدَ زِنًا وَ قَاتِلُ الحُسَينِ وَلَدُ زِنًا وَ لَم تَبكِ السّمَاءُ عَلَي أَحَدٍ إِلّا عَلَيهِمَا قَالَ قُلتُ وَ كَيفَ تبَكيِ‌ قَالَ تَطلُعُ الشّمسُ فِي حُمرَةٍ وَ تَغِيبُ فِي حُمرَةٍ

مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير مثله

29- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَكَمِ النخّعَيِ‌ّ عَن كَثِيرِ بنِ شِهَابٍ الحاَرثِيِ‌ّ قَالَ بَينَا نَحنُ جُلُوسٌ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي الرّحبَةِ إِذَا طَلَعَ الحُسَينُ عَلَيهِ فَضَحِكَ عَلِيّ حَتّي بَدَت نَوَاجِذُهُ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ ذَكَرَ قَوماً فَقَالَفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَيُقتَلَنّ هَذَا وَ لَتَبكِيَنّ عَلَيهِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد والحميري‌ معا عن ابن عيسي مثله


صفحه : 213

30- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ عَن أَبِي سَلَمَةَ قَالَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَا بَكَتِ السّمَاءُ إِلّا عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع

31- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ ألّذِي قَتَلَ الحُسَينَ ع وَلَدَ زِناً وَ ألّذِي قَتَلَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا وَلَدَ زِناً وَ قَالَ احمَرّتِ السّمَاءُ حِينَ قُتِلَ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ سَنَةً ثُمّ قَالَ بَكَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ عَلَي الحُسَينِ وَ عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ حُمرَتُهَا بُكَاؤُهَا

32- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اتّخِذُوا الحَمَامَ الرّاعِبِيّةَ فِي بُيُوتِكُم فَإِنّهَا تَلعَنُ قَتَلَةَ الحُسَينِ ع

33- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ أخَيِ‌ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن صَندَلٍ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً فِي بَيتِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَنَظَرتُ إِلَي الحَمَامِ الراّعبِيِ‌ّ يُقَرقِرُ طَوِيلًا فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع طَوِيلًا فَقَالَ يَا دَاوُدُ تدَريِ‌ مَا يَقُولُ هَذَا الطّيرُ قُلتُ لَا وَ اللّهِ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ تَدعُو عَلَي قَتَلَةِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَاتّخِذُوهُ فِي مَنَازِلِكُم

مل ،[كامل الزيارات ] أبي وجماعة مشايخي‌ عن سعد عن الجاموراني‌ بإسناده مثله

34-مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي البُومَةِ فَقَالَ هَل أَحَدٌ مِنكُم رَآهَا بِالنّهَارِ قِيلَ لَهُ لَا تَكَادُ تَظهَرُ بِالنّهَارِ وَ لَا تَظهَرُ إِلّا لَيلًا قَالَ أَمَا إِنّهَا لَم تَزَل تأَويِ‌ العُمرَانَ أَبَداً فَلَمّا أَن قُتِلَ الحُسَينُ ع


صفحه : 214

آلَت عَلَي نَفسِهَا أَن لَا تأَويِ‌َ العُمرَانَ أَبَداً وَ لَا تأَويِ‌ إِلّا الخَرَابَ فَلَا تَزَالُ نَهَارَهَا صَائِمَةً حَزِينَةً حَتّي يُجِنّهَا اللّيلُ فَإِذَا جَنّهَا اللّيلُ فَلَا تَزَالُ تَرِنّ عَلَي الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ حَتّي تُصبِحَ

35- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ بنِ حَكِيمٍ عَن سَلَمَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ صَاعِدٍ البرَبرَيِ‌ّ قَيّماً لِقَبرِ الرّضَا ع قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فَقَالَ لِي مَا يَقُولُ النّاسُ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ جِئنَا نَسأَلُكَ قَالَ فَقَالَ لِي تَرَي هَذِهِ البُومَةَ كَانَت عَلَي عَهدِ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص تأَويِ‌ المَنَازِلَ وَ القُصُورَ وَ الدّورَ وَ كَانَت إِذَا أَكلَ النّاسُ الطّعَامَ تَطِيرُ فَتَقَعُ أَمَامَهُم فَيُرمَي إِلَيهَا بِالطّعَامِ وَ تُسقَي ثُمّ تَرجِعُ إِلَي مَكَانِهَا وَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ خَرَجَت مِنَ العُمرَانِ إِلَي الخَرَابِ وَ الجِبَالِ وَ البرَاَريِ‌ وَ قَالَت بِئسَ الأُمّةُ أَنتُم قَتَلتُمُ ابنَ نَبِيّكُم وَ لَا آمَنُكُم عَلَي نفَسيِ‌

36- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ البُومَةُ لَتَصُومُ النّهَارَ فَإِذَا أَفطَرَت تَدَلّهَت عَلَي الحُسَينِ ع حَتّي تُصبِحَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الدلة محركة والدلوة ذهاب الفؤاد من هم ونحوه ودلهه العشق تدليها فتدله

37- مل ،[كامل الزيارات ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن سَعدٍ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الميِثمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا يَعقُوبُ رَأَيتَ بُومَةً قَطّ تَنَفّسُ بِالنّهَارِ فَقَالَ لَا قَالَ وَ تدَريِ‌ لِمَ ذَلِكَ قَالَ لَا قَالَ لِأَنّهَا تَظَلّ يَومَهَا صَائِمَةً فَإِذَا جَنّهَا اللّيلُ أَفطَرَت عَلَي مَا رُزِقَت ثُمّ لَم تَزَل تَرَنّمُ عَلَي الحُسَينِ حَتّي تُصبِحَ


صفحه : 215

بيان لعل التنفس كناية عن التصويت أو عن الأكل والشرب قال الفيروزآبادي‌ تنفس في الإناء شرب من غير أن يبينه عن فيه انتهي أو عن التفرج والتوسع يقال أنت في نفس من عمرك أي في سعة وفسحة و قال الجزري‌ فيه فلو كنت تنفست أي أطلت الكلام

38- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو نُعَيمٍ فِي دَلَائِلِ النّبُوّةِ وَ النسّوَيِ‌ّ فِي المَعرِفَةِ قَالَت نَصرَةُ الأَزدِيّةُ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع أَمطَرَتِ السّمَاءُ دَماً وَ حِبَابُنَا وَ جِرَارُنَا صَارَت مَملُوّةً دَماً

وَ قَالَ قَرَظَةُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ مَطَرَتِ السّمَاءُ يَوماً نِصفَ النّهَارِ عَلَي شَملَةٍ بَيضَاءَ فَنَظَرتُ فَإِذَا هُوَ دَمٌ وَ ذَهَبَتِ الإِبِلُ إِلَي الواَديِ‌ لِتَشرَبَ فَإِذَا هُوَ دَمٌ وَ إِذَا هُوَ اليَومُ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ الحُسَينُ ع

وَ قَالَ الصّادِقُ ع بَكَتِ السّمَاءُ عَلَي الحُسَينِ ع أَربَعِينَ يَوماً بِالدّمِ

زُرَارَةُ بنُ أَعيَنَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ بَكَتِ السّمَاءُ عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَربَعِينَ صَبَاحاً وَ لَم تَبكِ إِلّا عَلَيهِمَا قُلتُ فَمَا بُكَاؤُهَا قَالَ كَانَتِ الشّمسُ تَطلُعُ حَمرَاءَ وَ تَغِيبُ حَمرَاءَ

أُسَامَةُ بنُ شَبِيبٍ بِإِسنَادِهِ عَن أُمّ سُلَيمٍ قَالَت لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ مَطَرَتِ السّمَاءُ مَطَراً كَالدّمِ احمَرّت مِنهُ البُيُوتُ وَ الحِيطَانُ وَ رَوَي قَرِيباً مِن ذَلِكَ فِي الإِبَانَةِ

تَفسِيرُ القشُيَريِ‌ّ وَ الفَتّالُ قَالَ السدّيّ‌ّ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بَكَت عَلَيهِ السّمَاءُ وَ عَلَامَتُهَا حُمرَةُ أَطرَافِهَا

مُحَمّدُ بنُ سِيرِينَ قَالَ أُخبِرنَا أَنّ حُمرَةَ أَطرَافِ السّمَاءِ لَم تَكُن قَبلَ قَتلِ الحُسَينِ ع

تَارِيخُ النسّوَيِ‌ّ رَوَي حَمّادُ بنُ زَيدٍ عَن هِشَامٍ عَن مُحَمّدٍ قَالَ تَعلَمُ هَذِهِ الحُمرَةُ فِي الأُفُقِ مِمّ هيِ‌َ ثُمّ قَالَ مِن يَومٍ قُتِلَ الحُسَينُ ع


صفحه : 216

أقول قال صاحب المناقب وروي هذاالحديث أبوعيسي الترمذي‌

39- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الأَسوَدُ بنُ قَيسٍ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ارتَفَعَت حُمرَةٌ مِن قِبَلِ المَشرِقِ وَ حُمرَةٌ مِن قِبَلِ المَغرِبِ فَكَادَتَا يَلتَقِيَانِ فِي كَبِدِ السّمَاءِ سِتّةَ أَشهُرٍ

تَارِيخُ النسّوَيِ‌ّ قَالَ أَبُو قَبِيلٍ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع كُسِفَتِ الشّمسُ كَسفَةً بَدَتِ الكَوَاكِبُ نِصفَ النّهَارِ حَتّي ظَنَنّا أَنّهَا هيِ‌َ

بيان أنها هي‌ أي القيامة أقول روي‌ هذاالخبر في بعض كتب المناقب المعتبرة عن علي بن أحمدالعاصمي‌ عن إسماعيل بن أحمدالبيهقي‌ عن والده عن محمد بن الحسين القطان عن عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي‌ عن يعقوب بن سفيان عن النضر بن عبدالجبار عن ابن لهيعة عن أبي قبيل مثله

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن يَعقُوبَ عَن إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ مُسهِرٍ عَن جَدّتِهِ قَالَت كُنتُ أَيّامَ الحُسَينِ جَارِيَةً شَابّةً فَكَانَتِ السّمَاءُ أَيّاماً عَلَقَةً

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن يَعقُوبَ عَن مُسلِمِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أُمّ سُرّقٍ العَبدِيّةِ عَن نَضرَةَ الأَزدِيّةِ قَالَت لَمّا أَن قُتِلَ الحُسَينُ ع مَطَرَتِ السّمَاءُ دَماً فَأَصبَحتُ وَ كُلّ شَيءٍ لَنَا مَلآنُ[مَلآنَ]دَماً

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن يَعقُوبَ عَن أَيّوبَ بنِ مُحَمّدٍ الرقّيّ‌ّ عَن سَلّامِ بنِ سُلَيمَانَ الثقّفَيِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ عَمرٍو الكنِديِ‌ّ عَن أُمّ حَيّانَ قَالَت يَومَ قُتِلَ الحُسَينُ أَظلَمَت عَلَينَا ثَلَاثاً وَ لَم يَمَسّ أَحَدٌ مِن زَعفَرَانِهِم شَيئاً فَجَعَلَهُ عَلَي وَجهِهِ إِلّا احتَرَقَ وَ لَم يُقَلّب حَجَرٌ بِبَيتِ المَقدِسِ إِلّا أَصبَحَ تَحتَهُ دَماً عَبِيطاً

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن يَعقُوبَ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَربٍ عَن حَمّادِ بنِ زَيدٍ عَن مَعمَرٍ قَالَ أَوّلُ مَا عُرِفَ الزهّريِ‌ّ تَكَلّمَ فِي مَجلِسِ الوَلِيدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ فَقَالَ الوَلِيدُ أَيّكُم يَعلَمُ مَا فَعَلَت أَحجَارُ بَيتِ المَقدِسِ يَومَ قَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَقَالَ الزهّريِ‌ّ بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ لَم يُقَلّب حَجَرٌ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ


صفحه : 217

40- يف ،[الطرائف ]روُيِ‌َ فِي أَوّلِ الجُزءِ الخَامِسِ مِن صَحِيحِ مُسلِمٍ فِي تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع بَكَتِ السّمَاءُ وَ بُكَاؤُهَا حُمرَتُهَا

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ أَنّ الحُمرَةَ التّيِ‌ مَعَ الشّفَقِ لَم يَكُن قَبلَ قَتلِ الحُسَينِ ع

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ أَيضاً يَرفَعُهُ قَالَ مُطِرنَا دَماً بِأَيّامِ قَتلِ الحُسَينِ ع

41- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حَشِيشٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ دَلِيلٍ عَن عَلِيّ بنِ سَهلٍ عَن مُؤَمّلٍ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن عَمّارِ بنِ أَبِي عَمّارٍ قَالَ أُمطِرَتِ السّمَاءُ يَومَ قَتلِ الحُسَينِ ع دَماً عَبِيطاً

42- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ مَتّيلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ لَطِيفٍ التفّليِسيِ‌ّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع لَمّا ضُرِبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع بِالسّيفِ ثُمّ ابتُدِرَ لِيُقطَعَ رَأسُهُ نَادَي مُنَادٍ مِن قِبَلِ رَبّ العِزّةِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِن بُطنَانِ العَرشِ فَقَالَ أَلَا أَيّتُهَا الأُمّةُ المُتَحَيّرَةُ الظّالِمَةُ بَعدَ نَبِيّهَا لَا وَفّقَكُمُ اللّهُ لِأَضحًي وَ لَا فِطرٍ قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا جَرَمَ وَ اللّهِ مَا وُفّقُوا وَ لَا يُوَفّقُونَ أَبَداً حَتّي يَقُومَ ثَائِرُ الحُسَينِ ع

ع ،[علل الشرائع ] علي بن أحمد عن الكليني‌ عن علي بن محمدعمن ذكره عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن لطيف عن رزين عن أبي عبد الله ع مثله بيان عدم توفيقهم للفطر والأضحي إما لاشتباه الهلال في كثير من الأزمان في هذين الشهرين كمافهمه الأكثر أولأنهم لعدم ظهور أئمة الحق وعدم استيلائهم


صفحه : 218

لايوفقون للصلاتين إما كاملة أومطلقا بناء علي اشتراط الإمام أويخص الحكم بالعامة كما هوالظاهر والأخير عندي‌ أظهر و الله يعلم

43- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ السيّاّريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الراّزيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي العَامّةِ فَإِنّهُ قَد روُيِ‌َ أَنّهُم لَا يُوَفّقُونَ لِصَومٍ فَقَالَ لِي أَمَا إِنّهُم قَد أُجِيبَت دَعوَةُ المَلَكِ فِيهِم قَالَ قُلتُ وَ كَيفَ ذَلِكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِنّ النّاسَ لَمّا قَتَلُوا الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَلَكاً ينُاَديِ‌ أَيّتُهَا الأُمّةُ الظّالِمَةُ القَاتِلَةُ عِترَةَ نَبِيّهَا لَا وَفّقَكُمُ اللّهُ لِصَومٍ وَ لَا فِطرٍ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِفِطرٍ وَ لَا أَضحًي

44- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الفاَميِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع دَخَلَ يَوماً إِلَي الحَسَنِ ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ بَكَي فَقَالَ لَهُ مَا يُبكِيكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ أبَكيِ‌ لِمَا يُصنَعُ بِكَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع إِنّ ألّذِي يُؤتَي إلِيَ‌ّ سَمّ يُدَسّ إلِيَ‌ّ فَأُقتَلُ بِهِ وَ لَكِن لَا يَومَ كَيَومِكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ يَزدَلِفُ إِلَيكَ ثَلَاثُونَ أَلفَ رَجُلٍ يَدّعُونَ أَنّهُم مِن أُمّةِ جَدّنَا مُحَمّدٍص وَ يَنتَحِلُونَ دِينَ الإِسلَامِ فَيَجتَمِعُونَ عَلَي قَتلِكَ وَ سَفكِ دَمِكَ وَ انتِهَاكِ حُرمَتِكَ وَ سبَي‌ِ ذَرَارِيكَ وَ نِسَائِكَ وَ انتِهَابِ ثِقلِكَ فَعِندَهَا تَحِلّ ببِنَيِ‌ أُمَيّةَ اللّعنَةُ وَ تُمطِرُ السّمَاءُ رَمَاداً وَ دَماً وَ يبَكيِ‌ عَلَيكَ كُلّ شَيءٍ حَتّي الوُحُوشِ فِي الفَلَوَاتِ وَ الحِيتَانِ فِي البِحَارِ

45-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيلَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا قَالَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا لَم يَكُن لَهُ سمَيِ‌ّ قَبلَهُ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ لَم يَكُن لَهُ سمَيِ‌ّ قَبلَهُ وَ بَكَتِ السّمَاءُ عَلَيهِمَا أَربَعِينَ صَبَاحاً وَ كَذَلِكَ بَكَتِ الشّمسُ


صفحه : 219

عَلَيهِمَا وَ بُكَاؤُهَا أَن تَطلُعَ حَمرَاءَ وَ تَغِيبَ حَمرَاءَ وَ قِيلَ أَي بَكَي أَهلُ السّمَاءِ وَ هُمُ المَلَائِكَةُ

46- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ بَكَي لِقَتلِهِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ وَ احمَرّتَا وَ لَم يَبكِيَا عَلَي أَحَدٍ قَطّ إِلّا عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا

47- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ النّاقِدُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ الأسَلمَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ عَن عُروَةَ بنِ الزّبَيرِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا ذَرّ وَ هُوَ يَومَئِذٍ قَد أَخرَجَهُ عُثمَانُ إِلَي الرّبَذَةِ فَقَالَ لَهُ النّاسُ يَا أَبَا ذَرّ أَبشِر فَهَذَا قَلِيلٌ فِي اللّهِ فَقَالَ مَا أَيسَرَ هَذَا وَ لَكِن كَيفَ أَنتُم إِذَا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ قَتلًا أَو قَالَ ذُبِحَ ذَبحاً وَ اللّهِ لَا يَكُونُ فِي الإِسلَامِ بَعدَ قَتلِ الخَلِيفَةِ أَعظَمَ قَتِيلًا مِنهُ وَ إِنّ اللّهَ سَيَسُلّ سَيفَهُ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ لَا يَغمِدُهُ أَبَداً وَ يَبعَثُ نَاقِماً مِن ذُرّيّتِهِ فَيَنتَقِمُ مِنَ النّاسِ وَ إِنّكُم لَو تَعلَمُونَ مَا يَدخُلُ عَلَي أَهلِ البِحَارَ وَ سُكّانِ الجِبَالِ فِي الغِيَاضِ وَ الآكَامِ وَ أَهلِ السّمَاءِ مِن قَتلِهِ لَبَكِيتُم وَ اللّهِ حَتّي تَزهَقَ أَنفُسُكُم وَ مَا مِن سَمَاءٍ يَمُرّ بِهِ رُوحُ الحُسَينِ ع إِلّا فَزِعَ لَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يَقُومُونَ قِيَاماً تَرعُدُ مَفَاصِلُهُم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ مَا مِن سَحَابَةٍ تَمُرّ وَ تَرعُدُ وَ تَبرُقُ إِلّا لَعَنَت قَاتِلَهُ وَ مَا مِن يَومٍ إِلّا وَ تُعرَضُ رُوحُهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَيَلتَقِيَانِ

48- شا،[الإرشاد]رَوَي يُوسُفُ بنُ عَبدَةَ قَالَ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ سِيرِينَ يَقُولُ لَم تُرَ هَذِهِ الحُمرَةُ فِي السّمَاءِ إِلّا بَعدَ قَتلِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ

بيان يمكن أن يكون المراد كثرة الحمرة وزيادتها


صفحه : 220

باب 14-ضجيج الملائكة إلي الله تعالي في أمره و أن الله بعثهم لنصره وبكائهم وبكاء الأنبياء وفاطمة ع عليه صلوات الله عليه

1-أقول قدأثبتنا خبر ابن شبيب في باب البكاء عليه صلي الله عليه

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ مَتّيلٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ ع إِنّ أَربَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ هَبَطُوا يُرِيدُونَ القِتَالَ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَلَم يُؤذَن لَهُم فِي القِتَالِ فَرَجَعُوا فِي الِاستِئذَانِ وَ هَبَطُوا وَ قَد قُتِلَ الحُسَينُ ع فَهُم عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ يَبكُونَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ رَئِيسُهُم مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ مَنصُورٌ


صفحه : 221

مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفرالرزاز عن ابن أبي الخطاب مثله

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا كَانَ مِن أَمرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ مَا كَانَ ضَجّتِ المَلَائِكَةُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ قَالَت يَا رَبّ يُفعَلُ هَذَا بِالحُسَينِ صَفِيّكَ وَ ابنِ نَبِيّكَ قَالَ فَأَقَامَ اللّهُ لَهُم ظِلّ القَائِمِ ع وَ قَالَ بِهَذَا أَنتَقِمُ لَهُ مِن ظَالِمِيهِ

4- ع ،[علل الشرائع ]الدّقّاقُ وَ ابنُ عِصَامٍ مَعاً عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ العَلَاءِ عَن إِسمَاعِيلَ الفزَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ لَستُم كُلّكُم قَائِمِينَ بِالحَقّ قَالَ بَلَي قُلتُ فَلِمَ سمُيّ‌َ القَائِمُ قَائِماً قَالَ لَمّا قُتِلَ جدَيّ‌َ الحُسَينُ ضَجّتِ المَلَائِكَةُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ قَالُوا إِلَهَنَا وَ سَيّدَنَا أَ تَغفُلُ عَمّن قَتَلَ صَفوَتَكَ وَ ابنَ صَفوَتِكَ وَ خِيَرَتَكَ مِن خَلقِكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم قِرّوا ملَاَئكِتَيِ‌ فَوَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأَنتَقِمَنّ مِنهُم وَ لَو بَعدَ حِينٍ ثُمّ كَشَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنِ الأَئِمّةِ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع لِلمَلَائِكَةِ فَسُرّتِ المَلَائِكَةُ بِذَلِكَ فَإِذَا أَحَدُهُم قَائِمٌ يصُلَيّ‌ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ القَائِمِ أَنتَقِمُ مِنهُم

5-مل ،[كامل الزيارات ] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ النصّيِبيِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ سَعدٍ قَالَأخَبرَنَيِ‌ المَشِيخَةُ أَنّ المَلَكَ ألّذِي جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَخبَرَهُ بِقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ كَانَ مَلَكَ البِحَارِ وَ ذَلِكَ أَنّ مَلَكاً مِن مَلَائِكَةِ الفِردَوسِ نَزَلَ عَلَي البَحرِ وَ نَشَرَ أَجنِحَتَهُ عَلَيهَا ثُمّ صَاحَ صَيحَةً وَ قَالَ يَا أَهلَ البِحَارِ البَسُوا أَثوَابَ الحُزنِ فَإِنّ فَرخَ الرّسُولِ مَذبُوحٌ ثُمّ حَمَلَ مِن تُربَتِهِ فِي أَجنِحَتِهِ إِلَي السّمَاوَاتِ فَلَم يَلقَ مَلَكاً فِيهَا إِلّا شَمّهَا وَ صَارَ عِندَهُ لَهَا أَثَرٌ وَ لَعَنَ قَتَلَتَهُ


صفحه : 222

وَ أَشيَاعَهُم وَ أَتبَاعَهُم

6- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن ربِعيِ‌ّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا لَكُم لَا تَأتُونَهُ يعَنيِ‌ قَبرَ الحُسَينِ ع فَإِنّ أَربَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ يَبكُونَ عِندَ قَبرِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

7- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مَشَايِخِنَا عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن ربِعيِ‌ّ عَن فُضَيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا لَكُم لَا تَأتُونَهُ يعَنيِ‌ قَبرَ الحُسَينِ فَإِنّ أَربَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ يَبكُونَ عِندَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

8- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدّ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَن يَحيَي بنِ مَعمَرٍ القَطّانِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَربَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ شُعثٍ غُبرٍ يَبكُونَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

9- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَكّلَ اللّهُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ يُصَلّونَ عَلَيهِ كُلّ يَومٍ شُعثاً غُبراً مُنذُ يَومِ قُتِلَ إِلَي مَا شَاءَ اللّهُ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ قِيَامَ القَائِمِ ع

10- مل ،[كامل الزيارات ]بِالإِسنَادِ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن مُبَارَكٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عِندَ قَبرِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَربَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ شُعثٍ غُبرٍ يَبكُونَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

11-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ جَمِيعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ عَن


صفحه : 223

أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَكّلَ اللّهُ بِهِ أَربَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ شُعثٍ غُبرٍ يَبكُونَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

12- مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن صَفوَانَ عَن حَرِيزٍ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَحَدِهِمَا قَالَ إِنّ عَلَي قَبرِ الحُسَينِ أَربَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ شُعثٍ غُبرٍ يَبكُونَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

قال محمد بن مسلم يحرسونه

13- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن ربِعيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع بِالمَدِينَةِ أَينَ قُبُورُ الشّهَدَاءِ فَقَالَ أَ لَيسَ أَفضَلُ الشّهَدَاءِ عِندَكُم وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ حَولَهُ أَربَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ شُعثٍ غُبرٍ يَبكُونَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

مل ،[كامل الزيارات ] ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف بإسناده مثله

14- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَن يَحيَي بنِ مَعمَرٍ العَطّارِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَربَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ شُعثٍ غُبرٍ يَبكُونَ الحُسَينَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَلَا يَأتِيهِ أَحَدٌ إِلّا استَقبَلُوهُ وَ لَا يَمرَضُ أَحَدٌ إِلّا عَادُوهُ وَ لَا يَمُوتُ أَحَدٌ إِلّا شَهِدُوهُ

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب بإسناده مثله

15- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبَانٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ وَكّلَ بِقَبرِ الحُسَينِ أَربَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ شُعثٍ غُبرٍ يَبكُونَهُ مِن طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي زَوَالِ الشّمسِ وَ إِذَا زَالَتِ الشّمسُ هَبَطَ أَربَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ وَ صَعِدَ أَربَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ فَلَم يَزَل يَبكُونَهُ حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ

16-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن أَبِي القَاسِمِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ قَالَسَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا عِندَهُ فَقَالَ مَا لِمَن زَارَ قَبرَ الحُسَينِ


صفحه : 224

فَقَالَ إِنّ الحُسَينَ لَمّا أُصِيبَ بَكَتهُ حَتّي البِلَادُ فَوَكّلَ اللّهُ بِهِ أَربَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ شُعثاً غُبراً يَبكُونَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ

17-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ الأَصَمّ قَالَ وَ حَدّثَنَا الهَيثَمُ بنُ وَاقِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ مُقَرّنٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا زُرتُم أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَالزَمُوا الصّمتَ إِلّا مِن خَيرٍ وَ إِنّ مَلَائِكَةَ اللّيلِ وَ النّهَارِ مِنَ الحَفَظَةِ تَحضُرُ المَلَائِكَةَ الّذِينَ بِالحَائِرِ فَتُصَافِحُهُم فَلَا يُجِيبُونَهَا مِن شِدّةِ البُكَاءِ فَيَنتَظِرُونَهُم حَتّي تَزُولَ الشّمسُ وَ حَتّي يُنَوّرَ الفَجرُ ثُمّ يُكَلّمُونَهُم وَ يَسأَلُونَهُم عَن أَشيَاءَ مِن أَمرِ السّمَاءِ فَأَمّا مَا بَينَ هَذَينِ الوَقتَينِ فَإِنّهُم لَا يَنطِقُونَ وَ لَا يَفتُرُونَ عَنِ البُكَاءِ وَ الدّعَاءِ وَ لَا يَشغَلُونَهُم فِي هَذَينِ الوَقتَينِ عَن أَصحَابِهِم فَإِنّهُم شُغُلُهُم بِكُم إِذَا نَطَقتُم قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا ألّذِي يَسأَلُونَهُم عَنهُ وَ أَيّهُم يَسأَلُ صَاحِبَهُ الحَفَظَةُ أَو أَهلُ الحَائِرِ قَالَ أَهلُ الحَائِرِ يَسأَلُونَ الحَفَظَةَ لِأَنّ أَهلَ الحَائِرِ مِنَ المَلَائِكَةِ لَا يَبرَحُونَ وَ الحَفَظَةُ تَنزِلُ وَ تَصعَدُ قُلتُ فَمَا تَرَي يَسأَلُونَهُم عَنهُ قَالَ إِنّهُم يَمُرّونَ إِذَا عَرَجُوا بِإِسمَاعِيلَ صَاحِبِ الهَوَاءِ فَرُبّمَا وَافَقُوا النّبِيّص عِندَهُ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ الأَئِمّةَ مَن مَضَي مِنهُم فَيَسأَلُونَهُم عَن أَشيَاءَ وَ عَمّن حَضَرَ مِنكُمُ الحَائِرَ وَ يَقُولُونَ بَشّرُوهُم بِدُعَائِكُم فَتَقُولُ الحَفَظَةُ كَيفَ نُبَشّرُهُم وَ هُم لَا يَسمَعُونَ كَلَامَنَا فَيَقُولُونَ لَهُم بَارِكُوا عَلَيهِم وَ ادعُوا لَهُم عَنّا فهَيِ‌َ البِشَارَةُ مِنّا وَ إِذَا انصَرَفُوا فَحُفّوهُم بِأَجنِحَتِكُم حَتّي يُحِسّوا مَكَانَكُم وَ إِنّا نَستَودِعُهُمُ ألّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ


صفحه : 225

وَ لَو يَعلَمُوا مَا فِي زِيَارَتِهِ مِنَ الخَيرِ وَ يَعلَمُ ذَلِكَ النّاسُ لَاقتَتَلُوا عَلَي زِيَارَتِهِ بِالسّيُوفِ وَ لَبَاعُوا أَموَالَهُم فِي إِتيَانِهِ وَ إِنّ فَاطِمَةَ ع إِذَا نَظَرَت إِلَيهِم وَ مَعَهَا أَلفُ نبَيِ‌ّ وَ أَلفُ صِدّيقٍ وَ أَلفُ شَهِيدٍ وَ مِنَ الكَرُوبِيّينَ أَلفُ أَلفٍ يُسعِدُونَهَا عَلَي البُكَاءِ وَ إِنّهَا لَتَشهَقُ شَهقَةً فَلَا تَبقَي فِي السّمَاوَاتِ مَلَكٌ إِلّا بَكَي رَحمَةً لِصَوتِهَا وَ مَا تَسكُنُ حَتّي يَأتِيَهَا النّبِيّ فَيَقُولَ يَا بُنَيّةُ قَد أَبكَيتِ أَهلَ السّمَاوَاتِ وَ شَغَلتِهِم عَنِ التّقدِيسِ وَ التّسبِيحِ فَكُفّي حَتّي يُقَدّسُوا فَإِنّ اللّهَ بالِغُ أَمرِهِ وَ إِنّهَا لَتَنظُرُ إِلَي مَن حَضَرَ مِنكُم فَتَسأَلُ اللّهَ لَهُم مِن كُلّ خَيرٍ وَ لَا تَزهَدُوا فِي إِتيَانِهِ فَإِنّ الخَيرَ فِي إِتيَانِهِ أَكثَرُ مِن أَن يُحصَي

18- مل ،[كامل الزيارات ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الأَصَمّ عَن أَبِي عُبَيدَةَ البَزّازِ عَن حَرِيزٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَا أَقَلّ بَقَاءَكُم أَهلَ البَيتِ وَ أَقرَبَ آجَالَكُم بَعضَهَا مِن بَعضٍ مَعَ حَاجَةِ هَذَا الخَلقِ إِلَيكُم فَقَالَ إِنّ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنّا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ أَن يَعمَلَ بِهِ فِي مُدّتِهِ فَإِذَا انقَضَي مَا فِيهَا مِمّا أُمِرَ بِهِ عَرَفَ أَنّ أَجَلَهُ قَد حَضَرَ وَ أَتَاهُ النّبِيّص يَنعَي إِلَيهِ نَفسَهُ وَ أَخبَرَهُ بِمَا لَهُ عِندَ اللّهِ وَ إِنّ الحُسَينَ ع قَرَأَ صَحِيفَتَهُ التّيِ‌ أُعطِيَهَا وَ فُسّرَ لَهُ مَا يأَتيِ‌ وَ مَا يَبقَي وَ بقَيِ‌َ مِنهَا أَشيَاءُ لَم تَنقَضِ فَخَرَجَ إِلَي القِتَالِ وَ كَانَت تِلكَ الأُمُورُ التّيِ‌ بَقِيَت أَنّ المَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللّهَ فِي نُصرَتِهِ فَأَذِنَ لَهُم فَمَكَثَت تَستَعِدّ لِلقِتَالِ وَ تَتَأَهّبُ لِذَلِكَ حَتّي قُتِلَ فَنَزَلَت وَ قَدِ انقَطَعَت مُدّتُهُ وَ قُتِلَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا رَبّ أَذِنتَ لَنَا فِي الِانحِدَارِ وَ أَذِنتَ لَنَا فِي نُصرَتِهِ فَانحَدَرنَا وَ قَد قَبَضتَهُ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِم أَنِ الزَمُوا قُبّتَهُ حَتّي تَرَونَهُ وَ قَد خَرَجَ فَانصُرُوهُ وَ ابكُوا عَلَيهِ وَ عَلَي مَا فَاتَكُم مِن نُصرَتِهِ وَ إِنّكُم خُصّصتُم بِنُصرَتِهِ وَ البُكَاءِ عَلَيهِ فَبَكَتِ المَلَائِكَةُ تَقَرّباً وَ جَزَعاً عَلَي مَا فَاتَهُم مِن نُصرَتِهِ فَإِذَا خَرَجَ ع يَكُونُونَ أَنصَارَهُ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن الأصم عن أبي عبد الله البزاز عن حريز مثله


صفحه : 226

19- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ أخَيِ‌ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي مَعاً عَنِ العمَركَيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا يَحيَي وَ كَانَ فِي خِدمَةِ أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع عَن عَلِيّ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ فِي طَرِيقِ المَدِينَةِ وَ نَحنُ نُرِيدُ مَكّةَ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً مُنكَسِراً فَقَالَ لَو تَسمَعُ مَا أَسمَعُ لَشَغَلَكَ عَن مسُاَءلَتَيِ‌ فَقُلتُ وَ مَا ألّذِي تَسمَعُ قَالَ ابتِهَالُ المَلَائِكَةِ إِلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ عَلَي قَتَلَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قَتَلَةِ الحُسَينِ ع وَ نَوحُ الجِنّ وَ بُكَاءُ المَلَائِكَةِ الّذِينَ حَولَهُ وَ شِدّةُ جَزَعِهِم فَمَن يَتَهَنّأُ مَعَ هَذَا بِطَعَامٍ أَو شَرَابٍ أَو نَومٍ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ

20- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ قُتَيبَةَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ كُنتُ بِالحِيرَةِ لَيلَةَ عَرَفَةَ وَ كُنتُ أصُلَيّ‌ وَ ثَمّ نَحوٌ مِن خَمسِينَ أَلفاً مِنَ النّاسِ جَمِيلَةً وُجُوهُهُم طَيّبَةً أَروَاحُهُم وَ أَقبَلُوا يُصَلّونَ بِاللّيلِ أَجمَعَ فَلَمّا طَلَعَ الفَجرُ سَجَدتُ ثُمّ رَفَعتُ رأَسيِ‌ فَلَم أَرَ مِنهُم أَحَداً فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ مَرّ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ خَمسُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ هُوَ يُقتَلُ فَعَرَجُوا إِلَي السّمَاءِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِم مَرَرتُم بِابنِ حبَيِبيِ‌ وَ هُوَ يُقتَلُ فَلَم تَنصُرُوهُ فَاهبِطُوا إِلَي الأَرضِ فَاسكُنُوا عِندَ قَبرِهِ شُعثاً غُبراً إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ

21- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَبَطَ أَربَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ يُرِيدُونَ القِتَالَ مَعَ الحُسَينِ فَلَم يُؤذَن لَهُم فِي القِتَالِ فَرَجَعُوا فِي الِاستِئمَارِ فَهَبَطُوا وَ قَد قُتِلَ الحُسَينُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ وَ لُعِنَ قَاتِلُهُ وَ مَن أَعَانَ عَلَيهِ وَ مَن شَرِكَ فِي دَمِهِ فَهُم عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ يَبكُونَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ رَئِيسُهُم مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ مَنصُورٌ فَلَا يَزُورُهُ زَائِرٌ إِلّا استَقبَلُوهُ وَ لَا يُوَدّعُهُ مُوَدّعٌ إِلّا شَيّعُوهُ وَ لَا يَمرَضُ إِلّا عَادُوهُ وَ لَا يَمُوتُ إِلّا صَلّوا عَلَي جِنَازَتِهِ وَ استَغفَرُوا لَهُ بَعدَ مَوتِهِ فَكُلّ هَؤُلَاءِ فِي الأَرضِ يَنتَظِرُونَ قِيَامَ القَائِمِ ع


صفحه : 227

22- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]جَامِعُ الترّمذِيِ‌ّ وَ كِتَابُ السدّيّ‌ّ وَ فَضَائِلُ السمّعاَنيِ‌ّ أَنّ أُمّ سَلَمَةَ قَالَت رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ عَلَي رَأسِهِ التّرَابُ فَقُلتُ مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ شَهِدتُ قَتلَ الحُسَينِ آنِفاً

ابنُ فَورَكَ فِي فُصُولِهِ وَ أَبُو يَعلَي فِي مُسنَدِهِ وَ العاَمرِيِ‌ّ فِي إِبَانَتِهِ مِن طُرُقٍ مِنهَا عَن عَائِشَةَ وَ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ أَنّهُ دَخَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عَلَي النّبِيّ وَ هُوَ يُوحَي إِلَيهِ فَنَزَلَ الوحَي‌ُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مُنكَبّ عَلَي ظَهرِهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ تُحِبّهُ فَقَالَ أَ لَا أُحِبّ ابنيِ‌ فَقَالَ إِنّ أُمّتَكَ سَتَقتُلُهُ مِن بَعدِكَ فَمَدّ جَبرَئِيلُ يَدَهُ فَإِذَا بِتُربَةٍ بَيضَاءَ فَقَالَ فِي هَذِهِ التّربَةِ يُقتَلُ ابنُكَ هَذِهِ يَا مُحَمّدُ اسمُهَا الطّفّ الخَبَرَ وَ فِي أَخبَارِ سَالِمِ بنِ الجَعدِ أَنّهُ كَانَ ذَلِكَ مِيكَائِيلَ

وَ فِي مُسنَدِ أَبِي يَعلَي أَنّ ذَلِكَ مَلَكُ القَطرِ

أَحمَدُ فِي المُسنَدِ عَن أَنَسٍ وَ الغزَاّليِ‌ّ فِي كِيميَاءِ السّعَادَةِ وَ ابنُ بَطّةَ فِي كِتَابِهِ الإِبَانَةِ مِن خَمسَةَ عَشَرَ طَرِيقاً وَ ابنُ حُبَيشٍ التمّيِميِ‌ّ وَ اللّفظُ لَهُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ بَينَا أَنَا رَاقِدٌ فِي منَزلِيِ‌ إِذ سَمِعتُ صُرَاخاً عَظِيماً عَالِياً مِن بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ وَ هيِ‌َ تَقُولُ يَا بَنَاتِ عَبدِ المُطّلِبِ أسَعدِيِنيِ‌ وَ ابكِينَ معَيِ‌ فَقَد قُتِلَ سَيّدُكُنّ فَقِيلَ وَ مِن أَينَ عَلِمتِ ذَلِكَ قَالَت رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِ السّاعَةَ فِي المَنَامِ شَعِثاً مَذعُوراً فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ قُتِلَ ابنيِ‌َ الحُسَينُ وَ أَهلُ بَيتِهِ فَدَفَنتُهُم قَالَت فَنَظَرتُ فَإِذَا بِتُربَةِ الحُسَينِ ألّذِي أَتَي بِهَا جَبرَئِيلُ مِن كَربَلَاءَ وَ قَالَ إِذَا صَارَت دَماً فَقَد قُتِلَ ابنُكِ فَأَعطَانِيهَا النّبِيّ فَقَالَ اجعَلِيهَا فِي زُجَاجَةٍ فَلتَكُن عِندَكِ فَإِذَا صَارَت دَماً فَقَد قُتِلَ الحُسَينُ ع فَرَأَيتُ القَارُورَةَ الآنَ قَد صَارَت دَماً عَبِيطاً يَفُورُ

أمَاَليِ‌ المُفِيدِ النيّساَبوُريِ‌ّ أَنّ زَرّةَ النّائِحَةَ رَأَت فَاطِمَةَ ع فِيمَا يَرَي النّائِمُ أَنّهَا وَقَفَت عَلَي قَبرِ الحُسَينِ تبَكيِ‌ وَ أَمَرَتهَا أَن تُنشِدَ


أَيّهَا العَينَانِ فِيضَا   وَ استَهِلّا لَا تَغِيظَا

صفحه : 228


وَ ابكِيَا بِالطّفّ مَيتاً   تُرِكَ الصّدرُ رَضِيضاً

لَم أُمَرّضهُ قَتِيلًا   لَا وَ لَا كَانَ مَرِيضاً

بيان تهللت دموعه أي سالت واستهل المطر اشتد انصبابه وغاض الماء قل

23- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ شَمّونٍ عَنِ الأَصَمّ عَن كَرّامٍ قَالَ حَلَفتُ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ نفَسيِ‌ أَن لَا آكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتّي يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمّدٍ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ رَجُلٌ مِن شِيعَتِكُم جَعَلَ اللّهُ عَلَيهِ أَن لَا يَأكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتّي يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمّدٍ قَالَ فَصُم إِذاً يَا كَرّامُ وَ لَا تَصُمِ العِيدَينِ وَ لَا ثَلَاثَةَ التّشرِيقِ وَ لَا إِذَا كُنتَ مُسَافِراً وَ لَا مَرِيضاً فَإِنّ الحُسَينَ ع لَمّا قُتِلَ عَجّتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ مَن عَلَيهِمَا وَ المَلَائِكَةُ فَقَالُوا يَا رَبّنَا ائذَن لَنَا فِي هَلَاكِ الخَلقِ حَتّي نَجُدّهُم مِن جَدِيدِ الأَرضِ بِمَا استَحَلّوا حُرمَتَكَ وَ قَتَلُوا صَفوَتَكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِم يَا ملَاَئكِتَيِ‌ وَ يَا سمَاَواَتيِ‌ وَ يَا أرَضيِ‌َ اسكُنُوا ثُمّ كَشَفَ حِجَاباً مِنَ الحُجُبِ فَإِذَا خَلفَهُ مُحَمّدٌ وَ اثنَا عَشَرَ وَصِيّاً لَهُ ع ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ فُلَانٍ القَائِمِ مِن بَينِهِم فَقَالَ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ وَ يَا سمَاَواَتيِ‌ وَ يَا أرَضيِ‌ بِهَذَا أَنتَصِرُ لِهَذَا قَالَهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ

بيان جددت الشي‌ء أجده جدا قطعته وجد النخل يجده أي صرمه والجديد وجه الأرض

24-أَقُولُ رَوَي الحَسَنُ بنُ سُلَيمَانَ مِن كِتَابِ المِعرَاجِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ فَبَلَغتُ السّمَاءَ الخَامِسَةَ نَظَرتُ إِلَي صُورَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ الصّورَةُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ اشتَهَتِ المَلَائِكَةُ أَن يَنظُرُوا إِلَي صُورَةِ عَلِيّ فَقَالُوا رَبّنَا إِنّ بنَيِ‌ آدَمَ فِي دُنيَاهُم يَتَمَتّعُونَ غُدوَةً وَ عَشِيّةً بِالنّظَرِ إِلَي


صفحه : 229

عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ حَبِيبِ حَبِيبِكَ مُحَمّدٍص وَ خَلِيفَتِهِ وَ وَصِيّهِ وَ أَمِينِهِ فَمَتّعنَا بِصُورَتِهِ قَدرَ مَا تَمَتّعَ أَهلُ الدّنيَا بِهِ فَصَوّرَ لَهُم صُورَتَهُ مِن نُورِ قُدسِهِ عَزّ وَ جَلّ فعَلَيِ‌ّ ع بَينَ أَيدِيهِم لَيلًا وَ نَهَاراً يَزُورُونَهُ وَ يَنظُرُونَ إِلَيهِ غُدوَةً وَ عَشِيّةً

قَالَ فأَخَبرَنَيِ‌ الأَعمَشُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ فَلَمّا ضَرَبَهُ اللّعِينُ ابنُ مُلجَمٍ عَلَي رَأسِهِ صَارَت تِلكَ الضّربَةُ فِي صُورَتِهِ التّيِ‌ فِي السّمَاءِ فَالمَلَائِكَةُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ غُدوَةً وَ عَشِيّةَ يَلعَنُونَ قَاتِلَهُ ابنَ مُلجَمٍ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ هَبَطَتِ المَلَائِكَةُ وَ حَمَلَتهُ حَتّي أَوقَفَتهُ مَعَ صُورَةِ عَلِيّ فِي السّمَاءِ الخَامِسَةِ فَكُلّمَا هَبَطَتِ المَلَائِكَةُ مِنَ السّمَاوَاتِ مِن عُلًا وَ صَعَدَت مَلَائِكَةُ السّمَاءِ الدّنيَا فَمَن فَوقَهَا إِلَي السّمَاءِ الخَامِسَةِ لِزِيَارَةِ صُورَةِ عَلِيّ ع وَ النّظَرِ إِلَيهِ وَ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ مُتَشَحّطاً بِدَمِهِ لَعَنُوا يَزِيدَ وَ ابنَ زِيَادٍ وَ قَاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ الأَعمَشُ قَالَ لِيَ الصّادِقُ ع هَذَا مِن مَكنُونِ العِلمِ وَ مَخزُونِهِ لَا تُخرِجهُ إِلّا إِلَي أَهلِهِ


صفحه : 230

باب 24-رؤية أم سلمة وغيرها رسول الله ص في المنام وإخباره بشهادة الكرام

1- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عُلَيلٍ العنَزيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمزَةَ بنِ القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ العرَبَيِ‌ّ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنَ مُحَمّدٍ ع قَالَ أَصبَحَت يَوماً أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا تبَكيِ‌ فَقِيلَ لَهَا مِمّ بُكَاؤُكِ فَقَالَت لَقَد قُتِلَ ابنيِ‌َ الحُسَينُ اللّيلَةَ وَ ذَلِكَ أنَنّيِ‌ مَا رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِ مُنذُ مَضَي إِلّا اللّيلَةَ فَرَأَيتُهُ شَاحِباً كَئِيباً فَقَالَت قُلتُ مَا لِي أَرَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ شَاحِباً كَئِيباً قَالَ مَا زالت [زِلتُ]اللّيلَةَ أَحفِرُ القُبُورَ لِلحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أبي عن سعد عن البرقي‌ عن أبيه عن وهب بن وهب عنه ع مثله بيان شحب جسمه أي تغير

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حُشَيشٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَونِ بنِ مُبَارَكٍ الخثَعمَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِيهِ أَبِي المِقدَامِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَبَينَا أَنَا رَاقِدٌ فِي منَزلِيِ‌ إِذ سَمِعتُ صُرَاخاً عَظِيماً عَالِياً مِن بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ زَوجِ النّبِيّص فَخَرَجتُ يَتَوَجّهُ بيِ‌ قاَئدِيِ‌ إِلَي مَنزِلِهَا وَ أَقبَلَ أَهلُ المَدِينَةِ إِلَيهَا الرّجَالُ وَ النّسَاءُ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَيهَا قُلتُ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ مَا لَكِ تَصرُخِينَ وَ تَغُوثِينَ فَلَم تجُبِنيِ‌ وَ أَقبَلَت عَلَي النّسوَةِ الهَاشِمِيّاتِ وَ قَالَت يَا بَنَاتِ عَبدِ المُطّلِبِ أسَعدِيِنيِ‌ وَ ابكِينَ معَيِ‌


صفحه : 231

فَقَد قُتِلَ وَ اللّهِ سَيّدُكُنّ وَ سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ قَد وَ اللّهِ قُتِلَ سِبطُ رَسُولِ اللّهِ وَ رَيحَانَتُهُ الحُسَينُ فَقُلتُ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ وَ مِن أَينَ عَلِمتِ ذَلِكَ قَالَت رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِ فِي المَنَامِ السّاعَةَ شَعِثاً مَذعُوراً فَسَأَلتُهُ عَن شَأنِهِ ذَلِكَ فَقَالَ قُتِلَ ابنيِ‌َ الحُسَينُ ع وَ أَهلُ بَيتِهِ اليَومَ فَدَفَنتُهُم وَ السّاعَةَ فَرَغتُ مِن دَفنِهِم قَالَت فَقُمتُ حَتّي دَخَلتُ البَيتَ وَ أَنَا لَا أَكَادُ أَن أَعقِلَ فَنَظَرتُ فَإِذَا بِتُربَةِ الحُسَينِ التّيِ‌ أَتَي بِهَا جَبرَئِيلُ مِن كَربَلَاءَ فَقَالَ إِذَا صَارَت هَذِهِ التّربَةُ دَماً فَقَد قُتِلَ ابنُكِ وَ أَعطَانِيهَا النّبِيّ فَقَالَ اجعل [اجعلَيِ‌] هَذِهِ التّربَةَ فِي زُجَاجَةٍ أَو قَالَ فِي قَارُورَةٍ وَ لتَكُن عِندَكِ فَإِذَا صَارَت دَماً عَبِيطاً فَقَد قُتِلَ الحُسَينُ فَرَأَيتُ القَارُورَةَ الآنَ وَ قَد صَارَت دَماً عَبِيطاً تَفُورُ قَالَ فَأَخَذَت أُمّ سَلَمَةَ مِن ذَلِكَ الدّمِ فَلَطّخَت بِهِ وَجهَهَا وَ جَعَلَت ذَلِكَ اليَومَ مَأتَماً وَ مَنَاحَةً عَلَي الحُسَينِ ع فَجَاءَتِ الرّكبَانُ بِخَبَرِهِ وَ أَنّهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ اليَومِ قَالَ عَمرُو بنُ ثَابِتٍ إنِيّ‌ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَنزِلَهُ فَسَأَلتُهُ عَن هَذَا الحَدِيثِ وَ ذَكَرتُ لَهُ رِوَايَةَ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ هَذَا الحَدِيثَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع حَدّثَنِيهِ عُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ عَن أُمّهِ أُمّ سَلَمَةَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنهُ قَالَ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ القَابِلَةُ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي منَاَميِ‌ أَغبَرَ أَشعَثَ فَذَكَرتُ لَهُ ذَلِكَ وَ سَأَلتُهُ عَن شَأنِهِ فَقَالَ لِي أَ لَم تَعلَم أنَيّ‌ فَرَغتُ مِن مَدفَنِ الحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ

قَالَ عَمرُو بنُ أَبِي المِقدَامِ فحَدَثّنَيِ‌ سَدِيرٌ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ جَبرَئِيلَ جَاءَ إِلَي النّبِيّص بِالتّربَةِ التّيِ‌ يُقتَلُ عَلَيهَا الحُسَينُ ع قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فهَيِ‌َ عِندَنَا

3- فِي بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن هِبَةِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الشيّباَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ التمّيِميِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ جَعفَرٍ القطَيِفيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَربٍ عَن حَمّادٍ عَن عَمّارٍ أَنّ ابنَ عَبّاسٍ رَأَي النّبِيّص فِي مَنَامِهِ يَوماً بِنِصفِ النّهَارِ وَ هُوَ أَشعَثُ أَغبَرُ فِي يَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ


صفحه : 232

فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا الدّمُ قَالَ دَمُ الحُسَينِ لَم أَزَل أَلتَقِطُهُ مُنذُ اليَومِ فأَحُصيِ‌ ذَلِكَ اليَومُ فَوُجِدَ أَنّهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ اليَومِ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي الحَسَنِ العاَصمِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَحمَدَ عَن وَالِدِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدٍ عَن تَمتَامٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَن أَبِي خَالِدٍ الأَحمَرِ عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ عَن سَلمَي قَالَت دَخَلتُ عَلَي أُمّ سَلَمَةَ وَ هيِ‌َ تبَكيِ‌ فَقُلتُ لَهَا مَا يُبكِيكِ قَالَت رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ عَلَي رَأسِهِ وَ لِحيَتِهِ أَثَرُ التّرَابِ فَقُلتُ مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ مُغبَرّاً قَالَ شَهِدتُ قَتلَ الحُسَينِ آنِفاً

وَ جَاءَ فِي المَرَاسِيلِ أَنّ سَلمَي المَدَنِيّةَ قَالَت دَفَعَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أُمّ سَلَمَةَ قَارُورَةً فِيهَا رَملٌ مِنَ الطّفّ وَ قَالَ لَهَا إِذَا تَحَوّلَ هَذَا دَماً عَبِيطاً فَعِندَ ذَلِكَ يُقتَلُ الحُسَينُ قَالَت سَلمَي فَارتَفَعَت وَاعِيَةٌ مِن حُجرَةِ أُمّ سَلَمَةَ فَكُنتُ أَوّلَ مَن أَتَاهَا فَقُلتُ مَا دَهَاكِ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ قَالَت رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ التّرَابُ عَلَي رَأسِهِ فَقُلتُ مَا لَكَ فَقَالَ وَثَبَ النّاسُ عَلَي ابنيِ‌ فَقَتَلُوهُ وَ قَد شَهِدتُهُ قَتِيلًا السّاعَةَ فَاقشَعَرّ جلِديِ‌ فَوَثَبتُ إِلَي القَارُورَةِ فَوَجَدتُهَا تَفُورُ دَماً قَالَت سَلمَي فَرَأَيتُهَا مَوضُوعَةً بَينَ يَدَيهَا

4- يف ،[الطرائف ] مِن كِتَابِ الجَمعِ بَينَ الصّحَاحِ السّتّةِ قَالَ إِنّ النّبِيّ رئُيِ‌َ فِي المَنَامِ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قُتِلَ الحُسَينُ ع آنِفاً


صفحه : 233

باب 34-نوح الجن عليه صلوات الله عليه

1-أَقُولُ وَجَدتُ فِي بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ المُعتَبَرَةِ أَنّهُ روُيِ‌َ عَن سَيّدِ الحُفّاظِ أَبِي مَنصُورٍ الديّلمَيِ‌ّ عَنِ الرّئِيسِ أَبِي الفَتحِ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ الحنَفَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ التمّيِميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ العَطّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عُمَارَةَ بنِ زَيدٍ عَن بَكرِ بنِ حَارِثَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عِيسَي بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ الخزُاَعيِ‌ّ عَن هِندٍ بِنتِ الجَونِ قَالَتنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص بِخَيمَةِ خَالَتِهَا أُمّ مَعبَدٍ وَ مَعَهُ أَصحَابٌ لَهُ فَكَانَ مِن أَمرِهِ فِي الشّاةِ مَا قَد عَرَفَهُ النّاسُ فَقَالَ فِي الخَيمَةِ هُوَ وَ أَصحَابُهُ حَتّي أَبرَدَ وَ كَانَ يَومٌ قَائِظٌ شَدِيدٌ حَرّهُ فَلَمّا قَامَ مِن رَقدَتِهِ دَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيهِ فَأَنقَاهُمَا ثُمّ مَضمَضَ فَاهُ وَ مَجّهُ عَلَي عَوسَجَةٍ كَانَت إِلَي جَنبِ خَيمَةِ خَالَتِهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ استَنشَقَ ثَلَاثاً وَ غَسَلَ وَجهَهُ وَ ذِرَاعَيهِ ثُمّ مَسَحَ بِرَأسِهِ وَ رِجلَيهِ وَ قَالَ لِهَذِهِ العَوسَجَةِ شَأنٌ ثُمّ فَعَلَ مَن كَانَ مَعَهُ مِن أَصحَابِهِ مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ قَامَ فَصَلّي رَكعَتَينِ فَعَجِبتُ وَ فَتَيَاتُ الحيَ‌ّ مِن ذَلِكَ وَ مَا كَانَ عَهِدنَا وَ لَا رَأَينَا مُصَلّياً قَبلَهُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَصبَحنَا وَ قَد عَلَتِ العَوسَجَةُ حَتّي صَارَت كَأَعظَمِ دَوحَةٍ عَادِيَةٍ وَ أَبهَي وَ خَضَدَ اللّهُ شَوكَهَا وَ سَاخَت عُرُوقُهَا وَ كَثُرَت أَفنَانُهَا وَ اخضَرّ سَاقُهَا وَ وَرَقُهَا ثُمّ أَثمَرَت بَعدَ ذَلِكَ وَ أَينَعَت بِثَمَرٍ كَأَعظَمِ مَا يَكُونُ مِنَ الكَمأَةِ فِي لَونِ الوَرسِ المَسحُوقِ وَ رَائِحَةِ العَنبَرِ وَ طَعمِ الشّهدِ وَ اللّهِ مَا أَكَلَ مِنهَا جَائِعٌ إِلّا شَبِعَ وَ لَا ظَمآنُ إِلّا روَيِ‌َ وَ لَا سَقِيمٌ إِلّا بَرَأَ وَ لَا ذُو حَاجَةٍ وَ فَاقَةٍ إِلّا استَغنَي وَ لَا أَكَلَ مِن وَرَقِهَا


صفحه : 234

بَعِيرٌ وَ لَا نَاقَةٌ وَ لَا شَاةٌ إِلّا سَمِنَت وَ دَرّ لَبَنُهَا وَ رَأَينَا النّمَاءَ وَ البَرَكَةَ فِي أَموَالِنَا مُنذُ يَومَ نَزَلَ وَ أَخصَبَت بِلَادُنَا وَ أَمرَعَت فَكُنّا نسُمَيّ‌ تِلكَ الشّجَرَةَ المُبَارَكَةَ وَ كَانَ يَنتَابُنَا مَن حَولَنَا مِن أَهلِ البوَاَديِ‌ يَستَظِلّونَ بِهَا وَ يَتَزَوّدُونَ مِن وَرَقِهَا فِي الأَسفَارِ وَ يَحمِلُونَ مَعَهُم فِي الأَرضِ القِفَارِ فَيَقُومُ لَهُم مَقَامَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ فَلَم تَزَل كَذَلِكَ وَ عَلَي ذَلِكَ أَصبَحنَا ذَاتَ يَومٍ وَ قَد تَسَاقَطَ ثِمَارُهَا وَ اصفَرّ وَرَقُهَا فَأَحزَنَنَا ذَلِكَ وَ فَرِقنَا لَهُ فَمَا كَانَ إِلّا قَلِيلٌ حَتّي جَاءَ نعَي‌ُ رَسُولِ اللّهِ فَإِذَا هُوَ قَد قُبِضَ ذَلِكَ اليَومَ فَكَانَت بَعدَ ذَلِكَ تُثمِرُ ثَمَراً دُونَ ذَلِكَ فِي العِظَمِ وَ الطّعمِ وَ الرّائِحَةِ فَأَقَامَت عَلَي ذَلِكَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَلَمّا كَانَت ذَاتَ يَومٍ أَصبَحنَا وَ إِذَا بِهَا قَد تَشَوّكَت مِن أَوّلِهَا إِلَي آخِرِهَا فَذَهَبَت نَضَارَةُ عِيدَانِهَا وَ تَسَاقَطَ جَمِيعُ ثَمَرِهَا فَمَا كَانَ إِلّا يَسِيراً حَتّي وَافَي مَقتَلَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَا أَثمَرَت بَعدَ ذَلِكَ لَا قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً وَ انقَطَعَ ثَمَرُهَا وَ لَم نَزَل وَ مَن حَولَنَا نَأخُذُ مِن وَرَقِهَا وَ ندُاَويِ‌ مَرضَانَا بِهَا وَ نسَتشَفيِ‌ بِهِ مِن أَسقَامِنَا فَأَقَامَت عَلَي ذَلِكَ بُرهَةً طَوِيلَةً ثُمّ أَصبَحنَا ذَاتَ يَومٍ فَإِذَا بِهَا قَدِ انبَعَثَت مِن سَاقِهَا دَماً عَبِيطاً جَارِياً وَ وَرَقُهَا ذَابِلَةٌ تَقطُرُ دَماً كَمَاءِ اللّحمِ فَقُلنَا أَن قَد حدث [حَدَثَت حَادِثَةٌ]عَظِيمَةٌ فَبِتنَا لَيلَتَنَا فَزِعِينَ مَهمُومِينَ نَتَوَقّعُ الدّاهِيَةَ فَلَمّا أَظلَمَ اللّيلُ عَلَينَا سَمِعنَا بُكَاءً وَ عَوِيلًا مِن تَحتِهَا وَ جَلَبَةً شَدِيدَةً وَ رَجّةً وَ سَمِعنَا صَوتَ بَاكِيَةٍ تَقُولُ


أَيَا ابنَ النّبِيّ وَ يَا ابنَ الوصَيِ‌ّ   وَ يَا مَن بَقِيّةُ سَادَاتِنَا الأَكرَمِينَا

ثُمّ كَثُرَتِ الرّنّاتُ وَ الأَصوَاتُ فَلَم نَفهَم كَثِيراً مِمّا كَانُوا يَقُولُونَ فَأَتَانَا بَعدَ ذَلِكَ قَتلُ الحُسَينِ ع وَ يَبِسَتِ الشّجَرَةُ وَ جَفّت فَكَسَرَتهَا الرّيَاحُ وَ الأَمطَارُ بَعدَ ذَلِكَ فَذَهَبَت وَ اندَرَسَ أَثَرُهَا

قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الأنَصاَريِ‌ّ فَلَقِيتُ دِعبِلَ بنَ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ بِمَدِينَةِ الرّسُولِ فَحَدّثتُهُ بِهَذَا الحَدِيثِ فَلَم يُنكِرهُ

وَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن أُمّهِ سَعِيدَةَ بِنتِ مَالِكٍ الخُزَاعِيّةِأَنّهَا أَدرَكَت تِلكَ الشّجَرَةَ فَأَكَلَت مِن ثَمَرِهَا عَلَي عَهدِ عَلِيّ بنِ


صفحه : 235

أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَنّهَا سَمِعَت تِلكَ اللّيلَةَ نَوحَ الجِنّ فَحَفِظَت مِن جِنّيّةٍ مِنهُنّ


يَا ابنَ الشّهِيدِ وَ يَا شَهِيداً عَمّهُ   خَيرُ العُمُومَةِ جَعفَرُ الطّيّارُ

عَجَباً لِمَصقُولٍ أَصَابَكَ حَدّهُ   فِي الوَجهِ مِنكَ وَ قَد عَلَاهُ غُبَارٌ

قَالَ دِعبِلٌ فَقُلتُ فِي قصَيِدتَيِ‌


زُر خَيرَ قَبرٍ بِالعِرَاقِ يُزَارُ   وَ اعصِ الحِمَارَ فَمَن نَهَاكَ حِمَارٌ

لِمَ لَا أَزُورُكَ يَا حُسَينُ لَكَ الفِدَا   قوَميِ‌ وَ مَن عُطِفَت عَلَيهِ نِزَارُ

وَ لَكَ المَوَدّةُ فِي قُلُوبِ ذوَيِ‌ النّهَي   وَ عَلَي عَدُوّكَ مَقتَةٌ وَ دَمَارٌ

يَا ابنَ الشّهِيدِ وَ يَا شَهِيداً عَمّهُ   خَيرُ العُمُومَةِ جَعفَرُ الطّيّارُ

بيان خضدت الشجر قطعت شوكها

2- وَ قَالَ ابنُ نَمَا رَحِمَهُ اللّهُ فِي مُثِيرِ الأَحزَانِ نَاحَت عَلَيهِ الجِنّ وَ كَانَ نَفَرٌ مِن أَصحَابِ النّبِيّص مِنهُم المِسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ يَستَمِعُونَ النّوحَ وَ يَبكُونَ

وَ ذَكَرَ صَاحِبُ الذّخِيرَةِ عَن عِكرِمَةَ أَنّهُ سُمِعَ لَيلَةَ قَتلِهِ بِالمَدِينَةِ مُنَادٍ يَسمَعُونَهُ وَ لَا يَرَونَ شَخصَهُ


أَيّهَا القَاتِلُونَ جَهلًا حُسَيناً   أَبشِرُوا بِالعَذَابِ وَ التّنكِيلِ

كُلّ أَهلِ السّمَاءِ يَدعُو عَلَيكُم   مِن نبَيِ‌ّ وَ مَلأَكٍ وَ قَبِيلٍ

قَد لُعِنتُم عَلَي لِسَانِ ابنِ دَاوُدَ   وَ مُوسَي وَ صَاحِبِ الإِنجِيلِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ هَاتِفاً سُمِعَ بِالبَصرَةِ يُنشِدُ لَيلًا 


إن الرماح الواردات صدورها   نحو الحسين تقاتل التنزيلا

ويهللون بأن قتلت وإنما   قتلوا بك التكبير والتهليلا

فكأنما قتلوا أباك محمدا   صلي عليه الله أوجبريلا

وذكر ابن الجوزي‌ في كتاب النور في فضائل الأيام والشهورنوح الجن عليه فقالت


صفحه : 236


لقد جئن نساء الجن يبكين شجيات   ويلطمن خدودا كالدنانير نقيات

  ويلبسن الثياب السود بعدالقصبيات

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قال دعبل حدثني‌ أبي عن جدي‌ عن أمه سعدي بنت مالك الخزاعية أنها سمعت نوح الجن علي الحسين ع


يا ابن الشهيد و ياشهيدا عمه   خير العمومة جعفرالطيار

عجبا لمصقول أصابك حده   في الوجه منك و قدعلاك غبار

إبانة بن بطة أنه سمع من نوحهم ذ


أيا عين جودي‌ و لاتجمدي‌   وجودي‌ علي الهالك السيد

فبالطف أمسي صريعا فقد   رزئنا الغداة بأمر بدي‌

و من نوحهم


نساء الجن يبكين من الحزن شجيات   وأسعدن بنوح للنساء الهاشميات

ويندبن حسينا عظمت تلك الرزيات   ويلطمن خدودا كالدنانير نقيات

  ويلبسن ثياب السود بعدالقصبيات

و من نوحهم


احمرت الأرض من قتل الحسين كما   اخضر عندسقوط الجونة العلق

ياويل قاتله ياويل قاتله   فإنه في سعير النار يحترق

و من نوحهم


أبكي ابن فاطمة ألذي من قتله شاب الشعر   ولقتله زلزلتم ولقتله خسف القمر

وسمع نوح جن قصدوه لموازرته


و الله ماجئتكم حتي بصرت به   بالطف منعفر الخدين منحورا

قال الطبري‌ وسمع نوح الملائكة في أول منزل نزلوا قاصدين إلي الشام


أيها القاتلون جهلا حسينا   أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم   من نبي‌ ومرسل وقتيل

صفحه : 237


قدلعنتم علي لسان ابن داود   و موسي وصاحب الإنجيل

بيان بأمر بدي‌ أي بأمر بديع غريب و قال الجوهري‌ الجونة عين الشمس وإنما سميت جونة عندمغيبها لأنها تسود حين تغيب والعلق القطعة من الدم أي كمايخضر الأفق عندسقوط الشفق ولعل الأظهر كمااحمر

4- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَن أَبِي لَيلَي الواَسطِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَسّانَ الكنِاَنيِ‌ّ قَالَ بَكَتِ الجِنّ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَت


مَا ذَا تَقُولُونَ إِذ قَالَ النّبِيّ لَكُم   مَا ذَا فَعَلتُم وَ أَنتُم آخِرُ الأُمَمِ

بِأَهلِ بيَتيِ‌ وَ إخِواَنيِ‌ وَ مكَرمُتَيِ‌   مِن بَينِ أَسرَي وَ قَتلَي ضُرّجُوا بِدَمٍ

5- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ بنِ حَكِيمٍ عَن سَلَمَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ بَينَا الحُسَينُ ع يَسِيرُ فِي جَوفِ اللّيلِ وَ هُوَ مُتَوَجّهٌ إِلَي العِرَاقِ وَ إِذَا رَجُلٌ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَنِ الرّضَا ع مِثلَ أَلفَاظِ سَلَمَةَ قَالَ وَ هُوَ يَقُولُ


يَا ناَقتَيِ‌ لَا تذَعرَيِ‌ مِن زجَريِ‌   وَ شمَرّيِ‌ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ

بِخَيرِ رُكبَانٍ وَ خَيرِ سَفرٍ   حَتّي تحَلَيّ‌ بِكَرِيمِ البَحرِ

بِمَاجِدِ الجِدّ رَحِيبِ الصّدرِ   أَثَابَهُ اللّهُ لِخَيرِ أَمرٍ

  َمّتَ أَبقَاهُ بَقَاءَ الدّهرِ

فَقَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع


صفحه : 238


سأَمَضيِ‌ وَ مَا بِالمَوتِ عَارٌ عَلَي الفَتَي   إِذَا مَا نَوَي حَقّاً وَ جَاهَدَ مُسلِماً

وَ وَاسَي الرّجَالَ الصّالِحِينَ بِنَفسِهِ   وَ فَارَقَ مَثبُوراً وَ خَالَفَ مُجرِماً

فَإِن عِشتُ لَم أَندَم وَ إِن مِتّ لَم أُلَم   كَفَي بِكَ مَوتاً أَن تَذِلّ وَ تَغرَمَا

6- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ‌ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي المعُاَذيِ‌ّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن عَمرِو بنِ عِكرِمَةَ قَالَ أَصبَحنَا لَيلَةَ قَتلِ الحُسَينِ بِالمَدِينَةِ فَإِذَا مَولًي لَنَا يَقُولُ سَمِعنَا البَارِحَةَ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ وَ يَقُولُ


أَيّهَا القَاتِلُونَ جَهلًا حُسَيناً   أَبشِرُوا بِالعَذَابِ وَ التّنكِيلِ

كُلّ أَهلِ السّمَاءِ يَدعُو عَلَيكُم   مِن نبَيِ‌ّ وَ مُرسَلٍ وَ قَتِيلٍ

قَد لُعِنتُم عَلَي لِسَانِ بنِ دَاوُدَ   وَ ذيِ‌ الرّوحِ حَامِلِ الإِنجِيلِ

7- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ بنِ حَكِيمٍ عَن سَلَمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ بنِ الحَارِثِ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ حدَثّتَنيِ‌ جدَتّيِ‌ أَنّ الجِنّ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع بَكَت عَلَيهِ بِهَذِهِ الأَبيَاتِ


يَا عَينُ جوُديِ‌ بِالعِبَرِ وَ ابكيِ‌ فَقَد حَقّ الخَبَرُ   ابكيِ‌ ابنَ فَاطِمَةَ ألّذِي وَرَدَ الفُرَاتَ فَمَا صَدَرَ

الجِنّ تبَكيِ‌ شَجوَهَا لَمّا أَتَي مِنهُ الخَبَرُ   قُتِلَ الحُسَينُ وَ رَهطُهُ تَعساً لِذَلِكَ مِن خَبَرٍ

فَلَأَبكِيَنّكَ حُرقَةً عِندَ العِشَاءِ وَ بِالسّحَرِ   وَ لَأَبكِيَنّكَ مَا جَرَي عِرقٌ وَ مَا حَمَلَ الشّجَرُ

8- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ زَوجَةِ النّبِيّص قَالَت مَا سَمِعتُ نَوحَ الجِنّ مُنذُ قُبِضَ النّبِيّ إِلّا اللّيلَةَ وَ لَا أرَاَنيِ‌ إِلّا وَ قَد أُصِبتُ باِبنيِ‌ قَالَ وَ جَاءَتِ الجِنّيّةُ مِنهُم تَقُولُ


أَلَا يَا عَينُ فاَنهمَلِيِ‌ بجِهُديِ‌   فَمَن يبَكيِ‌ عَلَي الشّهَدَاءِ بعَديِ‌

صفحه : 239


عَلَي رَهطٍ تَقُودُهُمُ المَنَايَا   إِلَي مُتَجَبّرٍ فِي مِلكِ عَبدٍ

مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفرالقرشي‌ عن ابن أبي الخطاب مثله قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أمالي‌ النيسابوري‌ والطوسي‌

مثله

وروي‌ في المناقب القديم عن شهردار الديلمي‌ عن محمود بن إسماعيل عن أحمد بن فازشاه قال وأخبرني‌ أبو علي مناولة عن أبي نعيم الحافظ قالا أخبرنا الطبراني‌ عن القاسمِ بن عباد الخطابي‌ عن سويد بن سعيد عن عمرو بن ثابت مثله و فيه


  لا ياعين فاحتفلي‌ بجهد

9- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ مُقِيلٍ[مُقبِلِ]الحاَرثِيِ‌ّ عَنِ المَحفُوظِ بنِ المُنذِرِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ شَيخٌ مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ كَانَ يَسكُنُ الرّابِيَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ مَا شَعَرنَا بِقَتلِ الحُسَينِ حَتّي كَانَ مَسَاءُ لَيلَةِ عَاشُورَاءَ فإَنِيّ‌ لَجَالِسٌ بِالرّابِيَةِ وَ معَيِ‌ رَجُلٌ مِنَ الحيَ‌ّ فَسَمِعنَا هَاتِفاً يَقُولُ


وَ اللّهِ مَا جِئتُكُم حَتّي بَصُرتُ بِهِ   بِالطّفّ مُنعَفِرَ الخَدّينِ مَنحُوراً

وَ حَولَهُ فِتيَةٌ تُدمَي نُحُورُهُم   مِثلَ المَصَابِيحِ يُطفُونَ الدّجَي نُوراً

وَ قَد حَثَثتُ قلَوُصيِ‌ كيَ‌ أُصَادِفَهُم   مِن قَبلِ أَن تَتَلَاقَي الحُرّدُ الحُورَا

فعَاَقنَيِ‌ قَدَرٌ وَ اللّهُ بَالِغُهُ   وَ كَانَ أَمراً قَضَاهُ اللّهُ مَقدُوراً

كَانَ الحُسَينُ سِرَاجاً يُستَضَاءُ بِهِ   اللّهُ يَعلَمُ أنَيّ‌ لَم أَقُل زُوراً

صفحه : 240


صَلّي الإِلَهُ عَلَي جِسمٍ تَضَمّنَهُ   قَبرُ الحُسَينِ حَلِيفِ الخَيرِ مَقبُوراً

مُجَاوِراً لِرَسُولِ اللّهِ فِي غُرَفٍ   وَ للِوصَيِ‌ّ وَ لِلطّيّارِ مَسرُوراً

فَقُلنَا لَهُ مَن أَنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ قَالَ أَنَا وَ آليِ‌ مِن جِنّ نَصِيبِينَ أَرَدنَا مُؤَازَرَةَ الحُسَينِ ع وَ مُوَاسَاتَهُ بِأَنفُسِنَا فَانصَرَفنَا مِنَ الحَجّ فَأَصَبنَاهُ قَتِيلًا

بيان حرد جمع حارد من قولهم أسد حارد أي غضبان أو من حرد الرجل حرودا إذاتحول عن قومه وفيما سيأتي‌ من رواية ابن قولويه من قبل ما أن يلاقوا الخرد الحورا و هوأظهر قال الفيروزآبادي‌ الخريد وبهاء والخرود البكر لم تمسس أوالخفرة الطويلة السكوت الخافضة الصوت المتسترة والجمع خرائد وخرد خرد

10- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدِ بنِ يَزِيدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُقبَةَ عَن أَحمَدَ بنِ عَمرِو بنِ مُسلِمٍ عَنِ الميِثمَيِ‌ّ قَالَ خَمسَةٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ أَرَادُوا نَصرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَعَرّسُوا بِقَريَةٍ يُقَالُ لَهَا شاَهيِ‌ إِذ أَقبَلَ عَلَيهِم رَجُلَانِ شَيخٌ وَ شَابّ وَ سَلّمَا عَلَيهِم قَالَ فَقَالَ الشّيخُ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الجِنّ وَ هَذَا ابنُ أخَيِ‌ أَرَادَ نَصرَ هَذَا الرّجُلِ المَظلُومِ قَالَ فَقَالَ لَهُمُ الشّيخُ الجنِيّ‌ّ قَد رَأَيتُ رَأياً قَالَ فَقَالَ الفِتيَةُ الإِنسِيّونَ وَ مَا هَذَا الرأّي‌ُ ألّذِي رَأَيتَ قَالَ رَأَيتُ أَن أَطِيرَ فَآتِيَكُم بِخَبَرِ القَومِ فَتَذهَبُونَ عَلَي بَصِيرَةٍ فَقَالُوا لَهُ نِعمَ مَا رَأَيتَ قَالَ فَغَابَ يَومٌ[يَوماً] وَ لَيلَتَهُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ إِذَا هُم بِصَوتٍ يَسمَعُونَهُ وَ لَا يَرَونَ الشّخصَ وَ هُوَ يَقُولُ


  َ اللّهِ مَا جِئتُكُم حَتّي بَصُرتُ بِهِ

إِلَي آخِرِ مَا مَرّ مِنَ الأَبيَاتِ سِوَي بَيتَينِ مُصَدّرَينِ بِقَولِهِ فعَاَقنَيِ‌ وَ بِقَولِهِ فَصَلّي فَأَجَابَهُ بَعضُ الفِتيَةِ مِنَ الإِنسِيّينَ يَقُولُ


اذهَب فَلَا زَالَ قَبرٌ أَنتَ سَاكِنُهُ   إِلَي القِيَامَةِ يُسقَي الغَيثَ مَمطُوراً

وَ قَد سَلَكتَ سَبِيلًا كُنتَ سَالِكَهُ   وَ قَد شَرِبتَ بِكَأسٍ كَانَ مَغزُوراً

صفحه : 241


وَ فِتيَةٍ فَرّغُوا لِلّهِ أَنفُسَهُم   وَ فَارَقُوا المَالَ وَ الأَحبَابَ وَ الدّورَا

11- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي زِيَادٍ القنَديِ‌ّ قَالَ كَانَ الجَصّاصُونَ يَسمَعُونَ نَوحَ الجِنّ حِينَ قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فِي السّحَرِ بِالجَبّانَةِ وَ هُم يَقُولُونَ


مَسَحَ الرّسُولُ جَبِينَهُ فَلَهُ بِرِيقٌ فِي الخُدُودِ   أَبَوَاهُ فِي عَليَا قُرَيشٍ جَدّهُ خَيرُ الجُدُودِ

أقول روي‌ في المناقب القديم عن أبي العلا الحسن بن أحمدالهمداني‌ عن محمود بن إسماعيل عن أحمد بن محمد بن الحسين عن أبي القاسم اللخمي‌ عن محمد بن عثمان عن جندل بن والق عن عبد الله بن الطفيل عن أبي زيد الفقيمي‌ عن أبي حباب الكلبي‌ عن الجصاصين مثله

12- مل ،[كامل الزيارات ]بِالإِسنَادِ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَنِ الوَلِيدِ بنِ غَسّانَ عَمّن حَدّثَهُ قَالَ كَانَتِ الجِنّ تَنُوحُ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَتَقُولُ


لِمَنِ الأَبيَاتُ بِالطّفّ عَلَي كُرهٍ بَنَينَهُ   تِلكَ أَبيَاتُ حُسَينٍ يَتَجَاوَبنَ الرّنِينَةَ

13- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ عَن سَلَمَةَ عَن أَيّوبَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَلِيّ بنِ الحَزَوّرِ قَالَ سَمِعتُ لَيلَي وَ هيِ‌َ تَقُولُ سَمِعتُ نَوحَ الجِنّ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ هيِ‌َ تَقُولُ


يَا عَينُ جوُديِ‌ بِالدّمُوعِ فَإِنّمَا   يبَكيِ‌ الحَزِينُ بِحُرقَةٍ وَ تَوَجّعٍ

يَا عَينُ أَلهَاكِ الرّقَادُ بِطِيبِهِ   مِن ذِكرِ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَوَجّعٍ

بَاتَت ثَلَاثاً بِالصّعِيدِ جُسُومُهُم   بَينَ الوُحُوشِ وَ كُلّهُم فِي مَصرَعٍ

أقول قدأوردنا بعض الأخبار في باب شهادته صلوات الله عليه


صفحه : 242

باب 44- ماقيل من المراثي‌ فيه صلوات الله عليه

1-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المفيد عن محمد بن عمران عن محمد بن ابراهيم عن عبد الله بن أبي سعد عن مسعود بن عمرو عن ابراهيم بن داحة قال أول شعر رثي‌ به الحسين بن علي ع قول عقبة بن عمرو السهمي‌ من بني‌ سهم بن عوف بن غالب


إذاالعين قرت في الحياة وأنتم   تخافون في الدنيا فأظلم نورها

مررت علي قبر الحسين بكربلاء   ففاض عليه من دموعي‌ غزيرها

فما زلت أرثيه وأبكي‌ لشجوه   ويسعد عيني‌ دمعها وزفيرها

وبكيت من بعد الحسين عصائب   أطافت به من جانبيها قبورها

سلام علي أهل القبور بكربلاء   وقل لها مني‌ سلام يزورها

سلام بآصال العشي‌ وبالضحي   تؤديه نكباء الرياح ومورها

و لابرح الوفاد زوار قبره   يفوح عليهم مسكها وعبيرها

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مرسلا مثله بيان النكباء الريح الناكبة التي‌ تنكب عن مهاب الرياح القوم ذكره الجوهري‌ و قال الفيروزآبادي‌ ريح انحرفت ووقعت بين ريحين أو بين الصبا والشمال والمور بالضم الغبار بالريح

2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الكميت


أضحكني‌ الدهر وأبكاني‌   والدهر ذو صرف وألوان

لتسعة بالطف قدغودروا   صاروا جميعا رهن أكفان

صفحه : 243


وستة لايتجازي بهم   بنو عقيل خير فرسان

ثم عليّ الخير مولاهم   ذكرهم هيج أحزاني‌

بيان التجازي‌ التقاضي‌

3- قب السري‌ الرفاء


أقام روح وريحان علي جدث   ثوي الحسين به ظمآن آمينا

كأن أحشاءنا من ذكره أبدا   تطوي علي الجمر أوتحشي‌ السكاكينا

مهلا فما نقضوا أوتار والده   وإنما نقضوا في قتله الدينا

بيان لعل الأوتار جمع وتر القوس كناية عن العهود والمواثيق

4- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]دِعبِلٌ


هَلّا بَكَيتَ عَلَي الحُسَينِ وَ أَهلِهِ   هَلّا بَكَيتَ لِمَن بَكَاهُ مُحَمّدٌ

فَلَقَد بَكَتهُ فِي السّمَاءِ مَلَائِكٌ   زُهرٌ كِرَامٌ رَاكِعُونَ وَ سُجّدٌ

لَم يَحفَظُوا حُبّ النّبِيّ مُحَمّدٍ   إِذ جَرّعُوهُ حَرَارَةً مَا تَبرُدُ

قَتَلُوا الحُسَينَ فَأَثكَلُوهُ بِسِبطِهِ   فَالثّكلُ مِن بَعدِ الحُسَينِ مُبَدّدٌ

هَذَا حُسَينٌ بِالسّيُوفِ مُبَضّعٌ   مُتَخَضّبٌ بِدِمَائِهِ مُستَشهِدٌ

عَارٍ بِلَا ثَوبٍ صَرِيعٌ فِي الثّرَي   بَينَ الحَوَافِرِ وَ السّنَابِكِ يُقصَدُ

كَيفَ القَرَارُ وَ فِي السّبَايَا زَينَبُ   تَدعُو بِفَرطِ حَرَارَةٍ يَا أَحمَدُ

يَا جَدّ إِنّ الكَلبَ يَشرَبُ آمِناً   رَيّاً وَ نَحنُ عَنِ الفُرَاتِ نُطرَدُ

يَا جَدّ مِن ثكَليِ‌ وَ طُولِ مصُيِبتَيِ‌   وَ لِمَا أُعَايِنُهُ أَقُومُ وَ أَقعُدُ

بيان قوله فالثكل من بعد الحسين مبدد أي تفرق وكثر القتل والثكل بعدقتله ع في أولاد الرسول ص أوسائر الخلق أيضا و لايبعد أن يكون فالكل فصحف


صفحه : 244

5-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]كشاجم


إذاتفكرت في مصابهم   أثقب زند الهموم قادحة

فبعضهم قربت مصارعه   وبعضهم بعدت مطارحه

أظلم في كربلاء يومهم   ثم تجلي وهم ذبائحه

ذل حماه وقل ناصره   ونال أقوي مناه كاشحة

خالد بن معدان


جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد   مترملا بدمائه ترميلا

قتلوك عطشانا و لم يترقبوا   في قتلك التنزيل والتأويلا

وكأنما بك يا ابن بنت محمد   قتلوا جهارا عامدين رسولا

ويكبرون بأن قتلت وإنما   قتلوا بك التكبير والتهليلا

سليمان بن قتة الهاشمي‌ ط


مررت علي أبيات آل محمد   فلم أرها أمثالها يوم حلت

أ لم تر أن الأرض أضحت مريضة   لفقد حسين والبلاد اقشعرت

و إن قتيل الطف من آل هاشم   أذل رقاب المسلمين فذلت

وكانوا رجاء ثم عادوا رزية   لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

السوسي‌ @


لهفي‌ علي السبط و ماناله   قدمات عطشانا بكرب الظما

لهفي‌ لمن نكس عن سرجه   ليس من الناس له من حما

صفحه : 245


لهفي‌ علي بدر الهدي إذ علا   في رمحه يحكيه بدر الدجي

لهفي‌ علي النسوة إذ برزت   تساق سوقا بالعنا والجفا

لهفي‌ علي تلك الوجوه التي‌   أبرزن بعدالصون بين الملا

لهفي‌ علي ذاك العذار ألذي   علاه بالطف تراب العرا

لهفي‌ علي ذاك القوام ألذي   حناه بالطف سيوف العدا

و له


كم دموع ممزوجة بدماء   سكبتها العيون في كربلاء

لست أنساه بالطفوف غريبا   مفردا بين صحبه بالعراء

وكأني‌ به و قدخر في الترب   صريعا مخضبا بالدماء

وكأني‌ به و قدلحظ النسوان   يهتكن مثل هتك الإماء

و له


جودي‌ علي حسين ياعين بانغزار   جودي‌ علي الغريب إذاالجار لايجار

جودي‌ علي النساء مع الصبية الصغار   جودي‌ علي القتيل مطروح في القفار

و له


ألا يابني‌ الرسول لقد قل الاصطبار   ألا يابني‌ الرسول خلت منكم الديار

  لا يابني‌ الرسول فلاقر لي قرار

و له


لاعذر للشيعي‌ يرقأ دمعه   ودم الحسين بكربلاء أريقا

يا يوم عاشوراء لقد خلفتني‌   ماعشت في بحر الهموم غريقا

فيك استبيح حريم آل محمد   وتمزقت أسبابهم تمزيقا

أأذوق ري‌ الماء و ابن محمد   لم يرو حتي للمنون أذيقا

و له


و كل جفني‌ بالسهاد   مذ عرس الحزن في فؤادي‌

ناع نعي بالطفوف بدرا   أكرم به رائحا وغادي‌

صفحه : 246


نعي حسينا فدته روحي‌   لماأحاطت به الأعادي‌

في فتية ساعدوا وواسوا   وجاهدوا أعظم الجهاد

حتي تفانوا وظل فردا   ونكسوه عن الجواد

وجاء شمر إليه حتي   جرعه الموت و هوصاد

وركب الرأس في سنان   كالبدر يجلو دجي السواد

واحتملوا أهله سبايا   علي مطايا بلا مهاد

و له أيضا


أأنسي حسينا بالطفوف مجدلا   و من حوله الأطهار كالأنجم الزهر

أأنسي حسينا يوم سير برأسه   علي الرمح مثل البدر في ليلة البدر

أأنسي السبايا من بنات محمد   يهتكن من بعدالصيانة والخدر

بيان و هوصاد أي عطشان

6-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]العوني‌


فيا بضعة من فؤاد النبي   بالطف أضحت كثيبا مهيلا

و ياكبدا من فؤاد البتول   بالطف شلت فأضحت أكيلا

قتلت فأبكيت عين الرسول   وأبكيت من رحمة جبرئيلا

و له


ياقمرا غاب حين لاحا   أورثني‌ فقدك المنايا

يانوب الدهر لم يدع لي   صرفك من حادث صلاحا

أ بعد يوم الحسين ويحي‌   استعذب اللهو والمزاحا

يابأبي‌ أنفس ظلماء   ماتوا و لم يشربوا المباحا

يابأبي‌ غرة هداة   باكرها حتفها صباحا

ياسادتي‌ يابني‌ علي   بكي الهدي فقدكم وناحا

صفحه : 247


ياسادتي‌ يابني‌ إمامي‌   أقولها عنوة صراحا

أوحشتم الحجر والمساعي‌   آنستم القفر والبطاحا

أوحشتم الذكر والمثاني‌   والسور النول الفصاحا

بيان النول كركع جمع النائل أي العطاء

7-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] و له


لم أنس يوما للحسين و قدثوي   بالطف مسلوب الرداء خليعا

ظمآن من ماء الفرات معطشا   ريان من غصص الحتوف نقيعا

يرنو إلي ماء الفرات بطرفه   فيراه عنه محرما ممنوعا

بيان نقيعا أي كأنه نقع له سم الحتوف أو من قولهم سم ناقع أي بالغ وسم منقع أي مربي ورنا إليه يرنو رنوا أدام النظر

8-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الزاهي‌


أعاتب عيني‌ إذاأقصرت   وأفني‌ دموعي‌ إذا ماجرت

لذكراكم يابني‌ المصطفي   دموعي‌ علي الخد قدسطرت

لكم وعليكم جفت غمضها   جفوني‌ عن النوم واستشعرت

أمثل أجسادكم بالعراق   و فيهاالأسنة قدكسرت

أمثلكم في عراق الطفوف   بدورا تكسف إذ أقمرت

غدت أرض يثرب من جمعكم   كخط الصحيفة إذ أقفرت

وأضحي بكم كربلاء مغربا   لزهر النجوم إذاغورت

كأني‌ بزينب حول الحسين   ومنها الذوائب قدنشرت

تمرغ في نحره شعرها   وتبدي‌ من الوجد ماأضمرت

وفاطمة عقلها طائر   إذاالسوط في جنبها أبصرت

صفحه : 248


وللسبط فوق الثري شيبة   يفيض دم النحر قدعفرت

ورأس الحسين أمام الرفاق   كغرة صبح إذاأسفرت

و له أيضا


لست أنسي النساء في كربلاء   وحسين ظام فريد وحيد

ساجد يلثم الثري و عليه   قضب الهند ركع وسجود

يطلب الماء والفرات قريب   ويري الماء و هو عنه بعيد

بيان جفت أي أبعدت و قوله جفوني‌ فاعله و قوله عن النوم متعلق به بتضمين معني الفرار ونحوه أي أبعدت وتركت جفوني‌ غمضها وضمها فرارا عن النوم واستشعرت أي أضمرت حزنا يقال استشعر فلان خوفا أي أضمره قوله إذ أقمرت أي قبل أن تصل إلي البدرية والكمال تكسفت قوله إذ أقفرت أي خلت أرض يثرب منكم فبقي‌ منكم فيهاآثار خربة كخط الصحيفة يقال سيف قاضب وقضيب أي قطاع والجمع قواضب وقضب

9-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الناشي‌


مصائب نسل فاطمة البتول   نكت حسراتها كبد الرسول

ألا بأبي‌ البدور لقين كسفا   وأسلمها الطلوع إلي الأفول

ألا يا يوم عاشوراء رماني‌   مصابي‌ منك بالداء الدخيل

كأني‌ بابن فاطمة جديلا   يلاقي‌ الترب بالوجه الجميل

يجرن في الثري قدا ونحرا   علي الحصباء بالخد التليل

صريعا ظل فوق الأرض أرضا   فوا أسفا علي الجسم النحيل

أعاديه توطأه ولكن   تخطاه العتاق من الخيول

و قدقطع العداة الرأس منه   وعلوه علي رمح طويل

و قدبرز النساء مهتكات   يجززن الشعور من الأصول

يسرن مع اليتامي من قتيل   يخضب بالدماء إلي قتيل

فطورا يلتثمن بني‌ علي   وطورا يلتثمن بني‌ عقيل

صفحه : 249


وفاطمة الصغيرة بعد عز   كساها الحزن أثواب الذليل

تنادي‌ جدها ياجد إنا   طلبنا بعدفقدك بالذحول

بيان قال الفيروزآبادي‌ داء وحب دخيل أي داخل والجديل الصريع وجرن الحب طحنه وجرن الثوب جرونا انسحق والقد القامة وتله للجبين أي صرعه والذحول جمع الذحل يقال طلب بذحله أي بثأره

10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]المرتضي


إن يوم الطف يوما كان للدين عصيبا   لم يدع للقلب مني‌ في المسرات نصيبا

لعن الله رجالا أترعوا الدنيا غصوبا   سالموا عجزا فلما قدروا شنوا الحروبا

طلبوا أوتار بدر عندنا ظلما وحوبا   و له لقد كسرت للدين في يوم كربلاء

كسائر لاتؤسي و لاهي‌ تجبر   فإما سبي‌ بالرماح مسوق

وإما قتيل بالتراب معفر   وجرحي كمااختارت رماح وأنصل

  وصرعي كماشاءت ضباع وأنسر

بيان يوم عصيب أي شديد وأترعه أي ملأه والترع محركة الإسراع إلي الشر وترع فلان كفرح اقتحم الأمور مرحا ونشاطا والحوب بالضم الإثم والهلاك والبلاء قوله لاتؤسي من أسوت الجرح أي داويته الرضي‌


كربلاء لازلت كربا   وبلا مالقي‌ عندك آل المصطفي

كم علي تربك لماصرعوا   من دم سال و من دمع جري

وضيوف لفلاة قفرة   نزلوا فيها علي غيرقري

لم يذوقوا الماء حتي اجتمعوا   بحدي السيف علي ورد الردي

تكسف الشمس شموس منهم   لاتدانيها علوا وضيا

صفحه : 250


وتنوش الوحش من أجسادهم   أرجل السبق وأيمان الندا

ووجوها كالمصابيح فمن   قمر غاب و من نجم هوي

غيرتهن الليالي‌ وغدا   جائر الحكم عليهن البلي

يا رسول الله لوعاينتهم   وهم ما بين قتل وسبا

من رميض يمنع الظل و من   عاطش يسقي‌ أنابيب القنا

ومسوق عاثر يسعي به   خلف محمول علي غيروطء

جزروا جزر الأضاحي‌ نسله   ثم ساقوا أهله سوق الإما

قتلوه بعدعلم منهم   إنه خامس أصحاب الكسا

ميت تبكي‌ له فاطمة   وأبوها و علي ذو العلا

و له أيضا


شغل الدموع عن الديار بكاؤها   لبكاء فاطمة علي أولادها

لم يخلفوها في الشهيد و قدرأي   دفع الفرات يذاد عن ورادها

أتري درت أن الحسين طريده   لقنا بني‌ الطرداء عندولادها

كانت مآتم بالعراق تعدها   أموية بالشام من أعيادها

ماراقبت غضب النبي و قدغدا   زرع النبي مظنة لحصادها

جعلت رسول الله من خصمائها   فلبئس ماادخرت ليوم معادها

نسل النبي علي صعاب مطيها   ودم الحسين علي رءوس صعادها

وا لهفتاه لعصبة علوية   تبعت أمية بعدذل قيادها

جعلت عران الذل في آنافها   وغلاظ وسم الضيم في أجيادها

واستأثرت بالأمر عن غيابها   وقضت بما شاءت علي أشهادها

طلبت تراث الجاهلية عندها   وشفت قديم الغل من أحقادها

يا يوم عاشوراء كم لك لوعة   تترقص الأشياء من إيقادها

أقول و في بعض الكتب فيه زيادة


إن قوضت تلك القباب فإنها   خرت عماد الدين قبل عمادها

صفحه : 251


هي‌ صفوة الله التي‌ أوحي‌ بها   وقضي أوامره إلي أمجادها

يروي‌ مناقب فضلها أعداؤها   أبدا فيسندها إلي أضدادها

يافرقة ضاعت دماء محمد   وبنيه بين يزيدها وزيادها

صغرا بمال الله مل ء أكفها   وأكف آل الله في أصفادها

ضربوا بسيف محمدأبناءه   ضرب الغرائب عدن بعدذيادها

يا يوم عاشوراء كم لك لوعة   تترقص الأحشاء من إيقادها

ماعدت إلاعاد قلبي‌ علة   حزني‌ و لوبالغت في إيرادها

بيان قوله بحدي السيف أي حداهم السيف حتي اجتمعوا علي نوبة هلاكهم أو علي مايورد عليه من الهلاك ويمكن أن يكون بحد السيف علي التخفيف لضرورة الشعر و في بعض النسخ بحذا السيف أي قبال السيف قوله تكسف الشمس أي هم شموس كل منهم يغلب نوره نور الشمس ويكسفها والنوش التناول قوله جائر الحكم حال عن البلي أي بلي كثير كأنه جار في الحكم ولعل مراده غيرالمعصوم فإنه لايتطرق إليه البلي مع أنه في الشعر قد لايراعي تلك الأمور. قوله شغل الدموع أي شغل البكاء علي تلك المصيبة الدموع عن انصبابها لذكر ديار المحبوبين ومنازلهم فالضمير في بكاؤها راجع إلي العيون بقرينة المقام والأصوب شغل العيون أي عن النظر إلي الديار قوله لم يخلفوها أي لم يرعوا حرمة فاطمة في الشهيد والدفع بضم الدال وفتح الفاء جمع الدفعة أي دفعات الفرات وانصباباتها والدفاع طحمة الموج والسيل . قوله درت أي علمت فاطمة ع قوله بني‌ الطرداء أي أبناء الذين كانوا مطرودين ملعونين حين تلد فاطمة تلك الأولاد والزرع الولد وهنا معناه الآخر مرعي والسعدة القناة المستوية تنبت كذلك لاتحتاج إلي تثقيف والصعاد جمعها والعران العود ألذي يجعل في وتره أنف البختي‌


صفحه : 252

11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]آخر


تبيت النشاوي من أمية نوما   وبالطف قتلي ماينام حميمها

و ماقتل الإسلام إلاعصابة   تأمر نوكاها ونام زعيمها

فأضحت قناة الدين في كف ظالم   إذااعوج منها جانب لايقيمها

غيره


وا خجلة الإسلام من أضداده   ظفروا له بمعايب ومعاير

آل العزير يعظمون حماره   ويرون فوزا لثمهم للحافر

وسيوفكم بدم ابن بنت نبيكم   مخضوبة لرضي يزيد الفاجر

و في رواية


وا خجلة الإسلام من أضداده   ظفروا له بمعايب ومعاير

رأس ابن بنت محمد ووصيه   تهدي جهارا للشقي‌ الفاجر

الصنوبري‌


ياخير من لبس النبوة من جميع الأنبياء   وجدي‌ علي سبطيك وجد ليس يؤذن بانقضاء

هذاقتيل الأشقياء وذا قتيل الأدعياء   يوم الحسين هرقت دمع الأرض بل دمع السماء

يوم الحسين تركت باب العز مهجور الفناء   ياكربلاء خلفت من كرب علي و من بلاء

كم فيك من وجه تشرب ماؤه ماء البهاء   نفسي‌ فداء المصطلي‌ نار الوغي أي اصطلاء

حيث الأسنة في الجواشن كالكواكب في السماء   فاختار درع الصبر حيث الصبر من لبس السناء

صفحه : 253


و أباإباء الأسد إن الأسد صادقة الإباء   وقضي كريما إذ قضي ظمآن في نفر ظماء

منعوه طعم الماء لاوجدوا لماطعم ماء   من ذا لمعفور الجواد ممال أعواد الخباء

من للطريح الشلو عريانا مخلي بالعراء   من للمحنط بالتراب وللمغسل بالدماء

  من لابن فاطمة المغيب عن عيون الأولياء

بيان الشلو بالكسر العضو من أعضاء اللحم وأشلاء الإنسان أعضاؤه بعدالتفرق

12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]للشافعي‌


تأوه قلبي‌ والفؤاد كئيب   وأرق نومي‌ فالسهاد عجيب

فمن مبلغ عني‌ الحسين رسالة   و إن كرهتها أنفس وقلوب

ذبيح بلا جرم كأن قميصه   صبيغ بماء الأرجوان خضيب

فللسيف إعوال وللرمح رنة   وللخيل من بعدالصهيل نحيب

تزلزلت الدنيا لآل محمد   وكادت لهم صم الجبال تذوب

وغارت نجوم واقشعرت كواكب   وهتك أستار وشق جيوب

يصلي علي المبعوث من آل هاشم   ويغزي‌ بنوه إن ذا لعجيب

لئن كان ذنبي‌ حب آل محمد   فذلك ذنب لست عنه أتوب

هم شفعائي‌ يوم حشري‌ وموقفي‌   إذا مابدت للناظرين خطوب

الجوهري‌


عاشورنا ذا ألا لهفي‌ علي الدين   خذوا حدادكم ياآل ياسين

اليوم شقق جيب الدين وانتهبت   بنات أحمدنهب الروم والصين

اليوم قام بأعلا الطف نادبهم   يقول من ليتيم أولمسكين

اليوم خضب جيب المصطفي بدم   أمسي عبير نحور الحور والعين

صفحه : 254


اليوم خر نجوم الفخر من مضر   علي مناخر تذليل وتوهين

اليوم أطفئ نور الله متقدا   وجزرت لهم التقوي علي الظين

اليوم هتك أسباب الهدي مزقا   وبرقعت عزة الإسلام بالهون

اليوم زعزع قدس من جوانبه   وطاح بالخيل ساحات الميادين

اليوم نال بنو حرب طوائلها   مما صلوه ببدر ثم صفين

اليوم جدك سبط المصطفي شرقا   من نفسه بنجيع غيرمسنون

إيضاح الحداد بالكسر ثياب المأتم السود وطاح أي هلك وسقط والطوائل جمع طائلة وهي‌ العداوة والترة والنجيع من الدم ما كان إلي السواد وقيل هودم الجوف خاصة والمسنون المتغير المنتن و قوله شرقا فعل والألف للإشباع أي شرق بسبب مصيبة من هوبمنزلة نفسه بدم طري‌ من الحزن

13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شاعر


ياكربلاء ياكربتي‌ وزفرتي‌   كم فيك من ساق و من جمجمة

و من يمين بالحسام بينت   للفاطميات العظام الحرمة

قدخر أركان العلي‌ وانهدت   وغلقت أبوابه وسدت

  لك الرزايا عظمت وجلت

آخر


كم سيد لي بكربلاء فديته السيد الغريب   كم سيد لي بكربلاء للموت في صدره وجيب

كم سيد لي بكربلاء عسكره بالعرا نهيب   كم سيد لي بكربلاء ليس لمايشتهي‌ طبيب

كم سيد لي بكربلاء خاتمه والرداء سليب   كم سيد لي بكربلاء خضب من نحره المشيب

صفحه : 255


كم سيد لي بكربلاء ملثمه والردا خضيب   كم سيد لي بكربلاء يسمع صوتي‌ و لايجيب

  م سيد لي بكربلاء ينقر في ثغرة القضيب

آخر


رأس ابن بنت محمد ووصيه   للناظرين علي قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمع   لامنكر منهم و لامتفجع

كحلت بمنظرك العيون عماية   وأصم رزءك كل أذن يسمع

أيقظت أجفانا وكنت لها كري   وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

ماروضة إلاتمنت أنها   لك منزل ولخط قبرك مضجع

آخر


إذاجاء عاشوراء تضاعف حسرتي‌   لآل رسول الله وانهل عبرتي‌

هواليوم فيه اغبرت الأرض كلها   وجوما عليها والسماء اقشعرت

أريقت دماء الفاطميين بالملإ   فلو عقلت شمس النهار لخرت

بنفسي‌ خدود في التراب تعفرت   بنفسي‌ جسوم بالعراء تعرت

بنفسي‌ رءوس معليات علي القنا   إلي الشام تهدي بازفات الأسنة

بنفسي‌ شفاه ذابلات من الظمإ   و لم تحظ من ماء الفرات بقطرة

بنفسي‌ عيون غائرات سواهر   إلي الماء منها قطرة بعدقطرة

بنفسي‌ من آل النبي خرائد   حواسر لم تعرف عليهم بسترة

إيضاح قال الجوهري‌ وجم من الأمر وجوما والواجم ألذي اشتد حزنه حتي أمسك عن الكلام و يوم وجيم أي شديد الحر و قال الفيروزآبادي‌ الزفت المل ء والغيظ والطرد والسوق والدفع والمنع وبالكسر القار والمزفت المطلي‌ به والظاهر بارقات كماستجي‌ء والخريدة من النساء الحيية والجمع خرائد قوله لم تعرف من العرف والمعروف بمعني الإحسان


صفحه : 256

14-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]لأبي‌ الفرج بن الجوزي‌


أحسين والمبعوث جدك بالهدي   قسما يكون الحق فيه مسائلي‌

لوكنت شاهد كربلاء لبذلت في   تنفيس كربك جهد بذل الباذل

وسقيت حد السيف من أعدائكم   جللا وحد السمهري‌ الذابل

لكنني‌ أخرت عنك لشقوتي‌   فبلابلي‌ بين الغري‌ وبابل

إذ لم أفز بالنصر من أعدائكم   فأقل من حزن ودمع سائل

آخر


ياحر صدري‌ يالهيب الحشا   انهد ركني‌ ياأخي‌ والقوا

كنت أخي‌ ركني‌ و لم يبق لي   ذخر و لاركن و لاملتجا

وكنت أرجوك فقد خانني‌   ماكنت أرجوه فخاب الرجا

أ يا ابن أمي‌ لوتأملتني‌   رأيت مني‌ مايسر العدا

حل بأعدائك ماحل بي‌   من ألم السير وذل السبا

و ياشقيقي‌ أناأفديك من   يومك هذا وأكون الفدا

و لاهنأني‌ العيش ياسيدي‌   ماعشت من بعدك أوأدفنا

آخر


يا من رأي حسينا شلوا لدي الفلاة   والرأس منه عال في ذروة القناة

وزينب تنادي‌ قدقتلوا حماتي‌   ياجد لوترانا أسري مهتكات

توضيح الجلل بالتحريك العظيم والسمهري‌ الرمح الصلب والبلابل شدة الهموم والوساوس


صفحه : 257

15- أَقُولُ رَأَيتُ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ المُتَأَخّرِينَ أَنّهُ قَالَ حَكَي دِعبِلٌ الخزُاَعيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فِي مِثلِ هَذِهِ الأَيّامِ فَرَأَيتُهُ جَالِساً جِلسَةَ الحَزِينِ الكَئِيبِ وَ أَصحَابُهُ مِن حَولِهِ فَلَمّا رآَنيِ‌ مُقبِلًا قَالَ لِي مَرحَباً بِكَ يَا دِعبِلُ مَرحَباً بِنَاصِرِنَا بِيَدِهِ وَ لِسَانِهِ ثُمّ إِنّهُ وَسّعَ لِي فِي مَجلِسِهِ وَ أجَلسَنَيِ‌ إِلَي جَانِبِهِ ثُمّ قَالَ لِي يَا دِعبِلُ أُحِبّ أَن تنُشدِنَيِ‌ شِعراً فَإِنّ هَذِهِ الأَيّامَ أَيّامَ حُزنٍ كَانَت عَلَينَا أَهلَ البَيتِ وَ أَيّامَ سُرُورٍ كَانَت عَلَي أَعدَائِنَا خُصُوصاً بنَيِ‌ أُمَيّةَ يَا دِعبِلُ مَن بَكَي وَ أَبكَي عَلَي مُصَابِنَا وَ لَو وَاحِداً كَانَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ يَا دِعبِلُ مَن ذَرَفَت عَينَاهُ عَلَي مُصَابِنَا وَ بَكَي لِمَا أَصَابَنَا مِن أَعدَائِنَا حَشَرَهُ اللّهُ مَعَنَا فِي زُمرَتِنَا يَا دِعبِلُ مَن بَكَي عَلَي مُصَابِ جدَيّ‌َ الحُسَينِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ البَتّةَ ثُمّ إِنّهُ ع نَهَضَ وَ ضَرَبَ سِتراً بَينَنَا وَ بَينَ حُرَمِهِ وَ أَجلَسَ أَهلَ بَيتِهِ مِن وَرَاءِ السّترِ لِيَبكُوا عَلَي مُصَابِ جَدّهِمُ الحُسَينِ ع ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ لِي يَا دِعبِلُ ارثِ الحُسَينَ فَأَنتَ نَاصِرُنَا وَ مَادِحُنَا مَا دُمتَ حَيّاً فَلَا تُقَصّر عَن نَصرِنَا مَا استَطَعتَ قَالَ دِعبِلٌ فَاستَعبَرتُ وَ سَالَت عبَرتَيِ‌ وَ أَنشَأتُ أَقُولُ


أَ فَاطِمُ لَو خِلتِ الحُسَينَ مُجَدّلًا   وَ قَد مَاتَ عَطشَاناً بِشَطّ فُرَاتٍ

إِذاً لَلَطَمتِ الخَدّ فَاطِمُ عِندَهُ   وَ أَجرَيتِ دَمعَ العَينِ فِي الوَجَنَاتِ

أَ فَاطِمُ قوُميِ‌ يَا ابنَةَ الخَيرِ وَ اندبُيِ‌   نُجُومَ سَمَاوَاتٍ بِأَرضِ فَلَاةٍ

قُبُورٌ بِكُوفَانَ وَ أُخرَي بِطَيبَةَ   وَ أُخرَي بِفَخّ نَالَهَا صلَوَاَتيِ‌

قُبُورٌ بِبَطنِ النّهرِ مِن جَنبِ كَربَلَا   مُعَرّسُهُم فِيهَا بِشَطّ فُرَاتٍ

توافوا[BA]تُوُفّوا]عِطَاشَا بِالعَرَاءِ فلَيَتنَيِ‌   تُوُفّيتُ فِيهِم قَبلَ حِينِ وفَاَتيِ‌

إِلَي اللّهِ أَشكُو لَوعَةً عِندَ ذِكرِهِم   سقَتَنيِ‌ بِكَأسِ الثّكلِ وَ الفَضَعَاتِ

إِذَا فَخَرُوا يَوماً أَتَوا بِمُحَمّدٍ   وَ جِبرِيلَ وَ القُرآنِ وَ السّوَرَاتِ

وَ عَدّوا عَلِيّاً ذَا المَنَاقِبِ وَ العُلَا   وَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءَ خَيرَ بَنَاتٍ

وَ حَمزَةَ وَ العَبّاسَ ذَا الدّينِ وَ التّقَي   وَ جَعفَرَهَا الطّيّارَ فِي الحُجُبَاتِ

صفحه : 258


أُولَئِكَ مَشئُومُونَ هِنداً وَ حَربَهَا   سُمَيّةَ مِن نَوكَي وَ مِن قَذِرَاتٍ

هُم مَنَعُوا الآبَاءَ مِن أَخذِ حَقّهِم   وَ هُم تَرَكُوا الأَبنَاءَ رَهنَ شَتَاتٍ

سَأَبكِيهِمُ مَا حَجّ لِلّهِ رَاكِبٌ   وَ مَا نَاحَ قمُريِ‌ّ عَلَي الشّجَرَاتِ

فَيَا عَينُ بَكّيهِم وَ جوُديِ‌ بِعَبرَةٍ   فَقَد آنَ لِلتّسكَابِ وَ الهَمَلَاتِ

بَنَاتُ زِيَادٍ فِي القُصُورِ مَصُونَةٌ   وآلُ رَسُولِ اللّهِ مُنتَهَكَاتٌ

وَ آلُ زِيَادٍ فِي الحُصُونِ مَنِيعَةٌ   وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ فِي الفَلَوَاتِ

دِيَارُ رَسُولِ اللّهِ أَصبَحنَ بَلقَعاً   وَ آلُ زِيَادٍ تَسكُنُ الُحُجرَاتِ

وآلُ رَسُولِ اللّهِ نُحفٌ جُسُومُهُم   وَ آلُ زِيَادٍ غُلّظُ القَصَرَاتِ

وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ تُدمَي نُحُورُهُم   وَ آلُ زِيَادٍ رَبّةُ الحَجَلَاتِ

وَ آلُ رَسُولِ اللّهِ تُسبَي حَرِيمُهُم وَ آلُ زِيَادٍ آمِنُوا السّرَبَاتِ   إِذَا وُتِرُوا مَدّوا إِلَي وِاتِرِيهِم

أَكُفّاً مِنَ الأَوتَارِ مُنقَبِضَاتٍ   سَأَبكِيهِم مَا ذَرّ فِي الأَرضِ شَارِقٌ

وَ نَادَي منُاَديِ‌ الخَيرِ لِلصّلَوَاتِ   وَ مَا طَلَعَت شَمسٌ وَ حَانَ غُرُوبُهَا

  وَ بِاللّيلِ أَبكِيهِم وَ الغُدُوَاتِ

أقول سيأتي‌ تمام القصيدة وشرحها في أبواب تاريخ الرضا ع

16- ورأيت في بعض مؤلفات بعض ثقات المعاصرين بعض المراثي‌ فأحببت إيرادها للشيخ الخليعي‌


لم أبك ربعا للأحبة قدخلا   وعفا وغيره الجديد وأمحلا

كلا و لاكلفت صحبي‌ وقفة   في الدار إن لم اشف ضبا عللا

ومطارح النادي‌ وغزلان النقا   والجزع لم أحفل بهامتغزلا

وبواكر الأظعان لم أسكب لها   دمعا و لاخل نأي وترحلا

لكن بكيت لفاطم ولمنعها   فدكا و قدأتت الخئون الأولا

إذ طالبته بإرثها فروي لها   خبرا ينافي‌ المحكم المتنزلا

لهفي‌ لها وجفونها قرحي و قد   حملت من الأحزان عبئا مثقلا

صفحه : 259


و قداغتدت منفية وحميها   متطيرا ببكائها متثقلا

تخفي‌ تفجعها وتخفض صوتها   وتظل نادبة أباها المرسلا

تبكي‌ علي تكدير دهر ماصفا   من بعده وقرير عيش ماحلا

لم أنسها إذ أقبلت في نسوة   من قومها تروي‌ مدامعها الملا

وتنفست صعدا ونادت أيها   الأنصار يا أهل الحماية والكلا

أترون يانجب الرجال وأنتم   أنصارنا وحماتنا أن نخذلا

ما لي و مالدعي‌ تيم ادعي   إرثي‌ وضل مكذبا ومبدلا

أ عليه قدنزل الكتاب مبينا   حكم الفرائض أم علينا نزلا

أم خصه المبعوث منه بعلم ما   أخفاه عنا كي‌ نضل ونجهلا

أم أنزلت آي‌ بمنعي‌ إرثه   قد كان يخفيها النبي إذاتلا

أم كان في حكم النبي وشرعه   نقص فتممه الغوي‌ وكملا

أم كان ديني‌ غيردين أبي فلا   ميراث لي منه و ليس له و لا

قوموا بنصري‌ إنها لغنيمة   لمن اغتدي لي ناصرا متكفلا

واستعطفوه وخوفوه واشهدوا   ذلي‌ له وجفاه لي بين الملا

إن لج في سخطي‌ فقد عدم الرضي‌   من ذي‌ الجلال وللعقاب تعجلا

أودام في طغيانه فقد اقتني   لعنا علي مر الزمان مطولا

أين المودة والقرابة ياذوي‌   الأيمان ما هذاالقطيعة والقلا

أفهل عسيتم إن توليتم بأن   تمضوا علي سنن الجبابرة الأولي

وتنكبوا نهج السبيل بقطع ما   أمر الإله عباده أن يوصلا

ولقد أزالكم الهوي وأحلكم   دار البوار من الجحيم وأدخلا

ولسوف يعقب ظلمكم أن تتركوا   ولدي‌ برمضاء الطفوف مجدلا

في فتية مثل البدور كواملا   عرض المحاق بهافاضحت آفلا

وأقوم من خلل اللحود حزينة   والقوم قدنزلت بهم غيرالبلاء

ويروعني‌ نقط القنا بجسومهم   ويسوؤني‌ شكل السيوف علي الطلي

صفحه : 260


فأقبل النحر الخضيب وأمسح   الوجه التريب مضمخا ومرملا

ويقوم سيدنا النبي ورهطه   متلهفا متأسفا متقلقلا

فيري الغريب المستضام النازح   الأوطان ملقي في الثري ماغسلا

وتقوم آسية وتأتي‌ مريم   يبكين من كربي‌ بعرصة كربلاء

ويطفن حولي‌ نادبات الجن إشفاقا   علي يفضن دمعا مسبلا

وتضج أملاك السماء لعبرتي‌   وتعج بالشكوي إلي رب العلي

وأري بناتي‌ يشتكين حواسرا   نهب المعاجر والهات ثكلا

وأري إمام العصر بعد أبيه في   صفد الحديد مغللا ومعللا

وأري كريم مؤملي‌ في ذابل   كالبدر في ظلم الدياجي‌ يجتلي‌

يهدي إلي الرجس اللعين فيشتفي‌   منه فؤاد بالحقود قدامتلأ

ويظل يقرع منه ثغرا طال ما   قدما ترشفه النبي وقبلا

ومضلل أضحي يوطئ عذرة   و يقول و هو من البصيرة قدخلا

لو لم يحرم أحمدميراثه   لم يمنعوه أهله وتأولا

فأجبته إصر بقلبك أم قذا   في العين منك عدتك تبصرة الجلا

أ و ليس أعطاها ابن خطاب لحيدرة   الرضا مستعتبا متنصلا

أتراه حلل مارآه محرما   أم ذاك حرم مارآه محللا

ياراكبا تطوي‌ المهامة عيسه   طي‌ الردا وتجوب أجواز الفلا

عرج بأكناف الغري‌ مبلغا   شوقي‌ وناد بهاالإمام الأفضلا

و من العجيب تشوقي‌ لمزار من   لم يتخذ إلافؤادي‌ منزلا

فاحبس وقل ياخير من وطئ الثري   وأعزهم جارا وأعذب منهلا

لوشئت قمت بنصر بضعة أحمد   الهادي‌ بعقد عزيمة لن تحللا

ورميت أعداء الرسول بجمرة   من حد سيفك حرها لايصطلي

لكن صبرت لأن تقام عليهم   حجج الإله ولن تري أن تعجلا

كيلا يقولوا إن عجلت عليهم   كنا نراجع أمرنا لوأمهلا

صفحه : 261


مولاي‌ ياجنب الإله وعينه   ياذا المناقب والمراتب والعلا

إحياؤك العظم الرميم وردك   الشمس المنيرة والدجي قدأسبلا

وخضوعها لك في الخطاب وقولها   ياقادرا ياقاهرا ياأولا

وكلام أصحاب الرقيم وردهم   منك السلام و مااستنار و ماانجلي

وحديث سلمان ونصرته علي   أسد الفرات وعلم ما قدأشكلا

لايستفز ذوي‌ النهي ويقل من   أن يرتضي ويجل من أن يذهلا

أخذ الإله لك العهود علي الوري   في الذر لما أن برا وبك ابتلي

في يوم قال لهم أَ لَستُ بِرَبّكُم   و علي مولاكم معاقالُوا بَلي

قسما بوردي‌ من حياض معارفي‌   وبشربي‌ العذب الرحيق السلسلا

و من استجارك من نبي‌ مرسل   ودعا بحقك ضارعا متوسلا

لو قلت إنك رب كل فضيلة   ماكنت فيما قلته متنحلا

أوبحت بالخطر ألذي أعطاك رب   العرش كادوني‌ وقالوا قدغلا

فإليك من تقصير عبدك عذره   فكثير ماأنهي‌ يراه مقللا

بل كيف يبلغ كنه وصفك قائل   و الله في علياك أبلغ مقولا

ونفائس القرآن فيك تنزلت   وبك اغتدي متحليا متجملا

فاستجلها بكرا فأنت مليكها   و علي سواك تجل من أن تجتلي‌

ولئن بقيت لأنظمن قلائد   ينسي ترصعها النظام الأولا

شهد الإله بأنني‌ متبر‌ئ   من حبتر و من الدلام ونعثلا

وبراءة الخلعي‌ من عصب الخنا   تبني علي أن البرا أصل الولاء

قصيدة لابن حماد رحمه الله


مصاب شهيد الطف جسمي‌ أنحلا   وكدر من دهري‌ وعيشي‌ ماحلا

فما هل شهر العشر إلاتجددت   بقلبي‌ أحزان توسدني‌ البلي

صفحه : 262


وأذكر مولاي‌ الحسين و ماجري عليه   من الأرجاس في طف كربلاء

فو الله لاأنساه بالطف قائلا   لعترته الغر الكرام و من تلا

ألا فانزلوا في هذه الأرض واعلموا   بأني‌ بهاأمسي‌ صريعا مجدلا

وأسقي بهاكأس المنون علي ظما   ويصبح جسمي‌ بالدماء مغسلا

ولهفي‌ له يدعو اللئام تأملوا   مقالي‌ ياشر الأنام وأرذلا

أ لم تعلموا أني‌ ابن بنت محمد   ووالدي‌ الكرار للدين كملا

فهل سنة غيرتها أوشريعة   وهل كنت في دين الإله مبدلا

أحللت ما قدحرم الطهر أحمد   أحرمت ما قد كان قبل محللا

فقالوا له دع ماتقول فإننا   سنسقيك كأس الموت غصبا معجلا

كفعل أبيك المرتضي بشيوخنا   ونشفي‌ صدورا من ضغائنكم ملا

فأثني إلي نحو النساء جواده   وأحزانه منها الفؤاد قدامتلأ

ونادي ألا يا أهل بيتي‌ تصبروا   علي الضر بعدي‌ والشدائد والبلاء

فإني‌ بهذا اليوم أرحل عنكم   علي الرغم مني‌ لاملال و لاقلا

فقوموا جميعا أهل بيتي‌ وأسرعوا   أودعكم والدمع في الخد مسبلا

فصبرا جميلا واتقوا الله إنه   سيجزيكم خير الجزاء وأفضلا

فأثني علي أهل العناد مبادرا   يحامي‌ عن دين المهيمن ذي‌ العلا

وصال عليهم كالهزبر مجاهدا   كفعل أبيه لن يزل ويخذلا

فمال عليه القوم من كل جانب   فألقوه عن ظهر الجواد معجلا

وخر كريم السبط يا لك نكبة   بهاأصبح الدين القويم معطلا

فارتجت السبع الشداد وزلزلت   وناحت عليه الجن والوحش في الفلا

وراح جواد السبط نحو نسائه   ينوح وينعي الظامئ المترملا

خرجن بنيات البتول حواسرا   فعاين مهر السبط والسرج قدخلا

فأدمين باللطم الخدود لفقده   وأسكبن دمعا حره ليس يصطلي

صفحه : 263


و لم أنس زينب تستغيث سكينة   أخي‌ كنت لي حصنا حصينا وموئلا

أخي‌ ياقتيل الأدعياء كسرتني‌   وأورثتني‌ حزنا مقيما مطولا

أخي‌ كنت أرجو أن أكون لك الفدا   فقد خبت فيما كنت فيه أؤملا

أخي‌ ليتني‌ أصبحت عميا و لاأري   جبينك والوجه الجميل مرملا

وتدعو إلي الزهراء بنت محمد   أيا أم ركني‌ قدوهي وتزلزلا

أيا أم قدأمسي حبيبك بالعرا   طريحا ذبيحا بالدماء مغسلا

أيا أم نوحي‌ فالكريم علي القنا   يلوح كالبدر المنير إذاانجلي

ونوحي‌ علي النحر الخضيب واسكبي‌   دموعا علي الخد التريب المرملا

ونوحي‌ علي الجسم التريب تدوسه   خيول بني‌ سفيان في أرض كربلاء

ونوحي‌ علي السجاد في الأسر بعده   يقاد إلي الرجس اللعين مغللا

فيا حسرة ماتنقضي‌ ومصيبة   إلي أن نري المهدي‌ بالنصر أقبلا

إمام يقيم الدين بعدخفائه   إمام له رب السماوات فضلا

أيا آل طه يارجائي‌ وعدتي‌   وعوني‌ أيا أهل المفاخر والعلا

يمينا بأني‌ ماذكرت مصابكم   أيا سادتي‌ إلاأبيت مقلقلا

فحزني‌ عليكم كل آن مجدد   مقيم إلي أن أسكن الترب والبلاء

عبيدكم العبد الحقير محمد   كئيب و قدأمسي عليكم معولا

يؤملكم ياسادتي‌ تشفعوا له   إذا ماأتي يوم الحساب ليسألا

فو الله ماأرجو النجاة بغيركم   غدا يوم آتي‌ خائفا متوجلا

إذافر مني‌ والدي‌ ومصاحبي‌   وعاينت ماقدمت في زمن الخلا

ومنوا علي الحضار بالعفو في غد   لأن بكم قدري‌ وقدرهم علا

عليكم سلام الله ياآل أحمد   سلام علي مر الزمان مطولا

صفحه : 264

أيضا لابن حماد


أهجرت ياذات الجمال دلالا   وجعلت جسمي‌ للصدود خبالا

وسقيتني‌ كأس الفراق مرارة   ومنعت عذب رضابك السلسالا

أسفا كمامنع الحسين بكربلاء   ماء الفرات وأوسعوه خبالا

وسقوه أطراف الأسنة والقنا   ويزيد يشرب في القصور زلالا

لم أنس مولاي‌ الحسين بكربلاء   ملقي طريحا بالدماء رمالا

وا حسرتي كم يستغيث بجده   والشمر منه يقطع الأوصالا

و يقول ياجداه ليتك حاضر   فعساك تمنع دوننا الأنذالا

و يقول للشمر اللعين و قدعلا   صدرا تربي في تقي ودلالا

ياشمر تقتلني‌ بغير جناية   حقا ستجزي في الجحيم نكالا

واجتز بالعضب المهند رأسه   ظلما وهز برأسه العسالا

وعلا به فوق السنان وكبروا   لله جل جلاله و تعالي

فارتجت السبع الطباق وأظلمت   وتزلزلت لمصابه زلزالا

وبكين أطباق السماء وأمطرت   أسفا لمصرعه دما قدسالا

ياويلكم أتكبرون لفقد من   قتلوا به التكبير والتهليلا

تركوه شلوا في الفلاة وصيروا   للخيل في جسد الحسين مجالا

ولقد عجبت من الإله وحلمه   في الحال جل جلاله و تعالي

كفروا فلم يخسف بهم أرضا بما   فعلوا وأمهلهم به إمهالا

وغدا الحصان من الوقيعة عاريا   ينعي الحسين و قدمضي إجفالا

متوجها نحو الخيام مخضبا   بدم الحسين وسرجه قدمالا

وتقول زينب ياسكينة قدأتي   فرس الحسين فانظري‌ ذا الحالا

قامت سكينة عاينته محمحما   ملقي العنان فأعولت إعوالا

فبكت وقالت وا شماتة حاسدي‌   قتلوا الحسين وأيتموا الأطفالا

صفحه : 265


ياعمتا جاء الحصان مخضبا   بدم الشهيد ودمعه قدسالا

لماسمعن الطاهرات سكينة   تنعي الحسين وتظهر الإعوالا

أبرزن من وسط الخدور صوارخا   يندبن سبط محمدالمفضالا

فلطمن منهن الخدود وكشفت   منها الوجوه وأعلنت إعوالا

وخمشن منهن الوجوه لفقد من   نادي مناد في السماء وقالا

قتل الإمام ابن الإمام بكربلاء   ظلما وقاسي منهم الأهوالا

وتقول ياجداه نسل أمية   قتلوا الحسين وذبحوا الأطفالا

ياجدنا فعلوا علوج أمية   فعلا شنيعا يدهش الأفعالا

ياجدنا هذا الحسين بكربلاء   قدبضعوه أسنة ونصالا

ملقي علي شاطئ الفرات مجدلا   في الغاضرية للوري أمثالا

ثم استباحوا في الطفوف حريمه   نهبوا السراة وقوضوا الأحمالا

وغدوا بزين العابدين مكتفا   فوق المطية يشتكي‌ الأهوالا

يبكي‌ أباه بعبرة مسفوحة   أسروه مضني‌ لايطيق نزالا

وأتوا به نحو الخيام وأمه   تبكي‌ وتسحب خلفه الأذيالا

وتقول ليت الموت جاء و لم أر   هذي‌ الفعال وأنظر الأنذالا

لو كان والده علي المرتضي   حيا لجدل دونه الأبطالا

ولفر جيش المارقين هزيمة   من سيفه لايستطيع قتالا

ياويلكم فستسحبون أذلة   وستحملون بفعلكم أثقالا

فعلي ابن سعد واللعين عبيده   لعن تجدد لايزول زوالا

و علي محمد ثم آل محمد   روح وريحان يدوم مقالا

صفحه : 266


وعليهم صلي المهيمن ماحدا   في البيد ركبان تسير عجالا

فمتي تعود لآل أحمددولة   ونري لملك الظالمين زوالا

ياآل أحمدأنتم سفن النجا   و أنا وحقكم لكم أتوالي

أرجوكم لي في المعاد ذريعة   وبكم أفوز وأبلغ الآمالا

فلأنتم حجج الإله علي الوري   من لم يقل ما قلت قال محالا

و الله أنزل هل أتي في مدحكم   والنمل والحجرات والأنفالا

والمرتقي من فوق منكب أحمد   منكم و لورام السماء لنالا

وعليكم نزل الكتاب مفصلا   و الله أنزله لكم إنزالا

نص بإذن الله لا من نفسه   ذو العرش نص به لكم إفضالا

فتكلم المختار لماجاءه   من ربه جبريلهم إرسالا

إذ قال هذاوارثي‌ وخليفتي‌   في أمتي‌ فتسمعوا ماقالا

أفديكم آل النبي وبمهجتي‌   و أبي وأبذل فيكم الأموالا

و أنا ابن حماد وليكم ألذي   لم يرض غيركم و لم يتوالا

أصبحت معتصما بحبل ولائكم   جدا و إن قصر الزمان وطالا

و أنا ألذي أهواكم ياسادتي‌   أرجو بذاك عناية ونوالا

بعدالصلاة علي النبي محمد   ماغرد القمري‌ وأرخي البالا

أقول لبعض تلامذة والدي‌ الماجد نور الله ضريحه و هو محمدرفيع بن مؤمن الجيلي‌ تجاوز الله عن سيئاتهما وحشرهما مع ساداتهما مراثي‌ مبكية حسنة السبك جزيلة الألفاظ سألني‌ إيرادها لتكون لسان صدق له في الآخرين وهي‌ هذه


صفحه : 267

المرثية الأولي


كم لريب المنون من وثبات   زعزعتني‌ في رقدتي‌ وثباتي‌

كيف لي والحمام أغرق في النزع   و لايخطئ ألذي في الحياة

نفسي‌ المقتضي‌ مسرة نفسي‌   في بلوغي‌ منيتي‌ خطواتي‌

كيف يلتذ عاقل لحياة   هي‌ أمطي الرحال نحو الممات

هل سليم المذاق يشهي ويستصفي‌   أجاجا في وهدة الكدرات

هذه دار رحلة غب حل   كالتي‌ في الطريق وسط الفلاة

لامكان الثواء والطمن والأمن   من الأخذ بغتة والبيات

بئست الدار إذ قداجتمعت فيها   صنوف الأكالب الضاريات

ذل فيهاأولو الشرافة والمجد   وعزت أراذل العبلات

دور أهل الضلال فيهااستجدت   ورسوم الهدي عفت داثرات

أف للدار هذه ثم تبا   لاأري عندها مكان الثبات

كالبغاة الزناة آل زياد   نطف العاهرين والعاهرات

أتري من يقول ذاك افتراه   أورمي المحصنين والمحصنات

لا ورب المقام والبيت والحجر   وجمع والخيف والعرفات

هل سمعت ألذي تواتر معني   من نبي‌ الوري بنقل الثقات

إن من كان مبغضا لعلي‌   فهو لاشك خائن الأمهات

ماوجدنا أشد بغضا وحقدا   من عبيد الغريق في اللعنات

كافر فاسق دعي‌ خبيث   فاجر ظالم شقي‌ وعات

نال آل الرسول من ذلك الرجس   رزايا قدهدت الراسيات

يالها من مصيبة رق فيها   قلب كل الأنام حتي العداة

يالها من مصيبة صاح فيها   فرق الجن صيحة الثاكلات

يالها من مصيبة أسبلت دمع   الأولي مابكوا لدي النازلات

لهف قلبي‌ لسادة الخلق إذ هم   ذللوا في إسار قوم طغاة

صفحه : 268


لهف قلبي‌ ولجة البغي‌ هاجت   فأمالت باللطم سفن النجاة

لهف قلبي‌ لفتية كبدور   خسفت من تراكم الظلمات

لهف قلبي‌ لنسوة شبه حور   أخرجت من حظائر القادسات

وكأني‌ بزينب وهي‌ تدعو   أمها بالنحيب والزفرات

آه وا سوأتاه ياأم قومي‌   فاثكلينا مجامع النائحات

هل ترينا الحسين منعفر الخد   وأوداجه غدت شاخبات

هل ترينا الحسين مات عليلا   يابس الحلق و هو عندالفرات

يا أبي يا أباالضعاف اليتامي   يامغيث اللهيف في الطائحات

لورأيت الحسين بين الأعادي‌   كغريب في الأكلب العاويات

طارد مايصول قدامه إذ   عضه في الوراء آخر عات

مستغيث يقول هل من مغيث   أوخليل مؤانس وموات

ليت في القوم من يدين بديني‌   ليت في القوم من يصلي‌ صلاتي‌

علكم أيها العصابة صم   صمما نالكم من الأمهات

أنتم جاحدوا نبوة جدي‌   أنتم عابدوا منات ولات

هل بكم من مروة المرء شيء   أوحياء النساء لا وحياتي‌

أهل بيت الرسول في شرف الموت   ليبس الشفاه واللهوات

أنتم مظهرو دهاء وزهو   ونشاط بحبس ماء الفرات

أهل بيت الرسول في الطف صرعي   ذو بطون خميصة ضامرات

أنتم في تنعم ورفاه   من لذيذ اللحوم والمرقات

أنتم في الرحيب مجتمع الشمل   وآل الرسول رهن شتات

أين ترحيبكم أبيدت قراكم   بنزيل دعوتم دعوات

أين إيفاء ماكتبتم إلينا   ووعدتم لنا به وعدات

ويلكم ماجوابكم إذ دعاكم   يوم فصل الخصام قاضي‌ القضاة

فعليكم لعن الإله وبيلا   ماتلظي السعير باللهبات

صفحه : 269


ثم لعن الرسول فالخلق طرا   كل لعن مستتبع اللعنات

و علي من بكي لنا أوتباكي   صلوات من ربنا دائمات

رب هذاالقصيد قدنظم الجيلي‌   فانظمه في عداد الرثات

وتجاوز عن سيئات جناها   يوم يدعي ياغافر السيئات

المرثية الثانية له عفي‌ عنه


أماالهموم فقد حلت بوادينا   واستوطنت إذ رأت حسن القري فينا

وهل تري أحدا أحري بصحبتها   ممن حوي الفضل والآداب والدينا

أني يكون لأهل الفضل من فرح   و ماصفي عيشهم من لوعة حينا

أ لاتري السادة النجب الكرام بني‌   سليلة المصطفي الغر الميامينا

أصابهم من بني‌ حرب الخباث أذي   له السماوات والأرضون يبكينا

لهفي‌ علي قول مولانا الحسين لصحبه   وأعداؤه جاءوا يناوونا

ألا دعوني‌ ألا فامضوا لشأنكم   إن البغاة إذن إياي‌ يبغونا

لايشتفي‌ غلهم إلابسفك دمي‌   إن كان ذا فبغيري‌ لايبالونا

فقال من هؤلاء الرهط طائفة   كانوا نفوسهم للخلد شارينا

فداك آباؤنا يا ابن الرسول لقد   كنا علي ما له صرنا مصرينا

تالله لوقطعت أعضاؤنا قطعا   لماعدلنا بهادنيا المضلينا

هديتمونا إلي الإسلام ليس علي   وجه البسيط فريق مثلنا دينا

لولاكم ماعرفنا الله خالقنا   و لاصلاة وتطهيرا وتأذينا

أنتم دلائلنا أنتم وسائلنا   أنتم إلي الفوز بالرضوان هادونا

أ ليس جدك خير المرسلين ألا   أبوك منه كما موسي وهارونا

فكيف نسلمك العلج الزنيم و قد   نراه أخبث فرعون مضي طينا

نعوذ بالله من ذا بل نقاتلهم   بالسهم والسيف والعسال مسنونا

حتي يفيئوا إلي أمر الإله ويرفعوا   يد البغي‌ عن خير المصلينا

قال الحسين أتيتم بالوفاء إذن   جزاكم الله عنا آل ياسينا

صفحه : 270


فأنزلوا ياجنود الله رحلكم   ثم استعدوا لبلوي سوف يأتينا

شدوا حيازيمكم للموت واصطبروا   و لاتخافوا بأن الموت لاقينا

وهل نخاف بأن الخصم يقتلنا   والحق و الله فينا ليس يعدونا

لاعار للمرء لوتفقأ كريمته   إن كان مستبصرا قدأحكم الدينا

القوم من نيل روح الله قديئسوا   وموقف العرض من ذا لايبالونا

القوم قدآثروا الدنيا وزينتها   ويعبدون هواهم والشياطينا

بغوا رضي ابن زياد خاب آملهم   يردون أولادنا يسبون أهلينا

يسقون أفراسهم ماء الفرات و   يقتلون آل رسول الله ظامينا

ياليت فاطمة الطهر البتول تري   مانالنا من بني‌ حرب وتبكينا

هل من خبير ببلوانا يمر علي   زقاق طيبة يبكينا ويرثينا

يقول يامصطفي إني‌ خرجت و قد   تركت ابنك منحورا ومطعونا

يقول آخر ياطهر البتول لقد   تركت ابنك محزونا ومشجونا

وا حسرتي لطريح بالعراء و لم   يدفن و ما كان مغسولا ومكفونا

وا لهف قلبي‌ لفتيان أولي‌ شرف   قدقتلوا وهم القرآن تالونا

وا لهف قلبي‌ لنسوان مخدرة   ابرزن بالطف في قوم ملاعينا

يارب عذب عذاب الهون رائسهم   يزيد ثم عبيدا فالاعنينا

واغفر لمسكيننا الجيلي‌ زلته   آمين آمين ياغفار آمينا

المرثية الثالثة له عفي‌ عنه


ألا ليس من فقد الخليل هزالي‌   و لا من مزاج السوء سوأة حالي‌

و لانابني‌ ضيق المعاش فعابني‌   خليطي‌ وأقراني‌ بقلة مالي‌

ولكن خيول الغم والكرب والنوي   توالت علي بالي‌ و أي توالي‌

لماحل من أصناف بلوي ومحنة   بآل رسول الله أكرم آل

فكم مشرب كأس الحتوف فبعضهم   بدس وبعض مؤذنا بقتال

صفحه : 271


أ لم تسمع الملعونة الرجس إذ مضت   توسوس للأخري بوعد وصال

إلي أن قتلن المجتبي الحسن ألذي   له مع حسن الوجه حسن خصال

فيا ليت كبد قطعت حين شربه   نقيع سموم خال كأس زلال

و ياليت شمس اليوم كالليل سودت   بما اخضر وجه مشرق كلئالي‌

بنفسي‌ إذ جاءته زينب أخته   و قدشاهدت حالا وأية حال

فقال تعالي‌ ياابنة الخير فاعجبي‌   فكم فلذة مني‌ سقطن حيالي‌

تعالي‌ تعالي‌ ياابنة الأم فانظري‌   أخاك بكبد قاء أم بطحال

بنفسي‌ إذ وصي أخاه معانقا   بتقوي الإله الخالق المتعال

وبالصبر والتسليم لله والرضي‌   وبالشكر والتحميد أية حال

و قال تذكر نقل معراج جدنا   ومالك من قصر الجنان ومالي‌

فهذا اخضراري‌ قدتحقق حسبما   هناك و في علم الإله جري لي

سيدمون نحرا كان في غيرمرة   يقبله الجد الجليل حيالي‌

فتحمر وجها حيث لايتيسر   اللواذ بأنصار و لابموالي‌

فوا حسرتي وا سوأتا وا مصيبتا   لمذبوح أرض الطف يوم نزال

يزيد بما استحللت هتك حريمه   وحرمت شرب الماء رد سؤالي‌

تدور بدور الفخر والعز والعلي   زقاق بلاد الشام فوق جمال

أطايب بيض كالشموس وجوهها   بظهر شموس في مسير قلال

ذراري‌ رسول الله شد وثاقهم   كنحو أساري أوثقت بحبال

تذل مياتيم الحسين معاندا   و قد كان للأيتام خير ثمال

فكيف إذااستعدي عليك محمد   لدي حاكم ذي‌ نقمة ونكال

وبطش شديد وانتقام وسطوة   وسلطنة في عزة وجلال

عليك إلي يوم الجزاء وبعده   من الله لعن دائم متتال

إلهي‌ أناالجيلي‌ عبدك مذعنا   بما كان مني‌ من قبيح فعال

ولكنني‌ راثي‌ الحسين وناشر   مدائح ساداتي‌ بلحن مقال

صفحه : 272


محبة أولاد الرسول تعرقت   ببالي‌ فلابالموت بعدأبالي‌

و لم أتخذ دون الوصي‌ وليجة   و هذاعطاء منك قبل سؤالي‌

و أنت عليم من ضميري‌ بأنني‌   بغيض لأعداء الوصي‌ و قال

فلاتبعدني‌ عنه حيا وميتا   وعمم بهذا الفضل كل موال

المرثية الرابعة أيضا له عفي‌ عنه


اطلبوا للضحك دوني‌ و علي الحزن دعوني‌   حرم الضحك أخلائي‌ عن أهل الشجون

حزني‌ ليس لخل أوأنيس أوقرين   أولولد كنت أرجو منهم أن يخلفوني‌

إنما حزني‌ وبثي‌ ورنيني‌ وأنيني‌   لشهيد الطف سبط المصطفي الهادي‌ الأمين

لهف قلبي‌ إذ ينادي‌ قومه هل من معين   مالقومي‌ لايجيبونن إذ قدسمعوني‌

ألما في قلبهم مني‌ من داء دفين   أم لهم بغض علي الإسلام أم لم يعرفوني‌

ها أنا ابن المصطفي الآتي‌ بقرآن مبين   ها أنا ابن المرتضي الهادي‌ إلي دين مبين

أمي‌ الزهراء مخدومة جبرئيل الأمين   مذهبي‌ التوحيد والتقديس والإسلام ديني‌

هل علي الأرض نظيري‌ اليوم قومي‌ أنصفوني‌   فبما استحللتم هتك حريمي‌ أخبروني‌

ويلكم يوم ينادي‌ المرء يارب ارجعوني‌   و أناأشكو إلي جدي‌ بالصوت الحزين

صفحه : 273


جد ياجد تري قومي‌ كيف استضعفوني‌   ثم لم يرضوا بالاستضعاف حتي قتلوني‌

آه من جور عبيد الفاسق العلج الهجين   آه من شمر وشبث يظهران الحقد دوني‌

آه من إدماء نحري‌ آه من عفر جبيني‌   آه من أجل صبايا هن من لحمي‌ وطيني‌

آه من ذي‌ ثفنات هونفسي‌ ووتيني‌   آه إذ أبرزت النسوان من حصن حصين

حاسرات ظامئات خافضات للأنين   آه من جور يزيد بن اللعين بن اللعين

رب عذبهم بتعذيب أليم ومهين   واحشر الجيلي‌ في زمرة أصحاب اليمين

أقول روي‌ في بعض كتب المناقب القديمة بإسناده عن البيهقي‌ عن علي بن محمدالأديب يذكر بإسناد له أن رأس الحسين بن علي ع لماصلب بالشام أخفي خالد بن عفران و هو من أفضل التابعين شخصه من أصحابه فطلبوه شهرا حتي وجدوه فسألوه عن عزلته فقال أ ماترون مانزل بنا ثم إنشاء يقول


جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد   مترملا بدمائه ترميلا

وكأنما بك يا ابن بنت محمد   قتلوا جهارا عامدين رسولا

قتلوك عطشانا و لم يترقبوا   في قتلك التنزيل والتأويلا

ويكبرون بأن قتلت وإنما   قتلوا بك التكبير والتهليلا

أخبرني‌ سيد الحفاظ أبومنصور شهردار بن شيرويه الديلمي‌ عن محيي‌ السنة أبي الفتح إجازة قال أنشدني‌ أبوالطيب البابلي‌ أنشدني‌ أبوالنجم بدر بن


صفحه : 274

ابراهيم بالدينور للشافعي‌ محمد بن إدريس


تأوب همي‌ والفؤاد كئيب   وأرق نومي‌ فالرقاد غريب

ومما نفي جسمي‌ وشيب لمتي‌   تصاريف أيام لهن خطوب

فمن مبلغ عني‌ الحسين رسالة   و إن كرهتها أنفس وقلوب

قتيلا بلا جرم كأن قميصه   صبيغ بماء الأرجوان خضيب

وللسيف إعوال وللرمح رنة   وللخيل من بعدالصهيل نحيب

تزلزلت الدنيا لآل محمد   وكادت لها صم الجبال تذوب

يصلي‌ علي المهدي‌ من آل هاشم   ويغزي‌ بنوه إن ذا لعجيب

لئن كان ذنبي‌ حب آل محمد   فذلك ذنب لست منه أتوب

أخبرني‌ أبومنصور الديلمي‌ عن أحمد بن علي بن عامر الفقيه أنشدني‌ أحمد بن منصور بن علي القطيعي‌ المعروف بالقطان ببغداد لنفسه


ياأيها المنزل المحيل   غاثك مستخفر هطول

أودي عليك الزمان لما   شجاك من أهله الرحيل

لاتغترر بالزمان واعلم   أن يد الدهر تستطيل

فإن آجالنا قصار   فيه وآمالنا تطول

تفني الليالي‌ و ليس يفني   شوقي‌ و لاحسرتي‌ تزول

لاصاحب منصف فأسلو   به و لاحافظ وصول

وكيف أبقي بلا صديق   باطنه باطن جميل

يكون في البعد والتداني‌   يقول مثل ألذي أقول

هيهات قل الوفاء فيهم   فلاحميم و لاوصول

ياقوم مابالنا جفينا   فلا كتاب و لا رسول

لووجدوا بعض ماوجدنا   لكاتبونا و لم يحولوا

لكن خانوا و لم يجودوا   لنا بوصل و لم ينيلوا

قلبي‌ قريح به كلوم   أفتنه طرفك البخيل

أنحل جسمي‌ هواك حتي   كأنه حصرك النحيل

صفحه : 275


ياقاتلي‌ بالصدود رفقا   بمهجة شفها غليل

غصن من البان حيث مالت   ريح الخزامي‌ به تميل

يسطو علينا بغنج لحظ   كأنه مرهف صقيل

كماسطت بالحسين قوم   أراذل مالهم أصول

يا أهل كوفان لم غدرتم   بنا وكم أنتم نكول

أنتم كتبتم إلي‌ كتبا   و في طرياتها ذحول

فراقبوا الله في خباي‌   فيه لنا فتية غفول

وأم كلثوم قدتنادي‌   ليس ألذي حل بي‌ قليل

تقول لمارأته خلوا   قدخسفت صدره الخيول

جاشت بشط الفرات تدعو   مافعل السيد القتيل

أين ألذي حين أرضعوه   ناغاه في المهد جبرئيل

أين ألذي حين غمدوه   قبله أحمدالرسول

أين ألذي جده النبي   وأمه فاطم البتول

أنا ابن منصور لي لسان   علي ذوي‌ النصب يستطيل

ماالرفض ديني‌ و لااعتقادي‌   ولست عن مذهبي‌ أحول

قال ولدعبل الخزاعي‌ رحمه الله


أأسبلت دمع العين بالعبرات   وبت تقاسي‌ شدة الزفرات

وتبكي‌ لآثار لآل محمد   فقد ضاق منك الصدر بالحسرات

ألا فابكهم حقا وبل عليهم   عيونا لريب الدهر منسكبات

و لاتنس في يوم الطفوف مصابهم   وداهية من أعظم النكبات

سقي الله أجداثا علي أرض كربلاء   مرابيع أمطار من المزنات

صفحه : 276


وصلي علي روح الحسين حبيبه   قتيلا لدي النهرين بالفلوات

قتيلا بلا جرم فجيعا بفقده   فريدا ينادي‌ أين أين حماتي‌

أناالظامئ العطشان في أرض غربة   قتيلا ومطلوبا بغير ترات

و قدرفعوا رأس الحسين علي القنا   وساقوا نساء ولها خفرات

فقل لابن سعد عذب الله روحه   ستلقي عذاب النار باللعنات

سأقنت طول الدهر ماهبت الصبا   وأقنت بالآصال والغدوات

علي معشر ضلوا جميعا وضيعوا   مقال رسول الله بالشبهات

قال ولدعبل أيضا رحمه الله


ياأمة قتلت حسينا عنوة   لم ترع حق الله فيه فتهتدي‌

قتلوه يوم الطف طعنا بالقنا   وبكل أبيض صارم ومهند

ولطال ماناداهم بكلامه   جدي‌ النبي خصيمكم في المشهد

جدي‌ النبي أبي علي فاعلموا   والفخر فاطمة الزكية محتدي‌

ياقوم إن الماء يشربه الوري   ولقد ظمئت وقل منه تجلدي‌

قدشقني‌ عطشي وأقلقني‌ ألذي   ألفاه من ثقل الحديد المؤيد

قالوا له هذاعليك محرم   هذاحلال من يبايع للغبي‌

فأتاه سهم من يد مشئومة   من قوس ملعون خبيث المولد

ياعين جودي‌ بالدموع وجودي‌   وابكي‌ الحسين السيد بن السيد

قال ولبعضهم


إن كنت محزونا فما لك ترقد   هلا بكيت لمن بكاه محمد

هلا بكيت علي الحسين ونسله   إن البكاء لمثلهم قديحمد

لتضعضع الإسلام يوم مصابه   فالجود يبكي‌ فقده والسؤدد

أنسيت إذ سارت إليه كتائب   فيها ابن سعد والطغاة الجحد

فسقوه من جرع الحتوف بمشهد   كثر العداة به وقل المسعد

صفحه : 277


ثم استباحوا الصائنات حواسرا   والشمل من بعد الحسين مبدد

كيف القرار و في السبايا زينب   تدعو المسا ياجدنا يا أحمد

هذاحسين بالحديد مقطع   متخضب بدمائه مستشهد

عار بلا كفن صريع في الثري   تحت الحوافر والسنابك مقصد

والطيبون بنوك قتلي حوله   فوق التراب ذبائح لاتلحد

ياجد قدمنعوا الفرات وقتلوا   عطشا فليس لهم هنالك مورد

ياجد من ثكلي وطول مصيبتي‌   و لماأعاينه أقوم وأقعد

و له


حسب ألذي قتل الحسين من الخسارة والندامة   أن الشفيع لدي الإله خصيمه يوم القيامة

قال ولدعبل أيضا رحمه الله


منازل بين أكناف الغري‌   إلي وادي‌ المياه إلي الطوي‌

لقد شغل الدموع عن الغواني‌   مصاب الأكرمين بني‌ علي

أتي أسفي‌ علي هفوات دهر   تضاءل فيه أولاد الزكي‌

أ لم تقف البكاء علي حسين   وذكرك مصرع الحبر التقي‌

أ لم يحزنك أن بني‌ زياد   أصابوا بالتراب بني‌ النبي

و أن بني‌ الحصان يمر فيهم   علانية سيوف بني‌ البغي‌

قال وللرضي‌ الموسوي‌ نقيب النقباء البغدادي‌


سقي الله المدينة من محل   لباب الودق بالنطف العذاب

وجاد علي البقيع وساكنيه   رخي‌ البال ملئان الوطاب

وأعلام الغري‌ و ماأساخت   معالمها من الحسب اللباب

وقبرا بالطفوف يضم شلوا   قضي ظمأ إلي برد الشراب

وبغدادا وسامرا وطوسا   هطول الودق منخرق العباب

صفحه : 278


بكم في الشعر فخري‌ لابشعري‌   وعنكم طال باعي‌ في الخطاب

و من أولي بكم مني‌ وليا   و في أيديكم طرف انتسابي‌

قال ولأبي‌ الحسن علي بن أحمدالجرجاني‌ من قصيدة طويلة يمدح أهل البيت ع


وجدي‌ بكوفان ماوجدي‌ بكوفان   تهمي‌ عليه ضلوعي‌ قبل أجفان

أرض إذانفحت ريح العراق بها   أتت بشاشتها أقصي خراسان

و من قتيل بأعلي كربلاء علي   جهد الصدي فتراه غيرصديان

وذي‌ صفائح يستسقي البقيع به   ري‌ الجوانح من روح ورضوان

هذاقسيم رسول الله من آدم   قدا معا مثل ما قدالشراكان

وذاك سبطا رسول الله جدهما   وجه الهدي وهما في الوجه عيناه

وا خجلتا من أبيهم يوم يشهدهم   مضرجين نشاوي من دم قان

يقول ياأمة حف الضلال بها   فاستبدلت للعمي كفرا بإيمان

ماذا جنيت عليكم إذ أتيتكم   بخير ماجاء من آي‌ وفرقان

أ لم أجركم وأنتم في ضلالتكم   علي شفا حفرة من حر نيران

أ لم أؤلف قلوبا منكم مزقا فرقا   مثارة بين أحقاد وأضغان

أ ماتركت كتاب الله بينكم   وآية الغر في جمع وقرآن

أ لم أكن فيكم غوثا لمضطهد   أ لم أكن فيكم ماء لظمآن

قتلتم ولدي‌ صبرا علي ظمإ   هذا وترجون عندالحوض إحساني‌

سبيتم ثكلتكم أمهاتكم   بني‌ البتول وهم لحمي‌ وجثماني‌

مزقتم ونكثتم عهد والدهم   و قدقطعتم بذاك النكث أقراني‌

يارب خذ لي منهم إذ هم ظلموا   كرام رهطي‌ وراموا هدم بنياني‌

ماذا تجيبون والزهراء خصمكم   والحاكم الله للمظلوم والجاني‌

صفحه : 279


أهل الكساء صلاة الله مانزلت   عليكم الدهر من مثني ووحدان

أنتم نجوم بني‌ حواء ماطلعت   شمس النهار و مالاح السماكان

مازلت منكم علي شوق يهيجني‌   والدهر يأمرني‌ فيه وينهاني‌

حتي أتيتك والتوحيد راحلتي‌   والعدل زادي‌ وتقوي الله إمكاني‌

هذي‌ حقائق لفظ كلما برقت   ردت بلألائها أبصار عميان

هي‌ الحلي‌ لبني‌ طه وعترتهم   هي‌ الردي‌ لبني‌ حرب ومروان

هي‌ الجواهر جاء الجوهري‌ بها   محبة لكم من أرض جرجان

قال و له أيضا في يوم عاشوراء من قصيدته الطويلة


يا أهل عاشوراء يالهفي‌ علي الدين   خذوا حدادكم ياآل ياسين

إلي آخر مامضي في رواية ابن شهرآشوب وزاد فيه


زادوا عليه بحبس الماء غلته   تبا لرأي‌ فريق فيه مغبون

نالوا أزمة دنياهم ببغيهم   فليتهم سمحوا منها بماعون

حتي يصيح بقنسرين راهبها   يافرقة الغي‌ ياحزب الشياطين

أتهزءون برأس بات منتصبا   علي القناة بدين الله يوصيني‌

آمنت ويحكم بالله مهتديا   وبالنبي‌ وحب المرتضي ديني‌

فجدلوه صريعا فوق جبهته   وقسموه بأطراف السكاكين

وأوقروا صهوات الخيل من أحن   علي أساراهم فعل الفراعين

مصفدين علي أقتاب أرحلهم   محمولة بين مضروب ومطعون

أطفال فاطمة الزهراء قدفطموا   من الثدي‌ بأنياب الثعابين

ياأمة ولي‌ الشيطان رأيتها   ومكن الغي‌ منها كل تمكين

صفحه : 280


ماالمرتضي وبنوه من معاوية   و لاالفواطم من هند وميسون

آل الرسول عباديد السيوف فمن   هام علي وجهه خوفا ومسجون

ياعين لاتدعي‌ شيئا لغادية   تهمي‌ و لاتدعي‌ دمعا لمحزون

قومي‌ علي جدث بالطف فانتقضي‌   بكل لؤلؤ دمع فيك مكنون

ياآل أحمد إن الجوهري‌ لكم   سيف يقطع عنكم كل موصون

قال ولغيره عاشورية طويلة انتخبت منها هذه الأبيات


إذاجاء عاشوراء تضاعف حسرتي‌   لآل رسول الله وانهل عبرتي‌

هواليوم فيه اغبرت الأرض كلها   وجوما عليهم والسماء اقشعرت

مصائب ساءت كل من كان مسلما   ولكن عيون الفاجرين أقرت

إذاذكرت نفسي‌ مصيبة كربلاء   وأشلاء سادات بها قدتفرت

أضاقت فؤادي‌ واستباحت تجارتي‌   وعظم كربي‌ ثم عيشي‌ أمرت

أريقت دماء الفاطميين بالملا   فلو عقلت شمس النهار لخرت

إلابأبي‌ تلك الدماء التي‌ جرت   بأيدي‌ كلاب في الجحيم استقرت

توابيت من نار عليهم قدأطبقت   لهم زفرة في جوفها بعدزفرة

فشتان من في النار قد كان هكذا   و من هو في الفردوس فوق الأسرة

بنفسي‌ خدود في التراب تعفرت   بنفسي‌ جسوم بالعراء تعرت

بنفسي‌ رءوس معليات علي القنا   إلي الشام تهدي بارقات الأسنة

بنفسي‌ شفاه ذابلات من الظمإ   و لم تحظ من ماء الفرات بقطرة

بنفسي‌ عيون غائرات سواهر   إلي الماء منها نظرة بعدنظرة

بنفسي‌ من آل النبي خرائد   حواسر لم تقذف عليهم بسترة

تفيض دموعا بالدماء مشوبة   كقطر الغوادي‌ من مدافع سرة

صفحه : 281


علي خير قتلي من كهول وفتية   مصاليت أنجاد إذاالخيل كرت

ربيع اليتامي والأرامل فابكها   مدارس للقرآن في كل سحرة

وأعلام دين المصطفي وولاته   وأصحاب قربان وحج وعمرة

ينادون ياجداه أية محنة   تراه علينا من أمية مرت

ضغائن بدر بعدستين أظهرت   وكانت أجنت في الحشا وأسرت

شهدت بأن لم ترض نفس بهذه   و فيها من الإسلام مثقال ذرة

كأني‌ ببنت المصطفي قدتعلقت   يداها بساق العرش والدمع أذرت

و في حجرها ثوب الحسين مضرجا   وعنها جميع العالمين بحسرة

تقول أيا عدل اقض بيني‌ و بين من   تعدي علي ابني‌ بعدقهر وقسرة

أجالوا عليه بالصوارم والقنا   وكم جال فيهم من سنان وشفرة

علي غيرجرم غيرإنكار بيعة   لمنسلخ من دين أحمدعرة

فيقضي‌ علي قوم عليه تألبوا   بسوء عذاب النار من غيرفترة

ويسقون من ماء صديد إذادنا   شوي‌ الوجه والأمعاء منه تهددت

مودة ذي‌ القربي رعوها كماتري   وقول رسول الله أوصي بعترتي‌

فكم عجرة قداتبعوها بعجرة   وكم غدرة قدألحقوها بغدرة

هم أول العادين ظلما علي الوري   و من سار فيهم بالأذي والمضرة

مضوا وانقضت أيامهم وعهودهم   سوي لعنة باءوا بهامستمرة

لآل رسول الله ودي‌ خالصا   كمالمواليهم ولائي‌ ونصرتي‌

وها أنامذ أدركت حد بلاغتي‌   أصلي‌ عليهم في عشيي‌ وبكرتي‌

وقول النبي المرء مع من أحبه   يقوي‌ رجائي‌ في إقالة عثرتي‌

علي حبهم ياذا الجلال توفني‌   وحرم علي النيران شيبي‌ وكبرتي‌

قال ولعلي‌ بن الحسين الدوادي‌ من قصيدة طويلة انتخبت منها


بنو المصطفي المختار أحمدطهروا   وأثني عليهم محكم السورات

صفحه : 282


بنو حيدر المخصوص بالدرجات   من الله والخواض في الغمرات

فروع النبي المصطفي ووصيه   وفاطم طابت تلك من شجرات

وسائلة لم تسكب الدمع دائبا   وتقذف نارا منك في الزفرات

فقلت علي وجه الحسين و قدذرت   عليه السوافي‌ ثائر الهبوات

فقد غرقت منه المحاسن في دم   وأهدي‌ للفجار فوق قناة

وحلئ عن ماء الفرات و قدصفت   موارده للشاء والحمرات

علي أم كلثوم تساق سبية   وزينب والسجاد ذي‌ الثفنات

أصيبوا بأطراف الرماح فأهلكوا   وهم للوري أمن من الهلكات

بهم عن شفير النار قدنجي الوري   فجازوهم بالسيف ذي‌ الشفرات

فيا أقبرا حطت علي أنجم هوت   وفرقن في الأطراف مغتربات

و ليس قبورا هن بل هي‌ روضة   منورة مخضرة الجنبات

و ماغفل الرحمن عن عصبة طغت   و ماهتكت ظلما من الحرمات

أمقروعة في كل يوم صفاتكم   بأيدي‌ رزايا فتن كل صفات

فحتام ألقي جدكم و هومطرق   غضيض وألقي الدهر غيرموات

فيا رب غير ماتراه معجلا   تعاليت ياربي‌ عن الغفلات

قال وللصاحب كافي‌ الكفاة إسماعيل بن عباد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الأبيات


بلغت نفسي‌ مناها بالموالي‌ آل طاها   برسول الله من حاز المعالي‌ وحواها

وببنت المصطفي من أشبهت فضلا أباها   وبحب الحسن البالغ في العليا مداها

و الحسين المرتضي يوم المساعي‌ إذ حواها   ليس فيهم غيرنجم قد تعالي وتناهي

صفحه : 283


عترة أصبحت الدنيا جميعا في حماها   مايحدث عصب البغي‌ بأنواع عماها

أردت الأكبر بالسم و ما كان كفاها   وانبرت تبغي‌ حسينا وعرته وعراها

منعته شربه والطير قدأروت صداها   فأفاتت نفسه ياليت روحي‌ قدفداها

بنته تدعو أباها أخته تبكي‌ أخاها   لورأي أحمد ما كان دهاه ودهاها

ورأي زينب إذ شمر أتاها وسباها   لشكا الحال إلي الله و قد كان شكاها

  و إلي الله سيأتي‌ و هوأولي من جزاها

وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته


مالعلي‌ العلا أشباه   لا و ألذي لاإله إلا هو

مبناه مبني‌ النبي تعرفه   وابناه عندالتفاخر ابناه

لوطلب النجم ذات أخمصه   أعلاه والفرقدان نعلاه

يابأبي‌ السيد الحسين و قد   جاهد في الدين يوم بلواه

يابأبي‌ أهله و قدقتلوا   من حوله والعيون ترعاه

ياقبح الله أمة خذلت   سيدها لاتريد مرضاة

يالعن الله جيفة نجسا   يقرع من بغضه ثناياه

وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته


برئت من الأرجاس رهط أمية   لماصح عندي‌ من قبيح غذائهم

ولعنهم خير الوصيين جهرة   لكفرهم المعدود في شردائهم

وقتلهم السادات من آل هاشم   وسبيهم عن جرأة لنسائهم

وذبحهم خير الرجال أرومة   حسين العلا بالكرب في كربلائهم

صفحه : 284


وتشتيتهم شمل النبي محمد   لماورثوا من بغضه في قنائهم

و ماغضبت إلالأصنامها التي‌   أديلت وهم أنصارها لشقائهم

أيا رب جنبني‌ المكاره واعف عن   ذنوبي‌ لماأخلصته من ولائهم

أيا رب أعدائي‌ كثير فزدهم   بغيظهم لايظفروا بابتغائهم

أيا رب من كان النبي وأهله   وسائله لم يخش من غلوائهم

حسين توصل لي إلي الله إنني‌   بليت بهم فادفع عظيم بلائهم

فكم قددعوني‌ رافضيا لحبكم   فلم ينثني‌ عنكم طويل عوائهم

وللصاحب أيضا من قصيدته منتخبة


ياأصل عترة أحمدلولاك لم   يك أحمدالمبعوث ذا أعقاب

ردت عليك الشمس وهي‌ فضيلة   بهرت فلم تستر بكف نقاب

لم أحك إلا ماروته نواصب   عادتك فهي‌ مباحة الأسلاب

عوملت ياتلو النبي وصنوه   بأوابد جاءت بكل عجاب

قدلقبوك أباتراب بعد ما   باعوا شريعتهم بكف تراب

أتشك في لعني‌ أمية بعد ما   كفرت علي الأحرار والأطياب

قتلوا الحسين فيا لعولي‌ بعده   ولطول حزني‌ أوأصير لمابي‌

فسبوا بنات محمدفكأنما   طلبوا ذحول الفتح والأحزاب

رفقا ففي‌ يوم القيامة غنية   والنار باطشة بصوت عقاب

وللصاحب أيضا من قصيدته الطويل


أجروا دماء أخي‌ النبي محمد   فلتجر غزر دموعنا ولتهمل

ولتصدر اللعنات غيرمزالة   لعداه من ماض و من مستقبل

وتجردوا لبنيه ثم بناته   بعظائم فاسمع حديث المقتل

منعوا الحسين الماء و هومجاهد   في كربلاء فنح كنوح المعول

منعوه أعذب منهل وكذا غدا   يردون في النيران أوخم منهل

أيجز رأس ابن النبي و في الوري   حي‌ أمام ركابه لم يقتل

صفحه : 285


وبنو السفاح تحكموا في أهل حي‌   علي الفلاح بفرصة وتعجل

نكت الدعي‌ بن البغي‌ ضواحكا   هي‌ للنبي‌ الخير خير مقبل

تمضي‌ بنو هند سيوف الهند في   أوداج أولاد النبي وتعتلي‌

ناحت ملائكة السماء لقتلهم   وبكوا فقد سقوا كئوس الذبل

فأري البكاء علي الزمان محللا   والضحك بعدالطف غيرمحلل

كم قلت للأحزان دومي‌ هكذا   وتنزلي‌ في القلب لاتترحل

ولزينب بنت فاطمة البتول من قصيدة انتخبت منها هذه


تمسك بالكتاب و من تلاه   فأهل البيت هم أهل الكتاب

بهم نزل الكتاب وهم تلوه   وهم كانوا الهداة إلي الصواب

إمامي‌ وحد الرحمن طفلا   وآمن قبل تشديد الخطاب

علي كان صديق البرايا   علي كان فاروق العذاب

شفيعي‌ في القيامة عندربي‌   نبيي‌ والوصي‌ أبوتراب

وفاطمة البتول وسيدا من   يخلد في الجنان مع الشباب

علي الطف السلام وساكنيه   وروح الله في تلك القباب

نفوسا قدست في الأرض قدما   و قدخلصت من النطف العذاب

فضاجع فتية عبدوا فناموا   هجودا في الفدافد والشعاب

علتهم في مضاجعهم كعاب   بأوراق منعمة رطاب

وصيرت القبور لهم قصورا   مناخا ذات أفنية رحاب

لئن وارتهم أطباق أرض   كماأغمدت سيفا في قراب

كأقمار إذاجاسوا رواض   وآساد إذاركبوا غضاب

لقد كانوا البحار لمن أتاهم   من العافين والهلكي السغاب

فقد نقلوا إلي جنات عدن   و قدعيضوا النعيم من العقاب

بنات محمدأضحت سبايا   يسقن مع الأساري والنهاب

مغبرة الذيول مكشفات   كسبي‌ الروم دامية الكعاب

صفحه : 286


لئن أبرزن كرها من حجاب   فهن من التعفف في حجاب

أيبخل في الفرات علي حسين   و قدأضحي مباحا للكلاب

فلي‌ قلب عليه ذو التهاب   و لي جفن عليه ذو انسكاب

ولدعبل الخزاعي‌ من قصيدته الطويلة


جاءوا من الشام المشومة أهلها   للشوم يقدم جندهم إبليس

لعنوا و قدلعنوا بقتل إمامهم   تركوه وهم مبضع مخموس

وسبوا فوا حزني‌ بنات محمد   عبري‌ حواسر مالهن لبوس

تبا لكم ياويلكم أرضيتم   بالنار ذل هنالك المحبوس

بعتم بدنيا غيركم جهلا بكم   عزالحياة وإنه لنفيس

أخسر بها من بيعة أموية   لعنت وحظ البائعين خسيس

بؤسا لمن بايعتم وكأنني‌   بأمامكم وسط الجحيم حبيس

ياآل أحمد مالقيتم بعده   من عصبة هم في القياس مجوس

كم عبرة فاضت لكم وتقطعت   يوم الطفوف علي الحسين نفوس

صبرا موالينا فسوف نديلكم   يوما علي آل اللعين عبوس

مازلت متبعا لكم ولأمركم   و عليه نفسي‌ ماحييت أسوس

و من قصيدة لجعفر بن عفان الطائي‌ رحمه الله


ليبك علي الإسلام من كان باكيا   فقد ضيعت أحكامه واستحلت

غداة حسين للرماح ذرية   و قدنهلت منه السيوف وعلت

وغودر في الصحراء لحما مبددا   عليه عناق الطير باتت وظلت

فما نصرته أمة السوء إذ دعا   لقد طاشت الأحلام منها وضلت

ألا بل محوا أنوارهم بأكفهم   فلاسلمت تلك الأكف وشلت

وناداهم جهدا بحق محمد   فإن ابنه من نفسه حيث حلت

فما حفظوا قرب الرسول و لارعوا   وزلت بهم أقدامهم واستزلت

أذاقته حر القتل أمة جده   هفت نعلها في كربلاء وزلت

صفحه : 287


فلاقدس الرحمن أمة جده   و إن هي‌ صامتا للإله وصلت

كمافجعت بنت الرسول بنسلها   وكانوا حماة الحرب حين استقلت

و من قصيدة طويلة انتخبت منها أبياتا


بكي الحسين لركن الدين حين وها   وللأمور العظيمات الجليلات

هل لامر‌ئ عاذر في حزن دمعته   بعد الحسين ومسبي الفاطميات

أم هل لمكتئب حران فقده   لذاذة العيش تكرار الفجيعات

مثل النجوم الدراري‌ في مراتبها   إن غاب نجم بدا نجم لميقات

ياأمة السوء هاتوا ماحجاجكم   إذابرزتم لجبار السماوات

و أحمدخصمكم و الله منصفه   بالحق والعدل منه لاالمحابات

أ لم أبين لكم ما فيه رشدكم   من الحلال و من ترك الخبيثات

فما صنعتم أضل الله سعيكم   فيما عهدت إليكم في وصايات

أمابني‌ فمقتول ومكبول   وهارب في رءوس المشمخرات

و قدأخفتم بناتي‌ بين أظهركم   ماذا أردتم شفيتم من بنياتي‌

ينقلن من عندجبار يعاهده   إلي جبابر أمثال السبيات

أ كان هذاجزائي‌ لا أبالكم   في أقربائي‌ و في أهل الحرمات

ردوا الجحيم فحلوها بسعيكم   ثم أخلدوا في عقوبات أليمات

قال و من مرثية زينب بنت فاطمة أخت الحسين ع حين أدخلوا دمشق


أ ماشجاك ياسكن قتل الحسين و الحسن   ظمآن من طول الحزن و كل وغد ناهل

يقول ياقوم أبي علي البر الوصي‌   وفاطم أمي‌ التي‌ لها التقي والنائل

منوا علي ابن المصطفي بشربة يحيا بها   أطفالنا من الظماء حيث الفرات سائل

قالوا له لاماء لا إلاالسيوف والقنا   فانزل بحكم الأدعيا فقال بل أناضل

حتي أتاه مشقص رماه وغد أبرص   من سقر لايخلص رجس دعي‌ واغل

فهللوا بختله واعصوصبوا لقتله   وموته في نضله قدأقحم المناضل

وعفروا جبينه وخضبوا عثنونه   بالدم يامعينة ما أنت عنه غافل

صفحه : 288


وهتكوا حريمه وذبحوا فطيمه   وآثروا كلثومه وسقيت الحلائل

يسقن بالتنايف بضجة الهواتف   وأدمع ذوارف عقولها زوائل

يقلن يا محمد ياجدنا يا أحمد   قدأسرتنا الأعبد وكلنا ثواكل

تهدي سبايا كربلاء إلي الشئام والبلاء   قدانتعلن بالدماء ليس لهن ناعل

إلي يزيد الطاغية معدن كل داهية   من نحو باب الجابية بجاحد وخالل

حتي دنا بدر الدجي رأس الإمام المرتجي   بين يدي‌ شر الوري ذاك اللعين القاتل

يظل في بنانه قضيب خيزرانه   ينكت في أسنانه قطعت الأنامل

أنامل بجاحد وحافد مراصد   مكابد معاند في صدره غوائل

طوائل بدرية غوائل كفرية   شوهاء جاهلية ذلت لها الأفاضل

فيا عيوني‌ اسكبي‌ علي بني‌ بنت النبي   بفيض دمع ناضب كذاك يبكي‌ العاقل

روي‌ أن أبايوسف عبد السلام بن محمدالقزويني‌ ثم البغدادي‌ قال لأبي‌ العلاء المعري‌ هل لك شعر في أهل بيت رسول الله فإن بعض شعراء قزوين يقول فيهم ما لا يقول شعراء تنوخ فقال له المعري‌ و ماذا تقول شعراؤهم فقال يقولون


رأس ابن بنت محمد ووصيه   للمسلمين علي قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمع   لاجازع منهم و لامتوجع

أيقظت أجفانا وكنت لها كري   وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

كحلت بمنظرك العيون عماية   وأصم نعيك كل أذن تسمع

ماروضة إلاتمنت أنها   لك مضجع ولخط قبر موضع

فقال المعري‌ و أناأقول


مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود   أبواه من عليا قريش جده خير الجدود

ولبعض التابعين


ياحسين بن علي ياقتيل بن زياد   ياحسين بن علي ياصريعا في البوادي‌

صفحه : 289


لورأت فاطم بكت بدموع كالعهاد   لورأت فاطم ناحت نوح ورقاء بوادي‌

ولقامت وهي‌ ولهاء وتبكي‌ وتنادي‌   ولدي‌ سبط نبي‌ قدبالسمر الشداد

آه من شمر بغي‌ كافر و ابن زياد   لعن الله يزيدا و ابن حرب لعن عاد

هم أعادي‌ لرسول الله أبناء أعادي‌   ولهم عاجل خزي‌ وعذاب في التناد

  ومهاد في الجحيم إنها شر مهاد

ولبعض الشيعة


متي يشفيك دمعك من همول   ويبرد مابقلبك من غليل

قتيل ماقتيل بني‌ زياد   إلابأبي‌ ونفسي‌ من قتيل

أريق دم الحسين فلم يراعوا   و في الأحياء أموات العقول

فدت نفسي‌ جبينك من جبين   جري دمه علي خد أسيل

أيخلو قلب ذي‌ ورع تقي‌   من الأحزان والألم الطويل

و قدشرقت رماح بني‌ زياد   بري‌ من دماء بني‌ الرسول

فؤادك والسلو فإن قلبي‌   سيأبي أن يعود إلي ذهول

فيا طول الأسي من بعدقوم   أدير عليهم كأس الأفول

تعاورهم أسنة آل حرب   وأسياف قليلات الفلول

بتربة كربلاء لهم ديار   ينام الأهل دارسة السلول

تحيات ومغفرة وروح   علي تلك المحلة والحلول

وأوصال الحسين ببطن قاع   ملاعب للدبور وللقبول

صفحه : 290


برئنا يا رسول الله ممن   أصابك بالأذاء وبالذحول

ولمنصور بن النمري‌


يقتل ذرية النبي ويرجون   جنان الخلود للقاتل

ماالشك عندي‌ في كفر قاتله   لكنني‌ قدأشك في الخاذل

وللصاحب رحمه الله


لايشتفي‌ إلابسبي‌ بناته   وجدانها التخويف والإبعاد

إن لم أكن حربا لحرب كلها   فنفاني‌ الآباء والأجداد

إن لم أفضل أحمدا ووصيه   لهدمت مجدا شأوه عباد

ياكربلاء تحدثي‌ ببلايا   وبكربنا أن الحديث يعاد

أسد نماه أحمد ووصيه   أرداه كلب قدنماه زياد

فالدين يبكي‌ والملائك تشتكي‌   والجو أكلف والسنون جماد

ولسليمان بن قتة


مررت علي أبيات آل محمد   فلم أرها أمثالها حين حلت

صفحه : 291


فلايبعد الله الديار وأهلها   و إن أصبحت منهم بزعمي‌ تخلت

ألا إن قتلي الطف من آل هاشم   أذلت رقاب المسلمين فذلت

وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية   ألا عظمت تلك الرزايا وجلت

وأنشدني‌ الإمام الأجل ركن الإسلام أبوالفضل الكرماني‌ رحمه الله أنشدني‌ الإمام الأجل الأستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الأرسايندي‌ لواحد من الشعراء


عين جودي‌ بعبرة وعويل   واندبي‌ إن بكيت آل الرسول

واندبي‌ تسعة لصلب علي   قدأصيبوا وخمسة لعقيل

واندبي‌ كلهم فليس إذا ما   ضن بالخير كلهم بالبخيل

واندبي‌ إن ندبت عونا أخاهم   ليس فيما ينوبهم بخذول

وسمي‌ النبي غودر فيهم   قدعلوه بصارم مسلول

قال فخر القضاة وأنشدني‌ القاضي‌ الإمام محمد بن عبدالجبار السمعاني‌ من قيله


بمحمد سلوا سيوف محمد   رضخوا بهاهامات آل محمد

ولغيره


محن الزمان سحائب مترادفة   هي‌ بالفوادح والفواجع ساجمة

و إذاالهموم تعاورتك فسلها   بمصاب أولاد البتولة فاطمة

وللصاحب كافي‌ الكفاة إسماعيل بن عباد رحمه الله


عين جودي‌ علي الشهيد القتيل   واترك الخد كالمحيل المحيل

كيف يشفي‌ البكاء في قتل مولاي‌   إمام التنزيل والتأويل

و لو أن البحار صارت دموعي‌   ماكفتني‌ لمسلم بن عقيل

قاتلوا الله و النبي ومولاهم   عليا إذ قاتلوا ابن الرسول

صرعوا حوله كواكب دجن   قتلوا حوله ضراغم خيل

إخوة كل واحد منهم ليث   عرين وحد سيف صقيل

صفحه : 292


أوسعوهم ضربا وطعنا ونحرا   وانتهابا ياضلة من سبيل

و الحسين الممنوع شربة ماء   بين حر الظبي‌ وحر الغليل

مثكلا بابنه و قدضمه و هو   غريق من الدماء الهمول

فجعوه من بعده برضيع   هل سمعتم بمرضع مقتول

ثم لم يشفهم سوي قتل نفس   هي‌ نفس التكبير والتهليل

هي‌ نفس الحسين نفس رسول الله   نفس الوصي‌ نفس البتول

ذبحوه ذبح الأضاحي‌ فيا قلب   تصدع علي العزيز الذليل

وطئوا جسمه و قدقطعوه   ويلهم من عقاب يوم وبيل

أخذوا رأسه و قدبضعوه   إن سعي‌ الكفار في تضليل

نصبوه علي القنا فدمائي‌   لادموعي‌ تسيل كل مسيل

واستباحوا بنات فاطمة الزهراء   لماصرخن حول القتيل

حملوهن قدكشفن علي الأقتاب   سبيا بالعنف والتهويل

يالكرب بكربلاء عظيم   ولرزء علي النبي ثقيل

كم بكي جبرئيل مما دهاه   في بنيه صلوا علي جبرئيل

سوف تأتي‌ الزهراء تلتمس   الحكم إذ حان محشر التعديل

وأبوها وبعلها وبنوها   حولها والخصام غيرقليل

وتنادي‌ يارب ذبح أولادي‌   لماذا و أنت خير مديل

فينادي‌ بمالك ألهب النار   وأجج وخذ بأهل الغلول

يابني‌ المصطفي بكيت وأبكيت   ونفسي‌ لم تأت بعدبسؤل

ليت روحي‌ ذابت دموعا فأبكي‌   للذي‌ نالكم من التذليل

فولائي‌ لكم عتادي‌ وزادي‌   يوم ألقاكم علي سلسبيل

لي فيكم مدائح ومراثي‌   حفظت حفظ محكم التنزيل

قدكفاها في الشرق والغرب فخرا   أن يقولوا هي‌ من قيل إسماعيل

ومتي كادني‌ النواصب فيكم   حسبي‌ الله و هوخير وكيل

صفحه : 293

وللصاحب أيضا رحمه الله من قصيدة طويلة


هم وكدوا أمر الدعي‌ يزيد ملفوظ السفاح   فسطا علي روح الحسين وأهله جم الجماح

صرعوهم قتلوهم نحروهم نحر الأضاحي‌   يادمع حي‌ علي انسجام ثم حي‌ علي انسفاح

في أهل حي‌ علي الصلاة و أهل حي‌ علي الفلاح   يحمي‌ يزيد نساءه بين النضائد والوشاح

وبنات أحمد قدكشفن علي حريم مستباح   ليت النوائح ماسكتن عن النياحة والصياح

ياسادتي‌ لكم ودادي‌ و هوداعية امتداحي‌   وبذكر فضلكم اغتباقي‌ كل يوم واصطباحي‌

  زم ابن عباد ولاءكم الصريح بلا براح

أقول و قال ابن نما رحمه الله رويت إلي ابن عائشة قال مر سليمان بن قتة العدوي‌ مولي بني‌ تيم بكربلاء بعدقتل الحسين ع بثلاث فنظر إلي مصارعهم فاتكأ علي فرس له عربية وأنشأ


مررت علي أبيات آل محمد   فلم أرها أمثالها يوم حلت

أ لم تر أن الشمس أضحت مريضة   لفقد حسين والبلاد اقشعرت

وكانوا رجاء ثم أضحوا رزية   لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

وتسألنا قيس فنعطي‌ فقيرها   وتقتلنا قيس إذاالنعل زلت

صفحه : 294


و عندغني‌ قطرة من دمائنا   سنطلبهم يوما بهاحيث حلت

فلايبعد الله الديار وأهلها   و إن أصبحت منهم بزعمي‌ تخلت

و إن قتيل الطف من آل هاشم   أذل رقاب المسلمين فذلت

و قدأعولت تبكي‌ السماء لفقده   وأنجمها ناحت عليه وصلت

وقيل الأبيات لأبي‌ الرمح الخزاعي‌ حدث المرزباني‌ قال دخل أبوالرمح إلي فاطمة بنت الحسين بن علي ع فأنشدها مرثية في الحسين ع


أجالت علي عيني‌ سحائب عبرة   فلم تصح بعدالدمع حتي ارمعلت

تبكي علي آل النبي محمد   و ماأكثرت في الدمع لابل أقلت

أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم   و قدنكأت أعداؤهم حين سلت

و إن قتيل الطف من آل هاشم   أذل رقابا من قريش فذلت

فقالت فاطمة يا أبارمح هكذا تقول قال فكيف أقول جعلني‌ الله فداك قالت قل


  ذل رقاب المسلمين فذلت

فقال لاأنشدها بعداليوم إلاهكذا أقول ماقيل من المراثي‌ في مصيبته صلوات الله عليه جمة لاتحصي و لايناسب إيرادها مانحن بصدده في هذاالكتاب وإنما أوردنا قليلا منها رجاء أن يشركني‌ الله تعالي مع من يبكي‌ وينوح بها في ثوابه ولذلك عدونا ماالتزمناه في صدر الكتاب بذكر بعض القصص عن التواريخ والكتب التي‌ لم تكن في درجة ماأوردته في الفهرست في الوثوق والاعتماد وتأسينا بذلك بسنة علمائنا الماضين رضوان الله عليهم فإنهم في إيراد تلك القصص الهائلة اعتمدوا علي التواريخ لقلة ورود خصوصياتها في الأخبار علي أن أكثرها مؤيدة بالأخبار المعتبرة التي‌ أوردتها و الله الموفق و عليه التكلان


صفحه : 295

باب 54-العلة التي‌ من أجلها أخر الله العذاب عن قتلته صلوات الله عليه والعلة التي‌ من أجلها يقتل أولاد قتلته ع و إن الله ينتقم له في زمن القائم ع

1- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا تَقُولُ فِي حَدِيثٍ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا خَرَجَ القَائِمُ قَتَلَ ذرَاَريِ‌ّ قَتَلَةِ الحُسَينِ ع بِفِعَالِ آبَائِهَا فَقَالَ ع هُوَ كَذَلِكَ فَقُلتُ وَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري مَا مَعنَاهُ قَالَ صَدَقَ اللّهُ فِي جَمِيعِ أَقوَالِهِ وَ لَكِن ذرَاَريِ‌ّ قَتَلَةِ الحُسَينِ يَرضَونَ بِفِعَالِ آبَائِهِم وَ يَفتَخِرُونَ بِهَا وَ مَن رضَيِ‌َ شَيئاً كَانَ كَمَن أَتَاهُ وَ لَو أَنّ رَجُلًا قُتِلَ بِالمَشرِقِ فرَضَيِ‌َ بِقَتلِهِ رَجُلٌ بِالمَغرِبِ لَكَانَ الراّضيِ‌ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ شَرِيكَ القَاتِلِ وَ إِنّمَا يَقتُلُهُمُ القَائِمُ ع إِذَا خَرَجَ لِرِضَاهُم بِفِعلِ آبَائِهِم قَالَ قُلتُ لَهُ بأِيَ‌ّ شَيءٍ يَبدَأُ القَائِمُ مِنكُم إِذَا قَامَ قَالَ يَبدَأُ ببِنَيِ‌ شَيبَةَ فَيَقطَعُ أَيدِيَهُم لِأَنّهُم سُرّاقُ بَيتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

2-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ ع أَنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع كَانَ يَذكُرُ حَالَ مَن مَسَخَهُمُ اللّهُ قِرَدَةً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ يحَكيِ‌ قِصّتَهُم فَلَمّا بَلَغَ آخِرَهَا قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي مَسَخَ أُولَئِكَ القَومَ لِاصطِيَادِ السّمَكِ فَكَيفَ تَرَي عِندَ اللّهِ يَكُونُ حَالُ مَن قَتَلَ أَولَادَ رَسُولِ اللّهِص وَ هَتَكَ حَرِيمَهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي وَ إِن لَم يَمسَخهُم فِي الدّنيَا فَإِنّ المُعَدّ لَهُم مِن عَذَابِ الآخِرَةِ أَضعَافُ أَضعَافِ عَذَابِ المَسخِ فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَإِنّا قَد سَمِعنَا مِنكَ هَذَا الحَدِيثَ فَقَالَ لَنَا بَعضُ


صفحه : 296

النّصّابِ فَإِن كَانَ قَتلُ الحُسَينِ بَاطِلًا فَهُوَ أَعظَمُ مِن صَيدِ السّمَكِ فِي السّبتِ أَ فَمَا كَانَ يَغضَبُ عَلَي قَاتِلِيهِ كَمَا غَضِبَ عَلَي صيَاّديِ‌ السّمَكِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ قُل لِهَؤُلَاءِ النّصّابِ فَإِن كَانَ إِبلِيسُ مَعَاصِيهِ أَعظَمَ مِن معَاَصيِ‌ مَن كَفَرَ بِإِغوَائِهِ فَأَهلَكَ اللّهُ مَن شَاءَ مِنهُم كَقَومِ نُوحٍ وَ فِرعَونَ وَ لَم يُهلِك إِبلِيسَ وَ هُوَ أَولَي بِالهَلَاكِ فَمَا بَالُهُ أَهلَكَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ قَصُرُوا عَن إِبلِيسَ فِي عَمَلِ المُوبِقَاتِ وَ أَمهَلَ إِبلِيسَ مَعَ إِيثَارِهِ لِكَشفِ المُخزِيَاتِ أَ لَا كَانَ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ حَكِيماً بِتَدبِيرِهِ وَ حُكمِهِ فِيمَن أَهلَكَ وَ فِيمَنِ استَبقَي فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ الصّائِدُونَ فِي السّبتِ وَ هَؤُلَاءِ القَاتِلُونَ لِلحُسَينِ ع يَفعَلُ فِي الفَرِيقَينِ مَا يَعلَمُ أَنّهُ أَولَي بِالصّوَابِ وَ الحِكمَةِلا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ وَ عِبَادُهُ يُسأَلُونَ

وَ قَالَ البَاقِرُ ع لَمّا حَدّثَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بِهَذَا الحَدِيثِ قَالَ لَهُ بَعضُ مَن فِي مَجلِسِهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَيفَ يُعَاتِبُ اللّهُ وَ يُوَبّخُ هَؤُلَاءِ الأَخلَافَ عَلَي قَبَائِحَ أَتَي بِهَا أَسلَافُهُم وَ هُوَ يَقُولُوَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري فَقَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع إِنّ القُرآنَ نَزَلَ بِلُغَةِ العَرَبِ فَهُوَ يُخَاطِبُ فِيهِ أَهلَ اللّسَانِ بِلُغَتِهِم يَقُولُ الرّجُلُ التمّيِميِ‌ّ قَد أَغَارَ قَومُهُ عَلَي بَلَدٍ وَ قَتَلُوا مَن فِيهِ أَغَرتُم عَلَي بَلَدِ كَذَا وَ يَقُولُ العرَبَيِ‌ّ أَيضاً وَ نَحنُ فَعَلنَا ببِنَيِ‌ فُلَانٍ وَ نَحنُ سَبَينَا آلَ فُلَانٍ وَ نَحنُ خَرّبنَا بَلَدَ كَذَا لَا يُرِيدُ أَنّهُم بَاشَرُوا ذَلِكَ وَ لَكِن يُرِيدُ هَؤُلَاءِ بِالعَذلِ وَ أُولَئِكَ بِالِافتِخَارِ أَنّ قَومَهُم فَعَلُوا كَذَا وَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي هَذِهِ الآيَةِ إِنّمَا هُوَ تَوبِيخٌ لِأَسلَافِهِم وَ تَوبِيخُ العَذلِ عَلَي هَؤُلَاءِ المَوجُودِينَ لِأَنّ ذَلِكَ هُوَ اللّغَةُ التّيِ‌ أُنزِلَ بِهَا القُرآنُ وَ لِأَنّ هَؤُلَاءِ الأَخلَافَ أَيضاً رَاضُونَ بِمَا فَعَلَ أَسلَافُهُم مُصَوّبُونَ ذَلِكَ لَهُم فَجَازَ أَن يُقَالَ لَهُم أَنتُم فَعَلتُم أَي إِذ رَضِيتُم قَبِيحَ فِعلِهِم

3- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ القَائِمُ وَ اللّهِ يَقتُلُ ذرَاَريِ‌ّ قَتَلَةِ الحُسَينِ بِفِعَالِ آبَائِهَا

4-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي


صفحه : 297

عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَلا عُدوانَ إِلّا عَلَي الظّالِمِينَ قَالَ أَولَادُ قَتَلَةِ الحُسَينِ ع

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن هاشم و ابن أبي الخطاب عن عثمان بن عيسي مثله بيان لعل المراد بالعدوان مايسمي ظاهرا عدوانا و إن كان في الواقع موافقا للعدل

4- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن صَفوَانَ عَن حَكَمٍ الحَنّاطِ عَن ضُرَيسٍ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ قَالَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع

5- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ القرُشَيِ‌ّ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ الحَنّاطِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ قَضَينا إِلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنّ فِي الأَرضِ مَرّتَينِ قَالَ قَتلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ طَعنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع وَ لَتَعلُنّ عُلُوّا كَبِيراًقَتلُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما قَالَ إِذَا جَاءَ نَصرُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّبَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدّيارِقَوماً يَبعَثُهُمُ اللّهُ قَبلَ قِيَامِ القَائِمِ لَا يَدَعُونَ وِتراً لآِلِ مُحَمّدٍ إِلّا أَحرَقُوهُ وَ كَانَ وَعدُ اللّهِ مَفعُولًا


صفحه : 298

6- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَإِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يَومَ يَقُومُ الأَشهادُ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ مِنهُم وَ لَم يُنصَر بَعدُ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ لَقَد قُتِلَ قَتَلَةُ الحُسَينِ وَ لَم يُطلَب بِدَمِهِ بَعدُ

7- مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن رَجُلٍ قَالَ سَأَلتُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ قَالَ ذَلِكَ قَائِمُ آلِ مُحَمّدٍ يَخرُجُ فَيَقتُلُ بِدَمِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَلَو قَتَلَ أَهلَ الأَرضِ لَم يَكُن سَرَفاً وَ قَولِهِ تَعَالَيفَلا يُسرِف فِي القَتلِ لَم يَكُن لِيَصنَعَ شَيئاً يَكُونُ سَرَفاً ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَقتُلُ وَ اللّهِ ذرَاَريِ‌ّ قَتَلَةِ الحُسَينِ بِفِعَالِ آبَائِهَا

8- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحَسَنِ بَيّاعِ الهرَوَيِ‌ّ يَرفَعُهُ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِهِفَلا عُدوانَ إِلّا عَلَي الظّالِمِينَ قَالَ إِلّا عَلَي ذُرّيّةِ قَتَلَةِ الحُسَينِ

9- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن اِبرَاهِيمَ عَمّن رَوَاهُ عَن أَحَدِهِمَا قَالَ قُلتُفَلا عُدوانَ إِلّا عَلَي الظّالِمِينَ قَالَ لَا يعَتدَيِ‌ اللّهُ عَلَي أَحَدٍ إِلّا عَلَي نَسلِ وُلدِ قَتَلَةِ الحُسَينِ ع

10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَارِيخُ بَغدَادَ وَ خُرَاسَانَ وَ الإِبَانَةُ وَ الفِردَوسُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُحَمّدٍص أنَيّ‌ قَتَلتُ بِيَحيَي بنِ زَكَرِيّا سَبعِينَ أَلفاً وَ أَقتُلُ بِابنِ بِنتِكَ سَبعِينَ أَلفاً وَ سَبعِينَ أَلفاً

الصّادِقُ ع قُتِلَ بِالحُسَينِ مِائَةُ أَلفٍ وَ مَا طُلِبَ بِثَأرِهِ وَ سَيُطلَبُ بِثَأرِهِ

عَلِيّ بنُ الحُسَينِ قَالَخَرَجنَا مَعَ الحُسَينِ فَمَا نَزَلَ مَنزِلًا وَ لَا ارتَحَلَ عَنهُ إِلّا وَ ذَكَرَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا وَ قَالَ يَوماً مِن هَوَانِ الدّنيَا عَلَي اللّهِ أَنّ رَأسَ يَحيَي


صفحه : 299

أهُديِ‌َ إِلَي بغَيِ‌ّ مِن بَغَايَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ

وَ فِي حَدِيثِ مُقَاتِلٍ عَن زَينِ العَابِدِينَ عَن أَبِيهِ أَنّ امرَأَةَ مَلِكِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَبِرَت وَ أَرَادَت أَن تُزَوّجَ بِنتَهَا مِنهُ لِلمَلِكِ فَاستَشَارَ المَلِكُ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا فَنَهَاهُ عَن ذَلِكَ فَعَرَفَتِ المَرأَةُ ذَلِكَ وَ زَيّنَت بِنتَهَا وَ بَعَثَتهَا إِلَي المَلِكِ فَذَهَبَت وَ لَعِبَت بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهَا المَلِكُ مَا حَاجَتُكِ قَالَت رَأسُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا فَقَالَ المَلِكُ يَا بُنَيّةُ حَاجَةٌ غَيرُ هَذَا قَالَت مَا أُرِيدُ غَيرَهُ وَ كَانَ المَلِكُ إِذَا كَذَبَ فِيهِم عُزِلَ عَن مُلكِهِ فَخُيّرَ بَينَ مُلكِهِ وَ بَينَ قَتلِ يَحيَي فَقَتَلَهُ ثُمّ بَعَثَ بِرَأسِهِ إِلَيهَا فِي طَستٍ مِن ذَهَبٍ فَأُمِرَتِ الأَرضُ فَأَخَذَتهَا وَ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم بُختَنَصّرَ فَجَعَلَ يرَميِ‌ عَلَيهِم بِالمَنَاجِيقِ وَ لَا تَعمَلُ شَيئاً فَخَرَجَت إِلَيهِ عَجُوزٌ مِنَ المَدِينَةِ فَقَالَت أَيّهَا المَلِكُ إِنّ هَذِهِ مَدِينَةُ الأَنبِيَاءِ لَا تَنفَتِحُ إِلّا بِمَا أَدُلّكَ عَلَيهِ قَالَ لَكِ مَا سَأَلتِ قَالَت ارمِهَا بِالخَبَثِ وَ العَذِرَةِ فَفَعَلَ فَتَقَطّعَت فَدَخَلَهَا فَقَالَ عَلَيّ بِالعَجُوزِ فَقَالَ لَهَا مَا حَاجَتُكِ قَالَت فِي المَدِينَةِ دَمٌ يغَليِ‌ فَاقتُل عَلَيهِ حَتّي يَسكُنَ فَقَتَلَ عَلَيهِ سَبعِينَ أَلفاً حَتّي سَكَنَ يَا ولَدَيِ‌ يَا عَلِيّ وَ اللّهِ لَا يَسكُنُ دمَيِ‌ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ المهَديِ‌ّ فَيَقتُلَ عَلَي دمَيِ‌ مِنَ المُنَافِقِينَ الكَفَرَةِ الفَسَقَةِ سَبعِينَ أَلفاً


صفحه : 300

باب 64- ماعجل الله به قتلة الحسين صلوات الله عليه من العذاب في الدنيا و ماظهر من إعجازه واستجابة دعائه في ذلك عندالحرب وبعده

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيِ‌َ أَنّ الحُسَينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ إِنّ مِمّا يُقِرّ لعِيَنيِ‌ أَنّكَ لَا تَأكُلُ مِن بُرّ العِرَاقِ بعَديِ‌ إِلّا قَلِيلًا فَقَالَ مُستَهزِئاً يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فِي الشّعِيرِ خَلَفٌ فَكَانَ كَمَا قَالَ لَم يَصِل إِلَي الريّ‌ّ وَ قَتَلَهُ المُختَارُ

تَارِيخُ النسّوَيِ‌ّ وَ تَارِيخُ بَغدَادَ وَ إِبَانَةُ العكُبرَيِ‌ّ قَالَ سُفيَانُ بنُ عُيَينَةَ حدَثّتَنيِ‌ جدَتّيِ‌ أَنّ رَجُلًا مِمّن شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ ع كَانَ يَحمِلُ وَرساً فَصَارَ وَرسُهُ دَماً وَ رَأَيتُ النّجمَ كَأَنّ فِيهِ النّيرَانَ يَومَ قُتِلَ الحُسَينُ يعَنيِ‌ بِالنّجمِ النّبَاتَ

مُحَمّدُ بنُ الحَكَمِ عَن أُمّهِ قَالَ انتَهَبَ النّاسُ وَرساً مِن عَسكَرِ الحُسَينِ ع فَمَا استَعمَلَتهُ امرَأَةٌ إِلّا بَرِصَت

أمَاَليِ‌ أَبِي سَهلٍ القَطّانِ يَروِيهِ عَنِ ابنِ عُيَينَةَ قَالَ أَدرَكتُ مِن قَتَلَةِ الحُسَينِ رَجُلَينِ أَمّا أَحَدُهُمَا فَإِنّهُ طَالَ ذَكَرُهُ حَتّي كَانَ يَلُفّهُ وَ فِي رِوَايَةٍ كَانَ يَحمِلُهُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ أَمّا الآخَرُ فَإِنّهُ كَانَ يَستَقبِلُ الرّاوِيَةَ فَيَشرَبُهَا إِلَي آخِرِهَا وَ لَا يَروَي وَ ذَلِكَ أَنّهُ نَظَرَ إِلَي الحُسَينِ وَ قَد أَهوَي إِلَي فِيهِ بِمَاءٍ وَ هُوَ يَشرَبُ فَرَمَاهُ بِسَهمٍ فَقَالَ الحُسَينُ ع لَا أَروَاكَ اللّهُ مِنَ المَاءِ فِي دُنيَاكَ وَ لَا فِي آخِرَتِكَ

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّ رَجُلًا مِن كَلبٍ رَمَاهُ بِسَهمٍ فَشَكّ شِدقَهُ فَقَالَ الحُسَينُ ع لَا أَروَاكَ اللّهُ فَعَطِشَ الرّجُلُ حَتّي أَلقَي نَفسَهُ فِي الفُرَاتِ وَ شَرِبَ حَتّي مَاتَ

بيان الشك اللزوم واللصوق


صفحه : 301

2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]المَقتَلُ عَنِ ابنِ بَابَوَيهِ وَ التّارِيخُ عَنِ الطبّرَيِ‌ّ قَالَ أَبُو القَاسِمِ الوَاعِظُ نَادَي رَجُلٌ يَا حُسَينُ إِنّكَ لَن تَذُوقَ مِنَ الفُرَاتِ قَطرَةً حَتّي تَمُوتَ أَو تَنزِلَ عَلَي حُكمِ الأَمِيرِ فَقَالَ الحُسَينُ ع أللّهُمّ اقتُلهُ عَطَشاً وَ لَا تَغفِر لَهُ أَبَداً فَغَلَبَ عَلَيهِ العَطَشُ فَكَانَ يَعُبّ المِيَاهَ وَ يَقُولُ وَا عَطَشَاه حَتّي تَقَطّعَ

تاريخ الطبري‌ أنه كان هذاالمنادي‌ عبد الله بن الحصين الأزدي‌ رواه حميد بن مسلم و في رواية كان رجلا من دارم

فَضَائِلُ العَشَرَةِ عَن أَبِي السّعَادَاتِ بِالإِسنَادِ فِي خَبَرٍ أَنّهُ لَمّا رَمَاهُ الداّرمِيِ‌ّ بِسَهمٍ فَأَصَابَ حَنَكَهُ جَعَلَ يَتَلَقّي الدّمَ ثُمّ يَقُولُ هَكَذَا إِلَي السّمَاءِ فَكَانَ هَذَا الداّرمِيِ‌ّ يَصِيحُ مِنَ الحَرّ فِي بَطنِهِ وَ البَردِ فِي ظَهرِهِ بَينَ يَدَيهِ المَرَاوِحُ وَ الثّلجُ وَ خَلفَهُ الكَانُونُ وَ النّارُ وَ هُوَ يَقُولُ اسقوُنيِ‌ فَيَشرَبُ العُسّ ثُمّ يَقُولُ اسقوُنيِ‌ أهَلكَنَيِ‌َ العَطَشُ قَالَ فَانقَدّ بَطنُهُ

ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ ابنُ جَرِيرٍ فِي التّارِيخِ أَنّهُ نَادَي الحُسَينَ ع ابنُ جَوزَةَ فَقَالَ يَا حُسَينُ أَبشِر فَقَد تَعَجّلتَ النّارَ فِي الدّنيَا قَبلَ الآخِرَةِ قَالَ وَيحَكَ أَنَا قَالَ نَعَم قَالَ وَ لِي رَبّ رَحِيمٌ وَ شَفَاعَةُ نبَيِ‌ّ مُطَاعٍ أللّهُمّ إِن كَانَ عِندَكَ كَاذِباً فَجُرّهُ إِلَي النّارِ قَالَ فَمَا هُوَ إِلّا أَن ثَنّي عِنَانَ فَرَسِهِ فَوَثَبَ بِهِ فَرَمَي بِهِ وَ بَقِيَت رِجلُهُ فِي الرّكَابِ وَ نَفَرَ الفَرَسُ فَجَعَلَ يَضرِبُ بِرَأسِهِ كُلّ حَجَرٍ وَ شَجَرٍ حَتّي مَاتَ

وَ فِي رِوَايَةِ غَيرِهِمَا أللّهُمّ جُرّهُ إِلَي النّارِ وَ أَذِقهُ حَرّهَا فِي الدّنيَا قَبلَ مَصِيرِهِ إِلَي الآخِرَةِ فَسَقَطَ عَن فَرَسِهِ فِي الخَندَقِ وَ كَانَ فِيهِ نَارٌ فَسَجَدَ الحُسَينُ ع

تاريخ الطبري‌ قال أبومخنف حدثني‌ عمرو بن شعيب عن محمد بن عبدالرحمن أن يدي‌ أبجر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء و في الصيف تيبسان كأنهما عودان

وَ فِي رِوَايَةِ غَيرِهِ كَانَت يَدَاهُ تَقطُرَانِ فِي الشّتَاءِ دَماً وَ كَانَ هَذَا المَلعُونُ سَلَبَ الحُسَينَ ع

وَ يُروَي أَنّهُ أَخَذَ عِمَامَتَهُ جَابِرُ بنُ زَيدٍ الأزَديِ‌ّ وَ تَعَمّمَ بِهَا فَصَارَ فِي الحَالِ مَعتُوهاً


صفحه : 302

وَ أَخَذَ ثَوبَهُ جَعُوبَةُ بنُ حُوَيّةَ الحضَرمَيِ‌ّ وَ لَبِسَهُ فَتَغَيّرَ وَجهُهُ وَ حُصّ شَعرُهُ وَ بَرِصَ بَدَنُهُ وَ أَخَذَ سَرَاوِيلَهُ الفوَقاَنيِ‌ّ بَحِيرُ بنُ عَمرٍو الجرَميِ‌ّ وَ تَسَروَلَ بِهِ فَصَارَ مُقعَداً

بيان رجل أحص بين الحصص أي قليل شعر الرأس و قدحصت البيضة رأسه

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ إِنّ رَجُلًا مِن كِندَةَ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بنُ اليُسرِ أَتَي الحُسَينَ ع بَعدَ مَا ضَعُفَ مِن كَثرَةِ الجِرَاحَاتِ فَضَرَبَهُ عَلَي رَأسِهِ بِالسّيفِ وَ عَلَيهِ بُرنُسٌ مِن خَزّ فَقَالَ ع لَا أَكَلتَ بِهَا وَ لَا شَرِبتَ وَ حَشَرَكَ اللّهُ مَعَ الظّالِمِينَ فَأَلقَي ذَلِكَ البُرنُسَ مِن رَأسِهِ فَأَخَذَهُ الكنِديِ‌ّ فَأَتَي بِهِ أَهلَهُ فَقَالَتِ امرَأَتُهُ أَ سَلَبُ الحُسَينِ تُدخِلُهُ فِي بيَتيِ‌ لَا تَجتَمِعُ رأَسيِ‌ وَ رَأسُكَ أَبَداً فَلَم يَزَل فَقِيراً حَتّي هَلَكَ

أَحَادِيثُ ابنِ الحَاشِرِ قَالَ كَانَ عِندَنَا رَجُلٌ خَرَجَ عَلَي الحُسَينِ ع ثُمّ جَاءَ بِجَمَلٍ وَ زَعفَرَانٍ فَكُلّمَا دَقّوا الزّعفَرَانَ صَارَ نَاراً فَلَطَخَتِ امرَأَتُهُ عَلَي يَدَيهَا فَصَارَت بَرصَاءَ وَ قَالَ وَ نُحِرَ البَعِيرُ فَكُلّمَا جَزّوا بِالسّكّينِ صَارَ مَكَانُهَا نَاراً قَالَ فَقَطّعُوهُ فَخَرَجَ مِنهُ النّارُ قَالَ فَطَبَخُوهُ فَفَارَتِ القِدرُ نَاراً

وَ يُروَي عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ وَ يَزِيدَ بنِ هَارُونَ الواَسطِيِ‌ّ أَنّهُمَا قَالَا نُحِرَ إِبِلُ الحُسَينِ ع فَإِذَا لَحمُهُ يَتَوَقّدُ نَاراً

تَارِيخُ النسّوَيِ‌ّ قَالَ حَمّادُ بنُ زَيدٍ قَالَ جَمِيلُ بنُ مُرّةَ لَمّا طَبَخُوهَا صَارَت مِثلَ العَلقَمِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ الحُسَينَ ع دَعَا وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّا أَهلُ بَيتِ نَبِيّكَ وَ ذُرّيّتُهُ وَ قَرَابَتُهُ فَاقصِم مَن ظَلَمَنَا وَ غَصَبَنَا حَقّنَا إِنّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ الأَشعَثِ وَ أَيّ قَرَابَةٍ بَينَكَ وَ بَينَ مُحَمّدٍ فَقَرَأَ الحُسَينُ ع إِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أرَنِيِ‌ فِيهِ فِي هَذَا اليَومِ ذُلّا عَاجِلًا فَبَرَزَ ابنُ الأَشعَثِ لِلحَاجَةِ فَلَسَعَتهُ عَقرَبٌ عَلَي ذَكَرِهِ فَسَقَطَ وَ هُوَ يَستَغِيثُ وَ يَتَقَلّبُ عَلَي حَدَثِهِ

إِبَانَةُ


صفحه : 303

ابنِ بَطّةَ وَ جَامِعُ الدّارَ قطُنيِ‌ّ وَ فَضَائِلُ أَحمَدَ رَوَي قُرّةُ بنُ أَعيَنَ عَن خَالِهِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي رَجَاءٍ العطُاَردِيِ‌ّ فَقَالَ لَا تَذكُرُوا أَهلَ البَيتِ إِلّا بِخَيرٍ فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن حاَضرِيِ‌ كَربَلَاءَ وَ كَانَ يَسُبّ الحُسَينَ ع فَأَهوَي اللّهُ عَلَيهِ نَجمَينِ فَعَمِيَت عَينَاهُ وَ سَأَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَبَاحٍ القاَضيِ‌ أَعمَي عَن عَمَائِهِ فَقَالَ كُنتُ حَضَرتُ كَربَلَاءَ وَ مَا قَاتَلتُ فَنِمتُ فَرَأَيتُ شَخصاً هَائِلًا قَالَ لِي أَجِب رَسُولَ اللّهِ فَقُلتُ لَا أُطِيقُ فجَرَنّيِ‌ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَوَجَدتُهُ حَزِيناً وَ فِي يَدِهِ حَربَةٌ وَ بُسِطَ قُدّامَهُ نَطعٌ وَ مَلَكٌ قِبَلَهُ قَائِمٌ فِي يَدِهِ سَيفٌ مِنَ النّارِ يَضرِبُ أَعنَاقَ القَومِ وَ تَقَعُ النّارُ فِيهِم فَتُحرِقُهُم ثُمّ يُحيَونَ وَ يَقتُلُهُم أَيضاً هَكَذَا فَقُلتُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ اللّهِ مَا ضَرَبتُ بِسَيفٍ وَ لَا طَعَنتُ بِرُمحٍ وَ لَا رَمَيتُ سَهماً فَقَالَ النّبِيّ أَ لَستَ كَثّرتَ السّوَادَ فسَلَمّنَيِ‌ وَ أَخَذَ مِن طَستٍ فِيهِ دَمٌ فكَحَلّنَيِ‌ مِن ذَلِكَ الدّمِ فَاحتَرَقَت عيَناَي‌َ فَلَمّا انتَبَهتُ كُنتُ أَعمَي

كَنزُ المُذَكّرِينَ قَالَ الشعّبيِ‌ّ رَأَيتُ رَجُلًا مُتَعَلّقاً بِأَستَارِ الكَعبَةِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ لَا أَرَاكَ تَغفِرُ لِي فَسَأَلتُهُ عَن ذَنبِهِ فَقَالَ كُنتُ مِنَ الوُكَلَاءِ عَلَي رَأسِ الحُسَينِ وَ كَانَ معَيِ‌ خَمسُونَ رَجُلًا فَرَأَيتُ غَمَامَةً بَيضَاءَ مِن نُورٍ وَ قَد نَزَلَت مِنَ السّمَاءِ إِلَي الخَيمَةِ وَ جَمعاً كَثِيراً أَحَاطُوا بِهَا فَإِذَا فِيهِم آدَمُ وَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي ثُمّ نَزَلَت أُخرَي وَ فِيهَا النّبِيّص وَ جَبرَائِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ فَبَكَي النّبِيّ وَ بَكَوا مَعَهُ جَمِيعاً فَدَنَا مَلَكُ المَوتِ وَ قَبَضَ تِسعاً وَ أَربَعِينَ فَوَثَبَ عَلَيّ فَوَثَبتُ عَلَي رجِليِ‌ وَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ الأَمَانَ الأَمَانَ فَوَ اللّهِ مَا شَايَعتُ فِي قَتلِهِ وَ لَا رَضِيتُ فَقَالَ وَيحَكَ وَ أَنتَ تَنظُرُ إِلَي مَا يَكُونُ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ خَلّ عَن قَبضِ رُوحِهِ فَإِنّهُ لَا بُدّ أَن يَمُوتَ يَوماً فتَرَكَنَيِ‌ وَ خَرَجتُ إِلَي هَذَا المَوضِعِ تَائِباً عَلَي مَا كَانَ منِيّ‌

النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ لَمّا جَاءُوا بِرَأسِ الحُسَينِ وَ نَزَلُوا مَنزِلًا يُقَالُ لَهُ قِنّسرِينُ اطّلَعَ رَاهِبٌ مِن صَومَعَتِهِ إِلَي الرّأسِ فَرَأَي نُوراً سَاطِعاً يَخرُجُ مِن فِيهِ وَ يَصعَدُ


صفحه : 304

إِلَي السّمَاءِ فَأَتَاهُم بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ أَخَذَ الرّأسَ وَ أَدخَلَهُ صَومَعَتَهُ فَسَمِعَ صَوتاً وَ لَم يَرَ شَخصاً قَالَ طُوبَي لَكَ وَ طُوبَي لِمَن عَرَفَ حُرمَتَهُ فَرَفَعَ الرّاهِبُ رَأسَهُ وَ قَالَ يَا رَبّ بِحَقّ عِيسَي تَأمُرُ هَذَا الرّأسَ بِالتّكَلّمِ معَيِ‌ فَتَكَلّمَ الرّأسُ وَ قَالَ يَا رَاهِبُ أَيّ شَيءٍ تُرِيدُ قَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا ابنُ مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ أَنَا ابنُ عَلِيّ المُرتَضَي وَ أَنَا ابنُ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ أَنَا المَقتُولُ بِكَربَلَاءَ أَنَا المَظلُومُ أَنَا العَطشَانُ وَ سَكَتَ فَوَضَعَ الرّاهِبُ وَجهَهُ عَلَي وَجهِهِ فَقَالَ لَا أَرفَعُ وجَهيِ‌ عَن وَجهِكَ حَتّي تَقُولَ أَنَا شَفِيعُكَ يَومَ القِيَامَةِ فَتَكَلّمَ الرّأسُ وَ قَالَ ارجِع إِلَي دِينِ جدَيّ‌ مُحَمّدٍ فَقَالَ الرّاهِبُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَبِلَ لَهُ الشّفَاعَةَ فَلَمّا أَصبَحُوا أَخَذُوا مِنهُ الرّأسَ وَ الدّرَاهِمَ فَلَمّا بَلَغُوا الواَديِ‌َ نَظَرُوا الدّرَاهِمَ قَد صَارَت حِجَارَةً

وَ فِي أَثَرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ أُمّ كُلثُومٍ قَالَت لِحَاجِبِ ابنِ زِيَادٍ وَيلَكَ هَذِهِ الأَلفُ دِرهَمٍ خُذهَا إِلَيكَ وَ اجعَل رَأسَ الحُسَينِ أَمَامَنَا وَ اجعَلنَا عَلَي الجِمَالِ وَرَاءَ النّاسِ لِيَشتَغِلَ النّاسُ بِنَظَرِهِم إِلَي رَأسِ الحُسَينِ عَنّا فَأَخَذَ الأَلفَ وَ قَدّمَ الرّأسَ فَلَمّا كَانَ الغَدُ أَخرَجَ الدّرَاهِمَ وَ قَد جَعَلَهَا اللّهُ حِجَارَةً سَودَاءَ مَكتُوباً عَلَي أَحَدِ جَانِبَيهَاوَ لا تَحسَبَنّ اللّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمُونَ وَ عَلَي الجَانِبِ الآخَرِوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

وَ رَوَي أَبُو مِخنَفٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ أَنّهُ صُلِبَ رَأسُ الحُسَينِ ع بِالصّيَارِفِ فِي الكُوفَةِ فَتَنَحنَحَ الرّأسُ وَ قَرَأَ سُورَةَ الكَهفِ إِلَي قَولِهِإِنّهُم فِتيَةٌ آمَنُوا بِرَبّهِم وَ زِدناهُم هُديًفَلَم يَزِدهُم ذَلِكَ إِلّا ضَلَالًا

وَ فِي أَثَرٍ أَنّهُم لَمّا صَلَبُوا رَأسَهُ عَلَي الشّجَرِ سُمِعَ مِنهُوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ وَ سُمِعَ أَيضاً صَوتُهُ بِدِمَشقَ يَقُولُلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ سُمِعَ أَيضاً يَقرَأُأَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباً فَقَالَ زَيدُ بنُ أَرقَمَ أَمرُكَ أَعجَبُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ

كتِاَبيَ‌ ابنِ بَطّةَ وَ الترّمذِيِ‌ّ وَ خَصَائِصِ النطّنَزيِ‌ّ وَ اللّفظُ لِلأَوّلِ عَن عُمَارَةَ


صفحه : 305

بنِ عُمَيرٍ أَنّهُ لَمّا جيِ‌ءَ بِرَأسِ ابنِ زِيَادٍ وَ رُءُوسِ أَصحَابِهِ إِلَي المَسجِدِ انتَهَيتُ إِلَيهِم وَ النّاسُ يَقُولُونَ قَد جَاءَت قَد جَاءَت قَالَ فَجَاءَت حَيّةٌ تَتَخَلّلُ الرّءُوسَ حَتّي دَخَلَت فِي مِنخَرِهِ ثُمّ خَرَجَت مِنَ المِنخَرِ الآخَرِ ثُمّ قَالُوا قَد جَاءَت قَد جَاءَت فَفَعَلَت ذَلِكَ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً

أَبُو مِخنَفٍ فِي رِوَايَةٍ لَمّا دُخِلَ بِالرّأسِ عَلَي يَزِيدَ كَانَ لِلرّأسِ طِيبٌ قَد فَاحَ عَلَي كُلّ طِيبٍ وَ لَمّا نُحِرَ الجَمَلُ ألّذِي حُمِلَ عَلَيهِ رَأسُ الحُسَينِ كَانَ لَحمُهُ أَمَرّ مِنَ الصّبرِ وَ لَمّا قُتِلَ ع صَارَ الوَرسُ دَماً وَ انكَسَفَتِ الشّمسُ إِلَي ثَلَاثَةِ أَسبَاتٍ وَ مَا فِي الأَرضَ حَجَرٌ إِلّا وَ تَحتَهُ دَمٌ وَ نَاحَت عَلَيهِ الجِنّ كُلّ يَومٍ فَوقَ قَبرِ النّبِيّ إِلَي سَنَةٍ كَامِلَةٍ

بيان قوله إلي ثلاثة أسبات أي أسابيع وإنما ذكر هكذا لأنهم ذكروا أن قتله ع كان يوم السبت فابتداء ذلك من هذااليوم

4- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]دَلَائِلُ النّبُوّةِ عَن أَبِي بَكرٍ البيَهقَيِ‌ّ بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَبِيلٍ وَ أمَاَليِ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ النيّساَبوُريِ‌ّ أَيضاً أَنّهُ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ اجتُزّ رَأسُهُ قَعَدُوا فِي أَوّلِ مَرحَلَةٍ يَشرَبُونَ النّبِيذَ وَ يَتَحَيّونَ بِالرّأسِ فَخَرَجَ عَلَيهِم قَلَمٌ مِن حَدِيدٍ مِن حَائِطٍ فَكَتَبَ سَطراً بِالدّمِ أَ تَرجُو أُمّةٌ قَتَلَت حُسَيناً شَفَاعَةَ جَدّهِ يَومَ الحِسَابِ قَالَ فَهَرَبُوا وَ تَرَكُوا الرّأسَ ثُمّ رَجَعُوا

وَ فِي كِتَابِ ابنِ بَطّةَ أَنّهُم وَجَدُوا ذَلِكَ مَكتُوباً فِي كَنِيسَةٍ

وَ قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍاحتَفَرَ رَجُلٌ مِن أَهلِ نَجرَانَ حَفِيرَةً فَوُجِدَ فِيهَا لَوحٌ مِن ذَهَبٍ فِيهِ مَكتُوبٌ هَذَا البَيتُ وَ بَعدَهُ فَقَد قَدِمُوا عَلَيهِ بِحُكمِ جَورٍ فَخَالَفَ حُكمُهُم حُكمَ الكِتَابِ


صفحه : 306

سَتَلقَي يَا يَزِيدُ غَداً عَذَاباً مِنَ الرّحمَنِ يَا لَكَ مِن عَذَابٍ فَسَأَلنَاهُم مُنذُ كَم هَذَا فِي كَنِيسَتِكُم فَقَالُوا قَبلَ أَن يُبعَثَ نَبِيّكُم بِثَلَاثِمِائَةِ عَامٍ

5- أَقُولُ رَوَي السّيّدُ فِي كِتَابِ المَلهُوفِ وَ ابنُ شَهرَآشُوبَ وَ غَيرُهُمَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ رَبَاحٍ القاَضيِ‌ قَالَ لَقِيتُ رَجُلًا مَكفُوفاً قَد شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ ع فَسُئِلَ عَن بَصَرِهِ فَقَالَ كُنتُ شَهِدتُ قَتلَهُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ غَيرَ أنَيّ‌ لَم أَطعَن بِرُمحٍ وَ لَم أَضرِب بِسَيفٍ وَ لَم أَرمِ بِسَهمٍ فَلَمّا قُتِلَ رَجَعتُ إِلَي منَزلِيِ‌ وَ صَلّيتُ العِشَاءَ الآخِرَةَ وَ نِمتُ فأَتَاَنيِ‌ آتٍ فِي منَاَميِ‌ فَقَالَ أَجِب رَسُولَ اللّهِ فَقُلتُ مَا لِي وَ لَهُ فَأَخَذَ بتِلَبيِبيِ‌ وَ جرَنّيِ‌ إِلَيهِ فَإِذَا النّبِيّ جَالِسٌ فِي صَحرَاءَ حَاسِرٌ عَن ذِرَاعَيهِ آخِذٌ بِحَربَةٍ وَ مَلَكٌ قَائِمٌ بَينَ يَدَيهِ وَ فِي يَدِهِ سَيفٌ مِن نَارٍ يَقتُلُ أصَحاَبيِ‌َ التّسعَةَ فَكُلّمَا ضَرَبَ ضَربَةً التَهَبَ أَنفُسُهُم نَاراً فَدَنَوتُ مِنهُ وَ جَثَوتُ بَينَ يَدَيهِ وَ قُلتُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَلَم يَرُدّ عَلَيّ وَ مَكَثَ طَوِيلًا ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ يَا عَدُوّ اللّهِ انتَهَكتَ حرُمتَيِ‌ وَ قَتَلتَ عتِرتَيِ‌ وَ لَم تَرعَ حقَيّ‌ وَ فَعَلتَ وَ فَعَلتَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ضَرَبتُ بِسَيفٍ وَ لَا طَعَنتُ بِرُمحٍ وَ لَا رَمَيتُ بِسَهمٍ فَقَالَ صَدَقتَ وَ لَكِنّكَ كَثّرتَ السّوَادَ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَوتُ مِنهُ فَإِذَا طَستٌ مَملُوءٌ دَماً فَقَالَ لِي هَذَا دَمُ ولَدَيِ‌َ الحُسَينِ فكَحَلَنَيِ‌ مِن ذَلِكَ الدّمِ فَانتَبَهتُ حَتّي السّاعَةَ لَا أُبصِرُ شَيئاً

وَ قَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي المَقَاتِلِ قَالَ المدَاَئنِيِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ أَبُو غَسّانَ عَن هَارُونَ بنِ سَعدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ أَصبَغَ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ أَبَانِ بنِ دَارِمٍ أَسوَدَ الوَجهِ وَ كُنتُ أَعرِفُهُ جَمِيلًا شَدِيدَ البَيَاضِ فَقُلتُ لَهُ مَا كِدتُ أَعرِفُكَ قَالَ إنِيّ‌ قَتَلتُ شَابّاً أَمرَدَ مَعَ الحُسَينِ بَينَ عَينَيهِ أَثَرُ السّجُودِ فَمَا نِمتُ لَيلَةً مُنذُ قَتَلتُهُ إِلّا أتَاَنيِ‌ فَيَأخُذُ بتِلَاَبيِبيِ‌ حَتّي يأَتيِ‌َ جَهَنّمَ فيَدَفعَنَيِ‌ فِيهَا فَأَصِيحَ فَمَا يَبقَي أَحَدٌ فِي الحيَ‌ّ إِلّا سَمِعَ صيِاَحيِ‌ قَالَ وَ المَقتُولُ العَبّاسُ بنُ عَلِيّ ع


صفحه : 307

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المرَاَغيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَنِ الوَلِيدِ بنِ أَبِي ثَورٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَمّهِ قَالَ لَمّا خِفنَا أَيّامَ الحَجّاجِ خَرَجَ نَفَرٌ مِنّا مِنَ الكُوفَةِ مُستَتِرِينَ وَ خَرَجتُ مَعَهُم فَصِرنَا إِلَي كَربَلَاءَ وَ لَيسَ بِهَا مَوضِعٌ نَسكُنُهُ فَبَنَينَا كُوخاً عَلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ وَ قُلنَا نأَويِ‌ إِلَيهِ فَبَينَا نَحنُ فِيهِ إِذ جَاءَنَا رَجُلٌ غَرِيبٌ فَقَالَ أَصِيرُ مَعَكُم فِي هَذَا الكُوخِ اللّيلَةَ فَأَنَا عَابِرُ سَبِيلٍ فَأَجَبنَاهُ وَ قُلنَا غَرِيبٌ مُنقَطَعٌ بِهِ فَلَمّا غَرَبَتِ الشّمسُ وَ أَظلَمَ اللّيلُ أَشعَلنَا وَ كُنّا نُشعِلُ بِالنّفطِ ثُمّ جَلَسنَا نَتَذَاكَرُ أَمرَ الحُسَينِ وَ مُصِيبَتَهُ وَ قَتلَهُ وَ مَن تَوَلّاهُ فَقُلنَا مَا بقَيِ‌َ أَحَدٌ مِن قَتَلَةِ الحُسَينِ إِلّا رَمَاهُ اللّهُ بِبَلِيّةٍ فِي بَدَنِهِ فَقَالَ ذَلِكَ الرّجُلُ فَأَنَا كُنتُ فِيمَن قَتَلَهُ وَ اللّهِ مَا أصَاَبنَيِ‌ سُوءٌ وَ إِنّكُم يَا قَومِ تَكذِبُونَ فَأَمسَكنَا عَنهُ وَ قَلّ ضَوءُ النّفطِ فَقَامَ ذَلِكَ الرّجُلُ لِيُصلِحَ الفَتِيلَةَ بِإِصبَعِهِ فَأَخَذَتِ النّارُ كَفّهُ فَخَرَجَ نَادّاً حَتّي أَلقَي نَفسَهُ فِي الفُرَاتِ يَتَغَوّثُ بِهِ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَينَا يُدخِلُ رَأسَهُ فِي المَاءِ وَ النّارُ عَلَي وَجهِ المَاءِ فَإِذَا أَخرَجَ رَأسَهُ سَرَتِ النّارُ إِلَيهِ فَيَغُوصُهُ إِلَي المَاءِ ثُمّ يُخرِجُهُ فَتَعُودُ إِلَيهِ فَلَم يَزَل ذَلِكَ دَأبُهُ حَتّي هَلَكَ

7- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الحجِاَزيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ دَاوُدَ أَبِي العَبّاسِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ الخَلِيلِ عَن يَعقُوبَ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ سَمَرتُ أَنَا وَ نَفَرٌ ذَاتَ لَيلَةٍ فَتَذَاكَرنَا مَقتَلَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ مَا تَلَبّسَ أَحَدٌ بِقَتلِهِ إِلّا أَصَابَهُ بَلَاءٌ فِي أَهلِهِ وَ نَفسِهِ وَ مَالِهِ فَقَالَ شَيخٌ مِنَ القَومِ فَهُوَ وَ اللّهِ مِمّن شَهِدَ قَتلَهُ وَ أَعَانَ عَلَيهِ فَمَا أَصَابَهُ إِلَي الآنَ أَمرٌ يَكرَهُهُ فَمَقَتَهُ القَومُ وَ تَغَيّرَ السّرَاجُ وَ كَانَ دُهنُهُ نِفطاً فَقَامَ إِلَيهِ لِيُصلِحَهُ فَأَخَذَتِ النّارُ بِإِصبَعِهِ فَنَفَخَهَا فَأَخَذَت بِلِحيَتِهِ فَخَرَجَ يُبَادِرُ إِلَي المَاءِ فَأَلقَي نَفسَهُ فِي النّهَرِ وَ جَعَلَتِ النّارُ تُرَفرِفُ عَلَي رَأسِهِ فَإِذَا أَخرَجَهُ أَحرَقَتهُ حَتّي مَاتَ لَعَنَهُ اللّهُ


صفحه : 308

8- ثو،[ثواب الأعمال ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ الأَصبَغِ قَالَ قَدِمَ عَلَينَا رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ دَارِمٍ مِمّن شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مُسوَدّ الوَجهِ وَ كَانَ رَجُلًا جَمِيلًا شَدِيدَ البَيَاضِ فَقُلتُ لَهُ مَا كِدتُ أَن أَعرِفَكَ لِتَغَيّرِ لَونِكَ فَقَالَ قَتَلتُ رَجُلًا مِن أَصحَابِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَبيَضَ بَينَ عَينَيهِ أَثَرُ السّجُودِ وَ جِئتُ بِرَأسِهِ فَقَالَ القَاسِمُ لَقَد رَأَيتُهُ عَلَي فَرَسٍ لَهُ مَرِحاً وَ قَد عَلّقَ الرّأسَ بِلَبَانِهَا وَ هُوَ يُصِيبُ رُكبَتَهَا قَالَ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ لَو أَنّهُ رَفَعَ الرّأسَ قَلِيلًا أَ مَا تَرَي مَا تَصنَعُ بِهِ الفَرَسُ بِيَدَيهَا فَقَالَ لِي يَا بنُيَ‌ّ مَا يُصنَعُ بِهِ أَشَدّ لَقَد حدَثّنَيِ‌ فَقَالَ مَا نِمتُ لَيلَةً مُنذُ قَتَلتُهُ إِلّا أتَاَنيِ‌ فِي منَاَميِ‌ حَتّي يَأخُذَ بتِلَبيِبيِ‌ فيَقَوُدنَيِ‌ فَيَقُولُ انطَلِق فَيَنطَلِقُ بيِ‌ إِلَي جَهَنّمَ فَيَقذِفُ بيِ‌ فِيهَا حَتّي أُصبِحَ قَالَ فَسَمِعَت بِذَلِكَ جَارِيَةٌ لَهُ فَقَالَت مَا يَدَعُنَا نَنَامُ شَيئاً مِنَ اللّيلِ مِن صِيَاحِهِ قَالَ فَقُمتُ فِي شَبَابٍ مِنَ الحيَ‌ّ فَأَتَينَا امرَأَتَهُ فَسَأَلنَاهَا فَقَالَت قَد أَبدَي عَلَي نَفسِهِ قَد صَدَقَكُم

بيان قوله مرحا حال عن الراكب أي فرحا و في نسخة قديمة موجأ فهو صفة للمركوب أي خصي‌ والأصل فيه موجوء لكن قديستعمل هكذا قال الجزري‌ و منه الحديث أنه ضحي بكبشين موجوءين أي خصيين ومنهم من يرويه موجئين بوزن مكرمين و هوخطأ ومنهم موجيين بغير همز علي التخفيف و يكون من وجئه وجئا فهو موجي‌ و قال الفيروزآبادي‌ اللبان بالفتح الصدر أووسطه أو ما بين الثديين أوصدر ذي‌ الحافر و قوله أبدي أي أظهر و فيه تضمين معني الطعن أي طاعنا علي نفسه

9- ثو،[ثواب الأعمال ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَمّارِ بنِ عُمَيرٍ التيّميِ‌ّ قَالَ لَمّا جيِ‌ءَ بِرَأسِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ رُءُوسِ أَصحَابِهِ عَلَيهِم غَضَبُ اللّهِ قَالَ انتَهَيتُ إِلَيهِم وَ النّاسُ يَقُولُونَ قَد جَاءَت حَيّةٌ تَتَخَلّلُ الرّءُوسَ حَتّي دَخَلَت فِي مَنخِرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ لَعنَةُ اللّهِ عَلَيهِ ثُمّ خَرَجَت فَدَخَلَت فِي المَنخِرِ الآخَرِ

10-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ


صفحه : 309

عَن عَلِيّ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ آلَ أَبِي سُفيَانَ قَتَلُوا الحُسَينَ بنَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَنَزَعَ اللّهُ مُلكَهُم وَ قَتَلَ هِشَامٌ زَيدَ بنَ عَلِيّ فَنَزَعَ اللّهُ مُلكَهُ وَ قَتَلَ الوَلِيدُ يَحيَي بنَ زَيدٍ فَنَزَعَ اللّهُ مُلكَهُ

11- مل ،[كامل الزيارات ] أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ الغنَوَيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ قَالَ وَ هَل بقَيِ‌َ فِي السّمَاوَاتِ مَلَكٌ لَم يَنزِل إِلَي رَسُولِ اللّهِ يُعَزّيهِ فِي وَلَدِهِ الحُسَينِ وَ يُخبِرُهُ بِثَوَابِ اللّهِ إِيّاهُ وَ يَحمِلُ إِلَيهِ تُربَتَهُ مَصرُوعاً عَلَيهَا مَذبُوحاً مَقتُولًا طَرِيحاً مَخذُولًا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ اخذُل مَن خَذَلَهُ وَ اقتُل مَن قَتَلَهُ وَ اذبَح مَن ذَبَحَهُ وَ لَا تُمَتّعهُ بِمَا طَلَبَ قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ فَوَ اللّهِ لَقَد عُوجِلَ المَلعُونُ يَزِيدُ وَ لَم يَتَمَتّع بَعدَ قَتلِهِ وَ لَقَد أُخِذَ مُغَافَصَةً بَاتَ سَكرَانَ وَ أَصبَحَ مَيّتاً مُتَغَيّراً كَأَنّهُ مطَليِ‌ّ بِقَارٍ أُخِذَ عَلَي أَسَفٍ وَ مَا بقَيِ‌َ أَحَدٌ مِمّن تَابَعَهُ عَلَي قَتلِهِ أَو كَانَ فِي مُحَارَبَتِهِ إِلّا أَصَابَهُ جُنُونٌ أَو جُذَامٌ أَو بَرَصٌ وَ صَارَ ذَلِكَ وِرَاثَةً فِي نَسلِهِم

12- أَقُولُ روُيِ‌َ فِي بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ المُعتَبَرَةِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن مَحمُودِ بنِ إِسمَاعِيلَ الصيّرفَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الطبّرَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّفيِ‌ّ عَن أَبِي غَسّانَ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ حَربٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ كُردُوسٍ عَن حَاجِبِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ قَالَ دَخَلتُ القَصرَ خَلفَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ فَاضطَرَمَ فِي وَجهِهِ نَاراً فَقَالَ هَكَذَا بِكُمّهِ عَلَي وَجهِهِ فَقَالَ هَل رَأَيتَ قُلتُ نَعَم فأَمَرَنَيِ‌ أَن أَكتُمَ ذَلِكَ

وَ قَالَ أَخبَرَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ العاَصمِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن وَالِدِهِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الأَسوَدِ بنِ عَامِرٍ عَن شَرِيكِ بنِ عُمَيرٍ يعَنيِ‌ عَبدَ المَلِكِ قَالَ قَالَ الحَجّاجُ يَوماً مَن كَانَ لَهُ بَلَاءٌ فَليَقُم فَلنُعطِهِ عَلَي بَلَائِهِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أعَطنِيِ‌ عَلَي بلَاَئيِ‌ قَالَ وَ مَا بَلَاؤُكَ قَالَ قَتَلتُ الحُسَينَ قَالَ وَ كَيفَ قَتَلتَهُ قَالَ دَسَرتُهُ وَ اللّهِ بِالرّمحِ


صفحه : 310

دَسراً وَ هَبَرتُهُ بِالسّيفِ هَبراً وَ مَا أَشرَكتُ معَيِ‌ فِي قَتلِهِ أَحَداً قَالَ أَمَا إِنّكَ وَ إِيّاهُ لَن تَجتَمِعَا فِي مَكَانٍ أَبَداً قَالَ لَهُ اخرُج قَالَ وَ أَحسَبُهُ لَم يُعطِهِ شَيئاً

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ القَطّانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ دُرُستَوَيهِ عَن يَعقُوبَ بنِ سُفيَانَ النسّوَيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَربٍ عَن حَمّادِ بنِ زَيدٍ عَن جَمِيلِ بنِ مُرّةَ قَالَ أَصَابُوا إِبِلًا فِي عَسكَرِ الحُسَينِ ع يَومَ قُتِلَ فَنَحَرُوهَا وَ طَبَخُوهَا قَالَ فَصَارَت مِثلَ العَلقَمِ فَمَا استَطَاعُوا أَن يَسِيغُوا مِنهَا شَيئاً

بيان العلقم شجر مر ويقال للحنظل ولكل شيءمر علقم

13- ثُمّ قَالَ وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن يَعقُوبَ بنِ سُفيَانَ عَن أَبِي بَكرٍ الحمَيِديِ‌ّ عَن سُفيَانَ قَالَ حدَثّتَنيِ‌ جدَتّيِ‌ قَالَت لَقَد رَأَيتُ الوَرسَ عَادَ رَمَاداً وَ لَقَد رَأَيتُ اللّحمَ كَأَنّ فِيهِ النّارَ حِينَ قُتِلَ الحُسَينُ ع

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن يَعقُوبَ بنِ سُفيَانَ عَن أَبِي نُعَيمٍ عَن عُقبَةَ بنِ أَبِي حَفصَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ إِن كَانَ الوَرسُ مِن وَرسِ الحُسَينِ ع لِيُقَالَ بِهِ هَكَذَا فَيَصِيرُ رَمَاداً

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدٍ الدوّريِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ مُعِينٍ عَن جَرِيرٍ عَن زَيدِ بنِ أَبِي الزّنَادِ قَالَ قُتِلَ الحُسَينُ وَ لِي أَربَعَ عَشرَةَ سَنَةً وَ صَارَ الوَرسُ رَمَاداً ألّذِي كَانَ فِي عَسكَرِهِم وَ احمَرّت آفَاقُ السّمَاءِ وَ نَحَرُوا نَاقَةً فِي عَسكَرِهِم فَكَانُوا يَرَونَ فِي لَحمِهَا النّيرَانَ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَنِ الزّبَيرِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبد اللّهِ بنِ وَصِيفٍ عَنِ المُشطَاحِ الوَرّاقِ قَالَ سَمِعتُ الفَتحَ بنَ شُخرُفٍ العَابِدَ يَقُولُ أَفُتّ الخُبزَ لِلعَصَافِيرِ كُلّ يَومٍ فَكَانَت تَأكُلُ فَلَمّا كَانَ يَومُ عَاشُورَاءَ فَتَتّ لَهَا فَلَم تَأكُل فَعَلِمتُ أَنّهَا امتَنَعَت لِقَتلِ حُسَينِ بنِ عَلِيّ ع

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِي الحُسَينِ بنِ بُشرَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ صَفوَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي الدّنيَا عَنِ العَبّاسِ بنِ هِشَامِ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِيهِ


صفحه : 311

عَن جَدّهِ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِن أَبَانِ بنِ دَارِمٍ يُقَالُ لَهُ زُرعَةُ شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ ع فَرَمَي الحُسَينَ بِسَهمٍ فَأَصَابَ حَنَكَهُ فَجَعَلَ يَتَلَقّي الدّمَ ثُمّ يَقُولُ هَكَذَا إِلَي السّمَاءِ فيَرَميِ‌ بِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ الحُسَينَ ع دَعَا بِمَاءٍ لِيَشرَبَ فَلَمّا رَمَاهُ حَالَ بَينَهُ وَ بَينَ المَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ ظَمّئهُ أللّهُمّ ظَمّئهُ قَالَ فحَدَثّنَيِ‌ مَن شَهِدَهُ وَ هُوَ يَمُوتُ وَ هُوَ يَصِيحُ مِنَ الحَرّ فِي بَطنِهِ وَ البَردِ فِي ظَهرِهِ وَ بَينَ يَدَيهِ المَرَاوِحُ وَ الثّلجُ وَ خَلفَهُ الكَانُونُ وَ هُوَ يَقُولُ اسقوُنيِ‌ أهَلكَنَيِ‌ العَطَشُ فَيُؤتَي بِعُسّ عَظِيمٍ فِيهِ السّوِيقُ وَ المَاءُ وَ اللّبَنُ لَو شَرِبَهُ خَمسَةٌ لَكَفَاهُم قَالَ فَيَشرَبُهُ ثُمّ يَعُودُ فَيَقُولُ اسقوُنيِ‌ أهَلكَنَيِ‌ العَطَشُ قَالَ فَانقَدّ بَطنُهُ كَانقِدَادِ البَعِيرِ

وَ ذَكَرَ أَعثَمُ الكوُفيِ‌ّ هَذَا الحَدِيثَ مُختَصَراً قَالَ اسمُ الراّميِ‌ لَعَنَهُ اللّهُ عَبدُ الرّحمَنِ الأزَديِ‌ّ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع أللّهُمّ اقتُلهُ عَطَشاً وَ لَا تَغفِر لَهُ أَبَداً قَالَ القَاسِمُ بنُ أَصبَغَ لَقَد رأَيَتنُيِ‌ عِندَ ذَلِكَ الرّجُلِ وَ هُوَ يَصِيحُ وَ المَاءُ يُبَرّدُ لَهُ فِيهِ السّكّرُ وَ الأَعسَاسُ فِيهَا اللّبَنُ وَ هُوَ يَقُولُ وَيلَكُم اسقوُنيِ‌ فَقَد قتَلَنَيِ‌َ العَطَشُ فَيُعطَي القُلّةَ أَوِ العُسّ فَإِذَا نَزَعَهُ مِن فِيهِ يَصِيحُ حَتّي انقَدّ بَطنُهُ وَ مَاتَ شَرّ مِيتَةٍ لَعَنَهُ اللّهُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي الدّنيَا عَن إِسحَاقَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن سُفيَانَ قَالَ حدَثّتَنيِ‌ جدَتّيِ‌ أُمّ أَبِي قَالَت أَدرَكتُ رَجُلَينِ مِمّن شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ فَأَمّا أَحَدُهُمَا فَطَالَ ذَكَرُهُ حَتّي كَانَ يَلُفّهُ وَ أَمّا الآخَرُ فَكَانَ يَستَقبِلُ الرّاوِيَةَ فَيَشرَبُهَا حَتّي يأَتيِ‌َ عَلَي آخِرِهَا قَالَ سُفيَانُ أَدرَكتُ ابنَ أَحَدِهِمَا بِهِ خَبَلٌ أَو نَحوُ هَذَا

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَجُلًا بِلَا أَيدٍ وَ لَا أَرجُلٍ وَ هُوَ أَعمَي يَقُولُ رَبّ نجَنّيِ‌ مِنَ النّارِ فَقِيلَ لَهُ لَم تَبقَ لَكَ عُقُوبَةٌ وَ مَعَ ذَلِكَ تَسأَلُ النّجَاةَ مِنَ النّارِ قَالَ كُنتُ فِيمَن قَتَلَ الحُسَينَ ع بِكَربَلَاءَ فَلَمّا قُتِلَ رَأَيتُ عَلَيهِ سَرَاوِيلًا وَ تِكّةً حَسَنَةً بَعدَ مَا سَلَبَهُ النّاسُ فَأَرَدتُ أَن أَنزِعَ مِنهُ التّكّةَ فَرَفَعَ يَدَهُ اليُمنَي وَ وَضَعَهَا عَلَي التّكّةِ فَلَم أَقدِر عَلَي دَفعِهَا فَقَطَعتُ يَمِينَهُ ثُمّ هَمَمتُ أَن آخُذَ التّكّةَ فَرَفَعَ شِمَالَهُ فَوَضَعَهَا عَلَي تِكّتِهِ فَقَطَعتُ يَسَارَهُ ثُمّ هَمَمتُ بِنَزعِ التّكّةِ مِنَ السّرَاوِيلِ فَسَمِعتُ زَلزَلَةً فَخِفتُ وَ تَرَكتُهُ فَأَلقَي اللّهُ عَلَيّ النّومَ فَنِمتُ بَينَ القَتلَي فَرَأَيتُ كَأَنّ مُحَمّداًص أَقبَلَ وَ مَعَهُ عَلِيّ


صفحه : 312

وَ فَاطِمَةُ فَأَخَذُوا رَأسَ الحُسَينِ فَقَبّلَتهُ فَاطِمَةُ ثُمّ قَالَت يَا ولَدَيِ‌ قَتَلُوكَ قَتَلَهُمُ اللّهُ مَن فَعَلَ هَذَا بِكَ فَكَانَ يَقُولُ قتَلَنَيِ‌ شِمرٌ وَ قَطَعَ يدَاَي‌َ هَذَا النّائِمُ وَ أَشَارَ إلِيَ‌ّ فَقَالَت فَاطِمَةُ لِي قَطَعَ اللّهُ يَدَيكَ وَ رِجلَيكَ وَ أَعمَي بَصَرَكَ وَ أَدخَلَكَ النّارَ فَانتَبَهتُ وَ أَنَا لَا أُبصِرُ شَيئاً وَ سَقَطَت منِيّ‌ يدَاَي‌َ وَ رجِلاَي‌َ وَ لَم يَبقَ مِن دُعَائِهَا إِلّا النّارُ

أَقُولُ رَوَي السّائِلُ عَنِ السّيّدِ المُرتَضَي رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَن خَبَرٍ رَوَي النعّماَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ التسّلَيّ‌ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا احتُضِرَ الكَافِرُ حَضَرَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ جَبرَئِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ فَيَدنُو إِلَيهِ عَلِيّ ع فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ هَذَا كَانَ يُبغِضُنَا أَهلَ البَيتِ فَأَبغِضهُ فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِص يَا جَبرَئِيلُ إِنّ هَذَا كَانَ يُبغِضُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ أَهلَ بَيتِ رَسُولِهِ فَأَبغِضهُ فَيَقُولُ جَبرَئِيلُ لِمَلَكِ المَوتِ إِنّ هَذَا كَانَ يُبغِضُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ فَأَبغِضهُ وَ أَعنِف بِهِ فَيَدنُو مِنهُ مَلَكُ المَوتِ فَيَقُولُ يَا عَبدَ اللّهِ أَخَذتَ فَكَاكَ رَقَبَتِكَ أَخَذتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ تَمَسّكتَ بِالعِصمَةِ الكُبرَي فِي دَارِ الحَيَاةِ الدّنيَا فَيَقُولُ وَ مَا هيِ‌َ فَيَقُولُ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَيَقُولُ مَا أَعرِفُهَا وَ لَا أَعتَقِدُ بِهَا فَيَقُولُ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا عَدُوّ اللّهِ وَ مَا كُنتَ تَعتَقِدُ فَيَقُولُ لَهُ جَبرَئِيلُ أَبشِر يَا عَدُوّ اللّهِ بِسَخَطِ اللّهِ وَ عَذَابِهِ فِي النّارِ أَمّا مَا كُنتَ تَرجُو فَقَد فَاتَكَ وَ أَمّا ألّذِي كُنتَ تَخَافُ فَقَد نَزَلَ بِكَ ثُمّ يَسُلّ نَفسَهُ سَلّا عَنِيفاً ثُمّ يُوَكّلُ بِرُوحِهِ مِائَةَ شَيطَانٍ كُلّهُم يَبصُقُ فِي وَجهِهِ وَ يَتَأَذّي بِرِيحِهِ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبرِهِ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِن أَبوَابِ النّارِ يَدخُلُ إِلَيهِ مِن فَوحِ رِيحِهَا وَ لَهَبِهَا ثُمّ إِنّهُ يُؤتَي بِرُوحِهِ إِلَي جِبَالِ بَرَهُوتَ ثُمّ إِنّهُ يَصِيرُ فِي المُرَكّبَاتِ بَعدَ أَن يجَريِ‌َ فِي كُلّ سِنخٍ مَسخُوطٍ عَلَيهِ حَتّي يَقُومَ قَائِمُنَا أَهلَ البَيتِ فَيَبعَثُهُ اللّهُ فَيَضرِبُ عُنُقَهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُرَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنا بِذُنُوبِنا فَهَل إِلي خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ وَ اللّهِ لَقَد أتُيِ‌َ بِعُمَرَ بنِ سَعدٍ بَعدَ مَا قُتِلَ وَ إِنّهُ لفَيِ‌ صُورَةِ قِردٍ فِي عُنُقِهِ سِلسِلَةٌ فَجَعَلَ يَعرِفُ أَهلَ الدّارِ وَ هُم لَا يَعرِفُونَهُ وَ اللّهِ لَا يَذهَبُ الأَيّامُ حَتّي يُمسَخَ عَدُوّنَا مَسخاً ظَاهِراً حَتّي إِنّ الرّجُلَ مِنهُم لَيُمسَخُ فِي حَيَاتِهِ قِرداً أَو


صفحه : 313

خِنزِيراً وَ مِن وَرَائِهِمعَذابٌ غَلِيظٌ وَمِن وَرائِهِم جَهَنّمُوَ ساءَت مَصِيراً

بيان هذاخبر غريب و لم ينكره السيد في الجواب وأجاب بما حاصله أناننكر تعلق الروح بجسد آخر و لاننكر تغير جسمه إلي صورة أخري . وأقول يمكن حمله علي التغيير في الجسد المثالي‌ أوأجزاء جسده الأصلي‌ إلي الصور القبيحة و قدمر بعض القول في ذلك

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع إِذ جَاءَ شَيخٌ قَدِ انحَنَي مِنَ الكِبَرِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ يَا شَيخُ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَا مِنهُ وَ قَبّلَ يَدَهُ وَ بَكَي فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ مَا يُبكِيكَ يَا شَيخُ قَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا مُقِيمٌ عَلَي رَجَاءٍ مِنكُم مُنذُ نَحوٍ مِن مِائَةِ سَنَةٍ أَقُولُ هَذِهِ السّنَةَ وَ هَذَا الشّهرَ وَ هَذَا اليَومَ وَ لَا أَرَاهُ فِيكُم فتَلَوُمنُيِ‌ أَن أبَكيِ‌َ قَالَ فَبَكَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَ يَا شَيخُ إِن أُخّرَت مَنِيّتُكَ كُنتَ مَعَنَا وَ إِن عُجّلَت كُنتَ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ ثَقَلِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الشّيخُ مَا أبُاَليِ‌ مَا فاَتنَيِ‌ بَعدَ هَذَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ يَا شَيخُ إِنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ إنِيّ‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ مَا إِن تَمَسّكتُم بِهِمَا لَن تَضِلّوا كِتَابَ اللّهِ المُنزَلَ وَ عتِرتَيِ‌ أَهلَ بيَتيِ‌ تجَيِ‌ءُ وَ أَنتَ مَعَنَا يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ يَا شَيخُ مَا أَحسَبُكَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ قَالَ لَا قَالَ فَمِن أَينَ قَالَ مِن سَوَادِهَا جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ أَينَ أَنتَ مِن قَبرِ جدَيّ‌َ المَظلُومِ الحُسَينِ قَالَ إنِيّ‌ لَقَرِيبٌ مِنهُ قَالَ كَيفَ إِتيَانُكَ لَهُ قَالَ إنِيّ‌ لَآتِيهِ وَ أُكثِرُ قَالَ يَا شَيخُ ذَاكَ دَمٌ يَطلُبُ اللّهُ تَعَالَي بِهِ مَا أُصِيبَ وُلدُ فَاطِمَةَ وَ لَا يُصَابُونَ بِمِثلِ الحُسَينِ وَ لَقَد قُتِلَ ع فِي سَبعَةَ عَشَرَ مِن أَهلِ بَيتِهِ نَصَحُوا لِلّهِ وَ صَبَرُوا فِي جَنبِ اللّهِ فَجَزَاهُمُ اللّهُ أَحسَنَ جَزَاءِ الصّابِرِينَ إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِ وَ مَعَهُ الحُسَينُ وَ يَدُهُ عَلَي رَأسِهِ يَقطُرُ دَماً فَيَقُولُ يَا رَبّ سَل أمُتّيِ‌ فِيمَ قَتَلُوا ابنيِ‌ وَ قَالَ ع كُلّ الجَزَعِ وَ البُكَاءِ مَكرُوهٌ سِوَي الجَزَعِ وَ البُكَاءِ عَلَي الحُسَينِ


صفحه : 314

أَقُولُ روُيِ‌َ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا مُرسَلًا عَن بَعضِ الصّحَابَةِ قَالَ رَأَيتُ النّبِيّص يَمَصّ لُعَابَ الحُسَينِ كَمَا يَمَصّ الرّجُلُ السّكّرَةَ وَ هُوَ يَقُولُ حُسَينٌ منِيّ‌ وَ أَنَا مِن حُسَينٍ أَحَبّ اللّهُ مَن أَحَبّ حُسَيناً وَ أَبغَضَ اللّهُ مَن أَبغَضَ حُسَيناً حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسبَاطِ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ قَتَلَ بِيَحيَي بنِ زَكَرِيّا سَبعِينَ أَلفاً مِنَ المُنَافِقِينَ وَ سَيَقتُلُ بِابنِ ابنَتِكَ الحُسَينِ سَبعِينَ أَلفاً وَ سَبعِينَ أَلفاً مِنَ المُعتَدِينَ وَ إِنّ قَاتِلَ الحُسَينِ فِي تَابُوتٍ مِن نَارٍ وَ يَكُونُ عَلَيهِ نِصفُ عَذَابِ أَهلِ الدّنيَا وَ قَد شُدّت يَدَاهُ وَ رِجلَاهُ بِسَلَاسِلَ مِن نَارٍ وَ هُوَ مُنَكّسٌ عَلَي أُمّ رَأسِهِ فِي قَعرِ جَهَنّمَ وَ لَهُ رِيحٌ يَتَعَوّذُ أَهلُ النّارِ مِن شِدّةِ نَتنِهَا وَ هُوَ فِيهَا خَالِدٌ ذَائِقُ العَذَابِ الأَلِيمِ لَا يُفَتّرُ عَنهُ وَ يُسقَي مِن حَمِيمِ جَهَنّمَ

وَ روُيِ‌َ أَيضاً فِي بَعضِ الأَخبَارِ أَنّ مَلَكاً مِن مَلَائِكَةِ الصّفِيحِ الأَعلَي اشتَاقَ لِرُؤيَةِ النّبِيّص وَ استَأذَنَ رَبّهُ بِالنّزُولِ إِلَي الأَرضِ لِزِيَارَتِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ المَلَكُ لَم يَنزِل إِلَي الأَرضِ أَبَداً مُنذُ خُلِقَت فَلَمّا أَرَادَ النّزُولَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَقُولُ أَيّهَا المَلَكُ أَخبِر مُحَمّداً أَنّ رَجُلًا مِن أُمّتِهِ اسمُهُ يَزِيدُ يَقتُلُ فَرخَهُ الطّاهِرَ ابنَ الطّاهِرَةِ نَظِيرَةِ البَتُولِ مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ فَقَالَ المَلَكُ لَقَد نَزَلتُ إِلَي الأَرضِ وَ أَنَا مَسرُورٌ بِرُؤيَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ فَكَيفَ أُخبِرُهُ بِهَذَا الخَبَرِ الفَضِيحِ وَ إنِنّيِ‌ لأَسَتحَييِ‌ مِنهُ أَن أُفجِعَهُ بِقَتلِ وَلَدِهِ فلَيَتنَيِ‌ لَم أَنزِل إِلَي الأَرضِ قَالَ فنَوُديِ‌َ المَلَكُ مِن فَوقِ رَأسِهِ أَنِ افعَل مَا أُمِرتَ بِهِ فَدَخَلَ المَلَكُ إِلَي رَسُولِ اللّهِ وَ نَشَرَ أَجنِحَتَهُ بَينَ يَدَيهِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ اعلَم أنَيّ‌ استَأذَنتُ ربَيّ‌ فِي النّزُولِ إِلَي الأَرضِ شَوقاً لِرُؤيَتِكَ وَ زِيَارَتِكَ فَلَيتَ ربَيّ‌ كَانَ حَطّمَ أجَنحِتَيِ‌ وَ لَم آتِكَ بِهَذَا الخَبَرِ وَ لَكِن لَا بُدّ مِن إِنفَاذِ أَمرِ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ اعلَم يَا مُحَمّدُ أَنّ رَجُلًا مِن أُمّتِكَ اسمُهُ يَزِيدُ زَادَهُ اللّهُ لَعناً فِي الدّنيَا وَ عَذَاباً فِي الآخِرَةِ يَقتُلُ فَرخَكَ الطّاهِرَ ابنَ الطّاهِرَةِ وَ لَم يَتَمَتّع قَاتِلَهُ فِي الدّنيَا مِن بَعدِهِ إِلّا قَلِيلًا وَ يَأخُذُهُ اللّهُ مُقَاصّاً لَهُ عَلَي سُوءِ عَمَلِهِ وَ يَكُونُ مُخَلّداً فِي النّارِ فَبَكَي النّبِيّ بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَ أَيّهَا المَلَكُ هَل تُفلِحُ أُمّةٌ بِقَتلِ ولَدَيِ‌ وَ فَرخِ


صفحه : 315

ابنتَيِ‌ فَقَالَ لَا يَا مُحَمّدُ بَل يَرمِيهِمُ اللّهُ بِاختِلَافِ قُلُوبِهِم وَ أَلسِنَتِهِم فِي دَارِ الدّنيَا وَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ أَلِيمٌ

وَ عَن كَعبِ الأَحبَارِحِينَ أَسلَمَ فِي أَيّامِ خِلَافَةِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ وَ جَعَلَ النّاسُ يَسأَلُونَهُ عَنِ المَلَاحِمِ التّيِ‌ تَظهَرُ فِي آخِرِ الزّمَانِ فَصَارَ كَعبٌ يُخبِرُهُم بِأَنوَاعِ الأَخبَارِ وَ المَلَاحِمِ وَ الفِتَنِ التّيِ‌ تَظهَرُ فِي العَالَمِ ثُمّ قَالَ وَ أَعظَمُهَا فِتنَةً وَ أَشَدّهَا مُصِيبَةً لَا تُنسَي إِلَي أَبَدِ الآبِدِينَ مُصِيبَةُ الحُسَينِ ع وَ هيِ‌َ الفَسَادُ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ المَجِيدِ حَيثُ قَالَظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ وَ البَحرِ بِما كَسَبَت أيَديِ‌ النّاسِ وَ إِنّمَا فُتِحَ الفَسَادُ بِقَتلِ هَابِيلَ بنِ آدَمَ وَ خُتِمَ بِقَتلِ الحُسَينِ ع أَ وَ لَا تَعلَمُونَ أَنّهُ يُفتَحُ يَومَ قَتلِهِ أَبوَابُ السّمَاوَاتِ وَ يُؤذِنُ السّمَاءَ بِالبُكَاءِ فتَبَكيِ‌ دَماً فَإِذَا رَأَيتُمُ الحُمرَةَ فِي السّمَاءِ قَدِ ارتَفَعَت فَاعلَمُوا أَنّ السّمَاءَ تبَكيِ‌ حُسَيناً فَقِيلَ يَا كَعبُ لِمَ لَا تَفعَلُ السّمَاءُ كَذَلِكَ وَ لَا تبَكيِ‌ دَماً لِقَتلِ الأَنبِيَاءِ مِمّن كَانَ أَفضَلَ مِنَ الحُسَينِ فَقَالَ وَيحَكُم إِنّ قَتلَ الحُسَينِ أَمرٌ عَظِيمٌ وَ إِنّهُ ابنُ سَيّدِ المُرسَلِينَ وَ إِنّهُ يُقتَلُ عَلَانِيَةً مُبَارَزَةً ظُلماً وَ عُدوَاناً وَ لَا تُحفَظُ فِيهِ وَصِيّةُ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِ وَ هُوَ مِزَاجُ مَائِهِ وَ بَضعَةٌ مِن لَحمِهِ يُذبَحُ بِعَرصَةِ كَربَلَاءَ فَوَ ألّذِي نَفسُ كَعبٍ بِيَدِهِ لَتَبكِيَنّهُ زُمرَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فِي السّمَاوَاتِ السّبعِ لَا يَقطَعُونَ بُكَاءَهُم عَلَيهِ إِلَي آخِرِ الدّهرِ وَ إِنّ البُقعَةَ التّيِ‌ يُدفَنُ فِيهَا خَيرُ البِقَاعِ وَ مَا مِن نبَيِ‌ّ إِلّا وَ يأَتيِ‌ إِلَيهَا وَ يَزُورُهَا وَ يبَكيِ‌ عَلَي مُصَابِهِ وَ لِكَربَلَاءَ فِي كُلّ يَومٍ زِيَارَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ الجِنّ وَ الإِنسِ فَإِذَا كَانَت لَيلَةُ الجُمُعَةِ يَنزِلُ إِلَيهَا تِسعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يَبكُونَ عَلَي الحُسَينِ وَ يَذكُرُونَ فَضلَهُ وَ إِنّهُ يُسَمّي فِي السّمَاءِ حُسَيناً المَذبُوحَ وَ فِي الأَرضِ أَبَا عَبدِ اللّهِ المَقتُولَ وَ فِي البِحَارِ الفَرخَ الأَزهَرَ المَظلُومَ وَ إِنّهُ يَومَ قَتلِهِ تَنكَسِفُ الشّمسُ بِالنّهَارِ وَ مِنَ اللّيلِ يَنخَسِفُ القَمَرُ وَ تَدُومُ الظّلمَةُ عَلَي النّاسِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ تُمطِرُ السّمَاءُ دَماً وَ تَدَكدَكُ الجِبَالُ وَ تَغَطمَطُ البِحَارُ وَ لَو لَا بَقِيّةٌ مِن ذُرّيّتِهِ وَ طَائِفَةٌ مِن شِيعَتِهِ الّذِينَ يَطلُبُونَ بِدَمِهِ وَ يَأخُذُونَ بِثَأرِهِ لَصَبّ اللّهُ عَلَيهِم نَاراً مِنَ السّمَاءِ أَحرَقَتِ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا


صفحه : 316

ثُمّ قَالَ كَعبٌ يَا قَومِ كَأَنّكُم تَتَعَجّبُونَ بِمَا أُحَدّثُكُم فِيهِ مِن أَمرِ الحُسَينِ ع وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَترُك شَيئاً كَانَ أَو يَكُونُ مِن أَوّلِ الدّهرِ إِلَي آخِرِهِ إِلّا وَ قَد فَسّرَهُ لِمُوسَي ع وَ مَا مِن نَسَمَةٍ خُلِقَت إِلّا وَ قَد رُفِعَت إِلَي آدَمَ فِي عَالَمِ الذّرّ وَ عُرِضَت عَلَيهِ وَ لَقَد عُرِضَت عَلَيهِ هَذِهِ الأُمّةُ وَ نَظَرَ إِلَيهَا وَ إِلَي اختِلَافِهَا وَ تَكَالُبِهَا عَلَي هَذِهِ الدّنيَا الدّنِيّةِ فَقَالَ آدَمُ يَا رَبّ مَا لِهَذِهِ الأُمّةِ الزّكِيّةِ وَ بَلَاءِ الدّنيَا وَ هُم أَفضَلُ الأُمَمِ فَقَالَ لَهُ يَا آدَمُ إِنّهُم اختَلَفُوا فَاختَلَفَت قُلُوبُهُم وَ سَيُظهِرُونَ الفَسَادَ فِي الأَرضِ كَفَسَادِ قَابِيلَ حِينَ قَتَلَ هَابِيلَ وَ إِنّهُم يَقتُلُونَ فَرخَ حبَيِبيِ‌ مُحَمّدٍ المُصطَفَي ثُمّ مُثّلَ لِآدَمَ ع مَقتَلُ الحُسَينِ وَ مَصرَعُهُ وَ وُثُوبُ أُمّةِ جَدّهِ عَلَيهِ فَنَظَرَ إِلَيهِم فَرَآهُم مُسوَدّةً وُجُوهُهُم فَقَالَ يَا رَبّ ابسُط عَلَيهِمُ الِانتِقَامَ كَمَا قَتَلُوا فَرخَ نَبِيّكَ الكَرِيمِ عَلَيهِ أَفضَلُ الصّلَاةِ وَ السّلَامِ

وَ روُيِ‌َ فِي الكِتَابِ المَذكُورِ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ قَالَ لَمّا استُشهِدَ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ الحُسَينُ ع وَ حَجّ النّاسُ مِن قَابِلٍ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَقُلتُ لَهُ يَا موَلاَي‌َ قَد قَرُبَ الحَجّ فَمَا ذَا تأَمرُنُيِ‌ فَقَالَ امضِ عَلَي نِيّتِكَ وَ حُجّ فَحَجَجتُ فَبَينَمَا أَطُوفُ بِالكَعبَةِ وَ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مَقطُوعِ اليَدَينِ وَ وَجهُهُ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ وَ هُوَ مُتَعَلّقٌ بِأَستَارِ الكَعبَةِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ رَبّ هَذَا البَيتِ الحَرَامِ اغفِر لِي وَ مَا أَحسَبُكَ تَفعَلُ وَ لَو تَشَفّعَ فِيّ سُكّانُ سَمَاوَاتِكَ وَ أَرضِكَ وَ جَمِيعُ مَا خَلَقتَ لِعِظَمِ جرُميِ‌ قَالَ سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِ فَشُغِلتُ وَ شُغِلَ النّاسُ عَنِ الطّوَافِ حَتّي حَفّ بِهِ النّاسُ وَ اجتَمَعنَا عَلَيهِ فَقُلنَا يَا وَيلَكَ لَو كُنتَ إِبلِيسَ مَا كَانَ ينَبغَيِ‌ لَكَ أَن تَيأَسَ مِن رَحمَةِ اللّهِ فَمَن أَنتَ وَ مَا ذَنبُكَ فَبَكَي وَ قَالَ يَا قَومِ أَنَا أَعرَفُ بنِفَسيِ‌ وَ ذنَبيِ‌ وَ مَا جَنَيتُ فَقُلنَا لَهُ تَذكُرُهُ لَنَا فَقَالَ أَنَا كُنتُ جَمّالًا لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لَمّا خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي العِرَاقِ وَ كُنتُ أَرَاهُ إِذَا أَرَادَ الوُضُوءَ لِلصّلَاةِ يَضَعُ سَرَاوِيلَهُ عنِديِ‌ فَأَرَي تِكّةً تغُشيِ‌ الأَبصَارَ بِحُسنِ إِشرَاقِهَا وَ كُنتُ أَتَمَنّاهَا تَكُونُ لِي إِلَي أَن صِرنَا بِكَربَلَاءَ وَ قُتِلَ الحُسَينُ وَ هيِ‌َ مَعَهُ فَدَفَنتُ نفَسيِ‌ فِي مَكَانٍ مِنَ الأَرضِ فَلَمّا جَنّ اللّيلُ خَرَجتُ مِن مكَاَنيِ‌ فَرَأَيتُ مِن تِلكَ المَعرَكَةِ نُوراً لَا ظُلمَةً


صفحه : 317

وَ نَهَاراً لَا لَيلًا وَ القَتلَي مُطرَحِينَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَذَكَرتُ لخِبُثيِ‌ وَ شقَاَئيِ‌ التّكّةَ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَأَطلُبَنّ الحُسَينَ وَ أَرجُو أَن تَكُونَ التّكّةُ فِي سَرَاوِيلِهِ فَآخُذَهَا وَ لَم أَزَل أَنظُرُ فِي وُجُوهِ القَتلَي حَتّي أَتَيتُ إِلَي الحُسَينِ ع فَوَجَدتُهُ مَكبُوباً عَلَي وَجهِهِ وَ هُوَ جُثّةٌ بِلَا رَأسٍ وَ نُورُهُ مُشرِقٌ مُرَمّلٌ بِدِمَائِهِ وَ الرّيَاحُ سَافِيَةٌ عَلَيهِ فَقُلتُ هَذَا وَ اللّهِ الحُسَينُ فَنَظَرتُ إِلَي سَرَاوِيلِهِ كَمَا كُنتُ أَرَاهَا فَدَنَوتُ مِنهُ وَ ضَرَبتُ بيِدَيِ‌ إِلَي التّكّةِ لِآخُذَهَا فَإِذَا هُوَ قَد عَقَدَهَا عُقَداً كَثِيرَةً فَلَم أَزَل أَحُلّهَا حَتّي حَلَلتُ عُقدَةً مِنهَا فَمَدّ يَدَهُ اليُمنَي وَ قَبَضَ عَلَي التّكّةِ فَلَم أَقدِر عَلَي أَخذِ يَدِهِ عَنهَا وَ لَا أَصِلُ إِلَيهَا فدَعَتَنيِ‌ النّفسُ المَلعُونَةُ إِلَي أَن أَطلُبَ شَيئاً أَقطَعُ بِهِ يَدَيهِ فَوَجَدتُ قِطعَةَ سَيفٍ مَطرُوحٍ فَأَخَذتُهَا وَ اتّكَيتُ عَلَي يَدِهِ وَ لَم أَزَل أَحُزّهَا حَتّي فَصَلتُهَا عَن زَندِهِ ثُمّ نَحّيتُهَا عَنِ التّكّةِ وَ مَدَدتُ يدَيِ‌ إِلَي التّكّةِ لِأَحُلّهَا فَمَدّ يَدَهُ اليُسرَي فَقَبَضَ عَلَيهَا فَلَم أَقدِر عَلَي أَخذِهَا فَأَخَذتُ قِطعَةَ السّيفِ فَلَم أَزَل أَحُزّهَا حَتّي فَصَلتُهَا عَنِ التّكّةِ وَ مَدَدتُ يدَيِ‌ إِلَي التّكّةِ لِآخُذَهَا فَإِذَا الأَرضُ تَرجُفُ وَ السّمَاءُ تَهتَزّ وَ إِذَا بِغَلَبَةٍ عَظِيمَةٍ وَ بُكَاءٍ وَ نِدَاءٍ وَ قَائِلٍ يَقُولُ وَا ابنَاه وَا مَقتُولَاه وَا ذَبِيحَاه وَا حُسَينَاه وَا غَرِيبَاه يَا بنُيَ‌ّ قَتَلُوكَ وَ مَا عَرَفُوكَ وَ مِن شُربِ المَاءِ مَنَعُوكَ فَلَمّا رَأَيتُ ذَلِكَ صَعِقتُ وَ رَمَيتُ نفَسيِ‌ بَينَ القَتلَي وَ إِذَا بِثَلَاثِ نَفَرٍ وَ امرَأَةٍ وَ حَولَهُم خَلَائِقُ وُقُوفٌ وَ قَدِ امتَلَأَتِ الأَرضُ بِصُوَرِ النّاسِ وَ أَجنِحَةِ المَلَائِكَةِ وَ إِذَا بِوَاحِدٍ مِنهُم يَقُولُ يَا ابنَاه يَا حُسَينُ فِدَاكَ جَدّكَ وَ أَبُوكَ وَ أَخُوكَ وَ أُمّكَ وَ إِذَا بِالحُسَينِ ع قَد جَلَسَ وَ رَأسُهُ عَلَي بَدَنِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لَبّيكَ يَا جَدّاه يَا رَسُولَ اللّهِ وَ يَا أَبَتَاه يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ يَا أُمّاه يَا فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ وَ يَا أَخَاه المَقتُولَ بِالسّمّ عَلَيكُم منِيّ‌ السّلَامُ ثُمّ إِنّهُ بَكَي وَ قَالَ يَا جَدّاه قَتَلُوا وَ اللّهِ رِجَالَنَا يَا جَدّاه سَلَبُوا وَ اللّهِ نِسَاءَنَا يَا جَدّاه نَهَبُوا وَ اللّهِ رِحَالَنَا يَا جَدّاه ذَبَحُوا وَ اللّهِ أَطفَالَنَا يَا جَدّاه يَعَزّ وَ اللّهِ عَلَيكَ أَن تَرَي حَالَنَا وَ مَا فَعَلَ الكُفّارُ بِنَا وَ إِذَا هُم جَلَسُوا يَبكُونَ حَولَهُ عَلَي مَا أَصَابَهُ وَ فَاطِمَةُ تَقُولُ يَا أَبَاه يَا رَسُولَ اللّهِ أَ مَا تَرَي مَا فَعَلَت أُمّتُكَ بوِلَدَيِ‌ أَ تَأذَنُ لِي أَن آخُذَ مِن دَمِ شَيبِهِ وَ أُخَضّبَ بِهِ ناَصيِتَيِ‌


صفحه : 318

وَ أَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنَا مُختَضِبَةٌ بِدَمِ ولَدَيِ‌َ الحُسَينِ فَقَالَ لَهَا خذُيِ‌ وَ نَأخُذُ يَا فَاطِمَةُ فَرَأَيتُهُم يَأخُذُونَ مِن دَمِ شَيبِهِ وَ تَمسَحُ بِهِ فَاطِمَةُ نَاصِيَتَهَا وَ النّبِيّ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ ع يَمسَحُونَ بِهِ نُحُورَهُم وَ صُدُورَهُم وَ أَيدِيَهُم إِلَي المَرَافِقِ وَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ فَدَيتُكَ يَا حُسَينُ يَعَزّ وَ اللّهِ عَلَيّ أَن أَرَاكَ مَقطُوعَ الرّأسِ مُرَمّلَ الجَبِينَينِ داَميِ‌َ النّحرِ مَكبُوباً عَلَي قَفَاكَ قَد كَسَاكَ الذاّر‌ِئُ مِنَ الرّمُولِ وَ أَنتَ طَرِيحٌ مَقتُولٌ مَقطُوعُ الكَفّينِ يَا بنُيَ‌ّ مَن قَطَعَ يَدَكَ اليُمنَي وَ ثَنّي بِاليُسرَي فَقَالَ يَا جَدّاه كَانَ معَيِ‌ جَمّالٌ مِنَ المَدِينَةِ وَ كَانَ يرَاَنيِ‌ إِذَا وَضَعتُ سرَاَويِليِ‌ لِلوُضُوءِ فَيَتَمَنّي أَن يَكُونَ تكِتّيِ‌ لَهُ فَمَا منَعَنَيِ‌ أَن أَدفَعَهَا إِلَيهِ إِلّا لعِلِميِ‌ أَنّهُ صَاحِبُ هَذَا الفِعلِ فَلَمّا قُتِلتُ خَرَجَ يطَلبُنُيِ‌ بَينَ القَتلَي فوَجَدَنَيِ‌ جُثّةً بِلَا رَأسٍ فَتَفَقّدَ سرَاَويِليِ‌ فَرَأَي التّكّةَ وَ قَد كُنتُ عَقَدتُهَا عُقَداً كَثِيرَةً فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي التّكّةِ فَحَلّ عُقدَةً مِنهَا فَمَدَدتُ يدَيِ‌َ اليُمنَي فَقَبَضتُ عَلَي التّكّةِ فَطَلَبَ فِي المَعرَكَةِ فَوَجَدَ قِطعَةَ سَيفٍ مَكسُورٍ فَقَطَعَ بِهِ يمَيِنيِ‌ ثُمّ حَلّ عُقدَةً أُخرَي فَقَبَضتُ عَلَي التّكّةِ بيِدَيِ‌َ اليُسرَي كيَ‌ لَا يَحُلّهَا فَتَنكَشِفُ عوَرتَيِ‌ فَحَزّ يدَيِ‌َ اليُسرَي فَلَمّا أَرَادَ حَلّ التّكّةِ حَسّ بِكَ فَرَمَي نَفسَهُ بَينَ القَتلَي فَلَمّا سَمِعَ النّبِيّ كَلَامَ الحُسَينِ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً وَ أَتَي إلِيَ‌ّ بَينَ القَتلَي إِلَي أَن وَقَفَ نحَويِ‌ فَقَالَ مَا لِي وَ مَا لَكَ يَا جَمّالُ تَقطَعُ يَدَينِ طَالَ مَا قَبّلَهُمَا جَبرَئِيلُ وَ مَلَائِكَةُ اللّهِ أَجمَعُونَ وَ تَبَارَكَت بِهَا أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ أَ مَا كَفَاكَ مَا صَنَعَ بِهِ المَلاعِينُ مِنَ الذّلّ وَ الهَوَانِ هَتَكُوا نِسَاءَهُ مِن بَعدِ الخُدُورِ وَ انسِدَالِ السّتُورِ سَوّدَ اللّهُ وَجهَكَ يَا جَمّالُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ قَطَعَ اللّهُ يَدَيكَ وَ رِجلَيكَ وَ جَعَلَكَ فِي حِزبِ مَن سَفَكَ دِمَاءَنَا وَ تَجَرّأَ عَلَي اللّهِ فَمَا استَتَمّ دُعَاءَهُ حَتّي شُلّت يدَاَي‌َ وَ حَسَستُ بوِجَهيِ‌ كَأَنّهُ أُلبِسَ قِطَعاً مِنَ اللّيلِ مُظلِماً وَ بَقِيتُ عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ فَجِئتُ إِلَي هَذَا البَيتِ أَستَشفِعُ وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّهُ لَا يُغفَرُ لِي أَبَداً


صفحه : 319

فَلَم يَبقَ فِي مَكّةَ أَحَدٌ إِلّا وَ سَمِعَ حَدِيثَهُ وَ تَقَرّبَ إِلَي اللّهِ بِلَعنَتِهِ وَ كُلّ يَقُولُ حَسبُكَ مَا جَنَيتَ يَا لَعِينُوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

وَ قَالَ حكُيِ‌َ عَن رَجُلٍ كوُفيِ‌ّ حَدّادٍ قَالَ لَمّا خَرَجَ العَسكَرُ مِنَ الكُوفَةِ لِحَربِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ جَمَعتُ حَدِيداً عنِديِ‌ وَ أَخَذتُ آلتَيِ‌ وَ سِرتُ مَعَهُم فَلَمّا وَصَلُوا وَ طَنّبُوا خِيَمَهُم بَنَيتُ خَيمَةً وَ صِرتُ أَعمَلُ أَوتَاداً لِلخِيَمِ وَ سِكَكاً وَ مَرَابِطَ لِلخَيلِ وَ أَسِنّةً لِلرّمَاحِ وَ مَا اعوَجّ مِن سِنَانٍ أَو خَنجَرٍ أَو سَيفٍ كُنتُ بِكُلّ ذَلِكَ بَصِيراً فَصَارَ رزِقيِ‌ كَثِيراً وَ شَاعَ ذكِريِ‌ بَينَهُم حَتّي أَتَي الحُسَينُ مَعَ عَسكَرِهِ فَارتَحَلنَا إِلَي كَربَلَاءَ وَ خَيّمنَا عَلَي شَاطِئِ العلَقمَيِ‌ّ وَ قَامَ القِتَالُ فِيمَا بَينَهُم وَ حَمَوا المَاءَ عَلَيهِ وَ قَتَلُوهُ وَ أَنصَارَهُ وَ بَنِيهِ وَ كَانَ مُدّةُ إِقَامَتِنَا وَ ارتِحَالِنَا تِسعَةَ عَشَرَ يَوماً فَرَجَعتُ غَنِيّاً إِلَي منَزلِيِ‌ وَ السّبَايَا مَعَنَا فَعَرَضتُ عَلَي عُبَيدِ اللّهِ فَأَمَرَ أَن يَشهَرُوهُم إِلَي يَزِيدَ إِلَي الشّامِ فَلَبِثتُ فِي منَزلِيِ‌ أَيّاماً قَلَائِلَ وَ إِذَا أَنَا ذَاتَ لَيلَةٍ رَاقِدٌ عَلَي فرِاَشيِ‌ فَرَأَيتُ طَيفاً كَأَنّ القِيَامَةَ قَامَت وَ النّاسُ يَمُوجُونَ عَلَي الأَرضِ كَالجَرَادِ إِذَا فَقَدَت دَلِيلَهَا وَ كُلّهُم دَالِعٌ لِسَانَهُ عَلَي صَدرِهِ مِن شِدّةِ الظّمَاءِ وَ أَنَا أَعتَقِدُ بِأَنّ مَا فِيهِم أَعظَمَ منِيّ‌ عَطَشاً لِأَنّهُ كَلّ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ مِن شِدّتِهِ هَذَا غَيرَ حَرَارَةِ الشّمسِ يغَليِ‌ مِنهَا دمِاَغيِ‌ وَ الأَرضُ تغَليِ‌ كَأَنّهَا القِيرُ إِذَا أُشعِلَ تَحتَهُ نَارٌ فَخِلتُ أَنّ رجِليَ‌ّ قَد تَقَلّعَت قَدَمَاهَا فَوَ اللّهِ العَظِيمِ لَو أنَيّ‌ خُيّرتُ بَينَ عطَشَيِ‌ وَ تَقطِيعِ لحَميِ‌ حَتّي يَسِيلَ دمَيِ‌ لِأَشرَبَهُ لَرَأَيتُ شُربَهُ خَيراً مِن عطَشَيِ‌ فَبَينَا أَنَا فِي العَذَابِ الأَلِيمِ وَ البَلَاءِ العَمِيمِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَد عَمّ المَوقِفَ نُورُهُ وَ ابتَهَجَ الكَونُ بِسُرُورِهِ رَاكِبٌ عَلَي فَرَسٍ وَ هُوَ ذُو شَيبَةٍ قَد حَفّت بِهِ أُلُوفٌ مِن كُلّ نبَيِ‌ّ وَ وصَيِ‌ّ وَ صِدّيقٍ وَ شَهِيدٍ وَ صَالِحٍ فَمَرّ كَأَنّهُ رِيحٌ أَو سَيَرَانُ فَلَكٍ فَمَرّت سَاعَةً وَ إِذَا أَنَا بِفَارِسٍ عَلَي جَوَادٍ أَغَرّ لَهُ وَجهٌ كَتَمَامِ القَمَرِ تَحتَ رِكَابِهِ أُلُوفٌ إِن أَمَرَ ائتَمَرُوا وَ إِن زَجَرَ انزَجَرُوا فَاقشَعَرّتِ الأَجسَامُ مِن لَفتَاتِهِ وَ ارتَعَدَتِ الفَرَائِصُ مِن خَطَرَاتِهِ فَتَأَسّفتُ عَلَي الأَوّلِ مَا سَأَلتُ عَنهُ خِيفَةً مِن هَذَا وَ إِذَا بِهِ قَد قَامَ فِي رِكَابِهِ وَ أَشَارَ إِلَي أَصحَابِهِ وَ سَمِعتُ قَولَهُ خُذُوهُ وَ إِذَا بِأَحَدِهِم قَاهِرٌ بعِضَدُيِ‌


صفحه : 320

كَلبَةَ حَدِيدٍ خَارِجَةً مِنَ النّارِ فَمَضَي بيِ‌ إِلَيهِ فَخِلتُ كتَفِيِ‌َ اليُمنَي قَدِ انقَلَعَت فَسَأَلتُهُ الخِفّةَ فزَاَدنَيِ‌ ثِقلًا فَقُلتُ لَهُ سَأَلتُكَ بِمَن أَمّرَكَ عَلَيّ مَن تَكُونُ قَالَ مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ الجَبّارِ قُلتُ وَ مَن هَذَا قَالَ عَلِيّ الكَرّارُ قُلتُ وَ ألّذِي قَبلَهُ قَالَ مُحَمّدٌ المُختَارُ قُلتُ وَ ألّذِي حَولَهُ قَالَ النّبِيّونَ وَ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ وَ المُؤمِنُونَ قُلتُ أَنَا مَا فَعَلتُ حَتّي أَمّرَكَ عَلَيّ قَالَ إِلَيهِ يَرجِعُ الأَمرُ وَ حَالُكَ حَالُ هَؤُلَاءِ فَحَقّقتُ النّظَرَ وَ إِذَا بِعُمَرَ بنِ سَعدٍ أَمِيرِ العَسكَرِ وَ قَومٍ لَم أَعرِفهُم وَ إِذَا بِعُنُقِهِ سِلسِلَةٌ مِن حَدِيدٍ وَ النّارُ خَارِجَةٌ مِن عَينَيهِ وَ أُذُنَيهِ فَأَيقَنتُ بِالهَلَاكِ وَ باَقيِ‌ القَومِ مِنهُم مُغَلّلٌ وَ مِنهُم مُقَيّدٌ وَ مِنهُم مَقهُورٌ بِعَضُدِهِ مثِليِ‌ فَبَينَا نَحنُ نَسِيرُ وَ إِذَا بِرَسُولِ اللّهِص ألّذِي وَصَفَهُ المَلَكُ جَالِسٌ عَلَي كرُسيِ‌ّ عَالٍ يَزهُو أَظُنّهُ مِنَ اللّؤلُؤِ وَ رَجُلَينِ ذيِ‌ شَيبَتَينِ بَهِيّتَينِ عَن يَمِينِهِ فَسَأَلتُ المَلَكَ عَنهُمَا فَقَالَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ إِذَا بِرَسُولِ اللّهِص يَقُولُ مَا صَنَعتَ يَا عَلِيّ قَالَ مَا تَرَكتُ أَحَداً مِن قاَتلِيِ‌ الحُسَينِ إِلّا وَ أَتَيتُ بِهِ فَحَمِدتُ اللّهَ تَعَالَي عَلَي أنَيّ‌ لَم أَكُن مِنهُم وَ رُدّ إلِيَ‌ّ عقَليِ‌ وَ إِذَا بِرَسُولِ اللّهِص يَقُولُ قَدّمُوهُم فَقَدّمُوهُم إِلَيهِ وَ جَعَلَ يَسأَلُهُم وَ يبَكيِ‌ وَ يبَكيِ‌ كُلّ مَن فِي المَوقِفِ لِبُكَائِهِ لِأَنّهُ يَقُولُ لِلرّجُلِ مَا صَنَعتَ بِطَفّ كَربَلَاءَ بوِلَدَيِ‌َ الحُسَينِ فَيُجِيبُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا حَمَيتُ المَاءَ عَنهُ وَ هَذَا يَقُولُ أَنَا قَتَلتُهُ وَ هَذَا يَقُولُ أَنَا وَطِئتُ صَدرَهُ بفِرَسَيِ‌ وَ مِنهُم مَن يَقُولُ أَنَا ضَرَبتُ وَلَدَهُ العَلِيلَ فَصَاحَ رَسُولُ اللّهِص وَا وَلَدَاه وَا قِلّةَ نَاصِرَاه وَا حُسَينَاه وَا عَلِيّاه هَكَذَا جَرَي عَلَيكُم بعَديِ‌ أَهلَ بيَتيِ‌ انظُر يَا أَبِي آدَمُ انظُر يَا أخَيِ‌ نُوحُ كَيفَ خلَفَوُنيِ‌ فِي ذرُيّتّيِ‌ فَبَكَوا حَتّي ارتَجّ المَحشَرُ فَأَمَرَ بِهِم زَبَانِيَةَ جَهَنّمَ يَجُرّونَهُم أَوّلًا فَأَوّلًا إِلَي النّارِ وَ إِذَا بِهِم قَد أَتَوا بِرَجُلٍ فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَا صَنَعتُ شَيئاً فَقَالَ أَ مَا كُنتَ نَجّاراً قَالَ صَدَقتَ يَا سيَدّيِ‌ لكَنِيّ‌ مَا عَمِلتُ شَيئاً إِلّا عَمُودَ الخَيمَةِ لِحُصَينِ بنِ نُمَيرٍ لِأَنّهُ انكَسَرَ مِن رِيحٍ عَاصِفٍ فَوَصَلتُهُ فَبَكَي وَ قَالَ كَثّرتَ السّوَادَ عَلَي ولَدَيِ‌ خُذُوهُ إِلَي النّارِ وَ صَاحُوا لَا حُكمَ إِلّا لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ وَصِيّهِ


صفحه : 321

قَالَ الحَدّادُ فَأَيقَنتُ بِالهَلَاكِ فَأَمَرَ بيِ‌ فقَدَمّوُنيِ‌ فاَستخَبرَنَيِ‌ فَأَخبَرتُهُ فَأَمَرَ بيِ‌ إِلَي النّارِ فَمَا سحَبَوُنيِ‌ إِلّا وَ انتَبَهتُ وَ حَكَيتُ لِكُلّ مَن لَقِيتُهُ وَ قَد يَبِسَ لِسَانُهُ وَ مَاتَ نِصفُهُ وَ تَبَرّأَ مِنهُ كُلّ مَن يُحِبّهُ وَ مَاتَ فَقِيراً لَا رَحِمَهُ اللّهُوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

قَالَ وَ حكُيِ‌َ عَنِ السدّيّ‌ّ قَالَأضَاَفنَيِ‌ رَجُلٌ فِي لَيلَةٍ كُنتُ أُحِبّ الجَلِيسَ فَرَحّبتُ بِهِ وَ قَرّبتُهُ وَ أَكرَمتُهُ وَ جَلَسنَا نَتَسَامَرُ وَ إِذَا بِهِ يَنطَلِقُ بِالكَلَامِ كَالسّيلِ إِذَا قَصَدَ الحَضِيضَ فَطَرَقتُ لَهُ فَانتَهَي فِي سَمَرِهِ طَفّ كَربَلَاءَ وَ كَانَ قَرِيبَ العَهدِ مِن قَتلِ الحُسَينِ ع فَتَأَوّهتُ الصّعَدَاءَ وَ تَزَفّرتُ كَمَلًا فَقَالَ مَا بَالُكَ قُلتُ ذَكَرتَ مُصَاباً يَهُونُ عِندَهُ كُلّ مُصَابٍ قَالَ أَ مَا كُنتَ حَاضِراً يَومَ الطّفّ قُلتُ لَا وَ الحَمدُ لِلّهِ قَالَ أَرَاكَ تَحمَدُ عَلَي أَيّ شَيءٍ قُلتُ عَلَي الخَلَاصِ مِن دَمِ الحُسَينِ ع لِأَنّ جَدّهُص قَالَ إِنّ مَن طُولِبَ بِدَمِ ولَدَيِ‌َ الحُسَينِ يَومَ القِيَامَةِ لَخَفِيفُ المِيزَانِ قَالَ قَالَ هَكَذَا جَدّهُ قُلتُ نَعَم وَ قَالَص ولَدَيِ‌َ الحُسَينُ يُقتَلُ ظُلماً وَ عُدوَاناً أَلَا وَ مَن قَتَلَهُ يُدخَلُ فِي تَابُوتٍ مِن نَارٍ وَ يُعَذّبُ بِعَذَابِ نِصفِ أَهلِ النّارِ وَ قَد غُلّت يَدَاهُ وَ رِجلَاهُ وَ لَهُ رَائِحَةٌ يَتَعَوّذُ أَهلُ النّارِ مِنهَا هُوَ وَ مَن شَايَعَ وَ بَايَعَ أَو رضَيِ‌َ بِذَلِكَكُلّما نَضِجَت جُلُودُهُمبُدّلُوا بِجُلُودٍ غَيرِهَالِيَذُوقُوا العَذابَلا يُفَتّرُ عَنهُمسَاعَةً وَ يُسقَونَ مِن حَمِيمِ جَهَنّمَ فَالوَيلُ لَهُم مِن عَذَابِ جَهَنّمَ قَالَ لَا تُصَدّق هَذَا الكَلَامَ يَا أخَيِ‌ قُلتُ كَيفَ هَذَا وَ قَد قَالَص لَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ قَالَ تُرَي قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللّهِ قَاتِلُ ولَدَيِ‌َ الحُسَينِ لَا يَطُولُ عُمُرُهُ وَ هَا أَنَا وَ حَقّكَ قَد تَجَاوَزتُ التّسعِينَ مَعَ أَنّكَ مَا تعَرفِنُيِ‌ قُلتُ لَا وَ اللّهِ قَالَ أَنَا الأَخنَسُ بنُ زَيدٍ قُلتُ وَ مَا صَنَعتَ يَومَ الطّفّ قَالَ أَنَا ألّذِي أُمّرتُ عَلَي الخَيلِ الّذِينَ أَمَرَهُم عُمَرُ بنُ سَعدٍ بوِطَي‌ِ جِسمِ الحُسَينِ بِسَنَابِكِ الخَيلِ وَ هَشّمتُ أَضلَاعَهُ وَ جَرَرتُ نَطعاً مِن تَحتِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ هُوَ عَلِيلٌ حَتّي كَبَبتُهُ عَلَي وَجهِهِ وَ خَرَمتُ أذُنُيَ‌ صَفِيّةَ بِنتِ الحُسَينِ لِقُرطَينِ كَانَا فِي أُذُنَيهَا


صفحه : 322

قَالَ السدّيّ‌ّ فَبَكَي قلَبيِ‌ هُجُوعا وَ عيَناَي‌َ دُمُوعاً وَ خَرَجتُ أُعَالِجُ عَلَي إِهلَاكِهِ وَ إِذَا بِالسّرَاجِ قَد ضَعُفَت فَقُمتُ أُزهِرُهَا فَقَالَ اجلِس وَ هُوَ يحَكيِ‌ مُتَعَجّباً مِن نَفسِهِ وَ سَلَامَتِهِ وَ مَدّ إِصبَعَهُ لِيُزهِرَهَا فَاشتَعَلَت بِهِ فَفَرَكَهَا فِي التّرَابِ فَلَم تَنطَفِ فَصَاحَ بيِ‌ أدَركِنيِ‌ يَا أخَيِ‌ فَكَبَبتُ الشّربَةَ عَلَيهَا وَ أَنَا غَيرُ مُحِبّ لِذَلِكَ فَلَمّا شَمّتِ النّارُ رَائِحَةَ المَاءِ ازدَادَت قُوّةً وَ صَاحَ بيِ‌ مَا هَذِهِ النّارُ وَ مَا يُطفِئُهَا قُلتُ أَلقِ نَفسَكَ فِي النّهَرِ فَرَمَي بِنَفسِهِ فَكُلّمَا رَكَسَ جِسمُهُ فِي المَاءِ اشتَعَلَت فِي جَمِيعِ بَدَنِهِ كَالخَشَبَةِ البَالِيَةِ فِي الرّيحٍ البَارِحِ هَذَا وَ أَنَا أَنظُرُهُ فَوَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَم تُطفَأ حَتّي صَارَ فَحماً وَ سَارَ عَلَي وَجهِ المَاءِأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

أَقُولُ وَ رَوَي ابنُ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَتَلتُ بِدَمِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا سَبعِينَ أَلفاً وَ إنِيّ‌ أَقتُلُ بِدَمِ ابنِكَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ سَبعِينَ أَلفاً وَ سَبعِينَ أَلفاً

وَ عَن عَلِيّ ع عَنهُص قَالَ قَاتِلُ الحُسَينِ فِي تَابُوتٍ مِن نَارٍ عَلَيهِ نِصفُ عَذَابِ أَهلِ الدّنيَا

16- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَفّانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَطِيّةَ عَن نَاصِحٍ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن قُرَيبَةَ جَارِيَةٍ لَهُم قَالَت كَانَ عِندَنَا رَجُلٌ خَرَجَ عَلَي الحُسَينِ ع ثُمّ جَاءَ بِجَمَلٍ وَ زَعفَرَانٍ قَالَت فَلَمّا دَقّوا الزّعفَرَانَ صَارَ نَاراً قَالَت فَجَعَلَتِ المَرأَةُ تَأخُذُ مِنهُ الشيّ‌ءَ فَتَلطَخُهُ عَلَي يَدِهَا فَيَصِيرُ مِنهُ بَرَصٌ قَالَت وَ نَحَرُوا البَعِيرَ فَلَمّا جَزّوا بِالسّكّينِ صَارَ مَكَانُهَا نَاراً قَالَت فَجَعَلُوا يَسلَخُونَهُ فَيَصِيرُ مَكَانَهُ نَاراً قَالَت فَقَطّعُوهُ فَخَرَجَ مِنهُ النّارُ قَالَت فَطَبَخُوهُ فَكُلّمَا أَوقَدُوا النّارَ فَارَتِ القِدرُ نَاراً قَالَت فَجَعَلُوهُ فِي الجَفنَةِ فَصَارَ نَاراً قَالَت وَ كُنتُ صَبِيّةً يَومَئِذٍ فَأَخَذتُ عَظماً مِنهُ فَطَيّنتُ عَلَيهِ فَوَجَدتُهُ بَعدَ زَمَانٍ فَلَمّا حَزَزنَاهُ بِالسّكّينِ صَارَ مَكَانُهُ نَاراً فَعَرَفنَا أَنّهُ ذَلِكَ العَظمُ فَدَفَنّاهُ

17- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ قَالَ سَمِعتُ جدَيّ‌ أَبَا أمُيّ‌ بَزِيعاً قَالَ


صفحه : 323

كُنّا نَمُرّ وَ نَحنُ غِلمَانٌ زَمَنَ خَالِدٍ عَلَي رَجُلٍ فِي الطّرِيقِ جَالِسٍ أَبيَضِ الجَسَدِ أَسوَدِ الوَجهِ وَ كَانَ النّاسُ يَقُولُونَ خَرَجَ عَلَي الحُسَينِ ع

باب 74-أحوال عشائره و أهل زمانه صلوات الله عليه و ماجري بينهم و بين يزيد من الاحتجاج و قدمضي أكثرها في الأبواب السابقة وسيأتي‌ بعضها

1-روُيِ‌َ فِي بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ القَدِيمَةِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ العاَصمِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ البيَهقَيِ‌ّ عَن أَبِي الحُسَينِ بنِ الفَضلِ القَطّانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن يَعقُوبَ بنِ سُفيَانَ عَن عَبدِ الوَهّابِ بنِ الضّحّاكِ عَن عِيسَي بنِ يُونُسَ عَنِ الأَعمَشِ عَن شَقِيقِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَتَي عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَدَعَا ابنَ عَبّاسٍ إِلَي بَيعَتِهِ فَامتَنَعَ ابنُ عَبّاسٍ وَ ظَنّ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ عَلَيهِمَا اللّعنَةُ أَنّ امتِنَاعَ ابنِ عَبّاسٍ تَمَسّكاً مِنهُ بِبَيعَتِهِ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ‌ أَنّ المُلحِدَ ابنَ الزّبَيرِ دَعَاكَ إِلَي بَيعَتِهِ وَ الدّخُولِ فِي طَاعَتِهِ لِتَكُونَ لَهُ عَلَي البَاطِلِ ظَهِيراً وَ فِي المَأثَمِ شَرِيكاً وَ أَنّكَ اعتَصَمتَ بِبَيعَتِنَا وَفَاءً مِنكَ لَنَا وَ طَاعَةً لِلّهِ لِمَا عَرّفَكَ مِن حَقّنَا فَجَزَاكَ اللّهُ عَن ذيِ‌ رَحِمٍ خَيرَ مَا يجَزيِ‌ الوَاصِلِينَ بِأَرحَامِهِم المُوفِينَ بِعُهُودِهِم فَمَا أَنسَي مِنَ الأَشيَاءِ فَلَستُ بِنَاسٍ بِرّكَ وَ تَعجِيلَ صِلَتِكَ باِلذّيِ‌ أَنتَ لَهُ أَهلٌ مِنَ القَرَابَةِ مِنَ الرّسُولِ فَانظُر مَن طَلَعَ عَلَيكَ مِنَ الآفَاقِ مِمّن سَحَرَهُمُ ابنُ الزّبَيرِ بِلِسَانِهِ وَ زُخرُفِ قَولِهِ فَأَعلِمهُم بِرَأيِكَ فَإِنّهُم مِنكَ أَسمَعُ وَ لَكَ أَطوَعُ لِلمُحِلّ لِلحُرَمِ المَارِقِ


صفحه : 324

فَكَتَبَ إِلَيهِ ابنُ عَبّاسٍ أَمّا بَعدُ فَقَد جاَءنَيِ‌ كِتَابُكَ تَذكُرُ دُعَاءَ ابنِ الزّبَيرِ إيِاّي‌َ إِلَي بَيعَتِهِ وَ الدّخُولِ فِي طَاعَتِهِ فَإِن يَكُن ذَلِكَ كَذَلِكَ فإَنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا أَرجُو بِذَلِكَ بِرّكَ وَ لَا حَمدَكَ وَ لَكِنّ اللّهَ باِلذّيِ‌ أنَويِ‌ بِهِ عَلِيمٌ وَ زَعَمتَ أَنّكَ غَيرُ نَاسٍ برِيّ‌ وَ تَعجِيلَ صلِتَيِ‌ فَاحبِس أَيّهَا الإِنسَانُ بِرّكَ وَ تَعجِيلَ صِلَتِكَ فإَنِيّ‌ حَابِسٌ عَنكَ ودُيّ‌ فلَعَمَريِ‌ مَا تُؤتِينَا مِمّا لَنَا قِبَلَكَ مِن حَقّنَا إِلّا اليَسِيرَ وَ إِنّكَ لَتَحبِسُ عَنّا مِنهُ العَرِيضَ الطّوِيلَ وَ سَأَلتَ أَن أَحُثّ النّاسَ إِلَيكَ وَ أَن أُخَذّلَهُم مِنِ ابنِ الزّبَيرِ فَلَا وَلَاءً وَ لَا سُرُوراً وَ لَا حِبَاءً إِنّكَ تسَألَنُيِ‌ نُصرَتَكَ وَ تحَثُنّيِ‌ عَلَي وُدّكَ وَ قَد قَتَلتَ حُسَيناً وَ فِتيَانَ عَبدِ المُطّلِبِ مَصَابِيحَ الهُدَي وَ نُجُومَ الأَعلَامِ غَادَرَتهُم خُيُولُكَ بِأَمرِكَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ مُرَمّلِينَ بِالدّمَاءِ مَسلُوبِينَ بِالعَرَاءِ لَا مُكَفّنِينَ وَ لَا مُوَسّدِينَ تسَفيِ‌ عَلَيهِمُ الرّيَاحُ وَ تَنتَابُهُم عُرجُ الضّبَاعِ حَتّي أَتَاحَ اللّهُ بِقَومٍ لَم يَشرَكُوا فِي دِمَائِهِم كَفّنُوهُم وَ أَجَنّوهُم وَ جَلَستَ مَجلِسَكَ ألّذِي جَلَستَ فَمَا أَنسَي مِنَ الأَشيَاءِ فَلَستُ بِنَاسٍ إِطرَادَكَ حُسَيناً مِن حَرَمِ رَسُولِ اللّهِ إِلَي حَرَمِ اللّهِ وَ تَسيِيرَكَ إِلَيهِ الرّجَالَ لِتَقتُلَهُ[ فِي]الحَرَمِ فَمَا زِلتَ[ في ]بِذَلِكَ وَ عَلَي ذَلِكَ حَتّي أَشخَصتَهُ مِن مَكّةَ إِلَي العِرَاقِ فَخَرَجَ خَائِفاً يَتَرَقّبُ فَزَلزَلتَ بِهِ خَيلَكَ عَدَاوَةً مِنكَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَهلِ بَيتِهِ الّذِينَ أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم تَطهِيراً أُولَئِكَ لَا كَآبَائِكَ الجِلَافِ الجُفَاةِ أَكبَادِ الإِبِلِ وَ الحَمِيرِ فَطَلَبَ إِلَيكُمُ المُوَادَعَةَ وَ سَأَلَكُمُ الرّجعَةَ فَاغتَنَمتُم قِلّةَ أَنصَارِهِ وَ استِئصَالَ أَهلِ بَيتِهِ تَعَاوَنتُم عَلَيهِ كَأَنّكُم قَتَلتُم أَهلَ بَيتٍ مِنَ التّركِ فَلَا شَيءَ أَعجَبَ عنِديِ‌ مِن طَلِبَتِكَ ودُيّ‌ وَ قَد قَتَلتَ وُلدَ أَبِي وَ سَيفُكَ يَقطُرُ مِن دمَيِ‌ وَ أَنتَ أَحَدُ ثأَريِ‌ فَإِن شَاءَ اللّهُ لَا يَبطُلُ لَدَيكَ دمَيِ‌ وَ لَا تسَبقِنيِ‌ بثِأَريِ‌ وَ إِن سبَقَتنَيِ‌ فِي الدّنيَا فَقَبلَ ذَلِكَ مَا قُتِلَ النّبِيّونَ وَ آلُ النّبِيّينَ فَيَطلُبُ اللّهُ بِدِمَائِهِم فَكَفَي بِاللّهِ لِلمَظلُومِينَ نَاصِراً وَ مِنَ الظّالِمِينَ مُنتَقِماً فَلَا يُعجِبكَ إِن ظَفِرتَ بِنَا اليَومَ فَلَنَظفَرَنّ بِكَ يَوماً وَ ذَكَرتَ وفَاَئيِ‌ وَ مَا عرَفّتنَيِ‌ مِن حَقّكَ فَإِن يَكُن ذَلِكَ كَذَلِكَ فَقَد وَ اللّهِ بَايَعتُكَ وَ مَن قَبلَكَ وَ إِنّكَ لَتَعلَمُ أنَيّ‌ وَ وَلَدُ أَبِي أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنكَ وَ لَكِنّكُم مَعشَرَ


صفحه : 325

قُرَيشٍ كَابَرتُمُونَا حَتّي دَفَعتُمُونَا عَن حَقّنَا وَ وَلِيتُمُ الأَمرَ دُونَنَا فَبُعداً لِمَن تَحَرّي ظُلمَنَا وَ استَغوَي السّفَهَاءَ عَلَينَاكَما بَعِدَت ثَمُودُ وَ قَومُ لُوطٍ وَ أَصحَابُ مَديَنَ أَلَا وَ إِنّ مِن أَعجَبِ الأَعَاجِيبِ وَ مَا عَسَي أَن أَعجَبَ حَملُكَ بَنَاتِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَطفَالًا صِغَاراً مِن وُلدِهِ إِلَيكَ بِالشّامِ كاَلسبّي‌ِ المَجلُوبِينَ ترُيِ‌ النّاسَ أَنّكَ قَهَرتَنَا وَ أَنتَ تَمُنّ عَلَينَا وَ بِنَا مَنّ اللّهُ عَلَيكَ وَ لَعَمرُ اللّهِ فَلَئِن كُنتَ تُصبِحُ آمِناً مِن جِرَاحَةِ يدَيِ‌ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن يُعَظّمَ اللّهُ جُرحَكَ مِن لسِاَنيِ‌ وَ نقَضيِ‌ وَ إبِراَميِ‌ وَ اللّهِ مَا أَنَا بِآيِسٍ مِن بَعدِ قَتلِكَ وُلدَ رَسُولِ اللّهِص أَن يَأخُذَكَ أَخذاً أَلِيماً وَ يُخرِجَكَ مِنَ الدّنيَامَذمُوماً مَدحُوراًفَعِش لَا أَبَا لَكَ مَا استَطَعتَ فَقَد وَ اللّهِ ازدَدتَ عِندَ اللّهِ أَضعَافاً وَ اقتَرَفتَ مَأثَماًوَ السّلامُ عَلي مَنِ اتّبَعَ الهُدي

ذِكرُ كِتَابِ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ إِلَي مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ مَصِيرِهِ إِلَيهِ وَ أَخذِ جَائِزَتِهِكَتَبَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ بِالمَدِينَةِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أَسأَلُ اللّهَ لَنَا وَ لَكَ عَمَلًا صَالِحاً يَرضَي بِهِ عَنّا فإَنِيّ‌ مَا أَعرِفُ اليَومَ فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ رَجُلًا هُوَ أَرجَحُ مِنكَ حِلماً وَ عِلماً وَ لَا أَحضَرُ فَهماً وَ حُكماً وَ لَا أَبعَدُ مِن كُلّ سَفَهٍ وَ دَنَسٍ وَ طَيشٍ وَ لَيسَ مَن يَتَخَلّقُ بِالخَيرِ تَخَلّقاً وَ يَنتَحِلُ الفَضلَ تَنَحّلًا كَمَن جَبَلَهُ اللّهُ عَلَي الخَيرِ جَبلًا وَ قَد عَرَفنَا ذَلِكَ مِنكَ قَدِيماً وَ حَدِيثاً شَاهِداً وَ غَائِباً غَيرَ أنَيّ‌ قَد أَحبَبتُ زِيَارَتَكَ وَ الأَخذَ بِالحَظّ مِن رُؤيَتِكَ فَإِذَا نَظَرتَ فِي كتِاَبيِ‌ هَذَا فَأَقبِل إلِيَ‌ّ آمِناً مُطمَئِنّاً أَرشَدَكَ اللّهُ أَمرَكَ وَ غَفَرَ لَكَ ذَنبَكَ وَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَلَمّا وَرَدَ الكِتَابُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ قَرَأَهُ أَقبَلَ عَلَي ابنَيهِ جَعفَرٍ وَ عَبدِ اللّهِ أَبِي هَاشِمٍ فَاستَشَارَهُمَا فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ ابنُهُ عَبدُ اللّهِ يَا أَبَه اتّقِ اللّهَ فِي نَفسِكَ وَ لَا تَصِر إِلَيهِ فإَنِيّ‌ خَائِفٌ أَن يُلحِقَكَ بِأَخِيكَ الحُسَينِ وَ لَا يبُاَليِ‌َ فَقَالَ مُحَمّدٌ يَا بنُيَ‌ّ وَ لكَنِيّ‌ لَا أَخَافُ ذَلِكَ مِنهُ فَقَالَ لَهُ ابنُهُ جَعفَرٌ يَا أَبَه إِنّهُ قَد أَلطَفَكَ فِي كِتَابِهِ إِلَيكَ وَ لَا أَظُنّهُ يَكتُبُ إِلَي أَحَدٍ مِن قُرَيشٍ بِأَن أَرشَدَكَ اللّهُ أَمرَكَ وَ غَفَرَ لَكَ ذَنبَكَ وَ أَنَا أَرجُو أَن يَكُفّ اللّهُ شَرّهُ عَنكَ قَالَ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ تَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ ألّذِييُمسِكُ السّماءَ أَن تَقَعَ عَلَي الأَرضِ إِلّا بِإِذنِهِوَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًا


صفحه : 326

قَالَ ثُمّ تَجَهّزَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ وَ سَارَ حَتّي قَدِمَ عَلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ بِالشّامِ فَلَمّا استَأذَنَ أَذِنَ لَهُ وَ قَرّبَهُ وَ أَدنَاهُ وَ أَجلَسَهُ مَعَهُ عَلَي سَرِيرِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِ بِوَجهِهِ فَقَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ آجَرَنَا اللّهُ وَ إِيّاكَ فِي أَبِي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَوَ اللّهِ لَئِن كَانَ نَقَصَكَ فَقَد نقَصَنَيِ‌ وَ لَئِن كَانَ أَوجَعَكَ فَقَد أوَجعَنَيِ‌ وَ لَو كُنتُ أَنَا المتُوَلَيّ‌َ لِحَربِهِ لَمَا قَتَلتُهُ وَ لَدَفَعتُ عَنهُ القَتلَ وَ لَو بِحَزّ أصَاَبعِيِ‌ وَ ذَهَابِ بصَرَيِ‌ وَ لَفَدَيتُهُ بِجَمِيعِ مَا مَلَكَت يدَيِ‌ وَ إِن كَانَ قَد ظلَمَنَيِ‌ وَ قَطَعَ رحَمِيِ‌ وَ ناَزعَنَيِ‌ حقَيّ‌ وَ لَكِن عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ لَم يَعلَم رأَييِ‌ فِي ذَلِكَ فَعَجّلَ عَلَيهِ بِالقَتلِ فَقَتَلَهُ وَ لَم يَستَدرِك مَا فَاتَ وَ بَعدُ فَإِنّهُ لَيسَ يَجِبُ عَلَينَا أَن نَرضَي بِالدّنِيّةِ فِي حَقّنَا وَ لَم يَكُن يَجِبُ عَلَي أَخِيكَ أَن يُنَازِعَنَا فِي أَمرٍ خَصّنَا اللّهُ بِهِ دُونَ غَيرِنَا وَ عَزِيزٌ عَلَيّ مَا نَالَهُ وَ السّلَامُ فَهَاتِ الآنَ مَا عِندَكَ يَا أَبَا القَاسِمِ قَالَ فَتَكَلّمَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ قَد سَمِعتُ كَلَامَكَ فَوَصَلَ اللّهُ رَحِمَكَ وَ رَحِمَ حُسَيناً وَ بَارَكَ لَهُ فِيمَا صَارَ إِلَيهِ مِن ثَوَابِ رَبّهِ وَ الخُلدِ الدّائِمِ الطّوِيلِ فِي جِوَارِ المَلِكِ الجَلِيلِ وَ قَد عَلِمنَا أَنّ مَا نَقَصَنَا فَقَد نَقَصَكَ وَ مَا عَرَاكَ فَقَد عَرَانَا مِن فَرَحٍ وَ تَرَحٍ وَ كَذَا أَظُنّ أَن لَو شَهِدتَ ذَلِكَ بِنَفسِكَ لَاختَرتَ أَفضَلَ الرأّي‌ِ وَ العَمَلِ وَ لَجَانَبتَ أَسوَأَ الفِعلِ وَ الخَطَلِ وَ الآنَ فَإِنّ حاَجتَيِ‌ إِلَيكَ أَن لَا تسُمعِنَيِ‌ فِيهِ مَا أَكرَهُ فَإِنّهُ أخَيِ‌ وَ شقَيِقيِ‌ وَ ابنُ أَبِي وَ إِن زَعَمتَ أَنّهُ قَد كَانَ ظَلَمَكَ وَ كَانَ عُدُوّاً لَكَ كَمَا تَقُولُ قَالَ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ إِنّكَ لَن تَسمَعَ منِيّ‌ إِلّا خَيراً وَ لَكِن هَلُمّ فبَاَيعِنيِ‌ وَ اذكُر مَا عَلَيكَ مِنَ الدّينِ حَتّي أَقضِيَهُ عَنكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَمّا البَيعَةُ فَقَد بَايَعتُكَ وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن أَمرِ الدّينِ فَمَا عَلَيّ دَينٌ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ إنِيّ‌ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي كُلّ نِعمَةٍ سَابِغَةٍ لَا أَقُومُ بِشُكرِهَا قَالَ فَالتَفَتَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ إِلَي ابنِهِ خَالِدٍ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ ابنَ عَمّكَ هَذَا بَعِيدٌ مِنَ الخِبّ وَ اللّؤمِ وَ الدّنَسِ وَ الكَذِبِ وَ لَو كَانَ غَيرَهَ كَبَعضِ مَن عَرَفتَ لَقَالَ عَلَيّ مِنَ الدّينِ كَذَا وَ كَذَا لِيَستَغنِمَ أَخذَ أَموَالِنَا قَالَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِ يَزِيدُ فَقَالَ باَيعَتنَيِ‌ يَا أَبَا القَاسِمِ


صفحه : 327

فَقَالَ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فإَنِيّ‌ قَد أَمَرتُ لَكَ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَابعَث مَن يَقبِضُهَا فَإِذَا أَرَدتَ الِانصِرَافَ عَنّا وَصَلنَاكَ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ لَا حَاجَةَ لِي فِي هَذَا المَالِ وَ لَا لَهُ جِئتُ قَالَ يَزِيدُ فَلَا عَلَيكَ أَن تَقبِضَهُ وَ تُفَرّقَهُ فِيمَن أَحبَبتَ مِن أَهلِ بَيتِكَ قَالَ فإَنِيّ‌ قَد قَبِلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَأَنزَلَهُ فِي بَعضِ مَنَازِلِهِ وَ كَانَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ يَدخُلُ عَلَيهِ فِي كُلّ يَومٍ صَبَاحاً وَ مَسَاءً قَالَ وَ إِذَا وَفدُ أَهلِ المَدِينَةِ قَد قَدِمُوا عَلَي يَزِيدَ وَ فِيهِم مُنذِرُ بنُ الزّبَيرِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ حَفصِ بنِ مُغِيرَةَ المخَزوُميِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ حَنظَلَةَ بنِ أَبِي عَامِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ فَأَقَامُوا عِندَ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ أَيّاماً فَأَجَازَهُم يَزِيدُ لِكُلّ رَجُلٍ مِنهُم بِخَمسِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ أَجَازَ المُنذِرَ بنَ الزّبَيرِ بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَلَمّا أَرَادُوا الِانصِرَافَ إِلَي المَدِينَةِ أَقبَلَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ حَتّي دَخَلَ عَلَي يَزِيدَ فَاستَأذَنَهُ فِي الِانصِرَافِ مَعَهُم إِلَي المَدِينَةِ فَأَذِنَ لَهُ فِي ذَلِكَ وَ وَصَلَهُ بمِاِئتَيَ‌ أَلفِ دِرهَمٍ وَ أَعطَاهُ عُرُوضاً بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ إنِيّ‌ لَا أَعلَمُ فِي أَهلِ بَيتِكِ اليَومَ رَجُلًا هُوَ أَعلَمُ مِنكَ بِالحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ قَد كُنتُ أُحِبّ أَن لَا تفُاَرقِنَيِ‌ وَ تأَمرُنَيِ‌ بِمَا فِيهِ حظَيّ‌ وَ رشُديِ‌ فَوَ اللّهِ مَا أُحِبّ أَن تَنصَرِفَ عنَيّ‌ وَ أَنتَ ذَامّ لشِيَ‌ءٍ مِن أخَلاَقيِ‌ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَمّا مَا كَانَ مِنكَ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَذَاكَ شَيءٌ لَا يُستَدرَكُ وَ أَمّا الآنَ فإَنِيّ‌ مَا رَأَيتُ مِنكَ مُذ قَدِمتُ عَلَيكَ إِلّا خَيراً وَ لَو رَأَيتُ مِنكَ خَصلَةً أَكرَهُهَا لَمَا وسَعِنَيِ‌ السّكُوتُ دُونَ أَن أَنهَاكَ عَنهَا وَ أُخبِرَكَ بِمَا يَحِقّ لِلّهِ عَلَيكَ مِنهَا للِذّيِ‌ أَخَذَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي العُلَمَاءِ فِي عِلمِهِم أَن يُبَيّنُوهُ لِلنّاسِ وَ لَا يَكتُمُوهُ وَ لَستُ مُؤَدّياً عَنكَ إِلَي مَن ورَاَئيِ‌ مِنَ النّاسِ إِلّا خَيراً غَيرَ أنَيّ‌ أَنهَاكَ عَن شُربِ هَذَا المُسكِرِ فَإِنّهُرِجسٌ مِن عَمَلِ الشّيطانِ وَ لَيسَ مَن ولُيّ‌َ أُمُورَ الأُمّةِ وَ دعُيِ‌َ لَهُ بِالخِلَافَةِ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ عَلَي المَنَابِرِ كَغَيرِهِ مِنَ النّاسِ فَاتّقِ اللّهَ فِي نَفسِكَ وَ تَدَارَك مَا سَلَفَ مِن ذَنبِكَ وَ السّلَامُ قَالَ فَسُرّ يَزِيدُ بِمَا سَمِعَ مِن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ سُرُوراً شَدِيداً ثُمّ قَالَ فإَنِيّ‌ قَابِلٌ مِنكَ مَا أمَرَتنَيِ‌ بِهِ وَ أَنَا أُحِبّ أَن تكُاَتبِنَيِ‌ فِي كُلّ حَاجَةٍ تَعرِضُ لَكَ مِن صِلَةٍ أَو تَعَاهُدٍ


صفحه : 328

وَ لَا تُقَصّرَنّ فِي ذَلِكَ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ أَفعَلُ ذَلِكَ إِن شَاءَ اللّهُ وَ لَا أَكُونُ إِلّا عِندَ مَا تُحِبّ قَالَ ثُمّ وَدّعَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ رَجَعَ إِلَي المَدِينَةِ فَفَرّقَ ذَلِكَ المَالَ كُلّهُ فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ سَائِرِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ قُرَيشٍ حَتّي لَم يَبقَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ قُرَيشٍ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ الذّرّيّةِ وَ الموَاَليِ‌ إِلّا صَارَ إِلَيهِ شَيءٌ مِن ذَلِكَ المَالِ ثُمّ خَرَجَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي مَكّةَ فَأَقَامَ بِهَا مُجَاوِراً لَا يَعرِفُ شَيئاً غَيرَ الصّومِ وَ الصّلَاةِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ رضَيِ‌َ عَنهُم وَ رَزَقَنَا شَفَاعَتَهُم بِحَولِهِ وَ مَنّهِ وَ فَضلِهِ وَ كَرَمِهِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

أَقُولُ قَالَ العَلّامَةُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ رَوَي البلَاذرِيِ‌ّ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع كَتَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ إِلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ أَمّا بَعدُ فَقَد عَظُمَتِ الرّزِيّةُ وَ جَلّتِ المُصِيبَةُ وَ حَدَثَ فِي الإِسلَامِ حَدَثٌ عَظِيمٌ وَ لَا يَومَ كَيَومِ الحُسَينِ فَكَتَبَ إِلَيهِ يَزِيدُ أَمّا بَعدُ يَا أَحمَقُ فَإِنّنَا جِئنَا إِلَي بُيُوتٍ مُنَجّدَةٍ وَ فُرُشٍ مُمَهّدَةٍ وَ وَسَائِدَ مُنَضّدَةٍ فَقَاتَلنَا عَنهَا فَإِن يَكُنِ الحَقّ لَنَا فَعَن حَقّنَا قَاتَلنَا وَ إِن كَانَ الحَقّ لِغَيرِنَا فَأَبُوكَ أَوّلُ مَن سَنّ هَذَا وَ ابتَزّ وَ استَأثَرَ بِالحَقّ عَلَي أَهلِهِ

أَقُولُ قَد سَبَقَ فِي كِتَابِ الفِتَنِ خَبَرٌ طَوِيلٌ أَخرَجنَاهُ مِن كِتَابِ دَلَائِلِ الإِمَامَةِ بِإِسنَادِهِ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ أَنّهُ لَمّا وَرَدَ نعَي‌ُ الحُسَينِ ع المَدِينَةَ وَ قَتلُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ رَجُلًا مِن شِيعَتِهِ وَ قَتلُ عَلِيّ ابنِهِ بَينَ يَدَيهِ بِنُشّابَةٍ وَ سبَي‌ُ ذَرَارِيهِ خَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ إِلَي الشّامِ مُنكِراً لِفِعلِ يَزِيدَ وَ مُستَنفِراً لِلنّاسِ عَلَيهِ حَتّي أَتَي يَزِيدَ وَ أَغلَظَ لَهُ القَولَ فَخَلَا بِهِ يَزِيدُ وَ أَخرَجَ إِلَيهِ طُومَاراً طَوِيلًا كَتَبَهُ عُمَرُ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ أَظهَرَ فِيهِ أَنّهُ عَلَي دِينِ آبَائِهِ مِن عِبَادَةِ الأَوثَانِ وَ أَنّ مُحَمّداً كَانَ سَاحِراً غَلَبَ عَلَي النّاسِ بِسِحرِهِ وَ أَوصَاهُ بِأَن يُكرِمَ أَهلَ بَيتِهِ ظَاهِراً وَ يَسعَي فِي أَن يَجتَثّهُم عَن جَدِيدِ الأَرضِ وَ لَا يَدَعَ أَحَداً مِنهُم عَلَيهَا فِي أَشيَاءَ كَثِيرَةٍ قَد مَرّ ذِكرُهَا فَلَمّا قَرَأَهُ ابنُ عُمَرَ رضَيِ‌َ بِذَلِكِ وَ رَجَعَ وَ أَظهَرَ لِلنّاسِ أَنّهُ مُحِقّ فِيمَا أَتَي بِهِ وَ مَعذُورٌ فِيمَا فَعَلَهُ وَ لَنِعمَ مَا قِيلَ مَا قُتِلَ الحُسَينُ إِلّا فِي يَومِ السّقِيفَةِ فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَي مَن أَسّسَ أَسَاسَ الظّلمِ وَ الجَورِ عَلَي أَهلِ بَيتِ النّبِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ


صفحه : 329

باب 84-عدد أولاده صلوات الله عليه وجمل أحوالهم وأحوال أزواجه ع

و قدأوردنا بعض أحوالهن في أبواب تاريخ السجاد ع

1- شا،[الإرشاد] كَانَ لِلحُسَينِ ع سِتّةُ أَولَادٍ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ الأَكبَرُ كُنيَتُهُ أَبُو مُحَمّدٍ أُمّهُ شَهرَبَانُ بِنتُ كِسرَي يَزدَجَردَ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ الأَصغَرُ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ بِالطّفّ وَ قَد تَقَدّمَ ذِكرُهُ فِيمَا سَلَفَ وَ أُمّهُ لَيلَي بِنتُ أَبِي مُرّةَ بنِ عُروَةَ بنِ مَسعُودٍ الثّقَفِيّةُ وَ جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ لَا بَقِيّةَ لَهُ وَ أُمّهُ قُضَاعِيّةٌ وَ كَانَت وَفَاتُهُ فِي حَيَاةِ الحُسَينِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحُسَينِ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ صَغِيراً جَاءَهُ سَهمٌ وَ هُوَ فِي حَجرِ أَبِيهِ فَذَبَحَهُ وَ سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ وَ أُمّهَا الرّبَابُ بِنتُ إمِر‌ِئِ القَيسِ بنِ عدَيِ‌ّ كَلبِيّةٌ مُعَدّيّةٌ وَ هيِ‌َ أُمّ عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ ع وَ فَاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ وَ أُمّهَا أُمّ إِسحَاقَ بِنتُ طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ تَيمِيّةٌ

2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابَ البِدَعِ وَ صَاحِبُ كِتَابِ شَرحِ الأَخبَارِ أَنّ عَقِبَ الحُسَينِ مِنِ ابنِهِ عَلِيّ الأَكبَرِ وَ أَنّهُ هُوَ الباَقيِ‌ بَعدَ أَبِيهِ وَ أَنّ المَقتُولَ هُوَ الأَصغَرُ مِنهُمَا وَ عَلَيهِ نُعَوّلُ فَإِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ الباَقيِ‌ كَانَ يَومَ كَربَلَاءَ مِن أَبنَاءِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ إِنّ ابنَهُ مُحَمّداً البَاقِرَ كَانَ يَومَئِذٍ مِنَ أَبنَاءِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً وَ كَانَ لعِلَيِ‌ّ الأَصغَرِ المَقتُولِ نَحوُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ سَنَةً

وَ تَقُولُ الزّيدِيّةُ إِنّ العَقِبَ مِنَ الأَصغَرِ وَ إِنّهُ كَانَ فِي يَومِ كَربَلَاءَ ابنَ سَبعِ سِنِينَ وَ مِنهُم مَن يَقُولُ أَربَعِ سِنِينَ وَ عَلَي هَذَا النّسّابُونَ

كِتَابُ النّسَبِ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ قَالَ يَزِيدُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع وَا عَجَباً لِأَبِيكَ سَمّي عَلِيّاً وَ عَلِيّاً فَقَالَ ع إِنّ أَبِي أَحَبّ أَبَاهُ فَسَمّي بِاسمِهِ مِرَاراً


صفحه : 330

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] لَمّا وُرِدَ بسَبَي‌ِ الفُرسِ إِلَي المَدِينَةِ أَرَادَ عُمَرُ أَن يَبِيعَ النّسَاءَ وَ أَن يَجعَلَ الرّجَالَ عَبِيدَ العَرَبِ وَ عَزَمَ عَلَي أَن يُحمَلَ العَلِيلُ وَ الضّعِيفُ وَ الشّيخُ الكَبِيرُ فِي الطّوَافِ وَ حَولَ البَيتِ عَلَي ظُهُورِهِم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ النّبِيّص قَالَ أَكرِمُوا كَرِيمَ قَومٍ وَ إِن خَالَفُوكُم وَ هَؤُلَاءِ الفُرسُ حُكَمَاءُ كُرَمَاءُ فَقَد أَلقَوا إِلَينَا السّلَامَ وَ رَغِبُوا فِي الإِسلَامِ وَ قَد أَعتَقتُ مِنهُم لِوَجهِ اللّهِ حقَيّ‌ وَ حَقّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَقَالَتِ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ قَد وَهَبنَا حَقّنَا لَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ أللّهُمّ فَاشهَد أَنّهُم قَد وَهَبُوا وَ قَبِلتُ وَ أَعتَقتُ فَقَالَ عُمَرُ سَبَقَ إِلَيهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ نَقَضَ عزَمتَيِ‌ فِي الأَعَاجِمِ وَ رَغِبَ جَمَاعَةٌ فِي بَنَاتِ المُلُوكِ أَن يَستَنكِحُوهُنّ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ تُخَيّرُهُنّ وَ لَا تُكرِهُهُنّ فَأَشَارَ أَكبَرُهُم إِلَي تَخيِيرِ شَهرَبَانُويَه بِنتِ يَزدَجَردَ فَحَجَبَت وَ أَبَت فَقِيلَ لَهَا أَ يَا كَرِيمَةَ قَومِهَا مَن تَختَارِينَ مِن خُطّابِكِ وَ هَل أَنتِ رَاضِيَةٌ بِالبَعلِ فَسَكَتَت فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَد رَضِيَت وَ بقَيِ‌َ الِاختِيَارُ بَعدُ سُكُوتُهَا إِقرَارُهَا فَأَعَادُوا القَولَ فِي التّخيِيرِ فَقَالَت لَستُ مِمّن يَعدِلُ عَنِ النّورِ السّاطِعِ وَ الشّهَابِ اللّامِعِ الحُسَينِ إِن كُنتُ مُخَيّرَةً فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لِمَن تَختَارِينَ أَن يَكُونَ وَلِيّكِ فَقَالَت أَنتَ فَأَمَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ حُذَيفَةَ بنَ اليَمَانِ أَن يَخطُبَ فَخَطَبَ وَ زُوّجَت مِنَ الحُسَينِ

قَالَ ابنُ الكلَبيِ‌ّ وَلّي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ حُرَيثَ بنَ جَابِرٍ الحنَفَيِ‌ّ جَانِباً مِنَ المَشرِقِ فَبَعَثَ بِنتَ يَزدَجَردَ بنِ شَهرِيَارَ بنِ كِسرَي فَأَعطَاهَا عَلَي ابنِهِ الحُسَينِ ع فَوَلَدَت مِنهُ عَلِيّاً

وَ قَالَ غَيرُهُ إِنّ حُرَيثاً بَعَثَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ببِنِتيَ‌ يَزدَجَردَ فَأَعطَي وَاحِدَةً لِابنِهِ الحُسَينِ فَأَولَدَهَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ وَ أَعطَي الأُخرَي مُحَمّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ فَأَولَدَهَا القَاسِمَ بنَ مُحَمّدٍ فَهُمَا ابنَا خَالَةٍ

4-قب أَبنَاؤُهُ عَلِيّ الأَكبَرُ الشّهِيدُ أُمّهُ بَرّةُ بِنتُ عُروَةَ بنِ مَسعُودٍ الثقّفَيِ‌ّ وَ عَلِيّ الإِمَامُ وَ هُوَ عَلِيّ الأَوسَطُ وَ عَلِيّ الأَصغَرُ وَ هُمَا مِن شَهرَبَانُويَه وَ مُحَمّدٌ وَ عَبدُ اللّهِ


صفحه : 331

الشّهِيدُ مِن أُمّ الرّبَابِ بِنتِ إمِر‌ِئِ القَيسِ وَ جَعفَرٌ وَ أُمّهُ قُضَاعِيّةٌ وَ بَنَاتُهُ سُكَينَةُ أُمّهَا رَبَابُ بِنتُ إمِر‌ِئِ القَيسِ الكِندِيّةُ وَ فَاطِمَةُ أُمّهَا أُمّ إِسحَاقَ بِنتُ طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ وَ زَينَبُ وَ أَعقَبَ الحُسَينُ مِنِ ابنٍ وَاحِدٍ وَ هُوَ زَينُ العَابِدِينَ ع وَ ابنَتَينِ وَ بَابُهُ رُشَيدٌ الهجَرَيِ‌ّ

5- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَولَادِ ذُكُورٌ وَ إِنَاثٌ عَشَرَةٌ سِتّةُ ذُكُورٍ وَ أَربَعُ إِنَاثٍ فَالذّكَرُ عَلِيّ الأَكبَرُ وَ عَلِيّ الأَوسَطُ وَ هُوَ سَيّدُ العَابِدِينَ وَ عَلِيّ الأَصغَرُ وَ مُحَمّدٌ وَ عَبدُ اللّهِ وَ جَعفَرٌ فَأَمّا عَلِيّ الأَكبَرُ فَإِنّهُ قَاتَلَ بَينَ يدَيَ‌ أَبِيهِ حَتّي قُتِلَ شَهِيداً وَ أَمّا عَلِيّ الأَصغَرُ فَجَاءَهُ سَهمٌ وَ هُوَ طِفلٌ فَقَتَلَهُ وَ قِيلَ إِنّ عَبدَ اللّهِ قُتِلَ أَيضاً مَعَ أَبِيهِ شَهِيداً وَ أَمّا البَنَاتُ فَزَينَبُ وَ سُكَينَةُ وَ فَاطِمَةُ هَذَا قَولٌ مَشهُورٌ وَ قِيلَ كَانَ لَهُ أَربَعُ بَنِينَ وَ بِنتَانِ وَ الأَوّلُ أَشهَرُ وَ كَانَ الذّكرُ المُخَلّدُ وَ البِنَاءُ المُنَضّدُ مَخصُوصاً مِن بَينِ بَنِيهِ بعِلَيِ‌ّ الأَوسَطِ زَينِ العَابِدِينَ دُونَ بَقِيّةِ الأَولَادِ آخِرُ كَلَامِهِ قُلتُ عَدّدَ أَولَادَهُ ع ذَكَرَ بَعضاً وَ تَرَكَ بَعضاً قَالَ ابنُ الخَشّابِ وُلِدَ لَهُ سِتّةُ بَنِينَ وَ ثَلَاثُ بَنَاتٍ عَلِيّ الأَكبَرُ الشّهِيدُ مَعَ أَبِيهِ وَ عَلِيّ الإِمَامُ سَيّدُ العَابِدِينَ وَ عَلِيّ الأَصغَرُ وَ مُحَمّدٌ وَ عَبدُ اللّهِ الشّهِيدُ مَعَ أَبِيهِ وَ جَعفَرٌ وَ زَينَبُ وَ سُكَينَةُ وَ فَاطِمَةُ

وَ قَالَ الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ بنُ الأَخضَرِ الجنَاَبذِيِ‌ّ وُلدُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا سِتّةٌ أَربَعَةُ ذُكُورٍ وَ ابنَتَانِ عَلِيّ الأَكبَرُ وَ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ وَ عَلِيّ الأَصغَرُ وَ جَعفَرٌ وَ عَبدُ اللّهِ وَ سُكَينَةُ وَ فَاطِمَةُ قَالَ وَ نَسلُ الحُسَينِ ع مِن عَلِيّ الأَصغَرِ وَ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ وَ كَانَ أَفضَلَ أَهلِ زَمَانِهِ

وَ قَالَ الزهّريِ‌ّ مَا رَأَيتُ هَاشِمِيّاً أَفضَلَ مِنهُ

قلت قدأخل الحافظ بذكر علي زين العابدين ع حيث قال علي الأكبر و علي الأصغر وأثبته حيث قال ونسل الحسين من علي الأصغر


صفحه : 332

فسقط في هذه الرواية علي الأصغر والصحيح أن العليين من أولاده ثلاثة كماذكر كمال الدين وزين العابدين ع هوالأوسط والتفاوت بين ماذكره كمال الدين والحافظ أربعة

باب 94-أحوال المختار بن أبي عبيد الثقفي‌ و ماجري علي يديه وأيدي‌ أوليائه

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المُظَفّرِ بنِ مُحَمّدٍ البلَخيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ عُمَرَ النهّديِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يُونُسَ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو قَالَدَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ منُصرَفَيِ‌ مِن مَكّةَ فَقَالَ لِي يَا مِنهَالُ مَا صَنَعَ حَرمَلَةُ بنُ كَاهِلٍ الأسَدَيِ‌ّ فَقُلتُ تَرَكتُهُ حَيّاً بِالكُوفَةِ قَالَ فَرَفَعَ يَدَيهِ جَمِيعاً ثُمّ قَالَ ع أللّهُمّ أَذِقهُ حَرّ الحَدِيدِ أللّهُمّ أَذِقهُ حَرّ الحَدِيدِ أللّهُمّ أَذِقهُ حَرّ النّارِ قَالَ المِنهَالُ فَقَدِمتُ الكُوفَةَ وَ قَد ظَهَرَ المُختَارُ بنُ أَبِي عُبَيدَةَ الثقّفَيِ‌ّ وَ كَانَ لِي صَدِيقاً فَكُنتُ فِي منَزلِيِ‌ أَيّاماً حَتّي انقَطَعَ النّاسُ عنَيّ‌ وَ رَكِبتُ إِلَيهِ فَلَقِيتُهُ خَارِجاً مِن دَارِهِ فَقَالَ يَا مِنهَالُ لَم تَأتِنَا فِي وَلَايَتِنَا هَذِهِ وَ لَم تُهَنّئنَا بِهَا وَ لَم تُشرِكنَا فِيهَا فَأَعلَمتُهُ أنَيّ‌ كُنتُ بِمَكّةَ وَ أنَيّ‌ قَد جِئتُكَ الآنَ وَ سَايَرتُهُ وَ نَحنُ نَتَحَدّثُ حَتّي أَتَي الكِنَاسَ فَوَقَفَ وُقُوفاً كَأَنّهُ يَنظُرُ شَيئاً وَ قَد كَانَ أُخبِرَ بِمَكَانِ حَرمَلَةَ بنِ كَاهِلٍ فَوَجّهَ فِي طَلَبِهِ فَلَم يَلبَث أَن جَاءَ قَومٌ يَركُضُونَ وَ قَومٌ يَشتَدّونَ حَتّي قَالُوا أَيّهَا الأَمِيرُ البِشَارَةَ قَد أُخِذَ حَرمَلَةُ بنُ كَاهِلٍ فَمَا لَبِثنَا أَن جيِ‌ءَ بِهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ المُختَارُ قَالَ لِحَرمَلَةَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مكَنّنَيِ‌ مِنكَ ثُمّ قَالَ الجَزّارَ الجَزّارَ فأَتُيِ‌َ بِجَزّارٍ فَقَالَ لَهُ اقطَع يَدَيهِ فَقُطِعَتَا ثُمّ قَالَ لَهُ اقطَع رِجلَيهِ فَقُطِعَتَا ثُمّ قَالَ النّارَ النّارَ فأَتُيِ‌َ بِنَارٍ وَ قَصَبٍ فأَلُقيِ‌َ عَلَيهِ فَاشتَعَلَ فِيهِ النّارُ فَقُلتُ سُبحَانَ اللّهِ فَقَالَ لِي يَا


صفحه : 333

مِنهَالُ إِنّ التّسبِيحَ لَحَسَنٌ فَفِيمَ سَبّحتَ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ دَخَلتُ فِي سفَرتَيِ‌ هَذِهِ منُصرَفَيِ‌ مِن مَكّةَ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ لِي يَا مِنهَالُ مَا فَعَلَ حَرمَلَةُ بنُ كَاهِلٍ الأسَدَيِ‌ّ فَقُلتُ تَرَكتُهُ حَيّاً بِالكُوفَةِ فَرَفَعَ يَدَيهِ جَمِيعاً فَقَالَ أللّهُمّ أَذِقهُ حَرّ الحَدِيدِ أللّهُمّ أَذِقهُ حَرّ الحَدِيدِ أللّهُمّ أَذِقهُ حَرّ النّارِ فَقَالَ لِيَ المُختَارُ أَ سَمِعتَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ هَذَا فَقُلتُ[ وَ] اللّهِ لَقَد سَمِعتُهُ يَقُولُ هَذَا قَالَ فَنَزَلَ عَن دَابّتِهِ وَ صَلّي رَكعَتَينِ فَأَطَالَ السّجُودَ ثُمّ قَامَ فَرَكِبَ وَ قَدِ احتَرَقَ حَرمَلَةُ وَ رَكِبتُ مَعَهُ وَ سِرنَا فَحَاذَيتُ داَريِ‌ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ إِن رَأَيتَ أَن تشُرَفّنَيِ‌ وَ تكُرمِنَيِ‌ وَ تَنزِلَ عنِديِ‌ وَ تَحَرّمَ بطِعَاَميِ‌ فَقَالَ يَا مِنهَالُ تعُلمِنُيِ‌ أَنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ دَعَا بِأَربَعِ دَعَوَاتٍ فَأَجَابَهُ اللّهُ عَلَي يدَيِ‌ ثُمّ تأَمرُنُيِ‌ أَن آكُلَ هَذَا يَومُ صَومٍ شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَا فَعَلتُهُ بِتَوفِيقِهِ وَ حَرمَلَةُ هُوَ ألّذِي حَمَلَ رَأسَ الحُسَينِ ع

بيان الحرمة ما لايحل انتهاكه و منه قولهم تحرم بطعامه و ذلك لأن العرب إذاأكل رجل منهم من طعام غيره حصلت بينهما حرمة وذمة يكون كل منهما آمنا من أذي صاحبه

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ حَدّثَنَا المدَاَئنِيِ‌ّ عَن رِجَالِهِ أَنّ المُختَارَ بنَ أَبِي عُبَيدٍ الثقّفَيِ‌ّ ظَهَرَ بِالكُوفَةِ لَيلَةَ الأَربِعَاءِ لِأَربَعَ عَشرَةَ لَيلَةً بَقِيَت مِن رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتّ وَ سِتّينَ فَبَايَعَهُ النّاسُ عَلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِ اللّهِ وَ الطّلَبِ بِدَمِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ دِمَاءِ أَهلِ بَيتِهِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم وَ الدّفعِ عَنِ الضّعَفَاءِ فَقَالَ الشّاعِرُ فِي ذَلِكَ وَ لَمّا دَعَا المُختَارُ جِئنَا لِنَصرِهِ عَلَي الخَيلِ ترُديِ‌ مِن كُمَيتٍ وَ أَشقَرَا دَعَا يَا لَثَأرَاتِ الحُسَينِ فَأَقبَلَت تعُاَديِ‌ بِفُرسَانِ الصّبَاحِ لِتَثأَرَا وَ نَهَضَ المُختَارُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ مُطِيعٍ وَ كَانَ عَلَي الكُوفَةِ مِن قِبَلِ ابنِ الزّبَيرِ فَأَخرَجَهُ وَ أَصحَابَهُ مِنهَا مُنهَزِمِينَ وَ أَقَامَ بِالكُوفَةِ إِلَي المُحَرّمِ سَنَةَ سَبعٍ وَ سِتّينَ ثُمّ عَمَدَ


صفحه : 334

عَلَي إِنفَاذِ الجُيُوشِ إِلَي ابنِ زِيَادٍ وَ كَانَ بِأَرضِ الجَزِيرَةِ فَصَيّرَ عَلَي شُرَطِهِ أَبَا عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ وَ أَبَا عُمَارَةَ كَيسَانَ مَولَي عربية[عُرَينَةَ] وَ أَمَرَ اِبرَاهِيمَ بنَ الأَشتَرِ ره بِالتّأَهّبِ لِلمَسِيرِ إِلَي ابنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ أَمّرَهُ عَلَي الأَجنَادِ فَخَرَجَ اِبرَاهِيمُ يَومَ السّبتِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِنَ المُحَرّمِ سَنَةَ سَبعٍ وَ سِتّينَ فِي أَلفَينِ مِن مَذحِجَ وَ أَسَدٍ وَ أَلفَينِ مِن تَمِيمٍ وَ هَمدَانَ وَ أَلفٍ وَ خَمسِمِائَةٍ مِن قَبَائِلِ المَدِينَةِ وَ أَلفٍ وَ خَمسِمِائَةٍ مِن كِندَةَ وَ رَبِيعَةَ وَ أَلفَينِ مِنَ الحَمرَاءِ

وَ قَالَ بَعضُهُم كَانَ ابنُ الأَشتَرِ فِي أَربَعَةِ آلَافٍ مِنَ القَبَائِلِ وَ ثَمَانِيَةِ آلَافٍ مِنَ الحَمرَاءِ وَ شَيّعَ المُختَارُ اِبرَاهِيمَ بنَ الأَشتَرِ ره مَاشِياً فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ اركَب رَحِمَكَ اللّهُ فَقَالَ إنِيّ‌ لَأَحتَسِبُ الأَجرَ فِي خطُاَي‌َ مَعَكَ وَ أُحِبّ أَن تَغبَرّ قدَمَاَي‌َ فِي نَصرِ آلِ مُحَمّدٍ ع ثُمّ وَدّعَهُ وَ انصَرَفَ فَسَارَ ابنُ الأَشتَرِ حَتّي أَتَي المَدَائِنَ ثُمّ سَارَ يُرِيدُ ابنَ زِيَادٍ فَشَخَصَ المُختَارُ عَنِ الكُوفَةِ لَمّا أَتَاهُ أَنّ ابنَ الأَشتَرِ قَدِ ارتَحَلَ مِنَ المَدَائِنِ وَ أَقبَلَ حَتّي نَزَلَ المَدَائِنَ فَلَمّا نَزَلَ ابنُ الأَشتَرِ نَهرَ الخَازِرِ بِالمَوصِلِ أَقبَلَ ابنُ زِيَادٍ فِي الجُمُوعِ فَنَزَلَ عَلَي أَربَعَةِ فَرَاسِخَ مِن عَسكَرِ ابنِ الأَشتَرِ ثُمّ التَقَوا فَحَضّ ابنُ الأَشتَرِ أَصحَابَهُ وَ قَالَ يَا أَهلَ الحَقّ وَ أَنصَارَ الدّينِ هَذَا ابنُ زِيَادٍ قَاتِلُ حُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ أَهلِ بَيتِهِ قَد أَتَاكُمُ اللّهُ بِهِ وَ بِحِزبِهِ حِزبِ الشّيطَانِ فَقَاتِلُوهُم بِنِيّةٍ وَ صَبرٍ لَعَلّ اللّهَ يَقتُلُهُ بِأَيدِيكُم وَ يشَفيِ‌ صُدُورَكُم وَ تَزَاحَفُوا وَ نَادَي أَهلَ العِرَاقِ يَا آلَ ثَأرَاتِ الحُسَينِ فَجَالَ أَصحَابُ ابنِ الأَشتَرِ جَولَةً فَنَادَاهُم يَا شُرطَةَ اللّهِ الصّبرَ الصّبرَ فَتَرَاجَعُوا فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ بَشّارِ بنِ أَبِي عَقِبٍ الدؤّلَيِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ خلَيِليِ‌ أَنّا نَلقَي أَهلَ الشّامِ عَلَي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الخَازِرُ فَيَكشِفُونَا حَتّي نَقُولَ هيِ‌َ هيِ‌َ ثُمّ نَكُرّ عَلَيهِم فَنَقتُلُ أَمِيرَهُم فَأَبشِرُوا وَ اصبِرُوا


صفحه : 335

فَإِنّكُم لَهُم قَاهِرُونَ ثُمّ حَمَلَ ابنُ الأَشتَرِ ره يَمِيناً فَخَالَطَ القَلبَ وَ كَسَرَهُم أَهلُ العِرَاقِ فَرَكَبُوهُم يَقتُلُونَهُم فَانجَلَتِ الغُمّةُ وَ قَد قُتِلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ وَ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ وَ شُرَحبِيلُ بنُ ذيِ‌ الكَلَاعِ وَ ابنُ حَوشَبٍ وَ غَالِبٌ الباَهلِيِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَيَاسٍ السلّمَيِ‌ّ وَ أَبُو الأَشرَسِ ألّذِي كَانَ عَلَي خُرَاسَانَ وَ أَعيَانُ أَصحَابِهِ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَقَالَ ابنُ الأَشتَرِ لِأَصحَابِهِ إنِيّ‌ رَأَيتُ بَعدَ مَا انكَشَفَ النّاسُ طَائِفَةً مِنهُم قَد صَبَرَت تُقَاتِلُ فَأَقدَمتُ عَلَيهِم وَ أَقبَلَ رَجُلٌ آخَرُ فِي كَبكَبَةٍ كَأَنّهُ بَغلٌ أَقمَرُ يغُريِ‌ النّاسَ لَا يَدنُو مِنهُ أَحَدٌ إِلّا صَرَعَهُ فَدَنَا منِيّ‌ فَضَرَبتُ يَدَهُ فَأَبَنتُهَا وَ سَقَطَ عَلَي شَاطِئِ نَهَرٍ فَسُرِقَت يَدَاهُ وَ عَرِبَت رِجلَاهُ فَقَتَلتُهُ وَ وَجَدتُ مِنهُ رِيحَ المِسكِ وَ أَظُنّهُ ابنَ زِيَادٍ فَاطلُبُوهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَنَزَعَ خُفّيهِ وَ تَأَمّلَهُ فَإِذَا هُوَ ابنُ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ عَلَي وَصفِ ابنِ الأَشتَرِ فَاجتَزّ رَأسَهُ وَ استَوقَدُوا عَامّةَ اللّيلِ بِجَسَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيهِ مِهرَانُ مَولَي زِيَادٍ وَ كَانَ يُحِبّهُ حُبّاً شَدِيداً فَحَلَفَ أَن لَا يَأكُلَ شَحماً أَبَداً فَأَصبَحَ النّاسُ فَحَوَوا مَا فِي العَسكَرِ وَ هَرَبَ غُلَامٌ لِعُبَيدِ اللّهِ إِلَي الشّامِ فَقَالَ لَهُ عَبدُ المَلِكِ بنُ مَروَانَ مَتَي عَهدُكَ بِابنِ زِيَادٍ فَقَالَ جَالَ النّاسُ فَتَقَدّمَ فَقَاتَلَ وَ قَالَ ايتنِيِ‌ بِجَرّةٍ فِيهَا مَاءٌ فَأَتَيتُهُ فَاحتَمَلَهَا فَشَرِبَ مِنهَا وَ صَبّ المَاءَ بَينَ دِرعِهِ وَ جَسَدِهِ وَ صَبّ عَلَي نَاصِيَةِ فَرَسِهِ فَصَهَلَ ثُمّ اقتَحَمَهُ فَهَذَا آخِرُ عهَديِ‌ بِهِ

قَالَ وَ بَعَثَ ابنُ الأَشتَرِ بِرَأسِ ابنِ زِيَادٍ إِلَي المُختَارِ وَ أَعيَانِ مَن كَانَ مَعَهُ فَقَدِمَ بِالرّءُوسِ وَ المُختَارُ يَتَغَدّي فَأُلقِيَت بَينَ يَدَيهِ فَقَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَوُضِعَ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع بَينَ يدَيِ‌ ابنِ زِيَادٍ وَ هُوَ يَتَغَدّي وَ أُتِيتُ بِرَأسِ ابنِ زِيَادٍ وَ أَنَا أَتَغَدّي قَالَ وَ انسَابَت حَيّةٌ بَيضَاءُ تَخَلّلُ الَرّءُوسَ حَتّي دَخَلَت فِي أَنفِ ابنِ زِيَادٍ وَ خَرَجَت مِن أُذُنِهِ وَ دَخَلَت مِن أُذُنِهِ وَ خَرَجَت مِن أَنفِهِ فَلَمّا فَرَغَ المُختَارُ مِنَ الغَدَاءِ قَامَ فَوَطِئَ وَجهَ ابنِ زِيَادٍ بِنَعلِهِ ثُمّ رَمَي بِهَا إِلَي مَولًي لَهُ وَ قَالَ اغسِلهَا فإَنِيّ‌ وَضَعتُهَا عَلَي وَجهِ نَجِسٍ كَافِرٍ وَ خَرَجَ المُختَارُ إِلَي الكُوفَةِ وَ بَعَثَ بِرَأسِ ابنِ زِيَادٍ وَ رَأسِ حُصَينِ بنِ نُمَيرٍ


صفحه : 336

وَ رَأسِ شُرَحبِيلَ بنِ ذيِ‌ الكَلَاعِ مَعَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ الثقّفَيِ‌ّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ شَدّادٍ الجشُمَيِ‌ّ وَ السّائِبِ بنِ مَالِكٍ الأشَعرَيِ‌ّ إِلَي مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ بِمَكّةَ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَومَئِذٍ بِمَكّةَ وَ كَتَبَ إِلَيهِ مَعَهُم أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ بَعَثتُ أَنصَارَكَ وَ شِيعَتَكَ إِلَي عَدُوّكَ يَطلُبُونَهُ بِدَمِ أَخِيكَ المَظلُومِ الشّهِيدِ فَخَرَجُوا مُحتَسِبِينَ مُحنِقِينَ أَسِفِينَ فَلَقُوهُم دُونَ نَصِيبِينَ فَقَتَلَهُم رَبّ العِبَادِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ ألّذِي طَلَبَ لَكُمُ الثّأرَ وَ أَدرَكَ لَكُم رُؤَسَاءَ أَعدَائِكُم فَقَتَلَهُم فِي كُلّ فَجّ وَ غَرّقَهُم فِي كُلّ بَحرٍ فَشَفَي بِذَلِكَصُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَ وَ أَذهَبَغَيظَ قُلُوبِهِم وَ قَدِمُوا بِالكِتَابِ وَ الرّءُوسِ إِلَيهِ فَبَعَثَ بِرَأسِ ابنِ زِيَادٍ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَأُدخِلَ عَلَيهِ وَ هُوَ يَتَغَدّي فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أُدخِلتُ عَلَي ابنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ هُوَ يَتَغَدّي وَ رَأسُ أَبِي بَينَ يَدَيهِ فَقُلتُ أللّهُمّ لَا تمُتِنيِ‌ حَتّي ترُيِنَيِ‌ رَأسَ ابنِ زِيَادٍ وَ أَنَا أَتَغَدّي فَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَجَابَ دعَوتَيِ‌ ثُمّ أَمَرَ فرَمُيِ‌َ بِهِ فَحُمِلَ إِلَي ابنِ الزّبَيرِ فَوَضَعَهُ ابنُ الزّبَيرِ عَلَي قَصَبَةٍ فَحَرّكَتهَا الرّيحُ فَسَقَطَ فَخَرَجَت حَيّةٌ مِن تَحتِ السّتَارِ فَأَخَذَت بِأَنفِهِ فَأَعَادُوا القَصَبَةَ فَحَرّكَتهَا الرّيحُ فَسَقَطَ فَخَرَجَتِ الحَيّةُ فَأَزَمَت بِأَنفِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَأَمَرَ ابنُ الزّبَيرِ فأَلُقيِ‌َ فِي بَعضِ شِعَابِ مَكّةَ قَالَ وَ كَانَ المُختَارُ ره قَد سُئِلَ فِي أَمَانِ عُمَرَ بنِ سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ فَآمَنَهُ عَلَي أَن لَا يَخرُجَ مِنَ الكُوفَةِ فَإِن خَرَجَ مِنهَا فَدَمُهُ هَدَرٌ قَالَ فَأَتَي عُمَرَ بنَ سَعدٍ رَجُلٌ فَقَالَ إنِيّ‌ سَمِعتُ المُختَارَ يَحلِفُ لَيَقتُلُنّ رَجُلًا وَ اللّهِ مَا أَحسَبُهُ غَيرَكَ قَالَ فَخَرَجَ عُمَرُ حَتّي أَتَي الحَمّامَ فَقِيلَ لَهُ أَ تَرَي هَذَا يَخفَي عَلَي المُختَارِ فَرَجَعَ لَيلًا فَدَخَلَ دَارَهُ فَلَمّا كَانَ الغَدُ غَدَوتُ فَدَخَلتُ عَلَي المُختَارِ وَ جَاءَ الهُشَيمُ بنُ الأَسوَدِ فَقَعَدَ فَجَاءَ حَفصُ بنُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَقَالَ لِلمُختَارِ يَقُولُ لَكَ أَبُو حَفصٍ أَينَ لَنَا باِلذّيِ‌ كَانَ بَينَنَا وَ بَينَكَ قَالَ اجلِس فَدَعَا المُختَارُ أَبَا عَمرَةَ فَجَاءَ رَجُلٌ قَصِيرٌ يَتَخَشخَشُ فِي الحَدِيدِ فَسَارّهُ وَ دَعَا بِرَجُلَينِ فَقَالَ اذهَبَا مَعَهُ فَذَهَبَ فَوَ اللّهِ مَا أَحسَبُهُ بَلَغَ دَارَ


صفحه : 337

عُمَرَ بنِ سَعدٍ حَتّي جَاءَ بِرَأسِهِ فَقَالَ المُختَارُ لِحَفصٍ أَ تَعرِفُ هَذَا قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ قَالَ يَا أَبَا عَمرَةَ أَلحِقهُ بِهِ فَقَتَلَهُ فَقَالَ المُختَارُ ره عُمَرُ بِالحُسَينِ وَ حَفصٌ بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ وَ لَا سَوَاءَ قَالَ وَ اشتَدّ أَمرُ المُختَارِ بَعدَ قَتلِ ابنِ زِيَادٍ وَ أَخَافَ الوُجُوهَ وَ قَالَ لَا يَسُوغُ لِي طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ حَتّي أَقتُلَ قَتَلَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ مَا مِن ديِنيِ‌ أَترُكُ أَحَداً مِنهُم حَيّاً وَ قَالَ أعَلمِوُنيِ‌ مَن شَرِكَ فِي دَمِ الحُسَينِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَلَم يَكُن يَأتُونَهُ بِرَجُلٍ فَيَقُولُونَ إِنّ هَذَا مِن قَتَلَةِ الحُسَينِ أَو مِمّن أَعَانَ عَلَيهِ إِلّا قَتَلَهُ وَ بَلَغَهُ أَنّ شِمرَ بنَ ذيِ‌ الجَوشَنِ لَعَنَهُ اللّهُ أَصَابَ مَعَ الحُسَينِ إِبِلًا فَأَخَذَهَا فَلَمّا قَدِمَ الكُوفَةَ نَحَرَهَا وَ قَسّمَ لُحُومَهَا فَقَالَ المُختَارُ أَحصُوا لِي كُلّ دَارٍ دَخَلَ فِيهَا شَيءٌ مِن ذَلِكَ اللّحمِ فَأَحصَوهَا فَأَرسَلَ إِلَي مَن كَانَ أَخَذَ مِنهَا شَيئاً فَقَتَلَهُم وَ هَدَمَ دُوراً بِالكُوفَةِ وَ أتُيِ‌َ المُختَارُ بِعَبدِ اللّهِ بنِ أُسَيدٍ الجهُنَيِ‌ّ وَ مَالِكِ بنِ الهَيثَمِ البدَاّنيِ‌ّ مِن كِندَةَ وَ حَمَلِ بنِ مَالِكٍ المحُاَربِيِ‌ّ فَقَالَ يَا أَعدَاءَ اللّهِ أَينَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ قَالُوا أُكرِهنَا عَلَي الخُرُوجِ إِلَيهِ قَالَ أَ فَلَا مَنَنتُم عَلَيهِ وَ سَقَيتُمُوهُ مِنَ المَاءِ وَ قَالَ للِبدَاّنيِ‌ّ أَنتَ صَاحِبُ بُرنُسِهِ لَعَنَكَ اللّهُ قَالَ لَا قَالَ بَلَي ثُمّ قَالَ اقطَعُوا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ دَعُوهُ يَضطَرِبُ حَتّي يَمُوتَ فَقَطَعُوهُ وَ أَمَرَ بِالآخَرَينِ فَضُرِبَت أَعنَاقُهُمَا وَ أتُيِ‌َ بِقُرَادِ بنِ مَالِكٍ وَ عُمَرَ بنِ خَالِدٍ وَ عَبدِ الرّحمَنِ البجَلَيِ‌ّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ الخوَلاَنيِ‌ّ فَقَالَ لَهُم يَا قَتَلَةَ الصّالِحِينَ أَ لَا تَرَونَ اللّهَ برَ‌ِئَ مِنكُم لَقَد جَاءَكُمُ الوَرسُ بِيَومٍ نَحسٍ فَأَخرَجَهُم إِلَي السّوقِ فَقَتَلَهُم وَ بَعَثَ المُختَارُ مُعَاذَ بنَ هَانِئٍ الكنِديِ‌ّ وَ أَبَا عَمرَةَ كَيسَانَ إِلَي دَارِ خوَليِ‌ّ بنِ يَزِيدَ الأصَبحَيِ‌ّ وَ هُوَ ألّذِي حَمَلَ رَأسَ الحُسَينِ ع إِلَي ابنِ زِيَادٍ فَأَتَوا دَارَهُ فَاستَخفَي فِي المَخرَجِ فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَوَجَدُوهُ قَد رَكّبَ عَلَي نَفسِهِ قَوصَرّةً فَأَخَذُوهُ وَ خَرَجُوا يُرِيدُونَ المُختَارَ فَتَلَقّاهُم فِي رَكبٍ فَرَدّوهُ إِلَي دَارِهِ وَ قَتَلَهُ عِندَهَا وَ أَحرَقَهُ


صفحه : 338

وَ طَلَبَ المُختَارُ شِمرَ بنَ ذيِ‌ الجَوشَنِ فَهَرَبَ إِلَي البَادِيَةِ فَسَعَي بِهِ إِلَي أَبِي عَمرَةَ فَخَرَجَ إِلَيهِ مَعَ نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ فَقَاتَلَهُم قِتَالًا شَدِيداً فَأَثخَنَتهُ الجِرَاحَةُ فَأَخَذَهُ أَبُو عَمرَةَ أَسِيراً وَ بَعَثَ بِهِ إِلَي المُختَارِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَ أَغلَي لَهُ دُهناً فِي قِدرٍ فَقَذَفَهُ فِيهَا فَتَفَسّخَ وَ وَطِئَ مَولًي لِآلِ حَارِثَةَ بنِ مُضَرّبٍ وَجهَهُ وَ رَأسَهُ وَ لَم يَزَلِ المُختَارُ يَتَتَبّعُ قَتَلَةَ الحُسَينِ وَ أَهلِهِ حَتّي قَتَلَ مِنهُم خَلقاً كَثِيراً وَ هَرَبَ البَاقُونَ فَهَدَمَ دُورَهُم وَ قَتَلَتِ العَبِيدُ مَوَالِيَهُمُ الّذِينَ قَاتَلُوا الحُسَينَ ع وَ أَتَوُا المُختَارَ فَأَعتَقَهُم

إيضاح ردي الفرس بالفتح يردي‌ رديا إذارجم الأرض رجما بين العدو والمشي‌ الشديد قوله تعادي‌ من العداوة أو من العدو والأخير أظهر قوله لتثأر أي لتطلب الثأر بدم الحسين ع و قال الفيروزآبادي‌ سرقت مفاصله كفرح ضعف و في بعض النسخ بالشين من الشرق بمعني الشق أو من قولهم شرق الدم بجسده شرقا إذاظهر و لم يسل وعرب كفرح ورم وتقيح و في بعض النسخ بالغين المعجمة من قولهم غرب كفرح أسود و قال الجوهري‌ يقال أزم الرجل بصاحبه إذالزمه عن أبي زيد وأزمه أيضا أي عضه والحمام اسم موضع خارج الكوفة و قال الجوهري‌ القوصرة بالتشديد هذا ألذي يكنز فيه التمر من البواري‌.أقول قدمضي ذم المختار في باب مصالحة الحسن ع

3- ير،[بصائر الدرجات ]أَيّوبُ بنُ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن شُعَيبٍ قَالَ حَدّثَ أَبُو جَعفَرٍ أَنّ عَلِيّ بنَ دَرّاجٍ حَدّثَهُ أَنّ المُختَارَ استَعمَلَهُ عَلَي بَعضِ عَمَلِهِ وَ أَنّ المُختَارَ أَخَذَهُ فَحَبَسَهُ وَ طَلَبَ مِنهُ مَالًا حَتّي إِذَا كَانَ يَوماً مِنَ الأَيّامِ دَعَاهُ هُوَ وَ بِشرَ بنَ غَالِبٍ فَهَدّدَهُمَا بِالقَتلِ فَقَالَ لَهُ بِشرُ بنُ غَالِبٍ وَ كَانَ رَجُلًا مُتَنَكّراً وَ اللّهِ مَا تَقدِرُ عَلَي قَتلِنَا قَالَ لِمَ وَ مِمّ ذَلِكَ ثَكَلَتكَ أُمّكَ وَ أَنتُمَا أَسِيرَانِ فِي يدَيِ‌ قَالَ لِأَنّهُ جَاءَنَا فِي الحَدِيثِ أَنّكَ تَقتُلُنَا حِينَ تَظهَرُ عَلَي دِمَشقَ فَتَقتُلُنَا عَلَي دَرَجِهَا قَالَ لَهُ المُختَارُ صَدَقتَ قَد جَاءَ هَذَا قَالَ فَلَمّا قُتِلَ المُختَارُ خَرَجَا مِن مَحبَسِهِمَا


صفحه : 339

أقول تمامه في معجزات الباقر ع

4- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الخَيّاطِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَرَادَ أَن يَنتَصِرَ لِأَولِيَائِهِ انتَصَرَ لَهُم بِشِرَارِ خَلقِهِ وَ إِذَا أَرَادَ أَن يَنتَصِرَ لِنَفسِهِ انتَصَرَ بِأَولِيَائِهِ وَ لَقَدِ انتَصَرَ لِيَحيَي بنِ زَكَرِيّا بِبُختَنَصّرَ

5- سر،[السرائر]أَبَانُ بنُ تَغلِبَ عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن زُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ مَرّ رَسُولُ اللّهِ بِشَفِيرِ النّارِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَيَصِيحُ صَائِحٌ مِنَ النّارِ يَا رَسُولَ اللّهُ أغَثِنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ ثَلَاثاً قَالَ فَلَا يُجِيبُهُ قَالَ فيَنُاَديِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ثَلَاثاً أغَثِنيِ‌ فَلَا يُجِيبُهُ قَالَ فيَنُاَديِ‌ يَا حُسَينُ يَا حُسَينُ يَا حُسَينُ أغَثِنيِ‌ أَنَا قَاتِلُ أَعدَائِكِ قَالَ فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللّهِ قَدِ احتَجّ عَلَيكَ قَالَ فَيَنقَضّ عَلَيهِ كَأَنّهُ عُقَابٌ كَاسِرٌ قَالَ فَيُخرِجُهُ مِنَ النّارِ قَالَ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع وَ مَن هَذَا جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ المُختَارُ قُلتُ لَهُ وَ لِمَ عُذّبَ بِالنّارِ وَ قَد فَعَلَ مَا فَعَلَ قَالَ إِنّهُ قَالَ كَانَ فِي قَلبِهِ مِنهُمَا شَيءٌ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ لَو أَنّ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ فِي قَلبَيهِمَا شَيءٌ لَأَكَبّهُمَا اللّهُ فِي النّارِ عَلَي وُجُوهِهِمَا

بيان كأن هذاالخبر وجه جمع بين الأخبار المختلفة الواردة في هذاالباب بأنه و إن لم يكن كاملا في الإيمان واليقين و لامأذونا فيما فعله صريحا من أئمة الدين لكن لماجري علي يديه الخيرات الكثيرة وشفي‌ بهاصدور قوم مؤمنين كانت عاقبة أمره آئلة إلي النجاة فدخل بذلك تحت قوله سبحانه وَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم و أنا في شأنه من المتوقفين و إن كان الأشهر بين أصحابنا أنه من المشكورين

6-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ كَمَا أَنّ بَعضَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَطَاعُوا فَأُكرِمُوا وَ بَعضَهُم عَصَوا فَعُذّبُوا فَكَذَلِكَ تَكُونُونَ أَنتُم فَقَالُوا فَمَنِ العُصَاةُ


صفحه : 340

يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ الّذِينَ أُمِرُوا بِتَعظِيمِنَا أَهلَ البَيتِ وَ تَعظِيمِ حُقُوقِنَا فَخَانُوا وَ خَالَفُوا ذَلِكَ وَ جَحَدُوا حُقُوقَنَا وَ استَخَفّوا بِهَا وَ قَتَلُوا أَولَادَنَا أَولَادَ رَسُولِ اللّهِ الّذِينَ أُمِرُوا بِإِكرَامِهِم وَ مَحَبّتِهِم قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ قَالَ بَلَي خَبَراً حَقّاً وَ أَمراً كَائِناً سَيَقتُلُونَ ولَدَيَ‌ّ هَذَينِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ سَيُصِيبُ الّذِينَ ظَلَمُوا رِجزاً فِي الدّنيَا بِسُيُوفِ بَعضِ مَن يُسَلّطُ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِم لِلِانتِقَامِبِما كانُوا يَفسُقُونَ كَمَا أَصَابَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ الرّجزُ قِيلَ وَ مَن هُوَ قَالَ غُلَامٌ مِن ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ المُختَارُ بنُ أَبِي عُبَيدٍ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَكَانَ ذَلِكَ بَعدَ قَولِهِ هَذَا بِزَمَانٍ وَ إِنّ هَذَا الخَبَرَ اتّصَلَ بِالحَجّاجِ بنِ يُوسُفَ لَعَنَهُ اللّهُ مِن قَولِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ أَمّا رَسُولُ اللّهِ مَا قَالَ هَذَا وَ أَمّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَنَا أَشُكّ هَل حَكَاهُ عَن رَسُولِ اللّهِ وَ أَمّا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فصَبَيِ‌ّ مَغرُورٌ يَقُولُ الأَبَاطِيلَ وَ يُغَرّ بِهَا مُتّبِعُوهُ اطلُبُوا لِيَ المُختَارَ فَطُلِبَ فَأُخِذَ فَقَالَ قَدّمُوهُ إِلَي النّطعِ فَاضرِبُوا عُنُقَهُ فأَتُيِ‌َ بِالنّطعِ فَبُسِطَ وَ أُبرِكَ عَلَيهِ المُختَارُ ثُمّ جَعَلَ الغِلمَانُ يَجِيئُونَ وَ يَذهَبُونَ لَا يَأتُونَ بِالسّيفِ قَالَ الحَجّاجُ مَا لَكُم قَالُوا لَسنَا نَجِدُ مِفتَاحَ الخِزَانَةِ وَ قَد ضَاعَ مِنّا وَ السّيفُ فِي الخِزَانَةِ فَقَالَ المُختَارُ لَن تقَتلُنَيِ‌ وَ لَن يَكذِبَ رَسُولُ اللّهِ وَ لَئِن قتَلَتنَيِ‌ ليَحُييِنَيِ‌َ اللّهُ حَتّي أَقتُلَ مِنكُم ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةً وَ ثَمَانِينَ أَلفاً فَقَالَ الحَجّاجُ لِبَعضِ حُجّابِهِ أَعطِ السّيّافَ سَيفَكَ يَقتُلُهُ فَأَخَذَ السّيّافُ سَيفَهُ وَ جَاءَ لِيَقتُلَهُ بِهِ وَ الحَجّاجُ يَحُثّهُ وَ يَستَعجِلُهُ فَبَينَا هُوَ فِي تَدبِيرِهِ إِذ عَثَرَ وَ السّيفُ بِيَدِهِ فَأَصَابَ السّيفُ بَطنَهُ فَشَقّهُ فَمَاتَ فَجَاءَ بِسَيّافٍ آخَرَ وَ أَعطَاهُ السّيفَ فَلَمّا رَفَعَ يَدَهُ لِيَضرِبَ عُنُقَهُ لَدَغَتهُ عَقرَبٌ فَسَقَطَ فَمَاتَ فَنَظَرُوا وَ إِذَا العَقرَبُ فَقَتَلُوهُ فَقَالَ المُختَارُ يَا حَجّاجُ إِنّكَ لَا تَقدِرُ عَلَي قتَليِ‌ وَيحَكَ يَا حَجّاجُ أَ مَا تَذكُرُ مَا قَالَ نِزَارُ بنُ مَعَدّ بنِ عَدنَانَ لِلسّابُورِ ذيِ‌ الأَكتَافِ حِينَ كَانَ يَقتُلُ العَرَبَ وَ يَصطَلِمُهُم فَأَمَرَ نِزَارٌ وُلدَهُ فَوُضِعَ فِي زَبِيلٍ فِي طَرِيقِهِ فَلَمّا رَآهُ قَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ لِمَ تَقتُلُ هَؤُلَاءِ العَرَبَ وَ لَا ذُنُوبَ لَهُم إِلَيكَ وَ قَد قَتَلتَ الّذِينَ كَانُوا مُذنِبِينَ فِي عَمَلِكَ وَ المُفسِدِينَ قَالَ لأِنَيّ‌ وَجَدتُ فِي الكِتَابِ


صفحه : 341

أَنّهُ يَخرُجُ مِنهُم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمّدٌ يدَعّيِ‌ النّبُوّةَ فَيُزِيلُ دَولَةَ مُلُوكِ الأَعَاجِمِ وَ يُفنِيهَا فَاقتُلهُم حَتّي لَا يَكُونَ مِنهُم ذَلِكَ الرّجُلُ فَقَالَ نِزَارٌ لَئِن كَانَ مَا وَجَدتَهُ فِي كُتُبِ الكَذّابَينِ فَمَا أَولَاكَ أَن تَقتُلَ البُرَاءَ غَيرَ المُذنِبِينَ وَ إِن كَانَ ذَلِكَ مِن قَولِ الصّادِقِينَ فَإِنّ اللّهَ سَيَحفَظُ ذَلِكَ الأَصلَ ألّذِي يَخرُجُ مِنهُ هَذَا الرّجُلُ وَ لَن تَقدِرَ عَلَي إِبطَالِهِ وَ يجُريِ‌ قَضَاءَهُ وَ يُنفِذُ أَمرَهُ وَ لَو لَم يَبقَ مِن جَمِيعِ العَرَبِ إِلّا وَاحِدٌ فَقَالَ سَابُورُ صَدَقتَ هَذَا نِزَارٌ يعَنيِ‌ بِالفَارِسِيّةِ المَهزُولَ كُفّوا عَنِ العَرَبِ فَكَفّوا عَنهُم وَ لَكِن يَا حَجّاجُ إِنّ اللّهَ قَد قَضَي أَن أَقتُلَ مِنكُم ثَلَاثَمِائَةِ أَلفٍ وَ ثَلَاثَةً وَ ثَمَانِينَ أَلفَ رَجُلٍ فَإِن شِئتَ فَتَعَاطَ قتَليِ‌ وَ إِن شِئتَ فَلَا تَتَعَاطَ فَإِنّ اللّهَ إِمّا أَن يَمنَعَكَ عنَيّ‌ وَ إِمّا أَنّ يحُييِنَيِ‌ بَعدَ قَتلِكَ فَإِنّ قَولَ رَسُولِ اللّهِ حَقّ لَا مِريَةَ فِيهِ فَقَالَ لِلسّيّافِ اضرِب عُنُقَهُ فَقَالَ المُختَارُ إِنّ هَذَا لَن يَقدِرَ عَلَي ذَلِكَ وَ كُنتُ أُحِبّ أَن تَكُونَ أَنتَ المتُوَلَيّ‌َ لِمَا تَأمُرُهُ فَكَانَ يُسَلّطُ عَلَيكَ أَفعَي كَمَا سُلّطَ عَلَي هَذَا الأَوّلِ عَقرَباً فَلَمّا هَمّ السّيّافُ أَن يَضرِبَ عُنُقَهُ إِذَا بِرَجُلٍ مِن خَوَاصّ عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ قَد دَخَلَ فَصَاحَ بِالسّيّافِ كُفّ عَنهُ وَ مَعَهُ كِتَابٌ مِن عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ فَإِذَا فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ يَا حَجّاجَ بنَ يُوسُفَ فَإِنّهُ قَد سَقَطَ إِلَينَا طَيرٌ عَلَيهِ رُقعَةٌ أَنّكَ أَخَذتَ المُختَارَ بنَ أَبِي عُبَيدٍ تُرِيدُ قَتلَهُ تَزعُمُ أَنّهُ حكُيِ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِ فِيهِ أَنّهُ سَيَقتُلُ مِن أَنصَارِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةً وَ ثَمَانِينَ أَلفَ رَجُلٍ فَإِذَا أَتَاكَ كتِاَبيِ‌ هَذَا فَخَلّ عَنهُ وَ لَا تَعَرّض لَهُ إِلّا بِسَبِيلِ خَيرٍ فَإِنّهُ زَوجُ ظِئرِ ابنيِ‌َ الوَلِيدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ وَ قَد كلَمّنَيِ‌ فِيهِ الوَلِيدُ وَ إِنّ ألّذِي حكُيِ‌َ إِن كَانَ بَاطِلًا فَلَا مَعنَي لِقَتلِ رَجُلٍ مُسلِمٍ بِخَبَرٍ بَاطِلٍ وَ إِن كَانَ حَقّاً فَإِنّكَ لَا تَقدِرُ عَلَي تَكذِيبِ قَولِ رَسُولِ اللّهِ فَخَلّي عَنهُ الحَجّاجُ فَجَعَلَ المُختَارُ يَقُولُ سَأَفعَلُ كَذَا وَ أَخرُجُ وَقتَ كَذَا وَ أَقتُلُ مِنَ النّاسِ كَذَا وَ هَؤُلَاءِ صَاغِرُونَ يعَنيِ‌ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَبَلَغَ ذَلِكَ الحَجّاجَ فَأَخَذَ وَ أَنزَلَ وَ أَمَرَ بِضَربِ العُنُقِ فَقَالَ المُختَارُ إِنّكَ لَا تَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ فَلَا تَتَعَاطَ رَدّاً عَلَي اللّهِ وَ كَانَ فِي ذَلِكَ إِذ سَقَطَ عَلَيهِ طَائِرٌ آخَرُ عَلَيهِ كِتَابٌ مِن عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ يَا حَجّاجُ لَا تَعَرّض لِلمُختَارِ فَإِنّهُ زَوجُ مُرضِعَةِ ابنيِ‌ الوَلِيدِ وَ لَئِن كَانَ حَقّاً فَسَتُمنَعُ مِن قَتلِهِ


صفحه : 342

كَمَا مُنِعَ دَانِيَالُ مِن قَتلِ بُختَنَصّرَ ألّذِي كَانَ قَضَي اللّهُ أَن يَقتُلَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَتَرَكَهُ الحَجّاجُ وَ تَوَعّدَهُ إِن عَادَ لِمِثلِ مَقَالَتِهِ فَعَادَ لِمِثلِ مَقَالَتِهِ وَ اتّصَلَ بِالحَجاج الخَبَرُ فَطَلَبَهُ فَاختَفَي مُدّةً ثُمّ ظَفَرَ بِهِ فَلَمّا هَمّ بِضَربِ عُنُقِهِ إِذ قَد وَرَدَ عَلَيهِ كِتَابُ عَبدِ المَلِكِ فَاحتَبَسَهُ الحَجّاجُ وَ كَتَبَ إِلَي عَبدِ المَلِكِ كَيفَ تَأخُذُ إِلَيكَ عَدُوّاً مُجَاهِراً يَزعُمُ أَنّهُ يَقتُلُ مِن أَنصَارِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ كَذَا وَ كَذَا أَلفاً فَبَعَثَ إِلَيهِ إِنّكَ رَجُلٌ جَاهِلٌ لَئِن كَانَ الخَبَرُ فِيهِ بَاطِلًا فَمَا أَحَقّنَا بِرِعَايَةِ حَقّهِ لِحَقّ مَن خَدَمَنَا وَ إِن كَانَ الخَبَرُ فِيهِ حَقّاً فَإِنّهُ سَنُرَبّيهِ لِيُسَلّطَ عَلَينَا كَمَا رَبّي فِرعَونُ مُوسَي ع حَتّي سُلّطَ عَلَيهِ فَبَعَثَ بِهِ الحَجّاجُ وَ كَانَ مِنَ المُختَارِ مَا كَانَ وَ قَتَلَ مَن قَتَلَ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لِأَصحَابِهِ وَ قَد قَالُوا لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع ذَكَرَ مِن أَمرِ المُختَارِ وَ لَم يَقُل مَتَي يَكُونُ قَتلُهُ لِمَن يَقتُلُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ صَدَقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَ وَ لَا أُخبِرُكُم مَتَي يَكُونُ قَالُوا بَلَي قَالَ يَومَ كَذَا إِلَي ثَلَاثِ سِنِينَ مِن قوَليِ‌ هَذَا وَ سَيُؤتَي بِرَأسِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ شِمرِ بنِ ذيِ‌ الجَوشَنِ فِي يَومِ كَذَا وَ كَذَا وَ سَنَأكُلُ وَ هُمَا بَينَ أَيدِينَا نَنظُرُ إِلَيهِمَا قَالَ فَلَمّا كَانَ اليَومُ ألّذِي أَخبَرَهُم أَنّهُ يَكُونُ فِيهِ القَتلُ مِنَ المُختَارِ لِأَصحَابِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَعَ أَصحَابِهِ عَلَي مَائِدَةٍ إِذ قَالَ لَهُم مَعَاشِرَ إِخوَانِنَا طَيّبُوا أَنفُسَكُم فَإِنّكُم تَأكُلُونَ وَ ظَلَمَةُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ يُحصَدُونَ قَالُوا أَينَ قَالَ فِي مَوضِعِ كَذَا يَقتُلُهُمُ المُختَارُ وَ سَيُؤتَي بِرَأسَينِ يَومَ كَذَا وَ كَذَا فَلَمّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ أتُيِ‌َ بِالرّأسَينِ لَمّا أَرَادَ أَن يَقعُدَ لِلأَكلِ وَ قَد فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ فَلَمّا رَآهُمَا سَجَدَ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي أرَاَنيِ‌ فَجَعَلَ يَأكُلُ وَ يَنظُرُ إِلَيهِمَا فَلَمّا كَانَ فِي وَقتِ الحَلوَاءِ لَم يَأتِ بِالحَلوَاءِ لِأَنّهُم كَانُوا قَدِ اشتَغَلُوا عَن عَمَلِهِ بِخَبَرِ الرّأسَينِ فَقَالَ نُدَمَاؤُهُ وَ لَم يُعمَلِ اليَومَ الحَلوَاءُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَا نُرِيدُ حُلواً أَحلَي مِن نَظَرِنَا إِلَي هَذَينِ الرّأسَينِ ثُمّ عَادَ إِلَي قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ مَا لِلكَافِرِينَ وَ الفَاسِقِينَ عِندَ اللّهِ أَعظَمُ وَ أَوفَي


صفحه : 343

توضيح قوله ع فكان ذلك بعد قوله هذا أي ولد المختار بعدقول أمير المؤمنين هذابزمان

7- كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَن يَعقُوبَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ المُثَنّي عَن سَدِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا تَسُبّوا المُختَارَ فَإِنّهُ قَد قَتَلَ قَتَلَتَنَا وَ طَلَبَ بِثَأرِنَا وَ زَوّجَ أَرَامِلَنَا وَ قَسّمَ فِينَا المَالَ عَلَي العُسرَةِ

8- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عُثمَانُ بنُ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزدَادَ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَبدِ اللّهِ المُزَخرِفِ عَن حَبِيبٍ الخثَعمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ المُختَارُ يَكذِبُ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع

9- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عُثمَانُ بنُ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزدَادَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ يَسَارٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ قَالَ دَخَلنَا عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع يَومَ النّحرِ وَ هُوَ مُتّكِئٌ وَ قَالَ أَرسِل إِلَي الحَلّاقِ فَقَعَدتُ بَينَ يَدَيهِ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ شَيخٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ لِيُقَبّلَهَا فَمَنَعَهُ ثُمّ قَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا أَبُو مُحَمّدٍ الحَكَمُ بنُ المُختَارِ بنِ أَبِي عُبَيدٍ الثقّفَيِ‌ّ وَ كَانَ مُتَبَاعِداً مِن أَبِي جَعفَرٍ ع فَمَدّ يَدَهُ إِلَيهِ حَتّي كَادَ يُقعِدُهُ فِي حَجرِهِ بَعدَ مَنعِهِ يَدَهُ ثُمّ قَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ إِنّ النّاسَ قَد أَكثَرُوا فِي أَبِي وَ قَالُوا وَ القَولُ وَ اللّهِ قَولُكَ قَالَ وَ أَيّ شَيءٍ يَقُولُونَ قَالَ يَقُولُونَ كَذّابٌ وَ لَا تأَمرُنُيِ‌ بشِيَ‌ءٍ إِلّا قَبِلتُهُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي وَ اللّهِ أَنّ مَهرَ أمُيّ‌ كَانَ مِمّا بَعَثَ بِهِ المُختَارُ أَ وَ لَم يَبنِ دُورَنَا وَ قَتَلَ قَاتِلِينَا وَ طَلَبَ بِدِمَائِنَا فَرَحِمَهُ اللّهُ وَ أخَبرَنَيِ‌ وَ اللّهِ أَبِي أَنّهُ كَانَ لَيَسمُرُ عِندَ فَاطِمَةَ بِنتِ عَلِيّ يُمَهّدُهَا الفِرَاشَ وَ يثُنيِ‌ لَهَا الوَسَائِدَ وَ مِنهَا أَصَابَ الحَدِيثَ رَحِمَ اللّهُ أَبَاكَ رَحِمَ اللّهُ أَبَاكَ مَا تَرَكَ لَنَا حَقّاً عِندَ أَحَدٍ إِلّا طَلَبَهُ قَتَلَ قَتَلَتَنَا وَ طَلَبَ بِدِمَائِنَا

بيان ليسمر من السمر و هوالحديث بالليل و في بعض النسخ ليستمر فهو إما افتعال أيضا من السمر أوبتشديد الراء أي كان دائما عندها و في بعض النسخ


صفحه : 344

لييتم و في بعضها ليتم والأول كأنه أصوب

10- كش ،[رجال الكشي‌]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ العبُيَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَتَبَ المُختَارُ بنُ أَبِي عُبَيدٍ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِهَدَايَا مِنَ العِرَاقِ فَلَمّا وَقَفُوا عَلَي بَابِ عَلِيّ دَخَلَ الآذِنُ يَستَأذِنُ لَهُم فَخَرَجَ إِلَيهِم رَسُولُهُ فَقَالَ أَمِيطُوا عَن باَبيِ‌ فإَنِيّ‌ لَا أَقبَلُ هَدَايَا الكَذّابِينَ وَ لَا أَقرَأُ كُتُبَهُم فَمَحَوُا العِنوَانَ وَ كَتَبُوا للِمهَديِ‌ّ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ لَقَد كَتَبَ إِلَيهِ بِكِتَابٍ مَا أَعطَاهُ فِيهِ شَيئاً إِنّمَا كَتَبَ إِلَيهِ يَا ابنَ خَيرِ مَن طَشَي وَ مَشَي فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أَمّا المشَي‌ُ فَأَنَا أَعرِفُهُ فأَيَ‌ّ شَيءٍ الطشّي‌ُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ الحَيَاةُ

بيان لم أجد الطشي‌ فيما عندنا من كتب اللغة

11- كش ،[رجال الكشي‌]جَبرَئِيلُ عَنِ العبُيَديِ‌ّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن عَلِيّ بنِ حَزَوّرٍ عَنِ الأَصبَغِ قَالَ رَأَيتُ المُختَارَ عَلَي فَخِذِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ هُوَ يَمسَحُ رَأسَهُ وَ يَقُولُ يَا كَيّسُ يَا كَيّسُ

12- كش ،[رجال الكشي‌] اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن جَارُودِ بنِ المُنذِرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا امتَشَطَت فِينَا هَاشِمِيّةٌ وَ لَا اختَضَبَت حَتّي بَعَثَ إِلَينَا المُختَارُ بِرُءُوسِ الّذِينَ قَتَلُوا الحُسَينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ

13- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي عَلِيّ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ أَنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع لَمّا أتُيِ‌َ بِرَأسِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ رَأسِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ خَرّ سَاجِداً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَدرَكَ لِي ثأَريِ‌ مِن أعَداَئيِ‌ وَ جَزَي المُختَارَ خَيراً

13-كش ،[رجال الكشي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ أَنّ المُختَارَ أَرسَلَ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بِعِشرِينَ أَلفَ دِينَارٍ فَقَبِلَهَا وَ بَنَي بِهَا دَارَ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ دَارَهُمُ التّيِ‌ هُدِمَت قَالَ ثُمّ إِنّهُ بَعَثَ إِلَيهِ بِأَربَعِينَ أَلفَ دِينَارٍ بَعدَ مَا


صفحه : 345

أَظهَرَ الكَلَامَ ألّذِي أَظهَرَهُ فَرَدّهَا وَ لَم يَقبَلهَا وَ المُختَارُ هُوَ ألّذِي دَعَا النّاسَ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ابنِ الحَنَفِيّةِ وَ سُمّوا الكَيسَانِيّةَ وَ هُمُ المُختَارِيّةُ وَ كَانَ لَقَبُهُ كَيسَانَ وَ لُقّبَ بِكَيسَانَ لِصَاحِبِ شُرَطِهِ المُكَنّي أَبَا عَمرَةَ وَ كَانَ اسمُهُ كَيسَانَ وَ قِيلَ إِنّهُ سمُيّ‌َ كَيسَانُ بِكَيسَانَ مَولَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ ألّذِي حَمَلَهُ عَلَي الطّلَبِ بِدَمِ الحُسَينِ ع وَ دَلّهُ عَلَي قَتَلَتِهِ وَ كَانَ صَاحِبَ سِرّهِ وَ الغَالِبَ عَلَي أَمرِهِ وَ كَانَ لَا يَبلُغُهُ عَن رَجُلٍ مِن أَعدَاءِ الحُسَينِ أَنّهُ فِي دَارٍ أَو فِي مَوضِعٍ إِلّا قَصَدَهُ وَ هَدَمَ الدّارَ بِأَسرِهَا وَ قَتَلَ كُلّ مَن فِيهَا مِن ذيِ‌ رُوحٍ وَ كُلّ دَارٍ بِالكُوفَةِ خَرَابٌ فهَيِ‌َ مِمّا هَدَمَهَا وَ أَهلُ الكُوفَةِ يَضرِبُونَ بِهَا المَثَلَ فَإِذَا افتَقَرَ إِنسَانٌ قَالُوا دَخَلَ أَبُو عَمرَةَ بَيتَهُ حَتّي قَالَ فِيهِ الشّاعِرُ


إِبلِيسُ بِمَا فِيهِ خَيرٌ مِن أَبِي عَمرَةَ   يُغوِيكَ وَ يُطغِيكَ وَ لَا يُعطِيكَ كِسرَةً

14- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي مَا زَالَ سِرّنَا مَكتُوماً حَتّي صَارَ فِي يدَيَ‌ وُلدِ كَيسَانَ فَتَحَدّثُوا بِهِ فِي الطّرِيقِ وَ قُرَي السّوَادِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ كيسان لقب المختار بن أبي عبيد المنسوب إليه الكيسانية

15- يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي قَتَادَةَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ القيَسيِ‌ّ عَن بَعضِ مَن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي يَجُوزُ النّبِيّ الصّرَاطَ يَتلُوهُ عَلِيّ وَ يَتلُو عَلِيّاً الحَسَنُ وَ يَتلُو الحَسَنَ الحُسَينُ فَإِذَا تَوَسّطُوهُ نَادَي المُختَارُ الحُسَينَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إنِيّ‌ طَلَبتُ بِثَأرِكَ فَيَقُولُ النّبِيّ لِلحُسَينِ ع أَجِبهُ فَيَنقَضّ الحُسَينُ فِي النّارِ كَأَنّهُ عُقَابٌ كَاسِرٌ فَيُخرِجُ المُختَارَ حُمَمَةً وَ لَو شُقّ عَن قَلبِهِ لَوُجِدَ حُبّهُمَا فِي قَلبِهِ

بيان انقض الطائر هوي في طيرانه وكسر الطائر أي ضم جناحيه حين


صفحه : 346

ينقض والحمم بضم الحاء وفتح الميم الرماد والفحم و كل مااحترق من النار قوله ع حبهما أي حب الشيخين الملعونين وقيل حب الحسنين صلوات الله عليهما فيكون تعليلا لإخراجه كما أنه علي الأول تعليل لدخوله واحتراقه ويدفعه مامر من خبر سماعة وقيل المراد حب الرئاسة والمال والأول هوالصواب

16- وَ قَالَ الشّيخُ حَسَنُ بنُ سُلَيمَانَ فِي كِتَابِ المُحتَضَرِ قِيلَ بَعَثَ المُختَارُ بنُ أَبِي عُبَيدٍ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَكَرِهَ أَن يَقبَلَهَا مِنهُ وَ خَافَ أَن يَرُدّهَا فَتَرَكَهَا فِي بَيتٍ فَلَمّا قُتِلَ المُختَارُ كَتَبَ إِلَي عَبدِ المَلِكِ يُخبِرُهُ بِهَا فَكَتَبَ إِلَيهِ خُذهَا طَيّبَةً هَنِيئَةً فَكَانَ عَلِيّ يَلعَنُ المُختَارَ وَ يَقُولُ كَذَبَ عَلَي اللّهِ وَ عَلَينَا لِأَنّ المُختَارَ كَانَ يَزعُمُ أَنّهُ يُوحَي إِلَيهِ

أقول ولنورد هنا رسالة شرح الثأر ألذي ألفه الشيخ الفاضل البارع جعفر بن محمد بن نما فإنها مشتملة علي جل أحوال المختار و من قتله من الأشرار علي وجه الاختصار ليشفي‌ به صدور المؤمنين الأخيار وليظهر منها بعض أحوال المختار وهي‌ هذه بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أما بعدحمد الله ألذي جعل الحمد ثمنا لثوابه ونجاة يوم الوعيد من عقابه والصلاة علي محمد ألذي شرفت الأماكن بذكره وعطرت المساكن برباء نشره و علي آله وأصحابه الذين عظم قدرهم بقدره وتابعوه في نهيه وأمره فإني‌ لماصنفت كتاب المقتل ألذي سميته مثير الأحزان ومنير سبل الأشجان وجمعت فيه من طرائف الأخبار ولطائف الآثار مايربي علي الجوهر والنضار سألني‌ جماعة من الأصحاب أن أضيف إليه عمل الثأر وأشرح قضية المختار فتارة أقدم وأخري أحجم ومرة أجنح جنوح الشامس وآونة


صفحه : 347

أنفر نفور العذراء من يد اللامس وأردهم عن عمله فرقا من التعرض لذكره وإظهار مخفي‌ سره ثم كشفت قناع المراقبة في إجابة سؤالهم والانقياد لمرامهم وأظهرت ما كان في ضميري‌ وجعلت نشر فضيلته أنيسي‌ وسميري‌ لأنه به خبت نار وجد سيد المرسلين وقرة عين زين العابدين و مازال السلف يتباعدون عن زيارته ويتقاعدون عن إظهار فضيلته تباعد الضب عن الماء والفراقد من الحصباء ونسبوه إلي القول بإمامة محمد بن الحنفية ورفضوا قبره وجعلوا قربهم إلي الله هجره مع قربه و إن قبته لكل من خرج من باب مسلم بن عقيل كالنجم اللامع وعدلوا من العلم إلي التقليد ونسوا مافعل بأعداء المقتول الشهيد و أنه جاهد في الله حق الجهاد وبلغ من رضا زين العابدين غاية المراد ورفضوا منقبته التي‌ رقت حواشيها وتفجرت ينابيع السعادة فيها. و كان محمد بن الحنفية أكبر من زين العابدين سنا ويري تقديمه عليه فرضا ودينا و لايتحرك حركة إلابما يهواه و لاينطق إلا عن رضاه ويتأمر له تأمر الرعية للوالي‌ ويفضله تفضيل السيد علي الخادم والموالي‌ وتقلد محمدره أخذ الثأر إراحة لخاطره الشريف من تحمل الأثقال والشد والترحال ويدل علي ذلك مارويته عن أبي بجير عالم الأهواز و كان يقول بإمامة ابن الحنفية قال حججت فلقيت إمامي‌ وكنت يوما عنده فمر به غلام شاب فسلم عليه فقام فتلقاه وقبل ما بين عينيه وخاطبه بالسيادة ومضي الغلام وعاد محمد إلي مكانه فقلت له عند الله أحتسب عناي‌ فقال وكيف ذاك قلت لأنا نعتقد أنك الإمام المفترض الطاعة تقوم تتلقي هذاالغلام وتقول له ياسيدي‌ فقال نعم هو و الله إمامي‌ فقلت و من هذا قال علي ابن أخي‌ الحسين اعلم أني‌ نازعته الإمامة ونازعني‌ فقال لي أترضي بالحجر الأسود حكما بيني‌ وبينك فقلت وكيف نحتكم إلي حجر جماد فقال إن إماما لايكلمه الجماد فليس بإمام فاستحييت من ذلك فقلت بيني‌ وبينك الحجر الأسود فقصدنا الحجر وصلي وصليت وتقدم إليه و قال أسألك بالذي‌ أودعك مواثيق العباد لتشهد لهم بالموافاة إلاأخبرتنا من الإمام منا


صفحه : 348

فنطق و الله الحجر و قال يا محمدسلم الأمر إلي ابن أخيك فهو أحق به منك و هوإمامك وتحلحل حتي ظننته يسقط فأذعنت بإمامته ودنت له بفرض طاعته . قال أبوبجير فانصرفت من عنده و قددنت بإمامة علي بن الحسين ع وتركت القول بالكيسانية. وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي بَصِيرٍ أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ البَاقِرَ ع يَقُولُ كَانَ أَبُو خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ يَخدُمُ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ دَهراً وَ لَا يَشُكّ أَنّهُ الإِمَامُ حَتّي أَتَاهُ يَوماً فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ لِي حُرمَةً وَ مَوَدّةً فَأَسأَلُكَ بِحُرمَةِ رَسُولِ اللّهِ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلّا أخَبرَتنَيِ‌ أَنتَ الإِمَامُ ألّذِي فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُ عَلَي خَلقِهِ قَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ لَقَد حلَفّتنَيِ‌ بِالعَظِيمِ الإِمَامُ عَلِيّ ابنُ أخَيِ‌ عَلَيّ وَ عَلَيكَ وَ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ فَلَمّا سَمِعَ أَبُو خَالِدٍ قَولَ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ جَاءَ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَاستَأذَنَ وَ دَخَلَ فَقَالَ لَهُ مَرحَباً يَا كَنكَرُ مَا كُنتَ لَنَا بِزَائِرٍ مَا بَدَا لَكَ فِينَا فَخَرّ أَبُو خَالِدٍ سَاجِداً شُكراً لِمَا سَمِعَ مِن زَينِ العَابِدِينَ ع وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي عَرَفتُ إمِاَميِ‌ قَالَ وَ كَيفَ عَرَفتَ إِمَامَكَ يَا أَبَا خَالِدٍ قَالَ لِأَنّكَ دعَوَتنَيِ‌ باِسميِ‌َ ألّذِي لَا يَعرِفُهُ سِوَي أمُيّ‌ وَ كُنتُ فِي عَميَاءَ مِن أمَريِ‌ وَ لَقَد خَدَمتُ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ عُمُراً لَا أَشُكّ أَنّهُ إِمَامٌ حَتّي أَقسَمتُ عَلَيهِ فأَرَشدَنَيِ‌ إِلَيكَ فَقَالَ هُوَ الإِمَامُ عَلَيّ وَ عَلَيكَ وَ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ ثُمّ انصَرَفَ وَ قَد قَالَ بِإِمَامَةِ زَينِ العَابِدِينَ ع . وَ قَالَ قَومٌ مِنَ الخَوَارِجِ لِمُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ لِمَ غَرّرَ بِكَ فِي الحُرُوبِ وَ لَم يُغَرّر بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ قَالَ لِأَنّهُمَا عَينَاهُ وَ أَنَا يَمِينُهُ فَهُوَ يَدفَعُ بِيَمِينِهِ عَن عَينَيهِ.

وَ رَوَي العَبّاسُ بنُ بَكّارٍ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو بَكرٍ الهذُلَيِ‌ّ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا كَانَ يَومٌ مِن أَيّامِ صِفّينَ دَعَا عَلِيّ ع ابنَهُ مُحَمّداً فَقَالَ شُدّ


صفحه : 349

عَلَي المَيمَنَةِ فَحَمَلَ مَعَ أَصحَابِهِ فَكَشَفَ مَيمَنَةَ عَسكَرِ مُعَاوِيَةَ ثُمّ رَجَعَ وَ قَد جُرِحَ فَقَالَ لَهُ العَطَشَ فَقَامَ إِلَيهِ ع فَسَقَاهُ جُرعَةً مِن مَاءٍ ثُمّ صَبّ المَاءَ بَينَ دِرعِهِ وَ جِلدِهِ فَرَأَيتُ عَلَقَ الدّمِ يَخرُجُ مِن حَلَقِ الدّرعِ ثُمّ أَمهَلَهُ سَاعَةً ثُمّ قَالَ شُدّ فِي المَيسَرَةِ فَحَمَلَ مَعَ أَصحَابِهِ عَلَي مَيسَرَةِ مُعَاوِيَةَ فَكَشَفَهُم ثُمّ رَجَعَ وَ بِهِ جِرَاحَةٌ وَ هُوَ يَقُولُ المَاءَ المَاءَ فَقَامَ إِلَيهِ فَفَعَلَ مِثلَ الأَوّلِ ثُمّ قَالَ شُدّ فِي القَلبِ فَكَشَفَهُم ثُمّ رَجَعَ وَ قَد أَثقَلَتهُ الجِرَاحَاتُ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَقَامَ إِلَيهِ فَقَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ قَالَ فِدَاكَ أَبُوكَ لَقَد سرَرَتنَيِ‌ وَ اللّهِ يَا بنُيَ‌ّ فَمَا يُبكِيكَ أَ فَرَحٌ أَم جَزَعٌ فَقَالَ كَيفَ لَا أبَكيِ‌ وَ قَد عرَضَتنَيِ‌ لِلمَوتِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فسَلَمّنَيِ‌َ اللّهُ تَعَالَي وَ كُلّمَا رَجَعتُ إِلَيكَ لتِمُهلِنَيِ‌ فَمَا أمَهلَتنَيِ‌ وَ هَذَانِ أخَوَاَي‌َ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ مَا تَأمُرُهُمَا بشِيَ‌ءٍ فَقَبّلَ ع رَأسَهُ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ أَنتَ ابنيِ‌ وَ هَذَانِ ابنَا رَسُولِ اللّهِص أَ فَلَا أَصوَنُهُمَا قَالَ بَلَي يَا أَبَاه جعَلَنَيِ‌ اللّهُ فِدَاكَ وَ فِدَاهُمَا. وَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ رَأيَهُ فَكَيفَ يَخرُجُ عَن طَاعَتِهِ وَ يَعدِلُ عَنِ الإِسلَامِ بِمُخَالَفَتِهِ مَعَ عِلمِ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ أَنّ زَينَ العَابِدِينَ ولَيِ‌ّ الدّمِ وَ صَاحِبُ الثّأرِ وَ المُطَالِبُ بِدِمَاءِ الأَبرَارِ فَنَهَضَ المُختَارُ نُهُوضَ المَلِكِ المُطَاعِ وَ مَدّ إِلَي أَعدَاءِ اللّهِ يَداً طَوِيلَةَ البَاعِ فَهَشّمَ عِظَاماً تَغَذّت بِالفُجُورِ وَ قَطَعَ أَعضَاءً نَشَأَت عَلَي الخُمُورِ وَ حَازَ إِلَي فَضِيلَةٍ لَم يَرقَ إِلَي شِعَافِ شَرَفِهَا عرَبَيِ‌ّ وَ لَا أعَجمَيِ‌ّ وَ أَحرَزَ مَنقَبَةً لَم يَسبِقهُ إِلَيهَا هاَشمِيِ‌ّ وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ بنُ مَالِكٍ الأَشتَرُ مُشَارِكاً لَهُ فِي هَذِهِ البَلوَي وَ مُصَدّقاً عَلَي الدّعوَي وَ لَم يَكُ اِبرَاهِيمُ شَاكّاً فِي دِينِهِ وَ لَا ضَالّا فِي اعتِقَادِهِ وَ يَقِينِهِ وَ الحُكمُ فِيهِمَا وَاحِدٌ وَ أَنَا أَشرَحُ بَوَارَ الفُجّارِ عَلَي يَدِ المُختَارِ مُعتَمِداً قَانُونَ الِاختِصَارِ وَ سَمّيتُهُ ذَوبَ النّضّارِ فِي شَرحِ الثّأرِ وَ قَد وَضَعتُهُ عَلَي أَربَعِ مَرَاتِبَ وَ اللّهُ المُوَفّقُ لِلصّوَابِ المكُاَفيِ‌ يَومَ الحِسَابِ.


صفحه : 350

المَرتَبَةُ الأُولَي فِي ذِكرِ نَسَبِهِ وَ طُرَفٍ مِن أَخبَارِهِ هُوَ المُختَارُ بنُ أَبِي عُبَيدِ بنِ مَسعُودِ بنِ عُمَيرٍ الثقّفَيِ‌ّ وَ قَالَ المرَزبُاَنيِ‌ّ ابنُ عُمَيرِ بنِ عُقدَةَ بنِ عَنزَةَ كُنيَتُهُ أَبُو إِسحَاقَ وَ كَانَ أَبُو عُبَيدٍ وَالِدُهُ يَتَنَوّقُ فِي طَلَبِ النّسَاءِ فَذُكِرَ لَهُ نِسَاءُ قَومِهِ فَأَبَي أَن يَتَزَوّجَ مِنهُنّ فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ تَزَوّج دُومَةَ الحَسنَاءَ الحُومَةَ فَمَا تَسمَعُ فِيهَا لِلَائِمٍ لَومَةً فَأَخبَرَ أَهلَهُ فَقَالُوا قَد أُمِرتَ فَتَزَوّج دُومَةَ بِنتَ وَهبِ بنِ عُمَرَ بنِ مُعَتّبٍ فَلَمّا حَمَلَت بِالمُختَارِ قَالَت رَأَيتُ فِي النّومِ قَائِلًا يَقُولُ


أبَشرِيِ‌ بِالوَلَدِ   أَشبَهَ شَيءٍ بِالأَسَدِ

إِذَا الرّجَالُ فِي كَبَدٍ   تَقَاتَلُوا عَلَي بَلَدٍ

  كَانَ لَهُ الحَظّ الأَشّدّ

فَلَمّا وَضَعَت أَتَاهَا ذَلِكَ الآتيِ‌ فَقَالَ لَهَا إِنّهُ قَبلَ أَن يَتَرَعرَعَ وَ قَبلَ أَن يَتَشَعشَعَ قَلِيلُ الهَلَعِ كَثِيرُ التّبَعِ يُدَانُ بِمَا صَنَعَ وَ وَلَدَت لأِبَيِ‌ عُبَيدٍ المُختَارَ وَ جَبراً وَ أَبَا جَبرٍ وَ أَبَا الحَكَمِ وَ أَبَا أُمَيّةَ وَ كَانَ مَولِدُهُ فِي عَامِ الهِجرَةِ وَ حَضَرَ مَعَ أَبِيهِ وَقعَةَ قُسّ النّاطِفِ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً وَ كَانَ يَتَفَلّتُ لِلقِتَالِ فَيَمنَعُهُ سَعدُ بنُ مَسعُودٍ عَمّهُ فَنَشَأَ مِقدَاماً شُجَاعاً لَا يتَقّيِ‌ شَيئاً وَ تَعَاطَي معَاَليِ‌َ الأُمُورِ وَ كَانَ ذَا عَقلٍ وَافِرٍ وَ جَوَابٍ حَاضِرٍ وَ خِلَالٍ مَأثُورَةٍ وَ نَفسٍ بِالسّخَاءِ مَوفُورَةٍ وَ فِطرَةٍ تُدرِكُ الأَشيَاءَ بِفَرَاسَتِهَا وَ هِمّةٍ تَعلُو عَلَي الفَرَاقِدِ بِنَفَاسَتِهَا وَ حَدسٍ مُصِيبٍ وَ كَفّ فِي الحُرُوبِ مُجِيبٍ وَ مَارَسَ التّجَارِبَ فَحَنّكَتهُ وَ لَابَسَ الخُطُوبَ فَهَذّبَتهُ.

وَ روُيِ‌َ


صفحه : 351

عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ أَنّهُ قَالَ رَأَيتُ المُختَارَ عَلَي فَخِذِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَمسَحُ رَأسَهُ وَ يَقُولُ يَا كَيّسُ يَا كَيّسُ فسَمُيّ‌َ كَيسَانَ وَ إِلَيهِ عزُيِ‌َ الكَيسَانِيّةُ كَمَا عزُيِ‌َ الوَاقِفَةُ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ الإِسمَاعِيلِيّةُ إِلَي أَخِيهِ إِسمَاعِيلَ وَ غَيرُهُم مِنَ الفِرَقِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ لَا تَسُبّوا المُختَارَ فَإِنّهُ قَتَلَ قَتَلَتَنَا وَ طَلَبَ ثَأرَنَا وَ زَوّجَ أَرَامِلَنَا وَ قَسّمَ فِينَا المَالَ عَلَي العُسرَةِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ دَخَلَ جَمَاعَةٌ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع وَ فِيهِم عَبدُ اللّهِ بنُ شَرِيكٍ قَالَ فَقَعَدتُ بَينَ يَدَيهِ إِذ دَخَلَ عَلَيهِم شَيخٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ لِيُقَبّلَهَا فَمَنَعَهُ ثُمّ قَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا أَبُو الحَكَمِ بنُ المُختَارِ بنِ أَبِي عُبَيدٍ الثقّفَيِ‌ّ وَ كَانَ مُتَبَاعِداً مِنهُ ع فَمَدّ يَدَهُ فَأَدنَاهُ حَتّي كَادَ يُقعِدُهُ فِي حَجرِهِ بَعدَ مَنعِهِ يَدَهُ فَقَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ إِنّ النّاسَ قَد أَكثَرُوا فِي أَبِي وَ القَولُ وَ اللّهِ قَولُكَ قَالَ وَ أَيّ شَيءٍ يَقُولُونَ قَالَ يَقُولُونَ كَذّابٌ وَ لَا تأَمرُنُيِ‌ بشِيَ‌ءٍ إِلّا قَبِلتُهُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي أَنّ مَهرَ أمُيّ‌ مِمّا بَعَثَ بِهِ المُختَارُ إِلَيهِ أَ وَ لَم يَبنِ دُورَنَا وَ قَتَلَ قَاتِلَنَا وَ طَلَبَ بِثَأرِنَا فَرَحِمَ اللّهُ أَبَاكَ وَ كَرّرَهَا ثَلَاثاً مَا تَرَكَ لَنَا حَقّاً عِندَ أَحَدٍ إِلّا طَلَبَهُ

وَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَكُنتُ أَزُورُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع فِي كُلّ سَنَةٍ مَرّةً فِي وَقتِ الحَجّ فَأَتَيتُهُ سَنَةً وَ إِذَا عَلَي فَخِذِهِ صبَيِ‌ّ فَقَامَ الصبّيِ‌ّ فَوَقَعَ عَلَي عَتَبَةِ البَابِ فَانشَجّ فَوَثَبَ إِلَيهِ مُهَروِلًا فَجَعَلَ يُنَشّفُ دَمَهُ وَ يَقُولُ إنِيّ‌ أُعِيذُكَ أَن تَكُونَ المَصلُوبَ فِي الكُنَاسَةِ قُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ وَ أَيّ كُنَاسَةٍ قَالَ كُنَاسَةُ الكُوفَةِ قُلتُ وَ يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ إيِ‌ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ لَئِن عِشتَ بعَديِ‌ لَتَرَيَنّ هَذَا الغُلَامَ فِي نَاحِيَةٍ مِن نوَاَحيِ‌ الكُوفَةِ وَ هُوَ مَقتُولٌ مَدفُونٌ مَنبُوشٌ مَسحُوبٌ مَصلُوبٌ فِي الكُنَاسَةِ ثُمّ يُنزَلُ فَيُحرَقُ وَ يُذرَي فِي البَرّ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا اسمُ هَذَا الغُلَامِ فَقَالَ ابنيِ‌ زَيدٌ ثم [0B][0C] دَمَعَت عَينَاهُ وَ قَالَ لَأُحَدّثَنّكَ بِحَدِيثِ ابنيِ‌ هَذَا بَينَا أَنَا لَيلَةً سَاجِدٌ وَ رَاكِعٌ ذَهَبَ بيِ‌َ النّومُ فَرَأَيتُ كأَنَيّ‌ فِي الجَنّةِ وَ كَأَنّ رَسُولَ اللّهِ وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قَد زوَجّوُنيِ‌ حَورَاءَ مِن حُورِ العِينِ فَوَاقَعتُهَا وَ اغتَسَلتُ عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَي وَ وَلّيتُ هَتَفَ


صفحه : 352

بيِ‌ هَاتِفٌ لِيَهنِئكَ زَيدٌ فَاستَيقَظتُ وَ تَطَهّرتُ وَ صَلّيتُ صَلَاةَ الفَجرِ فَدَقّ البَابَ رَجُلٌ فَخَرَجتُ إِلَيهِ فَإِذَا مَعَهُ جَارِيَةٌ مَلفُوفٌ كُمّهَا عَلَي يَدِهِ مُخَمّرَةٌ بِخِمَارٍ قُلتُ حَاجَتُكَ قَالَ أُرِيدُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ قُلتُ أَنَا هُوَ قَالَ أَنَا رَسُولُ المُختَارِ بنِ أَبِي عُبَيدٍ الثقّفَيِ‌ّ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ وَقَعَت هَذِهِ الجَارِيَةُ فِي نَاحِيَتِنَا فَاشتَرَيتُهَا بِسِتّمِائَةِ دِينَارٍ وَ هَذِهِ سِتّمِائَةِ دِينَارٍ فَاستَعِن بِهَا عَلَي دَهرِكَ وَ دَفَعَ إلِيَ‌ّ كِتَاباً كَتَبتُ جَوَابَهُ وَ قُلتُ مَا اسمُكِ قَالَت حَورَاءُ فَهَيّئُوهَا لِي وَ بِتّ بِهَا عَرُوساً فَعَلِقَت بِهَذَا الغُلَامِ فَأَسمَيتُهُ زَيداً وَ سَتَرَي مَا قُلتُ لَكَ قَالَ أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ كُلّ مَا ذَكَرَهُ ع فِي زَيدٍ

. وروي‌ عن عمر بن علي ع أن المختار أرسل إلي علي بن الحسين عشرين ألف دينار فقبلها وبني منها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي‌ هدمت و كان المختار ذا مقول مشحوذ الغرار مأمون العثار إن نثر سجع و إن نطق برع ثابت الجنان مقدم الشجعان ماحدس إلاأصاب و لاتفرس قط خاب و لو لم يكن كذلك لماقام بأدوات المفاخر ورأس علي الأمراء والعساكر وولي علي ع عمه علي المدائن عاملا والمختار معه فلما ولي‌ المغيرة بن شعبة الكوفة من قبل معاوية رحل المختار إلي المدينة و كان يجالس محمد بن الحنفية ويأخذ عنه الأحاديث فلما عاد إلي الكوفة ركب مع المغيرة يوما فمر بالسوق فقال المغيرة يالها غارة و يا له جمعا إني‌ لأعلم كلمة لونعق لها ناعق و لاناعق لها لاتبعوه و لاسيما الأعاجم الذين إذاألقي‌ إليهم الشي‌ء قبلوه فقال له المختار و ماهي‌ ياعم قال يستأدون بآل محمدفأغضي عليها المختار و لم يزل ذلك في نفسه ثم جعل يتكلم بفضل آل محمد وينشر مناقب علي و الحسن و الحسين ع ويسير ذلك و يقول إنهم أحق بالأمر من كل أحد بعد رسول الله ويتوجع لهم مما نزل بهم ففي‌ بعض الأيام لقيه معبد بن خالد الجدلي‌ جديلة قيس فقال له يامعبد إن أهل الكتب ذكروا أنهم يجدون رجلا من ثقيف يقتل الجبارين وينصر


صفحه : 353

المظلومين ويأخذ بثأر المستضعفين ووصفوا صفته فلم يذكروا صفة في الرجل إلا وهي‌ في غيرخصلتين أنه شاب و قدجاوزت الستين و أنه ردي‌ البصر و أناأبصر من عقاب فقال معبد أماالسن فإن ابن ستين وسبعين عند أهل ذلك الزمان شاب و أمابصرك فما تدري‌ مايحدث الله فيه لعله يكل قال عسي فلم يزل علي ذلك حتي مات معاوية وولي‌ يزيد ووجه الحسين ع مسلم بن عقيل إلي الكوفة فأسكنه المختار داره وبايعه فلما قتل مسلم رحمه الله سعي بالمختار إلي عبيد الله بن زياد فأحضره و قال له يا ابن عبيد أنت المبايع لأعدائنا فشهد له عمرو بن حريث أنه لم يفعل فقال عبيد الله لو لاشهادة عمرو لقتلتك وشتمه وضربه بقضيب في يده فشتر عينه وحبسه وحبس أيضا عبد الله بن الحارث بن عبدالمطلب و كان في الحبس ميثم التمار رحمه الله فطلب عبد الله حديدة يزيل بهاشعر بدنه و قال لاآمن ابن زياد يقتلني‌ فأكون قدألقيت ما علي من الشعر فقال المختار و الله لايقتلك و لايقتلني‌ و لايأتي‌ عليك إلاقليل حتي تلي‌ البصرة فقال ميثم للمختار و أنت تخرج ثائرا بدم الحسين فتقتل هذا ألذي يريد قتلنا وتطأ بقدميك علي وجنتيه و لم يزل ذلك يتردد في صدره حتي قتل الحسين ع كتب المختار إلي أخته صفية بنت أبي عبيد وكانت زوجة عبد الله بن عمر تسأله مكاتبة يزيد بن معاوية فكتب إليه فقال يزيد نشفع أبا عبدالرحمن وكلمته هند بنت أبي سفيان في عبد الله بن الحارث وهي‌ خالته فكتب إلي عبيد الله فأطلقهما بعد أن أجل المختار ثلاثة أيام ليخرج من الكوفة و إن تأخر عنها ضرب عنقه فخرج هاربا نحو الحجاز حتي إذاصار بواقصة لقي‌ الصقعب بن زهير الأزدي‌ فقال يا أباإسحاق ما لي أري عينك علي هذه الحال قال فعل بي‌ ذلك عبيد الله بن زياد قتلني‌ الله إن لم أقتله وأقطع أعضاءه ولأقتلن بالحسين عدد الذين قتلوا بيحيي بن زكريا وهم سبعون ألفا ثم قال و ألذي أنزل القرآن و بين الفرقان وشرع الأديان وكره العصيان لأقتلن العصاة من أزد عمان ومذحج وهمدان ونهد وخولان


صفحه : 354

وبكر وهزان وثعل ونبهان وعبس وذبيان وقبائل قيس عيلان غضبا لابن بنت نبي‌ الرحمن نعم ياصقعب وحق السميع العليم العلي‌ العظيم العدل الكريم العزيز الحكيم الرحمن الرحيم لأعركن عرك الأديم بني‌ كندة وسليم والأشراف من تميم ثم سار إلي مكة. قال ابن العرق رأيت المختار اشتر العين فسألته فقال شترها ابن زياد يا ابن العرق إن الفتنة أرعدت وأبرقت و كان قدأينعت وألقت خطامها وخبطت وشمست وهي‌ رافعة ذيلها وقائلة ويلها بدجلة وحولها.فلم يزل علي ذلك حتي مات يزيد يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وقيل سنة أربع وعمره علي الخلاف فيه ثمان وثلاثون سنة و كان مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر وخلف أحد عشر ولدا منهم أبوليلي معاوية وبويع له بالشام وخلع نفسه و قدذكرت حديثه في المقتل وأخوه خالد أمه بنت هاشم بن عتبة بن عبدالشمس تزوجها مروان بن الحكم بعديزيد و فيها قال الشاعر.


أسلمي‌ أم خالد   رب ساع لقاعد

و في تلك السنة بويع لعبد الله بن الزبير بالحجاز ولمروان بن الحكم بالشام ولعبيد الله بن زياد بالبصرة. و أما أهل العراق فإنهم وقعوا في الحيرة والأسف والندم علي تركهم نصرة الحسين ع و كان عبيد الله بن الحر بن المجمع بن حريم الجعفي‌ من أشراف أهل الكوفة و كان قدمشي إلي الحسين وندبه إلي الخروج معه فلم يفعل ثم تداخله الندم حتي كادت نفسه تفيض فقال .


فيا لك حسرة مادمت حيا   تردد بين حلقي‌ والتراقي‌

حسين حين يطلب بذل نصري‌   علي أهل الضلالة والنفاق

غداة يقول لي بالقصر قولا   أتتركنا وتزمع بالفراق

و لوإني‌ أواسيه بنفسي‌   لنلت كرامة يوم التلاق

صفحه : 355


مع ابن المصطفي نفسي‌ فداه   تولي ثم ودع بانطلاق

فلو فلق التلهف قلب حي‌   لهم اليوم قلبي‌ بانقلاق

فقد فاز الأولي نصروا حسينا   وخاب الآخرون أولو النفاق

و لم يكن في العراق من يصلح للقتال والنجدة والبأس إلاقبائل العرب بالكوفة فأول من نهض سليمان بن صرد الخزاعي‌ وكانت له صحبة مع النبي ص و مع علي ع والمسيب بن نجبة الفزاري‌ و هو من كبار الشيعة و له صحبة مع علي ع و عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي‌ ورفاعة بن شداد البجلي‌ و عبد الله بن وأل التيمي‌ من بني‌ تيم اللات بن ثعلبة واجتمعوا في دار سليمان ومعهم أناس من الشيعة فبدأ سليمان بالكلام فحمد الله وأثني عليه و قال أما بعدفقد ابتلينا بطول العمر والتعرض للفتن ونرغب إلي ربنا أن لايجعلنا ممن يقول له أَ وَ لَم نُعَمّركُم ما يَتَذَكّرُ فِيهِ مَن تَذَكّرَ وَ جاءَكُمُ النّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظّالِمِينَ مِن نَصِيرٍ وَ قَالَ عَلِيّ ع العُمُرُ ألّذِي أَعذَرَ اللّهُ فِيهِ ابنَ آدَمَ سِتّونَ سَنَةً

و ليس فينا إلا من قدبلغها وكنا مغرمين بتزكية أنفسنا ومدح شيعتنا حتي بلي الله خيارنا فوجدنا كذابين في نصر ابن بنت رسول الله ص و لاعذر دون أن تقتلوا قاتليه فعسي ربنا أن يعفو عنا. قال رفاعة بن شداد قدهداك الله لأصوب القول ودعوت إلي أرشد الأمور جهاد الفاسقين و إلي التوبة من الذنب فمسموع منك مستجاب لك مقبول قولك فإن رأيتم ولينا هذاالأمر شيخ الشيعة صاحب رسول الله سليمان بن صرد. فقال المسيب بن نجبة أصبتم ووفقتم و أناأري ألذي رأيتم فاستعدوا للحرب . وكتب سليمان كتابا إلي من كان بالمدائن من الشيعة من أهل الكوفة وحمله مع عبد الله بن مالك الطائي‌ إلي سعد بن حذيفة بن اليمان يدعوهم إلي أخذ الثأر فلما وقفوا علي الكتاب قالوا رأينا مثل رأيهم وكتب سعد بن حذيفة الجواب بذلك .


صفحه : 356

وكتب سليمان إلي المثني بن مخرمة العبدي‌ كتابا وبعثه مع ظبيان بن عمارة التميمي‌ من بني‌ سعد فكتب المثني الجواب أما بعدفقد قرأت كتابك وأقرأته إخوانك فحمدوا رأيك واستجابوا لك فنحن موافوك إن شاء الله للأجل ألذي ضربت و السلام عليك وكتب في أسفل كتابه .


تبصر كأني‌ قدأتيتك معلما   علي أبلغ الهادي‌ أجش هزيم

طويل القرا نهد أشق مقلص   ملح علي قار‌ئ اللجام رءوم

بكل فتي لايملأ الدرع نحره   محش لنار الحرب غيرسؤم

أخي‌ ثقة يبغي‌ الإله بسعيه   ضروب بنصل السيف غيرأثيم .

وذكر محمد بن جرير الطبري‌ في تاريخه أن أول ماابتدأ به الشيعة من أمرهم سنة إحدي وستين وهي‌ السنة التي‌ قتل فيها الحسين فما زالوا في جمع آلة الحرب والاستعداد للقتال ودعاء الشيعة بعضهم لبعض في السر للطلب بدم الحسين ع حتي مات يزيد بن معاوية و كان بين مقتل الحسين ع وهلاك يزيد ثلاث سنين وشهران وأربعة أيام و كان أميرالعراق عبيد الله وخليفته بالكوفة عمرو بن حريث المخزومي‌ و كان عبد الله بن الزبير قبل موت يزيد يدعو الناس إلي طلب ثأر الحسين وأصحابه ويغريهم بيزيد ويوثبهم عليه فلما مات يزيد أعرض عن ذلك القول وبان أنه يطلب الملك لنفسه لاللثأر. وذكر المدائني‌ عن رجاله أن المختار لماقدم علي عبد الله بن الزبير لم ير عنده مايريد فقال .


ذو مخاريق وذو مندوحة   وركابي‌ حيث وجهت ذلل

لاتبيتن منزلا تكرهه   و إذازلت بك النعل فزل

فخرج المختار من مكة متوجها إلي الكوفة فلقيه هانئ بن أبي حية الوداعي‌ فسأله عن أهلها فقال لو كان لهم رجل يجمعهم علي شيءواحد لأكل الأرض بهم فقال المختار أنا و الله أجمعهم علي الحق وألقي‌ بهم ركبان الباطل وأقتل بهم كل جبار عنيد إن شاء الله ولا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ ثم سأله المختار عن سليمان


صفحه : 357

بن صرد هل توجه لقتال المحلين قال لا ولكنهم عازمون علي ذلك ثم سار المختار حتي انتهي إلي نهر الحيرة و هو يوم الجمعة فنزل واغتسل ولبس ثيابه وتقلد سيفه وركب فرسه ودخل الكوفة نهارا لايمر علي مسجد القبائل ومجالس القوم ومجتمع المحال إلاوقف وسلم و قال أبشروا بالفرج فقد جئتكم بما تحبون و أناالمسلط علي الفاسقين والطالب بدم أهل بيت نبي‌ رب العالمين . ثم دخل الجامع وصلي فيه فرأي الناس ينظرون إليه و يقول بعضهم لبعض هذاالمختار ماقدم إلالأمر ونرجو به الفرج وخرج من الجامع ونزل داره ويعرف قديما بسالم بن المسيب ثم بعث إلي وجوه الشيعة وعرفهم أنه جاء من محمد بن الحنفية للطلب بدماء أهل البيت و هذاأمر لكم فيه الشفاء وقتل الأعداء فقالوا أنت موضع ذلك وأهله غير أن الناس قدبايعوا سليمان بن صرد الخزاعي‌ فهو شيخ الشيعة اليوم فلاتعجل في أمرك فسكت المختار وأقام ينتظر ما يكون من أمر سليمان والشيعة حينئذ يريدون أمرهم سرا خوفا من عبدالملك بن مروان و من عبد الله بن الزبير و كان خوف الشيعة من أهل الكوفة أكثر لأن أكثرهم قتلة الحسين ع وصار المختار يفخذ الناس عن سليمان بن صرد ويدعوهم إلي نفسه فأول من بايعه وضرب علي يده عبيد بن عمر وإسماعيل بن كثير فقال عمر بن سعد وشبث بن ربعي‌ لأهل الكوفة إن المختار أشد عليكم لأن سليمان إنما خرج يقاتل عدوكم والمختار إنما يريد أن يثب عليكم فسيروا إليه وأوثقوه بالحديد وخلدوه السجن فما شعر حتي أحاطوا بداره واستخرجوه فقال ابراهيم بن محمد بن طلحة لعبد الله بن يزيد أوثقه كتافا ومشه حافيا فقال له لم أفعل هذابرجل لم يظهر لنا عداوة و لاحربا إنما أخذناه علي الظن فأتي‌ ببغلة له دهماء فركبها وأدخلوه السجن قال يحيي بن أبي عيسي دخلت مع حميد بن مسلم الأزدي‌ إلي المختار فسمعته يقول أما ورب البحار والنخل والأشجار والمهامة القفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقتلن كل جبار بكل لدن خطار ومهند بتار في


صفحه : 358

جموع من الأنصار ليسوا بميل و لاأغمار و لابعزل أشرار حتي إذاأقمت عمود الدين ورأيت صدع المسلمين وأدركت ثأر النبيين لم يكبر علي زوال الدنيا و لم أحفل بالموت إذ أتي .المرتبة الثانية في ذكر رجال سليمان بن صرد وخروجه ومقتله لماأراد النهوض بعسكره من النخيلة وهي‌ العباسية مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وهي‌ السنة التي‌ أمر مروان بن الحكم أهل الشام بالبيعة من بعده لابنيه عبدالملك و عبدالعزيز وجعلهما وليي‌ عهده و فيهامات مروان بدمشق مستهل شهر رمضان و كان عمره إحدي وثمانين سنة وكانت خلافته تسعة أشهر و كان عبيد الله بالعراق فسار حتي نزل الجزيرة فأتاه الخبر بموت مروان وخرج سليمان بن صرد ليرحل فرأي عسكره فاستقله فبعث حكيم بن منقذ الكندي‌ والوليد بن حصين الكناني‌ في جماعة وأمرهما بالنداء في الكوفة ياآل ثأرات الحسين ع .فسمع النداء رجل من كثير من الأزد و هو عبد الله بن حازم وعنده ابنته وامرأته سهلة بن سبرة وكانت من أجمل النساء وأحبهم إليه و لم يكن دخل في القوم فوثب إلي ثيابه فلبسها و إلي سلاحه وفرسه قالت له زوجته ويحك أجننت قال لا ولكني‌ سمعت داعي‌ الله عز و جل فأنا مجيبة وطالب بدم هذا الرجل حتي أموت فقالت إلي من تودع بيتك هذا قال إلي الله أللهم إني‌ أستودعك ولدي‌ وأهلي‌ أللهم احفظني‌ فيهم وتب علي مما فرطت في نصرة ابن بنت نبيك . ثم نادوا ياآل ثأرات الحسين في الجامع و الناس يصلون العشاء الآخرة فخرج جمع كثير إلي سليمان و كان معه ستة عشر ألفا مثبتة في ديوانه فلم يصف منهم سوي أربعة آلاف وعزم علي المسير إلي الشام لمحاربة عبيد الله بن زياد فقال


صفحه : 359

له عبد الله بن سعد إن قتلة الحسين كلهم بالكوفة منهم عمر بن سعد ورءوس الأرباع وأشراف القبائل و ليس بالشام سوي عبيد الله بن زياد فلم يوافق إلا علي المسير.فخرج عشية الجمعة لخمس مضين من شهر ربيع الآخر كماذكرنا فباتوا بدير الأعور ثم سار فنزل علي أقساس بني‌ مالك علي شاطئ الفرات ثم أصبحوا عندقبر الحسين ع فأقاموا يوما وليلة يصلون ويستغفرون ثم ضجوا ضجة واحدة بالبكاء والعويل فلم ير يوم أكثر بكاء فيه وازدحموا عندالوداع علي قبره كالزحام علي الحجر الأسود وقام في تلك الحال وهب بن زمعة الجعفي‌ باكيا علي القبر وأنشد أبيات عبيد الله بن الحر الجعفي‌.


تبيت النشاوي من أمية نوما   وبالطف قتلي ماينام حميمها

و ماضيع الإسلام إلاقبيلة   تأمر نوكاها ودام نعيمها

وأضحت قناة الدين في كف ظالم   إذااعوج منها جانب لايقيمها

فأقسمت لاتنفك نفسي‌ حزينة   وعيني‌ تبكي‌ لايجف سجومها

حياتي‌ أوتلقي أمية خزيه   يذل لها حتي الممات قرومها.

و كان مع الناس عبد الله بن عوف الأحمر علي فرس كميت يتأكل تأكلا و هو يقول


خرجن يلمعن بنا أرسالا   عوابسا قدتحمل الأبطالا

نريد أن نلقي بهاالأقيالا   الفاسقين الغدر الضلالا

و قدرفضنا الأهل والأموالا   والخفرات البيض والحجالا

نرجو به التحفة والنوالا   لنرضي‌ المهيمن المفضالا

فساروا حتي أتوا هيت ثم خرجوا حتي انتهوا إلي قرقيسا وبلغهم أن


صفحه : 360

أهل الشام في عدد كثير فساروا سيرا مغذا حتي وردوا عين الوردة عن يوم وليلة ثم قام سليمان بن صرد فوعظهم وذكرهم الدار الآخرة و قال إن قتلت فأميركم المسيب بن نجبة فإن أصيب المسيب فالأمير عبد الله بن سعيد بن نفيل فإن أصيب فأخوه خالد بن سعد فإن قتل خالد فالأمير عبد الله بن وأل فإن قتل ابن وأل فأميركم رفاعة بن شداد. ثم بعث سليمان المسيب بن نجبة في أربعة آلاف فارس رائدا و أن يشن عليهم الغارة قال حميد بن مسلم كنت معهم فسرنا يومنا كله وليلتنا حتي إذا كان السحر نزلنا وهومنا ثم ركبنا و قدصلينا الصبح ففرق العسكر وبقي‌ معه مائة فارس فلقي‌ أعرابيا فقال كم بيننا و بين أدني القوم فقال ميل أقول والميل أربعة آلاف ذراع و كل ثلاثة أميال فرسخ و هذاعسكر شراحيل بن ذي‌ الكلاع من قبل عبيد الله معه أربعة آلاف و من ورائهم الحصين بن نمير السكوني‌ في أربعة آلاف و من ورائهم الصلت بن ناجية الغلابي‌ في أربعة آلاف وجمهور العسكر مع عبيد الله بن زياد بالرقة.فساروا حتي أشرفوا علي عسكر الشام فقال المسيب لأصحابه كروا عليهم فحمل عسكر العراق فانهزموا فقتل منهم خلق كثير وغنموا منهم غنيمة عظيمة وأمرهم المسيب بالعود فرجعوا إلي سليمان بن صرد ووصل الخبر إلي عبيد الله فسرح إليهم الحصين بن نمير وأتبعه بالعساكر حتي نزل في عشرين ألفا وعسكر العراق يومئذ ثلاثة آلاف ومائة لا غير. ثم تهيأ العساكر للحرب فكان علي ميمنة أهل الشام عبد الله بن الضحاك بن قيس الفهري‌ و علي ميسرتهم مخارق بن ربيعة الغنوي‌ و علي الجناح شراحيل بن ذي‌ الكلاع الحميري‌ و في القلب الحصين بن نمير السكوني‌ ثم جعل أهل العراق علي ميمنتهم المسيب بن نجبة الفزاري‌ و علي ميسرتهم عبد الله بن سعد بن


صفحه : 361

نفيل الأزدي‌ و علي الجناح رفاعة بن شداد البجلي‌ و علي القلب الأمير سليمان بن صرد الخزاعي‌ ووقف العسكر فنادي أهل الشام ادخلوا في طاعة عبدالملك بن مروان ونادي أهل العراق سلموا إلينا عبيد الله بن زياد و أن يخرج الناس من طاعة عبدالملك وآل الزبير ويسلم الأمر إلي أهل بيت نبينا فأبي الفريقان وحمل بعضهم علي بعض وجعل سليمان بن صرد يحرضهم علي القتال ويبشرهم بكرامة الله ثم كسر جفن سيفه وتقدم نحو أهل الشام و هو يقول


إليك ربي‌ تبت من ذنوبي‌   و قدعلاني‌ في الوري مشيبي‌

فارحم عبيدا عرما تكذيب   واغفر ذنوبي‌ سيدي‌ وحوبي‌

قال حميد بن مسلم حملت ميمنتنا علي ميسرتهم وحملت ميسرتنا علي ميمنتهم وحمل سليمان في القلب فهزمناهم وظفرنا بهم وحجز الليل بيننا وبينهم ثم قاتلناهم في الغد وبعده حتي مضت ثلاثة أيام ثم أمرهم الحصين بن نمير لأهل الشام برمي‌ النبل فأتت السهام كالشرار المتطائر فقتل سليمان بن صرد ره فلقد بذل في أهل الثأر مهجته وأخلص لله توبته و قد قلت هذين البيتين حيث مات مبرأ من العتب والشين .


قضي سليمان نحبه فغدا   إلي جنان ورحمة البار‌ئ

مضي حميدا في بذل مهجته   وأخذه للحسين بالثأر

ثم أخذ الراية المسيب بن نجبة فقاتل قتالا خرت له الأذقان وأثر في ذلك الجيش الجم الطعان ثلاث مرات و كان من أعظم الشجعان قتالا وأكرهم علي الأعداء نكالا و هو يقول


قدعلمت ميالة الذوائب   واضحة الخدين والترائب

إني‌ غداة الروع والتغالب   أشجع من ذي‌ لبدة مواثب

  صاع أقران مخوف الجانب .

فلم يزل يكر عليهم فيفرون بين يديه حتي تكاثروا فقتلوه . ثم أخذ الراية عبد الله بن سعد بن نفيل ثم حمل علي القوم وطعن و هو يقول


صفحه : 362


ارحم إلهي‌ عبدك التوابا   و لاتؤاخذه فقد أنابا

وفارق الأهلين والأحبابا   يرجو بذاك الفوز والثوابا

فلم يزل يقاتل حتي قتل . ثم تقدم أخوه خالد بن سعد بالراية وحرضهم علي القتال ورغبهم في حميد المآل فقاتل أشد قتال ونكل بهم أي نكال حتي قتل . وتقدم عبد الله بن وأل فأخذ الراية وقاتل حتي قطعت يده اليسري ثم استند إلي الصحابة ويده تشخب دما ثم كر عليهم و هو يقول


نفسي‌ فداكم اذكروا الميثاقا   وصابروهم واحذروا النفاقا

لاكوفة نبغي‌ و لاعراقا   لابل نريد الموت والعتاقا

وقاتل حتي قتل فبينما هم كذلك إذ جاءتهم النجدة مع المثني بن مخرمة العبدي‌ من البصرة و من المدائن مع كثير بن عمرو الحنفي‌ فاشتدت قلوب أهل العراق بهم واجتمعوا وكبروا واشتد القتال فتقدم رفاعة بن شداد نحو صفوف الشام و هويرتجز و يقول


يارب إني‌ تائب إليكا   قداتكلت سيدي‌ عليكا

قدما أرجي‌ الخير من يديكا   فاجعل ثوابي‌ أملي‌ إليكا.

قال عبد الله بن عوف الأزدي‌ واشتد القتال حتي بان في أهل العراق الضعف والقلة وتحدثوا في ترك القتال فبعضهم يوافق وبعضهم يقول إن ولينا ركبنا السيف فلانمشي‌ فرسخا حتي لايبقي منا واحد وإنما نقاتل حتي يأتي‌ الليل ونمضي‌ ثم تقدم عبد الله بن عوف إلي الراية فرفعها واقتتلوا أشد قتال فقتل جماعة من أهل العراق وانفلت الجموع وافترق الناس وعاد العسكر حتي وصلوا قرقيسا من جانب البر وجاء سعد بن حذيفة إلي هيت فلقيه الأعراب فأخبروه بما لقي‌ الناس ثم عاد أهل المدائن و أهل البصرة و أهل الكوفة إلي بلادهم والمختار محبوس و كان يقول لأصحابه عدوا لغارتكم هذاأكثر من عشر ودون الشهر ثم يجيئكم نبأ هتر من طعن بتر وضرب هبر وقتل جم وأمر هم


صفحه : 363

فمن لها أنالها لاتكذبن أنالها و كان المختار يأخذ أفعاله بالرجز والفراسة والخدع وحسن السياسة. قال المرزباني‌ في كتاب الشعراء كان له غلام اسمه جبرئيل و كان يقول قال لي جبرئيل و قلت لجبرئيل فيتوهم الأعراب و أهل البوادي‌ أنه جبرئيل ع فاستحوذ عليهم بذلك حتي انتظمت له الأمور وقام بإعزاز الدين ونصره وكسر الباطل وقصره . و لماقدم أصحاب سليمان بن صرد من الشام كتب إليهم المختار من الحبس أما بعد فإن الله أعظم لكم الأجر وحط عنكم الوزر بمفارقة القاسطين وجهاد المحلين إنكم لن تنفقوا نفقة و لم تقطعوا عقبة و لم تخطوا خطوة إلارفع الله لكم بهادرجة وكتب لكم حسنة فأبشروا فإني‌ لوخرجت إليكم جردت فيما بين المشرق والمغرب من عدوكم بالسيف بإذن الله فجعلتهم ركاما وقتلتهم فذا وتوأما فرحب الله لمن قارب واهتدي و لايبعد الله إلا من عصي وأبي و السلام يا أهل الهدي . فلما جاء كتابه وقف عليه جماعة من رؤساء القبائل وأعادوا الجواب قرأنا كتابك ونحن حيث يسرك فإن شئت أن نأتيك حتي نخرجك من الحبس فعلنا فأخبره الرسول فسر باجتماع الشيعة له و قال لاتفعلوا هذافإني‌ أخرج في أيامي‌ هذه و كان المختار قدبعث إلي عبد الله بن عمر بن الخطاب أما بعدفإني‌ حبست مظلوما وظن بي‌ الولاة ظنونا كاذبة فاكتب في رحمك الله إلي هذين الظالمين وهما عبد الله بن يزيد و ابراهيم بن محمدكتابا عسي الله أن يخلصني‌ من أيديهما بلطفك ومنك و السلام عليك .فكتب إليهما ابن عمر أما بعدفقد علمتما ألذي بيني‌ و بين المختار من الصهر و ألذي بيني‌ وبينكما من الود فأقسمت عليكما لماخليتما سبيله حين تنظران في كتابي‌ هذا و السلام عليكما ورحمة الله وبركاته فلما قرأ الكتاب طلبا من المختار كفلاء فأتاه جماعة من أشراف الكوفة فاختارا منهم عشرة ضمنوه وحلفاه أن


صفحه : 364

لايخرج عليهما فإن هوخرج فعليه ألف بدنة ينحرها لدي رتاج الكعبة ومماليكه كلهم أحرار فخرج وجاء داره . قال حميد بن مسلم سمعت المختار يقول قاتلهم الله ماأجهلهم وأحمقهم حيث يرون أني‌ أفي‌ لهم بأيمانهم هذه أماحلفي‌ بالله فإنه ينبغي‌ إذاحلفت يمينا ورأيت ما هوأولي منها أن أتركها وأعمل الأولي وأكفر عن يميني‌ وخروجي‌ خير من كفي‌ عنهم و أماهدي‌ ألف بدنة فهو أهون علي من بصقة و مايهولني‌ ثمن ألف بدنة و أماعتق مماليكي‌ فو الله لوددت أنه استتب لي أمري‌ من أخذ الثأر ثم لم أملك مملوكا أبدا. و لمااستقر في داره اختلفت الشيعة إليه واجتمعت عليه واتفقوا علي الرضا به و كان قدبويع له و هو في السجن و لم يزل يكثرون وأمرهم يقوي ويشتد حتي عزل عبد الله بن الزبير الواليين من قبله وهما عبد الله بن زيد و ابراهيم بن محمد بن طلحة المذكورين وبعث عبد الله بن مطيع واليا علي الكوفة والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة علي البصرة فدخل ابن مطيع إليها وبعث المختار إلي أصحابه فجمعهم في الدور حوله وأراد أن يثب علي أهل الكوفة.فجاء رجل من أصحابه من شبام عظيم الشرف و هو عبدالرحمن بن شريح فلقي‌ جماعة منهم سعد بن منقذ وسعر بن أبي سعر الحنفي‌ والأسود الكندي‌ وقدامة بن مالك الجشمي‌ و قداجتمعوا فقالوا له إن المختار يريد الخروج بنا للأخذ بالثأر و قدبايعناه و لانعلم أرسله إلينا محمد بن الحنفية أم لافانهضوا بنا إليه نخبره بما قدم به علينا فإن رخص لنا ابتعناه و إن نهانا تركناه فخرجوا وجاءوا إلي ابن الحنفية فسألهم عن الناس فخبروه وقالوا لنا إليك حاجة قال سر أم علانية قلنا بل سر قال رويدا إذن ثم مكث قليلا وتنحي ودعانا فبدأ عبدالرحمن بن شريح بحمد الله والثناء و قال أما بعدفإنكم أهل بيت خصكم الله بالفضيلة وشرفكم بالنبوة وعظم حقكم علي هذه الأمة و قدأصبتم بحسين مصيبة عمت المسلمين و قدقدم المختار يزعم أنه جاء من قبلكم و قددعانا


صفحه : 365

إلي كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدماء أهل البيت فبايعناه علي ذلك فإن أمرتنا باتباعه اتبعناه و إن نهيتنا اجتنبناه . فلما سمع كلامه وكلام غيره حمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي و قال أما ماذكرتم مما خصنا الله فإن الفضل لله يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ و أمامصيبتنا بالحسين فذلك في الذكر الحكيم و أماالطلب بدمائنا. قال جعفر بن نما مصنف هذاالكتاب فقد رويت عن والدي‌ رحمة الله عليه أنه قال لهم قوموا بنا إلي إمامي‌ وإمامكم علي بن الحسين فلما دخل ودخلوا عليه أخبر خبرهم ألذي جاءوا لأجله قال ياعم لو أن عبدا زنجيا تعصب لنا أهل البيت لوجب علي الناس موازرته و قدوليتك هذاالأمر فاصنع ماشئت فخرجوا و قدسمعوا كلامه وهم يقولون أذن لنا زين العابدين ع و محمد بن الحنفية. و كان المختار علم بخروجهم إلي محمد بن الحنفية و كان يريد النهوض بجماعة الشيعة قبل قدومهم فلما تهيأ ذلك له و كان يقول إن نفيرا منكم تحيروا وارتابوا فإن هم أصابوا أقبلوا وأنابوا و إن هم كبوا وهابوا واعترضوا وانجابوا فقد خسروا وخابوا فدخل القادمون من عند محمد بن الحنفية فقال ماوراءكم فقد فتنتم وارتبتم فقالوا قدأمرنا بنصرتك فقال أنا أبوإسحاق اجمعوا إلي‌ الشيعة فجمع من كان قريبا فقال يامعشر الشيعة إن نفرا أحبوا أن يعلموا مصداق ماجئت به فخرجوا إلي إمام الهدي والنجيب المرتضي و ابن المصطفي المجتبي يعني‌ زين العابدين ع فعرفهم أني‌ ظهيره ورسوله وأمركم باتباعي‌ وطاعتي‌ و قال كلاما يرغبهم إلي الطاعة والاستنفار معه و أن يعلم الحاضر الغائب . وعرفه قوم أن جماعة من أشراف الكوفة مجتمعون علي قتالك مع ابن مطيع ومتي جاء معنا ابراهيم بن الأشتر رجونا بإذن الله تعالي القوة علي عدونا فله عشيرة فقال القوه وعرفوا الإذن لنا في الطلب بدم الحسين و أهل بيته فعرفوه فقال قدأجبتكم علي أن تولوني‌ الأمر فقالوا له أنت أهل ولكن ليس


صفحه : 366

إليه سبيل هذاالمختار قدجاءنا من قبل إمام الهدي و من نائبه محمد بن الحنفية و هوالمأذون له في القتال فلم يجب فانصرفوا وعرفوه المختار.فبقي‌ ثلاثا ثم إنه دعا جماعة من وجوه أصحابه قال عامر الشعبي‌ و أنا و أبي فيهم فسار المختار و هوأمامنا يقد بنا بيوت الكوفة لايدري‌ أين يريد حتي وقف علي باب ابراهيم فأذن له وألقيت الوسائد فجلسنا عليها وجلس المختار معه علي فراشه و قال هذا كتاب محمد بن أمير المؤمنين ع يأمرك أن تنصرنا فإن فعلت اغتبطت و إن امتنعت فهذا الكتاب حجة عليك وسيغني‌ الله محمدا و أهل بيته عنك و كان المختار قدسلم الكتاب إلي الشعبي‌ فلما تم كلامه قال ارفع الكتاب إليه ففض ختمه و هو كتاب طويل فيه بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ من محمدالمهدي‌ إلي ابراهيم بن الأشتر سلام عليك قدبعثت إليك المختار و من ارتضيته لنفسي‌ و قدأمرته بقتال عدوي‌ والطلب بدماء أهل بيتي‌ فامض معه بنفسك وعشيرتك وتمام الكتاب بما يرغب ابراهيم في ذلك . فلما قرأ الكتاب قال مازال يكتب إلي‌ اسمه واسم أبيه فما باله و يقول في هذاالكتاب المهدي‌ قال المختار ذاك زمان قال ابراهيم من يعلم أن هذا كتاب ابن الحنفية إلي‌ قال يزيد بن أنس وأحمر بن سقيط و عبد الله بن كامل وغيرهم نحن نعلم ونشهد أنه كتاب محمدإليك قال الشعبي‌ إلا أنا و أبي لانعلم فعند ذلك تأخر ابراهيم عن صدر الفراش وأجلس المختار عليه و قال ابسط يدك فبسط يده فبايعه ودعا بفاكهة وشراب من عسل فأصبنا منه فأخرجنا معنا ابراهيم إلي أن دخل المختار داره . فلما رجع أخذ بيدي‌ و قال ياشعبي‌ علمت أنك لاتشهد و لاأبوك أفتري هؤلاء شهدوا علي حق قلت شهدوا علي مارأيت وفيهم سادة القراء ومشيخة المصر وفرسان العرب و ما يقول مثل هؤلاء إلاحقا. و كان ابراهيم رحمه الله ظاهر الشجاعة واري‌ زناد الشهامة نافذ حد الصرامة


صفحه : 367

مشمرا في محبة أهل البيت عن ساقيه متلقيا راية النصح لهم بكلتا يديه فجمع عشيرته وإخوانه و أهل مودته وأعوانه و كان يتردد بهم إلي المختار عامة الليل ومعه حميد بن مسلم الأزدي‌ حتي تصوب النجوم وتنقض الرجوم وأجمع رأيهم أن يخرجوا يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ست وستين و كان أياس بن مضارب صاحب شرطة عبد الله بن مطيع أميرالكوفة فقال له إن المختار خارج عليك لامحالة فخذ حذرك ثم خرج أياس مع الحرس وبعث ولده راشدا إلي الكناسة وجاء هو إلي السوق وأنفذ ابن مطيع إلي الجبانات من شحنها بالرجال يحرسها من أهل الريبة وخرج ابراهيم بعدالمغرب إلي المختار ومعه جماعة عليهم الدروع وفوقها الأقبية و قدأحاط الشرط بالسوق والقصر لقي‌ أياس بن مضارب أصحاب ابراهيم وهم متسلحون فقال ما هذاالجمع إن أمرك لمريب و لاأتركك حتي آتي‌ بك إلي الأمير فامتنع ابراهيم ووقع التشاجر بينهم و مع أياس رجل من همدان اسمه أباقطن قال له ابراهيم ادن مني‌ لأنه صديقه فظن أنه يريد أن يجعله شفيعه في تخلية القوم وبيد أبي قطن رمح طويل فأخذه ابراهيم منه وطعن أياس بن مضارب في نحره فصرعه وأمرهم فاجتزوا رأسه وانهزم أصحابه وأقبل ابراهيم إلي المختار وعرفه ذلك فاستبشر وتفاءل بالنصر والظفر ثم أمر بإشعال النار في هرادي‌ القصب وبالنداء ياآل ثأرات الحسين ولبس درعه وسلاحه و هو يقول


قدعلمت بيضاء حسناء الطلل .   واضحة الخدين عجزاء الكفل

إني‌ غداة الروع مقدام بطل   لاعاجز فيها و لاوغد فشل

فأقبل الناس من كل ناحية وجاء عبيد الله بن الحر الجعفي‌ في قومه وتقاتلوا قتالا عظيما وشرد الناس و من كان في الطرق والجبانات من أصحاب السلاح واستشعروا الحذر وتفرقوا في الأزقة خوفا من ابراهيم وأشار شبث بن ربعي‌ علي الأمير ابن مطيع بالقتال فعلم المختار فخرج في أصحابه حتي نزل دير هند مما يلي‌ بستان زائدة في السبخة ثم جاء أبوعثمان النهدي‌ في جماعة أصحابه إلي


صفحه : 368

الكوفة ونادوا ياآل ثأرات الحسين يامنصور أمت و هذه علامة بينهم ياأيها الحي‌ المهتدون ألا إن أمين آل محمد قدخرج فنزل دير هند وبعثني‌ إليكم داعيا ومبشرا فأخرجوا إليه رحمكم الله فخرجوا من الدور يتداعون و في هذاالمعني قلت هذه الأبيات متأسفا علي مافات كيف لم أكن من أصحاب الحسين ع في نصرته و لا من أصحاب المختار وجماعته .


و لمادعا المختار للثأر أقبلت   كتائب من أشياع آل محمد

و قدلبسوا فوق الدروع قلوبهم   وخاضوا بحار الموت في كل مشهد

هم نصروا سبط النبي ورهطه   ودانوا بأخذ الثأر من كل ملحد

ففازوا بجنات النعيم وطيبها   و ذلك خير من لجين وعسجد

و لوأنني‌ يوم الهياج لدي الوغي   لأعملت حد المشرفي‌ المهند

فوا أسفا إذ لم أكن من حماته   فأقتل فيهم كل باغ ومعتد.

المرتبة الثالثة في وصف الوقعة مع ابن مطيع قال الوالبي‌ وحميد بن مسلم والنعمان بن أبي الجعد خرجنا مع المختار فو الله ماانفجر الفجر حتي فرغ من تعبئة عسكره فلما أصبح تقدم وصلي بنا الغداة فقرأ والنازعات وعبس فو الله ماسمعنا إماما أفصح لهجة منه ونادي ابن مطيع في أصحابه فلما جاءوا بعث شبث بن ربعي‌ في ثلاثة آلاف وراشد بن أياس في أربعة آلاف وحجار بن أبجر العجلي‌ في ثلاثة آلاف وعكرمة بن ربعي‌ وشداد بن أبجر و عبدالرحمن بن سويد في ثلاثة آلاف وتتابعت العساكر نحوا من عشرين ألفا فسمع المختار أصواتا مرتفعة وضجة ما بين بني‌ سليم وسكة البريد فأمر باستعلام ذلك فإذا هوشبث بن ربعي‌ ومعه خيل عظيمة وأتاه في الحال سعر بن أبي سعر الحنفي‌ وممن بايع المختار يركض من قبل مراد فلقي‌ راشد بن أياس فأخبر المختار فأرسل ابراهيم بن الأشتر في تسعمائة فارس وستمائة راجل


صفحه : 369

ونعيم بن هبيرة في ثلاثمائة فارس وستمائة راجل وقدم المختار يزيد بن أنس في موضع مسجد شبث في تسعمائة فقاتلوهم حتي أدخلوهم البيوت وقتل من الفريقين جمع وقتل نعيم بن هبيرة وجاء ابراهيم فلقي‌ راشد بن أياس ومعه أربعة آلاف فارس فقال ابراهيم لأصحابه لايهولنكم كثرتهم فلرب فئة قليلة غلبت فئة كثيرة و الله مع الصابرين .فاشتد قتالهم وبصر خزيمة بن نصر العبسي‌ براشد وحمل عليه فطعنه فقتله ثم نادي خزيمة قتلت راشدا ورب الكعبة فانهزم القوم وانكسروا وأجفلوا إجفال النعام وأطلوا عليهم كقطع الغمام واستبشر أصحاب المختار وحملوا علي خيل الكوفة فجعلوا صفو حياتهم كدرا وساقوهم حتي أوصلوهم إلي الموت زمرا حتي أوصلوهم السكك وأدخلوهم الجامع وحصروا الأمير ابن مطيع ثلاثا في القصر ونزل المختار بعد هذه الوقعة جانب السوق وولي حصار القصر ابراهيم بن الأشتر. فلما ضاق عليه و علي أصحابه الحصار وعلموا أنه لاتعويل لهم علي مكر و لاسبيل إلي مفر أشاروا عليه أن يخرج ليلا في زي‌ امرأة ويستتر في بعض دور الكوفة ففعل وخرج حتي صار إلي دار أبي موسي الأشعري‌ فآووه و أماهم فإنهم طلبوا الأمان فآمنهم وخرجوا وبايعوه وصار يمنيهم ويستجر مودتهم ويحسن السيرة فيهم . و لماخرج أصحاب ابن مطيع من القصر سكنه المختار ثم خرج إلي الجامع وأمر بالنداء الصلاة جامعة فاجتمع الناس ورقي المنبر ثم قال الحمد لله ألذي وعد وليه النصر وعدوه الخسر وعدا مأتيا وأمرا مفعولاوَ قَد خابَ مَنِ افتَريأيها الناس مدت لنا غاية ورفعت لنا راية فقيل في الراية ارفعوها و لاتضيعوها و في الغاية خذوها و لاتدعوها فسمعنا دعوة الداعي‌ وقبلنا قول الراعي‌ فكم من باغ وباغية وقتلي في الراعية ألا فبعدا لمن طغي وبغي وجحد ولغي وكذب وتولي ألا فهلموا عباد الله إلي بيعة الهدي ومجاهدة الأعداء والذب عن الضعفاء من آل محمدالمصطفي و أناالمسلط علي المحلين المطالب بدم ابن نبي‌ رب العالمين أما


صفحه : 370

ومنشئ السحاب الشديد العقاب لأنبشن قبر ابن شهاب المفتري‌ الكذاب المجرم المرتاب ولأنفين الأحزاب إلي بلاد الأعراب ثم ورب العالمين لأقتلن أعوان الظالمين وبقايا القاسطين . ثم قعد علي المنبر ووثب قائما و قال أما و ألذي جعلني‌ بصيرا ونور قلبي‌ تنويرا لأحرقن بالمصر دورا ولأنبشن بهاقبورا ولأشفين بهاصدورا ولأقتلن بهاجبارا كفورا ملعونا غدورا و عن قليل ورب الحرم والبيت المحرم وحق النون والقلم ليرفعن لي علم من الكوفة إلي إضم إلي أكناف ذي‌ سلم من العرب والعجم ثم لأتخذن من بني‌ تميم أكثر الخدم . ثم نزل ودخل قصر الإمارة وانعكف عليه الناس للبيعة فلم يزل باسطا يده حتي بايعه خلق من العرب والسادات والموالي‌ ووجد في بيت المال بالكوفة تسعة آلاف ألف فأعطي كل واحد من أصحابه الذين قاتل بهم في حصر ابن مطيع وهم ثلاث آلاف وثمانمائة رجل كل واحد منهم خمسمائة درهم وستة آلاف رجل من الذين أتوه من بعدحصار القصر مائتين مائتين . و لماعلم أن ابن مطيع في دار أبي موسي الأشعري‌ دعا عبد الله بن كامل الشاكري‌ ودفع إليه عشرة آلاف درهم وأمره بحملها إليه و أن يقول له استعن بها علي سفرك فإني‌ أعلم أنه مامنعك إلاضيق يدك .فأخذها ومضي إلي البصرة و لم يمش إلي عبد الله بن الزبير حياء مما جري عليه من المختار واستعمل علي شرطته عبد الله بن كامل و علي حرسه كيسان أباعمر مولي عرينة وعقد لعبد الله بن الحارث أخي‌ الأشتر لأمه علي إرمينية ولمحمد بن عطارد علي آذربيجان ولعبد الرحمن بن سعد بن قيس علي الموصل ولسعد بن حذيفة بن اليمان علي حلوان ولعمر بن السائب علي الري‌ وهمدان وفرق العمال بالجبال والبلاد و كان يحكم بين الخصوم حتي إذاشغلته أموره فولي شريحا قاضيا فلما سمع المختار أن عليا ع عزله أراد عزله فتمارض هوفعزله وولاه عبد الله بن عتبة بن مسعود فمرض فجعل مكانه عبد الله بن مالك


صفحه : 371

الطائي‌ قاضيا. و كان مروان بن الحكم لمااستقامت له الشام بالطاعة بعث جيشين أحدهما إلي الحجاز والآخر إلي العراق مع عبيد الله بن زياد لينهب الكوفة إذاظفر بهاثلاثة أيام فاجتاز بالجزيرة عرض له أمر منعه من السير وعاملها من قبل ابن الزبير قيس عيلان فلم يزل عبيد الله مشغولا بذلك عن العراق ثم قدم الموصل وعامل المختار عليها عبدالرحمن بن سعيد بن قيس فوجه عبيد الله إليه خيله ورجله فانحاز عبدالرحمن إلي تكريت وكتب إلي المختار يعرفه ذلك فكتب الجواب يصوب رأيه ويحمد مشورته و أن لايفارق مكانه حتي يأتيه أمره إن شاء الله . ثم دعا المختار يزيد بن أنس وعرفه جلية الحال ورغبه في النهوض بالخيل والرجال وحكمه في تخيير من شاء من الأبطال فتخير ثلاثة آلاف فارس ثم خرج من الكوفة وشيعه المختار إلي دير أبي موسي وأوصاه بشي‌ء من أدوات الحرب و إن احتاج إلي مدد عرفه فقال أريد لاتمدني‌ إلابدعائك كفي به مددا ثم كتب المختار إلي عبدالرحمن بن سعيد بن قيس أما بعدفخل بين يزيد و بين البلاد إن شاء الله و السلام عليك .فسار حتي بلغ أرض الموصل فنزل بموضع يقال له بافكي وبلغ خبره إلي عبيد الله بن زياد وعرف عدتهم فقال أرسل إلي كل ألف ألفين وبعث ستة آلاف فارس فجاءوا ويزيد بن أنس مريض مدنف فأركبوه حمارا مصريا والرجالة يمسكونه يمينا وشمالا فيقف علي الأرباع ويحثهم علي القتال ويرغبهم في حميد المال و قال إن هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي‌ فإن هلك فأميركم عبد الله بن ضمرة العذري‌ فإن هلك فأميركم سعر بن أبي سعر الحنفي‌ ووقع القتال بينهم في ذي‌ الحجة يوم عرفة سنة ست وستين قبل شروق الشمس فلايرتفع


صفحه : 372

الضحي حتي هزمهم عسكر العراق وأزالهم عن مآزق الحرب زوال السراب وقشعوهم انقشاع الضباب وأتوا يزيد بثلاثمائة أسير و قدأشفي علي الموت فأشار بيده أن اضربوا رقابهم فقتلوا جميعا ثم مات يزيد بن أنس فصلي عليه ورقاء بن عازب الأسدي‌ ودفنه واغتم عسكر العراق لموته فعزاهم ورقاء فيه وعرفهم أن عبيد الله بن زياد في جمع كثير و لاطاقة لكم به فقالوا الرأي‌ أن ننصرف في جوف الليل . قال محمد بن جرير الطبري‌ في تاريخه كان مع عبيد الله ثمانون ألفا من أهل الشام ثم اتصل بالمختار و أهل الكوفة إرجاف الناس بيزيد بن أنس فظنوا أنه قتل و لم يعلموا كيف هلك واستطلع المختار ذلك من عامله علي المدائن فأخبره بموته و أن العسكر انصرف من غيرهزيمة و لاكسرة فطاب قلب المختار ثم ندب الناس . قال المرزباني‌ وأمر ابراهيم بن الأشتر بالمسير إلي عبيد الله فخرج في ألفين من مذحج وأسد وألفين من تميم وهمدان وألف وخمسمائة من قبائل المدينة وألف وأربعمائة من الكندة وربيعة وألفين من الحمراء وقيل خرج في اثني‌ عشر ألفا أربعة آلاف من القبائل وثمانية آلاف من الحمراء وشيع ابراهيم ماشيا فقال اركب رحمك الله فقال المختار إني‌ لأحتسب الأجر في خطاي‌ معك وأحب أن تتغبر قدماي‌ في نصر آل محمد والطلب بدم الحسين ع ثم ودعه وانصرف وبات ابراهيم بموضع يقال له حمام أعين ثم رحل حتي وافي ساباط المدائن فحينئذ توسم أهل الكوفة في المختار القلة والضعف فخرج أهل الكوفة عليه وجاهروه بالعداوة و لم يبق أحد ممن شرك في قتل الحسين و كان مختفيا إلا وظهر ونقضوا بيعته وسلوا عليه سيفا واحدا واجتمعت القبائل عليه من بجيلة والأزد وكندة وشمر بن ذي‌ الجوشن فبعث المختار من ساعته رسولا إلي ابراهيم و هوبساباط لاتضع كتابي‌ حتي تعود بجميع من معك إلي‌ فلما جاءهم كتابه نادي بالرجوع فوصلوا السير بالسري وأرخوا الأعنة وجذبوا البري‌ء والمختار


صفحه : 373

يشغل أهل الكوفة بالتسويف والملاطفة حتي يرجع ابراهيم بعسكره فيكف عاديتهم ويقمع شرتهم ويحصد شوكتهم و كان مع المختار أربعة آلاف فبغي عليه أهل الكوفة وبدءوه بالحرب فحاربه يومهم أجمع وباتوا علي ذلك فوافاهم ابراهيم في اليوم الثاني‌ بخيله ورجله ومعه أهل النجدة والقوة فلما علموا قدومه افترقوا فرقتين ربيعة ومضر علا حدة واليمن علا حدة فخير المختار ابراهيم إلي أي الفرقتين تسير فقال إلي أيهما أحببت و كان المختار ذا عقل وافر ورأي‌ حاضر فأمره بالسير إلي مضر بالكناسة وسار هو إلي اليمن إلي الجبانة السبيع فبدأ بالقتال رفاعة بن شداد فقاتل قتال الشديد البأس القوي‌ المراس حتي قتل . وقاتل حميد بن مسلم و هو يقول


لأضربن عن أبي حكيم   مفارق الأعبد والحميم .

ثم انكسروا كسرة هائلة وجاء البشير إلي المختار أنهم ولوا مدبرين فمنهم من اختفي في بيته ومنهم من لحق بمصعب بن الزبير ومنهم من خرج إلي البادية ثم وضعت الحرب أوزارها وحلت أزرارها ومحص القتل شرارها فأحصوا القتلي منهم فكانوا ستمائة وأربعين رجلا ثم استخرج من دور الوادعيين خمسمائة أسير كماذكر الطبري‌ وغيره فجاءوا بهم إلي المختار فعرضوهم عليه فقال كل من حضر منهم قتل الحسين فأعلموني‌ به فلايؤتي بمن حضر قتله إلاقيل هذافيضرب عنقه حتي قتل منهم مائتين وثمانية وأربعين رجلا وقتل أصحاب المختار جمعا كثيرا بغير علمه وأطلق الباقين ثم علم المختار أن شمر بن ذي‌ الجوشن خرج هاربا ومعه نفر ممن شرك في قتل الحسين ع فأمر عبدا له أسود يقال له رزين وقيل زربي‌ ومعه عشرة و كان شجاعا يتبعه فيأتيه برأسه قال مسلم بن عبد الله الضبابي‌ كنت مع شمر حين هزمنا المختار فدنا منا العبد قال شمر اركضوا وتباعدوا لعل العبد يطمع في فأمعنا في التباعد عنه حتي لحقه العبد فحمل عليه فقتله ومشي فنزل في جانب قرية اسمها الكلتانية علي شاطئ نهر إلي جانب تل ثم أخذ من القرية علجا فضربه ودفع إليه كتابا و قال عجل به إلي مصعب بن


صفحه : 374

الزبير و كان عنوانه للأمير المصعب بن الزبير من شمر بن ذي‌ الجوشن فمشي العلج حتي دخل قرية فيها أبوعمرة بعثه المختار إليها في أمر ومعه خمسمائة فارس قرأ الكتاب رجل من أصحابه وقرأ عنوانه فسأل عن شمر وأين هوفأخبره أن بينهم وبينه ثلاثة فراسخ . قال مسلم بن عبد الله قلت لشمر لوارتحلت من هذاالمكان فإنا نتخوف عليك فقال ويلكم أ كل هذاالجزع من الكذاب و الله لابرحت فيه ثلاثة أيام فبينما نحن في أول النوم أشرفت علينا الخيل من التل وأحاطوا بنا و هوعريان مؤتزرا بمنديل فانهزمنا وتركناه فأخذ سيفه ودنا منهم و هو يقول


نبهتموا ليثا هزبرا باسلا   جهما محياه يدق الكاهلا

لم يك يوما من عدو ناكلا   إلاكذا مقاتلا أوقاتلا

فلم يك بأسرع أن سمعنا قتل الخبيث قتله أبوعمرة وقتل أصحابه ثم جي‌ء بالرءوس إلي المختار خر ساجدا ونصبت الرءوس في رحبة الحذاءين حذاء الجامع . و أناالآن أذكر من قتله المختار من قتلة الحسين ع .ذكر الطبري‌ في تاريخه أن المختار تجرد لقتلة الحسين و أهل بيته و قال اطلبوهم فإنه لايسوغ لي الطعام والشراب حتي أطهر الأرض منهم قال موسي بن عامر فأول من بدأ به الذين وطئوا الحسين بخيلهم وأنامهم علي ظهورهم وضرب سكك الحديد في أيديهم وأرجلهم وأجري الخيل عليهم حتي قطعتهم وحرقهم بالنار ثم أخذ رجلين اشتركا في دم عبدالرحمن بن عقيل بن أبي طالب و في سلبه كانا في الجبانة فضرب أعناقهما ثم أحرقهما بالنار ثم أحضر مالك بن بشير فقتله في السوق وبعث أباعمرة فأحاط بدار خولي‌ بن يزيد الأصبحي‌ و هوحامل رأس الحسين ع إلي عبيد الله فخرجت امرأته إليهم وهي‌ النوار ابنة مالك كماذكر الطبري‌ في تاريخه وقيل اسمها العيوف وكانت محبة لأهل البيت قالت


صفحه : 375

لاأدري‌ أين هو وأشارت بيدها إلي بيت الخلاء فوجدوه و علي رأسه قوصرة فأخذوه وقتلوه ثم أمر بحرقه . وبعث عبد الله بن كامل إلي حكيم بن الطفيل السنبسي‌ و كان قدأخذ سلب العباس ورماه بسهم فأخذوه قبل وصوله إلي المختار ونصبوه هدفا ورموه بالسهام وبعث إلي قاتل علي بن الحسين و هومرة بن منقذ العبدي‌ و كان شيخا فأحاطوا بداره فخرج وبيده الرمح و هو علي فرس جواد فطعن عبيد الله بن ناجية الشبامي‌ فصرعه و لم تضره الطعنة وضربه ابن كامل بالسيف فاتقاها بيده اليسري فأشرع فيهاالسيف وتمطرت به الفرس فأفلت ولحق بمصعب وشلت يده بعد ذلك وأحضر زيد بن رقاد فرماه بالنبل والحجارة وأحرقه وهرب سنان بن أنس إلي البصرة فهدم داره ثم خرج من البصرة نحو القادسية و كان عليه عيون فأخبروا المختار فأخذه بين العذيب والقادسية فقطع أنامله ثم يديه ورجليه وأغلي زيتا في قدر ورماه فيها. وهرب عبد الله بن عقبة الغنوي‌ إلي الجزيرة فهدم داره و فيه و في حرملة بن الكاهل قتل واحدا من أصحاب الحسين ع قال الشاعر


و عندغني‌ قطرة من دمائنا   و في أسد أخري تعد وتذكر

حدث المنهال بن عمر و قال دخلت علي زين العابدين ع أودعه و أناأريد الانصراف من مكة فقال يامنهال مافعل حرملة بن كاهل و كان معي‌ بشر بن غالب الأسدي‌ فقال ذلك من بني‌ الحريش أحد بني‌ موقد النار و هوحي‌ بالكوفة فرفع يديه و قال أللهم أذقه حر النار أللهم أذقه حر الحديد قال المنهال وقدمت الكوفة والمختار بهافركبت إليه فلقيته خارجا من داره فقال يامنهال لم تشركنا في ولايتنا هذه فعرفته أني‌ كنت بمكة فمشي حتي أتي الكناس ووقف كأنه ينتظر شيئا فلم يلبث أن جاء قوم قالوا أبشر أيها الأمير


صفحه : 376

فقد أخذ حرملة فجي‌ء به فقال لعنك الله الحمد لله ألذي أمكنني‌ منك الجزار الجزار فأتي‌ بجزار فأمره بقطع يديه ورجليه ثم قال النار النار فأتي‌ بنار وقصب فأحرق .فقلت سبحان الله سبحان الله فقال إن التسبيح لحسن لم سبحت فأخبرته دعاء زين العابدين ع فنزل عن دابته وصلي ركعتين وأطال السجود وركب وسار فحاذي داري‌ فعزمت عليه بالنزول والتحرم بطعامي‌ فقال إن علي بن الحسين دعا بدعوات فأجابها الله علي يدي‌ ثم تدعوني‌ إلي الطعام هذا يوم صوم شكرا لله تعالي فقلت أحسن الله توفيقك . وانهزم عبد الله بن عروة الخثعمي‌ إلي مصعب فهدم داره وطلب عمرو بن صبيح الصيداوي‌ فأتوه و هو علي سطحه بعد ماهدأت العيون وسيفه تحت رأسه فأخذوه وسيفه فقال قبحك الله من سيف ماأبعدك علي قربك فجي‌ء به إلي المختار فلما كان من الغداة طعنوه بالرماح حتي مات وأنفذ إلي محمد بن الأشعث بن قيس و قدانهزم إلي قصر له في قرية إلي جنب القادسية فقال انطلق فإنك تجده لاهيا متصديا أوقائما متبلدا أوخائفا متلددا أوكامنا متعمدا فأتني‌ برأسه فأحاطوا بالقصر و له بابان فخرج ومشي إلي مصعب فهدم القصر وداره وأخذ ما كان فيها قال المرزباني‌ وأتوه بعبد الله بن أسيد الجهني‌ ومالك بن الهشيم البدائي‌ وحمل بن مالك المحاربي‌ من القادسية فقال ياأعداء الله أين الحسين بن علي قالوا أكرهنا علي الخروج قال فألا مننتم عليه وسقيتموه من الماء و قال للبدائي‌ أنت آخذ برنسه قال لا قال بلي وأمر بقطع يديه ورجليه والآخران ضرب أعناقهما. وأتوه ببجدل بن سليم الكلبي‌ وعرفوا أنه أخذ خاتمه وقطع إصبعه فأمر بقطع يديه ورجليه فلم يزل ينزف حتي مات وأتوه برقاد بن مالك وعمر بن خالد و عبدالرحمن البجلي‌ و عبد الله بن قيس الخولاني‌ فقال ياقتلة الحسين لقد أخذتم الورس في يوم نحس و كان في رحل الحسين ورس فاقتسموه وقت نهب رحله


صفحه : 377

فأخرجهم إلي السوق . و كان أسماء بن خارجة الفزاري‌ ممن سعي في قتل مسلم بن عقيل رحمه الله فقال المختار أما ورب السماء ورب الضياء والظلماء لتنزلن نار من السماء دهماء حمراء سحماء تحرق دار أسماء فبلغ كلامه إليه فقال سجع أبوإسحاق و ليس هاهنا مقام بعد هذا وخرج من داره هاربا إلي البادية فهدم داره ودور بني‌ عمه . و كان الشمر بن ذي‌ الجوشن قدأخذ من الإبل التي‌ كانت تحت رحل الحسين ع فنحرها وقسم لحمها علي قوم من أهل الكوفة فأمر المختار فأحصوا كل دار دخلها ذلك اللحم فقتل أهلها وهدمها و لم يزل المختار يتبع قتلة الحسين ع حتي قتل خلقا كثيرا وهزم الباقين فهدم دورهم وأنزلهم من المعاقل والحصون إلي المفاوز والصحون قال وقتلت العبيد مواليها وجاءوا إلي المختار فعتقهم و كان العبد يسعي بمولاه فيقتله المختار حتي أن العبد يقول لسيده احملني‌ علي عنقك فيحمله ويدلي‌ رجليه علي صدره إهانة له ولخوفه من سعايته به إلي المختار.فيا لها منقبة حازها ومثوبة أحرزها فقد سر النبي بفعله وإدخاله الفرح علي عترته وأهله و قد قلت هذه الأبيات مع كلال الخاطر وقذي الناظر


سر النبي بأخذ الثأر من عصب   باءوا بقتل الحسين الطاهر الشيم

قوم غذوا بلبان البغض ويحهم   للمرتضي وبنيه سادة الأمم

حاز الفخار الفتي المختار إذ قعدت   عن نصره سائر الأعراب والعجم

جادته من رحمة الجبار سارية   تهمي‌ علي قبره منهلة الديم

المرتبة الرابعة في ذكر مقتل عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد و من تابعه وكيفية قتالهم والنصر عليهم فلما خلا خاطره وانجلي ناظره اهتم بعمر بن سعد وابنه حفص حدث عمر بن الهيثم قال كنت جالسا عن يمين المختار والهيثم بن الأسود عن يساره فقال و الله لأقتلن رجلا عظيم القدمين غائر العينين مشرف الحاجبين يهمر


صفحه : 378

برجله الأرض يرضي‌ قتله أهل السماء و الأرض فسمع الهيثم قوله ووقع في نفسه أنه أراد عمر بن سعد فبعث ولده العريان فعرفه قول المختار و كان عبد الله بن جعدة بن هبيرة أعز الناس علي المختار قدأخذ لعمر أمانا حيث اختفي فيه بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هذاأمان المختار بن أبي عبيد الثقفي‌ لعمر بن سعد بن أبي وقاص إنك آمن بأمان الله علي نفسك وأهلك ومالك وولدك لاتؤاخذ بحدث كان منك قديما ماسمعت وأطعت ولزمت منزلك إلا أن تحدث حدثا فمن لقي‌ عمر بن سعد من شرطة الله وشيعة آل محمد ع فلايعرض له إلابسبيل خير و السلام ثم شهد فيه جماعة. قَالَ البَاقِرُ ع إِنّمَا قَصدَ المُختَارُ أَن يُحدِثَ حَدَثاً هُوَ أَن يَدخُلَ بَيتَ الخَلَاءِ وَ يُحدِثَ فَظَهَرَ عُمَرُ إِلَي المُختَارِ فَكَانَ يُدنِيهِ وَ يُكرِمُهُ وَ يُجلِسُهُ مَعَهُ عَلَي سَرِيرِهِ

. وعلم أن قول المختار عنه فعزم علي الخروج من الكوفة فأحضر رجلا من بني‌ تيم اللات اسمه مالك و كان شجاعا وأعطاه أربعمائة دينار و قال هذه معك لحوائجنا وخرجا فلما كان عندحمام عمر أونهر عبدالرحمن وقف و قال أتدري‌ لم خرجت قال لا قال خفت المختار فقال ابن دومة يعني‌ المختار أضيق استا من أن يقتلك و إن هربت هدم دارك وانتهب عيالك ومالك وخرب ضياعك و أنت أعز العرب فاغتر بكلامه فرجعا علي الروحاء فدخلا الكوفة مع الغداة. هذاقول المرزباني‌ و قال غيره إن المختار علم خروجه من الكوفة فقال وفينا له وغدر و في عنقه سلسلة لوجهد أن ينطلق مااستطاع فنام عمر علي الناقة فرجعت و هو لايدري‌ حتي ردته إلي الكوفة فأرسل عمر ابنه إلي المختار قال له أين أبوك قال في المنزل و لم يكونا يجتمعان عندالمختار و إذاحضر أحدهما غاب الآخر خوفا أن يجتمعا فيقتلهما فقال حفص أبي يقول أتفي‌ لنا بالأمان قال اجلس وطلب المختار أباعمرة و هوكيسان التمار فأسر إليه أن اقتل عمر بن سعد و إذادخلت ورأيته يقول ياغلام علي بطيلساني‌ فإنه يريد السيف فبادره


صفحه : 379

واقتله فلم يلبث أن جاء ومعه رأسه فقال حفص إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ فقال له أتعرف هذاالرأس قال نعم و لاخير في العيش بعده فقال إنك لاتعيش بعده فقال وأمر بقتله و قال المختار عمر بالحسين وحفص بعلي‌ بن الحسين و لاسواء و الله لأقتلن سبعين ألفا كماقتل بيحيي بن زكريا ع وقيل إنه قال لوقتلت ثلاثة أرباع قريش لماوفوا بأنملة من أنامل الحسين ع . و كان محمد بن الحنفية يعتب علي المختار لمجالسة عمر بن سعد وتأخير قتله فحمل الرأسين إلي مكة مع مسافر بن سعد الهمداني‌ وظبيان بن عمارة التميمي‌ فبينا محمد بن الحنفية جالسا في نفر من الشيعة و هويعتب علي المختار فما تم كلامه إلا والرأسان عنده فخر ساجدا وبسط كفيه و قال أللهم لاتنس هذااليوم للمختار وأجزه عن أهل بيت نبيك محمدخير الجزاء فو الله ما علي المختار بعد هذا من عتب . فلما قضي المختار من أعداء الله وطره وحاجته وبلغ فيهم أمنيته قال لم يبق علي أعظم من عبيد الله بن زياد فأحضر ابراهيم بن الأشتر وأمره بالمسير إلي عبيد الله فقال إني‌ خارج ولكني‌ أكره خروج عبيد الله بن الحر معي‌ وأخاف أن يغدر بي‌ وقت الحاجة فقال له أحسن إليه واملأ عينه بالمال وأخاف إن أمرته بالقعود عنك فلايطيب له فخرج ابراهيم من الكوفة ومعه عشرة آلاف فارس وخرج المختار في تشييعه و قال أللهم انصر من صبر واخذل من كفر و من عصي وفجر وبايع وغدر وعلا وتجبر فصار إلي سقر لاتبقي و لاتذر ليذوق العذاب الأكبر ثم رجع ومضي ابراهيم و هويرتجز و يقول


أنا وحق المرسلات عرفا   حقا وحق العاصفات عصفا

لنعسفن من بغانا عسفا   حتي يسوم القوم منا خسفا

زحفا إليهم لانمل الرجفا   حتي نلاقي‌ بعدصف صفا

و بعدألف قاسطين ألفا   نكشفهم لدي الهياج كشفا

فسار إلي المدائن فأقام بهاثلاثا وسار إلي تكريت فنزلها وأمر بجباية


صفحه : 380

خراجها ففرقه وبعث إلي عبيد الله بن الحر بخمسة آلاف درهم فغضب فقال أنت أخذت لنفسك عشرة آلاف درهم و ما كان الحر دون مالك فحلف ابراهيم إني‌ ماأخذت زيادة عليك ثم حمل إليه ماأخذه لنفسه فلم يرض وخرج علي المختار ونقض عهده وأغار علي سواد الكوفة فنهب القري وقتل العمال وأخذ الأموال ومضي إلي البصرة إلي مصعب بن الزبير. فلما علم المختار أرسل عبد الله بن كامل إلي داره فهدمها و إلي زوجته سلمي بنت خالد الجعفية حبسها ثم ورد كتاب المختار إلي ابراهيم يحثه علي تعجيل القتال فطوي المراحل حتي نزل علي نهر الخازر علي أربعة فراسخ من الموصل وعبيد الله بن زياد بها قال عبد الله بن أبي عقب الديلمي‌ حدثني‌ خليلي‌ أنانلقي أهل الشام علي نهر يقال له الخازر فيكشفونا حتي نقول هي‌ هي‌ ثم نكر عليهم فنقتل أميرهم فأبشروا واصبروا فإنكم لهم قاهرون فعلم عبيد الله بقدوم ابراهيم فرحل في ثلاثة وثمانين ألفا حتي نزل قريبا من عسكر العراق وطلبهم أشد طلب وجاءهم في جحفل لجب و كان مع ابن الأشتر أقل من عشرين ألفا و كان في عسكر الشام من أشراف بني‌ سليم عمير بن الحباب فراسله ابراهيم ووعده بالحباء والإكرام فجاء ومعه ألف فارس من بني‌ عمه وأقاربه فصار مع عسكر العراق فأشار عليهم بتعجيل القتال وترك المطاولة فلما كان في السحر صلوا بغلس وعبأ ابراهيم أصحابه فجعل علي ميمنته سفيان بن يزيد الأزدي‌ و علي ميسرته علي بن مالك الجشمي‌ و علي الخيل الطفيل بن لقيط النخعي‌ و علي الرجالة مزاحم بن مالك السكوني‌ ثم زحفوا حتي أشرفوا علي أهل الشام و لم يظنوا أنهم يقدمون عليهم لكثرتهم فبادروا إلي تعبئة عسكرهم فجعل عبيد الله علي ميمنته شراحيل بن ذي‌ الكلاع و علي ميسرته ربيعة بن مخارق الغنوي‌ و علي جناح ميسرته جميل بن عبد الله بن الغنمي‌ و في القلب الحصين بن نمير ووقف العسكران والتقي الجمعان فخرج ابن ضبعان الكلبي‌ ونادي ياشيعة المختار الكذاب ياشيعة ابن الأشتر المرتاب


صفحه : 381


أنا ابن ضبعان الكريم المفضل   من عصبة يبرون من دين علي

  ذاك كانوا في الزمان الأول .

فخرج إليه الأحوص بن شداد الهمداني‌ و هو يقول


أنا ابن شداد علي دين علي   لست لعثمان بن أروي بولي‌

لأصلين القوم فيمن يصطلي‌   بحر نار الحرب حتي تنجلي‌

فقال للشامي‌ مااسمك قال منازل الأبطال قال له الأحوص و أنامقرب الآجال ثم حمل عليه وضربه فسقط قتيلا ثم نادي هل من مبارز فخرج إليه داود الدمشقي‌ و هو يقول


أنا ابن من قاتل في صفينا   قتال قرن لم يكن غبينا

بل كان فيهابطلا جرونا   مجربا لدي الوغي كمينا

فأجابه الأحوص يقول


يا ابن ألذي قاتل في صفينا   و لم يكن في دينه غبينا

كذبت قد كان بهامغبونا   مذبذبا في أمره مفتونا

لايعرف الحق و لااليقينا   بؤسا له لقد مضي ملعونا.

ثم التقيا فضربه الأحوص فقتله ثم عاد إلي صفه وخرج الحصين بن نمير السكوني‌ و هو يقول


ياقادة الكوفة أهل المنكر   وشيعة المختار و ابن الأشتر

هل فيكم قوم كريم العنصر   مهذب في قومه بمفخر

  برز نحوي‌ قاصدا لايمتري‌

فخرج إليه شريك بن خزيم التغلبي‌ و هو يقول


ياقاتل الشيخ الكريم الأزهر   بكربلاء يوم التقاء العسكر

أعني‌ حسينا ذا الثنا والمخفر   و ابن النبي الطاهر المطهر

صفحه : 382


و ابن علي البطل المظفر   هذافخذها من هزبر قسور

  ربة قوم ربعي‌ مضري‌.

فالتقيا بضربتين فجدله التغلبي‌ صريعا فدخل علي أهل الشام من أهل العراق مدخل عظيم . ثم تقدم ابراهيم ونادي ألا ياشرط الله ألا ياشيعة الحق ألا ياأنصار الدين قاتلوا المحلين وأولاد القاسطين لاتطلبوا أثرا بعدعين هذاعبيد الله بن زياد قاتل الحسين ثم حمل علي أهل الشام وضرب فيهم بسيفه و هو يقول


قدعلمت مذحج علما لاخطل   أني‌ إذاالقرن لقيني‌ لاوكل

و لاجزوع عندها و لانكل   أروع مقداما إذاالنكس فشل

أضرب في القوم إذاجاء الأجل   واعتلي رأس الطرماح البطل

  الذكر البتار حتي ينجدل .

وحمل أهل العراق معه واختلطوا وتقدمت رايتهم وشبت فيهم نار الحرب ودهمهم العسكر بجناحيه والقلب إلي أن صلوا بالإيماء والتكبير صلاة الظهر واشتغلوا بالقتال إلي أن تحلي صدر الدجي بالأنجم الأزهر وزحف عليهم عسكر العراق فرحا بالمصاع وحرصا علي القراع ووثوقا بما وعدهم الله به من النصر وحسن الدفاع وانقضوا عليهم انقضاض العقبان علي الرخم وجالوا فيهم جولان السرحان علي الغنم وعركوهم عرك الأديم ودحوا بهم إلي عذاب الجحيم وأذاقوهم أسنة الرماح النازعة للمهج والأرواح فلم تزل الحرب قائمة والسيوف لأجسادهم منتهبة فولي عسكر الشام مكسورا عليه ذلة الخائب الخجل وارتياع الخائف الوجل وعسكر العراق منصورا و علي وجههم مسحة المسرور الثمل وتبعوهم إلي متون النجاد وبطون الوهاد والنبل ينزل عليهم كصيب العهاد. ثم انجلت الحرب و قدقتل أعيان أهل الشام مثل الحصين بن نمير وشراحبيل بن ذي‌ الكلاع و ابن حوشب وغالب الباهلي‌ و أبي أشرس بن عبد الله ألذي كان علي خراسان وحاز ابراهيم ره فضيلة هذاالفتح وعاقبة هذاالمنح ألذي انتشر في الأقطار ودام دوام الأعصار ولقد أحسن عبد الله بن الزبير


صفحه : 383

الأسدي‌ يمدح ابراهيم الأشتر فقال


الله أعطاك المهابة والتقي   وأحل بيتك في العديد الأكثر

وأقر عينك يوم وقعة خازر   والخيل تعثر في القنا المتكسر

من ظالمين كفتهم أيامهم   تركوا لحاجلة وطير أعثر

ما كان أجرأهم جزاهم ربهم   يوم الحساب علي ارتكاب المنكر

قال الرواة رأينا ابراهيم بعد ماانكسر العسكر وانكسف العثير قوما منهم ثبتوا وصبروا وقاتلوا فلقطهم من صهوات الخيل وقذفهم في لهوات الليل حتي صبغت الأرض من دمائهم ثيابا حمرا وملأ الفجاج ببأسه ذعرا وتساقطت النسور علي النسور وأهوت العقبان علي أجسادهم وهي‌ كالعقيق المنثور واصطلح علي أكل لحمهم الذئب والسبع والسيد والضبع . قال ابراهيم وأقبل رجل أحمر في كبكبة يغري‌ الناس كأنه بغل أقمر لايدنو منه فارس إلاصرعه و لاكمي‌ إلاقطعه فدنا مني‌ فضربت يده فأبنتها وسقط علي شاطئ الخازر فشرقت يداه وغربت رجلاه فقتلته ووجدت رائحة المسك تفوح منه وجاء رجل نزع خفيه وظنوا أنه ابن زياد من غيرتحقيق فطلبوه فإذا هو علي ماوصف ابراهيم فاجتزوا رأسه واحتفظوا طول الليل بجسده فلما أصبحوا عرفه مهران مولي زياد فلما رآه ابراهيم قال الحمد لله ألذي أجري قتله علي يدي‌ وقتل في صفر و قال قوم من أصحاب الحديث يوم عاشوراء وعمره دون الأربعين وقيل تسع وثلاثون سنة وأصبح الناس فحووا ما كان وغنموا غنيمة عظيمة ولقد أجاد أبوالسفاح الزبيدي‌ بمدحته ابراهيم وهجائه ابن زياد فقال


أتاكم غلام من عرانين مذحج   جري‌ء علي الأعداء غيرنكول

أتاه عبيد الله في شر عصبة   من الشام لماأرضيوا بقليل

فلما التقي الجمعان في حومة الوغي   وللموت فيهم ثم جر ذيول

فأصبحت قدودعت هندا وأصبحت   مولهة ماوجدها بقليل

وأخلق بهند أن تساق سبية   لها من أبي إسحاق سر حليل

صفحه : 384


تولي عبيد الله خوفا من الردي   وخشية ماضي‌ الشفرتين صقيل

جزي الله خيرا شرطة الله إنهم   شفوا بعبيد الله كل غليل

يعني‌ بقوله هند بنت أسماء بن خارجة زوجة عبيد الله لماقتل حملها عتبة أخوها إلي الكوفة وبقوله أبي إسحاق هوالمختار. وهرب غلام لعبيد الله إلي الشام فسأله عبدالملك بن مروان عنه قال لماجال الناس تقدم فقاتل ثم قال ايتني‌ بجرة فيهاماء فأتيته فشرب وصب الماء بين درعه وجسده وصب علي ناصية فرسه ثم حمل فهذا آخر عهدي‌ به . قال يزيد بن مفرغ يهجو ابن زياد


إن المنايا إذاحاولن طاغية   هتكن عنه ستورا بعدأبواب

إن ألذي عاش غدارا بذمته   ومات هزلا قتيل الله بالراب

ماشق جيب و لاناحتك ناحية   و لابكتك جياد عندأسلاب

هلا جموع نزار إذ لقيتهم   كنت امرأ من نزار غيرمرتاب

أوحمير كنت قيلا من ذوي‌ يمن   أن المقاويل في ملك وأحباب

و كان المختار قدسار من الكوفة يتطلع أحوال ابراهيم واستخلف في الكوفة السائب بن مالك فنزل ساباط ثم دخل المدائن ورقي المنبر فحمد الله وأثني عليه وأمر الناس بالجد في النهوض إلي ابراهيم قال الشعبي‌ كنت معه فأتته البشري بقتل عبيد الله وأصحابه فكاد يطير فرحا ورجع إلي الكوفة في الحال مسرورا بالظفر. وذكر أبوالسائب عن أحمد بن بشير عن مجالد عن عامر أنه قال الشيعة يتهموني‌ ببغض علي ع ولقد رأيت في النوم بعدمقتل الحسين ع كأن


صفحه : 385

رجالا نزلوا من السماء عليهم ثياب خضر معهم حراب يتبعون قتلة الحسين ع فلما لبثت أن خرج المختار فقتلهم . وذكر عمر بن شبة قال حدثني‌ أبو أحمدالزبيري‌ عن عمه قال قال أبوعمر البزاز كنت مع ابراهيم بن الأشتر لمالقي‌ عبيد الله بن زياد بالخازر فعددنا القتلي بالقصب لكثرتهم قيل كانوا سبعين ألفا قال وصلبه ابراهيم منكسا فكأني‌ أنظر إلي خصييه كأنهما جعلان و عن الشعبي‌ أنه لم يقتل قط من أهل الشام بعدصفين مثل هذه الوقعة بالخازر و قال الشعبي‌ كانت يوم عاشوراء سنة سبع وستين وبعث ابراهيم برأس عبيد الله بن زياد ورءوس الرؤساء من أهل الشام و في آذانهم رقاع أسمائهم فقدموا عليه و هويتغدي فحمد الله تعالي علي الظفر فلما فرغ من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ثم رمي‌ بها إلي غلامه و قال اغسلها فإني‌ وضعتها علي وجه نجس كافر. و عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني‌ قال وضعت الرءوس عندالسدة بالكوفة عليها ثوب أبيض فكشفنا عنها الثوب وحية تتغلغل في رأس عبيد الله ونصبت الرءوس في الرحبة قال عامر ورأيت الحية تدخل في منافذ رأسه و هومصلوب مرارا. ثم حمل المختار رأسه ورءوس القواد إلي مكة مع عبدالرحمن بن أبي عمير الثقفي‌ و عبدالرحمن بن شداد الجشمي‌ وأنس بن مالك الأشعري‌ وقيل السائب بن مالك ومعها ثلاثون ألف دينار إلي محمد بن الحنفية وكتب معهم أني‌ بعثت أنصاركم وشيعتكم إلي عدوكم فخرجوا محتسبين أسفين فقتلوهم فالحمد لله ألذي أدرك لكم الثأر وأهلكهم في كل فج عميق وغرقهم في كل بحر وشفي الله صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَفقدموا بالكتاب والرءوس عليه فلما رآها خر ساجدا ودعا للمختار و قال جزاه الله خير الجزاء فقد أدرك لنا ثأرنا ووجب حقه علي


صفحه : 386

كل من ولده عبدالمطلب بن هاشم أللهم واحفظ لإبراهيم الأشتر وانصره علي الأعداء ووفقه لماتحب وترضي واغفر له في الآخرة والأولي .فبعث رأس عبيد الله إلي علي بن الحسين ع فأدخل عليه و هويتغدي فسجد شكرا لله تعالي و قال الحمد لله ألذي أدرك لي ثأري‌ من عدوي‌ وجزي الله المختار خيرا أدخلت علي عبيد الله بن زياد و هويتغدي ورأس أبي بين يديه فقلت أللهم لاتمتني‌ حتي تريني‌ رأس ابن زياد وقسم محمدالمال في أهله وشيعته بمكة ومدينة علي أولاد المهاجرين والأنصار. وَ رَوَي المرَزبُاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَا اكتَحَلَت هَاشِمِيّةٌ وَ لَا اختَضَبَت وَ لَا رئُيِ‌َ فِي دَارِ هاَشمِيِ‌ّ دُخَانٌ خَمسَ حِجَجٍ حَتّي قُتِلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ

و عن عبد الله بن محمد بن أبي سعيد عن أبي العيناء عن يحيي بن راشد قال قالت فاطمة بنت علي ماتحنأت امرأة منا و لاأجالت في عينها مرودا و لاامتشطت حتي بعث المختار رأس عبيد الله بن زياد. وروي‌ أنه قتل ثمانية عشر ألفا ممن شرك في قتل الحسين ع أيام ولايته وكانت ثمانية عشر شهرا أولها أربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ست وستين وآخرها النصف من شهر رمضان من سنة سبع وستين وعمره سبع وستون سنة. قال جعفر بن نما مصنف هذاالثأر اعلم أن كثيرا من العلماء لايحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم علي معاني‌ الألفاظ و لاروية تنقلهم من رقدة الغفلة إلي الاستيقاظ و لوتدبروا أقوال الأئمة في مدح المختار لعلموا أنه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالي جل جلاله في كتابه المبين ودعاء زين العابدين ع للمختار دليل واضح وبرهان لائح علي أنه عنده من المصطفين الأخيار و لو كان علي غيرالطريقة المشكورة ويعلم أنه مخالف له في اعتقاده لما كان يدعو له دعاء لايستجاب و يقول فيه قولا لايستطاب و كان دعاؤه ع له عبثا والإمام


صفحه : 387

منزه عن ذلك و قدأسلفنا من أقوال الأئمة في مطاوي‌ الكتاب تكرار مدحهم له ونهيهم عن ذمه ما فيه غنية لذوي‌ الأبصار وبغية لذوي‌ الاعتبار وإنما أعداؤه عملوا له مثالب ليباعدوه من قلوب الشيعة كماعمل أعداء أمير المؤمنين ع له مساوي‌ وهلك بهاكثير ممن حاد عن محبته وحال عن طاعته فالولي‌ له ع لم تغيره الأوهام و لاباحته تلك الأحلام بل كشفت له عن فضله المكنون وعلمه المصون فعمل في قضية المختار ماعمل مع أبي الأئمة الأطهار و قدوفيت بما وعدت من الاختصار وأتيت بالمعاني‌ التي‌ تضمنت حديث الثأر من غيرحشو و لاإطالة و لاسأم و لاملالة وأقسمت علي قارئيه ومستمعيه و علي كل ناظر فيه أن لايخليني‌ من إهداء الدعوات إلي‌ والإكثار من الترحم علي وأسأل الله أن يجعلني‌ وإياهم ممن خلصت سريرته من وساوس الأوهام وصفت طويته من كدر الآثام و أن يباعدنا من الحسد المحبط للأعمال المؤدي‌ إلي أقبح المآل و أن يحسن لي الخلافة علي الأهل والآل ويذهب الغل من القلوب ويوفق لمراضي‌ علام الغيوب فإنه أسمع سميع وأكرم مجيب وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وصلاته علي سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين .بيان الشعاف رءوس الجبال وتنوق في الأمر بالغ وتجود قوله قبل أن يتزعزع كذا فيما عندنا من الكتاب بالزاءين المعجمتين يقال تزعزع أي تحرك والزعازع الشدائد من الدهر ولعل الأظهر أنه بالمهملتين من قولهم ترعرع الصبي‌ إذاتحرك ونشأ ويقال تشعشع الشهر إذابقي‌ منه قليل و هوأيضا يحتمل أن يكون بالمهملتين يقال تسعسع الشهر أي ذهب أكثره وتسعسع حاله انحطت وتقول حنكت الفرس إذاجعلت في فيه الرسن وحنكت الصبي‌ وحنكته إذامضغت تمرا أوغيره ثم دلكته بحنكه ويقال حنكته السن وأحنكته إذاأحكمته التجارب والأمور ذكره الجوهري‌ و قال رجل مقول أي لسن كثير القول والمقول اللسان انتهي . والغرار بالكسر حد السيف وغيره وتقول استأديت الأمير علي فلان


صفحه : 388

فأداني‌ عليه بمعني استعديته فأعداني‌ عليه وآديته أعنته ويقال عركه أي دلكه وحكه حتي عفاه وأرعد تهدد وتوعد كأبرق وشمس الفرس منع ظهره والمغرم بضم الميم وفتح الراء المولع بالشي‌ء والهوادي‌ أول رعيل من الخيل ويقال جششت الشي‌ء أي دققته وكسرته وفرس أجش الصوت غليظه والهزيم بمعني الهازم وهزيم الرعد صوته والقرا الظهر وفرس نهد أي جسيم مشرف وفرس أشق طويل وفرس مقلص بكسر اللام أي مشرف مشمر طويل القوائم و قوله قار‌ئ اللجام لعل معناه جاذبه ومانعه عن الجري‌ إلي العدو والرؤم المحب والمعني محب الحرب الحريص عليه قوله بكل فتي أي أتيتك مع كل فتي و قوله لايملأ الدرع نحره لعله كناية عن عدم احتياجه إلي لبس الدرع لشجاعته ويقال حششت النار أي أوقدتها والمحش بكسر الميم ماتحرك به النار من حديد و منه قيل للرجل الشجاع نعم محش الكتيبة والمخراق الرجل الحسن الجسم والمتصرف في الأمور والمنديل يلف ليضرب به و هومخراق حرب أي صاحب حروب . قوله يفخذ الناس أي يدعوهم إلي نفسه فخذا فخذا وقبيلة قبيلة مخذلا عن سليمان واللدن اللين من كل شيء وخطر الرجل بسيفه ورمحه رفعه مرة ووضعه أخري والرمح اهتز فهو خطار وهند السيف شحذه والبتر القطع والميل جمع أميل و هوالكسل ألذي لايحسن الركوب والفروسية والأغمار جمع غمر بالضم و هوالجاهل الغر ألذي لم يجرب الأمور والعزل بالضم جمع الأعزل و هو ألذي لاسلاح معه ويقال رأب الصدع إذاشعبه ورأب الشي‌ء إذاجمعه وشده برفق وسجم الدمع سجوما سال وعين سجوم والقرم السيد ولمع بالشي‌ء ذهب والرسل محركة القطيع من كل شيء والجمع أرسال والأقيال جمع قيل و هوأحد ملوك حمير دون الملك الأعظم والخفرة بكسر الفاء الكثيرة الحياء وأغذ في السير أسرع والتهويم والتهوم هز الرأس من النعاس وقصعت الرجل قصعا صغرته وحقرته وقصعت هامته إذاضربتها ببسط كفك والهتر


صفحه : 389

بالكسر العجب والداهية وضرب هبر أي قاطع ويقال حيا الله طللك أي شخصك والوغد الدني‌ ألذي يخدم بطعام بطنه . و قال الجزري‌ فيه كان شعارنا يامنصور أمت أمر بالموت والمراد به التفاؤل بالنصر بعدالأمر بالإماتة مع حصول الغرض للشعار فإنهم جعلوا هذه الكلمة علامة بينهم يتعارفون بهالأجل ظلمة الليل انتهي واللجين مصغرا الفضة والعسجد الذهب وأجفل القوم هربوا مسرعين وأطل عليه أشرف وإضم كعنب جبل والوادي‌ ألذي فيه مدينة الرسول ص عندالمدينة يسمي القناة و من أعلي منها عندالسد الشظاة ثم ما كان أسفل من ذلك يسمي إضما والمأزق المضيق و منه سمي‌ موضع الحرب مأزقا والبري‌ بالضم جمع برة وهي‌ حلقة من صفر تجعل في لحم أنف البعير والمراس بالكسر الشدة والممارسة والمعالجة والقوصرة بالتشديد و قديخفف وعاء للتمر وتمطرت الطير أسرعت في هويها والخيل جاءت يسبق بعضها بعضا. والجحفل الجيش ويقال جيش لجب أي ذو جلبة وكثرة والمطاولة المماطلة والغبين الضعيف الرأي‌ وجرن جرونا تعود الأمر ومرن والكمين كأمير القوم يكمنونه في الحرب والهزبر الأسد وكذا القسور والخطل الفاسد المضطرب والوكل بالتحريك العاجز والنكل الجبان والأروع من الرجال ألذي يعجبك حسنه والنكس بالكسر الرجل الضعيف والطرماح كسنمار العالي‌ النسب المشهور والذكر أيبس الحديد وأجوده والمصاع المجالدة والمضاربة والثمل السكران والصيب السحاب والانصباب والعهاد بالكسر جمع العهد و هوالمطر بعدالمطر والخازر نهر بين الموصل وإربل والحاجلة الإبل التي‌ ضربت سوقها فمشت علي بعض قوائمها وحجل الطائر إذانزا في مشيته كذلك والأعثر الأغبر وطائر طويل العنق والعثير بكسر العين وسكون الثاء الغبار والصهوة موضع اللبد من ظهر الفرس . قوله علي النسور أي الذين كانوا في الحرب كالنسور ويحتمل أن يكون بالثاء المثلثة من النثر بمعني التفرق والسيد بالكسر الأسد والذئب ويقال


صفحه : 390

قري البعير العلف في شدقه أي جمعه وقري البلاد تتبعها يخرج من أرض إلي أرض والقمرة لون إلي الخضرة والكمي‌ كغني‌ الشجاع أولابس السلاح ويقال باحته الود أي خالصه

باب 05-جور الخلفاء علي قبره الشريف و ماظهر من المعجزات عندضريحه و من تربته وزيارته صلوات الله عليه

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حَشِيشٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مِيثَمٍ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ الحمِاّنيِ‌ّ أَملَي عَلَيّ فِي مَنزِلِهِ قَالَخَرَجتُ أَيّامَ وِلَايَةِ مُوسَي بنِ عِيسَي الهاَشمِيِ‌ّ الكُوفَةَ مِن منَزلِيِ‌ فلَقَيِنَيِ‌ أَبُو بَكرِ بنُ عَيّاشٍ فَقَالَ لِي امضِ بِنَا يَا يَحيَي إِلَي هَذَا فَلَم أَدرِ مَن يعَنيِ‌ وَ كُنتُ أُجِلّ أَبَا بَكرٍ عَن مُرَاجَعَتِهِ وَ كَانَ رَاكِباً حِمَاراً لَهُ فَجَعَلَ يَسِيرُ عَلَيهِ وَ أَنَا أمَشيِ‌ مَعَ رِكَابِهِ فَلَمّا صِرنَا عِندَ الدّارِ المَعرُوفَةِ بِدَارِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَازِمٍ التَفَتَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ يَا ابنَ الحمِاّنيِ‌ّ إِنّمَا جَرَرتُكَ معَيِ‌ وَ جَشّمتُكَ أَن تمَشيِ‌َ خلَفيِ‌ لِأُسمِعَكَ مَا أَقُولُ لِهَذِهِ الطّاغِيَةِ قَالَ فَقُلتُ مَن هُوَ يَا أَبَا بَكرٍ قَالَ هَذَا الفَاجِرُ الكَافِرُ مُوسَي بنُ عِيسَي فَسَكَتَ عَنهُ وَ مَضَي وَ أَنَا أَتبَعُهُ حَتّي إِذَا صِرنَا إِلَي بَابِ مُوسَي بنِ عِيسَي وَ بَصُرَ بِهِ الحَاجِبُ وَ تَبَيّنَهُ وَ كَانَ النّاسُ يَنزِلُونَ عِندَ الرّحبَةِ فَلَم يَنزِل أَبُو بَكرٍ هُنَاكَ وَ كَانَ عَلَيهِ يَومَئِذٍ قَمِيصٌ وَ إِزَارٌ وَ هُوَ مَحلُولُ الأَزرَارِ قَالَ فَدَخَلَ عَلَي حِمَارِهِ وَ ناَداَنيِ‌ تَعَالَ يَا ابنَ الحمِاّنيِ‌ّ فمَنَعَنَيِ‌ الحَاجِبُ فَزَجَرَهُ أَبُو بَكرٍ وَ قَالَ لَهُ أَ تَمنَعُهُ يَا فَاعِلُ وَ هُوَ معَيِ‌ فتَرَكَنَيِ‌ فَمَا زَالَ يَسِيرُ عَلَي حِمَارِهِ حَتّي دَخَلَ الإِيوَانَ فَبَصُرَ بِنَا مُوسَي وَ هُوَ


صفحه : 391

قَاعِدٌ فِي صَدرِ الإِيوَانِ عَلَي سَرِيرِهِ وَ بجِنَبتَيَ‌ِ السّرِيرِ رِجَالٌ مُتَسَلّحُونَ وَ كَذَلِكَ كَانُوا يَصنَعُونَ فَلَمّا أَن رَآهُ مُوسَي رَحّبَ بِهِ وَ قَرّبَهُ وَ أَقعَدَهُ عَلَي سَرِيرِهِ وَ مُنِعتُ أَنَا حِينَ وَصَلتُ إِلَي الإِيوَانِ أَن أَتَجَاوَزَهُ فَلَمّا استَقَرّ أَبُو بَكرٍ عَلَي السّرِيرِ التَفَتَ فرَآَنيِ‌ حَيثُ أَنَا وَاقِفٌ فنَاَداَنيِ‌ فَقَالَ وَيحَكَ فَصِرتُ إِلَيهِ وَ نعَليِ‌ فِي رجِليِ‌ وَ عَلَيّ قَمِيصٌ وَ إِزَارٌ فأَجَلسَنَيِ‌ بَينَ يَدَيهِ فَالتَفَتَ إِلَيهِ مُوسَي فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ تَكَلّمنَا فِيهِ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ‌ جِئتُ بِهِ شَاهِداً عَلَيكَ قَالَ فِيمَا ذَا قَالَ إنِيّ‌ رَأَيتُكَ وَ مَا صَنَعتَ بِهَذَا القَبرِ قَالَ أَيّ قَبرٍ قَالَ قَبرُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ مُوسَي قَد وَجّهَ إِلَيهِ مِن كَربِهِ وَ كَربِ جمع [جَمِيعِ]أَرضِ الحَائِرِ وَ حَرثِهَا وَ زَرعِ الزّرعِ فِيهَا فَانتَفَخَ مُوسَي حَتّي كَادَ أَن يَنقَدّ ثُمّ قَالَ وَ مَا أَنتَ وَ ذَا قَالَ اسمَع حَتّي أُخبِرَكَ اعلَم أنَيّ‌ رَأَيتُ فِي منَاَميِ‌ كأَنَيّ‌ خَرَجتُ إِلَي قوَميِ‌ بنَيِ‌ غَاضِرَةَ فَلَمّا صِرتُ بِقَنطَرَةِ الكُوفَةِ اعترَضَنَيِ‌ خَنَازِيرُ عَشَرَةٌ ترُيِدنُيِ‌ فأَغَاَثنَيِ‌َ اللّهُ بِرَجُلٍ كُنتُ أَعرِفُهُ مِن بنَيِ‌ أَسَدٍ فَدَفَعَهَا عنَيّ‌ فَمَضَيتُ لوِجَهيِ‌ فَلَمّا صِرتُ إِلَي شاَهيِ‌ ضَلَلتُ الطّرِيقَ فَرَأَيتُ هُنَاكَ عَجُوزاً فَقَالَت لِي أَينَ تُرِيدُ أَيّهَا الشّيخُ قُلتُ أُرِيدُ الغَاضِرِيّةَ قَالَت لِي تَنظُرُ هَذَا الواَديِ‌َ فَإِنّكَ إِذَا أَتَيتَ إِلَي آخِرِهِ اتّضَحَ لَكَ الطّرِيقُ فَمَضَيتُ وَ فَعَلتُ ذَلِكَ فَلَمّا صِرتُ إِلَي نَينَوَي إِذَا أَنَا بِشَيخٍ كَبِيرٍ جَالِسٍ هُنَاكَ فَقُلتُ مِن أَينَ أَنتَ أَيّهَا الشّيخُ فَقَالَ لِي أَنَا مِن أَهلِ هَذِهِ القَريَةِ فَقُلتُ كَم تَعُدّ مِنَ السّنِينَ فَقَالَ مَا أَحفَظُ مَا مَرّ مِن سنِيّ‌ وَ عمُرُيِ‌ وَ لَكِن أَبعَدُ ذكُريِ‌ أنَيّ‌ رَأَيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع وَ مَن كَانَ مَعَهُ مِن أَهلِهِ وَ مَن تَبِعَهُ يُمنَعُونَ المَاءَ ألّذِي تَرَاهُ وَ لَا تُمنَعُ الكِلَابُ وَ لَا الوُحُوشُ شُربَهُ فَاستَفظَعتُ ذَلِكَ وَ قُلتُ لَهُ وَيحَكَ أَنتَ رَأَيتَ هَذَا قَالَ إيِ‌ وَ ألّذِي سَمَكَ السّمَاءَ لَقَد رَأَيتُ هَذَا أَيّهَا الشّيخُ وَ عَايَنتُهُ وَ إِنّكَ وَ أَصحَابَكَ الّذِينَ تُعِينُونَ عَلَي مَا قَد رَأَينَا مِمّا أَقرَحَ عُيُونَ المُسلِمِينَ إِن كَانَ فِي الدّنيَا مُسلِمٌ فَقُلتُ وَيحَكَ وَ مَا هُوَ قَالَ


صفحه : 392

حَيثُ لَم تُنكِرُوا مَا أَجرَي سُلطَانُكُم إِلَيهِ قُلتُ وَ مَا جَرَي قَالَ أَ يُكرَبُ قَبرُ ابنِ النّبِيّ وَ يُحرَثُ أَرضُهُ قُلتُ وَ أَينَ القَبرُ قَالَ هَا هُوَ ذَا أَنتَ وَاقِفٌ فِي أَرضِهِ فَأَمّا القَبرُ فَقَد عمَيِ‌َ عَن أَن يُعرَفَ مَوضِعُهُ قَالَ أَبُو بَكرِ بنُ عَيّاشٍ وَ مَا كُنتُ رَأَيتُ القَبرَ ذَلِكَ الوَقتَ قَطّ وَ لَا أَتَيتُهُ فِي طُولِ عمُرُيِ‌ فَقُلتُ مَن لِي بِمَعرِفَتِهِ فَمَضَي معَيِ‌َ الشّيخُ حَتّي وَقَفَ بيِ‌ عَلَي حَيرٍ لَهُ بَابٌ وَ آذِنٌ وَ إِذَا جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ عَلَي البَابِ فَقُلتُ لِلآذِنِ أُرِيدُ الدّخُولَ عَلَي ابنِ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَا تَقدِرُ عَلَي الوُصُولِ فِي هَذَا الوَقتِ قُلتُ وَ لِمَ قَالَ هَذَا وَقتُ زِيَارَةِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ وَ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ مَعَهُمَا جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ فِي رَعِيلٍ مِنَ المَلَائِكَةِ كَثِيرٍ قَالَ أَبُو بَكرِ بنُ عَيّاشٍ فَانتَبَهتُ وَ قَد دخَلَنَيِ‌ رَوعٌ شَدِيدٌ وَ حُزنٌ وَ كَآبَةٌ وَ مَضَت بيِ‌َ الأَيّامُ حَتّي كِدتُ أَن أَنسَي المَنَامَ ثُمّ اضطُرِرتُ إِلَي الخُرُوجِ إِلَي بنَيِ‌ غَاضِرَةَ لِدَينٍ كَانَ لِي عَلَي رَجُلٍ مِنهُم فَخَرَجتُ وَ أَنَا لَا أَذكُرُ الحَدِيثَ حَتّي صِرتُ بِقَنطَرَةِ الكُوفَةِ لقَيِنَيِ‌ عَشَرَةٌ مِنَ اللّصُوصِ فَحِينَ رَأَيتُهُم ذَكَرتُ الحَدِيثَ وَ رَعَبتُ مِن خشَيتَيِ‌ لَهُم فَقَالُوا لِي أَلقِ مَا مَعَكَ وَ انجُ بِنَفسِكَ وَ كَانَت معَيِ‌ نُفَيقَةٌ فَقُلتُ وَيحَكُم أَنَا أَبُو بَكرِ بنُ عَيّاشٍ وَ إِنّمَا خَرَجتُ فِي طَلَبِ دَينٍ لِي وَ اللّهِ وَ اللّهِ لَا تقَطعَوُنيِ‌ عَن طَلَبِ ديَنيِ‌ وَ تصَرَفّاَتيِ‌ فِي نفَقَتَيِ‌ فإَنِيّ‌ شَدِيدُ الإِضَافَةِ فَنَادَي رَجُلٌ مِنهُم موَلاَي‌َ وَ رَبّ الكَعبَةِ لَا يُعَرّضُ لَهُ ثُمّ قَالَ لِبَعضِ فِتيَانِهِم كُن مَعَهُ حَتّي تَصِيرَ بِهِ إِلَي الطّرِيقِ الأَيمَنِ قَالَ أَبُو بَكرٍ فَجَعَلتُ أَتَذَكّرُ مَا رَأَيتُهُ فِي المَنَامِ وَ أَتَعَجّبُ مِن تَأوِيلِ الخَنَازِيرِ حَتّي صِرتُ إِلَي نَينَوَي فَرَأَيتُ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الشّيخَ ألّذِي كُنتُ رَأَيتُهُ فِي منَاَميِ‌ بِصُورَتِهِ وَ هَيئَتِهِ رَأَيتُهُ فِي اليَقَظَةِ كَمَا رَأَيتُهُ فِي المَنَامِ سَوَاءً فَحِينَ رَأَيتُهُ ذَكَرتُ الأَمرَ وَ الرّؤيَا فَقُلتُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَا كَانَ هَذَا إِلّا وَحياً ثُمّ سَأَلتُهُ كمَسَألَتَيِ‌ إِيّاهُ فِي المَنَامِ فأَجَاَبنَيِ‌ بِمَا كَانَ أجَاَبنَيِ‌ ثُمّ قَالَ لِي امضِ بِنَا فَمَضَيتُ


صفحه : 393

فَوَقَفتُ مَعَهُ عَلَي المَوضِعِ وَ هُوَ مَكرُوبٌ فَلَم يفَتُنيِ‌ شَيءٌ مِن منَاَميِ‌ إِلّا الآذِنُ وَ الحَيرُ فإَنِيّ‌ لَم أَرَ حَيراً وَ لَم أَرَ آذِناً فَاتّقِ اللّهَ أَيّهَا الرّجُلُ فإَنِيّ‌ قَد آلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا أَدَعَ إِذَاعَةَ هَذَا الحَدِيثِ وَ لَا زِيَارَةَ ذَلِكَ المَوضِعِ وَ قَصدَهُ وَ إِعظَامَهُ فَإِنّ مَوضِعاً يَؤُمّهُ اِبرَاهِيمُ وَ مُحَمّدٌ وَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ لَحَقِيقٌ بِأَن يُرغَبَ فِي إِتيَانِهِ وَ زِيَارَتِهِ فَإِنّ أَبَا حُصَينٍ حدَثّنَيِ‌ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَن رآَنيِ‌ فِي المَنَامِ فإَيِاّي‌َ رَأَي فَإِنّ الشّيطَانَ لَا يَتَشَبّهُ بيِ‌ فَقَالَ لَهُ مُوسَي إِنّمَا أَمسَكتُ عَن إِجَابَةِ كَلَامِكَ لأِسَتوَفيِ‌َ هَذِهِ الحُمقَةَ التّيِ‌ ظَهَرَت مِنكَ وَ تَاللّهِ إِن بلَغَنَيِ‌ بَعدَ هَذَا الوَقتِ أَنّكَ تُحَدّثُ بِهَذَا لَأَضرِبَنّ عُنُقَكَ وَ عُنُقَ هَذَا ألّذِي جِئتَ بِهِ شَاهِداً عَلَيّ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ إِذاً يمَنعَنُيِ‌ اللّهُ وَ إِيّاهُ مِنكَ فإَنِيّ‌ إِنّمَا أَرَدتُ اللّهَ بِمَا كَلّمتُكَ بِهِ فَقَالَ لَهُ أَ ترُاَجعِنُيِ‌ يَا مَاصّ وَ شَتَمَهُ فَقَالَ لَهُ اسكُت أَخزَاكَ اللّهُ وَ قَطَعَ لِسَانَكَ فَأُزعِلَ مُوسَي عَلَي سَرِيرِهِ ثُمّ قَالَ خُذُوهُ فَأَخَذُوا الشّيخَ عَنِ السّرِيرِ وَ أُخِذتُ أَنَا فَوَ اللّهِ لَقَد مَرّ بِنَا مِنَ السّحبِ وَ الجَرّ وَ الضّربِ مَا ظَنَنتُ أَنّنَا لَا نُكثِرُ الأَحيَاءَ أَبَداً وَ كَانَ أَشَدّ مَا مَرّ بيِ‌ مِن ذَلِكَ أَنّ رأَسيِ‌ كَانَ يُجَرّ عَلَي الصّخرِ وَ كَانَ بَعضُ مَوَالِيهِ يأَتيِنيِ‌ فَيَنتِفُ لحِيتَيِ‌ وَ مُوسَي يَقُولُ اقتُلُوهُمَا ابنيَ‌ كَذَا وَ كَذَا باِلزاّنيِ‌ لَا يكُنَيّ‌ وَ أَبُو بَكرٍ يَقُولُ لَهُ أَمسِك قَطَعَ اللّهُ لِسَانَكَ وَ انتَقَمَ مِنكَ أللّهُمّ إِيّاكَ أَرَدنَا وَ لِوُلدِ نَبِيّكَ غَضِبنَا وَ عَلَيكَ تَوَكّلنَا فَصَيّرَ بِنَا جَمِيعاً إِلَي الحَبسِ فَمَا لَبِثنَا فِي الحَبسِ إِلّا قَلِيلًا فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ أَبُو بَكرٍ وَ رَأَي ثيِاَبيِ‌ قَد خُرّقَت وَ سَالَت دمِاَئيِ‌ فَقَالَ يَا حمِاّنيِ‌ّ قَد قَضَينَا لِلّهِ حَقّاً وَ اكتَسَبنَا فِي يَومِنَا هَذَا أَجراً وَ لَن يَضِيعَ ذَلِكَ عِندَ اللّهِ وَ لَا عِندَ رَسُولِهِ فَمَا لَبِثنَا إِلّا قَدرَ غَدَائِهِ وَ نَومِهِ حَتّي جَاءَنَا رَسُولُهُ فَأَخرَجَنَا إِلَيهِ وَ طَلَبَ حِمَارَ أَبِي بَكرٍ فَلَم يُوجَد فَدَخَلنَا عَلَيهِ وَ إِذَا هُوَ فِي سِردَابٍ لَهُ يَشبَهُ الدّورَ سَعَةً وَ كِبَراً فَتَعِبنَا فِي المشَي‌ِ إِلَيهِ تَعَباً شَدِيداً وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ إِذَا تَعِبَ فِي مَشيِهِ جَلَسَ يَسِيراً ثُمّ يَقُولُ أللّهُمّ إِنّ هَذَا فِيكَ فَلَا تَنسَهُ فَلَمّا دَخَلنَا عَلَي مُوسَي وَ إِذَا هُوَ عَلَي سَرِيرٍ لَهُ فَحِينَ بَصُرَ بِنَا قَالَ لَا حَيّا اللّهُ وَ لَا قَرّبَ مِن جَاهِلٍ


صفحه : 394

أَحمَقَ مُتَعَرّضٍ لِمَا يَكرَهُ وَيلَكَ يَا دعَيِ‌ّ مَا دُخُولُكَ فِيمَا بَينَنَا مَعشَرَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ قَد سَمِعتُ كَلَامَكَ وَ اللّهُ حَسِيبُكَ فَقَالَ لَهُ اخرُج قَبّحَكَ اللّهُ وَ اللّهِ إِن بلَغَنَيِ‌ أَنّ هَذَا الحَدِيثَ شَاعَ أَو ذُكِرَ عَنكَ لَأَضرِبَنّ عُنُقَكَ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ يَا كَلبُ وَ شتَمَنَيِ‌ وَ قَالَ إِيّاكَ ثُمّ إِيّاكَ أَن تُظهِرَ هَذَا فَإِنّهُ إِنّمَا خُيّلَ لِهَذَا الشّيخِ الأَحمَقِ شَيطَانٌ يَلعَبُ بِهِ فِي مَنَامِهِ اخرُجَا عَلَيكُمَا لَعنَةُ اللّهِ وَ غَضَبُهُ فَخَرَجنَا وَ قَد أَيِسنَا مِنَ الحَيَاةِ فَلَمّا وَصَلنَا إِلَي مَنزِلِ الشّيخِ أَبِي بَكرٍ وَ هُوَ يمَشيِ‌ وَ قَد ذَهَبَ حِمَارُهُ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَدخُلَ مَنزِلَهُ التَفَتَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ احفَظ هَذَا الحَدِيثَ وَ أَثبِتهُ عِندَكَ وَ لَا تُحَدّثَنّ هَؤُلَاءِ الرّعَاعَ وَ لَكِن حَدّث بِهِ أَهلَ العُقُولِ وَ الدّينِ

بيان تقول كربت الأرض أي قلبتها للحرث والرعيل القطعة من الخيل والإضافة الضيافة و قال الجوهري‌ قولهم يامصان وللأنثي يامصانة شتم أي ياماص فرج أمه ويقال أيضا رجل مصان إذا كان يرضع الغنم من لؤمه وزاعله أزعجه قوله إننا لانكثر الأحياء أبدا هوكناية عن الموت أي لانكون بينهم حتي يكثر عددهم بنا قوله بالزاني‌ لايكني‌ أي كان يقول في الشتم ألفاظا صريحة في الزنا و لايكتفي‌ بالكناية

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حَشِيشٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الثقّفَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسلَمَةَ عَن اِبرَاهِيمَ الدّيزَجِ قَالَبعَثَنَيِ‌ المُتَوَكّلُ إِلَي كَربَلَاءَ لِتَغيِيرِ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ كَتَبَ معَيِ‌ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ القاَضيِ‌ أُعلِمُكَ أنَيّ‌ قَد بَعَثتُ اِبرَاهِيمَ الدّيزَجَ إِلَي كَربَلَاءَ لِيَنبُشَ قَبرَ الحُسَينِ فَإِذَا قَرَأتَ كتِاَبيِ‌ فَقِف عَلَي الأَمرِ حَتّي تَعرِفَ فَعَلَ أَو لَم يَفعَل قَالَ الدّيزَجُ فعَرَفّنَيِ‌ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ مَا كَتَبَ بِهِ إِلَيهِ فَفَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ‌ بِهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ ثُمّ أَتَيتُهُ فَقَالَ لِي مَا صَنَعتَ فَقُلتُ قَد فَعَلتُ مَا أَمَرتَ بِهِ فَلَم أَرَ شَيئاً وَ لَم أَجِد شَيئاً فَقَالَ لِي أَ فَلَا عَمّقتَهُ قُلتُ قَد فَعَلتُ فَمَا رَأَيتُ فَكَتَبَ إِلَي السّلطَانِ أَنّ اِبرَاهِيمَ الدّيزَجَ قَد نَبَشَ فَلَم يَجِد شَيئاً وَ أَمَرتُهُ


صفحه : 395

فَمَخَرَهُ بِالمَاءِ وَ كَرَبَهُ بِالبَقَرِ قَالَ أَبُو عَلِيّ العمَاّريِ‌ّ فحَدَثّنَيِ‌ اِبرَاهِيمُ الدّيزَجُ وَ سَأَلتُهُ عَن صُورَةِ الأَمرِ فَقَالَ لِي أَتَيتُ فِي خَاصّةِ غلِماَنيِ‌ فَقَط وَ إنِيّ‌ نَبَشتُ فَوَجَدتُ بَارِيَةً جَدِيدَةً وَ عَلَيهَا بَدَنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ وَجَدتُ مِنهُ رَائِحَةَ المِسكِ فَتَرَكتُ البَارِيَةَ عَلَي حَالِهَا وَ بَدَنَ الحُسَينِ عَلَي البَارِيَةِ وَ أَمَرتُ بِطَرحِ التّرَابِ عَلَيهِ وَ أَطلَقتُ عَلَيهِ المَاءَ وَ أَمَرتُ بِالبَقَرِ لِتَمخَرَهُ وَ تَحرُثَهُ فَلَم تَطَأهُ البَقَرُ وَ كَانَت إِذَا جَاءَت إِلَي المَوضِعِ رَجَعَت عَنهُ فَحَلَفتُ لغِلِماَنيِ‌ بِاللّهِ وَ بِالأَيمَانِ المُغَلّظَةِ لَئِن ذَكَرَ أَحَدٌ هَذَا لَأَقتُلَنّهُ

بيان يقال مخرت الأرض أي أرسلت فيه الماء والسفينة إذاجرت تشق الماء مع صوت

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي السّلَاسِلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الباَقطَاَنيِ‌ّ قَالَ ضمَنّيِ‌ عُبَيدُ اللّهِ بنُ يَحيَي بنِ خَاقَانَ إِلَي هَارُونَ المعُرَيّ‌ّ وَ كَانَ قَائِداً مِن قُوّادِ السّلطَانِ أَكتُبُ لَهُ وَ كَانَ بَدَنُهُ كُلّهُ أَبيَضَ شَدِيدَ البَيَاضِ حَتّي يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ كَانَا كَذَلِكَ وَ كَانَ وَجهُهُ أَسوَدَ شَدِيدَ السّوَادِ كَأَنّهُ القِيرُ وَ كَانَ يَتَفَقّأُ مَعَ ذَلِكَ مِدّةً مُنتِنَةً قَالَ فَلَمّا أَنِسَ بيِ‌ سَأَلتُهُ عَن سَوَادِ وَجهِهِ فَأَبَي أَن يخُبرِنَيِ‌ ثُمّ إِنّهُ مَرِضَ مَرَضَهُ ألّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَعَدتُ فَسَأَلتُهُ فَرَأَيتُهُ كَأَنّهُ يُحِبّ أَن يُكتَمَ عَلَيهِ فَضَمِنتُ لَهُ الكِتمَانَ فحَدَثّنَيِ‌ قَالَ وجَهّنَيِ‌ المُتَوَكّلُ أَنَا وَ الدّيزَجَ لِنَبشِ قَبرِ الحُسَينِ وَ إِجرَاءِ المَاءِ عَلَيهِ فَلَمّا عَزَمتُ عَلَي الخُرُوجِ وَ المَسِيرِ إِلَي النّاحِيَةِ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ فَقَالَ لَا تَخرُج مَعَ الدّيزَجِ وَ لَا تَفعَل مَا أُمِرتُم بِهِ فِي قَبرِ الحُسَينِ فَلَمّا أَصبَحنَا جَاءُوا يسَتحَثِوّنيِ‌ فِي المَسِيرِ فَسِرتُ مَعَهُم حَتّي وَفَينَا كَربَلَاءَ وَ فَعَلنَا مَا أَمَرَنَا بِهِ المُتَوَكّلُ فَرَأَيتُ النّبِيّ فِي المَنَامِ فَقَالَ أَ لَم آمُركَ أَن لَا تَخرُجَ مَعَهُم وَ لَا تَفعَلَ فِعلَهُم فَلَم تَقَبَل حَتّي فَعَلتَ مَا فَعَلُوا ثُمّ لطَمَنَيِ‌ وَ تَفَلَ فِي وجَهيِ‌ فَصَارَ وجَهيِ‌ مُسوَدّاً كَمَا تَرَي وَ جسِميِ‌ عَلَي حَالَتِهِ الأُولَي

بيان تفقأ الدمل والقرح تشقق

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن سَعِيدِ بنِ أَحمَدَ أَبِي القَاسِمِ الفَقِيهِ عَنِ الفَضلِ


صفحه : 396

بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَمِيدِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي اِبرَاهِيمَ الدّيزَجِ وَ كُنتُ جَارَهُ أَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ ألّذِي مَاتَ فِيهِ فَوَجَدتُهُ بِحَالٍ سُوءٍ وَ إِذَا هُوَ كَالمَدهُوشِ وَ عِندَهُ الطّبِيبُ فَسَأَلتُهُ عَن حَالِهِ وَ كَانَت بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ خَلطَةٌ وَ أُنسٌ تُوجِبُ الثّقَةَ بيِ‌ وَ الِانبِسَاطَ إلِيَ‌ّ فكَاَتمَنَيِ‌ حَالَهُ وَ أَشَارَ إِلَي الطّبِيبِ فَشَعَرَ الطّبِيبُ بِإِشَارَتِهِ وَ لَم يَعرِف مِن حَالِهِ مَا يَصِفُ لَهُ مِنَ الدّوَاءِ مَا يَستَعمِلُهُ فَقَامَ فَخَرَجَ وَ خَلَا المَوضِعُ فَسَأَلتُهُ عَن حَالِهِ فَقَالَ أُخبِرُكَ وَ اللّهِ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ إِنّ المُتَوَكّلَ أمَرَنَيِ‌ بِالخُرُوجِ إِلَي نَينَوَي إِلَي قَبرِ الحُسَينِ ع فَأَمَرَنَا أَن نَكرُبَهُ وَ نَطمِسَ أَثَرَ القَبرِ فَوَافَيتُ النّاحِيَةَ مَسَاءً وَ مَعَنَا الفَعَلَةُ وَ الدركاريون [الرّوزكَارِيّونَ]مَعَهُمُ المسَاَحيِ‌ وَ المِروَدُ فَتَقَدّمتُ إِلَي غلِماَنيِ‌ وَ أصَحاَبيِ‌ أَن يَأخُذُوا الفَعَلَةَ بِخَرَابِ القَبرِ وَ حَرثِ أَرضِهِ فَطَرَحتُ نفَسيِ‌ لِمَا ناَلنَيِ‌ مِن تَعَبِ السّفَرِ وَ نِمتُ فَذَهَبَ بيِ‌َ النّومُ فَإِذَا ضَوضَاءٌ شَدِيدٌ وَ أَصوَاتٌ عَالِيَةٌ وَ جَعَلَ الغِلمَانُ ينُبَهّوُنيِ‌ فَقُمتُ وَ أَنَا ذُعرٌ فَقُلتُ لِلغِلمَانِ مَا شَأنُكُم قَالُوا أَعجَبُ شَأنٍ قُلتُ وَ مَا ذَاكَ قَالُوا إِنّ بِمَوضِعِ القَبرِ قَوماً قَد حَالُوا بَينَنَا وَ بَينَ القَبرِ وَ هُم يَرمُونَنَا مَعَ ذَلِكَ بِالنّشّابِ فَقُمتُ مَعَهُم لِأَتَبَيّنَ الأَمرَ فَوَجَدتُهُ كَمَا وَصَفُوا وَ كَانَ ذَلِكَ فِي أَوّلِ اللّيلِ مِن ليَاَليِ‌ البِيضِ فَقُلتُ ارمُوهُم فَرَمَوا فَعَادَت سِهَامُنَا إِلَينَا فَمَا سَقَطَ سَهمٌ مِنّا إِلّا فِي صَاحِبِهِ ألّذِي رَمَي بِهِ فَقَتَلَهُ فَاستَوحَشتُ لِذَلِكَ وَ جَزِعتُ وَ أخَذَتَنيِ‌ الحُمّي وَ القَشعَرِيرَةُ وَ رَحَلتُ عَنِ القَبرِ لوِقَتيِ‌ وَ وَطّنتُ نفَسيِ‌ عَلَي أَن يقَتلُنَيِ‌َ المُتَوَكّلُ لِمَا لَم أَبلُغ فِي القَبرِ جَمِيعَ مَا تَقَدّمَ إلِيَ‌ّ بِهِ قَالَ أَبُو بَرزَةَ فَقُلتُ لَهُ قَد كُفِيتَ مَا تَحذَرُ مِنَ المُتَوَكّلِ قَد قُتِلَ بَارِحَةَ الأُولَي وَ أَعَانَ عَلَيهِ فِي قَتلِهِ المُنتَصِرُ فَقَالَ لِي قَد سَمِعتُ بِذَلِكَ وَ قَد ناَلنَيِ‌ فِي جسِميِ‌ مَا لَا أَرجُو مَعَهُ البَقَاءَ قَالَ أَبُو بَرزَةَ كَانَ هَذَا فِي أَوّلِ النّهَارِ فَمَا أَمسَي الدّيزَجُ حَتّي مَاتَ

قَالَ ابنُ حَشِيشٍ قَالَ أَبُو المُفَضّلِ إِنّ المُنتَصِرَ سَمِعَ أَبَاهُ يَشتِمُ فَاطِمَةَ فَسَأَلَ


صفحه : 397

رَجُلًا مِنَ النّاسِ عَن ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ قَد وَجَبَ عَلَيهِ القَتلُ إِلّا أَنّهُ مَن قَتَلَ أَبَاهُ لَم يَطُل لَهُ عُمُرٌ قَالَ مَا أبُاَليِ‌ إِذَا أَطَعتُ اللّهَ بِقَتلِهِ أَن لَا يَطُولَ لِي عُمُرٌ فَقَتَلَهُ وَ عَاشَ بَعدَهُ سَبعَةَ أَشهُرٍ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ المُنعِمِ بنِ هَارُونَ الخدَيِجيِ‌ّ الكَبِيرِ مِن شَاطِئِ النّيلِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ جدَيّ‌ القَاسِمُ بنُ أَحمَدَ بنِ مَعمَرٍ الأسَدَيِ‌ّ الكوُفيِ‌ّ وَ كَانَ لَهُ عِلمٌ بِالسّيرَةِ وَ أَيّامِ النّاسِ قَالَ بَلَغَ المُتَوَكّلَ جَعفَرَ بنَ المُعتَصِمِ أَنّ أَهلَ السّوَادِ يَجتَمِعُونَ بِأَرضِ نَينَوَي لِزِيَارَةِ قَبرِ الحُسَينِ ع فَيَصِيرُ إِلَي قَبرِهِ مِنهُم خَلقٌ كَثِيرٌ فَأَنفَذَ قَائِداً مِن قُوّادِهِ وَ ضَمّ إِلَيهِ كَنَفاً مِنَ الجُندِ كَثِيراً لِيَشعَثَ قَبرَ الحُسَينِ ع وَ يَمنَعَ النّاسَ مِن زِيَارَتِهِ وَ الِاجتِمَاعِ إِلَي قَبرِهِ فَخَرَجَ القَائِدُ إِلَي الطّفّ وَ عَمِلَ بِمَا أُمِرَ وَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبعٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَتَينِ فَثَارَ أَهلُ السّوَادِ بِهِ وَ اجتَمَعُوا عَلَيهِ وَ قَالُوا لَو قُتِلنَا عَن آخِرِنَا لَمَا أَمسَكَ مَن بقَيِ‌َ مِنّا عَن زِيَارَتِهِ وَ رَأَوا مِنَ الدّلَائِلِ مَا حَمَلَهُم عَلَي مَا صَنَعُوا فَكَتَبَ بِالأَمرِ إِلَي الحَضرَةِ فَوَرَدَ كِتَابُ المُتَوَكّلِ إِلَي القَائِدِ بِالكَفّ عَنهُم وَ المَسِيرِ إِلَي الكُوفَةِ مُظهِراً أَنّ مَسِيرَهُ إِلَيهَا فِي مَصَالِحِ أَهلِهَا وَ الِانكِفَاءِ إِلَي المِصرِ فَمَضَي الأَمرُ عَلَي ذَلِكَ حَتّي كَانَت سَنَةُ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ فَبَلَغَ المُتَوَكّلَ أَيضاً مَصِيرُ النّاسِ مِن أَهلِ السّوَادِ وَ الكُوفَةِ إِلَي كَربَلَاءَ لِزِيَارَةِ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ أَنّهُ قَد كَثُرَ جَمعُهُم لِذَلِكَ وَ صَارَ لَهُم سُوقٌ كَبِيرٌ فَأَنفَذَ قَائِداً فِي جَمعٍ كَثِيرٍ مِنَ الجُندِ وَ أَمَرَ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ بِبَرَاءَةِ الذّمّةِ مِمّن زَارَ قَبرَهُ وَ نَبَشَ القَبرَ وَ حَرَثَ أَرضَهُ وَ انقَطَعَ النّاسُ عَنِ الزّيَارَةِ وَ عَمِلَ عَلَي تَتَبّعِ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ الشّيعَةِ فَقَتَلَ وَ لَم يَتِمّ لَهُ مَا قَدّرَهُ

بيان قوله كنفا من الجند أي جانبا كناية عن الجماعة منهم و في بعض النسخ بالثاء و هوبالفتح الجماعة قوله ليشعب أي يشق وينش و في بعض النسخ المصححة ليشعث من قبره يقال شعث منه تشعيثا نضح عنه وذب ودفع وانكفأ رجع

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ غَالِبٍ الأزَديِ‌ّ


صفحه : 398

قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ رَابِيَةَ الطوّريِ‌ّ قَالَ حَجَجتُ سَنَةَ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَتَينِ فَلَمّا صَدَرتُ مِنَ الحَجّ صِرتُ إِلَي العِرَاقِ فَزُرتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي حَالِ خِيفَةٍ مِنَ السّلطَانِ وَ زُرتُهُ ثُمّ تَوَجّهتُ إِلَي زِيَارَةِ الحُسَينِ ع فَإِذَا هُوَ قَد حُرِثَ أَرضُهُ وَ مُخِرَ فِيهَا المَاءُ وَ أُرسِلَتِ الثّيرَانُ العَوَامِلُ فِي الأَرضِ فبَعِيَنيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ كُنتُ رَأَيتُ الثّيرَانَ تُسَاقُ فِي الأَرضِ فَتَنسَاقُ لَهُم حَتّي إِذَا حَازَت مَكَانَ القَبرِ حَادَت عَنهُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَتُضرَبُ بِالعَصَا الضّربَ الشّدِيدَ فَلَا يَنفَعُ ذَلِكَ فِيهَا وَ لَا تَطَأُ القَبرَ بِوَجهٍ وَ لَا سَبَبٍ فَمَا أمَكنَتَنيِ‌ الزّيَارَةُ فَتَوَجّهتُ إِلَي بَغدَادَ وَ أَنَا أَقُولُ


تَاللّهِ إِن كَانَت أُمَيّةُ قَد أَتَت   قَتلَ ابنِ بِنتِ نَبِيّهَا مَظلُوماً

فَلَقَد أَتَاهُ بَنُو أَبِيهِ بِمِثلِهَا   هَذَا لَعَمرُكَ قَبرُهُ مَهدُوماً

أَسِفُوا عَلَي أَن لَا يَكُونُوا شَايَعُوا   فِي قَتلِهِ فَتَتَبّعُوهُ رَمِيماً

فَلَمّا قَدِمتُ بَغدَادَ سَمِعتُ الهَائِعَةَ فَقُلتُ مَا الخَبَرُ قَالُوا سَقَطَ الطّائِرُ بِقَتلِ جَعفَرٍ المُتَوَكّلِ فَعَجِبتُ لِذَلِكَ وَ قُلتُ إلِهَيِ‌ لَيلَةٌ بِلَيلَةٍ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الهيعة والهائعة الصوت تفزع منه وتخافه من عدو

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ هَاشِمٍ الأبُلُيّ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ بنِ النّعمَانِ الجوَزجَاَنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ المُغِيرَةِ الراّزيِ‌ّ قَالَ كُنتُ عِندَ جَرِيرِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ إِذ جَاءَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ فَسَأَلَهُ جَرِيرٌ عَن خَبَرِ النّاسِ فَقَالَ تَرَكتُ الرّشِيدَ وَ قَد كَرَبَ قَبرَ الحُسَينِ ع وَ أَمَرَ أَن تُقطَعَ السّدرَةُ التّيِ‌ فِيهِ فَقُطِعَت قَالَ فَرَفَعَ جَرِيرٌ يَدَيهِ وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ جَاءَنَا فِيهِ حَدِيثٌ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لَعَنَ اللّهُ قَاطِعَ السّدرَةِ ثَلَاثاً فَلَم نَقِف عَلَي مَعنَاهُ حَتّي الآنَ لِأَنّ القَصدَ بِقَطعِهِ تَغيِيرُ مَصرَعِ الحُسَينِ ع حَتّي لَا يَقِفَ النّاسُ عَلَي قَبرِهِ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ فَرَجٍ الرحجي‌[الرخّجّيِ‌ّ] قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ فَرَجٍ قَالَأنَفذَنَيِ‌َ المُتَوَكّلُ فِي تَخرِيبِ قَبرِ الحُسَينِ ع فَصِرتُ إِلَي النّاحِيَةِ فَأَمَرتُ بِالبَقَرِ فَمُرّ بِهَا عَلَي القُبُورِ كُلّهَا


صفحه : 399

فَلَمّا بَلَغَت قَبرَ الحُسَينِ ع لَم تَمُرّ عَلَيهِ قَالَ عمَيّ‌ عُمَرُ بنُ فَرَجٍ فَأَخَذتُ العَصَا بيِدَيِ‌ فَمَا زِلتُ أَضرِبُهَا حَتّي تَكَسّرَتِ العَصَا فِي يدَيِ‌ فَوَ اللّهِ مَا جَازَت عَلَي قَبرِهِ وَ لَا تَخَطّتهُ قَالَ لَنَا مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ كَانَ عمَيّ‌ عُمَرُ بنُ فَرَجٍ كَثِيرَ الِانحِرَافِ عَن آلِ مُحَمّدٍص فَأَنَا أَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِنهُ وَ كَانَ جدَيّ‌ أَخُوهُ مُحَمّدُ بنُ فَرَجٍ شَدِيدَ المَوَدّةِ لَهُم رَحِمَهُ اللّهُ وَ رضَيِ‌َ عَنهُ فَأَنَا أَتَوَلّاهُ لِذَلِكَ وَ أَفرَحُ بِوِلَادَتِهِ

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عُمَرَ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ القاَبوُسيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ صَلّيتُ فِي جَامِعِ المَدِينَةِ وَ إِلَي جاَنبِيِ‌ رَجُلَانِ عَلَي أَحَدِهِمَا ثِيَابُ السّفَرِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ يَا فُلَانُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ طِينَ قَبرِ الحُسَينِ ع شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ بيِ‌ وَجَعُ الجَوفِ فَتَعَالَجتُ بِكُلّ دَوَاءٍ فَلَم أَجِد فِيهِ عَافِيَةً وَ خِفتُ عَلَي نفَسيِ‌ وَ أَيِستُ مِنهَا وَ كَانَت عِندَنَا امرَأَةٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ فَدَخَلَت عَلَيّ وَ أَنَا فِي أَشَدّ مَا بيِ‌ مِنَ العِلّةِ فَقَالَت لِي يَا سَالِمُ مَا أَرَي عِلّتَكَ إِلّا كُلّ يَومٍ زَائِدَةً فَقُلتُ لَهَا نَعَم فَقَالَت فَهَل لَكَ أَن أُعَالِجَكَ فَتَبرَأَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقُلتُ لَهَا مَا أَنَا إِلَي شَيءٍ أَحوَجَ منِيّ‌ إِلَي هَذَا فسَقَتَنيِ‌ مَاءً فِي قَدَحٍ فَسَكَنَت عنَيّ‌ العِلّةُ وَ بَرَأَت حَتّي كَأَن لَم يَكُن بيِ‌ عِلّةٌ قَطّ فَلَمّا كَانَ بَعدَ أَشهُرٍ دَخَلتُ عَلَي العَجُوزِ فَقُلتُ لَهَا بِاللّهِ عَلَيكِ يَا سَلَمَةُ وَ كَانَ اسمُهَا سَلَمَةَ بِمَا ذَا داَويَتنِيِ‌ فَقَالَت بِوَاحِدَةٍ مِمّا فِي هَذِهِ السّبحَةِ مِن سُبحَةٍ كَانَت فِي يَدِهَا فَقُلتُ وَ مَا هَذِهِ السّبحَةُ فَقَالَت إِنّهَا مِن طِينِ قَبرِ الحُسَينِ ع فَقُلتُ لَهَا يَا رَافِضِيّةُ داَويَتنِيِ‌ بِطِينِ قَبرِ الحُسَينِ فَخَرَجَت مِن عنِديِ‌ مُغضَبَةً وَ رَجَعَت وَ اللّهِ علِتّيِ‌ كَأَشَدّ مَا كَانَت وَ أَنَا أقُاَسيِ‌ مِنهَا الجَهدَ وَ البَلَاءَ وَ قَد وَ اللّهِ خَشِيتُ عَلَي نفَسيِ‌ ثُمّ أَذّنَ المُؤَذّنُ فَقَامَا يُصَلّيَانِ وَ غَابَا عنَيّ‌

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الفَضلِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي طَاهِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي الشرّيِعيِ‌ّ عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَلقَيِنَيِ‌ يُوحَنّا بنُ سَرَاقِيُونَ النصّراَنيِ‌ّ المُتَطَبّبُ فِي شَارِعِ أَبِي أَحمَدَ فاَستوَقفَنَيِ‌ وَ قَالَ لِي بِحَقّ نَبِيّكَ وَ دِينِكَ


صفحه : 400

مَن هَذَا ألّذِي يَزُورُ قَبرَهُ قَومٌ مِنكُم بِنَاحِيَةِ قَصرِ ابنِ هُبَيرَةَ مَن هُوَ مِن أَصحَابِ نَبِيّكُم قُلتُ لَيسَ هُوَ مِن أَصحَابِهِ هُوَ ابنُ بِنتِهِ فَمَا دَعَاكَ إِلَي المَسأَلَةِ لِي عَنهُ فَقَالَ لَهُ عنِديِ‌ حَدِيثٌ طَرِيفٌ فَقُلتُ حدَثّنيِ‌ بِهِ فَقَالَ وَجّهَ إلِيَ‌ّ سَابُورُ الكَبِيرُ الخَادِمُ الرشّيِديِ‌ّ فِي اللّيلِ فَصِرتُ إِلَيهِ فَقَالَ تَعَالَ معَيِ‌ فَمَضَي وَ أَنَا مَعَهُ حَتّي دَخَلنَا عَلَي مُوسَي بنِ عِيسَي الهاَشمِيِ‌ّ فَوَجَدنَاهُ زَائِلَ العَقلِ مُتّكِئاً عَلَي وِسَادَةٍ وَ إِذَا بَينَ يَدَيهِ طَستٌ فِيهَا حَشوُ جَوفِهِ وَ كَانَ الرّشِيدُ استَحضَرَهُ مِنَ الكُوفَةِ فَأَقبَلَ سَابُورُ عَلَي خَادِمٍ كَانَ مِن خَاصّةِ مُوسَي فَقَالَ لَهُ وَيحَكَ مَا خَبَرُهُ فَقَالَ لَهُ أُخبِرُكَ أَنّهُ كَانَ مِن سَاعَتِهِ جَالِساً وَ حَولَهُ نُدَمَاؤُهُ وَ هُوَ مِن أَصَحّ النّاسِ جِسماً وَ أَطيَبِهِم نَفساً إِذ جَرَي ذِكرُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ يُوحَنّا هَذَا ألّذِي سَأَلتُكَ عَنهُ فَقَالَ مُوسَي إِنّ الرّافِضَةَ لَيَغلُونَ فِيهِ حَتّي إِنّهُم فِيمَا عَرَفتُ يَجعَلُونَ تُربَتَهُ دَوَاءً يَتَدَاوَونَ بِهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ كَانَ حَاضِراً قَد كَانَت بيِ‌ عِلّةٌ غَلِيلَةٌ فَتَعَالَجتُ لَهَا بِكُلّ عِلَاجٍ فَمَا نفَعَنَيِ‌ حَتّي وَصَفَ لِي كاَتبِيِ‌ أَن خُذ مِن هَذِهِ التّربَةِ فَأَخَذتُهَا فنَفَعَنَيِ‌َ اللّهُ بِهَا وَ زَالَ عنَيّ‌ مَا كُنتُ أَجِدُهُ قَالَ فبَقَيِ‌َ عِندَكَ مِنهَا شَيءٌ قَالَ نَعَم فَوَجّهَ فَجَاءَهُ مِنهَا بِقِطعَةٍ فَنَاوَلَهَا مُوسَي بنَ عِيسَي فَأَخَذَهَا مُوسَي فَاستَدخَلَهَا دُبُرَهُ استِهزَاءً بِمَن تَدَاوَي بِهَا وَ احتِقَاراً وَ تَصغِيراً لِهَذَا الرّجُلِ ألّذِي هيِ‌َ تُربَتُهُ يعَنيِ‌ الحُسَينَ ع فَمَا هُوَ إِلّا أَنِ استَدخَلَهَا دُبُرَهُ حَتّي صَاحَ النّارَ النّارَ الطّستَ الطّستَ فَجِئنَاهُ بِالطّستِ فَأَخرَجَ فِيهَا مَا تَرَي فَانصَرَفَ النّدَمَاءُ وَ صَارَ المَجلِسُ مَأتَماً فَأَقبَلَ عَلَي سَابُورَ فَقَالَ انظُر هَل لَكَ فِيهِ حِيلَةٌ فَدَعَوتُ بِشَمعَةٍ فَنَظَرتُ فَإِذَا كَبِدُهُ وَ طِحَالُهُ وَ رِيَتُهُ وَ فُؤَادُهُ خَرَجَ مِنهُ فِي الطّستِ فَنَظَرتُ إِلَي أَمرٍ عَظِيمٍ فَقُلتُ مَا لِأَحَدٍ فِي هَذَا صُنعٌ إِلّا أَن يَكُونَ لِعِيسَي ألّذِي كَانَ يحُييِ‌ المَوتَي فَقَالَ لِي سَابُورُ صَدَقتَ وَ لَكِن كُن هَاهُنَا فِي الدّارِ إِلَي أَن يَتَبَيّنَ مَا يَكُونُ مِن أَمرِهِ فَبِتّ عِندَهُم وَ هُوَ بِتِلكَ الحَالِ مَا رَفَعَ رَأسَهُ فَمَاتَ فِي وَقتِ السّحَرِ قَالَ مُحَمّدُ بنُ مُوسَي قَالَ لِي مُوسَي بنُ سَرِيعٍ كَانَ يُوحَنّا يَزُورُ قَبرَ الحُسَينِ


صفحه : 401

وَ هُوَ عَلَي دِينِهِ ثُمّ أَسلَمَ بَعدَ هَذَا وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ

11- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَخَذَ المُستَرشِدُ مِن مَالِ الحَائِرِ وَ كَربَلَاءَ وَ قَالَ إِنّ القَبرَ لَا يَحتَاجُ إِلَي الخِزَانَةِ أُنفِقُ عَلَي العَسكَرِ فَلَمّا خَرَجَ قُتِلَ هُوَ وَ ابنُهُ الرّاشِدُ

كتِاَبيَ‌ ابنِ بَطّةَ وَ النطّنَزيِ‌ّ رَوَي أَبُو عَبدِ الرّحمَنِ بنُ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَعمَشِ قَالَ أَحدَثَ رَجُلٌ عَلَي قَبرِ الحُسَينِ ع فَأَصَابَهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ جُنُونٌ وَ جُذَامٌ وَ بَرَصٌ وَ هُم يَتَوَارَثُونَ الجُذَامَ إِلَي السّاعَةِ

وَ رَوَي جَمَاعَةٌ مِنَ الثّقَاتِ أَنّهُ لَمّا أَمَرَ المُتَوَكّلُ بِحَرثِ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ أَن يُجرَي المَاءُ عَلَيهِ مِنَ العلَقمَيِ‌ّ أَتَي زَيدٌ المَجنُونُ وَ بُهلُولٌ المَجنُونُ إِلَي كَربَلَاءَ فَنَظَرَا إِلَي القَبرِ وَ إِذَا هُوَ مُعَلّقٌ بِالقُدرَةِ فِي الهَوَاءِ فَقَالَ زَيدٌيُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِموَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ وَ ذَلِكَ أَنّ الحَرّاثَ حَرَثَ سَبعَ عَشرَةَ مَرّةً وَ القَبرُ يَرجِعُ إِلَي حَالِهِ فَلَمّا نَظَرَ الحَرّاثُ إِلَي ذَلِكَ آمَنَ بِاللّهِ وَ حَلّ البَقَرَ فَأُخبِرَ المُتَوَكّلَ فَأَمَرَ بِقَتلِهِ

12-أَقُولُ وَجَدتُ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا قَالَ روُيِ‌َ عَن سُلَيمَانَ الأَعمَشِ أَنّهُ قَالَكُنتُ نَازِلًا بِالكُوفَةِ وَ كَانَ لِي جَارٌ وَ كُنتُ آتيِ‌ إِلَيهِ وَ أَجلِسُ عِندَهُ فَأَتَيتُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ إِلَيهِ فَقُلتُ لَهُ يَا هَذَا مَا تَقُولُ فِي زِيَارَةِ الحُسَينِ ع فَقَالَ لِي هيِ‌َ بِدعَةٌ وَ كُلّ بِدعَةٍ ضَلَالَةٌ وَ كُلّ ذيِ‌ ضَلَالَةٍ فِي النّارِ قَالَ سُلَيمَانُ فَقُمتُ مِن عِندِهِ وَ أَنَا مُمتَلِئٌ عَلَيهِ غَيظاً فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ إِذَا كَانَ وَقتُ السّحَرِ آتِيهِ وَ أُحَدّثُهُ شَيئاً مِن فَضَائِلِ الحُسَينِ ع فَإِن أَصَرّ عَلَي العِنَادِ قَتَلتُهُ قَالَ سُلَيمَانُ فَلَمّا كَانَ وَقتُ السّحَرِ أَتَيتُهُ وَ قَرَعتُ عَلَيهِ البَابَ وَ دَعَوتُهُ بِاسمِهِ فَإِذَا بِزَوجَتِهِ تَقُولُ لِي إِنّهُ قَصَدَ إِلَي زِيَارَةِ الحُسَينِ مِن أَوّلِ اللّيلِ قَالَ سُلَيمَانُ فَسِرتُ فِي أَثَرِهِ إِلَي زِيَارَةِ الحُسَينِ ع فَلَمّا دَخَلتُ إِلَي القَبرِ فَإِذَا أَنَا بِالشّيخِ سَاجِدٌ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ يَدعُو وَ يبَكيِ‌ فِي سُجُودِهِ وَ يَسأَلُهُ التّوبَةَ وَ المَغفِرَةَ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ بَعدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ فرَآَنيِ‌ قَرِيباً مِنهُ فَقُلتُ لَهُ يَا شَيخُ بِالأَمسِ


صفحه : 402

كُنتَ تَقُولُ زِيَارَةُ الحُسَينِ ع بِدعَةٌ وَ كُلّ بِدعَةٍ ضَلَالَةٌ وَ كُلّ ذيِ‌ ضَلَالَةٍ فِي النّارِ وَ اليَومَ أَتَيتَ تَزُورُهُ فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ لَا تلَمُنيِ‌ فإَنِيّ‌ مَا كُنتُ أُثبِتُ لِأَهلِ البَيتِ إِمَامَةً حَتّي كَانَت ليَلتَيِ‌ تِلكَ فَرَأَيتُ رُؤيَا هاَلتَنيِ‌ وَ روَعّتَنيِ‌ فَقُلتُ لَهُ مَا رَأَيتَ أَيّهَا الشّيخُ قَالَ رَأَيتُ رَجُلًا جَلِيلَ القَدرِ لَا بِالطّوِيلِ الشّاهِقِ وَ لَا بِالقَصِيرِ اللّاصِقِ لَا أَقدِرُ أَصِفُهُ مِن عِظَمِ جَلَالِهِ وَ جَمَالِهِ وَ بَهَائِهِ وَ كَمَالِهِ وَ هُوَ مَعَ أَقوَامٍ يَحُفّونَ بِهِ حَفِيفاً وَ يَزُفّونَهُ زَفِيفاً وَ بَينَ يَدَيهِ فَارِسٌ وَ عَلَي رَأسِهِ تَاجُ وَ لِلتّاجِ أَربَعَةُ أَركَانٍ وَ فِي كُلّ رُكنٍ جَوهَرَةٌ تضُيِ‌ءُ مِن مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَقُلتُ لِبَعضِ خُدّامِهِ مَن هَذَا فَقَالَ هَذَا مُحَمّدٌ المُصطَفَي قُلتُ وَ مَن هَذَا الآخَرُ فَقَالَ عَلِيّ المُرتَضَي وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ مَدَدتُ نظَرَيِ‌ فَإِذَا أَنَا بِنَاقَةٍ مِن نُورٍ وَ عَلَيهَا هَودَجٌ مِن نُورٍ وَ فِيهِ امرَأَتَانِ وَ النّاقَةُ تَطِيرُ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَقُلتُ لِمَن هَذِهِ النّاقَةُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ الكُبرَي وَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع فَقُلتُ وَ مَن هَذَا الغُلَامُ فَقَالَ هَذَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ فَقُلتُ وَ إِلَي أَينَ يُرِيدُونَ بِأَجمَعِهِم فَقَالُوا لِزِيَارَةِ المَقتُولِ ظُلماً شَهِيدِ كَربَلَاءَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ المُرتَضَي ثُمّ إنِيّ‌ قَصَدتُ نَحوَ الهَودَجِ ألّذِي فِيهِ فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ وَ إِذَا أَنَا بِرِقَاعٍ مَكتُوبَةٍ تَتَسَاقَطُ مِنَ السّمَاءِ فَسَأَلتُ مَا هَذِهِ الرّقَاعُ فَقَالَ هَذِهِ رِقَاعٌ فِيهَا أَمَانٌ مِنَ النّارِ لِزُوّارِ الحُسَينِ ع فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ فَطَلَبتُ مِنهُ رُقعَةً فَقَالَ لِي إِنّكَ تَقُولُ زِيَارَتُهُ بِدعَةٌ فَإِنّكَ لَا تَنَالُهَا حَتّي تَزُورَ الحُسَينَ ع وَ تَعتَقِدَ فَضلَهُ وَ شَرَفَهُ فَانتَبَهتُ مِن نوَميِ‌ فَزِعاً مَرعُوباً وَ قَصَدتُ مِن وقَتيِ‌ وَ ساَعتَيِ‌ إِلَي زِيَارَةِ سيَدّيِ‌َ الحُسَينِ ع وَ أَنَا تَائِبٌ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَوَ اللّهِ يَا سُلَيمَانُ لَا أُفَارِقُ قَبرَ الحُسَينِ حَتّي يُفَارِقَ روُحيِ‌ جسَدَيِ‌

قَالَ وَ رَوَي الثّقَاتُ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن دِعبِلِ بنِ عَلِيّ الخزُاَعيِ‌ّ قَالَ لَمّا انصَرَفتُ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع بقِصَيِدتَيِ‌ التّائِيّةِ نَزَلتُ باِلريّ‌ّ وَ إنِيّ‌ فِي لَيلَةٍ مِنَ الليّاَليِ‌ وَ أَنَا أَصُوغُ قَصِيدَةً وَ قَد ذَهَبَ مِنَ اللّيلِ شَطرُهُ فَإِذَا طَارِقٌ يَطرُقُ البَابَ فَقُلتُ مَن هَذَا فَقَالَ أَخٌ لَكَ فَبَدَرتُ إِلَي البَابِ فَفَتَحتُهُ فَدَخَلَ شَخصٌ اقشَعَرّ مِنهُ بدَنَيِ‌ وَ ذَهَلَت مِنهُ نفَسيِ‌ فَجَلَسَ نَاحِيَةً وَ قَالَ لِي لَا تَرُع أَنَا أَخُوكَ مِنَ الجِنّ وُلِدتُ


صفحه : 403

فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ وُلِدتَ فِيهَا وَ نَشَأتُ مَعَكَ وَ إنِيّ‌ جِئتُ أُحَدّثُكَ بِمَا يَسُرّكَ وَ يقُوَيّ‌ نَفسَكَ وَ بَصِيرَتَكَ قَالَ فَرَجَعَت نفَسيِ‌ وَ سَكَنَ قلَبيِ‌ فَقَالَ يَا دِعبِلُ إنِيّ‌ كُنتُ مِن أَشَدّ خَلقِ اللّهِ بُغضاً وَ عَدَاوَةً لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَخَرَجتُ فِي نَفَرٍ مِنَ الجِنّ المَرَدَةِ العُتَاةِ فَمَرَرنَا بِنَفَرٍ يُرِيدُونَ زِيَارَةَ الحُسَينِ ع قَد جَنّهُمُ اللّيلُ فَهَمَمنَا بِهِم وَ إِذَا مَلَائِكَةٌ تَزجُرُنَا مِنَ السّمَاءِ وَ مَلَائِكَةٌ فِي الأَرضِ تَزجُرُ عَنهُم هَوَامّهَا فكَأَنَيّ‌ كُنتُ نَائِماً فَانتَبَهتُ أَو غَافِلًا فَتَيَقّظتُ وَ عَلِمتُ أَنّ ذَلِكَ لِعِنَايَةٍ بِهِم مِنَ اللّهِ تَعَالَي لِمَكَانِ مَن قَصَدُوا لَهُ وَ تَشَرّفُوا بِزِيَارَتِهِ فَأَحدَثتُ تَوبَةً وَ جَدّدتُ نِيّةً وَ زُرتُ مَعَ القَومِ وَ وَقَفتُ بِوُقُوفِهِم وَ دَعَوتُ بِدُعَائِهِم وَ حَجَجتُ بِحَجّهِم تِلكَ السّنَةَ وَ زُرتُ قَبرَ النّبِيّص وَ مَرَرتُ بِرَجُلٍ حَولَهُ جَمَاعَةٌ فَقُلتُ مَن هَذَا فَقَالُوا هَذَا ابنُ رَسُولِ اللّهِ الصّادِقُ ع قَالَ فَدَنَوتُ مِنهُ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ فَقَالَ لِي مَرحَباً بِكَ يَا أَهلَ العِرَاقِ أَ تَذكُرُ لَيلَتَكَ بِبَطنِ كَربَلَاءَ وَ مَا رَأَيتَ مِن كَرَامَةِ اللّهِ تَعَالَي لِأَولِيَائِنَا إِنّ اللّهَ قَد قَبِلَ تَوبَتَكَ وَ غَفَرَ خَطِيئَتَكَ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَنّ عَلَيّ بِكُم وَ نَوّرَ قلَبيِ‌ بِنُورِ هِدَايَتِكُم وَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ المُعتَصِمِينَ بِحَبلِ وَلَايَتِكُم فحَدَثّنيِ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بِحَدِيثٍ أَنصَرِف بِهِ إِلَي أهَليِ‌ وَ قوَميِ‌ فَقَالَ نَعَم حدَثّنَيِ‌ أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ الجَنّةُ مُحَرّمَةٌ عَلَي الأَنبِيَاءِ حَتّي أَدخُلَهَا أَنَا وَ عَلَي الأَوصِيَاءِ حَتّي تَدخُلَهَا أَنتَ وَ عَلَي الأُمَمِ حَتّي تَدخُلَهَا أمُتّيِ‌ وَ عَلَي أمُتّيِ‌ حَتّي يُقِرّوا بِوَلَايَتِكَ وَ يَدِينُوا بِإِمَامَتِكَ يَا عَلِيّ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ أَحَدٌ إِلّا مَن أَخَذَ مِنكَ بِنَسَبٍ أَو سَبَبٍ ثُمّ قَالَ خُذهَا يَا دِعبِلُ فَلَن تَسمَعَ بِمِثلِهَا مِن مثِليِ‌ أَبَداً ثُمّ ابتَلَعَتهُ الأَرضُ فَلَم أَرَهُ

قَالَ وَ روُيِ‌َ أَنّ المُتَوَكّلَ مِن خُلَفَاءِ بنَيِ‌ العَبّاسِ كَانَ كَثِيرَ العَدَاوَةِ شَدِيدَ البُغضِ لِأَهلِ بَيتِ الرّسُولِ وَ هُوَ ألّذِي أَمَرَ الحَارِثِينَ بِحَرثِ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ أَن يُخرِبُوا بُنيَانَهُ وَ يُحفُوا آثَارَهُ وَ أَن يُجرُوا عَلَيهِ المَاءَ مِنَ النّهَرِ العلَقمَيِ‌ّ بِحَيثُ لَا تَبقَي لَهُ أَثَرٌ وَ لَا أَحَدٌ يَقِفُ لَهُ عَلَي خَبَرٍ وَ تَوَعّدَ النّاسَ بِالقَتلِ لِمَن زَارَ قَبرَهُ وَ جَعَلَ رَصَداً مِن


صفحه : 404

أَجنَادِهِ وَ أَوصَاهُم كُلّ مَن وَجَدتُمُوهُ يُرِيدُ زِيَارَةَ الحُسَينِ ع فَاقتُلُوهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ إِطفَاءَ نُورِ اللّهِ وَ إِخفَاءَ آثَارِ ذُرّيّةِ رَسُولِ اللّهِ فَبَلَغَ الخَبَرُ إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ الخَيرِ يُقَالُ لَهُ زَيدٌ المَجنُونُ وَ لَكِنّهُ ذُو عَقلٍ سَدِيدٍ وَ رأَي‌ٍ رَشِيدٍ وَ إِنّمَا لُقّبَ بِالمَجنُونِ لِأَنّهُ أَفحَمَ كُلّ لَبِيبٍ وَ قَطَعَ حُجّةَ كُلّ أَدِيبٍ وَ كَانَ لَا يعَي‌َ مِنَ الجَوَابِ وَ لَا يَمَلّ مِنَ الخِطَابِ فَسَمِعَ بِخَرَابِ بُنيَانِ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ حَرثِ مَكَانِهِ فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ اشتَدّ حُزنُهُ وَ تَجَدّدَ مُصَابُهُ بِسَيّدِهِ الحُسَينِ ع وَ كَانَ مَسكَنُهُ يَومَئِذٍ بِمِصرَ فَلَمّا غَلَبَ عَلَيهِ الوَجدُ وَ الغَرَامُ لِحَرثِ قَبرِ الإِمَامِ ع خَرَجَ مِن مِصرَ مَاشِياً هَائِماً عَلَي وَجهِهِ شَاكِياً وَجدَهُ إِلَي رَبّهِ وَ بقَيِ‌َ حَزِيناً كَئِيباً حَتّي بَلَغَ الكُوفَةَ وَ كَانَ البُهلُولُ يَومَئِذٍ بِالكُوفَةِ فَلَقِيَهُ زَيدٌ المَجنُونُ وَ سَلّمَ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ فَقَالَ لَهُ البُهلُولُ مِن أَينَ لَكَ معَرفِتَيِ‌ فَلَم ترَنَيِ‌ قَطّ فَقَالَ زَيدٌ يَا هَذَا اعلَم أَنّ قُلُوبَ المُؤمِنِينَ جُنُودٌ مُجَنّدَةٌ مَا تَعَارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنهَا اختَلَفَ فَقَالَ لَهُ البُهلُولُ يَا زَيدُ مَا ألّذِي أَخرَجَكَ مِن بِلَادِكَ بِغَيرِ دَابّةٍ وَ لَا مَركُوبٍ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا خَرَجتُ إِلّا مِن شِدّةِ وجَديِ‌ وَ حزُنيِ‌ وَ قَد بلَغَنَيِ‌ أَنّ هَذَا اللّعِينَ أَمَرَ بِحَرثِ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ خَرَابِ بُنيَانِهِ وَ قَتلِ زُوّارِهِ فَهَذَا ألّذِي أخَرجَنَيِ‌ مِن موَطنِيِ‌ وَ نقص [نَغّصَ]عيَشيِ‌ وَ أَجرَي دمُوُعيِ‌ وَ أَقَلّ هجُوُعيِ‌ فَقَالَ البُهلُولُ وَ أَنَا وَ اللّهِ كَذَلِكَ فَقَالَ لَهُ قُم بِنَا نمَضيِ‌ إِلَي كَربَلَاءَ لِنُشَاهِدَ قُبُورَ أَولَادِ عَلِيّ المُرتَضَي قَالَ فَأَخَذَ كُلّ بِيَدِ صَاحِبِهِ حَتّي وَصَلَا إِلَي قَبرِ الحُسَينِ ع وَ إِذَا هُوَ عَلَي حَالِهِ لَم يَتَغَيّر وَ قَد هَدَمُوا بُنيَانَهُ وَ كُلّمَا أَجرَوا عَلَيهِ المَاءَ غَارَ وَ حَارَ وَ استَدَارَ بِقُدرَةِ العَزِيزِ الجَبّارِ وَ لَم يَصِل قَطرَةٌ وَاحِدَةٌ إِلَي قَبرِ الحُسَينِ ع وَ كَانَ القَبرُ الشّرِيفُ إِذَا جَاءَهُ المَاءُ يَرتَفِعُ أَرضُهُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَتَعَجّبَ زَيدٌ المَجنُونُ مِمّا شَاهَدَهُ وَ قَالَ انظُر يَا بُهلُولُيُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِموَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ....وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ قَالَ وَ لَم يَزَلِ المُتَوَكّلُ يَأمُرُ بِحَرثِ قَبرِ الحُسَينِ ع مُدّةَ عِشرِينَ سَنَةً


صفحه : 405

وَ القَبرُ عَلَي حَالِهِ لَم يَتَغَيّر وَ لَا يَعلُوهُ قَطرَةٌ مِنَ المَاءِ فَلَمّا نَظَرَ الحَارِثُ إِلَي ذَلِكَ قَالَ آمَنتُ بِاللّهِ وَ بِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ اللّهِ لَأَهرُبَنّ عَلَي وجَهيِ‌ وَ أَهِيمُ فِي البرَاَريِ‌ وَ لَا أَحرُثُ قَبرَ الحُسَينِ ابنِ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ وَ إِنّ لِي مُدّةَ عِشرِينَ سَنَةً أَنظُرُ آيَاتِ اللّهِ وَ أُشَاهِدُ بَرَاهِينَ آلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ وَ لَا أَتّعِظُ وَ لَا أَعتَبِرُ ثُمّ إِنّهُ حَلّ النّيرَانَ وَ طَرَحَ الفَدّانَ وَ أَقبَلَ يمَشيِ‌ نَحوَ زَيدٍ المَجنُونِ وَ قَالَ لَهُ مِن أَينَ أَقبَلتَ يَا شَيخُ قَالَ مِن مِصرَ فَقَالَ لَهُ وَ لأِيَ‌ّ شَيءٍ جِئتَ إِلَي هُنَا وَ إِنّهُ لَأَخشَي عَلَيكَ مِنَ القَتلِ فَبَكَي زَيدٌ وَ قَالَ وَ اللّهِ قَد بلَغَنَيِ‌ حَرثُ قَبرِ الحُسَينِ ع فأَحَزنَنَيِ‌ ذَلِكَ وَ هَيّجَ حزُنيِ‌ وَ وجَديِ‌ فَانكَبّ الحَارِثُ عَلَي أَقدَامِ زَيدٍ يُقَبّلُهُمَا وَ هُوَ يَقُولُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ فَوَ اللّهِ يَا شَيخُ مِن حِينِ مَا أَقبَلتَ إلِيَ‌ّ أَقبَلَت إلِيَ‌ّ الرّحمَةُ وَ استَنَارَ قلَبيِ‌ بِنُورِ اللّهِ وَ إنِيّ‌ آمَنتُ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِنّ لِي مُدّةَ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَنَا أَحرُثُ هَذِهِ الأَرضَ وَ كُلّمَا أَجرَيتُ المَاءَ إِلَي قَبرِ الحُسَينِ ع غَارَ وَ حَارَ وَ استَدَارَ وَ لَم يَصِل إِلَي قَبرِ الحُسَينِ مِنهُ قَطرَةٌ وَ كأَنَيّ‌ كُنتُ فِي سُكرٍ وَ أَفَقتُ الآنَ بِبَرَكَةِ قُدُومِكَ إلِيَ‌ّ فَبَكَي زَيدٌ وَ تَمَثّلَ بِهَذِهِ الأَبيَاتِ


تَاللّهِ إِن كَانَت أُمَيّةُ قَد أَتَت   قَتلَ ابنِ بِنتِ نَبِيّهَا مَظلُوماً

فَلَقَد أَتَاهُ بَنُو أَبِيهِ بِمِثلِهِ   هَذَا لَعَمرُكَ قَبرُهُ مَهدُوماً

أَسِفُوا عَلَي أَن لَا يَكُونُوا شَارَكُوا   فِي قَتلِهِ فَتَتَبّعُوهُ رَمِيماً

فَبَكَي الحَارِثُ وَ قَالَ يَا زَيدُ قَد أيَقظَتنَيِ‌ مِن رقَدتَيِ‌ وَ أرَشدَتنَيِ‌ مِن غفَلتَيِ‌ وَ هَا أَنَا الآنَ مَاضٍ إِلَي المُتَوَكّلِ بسِرُمّنَ رَأَي أُعَرّفُهُ بِصُورَةِ الحَالِ إِن شَاءَ أَن يقَتلُنَيِ‌ وَ إِن شَاءَ أَن يتَركُنَيِ‌ فَقَالَ لَهُ زَيدٌ وَ أَنَا أَيضاً أَسِيرُ مَعَكَ إِلَيهِ وَ أُسَاعِدُكَ عَلَي ذَلِكَ قَالَ فَلَمّا دَخَلَ الحَارِثُ إِلَي المُتَوَكّلِ وَ خَبّرَهُ بِمَا شَاهَدَ مِن بُرهَانِ قَبرِ الحُسَينِ ع استَشَاطَ غَيظاً وَ ازدَادَ بُغضاً لِأَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ وَ أَمَرَ بِقَتلِ الحَارِثِ وَ أَمَرَ


صفحه : 406

أَن يُشَدّ فِي رِجلِهِ حَبلٌ وَ يُسحَبَ عَلَي وَجهِهِ فِي الأَسوَاقِ ثُمّ يُصلَبَ فِي مُجتَمَعِ النّاسِ لِيَكُونَ عِبرَةً لِمَنِ اعتَبَرَ وَ لَا يَبقَي أَحَدٌ يَذكُرُ أَهلَ البَيتِ بِخَيرٍ أَبَداً وَ أَمّا زَيدٌ المَجنُونُ فَإِنّهُ ازدَادَ حُزنُهُ وَ اشتَدّ عَزَاؤُهُ وَ طَالَ بُكَاؤُهُ وَ صَبَرَ حَتّي أَنزَلُوهُ مِنَ الصّلبِ وَ أَلقَوهُ عَلَي مَزبَلَةٍ هُنَاكَ فَجَاءَ إِلَيهِ زَيدٌ فَاحتَمَلَهُ إِلَي الدّجلَةِ وَ غَسّلَهُ وَ كَفّنَهُ وَ صَلّي عَلَيهِ وَ دَفَنَهُ وَ بقَيِ‌َ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ لَا يُفَارِقُ قَبرَهُ وَ هُوَ يَتلُو كِتَابَ اللّهِ عِندَهُ فَبَينَمَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ جَالِسٌ إِذ سَمِعَ صُرَاخاً عَالِياً وَ نَوحاً شَجِيّاً وَ بُكَاءً عَظِيماً وَ نِسَاءً بِكَثرَةٍ مُنَشّرَاتِ الشّعُورِ مُشَقّقَاتِ الجُيُوبِ مُسوَدّاتِ الوُجُوهِ وَ رِجَالًا بِكَثرَةٍ يَندِبُونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ وَ النّاسُ كَافّةً فِي اضطِرَابٍ شَدِيدٍ وَ إِذَا بِجَنَازَةٍ مَحمُولَةٍ عَلَي أَعنَاقِ الرّجَالِ وَ قَد نُشِرَت لَهَا الأَعلَامُ وَ الرّايَاتُ وَ النّاسُ مِن حَولِهَا أَفوَاجاً قَدِ انسَدّتِ الطّرُقُ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ قَالَ زَيدٌ فَظَنَنتُ أَنّ المُتَوَكّلَ قَد مَاتَ فَتَقَدّمتُ إِلَي رَجُلٍ مِنهُم وَ قُلتُ لَهُ مَن يَكُونُ هَذَا المَيّتُ فَقَالَ هَذِهِ جَنَازَةُ جَارِيَةِ المُتَوَكّلِ وَ هيِ‌َ جَارِيَةٌ سَودَاءُ حَبَشِيّةٌ وَ كَانَ اسمُهَا رَيحَانَةَ وَ كَانَ يُحِبّهَا حُبّاً شَدِيداً ثُمّ إِنّهُم عَمِلُوا لَهَا شَأناً عَظِيماً وَ دَفَنُوهَا فِي قَبرٍ جَدِيدٍ وَ فَرَشُوا فِيهِ الوَردَ وَ الرّيَاحِينَ وَ المِسكَ وَ العَنبَرَ وَ بَنَوا عَلَيهَا قُبّةً عَالِيَةً فَلَمّا نَظَرَ زَيدٌ إِلَي ذَلِكَ ازدَادَت أَشجَانُهُ وَ تَصَاعَدَت نِيرَانُهُ وَ جَعَلَ يَلطِمُ وَجهَهُ وَ يُمَزّقُ أَطمَارَهُ وَ يحُثيِ‌ التّرَابَ عَلَي رَأسِهِ وَ هُوَ يَقُولُ وَا وَيلَاه وَا أَسَفَاه عَلَيكَ يَا حُسَينُ أَ تُقتَلُ بِالطّفّ غَرِيباً وَحِيداً ظَمآنَ شَهِيداً وَ تُسبَي نِسَاؤُكَ وَ بَنَاتُكَ وَ عِيَالُكَ وَ تُذبَحُ أَطفَالُكَ وَ لَم يَبكِ عَلَيكَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ وَ تُدفَنُ بِغَيرِ غُسلٍ وَ لَا كَفَنٍ وَ يُحرَثُ بَعدَ ذَلِكَ قَبرُكَ لِيُطفِئُوا نُورَكَ وَ أَنتَ ابنُ عَلِيّ المُرتَضَي وَ ابنُ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ وَ يَكُونُ هَذَا الشّأنُ العَظِيمُ لِمَوتِ جَارِيَةٍ سَودَاءَ وَ لَم يَكُنِ الحُزنُ وَ البُكَاءُ لِابنِ مُحَمّدٍ المُصطَفَي قَالَ وَ لَم يَزَل يبَكيِ‌ وَ يَنُوحُ حَتّي غشُيِ‌َ عَلَيهِ وَ النّاسُ كَافّةً يَنظُرُونَ إِلَيهِ فَمِنهُم مَن رَقّ لَهُ وَ مِنهُم مَن جَنَي عَلَيهِ فَلَمّا أَفَاقَ مِن غَشوَتِهِ أَنشَدَ يَقُولُ


أَ يُحرَثُ بِالطّفّ قَبرُ الحُسَينِ   وَ يَعمُرُ قَبرُ بنَيِ‌ الزّانِيَةِ

صفحه : 407


لَعَلّ الزّمَانَ بِهِم قَد يَعُودُ   وَ يأَتيِ‌ بِدَولَتِهِم ثَانِيَةً

أَلَا لَعَنَ اللّهُ أَهلَ الفَسَادِ   وَ مَن يَأمَنُ الدّنِيّةَ الفَانِيَةَ

قَالَ إِنّ زَيداً كَتَبَ هَذِهِ الأَبيَاتَ فِي وَرَقَةٍ وَ سَلّمَهَا لِبَعضِ حُجّابِ المُتَوَكّلِ قَالَ فَلَمّا قَرَأَهَا اشتَدّ غَيظُهُ وَ أَمَرَ بِإِحضَارِهِ فَأُحضِرَ وَ جَرَي بَينَهُ وَ بَينَهُ مِنَ الوَعظِ وَ التّوبِيخِ مَا أَغَاظَهُ حَتّي أَمَرَ بِقَتلِهِ فَلَمّا مَثُلَ بَينَ يَدَيهِ سَأَلَهُ عَن أَبِي تُرَابٍ مَن هُوَ استِحقَاراً لَهُ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّكَ عَارِفٌ بِهِ وَ بِفَضلِهِ وَ شَرَفِهِ وَ حَسَبِهِ وَ نَسَبِهِ فَوَ اللّهِ مَا يَجحَدُ فَضلَهُ إِلّا كُلّ كَافِرٍ مُرتَابٍ وَ لَا يُبغِضُهُ إِلّا كُلّ مُنَافِقٍ كَذّابٍ وَ شَرَعَ يُعَدّدُ فَضلَهُ وَ مَنَاقِبَهُ حَتّي ذَكَرَ مِنهَا مَا أَغَاظَ المُتَوَكّلَ فَأَمَرَ بِحَبسِهِ فَحُبِسَ فَلَمّا أُسدِلَ الظّلَامُ وَ هَجَعَ جَاءَ إِلَي المُتَوَكّلِ هَاتِفٌ وَ رَفَسَهُ بِرِجلِهِ وَ قَالَ لَهُ قُم وَ أَخرِج زَيداً مِن حَبسِهِ وَ إِلّا أَهلَكَكَ اللّهُ عَاجِلًا فَقَامَ هُوَ بِنَفسِهِ وَ أَخرَجَ زَيداً مِن حَبسِهِ وَ خَلَعَ عَلَيهِ خِلعَةً سَنِيّةً وَ قَالَ لَهُ اطلُب مَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ عِمَارَةَ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ أَن لَا يَتَعَرّضَ أَحَدٌ لِزُوّارِهِ فَأَمَرَ لَهُ بِذَلِكَ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ فَرِحاً مَسرُوراً وَ جَعَلَ يَدُورُ فِي البُلدَانِ وَ هُوَ يَقُولُ مَن أَرَادَ زِيَارَةَ الحُسَينِ ع فَلَهُ الأَمَانُ طُولَ الأَزمَانِ

بيان نير الفدان بالكسر الخشبة المعترضة في عنق الثورين والجمع النيران والأنيار والفدان بالتشديد البقرة التي‌ تحرث والإسدال إرخاء الستر وإرساله و فيه استعارة والرفس الضرب بالرجل

13-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ قُتَيبَةَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ كُنتُ بِالحَيرِ لَيلَةَ عَرَفَةَ وَ كُنتُ أصُلَيّ‌ وَ ثَمّ نَحوٌ مِن خَمسِينَ أَلفاً مِنَ النّاسِ جَمِيلَةٍ وُجُوهُهُم طَيّبَةٍ أَروَاحُهُم وَ أَقبَلُوا يُصَلّونَ بِاللّيلِ أَجمَعَ فَلَمّا طَلَعَ الفَجرُ سَجَدتُ ثُمّ رَفَعتُ رأَسيِ‌ فَلَم أَرَ مِنهُم أَحَداً فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ مَرّ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع خَمسُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ هُوَ يُقتَلُ فَعَرَجُوا إِلَي السّمَاءِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِم مَرَرتُم بِابنِ حبَيِبيِ‌ وَ هُوَ يُقتَلُ فَلَم


صفحه : 408

تَنصُرُوهُ فَاهبِطُوا إِلَي الأَرضِ فَاسكُنُوا عِندَ قَبرِهِ شُعثاً غُبراً إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ

14- مل ،[كامل الزيارات ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الحُسَينِ ابنِ بِنتِ أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ خَرَجتُ فِي آخِرِ زَمَانِ بنَيِ‌ مَروَانَ إِلَي قَبرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع مُستَخفِياً مِن أَهلِ الشّامِ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي كَربَلَاءَ فَاختَفَيتُ فِي نَاحِيَةِ القَريَةِ حَتّي إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللّيلِ نِصفُهُ أَقبَلتُ نَحوَ القَبرِ فَلَمّا دَنَوتُ مِنهُ أَقبَلَ نحَويِ‌ رَجُلٌ فَقَالَ لِي انصَرِف مَأجُوراً فَإِنّكَ لَا تَصِلُ إِلَيهِ فَرَجَعتُ فَزِعاً حَتّي إِذَا كَادَ يَطلُعُ الفَجرُ أَقبَلتُ نَحوَهُ حَتّي إِذَا دَنَوتُ مِنهُ خَرَجَ إلِيَ‌ّ الرّجُلُ فَقَالَ لِي يَا هَذَا إِنّكَ لَن تَصِلَ إِلَيهِ فَقُلتُ لَهُ عَافَاكَ اللّهُ وَ لِمَ لَا أَصِلُ إِلَيهِ وَ قَد أَقبَلتُ مِنَ الكُوفَةِ أُرِيدُ زِيَارَتَهُ فَلَا تَحُل بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ عَافَاكَ اللّهُ وَ أَنَا أَخَافُ أَن أُصبِحَ فيَقَتلُوُنيّ‌ أَهلُ الشّامِ إِن أدَركَوُنيِ‌ هَاهُنَا قَالَ فَقَالَ لِيَ اصبِر قَلِيلًا فَإِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع سَأَلَ اللّهَ أَن يَأذَنَ لَهُ فِي زِيَارَةِ قَبرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَأَذِنَ لَهُ فَهَبَطَ مِنَ السّمَاءِ فِي سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ فَهُم بِحَضرَتِهِ مِن أَوّلِ اللّيلِ يَنتَظِرُونَ طُلُوعَ الفَجرِ ثُمّ يَرجِعُونَ إِلَي السّمَاءِ قَالَ فَقُلتُ فَمَن أَنتَ عَافَاكَ اللّهُ قَالَ أَنَا مِنَ المَلَائِكَةِ الّذِينَ أُمِرُوا بِحَرَسِ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ الِاستِغفَارِ لِزُوّارِهِ فَانصَرَفتُ وَ قَد كَادَ يَطِيرُ عقَليِ‌ لِمَا سَمِعتُ مِنهُ قَالَ فَأَقبَلتُ حَتّي إِذَا طَلَعَ الفَجرُ أَقبَلتُ نَحوَهُ فَلَم يَحُل بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ أَحَدٌ فَدَنَوتُ مِنهُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ دَعَوتُ اللّهَ عَلَي قَتَلَتِهِ وَ صَلّيتُ الصّبحَ وَ أَقبَلتُ مُسرِعاً مَخَافَةَ أَهلِ الشّامِ

15-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ،حدَثّنَيِ‌ الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ النيّشاَبوُريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَخَرَجتُ ذَاتَ سَنَةٍ إِلَي زِيَارَةِ الحُسَينِ ع فِي جَمَاعَةٍ فَلَمّا كُنّا عَلَي فَرسَخَينِ مِنَ المَشهَدِ أَو أَكثَرَ أَصَابَ رَجُلًا مِنَ الجَمَاعَةِ الفَالِجُ وَ صَارَ كَأَنّهُ قِطعَةُ لَحمٍ قَالَ وَ جَعَلَ


صفحه : 409

يُنَاشِدُنَا بِاللّهِ أَن لَا نُخَلّيَهُ وَ أَن نَحمِلَهُ إِلَي المَشهَدِ فَقَامَ عَلَيهِ مَن يُرَاعِيهِ وَ يُحَافِظُهُ عَلَي البَهِيمَةِ فَلَمّا دَخَلنَا الحَضرَةَ وَضَعنَاهُ عَلَي ثَوبٍ وَ أَخَذَ رَجُلَانِ مِنّا طرَفَيَ‌ِ الثّوبِ وَ رَفَعنَاهُ عَلَي القَبرِ وَ كَانَ يَدعُو وَ يَتَضَرّعُ وَ يبَكيِ‌ وَ يَبتَهِلُ وَ يُقسِمُ عَلَي اللّهِ بِحَقّ الحُسَينِ أَن يَهَبَ لَهُ العَافِيَةَ قَالَ فَلَمّا وُضِعَ الثّوبُ عَلَي الأَرضِ جَلَسَ الرّجُلُ وَ مَشَي وَ كَأَنّمَا نُشِطَ مِن عِقَالٍ