صفحه : 1
2- فلما كان الغداة أمر الحسين ع بفسطاطه فضرب وأمر بجفنة فيهامسك كثير فجعل فيهانورة ثم دخل ليطلي فروي أن برير بن خضير الهمداني و عبدالرحمن بن عبدربه الأنصاري وقفا علي باب الفسطاط ليطليا بعده فجعل برير يضاحك عبدالرحمن فقال له عبدالرحمن يابرير أتضحك ما هذه ساعة باطل فقال برير لقد علم قومي أنني ماأحببت الباطل كهلا و لاشابا وإنما أفعل ذلك استبشارا بما نصير إليه فو الله ما هو إلا أن نلقي هؤلاء القوم بأسيافنا نعاجلهم ساعة ثم نعانق الحور العين .
رَجَعنَا إِلَيرِوَايَةِ المُفِيدِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إنِيّ جَالِسٌ فِي تِلكَ اللّيلَةِ التّيِ قُتِلَ أَبِي فِي صَبِيحَتِهَا وَ عنِديِ عمَتّيِ زَينَبُ تمُرَضّنُيِ إِذِ اعتَزَلَ أَبِي فِي خِبَاءٍ لَهُ وَ عِندَهُ فُلَانٌ مَولَي أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ وَ هُوَ يُعَالِجُ سَيفَهُ وَ يُصلِحُهُ
صفحه : 2
وَ أَبِي يَقُولُ
يَا دَهرُ أُفّ لَكَ مِن خَلِيلٍ | كَم لَكَ بِالإِشرَاقِ وَ الأَصِيلِ |
مِن صَاحِبٍ وَ طَالِبٍ قَتِيلٍ | وَ الدّهرُ لَا يَقنَعُ بِالبَدِيلِ |
وَ إِنّمَا الأَمرُ إِلَي الجَلِيلِ | وَ كُلّ حيَّ سَالِكٌ سبَيِليِ |
فَأَعَادَهَا مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً حَتّي فَهِمتُهَا وَ عَلِمتُ مَا أَرَادَ فخَنَقَتَنيَِ العَبرَةُ فَرَدَدتُهَا وَ لَزِمتُ السّكُوتَ وَ عَلِمتُ أَنّ البَلَاءَ قَد نَزَلَ وَ أَمّا عمَتّيِ فَلَمّا سَمِعَت مَا سَمِعتُ وَ هيَِ امرَأَةٌ وَ مِن شَأنِ النّسَاءِ الرّقّةُ وَ الجَزَعُ فَلَم تَملِك نَفسَهَا أَن وَثَبَت تَجُرّ ثَوبَهَا وَ هيَِ حَاسِرَةٌ حَتّي انتَهَت إِلَيهِ وَ قَالَت وَا ثُكلَاه لَيتَ المَوتَ أعَدمَنَيَِ الحَيَاةَ اليَومَ مَاتَت أمُيّ فَاطِمَةُ وَ أَبِي عَلِيّ وَ أخَيَِ الحَسَنُ يَا خَلِيفَةَ الماَضيِ وَ ثِمَالَ الباَقيِ فَنَظَرَ إِلَيهَا الحُسَينُ ع وَ قَالَ لَهَا يَا أُختَه لَا يَذهَبَنّ حِلمَكِ الشّيطَانُ وَ تَرَقرَقَت عَينَاهُ بِالدّمُوعِ وَ قَالَ لَو تُرِكَ القَطَا لَيلًا لَنَامَ فَقَالَت يَا وَيلَتَاه أَ فَتَغتَصِبُ نَفسَكَ اغتِصَاباً فَذَلِكَ أَقرَحُ لقِلَبيِ وَ أَشَدّ عَلَي نفَسيِ ثُمّ لَطَمَت وَجهَهَا وَ هَوَت إِلَي جَيبِهَا وَ شَقّتهُ وَ خَرّت مَغشِيّةً عَلَيهَا فَقَامَ إِلَيهَا الحُسَينُ ع فَصَبّ عَلَي وَجهِهَا المَاءَ وَ قَالَ لَهَا يَا أُختَاه اتقّيِ اللّهَ وَ تعَزَيّ بِعَزَاءِ اللّهِ وَ اعلمَيِ أَنّ أَهلَ الأَرضِ يَمُوتُونَ وَ أَهلَ السّمَاءِ لَا يَبقَونَ وَ أَنّ
صفحه : 3
كُلّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلّا وَجهَ اللّهِ تَعَالَي ألّذِي خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهِ وَ يَبعَثُ الخَلقَ وَ يَعُودُونَ وَ هُوَ فَردٌ وَحدَهُ وَ أَبِي خَيرٌ منِيّ وَ أمُيّ خَيرٌ منِيّ وَ أخَيِ خَيرٌ منِيّ وَ لِي وَ لِكُلّ مُسلِمٍ بِرَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ فَعَزّاهَا بِهَذَا وَ نَحوِهِ وَ قَالَ لَهَا يَا أُختَاه إنِيّ أَقسَمتُ عَلَيكِ فأَبَرِيّ قسَمَيِ لَا تشَقُيّ عَلَيّ جَيباً وَ لَا تخَمشِيِ عَلَيّ وَجهاً وَ لَا تدَعيَ عَلَيّ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ إِذَا أَنَا هَلَكتُ ثُمّ جَاءَ بِهَا حَتّي أَجلَسَهَا عنِديِ ثُمّ خَرَجَ إِلَي أَصحَابِهِ فَأَمَرَهُم أَن يَقرَنَ[يُقَرّبَ]بَعضُهُم بُيُوتَهُم مِن بَعضٍ وَ أَن يُدخِلُوا الأَطنَابَ بَعضَهَا فِي بَعضٍ وَ أَن يَكُونُوا بَينَ البُيُوتِ فَيُقبِلُوا القَومَ فِي وَجهٍ وَاحِدٍ وَ البُيُوتُ مِن وَرَائِهِم وَ عَن أَيمَانِهِم وَ عَن شَمَائِلِهِم قَد حَفّت بِهِم إِلّا الوَجهَ ألّذِي يَأتِيهِم مِنهُ عَدُوّهُم وَ رَجَعَ ع إِلَي مَكَانِهِ فَقَامَ لَيلَتَهُ كُلّهَا يصُلَيّ وَ يَستَغفِرُ وَ يَدعُو وَ يَتَضَرّعُ وَ قَامَ أَصحَابُهُ كَذَلِكَ يُصَلّونَ وَ يَدعُونَ وَ يَستَغفِرُونَ
وَ قَالَ فِي المَنَاقِبِ فَلَمّا كَانَ وَقتُ السّحَرِ خَفَقَ الحُسَينُ بِرَأسِهِ خَفقَةً ثُمّ استَيقَظَ فَقَالَ أَ تَعلَمُونَ مَا رَأَيتُ فِي منَاَميِ السّاعَةَ فَقَالُوا وَ مَا ألّذِي رَأَيتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَأَيتُ كَأَنّ كِلَاباً قَد شَدّت عَلَيّ لتِنَهشَنَيِ وَ فِيهَا كَلبٌ أَبقَعُ رَأَيتُهُ أَشَدّهَا عَلَيّ وَ أَظُنّ أَنّ ألّذِي يَتَوَلّي قتَليِ رَجُلٌ أَبرَصُ مِن بَينِ هَؤُلَاءِ القَومِ ثُمّ إنِيّ رَأَيتُ بَعدَ ذَلِكَ جدَيّ رَسُولَ اللّهِص وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لِي يَا بنُيَّ أَنتَ شَهِيدُ آلِ مُحَمّدٍ وَ قَدِ استَبشَرَ بِكَ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ أَهلُ الصّفِيحِ الأَعلَي فَليَكُن إِفطَارُكَ عنِديِ اللّيلَةَ عَجّل وَ لَا تُؤَخّر فَهَذَا مَلَكٌ قَد نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ لِيَأخُذَ دَمَكَ فِي قَارُورَةٍ خَضرَاءَ فَهَذَا مَا رَأَيتُ وَ قَد أَزِفَ الأَمرُ وَ اقتَرَبَ الرّحِيلُ مِن هَذِهِ الدّنيَا لَا شَكّ فِي ذَلِكَ
و قال المفيد قال الضحاك بن عبد الله ومرت بنا خيل لابن سعد تحرسنا و إن حسينا ع ليقرأوَ لا يَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّما نمُليِ لَهُم خَيرٌ لِأَنفُسِهِم إِنّما نمُليِ لَهُم لِيَزدادُوا إِثماً وَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ ما كانَ اللّهُ لِيَذَرَ المُؤمِنِينَ عَلي ما أَنتُم عَلَيهِ
حَتّي يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِفسمعها من تلك الخيل رجل يقال له عبد الله ابن سمير و كان مضحاكا و كان شجاعا بطلا فارسا شريفا فاتكا فقال نحن ورب الطيبون ميزنا بكم فقال له برير بن الخضير يافاسق أنت يجعلك الله من الطيبين قال له من أنت ويلك قال أنابرير بن الخضير فتسابا. وأصبح الحسين فعبأ أصحابه بعدصلاة الغداة و كان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا و قال محمد بن أبي طالب و في رواية أخري اثنان وثمانون راجلا و قال السيد
روُيَِ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُم كَانُوا خَمسَةً وَ أَربَعِينَ فَارِساً وَ مِائَةَ رَاجِلٍ
وكذا قال ابن نما و قال المفيد فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه وأعطي رايته العباس أخاه وجعلوا البيوت في ظهورهم وأمر بحطب وقصب كان من وراء البيوت أن يترك في خندق كان قدحفر هناك و أن يحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم . وأصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم و هو يوم الجمعة وقيل يوم السبت فعبأ أصحابه وخرج فيمن معه من الناس نحو الحسين و كان علي ميمنته عمرو بن الحجاج و علي ميسرته شمر بن ذي الجوشن و علي الخيل عروة بن قيس و علي الرجالة شبث بن ربعي وأعطي الراية دريدا مولاه و قال محمد بن أبي طالب وكانوا نيفا علي اثنين وعشرين ألفا و في رواية عن الصادق ع ثلاثين ألفا.
قَالَ المُفِيدُ وَ روُيَِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ أَنّهُ قَالَ لَمّا أَصبَحَتِ الخَيلُ تُقبِلُ عَلَي الحُسَينِ ع رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ أَنتَ ثقِتَيِ فِي كُلّ كَربٍ وَ رجَاَئيِ فِي كُلّ شِدّةٍ وَ أَنتَ لِي فِي كُلّ أَمرٍ نَزَلَ بيِ ثِقَةٌ وَ عُدّةٌ كَم مِن كَربٍ يَضعُفُ عَنهُ الفُؤَادُ وَ تَقِلّ فِيهِ الحِيلَةُ وَ يَخذُلُ فِيهِ الصّدِيقُ وَ يَشمُتُ فِيهِ العَدُوّ أَنزَلتُهُ بِكَ وَ شَكَوتُهُ إِلَيكَ رَغبَةً منِيّ إِلَيكَ عَمّن سِوَاكَ فَفَرّجتَهُ وَ كَشَفتَهُ فَأَنتَ ولَيِّ كُلّ نِعمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلّ حَسَنَةٍ وَ مُنتَهَي كُلّ رَغبَةٍ قَالَ فَأَقبَلَ القَومُ يَجُولُونَ حَولَ بَيتِ الحُسَينِ فَيَرَونَ الخَندَقَ فِي ظُهُورِهِم
صفحه : 5
وَ النّارُ تَضطَرِمُ فِي الحَطَبِ وَ القَصَبِ ألّذِي كَانَ ألُقيَِ فِيهِ فَنَادَي شِمرُ بنُ ذيِ الجَوشَنِ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا حُسَينُ أَ تَعَجّلتَ بِالنّارِ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ فَقَالَ الحُسَينُ ع مَن هَذَا كَأَنّهُ شِمرُ بنُ ذيِ الجَوشَنِ فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَاعِيَةِ المِعزَي أَنتَأَولي بِها صِلِيّا وَ رَامَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ أَن يَرمِيَهُ بِسَهمٍ فَمَنَعَهُ الحُسَينُ ع مِن ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ دعَنيِ حَتّي أَرمِيَهُ فَإِنّ الفَاسِقَ مِن أَعدَاءِ اللّهِ وَ عُظَمَاءِ الجَبّارِينَ وَ قَد أَمكَنَ اللّهُ مِنهُ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع لَا تَرمِهِ فإَنِيّ أَكرَهُ أَن أَبدَأَهُم بِقِتَالٍ
. وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ رَكِبَ أَصحَابُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَقَرّبَ إِلَي الحُسَينِ فَرَسَهُ فَاستَوَي عَلَيهِ وَ تَقَدّمَ نَحوَ القَومِ فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ وَ بَينَ يَدَيهِ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع كَلّمِ القَومَ فَتَقَدّمَ بُرَيرٌ فَقَالَ يَا قَومِ اتّقُوا اللّهَ فَإِنّ ثَقَلَ مُحَمّدٍ قَد أَصبَحَ بَينَ أَظهُرِكُم هَؤُلَاءِ ذُرّيّتُهُ وَ عِترَتُهُ وَ بَنَاتُهُ وَ حَرَمُهُ فَهَاتُوا مَا عِندَكُم وَ مَا ألّذِي تُرِيدُونَ أَن تَصنَعُوهُ بِهِم فَقَالُوا نُرِيدُ أَن نُمَكّنَ مِنهُمُ الأَمِيرَ ابنَ زِيَادٍ فَيَرَي رَأيَهُ فِيهِم فَقَالَ لَهُم بُرَيرٌ أَ فَلَا تَقبَلُونَ مِنهُم أَن يَرجِعُوا إِلَي المَكَانِ ألّذِي جَاءُوا مِنهُ وَيلَكُم يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَ نَسِيتُم كُتُبَكُم وَ عُهُودَكُمُ التّيِ أَعطَيتُمُوهَا وَ أَشهَدتُمُ اللّهَ عَلَيهَا يَا وَيلَكُم أَ دَعَوتُم أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم وَ زَعَمتُم أَنّكُم تَقتُلُونَ أَنفُسَكُم دُونَهُم حَتّي إِذَا أَتَوكُم أَسلَمتُمُوهُم إِلَي ابنِ زِيَادٍ وَ حَلّأتُمُوهُم عَن مَاءِ الفُرَاتِ بِئسَ مَا خَلّفتُم نَبِيّكُم فِي ذُرّيّتِهِ مَا لَكُم لَا سَقَاكُمُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ فَبِئسَ القَومُ أَنتُم. فَقَالَ لَهُ نَفَرٌ مِنهُم يَا هَذَا مَا ندَريِ مَا تَقُولُ فَقَالَ بُرَيرٌ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي زاَدنَيِ فِيكُم بَصِيرَةً أللّهُمّ إنِيّ أَبرَأُ إِلَيكَ مِن فِعَالِ هَؤُلَاءِ القَومِ أللّهُمّ أَلقِ بَأسَهُم بَينَهُم حَتّي يَلقَوكَ وَ أَنتَ عَلَيهِم غَضبَانُ فَجَعَلَ القَومُ يَرمُونَهُ بِالسّهَامِ فَرَجَعَ بُرَيرٌ إِلَي وَرَائِهِ.
وتقدم الحسين ع حتي وقف بإزاء القوم فجعل ينظر إلي صفوفهم كأنهم السيل ونظر إلي ابن سعد واقفا في صناديد الكوفة فقال الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ الدّنيَا فَجَعَلَهَا دَارَ فَنَاءٍ وَ زَوَالٍ مُتَصَرّفَةً بِأَهلِهَا حَالًا بَعدَ حَالٍ فَالمَغرُورُ مَن غَرّتهُ
صفحه : 6
وَ الشقّيِّ مَن فَتَنَتهُ فَلَا تَغُرّنّكُم هَذِهِ الدّنيَا فَإِنّهَا تَقطَعُ رَجَاءَ مَن رَكَنَ إِلَيهَا وَ تُخَيّبُ طَمَعَ مَن طَمِعَ فِيهَا وَ أَرَاكُم قَدِ اجتَمَعتُم عَلَي أَمرٍ قَد أَسخَطتُمُ اللّهَ فِيهِ عَلَيكُم وَ أَعرَضَ بِوَجهِهِ الكَرِيمِ عَنكُم وَ أَحَلّ بِكُم نَقِمَتَهُ وَ جَنّبَكُم رَحمَتَهُ فَنِعمَ الرّبّ رَبّنَا وَ بِئسَ العَبِيدُ أَنتُم أَقرَرتُم بِالطّاعَةِ وَ آمَنتُم بِالرّسُولِ مُحَمّدٍص ثُمّ إِنّكُم زَحَفتُم إِلَي ذُرّيّتِهِ وَ عِترَتِهِ تُرِيدُونَ قَتلَهُم لَقَدِ استَحوَذَ عَلَيكُمُ الشّيطَانُ فَأَنسَاكُم ذِكرَ اللّهِ العَظِيمِ فَتَبّاً لَكُم وَ لِمَا تُرِيدُونَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَهَؤُلَاءِ قَومٌكَفَرُوا بَعدَ إِيمانِهِمفَبُعداً لِلقَومِ الظّالِمِينَ. فَقَالَ عُمَرُ وَيلَكُم كَلّمُوهُ فَإِنّهُ ابنُ أَبِيهِ وَ اللّهِ لَو وَقَفَ فِيكُم هَكَذَا يَوماً جَدِيداً لَمَا انقَطَعَ وَ لَمَا حُصِرَ فَكَلّمُوهُ فَتَقَدّمَ شِمرٌ لَعَنَهُ اللّهُ فَقَالَ يَا حُسَينُ مَا هَذَا ألّذِي تَقُولُ أَفهِمنَا حَتّي نَفهَمَ فَقَالَ أَقُولُ اتّقُوا اللّهَ رَبّكُم وَ لَا تقَتلُوُنيِ فَإِنّهُ لَا يَحِلّ لَكُم قتَليِ وَ لَا انتِهَاكُ حرُمتَيِ فإَنِيّ ابنُ بِنتِ نَبِيّكُم وَ جدَتّيِ خَدِيجَةُ زَوجَةُ نَبِيّكُم وَ لَعَلّهُ قَد بَلَغَكُم قَولُ نَبِيّكُم الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ بِرِوَايَةِ المُفِيدِ. وَ قَالَ المُفِيدُ وَ دَعَا الحُسَينُ ع بِرَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا وَ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ يَا أَهلَ العِرَاقِ وَ جُلّهُم يَسمَعُونَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ اسمَعُوا قوَليِ وَ لَا تَعجَلُوا حَتّي أَعِظَكُم بِمَا يَحِقّ لَكُم عَلَيّ وَ حَتّي أَعذِرَ عَلَيكُم فَإِن أعَطيَتمُوُنيَِ النّصَفَ كُنتُم بِذَلِكَ أَسعَدَ وَ إِن لَم تعُطوُنيَِ النّصَفَ مِن أَنفُسِكُم فَأَجمِعُوا رَأيَكُمثُمّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمّةً ثُمّ اقضُوا إلِيَّ وَ لا تُنظِرُونِإِنّ ولَيِيَّ اللّهُ ألّذِي نَزّلَ الكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلّي الصّالِحِينَ. ثُمّ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكَرَ اللّهَ بِمَا هُوَ أَهلُهُ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ وَ عَلَي مَلَائِكَتِهِ وَ عَلَي أَنبِيَائِهِ فَلَم يُسمَع مُتَكَلّمٌ قَطّ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ أَبلَغُ مِنهُ فِي مَنطِقٍ. ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فاَنسبُوُنيِ فَانظُرُوا مَن أَنَا ثُمّ رَاجِعُوا أَنفُسَكُم وَ عَاتِبُوهُم فَانظُرُوا هَل يَصلُحُ لَكُم قتَليِ وَ انتِهَاكُ حرُمتَيِ أَ لَستُ ابنَ نَبِيّكُم وَ ابنَ وَصِيّهِ وَ ابنَ عَمّهِ وَ أَوّلِ مُؤمِنٍ مُصَدّقٍ لِرَسُولِ اللّهِص بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ رَبّهِ أَ وَ لَيسَ حَمزَةُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ عمَيّ أَ وَ لَيسَ جَعفَرٌ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ بِجَنَاحَينِ عمَيّ أَ وَ لَم
صفحه : 7
يَبلُغكُم مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِي وَ لأِخَيِ هَذَانِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَإِن صدَقّتمُوُنيِ بِمَا أَقُولُ وَ هُوَ الحَقّ وَ اللّهِ مَا تَعَمّدتُ كَذِباً مُذ عَلِمتُ أَنّ اللّهَ يَمقُتُ عَلَيهِ أَهلَهُ وَ إِن كذَبّتمُوُنيِ فَإِنّ فِيكُم مَن إِن سَأَلتُمُوهُ عَن ذَلِكَ أَخبَرَكُم اسأَلُوا جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ وَ أَبَا سَعِيدٍ الخدُريِّ وَ سَهلَ بنَ سَعدٍ الساّعدِيِّ وَ زَيدَ بنَ أَرقَمَ وَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يُخبِرُوكُم أَنّهُم سَمِعُوا هَذِهِ المَقَالَةَ مِن رَسُولِ اللّهِص لِي وَ لأِخَيِ أَ مَا فِي هَذَا حَاجِزٌ لَكُم عَن سَفكِ دمَيِ
. فقال له شمر بن ذي الجوشن هويعبد الله علي حرف إن كان يدري ماتقول [ يقول ] فقال له حبيب بن مظاهر و الله إني لأراك تعبد الله علي سبعين حرفا و أناأشهد أنك صادق ماتدري ما يقول قدطبع الله علي قلبك .
ثم قال لهم الحسين ع فَإِن كُنتُم فِي شَكّ مِن هَذَا أَ فَتَشُكّونَ أنَيّ ابنُ بِنتِ نَبِيّكُم فَوَ اللّهِ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ ابنُ بِنتِ نبَيِّ غيَريِ فِيكُم وَ لَا فِي غَيرِكُم وَيحَكُم أَ تطَلبُوُنيِ بِقَتِيلٍ مِنكُم قَتَلتُهُ أَو مَالٍ لَكُمُ استَهلَكتُهُ أَو بِقِصَاصٍ مِن جِرَاحَةٍ فَأَخَذُوا لَا يُكَلّمُونَهُ فَنَادَي يَا شَبَثَ بنَ ربِعيِّ يَا حَجّارَ بنَ أَبجَرَ يَا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ يَا يَزِيدَ بنَ الحَارِثِ أَ لَم تَكتُبُوا إلِيَّ أَن قَد أَينَعَتِ الثّمَارُ وَ اخضَرّ الجَنَابُ وَ إِنّمَا تَقدَمُ عَلَي جُندٍ لَكَ مُجَنّدٍ فَقَالَ لَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ مَا ندَريِ مَا تَقُولُ وَ لَكِنِ انزِل عَلَي حُكمِ بنَيِ عَمّكَ فَإِنّهُم لَن يُرُوكَ إِلّا مَا تُحِبّ فَقَالَ لَهُمُ الحُسَينُ ع لَا وَ اللّهِ لَا أُعطِيكُم بيِدَيِ إِعطَاءَ الذّلِيلِ وَ لَا أُقِرّ لَكُم إِقرَارَ العَبِيدِ. ثُمّ نَادَي يَا عِبَادَ اللّهِإنِيّ عُذتُ برِبَيّ وَ رَبّكُم أَن تَرجُمُونِ وَ أَعُوذُبرِبَيّ وَ رَبّكُم مِن كُلّ مُتَكَبّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ
. ثم إنه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان بعقلها وأقبلوا يزحفون نحوه .
صفحه : 8
و في المناقب روي بإسناده عن عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الله قال لماعبأ عمر بن سعد أصحابه االمحاربة الحسين بن علي ع ورتبهم مراتبهم وأقام الرايات في مواضعها وعبأ أصحاب الميمنة والميسرة فقال لأصحاب القلب اثبتوا. وأحاطوا بالحسين من كل جانب حتي جعلوه في مثل الحلقة فخرج ع حتي أتي الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتي
قال لهم وَيلَكُم مَا عَلَيكُم أَن تُنصِتُوا إلِيَّ فَتَسمَعُوا قوَليِ وَ إِنّمَا أَدعُوكُم إِلَي سَبِيلِ الرّشَادِ فَمَن أطَاَعنَيِ كَانَ مِنَ المُرشَدِينَ وَ مَن عصَاَنيِ كَانَ مِنَ المُهلَكِينَ وَ كُلّكُم عَاصٍ لأِمَريِ غَيرُ مُستَمِعٍ قوَليِ فَقَد مُلِئَت بُطُونُكُم مِنَ الحَرَامِ وَ طُبِعَ عَلَي قُلُوبِكُم وَيلَكُم أَ لَا تُنصِتُونَ أَ لَا تَسمَعُونَ فَتَلَاوَمَ أَصحَابُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بَينَهُم وَ قَالُوا أَنصِتُوا لَهُ.فَقَامَ الحُسَينُ ع ثُمّ قَالَ تَبّاً لَكُم أَيّتُهَا الجَمَاعَةُ وَ تَرَحاً أَ فَحِينَ استَصرَختُمُونَا وَلِهِينَ مُتَحَيّرِينَ فَأَصرَختُكُم مُؤَدّينَ مُستَعِدّينَ سَلَلتُم عَلَينَا سَيفاً فِي رِقَابِنَا وَ حَشَشتُم عَلَينَا نَارَ الفِتَنِ خَبَأَهَا عَدُوّكُم وَ عَدُوّنَا فَأَصبَحتُم إِلباً عَلَي أَولِيَائِكُم وَ يَداً عَلَيهِم لِأَعدَائِكُم بِغَيرِ عَدلٍ أَفشَوهُ فِيكُم وَ لَا أَمَلَ أَصبَحَ لَكُم فِيهِم إِلّا الحَرَامُ مِنَ الدّنيَا أَنَالُوكُم وَ خَسِيسُ عَيشٍ طَمَعتُم فِيهِ مِن غَيرِ حَدَثٍ كَانَ مِنّا لَا رأَيَ تَفَيّلَ لَنَا فَهَلّا لَكُمُ الوَيلَاتُ إِذ كَرِهتُمُونَا وَ تَرَكتُمُونَا تَجَهّزتُمُوهَا وَ السّيفُ لَم يُشهَر وَ الجَأشُ طَامِنٌ وَ الرأّيُ لَم يُستَحصَف وَ لَكِن أَسرَعتُم عَلَينَا كَطَيرَةِ الذّبَابِ وَ تَدَاعَيتُم كتَدَاَعيِ الفَرَاشِ فَقُبحاً لَكُم فَإِنّمَا أَنتُم مِن طَوَاغِيتِ الأُمّةِ وَ شُذَاذِ الأَحزَابِ وَ نَبَذَةِ الكِتَابِ وَ نَفَثَةِ الشّيطَانِ وَ عُصبَةِ الآثَامِ وَ محُرَفّيِ الكِتَابِ وَ مُطفِئِ السّنَنِ وَ قَتَلَةِ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ ومبُيِريِ عِترَةِ الأَوصِيَاءِ وَ ملُحقِيِ العُهّارِ بِالنّسَبِ وَ مؤُذيِ المُؤمِنِينَ وصُرّاخِ أَئِمّةِ المُستَهزِئِينَالّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ. وَ أَنتُم ابنَ حَربٍ وَ أَشيَاعَهُ تَعتَمِدُونَ وَ إِيّانَا تُخَاذِلُونَ أَجَل وَ اللّهِ الخَذلُ فِيكُم مَعرُوفٌ وَشَجَت عَلَيهِ عُرُوقُكُم وَ تَوَارَثَتهُ أُصُولُكُم وَ فُرُوعُكُم وَ ثَبَتَت عَلَيهِ
صفحه : 9
قُلُوبُكُم وَ غُشِيَت صُدُورُكُم فَكُنتُم أَخبَثَ شَيءٍ سِنخاً لِلنّاصِبِ وَ أُكلَةً لِلغَاصِبِ أَلَا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي النّاكِثِينَ الّذِينَ يَنقُضُونَالأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًافَأَنتُم وَ اللّهِ هُم.أَلَا إِنّ الدعّيِّ ابنَ الدعّيِّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ بَينَ القلة[السّلّةِ] وَ الذّلّةِ وَ هَيهَاتَ مَا آخُذُ الدّنِيّةَ أَبَي اللّهُ ذَلِكَ وَ رَسُولُهُ وَ جُدُودٌ طَابَت وَ حُجُورٌ طَهُرَت وَ أُنُوفٌ حَمِيّةٌ وَ نُفُوسٌ أَبِيّةٌ لَا تُؤثِرُ مَصَارِعَ اللّئَامِ عَلَي مَصَارِعِ الكِرَامِ أَلَا قَد أَعذَرتُ وَ أَنذَرتُ أَلَا إنِيّ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الأُسرَةِ عَلَي قِلّةِ العَتَادِ وَ خُذَلَةِ الأَصحَابِ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ
فَإِن نَهزِم فَهَزّامُونَ قِدماً | وَ إِن نُهزَم فَغَيرُ مُهَزّمِينَا |
وَ مَا إِن طِبّنَا جُبنٌ وَ لَكِن | مَنَايَانَا وَ دَولَةُ آخَرِينَا |
أَلَا ثُمّ لَا تَلبَثُونَ بَعدَهَا إِلّا كَرَيثِ مَا يُركَبُ الفَرَسُ حَتّي تَدُورَ بِكُمُ الرّحَي عَهدٌ عَهِدَهُ إلِيَّ أَبِي عَن جدَيّفَأَجمِعُوا أَمرَكُم وَ شُرَكاءَكُمثُمّ كِيدُونِجَمِيعاًفَلا تُنظِرُونِإنِيّ تَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ ربَيّ وَ رَبّكُم ما مِن دَابّةٍ إِلّا هُوَ آخِذٌ
صفحه : 10
بِناصِيَتِها إِنّ ربَيّ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ أللّهُمّ احبِس عَنهُم قَطرَ السّمَاءِ وَ ابعَث عَلَيهِم سِنِينَ كسَنِيِ يُوسُفَ وَ سَلّط عَلَيهِم غُلَامَ ثَقِيفٍ يَسقِيهِم كَأساً مُصَبّرَةً وَ لَا يَدَعُ فِيهِم أَحَداً إِلّا قَتَلَهُ قَتلَةً بِقَتلَةٍ وَ ضَربَةً بِضَربَةٍ يَنتَقِمُ لِي وَ لأِوَليِاَئيِ وَ أَهلِ بيَتيِ وَ أشَياَعيِ مِنهُم فَإِنّهُم غَرّونَا وَ كَذّبُونَا وَ خَذَلُونَا وَ أَنتَ رَبّنَاعَلَيكَ تَوَكّلنا وَ إِلَيكَ أَنَبنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ. ثُمّ قَالَ أَينَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ادعُوا لِي عُمَرَ فدَعُيَِ لَهُ وَ كَانَ كَارِهاً لَا يُحِبّ أَن يَأتِيَهُ فَقَالَ يَا عُمَرُ أَنتَ تقَتلُنُيِ تَزعُمُ أَن يُوَلّيَكَ الدعّيِّ ابنُ الدعّيِّ بِلَادَ الريّّ وَ جُرجَانَ وَ اللّهِ لَا تَتَهَنّأُ بِذَلِكَ أَبَداً عَهداً مَعهُوداً فَاصنَع مَا أَنتَ صَانِعٌ فَإِنّكَ لَا تَفرَحُ بعَديِ بِدُنيَا وَ لَا آخِرَةٍ وَ لكَأَنَيّ بِرَأسِكَ عَلَي قَصَبَةٍ قَد نُصِبَ بِالكُوفَةِ يَتَرَامَاهُ الصّبيَانُ وَ يَتّخِذُونَهُ غَرَضاً بَينَهُم
.فاغتاظ عمر من كلامه ثم صرف بوجهه عنه ونادي بأصحابه ماتنتظرون به احملوا بأجمعكم إنما هي أكلة واحدة ثم إن الحسين دعا بفرس رسول الله المرتجز فركبه وعبأ أصحابه .أقول قدروي الخطبة في تحف العقول نحوا مما مر ورواه السيد بتغيير واختصار وستأتي برواية الإحتجاج أيضا. ثم قال المفيد رحمه الله فلما رأي الحر بن يزيد أن القوم قدصمموا علي قتال الحسين ع قال لعمر بن سعد أي عمر أمقاتل أنت هذا الرجل قال إي و الله قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرءوس وتطيح الأيدي قال أفما لكم فيما عرضه عليكم رضي قال عمر أما لو كان الأمر إلي لفعلت ولكن أميرك قدأبي فأقبل الحر حتي وقف من الناس موقفا ومعه رجل من قومه يقال له قرة بن قيس فقال له ياقرة هل سقيت فرسك اليوم قال لا قال فما تريد أن تسقيه قال قرة فظننت و الله أنه يريد أن يتنحي و لايشهد القتال فكره أن أراه حين يصنع ذلك فقلت له لم أسقه و أنامنطلق فأسقيه فاعتزل ذلك المكان ألذي كان فيه فو الله لو أنه
صفحه : 11
اطلعني علي ألذي يريد لخرجت معه إلي الحسين .فأخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا فقال له مهاجر بن أوس ماتريد يا ابن يزيد أتريد أن تحمل فلم يجبه فأخذه مثل الأفكل وهي الرعدة فقال له المهاجر إن أمرك لمريب و الله مارأيت منك في موقف قط مثل هذا و لوقيل لي من أشجع أهل الكوفة لماعدوتك فما هذا ألذي أري منك فقال له الحر إني و الله أخير نفسي بين الجنة والنار فو الله لاأختار علي الجنة شيئا و لوقطعت وأحرقت . ثم ضرب فرسه فلحق الحسين ع فقال له جعلت فداك يا ابن رسول الله أناصاحبك ألذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذاالمكان و ماظننت أن القوم يردون عليك ماعرضته عليهم و لايبلغون منك هذه المنزلة و الله لوعلمت أنهم ينتهون بك إلي ماركبت مثل ألذي ركبت و أناتائب إلي الله مما صنعت فتري لي من ذلك توبة فقال له الحسين ع نعم يتوب الله عليك فانزل فقال أنا لك فارسا خير مني راجلا أقاتلهم علي فرسي ساعة و إلي النزول مايصير آخر أمري فقال له الحسين ع فاصنع يرحمك الله مابدا لك .فاستقدم أمام الحسين ع فقال يا أهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر أدعوتم هذاالعبد الصالح حتي إذاأتاكم أسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأخذتم بكلكله وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه إلي بلاد الله العريضة فصار كالأسير في أيديكم لايملك لنفسه نفعا و لايدفع عنها ضرا وحلّأتموه ونساءه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري تشربه اليهود والنصاري والمجوس وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابهم وها هم قدصرعهم العطش بئسما خلفتم محمدا في ذريته لاسقاكم الله يوم الظمأ.
صفحه : 12
فحمل عليه رجال يرمونه بالنبل فأقبل حتي وقف أمام الحسين ع ونادي عمر بن سعد يادريد أدن رايتك فأدناها ثم وضع سهما في كبد قوسه ثم رمي و قال اشهدوا أني أول من رمي الناس . و قال محمد بن أبي طالب فرمي أصحابه كلهم فما بقي من أصحاب الحسين ع إلاأصابه من سهامهم قيل فلما رموهم هذه الرمية قل أصحاب الحسين ع وقتل في هذه الحملة خمسون رجلا
و قال السيد فقال ع لأصحابه قُومُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ إِلَي المَوتِ ألّذِي لَا بُدّ مِنهُ فَإِنّ هَذِهِ السّهَامَ رُسُلُ القَومِ إِلَيكُم فَاقتَتَلُوا سَاعَةً مِنَ النّهَارِ حَملَةً وَ حَملَةً حَتّي قُتِلَ مِن أَصحَابِ الحُسَينِ ع جَمَاعَةٌ قَالَ فَعِندَهَا ضَرَبَ الحُسَينُ ع يَدَهُ عَلَي لِحيَتِهِ وَ جَعَلَ يَقُولُ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي اليَهُودِ إِذ جَعَلُوا لَهُ وَلَداً وَ اشتَدّ غَضَبُهُ عَلَي النّصَارَي إِذ جَعَلُوهُ ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَ اشتَدّ غَضَبُهُ عَلَي المَجُوسِ إِذ عَبَدُوا الشّمسَ وَ القَمَرَ دُونَهُ وَ اشتَدّ غَضَبُهُ عَلَي قَومٍ اتّفَقَت كَلِمَتُهُم عَلَي قَتلِ ابنِ بِنتِ نَبِيّهِم أَمَا وَ اللّهِ لَا أُجِيبُهُم إِلَي شَيءٍ مَمّا يُرِيدُونَ حَتّي أَلقَي اللّهَ تَعَالَي وَ أَنَا مُخَضّبٌ بدِمَيِ
وَ روُيَِ عَن مَولَانَا الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ أَبِي ع يَقُولُ لَمّا التَقَي الحُسَينُ ع وَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ قَامَتِ الحَربُ أُنزِلَ النّصرُ حَتّي رَفرَفَ عَلَي رَأسِ الحُسَينِ ع ثُمّ خُيّرَ بَينَ النّصرِ عَلَي أَعدَائِهِ وَ بَينَ لِقَاءِ اللّهِ تَعَالَي فَاختَارَ لِقَاءَ اللّهِ تَعَالَي قَالَ الراّويِ ثُمّ صَاحَ ع أَ مَا مِن مُغِيثٍ يُغِيثُنَا لِوَجهِ اللّهِ أَ مَا مِن ذَابّ يَذُبّ عَن حَرَمِ رَسُولِ اللّهِ
و قال المفيد رحمه الله وتبارزوا فبرز يسار مولي زياد بن أبي سفيان وبرز إليه عبد الله بن عمير فقال له يسار من أنت فانتسب له فقال لست أعرفك حتي يخرج إلي زهير بن القين أوحبيب بن مظاهر فقال عبد الله بن عمير يا ابن الفاعلة
صفحه : 13
وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ثم شد عليه فضربه بسيفه حتي برد وإنه لمشغول بضربة إذ شد عليه سالم مولي عبيد الله بن زياد فصاحوا به قدرهقك العبد فلم يشعر حتي غشيه فبدره بضربة اتقاها ابن عمير بيده اليسري فأطارت أصابع كفه ثم شد عليه فضربه حتي قتله وأقبل و قدقتلهما جميعا و هويرتجز و يقول
إن تنكروني فأنا ابن كلب | أناامرؤ ذو مرة وعصب |
ولست بالخوار عندالنكب |
وحمل عمرو بن الحجاج علي ميمنة أصحاب الحسين ع فيمن كان معه من أهل الكوفة فلما دنا من الحسين ع جثوا له علي الركب وأشرعوا الرماح نحوهم فلم تقدم خيلهم علي الرماح فذهبت الخيل لترجع فرشقهم أصحاب الحسين ع بالنبل فصرعوا منهم رجالا وجرحوا منهم آخرين وجاء رجل من بني تميم يقال له عبد الله بن خوزة فأقدم علي عسكر الحسين ع فناداه القوم إلي أين ثكلتك أمك فقال إني أقدم علي رب رحيم وشفيع مطاع فقال الحسين ع لأصحابه من هذافقيل له هذا ابن خوزة التميمي فقال أللهم جره إلي النار فاضطرب به فرسه في جدول فوقع وتعلقت رجله اليسري في الركاب وارتفعت اليمني وشد عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمني فأطارت وعدا به فرسه فضرب برأسه كل حجر و كل شجر حتي مات وعجل الله بروحه إلي النار ونشب القتال فقتل من الجميع جماعة. و قال محمد بن أبي طالب وصاحب المناقب و ابن الأثير في الكامل ورواياتهم متقاربة أن الحر أتي الحسين ع فقال يا ابن رسول الله كنت أول خارج عليك فائذن لي لأكون أول قتيل بين يديك وأول من يصافح جدك غدا وإنما قال الحر لأكون أول قتيل بين يديك والمعني يكون أول قتيل من المبارزين و إلا فإن جماعة كانوا قدقتلوا في الحملة الأولي كماذكر فكان أول من تقدم إلي
صفحه : 14
براز القوم وجعل ينشد و يقول
إني أناالحر ومأوي الضيف | أضرب في أعناقكم بالسيف |
عن خير من حل بأرض الخيف | أضربكم و لاأري من حيف |
وروي أن الحر لمالحق بالحسين ع قال رجل من تميم يقال له يزيد بن سفيان أما و الله لولحقته لأتبعته السنان فبينما هويقاتل و إن فرسه لمضروب علي أذنيه وحاجبيه و إن الدماء لتسيل إذ قال الحصين يايزيد هذاالحر ألذي كنت تتمناه قال نعم فخرج إليه فما لبث الحر أن قتله وقتل أربعين فارسا وراجلا فلم يزل يقاتل حتي عرقب فرسه وبقي راجلا و هو يقول
إني أناالحر ونجل الحر | أشجع من ذي لبد هزبر |
ولست بالجبان عندالكر | لكنني الوقاف عندالفر |
ثم لم يزل يقاتل حتي قتل رحمه الله فاحتمله أصحاب الحسين ع حتي وضعوه بين يدي الحسين ع و به رمق فجعل الحسين يمسح وجهه و يقول أنت الحر كماسمتك أمك و أنت الحر في الدنيا و أنت الحر في الآخرة ورثاه رجل من أصحاب الحسين ع وقيل بل رثاه علي بن الحسين ع
لنعم الحر حر بني رياح | صبور عندمختلف الرماح |
ونعم الحر إذ نادي حسينا | فجاد بنفسه عندالصياح |
فيا ربي أضفه في جنان | وزوجه مع الحور الملاح |
وروي أن الحر كان يقول
آليت لاأقتل حتي أقتلا | أضربهم بالسيف ضربا معضلا |
لاناقل عنهم و لامعللا | لاعاجز عنهم و لامبدلا |
حمي الحسين الماجد المؤملا |
قال المفيد رحمه الله فاشترك في قتله أيوب بن مسرح و رجل آخر من
صفحه : 15
فرسان أهل الكوفة انتهي كلامه . و قال ابن شهرآشوب قتل نيفا وأربعين رجلا منهم و قال ابن نما ورويت بإسنادي أنه قال للحسين ع لماوجهني عبيد الله إليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي أبشر ياحر بخير فالتفت فلم أر أحدا فقلت و الله ما هذه بشارة و أناأسير إلي الحسين و ماأحدث نفسي باتباعك فقال ع لقد أصبت أجرا وخيرا. ثم قالوا و كان كل من أراد الخروج ودع الحسين ع و قال السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه وعليك السلام ونحن خلفك ويقرأ ع فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا. ثم برز برير بن خضير الهمداني بعدالحر و كان من عباد الله الصالحين فبرز و هو يقول
أنابرير و أبي خضير | ليث يروع الأسد عندالزئر |
يعرف فينا الخير أهل الخير | أضربكم و لاأري من ضير |
ذاك فعل الخير من برير |
وجعل يحمل علي القوم و هو يقول اقتربوا مني ياقتلة المؤمنين اقتربوا مني ياقتلة أولاد البدريين اقتربوا مني ياقتلة أولاد رسول رب العالمين وذريته الباقين و كان برير أقرأ أهل زمانه فلم يزل يقاتل حتي قتل ثلاثين رجلا فبرز إليه رجل يقال له يزيد بن معقل فقال لبرير أشهد أنك من المضلين فقال له برير هلم فلندع الله أن يلعن الكاذب منا و أن يقتل المحق منا المبطل فتصاولا فضرب يزيد لبرير ضربة خفيفة لم يعمل شيئا وضربه برير ضربة قدت المغفر ووصلت إلي دماغه فسقط قتيلا قال فحمل رجل من أصحاب ابن زياد فقتل بريرا رحمه الله و كان يقال لقاتله بحير بن أوس الضبي فجال في ميدان الحرب وجعل يقول
سلي تخبري عني و أنت ذميمة | غداة حسين والرماح شوارع |
أ لم آت أقصي ماكرهت و لم يحل | غداة الوغي والروع ما أناصانع |
صفحه : 16
معي مزني لم تخنه كعوبه | وأبيض مشحوذ الغرارين قاطع |
فجردته في عصبة ليس دينهم | كديني وإني بعدذاك لقانع |
و قدصبروا للطعن والضرب حسرا | و قدجالدوا لو أن ذلك نافع |
فأبلغ عبيد الله إذ مالقيته | بأني مطيع للخليفة سامع |
قتلت بريرا ثم جلت لهمة | غداة الوغي لمادعا من يقارع |
قال ثم ذكر له بعد ذلك أن بريرا كان من عباد الله الصالحين وجاءه ابن عم له و قال ويحك يابحير قتلت برير بن خضير فبأي وجه تلقي ربك غدا قال فندم الشقي وأنشأ يقول
فلو شاء ربي ماشهدت قتالهم | و لاجعل النعماء عند ابن جائر |
لقد كان ذا عارا علي وسبة | يعير بهاالأبناء عندالمعاشر |
فيا ليت أني كنت في الرحم حيضة | و يوم حسين كنت ضمن المقابر |
فيا سوأتا ماذا أقول لخالقي | و ماحجتي يوم الحساب القماطر |
ثم برز من بعده وهب بن عبد الله بن حباب الكلبي و قدكانت معه أمه يومئذ فقالت قم يابني فانصر ابن بنت رسول الله فقال أفعل ياأماه و لاأقصر فبرز و هو يقول
إن تنكروني فأنا ابن الكلب | سوف تروني وترون ضربي |
وحملتي وصولتي في الحرب | أدرك ثأري بعدثأر صحبي |
وأدفع الكرب أمام الكرب | ليس جهادي في الوغي باللعب |
صفحه : 17
ثم حمل فلم يزل يقاتل حتي قتل منهم جماعة فرجع إلي أمه وامرأته فوقف عليهما فقال ياأماه أرضيت فقالت مارضيت أوتقتل بين يدي الحسين ع فقالت امرأته بالله لاتفجعني في نفسك فقالت أمه يابني لاتقبل قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن رسول الله فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي الله فرجع قائلا
إني زعيم لك أم وهب | بالطعن فيهم تارة والضرب |
ضرب غلام مؤمن بالرب | حتي يذيق القوم مر الحرب |
إني امرؤ ذو مرة وعصب | ولست بالخوار عندالنكب |
سبي إلهي من عليم حسبي |
فلم يزل يقاتل حتي قتل تسعة عشر فارسا واثني عشر راجلا ثم قطعت يداه فأخذت امرأته عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين حرم رسول الله فأقبل كي يردها إلي النساء فأخذت بجانب ثوبه وقالت لن أعود أوأموت معك فقال الحسين جزيتم من أهل بيتي خيرا ارجعي إلي النساء رحمك الله فانصرفت وجعل يقاتل حتي قتل رضوان الله عليه قال فذهبت امرأته تمسح الدم عن وجهه فبصر بهاشمر فأمر غلاما له فضربها بعمود كان معه فشدخها وقتلها وهي أول امرأة قتلت في عسكر الحسين . ورأيت حديثا أن وهب هذا كان نصرانيا فأسلم هو وأمه علي يدي الحسين فقتل في المبارزة أربعة وعشرين راجلا واثني عشر فارسا ثم أخذ أسيرا فأتي به عمر بن سعد فقال ماأشد صولتك ثم أمر فضربت عنقه ورمي برأسه إلي عسكر الحسين ع فأخذت أمه الرأس فقبلته ثم رمت بالرأس إلي عسكر ابن سعد فأصابت به رجلا فقتلته ثم شدت بعمود الفسطاط فقتلت رجلين فقال لها الحسين ارجعي ياأم وهب أنت وابنك مع رسول الله فإن الجهاد مرفوع عن النساء فرجعت وهي تقول إلهي لاتقطع رجائي فقال لها الحسين ع لايقطع الله رجاك ياأم وهب .
صفحه : 18
ثم برز من بعده عمرو بن خالد الأزدي و هو يقول
إليك يانفس إلي الرحمن | فأبشري بالروح والريحان |
اليوم تجزين علي الإحسان | قد كان منك غابر الزمان |
ماخط في اللوح لدي الديان | لاتجرعي فكل حي فان |
والصبر أحظي لك بالأماني | يامعشر الأزد بني قحطان |
ثم قاتل حتي قتل رحمه الله و في المناقب ثم تقدم ابنه خالد بن عمرو و هويرتجز و يقول
صبرا علي الموت بني قحطان | كي ماتكونوا في رضي الرحمن |
ذي المجد والعزة والبرهان | وذي العلي والطول والإحسان |
ياأبتا قدصرت في الجنان | في قصر رب حسن البنيان |
ثم تقدم فلم يزل يقاتل حتي قتل رحمة الله عليه و قال محمد بن أبي طالب ثم برز من بعده سعد بن حنظلة التميمي و هو يقول
صبرا علي الأسياف والأسنة | صبرا عليها لدخول الجنة |
وحور عين ناعمات هنه | لمن يريد الفوز لابالظنة |
يانفس للراحة فاجهدنه | و في طلاب الخير فارغبنه |
ثم حمل وقاتل قتالا شديدا ثم قتل رضوان الله عليه . وخرج من بعده عمير بن عبد الله المذحجي و هويرتجز و يقول
قدعلمت سعد وحي مذحج | أني لدي الهيجاء ليث محرج |
أعلو بسيفي هامة المدجج | وأترك القرن لدي التعرج |
ريسة الضبع الأزل الأعرج |
صفحه : 19
و لم يزل يقاتل حتي قتله مسلم الضبابي و عبد الله البجلي. ثم برز من بعده مسلم بن عوسجة رحمة الله و هويرتجز
إن تسألوا عني فإني ذو لبد | من فرع قوم من ذري بني أسد |
فمن بغانا حائد عن الرشد | وكافر بدين جبار صمد |
ثم قاتل قتالا شديدا. و قال المفيد وصاحب المناقب بعد ذلك و كان نافع بن هلال البجلي يقاتل قتالا شديدا ويرتجز و يقول
أنا ابن هلال البجلي | أنا علي دين علي |
ودينه دين النبي |
فبرز إليه رجل من بني قطيعة و قال المفيد هومزاحم بن حريث فقال أنا علي دين عثمان فقال له نافع أنت علي دين الشيطان فحمل عليه نافع فقتله .فصاح عمرو بن الحجاج بالناس ياحمقي أتدرون من تقاتلون تقاتلون فرسان أهل المصر و أهل البصائر وقوما مستميتين لايبرز منكم إليهم أحد إلاقتلوه علي قتلتهم و الله لو لم ترموهم إلابالحجارة لقتلتموهم فقال له عمر بن سعد لعنه الله الرأي مارأيت فأرسل في الناس من يعزم عليهم أن لايبارزهم رجل منهم و قال لوخرجتم إليهم وحدانا لأتوا عليكم مبارزة. ودنا عمرو بن الحجاج من أصحاب الحسين ع فقال يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم و لاترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام
فقال الحسين ع يَا ابنَ الحَجّاجِ أَ عَلَيّ تُحَرّضُ النّاسَ أَ نَحنُ مَرَقنَا مِنَ الدّينِ وَ أَنتُم ثَبَتّم عَلَيهِ وَ اللّهِ لَتَعلَمُنّ أَيّنَا المَارِقُ مِنَ الدّينِ وَ مَن هُوَ أَولَي بصِلَيِ النّارِ
. ثم حمل عمرو بن الحجاج لعنه الله في ميمنته من نحو الفرات فاضطربوا
صفحه : 20
ساعة فصرع مسلم بن عوسجة وانصرف عمرو وأصحابه وانقطعت الغبرة فإذامسلم صريع و قال محمد بن أبي طالب فسقط إلي الأرض و به رمق فمشي إليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين ع رحمك الله يامسلم فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا ثم دنا منه حبيب فقال يعز علي مصرعك يامسلم أبشر بالجنة فقال له قولا ضعيفا بشرك الله بخير فقال له حبيب لو لاأعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إلي بكل ماأهمك فقال مسلم فإني أوصيك بهذا وأشار إلي الحسين ع فقاتل دونه حتي تموت فقال حبيب لأنعمتك عينا ثم مات رضوان الله عليه . قال وصاحت جارية له ياسيداه يا ابن عوسجتاه فنادي أصحاب ابن سعد مستبشرين قتلنا مسلم بن عوسجة فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله ثكلتكم أمهاتكم أماإنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذلون عزكم أتفرحون بقتل مسلم بن عوسجة أما و ألذي أسلمت له لرب موقف له في المسلمين كريم لقد رأيته يوم آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تلتام خيول المسلمين . ثم حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة فثبتوا له وقاتلهم أصحاب الحسين ع قتالا شديدا وإنما هم اثنان وثلاثون فارسا فلايحملون علي جانب من أهل الكوفة إلاكشفوهم فدعا عمر بن سعد بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة فاقتبلوا حتي دنوا من الحسين وأصحابه فرشقوهم بالنبل فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وقاتلوهم حتي انتصف النهار واشتد القتال و لم يقدروا أن يأتوهم إلا من جانب واحد لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض فأرسل عمر بن سعد الرجال ليقوضوها عن أيمانهم وشمائلهم ليحيطوا بهم وأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون فيشدون علي الرجل يعرض وينهب فيرمونه عن
صفحه : 21
قريب فيصرعونه فيقتلونه . فقال ابن سعد أحرقوها بالنار فأضرموا فيها فقال الحسين ع دعوهم يحرقوها فإنهم إذافعلوا ذلك لم يجوزوا إليكم فكان كما قال ع وقيل أتاه شبث بن ربعي و قال أفزعنا النساء ثكلتك أمك فاستحيا وأخذوا لايقاتلونهم إلا من وجه واحد وشد أصحاب زهير بن القين فقتلوا أباعذرة الضبابي من أصحاب شمر فلم يزل يقتل من أصحاب الحسين الواحد والاثنان فيبين ذلك فيهم لقلتهم ويقتل من أصحاب عمر العشرة فلايبين فيهم ذلك لكثرتهم . فلما رأي ذلك أبوثمامة الصيداوي قال للحسين ع يا أبا عبد الله نفسي لنفسك الفداء هؤلاء اقتربوا منك و لا و الله لاتقتل حتي أقتل دونك وأحب أن ألقي الله ربي و قدصليت هذه الصلاة فرفع الحسين رأسه إلي السماء و قال ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين نعم هذاأول وقتها ثم قال سلوهم أن يكفوا عنا حتي نصلي فقال الحصين بن نمير إنها لاتقبل فقال حبيب بن مظاهر لاتقبل الصلاة زعمت من ابن رسول الله وتقبل منك ياختار فحمل عليه حصين بن نمير وحمل عليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشب به الفرس ووقع عنه الحصين فاحتوشته أصحابه فاستنقذوه فقال الحسين ع لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله تقدما أمامي حتي أصلي الظهر فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتي صلي بهم صلاة الخوف . وروي أن سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم أمام الحسين فاستهدف لهم يرمونه بالنبل كلما أخذ الحسين ع يمينا وشمالا قام بين يديه فما زال يرمي به حتي سقط إلي الأرض و هو يقول أللهم العنهم لعن عاد وثمود أللهم أبلغ نبيك السلام عني وأبلغه مالقيت من ألم الجراح فإني أردت بذلك نصرة ذرية نبيك ثم مات رضوان الله عليه فوجد به ثلاثة عشر سهما سوي ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح .
صفحه : 22
و قال ابن نما وقيل صلي الحسين ع وأصحابه فرادي بالإيماء ثم قالوا ثم خرج عبدالرحمن بن عبد الله اليزني و هو يقول
أنا ابن عبد الله من آل يزن | ديني علي دين حسين وحسن |
أضربكم ضرب فتي من اليمن | أرجو بذاك الفوز عندالمؤتمن |
ثم حمل فقاتل حتي قتل . و قال السيد فخرج عمرو بن قرظة الأنصاري فاستأذن الحسين ع فأذن له فقاتل قتال المشتاقين إلي الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتي قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد وجمع بين سداد وجهاد و كان لايأتي إلي الحسين سهم إلااتقاه بيده و لاسيف إلاتلقاه بمهجته فلم يكن يصل إلي الحسين سوء حتي أثخن بالجراح فالتفت إلي الحسين و قال يا ابن رسول الله أوفيت قال نعم أنت أمامي في الجنة فأقرئ رسول الله مني السلام وأعلمه أني في الأثر فقاتل حتي قتل رضوان الله عليه . و في المناقب أنه كان يقول
قدعلمت كتيبة الأنصار | أن سوف أحمي حوزة الذمار |
ضرب غلام غيرنكس شاري | دون حسين مهجتي وداري |
و قال السيد ثم تقدم جون مولي أبي ذر الغفاري و كان عبدا أسود فقال له الحسين أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلاتبتل بطريقنا فقال يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم و في الشدة أخذلكم و الله إن ريحي لمنتن و إن حسبي للئيم ولوني لأسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي لا و الله لاأفارقكم حتي يختلط هذاالدم الأسود مع دمائكم . و قال محمد بن أبي طالب ثم برز للقتال و هوينشد و يقول
كيف يري الكفار ضرب الأسود | بالسيف ضربا عن بني محمد |
صفحه : 23
أذب عنهم باللسان واليد | أرجو به الجنة يوم المورد |
فوقف عليه الحسين ع و قال أللّهُمّ بَيّض وَجهَهُ وَ طَيّب رِيحَهُ وَ احشُرهُ مَعَ الأَبرَارِ وَ عَرّف بَينَهُ وَ بَينَ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ
وَ روُيَِ عَنِ البَاقِرِ ع عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّ النّاسَ كَانُوا يَحضُرُونَ المَعرَكَةَ وَ يَدفِنُونَ القَتلَي فَوَجَدُوا جَوناً بَعدَ عَشرَةِ أَيّامٍ يَفُوحُ مِنهُ رَائِحَةُ المِسكِ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ
. و قال صاحب المناقب كان رجزه هكذا
كيف يري الفجار ضرب الأسود | بالمشرفي القاطع المهند |
بالسيف صلتا عن بني محمد | أذب عنهم باللسان واليد |
أرجو بذلك الفوز عندالمورد | من الإله الأحد الموحد |
ذ لاشفيع عنده كأحمد |
و قال السيد ثم برز عمرو بن خالد الصيداوي فقال للحسين ع يا أبا عبد الله قدهممت أن ألحق بأصحابي وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا
فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ تَقَدّم فَإِنّا لَاحِقُونَ بِكَ عَن سَاعَةٍ
فتقدم فقاتل حتي قتل . قال وجاء حنظلة بن سعد الشبامي فوقف بين يدي الحسين يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره وأخذ ينادييا قَومِ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم مِثلَ يَومِ الأَحزابِ مِثلَ دَأبِ قَومِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم وَ مَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلماً لِلعِبادِ وَ يا قَومِ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم يَومَ التّنادِ يَومَ تُوَلّونَ مُدبِرِينَ ما لَكُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍ ياقوم لاتقتلوا حسينافَيُسحِتَكُم الله بِعَذابٍ وَ قَد خابَ مَنِ افتَري.
و في المناقب فقال له الحسين يَا ابنَ سَعدٍ إِنّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذَابَ حِينَ رَدّوا عَلَيكَ مَا دَعَوتَهُم إِلَيهِ مِنَ الحَقّ وَ نَهَضُوا إِلَيكَ يَشتِمُونَكَ وَ أَصحَابَكَ فَكَيفَ
صفحه : 24
بِهِمُ الآنَ وَ قَد قَتَلُوا إِخوَانَكَ الصّالِحِينَ
قال صدقت جعلت فداك أ فلانروح إلي ربنا فنلحق بإخواننا
فقال له رُح إِلَي مَا هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا وَ إِلَي مُلكٍ لَا يَبلَي
فقال السلام عليك يا ابن رسول الله صلي الله عليك و علي أهل بيتك وجمع بيننا وبينك في جنته قال آمين آمين ثم استقدم فقاتل قتالا شديدا فحملوا عليه فقتلوه رضوان الله عليه . و قال السيد فتقدم سويد بن عمرو بن أبي المطاع و كان شريفا كثير الصلاة فقاتل قتال الأسد الباسل وبالغ في الصبر علي الخطب النازل حتي سقط بين القتلي و قدأثخن بالجراح فلم يزل كذلك و ليس به حراك حتي سمعهم يقولون قتل الحسين فتحامل وأخرج سكينا من خفه وجعل يقاتل حتي قتل . و قال صاحب المناقب فخرج يحيي بن سليم المازني و هويرتجز و يقول
لأضربن القوم ضربا فيصلا | ضربا شديدا في العداة معجلا |
لاعاجزا فيها و لامولولا | و لاأخاف اليوم موتا مقبلا |
كنني كالليث أحمي أشبلا |
ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله . ثم خرج من بعده قرة بن أبي قرة الغفاري و هويرتجز و يقول
قدعلمت حقا بنو غفار | وخندف بعدبني نزار |
بأني الليث لدي الغيار | لأضربن معشر الفجار |
بكل عضب ذكر بتار | ضربا وجيعا عن بني الأخيار |
هط النبي السادة الأبرار |
قال ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله . وخرج من بعده مالك بن أنس المالكي و هويرتجز و يقول
قدعلمت مالكها والدودان | والخندفيون وقيس عيلان |
بأن قومي آفة الأقران | لدي الوغي وسادة الفرسان |
صفحه : 25
مباشرو الموت بطعن آن | لسنا نري العجز عن الطعان |
آل علي شيعة الرحمن | آل زياد شيعة الشيطان |
ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله و قال ابن نما اسمه أنس بن حارث الكاهلي و في المناقب ثم خرج من بعده عمرو بن مطاع الجعفي هو يقول
أنا ابن جعف و أبي مطاع | و في يميني مرهف قطاع |
وأسمر في رأسه لماع | يري له من ضوئه شعاع |
اليوم قدطاب لنا القراع | دون حسين الضرب والسطاع |
يرجي بذاك الفوز والدفاع | عن حر نار حين لاانتفاع |
ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله وقالوا ثم خرج الحجاج بن مسروق و هومؤذن الحسين ع و يقول
أقدم حسين هاديا مهديا | اليوم تلقي جدك النبيا |
ثم أباك ذا الندا عليا | ذاك ألذي نعرفه وصيا |
و الحسن الخير الرضي الوليا | وذا الجناحين الفتي الكميا |
وأسد الله الشهيد الحيا |
ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله . ثم خرج من بعده زهير بن القين رضي الله عنه و هويرتجز و يقول
أنازهير و أنا ابن القين | أذودكم بالسيف عن حسين |
إن حسينا أحد السبطين | من عترة البر التقي الزين |
ذاك رسول الله غيرالمين | أضربكم و لاأري من شين |
ياليت نفسي قسمت قسمين |
و قال محمد بن أبي طالب فقاتل حتي قتل مائة وعشرين رجلا فشد عليه كثير بن
صفحه : 26
عبد الله الشعبي ومهاجر بن أوس التميمي فقتلاه فقال الحسين ع حين صرع زهير لايبعدك الله يازهير ولعن قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير. ثم خرج سعيد بن عبد الله الحنفي و هويرتجز
أقدم حسين اليوم تلقي أحمدا | وشيخك الحبر عليا ذا الندا |
وحسنا كالبدر وافي الأسعدا | وعمك القوم الهمام الأرشدا |
حمزة ليث الله يدعي أسدا | وذا الجناحين تبوأ مقعدا |
في جنة الفردوس يعلو صعدا |
و قال في المناقب وقيل بل القائل لهذه الأبيات هوسويد بن عمرو بن أبي المطاع قال فلم يزل يقاتل حتي قتل . ثم برز حبيب بن مظاهر الأسدي و هو يقول
أناحبيب و أبي مظهر | فارس هيجاء وحرب تسعر |
وأنتم عندالعديد أكثر | ونحن أعلي حجة وأظهر |
وأنتم عندالوفاء أغدر | ونحن أوفي منكم وأصبر |
قا وأنمي منكم وأعذر |
وقاتل قتالا شديدا و قال أيضا
أقسم لوكنا لكم أعدادا | أوشطركم وليتم الأكتادا |
ياشر قوم حسبا وآدا | وشرهم قدعلموا أندادا |
ثم حمل عليه رجل من بني تميم فطعنه فذهب ليقوم فضربه الحصين بن نمير لعنه الله علي رأسه بالسيف فوقع ونزل التميمي فاجتز رأسه فهد مقتله الحسين
صفحه : 27
ع فقال عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي وقيل بل قتله رجل يقال له بديل بن صريم وأخذ رأسه فعلقه في عنق فرسه فلما دخل مكة رآه ابن حبيب و هوغلام غيرمراهق فوثب إليه فقتله وأخذ رأسه . و قال محمد بن أبي طالب فقتل اثنين وستين رجلا فقتله الحصين بن نمير وعلق رأسه في عنق فرسه . ثم برز هلال بن نافع البجلي و هو يقول
أرمي بهامعلمة أفواقها | والنفس لاينفعها إشفاقها |
مسمومة تجري بهاأخفاقها | ليملأن أرضها رشاقها |
فلم يزل يرميهم حتي فنيت سهامه ثم ضرب يده إلي سيفه فاستله وجعل يقول
أناالغلام اليمني البجلي | ديني علي دين حسين و علي |
إن أقتل اليوم فهذا أملي | فذاك رأيي وألاقي عملي |
فقتل ثلاثة عشر رجلا فكسروا عضديه وأخذ أسيرا فقام إليه شمر فضرب عنقه . قال ثم خرج شاب قتل أبوه في المعركة وكانت أمه معه فقالت له أمه اخرج يابني وقاتل بين يدي ابن رسول الله فخرج فقال الحسين هذاشاب قتل أبوه ولعل أمه تكره خروجه فقال الشاب أمي أمرتني بذلك فبرز و هو يقول
أميري حسين ونعم الأمير | سرور فؤاد البشير النذير |
علي وفاطمة والداه | فهل تعلمون له من نظير |
له طلعة مثل شمس الضحي | له غرة مثل بدر منير |
صفحه : 28
وقاتل حتي قتل وجز رأسه ورمي به إلي عسكر الحسين ع فحملت أمه رأسه وقالت أحسنت يابني ياسرور قلبي و ياقرة عيني ثم رمت برأس ابنها رجلا فقتلته وأخذت عمود خيمته وحملت عليهم وهي تقول
أناعجوز سيدي ضعيفة | خاوية بالية نحيفة |
أضربكم بضربة عنيفة | دون بني فاطمة الشريفة |
وضربت رجلين فقتلتهما فأمر الحسين ع بصرفها ودعا لها. و في المناقب ثم خرج جنادة بن الحارث الأنصاري و هو يقول
أناجناد و أنا ابن الحارث | لست بخوار و لابناكث |
عن بيعتي حتي يرثني وارث | اليوم شلوي في الصعيد ماكث |
قال ثم حمل فلم يزل يقاتل حتي قتل رحمه الله . قال ثم خرج من بعده عمرو بن جنادة و هو يقول
أضق الخناق من ابن هند وارمه | من عامه بفوارس الأنصار |
ومهاجرين مخضبين رماحهم | تحت العجاجة من دم الكفار |
خضبت علي عهد النبي محمد | فاليوم تخضب من دم الفجار |
واليوم تخضب من دماء أراذل | رفضوا القرآن لنصرة الأشرار |
طلبوا بثأرهم ببدر إذ أتوا | بالمرهفات وبالقنا الخطار |
و الله ربي لاأزال مضاربا | في الفاسقين بمرهف بتار |
هذا علي الأزدي حق واجب | في كل يوم تعانق وكرار |
قال ثم خرج عبدالرحمن بن عروة فقال
قدعلمت حقا بنو غفار | وخندف بعدبني نزار |
لنضر بن معشر الفجار | بكل عضب ذكر بتار |
ياقوم ذودوا عن بني الأخيار | بالمشرفي والقنا الخطار |
ثم قاتل حتي قتل رحمه الله . و قال محمد بن أبي طالب وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري معه شوذب مولي
صفحه : 29
شاكر و قال ياشوذب ما في نفسك أن تصنع قال ماأصنع أقاتل حتي أقتل قال ذاك الظن بك فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتي يحتسبك كمااحتسب غيرك فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب فيه الأجر بكل مانقدر عليه فإنه لاعمل بعداليوم وإنما هوالحساب .فتقدم فسلم علي الحسين ع و قال يا أبا عبد الله أما و الله ماأمسي علي وجه الأرض قريب و لابعيد أعز علي و لاأحب إلي منك و لوقدرت علي أن أدفع عنك الضيم أوالقتل بشيء أعز علي من نفسي ودمي لفعلت السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أني علي هداك وهدي أبيك ثم مضي بالسيف نحوهم . قال ربيع بن تميم فلما رأيته مقبلا عرفته و قدكنت شاهدته في المغازي و كان أشجع الناس فقلت أيها الناس هذاأسد الأسود هذا ابن أبي شبيب لايخرجن إليه أحد منكم فأخذ ينادي أ لا رجل أ لا رجل . فقال عمر بن سعد ارضخوه بالحجارة من كل جانب فلما رأي ذلك ألقي درعه ومغفره ثم شد علي الناس فو الله لقد رأيت يطرد أكثر من مائتين من الناس ثم إنهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول أناقتلته والآخر يقول كذلك فقال عمر بن سعد لاتختصموا هذا لم يقتله إنسان واحد حتي فرق بينهم بهذا القول . ثم جاءه عبد الله و عبدالرحمن الغفاريان فقالا يا أبا عبد الله السلام عليك إنه جئنا لنقتل بين يديك وندفع عنك
فقال مَرحَباً بِكُمَا ادنُوَا منِيّ فَدَنَوا[فَدَنَيَا] مِنهُ وَ هُمَا يَبكِيَانِ فَقَالَ يَا ابنيَ أخَيِ مَا يُبكِيكُمَا فَوَ اللّهِ إنِيّ لَأَرجُو أَن تَكُونَا بَعدَ سَاعَةٍ قرَيِريَِ العَينِ فَقَالَا جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ وَ اللّهِ مَا عَلَي أَنفُسِنَا نبَكيِ وَ لَكِن نبَكيِ عَلَيكَ نَرَاكَ قَد أُحِيطَ بِكَ وَ لَا نَقدِرُ عَلَي أَن نَنفَعَكَ فَقَالَ جَزَاكُمَا اللّهُ يَا ابنيَ أخَيِ بِوُجدِكُمَا مِن ذَلِكَ وَ مُوَاسَاتِكُمَا إيِاّيَ بِأَنفُسِكُمَا أَحسَنَ جَزَاءِ المُتّقِينَ ثُمّ استَقدَمَا وَ قَالَا السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ وَ عَلَيكُمَا السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
فقاتلا حتي قتلا.
صفحه : 30
قال ثم خرج غلام تركي كان للحسين ع و كان قارئا للقرآن فجعل يقاتل ويرتجز و يقول
البحر من طعني وضربي يصطلي | والجو من سهمي ونبلي يمتلي |
إذاحسامي في يميني ينجلي | ينشق قلب الحاسد المبجل |
فقتل جماعة ثم سقط صريعا فجاءه الحسين ع فبكي ووضع خده علي خده ففتح عينه فرأي الحسين ع فتبسم ثم صار إلي ربه رضي الله عنه . قال ثم رماهم يزيد بن زياد بن الشعثاء بثمانية أسهم ماأخطأ منها بخمسة أسهم و كان كلما رمي
قال الحسين ع أللّهُمّ سَدّد رَميَتَهُ وَ اجعَل ثَوَابَهُ الجَنّةَ
فحملوا عليه فقتلوه . و قال ابن نما حدث مهران مولي بني كاهل قال شهدت كربلاء مع الحسين ع فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا شديدا لايحمل علي قوم إلاكشفهم ثم يرجع إلي الحسين ع ويرتجز و يقول
أبشر هديت الرشد تلقي أحمدا | في جنة الفردوس تعلو صعدا |
فقلت من هذافقالوا أبوعمرو النهشلي وقيل الخثعمي فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني اللات من ثعلبة فقتله واجتز رأسه و كان أبوعمرو هذامتهجدا كثير الصلاة. وخرج يزيد بن مهاجر فقتل خمسة من أصحاب عمر بالنشاب وصار مع الحسين ع و هو يقول
أنايزيد و أبي المهاجر | كأنني ليث بغيل خادر |
صفحه : 31
يارب إني للحسين ناصر | ولابن سعد تارك وهاجر |
و كان يكني أباالشعشاء من بني بهدلة من كندة. قال وجاء رجل فقال أين الحسين فقال ها أناذا قال أبشر بالنار تردها الساعة
قال بَل أُبشِرُ بِرَبّ رَحِيمٍ وَ شَفِيعٍ مُطَاعٍ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ الأَشعَثِ قَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ عَبدُكَ كَاذِباً فَخُذهُ إِلَي النّارِ وَ اجعَلهُ اليَومَ آيَةً لِأَصحَابِهِ
فما هو إلا أن ثني عنان فرسه فرمي به وثبتت رجله في الركاب فضربه حتي قطعه ووقعت مذاكيره في الأرض فو الله لقد عجبت من سرعة دعائه . ثم جاء آخر فقال أين الحسين فقال ها أناذا قال أبشر بالنار
قال أُبشِرُ بِرَبّ رَحِيمٍ وَ شَفِيعٍ مُطَاعٍ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا شِمرُ بنُ ذيِ الجَوشَنِ قَالَ الحُسَينُ ع اللّهُ أَكبَرُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ كَأَنّ كَلباً أَبقَعَ يَلَغُ فِي دِمَاءِ أَهلِ بيَتيِ وَ قَالَ الحُسَينُ رَأَيتُ كَأَنّ كِلَاباً تنَهشَنُيِ وَ كَأَنّ فِيهَا كَلباً أَبقَعَ كَانَ أَشَدّهُم عَلَيّ وَ هُوَ أَنتَ وَ كَانَ أَبرَصَ
وَ نَقَلتُ مِنَ الترّمذِيِّ قِيلَ لِلصّادِقِ ع كَم تَتَأَخّرُ الرّؤيَا فَذَكَرَ مَنَامَ رَسُولِ اللّهِص فَكَانَ التّأوِيلُ بَعدَ سِتّينَ سَنَةً
. وتقدم سيف بن أبي الحارث بن سريع ومالك بن عبد الله بن سريع الجابريان بطن من همدان يقال لهم بنو جابر أمام الحسين ع ثم التقيا فقالا عليك السلام يا ابن رسول الله فقال عليكما السلام ثم قاتلا حتي قتلا. ثم قال محمد بن أبي طالب وغيره و كان يأتي الحسين ع الرجل بعد الرجل فيقول السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه الحسين و يقول وعليك السلام ونحن خلفك ثم يقرأفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ حتي قتلوا عن آخرهم رضوان الله عليهم و لم يبق مع الحسين إلا أهل بيته . وهكذا يكون المؤمن يؤثر دينه علي دنياه وموته علي حياته في سبيل الله وينصر الحق و إن قتل قال سبحانه وَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِم يُرزَقُونَ.
صفحه : 32
و لماوقف رسول الله ص علي شهداء أحد وفيهم حمزة رضوان الله عليه و قال أَنَا شَهِيدٌ عَلَي هَؤُلَاءِ القَومِ زَمّلُوهُم بِدِمَائِهِم فَإِنّهُم يُحشَرُونَ يَومَ القِيَامَةِ وَ أَودَاجُهُم تَشخَبُ دَماً فَاللّونُ لَونُ الدّمِ وَ الرّيحُ رِيحُ المِسكِ
. و لماقتل أصحاب الحسين و لم يبق إلا أهل بيته وهم ولد علي وولد جعفر وولد عقيل وولد الحسن وولده ع اجتمعوا يودع بعضهم بعضا وعزموا علي الحرب فأول من برز من أهل بيته عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب و هويرتجز و يقول
اليوم ألقي مسلما و هو أبي | وفتية بادوا علي دين النبي |
ليسوا بقوم عرفوا بالكذب | لكن خيار وكرام النسب |
من هاشم السادات أهل الحسب |
و قال محمد بن أبي طالب فقاتل حتي قتل ثمانية وتسعين رجلا في ثلاث حملات ثم قتله عمرو بن صبيح الصيداوي وأسد بن مالك . و قال أبوالفرج عبد الله بن مسلم أمه رقية بنت علي بن أبي طالب ع قتله عمرو بن صبيح فيما ذكرناه عن المدائني و عن حميد بن مسلم وذكر أن السهم أصابه و هوواضع يده علي جبينه فأثبته في راحته وجبهته و محمد بن مسلم بن عقيل أمه أم ولد قتله فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي ع أبوجرهم الأزدي ولقيط بن أياس الجهني. و قال محمد بن أبي طالب وغيره ثم خرج من بعده جعفر بن عقيل و هويرتجز و يقول
أناالغلام الأبطحي الطالبي | من معشر في هاشم وغالب |
ونحن حقا سادة الذوائب | هذاحسين أطيب الأطايب |
من عترة البر التقي العاقب . |
صفحه : 33
فقتل خمسة عشر فارسا و قال ابن شهرآشوب وقيل قتل رجلين ثم قتله بشر بن سوط الهمداني و قال أبوالفرج أمه أم الثغر بنت عامر العامري قتله عروة بن عبد الله الخثعمي فيما رويناه عن أبي جعفرالباقر ع و عن حميد بن مسلم . وقالوا ثم خرج من بعده أخوه عبدالرحمن بن عقيل و هو يقول
أبي عقيل فاعرفوا مكاني | من هاشم وهاشم إخواني |
كهول صدق سادة الأقران | هذاحسين شامخ البنيان |
وسيد الشيب مع الشبان |
فقتل سبعة عشر فارسا ثم قتله عثمان بن خالد الجهني. و قال أبوالفرج و عبد الله بن عقيل بن أبي طالب أمه أم ولد وقتله عثمان بن خالد بن أشيم الجهني وبشر بن حوط القابضي فيما ذكر سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم و عبد الله الأكبر بن عقيل أمه أم ولد قتله فيما ذكر المدائني عثمان بن خالد الجهني و رجل من همدان و لم يذكر عبدالرحمن أصلا. ثم قال و محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب الأحول وأمه أم ولد قتله لقيط بن ياسر الجهني رماه بسهم فيما رويناه عن المدائني عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم وذكر محمد بن علي بن حمزة أنه قتل معه جعفر بن محمد بن عقيل ووصف أنه قدسمع أيضا من يذكر أنه قدقتل يوم الحر. و قال أبوالفرج مارأيت في كتب الأنساب لمحمد بن عقيل ابنا يسمي جعفرا وذكر أيضا محمد بن علي بن حمزة عن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أن علي بن عقيل وأمه أم ولد قتل يومئذ.
صفحه : 34
ثم قالوا وخرج من بعده محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و هو يقول
نشكو إلي الله من العدوان | قتال قوم في الردي عميان |
قدتركوا معالم القرآن | ومحكم التنزيل والتبيان |
وأظهروا الكفر مع الطغيان |
ثم قاتل حتي قتل عشرة أنفس ثم قتله عامر بن نهشل التميمي. ثم خرج من بعده عون بن عبد الله بن جعفر و هو يقول
إن تنكروني فأنا ابن جعفر | شهيد صدق في الجنان أزهر |
يطير فيهابجناح أخضر | كفي بهذا شرفا في المحشر |
ثم قاتل حتي قتل من القوم ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ثم قتله عبد الله بن بطة الطائي. قال أبوالفرج بعدذكر قتل محمد وعون و إن عونا قتله عبد الله بن قطنة التيهاني وعبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ذكر يحيي بن الحسن فيما أخبرني به أحمد بن سعيد عنه أنه قتل مع الحسين ع بالطف . ثم قال أبوالفرج و محمد بن أبي طالب وغيرهما ثم خرج من بعده عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع و في أكثر الروايات أنه القاسم بن الحسن ع و هوغلام صغير لم يبلغ الحلم فلما نظر الحسين إليه قدبرز اعتنقه وجعلا يبكيان حتي غشي عليهما ثم استأذن الحسين ع في المبارزة فأبي الحسين أن يأذن له فلم يزل الغلام يقبل يديه ورجليه حتي أذن له فخرج ودموعه تسيل علي خديه و هو يقول
إن تنكروني فأنا ابن الحسن | سبط النبي المصطفي والمؤتمن |
هذاحسين كالأسير المرتهن | بين أناس لاسقوا صوب المزن |
صفحه : 35
و كان وجهه كفلقة القمر فقاتل قتالا شديدا حتي قتل علي صغره خمسة وثلاثين رجلا قال حميد كنت في عسكر ابن سعد فكنت أنظر إلي هذاالغلام عليه قميص وإزار ونعلان قدانقطع شسع أحدهما ماأنسي أنه كان اليسري فقال عمرو بن سعد الأزدي و الله لأشدن عليه فقلت سبحان الله و ماتريد بذلك و الله لوضربني مابسطت إليه يدي يكفيه هؤلاء الذين تراهم قداحتوشوه قال و الله لأفعلن فشد عليه فما ولي حتي ضرب رأسه بالسيف ووقع الغلام لوجهه ونادي ياعماه . قال فجاء الحسين كالصقر المنقض فتخلل الصفوف وشد شدة الليث الحرب فضرب عمرا قاتله بالسيف فاتقاه بيده فأطنها من المرفق فصاح ثم تنحي عنه وحملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من الحسين فاستقبلته بصدورها وجرحته بحوافرها ووطئته حتي مات الغلام فانجلت الغبرة فإذابالحسين قائم علي رأس الغلام و هويفحص برجله
فقال الحسين يَعَزّ وَ اللّهِ عَلَي عَمّكَ أَن تَدعُوَهُ فَلَا يُجِيبَكَ أَو يُجِيبَكَ فَلَا يُعِينَكَ أَو يُعِينَكَ فَلَا يغُنيِ عَنكَ بُعداً لِقَومٍ قَتَلُوكَ
.
صفحه : 36
ثم احتمله فكأني أنظر إلي رجلي الغلام يخطان في الأرض و قدوضع صدره علي صدره فقلت في نفسي مايصنع فجاء حتي ألقاه بين القتلي من أهل بيته .
ثم قال أللّهُمّ أَحصِهِم عَدَداً وَ اقتُلهُم بَدَداً وَ لَا تُغَادِر مِنهُم أَحَداً وَ لَا تَغفِر لَهُم أَبَداً صَبراً يَا بنَيِ عمُوُمتَيِ صَبراً يَا أَهلَ بيَتيِ لَا رَأَيتُم هَوَاناً بَعدَ هَذَا اليَومِ أَبَداً
ثم خرج عبد الله بن الحسن ألذي ذكرناه أولا و هوالأصح أنه برز بعدالقاسم و هو يقول
إن تنكروني فأنا ابن حيدرة | ضرغام آجام وليث قسورة |
علي الأعادي مثل ريح صرصرة |
فقتل أربعة عشر رجلا ثم قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي فاسود وجهه
قَالَ أَبُو الفَرَجِ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع يَذكُرُ أَنّ حَرمَلَةَ بنَ كَاهِلٍ الأسَدَيِّ قَتَلَهُ
وروي عن هانئ بن ثبيت القابضي أن رجلا منهم قتله . ثم قال و أبوبكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد ذكر المدائني في إسنادنا عنه عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد أن عبد الله بن عقبة الغنوي قتله و في حديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع أن عقبة الغنوي قتله .قالوا ثم تقدمت إخوة الحسين عازمين علي أن يموتوا دونه فأول من خرج منهم أبوبكر بن علي واسمه عبيد الله وأمه ليلي بنت مسعود بن خالد بن ربعي التميمية فتقدم و هويرتجز
شيخي علي ذو الفخار الأطول | من هاشم الصدق الكريم المفضل |
هذاحسين بن النبي المرسل | عنه نحامي بالحسام المصقل |
فديه نفسي من أخ مبجل |
فلم يزل يقاتل حتي قتله زحر بن بدر النخعي وقيل عبيد الله بن عقبة الغنوي قال
صفحه : 37
أبوالفرج لايعرف اسمه وذكر أبو جعفرالباقر ع في الإسناد ألذي تقدم أن رجلا من همدان قتله وذكر المدائني أنه وجد في ساقية مقتولا لايدري من قتله .قالوا ثم برز من بعده أخوه عمر بن علي و هو يقول
أضربكم و لاأري فيكم زحر | ذاك الشقي بالنبي قدكفر |
يازحر يازحر تدان من عمر | لعلك اليوم تبوأ من سقر |
شر مكان في حريق وسعر | لأنك الجاحد ياشر البشر |
ثم حمل علي زحر قاتل أخيه فقتله واستقبل القوم وجعل يضرب بسيفه ضربا منكرا و هو يقول
خلوا عداه الله خلوا عن عمر | خلوا عن الليث العبوس المكفهر |
يضربكم بسيفه و لايفر | و ليس فيهاكالجبان المنجحر |
فلم يزل يقاتل حتي قتل . ثم برز من بعده أخوه عثمان بن علي وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد من بني كلاب و هو يقول
إني أناعثمان ذو المفاخر | شيخي علي ذو الفعال الظاهر |
و ابن عم للنبي الطاهر | أخي حسين خيرة الأخاير |
وسيد الكبار والأصاغر | بعدالرسول والوصي الناصر |
فرماه خولي بن يزيد الأصبحي علي جبينه فسقط عن فرسه وجز رأسه رجل من بني أبان بن حازم قال أبوالفرج قال يحيي بن الحسن عن علي بن ابراهيم عن عبيد الله بن الحسن و عبد الله بن العباس قالا قتل عثمان بن علي و هو ابن إحدي وعشرين سنة و قال الضحاك بإسناده إن خولي بن يزيد رمي عثمان بن علي بسهم فأسقطه وشد عليه رجل من بني أبان دارم وأخذ رأسه
وَ روُيَِ عَن عَلِيّ ع
صفحه : 38
أَنّهُ قَالَ إِنّمَا سَمّيتُهُ بِاسمِ أخَيِ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ
أقول و لم يذكر أبوالفرج عمر بن علي في المقتولين يومئذ.قالوا ثم برز من بعده أخوه جعفر بن علي وأمه أم البنين أيضا و هو يقول
إني أنا جعفرذو المعالي | ابن علي الخير ذو النوال |
حسبي بعمي شرفا وخالي | أحمي حسينا ذي الندي المفضال |
ثم قاتل فرماه خولي الأصبحي فأصاب شقيقته أوعينه . ثم برز أخوه عبد الله بن علي و هو يقول
أنا ابن ذي النجدة والإفضال | ذاك علي الخير ذو الفعال |
سيف رسول الله ذو النكال | في كل قوم ظاهر الأهوال |
فقتله هانئ بن ثبيت الحضرمي. قال أبوالفرج حدثني أحمد بن سعيد عن يحيي بن الحسن عن علي بن ابراهيم عن عبيد الله بن الحسن و عبد الله بن العباس قالا قتل عبد الله بن علي بن أبي طالب ع و هو ابن خمس وعشرين سنة و لاعقب له وقتل جعفر بن علي و هو ابن تسع عشرة سنة حدثني أحمد بن عيسي عن حسين بن نصر عن أبيه عن عمر بن سعد عن أبي مخنف عن عبد الله بن عاصم عن ضحاك المشرقي قال قال العباس بن علي لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي تقدم بين يدي حتي أراك وأحتسبك فإنه لاولد لك فتقدم بين يديه وشد عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فقتله وبهذا الإسناد أن العباس بن علي قدم أخاه جعفرا بين يديه فشد عليه هانئ بن ثبيت ألذي قتل أخاه فقتله
وَ قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ حدَثّنَيِ عَمرُو بنُ
صفحه : 39
شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ خوَليِّ بنَ يَزِيدَ الأصَبحَيِّ قَتَلَ جَعفَرَ بنَ عَلِيّ ع
. ثم قال و محمدالأصغر بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد حدثني أحمد بن عيسي عن حسين بن نصر عن أبيه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع وحدثني أحمد بن أبي شيبة عن أحمد بن الحارث عن المدائني أن رجلا من تميم من بني أبان بن دارم قتله رضوان الله عليه . قال و قدذكر محمد بن علي بن حمزة أنه قتل يومئذ ابراهيم بن علي بن أبي طالب ع وأمه أم ولد و ماسمعت بهذا عن غيره و لارأيت لإبراهيم في شيء من كتب الأنساب ذكرا وذكر يحيي بن الحسن أن أبابكر بن عبيد الله الطلحي حدثه عن أبيه أن عبيد الله بن علي قتل مع الحسين و هذاخطأ وإنما قتل عبيد الله يوم المذار قتله أصحاب المختار و قدرأيته بالمذار. و قال كان العباس بن علي يكني أباالفضل وأمه أم البنين أيضا و هوأكبر ولدها و هوآخر من قتل من إخوته لأبيه وأمه فحاز مواريثهم ثم تقدم فقتل فورثهم وإياه عبيد الله ونازعه في ذلك عمه عمرو بن علي فصولح علي شيءأرضي به . و كان العباس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه يخطان في الأرض و كان يقال له قمر بني هاشم و كان لواء الحسين ع معه
حدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَنِ ابنِ أَبِي أُوَيسٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَعَبّأَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ أَصحَابَهُ فَأَعطَي رَايَتَهُ
صفحه : 40
أَخَاهُ العَبّاسَ
حدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ عِيسَي عَن حُسَينِ بنِ نَصرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ زَيدَ بنَ رُقَادٍ وَ حَكِيمَ بنَ الطّفَيلِ الطاّئيِّ قَتَلَا العَبّاسَ بنَ عَلِيّ ع وَ كَانَت أُمّ البَنِينِ أُمّ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةِ الإِخوَةِ القَتلَي تَخرُجُ إِلَي البَقِيعِ فَتَندُبُ بَنِيهَا أَشجَي نُدبَةٍ وَ أَحرَقَهَا فَيَجتَمِعُ النّاسُ إِلَيهَا يَسمَعُونَ مِنهَا فَكَانَ مَروَانُ يجَيِءُ فِيمَن يجَيِءُ لِذَلِكَ فَلَا يَزَالُ يَسمَعُ نُدبَتَهَا وَ يبَكيِ ذَكَرَ ذَلِكَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ حَمزَةَ عَنِ النوّفلَيِّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي الجهُنَيِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع
.قالوا و كان العباس السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين ع و هوأكبر الإخوان مضي يطلب الماء فحملوا عليه وحمل عليهم وجعل يقول
لاأرهب الموت إذاالموت رقا | حتي أواري في المصاليت لقي |
نفسي لنفس المصطفي الطهر وقا | إني أناالعباس أغدو بالسقا |
و لاأخاف الشر يوم الملتقي |
ففرقهم فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه علي يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل و هويرتجز
و الله إن قطعتم يميني | إني أحامي أبدا عن ديني |
و عن إمام صادق اليقين | نجل النبي الطاهر الأمين |
فقاتل حتي ضعف فكمن له الحكم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة فضربه علي شماله فقال
يانفس لاتخشي من الكفار | وأبشري برحمة الجبار |
صفحه : 41
مع النبي السيد المختار | قدقطعوا ببغيهم يساري |
أصلهم يارب حر النار |
فضربه ملعون بعمود من حديد فقتله فلما رآه الحسين ع صريعا علي شاطئ الفرات بكي وأنشأ يقول
تعديتم ياشر قوم ببغيكم | وخالفتم دين النبي محمد |
أ ما كان خير الرسل أوصاكم بنا | أ مانحن من نجل النبي المسدد |
أ ماكانت الزهراء أمي دونكم | أ ما كان من خير البرية أحمد |
لعنتم وأخزيتم بما قدجنيتم | فسوف تلاقوا حر نار توقد |
أقول و في بعض تأليفات أصحابنا أن العباس لمارأي وحدته ع أتي أخاه و قال ياأخي هل من رخصة فبكي الحسين ع بكاء شديدا
ثم قال ياأخَيِ أَنتَ صَاحِبُ لوِاَئيِ وَ إِذَا مَضَيتَ تَفَرّقَ عسَكرَيِ فَقَالَ العَبّاسُ قَد ضَاقَ صدَريِ وَ سَئِمتُ مِنَ الحَيَاةِ وَ أُرِيدُ أَن أَطلُبَ ثأَريِ مِن هَؤُلَاءِ المُنَافِقِينَ. فَقَالَ الحُسَينُ ع فَاطلُب لِهَؤُلَاءِ الأَطفَالِ قَلِيلًا مِنَ المَاءِ
فذهب العباس ووعظهم وحذرهم فلم ينفعهم فرجع إلي أخيه فأخبره فسمع الأطفال ينادون العطش العطش فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة وقصد نحو الفرات فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات ورموه بالنبال فكشفهم وقتل منهم علي ماروي ثمانين رجلا حتي دخل الماء. فلما أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين و أهل بيته فرمي الماء وملأ القربة وحملها علي كتفه الأيمن وتوجه نحو الخيمة فقطعوا عليه
صفحه : 42
الطريق وأحاطوا به من كل جانب فحاربهم حتي ضربه نوفل الأزرق علي يده اليمني فقطعها فحمل القربة علي كتفه الأيسر فضربه نوفل فقطع يده اليسري من الزند فحمل القربة بأسنانه فجاءه سهم فأصاب القربة وأريق ماؤها ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره فانقلب عن فرسه وصاح إلي أخيه الحسين أدركني فلما أتاه رآه صريعا فبكي وحمله إلي الخيمة. ثم قالوا و لماقتل العباس
قال الحسين ع الآنَ انكَسَرَ ظهَريِ وَ قَلّت حيِلتَيِ
. قال ابن شهرآشوب ثم برز القاسم بن الحسين و هويرتجز و يقول
إن تنكروني فأنا ابن حيدرة | ضرغام آجام وليث قسورة |
علي الأعادي مثل ريح صرصرة | أكيلكم بالسيف كيل السندرة |
وذكر هذا بعد أن ذكر القاسم بن الحسن سابقا و فيه غرابة.قالوا ثم تقدم علي بن الحسين ع و قال محمد بن أبي طالب و أبوالفرج وأمه ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي و هويومئذ ابن ثماني عشرة سنة و قال ابن شهرآشوب ويقال ابن خمس وعشرين سنة.قالوا ورفع الحسين سبابته نحو السماء و
قال أللّهُمّ اشهَد عَلَي هَؤُلَاءِ
صفحه : 43
القَومِ فَقَد بَرَزَ إِلَيهِم غُلَامٌ أَشبَهُ النّاسِ خَلقاً وَ خُلُقاً وَ مَنطِقاً بِرَسُولِكَ كُنّا إِذَا اشتَقنَا إِلَي نَبِيّكَ نَظَرنَا إِلَي وَجهِهِ أللّهُمّ امنَعهُم بَرَكَاتِ الأَرضِ وَ فَرّقهُم تَفرِيقاً وَ مَزّقهُم تَمزِيقاً وَ اجعَلهُم طَرَائِقَ قِدَداً وَ لَا تُرضِ الوُلَاةَ عَنهُم أَبَداً فَإِنّهُم دَعَونَا لِيَنصُرُونَا ثُمّ عَدَوا عَلَينَا يُقَاتِلُونَنَا. ثُمّ صَاحَ الحُسَينُ بِعُمَرَ بنِ سَعدٍ مَا لَكَ قَطَعَ اللّهُ رَحِمَكَ وَ لَا بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِي أَمرِكَ وَ سَلّطَ عَلَيكَ مَن يَذبَحُكَ بعَديِ عَلَي فِرَاشِكَ كَمَا قَطَعتَ رحَمِيِ وَ لَم تَحفَظ قرَاَبتَيِ مِن رَسُولِ اللّهِص ثُمّ رَفَعَ الحُسَينُ ع صَوتَهُ وَ تَلَاإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
. ثم حمل علي بن الحسين علي القوم و هو يقول
أنا علي بن الحسين بن علي | من عصبة جد أبيهم النبي |
و الله لايحكم فينا ابن الدعي | أطعنكم بالرمح حتي ينثني |
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي | ضرب غلام هاشمي علوي |
فلم يزل يقاتل حتي ضج الناس من كثرة من قتل منهم وروي أنه قتل علي عطشه مائة وعشرين رجلا ثم رجع إلي أبيه و قدأصابته جراحات كثيرة فقال ياأبه العطش قدقتلني وثقل الحديد أجهدني فهل إلي شربة من ماء سبيل أتقوي بها علي الأعداء فبكي الحسين ع و
قال يابني يعز علي محمد و علي علي بن أبي طالب و علي أن تدعوهم فلايجيبوك وتستغيث بهم فلايغيثوك يابني هات لسانك فأخذ بلسانه فمصه ودفع إليه خاتمه و قال امسكه في فيك وارجع إلي قتال عدوك فإني أرجو أنك لاتمسي حتي يسقيك جدك بكأسه الأوفي شربة لاتظمأ بعدها أبدا
فرجع إلي القتال و هو يقول
الحرب قدبانت لها الحقائق | وظهرت من بعدها مصادق |
و الله رب العرش لانفارق | جموعكم أوتغمد البوارق |
صفحه : 44
فلم يزل قتل تمام المائتين ثم ضربه منقذ بن مرة العبدي علي مفرق رأسه ضربة صرعته وضربه الناس بأسيافهم ثم اعتنق فرسه فاحتمله الفرس إلي عسكر الأعداء فقطعوه بسيوفهم إربا إربا. فلما بلغت الروح التراقي قال رافعا صوته ياأبتاه هذاجدي رسول الله صلي الله عليه وآله قدسقاني بكأسه الأوفي شربة لاأظمأ بعدها أبدا و هو يقول العجل العجل فإن لك كأسا مذخورة حتي تشربها الساعة فصاح الحسين ع و
قال قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلُوكَ مَا أَجرَأَهُم عَلَي الرّحمَنِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ عَلَي انتِهَاكِ حُرمَةِ الرّسُولِ عَلَي الدّنيَا بَعدَكَ العَفَا
. قال حميد بن مسلم فكأني أنظر إلي امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي بالويل والثبور وتقول ياحبيباه ياثمرة فؤاداه يانور عيناه فسألت عنها فقيل هي زينب بنت علي ع وجاءت وانكبت عليه فجاء الحسين فأخذ بيدها فردها إلي الفسطاط وأقبل ع بفتيانه و قال احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه فجاءوا به حتي وضعوه عندالفسطاط ألذي كانوا يقاتلون أمامه . و قال المفيد و ابن نما بعد ذلك ثم رمي رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له عمرو بن صبيح عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع عبد الله يده علي جبهته يتقيه فأصاب السهم كفه ونفذ إلي جبهة فسمرها به فلم يستطع تحريكها ثم انحني عليه آخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله . وحمل عبد الله بن قطبة الطائي علي عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقتله وحمل عامر بن نهشل التميمي علي محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقتله وشد عثمان بن خالد الهمداني علي عبدالرحمن بن عقيل بن أبي طالب فقتله .
صفحه : 45
وَ قَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي المَقَاتِلِ حدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ أَوّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِن وُلدِ أَبِي طَالِبٍ مَعَ الحُسَينِ ابنُهُ عَلِيّ
وَ حدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ البصَريِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مهَديِّ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن سَعِيدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ لَمّا بَرَزَ عَلِيّ بنُ الحُسَينَ إِلَيهِم أَرخَي الحُسَينُ ع عَينَيهِ فَبَكَي ثُمّ قَالَ أللّهُمّ فَكُن أَنتَ الشّهِيدَ عَلَيهِم فَقَد بَرَزَ إِلَيهِم غُلَامٌ أَشبَهُ الخَلقِ بِرَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ يَشُدّ عَلَيهِم ثُمّ يَرجِعُ إِلَي أَبِيهِ فَيَقُولُ يَا أَبَه العَطَشَ فَيَقُولُ لَهُ الحُسَينُ اصبِر حبَيِبيِ فَإِنّكَ لَا تمُسيِ حَتّي يَسقِيَكَ رَسُولُ اللّهِ بِكَأسِهِ وَ جَعَلَ يَكُرّ كَرّةً بَعدَ كَرّةٍ حَتّي رمُيَِ بِسَهمٍ فَوَقَعَ فِي حَلقِهِ فَخَرَقَهُ وَ أَقبَلَ يَتَقَلّبُ فِي دَمِهِ ثُمّ نَادَي يَا أَبَتَاه عَلَيكَ السّلَامُ هَذَا جدَيّ رَسُولُ اللّهِ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ عَجّلِ القَدُومَ عَلَينَا وَ شَهَقَ شَهقَةً فَارَقَ الدّنيَا
. قال أبوالفرج علي بن الحسين هذا هوالأكبر و لاعقب له ويكني أبا الحسن وأمه ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي و هوأول من قتل في الوقعة وإياه عني معاوية في الخبر ألذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان عن يوسف بن موسي القطان عن جرير عن مغيرة قال قال معاوية من أحق الناس بهذا الأمر قالوا أنت قال لاأولي الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي جده رسول الله و فيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف . و قال يحيي بن الحسن العلوي وأصحابنا الطالبيون يذكرون أن المقتول لأم ولد و أن ألذي أمه ليلي هوجدهم وولد في خلافة عثمان . ثم قالوا وخرج غلام وبيده عمود من تلك الأبنية و في أذنيه درتان
صفحه : 46
و هومذعور فجعل يلتفت يمينا وشمالا وقرطاه يتذبذبان فحمل عليه هانئ بن ثبيت فقتله فصارت شهربانو تنظر إليه و لاتتكلم كالمدهوشة. ثم التفت الحسين عن يمينه فلم ير أحدا من الرجال والتفت عن يساره فلم ير أحدا فخرج علي بن الحسين زين العابدين ع و كان مريضا لايقدر أن يقل سيفه وأم كلثوم تنادي خلفه يابني ارجع
فقال يَا عَمّتَاه ذرَيِنيِ أُقَاتِل بَينَ يدَيَِ ابنِ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ الحُسَينُ ع يَا أُمّ كُلثُومٍ خُذِيهِ لِئَلّا تَبقَي الأَرضُ خَالِيَةً مِن نَسلِ آلِ مُحَمّدٍص
. و لمافجع الحسين بأهل بيته وولده و لم يبق غيره و غيرالنساء والذراري
نادي هَل مِن ذَابّ يَذُبّ عَن حَرَمِ رَسُولِ اللّهِ هَل مِن مُوَحّدٍ يَخَافُ اللّهَ فِينَا هَل مِن مُغِيثٍ يَرجُو اللّهَ فِي إِغَاثَتِنَا وَ ارتَفَعَت أَصوَاتُ النّسَاءِ بِالعَوِيلِ فَتَقَدّمَ ع إِلَي بَابِ الخَيمَةِ فَقَالَ ناَولِوُنيِ عَلِيّاً ابنيَِ الطّفلَ حَتّي أُوَدّعَهُ فَنَاوَلُوهُ الصبّيِّ
. و قال المفيد دعا ابنه عبد الله قالوا فجعل يقبله و هو
يقول وَيلٌ لِهَؤُلَاءِ القَومِ إِذَا كَانَ جَدّكَ مُحَمّدٌ المُصطَفَي خَصمَهُم
والصبي في حجره إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه في حجر الحسين فتلقي الحسين دمه حتي امتلأت كفه ثم رمي به إلي السماء. و قال السيد
ثم قال هَوّنَ عَلَيّ مَا نَزَلَ بيِ أَنّهُ بِعَينِ اللّهِ
قَالَ البَاقِرُ ع فَلَم يَسقُط مِن ذَلِكَ الدّمِ قَطرَةٌ إِلَي الأَرضِ
.
صفحه : 47
ثُمّ قَالَ لَا يَكُونُ أَهوَنَ عَلَيكَ مِن فَصِيلٍ أللّهُمّ إِن كُنتَ حَبَستَ عَنّا النّصرَ فَاجَعل ذَلِكَ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَنَا
.أقول و في بعض الكتب أن الحسين لمانظر إلي اثنين وسبعين رجلا من أهل بيته صرعي التفت إلي الخيمة و
نَادَي يَا سُكَينَةُ يَا فَاطِمَةُ يَا زَينَبُ يَا أُمّ كُلثُومٍ عَلَيكُنّ منِيّ السّلَامُ فَنَادَتهُ سُكَينَةُ يَا أَبَه استَسلَمتَ لِلمَوتِ[أَستَسلَمتَ] فَقَالَ كَيفَ لَا يَستَسلِمُ مَن لَا نَاصِرَ لَهُ وَ لَا مُعِينَ فَقَالَت يَا أَبَه رُدّنَا إِلَي حَرَمِ جَدّنَا فَقَالَ هَيهَاتَ لَو تُرِكَ القَطَا لَنَامَ
فتصارخن النساء فسكتهن الحسين وحمل علي القوم . و قال أبوالفرج و عبد الله بن الحسين وأمه الرباب بنت إمرئ القيس وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين
لعمرك إنني لأحب دارا | تكون بهاسكينة والرباب |
أحبهما وأبذل جل مالي | و ليس لعاتب عندي عتاب |
وسكينة التي ذكرها ابنته من الرباب واسم سكينة أمينة وإنما غلب عليها سكينة و ليس باسمها و كان عبد الله يوم قتل صغيرا جاءه نشابة و هو في حجر أبيه فذبحته حدثني أحمد بن شبيب عن أحمد بن الحارث عن المدائني عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال دعا الحسين بغلام فأقعده في حجره فرماه عقبة بن بشر فذبحه وحدثني محمد بن الحسين الأشناني بإسناده عمن شهد الحسين قال كان معه ابن له صغير فجاء سهم فوقع في نحره قال فجعل الحسين يمسح الدم من نحر لبته فيرمي به إلي السماء فما رجع منه شيء و
يَقُولُ أللّهُمّ لَا يَكُونُ أَهوَنَ عَلَيكَ مِن فَصِيلٍ. ثُمّ قَالُوا ثُمّ قَامَ الحُسَينُ ع وَ رَكِبَ فَرَسَهُ وَ تَقَدّمَ إِلَي القِتَالِ وَ هُوَ يَقُولُ
كَفَرَ القَومُ وَ قِدماً رَغِبُوا | عَن ثَوَابِ اللّهِ رَبّ الثّقَلَينِ |
قَتَلُوا القَومُ عَلِيّاً وَ ابنَهُ | حَسَنَ الخَيرِ كَرِيمَ الأَبَوَينِ |
حَنَقاً مِنهُم وَ قَالُوا أَجمِعُوا | احشُرُوا النّاسَ إِلَي حَربِ الحُسَينِ |
صفحه : 48
يَا لَقَومٍ مِن أُنَاسٍ رُذّلٍ | جَمَعَ الجَمعَ لِأَهلِ الحَرَمَينِ |
ثُمّ سَارُوا وَ تَوَاصَوا كُلّهُم | باِجتيِاَحيِ لِرِضَاءِ المُلحِدِينَ |
لَم يَخَافُوا اللّهَ فِي سَفكِ دمَيِ | لِعُبَيدِ اللّهِ نَسلِ الكَافِرِينَ |
وَ ابنِ سَعدٍ قَد رمَاَنيِ عَنوَةً | بِجُنُودٍ كَوُكُوفِ الهَاطِلِينَ |
لَا لشِيَءٍ كَانَ منِيّ قَبلَ ذَا | غَيرَ فخَريِ بِضِيَاءِ النّيّرَينِ |
بعِلَيِّ الخَيرِ مِن بَعدِ النّبِيّ | وَ النّبِيّ القرُشَيِّ الوَالِدَينِ |
خِيرَةِ اللّهِ مِنَ الخَلقِ أَبِي | ثُمّ أمُيّ فَأَنَا ابنُ الخَيّرَينِ |
فِضّةٌ قَد خَلَصَت مِن ذَهَبٍ | فَأَنَا الفِضّةُ وَ ابنُ الذّهَبَينِ |
مَن لَهُ جَدّ كجَدَيّ فِي الوَرَي | أَو كشَيَخيِ فَأَنَا ابنُ العَلَمَينِ |
فَاطِمُ الزّهرَاءُ أمُيّ وَ أَبِي | قَاصِمُ الكُفرِ بِبَدرٍ وَ حُنَينٍ |
عَبَدَ اللّهَ غُلَاماً يَافِعاً | وَ قُرَيشٌ يَعبُدُونَ الوَثَنَينِ |
يَعبُدُونَ اللّاتَ وَ العُزّي مَعاً | وَ عَلِيّ كَانَ صَلّي القِبلَتَينِ |
فأَبَيِ شَمسٌ وَ أمُيّ قَمَرٌ | فَأَنَا الكَوكَبُ وَ ابنُ القَمَرَينِ |
وَ لَهُ فِي يَومِ أُحُدٍ وَقعَةٌ | شَفَتِ الغِلّ بِفَضّ العَسكَرَينِ |
ثُمّ فِي الأَحزَابِ وَ الفَتحِ مَعاً | كَانَ فِيهَا حَتفُ أَهلِ الفَيلَقَينِ |
فِي سَبِيلِ اللّهِ مَا ذَا صَنَعَت | أُمّةُ السّوءِ مَعاً بِالعِترَتَينِ |
عِترَةِ البَرّ النّبِيّ المُصطَفَي | وَ عَلِيّ الوَردِ يَومَ الجَحفَلَينِ |
ثُمّ وَقَفَ ع قُبَالَةَ القَومِ وَ سَيفُهُ مُصلَتٌ فِي يَدِهِ آيِساً مِنَ الحَيَاةِ عَازِماً عَلَي المَوتِ
صفحه : 49
وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَا ابنُ عَلِيّ الطّهرِ مِن آلِ هَاشِمٍ | كفَاَنيِ بِهَذَا مَفخَراً حِينَ أَفخَرُ |
وَ جدَيّ رَسُولُ اللّهِ أَكرَمُ مَن مَضَي | وَ نَحنُ سِرَاجُ اللّهِ فِي الخَلقِ نَزهَرُ |
وَ فَاطِمُ أمُيّ مِن سُلَالَةِ أَحمَدَ | وَ عمَيّ يُدعَي ذَا الجَنَاحَينِ جَعفَرُ |
وَ فِينَا كِتَابُ اللّهِ أُنزِلَ صَادِقاً | وَ فِينَا الهُدَي وَ الوحَيُ بِالخَيرِ يُذكَرُ |
وَ نَحنُ أَمَانُ اللّهِ لِلنّاسِ كُلّهِم | نُسِرّ بِهَذَا فِي الأَنَامِ وَ نَجهَرُ |
وَ نَحنُ وُلَاةُ الحَوضِ نسَقيِ وُلَاتَنَا | بِكَأسِ رَسُولِ اللّهِ مَا لَيسَ يُنكَرُ |
وَ شِيعَتُنَا فِي النّاسِ أَكرَمُ شِيعَةٍ | وَ مُبغِضُنَا يَومَ القِيَامَةِ يَخسَرُ |
أقول روي في الإحتجاج أنه لمابقي فردا ليس معه إلاابنه علي بن الحسين ع و ابن آخر في الرضاع اسمه عبد الله أخذ الطفل ليودعه فإذابسهم قدأقبل حتي وقع في لبة الصبي فقتله فنزل عن فرسه وحفر للصبي بجفن سيفه ورمله بدمه ودفنه ثم وثب قائما و هو يقول إلي آخر الأبيات .
وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ ذَكَرَ أَبُو عَلِيّ السلّاَميِّ فِي تَارِيخِهِ أَنّ هَذِهِ الأَبيَاتَ لِلحُسَينِ ع مِن إِنشَائِهِ وَ قَالَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِثلُهَا
فَإِن تَكُنِ الدّنيَا تُعَدّ نَفِيسَةً | فَإِنّ ثَوَابَ اللّهِ أَعلَي وَ أَنبَلُ |
وَ إِن تَكُنِ الأَبدَانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت | فَقَتلُ امرِئٍ بِالسّيفِ فِي اللّهِ أَفضَلُ |
وَ إِن تَكُنِ الأَرزَاقُ قِسماً مُقَدّراً | فَقِلّةُ سعَيِ المَرءِ فِي الكَسبِ أَجمَلُ |
وَ إِن تَكُنِ الأَموَالُ لِلتّركِ جَمعُهَا | فَمَا بَالُ مَترُوكٍ بِهِ المَرءُ يَبخَلُ |
ثُمّ إِنّهُ دَعَا النّاسَ إِلَي البِرَازِ فَلَم يَزَل يَقتُلُ كُلّ مَن دَنَا مِنهُ مِن عُيُونِ الرّجَالِ حَتّي قَتَلَ مِنهُم مَقتَلَةً عَظِيمَةً ثُمّ حَمَلَ ع عَلَي المَيمَنَةِ وَ قَالَ
لمَوتُ خَيرٌ مِن رُكُوبِ العَارِ |
ثُمّ عَلَي المَيسَرَةِ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِي | آلَيتُ أَن لَا أنَثنَيِ |
أحَميِ عِيَالَاتِ أَبِي | أمَضيِ عَلَي دِينِ النّبِي |
صفحه : 50
قال المفيد والسيد و ابن نما رحمهم الله واشتد العطش بالحسين ع فركب المسناة يريد الفرات والعباس أخوه بين يديه فاعترضه خيل ابن سعد فرمي رجل من بني دارم الحسين ع بسهم فأثبته في حنكه الشريف فانتزع ع السهم وبسط يده تحت حنكه حتي امتلأت راحتاه من الدم ثم رمي به و
قال أللّهُمّ إنِيّ أَشكُو إِلَيكَ مَا يُفعَلُ بِابنِ بِنتِ نَبِيّكَ
ثم اقتطعوا العباس عنه وأحاطوا به من كل جانب حتي قتلوه و كان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي فبكي الحسين لقتله بكاء شديدا. قال السيد ثم إن الحسين ع دعا الناس إلي البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتي قتل مقتلة عظيمة و هو في ذلك
يقول
القَتلُ أَولَي مِن رُكُوبِ العَارِ | وَ العَارُ أَولَي مِن دُخُولِ النّارِ |
قال بعض الرواة فو الله مارأيت مكثورا قط قدقتل ولده و أهل بيته وصحبه أربط جأشا منه و إن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزي إذاشد فيهاالذئب ولقد كان يحمل فيهم و قدتكملوا ألفا فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع إلي مركزه و هو
يقول لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ
. و قال ابن شهرآشوب و محمد بن أبي طالب و لم يزل يقاتل حتي قتل ألف رجل وتسعمائة رجل وخمسين رجلا سوي المجروحين فقال عمرو بن سعد لقومه الويل لكم أتدرون لمن تقاتلون هذا ابن الأنزع البطين هذا ابن قتال العرب فاحملوا عليه من كل جانب وكانت الرماة أربعة آلاف فرموه بالسهام فحالوا
صفحه : 51
بينه و بين رحله .
وَ قَالَ ابنُ أَبِي طَالِبٍ وَ صَاحِبُ المَنَاقِبِ وَ السّيّدُ فَصَاحَ بِهِم وَيحَكُم يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي سُفيَانَ إِن لَم يَكُن لَكُم دِينٌ وَ كُنتُم لَا تَخَافُونَ المَعَادَ فَكُونُوا أَحرَاراً فِي دُنيَاكُم وَ ارجِعُوا إِلَي أَحسَابِكُم إِذ كُنتُم أَعرَاباً فَنَادَاهُ شِمرٌ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا ابنَ فَاطِمَةَ قَالَ أَقُولُ أَنَا ألّذِي أُقَاتِلُكُم وَ تقُاَتلِوُنيّ وَ النّسَاءُ لَيسَ عَلَيهِنّ جُنَاحٌ فَامنَعُوا عُتُاتَكُم عَنِ التّعَرّضِ لحِرَمَيِ مَا دُمتُ حَيّاً
فقال شمر لك هذا ثم صاح شمر إليكم عن حرم الرجل فاقصدوه في نفسه فلعمري لهو كفو كريم قال فقصده القوم و هو في ذلك يطلب شربة من ماء فكلما حمل بفرسه علي الفرات حملوا عليه بأجمعهم حتي أحلوه عنه . و قال ابن شهرآشوب وروي أبومخنف عن الجلودي أن الحسين ع حمل علي الأعور السلمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي وكانا في أربعة آلاف رجل علي الشريعة وأقحم الفرس علي الفرات فلما أولغ الفرس برأسه ليشرب
قال ع أَنتَ عَطشَانُ وَ أَنَا عَطشَانُ وَ اللّهِ لَا ذُقتُ المَاءَ حَتّي تَشرَبَ فَلَمّا سَمِعَ الفَرَسُ كَلَامَ الحُسَينِ ع شَالَ رَأسَهُ وَ لَم يَشرَب كَأَنّهُ فَهِمَ الكَلَامَ فَقَالَ الحُسَينُ ع فَأَنَا أَشرَبُ
فمد الحسين ع يده فغرف من الماء فقال فارس يا أبا عبد الله تتلذذ بشرب الماء و قدهتكت حرمك فنفض الماء من يده وحمل علي القوم فكشفهم فإذاالخيمة سالمة. قال أبوالفرج قال وجعل الحسين ع يطلب الماء وشمر يقول له و الله لاترده أوترد النار فقال له رجل أ لاتري إلي الفرات ياحسين كأنه بطون الحيتان و الله لاتذوقه أوتموت عطشا
فقال الحسين ع أللّهُمّ أَمِتهُ عَطَشاً
قال
صفحه : 52
و الله لقد كان هذا الرجل يقول اسقوني ماء فيؤتي بماء فيشرب حتي يخرج من فيه ثم يقول اسقوني قتلني العطش فلم يزل كذلك حتي مات .فقالوا ثم رماه رجل من القوم يكني أباالحتوف الجعفي بسهم فوقع السهم في جبهته فنزعه من جبهته فسالت الدماء علي وجهه ولحيته
فَقَالَ ع أللّهُمّ إِنّكَ تَرَي مَا أَنَا فِيهِ مِن عِبَادِكَ هَؤُلَاءِ العُصَاةِ أللّهُمّ أَحصِهِم عَدَداً وَ اقتُلهُم بَدَداً وَ لَا تَذَر عَلَي وَجهِ الأَرضِ مِنهُم أَحَداً وَ لَا تَغفِر لَهُم أَبَداً
. ثم حمل عليهم كالليث المغضب فجعل لايلحق منهم أحدا إلابعجة بسيفه فقتله والسهام تأخذه من كل ناحية و هويتقيها بنحره وصدره و
يَقُولُ يَا أُمّةَ السّوءِ بِئسَمَا خَلَفتُم مُحَمّداً فِي عِترَتِهِ أَمَا إِنّكُم لَن تَقتُلُوا بعَديِ عَبداً مِن عِبَادِ اللّهِ فَتَهَابُوا قَتلَهُ بَل يَهُونُ عَلَيكُم عِندَ قَتلِكُم إيِاّيَ وَ ايمُ اللّهِ إنِيّ لَأَرجُو أَن يكُرمِنَيِ ربَيّ بِالشّهَادَةِ بِهَوَانِكُم ثُمّ يَنتَقِمُ لِي مِنكُم مِن حَيثُ لَا تَشعُرُونَ. قَالَ فَصَاحَ بِهِ الحُصَينُ بنُ مَالِكٍ السكّوُنيِّ فَقَالَ يَا ابنَ فَاطِمَةَ وَ بِمَا ذَا يَنتَقِمُ لَكَ مِنّا قَالَ يلُقيِ بَأسَكُم بَينَكُم وَ يَسفِكُ دِمَاءَكُم ثُمّ يَصُبّ عَلَيكُمُ العَذَابَ الأَلِيمَ
ثم لم يزل يقاتل حتي أصابته جراحات عظيمة. و قال صاحب المناقب والسيد حتي أصابته اثنتان وسبعون جراحة و قال ابن شهرآشوب
قَالَ أَبُو مِخنَفٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ وَجَدنَا بِالحُسَينِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ طَعنَةً وَ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ ضَربَةً
وَ قَالَ البَاقِرُ ع أُصِيبَ الحُسَينُ ع وَ وُجِدَ بِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ بِضعٌ وَ عِشرُونَ طَعنَةً بِرُمحٍ وَ ضَربَةً بِسَيفٍ أَو رَميَةً بِسَهمٍ
وَ روُيَِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ جِرَاحَةً
وقيل ثلاث وثلاثون ضربة سوي السهام وقيل ألف وتسعمائة جراحة وكانت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وروي أنها كانت كلها في مقدمه .
صفحه : 53
قالوا فوقف ع يستريح ساعة و قدضعف عن القتال فبينما هوواقف إذ أتاه حجر فوقع في جبهته فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره و في بعض الروايات علي قلبه
فقال الحسين ع بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِ وَ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ إلِهَيِ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّهُم يَقتُلُونَ رَجُلًا لَيسَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ ابنُ نبَيِّ غَيرُهُ
ثم أخذ السهم فأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب فوضع يده علي الجرح فلما امتلأت رمي به إلي السماء فما رجع من ذلك الدم قطرة و ماعرفت الحمرة في السماء حتي رمي الحسين ع بدمه إلي السماء ثم وضع يده ثانيا فلما امتلأت لطخ بهارأسه ولحيته و
قال هَكَذَا أَكُونُ حَتّي أَلقَي جدَيّ رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا مَخضُوبٌ بدِمَيِ وَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ قتَلَنَيِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ
. ثم ضعف عن القتال فوقف فكلما أتاه رجل وانتهي إليه انصرف عنه حتي جاءه رجل من كندة يقال له مالك بن اليسر فشتم الحسين ع وضربه بالسيف علي رأسه و عليه برنس فامتلأ دما
فقال له الحسين ع لَا أَكَلتَ بِهَا وَ لَا شَرِبتَ وَ حَشَرَكَ اللّهُ مَعَ الظّالِمِينَ
ثم ألقي البرنس ولبس قلنسوة واعتم عليها و قدأعيا وجاء الكندي وأخذ البرنس و كان من خز فلما قدم بعدالوقعة علي امرأته فجعل يغسل الدم عنه فقالت له امرأته أتدخل بيتي بسلب ابن رسول الله اخرج عني حشي الله قبرك نارا فلم يزل بعد ذلك فقيرا بأسوإ حال ويبست يداه وكانتا في الشتاء ينضحان دما و في الصيف تصيران يابستين كأنهما عودان . و قال المفيد والسيد فلبثوا هنيئة ثم عادوا إليه وأحاطوا به فخرج عبد الله بن الحسن بن علي ع و هوغلام لم يراهق من عندالنساء يشتد حتي وقف إلي جنب الحسين ع فلحقته زينب بنت علي ع لتحبسه فقال الحسين ع احبسيه ياأختي فأبي وامتنع امتناعا شديدا و قال لا و الله لاأفارق عمي وأهوي أبجر بن كعب وقيل حرملة بن كاهل إلي الحسين ع بالسيف فقال له الغلام ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمي فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها إلي الجلد
صفحه : 54
فإذاهي معلقة فنادي الغلام ياأماه
فأخذه الحسين ع فضمه إليه و قال يَا ابنَ أخَيِ اصبِر عَلَي مَا نَزَلَ بِكَ وَ احتَسِب فِي ذَلِكَ الخَيرَ فَإِنّ اللّهَ يُلحِقُكَ بِآبَائِكَ الصّالِحِينَ
قال السيد فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه و هو في حجر عمه الحسين ع . ثم إن شمر بن ذي الجوشن حمل علي فسطاط الحسين ع فطعنه بالرمح ثم قال علي بالنار أحرقه علي من فيه
فقال له الحسين ع يَا ابنَ ذيِ الجَوشَنِ أَنتَ الداّعيِ بِالنّارِ لِتُحرِقَ عَلَي أهَليِ أَحرَقَكَ اللّهُ بِالنّارِ وَ جَاءَ شَبَثٌ فَوَبّخَهُ فَاستَحيَا وَ انصَرَفَ. قَالَ وَ قَالَ الحُسَينُ ع ابعَثُوا إلِيَّ ثَوباً لَا يُرغَبُ فِيهِ أَجعَلهُ تَحتَ ثيِاَبيِ لِئَلّا أُجَرّدَ فأَتُيَِ بِتُبّانٍ فَقَالَ لَا ذَاكَ لِبَاسُ مَن ضُرِبَت عَلَيهِ بِالذّلّةِ
فأخذ ثوبا خلقا فخرقه وجعله تحت ثيابه فلما قتل جردوه منه ثم استدعي الحسين ع بسراويل من حبرة ففزرها ولبسها وإنما فزرها لئلا يسلبها فلما قتل سلبها أبجر بن كعب وتركه ع مجردا فكانت يد أبجر بعد ذلك ييبسان في الصيف كأنهما عودان ويترطبان في الشتاء فينضحان دما وقيحا إلي أن أهلكه الله تعالي . قال و لماأثخن بالجراح وبقي كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المزني علي خاصرته طعنة فسقط ع عن فرسه إلي الأرض علي خده الأيمن ثم قام صلوات الله عليه . قال وخرجت زينب من الفسطاط وهي تنادي وا أخاه وا سيداه وا أهل بيتاه ليت السماء أطبقت علي الأرض وليت الجبال تدكدكت علي السهل و قال وصاح الشمر ماتنتظرون بالرجل فحملوا عليه من كل جانب فضربه زرعة بن شريك علي كتفه وضرب الحسين زرعة فصرعه وضربه آخر علي عاتقه المقدس بالسيف ضربة كبا ع بهالوجهه و كان قدأعيا وجعل ع ينوء ويكبو فطعنه سنان
صفحه : 55
بن أنس النخعي في ترقوته ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره ثم رماه سنان أيضا بسهم فوقع السهم في نحره فسقط ع وجلس قاعدا فنزع السهم من نحره وقرن كفيه جميعا وكلما امتلأتا من دمائه خضب بهما رأسه ولحيته و هو يقول هكذا حتي ألقي الله مخضبا بدمي مغصوبا علي حقي. فقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه انزل ويحك إلي الحسين فأرحه فبدر إليه خولي بن يزيد الأصبحي ليجتز رأسه فأرعد فنزل إليه سنان بن أنس النخعي فضربه بالسيف في حلقه الشريف و هو يقول و الله إني لأجتز رأسك وأعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أبا و أما ثم اجتز رأسه المقدس المعظم صلي الله عليه وسلم وكرم . وروي أن سنانا هذاأخذه المختار فقطع أنامله أنملة أنملة ثم قطع يديه ورجليه وأغلي له قدرا فيهازيت ورماه فيها و هويضطرب . و قال صاحب المناقب و محمد بن أبي طالب و لماضعف ع نادي شمر ماوقوفكم و ماتنتظرون بالرجل قدأثخنته الجراح والسهام احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم فحملوا عليه من كل جانب فرماه الحصين بن تميم في فيه و أبوأيوب الغنوي بسهم في حلقه وضربه زرعة بن شريك التميمي علي كتفه و كان قدطعنه سنان بن أنس النخعي في صدره وطعنه صالح بن وهب المزني علي خاصرته فوقع ع إلي الأرض علي خده الأيمن ثم استوي جالسا ونزع السهم من حلقه ثم دنا عمر بن سعد من الحسين ع . قال حميد وخرجت زينب بنت علي ع وقرطاها يجولان بين أذنيها وهي تقول ليت السماء انطبقت علي الأرض ياعمر بن سعد أيقتل أبو عبد الله و أنت تنظر إليه ودموع عمر تسيل علي خديه ولحيته و هويصرف وجهه عنها و الحسين ع جالس و عليه جبة خز و قدتحاماه الناس فنادي شمر ويلكم ماتنتظرون به اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم فضربه زرعة بن شريك فأبان كفه اليسري ثم ضربه علي عاتقه ثم انصرفوا عنه و هويكبو مرة ويقوم أخري .
صفحه : 56
فحمل عليه سنان في تلك الحال فطعنه بالرمح فصرعه و قال لخولي بن يزيد اجتز رأسه فضعف وارتعدت يده فقال له سنان فت الله عضدك وأبان يدك فنزل إليه شمر لعنه الله و كان اللعين أبرص فضربه برجله فألقاه علي قفاه ثم أخذ بلحيته فقال الحسين ع أنت الأبقع ألذي رأيتك في منامي فقال أتشبهني بالكلاب ثم جعل يضرب بسيفه مذبح الحسين ع و هو يقول
أقتلك اليوم ونفسي تعلم | علما يقينا ليس فيه مزعم |
و لامجال لا و لاتكتم | إن أباك خير من تكلم |
وروي في المناقب بإسناده عن عبد الله بن ميمون عن محمد بن عمرو بن الحسن قال كنا مع الحسين بنهر كربلاء ونظر إلي شمر بن ذي الجوشن و كان أبرص
فقال اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُصَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي كَلبٍ أَبقَعَ يَلَغُ فِي دَمِ أَهلِ بيَتيِ
. ثم قال فغضب عمر بن سعد لعنه الله ثم قال لرجل عن يمينه انزل ويحك إلي الحسين فأرحه فنزل إليه خولي بن يزيد الأصبحي لعنه الله فاجتز رأسه وقيل بل جاء إليه شمر وسنان بن أنس و الحسين ع بآخر رمق يلوك لسانه من العطش ويطلب الماء فرفسه شمر لعنه الله برجله و قال يا ابن أبي تراب ألست تزعم أن أباك علي حوض النبي يسقي من أحبه فاصبر حتي تأخذ الماء من يده ثم قال لسنان اجتز رأسه قفاء فقال سنان و الله لاأفعل فيكون جده محمدصلي الله عليه وآله خصمي.فغضب شمر لعنه الله وجلس علي صدر الحسين وقبض علي لحيته وهم بقتله فضحك الحسين ع فقال له أتقتلني و لاتعلم من أنا فقال أعرفك حق المعرفة أمك فاطمة الزهراء وأبوك علي المرتضي وجدك محمدالمصطفي وخصمك العلي الأعلي أقتلك و لاأبالي فضربه بسيفه اثنتي عشرة ضربة ثم جز رأسه صلوات الله وسلامه عليه ولعن الله قاتله ومقاتله والسائرين إليه بجموعهم . و قال ابن شهرآشوب روي أبومخنف عن الجلودي أنه كأنه صرع الحسين
صفحه : 57
ع فجعل فرسه يحامي عنه ويثب علي الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه حتي قتل الفرس أربعين رجلا ثم تمرغ في دم الحسين ع وقصد نحو الخيمة و له صهيل عال ويضرب بيديه الأرض . و قال السيد رضي الله عنه فلما قتل صلوات الله عليه ارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة فيهاريح حمراء لاتري فيهاعين و لاأثر حتي ظن القوم أن العذاب قدجاءهم فلبثوا كذلك ساعة ثم انجلت عنهم . وروي هلال بن نافع قال إني لواقف مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخ أبشر أيها الأمير فهذا شمر قدقتل الحسين قال فخرجت بين الصفين فوقفت عليه وإنه ليجود بنفسه فو الله مارأيت قط قتيلا مضمخا بدمه أحسن منه و لاأنور وجها ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيبته عن الفكرة في قتله فاستسقي في تلك الحالة ماء فسمعت رجلا يقول لاتذوق الماء حتي ترد الحامية فتشرب من حميمها
فسمعته يقول أَنَا أَرِدُ الحَامِيَةَ فَأَشرَبُ مِن حَمِيمِهَا بَل أَرِدُ عَلَي جدَيّ رَسُولِ اللّهِص وَ أَسكُنُ مَعَهُ فِي دَارِهِفِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ وَ أَشرَبُمِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَ أَشكُو إِلَيهِ مَا رَكِبتُم منِيّ وَ فَعَلتُم بيِ
قال فغضبوا بأجمعهم حتي كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا فاجتزوا رأسه وإنه ليكلمهم فتعجبت من قلة رحمتهم و قلت و الله لاأجامعكم علي أمر أبدا. قال ثم أقبلوا علي سلب الحسين ع فأخذ قميصه إسحاق بن حوية الحضرمي فلبسه فصار أبرص وامتعط شعره وروي أنه وجد في قميصه مائة وبضع عشرة ما بين رمية وطعنة وضربة
وَ قَالَ الصّادِقُ ع وُجِدَ بِالحُسَينِ ع ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ طَعنَةً وَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ ضَربَةً
وأخذ سراويله أبجر بن كعب التيمي وروي أنه صار زمنا مقعدا من رجليه وأخذ عمامته أخنس بن مرسد بن علقمة الحضرمي وقيل جابر بن يزيد الأودي فاعتم بهافصار معتوها و في غيررواية السيد فصار مجذوما وأخذ درعه مالك بن بشير الكندي فصار معتوها.
صفحه : 58
فقال السيد وأخذ نعليه الأسود بن خالد وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي فقطع إصبعه ع مع الخاتم و هذاأخذه المختار فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحط في دمه حتي هلك وأخذ قطيفة له ع كانت من خز قيس بن الأشعث وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد فلما قتل عمر بن سعد وهبها المختار لأبي عمرة قاتله وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأزدي ويقال رجل من بني تميم يقال له الأسود بن حنظلة و في رواية ابن سعد أنه أخذ سيفه القلافس النهشلي وزاد محمد بن زكريا أنه وقع بعد ذلك إلي بنت حبيب بن بديل و هذاالسيف المنهوب ليس بذي الفقار و إن ذلك كان مذخورا ومصونا مع أمثاله من ذخائر النبوة والإمامة و قدنقل الرواة تصديق ماقلناه وصورة ماحكيناه . قال وجاءت جارية من ناحية خيم الحسين ع فقال لها رجل ياأمة الله إن سيدك قتل قالت الجارية فأسرعت إلي سيدتي و أناأصيح فقمن في وجهي وصحن قال وتسابق القوم علي نهب بيوت آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول حتي جعلوا ينزعون ملحفة المرأة عن ظهرها وخرجن بنات الرسول وحرمه يتساعدن علي البكاء ويندبن لفراق الحماة والأحباء. وروي حميد بن مسلم قال رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد فلما رأت القوم قداقتحموا علي نساء الحسين ع فسطاطهن وهم يسلبونهن أخذت سيفا وأقبلت نحو الفسطاط فقالت ياآل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله لاحكم إلالله ياثارات رسول الله فأخذها زوجها وردها إلي رحله . قال ثم أخرجوا النساء من الخيمة وأشعلوا فيهاالنار فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلة وقلن بحق الله إلا مامررتم بنا علي مصرع الحسين فلما نظرت النسوة إلي القتلي صحن وضربن وجوههن . قال فو الله لاأنسي زينب بنت علي ع وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب وا محمداه صلي عليك مليك السماء هذاحسين مرمل بالدماء مقطع
صفحه : 59
الأعضاء وبناتك سبايا إلي الله المشتكي و إلي محمدالمصطفي و إلي علي المرتضي و إلي حمزة سيد الشهداء وا محمداه هذاحسين بالعراء يسفي عليه الصبا قتيل أولاد البغايا ياحزناه ياكرباه اليوم مات جدي رسول الله ياأصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفي يساقون سوق السبايا. و في بعض الروايات يامحمداه بناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا و هذاحسين مجزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء بأبي من عسكره في يوم الإثنين نهبا بأبي من فسطاطه مقطع العري بأبي من لا هوغائب فيرتجي و لاجريح فيداوي بأبي من نفسي له الفداء بأبي المهموم حتي قضي بأبي العطشان حتي مضي بأبي من شيبته تقطر بالدماء بأبي من جده رسول إله السماء بأبي من هوسبط نبي الهدي بأبي محمدالمصطفي بأبي خديجة الكبري بأبي علي المرتضي بأبي فاطمة الزهراء سيدة النساء بأبي من ردت عليه الشمس حتي صلي . قال فأبكت و الله كل عدو وصديق ثم إن سكينة اعتنقت جسد الحسين ع فاجتمع عدة من الأعراب حتي جروها عنه قال ثم نادي عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره فانتدب منهم عشرة وهم إسحاق بن حوية ألذي سلب الحسين ع قميصه وأخنس بن مرثد وحكيم بن الطفيل السنبسي وعمرو بن صبيح الصيداوي ورجاء بن منقذ العبدي وسالم بن خيثمة الجعفي وواحظ بن ناعم وصالح بن وهب الجعفي وهانئ بن ثبيت الحضرمي وأسيد بن مالك فداسوا الحسين ع بحوافر خيلهم حتي رضوا ظهره وصدره . قال وجاء هؤلاء العشرة حتي وقفوا علي ابن زياد فقال أسيد بن مالك أحد العشرة شعر
نحن رضضنا الصدر بعدالظهر | بكل يعبوب شديد الأسر |
فقال ابن زياد من أنتم فقالوا نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتي
صفحه : 60
طحنا جناجن صدره فأمر لهم بجائزة يسيرة. قال أبوعمرو الزاهد فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زنا وهؤلاء أخذهم المختار فشد أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم حتي هلكوا.أقول المعتمد عندي ماسيأتي في رواية الكافي أنه لم يتيسر لهم ذلك . و قال صاحب المناقب و محمد بن أبي طالب قتل الحسين ع باتفاق الروايات يوم عاشوراء عاشر المحرم سنة إحدي وستين و هو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف قالا وأقبل فرس الحسين ع و قدعدا من بين أيديهم أن لايؤخذ فوضع ناصيته في دم الحسين ع ثم أقبل يركض نحو خيمة النساء و هويصهل ويضرب برأسه الأرض عندالخيمة حتي مات فلما نظر أخوات الحسين وبناته وأهله إلي الفرس ليس عليه أحد رفعن أصواتهن بالبكاء والعويل ووضعت أم كلثوم يدها علي أم رأسها ونادت وا محمداه وا جداه وا نبياه وا أباالقاسماه وا علياه وا جعفراه وا حمزتاه وا حسناه هذاحسين بالعراء صريع بكربلاء مجزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء ثم غشي عليها.فأقبل أعداء الله لعنهم الله حتي أحدقوا بالخيمة ومعهم شمر فقال ادخلوا فاسلبوا بزتهن فدخل القوم لعنهم الله فأخذوا ما كان في الخيمة حتي أفضوا إلي قرط كان في أذن أم كلثوم أخت الحسين ع فأخذوه وخرموا أذنها حتي كانت المرأة لتنازع ثوبها علي ظهرها حتي تغلب عليه وأخذ قيس بن الأشعث لعنه الله قطيفة الحسين ع فكان يسمي قيس القطيفة وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له الأسود ثم مال الناس علي الورس والحلي والحلل والإبل فانتهبوها.أقول رأيت في بعض الكتب أن فاطمة الصغري قالت كنت واقفة بباب الخيمة و أناأنظر إلي أبي وأصحابي مجززين كالأضاحي علي الرمال والخيول علي أجسادهم تجول و أناأفكر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية أيقتلوننا أو
صفحه : 61
يأسروننا فإذابرجل علي ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه وهن يلذن بعضهن ببعض و قدأخذ ماعليهن من أخمرة وأسورة وهن يصحن وا جداه وا أبتاه وا علياه وا قلة ناصراه وا حسناه أ ما من مجير يجيرنا أ ما من ذائد يذود عنا قالت فطار فؤادي وارتعدت فرائصي فجعلت أجيل بطرفي يمينا وشمالا علي عمتي أم كلثوم خشية منه أن يأتيني.فبينا أنا علي هذه الحالة و إذا به قدقصدني ففررت منهزمة و أناأظن أني أسلم منه و إذا به قدتبعني فذهلت خشية منه و إذابكعب الرمح بين كتفي فسقطت علي وجهي فخرم أذني وأخذ قرطي ومقنعتي وترك الدماء تسيل علي خدي ورأسي تصهره الشمس وولي راجعا إلي الخيم و أنامغشي علي و إذا أنابعمتي عندي تبكي وهي تقول قومي نمضي ماأعلم ماجري علي البنات وأخيك العليل فقمت و قلت ياعمتاه هل من خرقة أستر بهارأسي عن أعين النظار فقالت يابنتاه وعمتك مثلك فرأيت رأسها مكشوفة ومتنها قدأسود من الضرب فما رجعنا إلي الخيمة إلا وهي قدنهبت و ما فيها وأخي علي بن الحسين مكبوب علي وجهه لايطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا. و قال المفيد رحمه الله قال حميد بن مسلم فانتهينا إلي علي بن الحسين و هومنبسط علي فراش و هوشديد المرض و مع شمر جماعة من الرجالة فقالوا له أ لانقتل هذاالعليل فقلت سبحان الله أتقتل الصبيان إنما هذاصبي وإنه لما به فلم أزل حتي دفعتهم عنه وجاء عمر بن سعد فصاحت النساء في وجهه وبكين فقال لأصحابه لايدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النساء و لاتعرضوا لهذا الغلام المريض فسألته النسوة أن يسترجع ماأخذ منهن ليستترن به فقال من أخذ من متاعهم شيئا فليرده فو الله مارد أحد منهم شيئا فوكل بالفسطاط وبيوت النساء و علي بن الحسين جماعة ممن كان معه و قال احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد و لايساء إليهم .
صفحه : 62
و قال محمد بن أبي طالب ثم إن عمر بن سعد سرح برأس الحسين ع يوم عاشوراء مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم إلي ابن زياد ثم أمر برءوس الباقين من أهل بيته وأصحابه فقطعت وسرح بها مع شمر بن ذي الجوشن إلي الكوفة وأقام ابن سعد يومه ذلك وغده إلي الزوال فجمع قتلاه فصلي عليهم ودفنهم وترك الحسين وأصحابه منبوذين بالعراء فلما ارتحلوا إلي الكوفة عمد أهل الغاضرية من بني أسد فصلوا عليهم ودفنوهم و قال ابن شهرآشوب وكانوا يجدون لأكثرهم قبورا ويرون طيورا بيضا. و قال محمد بن أبي طالب وروي أن رءوس أصحاب الحسين و أهل بيته كانت ثمانية وسبعين رأسا واقتسمتها القبائل ليتقربوا بذلك إلي عبيد الله و إلي يزيد فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا وصاحبهم قيس بن الأشعث وجاءت هوازن باثني عشر رأسا و في رواية ابن شهرآشوب بعشرين وصاحبهم شمر لعنه الله وجاءت تميم بسبعة عشر رأسا و في رواية ابن شهرآشوب بتسعة عشر وجاءت بنو أسد بستة عشر رأسا و في رواية ابن شهرآشوب بتسعة رءوس وجاءت مذحج بسبعة رءوس وجاءت سائر الناس بثلاثة عشر رأسا و قال ابن شهرآشوب وجاء سائر الجيش بتسعة رءوس و لم يذكر مذحج قال فذلك سبعون رأسا ثم قال وجاءوا بالحرم أساري إلاشهربانويه فإنها أتلفت نفسها في الفرات . و قال ابن شهرآشوب وصاحب المناقب و محمد بن أبي طالب اختلفوا في عدد المقتولين من أهل البيت ع فالأكثرون علي أنهم كانوا سبعة وعشرين سبعة من بني عقيل مسلم المقتول بالكوفة و جعفر و عبدالرحمن ابنا عقيل و محمد بن مسلم و عبد الله بن مسلم و جعفر بن محمد بن عقيل و محمد بن أبي سعيد بن عقيل وزاد ابن شهرآشوب عونا ومحمدا ابني عقيل وثلاثة من ولد جعفر بن أبي طالب محمد بن عبد الله بن جعفر وعون الأكبر بن عبد الله وعبيد الله بن عبد الله و من ولد علي ع تسعة الحسين ع والعباس ويقال وابنه محمد بن العباس وعمر بن
صفحه : 63
علي وعثمان بن علي و جعفر بن علي و ابراهيم بن علي و عبد الله بن علي الأصغر و محمد بن علي الأصغر و أبوبكر شك في قتله وأربعة من بني الحسن أبوبكر و عبد الله والقاسم وقيل بشر وقيل عمر و كان صغيرا وستة من بني الحسين مع اختلاف فيه علي الأكبر و ابراهيم و عبد الله و محمد وحمزة و علي و جعفر وعمر وزيد وذبح عبد الله في حجره و لم يذكر صاحب المناقب إلاعليا و عبد الله وأسقط ابن أبي طالب حمزة و ابراهيم وزيدا وعمر. و قال ابن شهرآشوب ويقال لم يقتل محمدالأصغر بن علي ع لمرضه ويقال رماه رجل من بني دارم فقتله و قال أبوالفرج جميع من قتل يوم الطف من ولد أبي طالب سوي من يختلف في أمره اثنان وعشرون رجلا
وَ قَالَ ابنُ نُمَا رَحِمَهُ اللّهُ قَالَتِ الرّوَاةُ كُنّا إِذَا ذَكَرنَا عِندَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَتلَ الحُسَينِ ع قَالَ قَتَلُوا سَبعَةَ عَشَرَ إِنسَاناً كُلّهُم ارتَكَضَ فِي بَطنِ فَاطِمَةَ يعَنيِ بِنتَ أَسَدٍ أُمّ عَلِيّ ع
3-أَقُولُ رَوَي الشّيخُ فِي المِصبَاحِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي يَومِ عَاشُورَاءَ فَأَلفَيتُهُ كَاسِفَ اللّونِ ظَاهِرَ الحُزنِ وَ دُمُوعُهُ تَنحَدِرُ مِن عَينَيهِ كَاللّؤلُؤِ المُتَسَاقِطِ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مِمّ بُكَاؤُكَ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَيكَ فَقَالَ لِي أَ وَ فِي غَفلَةٍ أَنتَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع أُصِيبَ فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ قُلتُ يَا سيَدّيِ فَمَا قَولُكَ فِي صَومِهِ فَقَالَ لِي صُمهُ مِن غَيرِ تَبيِيتٍ وَ أَفطِرهُ مِن غَيرِ تَشمِيتٍ وَ لَا تَجعَلهُ يَومَ صَومٍ كَمَلًا وَ ليَكُن إِفطَارُكَ بَعدَ صَلَاةِ العَصرِ بِسَاعَةٍ عَلَي شَربَةٍ مِن مَاءٍ فَإِنّهُ فِي مِثلِ ذَلِكَ الوَقتِ مِن ذَلِكَ اليَومِ تَجَلّتِ الهَيجَاءُ عَن آلِ رَسُولِ اللّهِص وَ انكَشَفَتِ المَلحَمَةُ عَنهُم وَ فِي الأَرضِ مِنهُم ثَلَاثُونَ صَرِيعاً فِي مَوَالِيهِم يَعَزّ عَلَي رَسُولِ اللّهُ مَصرَعُهُم وَ لَو كَانَ فِي الدّنيَا يَومَئِذٍ حَيّاً لَكَانَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ هُوَ المُعَزّي بِهِم
صفحه : 64
قَالَ وَ بَكَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حَتّي اخضَلّت لِحيَتُهُ بِدُمُوعِهِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا خَلَقَ النّورَ خَلَقَهُ يَومَ الجُمُعَةِ فِي تَقدِيرِهِ فِي أَوّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ خَلَقَ الظّلمَةَ فِي يَومِ الأَربِعَاءِ يَومَ عَاشُورَاءَ فِي مِثلِ ذَلِكَ اليَومِ يعَنيِ العَاشِرَ مِن شَهرِ المُحَرّمِ فِي تَقدِيرِهِ وَ جَعَلَ لِكُلّ مِنهُمَاشِرعَةً وَ مِنهاجاً إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
وَ رَوَي صَاحِبُ المَنَاقِبِ مِن كِتَابِ بُستَانِ الطّرَفِ عَنِ الحَسَنِ البصَريِّ قَالَ قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع سِتّةَ عَشَرَ مِن أَهلِ بَيتِهِ مَا كَانَ لَهُم عَلَي وَجهِ الأَرضِ شَبِيهٌ
وَ روُيَِ عَنِ الحَسَنِ بِإِسنَادٍ آخَرَ سَبعَةَ عَشَرَ مِن أَهلِ بَيتِهِ
و قال ابن شهرآشوب المقتولون من أصحاب الحسين ع في الحملة الأولي نعيم بن عجلان وعمران بن كعب بن حارث الأشجعي وحنظلة بن عمرو الشيباني وقاسط بن زهير وكنانة بن عتيق وعمرو بن مشيعة وضرغامة بن مالك وعامر بن مسلم وسيف بن مالك النميري و عبدالرحمن الأرحبي ومجمع العائذي وحباب بن الحارث وعمرو الجندي والجلاس بن عمرو الراسبي وسوار بن أبي حمير الفهمي وعمار بن أبي سلامة الدالاني والنعمان بن عمرو الراسبي وزاهر بن عمرو مولي ابن الحمق وجبلة بن علي ومسعود بن الحجاج و عبد الله بن عروة الغفاري وزهير بن بشير الخثعمي وعمار بن حسان و عبد الله بن عمير ومسلم بن كثير وزهير بن سليم و عبد الله وعبيد الله ابنا زيد البصري وعشرة من موالي الحسين ع واثنان من موالي أمير المؤمنين ع ولنذكر هنا زيارة أوردها السيد في كتاب الإقبال يشتمل علي أسماء الشهداء وبعض أحوالهم رضوان الله عليهم وأسماء قاتليهم لعنهم الله
قَالَ رَوَينَا بِإِسنَادِنَا إِلَي جدَيّ أَبِي جَعفَرٍ الطوّسيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ
صفحه : 65
عَيّاشٍ عَنِ الشّيخِ الصّالِحِ أَبِي مَنصُورِ بنِ عَبدِ المُنعِمِ بنِ النّعمَانِ البغَداَديِّ رَحِمَهُمُ اللّهُ قَالَ خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ سَنَةَ اثنَتَينِ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ عَلَي يَدِ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ غَالِبٍ الأصَفهَاَنيِّ حِينَ وَفَاةِ أَبِي رَحِمَهُ اللّهُ وَ كُنتُ حَدِيثَ السّنّ وَ كَتَبتُ أَستَأذِنُ فِي زِيَارَةِ موَلاَيَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ زِيَارَةِ الشّهَدَاءِ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِم فَخَرَجَ إلِيَّ مِنهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِذَا أَرَدتَ زِيَارَةَ الشّهَدَاءِ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِم فَقِف عِندَ رجِليَِ الحُسَينِ ع وَ هُوَ قَبرُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَاستَقبِلِ القِبلَةَ بِوَجهِكَ فَإِنّ هُنَاكَ حَومَةَ الشّهَدَاءِ وَ أَومِئ وَ أَشِر إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ قُل السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَوّلَ قَتِيلٍ مِن نَسلِ خَيرِ سَلِيلٍ مِن سُلَالَةِ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ وَ عَلَي أَبِيكَ إِذ قَالَ فِيكَ قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلُوكَ يَا بنُيَّ مَا أَجرَأَهُم عَلَي الرّحمَنِ وَ عَلَي انتِهَاكِ حُرمَةِ الرّسُولِ عَلَي الدّنيَا بَعدَكَ العَفا كأَنَيّ بِكَ بَينَ يَدَيكَ مَاثِلًا وَ لِلكَافِرِينَ قَاتِلًا قَائِلًا
أَنَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ | نَحنُ وَ بَيتِ اللّهِ أَولَي باِلنبّيِّ |
أَطعَنُكُم بِالرّمحِ حَتّي ينَثنَيِ | أَضرِبُكُم بِالسّيفِ أحَميِ عَن أَبِي |
ضَربَ غُلَامٍ هاَشمِيِّ عرَبَيِّ | وَ اللّهِ لَا يَحكُمُ فِينَا ابنُ الدعّيِّ |
حَتّي قَضَيتَ نَحبَكَ وَ لَقِيتَ رَبّكَ أَشهَدُ أَنّكَ أَولَي بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ أَنّكَ ابنُ رَسُولِهِ وَ حُجّتُهُ وَ أَمِينُهُ وَ ابنُ حُجّتِهِ وَ أَمِينِهِ حَكَمَ اللّهُ عَلَي قَاتِلِكَ مُرّةَ بنِ مُنقِذِ بنِ النّعمَانِ العبَديِّ لَعَنَهُ اللّهُ وَ أَخزَاهُ وَ مَن شَرِكَهُ فِي قَتلِكَ وَ كَانُوا عَلَيكَ ظَهِيراً أَصلَاهُمُ اللّهُجَهَنّمَ
صفحه : 66
وَ ساءَت مَصِيراً وَ جَعَلَنَا اللّهُ مِن مُلَاقِيكَ وَ مرُاَفقِيِ جَدّكَ وَ أَبِيكَ وَ عَمّكَ وَ أَخِيكَ وَ أُمّكَ المَظلُومَةِ وَ أَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِن أَعدَائِكِ أوُليِ الجُحُودِ وَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ الطّفلِ الرّضِيعِ المرَميِّ الصّرِيعِ المُتَشَحّطِ دَماً المُصَعّدِ دَمُهُ فِي السّمَاءِ المَذبُوحِ بِالسّهمِ فِي حَجرِ أَبِيهِ لَعَنَ اللّهُ رَامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كَاهِلٍ الأسَدَيِّ وَ ذَوِيهِ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مُبلَي البَلَاءِ وَ المنُاَديِ بِالوَلَاءِ فِي عَرصَةِ كَربَلَاءَ المَضرُوبِ مُقبِلًا وَ مُدبِراً لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ هَانِئَ بنَ ثُبَيتٍ الحضَرمَيِّ السّلَامُ عَلَي أَبِي الفَضلِ العَبّاسِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ الموُاَسيِ أَخَاهُ بِنَفسِهِ الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أَمسِهِ الفاَديِ لَهُ الواَقيِ الساّعيِ إِلَيهِ بِمَائِهِ المَقطُوعَةِ يَدَاهُ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ يَزِيدَ بنَ الرّقَادِ الجهُنَيِّ وَ حَكِيمَ بنَ الطّفَيلِ الطاّئيِّ السّلَامُ عَلَي جَعفَرِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ الصّابِرِ بِنَفسِهِ مُحتَسِباً وَ الناّئيِ عَنِ الأَوطَانِ مُغتَرِباً المُستَسلِمِ لِلقِتَالِ المُستَقدِمِ لِلنّزَالِ المَكثُورِ بِالرّجَالِ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ هَانِئَ بنَ ثُبَيتٍ الحضَرمَيِّ
صفحه : 67
السّلَامُ عَلَي عُثمَانَ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ سمَيِّ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ لَعَنَ اللّهُ رَامِيَهُ بِالسّهمِ خوَليِّ بنَ يَزِيدَ الأصَبحَيِّ الإيِاَديِّ وَ الأبَاَنيِّ الداّريِّ السّلَامُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَتِيلِ الأبَاَنيِّ الداّريِّ لَعَنَهُ اللّهُ وَ ضَاعَفَ عَلَيهِ العَذَابَ الأَلِيمَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِكِ الصّابِرِينَ السّلَامُ عَلَي أَبِي بَكرِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزكّيِّ الولَيِّ المرَميِّ بِالسّهمِ الردّيِّ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَبدَ اللّهِ بنَ عُقبَةَ الغنَوَيِّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ الزكّيِّ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كَاهِلٍ الأسَدَيِّ السّلَامُ عَلَي القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ المَضرُوبِ عَلَي هَامَتِهِ المَسلُوبِ لَامَتُهُ حِينَ نَادَي الحُسَينَ عَمّهُ فَجَلّي عَلَيهِ عَمّهُ كَالصّقرِ وَ هُوَ يَفحَصُ بِرِجلَيهِ التّرَابَ وَ الحُسَينُ يَقُولُ بُعداً لِقَومٍ قَتَلُوكَ وَ مَن خَصمُهُم يَومَ القِيَامَةِ جَدّكَ وَ أَبُوكَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ اللّهِ عَلَي عَمّكَ أَن تَدعُوَهُ فَلَا يُجِيبَكَ أَو أَن يُجِيبَكَ وَ أَنتَ قَتِيلٌ جَدِيلٌ فَلَا يَنفَعُكَ هَذَا وَ اللّهِ يَومٌ كَثُرَ وَاتِرُهُ
صفحه : 68
وَ قَلّ نَاصِرُهُ جعَلَنَيَِ اللّهُ مَعَكُمَا يَومَ جَمعِكُمَا وَ بوَأّنَيِ مُبَوّأَكُمَا وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَكَ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ عُروَةَ بنِ نُفَيلٍ الأزَديِّ وَ أَصلَاهُ جَحِيماً وَ أَعَدّ لَهُ عَذَاباً أَلِيماً السّلَامُ عَلَي عَونِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الطّيّارِ فِي الجِنَانِ حَلِيفِ الإِيمَانِ وَ مُنَازِلِ الأَقرَانِ النّاصِحِ لِلرّحمَنِ التاّليِ للِمثَاَنيِ وَ القُرآنِ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَبدَ اللّهِ بنَ قُطبَةَ النبّهاَنيِّ السّلَامُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الشّاهِدِ مَكَانَ أَبِيهِ وَ التاّليِ لِأَخِيهِ وَ وَاقِيهِ بِبَدَنِهِ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَامِرَ بنَ نَهشَلٍ التمّيِميِّ السّلَامُ عَلَي جَعفَرِ بنِ عَقِيلٍ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ بِشرَ بنَ حَوطٍ الهمَداَنيِّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَقِيلٍ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ عُثمَانَ بنَ خَالِدِ بنِ أَشيَمَ الجهُنَيِّ السّلَامُ عَلَي القَتِيلِ ابنِ القَتِيلِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَامِرَ بنَ صَعصَعَةَ وَ قِيلَ أَسَدَ بنَ مَالِكٍ السّلَامُ عَلَي أَبِي عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ عَمرَو بنَ صَبِيحٍ الصيّداَويِّ
صفحه : 69
السّلَامُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ أَبِي سَعِيدِ بنِ عَقِيلٍ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ لَقِيطَ بنَ نَاشِرٍ الجهُنَيِّ السّلَامُ عَلَي سُلَيمَانَ مَولَي الحُسَينِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ سُلَيمَانَ بنَ عَوفٍ الحضَرمَيِّ السّلَامُ عَلَي قَارِبٍ مَولَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ السّلَامُ عَلَي مُنجِحٍ مَولَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ السّلَامُ عَلَي مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ الأسَدَيِّ القَائِلِ لِلحُسَينِ وَ قَد أَذِنَ لَهُ فِي الِانصِرَافِ أَ نَحنُ نخُلَيّ عَنكَ وَ بِمَ نَعتَذِرُ عِندَ اللّهِ مِن أَدَاءِ حَقّكَ لَا وَ اللّهِ حَتّي أَكسِرَ فِي صُدُورِهِم رمُحيِ هَذَا وَ أَضرِبَهُم بسِيَفيِ مَا ثَبَتَ قَائِمُهُ فِي يدَيِ وَ لَا أُفَارِقُكَ وَ لَو لَم يَكُن معَيِ سِلَاحٌ أُقَاتِلُهُم بِهِ لَقَذَفتُهُم بِالحِجَارَةِ وَ لَم أُفَارِقكَ حَتّي أَمُوتَ مَعَكَ وَ كُنتَ أَوّلَ مَن شَرَي نَفسَهُ وَ أَوّلَ شَهِيدٍ شَهِدَ لِلّهِ وَ قَضَي نَحبَهُ فَفُزتَ وَ رَبّ الكَعبَةِ شَكَرَ اللّهُ استِقدَامَكَ وَ مُوَاسَاتَكَ إِمَامَكَ إِذ مَشَي إِلَيكَ وَ أَنتَ صَرِيعٌ فَقَالَ يَرحَمُكَ اللّهُ يَا مُسلِمَ بنَ عَوسَجَةَ وَ قَرَأَفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًالَعَنَ اللّهُ المُشتَرِكِينَ فِي قَتلِكَ عَبدَ اللّهِ الضبّاَبيِّ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ خُشكَارَةَ
صفحه : 70
البجَلَيِّ وَ مُسلِمَ بنَ عَبدِ اللّهِ الضبّاَبيِّ السّلَامُ عَلَي سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحنَفَيِّ القَائِلِ لِلحُسَينِ وَ قَد أَذِنَ لَهُ فِي الِانصِرَافِ لَا وَ اللّهِ لَا نُخَلّيكَ حَتّي يَعلَمَ اللّهُ أَنّا قَد حَفِظنَا غَيبَةَ رَسُولِ اللّهِص فِيكَ وَ اللّهِ لَو أَعلَمُ أنَيّ أُقتَلُ ثُمّ أُحيَا ثُمّ أُحرَقُ ثُمّ أُذرَي وَ يُفعَلُ بيِ ذَلِكَ سَبعِينَ مَرّةً مَا فَارَقتُكَ حَتّي أَلقَي حمِاَميِ دُونَكَ وَ كَيفَ أَفعَلُ ذَلِكَ وَ إِنّمَا هيَِ مَوتَةٌ أَو قَتلَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمّ هيَِ بَعدَهَا الكَرَامَةُ التّيِ لَا انقِضَاءَ لَهَا أَبَداً فَقَد لَقِيتَ حِمَامَكَ وَ وَاسَيتَ إِمَامَكَ وَ لَقِيتَ مِنَ اللّهِ الكَرَامَةَ فِي دَارِ المُقَامَةِ حَشَرَنَا اللّهُ مَعَكُم فِي المُستَشهَدِينَ وَ رَزَقَنَا مُرَافَقَتَكُم فِي أَعلَي عِلّيّينَ السّلَامُ عَلَي بِشرِ بنِ عُمَرَ الحضَرمَيِّ شَكَرَ اللّهُ لَكَ قَولَكَ لِلحُسَينِ وَ قَد أَذِنَ لَكَ فِي الِانصِرَافِ أكَلَتَنيِ إِذَن السّبَاعُ حَيّاً إِن فَارَقتُكَ وَ أَسأَلُ عَنكَ الرّكبَانَ وَ أَخذُلُكَ مَعَ قِلّةِ الأَعوَانِ لَا يَكُونُ هَذَا أَبَداً السّلَامُ عَلَي يَزِيدَ بنِ حُصَينٍ الهمَداَنيِّ المشَرقِيِّ القاَريِ المُجَدّلِ باِلمشَرفَيِّ السّلَامُ عَلَي عُمَرَ بنِ كَعبٍ الأنَصاَريِّ السّلَامُ عَلَي نُعَيمِ بنِ عَجلَانَ الأنَصاَريِّ
صفحه : 71
السّلَامُ عَلَي زُهَيرِ بنِ القَينِ البجَلَيِّ القَائِلِ لِلحُسَينِ وَ قَد أَذِنَ لَهُ فِي الِانصِرَافِ لَا وَ اللّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً أَترُكُ ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَسِيراً فِي يَدِ الأَعدَاءِ وَ أَنجُو لَا أرَاَنيَِ اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ السّلَامُ عَلَي عَمرِو بنِ قَرَظَةَ الأنَصاَريِّ السّلَامُ عَلَي حَبِيبِ بنِ مُظَاهِرٍ الأسَدَيِّ السّلَامُ عَلَي الحُرّ بنِ يَزِيدَ الريّاَحيِّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَيرٍ الكلَبيِّ السّلَامُ عَلَي نَافِعِ بنِ هِلَالِ بنِ نَافِعٍ البجَلَيِّ المرُاَديِّ السّلَامُ عَلَي أَنَسِ بنِ كَاهِلٍ الأسَدَيِّ السّلَامُ عَلَي قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصيّداَويِّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ وَ عَبدِ الرّحمَنِ ابنيَ عُروَةَ بنِ حَرَاقٍ الغِفَارِيّينِ السّلَامُ عَلَي جَونِ بنِ حوُيَّ مَولَي أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ السّلَامُ عَلَي شَبِيبِ بنِ عَبدِ اللّهِ النهّشلَيِّ السّلَامُ عَلَي الحَجّاجِ بنِ زَيدٍ السعّديِّ السّلَامُ عَلَي قَاسِطٍ وَ كَرِشٍ ابنيَ ظَهِيرٍ التّغلِبِيّينِ السّلَامُ عَلَي كِنَانَةَ بنِ عَتِيقٍ السّلَامُ عَلَي ضِرغَامَةَ بنِ مَالِكٍ
صفحه : 72
السّلَامُ عَلَي حوُيَّ بنِ مَالِكٍ الضبّعَيِّ السّلَامُ عَلَي عَمرِو بنِ ضُبَيعَةَ الضبّعَيِّ السّلَامُ عَلَي زَيدِ بنِ ثُبَيتٍ القيَسيِّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ اللّهِ وَ عُبَيدِ اللّهِ ابنيَ يَزِيدَ بنِ ثُبَيتٍ القيَسيِّ السّلَامُ عَلَي عَامِرِ بنِ مُسلِمٍ السّلَامُ عَلَي قَعنَبِ بنِ عَمرٍو التمّريِّ السّلَامُ عَلَي سَالِمٍ مَولَي عَامِرِ بنِ مُسلِمٍ السّلَامُ عَلَي سَيفِ بنِ مَالِكٍ السّلَامُ عَلَي زُهَيرِ بنِ بِشرٍ الخثَعمَيِّ السّلَامُ عَلَي زَيدِ بنِ مَعقِلٍ الجعُفيِّ السّلَامُ عَلَي الحَجّاجِ بنِ مَسرُوقٍ الجعُفيِّ السّلَامُ عَلَي مَسعُودِ بنِ الحَجّاجِ وَ ابنِهِ السّلَامُ عَلَي مُجَمّعِ بنِ عَبدِ اللّهِ العاَئذِيِّ السّلَامُ عَلَي عَمّارِ بنِ حَسّانَ بنِ شُرَيحٍ الطاّئيِّ السّلَامُ عَلَي حَبَابِ بنِ الحَارِثِ السلّماَنيِّ الأزَديِّ السّلَامُ عَلَي جُندَبِ بنِ حُجرٍ الخوَلاَنيِّ السّلَامُ عَلَي عُمَرَ بنِ خَالِدٍ الصيّداَويِّ السّلَامُ عَلَي سَعِيدٍ مَولَاهُ السّلَامُ عَلَي يَزِيدَ بنِ زِيَادِ بنِ مُهَاصِرٍ الكنِديِّ السّلَامُ عَلَي زَاهِدٍ مَولَي عَمرِو بنِ الحَمِقِ الخزُاَعيِّ السّلَامُ عَلَي جَبَلَةَ بنِ عَلِيّ الشيّباَنيِّ السّلَامُ عَلَي سَالِمٍ مَولَي بنَيِ المَدَنِيّةِ الكلَبيِّ السّلَامُ عَلَي أَسلَمَ بنِ كُثَيرٍ الأزَديِّ الأَعرَجِ السّلَامُ عَلَي زُهَيرِ بنِ سُلَيمٍ الأزَديِّ
صفحه : 73
السّلَامُ عَلَي قَاسِمِ بنِ حَبِيبٍ الأزَديِّ السّلَامُ عَلَي عُمَرَ بنِ جُندَبٍ الحضَرمَيِّ السّلَامُ عَلَي أَبِي ثُمَامَةَ عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ الصاّئدِيِّ السّلَامُ عَلَي حَنظَلَةَ بنِ سَعدٍ الشبّاَميِّ السّلَامُ عَلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الكَدِرِ الأرَحبَيِّ السّلَامُ عَلَي عَمّارِ بنِ أَبِي سَلَامَةَ الهمَداَنيِّ السّلَامُ عَلَي عَابِسِ بنِ أَبِي شَبِيبٍ الشاّكرِيِّ السّلَامُ عَلَي شَوذَبٍ مَولَي شَاكِرٍ السّلَامُ عَلَي شَبِيبِ بنِ الحَارِثِ بنِ سَرِيعٍ السّلَامُ عَلَي مَالِكِ بنِ عَبدِ بنِ سَرِيعٍ السّلَامُ عَلَي الجَرِيحِ المَأسُورِ سَوّارِ بنِ أَبِي حِميَرٍ الفهَميِّ الهمَداَنيِّ السّلَامُ عَلَي المُرَتّبِ مَعَهُ عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ الجنُدعُيِّ السّلَامُ عَلَيكُم يَا خَيرَ أَنصَارٍ السّلَامُعَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِبَوّأَكُمُ اللّهُ مُبَوّأَ الأَبرَارِ أَشهَدُ لَقَد كَشَفَ اللّهُ لَكُمُ الغِطَاءَ وَ مَهّدَ لَكُمُ الوِطَاءَ وَ أَجزَلَ لَكُمُ العَطَاءَ وَ كُنتُم عَنِ الحَقّ غَيرَ بِطَاءٍ وَ أَنتُم لَنَا فُرَطَاءُ وَ نَحنُ لَكُم خُلَطَاءُ فِي دَارِ البَقَاءِ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
صفحه : 74
أقول قوله وقيل لعله من السيد أو من بعض الرواة
4- وَ قَالَ المسَعوُديِّ فِي كِتَابِ مُرُوجِ الذّهَبِ فَعَدَلَ الحُسَينُ إِلَي كَربَلَاءَ وَ هُوَ فِي مِقدَارِ أَلفِ فَارِسٍ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ أَصحَابِهِ وَ نَحوِ مِائَةِ رَاجِلٍ فَلَم يَزَل يُقَاتِلُ حَتّي قُتِلَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ كَانَ ألّذِي تَوَلّي قَتلَهُ رَجُلًا مِنَ مَذحِجَ وَ قُتِلَ وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قِيلَ ابنُ تِسعٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ قِيلَ غَيرُ ذَلِكَ وَ وُجِدَ بِهِ ع يَومَ قُتِلَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ طَعنَةً وَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ ضَربَةً وَ ضَرَبَ زُرعَةُ بنُ شَرِيكٍ التمّيِميِّ لَعَنَهُ اللّهُ كَفّهُ اليُسرَي وَ طَعَنَهُ سِنَانُ بنُ أَنَسٍ النخّعَيِّ لَعَنَهُ اللّهُ ثُمّ نَزَلَ وَ اجتَزّ رَأسَهُ وَ تَوَلّي قَتلَهُ مِن أَهلِ الكُوفَةِ خَاصّةً لَم يَحضُرهُم شاَميِّ وَ كَانَ جَمِيعُ مَن قُتِلَ مَعَهُ سَبعاً وَ ثَمَانِينَ وَ كَانَ عِدّةُ مَن قُتِلَ مِن أَصحَابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ فِي حَربِ الحُسَينِ ع ثَمَانِيَةً وَ ثَمَانِينَ رَجُلًا
أقول ولنوضح بعض مشكلات ماتقدم في هذاالباب . قوله ع لو لاتقارب الأشياء أي قرب الآجال أوإناطة الأشياء بالأسباب بحسب المصالح أو أنه يصير سببا لتقارب الفرج وغلبة أهل الحق و لمايأت أوانه و في بعض النسخ لو لاتفاوت الأشياء أي في الفضل والثواب . قوله ع فلم يبعد أي من الخير والنجاح والفلاح و قدشاع قولهم بعدا له وأبعده الله والإغذاذ في السير الإسراع و قال الجزري في حديث أبي قتادة فانطلق الناس لايلوي أحد علي أحد أي لايلتفت و لايعطف عليه وألوي برأسه ولواه إذاأماله من جانب إلي جانب انتهي . والوله الحيرة وذهاب العقل حزنا والمراد هنا شدة الشوق و قال الفيروزآبادي عسل الذئب أوالفرس يعسل عسلانا اضطرب في عدوه وهز رأسه والعسل الناقة السريعة و أبوعسلة بالكسر الذئب انتهي أي يتقطعها الذئاب الكثيرة العدو السريعة أوالأعم منه و من سائر السباع والكرش من الحيوانات كالمعدة من الإنسان والأجربة جمع الجراب و هوالهميان أطلق علي بطونها علي الاستعارة ولعل المعني أني أصير بحيث يزعم الناس أني أصير كذلك بقرينة
صفحه : 75
قوله ع و هومجموعة له في حظيرة القدس فيكون استعارة تمثيلية أويقال نسب إلي نفسه المقدسة مايعرض لأصحابه أويقال إنها تصير ابتداء إلي أجوافها لشدة الابتلاء ثم تنتزع منها وتجتمع في حظيرة القدس ويقال انكمش أي أسرع . قوله كأنما علي رءوسنا الطير أي بقينا متحيرين لانتحرك قال الجزري في صفة الصحابة كأنما علي رءوسهم الطير وصفهم بالسكون والوقار وأنهم لم يكن فيهم طيش و لاخفة لأن الطير لاتكاد تقع إلا علي شيءساكن انتهي . والتقويض نقض من غيرهدم أو هونزع الأعواد والأطناب والإرقال ضرب من الخبب و هوضرب من العدو وهوادي الخيل أعناقها. قوله كان أسنتهم اليعاسيب هوجمع يعسوب أميرالنحل شبهها في كثرتها بأن كلا منها كأنه أميرالنحل اجتمع عليه عسكره قال الجزري في حديث الدجال فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل جمع يعسوب أي تظهر له وتجتمع عنده كماتجتمع النحل علي يعاسيبها انتهي وكذا تشبيه الرايات بأجنحة الطير إنما هو في الكثرة واتصال بعضها ببعض . و قال الجوهري وقولهم هم زهاء مائة أي قدر مائة قوله ع ورشفوا الخيل أي اسقوهم قليلا قال الجوهري الرشف المص و في المثل الرشف أنقع أي إذاترشفت الماء قليلا قليلا كان أسكن للعطش والطساس بالكسر جمع الطس و هولغة في الطست و لاتغفل عن كرمه عليه الصلاة و السلام حيث أمر بسقي رجال المخالفين ودوابهم . قوله والراوية عندي السقاية أي كنت أظن أن مراده ع بالراوية المزادة التي يسقي به و لم أعرف أنها تطلق علي البعير فصرح ع بذكر الجمل قال الفيروزآبادي الراوية المزادة فيهاالماء والبعير والبغل والحمار يستقي عليه و قال الجزري فيه نهي عن اختناث الأسقية خنثت السقاء إذاثنيت فمه إلي خارج وشربت منه وقبعته إذاثنيته إلي داخل والخميس الجيش والوغي الحرب والعرمرم الجيش الكثير والباتر السيف القاطع و قال الجوهري الجعجعة
صفحه : 76
الحبس وكتب عبيد الله بن زياد إلي عمر بن سعد أن جعجع بحسين ع قال الأصمعي يعني احبسه و قال ابن الأعرابي يعني ضيق عليه و قال العراء بالمد الفضاء لاستر به قال الله تعالي لَنُبِذَ بِالعَراءِ ويقال ما لي به قبل بكسر القاف أي طاقة والصبابة بالضم البقية من الماء في الإناء. و قال الجوهري الوبلة بالتحريك الثقل والوخامة و قدوبل المرتع وبلا ووبالا فهو وبيل أي وخيم والبرم بالتحريك مايوجب السأمة والضجر والوثير الفراش الوطيء اللين والخمير الخبز البائت والفتك أن يأتي الرجل صاحبه و هوغار غافل حتي يشد عليه فيقتله . و قال البيضاوي في قوله وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ أي ليس الحين حين مناص و لاهي المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد كمازيدت علي رب و ثم وخصت بلزوم الأحيان وحذف أحد المعمولين وقيل هي النافية للجنس أي و لاحين مناص لهم وقيل للفعل والنصب بإضماره أي و لاأري حين مناص والمناص المنجي . قوله قدخشيت أي ظننت أوعلمت وكبد السماء وسطها والبغر بالتحريك داء وعطش قال الأصمعي هوعطش يأخذ الإبل فتشرب فلاتروي وتمرض عنه فتموت تقول منه بغر بالكسر والزحف المشي والمناجزة المبارزة والمقاتلة والثمال بالكسر الغياث يقال فلان ثمال قومه أي غياث لهم يقوم بأمرهم ويقال حلأت الإبل عن الماء تحلئة إذاطردتها عنه ومنعتها أن ترده قاله الجوهري و قال تقول تبا لفلان تنصبه علي المصدر بإضمار فعل أي ألزمه الله هلاكا وخسرانا والترح بالتحريك ضد الفرح والمستصرخ المستغيث وحششت النار أحشها حشا أوقدتها. قوله جناها أي أخذها وجمع حطبها و في رواية السيد فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها علي عدوكم وعدونا.
صفحه : 77
و قال الجوهري ألبت الجيش إذاجمعته وتألبوا تجمعوا وهم ألب وإلب إذاكانوا مجتمعين وتفيل رأيه أخطأ وضعف والجأش رواغ القلب إذااضطرب عندالفزع ونفس الإنسان و قد لايهمز. قوله ع طامن أي ساكن مطمئن واستحصف الشيء استحكم وشذاذ الناس الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم . قوله ع ونفثة الشيطان أي ينفث فيهم الشيطان بالوساوس أوأنهم شرك شيطان قال الفيروزآبادي نفث ينفث وينفث و هوكالنفخ ونفث الشيطان الشعر والنفاثة ككناسة ماينفثه المصدور من فيه والشطيبة من السواك تبقي في الفم فتنفث و في تحف العقول بقية الشيطان . قوله ع جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ قال الجوهري هو من عضوته أي فرقته لأن المشركين فرقوا أقاويلهم فيه فجعلوه كذبا وسحرا وكهانة وشعرا وقيل أصله عضهة لأن العضة والعضين في لغة قريش السحر. قوله ع قدركز أي أقامنا بين الأمرين من قولهم ركز الرمح أي غرزه في الأرض و في رواية السيد والتحف ركن بالنون أي مال وسكن إلينا بهذين والأظهر تركني كما في الإحتجاج والقلة قلة العدد بالقتل و في رواية السيد والإحتجاج السلة وهي بالفتح والكسر اعتلال السيوف و هوأظهر. قوله فغير مهزمينا علي صيغة المفعول أي إن أرادوا أن يهزمونا فلانهزم أو إن هزمونا وأبعدونا فليس علي وجه الهزيمة بل علي جهة المصلحة والأول أظهر والطب بالكسر العادة والحاصل أنا لم نقتل بسبب الجبن فإنه ليس من عادتنا ولكن بسبب أن حضر وقت منايانا ودولة الآخرين . قوله ع إلاريثما يركب أي إلاقدر مايركب وطاح يطوح ويطيح هلك وسقط والهبل بالتحريك مصدر قولك هبلته أمه أي ثكلته والكلكل الصدر و في بعض النسخ بكظمه و هوبالتحريك مخرج النفس و هوأظهر والزئير صوت الأسد في صدره .
صفحه : 78
قوله لعنه الله مزني أي رمح مزني وكعوب الرمح النواشز في أطراف الأنابيب وعدم خيانتها كناية عن كثرة نفوذها وعدم كلالها والغراران شفرتا السيف والحاسر ألذي لامغفر عليه و لادرع و يوم قماطر بالضم شديد قوله هنه الهاء للسكت وكذا في قوله فاجهدنه وفارغبنه و رجل مدجج أي شاك في السلاح ويقال عرج فلان علي المنزل إذاحبس مطيته عليه وأقام وكذلك التعرج ذكره الجوهري و قال قال أبوعمرو الأزل الخفيف الوركين والسمع الأزل الذئب الأرسح يتولد بين الذئب والضبع و هذه الصفة لازمة له كمايقال الضبع العرجاء و في المثل هوأسمع من الذئب الأزل واللبد بكسر اللام وفتح الباء جمع اللبدة وهي الشعر المتراكب بين كتفي الأسد ويقال للأسد ذو لبد. قوله لأنعمتك عينا أي نعم أفعل ذلك إكراما لك وإنعاما لعينك وشب الفرس يشب ويشب شبابا وشبيبا إذاقمص ولعب وأشببته أنا إذاهيجته واحتوش القوم علي فلان أي جعلوه وسطهم . و قال الجوهري قولهم فلان حامي الذمار أي إذاذمر وغضب حمي وفلان أمنع ذمارا من فلان ويقال الذمار ماوراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه قوله شاري أي شري نفسه وباعها بالجنة والمهند السيف المطبوع من حديد الهند وأصلت سيفه أي جرده من غمده فهو مصلت وضربه بالسيف صلتا وصلتا إذاضربه به و هومصلت والباسل البطل الشجاع والفيصل الحاكم
صفحه : 79
والقضاء بين الحق والباطل والولولة الإعوال والأشبل جمع الشبل ولد الأسد والغيار بالكسر من الغيرة أوالغارة و قد يكون بمعني الدخول في الشيء والعضب بالفتح السيف القاطع . و قال الجوهري سيف ذكر ومذكر أي ذو ماء قال أبوعبيد هي سيوف شفراتها حديد ذكر ومتونها أنيث قال و يقول الناس إنها من عمل الجن ودودان بن أسد أبوقبيلة قوله بطعن آن أي حار شديد الحرارة ويقال أرهفت سيفي أي رققته فهو مرهف والأسمر الرمح والسطاع لعله من سطوع الغبار والكمي الشجاع المتكمي في سلاحه لأنه كمي نفسه أي سترها بالدرع والبيضة. والقرم السيد والأكتاد جمع الكتد و هو ما بين الكاهل إلي الظهر والآد القوة والأخفاق لعله جمع الخفق بمعني الاضطراب أوالخفق بمعني ضربك الشيء بدرة أوعريض أوصوت النعل أو من أخفق الطائر ضرب بجناحيه والرشق الرمي بالنبل وغيره وبالكسر الاسم والخور الضعف والجبن والشلو بالكسر العضو من أعضاء اللحم وأشلاء الإنسان أعضاؤه بعدالبلي والتفرق . قوله من عامه أي متحير ضال ولعله بيان لابن هند والعجاجة الغبار والذوائب جمع الذؤابة وهي من العز والشرف و كل شيءأعلاه والصوب نزول المطر والمزن جمع المزنة وهي السحابة البيضاء والفلقة بالكسر القطعة وأسد حرب بكسر الراء أي شديد الغضب . قوله فأطنها أي قطعها والضرغام بالكسر الأسد و قال الجزري فيه واقتلهم بددا يروي بكسر الباء جمع بدة وهي الحصة والنصيب أي اقتلهم حصصا مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه ويروي بالفتح أي متفرقين في القتل واحدا بعدواحد من التبديد انتهي والقسورة العزيز والأسد والرماة من الصيادين ويقال أجحرته أي ألجأته إلي أن دخل جحره فانجحر. قوله ع إذاالموت رقا أي صعد كناية عن الكثرة أوالقرب والإشراف
صفحه : 80
و في بعض النسخ زقا بالزاء المعجمة أي صالح والمصاليت جمع المصلات و هو الرجل الماضي في الأمور واللقا بالفتح الشيء الملقي لهوانه و قال الجوهري القدة الطريقة والفرقة من الناس إذا كان هوي كل واحد علي حدة يقال كُنّا طَرائِقَ قِدَداً. و قال الجوهري العفاء بالفتح والمد التراب و قال صفوان بن محرز إذادخلت بيتي فأكلت رغيفا وشربت عليه ماء فعلي الدنيا العفاء و قال أبوعبيدة العفاء الدروس والهلاك قال و هذاكقولهم عليه الدبار إذادعا عليه أن يدبر فلايرجع والتذبذب التحرك والوكوف القطرات والهطل تتابع المطر والفيلق بفتح الفاء واللام الجيش والورد بالفتح الأسد والجحفل الجيش ونفحه بالسيف تناوله من بعيد و في بعض النسخ بعجه من قولهم بعج بطنه بالسكين إذاشقه . و قال الجوهري البقع في الطير والكلاب بمنزلة البلق في الدواب والرفس الضرب بالرجل وسفت الريح التراب تسفيه سفيا أذرته واليعبوب الفرس الكثير الجري وشددنا أسره أي خلقه والجناجن عظام الصدر
5- ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ المحُمَدّيِّ عَنِ التفّليِسيِّ عَنِ السمّنَديِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ قَالَ المُؤمِنُونَ يُبتَلَونَ ثُمّ يُمَيّزُهُمُ اللّهُ عِندَهُ إِنّ اللّهَ لَم يُؤمِنِ المُؤمِنِينَ مِن بَلَاءِ الدّنيَا وَ مَرَائِرِهَا وَ لَكِن آمَنَهُم مِنَ العَمَي وَ الشّقَاءِ فِي الآخِرَةِ ثُمّ قَالَ كَانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع يَضَعُ قَتَلَاهُ بَعضَهُم عَلَي بَعضٍ ثُمّ يَقُولُ قَتلَانَا قَتلَي النّبِيّينَ وَ آلِ النّبِيّينَ
6-يج ،[الخرائج والجرائح ]سَهلُ بنُ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ فَضلٍ عَن سَعدٍ الجَلّابِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ الحُسَينُ ع لِأَصحَابِهِ قَبلَ أَن يُقتَلَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِي يَا بنُيَّ إِنّكَ سَتُسَاقُ إِلَي العِرَاقِ وَ هيَِ أَرضٌ قَدِ التَقَي بِهَا النّبِيّونَ وَ أَوصِيَاءُ النّبِيّينَ وَ هيَِ أَرضٌ تُدعَي عَمُورَا وَ إِنّكَ تُستَشهَدُ بِهَا وَ يُستَشهَدُ مَعَكَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِكَ لَا يَجِدُونَ أَلَمَ مَسّ الحَدِيدِ وَ تَلَاقُلنا يا نارُ
صفحه : 81
كوُنيِ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ يَكُونُ الحَربُ بَرداً وَ سَلَاماً عَلَيكَ وَ عَلَيهِم فَأَبشِرُوا فَوَ اللّهِ لَئِن قَتَلُونَا فَإِنّا نَرِدُ عَلَي نَبِيّنَا قَالَ ثُمّ أَمكُثُ مَا شَاءَ اللّهُ فَأَكُونُ أَوّلَ مَن يَنشَقّ الأَرضُ عَنهُ فَأَخرُجُ خَرجَةً يُوَافِقُ ذَلِكَ خَرجَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قِيَامَ قَائِمِنَا وَ حَيَاةَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ لَيَنزِلَنّ عَلَيّ وَفدٌ مِنَ السّمَاءِ مِن عِندِ اللّهِ لَم يَنزِلُوا إِلَي الأَرضِ قَطّ وَ لَيَنزِلَنّ إلِيَّ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ جُنُودٌ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ لَيَنزِلَنّ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ أَنَا وَ أخَيِ وَ جَمِيعُ مَن مَنّ اللّهُ عَلَيهِ فِي حَمُولَاتٍ مِن حَمُولَاتِ الرّبّ جِمَالٍ مِن نُورٍ لَم يَركَبهَا مَخلُوقٌ ثُمّ لَيَهُزّنّ مُحَمّدٌص لِوَاءَهُ وَ لَيَدفَعُهُ إِلَي قَائِمِنَا مَعَ سَيفِهِ ثُمّ إِنّا نَمكُثُ مِن بَعدِ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّ اللّهَ يُخرِجُ مِن مَسجِدِ الكُوفَةِ عَيناً مِن دُهنٍ وَ عَيناً مِن مَاءٍ وَ عَيناً مِن لَبَنٍ ثُمّ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَدفَعُ إلِيَّ سَيفَ رَسُولِ اللّهِص وَ يبَعثَنُيِ إِلَي المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَلَا آتيِ عَلَي عَدُوّ لِلّهِ إِلّا أَهرَقتُ دَمَهُ وَ لَا أَدَعُ صَنَماً إِلّا أَحرَقتُهُ حَتّي أَقَعَ إِلَي الهِندِ فَأَفتَحَهَا وَ إِنّ دَانِيَالَ وَ يُوشَعَ يَخرُجَانِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَقُولَانِ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يَبعَثُ مَعَهُمَا إِلَي البَصرَةِ سَبعِينَ رَجُلًا فَيَقتُلُونَ مُقَاتِلِيهِم وَ يَبعَثُ بَعثاً إِلَي الرّومِ فَيَفتَحُ اللّهُ لَهُم ثُمّ لَأَقتُلَنّ كُلّ دَابّةٍ حَرّمَ اللّهُ لَحمَهَا حَتّي لَا يَكُونَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ إِلّا الطّيّبُ وَ أَعرِضُ عَلَي اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ سَائِرِ المِلَلِ وَ لَأُخَيّرَنّهُم بَينَ الإِسلَامِ وَ السّيفِ فَمَن أَسلَمَ مَنَنتُ عَلَيهِ وَ مَن كَرِهَ الإِسلَامَ أَهرَقَ اللّهُ دَمَهُ وَ لَا يَبقَي رَجُلٌ مِن شِيعَتِنَا إِلّا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكاً يَمسَحُ عَن وَجهِهِ التّرَابَ وَ يُعَرّفُهُ أَزوَاجَهُ وَ مَنزِلَتَهُ فِي الجَنّةِ وَ لَا يَبقَي عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَعمَي وَ لَا مُقعَدٌ وَ لَا مُبتَلًي إِلّا كَشَفَ اللّهُ عَنهُ بَلَاءَهُ بِنَا أَهلَ البَيتِ وَ لَيُنزِلَنّ البَرَكَةَ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ حَتّي إِنّ الشّجَرَةَ لَتُقصَفُ بِمَا يَزِيدُ اللّهُ فِيهَا مِنَ الثّمَرَةِ وَ لَتَأكُلُنّ ثَمَرَةَ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ وَ ثَمَرَةَ الصّيفِ فِي الشّتَاءِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَو أَنّ أَهلَ القُري آمَنُوا وَ اتّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم
صفحه : 82
بَرَكاتٍ مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ وَ لكِن كَذّبُوا فَأَخَذناهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَ ثُمّ إِنّ اللّهَ لَيَهَبُ لِشِيعَتِنَا كَرَامَةً لَا يَخفَي عَلَيهِم شَيءٌ فِي الأَرضِ وَ مَا كَانَ فِيهَا حَتّي إِنّ الرّجُلَ مِنهُم يُرِيدُ أَن يَعلَمَ عِلمَ أَهلِ بَيتِهِ فَيُخبِرَهُم بِعِلمِ مَا يَعمَلُونَ
بيان لتقصف أي تنكسر أغصانها لكثرة ماحملت من الثمرة
7- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي يَزِيدَ عَن أَبِي الجَارُودِ وَ ابنِ بُكَيرٍ وَ بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العجِليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ أُصِيبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ وُجِدَ بِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ بِضعٌ وَ عِشرُونَ طَعنَةً بِرُمحٍ أَو ضَربَةً بِسَيفٍ أَو رَميَةً بِسَهمٍ فرَوُيَِ أَنّهَا كَانَت كُلّهَا فِي مُقَدّمِهِ لِأَنّهُ ع كَانَ لَا يوُلَيّ
8- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِي عُمَارَةَ عَن مُعَاذِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وُجِدَ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع نَيّفٌ وَ سَبعُونَ طَعنَةً وَ نَيّفٌ وَ سَبعُونَ ضَربَةً بِالسّيفِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ
9- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أُمّهِ فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ ع قَالَ دَخَلَتِ العَامّةُ[الغَانِمَةُ]عَلَينَا الفُسطَاطَ وَ أَنَا جَارِيَةٌ صَغِيرَةٌ وَ فِي رجِليَّ خَلخَالَانِ مِن ذَهَبٍ فَجَعَلَ رَجُلٌ يَفُضّ الخَلخَالَينِ مِن رجِليَّ وَ هُوَ يبَكيِ فَقُلتُ مَا يُبكِيكَ يَا عَدُوّ اللّهِ فَقَالَ كَيفَ لَا أبَكيِ وَ أَنَا أَسلُبُ ابنَةَ رَسُولِ اللّهِ فَقُلتُ لَا تسَلبُنيِ قَالَ أَخَافُ أَن يجَيِءَ غيَريِ فَيَأخُذَهُ قَالَت وَ انتَهَبُوا مَا فِي الأَبنِيَةِ حَتّي كَانُوا يَنزِعُونَ المَلَاحِفَ عَن ظُهُورِنَا
صفحه : 83
10- ج ،[الإحتجاج ] عَن مُصعَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا استَكَفّ النّاسُ بِالحُسَينِ ع رَكِبَ فَرَسَهُ وَ استَنصَتَ النّاسَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ تَبّاً لَكُم أَيّتُهَا الجَمَاعَةُ وَ تَرَحاً وَ بُؤساً لَكُم وَ تَعساً حِينَ استَصرَختُمُونَا وَلِهِينَ فَأَصرَخنَاكُم مُوجِفِينَ فَشَحَذتُم عَلَينَا سَيفاً كَانَ فِي أَيدِينَا وَ حَشَشتُم عَلَينَا نَاراً أَضرَمنَاهَا عَلَي عَدُوّكُم وَ عَدُوّنَا فَأَصبَحتُم إِلباً عَلَي أَولِيَائِكُم وَ يَداً لِأَعدَائِكُم مِن غَيرِ عَدلٍ أَفشَوهُ فِيكُم وَ لَا أَمَلٍ أَصبَحَ لَكُم فِيهِم وَ لَا ذَنبٍ كَانَ مِنّا إِلَيكُم فَهَلّا لَكُمُ الوَيلَاتُ إِذ كَرِهتُمُونَا وَ السّيفُ مَشِيمٌ وَ الجَأشُ طَامِنٌ وَ الرأّيُ لَم يُستَحصَف وَ لَكِنّكُمُ استَسرَعتُم إِلَي بَيعَتِنَا كَطَيرَةِ الدّبَي وَ تَهَافَتّم إِلَيهَا كَتَهَافُتِ الفِرَاشِ ثُمّ نَقَضتُمُوهَا سَفَهاً وَ ضِلّةً بُعداً وَ سُحقاً لِطَوَاغِيتِ هَذِهِ الأُمّةِ وَ بَقِيّةِ الأَحزَابِ وَ نَبَذَةِ الكِتَابِ وَ مُطفِئِ السّنَنِ وَ موُاَخيِ المُستَهزِءِينَالّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ وَ عُصَاةِ الأُمَمِ وَ مُلحِقِ[ملُحقِيِ]العَهرَةِ بِالنّسَبِلَبِئسَ ما قَدّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِم وَ فِي العَذابِ هُم خالِدُونَ أَ فَهَؤُلَاءِ تَعضُدُونَ وَ عَنّا تَتَخَاذَلُونَ أَجَل وَ اللّهِ الخَذلُ فِيكُم مَعرُوفٌ نَبَتَت عَلَيهِ أُصُولُكُم وَ تَأَزّرَت عَلَيهِ عُرُوقُكُم فَكُنتُم أَخبَثَ شَجَرٍ لِلنّاظِرِ وَ أُكلَةً لِلغَاصِبِأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَالنّاكِثِينَ الّذِينَ يَنقُضُونَالأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًاأَلَا وَ إِنّ الدعّيِّ ابنَ الدعّيِّ قَد ترَكَنَيِ بَينَ السّلّةِ وَ الذّلّةِ وَ هَيهَاتَ لَهُ ذَلِكَ هَيهَاتَ منِيّ الذّلّةُ أَبَي اللّهُ ذَلِكَ وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَ وَ جُدُودٌ طَهُرَت وَ حُجُورٌ طَابَت أَن نُؤثِرَ طَاعَةَ اللّئَامِ عَلَي مَصَارِعِ الكِرَامِ أَلَا وَ إنِيّ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الأُسرَةِ عَلَي قِلّةِ العَدَدِ وَ كَثرَةِ العَدُوّ وَ خِذلَةِ النّاصِرِ ثُمّ تَمَثّلَ فَقَالَ
فَإِن نَهزِم فَهَزّامُونَ قِدماً | وَ إِن نُهزَم فَغَيرُ مُهَزّمِينَا |
بيان يقال شمت السيف أغمدته وشمته سللته و هو من الأضداد
صفحه : 84
11- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لقَيَِ المِنهَالُ بنُ عَمرٍو عَلِيّ بنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَصبَحتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ وَيحَكَ أَ مَا آنَ لَكَ أَن تَعلَمَ كَيفَ أَصبَحتُ أَصبَحنَا فِي قَومِنَا مِثلَ بنَيِ إِسرَائِيلَ فِي آلِ فِرعَونَ يُذَبّحُونَ أَبنَاءَنَا وَ يَستَحيُونَ نِسَاءَنَا وَ أَصبَحَ خَيرُ البَرِيّةِ بَعدَ مُحَمّدٍ يُلعَنُ عَلَي المَنَابِرِ وَ أَصبَحَ عَدُوّنَا يُعطَي المَالَ وَ الشّرَفَ وَ أَصبَحَ مَن يُحِبّنَا مَحقُوراً مَنقُوصاً حَقّهُ وَ كَذَلِكَ لَم يَزَلِ المُؤمِنُونَ وَ أَصبَحَتِ العَجَمُ تَعرِفُ لِلعَرَبِ حَقّهَا بِأَنّ مُحَمّداً كَانَ مِنهَا وَ أَصبَحَتِ العَرَبُ تَعرِفُ لِقُرَيشٍ حَقّهَا بِأَنّ مُحَمّداً كَانَ مِنهَا وَ أَصبَحَت قُرَيشٌ تَفتَخِرُ عَلَي العَرَبِ بِأَنّ مُحَمّداً كَانَ مِنهَا وَ أَصبَحَتِ العَرَبُ تَفتَخِرُ عَلَي العَجَمِ بِأَنّ مُحَمّداً كَانَ مِنهَا وَ أَصبَحنَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ لَا يُعرَفُ لَنَا حَقّ فَهَكَذَا أَصبَحنَا
12- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن عَمرِو بنِ قَيسٍ المشَرقِيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنَا وَ ابنُ عَمّ لِي وَ هُوَ فِي قَصرِ بنَيِ مُقَاتِلٍ فَسَلّمنَا عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ ابنُ عمَيّ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ هَذَا ألّذِي أَرَي خِضَابٌ أَو شَعرُكَ فَقَالَ خِضَابٌ وَ الشّيبُ إِلَينَا بنَيِ هَاشِمٍ يُعَجّلُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ جِئتُمَا لنِصُرتَيِ فَقُلتُ إنِيّ رَجُلٌ كَبِيرُ السّنّ كَثِيرُ الدّينِ كَثِيرُ العِيَالِ وَ فِي يدَيِ بَضَائِعُ لِلنّاسِ وَ لَا أدَريِ مَا يَكُونُ وَ أَكرَهُ أَن أُضَيّعَ أمَاَنتَيِ وَ قَالَ لَهُ ابنُ عمَيّ مِثلَ ذَلِكَ قَالَ لَنَا فَانطَلِقَا فَلَا تَسمَعَا لِي وَاعِيَةً وَ لَا تَرَيَا لِي سَوَاداً فَإِنّهُ مَن سَمِعَ وَاعِيَتَنَا أَو رَأَي سَوَادَنَا فَلَم يُجِبنَا وَ لَم يُغِثنَا كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يُكِبّهُ عَلَي مَنخِرَيهِ فِي النّارِ
كش ،[رجال الكشي]وجدت بخط محمد بن عمر السمرقندي وحدثني بعض الثقات عن الأشعري مثله
13-ير،[بصائر الدرجات ]أَيّوبُ بنُ نُوحٍ عَن صَفوَانَ عَن مَروَانَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَذَكَرنَا خُرُوجَ الحُسَينِ وَ تَخَلّفَ ابنِ الحَنَفِيّةِ
صفحه : 85
عَنهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ يَا حَمزَةُ إنِيّ سَأُحَدّثُكَ فِي هَذَا الحَدِيثِ وَ لَا تَسأَل عَنهُ بَعدَ مَجلِسِنَا هَذَا إِنّ الحُسَينَ لَمّا فَصَلَ مُتَوَجّهاً دَعَا بِقِرطَاسٍ وَ كَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي بنَيِ هَاشِمٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ مَن لَحِقَ بيِ مِنكُم استُشهِدَ معَيِ وَ مَن تَخَلّفَ لَم يَبلُغِ الفَتحَ وَ السّلَامُ
14- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع خَرَجَ قَبلَ التّروِيَةِ بِيَومٍ إِلَي العِرَاقِ وَ قَد كَانَ دَخَلَ مُعتَمِراً
15- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُتَمَتّعَ مُرتَبِطٌ بِالحَجّ وَ المُعتَمِرَ إِذَا فَرَغَ مِنهَا ذَهَبَ حَيثُ شَاءَ وَ قَدِ اعتَمَرَ الحُسَينُ فِي ذيِ الحِجّةِ ثُمّ رَاحَ يَومَ التّروِيَةِ إِلَي العِرَاقِ وَ النّاسُ يَرُوحُونَ إِلَي مِنًي وَ لَا بَأسَ بِالعُمرَةِ فِي ذيِ الحِجّةِ لِمَن لَا يُرِيدُ الحَجّ
16- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا قَالَ سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع وَ خَلَا بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَنَاجَاهُ طَوِيلًا قَالَ ثُمّ أَقبَلَ الحُسَينُ ع بِوَجهِهِ إِلَيهِم وَ قَالَ إِنّ هَذَا يَقُولُ لِي كُن حَمَاماً مِن حَمَامِ الحَرَمِ وَ لَأَن أُقتَلَ وَ بيَنيِ وَ بَينَ الحَرَمِ بَاعٌ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أُقتَلَ وَ بيَنيِ وَ بَينَهُ شِبرٌ وَ لَأَن أُقتَلَ بِالطّفّ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أُقتَلَ بِالحَرَمِ
17-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع لَو جِئتَ إِلَي مَكّةَ فَكُنتَ بِالحَرَمِ فَقَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع لَا
صفحه : 86
نَستَحِلّهَا وَ لَا تُستَحَلّ بِنَا وَ لَأَن أُقتَلَ عَلَي تَلّ أَعفَرَ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أُقتَلَ بِهَا
بيان قال الجوهري الأعفر الرمل الأحمر والأعفر الأبيض و ليس بالشديد البياض انتهي و قال المسعودي تل أعفر موضع من بلاد ديار ربيعة
18- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ ع خَرَجَ مِن مَكّةَ قَبلَ التّروِيَةِ بِيَومٍ فَشَيّعَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَد حَضَرَ الحَجّ وَ تَدَعُهُ وَ تأَتيِ العِرَاقَ فَقَالَ يَا ابنَ الزّبَيرِ لَأَن أُدفَنَ بِشَاطِئِ الفُرَاتِ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أُدفَنَ بِفِنَاءِ الكَعبَةِ
19- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع قَالَ لِأَصحَابِهِ يَومَ أُصِيبُوا أَشهَدُ أَنّهُ قَد أُذِنَ فِي قَتلِكُم فَاتّقُوا اللّهَ وَ اصبِرُوا
مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن خاله بن أبي الخطاب عن علي بن النعمان عن الحسين بن أبي العلا مثله
20- مل ،[كامل الزيارات ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الحُسَينَ ع صَلّي بِأَصحَابِهِ الغَدَاةَ ثُمّ التَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ إِنّ اللّهَ قَد أَذِنَ فِي قَتلِكُم فَعَلَيكُم بِالصّبرِ
بيان أي قدر قتلكم في علمه تعالي
21-مل ،[كامل الزيارات ] الحَسَنُ عَن أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن
صفحه : 87
صَفوَانَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن حُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ قَالَ وَ ألّذِي رُفِعَ إِلَيهِ العَرشُ لَقَد حدَثّنَيِ أَبُوكَ بِأَصحَابِ الحُسَينِ لَا يَنقُصُونَ رَجُلًا وَ لَا يَزِيدُونَ رَجُلًا تعَتدَيِ بِهِم هَذِهِ الأُمّةُ كَمَا اعتَدَت بَنُو إِسرَائِيلَ وَ قُتِلَ يَومَ السّبتِ يَومَ عَاشُورَاءَ
أقول هكذا وجدنا الخبر ولعله سقط منه شيء
22- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ صَلّي بِأَصحَابِهِ يَومَ أُصِيبُوا ثُمّ قَالَ أَشهَدُ أَنّهُ قَد أُذِنَ فِي قَتلِكُم يَا قَومِ فَاتّقُوا اللّهَ وَ اصبِرُوا
23- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَتَبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع مِن مَكّةَ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ مَن قِبَلَهُ مِن بنَيِ هَاشِمٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ مَن لَحِقَ بيِ استُشهِدَ وَ مَن لَم يَلحَق بيِ لَم يُدرِكِ الفَتحَ وَ السّلَامُ
قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَمرٍو وَ حدَثّنَيِ كَرّامٌ عَبدُ الكَرِيمِ بنُ عَمرٍو عَن مُيَسّرِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَتَبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مِن كَربَلَاءَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ مَن قِبَلَهُ مِن بنَيِ هَاشِمٍ أَمّا بَعدُ فَكَأَنّ الدّنيَا لَم تَكُن وَ كَأَنّ الآخِرَةَ لَم تَزَل وَ السّلَامُ
24-مل ،[كامل الزيارات ]جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ مِنهُم عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَنِ ابنِ عَبدِ رَبّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا صَعِدَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع عَقَبَةَ البَطنِ قَالَ لِأَصحَابِهِ مَا أرَاَنيِ إِلّا مَقتُولًا قَالُوا وَ مَا ذَاكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ رُؤيَا رَأَيتُهَا فِي المَنَامِ قَالُوا وَ مَا هيَِ قَالَ رَأَيتُ كِلَاباً تنَهشَنُيِ
صفحه : 88
أَشَدّهَا عَلَيّ كَلبٌ أَبقَعُ
25- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخثَعمَيِّ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ وَ ألّذِي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ لَا يَهنِئُ[ينَتهَيِ]بنَيِ أُمَيّةَ مُلكُهُم حَتّي يقَتلُوُنيّ وَ هُم قاَتلِيِّ فَلَو قَد قتَلَوُنيِ لَم يَصِلُوا جَمِيعاً أَبَداً وَ لَم يَأخُذُوا عَطَاءً فِي سَبِيلِ اللّهِ جَمِيعاً أَبَداً إِنّ أَوّلَ قَتِيلِ هَذِهِ الأُمّةِ أَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ وَ ألّذِي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السّاعَةُ وَ عَلَي الأَرضِ هاَشمِيِّ يَطرُفُ
مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن عيسي عن محمد بن يحيي الخزاز عن طلحة عن جعفر ع مثله بيان لعل المعني لم يوفق الناس للصلاة جماعة مع إمام الحق و لاأخذ الزكاة وحقوق الله علي مايحب الله إلي قيام القائم ع وآخر الخبر إشارة إلي مايصيب بني هاشم من الفتن في آخر الزمان
26- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي المعُاَذيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الأَصَمّ عَن عَمرٍو عَن جَابِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا هَمّ الحُسَينُ بِالشّخُوصِ إِلَي المَدِينَةِ أَقبَلَت نِسَاءُ بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ فَاجتَمَعنَ لِلنّيَاحَةِ حَتّي مَشَي فِيهِنّ الحُسَينُ ع فَقَالَ أَنشُدُكُنّ اللّهَ أَن تُبدِينَ هَذَا الأَمرَ مَعصِيَةً لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ قَالَت لَهُ نِسَاءُ بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ فَلِمَن نسَتبَقيِ النّيَاحَةَ وَ البُكَاءَ فَهُوَ عِندَنَا كَيَومٍ مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ رُقَيّةُ وَ زَينَبُ وَ أُمّ كُلثُومٍ فَنَنشُدُكَ اللّهَ جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ مِنَ المَوتِ فَيَا حَبِيبَ الأَبرَارِ مِن أَهلِ القُبُورِ وَ أَقبَلَت بَعضُ عَمّاتِهِ تبَكيِ وَ تَقُولُ أَشهَدُ يَا حُسَينُ لَقَد سَمِعتُ الجِنّ نَاحَت بِنَوحِكَ وَ هُم يَقُولُونَ
وَ إِنّ قَتِيلَ الطّفّ مِن آلِ هَاشِمٍ | أَذَلّ رِقَاباً مِن قُرَيشٍ فَذَلّتِ |
حَبِيبُ رَسُولِ اللّهِ لَم يَكُ فَاحِشاً | أَبَانَت مُصِيبَتُكَ الأُنُوفَ وَ جَلّتِ |
صفحه : 89
وَ قُلنَ أَيضاً
بَكّوا حُسَيناً سَيّداً وَ لِقَتلِهِ شَابَ الشّعَرُ | وَ لِقَتلِهِ زُلزِلتُمُ وَ لِقَتلِهِ انكَسَفَ القَمَرُ |
وَ احمَرّت آفَاقُ السّمَاءِ مِنَ العَشِيّةِ وَ السّحَرِ | وَ تَغَيّرَت شَمسُ البِلَادِ بِهِم وَ أَظلَمَتِ الكُوَرُ |
ذَاكَ ابنُ فَاطِمَةَ المُصَابُ بِهِ الخَلَائِقُ وَ البَشَرُ | أَورَثتَنَا ذُلّا بِهِ جَدَعَ الأُنُوفَ مَعَ الغُرَرِ |
27- يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ لَمّا أَرَادَ العِرَاقَ قَالَت لَهُ أُمّ سَلَمَةَ لَا تَخرُج إِلَي العِرَاقِ فَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ يُقتَلُ ابنيَِ الحُسَينُ بِأَرضِ العِرَاقِ وَ عنِديِ تُربَةٌ دَفَعَهَا إلِيَّ فِي قَارُورَةٍ فَقَالَ إنِيّ وَ اللّهِ مَقتُولٌ كَذَلِكَ وَ إِن لَم أَخرُج إِلَي العِرَاقِ يقَتلُوُنيِ أَيضاً وَ إِن أَحبَبتِ أَن أراك [أُرِيَكِ]مضَجعَيِ وَ مَصرَعَ أصَحاَبيِ ثُمّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَي وَجهِهَا فَفَسَحَ اللّهُ عَن بَصَرِهَا حَتّي رَأَيَا ذَلِكَ كُلّهُ وَ أَخَذَ تُربَةً فَأَعطَاهَا مِن تِلكَ التّربَةِ أَيضاً فِي قَارُورَةٍ أُخرَي وَ قَالَ ع إِذَا فَاضَت دَماً فاَعلمَيِ أنَيّ قُتِلتُ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَلَمّا كَانَ يَومُ عَاشُورَاءَ نَظَرتُ إِلَي القَارُورَتَينِ بَعدَ الظّهرِ فَإِذَا هُمَا قَد فَاضَتَا دَماً فَصَاحَت وَ لَم يُقَلّب فِي ذَلِكَ اليَومِ حَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ
وَ مِنهَا مَا روُيَِ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ قُتِلَ الحُسَينُ فِي صَبِيحَتِهَا قَامَ فِي أَصحَابِهِ فَقَالَ ع إِنّ هَؤُلَاءِ يرُيِدوُنيّ دُونَكُم وَ لَو قتَلَوُنيِ لَم يَصِلُوا إِلَيكُم فَالنّجَاءَ النّجَاءَ وَ أَنتُم فِي حِلّ فَإِنّكُم إِن أَصبَحتُم معَيِ قُتِلتُم كُلّكُم فَقَالُوا لَا نَخذُلُكَ وَ لَا نَختَارُ العَيشَ بَعدَكَ فَقَالَ ع إِنّكُم تُقتَلُونَ كُلّكُم حَتّي لَا يُفلِتَ مِنكُم أَحَدٌ فَكَانَ كَمَا قَالَ ع
28-شا،[الإرشاد]رَوَي سُفيَانُ بنُ عُيَينَةَ عَن عَلِيّ بنِ زَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع
صفحه : 90
قَالَ خَرَجنَا مَعَ الحُسَينِ فَمَا نَزَلَ مَنزِلًا وَ مَا ارتَحَلَ مِنهُ إِلّا ذَكَرَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا وَ قَتلَهُ وَ قَالَ يَوماً وَ مِن هَوَانِ الدّنيَا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ رَأسَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا أهُديَِ إِلَي بغَيِّ مِن بَغَايَا بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ مَضَي الحُسَينُ ع فِي يَومِ السّبتِ العَاشِرِ مِنَ المُحَرّمِ سَنَةَ إِحدَي وَ سِتّينَ مِنَ الهِجرَةِ بَعدَ صَلَاةِ الظّهرِ مِنهُ قَتِيلًا مَظلُوماً ظَمآنَ صَابِراً مُحتَسِباً وَ سِنّهُ يَومَئِذٍ ثَمَانٌ وَ خَمسُونَ سَنَةً أَقَامَ بِهَا مَعَ جَدّهِ سَبعَ سِنِينَ وَ مَعَ أَبِيهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ مَعَ أَخِيهِ الحَسَنِ عَشرَ سِنِينَ وَ كَانَت مُدّةُ خِلَافَتِهِ بَعدَ أَخِيهِ إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً وَ كَانَ ع يَخضِبُ بِالحِنّاءِ وَ الكَتَمِ وَ قُتِلَ ع وَ قَد نَصَلَ الخِضَابُ مِن عَارِضَيهِ
29-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع وَ لَمّا امتُحِنَ الحُسَينُ ع وَ مَن مَعَهُ بِالعَسكَرِ الّذِينَ قَتَلُوهُ وَ حَمَلُوا رَأسَهُ قَالَ لِعَسكَرِهِ أَنتُم فِي حِلّ مِن بيَعتَيِ فَالحَقُوا بِعَشَائِرِكُم وَ مَوَالِيكُم وَ قَالَ لِأَهلِ بَيتِهِ قَد جَعَلتُكُم فِي حِلّ مِن مفُاَرقَتَيِ فَإِنّكُم لَا تُطِيقُونَهُم لِتَضَاعُفِ أَعدَادِهِم وَ قُوَاهُم وَ مَا المَقصُودُ غيَريِ فدَعَوُنيِ وَ القَومَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يعُيِننُيِ وَ لَا يخُليِنيِ مِن حُسنِ نَظَرِهِ كَعَادَاتِهِ فِي أَسلَافِنَا الطّيّبِينَ فَأَمّا عَسكَرُهُ فَفَارَقُوهُ وَ أَمّا أَهلُهُ الأَدنَونَ مِن أَقرِبَائِهِ فَأَبَوا وَ قَالُوا لَا نُفَارِقُكَ وَ يَحزُنُنَا مَا يَحزُنُكَ وَ يُصِيبُنَا مَا يُصِيبُكَ وَ إِنّا أَقرَبُ مَا نَكُونُ إِلَي اللّهِ إِذَا كُنّا مَعَكَ فَقَالَ لَهُم فَإِن كُنتُم قَد وَطّنتُم أَنفُسَكُم عَلَي مَا وَطّنتُ نفَسيِ عَلَيهِ فَاعلَمُوا أَنّ اللّهَ إِنّمَا يَهَبُ المَنَازِلَ الشّرِيفَةَ لِعِبَادِهِ بِاحتِمَالِ المَكَارِهِ وَ أَنّ اللّهَ وَ إِن كَانَ خصَنّيِ مَعَ مَن مَضَي مِن أهَليَِ الّذِينَ أَنَا آخِرُهُم بَقَاءً فِي الدّنيَا مِنَ الكَرَامَاتِ بِمَا يَسهُلُ عَلَيّ مَعَهَا احتِمَالُ المَكرُوهَاتِ فَإِنّ لَكُم شَطرَ ذَلِكَ مِن كَرَامَاتِ اللّهِ تَعَالَي
صفحه : 91
وَ اعلَمُوا أَنّ الدّنيَا حُلوَهَا وَ مُرّهَا حُلُمٌ وَ الِانتِبَاهَ فِي الآخِرَةِ وَ الفَائِزُ مَن فَازَ فِيهَا وَ الشقّيِّ مَن شقَيَِ فِيهَا
أقول تمامه في أبواب أحوال آدم ع
30- كِتَابُ النّوَادِرِ لعِلَيِّ بنِ أَسبَاطٍ، عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَوَاهُ قَالَ إِنّ أَبَا جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ أَبِي مَبطُوناً يَومَ قُتِلَ أَبُوهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ كَانَ فِي الخَيمَةِ وَ كُنتُ أَرَي مَوَالِيَنَا كَيفَ يَختَلِفُونَ مَعَهُ يُتبِعُونَهُ بِالمَاءِ يَشُدّ عَلَي المَيمَنَةِ مَرّةً وَ عَلَي المَيسَرَةِ مَرّةً وَ عَلَي القَلبِ مَرّةً وَ لَقَد قَتَلُوهُ قَتلَةً نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يُقتَلَ بِهَا الكِلَابُ لَقَد قُتِلَ بِالسّيفِ وَ السّنَانِ وَ بِالحِجَارَةِ وَ بِالخَشَبِ وَ بِالعَصَا وَ لَقَد أَوطَئُوهُ الخَيلَ بَعدَ ذَلِكَ
31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] الحَسَنُ البصَريِّ وَ أُمّ سَلَمَةَ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ دَخَلَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ يَدَيهِ جَبرَئِيلُ فَجَعَلَا يَدُورَانِ حَولَهُ يُشَبّهَانِهِ بِدِحيَةَ الكلَبيِّ فَجَعَلَ جَبرَئِيلُ يُومِئُ بِيَدِهِ كَالمُتَنَاوِلِ شَيئاً فَإِذَا فِي يَدِهِ تُفّاحَةٌ وَ سَفَرجَلَةٌ وَ رُمّانَةٌ فَنَاوَلَهُمَا وَ تَهَلّلَت وُجُوهُهُمَا وَ سَعَيَا إِلَي جَدّهِمَا فَأَخَذَ مِنهُمَا فَشَمّهَا ثُمّ قَالَ صِيرَا إِلَي أُمّكُمَا بِمَا مَعَكُمَا وَ بُدُوّكُمَا بِأَبِيكُمَا أَعجَبُ فَصَارَا كَمَا أَمَرَهُمَا فَلَم يَأكُلُوا حَتّي صَارَ النّبِيّ إِلَيهِم فَأَكَلُوا جَمِيعاً فَلَم يَزَل كُلّمَا أَكَلَ مِنهُ عَادَ إِلَي مَا كَانَ حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ الحُسَينُ ع فَلَم يَلحَقهُ التّغيِيرُ وَ النّقصَانُ أَيّامَ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ حَتّي تُوُفّيَت فَلَمّا تُوُفّيَت فَقَدنَا الرّمّانَ وَ بقَيَِ التّفّاحُ وَ السّفَرجَلُ أَيّامَ أَبِي فَلَمّا استُشهِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فُقِدَ السّفَرجَلُ وَ بقَيَِ التّفّاحُ عَلَي هَيئَتِهِ عِندَ الحَسَنِ حَتّي مَاتَ فِي سَمّهِ وَ بَقِيَتِ التّفّاحَةُ إِلَي الوَقتِ ألّذِي حُوصِرتُ عَنِ المَاءِ فَكُنتُ أَشَمّهَا إِذَا عَطِشتُ فَيَسكُنُ لَهَبُ عطَشَيِ فَلَمّا اشتَدّ عَلَيّ العَطَشُ عَضَضتُهَا وَ أَيقَنتُ بِالفَنَاءِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع سَمِعتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ قَبلَ مَقتَلِهِ بِسَاعَةٍ فَلَمّا قَضَي نَحبَهُ وُجِدَ رِيحُهَا فِي مَصرَعِهِ فَالتَمَستُ فَلَم يُرَ لَهَا أَثَرٌ فبَقَيَِ رِيحُهَا بَعدَ الحُسَينِ ع وَ لَقَد زُرتُ قَبرَهُ فَوَجَدتُ رِيحَهَا يَفُوحُ مِن قَبرِهِ فَمَن أَرَادَ ذَلِكَ مِن شِيعَتِنَا الزّائِرِينَ لِلقَبرِ
صفحه : 92
فَليَلتَمِس ذَلِكَ فِي أَوقَاتِ السّحَرِ فَإِنّهُ يَجِدُهُ إِذَا كَانَ مُخلِصاً
32- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَنشَأَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ الطّفّ كَفَرَ القَومُ وَ قِدماً رَغِبُوا إِلَي آخِرِ مَا مَرّ مِنَ الأَبيَاتِ وَ زَادَ فِيمَا بَينَهَا
فَاطِمُ الزّهرَاءُ أمُيّ وَ أَبِي | وَارِثُ الرّسلِ مَولَي الثّقَلَينِ |
طَحَنَ الأَبطَالَ لَمّا بَرَزُوا | يَومَ بَدرٍ وَ بِأُحُدٍ وَ حُنَينٍ |
وَ أَخُو خَيبَرَ إِذ بَارَزَهُم | بِحُسَامٍ صَارِمٍ ذيِ شَفرَتَينِ |
وَ ألّذِي أَردَي جُيُوشاً أَقبَلُوا | يَطلُبُونَ الوِترَ فِي يَومِ حُنَينٍ |
مَن لَهُ عَمّ كعَمَيّ جَعفَرٍ | وَهَبَ اللّهُ لَهُ أَجنِحَتَينِ |
جدَيَّ المُرسَلُ مِصبَاحُ الهُدَي | وَ أَبِي الموُفيِ لَهُ بِالبَيعَتَينِ |
بَطَلٌ قَرمٌ هِزَبرٌ ضَيغَمٌ | مَاجِدٌ سَمِحٌ قوَيِّ السّاعِدَينِ |
عُروَةُ الدّينِ عَلِيّ ذَا كُمُ | صَاحِبُ الحَوضِ مصُلَيّ القِبلَتَينِ |
مَعَ رَسُولِ اللّهِ سَبعاً كَامِلًا | مَا عَلَي الأَرضِ مُصَلّ غَيرَ ذَينِ |
تَرَكَ الأَوثَانَ لَم يَسجُد لَهَا | مَعَ قُرَيشٍ مُذ نَشَا طَرفَةَ عَينٍ |
وَ أَبِي كَانَ هِزَبراً ضَيغَماً | يَأخُذُ الرّمحَ فَيَطعَنُ طَعنَتَينِ |
كتَمَشَيّ الأُسدِ بَغياً فَسُقُوا | كَأسَ حَتفٍ مِن نَجِيعِ الحَنظَلَينِ |
33-كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ الأسَدَيِّ عَن فُضَيلِ بنِ الزّبَيرِ قَالَمَرّ مِيثَمٌ التّمّارُ عَلَي فَرَسٍ لَهُ فَاستَقبَلَ حَبِيبَ بنَ مُظَاهِرٍ الأسَدَيِّ عِندَ مَجلِسِ بنَيِ أَسَدٍ فَتَحَدّثَا حَتّي اختَلَفَت أَعنَاقُ فَرَسَيهِمَا ثُمّ قَالَ حَبِيبٌ لكَأَنَيّ بِشَيخٍ أَصلَعَ ضَخمِ البَطنِ يَبِيعُ البِطّيخَ عِندَ دَارِ الرّزقِ قَد صُلِبَ فِي حُبّ أَهلِ بَيتِ نَبِيّهِ ع وَ يُبقَرُ بَطنُهُ عَلَي الخَشَبَةِ
صفحه : 93
فَقَالَ مِيثَمٌ وَ إنِيّ لَأَعرِفُ رَجُلًا أَحمَرَ لَهُ ضَفِيرَتَانِ يَخرُجُ لِنُصرَةِ ابنِ بِنتِ نَبِيّهِ وَ يُقتَلُ وَ يُجَالُ بِرَأسِهِ بِالكُوفَةِ ثُمّ افتَرَقَا فَقَالَ أَهلُ المَجلِسِ مَا رَأَينَا أَحَداً أَكذَبَ مِن هَذَينِ قَالَ فَلَم يَفتَرِق أَهلُ المَجلِسِ حَتّي أَقبَلَ رُشَيدٌ الهجَرَيِّ فَطَلَبَهُمَا فَسَأَلَ أَهلَ المَجلِسِ عَنهُمَا فَقَالُوا افتَرَقَا وَ سَمِعنَاهُمَا يَقُولَانِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ رُشَيدٌ رَحِمَ اللّهُ مِيثَماً نسَيَِ وَ يُزَادُ فِي عَطَاءِ ألّذِي يجَيِءُ بِالرّأسِ مِائَةُ دِرهَمٍ ثُمّ أَدبَرَ فَقَالَ القَومُ هَذَا وَ اللّهِ أَكذَبُهُم فَقَالَ القَومُ وَ اللّهِ مَا ذَهَبَتِ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ حَتّي رَأَينَاهُ مَصلُوباً عَلَي بَابِ دَارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ وَ جيِءَ بِرَأسِ حَبِيبِ بنِ مُظَاهِرٍ وَ قَد قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ وَ رَأَينَا كُلّ مَا قَالُوا وَ كَانَ حَبِيبٌ مِنَ السّبعِينَ الرّجَالِ الّذِينَ نَصَرُوا الحُسَينَ ع وَ لَقُوا جِبَالَ الحَدِيدِ وَ استَقبَلُوا الرّمَاحَ بِصُدُورِهِم وَ السّيُوفَ بِوُجُوهِهِم وَ هُم يُعرَضُ عَلَيهِمُ الأَمَانُ وَ الأَموَالُ فَيَأبَونَ فَيَقُولُونَ لَا عُذرَ لَنَا عِندَ رَسُولِ اللّهِ إِن قُتِلَ الحُسَينُ وَ مِنّا عَينٌ تَطرِفُ حَتّي قُتِلُوا حَولَهُ وَ لَقَد مَزَحَ حَبِيبُ بنُ مُظَاهِرٍ الأسَدَيِّ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ بنُ حُصَينٍ الهمَداَنيِّ وَ كَانَ يُقَالُ لَهُ سَيّدُ القُرّاءِ يَا أخَيِ لَيسَ هَذِهِ بِسَاعَةِ ضَحِكٍ قَالَ فأَيَّ مَوضِعٍ أَحَقّ مِن هَذَا بِالسّرُورِ وَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا أَن تَمِيلَ عَلَينَا هَذِهِ الطّغَامُ بِسُيُوفِهِم فَنُعَانِقُ الحُورَ العِينَ
قال الكشي هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخرة الكوفة والبصرة.توضيح قوله اختلفت أعناق فرسيهما أي كانت تجيء وتذهب وتتقدم وتتأخر كما هوشأن الفرس ألذي يريد صاحبه أن يقف و هويمتنع أوالمعني حاذي عنقاهما علي الخلاف والبقر الشق والضفيرة العقيصة يقال ضفرت المرأة شعرها
34-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَنِ الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ قَالَلقَيَِ رَجُلٌ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع بِالثّعلَبِيّةِ وَ هُوَ يُرِيدُ كَربَلَاءَ فَدَخَلَ عَلَيهِ
صفحه : 94
فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع مِن أَيّ البِلَادِ أَنتَ قَالَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ يَا أَخَا أَهلِ الكُوفَةِ لَو لَقِيتُكَ بِالمَدِينَةِ لَأَرَيتُكَ أَثَرَ جَبرَئِيلَ ع مِن دَارِنَا وَ نُزُولِهِ باِلوحَيِ عَلَي جدَيّ يَا أَخَا أَهلِ الكُوفَةِ أَ فَمُستَقَي النّاسِ العِلمَ مِن عِندِنَا فَعَلِمُوا وَ جَهِلنَا هَذَا مَا لَا يَكُونُ
35- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ عَن يُوسُفَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أُصِيبَ الحُسَينُ وَ عَلَيهِ جُبّةُ خَزّ
36- كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ عَلَيهِ جُبّةُ خَزّ دَكنَاءُ فَوَجَدُوا فِيهَا ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ مِن بَينِ ضَربَةٍ بِسَيفٍ أَو طَعنَةٍ بِرُمحٍ أَو رَميَةٍ بِسَهمٍ
37- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ هُوَ مُختَضِبٌ بِالوَسمَةِ
38- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الخِضَابِ بِالوَسمَةِ فَقَالَ لَا بَأسَ قَد قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ هُوَ مُختَضِبٌ بِالوَسمَةِ
39-كا،[الكافي] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الهاَشمِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ قَالَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ عِيسَي أَخُوهُ قَالَسَأَلتُ الرّضَا ع عَن صَومِ عَاشُورَاءَ وَ مَا يَقُولُ النّاسُ فِيهِ فَقَالَ عَن صَومِ ابنِ مَرجَانَةَ تسَألَنُيِ ذَلِكَ يَومٌ صَامَهُ الأَدعِيَاءُ مِن آلِ زِيَادٍ لِقَتلِ الحُسَينِ ع وَ هُوَ يَومٌ يَتَشَاءَمُ بِهِ آلُ مُحَمّدٍص وَ يَتَشَاءَمُ بِهِ أَهلُ الإِسلَامِ وَ اليَومُ ألّذِي يَتَشَاءَمُ بِهِ أَهلُ الإِسلَامِ لَا يُصَامُ وَ لَا يُتَبَرّكُ بِهِ وَ يَومُ الإِثنَينِ يَومُ نَحسٍ قَبَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 95
فِيهِ نَبِيّهُ وَ مَا أُصِيبَ آلُ مُحَمّدٍ إِلّا فِي يَومِ الإِثنَينِ فَتَشَاءَمنَا بِهِ وَ تَتَبَرّكُ بِهِ عَدُوّنَا وَ يَومُ عَاشُورَاءَ قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ تَبَرّكَ بِهِ ابنُ مَرجَانَةَ وَ تَشَاءَمَ بِهِ آلُ مُحَمّدٍ فَمَن صَامَهُمَا أَو تَبَرّكَ بِهِمَا لقَيَِ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَمسُوخَ القَلبِ وَ كَانَ مَحشَرُهُ مَعَ الّذِينَ سَنّوا صَومَهُمَا وَ التّبَرّكَ بِهِمَا
40- كا،[الكافي] عَنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ المَلِكِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَومِ تَاسُوعَا وَ عَاشُورَاءَ مِن شَهرِ المُحَرّمِ فَقَالَ تَاسُوعَا يَومٌ حُوصِرَ فِيهِ الحُسَينُ وَ أَصحَابُهُ بِكَربَلَاءَ وَ اجتَمَعَ عَلَيهِ خَيلُ أَهلِ الشّامِ وَ أَنَاخُوا عَلَيهِ وَ فَرِحَ ابنُ مَرجَانَةَ وَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ بِتَوَافُرِ الخَيلِ وَ كَثرَتِهَا وَ استَضعَفُوا فِيهِ الحُسَينَ ع وَ أَصحَابَهُ وَ أَيقَنُوا أَنّهُ لَا يأَتيِ الحُسَينَ نَاصِرٌ وَ لَا يُمِدّهُ أَهلُ العِرَاقِ بأِبَيِ المُستَضعَفَ الغَرِيبَ ثُمّ قَالَ وَ أَمّا يَومُ عَاشُورَاءَ فَيَومٌ أُصِيبَ فِيهِ الحُسَينُ ع صَرِيعاً بَينَ أَصحَابِهِ وَ أَصحَابُهُ حَولَهُ صَرعَي عُرَاةً أَ فَصَومٌ يَكُونُ فِي ذَلِكَ اليَومِ كَلّا وَ رَبّ البَيتِ الحَرَامِ مَا هُوَ يَومَ صَومٍ وَ مَا هُوَ إِلّا يَومُ حُزنٍ وَ مُصِيبَةٍ دَخَلَت عَلَي أَهلِ السّمَاءِ وَ أَهلِ الأَرضِ وَ جَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَ يَومُ فَرَحٍ وَ سُرُورٍ لِابنِ مَرجَانَةَ وَ آلِ زِيَادٍ وَ أَهلِ الشّامِ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم وَ عَلَي ذُرّيّاتِهِم وَ ذَلِكَ يَومٌ بَكَت جَمِيعُ بِقَاعِ الأَرضِ خَلَا بُقعَةِ الشّامِ فَمَن صَامَهُ أَو تَبَرّكَ بِهِ حَشَرَهُ اللّهُ مَعَ آلِ زِيَادٍ مَمسُوخَ القَلبِ مَسخُوطاً عَلَيهِ وَ مَنِ اذخر[ادّخَرَ] إِلَي مَنزِلِهِ ذَخِيرَةً أَعقَبَهُ اللّهُ تَعَالَي نِفَاقاً فِي قَلبِهِ إِلَي يَومِ يَلقَاهُ وَ انتَزَعَ البَرَكَةَ عَنهُ وَ عَن أَهلِ بَيتِهِ وَ وُلدِهِ وَ شَارَكَهُ الشّيطَانُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ
41- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حُبَيشٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن صَومِ يَومِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ ذَاكَ يَومُ قَتلِ الحُسَينِ ع فَإِن كُنتَ شَامِتاً فَصُم ثُمّ قَالَ إِنّ آلَ أُمَيّةَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَن أَعَانَهُم عَلَي قَتلِ الحُسَينِ مِن أَهلِ الشّامِ
صفحه : 96
نَذَرُوا نَذراً إِن قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ سَلِمَ مَن خَرَجَ إِلَي الحُسَينِ وَ صَارَتِ الخِلَافَةُ فِي آلِ أَبِي سُفيَانَ أَن يَتّخِذُوا ذَلِكَ اليَومَ عِيداً لَهُم يَصُومُونَ فِيهِ شُكراً فَصَارَت فِي آلِ أَبِي سُفيَانَ سُنّةً إِلَي اليَومِ فِي النّاسِ وَ اقتَدَي بِهِمُ النّاسُ جَمِيعاً لِذَلِكَ فَلِذَلِكَ يَصُومُونَهُ وَ يُدخِلُونَ عَلَي عِيَالَاتِهِم وَ أَهَالِيهِمُ الفَرَحَ فِي ذَلِكَ اليَومِ الخَبَرَ
42- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ أَو غَيرِهِ عَن سُلَيمَانَ كَاتِبِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ شَرِكَ فِي دَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ابنَتُهُ جَعدَةُ سَمّتِ الحَسَنَ ع وَ مُحَمّدٌ ابنُهُ شَرِكَ فِي دَمِ الحُسَينِ ع
قال السيد رحمه الله في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قيل ماالعذر في خروجه صلوات الله عليه من مكة بأهله وعياله إلي الكوفة والمستولي عليها أعداؤه والمتأمر فيها من قبل يزيد اللعين يتسلط الأمر والنهي و قدرأي صنع أهل الكوفة بأبيه وأخيه صلوات الله عليهما وأنهم غادرون خوانون وكيف خالف ظنه ظن جميع نصحائه في الخروج و ابن عباس رحمه الله يشير بالعدول عن الخروج ويقطع علي العطب فيه و ابن عمر لماودعه ع يقول له أستودعك الله من قتيل إلي غير ذلك ممن تكلم في هذاالباب . ثم لماعلم بقتل مسلم بن عقيل و قدأنفذه رائدا له كيف لم يرجع ويعلم الغرور من القوم ويفطن بالحيلة والمكيدة ثم كيف استجاز أن يحارب بنفر قليل لجموع عظيمة خلفها مواد لها كثيرة ثم لماعرض عليه ابن زياد الأمان و أن يبايع يزيد كيف لم يستجب حقنا لدمه ودماء من معه من أهله وشيعته ومواليه و لم ألقي بيده إلي التهلكة وبدون هذاالخوف سلم أخوه الحسن ع الأمر إلي معاوية فكيف يجمع بين فعليهما في الصحة.
صفحه : 97
الجواب قلنا قدعلمنا أن الإمام متي غلب علي ظنه أنه يصل إلي حقه والقيام بما فوض إليه بضرب من الفعل وجب عليه ذلك و إن كان فيه ضرب من المشقة يتحمل مثلها وسيدنا أبو عبد الله ع لم يسر طالبا الكوفة إلا بعدتوثق من القوم وعهود وعقود و بعد أن كاتبوه ع طائعين غيرمكرهين ومبتدئين غيرمجيبين و قدكانت المكاتبة من وجوه أهل الكوفة وأشرافها وقرائها تقدمت إليه في أيام معاوية و بعدالصلح الواقع بينه و بين الحسن ع فدفعهم و قال في الجواب ماوجب ثم كاتبوه بعدوفاة الحسن ع ومعاوية باق فوعدهم ومناهم وكانت أيام معاوية صعبة لايطمع في مثلها. فلما مضي معاوية وأعادوا المكاتبة وبذلوا الطاعة وكرروا الطلب والرغبة ورأي ع من قوتهم علي ما كان يليهم في الحال من قبل يزيد وتسلطهم عليه وضعفه عنهم ماقوي في ظنه أن المسير هوالواجب تعين عليه مافعله من الاجتهاد والتسبب و لم يكن في حسبانه ع أن القوم يغدر بعضهم ويضعف أهل الحق عن نصرته ويتفق مااتفق من الأمور الغريبة فإن مسلم بن عقيل لمادخل الكوفة أخذ البيعة علي أكثر أهلها. و لماوردها عبيد الله بن زياد و قدسمع بخبر مسلم ودخوله الكوفة وحصوله في دار هانئ بن عروة المرادي علي ماشرح في السيرة وحصل شريك بن الأعور بهاجاء ابن زياد عائدا و قد كان شريك وافق مسلم بن عقيل علي قتل ابن زياد عندحضوره لعيادة شريك وأمكنه ذلك وتيسر له فما فعل واعتذر بعدفوت الأمر إلي شريك بأن ذلك فتك و أن النبي ص قال إن الإيمان قيد الفتك و لو كان فعل مسلم من قتل ابن زياد ماتمكن منه ووافقه شريك عليه لبطل الأمر ودخل الحسين ع الكوفة غيرمدافع عنها وحسر كل أحد قناعه في نصرته واجتمع له من كان في قلبه نصرته وظاهره مع أعدائه . و قد كان مسلم بن عقيل أيضا لماحبس ابن زياد هانئا سار إليه في جماعة من
صفحه : 98
أهل الكوفة حتي حضره في قصره وأخذ بكظمه وأغلق ابن زياد الأبواب دونه خوفا وجبنا حتي بث الناس في كل وجه يرغبون الناس ويرهبونهم ويخذلونهم عن نصرة ابن عقيل فتقاعدوا وتفرق أكثرهم حتي أمسي في شرذمة وانصرف و كان من أمره ما كان . وإنما أردنا بذكر هذه الجملة أن أسباب الظفر بالأعداء كانت لائحة متوجهة و أن الاتفاق السيئ عكس الأمر إلي مايروون من صبره واستسلامه وقلة ناصره علي الرجوع إلي الحق دينا أوحمية فقد فعل ذلك نفر منهم حتي قتلوا بين يديه ع شهداء ومثل هذايطمع فيه ويتوقع في أحوال الشدة.فأما الجمع بين فعله وفعل أخيه الحسن ع فواضح صحيح لأن أخاه سلم كفا للفتنة وخوفا علي نفسه وأهله وشيعته وإحساسا بالغدر من أصحابه و هذا ع لماقوي في ظنه النصرة ممن كاتبه ووثق له ورأي من أسباب قوة نصار الحق وضعف نصار الباطل ماوجب معه عليه الطلب والخروج فلما انعكس ذلك وظهرت أمارات الغدر فيه وسوء الاتفاق رام الرجوع والمكافة والتسليم كمافعل أخوه ع فمنع من ذلك وحيل بينه وبينه فالحالان متفقان إلا أن التسليم والمكافة عندظهور أسباب الخوف لم يقبلا منه ع و لم يجب إلي الموادعة وطلبت نفسه ع فمنع منها بجهده حتي مضي كريما إلي جنة الله تعالي ورضوانه و هذاواضح لمتأمله انتهي .أقول قدمضي في كتاب الإمامة و كتاب الفتن أخبار كثيرة دالة علي أن كلا منهم ع كان مأمورا بأمور خاصة مكتوبة في الصحف السماوية النازلة علي الرسول ص فهم كانوا يعملون بها و لاينبغي قياس الأحكام المتعلقة بهم علي أحكامنا و بعدالاطلاع علي أحوال الأنبياء ع و إن كثيرا منهم كانوا يبعثون فرادي علي ألوف من الكفرة ويسبون آلهتهم ويدعونهم إلي دينهم و لايبالون بما ينالهم من المكاره والضرب والحبس والقتل والإلقاء في النار و غير ذلك لاينبغي الاعتراض علي أئمة الدين في أمثال ذلك مع أنه بعدثبوت عصمتهم بالبراهين
صفحه : 99
والنصوص المتواترة لامجال للاعتراض عليهم بل يجب التسليم لهم في كل مايصدر عنهم . علي أنك لوتأملت حق التأمل علمت أنه ع فدي نفسه المقدسة دين جده و لم يتزلزل أركان دول بني أمية إلا بعدشهادته و لم يظهر للناس كفرهم وضلالتهم إلا عندفوزه بسعادته و لو كان ع يسالمهم ويوادعهم كان يقوي سلطانهم ويشتبه علي الناس أمرهم فيعود بعدحين أعلام الدين طامسة وآثار الهداية مندرسة مع أنه قدظهر لك من الأخبار السابقة أنه ع هرب من المدينة خوفا من القتل إلي مكة وكذا خرج من مكة بعد ماغلب علي ظنه أنهم يريدون غيلته وقتله حتي لم يتيسر له فداه نفسي و أبي وأمي وولدي أن يتم حجة فتحلل وخرج مِنها خائِفاً يَتَرَقّبُ و قدكانوا لعنهم الله ضيقوا عليه جميع الأقطار و لم يتركوا له موضعا للفرار. ولقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم وولاه أمر الموسم وأمره علي الحاج كلهم و كان قدأوصاه بقبض الحسين ع سرا و إن لم يتمكن منه بقتله غيلة ثم إنه دس مع الحاج في تلك السنة ثلاثين رجلا من شياطين بني أمية وأمرهم بقتل الحسين ع علي أي حال اتفق فلما علم الحسين ع بذلك حل من إحرام الحج وجعلها عمرة مفردة. وَ قَد روُيَِ بِأَسَانِيدَ أَنّهُ لَمّا مَنَعَهُ ع مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ عَنِ الخُرُوجِ إِلَي الكُوفَةِ قَالَ وَ اللّهِ يَا أخَيِ لَو كُنتُ فِي جُحرِ هَامّةٍ مِن هَوَامّ الأَرضِ لاَستخَرجَوُنيِ مِنهُ حَتّي يقَتلُوُنيّ
.بل الظاهر أنه صلوات الله عليه لو كان يسالمهم ويبايعهم لايتركونه لشدة عداوتهم وكثرة وقاحتهم بل كانوا يغتالونه بكل حيلة ويدفعونه بكل وسيلة وإنما كانوا يعرضون البيعة عليه أولا لعلمهم بأنه لايوافقهم في ذلك أ لاتري
صفحه : 100
إلي مروان لعنه الله كيف كان يشير علي والي المدينة بقتله قبل عرض البيعة عليه و كان عبيد الله بن زياد عليه لعائن الله إلي يوم التناد يقول اعرضوا عليه فلينزل علي أمرنا ثم نري فيه رأينا أ لاتري كيف أمنوا مسلما ثم قتلوه .فأما معاوية فإنه مع شدة عداوته وبغضه لأهل البيت ع كان ذا دهاء ونكراء حزم و كان يعلم أن قتلهم علانية يوجب رجوع الناس عنه وذهاب ملكه وخروج الناس عليه فكان يداريهم ظاهرا علي أي حال ولذا صالحه الحسن ع و لم يتعرض له الحسين ولذلك كان يوصي ولده اللعين بعدم التعرض للحسين ع لأنه كان يعلم أن ذلك يصير سببا لذهاب دولته . أللهم العن كل من ظلم أهل بيت نبيك وقتلهم وأعان عليهم ورضي بما جري عليهم من الظلم والجور لعنا وبيلا وعذبهم عذابا أليما واجعلنا من خيار شيعة آل محمد وأنصارهم والطالبين بثأرهم مع قائمهم صلوات الله عليهم أجمعين
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ رَجَا عَن عَلِيّ بنِ جَابِرٍ عَن عُثمَانَ بنِ دَاوُدَ الهاَشمِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ شَيخٍ لِأَهلِ الكُوفَةِ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع أُسِرَ مِن مُعَسكَرِهِ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ فأَتُيَِ بِهِمَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ فَدَعَا سَجّاناً لَهُ فَقَالَ خُذ هَذَينِ الغُلَامَينِ إِلَيكَ فَمِن طَيّبِ الطّعَامِ فَلَا تُطعِمهُمَا وَ مِنَ البَارِدِ فَلَا تَسقِهِمَا وَ ضَيّق عَلَيهِمَا سِجنَهُمَا وَ كَانَ الغُلَامَانِ يَصُومَانِ النّهَارَ فَإِذَا جَنّهُمَا اللّيلُ أُتِيَا بِقُرصَينِ مِن شَعِيرٍ وَ كُوزٍ مِن مَاءِ القَرَاحِ
صفحه : 101
فَلَمّا طَالَ بِالغُلَامَينِ المَكثُ حَتّي صَارَا فِي السّنَةِ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ يَا أخَيِ قَد طَالَ بِنَا مَكثُنَا وَ يُوشِكُ أَن تَفنَي أَعمَارُنَا وَ تُبلَي أَبدَانُنَا فَإِذَا جَاءَ الشّيخُ فَأَعلِمهُ مَكَانَنَا وَ تَقَرّب إِلَيهِ بِمُحَمّدٍص لَعَلّهُ يُوَسّعُ عَلَينَا فِي طَعَامِنَا وَ يَزِيدُنَا فِي شَرَابِنَا فَلَمّا جَنّهُمَا اللّيلُ أَقبَلَ الشّيخُ إِلَيهِمَا بِقُرصَينِ مِن شَعِيرٍ وَ كُوزٍ مِن مَاءِ القَرَاحِ فَقَالَ لَهُ الغُلَامُ الصّغِيرُ يَا شَيخُ أَ تَعرِفُ مُحَمّداً قَالَ فَكَيفَ لَا أَعرَفُ مُحَمّداً وَ هُوَ نبَيِيّ قَالَ أَ فَتَعرِفُ جَعفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ وَ كَيفَ لَا أَعرِفُ جَعفَراً وَ قَد أَنبَتَ اللّهُ لَهُ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ كَيفَ يَشَاءُ قَالَ أَ فَتَعرِفُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ وَ كَيفَ لَا أَعرِفُ عَلِيّاً وَ هُوَ ابنُ عَمّ نبَيِيّ وَ أَخُو نبَيِيّ قَالَ لَهُ يَا شَيخُ فَنَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ وَ نَحنُ مِن وُلدِ مُسلِمِ بنِ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِكَ أُسَارَي نَسأَلُكَ مِن طَيّبِ الطّعَامِ فَلَا تُطعِمُنَا وَ مِن بَارِدِ الشّرَابِ فَلَا تَسقِينَا وَ قَد ضَيّقتَ عَلَينَا سِجنَنَا فَانكَبّ الشّيخُ عَلَي أَقدَامِهِمَا يُقَبّلُهُمَا وَ يَقُولُ نفَسيِ لِنَفسِكُمَا الفِدَاءُ وَ وجَهيِ لِوَجهِكُمَا الوِقَاءُ يَا عِترَةَ نبَيِّ اللّهِ المُصطَفَي هَذَا بَابُ السّجنِ بَينَ يَدَيكُمَا مَفتُوحٌ فَخُذَا أَيّ طَرِيقٍ شِئتُمَا فَلَمّا جَنّهُمَا اللّيلُ أَتَاهُمَا بِقُرصَينِ مِن شَعِيرٍ وَ كُوزٍ مِن مَاءِ القَرَاحِ وَ وَقّفَهُمَا عَلَي الطّرِيقِ وَ قَالَ لَهُمَا سِيرَا يَا حبَيِبيَّ اللّيلَ وَ اكمُنَا النّهَارَ حَتّي يَجعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَكُمَا مِن أَمرِكُمَا فَرَجاً وَ مَخرَجاً فَفَعَلَ الغُلَامَانِ ذَلِكَ فَلَمّا جَنّهُمَا اللّيلُ انتَهَيَا إِلَي عَجُوزٍ عَلَي بَابٍ فَقَالَا لَهَا يَا عَجُوزُ إِنّا غُلَامَانِ صَغِيرَانِ غَرِيبَانِ حَدَثَانِ غَيرُ خَبِيرَينِ بِالطّرِيقِ وَ هَذَا اللّيلُ قَد جَنّنَا أَضِيفِينَا سَوَادَ لَيلَتِنَا هَذِهِ فَإِذَا أَصبَحنَا لَزِمنَا الطّرِيقَ فَقَالَت لَهُمَا فَمَن أَنتُمَا يَا حبَيِبيَّ فَقَد شَمَمتُ الرّوَائِحَ كُلّهَا فَمَا شَمَمتُ رَائِحَةً هيَِ أَطيَبُ مِن رَائِحَتِكُمَا فَقَالَا لَهَا يَا عَجُوزُ نَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص هَرَبنَا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ مِنَ القَتلِ قَالَتِ العَجُوزُ يَا حبَيِبيَّ إِنّ لِي خَتَناً فَاسِقاً قَد شَهِدَ الوَقعَةَ مَعَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ أَتَخَوّفُ أَن يُصِيبَكُمَا هَاهُنَا فَيَقتُلَكُمَا قَالَا سَوَادَ لَيلَتِنَا هَذِهِ فَإِذَا أَصبَحنَا لَزِمنَا الطّرِيقَ فَقَالَت سَآتِيكُمَا
صفحه : 102
بِطَعَامٍ ثُمّ أَتَتهُمَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَا وَ شَرِبَا فَلَمّا وَلَجَا الفِرَاشَ قَالَ الصّغِيرُ لِلكَبِيرِ يَا أخَيِ إِنّا نَرجُو أَن نَكُونَ قَد أَمِنّا لَيلَتَنَا هَذِهِ فَتَعَالَ حَتّي أُعَانِقَكَ وَ تعُاَنقِنَيِ وَ أَشَمّ رَائِحَتَكَ وَ تَشَمّ راَئحِتَيِ قَبلَ أَن يُفَرّقَ المَوتُ بَينَنَا فَفَعَلَ الغُلَامَانِ ذَلِكَ وَ اعتَنَقَا وَ نَامَا فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ اللّيلِ أَقبَلَ خَتَنُ العَجُوزِ الفَاسِقُ حَتّي قَرَعَ البَابَ قَرعاً خَفِيفاً فَقَالَتِ العَجُوزُ مَن هَذَا قَالَ أَنَا فُلَانٌ قَالَت مَا ألّذِي أَطرَقَكَ هَذِهِ السّاعَةَ وَ لَيسَ هَذَا لَكَ بِوَقتٍ قَالَ وَيحَكِ افتحَيِ البَابَ قَبلَ أَن يَطِيرَ عقَليِ وَ تَنشَقّ مرَاَرتَيِ فِي جوَفيِ جَهدُ البَلَاءِ قَد نَزَلَ بيِ قَالَت وَيحَكَ مَا ألّذِي نَزَلَ بِكَ قَالَ هَرَبَ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ مِن عَسكَرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَنَادَي الأَمِيرُ فِي مُعَسكَرِهِ مَن جَاءَ بِرَأسِ وَاحِدٍ مِنهُمَا فَلَهُ أَلفُ دِرهَمٍ وَ مَن جَاءَ بِرَأسِهِمَا فَلَهُ أَلفَا دِرهَمٍ فَقَد أُتعِبتُ وَ تَعِبتُ وَ لَم يَصِل فِي يدَيِ شَيءٌ فَقَالَتِ العَجُوزُ يَا ختَنَيِ احذَر أَن يَكُونَ مُحَمّدٌ خَصمَكَ فِي القِيَامَةِ قَالَ لَهَا وَيحَكِ إِنّ الدّنيَا مُحَرّصٌ عَلَيهَا فَقَالَت وَ مَا تَصنَعُ بِالدّنيَا وَ لَيسَ مَعَهَا آخِرَةٌ قَالَ إنِيّ لَأَرَاكِ تُحَامِينَ عَنهُمَا كَأَنّ عِندَكِ مِن طَلَبِ الأَمِيرِ شَيءٌ فقَوُميِ فَإِنّ الأَمِيرَ يَدعُوكِ قَالَت وَ مَا يَصنَعُ الأَمِيرُ بيِ وَ إِنّمَا أَنَا عَجُوزٌ فِي هَذِهِ البَرّيّةِ قَالَ إِنّمَا لِيَ الطّلَبُ افتحَيِ لِيَ البَابَ حَتّي أُرِيحَ وَ أَستَرِيحَ فَإِذَا أَصبَحتُ بَكّرتُ فِي أَيّ الطّرِيقِ آخُذُ فِي طَلَبِهِمَا فَفَتَحَت لَهُ البَابَ وَ أَتَتهُ بِطَعَامٍ وَ شَرَابٍ فَأَكَلَ وَ شَرِبَ فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ اللّيلِ سَمِعَ غَطِيطَ الغُلَامَينِ فِي جَوفِ البَيتِ فَأَقبَلَ يَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ البَعِيرُ الهَائِجُ وَ يَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثّورُ وَ يَلمِسُ بِكَفّهِ جِدَارَ البَيتِ حَتّي وَقَعَت يَدُهُ عَلَي جَنبِ الغُلَامِ الصّغِيرِ فَقَالَ لَهُ مَن هَذَا قَالَ أَمّا أَنَا فَصَاحِبُ المَنزِلِ فَمَن أَنتُمَا فَأَقبَلَ الصّغِيرُ يُحَرّكُ الكَبِيرَ وَ يَقُولُ قُم يَا حبَيِبيِ فَقَد وَ اللّهِ وَقَعنَا فِيمَا كُنّا نُحَاذِرُهُ قَالَ لَهُمَا مَن أَنتُمَا قَالَا لَهُ يَا شَيخُ إِن نَحنُ صَدّقنَاكَ فَلَنَا الأَمَانُ قَالَ نَعَم قَالَا أَمَانُ اللّهِ وَ أَمَانُ رَسُولِهِ وَ ذِمّةُ اللّهِ وَ ذِمّةُ رَسُولِهِص قَالَ نَعَم قَالَا وَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ قَالَ نَعَم قَالَاوَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ
صفحه : 103
وَ شَهِيدٌ قَالَ نَعَم قَالَا لَهُ يَا شَيخُ فَنَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص هَرَبنَا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ مِنَ القَتلِ فَقَالَ لَهُمَا مِنَ المَوتِ هَرَبتُمَا وَ إِلَي المَوتِ وَقَعتُمَا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أظَفرَنَيِ بِكُمَا فَقَامَ إِلَي الغُلَامَينِ فَشَدّ أَكتَافَهُمَا فَبَاتَ الغُلَامَانِ لَيلَتَهُمَا مُكَتّفَينِ فَلَمّا انفَجَرَ عَمُودُ الصّبحِ دَعَا غُلَاماً لَهُ أَسوَدَ يُقَالُ لَهُ فُلَيحٌ فَقَالَ لَهُ خُذ هَذَينِ الغُلَامَينِ فَانطَلِق بِهِمَا إِلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ وَ اضرِب أَعنَاقَهُمَا وَ ائتنِيِ بِرُءُوسِهِمَا لِأَنطَلِقَ بِهِمَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ آخُذَ جَائِزَةَ ألَفيَ دِرهَمٍ فَحَمَلَ الغُلَامُ السّيفَ وَ مَشَي أَمَامَ الغُلَامَينِ فَمَا مَضَي إِلّا غَيرَ بَعِيدٍ حَتّي قَالَ أَحَدُ الغُلَامَينِ يَا أَسوَدُ مَا أَشبَهَ سَوَادَكَ بِسَوَادٍ بِلَالٍ مُؤَذّنِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِنّ موَلاَيَ قَد أمَرَنَيِ بِقَتلِكُمَا فَمَن أَنتُمَا قَالَا لَهُ يَا أَسوَدُ نَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص هَرَبنَا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ مِنَ القَتلِ أَضَافَتنَا عَجُوزُكُم هَذِهِ وَ يُرِيدُ مَولَاكَ قَتلَنَا فَانكَبّ الأَسوَدُ عَلَي أَقدَامِهِمَا يُقَبّلُهُمَا وَ يَقُولُ نفَسيِ لِنَفسِكُمَا الفِدَاءُ وَ وجَهيِ لِوَجهِكُمَا الوِقَاءُ يَا عِترَةَ نبَيِّ اللّهِ المُصطَفَي وَ اللّهِ لَا يَكُونُ مُحَمّدٌ خصَميِ فِي القِيَامَةِ ثُمّ عَدَا فَرَمَي بِالسّيفِ مِن يَدِهِ نَاحِيَةً وَ طَرَحَ نَفسَهُ فِي الفُرَاتِ وَ عَبَرَ إِلَي الجَانِبِ الآخَرِ فَصَاحَ بِهِ مَولَاهُ يَا غُلَامُ عصَيَتنَيِ فَقَالَ يَا موَلاَيَ إِنّمَا أَطَعتُكَ مَا دُمتَ لَا تعَصيِ اللّهَ فَإِذَا عَصَيتَ اللّهَ فَأَنَا مِنكَ برَيِءٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَدَعَا ابنَهُ فَقَالَ يَا بنُيَّ إِنّمَا أَجمَعُ الدّنيَا حَلَالَهَا وَ حَرَامَهَا لَكَ وَ الدّنيَا مُحَرّصٌ عَلَيهَا فَخُذ هَذَينِ الغُلَامَينِ إِلَيكَ فَانطَلِق بِهِمَا إِلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ فَاضرِب أَعنَاقَهُمَا وَ ائتنِيِ بِرُءُوسِهِمَا لِأَنطَلِقَ بِهِمَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ آخُذَ جَائِزَةَ ألَفيَ دِرهَمٍ فَأَخَذَ الغُلَامُ السّيفَ وَ مَشَي أَمَامَ الغُلَامَينِ فَمَا مَضَيَا إِلّا غَيرَ بَعِيدٍ حَتّي قَالَ أَحَدُ الغُلَامَينِ يَا شَابّ مَا أخَوفَنَيِ عَلَي شَبَابِكَ هَذَا مِن نَارِ جَهَنّمَ فَقَالَ يَا حبَيِبيَّ فَمَن أَنتُمَا قَالَا مِن عِترَةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍص يُرِيدُ وَالِدُكَ قَتلَتَا فَانكَبّ الغُلَامُ عَلَي أَقدَامِهِمَا يُقَبّلُهُمَا وَ يَقُولُ لَهُمَا مَقَالَةَ الأَسوَدِ وَ رَمَي بِالسّيفِ نَاحِيَةً وَ طَرَحَ نَفسَهُ فِي الفُرَاتِ وَ عَبَرَ فَصَاحَ بِهِ أَبُوهُ يَا بنُيَّ عصَيَتنَيِ قَالَ لَأَن أُطِيعَ اللّهَ وَ أَعصِيَكَ
صفحه : 104
أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أعَصيَِ اللّهَ وَ أُطِيعَكَ قَالَ الشّيخُ لَا يلَيِ قَتلَكُمَا أَحَدٌ غيَريِ وَ أَخَذَ السّيفَ وَ مَشَي أَمَامَهُمَا فَلَمّا صَارَ إِلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ سَلّ السّيفَ عَن جَفنِهِ فَلَمّا نَظَرَ الغُلَامَانِ إِلَي السّيفِ مَسلُولًا اغرَورَقَت أَعيُنُهُمَا وَ قَالَا لَهُ يَا شَيخُ انطَلِق بِنَا إِلَي السّوقِ وَ استَمتِع بِأَثمَانِنَا وَ لَا تُرِد أَن يَكُونَ مُحَمّدٌ خَصمَكَ فِي القِيَامَةِ غَداً فَقَالَ لَا وَ لَكِن أَقتُلُكُمَا وَ أَذهَبُ بِرُءُوسِكُمَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ آخُذُ جَائِزَةَ أَلفَينِ فَقَالَا لَهُ يَا شَيخُ أَ مَا تَحفَظُ قَرَابَتَنَا مِن رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ مَا لَكُمَا مِن رَسُولِ اللّهِ قَرَابَةٌ قَالَا لَهُ يَا شَيخُ فَأتِ بِنَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ حَتّي يَحكُمَ فِينَا بِأَمرِهِ قَالَ مَا إِلَي ذَلِكَ سَبِيلٌ إِلّا التّقَرّبُ إِلَيهِ بِدَمِكُمَا قَالَا لَهُ يَا شَيخُ أَ مَا تَرحَمُ صِغَرَ سِنّنَا قَالَ مَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمَا فِي قلَبيِ مِنَ الرّحمَةِ شَيئاً قَالَا يَا شَيخُ إِن كَانَ وَ لَا بُدّ فَدَعنَا نصُلَيّ رَكَعَاتٍ قَالَ فَصَلّيَا مَا شِئتُمَا إِن نَفَعَتكُمَا الصّلَاةُ فَصَلّي الغُلَامَانِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ ثُمّ رَفَعَا طَرفَيهِمَا إِلَي السّمَاءِ فَنَادَيَا يَا حيَّ يَا حَلِيمُ يَا أَحكَمَ الحَاكِمِينَ احكُم بَينَنَا وَ بَينَهُ بِالحَقّ فَقَامَ إِلَي الأَكبَرِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَ أَخَذَ بِرَأسِهِ وَ وَضَعَهُ فِي المِخلَاةِ وَ أَقبَلَ الغُلَامُ الصّغِيرُ يَتَمَرّغُ فِي دَمِ أَخِيهِ وَ هُوَ يَقُولُ حَتّي أَلقَي رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا مُختَضِبٌ بِدَمِ أخَيِ فَقَالَ لَا عَلَيكَ سَوفَ أُلحِقُكَ بِأَخِيكَ ثُمّ قَامَ إِلَي الغُلَامِ الصّغِيرِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَ أَخَذَ رَأسَهُ وَ وَضَعَهُ فِي المِخلَاةِ وَ رَمَي بِبَدَنِهِمَا فِي المَاءِ وَ هُمَا يَقطُرَانِ دَماً وَ مَرّ حَتّي أَتَي بِهِمَا عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ وَ هُوَ قَاعِدٌ عَلَي كرُسيِّ لَهُ وَ بِيَدِهِ قَضِيبُ خَيزُرَانٍ فَوَضَعَ الرّأسَينِ بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِمَا قَامَ ثُمّ قَعَدَ ثُمّ قَامَ ثُمّ قَعَدَ ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ الوَيلُ لَكَ أَينَ ظَفِرتَ بِهِمَا قَالَ أَضَافَتهُمَا عَجُوزٌ لَنَا قَالَ فَمَا عَرَفتَ لَهُمَا حَقّ الضّيَافَةِ قَالَ لَا قَالَ فأَيَّ شَيءٍ قَالَا لَكَ قَالَ قَالَا يَا شَيخُ اذهَب بِنَا إِلَي السّوقِ فَبِعنَا فَانتَفِع بِأَثمَانِنَا وَ لَا تُرِد أَن يَكُونَ مُحَمّدٌ خَصمَكَ فِي القِيَامَةِ قَالَ فأَيَّ شَيءٍ قُلتَ لَهُمَا قَالَ
صفحه : 105
قُلتُ لَا وَ لَكِن أَقتُلُكُمَا وَ أَنطَلِقُ بِرُءُوسِكُمَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ آخُذُ جَائِزَةَ ألَفيَ دِرهَمٍ قَالَ فأَيَّ شَيءٍ قَالَا لَكَ قَالَ قَالَا ائتِ بِنَا إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ حَتّي يَحكُمَ فِينَا بِأَمرِهِ قَالَ فأَيَّ شَيءٍ قُلتَ قَالَ قُلتُ لَيسَ إِلَي ذَلِكَ سَبِيلٌ إِلّا التّقَرّبُ إِلَيهِ بِدَمِكُمَا قَالَ أَ فَلَا جئِتنَيِ بِهِمَا حَيّينِ فَكُنتُ أُضَعّفُ لَكَ الجَائِزَةَ وَ أَجعَلُهَا أَربَعَةَ آلَافِ دِرهَمٍ قَالَ مَا رَأَيتُ إِلَي ذَلِكَ سَبِيلًا إِلّا التّقَرّبَ إِلَيكَ بِدَمِهِمَا قَالَ فأَيَّ شَيءٍ قَالَا لَكَ أَيضاً قَالَ قَالَا لِي يَا شَيخُ احفَظ قَرَابَتَنَا مِن رَسُولِ اللّهِ قَالَ فأَيَّ شَيءٍ قُلتَ لَهُمَا قَالَ قُلتُ لَهُمَا مَا لَكُمَا مِن رَسُولِ اللّهُ قَرَابَةٌ قَالَ وَيلَكَ فأَيَّ شَيءٍ قَالَا لَكَ أَيضاً قَالَ قَالَا يَا شَيخُ ارحَم صِغَرَ سِنّنَا قَالَ فَمَا رَحِمتَهُمَا قَالَ قُلتُ مَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمَا مِنَ الرّحمَةِ فِي قلَبيِ شَيئاً قَالَ وَيلَكَ فأَيَّ شَيءٍ قَالَا لَكَ أَيضاً قَالَ قَالَا دَعنَا نصُلَيّ رَكَعَاتٍ فَقُلتُ فَصَلّيَا مَا شِئتُمَا إِن نَفَعَتكُمَا الصّلَاةُ فَصَلّي الغُلَامَانِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ قَالَ فأَيَّ شَيءٍ قَالَا فِي آخِرِ صَلَاتِهِمَا قَالَ رَفَعَا طَرفَيهِمَا إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَا يَا حيَّ يَا حَلِيمُ يَا أَحكَمَ الحَاكِمِينَ احكُم بَينَنَا وَ بَينَهُ بِالحَقّ قَالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ فَإِنّ أَحكَمَ الحَاكِمِينَ قَد حَكَمَ بَينَكُم مَن لِلفَاسِقِ قَالَ فَانتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ أَنَا لَهُ قَالَ فَانطَلِق بِهِ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي قَتَلَ فِيهِ الغُلَامَينِ فَاضرِب عُنُقَهُ وَ لَا تَترُك أَن يَختَلِطَ دَمُهُ بِدَمِهِمَا وَ عَجّل بِرَأسِهِ فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ وَ جَاءَ بِرَأسِهِ فَنَصَبَهُ عَلَي قَنَاةٍ فَجَعَلَ الصّبيَانُ يَرمُونَهُ بِالنّبلِ وَ الحِجَارَةِ وَ هُم يَقُولُونَ هَذَا قَاتِلُ ذُرّيّةِ رَسُولِ اللّهِص
بيان غطيط النائم والمخنوق نخيرهما
أَقُولُ رَوَي فِي المَنَاقِبِ القَدِيمِ هَذِهِ القِصّةَ مَعَ تَغيِيرٍ قَالَ أَخبَرَنَا سَعدُ الأَئِمّةِ سَعِيدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ بَكرٍ الفقُيَميِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ السرختكي[السرّخكَتَيِّ] عَن أَحمَدَ بنِ يَعقُوبَ عَن طَاهِرِ بنِ مُحَمّدٍ الحدَاّديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ
صفحه : 106
عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الذهّليِّ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع بِكَربَلَاءَ هَرَبَ غُلَامَانِ مِن عَسكَرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ اِبرَاهِيمُ وَ الآخَرُ يُقَالُ لَهُ مُحَمّدٌ وَ كَانَا مِن وُلدِ جَعفَرٍ الطّيّارِ فَإِذَا هُمَا بِامرَأَةٍ تسَتقَيِ فَنَظَرَت إِلَي الغُلَامَينِ وَ إِلَي حُسنِهِمَا وَ جَمَالِهِمَا فَقَالَت لَهُمَا مَن أَنتُمَا فَقَالَا نَحنُ مِن وُلدِ جَعفَرٍ الطّيّارِ فِي الجَنّةِ هَرَبنَا مِن عَسكَرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَقَالَتِ المَرأَةُ إِنّ زوَجيِ فِي عَسكَرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ لَو لَا أنَيّ أَخشَي أَن يجَيِءَ اللّيلَةَ وَ إِلّا ضَيّفتُكُمَا وَ أَحسَنتُ ضِيَافَتَكُمَا فَقَالَا لَهَا أَيّتُهَا المَرأَةُ انطلَقِيِ بِنَا فَنَرجُو أَن لَا يَأتِيَنَا زَوجُكِ اللّيلَةَ فَانطَلَقَتِ المَرأَةُ وَ الغُلَامَانِ حَتّي انتَهَيَا إِلَي مَنزِلِهَا فَأَتَتهُمَا بِطَعَامٍ فَقَالَا مَا لَنَا فِي الطّعَامِ مِن حَاجَةٍ ائتِنَا بِمُصَلّي نقَضيِ فَوَائِتَنَا فَصَلّيَا فَانطَلَقَا إِلَي مَضجَعِهِمَا فَقَالَ الأَصغَرُ لِلأَكبَرِ يَا أخَيِ وَ يَا ابنَ أمُيّ التزَمِنيِ وَ استَنشِق مِن راَئحِتَيِ فإَنِيّ أَظُنّ أَنّهَا آخِرُ ليَلتَيِ لَا نُصبِحُ بَعدَهَا وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحواً مِمّا مَرّ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ هَزّ السّيفَ وَ ضَرَبَ عُنُقَ الأَكبَرِ وَ رَمَي بِبَدَنِهِ الفُرَاتَ فَقَالَ الأَصغَرُ سَأَلتُكَ بِاللّهِ أَن تتَركُنَيِ حَتّي أَتَمَرّغَ بِدَمِ أخَيِ سَاعَةً قَالَ وَ مَا يَنفَعُكَ ذَلِكَ قَالَ هَكَذَا أُحِبّ فَتَمَرّغَ بِدَمِ أَخِيهِ اِبرَاهِيمَ سَاعَةً ثُمّ قَالَ لَهُ قُم فَلَم يَقُم فَوَضَعَ السّيفَ عَلَي قَفَاهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ مِن قِبَلِ القَفَا وَ رَمَي بِبَدَنِهِ إِلَي الفُرَاتِ فَكَانَ بَدَنُ الأَوّلِ عَلَي وَجهِ الفُرَاتِ سَاعَةً حَتّي قَذَفَ الثاّنيَِ فَأَقبَلَ بَدَنُ الأَوّلِ رَاجِعاً يَشَقّ المَاءَ شَقّاً حَتّي التَزَمَ بَدَنَ أَخِيهِ وَ مَضَيَا فِي المَاءِ وَ سَمِعَ هَذَا المَلعُونُ صَوتاً مِن بَينِهِمَا وَ هُمَا فِي المَاءِ رَبّ تَعلَمُ وَ تَرَي مَا فَعَلَ بِنَا هَذَا المَلعُونُ فَاستَوفِ لَنَا حَقّنَا مِنهُ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ فَدَعَا عُبَيدُ اللّهِ بِغُلَامٍ لَهُ أَسوَدَ يُقَالُ لَهُ نَادِرٌ فَقَالَ لَهُ يَا نَادِرُ دُونَكَ هَذَا الشّيخَ شُدّ كَتِفَيهِ فَانطَلِق بِهِ المَوضِعَ ألّذِي قَتَلَ الغُلَامَينِ فِيهِ فَاضرِب عُنُقَهُ وَ سَلَبُهُ لَكَ وَ لَكَ عَشَرَةُ آلَافِ دِرهَمٍ وَ أَنتَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ فَانطَلَقَ الغُلَامُ بِهِ إِلَي المَوضِعِ
صفحه : 107
ألّذِي ضَرَبَ أَعنَاقَهُمَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ يَا نَادِرُ لَا بُدّ لَكَ مِن قتَليِ قَالَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَرَمَي بِجِيفَتِهِ إِلَي المَاءِ فَلَم يَقبَلهُ المَاءُ وَ رَمَي بِهِ إِلَي الشّطّ وَ أَمَرَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ أَن يُحرَقَ بِالنّارِ فَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ وَ صَارَ إِلَي عَذَابِ اللّهِ
1- قَالَ السّيّدُ ابنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ المَلهُوفِ عَلَي أَهلِ الطّفُوفِ وَ الشّيخُ ابنُ نُمَا رَحِمَهُ اللّهُ فِي مُثِيرِ الأَحزَانِ وَ اللّفظُ لِلسّيّدِ إِنّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ بَعَثَ بِرَأسِ الحُسَينِ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ هُوَ يَومُ عَاشُورَاءَ مَعَ خوَليِّ بنِ يَزِيدَ الأصَبحَيِّ وَ حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ الأزَديِّ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ أَمَرَ بِرُءُوسِ البَاقِينَ مِن أَصحَابِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَنُظّفَت وَ سُرّحَ بِهَا مَعَ شِمرِ بنِ ذيِ الجَوشَنِ وَ قَيسِ بنِ الأَشعَثِ وَ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ فَأَقبَلُوا بِهَا حَتّي قَدِمُوا الكُوفَةَ وَ أَقَامَ بَقِيّةَ يَومِهِ وَ اليَومَ الثاّنيَِ إِلَي زَوَالِ الشّمسِ ثُمّ رَحَلَ بِمَن تَخَلّفَ مِن عِيَالِ الحُسَينِ ع وَ حَمَلَ نِسَاءَهُ عَلَي أَحلَاسِ أَقتَابٍ بِغَيرِ وِطَاءٍ مُكَشّفَاتِ الوُجُوهِ بَينَ الأَعدَاءِ وَ هُنّ وَدَائِعُ خَيرِ الأَنبِيَاءِ وَ سَاقُوهُنّ كَمَا يُسَاقُ سبَيُ التّركِ وَ الرّومِ فِي أَسرِ المَصَائِبِ وَ الهُمُومِ وَ لِلّهِ دَرّ القَائِلِ
يُصَلّي عَلَي المَبعُوثِ مِن آلِ هَاشِمٍ | وَ يُغزَي بَنُوهُ إِنّ ذَا لَعَجِيبٌ |
قَالَ وَ لَمّا انفَصَلَ ابنُ سَعدٍ عَن كَربَلَاءَ خَرَجَ قَومٌ مِن بنَيِ أَسَدٍ فَصَلّوا عَلَي تِلكَ الجُثَثِ الطّوَاهِرِ المُرَمّلَةِ بِالدّمَاءِ وَ دَفَنُوهَا عَلَي مَا هيَِ الآنَ عَلَيهِ
صفحه : 108
وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ دَفَنُوا الحُسَينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ حَيثُ قَبرُهُ الآنَ وَ دَفَنُوا ابنَهُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ الأَصغَرَ عِندَ رِجلَيهِ وَ حَفَرُوا لِلشّهَدَاءِ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ أَصحَابِهِ الّذِينَ صُرِعُوا حَولَهُ مِمّا يلَيِ رجِليَِ الحُسَينِ ع وَ جَمَعُوهُم وَ دَفَنُوهُم جَمِيعاً مَعاً وَ دَفَنُوا العَبّاسَ بنَ عَلِيّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فِي مَوضِعِهِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ عَلَي طَرِيقِ الغَاضِرِيّةِ حَيثُ قَبرُهُ الآنَ
وَ قَالَ السّيّدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ سَارَ ابنُ سَعدٍ باِلسبّيِ المُشَارِ إِلَيهِ فَلَمّا قَارَبُوا الكُوفَةَ اجتَمَعَ أَهلُهَا لِلنّظَرِ إِلَيهِنّ قَالَ فَأَشرَفَتِ امرَأَةٌ مِنَ الكُوفِيّاتِ فَقَالَت مِن أَيّ الأُسَارَي أَنتُنّ فَقُلنَ نَحنُ أُسَارَي آلِ مُحَمّدٍ فَنَزَلَت مِن سَطحِهَا وَ جَمَعَت مُلَاءً وَ أُزُراً وَ مَقَانِعَ فَأَعطَتهُنّ فَتَغَطّينَ قَالَ وَ كَانَ مَعَ النّسَاءِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع قَد نَهَكَتهُ العِلّةُ وَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ المُثَنّي وَ كَانَ قَد وَاسَي عَمّهُ وَ إِمَامَهُ فِي الصّبرِ عَلَي الرّمَاحِ وَ إِنّمَا ارتُثّ وَ قَد أُثخِنَ بِالجِرَاحِ وَ كَانَ مَعَهُم أَيضاً زَيدٌ وَ عَمرٌو وَلَدَا الحَسَنِ السّبطِ ع فَجَعَلَ أَهلُ الكُوفَةِ يَنُوحُونَ وَ يَبكُونَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أَ تَنُوحُونَ وَ تَبكُونَ مِن أَجلِنَا فَمَن قَتَلَنَا قَالَ بَشِيرُ بنُ خُزَيمٍ الأسَدَيِّ وَ نَظَرتُ إِلَي زَينَبَ بِنتِ عَلِيّ ع يَومَئِذٍ وَ لَم أَرَ وَ اللّهِ خَفِرَةً قَطّ أَنطَقَ مِنهَا كَأَنّمَا تُفَرّعُ عَن لِسَانِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد أَومَأَت إِلَي النّاسِ أَنِ اسكُتُوا فَارتَدّتِ الأَنفَاسُ وَ سَكَنَتِ الأَجرَاسُ ثُمّ قَالَت الحَمدُ لِلّهِ وَ الصّلَاةُ عَلَي أَبِي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الأَخيَارِ
صفحه : 109
أَمّا بَعدُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ يَا أَهلَ الخَتلِ وَ الغَدرِ أَ تَبكُونَ فَلَا رَقَأَتِ الدّمعَةُ وَ لَا هَدَأَتِ الرّنّةُ إِنّمَا مَثَلُكُم كَمَثَلِ التّيِنَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوّةٍ أَنكاثاً تَتّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُمأَلَا وَ هَل فِيكُم إِلّا الصّلِفُ وَ النّطِفُ وَ مَلقُ الإِمَاءِ وَ غَمزُ الأَعدَاءِ أَو كَمَرعًي عَلَي دِمنَةٍ أَو كَفِضّةٍ عَلَي مَلحُودَةٍ أَلَا سَاءَ مَا قَدّمَت لَكُم أَنفُسُكُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيكُم وَ فِي العَذَابِ أَنتُم خَالِدُونَ أَ تَبكُونَ وَ تَنتَحِبُونَ إيِ وَ اللّهِ فَابكُوا كَثِيراً وَ اضحَكُوا قَلِيلًا فَلَقَد ذَهَبتُم بِعَارِهَا وَ شَنَآنِهَا وَ لَن تَرحَضُوهَا بِغَسلٍ بَعدَهَا أَبَداً وَ أَنّي تَرحَضُونَ قَتلَ سَلِيلِ خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَ سَيّدِ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ مَلَاذِ خِيَرَتِكُم وَ مَفزَعِ نَازِلَتِكُم وَ مَنَارِ حُجّتِكُم وَ مَدَرَةِ سُنّتِكُم أَلَا سَاءَ مَا تَزِرُونَ وَ بُعداً لَكُم وَ سُحقاً فَلَقَد خَابَ السعّيُ وَ تَبّتِ الأيَديِ وَ خَسِرَتِ الصّفقَةُ وَ بُؤتُم بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ ضُرِبَت عَلَيكُمُ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُ وَيلَكُم يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَيّ كَبِدٍ لِرَسُولِ اللّهِ فَرَيتُم وَ أَيّ كَرِيمَةٍ لَهُ أَبرَزتُم وَ أَيّ دَمٍ لَهُ سَفَكتُم وَ أَيّ حُرمَةٍ لَهُ انتَهَكتُم لَقَد جِئتُم بِهِم صَلعَاءَ عَنقَاءَ سَوّاءَ فَقمَاءَ وَ فِي بَعضِهَا خَرقَاءَ شَوهَاءَ كَطِلَاعِ الأَرضِ وَ مُلَاءِ السّمَاءِ أَ فَعَجِبتُم أَن قَطَرَتِ السّمَاءُ دَماً وَ لَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخزَي وَ أَنتُم لَا تُنصَرُونَ فَلَا يَستَخِفّنّكُمُ المَهَلُ فَإِنّهُ لَا تَحفِزُهُ البِدَارُ وَ لَا يُخَافُ فَوتُ الثّأرِ وَ إِنّ رَبّكُم لَبِالمِرصَادِ قَالَ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ النّاسَ يَومَئِذٍ حَيَارَي يَبكُونَ وَ قَد وَضَعُوا أَيدِيَهُم فِي
صفحه : 110
أَفوَاهِهِم وَ رَأَيتُ شَيخاً وَاقِفاً إِلَي جنَبيِ يبَكيِ حَتّي اخضَلّت لِحيَتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ بأِبَيِ أَنتُم وَ أمُيّ كُهُولُكُم خَيرُ الكُهُولِ وَ شَبَابُكُم خَيرُ الشّبَابِ وَ نِسَاؤُكُم خَيرُ النّسَاءِ وَ نَسلُكُم خَيرُ نَسلٍ لَا يُخزَي وَ لَا يُبزَي
وَ رَوَي زَيدُ بنُ مُوسَي قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن جدَيّ ع قَالَخَطَبَت فَاطِمَةُ الصّغرَي بَعدَ أَن رُدّت مِن كَربَلَاءَ فَقَالَت الحَمدُ لِلّهِ عَدَدَ الرّملِ وَ الحَصَي وَ زِنَةَ العَرشِ إِلَي الثّرَي أَحمَدُهُ وَ أُؤمِنُ بِهِ وَ أَتَوَكّلُ عَلَيهِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُص وَ أَنّ وُلدَهُ ذُبِحُوا بِشَطّ الفُرَاتِ بِغَيرِ ذَحلٍ وَ لَا تِرَاتٍ أللّهُمّ إنِيّ أَعُوذُ بِكَ أَن أفَترَيَِ عَلَيكَ الكَذِبَ وَ أَن أَقُولَ عَلَيكَ خِلَافَ مَا أَنزَلتَ مِن أَخذِ العُهُودِ لِوَصِيّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ المَسلُوبِ حَقّهُ المَقتُولِ مِن غَيرِ ذَنبٍ كَمَا قُتِلَ وُلدُهُ بِالأَمسِ فِي بَيتٍ مِن بُيُوتِ اللّهِ تَعَالَي فِيهِ مَعشَرٌ مُسلِمَةٌ بِأَلسِنَتِهِم تَعساً لِرُءُوسِهِم مَا دَفَعَت عَنهُ ضَيماً فِي حَيَاتِهِ وَ لَا عِندَ مَمَاتِهِ حَتّي قَبَضتَهُ إِلَيكَ مَحمُودَ النّقِيبَةِ طَيّبَ العَرِيكَةِ مَعرُوفَ المَنَاقِبِ مَشهُورَ المَذَاهِبِ لَم يَأخُذهُ أللّهُمّ فِيكَ لَومَةُ لَائِمٍ وَ لَا عَذلُ عَاذِلٍ هَدَيتَهُ يَا رَبّ لِلإِسلَامِ صَغِيراً وَ حَمِدتَ مَنَاقِبَهُ كَبِيراً وَ لَم يَزَل نَاصِحاً لَكَ وَ لِرَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ حَتّي قَبَضتَهُ إِلَيكَ زَاهِداً فِي الدّنيَا غَيرَ حَرِيصٍ عَلَيهَا رَاغِباً فِي الآخِرَةِ مُجَاهِداً لَكَ فِي سَبِيلِكَ رَضَيتَهُ فَاختَرتَهُ وَ هَدَيتَهُ إِلَي صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ أَمّا بَعدُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ يَا أَهلَ المَكرِ وَ الغَدرِ وَ الخُيَلَاءِ فَإِنّا أَهلُ بَيتٍ ابتَلَانَا اللّهُ بِكُم وَ ابتَلَاكُم بِنَا فَجَعَلَ بَلَاءَنَا حَسَناً وَ جَعَلَ عِلمَهُ عِندَنَا وَ فَهمَهُ لَدَينَا فَنَحنُ عَيبَةُ عِلمِهِ وَ وِعَاءُ فَهمِهِ وَ حِكمَتِهِ وَ حُجّتُهُ فِي الأَرضِ لِبِلَادِهِ وَ لِعِبَادِهِ أَكرَمَنَا اللّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ فَضّلَنَا بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص عَلَي كَثِيرٍ مِمّن خَلَقَ تَفضِيلًا بَيّناً فَكَذّبتُمُونَا وَ كَفّرتُمُونَا وَ رَأَيتُم قِتَالَنَا حَلَالًا وَ أَموَالَنَا نَهباً كَأَنّا أَولَادُ تُركٍ أَو كَابُلٍ كَمَا قَتَلتُم جَدّنَا بِالأَمسِ وَ سُيُوفُكُم تَقطُرُ مِن دِمَائِنَا أَهلَ البَيتِ لِحِقدٍ مُتَقَدّمٍ قَرّت بِذَلِكَ عُيُونُكُم وَ فَرِحَت قُلُوبُكُم افتِرَاءً مِنكُم عَلَي اللّهِ وَ مَكراً مَكَرتُموَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَ فَلَا
صفحه : 111
تَدعُوَنّكُم أَنفُسُكُم إِلَي الجَذَلِ بِمَا أَصَبتُم مِن دِمَائِنَا وَ نَالَت أَيدِيكُم مِن أَموَالِنَا فَإِنّ مَا أَصَابَنَا مِنَ المَصَائِبِ الجَلِيلَةِ وَ الرّزَايَا العَظِيمَةِفِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ لِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم وَ اللّهُ لا يُحِبّ كُلّ مُختالٍ فَخُورٍتَبّاً لَكُم فَانتَظِرُوا اللّعنَةَ وَ العَذَابَ وَ كَأَن قَد حَلّ بِكُم وَ تَوَاتَرَت مِنَ السّمَاءِ نَقِمَاتٌفَيُسحِتَكُمبِمَا كَسَبتُموَ يُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ ثُمّ تُخَلّدُونَ فِي العَذَابِ الأَلِيمِ يَومَ القِيَامَةِ بِمَا ظَلَمتُمُونَاأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَوَيلَكُم أَ تَدرُونَ أَيّةَ يَدٍ طَاعَنَتنَا مِنكُم وَ أَيّةَ نَفسٍ نَزَعَت إِلَي قِتَالِنَا أَم بِأَيّةِ رِجلٍ مَشَيتُم إِلَينَا تَبغُونَ مُحَارَبَتَنَا قَسَت قُلُوبُكُم وَ غَلُظَت أَكبَادُكُم وَ طُبِعَ عَلَي أَفئِدَتِكُم وَ خُتِمَ عَلَي سَمعِكُم وَ بَصَرِكُم وَ سَوّلَ لَكُمُ الشّيطَانُ وَ أَملَي لَكُم وَ جَعَلَ عَلَي بَصَرِكُم غِشَاوَةً فَأَنتُم لَا تَهتَدُونَ تَبّاً لَكُم يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَيّ تِرَاتٍ لِرَسُولِ اللّهِ قِبَلَكُم وَ ذُحُولٍ لَهُ لَدَيكُم بِمَا عَنِدتُم بِأَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع جدَيّ وَ بَنِيهِ عِترَةِ النّبِيّ الطّاهِرِينَ الأَخيَارِ وَ افتَخَرَ بِذَلِكَ مُفتَخِرُ[كُم] فَقَالَ
نَحنُ قَتَلنَا عَلِيّاً وَ بنَيِ عَلِيّ | بِسُيُوفٍ هِندِيّةٍ وَ رِمَاحٍ |
وَ سَبَينَا نِسَاءَهُم سبَيَ تُركٍ | وَ نَطَحنَاهُم فأَيَّ نِطَاحٍ |
بِفِيكَ أَيّهَا القَائِلُ الكَثكَثُ وَ لَكَ الأَثلَبُ افتَخَرتَ بِقَتلِ قَومٍ زَكّاهُمُ اللّهُ وَ طَهّرَهُم وَ أَذهَبَ عَنهُمُ الرّجسَ فَاكظِم وَ أَقعِ كَمَا أَقعَي أَبُوكَ وَ إِنّمَا لِكُلّ امرِئٍ مَا قَدّمَت يَدَاهُ حَسَدتُمُونَا وَيلًا لَكُم عَلَي مَا فَضّلَنَا اللّهُ عَلَيكُم
فَمَا ذَنبُنَا أَن جَاشَ دَهراً بُحُورُنَا | وَ بَحرُكَ سَاجٍ لَا يوُاَريِ الدّعَامِصَا |
ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِوَ مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِن نُورٍ
صفحه : 112
قَالَ فَارتَفَعَتِ الأَصوَاتُ بِالبُكَاءِ وَ قَالُوا حَسبُكِ يَا ابنَةَ الطّيّبِينَ فَقَد أَحرَقتِ قُلُوبَنَا وَ أَنضَجتِ نُحُورَنَا وَ أَضرَمتِ أَجوَافَنَا فَسَكَتَت عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ جَدّتِهَا السّلَامُ
أقول ذكر في الإحتجاج هذه الخطبة بهذا الإسناد ولنرجع إلي كلام السيد رحمه الله
قَالَ وَ خَطَبَت أُمّ كُلثُومٍ بِنتُ عَلِيّ ع فِي ذَلِكَ اليَومِ مِن وَرَاءِ كُلّتِهَا رَافِعَةً صَوتَهَا بِالبُكَاءِ فَقَالَت يَا أَهلَ الكُوفَةِ سَوأَةً لَكُم مَا لَكُم خَذَلتُم حُسَيناً وَ قَتَلتُمُوهُ وَ انتَهَبتُم أَموَالَهُ وَ وَرِثتُمُوهُ وَ سَبَيتُم نِسَاءَهُ وَ نَكَبتُمُوهُ فَتَبّاً لَكُم وَ سُحقاً وَيلَكُم أَ تَدرُونَ أَيّ دَوَاهٍ دَهَتكُم وَ أَيّ وِزرٍ عَلَي ظُهُورِكُم حَمَلتُم وَ أَيّ دِمَاءٍ سَفَكتُمُوهَا وَ أَيّ كَرِيمَةٍ أَصَبتُمُوهَا وَ أَيّ صِبيَةٍ سَلَبتُمُوهَا وَ أَيّ أَموَالٍ انتَهَبتُمُوهَا قَتَلتُم خَيرَ رِجَالَاتٍ بَعدَ النّبِيّ وَ نُزِعَتِ الرّحمَةُ مِن قُلُوبِكُم أَلَا حِزبُ اللّهِ هُمُ الفَائِزُونَ وَ حِزبُ الشّيطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ ثُمّ قَالَت
قَتَلتُم أخَيِ صَبراً فَوَيلٌ لِأُمّكُم | سَتُجزَونَ نَاراً حَرّهَا يَتَوَقّدُ |
سَفَكتُم دِمَاءً حَرّمَ اللّهُ سَفكَهَا | وَ حَرّمَهَا القُرآنُ ثُمّ مُحَمّدٌ |
أَلَا فَابشِرُوا بِالنّارِ إِنّكُمُ غَداً | لفَيِ سَقَرٍ حَقّاً يَقِيناً تُخَلّدُوا |
وَ إنِيّ لأَبَكيِ فِي حيَاَتيِ عَلَي أخَيِ | عَلَي خَيرِ مَن بَعدَ النّبِيّ سَيُولَدُ |
بِدَمعٍ غَزِيرٍ مُستَهَلّ مُكَفكَفٍ | عَلَي الخَدّ منِيّ ذَائِباً لَيسَ يَجمُدُ |
قَالَ فَضَجّ النّاسُ بِالبُكَاءِ وَ الحَنِينِ وَ النّوحِ وَ نَشَرَ النّسَاءُ شُعُورَهُنّ وَ وَضَعنَ التّرَابَ عَلَي رُءُوسِهِنّ وَ خَمَشنَ وُجُوهَهُنّ وَ ضَرَبنَ خُدُودَهُنّ وَ دَعَونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ وَ بَكَي الرّجَالُ فَلَم يُرَ بَاكِيَةٌ وَ بَاكٍ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ اليَومِ ثُمّ إِنّ زَينَ العَابِدِينَ ع أَومَأَ إِلَي النّاسِ أَنِ اسكُتُوا فَسَكَتُوا فَقَامَ قَائِماً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكَرَ النّبِيّ وَ صَلّي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ فَقَد عرَفَنَيِ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ فَأَنَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم
صفحه : 113
أَنَا ابنُ المَذبُوحِ بِشَطّ الفُرَاتِ مِن غَيرِ ذَحلٍ وَ لَا تِرَاتٍ أَنَا ابنُ مَنِ انتُهِكَ حَرِيمُهُ وَ سُلِبَ نَعِيمُهُ وَ انتُهِبَ مَالُهُ وَ سبُيَِ عِيَالُهُ أَنَا ابنُ مَن قُتِلَ صَبراً وَ كَفَي بِذَلِكَ فَخراً أَيّهَا النّاسُ نَاشَدتُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّكُم كَتَبتُم إِلَي أَبِي وَ خَدَعتُمُوهُ وَ أَعطَيتُمُوهُ مِن أَنفُسِكُم العَهدَ وَ المِيثَاقَ وَ البَيعَةَ وَ قَاتَلتُمُوهُ وَ خَذَلتُمُوهُ فَتَبّاً لِمَا قَدّمتُم لِأَنفُسِكُم وَ سَوأَةً لِرَأيِكُم بِأَيّةِ عَينٍ تَنظُرُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص إِذ يَقُولُ لَكُم قَتَلتُم عتِرتَيِ وَ انتَهَكتُم حرُمتَيِ فَلَستُم مِن أمُتّيِ قَالَ فَارتَفَعَت أَصوَاتُ النّاسِ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ وَ يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ هَلَكتُم وَ مَا تَعلَمُونَ فَقَالَ ع رَحِمَ اللّهُ امرَأً قَبِلَ نصَيِحتَيِ وَ حَفِظَ وصَيِتّيِ فِي اللّهِ وَ فِي رَسُولِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَإِنّ لَنَا فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةً حَسَنَةً فَقَالُوا بِأَجمَعِهِم نَحنُ كُلّنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهُ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ حَافِظُونَ لِذِمَامِكَ غَيرَ زَاهِدِينَ فِيكَ وَ لَا رَاغِبِينَ عَنكَ فَمُرنَا بِأَمرِكَ يَرحَمُكَ اللّهُ فَإِنّا حَربٌ لِحَربِكَ وَ سِلمٌ لِسِلمِكَ لَنَأخُذَنّ يَزِيدَ وَ نَبرَأُ مِمّن ظَلَمَكَ وَ ظَلَمَنَا فَقَالَ ع هَيهَاتَ هَيهَاتَ أَيّهَا الغَدَرَةُ المَكَرَةُ حِيلَ بَينَكُم وَ بَينَ شَهَوَاتِ أَنفُسِكُم أَ تُرِيدُونَ أَن تَأتُوا إلِيَّ كَمَا أَتَيتُم إِلَي آباَئيِ مِن قَبلُ كَلّا وَ رَبّ الرّاقِصَاتِ فَإِنّ الجُرحَ لَمّا يَندَمِلُ قُتِلَ أَبِي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِالأَمسِ وَ أَهلُ بَيتِهِ مَعَهُ وَ لَم ينُسنِيِ ثُكلَ رَسُولِ اللّهِ وَ ثُكلَ أَبِي وَ بنَيِ أَبِي وَ وَجدُهُ بَينَ لهَاَتيِ وَ مَرَارَتُهُ بَينَ حنَاَجرِيِ وَ حلَقيِ وَ غُصَصُهُ يجَريِ فِي فِرَاشِ صدَريِ وَ مسَألَتَيِ أَن لَا تَكُونُوا لَنَا وَ لَا عَلَينَا ثُمّ قَالَ
لَا غَروَ إِن قُتِلَ الحُسَينُ وَ شَيخُهُ | قَد كَانَ خَيراً مِن حُسَينٍ وَ أَكرَمَا |
فَلَا تَفرَحُوا يَا أَهلَ كُوفَانَ باِلذّيِ | أُصِيبَ حُسَينٌ كَانَ ذَلِكَ أَعظَمَا |
قَتِيلٌ بِشَطّ النّهرِ روُحيِ فِدَاؤُهُ | جَزَاءُ ألّذِي أَردَاهُ نَارُ جَهَنّمَا |
أَقُولُ روُيَِ فِي الإِحتِجَاجِ هَكَذَا قَالَ حِذيَمُ بنُ بَشِيرٍ خَرَجَ زَينُ العَابِدِينَ ع إِلَي النّاسِ وَ أَومَأَ إِلَيهِم أَنِ اسكُتُوا فَسَكَتُوا إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
صفحه : 114
قَالَ السّيّدُ ثُمّ قَالَ ع رَضِينَا مِنكُم رَأساً بِرَأسٍ فَلَا يَومَ لَنَا وَ لَا عَلَينَا
أَقُولُ رَأَيتُ فِي بَعضِ الكُتُبِ المُعتَبَرَةِ روُيَِ مُرسَلًا عَن مُسلِمٍ الجَصّاصِ قَالَ دعَاَنيِ ابنُ زِيَادٍ لِإِصلَاحِ دَارِ الإِمَارَةِ بِالكُوفَةِ فَبَينَمَا أَنَا أُجَصّصُ الأَبوَابَ وَ إِذَا أَنَا بِالزّعَقَاتِ قَدِ ارتَفَعَت مِن جَنَبَاتِ الكُوفَةِ فَأَقبَلتُ عَلَي خَادِمٍ كَانَ مَعَنَا فَقُلتُ مَا لِي أَرَي الكُوفَةَ تَضِجّ قَالَ السّاعَةَ أَتَوا بِرَأسِ خاَرجِيِّ خَرَجَ عَلَي يَزِيدَ فَقُلتُ مَن هَذَا الخاَرجِيِّ فَقَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع قَالَ فَتَرَكتُ الخَادِمَ حَتّي خَرَجَ وَ لَطَمتُ وجَهيِ حَتّي خَشِيتُ عَلَي عيَنيِ أَن يَذهَبَ وَ غَسَلتُ يدَيَّ مِنَ الجِصّ وَ خَرَجتُ مِن ظَهرِ القَصرِ وَ أَتَيتُ إِلَي الكِنَاسِ فَبَينَمَا أَنَا وَاقِفٌ وَ النّاسُ يَتَوَقّعُونَ وَصُولَ السّبَايَا وَ الرّءُوسِ إِذ قَد أَقبَلَت نَحوَ أَربَعِينَ شُقّةً تُحمَلُ عَلَي أَربَعِينَ جَمَلًا فِيهَا الحُرَمُ وَ النّسَاءُ وَ أَولَادُ فَاطِمَةَ ع وَ إِذَا بعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع عَلَي بَعِيرٍ بِغَيرِ وِطَاءٍ وَ أَودَاجُهُ تَشخَبُ دَماً وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يبَكيِ وَ يَقُولُ
يَا أُمّةَ السّوءِ لَا سُقيَا لِرَبعِكُم | يَا أُمّةً لَم تُرَاعِ جَدّنَا فِينَا |
لَو أَنّنَا وَ رَسُولُ اللّهِ يَجمَعُنَا | يَومَ القِيَامَةِ مَا كُنتُم تَقُولُونَا |
تُسَيّرُونَا عَلَي الأَقتَابِ عَارِيَةً | كَأَنّنَا لَم نُشَيّد فِيكُم دِيناً |