صفحه : 1
1- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن عُمَرَ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن سَدِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ معَيِ ابنيِ يَا سَدِيرُ اذكُر لَنَا أَمرَكَ ألّذِي أَنتَ عَلَيهِ فَإِن كَانَ فِيهِ إِغرَاقٌ كَفَفنَاكَ عَنهُ وَ إِن كَانَ مُقَصّراً أَرشَدنَاكَ قَالَ فَذَهَبتُ أَن أَتَكَلّمَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَمسِك حَتّي أَكفِيَكَ إِنّ العِلمَ ألّذِي وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ عَلِيّ ع مَن عَرَفَهُ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن جَحَدَهُ كَانَ كَافِراً ثُمّ كَانَ مِن بَعدِهِ الحَسَنُ ع قُلتُ كَيفَ يَكُونُ بِتِلكَ المَنزِلَةِ وَ قَد كَانَ مِنهُ مَا كَانَ دَفَعَهَا إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ اسكُت فَإِنّهُ أَعلَمُ بِمَا صَنَعَ لَو لَا مَا صَنَعَ لَكَانَ أَمرٌ عَظِيمٌ
2- ع ،[علل الشرائع ] حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ دَاوُدَ الدّقّاقِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ بنِ اللّيثِ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي بُكَيرٍ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو العَلَاءِ الخَفّافُ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا قَالَ قُلتُ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لِمَ دَاهَنتَ مُعَاوِيَةَ وَ صَالَحتَهُ وَ قَد عَلِمتَ أَنّ
صفحه : 2
الحَقّ لَكَ دُونَهُ وَ أَنّ مُعَاوِيَةَ ضَالّ بَاغٍ فَقَالَ يَا بَا سَعِيدٍ أَ لَستُ حُجّةَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ عَلَي خَلقِهِ وَ إِمَاماً عَلَيهِم بَعدَ أَبِي ع قُلتُ بَلَي قَالَ أَ لَستُ ألّذِي قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِي وَ لأِخَيِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ إِمَامَانِ قَامَا أَو قَعَدَا قُلتُ بَلَي قَالَ فَأَنَا إِذَن إِمَامٌ لَو قُمتُ وَ أَنَا إِمَامٌ إِذَا قَعَدتُ يَا بَا سَعِيدٍ عِلّةُ مصُاَلحَتَيِ لِمُعَاوِيَةَ عِلّةُ مُصَالَحَةِ رَسُولِ اللّهِص لبِنَيِ ضَمرَةَ وَ بنَيِ أَشجَعَ وَ لِأَهلِ مَكّةَ حِينَ انصَرَفَ مِنَ الحُدَيبِيَةِ أُولَئِكَ كُفّارٌ بِالتّنزِيلِ وَ مُعَاوِيَةُ وَ أَصحَابُهُ كُفّارٌ بِالتّأوِيلِ يَا بَا سَعِيدٍ إِذَا كُنتُ إِمَاماً مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ لَم يَجِب[يَجُز] أَن يُسَفّهَ رأَييِ فِيمَا أَتَيتُهُ مِن مُهَادَنَةٍ أَو مُحَارَبَةٍ وَ إِن كَانَ وَجهُ الحِكمَةِ فِيمَا أَتَيتُهُ مُلتَبِساً أَ لَا تَرَي الخَضِرَ ع لَمّا خَرَقَ السّفِينَةَ وَ قَتَلَ الغُلَامَ وَ أَقَامَ الجِدَارَ سَخِطَ مُوسَي ع فِعلَهُ لِاشتِبَاهِ وَجهِ الحِكمَةِ عَلَيهِ حَتّي أَخبَرَهُ فرَضَيَِ هَكَذَا أَنَا سَخِطتُم عَلَيّ بِجَهلِكُم بِوَجهِ الحِكمَةِ فِيهِ وَ لَو لَا مَا أَتَيتُ لَمَا تُرِكَ مِن شِيعَتِنَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَحَدٌ إِلّا قُتِلَ
قال الصدوق رحمه الله قدذكر محمد بن بحر الشيباني رضي الله عنه في كتابه المعروف بكتاب الفروق بين الأباطيل والحقوق في معني موادعة الحسن بن علي بن أبي طالب لمعاوية فذكر سؤال سائل عن تفسير حديث يوسف بن مازن الراسبي في هذاالمعني والجواب عنه و هو ألذي رواه أبوبكر محمد بن الحسن بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري قال حدثنا أبوطالب زيد بن أحزم قال حدثنا أبوداود قال حدثناالقاسم بن الفضل قال حدثنايوسف بن مازن الراسبي قال بايع الحسن بن علي صلوات الله عليه معاوية علي أن لايسميه أمير المؤمنين و لايقيم عنده شهادة و علي أن لايتعقب علي شيعة علي ع شيئا و علي أن يفرق في أولاد
صفحه : 3
من قتل مع أبيه يوم الجمل وأولاد من قتل مع أبيه بصفين ألف ألف درهم و أن يجعل ذلك من خراج دارابجرد. قال و ماألطف حيلة الحسن صلوات الله عليه في إسقاطه إياه عن إمرة المؤمنين قال يوسف فسمعت القاسم بن محيمة يقول ماوفي معاوية للحسن بن علي صلوات الله عليه بشيء عاهده عليه وإني قرأت كتاب الحسن ع إلي معاوية يعدد عليه ذنوبه إليه و إلي شيعة علي ع فبدأ بذكر عبد الله بن يحيي الحضرمي و من قتلهم معه .فنقول رحمك الله إن ما قال يوسف بن مازن من أمر الحسن ع ومعاوية عند أهل التميز والتحصيل تسمي المهادنة والمعاهدة أ لاتري كيف يقول ماوفي معاوية للحسن بن علي بشيء عاهده عليه وهادنه و لم يقل بشيء بايعه عليه والمبايعة علي مايدعيه المدعون علي الشرائط التي ذكرناها ثم لم يف بها لم يلزم الحسن ع . وأشد ماهاهنا من الحجة علي الخصوم معاهدته إياه علي أن لايسميه أمير المؤمنين و الحسن ع عندنفسه لامحالة مؤمن فعاهده علي أن لا يكون عليه أميرا إذ الأمير هو ألذي يأمر فيؤتمر له .فاحتال الحسن صلوات الله عليه لإسقاط الايتمار لمعاوية إذاأمره أمرا علي نفسه والأمير هو ألذي أمره مأمور من فوقه فدل علي أن الله عز و جل لم يؤمره عليه و لارسوله ص أمره عليه فَقَد قَالَ النّبِيّص لَا يَلِيَنّ مُفَاءٌ عَلَي مفُيِءٍ
.
صفحه : 4
يريد أن من حكمه حكم هوازن الذين صاروا فيئا للمهاجرين والأنصار فهؤلاء طلقاء المهاجرين والأنصار بحكم إسعافهم النبي فيئهم لموضع رضاعه
صفحه : 5
وحكم قريش و أهل مكة حكم هوازن .فمن أمره رسول الله ص عليهم فهو التأمير من الله جل جلاله ورسوله ص . أو من الناس كماقالوا في غيرمعاوية إن الأمة اجتمعت فأمرت فلانا وفلانا وفلانا علي أنفسهم فهو أيضا تأمير غير أنه من الناس لا من الله و لا من رسوله و هو إن لم يكن تأميرا من الله و من رسوله و لاتأميرا من المؤمنين فيكون أميرهم بتأميرهم فهو تأمير منه بنفسه . و الحسن صلوات الله عليه مؤمن من المؤمنين فلم يؤمر معاوية علي نفسه بشرطه عليه ألا يسميه أمير المؤمنين فلم يلزمه ذلك الايتمار له في شيءأمره به وفرغ صلوات الله عليه إذ خلص بنفسه من الإيجاب عليها الايتمار له عن أن يتخذ علي المؤمنين الذين هم علي الحقيقة مؤمنون وهم الذين كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ. ولأن هذه الطبقة لم يعتقدوا إمارته ووجوب طاعته علي أنفسهم ولأن الحسن ع أميرالبررة وقاتل الفجرة
كَمَا قَالَ النّبِيّص لعِلَيِّ ع عَلِيّ
صفحه : 6
أَمِيرُ البَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الفَجَرَةِ
فأوجب ع أنه ليس لبرّ من الأبرار أن يتأمر عليه و إن التأمير علي أميرالأبرار ليس ببرّ هكذا يقتضي مراد رسول الله ص و لو لم يشترط الحسن بن علي ع علي معاوية هذه الشروط وسماه أمير المؤمنين و قد قال النبي ص قريش أئمة الناس أبرارها لأبرارها وفجارها لفجارها. و كل من اعتقد من قريش أن معاوية إمامه بحقيقة الإمامة من الله عز و جل واعتقد الايتمار له وجوبا عليه فقد اعتقد وجوب اتخاذ مال الله دولا وعباده خولا ودينه دخلا وترك أمر الله إياه إن كان مؤمنا فقد أمر الله عز و جل المؤمنين بالتعاون علي البر والتقوي فقال وَ تَعاوَنُوا عَلَي البِرّ وَ التّقوي وَ لا تَعاوَنُوا عَلَي الإِثمِ وَ العُدوانِ. فإن كان اتخاذ مال الله دولا وعباده خولا ودين الله دخلا من البر والتقوي جاز علي تأويلك من اتخذه إماما وأمره علي نفسه كماترون التأمير علي العباد. و من اعتمد أن قهر مال الله علي مايقهر عليه ودين الله علي مايسأم و أهل دين الله علي مايسأمون هوبقهر من اتخذهم خولا و إن الله من قبله مديل في تخليص المال من الدول والدين من الدخل والعباد من الخول علم وسلم وآمن واتقي إن البر مقهور في يد الفاجر والأبرار مقهورون في أيدي الفجار بتعاونهم مع الفاجر علي الإثم والعدوان المزجور عنه المأمور بضده وخلافه ومنافيه . و قدسئل الثوري السفيان عن العدوان ما هو فقال هو أن ينقل صدقة بانقيا إلي الحيرة فتفرق في أهل السهام بالحيرة وببانقيا أهل السهام
صفحه : 7
و أناأقسم بالله قسما بارا أن حراسة سفيان ومعاوية بن مرة ومالك بن معول وخيثمة بن عبدالرحمن خشبة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع بكناس الكوفة بأمر هشام بن عبدالملك من العدوان ألذي زجر الله عز و جل عنه و إن حراسه من سميتهم بخشبة زيد رضوان الله عليه الداعية بنقل صدقة بانقيا إلي الحيرة. فإن عذر عاذر عمن سميتهم بالعجز عن نصر البر ألذي هوالإمام من قبل الله عز و جل ألذي فرض طاعته علي العباد علي الفاجر ألذي تأمر بإعانة الفجرة إياه قلنا لعمري إن العاجز معذور فيما عجز عنه ولكن ليس الجاهل بمعذور في ترك الطلب فيما فرض الله عز و جل عليه وإيجابه علي نفسه فرض طاعته وطاعة رسوله ص وطاعة أولي الأمر وبأنه لايجوز أن يكون سريرة ولاة الأمر بخلاف علانيتهم كما لم يجز أن يكون سريرة النبي ص ألذي هم أصل ولاة الأمر وهم فرعه بخلاف علانيته . و إن الله عز و جل العالم بالسرائر والضمائر والمطلع علي ما في صدور العباد لم يكل علم ما لم يعلمه العباد إلي العباد جل و عز عن تكليف العباد ما ليس في وسعهم وطوقهم إذ ذاك ظلم من المكلف وعبث منه وإنه لايجوز أن يجعل جل وتقدس اختيار من يستوي سريرته بعلانيته و من لايجوز ارتكاب الكبائر الموبقة والغضب والظلم منه إلي من لايعلم السرائر والضمائر فلايسع أحدا جهل هذه الأشياء. و إن وسع العاجز بعجزه ترك مايعجز عنه فإنه لايسعه الجهل بالإمام البر ألذي هوإمام الأبرار والعاجز بعجزه معذور والجاهل غيرمعذور فلايجوز أن لا يكون للأبرار إمام و إن كان مقهورا في قهر الفاجر والفجار فمتي
صفحه : 8
لم يكن للبر إمام بر قاهر أومقهور فمات ميتة جاهلية إذامات و ليس يعرف إمامه . فإن قيل فما تأويل عهد الحسن ع وشرطه علي معاوية بأن لايقيم عنده شهادة لإيجاب الله عليه عز و جل إقامة الشهادة بما علمه قبل شرطه علي معاوية بأن لايقيم عنده شهادة قيل إن لإقامة الشهادة من الشاهد شرائط وهي حدودها التي لايجوز تعديها لأن من تعدي حدود الله عز و جل فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ وأوكد شرائطها إقامتها عندقاض فصل وحكم عدل ثم الثقة من الشاهد أن يقيمها عند من يجر بشهادته حقا ويميت بهاأثره ويزيل بهاظلما فإذا لم يكن من يشهد عنده سقط عنه فرض إقامة الشهادة. و لم يكن معاوية عند الحسن ع أميرا أقامه الله عز و جل ورسوله ص أوحاكما من ولاة الحكم فلو كان حاكما من قبل الله وقبل رسوله ثم علم الحسن ع أن الحكم هوالأمير والأمير هوالحكم و قدشرط عليه الحسن أن لايؤمر حين شرط ألا يسميه أمير المؤمنين فكيف يقيم الشهادة عند من أزال عنه الإمرة بشرط أن لايسميه أمير المؤمنين و إذازال ذلك عنه بالشرط أزال عنه الحكم لأن الأمير هوالحاكم و هوالمقيم للحاكم و من ليس له تأمير و لاتحاكم فحكمه هذر و لاتقام الشهادة عند من حكمه هذر. فإن قال فما تأويل عهد الحسن ع علي معاوية وشرطه عليه أن لايتعقب علي شيعة علي ع شيئا قيل إن الحسن ع علم أن القوم جوزوا لأنفسهم التأويل وسوغوا في تأويلهم إراقة ماأرادوا إراقته من الدماء و إن كان الله عز و جل حقنه وحقن ماأرادوا حقنه و إن كان الله عز و جل أراقه في حكمه فأراد الحسن ع أن يبين أن تأويل معاوية علي شيعة علي ع بتعقبه عليهم مايتعقبه زائل مضمحل فاسد كما أنه أزال إمرته عنه و عن المؤمنين بشرط
صفحه : 9
أن لايسميه أمير المؤمنين و إن إمرته زالت عنه وعنهم وأفسد حكمه عليه وعليهم . ثم سوغ الحسن ع بشرطه عليه أن لايقيم عنده شهادة للمؤمنين القدوة منهم به في أن لايقيموا عنده شهادة فتكون حينئذ داره دائرة وقدرته قائمة لغير الحسن ولغير المؤمنين فتكون داره كدار بخت نصر و هوبمنزلة دانيال فيها وكدار العزيز و هوكيوسف فيها. فإن قال دانيال ويوسف ع كانا يحكمان لبخت نصر والعزيز قلنا لوأراد بخت نصر دانيال والعزيز يوسف أن يريقا بشهادة عمار بن الوليد وعقبة بن أبي معيط وشهادة أبي بردة بن أبي موسي وشهادة عبدالرحمن بن أشعث بن قيس دم حجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه رحمهم الله و أن يحكما له بأن زيادا أخوه و أن دم حجر وأصحابه مراقة بشهادة من ذكرت لماجاز أن يحكما لبخت نصر والعزيز والحكم بالعدل يرمي الحاكم به في قدرة عدل أوجائر ومؤمن أوكافر لاسيما إذا كان الحاكم مضطر إلي أن يدين للجائر الكافر والمبطل والمحق بحكمه . فإن قال و لم خص الحسن ع عد الذنوب إليه و إلي شيعة علي ع وقدم أمامها قتله عبد الله بن يحيي الحضرمي وأصحابه و قدقتل حجرا وأصحابه وغيرهم قلنا لوقدم الحسن ع في عده علي معاوية ذنوب حجر وأصحابه علي عبد الله بن يحيي الحضرمي وأصحابه لكان سؤالك قائما فتقول لم قدم حجرا علي عبد الله بن يحيي وأصحابه أهل الأخيار والزهد في الدنيا والإعراض عنها فأخبر معاوية بما كان عليه ابن يحيي وأصحابه من الخرق علي أمير المؤمنين ع وشدة حبهم إياه وإفاضتهم في ذكره وفضله فجاء بهم وضرب أعناقهم صبرا. و من أنزل راهبا من صومعته فقتله بلا جناية منه إلي قاتله أعجب ممن يخرج
صفحه : 10
قسا من ديره فيقتله لأن صاحب الدير أقرب إلي بسط اليد لتناول مامعه من صاحب الصومعة ألذي هو بين السماء و الأرض فتقديم الحسن ع العباد علي العباد والزهاد علي الزهاد ومصابيح البلاد علي مصابيح البلاد لايتعجب منه بل يتعجب لوقدم في الذكر مقصرا علي مخبت ومقتصدا علي مجتهد. فإن قال ماتأويل اختيار مال دارابجرد علي سائر الأموال لمااشترط أن يجعله لأولاد من قتل مع أبيه صلوات الله عليهم يوم الجمل وبصفين قيل لدارابجرد خطب في شأن الحسن ع بخلاف جميع فارس .
صفحه : 11
وقلنا إن المال مالان الفيء ألذي ادعوا أنه موقوف علي المصالح الداعية إلي قوام الملة وعمارتها من تجييش الجيوش للدفع عن البيضة ولأرزاق الأساري ومال الصدقة ألذي خص به أهل السهام و قدجري في فتوح الأرضين بفارس والأهواز وغيرهما من البلدان فيما فتح منها صلحا و مافتح منها عنوة و ماأسلم أهلها عليها هنات وهنات وأسباب وأسباب . و قدكتب ابن عبدالعزيز إلي عبدالحميد بن زيد بن الخطاب و هوعامله علي العراق أيدك الله هاش في السواد مايركبون فيه البراذين ويتختمون بالذهب ويلبسون الطيالسة وخذ فضل ذلك فضعه في بيت المال . وكتب ابن الزبير إلي عامله جنبوا بيت مال المسلمين مايؤخذ علي المناظر والقناطر فإنه سحت فقصر المال عما كان فكتب إليهم ماللمال قدقصر فكتبوا إليه أن أمير المؤمنين نهانا عما يؤخذ علي المناظر والقناطر فلذلك قصر المال فكتب إليهم عودوا إلي ماكنتم عليه هذا بعد قوله إنه سحت . و لابد أن يكون أولاد من قتل من أصحاب علي صلوات الله عليه بالجمل وبصفين من أهل الفيء ومال المصلحة و من أهل الصدقة والسهام وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي الصّدَقَةِ قَد أُمِرتُ أَن آخُذَهَا مِن أَغنِيَائِكُم وَ أَرُدّهَا فِي فُقَرَائِكُم
بالكاف والميم ضمير من وجبت عليهم في أموالهم الصدقة و من وجبت لهم الصدقة فخاف الحسن ع أن كثيرا منهم لايري لنفسه أخذ الصدقة من كثير منهم و لاأكل صدقة كثير منهم إذ كانت غسالة ذنوبهم و لم يكن للحسن ع في مال الصدقة سهم .
رَوَي بَهزُ بنُ حَكِيمِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ حَيدَةَ القشُيَريِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ فِي كُلّ أَربَعِينَ مِنَ الإِبِلِ ابنَةُ لَبُونٍ وَ لَا تُفَرّقُ إِبِلٌ عَن
صفحه : 12
حِسَابِهَا مَن أَتَانَا بِهَا مُؤتَجِراً فَلَهُ أَجرُهَا وَ مَن مَنَعَنَاهَا أَخَذنَاهَا مِنهُ وَ شَطرُ إِبِلِهِ عَزمَةٌ مِن عَزَمَاتِ رَبّنَا وَ لَيسَ لِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فِيهَا شَيءٌ وَ فِي كُلّ غَنِيمَةٍ خُمُسُ أَهلِ الخُمُسِ بِكِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِن مُنِعُوا
.فخص الحسن ع مالعله كان عنده أعف وأنظف من مال اردشيرخره ولأنها حوصرت سبع سنين حتي اتخذ المحاصرون لها في مدة حصارهم إياها مصانع وعمارات ثم ميزوها من جملة مافتحوها بنوع من الحكم و بين الإصطخر الأول والإصطخر الثاني هنات علمها الرباني ألذي هو الحسن ع فاختار لهم أنظف ماعرف .
فَقَد روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ فِي تَفسِيرِ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ قِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ أَنّهُ لَا يُجَاوِزُ قَدَمَا عَبدٍ حَتّي يُسأَلَ عَن أَربَعٍ عَن ثِيَابِهِ فِيمَا أَبلَاهُ
صفحه : 13
وَ عُمُرِهِ فِيمَا أَفنَاهُ وَ عَن مَالِهِ مِن أَينَ جَمَعَهُ وَ فِيمَا أَنفَقَهُ وَ عَن حُبّنَا أَهلَ البَيتِ وَ كَانَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع يَأخُذَانِ مِن مُعَاوِيَةَ الأَموَالَ فَلَا يُنفِقَانِ مِن ذَلِكَ عَلَي أَنفُسِهِمَا وَ لَا عَلَي عِيَالِهِمَا مَا تَحمِلُهُ الذّبَابَةُ بِفِيهَا
. قال شيبة بن نعامة كان علي بن الحسين ع ينحل فلما مات نظروا فإذا هويعول في المدينة أربعمائة بيت من حيث لم يقف الناس عليه . فإن قال فإن هذا محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري قال حدثنا أبوبشر الواسطي قال حدثناخالد بن داود عن عامر قال بايع الحسن بن علي معاوية علي أن يسالم من سالم ويحارب من حارب و لم يبايعه علي أنه أمير المؤمنين .قلنا هذاحديث ينقض آخره أوله و أنه لم يؤمره و إذا لم يؤمره لم يلزمه الايتمار له إذاأمره و قدروينا من غيروجه ماينقض قوله يسالم من سالم ويحارب من حارب فلانعلم فرقة من الأمة أشد علي معاوية من الخوارج وخرج علي معاوية بالكوفة جويرية بن ذراع أو ابن وداع أوغيره من الخوارج فقال معاوية للحسن أخرج إليهم وقاتلهم فقال يأبي الله لي بذلك قال فلم أ ليس هم أعداؤك وأعدائي قال نعم يامعاوية ولكن ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فوجده فأسكت معاوية. و لو كان مارواه أنه بايع علي أن يسالم من سالم ويحارب من حارب لكان معاوية لايسكت علي ماحجه به الحسن ع ولأنه يقول له قدبايعتني علي أن تحارب من حاربت كائنا من كان وتسالم من سالمت كائنا من كان و إذا قال عامر في حديثه و لم يبايعه علي أنه أمير المؤمنين قدناقض لأن الأمير هوالآمر والزاجر والمأمور هوالمؤتمر والمنزجر فأبي تصرف الأمر فقد أزال الحسن ع في موادعته معاوية الايتمار له فقد خرج من تحت أمره حين شرط أن لايسميه أمير المؤمنين . و لوانتبه معاوية بحيلة الحسن ع بما احتال عليه لقال له يابا محمد أنت
صفحه : 14
مؤمن و أنا أمير فإذا لم أكن أميرك لم أكن للمؤمنين أيضا أميرا و هذه حيلة منك تزيل أمري عنك وتدفع حكمي لك وعليك فلو كان قوله يحارب من حارب مطلقا و لم يكن شرطه إن قاتلك من هوشر منك قاتلته و إن قاتلك من هومثلك في الشر و أنت أقرب منه إليه لم أقاتله ولأن شرط الله علي الحسن و علي جميع عباده التعاون علي البر والتقوي وترك التعاون علي الإثم والعدوان و إن قتال من طلب الحق فأخطأه مع من طلب الباطل فوجده تعاون علي الإثم والعدوان . فإن قال هذا
حَدِيثُ ابنِ سِيرِينَ يَروِيهِ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ خُزَيمَةَ قَالَ حَدّثَنَا ابنُ أَبِي عدَيِّ عَنِ ابنِ عَونٍ عَن أَنَسِ بنِ سِيرِينَ قَالَ حَدّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع يَومَ كَلّمَ فَقَالَ مَا بَينَ جَابَرسَ وَ جَابَلقَ رَجُلٌ جَدّهُ نبَيِّ غيَريِ وَ غَيرُ أخَيِ وَ إنِيّ رَأَيتُ أَن أُصلِحَ بَينَ أُمّةِ مُحَمّدٍ وَ كُنتُ أَحَقّهُم بِذَلِكَ فَإِنّا بَايَعنَا مُعَاوِيَةَ وَ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتَاعٌ إِلَي حِينٍ
.قلنا أ لاتري إلي قول أنس كيف يقول يوم كلم الحسن و لم يقل يوم بايع إذ لم يكن عنده بيعة حقيقة وإنما كانت مهادنة كما يكون بين أولياء الله وأعدائه لامبايعة تكون بين أوليائه وأوليائه فرأي الحسن ع رفع السيف مع العجز بينه و بين معاوية كمارأي رسول الله ص رفع السيف بينه و بين أبي سفيان وسهيل بن عمرو و لو لم يكن رسول الله مضطرا إلي تلك المصالحة والموادعة لمافعل . فإن قال قدضرب رسول الله ص بينه و بين سهيل و أبي سفيان مدة و لم يجعل الحسن بينه و بين معاوية مدة قلنا بل ضرب الحسن ع أيضا بينه و بين معاوية مدة و إن جهلناها و لم نعلمها وهي ارتفاع الفتنة وانتهاء مدتها و هومَتاعٌ إِلي حِينٍ.
صفحه : 15
فإن قال فإن الحسن قال لجبير بن نفير حين قال له إن الناس يقولون إنك تريد الخلافة فقال قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت تركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد ثم أثيرها ياتياس أهل الحجاز.قلنا إن جبيرا كان دسيسا إلي الحسن ع دسه معاوية إليه ليختبره هل في نفسه الإثارة و كان جبير يعلم أن الموادعة التي وادع معاوية غيرمانعة من الإثارة التي اتهمه بها و لو لم يجز للحسن ع مع المهادنة التي هادن أن يطلب الخلافة لكان جبير يعلم ذلك فلايسأله لأنه يعلم أن الحسن ع لايطلب ما ليس له طلبه فلما اتهمه بطلب ما له طلبه دس إليه دسيسة هذاليستبرئ برأيه وعلم أنه الصادق و ابن الصادق و أنه إذاأعطاه بلسانه أنه لايثيرها بعدتسكينه إياها فإنه وفي بوعده صادق في عهده . فلما مقته قول جبير قال له ياتياس أهل الحجاز والتياس بياع عسب الفحل ألذي هوحرام و أما قوله بيدي جماجم العرب فقد صدق ع ولكن كان من تلك الجماجم الأشعث بن قيس في عشرين ألفا ويزهدونهم . قال الأشعث يوم رفع المصاحف ووقع تلك المكيدة إن لم تجب إلي مادعيت إليه لم يرم معك غدا يمانيان بسهم و لم يطعن يمانيان برمح و لايضرب يمانيان بسيف وأومأ بيده إلي أصحابه أبناء الطمع و كان في تلك الجماجم شبث بن ربعي تابع كل ناعق ومثير كل فتنة وعمرو بن حريث ألذي ظهر علي
صفحه : 16
علي صلوات عليه وبايع ضبة احتوشها مع الأشعث والمنذر بن الجارود الطاغي الباغي. وصدق الحسن صلوات الله عليه أنه كان بيده هذه الجماجم يحاربون من حارب ولكن محاربة منهم للطمع ويسالمون من سالم لذلك و كان من حارب لله جل و عز وابتغي القربة إليه والحظوة منه قليلا و ليس فيهم عدد يتكافي أهل الحرب لله والنزاع لأولياء الله واستمداد كل مدد و كل عدد و كل شدة علي حجج الله عز و جل .بيان قوله ص قاما أوقعدا أي سواء قاما بأمر الإمامة أم قعدا عنه للمصلحة والتقية ويقال سفهه أي نسبه إلي السفه وتعقبه أي أخذه بذنب كان منه . قوله والمبايعة علي مايدعيه المدعون المبايعة مبتدأ و لم يلزم خبره أي لوكانت مبايعة علي سبيل التنزل فهي كانت علي شروط و لم تتحقق تلك الشروط فلم تقع المبايعة ويحتمل أن يكون نتيجة لماسبق أي فعلي ماذكرنا لم تقع المبايعة علي هذاالوجه أيضا. قوله علي نفسه لعله متعلق بالإسقاط بأن يكون علي بمعني عن قوله هو ألذي أمره مأمور الظاهر زيادة لفظ مأمور و علي تقديره يصح أيضا إذ في العرف لايطلق الأمير علي النبي ص فيكون كل من نصب أميرا مأمورا. قوله يريد أن من حكمه لعل خبر أن محذوف بقرينة المقام والإسعاف الإعانة وقضاء الحاجة. قوله لمن أمره رسول الله عليهم أي علي هوازن أو علي أهل مكة والمعني كما أن هوازن لايكونون أمراء علي الذين أمرهم رسول الله ص علي هوازن كذلك قريش و أهل مكة بالنسبة إلي من أمرهم الله عليهم وبعثهم لقتالهم .
صفحه : 17
قوله فهو أي التأمير مطلقا أوتأمير معاوية قوله أن يتخذ أي عن أن يتخذ و هومتعلق بقوله فرغ أي لماخلص ع نفسه عن البيعة فرغ عن أن يتخذ بيعة الشقي علي المؤمنين لأن بيعتهم كان تابعا لبيعته و لم يبايعوا أنفسهم بيعة علي حدة و إليه أشار بقوله لأن هذه الطبقة و قوله ولأن الحسن دليل آخر علي عدم تأميره علي الحسن ع و قوله فقد اعتقد جزاء للشرط في قوله و لو لم يشترط. و قَالَ الجزَرَيِّ وَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي العَاصِ ثَلَاثِينَ اتّخَذُوا عِبَادَ اللّهِ خَوَلًا
بالتحريك أي خدما وعبدا يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم و قال الدخل بالتحريك الغش والعيب والفساد و منه
الحَدِيثُ إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي العَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ دِينُ اللّهِ دَخَلًا
وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجر به السنة انتهي . والدول بضم الدال وفتح الواو جمع دولة بالضم و هو مايتداولونه بينهم يكون مرة لهذا ومرة لهذا قوله من اتخذه أي اتخاذ من اتخذه و هوفاعل جاز و قوله من اعتمد مبتدأ و قوله علم وسلم خبره . ويقال سأمه سوء العذاب أي حمله عليه قوله إن البر كأنه استئناف أواللام فيه مقدر أي لأن البر مقهور ويمكن أن يكون اتقي تصحيف أتقن أوأيقن . وبانقيا قرية بالكوفة والحيرة بلدة قرب الكوفة والكناسة بالضم موضع بالكوفة. قوله الداعية هي خبر أن أي أمثال تلك المعاونات علي الظلم صارت أسبابا لتغيير أحكام الله التي من جملتها نقل صدقة بانقيا إلي الحيرة. والأثرة الاستبداد بالشيء والتفرد به والهذر بالتحريك الهذيان وبالدال المهملة البطلان . قوله و من أنزل راهبا حاصله أن عبد الله كان من المترهبين المتعبدين
صفحه : 18
و كان أقل ضررا بالنسبة إليهم من حجر وأصحابه فكان قتله أشنع فلذا قدمه والإخبات الخشوع والتواضع قوله هنات وهنات أي شرور وفساد وظلم . و قال الفيروزآبادي الهوشة الفتنة والهيج والاضطراب والاختلاط والهواشات بالضم الجماعات من الناس والإبل والأموال الحرام والمهاوش ماغصب وسرق و قال الهيش الإفساد والتحريك والهيج والحلب الرويد والجمع . قوله مؤتجرا أي طالبا للأجر والثواب و قال الجزري في حديث مانع الزكاة أناآخذها وشطر ماله عزمة من عزمات الله أي حق من حقوق الله وواجب من واجباته . قال الحربي غلط الراوي في لفظ الرواية إنما هوشطر ماله أي يجعل ماله شطرين ويتخير عليه المصدق فيأخذ الصدقة من خير النصفين عقوبة لمنعه الزكاة فأما ما لايلزمه فلا و قال الخطابي في قول الحربي لاأعرف هذاالوجه وقيل معناه أن الحق مستوفي منه غيرمتروك عليه و إن ترك شطر ماله كرجل كان له ألف شاة مثلا فتلفت حتي لم يبق إلاعشرون فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الألف و هوشطر ماله الباقي و هذاأيضا بعيد لأنه قال أناآخذها وشطر ماله و لم يقل أناآخذ وأشطر ماله . وقيل إنه كان في صدر الإسلام يقع بعض العقوبات في الأموال ثم نسخ كقوله في الثمر المعلق من خرج بشيء فله غرامة مثليه والعقوبة وكقوله في ضالة الإبل المكتومة غرامتها ومثلها معها و كان عمر يحكم به و قدأخذ أحمدبشيء من هذا وعمل به . و قال الشافعي في القديم من منع زكاة ماله أخذت منه وأخذ شطر ماله عقوبة علي منعه واستدل بهذا الحديث و قال في الجديد لايؤخذ منه إلاالزكاة لا غير وجعل هذاالحديث منسوخا انتهي . قوله ينحل من النحلة بمعني العطية أوالنحول بمعني الهزال والثاني بعيد
صفحه : 19
قوله ع ليس من طلب الحق المعني أن هؤلاء الخوارج مع غاية كفرهم خير من معاوية وأصحابه لأن للخوارج شبهة و كان غرضهم طلب الحق فأخطئوا بخلاف معاوية وأصحابه فإنهم طلبوا الباطل معاندين فأصابوه لعنة الله عليهم أجمعين . قوله إليه أي إلي الشر والجماجم جمع الجمجمة جمجمة الرأس ويكني بها عن السادات والقبائل التي تنسب إليها البطون . و قال الفيروزآبادي التيس ذكر الظباء والمعز والتياس ممسكة والعسب ضراب الفحل أوماؤه أونسله واحتوش القوم علي فلان جعلوه في وسطهم
3- ج ،[الإحتجاج ] عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ سَدِيرِ بنِ حُكَيمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا قَالَ لَمّا صَالَحَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ دَخَلَ عَلَيهِ النّاسُ فَلَامَهُ بَعضُهُم عَلَي بَيعَتِهِ فَقَالَ الحَسَنُ ع وَيحَكُم مَا تَدرُونَ مَا عَمِلتُ وَ اللّهِ ألّذِي عَمِلتُ خَيرٌ لشِيِعتَيِ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ أَو غَرَبَت أَ لَا تَعلَمُونَ أنَيّ إِمَامُكُم وَ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ عَلَيكُم وَ أَحَدُ سيَدّيَ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ بِنَصّ مِن رَسُولِ اللّهِص عَلَيّ قَالُوا بَلَي قَالَ أَ مَا عَلِمتُم أَنّ الخَضِرَ لَمّا خَرَقَ السّفِينَةَ وَ أَقَامَ الجِدَارَ وَ قَتَلَ الغُلَامَ كَانَ ذَلِكَ سَخَطاً لِمُوسَي بنِ عِمرَانَ ع إِذ خفَيَِ عَلَيهِ وَجهُ الحِكمَةِ فِي ذَلِكَ وَ كَانَ ذَلِكَ عِندَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ حِكمَةً وَ صَوَاباً أَ مَا عَلِمتُم أَنّهُ مَا مِنّا أَحَدٌ إِلّا وَ يَقَعُ فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ لِطَاغِيَةِ زَمَانِهِ إِلّا القَائِمُ ألّذِي يصُلَيّ خَلفَهُ رُوحُ اللّهِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يخُفيِ وِلَادَتَهُ وَ يُغَيّبُ شَخصَهُ لِئَلّا يَكُونَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ إِذَا خَرَجَ ذَاكَ التّاسِعُ مِن وُلدِ أخَيِ الحُسَينِ ابنِ سَيّدَةِ الإِمَاءِ يُطِيلُ اللّهُ عُمُرَهُ فِي غَيبَتِهِ ثُمّ يُظهِرُهُ بِقُدرَتِهِ فِي صُورَةِ شَابّ ابنِ دُونِ الأَربَعِينَ سَنَةً ذَلِكَ لِيُعلَمَأَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
ك ،[إكمال الدين ]المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جبرئيل بن أحمد عن موسي بن جعفرالبغدادي عن الحسن بن محمدالصيرفي عن حنان بن
صفحه : 20
سدير مثله
4-ج ،[الإحتجاج ] عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ الجهُنَيِّ قَالَ لَمّا طُعِنَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع بِالمَدَائِنِ أَتَيتُهُ وَ هُوَ مُتَوَجّعٌ فَقُلتُ مَا تَرَي يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَإِنّ النّاسَ مُتَحَيّرُونَ فَقَالَ أَرَي وَ اللّهِ مُعَاوِيَةَ خَيراً لِي مِن هَؤُلَاءِ يَزعُمُونَ أَنّهُم لِي شِيعَةً ابتَغَوا قتَليِ وَ انتَهَبُوا ثقَلَيِ وَ أَخَذُوا ماَليِ وَ اللّهِ لَأَن آخُذَ مِن مُعَاوِيَةَ عَهداً أَحقَنُ بِهِ دمَيِ وَ آمَنُ بِهِ فِي أهَليِ خَيرٌ مِن أَن يقَتلُوُنيِ فَتَضِيعَ أَهلُ بيَتيِ وَ أهَليِ وَ اللّهِ لَو قَاتَلتُ مُعَاوِيَةَ لَأَخَذُوا بعِنُقُيِ حَتّي يدَفعَوُنيِ إِلَيهِ سِلماً فَوَ اللّهِ لَأَن أُسَالِمَهُ وَ أَنَا عَزِيزٌ خَيرٌ مِن أَن يقَتلُنَيِ وَ أَنَا أَسِيرُهُ أَو يَمُنّ عَلَيّ فَتَكُونَ سُبّةً عَلَي بنَيِ هَاشِمٍ إِلَي آخِرِ الدّهرِ وَ مُعَاوِيَةُ لَا يَزَالُ يَمُنّ بِهَا وَ عَقِبُهُ عَلَي الحيَّ مِنّا وَ المَيّتِ قَالَ قُلتُ تَترُكُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ شِيعَتَكَ كَالغَنَمِ لَيسَ لَهُم رَاعٍ قَالَ وَ مَا أَصنَعُ يَا أَخَا جُهَينَةَ إنِيّ وَ اللّهِ أَعلَمُ بِأَمرٍ قَد أدُيَّ بِهِ إلِيَّ عَن ثِقَاتِهِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لِي ذَاتَ يَومٍ وَ قَد رآَنيِ فَرِحاً يَا حَسَنُ أَ تَفرَحُ كَيفَ بِكَ إِذَا رَأَيتَ أَبَاكَ قَتِيلًا أَم كَيفَ بِكَ إِذَا ولُيَّ هَذَا الأَمرَ بَنُو أُمَيّةَ وَ أَمِيرُهَا الرّحبُ البُلعُومِ الوَاسِعُ الأَعفَاجِ يَأكُلُ وَ لَا يَشبَعُ يَمُوتُ وَ لَيسَ لَهُ فِي السّمَاءِ نَاصِرٌ وَ لَا فِي الأَرضِ عَاذِرٌ ثُمّ يسَتوَليِ عَلَي غَربِهَا وَ شَرقِهَا تَدِينُ لَهُ العِبَادُ وَ يَطُولُ مُلكُهُ يَستَنّ بِسُنَنِ البِدَعِ وَ الضّلَالِ وَ يُمِيتُ الحَقّ وَ سُنّةَ رَسُولِ اللّهِص يَقسِمُ المَالَ فِي أَهلِ وَلَايَتِهِ وَ يَمنَعُهُ مَن هُوَ أَحَقّ بِهِ وَ يَذِلّ فِي مُلكِهِ المُؤمِنُ وَ يَقوَي فِي سُلطَانِهِ الفَاسِقُ وَ يَجعَلُ المَالَ بَينَ أَنصَارِهِ دُوَلًا وَ يَتّخِذُ عِبَادَ اللّهِ خَوَلًا وَ يَدرُسُ فِي سُلطَانِهِ الحَقّ وَ يَظهَرُ البَاطِلُ وَ يُلعَنُ الصّالِحُونَ وَ يُقتَلُ مَن نَاوَاهُ عَلَي الحَقّ وَ يَدِينُ مَن وَالَاهُ عَلَي البَاطِلِ فَكَذَلِكَ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ رَجُلًا فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ كَلَبٍ مِنَ الدّهرِ وَ جَهلٍ مِنَ النّاسِ يُؤَيّدُهُ اللّهُ بِمَلَائِكَتِهِ وَ يَعصِمُ أَنصَارَهُ وَ يَنصُرُهُ بِآيَاتِهِ وَ يُظهِرُهُ عَلَي
صفحه : 21
الأَرضِ حَتّي يَدِينُوا طَوعاً وَ كَرهاً يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ قِسطاً وَ نُوراً وَ بُرهَاناً يَدِينُ لَهُ عَرضُ البِلَادِ وَ طُولُهَا حَتّي لَا يَبقَي كَافِرٌ إِلّا آمَنَ وَ لَا طَالِحٌ إِلّا صَلَحَ وَ تَصطَلِحُ فِي مُلكِهِ السّبَاعُ وَ تُخرِجُ الأَرضُ نَبتَهَا وَ تُنزِلُ السّمَاءُ بَرَكَتَهَا وَ تَظهَرُ لَهُ الكُنُوزُ يَملِكُ مَا بَينَ الخَافِقَينِ أَربَعِينَ عَاماً فَطُوبَي لِمَن أَدرَكَ أَيّامَهُ وَ سَمِعَ كَلَامَهُ
إيضاح يقال صار هذاالأمر سبة عليه بضم السين وتشديد الباء أي عارا يسب به قوله عن ثقاته لعل الضمير راجع إلي الأمر أو إلي الله و كل منهما لايخلو من تكلف و قال الجوهري الرحب بالضم السعة تقول منه فلان رحب الصدر والرحب بالفتح الواسع والبلعوم بالضم مجري الطعام في الحلق و هوالمريء والأعفاج من الناس و من الحافر والسباع كلها مايصير الطعام إليه بعدالمعدة و هومثل المصارين لذوات الخف والظلف . ودانه أي أذله واستعبده ودان له أي أطاعه ودينت الرجل وكلته إلي دينه والكلب بالتحريك الشدة والطالح خلاف الصالح والخافقان أفقا المشرق والمغرب
5-أَعلَامُ الدّينِ للِديّلمَيِّ، قَالَخَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَ مَا وَ اللّهِ مَا ثَنّانَا عَن قِتَالِ أَهلِ الشّامِ ذِلّةٌ وَ لَا قِلّةٌ وَ لَكِن كُنّا نُقَاتِلُهُم بِالسّلَامَةِ وَ الصّبرِ فَشِيبَ السّلَامَةُ بِالعَدَاوَةِ وَ الصّبرُ بِالجَزَعِ وَ كُنتُم تَتَوَجّهُونَ مَعَنَا وَ دِينُكُم أَمَامَ دُنيَاكُم وَ قَد أَصبَحتُمُ الآنَ وَ دُنيَاكُم أَمَامَ دِينِكُم وَ كُنّا لَكُم وَ كُنتُم لَنَا وَ قَد صِرتُمُ اليَومَ عَلَينَا ثُمّ أَصبَحتُم تَصُدّونَ قَتِيلَينِ قَتِيلًا بِصِفّينَ تَبكُونَ عَلَيهِم وَ قَتِيلًا بِالنّهرَوَانِ تَطلُبُونَ بِثَأرِهِم فَأَمّا الباَكيِ فَخَاذِلٌ وَ أَمّا الطّالِبُ فَثَائِرٌ وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ قَد دَعَا إِلَي أَمرٍ لَيسَ فِيهِ عِزّ وَ لَا نَصَفَةٌ فَإِن أَرَدتُمُ الحَيَاةَ قَبِلنَاهُ مِنهُ وَ أَغضَضنَا عَلَي القَذَي وَ إِن أَرَدتُمُ المَوتَ بَذَلنَاهُ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ حَاكَمنَاهُ إِلَي اللّهِ
صفحه : 22
فَنَادَي القَومُ بِأَجمَعِهِم بَلِ البَقِيّةُ وَ الحَيَاةُ
6-ج ،[الإحتجاج ]د،[العدد القوية] عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَقَامَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي المِنبَرِ حِينَ اجتَمَعَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ مُعَاوِيَةَ زَعَمَ أنَيّ رَأَيتُهُ لِلخِلَافَةِ أَهلًا وَ لَم أَرَ نفَسيِ لَهَا أَهلًا وَ كَذَبَ مُعَاوِيَةُ أَنَا أَولَي النّاسِ بِالنّاسِ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ عَلَي لِسَانِ نبَيِّ اللّهِ فَأُقسِمُ بِاللّهِ لَو أَنّ النّاسَ باَيعَوُنيِ وَ أطَاَعوُنيِ وَ نصَرَوُنيِ لَأَعطَتهُمُ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ الأَرضُ بَرَكَتَهَا وَ لَمَا طَمِعتَ فِيهَا يَا مُعَاوِيَةُ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا وَلّت أُمّةٌ أَمرَهَا رَجُلًا قَطّ وَ فِيهِم مَن هُوَ أَعلَمُ مِنهُ إِلّا لَم يَزَل أَمرُهُم يَذهَبُ سَفَالًا حَتّي يَرجِعُوا إِلَي مِلّةِ عَبَدَةِ العِجلِ وَ قَد تَرَكَ بَنُو إِسرَائِيلَ هَارُونَ وَ اعتَكَفُوا عَلَي العِجلِ وَ هُم يَعلَمُونَ أَنّ هَارُونَ خَلِيفَةُ مُوسَي وَ قَد تَرَكَتِ الأُمّةُ عَلِيّاً ع وَ قَد سَمِعُوا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ
صفحه : 23
لعِلَيِّ ع أَنتَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي غَيرَ النّبُوّةِ فَلَا نبَيِّ بعَديِ وَ قَد هَرَبَ رَسُولُ اللّهِص مِن قَومِهِ وَ هُوَ يَدعُوهُم إِلَي اللّهِ حَتّي فَرّ إِلَي الغَارِ وَ لَو وَجَدَ عَلَيهِم أَعوَاناً مَا هَرَبَ مِنهُم وَ لَو وَجَدتُ أَنَا أَعوَاناً مَا بَايَعتُكَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ هَارُونَ فِي سَعَةٍ حِينَ استَضعَفُوهُ وَ كَادُوا يَقتُلُونَهُ وَ لَم يَجِد عَلَيهِم أَعوَاناً وَ قَد جَعَلَ اللّهُ النّبِيّص فِي سَعَةٍ حِينَ فَرّ مِن قَومِهِ لِمَا لَم يَجِد أَعوَاناً عَلَيهِم وَ كَذَلِكَ أَنَا وَ أَبِي فِي سَعَةٍ مِنَ اللّهِ حِينَ تَرَكَتنَا الأُمّةُ وَ بَايَعَت غَيرَنَا وَ لَم نَجِد أَعوَاناً وَ إِنّمَا هيَِ السّنَنُ وَ الأَمثَالُ يَتبَعُ بَعضُهَا بَعضاً أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم لَوِ التَمَستُم فِيمَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ لَم تَجِدُوا رَجُلًا مِن وُلدِ نبَيِّ غيَريِ وَ غَيرَ أخَيِ
7-كش ،[رجال الكشي]روُيَِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الطّوِيلِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ الحَسَنِ ع يُقَالُ لَهُ سُفيَانُ بنُ لَيلَي وَ هُوَ عَلَي رَاحِلَةٍ لَهُ فَدَخَلَ عَلَي الحَسَنِ وَ هُوَ
صفحه : 24
مُحتَبٍ فِي فِنَاءِ دَارِهِ فَقَالَ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُذِلّ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ انزِل وَ لَا تَعجَل فَنَزَلَ فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ فِي الدّارِ وَ أَقبَلَ يمَشيِ حَتّي انتَهَي إِلَيهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ مَا قُلتَ قَالَ قُلتُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُذِلّ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ مَا عِلمُكَ بِذَلِكَ قَالَ عَمَدتَ إِلَي أَمرِ الأُمّةِ فَخَلَعتَهُ مِن عُنُقِكَ وَ قَلّدتَهُ هَذَا الطّاغِيَةَ يَحكُمُ بِغَيرِ مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع سَأُخبِرُكَ لِمَ فَعَلتُ ذَلِكَ قَالَ سَمِعتُ أَبِي ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَن تَذهَبَ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ حَتّي يلَيَِ أَمرَ هَذِهِ الأُمّةِ رَجُلٌ وَاسِعُ البُلعُومِ رَحبُ الصّدرِ يَأكُلُ وَ لَا يَشبَعُ وَ هُوَ مُعَاوِيَةُ فَلِذَلِكَ فَعَلتُ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ حُبّكَ قَالَ اللّهَ قَالَ اللّهَ فَقَالَ الحَسَنُ ع وَ اللّهِ لَا يُحِبّنَا عَبدٌ أَبَداً وَ لَو كَانَ أَسِيراً فِي الدّيلَمِ إِلّا نَفَعَهُ حُبّنَا وَ إِنّ حُبّنَا لَيُسَاقِطُ الذّنُوبَ مِن بنَيِ آدَمَ كَمَا يُسَاقِطُ الرّيحُ الوَرَقَ مِنَ الشّجَرِ
ختص ،[الإختصاص ] جعفر بن الحسين المؤمن وجماعة مشايخنا عن محمد بن الحسين بن
صفحه : 25
أحمد عن الصفار عن ابن عيسي عن علي بن النعمان مثله
8- كشف ،[كشف الغمة]رَوَي الدوّلاَبيِّ مَرفُوعاً إِلَي جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَدِمتُ المَدِينَةَ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع كَانَت جَمَاجِمُ العَرَبِ بيِدَيِ يُسَالِمُونَ مَن سَالَمتُ وَ يُحَارِبُونَ مَن حَارَبتُ فَتَرَكتُهَا ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ وَ حَقنَ دِمَاءِ المُسلِمِينَ
وَ روُيَِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَبصَرَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع مُقبِلًا فَقَالَ أللّهُمّ سَلّمهُ وَ سَلّم مِنهُ
9- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الصّبّاحِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ اللّهِ ألّذِي صَنَعَهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع كَانَ خَيراً لِهَذِهِ الأُمّةِ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ وَ وَ اللّهِ لَقَد نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَإِنّمَا هيَِ طَاعَةُ الإِمَامِ وَ لَكِنّهُم طَلَبُوا القِتَالَفَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ مَعَ الحُسَينِ ع قالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍنُجِب دَعوَتَكَ وَ نَتّبِعِ الرّسُلَأَرَادُوا تَأخِيرَ ذَلِكَ إِلَي القَائِمِ ع
توضيح قوله ع إنما هي طاعة الإمام أي المقصود في الآية طاعة الإمام ألذي ينهي عن القتال لعدم كونه مأمورا به ويأمر بالصلاة والزكاة وسائر أبواب البر
صفحه : 26
والحاصل أن أصحاب الحسن ع كانوا بهذه الآية مأمورين بطاعة إمامهم في ترك القتال فلم يرضوا به وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين ع قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لو لاأخرتنا إلي أجل قريب أي قيام القائم ع . ثم اعلم أن هذه الآية كماورد في الخبر ليست في القرآن ففي سورة النساءأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنهُم يَخشَونَ النّاسَ كَخَشيَةِ اللّهِ أَو أَشَدّ خَشيَةً وَ قالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ قُل مَتاعُ الدّنيا قَلِيلٌ و في سورة ابراهيم فَيَقُولُ الّذِينَ ظَلَمُوا رَبّنا أَخّرنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِب دَعوَتَكَ وَ نَتّبِعِ الرّسُلَفلعله ع وصل آخر الآية بالآية السابقة لكونهما لبيان حال هذه الطائفة أوأضاف قوله نُجِب دَعوَتَكَبتلك الآية علي وجه التفسير والبيان أي كان غرضهم أنه إن أخرتنا إلي ذلك نجب دعوتك ونتبع ويحتمل أن يكون في مصحفهم ع هكذا.أقول سيأتي بعض الأخبار المناسبة لهذا الباب في باب شهادته ع .
قال السيد المرتضي في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قال قائل ماالعذر له ع في خلع نفسه من الإمامة وتسليمها إلي معاوية مع ظهور فجوره وبعده عن أسباب الإمامة وتعريه من صفات مستحقها ثم في بيعته وأخذ عطائه وصلاته وإظهار موالاته والقول بإمامته هذا مع توفر أنصاره واجتماع أصحابه ومبايعة من كان يبذل عنه دمه وماله حتي سموه مذل المؤمنين وعابوه في وجهه ع .الجواب قلنا قدثبت أنه ع الإمام المعصوم المؤيد الموفق بالحجج الظاهرة والأدلة القاهرة فلابد من التسليم لجميع أفعاله وحملها علي الصحة
صفحه : 27
و إن كان فيها ما لايعرف وجهه علي التفصيل أو كان له ظاهر ربما نفرت النفس عنه و قدمضي تلخيص هذه الجملة وتقريرها في مواضع من كتابنا هذا. و بعد فإن ألذي جري منه ع كان السبب فيه ظاهرا والحامل عليه بينا جليا لأن المجتمعين له من الأصحاب و إن كانوا كثيري العدد فقد كانت قلوب أكثرهم نغلة غيرصافية و قدكانوا صبوا إلي دنيا معاوية من غيرمراقبة و لامساترة فأظهروا له ع النصرة وحملوه علي المحاربة والاستعداد لها طمعا في أن يورطوه ويسلموه فأحس بهذا منهم قبل التولج والتلبس فتخلي من الأمر وتحرز من المكيدة التي كادت تتم عليه في سعة من الوقت . و قدصرح بهذه الجملة وبكثير من تفصيلها في مواقف كثيرة وبألفاظ مختلفة و قال ع إنما هادنت حقنا للدماء وضنا بها وإشفاقا علي نفسي وأهلي والمخلصين من أصحابي فكيف لايخاف أصحابه ويتهمهم علي نفسه وأهله . و هو ع لماكتب إلي معاوية يعلمه أن الناس قدبايعوه بعد أبيه ع ويدعوه إلي طاعته فأجابه معاوية بالجواب المعروف المتضمن للمغالطة منه والموارية و قال له فيه لوكنت أعلم أنك أقوم بالأمر وأضبط للناس وأكيد للعدو وأقوي علي جميع الأمور مني لبايعتك لأنني أراك لكل خير أهلا و قال في كتابه إن أمري وأمرك شبيه بأمر أبي بكر وأمركم بعدوفاة رسول الله ص .فدعاه ذلك إلي أن خطب أصحابه بالكوفة يحضهم علي الجهاد ويعرفهم فضله و ما في الصبر عليه من الأجر وأمرهم أن يخرجوا إلي معسكرهم فما أجابه أحد فقال لهم عدي بن حاتم سبحان الله أ لاتجيبون إمامكم أين خطباء المصر فقام قيس بن سعد وفلان وفلان فبذلوا الجهاد وأحسنوا القول ونحن نعلم أن من يضن بكلامه أولي أن يضن بفعاله . أ و ليس أحدهم جلس له في مظلم ساباط وطعنه بمعول كان معه أصاب فخذه وشقه حتي وصل إلي العظم وانتزع من يده وحمل ع إلي المدائن وعليها سعد بن مسعود عم المختار و كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه ولاه إياها فأدخل
صفحه : 28
منزله فأشار المختار علي عمه أن يوثقه ويسير به إلي معاوية علي أن يطعمه خراج جوحي سنة فأبي عليه و قال للمختار قبح الله رأيك أناعامل أبيه و قدائتمنني وشرفني وهبني بلاء أبيه أأنسي رسول الله ص و لاأحفظه في ابن ابنته وحبيبته . ثم إن سعد بن مسعود أتاه ع بطبيب وقام عليه حتي برأ وحوله إلي بيض المدائن فمن ألذي يرجو السلامة بالمقام بين أظهر هؤلاء القوم فضلا علي النصرة والمعونة و قدأجاب ع حجر بن عدي الكندي لما قال له سودت
صفحه : 29
وجوه المؤمنين فقال ع ما كل أحد يحب ماتحب و لارأيه كرأيك وإنما فعلت مافعلت إبقاء عليكم . وَ رَوَي عَبّاسُ بنُ هِشَامٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي مِخنَفٍ عَن أَبِي الكَنُودِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عُبَيدٍ قَالَ لَمّا بَايَعَ الحَسَنُ ع مُعَاوِيَةَ أَقبَلَتِ الشّيعَةُ تَتَلَاقَي بِإِظهَارِ الأَسَفِ وَ الحَسرَةِ عَلَي تَركِ القِتَالِ فَخَرَجُوا إِلَيهِ بَعدَ سَنَتَينِ مِن يَومَ بَايَعَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ سُلَيمَانُ بنُ صُرَدٍ الخزُاَعيِّ مَا ينَقضَيِ تَعَجّبُنَا مِن بَيعَتِكَ مُعَاوِيَةَ وَ مَعَكَ أَربَعُونَ أَلفَ مُقَاتِلٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ كُلّهُم يَأخُذُ العَطَاءَ وَ هُم عَلَي أَبوَابِ مَنَازِلِهِم وَ مَعَهُم مِثلُهُم مِن أَبنَائِهِم وَ أَتبَاعِهِم سِوَي شِيعَتِكَ مِن أَهلِ البَصرَةِ وَ الحِجَازِ ثُمّ لَم تَأخُذ لِنَفسِكَ ثِقَةً فِي العَقدِ وَ لَا حَظّاً مِنَ العَطِيّةِ فَلَو كُنتَ إِذ فَعَلتَ مَا فَعَلتَ أَشهَدتَ عَلَي مُعَاوِيَةَ وُجُوهَ أَهلِ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ كَتَبتَ عَلَيهِ كِتَاباً بِأَنّ الأَمرَ لَكَ بَعدَهُ كَانَ الأَمرُ عَلَينَا أَيسَرَ وَ لَكِنّهُ أَعطَاكَ شَيئاً بَينَكَ وَ بَينَهُ لَم يَفِ بِهِ ثُمّ لَم يَلبَث أَن قَالَ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ إنِيّ كُنتُ شَرَطتُ شُرُوطاً وَ وَعَدتُ عِدَاةً إِرَادَةً لِإِطفَاءِ نَارِ الحَربِ وَ مُدَارَاةً لِقَطعِ الفِتنَةِ فَلَمّا أَن جَمَعَ اللّهُ لَنَا الكَلِمَ وَ الأُلفَةَ فَإِنّ ذَلِكَ تَحتَ قدَمَيَّ وَ اللّهِ مَا عَنَي بِذَلِكَ غَيرَكَ وَ مَا أَرَادَ إِلّا مَا كَانَ بَينَكَ وَ بَينَهُ وَ قَد نَقَضَ فَإِذَا شِئتَ فَأَعِدِ الحَربَ خُدعَةً وَ ائذَن لِي فِي تَقَدّمِكَ إِلَي الكُوفَةِ فَأُخرِجَ عَنهَا عَامِلَهُ وَ أُظهِرَ خَلعَهُ وَ تَنَبّذ إِلَيهِ عَلَي سَوَاءٍإِنّ اللّهَ لا يُحِبّ الخائِنِينَ وَ تَكَلّمَ البَاقُونَ بِمِثلِ كَلَامِ سُلَيمَانَ. فَقَالَ الحَسَنُ ع أَنتُم شِيعَتُنَا وَ أَهلُ مَوَدّتِنَا فَلَو كُنتُ بِالحَزمِ فِي أَمرِ الدّنيَا أَعمَلَ وَ لِسُلطَانِهَا أَركَضَ وَ أَنصَبَ مَا كَانَ مُعَاوِيَةُ بِأَبأَسَ منِيّ بَأساً وَ لَا أَشَدّ شَكِيمَةً
صفحه : 30
وَ لَا أَمضَي عَزِيمَةً وَ لكَنِيّ أَرَي غَيرَ مَا رَأَيتُم وَ مَا أَرَدتُ بِمَا فَعَلتُ إِلّا حَقنَ الدّمَاءِ فَارضُوا بِقَضَاءِ اللّهِ وَ سَلّمُوا لِأَمرِهِ وَ الزَمُوا بُيُوتَكُم وَ أَمسِكُوا. أَو قَالَ كُفّوا أَيدِيَكُم حَتّي يَستَرِيحَ بَرّ أَو يُستَرَاحَ مِن فَاجِرٍ وَ هَذَا كَلَامٌ مِنهُ ع يشَفيِ الصّدُورَ وَ يَذهَبُ بِكُلّ شُبهَةٍ فِي هَذَا البَابِ
وَ قَد روُيَِ أَنّهُ ع لَمّا طَالَبَهُ مُعَاوِيَةُ بِأَن يَتَكَلّمَ عَلَي النّاسِ وَ يُعَلّمَهُم مَا عِندَهُ فِي هَذَا البَابِ قَامَ فَحَمِدَ اللّهَ تَعَالَي وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ أَكيَسَ الكَيسِ التّقَي وَ أَحمَقَ الحُمقِ الفُجُورُ أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم لَو طَلَبتُم بَينَ جَابَلَقَ وَ جَابَرَسَ رَجُلًا جَدّهُ رَسُولُ اللّهِص مَا وَجَدتُمُوهُ غيَريِ وَ غَيرَ أخَيِ الحُسَينِ وَ إِنّ اللّهَ قَد هَدَاكُم بِأَولِيَاءِ مُحَمّدٍص وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ ناَزعَنَيِ حَقّاً هُوَ لِي فَتَرَكتُهُ لِصَلَاحِ الأُمّةِ وَ حَقنِ دِمَائِهَا وَ قَد باَيعَتمُوُنيِ عَلَي أَن تُسَالِمُوا مَن سَالَمتُ فَقَد رَأَيتُ أَن أُسَالِمَهُ وَ رَأَيتُ أَنّ مَا حَقَنَ الدّمَاءَ خَيرٌ مِمّا سَفَكَهَا وَ أَرَدتُ صَلَاحَكُم وَ أَن يَكُونَ مَا صَنَعتُ حُجّةً عَلَي مَن كَانَ يَتَمَنّي هَذَا الأَمرَ وَ إِن أدَريِ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتَاعٌ إِلَي حِينٍ
. وكلامه ع في هذاالباب ألذي يصرح في جميعه بأنه مغلوب مقهور ملجأ إلي التسليم ودافع بالمسالمة الضرر العظيم عن الدين والمسلمين أشهر من الشمس وأجلي من الصبح فأما قول السائل إنه خلع نفسه من الإمامة فمعاذ الله لأن الإمامة بعدحصولها للإمام لايخرج عنه بقوله و عندأكثر مخالفينا أيضا في الإمامة أن خلع الإمام نفسه لايؤثر في خروجه من الإمامة وإنما ينخلع من الإمامة عندهم بالأحداث والكبائر و لو كان خلعه في نفسه مؤثرا لكان إنما يؤثر إذاوقع اختيارا فأما مع الإلجاء والإكراه فلاتأثير له و لو كان مؤثرا في موضع
صفحه : 31
من المواضع . و لم يسلم أيضا الأمر إلي معاوية بل كف عن المحاربة والمغالبة لفقد الأعوان وعوز الأنصار وتلاقي الفتنة علي ماذكرناه فيغلب عليه معاوية بالقهر والسلطان مع ما أنه كان متغلبا علي أكثره و لوأظهر ع له التسليم قولا لما كان فيه شيء إذا كان عن إكراه واضطهاد.فأما البيعة فإن أريد بهاالصفقة وإظهار الرضا والكف عن المنازعة فقد كان ذلك لكنا قدبينا جهة وقوعه والأسباب المحوجة إليه و لاحجة في ذلك عليه صلوات الله عليه كما لم يكن في مثله حجة علي أبيه صلوات الله عليهما لمابايع المتقدمين عليه وكف عن نزاعهم وأمسك عن غلابهم . و إن أريد بالبيعة الرضا وطيب النفس فالحال شاهد بخلاف ذلك وكلامه المشهور كله يدل علي أنه أحوج وأحرج و أن الأمر له و هوأحق الناس به وإنما كف عن المنازعة فيه للغلبة والقهر والخوف علي الدين والمسلمين .فأما أخذ العطاء فقد بينا في هذاالكتاب عندالكلام فيما فعله أمير المؤمنين صلوات الله عليه من ذلك أن أخذه من يد الجابر الظالم المتغلب جائز و أنه لالؤم فيه علي الأخذ و لاحرج و أماأخذ الصلات فسائغ بل واجب لأن كل مال في يد الغالب الجابر المتغلب علي أمر الأمة يجب علي الإمام و علي جميع المسلمين انتزاعه من يده كيف ماأمكن بالطوع أوالإكراه ووضعه في مواضعه . فإذا لم يتمكن ع من انتزاع جميع ما في يد معاوية من أموال الله تعالي وأخرج هوشيئا منها إليه علي سبيل الصلة فواجب عليه أن يتناوله من يده ويأخذ منه حقه ويقسمه علي مستحقه لأن التصرف في ذلك المال بحق الولاية عليه لم يكن في تلك الحال إلا له ع . و ليس لأحد أن يقول إن الصلات التي كان يقبلها من معاوية أنه كان ينفقها علي نفسه وعياله و لايخرجها إلي غيره و ذلك أن هذامما لايمكن أن يدعي العلم به والقطع عليه و لاشك أنه ع كان ينفق منها لأن فيهاحقه وحق
صفحه : 32
عياله وأهله و لابد من أن يكون قدأخرج منها إلي المستحقين حقوقهم وكيف يظهر ذلك و هو ع كان قاصدا إلي إخفائه وستره لمكان التقية والمحوج له ع إلي قبول تلك الأموال علي سبيل الصلة هوالمحوج له إلي ستر إخراجها أوإخراج بعضها إلي مستحقيها من المسلمين و قد كان عليه وآله السلام يتصدق بكثير من أمواله ويواسي الفقراء ويصل المحتاجين ولعل في جملة ذلك هذه الحقوق .فأما إظهار موالاته فما أظهر ع من ذلك شيئا كما لم يبطنه وكلامه ع فيه بمشهد معاوية ومغيبه معروف ظاهر و لوفعل ذلك خوفا واستصلاحا وتلافيا للشر العظيم لكان واجبا فقد فعل أبوه صلوات الله عليه وآله مثله مع المتقدمين عليه . وأعجب من هذاكله دعوي القول بإمامته ومعلوم ضرورة منه ع خلاف ذلك فإنه كان يعتقد ويصرح بأن معاوية لايصلح أن يكون بعض ولاة الإمام وأتباعه فضلا عن الإمامة نفسها. و ليس يظن مثل هذه الأمور إلاعامي حشوي قدقعد به التقليد و ماسبق إلي اعتقاده من تصويب القوم كلهم عن التأمل وسماع الأخبار المأثورة في هذاالباب فهو لايسمع إلا مايوافقه و إذاسمع لم يصدق إلابما أعجبه وَ اللّهُ المُستَعانُانتهي كلامه رفع الله مقامه . وأقول بعد ماأسسناه في كتاب الإمامة بالدلائل العقلية والنقلية أنهم ع لايفعلون شيئا إلابما وصل إليهم من الله تعالي و بعد ماقرع سمعك في تلك الأبواب من الأخبار الدالة علي وجه الحكمة في خصوص مافعله ع لاأظنك تحتاج إلي بسط القول في ذلك وَ اللّهُ يهَديِ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ
صفحه : 33
1- ع ،[علل الشرائع ]دَسّ مُعَاوِيَةُ إِلَي عَمرِو بنِ حُرَيثٍ وَ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ وَ إِلَي حُجرِ بنِ الحَارِثِ وَ شَبَثِ بنِ ربِعيِّ دَسِيساً أَفرَدَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِعَينٍ مِن عُيُونِهِ أَنّكَ إِن قَتَلتَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ فَلَكَ مِائَتَا أَلفِ دِرهَمٍ وَ جُندٌ مِن أَجنَادِ الشّامِ وَ بِنتٌ مِن بنَاَتيِ فَبَلَغَ الحَسَنَ ع فَاستَلأَمَ وَ لَبِسَ دِرعاً وَ كَفَرَهَا وَ كَانَ يَحتَرِزُ وَ لَا يَتَقَدّمُ لِلصّلَاةِ بِهِم إِلّا كَذَلِكَ فَرَمَاهُ أَحَدُهُم فِي الصّلَاةِ بِسَهمٍ فَلَم يَثبُت فِيهِ لِمَا عَلَيهِ مِنَ اللّأمَةِ فَلَمّا صَارَ فِي مَظلَمِ سَابَاطَ ضَرَبَهُ أَحَدُهُم بِخَنجَرٍ مَسمُومٍ فَعَمِلَ فِيهِ الخَنجَرُ فَأَمَرَ ع أَن يُعدَلَ بِهِ إِلَي بَطنِ جُرَيحَي وَ عَلَيهَا عَمّ المُختَارِ بنِ أَبِي عُبَيدِ بنِ مَسعُودِ بنِ قَيلَةَ فَقَالَ المُختَارُ لِعَمّهِ تَعَالَ حَتّي نَأخُذَ الحَسَنَ وَ نُسَلّمَهُ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَيَجعَلَ لَنَا العِرَاقَ فَنَذِرَ بِذَلِكَ الشّيعَةُ مِن قَولِ المُختَارِ لِعَمّهِ فَهَمّوا بِقَتلِ المُختَارِ فَتَلَطّفَ عَمّهُ لِمَسأَلَةِ الشّيعَةِ بِالعَفوِ عَنِ المُختَارِ فَفَعَلُوا فَقَالَ الحَسَنُ ع وَيلَكُم وَ اللّهِ إِنّ مُعَاوِيَةَ لَا يفَيِ لِأَحَدٍ مِنكُم بِمَا ضَمِنَهُ فِي قتَليِ وَ إنِيّ أَظُنّ أنَيّ إِن وَضَعتُ يدَيِ فِي يَدِهِ فَأُسَالِمُهُ لَم يتَركُنيِ أَدِينُ لِدِينِ جدَيّص وَ إنِيّ أَقدِرُ أَن أَعبُدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وحَديِ وَ لكَنِيّ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي أَبنَائِكُم وَاقِفِينَ عَلَي أَبوَابِ أَبنَائِهِم يَستَسقُونَهُم وَ يَستَطعِمُونَهُم بِمَا جَعَلَهُ اللّهُ لَهُم فَلَا يُسقَونَ وَ لَا يُطعَمُونَ فَبُعداً وَ سُحقاً لِمَا كَسَبَتهُ أَيدِيهِموَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
صفحه : 34
فَجَعَلُوا يَعتَذِرُونَ بِمَا لَا عُذرَ لَهُم فِيهِ فَكَتَبَ الحَسَنُ مِن فَورِهِ ذَلِكَ إِلَي مُعَاوِيَةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ خطَبيِ انتَهَي إِلَي اليَأسِ مِن حَقّ أُحيِيهِ وَ بَاطِلٍ أُمِيتُهُ وَ خَطبُكَ خَطبُ مَنِ انتَهَي إِلَي مُرَادِهِ وَ إنِنّيِ أَعتَزِلُ هَذَا الأَمرَ وَ أُخَلّيهِ لَكَ وَ إِن كَانَ تخَليِتَيِ إِيّاهُ شَرّاً لَكَ فِي مَعَادِكَ وَ لِي شُرُوطٌ أَشتَرِطُهَا لَا تَبهَظَنّكَ إِن وَفَيتَ لِي بِهَا بِعَهدٍ وَ لَا تَخِفّ إِن غَدَرتَ وَ كَتَبَ الشّرُوطَ فِي كِتَابٍ آخَرَ فِيهِ يُمَنّيهِ بِالوَفَاءِ وَ تَركِ الغَدرِ وَ سَتَندَمُ يَا مُعَاوِيَةُ كَمَا نَدِمَ غَيرُكَ مِمّن نَهَضَ فِي البَاطِلِ أَو قَعَدَ عَنِ الحَقّ حِينَ لَم يَنفَعِ النّدَمُ وَ السّلَامُ
فَإِن قَالَ قَائِلٌ مَن هُوَ النّادِمُ النّاهِضُ وَ النّادِمُ القَاعِدُ قُلنَا هَذَا الزّبَيرُ ذَكَرَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا أَيقَنَ بِخَطَاءِ مَا أَتَاهُ وَ بَاطِلِ مَا قَضَاهُ وَ بِتَأوِيلِ مَا عَزَاهُ فَرَجَعَ عَنهُ القَهقَرَي وَ لَو وَفَي بِمَا كَانَ فِي بَيعَتِهِ لَمَحَا نَكثَهُ وَ لَكِنّهُ أَبَانَ ظَاهِراً النّدَمَ وَ السّرِيرَةَ إِلَي عَالِمِهَا وَ هَذَا عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَوَي أَصحَابُ الأَثَرِ فِي فَضَائِلِهِ أَنّهُ قَالَ مَهمَا آسَي عَلَيهِ مِن شَيءٍ فإَنِيّ لَا آسَي عَلَي شَيءٍ أسَفَيِ عَلَي أنَيّ لَم أُقَاتِل الفِئَةَ البَاغِيَةَ مَعَ عَلِيّ فَهَذَا نَدَمُ القَاعِدِ وَ هَذِهِ عَائِشَةُ رَوَي الرّوَاةُ أَنّهَا لَمّا أَنّبَهَا مُؤَنّبٌ فِيمَا أَتَتهُ قَالَت قضُيَِ القَضَاءُ وَ جَفّتِ الأَقلَامُ وَ اللّهِ لَو كَانَ لِي مِن رَسُولِ اللّهِص عِشرُونَ ذَكَراً كُلّهُم مِثلُ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامِ فَثَكِلتُهُم بِمَوتٍ وَ قَتلٍ كَانَ أَيسَرَ عَلَيّ مِن خرُوُجيِ عَلَي عَلِيّ وَ مسَعاَيَ التّيِ سَعَيتُ فَإِلَي اللّهِ شكَواَيَ لَا إِلَي غَيرِهِ وَ هَذَا سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ لَمّا أنُهيَِ إِلَيهِ أَنّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَتَلَ ذَا الثّدَيّةِ أَخَذَهُ مَا قَدّمَ وَ مَا أَخّرَ وَ قَلِقَ وَ نَزِقَ وَ قَالَ وَ اللّهِ لَو عَلِمتُ أَنّ ذَلِكَ كَذَلِكَ
صفحه : 35
لَمَشَيتُ إِلَيهِ وَ لَو حَبواً وَ لَمّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ دَخَلَ إِلَيهِ سَعدٌ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا إِسحَاقَ مَا ألّذِي مَنَعَكَ أَن تعُيِننَيِ عَلَي الطّلَبِ بِدَمِ الإِمَامِ المَظلُومِ فَقَالَ كُنتُ أُقَاتِلُ مَعَكَ عَلِيّاً وَ قَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنتَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي قَالَ أَنتَ سَمِعتَ هَذَا مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ نَعَم وَ إِلّا صَمّتَا قَالَ أَنتَ الآنَ أَقَلّ عُذراً فِي القُعُودِ عَنِ النّصرَةِ فَوَ اللّهِ لَو سَمِعتُ هَذَا مِن رَسُولِ اللّهِص مَا قَاتَلتُهُ وَ قَد أَحَالَ فَقَد سَمِعَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِّ ع أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَقَاتَلَهُ وَ هُوَ بَعدَ مُفَارَقَتِهِ لِلدّنيَا يَلعَنُهُ وَ يَشتِمُهُ وَ يَرَي أَنّ مُلكَهُ وَ ثُبَاتَ قُدرَتِهِ بِذَلِكَ إِلّا أَنّهُ أَرَادَ أَن يَقطَعَ عُذرَ سَعدٍ فِي القُعُودِ عَن نَصرِهِوَ اللّهُ المُستَعانُ فَإِن قَالَ قَائِلٌ لِحُمقِهِ وَ خُرقِهِ فَإِنّ عَلِيّاً نَدِمَ مِمّا كَانَ مِنهُ مِنَ النّهُوضِ فِي تِلكَ الأُمُورِ وَ إِرَاقَةِ تِلكَ الدّمَاءِ كَمَا نَدِمُوا هُم فِي النّهُوضِ وَ القُعُودِ قِيلَ كَذَبتَ وَ أَحَلتَ لِأَنّهُ فِي غَيرِ مَقَامٍ قَالَ إنِيّ قَلّبتُ أمَريِ وَ أَمرَهُم ظَهراً لِبَطنٍ فَمَا وَجَدتُ إِلّا قِتَالَهُم أَوِ الكُفرَ بِمَا جَاءَ مُحَمّدٌص وَ قَد روُيَِ عَنهُ أُمِرتُ بِقِتَالِ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ وَ روُيَِ هَذَا الحَدِيثُ مِن ثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَجهاً عَنِ النّبِيّص أَنّكَ تُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ وَ لَو أَظهَرَ نَدَماً بِحَضرَةِ مَن سَمِعُوا مِنهُ هَذَا وَ هُوَ يَروِيهِ عَنِ النّبِيّص لَكَانَ مُكَذّباً فِيهِ نَفسَهُ وَ كَانَ فِيهِمُ المُهَاجِرُونَ كَعَمّارٍ وَ الأَنصَارُ كأَبَيِ الهَيثَمِ وَ أَبِي أَيّوبَ وَ دُونَهُمَا فَإِن لَم يَتَحَرّج وَ لَم يَتَوَرّع عَنِ الكَذِبِ عَلَي مَن كَذَبَ عَلَيهِ تَبَوّأَ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ استَحيَا مِن هَؤُلَاءِ الأَعيَانِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ عَمّارٌ ألّذِي يَقُولُ فِيهِ النّبِيّص عَمّارٌ مَعَ الحَقّ وَ الحَقّ مَعَ عَمّارٍ يَدُورُ مَعَهُ حَيثُ دَارَ يَحلِفُ جَهدَ أَيمَانِهِ وَ اللّهِ لَو بَلَغُوا بِنَا قَصَبَاتِ هَجَرَ لَعَلِمتُ أَنّا عَلَي الحَقّ وَ أَنّهُم عَلَي البَاطِلِ وَ يَحلِفُ أَنّهُ قَاتَلَ رَايَتَهُ التّيِ أَحضَرَهَا صِفّينَ وَ هيَِ التّيِ أَحضَرَهَا
صفحه : 36
يَومَ أُحُدٍ وَ الأَحزَابِ وَ اللّهِ لَقَد قَاتَلتُ هَذِهِ الرّايَةَ آخِرَ أَربَعِ مَرّاتٍ وَ اللّهِ مَا هيَِ عنِديِ بِأَهدَي مِنَ الأُولَي وَ كَانَ يَقُولُ إِنّهُم أَظهَرُوا الإِسلَامَ وَ أَسَرّوا الكُفرَ حَتّي وَجَدُوا عَلَيهِ أَعوَاناً وَ لَو نَدِمَ عَلِيّ ع عِندَ قَولِهِ أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ لَكَانَ مَن مَعَ عَلِيّ يَقُولُ لَهُ كَذَبتَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ إِقرَارُهُ بِذَلِكَ عَلَي نَفسِهِ وَ كَانَتِ الأُمّةُ الزّبَيرُ وَ عَائِشَةُ وَ حِزبُهُمَا وَ عَلِيّ وَ أَبُو أَيّوبَ وَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ وَ عَمّارٌ وَ أَصحَابُهُ وَ سَعدٌ وَ ابنُ عُمَرَ وَ أَصحَابُهُ فَإِذَا اجتَمَعُوا جَمِيعاً عَلَي النّدَمِ فَلَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ اجتَمَعُوا عَلَي نَدَمٍ مِن شَيءٍ فَعَلُوهُ وَدّوا أَنّهُم لَم يَفعَلُوهُ وَ أَنّ الفِعلَ ألّذِي فَعَلُوهُ بَاطِلٌ فَقَدِ اجتَمَعُوا عَلَي البَاطِلِ وَ هُمُ الأُمّةُ التّيِ لَا تَجتَمِعُ عَلَي البَاطِلِ أَوِ اجتَمَعُوا عَلَي النّدَمِ مِن تَركِ شَيءٍ لَم يَفعَلُوهُ وَدّوا أَنّهُم فَعَلُوهُ فَقَدِ اجتَمَعُوا عَلَي البَاطِلِ بِتَركِهِم جَمِيعاً الحَقّ وَ لَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ النّبِيّص حِينَ قَالَ لعِلَيِّ ع إِنّكَ تُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ كَانَ ذَلِكَ مِنَ النّبِيّص خَبَراً وَ لَا يَجُوزُ أَن لَا يَكُونَ مَا أَخبَرَ إِلّا بِأَن يُكَذّبَ المُخبِرَ أَو يَكُونَ أَمرُهُ بِقِتَالِهِم وَ تَركُهُ
صفحه : 37
لِلِائتِمَارِ بِمَا أُمِرَ بِهِ عِندَهُ كَمَا قَالَ عَلِيّ ع إِنّهُ كَفَرَ فَإِن قَالَ قَائِلٌ فَإِنّ الحَسَنَ أَخبَرَ بِأَنّهُ حَقَنَ دِمَاءً أَنتَ تدَعّيِ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ مَأمُوراً بِإِرَاقَتِهَا وَ الحَقنُ لِمَا أَمَرَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ بِإِرَاقَتِهِ مِنَ الحَاقِنِ عِصيَانٌ قُلنَا إِنّ الأُمّةَ التّيِ ذَكَرَ الحَسَنُ ع أُمّتَانِ وَ فِرقَتَانِ وَ طَائِفَتَانِ هَالِكَةٌ وَ نَاجِيَةٌ وَ بَاغِيَةٌ وَ مبَغيِّ عَلَيهَا فَإِذَا لَم يَكُن حَقنُ دِمَاءِ المبَغيِّ عَلَيهَا إِلّا بِحَقنِ دِمَاءِ البَاغِيَةِ لِأَنّهُمَا إِذَا اقتَتَلَا وَ لَيسَ للِمبَغيِّ عَلَيهَا قِوَامٌ بِإِزَالَةِ البَاغِيَةِ حُقِنَ دَمُ المبَغيِّ عَلَيهَا وَ إِرَاقَةُ دَمِ البَاغِيَةِ مَعَ العَجزِ عَن ذَلِكَ إِرَاقَةٌ لِدَمِ المبَغيِّ عَلَيهَا لَا غَيرُ فَهَذَا هَذَا فَإِن قَالَ فَمَا الباَغيِ عِندَكَ أَ مُؤمِنٌ أَو كَافِرٌ أَو لَا مُؤمِنٌ وَ لَا كَافِرٌ قُلنَا إِنّ الباَغيَِ هُوَ الباَغيِ بِإِجمَاعِ أَهلِ الصّلَاةِ وَ سَمّاهُم أَهلُ الإِرجَاءِ مُؤمِنِينَ مَعَ تَسمِيَتِهِم إِيّاهُم بِالبَاغِينَ وَ سَمّاهُم أَهلُ الوَعِيدِ كُفّاراً مُشرِكِينَ وَ كُفّاراً غَيرَ مُشرِكِينَ كَالإِبَاضِيّةِ وَ الزّيدِيّةِ وَ فُسّاقاً خَالِدِينَ فِي النّارِ كَوَاصِلٍ وَ عُمَرَ وَ مُنَافِقِينَ خَالِدِينَفِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِكَالحَسَنِ وَ أَصحَابِهِ فَكُلّهُم قَد أَزَالَ الباَغيَِ عَمّا كَانَ فِيهِ قَبلَ البغَيِ فَأَخرَجَهُ قَومٌ إِلَي الكُفرِ وَ الشّركِ كَجَمِيعِ الخَوَارِجِ غَيرِ الإِبَاضِيّةِ وَ إِلَي الكُفرِ غَيرِ الشّركِ كَالإِبَاضِيّةِ وَ الزّيدِيّةِ وَ إِلَي الفِسقِ وَ النّفَاقِ كَوَاصِلٍ وَ أَقَلّ مَا حَكَمَ عَلَيهِم أَهلُ الإِرجَاءِ إِسقَاطُهُم مِنَ السّنَنِ وَ العَدَالَةِ وَ القَبُولِ فَإِن قَالَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَمّي الباَغيَِ مُؤمِناً فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوافَجَعَلَهُم مُؤمِنِينَ قُلنَا لَا بُدّ مِن أَنّ المَأمُورَ بِالإِصلَاحِ بَينَ الطّائِفَتَينِ المُقتَتِلَينِ كَانَ قَبلَ اقتِتَالِهِمَا عَالِماً بِالبَاغِيَةِ مِنهُمَا أَ وَ لَم يَكُن عَالِماً بِالبَاغِيَةِ مِنهُمَا فَإِن كَانَ عَالِماً بِالبَاغِيَةِ مِنهُمَا كَانَ مَأمُوراً بِقِتَالِهَا مَعَ المبَغيِّ عَلَيهَاحَتّي تفَيِءَ إِلي أَمرِ اللّهِ وَ هُوَ الرّجُوعُ إِلَي مَا خَرَجَ مِنهُ باِلبغَيِ وَ إِن كَانَ المَأمُورُ بِالإِصلَاحِ جَاهِلًا بِالبَاغِيَةِ وَ المبَغيِّ عَلَيهَا فَإِنّهُ كَانَ جَاهِلًا بِالمُؤمِنِ غَيرِ الباَغيِ وَ المُؤمِنِ الباَغيِ وَ كَانَ المُؤمِنُ غَيرُ الباَغيِ عَرَفَ بَعدَ التّبيِينِ وَ الفَرقُ بَينَهُ وَ بَينَ الباَغيِ[ كَانَ]مُجمَعاً مِن
صفحه : 38
أَهلِ الصّلَاةِ عَلَي إِيمَانِهِ لَا اختِلَافَ بَينَهُم فِي اسمِهِ وَ المُؤمِنُ الباَغيِ بِزَعمِكَ مُختَلِفٌ فِيهِ فَلَا يُسَمّي مُؤمِناً حَتّي يُجمَعَ عَلَي أَنّهُ مُؤمِنٌ كَمَا أُجمِعَ عَلَي أَنّهُ بَاغٍ فَلَا يُسَمّي الباَغيِ مُؤمِناً إِلّا بِإِجمَاعِ أَهلِ الصّلَاةِ عَلَي تَسمِيَتِهِ مُؤمِناً كَمَا أَجمَعُوا عَلَيهِ وَ عَلَي تَسمِيَتِهِ بَاغِياً فَإِن قَالَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَمّي الباَغيَِ لِلمُؤمِنِينَ أَخاً وَ لَا يَكُونُ أَخُ المُؤمِنِينَ إِلّا مُؤمِناً قِيلَ أَحَلتَ وَ بَاعَدتَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَمّي هُوداً وَ هُوَ نبَيِّ أَخَا عَادٍ وَ هُم كُفّارٌ فَقَالَوَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداً وَ قَد يُقَالُ للِشاّميِّ يَا أَخَا الشّامِ وَ للِيمَاَنيِّ يَا أَخَا اليَمَنِ وَ يُقَالُ لِلمُسَايِفِ اللّازِمِ لَهُ المُقَاتِلِ بِهِ فُلَانٌ أَخُ السّيفِ فَلَيسَ فِي يَدِ المُتَأَوّلِ أَخُ المُؤمِنِ لَا يَكُونُ إِلّا مُؤمِناً مَعَ شَهَادَةِ القُرآنِ بِخِلَافِهِ وَ شَهَادَةِ اللّغَةِ بِأَنّهُ يَكُونُ المُؤمِنُ أَخَا الجَمَادِ ألّذِي هُوَ الشّامُ وَ اليَمَنُ وَ السّيفُ وَ الرّمحُ وَ بِاللّهِ أَستَعِينُ عَلَي أُمُورِنَا فِي أَديَانِنَا وَ دُنيَانَا وَ آخِرَتِنَا وَ إِيّاهُ نَسأَلُ التّوفِيقَ لِمَا قَرُبَ مِنهُ وَ أُزلِفَ لَدَيهِ بِمَنّهِ وَ كَرَمِهِ
بيان استلأم الرجل إذالبس اللأمة وهي الدرع وكفرت الشيء أكفره بالكسر كفرا أي سترته ونذر القوم بالعدو بكسر الذال أي علموا والخطب الأمر والشأن وبهظه الأمر كمنع غلبه وثقل عليه . قوله ع و لاتخف إن غدرت أي لايرتفع عنك ثقل إن لم تف بالعهد كما أنه لايثقل عليك إن وفيت قوله ماعزاه أي نسبه إلي النبي ص من العذر في هذاالخروج ويقال أسي علي مصيبة بالكسر يأسي أسي أي حزن قوله أخذه ماقدم و ماأخر أي أخذه هم ماقدم من سوء معاملته مع علي ع و ماأخر من نصرته أو من عذاب الآخرة أوكناية عن هموم شتي لأمور كثيرة مختلفة. والقلق محركة الانزعاج ونزق كفرح وضرب طاش وخف عندالغضب قوله عن النصرة أي عن نصرة علي ع قوله وأحال هذاكلام الصدوق أي
صفحه : 39
كذب معاوية وأتي بالمحال حتي ادعي عدم سماع ذلك قوله إنه قاتل رايته أي راية معاوية قوله بأهدي من الأولي أي هي مثل الأولي راية شرك في أنها راية شرك وكفر قوله أو يكون أمره حاصله أن هذاالكلام من النبي ص إما إخبار أوأمر في صورة الخبر و علي ماذكرت من كونهم علي الحق يلزم علي الأول كذب الرسول ص و علي الثاني مخالفة أمير المؤمنين ع لماأمره به الرسول ص .أقول قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ قَالَ أَبُو الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِّكَتَبَ الحَسَنُ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ مَعَ جُندَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأزَديِّ مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ سَلَامٌ عَلَيكُم فإَنِيّ أَحمَدُ إِلَيكَ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ بَعَثَ مُحَمّداًص رَحمَةً لِلعَالَمِينَ وَ مِنّةً لِلمُؤمِنِينَ تَوَفّاهُ اللّهُ غَيرَ مُقَصّرٍ وَ لَا وَانٍ بَعدَ أَن أَظهَرَ اللّهُ بِهِ الحَقّ وَ مَحَقَ بِهِ الشّركَ وَ خَصّ قُرَيشاً خَاصّةً فَقَالَ لَهُوَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ فَلَمّا توُفُيَّ تَنَازَعَت سُلطَانَهُ العَرَبُ فَقَالَت قُرَيشٌ نَحنُ قَبِيلَتُهُ وَ أُسرَتُهُ وَ أَولِيَاؤُهُ وَ لَا يَحِلّ لَكُم أَن تُنَازِعُونَا سُلطَانَ مُحَمّدٍ وَ حَقّهُ فَرَأَتِ العَرَبُ أَنّ القَولَ مَا قَالَت قُرَيشٌ وَ أَنّ الحُجّةَ لَهُم فِي ذَلِكَ عَلَي مَن نَازَعَهُم أَمرَ مُحَمّدٍص فَأَنعَمَت لَهُم وَ سَلّمَت إِلَيهِم. ثُمّ حَاجَجنَا نَحنُ قُرَيشاً بِمِثلِ مَا حَاجّت بِهِ العَرَبُ فَلَم تُنصِفنَا قُرَيشٌ إِنصَافَ العَرَبِ لَهَا إِنّهُم أَخَذُوا هَذَا الأَمرَ دُونَ العَرَبِ بِالإِنصَافِ وَ الِاحتِجَاجِ فَلَمّا صِرنَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ وَ أَولِيَاءَهُ إِلَي مُحَاجّتِهِم وَ طَلَبِ النّصَفِ مِنهُم بَاعَدُونَا وَ استَولَوا بِالِاجتِمَاعِ عَلَي ظُلمِنَا وَ مُرَاغَمَتِنَا وَ العَنَتِ مِنهُم لَنَا فَالمَوعِدُ اللّهُ وَ هُوَ الولَيِّ النّصِيرُ. وَ لَقَد تَعَجّبنَا لِتَوَثّبِ المُتَوَثّبِينَ عَلَينَا فِي حَقّنَا وَ سُلطَانِ نَبِيّنَا وَ إِن كَانُوا ذوَيِ فَضِيلَةٍ وَ سَابِقَةٍ فِي الإِسلَامِ وَ أَمسَكنَا عَن مُنَازَعَتِهِم مَخَافَةً عَلَي الدّينِ أَن يَجِدَ المُنَافِقُونَ وَ الأَحزَابُ فِي ذَلِكَ مَغمَزاً يَثلِمُونَهُ بِهِ أَو يَكُونَ لَهُم بِذَلِكَ سَبَبٌ إِلَي مَا أَرَادُوا مِن إِفسَادِهِ فَاليَومَ فَليَتَعَجّبِ المُتَعَجّبُ مِن تَوَثّبِكَ يَا مُعَاوِيَةُ عَلَي أَمرٍ لَستَ مِن
صفحه : 40
أَهلِهِ لَا بِفَضلٍ فِي الدّينِ مَعرُوفٍ وَ لَا أَثَرٍ فِي الإِسلَامِ مَحمُودٍ وَ أَنتَ ابنُ حِزبٍ مِنَ الأَحزَابِ وَ ابنُ أَعدَي قُرَيشٍ لِرَسُولِ اللّهِص وَ لَكِنّ اللّهَ حَسِيبُكَ فَسَتُرَدّ فَتَعلَمُلِمَن عُقبَي الدّارِ وَ بِاللّهِ لَتَلقَيَنّ عَن قَلِيلٍ رَبّكَ ثُمّ لَيَجزِيَنّكَ بِمَا قَدّمَت يَدَاكَ وَ مَا اللّهُبِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ. إِنّ عَلِيّاً لَمّا مَضَي لِسَبِيلِهِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ قُبِضَ وَ يَومَ مَنّ اللّهُ عَلَيهِ بِالإِسلَامِ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّاً ولَاّنيِ المُسلِمُونَ الأَمرَ بَعدَهُ فَأَسأَلُ اللّهَ أَن لَا يُؤتِيَنَا فِي الدّنيَا الزّائِلَةِ شَيئاً يَنقُصُنَا بِهِ فِي الآخِرَةِ مِمّا عِندَهُ مِن كَرَامَتِهِ وَ إِنّمَا حمَلَنَيِ عَلَي الكِتَابِ إِلَيكَ الإِعذَارُ فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي أَمرِكَ وَ لَكَ فِي ذَلِكَ إِن فَعَلتَهُ الحَظّ الجَسِيمُ وَ الصّلَاحُ لِلمُسلِمِينَ فَدَعِ التمّاَديَِ فِي البَاطِلِ وَ ادخُل فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النّاسُ مِن بيَعتَيِ فَإِنّكَ تَعلَمُ أنَيّ أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنكَ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ كُلّ أَوّابٍ حَفِيظٍ وَ مَن لَهُ قَلبٌ مُنِيبٌ. وَ اتّقِ اللّهَ وَ دَعِ البغَيَ وَ احقُن دِمَاءَ المُسلِمِينَ فَوَ اللّهِ مَا لَكَ مِن خَيرٍ فِي أَن تَلقَي اللّهَ مِن دِمَائِهِم بِأَكثَرَ مِمّا أَنتَ لَاقِيهِ بِهِ وَ ادخُل فِي السّلمِ وَ الطّاعَةِ وَ لَا تُنَازِعِ الأَمرَ أَهلَهُ وَ مَن هُوَ أَحَقّ بِهِ مِنكَ لِيُطفِئَ اللّهُ النّائِرَةَ بِذَلِكَ وَ يَجمَعَ الكَلِمَةَ وَ يُصلِحَ ذَاتَ البَينِ وَ إِن أَنتَ أَبَيتَ إِلّا التمّاَديَِ فِي غَيّكَ سِرتُ إِلَيكَ بِالمُسلِمِينَ فَحَاكَمتُكَحَتّي يَحكُمَ اللّهُ بَينَنا وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ
.أقول ثم ذكر جواب معاوية و ماأظهر فيه من الكفر والإلحاد
إِلَي قَولِهِ وَ قَد فَهِمتُ ألّذِي دعَوَتنَيِ إِلَيه مِنَ الصّلحِ فَلَو عَلِمتُ أَنّكَ أَضبَطُ منِيّ لِلرّعِيّةِ وَ أَحوَطُ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَحسَنُ سِيَاسَةً وَ أَقوَي عَلَي جَمعِ الأَموَالِ وَ أَكيَدُ لِلعَدُوّ لَأَجَبتُكَ إِلَي مَا دعَوَتنَيِ إِلَيهِ وَ رَأَيتُكَ لِذَلِكَ أَهلًا وَ لَكِن قَد عَلِمتَ أنَيّ أَطوَلُ مِنكَ وَلَايَةً وَ أَقدَمُ مِنكَ لِهَذِهِ الأُمّةِ تَجرِبَةً وَ أَكبَرُ مِنكَ سِنّاً فَأَنتَ أَحَقّ أَن تجُيِبنَيِ إِلَي هَذِهِ المَنزِلَةِ التّيِ سأَلَتنَيِ فَادخُل فِي طاَعتَيِ وَ لَكَ الأَمرُ مِن بعَديِ وَ لَكَ مَا فِي بَيتِ مَالِ العِرَاقِ بَالِغاً مَا بَلَغَ تَحمِلُهُ إِلَي حَيثُ أَحبَبتَ وَ لَكَ خَرَاجُ أَيّ كُوَرِ العِرَاقِ شِئتَ مَعُونَةً عَلَي نَفَقَتِكَ يَجبِيهَا أَمِينُكَ وَ يَحمِلُهَا إِلَيكَ فِي
صفحه : 41
كُلّ سَنَةٍ وَ لَكَ أَن لَا يُستَولَي عَلَيكَ بِالأَشيَاءِ وَ لَا يُقضَي دُونَكَ الأُمُورُ وَ لَا تُعصَي فِي أَمرٍ أَرَدتَ بِهِ طَاعَةَ اللّهِ أَعَانَنَا اللّهُ وَ إِيّاكَ عَلَي طَاعَتِهِ إِنّهُ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدّعَاءِ وَ السّلَامُ. قَالَ جُندَبٌ فَلَمّا أَتَيتُ الحَسَنَ ع بِكِتَابِ مُعَاوِيَةَ قُلتُ لَهُ إِنّ الرّجُلَ سَائِرٌ إِلَيكَ فَابدَأهُ بِالمَسِيرِ حَتّي تُقَاتِلَهُ فِي أَرضِهِ وَ بِلَادِهِ وَ عَمَلِهِ فَأَمّا أَن تُقَدّرَ أَنّهُ يَنقَادُ لَكَ فَلَا وَ اللّهِ حَتّي يَرَي مِنّا أَعظَمَ مِن يَومِ صِفّينَ فَقَالَ أَفعَلُ ثُمّ قَعَدَ عَن مشَوُرتَيِ وَ تَنَاسَي قوَليِ
2- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا كَانَا يَغمِزَانِ مُعَاوِيَةَ وَ يَقُولَانِ فِيهِ وَ يَقبَلَانِ جَوَائِزَهُ
3-ف ،[تحف العقول ] قَالَ مُعَاوِيَةُ لِلحَسَنِ ع بَعدَ الصّلحِ اذكُر فَضلَنَا فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ ثُمّ قَالَ مَن عرَفَنَيِ فَقَد عرَفَنَيِ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ فَأَنَا الحَسَنُ بنُ رَسُولِ اللّهِ أَنَا ابنُ البَشِيرِ النّذِيرِ أَنَا ابنُ المُصطَفَي بِالرّسَالَةِ أَنَا ابنُ مَن صَلّت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ أَنَا ابنُ مَن شُرّفَت بِهِ الأُمّةُ أَنَا ابنُ مَن كَانَ جَبرَئِيلُ السّفِيرَ مِنَ اللّهِ إِلَيهِ أَنَا ابنُ مَن بُعِثَرَحمَةً لِلعالَمِينَصَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ أَجمَعِينَ فَلَم يَقدِر مُعَاوِيَةُ يَكتُمُ عَدَاوَتَهُ وَ حَسَدَهُ فَقَالَ يَا حَسَنُ عَلَيكَ بِالرّطَبِ فَانعَتهُ لَنَا قَالَ نَعَم يَا مُعَاوِيَةُ الرّيحُ تُلقِحُهُ وَ الشّمسُ تَنفُخُهُ وَ القَمَرُ يُلَوّنُهُ وَ الحَرّ يُنضِجُهُ وَ اللّيلُ يُبَرّدُهُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي مَنطِقِهِ فَقَالَ أَنَا ابنُ المُستَجَابِ الدّعوَةِ أَنَا ابنُ مَن كَانَ مِن رَبّهِ كَقَابِقَوسَينِ أَو أَدني أَنَا ابنُ الشّفِيعِ المُطَاعِ أَنَا ابنُ مَكّةَ وَ مِنًي أَنَا ابنُ مَن خَضَعَت لَهُ قُرَيشٌ رَغماً أَنَا ابنُ مَن سَعِدَ تَابِعُهُ وَ شقَيَِ خَاذِلُهُ أَنَا ابنُ مَن جُعِلَتِ الأَرضُ لَهُ طَهُوراً وَ مَسجِداً أَنَا ابنُ مَن كَانَت أَخبَارُ السّمَاءِ إِلَيهِ تَترَي أَنَا ابنُ مَن أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم تَطهِيراً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَظُنّ نَفسَكَ يَا حَسَنُ تُنَازِعُكَ إِلَي الخِلَافَةِ فَقَالَ وَيلَكَ يَا مُعَاوِيَةُ
صفحه : 42
إِنّمَا الخَلِيفَةُ مَن سَارَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللّهِ وَ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ لعَمَريِ إِنّا لَأَعلَامُ الهُدَي وَ مَنَارُ التّقَي وَ لَكِنّكَ يَا مُعَاوِيَةُ مِمّن أَبَادَ السّنَنَ وَ أَحيَا البِدَعَ وَ اتّخَذَ عِبَادَ اللّهِ خَوَلًا وَ دِينَ اللّهِ لَعِباً فَكَأَن قَد أُخمِلَ مَا أَنتَ فِيهِ فَعِشتَ يَسِيراً وَ بَقِيَت عَلَيكَ تَبِعَاتُهُ يَا مُعَاوِيَةُ وَ اللّهِ لَقَد خَلَقَ اللّهُ مَدِينَتَينِ إِحدَاهُمَا بِالمَشرِقِ وَ الأُخرَي بِالمَغرِبِ أَسمَاؤُهُمَا جَابَلقَا وَ جَابَلسَا مَا بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِمَا أَحَداً غَيرَ جدَيّ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ أَخبِرنَا عَن لَيلَةِ القَدرِ قَالَ نَعَم عَن مِثلِ هَذَا فَاسأَل إِنّ اللّهَ خَلَقَ السّمَاوَاتِ سَبعاً وَ الأَرَضِينَ سَبعاً وَ الجِنّ مِن سَبعٍ وَ الإِنسَ مِن سَبعٍ فَتَطلُبُ مِن لَيلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشرِينَ إِلَي لَيلَةِ سَبعٍ وَ عِشرِينَ ثُمّ نَهَضَ ع
أقول قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ رَوَي أَبُو الحَسَنِ المدَاَئنِيِّ قَالَسَأَلَ مُعَاوِيَةُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع بَعدَ الصّلحِ أَن يَخطُبَ النّاسَ فَامتَنَعَ فَنَاشَدَهُ أَن يَفعَلَ فَوُضِعَ لَهُ كرُسيِّ فَجَلَسَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي تَوَحّدَ فِي مُلكِهِ وَ تَفَرّدَ فِي رُبُوبِيّتِهِ يؤُتيِ المُلكَ مَن يَشَاءُ وَ يَنزِعُهُ عَمّن يَشَاءُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَ بِنَا مُؤمِنَكُم وَ أَخرَجَ مِنَ الشّركِ أَوّلَكُم وَ حَقَنَ دِمَاءَ آخِرِكُم فَبَلَاؤُنَا عِندَكُم قَدِيماً وَ حَدِيثاً أَحسَنُ البَلَاءِ إِن شَكَرتُم أَو كَفَرتُم أَيّهَا النّاسُ إِنّ رَبّ عَلِيّ كَانَ أَعلَمَ بعِلَيِّ حِينَ قَبَضَهُ إِلَيهِ وَ لَقَدِ اختَصّهُ بِفَضلٍ لَن تُعهَدُوا بِمِثلِهِ وَ لَن تَجِدُوا مِثلَ سَابِقَتِهِ.فَهَيهَاتَ هَيهَاتَ طَالَمَا قَلّبتُمُ الأُمُورَ حَتّي أَعلَاهُ اللّهُ عَلَيكُم وَ هُوَ صَاحِبُكُم غَزَاكُم فِي بَدرٍ وَ أَخَوَاتِهَا جَرّعَكُم رَنَقاً وَ سَقَاكُم عَلَقاً وَ أَذَلّ رِقَابَكُم وَ شَرَقَكُم بِرِيقِكُم فَلَستُم بِمَلُومِينَ عَلَي بُغضِهِ وَ ايمُ اللّهِ لَا تُرَي أُمّةُ مُحَمّدٍ خَفضاً مَا كَانَت سَادَتُهُم وَ قَادَتُهُم فِي بنَيِ أُمَيّةَ وَ لَقَد وَجّهَ اللّهُ إِلَيكُم فِتنَةً لَن تُصَدّوا عَنهَا حَتّي تَهلِكُوا لِطَاعَتِكُم طَوَاغِيتَكُم وَ انضِوَائِكُم إِلَي شَيَاطِينِكُم فَعِندَ اللّهِ أَحتَسِبُ مَا مَضَي وَ مَا يُنتَظَرُ مِن سُوءِ رَغبَتِكُم وَ حَيفِ حِلمِكُم. ثُمّ قَالَ يَا أَهلَ الكُوفَةِ لَقَد فَارَقَكُم بِالأَمسِ سَهمٌ مِن مرَاَميِ اللّهِ صَائِبٌ عَلَي أَعدَاءِ اللّهِ نَكَالٌ عَلَي فُجّارِ قُرَيشٍ لَم يَزَل آخِذاً بِحَنَاجِرِهَا جَاثِماً عَلَي أَنفُسِهَا
صفحه : 43
لَيسَ بِالمَلُومَةِ فِي أَمرِ اللّهِ وَ لَا بِالسّرُوقَةِ لِمَالِ اللّهِ وَ لَا بِالفَرُوقَةِ فِي حَربِ أَعدَاءِ اللّهِ أَعطَي الكِتَابَ خَوَاتِيمَهُ وَ عَزَائِمَهُ دَعَاهُ فَأَجَابَهُ وَ قَادَهُ فَأَتبَعَهُ لَا تَأخُذُهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ فَصَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ رَحمَتُهُ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَخطَأَ عَجِلٌ أَو كَادَ وَ أَصَابَ مُتَثَبّتٌ أَو كَادَ مَا ذَا أَرَدتُ مِن خُطبَةِ الحَسَنِ ع
.بيان رنق رنقا بالتحريك كدر وانضوي إليه مال وجثم لزم مكانه فلم يبرح أووقع علي صدره أوتلبّد بالأرض
4-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَنِ الحَارِثِ الهمَداَنيِّ قَالَ لَمّا مَاتَ عَلِيّ ع جَاءَ النّاسُ إِلَي الحَسَنِ وَ قَالُوا أَنتَ خَلِيفَةُ أَبِيكَ وَ وَصِيّهُ وَ نَحنُ السّامِعُونَ المُطِيعُونَ لَكَ فَمُرنَا بِأَمرِكَ فَقَالَ ع كَذَبتُم وَ اللّهِ مَا وَفَيتُم لِمَن كَانَ خَيراً منِيّ فَكَيفَ تَفُونَ لِي وَ كَيفَ أَطمَئِنّ إِلَيكُم وَ لَا أَثِقُ بِكُم إِن كُنتُم صَادِقِينَ فَمَوعِدُ مَا بيَنيِ وَ بَينَكُم مُعَسكَرُ المَدَائِنِ فَوَافُوا إلِيَّ هُنَاكَ فَرَكِبَ وَ رَكِبَ مَعَهُ مَن أَرَادَ الخُرُوجَ وَ تَخَلّفَ عَنهُ كَثِيرٌ فَمَا وَفَوا بِمَا قَالُوهُ وَ بِمَا وَعَدُوهُ وَ غَرّوهُ كَمَا غَرّوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مِن قَبلِهِ فَقَامَ خَطِيباً وَ قَالَ غرَرَتمُوُنيِ كَمَا غَرَرتُم مَن كَانَ مِن قبَليِ مَعَ أَيّ إِمَامٍ تُقَاتِلُونَ بعَديِ مَعَ الكَافِرِ الظّالِمِ ألّذِي لَم يُؤمِن بِاللّهِ وَ لَا بِرَسُولِهِ قَطّ وَ لَا أَظهَرَ الإِسلَامَ هُوَ وَ بنَيِ[بَنُو]أُمَيّةَ إِلّا فَرَقاً مِنَ السّيفِ وَ لَو لَم يَبقَ لبِنَيِ أُمَيّةَ إِلّا عَجُوزٌ دَردَاءُ لَبَغَت دِينَ اللّهِ عِوَجاً وَ هَكَذَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ وَجّهَ إِلَيهِ قَائِداً فِي أَربَعَةِ آلَافٍ وَ كَانَ مِن كِندَةَ وَ أَمَرَهُ أَن يُعَسكِرَ بِالأَنبَارِ وَ لَا يُحدِثَ شَيئاً حَتّي يَأتِيَهُ أَمرُهُ فَلَمّا تَوَجّهَ إِلَي الأَنبَارِ وَ نَزَلَ بِهَا وَ عَلِمَ مُعَاوِيَةُ بِذَلِكَ بَعَثَ إِلَيهِ رُسُلًا وَ كَتَبَ إِلَيهِ مَعَهُم أَنّكَ إِن أَقبَلتَ إلِيَّ أُوَلّكَ بَعضَ كُوَرِ الشّامِ وَ الجَزِيرَةِ غَيرَ مُنفِسٍ عَلَيكَ وَ أَرسَلَ إِلَيهِ بِخَمسِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَقَبَضَ
صفحه : 44
الكنِديِّ عَدُوّ اللّهِ المَالَ وَ قَلَبَ عَلَي الحَسَنِ وَ صَارَ إِلَي مُعَاوِيَةَ فِي ماِئتَيَ رَجُلٍ مِن خَاصّتِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ الحَسَنَ ع فَقَامَ خَطِيباً وَ قَالَ هَذَا الكنِديِّ تَوَجّهَ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ غَدَرَ بيِ وَ بِكُم وَ قَد أَخبَرتُكُم مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ أَنّهُ لَا وَفَاءَ لَكُم أَنتُم عَبِيدُ الدّنيَا وَ أَنَا مُوَجّهٌ رَجُلًا آخَرَ مَكَانَهُ وَ إنِيّ أَعلَمُ أَنّهُ سَيَفعَلُ بيِ وَ بِكُم مَا فَعَلَ صَاحِبُهُ وَ لَا يُرَاقِبُ اللّهَ فِيّ وَ لَا فِيكُم فَبَعَثَ إِلَيهِ رَجُلًا مِن مُرَادٍ فِي أَربَعَةِ آلَافٍ وَ تَقَدّمَ إِلَيهِ بِمَشهَدٍ مِنَ النّاسِ وَ تَوَكّدَ عَلَيهِ وَ أَخبَرَهُ أَنّهُ سَيَغدِرُ كَمَا غَدَرَ الكنِديِّ فَحَلَفَ لَهُ بِالأَيمَانِ التّيِ لَا تَقُومُ لَهَا الجِبَالُ أَنّهُ لَا يَفعَلُ فَقَالَ الحَسَنُ إِنّهُ سَيَغدِرُ فَلَمّا تَوَجّهَ إِلَي الأَنبَارِ أَرسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَيهِ رُسُلًا وَ كَتَبَ إِلَيهِ بِمِثلِ مَا كَتَبَ إِلَي صَاحِبِهِ وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِخَمسَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ مَنّاهُ أَيّ وِلَايَةٍ أَحَبّ مِن كُوَرِ الشّامِ وَ الجَزِيرَةِ فَقَلَبَ عَلَي الحَسَنِ وَ أَخَذَ طَرِيقَهُ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ لَم يَحفَظ مَا أَخَذَ عَلَيهِ مِنَ العُهُودِ وَ بَلَغَ الحَسَنَ مَا فَعَلَ المرُاَديِّ فَقَامَ خَطِيباً فَقَالَ قَد أَخبَرتُكُم مَرّةً بَعدَ أُخرَي أَنّكُم لَا تَفُونَ لِلّهِ بِعُهُودٍ وَ هَذَا صَاحِبُكُمُ المرُاَديِّ غَدَرَ بيِ وَ بِكُم وَ صَارَ إِلَي مُعَاوِيَةَ ثُمّ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي الحَسَنِ يَا ابنَ عَمّ لَا تَقطَعِ الرّحِمَ ألّذِي بَينَكَ وَ بيَنيِ فَإِنّ النّاسَ قَد غَدَرُوا بِكَ وَ بِأَبِيكَ مِن قَبلِكَ فَقَالُوا إِن خَانَكَ الرّجُلَانِ وَ غَدَرُوا بِكَ فَإِنّا مُنَاصِحُونَ لَكَ فَقَالَ لَهُمُ الحَسَنُ لَأَعُودَنّ هَذِهِ المَرّةَ فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَكُم وَ إنِيّ لَأَعلَمُ أَنّكُم غَادِرُونَ مَا بيَنيِ وَ بَينَكُم إِنّ معُسَكرَيِ بِالنّخَيلَةِ فوَاَفوُنيِ هُنَاكَ وَ اللّهِ لَا تَفُونَ لِي بعِهَديِ وَ لَتَنقُضُنّ المِيثَاقَ بيَنيِ وَ بَينَكُم ثُمّ إِنّ الحَسَنَ أَخَذَ طَرِيقَ النّخَيلَةِ فَعَسكَرَ عَشَرَةَ أَيّامٍ فَلَم يَحضُرهُ إِلّا أَربَعَةُ آلَافٍ فَانصَرَفَ إِلَي الكُوفَةِ فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ قَالَ يَا عَجَباً مِن قَومٍ لَا حَيَاءَ لَهُم وَ لَا دِينَ وَ لَو سَلّمتُ لَهُ الأَمرَ فَاَيمُ اللّهِ لَا تَرَونَ فَرَجاً أَبَداً مَعَ بنَيِ أُمَيّةَ وَ اللّهِ لَيَسُومُونَكُم سُوءَ العَذابِ حَتّي تَتَمَنّوا أَنّ عَلَيكُم جَيشاً جَيشاً وَ لَو وَجَدتُ أَعوَاناً
صفحه : 45
مَا سَلّمتُ لَهُ الأَمرَ لِأَنّهُ مُحَرّمٌ عَلَي بنَيِ أُمَيّةَ فَأُفّ وَ تَرَحاً يَا عَبِيدَ الدّنيَا وَ كَتَبَ أَكثَرُ أَهلِ الكُوفَةِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَإِنّا مَعَكَ وَ إِن شِئتَ أَخَذنَا الحَسَنَ وَ بَعَثنَاهُ إِلَيكَ ثُمّ أَغَارُوا عَلَي فُسطَاطِهِ وَ ضَرَبُوهُ بِحَربَةٍ وَ أُخِذَ مَجرُوحاً ثُمّ كَتَبَ جَوَاباً لِمُعَاوِيَةَ إِنّمَا هَذَا الأَمرُ لِي وَ الخِلَافَةُ لِي وَ لِأَهلِ بيَتيِ وَ إِنّهَا لَمُحَرّمَةٌ عَلَيكَ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِكَ سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ اللّهِ لَو وَجَدتُ صَابِرِينَ عَارِفِينَ بحِقَيّ غَيرَ مُنكِرِينَ مَا سَلّمتُ لَكَ وَ لَا أَعطَيتُكَ مَا تُرِيدُ وَ انصَرَفَ إِلَي الكُوفَةِ
بيان امرأة درداء أي ليس في فمها سنّ قوله ع لبغت دين الله عوجا إلي لطلبت أن يثبت له اعوجاجا وتلبس علي الناس أن فيه عوجا مقتبس من قوله تعالي قُل يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَن آمَنَ تَبغُونَها عِوَجاً والكور بضم الكاف وفتح الواو جمع الكورة وهي المدينة والصقع و قال الجوهري أنفسني فلان في كذا أي رغبني فيه ولفلان منفس ونفيس أي مال كثير ونفس به بالكسر أي ضن به يقال نفست عليه الشيء نفاسة إذا لم تره يستأهله قوله وقلب علي الحسن أي صرف العسكر أوالأمر إليه والترح بالتحريك ضد الفرح والهلاك
5-شا،[الإرشاد] لَمّا بَلَغَ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ وَفَاةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ بَيعَةُ النّاسِ ابنَهُ الحَسَنَ ع دَسّ رَجُلًا مِن حِميَرٍ إِلَي الكُوفَةِ وَ رَجُلًا مِن بنَيِ القَينِ إِلَي البَصرَةِ لِيَكتُبَا إِلَيهِ بِالأَخبَارِ وَ يُفسِدَا عَلَي الحَسَنِ الأُمُورَ فَعَرَفَ ذَلِكَ الحَسَنُ ع فَأَمَرَ بِاستِخرَاجِ الحمِيرَيِّ مِن عِندِ لَحّامٍ بِالكُوفَةِ فَأُخرِجَ وَ أَمَرَ بِضَربِ عُنُقِهِ وَ كَتَبَ إِلَي البَصرَةِ بِاستِخرَاجِ القيَنيِّ مِن بنَيِ سُلَيمٍ فَأُخرِجَ وَ ضُرِبَت عُنُقُهُ وَ كَتَبَ الحَسَنُ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّكَ دَسَستَ الرّجَالَ لِلِاحتِيَالِ وَ الِاغتِيَالِ وَ أَرصَدتَ العُيُونَ كَأَنّكَ تُحِبّ اللّقَاءَ وَ مَا أَشُكّ فِي ذَلِكَ فَتَوَقّعهُ
صفحه : 46
إِن شَاءَ اللّهُ وَ بلَغَنَيِ أَنّكَ شَمِتّ بِمَا لَم يَشمَت بِهِ ذُو حِجًي وَ إِنّمَا مَثَلُكَ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ الأَوّلُ
فَقُل للِذّيِ يبَغيِ خِلَافَ ألّذِي مَضَي | تَزَوّد لِأُخرَي مِثلَهَا فَكَأَنّ قَد |
فَإِنّا وَ مَن قَد مَاتَ مِنّا لكَاَلذّيِ | يَرُوحُ فيَمُسيِ فِي المَبِيتِ ليِغَتدَيِ |
فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَةُ عَن كِتَابِهِ بِمَا لَا حَاجَةَ لَنَا إِلَي ذِكرِهِ وَ كَانَ بَينَ الحَسَنِ ع وَ بَينَهُ بَعدَ ذَلِكَ مُكَاتَبَاتٌ وَ مُرَاسَلَاتٌ وَ احتِجَاجَاتٌ لِلحَسَنِ ع فِي استِحقَاقِهِ الأَمرَ وَ تَوَثّبِ مَن تَقَدّمَ عَلَي أَبِيهِ ع وَ ابتِزَازِهِم سُلطَانَ ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ تَحَقّقِهِم بِهِ دُونَهُ أَشيَاءُ يَطُولُ ذِكرُهَا وَ سَارَ مُعَاوِيَةُ نَحوَ العِرَاقِ لِيَغلِبَ عَلَيهِ فَلَمّا بَلَغَ جِسرَ مَنبِجٍ تَحَرّكَ الحَسَنُ ع وَ بَعَثَ حُجرَ بنَ عدَيِّ يَأمُرُ العُمّالَ بِالمَسِيرِ وَ استَنفَرَ النّاسَ لِلجِهَادِ فَتَثَاقَلُوا عَنهُ ثُمّ خَفّوا وَ مَعَهُ أَخلَاطٌ مِنَ النّاسِ بَعضُهُم شِيعَةٌ لَهُ وَ لِأَبِيهِ وَ بَعضُهُم مُحَكّمَةٌ يُؤثِرُونَ قِتَالَ مُعَاوِيَةَ بِكُلّ حِيلَةٍ وَ بَعضُهُم أَصحَابُ فِتَنٍ وَ طَمَعٍ فِي الغَنَائِمِ وَ بَعضُهُم شُكّاكٌ وَ بَعضُهُم أَصحَابُ عَصَبِيّةٍ اتّبَعُوا رُؤَسَاءَ قَبَائِلِهِم لَا يَرجِعُونَ إِلَي دِينٍ فَسَارَ حَتّي أَتَي حَمّامَ عُمَرَ ثُمّ أَخَذَ عَلَي دَيرِ كَعبٍ فَنَزَلَ سَابَاطَ دُونَ القَنطَرَةِ وَ بَاتَ هُنَاكَ فَلَمّا أَصبَحَ أَرَادَ ع أَن يَمتَحِنَ أَصحَابَهُ وَ يسَتبَرِئَ أَحوَالَهُم لَهُ فِي الطّاعَةِ لِيَتَمَيّزَ بِذَلِكَ أَولِيَاؤُهُ مِن أَعدَائِهِ وَ يَكُونَ عَلَي بَصِيرَةٍ مِن لِقَاءِ مُعَاوِيَةَ وَ أَهلِ الشّامِ فَأَمَرَ أَن ينُاَديَِ فِي النّاسِ بِالصّلَاةِ جَامِعَةً فَاجتَمَعُوا فَصَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَهُم فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ كُلّمَا حَمِدَهُ حَامِدٌ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ كُلّمَا شَهِدَ لَهُ شَاهِدٌ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُبِالحَقّ بَشِيراً وَ ائتَمَنَهُ عَلَي الوحَيِص أَمّا بَعدُ فإَنِيّ وَ اللّهِ لَأَرجُو أَن أَكُونَ قَد أَصبَحتُ بِحَمدِ اللّهِ وَ مَنّهِ وَ أَنَا أَنصَحُ خَلقِ
صفحه : 47
اللّهِ لِخَلقِهِ وَ مَا أَصبَحتُ مُحتَمِلًا عَلَي مُسلِمٍ ضَغِينَةً وَ لَا مُرِيداً لَهُ بِسُوءٍ وَ لَا غَائِلَةٍ أَلَا وَ إِنّ مَا تَكرَهُونَ فِي الجَمَاعَةِ خَيرٌ لَكُم مِمّا تُحِبّونَ فِي الفُرقَةِ أَلَا وَ إنِيّ نَاظِرٌ لَكُم خَيراً مِن نَظَرِكُم لِأَنفُسِكُم فَلَا تُخَالِفُوا أمَريِ وَ لَا تَرُدّوا عَلَيّ رأَييِ غَفَرَ اللّهُ لِي وَ لَكُم وَ أرَشدَنَيِ وَ إِيّاكُم لِمَا فِيهِ المَحَبّةُ وَ الرّضَا قَالَ فَنَظَرَ النّاسُ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ وَ قَالُوا مَا تَرَونَهُ يُرِيدُ بِمَا قَالَ قَالُوا نَظُنّهُ وَ اللّهِ يُرِيدُ أَن يُصَالِحَ مُعَاوِيَةَ وَ يُسَلّمَ الأَمرَ إِلَيهِ فَقَالُوا كَفَرَ وَ اللّهِ الرّجُلُ ثُمّ شَدّوا عَلَي فُسطَاطِهِ وَ انتَهَبُوهُ حَتّي أَخَذُوا مُصَلّاهُ مِن تَحتِهِ ثُمّ شَدّ عَلَيهِ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعّالٍ الأزَديِّ فَنَزَعَ مطرفة[مِطرَفَهُ] عَن عَاتِقِهِ فبَقَيَِ جَالِساً مُتَقَلّداً بِالسّيفِ بِغَيرِ رِدَاءٍ ثُمّ دَعَا بِفَرَسِهِ وَ رَكِبَهُ وَ أَحدَقَ بِهِ طَوَائِفُ مِن خَاصّتِهِ وَ شِيعَتِهِ وَ مَنَعُوا مِنهُ مَن أَرَادَهُ فَقَالَ ادعُوا لِي رَبِيعَةَ وَ هَمدَانَ فَدَعَوا لَهُ فَأَطَافُوا بِهِ وَ دَفَعُوا النّاسَ عَنهُ ع وَ سَارَ وَ مَعَهُ شَوبٌ مِن غَيرِهِم فَلَمّا مَرّ فِي مُظلِمِ سَابَاطَ بَدَرَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن بنَيِ أَسَدٍ يُقَالُ لَهُ الجَرّاحُ بنُ سِنَانٍ وَ أَخَذَ بِلِجَامِ بَغلَتِهِ وَ بِيَدِهِ مِغوَلٌ وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ أَشرَكتَ يَا حَسَنُ كَمَا أَشرَكَ أَبُوكَ مِن قَبلُ ثُمّ طَعَنَهُ فِي فَخِذِهِ فَشَقّهُ حَتّي بَلَغَ العَظمَ ثُمّ اعتَنَقَهُ الحَسَنُ ع وَ خَرّا جَمِيعاً إِلَي الأَرضِ فَوَثَبَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن شِيعَةِ الحَسَنِ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ خَطَلٍ الطاّئيِّ فَانتَزَعَ المِغوَلَ مِن يَدِهِ وَ خَضخَضَ بِهِ جَوفَهُ فَأَكَبّ عَلَيهِ آخَرُ يُقَالُ لَهُ ظَبيَانُ بنُ عُمَارَةَ فَقَطَعَ أَنفَهُ فَهَلَكَ مِن ذَلِكَ وَ أُخِذَ آخَرُ كَانَ مَعَهُ فَقُتِلَ وَ حُمِلَ الحَسَنُ ع عَلَي سَرِيرٍ إِلَي المَدَائِنِ فَأُنزِلَ بِهِ عَلَي سَعدِ بنِ مَسعُودٍ الثقّفَيِّ وَ كَانَ عَامِلَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِهَا فَأَقَرّهُ الحَسَنُ ع عَلَي ذَلِكَ وَ اشتَغَلَ الحَسَنُ ع بِنَفسِهِ يُعَالِجُ جُرحَهُ وَ كَتَبَ جَمَاعَةٌ مِن رُؤَسَاءِ القَبَائِلِ إِلَي مُعَاوِيَةَ بِالسّمعِ وَ الطّاعَةِ لَهُ فِي السّرّ وَ استَحَثّوهُ عَلَي المَسِيرِ نَحوَهُم وَ ضَمِنُوا لَهُ تَسلِيمَ الحَسَنِ ع إِلَيهِ عِندَ دُنُوّهِم مِن عَسكَرِهِ أَوِ الفَتكَ بِهِ وَ بَلَغَ الحَسَنَ ع ذَلِكَ وَ وَرَدَ عَلَيهِ كِتَابُ قَيسِ بنِ سَعدٍ وَ كَانَ قَد أَنفَذَهُ مَعَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ عِندَ مَسِيرِهِ مِنَ الكُوفَةِ لِيَلقَي مُعَاوِيَةَ
صفحه : 48
وَ يَرُدّهُ عَنِ العِرَاقِ وَ جَعَلَهُ أَمِيراً عَلَي الجَمَاعَةِ وَ قَالَ إِن أُصِبتَ فَالأَمِيرُ قَيسُ بنُ سَعدٍ فَوَصَلَ كِتَابُ قَيسِ بنِ سَعدٍ يُخبِرُهُ أَنّهُم نَازَلُوا مُعَاوِيَةَ بِقَريَةٍ يُقَالُ لَهَا الحَبّونِيّةُ بِإِزَاءِ مَسكِنَ وَ أَنّ مُعَاوِيَةَ أَرسَلَ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ يُرَغّبُهُ فِي المَصِيرِ إِلَيهِ وَ ضَمِنَ لَهُ أَلفَ أَلفِ دِرهَمٍ يُعَجّلُ لَهُ مِنهَا النّصفَ وَ يُعطِيهِ النّصفَ الآخَرَ عِندَ دُخُولِهِ إِلَي الكُوفَةِ فَانسَلّ عُبَيدُ اللّهِ فِي اللّيلِ إِلَي مُعَسكَرِ مُعَاوِيَةَ فِي خَاصّتِهِ وَ أَصبَحَ النّاسُ قَد فَقَدُوا أَمِيرَهُم فَصَلّي بِهِم قَيسُ بنُ سَعدٍ وَ نَظَرَ فِي أُمُورِهِم فَازدَادَت بَصِيرَةُ الحَسَنِ ع بِخِذلَانِ القَومِ لَهُ وَ فَسَادِ نِيّاتِ المُحَكّمَةِ فِيهِ بِمَا أَظهَرُوهُ لَهُ مِنَ السّبّ وَ التّكفِيرِ لَهُ وَ استِحلَالِ دَمِهِ وَ نَهبِ أَموَالِهِ وَ لَم يَبقَ مَعَهُ مَن يَأمَنُ غَوَائِلَهُ إِلّا خَاصّةٌ مِن شِيعَةِ أَبِيهِ وَ شِيعَتِهِ وَ هُم جَمَاعَةٌ لَا يَقُومُ لِأَجنَادِ الشّامِ فَكَتَبَ إِلَيهِ مُعَاوِيَةُ فِي الهُدنَةِ وَ الصّلحِ وَ أَنفَذَ إِلَيهِ بِكُتُبِ أَصحَابِهِ الّذِينَ ضَمِنُوا لَهُ فِيهَا الفَتكَ بِهِ وَ تَسلِيمَهُ إِلَيهِ وَ اشتَرَطَ لَهُ عَلَي نَفسِهِ فِي إِجَابَتِهِ إِلَي صُلحِهِ شُرُوطاً كَثِيرَةً وَ عَقَدَ لَهُ عُقُوداً كَانَ فِي الوَفَاءِ بِهَا مَصَالِحُ شَامِلَةٌ فَلَم يَثِق بِهِ الحَسَنُ وَ عَلِمَ بِاحتِيَالِهِ بِذَلِكَ وَ اغتِيَالِهِ غَيرَ أَنّهُ لَم يَجِد بُدّاً مِن إِجَابَتِهِ إِلَي مَا التَمَسَ مِنهُ مِن تَركِ الحَربِ وَ إِنفَاذِ الهُدنَةِ لِمَا كَانَ عَلَيهِ أَصحَابُهُ مِمّا وَصَفنَاهُ مِن ضَعفِ البَصَائِرِ فِي حَقّهِ وَ الفَسَادِ عَلَيهِ وَ الخُلفِ مِنهُم لَهُ وَ مَا انطَوَي عَلَيهِ كَثِيرٌ مِنهُم فِي استِحلَالِ دَمِهِ وَ تَسلِيمِهِ إِلَي خَصمِهِ وَ مَا كَانَ مِن خِذلَانِ ابنِ عَمّهِ لَهُ وَ مَصِيرِهِ إِلَي عَدُوّهِ وَ مَيلِ الجُمهُورِ مِنهُم إِلَي العَاجِلَةِ وَ زُهدِهِم فِي الآجِلَةِ فَتَوَثّقَ ع لِنَفسِهِ مِن مُعَاوِيَةَ لِتَوكِيدِ الحُجّةِ عَلَيهِ وَ الإِعذَارِ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَهُ عِندَ اللّهِ تَعَالَي وَ عِندَ كَافّةِ المُسلِمِينَ وَ اشتَرَطَ عَلَيهِ تَركَ سَبّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ العُدُولَ عَنِ القُنُوتِ عَلَيهِ فِي الصّلَوَاتِ وَ أَن يُؤَمّنَ شِيعَتَهُ وَ لَا يَتَعَرّضَ لِأَحَدٍ مِنهُم بِسُوءٍ
صفحه : 49
وَ يُوصِلَ إِلَي كُلّ ذيِ حَقّ حَقّهُ وَ أَجَابَهُ مُعَاوِيَةُ إِلَي ذَلِكَ كُلّهِ وَ عَاهَدَ عَلَيهِ وَ حَلَفَ لَهُ بِالوَفَاءِ لَهُ فَلَمّا استَتَمّتِ الهُدنَةُ عَلَي ذَلِكَ سَارَ مُعَاوِيَةُ حَتّي نَزَلَ بِالنّخَيلَةِ وَ كَانَ ذَلِكَ اليَومُ يَومَ الجُمُعَةِ فَصَلّي بِالنّاسِ ضُحَي النّهَارِ فَخَطَبَهُم وَ قَالَ فِي خُطبَتِهِ إنِيّ وَ اللّهِ مَا قَاتَلتُكُم لِتُصَلّوا وَ لَا لِتَصُومُوا وَ لَا لِتَحِجّوا وَ لَا لِتُزَكّوا إِنّكُم لَتَفعَلُونَ ذَلِكَ وَ لكَنِيّ قَاتَلتُكُم لِأَتَأَمّرَ عَلَيكُم وَ قَد أعَطاَنيِ اللّهُ ذَلِكَ وَ أَنتُم لَهُ كَارِهُونَ أَلَا وَ إنِيّ كُنتُ مَنّيتُ الحَسَنَ وَ أَعطَيتُهُ أَشيَاءَ وَ جَمِيعُهَا تَحتَ قدَمَيَّ لَا أفَيِ بشِيَءٍ مِنهَا لَهُ ثُمّ سَارَ حَتّي دَخَلَ الكُوفَةَ فَأَقَامَ بِهَا أَيّاماً فَلَمّا استَتَمّتِ البَيعَةُ لَهُ مِن أَهلِهَا صَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَ النّاسَ وَ ذَكَرَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ نَالَ مِنهُ وَ نَالَ مِنَ الحَسَنِ ع مَا نَالَ وَ كَانَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع حَاضِرَينِ فَقَامَ الحُسَينُ ع لِيَرُدّ عَلَيهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ الحَسَنُ ع فَأَجلَسَهُ ثُمّ قَامَ فَقَالَ أَيّهَا الذّاكِرُ عَلِيّاً أَنَا الحَسَنُ وَ أَبِي عَلِيّ وَ أَنتَ مُعَاوِيَةُ وَ أَبُوكَ صَخرٌ وَ أمُيّ فَاطِمَةُ وَ أُمّكَ هِندٌ وَ جدَيّ رَسُولُ اللّهِص وَ جَدّكَ حَربٌ وَ جدَتّيِ خَدِيجَةُ وَ جَدّتُكَ قَتِيلَةُ فَلَعَنَ اللّهُ أَخمَلَنَا ذِكراً وَ أَلأَمَنَا حَسَباً وَ شَرّنَا قَدَماً وَ أَقدَمَنَا كُفراً وَ نِفَاقاً فَقَالَت طَوَائِفُ مِن أَهلِ المَسجِدِ آمِينَ آمِينَ
توضيح قوله فكأن قد أي فكأن قدنزلت أوجاءت وحذف مدخول قدشائع قوله وبيده مغول في بعض النسخ بالغين المعجمة قال الفيروزآبادي المغول كمنبر حديدة تجعل في السوط فيكون لها غلاف وشبه مشمل إلا أنه أدق وأطول منه ونصل طويل أوسيف دقيق له قفا واسم و في بعضها بالمهملة وهي حديدة ينقر بهاالجبال والخضخضة التحريك والفتك أن يأتي الرجل صاحبه و هو
صفحه : 50
غار غافل حتي يشد عليه فيقتله .أقول وَ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ لَمّا سَارَ مُعَاوِيَةُ قَاصِداً إِلَي العِرَاقِ وَ بَلَغَ جِسرَ مَنبِجٍ نَادَي المنُاَديِ الصّلَاةُ جَامِعَةً فَلَمّا اجتَمَعُوا خَرَجَ الحَسَنُ ع فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ كَتَبَ الجِهَادَ عَلَي خَلقِهِ وَ سَمّاهُ كَرهاً ثُمّ قَالَ لِأَهلِ الجِهَادِ مِنَ المُؤمِنِينَاصبِرُوا إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَفَلَستُم أَيّهَا النّاسُ نَائِلِينَ مَا تُحِبّونَ إِلّا بِالصّبرِ عَلَي مَا تَكرَهُونَ إِنّهُ بلَغَنَيِ أَنّ مُعَاوِيَةَ بَلَغَهُ أَنّا كُنّا أَزمَعنَا عَلَي المَسِيرِ إِلَيهِ فَتَحَرّكَ لِذَلِكَ فَاخرُجُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ إِلَي مُعَسكَرِكُم بِالنّخَيلَةِ حَتّي نَنظُرَ وَ تَنظُرُونَ وَ نَرَي وَ تَرَونَ قَالَ وَ إِنّهُ فِي كَلَامِهِ لَيَتَخَوّفُ خِذلَانَ النّاسِ لَهُ. قَالَ فَسَكَتُوا فَمَا تَكَلّمَ مِنهُم أَحَدٌ وَ لَا أَجَابَهُ بِحَرفٍ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ عدَيِّ بنُ حَاتِمٍ قَامَ فَقَالَ أَنَا ابنُ حَاتِمٍ سُبحَانَ اللّهِ مَا أَقبَحَ هَذَا المَقَامَ أَ لَا تُجِيبُونَ إِمَامَكُم وَ ابنَ بِنتِ نَبِيّكُم أَينَ خُطَبَاءُ مِصرَ الّذِينَ أَلسِنَتُهُم كَالمَخَارِيقِ فِي الدّعَةِ فَإِذَا جَدّ الجَدّ فَرَوّاغُونَ كَالثّعَالِبِ أَ مَا تَخَافُونَ مَقتَ اللّهِ وَ لَا عَنَتَهَا وَ عَارَهَا. ثُمّ استَقبَلَ الحَسَنَ ع بِوَجهِهِ فَقَالَ أَصَابَ اللّهُ بِكَ المَرَاشِدَ وَ جَنّبَكَ المَكَارِهَ وَ وَفّقَكَ لِمَا يُحمَدُ وَردُهُ وَ صَدرُهُ وَ قَد سَمِعنَا مَقَالَتَكَ وَ انتَهَينَا إِلَي أَمرِكَ وَ سَمِعنَا لَكَ وَ أَطَعنَاكَ فِيمَا قُلتَ وَ رَأَيتَ وَ هَذَا وجَهيِ إِلَي مُعَسكَرِنَا فَمَن أَحَبّ أَن يوُاَفيَِ فَليُوَافِ. ثُمّ مَضَي لِوَجهِهِ فَخَرَجَ مِنَ المَسجِدِ وَ دَابّتُهُ بِالبَابِ فَرَكِبَهَا وَ مَضَي إِلَي النّخَيلَةِ وَ أَمَرَ غُلَامَهُ أَن يَلحَقَهُ بِمَا يُصلِحُهُ فَكَانَ عدَيِّ أَوّلَ النّاسِ عَسكَراً. ثُمّ قَامَ قَيسُ بنُ عُبَادَةَ الأنَصاَريِّ وَ مَعقِلُ بنُ قَيسٍ الريّاَحيِّ وَ زِيَادُ بنُ حَصفَةَ التيّميِّ فَأَنّبُوا النّاسَ وَ لَامُوهُم وَ حَرّضُوهُم وَ كَلّمُوا الحَسَنَ ع بِمِثلِ كَلَامِ عدَيِّ بنِ حَاتِمٍ فِي الإِجَابَةِ وَ القَبُولِ فَقَالَ لَهُمُ الحَسَنُ ع صَدَقتُم رَحِمَكُمُ اللّهُ مَا زِلتُ أَعرِفُكُم بِصِدقِ النّيّةِ وَ الوَفَاءِ وَ القَبُولِ وَ المَوَدّةِ الصّحِيحَةِ فَجَزَاكُمُ اللّهُ خَيراً
صفحه : 51
ثُمّ نَزَلَ وَ خَرَجَ النّاسُ وَ عَسكَرُوا وَ نَشِطُوا لِلخُرُوجِ وَ خَرَجَ الحَسَنُ ع إِلَي المُعَسكَرِ وَ استَخلَفَ عَلَي الكُوفَةِ المُغِيرَةَ بنَ نَوفَلِ بنِ الحَارِثِ وَ أَمَرَهُ بِاستِحثَاثِ النّاسِ عَلَي اللّحُوقِ إِلَيهِ وَ سَارَ الحَسَنُ ع فِي عَسكَرٍ عَظِيمٍ حَتّي نَزَلَ دَيرَ عَبدِ الرّحمَنِ فَأَقَامَ بِهِ ثَلَاثاً حَتّي اجتَمَعَ النّاسُ. ثُمّ دَعَا عُبَيدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ عَمّ إنِيّ بَاعِثٌ مَعَكَ اثنيَ عَشَرَ أَلفاً مِن فُرسَانِ العَرَبِ وَ قُرّاءِ المِصرِ الرّجُلُ مِنهُم يَزِيدُ الكَتِيبَةَ فَسِر بِهِم وَ أَلِن لَهُم جَانِبَكَ وَ ابسُط لَهُم وَجهَكَ وَ افرُش لَهُم جَنَاحَكَ وَ أَدنِهِم مِن مَجلِسِكَ فَإِنّهُم بَقِيّةُ ثِقَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ سِر بِهِم عَلَي شَطّ الفُرَاتِ حَتّي تَقطَعَ بِهِمُ الفُرَاتَ حَتّي تَسِيرَ بِمَسكِنَ ثُمّ امضِ حَتّي تَستَقبِلَ بِهِم مُعَاوِيَةَ فَإِن أَنتَ لَقِيتَهُ فَاحتَبِسهُ حَتّي آتِيَكَ فإَنِيّ عَلَي أَثَرِكَ وَشِيكاً وَ ليَكُن خَبَرُكَ عنِديِ كُلّ يَومٍ وَ شَاوِر هَذَينِ يعَنيِ قَيسَ بنَ سَعدٍ وَ سَعِيدَ بنَ قَيسٍ وَ إِذَا لَقِيتَ مُعَاوِيَةَ فَلَا تُقَاتِلهُ حَتّي يُقَاتِلَكَ فَإِن فَعَلَ فَقَاتِلهُ فَإِن أُصِبتَ فَقَيسُ بنُ سَعدٍ عَلَي النّاسِ فَإِن أُصِيبَ فَسَعِيدُ بنُ قَيسٍ عَلَي النّاسِ.فَسَارَ عُبَيدُ اللّهِ حَتّي انتَهَي إِلَي شِينوَرَ حَتّي خَرَجَ إِلَي شاَهيِ ثُمّ لَزِمَ الفُرَاتَ وَ الفَلّوجَةَ حَتّي أَتَي مَسكِنَ وَ أَخَذَ الحَسَنُ عَلَي حَمّامِ عُمَرَ حَتّي أَتَي دَيرَ كَعبٍ ثُمّ بَكّرَ فَنَزَلَ سَابَاطَ دُونَ القَنطَرَةِ
.أقول ثم ذكر ماجري عليه صلوات الله عليه هناك و قدمر ذكره ثم قال .فأما معاوية فإنه وافي حتي نزل في قرية يقال له الحبونية وأقبل عبيد الله بن العباس حتي نزل بإزائه فلما كان من غد وجه معاوية إلي عبيد الله أن الحسن قدراسلني في الصلح و هومسلم الأمر إلي فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا و إلادخلت و أنت تابع و لك إن جئتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم أعجل لك في هذاالوقت نصفها و إذادخلت الكوفة النصف الآخر.فانسل عبيد الله ليلا فدخل عسكر معاوية فوفي له بما وعده وأصبح الناس
صفحه : 52
ينتظرونه أن يخرج فيصلي بهم فلم يخرج حتي أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه فصلي بهم قيس بن سعد بن عبادة ثم خطبهم فثبتهم وذكر عبيد الله فنال منه ثم أمرهم بالصبر والنهوض إلي العدو فأجابوه بالطاعة وقالوا له انهض بنا إلي عدونا علي اسم الله فنهض بهم . وخرج إليهم بسر بن أرطاة فصاحوا إلي أهل العراق ويحكم هذاأميركم عندنا قدبايع وإمامكم الحسن قدصالح فعلام تقتلون أنفسكم فقال لهم قيس بن سعد اختاروا إحدي اثنتين إما القتال مع غيرإمام وإما أن تبايعوا بيعة ضلال قالوا بل نقاتل بلا إمام فخرجوا فضربوا أهل الشام حتي ردوهم إلي مصافهم . وكتب معاوية إلي قيس بن سعد يدعوه ويمنيه فكتب إليه قيس لا و الله لاتلقاني أبدا إلابيني وبينك الرمح فكتب إليه معاوية لمايئس منه أما بعدفإنك يهودي ابن يهودي تشقي نفسك وتقتلها فيما ليس لك فإن ظهر أحب الفريقين إليك نبذك وعزلك و إن ظهر أبغضهما إليك نكل بك وقتلك و قد كان أبوك أوتر غيرقوسه ورمي غيرغرضه فخذله قومه وأدركه يومه فمات بحوران طريدا غريبا و السلام .فكتب إليه قيس بن سعد أما بعدفإنما أنت وثن ابن وثن دخلت في الإسلام كرها وأقمت فيه فرقا وخرجت منه طوعا و لم يجعل الله لك فيه نصيبا لم يقدم إسلامك و لم يحدث نفاقك و لم تزل حربا لله ولرسوله وحزبا من أحزاب المشركين وعدوا لله ونبيه و المؤمنين من عباده وذكرت أبي فلعمري ماأوتر إلاقوسه و لارمي إلاغرضه فشغب عليه من لايشق غباره و لايبلغ كعبه وزعمت أني يهودي ابن يهودي و قدعلمت وعلم الناس إني و أبي أعداء الدين ألذي خرجت منه وأنصار الدين ألذي دخلت فيه وصرت إليه و السلام . فلما قرأ معاوية كتابه غاظه وأراد إجابته فقال له عمرو مهلا فإنك إن كاتبته أجابك بأشد من هذا و إن تركته دخل فيما دخل فيه الناس فأمسك عنه وبعث معاوية عبد الله بن عامر و عبدالرحمن بن سمرة إلي الحسن ع للصلح فدعواه
صفحه : 53
إليه وزهداه في الأمر وأعطياه ماشرط له معاوية و أن لايتبع أحد بما مضي و لاينال أحد من شيعة علي بمكروه و لايذكر علي إلابخير وأشياء اشترطها الحسن فأجاب إلي ذلك وانصرف قيس بن سعد فيمن معه إلي الكوفة. ثم قال وروي الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال صلي بنا معاوية بالنخيلة الجمعة فخطب ثم قال إني و الله ماقاتلتكم لتصلوا و لالتصوموا و لالتحجوا و لالتزكوا إنكم لتفعلون ذلك إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم و قدأعطاني الله ذلك وأنتم كارهون . قال فكان عبدالرحمن بن شريك إذاحدث بذلك يقول هذا و الله هوالتهتك . قال أبوالفرج ودخل معاوية الكوفة بعدفراغه من خطبته بالنخيلة بين يديه خالد بن عرفطة ومعه حبيب بن حمار يحمل رايته فلما صار بالكوفة دخل المسجد من باب الفيل واجتمع الناس إليه .
قَالَ أَبُو الفَرَجِ فحَدَثّنَيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ الصيّرفَيِّ وَ أَحمَدُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَمّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الراّزيِّ عَن مَالِكِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الليّثيِّ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِيهِ قَالَ بَينَمَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ إِذ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَاتَ خَالِدُ بنُ عُرفُطَةَ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ مَا مَاتَ وَ لَا يَمُوتُ حَتّي يَدخُلَ مِن بَابِ المَسجِدِ وَ أَشَارَ إِلَي بَابِ الفِيلِ وَ مَعَهُ رَايَةُ ضَلَالَةٍ يَحمِلُهَا حَبِيبُ بنُ حَمّارٍ قَالَ فَوَثَبَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا حَبِيبُ بنُ حَمّارٍ وَ أَنَا لَكَ شِيعَةٌ فَقَالَ فَإِنّهُ كَمَا أَقُولُ قَالَ فَوَ اللّهِ لَقَد قَدِمَ خَالِدُ بنُ عُرفُطَةَ عَلَي مُقَدّمَةِ مُعَاوِيَةَ يَحمِلُ رَايَتَهُ حَبِيبُ بنُ حَمّارٍ. قَالَ أَبُو الفَرَجِ وَ قَالَ مَالِكُ بنُ سَعِيدٍ وَ حدَثّنَيِ الأَعمَشُ بِهَذَا الحَدِيثِ فَقَالَ حدَثّنَيِ صَاحِبُ هَذِهِ الدّارِ وَ أَشَارَ إِلَي دَارِ السّائِبِ أَبِي عَطَا أَنّهُ سَمِعَ عَلِيّاً ع يَقُولُ هَذَا
.
صفحه : 54
قال أبوالفرج فلما تم الصلح بين الحسن ومعاوية أرسل إلي قيس بن سعد يدعوه إلي البيعة فجاء و كان رجلا طوالا يركب الفرس المشرف ورجلاه يخطان في الأرض و ما في وجهه طاقة شعر و كان يسمي خصي الأنصار فلما أرادوا إدخاله إليه قال حلفت أن لاألقاه إلا وبيني وبينه الرمح أوالسيف فأمر معاوية برمح وبسيف فوضعا بينه وبينه ليبر يمينه . قال أبوالفرج و قدروي أن الحسن لماصالح معاوية اعتزل قيس بن سعد في أربعة آلاف وأبي أن يبايع فلما بايع الحسن أدخل قيس ليبايع فأقبل علي الحسن فقال أ في حل أنا من بيعتك قال نعم فألقي له كرسي وجلس معاوية علي سريره و الحسن معه فقال له معاوية أنبايع ياقيس قال نعم ووضع يده علي فخذه و لم يمدها إلي معاوية فحني معاوية علي سريره وأكب علي قيس حتي مسح يده علي يده و مارفع قيس إليه يده
6-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] لَمّا مَاتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع خَطَبَ الحَسَنُ بِالكُوفَةِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الدّنيَا دَارُ بَلَاءٍ وَ فِتنَةٍ وَ كُلّ مَا فِيهَا فَإِلَي زَوَالٍ وَ اضمِحلَالٍ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِ وَ إنِيّ أُبَايِعُكُم عَلَي أَن تُحَارِبُوا مَن حَارَبتُ وَ تُسَالِمُوا مَن سَالَمتُ فَقَالَ النّاسُ سَمِعنَا وَ أَطَعنَا فَمُرنَا بِأَمرِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَأَقَامَ بِهَا شَهرَينِ قَالَ أَبُو مِخنَفٍ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ كَلَاماً فِيهِ فَشَمّر فِي الحَربِ وَ جَاهِد عَدُوّكَ وَ دَارِ أَصحَابَكَ وَ استَتِر مِنَ الضّنِينِ دِينَهُ[الظّنِينِ دِينُهُ]بِمَا لَا يَنثَلِمُ لَكَ دِينٌ وَ وَلّ أَهلَ البُيُوتَاتِ وَ الشّرَفِ وَ الحَربُ خُدعَةٌ وَ عَلِمتُ أَنّ أَبَاكَ إِنّمَا رَغِبَ النّاسُ عَنهُ وَ صَارُوا إِلَي مُعَاوِيَةَ لِأَنّهُ آسَي بَينَهُم فِي العَطَاءِ فَرَتّبَ ع العُمّالَ وَ أَنفَذَ عَبدَ اللّهِ إِلَي البَصرَةِ فَقَصَدَ مُعَاوِيَةُ نَحوَ العِرَاقِ فَكَتَبَ إِلَيهِ الحَسَنُ ع أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي بَعَثَ مُحَمّداً رَحمَةً لِلعَالَمِينَ فَأَظهَرَ بِهِ الحَقّ وَ قَمَعَ بِهِ الشّركَ وَ أَعَزّ بِهِ العَرَبَ عَامّةً وَ شَرّفَ بِهِ مَن شَاءَ مِنهَا خَاصّةً فَقَالَوَ إِنّهُ
صفحه : 55
لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ فَلَمّا قَبَضَهُ اللّهُ تَعَالَي تَنَازَعَتِ العَرَبُ الأَمرَ مِن بَعدِهِ فَقَالَتِ الأَنصَارُ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنكُم أَمِيرٌ فَقَالَت قُرَيشٌ نَحنُ أَولِيَاؤُهُ وَ عَشِيرَتُهُ فَلَا تُنَازِعُونَا سُلطَانَهُ فَعَرَفَتِ العَرَبُ ذَلِكَ لِقُرَيشٍ ثُمّ جَاحَدَتنَا قُرَيشٌ مَا قَد عَرَفَتهُ العَرَبُ لَهُم وَ هَيهَاتَ مَا أَنصَفَتنَا قُرَيشٌ الكِتَابَ فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَةُ عَلَي يدَيَ جُندَبٍ الأزَديِّ مُوصِلِ كِتَابِ الحَسَنِ ع فَهِمتُ مَا ذَكَرتَ بِهِ مُحَمّداًص وَ هُوَ أَحَقّ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ بِالفَضلِ كُلّهِ وَ ذَكَرتَ تَنَازُعَ المُسلِمِينَ الأَمرَ مِن بَعدِهِ فَصَرّحتَ بِنَمِيمَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ أَبِي عُبَيدَةَ وَ غَيرِهِم فَكَرِهتُ ذَلِكَ لَكَ لِأَنّ الأُمّةَ قَد عَلِمَت أَنّ قُرَيشاً أَحَقّ بِهَا وَ قَد عَلِمتَ مَا جَرَي مِن أَمرِ الحَكَمَينِ فَكَيفَ تدَعوُنيّ إِلَي أَمرٍ إِنّمَا تَطلُبُهُ بِحَقّ أَبِيكَ وَ قَد خَرَجَ أَبُوكَ مِنهُ ثُمّ كَتَبَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ يَفعَلُ فِي عِبَادِهِ مَا يَشَاءُلا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الحِسابِفَاحذَر أَن تَكُونَ مَنِيّتُكَ عَلَي يدَيَ رَعَاعِ النّاسِ وَ آيس [ايئَس] مِن أَن تَجِدَ فِينَا غَمِيزَةً وَ إِن أَنتَ أَعرَضتَ عَمّا أَنتَ فِيهِ وَ باَيعَتنَيِ وَفَيتُ لَكَ بِمَا وَعَدتُ وَ أَجَزتُ لَكَ مَا شَرَطتُ وَ أَكُونُ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ أَعشَي بنَيِ قَيسٍ
وَ إِن أَحَدٌ أَسدَي إِلَيكَ كَرَامَةً | فَأَوفِ بِمَا تُدعَي إِذَا مِتّ وَافِياً |
فَلَا تَحسُدِ المَولَي إِذَا كَانَ ذَا غِنًي | وَ لَا تَجفُهُ إِن كَانَ لِلمَالِ نَائِياً |
ثُمّ الخِلَافَةُ لَكَ مِن بعَديِ وَ أَنتَ أَولَي النّاسِ بِهَا وَ فِي رِوَايَةٍ وَ لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنّكَ أَقوَي لِلأَمرِ وَ أَضبَطُ لِلنّاسِ وَ أَكبَتُ لِلعَدُوّ وَ أَقوَي عَلَي جَمعِ الأَموَالِ منِيّ لَبَايَعتُكَ لأِنَنّيِ أَرَاكَ لِكُلّ خَيرٍ أَهلًا ثُمّ قَالَ إِنّ أمَريِ وَ أَمرَكَ شَبِيهٌ بِأَمرِ أَبِي بَكرٍ وَ أَبِيكَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَأَجَابَهُ الحَسَنُ ع أَمّا بَعدُ فَقَد وَصَلَ إلِيَّ كِتَابُكَ تَذكُرُ فِيهِ مَا ذَكَرتَ وَ تَرَكتُ جَوَابَكَ خَشيَةَ البغَيِ وَ بِاللّهِ أَعُوذُ مِن ذَلِكَ فَاتّبِعِ الحَقّ فَإِنّكَ تَعلَمُ مَن
صفحه : 56
أَهلُهُ وَ عَلَيّ إِثمُ أَن أَقُولَ فَأَكذِبَ فَاستَنفَرَ مُعَاوِيَةُ النّاسَ فَلَمّا بَلَغَ جِسرَ مَنبِجٍ بَعَثَ الحَسَنُ ع حُجرَ بنَ عدَيِّ وَ استَنفَرَ النّاسَ لِلجِهَادِ فَتَثَاقَلُوا ثُمّ خَفّ مَعَهُ أَخلَاطٌ مِن شِيعَتِهِ وَ مُحَكّمَةٌ وَ شُكّاكٌ وَ أَصحَابُ عَصَبِيّةٍ وَ فِتَنٍ حَتّي أَتَي حَمّامَ عُمَرَ
أقول وساق الكلام نحوا مما مر إلي أن قال وأنفذ إلي معاوية عبد الله بن الحارث بن نوفي بن الحارث بن عبدالمطلب فتوثق منه لتأكيد الحجة أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه والأمر من بعده شوري و أن يترك سب علي و أن يؤمن شيعته و لايتعرض لأحد منهم ويوصل إلي كل ذي حق حقه ويوفر عليه حقه كل سنة خمسون ألف درهم فعاهده علي ذلك معاوية وحلف بالوفاء به وشهد بذلك عبد الله بن الحارث وعمرو بن أبي سلمة و عبد الله بن عامر بن كريز و عبدالرحمن بن أبي سمرة وغيرهم . فلما سمع ذلك قيس بن سعد قال
أتاني بأرض العال من أرض مسكن | بأن إمام الحق أضحي مسالما |
فما زلت مذ بينته متلددا | أراعي نجوما خاشع القلب واجما |
وَ روُيَِ أَنّهُ قَالَ الحَسَنُ ع فِي صُلحِ مُعَاوِيَةَ أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم لَو طَلَبتُم مَا بَينَ جَابَلقَا وَ جَابَرسَا رَجُلًا جَدّهُ رَسُولُ اللّهِص مَا وَجَدتُمُوهُ غيَريِ وَ غَيرَ أخَيِ وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ ناَزعَنَيِ حَقّاً هُوَ لِي فَتَرَكتُهُ لِصَلَاحِ الأُمّةِ وَ حَقنِ دِمَائِهَا وَ قَد باَيعَتمُوُنيِ عَلَي أَن تُسَالِمُوا مَن سَالَمتُ وَ قَد رَأَيتُ أَن أُسَالِمَهُ وَ أَن يَكُونَ مَا صَنَعتُ حُجّةً عَلَي مَن كَانَ يَتَمَنّي هَذَا الأَمرَ وَ إِن أدَريِ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتَاعٌ إِلَي حِينٍ وَ فِي رِوَايَةٍ إِنّمَا هَادَنتُ حَقناً لِلدّمَاءِ وَ صِيَانَتَهَا وَ إِشفَاقاً عَلَي نفَسيِ وَ أهَليِ وَ المُخلَصِينَ مِن أصَحاَبيِ
وَ روُيَِ أَنّهُ ع قَالَ يَا أَهلَ العِرَاقِ إِنّمَا سخَيَِ عَلَيكُم
صفحه : 57
بنِفَسيِ ثَلَاثٌ قَتلُكُم أَبِي وَ طَعنُكُم إيِاّيَ وَ انتِهَابُكُم متَاَعيِ وَ دَخَلَ الحُسَينُ ع عَلَي أَخِيهِ بَاكِياً ثُمّ خَرَجَ ضَاحِكاً فَقَالَ لَهُ مَوَالِيهِ مَا هَذَا قَالَ العَجَبُ مِن دخُوُليِ عَلَي إِمَامٍ أُرِيدُ أَن أُعَلّمَهُ فَقُلتُ مَا ذَا دَعَاكَ إِلَي تَسلِيمِ الخِلَافَةِ فَقَالَ ألّذِي دَعَا أَبَاكَ فِيمَا تَقَدّمَ قَالَ فَطَلَبَ مُعَاوِيَةُ البَيعَةَ مِنَ الحُسَينِ ع فَقَالَ الحَسَنُ يَا مُعَاوِيَةُ لَا تُكرِههُ فَإِنّهُ لَا يُبَايِعُ أَبَداً أَو يُقتَلَ وَ لَن يُقتَلَ حَتّي يُقتَلَ أَهلُ بَيتِهِ وَ لَن يُقتَلَ أَهلُ بَيتِهِ حَتّي يُقتَلَ أَهلُ الشّامِ
وَ قَالَ المُسَيّبُ بنُ نَجَبَةَ الفزَاَريِّ وَ سُلَيمَانُ بنُ صُرَدٍ الخزُاَعيِّ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع مَا ينَقضَيِ تَعَجّبُنَا مِنكَ بَايَعتَ مُعَاوِيَةَ وَ مَعَكَ أَربَعُونَ أَلفَ مُقَاتِلٍ مِنَ الكُوفَةِ سِوَي أَهلِ البَصرَةِ وَ الحِجَازِ فَقَالَ الحَسَنُ ع قَد كَانَ ذَلِكَ فَمَا تَرَي الآنَ فَقَالَ وَ اللّهِ أَرَي أَن تَرجِعَ لِأَنّهُ نَقَضَ العَهدَ فَقَالَ يَا مُسَيّبُ إِنّ الغَدرَ لَا خَيرَ فِيهِ وَ لَو أَرَدتُ لَمَا فَعَلتُ
وَ قَالَ حُجرُ بنُ عدَيِّ أَمَا وَ اللّهِ لَوَدِدتُ أَنّكَ مِتّ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ مِتنَا مَعَكَ وَ لَم نَرَ هَذَا اليَومَ فَإِنّا رَجَعنَا رَاغِمِينَ بِمَا كَرِهنَا وَ رَجَعُوا مَسرُورِينَ بِمَا أَحَبّوا فَلَمّا خَلَا بِهِ الحَسَنُ ع قَالَ يَا حُجرُ قَد سَمِعتُ كَلَامَكَ فِي مَجلِسِ مُعَاوِيَةَ وَ لَيسَ كُلّ إِنسَانٍ يُحِبّ مَا تُحِبّ وَ لَا رَأيُهُ كَرَأيِكَ وَ إنِيّ لَم أَفعَل مَا فَعَلتُ إِلّا إِبقَاءً عَلَيكُم وَ اللّهُ تَعَالَي كُلّ يَومٍ هُوَ فِي شَأنٍ وَ أَنشَأَ ع لَمّا اضطُرّ إِلَي البَيعَةِ
أُجَامِلُ أَقوَاماً حَيَاءً وَ لَا أَرَي | قُلُوبَهُمُ تغَليِ عَلَيّ مَرَاضُهَا |
وَ لَهُ ع
لَئِن ساَءنَيِ دَهرٌ عَزَمتُ تَصَبّراً | وَ كُلّ بَلَاءٍ لَا يَدُومُ يَسِيرُ |
صفحه : 58
وَ إِن سرَنّيِ لَم أَبتَهِج بِسُرُورِهِ | وَ كُلّ سُرُورٍ لَا يَدُومُ حَقِيرٌ |
.إيضاح قوله ع استتر من الضنين الضنين البخيل أي استر دينك ممن يبخل بدينه منك بأن لايظهر لك دينه أو لايوافقك في الدين علي وجه لايضرّ بدينك بأن يكون علي وجه المداهنة ويقال ليس له فيه غميزة أي مطعن وأسدي وأولي وأعطي بمعني قوله بما تدعي أي أوف جزاء تلك الكرامة إيفاء تصير به معروفا بعدموتك بأنك كنت وافيا. قوله إن كان للمال نائيا أي بعيدا عن المال فقيرا وفلان يتلدد أي يلتفت يمينا وشمالا و رجل ألدّ بيّن اللدد و هوشديد الخصومة والواجم ألذي اشتد حزنه وأمسك عن الكلام . قوله ع إنما سخي عليكم أي جعلني سخيا في ترككم قال الجوهري سخت نفسه عن الشيء إذاتركته قوله ع و لاأري قلوبهم أي أجاملهم و لاأنظر إلي غليان قلوبهم للحقد والعداوة ويحتمل أن تكون لازائدة
7-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ الثعّلبَيِّ وَ مُسنَدُ الموَصلِيِّ وَ جَامِعُ الترّمذِيِّ وَ اللّفظُ لَهُ عَن يُوسُفَ بنِ مَازِنٍ الراّسبِيِّ أَنّهُ لَمّا صَالَحَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عُذِلَ وَ قِيلَ لَهُ يَا مُذِلّ المُؤمِنِينَ وَ مُسَوّدَ الوُجُوهِ فَقَالَ ع لَا تعَذلِوُنيِ فَإِنّ فِيهَا مَصلَحَةً
صفحه : 59
وَ لَقَد رَأَي النّبِيّص فِي مَنَامِهِ يَخطُبُ بَنُو أُمَيّةَ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ فَحَزِنَ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِقَولِهِإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ وَإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ فِي خَبَرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَنَزَلَأَ فَرَأَيتَ إِن مَتّعناهُم سِنِينَ إِلَي قَولِهِيُمَتّعُونَ ثُمّ أُنزِلَ إِنّا أَنزَلنَاهُ يعَنيِ جَعَلَ اللّهُ لَيلَةَ القَدرِ لِنَبِيّهِ خَيراً مِن أَلفِ شَهرِ مُلكِ بنَيِ أُمَيّةَ وَ عَن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ وَ سَهلِ بنِ سَهلٍ أَنّ النّبِيّص رَأَي فِي مَنَامِهِ أَنّ قُرُوداً تَصعَدُ فِي مِنبَرِهِ وَ تَنزِلُ فَسَاءَهُ ذَلِكَ وَ اغتَمّ بِهِ وَ لَم يُرَ بَعدَ ذَلِكَ ضَاحِكاً حَتّي مَاتَ وَ هُوَ المرَويِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع
مُسنَدُ الموَصلِيِّ أَنّهُ رَأَي فِي مَنَامِهِ خَنَازِيرَ تَصعَدُ فِي مِنبَرِهِ الخَبَرَ
وَ قَالَ القَاسِمُ بنُ الفَضلِ الحرَاّنيِّ عَدَدنَا مُلكَ بنَيِ أُمَيّةَ فَكَانَ أَلفَ شَهرٍ
أَقُولُ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ قَالَ أَبُو الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِّ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ أَبُو عُبَيدٍ عَنِ الفَضلِ بنِ الحَسَنِ البصَريِّ عَن أَبِي عَمرَوَيهِ عَن مكَيّّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ السرّيِّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الشعّبيِّ عَن سُفيَانَ بنِ اللّيلِ قَالَ أَبُو الفَرَجِ وَ حدَثّنَيِ أَيضاً مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ الأشُناَنيِّ وَ عَلِيّ بنُ العَبّاسِ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَكَمِ عَن عدَيِّ بنِ ثَابِتٍ عَن سُفيَانَ قَالَأَتَيتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع حِينَ بَايَعَ مُعَاوِيَةَ فَوَجَدتُهُ بِفِنَاءِ دَارِهِ وَ عِندَهُ رَهطٌ فَقُلتُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُذِلّ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا سُفيَانُ انزِل فَنَزَلتُ فَعَقَلتُ راَحلِتَيِ ثُمّ أَتَيتُهُ فَجَلَستُ إِلَيهِ فَقَالَ كَيفَ قُلتَ يَا سُفيَانُ قَالَ قُلتُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُذِلّ المُؤمِنِينَ فَقَالَ مَا جَرّ هَذَا مِنكَ إِلَينَا فَقُلتُ أَنتَ
صفحه : 60
وَ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ أَذلَلتَ رِقَابَنَا حِينَ أَعطَيتَ هَذَا الطّاغِيَةَ البَيعَةَ وَ سَلّمتَ الأَمرَ إِلَي اللّعِينِ ابنِ آكِلَةِ الأَكبَادِ وَ مَعَكَ مِائَةُ أَلفٍ كُلّهُم يَمُوتُ دُونَكَ وَ قَد جَمَعَ اللّهُ عَلَيكَ أَمرَ النّاسِ فَقَالَ يَا سُفيَانُ إِنّا أَهلُ بَيتٍ إِذَا عَلِمنَا الحَقّ تَمَسّكنَا بِهِ وَ إنِيّ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا تَذهَبُ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ حَتّي يَجتَمِعَ أَمرُ هَذِهِ الأُمّةِ عَلَي رَجُلٍ وَاسِعِ السّرمِ ضَخمِ البُلعُومِ يَأكُلُ وَ لَا يَشبَعُ لَا يَنظُرُ اللّهُ إِلَيهِ وَ لَا يَمُوتُ حَتّي لَا يَكُونَ لَهُ فِي السّمَاءِ عَاذِرٌ وَ لَا فِي الأَرضِ نَاصِرٌ وَ إِنّهُ لَمُعَاوِيَةُ وَ إنِيّ عَرَفتُ أَنّاللّهَ بالِغُ أَمرِهِ ثُمّ أَذّنَ المُؤَذّنُ فَقُمنَا إِلَي حَالِبٍ يَحلُبُ نَاقَتَهُ فَتَنَاوَلَ الإِنَاءَ فَشَرِبَ قَائِماً ثُمّ سقَاَنيِ وَ خَرَجنَا نمَشيِ إِلَي المَسجِدِ فَقَالَ لِي مَا جَاءَ بِكَ يَا سُفيَانُ قُلتُ حُبّكُم وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداًبِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ قَالَ فَأَبشِر يَا سُفيَانُ فإَنِيّ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَرِدُ عَلَيّ الحَوضَ أَهلُ بيَتيِ وَ مَن أَحَبّهُم مِن أمُتّيِ كَهَاتَينِ يعَنيِ السّبّابَتَينِ أَو كَهَاتَينِ يعَنيِ السّبّابَةَ وَ الوُسطَي إِحدَاهُمَا تَفضُلُ عَلَي الأُخرَي أَبشِر يَا سُفيَانُ فَإِنّ الدّنيَا تَسَعُ البِرّ وَ الفَاجِرَ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ إِمَامَ الحَقّ مِن آلِ مُحَمّدٍص
قال ابن أبي الحديد قوله و لا في الأرض ناصر أي ناصر ديني أي لايمكن أحد أن ينتصر له بتأويل ديني يتكلف به عذرا لأفعاله القبيحة
8-كش ،[رجال الكشي]ذَكَرَ الفَضلُ بنُ شَاذَانَ فِي بَعضِ كُتُبِهِ قَالَ إِنّ الحَسَنَ ع لَمّا قُتِلَ أَبُوهُ ع خَرَجَ فِي شَوّالٍ مِنَ الكُوفَةِ إِلَي قِتَالِ مُعَاوِيَةَ فَالتَقَوا بِكَسكَرَ وَ حَارَبَهُ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ كَانَ الحَسَنُ ع جَعَلَ ابنَ عَمّهِ عُبَيدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ عَلَي مُقَدّمَتِهِ فَبَعَثَ إِلَيهِ مُعَاوِيَةُ بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَمَرّ بِالرّايَةِ وَ لَحِقَ بِمُعَاوِيَةَ وَ بقَيَِ العَسكَرُ بِلَا قَائِدٍ وَ لَا رَئِيسٍ فَقَامَ قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ فَخَطَبَ النّاسَ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ لَا يَهُولَنّكُم
صفحه : 61
ذَهَابُ هَذَا الكَذَا وَ كَذَا فَإِنّ هَذَا وَ أَبَاهُ لَم يَأتِيَا قَطّ بِخَيرٍ وَ قَامَ يَأمُرُ النّاسَ وَ وَثَبَ أَهلُ عَسكَرِ الحَسَنِ ع بِالحَسَنِ فِي شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ فَانتَهَبُوا فُسطَاطَهُ وَ أَخَذُوا مَتَاعَهُ وَ طَعَنَهُ ابنُ بِشرٍ الأسَدَيِّ فِي خَاصِرَتِهِ فَرَدّوهُ جَرِيحاً إِلَي المَدَائِنِ حَتّي تَحَصّنَ فِيهَا عِندَ عَمّ المُختَارِ بنِ أَبِي عُبَيدٍ
9- كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ وَ أَبُو إِسحَاقَ حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ بنُ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ العَطّارِ الكوُفيِّ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن فُضَيلٍ غُلَامِ مُحَمّدِ بنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا أَنِ اقدَم أَنتَ وَ الحُسَينُ وَ أَصحَابُ عَلِيّ فَخَرَجَ مَعَهُم قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ الأنَصاَريِّ فَقَدِمُوا الشّامَ فَأَذِنَ لَهُم مُعَاوِيَةُ وَ أَعَدّ لَهُمُ الخُطَبَاءَ فَقَالَ يَا حَسَنُ قُم فَبَايِع فَقَامَ فَبَايَعَ ثُمّ قَالَ لِلحُسَينِ ع قُم فَبَايِع فَقَامَ فَبَايَعَ ثُمّ قَالَ يَا قَيسُ قُم فَبَايِع فَالتَفَتَ إِلَي الحُسَينِ ع يَنظُرُ مَا يَأمُرُهُ فَقَالَ يَا قَيسُ إِنّهُ إمِاَميِ يعَنيِ الحَسَنَ ع
10-كش ،[رجال الكشي] جَعفَرُ بنُ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن ذَرِيحٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُدَخَلَ قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ الأنَصاَريِّ
صفحه : 62
صَاحِبُ شُرطَةِ الخَمِيسِ عَلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ بَايِع فَنَظَرَ قَيسٌ إِلَي الحَسَنِ ع فَقَالَ يَا بَا مُحَمّدٍ بَايَعتَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ أَ مَا تنَتهَيِ أَمَا وَ اللّهِ إنِيّ فَقَالَ لَهُ قَيسٌ مَا شِئتَ أَمَا وَ اللّهِ لَئِن شِئتُ لَتُنَاقَضَنّ بِهِ فَقَالَ وَ كَانَ مِثلَ البَعِيرِ جِسماً وَ كَانَ خَفِيفَ اللّحيَةِ قَالَ فَقَامَ إِلَيهِ الحَسَنُ ع وَ قَالَ لَهُ بَايِع يَا قَيسُ فَبَايَعَ
بيان قوله أما و الله إني اكتفي ببعض الكلام تعويلا علي قرينة المقام أي إني أقتلك أونحوه قوله ماشئت أي اصنع ماشئت قوله لئن شئت علي صيغة المتكلم أي إن شئت نقضت بيعتك فقوله لتناقضن علي بناء المجهول
11- كشف ،[كشف الغمة] عَنِ الشعّبيِّ قَالَ شَهِدتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع حِينَ صَالَحَ مُعَاوِيَةَ بِالنّخَيلَةِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ قُم فَأَخبِرِ النّاسَ أَنّكَ تَرَكتَ هَذَا الأَمرَ وَ سَلّمتَهُ إلِيَّ فَقَامَ الحَسَنُ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ أَكيَسَ الكَيسِ التّقَي وَ أَحمَقَ الحُمقِ الفُجُورُ وَ إِنّ هَذَا الأَمرَ ألّذِي أَختَلِفُ فِيهِ أَنَا وَ مُعَاوِيَةُ إِمّا أَن يَكُونَ حَقّ امرِئٍ فَهُوَ أَحَقّ بِهِ منِيّ وَ إِمّا أَن يَكُونَ حَقّاً هُوَ لِي فَقَد تَرَكتُهُ إِرَادَةً لِصَلَاحِ الأُمّةِ وَ حَقنِ دِمَائِهَاوَ إِن أدَريِ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ
12- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ العرَزمَيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَمّارٍ أَبِي اليَقظَانِ عَن أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ قَالَ لَمّا وَادَعَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مُعَاوِيَةَ صَعِدَ مُعَاوِيَةُ المِنبَرَ وَ جَمَعَ النّاسَ فَخَطَبَهُم وَ قَالَ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ رآَنيِ لِلخِلَافَةِ أَهلًا وَ لَم يَرَ نَفسَهُ لَهَا أَهلًا وَ كَانَ الحَسَنُ ع أَسفَلَ مِنهُ بِمِرقَاةٍ فَلَمّا فَرَغَ مِن كَلَامِهِ قَامَ الحَسَنُ ع فَحَمِدَ اللّهَ تَعَالَي بِمَا هُوَ أَهلُهُ ثُمّ ذَكَرَ المُبَاهَلَةَ فَقَالَ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الأَنفُسِ بأِبَيِ وَ مِنَ الأَبنَاءِ بيِ وَ بأِخَيِ وَ مِنَ النّسَاءِ بأِمُيّ وَ كُنّا أَهلَهُ وَ نَحنُ آلُهُ وَ هُوَ مِنّا وَ نَحنُ مِنهُ وَ لَمّا نَزَلَت آيَةُ التّطهِيرِ جَمَعَنَا رَسُولُ اللّهِص فِي كِسَاءٍ لِأُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا خيَبرَيِّ
صفحه : 63
ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ وَ عتِرتَيِ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً فَلَم يَكُن أَحَدٌ فِي الكِسَاءِ غيَريِ وَ أخَيِ وَ أَبِي وَ أمُيّ وَ لَم يَكُن أَحَدٌ تُصِيبُهُ جَنَابَةٌ فِي المَسجِدِ وَ يُولَدُ فِيهِ إِلّا النّبِيّص وَ أَبِي تَكرِمَةً مِنَ اللّهِ لَنَا وَ تَفضِيلًا مِنهُ لَنَا وَ قَد رَأَيتُم مَكَانَ مَنزِلِنَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ أَمَرَ بِسَدّ الأَبوَابِ فَسَدّهَا وَ تَرَكَ بَابَنَا فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَمَا إنِيّ لَم أَسُدّهَا وَ أَفتَح بَابَهُ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ أَن أَسُدّهَا وَ أَفتَحَ بَابَهُ وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ زَعَمَ لَكُم أنَيّ رَأَيتُهُ لِلخِلَافَةِ أَهلًا وَ لَم أَرَ نفَسيِ لَهَا أَهلًا فَكَذَبَ مُعَاوِيَةُ نَحنُ أَولَي بِالنّاسِ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِص وَ لَم نَزَل أَهلَ البَيتِ مَظلُومِينَ مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُص فَاللّهُ بَينَنَا وَ بَينَ مَن ظَلَمَنَا حَقّنَا وَ تَوَثّبَ عَلَي رِقَابِنَا وَ حَمَلَ النّاسَ عَلَينَا وَ مَنَعَنَا سَهمَنَا مِنَ الفيَءِ وَ مَنَعَ أُمّنَا مَا جَعَلَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص وَ أُقسِمُ بِاللّهِ لَو أَنّ النّاسَ بَايَعُوا أَبِي حِينَ فَارَقَهُم رَسُولُ اللّهِص لَأَعطَتهُمُ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ الأَرضُ بَرَكَتَهَا وَ مَا طَمِعتَ فِيهَا يَا مُعَاوِيَةُ فَلَمّا خَرَجَت مِن مَعدِنِهَا تَنَازَعَتهَا قُرَيشٌ بَينَهَا فَطَمِعَت فِيهَا الطّلَقَاءُ وَ أَبنَاءُ الطّلَقَاءِ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا وَلّت أُمّةٌ أَمرَهَا رَجُلًا وَ فِيهِم مَن هُوَ أَعلَمُ مِنهُ إِلّا لَم يَزَل أَمرُهُم يَذهَبُ سَفَالًا حَتّي يَرجِعُوا إِلَي مَا تَرَكُوا فَقَد تَرَكَت بَنُو إِسرَائِيلَ هَارُونَ وَ هُم يَعلَمُونَ أَنّهُ خَلِيفَةُ مُوسَي فِيهِم وَ اتّبَعُوا الساّمرِيِّ وَ قَد تَرَكَت هَذِهِ الأُمّةُ أَبِي وَ بَايَعُوا غَيرَهُ وَ قَد سَمِعُوا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنتَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا النّبُوّةَ وَ قَد رَأَوا رَسُولَ اللّهِص نَصَبَ أَبِي يَومَ غَدِيرِ خُمّ وَ أَمَرَهُم أَن يُبَلّغَ الشّاهِدُ مِنهُمُ الغَائِبَ وَ قَد هَرَبَ رَسُولُ اللّهِص مِن قَومِهِ وَ هُوَ يَدعُوهُم إِلَي اللّهِ تَعَالَي حَتّي دَخَلَ الغَارَ وَ لَو وَجَدَ أَعوَاناً مَا هَرَبَ وَ قَد كَفّ أَبِي يَدَهُ حِينَ نَاشَدَهُم وَ استَغَاثَ فَلَم يُغَث فَجَعَلَ اللّهُ هَارُونَ فِي سَعَةٍ حِينَ استَضعَفُوهُ وَ كَادُوا يَقتُلُونَهُ وَ جَعَلَ اللّهُ النّبِيّص فِي سَعَةٍ حِينَ دَخَلَ الغَارَ وَ لَم يَجِد أَعوَاناً وَ كَذَلِكَ أَبِي وَ أَنَا فِي سَعَةٍ مِنَ اللّهِ حِينَ
صفحه : 64
خَذَلَتنَا هَذِهِ الأُمّةُ وَ بَايَعُوكَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ إِنّمَا هيَِ السّنَنُ وَ الأَمثَالُ يَتبَعُ بَعضُهَا بَعضاً أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم لَوِ التَمَستُم فِيمَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ أَن تَجِدُوا رَجُلًا وَلَدَهُ نبَيِّ غيَريِ وَ أخَيِ لَم تَجِدُوا وَ إنِيّ قَد بَايَعتُ هَذَاوَ إِن أدَريِ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ
أقول قدمضي في كتاب الإحتجاج بوجه أبسط مرويّا عن الصادق ع و هذامختصر منه
13-كشف ،[كشف الغمة] وَ مِن كَلَامِهِ ع كِتَابٌ كَتَبَهُ إِلَي مُعَاوِيَةَ بَعدَ وَفَاةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد بَايَعَهُ النّاسُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ الحَسَنِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي مُعَاوِيَةَ بنِ صَخرٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص رَحمَةً لِلعَالَمِينَ فَأَظهَرَ بِهِ الحَقّ وَ دَفَعَ بِهِ البَاطِلَ وَ أَذَلّ بِهِ أَهلَ الشّركِ وَ أَعَزّ بِهِ العَرَبَ عَامّةً وَ شَرّفَ بِهِ مَن شَاءَ مِنهُم خَاصّةً فَقَالَ تَعَالَيوَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ فَلَمّا قَبَضَهُ اللّهُ تَعَالَي تَنَازَعَتِ العَرَبُ الأَمرَ بَعدَهُ فَقَالَتِ الأَنصَارُ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنكُم أَمِيرٌ وَ قَالَت قُرَيشٌ نَحنُ أَولِيَاؤُهُ وَ عَشِيرَتُهُ فَلَا تُنَازِعُوا سُلطَانَهُ فَعَرَفَتِ العَرَبُ ذَلِكَ لِقُرَيشٍ وَ نَحنُ الآنَ أَولِيَاؤُهُ وَ ذَوُو القُربَي مِنهُ وَ لَا غَروَ إِنّ مُنَازَعَتَكَ إِيّانَا بِغَيرِ حَقّ فِي الدّينِ مَعرُوفٌ وَ لَا أَثَرٌ فِي الإِسلَامِ مَحمُودٌ وَ المَوعِدُ اللّهُ تَعَالَي بَينَنَا وَ بَينَكَ وَ نَحنُ نَسأَلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن لَا يُؤتِيَنَا فِي هَذِهِ الدّنيَا شَيئاً يَنقُصُنَا بِهِ فِي الآخِرَةِ وَ بَعدُ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع لَمّا نَزَلَ بِهِ المَوتُ ولَاّنيِ هَذَا الأَمرَ مِن بَعدِهِ فَاتّقِ اللّهَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ انظُر لِأُمّةِ مُحَمّدٍص مَا تُحقَنُ بِهِ دِمَاؤُهُم وَ تُصلَحُ أُمُورُهُم وَ السّلَامُ
صفحه : 65
وَ مِن كَلَامِهِ ع مَا كَتَبَهُ فِي كِتَابِ الصّلحِ ألّذِي استَقَرّ بَينَهُ وَ بَينَ مُعَاوِيَةَ حَيثُ رَأَي حَقنَ الدّمَاءِ وَ إِطفَاءَ الفِتنَةِ وَ هُوَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ صَالَحَهُ عَلَي أَن يُسَلّمَ إِلَيهِ وِلَايَةَ أَمرِ المُسلِمِينَ عَلَي أَن يَعمَلَ فِيهِم بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِهِص وَ سِيرَةِ الخُلَفَاءِ الصّالِحِينَ وَ لَيسَ لِمُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ أَن يَعهَدَ إِلَي أَحَدٍ مِن بَعدِهِ عَهداً بَل يَكُونُ الأَمرُ مِن بَعدِهِ شُورَي بَينَ المُسلِمِينَ وَ عَلَي أَنّ النّاسَ آمِنُونَ حَيثُ كَانُوا مِن أَرضِ اللّهِ فِي شَامِهِم وَ عِرَاقِهِم وَ حِجَازِهِم وَ يَمَنِهِم وَ عَلَي أَنّ أَصحَابَ عَلِيّ وَ شِيعَتَهُ آمِنُونَ عَلَي أَنفُسِهِم وَ أَموَالِهِم وَ نِسَائِهِم وَ أَولَادِهِم وَ عَلَي مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ بِذَلِكَ عَهدُ اللّهِ وَ مِيثَاقُهُ وَ مَا أَخَذَ اللّهُ عَلَي أَحَدٍ مِن خَلقِهِ بِالوَفَاءِ وَ بِمَا أَعطَي اللّهُ مِن نَفسِهِ وَ عَلَي أَن لَا يبَغيَِ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ وَ لَا لِأَخِيهِ الحُسَينِ وَ لَا لِأَحَدٍ مِن أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص غَائِلَةً سِرّاً وَ لَا جَهراً وَ لَا يُخِيفَ أَحَداً مِنهُم فِي أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ شَهِدَ عَلَيهِ بِذَلِكَوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداًفُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ السّلَامُ وَ لَمّا تَمّ الصّلحُ وَ انبَرَمَ الأَمرُ التَمَسَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الحَسَنِ ع أَن يَتَكَلّمَ بِمَجمَعٍ مِنَ النّاسِ وَ يُعلِمَهُم أَنّهُ قَد بَايَعَ مُعَاوِيَةَ وَ سَلّمَ الأَمرَ إِلَيهِ فَأَجَابَهُ إِلَي ذَلِكَ فَخَطَبَ وَ قَد حَشَدَ النّاسُ خُطبَةً حَمِدَ اللّهَ تَعَالَي وَ صَلّي عَلَي نَبِيّهِص فِيهَا وَ هيَِ مِن كَلَامِهِ المَنقُولِ عَنهُ ع وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ أَكيَسَ الكَيسِ التّقَي وَ أَحمَقَ الحُمقِ الفُجُورُ وَ إِنّكُم لَو طَلَبتُم بَينَ جَابَلَقَ وَ جَابَرَسَ رَجُلًا جَدّهُ رَسُولُ اللّهِص مَا وَجَدتُمُوهُ غيَريِ وَ غَيرَ أخَيِ الحُسَينِ وَ قَد عَلِمتُم أَنّ اللّهَ هَدَاكُم بجِدَيّ مُحَمّدٍ فَأَنقَذَكُم بِهِ مِنَ الضّلَالَةِ
صفحه : 66
وَ رَفَعَكُم بِهِ مِنَ الجَهَالَةِ وَ أَعَزّكُم بَعدَ الذّلّةِ وَ كَثّرَكُم بَعدَ القِلّةِ وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ ناَزعَنَيِ حَقّاً هُوَ لِي دُونَهُ فَنَظَرتُ لِصَلَاحِ الأُمّةِ وَ قَطعِ الفِتنَةِ وَ قَد كُنتُم باَيعَتمُوُنيِ عَلَي أَن تُسَالِمُوا مَن سَالَمتُ وَ تُحَارِبُوا مَن حَارَبتُ فَرَأَيتُ أَن أُسَالِمَ مُعَاوِيَةَ وَ أَضَعَ الحَربَ بيَنيِ وَ بَينَهُ وَ قَد بَايَعتُهُ وَ رَأَيتُ أَنّ حَقنَ الدّمَاءِ خَيرٌ مِن سَفكِهَا وَ لَم أُرِد بِذَلِكَ إِلّا صَلَاحَكُم وَ بَقَاءَكُموَ إِن أدَريِ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ
بيان يقال لاغرو أي ليس بعجب قوله و لاأثر الجملة حالية أي والحال أنه ليس لك أثر محمود وفعل ممدوح في الإسلام .
أَقُولُ سيَأَتيِ فِي كِتَابِ الغَيبَةِ فِي الخَبَرِ الطّوِيلِ ألّذِي رَوَاهُ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ ع فِي الرّجعَةِ أَنّهُ ع قَالَ يَا مُفَضّلُ وَ يَقُومُ الحَسَنُ ع إِلَي جَدّهِص فَيَقُولُ يَا جَدّاه كُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي دَارِ هِجرَتِهِ بِالكُوفَةِ حَتّي استُشهِدَ بِضَربَةِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ فوَصَاّنيِ بِمَا وَصّيتَهُ يَا جَدّاه وَ بَلَغَ اللّعِينَ مُعَاوِيَةَ قَتلُ أَبِي فَأَنفَذَ الدعّيِّ اللّعِينَ زِيَاداً إِلَي الكُوفَةِ فِي مِائَةِ أَلفٍ وَ خَمسِينَ أَلفَ مُقَاتِلٍ فَأَمَرَ بِالقَبضِ عَلَيّ وَ عَلَي أخَيَِ الحُسَينِ وَ سَائِرِ إخِواَنيِ وَ أَهلِ بيَتيِ وَ شِيعَتِنَا وَ مَوَالِينَا وَ أَن يَأخُذَ عَلَينَا البَيعَةَ لِمُعَاوِيَةَ فَمَن أَبَي مِنّا ضَرَبَ عُنُقَهُ وَ سَيّرَ إِلَي مُعَاوِيَةَ رَأسَهُ فَلَمّا عَلِمتُ ذَلِكَ مِن فِعلِ مُعَاوِيَةَ خَرَجتُ مِن داَريِ فَدَخَلتُ جَامِعَ الكُوفَةِ لِلصّلَاةِ وَ رَقَأتُ المِنبَرَ وَ اجتَمَعَ النّاسُ فَحَمِدتُ اللّهَ وَ أَثنَيتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ مَعشَرَ النّاسِ
صفحه : 67
عَفَتِ الدّيَارُ وَ مُحِيَتِ الآثَارُ وَ قَلّ الِاصطِبَارُ فَلَا قَرَارَ عَلَي هَمَزَاتِ الشّيَاطِينِ وَ حُكمِ الخَائِنِينَ السّاعَةَ وَ اللّهِ صَحّتِ البَرَاهِينُ وَ فُصّلَتِ الآيَاتُ وَ بَانَتِ المُشكِلَاتُ وَ لَقَد كُنّا نَتَوَقّعُ تَمَامَ هَذِهِ الآيَةِ تَأوِيلَهَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً وَ سيَجَزيِ اللّهُ الشّاكِرِينَفَلَقَد مَاتَ وَ اللّهِ جدَيّ رَسُولُ اللّهِص وَ قُتِلَ أَبِي ع وَ صَاحَ الوَسوَاسُ الخَنّاسُ فِي قُلُوبِ النّاسِ وَ نَعَقَ نَاعِقُ الفِتنَةِ وَ خَالَفتُمُ السّنّةَ فَيَا لَهَا مِن فِتنَةٍ صَمّاءَ عَميَاءَ لَا يُسمَعُ لِدَاعِيهَا وَ لَا يُجَابُ مُنَادِيهَا وَ لَا يُخَالَفُ وَالِيهَا ظَهَرَت كَلِمَةُ النّفَاقِ وَ سُيّرَت رَايَاتُ أَهلِ الشّقَاقِ وَ تَكَالَبَت جُيُوشُ أَهلِ المَرَاقّ مِنَ الشّامِ وَ العِرَاقِ هَلُمّوا رَحِمَكُمُ اللّهُ إِلَي الِافتِتَاحِ وَ النّورِ الوَضّاحِ وَ العِلمِ الجَحجَاحِ وَ النّورِ ألّذِي لَا يُطفَي وَ الحَقّ ألّذِي لَا يَخفَي أَيّهَا النّاسُ تَيَقّظُوا مِن رَقدَةِ الغَفلَةِ وَ مِن تَكَاثُفِ الظّلمَةِ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ وَ تَرَدّي بِالعَظَمَةِ لَئِن قَامَ إلِيَّ مِنكُم عَصَبَةٌ بِقُلُوبٍ صَافِيَةٍ وَ نِيّاتٍ مُخلِصَةٍ لَا يَكُونُ فِيهَا شَوبُ نِفَاقٍ وَ لَا نِيّةُ افتِرَاقٍ لَأُجَاهِدَنّ بِالسّيفِ قَدَماً قَدَماً وَ لَأُضِيقَنّ مِنَ السّيُوفِ جَوَانِبَهَا وَ مِنَ الرّمَاحِ أَطرَافَهَا وَ مِنَ الخَيلِ سَنَابِكَهَا فَتَكَلّمُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ فَكَأَنّمَا أُلجِمُوا بِلِجَامِ الصّمتِ عَن إِجَابَةِ الدّعوَةِ إِلّا عِشرُونَ رَجُلًا فَإِنّهُم قَامُوا إلِيَّ فَقَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا نَملِكُ إِلّا أَنفُسَنَا وَ سُيُوفَنَا فَهَا نَحنُ بَينَ يَدَيكَ لِأَمرِكَ طَائِعُونَ وَ عَن رَأيِكَ صَادِرُونَ فَمُرنَا بِمَا شِئتَ فَنَظَرتُ يَمنَةً وَ يَسرَةً فَلَم أَرَ أَحَداً غَيرَهُم فَقُلتُ لِي أُسوَةٌ بجِدَيّ رَسُولِ اللّهِص حِينَ عَبَدَ اللّهَ سِرّاً وَ هُوَ يَومَئِذٍ فِي تِسعَةٍ وَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَلَمّا أَكمَلَ اللّهُ لَهُ الأَربَعِينَ صَارَ فِي عِدّةٍ وَ أَظهَرَ أَمرَ اللّهِ فَلَو كَانَ معَيِ عِدّتُهُم جَاهَدتُ فِي اللّهِ حَقّ جِهَادِهِ
صفحه : 68
ثُمّ رَفَعتُ رأَسيِ نَحوَ السّمَاءِ فَقُلتُ أللّهُمّ إنِيّ قَد دَعَوتُ وَ أَنذَرتُ وَ أَمَرتُ وَ نَهَيتُ وَ كَانُوا عَن إِجَابَةِ الداّعيِ غَافِلِينَ وَ عَن نُصرَتِهِ قَاعِدِينَ وَ فِي طَاعَتِهِ مُقَصّرِينَ وَ لِأَعدَائِهِ نَاصِرِينَ أللّهُمّ فَأَنزِل عَلَيهِم رِجزَكَ وَ بَأسَكَ وَ عَذَابَكَ ألّذِي لَا يُرَدّ عَنِ القَومِ الظّالِمِينَ وَ نَزَلتُ ثُمّ خَرَجتُ مِنَ الكُوفَةِ دَاخِلًا إِلَي المَدِينَةِ فجَاَءوُنيِ يَقُولُونَ إِنّ مُعَاوِيَةَ أَسرَي سَرَايَاهُ إِلَي الأَنبَارِ وَ الكُوفَةِ وَ شَنّ غَارَاتِهِ عَلَي المُسلِمِينَ وَ قَتَلَ مَن لَم يُقَاتِلهُ وَ قَتَلَ النّسَاءَ وَ الأَطفَالَ فَأَعلَمتُهُم أَنّهُ لَا وَفَاءَ لَهُم فَأَنفَذتُ مَعَهُم رِجَالًا وَ جُيُوشاً وَ عَرّفتُهُم أَنّهُم يَستَجِيبُونَ لِمُعَاوِيَةَ وَ يَنقُضُونَ عهَديِ وَ بيَعتَيِ فَلَم يَكُن إِلّا مَا قُلتُ لَهُم وَ أَخبَرتُهُم
أقول أوردت الخبر بتمامه وشرحه في كتاب الغيبة.
وَ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ روُيَِ أَنّ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ البَاقِرَ ع قَالَ لِبَعضِ أَصحَابِهِ يَا فُلَانُ مَا لَقِينَا مِن ظُلمِ قُرَيشٍ إِيّانَا وَ تَظَاهُرِهِم عَلَينَا وَ مَا لقَيَِ شِيعَتُنَا وَ مُحِبّونَا مِنَ النّاسِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قُبِضَ وَ قَد أَخبَرَ أَنّا أَولَي النّاسِ بِالنّاسِ فَتَمَالَأَت عَلَينَا قُرَيشٌ حَتّي أَخرَجَتِ الأَمرَ عَن مَعدِنِهِ وَ احتَجّت عَلَي الأَنصَارِ بِحَقّنَا وَ حُجّتِنَا تَدَاوَلَتهَا قُرَيشٌ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ حَتّي رَجَعَت إِلَينَا فَنَكَثَت بَيعَتَنَا وَ نَصَبَتِ الحَربَ لَنَا وَ لَم يَزَل صَاحِبُ الأَمرِ فِي صَعُودٍ كَئُودٍ حَتّي قُتِلَ فَبُويِعَ الحَسَنُ ابنُهُ وَ عُوهِدَ ثُمّ غُدِرَ بِهِ وَ أُسلِمَ وَ وَثَبَ عَلَيهِ أَهلُ العِرَاقِ حَتّي طُعِنَ بِخَنجَرٍ فِي جَنبِهِ وَ انتُهِبَ عَسكَرُهُ وَ عُولِجَت خَلَاخِيلُ أُمّهَاتِ أَولَادِهِ فَوَادَعَ مُعَاوِيَةَ وَ حَقَنَ دَمَهُ وَ دِمَاءَ أَهلِ بَيتِهِ وَ هُم قَلِيلٌ حَقّ قَلِيلٍ ثُمّ بَايَعَ الحُسَينَ ع مِن أَهلِ العِرَاقِ عِشرُونَ أَلفاً ثُمّ غَدَرُوا بِهِ وَ خَرَجُوا عَلَيهِ وَ بَيعَتُهُ فِي أَعنَاقِهِم فَقَتَلُوهُ ثُمّ لَم نَزَل أَهلَ البَيتِ نُستَذَلّ وَ نُستَضَامُ وَ نُقصَي وَ نُمتَهَنُ وَ نُحرَمُ وَ نُقتَلُ وَ نَخَافُ وَ لَا نَأمَنُ عَلَي دِمَائِنَا وَ دِمَاءِ أَولِيَائِنَا وَ وَجَدَ الكَاذِبُونَ الجَاحِدُونَ لِكَذِبِهِم
صفحه : 69
وَ جُحُودِهِم مَوضِعاً يَتَقَرّبُونَ بِهِ إِلَي أَولِيَائِهِم وَ قُضَاةِ السّوءِ وَ عُمّالِ السّوءِ فِي كُلّ بَلدَةٍ فَحَدّثُوهُم بِالأَحَادِيثِ المَوضُوعَةِ المَكذُوبَةِ وَ رَوَوا عَنّا مَا لَم نَقُلهُ وَ لَم نَفعَلهُ لِيُبَغّضُونَا إِلَي النّاسِ وَ كَانَ عِظَمُ ذَلِكَ وَ كِبَرُهُ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ بَعدَ مَوتِ الحَسَنِ ع فَقُتِلَت شِيعَتُنَا بِكُلّ بَلدَةٍ وَ قُطّعَتِ الأيَديِ وَ الأَرجُلُ عَلَي الظّنّةِ وَ كَانَ مَن ذُكِرَ بِحُبّنَا وَ الِانقِطَاعِ إِلَينَا سُجِنَ أَو نُهِبَ مَالُهُ أَو هُدِمَت دَارُهُ ثُمّ لَم يَزَلِ البَلَاءُ يَشتَدّ وَ يَزدَادُ إِلَي زَمَانِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ قَاتِلِ الحُسَينِ ع ثُمّ جَاءَ الحَجّاجُ فَقَتَلَهُم كُلّ قَتلَةٍ وَ أَخَذَهُم بِكُلّ ظِنّةٍ وَ تُهَمَةٍ حَتّي إِنّ الرّجُلَ لَيُقَالُ لَهُ زِندِيقٌ أَو كَافِرٌ أَحَبّ إِلَيهِ مِن أَن يُقَالَ شِيعَةُ عَلِيّ وَ حَتّي صَارَ الرّجُلُ ألّذِي يُذكَرُ بِالخَيرِ وَ لَعَلّهُ يَكُونُ وَرِعاً صَدُوقاً يُحَدّثُ بِأَحَادِيثَ عَظِيمَةٍ عَجِيبَةٍ مِن تَفضِيلِ مَن قَد سَلَفَ مِنَ الوُلَاةِ وَ لَم يَخلُقِ اللّهُ تَعَالَي شَيئاً مِنهَا وَ لَا كَانَت وَ لَا وَقَعَت وَ هُوَ يَحسَبُ أَنّهَا حَقّ لِكَثرَةِ مَن قَد رَوَاهَا مِمّن لَم يُعرَف بِكَذِبٍ وَ لَا بِقِلّةِ وَرَعٍ
صفحه : 70
1-ج ،[الإحتجاج ]روُيَِ عَنِ الشعّبيِّ وَ أَبِي مِخنَفٍ وَ يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ المصِريِّ أَنّهُم قَالُوا لَم يَكُن فِي الإِسلَامِ يَومٌ فِي مُشَاجَرَةِ قَومٍ اجتَمَعُوا فِي مَحفِلٍ أَكثَرَ ضَجِيجاً وَ لَا أَعلَي كَلَاماً وَ لَا أَشَدّ مُبَالَغَةً فِي قَولٍ مِن يَومٍ اجتَمَعَ فِيهِ عِندَ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ عَمرُو بنُ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ عُتبَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ وَ الوَلِيدُ بنُ عُتبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ وَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ وَ قَد تَوَاطَئُوا عَلَي أَمرٍ وَاحِدٍ فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ لِمُعَاوِيَةَ أَ لَا تَبعَثُ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ فَتُحضِرَهُ فَقَد أَحيَا سِيرَةَ أَبِيهِ وَ خَفَقَتِ النّعَالُ خَلفَهُ إِن أَمَرَ فَأُطِيعَ وَ إِن قَالَ فَصُدّقَ وَ هَذَانِ يَرفَعَانِ بِهِ إِلَي مَا هُوَ أَعظَمُ مِنهُمَا فَلَو بَعَثتَ إِلَيهِ فَقَصَرنَا بِهِ وَ بِأَبِيهِ وَ سَبَبنَاهُ وَ سَبَبنَا أَبَاهُ وَ صَعّرنَا[صَغّرنَا]بِقَدرِهِ وَ قَدرِ أَبِيهِ وَ قَعَدنَا لِذَلِكَ حَتّي صُدِقَ لَكَ فِيهِ فَقَالَ لَهُم مُعَاوِيَةُ إنِيّ أَخَافُ أَن يُقَلّدَكُم قَلَائِدَ يَبقَي عَلَيكُم عَارُهَا حَتّي تدخلكم [يُدخِلَكُم]قُبُورَكُم وَ اللّهِ مَا رَأَيتُهُ قَطّ إِلّا كَرِهتُ جَنَابَهُ وَ هِبتُ عِتَابَهُ وَ إنِيّ إِن بَعَثتُ إِلَيهِ لَأَنصَفتُهُ مِنكُم قَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ أَ تَخَافُ أَن يَتَسَامَي بَاطِلُهُ عَلَي حَقّنَا وَ مَرَضُهُ عَلَي صِحّتِنَا قَالَ لَا قَالَ فَابعَث إِذاً إِلَيهِ فَقَالَ عُتبَةُ هَذَا رأَيٌ لَا أَعرِفُهُ وَ اللّهِ مَا تَستَطِيعُونَ أَن تَلقَوهُ بِأَكثَرَ وَ لَا أَعظَمَ مِمّا فِي أَنفُسِكُم عَلَيهِ وَ لَا يَلقَاكُم إِلّا بِأَعظَمَ مِمّا فِي نَفسِهِ عَلَيكُم وَ إِنّهُ لَمِن أَهلِ بَيتٍ خَصِمٍ جَدِلٍ
صفحه : 71
فَبَعَثُوا إِلَي الحَسَنِ ع فَلَمّا أَتَاهُ الرّسُولُ قَالَ لَهُ يَدعُوكَ مُعَاوِيَةُ قَالَ وَ مَن عِندَهُ قَالَ الرّسُولُ عِندَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ سَمّي كُلّا مِنهُم بِاسمِهِ فَقَالَ الحَسَنُ ع مَا لَهُم خَرّعَلَيهِمُ السّقفُ مِن فَوقِهِم وَ أَتاهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ ثُمّ قَالَ يَا جَارِيَةُ أبَلغِيِنيِ ثيِاَبيِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ أَدرَأُ بِكَ فِي نُحُورِهِم وَ أَعُوذُ بِكَ مِن شُرُورِهِم وَ أَستَعِينُ بِكَ عَلَيهِم فَاكفِنِيهِم بِمَا شِئتَ وَ أَنّي شِئتَ مِن حَولِكَ وَ قُوّتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ وَ قَالَ لِلرّسُولِ هَذَا كَلَامُ الفَرَجِ فَلَمّا أَتَي مُعَاوِيَةَ رَحّبَ بِهِ وَ حَيّاهُ وَ صَافَحَهُ فَقَالَ الحَسَنُ ع إِنّ ألّذِي حُيّيتُ بِهِ سَلَامَةٌ وَ المُصَافَحَةَ أَمَنَةٌ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَجَل إِنّ هَؤُلَاءِ بَعَثُوا إِلَيكَ وَ عصَوَنيِ لِيُقَرّرُوكَ أَنّ عُثمَانَ قُتِلَ مَظلُوماً وَ أَنّ أَبَاكَ قَتَلَهُ فَاسمَع مِنهُم ثُمّ أَجِبهُم بِمِثلِ مَا يُكَلّمُونَكَ وَ لَا يَمنَعكَ مكَاَنيِ مِن جَوَابِهِم فَقَالَ الحَسَنُ ع سُبحَانَ اللّهِ البَيتُ بَيتُكَ وَ الإِذنُ فِيهِ إِلَيكَ وَ اللّهِ لَئِن أَجَبتَهُم إِلَي مَا أَرَادُوا إنِيّ لأَسَتحَييِ لَكَ مِنَ الفُحشِ وَ لَئِن كَانُوا غَلَبُوكَ إنِيّ لأَسَتحَييِ لَكَ مِنَ الضّعفِ فَبِأَيّهِمَا تُقِرّ وَ مِن أَيّهِمَا تَعتَذِرُ أَمَا إنِيّ لَو عَلِمتُ بِمَكَانِهِم وَ اجتِمَاعِهِم لَجِئتُ بِعِدّتِهِم مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ مَعَ وحَدتَيِ هُم أَوحَشُ منِيّ مَعَ جَمعِهِم فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لوَلَيِيَّ اليَومَ وَ فِيمَا بَعدَ اليَومِ فَليَقُولُوا فَأَسمَعُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ فَتَكَلّمَ عَمرُو بنُ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ فَقَالَ مَا سَمِعتُ كَاليَومِ أَن بقَيَِ مِن بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ عَلَي وَجهِ الأَرضِ مِن أَحَدٍ بَعدَ قَتلِ الخَلِيفَةِ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ كَانَ مِنِ ابنِ أُختِهِم وَ الفَاضِلَ فِي الإِسلَامِ مَنزِلَةً وَ الخَاصّ بِرَسُولِ اللّهِص أَثَرَةً فَبِئسَ كَرَامَةُ اللّهِ حَتّي سَفَكُوا دَمَهُ اعتِدَاءً وَ طَلَباً لِلفِتنَةِ وَ حَسَداً وَ نَفَاسَةً وَ طَلَبَ مَا لَيسُوا بِآهِلِينَ لِذَلِكَ مَعَ سَوَابِقِهِ وَ مَنزِلَتِهِ مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ وَ مِنَ الإِسلَامِ فَيَا ذُلّاه أَن يَكُونَ حَسَنٌ وَ سَائِرُ بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ قَتَلَةُ عُثمَانَ أَحيَاءً يَمشُونَ عَلَي مَنَاكِبِ الأَرضِ وَ عُثمَانُ مُضَرّجٌ بِدَمِهِ مَعَ أَنّ لَنَا فِيكُم تِسعَةَ عَشَرَ دَماً بِقَتلَي بنَيِ أُمَيّةَ بِبَدرٍ
صفحه : 72
ثُمّ تَكَلّمَ عَمرُو بنُ العَاصِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إيِ يَا ابنَ أَبِي تُرَابٍ بَعَثنَا إِلَيكَ لِنُقَرّرَكَ أَنّ أَبَاكَ سَمّ أَبَا بَكرٍ الصّدّيقَ وَ اشتَرَكَ فِي قَتلِ عُمَرَ الفَارُوقِ وَ قَتلِ عُثمَانَ ذَا النّورَينِ مَظلُوماً فَادّعَي مَا لَيسَ لَهُ بِحَقّ وَ وَقَعَ فِيهِ وَ ذَكَرَ الفِتنَةَ وَ عَيّرَهُ بِشَأنِهَا ثُمّ قَالَ إِنّكُم يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ لَم يَكُنِ اللّهُ لِيُعطِيَكُمُ المُلكَ فَتَرتَكِبُونَ فِيهِ مَا لَا يَحِلّ لَكُم ثُمّ أَنتَ يَا حَسَنُ تُحَدّثُ نَفسَكَ بِأَنّكَ كَائِنٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ لَيسَ عِندَكَ عَقلُ ذَلِكَ وَ لَا رَأيُهُ فَكَيفَ وَ قَد سُلِبتَهُ وَ تُرِكتَ أَحمَقَ فِي قُرَيشٍ وَ ذَلِكَ لِسُوءِ عَمَلِ أَبِيكَ وَ إِنّمَا دَعَونَاكَ لِنَسُبّكَ وَ أَبَاكَ ثُمّ أَنتَ لَا تَستَطِيعُ أَن تُعَتّبَ عَلَينَا وَ لَا أَن تُكَذّبَنَا فِي شَيءٍ بِهِ فَإِن كُنتَ تَرَي أَنّا كَذَبنَاكَ فِي شَيءٍ وَ تَقَوّلنَا عَلَيكَ بِالبَاطِلِ وَ ادّعَينَا خِلَافَ الحَقّ فَتَكَلّم وَ إِلّا فَاعلَم أَنّكَ وَ أَبَاكَ مِن شَرّ خَلقِ اللّهِ أَمّا أَبُوكَ فَقَد كَفَانَا اللّهُ قَتلَهُ وَ تَفَرّدَ بِهِ وَ أَمّا أَنتَ فَإِنّكَ فِي أَيدِينَا نَتَخَيّرُ فِيكَ وَ اللّهِ أَن لَو قَتَلنَاكَ مَا كَانَ فِي قَتلِكَ إِثمٌ عِندَ اللّهِ وَ لَا عَيبٌ عِندَ النّاسِ ثُمّ تَكَلّمَ عُتبَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ فَكَانَ أَوّلُ مَا ابتَدَأَ بِهِ أَن قَالَ يَا حَسَنُ إِنّ أَبَاكَ كَانَ شَرّ قُرَيشٍ لِقُرَيشٍ أَقطَعَهُ لِأَرحَامِهَا وَ أَسفَكَهُ لِدِمَائِهَا وَ إِنّكَ لَمِن قَتَلَةِ عُثمَانَ وَ إِنّ فِي الحَقّ أَن نَقتُلَكَ بِهِ وَ إِنّ عَلَيكَ القَوَدَ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّا قَاتِلُوكَ بِهِ فَأَمّا أَبُوكَ فَقَد تَفَرّدَ اللّهُ بِقَتلِهِ فَكَفَانَاهُ وَ أَمّا رَجَاؤُكَ لِلخِلَافَةِ فَلَستَ مِنهَا لَا فِي قَدحَةِ زَندِكَ وَ لَا فِي رَجحَةِ مِيزَانِكَ ثُمّ تَكَلّمَ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ بِنَحوٍ مِن كَلَامِ أَصحَابِهِ وَ قَالَ يَا مَعَاشِرَ بنَيِ هَاشِمٍ كُنتُم أَوّلَ مَن دَبّ بِعَيبِ عُثمَانَ وَ جَمَعَ النّاسَ عَلَيهِ حَتّي قَتَلتُمُوهُ حِرصاً عَلَي المُلكِ وَ قَطِيعَةً لِلرّحِمِ وَ استِهلَاكَ الأُمّةِ وَ سَفكَ دِمَائِهَا حِرصاً عَلَي المُلكِ وَ طَلَباً لِلدّنيَا الخَسِيسَةِ وَ حُبّاً لَهَا وَ كَانَ عُثمَانُ خَالَكُم فَنِعمَ الخَالُ كَانَ
صفحه : 73
لَكُم وَ كَانَ صِهرُكُم فَكَانَ نِعمَ الصّهرُ لَكُم قَد كُنتُم أَوّلَ مَن حَسَدَهُ وَ طَعَنَ عَلَيهِ ثُمّ وَلِيتُم قَتلَهُ فَكَيفَ رَأَيتُم صُنعَ اللّهِ بِكُم ثُمّ تَكَلّمَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ وَ كَانَ كَلَامُهُ وَ قَولُهُ كُلّهُ وُقُوعاً فِي عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ يَا حَسَنُ إِنّ عُثمَانَ قُتِلَ مَظلُوماً فَلَم يَكُن لِأَبِيكَ فِي ذَلِكَ عُذرُ برَيِءٍ وَ لَا اعتِذَارُ مُذنِبٍ غَيرَ أَنّا يَا حَسَنُ قَد ظَنَنّا لِأَبِيكَ فِي ضَمّهِ قَتَلَتَهُ وَ إِيوَائِهِ لَهُم وَ ذَبّهِ عَنهُم أَنّهُ بِقَتلِهِ رَاضٍ وَ كَانَ وَ اللّهِ طَوِيلَ السّيفِ وَ اللّسَانِ يَقتُلُ الحيَّ وَ يَعِيبُ المَيّتَ وَ بَنُو أُمَيّةَ خَيرٌ لبِنَيِ هَاشِمٍ مِن بنَيِ هَاشِمٍ لبِنَيِ أُمَيّةَ وَ مُعَاوِيَةُ خَيرٌ لَكَ يَا حَسَنُ مِنكَ لِمُعَاوِيَةَ وَ قَد كَانَ أَبُوكَ نَاصَبَ رَسُولَ اللّهِص فِي حَيَاتِهِ وَ أَجلَبَ عَلَيهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ أَرَادَ قَتلَهُ فَعَلِمَ ذَلِكَ مِن أَمرِهِ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ كَرِهَ أَن يُبَايِعَ أَبَا بَكرٍ حَتّي أتُيَِ بِهِ قَوداً ثُمّ دَسّ إِلَيهِ فَسَقَاهُ سَمّاً فَقَتَلَهُ ثُمّ نَازَعَ عُمَرَ حَتّي هَمّ أَن يَضرِبَ رَقَبَتَهُ فَعَمِلَ فِي قَتلِهِ ثُمّ طَعَنَ عَلَي عُثمَانَ حَتّي قَتَلَهُ كُلّ هَؤُلَاءِ قَد شَرِكَ فِي دَمِهِم فأَيَّ مَنزِلَةٍ لَهُ مِنَ اللّهِ يَا حَسَنُ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ السّلطَانَ لوِلَيِّ المَقتُولِ فِي كِتَابِهِ المُنزَلِ فَمُعَاوِيَةُ ولَيِّ المَقتُولِ بِغَيرِ حَقّ فَكَانَ مِنَ الحَقّ لَو قَتَلنَاكَ وَ أَخَاكَ وَ اللّهِ مَا دَمُ عَلِيّ بِخَطِرٍ مِن دَمِ عُثمَانَ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَجمَعَ فِيكُم يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ المُلكَ وَ النّبُوّةَ ثُمّ سَكَتَ فَتَكَلّمَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدَي أَوّلَكُم بِأَوّلِنَا وَ آخِرَكُم بِآخِرِنَا وَ صَلّي اللّهُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ ثُمّ قَالَ اسمَعُوا منِيّ مقَاَلتَيِ وَ أعَيِروُنيِ فَهمَكُم وَ بِكَ أَبدَأُ يَا مُعَاوِيَةُ ثُمّ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ إِنّهُ لَعَمرُ اللّهِ يَا أَزرَقُ مَا شتَمَنَيِ غَيرُكَ وَ مَا هَؤُلَاءِ شتَمَوُنيِ وَ لَا سبَنّيِ غَيرُكَ وَ مَا هَؤُلَاءِ سبَوّنيِ وَ لَكِن شتَمَتنَيِ وَ سبَبَتنَيِ فُحشاً مِنكَ وَ سُوءَ رأَيٍ وَ بَغياً وَ عُدوَاناً وَ حَسَداً عَلَينَا وَ عَدَاوَةً لِمُحَمّدٍص قَدِيماً وَ حَدِيثاً وَ إِنّهُ وَ اللّهِ لَو كُنتُ أَنَا وَ هَؤُلَاءِ يَا أَزرَقُ مُثَاوِرِينَ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ حَولَنَا المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ مَا قَدَرُوا أَن يَتَكَلّمُوا بِمِثلِ مَا تَكَلّمُوا بِهِ وَ لَا
صفحه : 74
استقَبلَوُنيِ بِمَا استقَبلَوُنيِ بِهِ فَاسمَعُوا منِيّ أَيّهَا المَلَأُ المُخَيّمُونَ المُعَاوِنُونَ عَلَيّ وَ لَا تَكتُمُوا حَقّاً عَلِمتُمُوهُ وَ لَا تُصَدّقُوا بِبَاطِلٍ نَطَقتُ بِهِ وَ سَأَبدَأُ بِكَ يَا مُعَاوِيَةُ فَلَا أَقُولُ فِيكَ إِلّا دُونَ مَا فِيكَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّ الرّجُلَ ألّذِي شَتَمتُمُوهُ صَلّي القِبلَتَينِ كِلتَيهِمَا وَ أَنتَ تَرَاهُمَا جَمِيعاً ضَلَالَةً تَعبُدُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ بَايَعَ البَيعَتَينِ كِلتَيهِمَا بَيعَةَ الرّضوَانِ وَ بَيعَةَ الفَتحِ وَ أَنتَ يَا مُعَاوِيَةُ بِالأُولَي كَافِرٌ وَ بِالأُخرَي نَاكِثٌ ثُمّ قَالَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّمَا أَقُولُ حَقّاً إِنّهُ لَقِيَكُم مَعَ رَسُولِ اللّهِص يَومَ بَدرٍ وَ مَعَهُ رَايَةُ النّبِيّص وَ مَعَكَ يَا مُعَاوِيَةُ رَايَةُ المُشرِكِينَ تَعبُدُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ تَرَي حَربَ رَسُولِ اللّهِص وَ المُؤمِنِينَ فَرضاً وَاجِباً وَ لَقِيَكُم يَومَ أُحُدٍ وَ مَعَهُ رَايَةُ النّبِيّص وَ مَعَكَ يَا مُعَاوِيَةُ رَايَةُ المُشرِكِينَ وَ لَقِيَكُم يَومَ الأَحزَابِ وَ مَعَهُ رَايَةُ النّبِيّص وَ مَعَكَ يَا مُعَاوِيَةُ رَايَةُ المُشرِكِينَ كُلّ ذَلِكَ يُفلِجُ اللّهُ حُجّتَهُ وَ يُحِقّ دَعوَتَهُ وَ يُصَدّقُ أُحدُوثَتَهُ وَ يَنصُرُ رَايَتَهُ وَ كُلّ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص يَرَي عَنهُ رَاضِياً فِي المَوَاطِنِ كُلّهَا ثُمّ أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص حَاصَرَ بنَيِ قُرَيظَةَ وَ بنَيِ النّضِيرِ ثُمّ بَعَثَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ وَ مَعَهُ رَايَةُ المُهَاجِرِينَ وَ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ وَ مَعَهُ رَايَةُ الأَنصَارِ فَأَمّا سَعدُ بنُ مُعَاذٍ فَجُرِحَ وَ حُمِلَ جَرِيحاً وَ أَمّا عُمَرُ فَرَجَعَ وَ هُوَ يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُهُ أَصحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ كَرّارٌ غَيرُ فَرّارٍ ثُمّ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَيهِ فَتَعَرّضَ لَهَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ غَيرُهُمَا مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ عَلِيّ يَومَئِذٍ أَرمَدُ شَدِيدَ الرّمَدِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللّهِص فَتَفَلَ فِي عَينَيهِ فَبَرَأَ مِنَ الرّمَدِ فَأَعطَاهُ الرّايَةَ فَمَضَي وَ لَم يَثنِ حَتّي فَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ بِمَنّهِ وَ طَولِهِ وَ أَنتَ يَومَئِذٍ بِمَكّةَ عَدُوّ لِلّهِ
صفحه : 75
وَ رَسُولِهِ فَهَل يُسَوّي بَينَ رَجُلٍ نَصَحَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ رَجُلٍ عَادَي اللّهَ وَ رَسُولَهُص ثُمّ أُقسِمُ بِاللّهِ مَا أَسلَمَ قَلبُكَ بَعدُ وَ لَكِنّ اللّسَانَ خَائِفٌ فَهُوَ يَتَكَلّمُ بِمَا لَيسَ فِي القَلبِ ثُمّ أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص استَخلَفَهُ عَلَي المَدِينَةِ فِي غَزوَةِ تَبُوكَ وَ لَا سَخِطَهُ ذَلِكَ وَ لَا كَرِهَهُ وَ تَكَلّمَ فِيهِ المُنَافِقُونَ فَقَالَ لَا تخُلفِنيِ يَا رَسُولَ اللّهِ فإَنِيّ لَم أَتَخَلّف عَنكَ فِي غَزوَةٍ قَطّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ وصَيِيّ وَ خلَيِفتَيِ فِي أهَليِ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن توَلَاّنيِ فَقَد تَوَلّي اللّهَ وَ مَن تَوَلّي عَلِيّاً فَقَد توَلَاّنيِ وَ مَن أطَاَعنَيِ فَقَد أَطَاعَ اللّهَ وَ مَن أَطَاعَ عَلِيّاً فَقَد أطَاَعنَيِ وَ مَن أحَبَنّيِ فَقَد أَحَبّ اللّهَ وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً فَقَد أحَبَنّيِ ثُمّ قَالَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ فِي حَجّةِ الوَدَاعِ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ قَد تَرَكتُ فِيكُم مَا لَم تَضِلّوا بَعدَهُ كِتَابَ اللّهِ فَأَحِلّوا حَلَالَهُ وَ حَرّمُوا حَرَامَهُ وَ اعمَلُوا بِمُحكَمِهِ وَ آمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ وَ قُولُوا آمَنّا بِمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الكِتَابِ وَ أَحِبّوا أَهلَ بيَتيِ وَ عتِرتَيِ وَ وَالُوا مَن وَالَاهُم وَ انصُرُوهُم عَلَي مَن عَادَاهُم وَ إِنّهُمَا لَم يَزَالَا فِيكُم حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ دَعَا وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ عَلِيّاً فَاجتَذَبَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ أللّهُمّ مَن عَادَي عَلِيّاً فَلَا تَجعَل لَهُ فِي الأَرضِ مَقعَداً وَ لَا فِي السّمَاءِ مَصعَداً وَ اجعَلهُ فِي أَسفَلِ دَركٍ مِنَ النّارِ أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَهُ أَنتَ الذّائِدُ عَن حوَضيِ يَومَ القِيَامَةِ تَذُودُ عَنهُ كَمَا يَذُودُ أَحَدُكُمُ الغَرِيبَةَ مِن وَسطِ إِبِلِهِ أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّهُ دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ فَبَكَي رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ مَا يُبكِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يبُكيِنيِ أنَيّ أَعلَمُ أَنّ لَكَ فِي قُلُوبِ رِجَالٍ مِن أمُتّيِ ضَغَائِنَ لَا يُبدُونَهَا حَتّي أَتَوَلّي عَنكَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص حِينَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ وَ اجتَمَعَ
صفحه : 76
أَهلُ بَيتِهِ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ وَ عتِرتَيِ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُم وَ انصُرهُم عَلَي مَن عَادَاهُم وَ قَالَ إِنّمَا مَثَلُ أَهلِ بيَتيِ فِيكُم كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَن دَخَلَ فِيهَا نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا غَرِقَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِ قَد سَلّمُوا عَلَيهِ بِالوَلَايَةِ فِي عَهدِ رَسُولِ اللّهِ وَ حَيَاتِهِص أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ عَلِيّاً أَوّلُ مَن حَرّمَ الشّهَوَاتِ كُلّهَا عَلَي نَفسِهِ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرّمُوا طَيّباتِ ما أَحَلّ اللّهُ لَكُم وَ لا تَعتَدُوا إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ المُعتَدِينَ وَ كُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالًا طَيّباً وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ وَ كَانَ عِندَهُ عِلمُ المَنَايَا وَ عِلمُ القَضَايَا وَ فَصلُ الخِطَابِ وَ رُسُوخُ العِلمِ وَ مُنَزّلُ القُرآنِ وَ كَانَ فِي رَهطٍ لَا نَعلَمُهُم يَتِمّونَ عَشَرَةً نَبّأَهُمُ اللّهُ أَنّهُم بِهِ مُؤمِنُونَ وَ أَنتُم فِي رَهطٍ قَرِيبٍ مِن عِدّةِ أُولَئِكَ لُعِنُوا عَلَي لِسَانِ رَسُولِ اللّهِص فَأَشهَدُ لَكُم وَ أَشهَدُ عَلَيكُم أَنّكُم لُعَنَاءُ اللّهِ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِص كُلّكُم أَهلَ البَيتِ وَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ إِلَيكَ لِتَكتُبَ لبِنَيِ خُزَيمَةَ حِينَ أَصَابَهُم خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فَانصَرَفَ إِلَيهِ الرّسُولُ فَقَالَ هُوَ يَأكُلُ فَأَعَادَ الرّسُولَ إِلَيكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّ ذَلِكَ يَنصَرِفُ الرّسُولُ وَ يَقُولُ هُوَ يَأكُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ لَا تُشبِع بَطنَهُ فهَيَِ وَ اللّهِ فِي نَهمَتِكَ وَ أَكلِكَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
صفحه : 77
ثُمّ قَالَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّمَا أَقُولُ حَقّاً إِنّكَ يَا مُعَاوِيَةُ كُنتَ تَسُوقُ بِأَبِيكَ عَلَي جَمَلٍ أَحمَرَ وَ يَقُودُهُ أَخُوكَ هَذَا القَاعِدُ وَ هَذَا يَومُ الأَحزَابِ فَلَعَنَ رَسُولُ اللّهِص الرّاكِبَ وَ القَائِدَ وَ السّائِقَ فَكَانَ أَبُوكَ الرّاكِبَ وَ أَنتَ يَا أَزرَقُ السّائِقَ وَ أَخُوكَ هَذَا القَاعِدُ القَائِدَ ثُمّ أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَعَنَ أَبَا سُفيَانَ فِي سَبعَةِ مَوَاطِنَ أَوّلُهُنّ حِينَ خَرَجَ مِن مَكّةَ إِلَي المَدِينَةِ وَ أَبُو سُفيَانَ جَاءَ مِنَ الشّامِ فَوَقَعَ فِيهِ أَبُو سُفيَانَ فَسَبّهُ وَ أَوعَدَهُ وَ هَمّ أَن يَبطِشَ بِهِ ثُمّ صَرَفَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُ وَ الثاّنيِ يَومَ العِيرِ حَيثُ طَرَدَهَا أَبُو سُفيَانَ لِيُحرِزَهَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ الثّالِثُ يَومَ أُحُدٍ يَومَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّهُ مَولَانَا وَ لَا مَولَي لَكُم وَ قَالَ أَبُو سُفيَانَ لَنَا العُزّي وَ لَا لَكُمُ العُزّي فَلَعَنَهُ اللّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَ أَجمَعُونَ وَ الرّابِعُ يَومَ حُنَينٍ يَومَ جَاءَ أَبُو سُفيَانَ بِجَمعِ قُرَيشٍ وَ هَوَازِنَ وَ جَاءَ عُيَينَةُ بِغَطفَانَ وَ اليَهُودِ فَرَدّهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّبِغَيظِهِم لَم يَنالُوا خَيراً هَذَا قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 78
لَهُ فِي سُورَتَينِ فِي كِلتَيهِمَا يسُمَيّ أَبَا سُفيَانَ وَ أَصحَابَهُ كُفّاراً وَ أَنتَ يَا مُعَاوِيَةُ يَومَئِذٍ مُشرِكٌ عَلَي رأَيِ أَبِيكَ بِمَكّةَ وَ عَلِيّ يَومَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَي رَأيِهِ وَ دِينِهِ وَ الخَامِسُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ الهدَيَ مَعكُوفاً أَن يَبلُغَ مَحِلّهُ وَ صَدَدتَ أَنتَ وَ أَبُوكَ وَ مُشرِكُو قُرَيشٍ رَسُولَ اللّهِص فَلَعَنَهُ اللّهُ لَعنَةً شَمِلَتهُ وَ ذُرّيّتَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ السّادِسُ يَومَ الأَحزَابِ يَومَ جَاءَ أَبُو سُفيَانَ بِجَمعِ قُرَيشٍ وَ جَاءَ عُيَينَةُ بنُ حِصنِ بنِ بَدرٍ بِغَطفَانَ فَلَعَنَ رَسُولُ اللّهِص القَادَةَ وَ الأَتبَاعَ وَ السّاقَةَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ مَا فِي الأَتبَاعِ مُؤمِنٌ فَقَالَ لَا تُصِيبُ اللّعنَةُ مُؤمِناً مِنَ الأَتبَاعِ وَ أَمّا القَادَةُ فَلَيسَ فِيهِم مُؤمِنٌ وَ لَا مُجِيبٌ وَ لَا نَاجٍ وَ السّابِعُ يَومَ الثّنِيّةِ يَومَ شَدّ عَلَي رَسُولِ اللّهِ اثنَا عَشَرَ رَجُلًا سَبعَةٌ مِنهُم مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ خَمسَةٌ مِن سَائِرِ قُرَيشٍ فَلَعَنَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ رَسُولُهُص مَن حَلّ الثّنِيّةَ غَيرَ النّبِيّ وَ سَائِقِهِ وَ قَائِدِهِ ثُمّ أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّ أَبَا سُفيَانَ دَخَلَ عَلَي عُثمَانَ حِينَ بُويِعَ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ هَل عَلَينَا مِن عَينٍ فَقَالَ لَا فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ تَدَاوَلُوا الخِلَافَةَ فِتيَانَ بنَيِ أُمَيّةَ فَوَ ألّذِي نَفسُ أَبِي سُفيَانَ بِيَدِهِ مَا مِن جَنّةٍ وَ لَا نَارٍ وَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ أَبَا سُفيَانَ أَخَذَ بِيَدِ الحُسَينِ حِينَ بُويِعَ عُثمَانُ وَ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ اخرُج معَيِ إِلَي بَقِيعٍ الغَرقَدِ فَخَرَجَ حَتّي إِذَا تَوَسّطَ القُبُورَ اجتَرّهُ فَصَاحَ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا أَهلَ القُبُورِ ألّذِي كُنتُم تُقَاتِلُونَا عَلَيهِ صَارَ بِأَيدِينَا وَ أَنتُم رَمِيمٌ فَقَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ قَبّحَ اللّهُ شَيبَتَكَ وَ قَبّحَ وَجهَكَ ثُمّ نَتَرَ يَدَهُ وَ تَرَكَهُ فَلَو لَا النّعمَانُ بنُ بَشِيرٍ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ رَدّهُ إِلَي المَدِينَةِ لَهَلَكَ
صفحه : 79
فَهَذَا لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ فَهَل تَستَطِيعُ أَن تَرُدّ عَلَينَا شَيئاً وَ مِن لَعنَتِكَ يَا مُعَاوِيَةُ أَنّ أَبَاكَ أَبَا سُفيَانَ كَانَ يَهُمّ أَن يُسلِمَ فَبَعَثتَ إِلَيهِ بِشِعرٍ مَعرُوفٍ مرَويِّ فِي قُرَيشٍ عِندَهُم تَنهَاهُ عَنِ الإِسلَامِ وَ تَصُدّهُ وَ مِنهَا أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ وَلّاكَ الشّامَ فَخُنتَ بِهِ وَ وَلّاكَ عُثمَانُ فَتَرَبّصتَ بِهِ رَيبَ المَنُونِ ثُمّ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ أَنّكَ قَاتَلتَ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ قَد عَرَفتَ سَوَابِقَهُ وَ فَضلَهُ وَ عِلمَهُ عَلَي أَمرٍ هُوَ أَولَي بِهِ مِنكَ وَ مِن غَيرِكَ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ النّاسِ وَ لَا دَنِيّةَ بَل أَوطَأتَ النّاسَ عَشوَةً وَ أَرَقتَ دِمَاءَ خَلقٍ مِن خَلقِ اللّهِ بِخَدعِكَ وَ كَيدِكَ وَ تَموِيهِكَ فِعلَ مَن لَا يُؤمِنُ بِالمَعَادِ وَ لَا يَخشَي العِقَابَ فَلَمّا بَلَغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ صِرتَ إِلَي شَرّ مَثوًي وَ عَلِيّ إِلَي خَيرِ مُنقَلَبٍ وَ اللّهُ لَكَ بِالمِرصَادِ فَهَذَا لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ خَاصّةً وَ مَا أَمسَكتُ عَنهُ مِن مَسَاوِيكَ وَ عُيُوبِكَ فَقَد كَرِهتُ بِهِ التّطوِيلَ وَ أَمّا أَنتَ يَا عَمرَو بنَ عُثمَانَ فَلَم تَكُن حَقِيقاً لِحُمقِكَ أَن تَتَبّعَ هَذِهِ الأُمُورَ فَإِنّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ البَعُوضَةِ إِذ قَالَت لِلنّخلَةِ استمَسكِيِ فإَنِيّ أُرِيدُ أَن أَنزِلَ عَنكَ فَقَالَت لَهَا النّخلَةُ مَا شَعَرتُ بِوُقُوعِكَ فَكَيفَ يَشُقّ عَلَيّ نُزُولُكَ وَ إنِيّ وَ اللّهِ مَا شَعَرتُ أَنّكَ تُحسِنُ أَن تعُاَديَِ لِي فَيَشُقّ عَلَيّ ذَلِكَ وَ إنِيّ لَمُجِيبُكَ فِي ألّذِي قُلتَ إِنّ سَبّكَ عَلِيّاً أَ بِنَقصٍ فِي حَسَبِهِ أَو تَبَاعُدِهِ مِن رَسُولِ اللّهِص أَو بِسُوءِ بَلَاءٍ فِي الإِسلَامِ أَو بِجَورٍ فِي حُكمٍ أَو رَغبَةٍ فِي الدّنيَا فَإِن قُلتَ وَاحِدَةً مِنهَا فَقَد كَذَبتَ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ لَكُم فِينَا تِسعَةَ عَشَرَ دَماً بِقَتلَي مشُركِيِ بنَيِ أُمَيّةَ بِبَدرٍ فَإِنّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ قَتَلَهُم وَ لعَمَريِ لَيُقتَلَنّ مِن بنَيِ هَاشِمٍ تِسعَةَ عَشَرَ وَ ثَلَاثَةٌ بَعدَ تِسعَةَ عَشَرَ ثُمّ يُقتَلُ مِن بنَيِ أُمَيّةَ تِسعَةَ عَشَرَ وَ تِسعَةَ عَشَرَ فِي مَوطِنٍ وَاحِدٍ سِوَي مَا قُتِلَ مِن بنَيِ أُمَيّةَ لَا يحُصيِ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِذَا بَلَغَ وُلدُ الوَزَغِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا أَخَذُوا مَالَ اللّهِ بَينَهُم دُوَلًا وَ عِبَادَهُ خَوَلًا وَ كِتَابَهُ دَغَلًا فَإِذَا بَلَغُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَ عَشراً حَقّت
صفحه : 80
عَلَيهِمُ اللّعنَةُ وَ لَهُم فَإِذَا بَلَغُوا أَربَعَمِائَةٍ وَ خَمسَةً وَ سَبعِينَ كَانَ هَلَاكُهُم أَسرَعَ مِن لَوكِ تَمرَةٍ فَأَقبَلَ الحَكَمُ بنُ أَبِي العَاصِ وَ هُم فِي ذَلِكَ الذّكرِ وَ الكَلَامِ فَقَالَ[ قَالَ] رَسُولُ اللّهِص اخفِضُوا أَصوَاتَكُم فَإِنّ الوَزَغَ يَسمَعُ وَ ذَلِكَ حِينَ رَآهُم رَسُولُ اللّهِص وَ مَن يَملِكُ بَعدَهُ مِنهُم أَمرَ هَذِهِ الأُمّةِ يعَنيِ فِي المَنَامِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ وَ شَقّ عَلَيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِلَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍفَأَشهَدُ لَكُم وَ أَشهَدُ عَلَيكُم مَا سُلطَانُكُم بَعدَ قَتلِ عَلِيّ إِلّا أَلفَ شَهرٍ التّيِ أَجّلَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ وَ أَمّا أَنتَ يَا عَمرَو بنَ العَاصِ الشّانِئِ اللّعِينِ الأَبتَرِ فَإِنّمَا أَنتَ كَلبٌ أَوّلُ أَمرِكَ أُمّكَ لَبَغِيّةٌ وَ إِنّكَ وُلِدتَ عَلَي فِرَاشٍ مُشتَرَكٍ فَتَحَاكَمَت فِيكَ رِجَالُ قُرَيشٍ مِنهُم أَبُو سُفيَانَ بنُ حَربٍ وَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وَ عُثمَانُ بنُ الحَارِثِ وَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ بنِ كَلدَةَ وَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ كُلّهُم يَزعُمُ أَنّكَ ابنُهُ فَغَلَبَهُم عَلَيكَ مِن بَينِ قُرَيشٍ أَلأَمُهُم حَسَباً وَ أَخبَثُهُم مَنصَباً وَ أَعظَمُهُم بُغيَةً ثُمّ قُمتَ خَطِيباً وَ قُلتَ أَنَا شَانِئُ مُحَمّدٍ وَ قَالَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ إِنّ مُحَمّداً رَجُلٌ أَبتَرُ لَا وَلَدَ لَهُ فَلَو قَد مَاتَ انقَطَعَ ذِكرُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُفَكَانَت أُمّكَ تمَشيِ إِلَي عَبدِ قَيسٍ لِطَلَبِ البَغيَةِ تَأتِيهِم فِي دُورِهِم وَ رِحَالِهِم وَ بُطُونِ أَودِيَتِهِم ثُمّ كُنتَ فِي كُلّ مَشهَدٍ يَشهَدُ رَسُولُ اللّهِ عَدُوّهُ أَشَدّهُم لَهُ عَدَاوَةً وَ أَشَدّهُم لَهُ تَكذِيباً ثُمّ كُنتَ فِي أَصحَابِ السّفِينَةِ الّذِينَ أَتَوُا النجّاَشيِّ وَ المِهرَجِ الخَارِجِ إِلَي الحَبَشَةِ فِي الإِشَاطَةِ بِدَمِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ سَائِرِ المُهَاجِرِينَ إِلَي النجّاَشيِّ فَحَاقَ المَكرُ السّيّئُ بِكَ وَ جَعَلَ جَدّكَ الأَسفَلَ وَ أَبطَلَ أُمنِيّتَكَ وَ خَيّبَ سَعيَكَ وَ أَكذَبَ أُحدُوثَتَكَوَ جَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُوا السّفلي وَ كَلِمَةُ اللّهِ هيَِ العُليا وَ أَمّا قَولُكَ فِي عُثمَانَ فَأَنتَ يَا قَلِيلَ الحَيَاءِ وَ الدّينِ أَلهَبتَ عَلَيهِ نَاراً ثُمّ هَرَبتَ إِلَي فِلَسطِينَ تَتَرَبّصُ بِهِ الدّوَائِرَ فَلَمّا أَتَتكَ خَبَرُ قَتلِهِ حَبَستَ نَفسَكَ عَلَي مُعَاوِيَةَ فَبِعتَهُ دِينَكَ يَا خَبِيثُ بِدُنيَا غَيرِكَ وَ لَسنَا نَلُومُكَ عَلَي بُغضِنَا وَ لَا نُعَاتِبُكَ عَلَي حُبّنَا وَ أَنتَ عَدُوّ لبِنَيِ
صفحه : 81
هَاشِمٍ فِي الجَاهِلِيّةِ وَ الإِسلَامِ وَ قَد هَجَوتَ رَسُولَ اللّهِص بِسَبعِينَ بَيتاً مِن شِعرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ إنِيّ لَا أُحسِنُ الشّعرَ وَ لَا ينَبغَيِ لِي أَن أَقُولَهُ فَالعَن عَمرَو بنَ العَاصِ بِكُلّ بَيتٍ أَلفَ لَعنَةٍ ثُمّ أَنتَ يَا عَمرُو المُؤثِرُ دُنيَا غَيرِكَ عَلَي دِينِكَ أَهدَيتَ إِلَي النجّاَشيِّ الهَدَايَا وَ رَحَلتَ إِلَيهِ رِحلَتَكَ الثّانِيَةَ وَ لَم تَنهَكَ الأُولَي عَنِ الثّانِيَةِ كُلّ ذَلِكَ تَرجِعُ مَغلُولًا حَسِيراً تُرِيدُ بِذَلِكَ هَلَاكَ جَعفَرٍ وَ أَصحَابَهُ فَلَمّا أَخطَأَكَ مَا رَجَوتَ وَ أَمّلتَ أَحَلتَ عَلَي صَاحِبِكَ عُمَارَةَ بنِ الوَلِيدِ وَ أَمّا أَنتَ يَا وَلِيدَ بنَ عُقبَةَ فَوَ اللّهِ مَا أَلُومُكَ أَن تُبغِضَ عَلِيّاً وَ قَد جَلَدَكَ فِي الخَمرِ ثَمَانِينَ وَ قَتَلَ أَبَاكَ صَبراً بِيَدِهِ يَومَ بَدرٍ أَم كَيفَ تَسُبّهُ فَقَد سَمّاهُ اللّهُ مُؤمِناً فِي عَشرِ آيَاتٍ مِنَ القُرآنِ وَ سَمّاكَ فَاسِقاً وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ وَ قَولُهُإِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلي ما فَعَلتُم نادِمِينَ وَ مَا أَنتَ وَ ذِكرَ قُرَيشٍ وَ إِنّمَا أَنتَ ابنُ عَلِيجٍ مِن أَهلِ صَفّورِيَةَ يُقَالُ لَهُ ذَكوَانُ وَ أَمّا زَعمُكَ أَنّا قَتَلنَا عُثمَانَ فَوَ اللّهِ مَا استَطَاعَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَائِشَةُ أَن يَقُولُوا ذَلِكَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَيفَ تَقُولُهُ أَنتَ وَ لَو سَأَلتَ أُمّكَ مَن أَبُوكَ إِذ
صفحه : 82
تَرَكَت ذَكوَانَ فَأَلصَقَتكَ بِعُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ اكتَسَت بِذَلِكَ عِندَ نَفسِهَا سَنَاءً وَ رِفعَةً مَعَ مَا أَعَدّ اللّهُ لَكَ وَ لِأَبِيكَ وَ أُمّكَ مِنَ العَارِ وَ الخزِيِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَا اللّهُبِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ ثُمّ أَنتَ يَا وَلِيدُ وَ اللّهِ أَكبَرُ فِي المِيلَادِ مِمّن تدَعّيِ لَهُ النّسَبَ فَكَيفَ تَسُبّ عَلِيّاً وَ لَوِ اشتَغَلتَ بِنَفسِكَ لَبَيّنتَ نَسَبَكَ إِلَي أَبِيكَ لَا إِلَي مَن تدَعّيِ لَهُ وَ لَقَد قَالَت لَكَ أُمّكَ يَا بنُيَّ أَبُوكَ وَ اللّهِ أَلأَمُ وَ أَخبَثُ مِن عُقبَةَ وَ أَمّا أَنتَ يَا عُتبَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ فَوَ اللّهِ مَا أَنتَ بِحَصِيفٍ فَأُجَاوِبَكَ وَ لَا عَاقِلٍ فَأُعَاتِبَكَ وَ مَا عِندَكَ خَيرٌ يُرجَي وَ لَا شَرّ يُخشَي وَ مَا كُنتُ وَ لَو سَبَبتَ عَلِيّاً لِأَغَارَ بِهِ عَلَيكَ لِأَنّكَ عنِديِ لَستَ بِكُفوٍ لِعَبدِ عَبدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَرُدّ عَلَيكَ وَ أُعَاتِبَكَ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَكَ وَ لِأَبِيكَ وَ أُمّكَ وَ أَخِيكَ بِالمِرصَادِ فَأَنتَ ذُرّيّةُ آبَائِكَ الّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللّهُ فِي القُرآنِ فَقَالَعامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً تُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ إِلَي قَولِهِمِن جُوعٍ وَ أَمّا وَعِيدُكَ إيِاّيَ بقِتَليِ فَهَلّا قَتَلتَ ألّذِي وَجَدتَهُ عَلَي فِرَاشِكَ مَعَ حَلِيلَتِكَ وَ قَد غَلَبَكَ عَلَي فَرجِهَا وَ شَرِكَكَ فِي وَلَدِهَا حَتّي أَلصَقَ بِكَ وَلَداً لَيسَ لَكَ وَيلًا لَكَ لَو شَغَلتَ نَفسَكَ بِطَلَبِ ثَأرِكَ مِنهُ كُنتَ جَدِيراً وَ بِذَلِكَ حَرِيّاً إِذ تسُوَمّنُيِ القَتلَ وَ توُعَدّنُيِ بِهِ وَ لَا أَلُومُكَ أَن تَسُبّ عَلِيّاً وَ قَد قَتَلَ أَخَاكَ مُبَارَزَةً وَ اشتَرَكَ هُوَ وَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فِي قَتلِ جَدّكَ حَتّي أَصلَاهُمَا اللّهُ عَلَي أَيدِيهِمَا نَارَ جَهَنّمَ وَ أَذَاقَهُمَا العَذَابَ
صفحه : 83
الأَلِيمَ وَ نفُيَِ عَمّكَ بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمّا رجَاَئيِ الخِلَافَةَ فَلَعَمرُ اللّهِ لَئِن رَجَوتُهَا فَإِنّ لِي فِيهَا لَمُلتَمَساً وَ مَا أَنتَ بِنَظِيرِ أَخِيكَ وَ لَا خَلِيفَةَ أَبِيكَ لِأَنّ أَخَاكَ أَكثَرُ تَمَرّداً عَلَي اللّهِ وَ أَشَدّ طَلَباً لِإِرَاقَةِ دِمَاءِ المُسلِمِينَ وَ طَلَبِ مَا لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ يُخَادِعُ النّاسَ وَ يَمكُرُهُموَ يَمكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ عَلِيّاً كَانَ شَرّ قُرَيشٍ لِقُرَيشٍ فَوَ اللّهِ مَا حَقّرَ مَرحُوماً وَ لَا قَتَلَ مَظلُوماً وَ أَمّا أَنتَ يَا مُغِيرَةَ بنَ شُعبَةَ فَإِنّكَ لِلّهِ عَدُوّ وَ لِكِتَابِهِ نَابِذٌ وَ لِنَبِيّهِ مُكَذّبٌ وَ أَنتَ الزاّنيِ وَ قَد وَجَبَ عَلَيكَ الرّجمُ وَ شَهِدَ عَلَيكَ العُدُولُ البَرَرَةُ الأَتقِيَاءُ فَأُخّرَ رَجمُكَ وَ دُفِعَ الحَقّ بِالبَاطِلِ وَ الصّدقُ بِالأَغَالِيطِ وَ ذَلِكَ لِمَا أَعَدّ اللّهُ لَكَ مِنَ العَذَابِ الأَلِيمِ وَالخزِيِ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَخزي وَ أَنتَ ضَرَبتَ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي أَدمَيتَهَا وَ أَلقَت مَا فِي بَطنِهَا استِذلَالًا مِنكَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ مُخَالَفَةً مِنكَ لِأَمرِهِ وَ انتِهَاكاً لِحُرمَتِهِ وَ قَد قَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص أَنتِ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ وَ اللّهُ مُصَيّرُكَ إِلَي النّارِ وَ جَاعِلُ وَبَالِ مَا نَطَقتَ بِهِ عَلَيكَ فبَأِيَّ الثّلَاثَةِ سَبَبتَ عَلِيّاً أَ نَقصاً مِن حَسَبِهِ أَم بُعداً مِن رَسُولِ اللّهِص أَم سُوءَ
صفحه : 84
بَلَاءٍ فِي الإِسلَامِ أَم جَوراً فِي حُكمٍ أَم رَغبَةً فِي الدّنيَا إِن قُلتَ بِهَا فَقَد كَذَبتَ وَ كَذّبَكَ النّاسُ أَ تَزعُمُ أَنّ عَلِيّاً قَتَلَ عُثمَانَ مَظلُوماً فعَلَيِّ وَ اللّهِ أَتقَي وَ أَنقَي مِن لَائِمِهِ فِي ذَلِكَ وَ لعَمَريِ إِن كَانَ عَلِيّاً قَتَلَ عُثمَانَ مَظلُوماً فَوَ اللّهِ مَا أَنتَ مِن ذَلِكَ فِي شَيءٍ فَمَا نَصَرتَهُ حَيّاً وَ لَا تَعَصّبتَ لَهُ مَيّتاً وَ مَا زَالَتِ الطّائِفُ دَارَكَ تَتَبّعُ البَغَايَا وَ تحُييِ أَمرَ الجَاهِلِيّةِ وَ تُمِيتُ الإِسلَامَ حَتّي كَانَ فِي أَمسِ[ مَا كَانَ] وَ أَمّا اعتِرَاضُكَ فِي بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ أُمَيّةَ فَهُوَ ادّعَاؤُكَ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ أَمّا قَولُكَ فِي شَأنِ الإِمَارَةِ وَ قَولُ أَصحَابِكَ فِي المُلكِ ألّذِي مَلَكتُمُوهُ فَقَد مَلِكَ فِرعَونُ مِصرَ أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ مُوسَي وَ هَارُونُ ع نَبِيّانِ مُرسَلَانِ يَلقَيَانِ مَا يَلقَيَانِ وَ هُوَ مُلكُ اللّهِ يُعطِيهِ البَرّ وَ الفَاجِرَ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِن أدَريِ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ وَ قَالَوَ إِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمّرناها تَدمِيراً ثُمّ قَامَ الحَسَنُ ع فَنَفَضَ ثِيَابَهُ وَ هُوَ يَقُولُالخَبِيثاتُ لِلخَبِيثِينَ وَ الخَبِيثُونَ لِلخَبِيثاتِهُم وَ اللّهِ يَا مُعَاوِيَةُ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ هَؤُلَاءِ وَ شِيعَتُكَوَ الطّيّباتُ لِلطّيّبِينَ وَ الطّيّبُونَ لِلطّيّباتِ أُولئِكَ مُبَرّؤُنَ مِمّا يَقُولُونَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌهُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصحَابُهُ وَ شِيعَتُهُ ثُمّ خَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ ذُق وَبَالَ مَا كَسَبَت يَدَاكَ وَ مَا جَنَيتَ وَ مَا قَد أَعَدّ اللّهُ لَكَ وَ لَهُم مِنَ الخزِيِ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَ العَذَابِ الأَلِيمِ فِي الآخِرَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِأَصحَابِهِ وَ أَنتُم فَذُوقُوا وَبَالَ مَا قَد جَنَيتُم فَقَالَ لَهُ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ وَ اللّهِ مَا ذُقنَا إِلّا كَمَا ذُقتَ وَ لَا اجتَرَأَ إِلّا عَلَيكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَ لَم أَقُل لَكُم إِنّكُم لَن تَنتَصِفُوا مِنَ الرّجُلِ فَهَل أطَعَتمُوُنيِ أَوّلَ مَرّةٍ أَوِ انتَصَرتُم مِنَ الرّجُلِ
صفحه : 85
إِذ فَضَحَكُم وَ اللّهِ مَا قَامَ حَتّي أَظلَمَ عَلَيّ البَيتَ وَ هَمَمتُ أَن أَسطُوَ بِهِ فَلَيسَ فِيكُم خَيرٌ اليَومَ وَ لَا بَعدَ اليَومِ قَالَ وَ سَمِعَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ بِمَا لقَيَِ مُعَاوِيَةُ وَ أَصحَابُهُ المَذكُورُونَ مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَأَتَاهُم فَوَجَدَهُم عِندَ مُعَاوِيَةَ فِي البَيتِ فَسَأَلَهُم مَا ألّذِي بلَغَنَيِ عَنِ الحَسَنِ وَ زَعَلِهِ قَالُوا قَد كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُم مَروَانُ فَهَلّا أحَضرَتمُوُنيِ ذَلِكَ فَوَ اللّهِ لَأَسُبّنّهُ وَ لَأَسُبّنّ أَبَاهُ وَ أَهلَ البَيتِ سَبّاً تغُنَيّ بِهِ الإِمَاءُ وَ العَبِيدُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ القَومُ لَم يَفُتكَ شَيءٌ وَ هُم يَعلَمُونَ مِن مَروَانَ بَذرَ لِسَانٍ وَ فُحشٍ فَقَالَ مَروَانُ فَأَرسِل إِلَيهِ يَا مُعَاوِيَةُ فَأَرسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَلَمّا جَاءَهُ الرّسُولُ قَالَ لَهُ الحَسَنُ ع مَا يُرِيدُ هَذَا الطّاغِيَةُ منِيّ وَ اللّهِ لَئِن أَعَادَ الكَلَامَ لَأُوقِرَنّ مَسَامِعَهُ مَا يَبقَي عَلَيهِ عَارُهُ وَ شَنَارُهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَأَقبَلَ الحَسَنُ ع فَلَمّا أَن جَاءَهُم وَجَدَهُم بِالمَجلِسِ عَلَي حَالَتِهِمُ التّيِ تَرَكَهُم فِيهَا غَيرَ أَنّ مَروَانَ قَد حَضَرَ مَعَهُم فِي هَذَا الوَقتِ فَمَشَي الحَسَنُ ع حَتّي جَلَسَ عَلَي السّرِيرِ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَ عَمرِو بنِ العَاصِ ثُمّ قَالَ الحَسَنُ لِمُعَاوِيَةَ لِمَ أَرسَلتَ إلِيَّ قَالَ لَستُ أَنَا أَرسَلتُ إِلَيكَ وَ لَكِن مَروَانُ ألّذِي أَرسَلَ إِلَيكَ فَقَالَ مَروَانُ أَنتَ يَا حَسَنُ السّبّابُ رِجَالَ قُرَيشٍ فَقَالَ وَ مَا ألّذِي أَرَدتَ فَقَالَ وَ اللّهِ لَأَسُبّنّكَ وَ أَبَاكَ وَ أَهلَ بَيتِكَ سَبّاً تغُنَيّ بِهِ الإِمَاءُ وَ العَبِيدُ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع أَمّا أَنتَ يَا مَروَانُ فَلَستُ أَنَا سَبَبتُكَ وَ لَا سَبَبتُ أَبَاكَ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَعَنَكَ وَ لَعَنَ أَبَاكَ وَ أَهلَ بَيتِكَ وَ ذُرّيّتَكَ وَ مَا خَرَجَ مِن صُلبِ أَبِيكَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِ مُحَمّدٍص
صفحه : 86
وَ اللّهِ يَا مَروَانُ مَا تُنكِرُ أَنتَ وَ لَا أَحَدٌ مِمّن حَضَرَ هَذِهِ اللّعنَةَ مِن رَسُولِ اللّهِص لَكَ وَ لِأَبِيكَ مِن قَبلِكَ وَ مَا زَادَكَ اللّهُ يَا مَروَانُ بِمَا خَوّفَكَ إِلّا طُغيَاناً كَبِيراً صَدَقَ اللّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ يَقُولُوَ الشّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ وَ نُخَوّفُهُم فَما يَزِيدُهُم إِلّا طُغياناً كَبِيراً وَ أَنتَ يَا مَروَانُ وَ ذُرّيّتُكَ الشّجَرَةُ المَلعُونَةُ فِي القُرآنِ عَن رَسُولِ اللّهِص فَوَثَبَ مُعَاوِيَةُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي فَمِ الحَسَنِ وَ قَالَ يَا بَا مُحَمّدٍ مَا كُنتَ فَحّاشاً فَنَفَضَ الحَسَنُ ع ثَوبَهُ وَ قَامَ وَ خَرَجَ فَتَفَرّقَ القَومُ عَنِ المَجلِسِ بِغَيظٍ وَ حُزنٍ وَ سَوَادِ الوُجُوهِ
بيان فقصرنا به علي بناء المجرد والباء للتعدية أي أظهرنا أنه قاصر عن بلوغ الكمال أومقصر قوله حتي صدق لك فيه علي بناء المجهول ويحتمل المعلوم . و قال الفيروزآبادي الجناب الفناء والرحل والناحية وبالضم ذات الجنب وبالكسر فرس طوع الجناب سلس القياد ولج في جناب قبيح بالكسر أي مجانبة أهله . قوله يتسامي من السمو بمعني الرفعة قوله فبئس كرامة الله أي فبئس مارعوها قوله لا في قدحة زندك القدحة بالكسر اسم من اقتداح النار وبالفتح للمرة وهي كناية عن التدبير في الملك واستخراج الأمور بالنظر ورجحة الميزان كناية عن كونه أفضل من غيره في الكمالات قوله من دب بعيب عثمان أي مشي به كناية عن السعي في إظهاره والخطر بالتحريك العوض والمثل والمثاورة المواثبة والمنازعة ويقال خيموا بالمكان أي أقاموا.
صفحه : 87
قوله ع قريظة وبني النضير هذاإشارة إلي غزوة خيبر و فيه إشكالان أحدهما أن قريظة والنضير كانا من يهود المدينة إلا أن يقال لعل بعضهم لحقوا خيبرا والثاني أن سعد بن معاذ جرح يوم الأحزاب ومات بعدالحكم في بني قريظة و لم يبق إلي غزوة خيبر والظاهر أنه ع كان أشار إلي ماظهر منه ع في تلك الوقائع جميعا فاشتبه علي الراوي قوله ع و لم يثن أي لم يعطف الراية و لم يردها. و قال الفيروزآبادي الغرقد شجر عظام أوهي العوسج إذاعظم و بهاسموا وبقيع الغرقد مقبرة المدينة لأنه كان منبتها انتهي والنتر جذب فيه قوة وجفوة وريب المنون حوادث الدهر أوالموت و قال الجوهري العشوة أن تركب أمرا علي غيربيان يقال أوطأتني عشوة وعشوة وعشوة أي أمرا ملتبسا انتهي واللوك أهون المضغ أومضغ صلب . قوله ع والمهرج قال الفيروزآبادي هرج الناس يهرجون وقعوا في فتنة واختلاط وقتل والفرس جري وإنه لمهرج كمنبر و في بعض النسخ والمهجر فيكون عطفا علي النجاشي بأن يكون مصدرا ميميا أي أهل الهجرة ويقال أشاط بدمه وأشاط دمه أي عرضه للقتل قوله ع وجعل جدك بالكسر أي اجتهادك وسعيك أوبالفتح و هوالحظ والبخت . و قال الجزري فلسطين بكسر الفاء وفتح اللام الكورة المعروفة ما بين الأردن وديار مصر وأم بلادها بيت المقدس والدوائر صروف الزمان وحوادث الدهر والعواقب المذمومة ذكرها في مجمع البيان قوله ع و لوسألت لوللتمني قوله ع أكبر في الميلاد أي كنت أكبر سنا من
صفحه : 88
عقبة فكيف تكون ابنه أو أنت أكبر من أن تكون ابنه فإنه في وقت ميلادك لم يكن في سن الرجال والحصيف المحكم العقل . قوله ع علي أيديهما أي كانا هما الباعثان علي ذلك حيث اختارا المقاتلة وكأنه كان يديه فصحف قوله فبأي الثلاثة الظاهر فبأي الخمسة ويمكن أن يقال علي الثلاثة الأخيرة واحدا لتقاربها أوالأولين واحدا وكذا الآخرين أويقال أنه ع بعدذكر الثلاثة ذكر أمرين آخرين . قوله ع فما زالت الطائف دارك أي كنت دائما في الطائف تتبع الزواني عندتلك الحروب والغزوات حتي جئت منه أمس والمراد بالأمس الزمان القريب مجازا قوله فهو ادعاؤك إلي معاوية يحتمل أن يكون إلي بمعني مع أي لايدعي هذا إلا أنت ومعاوية ويحتمل أن يكون علي التضمين أي داعيا أومنتميا إلي معاوية و لايبعد أن يكون أصله دعاؤك فزيدت الهمزة من النساخ والزعل بالتحريك النشاط
2-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ عَمرَو بنَ العَاصِ قَالَلِمُعَاوِيَةَ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ رَجُلٌ عيَيِّ وَ إِنّهُ إِذَا صَعِدَ المِنبَرَ وَ رَمَقُوهُ بِأَبصَارِهِم خَجِلَ وَ انقَطَعَ لَو أَذِنتَ لَهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَو صَعِدتَ المِنبَرَ وَ وَعَظتَنَا فَقَامَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ مَن عرَفَنَيِ فَقَد عرَفَنَيِ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ فَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ ابنُ سَيّدَةِ النّسَاءِ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص أَنَا ابنُ رَسُولِ اللّهِ أَنَا ابنُ نبَيِّ اللّهِ أَنَا ابنُ السّرَاجِ المُنِيرِ
صفحه : 89
أَنَا ابنُ البَشِيرِ النّذِيرِ أَنَا ابنُ مَن بُعِثَرَحمَةً لِلعالَمِينَ أَنَا ابنُ مَن بُعِثَ إِلَي الجِنّ وَ الإِنسِ أَنَا ابنُ خَيرِ خَلقِ اللّهِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا ابنُ صَاحِبِ الفَضَائِلِ أَنَا ابنُ صَاحِبِ المُعجِزَاتِ وَ الدّلَائِلِ أَنَا ابنُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَنَا المَدفُوعُ عَن حقَيّ أَنَا وَاحِدُ سيَدّيَ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ أَنَا ابنُ الرّكنِ وَ المَقَامِ أَنَا ابنُ مَكّةَ وَ مِنًي أَنَا ابنُ المَشعَرِ وَ عَرَفَاتٍ فَاغتَاظَ مُعَاوِيَةُ وَ قَالَ خُذ فِي نَعتِ الرّطَبِ وَ دَع ذَا فَقَالَ الرّيحُ تَنفُخُهُ وَ الحَرّ يُنضِجُهُ وَ بَردُ اللّيلِ يُطَيّبُهُ ثُمّ عَادَ فَقَالَ أَنَا ابنُ الشّفِيعِ المُطَاعِ أَنَا ابنُ مَن قَاتَلَ مَعَهُ المَلَائِكَةُ أَنَا ابنُ مَن خَضَعَت لَهُ قُرَيشٌ أَنَا ابنُ إِمَامِ الخَلقِ وَ ابنُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص فخَشَيَِ مُعَاوِيَةُ أَن يَفتَتِنَ بِهِ النّاسُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ انزِل فَقَد كَفَي مَا جَرَي فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ ظَنَنتُ أَن سَتَكُونُ خَلِيفَةً وَ مَا أَنتَ وَ ذَاكَ فَقَالَ الحَسَنُ ع إِنّمَا الخَلِيفَةُ مَن سَارَ بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِ اللّهِ لَيسَ الخَلِيفَةُ مَن سَارَ بِالجَورِ وَ عَطّلَ السّنّةَ وَ اتّخَذَ الدّنيَا أَباً وَ أُمّاً مَلِكَ مُلكاً مُتّعَ بِهِ قَلِيلًا ثُمّ تَنقَطِعُ لَذّتُهُ وَ تَبقَي تَبِعَتُهُ وَ حَضَرَ المَحفِلَ رَجُلٌ مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ كَانَ شَابّاً فَأَغلَظَ لِلحَسَنِ كَلَامَهُ وَ تَجَاوَزَ الحَدّ فِي السّبّ وَ الشّتمِ لَهُ وَ لِأَبِيهِ فَقَالَ الحَسَنُ ع أللّهُمّ غَيّر مَا بِهِ مِنَ النّعمَةِ وَ اجعَلهُ أُنثَي لِيُعتَبَرَ بِهِ فَنَظَرَ الأمُوَيِّ فِي نَفسِهِ وَ قَد صَارَ امرَأَةً قَد بَدّلَ اللّهُ لَهُ فَرجَهُ بِفَرجِ النّسَاءِ وَ سَقَطَت لِحيَتُهُ فَقَالَ الحَسَنُ ع اعزبُيِ مَا لَكِ وَ مَحفِلَ الرّجَالِ فَإِنّكِ امرَأَةٌ ثُمّ إِنّ الحَسَنَ ع سَكَتَ سَاعَةً ثُمّ نَفَضَ ثَوبَهُ وَ نَهَضَ لِيَخرُجَ فَقَالَ ابنُ العَاصِ اجلِس فإَنِيّ أَسأَلُكَ مَسَائِلَ قَالَ ع سَل عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ عَمرٌو أخَبرِنيِ عَنِ الكَرَمِ وَ النّجدَةِ وَ المُرُوءَةِ فَقَالَ ع أَمّا الكَرَمُ فَالتّبَرّعُ بِالمَعرُوفِ وَ الإِعطَاءُ قَبلَ السّؤَالِ وَ أَمّا النّجدَةُ فَالذّبّ عَنِ المَحَارِمِ وَ الصّبرُ فِي المَوَاطِنِ
صفحه : 90
عِندَ المَكَارِهِ وَ أَمّا المُرُوءَةُ فَحِفظُ الرّجُلِ دِينَهُ وَ إِحرَازُهُ نَفسَهُ مِنَ الدّنَسِ وَ قِيَامُهُ بِأَدَاءِ الحُقُوقِ وَ إِفشَاءُ السّلَامِ فَخَرَجَ فَعَذَلَ مُعَاوِيَةُ عَمراً فَقَالَ أَفسَدتَ أَهلَ الشّامِ فَقَالَ عَمرٌو إِلَيكَ عنَيّ إِنّ أَهلَ الشّامِ لَم يُحِبّوكَ مَحَبّةَ إِيمَانٍ وَ دِينٍ إِنّمَا أَحَبّوكَ لِلدّنيَا يَنَالُونَهَا مِنكَ وَ السّيفُ وَ المَالُ بِيَدِكَ فَمَا يغُنيِ عَنِ الحَسَنِ كَلَامُهُ ثُمّ شَاعَ أَمرُ الشّابّ الأمُوَيِّ وَ أَتَت زَوجَتُهُ إِلَي الحَسَنِ ع فَجَعَلَت تبَكيِ وَ تَتَضَرّعُ فَرَقاً لَهُ[فَرَقّ لَهَا] وَ دَعَا فَجَعَلَهُ اللّهُ كَمَا كَانَ
3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]إِسمَاعِيلُ بنُ أَبَانٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ مَرّ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِ بِحَلقَةٍ فِيهَا قَومٌ مِن بنَيِ أُمَيّةَ فَتَغَامَزُوا بِهِ وَ ذَلِكَ عِندَ مَا تَغَلّبَ مُعَاوِيَةُ عَلَي ظَاهِرِ أَمرِهِ فَرَآهُم وَ تَغَامُزَهُم بِهِ فَصَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ قَالَ قَد رَأَيتُ تَغَامُزَكُم أَمَا وَ اللّهِ لَا تَملِكُونَ يَوماً إِلّا مَلَكنَا يَومَينِ وَ لَا شَهراً إِلّا مَلَكنَا شَهرَينِ وَ لَا سَنَةً إِلّا مَلَكنَا سَنَتَينِ وَ إِنّا لَنَأكُلُ فِي سُلطَانِكُم وَ نَشرَبُ وَ نَلبَسُ وَ نَنكِحُ وَ نَركَبُ وَ أَنتُم لَا تَأكُلُونَ فِي سُلطَانِنَا وَ لَا تَشرَبُونَ وَ لَا تَنكِحُونَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ فَكَيفَ يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ وَ أَنتُم أَجوَدُ النّاسِ وَ أَرأَفُهُم وَ أَرحَمُهُم تَأمَنُونَ فِي سُلطَانِ القَومِ وَ لَا يَأمَنُونَ فِي سُلطَانِكُم فَقَالَ لِأَنّهُم عَادُونَا بِكَيدِ الشّيطَانِ وَ كَيدُ الشّيطَانِ ضَعِيفٌ وَ عَادَينَاهُم بِكَيدِ اللّهِ وَ كَيدُ اللّهِ شَدِيدٌ
4-ج ،[الإحتجاج ]رَوَي الشعّبيِّ أَنّ مُعَاوِيَةَ قَدِمَ المَدِينَةَ فَقَامَ خَطِيباً فَنَالَ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَامَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ إِنّهُ لَم يُبعَث نبَيِّ إِلّا جُعِلَ لَهُ وصَيِّ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ لَم يَكُن نبَيِّ إِلّا وَ لَهُ عَدُوّ مِنَ المُجرِمِينَ وَ إِنّ عَلِيّاً ع كَانَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِص مِن بَعدِهِ وَ أَنَا ابنُ عَلِيّ وَ أَنتَ ابنُ صَخرٍ وَ جَدّكَ حَربٌ وَ جدَيّ رَسُولُ اللّهِص وَ أُمّكَ هِندٌ وَ أمُيّ فَاطِمَةُ وَ جدَتّيِ خَدِيجَةُ وَ جَدّتُكَ نَثِيلَةُ فَلَعَنَ اللّهُ أَلأَمَنَا حَسَباً وَ أَقدَمَنَا كُفراً
صفحه : 91
وَ أَخمَلَنَا ذِكراً وَ أَشَدّنَا نِفَاقاً فَقَالَ عَامّةُ أَهلِ المَسجِدِ آمِينَ فَنَزَلَ مُعَاوِيَةُ فَقَطَعَ خُطبَتَهُ
5- ج ،[الإحتجاج ]روُيَِ أَنّهُ لَمّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الكُوفَةَ قِيلَ لَهُ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع مُرتَفِعٌ فِي أَنفُسِ النّاسِ فَلَو أَمَرتَهُ أَن يَقُومَ دُونَ مَقَامِكَ عَلَي المِنبَرِ فَتُدرِكَهُ الحَدَاثَةُ وَ العيِّ فَيَسقُطَ مِن أَنفُسِ النّاسِ فَأَبَي عَلَيهِم وَ أَبَوا عَلَيهِ إِلّا أَن يَأمُرَهُ بِذَلِكَ فَأَمَرَهُ فَقَامَ دُونَ مَقَامِهِ فِي المِنبَرِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّكُم لَو طَلَبتُم مَا بَينَ كَذَا وَ كَذَا لِتَجِدُوا رَجُلًا جَدّهُ نبَيِّ لَم تَجِدُوهُ غيَريِ وَ غَيرَ أخَيِ وَ إِنّا أَعطَينَا صَفقَتَنَا هَذَا الطّاغِيَةَ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي أَعلَي المِنبَرِ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ هُوَ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللّهِص مِنَ المِنبَرِ وَ رَأَينَا حَقنَ دِمَاءِ المُسلِمِينَ أَفضَلَ مِن إِهرَاقِهَاوَ إِن أدَريِ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مَا أَرَدتَ بِقَولِكَ هَذَا فَقَالَ أَرَدتُ بِهِ مَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَامَ مُعَاوِيَةُ فَخَطَبَ خُطبَةً عَيِيّةً فَاحِشَةً فَثَلَبَ فِيهَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَامَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ يَا ابنَ آكِلَةِ الأَكبَادِ أَ وَ أَنتَ تَسُبّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَبّ عَلِيّاً فَقَد سبَنّيِ وَ مَن سبَنّيِ فَقَد سَبّ اللّهَ وَ مَن سَبّ اللّهَ أَدخَلَهُ اللّهُ نَارَ جَهَنّمَ خَالِداً فِيهَا مُخَلّداً وَ لَهُ عَذَابٌ مُقِيمٌ ثُمّ انحَدَرَ الحَسَنُ ع عَنِ المِنبَرِ فَدَخَلَ دَارَهُ وَ لَم يُصَلّ هُنَاكَ بَعدَ ذَلِكَ
بيان قوله عييّة بتشديد الياء الثانية علي فعيل من العيّ خلاف البيان يقال عيّ في منطقه فهو عييّ ويحتمل أن عتيّة بالتاء المثنّاة الفوقانية من العتوّ والفساد أوبالغين المعجمة والباء الموحّدة من الغباوة خلاف الفطنة و علي التقادير توصيف الخطبة بهامجاز ويقال ثلبه ثلبا إذاصرّح بالعيب وتنقّصه
6- لي ،[الأمالي للصدوق ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِّ عَنِ الجوَهرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الضّحّاكِ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ هِشَامٌ وَ أخَبرَنَيِ بِبَعضِهِ أَبُو مِخنَفٍ لُوطُ بنُ يَحيَي
صفحه : 92
وَ غَيرُ وَاحِدٍ مِنَ العُلَمَاءِ فِي كَلَامٍ كَانَ بَينَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع وَ بَينَ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع لَا أَلُومُكَ أَن تَسُبّ عَلِيّاً وَ قَد جَلَدَكَ فِي الخَمرِ ثَمَانِينَ سَوطاً وَ قَتَلَ أَبَاكَ صَبراً بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِص فِي يَومِ بَدرٍ وَ قَد سَمّاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي غَيرِ آيَةٍ مُؤمِناً وَ سَمّاكَ فَاسِقاً وَ قَد قَالَ الشّاعِرُ فِيكَ وَ فِي عَلِيّ ع
أَنزَلَ اللّهُ فِي الكِتَابِ عَلَينَا | فِي عَلِيّ وَ فِي الوَلِيدِ قُرَاناً |
فَتَبَوّا الوَلِيدُ مَنزِلَ كُفرٍ | وَ عَلِيّ تَبَوّأَ الإِيمَانَا |
لَيسَ مَن كَانَ مُؤمِناً يَعبُدُ اللّهَ | كَمَن كَانَ فَاسِقاً خَوّاناً |
سَوفَ يُدعَي الوَلِيدُ بَعدَ قَلِيلٍ | وَ عَلِيّ إِلَي الجَزَاءِ عِيَاناً |
فعَلَيِّ يُجزَي هُنَاكَ جِنَاناً | وَ هُنَاكَ الوَلِيدُ يُجزَي هَوَاناً |
7-أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ قَالَ أَبُو الحَسَنِ المدَاَئنِيِّطَلَبَ زِيَادٌ رَجُلًا مِن أَصحَابِ الحَسَنِ مِمّن كَانَ فِي كِتَابِ الأَمَانِ فَكَتَبَ إِلَيهِ الحَسَنُ مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ إِلَي زِيَادٍ أَمّا بَعدُ فَقَد عَلِمتَ مَا كُنّا أَخَذنَا مِنَ الأَمَانِ لِأَصحَابِنَا وَ قَد ذَكَرَ لِي فُلَانٌ أَنّكَ تَعَرّضتَ لَهُ فَأُحِبّ أَن لَا تَتَعَرّضَ لَهُ إِلّا بِخَيرٍ وَ السّلَامُ فَلَمّا أَتَاهُ الكِتَابُ وَ ذَلِكَ بَعدَ أَنِ ادّعَاهُ مُعَاوِيَةُ غَضِبَ حَيثُ لَم يَنسُبهُ إِلَي أَبِي سُفيَانَ فَكَتَبَ إِلَيهِ مِن زِيَادِ بنِ أَبِي سُفيَانَ إِلَي الحَسَنِ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ أتَاَنيِ كِتَابُكَ فِي فَاسِقٍ يُؤوِيهِ الفُسّاقُ مِن شِيعَتِكَ وَ شِيعَةِ أَبِيكَ وَ ايمُ اللّهِ لَأَطلُبَنّهُ بَينَ جِلدِكَ وَ لَحمِكَ وَ إِنّ أَحَبّ النّاسِ إلِيَّ لَحماً أَنَا آكُلُهُ لِلَحمٍ أَنتَ مِنهُ وَ السّلَامُ فَلَمّا قَرَأَ الحَسَنُ الكِتَابَ بَعَثَ بِهِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَلَمّا قَرَأَهُ غَضِبَ وَ كَتَبَ مِن مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ إِلَي زِيَادٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ لَكَ رَأيَينِ رَأياً مِن أَبِي سُفيَانَ وَ رَأياً مِن سُمَيّةَ فَأَمّا رَأيُكَ مِن أَبِي سُفيَانَ فَحِلمٌ وَ حَزمٌ وَ أَمّا رَأيُكَ مِن سُمَيّةَ فَمَا يَكُونُ مِن مِثلِهَا إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ كَتَبَ إلِيَّ أَنّكَ عَرَضتَ لِصَاحِبِهِ فَلَا تَعَرّض لَهُ فإَنِيّ
صفحه : 93
لَم أَجعَل لَكَ عَلَيهِ سَبِيلًا
8- ج ،[الإحتجاج ] مُفَاخَرَةُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ مَروَانَ بنِ الحَكَمِ وَ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ وَ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ وَ عُتبَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ لَعَنَهُمُ اللّهُ أَجمَعِينَ قِيلَ وَفَدَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عَلَي مُعَاوِيَةَ فَحَضَرَ مَجلِسَهُ وَ إِذَا عِندَهُ هَؤُلَاءِ القَومُ فَفَخَرَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم عَلَي بنَيِ هَاشِمٍ فَوَضَعُوا مِنهُم وَ ذَكَرُوا أَشيَاءَ سَاءَتِ الحَسَنَ ع وَ بَلَغَت مِنهُ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع أَنَا شُعبَةٌ مِن خَيرِ الشّعَبِ آباَئيِ أَكرَمُ العَرَبِ لَنَا الفَخرُ وَ النّسَبُ وَ السّمَاحَةُ عِندَ الحَسَبِ مِن خَيرِ شَجَرَةٍ أَنبَتَت فُرُوعاً نَامِيَةً وَ أَثمَاراً زَاكِيَةً وَ أَبدَاناً قَائِمَةً فِيهَا أَصلُ الإِسلَامِ وَ عِلمُ النّبُوّةِ فَعَلَونَا حِينَ شَمَخَ بِنَا الفَخرُ وَ استَطَلنَا حِينَ امتَنَعَ مِنّا العِزّ بِحُورٍ زَاخِرَةٍ لَا تُنزَفُ وَ جِبَالٍ شَامِخَةٍ لَا تَقهَرُ فَقَالَ مَروَانُ مَدَحتَ نَفسَكَ وَ شَمَختَ بِأَنفِكَ هَيهَاتَ يَا حَسَنُ نَحنُ وَ اللّهِ المُلُوكُ السّادَةُ وَ الأَعِزّةُ القَادَةُ لَا نَنحَجِزُ فَلَيسَ لَكَ مِثلُ عِزّنَا وَ لَا فَخرٌ كَفَخرِنَا ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ
شَفَينَا أَنفُساً طَابَت وَقُوراً | فَنَالَت عِزّهَا فِيمَن يَلِينَا |
وَ أُبنَا بِالغَنِيمَةِ حَيثُ أُبنَا | وَ أُبنَا بِالمُلُوكِ مُقَرّنِينَا |
ثُمّ تَكَلّمَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ فَقَالَ نَصَحتُ لِأَبِيكَ فَلَم يَقبَلِ النّصحَ لَو لَا كَرَاهِيَةُ قَطعِ القَرَابَةِ لَكُنتُ فِي جُملَةِ أَهلِ الشّامِ فَكَانَ يَعلَمُ أَبُوكَ أنَيّ أُصدِرُ الوُرّادَ عَن مَنَاهِلِهَا بِزَعَارّةِ قَيسٍ وَ حِلمِ ثَقِيفٍ وَ تَجَارِبِهَا لِلأُمُورِ عَلَي القَبَائِلِ فَتَكَلّمَ الحَسَنُ ع فَقَالَ يَا مَروَانُ أَ جُبناً وَ خَوَراً وَ ضَعفاً وَ عَجزاً أَ تَزعُمُ أنَيّ مَدَحتُ نفَسيِ وَ أَنَا ابنُ رَسُولِ اللّهِص وَ شَمَختُ بأِنَفيِ وَ أَنَا سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ
صفحه : 94
وَ إِنّمَا يَبذَخُ وَ يَتَكَبّرُ وَيلَكَ مَن يُرِيدُ رَفعَ نَفسِهِ وَ يَتَبَجّحُ مَن يُرِيدُ الِاستِطَالَةَ فَأَمّا نَحنُ فَأَهلُ بَيتِ الرّحمَةِ وَ مَعدِنُ الكَرَامَةِ وَ مَوضِعُ الخِيَرَةِ وَ كَنزُ الإِيمَانِ وَ رُمحُ الإِسلَامِ وَ سَيفُ الدّينِ أَ لَا تَصمُتُ ثَكَلَتكَ أُمّكَ قَبلَ أَن أَرمِيَكَ بِالهَوَائِلِ وَ أَسِمَكَ بِمِيسَمٍ تسَتغَنيِ بِهِ عَنِ اسمِكَ فَأَمّا إِيَابُكَ بِالنّهَابِ وَ المُلُوكِ أَ فِي اليَومِ ألّذِي وُلّيتَ فِيهِ مَهزُوماً وَ انحَجَزتَ مَذعُوراً فَكَانَت غَنِيمَتُكَ هَزِيمَتَكَ وَ غَدرُكَ بِطَلحَةَ حِينَ غَدَرتَ بِهِ فَقَتَلتَهُ قُبحاً لَكَ مَا أَغلَظَ جِلدَةَ وَجهِكَ فَنَكَسَ مَروَانُ رَأسَهُ وَ بقَيَِ المُغِيرَةُ مَبهُوتاً فَالتَفَتَ إِلَيهِ الحَسَنُ ع فَقَالَ يَا أَعوَرَ ثَقِيفٍ مَا أَنتَ مِن قُرَيشٍ فَأُفَاخِرَكَ أَ جهَلِتنَيِ يَا وَيحَكَ وَ أَنَا ابنُ خِيَرَةِ الإِمَاءِ وَ سَيّدَةِ النّسَاءِ غَذّانَا رَسُولُ اللّهِص بِعِلمِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَعَلّمَنَا تَأوِيلَ القُرآنِ وَ مُشكِلَاتِ الأَحكَامِ لَنَا العِزّةُ الغَلبَاءُ وَ الكَلِمَةُ العُليَاءُ وَ الفَخرُ وَ السّنَاءُ وَ أَنتَ مِن قَومٍ لَم يَثبُت لَهُم فِي الجَاهِلِيّةِ نَسَبٌ وَ لَا لَهُم فِي الإِسلَامِ نَصِيبٌ عَبدٌ آبِقٌ مَا لَهُ وَ الِافتِخَارَ عِندَ مُصَادَمَةِ اللّيُوثِ وَ مُجَاحَشَةِ الأَقرَانِ نَحنُ السّادَةُ وَ نَحنُ المَذَاوِيدُ القَادَةُ نحَميِ الذّمَارَ وَ ننَفيِ عَن سَاحَتِنَا العَارَ وَ أَنَا ابنُ نَجِيبَاتِ الأَبكَارِ ثُمّ أَشَرتَ زَعَمتَ بِخَيرِ وصَيِّ خَيرِ الأَنبِيَاءِ كَانَ هُوَ بِعَجزِكَ أَبصَرَ وَ بِخَوَرِكَ أَعلَمَ وَ كُنتَ لِلرّدّ عَلَيكَ مِنهُ أَهلًا لِوَغرِكَ فِي صَدرِكَ وَ بُدُوّ الغَدرِ فِي عَينِكَ هَيهَاتَ لَم يَكُن لِيَتّخِذَالمُضِلّينَ عَضُداً وَ زَعَمتَ لَو أَنّكَ كُنتَ بِصِفّينَ بِزَعَارّةِ قَيسٍ وَ حِلمِ ثَقِيفٍ
صفحه : 95
فِي مَا ذَا ثَكَلَتكَ أُمّكَ أَ بِعَجزٍ عِندَ المَقَامَاتِ وَ فِرَارِكَ عِندَ المُجَاحَشَاتِ أَمَا وَ اللّهِ لَوِ التَفّت عَلَيكَ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ الأَشَاجِعُ لَعَلِمتَ أَنّهُ لَا يَمنَعُهُ مِنكَ المَوَانِعُ وَ لَقَامَت عَلَيكَ المُرِنّاتُ الهَوَالِعُ وَ أَمّا زَعَارّةُ قَيسٍ فَمَا أَنتَ وَ قَيساً إِنّمَا أَنتَ عَبدٌ آبِقٌ فَتُسَمّي ثَقِيفاً فَاحتَل لِنَفسِكَ مِن غَيرِهَا فَلَستَ مِن رِجَالِهَا أَنتَ بِمُعَالَجَةِ الشّرُكِ وَ مَوَالِجِ الزّرَائِبِ أَعرَفُ مِنكَ بِالحُرُوبِ فأَيَّ الحِلمِ عِندَ العَبِيدِ القُيُونِ ثُمّ تَمَنّيتَ لِقَاءَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَذَلِكَ مَن قَد عَرَفتَ أَسَدٌ بَاسِلٌ وَ سَمّ قَاتِلٌ لَا تُقَاوِمُهُ الأَبَالِسَةُ عِندَ الطّعنِ وَ المُخَالَسَةِ فَكَيفَ تَرُومُهُ الضّبعَانُ وَ تَنَاوَلُهُ الجِعلَانُ بِمِشيَتِهَا القَهقَرَي وَ أَمّا وَصلَتُكَ فَمَنكُولَةٌ وَ قَرَابَتُكَ فَمَجهُولَةٌ وَ مَا رَحِمُكَ مِنهُ إِلّا كَبَنَاتِ المَاءِ مِن خَشَفَانِ الظّبَا بَل أَنتَ أَبعَدُ مِنهُ نَسَباً فَوَثَبَ المُغِيرَةُ وَ الحَسَنُ ع يَقُولُ عُذِرنَا مِن بنَيِ أُمَيّةَ أَن تَجَاوَرنَا بَعدَ مُنَاطَقَةِ القُيُونِ وَ مُفَاخَرَةِ العَبِيدِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ ارجِع يَا مُغِيرَةُ هَؤُلَاءِ بَنُو عَبدِ مَنَافٍ لَا تُقَاوِمُهُمُ الصّنَادِيدُ وَ لَا تُفَاخِرُهُمُ المَذَاوِيدُ ثُمّ أَقسَمَ عَلَي الحَسَنِ ع بِالسّكُوتِ فَسَكَتَ
إيضاح قال الجوهري زخر الوادي إذاامتد جدا وارتفع يقال بحر زاخر و قال نزفت ماء البئر نزفا أي نزحته كله يتعدي و لايتعدي و قال
صفحه : 96
الجبال الشوامخ هي الشواهق وشمخ الرجل بأنفه تكبر انتهي . والانحجاز الامتناع والإصدار الإرجاع والمنهل عين ماء ترده الإبل في المراعي قوله ع أجبنا أي أتزعم أني أقول هذاجبنا والخور بالتحريك الضعف والبذخ الكبر و قدبذخ بالكسر وتبذخ أي تكبر وعلا والبجح بتقديم الجيم علي الحاء الفرح وبجحته أناتبجيحا فتبجح أي أفرحته ففرح والهوائل المفزعات والإياب الرجوع والنهب الغنيمة والجمع النهاب بالكسر إشارة إلي قوله وأبنا بالغنيمة. والمجاحشة المدافعة والذائد الحامي الدافع والمذواد مبالغة فيه و قال الجوهري فلان حامي الذمار أي إذاذمر وغضب حمي وفلان أمنع ذمارا من فلان ويقال الذمار ماوراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه لأنهم قالوا حامي الذمار كماقالوا حامي الحقيقة انتهي . والوغر بالفتح وبالتحريك الضغن والحقد وبدو الغدر ظهوره والأشاجع أصول الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف والتفاف الأشاجع كناية عن التمكن والاقتدار منه والمرنات البواكي الصائحات عندالمصيبة والهلع أفحش الجزع والزرائب جمع الزريبة وهي الطنفسة وحظيرة الغنم وكلاهما مناسبان و في بعض النسخ الزرانب و هوجمع الزرنب فرج المرأة. والقيون جمع القين بمعني العبد أوالحداد والصانع وأكثر مايجمع بالمعني الأول علي قيان لكنه أنسب بالمقام والبسالة الشجاعة و قدبسل فهو باسل أي بطل وبنات الماء الحيوانات المتولدة فيه أوطيوره و قال المطرزي وبنات الماء من الطير استعارة قوله ع عذرنا علي بناء المفعول أي صرنا معذورين إن آذيناهم وكافيناهم بعدالمجاورة لمافعلوا بنا من مناطقة القيون قال الجزري فيه من يعذرني من رجل قدبلغني عنه كذا وكذا أي من يقوم بعذري إن كافأته علي سوء صنيعه فلايلومني ويحتمل أن يكون تحاورنا بالحاء المهملة من المحاورة أي إن تكلمنا مع بني أمية مع عدم قابليتهم لذلك فنحن معذورون بعد
صفحه : 97
محاورة القيون
9-ج ،[الإحتجاج ]رَوَي سُلَيمُ بنُ قَيسٍ قَالَ سَمِعتُ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ لِي مُعَاوِيَةُ مَا أَشَدّ تَعظِيمَكَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ مَا هُمَا بِخَيرٍ مِنكَ وَ لَا أَبُوهُمَا بِخَيرٍ مِن أَبِيكَ لَو لَا أَنّ فَاطِمَةَ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص لَقُلتُ مَا أُمّكَ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ بِدُونِهَا قَالَ فَغَضِبتُ مِن مَقَالَتِهِ وَ أخَذَنَيِ مَا لَا أَملِكُ فَقُلتُ إِنّكَ لَقَلِيلُ المَعرِفَةِ بِهِمَا وَ بِأَبِيهِمَا وَ أُمّهِمَا بَلَي وَ اللّهِ هُمَا خَيرٌ منِيّ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِن أَبِي وَ أُمّهُمَا خَيرٌ مِن أمُيّ وَ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ فِيهِمَا وَ فِي أَبِيهِمَا وَ أَنَا غُلَامٌ فَحَفِظتُهُ مِنهُ وَ وَعَيتُهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ لَيسَ فِي المَجلِسِ غَيرُ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ ابنِ جَعفَرٍ رَحِمَهُ اللّهُ وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَخِيهِ الفَضلِ هَاتِ مَا سَمِعتَ فَوَ اللّهِ مَا أَنتَ بِكَذّابٍ فَقَالَ إِنّهُ أَعظَمُ مِمّا فِي نَفسِكَ قَالَ وَ إِن كَانَ أَعظَمَ مِن أُحُدٍ وَ حَرّي فَإِنّهُ مَا لَم يَكُن أَحَدٌ مِن أَهلِ الشّامِ لَا أبُاَليِ أَمّا إِذَا قَتَلَ اللّهُ طَاغِيَتَكُم وَ فَرّقَ جَمعَكُم وَ صَارَ الأَمرُ فِي أَهلِهِ وَ مَعدِنِهِ فَلَا نبُاَليِ مَا قُلتُم وَ لَا يَضُرّنَا مَا ادّعَيتُم قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنَاأَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم مَن كُنتُ أَولَي بِهِ مِن نَفسِهِ فَأَنتَ يَا أخَيِ أَولَي بِهِ مِن نَفسِهِ وَ عَلِيّ بَينَ يَدَيهِ ع فِي البَيتِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عُمَرُ ابنُ أُمّ سَلَمَةَ وَ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ وَ فِي البَيتِ فَاطِمَةُ ع وَ أُمّ أَيمَنَ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ وَ ضَرَبَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَضُدِهِ وَ أَعَادَ مَا قَالَ فِيهِ ثَلَاثاً ثُمّ نَصّ بِالإِمَامَةِ عَلَي الأَئِمّةِ تَمَامَ الاِثنيَ عَشَرَ ع ثُمّ قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ لأِمُتّيِ اثنَا عَشَرَ إِمَامَ ضَلَالَةٍ كُلّهُم ضَالّ مُضِلّ عَشَرَةٌ مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ رَجُلَانِ مِن قُرَيشٍ وِزرُ جَمِيعِ الاِثنيَ عَشَرَ وَ مَا أَضَلّوا فِي أَعنَاقِهِمَا ثُمّ سَمّاهُمَا رَسُولُ اللّهِص وَ سَمّي العَشَرَةَ مَعَهُمَا قَالَ فَسَمّهِم لَنَا قَالَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ صَاحِبُ السّلسِلَةِ وَ ابنُهُ مِن آلِ
صفحه : 98
أَبِي سُفيَانَ وَ سَبعَةٌ مِن وُلدِ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ أَوّلُهُم مَروَانُ قَالَ مُعَاوِيَةُ لَئِن كَانَ مَا قُلتَ حَقّاً لَقَد هَلَكتُ وَ هَلَكَتِ الثّلَاثَةُ قبَليِ وَ جَمِيعُ مَن تَوَلّاهُم مِن هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَقَد هَلَكَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ التّابِعِينَ غَيرَكُم أَهلَ البَيتِ وَ شِيعَتَكُم قَالَ ابنُ جَعفَرٍ فَإِنّ ألّذِي قُلتُ وَ اللّهِ حَقّ سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ مُعَاوِيَةُ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ ابنِ عَبّاسٍ مَا يَقُولُ ابنُ جَعفَرٍ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ مُعَاوِيَةُ بِالمَدِينَةِ أَوّلَ سَنَةٍ اجتَمَعَ عَلَيهِ النّاسُ بَعدَ قَتلِ عَلِيّ ع أَرسِل إِلَي الّذِينَ سَمّي فَأَرسَلَ إِلَي عُمَرَ بنِ أُمّ سَلَمَةَ وَ أُسَامَةَ فَشَهِدُوا جَمِيعاً أَنّ ألّذِي قَالَ ابنُ جَعفَرٍ حَقّ قَد سَمِعُوا مِن رَسُولِ اللّهِص كَمَا سَمِعَهُ ثُمّ أَقبَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ الفَضلِ وَ ابنِ أُمّ سَلَمَةَ وَ أُسَامَةَ فَقَالَ كُلّكُم عَلَي مَا قَالَ ابنُ جَعفَرٍ قَالُوا نَعَم قَالَ مُعَاوِيَةُ فَإِنّكُم يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ لَتَدّعُونَ أَمراً عَظِيماً وَ تَحتَجّونَ بِحُجّةٍ قَوِيّةٍ فَإِن كَانَت حَقّاً فَإِنّكُم لَتَصبِرُونَ عَلَي أَمرٍ وَ تَستُرُونَهُ وَ النّاسُ فِي غَفلَةٍ وَ عَمًي وَ لَئِن كَانَ مَا تَقُولُونَ حَقّاً لَقَد هَلَكَتِ الأُمّةُ وَ رَجَعَت عَن دِينِهَا وَ كَفَرَت بِرَبّهَا وَ جَحَدَت نَبِيّهَا إِلّا أَنتُم أَهلَ البَيتِ وَ مَن قَالَ بِقَولِكُم فَأُولَئِكَ قَلِيلٌ فِي النّاسِ فَأَقبَلَ ابنُ عَبّاسٍ عَلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ قَالَ اللّهُوَ قَلِيلٌ مِن عبِاديَِ الشّكُورُ وَ قَالَوَ قَلِيلٌ ما هُم وَ مَا تَعجَب منِيّ يَا مُعَاوِيَةُ اعجَب مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ أَنّ السّحَرَةَ قَالُوا لِفِرعَونَفَاقضِ ما أَنتَ قاضٍفَآمَنُوا بِمُوسَي وَ صَدّقُوهُ ثُمّ سَارَ بِهِم وَ مَنِ اتّبَعَهُم مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ فَأَقطَعَهُمُ البَحرَ وَ أَرَاهُمُ العَجَائِبَ وَ هُم مُصَدّقُونَ بِمُوسَي وَ بِالتّورَاةِ يُقِرّونَ لَهُ بِدِينِهِ ثُمّ مَرّوا بِأَصنَامٍ تُعبَدُ فَقَالُوااجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ قالَ إِنّكُم قَومٌ تَجهَلُونَ وَ عَكَفُوا عَلَي العِجلِ جَمِيعاً غَيرَ هَارُونَ
صفحه : 99
فَقَالُواهذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي وَ قَالَ لَهُم مُوسَي بَعدَ ذَلِكَادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَفَكَانَ مِن جَوَابِهِم مَا قَصّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِم فَقَالَ مُوسَي ع رَبّ إنِيّ لا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ وَ أخَيِ فَافرُق بَينَنا وَ بَينَ القَومِ الفاسِقِينَفَمَا اتّبَاعُ هَذِهِ الأُمّةِ رِجَالًا سَوّدُوهُم وَ أَطَاعُوهُم لَهُم سَوَابِقُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَنَازِلُ قَرِيبَةٌ مِنهُ وَ أَصهَارٌ مُقِرّينَ بِدِينِ مُحَمّدٍ وَ بِالقُرآنِ حَمَلَهُمُ الكِبرُ وَ الحَسَدُ أَن خَالَفُوا إِمَامَهُم وَ وَلِيّهُم بِأَعجَبَ مِن قَومٍ صَاغُوا مِن حُلِيّهِم عِجلًا ثُمّ عَكَفُوا عَلَيهِ يَعبُدُونَهُ وَ يَسجُدُونَ لَهُ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُ رَبّ العَالَمِينَ وَ اجتَمَعُوا عَلَي ذَلِكَ كُلّهُم غَيرَ هَارُونَ وَحدَهُ وَ قَد بقَيَِ مَعَ صَاحِبِنَا ألّذِي هُوَ مِن نَبِيّنَا بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي مِن أَهلِ بَيتِهِ نَاسٌ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ الزّبَيرُ ثُمّ رَجَعَ الزّبَيرُ وَ ثَبَتَ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ مَعَ إِمَامِهِم حَتّي لَقُوا اللّهَ وَ تَتَعَجّبُ يَا مُعَاوِيَةُ أَن سَمّي اللّهُ مِنَ الأَئِمّةِ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ قَد نَصّ عَلَيهِم رَسُولُ اللّهِص بِغَدِيرِ خُمّ وَ فِي غَيرِ مَوطِنٍ وَ احتَجّ بِهِم عَلَيهِم وَ أَمَرَهُم بِطَاعَتِهِم وَ أَخبَرَ أَنّ أَوّلَهُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ولَيِّ كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ مِن بَعدِهِ وَ أَنّهُ خَلِيفَتُهُ فِيهِم وَ وَصِيّهُ وَ قَد بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص جَيشاً يَومَ مُؤتَةَ فَقَالَ عَلَيكُم جَعفَرٌ فَإِن هَلَكَ فَزَيدٌ فَإِن هَلَكَ فَعَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَقُتِلُوا جَمِيعاً أَ فَتَرَاهُ يَترُكُ الأُمّةَ وَ لَم يُبَيّن لَهُم مَنِ الخَلِيفَةُ بَعدَهُ لِيَختَارُوا هُم لِأَنفُسِهِمُ الخَلِيفَةَ كَانَ رَأيُهُم لِأَنفُسِهِم أَهدَي لَهُم وَ أَرشَدَ مِن رَأيِهِ وَ اختِيَارِهِ وَ مَا رَكِبَ القَومُ مَا رَكِبُوا إِلّا بَعدَ مَا بَيّنَهُ وَ مَا تَرَكَهُم رَسُولُ اللّهِص فِي عَمًي وَ لَا شُبهَةٍ فَأَمّا مَا قَالَ الرّهطُ الأَربَعَةُ الّذِينَ تَظَاهَرُوا عَلَي عَلِيّ ع وَ كَذَبُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ زَعَمُوا أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ لَم يَكُن لِيَجمَعَ لَنَا أَهلَ البَيتِ النّبُوّةَ
صفحه : 100
وَ الخِلَافَةَ فَقَد شَبّهُوا عَلَي النّاسِ بِشَهَادَتِهِم وَ كَذِبِهِم وَ مَكرِهِم قَالَ مُعَاوِيَةُ مَا تَقُولُ يَا حَسَنُ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ قَد سَمِعتُ مَا قُلتَ وَ مَا قَالَ ابنُ عَبّاسٍ العَجَبُ مِنكَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ مِن قِلّةِ حَيَائِكَ وَ مِن جُرأَتِكَ عَلَي اللّهِ حِينَ قُلتَ قَد قَتَلَ اللّهُ طَاغِيَتَكُم وَ رَدّ الأَمرَ إِلَي مَعدِنِهِ فَأَنتَ يَا مُعَاوِيَةُ مَعدِنُ الخِلَافَةِ دُونَنَا وَيلٌ لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ لِلثّلَاثَةِ قَبلَكَ الّذِينَ أَجلَسُوكَ هَذَا المَجلِسَ وَ سَنّوا لَكَ هَذِهِ السّنّةَ لَأَقُولَنّ كَلَاماً مَا أَنتَ أَهلُهُ وَ لكَنِيّ أَقُولُ لِتَسمَعَهُ بَنُو أَبِي هَؤُلَاءِ حوَليِ إِنّ النّاسَ قَدِ اجتَمَعُوا عَلَي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ لَيسَ بَينَهُم اختِلَافٌ فِيهَا وَ لَا تَنَازُعٌ وَ لَا فُرقَةٌ عَلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ عَبدُهُ وَ الصّلَوَاتِ الخَمسِ وَ الزّكَاةِ المَفرُوضَةِ وَ صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ حِجّ البَيتِ ثُمّ أَشيَاءَ كَثِيرَةٍ مِن طَاعَةِ اللّهِ التّيِ لَا تُحصَي وَ لَا يَعُدّهَا إِلّا اللّهُ وَ اجتَمَعُوا عَلَي تَحرِيمِ الزّنَا وَ السّرِقَةِ وَ الكَذِبِ وَ القَطِيعَةِ وَ الخِيَانَةِ وَ أَشيَاءَ كَثِيرَةٍ مِن معَاَصيِ اللّهِ لَا تُحصَي وَ لَا يَعُدّهَا إِلّا اللّهُ وَ اختَلَفُوا فِي سُنَنٍ اقتَتَلُوا فِيهَا وَ صَارُوا فِرَقاً يَلعَنُ بَعضُهُم بَعضاً وَ هيَِ الوَلَايَةُ وَ يَبرَأُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ وَ يَقتُلُ بَعضُهُم بَعضاً أَيّهُم أَحَقّ وَ أَولَي بِهَا إِلّا فِرقَةٌ تَتّبِعُ كِتَابَ اللّهِ وَ سُنّةَ نَبِيّهِص فَمَن أَخَذَ بِمَا عَلَيهِ أَهلُ القِبلَةِ ألّذِي لَيسَ فِيهِ اختِلَافٌ وَ رَدّ عِلمَ مَا اختَلَفُوا فِيهِ إِلَي اللّهِ سَلِمَ وَ نَجَا بِهِ مِنَ النّارِ وَ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن وَفّقَهُ اللّهُ وَ مَنّ عَلَيهِ وَ احتَجّ عَلَيهِ بِأَن نَوّرَ قَلبَهُ بِمَعرِفَةِ وُلَاةِ الأَمرِ مِن أَئِمّتِهِم وَ مَعدِنِ العِلمِ أَينَ هُوَ فَهُوَ عِندَ اللّهِ سَعِيدٌ وَ لِلّهِ ولَيِّ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَحِمَ اللّهُ امرَأً عَلِمَ حَقّاً فَقَالَ فَغَنِمَ أَو سَكَتَ فَسَلِمَ نَحنُ نَقُولُ أَهلَ البَيتِ إِنّ الأَئِمّةَ مِنّا وَ إِنّ الخِلَافَةَ لَا تَصلُحُ إِلّا فِينَا وَ إِنّ اللّهَ جَعَلَنَا أَهلَهَا فِي كِتَابِهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص وَ إِنّ العِلمَ فِينَا وَ نَحنُ أَهلُهُ وَ هُوَ عِندَنَا مَجمُوعٌ كُلّهُ بِحَذَافِيرِهِ وَ إِنّهُ لَا يَحدُثُ شَيءٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ حَتّي أَرشُ الخَدشِ إِلّا وَ هُوَ عِندَنَا مَكتُوبٌ بِإِملَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ خَطّ عَلِيّ ع بِيَدِهِ وَ زَعَمَ قَومٌ أَنّهُم أَولَي بِذَلِكَ مِنّا حَتّي أَنتَ يَا ابنَ هِندٍ تدَعّيِ ذَلِكَ وَ تَزعُمُ
صفحه : 101
أَنّ عُمَرَ أَرسَلَ إِلَي أَبِي أنَيّ أُرِيدُ أَن أَكتُبَ القُرآنَ فِي مُصحَفٍ فَابعَث إلِيَّ بِمَا كَتَبتَ مِنَ القُرآنِ فَأَتَاهُ فَقَالَ تَضرِبُ وَ اللّهِ عنُقُيِ قَبلَ أَن يَصِلَ إِلَيكَ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَوَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ قَالَ إيِاّيَ عَنَي وَ لَم يَعنِكَ وَ لَا أَصحَابَكَ فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمّ قَالَ إِنّ ابنَ أَبِي طَالِبٍ يَحسَبُ أَنّ أَحَداً لَيسَ عِندَهُ عِلمٌ غَيرَهُ مَن كَانَ يَقرَأُ مِنَ القُرآنِ شَيئاً فلَيأَتنِيِ فَإِذَا جَاءَ رَجُلٌ فَقَرَأَ شَيئاً مَعَهُ فِيهِ آخَرُ كَتَبَهُ وَ إِلّا لَم يَكتُبهُ ثُمّ قَالُوا قَد ضَاعَ مِنهُ قُرآنٌ كَثِيرٌ بَل كَذَبُوا وَ اللّهِ بَل هُوَ مَجمُوعٌ مَحفُوظٌ عِندَ أَهلِهِ ثُمّ أَمَرَ عُمَرُ قُضَاتَهُ وَ وُلَاتَهُ أَجهِدُوا آرَاءَكُم وَ اقضُوا بِمَا تَرَونَ أَنّهُ الحَقّ فَلَا يَزَالُ هُوَ وَ بَعضُ وُلَاتِهِ قَد وَقَعُوا فِي عَظِيمَةٍ فَيُخرِجُهُم مِنهَا أَبِي لِيَحتَجّ عَلَيهِم بِهَا فَتَجتَمِعُ القُضَاةُ عِندَ خَلِيفَتِهِم وَ قَد حَكَمُوا فِي شَيءٍ وَاحِدٍ بِقَضَايَا مُختَلِفَةٍ فَأَجَازَهَا لَهُم لِأَنّ اللّهَ لَم يُؤتِهِ الحِكمَةَ وَ فَصلَ الخِطَابِ وَ زَعَمَ كُلّ صِنفٍ مِن مُخَالِفِينَا مِن أَهلِ هَذِهِ القِبلَةِ أَنّ مَعدِنَ الخِلَافَةِ وَ العِلمِ دُونَنَا فَنَستَعِينُ بِاللّهِ عَلَي مَن ظَلَمَنَا وَ جَحَدَنَا حَقّنَا وَ رَكِبَ رِقَابَنَا وَ سَنّ لِلنّاسِ عَلَينَا مَا يَحتَجّ بِهِ مِثلُكَ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُإِنّمَا النّاسُ ثَلَاثَةٌ مُؤمِنٌ يَعرِفُ حَقّنَا وَ يُسَلّمُ لَنَا وَ يَأتَمّ بِنَا فَذَلِكَ نَاجٍ مُحِبّ لِلّهِ وَ لِي وَ نَاصِبٌ لَنَا العَدَاوَةَ يَتَبَرّأُ مِنّا وَ يَلعَنُنَا وَ يَستَحِلّ دِمَاءَنَا وَ يَجحَدُ حَقّنَا وَ يَدِينُ اللّهَ بِالبَرَاءَةِ مِنّا فَهَذَا كَافِرٌ مُشرِكٌ فَاسِقٌ وَ إِنّمَا كَفَرَ وَ أَشرَكَ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُ كَمَا سَبّوا اللّهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ كَذَلِكَ يُشرِكُ بِاللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ رَجُلٌ آخِذٌ بِمَا لَا يُختَلَفُ فِيهِ وَ رَدّ عِلمَ مَا أَشكَلَ عَلَيهِ إِلَي اللّهِ مَعَ وَلَايَتِنَا وَ لَا يَأتَمّ بِنَا
صفحه : 102
وَ لَا يُعَادِينَا وَ لَا يَعرِفُ حَقّنَا فَنَحنُ نَرجُو أَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُ وَ يُدخِلَهُ الجَنّةَ فَهَذَا مُسلِمٌ ضَعِيفٌ فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ أَمَرَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ غَيرَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ ابنِ جَعفَرٍ فَإِنّهُ أَمَرَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِأَلفِ أَلفِ دِرهَمٍ
أقول وجدته في كتاب سليم برواية ابن أبي عياش عنه بتغيير ما و قدأوردته في كتاب الفتن و قدمر بعض الخبر بأسانيد في باب نصّ النبي ص علي الاثني عشر صلوات الله عليهم .
وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ رَوَي المدَاَئنِيِّ قَالَلقَيَِ عَمرُو بنُ العَاصِ الحَسَنَ فِي الطّوَافِ فَقَالَ لَهُ يَا حَسَنُ زَعَمتَ أَنّ الدّينَ لَا يَقُومُ إِلّا بِكَ وَ بِأَبِيكَ فَقَد رَأَيتَ اللّهَ أَقَامَ مُعَاوِيَةَ فَجَعَلَهُ رَاسِياً بَعدَ مَيلِهِ وَ بَيّناً بَعدَ خَفَائِهِ أَ فَيَرضَي اللّهُ بِقَتلِ عُثمَانَ أَو مِنَ الحَقّ أَن تَطُوفَ بِالبَيتِ كَمَا يَدُورُ الجَمَلُ بِالطّحِينِ عَلَيكَ ثِيَابٌ كَغِرقِئِ البَيضِ وَ أَنتَ قَاتِلُ عُثمَانَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَأَلَمّ لِلشّعَثِ وَ أَسهَلُ لِلوَعثِ أَن يُورِدَكَ مُعَاوِيَةُ حِيَاضَ أَبِيكَ فَقَالَ الحَسَنُ ع إِنّ لِأَهلِ النّارِ عَلَامَاتٍ يُعرَفُونَ بِهَا إِلحَادٌ لِأَولِيَاءِ اللّهِ وَ مُوَالَاةٌ لِأَعدَاءِ اللّهِ وَ اللّهِ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّ عَلِيّاً لَم يَرتَب فِي الدّينِ وَ لَم يَشُكّ فِي اللّهِ سَاعَةً وَ لَا طَرفَةَ عَينٍ قَطّ وَ وَ اللّهِ لَتَنتَهِيَنّ يَا ابنَ أُمّ عَمرٍو أَو لَأُنفِذَنّ حِضنَيكَ بِنَوَافِذَ أَشَدّ مِنَ الأَقضِبَةِ فَإِيّاكَ وَ الهَجمَ عَلَيّ فإَنِيّ مَن قَد عَرَفتَ لَيسَ بِضَعِيفِ الغَمزَةِ
صفحه : 103
وَ لَا هَشّ المُشَاشَةِ وَ لَا مرَيِءِ المَأكَلَةِ وَ إنِيّ مِن قُرَيشٍ كَوَاسِطَةِ القِلَادَةِ يُعرَفُ حسَبَيِ وَ لَا أُدعَي لِغَيرِ أَبِي وَ أَنتَ مَن تَعلَمُ وَ يَعلَمُ النّاسُ تَحَاكَمَت فِيكَ رِجَالُ قُرَيشٍ فَغَلَبَ عَلَيكَ جَزّارُهَا أَلأَمُهُم حَسَباً وَ أَعظَمُهُم لُؤماً فَإِيّاكَ عنَيّ فَإِنّكَ رِجسٌ وَ نَحنُ أَهلُ بَيتِ الطّهَارَةِ أَذهَبَ اللّهُ عَنّا الرّجسَ وَ طَهّرَنَا تَطهِيراً فَأُفحِمَ عَمرٌو وَ انصَرَفَ كَئِيباً
10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] تَفَاخَرَت قُرَيشٌ وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع حَاضِرٌ لَا يَنطِقُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا لَكَ لَا تَنطِقُ فَوَ اللّهِ مَا أَنتَ بِمَشُوبِ الحَسَبِ وَ لَا بِكَلِيلِ اللّسَانِ قَالَ الحَسَنُ ع مَا ذَكَرُوا فَضِيلَةً إِلّا وَ لِي مَحضُهَا وَ لُبَابُهَا ثُمّ قَالَ
فِيمَ الكَلَامُ وَ قَد سَبَقتُ مُبَرّزاً | سَبقَ الجَوَادِ مِنَ المَدَي المُتَنَفّسِ |
بيان المتنفّس البعيد من قولهم أنت من في نفس من أمرك أي سعة
11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أَخبَارُ أَبِي حَاتِمٍ أَنّ مُعَاوِيَةَ فَخَرَ يَوماً فَقَالَ أَنَا ابنُ بَطحَاءَ وَ مَكّةَ أَنَا ابنُ أَغزَرِهَا جُوداً وَ أَكرَمِهَا جُدُوداً أَنَا ابنُ مَن سَادَ قُرَيشاً فَضلًا نَاشِئاً وَ كَهلًا فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع أَ عَلَيّ تَفتَخِرُ يَا مُعَاوِيَةُ أَنَا ابنُ عُرُوقِ الثّرَي أَنَا ابنُ مَأوَي التّقَي أَنَا ابنُ مَن جَاءَ بِالهُدَي أَنَا ابنُ مَن سَادَ أَهلَ الدّنيَا بِالفَضلِ السّابِقِ وَ الحَسَبِ الفَائِقِ أَنَا ابنُ مَن طَاعَتُهُ طَاعَةُ اللّهِ وَ مَعصِيَتُهُ مَعصِيَةُ اللّهِ فَهَل لَكَ أَبٌ كأَبَيِ تبُاَهيِنيِ بِهِ وَ قَدِيمٌ كقَدَيِميِ تسُاَميِنيِ بِهِ قُل نَعَم أَو لَا قَالَ مُعَاوِيَةُ بَل أَقُولُ لَا وَ هيَِ لَكَ تَصدِيقٌ فَقَالَ الحَسَنُ
صفحه : 104
الحَقّ أَبلَجُ مَا يَحِيلُ سَبِيلُهُ | وَ الحَقّ يَعرِفُهُ ذَوُو الأَلبَابِ |
كشف ،[كشف الغمة] عن الشعبي مثله بيان رأيت في بعض الكتب أن عروق الثري ابراهيم ع لكثرة ولده في البادية ولعله ع عرّض بكون معاوية ولد زنا ليس من ولد ابراهيم قوله مايحيل سبيله أي مايتغير قال الفيروزآبادي حال يحيل حيولا تغيّر و في كشف الغمة تخيل بالخاء المعجمة علي صيغة الخطاب ونصب السبيل أي لايمكنك أن توقع في الخيال غيره
12- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَنَا أَخيَرُ مِنكَ يَا حَسَنُ قَالَ وَ كَيفَ ذَاكَ يَا ابنَ هِندٍ قَالَ لِأَنّ النّاسَ قَد أَجمَعُوا عَلَيّ وَ لَم يُجمِعُوا عَلَيكَ قَالَ هَيهَاتَ هَيهَاتَ لِشَرّ مَا عَلَوتَ يَا ابنَ آكِلَةِ الأَكبَادِ المُجتَمِعُونَ عَلَيكَ رَجُلَانِ بَينَ مُطِيعٍ وَ مُكرَهٍ فَالطّائِعُ لَكَ عَاصٍ لِلّهِ وَ المُكرَهُ مَعذُورٌ بِكِتَابِ اللّهِ وَ حَاشَ لِلّهِ أَن أَقُولَ أَنَا خَيرٌ مِنكَ فَلَا خَيرَ فِيكَ وَ لَكِنّ اللّهَ برَأّنَيِ مِنَ الرّذَائِلِ كَمَا بَرّأَكَ مِنَ الفَضَائِلِ
كِتَابُ الشيّراَزيِّ رَوَي سُفيَانُ الثوّريِّ عَن وَاصِلٍ عَنِ الحَسَنِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ أَنّهُ جَلَسَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ يَأكُلَانِ الرّطَبَ فَقَالَ يَزِيدُ يَا حَسَنُ إنِيّ مُذ كُنتُ أُبغِضُكَ قَالَ الحَسَنُ اعلَم يَا يَزِيدُ أَنّ إِبلِيسَ شَارَكَ أَبَاكَ فِي جِمَاعِهِ فَاختَلَطَ المَاءَانِ فَأَورَثَكَ ذَلِكَ عدَاَوتَيِ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُوَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ وَ شَارَكَ الشّيطَانُ حَرباً عِندَ جِمَاعِه فَوُلِدَ لَهُ صَخرٌ فَلِذَلِكَ كَانَ يُبغِضُ جدَيّ رَسُولَ اللّهِص وَ هَرَبَ سَعِيدُ بنُ سَرحٍ مِن زِيَادٍ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَكَتَبَ الحَسَنُ إِلَيهِ يَشفَعُ فِيهِ فَكَتَبَ زِيَادٌ مِن زِيَادِ بنِ أَبِي سُفيَانَ إِلَي الحَسَنِ بنِ فَاطِمَةَ أَمّا بَعدُ فَقَد أتَاَنيِ
صفحه : 105
كِتَابُكَ تَبدَأُ فِيهِ بِنَفسِكَ قبَليِ وَ أَنتَ طَالِبُ حَاجَةٍ وَ أَنَا سُلطَانٌ وَ أَنتَ سُوقَةٌ وَ ذَكَرَ نَحواً مِن ذَلِكَ فَلَمّا قَرَأَ الحَسَنُ الكِتَابَ تَبَسّمَ وَ أَنفَذَ بِالكِتَابِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي زِيَادٍ يُؤَنّبُهُ وَ يَأمُرُهُ أَن يخُلَيَّ عَن أخَيِ سَعِيدٍ وَ وُلدِهِ وَ امرَأَتِهِ وَ رَدّ مَالَهُ وَ بِنَاءَ مَا قَد هَدَمَهُ مِن دَارِهِ ثُمّ قَالَ وَ أَمّا كِتَابُكَ إِلَي الحَسَنِ بِاسمِهِ وَ اسمِ أُمّهِ لَا تَنسُبهُ إِلَي أَبِيهِ وَ أُمّهُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ وَ ذَلِكَ أَفخَرُ لَهُ إِن كُنتَ تَعقِلُ وَ ذَكَرُوا أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع دَخَلَ عَلَي مُعَاوِيَةَ يَوماً فَجَلَسَ عِندَ رِجلِهِ وَ هُوَ مُضطَجِعٌ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ أَ لَا أُعجِبُكَ مِن عَائِشَةَ تَزعُمُ أنَيّ لَستُ لِلخِلَافَةِ أَهلًا فَقَالَ الحَسَنُ ع وَ أَعجَبُ مِن هَذَا جلُوُسيِ عِندَ رِجلِكَ وَ أَنتَ نَائِمٌ فَاستَحيَا مُعَاوِيَةُ وَ استَوَي قَاعِداً وَ استَعذَرَهُ
كشف ،[كشف الغمة] مِثلَهُ ثُمّ قَالَ قُلتُ وَ الحَسَنُ ع لَم يَعجَب مِن قَولِ عَائِشَةَ إِنّ مُعَاوِيَةَ لَا يَصلُحُ لِلخِلَافَةِ فَإِنّ ذَلِكَ عِندَهُ ضرَوُريِّ لَكِنّهُ قَالَ وَ أَعجَبُ مِن تَوَلّيكَ الخِلَافَةَ قعُوُديِ
بيان يحتمل أن يكون التعجب من صدور هذاالقول منها و إن كان حقا لكونها مقرة بخلافة أبيها مع اشتراكهما في عدم الاستحقاق وداعية لمعاوية إلي مقاتلة أمير المؤمنين ع
13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ فِي العُقَدِ أَنّ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ قَالَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع بَينَ يدَيَ مُعَاوِيَةَ أَسرَعَ الشّيبُ إِلَي شَارِبِكَ يَا حَسَنُ وَ يُقَالُ إِنّ ذَلِكَ مِنَ الخُرقِ فَقَالَ ع لَيسَ كَمَا بَلَغَكَ وَ لَكِنّا مَعشَرَ بنَيِ هَاشِمٍ طَيّبَةٌ أَفوَاهُنَا عَذبَةٌ شِفَاهُنَا فَنِسَاؤُنَا يُقبِلنَ عَلَينَا بِأَنفَاسِهِنّ وَ أَنتُم مَعشَرَ بنَيِ أُمَيّةَ فِيكُم بَخَرٌ شَدِيدٌ فَنِسَاؤُكُم يَصرِفنَ أَفوَاهَهُنّ وَ أَنفَاسَهُنّ إِلَي أَصدَاغِكُم فَإِنّمَا يَشِيبُ مِنكُم مَوضِعُ العِذَارِ مِن أَجلِ ذَلِكَ قَالَ مَروَانُ أَمَا إِنّ فِيكُم يَا بنَيِ هَاشِمٍ خَصلَةَ سَوءٍ قَالَ وَ مَا هيَِ
صفحه : 106
قَالَ الغُلمَةُ قَالَ أَجَل نُزِعَت مِن نِسَائِنَا وَ وُضِعَت فِي رِجَالِنَا وَ نُزِعَتِ الغُلمَةُ مِن رِجَالِكُم وَ وُضِعَت فِي نِسَائِكُم فَمَا قَامَ لِأُمَوِيّةٍ إِلّا هاَشمِيِّ ثُمّ خَرَجَ يَقُولُ وَ مَارَستُ هَذَا الدّهرَ خَمسِينَ حِجّةً وَ خَمساً أرُجَيّ قَابِلًا بَعدَ قَابِلٍ فَمَا أَنَا فِي الدّنيَا بَلَغتُ جَسِيمَهَا وَ لَا فِي ألّذِي أَهوَي كَدَحتُ بِطَائِلٍ فَقَد أشَرعَتَنيِ فِي المَنَايَا أَكُفّهَا وَ أَيقَنتُ أنَيّ رَهنُ مَوتٍ مُعَاجَلٌ
14- كشف ،[كشف الغمة]قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع لِحَبِيبِ بنِ مَسلَمَةَ الفهِريِّ رُبّ مَسِيرٍ لَكَ فِي غَيرِ طَاعَةٍ قَالَ أَمّا مسَيِريِ إِلَي أَبِيكَ فَلَا قَالَ بَلَي وَ لَكِنّكَ أَطَعتَ مُعَاوِيَةَ عَلَي دُنيَا قَلِيلَةٍ فَلَئِن كَانَ قَامَ بِكَ فِي دُنيَاكَ لَقَد قَعَدَ بِكَ فِي آخِرَتِكَ فَلَو كُنتَ إِذَا فَعَلتَ شَرّاً قُلتَ خَيراً كُنتَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً وَ لَكِنّكَ كَمَا قَالَبَل رانَ عَلي قُلُوبِهِم ما كانُوا يَكسِبُونَ
15-د،[العدد القوية]كشف ،[كشف الغمة] لَمّا خَرَجَ حَوثَرَةُ الأسَدَيِّ عَلَي مُعَاوِيَةَ وَجّهَ مُعَاوِيَةُ إِلَي الحَسَنِ ع يَسأَلُهُ أَن يَكُونَ هُوَ المتُوَلَيّ لِقِتَالِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد كَفَفتُ عَنكَ لِحَقنِ دِمَاءِ المُسلِمِينَ وَ مَا أَحسَبُ ذَلِكَ يسَعَنُيِ أَن أُقَاتِلَ عَنكَ قَوماً أَنتَ وَ اللّهِ أَولَي بقِتِاَليِ مِنهُم وَ قِيلَ لَهُ ع فِيكَ عَظَمَةٌ قَالَ لَا بَل فِيّ عِزّةٌ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لِلّهِ العِزّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلمُؤمِنِينَ وَ قَالَ مُعَاوِيَةُ إِذَا لَم يَكُنِ الهاَشمِيِّ جَوَاداً لَم يُشبِه قَومَهُ وَ إِذَا لَم يَكُنِ الزبّيَريِّ شُجَاعاً لَم يُشبِه قَومَهُ وَ إِذَا لَم يَكُنِ الأمُوَيِّ حَلِيماً لَم يُشبِه قَومَهُ وَ إِذَا لَم يَكُنِ المخَزوُميِّ تَيّاهاً لَم يُشبِه قَومَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ الحَسَنَ ع فَقَالَ مَا أَحسَنَ
صفحه : 107
مَا نَظَرَ لِقَومِهِ أَرَادَ أَن يَجُودَ بَنُو هَاشِمٍ بِأَموَالِهِم فَيَفتَقِرُوا وَ يُزهَي بَنُو مَخزُومٍ فَتُبغَضَ وَ تُشنَأَ وَ تَحَارَبَ بَنُو الزّبَيرِ فَيَتَفَانَوا وَ تَحلُمَ بَنُو أُمَيّةَ فَتُحَبّ
16- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مَالِكٍ النحّويِّ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الأنَباَريِّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُحَمّدٍ الهاَشمِيِّ عَنِ الفَضلِ بنِ سُلَيمَانَ النهّديِّ عَنِ ابنِ الكلَبيِّ عَن شرَقيِّ[ بنِ]القطُاَميِّ عَن أَبِيهِ قَالَخَاصَمَ عَمرُو بنُ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ إِلَي مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ مَقدَمَهُ المَدِينَةَ فِي حَائِطٍ مِن حِيطَانِ المَدِينَةِ فَارتَفَعَ الكَلَامُ بَينَهُمَا حَتّي تَلَاحَيَا فَقَالَ عَمرٌو تلُاَحيِنيِ وَ أَنتَ موَلاَيَ فَقَالَ أُسَامَةُ وَ اللّهِ مَا أَنَا بِمَولَاكَ وَ لَا يسَرُنّيِ أنَيّ فِي نَسَبِكَ موَلاَيَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أَ لَا تَسمَعُونَ مَا يسَتقَبلِنُيِ بِهِ هَذَا العَبدُ ثُمّ التَفَتَ إِلَيهِ عَمرٌو فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ السّودَاءِ مَا أَطغَاكَ فَقَالَ أَنتَ أَطغَي منِيّ وَ لِمَ تعُيَرّنُيِ بأِمُيّ وَ أمُيّ وَ اللّهِ خَيرٌ مِن أُمّكَ وَ هيَِ أُمّ أَيمَنَ مَولَاةُ رَسُولِ اللّهِص بَشّرَهَا رَسُولُ اللّهِ فِي غَيرِ مَوطِنٍ بِالجَنّةِ وَ أَبِي خَيرٌ مِن أَبِيكَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص وَ حِبّهُ وَ مَولَاهُ قُتِلَ شَهِيداً بِمُؤتَةَ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَنَا أَمِيرٌ عَلَي أَبِيكَ وَ عَلَي مَن هُوَ خَيرٌ مِن أَبِيكَ عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عَلَي أَبِي عُبَيدَةَ وَ سَرَوَاتِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَأَنّي تفُاَخرِنُيِ يَا ابنَ عُثمَانَ فَقَالَ عَمرٌو يَا قَومِ أَ مَا تَسمَعُونَ مَا يجُيِبنُيِ بِهِ هَذَا العَبدُ فَقَامَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ فَجَلَسَ إِلَي جَنبِ عَمرِو بنِ عُثمَانَ فَقَامَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فَجَلَسَ إِلَي جَنبِ أُسَامَةَ فَقَامَ سَعِيدُ بنُ العَاصِ فَجَلَسَ إِلَي جَنبِ عَمرٍو فَقَامَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ فَجَلَسَ إِلَي جَنبِ أُسَامَةَ فَلَمّا رَآهُم مُعَاوِيَةُ قَد صَارُوا فَرِيقَينِ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ أُمَيّةَ خشَيَِ أَن يَعظُمَ البَلَاءُ فَقَالَ إِنّ عنِديِ مِن هَذَا الحَائِطِ لَعِلماً قَالُوا فَقُل بِعِلمِكَ فَقَد رَضِينَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَشهَدُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص جَعَلَهُ لِأُسَامَةَ بنِ زَيدٍ
صفحه : 108
قُم يَا أُسَامَةُ فَاقبِض حَائِطَكَ هَنِيئاً مَرِيئاً فَقَامَ أُسَامَةُ وَ الهَاشِمِيّونَ فَجَزَوا مُعَاوِيَةَ خَيراً فَأَقبَلَ عَمرُو بنُ عُثمَانَ عَلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَا جَزَاكَ اللّهُ عَنِ الرّحِمِ خَيراً مَا زِدتَ عَلَي أَن كَذّبتَ قَولَنَا وَ فَسَختَ حُجّتَنَا وَ أَشمَتّ بِنَا عَدُوّنَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَيحَكَ يَا عَمرُو إنِيّ لَمّا رَأَيتُ هَؤُلَاءِ الفِتيَةَ مِن بنَيِ هَاشِمٍ قَدِ اعتَزَلُوا ذَكَرتُ أَعيُنَهُم تَدُورُ إلِيَّ مِن تَحتِ المَغَافِرِ بِصِفّينَ وَ كَادَ يَختَلِطُ عَلَيّ عقَليِ وَ مَا يؤُمنِيّ يَا ابنَ عُثمَانَ مِنهُم وَ قَد أَحَلّوا بِأَبِيكَ مَا أَحَلّوا وَ ناَزعَوُنيِ مُهجَةَ نفَسيِ حَتّي نَجَوتُ مِنهُم بَعدَ نَبَإٍ عَظِيمٍ وَ خَطبٍ جَسِيمٍ فَانصَرِف فَنَحنُ مُخلِفُونَ لَكَ خَيراً مِن حَائِطِكَ إِن شَاءَ اللّهُ
بيان التلاحي التخاصم والتنازع والحبّ بالكسر المحبوب والسروات جمع سراة وهي جمع سريّ والسريّ الشريف وجمع السريّ علي سراة عزيز.أقول
قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ رَوَي أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ حَبِيبٍ فِي أَمَالِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَدَخَلَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عَلَي مُعَاوِيَةَ بَعدَ عَامِ الجَمَاعَةِ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي مَجلِسٍ ضَيّقٍ فَجَلَسَ عِندَ رِجلَيهِ فَتَحَدّثَ مُعَاوِيَةُ بِمَا شَاءَ أَن يَتَحَدّثَ ثُمّ قَالَ عَجَباً لِعَائِشَةَ تَزعُمُ أنَيّ فِي غَيرِ مَا أَنَا أَهلُهُ وَ أَنّ ألّذِي أَصبَحتُ فِيهِ لَيسَ فِي الحَقّ مَا لَهَا وَ لِهَذَا يَغفِرُ اللّهُ لَهَا إِنّمَا كَانَ ينُاَزعِنُيِ فِي هَذَا الأَمرِ أَبُو هَذَا الجَالِسِ وَ قَدِ استَأثَرَ اللّهُ بِهِ فَقَالَ الحَسَنُ ع أَ وَ عَجَبٌ ذَلِكَ يَا مُعَاوِيَةُ قَالَ إيِ وَ اللّهِ قَالَ أَ فَلَا أُخبِرُكَ بِمَا هُوَ أَعجَبُ مِن هَذَا قَالَ مَا هُوَ قَالَ جُلُوسُكَ فِي صَدرِ المَجلِسِ وَ أَنَا عِندَ رِجلَيكَ فَضَحِكَ مُعَاوِيَةُ وَ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ بلَغَنَيِ أَنّ عَلَيكَ دَيناً قَالَ إِنّ عَلَيّ دَيناً قَالَ كَم هُوَ قَالَ مِائَةُ أَلفٍ فَقَالَ قَد أَمَرنَا لَكَ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلفٍ مِائَةٌ مِنهَا لِدَينِكَ وَ مِائَةٌ تَقسِمُهَا فِي أَهلِ بَيتِكَ وَ مِائَةٌ لِخَاصّةِ نَفسِكَ فَقُم مُكَرّماً فَاقبِض صِلَتَكَ فَلَمّا خَرَجَ الحَسَنُ ع قَالَ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ لِأَبِيهِ تَاللّهِ مَا رَأَيتُ
صفحه : 109
استَقبَلَكَ بِمَا استَقبَلَكَ بِهِ ثُمّ أَمَرتَ لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلفٍ قَالَ يَا بنُيَّ إِنّ الحَقّ حَقّهُم فَمَن أَتَاكَ مِنهُم فَاحثُ لَهُ
صفحه : 110
1- مع ،[معاني الأخبار] مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَحمَدَ بنِ يُونُسَ المعُاَذيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ كَانَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا صَدِيقٌ وَ كَانَ مَاجِناً فَتَبَاطَأَ عَلَيهِ أَيّاماً فَجَاءَهُ يَوماً فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع كَيفَ أَصبَحتَ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَصبَحتُ بِخِلَافِ مَا أُحِبّ وَ يُحِبّ اللّهُ وَ يُحِبّ الشّيطَانُ فَضَحِكَ الحَسَنُ ع ثُمّ قَالَ وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُحِبّ أَن أُطِيعَهُ وَ لَا أَعصِيَهُ وَ لَستُ كَذَلِكَ وَ الشّيطَانُ يُحِبّ أَن أعَصيَِ اللّهَ وَ لَا أُطِيعَهُ وَ لَستُ كَذَلِكَ وَ أَنَا أُحِبّ أَن لَا أَمُوتَ وَ لَستُ كَذَلِكَ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا بَالُنَا نَكرَهُ المَوتَ وَ لَا نُحِبّهُ قَالَ فَقَالَ الحَسَنُ ع إِنّكُم أَخرَبتُم آخِرَتَكُم وَ عَمّرتُم دُنيَاكُم فَأَنتُم تَكرَهُونَ النّقلَةَ مِنَ العُمرَانِ إِلَي الخَرَابِ
2-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مِن أَصحَابِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ الطّيّارُ وَ مُسلِمُ بنُ عَقِيلٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ وَ حَبَابَةُ بِنتُ جَعفَرٍ الوَالِبِيّةِ وَ حُذَيفَةُ بنُ أَسِيدٍ وَ الجَارُودُ بنُ أَبِي بِشرٍ وَ الجَارُودُ بنُ المُنذِرِ وَ قَيسُ بنُ أَشعَثَ بنِ سَوّارٍ وَ سُفيَانُ بنُ أَبِي لَيلَي الهمَداَنيِّ وَ عَمرُو بنُ قَيسٍ المشرفي[المشَرقِيِّ] وَ أَبُو صَالِحٍ كَيسَانُ بنُ كُلَيبٍ وَ أَبُو مِخنَفٍ لُوطُ بنُ يَحيَي الأزَديِّ وَ مُسلِمٌ البَطِينُ وَ أَبُو رَزِينٍ مَسعُودُ بنُ أَبِي وَائِلٍ وَ هِلَالُ بنُ يِسَافٍ وَ أَبُو إِسحَاقَ بنُ كُلَيبٍ السبّيِعيِّ وَ أَصحَابُهُ مِن خَوَاصّ
صفحه : 111
أَبِيهِ مِثلُ حُجرٍ وَ رُشَيدٍ وَ رِفَاعَةَ وَ كُمَيلٍ وَ المُسَيّبِ وَ قَيسٍ وَ ابنِ وَاثِلَةَ وَ ابنِ الحَمِقِ وَ ابنِ أَرقَمَ وَ ابنِ صُرَدٍ وَ ابنِ عَقلَةَ وَ جَابِرٍ وَ الدؤّلَيِّ وَ حَبّةَ وَ عَبَايَةَ وَ جُعَيدٍ وَ سُلَيمٍ وَ حَبِيبٍ وَ الأَحنَفِ وَ الأَصبَغِ وَ الأَعوَرِ مِمّا لَا تُحصَي كَثرَةً
3- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأحَمرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِّ عَن أَبِي بَرزَةَ الأسَلمَيِّ قَالَ وُلِدَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع مَولُودٌ فَأَتَتهُ قُرَيشٌ فَقَالُوا يَهنِئُكَ الفَارِسُ فَقَالَ وَ مَا هَذَا مِنَ الكَلَامِ قُولُوا شَكَرتَ الوَاهِبَ وَ بُورِكَ لَكَ فِي المَوهُوبِ وَ بَلَغَ اللّهُ بِهِ أَشُدّهُ وَ رَزَقَكَ بِرّهُ
4- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ هَنّأَ رَجُلٌ رَجُلًا أَصَابَ ابناً فَقَالَ يَهنِئُكَ الفَارِسُ فَقَالَ الحَسَنُ ع لَهُ مَا عِلمُكَ يَكُونُ فَارِساً أَو رَاجِلًا قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا أَقُولُ قَالَ تَقُولُ شَكَرتَ الوَاهِبَ وَ بُورِكَ لَكَ فِي المَوهُوبِ وَ بَلَغَ أَشُدّهُ وَ رَزَقَكَ بِرّهُ
5- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِّ رَفَعَهُ قَالَ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع خَرَجَ مِنَ الحَمّامِ فَلَقِيَهُ إِنسَانٌ فَقَالَ طَابَ استِحمَامُكَ فَقَالَ يَا لُكَعُ وَ مَا تَصنَعُ بِالِاستِ هَاهُنَا فَقَالَ طَابَ حَمِيمُكَ فَقَالَ أَ مَا تَعلَمُ أَنّ الحَمِيمَ العَرَقُ قَالَ طَابَ حَمّامُكَ فَقَالَ وَ إِذَا طَابَ حمَاّميِ فأَيَّ شَيءٍ لِي قُل طَهُرَ مَا طَابَ مِنكَ وَ طَابَ مَا طَهُرَ مِنكَ
بيان قال الفيروزآبادي استحمّ اغتسل بالماء الحارّ والماء البارد ضد و قال و لايقال طاب حمّامك وإنما يقال طابت حمّتك بالكسر أي حميمك
صفحه : 112
أي طاب عرقك انتهي . ولعله ع قال ماتصنع بالاست علي وجه المطايبة لكون الاست موضوعا لأمر قبيح و إن لم يكن مقصودا هاهنا تنبيها له علي أنه لابد أن يرجع في تلك الأمور إلي المعصوم و لايخترعوا بآرائهم ويحتمل أن يكون المراد أن الألف والسين والتاء الموضوعة للطلب غيرمناسب في المقام فيكون إشارة إلي أن الاستحمام بمعني الاغتسال لغة غيرفصيحة
6- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَصحَابُهُ أَصحَابُ أَبِيهِ وَ بَابُهُ قَيسُ بنُ وَرقَا المَعرُوفُ بِسَفِينَةَ وَ رُشَيدٌ الهجَرَيِّ وَ يُقَالُ وَ مِيثَمٌ التّمّارُ
7- ختص ،[الإختصاص ] أَصحَابُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع سُفيَانُ بنُ أَبِي لَيلَي الهمَداَنيِّ حُذَيفَةُ بنُ أَسِيدٍ الغفِاَريِّ أَبُو رَزِينٍ الأسَدَيِّ
8- ختص ،[الإختصاص ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ وَ عَنِ العَطّارِ عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ حوَاَريِّ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ابنِ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص فَيَقُومُ سُفيَانُ بنُ أَبِي لَيلَي الهمَداَنيِّ وَ حُذَيفَةُ بنُ أَسِيدٍ الغفِاَريِّ ثُمّ ينُاَديِ أَينَ حوَاَريِّ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَيَقُومُ كُلّ مَنِ استُشهِدَ مَعَهُ وَ لَم يَتَخَلّف عَنهُ الخَبَرَ
9-فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن ربِعيِّ عَن خِرَاشٍ قَالَسَأَلَ مُعَاوِيَةُ بنُ عَبّاسٍ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ عَلِيّ
صفحه : 113
أَبُو الحَسَنِ ع عَلِيّ كَانَ وَ اللّهِ عَلَمَ الهُدَي وَ كَهفَ التّقَي وَ مَحَلّ الحِجَي وَ مَحتِدَ النّدَي وَ طَودَ النّهَي وَ عَلَمَ الوَرَي وَ نُوراً فِي ظُلمَةِ الدّجَي وَ دَاعِياً إِلَي المَحَجّةِ العُظمَي وَ مُستَمسِكاً بِالعُروَةِ الوُثقَي وَ سَامِياً إِلَي المَجدِ وَ العُلَا وَ قَائِدَ الدّينِ وَ التّقَي وَ سَيّدَ مَن تَقَمّصَ وَ ارتَدَي بَعلَ بِنتِ المُصطَفَي وَ أَفضَلَ مَن صَامَ وَ صَلّي وَ أَفخَرَ مَن ضَحِكَ وَ بَكَي صَاحِبَ القِبلَتَينِ فَهَل يُسَاوِيهِ مَخلُوقٌ كَانَ أَو يَكُونُ كَانَ وَ اللّهِ كَالأَسَدِ مُقَاتِلًا وَ لَهُم فِي الحُرُوبِ حَامِلًا عَلَي مُبغِضِيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ إِلَي يَومِ التّنَادِ
إيضاح المحتد بالكسر الأصل والندا العطاء والطود الجبل العظيم
10-ل ،[الخصال ] ابنُ مُوسَي عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ الفَرَجِ عَن أَبِي سَلَمَةَ الغفِاَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي فَروَةَ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ قَالَكُنّا عِندَ مُعَاوِيَةَ ذَاتَ يَومٍ وَ قَدِ اجتَمَعَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِن قُرَيشٍ وَ فِيهِم عِدّةٌ مِن بنَيِ هَاشِمٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا بنَيِ هَاشِمٍ بِمَ تَفخَرُونَ عَلَينَا أَ لَيسَ الأَبُ وَ الأُمّ وَاحِداً وَ الدّارُ وَ المَولِدُ وَاحِداً فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ نَفخَرُ عَلَيكُم بِمَا أَصبَحتَ تَفخَرُ بِهِ عَلَي سَائِرِ قُرَيشٍ وَ تَفخَرُ بِهِ قُرَيشٌ عَلَي الأَنصَارِ وَ تَفخَرُ بِهِ الأَنصَارُ عَلَي سَائِرِ العَرَبِ وَ تَفخَرُ بِهِ العَرَبُ عَلَي العَجَمِ بِرَسُولِ اللّهِص وَ بِمَا لَا تَستَطِيعُ لَهُ إِنكَاراً وَ لَا مِنهُ فِرَاراً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا ابنَ عَبّاسٍ لَقَد أُعطِيتَ لِسَاناً ذَلقاً تَكَادُ تَغلِبُ بِبَاطِلِكَ حَقّ سِوَاكَ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ مَه فَإِنّ البَاطِلَ لَا يَغلِبُ الحَقّ وَ دَع عَنكَ الحَسَدَ فَلَبِئسَ الشّعَارُ الحَسَدُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ صَدَقتَ أَمَا وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّكَ لِخِصَالٍ أَربَعٍ مَعَ مغَفرِتَيِ لَكَ خِصَالًا أَربَعاً فَأَمّا مَا أُحِبّكَ فَلِقَرَابَتِكَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ أَمّا الثّانِيَةُ فَإِنّكَ رَجُلٌ مِن أسُرتَيِ وَ أَهلِ بيَتيِ وَ مِن مُصَاصِ عَبدِ مَنَافٍ وَ أَمّا الثّالِثَةُ فَإِنّ أَبِي كَانَ خِلّا لِأَبِيكَ وَ أَمّا الرّابِعَةُ فَإِنّكَ لِسَانُ قُرَيشٍ وَ زَعِيمُهَا وَ فَقِيهُهَا وَ أَمّا الأَربَعُ التّيِ غَفَرتُ لَكَ فَعَدوُكَ عَلَيّ بِصِفّينَ فِيمَن عَدَا وَ إِسَاءَتُكَ فِي خِذلَانِ عُثمَانَ فِيمَن أَسَاءَ وَ سَعيُكَ عَلَي عَائِشَةَ أُمّ المُؤمِنِينَ فِيمَن سَعَي وَ نَفيُكَ
صفحه : 114
عنَيّ زِيَاداً فِيمَن نَفَي فَضَرَبتُ أَنفَ هَذَا الأَمرِ وَ عَينَهُ حَتّي استَخرَجتُ عُذرَكَ مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَولِ الشّعَرَاءِ أَمّا مَا وَافَقَ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَولُهُخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً وَ أَمّا مَا قَالَتِ الشّعَرَاءُ فَقَولُ أخَيِ بنَيِ دِينَارٍ
وَ لَستُ بِمُستَبقٍ أَخاً لَا تَلُمّهُ | عَلَي شَعَثٍ أَيّ الرّجَالِ المُهَذّبِ |
فَاعلَم أنَيّ قَد قَبِلتُ فِيكَ الأَربَعَ الأُولَي وَ غَفَرتُ لَكَ الأَربَعَ الأُخرَي وَ كُنتُ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ الأَوّلُ
سَأَقبَلُ مِمّن قَد أَحَبّ جَمِيلَهُ | وَ أَغفِرُ مَا قَد كَانَ مِن غَيرِ ذَلِكَا |
ثُمّ أَنصَتَ فَتَكَلّمَ ابنُ عَبّاسٍ فَقَالَ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ أَمّا مَا ذَكَرتَ أَنّكَ تحُبِنّيِ لقِرَاَبتَيِ مِن رَسُولِ اللّهِص فَذَلِكَ الوَاجِبُ عَلَيكَ وَ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ آمَنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ لِأَنّهُ الأَجرُ ألّذِي سَأَلَكُم رَسُولُ اللّهِص عَلَي مَا آتَاكُم بِهِ مِنَ الضّيَاءِ وَ البُرهَانِ المُبِينِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربيفَمَن لَم يُجِب رَسُولَ اللّهِص إِلَي مَا سَأَلَهُ خَابَ وَ خزَيَِ وَ كَبَا فِي جَهَنّمَ وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ أنَيّ رَجُلٌ مِن أُسرَتِكَ وَ أَهلِ بَيتِكَ فَذَلِكَ كَذَلِكَ وَ إِنّمَا أَرَدتَ بِهِ صِلَةَ الرّحِمِ وَ لعَمَريِ إِنّكَ اليَومَ وَصُولٌ مَعَ مَا قَد كَانَ مِنكَ مِمّا لَا تَثرِيبَ عَلَيكَ فِيهِ اليَومَ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ أَبِي كَانَ خِلّا لِأَبِيكَ فَقَد كَانَ ذَلِكَ وَ قَد سَبَقَ فِيهِ قَولُ الأَوّلِ
سَأَحفَظُ مَن آخَي أَبِي فِي حَيَاتِهِ | وَ أَحفَظُهُ مِن بَعدِهِ فِي الأَقَارِبِ |
وَ لَستُ لِمَن لَا يَحفَظُ العَهدَ وَامِقاً | وَ لَا هُوَ عِندَ النّائِبَاتِ بصِاَحبِيِ |
وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ أنَيّ لِسَانُ قُرَيشٍ وَ زَعِيمُهَا وَ فَقِيهُهَا فإَنِيّ لَم أُعطَ مِن ذَلِكَ
صفحه : 115
شَيئاً إِلّا وَ قَد أُوتِيتَهُ غَيرَ أَنّكَ قَد أَبَيتَ بِشَرَفِكَ وَ كَرَمِكَ إِلّا أَن تفُضَلّنَيِ وَ قَد سَبَقَ فِي ذَلِكَ قَولُ الأَوّلِ
وَ كُلّ كَرِيمٍ لِلكِرَامِ مُفَضّلٌ | يَرَاهُ لَهُ أَهلًا وَ إِن كَانَ فَاضِلًا |
وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن عدَويِ عَلَيكَ بِصِفّينَ فَوَ اللّهِ لَو لَم أَفعَل ذَلِكَ لَكُنتُ مِن أَلأَمِ العَالَمِينَ أَ كَانَت نَفسُكَ تُحَدّثُكَ يَا مُعَاوِيَةُ أنَيّ أَخذُلُ ابنَ عمَيّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدَ المُسلِمِينَ وَ قَد حَشَدَ لَهُ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ المُصطَفَونَ الأَخيَارُ لِمَ يَا مُعَاوِيَةُ أَ شَكّ فِي ديِنيِ أَم حَيرَةٌ فِي سجَيِتّيِ أَم ضَنّ بنِفَسيِ وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن خِذلَانِ عُثمَانَ فَقَد خَذَلَهُ مَن كَانَ أَمَسّ رَحِماً بِهِ منِيّ وَ لِي فِي الأَقرَبِينَ وَ الأَبعَدِينَ أُسوَةٌ وَ إنِيّ لَم أَعدُ عَلَيهِ فِيمَن عَدَا بَل كَفَفتُ عَنهُ كَمَا كَفّ أَهلُ المُرُوءَاتِ وَ الحِجَي وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن سعَييِ عَلَي عَائِشَةَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمَرَهَا أَن تَقِرّ فِي بَيتِهَا وَ تَحتَجِبَ بِسِترِهَا فَلَمّا كَشَفَت جِلبَابَ الحَيَاءِ وَ خَالَفَت نَبِيّهَاص وَسِعَنَا مَا كَانَ مِنّا إِلَيهَا وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن نفَيِ زِيَادٍ فإَنِيّ لَم أَنفِهِ بَل نَفَاهُ رَسُولُ اللّهِص إِذ قَالَ الوَلَدُ لِلفِرَاشِ وَ لِلعَاهِرِ الحَجَرُ وَ إنِيّ مِن بَعدِ هَذَا لَأُحِبّ مَا سَرّكَ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فَتَكَلّمَ عَمرُو بنُ العَاصِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ مَا أَحَبّكَ سَاعَةً قَطّ غَيرَ أَنّهُ قَد أعُطيَِ لِسَاناً ذَرِباً يُقَلّبُهُ كَيفَ شَاءَ وَ إِنّ مَثَلَكَ وَ مَثَلَهُ كَمَا قَالَ الأَوّلُ وَ ذَكَرَ بَيتَ شِعرٍ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ إِنّ عَمراً دَاخِلٌ بَينَ العَظمِ وَ اللّحمِ وَ العَصَا وَ اللّحَا وَ قَد تَكَلّمَ فَليَستَمِع فَقَد وَافَقَ قَرناً
صفحه : 116
أَمَا وَ اللّهِ يَا عَمرُو إنِيّ لَأُبغِضُكَ فِي اللّهِ وَ مَا أَعتَذِرُ مِنهُ إِنّكَ قُمتَ خَطِيباً فَقُلتَ أَنَا شَانِئُ مُحَمّدٍ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُفَأَنتَ أَبتَرُ الدّينِ وَ الدّنيَا وَ أَنتَ شَانِئُ مُحَمّدٍ فِي الجَاهِلِيّةِ وَ الإِسلَامِ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيلا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ قَد حَادَدتَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ قَدِيماً وَ حَدِيثاً وَ لَقَد جَهَدتَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ جَهدَكَ وَ أَجلَبتَ عَلَيهِ بِخَيلِكَ وَ رَجِلِكَ حَتّي إِذَا غَلَبَكَ اللّهُ عَلَي أَمرِكَ وَ رَدّ كَيدَكَ فِي نَحرِكَ وَ أَوهَنَ قُوّتَكَ وَ أَكذَبَ أُحدُوثَتَكَ نُزِعتَ وَ أَنتَ حَسِيرٌ ثُمّ كِدتَ بِجُهدِكَ لِعَدَاوَةِ أَهلِ بَيتِ نَبِيّهِ مِن بَعدِهِ لَيسَ بِكَ فِي ذَلِكَ حُبّ مُعَاوِيَةَ وَ لَا آلِ مُعَاوِيَةَ إِلّا العَدَاوَةَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِرَسُولِهِص مَعَ بُغضِكَ وَ حَسَدِكَ القَدِيمِ لِأَبنَاءِ عَبدِ مَنَافٍ وَ مَثَلُكَ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ الأَوّلُ
تَعَرّضَ لِي عَمرٌو وَ عَمرٌو خَزَايَةٌ | تَعَرّضَ ضُبعِ القَفرِ لِلأَسَدِ الوَردِ |
فَمَا هُوَ لِي نِدّ فَأَشتُمَ عِرضَهُ | وَ لَا هُوَ لِي عَبدٌ فَأَبطِشَ بِالعَبدِ |
فَتَكَلّمَ عَمرُو بنُ العَاصِ فَقَطَعَ عَلَيهِ مُعَاوِيَةُ وَ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ يَا عَمرُو مَا أَنتَ مِن رِجَالِهِ فَإِن شِئتَ فَقُل وَ إِن شِئتَ فَدَع فَاغتَنَمَهَا عَمرٌو وَ سَكَتَ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ دَعهُ يَا مُعَاوِيَةُ فَوَ اللّهِ لَأَسِمَنّهُ بِمِيسَمٍ يَبقَي عَلَيهِ عَارُهُ وَ شَنَارُهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ تَتَحَدّثُ بِهِ الإِمَاءُ وَ العَبِيدُ وَ يُتَغَنّي بِهِ فِي المَجَالِسِ وَ يُحَدّثُ بِهِ فِي المَحَافِلِ ثُمّ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ يَا عَمرُو وَ ابتَدَأَ فِي الكَلَامِ فَمَدّ مُعَاوِيَةُ يَدَهُ فَوَضَعَهَا عَلَي فِي ابنِ عَبّاسٍ وَ قَالَ لَهُ أَقسَمتُ عَلَيكَ يَا ابنَ عَبّاسٍ إِلّا أَمسَكتَ وَ كَرِهَ أَن يَسمَعَ أَهلُ الشّامِ مَا يَقُولُ ابنُ عَبّاسٍ وَ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ اخسَأ أَيّهَا العَبدُ وَ أَنتَ مَذمُومٌ وَ افتَرَقُوا
إيضاح ذلاقة اللسان حدّته يقال لسان ذلق بالفتح وذلق بضمتين وذلق بضم الأول وفتح الثاني والمصاص بالضم خالص كل شيءيقال فلان مصاص قومه إذا كان أخلصهم نسبا وزعيم القوم سيدهم .
صفحه : 117
قوله فضربت أنف هذاالأمر هذامثل تقوله العرب إذاأرادت بيان الاستقصاء في البحث والفكر وإنما خص الأنف والعين لأنهما صورة الوجه و ألذي يتأمل من الإنسان إنما هووجهه أي عرضت وجوه هذاالأمر علي العقل واحدا واحدا وتأملت فيها و قال الخليل في كتاب العين الضرب يقع علي جميع الأعمال .أقول ويحتمل أن يكون الضرب بمعناه كناية عن زجره بأي وجه يمكن حتي اتجه الغدر فيه . و لمّ الله شعثه بالتحريك أي أصلح وجمع ماتفرّق من أموره أي لايبقي لك أخ إن ترع عندالنكبات حاله فإن المهذّب الأخلاق من الرجال قليل والوامق المحبّ و قال الجوهري الورد ألذي يشمّ الواحدة وردة وبلونه قيل للأسد ورد وللفرس ورد
11-جا،[المجالس للمفيد] مُحَمّدُ بنُ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الجوَهرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن عَلِيّ بنِ صَالِحٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُصعَبٍ عَن أَبِيهِ قَالَحَضَرَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ مَجلِسَ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ فَأَقبَلَ عَلَيهِ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ إِنّكُم تُرِيدُونَ أَن تُحرِزُوا الإِمَامَةَ كَمَا اختَصَصتُم بِالنّبُوّةِ وَ اللّهِ لَا يَجتَمِعَانِ أَبَداً إِنّ حُجّتَكُم فِي الخِلَافَةِ مُشتَبِهَةٌ عَلَي النّاسِ إِنّكُم تَقُولُونَ نَحنُ أَهلُ بَيتِ النّبِيّص فَمَا بَالُ خِلَافَةِ النّبُوّةِ فِي غَيرِنَا وَ هَذِهِ شُبهَةٌ لِأَنّهَا يُشبِهُ[تُشبِهُ]الحَقّ وَ بِهَا مَسحَةٌ مِنَ العَدلِ وَ لَيسَ الأَمرُ كَمَا تَظُنّونَ إِنّ الخِلَافَةَ يَنقَلِبُ فِي أَحيَاءِ قُرَيشٍ بِرِضَي العَامّةِ وَ شُورَي الخَاصّةِ وَ لَسنَا نَجِدُ النّاسَ يَقُولُونَ لَيتَ بنَيِ هَاشِمٍ وَلُونَا وَ لَو وَلُونَا كَانَ خَيراً لَنَا فِي دُنيَانَا وَ أُخرَانَا وَ لَو كُنتُم زَهَدتُم فِيهَا أَمسِ كَمَا تَقُولُونَ مَا قَاتَلتُم عَلَيهَا اليَومَ وَ اللّهِ لَو مَلَكتُمُوهَا يَا بنَيِ هَاشِمٍ لَمَا كَانَت رِيحُ عَادٍ وَ لَا صَاعِقَةُ ثَمُودَ بِأَهلَكَ لِلنّاسِ مِنكُم فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ رَحِمَهُ اللّهُ أَمّا قَولُكَ يَا مُعَاوِيَةُ إِنّا نَحتَجّ بِالنّبُوّةِ فِي استِحقَاقِ الخِلَافَةِ فَهُوَ وَ اللّهِ كَذَلِكَ فَإِن لَم يَستَحِقّ الخِلَافَةُ بِالنّبُوّةِ فَبِمَ يَستَحِقّ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ الخِلَافَةَ وَ النّبُوّةَ لَا يَجتَمِعَانِ لِأَحَدٍ فَأَينَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ
صفحه : 118
وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماًفَالكِتَابُ هُوَ النّبُوّةُ وَ الحِكمَةُ هيَِ السّنّةُ وَ المُلكُ هُوَ الخِلَافَةُ فَنَحنُ آلُ اِبرَاهِيمَ وَ الحُكمُ بِذَلِكَ جَارٍ فِينَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ أَمّا دَعوَاكَ عَلَي حُجّتِنَا أَنّهَا مُشتَبِهَةٌ فَلَيسَ كَذَلِكَ وَ حُجّتُنَا أَضوَأُ مِنَ الشّمسِ وَ أَنوَرُ مِنَ القَمَرِ كِتَابُ اللّهِ مَعَنَا وَ سُنّةُ نَبِيّهِص فِينَا وَ إِنّكَ لَتَعلَمُ ذَلِكَ وَ لَكِن ثَنّي عِطفَكَ وَ صَعّرَكَ قَتلُنَا أَخَاكَ وَ جَدّكَ وَ خَالَكَ وَ عَمّكَ فَلَا تَبكِ عَلَي أَعظَمِ حَائِلَةٍ وَ أَروَاحٍ فِي النّارِ هَالِكَةٍ وَ لَا تَغضَبُوا لِدِمَاءٍ أَرَاقَهَا الشّركُ وَ أَحَلّهَا الكُفرُ وَ وَضَعَهَا الدّينُ وَ أَمّا تَركُ تَقدِيمِ النّاسِ لَنَا فِيمَا خَلَا وَ عُدُولُهُم عَنِ الإِجمَاعِ عَلَينَا فَمَا حُرِمُوا مِنّا أَعظَمُ مِمّا حُرِمنَا مِنهُم وَ كُلّ أَمرٍ إِذَا حَصَلَ حَاصِلُهُ ثَبَتَ حَقّهُ وَ زَالَ بَاطِلُهُ وَ أَمّا افتِخَارُكَ بِالمُلكِ الزّائِلِ ألّذِي تَوَصّلتَ إِلَيهِ بِالمِحَالِ البَاطِلِ فَقَد مَلِكَ فِرعَونُ مِن قَبلِكَ فَأَهلَكَهُ اللّهُ وَ مَا تَملِكُونَ يَوماً يَا بنَيِ أُمَيّةَ إِلّا وَ نَملِكُ بَعدَكُم يَومَينِ وَ لَا شَهراً إِلّا مَلِكنَا شَهرَينِ وَ لَا حَولًا إِلّا مَلِكنَا حَولَينِ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّا لَو مَلِكنَا كَانَ مُلكُنَا أَهلَكَ لِلنّاسِ مِن رِيحِ عَادٍ وَ صَاعِقَةِ ثَمُودَ فَقَولُ اللّهِ يُكَذّبُكَ فِي ذَلِكَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمِينَفَنَحنُ أَهلُ بَيتِهِ الأَدنَونَ وَ ظَاهِرُ العَذَابِ بِتَمَلّكِكَ رِقَابَ المُسلِمِينَ ظَاهِرٌ لِلعَيَانِ وَ سَيَكُونُ مِن بَعدِكَ تَمَلّكُ وُلدِكَ وَ وُلِدِ أَبِيكَ أَهلَكَ لِلخَلقِ مِنَ الرّيحِ العَقِيمِ ثُمّ يَنتَقِمُ اللّهُ بِأَولِيَائِهِ وَ يَكُونُالعاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ
بيان قال الجوهري يقال ثني فلان عني عطفه إذاأعرض عنك و قال صعر خده وصاعر أي أماله من الكبر
12- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مَالِكٍ النحّويِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ المُعَدّلِ عَن عُثمَانَ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الأصَفهَاَنيِّ عَن عُمَرَ بنِ قَيسٍ المكَيّّ عَن عِكرِمَةَ صَاحِبِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا حَجّ مُعَاوِيَةُ نَزَلَ المَدِينَةَ فَاستُؤذِنَ لِسَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ عَلَيهِ فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ إِذَا أَذِنتُ لِسَعدٍ وَ جَلَسَ فَخُذُوا عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ
صفحه : 119
فَأَذِنَ لَهُ وَ جَلَسَ مَعَهُ عَلَي السّرِيرِ قَالَ وَ شَتَمَ القَومُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ فَانسَكَبَت عَينَا سَعدٍ بِالبُكَاءِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مَا يُبكِيكَ يَا سَعدُ أَ تبَكيِ أَن يُشتَمَ قَاتِلُ أَخِيكَ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ قَالَ وَ اللّهِ مَا أَملِكُ البُكَاءَ خَرَجنَا مِن مَكّةَ مُهَاجِرِينَ حَتّي نَزَلنَا هَذَا المَسجِدَ يعَنيِ مَسجِدَ الرّسُولِص فَكَانَ فِيهِ مَبِيتُنَا وَ مَقِيلُنَا إِذاً أُخرِجنَا مِنهُ وَ تُرِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِيهِ فَاشتَدّ ذَلِكَ عَلَينَا وَ هَبنَا نبَيِّ اللّهِ أَن نَذكُرَ ذَلِكَ لَهُ فَأَتَتنَا عَائِشَةُ فَقُلنَا يَا أُمّ المُؤمِنِينَ إِنّ لَنَا صُحبَةً مِثلَ صُحبَةِ عَلِيّ وَ هِجرَةً مِثلَ هِجرَتِهِ وَ إِنّا قَد أُخرِجنَا مِنَ المَسجِدِ وَ تُرِكَ فِيهِ فَلَا ندَريِ مِن سَخَطٍ مِنَ اللّهِ أَو مِن غَضَبٍ مِن رَسُولِهِ فاَذكرُيِ ذَلِكَ لَهُ فَإِنّا نَهَابُهُ فَذَكَرَت ذَلِكَ لِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ لَا وَ اللّهِ مَا أَنَا أَخرَجتُهُم وَ لَا أَنَا أَسكَنتُهُ بَلِ اللّهُ أَخرَجَهُم وَ أَسكَنَهُ وَ غَزَونَا خَيبَرَ فَانهَزَمَ عَنهَا مَنِ انهَزَمَ فَقَالَ نبَيِّ اللّهِص لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ اليَومَ رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَدَعَاهُ وَ هُوَ أَرمَدُ فَتَفَلَ فِي عَينِهِ وَ أَعطَاهُ الرّايَةَ فَفَتَحَ اللّهُ لَهُ وَ غَزَونَا تَبُوكَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَوَدّعَ عَلِيّ النّبِيّص عَلَي ثَنِيّةِ الوَدَاعِ وَ بَكَي فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا يُبكِيكَ فَقَالَ كَيفَ لَا أبَكيِ وَ لَم أَتَخَلّف عَنكَ فِي غَزَاةٍ مُنذُ بَعَثَكَ اللّهُ تَعَالَي فَمَا بَالُكَ تخُلفِنُيِ فِي هَذِهِ الغَزَاةِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِّ بعَديِ فَقَالَ عَلِيّ ع بَلَي رَضِيتُ
13- مِن بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ القَدِيمَةِ،روُيَِ أَنّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَي مَروَانَ وَ هُوَ عَامِلُهُ عَلَي المَدِينَةِ أَن يَخطُبَ عَلَي يَزِيدَ بِنتَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَلَي حُكمِ أَبِيهَا فِي الصّدَاقِ وَ قَضَاءِ دَينِهِ بَالِغاً مَا بَلَغَ وَ عَلَي صُلحِ الحَيّينِ بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ أُمَيّةَ فَبَعَثَ مَروَانُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ يَخطُبُ إِلَيهِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ إِنّ أَمرَ نِسَائِنَا إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَاخطُب إِلَيهِ فَأَتَي مَروَانُ الحَسَنَ خَاطِباً فَقَالَ الحَسَنُ
صفحه : 120
اجمَع مَن أَرَدتَ فَأَرسَلَ مَروَانُ فَجَمَعَ الحَيّينِ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ أُمَيّةَ فَتَكَلّمَ مَروَانُ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مُعَاوِيَةَ أمَرَنَيِ أَن أَخطُبَ زَينَبَ بِنتَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ عَلَي حُكمِ أَبِيهَا فِي الصّدَاقِ وَ قَضَاءِ دَينِهِ بَالِغاً مَا بَلَغَ وَ عَلَي صُلحِ الحَيّينِ بنَيِ هَاشِمٍ وَ أُمَيّةَ وَ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ كُفوُ مَن لَا كُفوَ لَهُ وَ لعَمَريِ لَمَن يَغبِطُكُم بِيَزِيدَ أَكثَرُ مِمّن يَغبِطُ يَزِيدَ بِكُم وَ يَزِيدُ مِمّن يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ ثُمّ سَكَتَ فَتَكَلّمَ الحَسَنُ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن حُكمِ أَبِيهَا فِي الصّدَاقِ فَإِنّا لَم نَكُن لِنَرغَبَ عَن سُنّةِ رَسُولِ اللّهِص فِي أَهلِهِ وَ بَنَاتِهِ وَ أَمّا قَضَاءُ دَينِ أَبِيهَا فَمَتَي قَضَت نِسَاؤُنَا دُيُونَ آبَائِهِنّ وَ أَمّا صُلحُ الحَيّينِ فَإِنّا عَادَينَاكُم لِلّهِ وَ فِي اللّهِ فَلَا نُصَالِحُكُم لِلدّنيَا وَ أَمّا قَولُكَ مَن يَغبِطُنَا بِيَزِيدَ أَكثَرُ مِمّن يَغبِطُهُ بِنَا فَإِن كَانَتِ الخِلَافَةُ فَاقَتِ النّبُوّةَ فَنَحنُ المَغبُوطُونَ بِهِ وَ إِن كَانَتِ النّبُوّةُ فَاقَتِ الخِلَافَةَ فَهُوَ المَغبُوطُ بِنَا وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ الغَمَامَ يُستَسقَي بِوَجهِ يَزِيدَ فَإِنّ ذَلِكَ لَم يَكُن إِلّا لِآلِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد رَأَينَا أَن نُزَوّجَهَا مِنِ ابنِ عَمّهَا القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ وَ قَد زَوّجتُهَا مِنهُ وَ جَعَلتُ مَهرَهَا ضيَعتَيَِ التّيِ لِي بِالمَدِينَةِ وَ كَانَ مُعَاوِيَةُ أعَطاَنيِ بِهَا عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَ لَهَا فِيهَا غِنًي وَ كِفَايَةٌ فَقَالَ مَروَانُ أَ غَدراً يَا بنَيِ هَاشِمٍ فَقَالَ الحَسَنُ وَاحِدَةٌ بِوَاحِدَةٍ وَ كَتَبَ مَروَانُ بِذَلِكَ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ خَطَبنَا إِلَيهِم فَلَم يَفعَلُوا وَ لَو خَطَبُوا إِلَينَا لَمَا رَدَدنَاهُم وَ روُيَِ أَنّ مُعَاوِيَةَ نَظَرَ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع وَ هُوَ بِالمَدِينَةِ وَ قَدِ احتَفّ بِهِ خَلقٌ مِن قُرَيشٍ يُعَظّمُونَهُ فَتَدَاخَلَهُ حَسَدٌ فَدَعَا أَبَا الأَسوَدِ الدؤّلَيِّ وَ الضّحّاكَ بنَ قَيسٍ الفهِريِّ فَشَاوَرَهُمَا فِي أَمرِ الحَسَنِ وَ ألّذِي يَهُمّ بِهِ مِنَ الكَلَامِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الأَسوَدِ رأَيُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَفضَلُ وَ أَرَي أَن لَا تَفعَلَ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ
صفحه : 121
لَن يَقُولَ فِيهِ قَولًا إِلّا أَنزَلَهُ سَامِعُوهُ مِنهُ بِهِ حَسَداً وَ رَفَعُوا بِهِ صُعُداً وَ الحَسَنُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مُعتَدِلٌ شَبَابُهُ أَحضَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ جَوَابُهُ فَأَخَافُ أَن يَرُدّ عَلَيكَ كَلَامَكَ بِنَوَافِذَ تَردَعُ سِهَامَكَ فَيَقرَعُ بِذَلِكَ ظُنبُوبَكَ وَ يبُديِ بِهِ عُيُوبَكَ فَإِذاً كَلَامُكَ فِيهِ صَارَ لَهُ فَضلًا وَ عَلَيكَ كَلّا إِلّا أَن تَكُونَ تَعرِفُ لَهُ عَيباً فِي أَدَبٍ أَو وَقِيعَةً فِي حَسَبٍ وَ إِنّهُ لَهُوَ المُهَذّبُ قَد أَصبَحَ مِن صَرِيحِ العَرَبِ فِي غُرّ لُبَابِهَا وَ كَرِيمِ مَحتِدِهَا وَ طِيبِ عُنصُرِهَا فَلَا تَفعَل يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَ الضّحّاكُ بنُ قَيسٍ الفهِريِّ أَمضِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِيهِ رَأيَكَ وَ لَا تَنصَرِف عَنهُ بِلَأيِكَ فَإِنّكَ لَو رَمَيتَهُ بِقَوَارِضِ كَلَامِكَ وَ مُحكَمِ جَوَابِكَ لَقَد ذَلّ لَكَ كَمَا يَذِلّ البَعِيرُ الشّارِفُ مِنَ الإِبِلِ فَقَالَ أَفعَلُ وَ حَضَرَتِ الجُمُعَةُ فَصَعِدَ مُعَاوِيَةُ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي نَبِيّهِص وَ ذَكَرَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَتَنَقّصَهُ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ شَيبَةً مِن قُرَيشٍ ذوَيِ سَفَهٍ وَ طَيشٍ وَ تَكَدّرٍ مِن عَيشٍ أَتعَبَتهُمُ المَقَادِيرُ اتّخَذَ الشّيطَانُ رُءُوسَهُم مَقَاعِدَ وَ أَلسِنَتَهُم مَبَادِرَ فَبَاضَ وَ فَرّخَ فِي صُدُورِهِم وَ دَرَجَ فِي نُحُورِهِم فَرَكِبَ بِهِمُ الزّلَلَ وَ زَيّنَ لَهُمُ الخَطَلَ وَ أَعمَي عَلَيهِمُ السّبُلَ وَ أَرشَدَهُم إِلَي البغَيِ وَ العُدوَانِ وَ الزّورِ وَ البُهتَانِ فَهُم لَهُ شُرَكَاءُ وَ هُوَ لَهُم قَرِينٌ وَ مَن يَكُنِ الشّيطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً وَ كَفَي بيِ لَهُم وَ لَهُم مُؤَدّباً وَ المُستَعَانُ اللّهُ فَوَثَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع وَ أَخَذَ بِعَضَادَةِ المِنبَرِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ صَلّي عَلَي نَبِيّهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ فَقَد عرَفَنَيِ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ فَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَا ابنُ نبَيِّ اللّهِ أَنَا ابنُ مَن جُعِلَت لَهُ الأَرضُ مَسجِداً وَ طَهُوراً أَنَا ابنُ السّرَاجِ المُنِيرِ أَنَا ابنُ البَشِيرِ النّذِيرِ أَنَا ابنُ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ سَيّدِ المُرسَلِينَ وَ إِمَامِ المُتّقِينَ وَ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ أَنَا ابنُ مَن بُعِثَ إِلَي الجِنّ وَ الإِنسِ أَنَا ابنُ مَن بُعِثَرَحمَةً لِلعالَمِينَ فَلَمّا سَمِعَ كَلَامَهُ مُعَاوِيَةُ غَاظَ مَنطِقَهُ وَ أَرَادَ أَن يَقطَعَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا حَسَنُ عَلَيكَ
صفحه : 122
بِصِفَةِ الرّطَبِ فَقَالَ الحَسَنُ ع الرّيحُ تُلقِحُهُ وَ الحَرّ يُنضِجُهُ وَ اللّيلُ يُبَرّدُهُ وَ يُطَيّبُهُ عَلَي رَغمِ أَنفِكَ يَا مُعَاوِيَةُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي كَلَامِهِ فَقَالَ أَنَا ابنُ المُستَجَابِ الدّعوَةِ أَنَا ابنُ الشّفِيعِ المُطَاعِ أَنَا ابنُ أَوّلِ مَن يَنفُضُ رَأسَهُ مِنَ التّرَابِ وَ يُقرِعُ بَابَ الجَنّةِ أَنَا ابنُ مَن قَاتَلَتِ المَلَائِكَةُ مَعَهُ وَ لَم تُقَاتِل مَعَ نبَيِّ قَبلَهُ أَنَا ابنُ مَن نُصِرَ عَلَي الأَحزَابِ أَنَا ابنُ مَن ذَلّ لَهُ قُرَيشٌ رَغماً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَمَا إِنّكَ تُحَدّثُ نَفسَكَ بِالخِلَافَةِ وَ لَستَ هُنَاكَ فَقَالَ الحَسَنُ ع أَمّا الخِلَافَةُ فَلِمَن عَمِلَ بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص لَيسَتِ الخِلَافَةُ لِمَن خَالَفَ كِتَابَ اللّهِ وَ عَطّلَ السّنّةَ إِنّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ أَصَابَ مُلكاً فَتَمَتّعَ بِهِ وَ كَأَنّهُ انقَطَعَ عَنهُ وَ بَقِيَت تَبِعَاتُهُ عَلَيهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا فِي قُرَيشٍ رَجُلٌ إِلّا وَ لَنَا عِندَهُ نِعَمٌ مُجَلّلَةٌ وَ يَدٌ جَمِيلَةٌ قَالَ بَلَي مَن تَعَزّزتَ بِهِ بَعدَ الذّلّةِ وَ تَكَثّرتَ بِهِ بَعدَ القِلّةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَن أُولَئِكَ يَا حَسَنُ قَالَ مَن يُلهِيكَ عَن مَعرِفَتِهِ قَالَ الحَسَنُ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ أَنَا ابنُ مَن سَادَ قُرَيشاً شَابّاً وَ كَهلًا أَنَا ابنُ مَن سَادَ الوَرَي كَرَماً وَ نُبلًا أَنَا ابنُ مَن سَادَ أَهلَ الدّنيَا بِالجُودِ الصّادِقِ وَ الفَرعِ البَاسِقِ وَ الفَضلِ السّابِقِ أَنَا ابنُ مَن رِضَاهُ رِضَي اللّهِ وَ سَخَطُهُ سَخَطُ اللّهِ فَهَل لَكَ أَن تُسَامِيَهُ يَا مُعَاوِيَةُ فَقَالَ أَقُولُ لَا تَصدِيقاً لِقَولِكَ فَقَالَ الحَسَنُ ع الحَقّ أَبلَجُ وَ البَاطِلُ لَجلَجٌ وَ لَن يَندَمَ مَن رَكِبَ الحَقّ وَ قَد خَابَ مَن رَكِبَ البَاطِلَ وَ الحَقّ يَعرِفُهُ ذَوُو الأَلبَابِ ثُمّ نَزَلَ مُعَاوِيَةُ وَ أَخَذَ بِيَدِ الحَسَنِ وَ قَالَ لَا مَرحَباً بِمَن سَاءَكَ
بيان الظنبوب هوحرف العظم اليابس من الساق والصريح الرجل الخالص النسب قوله بلأيك يقال فعل كذا بعدلأي أي بعدشدّة وإبطاء ولَآي لَأياً أي أَبطَأَ و في بعض النسخ بدأيك قال الجوهري الدأي من البعير الموضع ألذي تقع عليه ظلفة الرّحل فتعقره أبوزيد دأيت الشيء أدأي له دأيا إذاختلتَه والشارف المسنّة من النوق .
صفحه : 123
قوله إن شيبة أي ذوي شيبة و قال الجوهري التلجلج التردّد في الكلام يقال الحق أبلج والباطل لجلج أي يردّد من غير أن ينفذ
14- ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المُؤَدّبِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عِمرَانَ عَن عَبدِ اللّهِ[ بنِ]يَزِيدَ الغسَاّنيِّ يَرفَعُهُ قَالَ قَدِمَ وَفدُ العِرَاقِيّينَ عَلَي مُعَاوِيَةَ فَقَدِمَ فِي وَفدِ أَهلِ الكُوفَةِ عدَيِّ بنُ حَاتِمٍ الطاّئيِّ وَ فِي وَفدِ أَهلِ البَصرَةِ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَ صَعصَعَةُ بنُ صُوحَانَ فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ لِمُعَاوِيَةَ هَؤُلَاءِ رِجَالُ الدّنيَا وَ هُم شِيعَةُ عَلِيّ ع الّذِينَ قَاتَلُوا مَعَهُ يَومَ الجَمَلِ وَ يَومَ صِفّينَ فَكُن مِنهُم عَلَي حَذَرٍ فَأَمَرَ لِكُلّ رَجُلٍ مِنهُم بِمَجلِسٍ سرِيّّ وَ استَقبَلَ القَومَ بِالكَرَامَةِ فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيهِ قَالَ لَهُم أَهلًا وَ سَهلًا قَدِمتُم أَرضَ المُقَدّسَةِ وَ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ وَ الحَشرِ وَ النّشرِ فَتَكَلّمَ صَعصَعَةُ وَ كَانَ مِن أَحضَرِ النّاسِ جَوَاباً فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ أَمّا قَولُكَ أَرضَ المُقَدّسَةِ فَإِنّ الأَرضَ لَا تُقَدّسُ أَهلَهَا وَ إِنّمَا تُقَدّسُهُمُ الأَعمَالُ الصّالِحَةُ وَ أَمّا قَولُكَ أَرضَ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ فَمَن بِهَا مِن أَهلِ النّفَاقِ وَ الشّركِ وَ الفَرَاعِنَةِ وَ الجَبَابِرَةِ أَكثَرُ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ وَ أَمّا قَولُكَ أَرضَ الحَشرِ وَ النّشرِ فَإِنّ المُؤمِنَ لَا يَضُرّهُ بُعدُ المَحشَرِ وَ المُنَافِقَ لَا يَنفَعُهُ قُربُهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَو كَانَ النّاسُ كُلّهُم أَولَدَهُم أَبُو سُفيَانَ لَمَا كَانَ فِيهِم إِلّا كَيّساً رَشِيداً فَقَالَ صَعصَعَةُ قَد أَولَدَ النّاسَ مَن كَانَ خَيراً مِن أَبِي سُفيَانَ فَأَولَدَ الأَحمَقَ وَ المُنَافِقَ وَ الفَاجِرَ وَ الفَاسِقَ وَ المَعتُوهَ وَ المَجنُونَ آدَمُ أَبُو البَشَرِ فَخَجِلَ مُعَاوِيَةُ
15- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع يُصَلّيَانِ خَلفَ مَروَانَ بنِ الحَكَمِ فَقَالُوا لِأَحَدِهِمَا مَا كَانَ أَبُوكَ يصُلَيّ إِذَا رَجَعَ إِلَي البَيتِ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ مَا كَانَ يَزِيدُ عَلَي صَلَاةٍ
16-ج ،[الإحتجاج ] عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَقَدِمَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ حَاجّاً فِي خِلَافَتِهِ فَاستَقبَلَهُ أَهلُ المَدِينَةِ فَنَظَرَ فَإِذَا الّذِينَ استَقبَلُوهُ مَا مِنهُم إِلّا قرُشَيِّ فَلَمّا نَزَلَ قَالَ
صفحه : 124
مَا فَعَلَتِ الأَنصَارُ وَ مَا بَالُهُم لَم يسَتقَبلِوُنيِ فَقِيلَ لَهُ إِنّهُم مُحتَاجُونَ لَيسَ لَهُم دَوَابّ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ أَينَ نَوَاضِحُهُم فَقَالَ قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ كَانَ سَيّدَ الأَنصَارِ وَ ابنَ سَيّدِهَا أَفنَوهَا يَومَ بَدرٍ وَ أُحُدٍ وَ مَا بَعدَهُمَا مِن مَشَاهِدِ رَسُولِ اللّهِص حِينَ ضَرَبُوكَ وَ أَبَاكَ عَلَي الإِسلَامِ حَتّيظَهَرَ أَمرُ اللّهِ وَ أَنتُم كَارِهُونَ فَسَكَتَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ قَيسٌ أَمَا إِنّ رَسُولَ اللّهِص عَهِدَ إِلَينَا أَنّا سَنَلقَي بَعدَهُ أَثَرَةً قَالَ مُعَاوِيَةُ فَمَا أَمَرَكُم بِهِ فَقَالَ أَمَرَنَا أَن نَصبِرَ حَتّي نَلقَاهُ قَالَ فَاصبِرُوا حَتّي تَلقَوهُ ثُمّ إِنّ مُعَاوِيَةَ مَرّ بِحَلقَةٍ مِن قُرَيشٍ فَلَمّا رَأَوهُ قَامُوا غَيرَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ عَبّاسٍ مَا مَنَعَكَ مِنَ القِيَامِ كَمَا قَامَ أَصحَابُكَ إِلّا لِمَوجِدَةِ أنَيّ قَاتَلتُكُم بِصِفّينَ فَلَا تَجِد مِن ذَلِكَ يَا ابنَ عَبّاسٍ فَإِنّ عُثمَانَ قُتِلَ مَظلُوماً قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَعُمَرُ بنُ الخَطّابِ قَد قُتِلَ مَظلُوماً قَالَ عُمَرُ قَتَلَهُ كَافِرٌ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَمَن قَتَلَ عُثمَانَ قَالَ قَتَلَهُ المُسلِمُونَ قَالَ فَذَاكَ أَدحَضُ لِحُجّتِكَ قَالَ فَإِنّا قَد كَتَبنَا فِي الآفَاقِ نَنهَي عَن ذِكرِ مَنَاقِبِ عَلِيّ وَ أَهلِ بَيتِهِ ع فَكُفّ لِسَانَكَ فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ أَ تَنهَانَا عَن قِرَاءَةِ القُرآنِ قَالَ لَا قَالَ أَ فَتَنهَانَا عَن تَأوِيلِهِ قَالَ نَعَم قَالَ فَنَقرَؤُهُ وَ لَا نَسأَلُ عَمّا عَنَي اللّهُ بِهِ ثُمّ قَالَ فَأَيّهُمَا أَوجَبُ عَلَينَا قِرَاءَتُهُ أَوِ العَمَلُ بِهِ قَالَ العَمَلُ بِهِ قَالَ كَيفَ نَعمَلُ بِهِ وَ لَا نَعلَمُ مَا عَنَي اللّهُ قَالَ سَل عَن ذَلِكَ مَن يَتَأَوّلُهُ عَلَي غَيرِ مَا تَتَأَوّلُهُ أَنتَ وَ أَهلُ بَيتِكَ قَالَ إِنّمَا أُنزِلَ القُرآنُ عَلَي أَهلِ بيَتيِ أَ نَسأَلُ عَنهُ آلَ أَبِي سُفيَانَ يَا مُعَاوِيَةُ أَ تَنهَانَا أَن نَعبُدَ اللّهَ بِالقُرآنِ بِمَا فِيهِ مِن حَلَالٍ وَ حَرَامٍ فَإِن لَم تَسأَلِ الأُمّةُ عَن ذَلِكَ حَتّي تَعلَمَ تَهلِكُ وَ تَختَلِفُ قَالَ اقرَءُوا القُرآنَ وَ تَأَوّلُوهُ وَ لَا تَروُوا شَيئاً مِمّا أَنزَلَ اللّهُ فِيكُم وَ اروُوا
صفحه : 125
مَا سِوَي ذَلِكَ قَالَ فَإِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي القُرآنِيُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ قَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ اربَع عَلَي نَفسِكَ وَ كُفّ لِسَانَكَ وَ إِن كُنتَ لَا بُدّ فَاعِلًا فَليَكُن ذَلِكَ سِرّاً لَا يَسمَعُهُ أَحَدٌ عَلَانِيَةً ثُمّ رَجَعَ إِلَي بَيتِهِ فَبَعَثَ إِلَيهِ بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ وَ نَادَي منُاَديِ مُعَاوِيَةَ أَن بَرِئَتِ الذّمّةُ مِمّن رَوَي حَدِيثاً فِي مَنَاقِبِ عَلِيّ وَ فَضلِ أَهلِ بَيتِهِ وَ كَانَ أَشَدّ النّاسِ بَلِيّةً أَهلُ الكُوفَةِ لِكَثرَةِ مَن بِهَا مِنَ الشّيعَةِ فَاستَعمَلَ زِيَادَ بنَ أَبِيهِ وَ ضَمّ إِلَيهِ العِرَاقَينِ الكُوفَةَ وَ البَصرَةَ فَجَعَلَ يَتَتَبّعُ الشّيعَةَ وَ هُوَ بِهِم عَارِفٌ يَقتُلُهُم تَحتَ كُلّ حَجَرٍ وَ مَدَرٍ وَ أَخَافَهُم وَ قَطَعَ الأيَديَِ وَ الأَرجُلَ وَ صَلَبَهُم فِي جُذُوعِ النّخلِ وَ سَمَلَ أَعيُنَهُم وَ طَرَدَهُم وَ شَرّدَهُم حَتّي نُفُوا عَنِ العِرَاقِ فَلَم يَبقَ بِهَا أَحَدٌ مَعرُوفٌ مَشهُورٌ فَهُم بَينَ مَقتُولٍ أَو مَصلُوبٍ أَو مَحبُوسٍ أَو طَرِيدٍ أَو شَرِيدٍ وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي جَمِيعِ عُمّالِهِ فِي الأَمصَارِ أَن لَا تُجِيزُوا لِأَحَدٍ مِن شِيعَةِ عَلِيّ وَ أَهلِ بَيتِهِ شَهَادَةً وَ انظُرُوا مَن قِبَلَكُم مِن شِيعَةِ عُثمَانَ وَ مُحِبّيهِ وَ محُبِيّ أَهلِ بَيتِهِ وَ أَهلِ وَلَايَتِهِ وَ الّذِينَ يَروُونَ فَضلَهُ وَ مَنَاقِبَهُ فَادنُوا مَجَالِسَهُم وَ قَرّبُوهُم وَ أَكرِمُوهُم وَ اكتُبُوا بِمَن يرَويِ مِن مَنَاقِبِهِ بِاسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ وَ قَبِيلَتِهِ فَفَعَلُوا حَتّي كَثُرَتِ الرّوَايَةُ فِي عُثمَانَ وَ افتَعَلُوهَا لِمَا كَانَ يَبعَثُ إِلَيهِم مِنَ الصّلَاتِ وَ الخِلَعِ وَ القَطَائِعِ مِنَ العَرَبِ وَ الموَاَليِ فَكَثُرَ ذَلِكَ فِي كُلّ مِصرٍ وَ تَنَافَسُوا فِي الأَموَالِ وَ الدّنيَا فَلَيسَ أَحَدٌ يجَيِءُ مِن مِصرٍ مِنَ الأَمصَارِ فيَرَويِ فِي عُثمَانَ مَنقَبَةً أَو فَضِيلَةً إِلّا كُتِبَ اسمُهُ وَ قُرّبَ وَ أُجِيزَ فَلَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ كَتَبَ إِلَي عُمّالِهِ أَنّ الحَدِيثَ فِي عُثمَانَ قَد كَثُرَ وَ فَشَا فِي كُلّ مِصرٍ فَادعُوا النّاسَ إِلَي الرّوَايَةِ فِي مُعَاوِيَةَ وَ فَضلِهِ وَ سَوَابِقِهِ فَإِنّ ذَلِكَ أَحَبّ إِلَينَا وَ أَقَرّ لِأَعيُنِنَا وَ أَدحَضُ لِحُجّةِ أَهلِ هَذَا البَيتِ وَ أَشَدّ عَلَيهِم
صفحه : 126
فَقَرَأَ كُلّ أَمِيرٍ وَ قَاضٍ كِتَابَهُ عَلَي النّاسِ فَأَخَذَ النّاسُ فِي الرّوَايَاتِ فِي فَضَائِلِ مُعَاوِيَةَ عَلَي المِنبَرِ فِي كُلّ كُورَةٍ وَ كُلّ مَسجِدٍ زُوراً وَ أَلقَوا ذَلِكَ إِلَي معُلَمّيِ الكَتَاتِيبِ فَعَلّمُوا ذَلِكَ صِبيَانَهُم كَمَا يُعَلّمُونَهُمُ القُرآنَ حَتّي عَلّمُوهُ بَنَاتَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ حَشَمَهُم فَلَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ وَ كَتَبَ زِيَادُ بنُ أَبِيهِ إِلَيهِ فِي حَقّ الحَضرَمِيّينَ أَنّهُم عَلَي دِينِ عَلِيّ وَ عَلَي رَأيِهِ فَكَتَبَ إِلَيهِ مُعَاوِيَةُ اقتُل كُلّ مَن كَانَ عَلَي دِينِ عَلِيّ وَ رَأيِهِ فَقَتَلَهُم وَ مَثّلَ بِهِم وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي جَمِيعِ البُلدَانِ انظُرُوا مَن قَامَت عَلَيهِ البَيّنَةُ أَنّهُ يُحِبّ عَلِيّاً وَ أَهلَ بَيتِهِ فَامحُوهُ عَنِ الدّيوَانِ وَ كَتَبَ كِتَاباً آخَرَ انظُرُوا مَن قِبَلَكُم مِن شِيعَةِ عَلِيّ وَ اتّهَمتُمُوهُ بِحُبّهِ فَاقتُلُوهُ وَ إِن لَم تُقَم عَلَيهِ البَيّنَةُ فَقَتَلُوهُم عَلَي التّهَمَةِ وَ الظّنّةِ وَ الشّبهَةِ تَحتَ كُلّ حَجَرٍ حَتّي لَو كَانَ الرّجُلُ تَسقُطُ مِنهُ كَلِمَةٌ ضُرِبَت عُنُقُهُ وَ حَتّي كَانَ الرّجُلُ يُرمَي بِالزّندَقَةِ وَ الكُفرِ كَانَ يُكَرّمُ وَ يُعَظّمُ وَ لَا يُتَعَرّضُ لَهُ بِمَكرُوهٍ وَ الرّجُلُ مِنَ الشّيعَةِ لَا يَأمَنُ عَلَي نَفسِهِ فِي بَلَدٍ مِنَ البُلدَانِ لَا سِيّمَا الكُوفَةَ وَ البَصرَةَ حَتّي لَو أَنّ أَحَداً مِنهُم أَرَادَ أَن يلُقيَِ سِرّاً إِلَي مَن يَثِقُ بِهِ لَأَتَاهُ فِي بَيتِهِ فَيَخَافُ خَادِمَهُ وَ مَملُوكَهُ فَلَا يُحَدّثُهُ إِلّا بَعدَ أَن يَأخُذَ عَلَيهِ الأَيمَانَ المُغَلّظَةَ لَيَكتُمَنّ عَلَيهِ ثُمّ لَا يَزدَادُ الأَمرُ إِلّا شِدّةً حَتّي كَثُرَ وَ ظَهَرَ أَحَادِيثُهُمُ الكَاذِبَةُ وَ نَشَأَ عَلَيهِ الصّبيَانُ يَتَعَلّمُونَ ذَلِكَ وَ كَانَ أَشَدّ النّاسِ فِي ذَلِكَ القُرّاءُ المُرَاءُونَ المُتَصَنّعُونَ الّذِينَ يُظهِرُونَ الخُشُوعَ وَ الوَرَعَ فَكَذَبُوا وَ انتَحَلُوا الأَحَادِيثَ وَ وَلّدُوهَا فَيَحَظّونَ بِذَلِكَ عِندَ الوُلَاةِ وَ القُضَاةِ وَ يَدنُونَ مَجَالِسَهُم وَ يُصِيبُونَ بِذَلِكَ الأَموَالَ وَ القَطَائِعَ وَ المَنَازِلَ حَتّي صَارَت أَحَادِيثُهُم وَ رِوَايَاتُهُم عِندَهُم حَقّاً وَ صِدقاً فَرَوَوهَا وَ قَبِلُوهَا وَ تَعَلّمُوهَا وَ عَلّمُوهَا وَ أَحَبّوا عَلَيهَا وَ أَبغَضُوا مَن رَدّهَا أَو شَكّ فِيهَا فَاجتَمَعَت عَلَي ذَلِكَ جَمَاعَتُهُم وَ صَارَت فِي يَدِ المُتَنَسّكِينَ وَ المُتَدَيّنِينَ مِنهُمُ الّذِينَ لَا يَستَحِلّونَ الِافتِعَالَ لِمِثلِهَا فَقَبِلُوهَا وَ هُم يَرَونَ أَنّهَا حَقّ وَ لَو عَلِمُوا بُطلَانَهَا وَ تَيَقّنُوا أَنّهَا مُفتَعِلَةٌ لَأَعرَضُوا عَن رِوَايَتِهَا وَ لَم يَدِينُوا بِهَا وَ لَم يُبغِضُوا مَن خَالَفَهَا
صفحه : 127
فَصَارَ الحَقّ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ عِندَهُم بَاطِلًا وَ البَاطِلُ حَقّاً وَ الكَذِبُ صِدقاً وَ الصّدقُ كَذِباً فَلَمّا مَاتَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع ازدَادَ البَلَاءُ وَ الفِتنَةُ فَلَم يَبقَ لِلّهِ ولَيِّ إِلّا خَائِفٌ عَلَي نَفسِهِ أَو مَقتُولٌ أَو طَرِيدٌ أَو شَرِيدٌ فَلَمّا كَانَ قَبلَ مَوتِ مُعَاوِيَةَ بِسَنَتَينِ حَجّ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ مَعَهُ وَ قَد جَمَعَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع بنَيِ هَاشِمٍ رِجَالَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ مَوَالِيَهُم وَ شِيعَتَهُم مَن حَجّ مِنهُم وَ مَن لَم يَحُجّ وَ مَن بِالأَمصَارِ مِمّن يَعرِفُونَهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ ثُمّ لَم يَدَع أَحَداً مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ مِن أَبنَائِهِم وَ التّابِعِينَ وَ مِنَ الأَنصَارِ المَعرُوفِينَ بِالصّلَاحِ وَ النّسُكِ إِلّا جَمَعَهُم فَاجتَمَعَ إِلَيهِم بِمِنًي أَكثَرُ مِن أَلفِ رَجُلٍ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فِي سُرَادِقِهِ عَامّتُهُمُ التّابِعُونَ وَ أَبنَاءُ الصّحَابَةِ فَقَامَ الحُسَينُ ع فِيهِم خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ هَذَا الطّاغِيَةَ قَد صَنَعَ بِنَا وَ بِشِيعَتِنَا مَا قَد عَلِمتُم وَ رَأَيتُم وَ شَهِدتُم وَ بَلَغَكُم وَ إنِيّ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكُم عَن أَشيَاءَ فَإِن صَدَقتُ فصَدَقّوُنيِ وَ إِن كَذَبتُ فكَذَبّوُنيِ اسمَعُوا مقَاَلتَيِ وَ اكتُمُوا قوَليِ ثُمّ ارجِعُوا إِلَي أَمصَارِكُم وَ قَبَائِلِكُم مَن أَمِنتُم وَ وَثِقتُم بِهِ فَادعُوهُم إِلَي مَا تَعلَمُونَ فإَنِيّ أَخَافُ أَن يَندَرِسَ هَذَا الحَقّ وَ يَذهَبَوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَفَمَا تَرَكَ الحُسَينُ ع شَيئاً أَنزَلَ اللّهُ فِيهِم مِنَ القُرآنِ إِلّا قَالَهُ وَ فَسّرَهُ وَ لَا شَيئاً قَالَهُ الرّسُولُص فِي أَبِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ إِلّا رَوَاهُ وَ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ الصّحَابَةُ أللّهُمّ نَعَم قَد سَمِعنَاهُ وَ شَهِدنَاهُ وَ يَقُولُ التّابِعُونَ أللّهُمّ قَد حَدّثَنَاهُ مَن نُصَدّقُهُ وَ نَأتَمِنُهُ حَتّي لَم يَترُك شَيئاً إِلّا قَالَهُ ثُمّ قَالَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ إِلّا رَجَعتُم وَ حَدّثتُم بِهِ مَن تَثِقُونَ بِهِ ثُمّ نَزَلَ وَ تَفَرّقَ النّاسُ عَن ذَلِكَ
صفحه : 128
بيان قال الجوهري قال ابن السكيت ربع الرجل يربع إذاوقف وتحبس و منه قولهم اربع علي نفسك واربع علي ظلعك أي ارفق بنفسك وكف و قال الكتاب والمكتب واحد والجمع الكتاتيب .أقول قدروينا الخبر من أصل كتاب سليم أبسط من ذلك في كتاب الفتن
17- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِّ عَنِ الثقّفَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الوَرّاقِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الأَزرَقِ عَن أَبِي الجَحّافِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ ثَعلَبَةَ قَالَ لَمّا استَوثَقَ الأَمرُ لِمُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ أَنفَذَ بُسرَ بنَ أَرطَاةَ إِلَي الحِجَازِ فِي طَلَبِ شِيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَ عَلَي مَكّةَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَطَلَبَهُ فَلَم يَقدِر عَلَيهِ فَأُخبِرَ أَنّ لَهُ وَلَدَينِ صَبِيّينِ فَبَحَثَ عَنهُمَا فَوَجَدَهُمَا فَأَخَذَهُمَا وَ أَخرَجَهُمَا مِنَ المَوضِعِ ألّذِي كَانَا فِيهِ وَ لَهُمَا ذُؤَابَتَانِ فَأَمَرَ بِذَبحِهِمَا فَذُبِحَا وَ بَلَغَ أُمّهُمَا الخَبَرُ فَكَادَت نَفسُهَا تَخرُجُ ثُمّ أَنشَأَت تَقُولُ
هَا مَن أَحَسّ باِبنيَّ اللّذَينِ هُمَا | كَالدّرّتَينِ تَشَظّي عَنهُمَا الصّدَفُ |
هَا مَن أَحَسّ باِبنيَّ اللّذَينِ هُمَا | سمَعيِ وَ عيَنيِ فقَلَبيِ اليَومَ مُختَطِفٌ |
نُبّئتُ بُسراً وَ مَا صَدّقتُ مَا زَعَمُوا | مِن قَولِهِم وَ مِنَ الإِفكِ ألّذِي اقتَرَفُوا |
أَضحَت عَلَي ودَجَيَ طفِليِ مُرَهّفَةً | مَشحُوذَةً وَ كَذَاكَ الظّلمُ وَ السّرَفُ |
مَن دَلّ وَالِهَةً عَبرَاءَ مُفجَعَةً | عَلَي صَبِيّينِ فَاتَا إِذ مَضَي السّلَفُ |
صفحه : 129
قَالَ ثُمّ اجتَمَعَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ مِن بَعدُ وَ بُسرُ بنُ أَرطَاةَ عِندَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعُبَيدِ اللّهِ أَ تَعرِفُ هَذَا الشّيخَ قَاتِلَ الصّبِيّينِ قَالَ بُسرٌ نَعَم أَنَا قَاتِلُهُمَا فَمَه فَقَالَ عُبَيدُ اللّهِ لَو أَنّ لِي سَيفاً قَالَ بُسرٌ فَهَاكَ سيَفيِ وَ أَومَأَ إِلَي سَيفِهِ فَزَبَرَهُ مُعَاوِيَةُ وَ انتَهَرَهُ وَ قَالَ أُفّ لَكَ مِن شَيخٍ مَا أَحمَقَكَ تَعمِدُ إِلَي رَجُلٍ قَد قَتَلتَ ابنَيهِ فَتُعطِيهِ سَيفَكَ كَأَنّكَ لَا تَعرِفُ أَكبَادَ بنَيِ هَاشِمٍ وَ اللّهِ لَو دَفَعتَهُ إِلَيهِ لَبَدَأَ بِكَ وَ ثَنّي بيِ فَقَالَ عُبَيدُ اللّهِ بَل وَ اللّهِ كُنتُ أَبدَأُ بِكَ وَ أثُنَيّ بِهِ
بيان ها حرف تنبيه و قال الجوهري الشظية الفلقة من العصا ونحوها والجمع الشظايا يقال تشظّي الشيء إذاتطاير شظايا و قال
الدّرّتين تشظّي عنهما الصدف |
18- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مَالِكٍ النحّويِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَطّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ البصَريِّ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ الإصِباَعيِّ عَن عَطَاءِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ البصَريِّ قَالَ كُنتُ غَازِياً زَمَنَ مُعَاوِيَةَ بِخُرَاسَانَ وَ كَانَ عَلَينَا رَجُلٌ مِنَ التّابِعِينَ فَصَلّي بِنَا يَوماً الظّهرَ ثُمّ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ قَد حَدَثَ فِي الإِسلَامِ حَدَثٌ عَظِيمٌ لَم يَكُن مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُص مِثلُهُ بلَغَنَيِ أَنّ مُعَاوِيَةَ قَتَلَ حُجراً وَ أَصحَابَهُ فَإِن يَكُ عِندَ المُسلِمِينَ غِيَرٌ فَسَبِيلُ ذَلِكَ وَ إِن لَم يَكُن عِندَهُم غِيَرٌ فَأَسأَلُ اللّهَ أَن يقَبضِنَيِ إِلَيهِ وَ أَن يُعَجّلَ إِلَيهِ وَ أَن يُعَجّلَ ذَلِكَ قَالَ الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ فَلَا وَ اللّهِ صَلّي بِنَا صَلَاةً غَيرَهَا حَتّي سَمِعنَا عَلَيهِ الصّيَاحَ
بيان الغير بكسر الغين وفتح الياء الاسم من قولك غيرت الشيء فتغير
19-ج ،[الإحتجاج ] عَن صَالِحِ بنِ كَيسَانَ قَالَ لَمّا قَتَلَ مُعَاوِيَةُ حُجرَ بنَ عدَيِّ وَ أَصحَابَهُ حَجّ ذَلِكَ العَامَ فلَقَيَِ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ هَل بَلَغَكَ مَا صَنَعنَا بِحُجرٍ وَ أَصحَابِهِ وَ أَشيَاعِهِ وَ شِيعَةِ أَبِيكَ فَقَالَ وَ مَا صَنَعتَ بِهِم قَالَ قَتَلنَاهُم وَ كَفّنّاهُم وَ صَلّينَا عَلَيهِم فَضَحِكَ الحُسَينُ ع ثُمّ قَالَ خَصَمَكَ القَومُ يَا مُعَاوِيَةُ لَكِنّنّا لَو قَتَلنَا
صفحه : 130
شِيعَتَكَ مَا كَفّنّاهُم وَ لَا صَلّينَا عَلَيهِم وَ لَا أَقبَرنَاهُم وَ لَقَد بلَغَنَيِ وَقِيعَتُكَ فِي عَلِيّ ع وَ قِيَامُكَ بِنَقصِنَا وَ اعتِرَاضُكَ بنَيِ هَاشِمٍ بِالعُيُوبِ فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ فَارجِع فِي نَفسِكَ ثُمّ سَلهَا الحَقّ عَلَيهَا وَ لَهَا فَإِن لَم تَجِدهَا أَعظَمَ عَيباً فَمَا أَصغَرَ عَيبَكَ فِيكَ فَقَد ظَلَمنَاكَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ لَا تُوتِرَنّ غَيرَ قَوسِكَ وَ لَا تَرمِيَنّ غَيرَ غَرَضِكَ وَ لَا تَرمِنَا بِالعَدَاوَةِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ فَإِنّكَ وَ اللّهِ قَد أَطَعتَ فِينَا رَجُلًا مَا قَدُمَ إِسلَامُهُ وَ لَا حَدَثَ نِفَاقُهُ وَ لَا نَظَرَ لَكَ فَانظُر لِنَفسِكَ أَو دَع يعَنيِ عَمرَو بنَ العَاصِ
كشف لماقتل معاوية حجر بن عدي وذكر نحوه
20-كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ رَفَعَهُ قَالَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص سَرِيّةً فَقَالَ لَهُم إِنّكُم تَضِلّونَ سَاعَةَ كَذَا مِنَ اللّيلِ فَخُذُوا ذَاتَ اليَسَارِ فَإِنّكُم تَمُرّونَ بِرَجُلٍ فِي شَاتِهِ فَتَستَرشِدُونَهُ فَيَأبَي أَن يُرشِدَكُم حَتّي تُصِيبُوا مِن طَعَامِهِ فَيَذبَحُ لَكُم كَبشاً فَيُطعِمُكُم ثُمّ يَقُومُ فَيُرشِدُكُم فَأَقرِءُوهُ منِيّ السّلَامَ وَ أَعلِمُوهُ أنَيّ قَد ظَهَرتُ بِالمَدِينَةِ فَمَضَوا فَضَلّوا الطّرِيقَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنهُم أَ لَم يَقُل لَكُم رَسُولُ اللّهِص تَيَاسَرُوا فَافعَلُوا فَمَرّوا بِالرّجُلِ ألّذِي قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص فَاستَرشَدُوهُ فَقَالَ لَهُمُ الرّجُلُ لَا أَفعَلُ حَتّي تُصِيبُوا مِن طعَاَميِ فَفَعَلُوا فَأَرشَدَهُمُ الطّرِيقَ وَ نَسُوا أَن يُقرِءُوهُ السّلَامَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُمُ الرّجُلُ وَ هُوَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ أَ ظَهَرَ النّبِيّص بِالمَدِينَةِ فَقَالُوا نَعَم فَلَحِقَ بِهِ وَ لَبِثَ مَعَهُ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص ارجِع إِلَي المَوضِعِ ألّذِي مِنهُ هَاجَرتَ فَإِذَا تَوَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَأتِهِ فَانصَرَفَ الرّجُلُ حَتّي إِذَا نَزَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الكُوفَةَ أَتَاهُ فَأَقَامَ مَعَهُ بِالكُوفَةِ ثُمّ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَهُ لَكَ دَارٌ قَالَ نَعَم قَالَ بِعهَا وَ اجعَلهَا فِي الأَزدِ فإَنِيّ غَداً لَو غِبتُ لَطُلِبتَ فَمَنَعَكَ الأَزدُ حَتّي تَخرُجَ مِنَ الكُوفَةِ مُتَوَجّهاً
صفحه : 131
إِلَي حِصنِ المَوصِلِ فَتَمُرّ بِرَجُلٍ مُقعَدٍ فَتَقعُدَ عِندَهُ ثُمّ تَستَسقِيَهُ فَيُسقِيَكَ وَ يَسأَلَكَ عَن شَأنِكَ فَأَخبِرهُ وَ ادعُهُ إِلَي الإِسلَامِ فَإِنّهُ يُسلِمُ وَ امسَح بِيَدِكَ عَلَي وَرِكَيهِ فَإِنّ اللّهَ يَمسَحُ مَا بِهِ وَ يَنهَضُ قَائِماً فَيَتّبِعُكَ وَ تَمُرّ بِرَجُلٍ أَعمَي عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ فَتَستَسقِيهِ فَيُسقِيكَ وَ يَسأَلُكَ عَن شَأنِكَ فَأَخبِرهُ وَ ادعُهُ إِلَي الإِسلَامِ فَإِنّهُ يُسلِمُ وَ امسَح بِيَدِكَ عَلَي عَينَيهِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُعِيدُهُ بَصِيراً فَيَتّبِعُكَ وَ هُمَا يُوَارِيَانِ بَدَنَكَ فِي التّرَابِ ثُمّ تَتبَعُكَ الخَيلُ فَإِذَا صِرتَ قَرِيباً مِنَ الحِصنِ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا رَهَقَتكَ الخَيلُ فَانزِل عَن فَرَسِكَ وَ مُرّ إِلَي الغَارِ فَإِنّهُ يَشتَرِكُ فِي دَمِكَ فَسَقَةٌ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ فَفَعَلَ مَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فَلَمّا انتَهَي إِلَي الحِصنِ قَالَ لِلرّجُلَينِ اصعَدَا فَانظُرَا هَل تَرَيَانِ شَيئاً قَالَا نَرَي خَيلًا مُقبِلَةً فَنَزَلَ عَن فَرَسِهِ وَ دَخَلَ الغَارَ وَ عَارَ فَرَسُهُ فَلَمّا دَخَلَ الغَارَ ضَرَبَهُ أَسوَدُ سَالِخٌ فِيهِ وَ جَاءَتِ الخَيلُ فَلَمّا رَأَوا فَرَسَهُ عَائِراً قَالُوا هَذَا فَرَسُهُ وَ هُوَ قَرِيبٌ وَ طَلَبَهُ الرّجَالُ فَأَصَابُوهُ فِي الغَارِ فَكُلّمَا ضَرَبُوا أَيدِيَهُم إِلَي شَيءٍ مِن جِسمِهِ تَبِعَهُمُ اللّحمُ فَأَخَذُوا رَأسَهُ فَأَتَوا بِهِ مُعَاوِيَةَ فَنَصَبَهُ عَلَي رُمحٍ وَ هُوَ أَوّلُ رَأسٍ نُصِبَ فِي الإِسلَامِ
صفحه : 132
إيضاح عار الفرس أي انفلت وذهب هاهنا وهاهنا من مرحه ذكره الجوهري و قال السالخ الأسود من الحيّات يقال أسود سالخ غيرمضاف لأنه يسلخ جلده كل عام .أقول قدمر أخبار فضله وشهادته رضي الله عنه في كتاب الفتن في باب أحوال أصحاب أمير المؤمنين صلوات عليه
21- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ التّمّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الأنَباَريِّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الأعَراَبيِّ عَن عَلِيّ بنِ عُمرُوسٍ عَن هِشَامِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِيهِ قَالَ خَطَبَ النّاسَ يَوماً مُعَاوِيَةُ بِمَسجِدِ دِمَشقَ وَ فِي الجَامِعِ يَومَئِذٍ مِنَ الوُفُودِ عُلَمَاءُ قُرَيشٍ وَ خُطَبَاءُ رَبِيعَةَ وَ مَدَارِهُهَا وَ صَنَادِيدُ اليَمَنِ وَ مُلُوكُهَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَكرَمَ خُلَفَاءَهُ فَأَوجَبَ لَهُمُ الجَنّةَ وَ أَنقَذَهُم مِنَ النّارِ ثُمّ جعَلَنَيِ مِنهُم وَ جَعَلَ أنَصاَريِ أَهلَ الشّامِ الذّابّينَ عَن حُرَمِ اللّهِ المُؤَيّدِينَ بِظَفَرِ اللّهِ المَنصُورِينَ عَلَي أَعدَاءِ اللّهِ قَالَ وَ كَانَ فِي الجَامِعِ مِن أَهلِ العِرَاقِ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَ صَعصَعَةُ بنُ صُوحَانَ فَقَالَ الأَحنَفُ لِصَعصَعَةَ أَ تكَفيِنيِ أَم أَقُومُ إِلَيهِ أَنَا فَقَالَ صَعصَعَةُ لِلأَحنَفِ بَل أَكفِيكَهُ أَنَا ثُمّ قَامَ صَعصَعَةُ فَقَالَ يَا ابنَ أَبِي سُفيَانَ تَكَلّمتَ فَأَبلَغتَ وَ لَم تَقصُر دُونَ مَا أَرَدتَ وَ كَيفَ يَكُونُ مَا تَقُولُ وَ قَد غَلَبتَنَا قَسراً وَ مَلَكتَنَا تَجَبّراً وَ دِنتَنَا بِغَيرِ الحَقّ وَ استَولَيتَ بِأَسبَابِ الفَضلِ عَلَينَا فَأَمّا إِطرَاؤُكَ لِأَهلِ الشّامِ فَمَا رَأَيتُ أَطوَعَ لِمَخلُوقٍ وَ أَعصَي لِخَالِقٍ مِنهُم قَومٌ ابتَعتَ مِنهُم دِينَهُم وَ أَبدَانَهُم بِالمَالِ فَإِن أَعطَيتَهُم حَامُوا عَلَيكَ وَ نَصَرُوكَ وَ إِن مَنَعتَهُم قَعَدُوا عَنكَ وَ رَفَضُوكَ قَالَ مُعَاوِيَةُ اسكُت ابنَ صُوحَانَ فَوَ اللّهِ لَو لَا أنَيّ لَم أَتَجَرّع غُصّةَ غَيظٍ قَطّ أَفضَلَ مِن حِلمٍ وَ أَحمَدَ مِن كَرَمٍ سِيّمَا فِي الكَفّ عَن مِثلِكَ وَ الِاحتِمَالِ لِذَوِيكَ لَمَا عُدتَ إِلَي مِثلِ مَقَالَتِكَ فَقَعَدَ صَعصَعَةُ فَأَنشَأَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ قَبِلتُ جَاهِلَهُم حِلماً وَ مَكرُمَةً وَ الحِلمُ عَن قُدرَةٍ فَضلٌ مِنَ الكَرَمِ
إيضاح المدره كمنبر السيّد الشريف والمُقدم في اللسان واليد عند
صفحه : 133
الخصومة والقتال
22- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الحكَيِميِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِسحَاقَ عَن سَعِيدِ بنِ يَحيَي عَن يَحيَي بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ اللخّميِّ قَالَ قَدِمَ حَارِثَةُ بنُ قُدَامَةَ السعّديِّ عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَي السّرِيرِ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَ الحُبَابُ المجُاَشعِيِّ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا حَارِثَةُ بنُ قُدَامَةَ قَالَ وَ كَانَ نَبِيلًا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مَا عَسَيتَ أَن تَكُونَ هَل أَنتَ إِلّا نَحلَةٌ فَقَالَ لَا تَفعَل يَا مُعَاوِيَةُ قَد شبَهّتنَيِ بِالنّحلَةِ وَ هيَِ وَ اللّهِ حَامِيَةُ اللّسعَةِ حُلوَةُ البُصَاقِ مَا مُعَاوِيَةُ إِلّا كَلبَةً تعُاَويِ الكِلَابَ وَ مَا أُمَيّةُ إِلّا تَصغِيرَ أَمَةٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَا تَفعَل قَالَ إِنّكَ فَعَلتَ فَفَعَلتُ قَالَ لَهُ فَادنُ اجلِس معَيِ عَلَي السّرِيرِ فَقَالَ لَا أَفعَلُ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لأِنَيّ رَأَيتُ هَذَينِ قَد أَمَاطَاكَ عَن مَجلِسِكَ فَلَم أَكُن لِأُشَارِكَهُمَا قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ ادنُ أُسَارّكَ فَدَنَا مِنهُ فَقَالَ يَا حَارِثَةُ إنِيّ اشتَرَيتُ مِن هَذَينِ الرّجُلَينِ دِينَهُمَا قَالَ وَ منِيّ فَاشتَرِ يَا مُعَاوِيَةُ قَالَ لَهُ لَا تَجهَر
بيان حامية اللسعة إما كناية عن عدم الشوك فيها وعدم التضرر بها أوأنها لطولها يمكن التحرز عن المؤذيات بالصعود عليها أو أن ثمرها ينفع في دفع السموم
صفحه : 134
1- كا،[الكافي] وُلِدَ ع فِي شَهرِ رَمَضَانَ فِي سَنَةِ بَدرٍ سَنَةَ اثنَتَينِ بَعدَ الهِجرَةِ وَ روُيَِ أَنّهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ مَضَي ع فِي شَهرِ صَفَرٍ فِي آخِرِهِ مِن سَنَةِ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ وَ مَضَي وَ هُوَ ابنُ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ أَشهُرٍ
2- يب ،[تهذيب الأحكام ] وُلِدَ ع فِي شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثنَتَينِ مِنَ الهِجرَةِ وَ قُبِضَ بِالمَدِينَةِ مَسمُوماً فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ كَانَ سِنّهُ يَومَئِذٍ سَبعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً
أقول قال الشهيد رحمه الله في الدروس ولد ع بالمدينة يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة و قال المفيد سنة ثلاث وقبض بهامسموما يوم الخميس سابع صفر سنة تسع وأربعين أوسنة خمسين من الهجرة عن سبع وأربعين أوثمان . و قال الكفعمي ولد ع في يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وتوفي يوم الخميس سابع شهر صفر سنة خمسين من الهجرة ونقش خاتمه العزة لله و كان له خمسة عشر ولدا وكانت أزواجه أربعة وستين عدا الجواري و كان بابه سفينة
3-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]وُلِدَ الحَسَنُ ع بِالمَدِينَةِ لَيلَةَ النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ عَامَ أُحُدٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ قِيلَ سَنَةَ اثنَتَينِ وَ جَاءَت بِهِ فَاطِمَةُ ع إِلَي النّبِيّص يَومَ السّابِعِ مِن مَولِدِهِ فِي خِرقَةٍ مِن حَرِيرِ الجَنّةِ وَ كَانَ جَبرَئِيلُ نَزَلَ بِهَا إِلَي النّبِيّص فَسَمّاهُ حَسَناً وَ عَقّ عَنهُ كَبشاً فَعَاشَ مَعَ جَدّهِ سَبعَ سِنِينَ وَ أَشهُراً وَ قِيلَ ثَمَانَ سِنِينَ
صفحه : 135
وَ مَعَ أَبِيهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ بَعدَهُ تِسعَ سِنِينَ وَ قَالُوا عَشرَ سِنِينَ وَ كَانَ ع رَبعَ القَامَةِ وَ لَهُ مَحَاسِنُ كَثّةٌ وَ بُويِعَ بَعدَ أَبِيهِ يَومَ الجُمُعَةِ الحاَديِ وَ العِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ فِي سَنَةِ أَربَعِينَ وَ كَانَ أَمِيرُ جَيشِهِ عُبَيدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ ثُمّ قَيسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ كَانَ عُمُرُهُ لَمّا بُويِعَ سَبعاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فبَقَيَِ فِي خِلَافَتِهِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ وَقَعَ الصّلحُ بَينَهُ وَ بَينَ مُعَاوِيَةَ فِي سَنَةِ إِحدَي وَ أَربَعِينَ وَ خَرَجَ الحَسَنُ إِلَي المَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا عَشرَ سِنِينَ وَ سَمّاهُ اللّهُ الحَسَنَ وَ سَمّاهُ فِي التّورَاةِ شَبّراً وَ كُنيَتُهُ أَبُو مُحَمّدٍ وَ أَبُو القَاسِمِ وَ أَلقَابُهُ السّيّدُ وَ السّبطُ وَ الأَمِينُ وَ الحُجّةُ وَ البَرّ وَ التقّيِّ وَ الأَثِيرُ وَ الزكّيِّ وَ المُجتَبَي وَ السّبطُ الأَوّلُ وَ الزّاهِدُ وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص وَ ظَلّ مَظلُوماً وَ مَاتَ مَسمُوماً وَ قُبِضَ بِالمَدِينَةِ بَعدَ مضُيِّ عَشرِ سِنِينَ مِن مُلكِ مُعَاوِيَةَ فَكَانَ فِي سنِيِ إِمَامَتِهِ أَوّلُ مُلكِ مُعَاوِيَةَ فَمَرِضَ أَربَعِينَ يَوماً وَ مَضَي لَيلَتَينِ بَقِيَتَا مِن صَفَرٍ سَنَةَ خَمسِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ قِيلَ سَنَةَ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ وَ عُمُرُهُ سَبعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ أَشهُرٌ وَ قِيلَ ثَمَانٌ وَ أَربَعُونَ وَ قِيلَ فِي سَنَةِ تَمَامِ خَمسِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ كَانَ بَذَلَ مُعَاوِيَةُ لِجَعدَةَ بِنتِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ الكنِديِّ وَ هيَِ ابنَةُ أُمّ فَروَةَ أُختِ أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَ أَقطَاعَ عَشَرَةِ ضِيَاعٍ مِن سقَيِ سُورَا وَ سَوَادِ الكُوفَةِ عَلَي أَن تَسُمّ الحَسَنَ ع وَ تَوَلّي الحُسَينُ ع غُسلَهُ وَ تَكفِينَهُ وَ دَفنَهُ وَ قَبَرَهُ بِالبَقِيعِ عِندَ جَدّتِهِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ
صفحه : 136
4- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَ أَصَحّ مَا قِيلَ فِي وِلَادَتِهِ ع أَنّهُ وُلِدَ بِالمَدِينَةِ فِي النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ كَانَ وَالِدُهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَد بَنَي بِفَاطِمَةَ ع فِي ذيِ الحِجّةِ مِنَ السّنَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الهِجرَةِ فَكَانَ الحَسَنُ ع أَوّلَ أَولَادِهَا وَ قِيلَ وَلَدَتهُ لِسِتّةِ أَشهُرٍ وَ الصّحِيحُ خِلَافُهُ وَ لَمّا وُلِدَ ع وَ أُعلِمَ بِهِ النّبِيّص أَخَذَهُ وَ أَذّنَ فِي أُذُنِهِ وَ مِثلَ ذَلِكَ رَوَي الجنَاَبذِيِّ أَبُو مُحَمّدٍ عَبدُ العَزِيزِ بنُ الأَخضَرِ وَ رَوَي ابنُ الخَشّابِ أَنّهُ وُلِدَ ع لِسِتّةِ أَشهُرٍ وَ لَم يُولَد لِسِتّةِ أَشهُرٍ مَولُودٌ فَعَاشَ إِلّا الحَسَنُ ع وَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع
وَ رَوَي الدوّلاَبيِّ فِي كِتَابِهِ المُسَمّي كِتَابَ الذّرّيّةِ الطّاهِرَةِ، قَالَ تَزَوّجَ عَلِيّ فَاطِمَةَ ع فَوَلَدَت لَهُ حَسَناً بَعدَ أُحُدٍ بِسَنَتَينِ وَ كَانَ بَينَ وَقعَةِ أُحُدٍ وَ بَينَ مَقدَمِ النّبِيّص المَدِينَةَ سَنَتَانِ وَ سِتّةُ أَشهُرٍ وَ نِصفٌ فَوَلَدَتهُ لِأَربَعِ سِنِينَ وَ سِتّةِ أَشهُرٍ وَ نِصفٍ مِنَ التّارِيخِ وَ بَينَ أُحُدٍ وَ بَدرٍ سَنَةٌ وَ نِصفٌ وَ روُيَِ أَنّهَا ع وَلَدَتهُ فِي شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ روُيَِ أَنّهُ وُلِدَ فِي النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ كُنيَتُهُ أَبُو مُحَمّدٍ وَ روُيَِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص عَقّ عَنهُ بِكَبشٍ وَ حَلَقَ رَأسَهُ وَ أَمَرَ أَن يُتَصَدّقَ بِزِنَتِهِ فِضّةٌ وَ روُيَِ أَنّ فَاطِمَةَ ع أَرَادَت أَن تَعُقّ عَنهُ بِكَبشٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تعَقُيّ عَنهُ وَ لَكِنِ احلقِيِ رَأسَهُ ثُمّ تصَدَقّيِ بِوَزنِهِ مِنَ الوَرِقِ فِي سَبِيلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مِنهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص عَقّ عَنِ الحَسَنِ كَبشاً وَ عَنِ الحُسَينِ كَبشاً وَ قَالَ الكنَجيِّ الشاّفعِيِّ فِي كِتَابِ كِفَايَةِ الطّالِبِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ كُنيَتُهُ أَبُو مُحَمّدٍ وُلِدَ بِالمَدِينَةِ لَيلَةَ النّصفِ مِن رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ كَانَ أَشبَهَ النّاسِ بِرَسُولِ اللّهِص
صفحه : 137
وَ روُيَِ مَرفُوعاً إِلَي أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ المغُيِريِّ قَالَ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع أَبيَضَ مُشرَباً حُمرَةً أَدعَجَ العَينَينِ سَهلَ الخَدّينِ دَقِيقَ المَسرُبَةِ كَثّ اللّحيَةِ ذَا وَفرَةٍ وَ كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ عَظِيمَ الكَرَادِيسِ بَعِيدَ مَا بَينَ المَنكِبَينِ رَبعَةً لَيسَ بِالطّوِيلِ وَ لَا القَصِيرِ مَلِيحاً مِن أَحسَنِ النّاسِ وَجهاً وَ كَانَ يَخضِبُ بِالسّوَادِ وَ كَانَ جَعدَ الشّعرِ حَسَنَ البَدَنِ
وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ أَشبَهَ الحَسَنُ رَسُولَ اللّهِص مَا بَينَ الصّدرِ إِلَي الرّأسِ وَ الحُسَينُ أَشبَهَ النّبِيّص مَا كَانَ أَسفَلَ مِن ذَلِكَ
بيان الدعج شدة سواد العين مع سعتها قوله سهل الخدين أي سائل الخدين غيرمرتفع الوجنتين والمسربة بضم الراء مادق من شعر الصدر سائلا إلي الجوف وكثّ الشيء أي كثف والوفرة الشعرة إلي شحمة الأذن و كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس
5- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ عَبدُ العَزِيزِ بنُ الأَخضَرِ الجنَاَبذِيِّ توُفُيَّ ع وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ ولَيَِ غُسلَهُ الحُسَينُ وَ مُحَمّدٌ وَ العَبّاسُ إِخوَتُهُ وَ صَلّي عَلَيهِ سَعِيدُ بنُ العَاصِ فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ
صفحه : 138
وَ قَالَ الحَافِظُ فِي الحِليَةِ روُيَِ عَن عُمَرَ بنِ إِسحَاقَ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ رَجُلٌ عَلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع نَعُودُهُ فَقَالَ يَا فُلَانُ سلَنيِ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أَسأَلُكَ حَتّي يُعَافِيَكَ اللّهُ ثُمّ نَسأَلُكَ قَالَ ثُمّ دَخَلَ الخَلَاءَ ثُمّ خَرَجَ إِلَينَا فَقَالَ سلَنيِ قَبلَ أَن لَا تسَألَنَيِ قَالَ بَل يُعَافِيكَ اللّهُ ثُمّ لَنَسأَلُكَ قَالَ أُلقِيَت طَائِفَةٌ مِن كبَدِيِ وَ إنِيّ قَد سُقِيتُ السّمّ مِرَاراً فَلَم أُسقَ مِثلَ هَذِهِ المَرّةِ ثُمّ دَخَلتُ عَلَيهِ مِنَ الغَدِ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ وَ الحُسَينُ عِندَ رَأسِهِ فَقَالَ يَا أخَيِ مَن تَتّهِمُ قَالَ لِمَ لِتَقتُلَهُ قَالَ نَعَم قَالَ إِن يَكُنِ ألّذِي أَظُنّ فَإِنّهُأَشَدّ بَأساً وَ أَشَدّ تَنكِيلًا وَ إِلّا يَكُن فَمَا أُحِبّ أَن يُقتَلَ بيِ برَيِءٌ ثُمّ قَضَي ع وَ عَن رُقَيّةَ بنِ مَصقَلَةَ قَالَ لَمّا حَضَرَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ المَوتُ قَالَ أخَرجِوُنيِ إِلَي الصّحرَاءِ لعَلَيّ أَنظُرُ فِي مَلَكُوتِ السّمَاءِ يعَنيِ الآيَاتِ فَلَمّا أُخرِجَ بِهِ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ أَحتَسِبُ نفَسيِ عِندَكَ فَإِنّهَا أَعَزّ الأَنفُسِ عَلَيّ وَ كَانَ لَهُ مِمّا صَنَعَ اللّهُ لَهُ أَنّهُ احتَسَبَ نَفسَهُ
بيان قوله ع أللهم إني أحتسب نفسي عندك أي أرضي بذهاب نفسي وشهادتي و لاأطلب القود طالبا لرضاك أوأطلب منك أن تجعلها عندك في محالّ القدس
6-نص ،[كفاية الأثر] مُحَمّدُ بنُ وَهبَانَ عَن دَاوُدَ بنِ الهَيثَمِ عَن جَدّهِ إِسحَاقَ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ بُهلُولِ بنِ حَسّانَ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ الرقّيّّ عَنِ الزّبَيرِ بنِ عَطَاءٍ عَن عُمَيرِ بنِ ماَنيِ العبَسيِّ عَن جُنَادَةَ بنِ أَبِي أُمَيّةَ قَالَدَخَلتُ عَلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ وَ بَينَ يَدَيهِ طَستٌ يُقذَفُ عَلَيهِ الدّمُ وَ يَخرُجُ كَبِدُهُ قِطعَةً قِطعَةً مِنَ السّمّ ألّذِي أَسقَاهُ مُعَاوِيَةُ فَقُلتُ يَا موَلاَيَ
صفحه : 139
مَا لَكَ لَا تُعَالِجُ نَفسَكَ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بِمَا ذَا أُعَالِجُ المَوتَ قُلتُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ ثُمّ التَفَتَ إلِيَّ فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد عَهِدَ إِلَينَا رَسُولُ اللّهِص أَنّ هَذَا الأَمرَ يَملِكُهُ اثنَا عَشَرَ إِمَاماً مِن وُلدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ مَا مِنّا إِلّا مَسمُومٌ أَو مَقتُولٌ ثُمّ رُفِعَتِ الطّستُ وَ بَكَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ عظِنيِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ نَعَم استَعِدّ لِسَفَرِكَ وَ حَصّل زَادَكَ قَبلَ حُلُولِ أَجَلِكَ وَ اعلَم أَنّكَ تَطلُبُ الدّنيَا وَ المَوتُ يَطلُبُكَ وَ لَا تَحمِل هَمّ يَومِكَ ألّذِي لَم يَأتِ عَلَي يَومِكَ ألّذِي أَنتَ فِيهِ وَ اعلَم أَنّكَ لَا تَكسِبُ مِنَ المَالِ شَيئاً فَوقَ قُوتِكَ إِلّا كُنتَ فِيهِ خَازِناً لِغَيرِكَ وَ اعلَم أَنّ فِي حَلَالِهَا حِسَابٌ وَ فِي حَرَامِهَا عِقَابٌ وَ فِي الشّبُهَاتِ عِتَابٌ فَأَنزِلِ الدّنيَا بِمَنزِلَةِ المَيتَةِ خُذ مِنهَا مَا يَكفِيكَ فَإِن كَانَ ذَلِكَ حَلَالًا كُنتَ قَد زَهِدتَ فِيهَا وَ إِن كَانَ حَرَاماً لَم يَكُن فِيهِ وِزرٌ فَأَخَذتَ كَمَا أَخَذتَ مِنَ المَيتَةِ وَ إِن كَانَ العِتَابُ فَإِنّ العِتَابَ يَسِيرٌ وَ اعمَل لِدُنيَاكَ كَأَنّكَ تَعِيشُ أَبَداً وَ اعمَل لآِخِرَتِكَ كَأَنّكَ تَمُوتُ غَداً وَ إِذَا أَرَدتَ عِزّاً بِلَا عَشِيرَةٍ وَ هَيبَةً بِلَا سُلطَانٍ فَاخرُج مِن ذُلّ مَعصِيَةِ اللّهِ إِلَي عِزّ طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِذَا نَازَعَتكَ إِلَي صُحبَةِ الرّجَالِ حَاجَةٌ فَاصحَب مَن إِذَا صَحِبتَهُ زَانَكَ وَ إِذَا خَدَمتَهُ صَانَكَ وَ إِذَا أَرَدتَ مِنهُ مَعُونَةً أَعَانَكَ وَ إِن قُلتَ صَدّقَ قَولَكَ وَ إِن صُلتَ شَدّ صَولَكَ وَ إِن مَدَدتَ يَدَكَ بِفَضلٍ مَدّهَا وَ إِن بَدَت عَنكَ ثُلمَةٌ سَدّهَا وَ إِن رَأَي مِنكَ حَسَنَةً عَدّهَا وَ إِن سَأَلتَهُ أَعطَاكَ وَ إِن سَكَتّ عَنهُ ابتَدَأَكَ وَ إِن نَزَلَت إِحدَي المُلِمّاتِ بِهِ سَاءَكَ
صفحه : 140
مَن لَا تَأتِيكَ مِنهُ البَوَائِقُ وَ لَا يَختَلِفُ عَلَيكَ مِنهُ الطّرَائِقُ وَ لَا يَخذُلُكَ عِندَ الحَقَائِقِ وَ إِن تَنَازَعتُمَا مُنقَسِماً آثَرَكَ قَالَ ثُمّ انقَطَعَ نَفَسُهُ وَ اصفَرّ لَونُهُ حَتّي خَشِيتُ عَلَيهِ وَ دَخَلَ الحُسَينُ ع وَ الأَسوَدُ بنُ أَبِي الأَسوَدِ فَانكَبّ عَلَيهِ حَتّي قَبّلَ رَأسَهُ وَ بَينَ عَينَيهِ ثُمّ قَعَدَ عِندَهُ فَتَسَارّا جَمِيعاً فَقَالَ أَبُو الأَسوَدِ إِنّا لِلّهِ إِنّ الحَسَنَ قَد نُعِيَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَ قَد أَوصَي إِلَي الحُسَينِ ع وَ توُفُيَّ يَومَ الخَمِيسِ فِي آخِرِ صَفَرٍ سَنَةَ خَمسِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ لَهُ سَبعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِالبَقِيعِ
7-عُيُونُ المُعجِزَاتِ لِلمُرتَضَي رَحِمَهُ اللّهُ، كَانَ مَولِدُهُ بَعدَ مَبعَثِ رَسُولِ اللّهِص بِخَمسَ عَشرَةَ سَنَةً وَ أَشهُرٍ وَ وَلَدَت فَاطِمَةُ أَبَا مُحَمّدٍ ع وَ لَهَا إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً كَامِلَةً وَ كَانَت وِلَادَتُهُ مِثلَ وِلَادَةِ جَدّهِ وَ أَبِيهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ كَانَ طَاهِراً مُطَهّراً يُسَبّحُ وَ يُهَلّلُ فِي حَالِ وِلَادَتِهِ وَ يَقرَأُ القُرآنَ عَلَي مَا رَوَاهُ أَصحَابُ الحَدِيثِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّ جَبرَئِيلَ نَاغَاهُ فِي مَهدِهِ وَ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَ لَهُ سَبعُ سِنِينَ وَ شُهُورٌ وَ كَانَ سَبَبُ مُفَارَقَةِ أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ ع دَارَ الدّنيَا وَ انتِقَالِهِ إِلَي دَارِ الكَرَامَةِ عَلَي مَا وَرَدَت بِهِ الأَخبَارُ أَنّ مُعَاوِيَةَ بَذَلَ لِجَعدَةَ بِنتِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ زَوجَةِ أَبِي مُحَمّدٍ ع عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَ إِقطَاعَاتٍ كَثِيرَةً مِن شِعبِ سُورَا وَ سَوَادِ الكُوفَةِ وَ حَمَلَ إِلَيهَا سَمّاً فَجَعَلَتهُ فِي طَعَامٍ فَلَمّا وَضَعَتهُ بَينَ يَدَيهِ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي لِقَاءِ مُحَمّدٍ سَيّدِ المُرسَلِينَ وَ أَبِي سَيّدِ الوَصِيّينَ وَ أمُيّ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ عمَيّ جَعفَرٍ الطّيّارِ فِي الجَنّةِ وَ حَمزَةَ سَيّدِ الشّهَدَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ وَ دَخَلَ عَلَيهِ أَخُوهُ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ كَيفَ تَجِدُ نَفسَكَ قَالَ أَنَا فِي آخِرِ يَومٍ مِنَ الدّنيَا وَ أَوّلِ يَومٍ مِنَ الآخِرَةِ عَلَي كُرهٍ منِيّ لِفِرَاقِكَ وَ فِرَاقِ إخِوتَيِ ثُمّ قَالَ أَستَغفِرُ اللّهَ عَلَي مَحَبّةٍ منِيّ لِلِقَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ جَعفَرٍ وَ حَمزَةَ ع ثُمّ أَوصَي إِلَيهِ وَ سَلّمَ إِلَيهِ الِاسمَ الأَعظَمَ وَ مَوَارِيثَ الأَنبِيَاءِ ع التّيِ كَانَ
صفحه : 141
أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَلّمَهَا إِلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا أخَيِ إِذَا أَنَا مِتّ فغَسَلّنيِ وَ حنَطّنيِ وَ كفَنّيّ وَ احملِنيِ إِلَي جدَيّص حَتّي تلُحدِنَيِ إِلَي جَانِبِهِ فَإِن مُنِعتَ مِن ذَلِكَ فَبِحَقّ جَدّكَ رَسُولِ اللّهِ وَ أَبِيكَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أُمّكَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع أَن لَا تُخَاصِمَ أَحَداً وَ اردُد جنَاَزتَيِ مِن فَورِكَ إِلَي البَقِيعِ حَتّي تدَفنِيّ مَعَ أمُيّ ع فَلَمّا فَرَغَ مِن شَأنِهِ وَ حَمَلَهُ لِيَدفَنَهُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص رَكِبَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ طَرِيدِ رَسُولِ اللّهِص بَغلَةً وَ أَتَي عَائِشَةَ فَقَالَ لَهَا يَا أُمّ المُؤمِنِينَ إِنّ الحُسَينَ يُرِيدُ أَن يَدفِنَ أَخَاهُ الحَسَنَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ اللّهِ إِن دُفِنَ مَعَهُ لَيَذهَبَنّ فَخرُ أَبِيكَ وَ صَاحِبِهِ عُمَرَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَت فَمَا أَصنَعُ يَا مَروَانُ قَالَ الحقَيِ بِهِ وَ امنَعِيهِ مِن أَن يُدفَنَ مَعَهُ قَالَت وَ كَيفَ أَلحَقُهُ قَالَ اركبَيِ بغَلتَيِ هَذِهِ فَنَزَلَ عَن بَغلَتِهِ وَ رَكِبَتهَا وَ كَانَت تَؤُزّ النّاسَ وَ بنَيِ أُمَيّةَ عَلَي الحُسَينِ ع وَ تُحَرّضُهُم عَلَي مَنعِهِ مِمّا هَمّ بِهِ فَلَمّا قَرُبَت مِن قَبرِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ قَد وَصَلَت جَنَازَةُ الحَسَنِ فَرَمَت بِنَفسِهَا عَنِ البَغلَةِ وَ قَالَت وَ اللّهِ لَا يُدفَنُ الحَسَنُ هَاهُنَا أَبَداً أَو تُجَزّ هَذِهِ وَ أَومَت بِيَدِهَا إِلَي شَعرِهَا فَأَرَادَ بَنُو هَاشِمٍ المُجَادَلَةَ فَقَالَ الحُسَينُ ع اللّهَ اللّهَ لَا تُضَيّعُوا وَصِيّةَ أخَيِ وَ اعدِلُوا بِهِ إِلَي البَقِيعِ فَإِنّهُ أَقسَمَ عَلَيّ إِن أَنَا مُنِعتُ مِن دَفنِهِ مَعَ جَدّهِص أَن لَا أُخَاصِمَ فِيهِ أَحَداً وَ أَن أَدفِنَهُ بِالبَقِيعِ مَعَ أُمّهِ ع فَعَدَلُوا بِهِ وَ دَفَنُوهُ بِالبَقِيعِ مَعَهَا ع فَقَامَ ابنُ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ قَالَ يَا حُمَيرَاءُ لَيسَ يَومُنَا مِنكَ بِوَاحِدٍ يَومٌ عَلَي الجَمَلِ وَ يَومٌ عَلَي البَغلَةِ أَ مَا كَفَاكَ أَن يُقَالَ يَومُ الجَمَلِ حَتّي يُقَالَ يَومُ البَغلِ يَومٌ عَلَي هَذَا وَ يَومٌ عَلَي هَذَا بَارِزَةً عَن حِجَابِ رَسُولِ اللّهِص تُرِيدِينَ إِطفَاءَ نُورِ اللّهِوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِوَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَفَقَالَت لَهُ إِلَيكَ عنَيّ وَ أُفّ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ روُيَِ أَنّ الحَسَنَ ع فَارَقَ الدّنيَا وَ لَهُ تِسعٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ شهرا[شَهرٌ]أَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص سَبعَ سِنِينَ وَ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ باَقيِ عُمُرِهِ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ
صفحه : 142
روُيَِ أَنّهُ دُفِنَ مَعَ أُمّهِ ع سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فِي قَبرٍ وَاحِدٍ
توضيح الأزّ التهييج والإغراء.أقول و قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ رَوَي أَبُو الحَسَنِ المدَاَئنِيِّ أَنّ مَروَانَ لَمّا مَنَعَ الحَسَنَ ع أَن يُدفَنَ عِندَ جَدّهِ فَاجتَمَعَ بَنُو هَاشِمٍ وَ بَنُو أُمَيّةَ وَ أَعَانَ هَؤُلَاءِ قَومٌ وَ هَؤُلَاءِ قَومٌ وَ جَاءُوا بِسِلَاحٍ فَقَالَ أَبُو هُرَيرَةَ لِمَروَانَ أَ تَمنَعُ الحَسَنَ أَن يُدفَنَ فِي هَذَا المَوضِعِ وَ قَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ
8- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ أَو غَيرِهِ عَن سُلَيمَانَ كَاتِبِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ شَرِكَ فِي دَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ ابنَتُهُ جَعدَةُ سَمّتِ الحَسَنَ وَ مُحَمّدٌ ابنُهُ شَرِكَ فِي دَمِ الحُسَينِ ع
9-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَمّا احتُضِرَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ لِلحُسَينِ ع يَا أخَيِ إنِيّ أُوصِيكَ بِوَصِيّةٍ فَاحفَظهَا فَإِذَا أَنَا مِتّ فهَيَئّنيِ ثُمّ وجَهّنيِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص لِأُحدِثَ بِهِ عَهداً ثُمّ اصرفِنيِ إِلَي أمُيّ فَاطِمَةَ ع ثُمّ ردُنّيِ فاَدفنِيّ بِالبَقِيعِ وَ اعلَم أَنّهُ سيَصُيِبنُيِ مِنَ الحُمَيرَاءِ مَا يَعلَمُ النّاسُ مِن صَنِيعِهَا وَ عَدَاوَتِهَا لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِص وَ عَدَاوَتِهَا لَنَا أَهلَ البَيتِ فَلَمّا قُبِضَ الحَسَنُ ع وُضِعَ عَلَي سَرِيرِهِ وَ انطُلِقَ بِهِ إِلَي مُصَلّي رَسُولِ اللّهِ ألّذِي كَانَ يصُلَيّ فِيهِ عَلَي الجَنَائِزِ فصَلُيَّ عَلَي الحَسَنِ ع فَلَمّا أَن صلُيَّ عَلَيهِ حُمِلَ فَأُدخِلَ المَسجِدَ فَلَمّا أُوقِفَ عَلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِ بَلَغَ عَائِشَةَ الخَبَرُ وَ قِيلَ لَهَا إِنّهُم قَد أَقبَلُوا بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع لِيُدفَنَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَخَرَجَت
صفحه : 143
مُبَادِرَةً عَلَي بَغلٍ بِسَرجٍ فَكَانَت أَوّلَ امرَأَةٍ رَكِبَت فِي الإِسلَامِ سَرجاً فَوَقَفَت فَقَالَت نَحّوا ابنَكُم عَن بيَتيِ فَإِنّهُ لَا يُدفَنُ فِيهِ شَيءٌ وَ لَا يُهتَكُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص حِجَابُهُ فَقَالَ لَهَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَدِيماً هَتَكتِ أَنتِ وَ أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَدخَلتِ بَيتَهُ مَن لَا يُحِبّ رَسُولُ اللّهِص قُربَهُ وَ إِنّ اللّهَ سَائِلُكِ عَن ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ إِنّ أخَيِ أمَرَنَيِ أَن أُقَرّبَهُ مِن أَبِيهِ رَسُولِ اللّهِص لِيُحدِثَ بِهِ عَهداً وَ اعلمَيِ أَنّ أخَيِ أَعلَمُ النّاسِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَعلَمُ بِتَأوِيلِ كِتَابِهِ مِن أَن يَهتِكَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص سِترَهُ لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم وَ قَد أَدخَلتِ أَنتِ بَيتَ رَسُولِ اللّهِص الرّجَالَ بِغَيرِ إِذنِهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَرفَعُوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النّبِيّ وَ لعَمَريِ لَقَد ضَرَبتِ أَنتِ لِأَبِيكِ وَ فَارُوقِهِ عِندَ أُذُنِ رَسُولِ اللّهِص المَعَاوِلَ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الّذِينَ امتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُم لِلتّقوي وَ لعَمَريِ لَقَد أَدخَلَ أَبُوكِ وَ فَارُوقُهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِقُربِهِمَا مِنهُ الأَذَي وَ مَا رَعَيَا مِن حَقّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللّهُ بِهِ عَلَي لِسَانِ رَسُولِ اللّهِص إِنّ اللّهَ حَرّمَ عَلَي المُؤمِنِينَ أَموَاتاً مَا حَرّمَ مِنهُم أَحيَاءً وَ تَاللّهِ يَا عَائِشَةُ لَو كَانَ هَذَا ألّذِي كَرِهتِيهِ مِن دَفنِ الحَسَنِ عِندَ أَبِيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا جَائِزاً فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ لَعَلِمتِ أَنّهُ سَيُدفَنُ وَ إِن رَغِمَ مَعطِسُكِ قَالَ ثُمّ تَكَلّمَ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ وَ قَالَ يَا عَائِشَةُ يَوماً عَلَي بَغلٍ وَ يَوماً عَلَي جَمَلٍ فَمَا تَملِكِينَ نَفسَكِ وَ لَا تَملِكِينَ الأَرضَ عَدَاوَةً لبِنَيِ هَاشِمٍ قَالَ فَأَقبَلَت عَلَيهِ فَقَالَت يَا ابنَ الحَنَفِيّةِ هَؤُلَاءِ الفَوَاطِمُ يَتَكَلّمُونَ فَمَا كَلَامُكَ فَقَالَ لَهَا الحُسَينُ وَ أَنّي تُبعِدِينَ
صفحه : 144
مُحَمّداً مِنَ الفَوَاطِمِ فَوَ اللّهِ لَقَد وَلَدَتهُ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ فَاطِمَةُ بِنتُ عِمرَانَ بنِ عَائِذِ بنِ عَمرِو بنِ مَخزُومٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ زَائِدَةَ بنِ الأَصَمّ بنِ رَوَاحَةَ بنِ حُجرِ بنِ عَبدِ مَعِيصِ بنِ عَامِرٍ قَالَ فَقَالَت عَائِشَةُ لِلحُسَينِ ع نَحّوا ابنَكُم وَ اذهَبُوا بِهِ فَإِنّكُم قَومٌ خَصِمُونَ قَالَ فَمَضَي الحُسَينُ ع إِلَي قَبرِ أُمّهِ ثُمّ أَخرَجَهُ فَدَفَنَهُ بِالبَقِيعِ
10- كا،[الكافي]سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُبِضَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ هُوَ ابنُ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً فِي عَامِ خَمسِينَ عَاشَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَربَعِينَ سَنَةً
11- د،[العدد القوية] فِي تَارِيخِ المُفِيدِ، فِي يَومِ النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ لِثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهراً مِنَ الهِجرَةِ سَنَةَ بَدرٍ كَانَ مَولِدُ سَيّدِنَا أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع
فِي كِتَابِ دَلَائِلِ الإِمَامَةِ وُلِدَ ع فِي يَومِ النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ كَذَا فِي كِتَابِ تُحفَةِ الظّرَفَاءِ وَ كِتَابِ الذّخِيرَةِ
فِي كِتَابِ المُجتَنَي فِي النّسَبِ وُلِدَ ع فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ بِالمَدِينَةِ قَبلَ وَقعَةِ بَدرٍ بِتِسعَةَ عَشَرَ يَوماً
فِي كِتَابِ التّذكِرَةِ وُلِدَ ع فِي النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ فِيهَا كَانَت غَزَاةُ أُحُدٍ
فِي كِتَابِ مَوَالِيدِ الأَئِمّةِ وُلِدَ ع فِي شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثنَتَينِ مِنَ الهِجرَةِ وَ فِي رِوَايَةٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ قِيلَ يَومَ الثّلَاثَاءِ النّصفَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ بِالمَدِينَةِ فِي مُلكِ يَزدَجَردَ بنِ شَهرِيَارَ
12-كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن
صفحه : 145
سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ قَالَ إِنّ جَعدَةَ بِنتَ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ الكنِديِّ سَمّتِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع وَ سَمّت مَولَاةً لَهُ فَأَمّا مَولَاتُهُ فَقَاءَتِ السّمّ وَ أَمّا الحَسَنُ فَاستَمسَكَ فِي بَطنِهِ ثُمّ انتَفَطَ بِهِ فَمَاتَ
بيان نَفِطَتِ الكفّ كفرح قَرِحَت عملا أومَجَلَت و في بعض النسخ انتقض
13- أَقُولُ روُيَِ فِي بَعضِ تَألِيفَاتِ أَصحَابِنَا أَنّ الحَسَنَ ع لَمّا دَنَت وَفَاتُهُ وَ نَفِدَت أَيّامُهُ وَ جَرَي السّمّ فِي بَدَنِهِ تَغَيّرَ لَونُهُ وَ اخضَرّ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع مَا لِي أَرَي لَونَكَ مَائِلًا إِلَي الخُضرَةِ فَبَكَي الحَسَنُ ع وَ قَالَ يَا أخَيِ لَقَد صَحّ حَدِيثُ جدَيّ فِيّ وَ فِيكَ ثُمّ اعتَنَقَهُ طَوِيلًا وَ بَكَيَا كَثِيراً فَسُئِلَ ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ أخَبرَنَيِ جدَيّ قَالَ لَمّا دَخَلتُ لَيلَةَ المِعرَاجِ رَوضَاتِ الجِنَانِ وَ مَرَرتُ عَلَي مَنَازِلِ أَهلِ الإِيمَانِ رَأَيتُ قَصرَينِ عَالِيَينِ مُتَجَاوِرَينِ عَلَي صِفَةٍ وَاحِدَةٍ إِلّا أَنّ أَحَدَهُمَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ وَ الآخَرَ مِنَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَن هَذَانِ القَصرَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلحَسَنِ وَ الآخَرُ لِلحُسَينِ ع فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ فَلِمَ لَم يَكُونَا عَلَي لَونٍ وَاحِدٍ فَسَكَتَ وَ لَم يَرُدّ جَوَاباً فَقُلتُ لِمَ لَا تَتَكَلّمُ قَالَ حَيَاءً مِنكَ فَقُلتُ لَهُ سَأَلتُكَ بِاللّهِ إِلّا مَا أخَبرَتنَيِ فَقَالَ أَمّا خُضرَةُ قَصرِ الحَسَنِ فَإِنّهُ يَمُوتُ بِالسّمّ وَ يَخضَرّ لَونُهُ عِندَ مَوتِهِ وَ أَمّا حُمرَةُ قَصرِ الحُسَينِ فَإِنّهُ يُقتَلُ وَ يَحمَرّ وَجهُهُ بِالدّمِ فَعِندَ ذَلِكَ بَكَيَا وَ ضَجّ الحَاضِرُونَ بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ
وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ رَوَي أَبُو الحَسَنِ المدَاَئنِيِّ قَالَسقُيَِ الحَسَنُ ع السّمّ أَربَعَ مَرّاتٍ فَقَالَ لَقَد سُقِيتُهُ مِرَاراً فَمَا شَقّ عَلَيّ مِثلَ مَشَقّتِهِ هَذِهِ المَرّةَ وَ رَوَي المدَاَئنِيِّ عَن جُوَيرِيَةَ بنِ أَسمَاءَ قَالَ لَمّا مَاتَ الحَسَنُ ع أَخرَجُوا جِنَازَتَهُ فَحَمَلَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ سَرِيرَهُ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع تَحمِلُ اليَومَ جَنَازَتَهُ وَ كُنتَ بِالأَمسِ تُجَرّعُهُ الغَيظَ قَالَ مَروَانُ نَعَم كُنتُ أَفعَلُ ذَلِكَ بِمَن يُوَازِنُ
صفحه : 146
حِلمُهُ الجِبَالَ ثُمّ قَالَ اختَلَفَ فِي سِنّ الحَسَنِ ع وَقتَ وَفَاتِهِ فَقِيلَ ابنُ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ هُوَ المرَويِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بنِ سَالِمٍ وَ قِيلَ ابنُ سِتّ وَ أَربَعِينَ وَ هُوَ المرَويِّ أَيضاً عَن جَعفَرٍ ع فِي رِوَايَةِ أَبِي بَصِيرٍ انتَهَي
وَ قَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي مَقَاتِلِ الطّالِبِيّينَ اختُلِفَ فِي مَبلَغِ سِنّ الحَسَنِ ع وَقتَ وَفَاتِهِ
فحَدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ حَسَنٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ وَ جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ توُفُيَّ وَ هُوَ ابنُ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً
وَ حدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن حَسَنِ بنِ حُسَينٍ اللؤّلؤُيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ الحَسَنَ توُفُيَّ وَ هُوَ ابنُ سِتّ وَ أَربَعِينَ سَنَةً
قَالَ وَ رَوَي سُفيَانُ الثوّريِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ قُتِلَ وَ لَهُ ثَمَانٌ وَ خَمسُونَ وَ أَنّ الحَسَنَ كَذَلِكَ كَانَت سِنُوهُ يَومَ مَاتَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع
حدَثّنَيِ بِذَلِكَ العَبّاسُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِي السّائِبِ سَلَمِ بنِ جُنَادَةَ عَن وَكِيعٍ عَن سُفيَانَ الثوّريِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ أَبُو الفَرَجِ وَ هَذَا وَهَمٌ لِأَنّ الحَسَنَ ع وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ توُفُيَّ سَنَةَ إِحدَي وَ خَمسِينَ وَ لَا خِلَافَ فِي ذَلِكَ وَ سِنُوهُ عَلَي هَذَا ثَمَانٌ وَ أَربَعُونَ أَو نَحوُهَا
صفحه : 147
14-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الأَعمَشِ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ قَالَحدَثّنَيِ رَجُلٌ مِنّا قَالَ أَتَيتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص أَذلَلتَ رِقَابَنَا وَ جَعَلتَنَا مَعشَرَ الشّيعَةِ عَبِيداً مَا بقَيَِ مَعَكَ رَجُلٌ فَقَالَ وَ مِمّ ذَاكَ قَالَ قُلتُ بِتَسلِيمِكَ الأَمرَ لِهَذَا الطّاغِيَةِ قَالَ وَ اللّهِ مَا سَلّمتُ الأَمرَ إِلَيهِ إِلّا أنَيّ لَم أَجِد أَنصَاراً وَ لَو وَجَدتُ أَنصَاراً لَقَاتَلتُهُ ليَليِ وَ نهَاَريِ حَتّي يَحكُمَ اللّهُ بيَنيِ وَ بَينَهُ وَ لكَنِيّ عَرَفتُ أَهلَ الكُوفَةِ وَ بَلَوتُهُم وَ لَا يَصلُحُ لِي مِنهُم مَا كَانَ فَاسِداً إِنّهُم لَا وَفَاءَ لَهُم وَ لَا ذِمّةَ فِي قَولٍ وَ لَا فِعلٍ إِنّهُم لَمُختَلِفُونَ وَ يَقُولُونَ لَنَا إِنّ قُلُوبَهُم مَعَنَا وَ إِنّ سُيُوفَهُم لَمَشهُورَةٌ عَلَينَا قَالَ وَ هُوَ يكُلَمّنُيِ إذا[إِذ]تَنَخّعَ الدّمَ فَدَعَا بِطَستٍ فَحُمِلَ مِن بَينِ يَدَيهِ مَلئَانُ مِمّا خَرَجَ مِن جَوفِهِ مِنَ الدّمِ فَقُلتُ لَهُ مَا هَذَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ لَأَرَاكَ وَجِعاً قَالَ أَجَل دَسّ إلِيَّ هَذَا الطّاغِيَةُ مَن سقَاَنيِ سَمّاً فَقَد وَقَعَ عَلَيّ كبَدِيِ فَهُوَ يَخرُجُ قِطَعاً كَمَا تَرَي قُلتُ أَ فَلَا تَتَدَاوَي قَالَ قَد سقَاَنيِ مَرّتَينِ وَ هَذِهِ الثّالِثَةُ لَا أَجِدُ لَهَا دَوَاءً وَ لَقَد رقُيَِ إلِيَّ أَنّهُ كَتَبَ إِلَي مَلِكِ الرّومِ يَسأَلُهُ أَن يُوَجّهَ إِلَيهِ مِنَ السّمّ القَتّالِ شَربَةً فَكَتَبَ إِلَيهِ مَلِكُ الرّومِ أَنّهُ لَا يَصلُحُ لَنَا فِي دِينِنَا أَن نُعِينَ عَلَي قِتَالِ مَن لَا يُقَاتِلُنَا فَكَتَبَ إِلَيهِ أَنّ هَذَا ابنُ الرّجُلِ ألّذِي خَرَجَ بِأَرضِ تِهَامَةَ قَد خَرَجَ يَطلُبُ مُلكَ أَبِيهِ وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَدُسّ إِلَيهِ مَن يَسقِيهِ ذَلِكَ فَأُرِيحَ العِبَادَ وَ البِلَادَ مِنهُ وَ وَجّهَ إِلَيهِ بِهَدَايَا وَ أَلطَافٍ فَوَجّهَ إِلَيهِ مَلِكُ الرّومِ بِهَذِهِ الشّربَةِ التّيِ دَسّ بِهَا فَسُقِيتُهَا وَ اشتَرَطَ عَلَيهِ فِي ذَلِكَ شُرُوطاً وَ روُيَِ أَنّ مُعَاوِيَةَ دَفَعَ السّمّ إِلَي امرَأَةِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع جَعدَةَ بِنتِ الأَشعَثِ
صفحه : 148
وَ قَالَ لَهَا اسقِيهِ فَإِذَا مَاتَ هُوَ زَوّجتُكِ ابنيِ يَزِيدَ فَلَمّا سَقَتهُ السّمّ وَ مَاتَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ جَاءَتِ المَلعُونَةُ إِلَي مُعَاوِيَةَ المَلعُونِ فَقَالَت زوَجّنيِ يَزِيدَ فَقَالَ اذهبَيِ فَإِنّ امرَأَةً لَا تَصلُحُ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع لَا تَصلُحُ لاِبنيِ يَزِيدَ
15- مُرُوجُ الذّهَبِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ دَخَلَ الحُسَينُ عَلَي عمَيّ الحَسَنِ حِدثَانَ مَا سقُيَِ السّمّ فَقَامَ لِحَاجَةِ الإِنسَانِ ثُمّ رَجَعَ فَقَالَ سُقِيتُ السّمّ عِدّةَ مَرّاتٍ وَ مَا سُقِيتُ مِثلَ هَذِهِ لَقَد لَفَظتُ طَائِفَةً مِن كبَدِيِ وَ رأَيَتنُيِ أَقلِبُهُ بِعُودٍ فِي يدَيِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع يَا أخَيِ وَ مَن سَقَاكَ قَالَ وَ مَا تُرِيدُ بِذَلِكَ فَإِن كَانَ ألّذِي أَظُنّهُ فَاللّهُ حَسِيبُهُ وَ إِن كَانَ غَيرُهُ فَمَا أُحِبّ أَن يُؤخَذَ بيِ برَيِءٌ فَلَم يَلبَث بَعدَ ذَلِكَ إِلّا ثَلَاثاً حَتّي توُفُيَّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ
16- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَومٍ إِذ أَقبَلَ الحَسَنُ ع فَلَمّا رَآهُ بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَّ إلِيَّ يَا بنُيَّ فَمَا زَالَ يُدنِيهِ حَتّي أَجلَسَهُ عَلَي فَخِذِهِ اليُمنَي وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ قَالَ النّبِيّص وَ أَمّا الحَسَنُ فَإِنّهُ ابنيِ وَ ولَدَيِ وَ منِيّ وَ قُرّةُ عيَنيِ وَ ضِيَاءُ قلَبيِ وَ ثَمَرَةُ فؤُاَديِ وَ هُوَ سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي الأُمّةِ أَمرُهُ أمَريِ وَ قَولُهُ قوَليِ مَن تَبِعَهُ فَإِنّهُ منِيّ وَ مَن عَصَاهُ فَلَيسَ منِيّ وَ إنِيّ لَمّا نَظَرتُ إِلَيهِ تَذَكّرتُ مَا يجَريِ عَلَيهِ مِنَ الذّلّ بعَديِ فَلَا يَزَالُ الأَمرُ بِهِ حَتّي يُقتَلَ بِالسّمّ ظُلماً وَ عُدوَاناً فَعِندَ ذَلِكَ تبَكيِ المَلَائِكَةُ وَ السّبعُ الشّدَادُ لِمَوتِهِ وَ يَبكِيهِ كُلّ شَيءٍ حَتّي الطّيرُ فِي جَوّ السّمَاءِ وَ الحِيتَانُ فِي جَوفِ المَاءِ
صفحه : 149
فَمَن بَكَاهُ لَم تَعمَ عَينُهُ يَومَ تَعمَي العُيُونُ وَ مَن حَزِنَ عَلَيهِ لَم يَحزَن قَلبُهُ يَومَ تَحزَنُ القُلُوبُ وَ مَن زَارَهُ فِي بَقِيعِهِ ثَبَتَت قَدَمُهُ عَلَي الصّرَاطِ يَومَ تَزِلّ فِيهِ الأَقدَامُ
17- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُتبَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ بَينَا أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص إذا[إِذِ]التَفَتَ إِلَينَا فَبَكَي فَقُلتُ مَا يُبكِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أبَكيِ مِمّا يُصنَعُ بِكُم بعَديِ فَقُلتُ وَ مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أبَكيِ مِن ضَربَتِكَ عَلَي القَرنِ وَ لَطمِ فَاطِمَةَ خَدّهَا وَ طَعنَةِ الحَسَنِ فِي الفَخِذِ وَ السّمّ ألّذِي يُسقَي وَ قَتلِ الحُسَينِ قَالَ فَبَكَي أَهلُ البَيتِ جَمِيعاً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا خَلَقَنَا رَبّنَا إِلّا لِلبَلَاءِ قَالَ أَبشِر يَا عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد عَهِدَ إلِيَّ أَنّهُ لَا يُحِبّكَ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يُبغِضُكَ إِلّا مُنَافِقٌ
18- د،[العدد القوية] فِي تَارِيخِ المُفِيدِ لِلَيلَتَينِ بَقِيَتَا مِن صَفَرٍ سَنَةَ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ كَانَت وَفَاةُ مَولَانَا وَ سَيّدِنَا أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ
وَ مِن كِتَابِ الإِستِيعَابِ اختُلِفَ فِي وَقتِ وَفَاتِهِ فَقِيلَ مَاتَ سَنَةَ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ وَ قِيلَ بَل مَاتَ فِي رَبِيعٍ الأَوّلِ سَنَةَ خَمسِينَ بَعدَ مَا مَضَي مِن خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ عَشرُ سِنِينَ وَ قِيلَ بَل مَاتَ سَنَةَ إِحدَي وَ خَمسِينَ وَ دُفِنَ بِدَارِ أَبِيهِ بِبَقِيعِ الغَرقَدِ وَ صَلّي عَلَيهِ سَعِيدُ بنُ العَاصِ أَمِيرُ المَدِينَةِ قَدّمَهُ أَخُوهُ الحُسَينُ ع وَ قَالَ لَو لَا أَنّهَا سُنّةٌ مَا قَدّمتُكَ سَمّتهُ امرَأَتُهُ جَعدَةُ ابنَةُ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ وَ قِيلَ جُونُ بِنتُ الأَشعَثِ وَ كَانَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ قَد ضَمِنَ لَهَا مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ وَ أَن يُزَوّجَهَا ابنَهُ يَزِيدَ إِذَا قَتَلَهُ فَلَمّا فَعَلَت ذَلِكَ لَم يَفِ لَهَا بِمَا ضَمِنَ
صفحه : 150
فِي الدّرّ عُمُرُهُ خَمسٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ قِيلَ تِسعَةٌ وَ أَربَعُونَ وَ أَربَعُ شُهُورٍ وَ تِسعَةَ عَشَرَ يَوماً وَ قِيلَ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ جَدّهِص سَبعَ سِنِينَ وَ مَعَ أَبِيهِ ع ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ عَاشَ بَعدَهُ عَشرَ سِنِينَ فَكَانَ جَمِيعُ عُمُرِهِ خَمسِينَ سَنَةً
19- لي ،[الأمالي للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع الوَفَاةُ بَكَي فَقِيلَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ تبَكيِ وَ مَكَانُكَ مِن رَسُولِ اللّهِص مَكَانُكَ ألّذِي أَنتَ بِهِ وَ قَد قَالَ فِيكَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَالَ وَ قَد حَجَجتَ عِشرِينَ حَجّةً مَاشِياً وَ قَد قَاسَمتَ رَبّكَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ حَتّي النّعلَ وَ النّعلَ فَقَالَ ع إِنّمَا أبَكيِ لِخَصلَتَينِ لِهَولِ المُطّلَعِ وَ فِرَاقِ الأَحِبّةِ
20- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع أَرَادَ أَن يَدفَنَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ جَمَعَ جَمعاً فَقَالَ رَجُلٌ سَمِعَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ قُولُوا لِلحُسَينِ أَن لَا يُهرِقَ فِيّ دَماً لَو لَا ذَلِكَ مَا انتَهَي الحُسَينُ ع حَتّي يَدفِنَهُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَوّلُ امرَأَةٍ رَكِبَتِ البَغلَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص عَائِشَةُ جَاءَت إِلَي المَسجِدِ فَمَنَعَت أَن يُدفَنَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مَعَ رَسُولِ اللّهِص
21- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع كَانَ يَزُورُ قَبرَ الحَسَنِ ع فِي كُلّ عَشِيّةِ جُمُعَةٍ
صفحه : 151
22- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَن مُزَاحِمِ بنِ عَبدِ الوَارِثِ بنِ عَبّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الغلَاَبيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ بَكّارٍ عَن أَبِي بَكرٍ الهلِاَليِّ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ الغلَاَبيِّ وَ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الواَسطِيِّ عَن عُمَرَ بنِ يُونُسَ عَنِ الكلَبيِّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ وَ حَدّثَنَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ الفَضلِ الطاّئيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَن مُحَمّدِ بنِ سَلّامٍ الكوُفيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الواَسطِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ وَ مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ قَالَا حَدّثَنَا عُمَرُ بنُ يُونُسَ اليمَاَميِّ عَنِ الكلَبيِّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَدَخَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع عَلَي أَخِيهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ فَقَالَ لَهُ كَيفَ تَجِدُكَ يَا أخَيِ قَالَ أجَدِنُيِ فِي أَوّلِ يَومٍ مِن أَيّامِ الآخِرَةِ وَ آخِرِ يَومٍ مِن أَيّامِ الدّنيَا وَ اعلَم أنَيّ لَا أَسبِقُ أجَلَيِ وَ إنِيّ وَارِدٌ عَلَي أَبِي وَ جدَيّ ع عَلَي كُرهٍ منِيّ لِفِرَاقِكَ وَ فِرَاقِ إِخوَتِكَ وَ فِرَاقِ الأَحِبّةِ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ مِن مقَاَلتَيِ هَذِهِ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ بَل عَلَي مَحَبّةٍ منِيّ لِلِقَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أمُيّ فَاطِمَةَ وَ حَمزَةَ وَ جَعفَرٍ وَ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ خَلَفٌ مِن كُلّ هَالِكٍ وَ عَزَاءٌ مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ دَرَكٌ مِن كُلّ مَا فَاتَ رَأَيتُ يَا أخَيِ كبَدِيِ فِي الطّشتِ وَ لَقَد عَرَفتُ مَن دَهَا بيِ وَ مِن أَينَ أُتِيتُ فَمَا أَنتَ صَانِعٌ بِهِ يَا أخَيِ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَقتُلُهُ وَ اللّهِ قَالَ فَلَا أُخبِرُكَ بِهِ أَبَداً حَتّي نَلقَي رَسُولَ اللّهِص وَ لَكِنِ اكتُب يَا أخَيِ هَذَا مَا أَوصَي بِهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ إِلَي أَخِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ أَوصَي أَنّهُ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّهُ يَعبُدُهُ حَقّ عِبَادَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي المُلكِ وَ لَا ولَيِّ لَهُ مِنَ الذّلّ وَ أَنّهُخَلَقَ كُلّ شَيءٍ فَقَدّرَهُ تَقدِيراً وَ أَنّهُ أَولَي مَن عُبِدَ وَ أَحَقّ مَن حُمِدَ مَن أَطَاعَهُ رَشَدَ وَ مَن عَصَاهُ غَوَي وَ مَن تَابَ إِلَيهِ اهتَدَي فإَنِيّ أُوصِيكَ يَا حُسَينُ بِمَن خَلّفتُ مِن أهَليِ وَ ولُديِ وَ أَهلِ بَيتِكَ أَن تَصفَحَ عَن
صفحه : 152
مُسِيئِهِم وَ تَقبَلَ مِن مُحسِنِهِم وَ تَكُونَ لَهُم خَلَفاً وَ وَالِداً وَ إِن تدَفنِيّ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فإَنِيّ أَحَقّ بِهِ وَ بِبَيتِهِ مِمّن أُدخِلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إِذنِهِ وَ لَا كِتَابَ جَاءَهُم مِن بَعدِهِ قَالَ اللّهُ فِيمَا أَنزَلَهُ عَلَي نَبِيّهِص فِي كِتَابِهِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُمفَوَ اللّهِ مَا أَذِنَ لَهُم فِي الدّخُولِ عَلَيهِ فِي حَيَاتِهِ بِغَيرِ إِذنِهِ وَ لَا جَاءَهُمُ الإِذنُ فِي ذَلِكَ مِن بَعدِ وَفَاتِهِ وَ نَحنُ مَأذُونٌ لَنَا فِي التّصَرّفِ فِيمَا وَرِثنَاهُ مِن بَعدِهِ فَإِن أَبَت عَلَيكَ الِامرَأَةُ فَأَنشُدُكَ اللّهَ بِالقَرَابَةِ التّيِ قَرُبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنكَ وَ الرّحِمِ المَاسّةِ مِن رَسُولِ اللّهِص أَن تُهَرِيقَ فِيّ مِحجَمَةٌ مِن دَمٍ حَتّي نَلقَي رَسُولَ اللّهِص فَنَختَصِمَ إِلَيهِ وَ نُخبِرَهُ بِمَا كَانَ مِنَ النّاسِ إِلَينَا بَعدَهُ ثُمّ قُبِضَ ع قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فدَعَاَنيِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ وَ عَلِيّ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ فَقَالَ اغسِلُوا ابنَ عَمّكُم فَغَسّلنَاهُ وَ حَنّطنَاهُ وَ أَلبَسنَاهُ أَكفَانَهُ ثُمّ خَرَجنَا بِهِ حَتّي صَلّينَا عَلَيهِ فِي المَسجِدِ وَ إِنّ الحُسَينَ أَمَرَ أَن يُفتَحَ البَيتُ فَحَالَ دُونَ ذَلِكَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ وَ آلُ أَبِي سُفيَانَ وَ مَن حَضَرَ هُنَاكَ مِن وُلدِ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ قَالُوا يُدفَنُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الشّهِيدُ القَتِيلُ ظُلماً بِالبَقِيعِ بِشَرّ مَكَانٍ وَ يُدفَنُ الحَسَنُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً حَتّي تُكسَرَ السّيُوفُ بَينَنَا وَ تَنقَصِفَ الرّمَاحُ وَ يَنفَدَ النّبلُ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَمَا وَ اللّهِ ألّذِي حَرّمَ مَكّةَ لَلحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ ابنُ فَاطِمَةَ أَحَقّ بِرَسُولِ اللّهِص وَ بِبَيتِهِ مِمّن أُدخِلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إِذنِهِ وَ هُوَ وَ اللّهِ أَحَقّ بِهِ مِن حَمّالِ الخَطَايَا مُسَيّرِ أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ الفَاعِلِ بِعَمّارٍ مَا فَعَلَ وَ بِعَبدِ اللّهِ مَا صَنَعَ الحاَميِ الحِمَي المؤُويِ لِطَرِيدِ رَسُولِ اللّهِص لَكِنّكُم صِرتُم بَعدَهُ الأُمَرَاءَ وَ تَابَعَكُم عَلَي ذَلِكَ الأَعدَاءُ وَ أَبنَاءُ الأَعدَاءِ قَالَ فَحَمَلنَاهُ فَأَتَينَا بِهِ قَبرَ أُمّهِ فَاطِمَةَ ع فَدَفَنّاهُ إِلَي جَنبِهَا رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ أَرضَاهُ
صفحه : 153
قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ كُنتُ أَوّلَ مَنِ انصَرَفَ فَسَمِعتُ اللّغَطَ وَ خِفتُ أَن يُعَجّلَ الحُسَينُ عَلَي مَن قَد أَقبَلَ وَ رَأَيتُ شَخصاً عَلِمتُ الشّرّ فِيهِ فَأَقبَلتُ مُبَادِراً فَإِذَا أَنَا بِعَائِشَةَ فِي أَربَعِينَ رَاكِباً عَلَي بَغلٍ مُرَحّلٍ تُقَدّمُهُم وَ تَأمُرُهُم بِالقِتَالِ فَلَمّا رأَتَنيِ قَالَت إلِيَّ إلِيَّ يَا ابنَ عَبّاسٍ لَقَدِ اجتَرَأتُم عَلَيّ فِي الدّنيَا تؤُذوُننَيِ مَرّةً بَعدَ أُخرَي تُرِيدُونَ أَن تُدخِلُوا بيَتيِ مَن لَا أَهوَي وَ لَا أُحِبّ فَقُلتُ وَا سَوأَتَاه يَومٌ عَلَي بَغلٍ وَ يَومٌ عَلَي جَمَلٍ تُرِيدِينَ أَن تطُفئِيِ نُورَ اللّهِ وَ تقُاَتلِيِ أَولِيَاءَ اللّهِ وَ تحَوُليِ بَينَ رَسُولِ اللّهِ وَ بَينَ حَبِيبِهِ أَن يُدفَنَ مَعَهُ ارجعِيِ فَقَد كَفَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المَئُونَةَ وَ دُفِنَ الحَسَنُ ع إِلَي جَنبِ أُمّهِ فَلَم يَزدَد مِنَ اللّهِ تَعَالَي إِلّا قُرباً وَ مَا ازدَدتُم مِنهُ وَ اللّهِ إِلّا بُعداً يَا سَوأَتَاه انصرَفِيِ فَقَد رَأَيتِ مَا سَرّكِ قَالَ فَقَطَبَت فِي وجَهيِ وَ نَادَت بِأَعلَي صَوتِهَا أَ وَ مَا نَسِيتُمُ الجَمَلَ يَا ابنَ عَبّاسٍ إِنّكُم لَذَوُو أَحقَادٍ فَقُلتُ أَم وَ اللّهِ مَا نَسِيَتهُ أَهلُ السّمَاءِ فَكَيفَ تَنسَاهُ أَهلُ الأَرضِ فَانصَرَفَت وَ هيَِ تَقُولُ
فَأَلقَت عَصَاهَا وَ استَقَرّت بِهَا النّوَي | كَمَا قَرّ عَيناً بِالإِيَابِ المُسَافِرُ |
بيان الرحل للبعير كالسرج للفرس ولعل المراد بالمرحل هنا المسرج ويحتمل أن يكون من الرحالة ككتابة وهي السرج والنوي الوجه ألذي ينويه المسافر من قرب أو بعد ويقال استقرّت نواهم أي أقاموا
23-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ الحَسَنَ ع قَالَ لِأَهلِ بَيتِهِ إنِيّ أَمُوتُ بِالسّمّ كَمَا مَاتَ رَسُولُ اللّهِص قَالُوا وَ مَن يَفعَلُ ذَلِكَ قَالَ امرأَتَيِ جَعدَةُ بِنتُ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ فَإِنّ مُعَاوِيَةَ يَدُسّ إِلَيهَا وَ يَأمُرُهَا بِذَلِكَ قَالُوا أَخرِجهَا مِن مَنزِلِكَ وَ بَاعِدهَا مِن نَفسِكَ قَالَ كَيفَ أُخرِجُهَا وَ لَم تَفعَل بَعدُ شَيئاً
صفحه : 154
وَ لَو أَخرَجتُهَا مَا قتَلَنَيِ غَيرُهَا وَ كَانَ لَهَا عُذرٌ عِندَ النّاسِ فَمَا ذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّي بَعَثَ إِلَيهَا مُعَاوِيَةُ مَالًا جَسِيماً وَ جَعَلَ يُمَنّيهَا بِأَن يُعطِيَهَا مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ أَيضاً وَ يُزَوّجَهَا مِن يَزِيدَ وَ حَمَلَ إِلَيهَا شَربَةَ سَمّ لِتَسقِيَهَا الحَسَنَ عَلَيهِ السّلَامُ فَانصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ هُوَ صَائِمٌ فَأَخرَجَت وَقتَ الإِفطَارِ وَ كَانَ يَوماً حَارّاً شَربَةَ لَبَنٍ وَ قَد أَلقَت فِيهَا ذَلِكَ السّمّ فَشَرِبَهَا وَ قَالَ عَدُوّةَ اللّهِ قتَلَتيِنيِ قَتَلَكِ اللّهُ وَ اللّهِ لَا تُصِيبِينَ منِيّ خَلَفاً وَ لَقَد غَرّكِ وَ سَخِرَ مِنكِ وَ اللّهُ يُخزِيكِ وَ يُخزِيهِ فَمَكَثَ ع يَومَانِ ثُمّ مَضَي فَغَدَرَ بِهَا مُعَاوِيَةُ وَ لَم يَفِ لَهَا بِمَا عَاهَدَ عَلَيهِ
24-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ الصّادِقَ ع قَالَ لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع الوَفَاةُ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَ إنِيّ أَقدَمُ عَلَي أَمرٍ عَظِيمٍ وَ هَولٍ لَم أَقدَم عَلَي مِثلِهِ قَطّ ثُمّ أَوصَي أَن يَدفِنُوهُ بِالبَقِيعِ فَقَالَ يَا أخَيِ احملِنيِ عَلَي سرَيِريِ إِلَي قَبرِ جدَيّ رَسُولِ اللّهِص لِأُجَدّدَ بِهِ عهَديِ ثُمّ ردُنّيِ إِلَي قَبرِ جدَتّيِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ فاَدفنِيّ فَسَتَعلَمُ يَا ابنَ أُمّ أَنّ القَومَ يَظُنّونَ أَنّكُم تُرِيدُونَ دفَنيِ عِندَ رَسُولِ اللّهِ فَيَجلِبُونَ فِي مَنعِكُم وَ بِاللّهِ أُقسِمُ عَلَيكَ أَن تُهرِقَ فِي أمَريِ مِحجَمَةَ دَمٍ فَلَمّا غَسّلَهُ وَ كَفّنَهُ الحُسَينُ ع وَ حَمَلَهُ عَلَي سَرِيرِهِ وَ تَوَجّهَ إِلَي قَبرِ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص لِيُجَدّدَ بِهِ عَهداً أَتَي مَروَانُ بنُ الحَكَمِ وَ مَن مَعَهُ مِن بنَيِ أُمَيّةَ فَقَالَ أَ يُدفَنُ عُثمَانُ فِي أَقصَي المَدِينَةِ وَ يُدفَنُ الحَسَنُ مَعَ النّبِيّ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً وَ لَحِقَت عَائِشَةُ عَلَي بَغلٍ وَ هيَِ تَقُولُ مَا لِي وَ لَكُم تُرِيدُونَ أَن تُدخِلُوا بيَتيِ مَن لَا أُحِبّ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ لِمَروَانَ بنِ الحَكَمِ لَا نُرِيدُ دَفنَ صَاحِبِنَا فَإِنّهُ كَانَ أَعلَمَ بِحُرمَةِ قَبرِ رَسُولِ اللّهِ مِن أَن يَطرُقَ عَلَيهِ هَجماً كَمَا طَرَقَ ذَلِكَ غَيرُهُ وَ دَخَلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إِذنِهِ انصَرِف فَنَحنُ نَدفَنُهُ بِالبَقِيعِ كَمَا وَصّي ثُمّ قَالَ لِعَائِشَةَ وَا سَوأَتَاه يَوماً عَلَي بَغلٍ وَ يَوماً عَلَي جَمَلٍ وَ فِي رِوَايَةٍ يَوماً تَجَمّلتِ وَ يَوماً تَبَغّلتِ وَ إِن عِشتِ تَفَيّلتِ فَأَخَذَهُ ابنُ الحَجّاجِ الشّاعِرُ البغَداَديِّ فَقَالَ
صفحه : 155
يَا بِنتَ أَبِي بَكرٍ لَا كَانَ وَ لَا كُنتِ | لَكِ التّسعُ مِنَ الثّمنِ وَ بِالكُلّ تَمَلّكتِ |
َجَمّلتِ تَبَغّلتِ وَ إِن عِشتِ تَفَيّلتِ |
بيان قوله لك التسع من الثمن إنما كان في مناظرة فضال بن الحسن بن فضال الكوفي مع أبي حنيفة فقال له الفضال قول الله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُممنسوخ أو غيرمنسوخ قال هذه الآية غيرمنسوخة قال ماتقول في خير الناس بعد رسول الله ص أبوبكر وعمر أم علي بن أبي طالب ع فقال أ ماعلمت أنهما ضجيعا رسول الله ص في قبره فأي حجة تريد في فضلهما أفضل من هذه فقال له الفضال لقد ظلما إذ أوصيا بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق و إن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله ص لقد أساءا إذارجعا في هبتهما ونكثا عهدهما و قدأقررت أن قوله تعالي لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم غيرمنسوخة.فأطرق أبوحنيفة ثم قال لم يكن له و لالهما خاصة ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع لحقوق ابنتيهما فقال له فضال أنت تعلم أن النبي ص مات عن تسع حشايا و كان لهن الثمن لمكان ولده فاطمة فإذالكل واحدة منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هوشبر والحجرة كذا وكذا طولا وعرضا فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك . و بعدفما بال عائشة وحفصة يرثان رسول الله وفاطمة بنته منعت الميراث فالمناقضة في ذلك ظاهرة من وجوه كثيرة. فقال أبوحنيفة نحّوه عنيّ فإنه و الله رافضيّ خبيث .توضيح الحشايا الفرش كنيّ بها عن الزوجات
25-شا،[الإرشاد] مِنَ الأَخبَارِ التّيِ جَاءَت بِسَبَبِ وَفَاةِ الحَسَنِ ع مَا رَوَاهُ عِيسَي بنُ مِهرَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّبّاحِ عَن حَرِيزٍ عَن مُغِيرَةَ قَالَأَرسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَي جَعدَةَ بِنتِ الأَشعَثِ أنَيّ مُزَوّجُكِ ابنيِ يَزِيدَ عَلَي أَن تسَمُيّ الحَسَنَ وَ بَعَثَ
صفحه : 156
إِلَيهَا مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ فَفَعَلَت وَ سَمّتِ الحَسَنَ فَسَوّغَهَا المَالَ وَ لَم يُزَوّجهَا مِن يَزِيدَ فَخَلَفَ عَلَيهَا رَجُلٌ مِن آلِ طَلحَةَ فَأَولَدَهَا وَ كَانَ إِذَا وَقَعَ بَينَهُم وَ بَينَ بُطُونِ قُرَيشٍ كَلَامٌ عَيّرُوهُم وَ قَالُوا يَا بنَيِ مُسِمّةِ الأَزوَاجِ
وَ رَوَي عِيسَي بنُ مِهرَانَ قَالَ حدَثّنَيِ عُثمَانُ بنُ عُمَرَ قَالَ حَدّثَنَا ابنُ عَونٍ عَن عُمَرَ بنِ إِسحَاقَ قَالَ كُنتُ مَعَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فِي الدّارِ فَدَخَلَ الحَسَنُ ع المَخرَجَ ثُمّ خَرَجَ فَقَالَ لَقَد سُقِيتُ السّمّ مِرَاراً مَا سُقِيتُهُ مِثلَ هَذِهِ المَرّةِ لَقَد لَفَظتُ قِطعَةً مِن كبَدِيِ فَجَعَلتُ أَقلِبُهَا بِعُودٍ معَيِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع وَ مَن سَقَاكَهُ قَالَ وَ مَا تُرِيدُ مِنهُ أَ تُرِيدُ قَتلَهُ إِن يَكُن هُوَ هُوَ فَاللّهُ أَشَدّ نَقِمَةً مِنكَ وَ إِن لَم يَكُن هُوَ فَمَا أُحِبّ أَن يُؤخَذَ بيِ برَيِءٌ
وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن زِيَادٍ المخُاَرقِيِّ قَالَ لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ ع الوَفَاةُ استَدعَي الحُسَينَ ع وَ قَالَ يَا أخَيِ إنِيّ مُفَارِقُكَ وَ لَاحِقٌ برِبَيّ وَ قَد سُقِيتُ السّمّ وَ رَمَيتُ بكِبَدِيِ فِي الطّستِ وَ إنِيّ لَعَارِفٌ بِمَن سقَاَنيِ السّمّ وَ مِن أَينَ دُهِيتُ وَ أَنَا أُخَاصِمُهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فبَحِقَيّ عَلَيكَ إِن تَكَلّمتَ فِي ذَلِكَ بشِيَءٍ وَ انتَظِر مَا يُحدِثُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيّ فَإِذَا قَضَيتُ نحَبيِ فغَمَضّنيِ وَ غسَلّنيِ وَ كفَنّيّ وَ أدَخلِنيِ عَلَي سرَيِريِ إِلَي قَبرِ جدَيّ رَسُولِ اللّهِص لِأُجَدّدَ بِهِ عَهداً ثُمّ ردُنّيِ إِلَي قَبرِ جدَتّيِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا فاَدفنِيّ هُنَاكَ وَ سَتَعلَمُ يَا ابنَ أُمّ أَنّ القَومَ يَظُنّونَ أَنّكُم تُرِيدُونَ دفَنيِ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَيَجلِبُونَ فِي ذَلِكَ وَ يَمنَعُونَكُم مِنهُ بِاللّهِ أُقسِمُ عَلَيكَ أَن تُهرِقَ فِي أمَريِ مِحجَمَةَ دَمٍ ثُمّ وَصّي إِلَيهِ بِأَهلِهِ وَ وُلدِهِ وَ تَرِكَاتِهِ وَ مَا كَانَ وَصّي إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حِينَ استَخلَفَهُ وَ أَهلَهُ بِمَقَامِهِ وَ دَلّ شِيعَتَهُ عَلَي استِخلَافِهِ وَ نَصَبَهُ لَهُم عَلَماً مِن بَعدِهِ فَلَمّا مَضَي لِسَبِيلِهِ غَسّلَهُ الحُسَينُ ع وَ كَفّنَهُ وَ حَمَلَهُ عَلَي سَرِيرِهِ وَ لَم يَشُكّ مَروَانُ وَ مَن مَعَهُ مِن بنَيِ أُمَيّةَ أَنّهُم سَيَدفِنُونَهُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَتَجَمّعُوا وَ لَبِسُوا السّلَاحَ فَلَمّا تَوَجّهَ بِهِ الحُسَينُ ع إِلَي قَبرِ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص لِيُجَدّدَ بِهِ عَهداً
صفحه : 157
أَقبَلُوا إِلَيهِ فِي جَمعِهِم وَ لَحِقَتهُم عَائِشَةُ عَلَي بَغلٍ وَ هيَِ تَقُولُ مَا لِي وَ لَكُم تُرِيدُونَ أَن تُدخِلُوا بيَتيِ مَن لَا أُحِبّ وَ جَعَلَ مَروَانُ يَقُولُ يَا رُبّ هَيجَا هيَِ خَيرٌ مِن دَعَه أَ يُدفَنُ عُثمَانُ فِي أَقصَي المَدِينَةِ وَ يُدفَنُ الحَسَنُ مَعَ النّبِيّص لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً وَ أَنَا أَحمِلُ السّيفَ وَ كَادَتِ الفِتنَةُ أَن تَقَعَ بَينَ بنَيِ هَاشِمٍ وَ بَينَ بنَيِ أُمَيّةَ فَبَادَرَ ابنُ عَبّاسٍ رَحِمَهُ اللّهُ إِلَي مَروَانَ فَقَالَ لَهُ ارجِع يَا مَروَانُ مِن حَيثُ جِئتَ فَإِنّا مَا نُرِيدُ دَفنَ صَاحِبِنَا عِندَ رَسُولِ اللّهِص لَكِنّا نُرِيدُ أَن نُجَدّدَ بِهِ عَهداً بِزِيَارَتِهِ ثُمّ نَرُدّهُ إِلَي جَدّتِهِ فَاطِمَةَ فَنَدفَنَهُ عِندَهَا بِوَصِيّتِهِ بِذَلِكَ وَ لَو كَانَ أَوصَي بِدَفنِهِ مَعَ النّبِيّص لَعَلِمتَ أَنّكَ أَقصَرُ بَاعاً مِن رَدّنَا عَن ذَلِكَ لَكِنّهُ كَانَ أَعلَمُ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِحُرمَةِ قَبرِهِ مِن أَن يَطرُقَ عَلَيهِ هَدماً كَمَا طَرَقَ ذَلِكَ غَيرُهُ وَ دَخَلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إِذنِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي عَائِشَةَ وَ قَالَ لَهَا وَا سَوأَتَاه يَوماً عَلَي بَغلٍ وَ يَوماً عَلَي جَمَلٍ تُرِيدِينَ أَن تطُفئِيِ نُورَ اللّهِ وَ تقُاَتلِيِ أَولِيَاءَ اللّهِ ارجعِيِ فَقَد كُفِيتِ ألّذِي تَخَافِينَ وَ بَلَغتِ مَا تُحِبّينَ وَ اللّهُ مُنتَصِرٌ لِأَهلِ هَذَا البَيتِ وَ لَو بَعدَ حِينٍ وَ قَالَ الحُسَينُ ع وَ اللّهِ لَو لَا عَهدُ الحَسَنِ إلِيَّ بِحَقنِ الدّمَاءِ وَ أَن لَا أُهَرِيقَ فِي أَمرِهِ مِحجَمَةَ دَمٍ لَعَلِمتُم كَيفَ تَأخُذُ سُيُوفُ اللّهِ مِنكُم مَأخَذَهَا وَ قَد نَقَضتُمُ العَهدَ بَينَنَا وَ بَينَكُم وَ أَبطَلتُم مَا اشتَرَطنَا عَلَيكُم لِأَنفُسِنَا وَ مَضَوا بِالحَسَنِ ع فَدَفَنُوهُ بِالبَقِيعِ عِندَ جَدّتِهِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا
قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مِثلَهُ مَعَ اختِصَارٍ وَ زَادَ فِيهِ وَ رَمَوا بِالنّبَالِ جَنَازَتَهُ حَتّي سُلّ مِنهَا سَبعُونَ نَبلًا فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ بَعدَ كَلَامٍ جَمّلتِ وَ بَغّلتِ وَ لَو عِشتِ لَفَيّلتِ
26-شا،[الإرشاد] لَمّا استَقَرّ الصّلحُ بَينَ الحَسَنِ ع وَ مُعَاوِيَةَ خَرَجَ الحَسَنُ ع إِلَي المَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا كَاظِماً غَيظَهُ لَازِماً مَنزِلَهُ مُنتَظِراً لِأَمرِ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلَي أَن تَمّ لِمُعَاوِيَةَ عَشرُ سِنِينَ مِن إِمَارَتِهِ وَ عَزَمَ عَلَي البَيعَةِ لِابنِهِ يَزِيدَ فَدَسّ إِلَي جَعدَةَ بِنتِ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ وَ كَانَت زَوجَةَ الحَسَنِ ع مَن حَمَلَهَا عَلَي سَمّهِ وَ ضَمِنَ لَهَا أَن يُزَوّجَهَا بِابنِهِ يَزِيدَ فَأَرسَلَ إِلَيهَا مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ فَسَقَتهُ جَعدَةُ السّمّ فبَقَيَِ
صفحه : 158
أَربَعِينَ يَوماً مَرِيضاً وَ مَضَي لِسَبِيلِهِ فِي شَهرِ صَفَرٍ خَمسِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ لَهُ يَومَئِذٍ ثمَاَنيَِ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ كَانَت خِلَافَتُهُ عَشرَ سِنِينَ وَ تَوَلّي أَخُوهُ وَ وَصِيّهُ الحُسَينُ ع غُسلَهُ وَ تَكفِينَهُ وَ دَفنَهُ عِندَ جَدّتِهِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا بِالبَقِيعِ
27- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو طَالِبٍ المكَيّّ فِي قُوتِ القُلُوبِ إِنّ الحَسَنَ ع تَزَوّجَ مِائَتَينِ وَ خَمسِينَ امرَأَةً وَ قَد قِيلَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ كَانَ عَلِيّ يَضجَرُ مِن ذَلِكَ فَكَانَ يَقُولُ فِي خُطبَتِهِ إِنّ الحَسَنَ مِطلَاقٌ فَلَا تُنكِحُوهُ
أَبُو عَبدِ اللّهِ المُحَدّثُ فِي رامش أفزاي أَنّ هَذِهِ النّسَاءَ كُلّهُنّ خَرَجنَ فِي خَلفِ جَنَازَتِهِ حَافِيَاتٍ
28- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كِتَابُ الأَنوَارِ، أَنّهُ قَالَ ع سُقِيتُ السّمّ مَرّتَينِ وَ هَذِهِ الثّالِثَةَ وَ قِيلَ إِنّهُ سقُيَِ بُرَادَةَ الذّهَبِ
رَوضَةُ الوَاعِظِينَ، فِي حَدِيثِ عُمَيرِ بنِ إِسحَاقَ إِنّ الحَسَنَ ع قَالَ لَقَد سُقِيتُ السّمّ مِرَاراً مَا سُقِيتُهُ مِثلَ هَذِهِ المَرّةِ لَقَد تَقَطّعتُ قِطعَةً قِطعَةً مِن كبَدِيِ أَقلِبُهَا بِعُودٍ معَيِ
وَ فِي رِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ عَنِ المخُاَرقِيِّ أَنّهُ قَالَ يَا أخَيِ إنِيّ مُفَارِقُكَ وَ لَاحِقٌ برِبَيّ وَ قَد سُقِيتُ السّمّ وَ رَمَيتُ بكِبَدِيِ فِي الطّستِ وَ إنِنّيِ لَعَارِفٌ بِمَن سقَاَنيِ وَ مِن أَينَ دُهِيتُ وَ أَنَا أُخَاصِمُهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع وَ مَن سَقَاكَهُ قَالَ مَا تُرِيدُ بِهِ أَ تُرِيدُ أَن تَقتُلَهُ إِن يَكُن هُوَ هُوَ فَاللّهُ أَشَدّ نَقِمَةً مِنكَ وَ إِن لَم يَكُن هُوَ فَمَا
صفحه : 159
أُحِبّ أَن يُؤخَذَ بيِ برَيِءٌ
وَ فِي خَبَرٍ فبَحِقَيّ عَلَيكَ إِن تَكَلّمتَ فِي ذَلِكَ بشِيَءٍ وَ انتَظِر مَا يُحدِثُ اللّهُ فِيّ
وَ فِي خَبَرٍ وَ بِاللّهِ أُقسِمُ عَلَيكَ أَن تُهَرِيقَ فِي أمَريِ مِحجَمَةً مِن دَمٍ
رَبِيعُ الأَبرَارِ عَنِ الزمّخَشرَيِّ وَ العِقدُ عَنِ ابنِ عَبدِ رَبّهِ أَنّهُ لَمّا بَلَغَ مُعَاوِيَةَ مَوتُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع سَجَدَ وَ سَجَدَ مَن حَولَهُ وَ كَبّرَ وَ كَبّرُوا مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَيهِ ابنُ عَبّاسٍ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ عَبّاسٍ أَ مَاتَ أَبُو مُحَمّدٍ قَالَ نَعَم رَحِمَهُ اللّهُ وَ بلَغَنَيِ تَكبِيرُكَ وَ سُجُودُكَ أَمَا وَ اللّهِ مَا يَسُدّ جُثمَانُهُ حُفرَتَكَ وَ لَا يَزِيدُ انقِضَاءُ أَجَلِهِ فِي عُمُرِكَ قَالَ حَسِبتُهُ تَرَكَ صِبيَةً صِغَاراً وَ لَم يَترُك عَلَيهِم كَثِيرَ مَعَاشٍ فَقَالَ إِنّ ألّذِي وَكَلَهُم إِلَيهِ غَيرُكَ وَ فِي رِوَايَةٍ كُنّا صِغَاراً فَكَبِرنَا قَالَ فَأَنتَ تَكُونُ سَيّدَ القَومِ قَالَ أَمَا أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع بَاقٍ لِلفَضلِ بنِ عَبّاسٍ
أَصبَحَ اليَومَ ابنُ هِندٍ آمِناً | ظَاهِرَ النّخوَةِ إِذ مَاتَ الحَسَنُ |
رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّمَا | طَالَمَا أَشجَي ابنَ هِندٍ وَ أَرِنَ |
استَرَاحَ اليَومَ مِنهُ بَعدَهُ | إِذ ثَوَي رَهناً لِأَحدَاثِ الزّمَنِ |
فَارتَعِ اليَومَ ابنَ هِندٍ آمِناً | إِنّمَا يَقمُصُ بِالعِيرِ السّمَنُ |
بيان أشجاه أحزنه والأرن بالتحريك النشاط يقال أرن كفرح والأنسب هنا الفتح وكونه بتشديد النون بأن يكون من الرنين بمعني الصياح وفاعله ابن هند بعيد والعير الحمار الوحشي والأهلي أيضا ويقال قمص الفرس وغيره يقمُص ويقمِص و هو أن يرفع يديه ويطرحها معا ويعجن برجليه وقمص به أي وثب وطرحه والحاصل أن السمن آفة للعير يصرعه ويقتله
صفحه : 160
29- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ حكُيَِ أَنّ الحَسَنَ ع لَمّا أَشرَفَ عَلَي المَوتِ قَالَ لَهُ الحُسَينُ أُرِيدُ أَن أَعلَمَ حَالَكَ يَا أخَيِ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ لَا يُفَارِقُ العَقلُ مِنّا أَهلَ البَيتِ مَا دَامَ الرّوحُ فِينَا فَضَع يَدَكَ فِي يدَيِِ حَتّي إِذَا عَايَنتُ مَلَكَ المَوتِ أَغمِزُ يَدَكَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ سَاعَةٍ غَمَزَ يَدَهُ غَمزاً خَفِيفاً فَقَرّبَ الحُسَينُ أُذُنَهُ إِلَي فَمِهِ فَقَالَ قَالَ لِي مَلَكُ المَوتِ أَبشِر فَإِنّ اللّهَ عَنكَ رَاضٍ وَ جَدّكَ شَافِعٌ وَ قَالَ الحُسَينُ ع لَمّا وُضِعَ الحَسَنُ فِي لَحدِهِ
أَ أَدهُنُ رأَسيِ أَم تَطِيبُ مجَاَلسِيِ | وَ رَأسُكَ مَعفُورٌ وَ أَنتَ سَلِيبٌ |
أَو أَستَمتِعُ الدّنيَا لشِيَءٍ أُحِبّهُ | إِلَي(أَلَا) كُلّ[BA] كُلّ] مَا أَدنَا إِلَيكَ حَبِيبٌ |
فَلَا زِلتُ أبَكيِ مَا تَغَنّت حَمَامَةٌ | عَلَيكَ وَ مَا هَبّت صَباً وَ جَنُوبٌ |
وَ مَا هَمَلَت عيَنيِ مِنَ الدّمعِ قَطرَةً | وَ مَا اخضَرّ فِي دَوحِ الحِجَازِ قَضِيبٌ |
بكُاَئيِ طَوِيلٌ وَ الدّمُوعُ غَزِيرَةٌ | وَ أَنتَ بَعِيدٌ وَ المَزَارُ قَرِيبٌ |
غَرِيبٌ وَ أَطرَافُ البُيُوتِ تَحُوطُهُ | أَلَا كُلّ مَن تَحتَ التّرَابِ غَرِيبٌ |
وَ لَا يَفرَحُ الباَقيِ خِلَافَ ألّذِي مَضَي | وَ كُلّ فَتًي لِلمَوتِ فِيهِ نَصِيبٌ |
فَلَيسَ حَرِيبٌ مَن أُصِيبَ بِمَالِهِ | وَ لَكِنّ مَن وَارَي أَخَاهُ حَرِيبٌ |
نَسِيبُكَ مَن أَمسَي يُنَاجِيكَ طَيفُهُ | وَ لَيسَ لِمَن تَحتَ التّرَابِ نَسِيبٌ |
صفحه : 161
بيان قوله إلي كلّ ماأدني الظاهر«ألا» ويمكن أن يكون إلي مشدّدا فخففت لضرورة الشعر قوله خلاف ألذي مضي أي خلفه وبعده قوله ع نسيبك أي مناسبك وقرابتك من يراك في الطيف . والحاصل أن بعدالموت لم يبق من الأسباب والقرابات الظاهرة إلاالرؤية في المنام و في بعض النسخ طرفه أي من لايراك فكأنه ليس نسيبك
30- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ لَهُ ع ,
إِن لَم أَمُت أَسَفاً عَلَيكَ فَقَد | أَصبَحتُ مُشتَاقاً إِلَي المَوتِ |
سُلَيمَانُ بنُ قِبَةَ
يَا كَذّبَ اللّهَ مَن نَعَي حَسَناً | لَيسَ لِتَكذِيبِ نَعيِهِ حَسَنٌ |
كُنتَ خلَيِليِ وَ كُنتَ خاَلصِتَيِ | لِكُلّ حيَّ مِن أَهلِهِ سَكَنٌ |
أَجُولُ فِي الدّارِ لَا أَرَاكَ وَ فِي | الدّارِ أُنَاسٌ جِوَارُهُم غَبنٌ |
بَدّلتُهُم مِنكَ لَيتَ إِنّهُمُ | أَضحَوا وَ بيَنيِ وَ بَينَهُم عَدَنٌ |
الصّادِقُ ع بَينَا الحَسَنُ ع يَوماً فِي حَجرِ رَسُولِ اللّهِص إِذ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ يَا أَبَه مَا لِمَن زَارَكَ بَعدَ مَوتِكَ قَالَ يَا بنُيَّ مَن أتَاَنيِ زَائِراً بَعدَ موَتيِ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن أَتَي أَبَاكَ زَائِراً بَعدَ مَوتِهِ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن أَتَاكَ زَائِراً بَعدَ مَوتِكَ فَلَهُ الجَنّةُ
31- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَ توُفُيَّ ع لِخَمسٍ خَلَونَ مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ لِلهِجرَةِ وَ قِيلَ خَمسِينَ وَ كَانَ عُمُرُهُ سَبعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً
وَ قَالَ الحَافِظُ الجنَاَبذِيِّ وُلِدَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فِي النّصفِ مِن رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ مَاتَ سَنَةَ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ وَ كَانَ قَد سقُيَِ السّمّ مِرَاراً وَ كَانَ مَرَضُهُ أَربَعِينَ يَوماً
صفحه : 162
وَ قَالَ الدوّلاَبيِّ صَاحِبُ كِتَابِ الذّرّيّةِ الطّاهِرَةِ تَزَوّجَ عَلِيّ فَاطِمَةَ ع فَوَلَدَت لَهُ حَسَناً بَعدَ أُحُدٍ بِسَنَتَينِ وَ كَانَ بَينَ وَقعَةِ أُحُدٍ وَ مَقدَمِ النّبِيّص المَدِينَةَ سَنَتَانِ وَ سِتّةُ أَشهُرٍ وَ نِصفٌ فَوَلَدَتهُ لِأَربَعِ سِنِينَ وَ سِتّةِ أَشهُرٍ مِنَ التّارِيخِ وَ روُيَِ أَيضاً أَنّهُ وُلِدَ فِي رَمَضَانَ مِن سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ توُفُيَّ وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ ولَيَِ غُسلَهُ الحُسَينُ وَ مُحَمّدٌ وَ العَبّاسُ إِخوَتُهُ وَ صَلّي عَلَيهِ سَعِيدُ بنُ العَاصِ وَ كَانَت وَفَاتُهُ سَنَةَ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ
وَ قَالَ الكلُيَنيِّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ وُلِدَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فِي شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ بَدرٍ سَنَةَ اثنَتَينِ بَعدَ الهِجرَةِ وَ روُيَِ أَنّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مَضَي فِي صَفَرٍ فِي آخِرِهِ مِن سَنَةِ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ وَ هُوَ ابنُ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ وَ أَشهُرٍ
وَ قَالَ ابنُ الخَشّابِ رِوَايَةً عَنِ الصّادِقِ وَ البَاقِرِ ع قَالَا مَضَي أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع وَ هُوَ ابنُ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ أَخِيهِ الحُسَينِ مُدّةُ الحَملِ وَ كَانَ حَملُ أَبِي عَبدِ اللّهِ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ لَم يُولَد مَولُودٌ لِسِتّةِ أَشهُرٍ فَعَاشَ غَيرُ الحُسَينِ ع وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع فَأَقَامَ أَبُو مُحَمّدٍ مَعَ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص سَبعَ سِنِينَ وَ أَقَامَ مَعَ أَبِيهِ بَعدَ وَفَاةِ جَدّهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ أَقَامَ بَعدَ وَفَاةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَشرَ سِنِينَ فَكَانَ عُمُرُهُ سَبعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً فَهَذَا اختِلَافُهُم فِي عُمُرِهِ
صفحه : 163
1- شا،[الإرشاد] أَولَادُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع خَمسَةَ عَشَرَ وَلَداً ذَكَراً وَ أُنثَي زَيدُ بنُ الحَسَنِ وَ أُختَاهُ أُمّ الحَسَنِ وَ أُمّ الحُسَينِ أُمّهُم أُمّ بَشِيرٍ بِنتُ أَبِي مَسعُودِ بنِ عُقبَةَ بنِ عَمرِو بنِ ثَعلَبَةَ الخَزرَجِيّةِ وَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ أُمّهُ خَولَةُ بِنتُ مَنظُورٍ الفَزَارِيّةُ وَ عَمرُو بنُ الحَسَنِ وَ أَخَوَاهُ القَاسِمُ وَ عَبدُ اللّهِ ابنَا الحَسَنِ أُمّهُم أُمّ وَلَدٍ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ الحَسَنِ أُمّهُ أُمّ وَلَدٍ وَ الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ المُلَقّبُ بِالأَثرَمِ وَ أَخُوهُ طَلحَةُ بنُ الحَسَنِ وَ أُختُهُمَا فَاطِمَةُ بِنتُ الحَسَنِ أُمّهُم أُمّ إِسحَاقَ بِنتُ طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ التيّميِّ وَ أُمّ عَبدِ اللّهِ وَ فَاطِمَةُ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ رُقَيّةُ بَنَاتُ الحَسَنِ ع لِأُمّهَاتٍ شَتّي
عم ،[إعلام الوري ] لَهُ مِنَ الأَولَادِ سِتّةَ عَشَرَ وَ زَادَ فِيهِم أَبَا بَكرٍ وَ قَالَ قُتِلَ عَبدُ اللّهِ مَعَ الحُسَينِ ع
2-شا،[الإرشاد] وَ أَمّا زَيدُ بنُ الحَسَنِ ع فَكَانَ يلَيِ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَسَنّ وَ كَانَ جَلِيلَ القَدرِ كَرِيمَ الطّبعِ ظَرِيفَ النّفسِ كَثِيرَ البِرّ وَ مَدَحَهُ الشّعَرَاءُ وَ قَصَدَهُ النّاسُ مِنَ الآفَاقِ لِطَلَبِ فَضلِهِ وَ ذَكَرَ أَصحَابُ السّيرَةِ أَنّ زَيدَ بنَ الحَسَنِ كَانَ يلَيِ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا ولَيَِ سُلَيمَانُ بنُ عَبدِ المَلِكِ كَتَبَ إِلَي عَامِلِهِ بِالمَدِينَةِ أَمّا بَعدُ فَإِذَا جَاءَكَ كتِاَبيِ هَذَا فَاعزِل زَيداً عَن صَدَقَاتِ رَسُولِ اللّهِص وَ ادفَعهَا إِلَي فُلَانِ بنِ فُلَانٍ رَجُلًا[ رَجُلٍ] مِن قَومِهِ وَ أَعِنهُ عَلَي مَا استَعَانَكَ عَلَيهِ وَ السّلَامُ
صفحه : 164
فَلَمّا استُخلِفَ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ إِذَا كِتَابٌ جَاءَ مِنهُ أَمّا بَعدُ فَإِنّ زَيدَ بنَ الحَسَنِ شَرِيفُ بنَيِ هَاشِمٍ وَ ذُو سِنّهِم فَإِذَا جَاءَكَ كتِاَبيِ هَذَا فَاردُد عَلَيهِ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَعِنهُ عَلَي مَا استَعَانَكَ عَلَيهِ وَ السّلَامُ
وَ فِي زَيدِ بنِ الحَسَنِ يَقُولُ مُحَمّدُ بنُ بَشِيرٍ الخاَرجِيِّ œ·
إِذَا نَزَلَ ابنُ المُصطَفَي بَطنَ تَلعَةَ | نَفَي جَدبُهَا وَ اخضَرّ بِالنّبتِ عُودُهَا |
وَ زَيدٌ رَبِيعُ النّاسِ فِي كُلّ شَتوَةٍ | إِذَا أَخلَفَت أَنوَاؤُهَا وَ رُعُودُهَا |
حَمُولٌ لِأَشنَاقِ الدّيَاتِ كَأَنّهُ | سِرَاجُ الدّجَي إِذ قَارَنَتهُ سُعُودُهَا |
وَ مَاتَ زَيدُ بنُ الحَسَنِ وَ لَهُ تِسعُونَ سَنَةً فَرَثَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الشّعَرَاءِ وَ ذَكَرُوا مَآثِرَهُ وَ تَلَوا فَضلَهُ فَمِمّن رَثَاهُ قُدَامَةُ بنُ مُوسَي الجمُحَيِّ فَقَالَ
فَإِن يَكُ زَيدٌ غَالَتِ الأَرضُ شَخصَهُ | فَقَد بَانَ مَعرُوفٌ هُنَاكَ وَ جُودٌ |
وَ إِن يَكُ أَمسَي رَهنُ رَمسٍ فَقَد ثَوَي | بِهِ وَ هُوَ مَحمُودُ الفِعَالِ فَقِيدٌ |
سَمِيعٌ إِلَي المُعتَرّ يَعلَمُ أَنّهُ | سَيَطلُبُهُ المَعرُوفُ ثُمّ يَعُودُ |
وَ لَيسَ بِقَوّالٍ وَ قَد حَطّ رَحلَهُ | لِمُلتَمِسِ المَعرُوفِ أَينَ تُرِيدُ |
إِذَا قَصّرَ الوَغدُ الدنّيِّ نَمَي بِهِ | إِلَي المَجدِ آبَاءٌ لَهُ وَ جُدُودٌ |
مَبَاذِيلُ لِلمَولَي مَحَاشِيدُ لِلقُرَي | وَ فِي الرّوعِ عِندَ النّائِبَاتِ أُسُودٌ |
إِذَا انتُحِلَ العِزّ الطّرِيفُ فَإِنّهُم | لَهُم إِرثُ مَجدٍ مَا يُرَامُ تَلِيدُ |
إِذَا مَاتَ مِنهُم سَيّدٌ قَامَ سَيّدٌ | كَرِيمٌ يبُنَيّ بَعدَهُ وَ يَشِيدُ |
وَ فِي أَمثَالِ هَذَا يَطُولُ مِنهَا الكِتَابُ
بيان قوله واخضرّ بالنبت النبت إما مصدر أوالباء بمعني مع أومبالغة في كثرة النبات حتي أنه نبت في ساق الشجر ويمكن أن يقرأ العود بالفتح و هوالطريق القديم وإنما قيد كونه ربيعا بالشتوة لأنها آخر السنة وهي مظنّة الغلاء وفقد النبات وقيد أيضا بشتاء أخلفت أنواؤها التي تنسب العرب الأمطار إليها الوعد بالمطر وكذا الرعود.
صفحه : 165
و قال الجوهري الشنق مادون الدية و ذلك أن يسوق ذو الحمالة الدية كاملة فإذاكانت معها ديات جراحات فتلك هي الأشناق كأنها متعلقة بالدية العظمي وغاله الشيء أي أخذه من حيث لم يدر والمعترّ ألذي يتعرّض للمسألة و لايسأل والمراد هنا السائل والضمير في يعلم راجع إلي المعترّ ويمكن إرجاعه إلي زيد بتكلف . قوله ليس بقوّال أي أنه لا يقول لمن يحط رحله بفنائه ملتمسا معروفه أين تريد لأنه معلوم أن الناس لايطلبون المعروف إلا منه والوغد الرجل الدنيّ ألذي يخدم بطعام بطنه وحاصل البيت أن الأداني إذاقصروا عن المعالي والمفاخر فهو ليس كذلك بل هومنتسب إلي المجد بسبب آباء وجدود قوله إذاانتحل علي البناء للمجهول قوله مايرام أي لايقصد بسوء والتليد القديم ضدّ الطريف
3-شا،[الإرشاد] وَ خَرَجَ زَيدُ بنُ الحَسَنِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ مِنَ الدّنيَا وَ لَم يَدّعِ الإِمَامَةَ وَ لَا ادّعَاهُ لَهُ مُدّعٍ مِنَ الشّيعَةِ وَ لَا غَيرِهِم وَ ذَلِكَ أَنّ الشّيعَةَ رَجُلَانِ إمِاَميِّ وَ زيَديِّ فاَلإمِاَميِّ يَعتَمِدُ فِي الإِمَامَةِ عَلَي النّصُوصِ وَ هيَِ مَعدُومَةٌ فِي وُلدِ الحَسَنِ ع بِاتّفَاقٍ وَ لَم يَدّعِ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنهُم لِنَفسِهِ فَيَقَعَ فِيهِ ارتِيَابٌ وَ الزيّديِّ يرُاَعيِ فِي الإِمَامَةِ بَعدَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع الدّعوَةَ وَ الجِهَادَ وَ زَيدُ بنُ الحَسَنِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ كَانَ مُسَالِماً لبِنَيِ أُمَيّةَ وَ مُتَقَلّداً مِن قِبَلِهِمُ الأَعمَالَ وَ كَانَ رَأيُهُ التّقِيّةَ لِأَعدَائِهِ وَ التّأَلّفَ لَهُم وَ المُدَارَاةَ وَ هَذَا يُضَادّ عِندَ الزّيدِيّةِ عَلَامَاتِ الإِمَامَةِ كَمَا حَكَينَاهُ وَ أَمّا الحَشوِيّةُ فَإِنّهَا تَدِينُ بِإِمَامَةِ بنَيِ أُمَيّةَ وَ لَا تَرَي لِوُلدِ رَسُولِ اللّهِص إِمَامَةً عَلَي حَالٍ وَ المُعتَزِلَةُ لَا تَرَي الإِمَامَةَ إِلّا فِيمَن كَانَ عَلَي رَأيِهَا فِي الِاعتِزَالِ وَ مَن تَوَلّوهُمُ العَقدَ بِالشّورَي وَ الِاختِيَارِ وَ زَيدٌ عَلَي مَا قَدّمنَا ذِكرَهُ خَارِجٌ عَن هَذِهِ الأَحوَالِ وَ الخَوَارِجُ لَا تَرَي إِمَامَةَ مَن تَوَلّي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ زَيدٌ كَانَ مُتَوَالِياً أَبَاهُ وَ جَدّهُ بِلَا خِلَافٍ
صفحه : 166
وَ أَمّا الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ ع فَكَانَ جَلِيلًا رَئِيساً فَاضِلًا وَرِعاً وَ كَانَ يلَيِ صَدَقَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي وَقتِهِ وَ كَانَ لَهُ مَعَ الحَجّاجِ بنِ يُوسُفَ خَبَرٌ رَوَاهُ الزّبَيرُ بنُ بَكّارٍ قَالَ كَانَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ وَالِياً صَدَقَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي عَصرِهِ فَسَارَ يَوماً الحَجّاجُ بنُ يُوسُفَ فِي مَوكِبِهِ وَ هُوَ إِذ ذَاكَ أَمِيرُ المَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ الحَجّاجُ أَدخِل عُمَرَ بنَ عَلِيّ مَعَكَ فِي صَدَقَةِ أَبِيهِ فَإِنّهُ عَمّكَ وَ بَقِيّةُ أَهلِكَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ لَا أُغَيّرُ شَرطَ عَلِيّ ع وَ لَا أُدخِلُ فِيهِ مَن لَم يُدخِل فَقَالَ الحَجّاجُ إِذاً أُدخِلَهُ مَعَكَ فَنَكَصَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ ع عَنهُ حِينَ غَفَلَ الحَجّاجُ ثُمّ تَوَجّهَ إِلَي عَبدِ المَلِكِ حَتّي قَدِمَ عَلَيهِ فَوَقَفَ بِبَابِهِ يَطلُبُ الإِذنَ فَمَرّ بِهِ يَحيَي ابنُ أُمّ الحَكَمِ فَلَمّا رَآهُ يَحيَي عَدَلَ إِلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيهِ وَ سَأَلَهُ عَن مَقدَمِهِ وَ خَبَرِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ سَأَنفَعُكَ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ يعَنيِ عَبدَ المَلِكِ فَلَمّا دَخَلَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ عَلَي عَبدِ المَلِكِ رَحّبَ بِهِ وَ أَحسَنَ مُسَاءَلَتَهُ وَ كَانَ الحَسَنُ قَد أَسرَعَ إِلَيهِ الشّيبُ وَ يَحيَي ابنُ أُمّ الحَكَمِ فِي المَجلِسِ فَقَالَ لَهُ عَبدُ المَلِكِ لَقَد أَسرَعَ إِلَيكَ الشّيبُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَقَالَ لَهُ يَحيَي وَ مَا يَمنَعُهُ لأِبَيِ مُحَمّدٍ شَيّبَهُ أمَاَنيِّ أَهلِ العِرَاقِ تَفِدُ عَلَيهِ الرّكبُ يُمَنّونَهُ الخِلَافَةَ فَأَقبَلَ عَلَيهِ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ وَ قَالَ لَهُ بِئسَ وَ اللّهِ الرّفدُ رَفَدتَ لَيسَ كَمَا قُلتَ وَ لَكِنّا أَهلُ بَيتٍ يُسرِعُ إِلَينَا الشّيبُ وَ عَبدُ المَلِكِ يَسمَعُ فَأَقبَلَ عَبدُ المَلِكِ فَقَالَ هَلُمّ بِمَا قَدِمتَ لَهُ فَأَخبَرَهُ بِقَولِ الحَجّاجِ فَقَالَ لَيسَ ذَلِكَ لَهُ أَكتُبُ كِتَاباً إِلَيهِ لَا يُجَاوِزُهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ وَ وَصَلَ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ وَ أَحسَنَ صِلَتَهُ فَلَمّا خَرَجَ مِن عِندِهِ لَقِيَهُ يَحيَي ابنُ أُمّ الحَكَمِ فَعَاتَبَهُ الحَسَنُ عَلَي سُوءِ مَحضَرِهِ وَ قَالَ لَهُ مَا هَذَا ألّذِي وعَدَتنَيِ فَقَالَ لَهُ يَحيَي إِيهاً عَنكَ فَوَ اللّهِ لَا يَزَالُ يَهَابُكَ وَ لَو لَا هَيبَتُكَ مَا قَضَي لَكَ حَاجَةً وَ مَا أَلَوتُكَ رِفداً
صفحه : 167
وَ كَانَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ حَضَرَ مَعَ عَمّهِ الحُسَينِ ع يَومَ الطّفّ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ أُسِرَ البَاقُونَ مِن أَهلِهِ جَاءَهُ أَسمَاءُ بِنتُ خَارِجَةَ فَانتَزَعَهُ مِن بَينِ الأُسَارَي وَ قَالَ وَ اللّهِ لَا يُوصَلُ إِلَي ابنِ خَولَةَ أَبَداً فَقَالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ دَعُوا لأِبَيِ حَسّانَ ابنِ أُختِهِ وَ يُقَالُ إِنّهُ أُسِرَ وَ كَانَ بِهِ جِرَاحٌ قَد أشُفيَِ مِنهُ وَ روُيَِ أَنّ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ ع خَطَبَ إِلَي عَمّهِ الحُسَينِ ع إِحدَي ابنَتَيهِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع اختَر يَا بنُيَّ أَحَبّهُمَا إِلَيكَ فَاستَحيَا الحَسَنُ وَ لَم يُحِر جَوَاباً فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع فإَنِيّ قَدِ اختَرتُ لَكَ ابنتَيِ فَاطِمَةَ فهَيَِ أَكثَرُهُمَا شَبَهاً بِفَاطِمَةَ أمُيّ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص وَ قُبِضَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ وَ لَهُ خَمسٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً رَحِمَهُ اللّهُ وَ أَخُوهُ زَيدُ بنُ الحَسَنِ حيَّ وَ وَصّي إِلَي أَخِيهِ مِن أُمّهِ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ طَلحَةَ وَ لَمّا مَاتَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ ضَرَبَت زَوجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع عَلَي قَبرِهِ فُسطَاطاً وَ كَانَت تَقُومُ اللّيلَ وَ تَصُومُ النّهَارَ وَ كَانَت تُشَبّهُ بِالحُورِ العِينِ لِجَمَالِهَا فَلَمّا كَانَ رَأسُ السّنَةِ قَالَت لِمَوَالِيهَا إِذَا أَظلَمَ اللّيلُ فَقَوّضُوا هَذَا الفُسطَاطَ فَلَمّا أَظلَمَ اللّيلُ سَمِعَت صَوتاً يَقُولُ هَل وَجَدُوا مَا فَقَدُوا فَأَجَابَهُ آخَرُ يَقُولُ بَل يَئِسُوا فَانقَلَبُوا وَ مَضَي الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ وَ لَم يَدّعِ الإِمَامَةَ وَ لَا ادّعَاهَا لَهُ مُدّعٍ كَمَا وَصَفنَاهُ مِن حَالِ أَخِيهِ رَحِمَهُ اللّهُ وَ أَمّا عَمرٌو وَ القَاسِمُ وَ عَبدُ اللّهِ بَنُو الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَإِنّهُم استَشهَدُوا بَينَ يدَيَ عَمّهِمُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع بِالطّفّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ أَرضَاهُم وَ أَحسَنَ عَنِ الدّينِ وَ الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ جَزَاءَهُم وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ الحَسَنِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ خَرَجَ مَعَ عَمّهِ الحُسَينِ ع إِلَي الحَجّ فتَوُفُيَّ بِالأَبوَاءِ وَ هُوَ مُحرِمٌ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ وَ الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ المَعرُوفُ بِالأَثرَمِ كَانَ لَهُ فَضلٌ وَ لَم يَكُن لَهُ ذِكرٌ فِي ذَلِكَ وَ طَلحَةُ بنُ الحَسَنِ كَانَ جَوَاداً
بيان قوله و مايمنعه أي المشيب قوله ماألوتك رفدا أي
صفحه : 168
ماقصرت في رفدك قوله قدأشفي منه أي أشرف علي الهلاك وقوضت البناء نقضته
4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أَولَادُهُ ع ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذَكَراً وَ ابنَةٌ وَاحِدَةٌ عَبدُ اللّهِ وَ عُمَرُ وَ القَاسِمُ أُمّهُم أُمّ وَلَدٍ وَ الحُسَينُ الأَثرَمُ وَ الحَسَنُ أُمّهُمَا خَولَةُ بِنتُ مَنظُورٍ الفَزَارِيّةُ وَ العَقِيلُ وَ الحَسَنُ أُمّهُمَا أُمّ بَشِيرٍ بِنتُ أَبِي مَسعُودٍ الخَزرَجِيّةُ وَ زَيدٌ وَ عُمَرُ مِنَ الثّقَفِيّةِ وَ عَبدُ الرّحمَنِ مِن أُمّ وَلَدٍ وَ طَلحَةُ وَ أَبُو بَكرٍ أُمّهُمَا أُمّ إِسحَاقَ بِنتُ طَلحَةَ التيّميِّ وَ أَحمَدُ وَ إِسمَاعِيلُ وَ الحَسَنُ الأَصغَرُ ابنَتُهُ أُمّ الحَسَنِ فَقَط عِندَ عَبدِ اللّهِ وَ يُقَالُ وَ أُمّ الحُسَينِ وَ كَانَتَا مِن أُمّ بَشِيرٍ الخُزَاعِيّةِ وَ فَاطِمَةُ مِن أُمّ إِسحَاقَ بِنتِ طَلحَةَ وَ أُمّ عَبدِ اللّهِ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ رُقَيّةُ لِأُمّهَاتِ أَولَادٍ
صفحه : 169
وَ قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ ع مِن أَولَادِهِ عَبدُ اللّهِ وَ القَاسِمُ وَ أَبُو بَكرٍ وَ المُعَقّبُونَ مِن أَولَادِهِ اثنَانِ زَيدُ بنُ الحَسَنِ وَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ أَبُو طَالِبٍ المكَيّّ فِي قُوتِ القُلُوبِ أَنّهُ ع تَزَوّجَ مِائَتَينِ وَ خَمسِينَ امرَأَةً وَ قَد قِيلَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ كَانَ عَلِيّ ع يَضجَرُ مِن ذَلِكَ فَكَانَ يَقُولُ فِي خُطبَتِهِ إِنّ الحَسَنَ مِطلَاقٌ فَلَا تُنكِحُوهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ المُحَدّثُ فِي رامش أفزاي أَنّ هَذِهِ النّسَاءَ كُلّهُنّ خَرَجنَ فِي خَلفِ جَنَازَتِهِ حَافِيَاتٍ
صفحه : 170
البخُاَريِّ لَمّا مَاتَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع ضَرَبَتِ امرَأَتُهُ القُبّةَ عَلَي قَبرِهِ سَنَةً ثُمّ رَفَعَت فَسَمِعُوا صَائِحاً يَقُولُ هَل وَجَدُوا مَا فَقَدُوا فَأَجَابَهُ آخَرُ بَل يَئِسُوا فَانقَلَبُوا وَ فِي رِوَايَةٍ غَيرِهَا أَنّهَا أَنشَدَت بَيتَ لَبِيدٍ
صفحه : 171
إِلَي الحَولِ ثُمّ اسمُ السّلَامِ عَلَيكُمَا | وَ مَن يَبكِ حَولًا كَامِلًا فَقَدِ اعتَذَرَ |
5-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي الإِحيَاءِ أَنّهُ خَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع إِلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَارِثِ بِنتَهُ فَأَطرَقَ عَبدُ الرّحمَنِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ مَن يمَشيِ عَلَيهَا أَعَزّ عَلَيّ مِنكَ وَ لَكِنّكَ تَعلَمُ أَنّ ابنتَيِ بَضعَةٌ منِيّ وَ أَنتَ مِطلَاقٌ فَأَخَافُ أَن تُطَلّقَهَا وَ إِن فَعَلتَ خَشِيتُ أَن يَتَغَيّرَ قلَبيِ عَلَيكَ لِأَنّكَ بَضعَةٌ مِن رَسُولِ اللّهِص فَإِن شَرَطتَ أَن لَا تُطَلّقَهَا زَوّجتُكَ فَسَكَتَ الحَسَنُ ع وَ قَامَ وَ خَرَجَ فَسُمِعَ مِنهُ يَقُولُ مَا أَرَادَ عَبدُ الرّحمَنِ إِلّا أَن يَجعَلَ ابنَتَهُ طَوقاً فِي عنُقُيِ وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ سِيرِينَ أَنّهُ خَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع إِلَي مَنظُورِ بنِ رَيّانَ ابنَتَهُ خَولَةَ فَقَالَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُنكِحُكَ وَ إنِيّ لَأَعلَمُ أَنّكَ غَلِقٌ طَلِقٌ مَلِقٌ غَيرَ أَنّكَ أَكرَمُ العَرَبِ بَيتاً وَ أَكرَمُهُم نَفساً فَوُلِدَ مِنهَا الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ وَ رَأَي يَزِيدُ امرَأَةَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ أُمّ خَالِدٍ بِنتَ أَبِي جَندَلٍ فَهَامَ بِهَا وَ شَكَا ذَلِكَ إِلَي أَبِيهِ فَلَمّا حَضَرَ عَبدُ اللّهِ عِندَ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ لَقَد عَقَدتُ لَكَ عَلَيّ وِلَايَةَ البَصرَةِ وَ لَو لَا أَنّ لَكَ زَوجَةً لَزَوّجتُكَ رَملَةَ فَمَضَي عَبدُ اللّهِ وَ طَلّقَ زَوجَتَهُ طَمَعاً فِي رَملَةَ فَأَرسَلَ مُعَاوِيَةُ أَبَا هُرَيرَةَ لِيَخطُبَ أُمّ خَالِدٍ لِيَزِيدَ ابنِهِ وَ بَذَلَ لَهَا مَا أَرَادَت مِنَ الصّدَاقِ فَاطّلَعَ عَلَيهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ ع فَاختَارَتِ
صفحه : 172
الحَسَنَ فَتَزَوّجَهَا
توضيح رجل غَلِقٌ بكسر اللام سيّئ الخلق و رجل مَلِقٌ بكسر اللام يعطي بلسانه ما ليس في قلبه و قال الجزريّ في حديث الحسن إنك رجل طَلِق أي كثير طلاق النساء
6- كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ لَا تُزَوّجُوا الحَسَنَ فَإِنّهُ رَجُلٌ مِطلَاقٌ فَقَامَ رَجُلٌ مِن هَمدَانَ فَقَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَنُزَوّجَنّهُ وَ هُوَ ابنُ رَسُولِ اللّهِص وَ ابنُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَإِن شَاءَ أَمسَكَ وَ إِن شَاءَ طَلّقَ
7- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع طَلّقَ خَمسِينَ امرَأَةً فَقَامَ عَلِيّ ع بِالكُوفَةِ فَقَالَ يَا مَعشَرَ أَهلِ الكُوفَةِ لَا تُنكِحُوا الحَسَنَ فَإِنّهُ رَجُلٌ مِطلَاقٌ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَنُنكِحَنّهُ إِنّهُ ابنُ رَسُولِ اللّهِص وَ ابنُ فَاطِمَةَ ع فَإِن أَعجَبَهُ أَمسَكَ وَ إِن كَرِهَ طَلّقَ
8- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي مَريَمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ توُفُيَّ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بِالأَبوَاءِ وَ هُوَ مُحرِمٌ وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ وَ عَبدُ اللّهِ وَ عُبَيدُ اللّهِ ابنَا العَبّاسِ فَكَفّنُوهُ وَ خَمّرُوا وَجهَهُ وَ رَأسَهُ وَ لَم يُحَنّطُوهُ وَ قَالَ هَكَذَا فِي كِتَابِ عَلِيّ
صفحه : 173
9- أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ حَبِيبٍ كَانَ الحَسَنُ ع إِذَا أَرَادَ أَن يُطَلّقَ امرَأَةً جَلَسَ إِلَيهَا فَقَالَ أَ يَسُرّكِ أَن أَهَبَ لَكِ كَذَا وَ كَذَا فَتَقُولُ لَهُ مَا شِئتَ أَو نَعَم فَيَقُولُ هُوَ لَكِ فَإِذَا قَامَ أَرسَلَ إِلَيهَا بِالطّلَاقِ وَ بِمَا سَمّي لَهَا
وَ رَوَي أَبُو الحَسَنِ المدَاَئنِيِّ قَالَ تَزَوّجَ الحَسَنُ ع هِنداً بِنتَ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو وَ كَانَت عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرِ بنِ كَرِيزٍ فَطَلّقَهَا فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي أَبِي هُرَيرَةَ أَن يَخطُبَهَا عَلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ الحَسَنُ ع فاَذكرُنيِ لَهَا فَأَتَاهَا أَبُو هُرَيرَةَ فَأَخبَرَهَا الخَبَرَ فَقَالَتِ اختَر لِي فَقَالَ أَختَارُ لَكِ الحَسَنَ فَزَوّجَتهُ وَ روُيَِ أَيضاً أَنّهُ ع تَزَوّجَ حَفصَةَ بِنتَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي بَكرٍ وَ كَانَ المُنذِرُ بنُ الزّبَيرِ يَهوَاهَا فَأُبلِغَ الحَسَنُ عَنهَا شَيئاً فَطَلّقَهَا فَخَطَبَهَا المُنذِرُ فَأَبَت أَن تُزَوّجَهُ وَ قَالَت شهَرّنَيِ وَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ المدَاَئنِيِّ كَانَ الحَسَنُ ع كَثِيرَ التّزوِيجِ تَزَوّجَ خَولَةَ بِنتَ مَنظُورِ بنِ زِيَادٍ الفَزَارِيّةَ فَوَلَدَت لَهُ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ وَ أُمّ إِسحَاقَ بِنتَ طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ فَوَلَدَت لَهُ ابناً سَمّاهُ طَلحَةَ وَ أُمّ بِشرٍ بِنتَ أَبِي مَسعُودٍ الأنَصاَريِّ فَوَلَدَت لَهُ زَيداً وَ جَعدَةَ بِنتَ الأَشعَثِ وَ هيَِ التّيِ سَمّتهُ وَ هِنداً بِنتَ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو وَ حَفصَةَ ابنَةَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي بَكرٍ وَ امرَأَةً مِن كَلبٍ وَ امرَأَةً مِن بَنَاتِ عَمرِو بنِ الأَهيَمِ المنِقرَيِّ وَ امرَأَةً مِن ثَقِيفٍ فَوَلَدَت لَهُ عُمَرَ وَ امرَأَةً مِن بَنَاتِ عَلقَمَةَ بنِ زُرَارَةَ وَ امرَأَةً مِن بنَيِ شَيبَانَ مِن آلِ هَمّامِ بنِ مُرّةَ فَقِيلَ لَهُ إِنّهَا تَرَي رأَيَ الخَوَارِجِ فَطَلّقَهَا وَ قَالَ إنِيّ أَكرَهُ أَن أَضُمّ إِلَي نحَريِ جَمرَةً مِن جَمرِ جَهَنّمَ قَالَ المدَاَئنِيِّ وَ خَطَبَ إِلَي رَجُلٍ فَزَوّجَهُ وَ قَالَ لَهُ إنِيّ مُزَوّجُكَ وَ أَعلَمُ أَنّكَ مَلِقٌ طَلِقٌ غَلِقٌ وَ لَكِنّكَ خَيرُ النّاسِ نَسَباً وَ أَرفَعُهُم جَدّاً وَ أَباً وَ قَالَ أحُصيَِ زَوجَاتُ الحَسَنِ ع فَكُنّ سَبعِينَ امرَأَةً
10- د،[العدد القوية] تَزَوّجَ ع سَبعِينَ حُرّةً وَ مَلِكَ مِائَةً وَ سِتّينَ أَمَةً فِي سَائِرِ عُمُرِهِ وَ كَانَ أَولَادُهُ خَمسَةَ عَشَرَ
صفحه : 174
1- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ لَمّا احتُضِرَ الحَسَنُ ع قَالَ لِلحُسَينِ يَا أخَيِ إنِيّ أُوصِيكَ بِوَصِيّةٍ إِذَا أَنَا مِتّ فهَيَئّنيِ وَ وجَهّنيِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص لِأُحدِثَ بِهِ عَهداً ثُمّ اصرفِنيِ إِلَي أمُيّ فَاطِمَةَ ع ثُمّ ردُنّيِ فاَدفنِيّ بِالبَقِيعِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
2-عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِّ بِإِسنَادِهِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ الوَفَاةُ قَالَ يَا قَنبَرُ انظُر هَل تَرَي وَرَاءَ بَابِكَ مُؤمِناً مِن غَيرِ آلِ مُحَمّدٍ فَقَالَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابنُ رَسُولِهِ أَعلَمُ قَالَ امضِ فَادعُ لِي مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ قَالَ فَأَتَيتُهُ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ قَالَ هَل حَدَثَ إِلّا خَيرٌ قُلتُ أَجِب أَبَا مُحَمّدٍ فَعَجِلَ عَن شِسعِ نَعلِهِ فَلَم يُسَوّهِ فَخَرَجَ معَيِ يَعدُو
صفحه : 175
فَلَمّا قَامَ بَينَ يَدَيهِ سَلّمَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ اجلِس فَلَيسَ يَغِيبُ مِثلُكَ عَن سَمَاعِ كَلَامٍ يَحيَا بِهِ الأَموَاتُ وَ يَمُوتُ بِهِ الأَحيَاءُ كُونُوا أَوعِيَةَ العِلمِ وَ مَصَابِيحَ الدّجَي فَإِنّ ضَوءَ النّهَارِ بَعضُهُ أَضوَأُ مِن بَعضٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ وُلدَ اِبرَاهِيمَ أَئِمّةً وَ فَضّلَ بَعضَهُم عَلَي بَعضٍ وَ آتَي دَاوُدَ زَبُوراً وَ قَد عَلِمتَ بِمَا استَأثَرَ اللّهُ مُحَمّداًص يَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ إنِيّ لَا أَخَافُ عَلَيكَ الحَسَدَ وَ إِنّمَا وَصَفَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ الكَافِرِينَ فَقَالَكُفّاراً حَسَداً مِن عِندِ أَنفُسِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الحَقّ وَ لَم يَجعَلِ اللّهُ لِلشّيطَانِ عَلَيكَ سُلطَاناً يَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ أَ لَا أُخبِرُكَ بِمَا سَمِعتُ مِن أَبِيكَ ع فِيكَ قَالَ بَلَي قَالَ سَمِعتُ أَبَاكَ يَقُولُ يَومَ البَصرَةِ مَن أَحَبّ أَن يبَرَنّيِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَليَبَرّ مُحَمّداً يَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ لَو شِئتُ أَن أُخبِرَكَ وَ أَنتَ نُطفَةٌ فِي ظَهرِ أَبِيكَ لَأَخبَرتُكَ يَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ بَعدَ وَفَاةِ نفَسيِ وَ مُفَارَقَةِ روُحيِ جسِميِ إِمَامٌ مِن بعَديِ وَ عِندَ اللّهِ فِي الكِتَابِ الماَضيِ وِرَاثَةَ النّبِيّ أَصَابَهَا فِي وِرَاثَةِ أَبِيهِ وَ أُمّهِ عَلِمَ اللّهُ أَنّكُم خَيرُ خَلقِهِ فَاصطَفَي مِنكُم مُحَمّداً وَ اختَارَ مُحَمّدٌ عَلِيّاً وَ اختاَرنَيِ عَلِيّ لِلإِمَامَةِ وَ اختَرتُ أَنَا الحُسَينَ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ أَنتَ إمِاَميِ وَ سيَدّيِ وَ أَنتَ وسَيِلتَيِ إِلَي مُحَمّدٍ وَ اللّهِ لَوَدِدتُ أَنّ نفَسيِ ذَهَبَت قَبلَ أَن أَسمَعَ مِنكَ هَذَا الكَلَامَ أَلَا وَ إِنّ فِي رأَسيِ كَلَاماً لَا تَنزِفُهُ الدّلَاءُ وَ لَا تُغَيّرُهُ بُعدُ الرّيَاحِ كَالكِتَابِ المُعجَمِ فِي الرّقّ المُنَمنَمِ أَهُمّ بِإِبدَائِهِ فأَجَدِنُيِ سُبِقتُ إِلَيهِ سَبقَ الكِتَابِ المُنزَلِ وَ مَا جَاءَت بِهِ الرّسُلُ وَ إِنّهُ لَكَلَامٌ يَكِلّ بِهِ لِسَانُ النّاطِقِ وَ يَدُ الكَاتِبِ وَ لَا يَبلُغُ فَضلَكَ وَ كَذَلِكَ يجَزيِ اللّهُ المُحسِنِينَ وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ
صفحه : 176
الحُسَينُ أَعلَمُنَا عِلماً وَ أَثقَلُنَا حِلماً وَ أَقرَبُنَا مِن رَسُولِ اللّهِ رَحِماً كَانَ إِمَاماً قَبلَ أَن يُخلَقَ وَ قَرَأَ الوحَيَ قَبلَ أَن يَنطِقَ وَ لَو عَلِمَ اللّهُ أَنّ أَحَداً خَيرٌ مِنّا مَا اصطَفَي مُحَمّداًص فَلَمّا اختَارَ مُحَمّداً وَ اختَارَ مُحَمّدٌ عَلِيّاً إِمَاماً وَ اختَارَكَ عَلِيّ بَعدَهُ وَ اختَرتَ الحُسَينَ بَعدَكَ سَلّمنَا وَ رَضِينَا بِمَن هُوَ الرّضَا وَ بِمَن نَسلَمُ بِهِ مِنَ المُشكِلَاتِ
بيان قوله فقال الله أي لاتحتاج إلي أن أذهب وأري فإنك بعلومك الربانية أعلم بما أخبرك بعدالنظر ويحتمل أن يكون المراد بالنظر النظر بالقلب بما علموه من ذلك فإنه كان من أصحاب الأسرار فلذا قال أنت أعلم به مني من هذه الجهة ولعل السؤال لأنه كان يريد أولا أن يبعث غيرقنبر لطلب ابن الحنفية فلما لم يجد غيره بعثه . ويحتمل أن يكون أراد بقوله مؤمنا ملك الموت ع فإنه كان يقف ويستأذن للدخول عليهم فلعله أتاه بصورة بشر فسأل قنبرا عن ذلك ليعلم أنه يراه أم لافجوابه حينئذ إني لاأري أحدا و أنت أعلم بما تقول وتري ما لاأري فلما علم أنه الملك بعث إلي أخيه .فعجل عن شسع نعله أي صار تعجيله مانعا عن عقد شسع النعل قوله عن سماع كلام أي النص علي الخليفة فإن السامع إذاأقر فهو حي بعدوفاته و إذاأنكر فهو ميت في حياته أوالمعني أنه سبب لحياة الأموات بالجهل والضلالة بحياة العلم والإيمان وسبب لموت الأحياء بالحياة الظاهرية أوبالحياة المعنوية إن لم يقبلوه وقيل يموت به الأحياء أي بالموت الإرادي عن لذات هذه النشأة ألذي هوحياة أخروية في دار الدنيا و هوبعيد.كونوا أوعية العلم تحريص علي استماع الوصية وقبولها ونشرها أو
صفحه : 177
علي متابعة الإمام والتعلم منه وتعليم الغير قوله ع فإن ضوء النهار أي لاتستنكفوا عن التعلم و إن كنتم علماء فإن فوق كُلّ ذيِ عِلمٍ عَلِيمٌ أو عن تفضيل بعض الإخوة علي بعض . والحاصل أنه قداستقر في نفوس الجهلة بسبب الحسد أن المتشعبين من أصل واحد في الفضل سواء ولذا يستنكف بعض الإخوة والأقارب عن متابعة بعضهم و كان الكفار يقولون للأنبياءما أَنتُم إِلّا بَشَرٌ مِثلُنافأزال ع تلك الشبهة بالتشبيه بضوء النهار في ساعاته المختلفة فإن كله من الشمس لكن بعضه أضوأ من بعض كأول الفجر و بعدطلوع الشمس و بعدالزوال وهكذا فباختلاف الاستعدادات والقابليات تختلف إفاضة الأنوار علي المواد. و قوله أ ماعلمت أن الله تمثيل لماذكر سابقا وتأكيد له و قوله فجعل ولد ابراهيم أئمة إشارة إلي قوله تعالي وَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ نافِلَةً وَ كُلّا جَعَلنا صالِحِينَ وَ جَعَلناهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا و قوله وفضل إلخ إشارة إلي قوله سبحانه وَ لَقَد فَضّلنا بَعضَ النّبِيّينَ عَلي بَعضٍ وَ آتَينا داوُدَ زَبُوراً. و قدعلمت بما استأثر أي علمت بأي جهة استأثر الله محمدا أي فضله إنما كان لوفور علمه ومكارم أخلاقه لابنسبه وحسبه و أنت تعلم أن الحسين أفضل منك بجميع هذه الجهات ويحتمل أن تكون مامصدرية والباء لتقوية التعدية أي علمت استيثار الله إياه قوله إني لاأخاف فيما عندنا من نسخ الكافي إني أخاف ولعل ماهنا أظهر. قوله ع و لم يجعل الله الظاهر أن المراد قطع عذره في ترك ذلك أي ليس للشيطان عليك سلطان يجبرك علي الإنكار و لاينافي ذلك قوله تعالي إِنّما سُلطانُهُ عَلَي الّذِينَ يَتَوَلّونَهُلأن ذلك بجعل أنفسهم لابجعل الله أوالسلطان في الآية محمول علي ما لايتحقق معه الجبر أوالمعني أنك من عباد الله الصالحين
صفحه : 178
و قد قال تعالي إِنّ عبِاديِ لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ ويحتمل أن تكون جملة دعائية. قوله ع و عند الله في الكافي و عند الله جل اسمه في الكتاب وراثة من النبي ص أضافها الله عز و جل له في وراثة أبيه وأمه صلي الله عليهما فعلم الله أي كونه إماما مثبت عند الله في اللوح أو في القرآن و قدذكر الله وراثته مع وراثة أبيه وأمه كماسبق في وصية النبي ص فيكون في بمعني إلي أو مع ويحتمل أن تكون في سببية كما أن الظاهر مما في الكتاب أن يكون كذلك . قوله ره ألا و إن في رأسي كلاما أي في فضائلك ومناقبك لاتنزفه الدلاء أي لاتفنيه كثرة البيان من قولك نزفت ماء البئر إذانزحت كله و لاتغيره بعدالرياح كناية عن عذوبته وعدم تكدره بقلة ذكره فإن ما لم تهب عليه الرياح تتغير و في الكافي نغمة الرياح و إن ذلك أيضا قديصير سببا للتغير أي لايتكرر و لايتكدر بكثرة الذكر ومرور الأزمان أوكني بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحق كما قال تعالي يُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم. قوله كالكتاب المعجم من الإعجام بمعني الإغلاق يقال أعجمت الكتاب خلاف أعربته و باب معجم كمكرم مقفل كناية عن أنه من الرموز والأسرار أو من التعجيم أوالإعجام بمعني إزالة العجمة بالنقط والإعراب أشار به إلي إبانته عن المكنونات والرقّ ويكسر جلد رقيق يكتب فيه والصحيفة البيضاء ويقال نمنمه أي زخرفه ورقّشه والنبت المنمنم الملتفّ المجتمع و في بعض نسخ الكافي المنهم من النهمة بلوغ الهمة في الشيء كناية عن كونه ممتلئا أو من قولهم إنهم البرد والشحم أي ذابا كناية عن إغلاقه كأنه قدذاب ومحي. قوله فأجدني أي كلما أهم أن أذكر من فضائلك شيئا أجده مذكورا في كتاب الله وكتب الأنبياء وقيل أي سبقتني إليه أنت وأخوك لذكره في القرآن
صفحه : 179
وكتب الأنبياء وعلمها عندكما والظاهر أن سبق مصدر ويحتمل أن يكون فعلا ماضيا علي الاستئناف و علي التقديرين سبقت علي صيغة المجهول وإنه أي ما في رأسي. و في بعض نسخ الكافي بعد قوله ويد الكاتب حتي لايجد قلما ويؤتي بالقرطاس حمما وضمير يجد للكاتب وكذا ضمير يؤتي أي يكتب حتي تفني الأقلام وتسود جميع القراطيس والحمم بضم الحاء وفتح الميم جمع الحممة كذلك أي الفحمة يشبه بهاالشيء الكثير السواد وضمير يبلغ للكاتب .أعلمنا علما علما تميز للنسبة علي المبالغة والتأكيد كان إماما و في الكافي كان فقيها قبل أن يخلق أي بدنه الشريف كمامر أن أرواحهم المقدسة قبل تعلقها بأجسادهم المطهرة كانت عالمة بالعلوم اللدنية ومعلمة للملائكة قبل أن ينطق أي بين الناس كماورد أنه ع أبطأ عن الكلام أومطلقا إشارة إلي علمه في عالم الأرواح و في الرحم . و في الكافي في آخر الخبر من بغيره يرضي و من كنا نسلم به من مشكلات أمرنا فقوله من بغيره يرضي الاستفهام للإنكار والظرف متعلق بما بعده وضمير يرضي راجع إلي من و في بعض النسخ بالنون و هو لايستقيم إلابتقدير الباء في أول الكلام أي بمن بغيره نرضي و في بعضها من بعزه نرضي أي هو من بعزه وغلبته نرضي أوالموصول مفعول رضينا و من كنا نسلم به أيضا إما استفهام إنكار بتقدير غيره ونسلم إما بالتشديد فكلمة من تعليلية أوبالتخفيف أي نصير به سالما من الابتلاء بالمشكلات و علي الاحتمال الأخير في الفقرة السابقة معطوف علي الخبر أو علي المفعول ويؤيد الأخير فيهما ماهنا
صفحه : 180
1- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِّ عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ الأسَدَيِّ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ عَبَايَةُ بنُ ربِعيِّ عَلَي امرَأَةٍ فِي[ مِن]بنَيِ وَالِبَةَ قَدِ احتَرَقَ وَجهُهَا مِنَ السّجُودِ فَقَالَ لَهَا عَبَايَةُ يَا حَبَابَةُ هَذَا ابنُ أَخِيكِ قَالَت وَ أَيّ أَخٍ قَالَ صَالِحُ بنُ مِيثَمٍ قَالَت ابنُ أخَيِ وَ اللّهِ حَقّاً يَا ابنَ أخَيِ أَ لَا أُحَدّثُكَ حَدِيثاً سَمِعتُهُ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ قَالَ قُلتُ بَلَي يَا عَمّةُ قَالَت كُنتُ زَوّارَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَت فَحَدَثَ بَينَ عيَنيِ وَضَحٌ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَيّ وَ احتَبَستُ عَلَيهِ أَيّاماً فَسَأَلَ عنَيّ مَا فَعَلَت حَبَابَةُ الوَالِبِيّةُ فَقَالُوا إِنّهَا حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ بَينَ عَينَيهَا فَقَالَ لِأَصحَابِهِ قُومُوا إِلَيهَا فَجَاءَ مَعَ أَصحَابِهِ حَتّي دَخَلَ عَلَيّ وَ أَنَا فِي مسَجدِيِ هَذَا فَقَالَ يَا حَبَابَةُ مَا أَبطَأَ بِكِ عَلَيّ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ حَدَثَ هَذَا بيِ قَالَت فَكَشَفتُ القِنَاعَ فَتَفَلَ عَلَيهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا حَبَابَةُ أحَدثِيِ لِلّهِ شُكراً فَإِنّ اللّهَ قَد دَرَأَهُ عَنكِ قَالَت فَخَرَرتُ سَاجِدَةً قَالَت فَقَالَ يَا حَبَابَةُ ارفعَيِ رَأسَكِ وَ انظرُيِ فِي مِرآتِكِ قَالَت فَرَفَعتُ رأَسيِ فَلَم أُحِسّ مِنهُ شَيئاً قَالَت فَحَمِدتُ اللّهَ
2- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ قَالَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ بِإِسنَادِهِ عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ فَنَظَرَ إلِيَّ فَقَالَ يَا حَبَابَةُ نَحنُ وَ شِيعَتُنَا عَلَي الفِطرَةِ وَ سَائِرُ النّاسِ مِنهَا بِرَاءٌ
3-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِّ عَن يَحيَي ابنِ أُمّ الطّوِيلِ قَالَكُنّا عِندَ الحُسَينِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ شَابّ يبَكيِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ مَا يُبكِيكَ قَالَ إِنّ واَلدِتَيِ تُوُفّيَت فِي هَذِهِ السّاعَةِ وَ لَم تُوصِ وَ لَهَا مَالٌ وَ كَانَت قَد أمَرَتَنيِ أَن لَا
صفحه : 181
أُحدِثَ فِي أَمرِهَا شَيئاً حَتّي أُعلِمَكَ خَبَرَهَا فَقَالَ الحُسَينُ ع قُومُوا حَتّي نَصِيرَ إِلَي هَذِهِ الحُرّةِ فَقُمنَا مَعَهُ حَتّي انتَهَينَا إِلَي بَابِ البَيتِ ألّذِي تُوُفّيَت فِيهِ المَرأَةُ مُسَجّاةً فَأَشرَفَ عَلَي البَيتِ وَ دَعَا اللّهَ لِيُحيِيَهَا حَتّي توُصيَِ بِمَا تُحِبّ مِن وَصِيّتِهَا فَأَحيَاهَا اللّهُ وَ إِذَا المَرأَةُ جَلَسَت وَ هيَِ تَتَشَهّدُ ثُمّ نَظَرَت إِلَي الحُسَينِ ع فَقَالَتِ ادخُلِ البَيتَ يَا موَلاَيَ وَ مرُنيِ بِأَمرِكَ فَدَخَلَ وَ جَلَسَ عَلَي مِخَدّةٍ ثُمّ قَالَ لَهَا وصَيّ يَرحَمُكِ اللّهُ فَقَالَت يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لِي مِنَ المَالِ كَذَا وَ كَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا فَقَد جَعَلتُ ثُلُثَهُ إِلَيكَ لِتَضَعَهُ حَيثُ شِئتَ مِن أَولِيَائِكَ وَ الثّلُثَانِ لاِبنيِ هَذَا إِن عَلِمتَ أَنّهُ مِن مَوَالِيكَ وَ أَولِيَائِكَ وَ إِن كَانَ مُخَالِفاً فَخُذهُ إِلَيكَ فَلَا حَقّ فِي المُخَالِفِينَ فِي أَموَالِ المُؤمِنِينَ ثُمّ سَأَلَتهُ أَن يصُلَيَّ عَلَيهَا وَ أَن يَتَوَلّي أَمرَهَا ثُمّ صَارَتِ المَرأَةُ مَيّتَةً كَمَا كَانَت
4- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع قَالَ أَقبَلَ أعَراَبيِّ إِلَي المَدِينَةِ لِيَختَبِرَ الحُسَينَ ع لِمَا ذُكِرَ لَهُ مِن دَلَائِلِهِ فَلَمّا صَارَ بِقُربِ المَدِينَةِ خَضخَضَ وَ دَخَلَ المَدِينَةَ فَدَخَلَ عَلَي الحُسَينِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ ع أَ مَا تسَتحَييِ يَا أعَراَبيِّ أَن تَدخُلَ إِلَي إِمَامِكَ وَ أَنتَ جُنُبٌ فَقَالَ أَنتُم مَعَاشِرَ العَرَبِ إِذَا دَخَلتُم[خَلَوتُم]خَضخَضتُم فَقَالَ الأعَراَبيِّ قَد بَلَغتُ حاَجتَيِ مِمّا جِئتُ فِيهِ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ فَاغتَسَلَ وَ رَجَعَ إِلَيهِ فَسَأَلَهُ عَمّا كَانَ فِي قَلبِهِ
بيان قال الجزري الخضخضة الاستمناء و هواستنزال المني في غيرالفرج وأصل الخضخضة التحريك
5-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن مَندَلِ بنِ هَارُونَ بنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ الحُسَينُ ع أَن يُنفِذَ غِلمَانَهُ فِي بَعضِ أُمُورِهِ قَالَ لَهُم لَا تَخرُجُوا يَومَ كَذَا اخرُجُوا يَومَ كَذَا فَإِنّكُم إِن خاَلفَتمُوُنيِ قُطِعَ عَلَيكُم فَخَالَفُوهُ مَرّةً وَ خَرَجُوا فَقَتَلَهُمُ اللّصُوصُ وَ أَخَذُوا مَا مَعَهُم وَ اتّصَلَ الخَبَرُ إِلَي الحُسَينِ ع فَقَالَ لَقَد حَذّرتُهُم فَلَم يَقبَلُوا منِيّ
صفحه : 182
ثُمّ قَامَ مِن سَاعَتِهِ وَ دَخَلَ عَلَي الواَليِ فَقَالَ الواَليِ بلَغَنَيِ قَتلُ غِلمَانِكَ فَآجَرَكَ اللّهُ فِيهِم فَقَالَ الحُسَينُ ع فإَنِيّ أَدُلّكَ عَلَي مَن قَتَلَهُم فَاشدُد يَدَكَ بِهِم قَالَ أَ وَ تَعرِفُهُم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ نَعَم كَمَا أَعرِفُكَ وَ هَذَا مِنهُم فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي رَجُلٍ وَاقِفٍ بَينَ يدَيَِ الواَليِ فَقَالَ الرّجُلُ وَ مِن أَينَ قصَدَتنَيِ بِهَذَا وَ مِن أَينَ تَعرِفُ أنَيّ مِنهُم فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع إِن أَنَا صَدَقتُكَ تصُدَقّنُيِ قَالَ نَعَم وَ اللّهِ لَأُصَدّقَنّكَ فَقَالَ خَرَجتَ وَ مَعَكَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ ذَكَرَهُم كُلّهُم فَمِنهُم أَربَعَةٌ مِن موَاَليِ المَدِينَةِ وَ البَاقُونَ مِن جَيشَانِ[حُبشَانِ]المَدِينَةِ فَقَالَ الواَليِ وَ رَبّ القَبرِ وَ المِنبَرِ لتَصَدقُنُيِ أَو لَأُهرِقَنّ لَحمَكَ بِالسّيَاطِ فَقَالَ الرّجُلُ وَ اللّهِ مَا كَذَبَ الحُسَينُ وَ لَصَدَقَ وَ كَأَنّهُ كَانَ مَعَنَا فَجَمَعَهُمُ الواَليِ جَمِيعاً فَأَقَرّوا جَمِيعاً فَضَرَبَ أَعنَاقَهُم
6- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ رَجُلًا صَارَ إِلَي الحُسَينِ ع فَقَالَ جِئتُكَ أَستَشِيرُكَ فِي تزَويِجيِ فُلَانَةَ فَقَالَ لَا أُحِبّ ذَلِكَ وَ كَانَت كَثِيرَةَ المَالِ وَ كَانَ الرّجُلُ أَيضاً مُكثِراً فَخَالَفَ الحُسَينَ فَتَزَوّجَ بِهَا فَلَم يَلبَثِ الرّجُلُ حَتّي افتَقَرَ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع قَد أَشَرتُ إِلَيكَ فَخَلّ سَبِيلَهَا فَإِنّ اللّهَ يُعَوّضُكَ خَيراً مِنهَا ثُمّ قَالَ وَ عَلَيكَ بِفُلَانَةَ فَتَزَوّجهَا فَمَا مَضَت سَنَةٌ حَتّي كَثُرَ مَالُهُ وَ وَلَدَت لَهُ ذَكَراً وَ أُنثَي وَ رَأَي مِنهَا مَا أَحَبّ
7- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُ لَمّا وُلِدَ الحُسَينُ ع أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي جَبرَئِيلَ أَن يَهبِطَ فِي مَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَيُهَنّئَ مُحَمّداً فَهَبَطَ فَمَرّ بِجَزِيرَةٍ فِيهَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ فُطرُسُ بَعَثَهُ اللّهُ فِي شَيءٍ فَأَبطَأَ فَكَسَرَ جَنَاحَهُ فَأَلقَاهُ فِي تِلكَ الجَزِيرَةِ فَعَبَدَ اللّهَ سَبعَمِائَةِ عَامٍ فَقَالَ فُطرُسُ لِجَبرَئِيلَ إِلَي أَينَ فَقَالَ إِلَي مُحَمّدٍ قَالَ احملِنيِ مَعَكَ لَعَلّهُ يَدعُو لِي فَلَمّا دَخَلَ جَبرَئِيلُ وَ أَخبَرَ مُحَمّداً بِحَالِ فُطرُسَ قَالَ لَهُ النّبِيّ قُل يَتَمَسّحُ بِهَذَا المَولُودِ فَتَمَسّحَ فُطرُسُ بِمَهدِ الحُسَينِ ع فَأَعَادَ اللّهُ عَلَيهِ فِي الحَالِ جَنَاحَهُ ثُمّ ارتَفَعَ مَعَ جَبرَئِيلَ إِلَي السّمَاءِ
صفحه : 183
8- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]زُرَارَةُ بنُ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يُحَدّثُ عَن آبَائِهِ ع أَنّ مَرِيضاً شَدِيدَ الحُمّي عَادَهُ الحُسَينُ ع فَلَمّا دَخَلَ مِن بَابِ الدّارِ طَارَتِ الحُمّي عَنِ الرّجُلِ فَقَالَ لَهُ رَضِيتُ بِمَا أُوتِيتُم بِهِ حَقّاً حَقّاً وَ الحُمّي تَهرُبُ عَنكُم فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع وَ اللّهِ مَا خَلَقَ اللّهُ شَيئاً إِلّا وَ قَد أَمَرَهُ بِالطّاعَةِ لَنَا قَالَ فَإِذَا نَحنُ نَسمَعُ الصّوتَ وَ لَا نَرَي الشّخصَ يَقُولُ لَبّيكَ قَالَ أَ لَيسَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَمَرَكِ أَن لَا تقَربَيِ إِلّا عَدُوّاً أَو مُذنِباً لكِيَ تكَوُنيِ كَفّارَةً لِذُنُوبِهِ فَمَا بَالُ هَذَا فَكَانَ المَرِيضُ عَبدَ اللّهِ بنَ شَدّادِ بنِ الهَادِ الليّثيِّ
9- كش ،[رجال الكشي]وَجَدتُ فِي كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ بنِ نُعَيمٍ بِخَطّهِ رَوَي عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يُحَدّثُ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَجُلًا كَانَ مِن شِيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَرِيضاً شَدِيدَ الحُمّي فَعَادَهُ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
10- يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن أَيّوبَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ امرَأَةً كَانَت تَطُوفُ وَ خَلفَهَا رَجُلٌ فَأَخرَجَت ذِرَاعَهَا فَقَالَ بِيَدِهِ حَتّي وَضَعَهَا عَلَي ذِرَاعِهَا فَأَثَبتَ اللّهُ يَدَ الرّجُلِ فِي ذِرَاعِهَا حَتّي قَطَعَ الطّوَافَ وَ أُرسِلَ إِلَي الأَمِيرِ وَ اجتَمَعَ النّاسُ وَ أَرسَلَ إِلَي الفُقَهَاءِ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ اقطَع يَدَهُ فَهُوَ ألّذِي جَنَي الجِنَايَةَ فَقَالَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِن وُلدِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا نَعَم الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع قَدِمَ اللّيلَةَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ فَدَعَاهُ فَقَالَ انظُر مَا لقَيَِ ذَانِ فَاستَقبَلَ الكَعبَةَ وَ رَفَعَ يَدَيهِ فَمَكَثَ طَوِيلًا يَدعُو ثُمّ جَاءَ إِلَيهِمَا حَتّي خَلّصَ يَدَهُ مِن يَدِهَا فَقَالَ الأَمِيرُ أَ لَا تُعَاقِبُهُ بِمَا صَنَعَ قَالَ لَا
11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رَوَي عَبدُ العَزِيزِ بنُ كَثِيرٍ أَنّ قَوماً أَتَوا إِلَي الحُسَينِ ع وَ قَالُوا حَدّثنَا بِفَضَائِلِكُم قَالَ لَا تُطِيقُونَ وَ انحَازُوا عنَيّ لِأُشِيرَ إِلَي بَعضِكُم فَإِن أَطَاقَ
صفحه : 184
سَأُحَدّثُكُم فَتَبَاعَدُوا عَنهُ فَكَانَ يَتَكَلّمُ مَعَ أَحَدِهِم حَتّي دَهِشَ وَ وَلَهَ وَ جَعَلَ يَهِيمُ وَ لَا يُجِيبُ أَحَداً وَ انصَرَفُوا عَنهُ
صَفوَانُ بنُ مِهرَانَ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ ع يَقُولُ رَجُلَانِ اختَصَمَا فِي زَمَنِ الحُسَينِ ع فِي امرَأَةٍ وَ وَلَدِهَا فَقَالَ هَذَا لِي وَ قَالَ هَذَا لِي فَمَرّ بِهِمَا الحُسَينُ ع فَقَالَ لَهُمَا فِيمَا تَمرُجَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنّ الِامرَأَةَ لِي وَ قَالَ الآخَرُ إِنّ الوَلَدَ لِي فَقَالَ للِمدُعّيِ الأَوّلِ اقعُد فَقَعَدَ وَ كَانَ الغُلَامُ رَضِيعاً فَقَالَ الحُسَينُ ع يَا هَذِهِ اصدقُيِ مِن قَبلِ أَن يَهتِكَ اللّهُ سِترَكِ فَقَالَت هَذَا زوَجيِ وَ الوَلَدُ لَهُ وَ لَا أَعرِفُ هَذَا فَقَالَ ع يَا غُلَامُ مَا تَقُولُ هَذِهِ انطِق بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ لَهُ مَا أَنَا لِهَذَا وَ لَا لِهَذَا وَ مَا أَبِي إِلّا راَعيَِ لِآلِ فُلَانٍ فَأَمَرَ ع بِرَجمِهَا قَالَ جَعفَرٌ ع فَلَم يَسمَع أَحَدٌ نُطقَ ذَلِكَ الغُلَامِ بَعدَهَا
الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ قَالَسَأَلتُ الحُسَينَ ع فَقُلتُ سيَدّيِ أَسأَلُكَ عَن شَيءٍ أَنَا بِهِ مُوقِنٌ وَ إِنّهُ مِن سِرّ اللّهِ وَ أَنتَ المَسرُورُ إِلَيهِ ذَلِكَ السّرّ فَقَالَ يَا أَصبَغُ أَ تُرِيدُ أَن تَرَي مُخَاطَبَةَ رَسُولِ اللّهِ لأِبَيِ دُونٍ يَومَ مَسجِدِ قُبَا قَالَ هَذَا ألّذِي أَرَدتُ قَالَ قُم فَإِذَا أَنَا وَ هُوَ بِالكُوفَةِ فَنَظَرتُ فَإِذَا المَسجِدُ مِن قَبلِ أَن يَرتَدّ إلِيَّ بصَرَيِ فَتَبَسّمَ فِي وجَهيِ ثُمّ قَالَ يَا أَصبَغُ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ أعُطيَِ الرّيحَ غُدُوّهَا شَهرٌ وَ رَوَاحُهَا شَهرٌ وَ أَنَا قَد أُعطِيتُ أَكثَرَ مِمّا أعُطيَِ سُلَيمَانُ فَقُلتُ صَدَقتَ وَ اللّهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ نَحنُ الّذِينَ عِندَنَا عِلمُ الكِتَابِ وَ بَيَانُ مَا فِيهِ وَ لَيسَ عِندَ أَحَدٍ مِن خَلقِهِ مَا عِندَنَا لِأَنّا أَهلُ سِرّ اللّهِ فَتَبَسّمَ فِي وجَهيِ ثُمّ قَالَ نَحنُ آلُ اللّهِ وَ وَرَثَةُ رَسُولِهِ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي ذَلِكَ قَالَ لِي ادخُل فَدَخَلتُ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللّهِص مُحتَبِئٌ فِي المِحرَابِ بِرِدَائِهِ فَنَظَرتُ فَإِذَا أَنَا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَابِضٌ عَلَي تَلَابِيبِ الأَعسَرِ فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِ يَعَضّ عَلَي الأَنَامِلِ وَ هُوَ يَقُولُ بِئسَ الخَلَفُ خلَفَتنَيِ أَنتَ
صفحه : 185
وَ أَصحَابُكَ عَلَيكُم لَعنَةُ اللّهِ وَ لعَنتَيِ الخَبَرَ
بيان لأبي دون أي لأبي بكر عبّر به عنه تقية والدون الخسيس والأعسر الشديد أوالشؤم والمراد به إما أبوبكر أوعمر
12- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كِتَابُ الإِبَانَةِ قَالَ بِشرُ بنُ عَاصِمٍ سَمِعتُ ابنَ الزّبَيرِ يَقُولُ قُلتُ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع إِنّكَ تَذهَبُ إِلَي قَومٍ قَتَلُوا أَبَاكَ وَ خَذَلُوا أَخَاكَ فَقَالَ لَأَن أُقتَلَ بِمَكَانِ كَذَا وَ كَذَا أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن يُستَحَلّ بيِ مَكّةُ عَرّضَ بِهِ
كِتَابُ التّخرِيجِ، عَنِ العاَمرِيِّ بِالإِسنَادِ عَن هُبَيرَةَ ابنِ مَريَمَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ رَأَيتُ الحُسَينَ ع قَبلَ أَن يَتَوَجّهَ إِلَي العِرَاقِ عَلَي بَابِ الكَعبَةِ وَ كَفّ جَبرَئِيلَ فِي كَفّهِ وَ جَبرَئِيلُ ينُاَديِ هَلُمّوا إِلَي بَيعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عُنّفَ ابنُ عَبّاسٍ عَلَي تَركِهِ الحُسَينَ ع فَقَالَ إِنّ أَصحَابَ الحُسَينِ لَم يَنقُصُوا رَجُلًا وَ لَم يَزِيدُوا رَجُلًا نَعرِفُهُم بِأَسمَائِهِم مِن قَبلِ شُهُودِهِم وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ وَ إِنّ أَصحَابَهُ عِندَنَا لَمَكتُوبُونَ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم
13-نجم ،[ كتاب النجوم ] مِن كِتَابِ الدّلَائِلِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَرَجَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ إِلَي مَكّةَ سَنَةً مَاشِياً فَوَرِمَت قَدَمَاهُ فَقَالَ لَهُ بَعضُ مَوَالِيهِ لَو رَكِبتَ لِيَسكُنَ عَنكَ هَذَا الوَرَمُ فَقَالَ كَلّا إِذَا أَتَينَا هَذَا المَنزِلَ فَإِنّهُ يَستَقبِلُكَ أَسوَدُ وَ مَعَهُ دُهنٌ فَاشتَرِهِ مِنهُ وَ لَا تُمَاسِكهُ فَقَالَ لَهُ مَولَاهُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ مَا قُدّامَنَا مَنزِلٌ فِيهِ أَحَدٌ يَبِيعُ هَذَا الدّوَاءَ فَقَالَ بَلَي أَمَامَكَ دُونَ المَنزِلِ فَسَارَ مِيلًا فَإِذَا هُوَ بِالأَسوَدِ فَقَالَ الحُسَينُ لِمَولَاهُ دُونَكَ الرّجُلَ فَخُذ مِنهُ الدّهنَ فَأَخَذَ مِنهُ الدّهنَ وَ أَعطَاهُ الثّمَنَ فَقَالَ لَهُ الغُلَامُ لِمَن أَرَدتَ هَذَا الدّهنَ
صفحه : 186
فَقَالَ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ انطَلِق بِهِ إِلَيهِ فَصَارَ الأَسوَدُ نَحوَهُ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ مَولَاكَ لَا آخُذُ لَهُ ثَمَناً وَ لَكِنِ ادعُ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ وَلَداً ذَكَراً سَوِيّاً يُحِبّكُم أَهلَ البَيتِ فإَنِيّ خَلّفتُ امرأَتَيِ تَمخَضُ فَقَالَ انطَلِق إِلَي مَنزِلِكَ فَإِنّ اللّهَ قَد وَهَبَ لَكَ وَلَداً ذَكَراً سَوِيّاً فَوَلَدَت غُلَاماً سَوِيّاً ثُمّ رَجَعَ الأَسوَدُ إِلَي الحُسَينِ وَ دَعَا لَهُ بِالخَيرِ بِوِلَادَةِ الغُلَامِ لَهُ وَ إِنّ الحُسَينَ ع قَد مَسَحَ رِجلَيهِ فَمَا قَامَ مِن مَوضِعِهِ حَتّي زَالَ ذَلِكَ الوَرَمُ
بيان قدمر هذا في معجزات الحسن ع و في الكافي أيضا كذلك وصدوره عنهما واتفاق القصتين من جميع الوجوه لايخلو من بعد والظاهر أن ماهنا من تصحيف النساخ
14- نجم ،[ كتاب النجوم ]رُوّينَا بِإِسنَادِنَا إِلَي مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ الإِمَامَةِ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ قَالَ سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَيَجتَمِعَنّ عَلَي قتَليِ طُغَاةُ بنَيِ أُمَيّةَ وَ يَقدُمُهُم عُمَرُ بنُ سَعدٍ وَ ذَلِكَ فِي حَيَاةِ النّبِيّص فَقُلتُ لَهُ أَنبَأَكَ بِهَذَا رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ لَا فَقَالَ فَأَتَيتُ النّبِيّ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ علِميِ عِلمُهُ وَ عِلمُهُ علِميِ لِأَنّا نَعلَمُ بِالكَائِنِ قَبلَ كَينُونَتِهِ
15-كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ سُوَيدٍ الفَرّاءِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ قَالَدَخَلتُ أَنَا وَ عَبَايَةُ الأسَدَيِّ عَلَي حَبَابَةَ الوَالِبِيّةِ فَقَالَ لَهَا هَذَا ابنُ أَخِيكِ مِيثَمٌ قَالَت ابنُ أخَيِ وَ اللّهِ حَقّاً أَ لَا أُحَدّثُكُم بِحَدِيثٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَقُلتُ بَلَي قَالَت دَخَلتُ عَلَيهِ وَ سَلّمتُ فَرَدّ السّلَامَ وَ رَحّبَ ثُمّ قَالَ مَا بَطّأَ بِكِ عَن زِيَارَتِنَا وَ التّسلِيمِ عَلَينَا يَا حَبَابَةُ قُلتُ مَا بطَأّنَيِ عَنكَ إِلّا عِلّةٌ عَرَضَت قَالَ وَ مَا هيَِ قَالَت فَكَشَفتُ خمِاَريِ عَن بَرَصٍ قَالَت فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي البَرَصِ وَ دَعَا فَلَم يَزَل يَدعُو حَتّي رَفَعَ يَدَهُ وَ قَد كَشَفَ اللّهُ ذَلِكَ البَرَصَ
صفحه : 187
ثُمّ قَالَ يَا حَبَابَةُ إِنّهُ لَيسَ أَحَدٌ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ غَيرُنَا وَ غَيرُ شِيعَتِنَا وَ مَن سِوَاهُم مِنهَا بِرَاءٌ
16- عُيُونُ المُعجِزَاتِ،لِلمُرتَضَي رَحِمَهُ اللّهُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ جَاءَ أَهلُ الكُوفَةِ إِلَي عَلِيّ ع فَشَكَوا إِلَيهِ إِمسَاكَ المَطَرِ وَ قَالُوا لَهُ استَسقِ لَنَا فَقَالَ لِلحُسَينِ ع قُم وَ استَسقِ فَقَامَ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ وَ قَالَ أللّهُمّ معُطيَِ الخَيرَاتِ وَ مُنزِلَ البَرَكَاتِ أَرسِلِ السّمَاءَ عَلَينَا مِدرَاراً وَ اسقِنَا غَيثاً مِغزَاراً وَاسِعاً غَدَقاً مُجَلّلًا سَحّاً سَفُوحاً فِجَاجاً تُنَفّسُ بِهِ الضّعفَ مِن عِبَادِكَ وَ تحُييِ بِهِ المَيتَ مِن بِلَادِكَ آمِينَ رَبّ العَالَمِينَ فَمَا فَرَغَ ع مِن دُعَائِهِ حَتّي غَاثَ اللّهُ تَعَالَي غَيثاً بَغتَةً وَ أَقبَلَ أعَراَبيِّ مِن بَعضِ نوَاَحيِ الكُوفَةِ فَقَالَ تَرَكتُ الأَودِيَةَ وَ الآكَامَ يَمُوجُ بَعضُهَا فِي بَعضٍ
حَدّثَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَن أَخِيهِ قَالَ شَهِدتُ يَومَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَأَقبَلَ رَجُلٌ مِن تَيمٍ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ جُوَيرَةَ فَقَالَ يَا حُسَينُ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا تَشَاءُ فَقَالَ أَبشِر بِالنّارِ فَقَالَ ع كَلّا إنِيّ أَقدَمُ عَلَي رَبّ غَفُورٍ وَ شَفِيعٍ مُطَاعٍ وَ أَنَا مِن خَيرٍ إِلَي خَيرٍ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا ابنُ جُوَيرَةَ فَرَفَعَ يَدَهُ الحُسَينُ حَتّي رَأَينَا بَيَاضَ إِبطَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ جُرّهُ إِلَي النّارِ فَغَضِبَ ابنُ جُوَيرَةَ فَحَمَلَ عَلَيهِ فَاضطَرَبَ بِهِ فَرَسُهُ فِي جَدوَلٍ وَ تَعَلّقَ رِجلُهُ بِالرّكَابِ وَ وَقَعَ رَأسُهُ فِي الأَرضِ وَ نَفَرَ الفَرَسُ فَأَخَذَ يَعدُو بِهِ وَ يَضرِبُ رَأسَهُ بِكُلّ حَجَرٍ وَ شَجَرٍ وَ انقَطَعَت قَدَمُهُ وَ سَاقُهُ وَ فَخِذُهُ وَ بقَيَِ جَانِبُهُ الآخَرُ مُتَعَلّقاً فِي الرّكَابِ فَصَارَ لَعَنَهُ اللّهُ إِلَي نَارِ الجَحِيمِ
أَقُولُ روُيَِ فِي بَعضِ الكُتُبِ المُعتَبَرَةِ عَنِ الطبّرَيِّ عَن طَاوُسٍ اليمَاَنيِّ أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي المَكَانِ المُظلِمِ يهَتدَيِ إِلَيهِ النّاسُ بِبَيَاضِ
صفحه : 188
جَبِينِهِ وَ نَحرِهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ كَثِيراً مَا يُقَبّلُ جَبِينَهُ وَ نَحرَهُ وَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع نَزَلَ يَوماً فَوَجَدَ الزّهرَاءَ ع نَائِمَةً وَ الحُسَينَ فِي مَهدِهِ يبَكيِ فَجَعَلَ يُنَاغِيهِ وَ يُسَلّيهِ حَتّي استَيقَظَت فَسَمِعَت صَوتَ مَن يُنَاغِيهِ فَالتَفَتَت فَلَم تَرَ أَحَداً فَأَخبَرَهَا النّبِيّص أَنّهُ كَانَ جَبرَئِيلَ ع وَ قَد مَضَي بَعضُ مُعجِزَاتِهِ فِي الأَبوَابِ السّابِقَةِ وَ سيَأَتيِ كَثِيرٌ مِنهَا فِي الأَبوَابِ الآتِيَةِ لَا سِيّمَا بَابِ شَهَادَتِهِ وَ بَابِ مَا وَقَعَ بَعدَ شَهَادَتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ
صفحه : 189
1- شي،[تفسير العياشي] عَن مَسعَدَةَ قَالَ مَرّ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع بِمَسَاكِينَ قَد بَسَطُوا كِسَاءً لَهُم وَ أَلقَوا عَلَيهِ كِسَراً فَقَالُوا هَلُمّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَثَنَي وَرِكَهُ فَأَكَلَ مَعَهُم ثُمّ تَلَا إِنّ اللّهَ لَا يُحِبّ المُستَكبِرِينَ ثُمّ قَالَ قَد أَجَبتُكُم فأَجَيِبوُنيِ قَالُوا نَعَم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَامُوا مَعَهُ حَتّي أَتَوا مَنزِلَهُ فَقَالَ لِلجَارِيَةِ أخَرجِيِ مَا كُنتِ تَدّخِرِينَ
2-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عَمرُو بنُ دِينَارٍ قَالَدَخَلَ الحُسَينُ ع عَلَي أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ وَ هُوَ مَرِيضٌ وَ هُوَ يَقُولُ وَا غَمّاه فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع وَ مَا غَمّكَ يَا أخَيِ قَالَ ديَنيِ وَ هُوَ سِتّونَ أَلفَ دِرهَمٍ فَقَالَ الحُسَينُ هُوَ عَلَيّ قَالَ إنِيّ أَخشَي أَن أَمُوتَ فَقَالَ الحُسَينُ لَن تَمُوتَ حَتّي أَقضِيَهَا عَنكَ قَالَ فَقَضَاهَا قَبلَ مَوتِهِ وَ كَانَ ع يَقُولُ شَرّ خِصَالِ المُلُوكِ الجُبنُ مِنَ الأَعدَاءِ وَ القَسوَةُ عَلَي الضّعَفَاءِ وَ البُخلُ عِندَ الإِعطَاءِ وَ فِي كِتَابِ أُنسِ المَجَالِسِ أَنّ الفَرَزدَقَ أَتَي الحُسَينَ ع لَمّا أَخرَجَهُ مَروَانُ مِنَ المَدِينَةِ فَأَعطَاهُ ع أَربَعَمِائَةِ دِينَارٍ فَقِيلَ لَهُ إِنّهُ شَاعِرٌ فَاسِقٌ مُنتَهِرٌ فَقَالَ ع إِنّ خَيرَ مَالِكَ مَا وَقَيتَ بِهِ عِرضَكَ وَ قَد أَثَابَ رَسُولُ اللّهِص كَعبَ بنَ زُهَيرٍ وَ قَالَ
صفحه : 190
فِي عَبّاسِ بنِ مِردَاسٍ اقطَعُوا لِسَانَهُ عنَيّ وَفَدَ أعَراَبيِّ المَدِينَةَ فَسَأَلَ عَن أَكرَمِ النّاسِ بِهَا فَدُلّ عَلَي الحُسَينِ ع فَدَخَلَ المَسجِدَ فَوَجَدَهُ مُصَلّياً فَوَقَفَ بِإِزَائِهِ وَ أَنشَأَ
لَم يَخِبِ الآنَ مَن رَجَاكَ وَ مَن | حَرّكَ مِن دُونِ بَابِكَ الحَلقَه |
أَنتَ جَوَادٌ وَ أَنتَ مُعتَمَدٌ | أَبُوكَ قَد كَانَ قَاتِلَ الفَسَقَه |
لَو لَا ألّذِي كَانَ مِن أَوَائِلِكُم | كَانَت عَلَينَا الجَحِيمُ مُنطَبِقَه |
قَالَ فَسَلّمَ الحُسَينُ وَ قَالَ يَا قَنبَرُ هَل بقَيَِ مِن مَالِ الحِجَازِ شَيءٌ قَالَ نَعَم أَربَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ فَقَالَ هَاتِهَا قَد جَاءَ مَن هُوَ أَحَقّ بِهَا مِنّا ثُمّ نَزَعَ بُردَيهِ وَ لَفّ الدّنَانِيرَ فِيهَا وَ أَخرَجَ يَدَهُ مِن شَقّ البَابِ حَيَاءً مِنَ الأعَراَبيِّ وَ أَنشَأَ
خُذهَا فإَنِيّ إِلَيكَ مُعتَذِرٌ | وَ اعلَم بأِنَيّ عَلَيكَ ذُو شَفَقَه |
لَو كَانَ فِي سَيرِنَا الغَدَاةَ عَصًا | أَمسَت سَمَانَا عَلَيكَ مُندَفِقَه |
لَكِنّ رَيبَ الزّمَانِ ذُو غِيَرٍ | وَ الكَفّ منِيّ قَلِيلَةُ النّفَقَه |
قَالَ فَأَخَذَهَا الأعَراَبيِّ وَ بَكَي فَقَالَ لَهُ لَعَلّكَ استَقلَلتَ مَا أَعطَينَاكَ قَالَ لَا وَ لَكِن كَيفَ يَأكُلُ التّرَابُ جُودَكَ وَ هُوَ المرَويِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع
قوله عصا لعل العصا كناية عن الإمارة والحكم قال الجوهري قولهم لاترفع عصاك عن أهلك يراد به الأدب وإنه لضعيف العصا أي الترعية ويقال أيضا إنه لليّن العصا أي رفيق حسن السياسة لماولي انتهي أي لو كان لنا في سيرنا في هذه الغداة ولاية وحكم أوقوة لأمست يد عطائنا عليك صابّة والسماء كناية عن يد الجود والعطاء والاندفاق الانصباب وريب الزمان حوادثه و غيرالدهر كعنب أحداثه أي حوادث الزمان تغيّر الأمور قوله كيف يأكل التراب جودك أي كيف تموت وتبيت تحت التراب فتمحي وتذهب جودك
3-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شُعَيبُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ الخزُاَعيِّ قَالَوُجِدَ عَلَي ظَهرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ يَومَ الطّفّ أَثَرٌ فَسَأَلُوا زَينَ العَابِدِينَ ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ هَذَا مِمّا كَانَ يَنقُلُ
صفحه : 191
الجِرَابَ عَلَي ظَهرِهِ إِلَي مَنَازِلِ الأَرَامِلِ وَ اليَتَامَي وَ المَسَاكِينِ وَ قِيلَ إِنّ عَبدَ الرّحمَنِ السلّمَيِّ عَلّمَ وَلَدَ الحُسَينِ ع الحَمدَ فَلَمّا قَرَأَهَا عَلَي أَبِيهِ أَعطَاهُ أَلفَ دِينَارٍ وَ أَلفَ حُلّةٍ وَ حَشَا فَاهُ دُرّاً فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ وَ أَينَ يَقَعُ هَذَا مِن عَطَائِهِ يعَنيِ تَعلِيمَهُ وَ أَنشَدَ الحُسَينُ ع
إِذَا جَادَتِ الدّنيَا عَلَيكَ فَجُد بِهَا | عَلَي النّاسِ طُرّاً قَبلَ أَن تَتَفَلّت |
فَلَا الجُودُ يُفنِيهَا إِذَا هيَِ أَقبَلَت | وَ لَا البُخلُ يُبقِيهَا إِذَا مَا تَوَلّت |
وَ مِن تَوَاضُعِهِ ع أَنّهُ مَرّ بِمَسَاكِينَ وَ هُم يَأكُلُونَ كِسَراً لَهُم عَلَي كِسَاءٍ فَسَلّمَ عَلَيهِم فَدَعَوهُ إِلَي طَعَامِهِم فَجَلَسَ مَعَهُم وَ قَالَ لَو لَا أَنّهُ صَدَقَةٌ لَأَكَلتُ مَعَكُم ثُمّ قَالَ قُومُوا إِلَي منَزلِيِ فَأَطعَمَهُم وَ كَسَاهُم وَ أَمَرَ لَهُم بِدَرَاهِمَ وَ حَدّثَ الصوّليِّ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرٍ أَنّهُ جَرَي بَينَهُ وَ بَينَ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ كَلَامٌ فَكَتَبَ ابنُ الحَنَفِيّةِ إِلَي الحُسَينِ ع أَمّا بَعدُ يَا أخَيِ فَإِنّ أَبِي وَ أَبَاكَ عَلِيّ لَا تفَضلُنُيِ فِيهِ وَ لَا أَفضُلُكَ وَ أُمّكَ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص وَ لَو كَانَ ملِ ءَ الأَرضِ ذَهَباً مِلكُ أمُيّ مَا وَفَت بِأُمّكَ فَإِذَا قَرَأتَ كتِاَبيِ هَذَا فَصِر إلِيَّ حَتّي تتَرَضَاّنيِ فَإِنّكَ أَحَقّ بِالفَضلِ منِيّ وَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَفَعَلَ الحُسَينُ ع ذَلِكَ فَلَم يَجرِ بَعدَ ذَلِكَ بَينَهُمَا شَيءٌ
بيان بأمّك أي بفضلها
4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ مِن شَجَاعَتِهِ ع أَنّهُ كَانَ بَينَ الحُسَينِ ع وَ بَينَ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ مُنَازَعَةٌ فِي ضَيعَةٍ فَتَنَاوَلَ الحُسَينُ ع عِمَامَةَ الوَلِيدِ عَن رَأسِهِ وَ شَدّهَا فِي عُنُقِهِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ وَالٍ عَلَي المَدِينَةِ فَقَالَ مَروَانُ بِاللّهِ مَا رَأَيتُ كَاليَومِ جُرأَةَ رَجُلٍ عَلَي أَمِيرِهِ فَقَالَ الوَلِيدُ وَ اللّهِ مَا قُلتَ هَذَا غَضَباً لِي وَ لَكِنّكَ حسَدَتنَيِ عَلَي حلِميِ عَنهُ وَ إِنّمَا كَانَتِ الضّيعَةُ لَهُ فَقَالَ الحُسَينُ الضّيعَةُ لَكَ يَا وَلِيدُ وَ قَامَ وَ قِيلَ لَهُ يَومَ الطّفّ انزِل عَلَي حُكمِ بنَيِ عَمّكَ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أُعطِيكُم بيِدَيِ إِعطَاءَ الذّلِيلِ وَ لَا أَفِرّ فِرَارَ العَبِيدِ ثُمّ نَادَي يَا عِبَادَ اللّهِإنِيّ عُذتُ برِبَيّ
صفحه : 192
وَ رَبّكُم مِن كُلّ مُتَكَبّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ وَ قَالَ ع مَوتٌ فِي عِزّ خَيرٌ مِن حَيَاةٍ فِي ذُلّ وَ أَنشَأَ ع يَومَ قُتِلَ
المَوتُ خَيرٌ مِن رُكُوبِ العَارِ | وَ العَارُ أَولَي مِن دُخُولِ النّارِ |
وَ اللّهِ مَا هَذَا وَ هَذَا جاَريِ |
ابنُ نُبَاتَةَ z
الحُسَينُ ألّذِي رَأَي القَتلَ فِي العِزّ | حَيَاةً وَ العَيشَ فِي الذّلّ قَتلًا |
الحِليَةُ رَوَي مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ أَنّهُ لَمّا نَزَلَ القَومُ بِالحُسَينِ وَ أَيقَنَ أَنّهُم قَاتِلُوهُ قَالَ لِأَصحَابِهِ قَد نَزَلَ مَا تَرَونَ مِنَ الأَمرِ وَ إِنّ الدّنيَا قَد تَغَيّرَت وَ تَنَكّرَت وَ أَدبَرَ مَعرُوفُهَا وَ استَمَرّت حَتّي لَم يَبقَ مِنهَا إِلّا كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ وَ إِلّا خَسِيسُ عَيشٍ كَالمَرعَي الوَبِيلِ أَ لَا تَرَونَ الحَقّ لَا يُعمَلُ بِهِ وَ البَاطِلَ لَا يُتَنَاهَي عَنهُ لِيَرغَبَ المُؤمِنُ فِي لِقَاءِ اللّهِ وَ إنِيّ لَا أَرَي المَوتَ إِلّا سَعَادَةً وَ الحَيَاةَ مَعَ الظّالِمِينَ إِلّا بَرَماً وَ أَنشَأَ مُتَمَثّلًا لَمّا قَصَدَ الطّفّ
سأَمَضيِ فَمَا بِالمَوتِ عَارٌ عَلَي الفَتَي | إِذَا مَا نَوَي خَيراً وَ جَاهَدَ مُسلِماً |
وَ وَاسَي الرّجَالَ الصّالِحِينَ بِنَفسِهِ | وَ فَارَقَ مَذمُوماً وَ خَالَفَ مُجرِماً |
أُقَدّمُ نفَسيِ لَا أُرِيدُ بَقَاءَهَا | لِنَلقَي خَمِيساً فِي الهِيَاجِ عَرَمرَماً |
فَإِن عِشتُ لَم أُذمَم وَ إِن مِتّ لَم أُلَم | كَفَي بِكَ ذُلّا أَن تَعِيشَ فَتُرغَمَا |
توضيح الصبابة بالضم البقية من الماء في الإناء والوبلة بالتحريك الثقل والوخامة و قدوبل المرتع بالضم وبلا وبالا فهو وبيل أي وخيم ذكره الجوهري والبرم بالتحريك السأمة والملال والخميس الجيش لأنهم خمس فرق المقدّمة والقلب والميمنة والميسرة والساق و يوم الهياج يوم القتال والعرمرم الجيش الكثير وعرام الجيش كثرته
5-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ مِن زُهدِهِ ع أَنّهُ قِيلَ لَهُ مَا أَعظَمَ خَوفَكَ مِن رَبّكَ قَالَ لَا يَأمَنُ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا مَن خَافَ اللّهَ فِي الدّنيَا
صفحه : 193
إِبَانَةُ بنُ بُطّةَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُبَيدٍ أَبُو عُمَيرٍ لَقَد حَجّ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع خَمساً وَ عِشرِينَ حَجّةً مَاشِياً وَ إِنّ النّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ عُيُونُ المَحَاسِنِ إِنّهُ سَايَرَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ فَأَتَي قَبرَ خَدِيجَةَ فَبَكَي ثُمّ قَالَ اذهَب عنَيّ قَالَ أَنَسٌ فَاستَخفَيتُ عَنهُ فَلَمّا طَالَ وُقُوفُهُ فِي الصّلَاةِ سَمِعتُهُ قَائِلًا
يَا رَبّ يَا رَبّ أَنتَ مَولَاهُ | فَارحَم عَبِيداً إِلَيكَ مَلجَاهُ |
يَا ذَا المعَاَليِ عَلَيكَ معُتمَدَيِ | طُوبَي لِمَن كُنتَ أَنتَ مَولَاهُ |
طُوبَي لِمَن كَانَ خَادِماً أَرِقاً | يَشكُو إِلَي ذيِ الجَلَالِ بَلوَاهُ |
وَ مَا بِهِ عِلّةٌ وَ لَا سَقَمٌ | أَكثَرَ مِن حُبّهِ لِمَولَاهُ |
إِذَا اشتَكَي بَثّهُ وَ غُصّتَهُ | أَجَابَهُ اللّهُ ثُمّ لَبّاهُ |
إِذَا ابتَلَا بِالظّلَامِ مُبتَهِلًا | أَكرَمَهُ اللّهُ ثُمّ أَدنَاهُ |
فنَوُديَِ
لَبّيكَ عبَديِ وَ أَنتَ فِي كنَفَيِ | وَ كُلّمَا قُلتَ قَد عَلِمنَاهُ |
صَوتُكَ تَشتَاقُهُ ملَاَئكِتَيِ | فَحَسبُكَ الصّوتُ قَد سَمِعنَاهُ |
دُعَاكَ عنِديِ يَجُولُ فِي حُجُبٍ | فَحَسبُكَ السّترُ قَد سَفَرنَاهُ |
لَو هَبّتِ الرّيحُ مِن جَوَانِبِهِ | خَرّ صَرِيعاً لِمَا تَغَشّاهُ |
سلَنيِ بِلَا رَغبَةٍ وَ لَا رَهَبٍ | وَ لَا حِسَابٍ إنِيّ أَنَا اللّهُ |
بيان الأرق بكسر الراء من يسهر بالليل قوله قدسفرناه أي حسبك إنا كشفنا الستر عنك قوله لوهبّت الريح من جوانبه الضمير إما راجع إلي الدعاء كناية عن أنه يجول في مقام لو كان مكانه رجل لغشي عليه مما يغشاه من أنوار الجلال ويحتمل إرجاعه إليه ع علي سبيل الالتفات لبيان غاية خضوعه وولهه في العبادة بحيث لوتحركت ريح لأسقطته
6- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ لَهُ ع
يَا أَهلَ لَذّةِ دُنيَا لَا بَقَاءَ لَهَا | إِنّ اغتِرَاراً بِظِلّ زَائِلٍ حُمُقٌ |
صفحه : 194
وَ يُروَي لِلحُسَينِ ع
سَبَقتُ العَالَمِينَ إِلَي المعَاَليِ | بِحُسنِ خَلِيقَةٍ وَ عُلُوّ هِمّةٍ |
وَ لَاحَ بحِكِمتَيِ نُورُ الهُدَي فِي | لَيَالٍ فِي الضّلَالَةِ مُدلَهِمّةٌ |
يُرِيدُ الجَاحِدُونَ لِيُطفِئُوهُ | وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّهُ |
7- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حَفصُ بنُ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي الصّلَاةِ وَ إِلَي جَانِبِهِ الحُسَينُ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص فَلَم يُحِرِ الحُسَينُ التّكبِيرَ ثُمّ كَبّرَ رَسُولُ اللّهِ فَلَم يُحِرِ الحُسَينُ التّكبِيرَ وَ لَم يَزَل رَسُولُ اللّهِص يُكَبّرُ وَ يُعَالِجُ الحُسَينُ التّكبِيرَ فَلَم يُحِر حَتّي أَكمَلَ رَسُولُ اللّهِص سَبعَ تَكبِيرَاتٍ فَأَحَارَ الحُسَينُ ع التّكبِيرَ فِي السّابِعَةِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَصَارَت سُنّةً وَ روُيَِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ صَحّ عنِديِ قَولُ النّبِيّص أَفضَلُ الأَعمَالِ بَعدَ الصّلَاةِ إِدخَالُ السّرُورِ فِي قَلبِ المُؤمِنِ بِمَا لَا إِثمَ فِيهِ فإَنِيّ رَأَيتُ غُلَاماً يُؤَاكِلُ كَلباً فَقُلتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ مَغمُومٌ أَطلُبُ سُرُوراً بِسُرُورِهِ لِأَنّ صاَحبِيِ يهَوُديِّ أُرِيدُ أُفَارِقُهُ فَأَتَي الحُسَينُ إِلَي صَاحِبِهِ بمِاِئتَيَ دِينَارٍ ثَمَناً لَهُ فَقَالَ اليهَوُديِّ الغُلَامُ فِدَاءٌ لِخُطَاكَ وَ هَذَا البُستَانُ لَهُ وَ رَدَدتُ عَلَيكَ المَالَ فَقَالَ ع وَ أَنَا قَد وَهَبتُ لَكَ المَالَ قَالَ قَبِلتُ المَالَ وَ وَهَبتُهُ لِلغُلَامِ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَعتَقتُ الغُلَامَ وَ وَهَبتُهُ لَهُ جَمِيعاً فَقَالَتِ امرَأَتُهُ قَد أَسلَمتُ وَ وَهَبتُ زوَجيِ مهَريِ فَقَالَ اليهَوُديِّ وَ أَنَا أَيضاً أَسلَمتُ وَ أَعطَيتُهَا هَذِهِ الدّارَ الترّمذِيِّ فِي الجَامِعِ كَانَ ابنُ زِيَادٍ يُدخِلُ قَضِيباً فِي أَنفِ الحُسَينِ ع وَ يَقُولُ مَا رَأَيتُ مِثلَ هَذَا الرّأسِ حُسناً فَقَالَ أَنَسٌ إِنّهُ أَشبَهَهُم بِرَسُولِ اللّهِص وَ روُيَِ أَنّ الحُسَينَ ع كَانَ يَقعُدُ فِي المَكَانِ المُظلِمِ فَيُهتَدَي إِلَيهِ بِبَيَاضِ جَبِينِهِ وَ نَحرِهِ
صفحه : 195
8- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ أَنَسٌ كُنتُ عِندَ الحُسَينِ ع فَدَخَلَت عَلَيهِ جَارِيَةٌ فَحَيّتهُ بِطَاقَةِ رَيحَانٍ فَقَالَ لَهَا أَنتِ حُرّةٌ لِوَجهِ اللّهِ فَقُلتُ تَجِيئُكَ بِطَاقَةِ رَيحَانٍ لَا خَطَرَ لَهَا فَتُعتِقُهَا قَالَ كَذَا أَدّبَنَا اللّهُ قَالَ اللّهُوَ إِذا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنها أَو رُدّوها وَ كَانَ أَحسَنَ مِنهَا عِتقُهَا وَ قَالَ يَوماً لِأَخِيهِ ع يَا حَسَنُ وَدِدتُ أَنّ لِسَانَكَ لِي وَ قلَبيِ لَكَ وَ كَتَبَ إِلَيهِ الحَسَنُ ع يَلُومُهُ عَلَي إِعطَاءِ الشّعَرَاءِ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَنتَ أَعلَمُ منِيّ بِأَنّ خَيرَ المَالِ مَا وَقَي العِرضَ
بيان لعل لومه ع ليظهر عذره للناس
9-كشف ،[كشف الغمة] وَ دَعَاهُ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ وَ أَصحَابَهُ فَأَكَلُوا وَ لَم يَأكُلِ الحُسَينُ ع فَقِيلَ لَهُ أَ لَا تَأكُلُ قَالَ إنِيّ صَائِمٌ وَ لَكِن تُحفَةَ الصّائِمِ قِيلَ وَ مَا هيَِ قَالَ الدّهنُ وَ المِجمَرُ وَ جَنَي غُلَامٌ لَهُ جِنَايَةً تُوجِبُ العِقَابَ عَلَيهِ فَأَمَرَ بِهِ أَن يُضرَبَ فَقَالَ يَا موَلاَيَوَ الكاظِمِينَ الغَيظَ قَالَ خَلّوا عَنهُ فَقَالَ يَا موَلاَيَوَ العافِينَ عَنِ النّاسِ قَالَ قَد عَفَوتُ عَنكَ قَالَ يَا موَلاَيَوَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ قَالَ أَنتَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ وَ لَكَ ضِعفُ مَا كُنتُ أُعطِيكَ وَ قَالَ الفَرَزدَقُ لقَيِنَيِ الحُسَينُ ع فِي منُصرَفَيِ مِنَ الكُوفَةِ فَقَالَ مَا وَرَاكَ يَا بَا فِرَاسٍ قُلتُ أَصدُقُكَ قَالَ الصّدقَ أُرِيدُ قُلتُ أَمّا القُلُوبُ فَمَعَكَ وَ أَمّا السّيُوفُ فَمَعَ بنَيِ أُمَيّةَ وَ النّصرُ مِن عِندِ اللّهِ قَالَ مَا أَرَاكَ إِلّا صَدَقتَ النّاسُ عَبِيدُ المَالِ وَ الدّينُ لَغوٌ عَلَي أَلسِنَتِهِم يَحُوطُونَهُ مَا دَرّت بِهِ مَعَايِشُهُم فَإِذَا مُحّصُوا لِلِابتِلَاءِ قَلّ الدّيّانُونَ وَ قَالَ ع مَن أَتَانَا لَم يَعدَم خَصلَةً مِن أَربَعٍ آيَةً مُحكَمَةً وَ قَضِيّةً عَادِلَةً وَ أَخاً مُستَفَاداً وَ مُجَالَسَةَ العُلَمَاءِ
صفحه : 196
وَ كَانَ ع يَرتَجِزُ يَومَ قُتِلَ ع وَ يَقُولُ
المَوتُ خَيرٌ مِن رُكُوبِ العَارِ | وَ العَارُ خَيرٌ مِن دُخُولِ النّارِ |
وَ اللّهَ مِن هَذَا وَ هَذَا جاَريِ |
وَ قَالَ ع صَاحِبُ الحَاجَةِ لَم يُكرِم وَجهَهُ عَن سُؤَالِكَ فَأَكرِم وَجهَكَ عَن رَدّهِ
10- تم ،[فلاح السائل ] ذَكَرَ ابنُ عَبدِ رَبّهِ فِي كِتَابِ العُقَدِ أَنّهُ قِيلَ لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع مَا أَقَلّ وُلدَ أَبِيكَ فَقَالَ العَجَبُ كَيفَ وُلِدتُ كَانَ يصُلَيّ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ أَلفَ رَكعَةٍ
11-جع ،[جامع الأخبار] فِي أَسَانِيدِ أَخطَبِ خُوارَزمَ أَورَدَهُ فِي كِتَابٍ لَهُ فِي مَقتَلِ آلِ الرّسُولِ أَنّ أَعرَابِيّاً جَاءَ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد ضَمِنتُ دِيَةً كَامِلَةً وَ عَجَزتُ عَن أَدَائِهِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ أَسأَلُ أَكرَمَ النّاسِ وَ مَا رَأَيتُ أَكرَمَ مِن أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الحُسَينُ يَا أَخَا العَرَبِ أَسأَلُكَ عَن ثَلَاثِ مَسَائِلَ فَإِن أَجَبتَ عَن وَاحِدَةٍ أَعطَيتُكَ ثُلُثَ المَالِ وَ إِن أَجَبتَ عَنِ اثنَتَينِ أَعطَيتُكَ ثلُثُيَِ المَالِ وَ إِن أَجَبتَ عَنِ الكُلّ أَعطَيتُكَ الكُلّ فَقَالَ الأعَراَبيِّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ مِثلُكَ يَسأَلُ عَن مثِليِ وَ أَنتَ مِن أَهلِ العِلمِ وَ الشّرَفِ فَقَالَ الحُسَينُ ع بَلَي سَمِعتُ جدَيّ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ المَعرُوفُ بِقَدرِ المَعرِفَةِ فَقَالَ الأعَراَبيِّ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَإِن أَجَبتُ وَ إِلّا تَعَلّمتُ مِنكَ وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَيّ الأَعمَالِ أَفضَلُ فَقَالَ الأعَراَبيِّ الإِيمَانُ بِاللّهِ فَقَالَ الحُسَينُ ع فَمَا النّجَاةُ مِنَ المَهلَكَةِ فَقَالَ الأعَراَبيِّ الثّقَةُ بِاللّهِ فَقَالَ الحُسَينُ ع فَمَا يُزَيّنُ الرّجُلَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ عِلمٌ مَعَهُ حِلمٌ فَقَالَ فَإِن أَخطَأَهُ ذَلِكَ فَقَالَ مَالٌ مَعَهُ مُرُوءَةٌ فَقَالَ فَإِن أَخطَأَهُ ذَلِكَ فَقَالَ فَقرٌ مَعَهُ صَبرٌ فَقَالَ
صفحه : 197
الحُسَينُ ع فَإِن أَخطَأَهُ ذَلِكَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ فَصَاعِقَةٌ تَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ وَ تُحرِقُهُ فَإِنّهُ أَهلٌ لِذَلِكَ فَضَحِكَ الحُسَينُ ع وَ رَمَي بِصُرّةٍ إِلَيهِ فِيهِ أَلفُ دِينَارٍ وَ أَعطَاهُ خَاتَمَهُ وَ فِيهِ فَصّ قِيمَتُهُ مِائَتَا دِرهَمٍ وَ قَالَ يَا أعَراَبيِّ أَعطِ الذّهَبَ إِلَي غُرَمَائِكَ وَ اصرِفِ الخَاتَمَ فِي نَفَقَتِكَ فَأَخَذَ الأعَراَبيِّ وَ قَالَاللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُالآيَةَ
12- أَقُولُ روُيَِ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي سَلَمَةَ قَالَ حَجَجتُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَلَمّا صِرنَا بِالأَبطَحِ فَإِذَا بأِعَراَبيِّ قَد أَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ خَرَجتُ وَ أَنَا حَاجّ مُحرِمٌ فَأَصَبتُ بَيضَ النّعَامِ فَاجتَنَيتُ وَ شَوَيتُ وَ أَكَلتُ فَمَا يَجِبُ عَلَيّ قَالَ مَا يحَضرُنُيِ فِي ذَلِكَ شَيءٌ فَاجلِس لَعَلّ اللّهَ يُفَرّجُ عَنكَ بِبَعضِ أَصحَابِ مُحَمّدٍص فَإِذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَد أَقبَلَ وَ الحُسَينُ ع يَتلُوهُ فَقَالَ عُمَرُ يَا أعَراَبيِّ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَدُونَكَ وَ مَسأَلَتَكَ فَقَامَ الأعَراَبيِّ وَ سَأَلَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا أعَراَبيِّ سَل هَذَا الغُلَامَ عِندَكَ يعَنيِ الحُسَينَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ إِنّمَا يحُيِلنُيِ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم عَلَي الآخَرِ فَأَشَارَ النّاسُ إِلَيهِ وَيحَكَ هَذَا ابنُ رَسُولِ اللّهِ فَاسأَلهُ فَقَالَ الأعَراَبيِّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ خَرَجتُ مِن بيَتيِ حَاجّاً وَ قَصّ عَلَيهِ القِصّةَ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ أَ لَكَ إِبِلٌ قَالَ نَعَم قَالَ خُذ بِعَدَدِ البَيضِ ألّذِي أَصَبتَ نُوقاً فَاضرِبهَا بِالفُحُولَةِ فَمَا فُصِلَت فَاهدِهَا إِلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ فَقَالَ عُمَرُ يَا حُسَينُ النّوقُ يُزلِقنَ فَقَالَ الحُسَينُ يَا عُمَرُ إِنّ البَيضَ يَمرَقنَ فَقَالَ صَدَقتَ وَ بَرِرتَ فَقَامَ عَلِيّ ع وَ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ قَالَذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
صفحه : 198
13- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَبِي الأَزهَرِ عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِلحُسَينِ ع إِنّ فِيكَ كِبراً فَقَالَ كُلّ الكِبرِ لِلّهِ وَحدَهُ وَ لَا يَكُونُ فِي غَيرِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لِلّهِ العِزّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلمُؤمِنِينَ
14- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الزّيّاتِ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم يَرضَعِ الحُسَينُ مِن فَاطِمَةَ ع وَ لَا مِن أُنثَي كَانَ يُؤتَي بِهِ النّبِيّص فَيَضَعُ إِبهَامَهُ فِي فِيهِ فَيَمَصّ مِنهَا مَا يَكفِيهِ اليَومَينِ وَ الثّلَاثَ فَنَبَتَ لَحماً لِلحُسَينِ ع مِن لَحمِ رَسُولِ اللّهِ وَ دَمِهِ وَ لَم يُولَد لِسِتّةِ أَشهُرٍ إِلّا عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّ النّبِيّ كَانَ يُؤتَي بِهِ الحُسَينُ فَيُلقِمُهُ لِسَانَهُ فَيَمَصّهُ فيَجَتزَِئُ بِهِ وَ لَم يَرضَع مِن أُنثَي
15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]وُلِدَ الحُسَينُ ع عَامَ الخَندَقِ بِالمَدِينَةِ يَومَ الخَمِيسِ أَو يَومَ الثّلَاثَاءِ لِخَمسٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ بَعدَ أَخِيهِ بِعَشَرَةِ أَشهُرٍ وَ عِشرِينَ يَوماً وَ روُيَِ أَنّهُ لَم يَكُن بَينَهُ وَ بَينَ أَخِيهِ إِلّا الحَملُ وَ الحَملُ سِتّةُ أَشهُرٍ عَاشَ مَعَ جَدّهِ سِتّةَ سِنِينَ وَ أَشهُراً وَ قَد كَمَلَ عُمُرُهُ خَمسِينَ وَ يُقَالُ كَانَ عُمُرُهُ سَبعاً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ خَمسَةَ أَشهُرٍ وَ يُقَالُ سِتّ وَ خَمسُونَ سَنَةً وَ خَمسَةُ أَشهُرٍ وَ يُقَالُ ثَمَانٌ وَ خَمسُونَ وَ مُدّةُ خِلَافَتِهِ خَمسُ سِنِينَ وَ أَشهُرٌ فِي آخِرِ مُلكِ مُعَاوِيَةَ وَ أَوّلِ مُلكِ يَزِيدَ قَتَلَهُ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ وَ خوَلَيِّ بنُ يَزِيدَ الأصَبحَيِّ وَ اجتَزّ رَأسَهُ سِنَانُ بنُ أَنَسٍ النخّعَيِّ وَ شِمرُ بنُ ذيِ الجَوشَنِ وَ سَلَبَ جَمِيعَ مَا كَانَ عَلَيهِ إِسحَاقُ بنُ حَيوَةَ الحضَرمَيِّ وَ أَمِيرُ الجَيشِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ وَجّهَ بِهِ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ وَ مَضَي قَتِيلًا يَومَ عَاشُورَاءَ وَ هُوَ يَومُ السّبتِ العَاشِرُ مِنَ المُحَرّمِ قَبلَ الزّوَالِ
صفحه : 199
وَ يُقَالُ يَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ صَلَاةِ الظّهرِ وَ قِيلَ يَومَ الإِثنَينِ بِطَفّ كَربَلَاءَ بَينَ نَينَوَي وَ الغَاضِرِيّةِ مِن قُرَي النّهرَينِ بِالعِرَاقِ سَنَةَ سِتّينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ يُقَالُ سَنَةَ إِحدَي وَ سِتّينَ وَ دُفِنَ بِكَربَلَاءَ مِن غرَبيِّ الفُرَاتِ
قَالَ الشّيخُ المُفِيدُ فَأَمّا أَصحَابُ الحُسَينِ ع فَإِنّهُم مَدفُونُونَ حَولَهُ وَ لَسنَا نُحَصّلُ لَهُم أَجدَاثاً وَ الحَائِرُ مُحِيطٌ بِهِم
وَ ذَكَرَ المُرتَضَي فِي بَعضِ مَسَائِلِهِ أَنّ رَأسَ الحُسَينِ ع رُدّ إِلَي بَدَنِهِ بِكَربَلَاءَ مِنَ الشّامِ وَ ضُمّ إِلَيهِ
وَ قَالَ الطوّسيِّ وَ مِنهُ زِيَارَةُ الأَربَعِينَ
وَ رَوَي الكلُيَنيِّ فِي ذَلِكَ رِوَايَتَينِ إِحدَاهُمَا عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ مَدفُونٌ بِجَنبِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأُخرَي عَن يَزِيدَ بنِ عَمرِو بنِ طَلحَةَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ مَدفُونٌ بِظَهرِ الكُوفَةِ دُونَ قَبرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ مِن أَصحَابِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ يَقطُرَ رَضِيعُهُ وَ كَانَ رَسُولَهُ رمُيَِ بِهِ مِن فَوقِ القَصرِ بِالكُوفَةِ وَ أَنَسُ بنُ الحَارِثِ الكاَهلِيِّ وَ أَسعَدُ الشاّميِّ عَمرُو بنُ ضُبَيعَةَ رُمَيثُ بنُ عَمرٍو زَيدُ بنُ مَعقِلٍ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ رَبّهِ الخزَرجَيِّ سَيفُ بنُ مَالِكٍ شَبِيبُ بنُ عَبدِ اللّهِ النهّشلَيِّ ضَرغَامَةُ بنُ مَالِكٍ عُقبَةُ بنُ سِمعَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ سُلَيمَانَ المِنهَالُ بنُ عَمرٍو الأسَدَيِّ الحَجّاجُ بنُ مَالِكٍ بِشرُ بنُ غَالِبٍ عِمرَانُ بنُ عَبدِ اللّهِ الخزُاَعيِّ
16-أَقُولُ قَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي المَقَاتِلِ كَانَ مَولِدُهُ ع لِخَمسٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ قُتِلَ يَومَ الجُمُعَةِ لِعَشرٍ خَلَونَ مِنَ المُحَرّمِ سَنَةَ إِحدَي وَ سِتّينَ وَ لَهُ سِتّ وَ خَمسُونَ سَنَةً وَ شُهُورٌ وَ قِيلَ قُتِلَ يَومَ السّبتِ روُيَِ ذَلِكَ عَن أَبِي نُعَيمٍ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ وَ ألّذِي ذَكَرنَاهُ أَوّلًا أَصَحّ فَأَمّا مَا تَقُولُهُ العَامّةُ مِن أَنّهُ قُتِلَ يَومَ الإِثنَينِ فَبَاطِلٌ هُوَ شَيءٌ قَالُوهُ بِلَا رِوَايَةٍ وَ كَانَ أَوّلُ المُحَرّمِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ يَومَ الأَربِعَاءِ أَخرَجَنَا ذَلِكَ بِالحِسَابِ الهنِديِّ مِن
صفحه : 200
سَائِرِ الزّيجَاتِ وَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَلَيسَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ اليَومُ العَاشِرُ مِنَ المُحَرّمِ يَومَ الإِثنَينِ قَالَ أَبُو الفَرَجِ وَ هَذَا دَلِيلٌ صَحِيحٌ وَاضِحٌ تَنضَافُ إِلَيهِ الرّوَايَةُ
وَ رَوَي سُفيَانُ الثوّريِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع قُتِلَ وَ لَهُ ثَمَانٌ وَ خَمسُونَ سَنَةً
17- ختص ،[الإختصاص ] أَصحَابُ الحُسَينِ ع جَمِيعُ مَنِ استُشهِدَ مَعَهُ وَ مِن أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حَبِيبُ بنُ مُظَهّرٍ مِيثَمٌ التّمّارُ رُشَيدٌ الهجَرَيِّ سُلَيمُ بنُ قَيسٍ الهلِاَليِّ أَبُو صَادِقٍ أَبُو سَعِيدٍ عَقِيصَا
18- عم ،[إعلام الوري ] وُلِدَ ع بِالمَدِينَةِ يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ قِيلَ يَومَ الخَمِيسِ لِثَلَاثٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ وَ قِيلَ لِخَمسٍ خَلَونَ مِنهُ سَنَةَ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ قِيلَ وُلِدَ آخِرَ شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ عَاشَ سَبعاً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ خَمسَةَ أَشهُرٍ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص سَبعَ سِنِينَ وَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع سَبعاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ مَعَ أَخِيهِ الحَسَنِ ع سَبعاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ كَانَت مُدّةُ خِلَافَتِهِ عَشرَ سِنِينَ وَ أَشهُراً
19- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَ وُلِدَ ع بِالمَدِينَةِ لِخَمسٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ عَلِقَتِ البَتُولُ ع بِهِ بَعدَ أَن وَلَدَت أَخَاهُ الحَسَنَ ع بِخَمسِينَ لَيلَةً وَ كَذَلِكَ قَالَ الحَافِظُ الجنَاَبذِيِّ وَ قَالَ كَمَالُ الدّينِ كَانَ انتِقَالُهُ إِلَي دَارِ الآخِرَةِ فِي سَنَةِ إِحدَي وَ سِتّينَ مِنَ الهِجرَةِ فَتَكُونُ مُدّةُ عُمُرِهِ سِتّاً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ أَشهُراً كَانَ مِنهَا مَعَ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص سِتّ سِنِينَ وَ شُهُوراً وَ كَانَ مَعَ أَبِيهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ثَلَاثِينَ سَنَةً بَعدَ وَفَاةِ النّبِيّص وَ كَانَ مَعَ أَخِيهِ الحَسَنِ بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهِ ع عَشرَ سِنِينَ وَ بقَيَِ بَعدَ وَفَاةِ أَخِيهِ الحَسَنِ ع إِلَي وَقتِ مَقتَلِهِ عَشرَ سِنِينَ
صفحه : 201
وَ قَالَ ابنُ الخَشّابِ حَدّثَنَا حَربٌ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ مَضَي أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ وَ هُوَ ابنُ سَبعٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً فِي عَامِ السّتّينَ مِنَ الهِجرَةِ فِي يَومِ عَاشُورَاءَ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص سَبعَ سِنِينَ إِلّا مَا كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ أَبِي مُحَمّدٍ وَ هُوَ سَبعَةُ أَشهُرٍ وَ عَشَرَةُ أَيّامٍ وَ أَقَامَ مَعَ أَبِيهِ ع ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ أَقَامَ مَعَ أَبِي مُحَمّدٍ عَشرَ سِنِينَ وَ أَقَامَ بَعدَ مضُيِّ أَخِيهِ الحَسَنِ ع عَشرَ سِنِينَ فَكَانَ عُمُرُهُ سَبعاً وَ خَمسِينَ سَنَةً إِلّا مَا كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ أَخِيهِ مِنَ الحَملِ وَ قُبِضَ فِي يَومِ عَاشُورَاءَ فِي يَومِ الجُمُعَةِ فِي سَنَةِ إِحدَي وَ سِتّينَ وَ يُقَالُ فِي يَومِ عَاشُورَاءَ يَومَ الإِثنَينِ وَ كَانَ بَقَاؤُهُ بَعدَ أَخِيهِ الحَسَنِ ع إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً وَ قَالَ الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص وُلِدَ فِي لَيَالٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ قُتِلَ بِالطّفّ يَومَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ إِحدَي وَ سِتّينَ وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ سِتّةِ أَشهُرٍ
أقول الأشهر في ولادته صلوات الله عليه أنه ولد لثلاث خلون من شعبان لمارواه الشيخ في المصباح أنه خرج إلي القاسم بن العلا الهمداني وكيل أبي محمد ع أن مولانا الحسين ع ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء وذكر الدعاء. ثم قال رحمه الله بعدالدعاء الثاني المروي عن الحسين قَالَ ابنُ عَيّاشٍ سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ بنِ سُفيَانَ البزَوَفرَيِّ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَدعُو بِهِ فِي هَذَا اليَومِ وَ قَالَ هُوَ مِن أَدعِيَةِ اليَومِ الثّالِثِ مِن شَعبَانَ وَ هُوَ مَولِدُ الحُسَينِ ع
وقيل إنه ع ولد لخمس ليال خلون من شعبان لمارواه الشيخ أيضا
فِي المِصبَاحِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ وُلِدَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع لِخَمسِ لَيَالٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ أَربَعٍ خَلَونَ مِنَ الهِجرَةِ
و
صفحه : 202
قال رحمه الله في التهذيب ولد ع آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة. و قال الكليني قدس الله روحه ولد ع سنة ثلاث . و قال الشهيد رحمه الله في الدروس ولد ع بالمدينة آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة وقيل يوم الخميس ثالث عشر شهر رمضان . و قال المفيد لخمس خلون من شعبان سنة أربع . و قال الشيخ ابن نما في مثير الأحزان ولد ع لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة وقيل الثالث منه وقيل أواخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث وقيل لخمس خلون من جمادي الأولي سنة أربع من الهجرة وكانت مدة حمله ستة أشهر و لم يولد لستة سواه وعيسي وقيل يحيي ع . وأقول إنما اختار الشيخ رحمه الله كون ولادته ع في آخر شهر ربيع الأول مع مخالفته لمارواه من الروايتين السالفتين اللتين تدلان علي الثالث والرواية الأخري التي تدل علي الخامس من شعبان ليوافق ماثبت عنده واشتهر بين الفريقين من كون ولادة الحسن ع في منتصف شهر رمضان و مامر في الرواية الصحيحة في باب ولادتهما ع من أن بين ولادتيهما لم يكن إلاستة أشهر وعشرا لكن مع ورود هذه الأخبار يمكن عدم القول بكون ولادة الحسن ع في شهر رمضان لعدم استناده إلي خبر علي ماعثرنا عليه و الله يعلم
20-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن زِيَادِ بنِ عِيسَي عَن عَامِرِ بنِ السّمطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَجُلًا مِنَ المُنَافِقِينَ مَاتَ فَخَرَجَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع يمَشيِ مَعَهُ فَلَقِيَهُ مَولًي لَهُ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ أَينَ تَذهَبُ يَا فُلَانُ قَالَ فَقَالَ لَهُ مَولَاهُ أَفِرّ مِن جِنَازَةِ هَذَا المُنَافِقِ أَن أصُلَيَّ عَلَيهَا فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع انظُر أَن تَقُومَ عَلَي يمَيِنيِ فَمَا تسَمعَنُيِ أَقُولُ فَقُل مِثلَهُ فَلَمّا أَن كَبّرَ عَلَيهِ وَلِيّهُ قَالَ الحُسَينُ ع اللّهُ أَكبَرُ أللّهُمّ العَن فُلَاناً عَبدَكَ أَلفَ لَعنَةٍ مُؤتَلِفَةٍ غَيرِ مُختَلِفَةٍ أللّهُمّ اخزِ عَبدَكَ فِي عِبَادِكَ وَ بِلَادِكَ وَ أَصلِهِ
صفحه : 203
حَرّ نَارِكَ وَ أَذِقهُ أَشَدّ عَذَابِكَ فَإِنّهُ كَانَ يَتَوَلّي أَعدَاءَكَ وَ يعُاَديِ أَولِيَاءَكَ وَ يُبغِضُ أَهلَ بَيتِ نَبِيّكَ
21- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع جَالِساً فَمَرّت عَلَيهِ جَنَازَةٌ فَقَامَ النّاسُ حِينَ طَلَعَتِ الجَنَازَةُ فَقَالَ الحُسَينُ ع مَرّت جَنَازَةُ يهَوُديِّ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي طَرِيقِهَا جَالِساً فَكَرِهَ أَن تَعلُوَ رَأسَهُ جَنَازَةُ يهَوُديِّ فَقَامَ لِذَلِكَ
22- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ صَفوَانَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ خَرَجَ مُعتَمِراً فَمَرِضَ فِي الطّرِيقِ فَبَلَغَ عَلِيّاً ع ذَلِكَ وَ هُوَ فِي المَدِينَةِ فَخَرَجَ فِي طَلَبِهِ فَأَدرَكَهُ بِالسّقيَا وَ هُوَ مَرِيضٌ بِهَا فَقَالَ يَا بنُيَّ مَا تشَتكَيِ فَقَالَ أشَتكَيِ رأَسيِ فَدَعَا عَلِيّ ع بِبَدَنَةٍ فَنَحَرَهَا وَ حَلَقَ رَأسَهُ وَ رَدّهُ إِلَي المَدِينَةِ فَلَمّا بَرَأَ مِن وَجَعِهِ اعتَمَرَ
23- كا،[الكافي] أَبُو العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي شَيبَةَ الأسَدَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَضَبَ الحُسَينُ ع بِالحِنّاءِ وَ الكَتَمِ
صفحه : 204
24- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ هُوَ مُختَضِبٌ بِالوَسِمَةِ
و عنه عن أبيه عن يونس عن الحضرمي عنه ع مثله
صفحه : 205
1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]ج ،[الإحتجاج ] عَن مُوسَي بنِ عُقبَةَ أَنّهُ قَالَلَقَد قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ إِنّ النّاسَ قَد رَمَوا أَبصَارَهُم إِلَي الحُسَينِ ع فَلَو قَد أَمَرتَهُ يَصعَدُ المِنبَرَ فَيَخطُبُ فَإِنّ فِيهِ حَصَراً وَ فِي لِسَانِهِ كَلَالَةً فَقَالَ لَهُم مُعَاوِيَةُ قَد ظَنَنّا ذَلِكَ بِالحَسَنِ فَلَم يَزَل حَتّي عَظُمَ فِي أَعيُنِ النّاسِ وَ فُضِحنَا فَلَم يَزَالُوا بِهِ حَتّي قَالَ لِلحُسَينِ ع يَا بَا عَبدِ اللّهِ لَو صَعِدتَ المِنبَرَ فَخَطَبتَ فَصَعِدَ الحُسَينُ ع المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ صَلّي عَلَي النّبِيّص فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ مَن هَذَا ألّذِي يَخطُبُ فَقَالَ الحُسَينُ ع نَحنُ حِزبُ اللّهِ الغَالِبُونَ وَ عِترَةُ رَسُولِ اللّهِ الأَقرَبُونَ وَ أَهلُ بَيتِهِ الطّيّبُونَ وَ أَحَدُ الثّقَلَينِ الّذَينِ جَعَلَنَا رَسُولُ اللّهِ ثاَنيَِ كِتَابِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ألّذِي فِيهِ تَفصِيلُ كُلّ شَيءٍلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ وَ المُعَوّلُ عَلَينَا فِي تَفسِيرِهِ وَ لَا يُبطِئُنَا تَأوِيلُهُ بَل نَتّبِعُ حَقَائِقَهُ فَأَطِيعُونَا فَإِنّ طَاعَتَنَا مَفرُوضَةٌ إِذ كَانَت بِطَاعَةِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ مَقرُونَةً قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرّسُولِ وَ قَالَوَ لَو رَدّوهُ إِلَي الرّسُولِ وَ إِلي أوُليِ الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم وَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم وَ رَحمَتُهُ لَاتّبَعتُمُ الشّيطانَ إِلّا قَلِيلًا وَ أُحَذّرُكُمُ الإِصغَاءَ إِلَي هُتُوفِ الشّيطَانِ بِكُم فَإِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌفَتَكُونُوا كَأَولِيَائِهِ الّذِينَ قَالَ لَهُملا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَ إنِيّ جارٌ لَكُم
صفحه : 206
فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ قالَ إنِيّ برَيِءٌ مِنكُمفَتُلقَونَ لِلسّيُوفِ ضَرَباً وَ لِلرّمَاحِ وَرَداً وَ لِلعُمُدِ حَطماً وَ لِلسّهَامِ غَرَضاً ثُمّ لَا يُقبَلُ مِن نَفسٍ إِيمَانُهَالَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً قَالَ مُعَاوِيَةُ حَسبُكَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ فَقَد أَبلَغتَ
بيان الضرب بالتحريك المضروب والورد بالتحريك أي ماترد عليه الرماح و قدمر مثله في خطبة الحسن ع
2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]ج ،[الإحتجاج ] عَن مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ أَنّهُ قَالَ قَالَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ يَوماً لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع لَو لَا فَخرُكُم بِفَاطِمَةَ بِمَا كُنتُم تَفتَخِرُونَ عَلَينَا فَوَثَبَ الحُسَينُ ع وَ كَانَ ع شَدِيدَ القَبضَةِ فَقَبَضَ عَلَي حَلقِهِ فَعَصَرَهُ وَ لَوَي عِمَامَتَهُ عَلَي عُنُقِهِ حَتّي غشُيَِ عَلَيهِ ثُمّ تَرَكَهُ وَ أَقبَلَ الحُسَينُ ع عَلَي جَمَاعَةٍ مِن قُرَيشٍ فَقَالَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ إِلّا صدَقّتمُوُنيِ إِن صَدَقتُ أَ تَعلَمُونَ أَنّ فِي الأَرضِ حَبِيبَينِ كَانَا أَحَبّ إِلَي رَسُولِ اللّهِ منِيّ وَ مِن أخَيِ أَو عَلَي ظَهرِ الأَرضِ ابنَ بِنتِ نبَيِّ غيَريِ وَ غَيرَ أخَيِ قَالُوا لَا قَالَ وَ إنِيّ لَا أَعلَمُ أَنّ فِي الأَرضِ مَلعُونَ بنَ مَلعُونٍ غَيرَ هَذَا وَ أَبِيهِ طَرِيدِ رَسُولِ اللّهِص وَ اللّهِ مَا بَينَ جَابَرَسَ وَ جَابَلَقَ أَحَدُهُمَا بِبَابِ المَشرِقِ وَ الآخَرُ بِبَابِ المَغرِبِ رَجُلَانِ مِمّن يَنتَحِلُ الإِسلَامَ أَعدَي لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَهلِ بَيتِهِ مِنكَ وَ مِن أَبِيكَ إِذ كَانَ وَ عَلَامَةُ قوَليِ فِيكَ أَنّكَ إِذَا غَضِبتَ سَقَطَ رِدَاؤُكَ عَن مَنكِبِكَ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا قَامَ مَروَانُ مِن مَجلِسِهِ حَتّي غَضِبَ فَانتَقَضَ وَ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَن عَاتِقِهِ
3-شي،[تفسير العياشي] عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَدَخَلَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ المَدِينَةَ قَالَ فَاستَلقَي عَلَي السّرِيرِ وَ ثَمّ مَولًي لِلحُسَينِ ع فَقَالَرُدّوا إِلَي اللّهِ مَولاهُمُ الحَقّ أَلا لَهُ الحُكمُ وَ هُوَ أَسرَعُ الحاسِبِينَ قَالَ فَقَالَ الحُسَينُ لِمَولَاهُ
صفحه : 207
مَا ذَا قَالَ هَذَا حِينَ دَخَلَ قَالَ استَلقَي عَلَي السّرِيرِ فَقَرَأَرُدّوا إِلَي اللّهِ مَولاهُمُ إِلَي قَولِهِالحاسِبِينَ قَالَ فَقَالَ الحُسَينُ ع نَعَم وَ اللّهِ رُدِدتُ أَنَا وَ أصَحاَبيِ إِلَي الجَنّةِ وَ رُدّ هُوَ وَ أَصحَابُهُ إِلَي النّارِ
4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَبدُ المَلِكِ بنُ عُمَيرٍ وَ الحَاكِمُ وَ العَبّاسُ قَالُواخَطَبَ الحَسَنُ ع عَائِشَةَ بِنتَ عُثمَانَ فَقَالَ مَروَانُ أُزَوّجُهَا عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ ثُمّ إِنّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَي مَروَانَ وَ هُوَ عَامِلُهُ عَلَي الحِجَازِ يَأمُرُهُ أَن يَخطُبَ أُمّ كُلثُومٍ بِنتَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ لِابنِهِ يَزِيدَ فَأَتَي عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ إِنّ أَمرَهَا لَيسَ إلِيَّ إِنّمَا هُوَ إِلَي سَيّدِنَا الحُسَينِ ع وَ هُوَ خَالُهَا فَأَخبَرَ الحُسَينَ بِذَلِكَ فَقَالَ أَستَخِيرُ اللّهَ تَعَالَي أللّهُمّ وَفّق لِهَذِهِ الجَارِيَةِ رِضَاكَ مِن آلِ مُحَمّدٍ فَلَمّا اجتَمَعَ النّاسُ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص أَقبَلَ مَروَانُ حَتّي جَلَسَ إِلَي الحُسَينِ ع وَ عِندَهُ مِنَ الجِلّةِ وَ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أمَرَنَيِ بِذَلِكَ وَ أَن أَجعَلَ مَهرَهَا حُكمَ أَبِيهَا بَالِغاً مَا بَلَغَ مَعَ صُلحِ مَا بَينَ هَذَينِ الحَيّينِ مَعَ قَضَاءِ دَينِهِ وَ اعلَم أَنّ مَن يَغبِطُكُم بِيَزِيدَ أَكثَرُ مِمّن يَغبِطُهُ بِكُم وَ العَجَبُ كَيفَ يُستَمهَرُ يَزِيدُ وَ هُوَ كُفوُ مَن لَا كُفوَ لَهُ وَ بِوَجهِهِ يُستَسقَي الغَمَامُ فَرُدّ خَيراً يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فَقَالَ الحُسَينُ ع الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي اختَارَنَا لِنَفسِهِ وَ ارتَضَانَا لِدِينِهِ وَ اصطَفَانَا عَلَي خَلقِهِ إِلَي آخِرِ كَلَامِهِ ثُمّ قَالَ يَا مَروَانُ قَد قُلتَ فَسَمِعنَا أَمّا قَولُكَ مَهرُهَا حُكمُ أَبِيهَا بَالِغاً مَا بَلَغَ فلَعَمَريِ لَو أَرَدنَا ذَلِكَ مَا عَدَونَا سُنّةَ رَسُولِ اللّهِص فِي بَنَاتِهِ وَ نِسَائِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ هُوَ ثِنتَا عَشرَةَ أُوقِيّةً يَكُونُ أَربَعَمِائَةٍ وَ ثَمَانِينَ دِرهَماً وَ أَمّا قَولُكَ مَعَ قَضَاءِ دَينِ أَبِيهَا فَمَتَي كُنّ نِسَاؤُنَا يَقضِينَ عَنّا دُيُونَنَا وَ أَمّا صُلحُ مَا بَينَ هَذَينِ الحَيّينِ فَإِنّا قَومٌ عَادَينَاكُم فِي اللّهِ وَ لَم نَكُن نُصَالِحُكُم لِلدّنيَا فلَعَمَريِ فَلَقَد أَعيَا النّسَبُ فَكَيفَ السّبَبُ
صفحه : 208
وَ أَمّا قَولُكَ العَجَبُ لِيَزِيدَ كَيفَ يُستَمهَرُ فَقَدِ استُمهِرَ مَن هُوَ خَيرٌ مِن يَزِيدَ وَ مِن أَبِي يَزِيدَ وَ مِن جَدّ يَزِيدَ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ يَزِيدَ كُفوُ مَن لَا كُفوَ لَهُ فَمَن كَانَ كُفُوهُ قَبلَ اليَومِ فَهُوَ كُفُوهُ اليَومَ مَا زَادَتهُ إِمَارَتُهُ فِي الكَفَاءَةِ شَيئاً وَ أَمّا قَولُكَ بِوَجهِهِ يُستَسقَي الغَمَامُ فَإِنّمَا كَانَ ذَلِكَ بِوَجهِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمّا قَولُكَ مَن يَغبِطُنَا بِهِ أَكثَرُ مِمّن يَغبِطُهُ بِنَا فَإِنّمَا يَغبِطُنَا بِهِ أَهلُ الجَهلِ وَ يَغبِطُهُ بِنَا أَهلُ العَقلِ ثُمّ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ فَاشهَدُوا جَمِيعاً أنَيّ قَد زَوّجتُ أُمّ كُلثُومٍ بِنتَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ مِنِ ابنِ عَمّهَا القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَلَي أَربَعِمِائَةٍ وَ ثَمَانِينَ دِرهَماً وَ قَد نَحَلتُهَا ضيَعتَيِ بِالمَدِينَةِ أَو قَالَ أرَضيِ بِالعَقِيقِ وَ إِنّ غَلّتَهَا فِي السّنَةِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ دِينَارٍ فَفِيهَا لَهُمَا غِنًي إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَتَغَيّرَ وَجهُ مَروَانَ وَ قَالَ غَدراً يَا بنَيِ هَاشِمٍ تَأبَونَ إِلّا العَدَاوَةَ فَذَكّرَهُ الحُسَينُ ع خِطبَةَ الحَسَنِ عَائِشَةَ وَ فِعلَهُ ثُمّ قَالَ فَأَينَ مَوضِعُ الغَدرِ يَا مَروَانُ فَقَالَ مَروَانُ
أَرَدنَا صِهرَكُم لِنَجِدّ وُدّاً | قَد أَخلَقَهُ بِهِ حَدَثُ الزّمَانِ |
فَلَمّا جِئتُكُم فجَبَهَتمُوُنيِ | وَ بُحتُم بِالضّمِيرِ مِنَ الشّنَآنِ |
فَأَجَابَهُ ذَكوَانُ مَولَي بنَيِ هَاشِمٍ
أَمَاطَ اللّهُ مِنهُم كُلّ رِجسٍ | وَ طَهّرَهُم بِذَلِكَ فِي المثَاَنيِ |
فَمَا لَهُمُ سِوَاهُم مِن نَظِيرٍ | وَ لَا كُفوٌ هُنَاكَ وَ لَا مدَاَنيِ |
أَ تَجعَلُ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ | إِلَي الأَخيَارِ مِن أَهلِ الجِنَانِ |
ثُمّ إِنّهُ كَانَ الحُسَينُ ع تَزَوّجَ بِعَائِشَةَ بِنتِ عُثمَانَ
بيان قال الجوهري مشيخة جلّة أي مسانّ و قال باح بسرّه أظهره والشنآن بفتح النون وسكونها العداوة
صفحه : 209
5- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مَحَاسِنُ البرَقيِّ قَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ لِلحُسَينِ ع مَا بَالُ أَولَادِنَا أَكثَرُ مِن أَولَادِكُم فَقَالَ ع
بُغَاثُ الطّيرِ أَكثَرُهَا فِرَاخاً | وَ أُمّ الصّقرِ مِقلَاتٌ نَزُورٌ |
فَقَالَ مَا بَالُ الشّيبِ إِلَي شَوَارِبِنَا أَسرَعُ مِنهُ إِلَي شَوَارِبِكُم فَقَالَ ع إِنّ نِسَاءَكُم نِسَاءٌ بَخِرَةٌ فَإِذَا دَنَا أَحَدُكُم مِنِ امرَأَتِهِ نَهَكنَهُ فِي وَجهِهِ فَشَابَ مِنهُ شَارِبُهُ فَقَالَ مَا بَالُ لِحَائِكُم أَوفَرُ مِن لِحَائِنَا فَقَالَ ع وَ البَلَدُ الطّيّبُ يَخرُجُ نَباتُهُ بِإِذنِ رَبّهِ وَ ألّذِي خَبُثَ لا يَخرُجُ إِلّا نَكِداً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بحِقَيّ عَلَيكَ إِلّا سَكَتّ فَإِنّهُ ابنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ ع
إِن عَادَتِ العَقرَبُ عُدنَا لَهَا | وَ كَانَتِ النّعلُ لَهَا حَاضِرَةً |
قَد عَلِمَ العَقرَبُ وَ استَيقَنَت | أَن لَا لَهَا دُنيَا وَ لَا آخِرَةٌ |
إيضاح قال الجوهري ابن السكيت البغاث طائر أبغث إلي الغبرة دوين الرخمة بطيء الطيران و قال الفراء بغاث الطير شرارها و ما لايصيد منها وبغاث وبغاث وبغاث ثلاث لغات . قوله مقلات لعله من القلي بمعني البغض أي لاتحب الولد و لاتحب زوجها لتكثر الولد أو من قولهم قلا العير أتنه يقلوها قلوا إذاطردها والصواب أنه من قلت قال الجوهري المقلات من النوق التي تضع واحدا ثم لاتحمل بعدها والمقلات من النساء التي لايعيش لها ولد. و قال النزور المرأة القليلة الولد ثم استشهد بهذا الشعر. ويقال نهكته الحمي إذاجهدته وأضنته ونهكه أي بالغ في عقوبته والأصوب نكهته قال الجوهري استنكهت الرجل فنكه في وجهي ينكه وينكه نكها إذا
صفحه : 210
أمرته بأن ينكه لتعلم أشارب هوأم غيرشارب
6- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يُقَالُ دَخَلَ الحُسَينُ ع عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ عِندَهُ أعَراَبيِّ يَسأَلُهُ حَاجَةً فَأَمسَكَ وَ تَشَاغَلَ بِالحُسَينِ ع فَقَالَ الأعَراَبيِّ لِبَعضِ مَن حَضَرَ مَن هَذَا ألّذِي دَخَلَ قَالُوا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ فَقَالَ الأعَراَبيِّ لِلحُسَينِ ع أَسأَلُكَ يَا ابنَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ لَمّا كَلّمتَهُ فِي حاَجتَيِ فَكَلّمَهُ الحُسَينُ ع فِي ذَلِكَ فَقَضَي حَاجَتَهُ فَقَالَ الأعَراَبيِّ
أَتَيتُ العبَشمَيِّ فَلَم يَجُد لِي | إِلَي أَن هَزّهُ ابنُ الرّسُولِ |
هُوَ ابنُ المُصطَفَي كَرَماً وَ جُوداً | وَ مِن بَطنِ المُطَهّرَةِ البَتُولِ |
وَ إِنّ لِهَاشِمٍ فَضلًا عَلَيكُم | كَمَا فَضَلَ الرّبِيعُ عَلَي المُحُولِ |
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا أعَراَبيِّ أُعطِيكَ وَ تَمدَحُهُ فَقَالَ الأعَراَبيِّ يَا مُعَاوِيَةُ أعَطيَتنَيِ مِن حَقّهِ وَ قَضَيتَ حاَجتَيِ بِقَولِهِ العُقَدُ عَنِ الأنَدلُسُيِّ دَعَا مُعَاوِيَةُ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ فَقَالَ لَهُ أَشِر عَلَيّ فِي الحُسَينِ فَقَالَ أَرَي أَن تُخرِجَهُ مَعَكَ إِلَي الشّامِ وَ تَقطَعَهُ عَن أَهلِ العِرَاقِ وَ تَقطَعَهُم عَنهُ فَقَالَ أَرَدتَ وَ اللّهِ أَن تَستَرِيحَ مِنهُ وَ تبَتلَيِنَيِ بِهِ فَإِن صَبَرتُ عَلَيهِ صَبَرتُ عَلَي مَا أَكرَهُ وَ إِن أَسَأتُ إِلَيهِ قَطَعتُ رَحِمَهُ فَأَقَامَهُ وَ بَعَثَ إِلَي سَعِيدِ بنِ العَاصِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عُثمَانَ أَشِر عَلَيّ فِي الحُسَينِ فَقَالَ إِنّكَ وَ اللّهِ مَا تَخَافُ الحُسَينَ إِلّا عَلَي مَن بَعدَكَ وَ إِنّكَ لَتُخلِفُ لَهُ قَرناً إِن صَارَعَهُ لَيَصرَعَنّهُ وَ إِن سَابَقَهُ لَيَسبِقَنّهُ فَذَرِ الحُسَينَ بِمَنبِتِ النّخلَةِ يَشرَبُ المَاءَ وَ يَصعَدُ فِي الهَوَاءِ وَ لَا يَبلُغُ إِلَي السّمَاءِ
بيان قوله يشرب الماء الظاهر أنه صفة النخلة أي كما أن النخلة في تلك البلاد تشرب الماء وتصعد في الهواء وكلما صعدت لاتبلغ السماء فكذلك هوكلما تمني وطلب الرفعة لايصل إلي شيء ويحتمل أن يكون الضمائر راجعة إليه صلوات الله عليه
7-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ حُمدُونٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي الجَارِيَةِ وَ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ الحنَظلَيِّ
صفحه : 211
قَالَا لَمّا كَانَ مَروَانُ عَلَي المَدِينَةِ خَطَبَ النّاسَ فَوَقَعَ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَلَمّا نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ أَتَي الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقِيلَ لَهُ إِنّ مَروَانَ قَد وَقَعَ فِي عَلِيّ قَالَ فَمَا كَانَ فِي المَسجِدِ الحَسَنُ قَالُوا بَلَي قَالَ فَمَا قَالَ لَهُ شَيئاً قَالُوا لَا قَالَ فَقَامَ الحُسَينُ مُغضَباً حَتّي دَخَلَ عَلَي مَروَانَ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ الزّرقَاءِ وَ يَا ابنَ آكِلَةِ القُمّلِ أَنتَ الوَاقِعُ فِي عَلِيّ قَالَ لَهُ مَروَانُ إِنّكَ صبَيِّ لَا عَقلَ لَكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ أَ لَا أُخبِرُكَ بِمَا فِيكَ وَ فِي أَصحَابِكَ وَ فِي عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّافَذَلِكَ لعِلَيِّ وَ شِيعَتِهِفَإِنّما يَسّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشّرَ بِهِ المُتّقِينَفَبَشّرَ بِذَلِكَ النّبِيّ العرَبَيِّ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ
8- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ العرَزمَيِّ قَالَ استَعمَلَ مُعَاوِيَةُ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ عَلَي المَدِينَةِ وَ أَمَرَهُ أَن يَفرِضَ لِشَبَابِ قُرَيشٍ فَفَرَضَ لَهُم فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَأَتَيتُهُ فَقَالَ مَا اسمُكَ فَقُلتُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَقَالَ مَا اسمُ أَخِيكَ فَقُلتُ عَلِيّ فَقَالَ عَلِيّ وَ عَلِيّ مَا يُرِيدُ أَبُوكَ أَن يَدَعَ أَحَداً مِن وُلدِهِ إِلّا سَمّاهُ عَلِيّاً ثُمّ فَرَضَ لِي فَرَجَعتُ إِلَي أَبِي ع فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ ويَليِ عَلَي ابنِ الزّرقَاءِ دَبّاغَةِ الأُدُمِ لَو وُلِدَ لِي مِائَةٌ لَأَحبَبتُ أَن لَا أسُمَيَّ أَحَداً مِنهُم إِلّا عَلِيّاً
بيان ويلي علي ابن الزرقاء أي ويل وعذاب وشدة مني عليه قال الجوهري ويل كلمة مثل ويح إلاأنها كلمة عذاب يقال ويله وويلك وويلي و في الندبة ويلاه قال الأعشي .ويلي عليك وويلي منك يا رجل
صفحه : 212
9-كش ،[رجال الكشي]روُيَِ أَنّ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ كَتَبَ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ هُوَ عَامِلُهُ عَلَي المَدِينَةِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ عَمرَو بنَ عُثمَانَ ذَكَرَ أَنّ رِجَالًا مِن أَهلِ العِرَاقِ وَ وُجُوهَ أَهلِ الحِجَازِ يَختَلِفُونَ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ ذَكَرَ أَنّهُ لَا يَأمَنُ وُثُوبَهُ وَ قَد بَحَثتُ عَن ذَلِكَ فبَلَغَنَيِ أَنّهُ لَا يُرِيدُ الخِلَافَ يَومَهُ هَذَا وَ لَستُ آمَنُ أَن يَكُونَ هَذَا أَيضاً لِمَا بَعدَهُ فَاكتُب إلِيَّ بِرَأيِكَ فِي هَذَا وَ السّلَامُ فَكَتَبَ إِلَيهِ مُعَاوِيَةُ أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ وَ فَهِمتُ مَا ذَكَرتَ فِيهِ مِن أَمرِ الحُسَينِ فَإِيّاكَ أَن تَعرِضَ لِلحُسَينِ فِي شَيءٍ وَ اترُك حُسَيناً مَا تَرَكَكَ فَإِنّا لَا نُرِيدُ أَن نَعرِضَ لَهُ فِي شَيءٍ مَا وَفَي بَيعَتَنَا وَ لَم يُنَازِعنَا سُلطَانَنَا فَاكمُن عَنهُ مَا لَم يُبدِ لَكَ صَفحَتَهُ وَ السّلَامُ وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فَقَدِ انتَهَت إلِيَّ أُمُورٌ عَنكَ إِن كَانَت حَقّاً فَقَد أَظُنّكَ تَرَكتَهَا رَغبَةً فَدَعهَا وَ لَعَمرُ اللّهِ إِنّ مَن أَعطَي اللّهَ عَهدَهُ وَ مِيثَاقَهُ لَجَدِيرٌ بِالوَفَاءِ فَإِن كَانَ ألّذِي بلَغَنَيِ بَاطِلًا فَإِنّكَ أَنتَ أَعزَلُ النّاسِ لِذَلِكَ وَ عِظ نَفسَكَ فَاذكُر وَ بِعَهدِ اللّهِ أَوفِ فَإِنّكَ مَتَي مَا تنُكرِنيِ أُنكِركَ وَ مَتَي مَا تكَدِنيِ أَكِدكَ فَاتّقِ شَقّ عَصَا هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَن يَرُدّهُمُ اللّهُ عَلَي يَدَيكَ فِي فِتنَةٍ فَقَد عَرَفتَ النّاسَ وَ بَلَوتَهُم فَانظُر لِنَفسِكَ وَ لِدِينِكَ وَ لِأُمّةِ مُحَمّدٍ وَ لَا يَستَخِفّنّكَ السّفَهَاءُ وَ الّذِينَ لَا يَعلَمُونَ فَلَمّا وَصَلَ الكِتَابُ إِلَي الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ كَتَبَ إِلَيهِ أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ كِتَابُكَ تَذكُرُ أَنّهُ قَد بَلَغَكَ عنَيّ أُمُورٌ أَنتَ لِي عَنهَا رَاغِبٌ وَ أَنَا بِغَيرِهَا عِندَكَ جَدِيرٌ فَإِنّ الحَسَنَاتِ لَا يهَديِ لَهَا وَ لَا يُسَدّدُ إِلَيهَا إِلّا اللّهُ وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ أَنّهُ انتَهَي إِلَيكَ عنَيّ فَإِنّهُ إِنّمَا رَقَاهُ إِلَيكَ المَلّاقُونَ المَشّاءُونَ بِالنّمِيمِ وَ مَا أُرِيدُ لَكَ حَرباً وَ لَا عَلَيكَ خِلَافاً وَ ايمُ اللّهِ إنِيّ لَخَائِفٌ لِلّهِ فِي تَركِ ذَلِكَ وَ مَا أَظُنّ اللّهَ رَاضِياً بِتَركِ ذَلِكَ وَ لَا عَاذِراً بِدُونِ الإِعذَارِ فِيهِ إِلَيكَ وَ فِي أُولَئِكَ القَاسِطِينَ المُلحِدِينَ حِزبُ الظّلَمَةِ وَ أَولِيَاءُ الشّيَاطِينِ أَ لَستَ القَاتِلَ حُجراً أَخَا كِندَةَ وَ المُصَلّينَ العَابِدِينَ الّذِينَ كَانُوا يُنكِرُونَ الظّلمَ
صفحه : 213
وَ يَستَعظِمُونَ البِدَعَوَ لا يَخافُونَ فِي اللّهِلَومَةَ لائِمٍ ثُمّ قَتَلتَهُم ظُلماً وَ عُدوَاناً مِن بَعدِ مَا كُنتَ أَعطَيتَهُمُ الأَيمَانَ المُغَلّظَةَ وَ المَوَاثِيقَ المُؤَكّدَةَ وَ لَا تَأخُذُهُم بِحَدَثٍ كَانَ بَينَكَ وَ بَينَهُم وَ لَا بِإِحنَةٍ تَجِدُهَا فِي نَفسِكَ أَ وَ لَستَ قَاتِلَ عَمرِو بنِ الحَمِقِ صَاحِبِ رَسُولِ اللّهِص العَبدِ الصّالِحِ ألّذِي أَبلَتهُ العِبَادَةُ فَنَحَلَ جِسمُهُ وَ صُفّرَت لَونُهُ بَعدَ مَا أَمّنتَهُ وَ أَعطَيتَهُ مِن عُهُودِ اللّهِ وَ مَوَاثِيقِهِ مَا لَو أَعطَيتَهُ طَائِراً لَنَزَلَ إِلَيكَ مِن رَأسِ الجَبَلِ ثُمّ قَتَلتَهُ جُرأَةً عَلَي رَبّكَ وَ استِخفَافاً بِذَلِكَ العَهدِ أَ وَ لَستَ المدُعّيِ زِيَادَ ابنَ سُمَيّةَ المَولُودَ عَلَي فِرَاشِ عُبَيدِ ثَقِيفٍ فَزَعَمتَ أَنّهُ ابنُ أَبِيكَ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص الوَلَدُ لِلفِرَاشِ وَ لِلعَاهِرِ الحَجَرُ فَتَرَكتَ سُنّةَ رَسُولِ اللّهِ تَعَمّداً وَ تَبِعتَ هَوَاكَ بِغَيرِ هُدًي مِنَ اللّهِ ثُمّ سَلّطتَهُ عَلَي العِرَاقَينِ يَقطَعُ أيَديِ المُسلِمِينَ وَ أَرجُلَهُم وَ يَسمُلُ أَعيُنَهُم وَ يُصَلّبُهُم عَلَي جُذُوعِ النّخلِ كَأَنّكَ لَستَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَيسُوا مِنكَ أَ وَ لَستَ صَاحِبَ الحَضرَمِيّينَ الّذِينَ كَتَبَ فِيهِمُ ابنُ سُمَيّةَ أَنّهُم كَانُوا عَلَي دِينِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَكَتَبتَ إِلَيهِ أَنِ اقتُل كُلّ مَن كَانَ عَلَي دِينِ عَلِيّ فَقَتَلَهُم وَ مَثّلَ بِهِم بِأَمرِكَ وَ دِينُ عَلِيّ ع وَ اللّهِ ألّذِي كَانَ يَضرِبُ عَلَيهِ أَبَاكَ وَ يَضرِبُكَ وَ بِهِ جَلَستَ مَجلِسَكَ ألّذِي جَلَستَ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَكَانَ شَرَفُكَ وَ شَرَفُ أَبِيكَ الرّحلَتَينِ وَ قُلتَ فِيمَا قُلتَ انظُر لِنَفسِكَ وَ لِدِينِكَ وَ لِأُمّةِ مُحَمّدٍ وَ اتّقِ شَقّ عَصَا هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَن تَرُدّهُم إِلَي فِتنَةٍ وَ إنِيّ لَا أَعلَمُ فِتنَةً أَعظَمَ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ مِن وَلَايَتِكَ عَلَيهَا وَ لَا أَعلَمُ نَظَراً لنِفَسيِ وَ لدِيِنيِ وَ لِأُمّةِ مُحَمّدٍص عَلَينَا أَفضَلَ مِن أَن أُجَاهِدَكَ فَإِن فَعَلتُ فَإِنّهُ قُربَةٌ إِلَي اللّهِ وَ إِن تَرَكتُهُ فإَنِيّ أَستَغفِرُ اللّهَ لذِنَبيِ وَ أَسأَلُهُ تَوفِيقَهُ لِإِرشَادِ أمَريِ وَ قُلتَ فِيمَا قُلتَ إنِيّ إِن أَنكَرتُكَ تنُكرِنيِ وَ إِن أَكِدكَ تكَدِنيِ فكَدِنيِ مَا بَدَا لَكَ فإَنِيّ أَرجُو أَن لَا يضَرُنّيِ كَيدُكَ فِيّ وَ أَن لَا يَكُونَ عَلَي أَحَدٍ أَضَرّ مِنهُ
صفحه : 214
عَلَي نَفسِكَ لِأَنّكَ قَد رَكِبتَ جَهلَكَ وَ تَحَرّصتَ عَلَي نَقضِ عَهدِكَ وَ لعَمَريِ مَا وَفَيتَ بِشَرطٍ وَ لَقَد نَقَضتَ عَهدَكَ بِقَتلِكَ هَؤُلَاءِ النّفَرِ الّذِينَ قَتَلتَهُم بَعدَ الصّلحِ وَ الأَيمَانِ وَ العُهُودِ وَ المَوَاثِيقِ فَقَتَلتَهُم مِن غَيرِ أَن يَكُونُوا قَاتَلُوا وَ قُتِلُوا وَ لَم تَفعَل ذَلِكَ بِهِم إِلّا لِذِكرِهِم فَضلَنَا وَ تَعظِيمِهِم حَقّنَا فَقَتَلتَهُم مَخَافَةَ أَمرٍ لَعَلّكَ لَو لَم تَقتُلهُم مِتّ قَبلَ أَن يَفعَلُوا أَو مَاتُوا قَبلَ أَن يُدرَكُوا فَأَبشِر يَا مُعَاوِيَةُ بِالقِصَاصِ وَ استَيقِن بِالحِسَابِ وَ اعلَم أَنّ لِلّهِ تَعَالَي كِتَاباًلا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها وَ لَيسَ اللّهُ بِنَاسٍ لِأَخذِكَ بِالظّنّةِ وَ قَتلِكَ أَولِيَاءَهُ عَلَي التّهَمِ وَ نَفيِكَ أَولِيَاءَهُ مِن دُورِهِم إِلَي دَارِ الغُربَةِ وَ أَخذِكَ النّاسَ بِبَيعَةِ ابنِكَ غُلَامٍ حَدَثٍ يَشرَبُ الخَمرَ وَ يَلعَبُ بِالكِلَابِ لَا أَعلَمُكَ إِلّا وَ قَد خَسّرتَ نَفسَكَ وَ بَتَرتَ دِينَكَ وَ غَشَشتَ رَعِيّتَكَ وَ أَخزَيتَ أَمَانَتَكَ وَ سَمِعتَ مَقَالَةَ السّفِيهِ الجَاهِلِ وَ أَخَفتَ الوَرِعَ التقّيِّ لِأَجلِهِم وَ السّلَامُ فَلَمّا قَرَأَ مُعَاوِيَةُ الكِتَابَ قَالَ لَقَد كَانَ فِي نَفسِهِ ضَبّ مَا أَشعُرُ بِهِ فَقَالَ يَزِيدُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَجِبهُ جَوَاباً يُصَغّرُ إِلَيهِ نَفسَهُ وَ تَذكُرُ فِيهِ أَبَاهُ بِشَرّ فِعلِهِ قَالَ وَ دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ العَاصِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ أَ مَا رَأَيتَ مَا كَتَبَ بِهِ الحُسَينُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ فَأَقرَأَهُ الكِتَابَ فَقَالَ وَ مَا يَمنَعُكَ أَن تُجِيبَهُ بِمَا يُصَغّرُ إِلَيهِ نَفسَهُ وَ إِنّمَا قَالَ ذَلِكَ فِي هَوَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ يَزِيدُ كَيفَ رَأَيتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ رأَييِ فَضَحِكَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ أَمّا يَزِيدُ فَقَد أَشَارَ عَلَيّ بِمِثلِ رَأيِكَ قَالَ عَبدُ اللّهِ فَقَد أَصَابَ يَزِيدُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَخطَأتُمَا أَ رَأَيتُمَا لَو أنَيّ ذَهَبتُ لِعَيبِ عَلِيّ مُحِقّاً مَا عَسَيتُ أَن أَقُولَ فِيهِ وَ مثِليِ لَا يُحسِنُ أَن يَعِيبَ بِالبَاطِلِ وَ مَا لَا يَعرِفُ وَ مَتَي مَا عِبتُ رَجُلًا بِمَا لَا يَعرِفُهُ النّاسُ لَم يَحفِل بِصَاحِبِهِ وَ لَا يَرَاهُ النّاسُ شَيئاً وَ كَذّبُوهُ وَ مَا عَسَيتُ أَن أَعِيبَ حُسَيناً وَ وَ اللّهِ مَا أَرَي لِلعَيبِ فِيهِ مَوضِعاً وَ قَد رَأَيتُ أَن أَكتُبَ إِلَيهِ أَتَوَعّدُهُ وَ أَتَهَدّدُهُ ثُمّ رَأَيتُ أَن لَا أَفعَلَ وَ لَا أُمحِكَهُ
صفحه : 215
10- ج ،[الإحتجاج ] أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ كِتَابُكَ أَنّهُ قَد بَلَغَكَ عنَيّ أُمُورٌ أَنّ بيِ عَنهَا غِنًي وَ زَعَمتَ أنَيّ رَاغِبٌ فِيهَا وَ أَنَا بِغَيرِهَا عَنكَ جَدِيرٌ وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحواً مِمّا مَرّ إِلَي قَولِهِ وَ مَا أَرَي فِيهِ لِلعَيبِ مَوضِعاً إِلّا أنَيّ قَد أَرَدتُ أَن أَكتُبَ إِلَيهِ وَ أَتَوَعّدَهُ وَ أَتَهَدّدَهُ وَ أُسَفّهَهُ وَ أُجَهّلَهُ ثُمّ رَأَيتُ أَن لَا أَفعَلَ قَالَ فَمَا كَتَبَ إِلَيهِ بشِيَءٍ يَسُوؤُهُ وَ لَا قَطَعَ عَنهُ شَيئاً كَانَ يَصِلُهُ بِهِ كَانَ يَبعَثُ إِلَيهِ فِي كُلّ سَنَةٍ أَلفَ أَلفِ دِرهَمٍ سِوَي عُرُوضٍ وَ هَدَايَا مِن كُلّ ضَربٍ
بيان قوله فقد أظنك تركتها أي الظن بك أن تتركها رغبة في ثواب الله أو في بقاء المودة أوأظنك تركتها لرغبتي عن فعلك ذلك وعدم رضائي بذلك شفقة عليك ويمكن أن يكون تركبها بالباء الموحدة أي أظنك ركبت هذه الأمور للرغبة في الدنيا وملكها ورئاستها ويؤيد الأخير ما في نسخة الإحتجاج في جواب ذلك ويؤيد الوسط ما في رواية الكشي أنت لي عنها راغب . وشقّ العصا كناية عن تفريق الجمع قوله ع و ماأظن الله راضيا بترك ذلك أي بعدحصول شرائطه والإحنة بالكسر الحقد والعداوة. قوله ع الرحلتين أي رحلة الشتاء والصيف و في الإحتجاج و لو لا ذلك لكان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعهما عنكم و فيه بعد قوله و إن أكدك تكدني وهل رأيك إلاكيد الصالحين منذ خلقت فكدني مابدا لك إن شئت فإني أرجو أن لايضرني كيدك و أن لا يكون علي أحد أضر منه علي نفسك علي أنك تكيد فتوقظ عدوك وتوبق نفسك كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم ومثلت بهم بعدالصلح والعهد والميثاق و فيه غلام من الغلمان يشرب الشراب ويلعب بالكعاب . قوله لعنه الله لقد كان في نفسه ضب في أكثر النسخ بالصاد المهملة ولعله بالضم قال الجزري و فيه لتعودن فيهاأساود صبا الأساود الحيات
صفحه : 216
والصب جمع صبوب علي أن أصله صبب كرسول ورسل ثم خفف كرسل فأدغم و هوغريب من حيث الإدغام قال النضر إن الأسود إذاأراد أن ينهش ارتفع ثم انصب علي الملدوغ انتهي .أقول الأظهر أنه بالضاد المعجمة قال الجوهري الضب الحقد تقول أضب فلان علي غل في قلبه أي أضمره انتهي ويقال لم يحفل بكذا أي لم يبال به و في الإحتجاج لم يحفل به صاحبه ولعله أظهر قوله و لاأمحكه من المحك اللجاج والمماحكة الملاجة و في بعض النسخ باللام ولعله من المحل بمعني الكيد والأول أظهر
صفحه : 217
1- شي،[تفسير العياشي] عَن إِدرِيسَ مَولًي لِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم مَعَ الحَسَنِوَ أَقِيمُوا الصّلاةَ...فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ مَعَ الحُسَينِقالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ إِلَي خُرُوجِ القَائِمِ ع فَإِنّ مَعَهُ النّصرَ وَ الظّفَرَ قَالَ اللّهُقُل مَتاعُ الدّنيا قَلِيلٌ وَ الآخِرَةُ خَيرٌ لِمَنِ اتّقيالآيَةَ
2- شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ اللّهِ ألّذِي صَنَعَهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع كَانَ خَيراً لِهَذِهِ الأُمّةِ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ وَ اللّهِ لَفِيهِ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَإِنّمَا هيَِ طَاعَةُ الإِمَامِ فَطَلَبُوا القِتَالَفَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ مَعَ الحُسَينِقالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ وَ قَولُهُرَبّنا أَخّرنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِب دَعوَتَكَ وَ نَتّبِعِ الرّسُلَأَرَادُوا تَأخِيرَ ذَلِكَ إِلَي القَائِمِ ع
3- شي،[تفسير العياشي]الحلَبَيِّ عَنهُ ع كُفّوا أَيدِيَكُم قَالَ يعَنيِ أَلسِنَتَكُم
وَ فِي رِوَايَةِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ العَطّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِكُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ قَالَ نَزَلَت فِي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَمَرَهُ اللّهُ بِالكَفّ قَالَ قُلتُفَلَمّا
صفحه : 218
كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ قَالَ نَزَلَت فِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ كَتَبَ اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي أَهلِ الأَرضِ أَن يُقَاتِلُوا مَعَهُ
4- شي،[تفسير العياشي] عَلِيّ بنُ أَسبَاطٍ يَرفَعُهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَو قَاتَلَ مَعَهُ أَهلُ الأَرضِ لَقُتِلُوا كُلّهُم
5- شي،[تفسير العياشي] عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَتلُ النّفسِ التّيِ حَرّمَ اللّهُ فَقَد قَتَلُوا الحُسَينَ فِي أَهلِ بَيتِهِ
6- شي،[تفسير العياشي] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي الحُسَينِوَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِقَاتِلِ الحُسَينِإِنّهُ كانَ مَنصُوراً قَالَ الحُسَينُ ع
7- شي،[تفسير العياشي] عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنّهُ كانَ مَنصُوراً قَالَ هُوَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع قُتِلَ مَظلُوماً وَ نَحنُ أَولِيَاؤُهُ وَ القَائِمُ مِنّا إِذَا قَامَ طَلَبَ بِثَأرِ الحُسَينِ ع فَيَقتُلُ حَتّي يُقَالَ قَد أَسرَفَ فِي القَتلِ وَ قَالَ المَقتُولُ الحُسَينُ وَ وَلِيّهُ القَائِمُ وَ الإِسرَافُ فِي القَتلِ أَن يَقتُلَ غَيرَ قَاتِلِهِإِنّهُ كانَ مَنصُوراًفَإِنّهُ لَا يَذهَبُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يُنتَصَرَ بِرَجُلٍ مِن آلِ رَسُولِ اللّهِ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً
8-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ بِإِسنَادِهِ عَن صَندَلٍ عَن دَارِمِ بنِ فَرقَدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اقرَؤُا سُورَةَ الفَجرِ فِي فَرَائِضِكُم وَ نَوَافِلِكُم فَإِنّهَا سُورَةُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ ارغَبُوا فِيهَا رَحِمَكُمُ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ لَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَ كَانَ حَاضِرَ المَجلِسِ وَ كَيفَ صَارَت هَذِهِ السّورَةُ لِلحُسَينِ ع خَاصّةً
صفحه : 219
فَقَالَ أَ لَا تَسمَعُ إِلَي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنّةُالآيَةَ إِنّمَا يعَنيِ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع فَهُوَ ذُو النّفسِ المُطمَئِنّةِ الرّاضِيَةِ المَرضِيّةِ وَ أَصحَابُهُ مِن آلِ مُحَمّدٍص هُمُ الرّاضُونَ عَنِ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ هُوَ رَاضٍ عَنهُم وَ هَذِهِ السّورَةُ فِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ شِيعَتِهِ وَ شِيعَةِ آلِ مُحَمّدٍ خَاصّةً مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ وَ الفَجرِ كَانَ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فِي دَرَجَتِهِ فِي الجَنّةِإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
9- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِالّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبّنَا اللّهُ قَالَ نَزَلَ فِي عَلِيّ وَ جَعفَرٍ وَ حَمزَةَ وَ جَرَت فِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ التّحِيّةُ وَ الإِكرَامُ
10- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ الحَجّالِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ قَالَ نَزَلَت فِي الحُسَينِ ع لَو قُتِلَ أَهلُ الأَرضِ بِهِ مَا كَانَ سَرَفاً
بيان فيه إيماء إلي أنه كان في قراءتهم ع فَلا يُسرِفبالضم ويحتمل أن يكون المعني أن السرف ليس من جهة الكثرة فلو شرك جميع أهل الأرض في دمه أورضوا به لم يكن قتلهم سرفا وإنما السرف أن يقتل من لم يكن كذلك وإنما نهي عن ذلك
11- فس ،[تفسير القمي] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِيا أَيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنّةُ ارجعِيِ إِلي رَبّكِ راضِيَةً مَرضِيّةً فاَدخلُيِ فِي عبِاديِ وَ ادخلُيِ جنَتّيِيعَنيِ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع
صفحه : 220
12- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَنَظَرَ نَظرَةً فِي النّجُومِ فَقالَ إنِيّ سَقِيمٌ قَالَ حَسَبَ فَرَأَي مَا يَحُلّ بِالحُسَينِ ع فَقَالَ إنِيّ سَقِيمٌ لِمَا يَحُلّ بِالحُسَينِ ع
13- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ وَ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذَا المَوؤُدَةُ سُئِلَت بأِيَّ ذَنبٍ قُتِلَت قَالَ نَزَلَت فِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع
14- كِتَابُ النّوَادِرِ،لعِلَيِّ بنِ أَسبَاطٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ العَطّارِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ قَالَ نَزَلَت فِي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَمَرَهُ اللّهُ بِالكَفّ قَالَ قُلتُفَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ قَالَ نَزَلَت فِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع كَتَبَ اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي أَهلِ الأَرضِ أَن يُقَاتِلُوا مَعَهُ
قَالَ عَلِيّ بنُ أَسبَاطٍ وَ رَوَاهُ بَعضُ أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ قَالَ لَو قَاتَلَ مَعَهُ أَهلُ الأَرضِ كُلّهُم لَقُتِلُوا كُلّهُم
أقول سيأتي الأخبار المناسبة للباب في باب علة تأخير العذاب عن قتلته ع
صفحه : 221
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ حَشِيشٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَعقِلٍ القرِميِسيِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَنِ البزَنَطيِّ عَن كَرّامِ بنِ عَمرٍو عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ وَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولَانِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي عَوّضَ الحُسَينَ ع مِن قَتلِهِ أَن جَعَلَ الإِمَامَةَ فِي ذُرّيّتِهِ وَ الشّفَاءَ فِي تُربَتِهِ وَ إِجَابَةَ الدّعَاءِ عِندَ قَبرِهِ وَ لَا تُعَدّ أَيّامُ زَائِرِيهِ جَائِياً وَ رَاجِعاً مِن عُمُرِهِ قَالَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ فَقُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع هَذِهِ الخِلَالُ تُنَالُ بِالحُسَينِ ع فَمَا لَهُ فِي نَفسِهِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَلحَقَهُ باِلنبّيِّ فَكَانَ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ وَ مَنزِلَتِهِ ثُمّ تَلَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اتّبَعَتهُم ذُرّيّتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرّيّتَهُمالآيَةَ
2- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبِي نُصَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا وَلَدَت فَاطِمَةُ الحُسَينَ ع أَخبَرَهَا أَبُوهَاص أَنّ أُمّتَهُ سَتَقتُلُهُ مِن بَعدِهِ قَالَت فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أخَبرَنَيِ أَنّهُ يَجعَلُ الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ قَالَت قَد رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللّهِ
3-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا أَن عَلِقَت فَاطِمَةُ بِالحُسَينِ ع قَالَ
صفحه : 222
لَهَا رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَهَبَ لَكِ غُلَاماً اسمُهُ الحُسَينُ يَقتُلُهُ أمُتّيِ قَالَت لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد وعَدَنَيِ فِيهِ عِدَةً قَالَت وَ مَا وَعَدَكَ قَالَ وعَدَنَيِ أَن يَجعَلَ الإِمَامَةَ مِن بَعدِهِ فِي وُلدِهِ فَقَالَت رَضِيتُ
أقول الأخبار في ذلك موردة في غير هذاالباب لاسيما باب ولادته عليه الصلاة و السلام
صفحه : 223
1- ج ،[الإحتجاج ]سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَأَلتُ القَائِمَ ع عَن تَأوِيلِكهيعص قَالَ ع هَذِهِ الحُرُوفُ مِن أَنبَاءِ الغَيبِ اطّلَعَ اللّهُ عَلَيهَا عَبدَهُ زَكَرِيّا ثُمّ قَصّهَا عَلَي مُحَمّدٍ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ وَ ذَلِكَ أَنّ زَكَرِيّا سَأَلَ اللّهَ رَبّهُ أَن يُعَلّمَهُ أَسمَاءَ الخَمسَةِ فَأَهبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلَ ع فَعَلّمَهُ إِيّاهَا فَكَانَ زَكَرِيّا إِذَا ذَكَرَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ ع سرُيَّ عَنهُ هَمّهُ وَ انجَلَي كَربُهُ وَ إِذَا ذَكَرَ اسمَ الحُسَينِ خَنَقَتهُ العَبرَةُ وَ وَقَعَت عَلَيهِ البُهرَةُ فَقَالَ ع ذَاتَ يَومٍ إلِهَيِ مَا باَليِ إِذَا ذَكَرتُ أَربَعَةً مِنهُم تَسَلّيتُ بِأَسمَائِهِم مِن همُوُميِ وَ إِذَا ذَكَرتُ الحُسَينَ تَدمَعُ عيَنيِ وَ تَثُورُ زفَرتَيِ فَأَنبَأَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَن قِصّتِهِ فَقَالَكهيعص فَالكَافُ اسمُ كَربَلَاءَ وَ الهَاءُ هَلَاكُ العِترَةِ الطّاهِرَةِ وَ اليَاءُ يَزِيدُ وَ هُوَ ظَالِمُ الحُسَينِ وَ العَينُ عَطَشُهُ وَ الصّادُ صَبرُهُ فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ زَكَرِيّا لَم يُفَارِق مَسجِدَهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ مَنَعَ فِيهِنّ النّاسَ مِنَ الدّخُولِ عَلَيهِ وَ أَقبَلَ عَلَي البُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ كَانَ يُرثِيهِ إلِهَيِ أَ تُفَجّعُ خَيرَ جَمِيعِ خَلقِكَ بِوَلَدِهِ إلِهَيِ أَ تُنزِلُ بَلوَي هَذِهِ الرّزِيّةِ بِفِنَائِهِ إلِهَيِ أَ تُلبِسُ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ثِيَابَ هَذِهِ المُصِيبَةِ إلِهَيِ أَ تُحِلّ كُربَةَ هَذِهِ المُصِيبَةِ بِسَاحَتِهِمَا ثُمّ كَانَ يَقُولُ إلِهَيِ ارزقُنيِ وَلَداً تَقَرّ بِهِ عيَنيِ عَلَي الكِبَرِ فَإِذَا رَزَقتَنِيهِ فاَفتنِيّ بِحُبّهِ ثُمّ أفَجعِنيِ بِهِ كَمَا تُفجِعُ مُحَمّداً حَبِيبَكَ بِوَلَدِهِ فَرَزَقَهُ اللّهُ يَحيَي وَ فَجّعَهُ بِهِ وَ كَانَ حَملُ يَحيَي سِتّةَ أَشهُرٍ وَ حَملُ الحُسَينِ ع كَذَلِكَ الخَبَرَ
بيان سري عنه همه بضم السين وكسر الراء المشددة انكشف والبهرة بالضم تتابع النفس وزفر أخرج نفسه بعدمده إياه والزفرة ويضم
صفحه : 224
التنفس كذلك
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ حَفصٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي جَعدَةَ قَالَ سَمِعتُ كَعبَ الأَحبَارِ يَقُولُ إِنّ فِي كِتَابِنَا أَنّ رَجُلًا مِن وُلدِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ يُقتَلُ وَ لَا يَجِفّ عَرَقُ دَوَابّ أَصحَابِهِ حَتّي يَدخُلُوا الجَنّةَ فَيُعَانِقُوا الحُورَ العِينَ فَمَرّ بِنَا الحَسَنُ ع فَقُلنَا هُوَ هَذَا قَالَ لَا فَمَرّ بِنَا الحُسَينُ فَقُلنَا هُوَ هَذَا قَالَ نَعَم
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن أَبِي شُعَيبٍ التغّلبِيِّ عَن يَحيَي بنِ يَمَانٍ عَن إِمَامٍ لبِنَيِ سُلَيمٍ عَن أَشيَاخٍ لَهُم قَالُوا غَزَونَا بِلَادَ الرّومِ فَدَخَلنَا كَنِيسَةً مِن كَنَائِسِهِم فَوَجَدنَا فِيهَا مَكتُوباً
أَ يَرجُو مَعشَرٌ قَتَلُوا حُسَيناً | شَفَاعَةَ جَدّهِ يَومَ الحِسَابِ |
قَالُوا فَسَأَلنَا مُنذُ كَم هَذَا فِي كَنِيسَتِكُم قَالُوا قَبلَ أَن يُبعَثَ نَبِيّكُم بِثَلَاثِمِائَةِ عَامٍ
4- أَقُولُ قَالَ جَعفَرُ بنُ نَمَا فِي مُثِيرِ الأَحزَانِ رَوَي النطّنَزيِّ عَن جَمَاعَةٍ عَن سُلَيمَانَ الأَعمَشِ قَالَ بَينَا أَنَا فِي الطّوَافِ أَيّامَ المَوسِمِ إِذَا رَجُلٌ يَقُولُ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّكَ لَا تَغفِرُ فَسَأَلتُهُ عَنِ السّبَبِ فَقَالَ كُنتُ أَحَدَ الأَربَعِينَ الّذِينَ حَمَلُوا رَأسَ الحُسَينِ إِلَي يَزِيدَ عَلَي طَرِيقِ الشّامِ فَنَزَلنَا أَوّلَ مَرحَلَةٍ رَحَلنَا مِن كَربَلَاءَ عَلَي دَيرٍ لِلنّصَارَي وَ الرّأسُ مَركُوزٌ عَلَي رُمحٍ فَوَضَعنَا الطّعَامَ وَ نَحنُ نَأكُلُ إِذَا بِكَفّ عَلَي حَائِطِ الدّيرِ يَكتُبُ عَلَيهِ بِقَلَمِ حَدِيدٍ سَطراً بِدَمٍ
أَ تَرجُو أُمّةً قَتَلَت حُسَيناً | شَفَاعَةَ جَدّهِ يَومَ الحِسَابِ |
فَجَزِعنَا جَزَعاً شَدِيداً وَ أَهوَي بَعضُنَا إِلَي الكَفّ لِيَأخُذَهُ فَغَابَت فَعَادَ أصَحاَبيِ
وَ حَدّثَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُسلِمٍ عَن أَبِيهِ أَنّهُ قَالَ غَزَونَا بِلَادَ الرّومِ فَأَتَينَا كَنِيسَةً مِن كَنَائِسِهِم قَرِيبَةً مِنَ القُسطَنطِينِيّةِ وَ عَلَيهَا شَيءٌ مَكتُوبٌ فَسَأَلنَا أُنَاساً مِن أَهلِ الشّامِ يَقرَءُونَ بِالرّومِيّةِ فَإِذَا هُوَ مَكتُوبٌ هَذَا البَيتُ
صفحه : 225
وَ ذَكَرَ أَبُو عَمرٍو الزّاهِدُ فِي كِتَابِ اليَاقُوتِ قَالَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الصّفّارِ صَاحِبُ أَبِي حَمزَةَ الصوّفيِّ غَزَونَا غَزَاةً وَ سَبَينَا سَبياً وَ كَانَ فِيهِم شَيخٌ مِن عُقَلَاءِ النّصَارَي فَأَكرَمنَاهُ وَ أَحسَنّا إِلَيهِ فَقَالَ لَنَا أخَبرَنَيِ أَبِي عَن آبَائِهِ أَنّهُم حَفَرُوا فِي بِلَادِ الرّومِ حَفراً قَبلَ أَن يُبعَثَ مُحَمّدٌ العرَبَيِّ بِثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ فَأَصَابُوا حَجَراً عَلَيهِ مَكتُوبٌ بِالمُسنَدِ هَذَا البَيتُ
أَ تَرجُو عُصبَةً قَتَلَت حُسَيناً | شَفَاعَةَ جَدّهِ يَومَ الحِسَابِ |
وَ المُسنَدُ كَلَامُ أَولَادِ شَيثٍ ع
5- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن حَبِيبِ بنِ الحُسَينِ التغّلبِيِّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ النّبِيّص فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا لَا يَدخُل عَلَيّ أَحَدٌ فَجَاءَ الحُسَينُ ع وَ هُوَ طِفلٌ فَمَا مَلَكَت مَعَهُ شَيئاً حَتّي دَخَلَ عَلَي النّبِيّ فَدَخَلَت أُمّ سَلَمَةَ عَلَي أَثَرِهِ فَإِذَا الحُسَينُ عَلَي صَدرِهِ وَ إِذَا النّبِيّ يبَكيِ وَ إِذَا فِي يَدِهِ شَيءٌ يُقَلّبُهُ فَقَالَ النّبِيّ يَا أُمّ سَلَمَةَ إِنّ هَذَا جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ أَنّ هَذَا مَقتُولٌ وَ هَذِهِ التّربَةُ التّيِ يُقتَلُ عَلَيهَا فَضَعِيهِ عِندَكِ فَإِذَا صَارَت دَماً فَقَد قُتِلَ حبَيِبيِ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ سَلِ اللّهَ أَن يَدفَعَ ذَلِكَ عَنهُ قَالَ قَد فَعَلتُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إلِيَّ أَنّ لَهُ دَرَجَةً لَا يَنَالُهَا أَحَدٌ مِنَ المَخلُوقِينَ وَ أَنّ لَهُ شِيعَةً يَشفَعُونَ فَيُشَفّعُونَ وَ أَنّ المهَديِّ مِن وُلدِهِ فَطُوبَي لِمَن كَانَ مِن أَولِيَاءِ الحُسَينِ وَ شِيعَتُهُ هُم وَ اللّهِ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ
6-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ لَمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ ع أَن يَذبَحَ مَكَانَ ابنِهِ إِسمَاعِيلَ الكَبشَ ألّذِي أَنزَلَهُ عَلَيهِ تَمَنّي اِبرَاهِيمُ أَن يَكُونَ قَد ذَبَحَ ابنَهُ إِسمَاعِيلَ بِيَدِهِ وَ أَنّهُ لَم يُؤمَر بِذَبحِ الكَبشِ مَكَانَهُ لِيَرجِعَ إِلَي قَلبِهِ مَا يَرجِعُ إِلَي قَلبِ الوَالِدِ ألّذِي يَذبَحُ أَعَزّ وُلدِهِ عَلَيهِ بِيَدِهِ فَيَستَحِقّ بِذَلِكَ أَرفَعَ دَرَجَاتِ أَهلِ الثّوَابِ عَلَي المَصَائِبِ
صفحه : 226
فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا اِبرَاهِيمُ مَن أَحَبّ خلَقيِ إِلَيكَ فَقَالَ يَا رَبّ مَا خَلَقتَ خَلقاً هُوَ أَحَبّ إلِيَّ مِن حَبِيبِكَ مُحَمّدٍ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَ فَهُوَ أَحَبّ إِلَيكَ أَم نَفسُكَ قَالَ بَل هُوَ أَحَبّ إلِيَّ مِن نفَسيِ قَالَ فَوَلَدُهُ أَحَبّ إِلَيكَ أَم وَلَدُكَ قَالَ بَل وَلَدُهُ قَالَ فَذَبحُ وَلَدِهِ ظُلماً عَلَي أيَديِ أَعدَائِهِ أَوجَعُ لِقَلبِكَ أَو ذَبحُ وَلَدِكَ بِيَدِكَ فِي طاَعتَيِ قَالَ يَا رَبّ بَل ذَبحُهُ عَلَي أيَديِ أَعدَائِهِ أَوجَعُ لقِلَبيِ قَالَ يَا اِبرَاهِيمُ فَإِنّ طَائِفَةً تَزعُمُ أَنّهَا مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ سَتَقتُلُ الحُسَينَ ابنَهُ مِن بَعدِهِ ظُلماً وَ عُدوَاناً كَمَا يُذبَحُ الكَبشُ وَ يَستَوجِبُونَ بِذَلِكَ سخَطَيِ فَجَزِعَ اِبرَاهِيمُ لِذَلِكَ وَ تَوَجّعَ قَلبُهُ وَ أَقبَلَ يبَكيِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا اِبرَاهِيمُ قَد فَدَيتُ جَزَعَكَ عَلَي ابنِكَ إِسمَاعِيلَ لَو ذَبَحتَهُ بِيَدِكَ بِجَزَعِكَ عَلَي الحُسَينِ وَ قَتلِهِ وَ أَوجَبتُ لَكَ أَرفَعَ دَرَجَاتِ أَهلِ الثّوَابِ عَلَي المَصَائِبِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ
بيان أقول قدأورد علي هذاالخبر إعضال و هو أنه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين ع لا يكون المفدّي عنه أجل رتبة من المفدّي به فإن أئمتنا صلوات الله عليهم أشرف من أولي العزم ع فكيف من غيرهم مع أن الظاهر من استعمال لفظ الفداء التعويض عن الشيء بما دونه في الخطر والشرف . وأجيب بأن الحسين ع لما كان من أولاد إسماعيل فلو كان ذبح إسماعيل لم يوجد نبينا وكذا سائر الأئمة وسائر الأنبياء ع من ولد إسماعيل ع فإذاعوض من ذبح إسماعيل بذبح واحد من أسباطه وأولاده و هو الحسين ع فكأنه عوض عن ذبح الكل وعدم وجودهم بالكلية بذبح واحد من الأجزاء بخصوصه و لاشك في أن مرتبة كل السلسلة أعظم وأجل من مرتبة الجزء بخصوصه . وأقول ليس في الخبر أنه فدي إسماعيل بالحسين بل فيه أنه فدي جزع ابراهيم علي إسماعيل بجزعه علي الحسين ع وظاهر أن الفداء علي
صفحه : 227
هذا ليس علي معناه بل المراد التعويض و لما كان أسفه علي مافات منه من ثواب الجزع علي ابنه عوضه الله بما هوأجل وأشرف وأكثر ثوابا و هوالجزع علي الحسين ع . والحاصل أن شهادة الحسين ع كان أمرا مقررا و لم يكن لرفع قتل إسماعيل حتي يرد الإشكال و علي ماذكرنا فالآية تحتمل وجهين الأول أن يقدر مضاف أي فديناه بجزع مذبوح عظيم الشأن والثاني أن يكون الباء سببية أي فديناه بسبب مذبوح عظيم بأن جزع عليه و علي التقديرين لابد من تقدير مضاف أوتجوز في إسناد في قوله فَدَيناهُ و الله يعلم
7- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ إِسمَاعِيلَ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا لَم يَكُن إِسمَاعِيلَ بنَ اِبرَاهِيمَ بَل كَانَ نَبِيّاً مِنَ الأَنبِيَاءِ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي قَومِهِ فَأَخَذُوهُ فَسَلَخُوا فَروَةَ رَأسِهِ وَ وَجهِهِ فَأَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ بعَثَنَيِ إِلَيكَ فمَرُنيِ بِمَا شِئتَ فَقَالَ لِي أُسوَةٌ بِمَا يُصنَعُ بِالحُسَينِ ع
مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن عيسي و ابن أبي الخطاب و ابن يزيد جميعا عن محمد بن سنان مثله
8- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ إِسمَاعِيلَ كَانَ رَسُولًا نَبِيّاً سُلّطَ عَلَيهِ قَومُهُ فَقَشَرُوا جِلدَةَ وَجهِهِ وَ فَروَةَ رَأسِهِ فَأَتَاهُ رَسُولٌ مِن رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَ لَهُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ قَد رَأَيتُ مَا صُنِعَ بِكَ وَ قَد أمَرَنَيِ بِطَاعَتِكَ فمَرُنيِ بِمَا شِئتَ فَقَالَ يَكُونُ لِي بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ أُسوَةٌ
مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن عيسي و ابن أبي الخطاب و ابن يزيد جميعا عن
صفحه : 228
محمد بن سنان مثله مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي بن مهزيار عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع
مثله
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ حَشِيشٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَعمَرٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ بَينَا الحُسَينُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَ تُحِبّهُ قَالَ نَعَم قَالَ أَمَا إِنّ أُمّتَكَ سَتَقتُلُهُ فَحَزِنَ رَسُولُ اللّهِ لِذَلِكَ حُزناً شَدِيداً فَقَالَ جَبرَئِيلُ أَ يَسُرّكَ أَن أُرِيَكَ التّربَةَ التّيِ يُقتَلُ فِيهَا قَالَ نَعَم قَالَ فَخَسَفَ جَبرَئِيلُ مَا بَينَ مَجلِسِ رَسُولِ اللّهِ إِلَي كَربَلَاءَ حَتّي التَقَتِ القِطعَتَانِ هَكَذَا وَ جَمَعَ بَينَ السّبّابَتَينِ فَتَنَاوَلَ بِجَنَاحَيهِ مِنَ التّربَةِ فَنَاوَلَهَا رَسُولَ اللّهِص ثُمّ دُحِيَتِ الأَرضُ أَسرَعَ مِن طَرفِ العَينِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ طُوبَي لَكَ مِن تُربَةٍ وَ طُوبَي لِمَن يُقتَلُ فِيكَ
مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفرالرزاز عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان مثله بيان أقول قدبينت معني التقاء القطعتين في باب أحوال بلقيس في كتاب النبوة
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ النحّويِّ
صفحه : 229
عَن مُحَمّدِ بنِ مَسلَمَةَ عَن يُونُسَ بنِ أَرقَمَ عَنِ الأَعمَشِ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّ عَظِيماً مِن عُظَمَاءِ المَلَائِكَةِ استَأذَنَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي زِيَارَةِ النّبِيّ فَأَذِنَ لَهُ فَبَينَمَا هُوَ عِندَهُ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ الحُسَينُ فَقَبّلَهُ النّبِيّ وَ أَجلَسَهُ فِي حَجرِهِ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ أَ تُحِبّهُ قَالَ أَجَل أَشَدّ الحُبّ إِنّهُ ابنيِ قَالَ لَهُ إِنّ أُمّتَكَ سَتَقتُلُهُ قَالَ أمُتّيِ تَقتُلُ ولَدَيِ قَالَ نَعَم وَ إِن شِئتَ أَرَيتُكَ مِنَ التّربَةِ التّيِ يُقتَلُ عَلَيهَا قَالَ نَعَم فَأَرَاهُ تُربَةً حَمرَاءَ طَيّبَةَ الرّيحِ فَقَالَ إِذَا صَارَت هَذِهِ التّربَةُ دَماً عَبِيطاً فَهُوَ عَلَامَةُ قَتلِ ابنِكَ هَذَا قَالَ سَالِمُ بنُ أَبِي الجَعدِ أُخبِرتُ أَنّ المَلَكَ كَانَ مِيكَائِيلَ ع
11- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن هَاشِمِ بنِ نَقِيّةَ الموَصلِيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المدَاَئنِيِّ عَن زِيَادِ بنِ عَبدِ اللّهِ المكُاَريِ عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ عَن حُدَيرٍ أَو حِدمِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الماَزنِيِّ عَن زَيدٍ مَولَي زَينَبَ بِنتِ جَحشٍ قَالَت كَانَ رَسُولُ اللّهِ ذَاتَ يَومٍ عنِديِ نَائِماً فَجَاءَ الحُسَينُ فَجَعَلتُ أُعَلّلُهُ مَخَافَةَ أَن يُوقِظَ النّبِيّ فَغَفَلتُ عَنهُ فَدَخَلَ وَ اتّبَعتُهُ فَوَجَدتُهُ وَ قَد قَعَدَ عَلَي بَطنِ النّبِيّص فَوَضَعَ زُبيَتَهُ فِي سُرّةِ النّبِيّ فَجَعَلَ يَبُولُ عَلَيهِ فَأَرَدتُ أَن آخُذَهُ عَنهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ دعَيِ ابنيِ يَا زَينَبُ حَتّي يَفرُغَ مِن بَولِهِ فَلَمّا فَرَغَ تَوَضّأَ النّبِيّص وَ قَامَ يصُلَيّ فَلَمّا سَجَدَ ارتَحَلَهُ الحُسَينُ فَلَبِثَ النّبِيّص حَتّي نَزَلَ فَلَمّا قَامَ عَادَ الحُسَينُ فَحَمَلَهُ حَتّي فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ فَبَسَطَ النّبِيّ يَدَهُ وَ جَعَلَ يَقُولُ أرَنِيِ أرَنِيِ يَا جَبرَئِيلُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُكَ اليَومَ صَنَعتَ شَيئاً مَا رَأَيتُكَ صَنَعتَهُ قَطّ قَالَ نَعَم جاَءنَيِ جَبرَئِيلُ فعَزَاّنيِ فِي ابنيِ الحُسَينِ وَ أخَبرَنَيِ أَنّ أمُتّيِ تَقتُلُهُ وَ أتَاَنيِ بِتُربَةٍ حَمرَاءَ قَالَ زِيَادُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنَا شَكَكتُ فِي اسمِ الشّيخِ حُدَيرٍ أَو حِدمِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ قَد أَثنَي عَلَيهِ لَيثٌ خَيراً وَ ذَكَرَ مِن فَضلِهِ
صفحه : 230
12- يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن تَارِيخِ مُحَمّدٍ النّجّارِ شَيخِ المُحَدّثِينَ بِالمَدرَسَةِ المُستَنصِرِيّةِ بِإِسنَادٍ مَرفُوعٍ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يُهلِكَ قَومَ نُوحٍ أَوحَي إِلَيهِ أَن شُقّ أَلوَاحَ السّاجِ فَلَمّا شَقّهَا لَم يَدرِ مَا يَصنَعُ بِهَا فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَأَرَاهُ هَيئَةَ السّفِينَةِ وَ مَعَهُ تَابُوتٌ بِهَا مِائَةُ أَلفِ مِسمَارٍ وَ تِسعَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفَ مِسمَارٍ فَسَمّرَ بِالمَسَامِيرِ كُلّهَا السّفِينَةَ إِلَي أَن بَقِيَت خَمسَةُ مَسَامِيرَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي مِسمَارٍ فَأَشرَقَ بِيَدِهِ وَ أَضَاءَ كَمَا يضُيِءُ الكَوكَبُ الدرّيّّ فِي أُفُقِ السّمَاءِ فَتَحَيّرَ نُوحٌ فَأَنطَقَ اللّهُ المِسمَارَ بِلِسَانٍ طَلقٍ ذَلقٍ أَنَا عَلَي اسمِ خَيرِ الأَنبِيَاءِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِص فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذَا المِسمَارُ ألّذِي مَا رَأَيتُ مِثلَهُ فَقَالَ هَذَا بِاسمِ سَيّدِ الأَنبِيَاءِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ اسمِرهُ عَلَي أَوّلِهَا عَلَي جَانِبِ السّفِينَةِ الأَيمَنِ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي مِسمَارٍ ثَانٍ فَأَشرَقَ وَ أَنَارَ فَقَالَ نُوحٌ وَ مَا هَذَا المِسمَارُ فَقَالَ هَذَا مِسمَارُ أَخِيهِ وَ ابنِ عَمّهِ سَيّدِ الأَوصِيَاءِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَاسمِرهُ عَلَي جَانِبِ السّفِينَةِ الأَيسَرِ فِي أَوّلِهَا ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي مِسمَارٍ ثَالِثٍ فَزَهَرَ وَ أَشرَقَ وَ أَنَارَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذَا مِسمَارُ فَاطِمَةَ فَاسمِرهُ إِلَي جَانِبِ مِسمَارِ أَبِيهَا ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي مِسمَارٍ رَابِعٍ فَزَهَرَ وَ أَنَارَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذَا مِسمَارُ الحَسَنِ فَاسمِرهُ إِلَي جَانِبِ مِسمَارِ أَبِيهِ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي مِسمَارٍ خَامِسٍ فَزَهَرَ وَ أَنَارَ وَ أَظهَرَ النّدَاوَةَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذَا مِسمَارُ الحُسَينِ فَاسمِرهُ إِلَي جَانِبِ مِسمَارِ أَبِيهِ فَقَالَ نُوحٌ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ النّدَاوَةُ فَقَالَ هَذَا الدّمُ فَذَكَرَ قِصّةَ الحُسَينِ ع وَ مَا تَعمَلُ الأُمّةُ بِهِ فَلَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَ ظَالِمَهُ وَ خَاذِلَهُ
13- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنهُ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ العَبّاسِ بنِ خَلِيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَاشِمٍ عَن سُوَيدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن دَاوُدَ بنِ عِيسَي الكوُفيِّ عَن عُمَارَةَ بنِ عَرِيّةَ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ التيّميِّ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَجلَسَ حُسَيناً عَلَي فَخِذِهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ أَ تُحِبّ ابنَكَ هَذَا قَالَ نَعَم قَالَ فَإِنّ أُمّتَكَ سَتَقتُلُهُ بَعدَكَ فَدَمَعَت عَينَا رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَهُ إِن شِئتَ أَرَيتُكَ مِن تُربَتِهِ التّيِ يُقتَلُ عَلَيهَا قَالَ نَعَم فَأَرَاهُ جَبرَئِيلُ تُرَاباً مِن تُرَابِ الأَرضِ التّيِ يُقتَلُ عَلَيهَا
صفحه : 231
وَ قَالَ تُدعَي الطّفّ
14- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنهُ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَامِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ دَلِيلِ بنِ بِشرٍ عَن عَلِيّ بنِ سَهلٍ عَن مُؤَمّلٍ عَن عُمَارَةَ بنِ زَاذَانَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ أَنّ مَلَكَ المَطَرِ استَأذَنَ أَن يأَتيَِ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص لِأُمّ سَلَمَةَ املكِيِ عَلَينَا البَابَ لَا يَدخُلُ عَلَينَا أَحَدٌ فَجَاءَ الحُسَينُ لِيَدخُلَ فَمَنَعَتهُ فَوَثَبَ حَتّي دَخَلَ فَجَعَلَ يَثِبُ عَلَي منَكبِيَ رَسُولِ اللّهِص وَ يَقعُدُ عَلَيهِمَا فَقَالَ لَهُ المَلَكُ أَ تُحِبّهُ قَالَ نَعَم قَالَ فَإِنّ أُمّتَكَ سَتَقتُلُهُ وَ إِن شِئتَ أَرَيتُكَ المَكَانَ ألّذِي يُقتَلُ فِيهِ فَمَدّ يَدَهُ فَإِذَا طِينَةٌ حَمرَاءُ فَأَخَذَتهَا أُمّ سَلَمَةَ فَصَيّرَتهَا إِلَي طَرَفِ خِمَارِهَا قَالَ ثَابِتٌ فَبَلَغَنَا أَنّهُ المَكَانُ ألّذِي قُتِلَ بِهِ بِكَربَلَاءَ
15- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ أَو غَيرِهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا أَن هَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِقَتلِ الحُسَينِ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ فَخَلَا بِهِ مَلِيّاً مِنَ النّهَارِ فَغَلَبَتهُمَا عَبرَةٌ فَلَم يَتَفَرّقَا حَتّي هَبَطَ عَلَيهِمَا جَبرَئِيلُ أَو قَالَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَ لَهُمَا رَبّكُمَا يُقرِئُكُمَا السّلَامَ وَ يَقُولُ قَد عَزَمتُ عَلَيكُمَا لَمّا صَبَرتُمَا قَالَ فَصَبَرَا
مل ،[كامل الزيارات ] ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسي عن محمد بن سنان عن سعيد مثله مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن يزيد عن ابن سنان عن سعيد
مثله
16- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن سَالِمِ بنِ مُكرَمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا حَمَلَت فَاطِمَةُ بِالحُسَينِ ع جَاءَ جَبرَئِيلُ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ إِنّ فَاطِمَةَ سَتَلِدُ وَلَداً تَقتُلُهُ أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ فَلَمّا حَمَلَت فَاطِمَةُ الحُسَينَ كَرِهَت حَملَهُ وَ حِينَ وَضَعَتهُ كَرِهَت وَضعَهُ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَل رَأَيتُم فِي الدّنيَا أُمّاً تَلِدُ غُلَاماً فَتَكرَهُهُ وَ لَكِنّهَا كَرِهَتهُ لِأَنّهَا عَلِمَت أَنّهُ سَيُقتَلُ قَالَ وَ فِيهِ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ وَصّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِحُسناًحَمَلَتهُ أُمّهُ كُرهاً وَ وَضَعَتهُ كُرهاً وَ حَملُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً
صفحه : 232
بيان قوله ع لماحملت لعل المعني قرب حملها أوالمراد بقوله جاء جبرئيل مجيئه قبل ذلك أوبقوله حملت ثانيا شعرت به ولعله علي هذاالتأويل الباء في قوله بوالديه للسببية وحسنا مفعول وصينا و في بعض القراءات حسنا بالتحريك فهو صفة لمصدر محذوف أي إيصاء حسنا فعلي هذايحتمل أن يكون المراد بقوله وَصّينَاجعلناه وصيا قال في مجمع البيان قرأ أهل الكوفة إحسانا والباقون حسنا وروي عن علي ع و أبي عبدالرحمن السلمي حسنا بفتح الحاء والسين انتهي والوالدان رسول الله و أمير المؤمنين كما في سائر الأخبار ويحتمل الظاهر أيضا
17-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ جَبرَئِيلَ نَزَلَ عَلَي مُحَمّدٍص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يُبَشّرُكَ بِمَولُودٍ يُولَدُ مِن فَاطِمَةَ ع تَقتُلُهُ أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ وَ عَلَي ربَيَّ السّلَامُ لَا حَاجَةَ لِي فِي مَولُودٍ يُولَدُ مِن فَاطِمَةَ تَقتُلُهُ أمُتّيِ مِن بعَديِ قَالَ فَعَرَجَ جَبرَئِيلُ ثُمّ هَبَطَ فَقَالَ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ وَ عَلَي ربَيَّ السّلَامُ لَا حَاجَةَ لِي فِي مَولُودٍ تَقتُلُهُ أمُتّيِ مِن بعَديِ فَعَرَجَ جَبرَئِيلُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ هَبَطَ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يُبَشّرُكَ أَنّهُ جَاعِلٌ فِي ذُرّيّتِهِ الإِمَامَةَ وَ الوَلَايَةَ وَ الوَصِيّةَ فَقَالَ قَد رَضِيتُ ثُمّ أَرسَلَ إِلَي فَاطِمَةَ أَنّ اللّهَ يبُشَرّنُيِ بِمَولُودٍ يُولَدُ مِنكِ تَقتُلُهُ أمُتّيِ مِن بعَديِ فَأَرسَلَت إِلَيهِ أَن لَا حَاجَةَ لِي فِي مَولُودٍ يُولَدُ منِيّ تَقتُلُهُ أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ فَأَرسَلَ إِلَيهَا أَنّ اللّهَ جَاعِلٌ فِي ذُرّيّتِهِ الإِمَامَةَ وَ الوَلَايَةَ وَ الوَصِيّةَ فَأَرسَلَت إِلَيهِ أنَيّ قَد رَضِيتُ فَحَمَلَتهُ كُرهاًوَ وَضَعَتهُ كُرهاً وَ حَملُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً حَتّي إِذا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً قالَ رَبّ أوَزعِنيِ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ عَلي والدِيَّ
صفحه : 233
وَ أَن أَعمَلَ صالِحاً تَرضاهُ وَ أَصلِح لِي فِي ذرُيّتّيِفَلَو أَنّهُ قَالَ أَصلِح لِي ذرُيّتّيِ لَكَانَت ذُرّيّتُهُ كُلّهُم أَئِمّةً وَ لَم يَرضَعِ الحُسَينُ ع مِن فَاطِمَةَ وَ لَا مِن أُنثَي وَ لَكِنّهُ كَانَ يُؤتَي بِهِ النّبِيّ فَيَضَعُ إِبهَامَهُ فِي فِيهِ فَيَمَصّ مِنهَا مَا يَكفِيهِ اليَومَينِ وَ الثّلَاثَةَ فَيَنبُتُ لَحمُ الحُسَينِ مِن لَحمِ رَسُولِ اللّهِ وَ دَمِهِ وَ لَم يُولَد مَولُودٌ لِسِتّةِ أَشهُرٍ إِلّا عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع
مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن علي بن إسماعيل بن عيسي عن محمد بن عمرو بن سعيد بإسناده مثله
18- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن أَخِيهِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَتَي جَبرَئِيلُ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ أَ لَا أُبَشّرُكَ بِغُلَامٍ تَقتُلُهُ أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ قَالَ فَانقَضّ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ عَادَ إِلَيهِ الثّانِيَةَ فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ فَانعَرَجَ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ انقَضّ عَلَيهِ الثّالِثَةَ فَقَالَ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ فَقَالَ إِنّ رَبّكَ جَاعِلُ الوَصِيّةِ فِي عَقِبِهِ فَقَالَ نَعَم ثُمّ قَامَ رَسُولُ اللّهِ فَدَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ فبَشَرّنَيِ بِغُلَامٍ تَقتُلُهُ أمُتّيِ مِن بعَديِ فَقَالَت لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ فَقَالَ لَهَا إِنّ ربَيّ جَاعِلُ الوَصِيّةِ فِي عَقِبِهِ فَقَالَت نَعَم إِذَن قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عِندَ ذَلِكَ هَذِهِ الآيَةَ فِيهِحَمَلَتهُ أُمّهُ كُرهاً وَ وَضَعَتهُ كُرهاًلِمَوضِعِ إِعلَامِ جَبرَئِيلَ إِيّاهَا بِقَتلِهِ فَحَمَلَتهُ كُرهاً بِأَنّهُ مَقتُولٌ وَ وَضَعَتهُ كُرهاً لِأَنّهُ مَقتُولٌ
19-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَدَخَلَت فَاطِمَةُ عَلَي
صفحه : 234
رَسُولِ اللّهِص وَ عَينَاهُ تَدمَعُ فَسَأَلَتهُ مَا لَكَ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ أخَبرَنَيِ أَنّ أمُتّيِ تَقتُلُ حُسَيناً فَجَزِعَت وَ شَقّ عَلَيهَا فَأَخبَرَهَا بِمَن يَملِكُ مِن وُلدِهَا فَطَابَت نَفسُهَا وَ سَكَنَت
20- مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع زَارَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ قَد أَهدَت لَنَا أُمّ أَيمَنَ لَبَناً وَ زَبَداً وَ تَمراً فَقَدّمنَا مِنهُ فَأَكَلَ ثُمّ قَامَ إِلَي زَاوِيَةِ البَيتِ فَصَلّي رَكَعَاتٍ فَلَمّا كَانَ فِي آخِرِ سُجُودِهِ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً فَلَم يَسأَلهُ أَحَدٌ مِنّا إِجلَالًا وَ إِعظَاماً لَهُ فَقَامَ الحُسَينُ فِي حِجرِهِ وَ قَالَ لَهُ يَا أَبَه لَقَد دَخَلتَ بَيتَنَا فَمَا سُرِرنَا بشِيَءٍ كَسُرُورِنَا بِدُخُولِكَ ثُمّ بَكَيتَ بُكَاءً غَمّنَا فَمَا أَبكَاكَ فَقَالَ يَا بنُيَّ أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ ع آنِفاً فأَخَبرَنَيِ أَنّكُم قَتلَي وَ أَنّ مَصَارِعَكُم شَتّي فَقَالَ يَا أَبَه فَمَا لِمَن يَزُورُ قُبُورَنَا عَلَي تَشَتّتِهَا فَقَالَ يَا بنُيَّ أُولَئِكَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ يَزُورُونَكُم فَيَلتَمِسُونَ بِذَلِكَ البَرَكَةَ وَ حَقِيقٌ عَلَيّ أَن آتِيَهُم يَومَ القِيَامَةِ حَتّي أُخَلّصَهُم مِن أَهوَالِ السّاعَةِ مِن ذُنُوبِهِم وَ يُسكِنُهُمُ اللّهُ الجَنّةَ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحسين بن ابراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبيش عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان مثله
21-مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ القرُشَيِّ عَن عُبَيدِ بنِ يَحيَي الثوّريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَزَارَنَا رَسُولُ اللّهِ ذَاتَ يَومٍ فَقَدّمنَا إِلَيهِ طَعَاماً وَ أَهدَت إِلَينَا أُمّ أَيمَنَ صَحفَةً مِن تَمرٍ وَ قَعباً مِن لَبَنٍ وَ زَبَدٍ فَقَدّمنَا إِلَيهِ فَأَكَلَ مِنهُ فَلَمّا فَرَغَ قُمتُ فَسَكَبتُ عَلَي يَدَيهِ مَاءً فَلَمّا غَسَلَ يَدَهُ مَسَحَ وَجهَهُ وَ لِحيَتَهُ بِبِلّةِ يَدَيهِ ثُمّ قَامَ إِلَي مَسجِدٍ فِي جَانِبِ البَيتِ فَخَرّ سَاجِداً فَبَكَي فَأَطَالَ البُكَاءَ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ
صفحه : 235
فَمَا اجتَرَأَ مِنّا أَهلَ البَيتِ أَحَدٌ يَسأَلُهُ عَن شَيءٍ فَقَامَ الحُسَينُ يَدرُجُ حَتّي يَصعَدَ عَلَي فخَذِيَ رَسُولِ اللّهِ فَأَخَذَ بِرَأسِهِ إِلَي صَدرِهِ وَ وَضَعَ ذَقَنَهُ عَلَي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ يَا أَبَه مَا يُبكِيكَ فَقَالَ يَا بنُيَّ إنِيّ نَظَرتُ إِلَيكُمُ اليَومَ فَسَرَرتُ بِكُم سُرُوراً لَم أَسُرّ بِكُم مِثلَهُ قَطّ فَهَبَطَ إلِيَّ جَبرَئِيلُ فأَخَبرَنَيِ أَنّكُم قَتلَي وَ أَنّ مَصَارِعَكُم شَتّي فَحَمِدتُ اللّهَ عَلَي ذَلِكَ وَ سَأَلتُهُ لَكُمُ الخِيَرَةَ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَه فَمَن يَزُورُ قُبُورَنَا وَ يَتَعَاهَدُهَا عَلَي تَشَتّتِهَا قَالَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ برِيّ وَ صلِتَيِ أَتَعَاهَدُهُم فِي المَوقِفِ وَ آخُذُ بِأَعضَادِهِم فَأُنجِيهِم مِن أَهوَالِهِ وَ شَدَائِدِهِ
22- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ أَتَي رَسُولَ اللّهِ وَ الحُسَينُ يَلعَبُ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ أَنّ أُمّتَهُ سَتَقتُلُهُ قَالَ فَجَزِعَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أَ لَا أُرِيكَ التّربَةَ التّيِ يُقتَلُ فِيهَا قَالَ فَخَسَفَ مَا بَينَ مَجلِسِ رَسُولِ اللّهِ إِلَي المَكَانِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ حَتّي التَقَتِ القِطعَتَانِ فَأَخَذَ مِنهَا وَ دُحِيَت فِي أَسرَعَ مِن طَرفَةِ العَينِ فَخَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ طُوبَي لَكِ مِن تُربَةٍ وَ طُوبَي لِمَن يُقتَلُ حَولَكِ قَالَ وَ كَذَلِكَ صَنَعَ صَاحِبُ سُلَيمَانَ تَكَلّمَ بِاسمِ اللّهِ الأَعظَمِ فَخَسَفَ مَا بَينَ سَرِيرِ سُلَيمَانَ وَ بَينَ العَرشِ مِن سُهُولَةِ الأَرضِ وَ حُزُونَتِهَا حَتّي التَقَتِ القِطعَتَانِ فَاجتَرّ العَرشُ قَالَ سُلَيمَانُ يُخَيّلُ إلِيَّ أَنّهُ خَرَجَ مِن تَحتِ سرَيِريِ قَالَ وَ دُحِيَت فِي أَسرَعَ مِن طَرفَةِ العَينِ
صفحه : 236
23- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَعَي جَبرَئِيلُ ع الحُسَينَ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ فَدَخَلَ عَلَيهِ الحُسَينُ وَ جَبرَئِيلُ عِندَهُ فَقَالَ إِنّ هَذَا تَقتُلُهُ أُمّتُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أرَنِيِ مِنَ التّربَةِ التّيِ يُسفَكُ فِيهَا دَمُهُ فَتَنَاوَلَ جَبرَئِيلُ قَبضَةً مِن تِلكَ التّربَةِ فَإِذَا هيَِ تُربَةٌ حَمرَاءُ
24- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ ابنِ هَاشِمٍ جَمِيعاً عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ فَلَم تَزَل عِندَ أُمّ سَلَمَةَ حَتّي مَاتَت رَحِمَهَا اللّهُ
25- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ الخَزّازِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ وَ عِندَهُ جَبرَئِيلُ فَدَخَلَ عَلَيهِ الحُسَينُ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ إِنّ أُمّتَكَ تَقتُلُ ابنَكَ هَذَا أَ لَا أُرِيكَ مِن تُربَةِ الأَرضِ التّيِ يُقتَلُ فِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ نَعَم فَأَهوَي جَبرَئِيلُ بِيَدِهِ وَ قَبَضَ قَبضَةً مِنهَا فَأَرَاهَا النّبِيّص
26- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا وَلَدَت فَاطِمَةُ الحُسَينَ جَاءَ جَبرَئِيلُ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَهُ إِنّ أُمّتَكَ تَقتُلُ الحُسَينَ مِن بَعدِكَ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُرِيكَ مِن تُربَتِهَا فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ فَأَخرَجَ مِن تُربَةِ كَربَلَاءَ فَأَرَاهَا إِيّاهُ ثُمّ قَالَ هَذِهِ التّربَةُ التّيِ يُقتَلُ عَلَيهَا
27-مل ،[كامل الزيارات ] أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ الغنَوَيِّ عَن سُلَيمَانَ قَالَ وَ هَل بقَيَِ فِي السّمَاوَاتِ مَلَكٌ لَم يَنزِل إِلَي رَسُولِ اللّهِ يُعَزّيهِ فِي وَلَدِهِ الحُسَينِ وَ يُخبِرُهُ بِثَوَابِ اللّهِ إِيّاهُ وَ يَحمِلُ إِلَيهِ تُربَتَهُ مَصرُوعاً عَلَيهَا مَذبُوحاً مَقتُولًا طَرِيحاً مَخذُولًا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أللّهُمّ اخذُل مَن خَذَلَهُ وَ اقتُل مَن قَتَلَهُ وَ اذبَح مَن ذَبَحَهُ وَ لَا تُمَتّعهُ بِمَا طَلَبَ قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ فَوَ اللّهِ لَقَد عُوجِلَ المَلعُونُ يَزِيدُ وَ لَم يَتَمَتّع بَعدَ قَتلِهِ
صفحه : 237
وَ لَقَد أُخِذَ مُغَافَصَةً بَاتَ سَكرَانَ وَ أَصبَحَ مَيّتاً مُتَغَيّراً كَأَنّهُ مطَليِّ بِقَارٍ أُخِذَ عَلَي أَسَفٍ وَ مَا بقَيَِ أَحَدٌ مِمّن تَابَعَهُ عَلَي قَتلِهِ أَو كَانَ فِي مُحَارَبَتِهِ إِلّا أَصَابَهُ جُنُونٌ أَو جُذَامٌ أَو بَرَصٌ وَ صَارَ ذَلِكَ وِرَاثَةً فِي نَسلِهِم لَعَنَهُمُ اللّهُ
مل ،[كامل الزيارات ]عبيد الله بن الفضل عن جعفر بن سليمان مثله
28- مل ،[كامل الزيارات ] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الأسَلمَيِّ عَن عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَنبَسَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرٍو عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ المَلَكُ ألّذِي جَاءَ إِلَي مُحَمّدٍص يُخبِرُهُ بِقَتلِ الحُسَينِ كَانَ جَبرَئِيلَ الرّوحَ الأَمِينَ مَنشُورَ الأَجنِحَةِ بَاكِياً صَارِخاً قَد حَمَلَ مِن تُربَتِهِ وَ هُوَ يَفُوحُ كَالمِسكِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ وَ تُفلِحُ أُمّةٌ تَقتُلُ فرَخيِ أَو قَالَ فَرخَ ابنتَيِ قَالَ جَبرَئِيلُ يَضرِبُهَا اللّهُ بِالِاختِلَافِ فَيَختَلِفُ قُلُوبُهُم
مل ،[كامل الزيارات ]عبيد الله بن الفضل بن هلال عن محمد بن عمرة الأسلمي عن عمر بن عبد الله بن عنبسة مثله
28-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن بُرَيدٍ العجِليِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ عَن إِسمَاعِيلَ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ حَيثُ يَقُولُوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا أَ كَانَ إِسمَاعِيلَ بنَ اِبرَاهِيمَ ع فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّهُ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ ع إِنّ إِسمَاعِيلَ مَاتَ قَبلَ اِبرَاهِيمَ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ كَانَ حُجّةً لِلّهِ قَائِداً صَاحِبَ شَرِيعَةٍ فَإِلَي مَن أُرسِلَ إِسمَاعِيلُ إِذَن قُلتُ فَمَن كَانَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ إِسمَاعِيلُ بنُ حِزقِيلَ النّبِيّ بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي قَومِهِ فَكَذّبُوهُ وَ قَتَلُوهُ وَ سَلَخُوا وَجهَهُ فَغَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم لَهُ فَوَجّهَ إِلَيهِ سَطَاطَائِيلَ مَلَكَ العَذَابِ فَقَالَ لَهُ يَا إِسمَاعِيلُ أَنَا سَطَاطَائِيلُ مَلَكُ العَذَابِ وجَهّنَيِ رَبّ العِزّةِ إِلَيكَ لِأُعَذّبَ قَومَكَ بِأَنوَاعِ العَذَابِ إِن شِئتَ فَقَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ يَا سَطَاطَائِيلُ
صفحه : 238
فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ فَمَا حَاجَتُكَ يَا إِسمَاعِيلُ فَقَالَ إِسمَاعِيلُ يَا رَبّ إِنّكَ أَخَذتَ المِيثَاقَ لِنَفسِكَ بِالرّبُوبِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍ بِالنّبُوّةِ وَ لِأَوصِيَائِهِ بِالوَلَايَةِ وَ أَخبَرتَ خَلقَكَ بِمَا تَفعَلُ أُمّتُهُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع مِن بَعدِ نَبِيّهَا وَ إِنّكَ وَعَدتَ الحُسَينَ أَن تَكُرّهُ إِلَي الدّنيَا حَتّي يَنتَقِمَ بِنَفسِهِ مِمّن فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ فحَاَجتَيِ إِلَيكَ يَا رَبّ أَن تكَرُنّيِ إِلَي الدّنيَا حَتّي أَنتَقِمَ مِمّن فَعَلَ ذَلِكَ بيِ مَا فَعَلَ كَمَا تَكُرّ الحُسَينَ فَوَعَدَ اللّهُ إِسمَاعِيلَ بنَ حِزقِيلَ ذَلِكَ فَهُوَ يَكُرّ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع
29- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ القَمّاطِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص فِي مَنزِلِ فَاطِمَةَ وَ الحُسَينُ فِي حَجرِهِ إِذ بَكَي وَ خَرّ سَاجِداً ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ إِنّ العلَيِّ الأَعلَي تَرَاءَي لِي فِي بَيتِكَ هَذَا ساَعتَيِ هَذِهِ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ وَ أَهيَإِ هَيئَةٍ وَ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ أَ تُحِبّ الحُسَينَ فَقُلتُ نَعَم قُرّةُ عيَنيِ وَ ريَحاَنتَيِ وَ ثَمَرَةُ فؤُاَديِ وَ جِلدَةُ مَا بَينَ عيَنيَّ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رَأسِ الحُسَينِ بُورِكَ مِن مَولُودٍ عَلَيهِ برَكَاَتيِ وَ صلَوَاَتيِ وَ رحَمتَيِ وَ رضِواَنيِ وَ لعَنتَيِ وَ سخَطَيِ وَ عذَاَبيِ وَ خزِييِ وَ نكَاَليِ عَلَي مَن قَتَلَهُ وَ نَاصَبَهُ وَ نَاوَاهُ وَ نَازَعَهُ أَمَا إِنّهُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ مِنَ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ أَبُوهُ أَفضَلُ مِنهُ وَ خَيرٌ فَأَقرِئهُ السّلَامَ وَ بَشّرهُ بِأَنّهُ رَايَةُ الهُدَي وَ مَنَارُ أوَليِاَئيِ وَ حفَيِظيِ وَ شهَيِديِ عَلَي خلَقيِ وَ خَازِنُ علِميِ وَ حجُتّيِ عَلَي أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ أَهلِ الأَرَضِينَ وَ الثّقَلَينِ الجِنّ وَ الإِنسِ
بيان إن العليّ الأعلي أي رسوله جبرئيل أو يكون الترائي كناية عن غاية الظهور العلمي وحسن الصورة كناية عن ظهور صفات كماله تعالي له ووضع اليد كناية عن إفاضة الرحمة
30-شا،[الإرشاد]رَوَي الأوَزاَعيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَدّادٍ عَن أُمّ الفَضلِ بِنتِ الحَارِثِأَنّهَا دَخَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَيتُ اللّيلَةَ حُلُماً مُنكَراً
صفحه : 239
قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَت إِنّهُ شَدِيدٌ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَت رَأَيتُ كَأَنّ قِطعَةً مِن جَسَدِكَ قَد قُطِعَت وَ وُضِعَت فِي حجَريِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ خَيراً رَأَيتِ تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَاماً فَيَكُونُ فِي حَجرِكِ فَوَلَدَت فَاطِمَةُ ع الحُسَينَ ع قَالَت وَ كَانَ فِي حجَريِ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ فَدَخَلتُ بِهِ يَوماً عَلَي النّبِيّ فَوَضَعتُهُ فِي حَجرِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ حَانَت منِيّ التِفَاتَةً فَإِذَا عَينَا رَسُولِ اللّهِ تُهرِقَانِ بِالدّمُوعِ فَقُلتُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لَكَ قَالَ أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ فأَخَبرَنَيِ أَنّ أمُتّيِ يَقتُلُ[تَقتُلُ]ابنيِ هَذَا وَ أتَاَنيِ بِتُربَةٍ حَمرَاءَ مِن تُربَتِهِ
31-شا،[الإرشاد]رَوَي سِمَاكٌ عَنِ ابنِ المُخَارِقِ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَتبَينَا رَسُولُ اللّهِ ذَاتَ يَومٍ جَالِساً وَ الحُسَينُ جَالِسٌ فِي حَجرِهِ إِذ هَمَلَت عَينَاهُ بِالدّمُوعِ فَقُلتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لِي أَرَاكَ تبَكيِ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ جاَءنَيِ جَبرَئِيلُ فعَزَاّنيِ باِبنيَِ الحُسَينِ وَ أخَبرَنَيِ أَنّ طَائِفَةً مِن أمُتّيِ تَقتُلُهُ لَا أَنَالَهَا اللّهُ شفَاَعتَيِ وَ روُيَِ بِإِسنَادٍ آخَرَ عَن أُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا أَنّهَا قَالَت خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ مِن عِندِنَا ذَاتَ لَيلَةٍ فَغَابَ عَنّا طَوِيلًا ثُمّ جَاءَنَا وَ هُوَ أَشعَثُ أَغبَرُ وَ يَدُهُ مَضمُومَةٌ فَقُلتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لِي أَرَاكَ شَعِثاً مُغبَرّاً فَقَالَ أسُريَِ بيِ فِي هَذَا الوَقتِ إِلَي مَوضِعٍ مِنَ العِرَاقِ يُقَالُ لَهُ كَربَلَاءُ فَأُرِيتُ فِيهِ مَصرَعَ الحُسَينِ ابنيِ وَ جَمَاعَةٍ مِن ولُديِ وَ أَهلِ بيَتيِ فَلَم أَزَل أَلقُطُ دِمَاءَهُم فَهَا هُوَ فِي يدَيِ وَ بَسَطَهَا إلِيَّ فَقَالَ خُذِيهَا فاَحفظَيِ بِهَا فَأَخَذتُهَا فَإِذَا هيَِ شِبهُ تُرَابٍ أَحمَرَ فَوَضَعتُهُ فِي قَارُورَةٍ وَ شَدَدتُ رَأسَهَا وَ احتَفَظتُ بِهَا فَلَمّا خَرَجَ الحُسَينُ ع مِن مَكّةَ مُتَوَجّهاً نَحوَ العِرَاقِ كُنتُ أُخرِجُ تِلكَ القَارُورَةَ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ وَ أَشَمّهَا وَ أَنظُرُ إِلَيهَا ثُمّ أبَكيِ لِمُصَابِهِ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ العَاشِرِ مِنَ المُحَرّمِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ ع أَخرَجتُهَا فِي أَوّلِ النّهَارِ وَ هيَِ بِحَالِهَا ثُمّ عُدتُ إِلَيهَا آخِرَ النّهَارِ فَإِذَا هيَِ دَمٌ عَبِيطٌ فَصِحتُ فِي بيَتيِ وَ بَكَيتُ وَ كَظَمتُ
صفحه : 240
غيَظيِ مَخَافَةَ أَن يَسمَعَ أَعدَاؤُهُم بِالمَدِينَةِ فَيَتَسَرّعُوا بِالشّمَاتَةِ فَلَم أَزَل حَافِظَةً لِلوَقتِ وَ اليَومِ حَتّي جَاءَ الناّعيِ يَنعَاهُ فَحُقّقَ مَا رَأَيتُ
32- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ إِنّ قُسّ بنَ سَاعِدَةَ الإيِاَديِّ قَالَ قَبلَ مَبعَثِ النّبِيّ
تَخَلّفَ المِقدَارُ مِنهُم عُصبَةً | ثَارُوا بِصِفّينَ وَ فِي يَومِ الجَمَلِ |
وَ التَزَمَ الثّارُ الحُسَينَ بَعدَهُ | وَ احتَشَدُوا عَلَي ابنِهِ حَتّي قُتِلَ |
بيان تخلّف المقدار أي جازوا قدرهم وتعدوا طورهم أوكثروا حتي لايحيط بهم مقدار وعدد قوله ثاروا من الثوران أو من الثأر من قولهم ثأرت القتيل أي قتلت قاتله فإنهم كانوا يدّعون طلب دم عثمان و من قتل منهم في غزوات الرسول ص ويؤيده قوله والتزم الثأر أي طلبوا الثأر بعد ذلك من الحسين ع لأجل من قتل منهم في الجمل وصفين و غير ذلك أوالمعني أنهم قتلوه حتي لزم ثأره
33-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا أسُريَِ بيِ أَخَذَ جَبرَئِيلُ بيِدَيِ فأَدَخلَنَيِ الجَنّةَ وَ أَنَا مَسرُورٌ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِن نُورٍ مُكَلّلَةٍ بِالنّورِ فِي أَصلِهَا
صفحه : 241
مَلَكَانِ يَطوِيَانِ الحلُيِّ وَ الحُلَلَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ تَقَدّمتُ أمَاَميِ فَإِذَا أَنَا بِتُفّاحٍ لَم أَرَ تُفّاحاً هُوَ أَعظَمُ مِنهُ فَأَخَذتُ وَاحِدَةً فَفَلَقتُهَا فَخَرَجَت عَلَيّ مِنهَا حَورَاءُ كَأَنّ أَجفَانَهَا مَقَادِيمُ أَجنِحَةِ النّسُورِ فَقُلتُ لِمَن أَنتِ فَبَكَت وَ قَالَ لِابنِكَ المَقتُولِ ظُلماً الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ تَقَدّمتُ أمَاَميِ فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَليَنَ مِنَ الزّبدِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ فَأَخَذتُ رُطَبَةً فَأَكَلتُهَا وَ أَنَا أَشتَهِيهَا فَتَحَوّلَتِ الرّطَبَةُ نُطفَةً فِي صلُبيِ فَلَمّا هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ فَإِذَا اشتَقتُ إِلَي رَائِحَةِ الجَنّةِ شَمَمتُ رَائِحَةَ ابنتَيِ فَاطِمَةَ
أقول قدمضي كثير من الأخبار في ذلك في باب ولادته صلوات الله عليه
34- وَ روُيَِ فِي بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ المُعتَبَرَةِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن أَبِي عَلِيّ الحَدّادِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الكَاتِبِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَمرٍو عَن اِبرَاهِيمَ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت جَاءَ جَبرَئِيلُ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ إِنّ أُمّتَكَ تَقتُلُهُ يعَنيِ الحُسَينَ بَعدَكَ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُرِيكَ مِن تُربَتِهِ قَالَت فَجَاءَ بِحَصَيَاتٍ فَجَعَلَهُنّ رَسُولُ اللّهِ فِي قَارُورَةٍ فَلَمّا كَانَ لَيلَةُ قَتلِ الحُسَينِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ سَمِعتُ قَائِلًا يَقُولُ
أَيّهَا القَاتِلُونَ جَهلًا حُسَيناً | أَبشِرُوا بِالعَذَابِ وَ التّنكِيلِ |
قَد لُعِنتُم عَلَي لِسَانِ دَاوُدَ | وَ مُوسَي وَ صَاحِبِ الإِنجِيلِ |
قَالَت فَبَكَيتُ فَفَتَحتُ القَارُورَةَ فَإِذَا قَد حَدَثَ فِيهَا دَمٌ
35- وَ روُيَِ فِي مُؤَلّفَاتِ بَعضِ الأَصحَابِ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَتدَخَلَ رَسُولُ اللّهِ ذَاتَ يَومٍ وَ دَخَلَ فِي أَثَرِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ جَلَسَا إِلَي جَانِبَيهِ فَأَخَذَ الحَسَنَ عَلَي رُكبَتِهِ اليُمنَي وَ الحُسَينَ عَلَي رُكبَتِهِ اليُسرَي وَ جَعَلَ يُقَبّلُ هَذَا تَارَةً وَ هَذَا أُخرَي
صفحه : 242
وَ إِذَا بِجَبرَئِيلَ قَد نَزَلَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَتُحِبّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَقَالَ وَ كَيفَ لَا أُحِبّهُمَا وَ هُمَا ريَحاَنتَاَيَ مِنَ الدّنيَا وَ قُرّتَا عيَنيِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا نبَيِّ اللّهِ إِنّ اللّهَ قَد حَكَمَ عَلَيهِمَا بِأَمرٍ فَاصبِر لَهُ فَقَالَ وَ مَا هُوَ يَا أخَيِ فَقَالَ قَد حَكَمَ عَلَي هَذَا الحَسَنِ أَن يَمُوتَ مَسمُوماً وَ عَلَي هَذَا الحُسَينِ أَن يَمُوتَ مَذبُوحاً وَ إِنّ لِكُلّ نبَيِّ دَعوَةً مُستَجَابَةً فَإِن شِئتَ كَانَت دَعوَتُكَ لِوَلَدَيكَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَادعُ اللّهَ أَن يُسَلّمَهُمَا مِنَ السّمّ وَ القَتلِ وَ إِن شِئتَ كَانَت مُصِيبَتُهُمَا ذَخِيرَةً فِي شَفَاعَتِكَ لِلعُصَاةِ مِن أُمّتِكَ يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ النّبِيّص يَا جَبرَئِيلُ أَنَا رَاضٍ بِحُكمِ ربَيّ لَا أُرِيدُ إِلّا مَا يُرِيدُهُ وَ قَد أَحبَبتُ أَن تَكُونَ دعَوتَيِ ذَخِيرَةً لشِفَاَعتَيِ فِي العُصَاةِ مِن أمُتّيِ وَ يقَضيَِ اللّهُ فِي ولَدَيَّ مَا يَشَاءُ
36- وَ روُيَِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ يَوماً مَعَ جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ مَارّاً فِي بَعضِ الطّرِيقِ وَ إِذَا هُم بِصِبيَانٍ يَلعَبُونَ فِي ذَلِكَ الطّرِيقِ فَجَلَسَ النّبِيّص عِندَ صبَيِّ مِنهُم وَ جَعَلَ يُقَبّلُ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ يُلَاطِفُهُ ثُمّ أَقعَدَهُ عَلَي حَجرِهِ وَ كَانَ يُكثِرُ تَقبِيلَهُ فَسُئِلَ عَن عِلّةِ ذَلِكَ فَقَالَص إنِيّ رَأَيتُ هَذَا الصبّيِّ يَوماً يَلعَبُ مَعَ الحُسَينِ وَ رَأَيتُهُ يَرفَعُ التّرَابَ مِن تَحتِ قَدَمَيهِ وَ يَمسَحُ بِهِ وَجهَهُ وَ عَينَيهِ فَأَنَا أُحِبّهُ لِحُبّهِ لوِلَدَيَِ الحُسَينِ وَ لَقَد أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ أَنّهُ يَكُونُ مِن أَنصَارِهِ فِي وَقعَةِ كَربَلَاءَ
37- وَ روُيَِ مُرسَلًا أَنّ آدَمَ لَمّا هَبَطَ إِلَي الأَرضِ لَم يَرَ حَوّاءَ فَصَارَ يَطُوفُ الأَرضَ فِي طَلَبِهَا فَمَرّ بِكَربَلَاءَ فَاغتَمّ وَ ضَاقَ صَدرُهُ مِن غَيرِ سَبَبٍ وَ عَثَرَ فِي المَوضِعِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ الحُسَينُ حَتّي سَالَ الدّمُ مِن رِجلِهِ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ إلِهَيِ هَل حَدَثَ منِيّ ذَنبٌ آخَرُ فعَاَقبَتنَيِ بِهِ فإَنِيّ طُفتُ جَمِيعَ الأَرضِ وَ مَا أصَاَبنَيِ سُوءٌ مِثلُ مَا أصَاَبنَيِ فِي هَذِهِ الأَرضِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا آدَمُ مَا حَدَثَ مِنكَ ذَنبٌ وَ لَكِن يُقتَلُ فِي هَذِهِ الأَرضِ وَلَدُكَ الحُسَينُ ظُلماً فَسَالَ دَمُكَ مُوَافَقَةً لِدَمِهِ فَقَالَ آدَمُ يَا رَبّ أَ يَكُونُ الحُسَينُ نَبِيّاً قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ سِبطُ النّبِيّ مُحَمّدٍ فَقَالَ وَ مَنِ القَاتِلُ لَهُ قَالَ قَاتِلُهُ يَزِيدُ لَعِينُ
صفحه : 243
أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَقَالَ آدَمُ فأَيَّ شَيءٍ أَصنَعُ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ العَنهُ يَا آدَمُ فَلَعَنَهُ أَربَعَ مَرّاتٍ وَ مَشَي خُطُوَاتٍ إِلَي جَبَلِ عَرَفَاتٍ فَوَجَدَ حَوّاءَ هُنَاكَ
38- وَ روُيَِ أَنّ نُوحاً لَمّا رَكِبَ فِي السّفِينَةِ طَافَت بِهِ جَمِيعَ الدّنيَا فَلَمّا مَرّت بِكَربَلَاءَ أَخَذَتهُ الأَرضُ وَ خَافَ نُوحٌ الغَرَقَ فَدَعَا رَبّهُ وَ قَالَ إلِهَيِ طُفتُ جَمِيعَ الدّنيَا وَ مَا أصَاَبنَيِ فَزَعٌ مِثلُ مَا أصَاَبنَيِ فِي هَذِهِ الأَرضِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ يَا نُوحُ فِي هَذَا المَوضِعِ يُقتَلُ الحُسَينُ سِبطُ مُحَمّدٍ خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَ ابنِ خَاتَمِ الأَوصِيَاءِ فَقَالَ وَ مَنِ القَاتِلُ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ قَاتِلُهُ لَعِينُ أَهلِ سَبعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبعِ أَرَضِينَ فَلَعَنَهُ نُوحٌ أَربَعَ مَرّاتٍ فَسَارَتِ السّفِينَةُ حَتّي بَلَغَتِ الجوُديِّ وَ استَقَرّت عَلَيهِ
39- وَ روُيَِ أَنّ اِبرَاهِيمَ ع مَرّ فِي أَرضِ كَربَلَاءَ وَ هُوَ رَاكِبٌ فَرَساً فَعَثَرَت بِهِ وَ سَقَطَ اِبرَاهِيمُ وَ شُجّ رَأسُهُ وَ سَالَ دَمُهُ فَأَخَذَ فِي الِاستِغفَارِ وَ قَالَ إلِهَيِ أَيّ شَيءٍ حَدَثَ منِيّ فَنَزَلَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ يَا اِبرَاهِيمُ مَا حَدَثَ مِنكَ ذَنبٌ وَ لَكِن هُنَا يُقتَلُ سِبطُ خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَ ابنُ خَاتَمِ الأَوصِيَاءِ فَسَالَ دَمُكَ مُوَافَقَةً لِدَمِهِ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ وَ مَن يَكُونُ قَاتِلُهُ قَالَ لَعِينُ أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ القَلَمُ جَرَي عَلَي اللّوحِ بِلَعنِهِ بِغَيرِ إِذنِ رَبّهِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي القَلَمِ أَنّكَ استَحقَقتَ الثّنَاءَ بِهَذَا اللّعنِ فَرَفَعَ اِبرَاهِيمُ ع يَدَيهِ وَ لَعَنَ يَزِيدَ لَعناً كَثِيراً وَ أَمّنَ فَرَسُهُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ لِفَرَسِهِ أَيّ شَيءٍ عَرَفتَ حَتّي تُؤَمّنُ عَلَي دعُاَئيِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ أَنَا أَفتَخِرُ بِرُكُوبِكَ عَلَيّ فَلَمّا عَثَرتُ وَ سَقَطتَ عَن ظهَريِ عَظُمَت خجَلتَيِ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ مِن يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ تَعَالَي
40- وَ روُيَِ أَنّ إِسمَاعِيلَ كَانَت أَغنَامُهُ تَرعَي بِشَطّ الفُرَاتِ فَأَخبَرَهُ الراّعيِ أَنّهَا لَا تَشرَبُ المَاءَ مِن هَذِهِ المَشرَعَةِ مُنذُ كَذَا يَوماً فَسَأَلَ رَبّهُ عَن سَبَبِ ذَلِكَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ يَا إِسمَاعِيلُ سَل غَنَمَكَ فَإِنّهَا تُجِيبُكَ عَن سَبَبِ ذَلِكَ فَقَالَ لَهَا لِمَ لَا تَشرَبِينَ مِن هَذَا المَاءِ فَقَالَت بِلِسَانٍ فَصِيحٍ قَد بَلَغَنَا أَنّ وَلَدَكَ الحُسَينَ ع سِبطَ مُحَمّدٍ يُقتَلُ هُنَا عَطشَاناً[عَطشَانَ]فَنَحنُ لَا نَشرَبُ مِن هَذِهِ المَشرَعَةِ حَزَناً عَلَيهِ فَسَأَلَهَا عَن قَاتِلِهِ
صفحه : 244
فَقَالَت يَقتُلُهُ لَعِينُ أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ فَقَالَ إِسمَاعِيلُ أللّهُمّ العَن قَاتِلَ الحُسَينِ ع
41- وَ روُيَِ أَنّ مُوسَي كَانَ ذَاتَ يَومٍ سَائِراً وَ مَعَهُ يُوشَعُ بنُ نُونٍ فَلَمّا جَاءَ إِلَي أَرضِ كَربَلَاءَ انخَرَقَ نَعلُهُ وَ انقَطَعَ شِرَاكُهُ وَ دَخَلَ الخَسَكُ فِي رِجلَيهِ وَ سَالَ دَمُهُ فَقَالَ إلِهَيِ أَيّ شَيءٍ حَدَثَ منِيّ فَأَوحَي إِلَيهِ أَنّ هُنَا يُقتَلُ الحُسَينُ وَ هُنَا يُسفَكُ دَمُهُ فَسَالَ دَمُكَ مُوَافَقَةً لِدَمِهِ فَقَالَ رَبّ وَ مَن يَكُونُ الحُسَينُ فَقِيلَ لَهُ هُوَ سِبطُ مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ ابنُ عَلِيّ المُرتَضَي فَقَالَ وَ مَن يَكُونُ قَاتِلُهُ فَقِيلَ هُوَ لَعِينُ السّمَكِ فِي البِحَارِ وَ الوُحُوشِ فِي القِفَارِ وَ الطّيرِ فِي الهَوَاءِ فَرَفَعَ مُوسَي يَدَيهِ وَ لَعَنَ يَزِيدَ وَ دَعَا عَلَيهِ وَ أَمّنَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ عَلَي دُعَائِهِ وَ مَضَي لِشَأنِهِ
42- وَ روُيَِ أَنّ سُلَيمَانَ كَانَ يَجلِسُ عَلَي بِسَاطِهِ وَ يَسِيرُ فِي الهَوَاءِ فَمَرّ ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ سَائِرٌ فِي أَرضِ كَربَلَاءَ فَأَدَارَتِ الرّيحُ بِسَاطَهُ ثَلَاثَ دَورَاتٍ حَتّي خَافَ السّقُوطَ فَسَكَنَتِ الرّيحُ وَ نَزَلَ البِسَاطُ فِي أَرضِ كَربَلَاءَ فَقَالَ سُلَيمَانُ لِلرّيحِ لِمَ سكَنَتيِ فَقَالَت إِنّ هُنَا يُقتَلُ الحُسَينُ ع فَقَالَ وَ مَن يَكُونُ الحُسَينُ فَقَالَت هُوَ سِبطُ مُحَمّدٍ المُختَارِ وَ ابنُ عَلِيّ الكَرّارِ فَقَالَ وَ مَن قَاتِلُهُ قَالَت لَعِينُ أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ يَزِيدُ فَرَفَعَ سُلَيمَانُ يَدَيهِ وَ لَعَنَهُ وَ دَعَا عَلَيهِ وَ أَمّنَ عَلَي دُعَائِهِ الإِنسُ وَ الجِنّ فَهَبّتِ الرّيحُ وَ سَارَ البِسَاطُ
43- وَ روُيَِ أَنّ عِيسَي كَانَ سَائِحاً فِي البرَاَريِ وَ مَعَهُ الحَوَارِيّونَ فَمَرّوا بِكَربَلَاءَ فَرَأَوا أَسَداً كَاسِراً قَد أَخَذَ الطّرِيقَ فَتَقَدّمَ عِيسَي إِلَي الأَسَدِ فَقَالَ لَهُ لِمَ جَلَستَ فِي هَذَا الطّرِيقِ وَ قَالَ لَا تَدَعُنَا نَمُرّ فِيهِ فَقَالَ الأَسَدُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ إنِيّ لَم أَدَع لَكُمُ الطّرِيقَ حَتّي تَلعَنُوا يَزِيدَ قَاتِلَ الحُسَينِ ع فَقَالَ عِيسَي ع وَ مَن يَكُونُ الحُسَينُ قَالَ هُوَ سِبطُ مُحَمّدٍ النّبِيّ الأمُيّّ وَ ابنُ عَلِيّ الولَيِّ قَالَ وَ مَن قَاتِلُهُ قَالَ قَاتِلُهُ لَعِينُ الوُحُوشِ وَ الذّبَابِ وَ السّبَاعِ أَجمَعَ خُصُوصاً أَيّامَ عَاشُورَاءَ فَرَفَعَ عِيسَي يَدَيهِ وَ لَعَنَ يَزِيدَ وَ دَعَا عَلَيهِ وَ أَمّنَ الحَوَارِيّونَ عَلَي دُعَائِهِ فَتَنَحّي الأَسَدُ
صفحه : 245
عَن طَرِيقِهِم وَ مَضَوا لِشَأنِهِم
44- وَ رَوَي صَاحِبُ الدّرّ الثّمِينِ فِي تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيفَتَلَقّي آدَمُ مِن رَبّهِ كَلِماتٍ أَنّهُ رَأَي سَاقَ العَرشِ وَ أَسمَاءَ النّبِيّ وَ الأَئِمّةِ ع فَلَقّنَهُ جَبرَئِيلُ قُل يَا حَمِيدُ بِحَقّ مُحَمّدٍ يَا عاَليِ بِحَقّ عَلِيّ يَا فَاطِرُ بِحَقّ فَاطِمَةَ يَا مُحسِنُ بِحَقّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ مِنكَ الإِحسَانُ فَلَمّا ذَكَرَ الحُسَينَ سَالَت دُمُوعُهُ وَ انخَشَعَ قَلبُهُ وَ قَالَ يَا أخَيِ جَبرَئِيلُ فِي ذِكرِ الخَامِسِ يَنكَسِرُ قلَبيِ وَ تَسِيلُ عبَرتَيِ قَالَ جَبرَئِيلُ وَلَدُكَ هَذَا يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ تَصغُرُ عِندَهَا المَصَائِبُ فَقَالَ يَا أخَيِ وَ مَا هيَِ قَالَ يُقتَلُ عَطشَاناً[عَطشَانَ]غَرِيباً وَحِيداً فَرِيداً لَيسَ لَهُ نَاصِرٌ وَ لَا مُعِينٌ وَ لَو تَرَاهُ يَا آدَمُ وَ هُوَ يَقُولُ وَا عَطَشَاه وَا قِلّةَ نَاصِرَاه حَتّي يَحُولَ العَطَشُ بَينَهُ وَ بَينَ السّمَاءِ كَالدّخَانِ فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ إِلّا بِالسّيُوفِ وَ شُربِ الحُتُوفِ فَيُذبَحُ ذَبحَ الشّاةِ مِن قَفَاهُ وَ يَنهَبُ رَحلَهُ أَعدَاؤُهُ وَ تُشهَرُ رُءُوسُهُم هُوَ وَ أَنصَارُهُ فِي البُلدَانِ وَ مَعَهُمُ النّسوَانُ كَذَلِكَ سَبَقَ فِي عِلمِ الوَاحِدِ المَنّانِ فَبَكَي آدَمُ وَ جَبرَئِيلُ بُكَاءَ الثّكلَي
45- وَ روُيَِ عَن بَعضِ الثّقَاتِ الأَخيَارِ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع دَخَلَا يَومَ عِيدٍ إِلَي حُجرَةِ جَدّهِمَا رَسُولِ اللّهِص فَقَالَا يَا جَدّاه اليَومُ يَومُ العِيدِ وَ قَد تَزَيّنَ أَولَادُ العَرَبِ بِأَلوَانِ اللّبَاسِ وَ لَبِسُوا جَدِيدَ الثّيَابِ وَ لَيسَ لَنَا ثَوبٌ جَدِيدٌ وَ قَد تَوَجّهنَا لِذَلِكَ إِلَيكَ فَتَأَمّلَ النّبِيّ حَالَهُمَا وَ بَكَي وَ لَم يَكُن عِندَهُ فِي البَيتِ ثِيَابٌ يَلِيقُ بِهِمَا وَ لَا رَأَي أَن يَمنَعَهُمَا فَيَكسِرَ خَاطِرَهُمَا فَدَعَا رَبّهُ وَ قَالَ إلِهَيِ اجبُر قَلبَهُمَا وَ قَلبَ أُمّهِمَا فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ مَعَهُ حُلّتَانِ بَيضَاوَانِ مِن حُلَلِ الجَنّةِ فَسُرّ النّبِيّص وَ قَالَ لَهُمَا يَا سيَدّيَ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ خُذَا أَثوَاباً خَاطَهَا خَيّاطُ القُدرَةِ عَلَي قَدرِ طُولِكُمَا فَلَمّا رَأَيَا الخِلَعَ بِيضاً قَالَا يَا جَدّاه كَيفَ هَذَا وَ جَمِيعُ صِبيَانِ العَرَبِ لَابِسُونَ أَلوَانَ الثّيَابِ فَأَطرَقَ النّبِيّ سَاعَةً مُتَفَكّراً فِي أَمرِهِمَا
صفحه : 246
فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ طِب نَفساً وَ قَرّ عَيناً إِنّ صَابِغَ صِبغَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يقَضيِ لَهُمَا هَذَا الأَمرَ وَ يُفَرّحُ قُلُوبَهُمَا بأِيَّ لَونٍ شَاءَا فَأمُر يَا مُحَمّدُ بِإِحضَارِ الطّستِ وَ الإِبرِيقِ فَأُحضِرَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أَصُبّ المَاءَ عَلَي هَذِهِ الخِلَعِ وَ أَنتَ تَفرُكُهُمَا بِيَدِكَ فَتُصبَغُ لَهُمَا بأِيَّ لَونٍ شَاءَا فَوَضَعَ النّبِيّ حُلّةَ الحَسَنِ فِي الطّستِ فَأَخَذَ جَبرَئِيلُ يَصُبّ المَاءَ ثُمّ أَقبَلَ النّبِيّ عَلَي الحَسَنِ وَ قَالَ لَهُ يَا قُرّةَ عيَنيِ بأِيَّ لَونٍ تُرِيدُ حُلّتَكَ فَقَالَ أُرِيدُهَا خَضرَاءَ فَفَرَكَهَا النّبِيّ بِيَدِهِ فِي ذَلِكَ المَاءِ فَأَخَذَت بِقُدرَةِ اللّهِ لَوناً أَخضَرَ فَائِقاً كَالزّبَرجَدِ الأَخضَرِ فَأَخرَجَهَا النّبِيّ وَ أَعطَاهَا الحَسَنَ فَلَبِسَهَا ثُمّ وَضَعَ حُلّةَ الحُسَينِ فِي الطّستِ وَ أَخَذَ جَبرَئِيلُ يَصُبّ المَاءَ فَالتَفَتَ النّبِيّ إِلَي نَحوِ الحُسَينِ وَ كَانَ لَهُ مِنَ العُمُرِ خَمسُ سِنِينَ وَ قَالَ لَهُ يَا قُرّةَ عيَنيِ أَيّ لَونٍ تُرِيدُ حُلّتَكَ فَقَالَ الحُسَينُ يَا جَدّ أُرِيدُهَا حَمرَاءَ فَفَرَكَهَا النّبِيّ بِيَدِهِ فِي ذَلِكَ المَاءِ فَصَارَت حَمرَاءَ كَاليَاقُوتِ الأَحمَرِ فَلَبِسَهَا الحُسَينُ فَسُرّ النّبِيّ بِذَلِكَ وَ تَوَجّهَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ إِلَي أُمّهِمَا فَرِحَينِ مَسرُورَينِ فَبَكَي جَبرَئِيلُ ع لَمّا شَاهَدَ تِلكَ الحَالَ فَقَالَ النّبِيّ يَا أخَيِ جَبرَئِيلُ فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ ألّذِي فَرِحَ فِيهِ ولَدَاَيَ تبَكيِ وَ تَحزَنُ فَبِاللّهِ عَلَيكَ إِلّا مَا أخَبرَتنَيِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ اعلَم يَا رَسُولَ اللّهِ أَنّ اختِيَارَ ابنَيكَ عَلَي اختِلَافِ اللّونِ فَلَا بُدّ لِلحَسَنِ أَن يَسقُوهُ السّمّ وَ يَخضَرّ لَونُ جَسَدِهِ مِن عِظَمِ السّمّ وَ لَا بُدّ لِلحُسَينِ أَن يَقتُلُوهُ وَ يَذبَحُوهُ وَ يُخضَبَ بَدَنُهُ مِن دَمِهِ فَبَكَي النّبِيّ وَ زَادَ حُزنُهُ لِذَلِكَ
46-أَقُولُ وَ رَوَي الشّيخُ جَعفَرُ بنُ نَمَا فِي مُثِيرِ الأَحزَانِ بِإِسنَادِهِ عَن زَوجَةِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ هيَِ أُمّ الفَضلِ لُبَابَةُ بِنتُ الحَارِثِ قَالَترَأَيتُ فِي النّومِ قَبلَ مَولِدِ الحُسَينِ ع كَأَنّ قِطعَةً مِن لَحمِ رَسُولِ اللّهِ قُطِعَت وَ وُضِعَت فِي حجَريِ فَقَصَصتُ الرّؤيَا عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ إِن صَدَقَت رُؤيَاكِ فَإِنّ فَاطِمَةَ سَتَلِدُ غُلَاماً وَ أَدفَعُهُ إِلَيكِ لِتُرضِعِيهِ فَجَرَي الأَمرُ عَلَي ذَلِكَ فَجِئتُ بِهِ يَوماً فَوَضَعتُهُ فِي حجَريِ فَبَالَ فَقَطَرَت مِنهُ قَطرَةٌ عَلَي ثَوبِهِص فَقَرَصتُهُ فَبَكَي
صفحه : 247
فَقَالَ كَالمُغضَبِ مَهلًا يَا أُمّ الفَضلِ فَهَذَا ثوَبيِ يُغسَلُ وَ قَد أَوجَعتِ ابنيِ قَالَت فَتَرَكتُهُ وَ مَضَيتُ لآَتِيَهُ بِمَاءٍ فَجِئتُ فَوَجَدتُهُص يبَكيِ فَقُلتُ مِمّ بُكَاؤُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ وَ أخَبرَنَيِ أَنّ أمُتّيِ تَقتُلُ ولَدَيِ هَذَا قَالَ وَ قَالَ أَصحَابُ الحَدِيثِ فَلَمّا أَتَت عَلَي الحُسَينِ سَنَةٌ كَامِلَةٌ هَبَطَ عَلَي النّبِيّ اثنَا عَشَرَ مَلَكاً عَلَي صُوَرٍ مُختَلِفَةٍ أَحَدُهُم عَلَي صُورَةِ بنَيِ آدَمَ يُعَزّونَهُ وَ يَقُولُونَ إِنّهُ سَيَنزِلُ بِوَلَدِكَ الحُسَينِ بنِ فَاطِمَةَ مَا نَزَلَ بِهَابِيلَ مِن قَابِيلَ وَ سَيُعطَي مِثلَ أَجرِ هَابِيلَ وَ يُحمَلُ عَلَي قَاتِلِهِ مِثلُ وِزرِ قَابِيلَ وَ لَم يَبقَ مَلَكٌ إِلّا نَزَلَ إِلَي النّبِيّ يُعَزّونَهُ وَ النّبِيّ يَقُولُ أللّهُمّ اخذُل خَاذِلَهُ وَ اقتُل قَاتِلَهُ وَ لَا تُمَتّعهُ بِمَا طَلَبَهَ
وَ عَن أَشعَثَ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَنَسِ بنِ أَبِي سُحَيمٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ ابنيِ هَذَا يُقتَلُ بِأَرضِ العِرَاقِ فَمَن أَدرَكَهُ مِنكُم فَليَنصُرهُ فَحَضَرَ أَنَسٌ مَعَ الحُسَينِ كَربَلَاءَ وَ قُتِلَ مَعَهُ
وَ رُوّيتُ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي الجَيشِ عَن شَيخِهِ أَبِي الفَرَجِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الجوَزيِّ عَن رِجَالِهِ عَن عَائِشَةَ قَالَت دَخَلَ الحُسَينُ عَلَي النّبِيّ وَ هُوَ غُلَامٌ يَدرُجُ فَقَالَ أَي عَائِشَةُ أَ لَا أُعَجّبُكِ لَقَد دَخَلَ عَلَيّ آنِفاً مَلَكٌ مَا دَخَلَ عَلَيّ قَطّ فَقَالَ إِنّ ابنَكَ هَذَا مَقتُولٌ وَ إِن شِئتَ أَرَيتُكَ مِن تُربَتِهِ التّيِ يُقتَلُ بِهَا فَتَنَاوَلَ تُرَاباً أَحمَرَ فَأَخَذَتهُ أُمّ سَلَمَةَ فَخَزَنَتهُ فِي قَارُورَةٍ فَأَخرَجَتهُ يَومَ قُتِلَ وَ هُوَ دَمٌ
وَ روُيَِ مِثلُ هَذَا عَن زَينَبَ بِنتِ جَحشٍ
وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي قَالَدَخَلنَا مَعَ عَلِيّ إِلَي صِفّينَ فَلَمّا حَاذَي نَينَوَي نَادَي صَبراً يَا عَبدَ اللّهِ فَقَالَ دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَ عَينَاهُ تَفِيضَانِ فَقُلتُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لِعَينَيكِ تَفِيضَانِ أَغضَبَكَ أَحَدٌ قَالَ لَا بَل كَانَ عنِديِ جَبرَئِيلُ فأَخَبرَنَيِ أَنّ الحُسَينَ يُقتَلُ بِشَاطِئِ الفُرَاتِ وَ قَالَ هَل لَكَ أَن أُشِمّكَ مِن تُربَتِهِ قُلتُ نَعَم فَمَدّ يَدَهُ فَأَخَذَ قَبضَةً مِن تُرَابٍ فَأَعطَانِيهَا فَلَم أَملِك عيَنيِ أَن
صفحه : 248
فَاضَتَا وَ اسمُ الأَرضِ كَربَلَاءُ فَلَمّا أَتَت عَلَيهِ سَنَتَانِ خَرَجَ النّبِيّ إِلَي سَفَرٍ فَوَقَفَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ وَ استَرجَعَ وَ دَمَعَت عَينَاهُ فَسُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ هَذَا جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ عَن أَرضٍ بِشَطّ الفُرَاتِ يُقَالُ لَهَا كَربَلَاءُ يُقتَلُ فِيهَا ولَدَيَِ الحُسَينُ وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ إِلَي مَصرَعِهِ وَ مَدفَنِهِ بِهَا وَ كأَنَيّ أَنظُرُ عَلَي السّبَايَا عَلَي أَقتَابِ المَطَايَا وَ قَد أهُديَِ رَأسُ ولَدَيَِ الحُسَينِ إِلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ فَوَ اللّهِ مَا يَنظُرُ أَحَدٌ إِلَي رَأسِ الحُسَينِ وَ يَفرَحُ إِلّا خَالَفَ اللّهُ بَينَ قَلبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ عَذّبَهُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً ثُمّ رَجَعَ النّبِيّ مِن سَفَرِهِ مَغمُوماً مَهمُوماً كَئِيباً حَزِيناً فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ أَصعَدَ مَعَهُ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ خَطَبَ وَ وَعَظَ النّاسَ فَلَمّا فَرَغَ مِن خُطبَتِهِ وَضَعَ يَدَهُ اليُمنَي عَلَي رَأسِ الحَسَنِ وَ يَدَهُ اليُسرَي عَلَي رَأسِ الحُسَينِ وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّ مُحَمّداً عَبدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ هَذَانِ أَطَايِبُ عتِرتَيِ وَ خِيَارُ أرُوُمتَيِ وَ أَفضَلُ ذرُيّتّيِ وَ مَن أُخَلّفُهُمَا فِي أمُتّيِ وَ قَد أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ أَنّ ولَدَيِ هَذَا مَقتُولٌ بِالسّمّ وَ الآخَرُ شَهِيدٌ مُضَرّجٌ بِالدّمِ أللّهُمّ فَبَارِك لَهُ فِي قَتلِهِ وَ اجعَلهُ مِن سَادَاتِ الشّهَدَاءِ أللّهُمّ وَ لَا تُبَارِك فِي قَاتِلِهِ وَ خَاذِلِهِ وَ أَصلِهِ حَرّ نَارِكَ وَ احشُرهُ فِي أَسفَلِ دَركِ الجَحِيمِ قَالَ فَضَجّ النّاسُ بِالبُكَاءِ وَ العَوِيلِ فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّ أَيّهَا الِنّاسُ أَ تَبكُونَهُ وَ لَا تَنصُرُونَهُ أللّهُمّ فَكُن أَنتَ لَهُ وَلِيّاً وَ نَاصِراً ثُمّ قَالَ يَا قَومِ إنِيّ مُخَلّفٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ وَ أرُوُمتَيِ وَ مِزَاجَ ماَئيِ وَ ثَمَرَةَ فؤُاَديِ وَ مهُجتَيِ لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ أَلَا وَ إنِيّ لَا أَسأَلُكُم فِي ذَلِكَ إِلّا مَا أمَرَنَيِ ربَيّ أَن أَسأَلَكُم عَنهُ أَسأَلُكُم عَنِ المَوَدّةِ فِي القُربَي وَ احذَرُوا أَن تلَقوَنيِ غَداً عَلَي الحَوضِ وَ قَد آذَيتُم عتِرتَيِ وَ قَتَلتُم أَهلَ بيَتيِ وَ ظَلَمتُمُوهُم أَلَا إِنّهُ سَيَرِدُ عَلَيّ يَومَ القِيَامَةِ ثَلَاثُ رَايَاتٍ مِن هَذِهِ الأُمّةِ الأُولَي رَايَةٌ سَودَاءُ مُظلِمَةٌ قَد فَزِعَت مِنهَا المَلَائِكَةُ فَتَقِفُ عَلَيّ فَأَقُولُ لَهُم مَن أَنتُم فَيَنسَونَ ذكِريِ وَ يَقُولُونَ نَحنُ أَهلُ التّوحِيدِ مِنَ العَرَبِ فَأَقُولُ لَهُم أَنَا أَحمَدُ نبَيِّ العَرَبِ وَ العَجَمِ فَيَقُولُونَ
صفحه : 249
نَحنُ مِن أُمّتِكَ فَأَقُولُ كَيفَ خلَفَتمُوُنيِ مِن بعَديِ فِي أَهلِ بيَتيِ وَ عتِرتَيِ وَ كِتَابِ ربَيّ فَيَقُولُونَ أَمّا الكِتَابُ فَضَيّعنَاهُ وَ أَمّا العِترَةُ فَحَرَصنَا أَن نُبِيدَهُم عَن جَدِيدِ الأَرضِ فَلَمّا أَسمَعُ ذَلِكَ مِنهُم أُعرِضُ عَنهُم وجَهيِ فَيَصدِرُونَ عِطَاشاً مُسوَدّةً وُجُوهُهُم ثُمّ تَرِدُ عَلَيّ رَايَةٌ أُخرَي أَشَدّ سَوَاداً مِنَ الأُولَي فَأَقُولُ لَهُم كَيفَ خلَفَتمُوُنيِ مِن بعَديِ فِي الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ فَيَقُولُونَ أَمّا الأَكبَرُ فَخَالَفنَاهُ وَ أَمّا الأَصغَرُ فَمَزّقنَاهُم كُلّ مُمَزّقٍ فَأَقُولُ إِلَيكُم عنَيّ فَيَصدِرُونَ عِطَاشاً مُسوَدّةً وُجُوهُهُم ثُمّ تَرِدُ عَلَيّ رَايَةٌ تَلمَعُ وُجُوهُهُم نُوراً فَأَقُولُ لَهُم مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ أَهلُ كَلِمَةِ التّوحِيدِ وَ التّقوَي مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ نَحنُ بَقِيّةُ أَهلِ الحَقّ حَمَلنَا كِتَابَ رَبّنَا وَ حَلّلنَا حَلَالَهُ وَ حَرّمنَا حَرَامَهُ وَ أَحبَبنَا ذُرّيّةَ نَبِيّنَا مُحَمّدٍ وَ نَصَرنَاهُم مِن كُلّ مَا نَصَرنَا بِهِ أَنفُسَنَا وَ قَاتَلنَا مَعَهُم مَن نَاوَاهُم فَأَقُولُ لَهُم أَبشِرُوا فَأَنَا نَبِيّكُم مُحَمّدٌ وَ لَقَد كُنتُم فِي الدّنيَا كَمَا قُلتُم ثُمّ أُسقِيهِم مِن حوَضيِ فَيَصدِرُونَ مَروِيّينَ مُستَبشِرِينَ ثُمّ يَدخُلُونَ الجَنّةَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدَ الآبِدِينَ
صفحه : 250
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ أخَيِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَحدَثّنَيِ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةُ قَالَت قَبِلتُ جَدّتَكَ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ قَالَت فَلَمّا وَلَدَتِ الحَسَنَ جَاءَ النّبِيّص فَقَالَ يَا أَسمَاءُ هاَتيِ ابنيِ قَالَت فَدَفَعتُهُ إِلَيهِ فِي خِرقَةٍ صَفرَاءَ فَرَمَي بِهَا وَ قَالَ أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم أَن لَا تَلُفّوا المَولُودَ فِي خِرقَةٍ صَفرَاءَ وَ دَعَا بِخِرقَةٍ بَيضَاءَ فَلَفّهُ بِهَا ثُمّ أَذّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ أَقَامَ فِي أُذُنِهِ اليُسرَي وَ قَالَ لعِلَيِّ ع بِمَا سَمّيتَ ابنيِ هَذَا قَالَ مَا كُنتُ لِأَسبِقَكَ بِاسمِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ أَنَا مَا كُنتُ لِأَسبِقَ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ قَالَ إِنّ اللّهَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِّ بَعدَكَ فَسَمّ ابنَكَ بِاسمِ ابنِ هَارُونَ قَالَ النّبِيّص وَ مَا اسمُ ابنِ هَارُونَ قَالَ جَبرَئِيلُ شَبّرُ قَالَ وَ مَا شَبّرُ قَالَ الحَسَنُ قَالَت أَسمَاءُ فَسَمّاهُ الحَسَنَ قَالَت أَسمَاءُ فَلَمّا وَلَدَت فَاطِمَةُ الحُسَينَ ع نَفِستُهَا بِهِ فجَاَءنَيِ النّبِيّ فَقَالَ هَلُمّ[هلَمُيّ]ابنيِ يَا أَسمَاءُ فَدَفَعتُهُ إِلَيهِ فِي خِرقَةٍ بَيضَاءَ فَفَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِالحَسَنِ قَالَت وَ بَكَي رَسُولُ اللّهِ ثُمّ قَالَ إِنّهُ سَيَكُونُ لَكِ حَدِيثٌ أللّهُمّ العَن قَاتِلَهُ لَا تعُلمِيِ فَاطِمَةَ بِذَلِكَ قَالَت أَسمَاءُ فَلَمّا كَانَ فِي يَومِ سَابِعِهِ جاَءنَيِ النّبِيّ فَقَالَ هلَمُيّ ابنيِ فَأَتَيتُهُ
صفحه : 251
بِهِ فَفَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِالحَسَنِ وَ عَقّ عَنهُ كَمَا عَقّ عَنِ الحَسَنِ كَبشاً أَملَحَ وَ أَعطَي القَابِلَةَ الوَرِكَ وَ رِجلًا وَ حَلَقَ رَأسَهُ وَ تَصَدّقَ بِوَزنِ الشّعرِ وَرِقاً وَ خَلّقَ رَأسَهُ بِالخَلُوقِ وَ قَالَ إِنّ الدّمَ مِن فِعلِ الجَاهِلِيّةِ قَالَت ثُمّ وَضَعَهُ فِي حَجرِهِ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ عَزِيزٌ عَلَيّ ثُمّ بَكَي فَقُلتُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ فَعَلتَ فِي هَذَا اليَومِ وَ فِي اليَومِ الأَوّلِ فَمَا هُوَ قَالَ أبَكيِ عَلَي ابنيِ هَذَا تَقتُلُهُ فِئَةٌ بَاغِيَةٌ كَافِرَةٌ مِن بنَيِ أُمَيّةَ لَعَنَهُمُ اللّهُ لَا أَنَالَهُمُ اللّهُ شفَاَعتَيِ يَومَ القِيَامَةِ يَقتُلُهُ رَجُلٌ يَثلِمُ الدّينَ وَ يَكفُرُ بِاللّهِ العَظِيمِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ أَسأَلُكَ فِيهِمَا مَا سَأَلَكَ اِبرَاهِيمُ فِي ذُرّيّتِهِ أللّهُمّ أَحِبّهُمَا وَ أَحِبّ مَن يُحِبّهُمَا وَ العَن مَن يُبغِضُهُمَا ملِ ءَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ
صفحه : 252
بيان نفستها به لعل المعني كنت قابلتها و إن لم يرد بهذا المعني فيما عندنا من اللغة ويحتمل أن يكون من نفس به بالكسر بمعني ضن أي ضننت به وأخذته منها وخلقه تخليقا طيبة. قوله ص عزيز علي أي قتلك قال الجزري عز علي يعز أن أراك بحال سيئة أي يشتدّ ويشق علي
2- لي ،[الأمالي للصدوق ]السنّاَنيِّ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن عَلِيّ بنِ عَاصِمٍ عَنِ الحُصَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَكُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي خَرجَتِهِ إِلَي صِفّينَ فَلَمّا نَزَلَ بِنَينَوَي وَ هُوَ بِشَطّ الفُرَاتِ قَالَ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا ابنَ عَبّاسٍ أَ تَعرِفُ هَذَا المَوضِعَ قُلتُ لَهُ مَا أَعرِفُهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع لَو عَرَفتَهُ كمَعَرفِتَيِ لَم تَكُن تَجُوزُهُ حَتّي تبَكيَِ كبَكُاَئيِ قَالَ فَبَكَي طَوِيلًا حَتّي اخضَلّت لِحيَتُهُ وَ سَالَتِ الدّمُوعُ عَلَي صَدرِهِ وَ بَكَينَا مَعاً وَ هُوَ يَقُولُ أَوّه أَوّه مَا لِي وَ لِآلِ أَبِي سُفيَانَ مَا لِي وَ لآِلِ حَربٍ حِزبِ الشّيطَانِ وَ أَولِيَاءِ الكُفرِ صَبراً يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فَقَد لقَيَِ أَبُوكَ مِثلَ ألّذِي تَلقَي مِنهُم ثُمّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضّأَ وُضُوءَ الصّلَاةِ فَصَلّي مَا شَاءَ اللّهُ أَن يصُلَيَّ ثُمّ ذَكَرَ نَحوَ كَلَامِهِ الأَوّلِ إِلّا أَنّهُ نَعَسَ عِندَ انقِضَاءِ صَلَاتِهِ وَ كَلَامِهِ سَاعَةً ثُمّ انتَبَهَ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ فَقُلتُ هَا أَنَا ذَا فَقَالَ أَ لَا أُحَدّثُكَ بِمَا رَأَيتُ فِي منَاَميِ آنِفاً عِندَ رقَدتَيِ فَقُلتُ نَامَت عَينَاكَ وَ رَأَيتَ خَيراً يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ رَأَيتُ كأَنَيّ بِرِجَالٍ قَد نَزَلُوا مِنَ السّمَاءِ مَعَهُم أَعلَامٌ بِيضٌ قَد تَقَلّدُوا سُيُوفَهُم وَ هيَِ بِيضٌ تَلمَعُ وَ قَد خَطّوا حَولَ هَذِهِ الأَرضِ خَطّةً ثُمّ رَأَيتُ كَأَنّ هَذِهِ النّخِيلَ قَد ضَرَبَت بِأَغصَانِهَا الأَرضَ تَضطَرِبُ بِدَمٍ عَبِيطٍ وَ كأَنَيّ بِالحُسَينِ سخَليِ وَ فرَخيِ وَ مضُغتَيِ وَ مخُيّ قَد غَرِقَ فِيهِ يَستَغِيثُ فِيهِ فَلَا يُغَاثُ وَ كَأَنّ الرّجَالَ البِيضَ قَد نَزَلُوا مِنَ السّمَاءِ يُنَادُونَهُ وَ يَقُولُونَ صَبراً آلَ الرّسُولِ فَإِنّكُم تُقتَلُونَ عَلَي أيَديِ شِرَارِ النّاسِ وَ هَذِهِ الجَنّةُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إِلَيكَ مُشتَاقَةٌ ثُمّ يعُزَوّننَيِ وَ يَقُولُونَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَبشِر فَقَد أَقَرّ اللّهُ بِهِ عَينَكَيَومَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ العالَمِينَ
صفحه : 253
ثُمّ انتَبَهتُ هَكَذَا وَ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ لَقَد حدَثّنَيِ الصّادِقُ المُصَدّقُ أَبُو القَاسِمِص أنَيّ سَأَرَاهَا فِي خرُوُجيِ إِلَي أَهلِ البغَيِ عَلَينَا وَ هَذِهِ أَرضُ كَربٍ وَ بَلَاءٍ يُدفَنُ فِيهَا الحُسَينُ ع وَ سَبعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِن ولُديِ وَ وُلدِ فَاطِمَةَ وَ إِنّهَا لفَيِ السّمَاوَاتِ مَعرُوفَةٌ تُذكَرُ أَرضُ كَربٍ وَ بَلَاءٍ كَمَا تُذكَرُ بُقعَةُ الحَرَمَينِ وَ بُقعَةُ بَيتِ المَقدِسِ ثُمّ قَالَ لِي يَا ابنَ عَبّاسٍ اطلُب فِي حَولِهَا بَعرَ الظّبَاءِ فَوَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ وَ هيَِ مُصفَرّةٌ لَونُهَا لَونُ الزّعفَرَانِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَطَلَبتُهَا فَوَجَدتُهَا مُجتَمِعَةً فَنَادَيتُهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد أَصَبتُهَا عَلَي الصّفَةِ التّيِ وَصَفتَهَا لِي فَقَالَ عَلِيّ ع صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ ثُمّ قَامَ ع يُهَروِلُ إِلَيهَا فَحَمَلَهَا وَ شَمّهَا وَ قَالَ هيَِ هيَِ بِعَينِهَا أَ تَعلَمُ يَا ابنَ عَبّاسٍ مَا هَذِهِ الأَبعَارُ هَذِهِ قَد شَمّهَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ مَرّ بِهَا وَ مَعَهُ الحَوَارِيّونَ فَرَأَي هَاهُنَا الظّبَاءَ مُجتَمِعَةً وَ هيَِ تبَكيِ فَجَلَسَ عِيسَي وَ جَلَسَ الحَوَارِيّونَ مَعَهُ فَبَكَي وَ بَكَي الحَوَارِيّونَ وَ هُم لَا يَدرُونَ لِمَ جَلَسَ وَ لِمَ بَكَي فَقَالُوا يَا رُوحَ اللّهِ وَ كَلِمَتَهُ مَا يُبكِيكَ قَالَ أَ تَعلَمُونَ أَيّ أَرضٍ هَذِهِ قَالُوا لَا قَالَ هَذِهِ أَرضٌ يُقتَلُ فِيهَا فَرخُ الرّسُولِ أَحمَدَص وَ فَرخُ الحُرّةِ الطّاهِرَةِ البَتُولِ شَبِيهَةِ أمُيّ وَ يُلحَدُ فِيهَا طِينَةٌ أَطيَبُ مِنَ المِسكِ لِأَنّهَا طِينَةُ الفَرخِ المُستَشهَدِ وَ هَكَذَا يَكُونُ طِينَةُ الأَنبِيَاءِ وَ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ فَهَذِهِ الظّبَاءُ تكُلَمّنُيِ وَ تَقُولُ إِنّهَا تَرعَي فِي هَذِهِ الأَرضِ شَوقاً إِلَي تُربَةِ الفَرخِ المُبَارَكِ وَ زَعَمَت أَنّهَا آمِنَةٌ فِي هَذِهِ الأَرضِ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي هَذِهِ الصّيرَانِ فَشَمّهَا وَ قَالَ هَذِهِ بَعرُ الظّبَاءِ عَلَي هَذِهِ الطّيبِ لِمَكَانِ حَشِيشِهَا أللّهُمّ فَأَبقِهَا أَبَداً حَتّي يَشَمّهَا أَبُوهُ فَيَكُونَ لَهُ عَزَاءً وَ سَلوَةً
صفحه : 254
قَالَ فَبَقِيَت إِلَي يَومِ النّاسِ هَذَا وَ قَدِ اصفَرّت لِطُولِ زَمَنِهَا وَ هَذِهِ أَرضُ كَربٍ وَ بَلَاءٍ ثُمّ قَالَ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا رَبّ عِيسَي ابنِ مَريَمَ لَا تُبَارِك فِي قَتَلَتِهِ وَ المُعِينِ عَلَيهِ وَ الخَاذِلِ لَهُ ثُمّ بَكَي بُكَاءً طَوِيلًا وَ بَكَينَا مَعَهُ حَتّي سَقَطَ لِوَجهِهِ وَ غشُيَِ عَلَيهِ طَوِيلًا ثُمّ أَفَاقَ فَأَخَذَ البَعرَ فَصَرّهُ فِي رِدَائِهِ وَ أمَرَنَيِ أَن أَصُرّهَا كَذَلِكَ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ إِذَا رَأَيتَهَا تَنفَجِرُ دَماً عَبِيطاً وَ يَسِيلُ مِنهَا دَمٌ عَبِيطٌ فَاعلَم أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ قَد قُتِلَ بِهَا وَ دُفِنَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَوَ اللّهِ لَقَد كُنتُ أَحفَظُهَا أَشَدّ مِن حفِظيِ لِبَعضِ مَا افتَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيّ وَ أَنَا لَا أَحُلّهَا مِن طَرَفِ كمُيّ فَبَينَمَا أَنَا نَائِمٌ فِي البَيتِ إِذَا انتَبَهتُ فَإِذَا هيَِ تَسِيلُ دَماً عَبِيطاً وَ كَانَ كمُيّ قَدِ امتَلَأَ دَماً عَبِيطاً فَجَلَستُ وَ أَنَا بَاكٍ وَ قُلتُ قَد قُتِلَ وَ اللّهِ الحُسَينُ وَ اللّهِ مَا كذَبَنَيِ عَلِيّ قَطّ فِي حَدِيثٍ حدَثّنَيِ وَ لَا أخَبرَنَيِ بشِيَءٍ قَطّ أَنّهُ يَكُونُ إِلّا كَانَ كَذَلِكَ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ يُخبِرُهُ بِأَشيَاءَ لَا يُخبِرُ بِهَا غَيرَهُ فَفَزِعتُ وَ خَرَجتُ وَ ذَلِكَ عِندَ الفَجرِ فَرَأَيتُ وَ اللّهِ المَدِينَةَ كَأَنّهَا ضَبَابٌ لَا يَستَبِينُ مِنهَا أَثَرُ عَينٍ ثُمّ طَلَعَتِ الشّمسُ وَ رَأَيتُ كَأَنّهَا مُنكَسِفَةٌ وَ رَأَيتُ كَأَنّ حِيطَانَ المَدِينَةِ عَلَيهَا دَمٌ عَبِيطٌ فَجَلَستُ وَ أَنَا بَاكٍ فَقُلتُ قَد قُتِلَ وَ اللّهِ الحُسَينُ وَ سَمِعتُ صَوتاً مِن نَاحِيَةِ البَيتِ وَ هُوَ يَقُولُ
اصبِرُوا آلَ الرّسُولِ | قُتِلَ الفَرخُ النّحُولُ |
نَزَلَ الرّوحُ الأَمِينُ | بِبُكَاءٍ وَ عَوِيلٍ |
ثُمّ بَكَي بِأَعلَي صَوتِهِ وَ بَكَيتُ فَأَثبَتّ عنِديِ تِلكَ السّاعَةَ وَ كَانَ شَهرُ المُحَرّمِ يَومَ عَاشُورَاءَ لِعَشرٍ مَضَينَ مِنهُ فَوَجَدتُهُ قُتِلَ يَومَ وَرَدَ عَلَينَا خَبَرُهُ وَ تَارِيخُهُ كَذَلِكَ فَحَدّثتُ هَذَا الحَدِيثَ أُولَئِكَ الّذِينَ كَانُوا مَعَهُ فَقَالُوا وَ اللّهِ لَقَد سَمِعنَا مَا سَمِعتَ
صفحه : 255
وَ نَحنُ فِي المَعرَكَةِ وَ لَا ندَريِ مَا هُوَ فَكُنّا نَرَي أَنّهُ الخَضِرُ ع
3- ك ،[إكمال الدين ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ وَ كَانَ شَيخاً لِأَصحَابِ الحَدِيثِ بِبَلَدِ الريّّ يُعرَفُ بأِبَيِ عَلِيّ بنِ عَبدِ رَبّهِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ مِثلَهُ سَوَاءً
بيان قال الجوهري قولهم عندالشكاية أوه من كذا ساكنة الواو إنما هوتوجع وربما قلبوا الواو ألفا فقالوا آه من كذا وربما شددوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء فقالوا أوه من كذا و قال المضغة قطعة لحم وقلب الإنسان مضغة من جسده . قوله ع و لاكذبت علي بناء المجهول من قولهم كذب الرجل أي أخبر بالكذب أي ماأخبرني رسول الله بكذب قط ويحتمل أن يكون علي بناء التفعيل أي ماأظهر أحد كذبي والأول أظهر والضباب بالفتح ندي كالغيم أوصحاب رقيق كالدخان قوله أثر عين أي من الأعيان الموجودة في الخارج والنحول من النحل بالضم بمعني الهزال
4- لي ،[الأمالي للصدوق ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِّ عَنِ الجوَهرَيِّ عَن قَيسِ بنِ حَفصٍ الداّرمِيِّ عَن حُسَينٍ الأَشقَرِ عَن مَنصُورِ بنِ الأَسوَدِ عَن أَبِي حَسّانَ التيّميِّ عَن نَشِيطِ بنِ عُبَيدٍ عَن رَجُلٍ مِنهُم عَن جَردَاءَ بِنتِ سَمِينٍ عَن زَوجِهَا هَرثَمَةَ بنِ أَبِي مُسلِمٍ قَالَغَزَونَا مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع صِفّينَ فَلَمّا انصَرَفنَا نَزَلَ بِكَربَلَاءَ فَصَلّي بِهَا الغَدَاةَ ثُمّ رَفَعَ إِلَيهِ مِن تُربَتِهَا فَشَمّهَا ثُمّ قَالَ وَاهاً لَكَ أَيّتُهَا التّربَةُ
صفحه : 256
لَيَحشُرَنّ مِنكَ أَقوَامٌيَدخُلُونَ الجَنّةَ...بِغَيرِ حِسابٍفَرَجَعَ هَرثَمَةُ إِلَي زَوجَتِهِ وَ كَانَت شِيعَةً لعِلَيِّ ع فَقَالَ أَ لَا أُحَدّثُكَ عَن وَلِيّكَ أَبِي الحَسَنِ نَزَلَ بِكَربَلَاءَ فَصَلّي ثُمّ رَفَعَ إِلَيهِ مِن تُربَتِهَا فَقَالَ وَاهاً لَكَ أَيّتُهَا التّربَةُ لَيَحشُرَنّ مِنكَ أَقوَامٌيَدخُلُونَ الجَنّةَ...بِغَيرِ حِسابٍقَالَت أَيّهَا الرّجُلُ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَم يَقُل إِلّا حَقّاً فَلَمّا قَدِمَ الحُسَينُ ع قَالَ هَرثَمَةُ كُنتُ فِي البَعثِ الّذِينَ بَعَثَهُم عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَلَمّا رَأَيتُ المَنزِلَ وَ الشّجَرَ ذَكَرتُ الحَدِيثَ فَجَلَستُ عَلَي بعَيِريِ ثُمّ صِرتُ إِلَي الحُسَينِ ع فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ أَخبَرتُهُ بِمَا سَمِعتُ مِن أَبِيهِ فِي ذَلِكَ المَنزِلِ ألّذِي نَزَلَ بِهِ الحُسَينُ فَقَالَ مَعَنَا أَنتَ أَم عَلَينَا فَقُلتُ لَا مَعَكَ وَ لَا عَلَيكَ خَلّفتُ صِبيَةً أَخَافُ عَلَيهِم عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ قَالَ فَامضِ حَيثُ لَا تَرَي لَنَا مَقتَلًا وَ لَا تَسمَعُ لَنَا صَوتاً فَوَ ألّذِي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ لَا يَسمَعُ اليَومَ وَاعِيَتَنَا أَحَدٌ فَلَا يُعِينُنَا إِلّا كَبّهُ اللّهُ لِوَجهِهِ فِي نَارِ جَهَنّمَ
بيان قال الجوهري إذاتعجبت من طيب الشيء قلت واها له ماأطيبه .أقول لعل المراد أن مع سماع الواعية وترك النصرة العذاب أشدّ و إلافالظاهر وجوب نصرتهم علي أي حال
5- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَنِ الكمُيَداَنيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن عُبَيدٍ السّمِينِ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَن أَصبَغَ بنِ نُبَاتَةَ قَالَبَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَخطُبُ النّاسَ وَ هُوَ يَقُولُ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَوَ اللّهِ لَا تسَألَوُنيّ عَن شَيءٍ مَضَي وَ لَا عَن شَيءٍ يَكُونُ إِلّا نَبّأتُكُم بِهِ فَقَامَ إِلَيهِ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ كَم فِي رأَسيِ وَ لحِيتَيِ مِن شَعرَةٍ فَقَالَ لَهُ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد سأَلَتنَيِ عَن مَسأَلَةٍ حدَثّنَيِ خلَيِليِ رَسُولُ اللّهِص أَنّكَ ستَسَألَنُيِ عَنهَا وَ مَا فِي رَأسِكَ وَ لِحيَتِكَ مِن شَعرَةٍ إِلّا وَ فِي أَصلِهَا شَيطَانٌ جَالِسٌ وَ إِنّ فِي
صفحه : 257
بَيتِكَ لَسَخلًا يَقتُلُ الحُسَينَ ابنيِ وَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ يَومَئِذٍ يَدرُجُ بَينَ يَدَيهِ
مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن محمد بن عبدالجبار عن ابن أبي نجران عن جعفر بن محمد بن حكيم عن عبيد السمين يرفعه إلي أمير المؤمنين ع قال كان أمير المؤمنين ع يخطب الناس وذكر مثله
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ الأزَديِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَرّهُ أَن يَحيَا حيَاَتيِ وَ يَمُوتَ ميِتتَيِ وَ يَدخُلَ جَنّةَ عَدنٍ منَزلِيِ وَ يُمسِكَ قَضِيباً غَرَسَهُ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ قَالَ لَهُ كُن فَكَانَ فَليَتَوَلّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ ليَأتَمّ بِالأَوصِيَاءِ مِن وُلدِهِ فَإِنّهُم عتِرتَيِ خُلِقُوا مِن طيِنتَيِ إِلَي اللّهِ أَشكُو أَعدَاءَهُم مِن أمُتّيَِ المُنكِرِينَ لِفَضلِهِمُ القَاطِعِينَ فِيهِم صلِتَيِ وَ ايمُ اللّهِ لَيَقتُلُنّ ابنيِ بعَديِ الحُسَينَ
صفحه : 258
لَا أَنَالَهُمُ اللّهُ شفَاَعتَيِ
7- شا،[الإرشاد]ج ،[الإحتجاج ] جَاءَ فِي الآثَارِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَخطُبُ فَقَالَ فِي خُطبَتِهِ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَوَ اللّهِ لَا تسَألَوُنيّ عَن فِئَةٍ تُضِلّ مِائَةً وَ تهَديِ مِائَةً إِلّا أَنبَأتُكُم بِنَاعِقِهَا وَ سَائِقِهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ أخَبرِنيِ كَم فِي رأَسيِ وَ لحِيتَيِ مِن طَاقَةِ شَعرٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ لَقَد حدَثّنَيِ خلَيِليِ رَسُولُ اللّهِص بِمَا سَأَلتَ عَنهُ وَ إِنّ عَلَي كُلّ طَاقَةِ شَعرٍ فِي رَأسِكَ مَلَكٌ يَلعَنُكَ وَ عَلَي كُلّ طَاقَةِ شَعرٍ فِي لِحيَتِكَ شَيطَانٌ يَستَفِزّكَ وَ إِنّ فِي بَيتِكَ لَسَخلًا يَقتُلُ ابنَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص وَ آيَةُ ذَلِكَ مِصدَاقُ مَا خَبّرتُكَ بِهِ وَ لَو لَا أَنّ ألّذِي سَأَلتَ عَنهُ يَعسُرُ بُرهَانُهُ لَأَخبَرتُكَ بِهِ وَ لَكِن آيَةُ ذَلِكَ مَا أَنبَأتُكَ بِهِ مِن لَعنَتِكَ وَ سَخلِكَ المَلعُونِ وَ كَانَ ابنُهُ فِي ذَلِكَ الوَقتِ صَبِيّاً صَغِيراً يَحبُو فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِ الحُسَينِ مَا كَانَ تَوَلّي قَتلَهُ كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
بيان استنفزه [استفزه ] أي استخفه وأزعجه
8- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ مَرّ عَلِيّ بِكَربَلَاءَ فِي اثنَينِ مِن أَصحَابِهِ قَالَ فَلَمّا مَرّ بِهَا تَرَقرَقَت عَينَاهُ لِلبُكَاءِ ثُمّ قَالَ هَذَا مُنَاخُ رِكَابِهِم وَ هَذَا مُلقَي رِحَالِهِم وَ هَاهُنَا تُهَرَاقُ دِمَاؤُهُم طُوبَي لَكِ مِن تُربَةٍ عَلَيكِ تُهَرَاقُ دِمَاءُ الأَحِبّةِ
9-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن يَزِيدَ شَعِرٍ عَن هَارُونَ بنِ حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ مَن سَرّهُ أَن يَحيَا حيَاَتيِ وَ يَمُوتَ ميِتتَيِ وَ يَدخُلَ جَنّةَ ربَيَّ التّيِ وعَدَنَيِ جَنّةَ عَدنٍ منَزلِيِ قَضِيبٌ مِن قُضبَانِهِ غَرَسَهُ ربَيّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ كُن فَكَانَ فَليَتَوَلّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الأَوصِيَاءَ مِن
صفحه : 259
ذُرّيّتِهِ إِنّهُمُ الأَئِمّةُ مِن بعَديِ هُم عتِرتَيِ مِن لحَميِ وَ دمَيِ رَزَقَهُمُ اللّهُ فضَليِ وَ علِميِ وَ وَيلٌ لِلمُنكِرِينَ فَضلَهُم مِن أمُتّيَِ القَاطِعِينَ صلِتَيِ وَ اللّهِ لَيَقتُلُنّ ابنيِ لَا أَنَالَهُمُ اللّهُ شفَاَعتَيِ
مل ،[كامل الزيارات ] ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن زكريا المؤمن عن أيوب بن عبدالرحمن وزيد أبي الحسن وعباد جميعا عن سعد الإسكاف عن أبي عبد الله ع مثله بيان قوله قضيب أي فيهاقضيب
10- ير،[بصائر الدرجات ]سَلّامُ بنُ أَبِي عَمرَةَ الخرُاَساَنيِّ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَرَادَ أَن يَحيَا حيَاَتيِ وَ يَمُوتَ ميِتتَيِ وَ يَدخُلَ جَنّةَ ربَيّ جَنّةَ عَدنٍ غَرَسَهُ ربَيّ فَليَتَوَلّ عَلِيّاً وَ ليُعَادِ عَدُوّهُ وَ ليَأتَمّ بِالأَوصِيَاءِ مِن بَعدِهِ فَإِنّهُم أَئِمّةُ الهُدَي مِن بعَديِ أَعطَاهُمُ اللّهُ فهَميِ وَ علِميِ وَ هُم عتِرتَيِ مِن لحَميِ وَ دمَيِ إِلَي اللّهِ أَشكُو مِن أمُتّيَِ المُنكِرِينَ لِفَضلِهِمُ القَاطِعِينَ فِيهِم صلِتَيِ وَ ايمُ اللّهِ لَيَقتُلُنّ ابنيِ يعَنيِ الحُسَينَ لَا أَنَالَهُمُ اللّهُ شفَاَعتَيِ
11-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَ أَنَا عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِذ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جِئتُكَ مِن واَديِ القُرَي وَ قَد مَاتَ خَالِدُ بنُ عَرفَطَةَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِنّهُ لَم يَمُت فَأَعَادَهَا عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَم يَمُت وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَا يَمُوتُ فَأَعَادَهَا عَلَيهِ الثّالِثَةَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ أُخبِرُكَ أَنّهُ مَاتَ وَ تَقُولُ لَم يَمُت فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَم يَمُت وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَا يَمُوتُ حَتّي يَقُودَ جَيشَ ضَلَالَةٍ يَحمِلُ رَايَتَهُ حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ قَالَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ حَبِيبٌ فَأَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ أُنَاشِدُكَ فِيّ وَ إنِيّ لَكَ شِيعَةٌ وَ قَد ذكَرَتنَيِ بِأَمرٍ لَا وَ اللّهِ مَا أَعرِفُهُ مِن نفَسيِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِن كُنتَ حَبِيبَ بنَ جَمّازٍ فَتَحمِلَنّهَا فَوَلّي حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ وَ قَالَ إِن كُنتَ حَبِيبَ
صفحه : 260
بنَ جَمّازٍ لَتَحمِلَنّهَا قَالَ أَبُو حَمزَةَ فَوَ اللّهِ مَا مَاتَ حَتّي بَعَثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ جَعَلَ خَالِدَ بنَ عَرفَطَةَ عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ حَبِيبٌ صَاحِبُ رَايَتِهِ
12- شا،[الإرشاد] الحَسَنُ بنُ مَحبُوبٍ عَن ثَابِتٍ الثمّاَليِّ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ عَنهُ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ وَ سَارَ بِهَا حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ مِن بَابِ الفِيلِ
مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن صَفوَانَ وَ جَعفَرِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ذَاتَ يَومٍ فِي حَجرِ النّبِيّص يُلَاعِبُهُ وَ يُضَاحِكُهُ فَقَالَت عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَشَدّ إِعجَابَكَ بِهَذَا الصبّيِّ فَقَالَ لَهَا وَيلَكِ وَ كَيفَ لَا أُحِبّهُ وَ لَا أُعجِبُ بِهِ وَ هُوَ ثَمَرَةُ فؤُاَديِ وَ قُرّةُ عيَنيِ أَمَا إِنّ أمُتّيِ سَتَقتُلُهُ فَمَن زَارَهُ بَعدَ وَفَاتِهِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ حَجّةً مِن حجِجَيِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ حَجّةً مِن حِجَجِكَ قَالَ نَعَم وَ حَجّتَينِ مِن حجِجَيِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ حَجّتَينِ مِن حِجَجِكَ قَالَ نَعَم وَ أَربَعَةً قَالَ فَلَم تَزَل تزاده [تُرَادّهُ] وَ يَزِيدُ وَ يُضَعّفُ حَتّي بَلَغَ تِسعِينَ حَجّةً مِن حِجَجِ رَسُولِ اللّهِص بِأَعمَارِهَا
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحسين بن ابراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبيش عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان عن الحسين مثله
13-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ
صفحه : 261
الكوُفيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي الأنَصاَريِّ عَن مُصعَبٍ عَن جَابِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَرّهُ أَن يَحيَا حيَاَتيِ وَ يَمُوتَ ممَاَتيِ وَ يَدخُلَ جنَتّيِ جَنّةَ عَدنٍ غَرَسَهَا ربَيّ بِيَدِهِ فَليَتَوَلّ عَلِيّاً وَ يَعرِفُ فَضلَهُ وَ الأَوصِيَاءَ مِن بَعدِهِ وَ يَتَبَرّأُ مِن عدَوُيّ أَعطَاهُمُ اللّهُ فهَميِ وَ علِميِ هُم عتِرتَيِ مِن لحَميِ وَ دمَيِ أَشكُو إِلَيكَ ربَيّ عَدُوّهُم مِن أمُتّيِ المُنكِرِينَ لِفَضلِهِمُ القَاطِعِينَ فِيهِم صلِتَيِ وَ اللّهِ لَيَقتُلُنّ ابنيِ ثُمّ لَا تَنَالُهُم شفَاَعتَيِ
14- مل ،[كامل الزيارات ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ شَجَرَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الصنّعاَنيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دَخَلَ الحُسَينُ ع اجتَذَبَهُ إِلَيهِ ثُمّ يَقُولُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَمسِكهُ ثُمّ يَقَعُ عَلَيهِ فَيُقَبّلُهُ وَ يبَكيِ فَيَقُولُ يَا أَبَه لِمَ تبَكيِ فَيَقُولُ يَا بنُيَّ أُقَبّلُ مَوضِعَ السّيُوفِ مِنكَ وَ أبَكيِ قَالَ يَا أَبَه وَ أُقتَلُ قَالَ إيِ وَ اللّهِ وَ أَبُوكَ وَ أَخُوكَ وَ أَنتَ قَالَ يَا أَبَه فَمَصَارِعُنَا شَتّي قَالَ نَعَم يَا بنُيَّ قَالَ فَمَن يَزُورُنَا مِن أُمّتِكَ قَالَ لَا يزَوُرنُيِ وَ يَزُورُ أَبَاكَ وَ أَخَاكَ وَ أَنتَ إِلّا الصّدّيقُونَ مِن أمُتّيِ
15- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَن خَالِهِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي دَاوُدَ البصَريِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الحُسَينُ إِلَي جَنبِهِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي كَتِفِ الحُسَينِ ثُمّ قَالَ إِنّ هَذَا يُقتَلُ وَ لَا يَنصُرُهُ أَحَدٌ قَالَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ إِنّ تِلكَ لَحَيَاةُ سَوءٍ قَالَ إِنّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ
مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد والحميري و محمدالعطار جميعا عن ابن أبي الخطاب مثله
صفحه : 262
16- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن خَالِهِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ عَن هَانِئِ بنِ هَانِئٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَيُقتَلُ الحُسَينُ قَتلًا وَ إنِيّ لَأَعرِفُ تُربَةَ الأَرضِ التّيِ يُقتَلُ عَلَيهَا قَرِيباً مِنَ النّهرَينِ
مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب مثله
17- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن خَالِهِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ حدَثّنَيِ أَبِي وَ جَمَاعَةٌ عَن سَعدٍ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَمّادٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ لِلحُسَينِ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أُسوَةٌ أَنتَ قِدماً فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا حاَليِ قَالَ عَلِمتَ مَا جَهِلُوا وَ سَيَنتَفِعُ عَالِمٌ بِمَا عَلِمَ يَا بنُيَّ اسمَع وَ أَبصِر مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكَ فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَيَسفِكَنّ بَنُو أُمَيّةَ دَمَكَ ثُمّ لَا يُرِيدُونَكَ[يُزِيلُونَكَ] عَن دِينِكَ وَ لَا يُنسُونَكَ ذِكرَ رَبّكَ فَقَالَ الحُسَينُ ع وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ حسَبيِ وَ أَقرَرتُ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَ أُصَدّقُ نبَيِّ اللّهِ وَ لَا أُكَذّبُ قَولَ أَبِي
بيان الإسوة ويضمّ القدوة و مايأتسي به الحزين أي ثبت قديما أنك أسوة الخلق يقتدون بك أويأتسي بذكر مصيبتك كل حزين . قوله ع لايريدونك أي لايريدون صرفك عن دينك والأصوب لايردّونك
18- شا،[الإرشاد]رَوَي إِسمَاعِيلُ بنُ صَبِيحٍ عَن يَحيَي بنِ المُسَافِرِ العاَبدِيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ زِيَادٍ قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع قَالَ لِلبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ ذَاتَ يَومٍ يَا بَرَاءُ يُقتَلُ ابنيَِ الحُسَينُ وَ أَنتَ حيَّ لَا تَنصُرُهُ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع كَانَ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ يَقُولُ صَدَقَ وَ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قُتِلَ الحُسَينُ وَ لَم أَنصُرهُ ثُمّ يُظهِرُ عَلَي ذَلِكَ الحَسرَةَ وَ النّدَمَ
صفحه : 263
19- كشف ،[كشف الغمة]شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ شَرِيكٍ العاَمرِيِّ قَالَ كُنتُ أَسمَعُ أَصحَابَ عَلِيّ إِذَا دَخَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مِن بَابِ المَسجِدِ يَقُولُونَ هَذَا قَاتِلُ الحُسَينِ وَ ذَلِكَ قَبلَ أَن يُقتَلَ بِزَمَانٍ طَوِيلٍ
20- كشف ،[كشف الغمة]شا،[الإرشاد]رَوَي سَالِمُ بنُ أَبِي حَفصَةَ قَالَ قَالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ لِلحُسَينِ ع يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إِنّ قِبَلَنَا نَاساً سُفَهَاءَ يَزعُمُونَ أنَيّ أَقتُلُكَ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ إِنّهُم لَيسُوا سُفَهَاءَ وَ لَكِنّهُم حُلَمَاءُ أَمَا إِنّهُ يَقَرّ عيَنيِ أَن لَا تَأكُلَ بُرّ العِرَاقِ بعَديِ إِلّا قَلِيلًا
21- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ سَأَلَت هِندٌ عَائِشَةَ أَن تَسأَلَ النّبِيّ تَعبِيرَ رُؤيَا فَقَالَ قوُليِ لَهَا فَلتَقصُص رُؤيَاهَا فَقَالَت رَأَيتُ كَأَنّ الشّمسَ قَد طَلَعَت مِن فوَقيِ وَ القَمَرَ قَد خَرَجَ مِن مخَرجَيِ وَ كَأَنّ كَوكَباً خَرَجَ مِنَ القَمَرِ أَسوَدَ فَشُدّ عَلَي شَمسٍ خَرَجَت مِنَ الشّمسِ أَصغَرَ مِنَ الشّمسِ فَابتَلَعَهَا فَاسوَدّ الأُفُقُ لِابتِلَاعِهَا ثُمّ رَأَيتُ كَوَاكِبَ بَدَت مِنَ السّمَاءِ وَ كَوَاكِبَ مُسوَدّةً فِي الأَرضِ إِلّا أَنّ المُسوَدّةَ أَحَاطَت بِأُفُقِ الأَرضِ مِن كُلّ مَكَانٍ فَاكتَحَلَت عَينُ رَسُولِ اللّهِص بِدُمُوعِهِ ثُمّ قَالَ هيَِ هِندٌ اخرجُيِ يَا عَدُوّةَ اللّهِ مَرّتَينِ فَقَد جَدّدتِ عَلَيّ أحَزاَنيِ وَ نَعَيتِ إلِيَّ أحَباَبيِ فَلَمّا خَرَجَت قَالَ أللّهُمّ العَنهَا وَ العَن نَسلَهَا فَسُئِلَ عَن تَفسِيرِهَا فَقَالَ ع أَمّا الشّمسُ التّيِ طَلَعَت عَلَيهَا فعَلَيِّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الكَوكَبُ ألّذِي خَرَجَ كَالقَمَرِ أَسوَدَ فَهُوَ مُعَاوِيَةُ مَفتُونٌ فَاسِقٌ جَاحِدٌ لِلّهِ وَ تِلكَ الظّلمَةُ التّيِ زَعَمَت وَ رَأَت كَوكَباً يَخرُجُ مِنَ القَمَرِ أَسوَدَ فَشُدّ عَلَي شَمسٍ خَرَجَت مِنَ الشّمسِ أَصغَرَ مِنَ الشّمسِ فَابتَلَعَهَا فَاسوَدّت فَذَلِكَ ابنيَِ الحُسَينُ ع يَقتُلُهُ ابنُ مُعَاوِيَةَ فَتَسوَدّ الشّمسُ وَ يَظلِمُ الأُفُقُ وَ أَمّا الكَوَاكِبُ السّودُ فِي الأَرضِ أَحَاطَت بِالأَرضِ مِن كُلّ مَكَانٍ فَتِلكَ بَنُو أُمَيّةَ
صفحه : 264
22-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ الحُسَينُ مَعَ أُمّهِ تَحمِلُهُ فَأَخَذَهُ النّبِيّص وَ قَالَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَكَ وَ لَعَنَ اللّهُ سَالِبَكَ وَ أَهلَكَ اللّهُ المُتَوَازِرِينَ عَلَيكَ وَ حَكَمَ اللّهُ بيَنيِ وَ بَينَ مَن أَعَانَ عَلَيكَ قَالَت فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ يَا أَبَتِ أَيّ شَيءٍ تَقُولُ قَالَ يَا بِنتَاه ذَكَرتُ مَا يُصِيبُهُ بعَديِ وَ بَعدَكِ مِنَ الأَذَي وَ الظّلمِ وَ الغَدرِ وَ البغَيِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ فِي عُصبَةٍ كَأَنّهُم نُجُومُ السّمَاءِ يَتَهَادَونَ إِلَي القَتلِ وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي مُعَسكَرِهِم وَ إِلَي مَوضِعِ رِحَالِهِم وَ تُربَتِهِم قَالَت يَا أَبَه وَ أَينَ هَذَا المَوضِعُ ألّذِي تَصِفُ قَالَ مَوضِعٌ يُقَالُ لَهُ كَربَلَاءُ وَ هيَِ دَارُ كَربٍ وَ بَلَاءٍ عَلَينَا وَ عَلَي الأُمّةِ يَخرُجُ عَلَيهِم شِرَارُ أمُتّيِ لَو أَنّ أَحَدَهُم شَفَعَ لَهُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ مَا شُفّعُوا فِيهِ وَ هُمُ المُخَلّدُونَ فِي النّارِ قَالَت يَا أَبَه فَيُقتَلُ قَالَ نَعَم يَا بِنتَاه وَ مَا قُتِلَ قَتلَتَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبلَهُ وَ يَبكِيهِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرَضُونَ وَ المَلَائِكَةُ وَ الوَحشُ وَ النّبَاتَاتُ وَ البِحَارُ وَ الجِبَالُ وَ لَو يُؤذَنُ لَهَا مَا بقَيَِ عَلَي الأَرضِ مُتَنَفّسٌ وَ يَأتِيهِ قَومٌ مِن مُحِبّينَا لَيسَ فِي الأَرضِ أَعلَمُ بِاللّهِ وَ لَا أَقوَمُ بِحَقّنَا مِنهُم وَ لَيسَ عَلَي ظَهرِ الأَرضِ أَحَدٌ يَلتَفِتُ إِلَيهِ غَيرُهُم أُولَئِكَ مَصَابِيحُ فِي ظُلُمَاتِ الجَورِ وَ هُمُ الشّفَعَاءُ وَ هُم وَارِدُونَ حوَضيِ غَداً أَعرِفُهُم إِذَا وَرَدُوا عَلَيّ بِسِيمَاهُم وَ كُلّ أَهلِ دِينٍ يَطلُبُونَ أَئِمّتَهُم وَ هُم يَطلُبُونَنَا لَا يَطلُبُونَ غَيرَنَا وَ هُم قِوَامُ الأَرضِ وَ بِهِم يَنزِلُ الغَيثُ فَقَالَت فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ ع يَا أَبَه إِنّا لِلّهِ وَ بَكَت فَقَالَ لَهَا يَا بِنتَاه إِنّ أَفضَلَ أَهلِ الجِنَانِ هُمُ الشّهَدَاءُ فِي الدّنيَا بَذَلُواأَنفُسَهُم وَ أَموالَهُم بِأَنّ لَهُمُ الجَنّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقتُلُونَ وَ يُقتَلُونَ وَعداً عَلَيهِ حَقّافَمَا عِندَ اللّهِ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا قَتلَةٌ أَهوَنُ مِن مِيتَةٍ وَ مَن كُتِبَ عَلَيهِ القَتلُ خَرَجَ إِلَي مَضجَعِهِ وَ مَن لَم يُقتَل فَسَوفَ يَمُوتُ يَا فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ أَ مَا تُحِبّينَ أَن تَأمُرِينَ غَداً بِأَمرٍ فَتُطَاعِينَ فِي هَذَا الخَلقِ عِندَ
صفحه : 265
الحِسَابِ أَ مَا تَرضَينَ أَن يَكُونَ ابنُكِ مِن حَمَلَةِ العَرشِ أَ مَا تَرضَينَ أَن يَكُونَ أَبُوكِ يَأتُونَهُ يَسأَلُونَهُ الشّفَاعَةَ أَ مَا تَرضَينَ أَن يَكُونَ بَعلُكِ يَذُودُ الخَلقَ يَومَ العَطَشِ عَنِ الحَوضِ فيَسَقيَِ مِنهُ أَولِيَاءَهُ وَ يَذُودَ عَنهُ أَعدَاءَهُ أَ مَا تَرضَينَ أَن يَكُونَ بَعلُكِ قَسِيمَ النّارِ يَأمُرُ النّارَ فَتُطِيعُهُ يُخرِجُ مِنهَا مَن يَشَاءُ وَ يَترُكُ مَن يَشَاءُ أَ مَا تَرضَينَ أَن تَنظُرِينَ إِلَي المَلَائِكَةِ عَلَي أَرجَاءِ السّمَاءِ يَنظُرُونَ إِلَيكِ وَ إِلَي مَا تَأمُرِينَ بِهِ وَ يَنظُرُونَ إِلَي بَعلِكِ قَد حَضَرَ الخَلَائِقُ وَ هُوَ يُخَاصِمُهُم عِندَ اللّهِ فَمَا تَرَينَ اللّهَ صَانِعٌ بِقَاتِلِ وُلدِكِ وَ قَاتِلِيكِ وَ قَاتِلِ بَعلِكِ إِذَا أُفلِجَت حُجّتُهُ عَلَي الخَلَائِقِ وَ أُمِرَتِ النّارُ أَن تُطِيعَهُ أَ مَا تَرضَينَ أَن يَكُونَ المَلَائِكَةُ تبَكيِ لِابنِكِ وَ تَأسَفُ عَلَيهِ كُلّ شَيءٍ أَ مَا تَرضَينَ أَن يَكُونَ مَن أَتَاهُ زَائِراً فِي ضَمَانِ اللّهِ وَ يَكُونَ مَن أَتَاهُ بِمَنزِلَةِ مَن حَجّ إِلَي بَيتِ اللّهِ وَ اعتَمَرَ وَ لَم يَخلُ مِنَ الرّحمَةِ طَرفَةَ عَينٍ وَ إِذَا مَاتَ مَاتَ شَهِيداً وَ إِن بقَيَِ لَم تَزَلِ الحَفَظَةُ تَدعُو لَهُ مَا بقَيَِ وَ لَم يَزَل فِي حِفظِ اللّهِ وَ أَمنِهِ حَتّي يُفَارِقَ الدّنيَا قَالَت يَا أَبَه سَلّمتُ وَ رَضِيتُ وَ تَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ فَمَسَحَ عَلَي قَلبِهَا وَ مَسَحَ عَينَيهَا وَ قَالَ إنِيّ وَ بَعلَكِ وَ أَنتِ وَ ابنَيكِ فِي مَكَانٍ تَقَرّ عَينَاكِ وَ يَفرَحُ قَلبُكِ
مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ البصَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأَصَمّ عَن مِسمَعِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ بِهِم يَنزِلُ الغَيثُ ثُمّ قَالَ وَ ذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ بِطُولِهِ
بيان قوله يتهادون إلي القتل إما من الهدية كأنه يهدي بعضهم بعضا إلي القتل أو من قولهم تهادت المرأة تمايلت في مشيتها أو من قولهم هداه أي تقدمه أي يتسابقون و علي التقديرات كناية عن فرحهم وسرورهم بذلك والذود الطرد والدفع .
صفحه : 266
أقول قدمر بعض الأخبار في باب الولادة
23- وَ روُيَِ فِي بَعضِ الكُتُبِ المُعتَبَرَةِ عَن لُوطِ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ قَالَ كُنتُ مَعَ مَن غَزَا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي صِفّينَ وَ قَد أَخَذَ أَبُو أَيّوبَ الأَعوَرُ السلّمَيِّ المَاءَ وَ حَرَزَهُ عَنِ النّاسِ فَشَكَا المُسلِمُونَ العَطَشَ فَأَرسَلَ فَوَارِسَ عَلَي كَشفِهِ فَانحَرَفُوا خَائِبِينَ فَضَاقَ صَدرُهُ فَقَالَ لَهُ وَلَدُهُ الحُسَينُ ع أمَضيِ إِلَيهِ يَا أَبَتَاه فَقَالَ امضِ يَا ولَدَيِ فَمَضَي مَعَ فَوَارِسَ فَهَزَمَ أَبَا أَيّوبَ عَنِ المَاءِ وَ بَنَي خَيمَتَهُ وَ حَطّ فَوَارِسَهُ وَ أَتَي إِلَي أَبِيهِ وَ أَخبَرَهُ فَبَكَي عَلِيّ ع فَقِيلَ لَهُ مَا يُبكِيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ هَذَا أَوّلُ فَتحٍ بِبَرَكَةِ الحُسَينِ ع فَقَالَ ذَكَرتُ أَنّهُ سَيُقتَلُ عَطشَاناً بِطَفّ كَربَلَاءَ حَتّي يَنفِرَ فَرَسُهُ وَ يُحَمحِمَ وَ يَقُولَ الظّلِيمَةَ الظّلِيمَةَ لِأُمّةٍ قَتَلَتِ ابنَ بِنتِ نَبِيّهَا
24- وَ رَوَي ابنُ نَمَا ره فِي مُثِيرِ الأَحزَانِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا اشتَدّ بِرَسُولِ اللّهِص مَرَضُهُ ألّذِي مَاتَ فِيهِ ضَمّ الحُسَينَ ع إِلَي صَدرِهِ يَسِيلُ مِن عَرَقِهِ عَلَيهِ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ وَ يَقُولُ مَا لِي وَ لِيَزِيدَ لَا بَارَكَ اللّهُ فِيهِ أللّهُمّ العَن يَزِيدَ ثُمّ غشُيَِ عَلَيهِ طَوِيلًا وَ أَفَاقَ وَ جَعَلَ يُقَبّلُ الحُسَينَ وَ عَينَاهُ تَذرِفَانِ وَ يَقُولُ أَمَا إِنّ لِي وَ لِقَاتِلِكَ مُقَاماً بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
25- فِي الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
حُسَينُ إِذَا كُنتَ فِي بَلدَةٍ | غَرِيباً فَعَاشِر بِآدَابِهَا |
فَلَا تَفخَرَن فِيهِمُ بِالنّهَي | فَكُلّ قَبِيلٍ بِأَلبَابِهَا |
صفحه : 267
وَ لَو عَمِلَ ابنُ أَبِي طَالِبٍ | بِهَذَا الأُمُورِ كَأَسبَابِهَا |
وَ لَكِنّهُ اعتَامَ أَمرَ الإِلَهِ | فَأُحرِقَ فِيهِم بِأَنيَابِهَا |
عَذِيرَكَ مِن ثِقَةٍ باِلذّيِ | يُنِيلُكَ دُنيَاكَ مِن طَابِهَا |
فَلَا تَمرَحَنّ لِأَوزَارِهَا | وَ لَا تَضجَرَنّ لِأَوصَابِهَا |
قِسِ الغَدَ بِالأَمسِ كيَ تَستَرِيحَ | فَلَا تبَتغَيَِ سعَيَ رُغّابِهَا |
كأَنَيّ بنِفَسيِ وَ أَعقَابِهَا | وَ بِالكَربَلَاءِ وَ مِحرَابِهَا |
فَتُخضَبُ مِنّا اللّحَي بِالدّمَاءِ | خِضَابَ العَرُوسِ بِأَثوَابِهَا |
أَرَاهَا وَ لَم يَكُ رأَيَ العِيَانِ | وَ أُوتِيتُ مِفتَاحَ أَبوَابِهَا |
مَصَائِبُ تَأبَاكَ مِن أَن تُرَدّ | فَأَعدِد لَهَا قَبلَ مُنتَابِهَا |
سَقَي اللّهُ قَائِمَنَا صَاحِبَ | القِيَامَةِ وَ النّاسُ فِي دَأبِهَا |
هُوَ المُدرِكُ الثّأرِ لِي يَا حُسَينُ | بَل لَكَ فَاصبِر لِأَتعَابِهَا |
لِكُلّ دَمٍ أَلفُ أَلفٍ وَ مَا | يُقَصّرُ فِي قَتلِ أَحزَابِهَا |
هُنَالِكَ لَا يَنفَعُ الظّالِمِينَ | قَولٌ بِعُذرٍ وَ إِعتَابِهَا |
حُسَينُ فَلَا تَضجَرَن لِلفِرَاقِ | فديناك [BA]فَدُنيَاكَ]أَضحَت لِتَخرَابِهَا |
سَلِ الدّورَ تُخبَر وَ أَفصِح بِهَا | بِأَن لَا بَقَاءَ لِأَربَابِهَا |
أَنَا الدّينُ لَا شَكّ لِلمُؤمِنِينَ | بِآيَاتِ وحَيٍ وَ إِيجَابِهَا |
لَنَا سِمَةُ الفَخرِ فِي حُكمِهَا | فَصَلّت عَلَينَا بِإِعرَابِهَا |
فَصَلّ عَلَي جَدّكَ المُصطَفَي | وَ سَلّم عَلَيهِ لِطُلّابِهَا |
بيان و لوعمل لوللتمني و قال الجوهري العيمة بالكسر خيار المال واعتام الرجل إذاأخذ العيمة و قال حرقت الشيء حرقا بردته وحككت بعضه ببعض و منه قولهم حرق نابه يحرقه ويحرقه أي سحقه حتي سمع له صريف . و قال عذيرك من فلان أي هلم من يعذرك منه بل يلومه و لايلومك . و قال الرضي معني من فلان من أجل الإساءة إليه وإيذائه أي أنت ذو عذر
صفحه : 268
فيما تعامله به من المكروه وإضافة الدنيا إلي المخاطب للإشعار بأن لاعلاقة بينه ع و بين الدنيا. و قال الجوهري الطاب الطيب و قال المرح شدة الفرح و قال الوصب المرض . و قوله سعي إما مفعول به لقوله لاتبتغي أومفعول مطلق من غيراللفظ والمحراب محل الحرب والعروس نعت يستوي فيه الرجل والمرأة والمنتاب مصدر ميمي من قولهم انتاب فلان القوم أي أتاهم مرة بعدأخري . ووصف القائم ع بصاحب القيامة لاتصال زمانه بها أولرجعة بعض الأموات في زمانه والدأب مصدر دأب في عمله أي جد وتعب أوالعادة والشأن والأتعاب بالفتح جمع التعب والإعتاب الإرضاء والتخراب بالفتح مبالغة في الخراب وتخبر علي بناء الفاعل أوالمفعول وأفصح بهاللتعجب والحمل في أناالدين للمبالغة وإشارة إلي قوله تعالي اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم و إلي أن الإسلام لايتم إلابولايته لقوله تعالي إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ. و قوله ع للمؤمنين متعلق بالنسبة بين أنا والدين أوخبر لا وبآيات متعلق بالنسبة أوبالمؤمنين قوله وإيجابها أي إيجاب الآيات طاعتي وولايتي علي الناس والمصراع بعده إشارة إلي مانزل في شأن أهل البيت ع عموما وإسناد الصلاة إلي الآيات مجاز والإعراب الإظهار والبيان . و قال شارح الديوان المصراع ألذي بعده إشارة إلي قراءة نافع و ابن عامر ويعقوب آل ياسين بالإضافة و إلي ماروي أن يس اسم محمدص أو إلي قوله تعالي وَ سَلامٌ عَلي عِبادِهِ الّذِينَ اصطَفي ولطف إعرابها علي التوجيه الأول غيرخفي انتهي .أقول لاوجه للتخصيص غيرالتعصب بل ربع القرآن نازل فيهم ع كماعرفت وستعرفه
صفحه : 269
1- ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ القزَويِنيِّ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَيفَ صَارَ يَومُ عَاشُورَاءَ يَومَ مُصِيبَةٍ وَ غَمّ وَ جَزَعٍ وَ بُكَاءٍ دُونَ اليَومِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ اليَومِ ألّذِي مَاتَت فِيهِ فَاطِمَةُ ع وَ اليَومِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اليَومِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ الحَسَنُ ع بِالسّمّ فَقَالَ إِنّ يَومَ قُتِلَ الحُسَينُ ع أَعظَمُ مُصِيبَةً مِن جَمِيعِ سَائِرِ الأَيّامِ وَ ذَلِكَ أَنّ أَصحَابَ الكِسَاءِ الّذِينَ كَانُوا أَكرَمَ الخَلقِ عَلَي اللّهِ كَانُوا خَمسَةً فَلَمّا مَضَي عَنهُمُ النّبِيّ بقَيَِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَكَانَ فِيهِم لِلنّاسِ عَزَاءٌ وَ سَلوَةٌ فَلَمّا مَضَت فَاطِمَةُ ع كَانَ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع لِلنّاسِ عَزَاءٌ وَ سَلوَةٌ فَلَمّا مَضَي مِنهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ كَانَ لِلنّاسِ فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع عَزَاءٌ وَ سَلوَةٌ فَلَمّا مَضَي الحَسَنُ ع كَانَ لِلنّاسِ فِي الحُسَينِ عَزَاءٌ وَ سَلوَةٌ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ لَم يَكُن بقَيَِ مِن أَصحَابِ الكِسَاءِ أَحَدٌ لِلنّاسِ فِيهِ بَعدَهُ عَزَاءٌ وَ سَلوَةٌ فَكَانَ ذَهَابُهُ كَذَهَابِ جَمِيعِهِم كَمَا كَانَ بَقَاؤُهُ كَبَقَاءِ جَمِيعِهِم فَلِذَلِكَ صَارَ يَومُهُ أَعظَمَ الأَيّامِ مُصِيبَةً قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الفَضلِ الهاَشمِيِّ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَلِمَ لَم يَكُن لِلنّاسِ فِي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع عَزَاءٌ وَ سَلوَةٌ مِثلُ مَا كَانَ لَهُم فِي آبَائِهِ ع فَقَالَ بَلَي
صفحه : 270
إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ كَانَ سَيّدَ العَابِدِينَ وَ إِمَاماً وَ حُجّةً عَلَي الخَلقِ بَعدَ آبَائِهِ المَاضِينَ وَ لَكِنّهُ لَم يَلقَ رَسُولَ اللّهِص وَ لَم يَسمَع مِنهُ وَ كَانَ عِلمُهُ وِرَاثَةً عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ النّبِيّص وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع قَد شَاهَدَهُمُ النّاسُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي أَحوَالٍ تَتَوَالَي فَكَانُوا مَتَي نَظَرُوا إِلَي أَحَدٍ مِنهُم تَذَكّرُوا حَالَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ قَولَ رَسُولِ اللّهِص لَهُ وَ فِيهِ فَلَمّا مَضَوا فَقَدَ النّاسُ مُشَاهَدَةَ الأَكرَمِينَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَكُن فِي أَحَدٍ مِنهُم فَقدُ جَمِيعِهِم إِلّا فِي فَقدِ الحُسَينِ ع لِأَنّهُ مَضَي فِي آخِرِهِم فَلِذَلِكَ صَارَ يَومُهُ أَعظَمَ الأَيّامِ مُصِيبَةً قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الفَضلِ الهاَشمِيِّ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَكَيفَ سَمّتِ العَامّةُ يَومَ عَاشُورَاءَ يَومَ بَرَكَةٍ فَبَكَي ع ثُمّ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع تَقَرّبَ النّاسُ بِالشّامِ إِلَي يَزِيدَ فَوَضَعُوا لَهُ الأَخبَارَ وَ أَخَذُوا عَلَيهَا الجَوَائِزَ مِنَ الأَموَالِ فَكَانَ مِمّا وَضَعُوا لَهُ أَمرُ هَذَا اليَومِ وَ أَنّهُ يَومُ بَرَكَةٍ لِيَعدِلَ النّاسَ فِيهِ مِنَ الجَزَعِ وَ البُكَاءِ وَ المُصِيبَةِ وَ الحُزنِ إِلَي الفَرَحِ وَ السّرُورِ وَ التّبَرّكِ وَ الِاستِعدَادِ فِيهِ حَكَمَ اللّهُ بَينَنَا وَ بَينَهُم قَالَ ثُمّ قَالَ ع يَا ابنَ عَمّ وَ إِنّ ذَلِكَ لَأَقَلّ ضَرَراً عَلَي الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ مِمّا وَضَعَهُ قَومٌ انتَحَلُوا مَوَدّتَنَا وَ زَعَمُوا أَنّهُم يَدِينُونَ بِمُوَالَاتِنَا وَ يَقُولُونَ بِإِمَامَتِنَا زَعَمُوا أَنّ الحُسَينَ ع لَم يُقتَل وَ أَنّهُ شُبّهَ لِلنّاسِ أَمرُهُ كَعِيسَي ابنِ مَريَمَ فَلَا لَائِمَةَ إِذاً عَلَي بنَيِ أُمَيّةَ وَ لَا عَتبَ عَلَي زَعمِهِم يَا ابنَ عَمّ مَن زَعَمَ أَنّ الحُسَينَ لَم يُقتَل فَقَد كَذّبَ رَسُولَ اللّهِ وَ عَلِيّاً وَ كَذّبَ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَئِمّةِ ع فِي إِخبَارِهِم بِقَتلِهِ وَ مَن كَذّبَهُم فَهُوَ كَافِرٌ بِاللّهِ العَظِيمِ وَ دَمُهُ مُبَاحٌ لِكُلّ مَن سَمِعَ ذَلِكَ مِنهُ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الفَضلِ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَا تَقُولُ فِي قَومٍ مِن شِيعَتِكَ يَقُولُونَ بِهِ فَقَالَ ع مَا هَؤُلَاءِ مِن شيِعتَيِ وَ أَنَا برَيِءٌ مِنهُم قَالَ فَقُلتُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد عَلِمتُمُ الّذِينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السّبتِ فَقُلنا لَهُم كُونُوا
صفحه : 271
قِرَدَةً خاسِئِينَ قَالَ إِنّ أُولَئِكَ مُسِخُوا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ مَاتُوا وَ لَم يَتَنَاسَلُوا وَ إِنّ القِرَدَةَ اليَومَ مِثلُ أُولَئِكَ وَ كَذَلِكَ الخِنزِيرُ وَ سَائِرُ المُسُوخِ مَا وُجِدَ مِنهَا اليَومَ مِن شَيءٍ فَهُوَ مِثلُهُ لَا يَحِلّ أَن يُؤكَلَ لَحمُهُ ثُمّ قَالَ ع لَعَنَ اللّهُ الغُلَاةَ وَ المُفَوّضَةَ فَإِنّهُم صَغّرُوا عِصيَانَ اللّهِ وَ كَفَرُوا بِهِ وَ أَشرَكُوا وَ ضَلّوا وَ أَضَلّوا فِرَاراً مِن إِقَامَةِ الفَرَائِضِ وَ أَدَاءِ الحُقُوقِ
2- ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِّ عَن جَدّهِ عَن دَاوُدَ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي مَالِكٍ الجهُنَيِّ عَن عُمَرَ بنِ بِشرٍ الهمَداَنيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ إِسحَاقَ مَتَي ذَلّ النّاسُ قَالَ حِينَ قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ ادعّيَِ زِيَادٌ وَ قُتِلَ حُجرُ بنُ عدَيِّ
3- ج ،[الإحتجاج ]الكلُيَنيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ وَرَدَ التّوقِيعُ بِخَطّ مَولَانَا صَاحِبِ الزّمَانِ ع عَلَيّ عَلَي يَدِ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ العمَريِّ بِخَطّهِ ع أَمّا قَولُ مَن زَعَمَ أَنّ الحُسَينَ لَم يُقتَل فَكُفرٌ وَ تَكذِيبٌ وَ ضَلَالٌ
4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِّ عَنِ الهرَوَيِّ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّ فِي سَوَادِ الكُوفَةِ قَوماً يَزعُمُونَ أَنّ النّبِيّ لَم يَقَع عَلَيهِ سَهوٌ فِي صَلَاتِهِ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ إِنّ ألّذِي لَا يَسهُو هُوَ اللّهُ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ قَالَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ فِيهِم قَومٌ يَزعُمُونَ أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ لَم يُقتَل وَ أَنّهُ ألُقيَِ شَبَهُهُ عَلَي حَنظَلَةَ بنِ أَسعَدَ الشاّميِّ وَ أَنّهُ رُفِعَ إِلَي السّمَاءِ كَمَا رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع وَ يَحتَجّونَ بِهَذِهِ الآيَةِوَ لَن يَجعَلَ اللّهُ لِلكافِرِينَ عَلَي المُؤمِنِينَ سَبِيلًا فَقَالَ كَذَبُوا عَلَيهِم غَضَبُ اللّهِ وَ لَعنَتُهُ وَ كَفَرُوا بِتَكذِيبِهِم لنِبَيِّ اللّهِ فِي إِخبَارِهِ بِأَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع سَيُقتَلُ وَ اللّهِ لَقَد قُتِلَ الحُسَينُ وَ قُتِلَ مَن كَانَ خَيراً مِنَ
صفحه : 272
الحُسَينِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ مَا مِنّا إِلّا مَقتُولٌ وَ أَنَا وَ اللّهِ لَمَقتُولٌ بِالسّمّ بِاغتِيَالِ مَن يغَتاَلنُيِ أَعرِفُ ذَلِكَ بِعَهدٍ مَعهُودٍ إلِيَّ مِن رَسُولِ اللّهِ أَخبَرَهُ بِهِ جَبرَئِيلُ عَن رَبّ العَالَمِينَ وَ أَمّا قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَن يَجعَلَ اللّهُ لِلكافِرِينَ عَلَي المُؤمِنِينَ سَبِيلًافَإِنّهُ يَقُولُ وَ لَن يَجعَلَ اللّهُ لِكَافِرٍ عَلَي مُؤمِنٍ حُجّةً وَ لَقَد أَخبَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن كُفّارٍ قَتَلُوا النّبِيّينَ بِغَيرِ الحَقّ وَ مَعَ قَتلِهِم إِيّاهُم لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُم عَلَي أَنبِيَائِهِ سَبِيلًا مِن طَرِيقِ الحُجّةِ
أقول قدمضي كلام من الصدوق رحمه الله في باب علامات الإمام في ذلك لانعيده
صفحه : 273
1-ك ،[إكمال الدين ]ج ،[الإحتجاج ] ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الطاّلقَاَنيِّ قَالَكُنتُ عِندَ الشّيخِ أَبِي القَاسِمِ الحُسَينِ بنِ رُوحٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ مَعَ جَمَاعَةٍ فِيهِم عَلِيّ بنُ عِيسَي القصَريِّ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن شَيءٍ فَقَالَ لَهُ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ الرّجُلُ أخَبرِنيِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَ هُوَ ولَيِّ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالَ أخَبرِنيِ عَن قَاتِلِهِ أَ هُوَ عَدُوّ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالَ الرّجُلُ فَهَل يَجُوزُ أَن يُسَلّطَ اللّهُ عَدُوّهُ عَلَي وَلِيّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ افهَم عنَيّ مَا أَقُولُ لَكَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُخَاطِبُ النّاسَ بِشَهَادَةِ العِيَانِ وَ لَا يُشَافِهُهُم بِالكَلَامِ وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ بَعَثَ إِلَيهِم رَسُولًا مِن أَجنَاسِهِم وَ أَصنَافِهِم بَشَراً مِثلَهُم فَلَو بَعَثَ إِلَيهِم رُسُلًا مِن غَيرِ صِنفِهِم وَ صُوَرِهِم لَنَفَرُوا عَنهُم وَ لَم يَقبَلُوا مِنهُم فَلَمّا جَاءُوهُم وَ كَانُوا مِن جِنسِهِم يَأكُلُونَالطّعامَ وَ يَمشُونَ فِي الأَسواقِقَالُوا لَهُم أَنتُم مِثلُنَا فَلَا نَقبَلُ مِنكُم حَتّي تَأتُونّا بشِيَءٍ نَعجِزُ أَن نأَتيَِ بِمِثلِهِ فَنَعلَمَ أَنّكُم مَخصُوصُونَ دُونَنَا بِمَا لَا نَقدِرُ عَلَيهِ فَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُمُ المُعجِزَاتِ التّيِ يَعجِزُ الخَلقُ عَنهَا فَمِنهُم مَن جَاءَ بِالطّوفَانِ بَعدَ الإِنذَارِ وَ الإِعذَارِ فَغَرِقَ جَمِيعُ مَن طَغَي وَ تَمَرّدَ وَ مِنهُم مَن ألُقيَِ فِي النّارِ فَكَانَت عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ مِنهُم مَن أَخرَجَ مِنَ الحَجَرِ الصّلدِ نَاقَةً وَ أَجرَي فِي ضَرعِهَا لَبَناً وَ مِنهُم مَن فُلِقَ لَهُ البَحرُ وَ فُجّرَ لَهُ مِنَ الحَجَرِ العُيُونُ وَ جُعِلَ لَهُ العَصَا اليَابِسَةُ ثُعبَاناً فَتَلقَفُ ما يَأفِكُونَ وَ مِنهُم مَن أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ أَحيَا المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنبَأَهُم
صفحه : 274
بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم وَ مِنهُم مَنِ انشَقّ لَهُ القَمَرُ وَ كَلّمَهُ البَهَائِمُ مِثلُ البَعِيرِ وَ الذّئبِ وَ غَيرِ ذَلِكَ فَلَمّا أَتَوا بِمِثلِ هَذِهِ المُعجِزَاتِ وَ عَجَزَ الخَلقُ مِن أُمَمِهِم عَن أَن يَأتُوا بِمِثلِهِ كَانَ مِن تَقدِيرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لُطفِهِ بِعِبَادِهِ وَ حِكمَتِهِ أَن جَعَلَ أَنبِيَاءَهُ مَعَ هَذِهِ المُعجِزَاتِ فِي حَالٍ غَالِبِينَ وَ فِي أُخرَي مَغلُوبِينَ وَ فِي حَالٍ قَاهِرِينَ وَ فِي حَالٍ مَقهُورِينَ وَ لَو جَعَلَهُم عَزّ وَ جَلّ فِي جَمِيعِ أَحوَالِهِم غَالِبِينَ وَ قَاهِرِينَ وَ لَم يَبتَلِهِم وَ لَم يَمتَحِنهُم لَاتّخَذَهُمُ النّاسُ آلِهَةً مِن دُونِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَمَا عُرِفَ فَضلُ صَبرِهِم عَلَي البَلَاءِ وَ المِحَنِ وَ الِاختِبَارِ وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ أَحوَالَهُم فِي ذَلِكَ كَأَحوَالِ غَيرِهِم لِيَكُونُوا فِي حَالِ المِحنَةِ وَ البَلوَي صَابِرِينَ وَ فِي حَالِ العَافِيَةِ وَ الظّهُورِ عَلَي الأَعدَاءِ شَاكِرِينَ وَ يَكُونُوا فِي جَمِيعِ أَحوَالِهِم مُتَوَاضِعِينَ غَيرَ شَامِخِينَ وَ لَا مُتَجَبّرِينَ وَ لِيَعلَمَ العِبَادُ أَنّ لَهُم ع إِلَهاً هُوَ خَالِقُهُم وَ مُدَبّرُهُم فَيَعبُدُوهُ وَ يُطِيعُوا رُسُلَهُ وَ تَكُونَ حُجّةُ اللّهِ تَعَالَي ثَابِتَةً عَلَي مَن تَجَاوَزَ الحَدّ فِيهِم وَ ادّعَي لَهُمُ الرّبُوبِيّةَ أَو عَانَدَ وَ خَالَفَ وَ عَصَي وَ جَحَدَ بِمَا أَتَت بِهِ الأَنبِيَاءُ وَ الرّسُلُ وَلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَّ عَن بَيّنَةٍ قَالَ مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ فَعُدتُ إِلَي الشّيخِ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُسَينِ بنِ رُوحٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ مِنَ الغَدِ وَ أَنَا أَقُولُ فِي نفَسيِ أَ تَرَاهُ ذَكَرَ مَا ذَكَرَ لَنَا يَومَ أَمسِ مِن عِندِ نَفسِهِ فاَبتدَأَنَيِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدَ بنَ اِبرَاهِيمَ لَأَن أَخِرّ مِنَ السّمَاءِ فتَخَطفَنَيِ الطّيرُ أَو تهَويِ بيَِالرّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍأَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أَقُولَ فِي دِينِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ برِأَييِ وَ مِن عِندِ نفَسيِ بَل ذَلِكَ عَنِ الأَصلِ وَ مَسمُوعٌ عَنِ الحُجّةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ
بيان فتخطفني أي تأخذني بسرعة والسحيق البعيد
صفحه : 275
2- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم قَالَ فَقَالَ هُوَ وَ يَعفُو عَن كَثِيرٍ قَالَ قُلتُ لَهُ مَا أَصَابَ عَلِيّاً وَ أَشبَاهَهُ مِن أَهلِ بَيتِهِ مِن ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَتُوبُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كُلّ يَومٍ سَبعِينَ مَرّةً مِن غَيرِ ذَنبٍ
3-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِّ عَنِ الجوَهرَيِّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ أَيّوبَ ع ابتلُيَِ سَبعَ سِنِينَ مِن غَيرِ ذَنبٍ وَ إِنّ الأَنبِيَاءَ لَا يُذنِبُونَ لِأَنّهُم مَعصُومُونَ مُطَهّرُونَ لَا يُذنِبُونَ وَ لَا يَزِيغُونَ وَ لَا يَرتَكِبُونَ ذَنباً صَغِيراً وَ لَا كَبِيراً وَ قَالَ ع إِنّ أَيّوبَ ع مِن جَمِيعِ مَا ابتلُيَِ بِهِ لَم تُنتِن لَهُ رَائِحَةٌ وَ لَا قَبُحَت لَهُ صُورَةٌ وَ لَا خَرَجَت مِنهُ مِدّةٌ مِن دَمٍ وَ لَا قَيحٌ وَ لَا استَقذَرَهُ أَحَدٌ رَآهُ وَ لَا استَوحَشَ مِنهُ أَحَدٌ شَاهَدَهُ وَ لَا تَدَوّدَ شَيءٌ مِن جَسَدِهِ وَ هَكَذَا يَصنَعُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِجَمِيعِ مَن يَبتَلِيهِ مِن أَنبِيَائِهِ وَ أَولِيَائِهِ المُكَرّمِينَ عَلَيهِ وَ إِنّمَا اجتَنَبَهُ النّاسُ لِفَقرِهِ وَ ضَعفِهِ فِي ظَاهِرِ أَمرِهِ بِجَهلِهِم بِمَا لَهُ عِندَ رَبّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مِنَ التّأيِيدِ وَ الفَرَجِ وَ قَد قَالَ النّبِيّص أَعظَمُ النّاسِ بَلَاءً الأَنبِيَاءُ ثُمّ الأَمثَلُ فَالأَمثَلُ وَ إِنّمَا ابتَلَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالبَلَاءِ العَظِيمِ ألّذِي يَهُونُ مَعَهُ عَلَي جَمِيعِ النّاسِ لِئَلّا يَدّعُوا لَهُ الرّبُوبِيّةَ إِذَا شَاهَدُوا مَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُوصِلَهُ إِلَيهِ مِن عَظَائِمِ نِعَمِهِ تَعَالَي مَتَي شَاهَدُوهُ لِيَستَدِلّوا بِذَلِكَ عَلَي أَنّ الثّوَابَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ عَلَي ضَربَينِ استِحقَاقٌ وَ اختِصَاصٌ وَ لِئَلّا يَحتَقِرُوا ضَعِيفاً لِضَعفِهِ وَ لَا فَقِيراً لِفَقرِهِ وَ لَا مَرِيضاً لِمَرَضِهِ وَ لِيَعلَمُوا أَنّهُ يُسقِمُ مَن يَشَاءُ وَ يشَفيِ مَن يَشَاءُ مَتَي شَاءَ كَيفَ شَاءَ بأِيَّ سَبَبٍ شَاءَ وَ يَجعَلُ ذَلِكَ عِبرَةً لِمَن شَاءَ وَ شَقَاوَةً لِمَن شَاءَ وَ سَعَادَةً لِمَن شَاءَ وَ هُوَ
صفحه : 276
عَزّ وَ جَلّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ عَدلٌ فِي قَضَائِهِ وَ حَكِيمٌ فِي أَفعَالِهِ لَا يَفعَلُ بِعِبَادِهِ إِلّا الأَصلَحَ لَهُم وَ لَا قُوّةَ لَهُم إِلّا بِهِ
4- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ أَ رَأَيتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاً وَ أَهلَ بَيتِهِ هُوَ بِمَا كَسَبَت أَيدِيهِم وَ هُم أَهلُ بَيتِ طَهَارَةٍ مَعصُومُونَ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَتُوبُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ يَستَغفِرُهُ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ مِائَةَ مَرّةٍ مِن غَيرِ ذَنبٍ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَخُصّ أَولِيَاءَهُ بِالمَصَائِبِ لِيَأجُرَهُم عَلَيهَا مِن غَيرِ ذَنبٍ
بيان أي كما أن الاستغفار يكون في غالب الناس لحطّ الذنوب و في الأنبياء لرفع الدرجات فكذلك المصائب
5-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن ضُرَيسٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ أُنَاسٌ مِن أَصحَابِهِ حَولَهُ وَ أَعجَبُ مِن قَومٍ يَتَوَلّونَنَا وَ يَجعَلُونَنَا أَئِمّةً وَ يَصِفُونَ بِأَنّ طَاعَتَنَا عَلَيهِم مُفتَرَضَةٌ كَطَاعَةِ اللّهِ ثُمّ يَكسِرُونَ حُجّتَهُم وَ يَخصِمُونَ أَنفُسَهُم بِضَعفِ قُلُوبِهِم فَيَنقُصُونَ حَقّنَا وَ يَعِيبُونَ بِذَلِكَ عَلَينَا مَن أَعطَاهُ اللّهُ بُرهَانَ حَقّ مَعرِفَتِنَا وَ التّسلِيمَ لِأَمرِنَا أَ تَرَونَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي افتَرَضَ طَاعَةَ أَولِيَائِهِ عَلَي عِبَادِهِ ثُمّ يخُفيِ عَنهُم أَخبَارَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ يَقطَعُ عَنهُم مَوَادّ العِلمِ فِيمَا يَرِدُ عَلَيهِم مِمّا فِيهِ قِوَامُ دِينِهِم فَقَالَ لَهُ حُمرَانُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا أَبَا جَعفَرٍ أَ رَأَيتَ مَا كَانَ مِن أَمرِ قِيَامِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ خُرُوجِهِم وَ قِيَامِهِم بِدِينِ اللّهِ وَ مَا أُصِيبُوا بِهِ مِن قَتلِ الطّوَاغِيتِ إِيّاهُم وَ الظّفَرِ بِهِم حَتّي قُتِلُوا أَو غَلَبُوا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا حُمرَانُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد كَانَ قَدّرَ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ قَضَاهُ وَ أَمضَاهُ وَ حَتَمَهُ ثُمّ أَجرَاهُ فَبِتَقَدّمِ عِلمٍ مِن رَسُولِ اللّهِ إِلَيهِم فِي ذَلِكَ قَامَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ بِعِلمٍ صَمَتَ مَن صَمَتَ مِنّا
صفحه : 277
وَ لَو أَنّهُم يَا حُمرَانُ حَيثُ نَزَلَ بِهِم مَا نَزَلَ مِن أَمرِ اللّهِ وَ إِظهَارِ الطّوَاغِيتِ عَلَيهِم سَأَلُوا اللّهَ دَفعَ ذَلِكَ عَنهُم وَ أَلَحّوا عَلَيهِ فِي طَلَبِ إِزَالَةِ مُلكِ الطّوَاغِيتِ إِذاً لَأَجَابَهُم وَ دَفَعَ ذَلِكَ عَنهُم ثُمّ كَانَ انقِضَاءُ مُدّةِ الطّوَاغِيتِ وَ ذَهَابُ مُلكِهِم أَسرَعَ مِن سِلكٍ مَنظُومٍ انقَطَعَ فَتَبَدّدَ وَ مَا كَانَ ألّذِي أَصَابَهُم مِن ذَلِكَ يَا حُمرَانُ لِذَنبٍ اقتَرَفُوهُ وَ لَا لِعُقُوبَةِ مَعصِيَةٍ خَالَفُوا اللّهَ فِيهَا وَ لَكِن لِمَنَازِلَ وَ كَرَامَةٍ مِنَ اللّهِ أَرَادَ أَن يَبلُغُوهَا فَلَا تَذهَبَنّ فِيهِمُ المَذَاهِبَ
صفحه : 278
1- لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرّضَا ع مَن تَذَكّرَ مُصَابَنَا وَ بَكَي لِمَا ارتُكِبَ مِنّا كَانَ مَعَنَا فِي دَرَجَتِنَا يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن ذُكّرَ بِمُصَابِنَا فَبَكَي وَ أَبكَي لَم تَبكِ عَينُهُ يَومَ تبَكيِ العُيُونُ وَ مَن جَلَسَ مَجلِساً يُحيَا فِيهِ أَمرُنَا لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَمُوتُ القُلُوبُ
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]القَطّانُ وَ النّقّاشُ وَ الطاّلقَاَنيِّ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرّضَا ع مَن تَذَكّرَ مُصَابَنَا فَبَكَي وَ أَبكَي لَم تَبكِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
3- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن ذَكَرَنَا أَو ذُكِرنَا عِندَهُ فَخَرَجَ مِن عَينِهِ دَمعٌ مِثلُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَو كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ
4- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مُسلِمٍ الكنِديِّ عَنِ ابنِ غَزوَانَ عَن عِيسَي بنِ أَبِي مَنصُورٍ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَفَسُ المَهمُومِ لِظُلمِنَا تَسبِيحٌ وَ هَمّهُ لَنَا عِبَادَةٌ وَ كِتمَانُ سِرّنَا جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ يَجِبُ أَن يُكتَبَ هَذَا الحَدِيثُ بِالذّهَبِ
صفحه : 279
5- مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الخَزّازِ عَنِ ابنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُنّا عِندَهُ فَذَكَرنَا الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع وَ عَلَي قَاتِلِهِ لَعنَةُ اللّهِ فَبَكَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ بَكَينَا قَالَ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع أَنَا قَتِيلُ العَبرَةِ لَا يذَكرُنُيِ مُؤمِنٌ إِلّا بَكَي وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ
6- مل ،[كامل الزيارات ]السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ ابنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ أَنَا قَتِيلُ العَبرَةِ قُتِلتُ مَكرُوباً وَ حَقِيقٌ عَلَي اللّهِ أَن لَا يأَتيِنَيِ مَكرُوبٌ قَطّ إِلّا رَدّهُ اللّهُ أَو أَقلَبَهُ إِلَي أَهلِهِ مَسرُوراً
مل ،[كامل الزيارات ]حكيم بن داود عن سلمة عن محمد بن عمرو عن ابن خارجة مثله بيان قوله أناقتيل العبرة أي قتيل منسوب إلي العبرة والبكاء وسبب لها أوأقتل مع العبرة والحزن وشدة الحال والأول أظهر
7- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ عُتبَةَ عَنِ الحُسَينِ الأَشقَرِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَارَةَ الكوُفيِّ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ مَن دَمَعَت عَينُهُ فِينَا دَمعَةً لِدَمٍ سُفِكَ لَنَا أَو حَقّ لَنَا نُقِصنَاهُ أَو عِرضٍ انتُهِكَ لَنَا أَو لِأَحَدٍ مِن شِيعَتِنَا بَوّأَهُ اللّهُ تَعَالَي بِهَا فِي الجَنّةِ حُقُباً
جا،[المجالس للمفيد]الجعابي مثله
8-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَبِي عَمرٍو عُثمَانَ الدّقّاقِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأوَديِّ عَن مُخَوّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّبِيعِ بنِ المُنذِرِ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ قَطَرَت عَينَاهُ فِينَا قَطرَةً أَو دَمَعَت عَينَاهُ فِينَا دَمعَةً إِلّا بَوّأَهُ اللّهُ بِهَا فِي الجَنّةِ حُقُباً
صفحه : 280
قَالَ أَحمَدُ بنُ يَحيَي الأوَديِّ فَرَأَيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع فِي المَنَامِ فَقُلتُ حدَثّنَيِ مُخَوّلُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّبِيعِ بنِ المُنذِرِ عَن أَبِيهِ عَنكَ أَنّكَ قُلتَ مَا مِن عَبدٍ قَطَرَت عَينَاهُ فِينَا قَطرَةً أَو دَمَعَت عَينَاهُ فِينَا دَمعَةً إِلّا بَوّأَهُ اللّهُ بِهَا فِي الجَنّةِ حُقُباً قَالَ نَعَم قُلتُ سَقَطَ الإِسنَادُ بيَنيِ وَ بَينَكَ
بيان الحقب كناية عن الدوام قال الفيروزآبادي الحقبة بالكسر من الدهر مدة لاوقت لها والسنة والجمع كعنب وحبوب والحقب بالضم وبضمتين ثمانون سنة أوأكثر والدهر والسنة والسنون والجمع أحقاب وأحقب
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الأنَصاَريِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُلّ الجَزَعِ وَ البُكَاءِ مَكرُوهٌ سِوَي الجَزَعِ وَ البُكَاءِ عَلَي الحُسَينِ ع
10- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ ابنُ الوَلِيدِ جَمِيعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن أَبِي يَحيَي الحَذّاءِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَي الحُسَينِ ع فَقَالَ يَا عَبرَةَ كُلّ مُؤمِنٍ فَقَالَ أَنَا يَا أَبَتَاه فَقَالَ نَعَم يَا بنُيَّ
11- مل ،[كامل الزيارات ]جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عُمَارَةَ المُنشِدِ قَالَ مَا ذُكِرَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ فِي يَومٍ قَطّ فرَئُيَِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مُتَبَسّماً فِي ذَلِكَ اليَومِ إِلَي اللّيلِ وَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الحُسَينُ عَبرَةُ كُلّ مُؤمِنٍ
مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي عُمَارَةَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ اللّيلِ
12- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ الحُسَينُ ع أَنَا قَتِيلُ العَبرَةِ
صفحه : 281
13- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ النحّويِّ عَن أَحمَدَ بنِ مَازِنٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن بَكرِ بنِ هِشَامٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الأَصَمّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ يَقُولُ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ عِندَ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ يَنظُرُ إِلَي مُعَسكَرِهِ وَ مَن حَلّهُ مِنَ الشّهَدَاءِ مَعَهُ وَ يَنظُرُ إِلَي زُوّارِهِ وَ هُوَ أَعرَفُ بِهِم وَ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ بِدَرَجَاتِهِم وَ مَنزِلَتِهِم عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن أَحَدِكُم بِوَلَدِهِ وَ إِنّهُ لَيَرَي مَن يَبكِيهِ فَيَستَغفِرُ لَهُ وَ يَسأَلُ آبَاءَهُ ع أَن يَستَغفِرُوا لَهُ وَ يَقُولُ لَو يَعلَمُ زاَئرِيِ مَا أَعَدّ اللّهُ لَهُ لَكَانَ فَرَحُهُ أَكثَرَ مِن جَزَعِهِ وَ إِنّ زَائِرَهُ لَيَنقَلِبُ وَ مَا عَلَيهِ مِن ذَنبٍ
13- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ أَيّمَا مُؤمِنٍ دَمَعَت عَينَاهُ لِقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ دَمعَةً حَتّي تَسِيلَ عَلَي خَدّهِ بَوّأَهُ اللّهُ بِهَا فِي الجَنّةِ غُرَفاً يَسكُنُهَا أَحقَاباً وَ أَيّمَا مُؤمِنٍ دَمَعَت عَينَاهُ دَمعاً حَتّي يَسِيلَ عَلَي خَدّهِ لِأَذًي مَسّنَا مِن عَدُوّنَا فِي الدّنيَا بَوّأَهُ اللّهُ مُبَوّأَ صِدقٍ فِي الجَنّةِ وَ أَيّمَا مُؤمِنٍ مَسّهُ أَذًي فِينَا فَدَمَعَت عَينَاهُ حَتّي يَسِيلَ دَمعُهُ عَلَي خَدّيهِ مِن مَضَاضَةِ مَا أوُذيَِ فِينَا صَرَفَ اللّهُ عَن وَجهِهِ الأَذَي وَ آمَنَهُ يَومَ القِيَامَةِ مِن سَخَطِهِ وَ النّارِ
مل ،[كامل الزيارات ] الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسي عن أبيه عن ابن محبوب مثله ثو،[ثواب الأعمال ] ابن المتوكل عن الحميري عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسي عن ابن محبوب
مثله
أَقُولُ رَوَي السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ هَذَا الخَبَرَ مُرسَلًا وَ فِيهِ مَكَانَ دَمَعَت أَوّلًا ذَرَفَت وَ فِيهِ أَيّمَا مُؤمِنٍ مَسّهُ أَذًي فِينَا صَرَفَ اللّهُ عَن وَجهِهِ الأَذَي وَ آمَنَهُ يَومَ القِيَامَةِ مِن سَخَطِ النّارِ.
صفحه : 282
بيان المضاضة بالفتح وجع المصيبة وذرفت عينه سال دمعها
14- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ سَعدٍ عَنِ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِفُضَيلٍ تَجلِسُونَ وَ تُحَدّثُونَ قَالَ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِنّ تِلكَ المَجَالِسَ أُحِبّهَا فَأَحيُوا أَمرَنَا يَا فُضَيلُ فَرَحِمَ اللّهُ مَن أَحيَا أَمرَنَا يَا فُضَيلُ مَن ذَكَرَنَا أَو ذُكِرنَا عِندَهُ فَخَرَجَ مِن عَينِهِ مِثلُ جَنَاحِ الذّبَابِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَو كَانَت أَكثَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ
15- لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ اللؤّلؤُيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن عَلِيّ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي عُمَارَةَ المُنشِدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي يَا أَبَا عُمَارَةَ أنَشدِنيِ فِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ قَالَ فَأَنشَدتُهُ فَبَكَي ثُمّ أَنشَدتُهُ فَبَكَي قَالَ فَوَ اللّهِ مَا زِلتُ أُنشِدُهُ وَ يبَكيِ حَتّي سَمِعتُ البُكَاءَ مِنَ الدّارِ قَالَ فَقَالَ يَا بَا عُمَارَةَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ شِعراً فَأَبكَي خَمسِينَ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَأَبكَي ثَلَاثِينَ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَأَبكَي عِشرِينَ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَأَبكَي عَشَرَةً فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَأَبكَي وَاحِداً فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَبَكَي فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَتَبَاكَي فَلَهُ الجَنّةُ
ثو،[ثواب الأعمال ]ماجيلويه عن محمدالعطار عن الأشعري مثله مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عثمان
مثله
16-كش ،[رجال الكشي]نَصرُ بنُ الصّبّاحِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَكُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ نَحنُ جَمَاعَةٌ مِنَ الكُوفِيّينَ فَدَخَلَ جَعفَرُ بنُ عَفّانَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَرّبَهُ وَ أَدنَاهُ ثُمّ قَالَ يَا جَعفَرُ
صفحه : 283
قَالَ لَبّيكَ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ بلَغَنَيِ أَنّكَ تَقُولُ الشّعرَ فِي الحُسَينِ وَ تُجِيدُ فَقَالَ لَهُ نَعَم جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ قُل فَأَنشَدَهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ فَبَكَي وَ مَن حَولَهُ حَتّي صَارَتِ الدّمُوعُ عَلَي وَجهِهِ وَ لِحيَتِهِ ثُمّ قَالَ يَا جَعفَرُ وَ اللّهِ لَقَد شَهِدَت مَلَائِكَةُ اللّهِ المُقَرّبُونَ هَاهُنَا يَسمَعُونَ قَولَكَ فِي الحُسَينِ ع وَ لَقَد بَكَوا كَمَا بَكَينَا وَ أَكثَرَ وَ لَقَد أَوجَبَ اللّهُ تَعَالَي لَكَ يَا جَعفَرُ فِي سَاعَتِهِ الجَنّةَ بِأَسرِهَا وَ غَفَرَ اللّهُ لَكَ فَقَالَ يَا جَعفَرُ أَ لَا أَزِيدُكَ قَالَ نَعَم يَا سيَدّيِ قَالَ مَا مِن أَحَدٍ قَالَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَبَكَي وَ أَبكَي بِهِ إِلّا أَوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنّةَ وَ غَفَرَ لَهُ
17- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ قَالَ قَالَ الرّضَا ع إِنّ المُحَرّمَ شَهرٌ كَانَ أَهلُ الجَاهِلِيّةِ يُحَرّمُونَ فِيهِ القِتَالَ فَاستُحِلّت فِيهِ دِمَاؤُنَا وَ هُتِكَت فِيهِ حُرمَتُنَا وَ سبُيَِ فِيهِ ذَرَارِيّنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أُضرِمَتِ النّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا وَ انتُهِبَ مَا فِيهَا مِن ثِقلِنَا وَ لَم تُرعَ لِرَسُولِ اللّهِ حُرمَةٌ فِي أَمرِنَا
صفحه : 284
إِنّ يَومَ الحُسَينِ أَقرَحَ جُفُونَنَا وَ أَسبَلَ دُمُوعَنَا وَ أَذَلّ عَزِيزَنَا بِأَرضِ كَربٍ وَ بَلَاءٍ أَورَثَتنَا الكَربَ وَ البَلَاءَ إِلَي يَومِ الِانقِضَاءِ فَعَلَي مِثلِ الحُسَينِ فَليَبكِ البَاكُونَ فَإِنّ البُكَاءَ عَلَيهِ يَحُطّ الذّنُوبَ العِظَامَ ثُمّ قَالَ ع كَانَ أَبِي إِذَا دَخَلَ شَهرُ المُحَرّمِ لَا يُرَي ضَاحِكاً وَ كَانَتِ الكَآبَةُ تَغلِبُ عَلَيهِ حَتّي يمَضيَِ مِنهُ عَشَرَةُ أَيّامٍ فَإِذَا كَانَ يَومُ العَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ اليَومُ يَومَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزنِهِ وَ بُكَائِهِ وَ يَقُولُ هُوَ اليَومُ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ الحُسَينُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ
18- لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن تَرَكَ السعّيَ فِي حَوَائِجِهِ يَومَ عَاشُورَاءَ قَضَي اللّهُ لَهُ حَوَائِجَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَن كَانَ يَومُ عَاشُورَاءَ يَومَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزنِهِ وَ بُكَائِهِ جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ يَومَ فَرَحِهِ وَ سُرُورِهِ وَ قَرّت بِنَا فِي الجِنَانِ عَينُهُ وَ مَن سَمّي يَومَ عَاشُورَاءَ يَومَ بَرَكَةٍ وَ ادّخَرَ فِيهِ لِمَنزِلِهِ شَيئاً لَم يُبَارَك لَهُ فِيمَا ادّخَرَ وَ حُشِرَ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ يَزِيدَ وَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ لَعَنَهُمُ اللّهُ إِلَي أَسفَلِ دَركٍ مِنَ النّارِ
19- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ الثقّفَيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع أَنَا قَتِيلُ العَبرَةِ لَا يذَكرُنُيِ مُؤمِنٌ إِلّا استَعبَرَ
مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين مثله مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن الخشاب عن إسماعيل بن مهران عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير
مثله
20-مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ عَن سَلَمَةَ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن
صفحه : 285
بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن فُضَيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن ذُكِرنَا عِندَهُ فَفَاضَت عَينَاهُ وَ لَو مِثلَ جَنَاحِ الذّبَابِ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَ لَو كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ
مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن عبد الله عن أبيه عن البرقي عن أبيه عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله ع مثله
21- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ عَن سَلَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ دَمَعَت عَينَاهُ لِقَتلِ الحُسَينِ دَمعَةً حَتّي تَسِيلَ عَلَي خَدّهِ بَوّأَهُ اللّهُ بِهَا فِي الجَنّةِ غُرَفاً يَسكُنُهَا أَحقَاباً
22- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ عَن سَلَمَةَ عَن عَلِيّ بنِ سَيفٍ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن فُضَيلِ بنِ فَضَالَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن ذُكِرنَا عِندَهُ فَفَاضَت عَينَاهُ حَرّمَ اللّهُ وَجهَهُ عَلَي النّارِ
23-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ شَبِيبٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فِي أَوّلِ يَومٍ مِنَ المُحَرّمِ فَقَالَ لِي يَا ابنَ شَبِيبٍ أَ صَائِمٌ أَنتَ فَقُلتُ لَا فَقَالَ إِنّ هَذَا اليَومَ هُوَ اليَومُ ألّذِي دَعَا فِيهِ زَكَرِيّا رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَرَبّ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعاءِفَاستَجَابَ اللّهُ لَهُ وَ أَمَرَ المَلَائِكَةَ فَنَادَت زَكَرِيّاوَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ فِي المِحرابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحييفَمَن صَامَ هَذَا اليَومَ ثُمّ دَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ استَجَابَ اللّهُ لَهُ كَمَا استَجَابَ لِزَكَرِيّا ع ثُمّ قَالَ يَا ابنَ شَبِيبٍ إِنّ المُحَرّمَ هُوَ الشّهرُ ألّذِي كَانَ أَهلُ الجَاهِلِيّةِ فِيمَا مَضَي يُحَرّمُونَ فِيهِ الظّلمَ وَ القِتَالَ لِحُرمَتِهِ فَمَا عَرَفَت هَذِهِ الأُمّةُ حُرمَةَ شَهرِهَا وَ لَا حُرمَةَ نَبِيّهَا لَقَد قَتَلُوا فِي هَذَا الشّهرِ ذُرّيّتَهُ وَ سَبَوا نِسَاءَهُ وَ انتَهَبُوا ثَقَلَهُ فَلَا غَفَرَ اللّهُ لَهُم ذَلِكَ أَبَداً
صفحه : 286
يَا ابنَ شَبِيبٍ إِن كُنتَ بَاكِياً لشِيَءٍ فَابكِ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّهُ ذُبِحَ كَمَا يُذبَحُ الكَبشُ وَ قُتِلَ مَعَهُ مِن أَهلِ بَيتِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَا لَهُم فِي الأَرضِ شَبِيهُونَ وَ لَقَد بَكَتِ السّمَاوَاتُ السّبعُ وَ الأَرَضُونَ لِقَتلِهِ وَ لَقَد نَزَلَ إِلَي الأَرضِ مِنَ المَلَائِكَةِ أَربَعَةُ آلَافٍ لِنَصرِهِ فَوَجَدُوهُ قَد قُتِلَ فَهُم عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ إِلَي أَن يَقُومَ القَائِمُ فَيَكُونُونَ مِن أَنصَارِهِ وَ شِعَارُهُم يَا لَثَارَاتِ الحُسَينِ يَا ابنَ شَبِيبٍ لَقَد حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّهُ لَمّا قُتِلَ جدَيَّ الحُسَينُ أَمطَرَتِ السّمَاءُ دَماً وَ تُرَاباً أَحمَرَ يَا ابنَ شَبِيبٍ إِن بَكَيتَ عَلَي الحُسَينِ حَتّي تَصِيرَ دُمُوعُكَ عَلَي خَدّيكَ غَفَرَ اللّهُ لَكَ كُلّ ذَنبٍ أَذنَبتَهُ صَغِيراً كَانَ أَو كَبِيراً قَلِيلًا كَانَ أَو كَثِيراً يَا ابنَ شَبِيبٍ إِن سَرّكَ أَن تَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا ذَنبَ عَلَيكَ فَزُرِ الحُسَينَ ع يَا ابنَ شَبِيبٍ إِن سَرّكَ أَن تَسكُنَ الغُرَفَ المَبنِيّةَ فِي الجَنّةِ مَعَ النّبِيّص فَالعَن قَتَلَةَ الحُسَينِ يَا ابنَ شَبِيبٍ إِن سَرّكَ أَن يَكُونَ لَكَ مِنَ الثّوَابِ مِثلَ مَا لِمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَينِ فَقُل مَتَي مَا ذَكَرتَهُيا ليَتنَيِ كُنتُ مَعَهُم فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماً يَا ابنَ شَبِيبٍ إِن سَرّكَ أَن تَكُونَ مَعَنَا فِي الدّرَجَاتِ العُلَي مِنَ الجِنَانِ فَاحزَن لِحُزنِنَا وَ افرَح لِفَرَحِنَا وَ عَلَيكَ بِوَلَايَتِنَا فَلَو أَنّ رَجُلًا تَوَلّي حَجَراً لَحَشَرَهُ اللّهُ مَعَهُ يَومَ القِيَامَةِ
24- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَسّانَ عَنِ ابنِ أَبِي شُعبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَنشَدتُهُ مَرثِيَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي هَذَا المَوضِعِ
لَبَلِيّةٌ تَسقُوا حُسَيناً | بِمِسقَاةِ الثّرَي غَيرِ التّرَابِ |
صَاحَت بَاكِيَةً مِن وَرَاءِ السّترِ يَا أَبَتَاه
صفحه : 287
25- مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي هَارُونَ المَكفُوفِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي أنَشدِنيِ فَأَنشَدتُهُ فَقَالَ لَا كَمَا تُنشِدُونَ وَ كَمَا تُرثِيهِ عِندَ قَبرِهِ فَأَنشَدتُهُ
امرُر عَلَي جَدَثِ الحُسَينِ | فَقُل لِأَعظُمِهِ الزّكِيّةِ |
قَالَ فَلَمّا بَكَي أَمسَكتُ أَنَا فَقَالَ مُرّ فَمَرَرتُ قَالَ ثُمّ قَالَ زدِنيِ زدِنيِ قَالَ فَأَنشَدتُهُ
يَا مَريَمُ قوُميِ وَ اندبُيِ مَولَاكِ | وَ عَلَي الحُسَينِ فأَسَعدِيِ بِبُكَاكِ |
قَالَ فَبَكَي وَ تَهَايَجَ النّسَاءُ قَالَ فَلَمّا أَن سَكَتنَ قَالَ لِي يَا بَا هَارُونَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ فَأَبكَي عَشَرَةً فَلَهُ الجَنّةُ ثُمّ جَعَلَ يَنتَقِصُ وَاحِداً وَاحِداً حَتّي بَلَغَ الوَاحِدَ فَقَالَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ فَأَبكَي وَاحِداً فَلَهُ الجَنّةُ ثُمّ قَالَ مَن ذَكَرَهُ فَبَكَي فَلَهُ الجَنّةُ
وَ روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لِكُلّ سِرّ ثَوَابٌ إِلّا الدّمعَةَ فِينَا
بيان لعل المعني أن أسرار كل مصيبة والصبر عليها موجب للثواب إلاالبكاء عليهم ويحتمل أن يكون تصحيف شيء أي لكل شيء من الطاعة ثواب مقدر إلاالدمعة فيهم فإنه لاتقدير لثوابها
26- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ فَاختَارَنَا وَ اختَارَ لَنَا شِيعَةً يَنصُرُونَنَا وَ يَفرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَ يَحزَنُونَ لِحُزنِنَا وَ يَبذُلُونَ أَموَالَهُم وَ أَنفُسَهُم فِينَا أُولَئِكَ مِنّا وَ إِلَينَا
27- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الفزَاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ لِرَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَتُحِبّ عَقِيلًا قَالَ إيِ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّهُ حُبّينِ
صفحه : 288
حُبّاً لَهُ وَ حُبّاً لِحُبّ أَبِي طَالِبٍ لَهُ وَ إِنّ وَلَدَهُ لَمَقتُولٌ فِي مَحَبّةِ وَلَدِكَ فَتَدمَعُ عَلَيهِ عُيُونُ المُؤمِنِينَ وَ تصُلَيّ عَلَيهِ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ ثُمّ بَكَي رَسُولُ اللّهِ حَتّي جَرَت دُمُوعُهُ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ إِلَي اللّهِ أَشكُو مَا تَلقَي عتِرتَيِ مِن بعَديِ
قَالَ ابنُ طَاوُسٍ روُيَِ عَن آلِ الرّسُولِ ع أَنّهُم قَالُوا مَن بَكَي وَ أَبكَي فِينَا مِائَةً فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن بَكَي وَ أَبكَي خَمسِينَ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن بَكَي وَ أَبكَي ثَلَاثِينَ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن بَكَي وَ أَبكَي عِشرِينَ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن بَكَي وَ أَبكَي عَشَرَةً فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن بَكَي وَ أَبكَي وَاحِداً فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن تَبَاكَي فَلَهُ الجَنّةُ
28- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي هَارُونَ المَكفُوفِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَا هَارُونَ أنَشدِنيِ فِي الحُسَينِ ع قَالَ فَأَنشَدتُهُ قَالَ فَقَالَ لِي أنَشدِنيِ كَمَا تُنشِدُونَ يعَنيِ بِالرّقّةِ قَالَ فَأَنشَدتُهُ شِعرَ
امرُر عَلَي جَدَثِ الحُسَينِ | فَقُل لِأَعظُمِهِ الزّكِيّةِ |
قَالَ فَبَكَي ثُمّ قَالَ زدِنيِ فَأَنشَدتُهُ القَصِيدَةَ الأُخرَي قَالَ فَبَكَي وَ سَمِعتُ البُكَاءَ مِن خَلفِ السّترِ قَالَ فَلَمّا فَرَغتُ قَالَ يَا بَا هَارُونَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَبَكَي وَ أَبكَي عَشَرَةً كُتِبَت لَهُمُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَبَكَي وَ أَبكَي خَمسَةً كُتِبَت لَهُمُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ شِعراً فَبَكَي وَ أَبكَي وَاحِداً كُتِبَت لَهُمَا الجَنّةُ وَ مَن ذُكِرَ الحُسَينُ عِندَهُ فَخَرَجَ مِن عَينَيهِ مِنَ الدّمعِ مِقدَارُ جَنَاحِ ذُبَابٍ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَرضَ لَهُ بِدُونِ الجَنّةِ
مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن ابن أبي الخطاب مثله
صفحه : 289
بيان الرقة بالفتح بلدة علي الفرات واسطة ديار ربيعة وآخر غربي بغداد وقرية أسفل منها بفرسخ ذكره الفيروزآبادي
29- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ بَيتاً مِن شِعرٍ فَبَكَي وَ أَبكَي عَشَرَةً فَلَهُ وَ لَهُمُ الجَنّةُ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ بَيتاً فَبَكَي وَ أَبكَي تِسعَةً فَلَهُ وَ لَهُمُ الجَنّةُ فَلَم يَزَل حَتّي قَالَ وَ مَن أَنشَدَ فِي الحُسَينِ بَيتاً فَبَكَي وَ أَظُنّهُ قَالَ أَو تَبَاكَي فَلَهُ الجَنّةُ
مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل مثله مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن أحمد بن الحسين العسكري عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن محمد بن سنان عن محمد بن إسماعيل
مثله
30- سن ،[المحاسن ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن ذُكِرنَا عِندَهُ فَفَاضَت عَينَاهُ وَ لَو مِثلَ جَنَاحِ الذّبَابِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَو كَانَ مِثلَ زَبَدِ البَحرِ
31-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ الأَصَمّ عَن مِسمَعٍ كِردِينٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ يَا مِسمَعُ أَنتَ مِن أَهلِ العِرَاقِ أَ مَا تأَتيِ قَبرَ الحُسَينِ قُلتُ لَا أَنَا رَجُلٌ مَشهُورٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ وَ عِندَنَا مَن يَتبَعُ هَوَي هَذَا الخَلِيفَةِ وَ أَعدَاؤُنَا كَثِيرَةٌ مِن أَهلِ القَبَائِلِ مِنَ النّصّابِ وَ غَيرِهِم وَ لَستُ آمَنُهُم أَن يَرفَعُوا عَلَيّ حاَليِ عِندَ وُلدِ سُلَيمَانَ فَيُمَثّلُونَ عَلَيّ قَالَ لِي أَ فَمَا تَذكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ قُلتُ بَلَي قَالَ فَتَجزَعُ قُلتُ إيِ وَ اللّهِ وَ أَستَعبِرُ لِذَلِكَ حَتّي يَرَي أهَليِ أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيّ فَأَمتَنِعُ مِنَ الطّعَامِ حَتّي
صفحه : 290
يَستَبِينَ ذَلِكَ فِي وجَهيِ قَالَ رَحِمَ اللّهُ دَمعَتَكَ أَمَا إِنّكَ مِنَ الّذِينَ يُعَدّونَ فِي أَهلِ الجَزَعِ لَنَا وَ الّذِينَ يَفرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَ يَحزَنُونَ لِحُزنِنَا وَ يَخَافُونَ لِخَوفِنَا وَ يَأمَنُونَ إِذَا أَمِنّا أَمَا إِنّكَ سَتَرَي عِندَ مَوتِكَ وَ حُضُورِ آباَئيِ لَكَ وَ وَصِيّتِهِم مَلَكَ المَوتِ بِكَ وَ مَا يَلقَونَكَ بِهِ مِنَ البِشَارَةِ مَا تَقَرّ بِهِ عَينَكَ قَبلَ المَوتِ فَمَلَكُ المَوتِ أَرَقّ عَلَيكَ وَ أَشَدّ رَحمَةً لَكَ مِنَ الأُمّ الشّفِيقَةِ عَلَي وَلَدِهَا قَالَ ثُمّ استَعبَرَ وَ استَعبَرتُ مَعَهُ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فَضّلَنَا عَلَي خَلقِهِ بِالرّحمَةِ وَ خَصّنَا أَهلَ البَيتِ بِالرّحمَةِ يَا مِسمَعُ إِنّ الأَرضَ وَ السّمَاءَ لتَبَكيِ مُنذُ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ رَحمَةً لَنَا وَ مَا بَكَي لَنَا مِنَ المَلَائِكَةِ أَكثَرُ وَ مَا رَقَأَت دُمُوعُ المَلَائِكَةِ مُنذُ قُتِلنَا وَ مَا بَكَي أَحَدٌ رَحمَةً لَنَا وَ لِمَا لَقِينَا إِلّا رَحِمَهُ اللّهُ قَبلَ أَن تَخرُجَ الدّمعَةُ مِن عَينِهِ فَإِذَا سَالَ دُمُوعُهُ عَلَي خَدّهِ فَلَو أَنّ قَطرَةً مِن دُمُوعِهِ سَقَطَت فِي جَهَنّمَ لَأَطفَأَت حَرّهَا حَتّي لَا يُوجَدَ لَهَا حَرّ وَ إِنّ المُوجَعَ قَلبُهُ لَنَا لَيَفرَحُ يَومَ يَرَانَا عِندَ مَوتِهِ فَرحَةً لَا تَزَالُ تِلكَ الفَرحَةُ فِي قَلبِهِ حَتّي يَرِدَ عَلَينَا الحَوضَ وَ إِنّ الكَوثَرَ لَيَفرَحُ بِمُحِبّنَا إِذَا وَرَدَ عَلَيهِ حَتّي إِنّهُ لَيُذِيقُهُ مِن ضُرُوبِ الطّعَامِ مَا لَا يشَتهَيِ أَن يَصدُرَ عَنهُ يَا مِسمَعُ مَن شَرِبَ مِنهُ شَربَةً لَم يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً وَ لَم يَشقَ بَعدَهَا أَبَداً وَ هُوَ فِي بَردِ الكَافُورِ وَ رِيحِ المِسكِ وَ طَعمِ الزّنجَبِيلِ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ أَصفَي مِنَ الدّمعِ وَ أَذكَي مِنَ العَنبَرِ يَخرُجُ مِن تَسنِيمٍ وَ يَمُرّ بِأَنهَارِ الجِنَانِ تجَريِ عَلَي رَضرَاضِ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ فِيهِ مِنَ القُدحَانِ أَكثَرُ مِن عَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ يُوجَدُ رِيحُهُ مِن مَسِيرَةِ أَلفِ عَامٍ قُدحَانُهُ مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ أَلوَانِ الجَوهَرِ يَفُوحُ فِي وَجهِ الشّارِبِ مِنهُ كُلّ فَائِحَةٍ يَقُولُ الشّارِبُ مِنهُ ليَتنَيِ تُرِكتُ هَاهُنَا لَا أبَغيِ بِهَذَا بَدَلًا وَ لَا عَنهُ تَحوِيلًا أَمَا إِنّكَ يَا كِردِينُ مِمّن تَروَي مِنهُ وَ مَا مِن عَينٍ بَكَت لَنَا إِلّا نُعّمَت بِالنّظَرِ إِلَي الكَوثَرِ وَ سُقِيَت مِنهُ مَن أَحَبّنَا فَإِنّ الشّارِبَ مِنهُ لَيُعطَي مِنَ اللّذّةِ وَ
صفحه : 291
الطّعمِ وَ الشّهوَةِ لَهُ أَكثَرَ مِمّا يُعطَاهُ مَن هُوَ دُونَهُ فِي حُبّنَا وَ إِنّ عَلَي الكَوثَرِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ فِي يَدِهِ عَصًا مِن عَوسَجٍ يَحطِمُ بِهَا أَعدَاءَنَا فَيَقُولُ الرّجُلُ مِنهُم إنِيّ أَشهَدُ الشّهَادَتَينِ فَيَقُولُ انطَلِق إِلَي إِمَامِكَ فُلَانٍ فَاسأَلهُ أَن يَشفَعَ لَكَ فَيَقُولُ يَتَبَرّأُ منِيّ إمِاَميَِ ألّذِي تَذكُرُهُ فَيَقُولُ ارجِع وَرَاءَكَ فَقُل للِذّيِ كُنتَ تَتَوَلّاهُ وَ تُقَدّمُهُ عَلَي الخَلقِ فَاسأَلهُ إِذ كَانَ عِندَكَ خَيرُ الخَلقِ أَن يَشفَعَ لَكَ فَإِنّ خَيرَ الخَلقِ حَقِيقٌ أَن لَا يُرَدّ إِذَا شَفَعَ فَيَقُولُ إنِيّ أَهلِكُ عَطَشاً فَيَقُولُ زَادَكَ اللّهُ ظَمَأً وَ زَادَكَ اللّهُ عَطَشاً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ كَيفَ يَقدِرُ عَلَي الدّنُوّ مِنَ الحَوضِ وَ لَم يَقدِر عَلَيهِ غَيرُهُ قَالَ وَرِعَ عَن أَشيَاءَ قَبِيحَةٍ وَ كَفّ عَن شَتمِنَا إِذَا ذَكَرَنَا وَ تَرَكَ أَشيَاءَ اجتَرَأَ عَلَيهَا غَيرُهُ وَ لَيسَ ذَلِكَ لِحُبّنَا وَ لَا لِهَوًي مِنهُ وَ لَكِن ذَلِكَ لِشِدّةِ اجتِهَادِهِ فِي عِبَادَتِهِ وَ تَدَيّنِهِ وَ لِمَا قَد شَغَلَ بِهِ نَفسَهُ عَن ذِكرِ النّاسِ فَأَمّا قَلبُهُ فَمُنَافِقٌ وَ دِينُهُ النّصبُ بِاتّبَاعِ أَهلِ النّصبِ وَ وَلَايَةِ المَاضِينَ وَ تَقَدّمِهِ لَهُمَا عَلَي كُلّ أَحَدٍ
بيان الرضراض الحصا أوصغارها قوله ع وسقيت إسناد السقي إليها مجازي لسببيتها لذلك
32- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الجاَموُراَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ البُكَاءَ وَ الجَزَعَ مَكرُوهٌ لِلعَبدِ فِي كُلّ مَا جَزِعَ مَا خَلَا البُكَاءَ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَإِنّهُ فِيهِ مَأجُورٌ
33- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَن خَالِهِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الزّيّاتِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي هَارُونَ المَكفُوفِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ وَ مَن ذُكِرَ الحُسَينُ عِندَهُ فَخَرَجَ مِن عَينَيهِ مِنَ الدّمُوعِ مِقدَارُ جَنَاحِ ذُبَابٍ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَرضَ لَهُ بِدُونِ الجَنّةِ
صفحه : 292
مل ،[كامل الزيارات ] أبي وجماعة مشايخنا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن حمزة بن علي الأشعري عن الحسن بن معاوية بن وهب عمن حدثه عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يقول وذكر مثله
34- مل ،[كامل الزيارات ]حَكِيمُ بنُ دَاوُدَ بنِ حَكِيمٍ عَن سَلَمَةَ عَن بَكّارِ بنِ أَحمَدَ القَسّامِ وَ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن مُخَوّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّبِيعِ بنِ المُنذِرِ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ مَن قَطَرَت عَينَاهُ فِينَا قَطرَةً وَ دَمَعَت عَينَاهُ فِينَا دَمعَةً بَوّأَهُ اللّهُ بِهَا فِي الجَنّةِ حُقُباً
35- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأَصَمّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ قَالَ حَجَجتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَو نُبِشَ قَبرُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع هَل كَانَ يُصَابُ فِي قَبرِهِ شَيءٌ فَقَالَ يَا ابنَ بُكَيرٍ مَا أَعظَمَ مَسَائِلَكَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع مَعَ أَبِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَخِيهِ فِي مَنزِلِ رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَهُ يُرزَقُونَ وَ يُحبَرُونَ وَ إِنّهُ لَعَن يَمِينِ العَرشِ مُتَعَلّقٌ بِهِ يَقُولُ يَا رَبّ أَنجِز لِي مَا وعَدَتنَيِ وَ إِنّهُ لَيَنظُرُ إِلَي زُوّارِهِ فَهُوَ أَعرَفُ بِهِم وَ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ مَا فِي رِحَالِهِم مِن أَحَدِهِم بِوُلدِهِ وَ إِنّهُ لَيَنظُرُ إِلَي مَن يَبكِيهِ فَيَستَغفِرُ لَهُ وَ يَسأَلُ أَبَاهُ الِاستِغفَارَ لَهُ وَ يَقُولُ أَيّهَا الباَكيِ لَو عَلِمتَ مَا أَعَدّ اللّهُ لَكَ لَفَرِحتَ أَكثَرَ مِمّا حَزِنتَ وَ إِنّهُ لَيَستَغفِرُ لَهُ مِن كُلّ ذَنبٍ وَ خَطِيئَةٍ
36- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الأهَواَزيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ الأَصَمّ مِثلَهُ
37-أَقُولُ رَأَيتُ فِي بَعضِ تَألِيفَاتِ بَعضِ الثّقَاتِ مِنَ المُعَاصِرِينَروُيَِ أَنّهُ لَمّا أَخبَرَ النّبِيّص ابنَتَهُ فَاطِمَةَ بِقَتلِ وَلَدِهَا الحُسَينِ وَ مَا يجَريِ عَلَيهِ مِنَ المِحَنِ
صفحه : 293
بَكَت فَاطِمَةُ بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَت يَا أَبَه مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ فِي زَمَانٍ خَالٍ منِيّ وَ مِنكِ وَ مِن عَلِيّ فَاشتَدّ بُكَاؤُهَا وَ قَالَت يَا أَبَه فَمَن يبَكيِ عَلَيهِ وَ مَن يَلتَزِمُ بِإِقَامَةِ العَزَاءِ لَهُ فَقَالَ النّبِيّ يَا فَاطِمَةُ إِنّ نِسَاءَ أمُتّيِ يَبكُونَ عَلَي نِسَاءِ أَهلِ بيَتيِ وَ رِجَالَهُم يَبكُونَ عَلَي رِجَالِ أَهلِ بيَتيِ وَ يُجَدّدُونَ العَزَاءَ جِيلًا بَعدَ جِيلٍ فِي كُلّ سَنَةٍ فَإِذَا كَانَ القِيَامَةُ تَشفَعِينَ أَنتِ لِلنّسَاءِ وَ أَنَا أَشفَعُ لِلرّجَالِ وَ كُلّ مَن بَكَي مِنهُم عَلَي مُصَابِ الحُسَينِ أَخَذنَا بِيَدِهِ وَ أَدخَلنَاهُ الجَنّةَ يَا فَاطِمَةُ كُلّ عَينٍ بَاكِيَةٌ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا عَينٌ بَكَت عَلَي مُصَابِ الحُسَينِ فَإِنّهَاضاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌبِنَعِيمِ الجَنّةِ
أقول سيأتي بعض الأخبار في ذلك في باب بكاء السماء و الأرض عليه ع
38- وَ رَأَيتُ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا أَنّهُ حكُيَِ عَنِ السّيّدِ عَلِيّ الحسُيَنيِّ قَالَكُنتُ مُجَاوِراً فِي مَشهَدِ موَلاَيَ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ المُؤمِنِينَ فَلَمّا كَانَ اليَومُ العَاشِرُ مِن شَهرِ عَاشُورَاءَ ابتَدَأَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِنَا يَقرَأُ مَقتَلَ الحُسَينِ ع فَوَرَدَت رِوَايَةٌ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ مَن ذَرَفَت عَينَاهُ عَلَي مُصَابِ الحُسَينِ وَ لَو مِثلَ جَنَاحِ البَعُوضَةِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَو كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ وَ كَانَ فِي المَجلِسِ مَعَنَا جَاهِلٌ مُرَكّبٌ يدَعّيِ العِلمَ وَ لَا يَعرِفُهُ فَقَالَ لَيسَ هَذَا بِصَحِيحٍ وَ العَقلُ لَا يَعتَقِدُهُ وَ كَثُرَ البَحثُ بَينَنَا وَ افتَرَقنَا عَن ذَلِكَ المَجلِسِ وَ هُوَ
صفحه : 294
مُصِرّ عَلَي العِنَادِ فِي تَكذِيبِ الحَدِيثِ فَنَامَ ذَلِكَ الرّجُلُ تِلكَ اللّيلَةَ فَرَأَي فِي مَنَامِهِ كَأَنّ القِيَامَةَ قَد قَامَت وَ حُشِرَ النّاسُ فِي صَعِيدٍ صَفصَفٍلا تَري فِيها عِوَجاً وَ لا أَمتاً وَ قَد نُصِبَتِ المَوَازِينُ وَ امتَدّ الصّرَاطُ وَ وُضِعَ الحِسَابُ وَ نُشِرَتِ الكُتُبُ وَ أُسعِرَتِ النّيرَانُ وَ زُخرِفَتِ الجِنَانُ وَ اشتَدّ الحَرّ عَلَيهِ وَ إِذَا هُوَ قَد عَطَشَ عَطَشاً شَدِيداً وَ بقَيَِ يَطلُبُ المَاءَ فَلَا يَجِدُهُ
صفحه : 295
فَالتَفَتَ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ إِذَا هُوَ بِحَوضٍ عَظِيمِ الطّولِ وَ العَرضِ قَالَ قُلتُ فِي نفَسيِ هَذَا هُوَ الكَوثَرُ فَإِذَا فِيهِ مَاءٌ أَبرَدُ مِنَ الثّلجِ وَ أَحلَي مِنَ العَذبِ وَ إِذَا عِندَ الحَوضِ رَجُلَانِ وَ امرَأَةٌ أَنوَارُهُم تُشرِقُ عَلَي الخَلَائِقِ وَ مَعَ ذَلِكَ لُبسُهُمُ السّوَادُ وَ هُم بَاكُونَ مَحزُونُونَ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ فَقِيلَ لِي هَذَا مُحَمّدٌ المُصطَفَي وَ هَذَا الإِمَامُ عَلِيّ المُرتَضَي وَ هَذِهِ الطّاهِرَةُ فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ فَقُلتُ مَا لِي أَرَاهُم لَابِسِينَ السّوَادَ وَ بَاكِينَ وَ مَحزُونِينَ فَقِيلَ لِي أَ لَيسَ هَذَا يَومَ عَاشُورَاءَ يَومَ مَقتَلِ الحُسَينِ فَهُم مَحزُونُونَ لِأَجلِ ذَلِكَ
صفحه : 296
قَالَ فَدَنَوتُ إِلَي سَيّدَةِ النّسَاءِ فَاطِمَةَ وَ قُلتُ لَهَا يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ عَطشَانُ فَنَظَرَت إلِيَّ شَزراً وَ قَالَت لِي أَنتَ ألّذِي تُنكِرُ فَضلَ البُكَاءِ عَلَي مُصَابِ ولَدَيَِ الحُسَينِ وَ مُهجَةِ قلَبيِ وَ قُرّةِ عيَنيَِ الشّهِيدِ المَقتُولِ ظُلماً وَ عُدوَاناً لَعَنَ اللّهُ قَاتِلِيهِ وَ ظَالِمِيهِ وَ مَانِعِيهِ مِن شُربِ المَاءِ قَالَ الرّجُلُ فَانتَبَهتُ مِن نوَميِ فَزِعاً مَرعُوباً وَ استَغفَرتُ اللّهَ كَثِيراً وَ نَدِمتُ عَلَي مَا كَانَ منِيّ وَ أَتَيتُ إِلَي أصَحاَبيَِ الّذِينَ كُنتُ مَعَهُم وَ خَبّرتُ برِؤُياَيَ وَ تُبتُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 297
1- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الجلَوُديِّ عَنِ الجوَهرَيِّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أخَبرِنيِ عَن أَصحَابِ الحُسَينِ وَ إِقدَامِهِم عَلَي المَوتِ فَقَالَ إِنّهُم كُشِفَ لَهُمُ الغِطَاءُ حَتّي رَأَوا مَنَازِلَهُم مِنَ الجَنّةِ فَكَانَ الرّجُلُ مِنهُم يُقدِمُ عَلَي القَتلِ لِيُبَادِرَ إِلَي حَورَاءَ يُعَانِقُهَا وَ إِلَي مَكَانِهِ مِنَ الجَنّةِ
2- مع ،[معاني الأخبار]المُفَسّرُ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الناّصرِيّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَمّا اشتَدّ الأَمرُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ نَظَرَ إِلَيهِ مَن كَانَ مَعَهُ فَإِذَا هُوَ بِخِلَافِهِم لِأَنّهُم كُلّمَا اشتَدّ الأَمرُ تَغَيّرَت أَلوَانُهُم وَ ارتَعَدَت فَرَائِصُهُم وَ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَ كَانَ الحُسَينُ ع وَ بَعضُ مَن مَعَهُ مِن خَصَائِصِهِ تُشرِقُ أَلوَانُهُم وَ تَهدَأُ جَوَارِحُهُم وَ تَسكُنُ نُفُوسُهُم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ انظُرُوا لَا يبُاَليِ بِالمَوتِ فَقَالَ لَهُمُ الحُسَينُ ع صَبراً بنَيِ الكِرَامِ فَمَا المَوتُ إِلّا قَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِكُم عَنِ البُؤسِ وَ الضّرّاءِ إِلَي الجِنَانِ الوَاسِعَةِ وَ النّعِيمِ الدّائِمَةِ فَأَيّكُم يَكرَهُ أَن يَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إِلَي قَصرٍ وَ مَا هُوَ لِأَعدَائِكُم إِلّا كَمَن يَنتَقِلُ مِن قَصرٍ إِلَي سِجنٍ وَ عَذَابٍ إِنّ أَبِي حدَثّنَيِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّ الدّنيَا سِجنُ المُؤمِنِ وَ جَنّةُ الكَافِرِ وَ المَوتُ جِسرُ هَؤُلَاءِ إِلَي جِنَانِهِم وَ جِسرُ هَؤُلَاءِ إِلَي جَحِيمِهِم مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ
صفحه : 298
3- يج ،[الخرائج والجرائح ]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِّ عَنِ النّضرِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَنِ الثمّاَليِّ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع كُنتُ مَعَ أَبِي فِي اللّيلَةِ التّيِ قُتِلَ فِي صَبِيحَتِهَا فَقَالَ لِأَصحَابِهِ هَذَا اللّيلُ فَاتّخِذُوهُ جُنّةً فَإِنّ القَومَ إِنّمَا يرُيِدوُننَيِ وَ لَو قتَلَوُنيِ لَم يَلتَفِتُوا إِلَيكُم وَ أَنتُم فِي حِلّ وَ سَعَةٍ فَقَالُوا وَ اللّهِ لَا يَكُونُ هَذَا أَبَداً فَقَالَ إِنّكُم تُقتَلُونَ غَداً كُلّكُم وَ لَا يُفلِتُ مِنكُم رَجُلٌ قَالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي شَرّفَنَا بِالقَتلِ مَعَكَ ثُمّ دَعَا فَقَالَ لَهُمُ ارفَعُوا رُءُوسَكُم وَ انظُرُوا فَجَعَلُوا يَنظُرُونَ إِلَي مَوَاضِعِهِم وَ مَنَازِلِهِم مِنَ الجَنّةِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُم هَذَا مَنزِلُكَ يَا فُلَانُ فَكَانَ الرّجُلُ يَستَقبِلُ الرّمّاحَ وَ السّيُوفَ بِصَدرِهِ وَ وَجهِهِ لِيَصِلَ إِلَي مَنزِلَتِهِ مِنَ الجَنّةِ
4- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَن ثَابِتِ بنِ أَبِي صَفِيّةَ الثمّاَليِّ قَالَ نَظَرَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ سَيّدُ العَابِدِينَ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَاستَعبَرَ ثُمّ قَالَ مَا مِن يَومٍ أَشَدّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص مِن يَومِ أُحُدٍ قُتِلَ فِيهِ عَمّهُ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ بَعدَهُ يَومَ مُؤتَةَ قُتِلَ فِيهِ ابنُ عَمّهِ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ قَالَ ع وَ لَا يَومَ كَيَومِ الحُسَينِ ازدَلَفَ إِلَيهِ ثَلَاثُونَ أَلفَ رَجُلٍ يَزعُمُونَ أَنّهُم مِن هَذِهِ الأُمّةِ كُلّ يَتَقَرّبُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِدَمِهِ وَ هُوَ بِاللّهِ يُذَكّرُهُم فَلَا يَتّعِظُونَ حَتّي قَتَلُوهُ بَغياً وَ ظُلماً وَ عُدوَاناً ثُمّ قَالَ ع رَحِمَ اللّهُ العَبّاسَ فَلَقَد آثَرَ وَ أَبلَي وَ فَدَي أَخَاهُ بِنَفسِهِ حَتّي قُطِعَت يَدَاهُ فَأَبدَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِمَا جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ فِي الجَنّةِ كَمَا جَعَلَ لِجَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ إِنّ لِلعَبّاسِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَنزِلَةً يَغبِطُهُ بِهَا جَمِيعُ الشّهَدَاءِ يَومَ القِيَامَةِ
5-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَمّن
صفحه : 299
حَدّثَهُ عَن عَلِيّ بنِ حَمزَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ وَ أَبِي المَغرَاءِ وَ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ جَمِيعاً عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن شَهِيدٍ إِلّا وَ هُوَ يُحِبّ لَو أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع حيَّ حَتّي يَدخُلُونَ الجَنّةَ مَعَهُ
1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ شَبِيبٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ يَا ابنَ شَبِيبٍ إِن سَرّكَ أَن تَسكُنَ الغُرَفَ المَبنِيّةَ فِي الجَنّةِ مَعَ النّبِيّ وَ آلِهِ فَالعَن قَتَلَةَ الحُسَينِ ع يَا ابنَ شَبِيبٍ إِن سَرّكَ أَن يَكُونَ لَكَ مِنَ الثّوَابِ مِثلُ مَا لِمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَينِ ع فَقُل مَتَي مَا ذَكَرتَهُيا ليَتنَيِ كُنتُ مَعَهُم فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماًالخَبَرَ
2- أَقُولُ، قَد أَورَدنَا فِي بَابِ مَا وَقَعَ فِي الشّامِ عَنِ ابنِ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن نَظَرَ إِلَي الفُقّاعِ أَو إِلَي الشّطرَنجِ فَليَذكُرِ الحُسَينَ ع وَ ليَلعَن يَزِيدَ وَ آلَ زِيَادٍ يَمحُو اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ ذُنُوبَهُ وَ لَو كَانَت كَعَدَدِ النّجُومِ
صفحه : 300
3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ قَاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فِي تَابُوتٍ مِن نَارٍ عَلَيهِ نِصفُ عَذَابِ أَهلِ الدّنيَا وَ قَد شُدّ يَدَاهُ وَ رِجلَاهُ بِسَلَاسِلَ مِن نَارٍ مُنَكّسٌ فِي النّارِ حَتّي يَقَعَ فِي قَعرِ جَهَنّمَ وَ لَهُ رِيحٌ يَتَعَوّذُ أَهلُ النّارِ إِلَي رَبّهِم مِن شِدّةِ نَتنِهِ وَ هُوَ فِيهَا خَالِدٌ ذَائِقُ العَذَابِ الأَلِيمِ مَعَ جَمِيعِ مَن شَايَعَ عَلَي قَتلِهِ كُلّمَا نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِمُ الجُلُودَ غَيرَهَا حَتّي يَذُوقُوا العَذَابَ الأَلِيمَلا يُفَتّرُ عَنهُمسَاعَةً وَ يُسقَونَ مِن حَمِيمِ جَهَنّمَ فَالوَيلُ لَهُم مِن عَذَابِ النّارِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
4- ن بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع سَأَلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ أخَيِ هَارُونَ مَاتَ فَاغفِر لَهُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي لَو سأَلَتنَيِ فِي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لَأَجَبتُكَ مَا خَلَا قَاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فإَنِيّ أَنتَقِمُ لَهُ مِن قَاتِلِهِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص يَقتُلُ الحُسَينَ شَرّ الأُمّةِ وَ يَتَبَرّأُ مِن وُلدِهِ مَن يَكفُرُ بيِ
6- ل ،[الخصال ]حَمزَةُ العلَوَيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَيمُونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِتّةٌ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ كُلّ نبَيِّ مُجَابٍ الزّائِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ المُكَذّبُ بِقَدَرِ اللّهِ وَ التّارِكُ لسِنُتّيِ وَ المُستَحِلّ مِن عتِرتَيِ مَا حَرّمَ اللّهُ وَ المُتَسَلّطُ بِالجَبَرُوتِ لِيُذِلّ مَن أَعَزّهُ اللّهُ وَ يُعِزّ مَن أَذَلّهُ اللّهُ وَ المُستَأثِرُ بفِيَءِ المُسلِمِينَ المُستَحِلّ لَهُ
أقول قدمضي مثل هذاالخبر بأسانيد متعددة في باب القضاء والقدر
صفحه : 301
7- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ أَذكُرُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع فأَيَّ شَيءٍ أَقُولُ إِذَا ذَكَرتُهُ فَقَالَ قُل صَلّي اللّهُ عَلَيكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ تُكَرّرُهَا ثَلَاثاً الخَبَرَ
8- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن زِيَادٍ القنَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن عِيصِ بنِ القَاسِمِ قَالَ ذُكِرَ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ قَاتِلُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ بَعضُ أَصحَابِهِ كُنتُ أشَتهَيِ أَن يَنتَقِمَ اللّهُ مِنهُ فِي الدّنيَا فَقَالَ كَأَنّكَ تَستَقِلّ لَهُ عَذَابَ اللّهِ وَ مَا عِندَ اللّهِ أَشَدّ عَذَاباً وَ أَشَدّ نَكَالًا
9- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فِي النّارِ مَنزِلَةً لَم يَكُن يَستَحِقّهَا أَحَدٌ مِنَ النّاسِ إِلّا بِقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع
مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن هاشم مثله
10- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ النّاقِدُ عَن أَبِي هَارُونَ العبَسيِّ عَن جَعفَرِ بنِ حَيّانَ عَن خَالِدٍ الربّعَيِّ قَالَ حدَثّنَيِ مَن سَمِعَ كَعباً يَقُولُ أَوّلُ مَن لَعَنَ قَاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ وَ أَمَرَ وُلدَهُ بِذَلِكَ وَ أَخَذَ عَلَيهِمُ العَهدَ وَ المِيثَاقَ ثُمّ لَعَنَهُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ وَ أَمَرَ أُمّتَهُ بِذَلِكَ ثُمّ لَعَنَهُ دَاوُدُ وَ أَمَرَ بنَيِ إِسرَائِيلَ بِذَلِكَ ثُمّ لَعَنَهُ عِيسَي وَ أَكثَرَ أَن قَالَ يَا بنَيِ إِسرَائِيلَ العَنُوا قَاتِلَهُ وَ إِن أَدرَكتُم أَيّامَهُ فَلَا تَجلِسُوا عَنهُ فَإِنّ الشّهِيدَ مَعَهُ كَالشّهِيدِ مَعَ الأَنبِيَاءِ مُقبِلٍ غَيرِ مُدبِرٍ وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي بُقعَتِهِ وَ مَا مِن نبَيِّ إِلّا وَ قَد زَارَ كَربَلَاءَ وَ وَقَفَ عَلَيهَا وَ قَالَ إِنّكِ لَبُقعَةٌ كَثِيرَةُ الخَيرِ فِيكِ يُدفَنُ القَمَرُ الأَزهَرُ
صفحه : 302
بيان قوله مقبل الأصوب مقبلا أي كشهيد استشهد معهم حالكونه مقبلا علي القتال غيرمدبر و علي ما في النسخ صفة لقوله كالشهيد لأنه في قوة النكرة
11- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن عَمرِو بنِ المُختَارِ عَن إِسحَاقَ بنِ بِشرٍ عَنِ العَوّامِ مَولَي قُرَيشٍ قَالَ سَمِعتُ موَلاَيَ عُمَرَ بنَ هُبَيرَةَ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فِي حَجرِهِ يُقَبّلُ هَذَا مَرّةً وَ يُقَبّلُ هَذَا مَرّةً وَ يَقُولُ لِلحُسَينِ الوَيلُ لِمَن يَقتُلُكَ
12- مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن زَكَرِيّا المُؤمِنِ عَن أَيّوبَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ وَ زَيدٍ أَبِي الحَسَنِ وَ عَبّادٍ جَمِيعاً عَن سَعدٍ الإِسكَافِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَرّهُ أَن يَحيَا حيَاَتيِ وَ يَمُوتَ ممَاَتيِ وَ يَدخُلَ جَنّةَ عَدنٍ قَضِيبٍ غَرَسَهُ ربَيّ بِيَدِهِ فَليَتَوَلّ عَلِيّاً وَ الأَوصِيَاءَ مِن بَعدِهِ وَ ليُسَلّم لِفَضلِهِم فَإِنّهُمُ الهُدَاةُ المَرضِيّونَ أَعطَاهُمُ اللّهُ فهَميِ وَ علِميِ وَ هُم عتِرتَيِ مِن لحَميِ وَ دمَيِ إِلَي اللّهِ أَشكُو عَدُوّهُم مِن أمُتّيَِ المُنكِرِينَ لِفَضلِهِمُ القَاطِعِينَ فِيهِم صلِتَيِ وَ اللّهِ لَيَقتُلُنّ ابنيِ لَا نَالَتهُم شفَاَعتَيِ
13- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ جَمَاعَةُ مشَاَيخِيِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن حَمّادٍ عَن كُلَيبِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ قَاتِلُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَلَدَ زِنًا وَ كَانَ قَاتِلُ الحُسَينِ ع وَلَدَ زِنًا وَ لَم تَبكِ السّمَاءُ إِلّا عَلَيهِمَا
مل ،[كامل الزيارات ] ابن الوليد و محمد بن أحمد بن الحسين معا عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن الحسن عن فضالة عن كليب بن معاويةمثله مل ،[كامل الزيارات ] ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسي عن ابن فضال عن مروان
صفحه : 303
بن مسلم عن إسماعيل بن كثير عن أبي عبد الله ع
مثله
14- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن عَبدِ الخَالِقِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ قَاتِلُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَلَدَ زِنًا وَ قَاتِلُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَلَدَ زِنًا
مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن صفوان عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع مثله
15- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَاتِلُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَلَدُ زِنًا
16- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذَا استَسقَي المَاءَ فَلَمّا شَرِبَهُ رَأَيتُهُ قَدِ استَعبَرَ وَ اغرَورَقَت عَينَاهُ بِدُمُوعِهِ ثُمّ قَالَ لِي يَا دَاوُدُ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَ الحُسَينِ ع فَمَا مِن عَبدٍ شَرِبَ المَاءَ فَذَكَرَ الحُسَينَ وَ لَعَنَ قَاتِلَهُ إِلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ مِائَةَ أَلفِ حَسَنَةٍ وَ حَطّ عَنهُ مِائَةَ أَلفِ سَيّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ مِائَةَ أَلفِ دَرَجَةٍ وَ كَأَنّمَا أَعتَقَ مِائَةَ أَلفِ نَسَمَةٍ وَ حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ ثَلِجَ الفُؤَادِ
مل ،[كامل الزيارات ]الكليني عن علي بن محمد عن سهل عن جعفر بن ابراهيم عن سعد بن سعد مثله
صفحه : 304
17-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا نَزَلَتوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم لا تَسفِكُونَ دِماءَكُمالآيَةَ فِي اليَهُودِ أَيِ الّذِينَ نَقَضُوا عَهدَ اللّهِ وَ كَذّبُوا رُسُلَ اللّهِ وَ قَتَلُوا أَولِيَاءَ اللّهِ أَ فَلَا أُنَبّئُكُم بِمَن يُضَاهِيهِم مِن يَهُودِ هَذِهِ الأُمّةِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قَومٌ مِن أمُتّيِ يَنتَحِلُونَ أَنّهُم مِن أَهلِ ملِتّيِ يَقتُلُونَ أَفَاضِلَ ذرُيّتّيِ وَ أَطَايِبَ أرُوُمتَيِ وَ يُبَدّلُونَ شرَيِعتَيِ وَ سنُتّيِ وَ يَقتُلُونَ ولَدَيَّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ كَمَا قَتَلَ أَسلَافُ اليَهُودِ زَكَرِيّا وَ يَحيَي أَلَا وَ إِنّ اللّهَ يَلعَنُهُم كَمَا لَعَنَهُم وَ يَبعَثُ عَلَي بَقَايَا ذَرَارِيّهِم قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ هَادِياً مَهدِيّاً مِن وُلدِ الحُسَينِ المَظلُومِ يُحرِقُهُم بِسُيُوفِ أَولِيَائِهِ إِلَي نَارِ جَهَنّمَ أَلَا وَ لَعَنَ اللّهُ قَتَلَةَ الحُسَينِ ع وَ مُحِبّيهِم وَ نَاصِرِيهِم وَ السّاكِتِينَ عَن لَعنِهِم مِن غَيرِ تَقِيّةٍ يُسكِتُهُم أَلَا وَ صَلّي اللّهُ عَلَي البَاكِينَ عَلَي الحُسَينِ رَحمَةً وَ شَفَقَةً وَ اللّاعِنِينَ لِأَعدَائِهِم وَ المُمتَلِئِينَ عَلَيهِم غَيظاً وَ حَنَقاً أَلَا وَ إِنّ الرّاضِينَ بِقَتلِ الحُسَينِ شُرَكَاءُ قَتَلَتِهِ أَلَا وَ إِنّ قَتَلَتَهُ وَ أَعوَانَهُم وَ أَشيَاعَهُم وَ المُقتَدِينَ بِهِم بِرَاءٌ مِن دِينِ اللّهِ
صفحه : 305
إِنّ اللّهَ لَيَأمُرُ مَلَائِكَتَهُ المُقَرّبِينَ أَن يَتَلَقّوا دُمُوعَهُمُ المَصبُوبَةَ لِقَتلِ الحُسَينِ إِلَي الخُزّانِ فِي الجِنَانِ فَيَمزُجُوهَا بِمَاءِ الحَيَوَانِ فَتَزِيدُ عُذُوبَتُهَا وَ طِيبُهَا أَلفَ ضِعفِهَا وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَيَتَلَقّونَ دُمُوعَ الفَرِحِينَ الضّاحِكِينَ لِقَتلِ الحُسَينِ يَتَلَقّونَهَا فِي الهَاوِيَةِ وَ يَمزُجُونَهَا بِحَمِيمِهَا وَ صَدِيدِهَا وَ غَسّاقِهَا وَ غِسلِينِهَا فَيَزِيدُ فِي شِدّةِ حَرَارَتِهَا وَ عَظِيمِ عَذَابِهَا أَلفَ ضِعفِهَا يُشَدّدُ بِهَا عَلَي المَنقُولِينَ إِلَيهَا مِن أَعدَاءِ آلِ مُحَمّدٍ عَذَابَهُم
18- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الجاَموُراَنيِّ عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ عَن صَندَلٍ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً فِي بَيتِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَنَظَرتُ إِلَي حَمَامٍ راَعبِيِّ يُقَرقِرُ فَنَظَرَ إلِيَّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا دَاوُدُ أَ تدَريِ مَا يَقُولُ هَذَا الطّيرُ قُلتُ لَا وَ اللّهِ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ يَدعُو عَلَي قَتَلَةِ الحُسَينِ ع فَاتّخِذُوا فِي مَنَازِلِكُم
19- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اتّخِذُوا الحَمَامَ الرّاعِبِيّةَ فِي بُيُوتِكُم فَإِنّهَا تَلعَنُ قَتَلَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ
أقول وجدت في بعض مؤلفات المعاصرين أنه لماجمع ابن زياد لعنه الله قومه لحرب الحسين ع كانوا سبعين ألف فارس فقال ابن زياد أيها الناس من
صفحه : 306
منكم يتولي قتل الحسين و له ولاية أي بلد شاء فلم يجبه أحد منهم فاستدعي بعمر بن سعد لعنه الله و قال له ياعمر أريد أن تتولي حرب الحسين بنفسك فقال له اعفني من ذلك فقال ابن زياد قدأعفيتك ياعمر فاردد علينا عهدنا ألذي كتبنا إليك بولاية الري فقال عمر أمهلنا الليلة فقال له قدأمهلتك .فانصرف عمر بن سعد إلي منزله وجعل يستشير قومه وإخوانه و من يثق به من أصحابه فلم يشر عليه أحد بذلك و كان عندعمر بن سعد رجل من أهل الخير يقال له كامل و كان صديقا لأبيه من قبله فقال له ياعمر ما لي أراك بهيئة وحركة فما ألذي أنت عازم عليه و كان كامل كاسمه ذا رأي وعقل ودين كامل . فقال له ابن سعد لعنه الله إني قدوليت أمر هذاالجيش في حرب الحسين وإنما قتله عندي و أهل بيته كأكلة آكل أوكشربة ماء و إذاقتلته خرجت إلي ملك الري فقال له كامل أف لك ياعمر بن سعد تريد أن تقتل الحسين ابن بنت رسول الله أف لك ولدينك ياعمر أسفهت الحق وضللت الهدي أ ماتعلم إلي حرب من تخرج ولمن تقاتل إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ. و الله لوأعطيت الدنيا و ما فيها علي قتل رجل واحد من أمة محمد لمافعلت فكيف تريد تقتل الحسين بن بنت رسول الله ص و ما ألذي تقول غدا لرسول الله إذاوردت عليه و قدقتلت ولده وقرة عينه وثمرة فؤاده و ابن سيدة نساء العالمين و ابن سيد الوصيين و هوسيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين وإنه في زماننا هذابمنزلة جده في زمانه وطاعته فرض علينا كطاعته وإنه باب الجنة والنار فاختر لنفسك ما أنت مختار وإني أشهد بالله إن حاربته أوقتلته أوأعنت عليه أو علي قتله لاتلبث في الدنيا بعده إلاقليلا. فقال له عمر بن سعد فبالموت تخوفني وإني إذافرغت من قتله أكون أميرا علي سبعين ألف فارس وأتولي ملك الري فقال له كامل إني أحدثك بحديث صحيح أرجو لك فيه النجاة إن وفقت لقبوله .
صفحه : 307
اعلم أني سافرت مع أبيك سعد إلي الشام فانقطعت بي مطيتي عن أصحابي وتهت وعطشت فلاح لي دير راهب فملت إليه ونزلت عن فرسي وأتيت إلي باب الدير لأشرب ماء فأشرف علي راهب من ذلك الدير و قال ماتريد فقلت له إني عطشان فقال لي أنت من أمة هذا النبي الذين يقتل بعضهم بعضا علي حب الدنيا مكالبة ويتنافسون فيها علي حطامها فقلت له أنا من الأمة المرحومة أمة محمدص . فقال إنكم أشر أمة فالويل لكم يوم القيامة و قدغدوتم إلي عترة نبيكم وتسبون نساءه وتنهبون أمواله فقلت له ياراهب نحن نفعل ذلك قال نعم وإنكم إذافعلتم ذلك عجت السماوات والأرضون والبحار والجبال والبراري والقفار والوحوش والأطيار باللعنة علي قاتله ثم لايلبث قاتله في الدنيا إلاقليلا ثم يظهر رجل يطلب بثأره فلايدع أحدا شرك في دمه إلاقتله وعجل الله بروحه إلي النار. ثم قال الراهب إني لأري لك قرابة من قاتل هذاالابن الطيب و الله إني لوأدركت أيامه لوقيته بنفسي من حر السيوف فقلت ياراهب إني أعيذ نفسي أن أكون ممن يقاتل ابن بنت رسول الله ص فقال إن لم تكن أنت فرجل قريب منك و إن قاتله عليه نصف عذاب أهل النار و إن عذابه أشد من عذاب فرعون وهامان ثم ردم الباب في وجهي ودخل يعبد الله تعالي وأبي أن يسقيني الماء. قال كامل فركبت فرسي ولحقت أصحابي فقال لي أبوك سعد مابطأك عنا ياكامل فحدثته بما سمعته من الراهب فقال لي صدقت . ثم إن سعدا أخبرني أنه نزل بدير هذاالراهب مرة من قبلي فأخبره أنه هو الرجل ألذي يقتل ابن بنت رسول الله فخاف أبوك سعد من ذلك وخشي أن تكون أنت قاتله فأبعدك عنه وأقصاك فاحذر ياعمر أن تخرج عليه يكون عليك نصف عذاب أهل النار قال فبلغ الخبر ابن زياد لعنه الله فاستدعي بكامل وقطع لسانه
صفحه : 308
فعاش يوما أوبعض يوم ومات رحمه الله . قَالَ وَ حكُيَِ أَنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ رَآهُ إسِراَئيِليِّ مُستَعجِلًا وَ قَد كَسَتهُ الصّفرَةُ وَ اعتَرَي بَدَنَهُ الضّعفُ وَ حَكَمَ بِفَرَائِصِهِ الرّجفُ وَ قَدِ اقشَعَرّ جِسمُهُ وَ غَارَت عَينَاهُ وَ نَحِفَ لِأَنّهُ كَانَ إِذَا دَعَاهُ رَبّهُ لِلمُنَاجَاةِ يَصِيرُ عَلَيهِ ذَلِكَ مِن خِيفَةِ اللّهِ تَعَالَي فَعَرَفَهُ الإسِراَئيِليِّ وَ هُوَ مِمّن آمَنَ بِهِ فَقَالَ لَهُ يَا نبَيِّ اللّهِ أَذنَبتُ ذَنباً عَظِيماً فَاسأَل رَبّكَ أَن يَعفُوَ عنَيّ فَأَنعَمَ وَ سَارَ. فَلَمّا نَاجَي رَبّهُ قَالَ لَهُ يَا رَبّ العَالَمِينَ أَسأَلُكَ وَ أَنتَ العَالِمُ قَبلَ نطُقيِ بِهِ فَقَالَ تَعَالَي يَا مُوسَي مَا تسَألَنُيِ أُعطِيكَ وَ مَا تُرِيدُ أُبَلّغُكَ قَالَ رَبّ إِنّ فُلَاناً عَبدَكَ الإسِراَئيِليِّ أَذنَبَ ذَنباً وَ يَسأَلُكَ العَفوَ قَالَ يَا مُوسَي أَعفُو عَمّنِ استغَفرَنَيِ إِلّا قَاتِلَ الحُسَينِ. قَالَ مُوسَي يَا رَبّ وَ مَنِ الحُسَينُ قَالَ لَهُ ألّذِي مَرّ ذِكرُهُ عَلَيكَ بِجَانِبِ الطّورِ قَالَ يَا رَبّ وَ مَن يَقتُلُهُ قَالَ يَقتُلُهُ أُمّةُ جَدّهِ البَاغِيَةُ الطّاغِيَةُ فِي أَرضِ كَربَلَاءَ وَ تَنفِرُ فَرَسُهُ وَ تُحَمحِمُ وَ تَصهِلُ وَ تَقُولُ فِي صَهِيلِهَا الظّلِيمَةَ الظّلِيمَةَ مِن أُمّةٍ قَتَلَت ابنَ بِنتِ نَبِيّهَا فَيَبقَي مُلقًي عَلَي الرّمَالِ مِن غَيرِ غُسلٍ وَ لَا كَفَنٍ وَ يُنهَبُ رَحلُهُ وَ يُسبَي نِسَاؤُهُ فِي البُلدَانِ وَ يُقتَلُ نَاصِرُهُ وَ تُشهَرُ رُءُوسُهُم مَعَ رَأسِهِ عَلَي أَطرَافِ الرّمَاحِ يَا مُوسَي صَغِيرُهُم يُمِيتُهُ العَطَشُ وَ كَبِيرُهُم جِلدُهُ مُنكَمِشٌ يَستَغِيثُونَ وَ لَا نَاصِرَ وَ يَستَجِيرُونَ وَ لَا خَافِرَ. قَالَ فَبَكَي مُوسَي ع وَ قَالَ يَا رَبّ وَ مَا لِقَاتِلِيهِ مِنَ العَذَابِ قَالَ يَا مُوسَي عَذَابٌ يَستَغِيثُ مِنهُ أَهلُ النّارِ بِالنّارِ لَا تَنَالُهُم رحَمتَيِ وَ لَا شَفَاعَةُ جَدّهِ وَ لَو لَم تَكُن كَرَامَةٌ لَهُ لَخَسَفَت بِهِمُ الأَرضُ. قَالَ مُوسَي بَرِئتُ إِلَيكَ أللّهُمّ مِنهُم وَ مِمّن رضَيَِ بِفِعَالِهِم فَقَالَ سُبحَانَهُ يَا مُوسَي كَتَبتُ رَحمَةً لِتَابِعِيهِ مِن عبِاَديِ وَ اعلَم أَنّهُ مَن بَكَي عَلَيهِ أَو أَبكَي أَو تَبَاكَي حَرّمتُ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ.
صفحه : 309
تذنيب قال مؤلف كتاب إلزام النواصب وغيره إن ميسون بنت بجدل الكلبية أمكنت عبدأبيها عن نفسها فحملت يزيد لعنه الله و إلي هذاأشار النسابة الكلبي بقوله .
فإن يكن الزمان أتي علينا | بقتل الترك والموت الوحي |
فقد قتل الدعي و عبدكلب | بأرض الطف أولاد النبي |
.أراد بالدعي عبيد الله بن زياد لعنه الله فإن أباه زياد ابن سمية كانت أمه سمية مشهورة بالزنا وولد علي فراش أبي عبيد عبدبني علاج من ثقيف فادعي معاوية أن أباسفيان زني بأم زياد فأولدها زيادا وإنه أخوه فصار اسمه الدعي وكانت عائشة تسميه زياد بن أبيه لأنه ليس له أب معروف ومراده بعبد كلب يزيد بن معاوية لأنه من عبدبجدل الكلبي. و أماعمر بن سعد لعنه الله فقد نسبوا أباه سعدا إلي غير أبيه وإنه من رجل من بني عذرة كان خدنا لأمه ويشهد بذلك قول معاوية لعنه الله حين قال سعد لمعاوية أناأحق بهذا الأمر منك فقال له معاوية يأبي عليك ذلك بنو عذرة وضرط له روي ذلك النوفلي بن سليمان من علماء السنة ويدل علي ذلك قول السيد الحميري
قدما تداعوا زنيما ثم سادهم | لو لاخمول بني سعد لماسادوا |
صفحه : 310
أقول بدأت أولا في إيراد تلك القصص الهائلة بإيراد رواية أوردها الصدوق رحمه الله ثم جمعت في إيراد تمام القصة بين رواية المفيد رحمه الله في الإرشاد ورواية السيد بن طاوس رحمه الله في كتاب الملهوف ورواية الشيخ جعفر بن محمد بن نما في كتاب مثير الأحزان ورواية أبي الفرج الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين ورواية السيد العالم محمد بن أبي طالب بن أحمدالحسيني الحائري من كتاب كبير جمعه في مقتله ع ورواية صاحب كتاب المناقب ألذي ألفه بعض القدماء من الكتب المعتبرة وذكر أسانيده إليها ومؤلفه إما من الإمامية أو من الزيدية وعندي منه نسخة قديمة مصحّحة ورواية المسعودي في كتاب مروج الذهب و هو من علمائنا الإمامية ورواية ابن شهرآشوب في المناقب ورواية صاحب كشف الغمة و غير ذلك مما قدنصرّح باسم من ننقل عنه ثم نختم الباب بإيراد الأخبار المتفرقة
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ البغَداَديِّ الحَافِظُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عُثمَانَ بنِ زِيَادٍ التسّترَيِّ مِن كِتَابِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي بنِ يُونُسَ بنِ أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ قاَضيِ بَلخٍ قَالَ حدَثّتَنيِ مُرَيسَةُ بِنتُ مُوسَي بنِ يُونُسَ بنِ أَبِي إِسحَاقَ وَ كَانَت عمَتّيِ قَالَت حدَثّتَنيِ صَفِيّةُ بِنتُ يُونُسَ بنِ أَبِي إِسحَاقَ الهَمدَانِيّةُ وَ كَانَت عمَتّيِ قَالَت حدَثّتَنيِ بَهجَةُ بِنتُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ اللّهِ التغّلبِيِّ عَن خَالِهَا عَبدِ اللّهِ بنِ مَنصُورٍ وَ كَانَ رَضِيعاً لِبَعضِ وُلدِ زَيدِ بنِ عَلِيّ قَالَ سَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ
صفحه : 311
بنِ الحُسَينِ فَقُلتُ حدَثّنيِ عَن مَقتَلِ ابنِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت مُعَاوِيَةَ الوَفَاةُ دَعَا ابنَهُ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ فَأَجلَسَهُ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَّ إنِيّ قَد ذَلّلتُ لَكَ الرّقَابَ الصّعَابَ وَ وَطَدتُ لَكَ البِلَادَ وَ جَعَلتُ المُلكَ وَ مَا فِيهِ لَكَ طُعمَةً وَ إنِيّ أَخشَي عَلَيكَ مِن ثَلَاثَةِ نَفَرٍ يُخَالِفُونَ عَلَيكَ بِجَهدِهِم وَ هُم عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ فَأَمّا عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ فَهُوَ مَعَكَ فَالزَمهُ وَ لَا تَدَعهُ وَ أَمّا عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَقَطّعهُ إِن ظَفِرتَ بِهِ إِرباً إِرباً فَإِنّهُ يَجثُو لَكَ كَمَا يَجثُو الأَسَدُ لِفَرِيسَتِهِ وَ يُؤَارِبُكَ مُؤَارَبَةَ الثّعلَبِ لِلكَلبِ وَ أَمّا الحُسَينُ فَقَد عَرَفتَ حَظّهُ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ هُوَ مِن لَحمِ رَسُولِ اللّهِ وَ دَمِهِ وَ قَد عَلِمتَ لَا مَحَالَةَ أَنّ أَهلَ العِرَاقِ سَيُخرِجُونَهُ إِلَيهِم ثُمّ يَخذُلُونَهُ وَ يُضَيّعُونَهُ فَإِن ظَفِرتَ
صفحه : 312
بِهِ فَاعرِف حَقّهُ وَ مَنزِلَتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ لَا تُؤَاخِذهُ بِفِعلِهِ وَ مَعَ ذَلِكَ فَإِنّ لَنَا بِهِ خِلطَةً وَ رَحِماً وَ إِيّاكَ أَن تَنَالَهُ بِسُوءٍ أَو يَرَي مِنكَ مَكرُوهاً قَالَ فَلَمّا هَلَكَ مُعَاوِيَةُ وَ تَوَلّي الأَمرَ بَعدَهُ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللّهُ بَعَثَ عَامِلَهُ عَلَي مَدِينَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ عَمّهُ عُتبَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ فَقَدِمَ المَدِينَةَ وَ عَلَيهَا مَروَانُ بنُ الحَكَمِ وَ كَانَ عَامِلَ مُعَاوِيَةَ فَأَقَامَهُ عُتبَةُ مِن مَكَانِهِ وَ جَلَسَ فِيهِ لِيُنفِذَ فِيهِ أَمرَ يَزِيدَ فَهَرَبَ مَروَانُ فَلَم يَقدِر عَلَيهِ وَ بَعَثَ عُتبَةُ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَمَرَكَ أَن تُبَايِعَ لَهُ فَقَالَ الحُسَينُ ع يَا عُتبَةُ قَد عَلِمتَ أَنّا أَهلُ بَيتِ الكَرَامَةِ وَ مَعدِنُ الرّسَالَةِ وَ أَعلَامُ الحَقّ الّذِينَ أَودَعَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قُلُوبَنَا وَ أَنطَقَ بِهِ أَلسِنَتَنَا فَنَطَقَت بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَقَد سَمِعتُ جدَيّ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ إِنّ الخِلَافَةَ مُحَرّمَةٌ عَلَي وُلدِ أَبِي سُفيَانَ وَ كَيفَ أُبَايِعُ أَهلَ بَيتٍ قَد قَالَ فِيهِم رَسُولُ اللّهِ هَذَا فَلَمّا سَمِعَ عُتبَةُ ذَلِكَ دَعَا الكَاتِبَ وَ كَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِلَي عَبدِ اللّهِ يَزِيدَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مِن عُتبَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ لَيسَ يَرَي لَكَ خِلَافَةً وَ لَا بَيعَةً فَرَأيُكَ فِي أَمرِهِ وَ السّلَامُ فَلَمّا وَرَدَ الكِتَابُ عَلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ كَتَبَ الجَوَابَ إِلَي عُتبَةَ أَمّا بَعدُ فَإِذَا أَتَاكَ كتِاَبيِ هَذَا فَعَجّل عَلَيّ بِجَوَابِهِ وَ بَيّن لِي فِي كِتَابِكَ كُلّ مَن فِي طاَعتَيِ أَو خَرَجَ عَنهَا وَ ليَكُن مَعَ الجَوَابِ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَبَلَغَ ذَلِكَ الحُسَينَ ع فَهَمّ بِالخُرُوجِ مِن أَرضِ الحِجَازِ إِلَي أَرضِ العِرَاقِ فَلَمّا أَقبَلَ اللّيلُ رَاحَ إِلَي مَسجِدِ النّبِيّص لِيُوَدّعَ القَبرَ فَلَمّا وَصَلَ إِلَي القَبرِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنَ القَبرِ فَعَادَ إِلَي مَوضِعِهِ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ الثّانِيَةُ رَاحَ لِيُوَدّعَ
صفحه : 313
القَبرَ فَقَامَ يصُلَيّ فَأَطَالَ فَنَعَسَ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَجَاءَهُ النّبِيّ وَ هُوَ فِي مَنَامِهِ فَأَخَذَ الحُسَينَ وَ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُ بَينَ عَينَيهِ وَ يَقُولُ بأِبَيِ أَنتَ كأَنَيّ أَرَاكَ مُرَمّلًا بِدَمِكَ بَينَ عِصَابَةٍ مِن هَذِهِ الأُمّةِ يَرجُونَ شفَاَعتَيِ مَا لَهُم عِندَ اللّهِ مِن خَلَاقٍ يَا بنُيَّ إِنّكَ قَادِمٌ عَلَي أَبِيكَ وَ أُمّكَ وَ أَخِيكَ وَ هُم مُشتَاقُونَ إِلَيكَ وَ إِنّ لَكَ فِي الجَنّةِ دَرَجَاتٍ لَا تَنَالُهَا إِلّا بِالشّهَادَةِ فَانتَبَهَ الحُسَينُ ع مِن نَومِهِ بَاكِياً فَأَتَي أَهلَ بَيتِهِ فَأَخبَرَهُم بِالرّؤيَا وَ وَدّعَهُم وَ حَمَلَ أَخَوَاتِهِ عَلَي المَحَامِلِ وَ ابنَتَهُ وَ ابنَ أَخِيهِ القَاسِمَ بنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع ثُمّ سَارَ فِي أَحَدٍ وَ عِشرِينَ رَجُلًا مِن أَصحَابِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ مِنهُم أَبُو بَكرِ بنُ عَلِيّ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ عُثمَانُ بنُ عَلِيّ وَ العَبّاسُ بنُ عَلِيّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ الأَكبَرُ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ الأَصغَرُ وَ سَمِعَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ بِخُرُوجِهِ فَقَدّمَ رَاحِلَتَهُ وَ خَرَجَ خَلفَهُ مُسرِعاً فَأَدرَكَهُ فِي بَعضِ المَنَازِلِ فَقَالَ أَينَ تُرِيدُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ العِرَاقَ قَالَ مَهلًا ارجِع إِلَي حَرَمِ جَدّكَ فَأَبَي الحُسَينُ عَلَيهِ فَلَمّا رَأَي ابنُ عُمَرَ إِبَاءَهُ قَالَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ اكشِف لِي عَنِ المَوضِعِ ألّذِي كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُقَبّلُهُ مِنكَ فَكَشَفَ الحُسَينُ ع عَن سُرّتِهِ فَقَبّلَهَا ابنُ عُمَرَ ثَلَاثاً وَ بَكَي وَ قَالَ أَستَودِعُكَ اللّهَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ فَإِنّكَ مَقتُولٌ فِي وَجهِكَ هَذَا فَسَارَ الحُسَينُ ع وَ أَصحَابُهُ فَلَمّا نَزَلُوا ثَعلَبِيّةَ وَرَدَ عَلَيهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ بِشرُ بنُ غَالِبٍ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم قَالَ إِمَامٌ دَعَا إِلَي هُدًي فَأَجَابُوهُ إِلَيهِ وَ إِمَامٌ دَعَا إِلَي ضَلَالَةٍ فَأَجَابُوهُ إِلَيهَا هَؤُلَاءِ فِي الجَنّةِ وَ هَؤُلَاءِ فِي النّارِ وَ هُوَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ ثُمّ سَارَ حَتّي نَزَلَ العُذَيبَ فَقَالَ فِيهَا قَائِلَةَ الظّهِيرَةِ ثُمّ انتَبَهَ مِن نَومِهِ
صفحه : 314
بَاكِياً فَقَالَ لَهُ ابنُهُ مَا يُبكِيكَ يَا أَبَه فَقَالَ يَا بنُيَّ إِنّهَا سَاعَةٌ لَا تَكذِبُ الرّؤيَا فِيهَا وَ إِنّهُ عَرَضَ لِي فِي مَنَامٍ عَارِضٌ فَقَالَ تُسرِعُونَ السّيرَ وَ المَنَايَا تَسِيرُ بِكُم إِلَي الجَنّةِ ثُمّ سَارَ حَتّي نَزَلَ الرّهَيمَةَ فَوَرَدَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ يُكَنّي أَبَا هَرِمٍ فَقَالَ يَا ابنَ النّبِيّ مَا ألّذِي أَخرَجَكَ مِنَ المَدِينَةِ فَقَالَ وَيحَكَ يَا بَا هَرِمٍ شَتَمُوا عرِضيِ فَصَبَرتُ وَ طَلَبُوا ماَليِ فَصَبَرتُ وَ طَلَبُوا دمَيِ فَهَرَبتُ وَ ايمُ اللّهِ ليَقَتلُنُيِ ثُمّ لَيَلبَسَنّهُمُ اللّهُ ذُلّا شَامِلًا وَ سَيفاً قَاطِعاً وَ لَيُسَلّطَنّ عَلَيهِم مَن يُذِلّهُم قَالَ وَ بَلَغَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ الخَبَرُ وَ أَنّ الحُسَينَ ع قَد نَزَلَ الرّهَيمَةَ فَأَسرَي إِلَيهِ حُرّ بنَ يَزِيدَ فِي أَلفِ فَارِسٍ قَالَ الحُرّ فَلَمّا خَرَجتُ مِن منَزلِيِ مُتَوَجّهاً نَحوَ الحُسَينِ ع نُودِيتُ ثَلَاثاً يَا حُرّ أَبشِر بِالجَنّةِ فَالتَفَتّ فَلَم أَرَ أَحَداً فَقُلتُ ثَكِلَتِ الحُرّ أُمّهُ يَخرُجُ إِلَي قِتَالِ ابنِ رَسُولِ اللّهِص وَ يُبَشّرُ بِالجَنّةِ فَرَهِقَهُ عِندَ صَلَاةِ الظّهرِ فَأَمَرَ الحُسَينُ ع ابنَهُ فَأَذّنَ وَ أَقَامَ وَ قَامَ الحُسَينُ ع فَصَلّي بِالفَرِيقَينِ فَلَمّا سَلّمَ وَثَبَ الحُرّ بنُ يَزِيدَ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ الحُسَينُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ مَن أَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ فَقَالَ أَنَا الحُرّ بنُ يَزِيدَ فَقَالَ يَا حُرّ أَ عَلَينَا أَم لَنَا فَقَالَ الحُرّ وَ اللّهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَقَد بُعِثتُ لِقِتَالِكَ وَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أُحشَرَ مِن قبَريِ وَ ناَصيِتَيِ مَشدُودَةٌ إلِيَّ وَ يدَيَّ مَغلُولَةٌ إِلَي عنُقُيِ وَ أُكَبّ عَلَي حَرّ وجَهيِ فِي النّارِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَينَ تَذهَبُ ارجِع إِلَي حَرَمِ جَدّكَ فَإِنّكَ مَقتُولٌ فَقَالَ الحُسَينُ ع
سأَمَضيِ فَمَا بِالمَوتِ عَارٌ عَلَي الفَتَي | إِذَا مَا نَوَي حَقّاً وَ جَاهَدَ مُسلِماً |
وَ وَاسَي الرّجَالَ الصّالِحِينَ بِنَفسِهِ | وَ فَارَقَ مَثبُوراً وَ خَالَفَ مُجرِماً |
فَإِن مِتّ لَم أَندَم وَ إِن عِشتُ لَم أُلَم | كَفَي بِكَ ذُلّا أَن تَمُوتَ وَ تُرغَمَا |
صفحه : 315
ثُمّ سَارَ الحُسَينُ حَتّي نَزَلَ القُطقُطَانَةَ فَنَظَرَ إِلَي فُسطَاطٍ مَضرُوبٍ فَقَالَ لِمَن هَذَا الفُسطَاطُ فَقِيلَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ الحُرّ الحنَفَيِّ فَأَرسَلَ إِلَيهِ الحُسَينُ ع فَقَالَ أَيّهَا الرّجُلُ إِنّكَ مُذنِبٌ خَاطِئٌ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ آخِذُكَ بِمَا أَنتَ صَانِعٌ إِن لَم تَتُب إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي سَاعَتِكَ هَذِهِ فتَنَصرُنَيِ وَ يَكُونُ جدَيّ شَفِيعَكَ بَينَ يدَيَِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ اللّهِ لَو نَصَرتُكَ لَكُنتُ أَوّلَ مَقتُولٍ بَينَ يَدَيكَ وَ لَكِن هَذَا فرَسَيِ خُذهُ إِلَيكَ فَوَ اللّهِ مَا رَكِبتُهُ قَطّ وَ أَنَا أَرُومُ شَيئاً إِلّا بَلَغتُهُ وَ لَا أرَاَدنَيِ أَحَدٌ إِلّا نَجَوتُ عَلَيهِ فَدُونَكَ فَخُذهُ فَأَعرَضَ عَنهُ الحُسَينُ ع بِوَجهِهِ ثُمّ قَالَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ وَ لَا فِي فَرَسِكَ وَ مَا كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداً وَ لَكِن فِرّ فَلَا لَنَا وَ لَا عَلَينَا فَإِنّهُ مَن سَمِعَ وَاعِيَتَنَا أَهلَ البَيتِ ثُمّ لَم يُجِبنَا كَبّهُ اللّهُ عَلَي وَجهِهِ فِي نَارِ جَهَنّمَ ثُمّ سَارَ حَتّي نَزَلَ بِكَربَلَاءَ فَقَالَ أَيّ مَوضِعٍ هَذَا فَقِيلَ هَذَا كَربَلَاءُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ ع هَذَا وَ اللّهِ يَومُ كَربٍ وَ بَلَاءٍ وَ هَذَا المَوضِعُ ألّذِي يُهَرَاقُ فِيهِ دِمَاؤُنَا وَ يُبَاحُ فِيهِ حَرِيمُنَا فَأَقبَلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ بِعَسكَرِهِ حَتّي عَسكَرَ بِالنّخَيلَةِ وَ بَعَثَ إِلَي الحُسَينِ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ قَائِدُهُ فِي أَربَعَةِ آلَافِ فَارِسٍ وَ أَقبَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحُصَينِ التمّيِميِّ فِي أَلفِ فَارِسٍ يَتبَعُهُ شَبَثُ بنُ ربِعيِّ فِي أَلفِ فَارِسٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ الكنِديِّ أَيضاً فِي أَلفِ فَارِسٍ وَ كَتَبَ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلَي النّاسِ وَ أَمَرَهُم أَن يَسمَعُوا لَهُ وَ يُطِيعُوهُ فَبَلَغَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ أَنّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ يُسَامِرُ الحُسَينَ ع وَ يُحَدّثُهُ وَ يَكرَهُ قِتَالَهُ فَوَجّهُ إِلَيهِ شِمرَ بنَ ذيِ الجَوشَنِ فِي أَربَعَةِ آلَافِ فَارِسٍ وَ كَتَبَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ إِذَا أَتَاكَ كتِاَبيِ هَذَا فَلَا تُمهِلَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ وَ خُذ بِكَظَمِهِ وَ حُل بَينَ المَاءِ وَ بَينَهُ كَمَا حِيلَ بَينَ عُثمَانَ وَ بَينَ المَاءِ يَومَ الدّارِ فَلَمّا وَصَلَ الكِتَابُ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ لَعَنَهُ اللّهُ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَي إِنّا قَد أَجّلنَا حُسَيناً وَ أَصحَابَهُ يَومَهُمُ وَ لَيلَتَهُم فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي الحُسَينِ وَ عَلَي أَصحَابِهِ فَقَامَ الحُسَينُ فِي أَصحَابِهِ خَطِيباً فَقَالَ
صفحه : 316
أللّهُمّ إنِيّ لَا أَعرِفُ أَهلَ بَيتٍ أَبَرّ وَ لَا أَزكَي وَ لَا أَطهَرَ مِن أَهلِ بيَتيِ وَ لَا أَصحَاباً هُم خَيرٌ مِن أصَحاَبيِ وَ قَد نَزَلَ بيِ مَا قَد تَرَونَ وَ أَنتُم فِي حِلّ مِن بيَعتَيِ لَيسَت لِي فِي أَعنَاقِكُم بَيعَةٌ وَ لَا لِي عَلَيكُم ذِمّةٌ وَ هَذَا اللّيلُ قَد غَشِيَكُم فَاتّخِذُوهُ جَمَلًا وَ تَفَرّقُوا فِي سَوَادِهِ فَإِنّ القَومَ إِنّمَا يطَلبُوُنيّ وَ لَو ظَفِرُوا بيِ لَذَهَلُوا عَن طَلَبِ غيَريِ فَقَامَ عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا ذَا يَقُولُ لَنَا النّاسُ إِن نَحنُ خَذَلنَا شَيخَنَا وَ كَبِيرَنَا وَ سَيّدَنَا وَ ابنَ سَيّدِ الأَعمَامِ وَ ابنَ نَبِيّنَا سَيّدِ الأَنبِيَاءِ لَم نَضرِب مَعَهُ بِسَيفٍ وَ لَم نُقَاتِل مَعَهُ بِرُمحٍ لَا وَ اللّهِ أَو نَرِدَ مَورِدَكَ وَ نَجعَلَ أَنفُسَنَا دُونَ نَفسِكَ وَ دِمَاءَنَا دُونَ دَمِكَ فَإِذَا نَحنُ فَعَلنَا ذَلِكَ فَقَد قَضَينَا مَا عَلَينَا وَ خَرَجنَا مِمّا لَزِمَنَا وَ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ زُهَيرُ بنُ القَينِ البجَلَيِّ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَدِدتُ أنَيّ قُتِلتُ ثُمّ نُشِرتُ ثُمّ قُتِلتُ ثُمّ نُشِرتُ ثُمّ قُتِلتُ ثُمّ نُشِرتُ فِيكَ وَ فِي الّذِينَ مَعَكَ مِائَةَ قَتلَةٍ وَ إِنّ اللّهَ دَفَعَ بيِ عَنكُم أَهلَ البَيتِ فَقَالَ لَهُ وَ لِأَصحَابِهِ جُزِيتُم خَيراً ثُمّ إِنّ الحُسَينَ ع أَمَرَ بِحَفِيرَةٍ فَحُفِرَت حَولَ عَسكَرِهِ شِبهَ الخَندَقِ وَ أَمَرَ فَحُشِيَت حَطَباً وَ أَرسَلَ عَلِيّاً ابنَهُ ع فِي ثَلَاثِينَ فَارِساً وَ عِشرِينَ رَاجِلًا لِيَستَقُوا المَاءَ وَ هُم عَلَي وَجَلٍ شَدِيدٍ وَ أَنشَأَ الحُسَينُ يَقُولُ
يَا دَهرُ أُفّ لَكَ مِن خَلِيلٍ | كَم لَكَ فِي الإِشرَاقِ وَ الأَصِيلِ |
مِن طَالِبٍ وَ صَاحِبٍ قَتِيلٍ | وَ الدّهرُ لَا يَقنَعُ بِالبَدِيلِ |
وَ إِنّمَا الأَمرُ إِلَي الجَلِيلِ | وَ كُلّ حيَّ سَالِكٌ سبَيِليِ |
ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ قُومُوا فَاشرَبُوا مِنَ المَاءِ يَكُن آخِرَ زَادِكُم وَ تَوَضّئُوا
صفحه : 317
وَ اغتَسِلُوا وَ اغسِلُوا ثِيَابَكُم لِتَكُونَ أَكفَانَكُم ثُمّ صَلّي بِهِمُ الفَجرَ وَ عَبّأَهُم تَعبِئَةَ الحَربِ وَ أَمَرَ بِحَفِيرَتِهِ التّيِ حَولَ عَسكَرِهِ فَأُضرِمَت بِالنّارِ لِيُقَاتِلَ القَومُ مِن وَجهٍ وَاحِدٍ وَ أَقبَلَ رَجُلٌ مِن عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلَي فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُوَيرِيَةَ المزُنَيِّ فَلَمّا نَظَرَ إِلَي النّارِ تَتّقِدُ صَفَقَ بِيَدِهِ وَ نَادَي يَا حُسَينُ وَ أَصحَابَ حُسَينٍ أَبشِرُوا بِالنّارِ فَقَد تَعَجّلتُمُوهَا فِي الدّنيَا فَقَالَ الحُسَينُ ع مَنِ الرّجُلُ فَقِيلَ ابنُ أَبِي جُوَيرِيَةَ المزُنَيِّ فَقَالَ الحُسَينُ ع أللّهُمّ أَذِقهُ عَذَابَ النّارِ فِي الدّنيَا فَنَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ وَ أَلقَاهُ فِي تِلكَ النّارِ فَاحتَرَقَ ثُمّ بَرَزَ مِن عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ رَجُلٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ تَمِيمُ بنُ حُصَينٍ الفزَاَريِّ فَنَادَي يَا حُسَينُ وَ يَا أَصحَابَ حُسَينٍ أَ مَا تَرَونَ إِلَي مَاءِ الفُرَاتِ يَلُوحُ كَأَنّهُ بُطُونُ الحَيّاتِ وَ اللّهِ لَا ذُقتُم مِنهُ قَطرَةً حَتّي تَذُوقُوا المَوتَ جَزَعاً فَقَالَ الحُسَينُ ع مَنِ الرّجُلُ فَقِيلَ تَمِيمُ بنُ حُصَينٍ فَقَالَ الحُسَينُ هَذَا وَ أَبُوهُ مِن أَهلِ النّارِ أللّهُمّ اقتُل هَذَا عَطَشاً فِي هَذَا اليَومِ قَالَ فَخَنَقَهُ العَطَشُ حَتّي سَقَطَ عَن فَرَسِهِ فَوَطِئَتهُ الخَيلُ بِسَنَابِكِهَا فَمَاتَ ثُمّ أَقبَلَ آخَرُ مِن عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ يُقَالُ لَهُ مُحَمّدُ بنُ أَشعَثَ بنِ قَيسٍ الكنِديِّ فَقَالَ يَا حُسَينَ بنَ فَاطِمَةَ أَيّةُ حُرمَةٍ لَكَ مِن رَسُولِ اللّهِ لَيسَت لِغَيرِكَ فَتَلَا الحُسَينُ هَذِهِ الآيَةَإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةًالآيَةَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ إِنّ مُحَمّداً لَمِن آلِ اِبرَاهِيمَ وَ إِنّ العِترَةَ الهَادِيَةَ لَمِن آلِ مُحَمّدٍ مَنِ الرّجُلُ فَقِيلَ مُحَمّدُ بنُ أَشعَثَ بنِ قَيسٍ الكنِديِّ فَرَفَعَ الحُسَينُ ع رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ أَرِ مُحَمّدَ بنَ الأَشعَثِ ذُلّا فِي هَذَا اليَومِ لَا تُعِزّهُ بَعدَ هَذَا اليَومِ أَبَداً فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ فَخَرَجَ مِنَ العَسكَرِ يَتَبَرّزُ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ عَقرَباً فَلَدَغَتهُ فَمَاتَ باَديَِ العَورَةِ
صفحه : 318
فَبَلَغَ العَطَشُ مِنَ الحُسَينِ ع وَ أَصحَابِهِ فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن شِيعَتِهِ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بنُ الحُصَينِ الهمَداَنيِّ قَالَ اِبرَاهِيمُ بنُ عَبدِ اللّهِ راَويِ الحَدِيثِ هُوَ خَالُ أَبِي إِسحَاقَ الهمَداَنيِّ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ تَأذَنُ لِي فَأَخرُجُ إِلَيهِم فَأُكَلّمُهُم فَأَذِنَ لَهُ فَخَرَجَ إِلَيهِم فَقَالَ يَا مَعشَرَ النّاسِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بَعَثَ مُحَمّداًبِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراًوَ داعِياً إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً وَ هَذَا مَاءُ الفُرَاتِ تَقَعُ فِيهِ خَنَازِيرُ السّوَادِ وَ كِلَابُهَا وَ قَد حِيلَ بَينَهُ وَ بَينَ ابنِهِ فَقَالُوا يَا يَزِيدُ فَقَد أَكثَرتَ الكَلَامَ فَاكفُف فَوَ اللّهِ لَيَعطَشَنّ الحُسَينُ كَمَا عَطَشَ مَن كَانَ قَبلَهُ فَقَالَ الحُسَينُ ع اقعُد يَا يَزِيدُ ثُمّ وَثَبَ الحُسَينُ ع مُتَوَكّئاً عَلَي سَيفِهِ فَنَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ فَقَالَ أَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تعَرفِوُنيّ قَالُوا نَعَم أَنتَ ابنُ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص وَ سِبطُهُ قَالَ أَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ جدَيّ رَسُولُ اللّهِص قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ أَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ أمُيّ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ أَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ أَبِي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ أَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ جدَتّيِ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أَوّلُ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ إِسلَاماً قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ أَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ سَيّدَ الشّهَدَاءِ حَمزَةَ عَمّ أَبِي قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ جعفر[جَعفَراً]الطّيّارَ فِي الجَنّةِ عمَيّ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ هَذَا سَيفُ رَسُولِ اللّهِ وَ أَنَا مُتَقَلّدُهُ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ هَذِهِ عِمَامَةُ رَسُولِ اللّهِ أَنَا لَابِسُهَا قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ عَلِيّاً كَانَ أَوّلَهُم إِسلَاماً وَ أَعلَمَهُم عِلماً وَ أَعظَمَهُم حِلماً وَ أَنّهُ ولَيِّ كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَبِمَ تَستَحِلّونَ دمَيِ وَ أَبِي الذّائِدُ عَنِ الحَوضِ غَداً يَذُودُ عَنهُ رِجَالًا كَمَا يُذَادُ البَعِيرُ الصّادِرُ عَنِ المَاءِ وَ لِوَاءُ الحَمدِ فِي يدَيَ جدَيّ يَومَ القِيَامَةِ قَالُوا قَد عَلِمنَا ذَلِكَ كُلّهُ وَ نَحنُ غَيرُ تَارِكِيكَ حَتّي تَذُوقَ المَوتَ عَطَشاً
صفحه : 319
فَأَخَذَ الحُسَينُ ع بِطَرَفِ لِحيَتِهِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ ابنُ سَبعٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً ثُمّ قَالَ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي اليَهُودِ حِينَ قَالُواعُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي النّصَارَي حِينَ قَالُواالمَسِيحُ ابنُ اللّهِ وَ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي المَجُوسِ حِينَ عَبَدُوا النّارَ مِن دُونِ اللّهِ وَ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي قَومٍ قَتَلُوا نَبِيّهُم وَ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي هَذِهِ العِصَابَةِ الّذِينَ يُرِيدُونَ قتَليِ[قَتلَ] ابنِ نَبِيّهِم قَالَ فَضَرَبَ الحُرّ بنُ يَزِيدَ فَرَسَهُ وَ جَازَ عَسكَرَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ إِلَي عَسكَرِ الحُسَينِ ع وَاضِعاً يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ إِلَيكَ أُنِيبُ فَتُب عَلَيّ فَقَد أَرعَبتُ قُلُوبَ أَولِيَائِكَ وَ أَولَادَ نَبِيّكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَل لِي مِن تَوبَةٍ قَالَ نَعَم تَابَ اللّهُ عَلَيكَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ ائذَن لِي فَأُقَاتِلَ عَنكَ فَأَذِنَ لَهُ فَبَرَزَ وَ هُوَ يَقُولُ
أَضرِبُ فِي أَعنَاقِكُم بِالسّيفِ | عَن خَيرِ مَن حَلّ بِلَادَ الخَيفِ |
فَقَتَلَ مِنهُم ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا ثُمّ قُتِلَ فَأَتَاهُ الحُسَينُ ع وَ دَمُهُ يَشخَبُ فَقَالَ بَخ بَخ يَا حُرّ أَنتَ حُرّ كَمَا سُمّيتَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ ثُمّ أَنشَأَ الحُسَينُ يَقُولُ
لَنِعمَ الحُرّ حُرّ بنَيِ رِيَاحٍ | وَ نِعمَ الحُرّ مُختَلَفَ الرّمَاحِ |
وَ نِعمَ الحُرّ إِذ نَادَي حُسَيناً | فَجَادَ بِنَفسِهِ عِندَ الصّبَاحِ |
ثُمّ بَرَزَ مِن بَعدِهِ زُهَيرُ بنُ القَينِ البجَلَيِّ وَ هُوَ يَقُولُ مُخَاطِباً لِلحُسَينِ ع
اليَومَ نَلقَي جَدّكَ النّبِيّا | وَ حَسَناً وَ المُرتَضَي عَلِيّاً |
فَقَتَلَ مِنهُم تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلًا ثُمّ صُرِعَ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَا زُهَيرٌ وَ أَنَا ابنُ القَينِ | أَذُبّكُم بِالسّيفِ عَن حُسَينٍ |
ثُمّ بَرَزَ مِن بَعدِهِ حَبِيبُ بنُ مُظَهّرٍ الأسَدَيِّ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَا حَبِيبٌ وَ أَبِي مُطَهّرٌ | لَنَحنُ أَزكَي مِنكُمُ وَ أَطهَرُ |
َنصُرُ خَيرَ النّاسِ حِينَ يُذكَرُ |
صفحه : 320
فَقَتَلَ مِنهُم أَحَداً وَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا ثُمّ قُتِلَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ ثُمّ بَرَزَ مِن بَعدِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي عُروَةَ الغفِاَريِّ وَ هُوَ يَقُولُ
قَد عَلِمَت حَقّاً بَنُو غِفَارٍ | أنَيّ أَذُبّ فِي طِلَابِ الثّارِ |
اِلمشَرفَيِّ وَ القَنَا الخَطّارِ |
فَقَتَلَ مِنهُم عِشرِينَ رَجُلًا ثُمّ قُتِلَ رَحِمَهُ اللّهُ ثُمّ بَرَزَ مِن بَعدِهِ بُدَيرُ بنُ حَفِيرٍ الهمَداَنيِّ وَ كَانَ أَقرَأَ أَهلِ زَمَانِهِ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَا بُدَيرٌ وَ أَبِي حَفِيرٌ | لَا خَيرَ فِيمَن لَيسَ فِيهِ خَيرٌ |
فَقَتَلَ مِنهُم ثَلَاثِينَ رَجُلًا ثُمّ قُتِلَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ ثُمّ بَرَزَ مِن بَعدِهِ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ الكاَهلِيِّ وَ هُوَ يَقُولُ
قَد عَلِمَت كَاهِلُهَا وَ دُودَانُ | وَ الخِندِفِيّونَ وَ قَيسُ عَيلَانَ |
بِأَنّ قوَميِ قُصَمُ الأَقرَانِ | يَا قَومِ كُونُوا كَأُسُودِ الجَانِ |
آلُ عَلِيّ شِيعَةُ الرّحمَنِ | وَ آلُ حَربٍ شِيعَةُ الشّيطَانِ |
فَقَتَلَ مِنهُم ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا ثُمّ قُتِلَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ بَرَزَ مِن بَعدِهِ زِيَادُ بنُ مُهَاصِرٍ الكنِديِّ فَحَمَلَ عَلَيهِم وَ أَنشَأَ يَقُولُ
أَنَا زِيَادٌ وَ أَبِي مُهَاصِرٌ | أَشجَعُ مِن لَيثِ العَرِينِ الخَادِرِ |
يَا رَبّ إنِيّ لِلحُسَينِ نَاصِرٌ | وَ لِابنِ سَعدٍ تَارِكٌ مُهَاجِرٌ |
فَقَتَلَ مِنهُم تِسعَةً ثُمّ قُتِلَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ بَرَزَ مِن بَعدِهِ وَهبُ بنُ وَهبٍ وَ كَانَ نَصرَانِيّاً أَسلَمَ عَلَي يدَيَِ الحُسَينِ هُوَ وَ أُمّهُ فَاتّبَعُوهُ إِلَي كَربَلَاءَ فَرَكِبَ فَرَساً وَ تَنَاوَلَ بِيَدِهِ عُودَ الفُسطَاطِ فَقَاتَلَ وَ قَتَلَ مِنَ القَومِ سَبعَةً أَو ثَمَانِيَةً ثُمّ استُوسِرَ فأَتُيَِ بِهِ عُمَرَ بنَ سَعدٍ فَأَمَرَ بِضَربِ عُنُقِهِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ وَ رمُيَِ بِهِ إِلَي عَسكَرِ الحُسَينِ ع وَ أَخَذَت أُمّهُ سَيفَهُ وَ بَرَزَت فَقَالَ لَهَا الحُسَينُ
صفحه : 321
يَا أُمّ وَهبٍ اجلسِيِ فَقَد وَضَعَ اللّهُ الجِهَادَ عَنِ النّسَاءِ إِنّكِ وَ ابنَكِ مَعَ جدَيّ مُحَمّدٍص فِي الجَنّةِ ثُمّ بَرَزَ مِن بَعدِهِ هِلَالُ بنُ حَجّاجٍ وَ هُوَ يَقُولُ
أرَميِ بِهَا مُعلَمَةً أَفوَاقُهَا | وَ النّفسُ لَا يَنفَعُهَا إِشفَاقُهَا |
فَقَتَلَ مِنهُم ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا ثُمّ قُتِلَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ بَرَزَ مِن بَعدِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنشَأَ يَقُولُ
أَقسَمتُ لَا أُقتَلُ إِلّا حُرّاً | وَ قَد وَجَدتُ المَوتَ شَيئاً مُرّاً |
أَكرَهُ أَن أُدعَي جَبَاناً فَرّاً | إِنّ الجَبَانَ مَن عَصَي وَ فَرّا |
فَقَتَلَ مِنهُم ثَلَاثَةً ثُمّ قُتِلَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ بَرَزَ مِن بَعدِهِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَلَمّا بَرَزَ إِلَيهِم دَمَعَت عَينُ الحُسَينِ ع فَقَالَ أللّهُمّ كُن أَنتَ الشّهِيدُ عَلَيهِم فَقَد بَرَزَ إِلَيهِمُ ابنُ رَسُولِكَ وَ أَشبَهُ النّاسِ وَجهاً وَ سَمتاً بِهِ فَجَعَلَ يَرتَجِزُ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ | نَحنُ وَ بَيتِ اللّهِ أَولَي باِلنبّيِّ |
أَ مَا تَرَونَ كَيفَ أحَميِ عَن أَبِي |
فَقَتَلَ مِنهُم عَشَرَةً ثُمّ رَجَعَ إِلَي أَبِيهِ فَقَالَ يَا أَبَه العَطَشُ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع صَبراً يَا بنُيَّ يَسقِيكَ جَدّكَ بِالكَأسِ الأَوفَي فَرَجَعَ فَقَاتَلَ حَتّي قَتَلَ مِنهُم أَربَعَةً وَ أَربَعِينَ رَجُلًا ثُمّ قُتِلَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ بَرَزَ مِن بَعدِهِ القَاسِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ
لَا تجَزعَيِ نفَسيِ فَكُلّ فَانٍ | اليَومَ تَلقَينَ ذُرَي الجِنَانِ |
فَقَتَلَ مِنهُم ثَلَاثَةً ثُمّ رمُيَِ عَن فَرَسِهِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ نَظَرَ الحُسَينُ ع يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ لَا يَرَي أَحَداً فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّكَ تَرَي مَا يُصنَعُ بِوَلَدِ نَبِيّكَ وَ حَالَ بَنُو كِلَابٍ بَينَهُ وَ بَينَ المَاءِ وَ رمُيَِ بِسَهمٍ فَوَقَعَ فِي نَحرِهِ وَ خَرّ عَن فَرَسِهِ فَأَخَذَ السّهمَ فَرَمَي بِهِ فَجَعَلَ يَتَلَقّي الدّمَ
صفحه : 322
بِكَفّهِ فَلَمّا امتَلَأَت لَطَخَ بِهَا رَأسَهُ وَ لِحيَتَهُ وَ يَقُولُ أَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنَا مَظلُومٌ مُتَلَطّخٌ بدِمَيِ ثُمّ خَرّ عَلَي خَدّهِ الأَيسَرِ صَرِيعاً وَ أَقبَلَ عَدُوّ اللّهِ سِنَانٌ الإيِاَديِّ وَ شِمرُ بنُ ذيِ الجَوشَنِ العاَمرِيِّ لَعَنَهُمَا اللّهُ فِي رِجَالٍ مِن أَهلِ الشّامِ حَتّي وَقَفُوا عَلَي رَأسِ الحُسَينِ ع فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَا تَنتَظِرُونَ أَرِيحُوا الرّجُلَ فَنَزَلَ سِنَانُ بنُ الأَنَسِ الإيِاَديِّ وَ أَخَذَ بِلِحيَةِ الحُسَينِ وَ جَعَلَ يَضرِبُ بِالسّيفِ فِي حَلقِهِ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللّهِ إنِيّ لَأَجتَزّ رَأسَكَ وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّكَ ابنُ رَسُولِ اللّهِ وَ خَيرُ النّاسِ أَباً وَ أُمّاً وَ أَقبَلَ فَرَسُ الحُسَينِ حَتّي لَطَخَ عُرفَهُ وَ نَاصِيَتَهُ بِدَمِ الحُسَينِ وَ جَعَلَ يَركُضُ وَ يَصهِلُ فَسَمِعَت بَنَاتُ النّبِيّ صَهِيلَهُ فَخَرَجنَ فَإِذَا الفَرَسُ بِلَا رَاكِبٍ فَعَرَفنَ أَنّ حُسَيناً قَد قُتِلَ وَ خَرَجَت أُمّ كُلثُومٍ بِنتُ الحُسَينِ وَاضِعاً يَدَهَا عَلَي رَأسِهَا تَندُبُ وَ تَقُولُ وَا مُحَمّدَاه هَذَا الحُسَينُ بِالعَرَاءِ قَد سُلِبَ العِمَامَةَ وَ الرّدَاءَ وَ أَقبَلَ سِنَانٌ حَتّي أَدخَلَ رَأسَ حُسَينِ بنِ عَلِيّ ع عَلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ هُوَ يَقُولُ
املَأ ركِاَبيِ فِضّةً وَ ذَهَباً | أَنَا قَتَلتُ المَلِكَ المُحَجّبَا |
قَتَلتُ خَيرَ النّاسِ أُمّاً وَ أَباً | وَ خَيرَهُم إِذ يُنسَبُونَ نَسَباً |
فَقَالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ وَيحَكَ فَإِن عَلِمتَ أَنّهُ خَيرُ النّاسِ أَباً وَ أُمّاً لِمَ قَتَلتَهُ إِذاً فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ وَ عَجّلَ اللّهُ بِرُوحِهِ إِلَي النّارِ وَ أَرسَلَ ابنُ زِيَادٍ قَاصِداً إِلَي أُمّ كُلثُومٍ بِنتِ الحُسَينِ ع فَقَالَ لَهَا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَتَلَ رِجَالَكُمُ فَكَيفَ تَرَونَ مَا فُعِلَ بِكُم فَقَالَت يَا ابنَ زِيَادٍ لَئِن قَرّت عَينُكَ بِقَتلِ الحُسَينِ فَطَالَمَا قَرّت عَينُ جَدّهِص بِهِ وَ كَانَ يُقَبّلُهُ وَ يَلثِمُ شَفَتَيهِ وَ يَضَعُهُ عَلَي عَاتِقِهِ يَا ابنَ زِيَادٍ أَعِدّ لِجَدّهِ جَوَاباً فَإِنّهُ خَصمُكَ غَداً
صفحه : 323
بيان وطدت الشيء أطده وطدا أي أثبته وثقلته والتوطيد مثله والإرب بالكسر العضو وجثا كدعا ورمي جثوّا وجثيّا بضمهما جلس علي ركبتيه أوقام علي أطراف أصابعه ورمّله بالدم فترمّل وارتمل أي تلطّخ والخلاق النصيب والظهيرة شدّة الحرّ نصف النهار والإسراء السير بالليل ويقال طلبت فلانا حتي رهقته أي حتي دنوت منه فربما أخذه وربما لم يأخذه وحر الوجه مابدا من الوجنة والثبور الهلاك والخسران والواعية الصراخ والصوت والمسامرة الحديث بالليل ويقال أخذت بكظمه بالتحريك أي بمخرج نفسه . و قال الجزري يقال للرجل إذاأسري ليله جمعاء أوأحياها بالصلاة أوغيرها من العبادات اتخذ الليل جملا كأنه ركبه و لم ينم فيه انتهي وشرقت الشمس أي طلعت وأشرقت أي أضاءت والأصيل بعدالعصر إلي المغرب والبديل البدل وسنبك الدابة هوطرف حافرها والبراز بالفتح الفضاء الواسع وتبرز الرجل أي خرج إلي البراز للحاجة والذود الطرد والدفع . و قال الجوهري المشرفية سيوف قال أبوعبيد نسبت إلي مشارف وهي قري من أرض العرب تدنو من الريف يقال سيف مشرفي والقنا بالكسر جمع قناة وهي الرمح ورمح خطار ذو اهتزاز ويقال خطران الرمح ارتفاعه وانخفاضه للطعن والكاهل أبوقبيلة من أسد وكذا دودان أبوقبيلة منهم وخندف في الأصل لقب ليلي بنت عمران سميت به القبيلة وقيس أبوقبيلة من مضر و هوقيس عيلان والعرين مأوي الأسد ألذي يألفه و في بعض النسخ العريز وكأنه من المعارزة بمعني المعاندة والخدر الستر وأسد خادر أي داخل الخدر و رجل فر أي فرار ويقال ملك محجب أي محتجب عن الناس
صفحه : 324
2- أَقُولُ قَالَ الشّيخُ المُفِيدُ فِي الإِرشَادِ رَوَي الكلَبيِّ وَ المدَاَئنِيِّ وَ غَيرُهُمَا مِن أَصحَابِ السّيرَةِ قَالُوا لَمّا مَاتَ الحَسَنُ ع تَحَرّكَتِ الشّيعَةُ بِالعِرَاقِ وَ كَتَبُوا إِلَي الحُسَينِ ع فِي خَلعِ مُعَاوِيَةَ وَ البَيعَةِ لَهُ فَامتَنَعَ عَلَيهِم وَ ذَكَرَ أَنّ بَينَهُ وَ بَينَ مُعَاوِيَةَ عَهداً وَ عَقداً لَا يَجُوزُ لَهُ نَقضُهُ حَتّي تمَضيَِ المُدّةُ فَإِذَا مَاتَ مُعَاوِيَةُ نَظَرَ فِي ذَلِكَ. فَلَمّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ وَ ذَلِكَ لِلنّصفِ مِن شَهرِ رَجَبٍ سَنَةَ سِتّينَ مِنَ الهِجرَةِ كَتَبَ يَزِيدُ إِلَي الوَلِيدِ بنِ عُتبَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ وَ كَانَ عَلَي المَدِينَةِ مِن قِبَلِ مُعَاوِيَةَ أَن يَأخُذَ الحُسَينَ ع بِالبَيعَةِ لَهُ وَ لَا يُرَخّصَ لَهُ فِي التّأخِيرِ عَن ذَلِكَ فَأَنفَذَ الوَلِيدُ إِلَي الحُسَينِ فِي اللّيلِ فَاستَدعَاهُ فَعَرَفَ الحُسَينُ ع ألّذِي أَرَادَ فَدَعَا جَمَاعَةً مِن مَوَالِيهِ وَ أَمَرَهُم بِحَملِ السّلَاحِ وَ قَالَ لَهُم إِنّ الوَلِيدَ قَدِ استدَعاَنيِ فِي هَذَا الوَقتِ وَ لَستُ آمَنُ أَن يكُلَفّنَيِ فِيهِ أَمراً لَا أُجِيبُهُ إِلَيهِ وَ هُوَ غَيرُ مَأمُونٍ فَكُونُوا معَيِ فَإِذَا دَخَلتُ إِلَيه فَاجلِسُوا عَلَي البَابِ فَإِن سَمِعتُم صوَتيِ قَد عَلَا فَادخُلُوا عَلَيهِ لِتَمنَعُوهُ عنَيّ.فَصَارَ الحُسَينُ ع إِلَي الوَلِيدِ بنِ عُتبَةَ فَوَجَدَ عِندَهُ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ فَنَعَي إِلَيهِ الوَلِيدُ مُعَاوِيَةَ فَاستَرجَعَ الحُسَينُ ثُمّ قَرَأَ عَلَيهِ كِتَابَ يَزِيدَ وَ مَا أَمَرَهُ فِيهِ مِن أَخذِ البَيعَةِ مِنهُ لَهُ فَقَالَ الحُسَينُ ع إنِيّ لَا أَرَاكَ تَقنَعُ ببِيَعتَيِ لِيَزِيدَ سِرّاً حَتّي أُبَايِعَهُ جَهراً فَيَعرِفَ ذَلِكَ النّاسُ فَقَالَ لَهُ الوَلِيدُ أَجَل فَقَالَ الحُسَينُ فَتُصبِحُ وَ تَرَي رَأيَكَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الوَلِيدُ انصَرِف عَلَي اسمِ اللّهِ تَعَالَي حَتّي تَأتِيَنَا مَعَ جَمَاعَةِ النّاسِ. فَقَالَ لَهُ مَروَانُ وَ اللّهِ لَئِن فَارَقَكَ الحُسَينُ السّاعَةَ وَ لَم يُبَايِع لَا قَدَرتَ مِنهُ عَلَي مِثلِهَا أَبَداً حَتّي تَكثُرَ القَتلَي بَينَكُم وَ بَينَهُ احبِسِ الرّجُلَ وَ لَا يَخرُج مِن عِندِكَ حَتّي يُبَايِعَ أَو تَضرِبَ عُنُقَهُ فَوَثَبَ الحُسَينُ ع عِندَ ذَلِكَ وَ قَالَ أَنتَ يَا ابنَ الزّرقَاءِ تقَتلُنُيِ أَم هُوَ كَذَبتَ وَ اللّهِ وَ أَثِمتَ وَ خَرَجَ يمَشيِ وَ مَعَهُ مَوَالِيهِ حَتّي أَتَي مَنزِلَهُ
قَالَ السّيّدُ كَتَبَ يَزِيدُ إِلَي الوَلِيدِ يَأمُرُهُ بِأَخذِ البَيعَةِ عَلَي أَهلِهَا وَ خَاصّةً عَلَي الحُسَينِ ع وَ يَقُولُ إِن أَبَي عَلَيكَ فَاضرِب عُنُقَهُ وَ ابعَث إلِيَّ بِرَأسِهِ فَأَحضَرَ
صفحه : 325
الوَلِيدُ مَروَانَ وَ استَشَارَهُ فِي أَمرِ الحُسَينِ فَقَالَ إِنّهُ لَا يَقبَلُ وَ لَو كُنتُ مَكَانَكَ ضَرَبتُ عُنُقَهُ فَقَالَ الوَلِيدُ ليَتنَيِ لَم أَكُ شَيئاً مَذكُوراً. ثُمّ بَعَثَ إِلَي الحُسَينِ ع فَجَاءَهُ فِي ثَلَاثِينَ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ مَوَالِيهِ وَ سَاقَ الكَلَامَ إِلَي أَن قَالَ فَغَضِبَ الحُسَينُ ع ثُمّ قَالَ ويَليِ عَلَيكَ يَا ابنَ الزّرقَاءِ أَنتَ تَأمُرُ بِضَربِ عنُقُيِ كَذَبتَ وَ اللّهِ وَ أَثِمتَ. ثُمّ أَقبَلَ عَلَي الوَلِيدِ فَقَالَ أَيّهَا الأَمِيرُ إِنّا أَهلُ بَيتِ النّبُوّةِ وَ مَعدِنُ الرّسَالَةِ وَ مُختَلَفُ المَلَائِكَةِ وَ بِنَا فَتَحَ اللّهُ وَ بِنَا خَتَمَ اللّهُ وَ يَزِيدُ رَجُلٌ فَاسِقٌ شَارِبُ الخَمرِ قَاتِلُ النّفسِ المُحَرّمَةِ مُعلِنٌ بِالفِسقِ وَ مثِليِ لَا يُبَايِعُ مِثلَهُ وَ لَكِن نُصبِحُ وَ تُصبِحُونَ وَ نَنظُرُ وَ تَنظُرُونَ أَيّنَا أَحَقّ بِالبَيعَةِ وَ الخِلَافَةِ ثُمّ خَرَجَ ع .
و قال ابن شهرآشوب كتب إلي الوليد بأخذ البيعة من الحسين ع و عبد الله بن عمر و عبد الله بن الزبير و عبدالرحمن بن أبي بكر أخذا عنيفا ليست فيه رخصة فمن يأبي عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه فشاور في ذلك مروان فقال الرأي أن تحضرهم وتأخذ منهم البيعة قبل أن يعلموا.فوجه في طلبهم وكانوا عندالتربة فقال عبدالرحمن و عبد الله ندخل دورنا ونغلق أبوابنا و قال ابن الزبير و الله ماأبايع يزيد أبدا و قال الحسين أنا لابد لي من الدخول علي الوليد وذكر قريبا مما مر. قال المفيد فقال مروان للوليد عصيتني لا و الله لايمكنك مثلها من نفسه أبدا فقال الوليد ويح غيرك يامروان إنك اخترت لي التي فيهاهلاك ديني ودنياي و الله ماأحب أن لي ماطلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وإني قتلت حسينا سبحان الله أقتل حسينا أن قال لاأبايع و الله إني لأظن أن
صفحه : 326
امرأ يحاسب بدم الحسين خفيف الميزان عند الله يوم القيامة. فقال له مروان فإذا كان هذارأيك فقد أصبت فيما صنعت يقول هذا و هو غيرالحامد له علي رأيه .
قَالَ السّيّدُ فَلَمّا أَصبَحَ الحُسَينُ ع خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ يَستَمِعُ الأَخبَارَ فَلَقِيَهُ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إنِيّ لَكَ نَاصِحٌ فأَطَعِنيِ تُرشَد فَقَالَ الحُسَينُ ع وَ مَا ذَاكَ قُل حَتّي أَسمَعَ فَقَالَ مَروَانُ إنِيّ آمُرُكَ بِبَيعَةِ يَزِيدَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَإِنّهُ خَيرٌ لَكَ فِي دِينِكَ وَ دُنيَاكَ فَقَالَ الحُسَينُ ع إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وَ عَلَي الإِسلَامِ السّلَامُ إِذ قَد بُلِيَتِ الأُمّةُ بِرَاعٍ مِثلِ يَزِيدَ وَ لَقَد سَمِعتُ جدَيّ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ الخِلَافَةُ مُحَرّمَةٌ عَلَي آلِ أَبِي سُفيَانَ وَ طَالَ الحَدِيثُ بَينَهُ وَ بَينَ مَروَانَ حَتّي انصَرَفَ مَروَانُ وَ هُوَ غَضبَانُ. فَلَمّا كَانَ الغَدَاةُ تَوَجّهَ الحُسَينُ ع إِلَي مَكّةَ لِثَلَاثٍ مَضَينَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ سِتّينَ فَأَقَامَ بِهَا باَقيَِ شَعبَانَ وَ شَهرَ رَمَضَانَ وَ شَوّالًا وَ ذَا القَعدَةِ.
قال المفيد رحمه الله فقام الحسين في منزله تلك الليلة وهي ليلة السبت لثلاث بقين من رجب سنة ستين من الهجرة واشتغل الوليد بن عتبة بمراسلة ابن الزبير في البيعة ليزيد وامتناعه عليهم وخرج ابن الزبير من ليلته عن المدينة متوجها إلي مكة فلما أصبح الوليد سرح في أثره الرجال فبعث راكبا من موالي بني أمية في ثمانين راكبا فطلبوه فلم يدركوه فرجعوا. فلما كان آخر نهار السبت بعث الرجال إلي الحسين ع ليحضر فيبايع الوليد ليزيد بن معاوية فقال لهم الحسين أصبحوا ثم ترون ونري فكفوا تلك الليلة عنه و لم يلحوا عليه فخرج ع من تحت ليلة وهي ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب متوجها نحو مكة ومعه بنوه وبنو أخيه وإخوته و جل أهل بيته إلا محمد بن الحنفية رحمه الله فإنه لماعلم عزمه علي الخروج عن المدينة
صفحه : 327
لم يدر أين يتوجه فقال له ياأخي أنت أحب الناس إلي وأعزهم علي ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق إلا لك و أنت أحق بهاتنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية و عن الأمصار مااستطعت ثم ابعث رسلك إلي الناس ثم ادعهم إلي نفسك فإن بايعك الناس وبايعوا لك حمدت الله علي ذلك و إن اجتمع الناس علي غيرك لم ينقص الله بذلك دينك و لاعقلك و لاتذهب به مروءتك و لافضلك إني أخاف عليك أن تدخل مصرا من هذه الأمصار فيختلف الناس بينهم فمنهم طائفة معك وأخري عليك فيقتتلون فتكون إذالأول الأسنة غرضا فإذاخير هذه الأمة كلها نفسا و أبا و أماأضيعها دما وأذلها أهلا. فقال له الحسين ع فأين أنزل ياأخي قال انزل مكة فإن اطمأنت بك الدار بهافستنل ذلك و إن نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلي بلد حتي تنظر إلي مايصير أمر الناس فإنك أصوب ماتكون رأيا حين تستقبل الأمر استقبالا. فقال ع ياأخي قدنصحت وأشفقت وأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا.
وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الموُسوَيِّ لَمّا وَرَدَ الكِتَابُ عَلَي الوَلِيدِ بِقَتلِ الحُسَينِ ع عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ لَا يرَاَنيِ اللّهُ أَقتُلُ ابنَ نَبِيّهِ وَ لَو جَعَلَ يَزِيدُ لِيَ الدّنيَا بِمَا فِيهَا. قَالَ وَ خَرَجَ الحُسَينُ ع مِن مَنزِلِهِ ذَاتَ لَيلَةٍ وَ أَقبَلَ إِلَي قَبرِ جَدّهِص فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهُ أَنَا الحُسَينُ بنُ فَاطِمَةَ فَرخُكَ وَ ابنُ فَرخَتِكَ وَ سِبطُكَ ألذّيِ خلَفّتنَيِ فِي أُمّتِكَ فَاشهَد عَلَيهِم يَا نبَيِّ اللّهِ إِنّهُم قَد خذَلَوُنيِ وَ ضيَعّوُنيِ وَ لَم يحَفظَوُنيِ وَ هَذِهِ شكَواَيَ إِلَيكَ حَتّي أَلقَاكَ قَالَ ثُمّ قَامَ فَصَفّ قَدَمَيهِ فَلَم يَزَل رَاكِعاً سَاجِداً.
صفحه : 328
قال وأرسل الوليد إلي منزل الحسين ع لينظر أخرج من المدينة أم لافلم يصبه في منزله فقال الحمد لله ألذي خرج و لم يبتلني بدمه قال ورجع الحسين إلي منزله عندالصبح . فلما كانت الليلة الثانية خرج إلي القبر أيضا وصلي ركعات فلما فرغ من صلاته جعل يقول أللهم هذاقبر نبيك محمد و أنا ابن بنت نبيك و قدحضرني من الأمر ما قدعلمت أللهم إني أحب المعروف وأنكر المنكر و أناأسألك ياذا الجلال والإكرام بحق القبر و من فيه إلااخترت لي ما هو لك رضي ولرسولك رضي . قال ثم جعل يبكي عندالقبر حتي إذا كان قريبا من الصبح وضع رأسه علي القبر فأغفي فإذا هوبرسول الله قدأقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه و عن شماله و بين يديه حتي ضم الحسين إلي صدره وقبل بين عينيه و قال حبيبي ياحسين كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك مذبوحا بأرض كرب وبلاء من عصابة من أمتي و أنت مع ذلك عطشان لاتسقي وظمآن لاتروي وهم مع ذلك يرجون شفاعتي لاأنالهم الله شفاعتي يوم القيامة حبيبي ياحسين إن أباك وأمك وأخاك قدموا علي وهم مشتاقون إليك و إن لك في الجنان لدرجات لن تنالها إلابالشهادة. قال فجعل الحسين ع في منامه ينظر إلي جده و يقول ياجداه لاحاجة لي في الرجوع إلي الدنيا فخذني إليك وأدخلني معك في قبرك فقال له رسول الله لابد لك من الرجوع إلي الدنيا حتي ترزق الشهادة و ما قدكتب الله لك فيها من الثواب العظيم فإنك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتي تدخلوا الجنة. قال فانتبه الحسين ع من نومه فزعا مرعوبا فقص رؤياه علي أهل بيته وبني عبدالمطلب فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق و لامغرب قوم أشد غما من أهل بيت رسول الله و لاأكثر باك و لاباكية منهم .
صفحه : 329
قَالَ وَ تَهَيّأَ الحُسَينُ ع لِلخُرُوجِ مِنَ المَدِينَةِ وَ مَضَي فِي جَوفِ اللّيلِ إِلَي قَبرِ أُمّهِ فَوَدّعَهَا ثُمّ مَضَي إِلَي قَبرِ أَخِيهِ الحَسَنِ فَفَعَلَ كَذَلِكَ ثُمّ رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ وَقتَ الصّبحِ فَأَقبَلَ إِلَيهِ أَخُوهُ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ وَ قَالَ يَا أخَيِ أَنتَ أَحَبّ الخَلقِ إلِيَّ وَ أَعَزّهُم عَلَيّ وَ لَستُ وَ اللّهِ أَدّخِرُ النّصِيحَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الخَلقِ وَ لَيسَ أَحَدٌ أَحَقّ بِهَا مِنكَ لِأَنّكَ مِزَاجُ ماَئيِ وَ نفَسيِ وَ روُحيِ وَ بصَرَيِ وَ كَبِيرُ أَهلِ بيَتيِ وَ مَن وَجَبَ طَاعَتُهُ فِي عنُقُيِ لِأَنّ اللّهَ قَد شَرّفَكَ عَلَيّ وَ جَعَلَكَ مِن سَادَاتِ أَهلِ الجَنّةِ. وَ سَاقَ الحَدِيثَ كَمَا مَرّ إلَي أَن قَالَ تَخرُجُ إلَي مَكّةَ فَإِنِ اطمَأَنّت بِكَ الدّارُ بِهَا فَذَاكَ وَ إِن تَكُنِ الأُخرَي خَرَجتَ إلَي بِلَادِ اليَمَنِ فَإِنّهُم أَنصَارُ جَدّكَ وَ أَبِيكَ وَ هُم أَرأَفُ النّاسِ وَ أَرَقّهُم قُلُوباً وَ أَوسَعُ النّاسِ بِلَاداً فَإِنِ اطمَأَنّت بِكَ الدّارُ وَ إِلّا لَحِقتَ بِالرّمَالِ وَ شُعُوبِ الجِبَالِ وَ جُزتَ مِن بَلَدٍ إِلَي بَلَدٍ حَتّي تَنظُرَ مَا يَئُولُ إِلَيهِ أَمرُ النّاسِ وَ يَحكُمَ اللّهُ بَينَنَا وَ بَينَ القَومِ الفَاسِقِينَ. قَالَ فَقَالَ الحُسَينُ ع يَا أخَيِ وَ اللّهِ لَو لَم يَكُن مَلجَأٌ وَ لَا مَأوًي لَمَا بَايَعتُ يَزِيدَ بنَ مُعَاوِيَةَ فَقَطَعَ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ الكَلَامَ وَ بَكَي فَبَكَي الحُسَينُ ع مَعَهُ سَاعَةً ثُمّ قَالَ يَا أخَيِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً فَقَد نَصَحتَ وَ أَشَرتَ بِالصّوَابِ وَ أَنَا عَازِمٌ عَلَي الخُرُوجِ إِلَي مَكّةَ وَ قَد تَهَيّأتُ لِذَلِكَ أَنَا وَ إخِوتَيِ وَ بَنُو أخَيِ وَ شيِعتَيِ وَ أَمرُهُم أمَريِ وَ رَأيُهُم رأَييِ وَ أَمّا أَنتَ يَا أخَيِ فَلَا عَلَيكَ أَن تُقِيمَ بِالمَدِينَةِ فَتَكُونَ لِي عَيناً لَا تخُفيِ عنَيّ شَيئاً مِن أُمُورِهِم. ثُمّ دَعَا الحُسَينُ بِدَوَاةٍ وَ بَيَاضٍ وَ كَتَبَ هَذِهِ الوَصِيّةَ لِأَخِيهِ مُحَمّدٍ.بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَي بِهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَي أَخِيهِ مُحَمّدٍ المَعرُوفِ بِابنِ الحَنَفِيّةِ أَنّ الحُسَينَ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ جَاءَ بِالحَقّ مِن عِندِ الحَقّ وَ أَنّ الجَنّةَ وَ النّارَ حَقّوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ وَ أنَيّ لَم أَخرُج أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفسِداً وَ لَا ظَالِماً وَ إِنّمَا خَرَجتُ لِطَلَبِ الإِصلَاحِ فِي أُمّةِ جدَيّص أُرِيدُ أَن آمُرَ بِالمَعرُوفِ وَ أَنهَي عَنِ المُنكَرِ وَ أَسِيرَ بِسِيرَةِ جدَيّ وَ أَبِي
صفحه : 330
عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَن قبَلِنَيِ بِقَبُولِ الحَقّ فَاللّهُ أَولَي بِالحَقّ وَ مَن رَدّ عَلَيّ هَذَا أَصبِرُ حَتّي يقَضيَِ اللّهُ بيَنيِ وَ بَينَ القَومِ بِالحَقّوَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ وَ هَذِهِ وصَيِتّيِ يَا أخَيِ إِلَيكَوَ ما توَفيِقيِ إِلّا بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ إِلَيهِ أُنِيبُ. قَالَ ثُمّ طَوَي الحُسَينُ الكِتَابَ وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ وَ دَفَعَهُ إِلَي أَخِيهِ مُحَمّدٍ ثُمّ وَدّعَهُ وَ خَرَجَ فِي جَوفِ اللّيلِ
وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ رَوَي مُحَمّدُ بنُ يَعقُوبَ الكلُيَنيِّ فِي كِتَابِ الرّسَائِلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ عَن مَروَانَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذَكَرنَا خُرُوجَ الحُسَينِ ع وَ تَخَلّفَ ابنِ الحَنَفِيّةِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حَمزَةُ إنِيّ سَأُخبِرُكَ بِحَدِيثٍ لَا تَسأَلُ عَنهُ بَعدَ مَجلِسِكَ هَذَا إِنّ الحُسَينَ لَمّا فَصَلَ مُتَوَجّهاً دَعَا بِقِرطَاسٍ وَ كَتَبَ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَي بنَيِ هَاشِمٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ مَن لَحِقَ بيِ مِنكُم استُشهِدَ وَ مَن تَخَلّفَ لَم يَبلُغ مَبلَغَ الفَتحِ وَ السّلَامُ
قَالَ شَيخُنَا المُفِيدُ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا سَارَ أَبُو عَبدِ اللّهِ مِنَ المَدِينَةِ لَقِيَهُ أَفوَاجٌ مِنَ المَلَائِكَةِ المُسَوّمَةِ فِي أَيدِيهِمُ الحِرَابُ عَلَي نُجُبٍ مِن نُجُبِ الجَنّةِ فَسَلّمُوا عَلَيهِ وَ قَالُوا يَا حُجّةَ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ بَعدَ جَدّهِ وَ أَبِيهِ وَ أَخِيهِ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَمَدّ جَدّكَ بِنَافِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ إِنّ اللّهَ أَمَدّكَ بِنَا فَقَالَ لَهُمُ المَوعِدُ حفُرتَيِ وَ بقُعتَيَِ التّيِ أُستَشهَدُ فِيهَا وَ هيَِ كَربَلَاءُ فَإِذَا وَرَدتُهَا فأَتوُنيِ فَقَالُوا يَا حُجّةَ اللّهِ مُرنَا نَسمَع وَ نُطِع فَهَل تَخشَي مِن عَدُوّ يَلقَاكَ فَنَكُونَ مَعَكَ فَقَالَ لَا سَبِيلَ لَهُم عَلَيّ وَ لَا يلَقوَنيِ بِكَرِيهَةٍ أَو أَصِلَ إِلَي بقُعتَيِ. وَ أَتَتهُ أَفوَاجُ مسُلمِيِ الجِنّ فَقَالُوا يَا سَيّدَنَا نَحنُ شِيعَتُكَ وَ أَنصَارُكَ فَمُرنَا بِأَمرِكَ وَ مَا تَشَاءُ فَلَو أَمَرتَنَا بِقَتلِ كُلّ عَدُوّ لَكَ وَ أَنتَ بِمَكَانِكَ لَكَفَينَاكَ ذَلِكَ فَجَزَاهُمُ
صفحه : 331
الحُسَينُ خَيراً وَ قَالَ لَهُم أَ وَ مَا قَرَأتُم كِتَابَ اللّهِ المُنزَلَ عَلَي جدَيّ رَسُولِ اللّهِأَينَما تَكُونُوا يُدرِككُمُ المَوتُ وَ لَو كُنتُم فِي بُرُوجٍ مُشَيّدَةٍ وَ قَالَ سُبحَانَهُلَبَرَزَ الّذِينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ إِلي مَضاجِعِهِم وَ إِذَا أَقَمتُ بمِكَاَنيِ فَبِمَا ذَا يُبتَلَي هَذَا الخَلقُ المَتعُوسُ وَ بِمَا ذَا يُختَبَرُونَ وَ مَن ذَا يَكُونُ سَاكِنَ حفُرتَيِ بِكَربَلَاءَ وَ قَدِ اختَارَهَا اللّهُ يَومَ دَحَا الأَرضَ وَ جَعَلَهَا مَعقِلًا لِشِيعَتِنَا وَ يَكُونُ لَهُم أَمَاناً فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَكِن تَحضُرُونَ يَومَ السّبتِ وَ هُوَ يَومُ عَاشُورَاءَ ألّذِي فِي آخِرِهِ أُقتَلُ وَ لَا يَبقَي بعَديِ مَطلُوبٌ مِن أهَليِ وَ نسَبَيِ وَ إخِوتَيِ وَ أَهلِ بيَتيِ وَ يُسَارُ برِأَسيِ إِلَي يَزِيدَ لَعَنَهُ اللّهُ.فَقَالَتِ الجِنّ نَحنُ وَ اللّهِ يَا حَبِيبَ اللّهِ وَ ابنَ حَبِيبِهِ لَو لَا أَنّ أَمرَكَ طَاعَةٌ وَ أَنّهُ لَا يَجُوزُ لَنَا مُخَالَفَتُكَ قَتَلنَا جَمِيعَ أَعدَائِكَ قَبلَ أَن يَصِلُوا إِلَيكَ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَهُم نَحنُ وَ اللّهِ أَقدَرُ عَلَيهِم مِنكُم وَ لَكِنلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَّ عَن بَيّنَةٍ
انتهي مانقلناه من كتاب محمد بن أبي طالب .
وَ وَجَدتُ فِي بَعضِ الكُتُبِ أَنّهُ ع لَمّا عَزَمَ عَلَي الخُرُوجِ مِنَ المَدِينَةِ أَتَتهُ أُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا فَقَالَت يَا بنُيَّ لَا تحَزنَيِ بِخُرُوجِكَ إِلَي العِرَاقِ فإَنِيّ سَمِعتُ جَدّكَ يَقُولُ يُقتَلُ ولَدَيَِ الحُسَينُ بِأَرضِ العِرَاقِ فِي أَرضٍ يُقَالُ لَهَا كَربَلَاءُ فَقَالَ لَهَا يَا أُمّاه وَ أَنَا وَ اللّهِ أَعلَمُ ذَلِكَ وَ إنِيّ مَقتُولٌ لَا مَحَالَةَ وَ لَيسَ لِي مِن هَذَا بُدّ وَ إنِيّ وَ اللّهِ لَأَعرِفُ اليَومَ ألّذِي أُقتَلُ فِيهِ وَ أَعرِفُ مَن يقَتلُنُيِ وَ أَعرِفُ البُقعَةَ التّيِ أُدفَنُ فِيهَا وَ إنِيّ أَعرِفُ مَن يُقتَلُ مِن أَهلِ بيَتيِ وَ قرَاَبتَيِ وَ شيِعتَيِ وَ إِن أَرَدتِ يَا أُمّاه أُرِيكِ حفُرتَيِ وَ مضَجعَيِ. ثُمّ أَشَارَ ع إِلَي جِهَةِ كَربَلَاءِ فَانخَفَضَتِ الأَرضُ حَتّي أَرَاهَا مَضجَعَهُ وَ مَدفَنَهُ وَ مَوضِعَ عَسكَرِهِ وَ مَوقِفَهُ وَ مَشهَدَهُ فَعِندَ ذَلِكَ بَكَت أُمّ سَلَمَةَ بُكَاءً شَدِيداً وَ سَلّمَت أَمرَهُ إِلَي اللّهِ فَقَالَ لَهَا يَا أُمّاه قَد شَاءَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يرَاَنيِ مَقتُولًا مَذبُوحاً ظُلماً وَ عُدوَاناً وَ قَد شَاءَ أَن يَرَي حرَمَيِ وَ رهَطيِ وَ نسِاَئيِ مُشَرّدِينَ وَ أطَفاَليِ
صفحه : 332
مَذبُوحِينَ مَظلُومِينَ مَأسُورِينَ مُقَيّدِينَ وَ هُم يَستَغِيثُونَ فَلَا يَجِدُونَ نَاصِراً وَ لَا مُعِيناً وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي قَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَ عنِديِ تُربَةٌ دَفَعَهَا إلِيَّ جَدّكَ فِي قَارُورَةٍ فَقَالَ وَ اللّهِ إنِيّ مَقتُولٌ كَذَلِكَ وَ إِن لَم أَخرُج إِلَي العِرَاقِ يقَتلُوُنيّ أَيضاً ثُمّ أَخَذَ تُربَةً فَجَعَلَهَا فِي قَارُورَةٍ وَ أَعطَاهَا إِيّاهَا وَ قَالَ اجعَلهَا مَعَ قَارُورَةِ جدَيّ فَإِذَا فَاضَتَا دَماً فاَعلمَيِ أنَيّ قَد قُتِلتُ
ثُمّ قَالَ المُفِيدُ فَسَارَ الحُسَينُ إِلَي مَكّةَ وَ هُوَ يَقرَأُفَخَرَجَ مِنها خائِفاً يَتَرَقّبُ قالَ رَبّ نجَنّيِ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَ وَ لَزِمَ الطّرِيقَ الأَعظَمَ فَقَالَ لَهُ أَهلُ بَيتِهِ لَو تَنَكّبتَ عَنِ الطّرِيقِ كَمَا فَعَلَ ابنُ الزّبَيرِ كَيلَا يَلحَقَكَ الطّلَبُ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أُفَارِقُهُ حَتّي يقَضيَِ اللّهُ مَا هُوَ قَاضٍ وَ لَمّا دَخَلَ الحُسَينُ ع مَكّةَ كَانَ دُخُولُهُ إِيّاهَا يَومَ الجُمُعَةِ لِثَلَاثٍ مَضَينَ مِن شَعبَانَ دَخَلَهَا وَ هُوَ يَقرَأُوَ لَمّا تَوَجّهَ تِلقاءَ مَديَنَ قالَ عَسي ربَيّ أَن يهَديِنَيِ سَواءَ السّبِيلِ
. ثم نزلها وأقبل أهلها يختلفون إليه و من كان بها من المعتمرين و أهل الآفاق و ابن الزبير بها قدلزم جانب الكعبة و هوقائم يصلي عندها ويطوف ويأتي الحسين ع فيمن يأتيه فيأتيه اليومين المتواليين ويأتيه بين كل يومين مرة و هو ع أثقل خلق الله علي ابن الزبير لأنه قدعرف أن أهل الحجاز لايبايعونه مادام الحسين في البلد و إن الحسين أطوع في الناس منه وأجل . وبلغ أهل الكوفة هلاك معاوية فأرجفوا بيزيد وعرفوا خبر الحسين وامتناعه من بيعته و ما كان من أمر ابن الزبير في ذلك وخروجهما إلي مكة فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فذكروا هلاك معاوية فحمدوا الله وأثنوا عليه فقال سليمان إن معاوية قدهلك و إن حسينا قدنقض علي القوم
صفحه : 333
ببيعته و قدخرج إلي مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه فإن خفتم الفشل والوهن فلاتغروا الرجل في نفسه قالوا لابل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه فاكتبوا إليه .فكتبوا إليه بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِللحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد البجلي وحبيب بن مظاهر وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة سلام عليك فإنا نحمد إليك الله ألذي لاإله إلا هو أما بعدفالحمد الله ألذي قصم عدوك الجبار العنيد ألذي انتزي علي هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر عليها بغير رضي منها ثم قتل خيارها واستبقي شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعدا له كَما بَعِدَت ثَمُودُإنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك علي الحق والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة و لانخرج معه إلي عيد و لو قدبلغنا أنك قدأقبلت إلينا أخرجناه حتي نلحقه بالشام إن شاء الله . ثم سرحوا بالكتاب مع عبد الله بن مسمع الهمداني و عبد الله بن وأل وأمروهما بالنجا فخرجا مسرعين حتي قدما علي الحسين بمكة لعشر مضين من شهر رمضان . ثم لبث أهل الكوفة يومين بعدتسريحهم بالكتاب وأنفذوا قيس بن مسهر الصيداوي و عبد الله و عبدالرحمن ابني عبد الله بن زياد الأرحبي وعمارة بن عبد الله السلولي إلي الحسين ع ومعهم نحو مائة وخمسين صحيفة من الرجل
صفحه : 334
والاثنين والأربعة. و قال السيد و هو مع ذلك يتأبي و لايجيبهم فورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب وتواترت الكتب حتي اجتمع عنده في نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب . و
قَالَ المُفِيدُ ثُمّ لَبِثُوا يَومَينِ آخَرَينِ وَ سَرّحُوا إِلَيهِ هَانِئَ بنَ هَانِئٍ السبّيِعيِّ وَ سَعِيدَ بنَ عَبدِ اللّهِ الحنَفَيِّ وَ كَتَبُوا إِلَيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ مِن شِيعَتِهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُسلِمِينَ أَمّا بَعدُ فَحَيّهَلَا فَإِنّ النّاسَ يَنتَظِرُونَكَ لَا رأَيَ لَهُم غَيرُكَ فَالعَجَلَ العَجَلَ ثُمّ العَجَلَ العَجَلَ وَ السّلَامُ. ثُمّ كَتَبَ شَبَثُ بنُ ربِعيِّ وَ حَجّارُ بنُ أَبجَرَ وَ يَزِيدُ بنُ الحَارِثِ بنِ رُوَيمٍ وَ عُروَةُ بنُ قَيسٍ وَ عُمَرُ بنُ حَجّاجٍ الزبّيَديِّ وَ مُحَمّدُ بنُ عَمرٍو التيّميِّ أَمّا بَعدُ فَقَدِ اخضَرّ الجَنّاتُ وَ أَينَعَتِ الثّمَارُ وَ أَعشَبَتِ الأَرضُ وَ أَورَقَتِ الأَشجَارُ فَإِذَا شِئتَ فَأَقبِل عَلَي جُندٍ لَكَ مُجَنّدَةٍ وَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ عَلَي أَبِيكَ مِن قَبلِكَ. وَ تَلَاقَتِ الرّسُلُ كُلّهَا عِندَهُ فَقَرَأَ الكُتُبَ وَ سَأَلَ الرّسُلَ عَنِ النّاسِ ثُمّ كَتَبَ مَعَ هَانِئِ بنِ هَانِئٍ وَ سَعِيدِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ كَانَا آخِرَ الرّسُلِ.بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي المَلَإِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُسلِمِينَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ هَانِئاً وَ سَعِيداً قَدّمَا عَلَيّ بِكُتُبِكُم وَ كَانَا آخِرَ مَن قَدِمَ عَلَيّ مِن رُسُلِكُم وَ قَد فَهِمتُ كُلّ ألّذِي اقتَصَصتُم وَ ذَكَرتُم وَ مَقَالَةُ جُلّكُم أَنّهُ لَيسَ عَلَينَا إِمَامٌ فَأَقبِل لَعَلّ اللّهَ أَن يَجمَعَنَا بِكَ عَلَي الحَقّ وَ الهُدَي وَ أَنَا بَاعِثٌ إِلَيكُم أخَيِ وَ ابنَ عمَيّ وَ ثقِتَيِ مِن أَهلِ بيَتيِ مُسلِمَ بنَ عَقِيلٍ فَإِن كَتَبَ إلِيَّ بِأَنّهُ قَدِ اجتَمَعَ رأَيُ مَلَئِكُم وَ ذوَيِ الحِجَي وَ الفَضلِ مِنكُم عَلَي مِثلِ مَا قَدّمَت بِهِ رُسُلُكُم وَ قَرَأتُ فِي كُتُبِكُم فإَنِيّ أَقدَمُ إِلَيكُم وَشِيكاً إِن شَاءَ اللّهُ فلَعَمَريِ مَا الإِمَامُ إِلّا الحَاكِمُ بِالكِتَابِ
صفحه : 335
القَائِمُ بِالقِسطِ الدّائِنُ بِدِينِ الحَقّ الحَابِسُ نَفسَهُ عَلَي ذَلِكَ لِلّهِ وَ السّلَامُ
وَ دَعَا الحُسَينُ ع مُسلِمَ بنَ عَقِيلٍ فَسَرّحَهُ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصيّداَويِّ وَ عُمَارَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ السلّوُليِّ وَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأزَديِّ وَ أَمَرَهُ بِالتّقوَي وَ كِتمَانِ أَمرِهِ وَ اللّطفِ فَإِن رَأَي النّاسَ مُجتَمِعِينَ مُستَوسِقِينَ عَجّلَ إِلَيهِ بِذَلِكَ.فَأَقبَلَ مُسلِمٌ رَحِمَهُ اللّهُ حَتّي أَتَي المَدِينَةَ فَصَلّي فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ وَدّعَ مَن أَحَبّ مِن أَهلِهِ وَ استَأجَرَ دَلِيلَينِ مِن قَيسٍ فَأَقبَلَا بِهِ يَتَنَكّبَانِ الطّرِيقَ فَضَلّا عَنِ الطّرِيقِ وَ أَصَابَهُمَا عَطَشٌ شَدِيدٌ فَعَجَزَا عَنِ السّيرِ فَأَومَئَا لَهُ إِلَي سَنَنِ الطّرِيقِ بَعدَ أَن لَاحَ لَهُم ذَلِكَ فَسَلَكَ مُسلِمٌ ذَلِكَ السّنَنَ وَ مَاتَ الدّلِيلَانِ عَطَشاً فَكَتَبَ مُسلِمُ بنُ عَقِيلٍ رَحِمَهُ اللّهُ مِنَ المَوضِعِ المَعرُوفِ بِالمَضِيقِ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ أَقبَلتُ مِنَ المَدِينَةِ مَعَ دَلِيلَينِ لِي فَحَازَا عَنِ الطّرِيقِ فَضَلّا وَ اشتَدّ عَلَينَا العَطَشُ فَلَم يَلبَثَا أَن مَاتَا وَ أَقبَلنَا حَتّي انتَهَينَا إِلَي المَاءِ فَلَم نَنجُ إِلّا بِحَشَاشَةِ أَنفُسِنَا وَ ذَلِكَ المَاءُ بِمَكَانٍ يُدعَي المَضِيقُ مِن بَطنِ الخَبتِ وَ قَد تَطَيّرتُ مِن توَجَهّيِ هَذَا فَإِن رَأَيتَ أعَفيَتنَيِ عَنهُ وَ بَعَثتَ غيَريِ وَ السّلَامُ.فَكَتَبَ إِلَيهِ الحُسَينُ ع أَمّا بَعدُ فَقَد حَسِبتُ أَن لَا يَكُونَ حَمَلَكَ عَلَي الكِتَابِ إلِيَّ فِي الِاستِعفَاءِ مِنَ الوَجهِ ألّذِي وَجّهتُكَ لَهُ إِلّا الجُبنُ فَامضِ لِوَجهِكَ ألّذِي وَجّهتُكَ فِيهِ وَ السّلَامُ. فَلَمّا قَرَأَ مُسلِمٌ الكِتَابَ قَالَ أَمّا هَذَا فَلَستُ أَتَخَوّفُهُ عَلَي نفَسيِ فَأَقبَلَ حَتّي مَرّ بِمَاءٍ لِطَيّئٍ فَنَزَلَ بِهِ ثُمّ ارتَحَلَ عَنهُ فَإِذَا رَجُلٌ يرَميِ الصّيدَ فَنَظَرَ إِلَيهِ قَد رَمَي ظَبياً حِينَ أَشرَفَ لَهُ فَصَرَعَهُ فَقَالَ مُسلِمُ بنُ عَقِيلٍ نَقتُلُ عَدُوّنَا إِن شَاءَ اللّهُ. ثُمّ أَقبَلَ حَتّي دَخَلَ الكُوفَةَ فَنَزَلَ فِي دَارِ المُختَارِ بنِ أَبِي عُبَيدَةَ وَ هيَِ التّيِ تُدعَي اليَومَ دَارُ مُسلِمِ بنِ المُسَيّبِ وَ أَقبَلَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إِلَيهِ فَكُلّمَا اجتَمَعَ إِلَيهِ مِنهُم جَمَاعَةٌ قَرَأَ عَلَيهِم كِتَابَ الحُسَينِ ع وَ هُم يَبكُونَ وَ بَايَعَهُ النّاسُ حَتّي بَايَعَهُ
صفحه : 336
مِنهُم ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلفاً فَكَتَبَ مُسلِمٌ إِلَي الحُسَينِ ع يُخبِرُهُ بِبَيعَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلفاً وَ يَأمُرُهُ بِالقُدُومِ وَ جَعَلَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إِلَي مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ رَحِمَهُ اللّهُ حَتّي عَلِمَ بِمَكَانِهِ.فَبَلَغَ النّعمَانَ[ بنَ]بَشِيرٍ ذَلِكَ وَ كَانَ وَالِياً عَلَي الكُوفَةِ مِن قِبَلِ مُعَاوِيَةَ فَأَقَرّهُ يَزِيدُ عَلَيهَا فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَاتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ لَا تُسَارِعُوا إِلَي الفِتنَةِ وَ الفُرقَةِ فَإِنّ فِيهَا تَهلِكُ الرّجَالُ وَ تَسفِكُ الدّمَاءُ وَ تُغصَبُ الأَموَالُ إنِيّ لَا أُقَاتِلُ مَن لَا يقُاَتلِنُيِ وَ لَا آتيِ عَلَي مَن لَم يَأتِ عَلَيّ وَ لَا أُنَبّهُ نَائِمَكُم وَ لَا أَتَحَرّشُ بِكُم وَ لَا آخُذُ بِالقَرَفِ وَ لَا الظّنّةِ وَ لَا التّهَمَةِ وَ لَكِنّكُم إِن أَبدَيتُم صَفحَتَكُم لِي وَ نَكَثتُم بَيعَتَكُم وَ خَالَفتُم إِمَامَكُم فَوَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ غَيرُهُ لَأَضرِبَنّكُم بسِيَفيِ مَا ثَبَتَ قَائِمُهُ فِي يدَيِ وَ لَو لَم يَكُن لِي مِنكُم نَاصِرٌ أَمَا إنِيّ أَرجُو أَن يَكُونَ مَن يَعرِفُ الحَقّ مِنكُم أَكثَرَ مِمّن يُردِيهِ البَاطِلُ.فَقَامَ إِلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ رَبِيعَةَ الحضَرمَيِّ حَلِيفُ بنَيِ أُمَيّةَ فَقَالَ لَهُ إِنّهُ لَا يُصلِحُ مَا تَرَي إِلّا الغَشمُ وَ هَذَا ألّذِي أَنتَ عَلَيهِ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ عَدُوّكَ رأَيُ المُستَضعَفِينَ فَقَالَ لَهُ النّعمَانُ أَن أَكُونَ مِنَ المُستَضعَفِينَ فِي طَاعَةِ اللّهِ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أَكُونَ مِنَ الأَعَزّينَ فِي مَعصِيَةِ اللّهِ ثُمّ نَزَلَ. وَ خَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمٍ وَ كَتَبَ إِلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ كِتَاباً أَمّا بَعدُ فَإِنّ مُسلِمَ بنَ عَقِيلٍ قَد قَدِمَ الكُوفَةَ وَ بَايَعَهُ الشّيعَةُ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِن يَكُن لَكَ فِي الكُوفَةِ حَاجَةٌ فَابعَث إِلَيهَا رَجُلًا قَوِيّاً يُنفِذُ أَمرَكَ وَ يَعمَلُ مِثلَ عَمَلِكَ فِي عَدُوّكَ فَإِنّ النّعمَانَ بنَ بَشِيرٍ رَجُلٌ ضَعِيفٌ أَو هُوَ يَتَضَعّفُ. ثُمّ كَتَبَ إِلَيهِ عُمَارَةُ بنُ عُقبَةَ بِنَحوٍ مِن كِتَابِهِ ثُمّ كَتَبَ إِلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ مِثلَ ذَلِكَ فَلَمّا وَصَلَتِ الكُتُبُ إِلَي يَزِيدَ دَعَا سِرحُونَ مَولَي
صفحه : 337
مُعَاوِيَةَ فَقَالَ مَا رَأيُكَ إِنّ الحُسَينَ قَد نَفّذَ إِلَي الكُوفَةِ مُسلِمَ بنَ عَقِيلٍ يُبَايَعُ لَهُ وَ قَد بلَغَنَيِ عَنِ النّعمَانِ ضَعفٌ وَ قَولٌ سَيّئٌ فَمَن تَرَي أَن أَستَعمِلَ عَلَي الكُوفَةِ وَ كَانَ يَزِيدُ عَاتِباً عَلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَقَالَ لَهُ سِرحُونُ أَ رَأَيتَ لَو نَشَرَ لَكَ مُعَاوِيَةُ حَيّاً مَا كُنتَ آخِذاً بِرَأيِهِ قَالَ بَلَي قَالَ فَأَخرَجَ سِرحُونُ عَهدَ عُبَيدِ اللّهِ عَلَي الكُوفَةِ وَ قَالَ هَذَا رأَيُ مُعَاوِيَةَ مَاتَ وَ قَد أَمَرَ بِهَذَا الكِتَابِ فَضُمّ المِصرَينِ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ أَفعَلُ ابعَث بِعَهدِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ إِلَيهِ. ثُمّ دَعَا مُسلِمَ بنَ عَمرٍو الباَهلِيِّ وَ كَتَبَ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ مَعَهُ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ كَتَبَ إلِيَّ شيِعتَيِ مِن أَهلِ الكُوفَةِ وَ يخُبرِوُننَيِ أَنّ ابنَ عَقِيلٍ فِيهَا يَجمَعُ الجُمُوعَ لِيَشُقّ عَصَا المُسلِمِينَ فَسِر حِينَ تَقرَأُ كتِاَبيِ هَذَا حَتّي تأَتيَِ الكُوفَةَ فَتَطلُبَ ابنَ عَقِيلٍ طَلَبَ الخُرزَةِ حَتّي تَثقَفَهُ فَتُوثِقَهُ أَو تَقتُلَهُ أَو تَنفِيَهُ وَ السّلَامُ وَ سَلّمَ إِلَيهِ عَهدَهُ عَلَي الكُوفَةِ فَخَرَجَ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو حَتّي قَدِمَ عَلَي عُبَيدِ اللّهِ البَصرَةَ وَ أَوصَلَ إِلَيهِ العَهدَ وَ الكِتَابَ فَأَمَرَ عُبَيدُ اللّهِ بِالجِهَازِ مِن وَقتِهِ وَ المَسِيرِ وَ التّهَيّؤِ إِلَي الكُوفَةِ مِنَ الغَدِ ثُمّ خَرَجَ مِنَ البَصرَةِ فَاستَخلَفَ أَخَاهُ عُثمَانَ
. و قال ابن نما ره رويت إلي حصين بن عبدالرحمن أن أهل الكوفة كتبوا إليه أنامعك مائة ألف و عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال بايع الحسين ع أربعون ألفا من أهل الكوفة علي أن يحاربوا من حارب ويسالموا من سالم فعند ذلك رد جواب كتبهم يمنيهم بالقبول ويعدهم بسرعة الوصول وبعث مسلم بن عقيل . و قال السيد رحمه الله بعد ذلك و كان الحسين ع قدكتب إلي جماعة من أشراف البصرة كتابا مع مولي له اسمه سليمان ويكني أبارزين يدعوهم إلي نصرته ولزوم طاعته منهم يزيد بن مسعود النهشلي والمنذر بن الجارود العبدي فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد فلما حضروا قال يابني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم فقالوا بخ بخ أنت و الله فقرة الظهر ورأس الفخر
صفحه : 338
حللت في الشرف وسطا وتقدمت فيه فرطا قال فإني قدجمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه فقالوا إنما و الله نمنحك النصيحة ونحمد لك الرأي فقل نسمع . فقال إن معاوية مات فأهون به و الله هالكا ومفقودا ألا وإنه قدانكسر باب الجور والإثم وتضعضعت أركان الظلم و قد كان أحدث بيعة عقد بهاأمرا ظن أن قدأحكمه وهيهات و ألذي أراد اجتهد و الله ففشل وشاور فخذل و قدقام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدعي الخلافة علي المسلمين ويتأمر عليهم مع قصر حلم وقلة علم لايعرف من الحق موطأ قدمه .فأقسم بالله قسما مبرورا لجهاده علي الدين أفضل من جهاد المشركين و هذا الحسين بن علي ابن رسول الله ص ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل له فضل لايوصف وعلم لاينزف و هوأولي بهذا الأمر لسابقته وسنه وقدمته وقرابته يعطف علي الصغير ويحنو علي الكبير فأكرم به راعي رعية وإمام قوم وجبت لله به الحجة وبلغت به الموعظة و لاتعشوا عن نور الحق و لاتسكعوا في وهدة الباطل فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم إلي ابن رسول الله ونصرته و الله يقصر أحد عن نصرته إلاأورثه الله الذل في ولده والقلة في عشيرته وها أنا قدلبست للحرب لأمتها وادرعت لها بدرعها من لم يقتل يمت و من يهرب لم يفت فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب .فتكلمت بنو حنظلة فقالوا أباخالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك إن رميت بنا أصبت و إن غزوت بنا فتحت لاتخوض و الله غمرة إلاخضناها و لاتلقي و الله شدة إلالقيناها ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذاشئت . وتكلمت بنو سعد بن زيد فقالوا أباخالد إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك و قد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا أمرنا وبقي عزنا فينا فأمهلنا نراجع المشورة ويأتيك رأينا. وتكلمت بنو عامر بن تميم فقالوا يا أباخالد نحن بنو أبيك وحلفاؤك لانرضي
صفحه : 339
إن غضبت و لانقطن إن ظعنت والأمر إليك فادعنا نجبك ومرنا نطعك والأمر لك إذاشئت . فقال و الله يابني سعد لئن فعلتموها لارفع الله السيف عنكم أبدا و لازال سيفكم فيكم . ثم كتب إلي الحسين صلوات الله عليه بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أما بعدفقد وصل إلي كتابك وفهمت ماندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك و إن الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير أودليل علي سبيل نجاة وأنتم حجة الله علي خلقه ووديعته في أرضه تفرعتم من زيتونة أحمدية هوأصلها وأنتم فرعها فأقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذللت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها و قدذللت لك رقاب بني سعد وغسلت درن صدورها بماء سحابة مزن حين استحل برقها فلمع . فلما قرأ الحسين الكتاب قال ما لك آمنك الله يوم الخوف وأعزك وأرواك يوم العطش . فلما تجهز المشار إليه للخروج إلي الحسين ع بلغه قتله قبل أن يسير فجزع من انقطاعه عنه . و أماالمنذر بن جارود فإنه جاء بالكتاب والرسول إلي عبيد الله بن زياد لأن المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيسا من عبيد الله وكانت بحرية بنت المنذر بن جارود تحت عبيد الله بن زياد فأخذ عبيد الله الرسول فصلبه ثم صعد المنبر فخطب وتوعد أهل البصرة علي الخلاف وإثارة الإرجاف ثم بات تلك الليلة فلما أصبح استناب عليهم أخاه عثمان بن زياد وأسرع هو إلي قصد الكوفة. وَ قَالَ ابنُ نَمَاكَتَبَ الحُسَينُ ع كِتَاباً إِلَي وُجُوهِ أَهلِ البَصرَةِ مِنهُمُ
صفحه : 340
الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَ قَيسُ بنُ الهَيثَمِ وَ المُنذِرُ بنُ الجَارُودِ وَ يَزِيدُ بنُ مَسعُودٍ النهّشلَيِّ وَ بَعَثَ الكِتَابَ مَعَ زَرّاعٍ السدّوُسيِّ وَ قِيلَ مَعَ سُلَيمَانَ المُكَنّي بأِبَيِ رَزِينٍ فِيهِ إنِيّ أَدعُوكُم إِلَي اللّهِ وَ إِلَي نَبِيّهِ فَإِنّ السّنّةَ قَد أُمِيتَت فَإِن تُجِيبُوا دعَوتَيِ وَ تُطِيعُوا أمَريِأَهدِكُم سَبِيلَ الرّشادِفَكَتَبَ الأَحنَفُ إِلَيهِ أَمّا بَعدُفَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لا يَستَخِفّنّكَ الّذِينَ لا يُوقِنُونَ
ثم ذكر أمر الرجلين مثل ماذكره السيد رحمهما الله إلي أن قال . فلما أشرف علي الكوفة نزل حتي أمسي ليلا فظن أهلها أنه الحسين ع ودخلها مما يلي النجف فقالت امرأة الله أكبر ابن رسول الله ورب الكعبة فتصايح الناس قالوا إنا معك أكثر من أربعين ألفا وازدحموا عليه حتي أخذوا بذنب دابته وظنهم أنه الحسين فحسر اللثام و قال إنا عبيد الله فتساقط القوم ووطئ بعضهم بعضا ودخل دار الإمارة و عليه عمامة سوداء. فلما أصبح قام خاطبا وعليهم عاتبا ولرؤسائهم مؤنبا ووعدهم بالإحسان علي لزوم طاعته وبالإساءة علي معصيته والخروج عن حوزته ثم قال يا أهل الكوفة إن أمير المؤمنين يزيد ولاني بلدكم واستعملني علي مصركم وأمرني بقسمة فيئكم بينكم وإنصاف مظلومكم من ظالمكم وأخذ الحق لضعيفكم من قويكم والإحسان للسامع المطيع والتشديد علي المريب فأبلغوا هذا الرجل الهاشمي مقالتي ليتقي غضبي ونزل يعني بالهاشمي مسلم بن عقيل رضي الله عنه . و قال المفيد وأقبل ابن زياد إلي الكوفة ومعه مسلم بن عمرو الباهلي وشريك بن الأعور الحارثي وحشمه و أهل بيته حتي دخل الكوفة و عليه عمامة سوداء و هومتلثم و الناس قدبلغهم إقبال الحسين ع إليهم فهم ينتظرون قدومه فظنوا حين رأوا عبيد الله أنه الحسين ع فأخذ لايمر علي جماعة من الناس إلاسلموا عليه وقالوا مرحبا بك يا ابن رسول الله قدمت خير مقدم فرأي من تباشرهم بالحسين ماساءه فقال مسلم بن عمرو لماأكثروا تأخروا هذاالأمير عبيد الله بن زياد.
صفحه : 341
وسار حتي وافي القصر بالليل ومعه جماعة قدالتفوا به لايشكون أنه الحسين ع فأغلق النعمان بن بشير عليه و علي خاصته فناداه بعض من كان معه ليفتح لهم الباب فاطلع عليه النعمان و هويظنه الحسين فقال أنشدك الله إلاتنحيت و الله ما أنابمسلم إليك أمانتي و ما لي في قتالك من إرب فجعل لايكلمه ثم إنه دنا وتدلي النعمان من شرف القصر فجعل يكلمه فقال افتح لافتحت فقد طال ليلك وسمعها إنسان خلفه فنكص إلي القوم الذين اتبعوه من أهل الكوفة علي أنه الحسين ع فقال ياقوم ابن مرجانة و ألذي لاإله غيره ففتح له النعمان فدخل وضربوا الباب في وجوه الناس وانفضوا. وأصبح فنادي في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس فخرج إليهم فحمد الله وأثني عليه ثم قال أما بعد فإن أمير المؤمنين يزيد ولاني مصركم وثغركم وفيئكم وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم والإحسان إلي سامعكم ومطيعكم كالوالد البر وسوطي وسيفي علي من ترك أمري وخالف عهدي فليتق امرؤ علي نفسه الصدق ينبئ عنك لاالوعيد ثم نزل . وأخذ العرفاء بالناس أخذا شديدا فقال اكتبوا إلي العرفاء و من فيكم من طلبة أمير المؤمنين و من فيكم من أهل الحرورية و أهل الريب الذين شأنهم الخلاف والنفاق والشقاق فمن يجيء لنا بهم فبرئ و من لم يكتب لنا أحدا فليضمن لنا من في عرافته أن لايخالفنا منهم مخالف و لايبغي علينا باغ فمن لم يفعل برئت منه الذمة وحلال لنا دمه وماله وأيما عريف وجد في عرافته من بغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا صلب علي باب داره وألغيت تلك العرافة من العطاء. و لماسمع مسلم بن عقيل رحمه الله مجيء عبيد الله إلي الكوفة ومقالته التي قالها و ماأخذ به العرفاء و الناس خرج من دار المختار حتي انتهي إلي دار هانئ
صفحه : 342
بن عروة فدخلها فأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ علي تستر واستخفاء من عبيد الله وتواصوا بالكتمان فدعا ابن زياد مولي له يقال له معقل فقال خذ ثلاثة آلاف درهم واطلب مسلم بن عقيل والتمس أصحابه فإذاظفرت بواحد منهم أوجماعة فأعطهم هذه الثلاثة آلاف درهم وقل لهم استعينوا بها علي حرب عدوكم وأعلمهم أنك منهم فإنك لو قدأعطيتهم إياها لقد اطمأنوا إليك ووثقوا بك و لم يكتموك شيئا من أمورهم وأخبارهم ثم اغد عليهم ورح حتي تعرف مستقر مسلم بن عقيل وتدخل عليه .ففعل ذلك وجاء حتي جلس إلي مسلم بن عوسجة الأسدي في المسجد الأعظم و هويصلي فسمع قوما يقولون هذايبايع للحسين فجاء وجلس إلي جنبه حتي فرغ من صلاته ثم قال يا عبد الله إني امرؤ من أهل الشام أنعم الله علي بحب أهل البيت وحب من أحبهم وتباكي له و قال معي ثلاثة آلاف درهم أردت بهالقاء رجل منهم بلغني أنه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول الله ص فكنت أريد لقاءه فلم أجد أحدا يدلني عليه و لاأعرف مكانه فإني لجالس في المسجد الآن إذ سمعت نفرا من المؤمنين يقولون هذا رجل له علم بأهل هذاالبيت وإني أتيتك لتقبض مني هذاالمال وتدخلني علي صاحبك فإني أخ من إخوانك وثقة عليك و إن شئت أخذت بيعتي له قبل لقائه . فقال له ابن عوسجة أحمد الله علي لقائك إياي فقد سرني ذلك لتنال ألذي تحب ولينصرن الله بك أهل بيت نبيه عليه وعليهم السلام ولقد ساءني معرفة الناس إياي بهذا الأمر قبل أن يتم مخافة هذه الطاغية وسطوته فقال له معقل لا يكون إلاخيرا خذ البيعة علي فأخذ بيعته وأخذ عليه المواثيق المغلظة ليناصحن وليكتمن فأعطاه من ذلك مارضي به ثم قال له اختلف إلي أياما في منزلي فإني طالب لك الإذن علي صاحبك وأخذ يختلف مع الناس فطلب له الإذن فأذن له وأخذ مسلم بن عقيل بيعته وأمر أباثمامة الصائدي بقبض المال منه و هو ألذي كان يقبض أموالهم و مايعين به بعضهم بعضا ويشتري لهم به السلاح و كان بصيرا
صفحه : 343
وفارسا من فرسان العرب ووجوه الشيعة وأقبل ذلك الرجل يختلف إليهم فهو أول داخل وآخر خارج حتي فهم مااحتاج إليه ابن زياد من أمرهم فكان يخبره به وقتا فوقتا. وَ قَالَ ابنُ شَهرَآشُوبَ لَمّا دَخَلَ مُسلِمٌ الكُوفَةَ سَكَنَ فِي دَارِ سَالِمِ بنِ المُسَيّبِ فَبَايَعَهُ اثنَا عَشَرَ أَلفَ رَجُلٍ فَلَمّا دَخَلَ ابنُ زِيَادٍ انتَقَلَ مِن دَارِ سَالِمٍ إِلَي دَارِ هَانِئٍ فِي جَوفِ اللّيلِ وَ دَخَلَ فِي أَمَانِهِ وَ كَانَ يُبَايِعُهُ النّاسُ حَتّي بَايَعَهُ خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفَ رَجُلٍ فَعَزَمَ عَلَي الخُرُوجِ فَقَالَ هَانِئٌ لَا تَعجَل وَ كَانَ شَرِيكُ بنُ الأَعوَرِ الهمَداَنيِّ جَاءَ مِنَ البَصرَةِ مَعَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَمَرِضَ فَنَزَلَ دَارَ هَانِئٍ أَيّاماً ثُمّ قَالَ لِمُسلِمٍ إِنّ عُبَيدَ اللّهِ يعَوُدنُيِ وَ إنِيّ مُطَاوِلُهُ الحَدِيثَ فَاخرُج إِلَيهِ بِسَيفِكَ فَاقتُلهُ وَ عَلَامَتُكَ أَن أَقُولَ اسقوُنيِ مَاءً وَ نَهَاهُ هَانِئٌ عَن ذَلِكَ فَلَمّا دَخَلَ عُبَيدُ اللّهِ عَلَي شَرِيكٍ وَ سَأَلَهُ عَن وَجَعِهِ وَ طَالَ سُؤَالُهُ وَ رَأَي أَنّ أَحَداً لَا يَخرُجُ فخَشَيَِ أَن يَفُوتَهُ فَأَخَذَ يَقُولُ.شِعرَ
مَا الِانتِظَارُ بِسَلمَي أَن تُحَيّيَهَا | كَأسَ المَنِيّةِ بِالتّعجِيلِ اسقُوهَا |
.فَتَوَهّمَ ابنُ زِيَادٍ وَ خَرَجَ فَلَمّا دَخَلَ القَصرَ أَتَاهُ مَالِكُ بنُ يَربُوعٍ التمّيِميِّ بِكِتَابٍ أَخَذَهُ مِن يدَيَ عَبدِ اللّهِ بنِ يَقطُرَ فَإِذَا فِيهِ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فإَنِيّ أُخبِرُكَ أَنّهُ قَد بَايَعَكَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ كَذَا فَإِذَا أَتَاكَ كتِاَبيِ هَذَا فَالعَجَلَ العَجَلَ فَإِنّ النّاسَ كُلّهُم مَعَكَ وَ لَيسَ لَهُم فِي يَزِيدَ رأَيٌ وَ لَا هَوًي فَأَمَرَ ابنُ زِيَادٍ بِقَتلِهِ
وَ قَالَ ابنُ نَمَا فَلَمّا خَرَجَ ابنُ زِيَادٍ دَخَلَ مُسلِمٌ وَ السّيفُ فِي كَفّهِ قَالَ لَهُ
صفحه : 344
شَرِيكٌ مَا مَنَعَكَ مِنَ الأَمرِ قَالَ مُسلِمٌ هَمَمتُ بِالخُرُوجِ فَتَعَلّقَت بيَِ امرَأَةٌ وَ قَالَت نَشَدتُكَ اللّهَ إِن قَتَلتَ ابنَ زِيَادٍ فِي دَارِنَا وَ بَكَت فِي وجَهيِ فَرَمَيتُ السّيفَ وَ جَلَستُ قَالَ هَانِئٌ يَا وَيلَهَا قتَلَتَنيِ وَ قَتَلَت نَفسَهَا وَ ألّذِي فَرَرتُ مِنهُ وَقَعتُ فِيهِ
وَ قَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي المُقَاتِلِ قَالَ هَانِئٌ لِمُسلِمٍ إنِيّ لَا أُحِبّ أَن يُقتَلَ فِي داَريِ قَالَ فَلَمّا خَرَجَ مُسلِمٌ قَالَ لَهُ شَرِيكٌ مَا مَنَعَكَ مِن قَتلِهِ قَالَ خَصلَتَانِ أَمّا إِحدَاهُمَا فَكَرَاهِيَةُ هَانِئٍ أَن يُقتَلَ فِي دَارِهِ وَ أَمّا الأُخرَي فَحَدِيثٌ حَدّثَنِيهِ النّاسُ عَنِ النّبِيّص أَنّ الإِيمَانَ قَيّدَ الفَتكَ فَلَا يَفتِكُ مُؤمِنٌ فَقَالَ لَهُ هَانِئٌ أَمَا وَ اللّهِ لَو قَتَلتَهُ لَقَتَلتَ فَاسِقاً فَاجِراً كَافِراً
. ثم قال المفيد وخاف هانئ بن عروة عبيد الله علي نفسه فانقطع عن حضور مجلسه وتمارض فقال ابن زياد لجلسائه ما لي لاأري هانئا فقالوا هوشاك فقال لوعلمت بمرضه لعدته ودعا محمد بن الأشعث وأسماء بن خارجة وعمرو بن الحجاج الزبيدي وكانت رويحة بنت عمرو تحت هانئ بن عروة وهي أم يحيي بن هانئ فقال لهم مايمنع هانئ بن عروة من إتياننا فقالوا ماندري و قدقيل إنه يشتكي قال قدبلغني أنه قدبرئ و هويجلس علي باب داره فألقوه ومروه أن لايدع ما عليه من حقنا فإني لاأحب أن يفسد عندي مثله من أشراف العرب .فأتوه حتي وقفوا عليه عشية و هوجالس علي بابه وقالوا له مايمنعك من لقاء الأمير فإنه قدذكرك و قال لوأعلم أنه شاك لعدته فقال لهم الشكوي تمنعني فقالوا قدبلغه أنك تجلس كل عشية علي باب دارك و قداستبطأك والإبطاء والجفاء لايحتمل السلطان أقسمنا عليك لماركبت معنا فدعا بثيابه فلبسها ثم دعا ببغلته فركبها حتي إذادنا من القصر كأن نفسه أحست ببعض
صفحه : 345
ألذي كان فقال لحسان بن أسماء بن خارجة يا ابن الأخ إني و الله لهذا الرجل لخائف فما تري فقال ياعم و الله ماأتخوف عليك شيئا و لم تجعل علي نفسك سبيلا و لم يكن حسان يعلم في أي شيءبعث إليه عبيد الله .فجاء هانئ حتي دخل علي عبيد الله بن زياد وعنده القوم فلما طلع قال عبيد الله أتتك بحائن رجلاه . فلما دنا من ابن زياد وعنده شريح القاضي التفت نحوه فقال .
أريد حباءه ويريد قتلي | عذيرك من خليلك من مراد |
. و قد كان أول ماقدم مكرما له ملطفا فقال له هانئ و ماذاك أيها الأمير قال إيه ياهانئ بن عروة ما هذه الأمور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له الجموع والسلاح والرجال في الدور حولك وظننت أن ذلك يخفي علي قال مافعلت ذلك و مامسلم عندي قال بلي قدفعلت فلما كثر بينهما وأبي هانئ إلامجاحدته ومناكرته دعا ابن زياد معقلا ذلك العين فجاء حتي وفق بين يديه و قال أتعرف هذا قال نعم وعلم هانئ عند ذلك أنه كان عينا عليهم و أنه قدأتاه بأخبارهم فأسقط في
صفحه : 346
يده ساعة. ثم راجعته نفسه فقال اسمع مني وصدق مقاتلي فو الله ماكذبت و الله مادعوته إلي منزلي و لاعلمت بشيء من أمره حتي جاءني يسألني النزول فاستحييت من رده وداخلني من ذلك ذمام فضيفته وآويته و قد كان من أمره مابلغك فإن شئت أن أعطيك الآن موثقا مغلظا أن لاأبغيك سوءا و لاغائلة ولآتينك حتي أضع يدي في يدك و إن شئت أعطيتك رهينة تكون في يدك حتي آتيك وأنطلق إليه فآمره أن يخرج من داري إلي حيث شاء من الأرض فأخرج من ذمامه وجواره . فقال له ابن زياد و الله لاتفارقني أبدا حتي تأتيني به قال لا و الله لاأجيئك به أبدا أجيئك بضيفي تقتله قال و الله لتأتيني به قال و الله لاآتيك به فلما كثر الكلام بينهما قام مسلم بن عمرو الباهلي و ليس بالكوفة شامي و لابصري غيره فقال أصلح الله الأمير خلني وإياه حتي أكلمه فقام فخلا به ناحية من ابن زياد وهما منه بحيث يراهما فإذارفعا أصواتهما سمع مايقولان . فقال له مسلم ياهانئ أنشدك الله أن تقتل نفسك و أن تدخل البلاء في عشيرتك فو الله إني لأنفس بك عن القتل إن هذا ابن عم القوم وليسوا قاتليه و لاضائريه فادفعه إليهم فإنه ليس عليك بذلك مخزاة و لامنقصة إنما تدفعه إلي السلطان فقال هانئ و الله إن علي في ذلك الخزي والعار أن أدفع جاري وضيفي و أناحي صحيح أسمع وأري شديد الساعد كثير الأعوان و الله لو لم يكن لي إلاواحد ليس لي ناصر لم أدفعه حتي أموت دونه فأخذ يناشده و هو يقول و الله لاأدفعه إليه أبدا.فسمع ابن زياد لعنه الله ذلك فقال ادنوه مني فأدنوه منه فقال و الله لتأتيني به أولأضربن عنقك فقال هانئ إذا و الله تكثر البارقة حول دارك فقال ابن زياد وا لهفاه عليك أبالبارقة تخوفني و هويظن أن عشيرته سيمنعونه
صفحه : 347
ثم قال ادنوه مني فأدني منه فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتي كسر أنفه وسال الدماء علي وجهه ولحيته ونثر لحم جبينه وخده علي لحيته حتي كسر القضيب وضرب هانئ يده علي قائم سيف شرطي وجاذبه الرجل ومنعه . فقال عبيد الله أحروري سائرا اليوم قدحل دمك جروه فجروه فألقوه في بيت من بيوت الدار وأغلقوا عليه بابه فقال اجعلوا عليه حرسا ففعل ذلك به فقام إليه حسان بن أسماء فقال أرسل غدر سائر اليوم أمرتنا أن نجيئك بالرجل حتي إذاجئناك به هشمت أنفه ووجهه وسيلت دماءه علي لحيته وزعمت أنك تقتله فقال له عبيد الله وإنك لهاهنا فأمر به فلهز وتعتع وأجلس ناحية فقال محمد بن الأشعث قدرضينا بما رأي الأمير لنا كان أم علينا إنما الأمير مؤدب . وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانئا قدقتل فأقبل في مذحج حتي أحاط بالقصر ومعه جمع عظيم و قال أناعمرو بن الحجاج و هذه فرسان مذحج ووجوهها لم نخلع و لم نفارق جماعة و قدبلغهم أن صاحبهم قدقتل فأعظموا ذلك فقيل لعبيد الله بن زياد و هذه فرسان مذحج بالباب فقال لشريح القاضي ادخل علي
صفحه : 348
صاحبهم فانظر إليه ثم أخرج فأعلمهم أنه حي لم يقتل فدخل شريح فنظر إليه فقال هانئ لمارأي شريحا يالله ياللمسلمين أهلكت عشيرتي أين أهل الدين أين أهل المصر والدماء تسيل علي لحيته إذ سمع الضجة علي باب القصر فقال إني لأظنها أصوات مذحج وشيعتي من المسلمين إنه إن دخل علي عشرة نفر أنقذوني. فلما سمع كلامه شريح خرج إليهم فقال لهم إن الأمير لمابلغه كلامكم ومقالتكم في صاحبكم أمرني بالدخول إليه فأتيته فنظرت إليه فأمرني أن ألقاكم وأعرفكم أنه حي و أن ألذي بلغكم من قتله باطل فقال له عمرو بن الحجاج وأصحابه أماإذ لم يقتل فالحمد لله ثم انصرفوا.فخرج عبيد الله بن زياد فصعد المنبر ومعه أشراف الناس وشرطه وحشمه فقال أما بعدأيها الناس فاعتصموا بطاعة الله وطاعة أئمتكم و لاتفرقوا فتهلكوا وتذلوا وتقتلوا وتجفوا وتحرموا إن أخاك من صدقك و قدأعذر من أنذر و السلام ثم ذهب لينزل فما نزل عن المنبر حتي دخلت النظارة المسجد من قبل باب التمارين يشتدون ويقولون قدجاء ابن عقيل فدخل عبيد الله القصر مسرعا وأغلق أبوابه فقال عبد الله بن حازم أنا و الله رسول ابن عقيل إلي القصر لأنظر مافعل هانئ فلما ضرب وحبس ركبت فرسي فكنت أول داخل الدار علي مسلم بن عقيل بالخبر و إذانسوة لمراد مجتمعات ينادين ياعبرتاه ياثكلاه فدخلت علي مسلم فأخبرته الخبر فأمرني أن أنادي في أصحابه و قدملأ بهم الدور حوله كانوا فيهاأربعة آلاف رجل فقال ناد يامنصور أمت فناديت فتنادي أهل الكوفة واجتمعوا عليه .فعقد مسلم رحمه الله لرءوس الأرباع كندة ومذحج وتميم وأسد ومضر وهمدان وتداعي الناس واجتمعوا فما لبثنا إلاقليلا حتي امتلأ المسجد من الناس والسوق و مازالوا يتوثبون حتي المساء فضاق بعبيد الله أمره و كان أكثر عمله أن يمسك باب القصر و ليس معه إلاثلاثون رجلا من الشرط وعشرون رجلا من أشراف الناس
صفحه : 349
و أهل بيته وخاصته وأقبل من نأي عنه من أشراف الناس يأتونه من قبل الباب ألذي يلي الدار الروميين وجعل من في القصر مع ابن زياد يشرفون عليهم فينظرون إليهم وهم يرمونهم بالحجارة ويشتمونهم ويفترون علي عبيد الله و علي أمه .فدعا ابن زياد كثير بن شهاب وأمره أن يخرج فيمن أطاعه في مذحج فيسير في الكوفة ويخذل الناس عن ابن عقيل ويخوفهم الحرب ويحذرهم عقوبة السلطان وأمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة وحضرموت فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس و قال مثل ذلك للقعقاع الذهلي وشبث بن ربعي التميمي وحجار بن أبجر السلمي وشمر بن ذي الجوشن العامري وحبس باقي وجوه الناس عنده استيحاشا إليهم لقلة عدد من معه من الناس .فخرج كثير بن شهاب يخذل الناس عن مسلم وخرج محمد بن الأشعث حتي وقف عنددور بني عمارة فبعث ابن عقيل إلي محمد بن الأشعث عبدالرحمن بن شريح الشيباني فلما رأي ابن الأشعث كثرة من أتاه تأخر عن مكانه وجعل محمد بن الأشعث وكثير بن شهاب والقعقاع بن ثور الذهلي وشبث بن ربعي يردون الناس عن اللحوق بمسلم ويخوفونهم السلطان حتي اجتمع إليهم عدد كثير من قومهم وغيرهم فصاروا إلي ابن زياد من قبل دار الروميين ودخل القوم معهم . فقال كثير بن شهاب أصلح الله الأمير معك في القصر ناس كثير من أشراف الناس و من شرطك و أهل بيتك ومواليك فأخرج بنا إليهم فأبي عبيد الله وعقد لشبث بن ربعي لواء وأخرجه وأقام الناس مع ابن عقيل يكثرون حتي المساء وأمرهم شديد فبعث عبيد الله إلي الأشراف فجمعهم ثم أشرفوا علي الناس فمنوا أهل الطاعة الزيادة والكرامة وخوفوا أهل المعصية الحرمان والعقوبة وأعلموهم وصول الجند من الشام إليهم . وتكلم كثير بن شهاب حتي كادت الشمس أن تجب فقال أيها الناس الحقوا بأهاليكم و لاتعجلوا الشر و لاتعرضوا أنفسكم للقتل فإن هذه جنود أمير المؤمنين يزيد قدأقبلت و قدأعطي الله الأمير عهدا لئن تممتم علي حربه و لم تنصرفوا
صفحه : 350
من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتليكم في مفازي الشام و أن يأخذ البريء منكم بالسقيم والشاهد بالغائب حتي لايبقي له بقية من أهل المعصية إلاأذاقها وبال ماجنت أيديها وتكلم الأشراف بنحو من ذلك . فلما سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرقون وكانت المرأة تأتي ابنها أوأخاها فتقول انصرف الناس يكفونك ويجيء الرجل إلي ابنه أوأخيه و يقول غدا تأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر انصرف فيذهب به فينصرف فما زالوا يتفرقون حتي أمسي ابن عقيل وصلي المغرب و مامعه إلاثلاثون نفسا في المسجد. فلما رأي أنه قدأمسي و ليس معه إلاأولئك النفر خرج متوجها إلي أبواب كندة فلم يبلغ الأبواب إلا ومعه منهم عشرة ثم خرج من الباب و إذا ليس معه إنسان يدله فالتفت فإذا هو لايحس أحدا يدله علي الطريق و لايدله علي منزله و لايواسيه بنفسه إن عرض له عدو فمضي علي وجهه متلددا في أزقة الكوفة لايدري أين يذهب حتي خرج إلي دور بني جبلة من كندة فمضي حتي أتي إلي باب امرأة يقال لها طوعة أم ولد كانت للأشعث بن قيس وأعتقها وتزوجها أسيد الحضرمي فولدت له بلالا و كان بلال قدخرج مع الناس وأمه قائمة تنتظره .فسلم عليها ابن عقيل فردت ع فقال لها ياأمة الله اسقيني ماء فسقته وجلس ودخلت ثم خرجت فقالت يا عبد الله أ لم تشرب قال بلي قالت فاذهب إلي أهلك فسكت ثم أعادت مثل ذلك فسكت ثم قالت في الثالثة سبحان الله يا عبد الله قم عافاك الله إلي أهلك فإنه لايصلح لك الجلوس علي بابي و لاأحله لك فقام و قال ياأمة الله ما لي في هذاالمصر أهل و لاعشيرة فهل لك في أجر ومعروف ولعلي مكافيك بعد هذااليوم قالت يا عبد الله و ماذاك قال . أنامسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغروني وأخرجوني قالت أنت مسلم قال نعم قالت ادخل .فدخل إلي بيت دارها غيرالبيت ألذي تكون فيه وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش و لم يكن بأسرع من أن جاء ابنها فرآها تكثر الدخول في
صفحه : 351
البيت والخروج منه فقال لها و الله إنه ليريبني كثرة دخولك إلي هذاالبيت وخروجك منه منذ الليلة إن لك لشأنا قالت له يابني اله عن هذا قال و الله لتخبريني قالت له أقبل علي شأنك و لاتسألني عن شيءفألح عليها فقالت يابني لاتخبرن أحدا من الناس بشيء مما أخبرك به قال نعم فأخذت عليه الأيمان فحلف لها فأخبرته فاضطجع وسكت . و لماتفرق الناس عن مسلم بن عقيل رحمه الله طال علي ابن زياد وجعل لايسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمع قبل ذلك فقال لأصحابه أشرفوا فانظروا هل ترون منهم أحدا فأشرفوا فلم يجدوا أحدا قال فانظروهم لعلهم تحت الظلال قدكمنوا لكم فنزعوا تخاتج المسجد وجعلوا يخفضون بشعل النار في أيديهم وينظرون وكانت أحيانا تضيء لهم وتارة لاتضيء لهم كمايريدون فدلوا القناديل وأطنان القصب تشد بالحبال ثم يجعل فيهاالنيران ثم تدلي حتي ينتهي إلي الأرض ففعلوا ذلك في أقصي الظلال وأدناها وأوسطها حتي فعل ذلك بالظلة التي فيهاالمنبر فلما لم يروا شيئا أعلموا ابن زياد بتفرق القوم .ففتح باب السدة التي في المسجد ثم خرج فصعد المنبر وخرج أصحابه معه وأمرهم فجلسوا قبيل العتمة وأمر عمر بن نافع فنادي ألا برئت الذمة من رجل من الشرط أوالعرفاء والمناكب أوالمقاتلة صلي العتمة إلا في المسجد فلم يكن إلاساعة حتي امتلأ المسجد من الناس ثم أمر مناديه فأقام الصلاة وأقام الحرس خلفه وأمرهم بحراسته من أن يدخل إليه من يغتاله وصلي بالناس . ثم صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال أما بعد فإن ابن عقيل السفيه الجاهل قدأتي مارأيتم من الخلاف والشقاق فبرئت ذمة الله من رجل وجدناه في داره و من جاء به فله ديته اتقوا الله عباد الله والزموا الطاعة وبيعتكم و لاتجعلوا علي أنفسكم سبيلا. ياحصين بن نمير ثكلتك أمك إن ضاع باب سكة من سكك الكوفة وخرج هذا الرجل و لم تأتني به و قدسلطتك علي دور أهل الكوفة فابعث مراصد علي
صفحه : 352
أهل الكوفة ودورهم وأصبح غدا واستبرئ الدور وجس خلالها حتي تأتيني بهذا الرجل و كان الحصين بن نمير علي شرطه و هو من بني تميم ثم دخل ابن زياد القصر و قدعقد لعمرو بن حريث راية وأمره علي الناس . فلما أصبح جلس مجلسه وأذن للناس فدخلوا عليه وأقبل محمد بن الأشعث فقال مرحبا بمن لايستغش و لايتهم ثم أقعده إلي جنبه وأصبح ابن تلك العجوز فغدا إلي عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان مسلم بن عقيل عندأمه فأقبل عبدالرحمن حتي أتي أباه و هو عند ابن زياد فساره فعرف ابن زياد سراره فقال له ابن زياد بالقضيب في جنبه قم فأتني به الساعة فقام وبعث معه قومه لأنه قدعلم أن كل قوم يكرهون أن يصاب فيهم مثل مسلم بن عقيل .فبعث معه عبيد الله بن عباس السلمي في سبعين رجلا من قيس حتي أتوا الدار التي فيهامسلم بن عقيل رحمه الله فلما سمع وقع حوافر الخيل وأصوات الرجال علم أنه قدأتي فخرج إليهم بسيفه واقتحموا عليه الدار فشد عليهم يضربهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار ثم عادوا إليه فشد عليهم كذلك فاختلف هو وبكر بن حمران الأحمري ضربتين فضرب بكر فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع السيف في السفلي وفصلت له ثنيتاه وضرب مسلم في رأسه ضربة منكرة وثناه بأخري علي حبل العاتق كادت تطلع إلي جوفه . فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق البيت وأخذوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النار في أطنان القصب ثم يرمونها عليه من فوق البيت فلما رأي ذلك خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة فقال محمد بن الأشعث لك الأمان لاتقتل نفسك و هويقاتلهم و يقول .
أقسمت لاأقتل إلاحرا | و إن رأيت الموت شيئا نكرا |
ويخلط البارد سخنا مرا | رد شعاع الشمس فاستقرا |
كل امرئ يوما ملاق شرا | أخاف أن أكذب أوأغرا |
.
صفحه : 353
فقال له محمد بن الأشعث إنك لاتكذب و لاتغر و لاتخدع إن القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك و لاضائريك و كان قدأثخن بالحجارة وعجز عن القتال فانتهز واستند ظهره إلي جنب تلك الدار فأعاد ابن الأشعث عليه القول لك الأمان فقال آمن أنا قال نعم فقال للقوم الذين معه إلي الأمان قال القوم له نعم إلاعبيد الله بن العباس السلمي فإنه قال لاناقة لي في هذا و لاجمل ثم تنحي . فقال مسلم أما لو لم تأمنوني ماوضعت يدي في أيديكم فأتي ببغلة فحمل عليها واجتمعوا حوله ونزعوا سيفه وكأنه عند ذلك يئس من نفسه فدمعت عيناه ثم قال هذاأول الغدر فقال له محمد بن الأشعث أرجو أن لا يكون عليك بأس قال و ما هو إلاالرجاء أين أمانكم إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وبكي فقال له عبيد الله بن العباس إن من يطلب مثل ألذي طلبت إذاينزل به مثل مانزل بك لم يبك قال و الله إني مالنفسي بكيت و لالها من القتل أرثي و إن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا ولكني أبكي لأهلي المقبلين إني أبكي للحسين وآل الحسين ع . ثم أقبل علي محمد بن الأشعث فقال يا عبد الله إني أراك و الله ستعجز عن أماني فهل عندك خير تستطيع أن تبعث من عندك رجلا علي لساني أن يبلغ حسينا فإني لاأراه إلا و قدخرج اليوم أوخارج غدا و أهل بيته و يقول له إن ابن عقيل بعثني إليك و هوأسير في يد القوم لايري أنه يمسي حتي يقتل و هو يقول لك .
صفحه : 354
ارجع فداك أبي وأمي بأهل بيتك و لايغررك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك ألذي كان يتمني فراقهم بالموت أوالقتل إن أهل الكوفة قدكذبوك و ليس لمكذوب رأي فقال ابن الأشعث و الله لأفعلن ولأعلمن ابن زياد أني قدأمنتك . و قال محمد بن شهرآشوب أنفذ عبيد الله عمرو بن حريث المخزومي و محمد بن الأشعث في سبعين رجلا حتي أطافوا بالدار فحمل مسلم عليهم و هو يقول
هوالموت فاصنع ويك ما أنت صانع | فأنت لكأس الموت لاشك جارع |
فصبر لأمر الله جل جلاله | فحكم قضاء الله في الخلق ذائع |
.فقتل منهم أحدا وأربعين رجلا. و قال محمد بن أبي طالب لماقتل مسلم منهم جماعة كثيرة وبلغ ذلك ابن زياد أرسل إلي محمد بن الأشعث يقول بعثناك إلي رجل واحد لتأتينا به فثلم في أصحابك ثلمة عظيمة فكيف إذاأرسلناك إلي غيره فأرسل ابن الأشعث أيها الأمير أتظن أنك بعثتني إلي بقال من بقالي الكوفة أو إلي جرمقاني من جرامقة الحيرة أ و لم تعلم أيها الأمير أنك بعثتني إلي أسد ضرغام وسيف حسام في كف بطل همام من آل خير الأنام فأرسل إليه ابن زياد أن أعطه الأمان فإنك لاتقدر عليه إلا به .أقول روي في بعض كتب المناقب عن علي بن أحمدالعاصمي عن إسماعيل بن أحمدالبيهقي عن والده عن أبي الحسين بن بشران عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل بن إسحاق عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أرسل الحسين ع مسلم بن عقيل إلي الكوفة و كان مثل الأسد قال عمرو وغيره لقد كان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت .رجعنا إلي كلام المفيد رحمه الله قال وأقبل ابن الأشعث بابن عقيل إلي
صفحه : 355
باب القصر واستأذن فأذن له فدخل علي عبيد الله بن زياد فأخبره خبر ابن عقيل وضرب بكر إياه و ما كان من أمانه له فقال له عبيد الله و ما أنت والأمان كأنا أرسلناك لتؤمنه إنما أرسلناك لتأتينا به فسكت ابن الأشعث وانتهي بابن عقيل إلي باب القصر و قداشتد به العطش و علي باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن فيهم عمارة بن عقبة بن أبي معيط وعمرو بن حريث ومسلم بن عمرو وكثير بن شهاب و إذاقلة باردة موضوعة علي الباب . فقال مسلم اسقوني من هذاالماء فقال له مسلم بن عمرو أتراها ماأبردها لا و الله لاتذوق منها قطرة أبدا حتي تذوق الحميم في نار جهنم فقال له ابن عقيل ويحك من أنت فقال أنا ألذي عرف الحق إذ أنكرته ونصح لإمامه إذ غششته وأطاعه إذ خالفته أنامسلم بن عمرو الباهلي فقال له ابن عقيل لأمك الثكل ماأجفاك وأقطعك وأقسي قلبك أنت يا ابن باهلة أولي بالحميم والخلود في نار جهنم مني. ثم جلس فتساند إلي حائط وبعث غلاما له فأتاه بقلة عليها منديل وقدح فصب فيه ماء فقال له اشرب فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه و لايقدر أن يشرب ففعل ذلك مرتين فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثناياه في القدح فقال الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته وخرج رسول ابن زياد فأمر بإدخاله إليه . فلما دخل لم يسلم عليه بالإمرة فقال له الحرسي أ لاتسلم علي الأمير فقال إن كان يريد قتلي فما سلامي عليه و إن كان لايريد قتلي فليكثرن سلامي عليه فقال له ابن زياد لعمري لتقتلن قال كذلك قال نعم قال فدعني أوصي إلي بعض قومي قال افعل فنظر مسلم إلي جلساء عبيد الله بن زياد وفيهم عمر بن سعد بن أبي وقاص فقال ياعمر إن بيني وبينك قرابة و لي إليك حاجة و قديجب لي عليك نجح حاجتي وهي سر فامتنع عمر أن يسمع منه فقال له عبيد الله بن زياد لم تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك فقام معه فجلس حيث
صفحه : 356
ينظر إليهما ابن زياد فقال له إن علي بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم فبع سيفي ودرعي فاقضها عني و إذاقتلت فاستوهب جثتي من ابن زياد فوارها وابعث إلي الحسين ع من يرده فإني قدكتبت إليه أعلمه أن الناس معه و لاأراه إلامقبلا. فقال عمر لابن زياد أتدري أيها الأمير ما قال لي إنه ذكر كذا وكذا فقال ابن زياد إنه لايخونك الأمين ولكن قديؤتمن الخائن أماماله فهو له ولسنا نمنعك أن تصنع به ماأحب و أماجثته فإنا لانبالي إذاقتلناه ماصنع بها و أماحسين فإنه إن لم يردنا لم نرده . ثم قال ابن زياد إيه ابن عقيل أتيت الناس وهم جمع فشتت بينهم وفرقت كلمتهم وحملت بعضهم علي بعض قال كلا لست لذلك أتيت ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم وسفك دماءهم وعمل فيهم أعمال كسري وقيصر فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعو إلي الكتاب فقال له ابن زياد و ما أنت وذاك يافاسق لم لم تعمل فيهم بذلك إذ أنت بالمدينة تشرب الخمر قال مسلم أناأشرب الخمر أما و الله إن الله ليعلم أنك غيرصادق وأنك قد قلت بغير علم وإني لست كماذكرت وإنك أحق بشرب الخمر مني وأولي بها من يلغ في دماء المسلمين ولغا فيقتل النفس التي حرم الله قتلها ويسفك الدم ألذي حرم الله علي الغصب والعداوة وسوء الظن و هويلهو ويلعب كأن لم يصنع شيئا. فقال له ابن زياد يافاسق إن نفسك منتك ماحال الله دونه و لم يرك الله له أهلا فقال مسلم فمن أهله إذا لم نكن نحن أهله فقال ابن زياد أمير المؤمنين يزيد فقال مسلم الحمد لله علي كل حال رضينا بالله حكما بيننا وبينكم فقال له ابن زياد قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام من الناس فقال له مسلم أماإنك أحق من أحدث في الإسلام ما لم يكن وإنك لاتدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة ولؤم الغلبة لاأحد أولي بهامنك فأقبل ابن زياد يشتمه ويشتم الحسين وعليا وعقيلا وأخذ مسلم لايكلمه .
صفحه : 357
ثم قال ابن زياد اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه ثم اتبعوه جسده فقال مسلم رحمه الله و الله لو كان بيني وبينك قرابة ماقتلتني فقال ابن زياد أين هذا ألذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف فدعا بكر بن حمران الأحمري فقال له اصعد فليكن أنت ألذي تضرب عنقه فصعد به و هويكبر ويستغفر الله ويصلي علي رسول الله ص و يقول أللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا وكذبونا وخذلونا. وأشرفوا به علي موضع الحذاءين اليوم فضرب عنقه وأتبع رأسه جثته . و قال السيد و لماقتل مسلم منهم جماعة نادي إليه محمد بن الأشعث يامسلم لك الأمان فقال مسلم و أي أمان للغدرة الفجرة ثم أقبل يقاتلهم ويرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمي
وم القرن أقسمت لاأقتل إلاحرا |
إلي آخر الأبيات فنادي إليه أنك لاتكذب و لاتغر فلم يلتفت إلي ذلك وتكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخر إلي الأرض فأخذ أسيرا فلما دخل علي عبيد الله لم يسلم عليه فقال له الحرسي سلم علي الأمير فقال له .اسكت ياويحك و الله ما هو لي بأمير فقال ابن زياد لاعليك سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول فقال له مسلم إن قتلتني فلقد قتل من هوشر منك من هوخير مني ثم قال ابن زياد ياعاق و ياشاق خرجت علي إمامك وشققت عصا المسلمين وألقحت الفتنة فقال مسلم كذبت يا ابن زياد إنما شق عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد و أماالفتنة فإنما ألقحها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبدبني علاج من ثقيف و أناأرجو أن يرزقني الله الشهادة علي يدي شر بريته . ثم قال السيد بعد ماذكر بعض مامر فضرب عنقه ونزل مذعورا فقال له ابن زياد ماشأنك فقال أيها الأمير رأيت ساعة قتلته رجلا أسود سيئ الوجه حذائي عاضا علي إصبعه أو قال شفتيه ففزعت فزعا لم أفزعه قط فقال ابن زياد لعلك دهشت .
صفحه : 358
و قال المسعودي دعا ابن زياد بكير بن حمران ألذي قتل مسلما فقال أقتلته قال نعم قال فما كان يقول وأنتم تصعدون به لتقتلوه قال كان يكبر ويسبح ويهلل ويستغفر الله فلما أدنيناه لنضرب عنقه قال أللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا وكذبونا ثم خذلونا وقتلونا فقلت له الحمد لله ألذي أقادني منك وضربته ضربة لم تعمل شيئا فقال لي أ و مايكفيك في خدش مني وفاء بدمك أيها العبد قال ابن زياد وفخرا عندالموت قال وضربته الثانية فقتلته . و قال المفيد فقام محمد بن الأشعث إلي عبيد الله بن زياد فكلمه في هانئ بن عروة فقال إنك قدعرفت موضع هانئ من المصر وبيته في العشيرة و قدعلم قومه أني وصاحبي سقناه إليك وأنشدك الله لماوهبته لي فإني أكره عداوة المصر وأهله فوعده أن يفعل ثم بدا له وأمر بهانئ في الحال فقال أخرجوه إلي السوق فاضربوا عنقه فأخرج هانئ حتي أتي به إلي مكان من السوق كان يباع فيه الغنم و هومكتوف فجعل يقول وا مذحجاه و لامذحج لي اليوم يامذحجاه يامذحجاه أين مذحج . فلما رأي أن أحدا لاينصره جذب يده فنزعها من الكتاف ثم قال أ ما من عصا أوسكين أوحجارة أوعظم يحاجز به رجل عن نفسه ووثبوا إليه فشدوه وثاقا ثم قيل له امدد عنقك فقال ما أنا بهابسخي و ما أنابمعينكم علي نفسي فضربه مولي لعبيد الله بن زياد تركي يقال له رشيد بالسيف فلم يصنع شيئا فقال له هانئ إلي الله المعاد أللهم إلي رحمتك ورضوانك ثم ضربه أخري فقتله . و في مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة رحمهما الله يقول عبد الله بن الزبير الأسدي.
فإن كنت لاتدرين ماالموت فانظري | إلي هانئ في السوق و ابن عقيل |
إلي بطل قدهشم السيف وجهه | وآخر يهوي من طمار قتيل . |
صفحه : 359
أصابهما أمر اللعين فأصبحا | أحاديث من يسري بكل سبيل |
تري جسدا قدغيرت الموت لونه | ونضح دم قدسال كل مسيل |
فتي كان أحيا من فتاة حيية | وأقطع من ذي شفرتين صقيل |
أيركب أسماء الهماليج آمنا | و قدطالبته مذحج بذحول |
تطيف حواليه مراد وكلهم | علي رقبة من سائل ومسئول |
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم | فكونوا بغايا أرضيت بقليل |
. و لماقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة رحمة الله عليهما بعث ابن زياد برأسيهما مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي إلي يزيد بن معاوية وأمر كاتبه أن يكتب إلي يزيد بما كان من أمر مسلم وهانئ فكتب الكاتب و هوعمرو بن نافع فأطال فيه و كان أول من أطال في الكتب فلما نظر فيه عبيد الله كرهه و قال ما هذاالتطويل و هذه الفضول اكتب . أما بعدفالحمد الله ألذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مئونة عدوه أخبر أمير المؤمنين أن مسلم بن عقيل لجأ إلي دار هانئ بن عروة المرادي وإني جعلت عليهما المراصد والعيون ودسست إليهما الرجال وكدتهما حتي أخرجتهما وأمكن الله منهما فقدمتهما وضربت أعناقهما و قدبعثت إليك برأسيهما مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي وهما من أهل السمع والطاعة والنصيحة فليسا لهما أمير المؤمنين عما أحب من أمرهما فإن عندهما علما وورعا وصدقا و السلام .فكتب إليه يزيد أما بعدفإنك لم تعد أن كنت كماأحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش و قدأغنيت وكفيت وصدقت ظني بك ورأيي فيك و قددعوت رسوليك وسألتهما وناجيتهما فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كماذكرت فاستوص بهما خيرا وإنه قدبلغني أن حسينا قدتوجه نحو العراق فضع المناظر والمسالح واحترس واحبس علي الظنة واقتل علي التهمة واكتب إلي في كل يوم مايحدث من خبر إن شاء الله .
صفحه : 360
و قال ابن نما كتب يزيد إلي ابن زياد قدبلغني أن حسينا قدسار إلي الكوفة و قدابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان وابتليت به من بين العمال وعندها تعتق أوتعود عبدا كماتعبد العبيد.إيضاح قوله ويح غيرك قال هذاتعظيما له أي لاأقول لك ويحك بل أقول لغيرك و السلام بالكسر الحجر ذكره الجوهري و قال نبا بفلان منزله إذا لم يوافقه و قال الشعفة بالتحريك رأس الجبل والجمع شعف وشعوف وشعاف وشعفات وهي رءوس الجبال . قوله ع و من تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح أي لايتيسر له فتح وفلاح في الدنيا أو في الآخرة أوالأعم و هذاإما تعليل بأن ابن الحنفية إنما لم يلحق لأنه علم أنه يقتل إن ذهب بإخباره ع أوبيان لحرمانه عن تلك السعادة أولأنه لاعذر له في ذلك لأنه ع أعلمه وأمثاله بذلك . قوله نحمد إليك الله أي نحمد الله منهيا إليك والتنزي والانتزاء التوثب والتسرع وابتززت الشيء استلبته والنجاء الإسراع و قال الجوهري يقال حيهلا الثريد فتحت ياؤه لاجتماع الساكنين وبنيت حي مع هل اسما واحدا مثل خمسة عشر وسمي به الفعل و إذاوقفت عليه قلت حيهلا و قال الجناب بالفتح الفناء و ماقرب من محلة القوم يقال أخصب جناب القوم والحشاشة بالضم بقية الروح في المريض قال الجزري فيه فانفلتت البقرة بحشاشة نفسها أي برمق بقية الحياة والروح والتحريش والإغراء بين القوم والقرف التهمة والغشم الظلم .طلب الخرزة كأنه كناية عن شدة الطلب فإن من يطلب الخرزة يفتشها في كل مكان وثقبة وثقفه صادفه قوله فرطا أي تقدما كثيرا من قولهم فرطت القوم أي سبقتهم أو هوحال فإن الفرط بالتحريك من يتقدم الواردة إلي الماء والكلاء ليهيئ لهم مايحتاجون إليه . قوله فأهون به صيغة تعجب أي ماأهونه والأثيل الأصيل والتسكع
صفحه : 361
التمادي في الباطل وقطن بالمكان كنصر أقام وظعن أي سار. قوله لئن فعلتموها أي المخالفة والخمس بالكسر من إظماء الإبل أن ترعي ثلاثة أيام وترد اليوم الرابع والمزنة السحابة البيضاء والجمع المزن ذكره الجوهري و قال الفيروزآبادي المزن بالضم السحاب أوأبيضه أوذو الماء. قوله لافتحت دعاء عليه أي لافتحت علي نفسك بابا من الخير فقد طال ليلك أي كثر وامتد همك أوانتظارك و في مروج الذهب فقد طال نومك أي غفلتك وضربوا الباب أي أغلقوه . قوله فإن الصدق ينبي عنك قال الزمخشري في المستقصي الصدق ينبي عنك لاالوعيد غيرمهموز من أنباه إذاجعله نابيا أي إنما يبعد عنك العدو ويرده أن تصدقه القتال لاالتهدد يضرب للجبان يتوعد ثم لايفعل و قال الجوهري في المثل الصدق ينبي عنك لاالوعيد أي إن الصدق يدفع عنك الغائلة في الحرب دون التهديد قال أبوعبيد هوينبي غيرمهموز ويقال أصله الهمز من الإنباء أي إن الفعل يخبر عن حقيقتك لاالقول انتهي . و في بعض النسخ عليك أي عند مايتحقق ماأقول تطلع علي فوائد ماأقول لك وتندم علي مافات لامجرد وعيدي يقال نبأت علي القوم طلعت عليهم والظاهر أنه تصحيف والعريف النقيب و هودون الرئيس . قوله و لم تجعل علي نفسك الجملة حالية و قال الجزري في حديث علي ع قال و هوينظر إلي ابن ملجم عذيرك من خليلك من مراد يقال عذيرك من فلان بالنصب أي هات من يعذرك فيه فعيل بمعني فاعل قوله إيه أي اسكت والشائع فيه أيها. و قال الفيروزآبادي ربص بفلان ربصا انتظر به خيرا أوشرا يحل به كتربص ويقال سقط في يديه أي ندم وجوز أسقط في يديه والذمام الحق والحرمة وأذم فلانا أجاره ويقال أخذتني منه مذمة أي رقة وعار من ترك
صفحه : 362
حرمته والغائلة الداهية ونفس به بالكسر أي ضن به والبارقة السيوف والحروري الخارجي أي أنت كنت أوتكون خارجيا في جميع الأيام أو في بقية اليوم . و قال الجوهري و من أمثالهم في اليأس عن الحاجة أسائر اليوم و قدزال الظهر أي أتطمع فيما بعد و قدتبين لك اليأس لأن من كان حاجته اليوم بأسره و قدزال الظهر وجب أن ييأس منه بغروب الشمس انتهي والظاهر أن هذاالمعني لايناسب المقام . واللهز الضرب بجمع اليد في الصدور ولهزه بالرمح طعنه في صدره وتعتعه حركه بعنف وأقلقه قوله استيحاشا إليهم يقال استوحش أي وجد الوحشة و فيه تضمين معني الانضمام والمتلدد المتحير ألذي يلتفت يمينا وشمالا والتخاتج لعله جمع تختج معرب تخته أي نزعوا الأخشاب من سقف المسجد لينظروا هل فيه أحد منهم و إن لم يرد بهذا المعني في اللغة والمنكب هورأس العرفاء والاستبراء الاختبار والاستعلام . قوله وجس خلالها من قولهم فَجاسُوا خِلالَ الدّيارِ أي تخللوها فطلبوا ما فيها قوله فانتهز أي اغتنم الأمان قوله لاناقة لي في هذا قال الزمخشري في مستقصي الأمثال أي لاخير لي فيه و لاشر وأصله أن الصدوف بنت حليس كانت تحت زيد بن الأخنس و له بنت من غيرها تسمي الفارعة كانت تسكن بمعزل منها في خباء آخر فغاب زيد غيبة فلهج بالفارعة رجل عدوي يدعي شبثا وطاوعته فكانت تركب علي عشية جملا لأبيها وتنطلق معه إلي متيهة يبيتان فيها ورجع زيد عن وجهه فعرج علي كاهنة اسمها طريفة فأخبرته بريبة في أهله فأقبل سائرا لايلوي علي أحد وإنما تخوف علي امرأته حتي دخل عليها فلما رأته عرفت الشر في وجهه فقالت لاتعجل واقف الأثر لاناقة لي في ذا و لاجمل يضرب في التبري عن الشيء قال الراعي.
و ماهجرتك حتي قلت معلنة | لاناقة لي في هذا و لاجمل |
.
صفحه : 363
و قال الفيروزآبادي الجرامقة قوم من العجم صاروا بالموصل في أوائل الإسلام الواحد جرمقاني والضرغام بالكسر الأسد والهمام كغراب الملك العظيم الهمة والسيد الشجاع قوله ع من يلغ من ولوغ الكلب و قال الجوهري طمار المكان المرتفع و قال الأصمعي انصب عليه من طمار مثل قطام قال الشاعر فإن كنت إلي آخر البيتين و كان ابن زياد أمر برمي مسلم بن عقيل من سطح انتهي . قوله أحاديث من يسري أي صارا بحيث يذكر قصتهما كل من يسير بالليل في السبل وشفرة السيف حده أي من سلاح مصقول يقطع من الجانبين والصقيل السيف أيضا والهماليج جمع الهملاج و هونوع من البراذين وأسماء هوأحد الثلاثة الذين ذهبوا بهانئ إلي ابن زياد والرقبة بالفتح الارتقاب والانتظار وبالكسر التحفظ قوله فكونوا بغايا أي زواني و في بعض النسخ أيامي . قال المفيد ره فصل و كان خروج مسلم بن عقيل رحمه الله بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة سنة ستين وقتله رحمه الله يوم الأربعاء لتسع خلون منه يوم عرفة و كان توجه الحسين ع من مكة إلي العراق في يوم خروج مسلم بالكوفة و هو يوم التروية بعدمقامه بمكة بقية شعبان وشهر رمضان وشوالا وذا القعدة وثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة ستين و كان قداجتمع إلي الحسين ع مدة مقامه بمكة نفر من أهل الحجاز ونفر من أهل البصرة انضافوا إلي أهل بيته ومواليه . و لماأراد الحسين التوجه إلي العراق بالبيت وسعي بين الصفا والمروة وأحل من إحرامه وجعلها عمرة لأنه لم يتمكن من تمام الحج مخافة أن يقبض عليه بمكة فينفذ إلي يزيد بن معاوية فخرج ع مبادرا بأهله وولده و من انضم إليه من شيعته و لم يكن خبر مسلم بلغه بخروجه يوم خروجه علي ماذكرناه .
صفحه : 364
وَ قَالَ السّيّدُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رَوَي أَبُو جَعفَرٍ الطبّرَيِّ عَنِ الواَقدِيِّ وَ زُرَارَةَ بنِ صَالِحٍ قَالَا لَقِينَا الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع قَبلَ خُرُوجِهِ إِلَي العِرَاقِ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَأَخبَرنَاهُ بِهَوَي النّاسِ بِالكُوفَةِ وَ أَنّ قُلُوبَهُم مَعَهُ وَ سُيُوفَهُم عَلَيهِ فَأَومَأَ بِيَدِهِ نَحوَ السّمَاءِ فَفُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ نَزَلَتِ المَلَائِكَةُ عَدَداً لَا يُحصِيهِم إِلّا اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ ع لَو لَا تَقَارُبُ الأَشيَاءِ وَ حُبُوطُ الأَجرِ لَقَاتَلتُهُم بِهَؤُلَاءِ وَ لَكِن أَعلَمُ يَقِيناً أَنّ هُنَاكَ مصَرعَيِ وَ مَصرَعَ أصَحاَبيِ وَ لَا يَنجُو مِنهُم إِلّا ولَدَيِ عَلِيّ
وَ رُوِيتُ بِالإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ القمُيّّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ إِلَي الحُسَينِ ع فِي اللّيلَةِ التّيِ أَرَادَ الحُسَينُ الخُرُوجَ فِي صَبِيحَتِهَا عَن مَكّةَ فَقَالَ لَهُ يَا أخَيِ إِنّ أَهلَ الكُوفَةِ قَد عَرَفتَ غَدرَهُم بِأَبِيكَ وَ أَخِيكَ وَ قَد خِفتُ أَن يَكُونَ حَالُكَ كَحَالِ مَن مَضَي فَإِن رَأَيتَ أَن تُقِيمَ فَإِنّكَ أَعَزّ مَن بِالحَرَمِ وَ أَمنَعُهُ فَقَالَ يَا أخَيِ قَد خِفتُ أَن يغَتاَلنَيِ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بِالحَرَمِ فَأَكُونَ ألّذِي يُستَبَاحُ بِهِ حُرمَةُ هَذَا البَيتِ فَقَالَ لَهُ ابنُ الحَنَفِيّةِ فَإِن خِفتَ ذَلِكَ فَصِر إِلَي اليَمَنِ أَو بَعضِ نوَاَحيِ البَرّ فَإِنّكَ أَمنَعُ النّاسِ بِهِ وَ لَا يَقدِرُ عَلَيكَ أَحَدٌ فَقَالَ أَنظُرُ فِيمَا قُلتَ فَلَمّا كَانَ السّحَرُ ارتَحَلَ الحُسَينُ ع فَبَلَغَ ذَلِكَ ابنَ الحَنَفِيّةِ فَأَتَاهُ فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ وَ قَد رَكِبَهَا فَقَالَ يَا أخَيِ أَ لَم تعَدِنيِ النّظَرَ فِيمَا سَأَلتُكَ قَالَ بَلَي قَالَ فَمَا حَدَاكَ عَلَي الخُرُوجِ عَاجِلًا قَالَ أتَاَنيِ رَسُولُ اللّهِص بَعدَ مَا فَارَقتُكَ فَقَالَ يَا حُسَينُ اخرُج فَإِنّ اللّهَ قَد شَاءَ أَن يَرَاكَ قَتِيلًا فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَفَمَا مَعنَي حَملِكَ هَؤُلَاءِ النّسَاءَ مَعَكَ وَ أَنتَ تَخرُجُ عَلَي مِثلِ هَذَا الحَالِ قَالَ فَقَالَ لِيص إِنّ اللّهَ قَد شَاءَ أَن يَرَاهُنّ سَبَايَا فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ مَضَي
قَالَ وَ جَاءَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَأَشَارَا عَلَيهِ بِالإِمسَاكِ فَقَالَ لَهُمَا إِنّ رَسُولَ اللّهِ قَد أمَرَنَيِ بِأَمرٍ وَ أَنَا مَاضٍ فِيهِ قَالَ فَخَرَجَ ابنُ العَبّاسِ وَ هُوَ يَقُولُ
صفحه : 365
وَا حُسَينَاه ثُمّ جَاءَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ فَأَشَارَ عَلَيهِ بِصُلحِ أَهلِ الضّلَالِ وَ حَذّرَهُ مِنَ القَتلِ وَ القِتَالِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ مِن هَوَانِ الدّنيَا عَلَي اللّهِ تَعَالَي أَنّ رَأسَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا أهُديَِ إِلَي بغَيِّ مِن بَغَايَا بنَيِ إِسرَائِيلَ أَ مَا تَعلَمُ أَنّ بنَيِ إِسرَائِيلَ كَانُوا يَقتُلُونَ مَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ سَبعِينَ نَبِيّاً ثُمّ يَجلِسُونَ فِي أَسوَاقِهِم يَبِيعُونَ وَ يَشتَرُونَ كَأَن لَم يَصنَعُوا شَيئاً فَلَم يُعَجّلِ اللّهُ عَلَيهِم بَل أَخَذَهُم بَعدَ ذَلِكَ أَخذَ عَزِيزٍ ذيِ انتِقَامٍ اتّقِ اللّهَ يَا أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ وَ لَا تَدَع نصُرتَيِ
قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ روُيَِ عَنِ الفَرَزدَقِ أَنّهُ قَالَحَجَجتُ بأِمُيّ فِي سَنَةِ سِتّينَ فَبَينَمَا أَنَا أَسُوقُ بَعِيرَهَا حَتّي دَخَلتُ الحَرَمَ إِذ لَقِيتُ الحُسَينَ ع خَارِجاً مِن مَكّةَ مَعَهُ أَسيَافُهُ وَ تُرَاسُهُ فَقُلتُ لِمَن هَذَا القِطَارُ فَقِيلَ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَأَتَيتُهُ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ لَهُ أَعطَاكَ اللّهُ سُؤلَكَ وَ أَمَلَكَ فِيمَا تُحِبّ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا أَعجَلَكَ عَنِ الحَجّ قَالَ لَو لَم أُعَجّل لَأُخِذتُ ثُمّ قَالَ لِي مَن أَنتَ قُلتُ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ وَ لَا وَ اللّهِ مَا فتَشّنَيِ عَن أَكثَرَ مِن ذَلِكَ. ثُمّ قَالَ لِي أخَبرِنيِ عَنِ النّاسِ خَلفَكَ فَقُلتُ الخَبِيرَ سَأَلتَ قُلُوبُ النّاسِ مَعَكَ وَ أَسيَافُهُم عَلَيكَ وَ القَضَاءُ يَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ وَاللّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ قَالَ صَدَقتَ لِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَ مِن بَعدُ وَ كُلّ يَومٍ رَبّنَاهُوَ فِي شَأنٍ إِن نَزَلَ القَضَاءُ بِمَا نُحِبّ فَنَحمَدُ اللّهَ عَلَي نَعمَائِهِ وَ هُوَ المُستَعَانُ عَلَي أَدَاءِ الشّكرِ وَ إِن حَالَ القَضَاءُ دُونَ الرّجَاءِ فَلَم يَبعُد مَن كَانَ الحَقّ نِيّتُهُ وَ التّقوَي سِيرَتُهُ فَقُلتُ لَهُ أَجَل بَلَغَكَ اللّهُ مَا تُحِبّ وَ كَفَاكَ مَا تَحذَرُ وَ سَأَلتُهُ عَن أَشيَاءَ مِن نُذُورٍ وَ مَنَاسِكَ فأَخَبرَنَيِ بِهَا وَ حَرّكَ رَاحِلَتَهُ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ ثُمّ افتَرَقنَا. وَ كَانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع لَمّا خَرَجَ مِن مَكّةَ اعتَرَضَهُ يَحيَي بنُ سَعِيدِ بنِ العَاصِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ أَرسَلَهُم إِلَيهِ عَمرُو بنُ سَعِيدٍ فَقَالُوا لَهُ انصَرِف أَينَ تَذهَبُ فَأَبَي عَلَيهِم وَ مَضَي وَ تَدَافَعَ الفَرِيقَانِ وَ اضطَرَبُوا بِالسّيَاطِ فَامتَنَعَ الحُسَينُ ع وَ أَصحَابُهُ مِنهُم امتِنَاعاً قَوِيّاً وَ سَارَ حَتّي أَتَي التّنعِيمَ فلَقَيَِ عِيراً قَد أَقبَلَت مِنَ اليَمَنِ
صفحه : 366
فَاستَأجَرَ مِن أَهلِهَا جِمَالًا لِرَحلِهِ وَ أَصحَابِهِ وَ قَالَ لِأَصحَابِهَا مَن أَحَبّ أَن يَنطَلِقَ مَعَنَا إِلَي العِرَاقِ وَفَينَاهُ كِرَاهُ وَ أَحسَنّا صُحبَتَهُ وَ مَن أَحَبّ أَن يُفَارِقَنَا فِي بَعضِ الطّرِيقِ أَعطَينَاهُ كِرَاهُ عَلَي قَدرِ مَا قَطَعَ مِنَ الطّرِيقِ فَمَضَي مَعَهُ قَومٌ وَ امتَنَعَ آخَرُونَ. وَ أَلحَقَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ بِابنَيهِ عَونٍ وَ مُحَمّدٍ وَ كَتَبَ عَلَي أَيدِيهِمَا كِتَاباً يَقُولُ فِيهِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ أَسأَلُكَ بِاللّهِ لَمّا انصَرَفتَ حِينَ تَنظُرُ فِي كتِاَبيِ هَذَا فإَنِيّ مُشفِقٌ عَلَيكَ مِن هَذَا التّوَجّهِ ألّذِي تَوَجّهتَ لَهُ أَن يَكُونَ فِيهِ هَلَاكُكَ وَ استِئصَالُ أَهلِ بَيتِكَ إِن هَلَكتَ اليَومَ طَفِئَ نُورُ الأَرضِ فَإِنّكَ عَلَمُ المُهتَدِينَ وَ رَجَاءُ المُؤمِنِينَ وَ لَا تَعجَل بِالسّيرِ فإَنِيّ فِي أَثَرِ كتِاَبيِ وَ السّلَامُ. وَ صَارَ عَبدُ اللّهِ إِلَي عَمرِو بنِ سَعِيدٍ وَ سَأَلَهُ أَن يَكتُبَ إِلَي الحُسَينِ ع أَمَاناً وَ يُمَنّيَهُ لِيَرجِعَ عَن وَجهِهِ وَ كَتَبَ إِلَيهِ عَمرُو بنُ سَعِيدٍ كِتَاباً يُمَنّيهِ فِيهِ الصّلَةَ وَ يُؤَمّنُهُ عَلَي نَفسِهِ وَ أَنفَذَهُ مَعَ يَحيَي بنِ سَعِيدٍ فَلَحِقَهُ يَحيَي وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ بَعدَ نُفُوذِ ابنَيهِ وَ دَفَعَا إِلَيهِ الكِتَابَ وَ جَهَدَا بِهِ فِي الرّجُوعِ فَقَالَ إنِيّ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ أمَرَنَيِ بِمَا أَنَا مَاضٍ لَهُ فَقَالُوا لَهُ مَا تِلكَ الرّؤيَا فَقَالَ مَا حَدّثتُ أَحَداً بِهَا وَ لَا أَنَا مُحَدّثٌ بِهَا أَحَداً حَتّي أَلقَي ربَيّ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا يَئِسَ مِنهُ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ أَمَرَ ابنَيهِ عَوناً وَ مُحَمّداً بِلُزُومِهِ وَ المَسِيرِ مَعَهُ وَ الجِهَادِ دُونَهُ وَ رَجَعَ مَعَ يَحيَي بنِ سَعِيدٍ إِلَي مَكّةَ. وَ تَوَجّهَ الحُسَينُ ع إِلَي العِرَاقِ مُغِذّاً لَا يلَويِ إِلَي شَيءٍ حَتّي نَزَلَ ذَاتَ عِرقٍ وَ قَالَ السّيّدُ رَحِمَهُ اللّهُ تَوَجّهَ الحُسَينُ ع مِن مَكّةَ لِثَلَاثٍ مَضَينَ مِن ذيِ الحِجّةِ سَنَةَ سِتّينَ قَبلَ أَن يَعلَمَ بِقَتلِ مُسلِمٍ لِأَنّهُ ع خَرَجَ مِن مَكّةَ فِي اليَومِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ مُسلِمٌ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ
وَ روُيَِ أَنّهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَمّا عَزَمَ عَلَي الخُرُوجِ إِلَي العِرَاقِ قَامَ خَطِيباً فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ وَ مَا شَاءَ اللّهُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ وَ سَلّمَ خُطّ المَوتُ عَلَي وُلدِ آدَمَ مَخَطّ القِلَادَةِ عَلَي جِيدِ الفَتَاةِ وَ مَا أوَلهَنَيِ إِلَي أسَلاَفيِ
صفحه : 367
اشتِيَاقَ يَعقُوبَ إِلَي يُوسُفَ وَ خُيّرَ لِي مَصرَعٌ أَنَا لَاقِيهِ كأَنَيّ بأِوَصاَليِ يَتَقَطّعُهَا عُسلَانُ الفَلَوَاتِ بَينَ النّوَاوِيسِ وَ كَربَلَاءَ فَيَملَأَنّ منِيّ أَكرَاشاً جُوفاً وَ أَجرِبَةً سُغباً لَا مَحِيصَ عَن يَومٍ خُطّ بِالقَلَمِ رِضَي اللّهِ رِضَانَا أَهلَ البَيتِ نَصبِرُ عَلَي بَلَائِهِ وَ يُوَفّينَا أُجُورَ الصّابِرِينَ لَن تَشُذّ عَن رَسُولِ اللّهِ لَحمَتُهُ وَ هيَِ مَجمُوعَةٌ لَهُ فِي حَظِيرَةِ القُدسِ تَقَرّ بِهِم عَينُهُ وَ تَنَجّزُ لَهُم وَعدُهُ مَن كَانَ فِينَا بَاذِلًا مُهجَتَهُ مُوَطّناً عَلَي لِقَاءِ اللّهِ نَفسَهُ فَليَرحَل مَعَنَا فإَنِيّ رَاحِلٌ مُصبِحاً إِن شَاءَ اللّهُ
أقول روي هذه الخطبة في كشف الغمة عن كمال الدين بن طلحة.
قَالَ السّيّدُ وَ ابنُ نَمَا رَحِمَهُمَا اللّهُ ثُمّ سَارَ حَتّي مَرّ بِالتّنعِيمِ فلَقَيَِ هُنَاكَ عِيراً تَحمِلُ هَدِيّةً قَد بَعَثَ بِهَا بُحَيرُ بنُ رَيسَانَ الحمِيرَيِّ عَامِلُ اليَمَنِ إِلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ وَ كَانَ عَامِلَهُ عَلَي اليَمَنِ وَ عَلَيهَا الوَرسُ وَ الحُلَلُ فَأَخَذَهَا ع لِأَنّ حُكمَ أُمُورِ المُسلِمِينَ إِلَيهِ وَ قَالَ لِأَصحَابِ الإِبِلِ مَن أَحَبّ مِنكُم أَن يَنطَلِقَ مَعَنَا إِلَي العِرَاقِ وَفَينَاهُ كِرَاهُ وَ أَحسَنّا صُحبَتَهُ وَ مَن أَحَبّ أَن يُفَارِقَنَا مِن مَكَانِنَا هَذَا أَعطَينَاهُ مِنَ الكِرَي بِقَدرِ مَا قَطَعَ مِنَ الطّرِيقِ فَمَضَي قَومٌ وَ امتَنَعَ آخَرُونَ. ثُمّ سَارَ ع حَتّي بَلَغَ ذَاتَ عِرقٍ فلَقَيَِ بِشرَ بنَ غَالِبٍ وَارِداً مِنَ العِرَاقِ فَسَأَلَهُ عَن أَهلِهَا فَقَالَ خَلّفتُ القُلُوبَ مَعَكَ وَ السّيُوفَ مَعَ بنَيِ أُمَيّةَ فَقَالَ صَدَقَ أَخُو بنَيِ أَسَدٍإِنّ اللّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ وَيَحكُمُ ما يُرِيدُ. قَالَ ثُمّ سَارَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ حَتّي نَزَلَ الثّعلَبِيّةَ وَقتَ الظّهِيرَةِ فَوَضَعَ رَأسَهُ فَرَقَدَ ثُمّ استَيقَظَ فَقَالَ قَد رَأَيتُ هَاتِفاً يَقُولُ أَنتُم تُسرِعُونَ وَ المَنَايَا تُسرِعُ بِكُم إِلَي الجَنّةِ فَقَالَ لَهُ ابنُهُ عَلِيّ يَا أَبَه أَ فَلَسنَا عَلَي الحَقّ فَقَالَ بَلَي يَا بنُيَّ وَ ألّذِي إِلَيهِ مَرجِعُ العِبَادِ فَقَالَ يَا أَبَه إِذَن لَا نبُاَليِ بِالمَوتِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع جَزَاكَ اللّهُ يَا بنُيَّ خَيرَ مَا جَزَي وَلَداً عَن وَالِدٍ ثُمّ بَاتَ ع فِي المَوضِعِ. فَلَمّا أَصبَحَ إِذاً بِرَجُلٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ يُكَنّي أَبَا هِرّةَ الأزَديِّ قَد أَتَاهُ
صفحه : 368
فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا ألّذِي أَخرَجَكَ عَن حَرَمِ اللّهِ وَ حَرَمِ جَدّكَ مُحَمّدٍص فَقَالَ الحُسَينُ ع وَيحَكَ أَبَا هِرّةَ إِنّ بنَيِ أُمَيّةَ أَخَذُوا ماَليِ فَصَبَرتُ وَ شَتَمُوا عرِضيِ فَصَبَرتُ وَ طَلَبُوا دمَيِ فَهَرَبتُ وَ ايمُ اللّهِ لتَقَتلُنُيِ الفِئَةُ البَاغِيَةُ وَ لَيَلبَسَنّهُمُ اللّهُ ذُلّا شَامِلًا وَ سَيفاً قَاطِعاً وَ لَيُسَلّطَنّ عَلَيهِم مَن يُذِلّهُم حَتّي يَكُونُوا أَذَلّ مِن قَومِ سَبَإٍ إِذ مَلَكَتهُمُ امرَأَةٌ مِنهُم فَحَكَمَت فِي أَموَالِهِم وَ دِمَائِهِم
. و قال محمد بن أبي طالب واتصل الخبر بالوليد بن عتبة أميرالمدينة بأن الحسين ع توجه إلي العراق فكتب إلي ابن زياد أما بعد فإن الحسين قدتوجه إلي العراق و هو ابن فاطمة وفاطمة بنت رسول الله فاحذر يا ابن زياد أن تأتي إليه بسوء فتهيج علي نفسك وقومك أمرا في هذه الدنيا لايصده شيء و لاتنساه الخاصة والعامة أبدا مادامت الدنيا قال فلم يلتفت ابن زياد إلي كتاب الوليد.
وَ فِي كِتَابِ تَارِيخٍ عَنِ الريّاَشيِّ بِإِسنَادِهِ عَن راَويِ حَدِيثِهِ قَالَ حَجَجتُ فَتَرَكتُ أصَحاَبيِ وَ انطَلَقتُ أَتَعَسّفُ الطّرِيقَ وحَديِ فَبَينَمَا أَنَا أَسِيرُ إِذ رَفَعتُ طرَفيِ إِلَي أَخبِيَةٍ وَ فَسَاطِيطَ فَانطَلَقتُ نَحوَهَا حَتّي أَتَيتُ أَدنَاهَا فَقُلتُ لِمَن هَذِهِ الأَبنِيَةُ فَقَالُوا لِلحُسَينِ ع قُلتُ ابنُ عَلِيّ وَ ابنُ فَاطِمَةَ ع قَالُوا نَعَم قُلتُ فِي أَيّهَا هُوَ قَالُوا فِي ذَلِكَ الفُسطَاطِ فَانطَلَقتُ نَحوَهُ فَإِذَا الحُسَينُ ع مُتّكٍ عَلَي بَابِ الفُسطَاطِ يَقرَأُ كِتَاباً بَينَ يَدَيهِ فَسَلّمتُ فَرَدّ عَلَيّ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ مَا أَنزَلَكَ فِي هَذِهِ الأَرضِ القَفرَاءِ التّيِ لَيسَ فِيهَا رِيفٌ وَ لَا مَنَعَةٌ قَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ أخَاَفوُنيِ وَ هَذِهِ كُتُبُ أَهلِ الكُوفَةِ وَ هُم قاَتلِيِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَ لَم يَدَعُوا لِلّهِ مُحَرّماً إِلّا انتَهَكُوهُ بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِم مَن يَقتُلُهُم حَتّي يَكُونُوا أَذَلّ مِن قَومِ الأَمَةِ
وَ قَالَ ابنُ نَمَا حَدّثَ عُقبَةُ بنُ سِمعَانَ قَالَخَرَجَ الحُسَينُ ع مِن مَكّةَ فَاعتَرَضَتهُ رُسُلُ عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ العَاصِ عَلَيهِم يَحيَي بنُ سَعِيدٍ لِيَرُدّوهُ فَأَبَي عَلَيهِم وَ تَضَارَبُوا بِالسّيَاطِ وَ مَضَي ع عَلَي وَجهِهِ فَبَادَرُوهُ وَ قَالُوا يَا حُسَينُ أَ لَا تتَقّيِ
صفحه : 369
اللّهَ تَخرُجُ مِنَ الجَمَاعَةِ وَ تُفَرّقُ بَينَ هَذِهِ الأُمّةِ فَقَالَلِي عمَلَيِ وَ لَكُم عَمَلُكُم أَنتُم بَرِيئُونَ مِمّا أَعمَلُ وَ أَنَا برَيِءٌ مِمّا تَعمَلُونَ
وَ رُوِيَت أَنّ الطّرِمّاحَ بنَ حَكَمٍ قَالَ لَقِيتُ حُسَيناً وَ قَدِ امتَرتُ لأِهَليِ مِيرَةً فَقُلتُ أُذَكّرُكَ فِي نَفسِكَ لَا يَغُرّنّكَ أَهلُ الكُوفَةِ فَوَ اللّهِ لَئِن دَخَلتَهَا لَتُقتَلَنّ وَ إنِيّ لَأَخَافُ أَن لَا تَصِلَ إِلَيهَا فَإِن كُنتَ مُجمِعاً عَلَي الحَربِ فَانزِل أَجَأً فَإِنّهُ جَبَلٌ مَنِيعٌ وَ اللّهِ مَا نَالَنَا فِيهِ ذُلّ قَطّ وَ عشَيِرتَيِ يَرَونَ جَمِيعاً نَصرَكَ فَهُم يَمنَعُونَكَ مَا أَقَمتَ فِيهِم فَقَالَ إِنّ بيَنيِ وَ بَينَ القَومِ مَوعِداً أَكرَهُ أَن أُخلِفَهُم فَإِن يَدفَعِ اللّهُ عَنّا فَقَدِيماً مَا أَنعَمَ عَلَينَا وَ كَفَي وَ إِن يَكُن مَا لَا بُدّ مِنهُ فَفَوزٌ وَ شَهَادَةٌ إِن شَاءَ اللّهُ. ثُمّ حَمَلتُ المِيرَةَ إِلَي أهَليِ وَ أَوصَيتُهُم بِأُمُورِهِم وَ خَرَجتُ أُرِيدُ الحُسَينَ ع فلَقَيِنَيِ سَمَاعَةُ بنُ زَيدٍ النبّهاَنيِّ فأَخَبرَنَيِ بِقَتلِهِ فَرَجَعتُ
وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ لَمّا بَلَغَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ إِقبَالُ الحُسَينِ ع مِن مَكّةَ إِلَي الكُوفَةِ بَعَثَ الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ صَاحِبَ شُرَطِهِ حَتّي نَزَلَ القَادِسِيّةَ وَ نَظَمَ الخَيلَ مَا بَينَ القَادِسِيّةِ إِلَي خَفّانَ وَ مَا بَينَ القَادِسِيّةِ إِلَي القُطقُطَانَةِ وَ قَالَ لِلنّاسِ هَذَا الحُسَينُ يُرِيدُ العِرَاقَ وَ لَمّا بَلَغَ الحُسَينُ الحَاجِزَ مِن بَطنِ الرّمّةِ بَعَثَ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصيّداَويِّ وَ يُقَالُ إِنّهُ بَعَثَ أَخَاهُ مِنَ الرّضَاعَةِ عَبدَ اللّهِ بنَ يَقطُرَ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ وَ لَم يَكُن ع عَلِمَ بِخَبَرِ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ رَحِمَهُ اللّهُ وَ كَتَبَ مَعَهُ إِلَيهِم.بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ وَ المُسلِمِينَ سَلَامٌ عَلَيكُم فإَنِيّ أَحمَدُ إِلَيكُمُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ كِتَابَ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ جاَءنَيِ يخُبرِنُيِ فِيهِ بِحُسنِ رَأيِكُم وَ اجتِمَاعِ مَلَئِكُم عَلَي نَصرِنَا وَ الطّلَبِ بِحَقّنَا فَسَأَلتُ اللّهَ أَن يُحسِنَ لَنَا الصّنِيعَ وَ أَن يُثِيبَكُم عَلَي ذَلِكَ أَعظَمَ الأَجرِ وَ قَد شَخَصتُ إِلَيكُم مِن مَكّةَ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ مَضَينَ مِن ذيِ الحِجّةِ يَومَ التّروِيَةِ فَإِذَا قَدِمَ عَلَيكُم رسَوُليِ فَانكَمِشُوا فِي أَمرِكُم وَ جَدّوا فإَنِيّ قَادِمٌ عَلَيكُم فِي
صفحه : 370
أيَاّميِ هَذِهِ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ. وَ كَانَ مُسلِمٌ كَتَبَ إِلَيهِ قَبلَ أَن يُقتَلَ بِسَبعٍ وَ عِشرِينَ لَيلَةً وَ كَتَبَ إِلَيهِ أَهلُ الكُوفَةِ أَنّ لَكَ هَاهُنَا مِائَةَ أَلفِ سَيفٍ وَ لَا تَتَأَخّر.فَأَقبَلَ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ بِكِتَابِ الحُسَينِ ع حَتّي إِذَا انتَهَي القَادِسِيّةَ أَخَذَهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ فَبَعَثَ بِهِ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ إِلَي الكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ اصعَد فَسُبّ الكَذّابَ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ. وَ قَالَ السّيّدُ فَلَمّا قَارَبَ دُخُولَ الكُوفَةِ اعتَرَضَهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ لِيُفَتّشَهُ فَأَخرَجَ قَيسٌ الكِتَابَ وَ مَزّقَهُ فَحَمَلَهُ الحُصَينُ إِلَي ابنِ زِيَادٍ فَلَمّا مَثُلَ بَينَ يَدَيهِ قَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مِن شِيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ابنِهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ فَلِمَا ذَا خَرَقتَ الكِتَابَ قَالَ لِئَلّا تَعلَمَ مَا فِيهِ قَالَ وَ مِمّنِ الكِتَابُ وَ إِلَي مَن قَالَ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي جَمَاعَةٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ لَا أَعرِفُ أَسمَاءَهُم فَغَضِبَ ابنُ زِيَادٍ فَقَالَ وَ اللّهِ لَا تفُاَرقِنُيِ حَتّي تخُبرِنَيِ بِأَسمَاءِ هَؤُلَاءِ القَومِ أَو تَصعَدَ المِنبَرَ وَ تَلعَنَ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ وَ أَبَاهُ وَ أَخَاهُ وَ إِلّا قَطّعتُكَ إِرباً إِرباً فَقَالَ قَيسٌ أَمّا القَومُ فَلَا أُخبِرُكَ بِأَسمَائِهِم وَ أَمّا لَعنَةُ الحُسَينِ وَ أَبِيهِ وَ أَخِيهِ فَأَفعَلُ فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ وَ أَكثَرَ مِنَ التّرَحّمِ عَلَي عَلِيّ وَ وُلدِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم ثُمّ لَعَنَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيَادٍ وَ أَبَاهُ وَ لَعَنَ عُتَاةَ بنَيِ أُمَيّةَ عَن آخِرِهِم ثُمّ قَالَ أَنَا رَسُولُ الحُسَينِ إِلَيكُم وَ قَد خَلّفتُهُ بِمَوضِعِ كَذَا فَأَجِيبُوهُ. ثُمّ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ أَن يُرمَي مِن فَوقِ القَصرِ فرَمُيَِ بِهِ فَتَقَطّعَ وَ روُيَِ أَنّهُ وَقَعَ إِلَي الأَرضِ مَكتُوفاً فَتَكَسّرَت عِظَامُهُ وَ بقَيَِ بِهِ رَمَقٌ فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبدُ المَلِكِ بنُ عُمَيرٍ اللخّميِّ فَذَبَحَهُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ وَ عِيبَ عَلَيهِ فَقَالَ أَرَدتُ أَن أُرِيحَهُ. ثُمّ أَقبَلَ الحُسَينُ مِنَ الحَاجِزِ يَسِيرُ نَحوَ العِرَاقِ فَانتَهَي إِلَي مَاءٍ مِن مِيَاهِ
صفحه : 371
العَرَبِ فَإِذَا عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطِيعٍ العدَوَيِّ وَ هُوَ نَازِلٌ بِهِ فَلَمّا رَآهُ الحُسَينُ قَامَ إِلَيهِ فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا أَقدَمَكَ وَ احتَمَلَهُ وَ أَنزَلَهُ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع كَانَ مِن مَوتِ مُعَاوِيَةَ مَا قَد بَلَغَكَ وَ كَتَبَ إلِيَّ أَهلُ العِرَاقِ يدَعوُننَيِ إِلَي أَنفُسِهِم. فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطِيعٍ أُذَكّرُكَ اللّهَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ حُرمَةَ الإِسلَامِ أَن تَنهَتِكَ أَنشُدُكَ اللّهَ فِي حُرمَةِ قُرَيشٍ أَنشُدُكَ اللّهَ فِي حُرمَةِ العَرَبِ فَوَ اللّهِ لَئِن طَلَبتَ مَا فِي أيَديِ بنَيِ أُمَيّةَ لَيَقتُلُنّكَ وَ لَئِن قَتَلُوكَ لَا يَهَابُوا بَعدَكَ أَحَداً أَبَداً وَ اللّهِ إِنّهَا لَحُرمَةُ الإِسلَامِ تَنهَتِكُ وَ حُرمَةُ قُرَيشٍ وَ حُرمَةُ العَرَبِ فَلَا تَفعَل وَ لَا تَأتِ الكُوفَةَ وَ لَا تُعَرّض نَفسَكَ لبِنَيِ أُمَيّةَ فَأَبَي الحُسَينُ ع إِلّا أَن يمَضيَِ. وَ كَانَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ أَمَرَ فَأُخِذَ مَا بَينَ وَاقِصَةَ إِلَي طَرِيقِ الشّامِ وَ إِلَي طَرِيقِ البَصرَةِ فَلَا يَدَعُونَ أَحَداً يَلِجُ وَ لَا أَحَداً يَخرُجُ فَأَقبَلَ الحُسَينُ ع لَا يُشعِرُ بشِيَءٍ حَتّي لقَيَِ الأَعرَابَ فَسَأَلَهُم فَقَالُوا لَا وَ اللّهِ مَا ندَريِ غَيرَ أَنّا لَا نَستَطِيعُ أَن نَلِجَ وَ لَا نَخرُجَ فَسَارَ تِلقَاءَ وَجهِهِ ع
وَ حَدّثَ جَمَاعَةٌ مِن فَزَارَةَ وَ مِن بَجِيلَةَ قَالُواكُنّا مَعَ زُهَيرِ بنِ القَينِ البجَلَيِّ حِينَ أَقبَلنَا مِن مَكّةَ وَ كُنّا نُسَايِرُ الحُسَينَ ع فَلَم يَكُن شَيءٌ أَبغَضَ عَلَينَا مِن أَن نُنَازِلَهُ فِي مَنزِلٍ وَ إِذَا سَارَ الحُسَينُ ع فَنَزَلَ فِي مَنزِلٍ لَم نَجِد بُدّاً مِن أَن نُنَازِلَهُ فَنَزَلَ الحُسَينُ فِي جَانِبٍ وَ نَزَلنَا فِي جَانِبٍ فَبَينَا نَحنُ جُلُوسٌ نَتَغَذّي مِن طَعَامٍ لَنَا إِذ أَقبَلَ رَسُولُ الحُسَينِ ع حَتّي سَلّمَ ثُمّ دَخَلَ فَقَالَ يَا زُهَيرَ بنَ القَينِ إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ الحُسَينَ بعَثَنَيِ إِلَيكَ لِتَأتِيَهُ فَطَرَحَ كُلّ إِنسَانٍ مِنّا مَا فِي يَدِهِ حَتّي كَأَنّمَا عَلَي رُءُوسِنَا الطّيرُ فَقَالَت لَهُ امرَأَتُهُ قَالَ السّيّدُ وَ هيَِ دَيلَمُ بِنتُ عَمرٍو سُبحَانَ اللّهِ أَ يَبعَثُ إِلَيكَ ابنُ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ لَا تَأتِيهِ لَو أَتَيتَهُ فَسَمِعتَ كَلَامَهُ ثُمّ انصَرَفتَ.فَأَتَاهُ زُهَيرُ بنُ القَينِ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ مُستَبشِراً قَد أَشرَقَ وَجهُهُ فَأَمَرَ بِفُسطَاطِهِ وَ ثَقَلِهِ وَ مَتَاعِهِ فَقُوّضَ وَ حُمِلَ إِلَي الحُسَينِ ع ثُمّ قَالَ لِامرَأَتِهِ أَنتِ طَالِقٌ الحقَيِ بِأَهلِكِ فإَنِيّ لَا أُحِبّ أَن يُصِيبَكَ بسِبَبَيِ إِلّا خَيرٌ.
صفحه : 372
وَ زَادَ السّيّدُ وَ قَد عَزَمتُ عَلَي صُحبَةِ الحُسَينِ ع لِأُفدِيَهُ برِوُحيِ وَ أَقِيَهُ بنِفَسيِ ثُمّ أَعطَاهَا مَالَهَا وَ سَلّمَهَا إِلَي بَعضِ بنَيِ عَمّهَا لِيُوصِلَهَا إِلَي أَهلِهَا فَقَامَت إِلَيهِ وَ بَكَت وَ وَدّعَتهُ وَ قَالَت خَارَ اللّهُ لَكَ أَسأَلُكَ أَن تذَكرُنَيِ فِي القِيَامَةِ عِندَ جَدّ الحُسَينِ ع . وَ قَالَ المُفِيدُ ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ مَن أَحَبّ مِنكُم أَن يتَبّعِنَيِ وَ إِلّا فَهُوَ آخِرُ العَهدِ إنِيّ سَأُحَدّثُكُم حَدِيثاً إِنّا غَزَونَا البَحرَ فَفَتَحَ اللّهُ عَلَينَا وَ أَصَبنَا غَنَائِمَ فَقَالَ لَنَا سَلمَانُ رَحِمَهُ اللّهُ أَ فَرِحتُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم وَ أَصَبتُم مِنَ الغَنَائِمِ فَقُلنَا نَعَم فَقَالَ إِذَا أَدرَكتُم سَيّدَ شَبَابِ آلِ مُحَمّدٍ فَكُونُوا أَشَدّ فَرَحاً بِقِتَالِكُم مَعَهُ مِمّا أَصَبتُمُ اليَومَ مِنَ الغَنَائِمِ فَأَمّا أَنَا فَأَستَودِعُكُمُ اللّهَ قَالُوا ثُمّ وَ اللّهِ مَا زَالَ فِي القَومِ مَعَ الحُسَينِ حَتّي قُتِلَ رَحِمَهُ اللّهُ
وَ فِي المَنَاقِبِ وَ لَمّا نَزَلَ ع الخُزَيمِيّةَ أَقَامَ بِهَا يَوماً وَ لَيلَةً فَلَمّا أَصبَحَ أَقبَلَت إِلَيهِ أُختُهُ زَينَبُ فَقَالَت يَا أخَيِ أَ لَا أُخبِرُكَ بشِيَءٍ سَمِعتُهُ البَارِحَةَ فَقَالَ الحُسَينُ ع وَ مَا ذَاكَ فَقَالَت خَرَجتُ فِي بَعضِ اللّيلِ لِقَضَاءِ حَاجَةٍ فَسَمِعتُ هَاتِفاً يَهتِفُ وَ هُوَ يَقُولُ.
أَلَا يَا عَينُ فاَحتفَلِيِ بِجَهدٍ | وَ مَن يبَكيِ عَلَي الشّهَدَاءِ بعَديِ |
عَلَي قَومٍ تَسُوقُهُمُ المَنَايَا | بِمِقدَارٍ إِلَي إِنجَازِ وَعدٍ |
. فَقَالَ لَهَا الحُسَينُ ع يَا أُختَاه كُلّ ألّذِي قضُيَِ فَهُوَ كَائِنٌ
وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ سُلَيمَانَ وَ المُنذِرُ بنُ المُشمَعِلّ الأَسَدِيّانِ قَالَا لَمّا قَضَينَا حَجّتَنَا لَم تَكُن لَنَا هِمّةٌ إِلّا الإِلحَاقَ[اللّحَاقَ]بِالحُسَينِ فِي الطّرِيقِ لِنَنظُرَ مَا يَكُونُ مِن أَمرِهِ فَأَقبَلنَا تُرقِلُ بِنَا نَاقَتَانَا مُسرِعَينِ حَتّي لَحِقنَاهُ بِزَرُودَ
صفحه : 373
فَلَمّا دَنَونَا مِنهُ إِذَا نَحنُ بِرَجُلٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ قَد عَدَلَ عَنِ الطّرِيقِ حَتّي رَأَي الحُسَينَ ع فَوَقَفَ الحُسَينُ ع كَأَنّهُ يُرِيدُهُ ثُمّ تَرَكَهُ وَ مَضَي وَ مَضَينَا نَحوَهُ فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ اذهَب بِنَا إِلَي هَذَا لِنَسأَلَهُ فَإِنّ عِندَهُ خَبَرَ الكُوفَةِ فَمَضَينَا حَتّي انتَهَينَا إِلَيهِ فَقُلنَا السّلَامُ عَلَيكَ فَقَالَ وَ عَلَيكُمَا السّلَامُ قُلنَا مِمّنِ الرّجُلُ قَالَ أسَدَيِّ قُلنَا لَهُ وَ نَحنُ أَسَدِيّانِ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا بَكرُ بنُ فُلَانٍ فَانتَسَبنَا لَهُ ثُمّ قُلنَا لَهُ أَخبِرنَا عَنِ النّاسِ وَرَاءَكَ قَالَ نَعَم لَم أَخرُج مِنَ الكُوفَةِ حَتّي قُتِلَ مُسلِمُ بنُ عَقِيلٍ وَ هَانِئُ بنُ عُروَةَ وَ رَأَيتُهُمَا يُجَرّانِ بِأَرجُلِهِمَا فِي السّوقِ.فَأَقبَلنَا حَتّي لَحِقنَا بِالحُسَينِ فَسَايَرنَاهُ حَتّي نَزَلَ الثّعلَبِيّةَ مُمسِياً فَجِئنَاهُ حِينَ نَزَلَ فَسَلّمنَا عَلَيهِ فَرَدّ عَلَينَا السّلَامَ فَقُلنَا لَهُ يَرحَمُكَ اللّهُ إِنّ عِندَنَا خَبَراً إِن شِئتَ حَدّثنَاكَ بِهِ عَلَانِيَةً وَ إِن شِئتَ سِرّاً فَنَظَرَ إِلَينَا وَ إِلَي أَصحَابِهِ ثُمّ قَالَ مَا دُونَ هَؤُلَاءِ سِرّ فَقُلنَا لَهُ رَأَيتَ الرّاكِبَ ألّذِي استَقبَلتَهُ عشَيِّ أَمسِ فَقَالَ نَعَم قَد أَرَدتُ مَسأَلَتَهُ فَقُلنَا قَد وَ اللّهِ استَبرَأنَا لَكَ خَبَرَهُ وَ كَفَينَاكَ مَسأَلَتَهُ وَ هُوَ امرُؤٌ مِنّا ذُو رأَيٍ وَ صِدقٍ وَ عَقلٍ وَ إِنّهُ حَدّثَنَا أَنّهُ لَم يَخرُج مِنَ الكُوفَةِ حَتّي قُتِلَ مُسلِمٌ وَ هَانِئٌ وَ رَآهُمَا يُجَرّانِ فِي السّوقِ بِأَرجُلِهِمَا فَقَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَرَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا يُرَدّدُ ذَلِكَ مِرَاراً.فَقُلنَا لَهُ نَنشُدُكَ اللّهَ فِي نَفسِكَ وَ أَهلِ بَيتِكَ إِلّا انصَرَفتَ مِن مَكَانِكَ هَذَا وَ إِنّهُ لَيسَ لَكَ بِالكُوفَةِ نَاصِرٌ وَ لَا شِيعَةٌ بَل نَتَخَوّفُ أَن يَكُونُوا عَلَيكَ فَنَظَرَ إِلَي بنَيِ عَقِيلٍ فَقَالَ مَا تَرَونَ فَقَد قُتِلَ مُسلِمٌ فَقَالُوا وَ اللّهِ مَا نَرجِعُ حَتّي نُصِيبَ ثَأرَنَا أَو نَذُوقَ مَا ذَاقَ فَأَقبَلَ عَلَينَا الحُسَينُ ع فَقَالَ لَا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَ هَؤُلَاءِ فَعَلِمنَا أَنّهُ قَد عَزَمَ رَأيَهُ عَلَي المَسِيرِ فَقُلنَا لَهُ خَارَ اللّهُ لَكَ فَقَالَ يَرحَمُكُمُ اللّهُ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ إِنّكَ وَ اللّهِ مَا أَنتَ مِثلَ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ وَ لَو قَدِمتَ الكُوفَةَ لَكَانَ أَسرَعَ النّاسُ إِلَيكَ فَسَكَتَ.
صفحه : 374
وَ قَالَ السّيّدُ أَتَاهُ خَبَرُ مُسلِمٍ فِي زُبَالَةَ ثُمّ إِنّهُ سَارَ فَلَقِيَهُ الفَرَزدَقُ فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَيفَ تَركَنُ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ وَ هُمُ الّذِينَ قَتَلُوا ابنَ عَمّكَ مُسلِمَ بنَ عَقِيلٍ وَ شِيعَتَهُ قَالَ فَاستَعبَرَ الحُسَينُ ع بَاكِياً ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ مُسلِماً فَلَقَد صَارَ إِلَي رَوحِ اللّهِ وَ رَيحَانِهِ وَ تَحِيّتِهِ وَ رِضوَانِهِ أَمَا إِنّهُ قَد قَضَي مَا عَلَيهِ وَ بقَيَِ مَا عَلَينَا ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ.
فَإِن تَكُنِ الدّنيَا تُعَدّ نَفِيسَةً | فَدَارُ ثَوَابِ اللّهِ أَعلَي وَ أَنبَلُ |
وَ إِن تَكُنِ الأَبدَانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت | فَقَتلُ امرِئٍ بِالسّيفِ فِي اللّهِ أَفضَلُ |
وَ إِن تَكُنِ الأَرزَاقُ قِسماً مُقَدّراً | فَقِلّةُ حِرصِ المَرءِ فِي الرّزقِ أَجمَلُ |
وَ إِن تَكُنِ الأَموَالُ لِلتّركِ جَمعُهَا | فَمَا بَالُ مَترُوكٍ بِهِ الحُرّ يَبخَلُ |
. وَ قَالَ المُفِيدُ ثُمّ انتَظَرَ حَتّي إِذَا كَانَ السّحَرُ فَقَالَ لِفِتيَانِهِ وَ غِلمَانِهِ أَكثِرُوا مِنَ المَاءِ فَاستَقَوا وَ أَكثَرُوا ثُمّ ارتَحَلُوا فَسَارَ حَتّي انتَهَي إِلَي زُبَالَةَ فَأَتَاهُ خَبَرُ عَبدِ اللّهِ بنِ يَقطُرَ. وَ قَالَ السّيّدُ فَاستَعبَرَ بَاكِياً ثُمّ قَالَ أللّهُمّ اجعَل لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا مَنزِلًا كَرِيماً وَ اجمَع بَينَنَا وَ بَينَهُم فِي مُستَقَرّ مِن رَحمَتِكَإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ. وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهِ فَأَخرَجَ لِلنّاسِ كِتَاباً فَقَرَأَ عَلَيهِم فَإِذَا فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ قَد أَتَانَا خَبَرٌ فَظِيعٌ قَتلُ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ وَ هَانِئِ بنِ عُروَةَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ يَقطُرَ وَ قَد خَذَلَنَا شِيعَتُنَا فَمَن أَحَبّ مِنكُمُ الِانصِرَافَ فَليَنصَرِف فِي غَيرِ حَرَجٍ لَيسَ عَلَيهِ ذِمَامٌ فَتَفَرّقَ النّاسُ عَنهُ وَ أَخَذُوا يَمِيناً وَ شِمَالًا حَتّي بقَيَِ فِي أَصحَابِهِ الّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ مِنَ المَدِينَةِ وَ نَفَرٍ يَسِيرٍ مِمّنِ انضَمّوا إِلَيهِ وَ إِنّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنّهُ ع عَلِمَ أَنّ الأَعرَابَ الّذِينَ اتّبَعُوهُ إِنّمَا اتّبَعُوهُ وَ هُم يَظُنّونَ أَنّهُ يأَتيِ بَلَداً قَدِ استَقَامَت لَهُ طَاعَةُ أَهلِهَا فَكَرِهَ أَن يَسِيرُوا مَعَهُ إِلّا وَ هُم يَعلَمُونَ عَلَي مَا يُقدِمُونَ.
صفحه : 375
فَلَمّا كَانَ السّحَرُ أَمَرَ أَصحَابَهُ فَاستَقَوا مَاءً وَ أَكثَرُوا ثُمّ سَارَ حَتّي مَرّ بِبَطنِ العَقَبَةِ فَنَزَلَ عَلَيهَا فَلَقِيَهُ شَيخٌ مِن بنَيِ عِكرِمَةَ يُقَالُ لَهُ عُمَرُ بنُ لَوذَانَ قَالَ لَهُ أَينَ تُرِيدُ قَالَ لَهُ الحُسَينُ الكُوفَةَ فَقَالَ لَهُ الشّيخُ أَنشُدُكَ اللّهَ لَمّا انصَرَفتَ فَوَ اللّهِ مَا تَقدَمُ إِلّا عَلَي الأَسِنّةِ وَ حَدّ السّيُوفِ وَ إِنّ هَؤُلَاءِ الّذِينَ بَعَثُوا إِلَيكَ لَو كَانُوا كَفَوكَ مَئُونَةَ القِتَالِ وَ وَطّئُوا لَكَ الأَشيَاءَ فَقَدِمتَ عَلَيهِم كَانَ ذَلِكَ رَأياً فَأَمّا عَلَي هَذِهِ الحَالِ التّيِ تَذكُرُ فإَنِيّ لَا أَرَي لَكَ أَن تَفعَلَ فَقَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ لَيسَ يَخفَي عَلَيّ الرأّيُ وَ لَكِنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يُغلَبُ عَلَي أَمرِهِ. ثُمّ قَالَ ع وَ اللّهِ لَا يدَعَوُننَيِ حَتّي يَستَخرِجُوا هَذِهِ العَلَقَةَ مِن جوَفيِ فَإِذَا فَعَلُوا سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم مَن يُذِلّهُم حَتّي يَكُونُوا أَذَلّ فِرَقِ الأُمَمِ ثُمّ سَارَ ع مِن بَطنِ العَقَبَةِ حَتّي نَزَلَ شَرَافَ[شَرَافاً] فَلَمّا كَانَ السّحَرُ أَمَرَ فِتيَانَهُ فَاستَقَوا مِنَ المَاءِ وَ أَكثَرُوا ثُمّ سَارَ حَتّي انتَصَفَ النّهَارُ فَبَينَمَا هُوَ يَسِيرُ إِذ كَبّرَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع اللّهُ أَكبَرُ لِمَ كَبّرتَ فَقَالَ رَأَيتُ النّخلَ قَالَ جَمَاعَةٌ مِمّن صَحِبَهُ وَ اللّهِ إِنّ هَذَا المَكَانَ مَا رَأَينَا فِيهِ نَخلَةً قَطّ فَقَالَ الحُسَينُ ع فَمَا تَرَونَهُ قَالُوا وَ اللّهِ نَرَاهُ أَسِنّةَ الرّمَاحِ وَ آذَانَ الخَيلِ فَقَالَ وَ أَنَا وَ اللّهِ أَرَي ذَلِكَ. ثُمّ قَالَ ع مَا لَنَا مَلجَأٌ نَلجَأُ إِلَيهِ وَ نَجعَلُهُ فِي ظُهُورِنَا وَ نَستَقبِلُ القَومَ بِوَجهٍ وَاحِدٍ فَقُلنَا لَهُ بَلَي هَذَا ذُو جَشَمٍ إِلَي جَنبِكَ فَمِل إِلَيهِ عَن يَسَارِكَ فَإِن سَبَقتَ إِلَيهِ فَهُوَ كَمَا تُرِيدُ فَأَخَذَ إِلَيهِ ذَاتَ اليَسَارِ وَ مِلنَا مَعَهُ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن أَن طَلَعَت عَلَينَا هوَاَديِ الخَيلِ فَتَبَيّنّاهَا وَ عَدَلنَا فَلَمّا رَأَونَا عَدَلنَا عَنِ الطّرِيقِ عَدَلُوا إِلَينَا كَأَنّ أَسِنّتَهُمُ اليَعَاسِيبُ وَ كَأَنّ رَايَاتِهِم أَجنِحَةُ الطّيرِ فَاستَبَقنَا إِلَي ذيِ جَشَمٍ فَسَبَقنَاهُم إِلَيهِ وَ أَمَرَ الحُسَينُ ع بِأَبنِيَتِهِ فَضُرِبَت وَ جَاءَ القَومُ زُهَاءَ أَلفِ فَارِسٍ مَعَ الحُرّ بنِ يَزِيدَ التمّيِميِّ حَتّي وَقَفَ هُوَ وَ خَيلُهُ مُقَابِلَ الحُسَينِ فِي حَرّ الظّهِيرَةِ وَ الحُسَينُ وَ أَصحَابُهُ مُعتَمّونَ مُتَقَلّدُونَ أَسيَافَهُم.
صفحه : 376
فَقَالَ الحُسَينُ ع لِفِتيَانِهِ اسقُوا القَومَ وَ أَروُوهُم مِنَ المَاءِ وَ رَشّفُوا الخَيلَ تَرشِيفاً فَفَعَلُوا وَ أَقبَلُوا يَملَئُونَ القِصَاعَ وَ الطّسَاسَ مِنَ المَاءِ ثُمّ يُدنُونَهَا مِنَ الفَرَسِ فَإِذَا عَبّ فِيهَا ثَلَاثاً أَو أَربَعاً أَو خَمساً عُزِلَت عَنهُ وَ سقُيَِ آخَرُ حَتّي سَقَوهَا عَن آخِرِهَا. فَقَالَ عَلِيّ بنُ الطّعّانِ المحُاَربِيِّ كُنتُ مَعَ الحُرّ يَومَئِذٍ فَجِئتُ فِي آخِرِ مَن جَاءَ مِن أَصحَابِهِ فَلَمّا رَأَي الحُسَينُ ع مَا بيِ وَ بفِرَسَيِ مِنَ العَطَشِ قَالَ أَنِخِ الرّاوِيَةَ وَ الرّاوِيَةُ عنِديِ السّقَاءُ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ الأَخِ أَنِخِ الجَمَلَ فَأَنَختُهُ فَقَالَ اشرَب فَجَعَلتُ كُلّمَا شَرِبتُ سَالَ المَاءُ مِنَ السّقَاءِ فَقَالَ الحُسَينُ اخنِثِ السّقَاءَ أَي اعطِفهُ فَلَم أَدرِ كَيفَ أَفعَلُ فَقَامَ فَخَنَثَهُ فَشَرِبتُ وَ سَقَيتُ فرَسَيِ. وَ كَانَ مجَيِءُ الحُرّ بنِ يَزِيدَ مِنَ القَادِسِيّةِ وَ كَانَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ بَعَثَ الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ وَ أَمَرَهُ أَن يَنزِلَ القَادِسِيّةَ وَ تَقَدّمَ الحُرّ بَينَ يَدَيهِ فِي أَلفِ فَارِسٍ يَستَقبِلُ بِهِمُ الحُسَينُ ع فَلَم يَزَلِ الحُرّ مُوَافِقاً لِلحُسَينِ ع حَتّي حَضَرَت صَلَاةُ الظّهرِ فَأَمَرَ الحُسَينُ ع الحَجّاجَ بنَ مَسرُوقٍ أَن يُؤَذّنَ. فَلَمّا حَضَرَتِ الإِقَامَةُ خَرَجَ الحُسَينُ ع فِي إِزَارٍ وَ رِدَاءٍ وَ نَعلَينِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ لَم آتِكُم حَتّي أتَتَنيِ كُتُبُكُم وَ قَدِمَت عَلَيّ رُسُلُكُم أَنِ اقدَم عَلَينَا فَلَيسَ لَنَا إِمَامٌ لَعَلّ اللّهَ أَن يَجمَعَنَا وَ إِيّاكُم عَلَي الهُدَي وَ الحَقّ فَإِن كُنتُم عَلَي ذَلِكَ فَقَد جِئتُكُم فأَعَطوُنيِ مَا أَطمَئِنّ إِلَيهِ مِن عُهُودِكُم وَ مَوَاثِيقِكُم وَ إِن لَم تَفعَلُوا كُنتُم لمِقَدمَيِ كَارِهِينَ انصَرَفتُ عَنكُم إِلَي المَكَانِ ألّذِي جِئتُ مِنهُ إِلَيكُم.فَسَكَتُوا عَنهُ وَ لَم يَتَكَلّمُوا كَلِمَةً فَقَالَ لِلمُؤَذّنِ أَقِم فَأَقَامَ الصّلَاةَ فَقَالَ لِلحُرّ أَ تُرِيدُ أَن تصُلَيَّ بِأَصحَابِكَ فَقَالَ الحُرّ لَا بَل تصُلَيّ أَنتَ وَ نصُلَيّ بِصَلَاتِكَ فَصَلّي بِهِمُ الحُسَينُ ع ثُمّ دَخَلَ فَاجتَمَعَ عَلَيهِ أَصحَابُهُ وَ انصَرَفَ الحُرّ إِلَي مَكَانِهِ ألّذِي كَانَ فِيهِ فَدَخَلَ خَيمَةً قَد ضُرِبَت لَهُ فَاجتَمَعَ إِلَيهِ خَمسُمِائَةٍ مِن أَصحَابِهِ وَ عَادَ
صفحه : 377
البَاقُونَ إِلَي صَفّهِمُ ألّذِي كَانُوا فِيهِ ثُمّ أَخَذَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم بِعِنَانِ فَرَسِهِ وَ جَلَسَ فِي ظِلّهَا. فَلَمّا كَانَ وَقتُ العَصرِ أَمَرَ الحُسَينُ ع أَن يَتَهَيّئُوا لِلرّحِيلِ فَفَعَلُوا ثُمّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَي بِالعَصرِ وَ أَقَامَ فَاستَقدَمَ الحُسَينُ وَ قَامَ فَصَلّي بِالقَومِ ثُمّ سَلّمَ وَ انصَرَفَ إِلَيهِم بِوَجهِهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أَمّا بَعدُ أَيّهَا النّاسُ فَإِنّكُم إِن تَتّقُوا اللّهَ وَ تَعرِفُوا الحَقّ لِأَهلِهِ يَكُن أَرضَي لِلّهِ عَنكُم وَ نَحنُ أَهلُ بَيتِ مُحَمّدٍ أَولَي بِوَلَايَةِ هَذَا الأَمرِ عَلَيكُم مِن هَؤُلَاءِ المُدّعِينَ مَا لَيسَ لَهُم وَ السّائِرِينَ فِيكُم بِالجَورِ وَ العُدوَانِ فَإِن أَبَيتُم إِلّا الكَرَاهَةَ لَنَا وَ الجَهلَ بِحَقّنَا وَ كَانَ رَأيُكُمُ الآنَ غَيرَ مَا أتَتَنيِ بِهِ كُتُبُكُم وَ قَدِمَت عَلَيّ بِهِ رُسُلُكُم انصَرَفتُ عَنكُم. فَقَالَ لَهُ الحُرّ أَنَا وَ اللّهِ مَا أدَريِ مَا هَذِهِ الكُتُبُ وَ الرّسُلُ التّيِ تَذكُرُ فَقَالَ الحُسَينُ ع لِبَعضِ أَصحَابِهِ يَا عُقبَةَ بنَ سِمعَانَ أَخرِجِ الخُرجَينِ اللّذَينِ فِيهِمَا كُتُبُهُم إلِيَّ فَأَخرَجَ خُرجَينِ مَملُوءَينِ صُحُفاً فَنُثِرَت بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهُ الحُرّ لَسنَا مِن هَؤُلَاءِ الّذِينَ كَتَبُوا إِلَيكَ وَ قَد أُمِرنَا أَنّا إِذَا لَقِينَاكَ لَا نُفَارِقُكَ حَتّي نُقَدّمَكَ الكُوفَةَ عَلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ. فَقَالَ الحُسَينُ ع المَوتُ أَدنَي إِلَيكَ مِن ذَلِكَ ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ فَقُومُوا فَاركَبُوا فَرَكِبُوا وَ انتَظَرَ حَتّي رَكِبَت نِسَاؤُهُ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ انصَرِفُوا فَلَمّا ذَهَبُوا لِيَنصَرِفُوا حَالَ القَومُ بَينَهُم وَ بَينَ الِانصِرَافِ فَقَالَ الحُسَينُ ع لِلحُرّ ثَكِلَتكَ أُمّكَ مَا تُرِيدُ فَقَالَ لَهُ الحُرّ أَمّا لَو غَيرُكَ مِنَ العَرَبِ يَقُولُهَا لِي وَ هُوَ عَلَي مِثلِ الحَالِ التّيِ أَنتَ عَلَيهَا مَا تَرَكتُ ذِكرَ أُمّهِ بِالثّكلِ كَائِناً مَن كَانَ وَ لَكِن وَ اللّهِ مَا لِي مِن ذِكرِ أُمّكَ مِن سَبِيلٍ إِلّا بِأَحسَنِ مَا نَقدِرُ عَلَيهِ. فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع فَمَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَن أَنطَلِقَ بِكَ إِلَي الأَمِيرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَقَالَ إِذاً وَ اللّهِ لَا أَتّبِعُكَ فَقَالَ إِذاً وَ اللّهِ لَا أَدَعُكَ فَتَرَادّا القَولَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَلَمّا كَثُرَ الكَلَامُ بَينَهُمَا قَالَ لَهُ الحُرّ إنِيّ لَم أُؤمَر بِقِتَالِكَ إِنّمَا
صفحه : 378
أُمِرتُ أَن لَا أُفَارِقَكَ حَتّي أُقَدّمَكَ الكُوفَةَ فَإِذ أَبَيتَ فَخُذ طَرِيقاً لَا يُدخِلُكَ الكُوفَةَ وَ لَا يَرُدّكَ إِلَي المَدِينَةِ يَكُونُ بيَنيِ وَ بَينَكَ نَصَفاً حَتّي أَكتُبَ إِلَي الأَمِيرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَلَعَلّ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ العَافِيَةَ مِن أَن أبَتلَيَِ بشِيَءٍ مِن أَمرِكَ فَخُذ هَاهُنَا.فَتَيَاسَرَ عَن طَرِيقِ العُذَيبِ وَ القَادِسِيّةِ وَ سَارَ الحُسَينُ ع وَ سَارَ الحُرّ فِي أَصحَابِهِ يُسَايِرُهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ يَا حُسَينُ إنِيّ أُذَكّرُكَ اللّهَ فِي نَفسِكَ فإَنِيّ أَشهَدُ لَئِن قَاتَلتَ لَتُقتَلَنّ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع أَ فَبِالمَوتِ تخُوَفّنُيِ وَ هَل يَعدُو بِكُمُ الخَطبُ أَن تقَتلُوُنيِ وَ سَأَقُولُ كَمَا قَالَ أَخُو الأَوسِ لِابنِ عَمّهِ وَ هُوَ يُرِيدُ نُصرَةَ رَسُولِ اللّهِص فَخَوّفَهُ ابنُ عَمّهِ وَ قَالَ أَينَ تَذهَبُ فَإِنّكَ مَقتُولٌ فَقَالَ.
سأَمَضيِ وَ مَا بِالمَوتِ عَارٌ عَلَي الفَتَي | إِذَا مَا نَوَي حَقّاً وَ جَاهَدَ مُسلِماً |
وَ آسَي الرّجَالَ الصّالِحِينَ بِنَفسِهِ | وَ فَارَقَ مَثبُوراً وَ وَدّعَ مُجرِماً |
فَإِن عِشتُ لَم أَندَم وَ إِن مِتّ لَم أُلَم | كَفَي بِكَ ذُلّا أَن تَعِيشَ وَ تُرغَمَا |
زَادَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَبلَ البَيتِ الأَخِيرِ هَذَا البَيتَ.
أُقَدّمُ نفَسيِ لَا أُرِيدُ بَقَاءَهَا | لِتَلقَي خَمِيساً فِي الوَغَي وَ عَرَمرَماً |
. ثُمّ قَالَ ثُمّ أَقبَلَ الحُسَينُ ع عَلَي أَصحَابِهِ وَ قَالَ هَل فِيكُم أَحَدٌ يَعرِفُ الطّرِيقَ عَلَي غَيرِ الجَادّةِ فَقَالَ الطّرِمّاحُ نَعَم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا أَخبُرُ الطّرِيقَ فَقَالَ الحُسَينُ ع سِر بَينَ أَيدِينَا فَسَارَ الطّرِمّاحُ وَ اتّبَعَهُ الحُسَينُ ع وَ أَصحَابُهُ وَ جَعَلَ الطّرِمّاحُ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ.
يَا ناَقتَيِ لَا تذَعرَيِ مِن زجَريِ | وَ امضيِ بِنَا قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ |
بِخَيرِ فِتيَانٍ وَ خَيرِ سَفرٍ | آلُ رَسُولِ اللّهِ آلُ الفَخرِ |
السّادَةُ البِيضُ الوُجُوهِ الزّهرِ | الطّاعِنِينَ بِالرّمَاحِ السّمرِ |
الضّارِبِينَ بِالسّيُوفِ البُترِ | حَتّي تَحَلّي بِكَرِيمِ الفَخرِ |
المَاجِدُ الجَدّ رَحِيبُ الصّدرِ | أَثَابَهُ اللّهُ لِخَيرِ أَمرٍ |
َمّرَهُ اللّهُ بَقَاءَ الدّهرِ. |
صفحه : 379
يَا مَالِكَ النّفعِ مَعاً وَ النّصرِ | أَيّد حُسَيناً سيَدّيِ بِالنّصرِ |
عَلَي الطّغَاةِ مِن بَقَايَا الكُفرِ | عَلَي اللّعِينَينِ سلَيِليَ صَخرٍ |
يَزِيدَ لَا زَالَ حَلِيفَ الخَمرِ | وَ ابنِ زِيَادٍ عَهِرِ بنِ العَهِرِ |
. وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فَلَمّا سَمِعَ الحُرّ ذَلِكَ تَنَحّي عَنهُ وَ كَانَ يَسِيرُ بِأَصحَابِهِ نَاحِيَةً وَ الحُسَينُ ع فِي نَاحِيَةٍ حَتّي انتَهَوا إِلَي عُذَيبِ الهِجَانَاتِ ثُمّ مَضَي الحُسَينُ عَلَيهِ السّلَامُ حَتّي انتَهَي إِلَي قَصرِ بنَيِ مُقَاتِلٍ فَنَزَلَ بِهِ وَ إِذَا هُوَ بِفُسطَاطٍ مَضرُوبٍ فَقَالَ لِمَن هَذَا فَقِيلَ لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُرّ الجعُفيِّ قَالَ ادعُوهُ إلِيَّ فَلَمّا أَتَاهُ الرّسُولُ قَالَ لَهُ هَذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع يَدعُوكَ فَقَالَ عُبَيدُ اللّهِإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وَ اللّهِ مَا خَرَجتُ مِنَ الكُوفَةِ إِلّا كَرَاهِيَةَ أَن يَدخُلَهَا الحُسَينُ وَ أَنَا فِيهَا وَ اللّهِ مَا أُرِيدُ أَن أَرَاهُ وَ لَا يرَاَنيِ.فَأَتَاهُ الرّسُولُ فَأَخبَرَهُ فَقَامَ إِلَيهِ الحُسَينُ فَجَاءَ حَتّي دَخَلَ عَلَيهِ وَ سَلّمَ وَ جَلَسَ ثُمّ دَعَاهُ إِلَي الخُرُوجِ مَعَهُ فَأَعَادَ عَلَيهِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ الحُرّ تِلكَ المَقَالَةَ وَ استَقَالَهُ مِمّا دَعَاهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع فَإِن لَم تَكُن تَنصُرُنَا فَاتّقِ اللّهَ أَن لَا تَكُونَ مِمّن يُقَاتِلُنَا فَوَ اللّهِ لَا يَسمَعُ وَاعِيَتَنَا أَحَدٌ ثُمّ لَا يَنصُرُنَا إِلّا هَلَكَ فَقَالَ لَهُ أَمّا هَذَا فَلَا يَكُونُ أَبَداً إِن شَاءَ اللّهُ. ثُمّ قَامَ الحُسَينُ ع مِن عِندِهِ حَتّي دَخَلَ رَحلَهُ وَ لَمّا كَانَ فِي آخِرِ اللّيلَةِ أَمَرَ فِتيَانَهُ بِالِاستِقَاءِ مِنَ المَاءِ ثُمّ أَمَرَ بِالرّحِيلِ فَارتَحَلَ مِن قَصرِ بنَيِ مُقَاتِلٍ. فَقَالَ عُقبَةُ بنُ سِمعَانَ فَسِرنَا مَعَهُ سَاعَةً فَخَفَقَ ع وَ هُوَ عَلَي ظَهرِ فَرَسِهِ خَفقَةً ثُمّ انتَبَهَ وَ هُوَ يَقُولُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَفَفَعَلَ ذَلِكَ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً فَأَقبَلَ إِلَيهِ ابنُهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَقَالَ مِمّ حَمِدتَ اللّهَ وَ استَرجَعتَ قَالَ يَا بنُيَّ إنِيّ خَفَقتُ خَفقَةً فَعَنّ لِي فَارِسٌ عَلَي فَرَسٍ وَ هُوَ يَقُولُ القَومُ يَسِيرُونَ وَ المَنَايَا تَسِيرُ إِلَيهِم فَعَلِمتُ أَنّهَا أَنفُسُنَا نُعِيَت إِلَينَا فَقَالَ لَهُ يَا أَبَتِ لَا أَرَاكَ اللّهُ سُوءاً أَ لَسنَا عَلَي الحَقّ قَالَ بَلَي وَ اللّهِ ألّذِي مَرجِعُ العِبَادِ إِلَيهِ فَقَالَ فَإِنّنَا إِذاً مَا نبُاَليِ أَن نَمُوتَ مُحِقّينَ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع جَزَاكَ اللّهُ مِن وَلَدٍ
صفحه : 380
خَيرَ مَا جَزَي وَلَداً عَن وَالِدِهِ. فَلَمّا أَصبَحَ نَزَلَ وَ صَلّي بِهِمُ الغَدَاةَ ثُمّ عَجّلَ الرّكُوبَ وَ أَخَذَ يَتَيَاسَرُ بِأَصحَابِهِ يُرِيدُ أَن يُفَرّقَهُم فَيَأتِيهِ الحُرّ بنُ يَزِيدَ فَيَرُدّهُ وَ أَصحَابَهُ فَجَعَلَ إِذَا رَدّهُم نَحوَ الكُوفَةِ رَدّاً شَدِيداً امتَنَعُوا عَلَيهِ فَارتَفَعُوا فَلَم يَزَالُوا يَتَسَايَرُونَ كَذَلِكَ حَتّي انتَهَوا إِلَي نَينَوَي بِالمَكَانِ ألّذِي نَزَلَ بِهِ الحُسَينُ ع فَإِذَا رَاكِبٌ عَلَي نَجِيبٍ لَهُ عَلَيهِ سِلَاحٌ مُتَنَكّباً قَوساً مُقبِلًا مِنَ الكُوفَةِ فَوَقَفُوا جَمِيعاً يَنتَظِرُونَهُ فَلَمّا انتَهَي إِلَيهِم سَلّمَ عَلَي الحُرّ وَ أَصحَابِهِ وَ لَم يُسَلّم عَلَي الحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ وَ دَفَعَ إِلَي الحُرّ كِتَاباً مِن عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ فَإِذَا فِيهِ أَمّا بَعدُ فَجَعجِع بِالحُسَينِ حِينَ بَلَغَكَ كتِاَبيِ هَذَا وَ يَقدَمُ عَلَيكَ رسَوُليِ وَ لَا تُنزِلهُ إِلّا بِالعَرَاءِ فِي غَيرِ خُضرٍ وَ عَلَي غَيرِ مَاءٍ وَ قَد أَمَرتُ رسَوُليِ أَن يَلزَمَكَ وَ لَا يُفَارِقَكَ حَتّي يأَتيِنَيِ بِإِنفَاذِكَ أمَريِ وَ السّلَامُ. فَلَمّا قَرَأَ الكِتَابَ قَالَ لَهُمُ الحُرّ هَذَا كِتَابُ الأَمِيرِ عُبَيدِ اللّهِ يأَمرُنُيِ أَن أُجَعجِعَ بِكُم فِي المَكَانِ ألّذِي يأَتيِنيِ كِتَابُهُ وَ هَذَا رَسُولُهُ وَ قَد أَمَرَهُ أَن لَا يفُاَرقِنَيِ حَتّي أُنفِذَهُ أَمرَهُ فِيكُم فَنَظَرَ يَزِيدُ بنُ المُهَاجِرِ الكنِديِّ وَ كَانَ مَعَ الحُسَينِ ع إِلَي رَسُولِ ابنِ زِيَادٍ فَعَرَفَهُ فَقَالَ لَهُ ثَكِلَتكَ أُمّكَ مَا ذَا جِئتَ فِيهِ قَالَ أَطَعتُ إمِاَميِ وَ وَفَيتُ ببِيَعتَيِ فَقَالَ لَهُ ابنُ المُهَاجِرِ بَل عَصَيتَ رَبّكَ وَ أَطَعتَ إِمَامَكَ فِي هَلَاكِ نَفسِكَ وَ كُسِيتَ العَارَ وَ النّارَ وَ بِئسَ الإِمَامُ إِمَامُكَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلناهُم أَئِمّةً يَدعُونَ إِلَي النّارِ وَ يَومَ القِيامَةِ لا يُنصَرُونَفَإِمَامُكَ مِنهُم وَ أَخَذَهُمُ الحُرّ بِالنّزُولِ فِي ذَلِكَ المَكَانِ عَلَي غَيرِ مَاءٍ وَ لَا فِي قَريَةٍ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع دَعنَا وَيحَكَ نَنزِل هَذِهِ القَريَةَ أَو هَذِهِ يعَنيِ نَينَوَي وَ الغَاضِرِيّةَ أَو هَذِهِ يعَنيِ شُفَيّةَ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أَستَطِيعُ ذَلِكَ هَذَا رَجُلٌ قَد بَعَثَ إلِيَّ عَيناً عَلَيّ فَقَالَ لَهُ زُهَيرُ بنُ القَينِ إنِيّ وَ اللّهِ لَا أَرَي أَن يَكُونَ بَعدَ ألّذِي تَرَونَ إِلّا أَشَدّ مِمّا تَرَونَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ قِتَالَ هَؤُلَاءِ القَومِ السّاعَةَ أَهوَنُ عَلَينَا مِن قِتَالِ مَن يَأتِينَا مِن بَعدِهِم فلَعَمَريِ لَيَأتِينَا مِن بَعدِهِم مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ فَقَالَ الحُسَينُ ع مَا كُنتُ لِأَبدَأَهُم بِالقِتَالِ ثُمّ نَزَلَ وَ ذَلِكَ
صفحه : 381
اليَومُ يَومُ الخَمِيسِ وَ هُوَ اليَومُ الثاّنيِ مِنَ المُحَرّمِ سَنَةَ إِحدَي وَ سِتّينَ. وَ قَالَ السّيّدُ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَامَ الحُسَينُ خَطِيباً فِي أَصحَابِهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّهُ قَد نَزَلَ مِنَ الأَمرِ مَا قَد تَرَونَ وَ إِنّ الدّنيَا تَغَيّرَت وَ تَنَكّرَت وَ أَدبَرَ مَعرُوفُهَا وَ لَم يَبقَ مِنهَا إِلّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ وَ خَسِيسُ عَيشٍ كَالمَرعَي الوَبِيلِ أَ لَا تَرَونَ إِلَي الحَقّ لَا يُعمَلُ بِهِ وَ إِلَي البَاطِلِ لَا يُتَنَاهَي عَنهُ لِيَرغَبِ المُؤمِنُ فِي لِقَاءِ رَبّهِ حَقّاً حَقّاً فإَنِيّ لَا أَرَي المَوتَ إِلّا سَعَادَةً وَ الحَيَاةَ مَعَ الظّالِمِينَ إِلّا بَرَماً.فَقَامَ زُهَيرُ بنُ القَينِ فَقَالَ قَد سَمِعنَا هَدَاكَ اللّهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَقَالَتَكَ وَ لَو كَانَتِ الدّنيَا لَنَا بَاقِيَةً وَ كُنّا فِيهَا مُخَلّدِينَ لَآثَرنَا النّهُوضَ مَعَكَ عَلَي الإِقَامَةِ فِيهَا. قَالَ وَ وَثَبَ هِلَالُ بنُ نَافِعٍ البجَلَيِّ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا كَرِهنَا لِقَاءَ رَبّنَا وَ إِنّا عَلَي نِيّاتِنَا وَ بَصَائِرِنَا نوُاَليِ مَن وَالَاكَ وَ نعُاَديِ مَن عَادَاكَ. قَالَ وَ قَامَ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَقَد مَنّ اللّهُ بِكَ عَلَينَا أَن نُقَاتِلَ بَينَ يَدَيكَ فَيُقَطّعَ فِيكَ أَعضَاؤُنَا ثُمّ يَكُونَ جَدّكَ شَفِيعَنَا يَومَ القِيَامَةِ. قَالَ ثُمّ إِنّ الحُسَينَ ع رَكِبَ وَ سَارَ كُلّمَا أَرَادَ المَسِيرَ يَمنَعُونَهُ تَارَةً وَ يُسَايِرُونَهُ أُخرَي حَتّي بَلَغَ كَربَلَاءَ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي اليَومِ الثّامِنِ مِنَ المُحَرّمِ. وَ فِي المَنَاقِبِ فَقَالَ لَهُ زُهَيرٌ فَسِر بِنَا حَتّي نَنزِلَ بِكَربَلَاءَ فَإِنّهَا عَلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ فَنَكُونَ هُنَالِكَ فَإِن قَاتَلُونَا قَاتَلنَاهُم وَ استَعَنّا اللّهَ عَلَيهِم قَالَ فَدَمَعَت عَينَا الحُسَينِ ع ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَربِ وَ البَلَاءِ وَ نَزَلَ الحُسَينُ فِي مَوضِعِهِ ذَلِكَ وَ نَزَلَ الحُرّ بنُ يَزِيدَ حِذَاءَهُ فِي أَلفِ فَارِسٍ وَ دَعَا الحُسَينُ بِدَوَاةٍ وَ بَيضَاءَ وَ كَتَبَ إِلَي أَشرَافِ الكُوفَةِ مِمّن كَانَ يَظُنّ أَنّهُ عَلَي رَأيِهِ.
بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي سُلَيمَانَ بنِ صُرَدٍ وَ المُسَيّبِ بنِ نَجَبَةَ وَ رِفَاعَةَ بنِ شَدّادٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ وَالٍ وَ جَمَاعَةِ المُؤمِنِينَ
صفحه : 382
أَمّا بَعدُ فَقَد عَلِمتُم أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَد قَالَ فِي حَيَاتِهِ مَن رَأَي سُلطَاناً جَائِراً مُستَحِلّا لِحُرُمِ اللّهِ نَاكِثاً لِعَهدِ اللّهِ مُخَالِفاً لِسُنّةِ رَسُولِ اللّهِ يَعمَلُ فِي عِبَادِ اللّهِ بِالإِثمِ وَ العُدوَانِ ثُمّ لَم يُغَيّر بِقَولٍ وَ لَا فِعلٍ كَانَ حَقِيقاً عَلَي اللّهِ أَن يُدخِلَهُ مَدخَلَهُ وَ قَد عَلِمتُم أَنّ هَؤُلَاءِ القَومَ قَد لَزِمُوا طَاعَةَ الشّيطَانِ وَ تَوَلّوا عَن طَاعَةِ الرّحمَنِ وَ أَظهَرُوا الفَسَادَ وَ عَطّلُوا الحُدُودَ وَ استَأثَرُوا باِلفيَءِ وَ أَحَلّوا حَرَامَ اللّهِ وَ حَرّمُوا حَلَالَهُ وَ إنِيّ أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ لقِرَاَبتَيِ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ قَد أتَتَنيِ كُتُبُكُم وَ قَدِمَت عَلَيّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم أَنّكُم لَا تسُلَمّوُنيّ وَ لَا تخَذلُوُنيّ فَإِن وَفَيتُم لِي بِبَيعَتِكُم فَقَد أُصِبتُم حَظّكُم وَ رُشدَكُم وَ نفَسيِ مَعَ أَنفُسِكُم وَ أهَليِ وَ ولُديِ مَعَ أَهَالِيكُم وَ أَولَادِكُم فَلَكُم بيِ أُسوَةٌ وَ إِن لَم تَفعَلُوا وَ نَقَضتُم عُهُودَكُم وَ خَلَعتُم بَيعَتَكُم فلَعَمَريِ مَا هيَِ مِنكُم بِنُكرٍ لَقَد فَعَلتُمُوهَا بأِبَيِ وَ أخَيِ وَ ابنِ عمَيّ وَ المَغرُورُ مَنِ اغتَرّ بِكُم فَحَظّكُم أَخطَأتُم وَ نَصِيبَكُم ضَيّعتُمفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ سيَغُنيِ اللّهُ عَنكُم وَ السّلَامُ.
ثُمّ طَوَي الكِتَابَ وَ خَتَمَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَي قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصيّداَويِّ وَ سَاقَ الحَدِيثَ كَمَا مَرّ ثُمّ قَالَ وَ لَمّا بَلَغَ الحُسَينَ قَتلُ قَيسٍ استَعبَرَ بَاكِياً ثُمّ قَالَ أللّهُمّ اجعَل لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا عِندَكَ مَنزِلًا كَرِيماً وَ اجمَع بَينَنَا وَ بَينَهُم فِي مُستَقَرّ مِن رَحمَتِكَإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ. قَالَ فَوَثَبَ إِلَي الحُسَينِ ع رَجُلٌ مِن شِيعَتِهِ يُقَالُ لَهُ هِلَالُ بنُ نَافِعٍ البجَلَيِّ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنتَ تَعلَمُ أَنّ جَدّكَ رَسُولَ اللّهِ لَم يَقدِر أَن يُشرِبَ النّاسَ مَحَبّتَهُ وَ لَا أَن يَرجِعُوا إِلَي أَمرِهِ مَا أَحَبّ وَ قَد كَانَ مِنهُم مُنَافِقُونَ يَعِدُونَهُ بِالنّصرِ وَ يُضمِرُونَ لَهُ الغَدرَ يَلقَونَهُ بِأَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ يَخلُفُونَهُ بِأَمَرّ مِنَ الحَنظَلِ حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ أَنّ أَبَاكَ عَلِيّاً رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَد كَانَ فِي مِثلِ ذَلِكَ فَقَومٌ قَد أَجمَعُوا عَلَي نَصرِهِ وَ قَاتَلُوا مَعَهُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ حَتّي أَتَاهُ أَجَلُهُ فَمَضَي إِلَي رَحمَةِ اللّهِ وَ رِضوَانِهِ وَ أَنتَ اليَومَ عِندَنَا فِي مِثلِ تِلكَ الحَالَةِ فَمَن نَكَثَ عَهدَهُ وَ خَلَعَ بَيعَتَهُ فَلَن يَضُرّ إِلّا نَفسَهُ وَ اللّهُ مُغنٍ عَنهُ فَسِر بِنَا رَاشِداً مُعَافًي مُشَرّقاً إِن شِئتَ وَ إِن
صفحه : 383
شِئتَ مُغَرّباً فَوَ اللّهِ مَا أَشفَقنَا مِن قَدَرِ اللّهِ وَ لَا كَرِهنَا لِقَاءَ رَبّنَا وَ إِنّا عَلَي نِيّاتِنَا وَ بَصَائِرِنَا نوُاَليِ مَن وَالَاكَ وَ نعُاَديِ مَن عَادَاكَ. ثُمّ وَثَبَ إِلَيهِ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهمَداَنيِّ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَقَد مَنّ اللّهُ بِكَ عَلَينَا أَن نُقَاتِلَ بَينَ يَدَيكَ تُقَطّعُ فِيهِ أَعضَاؤُنَا ثُمّ يَكُونُ جَدّكَ شَفِيعَنَا يَومَ القِيَامَةِ بَينَ أَيدِينَا لَا أَفلَحَ قَومٌ ضَيّعُوا ابنَ بِنتِ نَبِيّهِم أُفّ لَهُم غَداً مَا ذَا يُلَاقُونَ يُنَادُونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ فِي نَارِ جَهَنّمَ. قَالَ فَجَمَعَ الحُسَينُ ع وُلدَهُ وَ إِخوَتَهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ ثُمّ نَظَرَ إِلَيهِم فَبَكَي سَاعَةً ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّا عِترَةُ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ وَ قَد أُخرِجنَا وَ طُرِدنَا وَ أُزعِجنَا عَن حَرَمِ جَدّنَا وَ تَعَدّت بَنُو أُمَيّةَ عَلَينَا أللّهُمّ فَخُذ لَنَا بِحَقّنَا وَ انصُرنَا عَلَي القَومِ الظّالِمِينَ. قَالَ فَرَحَلَ مِن مَوضِعِهِ حَتّي نَزَلَ فِي يَومِ الأَربِعَاءِ أَو يَومِ الخَمِيسِ بِكَربَلَاءَ وَ ذَلِكَ فِي الثاّنيِ مِنَ المُحَرّمِ سَنَةَ إِحدَي وَ سِتّينَ. ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ النّاسُ عَبِيدُ الدّنيَا وَ الدّينُ لَعِقٌ عَلَي أَلسِنَتِهِم يَحُوطُونَهُ مَا دَرّت مَعَايِشُهُم فَإِذَا مُحّصُوا بِالبَلَاءِ قَلّ الدّيّانُونَ. ثُمّ قَالَ أَ هَذِهِ كَربَلَاءُ فَقَالُوا نَعَم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ هَذَا مَوضِعُ كَربٍ وَ بَلَاءٍ هَاهُنَا مُنَاخُ رِكَابِنَا وَ مَحَطّ رِحَالِنَا وَ مَقتَلُ رِجَالِنَا وَ مَسفَكُ دِمَائِنَا قَالَ فَنَزَلَ القَومُ وَ أَقبَلَ الحُرّ حَتّي نَزَلَ حِذَاءَ الحُسَينِ ع فِي أَلفِ فَارِسٍ ثُمّ كَتَبَ إِلَي ابنِ زِيَادٍ يُخبِرُهُ بِنُزُولِ الحُسَينِ بِكَربَلَاءَ. وَ كَتَبَ ابنُ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللّهُ إِلَي الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَمّا بَعدُ يَا حُسَينُ فَقَد بلَغَنَيِ نُزُولُكَ بِكَربَلَاءَ وَ قَد كَتَبَ إلِيَّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَزِيدُ أَن لَا أَتَوَسّدَ الوَثِيرَ وَ لَا أَشبَعَ مِنَ الخَمِيرِ أَو أُلحِقَكَ بِاللّطِيفِ الخَبِيرِ أَو تَرجِعَ إِلَي حكُميِ وَ حُكمِ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ وَ السّلَامُ. فَلَمّا وَرَدَ كِتَابُهُ عَلَي الحُسَينِ ع وَ قَرَأَهُ رَمَاهُ مِن يَدِهِ ثُمّ قَالَ لَا أَفلَحَ قَومٌ اشتَرَوا مَرضَاةَ المَخلُوقِ بِسَخَطِ الخَالِقِ فَقَالَ لَهُ الرّسُولُ جَوَابُ الكِتَابِ أَبَا عَبدِ اللّهِ فَقَالَ مَا لَهُ عنِديِ جَوَابٌ لِأَنّهُ قَد حَقّت عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذَابِ فَرَجَعَ الرّسُولُ
صفحه : 384
إِلَيهِ فَخَبّرَهُ بِذَلِكَ فَغَضِبَ عَدُوّ اللّهِ مِن ذَلِكَ أَشَدّ الغَضَبِ وَ التَفَتَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ وَ أَمَرَهُ بِقِتَالِ الحُسَينِ وَ قَد كَانَ وَلّاهُ الريّّ قَبلَ ذَلِكَ فَاستَعفَي عُمَرُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ فَاردُد إِلَينَا عَهدَنَا فَاستَمهَلَهُ ثُمّ قَبِلَ بَعدَ يَومٍ خَوفاً عَن أَن يُعزَلَ عَن وِلَايَةِ الريّّ. وَ قَالَ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَدِمَ عَلَيهِم عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ مِنَ الكُوفَةِ فِي أَربَعَةِ آلَافِ فَارِسٍ فَنَزَلَ بِنَينَوَي فَبَعَثَ إِلَي الحُسَينِ ع عُروَةَ بنَ قَيسٍ الأحَمسَيِّ فَقَالَ لَهُ ائتِهِ فَسَلهُ مَا ألّذِي جَاءَ بِكَ وَ مَا تُرِيدُ وَ كَانَ عُروَةُ مِمّن كَتَبَ إِلَي الحُسَينِ فَاستَحيَا مِنهُ أَن يَأتِيَهُ فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَي الرّؤَسَاءِ الّذِينَ كَاتَبُوهُ وَ كُلّهُم أَبَي ذَلِكَ وَ كَرِهَهُ.فَقَامَ إِلَيهِ كَثِيرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الشعّبيِّ وَ كَانَ فَارِساً شُجَاعاً لَا يَرُدّ وَجهَهُ شَيءٌ فَقَالَ لَهُ أَنَا أَذهَبُ إِلَيهِ وَ وَ اللّهِ لَئِن شِئتَ لَأَفتِكَنّ بِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مَا أُرِيدُ أَن تَفتِكَ بِهِ وَ لَكِنِ ائتِهِ فَسَلهُ مَا ألّذِي جَاءَ بِهِ فَأَقبَلَ كَثِيرٌ إِلَيهِ فَلَمّا رَآهُ أَبُو ثُمَامَةَ الصيّداَويِّ قَالَ لِلحُسَينِ ع أَصلَحَكَ اللّهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَد جَاءَكَ شَرّ أَهلِ الأَرضِ وَ أَجرَؤُهُ عَلَي دَمٍ وَ أَفتَكُهُم وَ قَامَ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ ضَع سَيفَكَ قَالَ لَا وَ اللّهِ وَ لَا كَرَامَةَ إِنّمَا أَنَا رَسُولٌ إِن سَمِعتُم كلَاَميِ بَلّغتُكُم مَا أُرسِلتُ إِلَيكُم وَ إِن أَبَيتُمُ انصَرَفتُ عَنكُم قَالَ فإَنِيّ آخِذٌ بِقَائِمِ سَيفِكَ ثُمّ تَكَلّم بِحَاجَتِكَ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا تَمَسّهُ فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ بِمَا جِئتَ بِهِ وَ أَنَا أُبَلّغُهُ عَنكَ وَ لَا أَدَعُكَ تَدنُو مِنهُ فَإِنّكَ فَاجِرٌ فَاستَبّا وَ انصَرَفَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ.فَدَعَا عُمَرُ بنُ سَعدٍ قُرّةَ بنَ قَيسٍ الحنَظلَيِّ فَقَالَ لَهُ وَيحَكَ القَ حُسَيناً فَسَلهُ مَا جَاءَ بِهِ وَ مَا ذَا يُرِيدُ فَأَتَاهُ قُرّةُ فَلَمّا رَآهُ الحُسَينُ مُقبِلًا قَالَ أَ تَعرِفُونَ هَذَا فَقَالَ حَبِيبُ بنُ مُظَاهِرٍ هَذَا رَجُلٌ مِن حَنظَلَةِ تَمِيمٍ وَ هُوَ ابنُ أُختِنَا وَ قَد كُنتُ أَعرِفُهُ بِحُسنِ الرأّيِ وَ مَا كُنتُ أَرَاهُ يَشهَدُ هَذَا المَشهَدَ فَجَاءَ حَتّي سَلّمَ عَلَي الحُسَينِ وَ أَبلَغَهُ رِسَالَةَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع كَتَبَ إلِيَّ أَهلُ مِصرِكُم هَذَا أَن أَقدَمَ فَأَمّا إِذَا كرَهِتمُوُنيِ فَأَنَا أَنصَرِفُ عَنكُم فَقَالَ حَبِيبُ بنُ مُظَاهِرٍ وَيحَكَ
صفحه : 385
يَا قُرّةُ أَينَ تَذهَبُ إِلَي القَومِ الظّالِمِينَ انصُر هَذَا الرّجُلَ ألّذِي بِآبَائِهِ أَيّدَكَ اللّهُ بِالكَرَامَةِ فَقَالَ لَهُ قُرّةُ أَرجِعُ إِلَي صاَحبِيِ بِجَوَابِ رِسَالَتِهِ وَ أَرَي رأَييِ فَانصَرَفَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ وَ أَخبَرَهُ الخَبَرَ فَقَالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أَرجُو أَن يعُاَفيِنَيِ اللّهُ مِن حَربِهِ وَ قِتَالِهِ. وَ كَتَبَ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ حَيثُ نَزَلتُ بِالحُسَينِ بَعَثتُ إِلَيهِ رسَوُليِ فَسَأَلتُهُ عَمّا أَقدَمَهُ وَ مَا ذَا يَطلُبُ فَقَالَ كَتَبَ إلِيَّ أَهلُ هَذِهِ البِلَادِ وَ أتَتَنيِ رُسُلُهُم يسَألَوُنيّ القُدُومَ إِلَيهِم فَفَعَلتُ فَأَمّا إِذَا كرَهِتمُوُنيِ وَ بَدَا لَهُم غَيرُ مَا أتَتَنيِ بِهِ رُسُلُهُم فَأَنَا مُنصَرِفٌ عَنهُم. قَالَ حَسّانُ بنُ قَائِدٍ العبَسيِّ وَ كُنتُ عِندَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ حِينَ أَتَاهُ هَذَا الكِتَابُ فَلَمّا قَرَأَهُ قَالَ.
الآنَ إِذ عَلِقَت مَخَالِبُنَا بِهِ | يَرجُو النّجَاةَ وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ |
. وَ كَتَبَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ كِتَابُكَ وَ فَهِمتُ مَا ذَكَرتَ فَاعرِض عَلَي الحُسَينِ أَن يُبَايِعَ لِيَزِيدَ هُوَ وَ جَمِيعُ أَصحَابِهِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ رَأَينَا رَأيَنَا وَ السّلَامُ فَلَمّا وَرَدَ الجَوَابُ عَلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ قَالَ قَد خَشِيتُ أَن لَا يَقبَلَ ابنُ زِيَادٍ العَافِيَةَ. وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَلَم يَعرِض ابنُ سَعدٍ عَلَي الحُسَينِ مَا أَرسَلَ بِهِ ابنُ زِيَادٍ لِأَنّهُ عَلِمَ أَنّ الحُسَينَ لَا يُبَايِعُ يَزِيدَ أَبَداً قَالَ ثُمّ جَمَعَ ابنُ زِيَادٍ النّاسَ فِي جَامِعِ الكُوفَةِ ثُمّ خَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم بَلَوتُم آلَ أَبِي سُفيَانَ فَوَجَدتُمُوهُم كَمَا تُحِبّونَ وَ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَزِيدُ قَد عَرَفتُمُوهُ حَسَنَ السّيرَةِ مَحمُودَ الطّرِيقَةِ مُحسِناً إِلَي الرّعِيّةِ يعُطيِ العَطَاءَ فِي حَقّهِ قَد أَمِنَتِ السّبُلُ عَلَي عَهدِهِ وَ كَذَلِكَ كَانَ أَبُوهُ مُعَاوِيَةُ فِي عَصرِهِ وَ هَذَا ابنُهُ يَزِيدُ مِن بَعدِهِ يُكرِمُ العِبَادَ وَ يُغنِيهِم بِالأَموَالِ وَ يُكرِمُهُم وَ قَد زَادَكُم فِي أَرزَاقِكُم مِائَةً مِائَةً وَ أمَرَنَيِ أَن أُوَفّرَهَا عَلَيكُم وَ أُخرِجَكُم إِلَي حَربِ عَدُوّهِ الحُسَينِ فَاسمَعُوا لَهُ وَ أَطِيعُوا.
صفحه : 386
ثُمّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ وَ وَفّرَ النّاسَ العَطَاءَ وَ أَمَرَهُم أَن يَخرُجُوا إِلَي حَربِ الحُسَينِ ع وَ يَكُونُوا عَوناً لِابنِ سَعدٍ عَلَي حَربِهِ فَأَوّلُ مَن خَرَجَ شِمرُ بنُ ذيِ الجَوشَنِ فِي أَربَعَةِ آلَافٍ فَصَارَ ابنُ سَعدٍ فِي تِسعَةِ آلَافٍ ثُمّ أَتبَعَهُ بِيَزِيدَ بنِ رَكّابٍ الكلَبيِّ فِي أَلفَينِ وَ الحُصَينِ بنِ نُمَيرٍ السكّوُنيِّ فِي أَربَعَةِ آلَافٍ وَ فلانا[فُلَانٍ]الماَزنِيِّ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَ نَصرِ بنِ فُلَانٍ فِي أَلفَينِ فَذَلِكَ عِشرُونَ أَلفاً. ثُمّ أَرسَلَ إِلَي شَبَثِ بنِ ربِعيِّ أَن أَقبِل إِلَينَا وَ إِنّا نُرِيدُ أَن نُوَجّهَ بِكَ إِلَي حَربِ الحُسَينِ فَتَمَارَضَ شَبَثٌ وَ أَرَادَ أَن يُعفِيَهُ ابنُ زِيَادٍ فَأَرسَلَ إِلَيهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ رسَوُليِ أخَبرَنَيِ بِتَمَارُضِكَ وَ أَخَافُ أَن تَكُونَ مِنَ الّذِينَإِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوا إِلي شَياطِينِهِم قالُوا إِنّا مَعَكُم إِنّما نَحنُ مُستَهزِؤُنَ إِن كُنتَ فِي طَاعَتِنَا فَأَقبِل إِلَينَا مُسرِعاً.فَأَقبَلَ إِلَيهِ شَبَثٌ بَعدَ العِشَاءِ لِئَلّا يَنظُرَ إِلَي وَجهِهِ فَلَا يَرَي عَلَيهِ أَثَرَ العِلّةِ فَلَمّا دَخَلَ رَحّبَ بِهِ وَ قَرّبَ مَجلِسَهُ وَ قَالَ أُحِبّ أَن تَشخَصَ إِلَي قِتَالِ هَذَا الرّجُلِ عَوناً لِابنِ سَعدٍ عَلَيهِ فَقَالَ أَفعَلُ أَيّهَا الأَمِيرُ فَمَا زَالَ يُرسِلُ إِلَيهِ بِالعَسَاكِرِ حَتّي تَكَامَلَ عِندَهُ ثَلَاثُونَ أَلفاً مَا بَينَ فَارِسٍ وَ رَاجِلٍ ثُمّ كَتَبَ إِلَيهِ ابنُ زِيَادٍ إنِيّ لَم أَجعَل لَكَ عِلّةً فِي كَثرَةِ الخَيلِ وَ الرّجَالِ فَانظُر لَا أُصبِحُ وَ لَا أمُسيِ إِلّا وَ خَبَرُكَ عنِديِ غُدوَةً وَ عَشِيّةً وَ كَانَ ابنُ زِيَادٍ يَستَحِثّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ لِسِتّةِ أَيّامٍ مَضَينَ مِنَ المُحَرّمِ
. وَ أَقبَلَ حَبيبُ بنُ مُظَاهِرٍ إِلَي الحُسَينِ ع فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَاهُنَا حيَّ مِن بنَيِ أَسَدٍ بِالقُربِ مِنّا أَ تَأذَنُ لِي فِي المَصِيرِ إِلَيهِم فَأَدعُوَهُم إِلَي نُصرَتِكَ فَعَسَي اللّهُ أَن يَدفَعَ بِهِم عَنكَ قَالَ قَد أَذِنتُ لَكَ فَخَرَجَ حَبِيبٌ إِلَيهِم فِي جَوفِ اللّيلِ مُتَنَكّراً حَتّي أَتَي إِلَيهِم فَعَرَفُوهُ أَنّهُ مِن بنَيِ أَسَدٍ فَقَالُوا مَا حَاجَتُكَ فَقَالَ إنِيّ قَد أَتَيتُكُم بِخَيرِ مَا أَتَي بِهِ وَافِدٌ إِلَي قَومٍ أَتَيتُكُم أَدعُوكُم إِلَي نَصرِ ابنِ بِنتِ نَبِيّكُم فَإِنّهُ فِي عِصَابَةٍ مِنَ المُؤمِنِينَ الرّجُلُ مِنهُم خَيرٌ مِن أَلفِ رَجُلٍ لَن يَخذُلُوهُ وَ لَن يُسَلّمُوهُ أَبَداً وَ هَذَا عُمَرُ بنُ سَعدٍ قَد أَحَاطَ بِهِ وَ أَنتُم قوَميِ وَ عشَيِرتَيِ وَ قَد أَتَيتُكُم بِهَذِهِ النّصِيحَةِ
صفحه : 387
فأَطَيِعوُنيِ اليَومَ فِي نُصرَتِهِ تَنَالُوا بِهَا شَرَفَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فإَنِيّ أُقسِمُ بِاللّهِ لَا يُقتَلُ أَحَدٌ مِنكُم فِي سَبِيلِ اللّهِ مَعَ ابنِ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ صَابِراً مُحتَسِباً إِلّا كَانَ رَفِيقاً لِمُحَمّدٍص فِي عِلّيّينَ قَالَ فَوَثَبَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن بنَيِ أَسَدٍ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ بِشرٍ فَقَالَ أَنَا أَوّلُ مَن يُجِيبُ إِلَي هَذِهِ الدّعوَةِ ثُمّ جَعَلَ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ.
قَد عَلِمَ القَومُ إِذَا تَوَاكَلُوا | وَ أَحجَمَ الفُرسَانُ إِذ تَنَاقَلُوا |
أنَيّ شُجَاعٌ بَطَلٌ مُقَاتِلٌ | كأَنَنّيِ لَيثٌ عَرِينٌ بَاسِلٌ |
. ثُمّ تَبَادَرَ رِجَالُ الحيَّ حَتّي التَأَمَ مِنهُم تِسعُونَ رَجُلًا فَأَقبَلُوا يُرِيدُونَ الحُسَينَ ع وَ خَرَجَ رَجُلٌ فِي ذَلِكَ الوَقتِ مِنَ الحيَّ حَتّي صَارَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَأَخبَرَهُ بِالحَالِ فَدَعَا ابنُ سَعدٍ بِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ يُقَالُ لَهُ الأَزرَقُ فَضَمّ إِلَيهِ أَربَعَمِائَةِ فَارِسٍ وَ وَجّهَ نَحوَ حيَّ بنَيِ أَسَدٍ فَبَينَمَا أُولَئِكَ القَومُ قَد أَقبَلُوا يُرِيدُونَ عَسكَرَ الحُسَينِ ع فِي جَوفِ اللّيلِ إِذَا استَقبَلَهُم خَيلُ ابنِ سَعدٍ عَلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ وَ بَينَهُم وَ بَينَ عَسكَرِ الحُسَينِ اليَسِيرُ فَنَاوَشَ القَومُ بَعضُهُم بَعضاً وَ اقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً وَ صَاحَ حَبِيبُ بنُ مُظَاهِرٍ بِالأَزرَقِ وَيلَكَ مَا لَكَ وَ مَا لَنَا انصَرِف عَنّا وَ دَعنَا يَشقَي بِنَا غَيرُكَ فَأَبَي الأَزرَقُ أَن يَرجِعَ وَ عَلِمَت بَنُو أَسَدٍ أَنّهُ لَا طَاقَةَ لَهُم بِالقَومِ فَانهَزَمُوا رَاجِعِينَ إِلَي حَيّهِم ثُمّ إِنّهُم ارتَحَلُوا فِي جَوفِ اللّيلِ خَوفاً مِنِ ابنِ سَعدٍ أَن يُبَيّتَهُم وَ رَجَعَ حَبِيبُ بنُ مُظَاهِرٍ إِلَي الحُسَينِ ع فَخَبّرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ ع لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ. قَالَ وَ رَجَعَت خَيلُ ابنِ سَعدٍ حَتّي نَزَلُوا عَلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ فَحَالُوا بَينَ الحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ وَ بَينَ المَاءِ وَ أَضَرّ العَطَشُ بِالحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ فَأَخَذَ الحُسَينُ ع فَأساً وَ جَاءَ إِلَي وَرَاءِ خَيمَةِ النّسَاءِ فَخَطَا فِي الأَرضِ تِسعَ عَشرَةَ خُطوَةً نَحوَ القِبلَةِ ثُمّ حَفَرَ هُنَاكَ فَنَبَعَت لَهُ عَينٌ مِنَ المَاءِ العَذبِ فَشَرِبَ الحُسَينُ ع وَ شَرِبَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم وَ مَلَئُوا أَسقِيَتَهُم ثُمّ غَارَتِ العَينُ فَلَم يُرَ لَهَا أَثَرٌ وَ بَلَغَ ذَلِكَ ابنَ زِيَادٍ
صفحه : 388
فَأَرسَلَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ بلَغَنَيِ أَنّ الحُسَينَ يَحفِرُ الآبَارَ وَ يُصِيبُ المَاءَ فَيَشرَبُ هُوَ وَ أَصحَابُهُ فَانظُر إِذَا وَرَدَ عَلَيكَ كتِاَبيِ فَامنَعهُم مِن حَفرِ الآبَارِ مَا استَطَعتَ وَ ضَيّق عَلَيهِم وَ لَا تَدَعهُم يَذُوقُوا المَاءَ وَ افعَل بِهِم كَمَا فَعَلُوا باِلزكّيِّ عُثمَانَ فَعِندَهَا ضَيّقَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَلَيهِم غَايَةَ التّضيِيقِ. فَلَمّا اشتَدّ العَطَشُ بِالحُسَينِ دَعَا بِأَخِيهِ العَبّاسِ فَضَمّ إِلَيهِ ثَلَاثِينَ فَارِساً وَ عِشرِينَ رَاكِباً وَ بَعَثَ مَعَهُ عِشرِينَ قِربَةً فَأَقبَلُوا فِي جَوفِ اللّيلِ حَتّي دَنَوا مِنَ الفُرَاتِ فَقَالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ مَن أَنتُم فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ الحُسَينِ ع يُقَالُ لَهُ هِلَالُ بنُ نَافِعٍ البجَلَيِّ ابنُ عَمّ لَكَ جِئتُ أَشرَبُ مِن هَذَا المَاءِ فَقَالَ عَمرٌو اشرَب هَنِيئاً فَقَالَ هِلَالٌ وَيحَكَ تأَمرُنُيِ أَن أَشرَبَ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ وَ مَن مَعَهُ يَمُوتُونَ عَطَشاً فَقَالَ عَمرٌو صَدَقتَ وَ لَكِن أُمِرنَا بِأَمرٍ لَا بُدّ أَن ننَتهَيَِ إِلَيهِ فَصَاحَ هِلَالٌ بِأَصحَابِهِ فَدَخَلُوا الفُرَاتَ وَ صَاحَ عَمرٌو بِالنّاسِ وَ اقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً فَكَانَ قَومٌ يُقَاتِلُونَ وَ قَومٌ يَملَئُونَ حَتّي مَلَئُوهَا وَ لَم يُقتَل مِن أَصحَابِ الحُسَينِ أَحَدٌ ثُمّ رَجَعَ القَومُ إِلَي مُعَسكَرِهِم فَشَرِبَ الحُسَينُ وَ مَن كَانَ مَعَهُ وَ لِذَلِكَ سمُيَّ العَبّاسُ ع السّقّاءَ. ثُمّ أَرسَلَ الحُسَينُ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ لَعَنَهُ اللّهُ أنَيّ أُرِيدُ أَن أُكَلّمَكَ فاَلقنَيِ اللّيلَةَ بَينَ عسَكرَيِ وَ عَسكَرِكَ فَخَرَجَ إِلَيهِ ابنُ سَعدٍ فِي عِشرِينَ وَ خَرَجَ إِلَيهِ الحُسَينُ فِي مِثلِ ذَلِكَ فَلَمّا التَقَيَا أَمَرَ الحُسَينُ ع أَصحَابَهُ فَتَنَحّوا عَنهُ وَ بقَيَِ مَعَهُ أَخُوهُ العَبّاسُ وَ ابنُهُ عَلِيّ الأَكبَرُ وَ أَمَرَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أَصحَابَهُ فَتَنَحّوا عَنهُ وَ بقَيَِ مَعَهُ ابنُهُ حَفصٌ وَ غُلَامٌ لَهُ. فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع وَيلَكَ يَا ابنَ سَعدٍ أَ مَا تتَقّيِ اللّهَ ألّذِي إِلَيهِ مَعَادُكَ أَ تقُاَتلِنُيِ وَ أَنَا ابنُ مَن عَلِمتَ ذَر هَؤُلَاءِ القَومَ وَ كُن معَيِ فَإِنّهُ أَقرَبُ لَكَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أَخَافُ أَن يُهدَمَ داَريِ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَنَا أَبنِيهَا لَكَ فَقَالَ أَخَافُ أَن تُؤخَذَ ضيَعتَيِ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَنَا أُخلِفُ عَلَيكَ خَيراً مِنهَا مِن ماَليِ بِالحِجَازِ فَقَالَ لِي عِيَالٌ وَ أَخَافُ عَلَيهِم ثُمّ سَكَتَ وَ لَم يُجِبهُ إِلَي شَيءٍ
صفحه : 389
فَانصَرَفَ عَنهُ الحُسَينُ ع وَ هُوَ يَقُولُ مَا لَكَ ذَبَحَكَ اللّهُ عَلَي فِرَاشِكَ عَاجِلًا وَ لَا غَفَرَ لَكَ يَومَ حَشرِكَ فَوَ اللّهِ إنِيّ لَأَرجُو أَن لَا تَأكُلَ مِن بُرّ العِرَاقِ إِلّا يَسِيراً فَقَالَ ابنُ سَعدٍ فِي الشّعِيرِ كِفَايَةٌ عَنِ البُرّ مُستَهزِئاً بِذَلِكَ القَولِ.رَجَعنَا إِلَي سِيَاقَةِ حَدِيثِ المُفِيدِ قَالَ وَ وَرَدَ كِتَابُ ابنِ زِيَادٍ فِي الأَثَرِ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ أَن حُل بَينَ الحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ وَ بَينَ المَاءِ وَ لَا يَذُوقُوا مِنهُ قَطرَةً كَمَا صُنِعَ باِلتقّيِّ الزكّيِّ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ فَبَعَثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ فِي الوَقتِ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ فِي خَمسِمِائَةِ فَارِسٍ فَنَزَلُوا عَلَي الشّرِيعَةِ وَ حَالُوا بَينَ الحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ وَ بَينَ المَاءِ وَ مَنَعُوهُم أَن يُسقَوا مِنهُ قَطرَةً وَ ذَلِكَ قَبلَ قَتلِ الحُسَينِ ع بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ. وَ نَادَي عَبدُ اللّهِ بنُ حُصَينٍ الأزَديِّ وَ كَانَ عِدَادُهُ فِي بَجِيلَةَ قَالَ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا حُسَينُ أَ لَا تَنظُرُونَ إِلَي المَاءِ كَأَنّهُ كَبِدُ السّمَاءِ وَ اللّهِ لَا تَذُوقُونَ مِنهُ قَطرَةً وَاحِدَةً حَتّي تَمُوتُوا عَطَشاً فَقَالَ الحُسَينُ ع أللّهُمّ اقتُلهُ عَطَشاً وَ لَا تَغفِر لَهُ أَبَداً قَالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ وَ اللّهِ لَعُدتُهُ فِي مَرَضِهِ بَعدَ ذَلِكَ فَوَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ غَيرُهُ لَقَد رَأَيتُهُ يَشرَبُ المَاءَ حَتّي يَبغَرُ ثُمّ يَقِيئُهُ وَ يَصِيحُ العَطَشَ العَطَشَ ثُمّ يَعُودُ وَ يَشرَبُ حَتّي يَبغَرُ ثُمّ يَقِيئُهُ وَ يَتَلَظّي عَطَشاً فَمَا زَالَ ذَلِكَ دَأبُهُ حَتّي لَفَظَ نَفسَهُ. وَ لَمّا رَأَي الحُسَينُ ع نُزُولَ العَسَاكِرِ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِنَينَوَي وَ مَدَدَهُم لِقِتَالِهِ أَنفَذَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ أنَنّيِ أُرِيدُ أَن أَلقَاكَ فَاجتَمَعَا لَيلًا فَتَنَاجَيَا طَوِيلًا ثُمّ رَجَعَ عُمَرُ إِلَي مَكَانِهِ وَ كَتَبَ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ قَد أَطفَأَ النّائِرَةَ وَ جَمَعَ الكَلِمَةَ وَ أَصلَحَ أَمرَ الأُمّةِ هَذَا حُسَينٌ قَد أعَطاَنيِ أَن يَرجِعَ إِلَي المَكَانِ ألّذِي مِنهُ أَتَي أَو أَن يَسِيرَ إِلَي ثَغرٍ مِنَ الثّغُورِ فَيَكُونَ رَجُلًا مِنَ المُسلِمِينَ لَهُ مَا لَهُم وَ عَلَيهِ مَا عَلَيهِم أَو أَن يأَتيَِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَزِيدَ فَيَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ
صفحه : 390
فَيَرَي فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَهُ رَأيَهُ وَ فِي هَذَا لَكَ رِضًي وَ لِلأُمّةِ صَلَاحٌ. فَلَمّا قَرَأَ عُبَيدُ اللّهِ الكِتَابَ قَالَ هَذَا كِتَابُ نَاصِحٍ مُشفِقٍ عَلَي قَومِهِ فَقَامَ إِلَيهِ شِمرُ بنُ ذيِ الجَوشَنِ فَقَالَ أَ تَقبَلُ هَذَا مِنهُ وَ قَد نَزَلَ بِأَرضِكَ وَ أَتَي جَنبَكَ وَ اللّهِ لَئِن رَحَلَ بِلَادَكَ وَ لَم يَضَع يَدَهُ فِي يَدِكَ لَيَكُونَنّ أَولَي بِالقُوّةِ وَ لَتَكُونَنّ أَولَي بِالضّعفِ وَ العَجزِ فَلَا تُعطِهِ هَذِهِ المَنزِلَةَ فَإِنّهَا مِنَ الوَهنِ وَ لَكِن لِيَنزِل عَلَي حُكمِكَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ فَإِن عَاقَبتَ فَأَنتَ أَولَي بِالعُقُوبَةِ وَ إِن عَفَوتَ كَانَ ذَلِكَ لَكَ. فَقَالَ ابنُ زِيَادٍ نِعمَ مَا رَأَيتَ الرأّيُ رَأيُكَ اخرُج بِهَذَا الكِتَابِ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَليَعرِض عَلَي الحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ النّزُولَ عَلَي حكُميِ فَإِن فَعَلُوا فَليَبعَث بِهِم إلِيَّ سِلماً وَ إِن هُم أَبَوا فَليُقَاتِلهُم فَإِن فَعَلَ فَاسمَع لَهُ وَ أَطِع وَ إِن أَبَي أَن يُقَاتِلَهُم فَأَنتَ أَمِيرُ الجَيشِ فَاضرِب عُنُقَهُ وَ ابعَث إلِيَّ بِرَأسِهِ. وَ كَتَبَ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ لَم أَبعَثكَ إِلَي الحُسَينِ لِتَكُفّ عَنهُ وَ لَا لِتُطَاوِلَهُ وَ لَا لِتُمَنّيَهُ السّلَامَةَ وَ البَقَاءَ وَ لَا لِتَعتَذِرَ عَنهُ وَ لَا لِتَكُونَ لَهُ عنِديِ شَفِيعاً انظُر فَإِن نَزَلَ حُسَينٌ وَ أَصحَابُهُ عَلَي حكُميِ وَ استَسلَمُوا فَابعَث بِهِم إلِيَّ سِلماً وَ إِن أَبَوا فَازحَف إِلَيهِم حَتّي تَقتُلَهُم وَ تُمَثّلَ بِهِم فَإِنّهُم لِذَلِكَ مُستَحِقّونَ فَإِن قَتَلتَ حُسَيناً فَأَوطِئِ الخَيلَ صَدرَهُ وَ ظَهرَهُ فَإِنّهُ عَاتٍ ظَلُومٌ وَ لَستُ أَرَي أَنّ هَذَا يَضُرّ بَعدَ المَوتِ شَيئاً وَ لَكِن عَلَيّ قَولٌ قَد قُلتُهُ لَو قَد قَتَلتُهُ لَفَعَلتُهُ هَذَا بِهِ فَإِن أَنتَ مَضَيتَ لِأَمرِنَا فِيهِ جَزَينَاكَ جَزَاءَ السّامِعِ المُطِيعِ وَ إِن أَبَيتَ فَاعتَزِل عَمَلَنَا وَ جُندَنَا وَ خَلّ بَينَ شِمرِ بنِ ذيِ الجَوشَنِ وَ بَينَ العَسكَرِ فَإِنّا قَد أَمَرنَاهُ بِأَمرِنَا وَ السّلَامُ.فَأَقبَلَ شِمرُ بنُ ذيِ الجَوشَنِ بِكِتَابِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ إِلَي عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِ وَ قَرَأَهُ قَالَ لَهُ عُمَرُ مَا لَكَ وَيلَكَ لَا قَرّبَ اللّهُ دَارَكَ وَ قَبّحَ اللّهُ مَا قَدِمتَ بِهِ عَلَيّ وَ اللّهِ إنِيّ لَأَظُنّكَ نَهَيتَهُ عَمّا كَتَبتُ بِهِ إِلَيهِ وَ أَفسَدتَ عَلَينَا أَمراً قَد كُنّا رَجَونَا أَن يَصلُحَ لَا يَستَسلِم وَ اللّهِ حُسَينٌ إِنّ نَفسَ أَبِيهِ لَبَينَ جَنبَيهِ فَقَالَ لَهُ شِمرٌ
صفحه : 391
أخَبرِنيِ مَا أَنتَ صَانِعٌ أَ تمَضيِ لِأَمرِ أَمِيرِكَ وَ تُقَاتِلُ عَدُوّهُ وَ إِلّا فَخَلّ بيَنيِ وَ بَينَ الجُندِ وَ العَسكَرِ قَالَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ لَكَ وَ لَكِن أَنَا أَتَوَلّي ذَلِكَ فَدُونَكَ فَكُن أَنتَ عَلَي الرّجّالَةِ. وَ نَهَضَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إِلَي الحُسَينِ ع عَشِيّةَ الخَمِيسِ لِتِسعٍ مَضَينَ مِنَ المُحَرّمِ وَ جَاءَ شِمرٌ حَتّي وَقَفَ عَلَي أَصحَابِ الحُسَينِ وَ قَالَ أَينَ بَنُو أُختِنَا فَخَرَجَ إِلَيهِ جَعفَرٌ وَ العَبّاسُ وَ عَبدُ اللّهِ وَ عُثمَانُ بَنُو عَلِيّ ع فَقَالُوا مَا تُرِيدُ فَقَالَ أَنتُم يَا بنَيِ أخُتيِ آمِنُونَ فَقَالَ لَهُ الفِئَةُ لَعَنَكَ اللّهُ وَ لَعَنَ أَمَانَكَ أَ تُؤمِنُنَا وَ ابنُ رَسُولِ اللّهِ لَا أَمَانَ لَهُ. ثُمّ نَادَي عُمَرُ يَا خَيلَ اللّهِ اركبَيِ وَ بِالجَنّةِ أبَشرِيِ فَرَكِبَ النّاسُ ثُمّ زَحَفَ نَحوَهُم بَعدَ العَصرِ وَ الحُسَينُ ع جَالِسٌ أَمَامَ بَيتِهِ مُحتَبِئٌ بِسَيفِهِ إِذ خَفَقَ بِرَأسِهِ عَلَي رُكبَتَيهِ وَ سَمِعَت أُختُهُ الصّيحَةَ فَدَنَت مِن أَخِيهَا وَ قَالَت يَا أخَيِ أَ مَا تَسمَعُ هَذِهِ الأَصوَاتَ قَدِ اقتَرَبَت فَرَفَعَ الحُسَينُ ع رَأسَهُ فَقَالَ إنِيّ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِ السّاعَةَ فِي المَنَامِ وَ هُوَ يَقُولُ لِي إِنّكَ تَرُوحُ إِلَينَا فَلَطَمَت أُختُهُ وَجهَهَا وَ نَادَت بِالوَيلِ فَقَالَ لَهَا الحُسَينُ لَيسَ لَكَ الوَيلُ يَا أُختَه اسكتُيِ رَحِمَكِ اللّهُ وَ فِي رِوَايَةِ السّيّدِ قَالَ يَا أُختَاه إنِيّ رَأَيتُ السّاعَةَ جدَيّ مُحَمّداً وَ أَبِي عَلِيّاً وَ أمُيّ فَاطِمَةَ وَ أخَيِ الحَسَنَ وَ هُم يَقُولُونَ يَا حُسَينُ إِنّكَ رَائِحٌ إِلَينَا عَن قَرِيبٍ وَ فِي بَعضِ الرّوَايَاتِ غَداً قَالَ.فَلَطَمَت زَينَبُ ع عَلَي وَجهِهَا وَ صَاحَت فَقَالَ لَهَا الحُسَينُ ع مَهلًا لَا تشُمتِيِ القَومَ بِنَا. قَالَ المُفِيدُ فَقَالَ لَهُ العَبّاسُ بنُ عَلِيّ ع يَا أخَيِ أَتَاكَ القَومُ فَنَهَضَ ثُمّ قَالَ اركَب أَنتَ يَا أخَيِ حَتّي تَلقَاهُم وَ تَقُولَ لَهُم مَا لَكُم وَ مَا بَدَا لَكُم وَ تَسأَلَهُم عَمّا
صفحه : 392
جَاءَ بِهِم فَأَتَاهُمُ العَبّاسُ فِي نَحوٍ مِن عِشرِينَ فَارِساً فِيهِم زُهَيرُ بنُ القَينِ وَ حَبِيبُ بنُ مُظَاهِرٍ فَقَالَ لَهُمُ العَبّاسُ مَا بَدَا لَكُم وَ مَا تُرِيدُونَ قَالُوا قَد جَاءَ أَمرُ الأَمِيرِ أَن نَعرِضَ عَلَيكُم أَن تَنزِلُوا عَلَي حُكمِهِ أَو نُنَاجِزَكُم قَالَ فَلَا تَعجَلُوا حَتّي أَرجِعَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ فَأَعرِضَ عَلَيهِ مَا ذَكَرتُم فَوَقَفُوا فَقَالُوا القَهُ وَ أَعلِمهُ ثُمّ القَنَا بِمَا يَقُولُ لَكَ فَانصَرَفَ العَبّاسُ رَاجِعاً يَركُضُ إِلَي الحُسَينِ ع يُخبِرُهُ الخَبَرَ وَ وَقَفَ أَصحَابُهُ يُخَاطِبُونَ القَومَ وَ يَعِظُونَهُم وَ يَكُفّونَهُم عَن قِتَالِ الحُسَينِ.فَجَاءَ العَبّاسُ إِلَي الحُسَينِ ع وَ أَخبَرَهُ بِمَا قَالَ القَومُ فَقَالَ ارجِع إِلَيهِم فَإِنِ استَطَعتَ أَن تُؤَخّرَهُم إِلَي غَدٍ وَ تَدفَعَهُم عَنّا العَشِيّةَ لَعَلّنَا نصُلَيّ لِرَبّنَا اللّيلَةَ وَ نَدعُوهُ وَ نَستَغفِرُهُ فَهُوَ يَعلَمُ أنَيّ كُنتُ قَد أُحِبّ الصّلَاةَ لَهُ وَ تِلَاوَةَ كِتَابِهِ وَ كَثرَةَ الدّعَاءِ وَ الِاستِغفَارِ.فَمَضَي العَبّاسُ إِلَي القَومِ وَ رَجَعَ مِن عِندِهِم وَ مَعَهُ رَسُولٌ مِن قِبَلِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ يَقُولُ إِنّا قَد أَجّلنَاكُم إِلَي غَدٍ فَإِنِ استَسلَمتُم سَرَحنَا بِكُم إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ إِن أَبَيتُم فَلَسنَا بِتَارِكِيكُم فَانصَرَفَ وَ جَمَعَ الحُسَينُ ع أَصحَابَهُ عِندَ قُربِ المَسَاءِ. قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العَابِدِينَ ع فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ مَا يَقُولُ لَهُم وَ أَنَا إِذ ذَاكَ مَرِيضٌ فَسَمِعتُ أَبِي يَقُولُ لِأَصحَابِهِ أثُنيِ عَلَي اللّهِ أَحسَنَ الثّنَاءِ وَ أَحمَدُهُ عَلَي السّرّاءِ وَ الضّرّاءِ أللّهُمّ إنِيّ أَحمَدُكَ عَلَي أَن أَكرَمتَنَا بِالنّبُوّةِ وَ عَلّمتَنَا القُرآنَ وَ فَقّهتَنَا فِي الدّينِ وَ جَعَلتَ لَنَا أَسمَاعاً وَ أَبصَاراً وَ أَفئِدَةً فَاجعَلنَا مِنَ الشّاكِرِينَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ لَا أَعلَمُ أَصحَاباً أَوفَي وَ لَا خَيراً مِن أصَحاَبيِ وَ لَا أَهلَ بَيتٍ أَبَرّ
صفحه : 393
وَ أَوصَلَ مِن أَهلِ بيَتيِ فَجَزَاكُمُ اللّهُ عنَيّ خَيراً أَلَا وَ إنِيّ لَأَظُنّ يَوماً لَنَا مِن هَؤُلَاءِ أَلَا وَ إنِيّ قَد أَذِنتُ لَكُم فَانطَلِقُوا جَمِيعاً فِي حِلّ لَيسَ عَلَيكُم حَرَجٌ منِيّ وَ لَا ذِمَامٌ هَذَا اللّيلُ قَد غَشِيَكُمُ فَاتّخِذُوهُ جَمَلًا. فَقَالَ لَهُ إِخوَتُهُ وَ أَبنَاؤُهُ وَ بَنُو أَخِيهِ وَ ابنَا عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ لَم نَفعَل ذَلِكَ لِنَبقَي بَعدَكَ لَا أَرَانَا اللّهُ ذَلِكَ أَبَداً بَدَأَهُم بِهَذَا القَولِ العَبّاسُ بنُ عَلِيّ وَ أَتبَعَتهُ الجَمَاعَةُ عَلَيهِ فَتَكَلّمُوا بِمِثلِهِ وَ نَحوِهِ فَقَالَ الحُسَينُ ع يَا بنَيِ عَقِيلٍ حَسبُكُم مِنَ القَتلِ بِمُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ فَاذهَبُوا أَنتُم فَقَد أَذِنتُ لَكُم فَقَالُوا سُبحَانَ اللّهِ مَا يَقُولُ النّاسُ نَقُولُ إِنّا تَرَكنَا شَيخَنَا وَ سَيّدَنَا وَ بنَيِ عُمُومَتِنَا خَيرَ الأَعمَامِ وَ لَم نَرمِ مَعَهُم بِسَهمٍ وَ لَم نَطعَن مَعَهُم بِرُمحٍ وَ لَم نَضرِب مَعَهُم بِسَيفٍ وَ لَا ندَريِ مَا صَنَعُوا لَا وَ اللّهِ مَا نَفعَلُ ذَلِكَ وَ لَكِن نَفدِيكَ بِأَنفُسِنَا وَ أَموَالِنَا وَ أَهلِنَا وَ نُقَاتِلُ مَعَكَ حَتّي نَرِدَ مَورِدَكَ فَقَبّحَ اللّهُ العَيشَ بَعدَكَ. وَ قَامَ إِلَيهِ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ فَقَالَ أَ نَحنُ نخُلَيّ عَنكَ وَ بِمَا نَعتَذِرُ إِلَي اللّهِ فِي أَدَاءِ حَقّكَ لَا وَ اللّهِ حَتّي أَطعَنَ فِي صُدُورِهِم برِمُحيِ وَ أَضرِبَهُم بسِيَفيِ مَا ثَبَتَ قَائِمُهُ فِي يدَيِ وَ لَو لَم يَكُن معَيِ سِلَاحٌ أُقَاتِلُهُم بِهِ لَقَذَفتُهُم بِالحِجَارَةِ وَ اللّهِ لَا نُخَلّيكَ حَتّي يَعلَمَ اللّهُ أَنّا قَد حَفِظنَا غَيبَةَ رَسُولِ اللّهِ فِيكَ أَمَا وَ اللّهِ لَو عَلِمتُ أنَيّ أُقتَلُ ثُمّ أُحيَا ثُمّ أُحرَقُ ثُمّ أُحيَا ثُمّ أُذرَي يُفعَلُ ذَلِكَ بيِ سَبعِينَ مَرّةً مَا فَارَقتُكَ حَتّي أَلقَي حمِاَميِ دُونَكَ فَكَيفَ لَا أَفعَلُ ذَلِكَ وَ إِنّمَا هيَِ قَتلَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمّ هيَِ الكَرَامَةُ التّيِ لَا انقِضَاءَ لَهَا أَبَداً. وَ قَامَ زُهَيرُ بنُ القَينِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَوَدِدتُ أنَيّ قُتِلتُ ثُمّ نُشِرتُ ثُمّ قُتِلتُ حَتّي أُقتَلَ هَكَذَا أَلفَ مَرّةٍ وَ إِنّ اللّهَ يَدفَعُ بِذَلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ وَ عَن أَنفُسِ هَؤُلَاءِ الفِتيَانِ مِن أَهلِ بَيتِكَ.
صفحه : 394
وَ تَكَلّمَ جَمَاعَةُ أَصحَابِهِ بِكَلَامٍ يُشبِهُ بَعضُهُ بَعضاً فِي وَجهٍ وَاحِدٍ فَجَزَاهُمُ الحُسَينُ خَيراً وَ انصَرَفَ إِلَي مِضرَبِهِ
وَ قَالَ السّيّدُ وَ قِيلَ لِمُحَمّدِ بنِ بِشرٍ الحضَرمَيِّ فِي تِلكَ الحَالِ قَد أُسِرَ ابنُكَ بِثَغرِ الريّّ فَقَالَ عِندَ اللّهِ أَحتَسِبُهُ وَ نفَسيِ مَا أُحِبّ أَن يُؤسَرَ وَ أَنَا أَبقَي بَعدَهُ فَسَمِعَ الحُسَينُ ع قَولَهُ فَقَالَ رَحِمَكَ اللّهُ أَنتَ فِي حِلّ مِن بيَعتَيِ فَاعمَل فِي فَكَاكِ ابنِكَ فَقَالَ أكَلَتَنيِ السّبَاعُ حَيّاً إِن فَارَقتُكَ قَالَ فَأَعطِ ابنَكَ هَذِهِ الأَثوَابَ البُرُودَ يَستَعِينُ بِهَا فِي فِدَاءِ أَخِيهِ فَأَعطَاهُ خَمسَةَ أَثوَابٍ قِيمَتُهَا أَلفُ دِينَارٍ. قَالَ وَ بَاتَ الحُسَينُ وَ أَصحَابُهُ تِلكَ اللّيلَةَ وَ لَهُم دوَيِّ كدَوَيِّ النّحلِ مَا بَينَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ فَعَبَرَ إِلَيهِم فِي تِلكَ اللّيلَةِ مِن عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ اثنَانِ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا