صفحه : 1

الجزء الثالث والأربعون

كتاب تاريخ فاطمة و الحسن و الحسين ع

بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحمد لله ألذي خص بالبلاء من عباده المحبين النجباء أفاخم الأنبياء وأعاظم الأوصياء ثم الأماثل من الأولياء والبررة من الأتقياء والصلاة علي أصفي الأزكياء وأزكي الأصفياء وأحب أهل الأرض إلي أهل السماء محمد و أهل بيته المعصومين السفراء المخصوصين بطرف البلاء المكرمين بتحف العناء الذين لم يرضوا بمكابدة الليل والنهار في طاعة رب السماء حتي رملوا الوجوه في الثري وخضبوا اللحاء بالدماء ولعنة الله علي أعدائهم الفجرة الأشقياء و من ظلهم من الكفرة الأدعياء أما بعدفهذا هوالمجلد العاشر من كتاب بحار الأنوار مما ألفه أحقر خدمة أخبار الأئمة الأطهار وأفقر الخلق إلي رحمة الكريم الغفار محمد بن محمدتقي‌ حشرهما الله مع مواليهما الأخيار صلوات الله عليهم مااختلف الليل والنهار


صفحه : 2

أبواب تاريخ سيدة نساء العالمين وبضعة سيد المرسلين ومشكاة أنوار أئمة الدين وزوجة أشرف الوصيين البتول العذراء والإنسية الحوراء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها و علي أبيها وبعلها وبنيها ماقامت الأرض والسماء

باب 1-ولادتها وحليتها وشمائلها صلوات الله عليها وجمل تواريخها

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الخلَيِليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ الفَقِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ يَزِيدَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن زُرعَةَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع كَيفَ كَانَ وِلَادَةُ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ نَعَم إِنّ خَدِيجَةَ ع لَمّا تَزَوّجَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص هَجَرَتهَا نِسوَةُ مَكّةَ فَكُنّ لَا يَدخُلنَ عَلَيهَا وَ لَا يُسَلّمنَ عَلَيهَا وَ لَا يَترُكنَ امرَأَةً تَدخُلُ عَلَيهَا فَاستَوحَشَت خَدِيجَةُ لِذَلِكَ وَ كَانَ جَزَعُهَا وَ غَمّهَا حَذَراً عَلَيهِص فَلَمّا حَمَلَت بِفَاطِمَةَ كَانَت فَاطِمَةُ ع تُحَدّثُهَا مِن بَطنِهَا وَ تُصَبّرُهَا وَ كَانَت تَكتُمُ ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِ يَوماً فَسَمِعَ خَدِيجَةَ تُحَدّثُ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَهَا يَا خَدِيجَةُ مَن تُحَدّثِينَ قَالَت الجَنِينُ ألّذِي فِي بطَنيِ‌ يحُدَثّنُيِ‌ وَ يؤُنسِنُيِ‌ قَالَ يَا خَدِيجَةُ هَذَا جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ‌ أَنّهَا أُنثَي وَ أَنّهَا النّسلَةُ الطّاهِرَةُ المَيمُونَةُ وَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَيَجعَلُ نسَليِ‌ مِنهَا وَ سَيَجعَلُ مِن نَسلِهَا أَئِمّةً وَ يَجعَلُهُم خُلَفَاءَهُ فِي أَرضِهِ بَعدَ انقِضَاءِ وَحيِهِ فَلَم تَزَل خَدِيجَةُ ع عَلَي ذَلِكَ إِلَي أَن حَضَرَت وِلَادَتُهَا فَوَجّهَت إِلَي نِسَاءِ


صفحه : 3

قُرَيشٍ وَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَن تَعَالَينَ لِتَلِينَ منِيّ‌ مَا تلَيِ‌ النّسَاءُ مِنَ النّسَاءِ فَأَرسَلنَ إِلَيهَا أَنتَ عَصَيتِنَا وَ لَم تقَبلَيِ‌ قَولَنَا وَ تَزَوّجتِ مُحَمّداً يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ فَقِيراً لَا مَالَ لَهُ فَلَسنَا نجَيِ‌ءُ وَ لَا نلَيِ‌ مِن أَمرِكِ شَيئاً فَاغتَمّت خَدِيجَةُ ع لِذَلِكَ فَبَينَا هيِ‌َ كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ عَلَيهَا أَربَعُ نِسوَةٍ سُمرٍ طِوَالٍ كَأَنّهُنّ مِن نِسَاءِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَفَزِعَت مِنهُنّ لَمّا رَأَتهُنّ فَقَالَت إِحدَاهُنّ لَا تحَزنَيِ‌ يَا خَدِيجَةُ فَإِنّا رُسُلُ رَبّكِ إِلَيكِ وَ نَحنُ أَخَوَاتُكِ أَنَا سَارَةُ وَ هَذِهِ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ وَ هيِ‌َ رَفِيقَتُكِ فِي الجَنّةِ وَ هَذِهِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ هَذِهِ كُلثُمُ أُختُ مُوسَي بنِ عِمرَانَ بَعَثَنَا اللّهُ إِلَيكِ لنِلَيِ‌َ مِنكِ مَا تلَيِ‌ النّسَاءُ مِنَ النّسَاءِ فَجَلَسَت وَاحِدَةٌ عَن يَمِينِهَا وَ أُخرَي عَن يَسَارِهَا وَ الثّالِثَةُ بَينَ يَدَيهَا وَ الرّابِعَةُ مِن خَلفِهَا فَوَضَعَت فَاطِمَةَ ع طَاهِرَةً مُطَهّرَةً فَلَمّا سَقَطَت إِلَي الأَرضِ أَشرَقَ مِنهَا النّورُ حَتّي دَخَلَ بُيُوتَاتِ مَكّةَ وَ لَم يَبقَ فِي شَرقِ الأَرضِ وَ لَا غَربِهَا مَوضِعٌ إِلّا أَشرَقَ فِيهِ ذَلِكَ النّورُ وَ دَخَلَ عَشرٌ مِنَ الحُورِ العِينِ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ مَعَهَا طَستٌ مِنَ الجَنّةِ وَ إِبرِيقٌ مِنَ الجَنّةِ وَ فِي الإِبرِيقِ مَاءٌ مِنَ الكَوثَرِ فَتَنَاوَلَتهَا المَرأَةُ التّيِ‌ كَانَت بَينَ يَدَيهَا فَغَسَلَتهَا بِمَاءِ الكَوثَرِ وَ أَخرَجَت خِرقَتَينِ بَيضَاوَينِ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَطيَبَ رِيحاً مِنَ المِسكِ وَ العَنبَرِ فَلَفّتهَا بِوَاحِدَةٍ وَ قَنّعَتهَا بِالثّانِيَةِ ثُمّ استَنطَقَتهَا فَنَطَقَت فَاطِمَةُ ع بِالشّهَادَتَينِ وَ قَالَت أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ أَبِي رَسُولُ اللّهِ سَيّدُ الأَنبِيَاءِ وَ أَنّ بعَليِ‌ سَيّدُ الأَوصِيَاءِ وَ ولُديِ‌ سَادَةُ الأَسبَاطِ ثُمّ سَلّمَت عَلَيهِنّ وَ سَمّت كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ بِاسمِهَا وَ أَقبَلنَ يَضحَكنَ إِلَيهَا وَ تَبَاشَرَتِ الحُورُ العِينُ وَ بَشّرَ أَهلُ السّمَاءِ بَعضُهُم بَعضاً بِوِلَادَةِ فَاطِمَةَ ع وَ حَدَثَ فِي السّمَاءِ نُورٌ زَاهِرٌ لَم تَرَهُ المَلَائِكَةُ قَبلَ ذَلِكَ وَ قَالَتِ النّسوَةُ خُذِيهَا يَا خَدِيجَةُ طَاهِرَةً مُطَهّرَةً زَكِيّةً مَيمُونَةً بُورِكَ فِيهَا وَ فِي نَسلِهَا فَتَنَاوَلَتهَا فَرِحَةً مُستَبشِرَةً وَ أَلقَمَتهَا ثَديَهَا فَدَرّ عَلَيهَا فَكَانَت فَاطِمَةُ ع تنَميِ‌ فِي اليَومِ كَمَا ينَميِ‌ الصبّيِ‌ّ فِي الشّهرِ وَ تنَميِ‌ فِي الشّهرِ كَمَا ينَميِ‌ الصبّيِ‌ّ فِي السّنَةِ

مصباح الأنوار، عن أبي المفضل الشيباني‌ عن موسي بن محمدالأشعري‌ ابن بنت سعد بن عبد الله عن الحسن بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشوارب


صفحه : 4

عن عبيد الله بن علي بن أشيم عن يعقوب بن يزيد عن حماد مثله

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَخَذَ بيِدَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ فنَاَولَنَيِ‌ مِن رُطَبِهَا فَأَكَلتُهُ فَتَحَوّلَ ذَلِكَ نُطفَةً فِي صلُبيِ‌ فَلَمّا هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ ع فَفَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ فَكُلّمَا اشتَقتُ إِلَي رَائِحَةِ الجَنّةِ شَمِمتُ رَائِحَةَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ

ج ،[الإحتجاج ]مرسلا مثله

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خُلِقَ نُورُ فَاطِمَةَ ع قَبلَ أَن يَخلُقَ الأَرضَ وَ السّمَاءَ فَقَالَ بَعضُ النّاسِ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَلَيسَت هيِ‌َ إِنسِيّةً فَقَالَ فَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ قَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ كَيفَ هيِ‌َ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ قَالَ خَلَقَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن نُورِهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ إِذ كَانَتِ الأَروَاحُ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ عُرِضَت عَلَي آدَمَ قِيلَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ أَينَ كَانَت فَاطِمَةُ قَالَ كَانَت فِي حُقّةٍ تَحتَ سَاقِ العَرشِ قَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَمَا كَانَ طَعَامُهَا قَالَ التّسبِيحُ وَ التّقدِيسُ وَ التّهلِيلُ وَ التّحمِيدُ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ وَ أخَرجَنَيِ‌ مِن صُلبِهِ وَ أَحَبّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُخرِجَهَا مِن صلُبيِ‌ جَعَلَهَا تُفّاحَةً فِي الجَنّةِ وَ أتَاَنيِ‌ بِهَا جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لِي السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ يَا مُحَمّدُ قُلتُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ قُلتُ مِنهُ السّلَامُ وَ إِلَيهِ يَعُودُ السّلَامُ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذِهِ تُفّاحَةٌ أَهدَاهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيكَ مِنَ الجَنّةِ فَأَخَذتُهَا وَ ضَمَمتُهَا إِلَي صدَريِ‌ قَالَ يَا مُحَمّدُ يَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ كُلهَا فَفَلَقتُهَا فَرَأَيتُ نُوراً سَاطِعاً وَ فَزِعتُ مِنهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَا لَكَ لَا تَأكُل كُلهَا وَ لَا تَخَف فَإِنّ ذَلِكَ النّورَ لِلمَنصُورَةِ فِي السّمَاءِ وَ هيِ‌َ فِي الأَرضِ فَاطِمَةُ قُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ وَ لِمَ سُمّيَت فِي السّمَاءِ المَنصُورَةَ وَ فِي الأَرضِ فَاطِمَةَ قَالَ سُمّيَت فِي الأَرضِ فَاطِمَةَ لِأَنّهَا فُطِمَت شِيعَتُهَا مِنَ النّارِ وَ فُطِمَ أَعدَاؤُهَا عَن حُبّهَا


صفحه : 5

وَ هيِ‌َ فِي السّمَاءِ المَنصُورَةُ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُيعَنيِ‌ نَصرَ فَاطِمَةَ لِمُحِبّيهَا

بيان لعل هذاالتأويل مبني‌ علي أن قوله من بعدقبل قوله يومئذ إشارة إلي القيامة

4- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ تَلَثّمُ فَاطِمَةَ وَ تَلزَمُهَا وَ تُدنِيهَا مِنكَ وَ تَفعَلُ بِهَا مَا لَا تَفعَلُهُ بِأَحَدٍ مِن بَنَاتِكَ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع أتَاَنيِ‌ بِتُفّاحَةٍ مِن تُفّاحِ الجَنّةِ فَأَكَلتُهَا فَتَحَوّلَت مَاءً فِي صلُبيِ‌ ثُمّ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَأَنَا أَشَمّ مِنهَا رَائِحَةَ الجَنّةِ

5- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عِمرَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي العبَسيِ‌ّ عَن جَبَلَةَ المكَيّ‌ّ عَن طَاوُسٍ اليمَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَدَخَلَت عَائِشَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يُقَبّلُ فَاطِمَةَ فَقَالَت لَهُ أَ تُحِبّهَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَو عَلِمتِ حبُيّ‌ لَهَا لَازدَدتِ لَهَا حُبّاً إِنّهُ لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ أَذّنَ جَبرَئِيلُ وَ أَقَامَ مِيكَائِيلُ ثُمّ قِيلَ لِي ادنُ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ أَتَقَدّمُ وَ أَنتَ بحِضَرتَيِ‌ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَضّلَ أَنبِيَاءَهُ المُرسَلِينَ عَلَي مَلَائِكَتِهِ المُقَرّبِينَ وَ فَضّلَكَ أَنتَ خَاصّةً فَدَنَوتُ فَصَلّيتُ بِأَهلِ السّمَاءِ الرّابِعَةِ ثُمّ التَفَتّ عَن يمَيِنيِ‌ فَإِذَا أَنَا بِإِبرَاهِيمَ ع فِي رَوضَةٍ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ وَ قَدِ اكتَنَفَهَا جَمَاعَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ ثُمّ إنِيّ‌ صِرتُ إِلَي السّمَاءِ الخَامِسَةِ وَ مِنهَا إِلَي السّادِسَةِ فَنُودِيتُ يَا مُحَمّدُ نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ وَ نِعمَ الأَخُ أَخُوكَ عَلِيّ فَلَمّا صِرتُ إِلَي الحُجُبِ أَخَذَ جَبرَئِيلُ ع بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِن نُورٍ فِي أَصلِهَا مَلَكَانِ يَطوِيَانِ الحُلَلَ وَ الحلُيِ‌ّ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ لِمَن هَذِهِ الشّجَرَةُ فَقَالَ هَذِهِ لِأَخِيكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هَذَانِ المَلَكَانِ يَطوِيَانِ لَهُ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ


صفحه : 6

ثُمّ تَقَدّمتُ أمَاَميِ‌ فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَليَنَ مِنَ الزّبدِ وَ أَطيَبَ رَائِحَةً مِنَ المِسكِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ فَأَخَذتُ رُطَبَةً فَأَكَلتُهَا فَتَحَوّلَتِ الرّطَبَةُ نُطفَةً فِي صلُبيِ‌ فَلَمّا أَن هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ فَإِذَا اشتَقتُ إِلَي الجَنّةِ شَمِمتُ رَائِحَةَ فَاطِمَةَ ع

6- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُكثِرُ تَقبِيلَ فَاطِمَةَ ع فَأَنكَرَت ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَائِشَةُ إنِيّ‌ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فأَدَناَنيِ‌ جَبرَئِيلُ مِن شَجَرَةِ طُوبَي وَ ناَولَنَيِ‌ مِن ثِمَارِهَا فَأَكَلتُهُ فَحَوّلَ اللّهُ ذَلِكِ مَاءً فِي ظهَريِ‌ فَلَمّا هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبّلتُهَا قَطّ إِلّا وَجَدتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَي مِنهَا

7- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أَنَسُ بنُ مَالِكٍ قَالَ سَأَلتُ أمُيّ‌ عَن صِفَةِ فَاطِمَةَ ع فَقَالَت كَانَت كَأَنّهَا القَمَرُ لَيلَةَ البَدرِ أَوِ الشّمسُ كُفِرَت غَمَاماً أَو خَرَجَت مِنَ السّحَابِ وَ كَانَت بَيضَاءَ بَضّةً

عَطَاءٌ عَن أَبِي رَبَاحٍ قَالَ كَانَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص تَعجِنُ وَ إِنّ قَصَبَتَهَا تَضرِبُ إِلَي الجَفنَةِ وَ روُيِ‌َ أَنّهَا كَانَت مُشرِقَةَ الرّبَاعِيّةِ

جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ مَا رَأَيتُ فَاطِمَةَ تمَشيِ‌ إِلّا ذَكَرتُ رَسُولَ اللّهِص تَمِيلُ عَلَي جَانِبِهَا الأَيمَنِ مَرّةً وَ عَلَي جَانِبِهَا الأَيسَرِ مَرّةً وَ وُلِدَت فَاطِمَةُ بِمَكّةَ بَعدَ النّبُوّةِ بِخَمسِ سِنِينَ وَ بَعدَ الإِسرَاءِ بِثَلَاثِ سِنِينَ فِي العِشرِينَ مِن جُمَادَي الآخِرَةِ وَ أَقَامَت مَعَ أَبِيهَا بِمَكّةَ ثمَاَنيِ‌َ سِنِينَ ثُمّ هَاجَرَت مَعَهُ إِلَي المَدِينَةِ فَزَوّجَهَا مِن عَلِيّ بَعدَ مَقدَمِهَا المَدِينَةَ بِسَنَتَينِ أَوّلَ يَومٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ يَومَ السّادِسِ وَ دَخَلَ بِهَا يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسِتّ خَلَونَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ بَعدَ بَدرٍ وَ قُبِضَ النّبِيّ وَ لَهَا يَومَئِذٍ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ سَبعَةُ أَشهُرٍ وَ وَلَدَتِ الحَسَنَ وَ لَهَا اثنَتَا عَشرَةَ سَنَةً

بيان كفرت علي البناء للمجهول أي إن شئت شبهتها بالشمس المستورة بالغمام لسترها وعفافها أولإمكان النظر إليها و إن شئت بالشمس الخارجة من تحت


صفحه : 7

الغمام لنورها ولمعانها ويحتمل أن يكون الغرض التشبيه بالشمس في حالتي‌ ابتداء الدخول في الغمام والخروج منها تشبيها لها بالشمس ولقناعها بالسحاب التي‌ أحاطت ببعض الشمس أويقال التشبيه بها في الحالتين لجمعها فيهما بين الستر والتمكن من النظر وعدم محو الضوء و في الشعاع و علي التقادير مأخوذ من الكفر بمعني التغطية يقال كفرت الشي‌ء أكفره بالكسر كفرا أي سترته والبضاضة رقة اللون وصفاؤه ألذي يؤثر فيه أدني شيء

8- كشف ،[كشف الغمة]ذَكَرَ ابنُ الخَشّابِ عَن شُيُوخِهِ يَرفَعُهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ وُلِدَت فَاطِمَةُ بَعدَ مَا أَظهَرَ اللّهُ نُبُوّةَ نَبِيّهِ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ الوحَي‌َ بِخَمسِ سِنِينَ وَ قُرَيشٌ تبَنيِ‌ البَيتَ وَ تُوُفّيَت وَ لَهَا ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ خَمسَةٌ وَ سبعين [سَبعُونَ]يَوماً وَ فِي رِوَايَةِ صَدَقَةَ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ شَهرٌ وَ خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً وَ كَانَ عُمُرُهَا مَعَ أَبِيهَا بِمَكّةَ ثمَاَنيِ‌َ سِنِينَ وَ هَاجَرَت إِلَي المَدِينَةِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَأَقَامَت مَعَهُ عَشرَ سِنِينَ وَ كَانَ عُمُرُهَا ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً فَأَقَامَت مَعَ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهَا خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَربَعِينَ يَوماً وَ قَالَ الذّارِعُ أَنَا أَقُولُ فَعُمُرُهَا عَلَي هَذِهِ الرّوَايَةِ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ شَهرٌ وَ عَشَرَةُ أَيّامٍ وَ وَلَدَتِ الحَسَنَ وَ لَهَا إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً بَعدَ الهِجرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَ فِي كِتَابِ مَولِدِ فَاطِمَةَ ع لِابنِ بَابَوَيهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ قَالَت قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص وَ قَد كُنتُ شَهِدتُ فَاطِمَةَ ع وَ قَد وَلَدَت بَعضَ وُلدِهَا فَلَم أَرَ لَهَا دَماً فَقَالَص إِنّ فَاطِمَةَ خُلِقَت حُورِيّةً فِي صُورَةِ إِنسِيّةٍ

9- ضه ،[روضة الواعظين ] وُلِدَت ع بَعدَ النّبُوّةِ بِخَمسِ سِنِينَ وَ بَعدَ الإِسرَاءِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَ أَقَامَت مَعَ رَسُولِ اللّهِص بِمَكّةَ ثَمَانَ سِنِينَ ثُمّ هَاجَرَت مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ فَزَوّجَهَا مِن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بَعدَ مَقدَمِهِمُ المَدِينَةَ بِسَنَةٍ وَ قُبِضَ النّبِيّص وَ لِفَاطِمَةَ ع يَومَئِذٍ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ عَاشَت بَعدَ أَبِيهَا اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ يَوماً

10- كا،[الكافي‌] وُلِدَت فَاطِمَةُ ع بَعدَ مَبعَثِ النّبِيّص بِخَمسِ سِنِينَ وَ تُوُفّيَت وَ لَهَا ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ خَمسَةٌ وَ سَبعُونَ يَوماً بَقِيَت بَعدَ أَبِيهَا خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً


صفحه : 8

11- عُيُونُ المُعجِزَاتِ،روُيِ‌َ عَن حَارِثَةَ بنِ قُدَامَةَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ سَلمَانُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَمّارٌ وَ قَالَ أُخبِرُكَ عَجَباً قُلتُ حدَثّنيِ‌ يَا عَمّارُ قَالَ نَعَم شَهِدتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد وَلَجَ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَلَمّا أَبصَرَت بِهِ نَادَت ادنُ لِأُحَدّثَكَ بِمَا كَانَ وَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ وَ بِمَا لَم يَكُن إِلَي يَومِ القِيَامَةِ حِينَ تَقُومُ السّاعَةُ قَالَ عَمّارٌ فَرَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَرجِعُ القَهقَرَي فَرَجَعتُ بِرُجُوعِهِ إِذ دَخَلَ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ ادنُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَدَنَا فَلَمّا اطمَأَنّ بِهِ المَجلِسُ قَالَ لَهُ تحُدَثّنُيِ‌ أَم أُحَدّثُكَ قَالَ الحَدِيثُ مِنكَ أَحسَنُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ كأَنَيّ‌ بِكَ وَ قَد دَخَلتَ عَلَي فَاطِمَةَ وَ قَالَت لَكَ كَيتَ وَ كَيتَ فَرَجَعتَ فَقَالَ عَلِيّ ع نُورُ فَاطِمَةَ مِن نُورِنَا فَقَالَ ع أَ وَ لَا تَعلَمُ فَسَجَدَ عَلِيّ شُكراً لِلّهِ تَعَالَي قَالَ عَمّارٌ فَخَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ خَرَجتُ بِخُرُوجِهِ فَوَلَجَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ وَلَجتُ مَعَهُ فَقَالَت كَأَنّكَ رَجَعتَ إِلَي أَبِيص فَأَخبَرتَهُ بِمَا قُلتُهُ لَكَ قَالَ كَانَ كَذَلِكِ يَا فَاطِمَةُ فَقَالَت اعلَم يَا أَبَا الحَسَنِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ نوُريِ‌ وَ كَانَ يُسَبّحُ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ ثُمّ أَودَعَهُ شَجَرَةً مِن شَجَرِ الجَنّةِ فَأَضَاءَت فَلَمّا دَخَلَ أَبِي الجَنّةَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ إِلهَاماً أَنِ اقتَطِفِ الثّمَرَةَ مِن تِلكَ الشّجَرَةِ وَ أَدِرهَا فِي لَهَوَاتِكَ فَفَعَلَ فأَوَدعَنَيِ‌ اللّهُ سُبحَانَهُ صُلبَ أَبِيص ثُمّ أوَدعَنَيِ‌ خَدِيجَةَ بِنتَ خُوَيلِدٍ فوَضَعَتَنيِ‌ وَ أَنَا مِن ذَلِكَ النّورِ أَعلَمُ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ مَا لَم يَكُن يَا أَبَا الحَسَنِ المُؤمِنُ يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ تَعَالَي

12- قل ،[إقبال الأعمال ] قَالَ الشّيخُ المُفِيدُ فِي كِتَابِ حَدَائِقِ الرّيَاضِ يَومَ العِشرِينَ مِن جُمَادَي الآخِرَةِ كَانَ مَولِدُ السّيّدَةِ الزّهرَاءِ ع سَنَةَ اثنَتَينِ مِنَ المَبعَثِ

مِن بَعضِ كُتُبِ المُخَالِفِينَ،بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ وُلِدَت فَاطِمَةُ سَنَةَ إِحدَي وَ أَربَعِينَ مِن مَولِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ زَعَمَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ أَنّ فَاطِمَةَ وُلِدَت قَبلَ أَن يُوحَي إِلَي النّبِيّص وَ كَذَلِكَ سَائِرُ أَولَادِهِ مِن خَدِيجَةَ

وَ فِي روِاَيتَيِ‌ عَنِ الحَافِظِ أَبِي المَنصُورِ الديّلمَيِ‌ّ بِرِوَايَتِهِ عَن أَبِي عَلِيّ الحَدّادِ عَن أَبِي نُعَيمٍ الحَافِظِ فِي كِتَابِ مَعرِفَةِ الصّحَابَةِ أَنّ فَاطِمَةَ كَانَت أَصغَرَ بَنَاتِ رَسُولِ اللّهِ سِنّاً وُلِدَت وَ قُرَيشٌ تبَنيِ‌ الكَعبَةَ وَ كَانَت فِيمَا قَبلُ تُكَنّي أُمّ أَسمَاءَ


صفحه : 9

وَ قَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي كِتَابِ مَقَاتِلِ الطّالِبِيّينَ كَانَ مَولِدُ فَاطِمَةَ ع قَبلَ النّبُوّةِ وَ قُرَيشٌ حِينَئِذٍ تبَنيِ‌ الكَعبَةَ وَ كَانَ تَزوِيجُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِيّاهَا فِي صَفَرٍ بَعدَ مَقدَمِ رَسُولِ اللّهِص المَدِينَةَ وَ بَنَي بِهَا بَعدَ رُجُوعِهِ مِن غَزَاةِ بَدرٍ وَ لَهَا يَومَئِذٍ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً حدَثّنَيِ‌ بِذَلِكَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَنِ الحَارِثِ عَنِ ابنِ سَعدٍ عَنِ الواَقدِيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي سَبرَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ أَبِي فَروَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع

13- كا،[الكافي‌] عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ وَ سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ جَمِيعاً عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وُلِدَت فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص بَعدَ مَبعَثِ رَسُولِ اللّهِص بِخَمسِ سِنِينَ وَ تُوُفّيَت وَ لَهَا ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ خَمسَةٌ وَ سَبعُونَ يَوماً

14- كف ،[المصباح للكفعمي‌] وُلِدَت فَاطِمَةُ ع فِي العِشرِينَ مِن جُمَادَي الآخِرَةِ يَومَ الجُمُعَةِ سَنَةَ اثنَتَينِ مِنَ المَبعَثِ وَ قِيلَ سَنَةَ خَمسٍ مِنَ المَبعَثِ وَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِهَا أَمِنَ المُتَوَكّلُونَ وَ بَوّابُهَا فِضّةُ أَمَتُهَا

15- مصبا،[المصباحين ] فِي اليَومِ العِشرِينَ مِن جُمَادَي الآخِرَةِ يَومَ الجُمُعَةِ سَنَةَ اثنَتَينِ مِنَ المَبعَثِ كَانَ مَولِدُ فَاطِمَةَ ع فِي بَعضِ الرّوَايَاتِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي سَنَةَ خَمسٍ مِنَ المَبعَثِ وَ العَامّةُ ترَويِ‌ أَنّ مَولِدَهَا قَبلَ المَبعَثِ بِخَمسِ سِنِينَ

16- كِتَابُ دَلَائِلِ الإِمَامَةِ،لِمُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ الإمِاَميِ‌ّ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وُلِدَت فَاطِمَةُ فِي جُمَادَي الآخِرَةِ اليَومَ العِشرِينَ مِنهَا سَنَةَ خَمسٍ وَ أَربَعِينَ مِن مَولِدِ النّبِيّص فَأَقَامَت بِمَكّةَ ثَمَانَ سِنِينَ وَ بِالمَدِينَةِ عَشرَ سِنِينَ وَ بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهَا خَمساً وَ سَبعِينَ يَوماً وَ قُبِضَت فِي جُمَادَي الآخِرَةِ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَونَ مِنهُ سَنَةَ إِحدَي عَشرَةَ مِنَ الهِجرَةِ

وَ عَنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ مُوسَي التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الضبّيّ‌ّ عَن


صفحه : 10

مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الغلَاَبيِ‌ّ عَن شُعَيبِ بنِ وَاقِدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَم تَزَل فَاطِمَةُ تَشِبّ فِي اليَومِ كَالجُمعَةِ وَ فِي الجُمعَةِ كَالشّهرِ وَ فِي الشّهرِ كَالسّنَةِ فَلَمّا هَاجَرَ رَسُولُ اللّهِص مِن مَكّةَ إِلَي المَدِينَةِ وَ ابتَنَي بِهَا مَسجِداً وَ أَنِسَ أَهلُ المَدِينَةِ بِهِ وَ عَلَت كَلِمَتُهُ وَ عَرَفَ النّاسُ بَرَكَتَهُ وَ سَارَ إِلَيهِ الرّكبَانُ وَ ظَهَرَ الإِيمَانُ وَ دُرِسَ القُرآنُ وَ تَحَدّثَ المُلُوكُ وَ الشّرَافُ[الأَشرَافُ] وَ خَافَ سَيفَ نَقِمَتِهِ الأَكَابِرُ وَ الأَشرَافُ وَ هَاجَرَت فَاطِمَةُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ نِسَاءِ المُهَاجِرِينَ وَ كَانَت عَائِشَةُ فِيمَن هَاجَرَ مَعَهَا فَقَدِمَتِ المَدِينَةَ فَأُنزِلَت مَعَ النّبِيّص عَلَي أُمّ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِص النّسَاءَ وَ تَزَوّجَ سَودَةَ أَوّلَ دُخُولِهِ المَدِينَةَ وَ نَقَلَ فَاطِمَةَ إِلَيهَا ثُمّ تَزَوّجَ أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ تزَوَجّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ فَوّضَ أَمرَ ابنَتِهِ إلِيَ‌ّ فَكُنتُ أُؤَدّبُهَا وَ كَانَت وَ اللّهِ أَدأَبَ منِيّ‌ وَ أَعرَفَ بِالأَشيَاءِ كُلّهَا

باب 2-أسمائها وبعض فضائلها ع

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يُونُسَ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِفَاطِمَةَ ع تِسعَةُ أَسمَاءَ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَاطِمَةُ وَ الصّدّيقَةُ وَ المُبَارَكَةُ وَ الطّاهِرَةُ وَ الزّكِيّةُ وَ الرّاضِيَةُ وَ المَرضِيّةُ وَ المُحَدّثَةُ وَ الزّهرَاءُ ثُمّ قَالَ ع أَ تدَريِ‌ أَيّ شَيءٍ تَفسِيرُ فَاطِمَةَ قُلتُ أخَبرِنيِ‌ يَا سيَدّيِ‌ قَالَ فُطِمَت مِنَ الشّرّ قَالَ ثُمّ قَالَ لَو لَا أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع تَزَوّجَهَا لَمَا كَانَ لَهَا كُفوٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ عَلَي وَجهِ الأَرضِ آدَمُ فَمَن دُونَهُ

كتاب دلائل الإمامة للطبري‌، عن الحسن بن أحمدالعلوي‌ عن الصدوق مثله بيان يمكن أن يستدل به علي كون علي وفاطمة ع أشرف من سائر


صفحه : 11

أولي‌ العزم سوي نبينا صلي الله عليهم أجمعين لايقال لايدل علي فضلهما علي نوح و ابراهيم ع لاحتمال كون عدم كونهما كفوين لكونهما من أجدادها ع لأنا نقول ذكر آدم ع يدل علي أن المراد عدم كونهم أكفاءها مع قطع النظر عن الموانع الأخر علي أنه يمكن أن يتشبث بعدم القول بالفصل نعم يمكن أن يناقش في دلالته علي فضل فاطمة عليهم بأنه يمكن أن يشترط في الكفاءة كون الزوج أفضل و لايبعد ذلك من متفاهم العرف و الله يعلم

2- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن جَعفَرِ بنِ سَهلٍ الصّيقَلِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الداّرمِيِ‌ّ عَمّن حَدّثَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الهرُمزُاَنيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لِمَ سُمّيَتِ الزّهرَاءُ زَهرَاءَ فَقَالَ لِأَنّهَا تَزهَرُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي النّهَارِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ بِالنّورِ كَانَ يَزهَرُ نُورُ وَجهِهَا صَلَاةَ الغَدَاةِ وَ النّاسُ فِي فِرَاشِهِم فَيَدخُلُ بِيَاضُ ذَلِكَ النّورِ إِلَي حُجُرَاتِهِم بِالمَدِينَةِ فَتَبيَضّ حِيطَانُهُم فَيَعجَبُونَ مِن ذَلِكَ فَيَأتُونَ النّبِيّص فَيَسأَلُونَهُ عَمّا رَأَوا فَيُرسِلُهُم إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع فَيَأتُونَ مَنزِلَهَا فَيَرَونَهَا قَاعِدَةً فِي مِحرَابِهَا تصُلَيّ‌ وَ النّورُ يَسطَعُ مِن مِحرَابِهَا مِن وَجهِهَا فَيَعلَمُونَ أَنّ ألّذِي رَأَوهُ كَانَ مِن نُورِ فَاطِمَةَ فَإِذَا انتَصَفَ النّهَارُ وَ تَرَتّبَت لِلصّلَاةِ زَهَرَ نُورُ وَجهِهَا ع بِالصّفرَةِ فَتَدخُلُ الصّفرَةُ فِي حُجُرَاتِ النّاسِ فَتُصَفّرُ ثِيَابَهُم وَ أَلوَانَهُم فَيَأتُونَ النّبِيّص فَيَسأَلُونَهُ عَمّا رَأَوا فَيُرسِلُهُم إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع فَيَرَونَهَا قَائِمَةً فِي مِحرَابِهَا وَ قَد زَهَرَ نُورُ وَجهِهَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ بَنِيهَا بِالصّفرَةِ فَيَعلَمُونَ أَنّ ألّذِي رَأَوا كَانَ مِن نُورِ وَجهِهَا فَإِذَا كَانَ آخِرُ النّهَارِ وَ غَرَبَتِ الشّمسُ احمَرّ وَجهُ فَاطِمَةَ فَأَشرَقَ وَجهُهَا بِالحُمرَةِ فَرَحاً وَ شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَكَانَ تَدخُلُ حُمرَةُ وَجهِهَا حُجُرَاتِ القَومِ وَ تَحمَرّ حِيطَانُهُم فَيَعجَبُونَ مِن ذَلِكَ وَ يَأتُونَ النّبِيّص وَ يَسأَلُونَهُ عَن ذَلِكَ فَيُرسِلُهُم إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ فَيَرَونَهَا جَالِسَةً تُسَبّحُ اللّهَ وَ تُمَجّدُهُ وَ نُورُ وَجهِهَا يَزهَرُ بِالحُمرَةِ فَيَعلَمُونَ أَنّ ألّذِي رَأَوا كَانَ مِن نُورِ وَجهِ فَاطِمَةَ ع فَلَم يَزَل ذَلِكَ النّورُ فِي وَجهِهَا حَتّي وُلِدَ الحُسَينُ ع فَهُوَ يَتَقَلّبُ فِي وُجُوهِنَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فِي الأَئِمّةِ مِنّا أَهلَ البَيتَ إِمَامٍ بَعدَ إِمَامٍ


صفحه : 12

بيان ترتبت أي ثبتت في محرابها كما في اللغة أوتهيأت من الترتيب العرفي‌ بمعني جعل كل شيء في مرتبته ويحتمل أن يكون تصحيف تزينت

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع قَالَا سَمِعنَا المَأمُونَ يُحَدّثُ عَنِ الرّشِيدِ عَنِ المهَديِ‌ّ عَنِ المَنصُورِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ لِمُعَاوِيَةَ أَ تدَريِ‌ لِمَ سُمّيَت فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ قَالَ لَا قَالَ لِأَنّهَا فُطِمَت هيِ‌َ وَ شِيعَتُهَا مِنَ النّارِ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُهُ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ سَمّيتُ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مَن أَحَبّهَا مِنَ النّارِ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله

5- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ مَعقِلٍ القرِميِسيِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ الجزَرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ النهّاَونَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لِمَ سُمّيَت فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ زَهرَاءَ فَقَالَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَهَا مِن نُورِ عَظَمَتِهِ فَلَمّا أَشرَقَت أَضَاءَتِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ بِنُورِهَا وَ غَشِيَت أَبصَارَ المَلَائِكَةِ وَ خَرّتِ المَلَائِكَةُ لِلّهِ سَاجِدِينَ وَ قَالُوا إِلَهَنَا وَ سَيّدَنَا مَا هَذَا النّورُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِم هَذَا نُورٌ مِن نوُريِ‌ وَ أَسكَنتُهُ فِي سمَاَئيِ‌ خَلَقتُهُ مِن عظَمَتَيِ‌ أُخرِجُهُ مِن صُلبِ نبَيِ‌ّ مِن أنَبيِاَئيِ‌ أُفَضّلُهُ عَلَي جَمِيعِ الأَنبِيَاءِ وَ أُخرِجُ مِن ذَلِكَ النّورِ أَئِمّةً يَقُومُونَ بأِمَريِ‌ يَهدُونَ إِلَي حقَيّ‌ وَ أَجعَلُهُم خلُفَاَئيِ‌ فِي أرَضيِ‌ بَعدَ انقِضَاءِ وحَييِ‌

مصباح الأنوار، عن أبي جعفر ع مثله بيان قال الفيروزآبادي‌ قرميسين بالكسر بلد قرب الدينور معرب كرمانشاهان

6- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن فَاطِمَةَ لِمَ سُمّيَت زَهرَاءَ فَقَالَ لِأَنّهَا كَانَت إِذَا قَامَت فِي مِحرَابِهَا زَهَرَ نُورُهَا لِأَهلِ السّمَاءِ كَمَا يَزهَرُ نُورُ الكَوَاكِبِ لِأَهلِ


صفحه : 13

الأَرضِ

7- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ مَولَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ قَالَ حَدّثَنَا شَيخٌ لَنَا ثِقَةٌ يُقَالُ لَهُ نَجِيّةُ بنُ إِسحَاقَ الفزَاَريِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ حَسَنٍ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع لِمَ سُمّيَت فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ قُلتُ فَرقاً بَينَهُ وَ بَينَ الأَسمَاءِ قَالَ إِنّ ذَلِكَ لَمِنَ الأَسمَاءِ وَ لَكِنّ الِاسمَ ألّذِي سُمّيَت بِهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلِمَ مَا كَانَ قَبلَ كَونِهِ فَعَلِمَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يَتَزَوّجُ فِي الأَحيَاءِ وَ أَنّهُم يَطمَعُونَ فِي وِرَاثَةِ هَذَا الأَمرِ مِن قَبلِهِ فَلَمّا وُلِدَت فَاطِمَةُ سَمّاهَا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَاطِمَةَ لِمَا أَخرَجَ مِنهَا وَ جَعَلَ فِي وُلدِهَا فَفَطَمَهُم عَمّا طَمِعُوا فَبِهَذَا سُمّيَت فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ لِأَنّهَا فَطَمَت طَمَعَهُم وَ مَعنَي فَطَمَت قَطَعَت

بيان قوله فرقا بينه و بين الأسماء لعله توهم أن هذاالاسم مما لم يسبقها إليه أحد فلذا سميت به لئلا يشاركها فيه امرأة ممن مضي فأجاب ع بأنه كان من الأسماء التي‌ كانوا يسمون بهاقبل قوله إن الله أي لأن الله

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن مُخدَجِ بنِ عُمَيرٍ الحنَفَيِ‌ّ عَن بَشِيرِ بنِ اِبرَاهِيمَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ إِنّمَا سُمّيَت فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَطَمَ مَن أَحَبّهَا مِنَ النّارِ

9- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن يَزِيدَ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا وُلِدَت فَاطِمَةُ ع أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مَلَكٍ فَأَنطَقَ بِهِ لِسَانَ مُحَمّدٍص فَسَمّاهَا فَاطِمَةَ ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ فَطَمتُكِ بِالعِلمِ وَ فَطَمتُكِ عَنِ الطّمثِ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ لَقَد فَطَمَهَا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِالعِلمِ وَ عَنِ الطّمثِ بِالمِيثَاقِ

مصباح الأنوار، عنه ع مثله بيان فطمتك بالعلم أي أرضعتك بالعلم حتي استغنيت وفطمت أوقطعتك عن الجهل بسبب العلم أوجعلت فطامك من اللبن مقرونا بالعلم كناية عن كونها في


صفحه : 14

بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية و علي التقادير كان الفاعل بمعني المفعول كالدافق بمعني المدفوق أويقرأ علي بناء التفعيل أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل أوالمعني لمافطمها من الجهل فهي‌ تفطم الناس منه والوجهان الأخيران يشكل إجراؤهما في قوله فطمتك عن الطمث إلابتكلف بأن يجعل الطمث كناية عن الأخلاق والأفعال الذميمة أويقال علي الثالث لمافطمتك عن الأدناس الروحانية والجسمانية فأنت تفطم الناس عن الأدناس المعنوية

10- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلَوِيّةَ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن جَندَلِ بنِ وَالِقٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ البصَريِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ أَ تَدرِينَ لِمَ سُمّيتِ فَاطِمَةَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَ سُمّيَت قَالَ لِأَنّهَا فُطِمَت هيِ‌َ وَ شِيعَتُهَا مِنَ النّارِ

مصباح الأنوار، عنه ع مثله بيان لايقال المناسب علي ماذكر في وجه التسمية أن تسمي مفطومة إذ الفطم بمعني القطع يقال فطمت الأم صبيها وفطمت الرجل عن عادته وفطمت الحبل لأنا نقول كثيرا مايجي‌ء فاعل بمعني مفعول كقولهم سر كاتم ومكان عامر و كماقالوا في قوله تعالي عيشة راضية وماء دافق ويحتمل أن يكون ورد الفطم لازما أيضا. قال الفيروزآبادي‌ أفطم السخلة حان أن تفطم فإذافطمت فهي‌ فاطم ومفطومة وفطيم انتهي ويمكن أن يقال إنها فطمت نفسها وشيعتها عن النار و عن الشرور وفطمت نفسها عن الطمث لكون السبب في ذلك ماعلم الله من محاسن أفعالها ومكارم خصالها فالإسناد مجازي‌

11- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ الثقّفَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُلِفَاطِمَةَ ع وَقفَةٌ عَلَي بَابِ جَهَنّمَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ كُتِبَ بَينَ عيَنيَ‌ كُلّ رَجُلٍ مُؤمِنٌ أَو كَافِرٌ فَيُؤمَرُ بِمُحِبّ قَد كَثُرَت ذُنُوبُهُ إِلَي النّارِ فَتَقرَأُ فَاطِمَةُ بَينَ عَينَيهِ مُحِبّاً فَتَقُولُ


صفحه : 15

إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ سمَيّتنَيِ‌ فَاطِمَةَ وَ فَطَمتَ بيِ‌ مَن توَلَاّنيِ‌ وَ تَوَلّي ذرُيّتّيِ‌ مِنَ النّارِ وَ وَعدُكَ الحَقّ وَ أَنتَ لَا تُخلِفُ المِيعَادَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقتِ يَا فَاطِمَةُ إنِيّ‌ سَمّيتُكِ فَاطِمَةَ وَ فَطَمتُ بِكِ مَن أَحَبّكِ وَ تَوَلّاكِ وَ أَحَبّ ذُرّيّتَكِ وَ تَوَلّاهُم مِنَ النّارِ وَ وعَديِ‌َ الحَقّ وَ أَنَا لَا أُخلِفُ المِيعَادَ وَ إِنّمَا أَمَرتُ بعِبَديِ‌ هَذَا إِلَي النّارِ لتِشَفعَيِ‌ فِيهِ فَأُشَفّعَكِ وَ لِيَتَبَيّنَ ملَاَئكِتَيِ‌ وَ أنَبيِاَئيِ‌ وَ رسُلُيِ‌ وَ أَهلَ المَوقِفِ مَوقِفُكِ منِيّ‌ وَ مَكَانَتُكِ عنِديِ‌ فَمَن قَرَأتِ بَينَ عَينَيهِ مُؤمِناً فخَذُيِ‌ بِيَدِهِ وَ أَدخِلِيهِ الجَنّةَ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا سُمّيَتِ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مَن أَحَبّهَا مِنَ النّارِ

13- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ ع أَنّ النّبِيّص سُئِلَ مَا البَتُولُ فَإِنّا سَمِعنَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ تَقُولُ إِنّ مَريَمَ بَتُولٌ وَ فَاطِمَةَ بَتُولٌ فَقَالَ ع البَتُولُ التّيِ‌ لَم تَرَ حُمرَةً قَطّ أَي لَم تَحِض فَإِنّ الحَيضَ مَكرُوهٌ فِي بَنَاتِ الأَنبِيَاءِ

مصباح الأنوار، عن علي ع مثله بيان البتل القطع أي أنها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الدم قال في النهاية امرأة بتول منقطعة عن الرجال لاشهوة لها فيهم و بهاسميت مريم أم عيسي ع وسميت فاطمة ع البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا وقيل لانقطاعها عن الدنيا إلي الله تعالي ونحو ذلك قال الفيروزآبادي‌.أقول قدمضت وسيأتي‌ الأخبار في أنه قَالَ النّبِيّص لِفَاطِمَةَ

شَقّ اللّهُ لَكِ يَا فَاطِمَةُ اسماً مِن أَسمَائِهِ فَهُوَ الفَاطِرُ وَ أَنتِ فَاطِمَةُ

وشبهه

14- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ بَابَوَيهِ فِي كِتَابِ مَولِدِ فَاطِمَةَ وَ الخرَكوُشيِ‌ّ فِي شَرَفِ النّبِيّص وَ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ هَل تدَريِ‌ لِمَ سُمّيَت فَاطِمَةَ قَالَ عَلِيّ لِمَ سُمّيَت فَاطِمَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لِأَنّهَا فُطِمَت هيِ‌َ وَ شِيعَتُهَا مِنَ النّارِ

أَبُو عَلِيّ السلّاَميِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ أَبِي كَثِيرٍ


صفحه : 16

عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّمَا سُمّيَت فَاطِمَةَ لِأَنّ اللّهَ فَطَمَ مَن أَحَبّهَا عَنِ النّارِ

شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ النّبِيّص إِنّمَا سُمّيَتِ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ لِأَنّ اللّهَ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مُحِبّيهَا عَنِ النّارِ

الصّادِقُ ع تدَريِ‌ أَيّ شَيءٍ تَفسِيرُ فَاطِمَةَ قَالَ فُطِمَت مِنَ الشّرّ وَ يُقَالُ إِنّمَا سُمّيَت فَاطِمَةَ لِأَنّهَا فُطِمَت عَنِ الطّمثِ

أَبُو صَالِحٍ المُؤَذّنُ فِي الأَربَعِينَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص مَا البَتُولُ قَالَ التّيِ‌ لَم تَرَ حُمرَةً قَطّ وَ لَم تَحِض فَإِنّ الحَيضَ مَكرُوهٌ فِي بَنَاتِ الأَنبِيَاءِ وَ قَالَ ع لِعَائِشَةَ يَا حُمَيرَاءُ إِنّ فَاطِمَةَ لَيسَت كَنِسَاءِ الآدَمِيّينَ لَا تَعتَلّ كَمَا تعتلن [تَعتَلِلنَ] أَبُو عَبدِ اللّهِ قَالَ حَرّمَ اللّهُ النّسَاءَ عَلَي عَلِيّ مَا دَامَت فَاطِمَةُ حَيّةً لِأَنّهَا طَاهِرَةٌ لَا تَحِيضُ

وَ قَالَ عُبَيدٌ الهرَوَيِ‌ّ فِي الغَرِيبَينِ سُمّيَت مَريَمُ بَتُولًا لِأَنّهَا بُتِلَت عَنِ الرّجَالِ وَ سُمّيَت فَاطِمَةُ بَتُولًا لِأَنّهَا بُتِلَت عَنِ النّظِيرِ

أَبُو هَاشِمٍ العسَكرَيِ‌ّ سَأَلتُ صَاحِبَ العَسكَرِ ع لِمَ سُمّيَت فَاطِمَةُ الزّهرَاءَ ع فَقَالَ كَانَ وَجهُهَا يَزهَرُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِن أَوّلِ النّهَارِ كَالشّمسِ الضّاحِيَةِ وَ عِندَ الزّوَالَ كَالقَمَرِ المُنِيرِ وَ عِندَ غُرُوبِ الشّمسِ كَالكَوكَبِ الدرّيّ‌ّ

الحَسَنُ بنُ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لِمَ سُمّيَت فَاطِمَةُ الزّهرَاءَ قَالَ لِأَنّ لَهَا فِي الجَنّةِ قُبّةً مِن يَاقُوتٍ حَمرَاءَ ارتِفَاعُهَا فِي الهَوَاءِ مَسِيرَةُ سَنَةٍ مُعَلّقَةً بِقُدرَةِ الجَبّارِ لَا عِلَاقَةَ لَهَا مِن فَوقِهَا فَتُمسِكَهَا وَ لَا دِعَامَةَ لَهَا مِن تَحتِهَا فَتَلزَمَهَا لَهَا مِائَةُ أَلفِ بَابٍ عَلَي كُلّ بَابٍ أَلفٌ مِنَ المَلَائِكَةِ يَرَاهَا أَهلُ الجَنّةِ كَمَا يَرَي أَحَدُكُمُ الكَوكَبَ الدرّيّ‌ّ الزّاهِرَ فِي أُفُقِ السّمَاءِ فَيَقُولُونَ هَذِهِ الزّهرَاءُ لَفَاطِمَةُ ع

15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]كُنَاهَا أُمّ الحَسَنِ وَ أُمّ الحُسَينِ وَ أُمّ المُحَسّنِ وَ أُمّ الأَئِمّةِ وَ أُمّ أَبِيهَا وَ أَسمَاؤُهَا عَلَي مَا ذَكَرَهُ أَبُو جَعفَرٍ القمُيّ‌ّ فَاطِمَةُ البَتُولُ الحَصَانُ الحُرّةُ السّيّدَةُ العَذرَاءُ الزّهرَاءُ الحَورَاءُ المُبَارَكَةُ الطّاهِرَةُ الزّكِيّةُ الرّاضِيَةُ المَرضِيّةُ المُحَدّثَةُ مَريَمُ الكُبرَي الصّدّيقَةُ الكُبرَي وَ يُقَالُ لَهَا فِي السّمَاءِ النّورِيّةُ


صفحه : 17

السّمَاوِيّةُ الحَانِيَةُ

بيان الحانية أي المشفقة علي زوجها وأولادها قال الجزري‌ الحانية التي‌ تقيم علي ولدها لاتتزوج شفقة وعطفا و منه الحديث في نساء قريش أحناه علي ولد وأرعاه علي زوج

16- إِرشَادُ القُلُوبِ،مَرفُوعاً إِلَي سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ ره قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ النّبِيّص فِي المَسجِدِ إِذ دَخَلَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فَسَلّمَ فَرَدّ النّبِيّص وَ رَحّبَ بِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بِمَا فَضّلَ اللّهُ عَلَينَا أَهلَ البَيتِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ المَعَادِنُ وَاحِدَةٌ فَقَالَ النّبِيّص إِذاً أُخبِرَكَ يَا عَمّ إِنّ اللّهَ خلَقَنَيِ‌ وَ خَلَقَ عَلِيّاً وَ لَا سَمَاءَ وَ لَا أَرضَ وَ لَا جَنّةَ وَ لَا نَارَ وَ لَا لَوحَ وَ لَا قَلَمَ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَدوَ خَلقِنَا تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ فَكَانَت نُوراً ثُمّ تَكَلّمَ كَلِمَةً ثَانِيَةً فَكَانَت رُوحاً فَمَزَجَ فِيمَا بَينَهُمَا وَ اعتَدَلَا فخَلَقَنَيِ‌ وَ عَلِيّاً مِنهُمَا ثُمّ فَتَقَ مِن نوُريِ‌ نُورَ العَرشِ فَأَنَا أَجَلّ مِنَ العَرشِ ثُمّ فَتَقَ مِن نُورِ عَلِيّ نُورَ السّمَاوَاتِ فعَلَيِ‌ّ أَجَلّ مِنَ السّمَاوَاتِ ثُمّ فَتَقَ مِن نُورِ الحَسَنِ نُورَ الشّمسِ وَ مِن نُورِ الحُسَينِ نُورَ القَمَرِ فَهُمَا أَجَلّ مِنَ الشّمسِ وَ القَمَرِ وَ كَانَتِ المَلَائِكَةُ تُسَبّحُ اللّهَ تَعَالَي وَ تَقُولُ فِي تَسبِيحِهَا سُبّوحٌ قُدّوسٌ مِن أَنوَارٍ مَا أَكرَمَهَا عَلَي اللّهِ تَعَالَي فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي أَن يَبلُوَ المَلَائِكَةَ أَرسَلَ عَلَيهِم سَحَاباً مِن ظُلمَةٍ وَ كَانَتِ المَلَائِكَةُ لَا تَنظُرُ أَوّلَهَا مِن آخِرِهَا وَ لَا آخِرَهَا مِن أَوّلِهَا فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ إِلَهَنَا وَ سَيّدَنَا مُنذُ خَلَقتَنَا مَا رَأَينَا مِثلَ مَا نَحنُ فِيهِ فَنَسأَلُكَ بِحَقّ هَذِهِ الأَنوَارِ إِلّا مَا كَشَفتَ عَنّا فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأَفعَلَنّ فَخَلَقَ نُورَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءَ ع يَومَئِذٍ كَالقِندِيلِ وَ عَلّقَهُ فِي قُرطِ العَرشِ فَزَهَرَتِ السّمَاوَاتُ السّبعُ وَ الأَرَضُونَ السّبعُ مِن أَجلِ ذَلِكَ سُمّيَت فَاطِمَةُ الزّهرَاءَ وَ كَانَتِ المَلَائِكَةُ تُسَبّحُ اللّهَ وَ تُقَدّسُهُ فَقَالَ اللّهُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأَجعَلَنّ ثَوَابَ تَسبِيحِكُم وَ تَقدِيسِكُم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لمِحُبِيّ‌ هَذِهِ المَرأَةِ وَ أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ بَنِيهَا قَالَ سَلمَانُ فَخَرَجَ العَبّاسُ فَلَقِيَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ قَالَ بأِبَيِ‌ عِترَةَ المُصطَفَي مِن أَهلِ بَيتٍ مَا أَكرَمَكُم عَلَي اللّهِ تَعَالَي


صفحه : 18

بيان القرط بالضم ألذي يعلق في شحمة الأذن

17- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُوسَي بنُ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المحُاَربِيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَعَاشِرَ النّاسِ تَدرُونَ لِمَا خُلِقَت فَاطِمَةُ قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ خُلِقَت فَاطِمَةُ حَورَاءَ إِنسِيّةً لَا إِنسِيّةٌ وَ قَالَ خُلِقَت مِن عَرَقِ جَبرَئِيلَ وَ مِن زَغَبِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ استَشكَلَ ذَلِكَ عَلَينَا تَقُولُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ لَا إِنسِيّةٌ ثُمّ تَقُولُ مِن عَرَقِ جَبرَئِيلَ وَ مِن زَغَبِهِ قَالَ إِذاً أُنَبّئُكُم أَهدَي إلِيَ‌ّ ربَيّ‌ تُفّاحَةً مِنَ الجَنّةِ أتَاَنيِ‌ بِهَا جَبرَئِيلُ ع فَضَمّهَا إِلَي صَدرِهِ فَعَرِقَ جَبرَئِيلُ ع وَ عَرِقَتِ التّفّاحَةُ فَصَارَ عَرَقُهُمَا شَيئاً وَاحِداً ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قُلتُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ أَهدَي إِلَيكَ تُفّاحَةً مِنَ الجَنّةِ فَأَخَذتُهَا وَ قَبّلتُهَا وَ وَضَعتُهَا عَلَي عيَنيِ‌ وَ ضَمَمتُهَا إِلَي صدَريِ‌ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ كُلهَا قُلتُ يَا حبَيِبيِ‌ يَا جَبرَئِيلُ هَدِيّةُ ربَيّ‌ تُؤكَلُ قَالَ نَعَم قَد أُمِرتَ بِأَكلِهَا فَأَفلَقتُهَا فَرَأَيتُ مِنهَا نُوراً سَاطِعاً فَفَزِعتُ مِن ذَلِكَ النّورِ قَالَ كُل فَإِنّ ذَلِكَ نُورُ المَنصُورَةِ فَاطِمَةَ قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ وَ مَنِ المَنصُورَةُ قَالَ جَارِيَةٌ تَخرُجُ مِن صُلبِكَ وَ اسمُهَا فِي السّمَاءِ مَنصُورَةُ وَ فِي الأَرضِ فَاطِمَةُ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ وَ لِمَ سُمّيَت فِي السّمَاءِ مَنصُورَةَ وَ فِي الأَرضِ فَاطِمَةَ قَالَ سُمّيَت فَاطِمَةَ فِي الأَرضِ لِأَنّهُ فَطَمَت شِيعَتَهَا مِنَ النّارِ وَ فُطِمُوا أَعدَاؤُهَا عَن حُبّهَا وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ فِي كِتَابِهِوَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِبِنَصرِ فَاطِمَةَ ع

بيان الزغب الشعيرات الصغري علي ريش الفرخ وكونها من زغب جبرئيل إما لكون التفاحة فيها وعرقت من بينها أولأنه التصق بهابعض ذلك الزغب فأكله النبي ص

18- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُسُمّيَت فَاطِمَةَ لِأَنّ اللّهَ فَطَمَهَا وَ ذُرّيّتَهَا مِنَ النّارِ مَن لقَيِ‌َ اللّهَ


صفحه : 19

مِنهُم بِالتّوحِيدِ وَ الإِيمَانِ بِمَا جِئتُ بِهِ

19- أَقُولُ روُيِ‌َ فِي مَقَاتِلِ الطّالِبِيّينَ بِإِسنَادِهِ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ فَاطِمَةَ ع كَانَت تُكَنّي أُمّ أَبِيهَا

20- مِصبَاحُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ إِنّمَا سُمّيَت فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ الطّاهِرَةَ لِطَهَارَتِهَا مِن كُلّ دَنَسٍ وَ طَهَارَتِهَا مِن كُلّ رَفَثٍ وَ مَا رَأَت قَطّ يَوماً حُمرَةً وَ لَا نِفَاساً

باب 3-مناقبها وفضائلها وبعض أحوالها ومعجزاتها صلوات الله عليها

1- أَقُولُ قَد مَرّ فِي بَابِ الرّكبَانِ يَومَ القِيَامَةِ عَنِ النّبِيّص بِرِوَايَةِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ لَن يَركَبَ يَومَئِذٍ إِلّا أَربَعَةٌ أَنَا وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ صَالِحٌ نبَيِ‌ّ اللّهِ فَأَمّا أَنَا فَعَلَي البُرَاقِ وَ أَمّا فَاطِمَةُ ابنتَيِ‌ فَعَلَي ناَقتَيِ‌ العَضبَاءُ تَمَامَ الخَبَرِ

2- جا،[المجالس للمفيد]عُمَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرضَي لِرِضَاهَا

3- ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي اختَارَ مِنَ النّسَاءِ أربع [أَربَعاً]مَريَمَ وَ آسِيَةَ وَ خَدِيجَةَ وَ فَاطِمَةَ الخَبَرَ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرضَي لِرِضَاهَا

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله

5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص


صفحه : 20

الحَسَنُ وَ الحُسَينُ خَيرُ أَهلِ الأَرضِ بعَديِ‌ وَ بَعدَ أَبِيهِمَا وَ أُمّهُمَا أَفضَلُ نِسَاءِ أَهلِ الأَرضِ

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ فَاطِمَةَ أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَن حُسَينِ بنِ صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن أَبِي مَعشَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص إِذَا قَدِمَ مِن سَفَرٍ بَدَأَ بِفَاطِمَةَ ع فَدَخَلَ عَلَيهَا فَأَطَالَ عِندَهَا المَكثَ فَخَرَجَ مَرّةً فِي سَفَرٍ فَصَنَعَت فَاطِمَةُ ع مَسَكَتَينِ مِن وَرِقٍ وَ قِلَادَةً وَ قُرطَينِ وَ سِتراً لِبَابِ البَيتِ لِقُدُومِ أَبِيهَا وَ زَوجِهَا ع فَلَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص دَخَلَ عَلَيهَا فَوَقَفَ أَصحَابُهُ عَلَي البَابِ لَا يَدرُونَ يَقِفُونَ أَو يَنصَرِفُونَ لِطُولِ مَكثِهِ عِندَهَا فَخَرَجَ عَلَيهِم رَسُولُ اللّهِص وَ قَد عُرِفَ الغَضَبُ فِي وَجهِهِ حَتّي جَلَسَ عِندَ المِنبَرِ فَظَنّت فَاطِمَةُ ع أَنّهُ إِنّمَا فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص لِمَا رَأَي مِنَ المَسَكَتَينِ وَ القِلَادَةِ وَ القُرطَينِ وَ السّترِ فَنَزَعَت قِلَادَتَهَا وَ قُرطَيهَا وَ مَسَكَتَيهَا وَ نَزَعَتِ السّترَ فَبَعَثَت بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَت لِلرّسُولِ قُل لَهُ تَقرَأُ عَلَيكَ ابنَتُكَ السّلَامَ وَ تَقُولُ اجعَل هَذَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَلَمّا أَتَاهُ قَالَ فَعَلَت فِدَاهَا أَبُوهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَيسَتِ الدّنيَا مِن مُحَمّدٍ وَ لَا مِن آلِ مُحَمّدٍ وَ لَو كَانَتِ الدّنيَا تَعدِلُ عِندَ اللّهِ مِنَ الخَيرِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا أَسقَي فِيهَا كَافِراً شَربَةَ مَاءٍ ثُمّ قَامَ فَدَخَلَ عَلَيهَا

8-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن جَعفَرٍ الصّادِقِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَغضَبُ لِغَضَبِكِ وَ يَرضَي لِرِضَاكِ قَالَ فَقَالَ المُحَدّثُونَ بِهَا قَالَ فَأَتَاهُ ابنُ جَرِيحٍ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ حُدّثنَا اليَومَ حَدِيثاً استَشهَرَهُ النّاسُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ حُدّثتُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ


صفحه : 21

لِغَضَبِكِ وَ يَرضَي لِرِضَاكِ قَالَ فَقَالَ ع نَعَم إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ فِيمَا تَروُونَ لِعَبدِهِ المُؤمِنِ وَ يَرضَي لِرِضَاهُ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ ع فَمَا تُنكِرُونَ أَن تَكُونَ ابنَةُ رَسُولِ اللّهِص مُؤمِنَةً يَرضَي اللّهُ لِرِضَاهَا وَ يَغضَبُ لِغَضَبِهَا قَالَ صَدَقتَاللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ

9- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ بَكّارٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُثَنّي عَن عَمّهِ ثُمَامَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَن أُمّهِ قَالَت مَا رَأَت فَاطِمَةُ ع دَماً فِي حَيضٍ وَ لَا فِي نِفَاسٍ

10- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ العَطّارِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُ رَسُولِ اللّهِص فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ أَ سَيّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا قَالَ تَاكَ مَريَمُ وَ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فَقُلتُ فَقَولُ رَسُولِ اللّهِص الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ الجَنّةِ قَالَ هُمَا وَ اللّهِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ

11- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ الماَدرَاَئيِ‌ّ عَن أَبِي قِلَابَةَ عَن غَانِمِ بنِ الحَسَنِ السعّديِ‌ّ عَن مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ المكَيّ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَت فَاطِمَةُ ع لِرَسُولِ اللّهِص يَا أَبَتَاه أَينَ أَلقَاكَ يَومَ المَوقِفِ الأَعظَمِ وَ يَومَ الأَهوَالِ وَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ قَالَ يَا فَاطِمَةُ عِندَ بَابِ الجَنّةِ وَ معَيِ‌ لِوَاءُ الحَمدُ لِلّهِ وَ أَنَا الشّفِيعُ لأِمُتّيِ‌ إِلَي ربَيّ‌ قَالَت يَا أَبَتَاه فَإِن لَم أَلقَكَ هُنَاكَ قَالَ القيَنيِ‌ عَلَي الحَوضِ وَ أَنَا أسَقيِ‌ أمُتّيِ‌ قَالَت يَا أَبَتَاه فَإِن لَم أَلقَكَ هُنَاكَ قَالَ القيَنيِ‌ عَلَي الصّرَاطِ وَ أَنَا قَائِمٌ أَقُولُ رَبّ سَلّم أمُتّيِ‌ قَالَت فَإِن لَم أَلقَكَ هُنَاكَ قَالَ القيَنيِ‌ وَ أَنَا عِندَ المِيزَانِ أَقُولُ رَبّ سَلّم أمُتّيِ‌ قَالَت فَإِن لَم أَلقَكَ هُنَاكَ قَالَ القيَنيِ‌ عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ أَمنَعُ شَرَرَهَا وَ لَهَبَهَا عَن أمُتّيِ‌ فَاستَبشَرَت فَاطِمَةُ بِذَلِكَ صَلّي اللّهُ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ بَنِيهَا

12- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]يَحيَي بنُ زَيدِ بنِ العَبّاسِ عَن عَمّهِ عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن


صفحه : 22

عَلِيّ بنِ المُنذِرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَالِمٍ عَن حُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَيَغضَبُ لِغَضَبِكِ وَ يَرضَي لِرِضَاكِ قَالَ فَجَاءَ صَندَلٌ فَقَالَ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إِنّ هَؤُلَاءِ الشّبَابَ يَجِيئُونّا عَنكَ بِأَحَادِيثَ مُنكَرَةٍ فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ ع وَ مَا ذَاكَ يَا صَندَلُ قَالَ جَاءُونَا عَنكَ أَنّكَ حَدّثتَهُم إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرضَي لِرِضَاهَا قَالَ فَقَالَ جَعفَرٌ ع يَا صَندَلُ أَ لَستُم رَوَيتُم فِيمَا تَروُونَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَيَغضَبُ لِغَضَبِ عَبدِهِ المُؤمِنِ وَ يَرضَي لِرِضَاهُ قَالَ بَلَي قَالَ فَمَا تُنكِرُونَ أَن تَكُونَ فَاطِمَةُ ع مُؤمِنَةً يَغضَبُ اللّهُ لِغَضَبِهَا وَ يَرضَي لِرِضَاهَا قَالَ فَقَالَ لَهُاللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضائري‌ عن الصدوق عن يحيي مثله

13- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ البرَمكَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ التمّيِميِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ الخَبَرَ

14- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ جَعفَرٍ عَن حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قَرَأتُ فِي الإِنجِيلِ فِي وَصفِ النّبِيّص نَكّاحُ النّسَاءِ ذُو النّسلِ القَلِيلِ إِنّمَا نَسلُهُ مِن مُبَارَكَةٍ لَهَا بَيتٌ فِي الجَنّةِ لَا صَخَبَ فِيهِ وَ لَا نَصَبَ يَكفُلُهَا فِي آخِرِ الزّمَانِ كَمَا كَفَلَ زَكَرِيّا أُمّكَ لَهَا فَرخَانِ مُستَشهَدَانِ وَ قَد مَرّ الخَبَرُ بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ أَحوَالِ النّبِيّص

15- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص دَخَلَ عَلَي ابنَتِهِ فَاطِمَةَ ع وَ إِذَا فِي عُنُقِهَا قِلَادَةٌ فَأَعرَضَ عَنهَا فَقَطَعَتهَا وَ رَمَت بِهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص أَنتِ منِيّ‌ يَا فَاطِمَةُ ثُمّ جَاءَ سَائِلٌ فَنَاوَلَتهُ القِلَادَةَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ وَ غضَبَيِ‌ عَلَي مَن


صفحه : 23

أَهرَقَ دمَيِ‌ وَ آذاَنيِ‌ فِي عتِرتَيِ‌

كشف ،[كشف الغمة] عن موسي بن جعفر ع مثله

16- فس ،[تفسير القمي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّها لَإِحدَي الكُبَرِ نَذِيراً لِلبَشَرِ قَالَ يعَنيِ‌ فَاطِمَةَ ع

17- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المرَاَغيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ الأحَمسَيِ‌ّ عَن خَالِدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَزِيدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ عَن سَعدِ بنِ مَالِكٍ يعَنيِ‌ ابنَ أَبِي وَقّاصٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ مَن سَرّهَا فَقَد سرَنّيِ‌ وَ مَن سَاءَهَا فَقَد ساَءنَيِ‌ فَاطِمَةُ أَعَزّ النّاسِ عَلَيّ

18- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ الضبّيّ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن جَعفَرٍ الأحَمرَيِ‌ّ عَنِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن جُمَيعِ بنِ عُمَيرٍ قَالَ قَالَت عمَتّيِ‌ لِعَائِشَةَ وَ أَنَا أَسمَعُ لِلّهِ أَنتِ مَسِيرُكِ إِلَي عَلِيّ ع مَا كَانَ قَالَت دَعِينَا مِنكِ إِنّهُ مَا كَانَ مِنَ الرّجَالِ أَحَبّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مِن عَلِيّ ع وَ لَا مِنَ النّسَاءِ أَحَبّ إِلَيهِ مِن فَاطِمَةَ ع

19- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن زَكَرِيّا عَن فِرَاسٍ عَن مَسرُوقٍ عَن عَائِشَةَ قَالَت أَقبَلَت فَاطِمَةُ ع تمَشيِ‌ لَا وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا مَشيُهَا يَخرِمُ مِن مِشيَةِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا رَآهَا قَالَ مَرحَباً باِبنتَيِ‌ مَرّتَينِ قَالَت فَاطِمَةُ ع فَقَالَ لِي أَ مَا تَرضَينَ أَن تأَتيِ‌َ يَومَ القِيَامَةِ سَيّدَةَ نِسَاءِ المُؤمِنِينَ أَو سَيّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ


صفحه : 24

توضيح قال الجوهري‌ ماخرمت منه شيئا أي مانقصت و ماقطعت و قال الجزري‌ في حديث سعد ماخرمت من صلاة رسول الله ص شيئا أي ماتركت

20- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ سَلَمَةَ الأهَواَزيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي عَن أَبِي قَتَادَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَلَاءٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَومٍ وَ عِندَهُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَ أللّهُمّ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ أَكرَمُ النّاسِ عَلَيّ فَأَحبِب مَن أَحَبّهُم وَ أَبغِض مَن أَبغَضَهُم وَ وَالِ مَن وَالَاهُم وَ عَادِ مَن عَادَاهُم وَ أَعِن مَن أَعَانَهُم وَ اجعَلهُم مُطَهّرِينَ مِن كُلّ رِجسٍ مَعصُومِينَ مِن كُلّ ذَنبٍ وَ أَيّدهُم بِرُوحِ القُدُسِ مِنكَ ثُمّ قَالَ ع يَا عَلِيّ أَنتَ إِمَامُ أمُتّيِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيهَا بعَديِ‌ وَ أَنتَ قَائِدُ المُؤمِنِينَ إِلَي الجَنّةِ وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ قَد أَقبَلَت يَومَ القِيَامَةِ عَلَي نَجِيبٍ مِن نُورٍ عَن يَمِينِهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ عَن يَسَارِهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ بَينَ يَدَيهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ خَلفَهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ تَقُودُ مُؤمِنَاتِ أمُتّيِ‌ إِلَي الجَنّةِ فَأَيّمَا امرَأَةٍ صَلّت فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ خَمسَ صَلَوَاتٍ وَ صَامَت شَهرَ رَمَضَانَ وَ حَجّت بَيتَ اللّهِ الحَرَامَ وَ زَكّت مَالَهَا وَ أَطَاعَت زَوجَهَا وَ وَالَت عَلِيّاً بعَديِ‌ دَخَلَتِ الجَنّةَ بِشَفَاعَةِ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ وَ إِنّهَا لَسَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ هيِ‌َ سَيّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا فَقَالَص ذَاكَ لِمَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ فَأَمّا ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ فهَيِ‌َ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ إِنّهَا لَتَقُومُ فِي مِحرَابِهَا فَيُسَلّمُ عَلَيهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ يُنَادُونَهَا بِمَا نَادَت بِهِ المَلَائِكَةُ مَريَمَ فَيَقُولُونَ يَا فَاطِمَةُإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ ثُمّ التَفَتَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ فَاطِمَةَ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ هيِ‌َ نُورُ عيَنيِ‌ وَ ثَمَرَةُ فؤُاَديِ‌ يسَوُؤنُيِ‌ مَا سَاءَهَا وَ يسَرُنّيِ‌ مَا سَرّهَا وَ إِنّهَا أَوّلُ مَن يلَحقَنُيِ‌ مِن أَهلِ


صفحه : 25

بيَتيِ‌ فَأَحسِن إِلَيهَا بعَديِ‌ وَ أَمّا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَهُمَا ابناَي‌َ وَ ريَحاَنتَاَي‌َ وَ هُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَليُكرَمَا عَلَيكَ كَسَمعِكَ وَ بَصَرِكَ ثُمّ رَفَعَص يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُشهِدُكَ أنَيّ‌ مُحِبّ لِمَن أَحَبّهُم وَ مُبغِضٌ لِمَن أَبغَضَهُم وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم وَ حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم وَ عَدُوّ لِمَن عَادَاهُم وَ ولَيِ‌ّ لِمَن وَالَاهُم

21- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ بَنَاتِ الأَنبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم لَا يَطمَثنَ إِنّمَا الطّمثُ عُقُوبَةٌ وَ أَوّلُ مَن طَمِثَت سَارَةُ

22- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]حَمّوَيهِ عَن أَبِي الحُسَينِ عَن أَبِي خَلِيفَةَ عَنِ العَبّاسِ بنِ الفَضلِ عَن عُثمَانَ بنِ عُمَرَ عَن إِسرَائِيلَ عَن مَيسَرَةَ بنِ حَبِيبٍ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن عَائِشَةَ بِنتِ طَلحَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَت مَا رَأَيتُ مِنَ النّاسِ أَحَداً أَشبَهَ كَلَاماً وَ حَدِيثاً بِرَسُولِ اللّهِص مِن فَاطِمَةَ كَانَت إِذَا دَخَلَت عَلَيهِ رَحّبَ بِهَا وَ قَبّلَ يَدَيهَا وَ أَجلَسَهَا فِي مَجلِسِهِ فَإِذَا دَخَلَ عَلَيهَا قَامَت إِلَيهِ فَرَحّبَت بِهِ وَ قَبّلَت يَدَيهِ وَ دَخَلَت عَلَيهِ فِي مَرَضِهِ فَسَارّهَا فَبَكَت ثُمّ سَارّهَا فَضَحِكَت فَقُلتُ كُنتُ أَرَي لِهَذِهِ فَضلًا عَلَي النّسَاءِ فَإِذَا هيِ‌َ امرَأَةٌ مِنَ النّسَاءِ بَينَمَا هيِ‌َ تبَكيِ‌ إِذ ضَحِكَت فَسَأَلتُهَا فَقَالَت إِذَن إنِيّ‌ لَبَذِرَةٌ فَلَمّا توُفُيّ‌َ رَسُولُ اللّهِص سَأَلتُهَا فَقَالَت إِنّهُ أخَبرَنَيِ‌ أَنّهُ يَمُوتُ فَبَكَيتُ ثُمّ أخَبرَنَيِ‌ أنَيّ‌ أَوّلُ أَهلِهِ لُحُوقاً بِهِ فَضَحِكتُ

بيان قَالَ الجزَرَيِ‌ّ فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ عِندَ وَفَاةِ النّبِيّص قَالَت لِعَائِشَةَ إنِيّ‌ إِذَن لَبَذِرَةٌ

البذر ألذي يفشي‌ السر ويظهر مايسمعه

23-فس ،[تفسير القمي‌]إِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ أَعَدّ لَهُم عَذاباً مُهِيناً قَالَ نَزَلَت فِيمَن غَصَبَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَقّهُ وَ أَخَذَ حَقّ فَاطِمَةَ وَ آذَاهَا وَ قَد قَالَ النّبِيّص مَن آذَاهَا فِي حيَاَتيِ‌ كَمَن آذَاهَا بَعدَ موَتيِ‌ وَ مَن آذَاهَا بَعدَ موَتيِ‌ كَمَن آذَاهَا فِي حيَاَتيِ‌ وَ مَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد


صفحه : 26

آذَي اللّهَ وَ هُوَ قَولُ اللّهِإِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُالآيَةَ

24- ل ،[الخصال ] فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَشرَفَ عَلَي الدّنيَا فاَختاَرنَيِ‌ مِنهَا عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ ثُمّ اطّلَعَ الثّانِيَةَ فَاختَارَكَ عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ بعَديِ‌ ثُمّ اطّلَعَ الثّالِثَةَ فَاختَارَ الأَئِمّةَ مِن وُلدِكَ عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ بَعدَكَ ثُمّ اطّلَعَ الرّابِعَةَ فَاختَارَ فَاطِمَةَ عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ

25- مع ،[معاني‌ الأخبار]الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ رَسُولِ اللّهِص فِي فَاطِمَةَ أَنّهَا سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ أَ هيِ‌َ سَيّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا فَقَالَ ذَاكَ لِمَريَمَ كَانَت سَيّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ

26- مع ،[معاني‌ الأخبار]القَطّانُ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن عَبَايَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ شِجنَةٌ منِيّ‌ يؤُذيِنيِ‌ مَا آذَاهَا وَ يسَرُنّيِ‌ مَا سَرّهَا وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَيَغضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرضَي لِرِضَاهَا

27- مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ سَمِعتُ القَاسِمَ بنَ سَلَامٍ يَقُولُ فِي مَعنَي قَولِ النّبِيّص الرّحِمُ شِجنَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يعَنيِ‌ أَنّهُ قَرَابَةٌ مُشتَبِكَةٌ كَاشتِبَاكِ العُرُوقِ وَ قَولُ القَائِلِ الحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ إِنّمَا هُوَ تُمسِكُ بَعضُهُ بِبَعضٍ وَ قَالَ بَعضُ أَهلِ العِلمِ يُقَالُ شَجَرٌ مُشجِنٌ إِذَا التَفّ بَعضُهُ بِبَعضٍ وَ يُقَالُ شِجنَةٌ وَ شَجنَةٌ وَ الشّجنَةُ كَالغُصنِ يَكُونُ مِنَ الشّجَرَةِ

28-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ حدَثّتَنيِ‌


صفحه : 27

أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ قَالَت كُنتُ عِندَ فَاطِمَةَ جَدّتِكَ إِذ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ فِي عُنُقِهَا قِلَادَةٌ مِن ذَهَبٍ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع اشتَرَاهَا لَهُ مِن فيَ‌ءٍ لَهُ فَقَالَ النّبِيّص لَا يَغُرّنّكَ النّاسُ أَن يَقُولُوا بِنتُ مُحَمّدٍ وَ عَلَيكَ لِبَاسُ الجَبَابِرَةِ فَقَطَعَتهَا وَ بَاعَتهَا وَ اشتَرَت بِهَا رَقَبَةً فَأَعتَقَتهَا فَسُرّ رَسُولُ اللّهِص بِذَلِكَ

29- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عِمرَانَ بنِ الحُصَينِ قَالَ كُنتُ عِندَ النّبِيّص جَالِساً إِذ أَقبَلَت فَاطِمَةُ ع وَ قَد تَغَيّرَ وَجهُهَا مِنَ الجُوعِ فَقَالَ لَهَا ادنيِ‌ فَدَنَت مِنهُ فَرَفَعَ يَدَهُ حَتّي وَضَعَهَا عَلَي صَدرِهَا فِي مَوضِعِ القِلَادَةِ وَ هيِ‌َ صَغِيرَةٌ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ مُشبِعَ الجَاعَةِ وَ رَافِعَ الوَضَعَةِ لَا تُجِع فَاطِمَةَ قَالَ فَرَأَيتُ الدّمَ عَلَي وَجهِهَا كَمَا كَانَتِ الصّفرَةُ فَقَالَت مَا جُعتُ بَعدَ ذَلِكَ

30- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَقَامَ أَيّاماً وَ لَم يَطعَم طَعَاماً حَتّي شَقّ ذَلِكَ عَلَيهِ فَطَافَ فِي دِيَارِ أَزوَاجِهِ فَلَم يُصِب عِندَ إِحدَاهُنّ شَيئاً فَأَتَي فَاطِمَةَ فَقَالَ يَا بُنَيّةُ هَل عِندَكِ شَيءٌ آكُلُهُ فإَنِيّ‌ جَائِعٌ قَالَت لَا وَ اللّهِ بنِفَسيِ‌ وَ أخَيِ‌ فَلَمّا خَرَجَ عَنهَا بَعَثَت جَارِيَةٌ لَهَا رَغِيفَينِ وَ بَضعَةَ لَحمٍ فَأَخَذَتهُ وَ وَضَعَتهُ تَحتَ جَفنَةٍ وَ غَطّت عَلَيهَا وَ قَالَت وَ اللّهِ لَأُوثِرَنّ بِهَا رَسُولَ اللّهِص عَلَي نفَسيِ‌ وَ غيَريِ‌ وَ كَانُوا مُحتَاجِينَ إِلَي شَبعَةِ طَعَامٍ فَبَعَثَت حَسَناً أَو حُسَيناً إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَرَجَعَ إِلَيهَا فَقَالَت قَد أَتَانَا اللّهُ بشِيَ‌ءٍ فَخَبَأتُهُ لَكَ فَقَالَ هلَمُيّ‌ عَلَيّ يَا بُنَيّةُ فَكَشَفَتِ الجَفنَةَ فَإِذَا هيِ‌َ مَملُوءَةٌ خُبزاً وَ لَحماً فَلَمّا نَظَرَت إِلَيهِ بُهِتَت وَ عَرَفَت أَنّهُ مِن عِندِ اللّهِ فَحَمِدَتِ اللّهَ وَ صَلّت عَلَي نَبِيّهِ أَبِيهَا وَ قَدّمَتهُ إِلَيهِ فَلَمّا رَآهُ حَمِدَ اللّهَ وَ قَالَ مِن أَينَ لَكِ هَذَاقالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍفَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ فَدَعَاهُ وَ أَحضَرَهُ وَ أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ جَمِيعُ أَزوَاجِ النّبِيّ حَتّي شَبِعُوا قَالَت فَاطِمَةُ وَ بَقِيَتِ الجَفنَةُ كَمَا هيِ‌َ فَأَوسَعتُ مِنهَا عَلَي جَمِيعِ جيِراَنيِ‌ جَعَلَ اللّهُ فِيهَا بَرَكَةً وَ خَيراً كَثِيراً

31-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ خَدِيجَةَ لَمّا تُوُفّيَت جَعَلَت فَاطِمَةُ تَلُوذُ بِرَسُولِ اللّهِص وَ تَدُورُ حَولَهُ وَ تَسأَلُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَينَ أمُيّ‌ فَجَعَلَ النّبِيّص


صفحه : 28

لَا يُجِيبُهَا فَجَعَلَت تَدُورُ عَلَي مَن تَسأَلُهُ وَ رَسُولُ اللّهِ لَا يدَريِ‌ مَا يَقُولُ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ إِنّ رَبّكَ يَأمُرُكَ أَن تَقرَأَ عَلَي فَاطِمَةَ السّلَامَ وَ تَقُولَ لَهَا إِنّ أُمّكِ فِي بَيتٍ مِن قَصَبٍ كِعَابُهُ مِن ذَهَبٍ وَ عُمُدُهُ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ بَينَ آسِيَةَ امرَأَةِ فِرعَونَ وَ مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ فَقَالَت فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ هُوَ السّلَامُ وَ مِنهُ السّلَامُ وَ إِلَيهِ السّلَامُ

إيضاح قال الجوهري‌ كعوب الرمح النواشر في أطراف الأنابيب

32- يج ،[الخرائج والجرائح ] روُيِ‌َ أَنّ أُمّ أَيمَنَ لَمّا تُوُفّيَت فَاطِمَةُ حَلَفَت أَن لَا تَكُونَ بِالمَدِينَةِ إِذ لَا تُطِيقُ أَن تَنظُرَ إِلَي مَوَاضِعَ كَانَت بِهَا فَخَرَجَت إِلَي مَكّةَ فَلَمّا كَانَت فِي بَعضِ الطّرِيقِ عَطِشَت عَطَشاً شَدِيداً فَرَفَعَت يَدَيهَا قَالَت يَا رَبّ أَنَا خَادِمَةُ فَاطِمَةَ تقَتلُنُيِ‌ عَطَشاً فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهَا دَلواً مِنَ السّمَاءِ فَشَرِبَت فَلَم تَحتَج إِلَي الطّعَامِ وَ الشّرَابِ سَبعَ سِنِينَ وَ كَانَ النّاسُ يَبعَثُونَهَا فِي اليَومِ الشّدِيدِ الحَرّ فَمَا يُصِيبُهَا عَطَشٌ

33-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ سَلمَانَ قَالَكَانَت فَاطِمَةُ ع جَالِسَةً قُدّامَهَا رَحًي تَطحَنُ بِهَا الشّعِيرَ وَ عَلَي عَمُودِ الرّحَي دَمٌ سَائِلٌ وَ الحُسَينُ فِي نَاحِيَةِ الدّارِ يَتَضَوّرُ مِنَ الجُوعِ فَقُلتُ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ دَبِرَت كَفّاكِ وَ هَذِهِ فِضّةُ فَقَالَت أوَصاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَن تَكُونَ الخِدمَةُ لَهَا يَوماً فَكَانَ أَمسِ يَومَ خِدمَتِهَا قَالَ سَلمَانُ قُلتُ إنِيّ‌ مَولَي عَتَاقِهِ[عَتَاقِهَا]إِمّا أَنَا أَطحَنُ الشّعِيرَ أَو أُسَكّتُ الحُسَينَ لَكِ فَقَالَت أَنَا بِتَسكِينِهِ أَرفَقُ وَ أَنتَ تَطحَنُ الشّعِيرَ فَطَحَنتُ شَيئاً مِنَ الشّعِيرِ فَإِذَا أَنَا بِالإِقَامَةِ فَمَضَيتُ وَ صَلّيتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا فَرَغتُ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ مَا رَأَيتُ فَبَكَي وَ خَرَجَ ثُمّ عَادَ فَتَبَسّمَ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ دَخَلتُ عَلَي فَاطِمَةَ وَ هيِ‌َ مُستَلقِيَةٌ لِقَفَاهَا وَ الحُسَينُ نَائِمٌ عَلَي صَدرِهَا وَ قُدّامَهَا رَحًي تَدُورُ مِن غَيرِ يَدٍ فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ يَا عَلِيّ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً سَيّارَةً فِي الأَرضِ يَخدُمُونَ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ إِلَي


صفحه : 29

أَن تَقُومَ السّاعَةُ

34- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا ذَرّ قَالَ بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَدعُو عَلِيّاً فَأَتَيتُ بَيتَهُ فَنَادَيتُهُ فَلَم يجُبِنيِ‌ أَحَدٌ وَ الرّحَي تَطحَنُ وَ لَيسَ مَعَهَا أَحَدٌ فَنَادَيتُهُ فَخَرَجَ وَ أَصغَي إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ لَهُ شَيئاً لَم أَفهَمهُ فَقُلتُ عَجَباً مِن رَحًي فِي بَيتِ عَلِيّ تَدُورُ وَ لَيسَ مَعَهَا أَحَدٌ قَالَ إِنّ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ مَلَأَ اللّهُ قَلبَهَا وَ جَوَارِحَهَا إِيمَاناً وَ يَقِيناً وَ إِنّ اللّهَ عَلِمَ ضَعفَهَا فَأَعَانَهَا عَلَي دَهرِهَا وَ كَفَاهَا أَ مَا عَلِمتَ أَنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً مُوَكّلَينِ بِمَعُونَةِ آلِ مُحَمّدٍص

35- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً ع أَصبَحَ يَوماً فَقَالَ لِفَاطِمَةَ عِندَكَ شَيءٌ تُغَذّينِيهِ قَالَت لَا فَخَرَجَ وَ استَقرَضَ دِينَاراً لِيَبتَاعَ مَا يُصلِحُهُم فَإِذَا المِقدَادُ فِي جَهدٍ وَ عِيَالُهُ جِيَاعٌ فَأَعطَاهُ الدّينَارَ وَ دَخَلَ المَسجِدَ وَ صَلّي الظّهرَ وَ العَصرَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ أَخَذَ النّبِيّ بِيَدِ عَلِيّ وَ انطَلَقَا إِلَي فَاطِمَةَ وَ هيِ‌َ فِي مُصَلّاهَا وَ خَلفَهَا جَفنَةٌ تَفُورُ فَلَمّا سَمِعَت كَلَامَ رَسُولِ اللّهِص خَرَجَت فَسَلّمَت عَلَيهِ وَ كَانَت أَعَزّ النّاسِ عَلَيهِ فَرَدّ السّلَامَ وَ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَي رَأسِهَا ثُمّ قَالَ عَشّينَا غَفَرَ اللّهُ لَكِ وَ قَد فَعَلَ فَأَخَذَتِ الجَفنَةَ فَوَضَعَتهَا بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص قَالَ يَا فَاطِمَةُ أَنّي لَكِ هَذَا الطّعَامُ ألّذِي لَم أَنظُر إِلَي مِثلِ لَونِهِ قَطّ وَ لَم أَشَمّ مِثلَ رَائِحَتِهِ قَطّ وَ لَم آكُل أَطيَبَ مِنهُ وَ وَضَعَ كَفّهُ بَينَ كتَفِيَ‌ّ وَ قَالَ هَذَا بَدَلٌ عَن دِينَارِكَإِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ

أَقُولُ قَالَ الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي الكَشّافِ عِندَ ذِكرِ قِصّةِ زَكَرِيّا وَ مَريَمَ وَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ جَاعَ فِي زَمَنِ قَحطٍ فَأَهدَت لَهُ فَاطِمَةُ رَغِيفَينِ وَ بَضعَةَ لَحمٍ آثَرَتهُ بِهَا فَرَجَعَ بِهَا إِلَيهَا فَقَالَ هلَمُيّ‌ يَا بُنَيّةُ وَ كَشَفَت عَنِ الطّبَقِ فَإِذَا هُوَ مَملُوءٌ خُبزاً وَ لَحماً فَبُهِتَت وَ عَلِمَت أَنّهَا نَزَلَت مِنَ اللّهِ فَقَالَ لَهَاأَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ فَقَالَ ع الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَكِ شَبِيهَةَ سَيّدَةِ نِسَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ثُمّ جَمَعَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ جَمِيعَ أَهلِ بَيتِهِ حَتّي شَبِعُوا وَ بقَيِ‌َ الطّعَامُ كَمَا هُوَ وَ أَوسَعَت فَاطِمَةُ عَلَي جِيرَانِهَا


صفحه : 30

36- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً استَقرَضَ مِن يهَوُديِ‌ّ شَعِيراً فَاستَرهَنَهُ شَيئاً فَدَفَعَ إِلَيهِ مُلَاءَةَ فَاطِمَةَ رَهناً وَ كَانَت مِنَ الصّوفِ فَأَدخَلَهَا اليهَوُديِ‌ّ إِلَي دَارٍ وَ وَضَعَهَا فِي بَيتٍ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ دَخَلَت زَوجَتُهُ البَيتَ ألّذِي فِيهِ المُلَاءَةُ بِشُغُلٍ فَرَأَت نُوراً سَاطِعاً فِي البَيتِ أَضَاءَ بِهِ كُلّهُ فَانصَرَفَت إِلَي زَوجِهَا فَأَخبَرَتهُ بِأَنّهَا رَأَت فِي ذَلِكَ البَيتِ ضَوءاً عَظِيماً فَتَعَجّبَ اليهَوُديِ‌ّ زَوجُهَا وَ قَد نسَيِ‌َ أَنّ فِي بَيتِهِ مُلَاءَةَ فَاطِمَةَ فَنَهَضَ مُسرِعاً وَ دَخَلَ البَيتَ فَإِذَا ضِيَاءُ المُلَاءَةِ يَنشُرُ شُعَاعُهَا كَأَنّهُ يَشتَعِلُ مِن بَدرٍ مُنِيرٍ يَلمَعُ مِن قَرِيبٍ فَتَعَجّبَ مِن ذَلِكَ فَأَنعَمَ النّظَرَ فِي مَوضِعِ المُلَاءَةِ فَعَلِمَ أَنّ ذَلِكَ النّورَ مِن مُلَاءَةِ فَاطِمَةَ فَخَرَجَ اليهَوُديِ‌ّ يَعدُو إِلَي أَقرِبَائِهِ وَ زَوجَتُهُ تَعدُو إِلَي أَقرِبَائِهَا فَاجتَمَعَ ثَمَانُونَ مِنَ اليَهُودِ فَرَأَوا ذَلِكَ فَأَسلَمُوا كُلّهُم

بيان الملاءة بالضم والمد الإزار والريطة

37- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ اليَهُودَ كَانَ لَهُم عُرسٌ فَجَاءُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالُوا لَنَا حَقّ الجِوَارِ فَنَسأَلُكَ أَن تَبعَثَ فَاطِمَةَ بِنتَكَ إِلَي دَارِنَا حَتّي يَزدَادَ عُرسُنَا بِهَا وَ أَلَحّوا عَلَيهِ فَقَالَ إِنّهَا زَوجَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هيِ‌َ بِحُكمِهِ وَ سَأَلُوهُ أَن يَشفَعَ إِلَي عَلِيّ فِي ذَلِكَ وَ قَد جَمَعَ اليَهُودُ الطّمّ وَ الرّمّ مِنَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلِ وَ ظَنّ اليَهُودُ أَنّ فَاطِمَةَ تَدخُلُ فِي بِذلَتِهَا وَ أَرَادُوا استِهَانَةً بِهَا فَجَاءَ جَبرَئِيلُ بِثِيَابٍ مِنَ الجَنّةِ وَ حلَيِ‌ّ وَ حُلَلٍ لَم يَرَوا مِثلَهَا فَلَبِسَتهَا فَاطِمَةُ وَ تَحَلّت بِهَا فَتَعَجّبَ النّاسُ مِن زِينَتِهَا وَ أَلوَانِهَا وَ طِيبِهَا فَلَمّا دَخَلَت فَاطِمَةُ دَارَ اليَهُودِ سَجَدَ لَهَا نِسَاؤُهُم يُقَبّلنَ الأَرضَ بَينَ يَدَيهَا وَ أَسلَمَ بِسَبَبِ مَا رَأَوا خَلقٌ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ

إيضاح قال الجوهري‌ الرم بالكسر الثري يقال جاء بالطم والرم إذاجاء بالمال الكثير و قال الطم البحر و قال الفيروزآبادي‌ جاء بالطم والرم


صفحه : 31

بالبحري‌ والبري‌ أوالرطب واليابس أوالتراب والماء أوبالمال الكثير والرم بالكسر مايحمله الماء أو ما علي وجه الأرض من فتات الحشيش و قال الطم بالكسر الماء أو ما علي وجهه أو ماساقه من غثاء والبحر والعدد الكثير

38- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَيفٍ عَن نَجمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع ضَمِنَت لعِلَيِ‌ّ ع عَمَلَ البَيتِ وَ العَجِينَ وَ الخُبزَ وَ قَمّ البَيتِ وَ ضَمِنَ لَهَا عَلِيّ ع مَا كَانَ خَلفَ البَابِ نَقلَ الحَطَبِ وَ أَن يجَيِ‌ءَ بِالطّعَامِ فَقَالَ لَهَا يَوماً يَا فَاطِمَةُ هَل عِندَكِ شَيءٌ قَالَت وَ ألّذِي عَظّمَ حَقّكَ مَا كَانَ عِندَنَا مُنذُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ شَيءٌ نَقرِيكَ بِهِ قَالَ أَ فَلَا أخَبرَتنِيِ‌ قَالَت كَانَ رَسُولُ اللّهِص نهَاَنيِ‌ أَن أَسأَلَكَ شَيئاً فَقَالَ لَا تَسأَلِينَ ابنَ عَمّكِ شَيئاً إِن جَاءَكِ بشِيَ‌ءٍ[عَفوٍ] وَ إِلّا فَلَا تَسأَلِيهِ قَالَ فَخَرَجَ ع فلَقَيِ‌َ رَجُلًا فَاستَقرَضَ مِنهُ دِينَاراً ثُمّ أَقبَلَ بِهِ وَ قَد أَمسَي فلَقَيِ‌َ مِقدَادَ بنَ الأَسوَدِ فَقَالَ لِلمِقدَادِ مَا أَخرَجَكَ فِي هَذِهِ السّاعَةِ قَالَ الجُوعُ وَ ألّذِي عَظّمَ حَقّكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع وَ رَسُولُ اللّهِص حيَ‌ّ قَالَ وَ رَسُولُ اللّهِص حيَ‌ّ قَالَ فَهُوَ أخَرجَنَيِ‌ وَ قَدِ استَقرَضتُ دِينَاراً وَ سَأُوثِرُكَ بِهِ فَدَفَعَهُ إِلَيهِ فَأَقبَلَ فَوَجَدَ رَسُولَ اللّهِص جَالِساً وَ فَاطِمَةُ تصُلَيّ‌ وَ بَينَهُمَا شَيءٌ مُغَطّي فَلَمّا فَرَغَت اجتَرّت ذَلِكَ الشيّ‌ءَ فَإِذَا جَفنَةٌ مِن خُبزٍ وَ لَحمٍ قَالَ يَا فَاطِمَةُ أَنّي لَكِ هَذَا قَالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِإِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُحَدّثُكَ بِمَثَلِكَ وَ مَثَلِهَا قَالَ بَلَي قَالَ مَثَلُكَ مَثَلُ زَكَرِيّا إِذَا دَخَلَ عَلَي مَريَمَ المِحرَابَ فَوَجَدَ عِندَها رِزقاً قالَ يا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍفَأَكَلُوا مِنهَا شَهراً وَ هيِ‌َ الجَفنَةُ التّيِ‌ يَأكُلُ مِنهَا القَائِمُ ع وَ هيِ‌َ عِندَنَا

39-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الخرَكوُشيِ‌ّ فِي كِتَابَيهِ اللّوَامِعِ وَ شَرَفِ المُصطَفَي بِإِسنَادِهِ عَن سَلمَانَ وَ أَبُو بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ عَن أَبِي صَالِحٍ وَ أَبُو إِسحَاقَ الثعّلبَيِ‌ّ وَ عَلِيّ بنُ


صفحه : 32

أَحمَدَ الطاّئيِ‌ّ وَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلَوِيّةَ القَطّانُ فِي تَفَاسِيرِهِم عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ وَ سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ وَ أَبُو نُعَيمٍ الأصَفهَاَنيِ‌ّ فِيمَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ وَ عَن أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ القاَضيِ‌ النطّنَزيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن جَعفَرٍ الصّادِقِ ع وَ اللّفظُ لَهُ فِي قَولِهِمَرَجَ البَحرَينِ يَلتَقِيانِ قَالَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ بَحرَانِ عَمِيقَانِ لَا يبَغيِ‌ أَحَدُهُمَا عَلَي صَاحِبِهِ وَ فِي رِوَايَةٍبَينَهُما بَرزَخٌ رَسُولُ اللّهِيَخرُجُ مِنهُمَا اللّؤلُؤُ وَ المَرجانُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع

عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيفَاستَجابَ لَهُم رَبّهُم أنَيّ‌ لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنكُم مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي قَالَ فَالذّكَرُ عَلِيّ وَ الأُنثَي فَاطِمَةُ ع وَقتَ الهِجرَةِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي اللّيلَةِ

البَاقِرُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ما خَلَقَ الذّكَرَ وَ الأُنثيفَالذّكَرُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الأُنثَي فَاطِمَةُ ع إِنّ سَعيَكُم لَشَتّيلَمُختَلَفٌفَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي وَ صَدّقَ بِالحُسنيبِقُوّتِهِ وَ صَامَ حَتّي وَفَي بِنَذرِهِ وَ تَصَدّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ وَ آثَرَ المِقدَادَ بِالدّينَارِ عَلَي نَفسِهِ قَالَوَ صَدّقَ بِالحُسني وَ هيِ‌َ الجَنّةُ وَ الثّوَابُ مِنَ اللّهِ فَسَنُيَسّرُهُ لَكَ فَجَعَلَهُ إِمَاماً فِي الخَيرِ وَ قُدوَةً وَ أَباً لِلأَئِمّةِ يَسّرَهُ اللّهُ لِليُسرَي

البَاقِرُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُكَلِمَاتٍ فِي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الأَئِمّةِ مِن ذُرّيّتِهِم ع كَذَا نَزَلَت عَلَي مُحَمّدٍص

القاَضيِ‌ أَبُو مُحَمّدٍ الكرَخيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَت فَاطِمَةُ ع لَمّا


صفحه : 33

نَزَلَتلا تَجعَلُوا دُعاءَ الرّسُولِ بَينَكُم كَدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاًرَهِبتُ رَسُولَ اللّهِص أَن أَقُولَ لَهُ يَا أَبَتِ فَكُنتُ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَعرَضَ عنَيّ‌ مَرّةً أَوِ اثنَتَينِ أَو ثَلَاثاً ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ إِنّهَا لَم تَنزِل فِيكِ وَ لَا فِي أَهلِكِ وَ لَا فِي نَسلِكِ أَنتِ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنكِ إِنّمَا نَزَلَت فِي أَهلِ الجَفَاءِ وَ الغِلظَةِ مِن قُرَيشٍ أَصحَابِ البَذَخِ وَ الكِبرِ قوُليِ‌ يَا أَبَتِ فَإِنّهَا أَحيَا لِلقَلبِ وَ أَرضَي لِلرّبّ وَ اعلَم أَنّ اللّهَ تَعَالَي ذَكَرَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ امرَأَةً فِي القُرآنِ عَلَي وَجهِ الكِنَايَةِاسكُن أَنتَ وَ زَوجُكَ الجَنّةَحَوّاءَضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَ امرَأَتَ لُوطٍإِذ قالَت رَبّ ابنِ لِي عِندَكَ بَيتاً فِي الجَنّةِامرَأَةَ فِرعَونَوَ امرَأَتُهُ قائِمَةٌلِإِبرَاهِيمَوَ أَصلَحنا لَهُ زَوجَهُلِزَكَرِيّاالآنَ حَصحَصَ الحَقّزَلِيخَاوَ آتَيناهُ أَهلَهُلِأَيّوبَإنِيّ‌ وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُمبِلقِيسَإنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُنكِحَكَلِمُوسَيوَ إِذ أَسَرّ النّبِيّ إِلي بَعضِ أَزواجِهِ حَدِيثاًحَفصَةَ وَ عَائِشَةَوَ وَجَدَكَ عائِلًاخَدِيجَةَمَرَجَ البَحرَينِفَاطِمَةَ ع ثُمّ ذَكَرَهُنّ بِخِصَالٍ التّوبَةِ مِن حَوّاءَقالا رَبّنا ظَلَمنا وَ الشّوقِ مِن آسِيَةَرَبّ ابنِ لِي عِندَكَ بَيتاً وَ الضّيَافَةِ مِن سَارَةَوَ امرَأَتُهُ قائِمَةٌ وَ العَقلِ مِن بِلقِيسَإِنّ المُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَريَةً وَ الحَيَاءِ مِنِ امرَأَةِ مُوسَي


صفحه : 34

فَجاءَتهُ إِحداهُما تمَشيِ‌ وَ الإِحسَانِ مِن خَدِيجَةَوَ وَجَدَكَ عائِلًا وَ النّصِيحَةِ لِعَائِشَةَ وَ حَفصَةَيا نِساءَ النّبِيّ لَستُنّ كَأَحَدٍ إِلَي قَولِهِوَ أَطِعنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ العِصمَةِ مِن فَاطِمَةَ ع وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَعطَي عَشَرَةَ أَشيَاءَ لِعَشَرَةٍ مِنَ النّسَاءِ التّوبَةَ لِحَوّاءَ زَوجَةِ آدَمَ وَ الجَمَالَ لِسَارَةَ زَوجَةِ اِبرَاهِيمَ وَ الحِفَاظَ لِرَحمَةَ زَوجَةِ أَيّوبَ وَ الحُرمَةَ لِآسِيَةَ زَوجَةِ فِرعَونَ وَ الحِكمَةَ لِزَلِيخَا زَوجَةِ يُوسُفَ وَ العَقلَ لِبِلقِيسَ زَوجَةِ سُلَيمَانَ وَ الصّبرَ لبرخانة أُمّ مُوسَي وَ الصّفوَةَ لِمَريَمَ أُمّ عِيسَي وَ الرّضَي لِخَدِيجَةَ زَوجَةِ المُصطَفَي وَ العِلمَ لِفَاطِمَةَ زَوجَةِ المُرتَضَي وَ الإِجَابَةَ لِعَشَرَةٍوَ لَقَد نادانا نُوحٌ فَلَنِعمَ المُجِيبُونَفَاستَجابَ لَهُ رَبّهُ فَصَرَفَ عَنهُ كَيدَهُنّيُوسُفَقالَ قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما مُوسَي وَ هَارُونَفَاستَجَبنا لَهُيُونُسَفَاستَجَبنا لَهُ فَكَشَفنا ما بِهِ مِن ضُرّأَيّوبَفَاستَجَبنا لَهُ وَ وَهَبنا لَهُ يَحييزَكَرِيّاادعوُنيِ‌ أَستَجِب لَكُملِلمُخلِصِينَأَمّن يُجِيبُ المُضطَرّلِلمُضطَرّينَوَ إِذا سَأَلَكَ عبِاديِ‌لِلدّاعِينَفَاستَجابَ لَهُم رَبّهُمفَاطِمَةَ وَ زَوجِهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَهتَمّ لِعَشَرَةِ أَشيَاءَ فَآمَنَهُ اللّهُ مِنهَا وَ بَشّرَهُ بِهَا لِفِرَاقِهِ وَطَنَهُ فَأَنزَلَ اللّهُإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ وَ لِتَبدِيلِ القُرآنِ بَعدَهُ كَمَا فُعِلَ بِسَائِرِ الكُتُبِ فَنَزَلَإِنّا نَحنُ نَزّلنَا الذّكرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ


صفحه : 35

وَ لِأُمّتِهِ مِنَ العَذَابِ فَنَزَلَوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ لِظُهُورِ الدّينِ فَنَزَلَلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لِلمُؤمِنِينَ بَعدَهُ فَنَزَلَيُثَبّتُ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ فِي الآخِرَةِ وَ لِخُصَمَائِهِم فَنَزَلَيَومَ لا يخُزيِ‌ اللّهُ النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ الشّفَاعَةِ فَنَزَلَوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي وَ لِلفِتنَةِ بَعدَهُ عَلَي وَصِيّهِ فَنَزَلَفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَيعَنيِ‌ بعِلَيِ‌ّ وَ لِثَبَاتِ الخِلَافَةِ فِي أَولَادِهِ فَنَزَلَلَيَستَخلِفَنّهُم فِي الأَرضِ وَ لِابنَتِهِ حَالَ الهِجرَةِ فَنَزَلَالّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداًالآيَاتِ وَ رَأسُ التّوّابِينَ أَربَعَةٌ آدَمُقالا رَبّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَ يُونُسُ قَالَسُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ وَ دَاوُدُوَ خَرّ راكِعاً وَ أَنابَ وَ فَاطِمَةُالّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ خُوّفَ أَربَعَةٌ مِنَ الصّالِحَاتِ آسِيَةُ عُذّبَت بِأَنوَاعِ العَذَابِ فَكَانَت تَقُولُرَبّ ابنِ لِي عِندَكَ بَيتاً فِي الجَنّةِ وَ مَريَمُ خَافَت مِنَ النّاسِ وَ هَرَبَتفَناداها مِن تَحتِها أَلّا تحَزنَيِ‌ وَ خَدِيجَةُ عَذَلَهَا النّسَاءُ فِي النّبِيّص فَهَجَرنَهَا فَقَالَت فَاطِمَةُ أَ مَا كَانَ أَبِي رَسُولَ اللّهِص أَ لَا يُحفَظُ فِي وُلدِهِ أَسرَعَ مَا أَخَذتُم وَ أَعجَلَ مَا نَكَصتُم وَ رَأسُ البَكّاءِينَ ثَمَانِيَةٌ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ يَعقُوبُ وَ يُوسُفُ وَ شُعَيبٌ وَ دَاوُدُ وَ فَاطِمَةُ وَ زَينُ العَابِدِينَ ع قَالَ الصّادِقُ أَمّا فَاطِمَةُ فَبَكَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص حَتّي تَأَذّي بِهَا أَهلُ المَدِينَةِ فَقَالُوا لَهَا قَد آذَيتِينَا بِكَثرَةِ بُكَائِكِ إِمّا أَن تبَكيِ‌


صفحه : 36

بِاللّيلِ وَ إِمّا أَن تبَكيِ‌ بِالنّهَارِ فَكَانَت تَخرُجُ إِلَي مَقَابِرِ الشّهَدَاءِ فتَبَكيِ‌

وَ خَيرُ نِسَاءِ العَالَمِينَ أَربَعَةٌ كِتَابُ أَبِي بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ وَ رَوَي أَبُو الهُذَيلِ عَن مُقَاتِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ عَن أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَرَأَإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِالآيَةَ فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ خَيرُ نِسَاءِ العَالَمِينَ أَربَعٌ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ

أَبُو نُعَيمٍ فِي الحِليَةِ وَ ابنُ البَيّعِ فِي المُسنَدِ وَ الخَطِيبُ فِي التّارِيخِ وَ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ أَحمَدُ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ بِأَسَانِيدِهِم عَن مَعمَرٍ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ وَ السلّاَميِ‌ّ فِي تَارِيخِ خُرَاسَانَ وَ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذّنُ فِي الأَربَعِينَ بِأَسَانِيدِهِم عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ رَوَي الشعّبيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ وَ رَوَي كُرَيبٌ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ رَوَي مُقَاتِلٌ عَن سُلَيمَانَ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ قَد رَوَاهُ أَبُو مَسعُودٍ وَ عَبدُ الرّزّاقِ وَ أَحمَدُ وَ إِسحَاقُ كُلّهُم عَنِ النّبِيّص وَ اللّفظُ لِلحُليَةِ أَنّهُ قَالَص حَسبُكَ مِن نِسَاءِ العَالَمِينَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ آسِيَةُ امرَأَةُ فِرعَونَ وَ فِي رِوَايَةِ مُقَاتِلٍ وَ الضّحّاكِ وَ عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَفضَلُهُنّ فَاطِمَةُ

الفَضَائِلُ عَن عَبدِ المَلِكِ العكُبرَيِ‌ّ وَ مُسنَدُ أَحمَدَ بِإِسنَادِهِمَا عَن كُرَيبٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَص سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ مَريَمُ الخَبَرَ سَوَاءً

تَارِيخُ بَغدَادَ بِإِسنَادِ الخَطِيبِ عَن حُمَيدٍ الطّوِيلِ عَن أَنَسٍ قَالَ النّبِيّص خَيرُ نِسَاءِ العَالَمِينَ الخَبَرَ سَوَاءً ثُمّ إِنّ النّبِيّص فَضّلَهَا عَلَي سَائِرِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

رَوَت عَائِشَةُ وَ غَيرُهَا عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَا فَاطِمَةُ أبَشرِيِ‌ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي اصطَفَاكِ عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ عَلَي نِسَاءِ الإِسلَامِ وَ هُوَ خَيرُ دِينٍ

حُذَيفَةُ أَنّ النّبِيّص قَالَ أتَاَنيِ‌ مَلَكٌ فبَشَرّنَيِ‌ أَنّ فَاطِمَةَ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ أَو نِسَاءِ أمُتّيِ‌

البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ فِي صَحِيحَيهِمَا وَ أَبُو السّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِ العَشَرَةِ وَ أَبُو بَكرِ بنُ شَيبَةَ


صفحه : 37

فِي أَمَالِيهِ وَ الديّلمَيِ‌ّ فِي فِردَوسِهِ أَنّهُص قَالَ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ

حِليَةُ أَبِي نُعَيمٍ رَوَي جَابِرُ بنُ سَمُرَةَ عَنِ النّبِيّص فِي خَبَرٍ أَمَا إِنّهَا سَيّدَةُ نِسَاءِ يَومِ القِيَامَةِ

تَارِيخُ البلَاذرُيِ‌ّ أَنّ النّبِيّص قَالَ لِفَاطِمَةَ أَنتَ أَسرَعُ أهَليِ‌ لَحَاقاً بيِ‌ فَوَجَمَت فَقَالَ لَهَا أَ مَا تَرضَينَ أَن تكَوُنيِ‌ سَيّدَةَ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ فَتَبَسّمَت

بيان وجم كوعد أي سكت علي غيظ

40- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الشعّبيِ‌ّ عَن مَسرُوقٍ عَن عَائِشَةَ قَالَت أَسَرّ النّبِيّص إِلَي فَاطِمَةَ شَيئاً فَضَحِكَت فَسَأَلتُهَا فَقَالَت قَالَ لِي أَ لَا تَرضَينَ أَن تكَوُنيِ‌ سَيّدَةَ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ أَو نِسَاءِ أمُتّيِ‌

حِليَةُ الأَولِيَاءِ وَ كِتَابُ الشيّراَزيِ‌ّ رَوَي عِمرَانُ بنُ حُصَينٍ وَ جَابِرُ بنُ سَمُرَةَ أَنّ النّبِيّص دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ فَقَالَ كَيفَ تَجِدِينَكِ يَا بُنَيّةُ قَالَت إنِيّ‌ لَوَجِعَةٌ وَ إِنّهُ ليَزَيِدنُيِ‌ أَنّهُ مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ قَالَ يَا بُنَيّةُ أَ مَا تَرضَينَ أَنّكِ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ قَالَت يَا أَبَتِ فَأَينَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ قَالَ تِلكِ سَيّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ إِنّكِ سَيّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ أَم وَ اللّهِ زَوّجتُكِ سَيّداً فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

وَ قِيلَ لِلصّادِقِ ع قَولُ الرّسُولِص فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ أَي سَيّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا قَالَ ذَاكَ مَريَمُ وَ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ

وَ فِي الحَدِيثِ أَنّ آسِيَةَ بِنتَ مُزَاحِمٍ وَ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةَ يَمشِينَ أَمَامَ فَاطِمَةَ كَالحِجَابِ لَهَا إِلَي الجَنّةِ وَ سَأَلَ بزل الهرَوَيِ‌ّ الحُسَينَ بنَ رُوحٍ ره فَقَالَ كَم بَنَاتُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ أَربَعٌ فَقَالَ أَيّتُهُنّ أَفضَلُ فَقَالَ فَاطِمَةُ قَالَ وَ لِمَ صَارَت أَفضَلَ وَ كَانَت أَصغَرَهُنّ سِنّاً وَ أَقَلّهُنّ صُحبَةً لِرَسُولِ اللّهِص قَالَ لِخَصلَتَينِ خَصّهَا اللّهُ بِهِمَا إِنّهَا وَرِثَت رَسُولَ اللّهِص وَ نَسلُ رَسُولِ اللّهِص مِنهَا وَ لَم يَخُصّهَا بِذَلِكَ إِلّا بِفَضلِ إِخلَاصٍ عَرَفَهُ مِن نِيّتِهَا


صفحه : 38

وَ قَالَ المُرتَضَي رَحِمَهُ اللّهُ التّفضِيلُ هُوَ كَثرَةُ الثّوَابِ بِأَن يَقَعَ إِخلَاصٌ وَ يَقِينٌ وَ نِيّةٌ صَافِيَةٌ وَ لَا يَمتَنِعُ مِن أَن تَكُونَ ع قَد فُضّلَت عَلَي أَخَوَاتِهَا بِذَلِكَ وَ يُعتَمَدُ عَلَي أَنّهَا ع أَفضَلُ نِسَاءِ العَالَمِينَ بِإِجمَاعِ الإِمَامِيّةِ وَ عَلَي أَنّهُ قَد ظَهَرَ مِن تَعظِيمِ الرّسُولِص لِشَأنِ فَاطِمَةَ ع وَ تَخصِيصِهَا مِن بَينِ سَائِرِهِنّ مَا رُبّمَا لَا يَحتَاجُ إِلَي الِاستِدلَالِ عَلَيهِ

جَامِعُ الترّمذِيِ‌ّ وَ إِبَانَةُ العكُبرَيِ‌ّ وَ أَخبَارُ فَاطِمَةَ عَن أَبِي عَلِيّ الصوّليِ‌ّ وَ تَارِيخُ خُرَاسَانَ عَنِ السلّاَميِ‌ّ مُسنَداً أَنّ جُمَيعاً التيّميِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ مَعَ عمَتّيِ‌ عَلَي عَائِشَةَ فَقَالَت لَهَا عمَتّيِ‌ مَا حَمَلَكِ عَلَي الخُرُوجِ عَلَي عَلِيّ فَقَالَت عَائِشَةُ دَعِينَا فَوَ اللّهِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ الرّجَالِ أَحَبّ إِلَي رَسُولِ اللّهِ مِن عَلِيّ وَ لَا مِنَ النّسَاءِ أَحَبّ إِلَيهِ مِن فَاطِمَةَ

فَضَائِلُ العَشَرَةِ عَن أَبِي السّعَادَاتِ وَ فَضَائِلُ الصّحَابَةِ عَنِ السمّعاَنيِ‌ّ وَ فِي رِوَايَاتٍ عَنِ الشّرِيكِ وَ الأَعمَشِ وَ كَثِيرٍ النّوّاءِ وَ ابنِ الحَجّامِ كُلّهُم عَن جُمَيعِ بنِ عُمَيرٍ عَن عَائِشَةَ وَ عَن أُسَامَةَ عَنِ النّبِيّص وَ روُيِ‌َ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص أَيّ النّسَاءِ أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ فَاطِمَةُ قُلتُ مِنَ الرّجَالِ قَالَ زَوجُهَا

جَامِعُ الترّمذِيِ‌ّ قَالَ بُرَيدَةُ كَانَ أَحَبّ النّسَاءِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَاطِمَةُ وَ مِنَ الرّجَالِ عَلِيّ

قُوتُ القُلُوبِ عَن أَبِي طَالِبٍ المكَيّ‌ّ وَ الأَربَعِينُ عَن أَبِي صَالِحٍ المُؤَذّنِ وَ فَضَائِلُ الصّحَابَةِ عَن أَحمَدَ بِالإِسنَادِ عَن سُفيَانَ وَ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي الجَحّافِ عَن جُمَيعٍ عَن عَائِشَةَ أَنّهُ قَالَ عَلِيّ للِنبّيِ‌ّص لَمّا جَلَسَ بَينَهُ وَ بَينَ فَاطِمَةَ وَ هُمَا مُضطَجِعَانِ أَيّنَا أَحَبّ إِلَيكَ أَنَا أَو هيِ‌َ فَقَالَص هيِ‌َ أَحَبّ إلِيَ‌ّ وَ أَنتَ أَعَزّ عَلَيّ مِنهَا

وَ فِي خَبَرٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّهُ افتَخَرَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ بِفَضَائِلِهِمَا فَأَخبَرَ جَبرَئِيلُ النّبِيّص أَنّهُمَا قَد أَطَالَا الخُصُومَةَ فِي مَحَبّتِكَ فَاحكُم بَينَهُمَا فَدَخَلَ وَ قَصّ عَلَيهِمَا مَقَالَتَهُمَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَي فَاطِمَةَ وَ قَالَ لَكِ حَلَاوَةُ الوَلَدِ وَ لَهُ


صفحه : 39

عِزّ الرّجَالِ وَ هُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكِ فَقَالَت فَاطِمَةُ وَ ألّذِي اصطَفَاكَ وَ اجتَبَاكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَي بِكَ الأُمّةَ لَا زِلتُ مُقِرّةً لَهُ مَا عِشتُ

عَامِرٌ الشعّبيِ‌ّ وَ الحَسَنُ البصَريِ‌ّ وَ سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ وَ مُجَاهِدٌ وَ ابنُ جُبَيرٍ وَ جَابِرٌ الأنَصاَريِ‌ّ وَ مُحَمّدٌ البَاقِرُ وَ جَعفَرٌ الصّادِقُ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّمَا فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ فَمَن أَغضَبَهَا فَقَد أغَضبَنَيِ‌ أَخرَجَهُ البخُاَريِ‌ّ عَنِ المِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ

وَ فِي رِوَايَةِ جَابِرٍ فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ

وَ فِي مُسلِمٍ وَ الحِليَةِ إِنّمَا فَاطِمَةُ ابنتَيِ‌ بَضعَةٌ منِيّ‌ يرُيِبنُيِ‌ مَا أَرَابَهَا وَ يؤُذيِنيِ‌ مَا آذَاهَا

بيان قال الجزري‌ و في الحديث فاطمة بضعة مني‌ البضعة بالفتح القطعة من اللحم و قدتكسر أي إنها جزء مني‌ كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم و قال و في حديث فاطمة يريبني‌ مايريبها أي يسوؤني‌ مايسوؤها ويزعجني‌ مايزعجها يقال رابني‌ هذاالأمر وأرابني‌ إذارأيت منه ماتكره

41- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ مَن سَرّهَا فَقَد سرَنّيِ‌ وَ مَن سَاءَهَا فَقَد ساَءنَيِ‌ فَاطِمَةُ أَعَزّ البَرِيّةِ عَلَيّ

مُستَدرَكُ الحَاكِمِ عَن أَبِي سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن إِسمَاعِيلَ وَ حِليَةُ أَبِي نُعَيمٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ وَ ابنُ أَبِي مُلَيكَةَ وَ المِسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّمَا فَاطِمَةُ شِجنَةٌ منِيّ‌ يقَبضِنُيِ‌ مَا يَقبِضُهَا وَ يبَسطُنُيِ‌ مَا يَبسُطُهَا

وَ جَاءَ سَهلُ بنُ عَبدِ اللّهِ إِلَي عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ فَقَالَ إِنّ قَومَكَ يَقُولُونَ إِنّكَ تُؤثِرُ عَلَيهِم وُلدَ فَاطِمَةَ فَقَالَ عُمَرُ سَمِعتُ الثّقَةَ مِنَ الصّحَابَةِ أَنّ النّبِيّص قَالَ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ يرُضيِنيِ‌ مَا أَرضَاهَا وَ يسُخطِنُيِ‌ مَا أَسخَطَهَا فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَحَقِيقٌ أَن أَطلُبَ رِضَي رَسُولِ اللّهِ وَ رِضَاهُ وَ رِضَاهَا فِي رِضَي وُلدِهَا


وَ قَد عَلِمُوا أَنّ النّبِيّ يَسُرّهُ   مَسَرّتُهَا جِدّاً وَ يَشنَي[BA]يَشنَئُ]اغتِمَامُهَا

قوله ص هذايدل علي عصمتها لأنها لوكانت ممن تقارف الذنوب لم يكن مؤذيها مؤذيا له ص علي كل حال بل كان من فعل المستحق من ذمها وإقامة


صفحه : 40

الحد إن كان الفعل يقتضيه سارا له ص ومطيعا

أَبُو ثَعلَبَةَ الخشُنَيِ‌ّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا قَدِمَ مِن سَفَرِهِ يَدخُلُ عَلَي فَاطِمَةَ فَدَخَلَ عَلَيهَا فَقَامَت إِلَيهِ وَ اعتَنَقَتهُ وَ قَبّلَت بَينَ عَينَيهِ

الأَربَعِينُ عَنِ ابنِ المُؤَذّنِ بِإِسنَادِهِ عَنِ النّضرِ بنِ شُمَيلٍ عَن مَيسَرَةَ عَنِ المِنهَالِ عَن عَائِشَةَ بِنتِ طَلحَةَ عَن عَائِشَةَ بِنتِ أَبِي بَكرٍ وَ فِي فَضَائِلِ السمّعاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عِكرِمَةَ قَالَا كَانَ النّبِيّص إِذَا قَدِمَ مِن مَغَازِيهِ قَبّلَ فَاطِمَةَ

وَ رَوَوا عَن عَائِشَةَ أَنّ فَاطِمَةَ كَانَت إِذَا دَخَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَامَ لَهَا مِن مَجلِسِهِ وَ قَبّلَ رَأسَهَا وَ أَجلَسَهَا مَجلِسَهُ وَ إِذَا جَاءَ إِلَيهَا لَقِيَتهُ وَ قَبّلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ وَ جَلَسَا مَعاً

أَبُو السّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِ العَشَرَةِ وَ ابنُ المُؤَذّنِ فِي الأَربَعِينِ بِالإِسنَادِ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ عَن أَبِي ثَعلَبَةَ الخشُنَيِ‌ّ وَ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالُوا كَانَ النّبِيّص إِذَا أَرَادَ سَفَراً كَانَ آخِرَ النّاسِ عَهداً بِفَاطِمَةَ وَ إِذَا قَدِمَ كَانَ أَوّلَ النّاسِ عَهداً بِفَاطِمَةَ وَ لَو لَم يَكُن لَهَا عِندَ اللّهِ تَعَالَي فَضلٌ عَظِيمٌ لَم يَكُن رَسُولُ اللّهِص يَفعَلُ مَعَهَا ذَلِكَ إِذ كَانَت وَلَدَهُ وَ قَد أَمَرَ اللّهُ بِتَعظِيمِ الوَلَدِ لِلوَالِدِ وَ لَا يَجُوزُ أَن يَفعَلَ مَعَهَا ذَلِكَ وَ هُوَ بِضِدّ مَا أَمَرَ بِهِ أُمّتَهُ عَنِ اللّهِ تَعَالَي

أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ كَانَت فَاطِمَةُ مِن أَعَزّ النّاسِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلَ عَلَيهَا يَوماً وَ هيِ‌َ تصُلَيّ‌ فَسَمِعَت كَلَامَ رَسُولِ اللّهِص فِي رَحلِهَا فَقَطَعَت صَلَاتَهَا وَ خَرَجَت مِنَ المُصَلّي فَسَلّمَت عَلَيهِ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي رَأسِهَا وَ قَالَ يَا بُنِيّةُ كَيفَ أَمسَيتِ رَحِمَكِ اللّهُ عَشّينَا غَفَرَ اللّهُ لَكِ وَ قَد فَعَلَ

أَخبَارُ فَاطِمَةَ عَن أَبِي عَلِيّ الصوّليِ‌ّ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي فَاطِمَةَ فَقَدّمَت إِلَيهِ كِسرَةً يَابِسَةً مِن خُبزِ شَعِيرٍ فَأَفطَرَ عَلَيهَا ثُمّ قَالَ يَا بُنَيّةُ هَذَا أَوّلُ خُبزٍ أَكَلَ أَبُوكِ مُنذُ ثَلَاثَةِ أَيّامِ فَجَعَلَت فَاطِمَةُ تبَكيِ‌ وَ رَسُولُ اللّهِ يَمسَحُ وَجهَهَا بِيَدِهِ

أَبُو صَالِحٍ المُؤَذّنُ فِي الأَربَعِينِ بِالإِسنَادِ عَن شُعبَةَ عَن عَمرِو بنِ مُرّةَ عَن


صفحه : 41

اِبرَاهِيمَ عَن مَسرُوقٍ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا أمَرَنَيِ‌ أَن أُزَوّجَ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ فَفَعَلتُ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي بَنَي جَنّةً مِن لُؤلُؤَةٍ بَينَ كُلّ قَصَبَةٍ إِلَي قَصَبَةٍ لُؤلُؤَةٌ مِن يَاقُوتٍ مُشَذّرَةٌ بِالذّهَبِ وَ جَعَلَ سُقُوفَهَا زَبَرجَداً أَخضَرَ وَ جَعَلَ فِيهَا طَاقَاتٍ مِن لُؤلُؤٍ مُكَلّلَةٍ بِاليَاقُوتِ ثُمّ جَعَلَ غُرَفَهَا لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ وَ لَبِنَةً مِن دُرّ وَ لَبِنَةً مِن يَاقُوتٍ وَ لَبِنَةً مِن زَبَرجَدٍ ثُمّ جَعَلَ فِيهَا عُيُوناً تَنبُعُ مِن نَوَاحِيهَا وَ حُفّت بِالأَنهَارِ وَ جَعَلَ عَلَي الأَنهَارِ قِبَاباً مِن دُرّ قَد شُعّبَت بِسَلَاسِلِ الذّهَبِ وَ حُفّت بِأَنوَاعِ الشّجَرِ وَ بَنَي فِي كُلّ غُصنٍ قُبّةً وَ جَعَلَ فِي كُلّ قُبّةٍ أَرِيكَةً مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ غِشَاؤُهَا السّندُسُ وَ الإِستَبرَقُ وَ فَرَشَ أَرضَهَا بِالزّعفَرَانِ وَ فَتَقَ بِالمِسكِ وَ العَنبَرِ وَ جَعَلَ فِي كُلّ قُبّةٍ حَورَاءَ وَ القُبّةُ لَهَا مِائَةُ بَابٍ عَلَي كُلّ بَابٍ جَارِيَتَانِ وَ شَجَرَتَانِ فِي كُلّ قُبّةٍ مِفرَشٌ وَ كِتَابٌ مَكتُوبٌ حَولَ القِبَابِ آيَةُ الكرُسيِ‌ّ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَن بَنَي اللّهُ هَذِهِ الجَنّةَ قَالَ بَنَاهَا لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ ابنَتِكَ سِوَي جِنَانِهِمَا تُحفَةً أَتحَفَهُمَا اللّهُ وَ لتَقَرّ بِذَلِكَ عَينُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ

بيان قوله لؤلؤ من ياقوت لعل المعني أنها في صفاء اللؤلؤ ولون الياقوت و لايبعد أن تكون من زائدة من النساخ أو يكون الظرف متعلقا بقوله مشذرة أي اللؤلؤ مرصعة من الياقوت بالذهب قال الفيروزآبادي‌ الشذر قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة أوخرز يفصل بهاالنظم أو هواللؤلؤ الصغار. قوله قدشعبت الشعب الجمع والتفريق ولعل الأظهر هنا الأول و قال الفيروزآبادي‌ الأريكة كسفينة سرير في حجلة أو كل مايتكأ عليه من سرير ومنصة وفراش أوسرير منجد مزين في قبة أوبيت فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة والسندس الرقيق من الحرير والإستبرق الغليظ منه . قوله وفتق أي جعل بين الزعفران المسك والعنبر أو بين فرشها المبسوطة من الفتق بمعني الشق والمفرش كمنبر شيءكالشاذكونة


صفحه : 42

42- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبدِ رَبّهِ الأنَدلُسُيِ‌ّ فِي العِقدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ فِي خَبَرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ قَالَ دَخَلَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَلَي جَدّهِص وَ هُوَ يَتَعَثّرُ بِذَيلِهِ فَأَسَرّ إِلَي النّبِيّص سِرّاً فَرَأَيتُهُ وَ قَد تَغَيّرَ لَونُهُ ثُمّ قَامَ النّبِيّص حَتّي أَتَي مَنزِلَ فَاطِمَةَ فَأَخَذَ بِيَدِهَا فَهَزّهَا إِلَيهِ هَزّاً قَوِيّاً ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ إِيّاكِ وَ غَضَبَ عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ يَغضَبُ لِغَضَبِهِ وَ يَرضَي لِرِضَاهُ ثُمّ جَاءَ عَلِيّ فَأَخَذَ النّبِيّص بِيَدِهِ ثُمّ هَزّهَا إِلَيهِ هَزّاً خَفِيفاً ثُمّ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِيّاكَ وَ غَضَبَ فَاطِمَةَ فَإِنّ المَلَائِكَةَ تَغضَبُ لِغَضَبِهَا وَ تَرضَي لِرِضَاهَا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهُ مَضَيتَ مَذعُوراً وَ قَد رَجَعتَ مَسرُوراً فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ كَيفَ لَا أَسُرّ وَ قَد أَصلَحتُ بَينَ اثنَينِ هُمَا أَكرَمُ الخَلقِ عَلَي اللّهِ

وَ فِي رِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ وَ حَبِيبِ بنِ ثَابِتٍ وَ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ أَحَبّ اثنَينِ فِي الأَرضِ إلِيَ‌ّ

قَالَ ابنُ بَابَوَيهِ هَذَا غَيرُ مُعتَمَدٍ لِأَنّهُمَا مُنَزّهَانِ أَن يَحتَاجَا أَن يُصلِحَ بَينَهُمَا رَسُولُ اللّهِص

البَاقِرُ وَ الصّادِقُ ع أَنّهُ كَانَ النّبِيّص لَا يَنَامُ حَتّي يُقَبّلَ عُرضَ وَجهِ فَاطِمَةَ يَضَعُ وَجهَهُ بَينَ ثدَييَ‌ فَاطِمَةَ وَ يَدعُو لَهَا وَ فِي رِوَايَةٍ حَتّي يُقَبّلَ عُرضَ وَجنَةِ فَاطِمَةَ أَو بَينَ ثَديَيهَا

أَبُو بَكرٍ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الشاّفعِيِ‌ّ وَ ابنُ شِهَابٍ الزهّريِ‌ّ وَ ابنُ المُسَيّبِ كُلّهُم عَن سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ وَ أَبُو مُعَاذٍ النحّويِ‌ّ المرَوزَيِ‌ّ وَ أَبُو قَتَادَةَ الحرَاّنيِ‌ّ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن هَاشِمِ بنِ عُروَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ وَ الخرَكوُشيِ‌ّ فِي شَرَفِ النّبِيّ وَ الأشُنهُيِ‌ّ فِي الِاعتِقَادِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الرّسَالَةِ وَ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذّنُ فِي الأَربَعِينَ وَ أَبُو السّعَادَاتِ فِي الفَضَائِلِ وَ مِن أَصحَابِنَا أَبُو عُبَيدَةَ الحَذّاءُ وَ غَيرُهُ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُكثِرُ تَقبِيلَ فَاطِمَةَ فَأَنكَرَت عَلَيهِ بَعضُ نِسَائِهِ فَقَالَص إِنّهُ لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَخَذَ بيِدَيِ‌ جَبرَئِيلُ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ فنَاَولَنَيِ‌ مِن رُطَبِهَا فَأَكَلتُهَا فِي رِوَايَةٍ فنَاَولَنَيِ‌ مِنهَا تُفّاحَةً فَأَكَلتُهَا


صفحه : 43

فَتَحَوّلَ ذَلِكِ نُطفَةً فِي صلُبيِ‌ فَلَمّا هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ فَكُلّمَا اشتَقتُ إِلَي رَائِحَةِ الجَنّةِ شَمِمتُ رَائِحَةَ ابنتَيِ‌ وَ دَخَلَ النّبِيّص عَلَي فَاطِمَةَ فَرَآهَا مُنزَعِجَةً فَقَالَ لَهَا مَا بِكِ فَقَالَت الحُمَيرَاءُ افتَخَرَت عَلَي أمُيّ‌ أَنّهَا لَم تَعرِف رَجُلًا قَبلَكَ وَ إِنّ أمُيّ‌ عَرَفَتهَا مُسِنّةً فَقَالَص إِنّ بَطنَ أُمّكِ كَانَ لِلإِمَامَةِ وِعَاءً

ابنُ عَبدِ رَبّهِ فِي العِقدِ إِنّ المهَديِ‌ّ رَأَي فِي مَنَامِهِ شَرِيكاً القاَضيِ‌َ مَصرُوفاً وَجهُهُ عَنهُ فَلَمّا انتَبَهَ قَصّ رُؤيَاهُ عَلَي الرّبِيعِ فَقَالَ إِنّ شَرِيكاً مُخَالِفٌ لَكَ وَ إِنّهُ فاَطمِيِ‌ّ مَحضاً قَالَ المهَديِ‌ّ عَلَيّ بِشَرِيكٍ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ فاَطمِيِ‌ّ قَالَ أُعِيذُكَ بِاللّهِ أَن تَكُونَ غَيرَ فاَطمِيِ‌ّ إِلّا أَن تعَنيِ‌َ فَاطِمَةَ بِنتَ كِسرَي قَالَ لَا وَ لَكِن أعَنيِ‌ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ قَالَ فَتَلعَنُهَا قَالَ لَا مَعَاذَ اللّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي مَن يَلعَنُهَا قَالَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ قَالَ فَالعَن هَذَا يعَنيِ‌ الرّبِيعَ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أَلعَنُهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ لَهُ شَرِيكٌ يَا مَاجِنُ فَمَا ذِكرُكَ لِسَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ ابنَةِ سَيّدِ المُرسَلِينَ فِي مَجَالِسِ الرّجَالِ قَالَ المهَديِ‌ّ فَمَا وَجهُ المَنَامِ قَالَ إِنّ رُؤيَاكَ لَيسَت بِرُؤيَا يُوسُفَ ع وَ إِنّ الدّمَاءَ لَا تُستَحَلّ بِالأَحلَامِ وَ أتُيِ‌َ بِرَجُلٍ شَتَمَ فَاطِمَةَ إِلَي الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ فَقَالَ لِابنِ غَانِمٍ انظُر فِي أَمرِهِ مَا تَقُولُ قَالَ يَجِبُ عَلَيهِ الحَدّ قَالَ لَهُ الفَضلُ هيِ‌َ ذَا أُمّكَ إِن حَدّدتَهُ فَأَمَرَ بِأَن يُضرَبَ أَلفَ سَوطٍ وَ يُصلَبَ فِي الطّرِيقِ

43- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيِ‌َ أَنّ فَاطِمَةَ تَمَنّت وَكِيلًا عِندَ غَزَاةِ عَلِيّ ع فَنَزَلَرَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَاتّخِذهُ وَكِيلًا

صَحِيحُ الداّرقَطُنيِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ بِقَطعِ لِصّ فَقَالَ اللّصّ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدّمتُهُ فِي الإِسلَامِ وَ تَأمُرُهُ بِالقَطعِ فَقَالَ لَو كَانَتِ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ فَسَمِعَت فَاطِمَةُ فَحَزِنَت فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ بِقَولِهِلَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَفَحَزِنَ


صفحه : 44

رَسُولُ اللّهِص فَنَزَلَلَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّهُ لَفَسَدَتافَتَعَجّبَ النّبِيّ مِن ذَلِكَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ كَانَت حَزِنَت مِن قَولِكَ فَهَذِهِ الآيَاتُ لِمُوَافَقَتِهَا لِتَرضَي

بيان لعل المعني أن هذه الآيات نزلت لتعلم فاطمة ع أن مثل هذاالكلام المشروط لاينافي‌ جلالة المخاطب والمسند إليه وبراءته لوقوع ذلك بالنسبة إلي الرسول ص من الله عز و جل أولبيان أن قطع يد فاطمة بمنزلة الشرك أو أن هذاالنوع من الخطاب المراد به الأمة إنما صدر لصدور هذاالنوع من الكلام بالنسبة إلي فاطمة فكان خلافا للأولي والأول أصوب وأوفق بالأصول

44- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] سُئِلَ الصّادِقُ عَن مَعنَي حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ فَقَالَ خَيرُ العَمَلِ بِرّ فَاطِمَةَ وَ وُلدِهَا وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ الوَلَايَةُ

أَبُو صَالِحٍ فِي الأَربَعِينَ عَن أَبِي حَامِدٍ الأسَفرَاَئيِنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ شَخصٍ تَدخُلُ الجَنّةَ فَاطِمَةُ

عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا خَلَقَ اللّهُ الجَنّةَ خَلَقَهَا مِن نُورِ وَجهِهِ ثُمّ أَخَذَ ذَلِكَ النّورَ فَقَذَفَهُ فأَصَاَبنَيِ‌ ثُلُثُ النّورِ وَ أَصَابَ فَاطِمَةَ ثُلُثُ النّورِ وَ أَصَابَ عَلِيّاً وَ أَهلَ بَيتِهِ ثُلُثُ النّورِ فَمَن أَصَابَهُ مِن ذَلِكَ النّورِ اهتَدَي إِلَي وَلَايَةِ آلِ مُحَمّدٍ وَ مَن لَم يُصِبهُ مِن ذَلِكَ النّورِ ضَلّ عَن وَلَايَةِ آلِ مُحَمّدٍ

الحُسَينُ بنُ زَيدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الصّادِقِ ع وَ جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرضَي لِرِضَاهَا

ابنُ شُرَيحٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ أَبُو سَعِيدٍ الوَاعِظُ فِي شَرَفِ النّبِيّص عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذّنُ فِي الفَضَائِلِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ العكُبرَيِ‌ّ فِي الإِبَانَةِ وَ مَحمُودٌ الأسَفرَاَئيِنيِ‌ّ فِي الدّيَانَةِ رَوَوا جَمِيعاً أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ لِغَضَبِكِ وَ يَرضَي لِرِضَاكِ

أَبُو بَكرٍ مَردَوَيهِ فِي كِتَابِهِ بِالإِسنَادِ عَن سِنَانٍ الأوَسيِ‌ّ قَالَ النّبِيّص حدَثّنَيِ‌ جَبرَئِيلُ أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا زَوّجَ فَاطِمَةَ عَلِيّاً ع أَمَرَ رِضوَانَ فَأَمَرَ شَجَرَةَ


صفحه : 45

طُوبَي فَحَمَلَت رِقَاعاً لمِحُبِيّ‌ آلِ بَيتِ مُحَمّدٍص ثُمّ أَمطَرَهَا مَلَائِكَةً مِن نُورٍ بِعَدَدِ تِيكَ الرّقَاعِ فَأَخَذَ تِلكَ المَلَائِكَةُ الرّقَاعَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ استَوَت بِأَهلِهَا أَهبَطَ اللّهُ المَلَائِكَةَ بِتِلكَ الرّقَاعِ فَإِذَا لقَيِ‌َ مَلَكٌ مِن تِلكَ المَلَائِكَةِ رَجُلًا مِن محُبِيّ‌ آلِ بَيتِ مُحَمّدٍ دَفَعَ إِلَيهِ رُقعَةَ بَرَاءَةٍ مِنَ النّارِ

وَ جَاءَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الكُتُبِ مِنهَا كَشفُ الثعّلبَيِ‌ّ وَ فَضَائِلُ أَبِي السّعَادَاتِ فِي مَعنَي قَولِهِلا يَرَونَ فِيها شَمساً وَ لا زَمهَرِيراً أَنّهُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ بَينَا أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ بَعدَ مَا سَكَنُوا رَأَوا نُوراً أَضَاءَ الجِنَانَ فَيَقُولُ أَهلُ الجَنّةِ يَا رَبّ إِنّكَ قَد قُلتَ فِي كِتَابِكَ المُنزَلِ عَلَي نَبِيّكَ المُرسَلِلا يَرَونَ فِيها شَمساًفيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ لَيسَ هَذَا نُورَ الشّمسِ وَ لَا نُورَ القَمَرِ وَ إِنّ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ تَعَجّبَا مِن شَيءٍ فَضَحِكَا فَأَشرَقَتِ الجِنَانُ مِن نُورِهِمَا

أَبُو عَلِيّ الصوّليِ‌ّ فِي أَخبَارِ فَاطِمَةَ وَ أَبُو السّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِ العَشَرَةِ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ قَالَ بعَثَنَيِ‌ النّبِيّص أَدعُو عَلِيّاً فَأَتَيتُ بَيتَهُ وَ نَادَيتُهُ فَلَم يجُبِنيِ‌ فَأَخبَرتُ النّبِيّص فَقَالَ عُد إِلَيهِ فَإِنّهُ فِي البَيتِ وَ دَخَلتُ عَلَيهِ فَرَأَيتُ الرّحَي تَطحَنُ وَ لَا أَحَدَ عِندَهَا فَقُلتُ لعِلَيِ‌ّ إِنّ النّبِيّص يَدعُوكَ فَخَرَجَ مُتَوَحّشاً حَتّي أَتَي النّبِيّص فَأَخبَرتُ النّبِيّص بِمَا رَأَيتُ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرّ لَا تَعجَب فَإِنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً سَيّاحُونَ فِي الأَرضِ مُوَكّلُونَ بِمَعُونَةِ آلِ مُحَمّدٍ

الحَسَنُ البصَريِ‌ّ وَ ابنُ إِسحَاقَ عَن عَمّارٍ وَ مَيمُونَةَ أَنّ كِلَيهِمَا قَالَا وَجَدتُ فَاطِمَةَ نَائِمَةً وَ الرّحَي تَدُورُ فَأَخبَرتُ رَسُولَ اللّهِ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَلِمَ ضَعفَ أَمَتِهِ فَأَوحَي إِلَي الرّحَي أَن تَدُورَ فَدَارَت وَ قَد رَوَاهُ أَبُو القَاسِمِ البسُتيِ‌ّ فِي مَنَاقِبِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذّنُ فِي الأَربَعِينَ عَنِ الشعّبيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مَيمُونَةَ وَ ابنِ فَيّاضٍ فِي شَرحِ الأَخبَارِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهَا ع رُبّمَا اشتَغَلَت بِصَلَاتِهَا وَ عِبَادَتِهَا فَرُبّمَا بَكَي وُلدُهَا فَرَأَي المَهدَ يَتَحَرّكُ وَ كَانَ مَلَكٌ يُحَرّكُهُ


صفحه : 46

مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص سَلمَانَ إِلَي فَاطِمَةَ قَالَ فَوَقَفتُ بِالبَابِ وَقفَةً حَتّي سَلّمتُ فَسَمِعتُ فَاطِمَةَ تَقرَأُ القُرآنَ مِن جَوّا وَ الرّحَي تَدُورُ مِن بَرّا وَ مَا عِندَهَا أَنِيسٌ وَ قَالَ فِي آخِرِ الخَبَرِ فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ يَا سَلمَانُ إِنّ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ مَلَأَ اللّهُ قَلبَهَا وَ جَوَارِحَهَا إِيمَاناً إِلَي مُشَاشِهَا تَفَرّغَت لِطَاعَةِ اللّهِ فَبَعَثَ اللّهُ مَلَكاً اسمُهُ زُوقَابِيلُ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ جَبرَئِيلُ فَأَدَارَ لَهَا الرّحَي وَ كَفَاهَا اللّهُ مَئُونَةَ الدّنيَا مَعَ مَئُونَةِ الآخِرَةِ

بيان المراد بالجوا داخل البيت وبالبرا خارجه و لم أظفر بهما في اللغة نعم قال في النهاية فِي حَدِيثِ سَلمَانَ مَن أَصلَحَ جَوّانِيّهُ أَصلَحَ اللّهُ بَرّانِيّهُ

أراد بالبراني‌ العلانية والألف والنون من زيادات النسب وأصله من قولهم خرج فلان برا أي خرج إلي البر والصحراء و قال الفيروزآبادي‌ الجو داخل البيت كالجوانية و قال في النهاية في صفته ص جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين والكعبين والركبتين و قال الجوهري‌ هي‌ رءوس العظام اللينة التي‌ يمكن مضغها و منه الحديث ملي‌ء عمار إيمانا إلي مشاشه انتهي

45- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ مَعمَرٍ قَالَ خَرَجَت أُمّ أَيمَنَ إِلَي مَكّةَ لَمّا تُوُفّيَت فَاطِمَةُ ع وَ قَالَت لَا أَرَي المَدِينَةَ بَعدَهَا فَأَصَابَهَا عَطَشٌ شَدِيدٌ فِي الجُحفَةِ حَتّي خَافَت عَلَي نَفسِهَا قَالَ فَكَسَرَت عَينَيهَا نَحوَ السّمَاءِ ثُمّ قَالَت يَا رَبّ أَ تعُطشِنُيِ‌ وَ أَنَا خَادِمَةُ بِنتِ نَبِيّكَ قَالَ فَنَزَلَ إِلَيهَا دَلوٌ مِن مَاءِ الجَنّةِ فَشَرِبَت وَ لَم تَجُع وَ لَم تَطعَم سَبعَ سِنِينَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ كسر من طرفه غض

46-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مَالِكُ بنُ دِينَارٍرَأَيتُ فِي مُوَدّعِ الحَجّ امرَأَةً ضَعِيفَةً عَلَي دَابّةٍ نَحِيفَةٍ وَ النّاسُ يَنصَحُونَهَا لِتَنكُصَ فَلَمّا تَوَسّطنَا البَادِيَةَ كَلّت دَابّتُهَا فَعَذَلتُهَا فِي إِتيَانِهَا فَرَفَعَت رَأسَهَا إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَت لَا فِي بيَتيِ‌ ترَكَتنَيِ‌ وَ لَا إِلَي بَيتِكَ حمَلَتنَيِ‌ فَوَ عِزّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَو فَعَلَ بيِ‌ هَذَا غَيرُكَ لَمَا شَكَوتُهُ إِلّا إِلَيكَ فَإِذَا شَخصٌ أَتَاهَا مِنَ الفَيفَاءِ وَ فِي يَدِهِ زِمَامُ نَاقَةٍ فَقَالَ لَهَا اركبَيِ‌ فَرَكِبَت وَ سَارَتِ النّاقَةُ كَالبَرقِ الخَاطِفِ فَلَمّا بَلَغتُ المَطَافَ رَأَيتُهَا تَطُوفُ فَحَلَفتُهَا مَن أَنتَ فَقَالَت أَنَا شُهرَةُ بِنتُ مُسكَةَ بِنتِ فِضّةَ خَادِمَةِ الزّهرَاءِ ع


صفحه : 47

وَ رَهَنَت ع كِسوَةً لَهَا عِندَ امرَأَةِ زَيدٍ اليهَوُديِ‌ّ فِي المَدِينَةِ وَ استَقرَضَتِ الشّعِيرَ فَلَمّا دَخَلَ زَيدٌ دَارَهُ قَالَ مَا هَذِهِ الأَنوَارُ فِي دَارِنَا قَالَت لِكِسوَةِ فَاطِمَةَ فَأَسلَمَ فِي الحَالِ وَ أَسلَمَتِ امرَأَتُهُ وَ جِيرَانُهُ حَتّي أَسلَمَ ثَمَانُونَ نَفساً وَ سَأَلَت ع رَسُولَ اللّهِص خَاتَماً فَقَالَ أَ لَا أُعَلّمُكَ مَا هُوَ خَيرٌ مِنَ الخَاتَمِ إِذَا صَلّيتَ صَلَاةَ اللّيلِ فاَطلبُيِ‌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ خَاتَماً فَإِنّكَ تَنَالِينَ حَاجَتَكِ قَالَ فَدَعَت رَبّهَا تَعَالَي فَإِذَا بِهَاتِفٍ يَهتِفُ يَا فَاطِمَةُ ألّذِي طَلَبتِ منِيّ‌ تَحتَ المُصَلّي فَرَفَعَتِ المُصَلّي فَإِذَا الخَاتَمُ يَاقُوتٌ لَا قِيمَةَ لَهُ فَجَعَلَتهُ فِي إِصبَعِهَا وَ فَرِحَت فَلَمّا نَامَت مِن لَيلَتِهَا رَأَت فِي مَنَامِهَا كَأَنّهَا فِي الجَنّةِ فَرَأَت ثَلَاثَةَ قُصُورٍ لَم تُرَ فِي الجَنّةِ مِثلُهَا قَالَت لِمَن هَذِهِ القُصُورُ قَالُوا لِفَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍ قَالَ فَكَأَنّهَا دَخَلَت قَصراً مِن ذَلِكَ وَ دَارَت فِيهِ فَرَأَت سَرِيراً قَد مَالَ عَلَي ثَلَاثِ قَوَائِمَ فَقَالَت ع مَا لِهَذَا السّرِيرِ قَد مَالَت عَلَي ثَلَاثٍ قَالُوا لِأَنّ صَاحِبَتَهُ طَلَبَت مِنَ اللّهِ خَاتَماً فَنُزِعَ أَحَدُ القَوَائِمِ وَ صِيغَ لَهَا خَاتَماً وَ بقَيِ‌َ السّرِيرُ عَلَي ثَلَاثِ قَوَائِمَ فَلَمّا أَصبَحَت دَخَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَصّتِ القِصّةَ فَقَالَ النّبِيّص مَعَاشِرَ آلِ عَبدِ المُطّلِبِ لَيسَ لَكُمُ الدّنيَا إِنّمَا لَكُمُ الآخِرَةُ وَ مِيعَادُكُمُ الجَنّةُ مَا تَصنَعُونَ بِالدّنيَا فَإِنّهَا زَائِلَةٌ غَرّارَةٌ فَأَمَرَهَا النّبِيّص أَن تَرُدّ الخَاتَمَ تَحتَ المُصَلّي فَرَدّت ثُمّ نَامَت عَلَي المُصَلّي فَرَأَت فِي المَنَامِ أَنّهَا دَخَلَتِ الجَنّةَ فَدَخَلَت ذَلِكَ القَصرَ وَ رَأَتِ السّرِيرَ عَلَي أَربَعِ قَوَائِمَ فَسَأَلَت عَن حَالِهِ فَقَالُوا رَدّتِ الخَاتَمَ وَ رَجَعَ السّرِيرُ إِلَي هَيئَتِهِ

أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ فِي اختِيَارِ الرّجَالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا استُخرِجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن مَنزِلِهِ خَرَجَت فَاطِمَةُ حَتّي انتَهَت إِلَي القَبرِ فَقَالَت خَلّوا عَنِ ابنِ عمَيّ‌ فَوَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ لَئِن لَم تُخَلّوا عَنهُ لَأَنشُرَنّ شعَريِ‌ وَ لَأَضَعَنّ قَمِيصَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي رأَسيِ‌ وَ لَأَصرُخَنّ إِلَي اللّهِ فَمَا نَاقَةُ صَالِحٍ بِأَكرَمَ عَلَي اللّهِ مِن ولُديِ‌ قَالَ سَلمَانُ فَرَأَيتُ وَ اللّهِ أَسَاسَ حِيطَانِ المَسجِدِ تَقَلّعَت مِن أَسفَلِهَا حَتّي لَو أَرَادَ رَجُلٌ أَن يَنفُذَ مِن تَحتِهَا نَفَذَ فَدَنَوتُ مِنهَا وَ قُلتُ يَا سيَدّتَيِ‌ وَ موَلاَتيِ‌ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَعَثَ أَبَاكِ رَحمَةً فَلَا تكَوُنيِ‌ نَقِمَةً فَرَجَعَتِ الحِيطَانُ حَتّي سَطَعَتِ الغَبَرَةُ مِن أَسفَلِهَا فَدَخَلَت فِي خَيَاشِيمِنَا


صفحه : 48

بُرَيدَةُ قَالَ النّبِيّص إِنّ مَلَكَ المَوتِ خيَرّنَيِ‌ فَاستَنظَرتُهُ إِلَي نُزُولِ جَبرَئِيلَ فَتَجَلّي ابنَتَهُ فَاطِمَةَ الغشَي‌ُ فَقَالَ لَهَا يَا بنِتيِ‌ احفظَيِ‌ عَلَيكِ فَإِنّكِ وَ بَعلَكِ وَ ابنَيكِ معَيِ‌ فِي الجَنّةِ بُشّرَت مَريَمُ بِوَلَدِهَاإِنّ اللّهَ يُبَشّرُكِ بِكَلِمَةٍ وَ بُشّرَت فَاطِمَةُ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ فِي الحَدِيثِ أَنّ النّبِيّص بَشّرَهَا عِندَ وِلَادَةِ كُلّ مِنهُمَا بِأَن يَقُولَ لَهَا لِيَهنِئكِ أَن وَلَدتِ إِمَاماً يَسُودُ أَهلَ الجَنّةِ وَ أَكمَلَ اللّهُ تَعَالَي ذَلِكِ فِي عَقِبِهَا قَولُهُوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِيعَنيِ‌ عَلِيّاً ع

أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَت مُدّةُ حَملِهَا تِسعَ سَاعَاتٍ وَ وَلَدَت فَاطِمَةُ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ بَينَهُمَا سِتّةُ أَشهُرٍ عَلَي رِوَايَةٍ وَرَدَت وَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص وَ شَرَفُ النّاسِ بِآبَائِهِم وَ نَذَرَت أُمّ مَريَمَ لِلّهِ مُحَرّراً وَ مُحَمّدٌص أَكثَرُ الخَلقِ تَقَرّباً إِلَي اللّهِ فِي سَائِرِ الأَحوَالِ وَ ذَلِكَ يُوجِبُ أَن يَكُونَ قَد أَتَي عِندَ أَن سَأَلَهُ الزّهرَاءُ ع بِأَضعَافِ مَا قَالَت أُمّ مَريَمَ بِمُوجِبِ فَضلِهِ عَلَي الخَلَائِقِ وَ كَانَ نَذرُهَا مِن قِبَلِ الأُمّ وَ هُوَ يقَتضَيِ‌ تَنَصّفَ مَنزِلَتِهِ مِمّا يُنذِرُهُ الأَبُ قَولُهُوَ كَفّلَها زَكَرِيّا وَ الزّهرَاءُ كَفّلَهَا رَسُولُ اللّهِص وَ لَا خِلَافَ فِي فَضلِ كَفَالَةِ رَسُولِ اللّهِص عَلَي كُلّ كَفَالَةٍ وَ كَفَالَةُ اليَتِيمِ مَندُوبٌ إِلَيهَا وَ كَفَالَةُ الوَلَدِ وَاجِبَةٌ وَلَدَت مَريَمُ بِعِيسَي ع فِي أَيّامِ الجَاهِلِيّةِ وَ وَلَدَت فَاطِمَةُ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ عَلَي فِطرَةِ الإِسلَامِ وَ كَانَ اللّهُ أَعلَمَ مَريَمَ بِسَلَامَتِهَا وَ بِسَلَامَةِ مَا حَمَلَتهُ فَلَا يَجُوزُ أَن يَتَطَرّقَ إِلَيهَا خَوفٌ وَ الزّهرَاءُ حَمَلَت بِهِمَا وَ هيِ‌َ لَا تَعلَمُ مَا يَكُونُ مِن حَالِهَا فِي الحَملِ وَ الوَضعِ مِنَ السّلَامَةِ وَ العَطَبِ فيَنَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ فِي ذَلِكَ مَثُوبَةٌ زَائِدَةٌ وَ لِذَلِكَ فُضّلَ المُسلِمُونَ عَلَي المَلَائِكَةِ يَومَ بَدرٍ فِي القِتَالِ لِأَنّهُم كَانُوا بَينَ الخَوفِ وَ الرّجَاءِ فِي سَلَامَتِهِم


صفحه : 49

وَ المَلَائِكَةُ لَيسُوا كَذَلِكَ وَ قِيلَ لَهَالا تحَزنَيِ‌ وَ قَالَ النّبِيّص ص يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ يَرضَي لِرِضَاكِ وَ قِيلَ لَهَافَنَفَخنا فِيهِ مِن رُوحِنا وَ فَاطِمَةُ ع خَامِسَةُ أَهلِ العَبَاءِ وَ افتِخَارُ جَبرَئِيلَ بِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم قَولُهُ مَن مثِليِ‌ وَ أَنَا سَادِسُ خَمسَةٍ وَ لَهَاتُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّا فكَلُيِ‌ وَ اشربَيِ‌يَحتَمِلُ أَنّ النّخلَةَ وَ النّهَرَ كَانَا مَوجُودَينِ قَبلَ ذَلِكَ لِأَنّهُ لَم يَبقَ لَهُمَا أَثَرٌ مِثلُ مَا بقَيِ‌َ لِزَمزَمَ وَ المَقَامِ وَ مَوضِعِ التّنّورِ وَ انفِلَاقِ البَحرِ وَ رَدّ الشّمسِ وَ لِلزّهرَاءِ ع حَدِيثُ التّمرِ الصيّحاَنيِ‌ّ وَ قُدسُ المَاءِ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ بَكَت أُمّ أَيمَنَ وَ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ فَاطِمَةُ زَوّجتَهَا وَ لَم تَنثُر عَلَيهَا شَيئاً فَقَالَ يَا أُمّ أَيمَنَ لِمَ تَكذِبِينَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا زَوّجَ فَاطِمَةَ عَلِيّاً أَمَرَ أَشجَارَ الجَنّةِ أَن تَنثُرَ عَلَيهِم مِن حُلِيّهَا وَ حُلَلِهَا وَ يَاقُوتِهَا وَ دُرّهَا وَ زُمُرّدِهَا وَ إِستَبرَقِهَا فَأَخَذُوا مِنهَا مَا لَا يَعلَمُونَ وَ تَكَلّمَتِ المَلَائِكَةُ مَعَ مَريَمَإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَأَرَادَ نِسَاءَ عَالَمِ أَهلِ زَمَانِهَا كَقَولِهِ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَوَ أنَيّ‌ فَضّلتُكُم عَلَي العالَمِينَ وَ لَيسُوا بِأَفضَلَ مِنَ المُسلِمِينَ قَولُهُكُنتُم خَيرَ أُمّةٍ ثُمّ إِنّ الصّفَاتِ فِي هَذِهِ الآيَةِ يُشَارِكُهَا غَيرُهَا قَولُهُإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ إِلَي قَولِهِذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ فَاطِمَةُ وَ ذُرّيّتُهَا مِن جُملَتِهِم وَ قَالَ النّبِيّص فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ إِنّهَا لَتَقُومُ فِي مِحرَابِهَا فَيُسَلّمُ عَلَيهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ مِنَ المُقَرّبِينَ وَ يُنَادُونَهَا بِمَا نَادَت بِهِ المَلَائِكَةُ مَريَمَ فَيَقُولُونَ يَا فَاطِمَةُإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ


صفحه : 50

وَ إِنّهُكُلّما دَخَلَ عَلَيها زَكَرِيّا المِحرابَ وَجَدَ عِندَها رِزقاً وَ لَيسَ فِي نَفسِ الآيَةِ أَنّ ذَلِكَ كَانَ اللّهُ تَعَالَي يَخلُقُهُ اختِرَاعاً أَو يَأتِيهَا بِهِ المَلَكُ وَ إِنّمَا هُوَ يَدُلّ عَلَي كَثرَةِ شُكرِهَا لِلّهِ تَعَالَي كَمَا تَقُولُ رزَقَنَيِ‌َ اللّهُ اليَومَ دِرهَماً كَمَا قَالَقُل كُلّ مِن عِندِ اللّهِ وَ لِلزّهرَاءِ مِن هَذَا البَابِ مَا لَا يُنكِرُهُ مُسلِمٌ مِن حَدِيثِ المِقدَادِ وَ خَبَرِ الطّائِرِ وَ الرّمّانِ وَ العِنَبِ وَ التّفّاحِ وَ السّفَرجَلِ وَ غَيرِهَا وَ ذَلِكَ مِمّا يُقطَعُ عَلَي أَنّهَا كَانَت تَأكُلُ مَا لَم يَكُن لِغَيرِهَا مِن جَمِيعِ الخَلقِ بَعدَ هُبُوطِ آدَمَ وَ حَوّاءَ وَ فِي الحَدِيثِ أَنّ النّبِيّص دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ وَ هيِ‌َ فِي مُصَلّاهَا وَ خَلفَهَا جَفنَةٌ يَفُورُ دُخَانُهَا فَأَخرَجَت فَاطِمَةُ الجَفنَةَ فَوَضَعَتهَا بَينَ أَيدِيهِمَا فَسَأَلَ عَلِيّ ع أَنّي لَكِ هَذَا قَالَت هُوَ مِن فَضلِ اللّهِ وَ رِزقِهِإِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ وَ رُزِقَ مَريَمُ مِنَ الجَنّةِ وَ خُلِقَ فَاطِمَةُ مِن رِزقِ الجَنّةِ وَ فِي الحَدِيثِ فنَاَولَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ رُطَبَةً مِن رُطَبِهَا فَأَكَلتُهَا فَتَحَوّلَت ذَلِكِ نُطفَةً فِي صلُبيِ‌ وَ قَد مَدَحَ اللّهُ تَعَالَي مَريَمَ فِي القُرآنِ بِعِشرِينَ مِدحَةً وَ صَحّ فِي الأَخبَارِ لِفَاطِمَةَ عِشرُونَ اسماً كُلّ اسمٍ يَدُلّ عَلَي فَضِيلَةٍ ذَكَرَهَا ابنُ بَابَوَيهِ فِي كِتَابِ مَولِدِ فَاطِمَةَ ع وَ قَالَ لَهَاوَ مَريَمَ ابنَتَ عِمرانَ التّيِ‌ أَحصَنَت فَرجَهايُرِيدُ بِذَلِكَ العَفَافَ لَا المُلَامَسَةَ وَ الذّرّيّةَ لِأَنّهُ لَو لَم يَكُن كَذَلِكَ لَجَعَلَ حَملَهَا لَهُ وَ وَضعَهَا وَ مَخَاضَهَا بِغَيرِ مَا جَرَت بِهِ العَادَةُ فَلَمّا جَعَلَهُ عَلَي مَجرَي العَادَةِ دَلّ عَلَي مَقَالِنَا وَ يُؤَكّدُ ذَلِكَ الأَخبَارُ الوَارِدَةُ فِي مَدحِ التّزوِيجِ وَ طَلَبِ الوَلَدِ وَ ذَمّ العُزُوبَةِ وَ قَالَ تَعَالَي لِلزّهرَاءِ وَ لِأَولَادِهَاإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِحَسّانُ بنُ ثَابِتٍ


وَ إِنّ مَريَمَ أَحصَنَت فَرجَهَا   وَ جَاءَت بِعِيسَي كَبَدرِ الدّجَي

فَقَد أَحصَنَت فَاطِمُ بَعدَهَا   وَ جَاءَت بسِبِطيَ‌ نبَيِ‌ّ الهُدَي

47-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَلِيّ فَوَجَدَهُ هُوَ وَ فَاطِمَةَ ع


صفحه : 51

يَطحَنَانِ فِي الجاروش [الجَاوَرسِ] فَقَالَ النّبِيّص أَيّكُمَا أَعيَا فَقَالَ عَلِيّ فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهَا قوُميِ‌ يَا بُنَيّةُ فَقَامَت وَ جَلَسَ النّبِيّص مَوضِعَهَا مَعَ عَلِيّ ع فَوَاسَاهُ فِي طَحنِ الحَبّ

48- كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ مَعَالِمِ العِترَةِ،لِعَبدِ العَزِيزِ بنِ الأَخضَرِ بِأَسَانِيدِهِ مَرفُوعاً إِلَي قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ نِسَائِهَا مَريَمُ وَ خَيرُ نِسَائِهَا فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص

وَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ يَرفَعُهُ إِلَي أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ حَسبُكَ مِن نِسَاءِ العَالَمِينَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ حَسبُكَ مِن نِسَاءِ العَالَمِينَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص وَ مِنهُ قَالَت عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ أَ لَا أُبَشّرُكِ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَسَيّدَاتُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ أَربَعٌ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

وَ مِن مُسنَدِ أَحمَدَ عَن عَائِشَةَ قَالَت أَقبَلَت فَاطِمَةُ تمَشيِ‌ كَأَنّ مِشيَتَهَا مِشيَةُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَرحَباً يَا بنِتيِ‌ ثُمّ أَجلَسَهَا عَن يَمِينِهِ أَو عَن شِمَالِهِ ثُمّ أَسَرّ إِلَيهَا حَدِيثاً فَبَكَت قُلتُ استَخَصّكِ رَسُولُ اللّهِص بِحَدِيثِهِ ثُمّ تَبكِينَ ثُمّ أَسَرّ إِلَيهَا حَدِيثاً فَضَحِكَت فَقُلتُ مَا رَأَيتُ كَاليَومِ فَرَحاً أَقرَبَ مِن حُزنٍ فَسَأَلتُهَا عَمّا قَالَ فَقَالَت مَا كُنتُ لأِفُشيِ‌َ سِرّ رَسُولِ اللّهِص حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص سَأَلتُهَا فَقَالَت أَسَرّ إلِيَ‌ّ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ يعُاَرضِنُيِ‌ بِالقُرآنِ فِي كُلّ عَامٍ مَرّةً وَ إِنّهُ عاَرضَنَيِ‌ بِهِ العَامَ مَرّتَينِ وَ لَا أَرَاهُ إِلّا قَد حَضَرَ أجَلَيِ‌ وَ إِنّكِ أَوّلُ أَهلِ بيَتيِ‌ لُحُوقاً بيِ‌ وَ نِعمَ السّلَفُ أَنَا لَكِ فَبَكَيتُ لِذَلِكِ فَقَالَ أَ لَا تَرضَينَ أَن تكَوُنيِ‌ سَيّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ وَ نِسَاءِ المُؤمِنِينَ قَالَت فَضَحِكتُ لِذَلِكِ


صفحه : 52

وَ رَوَي ابنُ خَالَوَيهِ فِي كِتَابِ الآلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحنَبلَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ قُضَاعَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ وَ حَوّاءَ تَبَختَرَا فِي الجَنّةِ فَقَالَ آدَمُ لِحَوّاءَ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً هُوَ أَحسَنُ مِنّا فَأَوحَي اللّهُ إِلَي جَبرَئِيلَ ائتِ بعِبَديَ‌ّ الفِردَوسَ الأَعلَي فَلَمّا دَخَلَا الفِردَوسَ نَظَرا إِلَي جَارِيَةٍ عَلَي دُرنُوكٍ مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ وَ عَلَي رَأسِهَا تَاجٌ مِن نُورٍ وَ فِي أُذُنَيهَا قُرطَانِ مِن نُورٍ قَد أَشرَقَتِ الجِنَانُ مِن حُسنِ وَجهِهَا فَقَالَ آدَمُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ مَن هَذِهِ الجَارِيَةُ التّيِ‌ قَد أَشرَقَتِ الجِنَانُ مِن حُسنِ وَجهِهَا فَقَالَ هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ نبَيِ‌ّ مِن وُلدِكَ يَكُونُ فِي آخِرِ الزّمَانِ قَالَ فَمَا هَذَا التّاجُ ألّذِي عَلَي رَأسِهَا قَالَ بَعلُهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ابنُ خَالَوَيهِ البَعلُ فِي كَلَامِ العَرَبِ خَمسَةُ أَشيَاءَ الزّوجُ وَ الصّنَمُ مِن قَولِهِأَ تَدعُونَ بَعلًا وَ البَعلُ اسمُ امرَأَةٍ وَ بِهَا سُمّيَت بَعلَبَكَ وَ البَعلُ مِنَ النّخلِ مَا شَرِبَ بِعُرُوقِهِ مِن غَيرِ سقَي‌ٍ وَ البَعلُ السّمَاءُ وَ العَرَبُ يَقُولُ السّمَاءُ بَعلُ الأَرضِ قَالَ فَمَا القُرطَانِ اللّذَانِ فِي أُذُنَيهَا قَالَ وَلَدَاهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ قَالَ آدَمُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ أَ خُلِقُوا قبَليِ‌ قَالَ هُم مَوجُودُونَ فِي غَامِضِ عِلمِ اللّهِ قَبلَ أَن تُخلَقَ بِأَربَعَةِ آلَافِ سَنَةٍ

وَ عَنِ ابنِ خَالَوَيهِ مِن كِتَابِ الآلِ يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ عَلَيهَا السّلَامُ بِنتُ مُحَمّدٍ


صفحه : 53

ص

وَ زَادَ ابنُ عَرَفَةَ عَن رِجَالِهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا أَهلَ الجَمعِ نَكّسُوا رُءُوسَكُم وَ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ عَلَيهَا السّلَامُ عَلَي الصّرَاطِ فَتَمُرّ وَ مَعَهَا سَبعُونَ أَلفَ جَارِيَةٍ مِنَ الحُورِ العِينِ

وَ مِنهُ عَن نَافِعِ بنِ أَبِي الحَمرَاءِ قَالَ شَهِدتُ رَسُولَ اللّهِص ثَمَانِيَةَ أَشهُرٍ إِذَا خَرَجَ إِلَي صَلَاةِ الغَدَاةِ مَرّ بِبَابِ فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الصّلَاةَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

وَ مِنهُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ لِغَضَبِكِ وَ يَرضَي لِرِضَاكِ

وَ مِن كِتَابِ أَبِي إِسحَاقَ الثعّلبَيِ‌ّ عَن جُمَيعِ بنِ عُمَيرٍ عَن عَمّتِهِ قَالَت سَأَلتُ عَائِشَةَ مَن كَانَ أَحَبّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت فَاطِمَةُ عَلَيهَا السّلَامُ قُلتُ إِنّمَا أَسأَلُكِ عَنِ الرّجَالِ قَالَت زَوجُهَا وَ مَا يَمنَعُهُ فَوَ اللّهِ إِن كَانَ مَا عَلِمتُ صَوّاماً قَوّاماً جَدِيراً أَن يَقُولَ بِمَا يُحِبّ اللّهُ وَ يَرضَي

وَ عَن جَابِرٍ قَالَ مَا رَأَيتُ فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ تمَشيِ‌ إِلّا ذَكَرتُ رَسُولَ اللّهِص تَمِيلُ عَلَي جَانِبِهَا الأَيمَنِ مَرّةً وَ عَلَي جَانِبِهَا الأَيسَرِ مَرّةً

وَ عَن عَائِشَةَ وَ ذَكَرَت فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ مَا رَأَيتُ أَصدَقَ مِنهَا إِلّا أَبَاهَا

وَ مِن كِتَابِ مَولِدِ فَاطِمَةَ لِابنِ بَابَوَيهِ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَاشتَاقَتِ الجَنّةُ إِلَي أَربَعٍ مِنَ النّسَاءِ مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ وَ آسِيَةَ بِنتِ مُزَاحِمٍ زَوجَةِ فِرعَونَ وَ هيِ‌َ زَوجَةُ النّبِيّص فِي الجَنّةِ وَ خَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ زَوجَةِ النّبِيّص فِي الدّنيَا


صفحه : 54

وَ الآخِرَةِ وَ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍص

وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع قَالَ كُنّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ أخَبرِوُنيِ‌ أَيّ شَيءٍ خَيرٌ لِلنّسَاءِ فَعَيِينَا بِذَلِكَ كُلّنَا حَتّي تَفَرّقنَا فَرَجَعتُ إِلَي فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ فَأَخبَرتُهَا ألّذِي قَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ لَيسَ أَحَدٌ مِنّا عَلِمَهُ وَ لَا عَرَفَهُ فَقَالَت وَ لكَنِيّ‌ أَعرِفُهُ خَيرٌ لِلنّسَاءِ أَن لَا يَرَينَ الرّجَالَ وَ لَا يَرَاهُنّ الرّجَالُ فَرَجَعتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ سَأَلتَنَا أَيّ شَيءٍ خَيرٌ لِلنّسَاءِ وَ خَيرٌ لَهُنّ أَن لَا يَرَينَ الرّجَالَ وَ لَا يَرَاهُنّ الرّجَالُ قَالَ مَن أَخبَرَكَ فَلَم تَعلَمهُ وَ أَنتَ عنِديِ‌ قُلتُ فَاطِمَةُ فَأَعجَبَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص وَ قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بَضعَةٌ منِيّ‌

وَ روُيِ‌َ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ خَرَجَ النّبِيّص وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِ فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ فَقَالَ مَن عَرَفَ هَذِهِ فَقَد عَرَفَهَا وَ مَن لَم يَعرِفهَا فهَيِ‌َ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ هيِ‌َ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ هيِ‌َ قلَبيِ‌ وَ روُحيِ‌َ التّيِ‌ بَينَ جنَبيَ‌ّ فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ

وَ روُيِ‌َ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرضَي لِرِضَاهَا

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ ع مِثلَهُ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بَلَغَنَا أَنّكَ قُلتَ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ قَالَ فَمَا تُنكِرُونَ مِن هَذَا فَوَ اللّهِ إِنّ اللّهَ لَيَغضَبُ لِغَضَبِ عَبدِهِ المُؤمِنِ وَ يَرضَي لِرِضَاهُ

وَ عَنهُ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فَاطِمَةَ شِجنَةٌ منِيّ‌ يسُخطِنُيِ‌ مَا أَسخَطَهَا وَ يرُضيِنيِ‌ مَا أَرضَاهَا

وبالإسناد عنه ع مثله

وَ نَقَلتُ مِن كِتَابٍ لأِبَيِ‌ إِسحَاقَ الثعّلبَيِ‌ّ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد أَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَ قَالَ مَن عَرَفَ هَذِهِ فَقَد عَرَفَهَا وَ مَن لَم يَعرِفهَا فهَيِ‌َ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ هيِ‌َ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ هيِ‌َ قلَبيِ‌َ ألّذِي بَينَ جنَبيَ‌ّ فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ

وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ إِنّ فَاطِمَةَ شَعرَةٌ منِيّ‌ فَمَن آذَي شَعرَةً منِيّ‌ فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ وَ مَن آذَي اللّهَ لَعَنَهُ اللّهُ ملِ ءَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ

وَ


صفحه : 55

عَن حُذَيفَةَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَنَامُ حَتّي يُقَبّلَ عُرضَ وَجنَةِ فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ أَو بَينَ ثَديَيهَا

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع كَانَ النّبِيّص لَا يَنَامُ لَيلَتَهُ حَتّي يَضَعَ وَجهَهُ بَينَ ثدَييَ‌ فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ مُحَمّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ قَرَأَ وَ مَا أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لَا نبَيِ‌ّ وَ لَا مُحَدّثٍ قُلتُ وَ هَل تُحَدّثُ المَلَائِكَةُ إِلّا الأَنبِيَاءَ قَالَ مَريَمُ لَم تَكُن نَبِيّةً وَ سَارَةُ امرَأَةُ اِبرَاهِيمَ قَد عَايَنَتِ المَلَائِكَةَ وَ بَشّرُوهَا بِإِسحَاقَ وَ مِن وَرَاءِ إِسحَاقَ يَعقُوبَ وَ لَم تَكُن نَبِيّةً وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص كَانَت مُحَدّثَةً وَ لَم تَكُن نَبِيّةً

وَ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت كَانَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص أَشبَهَ النّاسِ وَجهاً وَ شِبهاً بِرَسُولِ اللّهِص

وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع عَن فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ قَالَت قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ مَن صَلّي عَلَيكِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ وَ أَلحَقَهُ بيِ‌ حَيثُ كُنتُ مِنَ الجَنّةِ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ لِفَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ سَأَلتِ أَبَاكِ فِيمَا سَأَلتِ أَينَ تَلقَينَهُ يَومَ القِيَامَةِ قَالَت نَعَم قَالَ لِي اطلبُيِنيِ‌ عِندَ الحَوضِ قُلتُ إِن لَم أَجِدكَ هَاهُنَا قَالَ تجَدِيِنيِ‌ إِذَن مُستَظِلّا بِعَرشِ ربَيّ‌ وَ لَن يَستَظِلّ بِهِ غيَريِ‌ قَالَت فَاطِمَةُ فَقُلتُ يَا أَبَتِ أَهلُ الدّنيَا يَومَ القِيَامَةِ عُرَاةٌ فَقَالَ نَعَم يَا بُنَيّةِ فَقُلتُ وَ أَنَا عُريَانَةٌ قَالَ نَعَم وَ أَنتِ عُريَانَةٌ وَ إِنّهُ لَا يَلتَفِتُ فِيهِ أَحَدٌ إِلَي أَحَدٍ قَالَت فَاطِمَةُ عَلَيهَا السّلَامُ فَقُلتُ لَهُ وَا سَوأَتَاه يَومَئِذٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَمَا خَرَجتُ حَتّي قَالَ لِي هَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ الرّوحُ الأَمِينُ ع فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ أقَر‌ِئ فَاطِمَةَ السّلَامَ وَ أَعلِمهَا أَنّهَا استَحيَت مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَاستَحيَا اللّهُ مِنهَا فَقَد وَعَدَهَا أَن يَكسُوَهَا يَومَ القِيَامَةِ حُلّتَينِ مِن نُورٍ قَالَ عَلِيّ ع فَقُلتُ لَهَا فَهَلّا سَأَلتِيهِ عَنِ ابنِ عَمّكِ فَقَالَت قَد فَعَلتُ فَقَالَ إِنّ عَلِيّاً أَكرَمُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن أَن يُعرِيَهُ يَومَ القِيَامَةِ


صفحه : 56

49- فَضَائِلُ شَهرِ رَمَضَانَ،لِلصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ كَانَت فَاطِمَةُ عَلَيهَا السّلَامُ إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَهرِ رَمَضَانَ يَغلِبُ نُورُهَا الهِلَالَ وَ يَخفَي فَإِذَا غَابَت عَنهُ ظَهَرَ

50-بشا،[بشارة المصطفي ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي عَلِيّ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الطوّسيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ المَعرُوفِ بِابنِ الصّقّالِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَعقِلٍ العجِليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَصَلّي بِنَا رَسُولُ اللّهِص صَلَاةَ العَصرِ فَلَمّا انفَتَلَ جَلَسَ فِي قِبلَتِهِ وَ النّاسُ حَولَهُ فَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَ إِلَيهِ شَيخٌ مِن مُهَاجِرَةِ العَرَبِ عَلَيهِ سَمَلٌ قَد تَهَلّلَ وَ أَخلَقَ وَ هُوَ لَا يَكَادُ يَتَمَالَكُ كِبَراً وَ ضَعفاً فَأَقبَلَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص يَستَحِثّهُ الخَبَرَ فَقَالَ الشّيخُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَنَا جَائِعُ الكَبِدِ فأَطَعمِنيِ‌ وَ عاَريِ‌ الجَسَدِ فاَكسنُيِ‌ وَ فَقِيرٌ فأَرَشنِيِ‌ فَقَالَص مَا أَجِدُ لَكَ شَيئاً وَ لَكِنّ الدّالّ عَلَي الخَيرِ كَفَاعِلِهِ انطَلِق إِلَي مَنزِلِ مَن يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ يُؤثِرُ اللّهَ عَلَي نَفسِهِ انطَلِق إِلَي حُجرَةِ فَاطِمَةَ وَ كَانَ بَيتُهَا مُلَاصِقَ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص ألّذِي يَنفَرِدُ بِهِ لِنَفسِهِ مِن أَزوَاجِهِ وَ قَالَ يَا بِلَالُ قُم فَقِف بِهِ عَلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ فَانطَلَقَ الأعَراَبيِ‌ّ مَعَ بِلَالٍ فَلَمّا وَقَفَ عَلَي بَابِ فَاطِمَةَ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ النّبُوّةِ وَ مُختَلَفَ المَلَائِكَةِ وَ مَهبِطَ جَبرَئِيلَ الرّوحِ الأَمِينِ بِالتّنزِيلِ مِن عِندِ رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَت فَاطِمَةُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ فَمَن أَنتَ يَا هَذَا قَالَ شَيخٌ مِنَ العَرَبِ أَقبَلتُ عَلَي أَبِيكِ سَيّدِ البَشَرِ مُهَاجِراً مِن شُقّةٍ وَ أَنَا يَا بِنتَ مُحَمّدٍ عاَريِ‌ الجَسَدِ جَائِعُ الكَبِدِ فوَاَسيِنيِ‌ يَرحَمُكِ اللّهُ وَ كَانَ لِفَاطِمَةَ وَ عَلِيّ فِي تِلكَ الحَالِ وَ رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثاً[ثَلَاثٌ] مَا طَعِمُوا فِيهَا طَعَاماً وَ قَد عَلِمَ رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ مِن شَأنِهِمَا


صفحه : 57

فَعَمَدَت فَاطِمَةُ إِلَي جِلدِ كَبشٍ مَدبُوغٍ بِالقَرَظِ كَانَ يَنَامُ عَلَيهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَت خُذ هَذَا أَيّهَا الطّارِقُ فَعَسَي اللّهُ أَن يَرتَاحَ لَكَ مَا هُوَ خَيرٌ مِنهُ قَالَ الأعَراَبيِ‌ّ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ شَكَوتُ إِلَيكَ الجُوعَ فنَاَولَتيِنيِ‌ جِلدَ كَبشٍ مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِ مَعَ مَا أَجِدُ مِنَ السّغَبِ قَالَ فَعَمَدَت لَمّا سَمِعَت هَذَا مِن قَولِهِ إِلَي عِقدٍ كَانَ فِي عُنُقِهَا أَهدَتهُ لَهَا فَاطِمَةُ بِنتُ عَمّهَا حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَطَعَتهُ مِن عُنُقِهَا وَ نَبَذَتهُ إِلَي الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَت خُذهُ وَ بِعهُ فَعَسَي اللّهُ أَن يُعَوّضَكَ بِهِ مَا هُوَ خَيرٌ مِنهُ فَأَخَذَ الأعَراَبيِ‌ّ العِقدَ وَ انطَلَقَ إِلَي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِ وَ النّبِيّص جَالِسٌ فِي أَصحَابِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أعَطتَنيِ‌ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ هَذَا العِقدَ فَقَالَت بِعهُ فَعَسَي اللّهُ أَن يَصنَعَ لَكَ قَالَ فَبَكَي النّبِيّص وَ قَالَ وَ كَيفَ لَا يَصنَعُ اللّهُ لَكَ وَ قَد أَعطَتكَهُ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ سَيّدَةُ بَنَاتِ آدَمَ فَقَامَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تَأذَنُ لِي بِشِرَاءِ هَذَا العِقدِ قَالَ اشتَرِهِ يَا عَمّارُ فَلَوِ اشتَرَكَ فِيهِ الثّقَلَانِ مَا عَذّبَهُمُ اللّهُ بِالنّارِ فَقَالَ عَمّارٌ بِكَمِ العِقدُ يَا أعَراَبيِ‌ّ قَالَ بِشَبعَةٍ مِنَ الخُبزِ وَ اللّحمِ وَ بُردَةٍ يَمَانِيّةٍ أَستُرُ بِهَا عوَرتَيِ‌ وَ أصُلَيّ‌ فِيهَا لرِبَيّ‌ وَ دِينَارٍ يبُلغِنُيِ‌ إِلَي أهَليِ‌ وَ كَانَ عَمّارٌ قَد بَاعَ سَهمَهُ ألّذِي نَفَلَهُ رَسُولُ اللّهِص مِن خَيبَرَ وَ لَم يُبقِ مِنهُ شَيئاً فَقَالَ لَكَ عِشرُونَ دِينَاراً وَ مِائَتَا دِرهَمٍ هَجَرِيّةٌ وَ بُردَةٌ يَمَانِيّةٌ وَ راَحلِتَيِ‌ تُبلِغُكَ أَهلَكَ وَ شِبَعُكَ مِن خُبزِ البُرّ وَ اللّحمِ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ مَا أَسخَاكَ بِالمَالِ أَيّهَا الرّجُلُ وَ انطَلَقَ بِهِ عَمّارٌ فَوَفّاهُ مَا ضَمِنَ لَهُ وَ عَادَ الأعَراَبيِ‌ّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ شَبِعتَ وَ اكتَسَيتَ قَالَ الأعَراَبيِ‌ّ نَعَم وَ استَغنَيتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ قَالَ فَاجزِ فَاطِمَةَ بِصَنِيعِهَا فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ أللّهُمّ إِنّكَ إِلَهٌ مَا استَحدَثنَاكَ وَ لَا إِلَهَ لَنَا نَعبُدُهُ سِوَاكَ وَ أَنتَ رَازِقُنَا عَلَي كُلّ الجِهَاتِ أللّهُمّ أَعطِ فَاطِمَةَ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت فَأَمّنَ النّبِيّص عَلَي دُعَائِهِ وَ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ قَد أَعطَي


صفحه : 58

فَاطِمَةَ فِي الدّنيَا ذَلِكَ أَنَا أَبُوهَا وَ مَا أَحَدٌ مِنَ العَالَمِينَ مثِليِ‌ وَ عَلِيّ بَعلُهَا وَ لَو لَا عَلِيّ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفوٌ أَبَداً وَ أَعطَاهَا الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ مَا لِلعَالَمِينَ مِثلُهُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَسبَاطِ الأَنبِيَاءِ وَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ كَانَ بِإِزَائِهِ مِقدَادٌ وَ عَمّارٌ وَ سَلمَانُ فَقَالَ وَ أَزِيدُكُم قَالُوا نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أتَاَنيِ‌ الرّوحُ يعَنيِ‌ جَبرَئِيلَ ع أَنّهَا إِذَا هيِ‌َ قُبِضَت وَ دُفِنَت يَسأَلُهَا المَلَكَانِ فِي قَبرِهَا مَن رَبّكِ فَتَقُولُ اللّهُ ربَيّ‌ فَيَقُولَانِ فَمَن نَبِيّكِ فَتَقُولُ أَبِي فَيَقُولَانِ فَمَن وَلِيّكِ فَتَقُولُ هَذَا القَائِمُ عَلَي شَفِيرِ قبَريِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَلَا وَ أَزِيدُكُم مِن فَضلِهَا إِنّ اللّهَ قَد وَكّلَ بِهَا رَعِيلًا مِنَ المَلَائِكَةِ يَحفَظُونَهَا مِن بَينِ يَدَيهَا وَ مِن خَلفِهَا وَ عَن يَمِينِهَا وَ عَن شِمَالِهَا وَ هُم مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا وَ عِندَ قَبرِهَا وَ عِندَ مَوتِهَا يُكثِرُونَ الصّلَاةَ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ بَنِيهَا فَمَن زاَرنَيِ‌ بَعدَ وفَاَتيِ‌ فَكَأَنّمَا زاَرنَيِ‌ فِي حيَاَتيِ‌ وَ مَن زَارَ فَاطِمَةَ فَكَأَنّمَا زاَرنَيِ‌ وَ مَن زَارَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَكَأَنّمَا زَارَ فَاطِمَةَ وَ مَن زَارَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَكَأَنّمَا زَارَ عَلِيّاً وَ مَن زَارَ ذُرّيّتَهُمَا فَكَأَنّمَا زَارَهُمَا فَعَمَدَ عَمّارٌ إِلَي العِقدِ فَطَيّبَهُ بِالمِسكِ وَ لَفّهُ فِي بُردَةٍ يَمَانِيّةٍ وَ كَانَ لَهُ عَبدٌ اسمُهُ سَهمٌ ابتَاعَهُ مِن ذَلِكَ السّهمِ ألّذِي أَصَابَهُ بِخَيبَرَ فَدَفَعَ العِقدَ إِلَي المَملُوكِ وَ قَالَ لَهُ خُذ هَذَا العِقدَ فَادفَعهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَنتَ لَهُ فَأَخَذَ المَملُوكُ العِقدَ فَأَتَي بِهِ رَسُولَ اللّهِص وَ أَخبَرَهُ بِقَولِ عَمّارٍ فَقَالَ النّبِيّ انطَلِق إِلَي فَاطِمَةَ فَادفَع إِلَيهَا العِقدَ وَ أَنتَ لَهَا فَجَاءَ المَملُوكُ بِالعِقدِ وَ أَخبَرَهَا بِقَولِ رَسُولِ اللّهِص فَأَخَذَت فَاطِمَةُ عَلَيهَا السّلَامُ العِقدَ وَ أَعتَقَتِ المَملُوكَ فَضَحِكَ الغُلَامُ فَقَالَت مَا يُضحِكُكَ يَا غُلَامُ فَقَالَ أضَحكَنَيِ‌ عِظَمُ بَرَكَةِ هَذَا العِقدِ أَشبَعَ جَائِعاً وَ كَسَا عُريَاناً وَ أَغنَي فَقِيراً وَ أَعتَقَ عَبداً وَ رَجَعَ إِلَي رَبّهِ

بيان السمل بالتحريك الثوب الخلق قوله قدتهلل أي الرجل من قولهم تهلل وجهه إذااستنار وظهر فيه آثار السرور أوالثوب كناية عن انخراقه .


صفحه : 59

قوله يستحثه الخبر أي يسأله الخبر ويحثه ويرغبه علي ذكر أحواله . قوله أرشني‌ قال الجزري‌ يقع الرياش علي الخصب والمعاش والمال المستفاد و منه حديث عائشة ويريش مملقها أي يكسوه ويعينه وأصله من الريش كان الفقير المملق لانهوض به كالمقصوص الجناح يقال راشه يريشه إذاأحسن إليه والقرظ ورق السلم يدبغ به ويقال ارتاح الله لفلان أي رحمه والسغب الجوع و قال الجزري‌ يقال للقطعة من الفرسان رعلة ولجماعة الخيل رعيل و منه حديث علي ع سراعا إلي أمره رعيلا أي ركابا علي الخيل

51-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَأَصبَحَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ذَاتَ يَومٍ سَاغِباً فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ هَل عِندَكِ شَيءٌ تُغَذّينِيهِ قَالَت لَا وَ ألّذِي أَكرَمَ أَبِي بِالنّبُوّةِ وَ أَكرَمَكَ بِالوَصِيّةِ مَا أَصبَحَ الغَدَاةَ عنِديِ‌ شَيءٌ وَ مَا كَانَ شَيءٌ أُطعِمنَاهُ مُذ يَومَينِ إِلّا شَيءٌ كُنتُ أُوثِرُكَ بِهِ عَلَي نفَسيِ‌ وَ عَلَي ابنيَ‌ّ هَذَينِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَالَ عَلِيّ يَا فَاطِمَةُ أَ لَا كُنتِ أعَلمَتيِنيِ‌ فَأَبغِيَكُم شَيئاً فَقَالَت يَا أَبَا الحَسَنِ إنِيّ‌ لأَسَتحَييِ‌ مِن إلِهَيِ‌ أَن أُكَلّفَ نَفسَكَ مَا لَا تَقدِرُ عَلَيهِ فَخَرَجَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن عِندِ فَاطِمَةَ عَلَيهَا السّلَامُ وَاثِقاً بِاللّهِ بِحُسنِ الظّنّ فَاستَقرَضَ دِينَاراً فَبَينَا الدّينَارُ فِي يَدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يُرِيدُ أَن يَبتَاعَ لِعِيَالِهِ مَا يُصلِحُهُم فَتَعَرّضَ لَهُ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ فِي يَومٍ شَدِيدِ الحَرّ قَد لَوّحَتهُ الشّمسُ مِن فَوقِهِ وَ آذَتهُ مِن تَحتِهِ فَلَمّا رَآهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَنكَرَ شَأنَهُ فَقَالَ يَا مِقدَادُ مَا أَزعَجَكَ هَذِهِ السّاعَةَ مِن رَحلِكَ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ خَلّ سبَيِليِ‌ وَ لَا تسَألَنيِ‌ عَمّا ورَاَئيِ‌ فَقَالَ يَا أخَيِ‌ إِنّهُ لَا يسَعَنُيِ‌ أَن تجُاَوزِنَيِ‌ حَتّي أَعلَمَ عِلمَكَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ رَغبَةً إِلَي اللّهِ وَ إِلَيكَ أَن تخُلَيّ‌َ سبَيِليِ‌ وَ لَا تكَشفِنَيِ‌ عَن حاَليِ‌ فَقَالَ لَهُ يَا أخَيِ‌ إِنّهُ لَا يَسَعُكَ أَن تكَتمُنَيِ‌ حَالَكَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَمّا إِذ أَبَيتَ فَوَ ألّذِي أَكرَمَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ وَ أَكرَمَكَ بِالوَصِيّةِ مَا أزَعجَنَيِ‌ مِن رحَليِ‌ إِلّا الجُهدُ وَ قَد تَرَكتُ عيِاَليِ‌ يَتَضَاغَونَ جُوعاً فَلَمّا سَمِعتُ بُكَاءَ العِيَالِ لَم تحَملِنيِ‌ الأَرضُ فَخَرَجتُ مَهمُوماً رَاكِبَ رأَسيِ‌ هَذِهِ حاَليِ‌ وَ قصِتّيِ‌ فَانهَمَلَت عَينَا عَلِيّ بِالبُكَاءِ


صفحه : 60

حَتّي بَلّت دَمعَتُهُ لِحيَتَهُ فَقَالَ لَهُ أَحلِفُ باِلذّيِ‌ حَلَفتُ مَا أزَعجَنَيِ‌ إِلّا ألّذِي أَزعَجَكَ مِن رَحلِكَ فَقَدِ استَقرَضتُ دِينَاراً فَقَد آثَرتُكَ عَلَي نفَسيِ‌ فَدَفَعَ الدّينَارَ إِلَيهِ وَ رَجَعَ حَتّي دَخَلَ مَسجِدَ النّبِيّص فَصَلّي فِيهِ الظّهرَ وَ العَصرَ وَ المَغرِبَ فَلَمّا قَضَي رَسُولُ اللّهِص المَغرِبَ مَرّ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ فِي الصّفّ الأَوّلِ فَغَمَزَهُ بِرِجلِهِ فَقَامَ عَلِيّ ع مُتَعَقّباً خَلفَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي لَحِقَهُ عَلَي بَابٍ مِن أَبوَابِ المَسجِدِ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَرَدّ رَسُولُ اللّهِص السّلَامَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ هَل عِندَكَ شَيءٌ نَتَعَشّاهُ فَنَمِيلَ مَعَكَ فَمَكَثَ مُطرِقاً لَا يُحِيرُ جَوَاباً حَيَاءً مِن رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَعلَمُ مَا كَانَ مِن أَمرِ الدّينَارِ وَ مِن أَينَ أَخَذَهُ وَ أَينَ وَجّهَهُ وَ قَد كَانَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص أَن يَتَعَشّي اللّيلَةَ عِندَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي سُكُوتِهِ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا لَكَ لَا تَقُولُ لَا فَأَنصَرِفَ أَو تَقُولَ نَعَم فأَمَضيِ‌َ مَعَكَ فَقَالَ حَيَاءً وَ تَكَرّماً فَاذهَب بِنَا فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص يَدَ[ي‌] عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَانطَلَقَا حَتّي دَخَلَا عَلَي فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ عَلَيهَا السّلَامُ وَ هيِ‌َ فِي مُصَلّاهَا قَد قَضَت صَلَاتَهَا وَ خَلفَهَا جَفنَةٌ تَفُورُ دُخَاناً فَلَمّا سَمِعَت كَلَامَ رَسُولِ اللّهِص فِي رَحلِهَا خَرَجَت مِن مُصَلّاهَا فَسَلّمَت عَلَيهِ وَ كَانَت أَعَزّ النّاسِ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ وَ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَي رَأسِهَا وَ قَالَ لَهَا يَا بِنتَاه كَيفَ أَمسَيتِ رَحِمَكِ اللّهُ تَعَالَي عَشّينَا غَفَرَ اللّهُ لَكِ وَ قَد فَعَلَ فَأَخَذَتِ الجَفنَةَ فَوَضَعَتهَا بَينَ يدَيَ‌ِ النّبِيّص وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَلَمّا نَظَرَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَي طَعَامٍ وَ شَمّ رِيحَهُ رَمَي فَاطِمَةَ بِبَصَرِهِ رَمياً شَحِيحاً قَالَت لَهُ فَاطِمَةُ سُبحَانَ اللّهِ مَا أَشَحّ نَظَرَكَ وَ أَشَدّهُ هَل أَذنَبتُ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ ذَنباً استَوجَبتُ بِهِ السّخطَةَ قَالَ وَ أَيّ ذَنبٍ أَعظَمُ مِن ذَنبٍ أَصَبتِيهِ أَ لَيسَ عهَديِ‌ إِلَيكِ اليَومَ الماَضيِ‌َ وَ أَنتِ تَحلِفِينَ بِاللّهِ مُجتَهِدَةً مَا طَعِمتِ طَعَاماً مُذ يَومَينِ قَالَ فَنَظَرَت إِلَي السّمَاءِ فَقَالَت إلِهَيِ‌ يَعلَمُ فِي سَمَائِهِ وَ يَعلَمُ فِي أَرضِهِ أنَيّ‌ لَم أَقُل إِلّا حَقّاً فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ أَنّي لَكِ هَذَا الطّعَامُ ألّذِي لَم أَنظُر إِلَي مِثلِ لَونِهِ قَطّ وَ لَم أَشَمّ مِثلَ رِيحِهِ قَطّ وَ مَا آكُلُ أَطيَبَ مِنهُ


صفحه : 61

قَالَ فَوَضَعَ رَسُولُ اللّهِص كَفّهُ الطّيّبَةَ المُبَارَكَةَ بَينَ كتَفِيَ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَغَمَزَهَا ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ هَذَا بَدَلُ دِينَارِكَ وَ هَذَا جَزَاءُ دِينَارِكَ مِن عِندِ اللّهِإِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ ثُمّ استَعبَرَ النّبِيّص بَاكِياً ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هُوَ أَبَي لَكُم أَن تَخرُجَا مِنَ الدّنيَا حَتّي يَجزِيَكُمَا وَ يُجرِيَكَ يَا عَلِيّ مُجرَي زَكَرِيّا وَ يجُريِ‌َ فَاطِمَةَ مُجرَي مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَكُلّما دَخَلَ عَلَيها زَكَرِيّا المِحرابَ وَجَدَ عِندَها رِزقاً

كشف ،[كشف الغمة] عن أبي سعيد مثله ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر بن مسكان عن عبد الله بن الحسين عن يحيي بن عبدالحميد الحماني‌ عن قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي‌ عن أبي سعيد

مثله بيان قال الجوهري‌ لوحت الشي‌ء بالنار أحميته و قال في النهاية فيه إن شئت دعوت الله أن يسمعك تضاغيهم في النار أي صياحهم وبكاءهم يقال ضغا يضغو ضغوا وضغاء إذاصاح و منه الحديث وصبيتي‌ يتضاغون حولي‌. قوله رميا شحيحا الشح البخل مع حرص و هو لايناسب المقام إلابتكلف ويحتمل أن يكون أصله سحيحا بالسين المهملة من السح بمعني السيلان كناية عن المبالغة في النظر والتحديق بالبصر و علي ما في النسخ يحتمل أن يكون من الحرص كناية عن المبالغة في النظر أوالبخل كناية عن النظر بطرف البصر علي وجه الغيظ

52-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن


صفحه : 62

زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَت فَاطِمَةُ تَشكُو إِلَي رَسُولِ اللّهِص بَعضَ أَمرِهَا فَأَعطَاهَا رَسُولُ اللّهِص كَرَبَةً وَ قَالَ تعَلَمّيِ‌ مَا فِيهَا فَإِذَا فِيهَا مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَلَا يؤُذيِ‌ جَارَهُ وَ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليُكرِم ضَيفَهُ وَ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليَقُل خَيراً أَو لِيَسكُت

بيان كرب النخل أصول السعف أمثال الكتف

53- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن عُبَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ شُرَيحٍ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص يُرِيدُ فَاطِمَةَ ع وَ أَنَا مَعَهُ فَلَمّا انتَهَينَا إِلَي البَابِ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ فَدَفَعَهُ ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَقَالَت فَاطِمَةُ ع عَلَيكَ السّلَامُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَدخُلُ قَالَت ادخُل يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَدخُلُ أَنَا وَ مَن معَيِ‌ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ عَلَيّ قِنَاعٌ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ خذُيِ‌ فَضلَ مِلحَفَتِكِ فقَنَعّيِ‌ بِهِ رَأسَكِ فَفَعَلَت ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَقَالَت وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَدخُلُ قَالَت نَعَم ادخُل يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَنَا وَ مَن معَيِ‌ قَالَت أَنتَ وَ مَن مَعَكَ قَالَ جَابِرٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ دَخَلتُ أَنَا وَ إِذَا وَجهُ فَاطِمَةَ أَصفَرُ كَأَنّهُ بَطنُ جَرَادَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا لِي أَرَي وَجهَكِ أَصفَرَ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ الجُوعُ فَقَالَ أللّهُمّ مُشبِعَ الجَوعَةِ وَ رَافِعَ الضّيعَةِ أَشبِع فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ فَقَالَ جَابِرٌ فَوَ اللّهِ فَنَظَرتُ إِلَي الدّمِ يَنحَدِرُ مِن قُصَاصِهَا حَتّي عَادَ وَجهُهَا أَحمَرَ فَمَا جَاعَت بَعدَ ذَلِكَ اليَومِ

54-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَمُرّ بِنتُ حَبِيبِ اللّهِ إِلَي قَصرِهَا فَتَمُرّ إِلَي قَصرِهَا فَاطِمَةُ ابنتَيِ‌ وَ عَلَيهَا رَيطَتَانِ خَضرَاوَانِ حَوَالَيهَا سَبعُونَ أَلفَ حَورَاءَ فَإِذَا بَلَغَت إِلَي بَابِ قَصرِهَا وَجَدَتِ الحَسَنَ قَائِماً وَ الحُسَينَ نَائِماً مَقطُوعَ الرّأسِ فَتَقُولُ لِلحَسَنِ مَن هَذَا فَيَقُولُ هَذَا أخَيِ‌ إِنّ أُمّةَ أَبِيكِ قَتَلُوهُ وَ قَطَعُوا رَأسَهُ فَيَأتِيهَا النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ يَا بِنتَ حَبِيبِ اللّهِ إنِيّ‌ إِنّمَا أَرَيتُكِ


صفحه : 63

مَا فَعَلَت بِهِ أُمّةُ أَبِيكِ لأِنَيّ‌ ادّخَرتُ لَكِ عنِديِ‌ تَعزِيَةً بِمُصِيبَتِكِ فِيهِ إنِيّ‌ جَعَلتُ تَعزِيَتَكِ اليَومَ أنَيّ‌ لَا أَنظُرُ فِي مُحَاسَبَةِ العِبَادِ حَتّي تَدخُلَ الجَنّةَ أَنتِ وَ ذُرّيّتُكِ وَ شِيعَتُكِ وَ مَن أَولَاكُم مَعرُوفاً مِمّن لَيسَ هُوَ مِن شِيعَتِكِ قَبلَ أَن أَنظُرَ فِي مُحَاسَبَةِ العِبَادِ فَتَدخُلُ فَاطِمَةُ ابنتَيِ‌ الجَنّةَ وَ ذُرّيّتُهَا وَ شِيعَتُهَا وَ مِن أَولَادِهَا[ مَن أَولَاكُم]مَعرُوفاً مِمّن لَيسَ مِن شِيعَتِهَا فَهُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ قَالَ هَولُ يَومِ القِيَامَةِوَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَهيِ‌َ وَ اللّهِ فَاطِمَةُ وَ ذُرّيّتُهَا وَ شِيعَتُهَا وَ مَن أَولَاهُم مَعرُوفاً مِمّن لَيسَ هُوَ مِن شِيعَتِهَا

55- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لِفَاطِمَةَ يَا فَاطِمَةُ قوُميِ‌ فاَخرجُيِ‌ تِلكِ الصّحفَةَ فَقَامَت فَأَخرَجَت صَحفَةً فِيهَا تَرِيدٌ وَ عُرَاقٌ يَفُورُ فَأَكَلَ النّبِيّص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوماً ثُمّ إِنّ أُمّ أَيمَنَ رَأَتِ الحُسَينَ مَعَهُ شَيءٌ فَقَالَت لَهُ مِن أَينَ لَكَ هَذَا قَالَ إِنّا لَنَأكُلُهُ مُنذُ أَيّامٍ فَأَتَت أُمّ أَيمَنَ فَاطِمَةَ ع فَقَالَت يَا فَاطِمَةُ إِذَا كَانَ عِندَ أُمّ أَيمَنَ شَيءٌ فَإِنّمَا هُوَ لِفَاطِمَةَ وَ لِوُلدِهَا وَ إِذَا كَانَ عِندَ فَاطِمَةَ شَيءٌ فَلَيسَ لِأُمّ أَيمَنَ مِنهُ شَيءٌ فَأَخرَجَت لَهَا مِنهُ فَأَكَلَت مِنهُ أُمّ أَيمَنَ وَ نَفِدَتِ الصّحفَةُ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص أَمَا لَو لَا أَنّكِ أَطعَمتِهَا لَأَكَلتِ مِنهَا أَنتِ وَ ذُرّيّتُكِ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ الصّحفَةُ عِندَنَا يَخرُجُ بِهَا قَائِمُنَا ع فِي زَمَانِهِ

بيان قال الجوهري‌ العرق العظم ألذي أخذ عنه اللحم والجمع عراق بالضم انتهي . والمراد هنا العظم مع اللحم كماورد في اللغة أيضا قال الفيروزآبادي‌ العرق وكغراب العظم أكل لحمه والجمع ككتاب وغراب نادر أوالعرق العظم بلحمه فإذاأكل لحمه فعراق أوكلاهما لكليهما


صفحه : 64

56- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن عُقبَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا عُبِدَ اللّهُ بشِيَ‌ءٍ مِنَ التّمجِيدِ أَفضَلَ مِن تَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع وَ لَو كَانَ شَيءٌ أَفضَلَ مِنهُ لَنَحَلَهُ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ

57-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]سَهلُ بنُ أَحمَدَ الديّنوَرَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ جَابِرٌ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ حدَثّنيِ‌ بِحَدِيثٍ فِي فَضلِ جَدّتِكَ فَاطِمَةَ إِذَا أَنَا حَدّثتُ بِهِ الشّيعَةَ فَرِحُوا بِذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُصِبَ لِلأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ مَنَابِرُ مِن نُورٍ فَيَكُونُ منِبرَيِ‌ أَعلَي مَنَابِرِهِم يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ يَقُولُ اللّهُ يَا مُحَمّدُ اخطُب فَأَخطُبُ بِخُطبَةٍ لَم يَسمَع أَحَدٌ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ بِمِثلِهَا ثُمّ يُنصَبُ لِلأَوصِيَاءِ مَنَابِرُ مِن نُورٍ وَ يُنصَبُ لوِصَيِيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَوسَاطِهِم مِنبَرٌ مِن نُورٍ فَيَكُونُ مِنبَرُهُ أَعلَي مَنَابِرِهِم ثُمّ يَقُولُ اللّهُ يَا عَلِيّ اخطُب فَيَخطُبُ بِخُطبَةٍ لَم يَسمَع أَحَدٌ مِنَ الأَوصِيَاءِ بِمِثلِهَا ثُمّ يُنصَبُ لِأَولَادِ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ مَنَابِرُ مِن نُورٍ فَيَكُونُ لاِبنيَ‌ّ وَ سبِطيَ‌ّ وَ ريَحاَنتَيَ‌ّ أَيّامَ حيَاَتيِ‌ مِنبَرٌ مِن نُورٍ ثُمّ يُقَالُ لَهُمَا اخطُبَا فَيَخطُبَانِ بِخُطبَتَينِ لَم يَسمَع أَحَدٌ مِن أَولَادِ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ بِمِثلِهِمَا ثُمّ ينُاَديِ‌ المنُاَديِ‌ وَ هُوَ جَبرَئِيلُ ع أَينَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ أَينَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أَينَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ أَينَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ أَينَ أُمّ كُلثُومٍ أُمّ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا فَيَقُمنَ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا أَهلَ الجَمعِ لِمَنِ الكَرَمُ اليَومَ فَيَقُولُ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ لِلّهِ الوَاحِدِ القَهّارِ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي يَا أَهلَ الجَمعِ إنِيّ‌ قَد جَعَلتُ الكَرَمَ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فَاطِمَةَ يَا أَهلَ الجَمعِ طَأطِئُوا الرّءُوسَ وَ غُضّوا الأَبصَارَ فَإِنّ هَذِهِ فَاطِمَةُ تَسِيرُ إِلَي الجَنّةِ فَيَأتِيهَا جَبرَئِيلُ بِنَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ مُدَبّجَةَ الجَنبَينِ خِطَامُهَا مِنَ اللّؤلُؤِ المُخفَقِ الرّطبِ عَلَيهَا رَحلٌ مِنَ المَرجَانِ فَتُنَاخُ بَينَ يَدَيهَا فَتَركَبُهَا فَيُبعَثُ إِلَيهَا مِائَةُ أَلفِ


صفحه : 65

مَلَكٍ فَيَسِيرُونَ عَلَي يَمِينِهَا وَ يُبعَثُ إِلَيهَا مِائَةُ أَلفِ مَلَكٍ فَيَصِيرُونَ عَلَي يَسَارِهَا وَ يُبعَثُ إِلَيهَا مِائَةُ أَلفِ مَلَكٍ يَحمِلُونَهَا عَلَي أَجنِحَتِهِم حَتّي يُسَيّرُونَهَا عَلَي بَابِ الجَنّةِ فَإِذَا صَارَت عِندَ بَابِ الجَنّةِ تَلتَفِتُ فَيَقُولُ اللّهُ يَا بِنتَ حبَيِبيِ‌ مَا التِفَاتُكِ وَ قَد أَمَرتُ بِكِ إِلَي جنَتّيِ‌ فَتَقُولُ يَا رَبّ أَحبَبتُ أَن يُعرَفَ قدَريِ‌ فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ فَيَقُولُ اللّهُ يَا بِنتَ حبَيِبيِ‌ ارجعِيِ‌ فاَنظرُيِ‌ مَن كَانَ فِي قَلبِهِ حُبّ لَكِ أَو لِأَحَدٍ مِن ذُرّيّتِكِ خذُيِ‌ بِيَدِهِ فَأَدخِلِيهِ الجَنّةَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ يَا جَابِرُ إِنّهَا ذَلِكَ اليَومَ لَتَلتَقِطُ شِيعَتَهَا وَ مُحِبّيهَا كَمَا يَلتَقِطُ الطّيرُ الحَبّ الجَيّدَ مِنَ الحَبّ الردّيِ‌ءِ فَإِذَا صَارَ شِيعَتُهَا مَعَهَا عِندَ بَابِ الجَنّةِ يلُقيِ‌ اللّهُ فِي قُلُوبِهِم أَن يَلتَفِتُوا فَإِذَا التَفَتُوا فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا أحَبِاّئيِ‌ مَا التِفَاتُكُم وَ قَد شَفّعتُ فِيكُم فَاطِمَةَ بِنتَ حبَيِبيِ‌ فَيَقُولُونَ يَا رَبّ أَحبَبنَا أَن يُعرَفَ قَدرُنَا فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ فَيَقُولُ اللّهُ يَا أحَبِاّئيِ‌ ارجِعُوا وَ انظُرُوا مَن أَحَبّكُم لِحُبّ فَاطِمَةَ انظُرُوا مَن أَطعَمَكُم لِحُبّ فَاطِمَةَ انظُرُوا مَن كَسَاكُم لِحُبّ فَاطِمَةَ انظُرُوا مَن سَقَاكُم شَربَةً فِي حُبّ فَاطِمَةَ انظُرُوا مَن رَدّ عَنكُم غَيبَةً فِي حُبّ فَاطِمَةَ خُذُوا بِيَدِهِ وَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ وَ اللّهِ لَا يَبقَي فِي النّاسِ إِلّا شَاكّ أَو كَافِرٌ أَو مُنَافِقٌ فَإِذَا صَارُوا بَينَ الطّبَقَاتِ نَادَوا كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍفَيَقُولُونَفَلَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هَيهَاتَ هَيهَاتَ مُنِعُوا مَا طَلَبُواوَ لَو رُدّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ

58- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِاللّيلَةُ فَاطِمَةُ وَ القَدرُ اللّهُ فَمَن عَرَفَ فَاطِمَةَ حَقّ مَعرِفَتِهَا فَقَد أَدرَكَ لَيلَةَ القَدرِ وَ إِنّمَا سُمّيَت فَاطِمَةَ لِأَنّ الخَلقَ فُطِمُوا عَن مَعرِفَتِهَا


صفحه : 66

59-مهج ،[مهج الدعوات ] عَنِ الشّيخِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن جَدّهِ عَنِ الفَقِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ عَن أَبِي البَرَكَاتِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الجوَزيِ‌ّ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بُشرَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِدرِيسَ بنِ سَعِيدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ رُشَيدٍ وَ الوَلِيدِ بنِ شُجَاعِ بنِ مَروَانَ عَن عَاصِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَخَرَجتُ مِن منَزلِيِ‌ يَوماً بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص بِعَشَرَةِ أَيّامٍ فلَقَيِنَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ابنُ عَمّ الرّسُولِ مُحَمّدٍص فَقَالَ لِي يَا سَلمَانُ جَفَوتَنَا بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ أَبَا الحَسَنِ مِثلُكُم لَا يُجفَي غَيرَ أَنّ حزُنيِ‌ عَلَي رَسُولِ اللّهِص طَالَ فَهُوَ ألّذِي منَعَنَيِ‌ مِن زِيَارَتِكُم فَقَالَ ع يَا سَلمَانُ ائتِ مَنزِلَ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص فَإِنّهَا إِلَيكَ مُشتَاقَةٌ تُرِيدُ أَن تُتحِفَكَ بِتُحفَةٍ قَد أُتحِفَت بِهَا مِنَ الجَنّةِ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ ع قَد أُتحِفَت فَاطِمَةُ ع بشِيَ‌ءٍ مِنَ الجَنّةِ بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ نَعَم بِالأَمسِ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَهَروَلتُ إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع بِنتِ مُحَمّدٍص فَإِذَا هيِ‌َ جَالِسَةٌ وَ عَلَيهَا قِطعَةُ عَبَاءٍ إِذَا خَمّرَت رَأسَهَا انجَلَي سَاقُهَا وَ إِذَا غَطّت سَاقَهَا انكَشَفَ رَأسُهَا فَلَمّا نَظَرَت إلِيَ‌ّ اعتَجَرَت ثُمّ قَالَ يَا سَلمَانُ جفَوَتنَيِ‌ بَعدَ وَفَاةِ أَبِيص قُلتُ حبَيِبتَيِ‌ أَ أَجفَاكُم قَالَت فَمَه اجلِس وَ اعقِل مَا أَقُولُ لَكَ إنِيّ‌ كُنتُ جَالِسَةً بِالأَمسِ فِي هَذَا المَجلِسِ وَ بَابُ الدّارِ مُغلَقٌ وَ أَنَا أَتَفَكّرُ فِي انقِطَاعِ الوحَي‌ِ عَنّا وَ انصِرَافِ المَلَائِكَةِ عَن مَنزِلِنَا فَإِذَا انفَتَحَ البَابُ مِن غَيرِ أَن يَفتَحَهُ أَحَدٌ فَدَخَلَ عَلَيّ ثَلَاثُ جِوَارٍ لَم يَرَ الرّاءُونَ بِحُسنِهِنّ وَ لَا كَهَيئَتِهِنّ وَ لَا نَضَارَةِ وُجُوهِهِنّ وَ لَا أَزكَي مِن رِيحِهِنّ فَلَمّا رَأَيتُهُنّ قُمتُ إِلَيهِنّ مُتَنَكّرَةً لَهُنّ فَقُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتُنّ مِن أَهلِ مَكّةَ أَم مِن أَهلِ المَدِينَةِ فَقُلنَ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ لَسنَا مِن أَهلِ مَكّةَ وَ لَا مِن أَهلِ المَدِينَةِ وَ لَا مِن أَهلِ الأَرضِ جَمِيعاً غَيرَ أَنّنَا جِوَارٍ مِنَ الحُورِ العِينِ مِن دَارِ السّلَامِ أَرسَلَنَا رَبّ العِزّةِ إِلَيكِ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ إِنّا إِلَيكِ مُشتَاقَاتٌ


صفحه : 67

فَقُلتُ للِتّيِ‌ أَظُنّ أَنّهَا أَكبَرُ سِنّاً مَا اسمُكِ قَالَت اسميِ‌ مَقدُودَةُ قُلتُ وَ لِمَ سُمّيتِ مَقدُودَةَ قَالَت خُلِقتُ لِلمِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ الكنِديِ‌ّ صَاحِبِ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ لِلثّانِيَةِ مَا اسمُكِ قَالَت ذَرّةُ قُلتُ وَ لِمَ سُمّيتِ ذَرّةَ وَ أَنتِ فِي عيَنيِ‌ نَبِيلَةٌ قَالَت خُلِقتُ لأِبَيِ‌ ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ صَاحِبِ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ لِلثّالِثَةِ مَا اسمُكِ قَالَت سَلمَي قُلتُ وَ لِمَ سُمّيتِ سَلمَي قَالَت أَنَا لِسَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ مَولَي أَبِيكِ رَسُولِ اللّهِص قَالَت فَاطِمَةُ ثُمّ أَخرَجنَ لِي رُطَباً أَزرَقَ كَأَمثَالِ الخُشكَنَانَجِ الكِبَارِ أَبيَضَ مِنَ الثّلجِ وَ أَزكَي رِيحاً مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ فَأَحضَرَتهُ فَقَالَت لِي يَا سَلمَانُ أَفطِر عَلَيهِ عَشِيّتَكَ فَإِذَا كَانَ غَداً فجَئِنيِ‌ بِنَوَاهُ أَو قَالَت عَجَمِهِ قَالَ سَلمَانُ فَأَخَذتُ الرّطَبَ فَمَا مَرَرتُ بِجَمعٍ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص إِلّا قَالُوا يَا سَلمَانُ أَ مَعَكَ مِسكٌ قُلتُ نَعَم فَلَمّا كَانَ وَقتُ الإِفطَارِ أَفطَرتُ عَلَيهِ فَلَم أَجِد لَهُ عَجَماً وَ لَا نَوًي فَمَضَيتُ إِلَي بِنتِ رَسُولِ اللّهِص فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ فَقُلتُ لَهَا إنِيّ‌ أَفطَرتُ عَلَي مَا أتَحفَتيِنيِ‌ بِهِ فَمَا وَجَدتُ لَهُ عَجَماً وَ لَا نَوًي قَالَت يَا سَلمَانُ وَ لَن يَكُونَ لَهُ عَجَمٌ وَ لَا نَوًي وَ إِنّمَا هُوَ نَخلٌ غَرَسَهُ اللّهُ فِي دَارِ السّلَامِ بِكَلَامٍ عَلّمَنِيهِ أَبِي مُحَمّدٌص كُنتُ أَقُولُهُ غُدوَةً وَ عَشِيّةً قَالَ سَلمَانُ قُلتُ علمني‌[علَمّيِنيِ‌]الكَلَامَ يَا سيَدّتَيِ‌ فَقَالَت إِن سَرّكَ أَن لَا يَمَسّكَ أَذَي الحُمّي مَا عِشتَ فِي دَارِ الدّنيَا فَوَاظِب عَلَيهِ ثُمّ قَالَ سَلمَانُ علَمّتَنيِ‌ هَذَا الحِرزَ فَقَالَتبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِبِسمِ اللّهِ النّورِ بِسمِ اللّهِ نُورِ النّورِ بِسمِ اللّهِ نُورٌ عَلَي نُورٍ بِسمِ اللّهِ ألّذِي هُوَ مُدَبّرُ الأُمُورِ بِسمِ اللّهِ ألّذِي خَلَقَ النّورَ مِنَ النّورِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ النّورَ مِنَ النّورِ وَ أَنزَلَ النّورَ عَلَي الطّورِ فِيكِتابٍ مَسطُورٍ فِي رَقّ مَنشُورٍبِقَدَرِ مَقدُورٍ عَلَي نبَيِ‌ّ مَحبُورٍ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هُوَ بِالعِزّ مَذكُورٌ


صفحه : 68

وَ بِالفَخرِ مَشهُورٌ وَ عَلَي السّرّاءِ وَ الضّرّاءِ مَشكُورٌ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ قَالَ سَلمَانُ فَتَعَلّمتُهُنّ فَوَ اللّهِ لَقَد عَلّمتُهُنّ أَكثَرَ مِن أَلفِ نَفسٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ وَ مَكّةَ مِمّن بِهِمُ الحُمّي فَكُلّ بَرَأَ مِن مَرَضِهِ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي

بيان الاعتجار لف العمامة علي الرأس قولها ع فمه أي فما السبب في ترك زيارتنا أواسكت والتنكر التغير علي وجه الاستيحاش والكراهة و لماكانت الذرة موضوعة للصغيرة من النملة قالت ع أنت مع نبلك وشرفك لم سميت باسم يدل علي الحقارة والخشكنانج لعله معرب أي الخبز اليابس

60- مِن بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ،بِإِسنَادِهِ عَن أُسَامَةَ قَالَ مَرَرتُ بعِلَيِ‌ّ وَ العَبّاسِ وَ هُمَا قَاعِدَانِ فِي المَسجِدِ فَقَالَا يَا أُسَامَةُ استَأذِن لَنَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا عَلِيّ وَ العَبّاسُ يَستَأذِنَانِ فَقَالَ هَل تدَريِ‌ مَا جَاءَ بِهِمَا قُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا أدَريِ‌ قَالَ لكَنِيّ‌ أدَريِ‌ مَا جَاءَ بِهِمَا فَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا فَسَلّمَا ثُمّ قَعَدَا فَقَالَا يَا رَسُولَ اللّهِ أَيّ أَهلِكَ أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ فَاطِمَةُ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ أَنّهَا كَانَت إِذَا ذُكِرَت فَاطِمَةُ بِنتُ النّبِيّص قَالَت مَا رَأَيتُ أَحَداً كَانَ أَصدَقَ لَهجَةً مِنهَا إِلّا أَن يَكُونَ ألّذِي وَلَدَهَا

وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الثعّلبَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ المزُنَيِ‌ّ عَن أَبِي يَعلَي الموَصلِيِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ زَنجَلَةَ الراّزيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ صَالِحٍ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّ النّبِيّص أَقَامَ أَيّاماً لَم يَطعَم طَعَاماً حَتّي شَقّ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ طَافَ فِي مَنَازِلِ أَزوَاجِهِ فَلَم يُصِب عِندَ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ شَيئاً فَأَتَي فَاطِمَةَ فَقَالَ يَا بُنَيّةُ هَل عِندَكِ شَيءٌ آكُلُهُ فإَنِيّ‌ جَائِعٌ فَقَالَت لَا وَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ فَلَمّا خَرَجَ مِن عِندِهَا بَعَثَ إِلَيهَا جَارَةً لَهَا بِرَغِيفَينِ وَ قِطعَةِ لَحمٍ فَأَخَذَتهُ مِنهَا فَوَضَعَتهُ فِي جَفنَةٍ لَهَا وَ غَطّت عَلَيهَا وَ قَالَت لَأُوثِرَنّ بِهَا رَسُولَ اللّهِص عَلَي نفَسيِ‌ وَ مَن عنِديِ‌ وَ كَانُوا جَمِيعاً مُحتَاجِينَ إِلَي شُبعَةِ طَعَامٍ


صفحه : 69

فَبَعَثَت حَسَناً أَو حُسَيناً إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَرَجَعَ إِلَيهَا فَقَالَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ قَد أَتَانَا اللّهُ بشِيَ‌ءٍ فَخَبَأتُهُ قَالَ هلَمُيّ‌ فَأَتَتهُ فَكَشَفَت عَنِ الجَفنَةِ فَإِذَا هيِ‌َ مَملُوءَةٌ خُبزاً وَ لَحماً فَلَمّا نَظَرَت إِلَيهِ بُهِتَت فَعَرَفَت أَنّهَا كَرَامَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَحَمِدَتِ اللّهَ وَ صَلّت عَلَي نَبِيّهِ فَقَالَص مِن أَينَ لَكِ هَذَا يَا بُنَيّةُ فَقَالَتهُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍفَحَمِدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَكِ شَبِيهَةً بِسَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فِي نِسَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي وَقتِهِم فَإِنّهَا كَانَت إِذَا رَزَقَهَا اللّهُ تَعَالَي فَسُئِلَت عَنهُقالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍفَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ ثُمّ أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ جَمِيعُ أَزوَاجِ النّبِيّص وَ أَهلُ بَيتِهِ جَمِيعاً وَ شَبِعُوا وَ بَقِيَتِ الجَفنَةُ كَمَا هيِ‌َ قَالَت فَاطِمَةُ فَأَوسَعتُ مِنهَا عَلَي جَمِيعِ جيِراَنيِ‌ وَ جَعَلَ اللّهُ فِيهَا البَرَكَةَ وَ الخَيرَ كَمَا فَعَلَ اللّهُ بِمَريَمَ ع

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الثعلبي‌ في تفسيره و ابن المؤذن في الأربعين بإسنادهما عن محمد بن المنكدر عن جابر مثله

61- وَ مِن كِتَابِ المَنَاقِبِ،المَذكُورِ عَن أَبِي الفَرَجِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المكَيّ‌ّ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحلُواَنيِ‌ّ عَن كَرِيمَةَ بِنتِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المرَوزَيِ‌ّ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَيضاً بِهِ عَالِياً قاَضيِ‌ القُضَاةِ مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ البغَداَديِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الزيّنبَيِ‌ّ عَنِ الكَرِيمَةِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المَروَزِيّةِ بِمَكّةَ حَرَسَهَا اللّهُ تَعَالَي عَن أَبِي عَلِيّ زَاهِرِ بنِ أَحمَدَ عَن مُعَاذِ بنِ يُوسُفَ الجرُجاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ غَالِبٍ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَنِ ابنِ نُمَيرٍ عَن مُجَالِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَخَرَجَ أعَراَبيِ‌ّ مِن بنَيِ‌ سُلَيمٍ يَتَبَدّي فِي البَرّيّةِ فَإِذَا هُوَ بِضَبّ قَد نَفَرَ مِن بَينِ يَدَيهِ فَسَعَي وَرَاءَهُ حَتّي اصطَادَهُ ثُمّ جَعَلَهُ فِي كُمّهِ وَ أَقبَلَ يَزدَلِفُ نَحوَ النّبِيّص فَلَمّا أَن وَقَفَ بِإِزَائِهِ نَادَاهُ يَا مُحَمّدُ يَا مُحَمّدُ وَ كَانَ مِن أَخلَاقِ رَسُولِ اللّهِص إِذَا قِيلَ لَهُ يَا مُحَمّدُ قَالَ يَا مُحَمّدُ وَ إِذَا قِيلَ لَهُ يَا أَحمَدُ قَالَ يَا أَحمَدُ وَ إِذَا قِيلَ


صفحه : 70

لَهُ يَا أَبَا القَاسِمِ قَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ وَ إِذَا قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ وَ تَهَلّلَ وَجهُهُ فَلَمّا أَن نَادَاهُ الأعَراَبيِ‌ّ يَا مُحَمّدُ يَا مُحَمّدُ قَالَ لَهُ النّبِيّ يَا مُحَمّدُ يَا مُحَمّدُ قَالَ لَهُ أَنتَ السّاحِرُ الكَذّابُ ألّذِي مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ مِن ذيِ‌ لَهجَةٍ هُوَ أَكذَبُ مِنكَ أَنتَ ألّذِي تَزعَمُ أَنّ لَكَ فِي هَذِهِ الخَضرَاءِ إِلَهاً بَعَثَ بِكَ إِلَي الأَسوَدِ وَ الأَبيَضِ وَ اللّاتِ وَ العُزّي لَو لَا أنَيّ‌ أَخَافُ أَنّ قوَميِ‌ يسُمَوّننَيِ‌ العَجُولَ لَضَرَبتُكَ بسِيَفيِ‌ هَذَا ضَربَةً أَقتُلُكَ بِهَا فَأَسُودَ بِكَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فَوَثَبَ إِلَيهِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ لِيَبطِشَ بِهِ فَقَالَ النّبِيّص اجلِس يَا أَبَا حَفصٍ فَقَد كَادَ الحَلِيمُ أَن يَكُونَ نَبِيّاً ثُمّ التَفَتَ النّبِيّص إِلَي الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَا أَخَا بنَيِ‌ سُلَيمٍ هَكَذَا تَفعَلُ العَرَبُ يَتَهَجّمُونَ عَلَينَا فِي مَجَالِسِنَا يَجبَهُونَنَا بِالكَلَامِ الغَلِيظِ يَا أعَراَبيِ‌ّ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ مَن ضَرّ بيِ‌ فِي دَارِ الدّنيَا هُوَ غَداً فِي النّارِ يَتَلَظّي يَا أعَراَبيِ‌ّ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ أَهلَ السّمَاءِ السّابِعَةِ يسُمَوّننَيِ‌ أَحمَدَ الصّادِقَ يَا أعَراَبيِ‌ّ أَسلِم تَسلَم مِنَ النّارِ يَكُونُ لَكَ مَا لَنَا وَ عَلَيكَ مَا عَلَينَا وَ تَكُونُ أَخَانَا فِي الإِسلَامِ قَالَ فَغَضِبَ الأعَراَبيِ‌ّ وَ قَالَ وَ اللّاتِ وَ العُزّي لَا أُومِنُ بِكَ يَا مُحَمّدُ أَو يُؤمِنَ هَذَا الضّبّ ثُمّ رَمَي بِالضّبّ عَن كُمّهِ فَلَمّا أَن وَقَعَ الضّبّ عَلَي الأَرضِ وَلّي هَارِباً فَنَادَاهُ النّبِيّص أَيّهَا الضّبّ أَقبِل إلِيَ‌ّ فَأَقبَلَ الضّبّ يَنظُرُ إِلَي النّبِيّص قَالَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَيّهَا الضّبّ مَن أَنَا فَإِذَا هُوَ يَنطِقُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ ذَرِبٍ غَيرِ قَطِعٍ فَقَالَ أَنتَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَن تَعبُدُ قَالَ أَعبُدُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ وَ اتّخَذَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا وَ اصطَفَاكَ يَا مُحَمّدُ حَبِيباً ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


أَلَا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ صَادِقٌ   فَبُورِكتَ مَهدِيّاً وَ بُورِكتَ هَادِياً

شَرَعتَ لَنَا دِينَ الحَنِيفَةِ بَعدَ مَا   عَبَدنَا كَأَمثَالِ الحَمِيرِ الطّوَاغِيَا

صفحه : 71


فَيَا خَيرَ مَدعُوّ وَ يَا خَيرَ مُرسَلٍ   إِلَي الجِنّ بَعدَ الإِنسِ لَبّيكَ دَاعِياً

وَ نَحنُ أُنَاسٌ مِن سُلَيمٍ وَ إِنّنَا   أَتَينَاكَ نَرجُو أَن نَنَالَ العَوَالِيَا

أَتَيتَ بِبُرهَانٍ مِنَ اللّهِ وَاضِحٍ   فَأَصبَحتَ فِينَا صَادِقَ القَولِ زَاكِياً

فَبُورِكتَ فِي الأَحوَالِ حَيّاً وَ مَيّتاً   وَ بُورِكتَ مَولُوداً وَ بُورِكتَ نَاشِياً

قَالَ ثُمّ أَطبَقَ عَلَي فَمِ الضّبّ فَلَم يُحِر جَوَاباً فَلَمّا أَن نَظَرَ الأعَراَبيِ‌ّ إِلَي ذَلِكَ قَالَ وَا عَجَبَا ضَبّ اصطَدتُهُ مِنَ البَرّيّةِ ثُمّ أَتَيتُ بِهِ فِي كمُيّ‌ لَا يَفقَهُ وَ لَا يَنقَهُ وَ لَا يَعقِلُ يُكَلّمُ مُحَمّداًص بِهَذَا الكَلَامِ وَ يَشهَدُ لَهُ بِهَذِهِ الشّهَادَةِ أَنَا لَا أَطلُبُ أَثَراً بَعدَ عَينٍ مُدّ يَمِينَكَ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَأَسلَمَ الأعَراَبيِ‌ّ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ ثُمّ التَفَتَ النّبِيّص إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُم عَلّمُوا الأعَراَبيِ‌ّ سُوَراً مِنَ القُرآنِ قَالَ فَلَمّا أَن عُلّمَ الأعَراَبيِ‌ّ سُوَراً مِنَ القُرآنِ قَالَ لَهُ النّبِيّص هَل لَكَ شَيءٌ مِنَ المَالِ قَالَ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّا أَربَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ مِن بنَيِ‌ سُلَيمٍ مَا فِيهِم أَفقَرُ منِيّ‌ وَ لَا أَقَلّ مَالًا ثُمّ التَفَتَ النّبِيّص إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُم مَن يَحمِلِ الأعَراَبيِ‌ّ عَلَي نَاقَةٍ أَضمَن لَهُ عَلَي اللّهِ نَاقَةً مِن نُوقِ الجَنّةِ قَالَ فَوَثَبَ إِلَيهِ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ قَالَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ عنِديِ‌ نَاقَةٌ حَمرَاءُ عُشَرَاءُ وَ هيِ‌َ للِأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا سَعدُ تَفخَرُ عَلَينَا بِنَاقَتِكَ أَ لَا أَصِفُ لَكَ النّاقَةَ التّيِ‌ نُعطِيكَهَا بَدَلًا مِن نَاقَةِ الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ بَلَي فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ فَقَالَ يَا سَعدُ نَاقَةٌ مِن ذَهَبٍ أَحمَرَ وَ قَوَائِمُهَا مِنَ العَنبَرِ وَ وَبَرُهَا مِنَ الزّعفَرَانِ وَ عَينَاهَا مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ وَ عُنُقُهَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ وَ سَنَامُهَا مِنَ الكَافُورِ الأَشهَبِ وَ ذَقَنُهَا مِنَ الدّرّ وَ خِطَامُهَا مِنَ اللّؤلُؤِ الرّطبِ عَلَيهَا قُبّةٌ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ يُرَي بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا تَطِيرُ بِكَ فِي الجَنّةِ ثُمّ التَفَتَ النّبِيّص إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُم مَن يُتَوّجِ الأعَراَبيِ‌ّ أَضمَن لَهُ


صفحه : 72

عَلَي اللّهِ تَاجَ التّقَي قَالَ فَوَثَبَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ مَا تَاجُ التّقَي فَذَكَرَ مِن صِفَتِهِ قَالَ فَنَزَعَ عَلِيّ ع عِمَامَتَهُ فَعَمّمَ بِهَا الأعَراَبيِ‌ّ ثُمّ التَفَتَ النّبِيّص فَقَالَ مَن يُزَوّدِ الأعَراَبيِ‌ّ وَ أَضمَنَ لَهُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ زَادَ التّقوَي قَالَ فَوَثَبَ إِلَيهِ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَقَالَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ مَا زَادُ التّقوَي قَالَ يَا سَلمَانُ إِذَا كَانَ آخِرُ يَومٍ مِنَ الدّنيَا لَقّنَكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَولَ شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَإِن أَنتَ قُلتَهَا لقَيِتنَيِ‌ وَ لَقِيتُكَ وَ إِن أَنتَ لَم تَقُلهَا لَم تلَقنَيِ‌ وَ لَم أَلقَكَ أَبَداً قَالَ فَمَضَي سَلمَانُ حَتّي طَافَ تِسعَةَ أَبيَاتٍ مِن بُيُوتِ رَسُولِ اللّهِص فَلَم يَجِد عِندَهُنّ شَيئاً فَلَمّا أَن وَلّي رَاجِعاً نَظَرَ إِلَي حُجرَةِ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ إِن يَكُن خَيرٌ فَمِن مَنزِلِ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍص فَقَرَعَ البَابَ فَأَجَابَتهُ مِن وَرَاءِ البَابِ مَن بِالبَابِ فَقَالَ لَهَا أَنَا سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَقَالَت لَهُ يَا سَلمَانُ وَ مَا تَشَاءُ فَشَرَحَ قِصّةَ الأعَراَبيِ‌ّ وَ الضّبّ مَعَ النّبِيّص قَالَت لَهُ يَا سَلمَانُ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداًص بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ لَنَا ثَلَاثاً مَا طَعِمنَا وَ إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قَد اضطَرَبَا عَلَيّ مِن شِدّةِ الجُوعِ ثُمّ رَقَدَا كَأَنّهُمَا فَرخَانِ مَنتُوفَانِ وَ لَكِن لَا أَرُدّ الخَيرَ إِذَا نَزَلَ الخَيرُ ببِاَبيِ‌ يَا سَلمَانُ خُذ درِعيِ‌ هَذَا ثُمّ امضِ بِهِ إِلَي شَمعُونَ اليهَوُديِ‌ّ وَ قُل لَهُ تَقُولُ لَكَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ أقَرضِنيِ‌ عَلَيهِ صَاعاً مِن تَمرٍ وَ صَاعاً مِن شَعِيرٍ أَرُدّهُ عَلَيكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي قَالَ فَأَخَذَ سَلمَانُ الدّرعَ ثُمّ أَتَي بِهِ إِلَي شَمعُونَ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَا شَمعُونُ هَذَا دِرعُ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍص تَقُولُ لَكَ أقَرضِنيِ‌ عَلَيهِ صَاعاً مِن تَمرٍ وَ صَاعاً مِن شَعِيرٍ أَرُدّهُ عَلَيكَ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَأَخَذَ شَمعُونُ الدّرعَ ثُمّ جَعَلَ يُقَلّبُهُ فِي كَفّهِ وَ عَينَاهُ تَذرِفَانِ بِالدّمُوعِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا سَلمَانُ هَذَا هُوَ الزّهدُ فِي الدّنيَا هَذَا ألّذِي أَخبَرَنَا بِهِ مُوسَي بنُ عِمرَانَ


صفحه : 73

فِي التّورَاةِ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَأَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ ثُمّ دَفَعَ إِلَي سَلمَانَ صَاعاً مِن تَمرٍ وَ صَاعاً مِن شَعِيرٍ فَأَتَي بِهِ سَلمَانُ إِلَي فَاطِمَةَ فَطَحَنَتهُ بِيَدِهَا وَ اختَبَزَتهُ خُبزاً ثُمّ أَتَت بِهِ إِلَي سَلمَانَ فَقَالَت لَهُ خُذهُ وَ امضِ بِهِ إِلَي النّبِيّص قَالَ فَقَالَ لَهَا سَلمَانُ يَا فَاطِمَةُ خذُيِ‌ مِنهُ قُرصاً تُعَلّلِينَ بِهِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَقَالَت يَا سَلمَانُ هَذَا شَيءٌ أَمضَينَاهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ لَسنَا نَأخُذُ مِنهُ شَيئاً قَالَ فَأَخَذَهُ سَلمَانُ فَأَتَي بِهِ النّبِيّص فَلَمّا نَظَرَ النّبِيّص إِلَي سَلمَانَ قَالَ لَهُ يَا سَلمَانُ مِن أَينَ لَكَ هَذَا قَالَ مِن مَنزِلِ بِنتِكَ فَاطِمَةَ قَالَ وَ كَانَ النّبِيّص لَم يَطعَم طَعَاماً مُنذُ ثَلَاثٍ قَالَ فَوَثَبَ النّبِيّص حَتّي وَرَدَ إِلَي حُجرَةِ فَاطِمَةَ فَقَرَعَ البَابَ وَ كَانَ إِذَا قَرَعَ النّبِيّص البَابَ لَا يَفتَحُ لَهُ البَابَ إِلّا فَاطِمَةُ فَلَمّا أَن فَتَحَت لَهُ البَابَ نَظَرَ النّبِيّص إِلَي صُفَارِ وَجهِهَا وَ تَغَيّرِ حَدَقَتَيهَا فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيّةُ مَا ألّذِي أَرَاهُ مِن صُفَارِ وَجهِكِ وَ تَغَيّرِ حَدَقَتَيكِ فَقَالَت يَا أَبَتِ إِنّ لَنَا ثَلَاثاً مَا طَعِمنَا طَعَاماً وَ إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قَدِ اضطَرَبَا عَلَيّ مِن شِدّةِ الجُوعِ ثُمّ رَقَدَا كَأَنّهُمَا فَرخَانِ مَنتُوفَانِ قَالَ فَأَنبَهَهُمَا النّبِيّص فَأَخَذَ وَاحِداً عَلَي فَخِذِهِ الأَيمَنِ وَ الآخَرَ عَلَي فَخِذِهِ الأَيسَرِ وَ أَجلَسَ فَاطِمَةَ بَينَ يَدَيهَا وَ اعتَنَقَهَا النّبِيّص وَ دَخَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَاعتَنَقَ النّبِيّص مِن وَرَائِهِ ثُمّ رَفَعَ النّبِيّص طَرفَهُ نَحوَ السّمَاءِ فَقَالَ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً قَالَ ثُمّ وَثَبَت فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص حَتّي دَخَلَت إِلَي مِخدَعٍ لَهَا فَصَفّت قَدَمَيهَا فَصَلّت رَكعَتَينِ ثُمّ رَفَعَت بَاطِنَ كَفّيهَا إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَت إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ هَذَا مُحَمّدٌ نَبِيّكَ وَ هَذَا عَلِيّ ابنُ عَمّ نَبِيّكَ وَ هَذَانِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ


صفحه : 74

سِبطَا نَبِيّكَ إلِهَيِ‌ أَنزِل عَلَينَا مَائِدَةً مِنَ السّمَاءِ كَمَا أَنزَلتَهَا عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَكَلُوا مِنهَا وَ كَفَرُوا بِهَا أللّهُمّ أَنزِلهَا عَلَينَا فَإِنّا بِهَا مُؤمِنُونَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ اللّهِ مَا استَتَمّتِ الدّعوَةُ فَإِذَا هيِ‌َ بِصَحفَةٍ مِن وَرَائِهَا يَفُورُ قُتَارُهَا وَ إِذَا قُتَارُهَا أَزكَي مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ فَاحتَضَنَتهَا ثُمّ أَتَت بِهَا إِلَي النّبِيّص وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَلَمّا أَن نَظَرَ إِلَيهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ مِن أَينَ لَكِ هَذَا وَ لَم يَكُن عَهِدَ عِندَهَا شَيئاً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص كُل يَا أَبَا الحَسَنِ وَ لَا تَسأَل الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي رزَقَنَيِ‌ وَلَداً مَثَلُهَا مَثَلُ مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَكُلّما دَخَلَ عَلَيها زَكَرِيّا المِحرابَ وَجَدَ عِندَها رِزقاً قالَ يا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ قَالَ فَأَكَلَ النّبِيّص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ خَرَجَ النّبِيّص وَ تَزَوّدَ الأعَراَبيِ‌ّ وَ استَوَي عَلَي رَاحِلَتِهِ وَ أَتَي بنَيِ‌ سُلَيمٍ وَ هُم يَومَئِذٍ أَربَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ فَلَمّا أَن وَقَفَ فِي وَسطِهِم نَادَاهُم بِعُلُوّ صَوتِهِ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَلَمّا سَمِعُوا مِنهُ هَذِهِ المَقَالَةَ أَسرَعُوا إِلَي سُيُوفِهِم فَجَرّدُوهَا ثُمّ قَالُوا لَهُ لَقَد صَبَوتَ إِلَي دِينِ مُحَمّدٍ السّاحِرِ الكَذّابِ فَقَالَ لَهُم مَا هُوَ بِسَاحِرٍ وَ لَا كَذّابٍ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ بنَيِ‌ سُلَيمٍ إِنّ إِلَهَ مُحَمّدٍص خَيرُ إِلَهٍ وَ إِنّ مُحَمّداًص خَيرُ نبَيِ‌ّ أَتَيتُهُ جَائِعاً فأَطَعمَنَيِ‌ وَ عَارِياً فكَسَاَنيِ‌ وَ رَاجِلًا فحَمَلَنَيِ‌ ثُمّ شَرَحَ لَهُم قِصّةَ الضّبّ مَعَ النّبِيّص وَ أَنشَدَهُمُ الشّعرَ ألّذِي أَنشَدَ فِي النّبِيّص ثُمّ قَالَ يَا مَعَاشِرَ بنَيِ‌ سُلَيمٍ أَسلِمُوا تَسلَمُوا مِنَ النّارِ فَأَسلَمَ فِي ذَلِكَ اليَومِ أَربَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ وَ هُم أَصحَابُ الرّايَاتِ الخُضرِ وَ هُم حَولَ رَسُولِ اللّهِص

أقول وجدت هذاالحديث في كتاب قديم من مؤلفات العامة قال حدثنا أبوبكر أحمد بن علي الطرشيشي‌ ببغداد سنة أربع وثمانين وأربعمائة قال حدثتنا


صفحه : 75

كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزي‌ بمكة حرسها الله بقراءتها علينا في المسجد الحرام في ذي‌ الحجة سنة إحدي وثلاثين وأربعمائة قالت أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمدالفقيه بسرخس قال حدثنامعاذ بن يوسف الجرجاني‌ قال حدثنا أحمد بن محمد بن غالب عن عثمان بن أبي شيبة عن ابن نمير عن مجالد عن ابن عباس مثله بيان قال الجوهري‌ تبدي الرجل أقام بالبادية وازدلف أي تقدم وقطع كفرح وكرم لم يقدر علي الكلام ونقه الحديث كفرح فهمه والعشراء من النوق بضم العين وفتح الشين التي‌ مضي لحملها عشرة أشهر أوثمانية أوهي‌ كالنفساء من النساء وذرفت عينه أي سال دمعها ويقال علله بطعام وغيره أي شغله به والمخدع البيت الصغير ألذي يكون داخل البيت الكبير وتضم ميمه وتفتح ويقال صبأ فلان إذاخرج عن دين إلي دين غيره و قدتقلب الهمزة واوا

62- وَ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ،روُيِ‌َ فِي المَرَاسِيلِ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ كَانَ عَلَيهِمَا ثِيَابٌ خَلَقٌ وَ قَد قَرُبَ العِيدُ فَقَالَا لِأُمّهِمَا فَاطِمَةَ ع إِنّ بنَيِ‌ فُلَانٍ خِيطَت لَهُمُ الثّيَابُ الفَاخِرَةُ أَ فَلَا تَخِيطِينَ لَنَا ثِيَاباً لِلعِيدِ يَا أُمّاه فَقَالَت يُخَاطُ لَكُمَا إِن شَاءَ اللّهُ فَلَمّا أَن جَاءَ العِيدُ جَاءَ جَبرَئِيلُ بِقَمِيصَينِ مِن حُلَلِ الجَنّةِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَا هَذَا يَا أخَيِ‌ جَبرَئِيلُ فَأَخبَرَهُ بِقَولِ الحَسَنِ وَ الحُسَينَ لِفَاطِمَةَ وَ بِقَولِ فَاطِمَةَ يُخَاطُ لَكُمَا إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لَمّا سَمِعَ قَولَهَا لَا نَستَحسِنُ أَن نُكَذّبَ فَاطِمَةَ بِقَولِهَا يُخَاطُ لَكُمَا إِن شَاءَ اللّهُ

وَ عَن سَعِيدٍ الحَفّاظِ[الحَافِظِ]الديّلمَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَمَا أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ يَتَنَعّمُونَ وَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ يُعَذّبُونَ إِذَا لِأَهلِ الجَنّةِ نُورٌ سَاطِعٌ فَيَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَا هَذَا النّورُ لَعَلّ رَبّ العِزّةِ اطّلَعَ فَنَظَرَ إِلَينَا فَيَقُولُ لَهُم رِضوَانُ لَا وَ لَكِن عَلِيّ ع مَازَحَ فَاطِمَةَ فَتَبَسّمَت فَأَضَاءَ ذَلِكَ النّورُ مِن ثَنَايَاهَا


صفحه : 76

وَ بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ وَ دَخَلتُ الجَنّةَ بَلَغتُ إِلَي قَصرِ فَاطِمَةَ فَرَأَيتُ سَبعِينَ قَصراً مِن مَرجَانَةٍ حَمرَاءَ مُكَلّلَةٍ بِاللّؤلُؤِ أَبوَابُهَا وَ حِيطَانُهَا وَ أُسرَتُهَا مِن عِرقٍ وَاحِدٍ وَ قَالَ الحَسَنُ مَا كَانَ فِي الدّنيَا أَعبَدَ مِن فَاطِمَةَ ع كَانَت تَقُومُ حَتّي تَتَوَرّمَ قَدَمَاهَا

63- نبه ،[تنبيه الخاطر] بَينَمَا النّبِيّص وَ النّاسُ فِي المَسجِدِ يَنتَظِرُونَ بِلَالًا أَن يأَتيِ‌َ فَيُؤَذّنَ إِذ أَتَي بَعدَ زَمَانٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا حَبَسَكَ يَا بِلَالُ فَقَالَ إنِيّ‌ اجتَزتُ بِفَاطِمَةَ ع وَ هيِ‌َ تَطحَنُ وَاضِعَةً ابنَهَا الحَسَنَ عِندَ الرّحَي وَ هيِ‌َ تبَكيِ‌ فَقُلتُ لَهَا أَيّمَا أَحَبّ إِلَيكِ إِن شِئتِ كَفَيتُكِ ابنَكِ وَ إِن شِئتِ كَفَيتُكِ الرّحَي فَقَالَت أَنَا أَرفَقُ باِبنيِ‌ فَأَخَذتُ الرّحَي فَطَحَنتُ فَذَاكَ ألّذِي حبَسَنَيِ‌ فَقَالَ النّبِيّص رَحِمتَهَا رَحِمَكَ اللّهُ

أَقُولُ رَوَي ابنُ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مَا خَلَا مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ

وَ عَنِ المِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ عَنهُص قَالَ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ فَمَن أَغضَبَهَا أغَضبَنَيِ‌ أَو آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌

وَ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ عَنهُص فَاطِمَةُ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فِي حَظِيرَةِ القُدسِ فِي قُبّةٍ بَيضَاءَ سَقفُهَا عَرشُ الرّحمَنِ عَزّ وَ جَلّ

أَقُولُ قَالَ السّيّدُ ابنُ طَاوُسٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ قَالَ وَجَدتُ فِي كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ الحَكِيمِ فِي النّبِيّص وَ أَهلِ بَيتِهِ ع تَألِيفِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيّ بنِ مَروَانَ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ البخُاَريِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ هَاشِمٍ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَأُهدِيَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَطِيفَةٌ مَنسُوجَةٌ بِالذّهَبِ أَهدَاهَا لَهُ مَلِكُ الحَبَشَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَأُعطِيَنّهَا رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ


صفحه : 77

وَ رَسُولُهُ فَمَدّ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص أَعنَاقَهُم إِلَيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَينَ عَلِيّ قَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ وَثَبتُ حَتّي أَتَيتُ عَلِيّاً ع فَأَخبَرتُهُ فَجَاءَ فَدَفَعَ رَسُولُ اللّهِص القَطِيفَةَ إِلَيهِ فَقَالَ أَنتَ لَهَا فَخَرَجَ بِهَا إِلَي سُوقِ اللّيلِ فَنَقَضَهَا سِلكاً سِلكاً فَقَسَمَهَا فِي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ ثُمّ رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ مَا مَعَهُ مِنهَا دِينَارٌ فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ استَقبَلَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَخَذتَ أَمسِ ثَلَاثَ آلَافِ مِثقَالٍ مِن ذَهَبٍ فَأَنَا وَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ نَتَغَدّي عِندَكَ غَداً فَقَالَ عَلِيّ ع نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَلَمّا كَانَ الغَدُ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص فِي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ حَتّي قَرَعُوا البَابَ فَخَرَجَ إِلَيهِم وَ قَد عَرِقَ مِنَ الحَيَاءِ لِأَنّهُ لَيسَ فِي مَنزِلِهِ قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ دَخَلَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ حَتّي جَلَسُوا وَ دَخَلَ عَلِيّ عَلَي فَاطِمَةَ فَإِذَا هُوَ بِجَفنَةٍ مَملُوءَةٍ ثَرِيداً عَلَيهَا عُرَاقٌ يَفُورُ مِنهَا رِيحُ المِسكِ الأَذفَرِ فَضَرَبَ عَلِيّ بِيَدِهِ عَلَيهَا فَلَم يَقدِر عَلَي حَملِهَا فَعَاوَنَهُ فَاطِمَةُ عَلَي حَملِهَا حَتّي أَخرَجَهَا فَوَضَعَهَا بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِ فَدَخَلَص عَلَي فَاطِمَةَ فَقَالَ أَي بُنَيّةُ أَنّي لَكِ هَذَا قَالَت يَا أَبَتِهُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يخُرجِنيِ‌ مِنَ الدّنيَا حَتّي رَأَيتُ فِي ابنتَيِ‌ مَا رَأَي زَكَرِيّا فِي مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ فَقَالَت فَاطِمَةُ يَا أَبَتِ أَنَا خَيرٌ أَم مَريَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتِ فِي قَومِكِ وَ مَريَمُ فِي قَومِهَا

64- مِصبَاحُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَقبَلَت فَاطِمَةُ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَعَرَفَ فِي وَجهِهَا الخُمصَ قَالَ يعَنيِ‌ الجُوعَ فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيّةُ هَاهُنَا فَأَجلَسَهَا عَلَي فَخِذِهِ الأَيمَنِ فَقَالَت يَا أَبَتَاه إنِيّ‌ جَائِعَةٌ فَرَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ رَافِعَ الوَضَعَةِ وَ مُشبِعَ الجَاعَةِ أَشبِع فَاطِمَةَ بِنتَ نَبِيّكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَوَ اللّهِ مَا جَاعَت بَعدَ يَومِهَا حَتّي فَارَقَتِ الدّنيَا

وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ وَجَدَت عِلّةً فَجَاءَهَا رَسُولُ اللّهِص عَائِداً فَجَلَسَ عِندَهَا وَ سَأَلَهَا عَن حَالِهَا فَقَالَت إنِيّ‌ أشَتهَيِ‌ طَعَاماً


صفحه : 78

طَيّباً فَقَامَ النّبِيّص إِلَي طَاقٍ فِي البَيتِ فَجَاءَ بِطَبَقٍ فِيهِ زَبِيبٌ وَ كَعكٌ وَ أَقِطٌ وَ قِطفُ عِنَبٍ فَوَضَعَهُ بَينَ يدَيِ‌ فَاطِمَةَ ع فَوَضَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ فِي الطّبَقِ وَ سَمّي اللّهَ وَ قَالَ كُلُوا بِسمِ اللّهِ فَأَكَلَت فَاطِمَةُ وَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَبَينَمَا هُم يَأكُلُونَ إِذ وَقَفَ سَائِلٌ عَلَي البَابِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَطعِمُونَا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ فَقَالَ النّبِيّص اخسَأ فَقَالَت فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَكَذَا تَقُولُ لِلمِسكِينِ فَقَالَ النّبِيّص إِنّهُ الشّيطَانُ وَ إِنّ جَبرَئِيلَ جَاءَكُم بِهَذَا الطّعَامِ مِنَ الجَنّةِ فَأَرَادَ الشّيطَانُ أَن يُصِيبَ مِنهُ وَ مَا كَانَ ذَلِكِ ينَبغَيِ‌ لَهُ

وَ عَن حُذَيفَةَ قَالَ كَانَ النّبِيّص لَا يَنَامُ حَتّي يُقَبّلَ عُرضَ وَجنَةِ فَاطِمَةَ ع أَو بَينَ ثَديَيهَا

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَنَامُ حَتّي يَضَعَ وَجهَهُ الكَرِيمَ بَينَ ثدَييَ‌ فَاطِمَةَ ع

65- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن شُعَيبِ بنِ وَاقِدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّمَا سُمّيَت فَاطِمَةُ مُحَدّثَةً لِأَنّ المَلَائِكَةَ كَانَت تَهبِطُ مِنَ السّمَاءِ فَتُنَادِيهَا كَمَا تنُاَديِ‌ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ فَتَقُولُ يَا فَاطِمَةُإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ يَا فَاطِمَةُاقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَفَتُحَدّثُهُم وَ يُحَدّثُونَهَا فَقَالَت لَهُم ذَاتَ لَيلَةٍ أَ لَيسَتِ المُفَضّلَةُ عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ فَقَالُوا إِنّ مَريَمَ كَانَت سَيّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَكِ سَيّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِكِ وَ عَالَمِهَا وَ سَيّدَةَ نِسَاءِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ


صفحه : 79

كتاب دلائل الإمامة،للطبري‌ عن أبي محمدهارون بن موسي التلعكبري‌ عن الصدوق مثله

66- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ المُؤَدّبِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ بَشّارٍ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ الحضَرمَيِ‌ّ بِمِصرَ مُنذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً قَالَ حَدّثَنَا سُلَيمَانُ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ لَمّا قَرَأَ وَ مَا أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لَا نبَيِ‌ّ وَ لَا مُحَدّثٍ قُلتُ وَ هَل يُحَدّثُ المَلَائِكَةُ إِلّا الأَنبِيَاءَ قَالَ إِنّ مَريَمَ لَم تَكُن نَبِيّةً وَ كَانَت مُحَدّثَةً وَ أُمّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ كَانَت مُحَدّثَةً وَ لَم تَكُن نَبِيّةً وَ سَارَةَ امرَأَةَ اِبرَاهِيمَ قَد عَايَنَتِ المَلَائِكَةَ فَبَشّرُوهَابِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَ وَ لَم تَكُن نَبِيّةً وَ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص كَانَت مُحَدّثَةً وَ لَم تَكُن نَبِيّةً

قال الصدوق رحمه الله قدأخبر الله عز و جل في كتابه بأنه ماأرسل من النساء أحدا إلي الناس في قوله تبارك و تعالي وَ ما أَرسَلنا قَبلَكَ إِلّا رِجالًا نوُحيِ‌ إِلَيهِم و لم يقل نساء والمحدثون ليسوا برسل و لاأنبياء

67- ير،[بصائر الدرجات ]كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ الجَفرِ فَقَالَ هُوَ جِلدُ ثَورٍ مَملُوءٌ عِلماً فَقَالَ لَهُ مَا الجَامِعَةُ قَالَ تِلكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرضِ الأَدِيمِ مِثلُ فَخِذِ الفَالِجِ فِيهَا كُلّ مَا يَحتَاجُ النّاسُ إِلَيهِ وَ لَيسَ مِن قَضِيّةٍ إِلّا وَ فِيهَا حَتّي أَرشُ الخَدشِ قَالَ لَهُ فَمُصحَفُ فَاطِمَةَ فَسَكَتَ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ إِنّكُم لَتَبحَثُونَ عَمّا تُرِيدُونَ وَ عَمّا لَا تُرِيدُونَ إِنّ فَاطِمَةَ مَكَثَت بَعدَ رَسُولِ اللّهِص خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً وَ قَد كَانَ دَخَلَهَا حُزنٌ شَدِيدٌ عَلَي أَبِيهَا وَ كَانَ جَبرَئِيلُ يَأتِيهَا فَيُحسِنُ عَزَاءَهَا عَلَي أَبِيهَا وَ يُطَيّبُ نَفسَهَا وَ يُخبِرُهَا عَن أَبِيهَا وَ مَكَانِهِ وَ يُخبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعدَهَا فِي ذُرّيّتِهَا وَ كَانَ عَلِيّ ع يَكتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصحَفُ فَاطِمَةَ


صفحه : 80

68- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ تَظهَرُ زَنَادِقَةٌ سَنَةَ ثَمَانِيَةٍ وَ عِشرِينَ وَ مِائَةٍ وَ ذَلِكَ لأِنَيّ‌ نَظَرتُ فِي مُصحَفِ فَاطِمَةَ قَالَ فَقُلتُ وَ مَا مُصحَفُ فَاطِمَةَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا قَبَضَ نَبِيّهُص دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ مِن وَفَاتِهِ مِنَ الحُزنِ مَا لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَأَرسَلَ إِلَيهَا مَلَكاً يسُلَيّ‌ عَنهَا غَمّهَا وَ يُحَدّثُهَا فَشَكَت ذَلِكَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهَا إِذَا أَحسَستِ بِذَلِكِ وَ سَمِعتِ الصّوتَ قوُليِ‌ لِي فَأَعلَمَتهُ فَجَعَلَ يَكتُبُ كُلّمَا سَمِعَ حَتّي أَثبَتَ مِن ذَلِكَ مُصحَفاً قَالَ ثُمّ قَالَ أَمَا إِنّهُ لَيسَ مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ لَكِن فِيهِ عِلمُ مَا يَكُونُ

69- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ مِثلَهُ

أقول قدأوردنا كثيرا من فضائلها ومناقبها وسيرها صلوات الله عليها في باب غصب فدك و باب فضائل أصحاب الكساء ع

وَ رَوَي الحَسَنُ بنُ سُلَيمَانَ فِي كِتَابِ المُحتَضَرِ مِن تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد أَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ ع وَ قَالَ مَن عَرَفَ هَذِهِ فَقَد عَرَفَهَا وَ مَن لَم يَعرِفهَا فهَيِ‌َ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ هيِ‌َ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ هيِ‌َ قلَبيِ‌َ ألّذِي بَينَ جنَبيَ‌ّ فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ

كِتَابُ الدّلَائِلِ،للِطبّرَيِ‌ّ عَن أَبِي الفَرَجِ المُعَافَي عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَمّهِ زَيدِ بنِ عَلِيّ قَالَ حدَثّتَنيِ‌ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص قَالَت قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُبَشّرُكِ إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُتحِفَ زَوجَةَ وَلِيّهِ فِي الجَنّةِ بَعَثَ إِلَيكِ تَبعَثِينَ إِلَيهَا مِن حُلِيّكِ


صفحه : 81

باب 4-سيرها ومكارم أخلاقها صلوات الله عليها وسير بعض خدمها

1- ب ،[قرب الإسناد]السنّديِ‌ّ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ تَقَاضَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي الخِدمَةِ فَقَضَي عَلَي فَاطِمَةَ بِخِدمَةِ مَا دُونَ البَابِ وَ قَضَي عَلَي عَلِيّ بِمَا خَلفَهُ قَالَ فَقَالَت فَاطِمَةُ فَلَا يَعلَمُ مَا داَخلَنَيِ‌ مِنَ السّرُورِ إِلّا اللّهُ بإِكِفاَئيِ‌ رَسُولُ اللّهِص تَحَمّلَ رِقَابِ الرّجَالِ

بيان تحمل رقاب الرجال أي تحمل أمور تحملها رقابهم من حمل القرب والحطب ويحتمل أن يكون كناية عن التبرز من بين الرجال أوالمشي‌ علي رقاب النائمين عندخروجها ليلا للاستقاء أي التحمل علي رقابهم و لايبعد أن يكون أصله ماتحمل فأسقطت كلمة ما من النساخ . ثم اعلم أن المعروف في اللغة كفاه لاأكفاه ولعل فيه أيضا تصحيفا

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ حدَثّتَنيِ‌ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ قَالَت كُنتُ عِندَ فَاطِمَةَ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهَا رَسُولُ اللّهِص وَ فِي عُنُقِهَا قِلَادَةٌ مِن ذَهَبٍ كَانَ اشتَرَاهَا لَهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِن فيَ‌ءٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ لَا يَقُولُ النّاسُ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ تَلبَسُ لِبَاسَ الجَبَابِرَةِ فَقَطَعَتهَا وَ بَاعَتهَا وَ اشتَرَت بِهَا رَقَبَةً فَأَعتَقَتهَا فَسُرّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص

3- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ مَقبَرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن جَندَلِ بنِ وَالِقٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الماَزنِيِ‌ّ عَن عُبَادَةَ الكلَبيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن فَاطِمَةَ الصّغرَي عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَخِيهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَرَأَيتُ أمُيّ‌ فَاطِمَةَ ع قَامَت فِي مِحرَابِهَا لَيلَةَ جُمُعَتِهَا فَلَم تَزَل رَاكِعَةً سَاجِدَةً حَتّي اتّضَحَ عَمُودُ الصّبحِ وَ سَمِعتُهَا تَدعُو لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ


صفحه : 82

وَ تُسَمّيهِم وَ تُكثِرُ الدّعَاءَ لَهُم وَ لَا تَدعُو لِنَفسِهَا بشِيَ‌ءٍ فَقُلتُ لَهَا يَا أُمّاه لِمَ لَا تَدعِينَ لِنَفسِكِ كَمَا تَدعِينَ لِغَيرِكِ فَقَالَت يَا بنُيَ‌ّ الجَارُ ثُمّ الدّارُ

4- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المرَوزَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ المقُريِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الموَصلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ عَن أَبِي زَيدٍ الكَحّالِ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَت فَاطِمَةُ ع إِذَا دَعَت تَدعُو لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ لَا تَدعُو لِنَفسِهَا فَقِيلَ لَهَا يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ إِنّكِ تَدعِينَ لِلنّاسِ وَ لَا تَدعِينَ لِنَفسِكِ فَقَالَتِ الجَارُ ثُمّ الدّارُ

5- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَسلَمَ عَنِ ابنِ عُلَيّةَ عَنِ الحرَيِريِ‌ّ عَن أَبِي الوَردِ بنِ ثُمَامَةَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِن بنَيِ‌ سَعدٍ أَ لَا أُحَدّثُكَ عنَيّ‌ وَ عَن فَاطِمَةَ إِنّهَا كَانَت عنِديِ‌ وَ كَانَت مِن أَحَبّ أَهلِهِ إِلَيهِ وَ أَنّهَا استَقَت بِالقِربَةِ حَتّي أَثّرَ فِي صَدرِهَا وَ طَحَنَت بِالرّحَي حَتّي مَجِلَت يَدَاهَا وَ كَسَحَتِ البَيتَ حَتّي اغبَرّت ثِيَابُهَا وَ أَوقَدَتِ النّارَ تَحتَ القِدرِ حَتّي دَكِنَت ثِيَابُهَا فَأَصَابَهَا مِن ذَلِكَ ضَرَرٌ شَدِيدٌ فَقُلتُ لَهَا لَو أَتَيتِ أَبَاكِ فَسَأَلتِيهِ خَادِماً يَكفِيكِ ضُرّ مَا أَنتِ فِيهِ مِن هَذَا العَمَلِ فَأَتَتِ النّبِيّص فَوَجَدَت عِندَهُ حُدّاثاً فَاستَحَت فَانصَرَفَت قَالَ فَعَلِمَ النّبِيّص أَنّهَا جَاءَت لِحَاجَةٍ قَالَ فَغَدَا عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ فِي لِفَاعِنَا فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَسَكَتنَا وَ استَحيَينَا لِمَكَانِنَا ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَسَكَتنَا ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَخَشِينَا إِن لَم نَرُدّ عَلَيهِ أَن يَنصَرِفَ وَ قَد كَانَ يَفعَلُ ذَلِكَ يُسَلّمُ ثَلَاثاً فَإِن أُذِنَ لَهُ وَ إِلّا انصَرَفَ فَقُلتُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا رَسُولَ اللّهِ ادخُل فَلَم يَعدُ أَن جَلَسَ عِندَ رُءُوسِنَا فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ مَا كَانَت حَاجَتُكِ أَمسِ عِندَ مُحَمّدٍ قَالَ فَخَشِيتُ إِن لَم نُجِبهُ أَن يَقُومَ قَالَ فَأَخرَجتُ رأَسيِ‌ فَقُلتُ أَنَا وَ اللّهِ أُخبِرُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهَا استَقَت بِالقِربَةِ حَتّي أَثّرَت فِي صَدرِهَا وَ جَرّت بِالرّحَي حَتّي مَجِلَت يَدَاهَا وَ كَسَحَتِ البَيتَ حَتّي اغبَرّت ثِيَابُهَا وَ أَوقَدَت تَحتَ القِدرِ حَتّي دَكِنَت ثِيَابُهَا فَقُلتُ لَهَا لَو أَتَيتِ أَبَاكِ فَسَأَلتِيهِ خَادِماً يَكفِيكِ ضُرّ مَا أَنتِ فِيهِ مِن هَذَا


صفحه : 83

العَمَلِ قَالَ أَ فَلَا أُعَلّمُكُمَا مَا هُوَ خَيرٌ لَكُمَا مِنَ الخَادِمِ إِذَا أَخَذتُمَا مَنَامَكُمَا فَسَبّحَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ احمَدَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ كَبّرَا أربع [أَربَعاً] وَ ثَلَاثِينَ قَالَ فَأَخرَجَت ع رَأسَهَا فَقَالَت رَضِيتُ عَنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثَلَاثَ دَفَعَاتٍ

بيان قال الجزري‌ مجلت يده تمجل مجلا إذاثخن جلدها في العمل بالأشياء الصلبة ومنها حديث فاطمة أنها شكت إلي علي ع مجل يدها من الطحن و قال في حديث فاطمة أنها أوقدت القدر حتي دكنت ثيابها دكن الثوب إذااتسخ واغبر لونه يدكن دكنا. و قال اللفاع ثوب يجلل به الجسد كله كساء كان أوغيره و منه حديث علي وفاطمة و قددخلنا في لفاعنا أي لحافنا. و قال في حديث فاطمة إنها جاءت إلي النبي ص فوجدت عنده حداثا أي جماعة يتحدثون و هوجمع علي غيرقياس حملا علي نظيره نحو سامر وسمار فإن السمار المحدثون . قوله فلم يعد أن جلس أي لم يتجاوز عن الجلوس من عدا يعدو قال الجوهري‌ عداه أي جاوزه و ماعدا فلان أن صنع كذا

6-كا،[الكافي‌]مكا،[مكارم الأخلاق ] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ السّفَرَ سَلّمَ عَلَي مَن أَرَادَ التّسلِيمَ عَلَيهِ مِن أَهلِهِ ثُمّ يَكُونُ آخِرُ مَن يُسَلّمُ عَلَيهِ فَاطِمَةَ ع فَيَكُونُ وَجهُهُ إِلَي سَفَرِهِ مِن بَيتِهَا وَ إِذَا رَجَعَ بَدَأَ بِهَا فَسَافَرَ مَرّةً وَ قَد أَصَابَ عَلِيّ ع شَيئاً مِنَ الغَنِيمَةِ فَدَفَعَهُ إِلَي فَاطِمَةَ فَخَرَجَ فَأَخَذَت سِوَارَينِ مِن فِضّةٍ وَ عَلّقَت عَلَي بَابِهَا سِتراً فَلَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص دَخَلَ المَسجِدَ فَتَوَجّهَ نَحوَ بَيتِ فَاطِمَةَ كَمَا كَانَ يَصنَعُ فَقَامَت فَرِحَةً إِلَي أَبِيهَا صُبَابَةً وَ شَوقاً إِلَيهِ فَنَظَرَ فَإِذَا فِي يَدِهَا سِوَارَانِ مِن فِضّةٍ وَ إِذَا عَلَي بَابِهَا سِترٌ فَقَعَدَ رَسُولُ اللّهِص حَيثُ يَنظُرُ إِلَيهَا فَبَكَت فَاطِمَةُ وَ حَزِنَت وَ قَالَت مَا صَنَعَ هَذَا بيِ‌ قَبلَهَا فَدَعَتِ ابنَيهَا فَنَزَعَتِ السّترَ مِن بَابِهَا وَ خَلَعَتِ السّوَارَينِ مِن يَدَيهَا ثُمّ دَفَعَتِ السّوَارَينِ إِلَي أَحَدِهِمَا وَ السّترَ إِلَي الآخَرِ ثُمّ قَالَت لَهُمَا انطَلِقَا إِلَي أَبِي فَأَقرِئَاهُ


صفحه : 84

السّلَامَ وَ قُولَا لَهُ مَا أَحدَثنَا بَعدَكَ غَيرَ هَذَا فَشَأنَكَ بِهِ فَجَاءَاهُ فَأَبلَغَاهُ ذَلِكَ عَن أُمّهِمَا فَقَبّلَهُمَا رَسُولُ اللّهِص وَ التَزَمَهُمَا وَ أَقعَدَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَي فَخِذِهِ ثُمّ أَمَرَ بِذَينِكَ السّوَارَينِ فَكُسِرَا فَجَعَلَهُمَا قِطَعاً ثُمّ دَعَا أَهلَ الصّفّةِ وَ هُم قَومٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ لَم يَكُن لَهُم مَنَازِلُ وَ لَا أَموَالٌ فَقَسّمَهُ بَينَهُم قِطَعاً ثُمّ جَعَلَ يَدعُو الرّجُلَ مِنهُمُ العاَريِ‌َ ألّذِي لَا يَستَتِرُ بشِيَ‌ءٍ وَ كَانَ ذَلِكَ السّترُ طَوِيلًا لَيسَ لَهُ عَرضٌ فَجَعَلَ يُؤَزّرُ الرّجُلَ فَإِذَا التَقَيَا عَلَيهِ قَطَعَهُ حَتّي قَسّمَهُ بَينَهُم أُزُراً ثُمّ أَمَرَ النّسَاءَ لَا يَرفَعنَ رُءُوسَهُنّ مِنَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ حَتّي يَرفَعَ الرّجَالُ رُءُوسَهُم وَ ذَلِكَ أَنّهُم كَانُوا مِن صِغَرِ إِزَارِهِم إِذَا رَكَعُوا وَ سَجَدُوا بَدَت عَورَتُهُم مِن خَلفِهِم ثُمّ جَرَت بِهِ السّنّةُ أَن لَا يَرفَعَ النّسَاءُ رُءُوسَهُنّ مِنَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ حَتّي يَرفَعَ الرّجَالُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَحِمَ اللّهُ فَاطِمَةَ لَيَكسُوَنّهَا اللّهُ بِهَذَا السّترِ مِن كِسوَةِ الجَنّةِ وَ لَيُحَلّيَنّهَا بِهَذَينِ السّوَارَينِ مِن حِليَةِ الجَنّةِ

عَنِ الكَاظِمِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص دَخَلَ عَلَي ابنَتِهِ فَاطِمَةَ ع وَ فِي عُنُقِهَا قِلَادَةٌ فَأَعرَضَ عَنهَا فَقَطَعَتهَا وَ رَمَت بِهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص أَنتِ منِيّ‌ ائتيِنيِ‌ يَا فَاطِمَةُ ثُمّ جَاءَ سَائِلٌ فَنَاوَلَتهُ القِلَادَةَ

7- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حِيلَةُ أَبِي نُعَيمٍ وَ مُسنَدُ أَبِي يَعلَي قَالَت عَائِشَةُ مَا رَأَيتُ أَحَداً قَطّ أَصدَقَ مِن فَاطِمَةَ غَيرَ أَبِيهَا

وَ رَوَيَا أَنّهُ كَانَ بَينَهُمَا شَيءٌ فَقَالَت عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهُ سَلهَا فَإِنّهَا لَا تَكذِبُ وَ قَد رَوَي الحَدِيثَينِ عَطَاءٌ وَ عَمرُو بنُ دِينَارٍ

الحَسَنُ البصَريِ‌ّ مَا كَانَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ أَعبَدَ مِن فَاطِمَةَ كَانَت تَقُومُ حَتّي تَوَرّمَ قَدَمَاهَا

وَ قَالَ النّبِيّص لَهَا أَيّ شَيءٍ خَيرٌ لِلمَرأَةِ قَالَت أَن لَا تَرَي رَجُلًا وَ لَا يَرَاهَا رَجُلٌ فَضَمّهَا إِلَيهِ وَ قَالَ ذُرّيّةٌ بَعضُهَا مِن بَعضٍ

وَ فِي الحِليَةِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَنِ الزهّريِ‌ّ قَالَلَقَد طَحَنَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 85

حَتّي مَجِلَت يَدَاهَا وَ طَبّ الرّحَي فِي يَدِهَا

بيان طب أي تأني في الأمور وتلطف ولعل المعني أثرت فيهاقليلا قليلا ولعل فيه تصحيفا

8- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي الصّحِيحَينِ إِنّ عَلِيّاً ع قَالَ أشَتكَيِ‌ مِمّا أَندَأُ بِالقِرَبِ فَقَالَت فَاطِمَةُ ع وَ اللّهِ إنِيّ‌ أشَتكَيِ‌ يدَيِ‌ مِمّا أَطحَنُ بِالرّحَي وَ كَانَ عِندَ النّبِيّص أُسَارَي فَأَمَرَهَا أَن تَطلُبَ مِنَ النّبِيّص خَادِماً فَدَخَلَت عَلَي النّبِيّص وَ سَلّمَت عَلَيهِ وَ رَجَعَت فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا لَكِ قَالَت وَ اللّهِ مَا استَطَعتُ أَن أُكَلّمَ رَسُولَ اللّهِص مِن هَيبَتِهِ فَانطَلَقَ عَلِيّ مَعَهَا إِلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُمَا لَقَد جَاءَت بِكُمَا حَاجَةٌ فَقَالَ عَلِيّ مُجَارَاتُهُمَا فَقَالَص لَا وَ لكَنِيّ‌ أَبِيعُهُم وَ أُنفِقُ أَثمَانَهُم عَلَي أَهلِ الصّفّةِ وَ عَلّمَهَا تَسبِيحَ الزّهرَاءِ

كِتَابُ الشيّراَزيِ‌ّ أَنّهَا لَمّا ذَكَرَت حَالَهَا وَ سَأَلَت جَارِيَةً بَكَي رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ إِنّ فِي المَسجِدِ أَربَعَمِائَةِ رَجُلٍ مَا لَهُم طَعَامٌ وَ لَا ثِيَابٌ وَ لَو لَا خشَيتَيِ‌ خَصلَةً لَأَعطَيتُكِ مَا سَأَلتِ يَا فَاطِمَةُ إنِيّ‌ لَا أُرِيدُ أَن يَنفَكّ عَنكِ أَجرُكِ إِلَي الجَارِيَةِ وَ إنِيّ‌ أَخَافُ أَن يَخصِمَكِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ القِيَامَةِ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِذَا طَلَبَ حَقّهُ مِنكِ ثُمّ عَلّمَهَا صَلَاةَ التّسبِيحِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَضَيتِ تُرِيدِينَ مِن رَسُولِ اللّهِص الدّنيَا فَأَعطَانَا اللّهُ ثَوَابَ الآخِرَةِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ فَلَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِن عِندِ فَاطِمَةَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِوَ إِمّا تُعرِضَنّ عَنهُمُ ابتِغاءَ رَحمَةٍ مِن رَبّكَ تَرجُوهايعَنيِ‌ عَن قَرَابَتِكَ وَ ابنَتِكَ فَاطِمَةَ ابتِغَاءَ مَرضَاةِ اللّهِ يعَنيِ‌ طَلَبَ رَحمَةٍ مِن رَبّكَ يعَنيِ‌ رِزقاً مِن رَبّكَ تَرجُوهَافَقُل لَهُم قَولًا مَيسُوراًيعَنيِ‌ قَولًا حَسَناً فَلَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ أَنفَذَ رَسُولُ اللّهِص جَارِيَةً إِلَيهَا لِلخِدمَةِ وَ سَمّاهَا فِضّةَ

تَفسِيرُ الثعّلبَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ تَفسِيرُ القشُيَريِ‌ّ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّهُ


صفحه : 86

رَأَي النّبِيّص فَاطِمَةَ وَ عَلَيهَا كِسَاءٌ مِن أَجِلّةِ الإِبِلِ وَ هيِ‌َ تَطحَنُ بِيَدَيهَا وَ تُرضِعُ وُلدَهَا فَدَمَعَت عَينَا رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا بِنتَاه تعَجَلّيِ‌ مَرَارَةَ الدّنيَا بِحَلَاوَةِ الآخِرَةِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي نَعمَائِهِ وَ الشّكرُ لِلّهِ عَلَي آلَائِهِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي

ابنُ شَاهِينَ فِي مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ وَ أَحمَدُ فِي مُسنَدِ الأَنصَارِ بِإِسنَادِهِمَا عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ ثَوبَانَ أَنّهُمَا قَالَا كَانَ النّبِيّص يَبدَأُ فِي سَفَرِهِ بِفَاطِمَةَ وَ يَختِمُ بِهَا فَجَعَلَت وَقتاً سِتراً مِن كِسَاءٍ خَيبَرِيّةٍ لِقُدُومِ أَبِيهَا وَ زَوجِهَا فَلَمّا رَآهُ النّبِيّص تَجَاوَزَ عَنهَا وَ قَد عُرِفَ الغَضَبُ فِي وَجهِهِ حَتّي جَلَسَ عِندَ المِنبَرِ فَنَزَعَت قِلَادَتَهَا وَ قُرطَيهَا وَ مَسَكَتَيهَا وَ نَزَعَتِ السّترَ فَبَعَثَت بِهِ إِلَي أَبِيهَا وَ قَالَت اجعَل هَذَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَلَمّا أَتَاهُ قَالَ ع قَد فَعَلَت فِدَاهَا أَبُوهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ مَا لِآلِ مُحَمّدٍ وَ لِلدّنيَا فَإِنّهُم خُلِقُوا لِلآخِرَةِ وَ خُلِقَتِ الدّنيَا لَهُم

وَ فِي رِوَايَةِ أَحمَدَ فَإِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ لَا أُحِبّ أَن يَأكُلُوا طَيّبَاتِهِم فِي حَيَاتِهِمُ الدّنيَا

أَبُو صَالِحٍ المُؤَذّنُ فِي كِتَابِهِ بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ ع أَنّ النّبِيّص دَخَلَ عَلَي ابنَتِهِ فَاطِمَةَ فَإِذَا فِي عُنُقِهَا قِلَادَةٌ فَأَعرَضَ عَنهَا فَقَطَعَهَا[فَقَطَعَتهَا]فَرَمَت بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَنتِ منِيّ‌ يَا فَاطِمَةُ ثُمّ جَاءَهَا سَائِلٌ فَنَاوَلَتهُ القِلَادَةَ

أَبُو القَاسِمِ القشُيَريِ‌ّ فِي كِتَابِهِ قَالَ بَعضُهُمانقَطَعتُ فِي البَادِيَةِ عَنِ القَافِلَةِ فَوَجَدتُ امرَأَةً فَقُلتُ لَهَا مَن أَنتِ فَقَالَت وَ قُل سَلَامٌ فَسَوفَ تَعلَمُونَ فَسَلّمتُ عَلَيهَا فَقُلتُ مَا تَصنَعِينَ هَاهُنَا قَالَتمَن يَهدِ اللّهُ فَلَا مُضِلّ لَهُ فَقُلتُ أَ مِنَ الجِنّ أَنتِ أَم مِنَ الإِنسِ قَالَتيا بنَيِ‌ آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمفَقُلتُ مِن أَينَ


صفحه : 87

أَقبَلتِ قَالَتيُنادَونَ مِن مَكانٍ بَعِيدٍفَقُلتُ أَينَ تَقصِدِينَ قَالَتوَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حِجّ البَيتِفَقُلتُ مَتَي انقَطَعتِ قَالَتوَ لَقَد خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ...فِي سِتّةِ أَيّامٍفَقُلتُ أَ تَشتَهِينَ طَعَاماً فَقَالَتوَ ما جَعَلناهُم جَسَداً لا يَأكُلُونَ الطّعامَفَأَطَعَمتُهَا ثُمّ قُلتُ هرَولِيِ‌ وَ لَا تعَجَلّيِ‌ قَالَتلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَهافَقُلتُ أُردِفُكِ فَقَالَتلَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّهُ لَفَسَدَتافَنَزَلتُ فَأَركَبتُهَا فَقَالَتسُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا فَلَمّا أَدرَكنَا القَافِلَةَ قُلتُ أَ لَكِ أَحَدٌ فِيهَا قَالَتيا داوُدُ إِنّا جَعَلناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌيا يَحيي خُذِ الكِتابَيا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُفَصِحتُ بِهَذِهِ الأَسمَاءِ فَإِذَا أَنَا بِأَربَعَةِ شَبَابٍ مُتَوَجّهَينِ نَحوَهَا فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ مِنكِ قَالَتالمالُ وَ البَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدّنيا فَلَمّا أَتَوهَا قَالَتيا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ‌ّ الأَمِينُفكَاَفوُنيِ‌ بِأَشيَاءَ فَقَالَتوَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُفَزَادُوا عَلَيّ فَسَأَلتُهُم عَنهَا فَقَالُوا هَذِهِ أُمّنَا فِضّةُ جَارِيَةُ الزّهرَاءِ ع مَا تَكَلّمَت مُنذُ عِشرِينَ سَنَةً إِلّا بِالقُرآنِ

9-قيه ،[الدروع الواقية] مِن كِتَابِ زُهدِ النّبِيّص لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ أَحمَدَ القمُيّ‌ّ أَنّهُ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي النّبِيّص وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَ لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌبَكَي النّبِيّص بُكَاءً شَدِيداً وَ بَكَت صَحَابَتُهُ لِبُكَائِهِ


صفحه : 88

وَ لَم يَدرُوا مَا نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع وَ لَم يَستَطِع أَحَدٌ مِن صَحَابَتِهِ أَن يُكَلّمَهُ وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا رَأَي فَاطِمَةَ ع فَرِحَ بِهَا فَانطَلَقَ بَعضُ أَصحَابِهِ إِلَي بَابِ بَيتِهَا فَوَجَدَ بَينَ يَدَيهَا شَعِيراً وَ هيِ‌َ تَطحَنُ فِيهِ وَ تَقُولُوَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ أَبقيفَسَلّمَ عَلَيهَا وَ أَخبَرَهَا بِخَبَرِ النّبِيّص وَ بُكَائِهِ فَنَهَضَت وَ التَفّت بِشَملَةٍ لَهَا خَلَقَةٍ قَد خِيطَت فِي اثنيَ‌ عَشَرَ مَكَاناً بِسَعَفِ النّخلِ فَلَمّا خَرَجَت نَظَرَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ إِلَي الشّملَةِ وَ بَكَي وَ قَالَ وَا حُزنَاهُ إِنّ بَنَاتِ قَيصَرَ وَ كِسرَي لفَيِ‌ السّندُسِ وَ الحَرِيرِ وَ ابنَةُ مُحَمّدٍص عَلَيهَا شَملَةُ صُوفٍ خَلَقَةٌ قَد خِيطَت فِي اثنيَ‌ عَشَرَ مَكَاناً فَلَمّا دَخَلَت فَاطِمَةُ عَلَي النّبِيّص قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ سَلمَانَ تَعَجّبَ مِن لبِاَسيِ‌ فَوَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ مَا لِي وَ لعِلَيِ‌ّ مُنذُ خَمسِ سِنِينَ إِلّا مَسَكُ كَبشٍ نَعلِفُ عَلَيهَا بِالنّهَارِ بَعِيرَنَا فَإِذَا كَانَ اللّيلُ افتَرَشنَاهُ وَ إِنّ مِرفَقَتَنَا لَمِن أَدَمٍ حَشوُهَا لِيفٌ فَقَالَ النّبِيّص يَا سَلمَانُ إِنّ ابنتَيِ‌ لفَيِ‌ الخَيلِ السّوَابِقِ ثُمّ قَالَت يَا أَبَتِ فَدَيتُكَ مَا ألّذِي أَبكَاكَ فَذَكَرَ لَهَا مَا نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ مِنَ الآيَتَينِ المُتَقَدّمَتَينِ قَالَ فَسَقَطَت فَاطِمَةُ ع عَلَي وَجهِهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُ الوَيلُ ثُمّ الوَيلُ لِمَن دَخَلَ النّارَ فَسَمِعَ سَلمَانُ فَقَالَ يَا ليَتنَيِ‌ كُنتُ كَبشاً لأِهَليِ‌ فَأَكَلُوا لحَميِ‌ وَ مَزّقُوا جلِديِ‌ وَ لَم أَسمَع بِذِكرِ النّارِ وَ قَالَ أَبُو ذَرّ يَا لَيتَ أمُيّ‌ كَانَت عَاقِراً وَ لَم تلَدِنيِ‌ وَ لَم أَسمَع بِذِكرِ النّارِ وَ قَالَ مِقدَادٌ يَا ليَتنَيِ‌ كُنتُ طَائِراً فِي القِفَارِ وَ لَم يَكُن عَلَيّ حِسَابٌ وَ لَا عِقَابٌ وَ لَم أَسمَع بِذِكرِ النّارِ وَ قَالَ عَلِيّ ع يَا لَيتَ السّبَاعَ مَزّقَت لحَميِ‌ وَ لَيتَ أمُيّ‌ لَم تلَدِنيِ‌ وَ لَم أَسمَع بِذِكرِ النّارِ ثُمّ وَضَعَ عَلِيّ ع يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ وَ جَعَلَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ وَا بُعدَ سَفَرَاهُ وَا قِلّةَ زَادَاهُ فِي سَفَرِ القِيَامَةِ يَذهَبُونَ فِي النّارِ وَ يُتَخَطّفُونَ مَرضَي لَا يُعَادُ سَقِيمُهُم وَ جَرحَي لَا يُدَاوَي جَرِيحُهُم وَ أَسرَي لَا يُفَكّ أَسرُهُم مِنَ النّارِ يَأكُلُونَ وَ مِنهَا يَشرَبُونَ وَ بَينَ أَطبَاقِهَا يَتَقَلّبُونَ وَ بَعدَ لُبسِ القُطنِ مُقَطّعَاتِ النّارِ يَلبَسُونَ وَ بَعدَ مُعَانَقَةِ الأَزوَاجِ


صفحه : 89

مَعَ الشّيَاطِينِ مُقَرّنُونَ

10- كشف ،[كشف الغمة] مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن ثَوبَانَ مَولَي رَسُولِ اللّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ إِذَا سَافَرَ آخِرُ عَهدِهِ بِإِنسَانٍ مِن أَهلِهِ فَاطِمَةُ وَ أَوّلُ مَن يَدخَلُ عَلَيهِ إِذَا قَدِمَ فَاطِمَةُ ع قَالَ فَقَدِمَ مِن غَزَاةٍ فَأَتَاهَا فَإِذَا هُوَ بِمِسحٍ عَلَي بَابِهَا وَ رَأَي عَلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع قُلبَينِ مِن فِضّةٍ فَرَجَعَ وَ لَم يَدخُل عَلَيهَا فَلَمّا رَأَت ذَلِكَ فَاطِمَةُ ظَنّت أَنّهُ لَم يَدخُل عَلَيهَا مِن أَجلِ مَا رَأَي فَهَتَكَتِ السّترَ وَ نَزَعَتِ القُلبَينِ مِنَ الصّبِيّينِ فَقَطَعَتهُمَا فَبَكَي الصّبيَانُ فَقَسَمَتهُ بَينَهُمَا فَانطَلَقَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُمَا يَبكِيَانِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِص مِنهُمَا وَ قَالَ يَا ثَوبَانُ اذهَب بِهَذَا إِلَي بنَيِ‌ فُلَانٍ أَهلِ بَيتٍ بِالمَدِينَةِ وَ اشتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلَادَةً مِن عَصَبٍ وَ سِوَارَينِ مِن عَاجٍ فَإِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ لَا أُحِبّ أَن يَأكُلُوا طَيّبَاتِهِم فِي حَيَاتِهِمُ الدّنيَا

بيان القلب بالضم السوار قال الجزري‌ في حديث ثوبان أن فاطمة حلت الحسن و الحسين بقلبين من فضة القلب السوار. و قال و فيه أنه قال لثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج قال الخطابي‌ في المعالم إن لم تكن الثياب اليمانية فلاأدري‌ ما هو و ماأري أن القلادة تكون منها و قال أبو موسي يحتمل عندي‌ أن الرواية إنما هي‌ العصب بفتح الصاد و هوأطناب مفاصل الحيوان و هو شيءمدور فيحتمل أنهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شبه الخرز فإذايبس يتخذون منه القلائد و إذاجاز وأمكن أن يتخذ من عظام السلحفاة وغيرها الأسورة جاز وأمكن أن يتخذ من عصب أشباهها خرز ينظم القلائد. قال ثم ذكر لي بعض أهل اليمن أن العصب سن دابة بحرية تسمي فرس فرعون يتخذ منها الخرز و غيرالخرز من نصاب سكين وغيره و يكون أبيض

11-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَيسَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ بَقلَةٌ أَشرَفَ وَ لَا أَنفَعَ مِنَ الفَرفَخِ وَ هُوَ بَقلَةُ فَاطِمَةَ ع ثُمّ قَالَ لَعَنَ اللّهُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ هُم سَمّوهَا


صفحه : 90

بَقلَةَ الحَمقَاءِ بُغضاً لَنَا وَ عَدَاوَةً لِفَاطِمَةَ ع

12- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَقلَةُ رَسُولِ اللّهِص الهِندَبَاءُ وَ بَقلَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع البَاذَرُوجُ وَ بَقلَةُ فَاطِمَةَ ع الفَرفَخُ

13- يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَسّنِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَنَابٍ عَن يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع كَانَت تأَتيِ‌ قُبُورَ الشّهَدَاءِ فِي كُلّ غَدَاةِ سَبتٍ فتَأَتيِ‌ قَبرَ حَمزَةَ وَ تَتَرَحّمُ عَلَيهِ وَ تَستَغفِرُ لَهُ

14-فس ،[تفسير القمي‌]إِنّمَا النّجوي مِنَ الشّيطانِ لِيَحزُنَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَيسَ بِضارّهِم شَيئاً إِلّا بِإِذنِ اللّهِ وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ قَالَ فَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ أَنّ فَاطِمَةَ ع رَأَت فِي مَنَامِهَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص هَمّ أَن يَخرُجَ هُوَ وَ فَاطِمَةُ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع مِنَ المَدِينَةِ فَخَرَجُوا حَتّي جَاوَزُوا مِن حِيطَانِ المَدِينَةِ فَتَعَرّضَ لَهُم طَرِيقَانِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ اليَمِينِ حَتّي انتَهَي بِهِم إِلَي مَوضِعٍ فِيهِ نَخلٌ وَ مَاءٌ فَاشتَرَي رَسُولُ اللّهِص شَاةً كَبرَاءَ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ فِي إِحدَي أُذُنَيهَا نُقَطٌ بِيضٌ فَأَمَرَ بِذَبحِهَا فَلَمّا أَكَلُوا مَاتُوا فِي مَكَانِهِم فَانتَبَهَت فَاطِمَةُ بَاكِيَةً ذَعِرَةً فَلَم تُخبِر رَسُولَ اللّهِص بِذَلِكَ فَلَمّا أَصبَحَت جَاءَ رَسُولُ اللّهِص بِحِمَارٍ فَأَركَبَ عَلَيهِ فَاطِمَةَ ع وَ أَمَرَ أَن يَخرُجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع مِنَ المَدِينَةِ كَمَا رَأَت فَاطِمَةُ فِي نَومِهَا فَلَمّا خَرَجُوا مِن حِيطَانِ المَدِينَةِ عَرَضَ لَهُ طَرِيقَانِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ اليَمِينِ كَمَا رَأَت فَاطِمَةُ حَتّي انتَهَوا إِلَي مَوضِعٍ فِيهِ نَخلٌ وَ مَاءٌ فَاشتَرَي رَسُولُ اللّهِص شَاةً كَمَا رَأَت فَاطِمَةُ ع فَأَمَرَ بِذَبحِهَا فَذُبِحَت وَ شُوِيَت فَلَمّا أَرَادُوا أَكلَهَا قَامَت فَاطِمَةُ وَ تَنَحّت نَاحِيَةً مِنهُم تبَكيِ‌ مَخَافَةَ أَن يَمُوتُوا فَطَلَبَهَا رَسُولُ اللّهِص حَتّي وَقَعَ عَلَيهَا وَ هيِ‌َ تبَكيِ‌ فَقَالَ مَا شَأنُكِ يَا بُنَيّةُ قَالَت


صفحه : 91

يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ رَأَيتُ البَارِحَةَ كَذَا وَ كَذَا فِي نوَميِ‌ وَ قَد فَعَلتَ أَنتَ كَمَا رَأَيتُهُ فَتَنَحّيتُ عَنكُم فَلَا أَرَاكُم تَمُوتُونَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص فَصَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ نَاجَي رَبّهُ فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذَا شَيطَانٌ يُقَالُ لَهُ الدّهَارُ وَ هُوَ ألّذِي أَرَي فَاطِمَةَ هَذِهِ الرّؤيَا وَ يؤُذيِ‌ المُؤمِنِينَ فِي نَومِهِم مَا يَغتَمّونَ بِهِ فَأَمَرَ جَبرَئِيلَ فَجَاءَ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ أَنتَ أَرَيتَ فَاطِمَةَ هَذِهِ الرّؤيَا فَقَالَ نَعَم يَا مُحَمّدُ فَبَزَقَ عَلَيهِ ثَلَاثَ بَزَقَاتٍ فَشَجّهُ فِي ثَلَاثِ مَوَاضِعَ ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُ لِمُحَمّدٍ قُل يَا مُحَمّدُ إِذَا رَأَيتَ فِي مَنَامِكَ شَيئاً تَكرَهُهُ أَو رَأَي أَحَدٌ مِنَ المُؤمِنِينَ فَليَقُل أَعُوذُ بِمَا عَاذَت بِهِ مَلَائِكَةُ اللّهِ المُقَرّبُونَ وَ أَنبِيَاؤُهُ المُرسَلُونَ وَ عِبَادُهُ الصّالِحُونَ مِن شَرّ مَا رَأَيتُ وَ مِن رؤُياَي‌َ وَ يَقرَأُ الحَمدَ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ قُل هُوَ اللّهُ وَ يَتفُلُ عَن يَسَارِهِ ثَلَاثَ تَفَلَاتٍ فَإِنّهُ لَا يَضُرّهُ مَا رَأَي وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِإِنّمَا النّجوي مِنَ الشّيطانِالآيَةَ

بيان مارأيت كبراء وأشكالها فيما عندنا من كتب اللغة بهذا المعني

15- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَأَت فَاطِمَةُ ع فِي النّومِ كَأَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ذُبِحَا أَو قُتِلَا فَأَحزَنَهَا ذَلِكَ فَأَخبَرَت بِهِ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا رُؤيَا فَتَمَثّلَت بَينَ يَدَيهِ قَالَ أَنتِ أَرَيتِ فَاطِمَةَ هَذَا البَلَاءَ قَالَت لَا فَقَالَ يَا أَضغَاثُ أَنتِ أَرَيتِ فَاطِمَةَ هَذَا البَلَاءَ قَالَت نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَمَا أَرَدتِ بِذَلِكِ قَالَت أَرَدتُ أَن أُحزِنَهَا فَقَالَ لِفَاطِمَةَ اسمعَيِ‌ لَيسَ هَذَا بشِيَ‌ءٍ

16- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع استَأذَنَ أَعمَي عَلَي فَاطِمَةَ ع فَحَجَبَتهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَهَا لِمَ حَجَبتِيهِ وَ هُوَ لَا يَرَاكِ فَقَالَت ع إِن لَم يَكُن يرَاَنيِ‌ فإَنِيّ‌ أَرَاهُ وَ هُوَ يَشَمّ الرّيحَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَشهَدُ أَنّكِ بَضعَةٌ منِيّ‌


صفحه : 92

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ سَأَلَ رَسُولُ اللّهِص أَصحَابَهُ عَنِ المَرأَةِ مَا هيِ‌َ قَالُوا عَورَةٌ قَالَ فَمَتَي تَكُونُ أَدنَي مِن رَبّهَا فَلَم يَدرُوا فَلَمّا سَمِعَت فَاطِمَةُ ع ذَلِكَ قَالَت أَدنَي مَا تَكُونُ مِن رَبّهَا أَن تَلزَمَ قَعرَ بَيتِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فَاطِمَةَ بَضعَةٌ منِيّ‌

باب 5-تزويجها صلوات الله عليها

1- قل ،[إقبال الأعمال ]بِإِسنَادِهِ إِلَي شَيخِنَا المُفِيدِ فِي كِتَابِ حَدَائِقِ الرّيَاضِ قَالَ لَيلَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِنَ المُحَرّمِ وَ كَانَت لَيلَةَ خَمِيسٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ كَانَ زِفَافُ فَاطِمَةَ ابنَةِ رَسُولِ اللّهِص إِلَي مَنزِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يُستَحَبّ صَومُهُ شُكراً لِلّهِ تَعَالَي لِمَا وُفّقَ مِن جَمعِ حُجّتِهِ وَ صَفوَتِهِ وَ مِن تَارِيخِ بَغدَادَ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا زُفّت فَاطِمَةُ ع إِلَي عَلِيّ ع كَانَ النّبِيّص قُدّامَهَا وَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهَا وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهَا وَ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ خَلفَهَا يُسَبّحُونَ اللّهَ وَ يُقَدّسُونَهُ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ

2- مصباح ، فِي أَوّلِ يَومٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ ع مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ يَومَ السّادِسِ

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] جَعفَرُ بنُ نُعَيمٍ الشاّذاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ لَقَد عاَتبَنَيِ‌ رِجَالٌ مِن قُرَيشٍ فِي أَمرِ فَاطِمَةَ وَ قَالُوا خَطَبنَاهَا إِلَيكَ فَمَنَعتَنَا وَ زَوّجتَ عَلِيّاً فَقُلتُ لَهُم وَ اللّهِ مَا أَنَا مَنَعتُكُم وَ زَوّجتُهُ بَلِ اللّهُ مَنَعَكُم وَ زَوّجَهُ فَهَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ يَقُولُ لَو لَم أَخلُق عَلِيّاً لَمَا كَانَ


صفحه : 93

لِفَاطِمَةَ ابنَتِكَ كُفوٌ عَلَي وَجهِ الأَرضِ آدَمُ فَمَن دُونَهُ

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمداني‌ عن علي عن أبيه عن علي بن معبد مثله

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ هَاشِمٍ الغسَاّنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن جُوَيرِ بنِ سَعدٍ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ أتَاَنيِ‌ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَا لَو أَتَيتَ رَسُولَ اللّهِص فَذَكَرتَ لَهُ فَاطِمَةَ قَالَ فَأَتَيتُهُ فَلَمّا رآَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص ضَحِكَ ثُمّ قَالَ مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا الحَسَنِ حَاجَتُكَ قَالَ فَذَكَرتُ لَهُ قرَاَبتَيِ‌ وَ قدِمَيِ‌ فِي الإِسلَامِ وَ نصُرتَيِ‌ لَهُ وَ جهِاَديِ‌ فَقَالَ يَا عَلِيّ صَدَقتَ فَأَنتَ أَفضَلُ مِمّا تَذكُرُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَاطِمَةُ تُزَوّجُنِيهَا فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّهُ قَد ذَكَرَهَا قَبلَكَ رِجَالٌ فَذَكَرتُ ذَلِكَ لَهَا فَرَأَيتُ الكَرَاهَةَ فِي وَجهِهَا وَ لَكِن عَلَي رِسلِكَ حَتّي أَخرُجَ إِلَيكَ فَدَخَلَ عَلَيهَا فَقَامَت فَأَخَذَت رِدَاءَهُ وَ نَزَعَت نَعلَيهِ وَ أَتَتهُ بِالوَضُوءِ فَوَضّأَتهُ بِيَدِهَا وَ غَسَلَت رِجلَيهِ ثُمّ قَعَدَت فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ فَقَالَت لَبّيكَ لَبّيكَ حَاجَتُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ مَن قَد عَرَفتِ قَرَابَتَهُ وَ فَضلَهُ وَ إِسلَامَهُ وَ إنِيّ‌ قَد سَأَلتُ ربَيّ‌ أَن يُزَوّجَكِ خَيرَ خَلقِهِ وَ أَحَبّهُم إِلَيهِ وَ قَد ذَكَرَ مِن أَمرِكِ شَيئاً فَمَا تَرَينَ فَسَكَتَت وَ لَم تُوَلّ وَجهَهَا وَ لَم يَرَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص كَرَاهَةً فَقَامَ وَ هُوَ يَقُولُ اللّهُ أَكبَرُ سُكُوتُهَا إِقرَارُهَا فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ زَوّجهَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّ اللّهَ قَد رَضِيَهَا لَهُ وَ رَضِيَهُ لَهَا قَالَ عَلِيّ فزَوَجّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ أتَاَنيِ‌ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ فَقَالَ قُم بِسمِ اللّهِ وَ قُل عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ وَما شاءَ اللّهُ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِتَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ ثُمّ جاَءنَيِ‌ حَتّي أقَعدَنَيِ‌ عِندَهَا ع ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّهُمَا أَحَبّ خَلقِكَ إلِيَ‌ّ فَأَحِبّهُمَا وَ بَارِك فِي ذُرّيّتِهِمَا وَ اجعَل عَلَيهِمَا مِنكَ حَافِظاً وَ إنِيّ‌ أُعِيذُهُمَا بِكَ وَ ذُرّيّتَهُمَا مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ

بيان الرسل بالكسر التأني‌ والرفق


صفحه : 94

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي غَالِبٍ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الزرّاَريِ‌ّ عَن خَالِهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن دَاوُدَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَاطِمَةَ ع دَخَلَ عَلَيهَا وَ هيِ‌َ تبَكيِ‌ فَقَالَ لَهَا مَا يُبكِيكِ فَوَ اللّهِ لَو كَانَ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ خَيرٌ مِنهُ زَوّجتُكِ وَ مَا أَنَا زَوّجتُكِ وَ لَكِنّ اللّهَ زَوّجَكِ وَ أَصدَقَ عَنكِ الخُمُسَ مَا دَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ قَالَ عَلِيّ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص قُم فَبِعِ الدّرعَ فَقُمتُ فَبِعتُهُ وَ أَخَذتُ الثّمَنَ وَ دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَكَبتُ الدّرَاهِمَ فِي حَجرِهِ فَلَم يسَألَنيِ‌ كَم هيِ‌َ وَ لَا أَنَا أَخبَرتُهُ ثُمّ قَبَضَ قَبضَةً وَ دَعَا بِلَالًا فَأَعطَاهُ فَقَالَ ابتَع لِفَاطِمَةَ طِيباً ثُمّ قَبَضَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الدّرَاهِمِ بِكِلتَا يَدَيهِ فَأَعطَاهُ أَبَا بَكرٍ وَ قَالَ ابتَع لِفَاطِمَةَ مَا يُصلِحُهَا مِن ثِيَابٍ وَ أَثَاثِ البَيتِ وَ أَردَفَهُ بِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ بِعِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ فَحَضَرُوا السّوقَ فَكَانُوا يَعتَرِضُونَ الشيّ‌ءَ مِمّا يُصلِحُ فَلَا يَشتَرُونَهُ حَتّي يُعرِضُوهُ عَلَي أَبِي بَكرٍ فَإِنِ استَصلَحَهُ اشتَرَوهُ فَكَانَ مِمّا اشتَرَوهُ قَمِيصٌ بِسَبعَةِ دَرَاهِمَ وَ خِمَارٌ بِأَربَعَةِ دَرَاهِمَ وَ قَطِيفَةٌ سَودَاءُ خَيبَرِيّةٌ وَ سَرِيرٌ مُزَمّلٌ بِشَرِيطٍ وَ فِرَاشَينِ مِن خَيشِ مِصرَ حَشوُ أَحَدِهِمَا لِيفٌ وَ حَشوُ الآخَرِ مِن جِزّ الغَنَمِ وَ أَربَعَ مَرَافِقَ مِن أَدَمِ الطّائِفِ حَشوُهَا إِذخِرٌ وَ سِترٌ مِن صُوفٍ وَ حَصِيرٌ هجَرَيِ‌ّ وَ رَحًي لِليَدِ وَ مِخضَبٌ مِن نُحَاسٍ وَ سِقَاءٌ مِن أَدَمٍ وَ قَعبٌ لِلّبَنِ وَ شَنّ لِلمَاءِ وَ مِطهَرَةٌ مُزَفّتَةٌ وَ جَرّةٌ خَضرَاءُ وَ كِيزَانُ خَزَفٍ حَتّي إِذَا استَكمَلَ الشّرَاءَ حَمَلَ أَبُو بَكرٍ بَعضَ المَتَاعِ وَ حَمَلَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص الّذِينَ كَانُوا مَعَهُ الباَقيِ‌َ فَلَمّا عَرَضَ المَتَاعَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص جَعَلَ يُقَلّبُهُ بِيَدِهِ وَ يَقُولُ بَارَكَ اللّهُ لِأَهلِ البَيتِ


صفحه : 95

قَالَ عَلِيّ ع فَأَقَمتُ بَعدَ ذَلِكَ شَهراً أصُلَيّ‌ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَرجِعُ إِلَي منَزلِيِ‌ وَ لَا أَذكُرُ شَيئاً مِن أَمرِ فَاطِمَةَ ع ثُمّ قُلنَ أَزوَاجُ رَسُولِ اللّهِص أَ لَا نَطلُبُ لَكَ مِن رَسُولِ اللّهِص دُخُولَ فَاطِمَةَ عَلَيكَ فَقُلتُ افعَلنَ فَدَخَلنَ عَلَيهِ فَقَالَت أُمّ أَيمَنَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَنّ خَدِيجَةَ بَاقِيَةٌ لَقَرّت عَينُهَا بِزِفَافِ فَاطِمَةَ وَ إِنّ عَلِيّاً يُرِيدُ أَهلَهُ فَقَرّ عَينَ فَاطِمَةَ بِبَعلِهَا وَ اجمَع شَملَهَا وَ قَرّ عُيُونَنَا بِذَلِكَ فَقَالَ فَمَا بَالُ عَلِيّ لَا يَطلُبُ منِيّ‌ زَوجَتَهُ فَقَد كُنّا نَتَوَقّعُ ذَلِكَ مِنهُ قَالَ عَلِيّ فَقُلتُ الحَيَاءُ يمَنعَنُيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَالتَفَتَ إِلَي النّسَاءِ فَقَالَ مَن هَاهُنَا فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ أَنَا أُمّ سَلَمَةَ وَ هَذِهِ زَينَبُ وَ هَذِهِ فُلَانَةُ وَ فُلَانَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَيّئُوا لاِبنتَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ فِي حجُرَيِ‌ بَيتاً فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ فِي أَيّ حُجرَةٍ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ فِي حُجرَتِكِ وَ أَمَرَ نِسَاءَهُ أَن يُزَيّنّ وَ يُصلِحنَ مِن شَأنِهَا قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَسَأَلتُ فَاطِمَةَ هَل عِندَكِ طِيبٌ ادّخَرتِيهِ لِنَفسِكِ قَالَت نَعَم فَأَتَت بِقَارُورَةٍ فَسَكَبَت مِنهَا فِي راَحتَيِ‌ فَشَمِمتُ مِنهَا رَائِحَةً مَا شَمِمتُ مِثلَهَا قَطّ فَقُلتُ مَا هَذَا فَقَالَت كَانَ دِحيَةُ الكلَبيِ‌ّ يَدخُلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَيَقُولُ لِي يَا فَاطِمَةُ هاَتيِ‌ الوِسَادَةَ فَاطرَحِيهَا لِعَمّكِ فَأَطرَحُ لَهُ الوِسَادَةَ فَيَجلِسُ عَلَيهَا فَإِذَا نَهَضَ سَقَطَ مِن بَينِ ثِيَابِهِ شَيءٌ فيَأَمرُنُيِ‌ بِجَمعِهِ فَسَأَلَ عَلِيّ ع رَسُولَ اللّهِص عَن ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ عَنبَرٌ يَسقُطُ مِن أَجنِحَةِ جَبرَئِيلَ قَالَ عَلِيّ ثُمّ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ يَا عَلِيّ اصنَع لِأَهلِكَ طَعَاماً فَاضِلًا ثُمّ قَالَ مِن عِندِنَا اللّحمُ وَ الخُبزُ وَ عَلَيكَ التّمرُ وَ السّمنُ فَاشتَرَيتُ تَمراً وَ سَمناً فَحَسَرَ رَسُولُ اللّهِص عَن ذِرَاعِهِ وَ جَعَلَ يَشدَخُ التّمرَ فِي السّمنِ حَتّي اتّخَذَهُ حَيساً وَ بَعَثَ إِلَينَا كَبشاً سَمِيناً فَذُبِحَ وَ خُبِزَ لَنَا خُبزٌ كَثِيرٌ ثُمّ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص ادعُ مَن أَحبَبتَ فَأَتَيتُ المَسجِدَ وَ هُوَ مُشحَنٌ بِالصّحَابَةِ فَأُحيِيتُ[فَحَيِيتُ] أَن أُشخِصَ قَوماً وَ أَدَعَ قَوماً ثُمّ صَعِدتُ عَلَي رَبوَةٍ هُنَاكَ وَ نَادَيتُ أَجِيبُوا إِلَي وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ فَأَقبَلَ النّاسُ أَرسَالًا فَاستَحيَيتُ مِن كَثرَةِ النّاسِ وَ قِلّةِ


صفحه : 96

الطّعَامِ فَعَلِمَ رَسُولُ اللّهِص مَا تدَاَخلَنَيِ‌ فَقَالَ يَا عَلِيّ إنِيّ‌ سَأَدعُو اللّهَ بِالبَرَكَةِ قَالَ عَلِيّ فَأَكَلَ القَومُ عَن آخِرِهِم طعَاَميِ‌ وَ شَرِبُوا شرَاَبيِ‌ وَ دَعَوا لِي بِالبَرَكَةِ وَ صَدَرُوا وَ هُم أَكثَرُ مِن أَربَعَةِ آلَافِ رَجُلٍ وَ لَم يَنقُص مِنَ الطّعَامِ شَيءٌ ثُمّ دَعَا رَسُولُ اللّهِص بِالصّحَافِ فَمُلِئَت وَ وَجّهَ بِهَا إِلَي مَنَازِلِ أَزوَاجِهِ ثُمّ أَخَذَ صَحفَةً وَ جَعَلَ فِيهَا طَعَاماً وَ قَالَ هَذَا لِفَاطِمَةَ وَ بَعلِهَا حَتّي إِذَا انصَرَفَتِ الشّمسُ لِلغُرُوبِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ سَلَمَةَ هلَمُيّ‌ فَاطِمَةَ فَانطَلَقَت فَأَتَت بِهَا وَ هيِ‌َ تَسحَبُ أَذيَالَهَا وَ قَد تَصَبّبَت عَرَقاً حَيَاءً مِن رَسُولِ اللّهِص فَعَثَرَت فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقَالَكَ اللّهُ العَثرَةَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَلَمّا وَقَفَت بَينَ يَدَيهِ كَشَفَ الرّدَاءَ عَن وَجهِهَا حَتّي رَآهَا عَلِيّ ع ثُمّ أَخَذَ يَدَهَا فَوَضَعَهَا فِي يَدِ عَلِيّ ع وَ قَالَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِي ابنَةِ رَسُولِ اللّهِ يَا عَلِيّ نِعمَ الزّوجَةُ فَاطِمَةُ وَ يَا فَاطِمَةُ نِعمَ البَعلُ عَلِيّ انطَلِقَا إِلَي مَنزِلِكُمَا وَ لَا تُحدِثَا أَمراً حَتّي آتِيَكُمَا قَالَ عَلِيّ فَأَخَذتُ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَ انطَلَقتُ بِهَا حَتّي جَلَستُ فِي جَانِبِ الصّفّةِ وَ جَلَسَت فِي جَانِبِهَا وَ هيِ‌َ مُطرِقَةٌ إِلَي الأَرضِ حَيَاءً منِيّ‌ وَ أَنَا مُطرِقٌ إِلَي الأَرضِ حَيَاءً مِنهَا ثُمّ جَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ مَن هَاهُنَا فَقُلنَا ادخُل يَا رَسُولَ اللّهُ مَرحَباً بِكَ زَائِراً وَ دَاخِلًا فَدَخَلَ فَأَجلَسَ فَاطِمَةَ مِن جَانِبِهِ ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ ايتيِنيِ‌ بِمَاءٍ فَقَامَت إِلَي قَعبٍ فِي البَيتِ فَمَلَأَتهُ مَاءً ثُمّ أَتَتهُ بِهِ فَأَخَذَ جُرعَةً فَتَمَضمَضَ بِهَا ثُمّ مَجّهَا فِي القَعبِ ثُمّ صَبّ مِنهَا عَلَي رَأسِهَا ثُمّ قَالَ أقَبلِيِ‌ فَلَمّا أَقبَلَت نَضَحَ مِنهُ بَينَ ثَديَيهَا ثُمّ قَالَ أدَبرِيِ‌ فَأَدبَرَت فَنَضَحَ مِنهُ بَينَ كَتِفَيهَا ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَذِهِ ابنتَيِ‌ وَ أَحَبّ الخَلقِ إلِيَ‌ّ أللّهُمّ وَ هَذَا أخَيِ‌ وَ أَحَبّ الخَلقِ إلِيَ‌ّ أللّهُمّ اجعَلهُ لَكَ وَلِيّاً وَ بِكَ حَفِيّاً وَ بَارِك لَهُ فِي أَهلِهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ ادخُل بِأَهلِكَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ وَرَحمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيكُم...إِنّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

بيان مزمل أي ملفوف والشريط خوص مفتول يشرط به السرير ونحوه


صفحه : 97

و قال الفيروزآبادي‌ الخيش ثياب في نسجها رقة وخيوطها غلاظ من مشاقة الكتان أو من أغلظ العصب قوله من جز الغنم بالكسر أي الصوف ألذي جز من الغنم والمخضب كمنبر المركن . قوله فقر عين فاطمة ظاهره أنه بصيغة الأمر بناء علي أن مجرده يكون متعديا أيضا لكنه لم يرد فيما عندنا من كتب اللغة. و قال الجوهري‌ جمع الله شملهم أي ماتشتت من أمرهم وشتت الله شمله أي مااجتمع من أمره و قال الشدخ كسر الشي‌ء الأجوف و قال الحيس هوتمر يخلط بسمن وأقط والسحب الجر والقعب قدح من خشب قوله ص وبك حفيا قال الجوهري‌ تقول حفيت به بالكسر أي بالغت في إكرامه وألطافه انتهي أي مطيعا لك غاية الإطاعة أومشفقا علي الخلق ناصحا لهم بسبب إطاعة أمرك

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الخيَبرَيِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَو لَا أَنّ اللّهَ خَلَقَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لِفَاطِمَةَ مَا كَانَ لَهَا كُفوٌ عَلَي الأَرضِ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]روُيِ‌َ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع دَخَلَ بِفَاطِمَةَ بَعدَ وَفَاةِ أُختِهَا رُقَيّةَ زَوجَةِ عُثمَانَ بِسِتّةَ عَشَرَ يَوماً وَ ذَلِكَ بَعدَ رُجُوعِهِ مِن بَدرٍ وَ ذَلِكَ لِأَيّامٍ خَلَت مِن شَوّالٍ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ دَخَلَ بِهَا يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسِتّ خَلَونَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ اللّهُ تَعَالَي أَعلَمُ

8-ل ،[الخصال ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدَوَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ المُختَارِ عَن يَحيَي الحمِاّنيِ‌ّ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ عَن أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مَرِضَ مَرَضَهُ فَأَتَتهُ فَاطِمَةُ ع تَعُودُهُ وَ هُوَ نَاقِهٌ مِن مَرَضِهِ فَلَمّا رَأَت مَا بِرَسُولِ اللّهِص مِنَ الجُهدِ


صفحه : 98

وَ الضّعفِ خَنَقَتهَا العَبرَةُ حَتّي جَرَت دَمعَتُهَا عَلَي خَدّهَا فَقَالَ النّبِيّص لَهَا يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ جَلّ ذِكرُهُ اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَاختَارَ مِنهَا بَعلَكِ فَأَوحَي إلِيَ‌ّ فَأَنكَحتُكَهُ أَ مَا عَلِمتِ يَا فَاطِمَةُ أَنّ لِكَرَامَةِ اللّهِ إِيّاكِ زَوّجَكِ أَقدَمَهُم سِلماً وَ أَعظَمَهُم حِلماً وَ أَكثَرَهُم عِلماً قَالَ فَسُرّت بِذَلِكَ فَاطِمَةُ ع وَ استَبشَرَت بِمَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص فَأَرَادَ رَسُولُ اللّهِص أَن يَزِيدَهَا مَزِيدَ الخَيرِ كُلّهِ مِنَ ألّذِي قَسَمَهُ اللّهُ لَهُ وَ لِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ لعِلَيِ‌ّ ثَمَانُ خِصَالٍ إِيمَانُهُ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ عِلمُهُ وَ حِكمَتُهُ وَ زَوجَتُهُ وَ سِبطَاهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ أَمرُهُ بِالمَعرُوفِ وَ نَهيُهُ عَنِ المُنكَرِ وَ قَضَاؤُهُ بِكِتَابِ اللّهِ يَا فَاطِمَةُ إِنّا أَهلُ بَيتٍ أُعطِينَا سَبعَ خِصَالٍ لَم يُعطَهَا أَحَدٌ مِنَ الأَوّلِينَ قَبلَنَا وَ لَا يُدرِكُهَا أَحَدٌ مِنَ الآخِرِينَ بَعدَنَا نَبِيّنَا خَيرُ الأَنبِيَاءِ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِيّنَا خَيرُ الأَوصِيَاءِ وَ هُوَ بَعلُكِ وَ شَهِيدُنَا سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمزَةُ عَمّ أَبِيكِ وَ مِنّا مَن لَهُ جَنَاحَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ وَ هُوَ جَعفَرٌ وَ مِنّا سِبطَا هَذِهِ الأُمّةِ وَ هُمَا ابنَاكِ

9- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي وَ العَطّارُ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن أَبِي أَحمَدَ الأزَديِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي آخَي بيَنيِ‌ وَ بَينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ زَوّجَهُ ابنتَيِ‌ مِن فَوقِ سَبعِ سَمَاوَاتِهِ وَ أَشهَدَ عَلَي ذَلِكَ مقُرَبّيِ‌ مَلَائِكَتِهِ وَ جَعَلَهُ لِي وَصِيّاً وَ خَلِيفَةً فعَلَيِ‌ّ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُ مُحِبّهُ محُبِيّ‌ وَ مُبغِضُهُ مبُغضِيِ‌ وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَتَتَقَرّبُ إِلَي اللّهِ بِمَحَبّتِهِ

10- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع دَخَلَت أُمّ أَيمَنَ عَلَي النّبِيّص وَ فِي مِلحَفَتِهَا شَيءٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مَا مَعَكِ يَا أُمّ أَيمَنَ فَقَالَت إِنّ فُلَانَةَ أَملَكُوهَا فَنَثَرُوا عَلَيهَا فَأَخَذتُ مِن نِثَارِهَا


صفحه : 99

ثُمّ بَكَت أُمّ أَيمَنَ وَ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ فَاطِمَةُ زَوّجتَهَا وَ لَم تَنثُر عَلَيهَا شَيئاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ أَيمَنَ لِمَ تَكذِبِينَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا زَوّجتُ فَاطِمَةَ عَلِيّاً ع أَمَرَ أَشجَارَ الجَنّةِ أَن تَنثُرَ عَلَيهِم مِن حُلِيّهَا وَ حُلَلِهَا وَ يَاقُوتِهَا وَ دُرّهَا وَ زُمُرّدِهَا وَ إِستَبرَقِهَا فَأَخَذُوا مِنهَا مَا لَا يَعلَمُونَ وَ لَقَد نَحَلَ اللّهُ طُوبَي فِي مَهرِ فَاطِمَةَ ع فَجَعَلَهَا فِي مَنزِلِ عَلِيّ ع

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع مثله

11-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَكَانَت فَاطِمَةُ ع لَا يَذكُرُهَا أَحَدٌ لِرَسُولِ اللّهِص إِلّا أَعرَضَ عَنهُ حَتّي أَيِسَ النّاسُ مِنهَا فَلَمّا أَرَادَ أَن يُزَوّجَهَا مِن عَلِيّ أَسَرّ إِلَيهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أَنتَ أَولَي بِمَا تَرَي غَيرَ أَنّ نِسَاءَ قُرَيشٍ تحُدَثّنُيِ‌ عَنهُ أَنّهُ رَجُلٌ دَحدَاحُ البَطنِ طَوِيلُ الذّرَاعَينِ ضَخمُ الكَرَادِيسِ أَنزَعُ عَظِيمُ العَينَينِ وَ السّكِنَةِ[مشاشار كَمَشَاشِيرِ البَعِيرِ]ضَاحِكُ السّنّ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ أَ مَا عَلِمتِ أَنّ اللّهَ أَشرَفَ عَلَي الدّنيَا فاَختاَرنَيِ‌ عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ ثُمّ اطّلَعَ فَاختَارَ عَلِيّاً عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ ثُمّ اطّلَعَ فَاختَارَكِ عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ يَا فَاطِمَةُ إِنّهُ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَجَدتُ مَكتُوباً عَلَي صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرتُهُ بِوَزِيرِهِ فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ وَ مَن وزَيِريِ‌ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَجَدتُ مَكتُوباً عَلَيهَا إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وحَديِ‌ مُحَمّدٌ صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرتُهُ بِوَزِيرِهِ فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ وَ مَن وزَيِريِ‌ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا جَاوَزتُ السّدرَةَ انتَهَيتُ إِلَي عَرشِ رَبّ العَالَمِينَ وَجَدتُ مَكتُوباً عَلَي


صفحه : 100

قَائِمَةٍ مِن قَوَائِمِ العَرشِأَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا مُحَمّدٌ حبَيِبيِ‌ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرتُهُ بِوَزِيرِهِ فَلَمّا دَخَلتُ الجَنّةَ رَأَيتُ فِي الجَنّةِ شَجَرَةَ طُوبَي أَصلُهَا فِي دَارِ عَلِيّ وَ مَا فِي الجَنّةِ قَصرٌ وَ لَا مَنزِلٌ إِلّا وَ فِيهَا فِترٌ مِنهَا وَ أَعلَاهَا أَسفَاطُ حُلَلٍ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ يَكُونُ لِلعَبدِ المُؤمِنِ أَلفُ أَلفِ سَفَطٍ فِي كُلّ سَفَطٍ مِائَةُ أَلفِ حُلّةٍ مَا فِيهِ حُلّةٌ تُشبِهُ الأُخرَي عَلَي أَلوَانٍ مُختَلِفَةٍ وَ هُوَ ثِيَابُ أَهلِ الجَنّةِ وَسَطُهَا ظِلّ مَمدُودٌ عَرضُ الجَنّةِكَعَرضِ السّماءِ وَ الأَرضِ أُعِدّت لِلّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ذَلِكَ الظّلّ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ فَلَا يَقطَعُهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ ظِلّ مَمدُودٍ وَ أَسفَلُهَا ثِمَارُ أَهلِ الجَنّةِ وَ طَعَامُهُم مُتَدَلّلٌ[مُتَدَلّ] فِي بُيُوتِهِم يَكُونُ فِي القَضِيبِ مِنهَا مِائَةُ لَونٍ مِنَ الفَاكِهَةِ مِمّا رَأَيتُم فِي دَارِ الدّنيَا وَ مَا لَم تَرَوهُ وَ مَا سَمِعتُم بِهِ وَ مَا لَم تَسمَعُوا مِثلَهَا وَ كُلّمَا يُجتَنَي مِنهَا شَيءٌ نَبَتَت مَكَانَهَا أُخرَيلا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ وَ يجَريِ‌ نَهَرٌ فِي أَصلِ تِلكَ الشّجَرَةِ تَنفَجِرُ مِنهَا الأَنهَارُ الأَربَعَةُأَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَ أَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيّر طَعمُهُ وَ أَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ وَ أَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفّي يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ أعَطاَنيِ‌ فِي عَلِيّ سَبعَ خِصَالٍ هُوَ أَوّلُ مَن يَنشَقّ عَنهُ القَبرُ معَيِ‌ وَ هُوَ أَوّلُ مَن يَقِفُ معَيِ‌ عَلَي الصّرَاطِ فَيَقُولُ لِلنّارِ خذُيِ‌ ذَا وَ ذرَيِ‌ ذَا وَ أَوّلُ مَن يُكسَي إِذَا كُسِيتُ وَ أَوّلُ مَن يَقِفُ معَيِ‌ عَلَي يَمِينِ العَرشِ وَ أَوّلُ مَن يُقرِعُ معَيِ‌ بَابَ الجَنّةِ وَ أَوّلُ مَن يَسكُنُ معَيِ‌ عِلّيّينَ وَ أَوّلُ مَن يَشرَبُ معَيِ‌ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِخِتامُهُ مِسكٌ وَ فِي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسُونَ يَا فَاطِمَةُ هَذَا مَا أَعطَاهُ اللّهُ عَلِيّاً فِي الآخِرَةِ وَ أَعَدّ لَهُ فِي الجَنّةِ إِذَا كَانَ فِي الدّنيَا لَا مَالَ لَهُ فَأَمّا مَا قُلتَ إِنّهُ بَطِينٌ فَإِنّهُ مَملُوءٌ مِن عِلمٍ خَصّهُ اللّهُ بِهِ وَ أَكرَمَهُ مِن بَينِ أمُتّيِ‌


صفحه : 101

وَ أَمّا مَا قُلتَ إِنّهُ أَنزَعُ عَظِيمُ العَينَينِ فَإِنّ اللّهَ خَلَقَهُ بِصِفَةِ آدَمَ ع وَ أَمّا طُولُ يَدَيهِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ طَوّلَهَا لِيَقتُلَ بِهَا أَعدَاءَهُ وَ أَعدَاءَ رَسُولِهِ وَ بِهِ يُظهِرُ اللّهُ الدّينَوَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وَ بِهِ يَفتَحُ اللّهُ الفُتُوحَ وَ يُقَاتِلُ المُشرِكِينَ عَلَي تَنزِيلِ القُرآنِ وَ المُنَافِقِينَ مِن أَهلِ البغَي‌ِ وَ النّكثِ وَ الفُسُوقِ عَلَي تَأوِيلِهِ وَ يُخرِجُ اللّهُ مِن صُلبِهِ سيَدّيَ‌ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ يُزَيّنُ بِهِمَا عَرشَهُ يَا فَاطِمَةُ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا جَعَلَ لَهُ ذُرّيّةً مِن صُلبِهِ وَ جَعَلَ ذرُيّتّيِ‌ مِن صُلبِ عَلِيّ وَ لَو لَا عَلِيّ مَا كَانَت لِي ذُرّيّةٌ فَقَالَت فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَختَارُ عَلَيهِ أَحَداً مِن أَهلِ الأَرضِ فَزَوّجَهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ عِندَ ذَلِكَ وَ اللّهِ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفوٌ غَيرُ عَلِيّ ع

إيضاح الدحداح القصير السمين واندح بطنه اندحاحا اتسع و كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس نحو المنكبين والركبتين والوركين والأنزع هو ألذي انحسر الشعر عن جانبي‌ جبهته والسكنة كقرحة مقر الرأس من العنق و لم أجد لمشاشار معني في اللغة ولعله كان في الأصل له مشاش كمشاش البعير والمشاش رءوس العظام و لم تكن تلك الفقرة في بعض النسخ و هوأصوب . قوله إلا و فيهافتر بالفاء المكسورة ما بين طرف الإبهام وطرف المشيرة و في بعضها بالقاف قال الفيروزآبادي‌ القتر القدر ويحرك و في بعضها قنو بالكسر أي عذق والتدلل التدلي‌ والآسن الآجن المتغير و قدمر شرح سائر أجزاء الخبر في كتاب الفتن و كتاب أحوال أمير المؤمنين ع

12- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُقَاتِلٍ عَن حَامِدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ هَارُونَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَلَقَد هَمَمتُ بِتَزوِيجِ فَاطِمَةَ ابنَةِ مُحَمّدٍص وَ لَم أَتَجَرّأ


صفحه : 102

أَن أَذكُرَ ذَلِكَ للِنبّيِ‌ّ وَ إِنّ ذَلِكَ لَيَختَلِجُ فِي صدَريِ‌ ليَليِ‌ وَ نهَاَريِ‌ حَتّي دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا عَلِيّ قُلتُ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هَل لَكَ فِي التّزوِيجِ قُلتُ رَسُولُ اللّهِ أَعلَمُ وَ إِذَا هُوَ يُرِيدُ أَن يزُوَجّنَيِ‌ بَعضَ نِسَاءِ قُرَيشٍ وَ إنِيّ‌ لَخَائِفٌ عَلَي فَوتِ فَاطِمَةَ فَمَا شَعَرتُ بشِيَ‌ءٍ إِذ أتَاَنيِ‌ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لِي أَجِبِ النّبِيّص وَ أَسرِع فَمَا رَأَينَا رَسُولَ اللّهِص أَشَدّ فَرَحاً مِنهُ اليَومَ قَالَ فَأَتَيتُهُ مُسرِعاً فَإِذَا هُوَ فِي حُجرَةِ أُمّ سَلَمَةَ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ تَهَلّلَ وَجهُهُ فَرَحاً وَ تَبَسّمَ حَتّي نَظَرتُ إِلَي بَيَاضِ أَسنَانِهِ يَبرُقُ فَقَالَ أَبشِر يَا عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد كفَاَنيِ‌ مَا قَد كَانَ أهَمَنّيِ‌ مِن أَمرِ تَزوِيجِكَ فَقُلتُ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ وَ مَعَهُ مِن سُنبُلِ الجَنّةِ وَ قَرَنفُلِهَا فَنَاوَلَنِيهِمَا فَأَخَذتُهُمَا وَ شَمِمتُهُمَا فَقُلتُ مَا سَبَبُ هَذَا السّنبُلِ وَ القَرَنفُلِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمَرَ سُكّانَ الجِنَانِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ مَن فِيهَا أَن يُزَيّنُوا الجِنَانَ كُلّهَا بِمَغَارِسِهَا وَ أَشجَارِهَا وَ ثِمَارِهَا وَ قُصُورِهَا وَ أَمَرَ رِيحَهَا فَهَبّت بِأَنوَاعِ العِطرِ وَ الطّيبِ وَ أَمَرَ حُورَ عِينِهَا بِالقِرَاءَةِ فِيهَا بَسُورَةِ طه وَ طَوَاسِينَ وَ يس وَ حمعسق ثُمّ نَادَي مُنَادٍ مِن تَحتِ العَرشِ أَلَا إِنّ اليَومَ يَومُ وَلِيمَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَلَا إنِيّ‌ أُشهِدُكُم أنَيّ‌ قَد زَوّجتُ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رِضًي منِيّ‌ بَعضُهُمَا لِبَعضٍ ثُمّ بَعَثَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَحَابَةً بَيضَاءَ فَقَطَرَت عَلَيهِم مِن لُؤلُئِهَا وَ زَبَرجَدِهَا وَ يَوَاقِيتِهَا وَ قَامَتِ المَلَائِكَةُ فَنَثَرَت مِن سُنبُلِ الجَنّةِ وَ قَرَنفُلِهَا هَذَا مِمّا نَثَرَتِ المَلَائِكَةُ ثُمّ أَمَرَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَكاً مِن مَلَائِكَةِ الجَنّةِ يُقَالُ لَهُ رَاحِيلُ وَ لَيسَ فِي المَلَائِكَةِ أَبلَغُ مِنهُ فَقَالَ اخطُب يَا رَاحِيلُ فَخَطَبَ بِخُطبَةٍ لَم يَسمَع بِمِثلِهَا أَهلُ السّمَاءِ وَ لَا أَهلُ الأَرضِ ثُمّ نَادَي مُنَادٍ أَلَا يَا ملَاَئكِتَيِ‌ وَ سُكّانَ جنَتّيِ‌ بَارِكُوا عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 103

حَبِيبِ مُحَمّدٍ وَ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍ فَقَد بَارَكتُ عَلَيهِمَا أَلَا إنِيّ‌ قَد زَوّجتُ أَحَبّ النّسَاءِ إلِيَ‌ّ مِن أَحَبّ الرّجَالِ إلِيَ‌ّ بَعدَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ فَقَالَ رَاحِيلُ المَلَكُ يَا رَبّ وَ مَا بَرَكَتُكَ فِيهِمَا بِأَكثَرَ مِمّا رَأَينَا لَهُمَا فِي جِنَانِكَ وَ دَارِكَ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ يَا رَاحِيلُ إِنّ مِن برَكَتَيِ‌ عَلَيهِمَا أَن أَجمَعَهُمَا عَلَي محَبَتّيِ‌ وَ أَجعَلَهُمَا حُجّةً عَلَي خلَقيِ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأَخلُقَنّ مِنهُمَا خَلقاً وَ لَأُنشِئَنّ مِنهُمَا ذُرّيّةً أَجعَلُهُم خزُاّنيِ‌ فِي أرَضيِ‌ وَ مَعَادِنَ لعِلِميِ‌ وَ دُعَاةً إِلَي ديِنيِ‌ بِهِم أَحتَجّ عَلَي خلَقيِ‌ بَعدَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ فَأَبشِر يَا عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَكرَمَكَ كَرَامَةً لَم يُكرِم بِمِثلِهَا أَحَداً وَ قَد زَوّجتُكَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ عَلَي مَا زَوّجَكَ الرّحمَنُ وَ قَد رَضِيتُ لَهَا بِمَا رضَيِ‌َ اللّهُ لَهَا فَدُونَكَ أَهلَكَ فَإِنّكَ أَحَقّ بِهَا منِيّ‌ وَ لَقَد أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع أَنّ الجَنّةَ مُشتَاقَةٌ إِلَيكُمَا وَ لَو لَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَدّرَ أَن يُخرِجَ مِنكُمَا مَا يَتّخِذُهُ عَلَي الخَلقِ حُجّةً لَأَجَابَ فِيكُمَا الجَنّةَ وَ أَهلَهَا فَنِعمَ الأَخُ أَنتَ وَ نِعمَ الخَتَنُ أَنتَ وَ نِعمَ الصّاحِبُ أَنتَ وَ كَفَاكَ بِرِضَي اللّهِ رِضًي قَالَ عَلِيّ ع فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بَلَغَ مِن قدَريِ‌ حَتّي إنِيّ‌ ذُكِرتُ فِي الجَنّةِ وَ زوَجّنَيِ‌َ اللّهُ فِي مَلَائِكَتِهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَكرَمَ وَلِيّهُ وَ أَحَبّهُ أَكرَمَهُ بِمَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت فَحَبَاهَا اللّهُ لَكَ يَا عَلِيّ فَقَالَ عَلِيّ ع رَبّ أوَزعِنيِ‌ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص آمِينَ

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] محمد بن علي بن الشاه عن أحمد بن المظفر عن محمد بن زكريا عن مهدي‌ بن سابق عن الرضا عن آبائه عن علي ع مثله ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدقاق عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن أحمد بن الحارث عن أبي معاوية عن الأعمش عن الصادق ع عن آبائه عن علي ع

مثله

13-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُقبَةُ بنُ مُكرَمٍ الضبّيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَمرٍو عَن عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هَارُونَ الطوّسيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع مِثلَهُ وَ فِي آخِرِهِ فَإِنّمَا حَبَاكَ


صفحه : 104

اللّهُ فِي الجَنّةِ بِمَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَارَبّ أوَزعِنيِ‌ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ عَلي والدِيَ‌ّ وَ أَن أَعمَلَ صالِحاً تَرضاهُ وَ أَصلِح لِي فِي ذرُيّتّيِ‌ فَقَالَ النّبِيّص آمِينَ يَا رَبّ العَالَمِينَ وَ يَا خَيرَ النّاصِرِينَ

14- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ فِرَاشُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ حِينَ دَخَلَت عَلَيهِ إِهَابُ كَبشٍ إِذَا أَرَادَا أَن يَنَامَا عَلَيهِ قَلّبَاهُ فَنَامَا عَلَي صُوفِهِ قَالَ وَ كَانَت وِسَادَتُهُمَا أَدَماً حَشوُهَا لِيفٌ قَالَ وَ كَانَ صَدَاقُهَا دِرعاً مِن حَدِيدٍ

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ المرَوزَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ أَتَاهُ أُنَاسٌ مِن قُرَيشٍ فَقَالُوا إِنّكَ زَوّجتَ عَلِيّاً بِمَهرٍ خَسِيسٍ فَقَالَ مَا أَنَا زَوّجتُ عَلِيّاً وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ زَوّجَهُ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَي أَوحَي اللّهُ إِلَي السّدرَةِ أَنِ انثرُيِ‌ مَا عَلَيكِ فَنَثَرَتِ الدّرّ وَ الجَوهَرَ وَ المَرجَانَ فَابتَدَرَ الحُورُ العِينُ فَالتَقَطنَ فَهُنّ يَتَهَادَينَهُ وَ يَتَفَاخَرنَ وَ يَقُلنَ هَذَا مِن نِثَارِ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍص فَلَمّا كَانَت لَيلَةُ الزّفَافِ أَتَي النّبِيّ بِبَغلَتِهِ الشّهبَاءِ وَ ثَنّي عَلَيهَا قَطِيفَةً وَ قَالَ لِفَاطِمَةَ اركبَيِ‌ وَ أَمَرَ سَلمَانَ أَن يَقُودَهَا وَ النّبِيّص يَسُوقُهَا فَبَينَمَا هُوَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ إِذ سَمِعَ النّبِيّص وَجبَةً فَإِذَا هُوَ بِجَبرَئِيلَ فِي سَبعِينَ أَلفاً وَ مِيكَائِيلَ فِي سَبعِينَ أَلفاً فَقَالَ النّبِيّص مَا أَهبَطَكُم إِلَي الأَرضِ قَالُوا جِئنَا نَزُفّ فَاطِمَةَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَبّرَ جَبرَئِيلُ وَ كَبّرَ مِيكَائِيلُ وَ كَبّرَتِ المَلَائِكَةُ وَ كَبّرَ مُحَمّدٌص فَوَقَعَ التّكبِيرُ عَلَي العَرَائِسِ مِن تِلكَ اللّيلَةِ

بيان الوجبة السقطة مع الهدة أوصوت الساقط و في بعض النسخ وحية بالحاء المهملة والياء المثناة والوحي‌ الكلام الخفي‌

16- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص مَا زَوّجتُ فَاطِمَةَ إِلّا بَعدَ مَا أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِتَزوِيجِهَا


صفحه : 105

17- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ‌ مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ قَد زَوّجتُ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ فَزَوّجهَا مِنهُ وَ قَد أَمَرتُ شَجَرَةَ طُوبَي أَن تَحمِلَ الدّرّ وَ اليَاقُوتَ وَ المَرجَانَ وَ إِنّ أَهلَ السّمَاءِ قَد فَرِحُوا لِذَلِكَ وَ سَيُولَدُ مِنهَا وَلَدَانِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ بِهِمَا يُزَيّنُ أَهلُ الجَنّةِ فَأَبشِر يَا مُحَمّدُ فَإِنّكَ خَيرُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله

18- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ العجِليِ‌ّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ جَاءَ رَسُولُ اللّهِص يطَلبُنُيِ‌ فَقَالَ أَينَ أخَيِ‌ يَا أُمّ أَيمَنَ قَالَت وَ مَن أَخُوكَ قَالَ عَلِيّ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ تُزَوّجُهُ ابنَتَكَ وَ هُوَ أَخُوكَ قَالَ نَعَم أَمَا وَ اللّهِ يَا أُمّ أَيمَنَ لَقَد زَوّجتُهَا كُفواً شَرِيفاًوَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ

19- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حُبَيشٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ وَ أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمهَرَ فَاطِمَةَ ع رُبُعَ الدّنيَا فَرُبُعُهَا لَهَا وَ أَمهَرَهَا الجَنّةَ وَ النّارَ تُدخِلُ أَعدَاءَهَا النّارَ وَ تُدخِلُ أَولِيَاءَهَا الجَنّةَ وَ هيِ‌َ الصّدّيقَةُ الكُبرَي وَ عَلَي مَعرِفَتِهَا دَارَتِ القُرُونُ الأُولَي

20- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا عَلَي دِرعٍ لَهُ حُطَمِيّةٍ تَسوَي ثَلَاثِينَ دِرهَماً

أَقُولُ سيَأَتيِ‌ فِي تَزوِيجِ أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ بنِ مُوسَي يَخطُبُ أُمّ الفَضلِ بِنتَ عَبدِ اللّهِ المَأمُونِ وَ بَذَلَ لَهَا مِنَ الصّدَاقِ مَهرَ جَدّتِهِ فَاطِمَةَ وَ هُوَ خَمسُمِائَةِ دِرهَمٍ جِيَادٍ


صفحه : 106

21- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا كَانَ وَقتُ زِفَافِ فَاطِمَةَ ع اتّخَذَ النّبِيّص طَعَاماً وَ خَبِيصاً وَ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ادعُ النّاسَ قَالَ عَلِيّ ع جِئتُ إِلَي النّاسِ فَقُلتُ أَجِيبُوا الوَلِيمَةَ فَأَقبَلُوا فَقَالَ النّبِيّص أَدخِل عَشَرَةً فَدَخَلُوا وَ قَدّمَ إِلَيهِمُ الطّعَامَ وَ الثّرِيدَ فَأَكَلُوا ثُمّ أَطعَمَهُمُ السّمنَ وَ التّمرَ فَلَا يَزدَادُ الطّعَامُ إِلّا بَرَكَةً فَلَمّا أَطعَمَ الرّجَالَ عَمَدَ إِلَي مَا فَضَلَ مِنهَا فَتَفَلَ فِيهَا وَ بَارَكَ عَلَيهَا وَ بَعَثَ مِنهَا إِلَي نِسَائِهِ وَ قَالَ قُل لَهُنّ كُلنَ وَ أَطعِمنَ مَن غَشِيَكُنّ ثُمّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص دَعَا بِصَحفَةٍ فَجَعَلَ فِيهَا نَصِيباً فَقَالَ هَذَا لَكَ وَ لِأَهلِكَ وَ هَبَطَ جَبرَئِيلُ فِي زُمرَةٍ مِنَ المَلَائِكَةِ بِهَدِيّةٍ فَقَالَ لِأُمّ سَلَمَةَ املئَيِ‌ القَعبَ مَاءً فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ اشرَب نِصفَهُ ثُمّ قَالَ لِفَاطِمَةَ اشربَيِ‌ وَ أبَقيِ‌ ثُمّ أَخَذَ الباَقيِ‌َ فَصَبّهُ عَلَي وَجهِهَا وَ نَحرِهَا ثُمّ فَتَحَ السّلّةَ فَإِذَا فِيهَا كَعكٌ وَ مَوزٌ وَ زَبِيبٌ فَقَالَ هَذَا هَدِيّةُ جَبرَئِيلَ ثُمّ أَقلَبَ مِن يَدِهِ سَفَرجَلَةً فَشَقّهَا نِصفَينِ وَ أَعطَي عَلِيّاً وَ قَالَ هَذِهِ هَدِيّةٌ مِنَ الجَنّةِ إِلَيكُمَا وَ أَعطَي عَلِيّاً نِصفاً وَ فَاطِمَةَ نِصفاً

22- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ وَ ابنُ مَسعودٍ وَ جَابِرٌ وَ البَرَاءُ وَ أَنَسٌ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ السدّيّ‌ّ وَ ابنُ سِيرِينَ وَ البَاقِرُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراًقَالُوا هُوَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ كانَ رَبّكَ قَدِيراًالقَائِمُ فِي آخِرِ الزّمَانِ لِأَنّهُ لَم يَجتَمِع نَسَبٌ وَ سَبَبٌ فِي الصّحَابَةِ وَ القَرَابَةِ إِلّا لَهُ فَلِأَجلِ ذَلِكَ استَحَقّ المِيرَاثَ بِالنّسَبِ وَ السّبَبِ وَ فِي رِوَايَةٍ البَشَرُ الرّسُولُ وَ النّسَبُ فَاطِمَةُ وَ الصّهرُ عَلِيّ ع

تَفسِيرُ الثعّلبَيِ‌ّ، قَالَ ابنُ سِيرِينَ نَزَلَت فِي النّبِيّ وَ عَلِيّ زَوجِ فَاطِمَةَ وَ هُوَ ابنُ عَمّهِ وَ زَوجُ ابنَتِهِ فَكَانَ نَسَباً وَ صِهراً

ابنُ الحَجّاجِ ´


بِالمُصطَفَي وَ بِصِهرِهِ   وَ وَصِيّهِ يَومَ الغَدِيرِ

كَعبُ بنُ زُهَيرِ


  ِهرُ النّبِيّ وَ خَيرُ النّاسِ كُلّهِم

الصّادِقُ ع أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص قُل لِفَاطِمَةَ لَا تعَصيِ‌ عَلِيّاً فَإِنّهُ


صفحه : 107

إِن غَضِبَ غَضِبتُ لِغَضَبِهِ

عُوتِبَ النّبِيّص فِي أَمرِ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَو لَم يَخلُقِ اللّهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفوٌ وَ فِي خَبَرٍ لَولَاكَ لَمّا كَانَ لَهَا كُفوٌ عَلَي وَجهِ الأَرضِ

المُفَضّلُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو لَا أَنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَم يَكُن لِفَاطِمَةَ كُفوٌ عَلَي وَجهِ الأَرضِ آدَمُ فَمَن دُونَهُ

وَ قَالُوا تَزَوّجَ النّبِيّص مِنَ الشّيخَينِ وَ زَوّجَ مِن عُثمَانَ بِنتَينِ قُلنَا التّزوِيجُ لَا يَدُلّ عَلَي الفَضلِ وَ إِنّمَا هُوَ مبَنيِ‌ّ عَلَي إِظهَارِ الشّهَادَتَينِ ثُمّ إِنّهُص تَزَوّجَ فِي جَمَاعَةٍ وَ أَمّا عُثمَانُ ففَيِ‌ زَوَاجِهِ خِلَافٌ كَثِيرٌ وَ أَنّهُ كَانَ زَوّجَهُمَا مِن كَافِرَينِ قَبلَهُ وَ لَيسَت حُكمُ فَاطِمَةَ مِثلَ ذَلِكَ لِأَنّهَا وَلِيدَةُ الإِسلَامِ وَ مِن أَهلِ العَبَاءِ وَ المُبَاهَلَةِ وَ المُهَاجَرَةِ فِي أَصعَبِ وَقتٍ وَ وَرَدَ فِيهَا آيَةُ التّطهِيرِ وَ افتَخَرَ جَبرَئِيلُ بِكَونِهِ مِنهُم وَ شَهِدَ اللّهُ لَهُم بِالصّدقِ وَ لَهَا أُمُومَةُ الأَئِمّةِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ مِنهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَقِبُ الرّسُولِص وَ هيِ‌َ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ زَوجُهَا مِن أَصلِهَا وَ لَيسَ بأِجَنبَيِ‌ّ وَ أَمّا الشّيخَانِ فَقَد تَوَسّلَا إِلَي النّبِيّص بِذَلِكَ وَ أَمّا عَلِيّ فَتَوّسَلَ النّبِيّص إِلَيهِ بَعدَ مَا رَدّ خِطبَتَهُمَا وَ العَاقِدُ بَينَهُمَا هُوَ اللّهُ تَعَالَي وَ القَابِلُ جَبرَئِيلُ وَ الخَاطِبُ رَاحِيلُ وَ الشّهُودُ حَمَلَةُ العَرشِ وَ صَاحِبُ النّثَارِ رِضوَانُ وَ طَبَقُ النّثَارِ شَجَرَةُ طُوبَي وَ النّثَارُ الدّرّ وَ اليَاقُوتُ وَ المَرجَانُ وَ الرّسُولُ هُوَ المَشّاطَةُ وَ أَسمَاءُ صَاحِبَةُ الحَجَلَةِ وَ وَلِيدُ هَذَا النّكَاحِ الأَئِمّةُ ع

ابنُ شَاهِينٍ المرَوزَيِ‌ّ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ ع بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ وَاقِدٍ عَن أَبِي بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ وَ البلَاذرُيِ‌ّ فِي التّارِيخِ بِأَسَانِيدِهِ أَنّ أَبَا بَكرٍ خَطَبَ إِلَي النّبِيّص فَاطِمَةَ ع فَقَالَ أَنتَظِرُ لَهَا القَضَاءَ ثُمّ خَطَبَ إِلَيهِ عُمَرُ فَقَالَ أَنتَظِرُ لَهَا القَضَاءَ الخَبَرَ

مُسنَدُ أَحمَدَ وَ فَضَائِلُهُ وَ سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ وَ إِبَانَةُ ابنِ بَطّةَ وَ تَارِيخُ الخَطِيبِ وَ كِتَابُ ابنِ شَاهِينٍ وَ اللّفظُ لَهُ بِالإِسنَادِ عَن خَالِدٍ الحِذَاءِ وَ أَبِي أَيّوبَ وَ عِكرِمَةَ وَ أَبِي نَجِيحٍ وَ عُبَيدَةَ بنِ سُلَيمَانَ كُلّهُم عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ لَمّا زَوّجَ النّبِيّص فَاطِمَةَ عَلِيّاً قَالَ لَهُ


صفحه : 108

النّبِيّ أَعطِهَا شَيئاً قَالَ مَا عنِديِ‌ شَيءٌ قَالَ فَأَينَ دِرعُكَ الحُطَمِيّةُ وَ فِي رِوَايَةِ غَيرِهِ أَنّهُ قَالَ عَلِيّ عنِديِ‌ قَالَ فَأَعطِهَا إِيّاهَا

تاَريِخيَ‌ِ الخَطِيبِ وَ البلَاَذرُيِ‌ّ وَ حِليَةِ أَبِي نُعَيمٍ وَ إِبَانَةِ العكُبرَيِ‌ّ سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الثوّريِ‌ّ عَن عَلقَمَةَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ أَصَابَ فَاطِمَةَ صَبِيحَةَ يَومِ العُرسِ رِعدَةٌ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص يَا فَاطِمَةُ زَوّجتُكِ سَيّداً فِي الدّنيَا وَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لِمِنَ الصّالِحِينَ يَا فَاطِمَةُ لَمّا أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي أَن أُملِكَكِ[يُملِكَكِ]بعِلَيِ‌ّ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي جَبرَئِيلَ فَقَامَ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَصَفّ المَلَائِكَةَ صُفُوفاً ثُمّ خَطَبَ عَلَيهِم فَزَوّجَكِ مِن عَلِيّ ثُمّ أَمَرَ اللّهُ سُبحَانَهُ شَجَرَ الجِنَانِ فَحَمَلَتِ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ ثُمّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتهُ عَلَي المَلَائِكَةِ فَمَن أَخَذَ مِنهُم يَومَئِذٍ شَيئاً أَكثَرَ مِمّا أَخَذَ غَيرُهُ افتَخَرَ بِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ لَقَد كَانَت فَاطِمَةُ ع تَفتَخِرُ عَلَي النّسَاءِ لِأَنّهَا مَن خَطَبَ عَلَيهَا جَبرَئِيلُ ع

وَ قَدِ اشتَهَرَ فِي الصّحَاحِ بِالأَسَانِيدِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ ابنِ مَسعودٍ وَ جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وَ أُمّ سَلَمَةَ بِأَلفَاظٍ مُختَلِفَةٍ وَ معاني‌[مَعَانٍ]مُتّفِقَةٍ أَنّ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَي النّبِيّص فَاطِمَةَ مَرّةً بَعدَ أُخرَي فَرَدّهُمَا

وَ رَوَي أَحمَدُ فِي الفَضَائِلِ عَن بُرَيدَةَ أَنّ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَي النّبِيّص فَاطِمَةَ فَقَالَ إِنّهَا صَغِيرَةٌ

وَ رَوَي ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ أَنّهُ خَطَبَهَا عَبدُ الرّحمَنِ فَلَم يُجِبهُ

وَ فِي رِوَايَةِ غَيرِهِ أَنّهُ قَالَ بِكَذَا مِنَ المَهرِ فَغَضِبَص وَ مَدّ يَدَهُ إِلَي حَصًي فَرَفَعَهَا فَسَبّحَت فِي يَدِهِ فَجَعَلَهَا فِي ذَيلِهِ فَصَارَت دُرّاً وَ مَرجَاناً يُعَرّضُ بِهِ جَوَابَ المَهرِ وَ لَمّا خَطَبَ عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ تَقُولُ كُلّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنقَطِعٌ إِلّا سبَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌ فَقَالَ النّبِيّص أَمّا السّبَبُ فَقَد سَبّبَ اللّهُ وَ أَمّا النّسَبُ فَقَد قَرّبَ اللّهُ وَ هَشّ وَ بَشّ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ أَ لَكَ شَيءٌ أُزَوّجُكَ مِنهَا فَقَالَ لَا يَخفَي عَلَيكَ حاَليِ‌ إِنّ لِي فَرَساً وَ بَغلًا وَ سَيفاً وَ دِرعاً فَقَالَ بِعِ الدّرعَ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ أَتَي سَلمَانُ إِلَيهِ وَ قَالَ أَجِب رَسُولَ اللّهِص فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ


صفحه : 109

قَالَ أَبشِر يَا عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ قَد زَوّجَكَ بِهَا فِي السّمَاءِ قَبلَ أَن أُزَوّجَكَهَا فِي الأَرضِ وَ لَقَد أتَاَنيِ‌ مَلَكٌ وَ قَالَ أَبشِر يَا مُحَمّدُ بِاجتِمَاعِ الشّملِ وَ طَهَارَةِ النّسلِ قُلتُ وَ مَا اسمُكَ قَالَ نَسطَائِيلُ مِن موُكَلّيِ‌ قَوَائِمِ العَرشِ سَأَلتُ اللّهَ هَذِهِ البِشَارَةَ وَ جَبرَئِيلُ عَلَي أثَرَيِ‌

أَبُو بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع خَطَبَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَرحَباً وَ أَهلًا فَقِيلَ لعِلَيِ‌ّ يَكفِيكَ مِن رَسُولِ اللّهِص إِحدَاهُمَا أَعطَاكَ الأَهلَ وَ أَعطَاكَ الرّحبَ

ابنُ بَطّةَ وَ ابنُ المُؤَذّنِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي كُتُبِهِم بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَا بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ إِذ جَاءَ عَلِيّ فَقَالَ يَا عَلِيّ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ جِئتُ أُسَلّمُ عَلَيكَ قَالَ هَذَا جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ‌ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ زَوّجَكَ فَاطِمَةَ وَ أَشهَدَ عَلَي تَزوِيجِهَا أَربَعِينَ أَلفَ مَلَكٍ وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي شَجَرَةِ طُوبَي أَنِ انثرُيِ‌ عَلَيهِمُ الدّرّ وَ اليَاقُوتَ فَنَثَرَت عَلَيهِمُ الدّرّ وَ اليَاقُوتَ فَابتَدَرنَ إِلَيهِ الحُورُ العِينُ يَلتَقِطنَ فِي أَطبَاقِ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ هُنّ يَتَهَادَينَهُ بَينَهُنّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ كَانُوا يَتَهَادَونَ وَ يَقُولُونَ هَذِهِ تُحفَةُ خَيرِ النّسَاءِ

وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ بَطّةَ عَن عَبدِ اللّهِ فَمَن أَخَذَ مِنهُ يَومَئِذٍ شَيئاً أَكثَرَ مِمّا أَخَذَ صَاحِبُهُ أَو أَحسَنَ افتَخَرَ بِهِ عَلَي صَاحِبِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

ابنُ مَردَوَيهِ فِي كِتَابِهِ بِإِسنَادِهِ عَن عَلقَمَةَ قَالَ لَمّا تَزَوّجَ عَلِيّ فَاطِمَةَ تَنَاثَرَ ثِمَارُ الجَنّةِ عَلَي المَلَائِكَةِ

عَبدُ الرّزّاقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أُمّ أَيمَنَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ عَنِ النّبِيّص وَ عَقَدَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ فِي السّمَاءِ نِكَاحَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ فَكَانَ جَبرَئِيلُ المُتَكَلّمَ عَن عَلِيّ وَ مِيكَائِيلُ الرّادّ عنَيّ‌

وَ فِي حَدِيثِ خَبّابِ بنِ الأَرَتّ أَنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي جَبرَئِيلَ زَوّجِ النّورَ مِنَ النّورِ وَ كَانَ الولَيِ‌ّ اللّهَ وَ الخَطِيبُ جَبرَئِيلَ وَ المنُاَديِ‌ مِيكَائِيلَ وَ الداّعيِ‌ إِسرَافِيلَ وَ النّاثِرُ عِزرَائِيلَ وَ الشّهُودُ مَلَائِكَةَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ ثُمّ أَوحَي إِلَي


صفحه : 110

شَجَرَةِ طُوبَي أَنِ انثرُيِ‌ مَا عَلَيكِ فَنَثَرَتِ الدّرّ الأَبيَضَ وَ اليَاقُوتَ الأَحمَرَ وَ الزّبَرجَدَ الأَخضَرَ وَ اللّؤلُؤَ الرّطبَ فَبَادَرنَ الحُورُ العِينُ يَلتَقِطنَ وَ يَهدِينَ بَعضُهُنّ إِلَي بَعضٍ

الصّادِقُ ع فِي خَبَرٍ أَنّهُ دَعَاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ أَبشِر يَا عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ قَد كفَاَنيِ‌ مَا كَانَ همَنّيِ‌ مِن تَزوِيجِكَ

ثُمّ ذَكَرَ ابنُ شَهرَآشُوبَ مُختَصَراً مِمّا مَرّ بِرِوَايَةِ الصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ ثُمّ قَالَ وَ قَد جَاءَ فِي بَعضِ الكُتُبِ أَنّهُ خَطَبَ رَاحِيلُ فِي البَيتِ المَعمُورِ فِي جَمعٍ مِن أَهلِ السّمَاوَاتِ السّبعِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ الأَوّلِ قَبلَ أَوّلِيّةِ الأَوّلِينَ الباَقيِ‌ بَعدَ فَنَاءِ العَالَمِينَ نَحمَدُهُ إِذ جَعَلَنَا مَلَائِكَةً رُوحَانِيّينَ وَ بِرُبُوبِيّتِهِ مُذعِنِينَ وَ لَهُ عَلَي مَا أَنعَمَ عَلَينَا شَاكِرِينَ حَجَبَنَا مِنَ الذّنُوبِ وَ سَتَرَنَا مِنَ العُيُوبِ أَسكَنَنَا فِي السّمَاوَاتِ وَ قَرّبَنَا إِلَي السّرَادِقَاتِ وَ حَجَبَ عَنّا النّهمَ لِلشّهَوَاتِ وَ جَعَلَ نَهمَتَنَا وَ شَهوَتَنَا فِي تَقدِيسِهِ وَ تَسبِيحِهِ البَاسِطِ رَحمَتَهُ الوَاهِبِ نِعمَتَهُ جَلّ عَن إِلحَادِ أَهلِ الأَرضِ مِنَ المُشرِكِينَ وَ تَعَالَي بِعَظَمَتِهِ عَن إِفكِ المُلحِدِينَ ثُمّ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ اختَارَ المَلِكُ الجَبّارُ صَفوَةَ كَرَمِهِ وَ عَبدَ عَظَمَتِهِ لِأَمَتِهِ سَيّدَةِ النّسَاءِ بِنتِ خَيرِ النّبِيّينَ وَ سَيّدِ المُرسَلِينَ وَ إِمَامِ المُتّقِينَ فَوَصَلَ حَبلَهُ بِحَبلِ رَجُلٍ مِن أَهلِهِ وَ صَاحِبِهِ المُصَدّقِ دَعوَتَهُ المُبَادِرِ إِلَي كَلِمَتِهِ عَلِيّ الوَصُولِ بِفَاطِمَةَ البَتُولِ ابنَةِ الرّسُولِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ جَبرَئِيلَ رَوَي عَنِ اللّهِ تَعَالَي عَقِيبَهَا قَولَهُ عَزّ وَ جَلّ الحَمدُ ردِاَئيِ‌ وَ العَظَمَةُ كبِريِاَئيِ‌ وَ الخَلقُ كُلّهُم عبَيِديِ‌ وَ إمِاَئيِ‌ زَوّجتُ فَاطِمَةَ أمَتَيِ‌ مِن عَلِيّ صفَوتَيِ‌ اشهَدُوا ملَاَئكِتَيِ‌ وَ كَانَ بَينَ تَزوِيجِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ ع فِي السّمَاءِ إِلَي تَزوِيجِهِمَا فِي الأَرضِ أَربَعِينَ يَوماً زَوّجَهَا رَسُولُ اللّهِص مِن عَلِيّ أَوّلَ يَومٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ يَومَ السّادِسِ مِنهُ


صفحه : 111

23- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع يَقُولُ بَينَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ مَلَكٌ لَهُ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ وَجهاً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ لَم أَرَكَ فِي مِثلِ هَذِهِ الصّورَةِ فَقَالَ المَلَكُ لَستُ بِجَبرَئِيلَ أَنَا مَحمُودٌ بعَثَنَيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن أُزَوّجَ النّورَ مِنَ النّورِ قَالَ مَن مِمّن فَقَالَ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ قَالَ فَلَمّا وَلّي المَلَكُ إِذاً بَينَ كَتِفَيهِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ وَصِيّهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مُنذُ كَم كُتِبَ هَذَا بَينَ كَتِفَيكَ فَقَالَ مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ بِاثنَينِ وَ عِشرِينَ أَلفَ عَامٍ

24- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ مِثلَهُ ثُمّ قَالَ وَ فِي رِوَايَةٍ بِأَربَعَةٍ وَ عِشرِينَ أَلفَ عَامٍ

عَبدُ اللّهِ بنُ مَيمُونٍ حَدّثَنَا أَبُو هُرَيرَةَ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ فِي حَدِيثِ مَحمُودٍ وَ أنَبأَنَيِ‌ أَبُو يَعلَي العَطّارُ وَ أَبُو المُؤَيّدِ الخَطِيبُ بِنَحوِ هَذَا الخَبَرِ إِلّا أَنّهُمَا رَوَيَا مَلَكٌ لَهُ عِشرُونَ رَأساً فِي كُلّ رَأسٍ أَلفُ لِسَانٍ وَ كَانَ اسمُ المَلَكِ صَرصَائِيلَ

أَبُو بَكرٍ مَردَوَيهِ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بِالإِسنَادِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَ كِتَابِ أَبِي القَاسِمِ سُلَيمَانَ الطبّرَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن شُعبَةَ عَن عَمرِو بنِ مُرّةَ عَن اِبرَاهِيمَ عَن مَسرُوقٍ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ كِلَاهُمَا أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ‌ أَن أُزَوّجَ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ

كِتَابُ ابنِ مَردَوَيهِ قَالَ ابنُ سِيرِينَ قَالَ عُبَيدَةُ إِنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ ذَكَرَ عَلِيّاً فَقَالَ ذَاكَ صِهرُ رَسُولِ اللّهِص نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تُزَوّجَ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ

ابنُ شَاهِينٍ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي أَيّوبَ قَالَ النّبِيّص أُمِرتُ بِتَزوِيجِكَ مِنَ البَيضَاءِ وَ فِي رِوَايَةٍ مِنَ السّمَاءِ

الضّحّاكُ أَنّ النّبِيّص قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ مِمّن قَد عَرَفتَ قَرَابَتَهُ وَ فَضلَهُ مِنَ الإِسلَامِ وَ إنِيّ‌ سَأَلتُ ربَيّ‌ أَن يُزَوّجَكِ خَيرَ خَلقِهِ وَ


صفحه : 112

أَحَبّهُم إِلَيهِ وَ قَد ذَكَرَ مِن أَمرِكِ شَيئاً فَمَا تَرَينَ فَسَكَتَت فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ اللّهُ أَكبَرُ سُكُوتُهَا إِقرَارُهَا

وَ رَوَي ابنُ مَردَوَيهِ أَنّهُص قَالَ لعِلَيِ‌ّ تَكَلّم خَطِيباً لِنَفسِكَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَرُبَ مِن حَامِدِيهِ وَ دَنَا مِن سَائِلِيهِ وَ وَعَدَ الجَنّةَ مَن يَتّقِيهِ وَ أَنذَرَ بِالنّارِ مَن يَعصِيهِ نَحمَدُهُ عَلَي قَدِيمِ إِحسَانِهِ وَ أَيَادِيهِ حَمدَ مَن يَعلَمُ أَنّهُ خَالِقُهُ وَ بَارِيهِ وَ مُمِيتُهُ وَ مُحيِيهِ وَ مُسَائِلُهُ عَن مَسَاوِيهِ وَ نَستَعِينُهُ وَ نَستَهدِيهِ وَ نُؤمِنُ بِهِ وَ نَستَكفِيهِ وَ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً تَبلُغُهُ وَ تُرضِيهِ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُص صَلَاةً تُزلِفُهُ وَ تُحظِيهِ وَ تَرفَعُهُ وَ تَصطَفِيهِ وَ النّكَاحُ مِمّا أَمَرَ اللّهُ بِهِ وَ يَرضيهُ وَ اجتِمَاعُنَا مِمّا قَدّرَهُ اللّهُ وَ أَذِنَ فِيهِ وَ هَذَا رَسُولُ اللّهِص زوَجّنَيِ‌ ابنَتَهُ فَاطِمَةَ عَلَي خَمسِمِائَةِ دِرهَمٍ وَ قَد رَضِيتُ فَاسأَلُوهُ وَ اشهَدُوا

وَ فِي خَبَرٍ وَ قَد زَوّجتُكَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ عَلَي مَا زَوّجَكَ الرّحمَنُ وَ قَد رَضِيتُ بِمَا رضَيِ‌َ اللّهُ لَهَا فَدُونَكَ أَهلَكَ فَإِنّكَ أَحَقّ بِهَا منِيّ‌

وَ فِي خَبَرٍ فَنِعمَ الأَخُ أَنتَ وَ نِعمَ الخَتَنُ أَنتَ وَ نِعمَ الصّاحِبُ أَنتَ وَ كَفَاكَ بِرِضَي اللّهِ رِضًي فَخَرّ عَلِيّ سَاجِداً شُكراً لِلّهِ تَعَالَي وَ هُوَ يَقُولُرَبّ أوَزعِنيِ‌ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيّالآيَةَ فَقَالَ النّبِيّص آمِينَ فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ قَالَ النّبِيّص بَارَكَ اللّهُ عَلَيكُمَا وَ بَارَكَ فِيكُمَا وَ أَسعَدَ جَدّكُمَا وَ جَمَعَ بَينَكُمَا وَ أَخرَجَ مِنكُمَا الكَثِيرَ الطّيّبَ ثُمّ أَمَرَ النّبِيّص بِطَبَقِ بُسرٍ وَ أَمَرَ بِنَهبِهِ وَ دَخَلَ حُجرَةَ النّسَاءِ وَ أَمَرَ بِضَربِ الدّفّ

الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فِي خَبَرٍ زَوّجَ النّبِيّص فَاطِمَةَ عَلِيّاً عَلَي أَربَعِمِائَةٍ وَ ثَمَانِينَ دِرهَماً

وَ روُيِ‌َ أَنّ مَهرَهَا أَربَعُمِائَةِ مِثقَالِ فِضّةٍ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ خَمسَمِائَةِ دِرهَمٍ وَ هُوَ أَصَحّ

وَ سَبَبُ الخِلَافِ فِي ذَلِكَ مَا رَوَي عَمرُو بنُ أَبِي المِقدَامِ وَ جَابِرٌ الجعُفيِ‌ّ عَن


صفحه : 113

أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ صَدَاقُ فَاطِمَةَ بُردَ حِبَرَةٍ وَ إِهَابَ شَاةٍ عَلَي عِرَارٍ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ صَدَاقُ فَاطِمَةَ دِرعَ حُطَمِيّةٍ وَ إِهَابَ كَبشٍ أَو جدَي‌ٍ رَوَاهُ أَبُو يَعلَي فِي المُسنَدِ عَن مُجَاهِدٍ

كاَفيِ‌ الكلُيَنيِ‌ّ زَوّجَ النّبِيّص فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ عَلَي جَردِ بُردٍ

وَ قِيلَ للِنبّيِ‌ّص قَد عَلِمنَا مَهرَ فَاطِمَةَ فِي الأَرضِ فَمَا مَهرُهَا فِي السّمَاءِ قَالَ سَل عَمّا يَعنِيكَ وَ دَع مَا لَا يَعنِيكَ قِيلَ هَذَا مِمّا يَعنِينَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ كَانَ مَهرُهَا فِي السّمَاءِ خُمُسَ الأَرضِ فَمَن مَشَي عَلَيهَا مُغضِباً لَهَا وَ لِوُلدِهَا مَشَي عَلَيهَا حَرَاماً إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ

وَ فِي الجِلَاءِ وَ الشّفَاءِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ عَنِ البَاقِرِ ع وَ جُعِلَت نِحلَتُهَا مِن عَلِيّ خُمُسَ الدّنيَا وَ ثُلُثَ الجَنّةِ وَ جُعِلَت لَهَا فِي الأَرضِ أَربَعَةُ أَنهَارٍ الفُرَاتُ وَ نِيلُ مِصرَ وَ نَهرَوَانُ وَ نَهَرُ بَلخٍ فَزَوّجهَا أَنتَ يَا مُحَمّدُ بِخَمسِمِائَةِ دِرهَمٍ تَكُونُ سُنّةً لِأُمّتِكَ

وَ فِي حَدِيثِ حَبّابِ بنِ الأَرَتّ ثُمّ قَالَ النّبِيّص زَوّجتُ فَاطِمَةَ ابنتَيِ‌ مِنكَ بِأَمرِ اللّهِ تَعَالَي عَلَي صَدَاقِ خُمُسِ الأَرضِ وَ أَربَعِمِائَةٍ وَ ثَمَانِينَ دِرهَماً الآجِلُ خُمُسُ الأَرضِ وَ العَاجِلُ أَربَعُمِائَةٍ وَ ثَمَانِينَ دِرهَماً

وَ قَد روُيِ‌َ حَدِيثُ خُمُسِ الأَرضِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ

إِسحَاقُ بنُ عَمّارٍ وَ أَبُو بَصِيرٍ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي مَهَرَ فَاطِمَةَ رُبُعَ الدّنيَا فَرُبُعُهَا لَهَا وَ مَهرُهَا الجَنّةُ وَ النّارُ فَتُدخِلُ أَولِيَاءَهَا الجَنّةَ وَ أَعدَاءَهَا النّارَ

أمَاَليِ‌ أَبِي جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ قَالَ الصّادِقُ ع فِي خَبَرٍ وَ سَكَبَ الدّرَاهِمَ فِي حَجرِهِ فَأَعطَي مِنهَا قَبضَةً كَانَت ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ أَو سِتّةً وَ سِتّينَ إِلَي أُمّ أَيمَنَ لِمَتَاعِ البَيتِ وَ قَبضَةً إِلَي أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ لِلطّيبِ وَ قَبضَةً إِلَي أُمّ سَلَمَةَ لِلطّعَامِ وَ أَنفَذَ عَمّاراً وَ أَبَا بَكرٍ وَ بِلَالًا لِابتِيَاعِ مَا يُصلِحُهَا


صفحه : 114

أَقُولُ ثُمّ ذَكَرَ نَحواً مِمّا نَقَلنَا عَن أمَاَليِ‌ الشّيخِ إِلَي قَولِهِ وَ جَرّةٍ خَضرَاءَ وَ كِيزَانِ خَزَفٍ ثُمّ قَالَ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ نَطعٍ مِن أَدَمٍ وَ عَبَاءٍ قطَوَاَنيِ‌ّ وَ قِربَةِ مَاءٍ

وَهبُ بنُ وَهبٍ القرُشَيِ‌ّ وَ كَانَ مِن تَجهِيزِ عَلِيّ دَارَهُ انتِشَارُ رَملٍ لَيّنٍ وَ نَصبُ خَشَبَةٍ مِن حَائِطٍ إِلَي حَائِطٍ لِلثّيَابِ وَ بَسطُ إِهَابِ كَبشٍ وَ مِخَدّةِ لِيفٍ

أَبُو بَكرٍ مَردَوَيهِ فِي حَدِيثِهِفَمَكَثَ عَلِيّ تِسعاً وَ عِشرِينَ لَيلَةً فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ وَ عَقِيلٌ سَلهُ أَن يُدخِلَ عَلَيكَ أَهلَكَ فَعَرَفَت أُمّ أَيمَنَ ذَلِكَ وَ قَالَت هَذَا مِن أَمرِ النّسَاءِ وَ خَلَت بِهِ أُمّ سَلَمَةَ فَطَالَبَتهُ بِذَلِكَ فَدَعَاهُ النّبِيّص وَ قَالَ حُبّاً وَ كَرَامَةً فَأَتَي الصّحَابَةُ بِالهَدَايَا فَأَمَرَ بِطَحنِ البُرّ وَ خَبزِهِ وَ أَمَرَ عَلِيّاً بِذَبحِ البَقَرِ وَ الغَنَمِ فَكَانَ النّبِيّص يَفصِلُ وَ لَم يُرَ عَلَي يَدِهِ أَثَرُ دَمٍ فَلَمّا فَرَغُوا مِنَ الطّبخِ أَمَرَ النّبِيّص أَن يُنَادَي عَلَي رَأسِ دَارِهِ أَجِيبُوا رَسُولَ اللّهِ وَ ذَلِكَ كَقَولِهِوَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّفَأَجَابُوا مِنَ النّخَلَاتِ وَ الزّرُوعِ فَبَسَطَ النّطُوعَ فِي المَسجِدِ وَ صَدَرَ النّاسُ وَ هُم أَكثَرُ مِن أَربَعَةِ آلَافِ رَجُلٍ وَ سَائِرُ نِسَاءِ المَدِينَةِ وَ رَفَعُوا مِنهَا مَا أَرَادُوا وَ لَم يَنقُص مِنَ الطّعَامِ شَيءٌ ثُمّ عَادَوا فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ وَ أَكَلُوا وَ فِي اليَومِ الثّالِثِ أَكَلُوا مَبعُوثَةَ أَبِي أَيّوبَ ثُمّ دَعَا رَسُولُ اللّهِص بِالصّحَافِ فَمُلِئَت وَ وَجّهَ إِلَي مَنَازِلِ أَزوَاجِهِ ثُمّ أَخَذَ صَحفَةً وَ قَالَ هَذَا لِفَاطِمَةَ وَ بَعلِهَا ثُمّ دَعَا فَاطِمَةَ وَ أَخَذَ يَدَهَا فَوَضَعَهَا فِي يَدِ عَلِيّ وَ قَالَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِي ابنَةِ رَسُولِ اللّهِ يَا عَلِيّ نِعمَ الزّوجُ فَاطِمَةُ وَ يَا فَاطِمَةُ نِعمَ البَعلُ عَلِيّ وَ كَانَ النّبِيّص أَمَرَ نِسَاءَهُ أَن يُزَيّنّهَا وَ يُصلِحنَ مِن شَأنِهَا فِي حُجرَةِ أُمّ سَلَمَةَ فَاستَدعَينَ مِن فَاطِمَةَ ع طِيباً فَأَتَت بِقَارُورَةٍ فَسُئِلَت عَنهَا فَقَالَت كَانَ دِحيَةُ الكلَبيِ‌ّ يَدخُلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَيَقُولُ لِي يَا فَاطِمَةُ هاَتيِ‌ الوِسَادَةَ فَاطرَحِيهَا لِعَمّكِ فَكَانَ إِذَا نَهَضَ سَقَطَ مِن بَينِ ثِيَابِهِ شَيءٌ فيَأَمرُنُيِ‌ بِجَمعِهِ فَسُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن


صفحه : 115

ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ عَنبَرٌ يَسقُطُ مِن أَجنِحَةِ جَبرَئِيلَ وَ أَتَت بِمَاءِ وَردٍ فَسَأَلَت أُمّ سَلَمَةَ عَنهُ فَقَالَت هَذَا عَرَقُ رَسُولِ اللّهِص كُنتُ آخُذُهُ عِندَ قَيلُولَةِ النّبِيّص عنِديِ‌

وَ روُيِ‌َ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَي بِحُلّةٍ قِيمَتُهَا الدّنيَا فَلَمّا لَبِسَتهَا تَحَيّرَت نِسوَةُ قُرَيشٍ مِنهَا وَ قُلنَ مِن أَينَ لَكِ هَذَا قَالَت هَذَا مِن عِندِ اللّهِ

تَارِيخُ الخَطِيبِ وَ كِتَابُ ابنِ مَردَوَيهِ وَ ابنُ المُؤَذّنِ وَ شِيرَوَيهِ الديّلمَيِ‌ّ بِأَسَانِيدِهِم عَن عَلِيّ بنِ الجَعدِ عَنِ ابنِ بِسطَامَ عَن شُعبَةَ بنِ الحَجّاجِ وَ عَن عُلوَانَ عَن شُعبَةَ عَن أَبِي حَمزَةَ الضبّعَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ جَابِرٍ أَنّهُ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ زُفّت فَاطِمَةُ إِلَي عَلِيّ ع كَانَ النّبِيّص أَمَامَهَا وَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهَا وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهَا وَ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ مِن خَلفِهَا يُسَبّحُونَ اللّهَ وَ يُقَدّسُونَهُ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ

كِتَابُ مَولِدِ فَاطِمَةَ عَنِ ابنِ بَابَوَيهِ فِي خَبَرٍ أَمَرَ النّبِيّص بَنَاتِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ نِسَاءَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ أَن يَمضِينَ فِي صُحبَةِ فَاطِمَةَ وَ أَن يَفرَحنَ وَ يَرجُزنَ وَ يُكَبّرنَ وَ يَحمَدنَ وَ لَا يَقُلنَ مَا لَا يرُضيِ‌ اللّهَ قَالَ جَابِرٌ فَأَركَبَهَا عَلَي نَاقَتِهِ وَ فِي رِوَايَةٍ عَلَي بَغلَتِهِ الشّهبَاءِ وَ أَخَذَ سَلمَانُ زِمَامَهَا وَ حَولَهَا سَبعُونَ أَلفَ حَورَاءَ وَ النّبِيّص وَ حَمزَةُ وَ عَقِيلٌ وَ جَعفَرٌ وَ أَهلُ البَيتِ يَمشُونَ خَلفَهَا مُشهِرِينَ سُيُوفَهُم وَ نِسَاءُ النّبِيّص قُدّامَهَا يَرجُزنَ فَأَنشَأَت أُمّ سَلَمَةَ شِعرٌ


سِرنَ بِعَونِ اللّهِ جاَراَتيِ‌   وَ اشكُرنَهُ فِي كُلّ حَالَاتٍ

وَ اذكُرنَ مَا أَنعَمَ رَبّ العُلَي   مِن كَشفِ مَكرُوهٍ وَ آفَاتٍ

فَقَد هَدَانَا بَعدَ كُفرٍ وَ قَد   أَنعَشَنَا رَبّ السّمَاوَاتِ

وَ سِرنَ مَعَ خَيرِ نِسَاءِ الوَرَي   تفَديِ‌ بِعَمّاتٍ وَ خَالَاتٍ

يَا بِنتَ مَن فَضّلَهُ ذُو العُلَي   باِلوحَي‌ِ مِنهُ وَ الرّسَالَاتِ

ثُمّ قَالَت عَائِشَةُ


صفحه : 116

شِعرٌ


يَا نِسوَةُ استُرنَ بِالمَعَاجِرِ   وَ اذكُرنَ مَا يَحسُنُ فِي المَحَاضِرِ

وَ اذكُرنَ رَبّ النّاسِ إِذ يَخُصّنَا   بِدِينِهِ مَعَ كُلّ عَبدٍ شَاكِرٍ

وَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي إِفضَالِهِ   وَ الشّكرُ لِلّهِ العَزِيزِ القَادِرِ

سِرنَ بِهَا فَاللّهُ أَعطَي ذِكرَهَا   وَ خَصّهَا مِنهُ بِطُهرٍ طَاهِرٍ

ثُمّ قَالَت حَفصَةُ شِعرٌ


فَاطِمَةُ خَيرُ نِسَاءِ البَشَرِ   وَ مَن لَهَا وَجهٌ كَوَجهِ القَمَرِ

فَضّلَكِ اللّهُ عَلَي كُلّ الوَرَي   بِفَضلِ مَن خَصّ بآِي‌ِ الزّمَرِ

زَوّجَكِ اللّهُ فَتًي فَاضِلًا   أعَنيِ‌ عَلِيّاً خَيرَ مَن فِي الحَضَرِ

فَسِرنَ جاَراَتيِ‌ بِهَا إِنّهَا   كَرِيمَةٌ بِنتُ عَظِيمِ الخَطَرِ

ثُمّ قَالَت مُعَاذَةُ أُمّ سَعدِ بنِ مُعَاذٍ شِعرٌ


أَقُولُ قَولًا فِيهِ مَا فِيهِ   وَ أَذكُرُ الخَيرَ وَ أُبدِيهِ

مُحَمّدٌ خَيرُ بنَيِ‌ آدَمَ   مَا فِيهِ مِن كِبرٍ وَ لَا تِيهٍ

بِفَضلِهِ عَرّفَنَا رُشدَنَا   فَاللّهُ بِالخَيرِ يُجَازِيهِ

وَ نَحنُ مَعَ بِنتِ نبَيِ‌ّ الهُدَي   ذيِ‌ شَرَفٍ قَد مُكّنَت فِيهِ

فِي ذِروَةٍ شَامِخَةٍ أَصلُهَا   فَمَا أَرَي شَيئاً يُدَانِيهِ

وَ كَانَتِ النّسوَةُ يُرَجّعنَ أَوّلَ بَيتٍ مِن كُلّ رَجَزٍ ثُمّ يُكَبّرنَ وَ دَخَلنَ الدّارَ ثُمّ أَنفَذَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ وَ دَعَاهُ إِلَي المَسجِدِ ثُمّ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَخَذَ يَدَيهَا وَ وَضَعَهَا فِي يَدِهِ وَ قَالَ بَارَكَ اللّهُ فِي ابنَةِ رَسُولِ اللّهِ

كِتَابُ ابنِ مَردَوَيهِ أَنّ النّبِيّ سَأَلَ مَاءً فَأَخَذَ مِنهُ جُرعَةً فَتَمَضمَضَ بِهَا ثُمّ مَجّهَا فِي القَعبِ ثُمّ صَبّهَا عَلَي رَأسِهَا ثُمّ قَالَ أقَبلِيِ‌ فَلَمّا أَقبَلَت نَضَحَ مِن بَينِ ثَديَيهَا ثُمّ قَالَ أدَبرِيِ‌ فَلَمّا أَدبَرَت نَضَحَ مِن بَينِ كَتِفَيهَا ثُمّ دَعَا لَهُمَا

كِتَابُ ابنِ مَردَوَيهِ أللّهُمّ بَارِك فِيهِمَا وَ بَارِك عَلَيهِمَا وَ بَارِك لَهُمَا فِي شَبلَيهِمَا


صفحه : 117

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ قَالَ أللّهُمّ إِنّهُمَا أَحَبّ خَلقِكَ إلِيَ‌ّ فَأَحِبّهُمَا وَ بَارِك فِي ذُرّيّتِهِمَا وَ اجعَل عَلَيهِمَا مِنكَ حَافِظاً وَ إنِيّ‌ أُعِيذُهُمَا بِكَ وَ ذُرّيّتَهُمَا مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ دَعَا لَهَا فَقَالَ أَذهَبَ اللّهُ عَنكِ الرّجسَ وَ طَهّرَكِ تَطهِيراً

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ قَالَ مَرحَباً بِبَحرَينِ يَلتَقِيَانِ وَ نَجمَينِ يَقتَرِنَانِ ثُمّ خَرَجَ إِلَي البَابِ يَقُولُ طَهّرَكُمَا وَ طَهّرَ نَسلَكُمَا أَنَا سِلمٌ لِمَن سَالَمَكُمَا وَ حَربٌ لِمَن حَارَبَكُمَا أَستَودِعُكُمَا اللّهَ وَ أَستَخلِفُهُ عَلَيكُمَا وَ بَاتَت عِندَهَا أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ أُسبُوعاً بِوَصِيّةِ خَدِيجَةَ إِلَيهَا فَدَعَا لَهَا النّبِيّص فِي دُنيَاهَا وَ آخِرَتِهَا ثُمّ أَتَاهُمَا فِي صَبِيحَتِهِمَا وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَدخُلُ رَحِمَكُمُ اللّهُ فَفَتَحَت أَسمَاءُ البَابَ وَ كَانَا نَائِمَينِ تَحتَ كِسَاءٍ فَقَالَ عَلَي حَالِكُمَا فَأَدخَلَ رِجلَيهِ بَينَ أَرجُلِهِمَا فَأَخبَرَ اللّهُ عَن أَورَادِهِمَاتَتَجافي جُنُوبُهُم عَنِ المَضاجِعِالآيَةَ فَسَأَلَ عَلِيّاً كَيفَ وَجَدتَ أَهلَكَ قَالَ نِعمَ العَونُ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ سَأَلَ فَاطِمَةَ فَقَالَت خَيرُ بَعلٍ فَقَالَ أللّهُمّ اجمَع شَملَهُمَا وَ أَلّف بَينَ قُلُوبِهِمَا وَ اجعَلهُمَا وَ ذُرّيّتَهُمَامِن وَرَثَةِ جَنّةِ النّعِيمِ وَ ارزُقهُمَا ذُرّيّةً طَاهِرَةً طَيّبَةً مُبَارَكَةً وَ اجعَل فِي ذُرّيّتِهِمَا البَرَكَةَ وَ اجعَلهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِكَ إِلَي طَاعَتِكَ وَ يَأمُرُونَ بِمَا يُرضِيكَ ثُمّ أَمَرَ بِخُرُوجِ أَسمَاءَ وَ قَالَ جَزَاكِ اللّهُ خَيراً ثُمّ خَلَا بِهَا بِإِشَارَةِ الرّسُولِص

وَ رَوَي شُرَحبِيلُ بِإِسنَادِهِ قَالَ لَمّا كَانَ صَبِيحَةُ عُرسِ فَاطِمَةَ جَاءَ النّبِيّ بِعُسّ فِيهِ لَبَنٌ فَقَالَ لِفَاطِمَةَ اشربَيِ‌ فِدَاكِ أَبُوكِ وَ قَالَ لعِلَيِ‌ّ اشرَب فِدَاكَ ابنُ عَمّكَ

25- مكا،[مكارم الأخلاق ] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا تَزَوّجَ عَلِيّ فَاطِمَةَ بَسَطَ البَيتَ كَثِيباً وَ كَانَ فِرَاشُهُمَا إِهَابَ كَبشٍ وَ مِرفَقُهُمَا مَحشُوّةٌ لِيفاً وَ نَصَبُوا عُوداً يُوضَعُ عَلَيهِ السّقَاءُ فَسَتَرَهُ بِكِسَاءٍ

عَنِ الحُسَينِ بنِ نُعَيمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَدخَلَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ عَلَي عَلِيّ وَ سِترُهَا عَبَاءَةٌ وَ فَرشُهَا إِهَابُ كَبشٍ وَ وِسَادَتُهَا أَدَمٌ مَحشُوّةٌ بِمَسَدٍ


صفحه : 118

بيان قال الفيروزآبادي‌ المسد حبل من ليف أوليف المقل أو من أي شيء كان

26- كشف ،[كشف الغمة]رَوَي الحَافِظُ مُحَمّدُ بنُ مَحمُودٍ النّجّارُ عَن رِجَالٍ ذَكَرَهُم قَالَ سَمِعتُ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ تَقُولُ سَمِعتُ سيَدّتَيِ‌ فَاطِمَةَ ع تَقُولُ لَيلَةَ دَخَلَ بيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أفَزعَنَيِ‌ فِي فرِاَشيِ‌ فَقُلتُ أَ فَزِعتِ يَا سَيّدَةَ النّسَاءِ قَالَت سَمِعتُ الأَرضَ تُحَدّثُهُ وَ يُحَدّثُهَا فَأَصبَحتُ وَ أَنَا فَزِعَةٌ فَأَخبَرتُ واَلدِيِ‌ص فَسَجَدَ سَجدَةً طَوِيلَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ يَا فَاطِمَةُ أبَشرِيِ‌ بِطِيبِ النّسلِ فَإِنّ اللّهَ فَضّلَ بَعلَكِ عَلَي سَائِرِ خَلقِهِ وَ أَمَرَ الأَرضَ أَن تُحَدّثَهُ بِأَخبَارِهَا وَ مَا يجَريِ‌ عَلَي وَجهِهَا مِن شَرقِ الأَرضِ إِلَي غَربِهَا

27- مل ،[كامل الزيارات ]قل ،[إقبال الأعمال ]أخَبرَنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ النّجّارِ فِيمَا أَجَازَهُ لِي مِن كِتَابِ تَذيِيلِهِ عَلَي تَارِيخِ الخَطِيبِ فِي تَرجَمَةِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الدّلّالِ حَدّثَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الأُطرُوشِ وَ أَبِي بَكرٍ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ دُرَيدٍ الأزَديِ‌ّ رَوَي عَنهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ البَزّازُ وَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الفَحّامُ السّامِرِيّانِ أَخبَرَنَا أَبُو عَلِيّ ضِيَاءُ بنُ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَلِيّ وَ أَبُو حَامِدٍ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ ثَابِتٍ وَ يُوسُفُ بنُ المَيّالِ بنِ كَامِلٍ قَالُوا أَخبَرَنَا أَبُو بَكرٍ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الباَقيِ‌ البَزّازُ أَخبَرَنَا أَبُو الحُسَينِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ البرُسيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ القاَضيِ‌ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ الساّمرِيِ‌ّ حَدّثَنَا أَبُو الطّيّبِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الشّاهِدُ المَعرُوفُ بِالدّلّالِ أَخبَرَنَا مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ المَعرُوفُ بِالأُطرُوشِ أَخبَرَنَا أَبُو عَمرٍو سُلَيمَانُ بنُ أَبِي مَعشَرٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَسمَاءَ بِنتِ وَاثِلَةَ بنِ الأَسقَعِ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ مِثلَهُ

28-كشف ،[كشف الغمة] مِن مَنَاقِبِ الخوُارزِميِ‌ّ عَن عَلِيّ ع قَالَخَطَبتُ فَاطِمَةَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت لِي مَولَاةٌ هَل عَلِمتَ أَنّ فَاطِمَةَ قَد خُطِبَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص قُلتُ لَا قَالَت فَقَد خُطِبَت فَمَا يَمنَعُكَ أَن تأَتيِ‌َ رَسُولَ اللّهِص فَيُزَوّجَكَ فَقُلتُ وَ عنِديِ‌ شَيءٌ أَتَزَوّجُ بِهِ قَالَت إِنّكَ إِن جِئتَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ زَوّجَكَ فَوَ اللّهِ مَا زَالَت تزُجيِنيِ‌ حَتّي دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص جَلَالَةٌ وَ هَيبَةٌ فَلَمّا قَعَدتُ بَينَ يَدَيهِ أُفحِمتُ فَوَ اللّهِ مَا استَطَعتُ أَن أَتَكَلّمَ


صفحه : 119

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا جَاءَ بِكَ أَ لَكَ حَاجَةٌ فَسَكَتّ فَقَالَ لَعَلّكَ جِئتَ تَخطُبُ فَاطِمَةَ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ وَ هَل عِندَكَ مِن شَيءٍ تَستَحِلّهَا بِهِ فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَا فَعَلتَ الدّرعَ التّيِ‌ سَلّحتُكَهَا فَقُلتُ عنِديِ‌ فَوَ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ إِنّهَا لَحُطَمِيّةٌ مَا ثَمَنُهَا أَربَعُمِائَةِ دِرهَمٍ فَقَالَص قَد زَوّجتُكَهَا فَابعَث بِهَا إِلَيهَا فَاستَحِلّهَا بِهَا فَإِن[فَإِنّهَا]كَانَت لَصَدَاقُ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص

بيان قال الجزري‌ في حديث علي ع مازالت تزجيني‌ حتي دخلت عليه أي تسوقني‌ وتدفعني‌

29-كشف ،[كشف الغمة] وَ عَنهُ عَن أَنَسٍ قَالَكُنتُ عِندَ النّبِيّص فَغَشِيَهُ الوحَي‌ُ فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ لِي يَا أَنَسُ أَ تدَريِ‌ مَا جاَءنَيِ‌ بِهِ جَبرَئِيلُ مِن عِندِ صَاحِبِ العَرشِ قَالَ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُزَوّجَ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ فَانطَلِق فَادعُ لِي أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ وَ عَلِيّاً وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ وَ بِعَدَدِهِم مِنَ الأَنصَارِ قَالَ فَانطَلَقتُ فَدَعَوتُهُم لَهُ فَلَمّا أَن أَخَذُوا مَجَالِسَهُم قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ المَحمُودِ بِنِعمَتِهِ المَعبُودِ بِقُدرَتِهِ المُطَاعِ فِي سُلطَانِهِ المَرهُوبِ مِن عَذَابِهِ المَرغُوبِ إِلَيهِ فِيمَا عِندَهُ النّافِذِ أَمرُهُ فِي أَرضِهِ وَ سَمَائِهِ ألّذِي خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهِ وَ مَيّزَهُم بِأَحكَامِهِ وَ أَعَزّهُم بِدِينِهِ وَ أَكرَمَهُم بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍ إِنّ اللّهَ جَعَلَ المُصَاهَرَةَ نَسَباً لَاحِقاً وَ أَمراً مُفتَرَضاً وَ شَجّ بِهَا الأَرحَامَ وَ أَلزَمَهَا الأَنَامَ فَقَالَ تَبَارَكَ اسمُهُ وَ تَعَالَي جَدّهُوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ كانَ رَبّكَ قَدِيراًفَأَمرُ اللّهِ يجَريِ‌ إِلَي قَضَائِهِ وَ قَضَاؤُهُ يجَريِ‌ إِلَي قَدَرِهِ فَلِكُلّ قَضَاءٍ قَدَرٌ وَ لِكُلّ قَدَرٍ أَجَلٌ وَلِكُلّ أَجَلٍ كِتابٌ يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ ثُمّ إنِيّ‌ أُشهِدُكُم أنَيّ‌ قَد زَوّجتُ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ عَلَي أَربَعِمِائَةِ مِثقَالِ فِضّةٍ إِن رضَيِ‌َ بِذَلِكَ عَلِيّ وَ كَانَ غَائِباً قَد بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِص فِي حَاجَةٍ


صفحه : 120

ثُمّ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِطَبَقٍ فِيهِ بُسرٌ فَوَضَعَ بَينَ أَيدِينَا ثُمّ قَالَ انتَهِبُوا فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَ عَلِيّ فَتَبَسّمَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُزَوّجَكَ فَاطِمَةَ وَ قَد زَوّجتُكَهَا عَلَي أَربَعِمِائَةِ مِثقَالٍ فِضّةً أَ رَضِيتَ قَالَ رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ قَامَ عَلِيّ فَخَرّ لِلّهِ سَاجِداً فَقَالَ النّبِيّص جَعَلَ اللّهُ فِيكُمُ الخَيرَ الكَثِيرَ الطّيّبَ وَ بَارَكَ فِيكُمَا قَالَ أَنَسٌ وَ اللّهِ لَقَد أُخرِجَ مِنهَا الكَثِيرُ الطّيّبُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]خطب النبي ص علي المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيي بن معين في أماليه و ابن بطة في الإبانة بإسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا وروينا عن الرضا ع وذكر نحوه بيان قال الجزري‌ وشجت العروق والأغصان اشتبكت و منه حديث علي ع ووشج بينها و بين أزواجها أي خلط وألف

30- كشف ،[كشف الغمة] وَ مِنَ المَنَاقِبِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ زَوّجتُكِ سَيّداً فِي الدّنيَاوَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ لَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن أُملِكَكِ مِن عَلِيّ أَمَرَ اللّهُ جَبرَئِيلَ فَقَامَ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ وَ صَفّ المَلَائِكَةَ صُفُوفاً ثُمّ خَطَبَ عَلَيهِم فَزَوّجَكِ مِن عَلِيّ ثُمّ أَمَرَ اللّهُ شَجَرَ الجِنَانِ فَحَمَلَتِ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ ثُمّ أَمَرَهَا فَنَثَرَت عَلَي المَلَائِكَةِ فَمَن أَخَذَ مِنهَا شَيئاً أَكثَرَ مِمّا أَخَذَهُ غَيرُهُ افتَخَرَ بِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

وَ مِنهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَكَانَت فَاطِمَةُ تَذكُرُ لِرَسُولِ اللّهِص فَلَا يَذكُرُهَا أَحَدٌ إِلّا صَدّ عَنهُ حَتّي يَئِسُوا مِنهَا فلَقَيِ‌َ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ عَلِيّاً فَقَالَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا أَرَي رَسُولَ اللّهِص يَحبِسُهَا إِلّا عَلَيكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ فَلِمَ تَرَي ذَلِكَ فَوَ اللّهِ مَا أَنَا بِوَاحِدِ الرّجُلَينِ مَا أَنَا بِصَاحِبِ دُنيَا يُلتَمَسُ مَا عنِديِ‌ وَ قَد عَلِمَ مَا لِي صَفرَاءُ وَ لَا بَيضَاءُ قَالَ سَعدٌ فإَنِيّ‌ أَعزِمُ عَلَيكَ لَتُفَرّجَنّهَا عنَيّ‌ فَإِنّ لِي فِي ذَلِكَ فَرَجاً قَالَ فَأَقُولُ مَا ذَا قَالَ تَقُولُ جِئتُ خَاطِباً إِلَي اللّهِ وَ إِلَي رَسُولِهِ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍص


صفحه : 121

قَالَ فَانطَلَقَ عَلِيّ فَعَرَضَ للِنبّيِ‌ّص وَ هُوَ ثَقِيلٌ حَصِرٌ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص كَانَ لَكَ حَاجَةٌ يَا عَلِيّ قَالَ أَجَل جِئتُكَ خَاطِباً إِلَي اللّهِ وَ إِلَي رَسُولِهِ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَرحَباً كَلِمَةً ضَعِيفَةً فَعَادَ إِلَي سَعدٍ فَأَخبَرَهُ فَقَالَ أَنكَحَكَ فَوَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ إِنّهُ لَا خُلفَ الآنَ وَ لَا كِذبَ عِندَهُ أَعزِمُ عَلَيكَ لَتَأتِيَنّهُ غَداً وَ لَتَقُولَنّ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ مَتَي تُبَيّنُ[تَبِينُ] لِي قَالَ عَلِيّ هَذَا أَشَدّ عَلَيّ مِنَ الأُولَي أَ وَ لَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ حاَجتَيِ‌ قَالَ قُل كَمَا أَمَرتُكَ فَانطَلَقَ عَلِيّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَتَي تُبَيّنُ[تَبِينُ] لِي قَالَ اللّيلَةَ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ دَعَا بِلَالًا فَقَالَ يَا بِلَالُ إنِيّ‌ قَد زَوّجتُ ابنتَيِ‌ مِنِ ابنِ عمَيّ‌ وَ أَنَا أُحِبّ أَن يَكُونَ مِن سُنّةِ أمُتّيِ‌َ الطّعَامُ عِندَ النّكَاحِ فَأتِ الغَنَمَ فَخُذ شَاةً مِنهَا وَ أَربَعَةَ أَمدَادٍ فَاجعَل لِي قَصعَةً لعَلَيّ‌ أَجمَعُ عَلَيهَا المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارَ فَإِذَا فَرَغتَ مِنهَا فآَذنِيّ‌ بِهَا فَانطَلَقَ فَفَعَلَ مَا أَمَرَ بِهِ ثُمّ أَتَاهُ بِقَصعَةٍ فَوَضَعَهَا بَينَ يَدَيهِ فَطَعَنَ رَسُولُ اللّهِ فِي رَأسِهَا ثُمّ قَالَ أَدخِل عَلَيّ النّاسَ زُفّةً زُفّةً لَا تُغَادِر زُفّةً إِلَي غَيرِهَا يعَنيِ‌ إِذَا فَرَغَت زُفّةٌ لَم تَعُد ثَانِيَةً فَجَعَلَ النّاسُ يَزِفّونَ كُلّمَا فَرَغَت زُفّةٌ وَرَدَت أُخرَي حَتّي فَرَغَ النّاسُ ثُمّ عَمَدَ النّبِيّص إِلَي فَضلِ مَا فِيهَا فَتَفَلَ فِيهِ وَ بَارَكَ وَ قَالَ يَا بِلَالُ احمِلهَا إِلَي أُمّهَاتِكَ وَ قُل لَهُنّ كُلنَ وَ أَطعِمنَ مَن غَشِيَكُنّ ثُمّ إِنّ النّبِيّص قَامَ حَتّي دَخَلَ عَلَي النّسَاءِ فَقَالَ إنِيّ‌ زَوّجتُ ابنتَيِ‌ ابنَ عمَيّ‌ وَ قَد عَلِمتُنّ مَنزِلَتَهَا منِيّ‌ وَ إنِيّ‌ لَدَافِعُهَا إِلَيهِ أَلَا فَدُونَكُنّ ابنَتَكُنّ فَقَامَ النّسَاءُ فَغَلَفنَهَا مِن طِيبِهِنّ وَ حُلِيّهِنّ وَ جَعَلنَ فِي بَيتِهَا فِرَاشاً حَشوُهُ لِيفٌ وَ وِسَادَةً وَ كِسَاءً خَيبَرِيّاً وَ مِخضَباً وَ اتّخَذنَ أُمّ أَيمَنَ بَوّابَهُ ثُمّ إِنّ النّبِيّص دَخَلَ فَلَمّا رَآهُ النّسَاءُ وَثَبنَ وَ بَينَهُنّ وَ بَينَ النّبِيّص سُترَةٌ وَ تَخَلّفَت أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص كَمَا أَنتِ عَلَي رِسلِكِ مَن أَنتِ قَالَت أَنَا التّيِ‌ أَحرِسُ ابنَتَكَ إِنّ الفَتَاةَ لَيلَةَ يُبنَي بِهَا لَا بُدّ لَهَا مِنِ امرَأَةٍ تَكُونُ


صفحه : 122

قَرِيبَةً مِنهَا إِن عُرِضَت لَهَا حَاجَةٌ أَو أَرَادَت شَيئاً أَفضَت بِذَلِكَ إِلَيهَا قَالَ فإَنِيّ‌ أَسأَلُ اللّهَ أَن يَحرُسُكِ مِن بَينِ يَدَيكِ وَ مِن خَلفِكِ وَ عَن يَمِينِكِ وَ عَن شِمَالِكِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ ثُمّ صَرَخَ بِفَاطِمَةَ فَأَقبَلَت فَلَمّا رَأَت عَلِيّاً جَالِساً إِلَي جَنبِ رَسُولِ اللّهِص حَصِرَت وَ بَكَت فَأَشفَقَ النّبِيّص أَن يَكُونَ بُكَاؤُهَا لِأَنّ عَلِيّاً لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص مَا يُبكِيكِ فَوَ اللّهِ مَا أَلَوتُكِ وَ نفَسيِ‌ فَقَد أَصَبتُ لَكِ خَيرَ أهَليِ‌ وَ ايمُ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَقَد زَوّجتُكِهِ سَيّداً فِي الدّنيَاوَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَفَلَانَ مِنهَا وَ أَمكَنَتهُ مِن كَفّهَا فَقَالَ النّبِيّص يَا أَسمَاءُ ائتيِنيِ‌ بِالمِخضَبِ فَمَلَأتُهُ مَاءً فَمَجّ النّبِيّص فِيهِ وَ غَسّلَ قَدَمَيهِ وَ وَجهَهُ ثُمّ دَعَا بِفَاطِمَةَ فَأَخَذَ كَفّاً مِن مَاءٍ فَضَرَبَ بِهِ عَلَي رَأسِهَا وَ كَفّاً بَينَ يَدَيهَا ثُمّ رَشّ جِلدَهُ وَ جِلدَهَا ثُمّ التَزَمَهَا فَقَالَ أللّهُمّ إِنّهَا منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهَا أللّهُمّ كَمَا أَذهَبتَ عنَيّ‌ الرّجسَ وَ طهَرّتنَيِ‌ فَطَهّرهَا ثُمّ دَعَا بِمِخضَبٍ آخَرَ ثُمّ دَعَا عَلِيّاً ع فَصَنَعَ بِهِ كَمَا صَنَعَ بِهَا ثُمّ دَعَا لَهُ كَمَا دَعَا لَهَا ثُمّ قَالَ قُومَا إِلَي بَيتِكُمَا جَمَعَ اللّهُ بَينَكُمَا وَ بَارَكَ فِي نَسلِكُمَا وَ أَصلَحَ بَالَكُمَا ثُمّ قَامَ فَأَغلَقَ عَلَيهِ بَابَهُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فأَخَبرَتَنيِ‌ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ أَنّهَا رَمَقَت رَسُولَ اللّهِص فَلَم يَزَل يَدعُو لَهُمَا خَاصّةً وَ لَا يُشرِكُهُمَا فِي دُعَائِهِ أَحَداً حَتّي تَوَارَي فِي حُجرَتِهِ

بيان قوله ع ما أنابواحد الرجلين أي لست ممن يشار إليه ويعرف من بين الناس حتي يقال إنه أحد الرجلين المعروفين ويحتمل أن يكون قوله ما أنابصاحب دنيا تفصيلا للرجلين فذكر أحدهما وأحال الآخر علي الظهور أي لست بمعروف بين الناس أو لم يمهله المخاطب لذكر الآخر. و قال الجزري‌ في حديث تزويج فاطمة ع أنه صنع طعاما و قال لبلال أدخل الناس علي زفة زفة أي طائفة بعدطائفة وزمرة بعدزمرة سميت بذلك لزفيفها في مشيها وإقبالها بسرعة قوله لاتغادر زفة أي لاتترك جماعة مائلا إلي غيرهم وتفسيره لايخلو من بعد.


صفحه : 123

و قال في النهاية في حديث زواج فاطمة ع فلما رأت عليا جالسا إلي جنب النبي ص حصرت وبكت أي استحيت وانقطعت كأن الأمر ضاق بها كمايضيق الحبس علي المحبوس . و قال قال النبي ص لفاطمة مايبكيك فما ألوتك ونفسي‌ و قدأصبت لك خير أهلي‌ أي ماقصرت في أمرك وأمري‌ حيث اخترت لك عليا زوجا. قوله فلان منها من للتبعيض أي لان شيءمنها والمعني حصول بعض اللين والانقياد منها. قوله ثم رش جلده وجلدها لعله ص رش أولا عليهما ثم خص عليا ع بالرش والأظهر ثم رش جلدها كماسيأتي‌

31- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الخوُارزِميِ‌ّ وَ أنَبأَنَيِ‌ أَبُو العَلَاءِ الحَافِظُ الهمَداَنيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ إِذ هَبَطَ عَلَيهِ مَلَكٌ لَهُ عِشرُونَ رَأساً فِي كُلّ رَأسٍ أَلفُ لِسَانٍ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُقَدّسُهُ بِلُغَةٍ لَا تُشبِهُ الأُخرَي وَ رَاحَتُهُ أَوسَعُ مِن سَبعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبعِ أَرَضِينَ فَحَسِبَ النّبِيّص أَنّهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ لَم تأَتنِيِ‌ فِي مِثلِ هَذِهِ الصّورَةِ قَطّ قَالَ مَا أَنَا جَبرَئِيلَ أَنَا صَرصَائِيلُ بعَثَنَيِ‌َ اللّهُ إِلَيكَ لِتُزَوّجَ النّورَ مِنَ النّورِ فَقَالَ النّبِيّص مَن مِمّن قَالَ ابنَتَكَ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَزَوّجَ النّبِيّص فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ بِشَهَادَةِ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ صَرصَائِيلَ قَالَ فَنَظَرَ النّبِيّص فَإِذَا بَينَ كتَفِيَ‌ صَرصَائِيلَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مُقِيمُ الحُجّةِ فَقَالَ النّبِيّص يَا صَرصَائِيُل مُنذُ كَم هَذَا كُتِبَ بَينَ كَتِفَيكَ قَالَ مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ اللّهُ الدّنيَا باِثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ سَنَةٍ

وَ مِن كِتَابِ المَنَاقِبِ، عَن بِلَالِ بنِ حَمَامَةَ قَالَطَلَعَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ وَ وَجهُهُ مُشرِقٌ كَدَارَةِ القَمَرِ فَقَامَ إِلَيهِ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا النّورُ قَالَ بِشَارَةٌ أتَتَنيِ‌ مِن ربَيّ‌ فِي أخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ وَ ابنتَيِ‌ وَ أَنّ اللّهَ زَوّجَ عَلِيّاً مِن فَاطِمَةَ وَ أَمَرَ رِضوَانَ خَازِنَ الجِنَانِ فَهَزّ شَجَرَةَ طُوبَي


صفحه : 124

فَحَمَلَت رِقَاعاً يعَنيِ‌ صِكَاكاً بِعَدَدِ محُبِيّ‌ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ أَنشَأَ مِن تَحتِهَا مَلَائِكَةً مِن نُورٍ وَ دَفَعَ إِلَي كُلّ مَلَكٍ صَكّاً فَإِذَا استَوَتِ القِيَامَةُ بِأَهلِهَا نَادَتِ المَلَائِكَةُ فِي الخَلَائِقِ فَلَا يَبقَي مُحِبّ لِأَهلِ البَيتِ إِلّا دَفَعَت إِلَيهِ صَكّاً فِيهِ فَكَاكُهُ مِنَ النّارِ بأِخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ وَ ابنتَيِ‌ فَكَاكُ رِقَابِ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ مِن أمُتّيِ‌ مِنَ النّارِ

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن النبي ص مثله قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَارِيخُ بَغدَادَ بِالإِسنَادِ عَن بِلَالِ بنِ حَمَامَةَ

مِثلَهُ ثُمّ قَالَ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ يَكُونُ فِي الصّكُوكِ بَرَاءَةٌ مِنَ العلَيِ‌ّ الجَبّارِ لِشِيعَةِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ مِنَ النّارِ

32- كشف ،[كشف الغمة] وَ مِنَ المَنَاقِبِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا أَن كَانَت لَيلَةٌ زُفّت فَاطِمَةُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبِ كَانَ النّبِيّص قُدّامَهَا وَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهَا وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهَا وَ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ مِن وَرَائِهَا يُسَبّحُونَ اللّهَ وَ يُقَدّسُونَهُ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ

وَ مِنَ المَنَاقِبِ، عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ‌ مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ قَد زَوّجتُ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ فَزَوّجهَا مِنهُ وَ قَد أَمَرتُ شَجَرَةَ طُوبَي أَن تَحمِلَ الدّرّ وَ اليَاقُوتَ وَ المَرجَانَ وَ إِنّ أَهلَ السّمَاءِ قَد فَرِحُوا لِذَلِكَ وَ سَيُولَدُ مِنهُمَا وَلَدَانِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ بِهِمَا يُزَيّنُ الجَنّةُ فَأَبشِر يَا مُحَمّدُ فَإِنّكَ خَيرُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ

وَ مِنَ المَنَاقِبِ، عَن أُمّ سَلَمَةَ وَ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ كُلّ قَالُواإِنّهُ لَمّا أَدرَكَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص مُدرَكَ النّسَاءِ خَطَبَهَا أَكَابِرُ قُرَيشٍ مِن أَهلِ الفَضلِ وَ السّابِقَةِ فِي الإِسلَامِ وَ الشّرَفِ وَ المَالِ وَ كَانَ كُلّمَا ذَكَرَهَا رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ لِرَسُولِ اللّهِص أَعرَضَ عَنهُ رَسُولُ اللّهِص بِوَجهِهِ حَتّي كَانَ الرّجُلُ مِنهُم يَظُنّ فِي نَفسِهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص سَاخِطٌ عَلَيهِ أَو قَد نَزَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِيهِ وحَي‌ٌ مِنَ السّمَاءِ وَ لَقَد خَطَبَهَا مِن رَسُولِ اللّهِص أَبُو بَكرٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَمرُهَا إِلَي رَبّهَا وَ خَطَبَهَا بَعدَ أَبِي بَكرٍ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ لَهُ


صفحه : 125

رَسُولُ اللّهِص كَمَقَالَتِهِ لأِبَيِ‌ بَكرٍ قَالَ وَ إِنّ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ كَانَا ذَاتَ يَومٍ جَالِسَينِ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَهُمَا سَعدُ بنُ مُعَاذٍ الأنَصاَريِ‌ّ ثُمّ الأوَسيِ‌ّ فَتَذَاكَرُوا مِن فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ أَبُو بَكرٍ قَد خَطَبَهَا الأَشرَافُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ أَمرَهَا إِلَي رَبّهَا إِن شَاءَ أَن يُزَوّجَهَا زَوّجَهَا وَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ لَم يَخطُبهَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ لَم يَذكُرهَا لَهُ وَ لَا أَرَاهُ يَمنَعُهُ مِن ذَلِكَ إِلّا قِلّةُ ذَاتِ اليَدِ وَ إِنّهُ لَيَقَعُ فِي نفَسيِ‌ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولَهُص إِنّمَا يَحبِسَانِهَا عَلَيهِ قَالَ ثُمّ أَقبَلَ أَبُو بَكرٍ عَلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ وَ عَلَي سَعدِ بنِ مُعَاذٍ فَقَالَ هَل لَكُمَا فِي القِيَامِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ حَتّي نَذكُرَ لَهُ هَذَا فَإِن مَنَعَهُ قِلّةُ ذَاتِ اليَدِ وَاسَينَاهُ وَ أَسعَفنَاهُ فَقَالَ لَهُ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ وَفّقَكَ اللّهُ يَا أَبَا بَكرٍ فَمَا زِلتَ مُوَفّقاً قُومُوا بِنَا عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ وَ يُمنِهِ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَخَرَجُوا مِنَ المَسجِدِ وَ التَمَسُوا عَلِيّاً فِي مَنزِلِهِ فَلَم يَجِدُوهُ وَ كَانَ يَنضَحُ بِبَعِيرٍ كَانَ لَهُ المَاءَ عَلَي نَخلِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ بِأُجرَةٍ فَانطَلَقُوا نَحوَهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِم عَلِيّ ع قَالَ مَا وَرَاءَكُم وَ مَا ألّذِي جِئتُم لَهُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّهُ لَم يَبقَ خَصلَةٌ مِن خِصَالِ الخَيرِ إِلّا وَ لَكَ فِيهَا سَابِقَةٌ وَ فَضلٌ وَ أَنتَ مِن رَسُولِ اللّهِص بِالمَكَانِ ألّذِي قَد عَرَفتَ مِنَ القَرَابَةِ وَ الصّحبَةِ وَ السّابِقَةِ وَ قَد خَطَبَ الأَشرَافُ مِن قُرَيشٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص ابنَتَهُ فَاطِمَةَ فَرَدّهُم وَ قَالَ إِنّ أَمرَهَا إِلَي رَبّهَا إِن شَاءَ أَن يُزَوّجَهَا زَوّجَهَا فَمَا يَمنَعُكَ أَن تَذكُرَهَا لِرَسُولِ اللّهِص وَ تَخطُبَهَا مِنهُ فإَنِيّ‌ أَرجُو أَن يَكُونَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولَهُص إِنّمَا يَحبِسَانِهَا عَلَيكَ قَالَ فَتَغَرغَرَت عَينَا عَلِيّ بِالدّمُوعِ وَ قَالَ يَا أَبَا بَكرٍ لَقَد هَيّجتَ منِيّ‌ سَاكِناً وَ أيَقظَتنَيِ‌ لِأَمرٍ كُنتُ عَنهُ غَافِلًا وَ اللّهِ إِنّ فَاطِمَةَ لَمَوضِعُ رَغبَةٍ وَ مَا مثِليِ‌ قَعَدَ عَن مِثلِهَا غَيرَ أَنّهُ يمَنعَنُيِ‌ مِن ذَلِكَ قِلّةُ ذَاتِ اليَدِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ لَا تَقُل هَذَا يَا أَبَا الحَسَنِ فَإِنّ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا عِندَ اللّهِ تَعَالَي وَ رَسُولِهِ كَهَبَاءٍ مَنثُورٍ


صفحه : 126

قَالَ ثُمّ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع حَلّ عَن نَاضِحِهِ وَ أَقبَلَ يَقُودُهُ إِلَي مَنزِلِهِ فَشَدّهُ فِيهِ وَ لَبِسَ نَعلَهُ وَ أَقبَلَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَنزِلِ زَوجَتِهِ أُمّ سَلَمَةَ ابنَةِ أَبِي أُمَيّةَ بنِ المُغِيرَةِ المخَزوُميِ‌ّ فَدَقّ عَلِيّ ع البَابَ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ مَن بِالبَابِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مِن قَبلِ أَن يَقُولَ عَلِيّ أَنَا عَلِيّ قوُميِ‌ يَا أُمّ سَلَمَةَ فاَفتحَيِ‌ لَهُ البَابَ وَ مُرِيهِ بِالدّخُولِ فَهَذَا رَجُلٌ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبّهُمَا فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ مَن هَذَا ألّذِي تَذكُرُ فِيهِ هَذَا وَ أَنتَ لَم تَرَهُ فَقَالَ مَه يَا أُمّ سَلَمَةَ فَهَذَا رَجُلٌ لَيسَ بِالخَرِقِ وَ لَا بِالنّزِقِ هَذَا أخَيِ‌ وَ ابنُ عمَيّ‌ وَ أَحَبّ الخَلقِ إلِيَ‌ّ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَقُمتُ مُبَادِرَةً أَكَادُ أَن أَعثُرُ بمِرِطيِ‌ فَفَتَحتُ البَابَ فَإِذَا أَنَا بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ وَ اللّهِ مَا دَخَلَ حِينَ فَتَحتُ حَتّي عَلِمَ أنَيّ‌ قَد رَجَعتُ إِلَي خدِريِ‌ ثُمّ إِنّهُ دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَبَا الحَسَنِ اجلِس قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَجَلَسَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ جَعَلَ يَنظُرُ إِلَي الأَرضِ كَأَنّهُ قَصَدَ الحَاجَةَ وَ هُوَ يسَتحَييِ‌ أَن يُبدِيَهَا فَهُوَ مُطرِقٌ إِلَي الأَرضِ حَيَاءً مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَكَانَ النّبِيّص عَلِمَ مَا فِي نَفسِ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ إنِيّ‌ أَرَي أَنّكَ أَتَيتَ لِحَاجَةٍ فَقُل حَاجَتَكَ وَ أَبدِ مَا فِي نَفسِكَ فَكُلّ حَاجَةٍ لَكَ عنِديِ‌ مَقضِيّةٌ قَالَ عَلِيّ ع فَقُلتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّكَ أخَذَتنَيِ‌ مِن عَمّكَ أَبِي طَالِبٍ وَ مِن فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ وَ أَنَا صبَيِ‌ّ لَا عَقلَ لِي فغَذَيّتنَيِ‌ بِغَذَائِكَ وَ أدَبّتنَيِ‌ بِأَدَبِكَ فَكُنتَ إلِيَ‌ّ أَفضَلَ مِن أَبِي طَالِبٍ وَ مِن فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ فِي البِرّ وَ الشّفَقَةِ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي هدَاَنيِ‌ بِكَ وَ عَلَي يَدَيكَ وَ استنَقذَنَيِ‌ مِمّا كَانَ عَلَيهِ آباَئيِ‌ وَ أعَماَميِ‌ مِنَ الحَيرَةِ وَ الشّكّ وَ إِنّكَ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ ذخُريِ‌ وَ ذخَيِرتَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَد أَحبَبتُ مَعَ مَا شَدّ اللّهُ مِن عضَدُيِ‌ بِكَ أَن يَكُونَ لِي بَيتٌ وَ أَن يَكُونَ


صفحه : 127

لِي زَوجَةٌ أَسكُنُ إِلَيهَا وَ قَد أَتَيتُكَ خَاطِباً رَاغِباً أَخطُبُ إِلَيكَ ابنَتَكَ فَاطِمَةَ فَهَل أَنتَ مزُوَجّيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَرَأَيتُ وَجهَ رَسُولِ اللّهِص يَتَهَلّلُ فَرَحاً وَ سُرُوراً ثُمّ تَبَسّمَ فِي وَجهِ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَهَل مَعَكَ شَيءٌ أُزَوّجُكَ بِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ اللّهِ مَا يَخفَي عَلَيكَ مِن أمَريِ‌ شَيءٌ أَملِكُ سيَفيِ‌ وَ درِعيِ‌ وَ ناَضحِيِ‌ وَ مَا أَملِكُ شَيئاً غَيرَ هَذَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَمّا سَيفُكَ فَلَا غِنًي بِكَ عَنهُ تُجَاهِدُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ تُقَاتِلُ بِهِ أَعدَاءَ اللّهِ وَ نَاضِحُكَ تَنضِحُ بِهِ عَلَي نَخلِكَ وَ أَهلِكَ وَ تَحمِلُ عَلَيهِ رَحلَكَ فِي سَفَرِكَ وَ لكَنِيّ‌ قَد زَوّجتُكَ بِالدّرعِ وَ رَضِيتُ بِهَا مِنكَ يَا أَبَا الحَسَنِ أُبَشّرُكَ قَالَ عَلِيّ ع قُلتُ نَعَم فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ بشَرّنيِ‌ فَإِنّكَ لَم تَزَل مَيمُونَ النّقِيبَةِ مُبَارَكَ الطّائِرِ رَشِيدَ الأَمرِ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص أَبشِر يَا أَبَا الحَسَنِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد زَوّجَكَهَا فِي السّمَاءِ مِن قَبلِ أَن أُزَوّجَكَ فِي الأَرضِ وَ لَقَد هَبَطَ عَلَيّ فِي موَضعِيِ‌ مِن قَبلِ أَن تأَتيِنَيِ‌ مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ لَهُ وُجُوهٌ شَتّي وَ أَجنِحَةٌ شَتّي لَم أَرَ قَبلَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ مِثلَهُ فَقَالَ لِي السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَبشِر يَا مُحَمّدُ بِاجتِمَاعِ الشّملِ وَ طَهَارَةِ النّسلِ فَقُلتُ وَ مَا ذَاكَ أَيّهَا المَلِكُ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ أَنَا سَيطَائِيلُ المَلَكُ المُوَكّلُ بِإِحدَي قَوَائِمِ العَرشِ سَأَلتُ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَن يَأذَنَ لِي فِي بِشَارَتِكَ وَ هَذَا جَبرَئِيلُ ع فِي أثَرَيِ‌ يُخبِرُكَ عَن رَبّكَ عَزّ وَ جَلّ بِكَرَامَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ النّبِيّص فَمَا استَتَمّ كَلَامَهُ حَتّي هَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ ثُمّ إِنّهُ وَضَعَ فِي يدَيِ‌ حَرِيرَةً بَيضَاءَ مِن حَرِيرِ الجَنّةِ وَ فِيهِ سَطرَانِ مَكتُوبَانِ بِالنّورِ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ الحَرِيرَةُ وَ مَا هَذِهِ الخُطُوطُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَاختَارَكَ مِن خَلقِهِ فَبَعَثَكَ بِرِسَالَتِهِ ثُمّ اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ ثَانِيَةً فَاختَارَ لَكَ مِنهَا أَخاً وَ وَزِيراً


صفحه : 128

وَ صَاحِباً وَ خَتَناً فَزَوّجَهُ ابنَتَكَ فَاطِمَةَ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ وَ مَن هَذَا الرّجُلُ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ أَخُوكَ فِي الدّنيَا وَ ابنُ عَمّكَ فِي النّسَبِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي الجِنَانِ أَن تزَخَرفَيِ‌ فَتَزَخرَفَتِ الجِنَانُ وَ إِلَي شَجَرَةِ طُوبَي احملِيِ‌ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ وَ تَزَيّنَتِ الحُورُ العِينُ وَ أَمَرَ اللّهُ المَلَائِكَةَ أَن تَجتَمِعَ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ عِندَ البَيتِ المَعمُورِ فَهَبَطَ مِن فَوقِهَا إِلَيهَا وَ صَعِدَ مِن تَحتِهَا إِلَيهَا وَ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رِضوَانَ فَنَصَبَ مِنبَرَ الكَرَامَةِ عَلَي بَابِ البَيتِ المَعمُورِ وَ هُوَ ألّذِي خَطَبَ عَلَيهِ آدَمُ عَرَضَ الأَسمَاءِ عَلَي المَلَائِكَةِ وَ هُوَ مِنبَرٌ مِن نُورٍ فَأَوحَي إِلَي مَلَكٍ مِن مَلَائِكَةِ حُجُبِهِ يُقَالُ لَهُ رَاحِيلُ أَن يَعلُوَ ذَلِكَ المِنبَرَ وَ أَن يَحمَدَهُ بِمَحَامِدِهِ وَ يُمَجّدَهُ وَ بِتَمجِيدِهِ وَ أَن يثُنَيّ‌َ عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ وَ لَيسَ فِي المَلَائِكَةِ أَحسَنُ مَنطِقاً وَ لَا أَحلَي لُغَةً مِن رَاحِيلَ المَلَكِ فَعَلَا المِنبَرَ وَ حَمِدَ رَبّهُ وَ مَجّدَهُ وَ قَدّسَهُ وَ أَثنَي عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ فَارتَجّتِ السّمَاوَاتُ فَرَحاً وَ سُرُوراً قَالَ جَبرَئِيلُ ثُمّ أَوحَي اللّهُ إلِيَ‌ّ أَنِ اعقِد عُقدَةَ النّكَاحِ فإَنِيّ‌ قَد زَوّجتُ أمَتَيِ‌ فَاطِمَةَ بِنتَ حبَيِبيِ‌ مُحَمّدٍ عبَديِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَعَقَدتُ عُقدَةَ النّكَاحِ وَ أَشهَدتُ عَلَي ذَلِكَ المَلَائِكَةَ أَجمَعِينَ وَ كُتِبَ شَهَادَتُهُم فِي هَذِهِ الحَرِيرَةِ وَ قَد أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَن أَعرِضَهَا عَلَيكَ وَ أَن أَختِمَهَا بِخَاتَمِ مِسكٍ وَ أَن أَدفَعَهَا إِلَي رِضوَانَ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا أَشهَدَ المَلَائِكَةَ عَلَي تَزوِيجِ عَلِيّ مِن فَاطِمَةَ أَمَرَ شَجَرَةَ طُوبَي أَن تَنثُرَ حَملَهَا مِنَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلِ فَنَثَرَت مَا فِيهَا فَالتَقَطَتهُ المَلَائِكَةُ وَ الحُورُ العِينُ وَ إِنّ الحُورَ العِينَ لَيَتَهَادَينَهُ وَ يَفخَرنَ بِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ‌ أَن آمُرَكَ أَن تُزَوّجَ عَلِيّاً فِي الأَرضِ فَاطِمَةَ وَ تُبَشّرَهُمَا بِغُلَامَينِ زَكِيّينِ نَجِيبَينِ طَاهِرَينِ طَيّبَينِ خَيّرَينِ فَاضِلَينِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ يَا أَبَا الحَسَنِ فَوَ اللّهِ مَا عَرَجَ المَلَكُ مِن عنِديِ‌ حَتّي دَقَقتَ البَابَ أَلَا وَ إنِيّ‌ مُنفِذٌ فِيكَ أَمرَ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ امضِ يَا أَبَا الحَسَنِ أمَاَميِ‌ فإَنِيّ‌ خَارِجٌ إِلَي المَسجِدِ وَ مُزَوّجُكَ عَلَي رُءُوسِ النّاسِ وَ ذَاكِرٌ مِن فَضلِكَ مَا تَقَرّ بِهِ عَينُكَ وَ أَعيُنُ


صفحه : 129

مُحِبّيكَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ عَلِيّ فَخَرَجتُ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص مُسرِعاً وَ أَنَا لَا أَعقِلُ فَرَحاً وَ سُرُوراً فاَستقَبلَنَيِ‌ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَا مَا وَرَاءَكَ فَقُلتُ زوَجّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص ابنَتَهُ فَاطِمَةَ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ زَوّجَنِيهَا مِنَ السّمَاءِ وَ هَذَا رَسُولُ اللّهِص خَارِجٌ فِي أثَرَيِ‌ لِيُظهِرَ ذَلِكَ بِحَضرَةِ النّاسِ فَفَرِحَا بِذَلِكَ فَرَحاً شَدِيداً وَ رَجَعَا معَيِ‌ إِلَي المَسجِدِ فَمَا تَوَسّطنَاهُ حَتّي لَحِقَ بِنَا رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ وَجهَهُ لَيَتَهَلّلُ سُرُوراً وَ فَرَحاً فَقَالَ يَا بِلَالُ فَأَجَابَهُ فَقَالَ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ اجمَع إلِيَ‌ّ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارَ فَجَمَعَهُم ثُمّ رَقَي دَرَجَةً مِنَ المِنبَرِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ‌ آنِفاً فأَخَبرَنَيِ‌ عَن ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ جَمَعَ المَلَائِكَةَ عِندَ البَيتِ المَعمُورِ وَ أَنّهُ أَشهَدَهُم جَمِيعاً أَنّهُ زَوّجَ أَمَتَهُ فَاطِمَةَ ابنَةَ رَسُولِ اللّهِ مِن عَبدِهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُزَوّجَهُ فِي الأَرضِ وَ أُشهِدَكُم عَلَي ذَلِكَ ثُمّ جَلَسَ وَ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع قُم يَا أَبَا الحَسَنِ فَاخطُب أَنتَ لِنَفسِكَ قَالَ فَقَامَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ شُكراً لِأَنعُمِهِ وَ أَيَادِيهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ شَهَادَةً تَبلُغُهُ وَ تُرضِيهِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ صَلَاةً تُزلِفُهُ وَ تُحظِيهِ وَ النّكَاحُ مِمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ وَ رَضِيَهُ وَ مَجلِسُنَا هَذَا مِمّا قَضَاهُ اللّهُ وَ أَذِنَ فِيهِ وَ قَد زوَجّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص ابنَتَهُ فَاطِمَةَ وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا درِعيِ‌ هَذَا وَ قَد رَضِيتُ بِذَلِكَ فَاسأَلُوهُ وَ اشهَدُوا فَقَالَ المُسلِمُونَ لِرَسُولِ اللّهِص زَوّجتَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ نَعَم فَقَالُوا بَارَكَ اللّهُ لَهُمَا وَ عَلَيهِمَا وَ جَمَعَ شَملَهُمَا وَ انصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي أَزوَاجِهِ فَأَمَرَهُنّ أَن يُدَفّفنَ لِفَاطِمَةَ فَضَرَبنَ بِالدّفُوفِ قَالَ عَلِيّ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ انطَلِقِ الآنَ فَبِع دِرعَكَ وَ ائتنِيِ‌ بِثَمَنِهِ حَتّي أُهَيّئَ لَكَ وَ لاِبنتَيِ‌ فَاطِمَةَ مَا يُصلِحُكُمَا


صفحه : 130

قَالَ عَلِيّ فَانطَلَقتُ فَبِعتُهُ بِأَربَعِمِائَةِ دِرهَمِ سُودٍ هَجَرِيّةٍ مِن عُثمَانَ بنِ عَفّانَ فَلَمّا قَبَضتُ الدّرَاهِمَ مِنهُ وَ قَبَضَ الدّرعَ منِيّ‌ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ لَستُ أَولَي بِالدّرعِ مِنكَ وَ أَنتَ أَولَي بِالدّرهَمِ منِيّ‌ فَقُلتُ بَلَي قَالَ فَإِنّ الدّرعَ هَدِيّةٌ منِيّ‌ إِلَيكَ فَأَخَذتُ الدّرعَ وَ الدّرَاهِمَ وَ أَقبَلتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَطَرَحتُ الدّرعَ وَ الدّرَاهِمَ بَينَ يَدَيهِ وَ أَخبَرتُهُ بِمَا كَانَ مِن أَمرِ عُثمَانَ فَدَعَا لَهُ بِخَيرٍ وَ قَبَضَ رَسُولُ اللّهِص قَبضَةً مِنَ الدّرَاهِمِ وَ دَعَا بأِبَيِ‌ بَكرٍ فَدَفَعَهَا إِلَيهِ وَ قَالَ يَا أَبَا بَكرٍ اشتَرِ بِهَذِهِ الدّرَاهِمَ لاِبنتَيِ‌ مَا يُصلِحُ لَهَا فِي بَيتِهَا وَ بَعَثَ مَعَهُ سَلمَانَ وَ بِلَالًا لِيُعِينَاهُ عَلَي حَملِ مَا يَشتَرِيهِ قَالَ أَبُو بَكرٍ وَ كَانَتِ الدّرَاهِمُ التّيِ‌ أَعطَانِيهَا ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ دِرهَماً فَانطَلَقتُ وَ اشتَرَيتُ فِرَاشاً مِن خَيشِ مِصرَ مَحشُوّاً بِالصّوفِ وَ نَطعاً مِن أَدَمٍ وَ وِسَادَةً مِن أَدَمٍ حَشوُهَا مِن لِيفِ النّخلِ وَ عَبَاءَةً خَيبَرِيّةً وَ قِربَةً لِلمَاءِ وَ كِيزَاناً وَ جِرَاراً وَ مِطهَرَةً لِلمَاءِ وَ سِترَ صُوفٍ رَقِيقاً وَ حَمَلنَاهُ جَمِيعاً حَتّي وَضَعنَاهُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ بَكَي وَ جَرَت دُمُوعُهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لِقَومٍ جُلّ آنِيَتِهِمُ الخَزَفُ قَالَ عَلِيّ وَ دَفَعَ رَسُولُ اللّهِص باَقيِ‌َ ثَمَنِ الدّرعِ إِلَي أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَ اتركُيِ‌ هَذِهِ الدّرَاهِمَ عِندَكِ وَ مَكَثتُ بَعدَ ذَلِكَ شَهراً لَا أُعَاوِدُ رَسُولَ اللّهِص فِي أَمرِ فَاطِمَةَ بشِيَ‌ءٍ استِحيَاءً مِن رَسُولِ اللّهِص غَيرَ أنَيّ‌ كُنتُ إِذَا خَلَوتُ بِرَسُولِ اللّهِ يَقُولُ لِي يَا أَبَا الحَسَنِ مَا أَحسَنَ زَوجَتَكِ وَ أَجمَلَهَا أَبشِر يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَد زَوّجتُكِ سَيّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِينَ قَالَ عَلِيّ فَلَمّا كَانَ بَعدَ شَهرٍ دَخَلَ عَلَيّ أخَيِ‌ عَقِيلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا أخَيِ‌ مَا فَرِحتُ بشِيَ‌ءٍ كفَرَحَيِ‌ بِتَزوِيجِكَ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍص يَا أخَيِ‌ فَمَا بَالُكَ لَا تَسأَلُ رَسُولَ اللّهِص يُدخِلُهَا عَلَيكَ فَنَقَرّ عَيناً بِاجتِمَاعِ شَملِكُمَا قَالَ عَلِيّ وَ اللّهِ يَا أخَيِ‌ إنِيّ‌ لَأُحِبّ ذَلِكَ وَ مَا يمَنعَنُيِ‌ مِن مَسأَلَتِهِ إِلّا الحَيَاءُ مِنهُ فَقَالَ أَقسَمتُ عَلَيكَ إِلّا قُمتَ معَيِ‌


صفحه : 131

فَقُمنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللّهِص فَلَقِينَا فِي طَرِيقِنَا أُمّ أَيمَنَ مَولَاةَ رَسُولِ اللّهِص فَذَكَرنَا ذَلِكَ لَهَا فَقَالَت لَا تَفعَل وَ دَعنَا نَحنُ نُكَلّمُهُ فَإِنّ كَلَامَ النّسَاءِ فِي هَذَا الأَمرِ أَحسَنُ وَ أَوقَعُ بِقُلُوبِ الرّجَالِ ثُمّ انثَنَت رَاجِعَةً فَدَخَلَت إِلَي أُمّ سَلَمَةَ فَأَعلَمَتهَا بِذَلِكَ وَ أَعلَمَت نِسَاءَ النّبِيّص فَاجتَمَعنَ عِندَ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ فِي بَيتِ عَائِشَةَ فَأَحدَقنَ بِهِ وَ قُلنَ فَدَينَاكَ بِآبَائِنَا وَ أُمّهَاتِنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَدِ اجتَمَعنَا لِأَمرٍ لَو أَنّ خَدِيجَةَ فِي الأَحيَاءِ لَقَرّت بِذَلِكَ عَينُهَا قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَلَمّا ذَكَرنَا خَدِيجَةَ بَكَي رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ خَدِيجَةُ وَ أَينَ مِثلُ خَدِيجَةَ صدَقّتَنيِ‌ حِينَ كذَبّنَيِ‌ النّاسُ وَ واَزرَتَنيِ‌ عَلَي دِينِ اللّهِ وَ أعَاَنتَنيِ‌ عَلَيهِ بِمَالِهَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ‌ أَن أُبَشّرَ خَدِيجَةَ بِبَيتٍ فِي الجَنّةِ مِن قَصَبِ الزّمُرّدِ لَا صَخَبَ فِيهِ وَ لَا نَصَبَ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَقُلنَا فَدَينَاكَ بِآبَائِنَا وَ أُمّهَاتِنَا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَم تَذكُر مِن خَدِيجَةَ أَمراً إِلّا وَ قَد كَانَت كَذَلِكَ غَيرَ أَنّهَا قَد مَضَت إِلَي رَبّهَا فَهَنّأَهَا اللّهُ بِذَلِكَ وَ جَمَعَ بَينَنَا وَ بَينَهَا فِي دَرَجَاتِ جَنّتِهِ وَ رِضوَانِهِ وَ رَحمَتِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ هَذَا أَخُوكَ فِي الدّنيَا وَ ابنُ عَمّكَ فِي النّسَبِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يُحِبّ أَن تُدخِلَ عَلَيهِ زَوجَتَهُ فَاطِمَةَ ع وَ تَجمَعَ بِهَا شَملَهُ فَقَالَ يَا أُمّ سَلَمَةَ فَمَا بَالُ عَلِيّ لَا يسَألَنُيِ‌ ذَلِكَ فَقُلتُ يَمنَعُهُ الحَيَاءُ مِنكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَت أُمّ أَيمَنَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص انطلَقِيِ‌ إِلَي عَلِيّ فأَتيِنيِ‌ بِهِ فَخَرَجتُ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص فَإِذَا عَلِيّ ينَتظَرِنُيِ‌ ليِسَألَنَيِ‌ عَن جَوَابِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ مَا وَرَاكِ يَا أُمّ أَيمَنَ قُلتُ أَجِب رَسُولَ اللّهِص قَالَ ع فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ قُمنَ أَزوَاجُهُ فَدَخَلنَ البَيتَ وَ جَلَستُ بَينَ يَدَيهِ مُطرِقاً نَحوَ الأَرضِ حَيَاءً مِنهُ فَقَالَ أَ تُحِبّ أَن تَدخُلَ عَلَيكَ زَوجَتُكَ فَقُلتُ وَ أَنَا مُطرِقٌ نَعَم فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ فَقَالَ نَعَم وَ كَرَامَةً يَا أَبَا الحَسَنِ أُدخِلُهَا عَلَيكَ فِي لَيلَتِنَا هَذِهِ أَو فِي لَيلَةِ غَدٍ إِن شَاءَ اللّهُ فَقُمتُ فَرِحاً مَسرُوراً وَ أَمَرَص أَزوَاجَهُ أَن يُزَيّنّ


صفحه : 132

فَاطِمَةَ ع وَ يُطَيّبنَهَا وَ يَفرِشنَ لَهَا بَيتاً لِيُدخِلنَهَا عَلَي بَعلِهَا فَفَعَلنَ ذَلِكَ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الدّرَاهِمِ التّيِ‌ سَلّمَهَا إِلَي أُمّ سَلَمَةَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ فَدَفَعَهَا إلِيَ‌ّ وَ قَالَ اشتَرِ سَمناً وَ تَمراً وَ أَقِطاً فَاشتَرَيتُ وَ أَقبَلتُ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَحَسَرَ عَن ذِرَاعَيهِ وَ دَعَا بِسُفرَةٍ مِن أَدَمٍ وَ جَعَلَ يَشدَخُ التّمرَ وَ السّمنَ وَ يَخلِطُهُمَا بِالأَقِطِ حَتّي اتّخَذَهُ حَيساً ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ ادعُ مَن أَحبَبتَ فَخَرَجتُ إِلَي المَسجِدِ وَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص مُتَوَافِرُونَ فَقُلتُ أَجِيبُوا رَسُولَ اللّهِص فَقَامُوا جَمِيعاً وَ أَقبَلُوا نَحوَ النّبِيّص فَأَخبَرتُهُ أَنّ القَومَ كَثِيرٌ فَجَلّلَ السّفرَةَ بِمِندِيلٍ وَ قَالَ أَدخِل عَلَيّ عَشَرَةً بَعدَ عَشَرَةٍ فَفَعَلتُ وَ جَعَلُوا يَأكُلُونَ وَ يَخرُجُونَ وَ لَا يَنقُصُ الطّعَامُ حَتّي لَقَد أَكَلَ مِن ذَلِكَ الحَيسِ سَبعُمِائَةِ رَجُلٍ وَ امرَأَةٍ بِبَرَكَةِ النّبِيّص قَالَت أُمّ سَلَمَةَ ثُمّ دَعَا بِابنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ دَعَا بعِلَيِ‌ّ ع فَأَخَذَ عَلِيّاً بِيَمِينِهِ وَ فَاطِمَةَ بِشِمَالِهِ وَ جَمَعَهُمَا إِلَي صَدرِهِ فَقَبّلَ بَينَ أَعيُنِهِمَا وَ دَفَعَ فَاطِمَةَ إِلَي عَلِيّ وَ قَالَ يَا عَلِيّ نِعمَ الزّوجَةُ زَوجَتُكَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي فَاطِمَةَ وَ قَالَ يَا فَاطِمَةُ نِعمَ البَعلُ بَعلُكَ ثُمّ قَامَ يمَشيِ‌ بَينَهُمَا حَتّي أَدخَلَهُمَا بَيتَهُمَا ألّذِي هُيّئَ لَهُمَا ثُمّ خَرَجَ مِن عِندِهِمَا فَأَخَذَ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ فَقَالَ طَهّرَكُمَا اللّهُ وَ طَهّرَ نَسلَكُمَا أَنَا سِلمٌ لِمَن سَالَمَكُمَا وَ حَربٌ لِمَن حَارَبَكُمَا أَستَودِعُكُمَا اللّهَ وَ أَستَخلِفُهُ عَلَيكُمَا قَالَ عَلِيّ وَ مَكَثَ رَسُولُ اللّهِص بَعدَ ذَلِكَ ثَلَاثاً لَا يَدخُلُ عَلَينَا فَلَمّا كَانَ فِي صَبِيحَةِ اليَومِ الرّابِعِ جَاءَنَا لِيَدخُلَ عَلَينَا فَصَادَفَ فِي حُجرَتِنَا أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةَ فَقَالَ لَهَا مَا يَقِفُكِ هَاهُنَا وَ فِي الحُجرَةِ رَجُلٌ فَقَالَت فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ إِنّ الفَتَاةَ إِذَا زُفّت إِلَي زَوجِهَا تَحتَاجُ إِلَي امرَأَةٍ تَتَعَاهَدُهَا وَ تَقُومُ بِحَوَائِجِهَا فَأَقَمتُ هَاهُنَا لأِقَضيِ‌َ حَوَائِجَ فَاطِمَةَ ع قَالَص يَا أَسمَاءُ قَضَي اللّهُ لَكِ حَوَائِجَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ


صفحه : 133

قَالَ عَلِيّ ع وَ كَانَت غَدَاةَ قَرّةٍ وَ كُنتُ أَنَا وَ فَاطِمَةُ تَحتَ العَبَاءِ فَلَمّا سَمِعنَا كَلَامَ رَسُولِ اللّهِص لِأَسمَاءَ ذَهَبنَا لِنَقُوَم فَقَالَ بحِقَيّ‌ عَلَيكُمَا لَا تَفتَرِقَا حَتّي أَدخُلَ عَلَيكُمَا فَرَجَعنَا إِلَي حَالِنَا وَ دَخَلَص وَ جَلَسَ عِندَ رُءُوسِنَا وَ أَدخَلَ رِجلَيهِ فِيمَا بَينَنَا وَ أَخَذتُ رِجلَهُ اليُمنَي فَضَمَمتُهَا إِلَي صدَريِ‌ وَ أَخَذَت فَاطِمَةُ رِجلَهُ اليُسرَي فَضَمّتهَا إِلَي صَدرِهَا وَ جَعَلنَا نُدفِئُ رِجلَيهِ مِن القَرّ حَتّي إِذَا دُفِئَتَا قَالَ يَا عَلِيّ ائتنِيِ‌ بِكُوزٍ مِن مَاءٍ فَأَتَيتُهُ فَتَفَلَ فِيهِ ثَلَاثاً وَ قَرَأَ فِيهِ آيَاتٍ مِن كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ اشرَبهُ وَ اترُك فِيهِ قَلِيلًا فَفَعَلتُ ذَلِكَ فَرَشّ باَقيِ‌َ المَاءِ عَلَي رأَسيِ‌ وَ صدَريِ‌ وَ قَالَ أَذهَبَ اللّهُ عَنكَ الرّجسَ يَا أَبَا الحَسَنِ وَ طَهّرَكَ تَطهِيراً وَ قَالَ ائتنِيِ‌ بِمَاءٍ جَدِيدٍ فَأَتَيتُهُ بِهِ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ وَ سَلّمَهُ إِلَي ابنَتِهِ ع وَ قَالَ لَهَا اشربَيِ‌ وَ اتركُيِ‌ مِنهُ قَلِيلًا فَفَعَلَت فَرَشّهُ عَلَي رَأسِهَا وَ صَدرِهَا وَ قَالَص أَذهَبَ اللّهُ عَنكِ الرّجسَ وَ طَهّرَكِ تَطهِيراً وَ أمَرَنَيِ‌ بِالخُرُوجِ مِنَ البَيتِ وَ خَلَا بِابنَتِهِ وَ قَالَ كَيفَ أَنتِ يَا بُنَيّةُ وَ كَيفَ رَأَيتِ زَوجَكِ قَالَت لَهُ يَا أَبَتِ خَيرَ زَوجٍ إِلّا أَنّهُ دَخَلَ عَلَيّ نِسَاءٌ مِن قُرَيشٍ وَ قُلنَ لِي زَوّجَكِ رَسُولُ اللّهِص مِن فَقِيرٍ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيّةُ مَا أَبُوكِ بِفَقِيرٍ وَ لَا بَعلُكِ بِفَقِيرٍ وَ لَقَد عُرِضَت عَلَيّ خَزَائِنُ الأَرضِ مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ فَاختَرتُ مَا عِندَ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ يَا بُنَيّةُ لَو تَعلَمِينَ مَا عَلِمَ أَبُوكِ لَسَمُجَتِ الدّنيَا فِي عَينَيكِ وَ اللّهِ يَا بُنَيّةُ مَا أَلَوتُكِ نُصحاً إِن زَوّجتُكِ أَقدَمَهُم سِلماً وَ أَكثَرَهُم عِلماً وَ أَعظَمَهُم حِلماً يَا بُنَيّةُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَاختَارَ مِن أَهلِهَا رَجُلَينِ فَجَعَلَ أَحَدَهُمَا أَبَاكِ وَ الآخَرَ بَعلَكِ يَا بُنَيّةُ نِعمَ الزّوجُ زَوجُكِ لَا تعَصيِ‌ لَهُ أَمراً ثُمّ صَاحَ بيِ‌ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ فَقُلتُ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ ادخُل بَيتَكِ وَ الطُف بِزَوجَتِكَ وَ ارفُق بِهَا فَإِنّ فَاطِمَةَ بَضعَةٌ منِيّ‌ يؤُلمِنُيِ‌ مَا يُؤلِمُهَا وَ يسَرُنّيِ‌


صفحه : 134

مَا يَسُرّهَا أَستَودِعُكُمَا اللّهَ وَ أَستَخلِفُهُ عَلَيكُمَا قَالَ عَلِيّ ع فَوَ اللّهِ مَا أَغضَبتُهَا وَ لَا أَكرَهتُهَا عَلَي أَمرٍ حَتّي قَبَضَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا أغَضبَتَنيِ‌ وَ لَا عَصَت لِي أَمراً وَ لَقَد كُنتُ أَنظُرُ إِلَيهَا فَتَنكَشِفُ عنَيّ‌ الهُمُومُ وَ الأَحزَانُ قَالَ عَلِيّ ع ثُمّ قَامَ رَسُولُ اللّهِص لِيَنصَرِفَ فَقَالَت لَهُ فَاطِمَةُ يَا أَبَتِ لَا طَاقَةَ لِي بِخِدمَةِ البَيتِ فأَخَدمِنيِ‌ خَادِماً تخَدمُنُيِ‌ وَ تعُيِننُيِ‌ عَلَي أَمرِ البَيتِ فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ أَ وَ لَا تُرِيدِينَ خَيراً مِنَ الخَادِمِ فَقَالَ عَلِيّ قوُليِ‌ بَلَي قَالَت يَا أَبَتِ خَيراً مِنَ الخَادِمِ فَقَالَ تُسَبّحِينَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ مَرّةً وَ تُحَمّدِينَهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ مَرّةً وَ تُكَبّرِينَهُ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ مَرّةً فَذَلِكِ مِائَةٌ بِاللّسَانِ وَ أَلفُ حَسَنَةٍ فِي المِيزَانِ يَا فَاطِمَةُ إِنّكِ إِن قُلتَهَا فِي صَبِيحَةِ كُلّ يَومٍ كَفَاكِ اللّهُ مَا أَهَمّكِ مِن أَمرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

تبيان أقول روي‌ مثل تلك الرواية من كتاب كفاية الطالب تأليف محمد بن يوسف الكنجي‌ الشافعي‌ بإسناده عن ابن عباس باختصار وتغيير تركناه لتكرر مضامينه ثم قال قال محمد بن يوسف هكذا رواه ابن بطة و هوحسن عال وذكر أسماء بنت عميس في هذاالحديث غيرصحيح لأن أسماء هذه امرأة جعفر بن أبي طالب تزوجها بعده أبوبكر فولدت له محمدا فلما مات أبوبكر تزوجها علي بن أبي طالب ع و إن أسماء التي‌ حضرت في عرس فاطمة ع إنما هي‌ أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاري‌ وأسماء بنت عميس كان مع زوجها جعفربالحبشة وقدم بها يوم فتح خيبر سنة سبع و كان زواج فاطمة ع بعدوقعة بدر بأيام يسيرة فصح بهذا أن أسماء المذكورة في هذاالحديث إنما هي‌ بنت يزيد ولها أحاديث


صفحه : 135

عن النبي ص انتهي .أقول المرط كساء من صوف أوخز كان يؤتزر بها والخدر بالكسر الستر قوله ع مما كان عليه آبائي‌ أي الحيرة في بعض الأمور التي‌ اهتدي إليه أمير المؤمنين وخص به من العلوم الربانية والشرك إنما هوللأعمام أو يكون المراد بعض الأجداد من جهة الأم و قال الجزري‌ في ميمون النقيبة أي منجح الفعال مظفر المطالب والنقيبة النفس وقيل الطبيعة والخليفة و قال طائر الإنسان ماحصل له في علم الله مما قدر له و منه الحديث بالميمون طائره أي بالمبارك حظه ويجوز أن يكون أصله من الطير السانح والبارح قوله ع تزلفه أي تقر به قوله وتحظيه من باب الإفعال يقال فلان أحظي مني‌ أي أقرب إليه مني‌ قوله ثم انثنت أي انصرفت قال الجوهري‌ ثنيته صرفته عن حاجته و قال الجزري‌ الصخب الضجة واضطراب الأصوات للخصام و منه حديث خديجة لاصخب فيه و لانصب قوله فجلل السفرة أي ستر ما فيهابمنديل لئلا يري الآكلون ما فيهافيحصل فيهاالبركة و قدتكرر ذلك في الأخبار المشتملة علي إعجاز البركة

33-كشف ،[كشف الغمة] وَ نَقَلتُ مِن كِتَابِ الذّرّيّةِ الطّاهِرَةِ،تَصنِيفِ أَبِي بِشرٍ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِ‌ّ المَعرُوفِ باِلدوّلاَبيِ‌ّ مِن نُسخَةٍ بِخَطّ الشّيخِ ابنِ وَضّاحٍ الحنَبلَيِ‌ّ الشهّربَاَنيِ‌ّ وَ أَجَازَ لِي أَن أرَويِ‌َ عَنهُ كُلّ مَا يرَويِ‌ عَن مَشَايِخِهِ وَ هُوَ يرَويِ‌ كَثِيراً وَ أَجَازَ لِيَ السّيّدُ جَلَالُ الدّينِ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ بنِ فَخّارٍ الموُسوَيِ‌ّ الحاَئرِيِ‌ّ أَدَامَ اللّهُ شَرَفَهُ أَن أَروِيَهُ عَنهُ عَنِ الشّيخِ عَبدِ العَزِيزِ بنِ الأَخضَرِ المُحَدّثِ إِجَازَةً فِي مُحَرّمِ سَنَةِ عَشرٍ وَ سِتّمِائَةٍ وَ عَنِ الشّيخِ بُرهَانِ الدّينِ أَبِي الحُسَينِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الغزَنوَيِ‌ّ إِجَازَةً فِي رَبِيعِ الأَوّلِ سَنَةَ أَربَعَ عَشرَةَ وَ سِتّمِائَةٍ كِلَاهُمَا عَنِ الشّيخِ الحَافِظِ أَبِي الفَضلِ مُحَمّدِ بنِ نَاصِرٍ السلّاَميِ‌ّ بِإِسنَادِهِ وَ السّيّدُ أَجَازَ لِي قَدِيماً رِوَايَةَ كُلّمَا يَروِيهِ


صفحه : 136

وَ بِهَذَا الكِتَابِ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ مِن سَنَةِ سِتّ وَ سَبعِينَ وَ سِتّمِائَةٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ خَطَبَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَبَي رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ عُمَرُ أَنتَ لَهَا يَا عَلِيّ فَقَالَ مَا لِي مِن شَيءٍ إِلّا درِعيِ‌ أَرهَنُهَا فَزَوّجَهُ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ بَكَت قَالَ فَدَخَلَ عَلَيهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ مَا يُبكِيكِ يَا فَاطِمَةُ فَوَ اللّهِ لَقَد أَنكَحتُكِ أَكثَرَهُم عِلماً وَ أَفضَلَهُم حِلماً وَ أَوّلَهُم سِلماً

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ تَزَوّجَ عَلِيّ فَاطِمَةَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ وَ بَنَي بِهَا فِي ذيِ‌ الحِجّةِ مِنَ السّنَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الهِجرَةِ

وَ عَن مُجَاهِدٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ خَطَبتُ فَاطِمَةَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت مَولَاةٌ لِي هَل عَلِمتَ أَنّ فَاطِمَةَ قَد خُطِبَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص قُلتُ لَا قَالَت فَقَد خُطِبَت فَمَا يَمنَعُكَ أَن تأَتيِ‌َ رَسُولَ اللّهِص فَيُزَوّجَكَ فَقُلتُ وَ هَل عنِديِ‌ شَيءٌ أَتَزَوّجُ بِهِ فَقَالَت إِنّكَ إِن جِئتَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص زَوّجَكَ فَوَ اللّهِ مَا زَالَت ترُجيِنيِ‌[تزُجيِنيِ‌] حَتّي دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَت لَهُ جَلَالَةٌ وَ هَيبَةٌ فَلَمّا قَعَدتُ بَينَ يَدَيهِ أُفحِمتُ فَوَ اللّهِ مَا استَطَعتُ أَن أَتَكَلّمَ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ أَ لَكَ حَاجَةٌ فَسَكَتّ فَقَالَ لَعَلّكَ جِئتَ تَخطُبُ فَاطِمَةَ قُلتُ نَعَم قَالَ فَهَل عِندَكَ مِن شَيءٍ تَستَحِلّهَا بِهِ قُلتُ لَا وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ مَا فَعَلتَ الدّرعَ التّيِ‌ سَلّحتُكَهَا فَقُلتُ عنِديِ‌ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّهَا لَحُطَمِيّةٌ مَا ثَمَنُهَا إِلّا أَربَعُمِائَةِ دِرهَمٍ قَالَ قَد زَوّجتُكَهَا فَابعَث بِهَا فَإِن[فَإِنّهَا]كَانَت لَصَدَاقَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص

بيان تقول سلحته وأسلحه إذاأعطيته سلاحا و قال الجزري‌ في حديث زواج فاطمة أنه قال لعلي‌ أين درعك الحطمية هي‌ التي‌ تحطم السيوف أي تكسرها وقيل هي‌ العريضة الثقيلة وقيل هي‌ منسوبة إلي بطن من عبدالقيس يقال لهم حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع و هذاأشبه الأقوال

34- كشف ،[كشف الغمة] وَ عَن عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ لَمّا خَطَبَ عَلِيّ فَاطِمَةَ أَتَاهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ إِنّ عَلِيّاً قَد ذَكَرَكِ فَسَكَتَت فَخَرَجَ فَزَوّجَهَا

وَ عَنِ ابنِ بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ نَفَرٌ مِنَ الأَنصَارِ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع


صفحه : 137

اخطُب فَاطِمَةَ فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ مَا حَاجَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ذَكَرتُ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَرحَباً وَ أَهلًا لَم يَزِد عَلَيهَا فَخَرَجَ عَلِيّ عَلَي أُولَئِكَ الرّهطِ مِنَ الأَنصَارِ وَ كَانُوا يَنتَظِرُونَهُ قَالُوا مَا وَرَاكَ قَالَ مَا أدَريِ‌ غَيرَ أَنّهُص قَالَ مَرحَباً وَ أَهلًا قَالُوا يَكفِيكَ مِن رَسُولِ اللّهِ أَحَدُهُمَا أَعطَاكَ الأَهلَ وَ الرّحبَ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ذَلِكَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّهُ لَا بُدّ لِلعُرسِ مِن وَلِيمَةٍ فَقَالَ سَعدٌ عنِديِ‌ كَبشٌ وَ جَمَعَ لَهُ رَهطٌ مِنَ الأَنصَارِ آصُعاً مِن ذُرَةٍ فَلَمّا كَانَ لَيلَةُ البِنَاءِ قَالَ لَا تُحدِثَنّ شَيئاً حَتّي تلَقاَنيِ‌ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص بِمَاءٍ فَتَوَضّأَ مِنهُ ثُمّ أَفرَغَهُ عَلَي عَلِيّ وَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك فِيهِمَا وَ بَارِك عَلَيهِمَا وَ بَارِك لَهُمَا فِي شِبلَيهِمَا وَ قَالَ ابنُ نَاصِرٍ فِي نَسلَيهِمَا

وَ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ قَالَتكُنتُ فِي زِفَافِ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا أَصبَحنَا جَاءَ النّبِيّص إِلَي البَابِ فَقَالَ يَا أُمّ أَيمَنَ ادعيِ‌ لِي أخَيِ‌ قَالَت هُوَ أَخُوكَ وَ تُنكِحُهُ ابنَتَكَ قَالَ نَعَم يَا أُمّ أَيمَنَ قَالَت وَ سَمِعَ النّسَاءُ صَوتَ النّبِيّص فَتَنَحّينَ وَ اختَبَيتُ أَنَا فِي نَاحِيَةٍ فَجَاءَ عَلِيّ ع فَنَضَحَ النّبِيّص مِنَ المَاءِ وَ دَعَا لَهُ ثُمّ قَالَ ادعيِ‌ لِي فَاطِمَةَ فَجَاءَت خَرِقَةً مِنَ الحَيَاءِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص اسكنُيِ‌ لَقَد أَنكَحتُكِ أَحَبّ أَهلِ بيَتيِ‌ إلِيَ‌ّ ثُمّ نَضَحَ عَلَيهَا مِنَ المَاءِ وَ دَعَا لَهَا


صفحه : 138

قَالَت ثُمّ رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص فَرَأَي سَوَاداً بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ مَن هَذَا فَقُلتُ أَنَا أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ قَالَ جِئتِ فِي زِفَافِ فَاطِمَةَ تُكرِمِينَهَا قُلتُ نَعَم قَالَت فَدَعَا لِي

قَالَ عَلِيّ بنُ عِيسَي وَ حدَثّنَيِ‌ السّيّدُ جَلَالُ الدّينِ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ فَخّارٍ الموُسوَيِ‌ّ بِمَا هَذَا مَعنَاهُ وَ رُبّمَا اختُلِفَ الأَلفَاظُ قَالَ قَالَت أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ هَذِهِ حَضَرَت وَفَاةُ خَدِيجَةَ ع فَبَكَت فَقُلتُ أَ تَبكِينَ وَ أَنتِ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ أَنتِ زَوجَةُ النّبِيّص مُبَشّرَةٌ عَلَي لِسَانِهِ بِالجَنّةِ فَقَالَت مَا لِهَذَا بَكَيتُ وَ لَكِنّ المَرأَةَ لَيلَةَ زَفَافِهَا لَا بُدّ لَهَا مِنِ امرَأَةٍ تفُضيِ‌ إِلَيهَا بِسِرّهَا وَ تَستَعِينُ بِهَا عَلَي حَوَائِجِهَا وَ فَاطِمَةُ حَدِيثَةُ عَهدٍ بِصِباً وَ أَخَافُ أَن لَا يَكُونَ لَهَا مَن يَتَوَلّي أَمرَهَا حِينَئِذٍ فَقُلتُ يَا سيَدّتَيِ‌ لَكِ عَلَيّ عَهدُ اللّهِ إِن بَقِيتُ إِلَي ذَلِكِ الوَقتِ أَن أَقُومَ مَقَامَكِ فِي هَذَا الأَمرِ فَلَمّا كَانَت تِلكَ اللّيلَةُ وَ جَاءَ النّبِيّص أَمَرَ النّسَاءَ فَخَرَجنَ وَ بَقِيتُ فَلَمّا أَرَادَ الخُرُوجَ رَأَي سوَاَديِ‌ فَقَالَ مَن أَنتِ فَقُلتُ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ فَقَالَ أَ لَم آمُركِ أَن تخَرجُيِ‌ فَقُلتُ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ مَا قَصَدتُ خِلَافَكَ وَ لكَنِيّ‌ أَعطَيتُ خَدِيجَةَ عَهداً وَ حَدّثتُهُ فَبَكَي فَقَالَ بِاللّهِ لِهَذَا وَقَفتِ فَقُلتُ نَعَم وَ اللّهِ فَدَعَا لِي عُدنَا إِلَي مَا أَورَدَهُ الدوّلاَبيِ‌ّ

وَ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ قَالَت لَقَد جُهّزَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَا كَانَ حَشوُ فَرشِهِمَا وَ وَسَائِدِهِمَا إِلّا لِيفٌ وَ لَقَد أَولَمَ عَلِيّ لِفَاطِمَةَ ع فَمَا كَانَت وَلِيمَةُ ذَلِكَ الزّمَانِ أَفضَلَ مِن وَلِيمَتِهِ رَهَنَ دِرعَهُ عِندَ يهَوُديِ‌ّ وَ كَانَت وَلِيمَتُهُ آصُعاً مِن شَعِيرٍ وَ تَمرٍ وَ حَيسٍ

بيان قال الجزري‌ في حديث تزويج فاطمة ع فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء أي خجلة مدهوشة من الخرق التحير ويحتمل أن يكون


صفحه : 139

بالحاء المهملة والزاء المعجمة فالمراد تقارب الخطو في المشي‌ قال الجوهري‌ الحزق القصير المتقارب الخطو وكذا الحزقة وروي‌ أنها أتته تعثر في مرطها من الخجل و قال الجوهري‌ وقضينا إليه ذلك الأمر أي أنهيناه إليه

35- كشف ،[كشف الغمة] وَ مِن كِتَابِ كِفَايَةِ الطّالِبِ فِي مَنَاقِبِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع تَألِيفِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ الكنَجيِ‌ّ الشاّفعِيِ‌ّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَت فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ زوَجّتنَيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ فَقِيرٌ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرضَينَ أَنّ اللّهَ اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَاختَارَ مِنهَا رَجُلَينِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَ الآخَرُ بَعلُكِ

وَ عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّهَا النّاسُ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنتُم تَزعُمُونَ أنَيّ‌ أَنَا زَوّجتُهُ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ وَ لَقَد خَطَبَهَا إلِيَ‌ّ أَشرَافُ قُرَيشٍ فَلَم أُجِب كُلّ ذَلِكَ أَتَوَقّعُ الخَبَرَ مِنَ السّمَاءِ حَتّي جاَءنَيِ‌ جَبرَئِيلُ لَيلَةَ أَربَعٍ وَ عِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ قَد جَمَعَ الرّوحَانِيّينَ وَ الكَرُوبِيّينَ فِي وَادٍ يُقَالُ لَهُ الأَفيَحُ تَحتَ شَجَرَةِ طُوبَي وَ زَوّجَ فَاطِمَةَ عَلِيّاً وَ أمَرَنَيِ‌ فَكُنتُ الخَاطِبَ وَ اللّهُ تَعَالَي الولَيِ‌ّ وَ أَمَرَ شَجَرَةَ طُوبَي فَحَمَلَتِ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ وَ الدّرّ وَ اليَاقُوتَ ثُمّ نَثَرَتهُ وَ أَمَرَ الحُورَ العِينَ فَاجتَمَعنَ فَلَقَطنَ فَهُنّ يَتَهَادَينَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ يَقُلنَ هَذَا نِثَارُ فَاطِمَةَ

وَ عَن عَلقَمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ أَنّهُ قَالَ أَصَابَ فَاطِمَةَ ع لَيلَةَ صَبِيحَةِ العُرسِ رِعدَةٌ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص زَوّجتُكِ سَيّداً فِي الدّنيَاوَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ يَا فَاطِمَةُ لَمّا أَرَدتُ أَن أُملِكَكِ بعِلَيِ‌ّ أَمَرَ اللّهُ شَجَرَ الجِنَانِ فَحَمَلَت حُلِيّاً وَ حُلَلًا وَ أَمَرَهَا فَنَثَرَتهُ عَلَي المَلَائِكَةِ فَمَن أَخَذَ مِنهُ يَومَئِذٍ شَيئاً أَكثَرَ مِمّا أَخَذَ مِنهُ صَاحِبُهُ أَو أَحسَنَ افتَخَرَ بِهِ عَلَي صَاحِبِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَلَقَد كَانَت فَاطِمَةُ تَفتَخِرُ عَلَي النّسَاءِ لِأَنّ أَوّلَ مَن خَطَبَ عَلَيهَا جَبرَئِيلُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ لَيلَةَ عُرسِهَا بِقَدَحٍ مِن لَبَنٍ فَقَالَ اشربَيِ‌ هَذَا فِدَاكَ أَبُوكَ ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع اشرَب فِدَاكَ ابنُ عَمّكَ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا زُفّت فَاطِمَةُ إِلَي عَلِيّ ع نَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ


صفحه : 140

وَ مَعَهُم سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ قُدّمَت بَغلَةُ رَسُولِ اللّهِص الدّلدُلُ وَ عَلَيهَا فَاطِمَةُ ع مُشتَمِلَةٌ قَالَ فَأَمسَكَ جَبرَئِيلُ بِاللّجَامِ وَ أَمسَكَ إِسرَافِيلُ بِالرّكَابِ وَ أَمسَكَ مِيكَائِيلُ بِالثّفَرِ وَ رَسُولُ اللّهِص يسُوَيّ‌ عَلَيهَا الثّيَابَ فَكَبّرَ جَبرَئِيلُ وَ كَبّرَ إِسرَافِيلُ وَ كَبّرَ مِيكَائِيلُ وَ كَبّرَتِ المَلَائِكَةُ وَ جَرَتِ السّنّةُ بِالتّكبِيرِ فِي الزّفَافِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

بيان قال في النهاية الاشتمال افتعال من الشملة و هوكساء يتغطي به ويتلفف فيه و قال ثفر الدابة ألذي يجعل تحت ذنبها

36-كشف ،[كشف الغمة] وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَبَا بَكرٍ أَتَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص زوَجّنيِ‌ فَاطِمَةَ فَأَعرَضَ عَنهُ فَأَتَاهُ عُمَرُ فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ فَأَعرَضَ عَنهُ فَأَتَيَا عَبدَ الرّحمَنِ بنَ عَوفٍ فَقَالَا أَنتَ أَكثَرُ قُرَيشٍ مَالًا فَلَو أَتَيتَ رَسُولَ اللّهِص فَخَطَبتَ إِلَيهِ فَاطِمَةَ زَادَكَ اللّهُ مَالًا إِلَي مَالِكَ وَ شَرَفاً إِلَي شَرَفِكَ فَأَتَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَأَعرَضَ عَنهُ فَأَتَاهُمَا فَقَالَ قَد نَزَلَ بيِ‌ مِثلُ ألّذِي نَزَلَ بِكُمَا فَأَتَيَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ يسَقيِ‌ نَخَلَاتٍ لَهُ فَقَالَا قَد عَرَفنَا قَرَابَتَكَ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ قِدمَتَكَ فِي الإِسلَامِ فَلَو أَتَيتَ رَسُولَ اللّهِص فَخَطَبتَ إِلَيهِ فَاطِمَةَ لَزَادَكَ اللّهُ فَضلًا إِلَي فَضلِكَ وَ شَرَفاً إِلَي شَرَفِكَ فَقَالَ لَقَد نبَهّتمُاَنيِ‌ فَانطَلَقَ فَتَوَضّأَ ثُمّ اغتَسَلَ وَ لَبِسَ كِسَاءً قِطرِيّاً وَ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ أَتَي النّبِيّص وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ زوَجّنيِ‌ فَاطِمَةَ قَالَ إِذَا زَوّجتُكَهَا فَمَا تُصدِقُهَا قَالَ أُصدِقُهَا سيَفيِ‌ وَ فرَسَيِ‌ وَ درِعيِ‌ وَ ناَضحِيِ‌ قَالَ أَمّا نَاضِحُكَ وَ سَيفُكَ وَ فَرَسُكَ فَلَا غِنًي بِكَ عَنهَا تُقَاتِلُ المُشرِكِينَ وَ أَمّا دِرعُكَ فَشَأنَكَ بِهَا فَانطَلَقَ عَلِيّ وَ بَاعَ دِرعَهُ بِأَربَعِمِائَةٍ وَ ثَمَانِينَ دِرهَماً قِطرِيّاً فَصَبّهَا بَينَ يدَيَ‌ِ النّبِيّص فَلَم يَسأَلهُ عَن عَدَدِهَا وَ لَا هُوَ أَخبَرَهُ عَنهَا فَأَخَذَ مِنهَا رَسُولُ اللّهِص قَبضَةً فَدَفَعَهَا إِلَي المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ فَقَالَ ابتَع مِن هَذَا مَا تُجَهّزُ بِهِ فَاطِمَةُ وَ أَكثِر لَهَا مِنَ الطّيبِ فَانطَلَقَ المِقدَادُ فَاشتَرَي لَهَا رَحًي وَ قِربَةً وَ وِسَادَةً مِن أَدَمٍ وَ حَصِيراً قِطرِيّاً فَجَاءَ بِهِ فَوَضَعَهُ بَينَ يدَيَ‌ِ النّبِيّص وَ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ مَعَهُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 141

خَطَبَ إِلَيكَ ذَوُو الأَسنَانِ وَ الأَموَالِ مِن قُرَيشٍ وَ لَم تُزَوّجهُم فَزَوّجتَهَا مِن هَذَا الغُلَامِ فَقَالَ يَا أَسمَاءُ أَمَا إِنّكِ سَتُزَوّجِينَ بِهَذَا الغُلَامِ وَ تَلِدِينَ لَهُ غُلَاماً هَذَا مَعَ مَا روُيِ‌َ أَنّهَا كَانَت فِي الحَبَشَةِ غَرِيبٌ فَإِنّهَا تَزَوّجَت بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ وَلَدَت مِنهُ كَمَا ذَكَرَص فَلَمّا كَانَ اللّيلُ قَالَ لِسَلمَانَ ائتنِيِ‌ ببِغَلتَيِ‌َ الشّهبَاءِ فَأَتَاهُ بِهَا فَحَمَلَ عَلَيهَا فَاطِمَةَ ع فَكَانَ سَلمَانُ يَقُودُهَا وَ رَسُولُ اللّهِص يَقُومُ بِهَا فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ سَمِعَ حِسّاً خَلفَ ظَهرِهِ فَالتَفَتَ فَإِذَا هُوَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ فِي جَمعٍ كَثِيرٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا أَنزَلَكُم قَالَ نَزُفّ فَاطِمَةَ إِلَي زَوجِهَا فَكَبّرَ جَبرَئِيلُ ثُمّ كَبّرَ مِيكَائِيلُ ثُمّ كَبّرَ إِسرَافِيلُ ثُمّ كَبّرَتِ المَلَائِكَةُ ثُمّ كَبّرَ النّبِيّص ثُمّ كَبّرَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَصَارَ التّكبِيرُ خَلفَ العَرَائِسِ سُنّةً مِن تِلكَ اللّيلَةِ فَجَاءَ بِهَا فَأَدخَلَهَا عَلَي عَلِيّ ع فَأَجلَسَهَا إِلَي جَنبِهِ عَلَي الحَصِيرِ القطِريِ‌ّ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ هَذِهِ بنِتيِ‌ فَمَن أَكرَمَهَا فَقَد أكَرمَنَيِ‌ وَ مَن أَهَانَهَا فَقَد أهَاَننَيِ‌ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لَهُمَا وَ بَارِك عَلَيهِمَا وَ اجعَل لَهُمَا ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعَاءِ ثُمّ وَثَبَ فَتَعَلّقَت بِهِ وَ بَكَت فَقَالَ لَهَا مَا يُبكِيكِ فَقَد زَوّجتُكِ أَعظَمَهُم حِلماً وَ أَكثَرَهُم عِلماً

إيضاح قال الجزري‌ فيه أنه ع كان متوشحا بثوب قطري‌ هوضرب من البرود فيه حمرة ولها أعلام فيهابعض الخشونة وقيل هي‌ حلل جياد تحمل من قبل البحرين و قال الأزهري‌ في أعراض البحرين قرية يقال لها قطر وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها فكسروا القاف للنسبة وخففوا

37- كشف ،[كشف الغمة] قَد أَورَدَ صَاحِبُ كِتَابِ الفِردَوسِ فِي الأَحَادِيثِ عَنِ النّبِيّص لَو لَا عَلِيّ لَم يَكُن لِفَاطِمَةَ كُفوٌ

وَ رَوَي صَاحِبُ الفِردَوسِ أَيضاً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ زَوّجَكَ فَاطِمَةَ وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا الأَرضَ فَمَن مَشَي عَلَيهَا مُبغِضاً لَكَ مَشَي حَرَاماً

وَ


صفحه : 142

رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ مِن حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَورَدَهُ فِي تَزوِيجِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بِفَاطِمَةَ ع أَنّهُ أَخَذَ فِي فِيهِ مَاءً وَ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَجلَسَهَا بَينَ يَدَيهِ ثُمّ مَجّ المَاءَ فِي المِخضَبِ وَ هُوَ المِركَنُ وَ غَسّلَ قَدَمَيهِ وَ وَجهَهُ ثُمّ دَعَا فَاطِمَةَ ع وَ أَخَذَ كَفّاً مِن مَاءٍ فَضَرَبَ بِهِ عَلَي رَأسِهَا وَ كَفّاً بَينَ يَدَيهَا ثُمّ رَشّ جِلدَهَا ثُمّ دَعَا بِمِخضَبٍ آخَرَ ثُمّ دَعَا عَلِيّاً فَصَنَعَ بِهِ كَمَا صَنَعَ بِهَا ثُمّ التَزَمَهُمَا فَقَالَ أللّهُمّ إِنّهُمَا منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُمَا أللّهُمّ كَمَا أَذهَبتَ عنَيّ‌ الرّجسَ وَ طهَرّتنَيِ‌ تَطهِيراً فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً ثُمّ قَالَ قُومَا إِلَي بَيتِكُمَا جَمَعَ اللّهُ بَينَكُمَا وَ بَارَكَ فِي سِيَرِكُمَا وَ أَصلَحَ بَالَكُمَا ثُمّ قَامَ فَأَغلَقَ عَلَيهِمَا البَابَ بِيَدِهِ

قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فأَخَبرَتَنيِ‌ أَسمَاءُ أَنّهَا رَمَقَت رَسُولَ اللّهِص فَلَم يَزَل يَدعُو لَهُمَا خَاصّةً لَا يُشرِكُهُمَا فِي دُعَائِهِ أَحَداً حَتّي تَوَارَي فِي حُجرَتِهِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ قَالَ بَارَكَ اللّهُ لَكُمَا فِي سِيَرِكُمَا وَ جَمَعَ شَملَكُمَا وَ أَلّفَ عَلَي الإِيمَانِ بَينَ قُلُوبِكُمَا شَأنَكَ بِأَهلِكَ السّلَامُ عَلَيكُمَا

وَ روُيِ‌َ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ ع كَانَ اللّهُ تَعَالَي مُزَوّجَهُ مِن فَوقِ عَرشِهِ وَ كَانَ جَبرَئِيلُ الخَاطِبَ وَ كَانَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ فِي سَبعِينَ أَلفاً مِنَ المَلَائِكَةِ شُهُوداً وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي شَجَرَةِ طُوبَي أَنِ انثرُيِ‌ مَا فِيكِ مِنَ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ اللّؤلُؤِ وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي الحُورِ العِينِ أَنِ التَقِطنَهُ فَهُنّ يَتَهَادَينَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَرَحاً بِتَزوِيجِ فَاطِمَةَ عَلِيّاً

وَ عَن شُرَحبِيلَ بنِ سَعِيدٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي فَاطِمَةَ فِي صَبِيحَةِ عُرسِهَا بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ فَقَالَ اشربَيِ‌ فِدَاكِ أَبُوكِ ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع اشرَب فِدَاكَ ابنُ عَمّكَ

وَ عَن شُرَحبِيلَ بنِ سَعِيدٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ لَمّا كَانَت صَبِيحَةُ العُرسِ أَصَابَ فَاطِمَةَ ع رِعدَةٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص زَوّجتُكِ سَيّداً فِي الدّنيَاوَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَشَكَت فَاطِمَةُ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 143

عَلِيّاً فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يَدَعُ شَيئاً مِن رِزقِهِ إِلّا وَزّعَهُ بَينَ المَسَاكِينِ فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ أَ تسُخطِيِنيِ‌ فِي أخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ إِنّ سَخَطَهُ سخَطَيِ‌ وَ إِنّ سخَطَيِ‌ لَسَخَطُ اللّهِ فَقَالَت أَعُوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِ اللّهِ وَ سَخَطِ رَسُولِهِ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَأَتَكَلّمَنّ بِكَلَامٍ لَا يَتَكَلّمُ بِهِ غيَريِ‌ إِلّا كَذّابٌ وَرِثتُ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ زوَجتَيِ‌ خَيرُ نِسَاءِ الأُمّةِ وَ أَنَا خَيرُ الوَصِيّينَ

38- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ عَلِيّاً تَزَوّجَ فَاطِمَةَ ع عَلَي جَردِ بُردٍ وَ دِرعٍ وَ فِرَاشٍ كَانَ مِن إِهَابِ كَبشٍ

بيان قوله علي جرد برد أي برد خلق

39- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ عَلَي دِرعٍ حُطَمِيّةٍ يَسوَي ثَلَاثِينَ دِرهَماً

40- كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَاطِمَةَ عَلَي دِرعٍ حُطَمِيّةٍ وَ كَانَ فِرَاشُهَا إِهَابَ كَبشٍ يَجعَلَانِ الصّوفَ إِذَا اضطَجَعَا تَحتَ جُنُوبِهِمَا

41- كا،[الكافي‌]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَاطِمَةَ عَلَي دِرعٍ حُطَمِيّةٍ تسُاَويِ‌ ثَلَاثِينَ دِرهَماً

بيان يمكن الجمع بين تلك الروايات بوجوه الأول أن يكون المراد كون الدرع جزءا للمهر.الثاني‌ أن يكون المعني أنه لو كان هذااليوم لساوي ثلاثين درهما و إن كانت قيمته في ذلك الزمان أكثر.


صفحه : 144

الثالث أن يقال إنه كان يسوي ثلاثين درهما لكن بيع بخمسمائة درهم .الرابع أن يكون بعض الأخبار محمولا علي التقية

42- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ الخَزّازِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ صَدَاقُ فَاطِمَةَ جَردَ بُردٍ حِبَرَةٍ وَ دِرعَ حُطَمِيّةٍ وَ كَانَ فِرَاشُهَا إِهَابَ كَبشٍ يُلقِيَانِهِ وَ يَفرِشَانِهِ وَ يَنَامَانِ عَلَيهِ

43- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن دَاوُدَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ قَالَ لَمّا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَاطِمَةَ دَخَلَ عَلَيهَا وَ هيِ‌َ تبَكيِ‌ فَقَالَ لَهَا مَا يُبكِيكِ فَوَ اللّهِ لَو كَانَ فِي أهَليِ‌ خَيرٌ مِنهُ مَا زَوّجتُكِهِ وَ مَا أَنَا زَوّجتُكِهِ وَ لَكِنّ اللّهَ زَوّجَكِ وَ أَصدَقَ عَنكِ الخُمُسَ مَا دَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ

44- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص زوَجّتنَيِ‌ بِالمَهرِ الخَسِيسِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مَا أَنَا زَوّجتُكِ وَ لَكِنّ اللّهَ زَوّجَكِ مِنَ السّمَاءِ وَ جَعَلَ مَهرَكِ خُمُسَ الدّنيَا مَا دَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ

45- كا عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا غَيرَةَ فِي الحَلَالِ بَعدَ قَولِ رَسُولِ اللّهِص لَا تُحدِثَا شَيئاً حَتّي أَرجِعَ إِلَيكُمَا فَلَمّا أَتَاهُمَا أَدخَلَ رِجلَيهِ بَينَهُمَا فِي الفِرَاشِ

46- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ لَمّا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ قَالُوا بِالرّفَاءِ وَ البَنِينَ قَالَ لَا بَل عَلَي الخَيرِ وَ البَرَكَةِ

إيضاح قال الجزري‌ فيه نهي أن يقال للمتزوج بالرفاء والبنين الرفاء الالتيام والاتفاق والبركة والنماء وإنما نهي عنه كراهية لأنه كان من عادتهم ولهذا سن فيه غيره

47-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ


صفحه : 145

عَن مُخَلّدِ بنِ مُوسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ يَحيَي اليرَبوُعيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُمأَتَزَوّجُ فِيكُم وَ أُزَوّجُكُم إِلّا فَاطِمَةَ فَإِنّ تَزوِيجَهَا نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ

48- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الجعُفيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً قَالَ خَلَقَ اللّهُ نُطفَةً بَيضَاءَ مَكنُونَةً فَجَعَلَهَا فِي صُلبِ آدَمَ ثُمّ نَقَلَهَا مِن صُلبِ آدَمَ إِلَي صُلبِ شَيثٍ وَ مِن صُلبِ شَيثٍ إِلَي صُلبِ أَنُوشَ وَ مِن صُلبِ أَنُوشَ إِلَي صُلبِ قَينَانَ حَتّي تَوَارَثَتهَا كِرَامُ الأَصلَابِ فِي مُطَهّرَاتِ الأَرحَامِ حَتّي جَعَلَهَا اللّهُ فِي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ قَسَمَهَا نِصفَينِ فَأَلقَي نِصفَهَا إِلَي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ نِصفَهَا إِلَي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ وَ هيِ‌َ سُلَالَةٌ تُولِدُ مِن عَبدِ اللّهِ مُحَمّداً وَ مِن أَبِي طَالِبٍ عَلِيّاً عَلَيهِمَا الصّلَاةُ وَ السّلَامُ فَذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ زَوّجَ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍ عَلِيّاً فعَلَيِ‌ّ مِن مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدٌ مِن عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ نَسَبٌ وَ عَلِيّ الصّهرُ

49- مِصبَاحُ الأَنوَارُ، وَ كِتَابُ المُحتَضَرِ،لِلحَسَنِ بنِ سُلَيمَانَ نَقلًا مِن كِتَابِ الفِردَوسِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَو لَا عَلِيّ لَم يَكُن لِفَاطِمَةَ كُفوٌ

وَ مِنهُ رَفَعَهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ زَوّجَكَ فَاطِمَةَ وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا الأَرضَ فَمَن مَشَي عَلَيهَا مُبغِضاً لَكَ مَشَي عَلَيهَا حَرَاماً


صفحه : 146

باب 6-كيفية معاشرتها مع علي ع

1- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ العبَديِ‌ّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُسلِمٍ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ صَلّي بِنَا رَسُولُ اللّهِص الفَجرَ ثُمّ قَامَ بِوَجهٍ كَئِيبٍ وَ قُمنَا مَعَهُ حَتّي صَارَ إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع فَأَبصَرَ عَلِيّاً نَائِماً بَينَ يدَيَ‌ِ البَابِ عَلَي الدّقعَاءِ فَجَلَسَ النّبِيّص فَجَعَلَ يَمسَحُ التّرَابَ عَن ظَهرِهِ وَ يَقُولُ قُم فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا أَبَا تُرَابٍ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ دَخَلَا مَنزِلَ فَاطِمَةَ فَمَكَثنَا هُنَيئَةً ثُمّ سَمِعنَا ضَحِكاً عَالِياً ثُمّ خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص بِوَجهٍ مُشرِقٍ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلتَ بِوَجهٍ كَئِيبٍ وَ خَرَجتَ بِخِلَافِهِ فَقَالَ كَيفَ لَا أَفرَحُ وَ قَد أَصلَحتُ بَينَ اثنَينِ أَحَبّ أَهلِ الأَرضِ إِلَي أَهلِ السّمَاءِ

بيان الدقعاء التراب والأخبار المشتملة علي منازعتهما مأولة بما يرجع إلي ضرب من المصلحة لظهور فضلهما علي الناس أو غير ذلك مما خفي‌ علينا جهته

2- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِمرَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ العَزِيزِ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ كَانَ بَينَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع كَلَامٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألُقيِ‌َ لَهُ مِثَالٌ فَاضطَجَعَ عَلَيهِ فَجَاءَت فَاطِمَةُ ع فَاضطَجَعَت مِن جَانِبٍ وَ جَاءَ عَلِيّ ع فَاضطَجَعَ مِن جَانِبٍ قَالَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص يَدَ عَلِيّ فَوَضَعَهَا عَلَي سُرّتِهِ وَ أَخَذَ يَدَ فَاطِمَةَ فَوَضَعَهَا عَلَي سُرّتِهِ فَلَم يَزَل حَتّي أَصلَحَ بَينَهُمَا ثُمّ خَرَجَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلتَ وَ أَنتَ عَلَي حَالٍ وَ خَرَجتَ وَ نَحنُ نَرَي البُشرَي فِي وَجهِكَ قَالَ وَ مَا يمَنعَنُيِ‌ وَ قَد أَصلَحتُ بَينَ اثنَينِ أَحَبّ مَن عَلَي وَجهِ الأَرضِ إلِيَ‌ّ


صفحه : 147

قال الصدوق رحمه الله ليس هذاالخبر عندي‌ بمعتمد و لا هو لي بمعتقد في هذه العلة لأن عليا وفاطمة ع ماكانا ليقع بينهما كلام يحتاج رسول الله ص إلي الإصلاح بينهما لأنه ع سيد الوصيين وهي‌ سيدة نساء العالمين مقتديان بنبي‌ الله ص في حسن الخلق مصباح الأنوار، عن حبيب مثله بيان المثال بالكسر الفراش ذكره الفيروزآبادي‌

3- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ عَن وَكِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسرَائِيلَ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَكُنتُ أَنَا وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مُهَاجِرَينِ إِلَي بِلَادِ الحَبَشَةِ فَأَهدَيتُ لِجَعفَرٍ جَارِيَةً قِيمَتُهَا أَربَعَةُ آلَافِ دِرهَمٍ فَلَمّا قَدِمنَا المَدِينَةَ أَهدَاهَا لعِلَيِ‌ّ ع تَخدُمُهُ فَجَعَلَهَا عَلِيّ فِي مَنزِلِ فَاطِمَةَ فَدَخَلَت فَاطِمَةُ ع يَوماً فَنَظَرَت إِلَي رَأسِ عَلِيّ ع فِي حَجرِ الجَارِيَةِ فَقَالَت يَا أَبَا الحَسَنِ فَعَلتَهَا فَقَالَ لَا وَ اللّهِ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ مَا فَعَلتُ شَيئاً فَمَا ألّذِي تُرِيدِينَ قَالَت تَأذَنُ لِي فِي المَصِيرِ إِلَي مَنزِلِ أَبِي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهَا قَد أَذِنتُ لَكِ فَتَجَلّلَت بِجَلَالِهَا[بِجِلبَابِهَا] وَ تَبَرقَعَت بِبُرقُعِهَا وَ أَرَادَتِ النّبِيّص فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنّ هَذِهِ فَاطِمَةُ قَد أَقبَلَت تَشكُو عَلِيّاً فَلَا تَقبَل مِنهَا فِي عَلِيّ شَيئاً فَدَخَلَت فَاطِمَةُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص جِئتِ تَشكِينَ عَلِيّاً قَالَت إيِ‌ وَ رَبّ الكَعبَةِ فَقَالَ لَهَا ارجعِيِ‌ إِلَيهِ فقَوُليِ‌ لَهُ رَغِمَ أنَفيِ‌ لِرِضَاكَ فَرَجَعَت إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَت لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ رُغِمَ أنَفيِ‌ لِرِضَاكَ تَقُولُهَا ثَلَاثاً فَقَالَ لَهَا عَلِيّ شكَوَتنِيِ‌ إِلَي خلَيِليِ‌ وَ حبَيِبيِ‌ رَسُولِ اللّهِص وَا سَوأَتَاه مِن رَسُولِ اللّهِص أُشهِدُ اللّهَ يَا فَاطِمَةُ أَنّ الجَارِيَةَ حُرّةٌ لِوَجهِ اللّهِ وَ أَنّ الأَربَعَمِائَةِ دِرهَمٍ التّيِ‌ فَضَلَت مِن عطَاَئيِ‌ صَدَقَةٌ عَلَي فُقَرَاءِ أَهلِ المَدِينَةِ


صفحه : 148

ثُمّ تَلَبّسَ وَ انتَعَلَ وَ أَرَادَ النّبِيّص فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ قُل لعِلَيِ‌ّ قَد أَعطَيتُكَ الجَنّةَ بِعِتقِكَ الجَارِيَةَ فِي رِضَي فَاطِمَةَ وَ النّارَ بِالأَربَعِمِائَةِ دِرهَمٍ التّيِ‌ تَصَدّقتَ بِهَا فَأَدخِلِ الجَنّةَ مَن شِئتَ برِحَمتَيِ‌ وَ أَخرِج مِنَ النّارِ مَن شِئتَ بعِفَويِ‌ فَعِندَهَا قَالَ عَلِيّ ع أَنَا قَسِيمُ اللّهِ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أبومنصور الكاتب في كتاب الروح والريحان عن أبي ذر مثله بشا،[بشارة المصطفي ]والدي‌ أبوالقاسم وعمار بن ياسر وولده سعد جميعا عن ابراهيم بن نصر الجرجاني‌ عن محمد بن حمزة المرعشي‌ عن محمد بن الحسن عن محمد بن جعفر عن حمزة بن إسماعيل عن أحمد بن الخليل عن يحيي بن عبدالحميد عن شريك عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس

مثله بأدني تغيير و قدأوردناه في باب أنه ع قسيم الجنة والنار

4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] لَمّا انصَرَفَت فَاطِمَةُ مِن عِندِ أَبِي بَكرٍ أَقبَلَت عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَت لَهُ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ اشتَمَلتَ شِيمَةَ الجَنِينِ وَ قَعَدتَ حُجرَةَ الظّنِينِ فَنَقَضتَ قَادِمَةَ الأَجدَلِ فَخَانَكَ رِيشُ الأَعزَلِ أَضرَعتَ خَدّكَ يَومَ أَضَعتَ جِدّكَ افتَرَستَ الذّئَابَ وَ افتَرَشتَ التّرَابَ مَا كَفَفتَ قَائِلًا وَ لَا أَغنَيتَ بَاطِلًا هَذَا ابنُ أَبِي قُحَافَةَ يبَتزَنّيِ‌ نُحَيلَةَ أَبِي وَ بُلَيغَةَ ابنيِ‌[ابنيَ‌ّ] وَ اللّهِ لَقَد أَجهَرَ فِي خصِاَميِ‌ وَ أَلفَيتُهُ أَلَدّ فِي كلَاَميِ‌ حَتّي منَعَتَنيِ‌ القَيلَةُ نَصرَهَا وَ المُهَاجِرَةُ وَصلَهَا وَ غَضّتِ الجَمَاعَةُ دوُنيِ‌ طَرفَهَا فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ خَرَجتُ كَاظِمَةً وَ عُدتُ رَاغِمَةً وَ لَا خِيَارَ لِي ليَتنَيِ‌ مِتّ قَبلَ هيِنتَيِ‌ وَ دُونَ زلَتّيِ‌ عذَيِريِ‌َ اللّهُ مِنكَ عَادِياً وَ مِنكَ حَامِياً ويَلاَي‌َ فِي كُلّ شَارِقٍ ويَلاَي‌َ مَاتَ العَمَدُ وَ وَهَنَتِ العَضُدُ وَ شكَواَي‌َ إِلَي أَبِي وَ عدُواَي‌َ إِلَي ربَيّ‌ أللّهُمّ أَنتَ أَشَدّ قُوّةً فَأَجَابَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لَا وَيلَ لَكِ بَلِ الوَيلُ لِشَانِئِكِ نهَنهِيِ‌ عَن وَجدِكِ يَا بُنَيّةَ الصّفوَةِ وَ بَقِيّةَ النّبُوّةِ فَمَا وَنَيتُ عَن ديِنيِ‌ وَ لَا أَخطَأتُ مقَدوُريِ‌ فَإِن كُنتِ تُرِيدِينَ البُلغَةَ فَرِزقُكِ مَضمُونٌ وَ كَفِيلُكِ مَأمُونٌ وَ مَا أُعِدّ لَكِ خَيرٌ مِمّا قُطِعَ


صفحه : 149

عَنكِ فاَحتسَبِيِ‌ اللّهَ فَقَالَت حسَبيِ‌َ اللّهُوَ نِعمَ الوَكِيلُ

بيان أقول قدمر تصحيح كلماتها وشرحها في أبواب فدك

5- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مَعقِلُ بنُ يَسَارٍ وَ أَبُو قُبَيلٍ وَ ابنُ إِسحَاقَ وَ حَبِيبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ وَ عِمرَانُ بنُ الحُصَينِ وَ ابنُ غَسّانَ وَ البَاقِرُ ع مَعَ اختِلَافِ الرّوَايَاتِ وَ اتّفَاقِ المَعنَي أَنّ النّسوَةَ قُلنَ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ خَطَبَكِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَرَدّهُم أَبُوكِ وَ زَوّجَكِ عَائِلًا فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ زوَجّتنَيِ‌ عَائِلًا فَهَزّ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ مِعصَمَهَا وَ قَالَ لَا يَا فَاطِمَةُ وَ لَكِن زَوّجتُكِ أَقدَمَهُم سِلماً وَ أَكثَرَهُم عِلماً وَ أَعظَمَهُم حِلماً أَ مَا عَلِمتِ يَا فَاطِمَةُ أَنّهُ أخَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَضَحِكَت وَ قَالَت رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُبَيلٍ لَم أُزَوّجكِ حَتّي أمَرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ وَ فِي رِوَايَةِ عِمرَانَ بنِ الحُصَينِ وَ حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ أَمَا إنِيّ‌ قَد زَوّجتُكِ خَيرَ مَن أَعلَمُ وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ غَسّانَ زَوّجتُكِ خَيرَهُم

وَ فِي كِتَابِ ابنِ شَاهِينٍ عَبدِ الرّزّاقِ عَن مُعَمّرٍ عَن أَيّوبَ عَن عِكرِمَةَ قَالَ النّبِيّص أَنكَحتُكِ أَحَبّ أهَليِ‌ إلِيَ‌ّ

6-فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ يَرفَعُهُ إِلَي سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهِ عَنهُ قَالَكُنتُ


صفحه : 150

وَاقِفاً بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِ أَسكُبُ المَاءَ عَلَي يَدَيهِ إِذَا دَخَلَت فَاطِمَةُ وَ هيِ‌َ تبَكيِ‌ فَوَضَعَ النّبِيّص يَدَهُ عَلَي رَأسِهَا وَ قَالَ مَا يُبكِيكِ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَيكِ يَا حُورِيّةُ قَالَت مَرَرتُ عَلَي مَلَإٍ مِن نِسَاءِ قُرَيشٍ وَ هُنّ مُخضَبَاتٌ فَلَمّا نَظَرنَ إلِيَ‌ّ وَقَعُوا فِيّ وَ فِي ابنِ عمَيّ‌ فَقَالَ لَهَا وَ مَا سمُعتَيِ‌ مِنهُنّ قَالَت قُلنَ كَانَ قَد عَزّ عَلَي مُحَمّدٍ أَن يُزَوّجَ ابنَتَهُ مِن رَجُلٍ فَقِيرِ قُرَيشٍ وَ أَقَلّهِم مَالًا فَقَالَ لَهَا وَ اللّهِ يَا بُنَيّةُ مَا زَوّجتُكِ وَ لَكِنّ اللّهَ زَوّجَكِ مِن عَلِيّ فَكَانَ بَدوُهُ مِنهُ وَ ذَلِكِ أَنّهُ خَطَبَكِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَعِندَ ذَلِكِ جَعَلتُ أَمرَكِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ أَمسَكتُ عَنِ النّاسِ فَبَينَا صَلّيتُ يَومَ الجُمُعَةِ صَلَاةَ الفَجرِ إِذ سَمِعتُ حَفِيفَ المَلَائِكَةِ وَ إِذَا بحِبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلَ وَ مَعَهُ سَبعُونَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِ مُتَوّجِينَ مُقَرّطِينَ مُدَملِجِينَ فَقُلتُ مَا هَذِهِ القَعقَعَةُ مِنَ السّمَاءِ يَا أخَيِ‌ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَاختَارَ مِنهَا مِنَ الرّجَالِ عَلِيّاً ع وَ مِنَ النّسَاءِ فَاطِمَةَ ع فَزَوّجَ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ فَرَفَعَت رَأسَهَا وَ تَبَسّمَت بَعدَ بُكَائِهَا وَ قَالَت رَضِيتُ بِمَا رضَيِ‌َ اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَص أَ لَا أَزِيدُكِ يَا فَاطِمَةُ فِي عَلِيّ رَغبَةً قَالَت بَلَي قَالَ لَا يَرِدُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ رُكبَانٌ أَكرَمُ مِنّا أَربَعَةٌ أخَيِ‌ صَالِحٌ عَلَي نَاقَتِهِ وَ عمَيّ‌ حَمزَةُ عَلَي ناَقتَيِ‌َ العَضبَاءِ وَ أَنَا عَلَي البُرَاقِ وَ بَعلُكِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ فَقَالَت صِف لِيَ النّاقَةَ مِن أَيّ شَيءٍ خُلِقَت قَالَ نَاقَةٌ خُلِقَت مِن نُورِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مُدَبّجَةُ الجَنبَينِ صَفرَاءُ حَمرَاءُ الرّأسِ سَودَاءُ الحَدَقِ قَوَائِمُهَا مِنَ الذّهَبِ خِطَامُهَا مِنَ اللّؤلُؤِ الرّطبِ عَينَاهَا مِنَ اليَاقُوتِ وَ بَطنُهَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ عَلَيهَا قُبّةٌ مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضَاءَ يُرَي بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا خُلِقَت مِن عَفوِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 151

تِلكِ النّاقَةُ مِن نُوقِ اللّهِ لَهَا سَبعُونَ أَلفَ رُكناً بَينَ الرّكنِ وَ الرّكنِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يُسَبّحُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِأَنوَاعِ التّسبِيحِ لَا يَمُرّ عَلَي مَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا قَالُوا مَن هَذَا العَبدُ مَا أَكرَمَهُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَ تَرَاهُ نَبِيّاً مُرسَلًا أَو مَلَكاً مُقَرّباً أَو حَامِلَ عَرشٍ أَو حَامِلَ كرُسيِ‌ّ فيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ أَيّهَا النّاسُ لَيسَ هَذَا بنِبَيِ‌ّ مُرسَلٍ وَ لَا مَلَكٍ مُقَرّبٍ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ فَيَبدُرُونَ رِجَالًا رِجَالًا فَيَقُولُونَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَحَدّثُونَا فَلَم نُصَدّق وَ نَصَحُونَا فَلَم نَقبَل وَ الّذِينَ يُحِبّونَهُ تَعَلّقُوا بِالعُروَةِ الوُثقَي كَذَلِكِ يَنجُونَ فِي الآخِرَةِ يَا فَاطِمَةُ أَ لَا أَزِيدُكِ فِي عَلِيّ رَغبَةً قَالَت زدِنيِ‌ يَا أَبَتَاه قَالَ النّبِيّص إِنّ عَلِيّاً أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِن هَارُونَ لِأَنّ هَارُونَ أَغضَبَ مُوسَي وَ عَلِيّ لَم يغُضبِنيِ‌ قَطّ وَ ألّذِي بَعَثَ أَبَاكِ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا غَضِبتُ عَلَيهِ يَوماً قَطّ وَ مَا نَظَرتُ فِي وَجهِ عَلِيّ إِلّا ذَهَبَ الغَضَبُ عنَيّ‌ يَا فَاطِمَةُ أَ لَا أَزِيدُكِ فِي عَلِيّ رَغبَةً قَالَت زدِنيِ‌ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ هَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأ عَلِيّاً مِنَ السّلَامِ السّلَامَ فَقَامَت وَ قَالَت فَاطِمَةُ ع رَضِيتُ بِاللّهِ رَبّاً وَ بِكَ يَا أَبَتَاه نَبِيّاً وَ بِابنِ عمَيّ‌ بَعلًا وَ وَلِيّاً

7- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَحتَطِبُ وَ يسَتقَيِ‌ وَ يَكنُسُ وَ كَانَت فَاطِمَةُ ع تَطحَنُ وَ تَعجِنُ وَ تَخبِزُ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحسين بن ابراهيم القزويني‌ عن محمد بن وهبان عن أحمد بن ابراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني‌ عن البرقي‌ عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ عَنِ ابنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حُبَيشٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن


صفحه : 152

أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص قُل لِفَاطِمَةَ لَا تعَصيِ‌ عَلِيّاً فَإِنّهُ إِن غَضِبَ غَضِبتُ لِغَضَبِهِ

9- وَ فِي الدّيوَانِ المَنسُوبَةِ أَبيَاتُهَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ، أَنّهُ قَالَ فِي مَرَضِهِ مُخَاطِباً لِفَاطِمَةَ مَا روُيِ‌َ عَن أَبِي العَلَاءِ الحَسَنِ العَطّارِ عَنِ الحَسَنِ المقُريِ‌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ المقُريِ‌ عَن زَيدِ بنِ مُسكَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ البلَوَيِ‌ّ أَنّهُ ع أَنشَدَ هَذِهِ الأَبيَاتَ وَ هُوَ مَحمُومٌ يرَثيِ‌ فَاطِمَةَ ع


وَ إِنّ حيَاَتيِ‌ مِنكِ يَا بِنتَ أَحمَدَ   بِإِظهَارِ مَا أَخفَيتُهُ لَشَدِيدٌ

وَ لَكِن لِأَمرِ اللّهِ تَعنُو رِقَابُنَا   وَ لَيسَ عَلَي أَمرِ الإِلَهِ جَلِيدٌ

أَ تصُرعِنُيِ‌ الحُمّي لَدَيكِ وَ أشَتكَيِ‌   إِلَيكِ وَ مَا لِي فِي الرّجَالِ نَدِيدٌ

أُصِرّ عَلَي صَبرٍ وَ أَقوَي عَلَي مُنًي   إِذَا صَبرُ خَوّارِ الرّجَالِ بَعِيدٌ

وَ فِي هَذِهِ الحُمّي دَلِيلٌ بِأَنّهَا   لِمَوتِ البَرَايَا قَائِدٌ وَ بَرِيدٌ

بيان و إن حياتي‌ منك أي اشتدت حياتي‌ بسببك حيث لابد لي من إظهار ماأخفيته من المرض كذا خطر بالبال وقيل منك أي من بعدك وقيل أي حياتي‌ منك وبسببك و أناشديد بإظهار ماأخفيته أي لاأظهره و لايخفي بعدهما تعنو أي تخضع والجليد الصلب والنديد المثل والنظير والخوار الضعيف والصياح

10-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَأَصَابَت عَلِيّاً ع شِدّةٌ فَأَتَت فَاطِمَةُ ع رَسُولَ اللّهِص فَدَقّتِ البَابَ فَقَالَ أَسمَعُ حِسّ حبَيِبيِ‌ بِالبَابِ يَا أُمّ أَيمَنَ قوُميِ‌ وَ انظرُيِ‌ فَفَتَحَت لَهَا البَابَ فَدَخَلَت فَقَالَص لَقَد جِئتِنَا فِي وَقتٍ مَا كُنتِ تَأتِينَا فِي مِثلِهِ فَقَالَت فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا طَعَامُ المَلَائِكَةِ عِندَ رَبّنَا فَقَالَ التّحمِيدُ فَقَالَت مَا طَعَامُنَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 153

وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مَا أَقتَبِسُ فِي آلِ مُحَمّدٍ شَهراً نَاراً وَ أُعَلّمُكِ خَمسَ كَلِمَاتٍ عَلّمَنِيهِنّ جَبرَئِيلُ ع قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الخَمسُ الكَلِمَاتُ قَالَ يَا رَبّ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ يَا ذَا القُوّةِ المَتِينِ وَ يَا رَاحِمَ المَسَاكِينِ وَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ وَ رَجَعَت فَلَمّا أَبصَرَهَا عَلِيّ ع قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتِ وَ أمُيّ‌ مَا وَرَاءَكِ يَا فَاطِمَةُ قَالَت ذَهَبتُ لِلدّنيَا وَ جِئتُ لِلآخِرَةِ قَالَ عَلِيّ ع خَيرٌ أَمَامَكِ خَيرٌ أَمَامَكِ

11- مِصبَاحُ الأَنوَارِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ شَكَت فَاطِمَةُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص عَلِيّاً فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَا يَدَعُ شَيئاً مِن رِزقِهِ إِلّا وَزّعَهُ عَلَي المَسَاكِينِ فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ أَ تسُخطِيِنيِ‌ فِي أخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ إِنّ سَخَطَهُ سخَطَيِ‌ وَ إِنّ سخَطَيِ‌ سَخَطُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ عَن خَالِهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَهلٍ الكَاتِبِ عَن أَبِي طَالِبٍ الغنَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي عَلِيّ النّسَاءَ مَا دَامَت فَاطِمَةُ حَيّةً قُلتُ وَ كَيفَ قَالَ لِأَنّهَا طَاهِرَةٌ لَا تَحِيضُ

بيان هذاالتعليل يحتمل وجهين الأول أن يكون المراد أنها لماكانت لاتحيض حتي يكون له ع عذر في مباشرة غيرها فلذا حرم الله عليه غيرها رعاية لحرمتها.الثاني‌ أن يكون المعني أن جلالتها منعت من ذلك وعبر عن ذلك ببعض مايلزمه من الصفات التي‌ اختصت بها

13- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] سُئِلَ عَالِمٌ فَقِيلَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَنزَلَ هَل أَتَي فِي أَهلِ البَيتِ وَ لَيسَ شَيءٌ مِن نَعِيمِ الجَنّةِ إِلّا وَ ذَكَرَ فِيهِ إِلّا الحُورَ العِينَ قَالَ ذَلِكَ إِجلَالًا لِفَاطِمَةَ ع


صفحه : 154

سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي صَالِحٍ فِي قَولِهِوَ إِذَا النّفُوسُ زُوّجَت قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا إِذَا قَطَعَ الصّرَاطَ زَوّجَهُ اللّهُ عَلَي بَابِ الجَنّةِ بِأَربَعِ نِسوَةٍ مِن نِسَاءِ الدّنيَا وَ سَبعِينَ أَلفَ حُورِيّةٍ مِن حُورِ الجَنّةِ إِلّا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ زَوّجَ البَتُولَ فَاطِمَةَ فِي الدّنيَا وَ هُوَ زَوجُهَا فِي الآخِرَةِ فِي الجَنّةِ لَيسَت لَهُ زَوجَةٌ فِي الجَنّةِ غَيرُهَا مِن نِسَاءِ الدّنيَا لَكِن لَهُ فِي الجِنَانِ سَبعُونَ أَلفَ حُوراً لِكُلّ حُورٍ سَبعُونَ أَلفَ خَادِمٍ

أقول سيأتي‌ بعض أخبار هذاالباب في باب غسلها ودفنها ع


صفحه : 155

باب 7- ماوقع عليها من الظلم وبكائها وحزنها وشكايتها في مرضها إلي شهادتها وغسلها ودفنها وبيان العلة في إخفاء دفنها صلوات الله عليها ولعنة الله علي من ظلمها

1- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُهَيلٍ البحَراَنيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ البَكّاءُونَ خَمسَةٌ آدَمُ وَ يَعقُوبُ وَ يُوسُفُ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَأَمّا آدَمُ فَبَكَي عَلَي الجَنّةِ حَتّي صَارَ فِي خَدّيهِ أَمثَالُ الأَودِيَةِ وَ أَمّا يَعقُوبُ فَبَكَي عَلَي يُوسُفَ حَتّي ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ حَتّي قِيلَ لَهُتَاللّهِ تَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ حَتّي تَكُونَ حَرَضاً أَو تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ وَ أَمّا يُوسُفُ فَبَكَي عَلَي يَعقُوبَ حَتّي تَأَذّي بِهِ أَهلُ السّجنِ فَقَالُوا لَهُ إِمّا أَن تبَكيِ‌َ بِاللّيلِ وَ تَسكُتَ بِالنّهَارِ وَ إِمّا أَن تبَكيِ‌َ بِالنّهَارِ وَ تَسكُتَ بِاللّيلِ فَصَالَحَهُم عَلَي وَاحِدَةٍ مِنهُمَا وَ أَمّا فَاطِمَةُ فَبَكَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص حَتّي تَأَذّي بِهِ أَهلُ المَدِينَةِ فَقَالُوا لَهَا قَد آذَيتِينَا بِكَثرَةِ بُكَائِكِ فَكَانَت تَخرُجُ إِلَي المَقَابِرِ مَقَابِرِ الشّهَدَاءِ فتَبَكيِ‌ حَتّي تقَضيِ‌َ حَاجَتَهَا ثُمّ تَنصَرِفُ وَ أَمّا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَبَكَي عَلَي الحُسَينِ ع عِشرِينَ سَنَةً أَو أَربَعِينَ سَنَةً مَا وُضِعَ بَينَ يَدَيهِ طَعَامٌ إِلّا بَكَي حَتّي قَالَ لَهُ مَولًي لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيكَ أَن تَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَقالَ إِنّما أَشكُوا بثَيّ‌ وَ حزُنيِ‌ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَإنِيّ‌ لَم أَذكُر مَصرَعَ بنَيِ‌ فَاطِمَةَ إِلّا خنَقَتَنيِ‌ لِذَلِكَ عَبرَةٌ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن ابن عيسي عن ابن معروف مثله


صفحه : 156

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَ لَمّا حَضَرَت رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ بَكَي حَتّي بَلّت دُمُوعُهُ لِحيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُبكِيكَ فَقَالَ أبَكيِ‌ لذِرُيّتّيِ‌ وَ مَا تَصنَعُ بِهِم شِرَارُ أمُتّيِ‌ مِن بعَديِ‌ كأَنَيّ‌ بِفَاطِمَةَ بنِتيِ‌ وَ قَد ظُلِمَت بعَديِ‌ وَ هيِ‌َ تنُاَديِ‌ يَا أَبَتَاه فَلَا يُعِينُهَا أَحَدٌ مِن أمُتّيِ‌ فَسَمِعَت ذَلِكَ فَاطِمَةُ ع فَبَكَت فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَبكِينَ يَا بُنَيّةِ فَقَالَت لَستُ أبَكيِ‌ لِمَا يُصنَعُ بيِ‌ مِن بَعدِكَ وَ لكَنِيّ‌ أبَكيِ‌ لِفِرَاقِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهَا أبَشرِيِ‌ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ بِسُرعَةِ اللّحَاقِ بيِ‌ فَإِنّكِ أَوّلُ مَن يَلحَقُ بيِ‌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌

3- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ البرَمكَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ دَخَلَت فَاطِمَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيّ‌َ فِيهِ قَالَ نُعِيَت إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ فَبَكَت فَاطِمَةُ فَقَالَ لَهَا لَا تَبكِينَ فَإِنّكِ لَا تَمكُثِينَ مِن بعَديِ‌ إِلّا اثنَينِ وَ سَبعِينَ يَوماً وَ نِصفَ يَومٍ حَتّي تلَحقَيِ‌ بيِ‌ وَ لَا تلحقي‌[تَلحَقِينَ]بيِ‌ حَتّي تتُحفَيَ‌ بِثِمَارِ الجَنّةِ فَضَحِكَت فَاطِمَةُ ع

4- يج ،[الخرائج والجرائح ] قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ فَاطِمَةَ مَكَثَت بَعدَ رَسُولِ اللّهِص خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً وَ كَانَ دَخَلَهَا حُزنٌ شَدِيدٌ عَلَي أَبِيهَا وَ كَانَ جَبرَئِيلُ يَأتِيهَا وَ يُطَيّبُ نَفسَهَا وَ يُخبِرُهَا عَن أَبِيهَا وَ مَكَانِهِ فِي الجَنّةِ وَ يُخبِرُهَا مَا يَكُونُ بَعدَهَا فِي ذُرّيّتِهَا وَ كَانَ عَلِيّ يَكتُبُ ذَلِكَ

5-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]دَخَلَت أُمّ سَلَمَةَ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَت لَهَا كَيفَ أَصبَحتِ عَن لَيلَتِكِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِص قَالَت أَصبَحتُ بَينَ كَمَدٍ وَ كَربٍ فُقِدَ النّبِيّ وَ ظُلِمَ الوصَيِ‌ّ هُتِكَ وَ اللّهِ حِجَابُهُ مَن أَصبَحَت إِمَامَتُهُ مَقبَضَةً عَلَي غَيرِ


صفحه : 157

مَا شَرَعَ اللّهُ فِي التّنزِيلِ وَ سَنّهَا النّبِيّص فِي التّأوِيلِ وَ لَكِنّهَا أَحقَادٌ بَدرِيّةٌ وَ تِرَاتٌ أُحُدِيّةٌ كَانَت عَلَيهَا قُلُوبُ النّفَاقِ مُكتَمِنَةً لِإِمكَانِ الوُشَاةِ فَلَمّا استُهدِفَ الأَمرُ أَرسَلَت عَلَينَا شَآبِيبَ الآثَارِ مِن مَخِيلَةِ الشّقَاقِ فَيَقطَعُ وَتَرَ الإِيمَانِ مِن قسِيِ‌ّ صُدُورِهَا وَ لَبِئسَ عَلَي مَا وَعَدَ اللّهُ مِن حِفظِ الرّسَالَةِ وَ كَفَالَةِ المُؤمِنِينَ أَحرَزُوا عَائِدَتَهُم غُرُورَ الدّنيَا بَعدَ استِنصَارٍ مِمّن فَتَكَ بِآبَائِهِم فِي مَوَاطِنِ الكَربِ وَ مَنَازِلِ الشّهَادَاتِ

كان الخبر في المأخوذ منه مصحفا محرفا و لم أجده في موضع آخر أصححه به فأوردته علي ماوجدته

6- مِن بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ، عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الهمَداَنيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَحمَدَ بنِ مُوسَي بنِ مَردَوَيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ الجرَميِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِيهِ عَن حَبّةَ عَن عَلِيّ ع قَالَ غَسَلتُ النّبِيّص فِي قَمِيصِهِ فَكَانَت فَاطِمَةُ تَقُولُ أرَنِيِ‌ القَمِيصَ فَإِذَا شَمّتهُ غشُيِ‌َ عَلَيهَا فَلَمّا رَأَيتُ ذَلِكَ غَيّبتُهُ

7- يه ،[ من لايحضره الفقيه ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا قُبِضَ النّبِيّص امتَنَعَ بِلَالٌ مِنَ الأَذَانِ قَالَ لَا أُؤَذّنُ لِأَحَدٍ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ إِنّ فَاطِمَةَ ع قَالَت ذَاتَ يَومٍ إنِيّ‌ أشَتهَيِ‌ أَن أَسمَعَ صَوتَ مُؤَذّنِ أَبِي ع بِالأَذَانِ فَبَلَغَ ذَلِكَ بِلَالًا فَأَخَذَ فِي الأَذَانِ فَلَمّا قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ ذَكَرَت أَبَاهَا وَ أَيّامَهُ فَلَم تَتَمَالَك مِنَ البُكَاءِ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ شَهَقَت فَاطِمَةُ ع وَ سَقَطَت لِوَجهِهَا وَ غشُيِ‌َ عَلَيهَا فَقَالَ النّاسُ لِبِلَالٍ أَمسِك يَا بِلَالُ فَقَد فَارَقَتِ ابنَةُ رَسُولِ اللّهِص الدّنيَا وَ ظَنّوا أَنّهَا قَد مَاتَت فَقَطَعَ أَذَانَهُ وَ لَم يُتِمّهُ فَأَفَاقَت فَاطِمَةُ ع وَ سَأَلَتهُ أَن يُتِمّ الأَذَانَ فَلَم يَفعَل وَ قَالَ لَهَا يَا سَيّدَةَ النّسوَانِ إنِيّ‌ أَخشَي عَلَيكِ مِمّا تُنزِلِينَهُ بِنَفسِكِ إِذَا سَمِعتِ صوَتيِ‌ بِالأَذَانِ فَأَعفَتهُ عَن ذَلِكَ


صفحه : 158

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ القَطّانُ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الطّيّبِ مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ حُمَيدٍ اللخّميِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ زَكَرِيّا قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ المهُلَبّيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أُمّهِ فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ ع قَالَت لَمّا اشتَدّت عِلّةُ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص وَ غَلَبَهَا اجتَمَعَ عِندَهَا نِسَاءُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَقُلنَ لَهَا يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ كَيفَ أَصبَحتِ عَن عِلّتِكِ فَقَالَت ع أَصبَحتُ وَ اللّهِ عَائِفَةً لَدُنيَاكُم قَالِيَةً لِرِجَالِكُم لَفَظتُهُم قَبلَ أَن عَجَمتُهُم وَ شَنَئتُهُم بَعدَ أَن سَبَرتُهُم فَقُبحاً لِفُلُولِ الحَدّ وَ خَوَرِ القَنَاةِ وَ خَطَلِ الرأّي‌ِ وَ بِئسَما قَدّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِم وَ فِي العَذابِ هُم خالِدُونَ لَا جَرَمَ لَقَد قَلّدتُهُم رِبقَتَهَا وَ شَنَنتُ عَلَيهِم غَارَهَا فَجَدعاً وَ عَقراً وَ سُحقاً لِلقَومِ الظّالِمِينَ وَيحَهُم أَنّي زَحزَحُوهَا عَن روَاَسيِ‌ الرّسَالَةِ وَ قَوَاعِدِ النّبُوّةِ وَ مَهبَطِ الوحَي‌ِ الأَمِينِ وَ الطّبِينِ بِأَمرِ الدّنيَا وَ الدّينِأَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ وَ مَا نَقَمُوا مِن أَبِي الحَسَنِ نَقَمُوا وَ اللّهِ مِنهُ نَكِيرَ سَيفِهِ وَ شِدّةَ وَطئِهِ وَ نَكَالَ وَقعَتِهِ وَ تَنَمّرَهُ فِي ذَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ اللّهِ لَو تَكَافّوا عَن زِمَامٍ نَبَذَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهِ لَاعتَلَقَهُ وَ لَسَارَ بِهِم سَيراً سُجُحاً لَا يَكلُمُ خِشَاشُهُ وَ لَا يُتَعتِعُ رَاكِبَهُ وَ لَأَورَدَهُم مَنهَلًا نَمِيراً فَضفَاضاً تَطفَحُ ضَفّتَاهُ وَ لَأَصدَرَهُم بِطَاناً قَد تَحَيّرَ بِهِمُ الريّ‌ّ غَيرَ مُتَحَلّ مِنهُ بِطَائِلٍ إِلّا بِغَمرِ المَاءِ وَ رَدعِهِ شَرَرَهُ السّاغِبَ وَ لَفُتِحَت عَلَيهِم بَرَكَاتٌ مِنَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ سَيَأخُذُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ أَلَا هَلُمّ فَاسمَع وَ مَا عِشتَ أَرَاكَ الدّهرُ العَجَبَ وَ إِن تَعجَب فَقَد أَعجَبَكَ الحَادِثُ إِلَي أَيّ سِنَادٍ استَنَدُوا وَ بأِيَ‌ّ عُروَةٍ تَمَسّكُوا استَبدَلُوا الذّنَابَي وَ اللّهِ بِالقَوَادِمِ وَ العَجُزَ بِالكَاهِلِ فَرَغماً لِمَعَاطِسِ قَومٍيَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاًأَلا إِنّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَ لكِن لا يَشعُرُونَأَ فَمَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمّن لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ


صفحه : 159

أَمَا لَعَمرُ إِلَهِكَ لَقَد لَقِحَت فَنَظِرَةٌ رَيثَمَا تُنتَجُ ثُمّ احتَلَبُوا طِلَاعَ القَعبِ دَماً عَبِيطاً وَ ذُعَافاً مُمقِراً هُنَالِكَيَخسَرُ المُبطِلُونَ وَ يُعرَفُ التّالُونَ غِبّ مَا سَنّ الأَوّلُونَ ثُمّ طِيبُوا عَن أَنفُسِكُم أَنفُساً وَ طَأمِنُوا لِلفِتنَةِ جَأشاً وَ أَبشِرُوا بِسَيفٍ صَارِمٍ وَ هَرجٍ شَامِلٍ وَ استِبدَادٍ مِنَ الظّالِمِينَ يَدَعُ فَيئَكُم زَهِيداً وَ زَرعَكُم حَصِيداً فَيَا حَسرَتَي لَكُم وَ أَنّي بِكُم وَ قَد عَمِيَت قُلُوبُكُم عَلَيكُمأَ نُلزِمُكُمُوها وَ أَنتُم لَها كارِهُونَ

ثُمّ قَالَ وَ حَدّثَنَا بِهَذَا الحَدِيثِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ المَعرُوفُ بِابنِ مَقبَرَةَ القزَويِنيِ‌ّ قَالَ أَخبَرَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ حَسَنِ بنِ جَعفَرِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا عِيسَي بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت فَاطِمَةَ ع الوَفَاةُ دعَتَنيِ‌ فَقَالَ أَ مُنفِذٌ أَنتَ وصَيِتّيِ‌ وَ عهَديِ‌ قَالَ قُلتُ بَلَي أُنفِذُهَا فَأَوصَت إِلَيهِ وَ قَالَت إِذَا أَنَا مِتّ فاَدفنِيّ‌ لَيلًا وَ لَا تُؤذِنَنّ رَجُلَينِ ذَكَرتَهُمَا قَالَ فَلَمّا اشتَدّت عِلّتُهَا اجتَمَعَ إِلَيهَا نِسَاءُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارُ فَقُلنَ كَيفَ أَصبَحتِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ مِن عِلّتِكِ فَقَالَت أَصبَحتُ وَ اللّهِ عَائِفَةً لِدُنيَاكُم وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ نَحوَهُ

قال الصدوق رحمه الله سألت أبا أحمد الحسين بن عبد الله بن سعيد العسكري‌ عن معني هذاالحديث فقال أماقولها صلوات الله عليها عائفة إلي آخر ماذكره وسنوردها في تضاعيف ماسنذكره في شرح الخطبة علي اختلاف رواياتها

9-ج ،[الإحتجاج ] قَالَ سُوَيدُ بنُ غَفَلَةَ لَمّا مَرِضَت فَاطِمَةُ ع المَرضَةَ التّيِ‌ تُوُفّيَت فِيهَا اجتَمَعَ إِلَيهَا نِسَاءُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ يَعُدنَهَا فَقُلنَ لَهَا كَيفَ أَصبَحتِ مِن عِلّتِكِ يَا ابنَةَ رَسُولِ اللّهِ فَحَمِدَتِ اللّهَ وَ صَلّت عَلَي أَبِيهَاص ثُمّ قَالَت أَصبَحتُ وَ اللّهِ عَائِفَةً لِدُنيَاكُنّ قَالِيَةً لِرِجَالِكُنّ لَفَظتُهُم بَعدَ أَن عَجَمتُهُم


صفحه : 160

وَ شَنَأتُهُم بَعدَ أَن سَبَرتُهُم فَقُبحاً لِفُلُولِ الحَدّ وَ اللّعِبِ بَعدَ الجِدّ وَ قَرعِ الصّفَاةِ وَ صَدعِ القَنَاةِ وَ خَطَلِ الآرَاءِ وَ زَلَلِ الأَهوَاءِ وَ بِئسَما قَدّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِم وَ فِي العَذابِ هُم خالِدُونَ لَا جَرَمَ لَقَد قَلّدتُهُم رِبقَتَهَا وَ حَمّلتُهُم أَوقَتَهَا وَ شَنَنتُ عَلَيهِم غَارَهَا فَجَدعاً وَ عَقراً وَبُعداً لِلقَومِ الظّالِمِينَوَيحَهُم أَنّي زَعزَعُوهَا عَن روَاَسيِ‌ الرّسَالَةِ وَ قَوَاعِدِ النّبُوّةِ وَ الدّلَالَةِ وَ مَهبِطِ الرّوحِ الأَمِينِ وَ الطّبِينِ بِأُمُورِ الدّنيَا وَ الدّينِأَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ وَ مَا ألّذِي نَقَمُوا مِن أَبِي الحَسَنِ نَقَمُوا مِنهُ وَ اللّهِ نَكِيرَ سَيفِهِ وَ قِلّةَ مُبَالَاتِهِ بِحَتفِهِ وَ شِدّةَ وَطأَتِهِ وَ نَكَالَ وَقعَتِهِ وَ تَنَمّرَهُ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ تَاللّهِ لَو مَالُوا عَنِ المَحَجّةِ اللّائِحَةِ وَ زَالُوا عَن قَبُولِ الحُجّةِ الوَاضِحَةِ لَرَدّهُم إِلَيهَا وَ حَمَلَهُم عَلَيهَا وَ لَسَارَ بِهِم سَيراً سُجُحاً لَا يَكلُمُ خِشَاشُهُ وَ لَا يَكِلّ سَائِرُهُ وَ لَا يُمَلّ رَاكِبُهُ وَ لَأَورَدَهُم مَنهَلًا نَمِيراً صَافِياً رَوِيّاً تَطفَحُ ضَفّتَاهُ وَ لَا يَتَرَنّقُ جَانِبَاهُ وَ لَأَصدَرَهُم بِطَاناً وَ نَصَحَ لَهُم سِرّاً وَ إِعلَاناً وَ لَم يَكُن يُحَلّي مِنَ الغِنَي بِطَائِلٍ وَ لَا يَحظَي مِنَ الدّنيَا بِنَائِلٍ غَيرَ ريَ‌ّ النّاهِلِ وَ شُبعَةِ الكَلّ وَ لَبَانَ لَهُمُ الزّاهِدُ مِنَ الرّاغِبِ وَ الصّادِقُ مِنَ الكَاذِبِوَ لَو أَنّ أَهلَ القُري آمَنُوا وَ اتّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ وَ لكِن كَذّبُوا فَأَخَذناهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَوَ الّذِينَ ظَلَمُوا مِن هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُم سَيّئاتُ ما كَسَبُوا وَ ما هُم بِمُعجِزِينَأَلَا هَلُمّ فَاستَمِع وَ مَا عِشتَ أَرَاكَ الدّهرَ عَجَباًوَ إِن تَعجَب فَعَجَبٌ قَولُهُملَيتَ شعَريِ‌ إِلَي أَيّ سِنَادٍ استَنَدُوا وَ عَلَي أَيّ عِمَادٍ اعتَمَدُوا وَ بِأَيّةِ عُروَةٍ تَمَسّكُوا وَ عَلَي أَيّةِ ذُرّيّةٍ أَقدَمُوا وَ احتَنَكُوالَبِئسَ المَولي وَ لَبِئسَ العَشِيرُ وَبِئسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًااستَبدَلُوا وَ اللّهِ الذّنَابَي بِالقَوَادِمِ وَ العَجُزَ بِالكَاهِلِ فَرَغماً لِمَعَاطِسِ قَومٍيَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاًأَلا إِنّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَ لكِن لا يَشعُرُونَوَيحَهُمأَ فَمَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمّن لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ أَمَا لعَمَريِ‌ لَقَد لَقِحَت فَنَظِرَةٌ رَيثَمَا تُنتَجُ ثُمّ احتَلَبُوا ملِ ءَ القَعبِ دَماً عَبِيطاً وَ ذُعَافاً مُبِيداً هُنَالِكَيَخسَرُ المُبطِلُونَ وَ يُعرَفُ التّالُونَ غِبّ مَا أُسّسَ الأَوّلُونَ


صفحه : 161

ثُمّ طِيبُوا عَن دُنيَاكُم أَنفُساً وَ اطمَئِنّوا لِلفِتنَةِ جَأشاً وَ أَبشِرُوا بِسَيفٍ صَارِمٍ وَ سَطوَةِ مُعتَدٍ غَاشِمٍ وَ بِهَرجٍ شَامِلٍ وَ استِبدَادٍ مِنَ الظّالِمِينَ يَدَعُ فَيئَكُم زَهِيداً وَ جَمعَكُم حَصِيداً فَيَا حَسرَةً لَكُم وَ أَنّي بِكُم وَ قَد عَمِيَت عَلَيكُمأَ نُلزِمُكُمُوها وَ أَنتُم لَها كارِهُونَ قَالَ سُوَيدُ بنُ غَفَلَةَ فَأَعَادَتِ النّسَاءُ قَولَهَا ع عَلَي رِجَالِهِنّ فَجَاءَ إِلَيهَا قَومٌ مِن وُجُوهِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ مُعتَذِرِينَ وَ قَالُوا يَا سَيّدَةَ النّسَاءِ لَو كَانَ أَبُو الحَسَنِ ذَكَرَ لَنَا هَذَا الأَمرَ مِن قَبلِ أَن نُبرِمَ العَهدَ وَ نُحَكّمَ العَقدَ لَمَا عَدَلنَا عَنهُ إِلَي غَيرِهِ فَقَالَت ع إِلَيكُم عنَيّ‌ فَلَا عُذرَ بَعدَ تَعذِيرِكُم وَ لَا أَمرَ بَعدَ تَقصِيرِكُم

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ عَن أَبِي سَهلٍ الدّقّاقِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ وَ قَالَ الدعّبلِيِ‌ّ وَ حَدّثَنَا إِسحَاقُ بنُ اِبرَاهِيمَ الديّريِ‌ّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُتبَةَ بنِ مَسعُودٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَدَخَلنَ نِسوَةٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ عَلَي فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص يَعُدنَهَا فِي عِلّتِهَا فَقُلنَ السّلَامُ عَلَيكِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِص كَيفَ أَصبَحتِ فَقَالَت أَصبَحتُ وَ اللّهِ عَائِفَةً لِدُنيَاكُنّ قَالِيَةً لِرِجَالِكُنّ لَفَظتُهُم بَعدَ إِذ عَجَمتُهُم وَ سَئِمتُهُم بَعدَ أَن سَبَرتُهُم فَقُبحاً لِأُفُونِ الرأّي‌ِ وَ خَطَلِ القَولِ وَ خَوَرِ القَنَاةِ وَلَبِئسَ ما قَدّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِم وَ فِي العَذابِ هُم خالِدُونَ لَا جَرَمَ وَ اللّهِ لَقَد قَلّدتُهُم رِبقَتَهَا وَ شَنَنتُ عَلَيهِم غَارَهَا فَجَدعاً وَ رَغماً لِلقَومِ الظّالِمِينَ وَيحَهُم أَنّي زَحزَحُوهَا عَن أَبِي الحَسَنِ مَا نَقَمُوا وَ اللّهِ مِنهُ إِلّا نَكِيرَ سَيفِهِ وَ نَكَالَ وَقعِهِ وَ تَنَمّرَهُ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ تَاللّهِ لَو تَكَافّوا عَلَيهِ عَن زِمَامٍ نَبَذَهُ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص لَاعتَلَقَهُ ثُمّ لَسَارَ بِهِم سِيرَةً سُجُحاً فَإِنّهُ قَوَاعِدُ الرّسَالَةِ وَ روَاَسيِ‌ النّبُوّةِ وَ مَهبَطُ الرّوحِ الأَمِينِ وَ الطّبِينِ بِأَمرِ الدّينِ وَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ أَلَاذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ وَ اللّهِ لَا يَكتَلِمُ خِشَاشُهُ وَ لَا يُتَعتَعُ رَاكِبُهُ وَ لَأَورَدَهُم مَنهَلًا رَوِيّاً فَضفَاضاً


صفحه : 162

تَطفَحُ ضَفّتُهُ وَ لَأَصدَرَهُم بِطَاناً قَد خَثَرَ بِهِمُ الريّ‌ّ غَيرَ مُتَحَلّ بِطَائِلٍ إِلّا تَغَمّرَ النّاهِلِ وَ رَدعَ سَورَةِ سَغَبٍ وَ لَفُتِحَت عَلَيهِم بَرَكَاتٌ مِنَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ سَيَأخُذُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ فَهَلُمّ فَاسمَع فَمَا عِشتَ أَرَاكَ الدّهرَ عَجَباً وَ إِن تَعجَب بَعدَ الحَادِثِ فَمَا بَالُهُم بأِيَ‌ّ سَنَدٍ استَنَدُوا أَم بِأَيّةِ عُروَةٍ تَمَسّكُوالَبِئسَ المَولي وَ لَبِئسَ العَشِيرُ وَبِئسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًااستَبدَلُوا الذّنَابَي بِالقَوَادِمِ وَ الحَرُونَ بِالقَاحِمِ وَ العَجُزَ بِالكَاهِلِ فَتَعساً لِقَومٍيَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاًأَلا إِنّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَ لكِن لا يَشعُرُونَأَ فَمَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمّن لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَلَقِحَت فَنَظِرَةٌ رَيثَمَا تُنتَجُ ثُمّ احتَلَبُوا طِلَاعَ القَعبِ دَماً عَبِيطاً وَ ذُعَافاً مُبِيداً هُنَالِكَيَخسَرُ المُبطِلُونَ وَ يَعرِفُ التّالُونَ غِبّ مَا أَسّسَ الأَوّلُونَ ثُمّ طِيبُوا بَعدَ ذَلِكَ عَن أَنفُسِكُم لِفِتَنِهَا ثُمّ اطمَئِنّوا لِلفِتنَةِ جَأشاً وَ أَبشِرُوا بِسَيفٍ صَارِمٍ وَ هَرجٍ دَائِمٍ شَامِلٍ وَ استِبدَادٍ مِنَ الظّالِمِينَ فَزَرَعَ فَيئُكُم زَهِيداً وَ جَمَعَكُم حَصِيداً فَيَا حَسرَةً لَهُم وَ قَد عَمِيَت عَلَيهِمُ الأَنبَاءُأَ نُلزِمُكُمُوها وَ أَنتُم لَها كارِهُونَ

بيان أقول روي صاحب كشف الغمة الروايتين اللتين أوردهما الصدوق عن كتاب السقيفة بحذف الإسناد ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عن أحمد بن عبدالعزيز الجوهري‌ عن محمد بن زكريا عن محمد بن عبدالرحمن إلي آخر ماأورده الصدوق وإنما أوردتها مكررة للاختلاف الكثير بين رواياتها وشدة الاعتناء بشأنها ولنشرحها لاحتياج جل فقراتها إلي الشرح والبيان زيادة علي ماأورده الصدوق و الله المستعان .قولها ع عائفة أي كارهة يقال عاف الرجل الطعام يعافه عيافا إذاكرهه والقالية المبغضة قال تعالي ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَ ما قَلي ولفظت الشي‌ء من فمي‌ أي رميته وطرحته والعجم العض تقول عجمت العود أعجمه


صفحه : 163

بالضم إذاعضضته وشنأه كمنعه وسمعه أبغضه وسبرتهم أي اختبرتهم فعلي ما في أكثر الروايات المعني طرحتهم وأبغضتهم بعدامتحانهم ومشاهدة سيرتهم وأطوارهم و علي رواية الصدوق المعني أني‌ كنت عالمة بقبح سيرتهم وسوء سريرتهم فطرحتهم ثم لمااختبرتهم شنئتهم وأبغضتهم أي تأكد إنكاري‌ بعدالاختبار ويحتمل أن يكون الأول إشارة إلي شناعة أطوارهم الظاهرة والثاني‌ إلي خبث سرائرهم الباطنة.قولها ع فقبحا لفلول الحد إلي قولها خالدون قبحا بالضم مصدر حذف فعله إما من قولهم قبحه الله قبحا أو من قبح بالضم قباحة فحرف الجر علي الأول داخل علي المفعول و علي الثاني‌ علي الفاعل والفلول بالضم جمع فل بالفتح و هوالثلمة والكسر في حد السيف وحكي الخليل في العين أنه يكون مصدرا ولعله أنسب بالمقام وحد الشي‌ء شباته وحد الرجل بأسه والخور بالفتح والتحريك الضعف والقناة الرمح والخطل بالتحريك المنطق الفاسد المضطرب وخطل الرأي‌ فساده واضطرابه .قولها ع اللعب بعدالجد أي أخذتم دينكم باللعب والباطل بعد أن كنتم مجدين فيه آخذين بالحجة.قولها ع وقرع الصفاة الصفاة الحجر الأملس أي جعلتم أنفسكم مقرعا لخصامكم حتي قرعوا صفاتكم أيضا قال الجزري‌ في حديث معاوية يضرب صفاتها بمعوله و هوتمثيل أي اجتهد عليه وبالغ في امتحانه واختباره و منه الحديث لايقرع لهم صفاة أي لاينالهم أحد بسوء انتهي .أقول لايبعد أن يكون كناية عن عدم تأثير حيلتهم بعد ذلك وفلول حدهم كما أن من يضرب السيف علي الصفاة لايؤثر فيها ويفل السيف . وصدع القناة شقها والسامة الملال و قَالَ الجزَرَيِ‌ّ فِي حَدِيثِ عَلِيّ إِيّاكَ وَ مُشَاوَرَةَ النّسَاءِ فَإِنّ رَأيَهُنّ إِلَي أَفَنٍ

الأفن النقص و رجل أفن ومأفون أي ناقص العقل و قوله تعالي أَن سَخِطَ اللّهُ هوالمخصوص بالذم أوعلة الذم والمخصوص محذوف أي لبئس شيئا ذلك لأن كسبهم السخط والخلود.


صفحه : 164

قولها ع لاجرم لقد قلدتهم ربقتها لاجرم كلمة تورد لتحقيق الشي‌ء والربقة في الأصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أويدها تمسكها ويقال للحبل ألذي تكون فيه الربقة ربق وتجمع علي ربق ورباق وأرباق والضمير في ربقتها راجع إلي الخلافة المدلول عليه بالمقام أو إلي فدك أوحقوق أهل البيت ع أي جعلت إثمها لازمة لرقابهم كالقلائد.قولها وشننت عليهم غارها الشن رش الماء رشا متفرقا والسن بالمهملة الصب المتصل و منه قولهم شنت عليهم الغارة إذافرقت عليهم من كل وجه .قولها وحملتهم أوقتها قال الجوهري‌ الأوق الثقل يقال ألقي عليه أوقه و قدأوقته تأويقا أي حملته المشقة والمكروه .قولها ع فجدعا وعقرا الجدع قطع الأنف أوالأذن أوالشفة و هوبالأنف أخص و يكون بمعني الحبس والعقر بالفتح الجرح ويقال في الدعاء علي الإنسان عقرا له وحلقا أي عقر الله جسده وأصابه بوجع في حلقه وأصل العقر ضرب قوائم البعير أوالشاة بالسيف ثم اتسع فيه فاستعمل في القتل والهلاك و هذه المصادر يجب حذف الفعل منها والسحق بالضم البعد.قولها ع ويحهم أني زحزحوها عن رواسي‌ الرسالة ويح كلمة تستعمل في الترحم والتوجع والتعجب والزحزحة التنحية والتبعيد والزعزعة التحريك والرواسي‌ من الجبال الثوابت الرواسخ وقواعد البيت أساسه .قولها ع والطبين هوبالطاء المهملة والباء الموحدة الفطن الحاذق .قولها ع و مانقموا من أبي الحسن إلي قولها في ذات الله و في كشف الغمة و ما ألذي نقموا من أبي الحسن يقال نقمت علي الرجل كضربت و قال الكسائي‌ كعلمت لغة أي عتبت عليه وكرهت شيئا منه والتنكير الإنكار والتنكر التغير عن حال يسرك إلي حال تكرهها والاسم النكير و ماهنا يحتمل المعنيين والأول أظهر أي إنكار سيفه فإنه ع كان لايسل سيفه إلالتغيير المنكرات والوطأة الأخذة الشديدة والضغطة وأصل الوطء الدوس بالقدم


صفحه : 165

ويطلق علي الغزو والقتل لأن من يطأ الشي‌ء برجليه فقد استقصي في هلاكه وإهانته والنكال العقوبة التي‌ تنكل الناس والوقعة صدمة الحرب وتنمر فلان أي تغير وتنكر وأوعد لأن النمر لاتلقاه أبدا إلامتنكرا غضبان .قولها في ذات الله قال الطيبي‌ ذات الشي‌ء نفسه وحقيقته والمراد ماأضيف إليه و قال الطبرسي‌ في قوله تعالي وَ أَصلِحُوا ذاتَ بَينِكُمكناية عن المنازعة والخصومة والذات هي‌ الخلقة والبنية يقال فلان في ذاته صالح أي في خلقته وبنيته يعني‌ أصلحوا نفس كل شيءبينكم أوأصلحوا حال كل نفس بينكم وقيل معناه وأصلحوا حقيقة وصلكم وكذلك معني أللهم أصلح ذات البين أي أصلح الحال التي‌ بهايجتمع المسلمون انتهي .أقول فالمراد بقولها في ذات الله أي في الله ولله بناء علي أن المراد بالذات الحقيقة أو في الأمور والأحوال التي‌ تتعلق بالله من دينه وشرعه و غير ذلك كقوله تعالي إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ أي المضمرات التي‌ في الصدور.قولها ع وتالله لومالوا أي بعد أن مكنوه في الخلافة قولها ع وتالله لوتكافوا إلي قولها بما كانوا يكسبون التكاف تفاعل من الكف و هوالدفع والصرف والزمام ككتاب الخيط ألذي يشد في البرة أوالخشاش ثم يشد في طرفه المقود و قديسمي المقود زماما ونبذه أي طرحه و في الصحاح اعتلقه أي أحبه ولعله هنا بمعني تعلق به و إن لم أجد فيما عندنا من كتب اللغة. والسجح بضمتين اللين السهل والكلم الجرح والخشاش بكسر الخاء المعجمة مايجعل في أنف البعير من خشب ويشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده وتعتعت الرجل أي أقلقته وأزعجته . والمنهل المورد و هوعين ماء ترده الإبل في المراعي‌ وتسمي المنازل التي‌ في المفاوز علي طرق السفار مناهل لأن فيهاماء قاله الجوهري‌ و قال ماء نمير أي ناجع عذبا كان أوغيره و قال الصدوق نقلا عن الحسين بن عبد الله بن


صفحه : 166

سعيد العسكري‌ النمير الماء النامي‌ في الجسد و قال الجوهري‌ الروي‌ سحابة عظيمة القطر شديدة الوقع ويقال شربت شربا رويا والفضفاض الواسع يقال ثوب فضفاض وعيش فضفاض ودرع فضفاضة وضفتا النهر بالكسر وقيل وبالفتح أيضا جانباه وتطفح أي تمتلئ حتي تفيض . ورنق الماء كفرح ونصر وترنق كدر وصار الماء رونقة غلب الطين علي الماء والترنوق الطين ألذي في الأنهار والمسيل فالظاهر أن المراد بقولها و لايترنق جانباه أنه لاينقص الماء حتي يظهر الطين والحمأ من جانبي‌ النهر ويتكدر الماء بذلك وبطن كعلم عظم بطنه من الشبع و منه الحديث تغدو خماصا وتروح بطانا والمراد عظم بطنهم من الشرب . وتحير الماء أي اجتمع ودار كالمتحير يرجع أقصاه إلي أدناه ويقال تحيرت الأرض بالماء إذاامتلأت ولعل الباء بمعني في أي تحير فيهم الري‌ أوللتعدية أي صاروا حياري لكثرة الري‌ والري‌ بالكسر والفتح ضد العطش . و في رواية الشيخ قدخثر بالخاء المعجمة والثاء المثلثة أي أثقلهم من قولك أصبح فلان خاثر النفس أي ثقيل النفس غيرطيب و لانشيط وحلي‌ منه بخير كرضي‌ أي أصاب خيرا و قال الجوهري‌ قولهم لم يحل منها بطائل أي لم يستفد منها كثير فائدة والتحلي‌ التزين والطائل الغناء والمزية والسعة والفضل والتغمر هوالشرب دون الري‌ مأخوذ من الغمر بضم الغين المعجمة وفتح الميم و هوالقدح الصغير. والناهل العطشان والريان والمراد هنا الأول والردع الكف والدفع والردعة الدفعة منه و في جميع الروايات سوي معاني‌ الأخبار سورة الساغب و فيه شررة الساغب ولعله من تصحيف النساخ والشرر مايتطاير من النار و لا


صفحه : 167

يبعد أن يكون من الشره بمعني الحرص . وسورة الشي‌ء بالفتح حدته وشدته والسغب الجوع . و قال الفيروزآبادي‌ الحظوة بالضم والكسر والحظة كعدة المكانة والحظ من الرزق وحظي‌ كل واحد من الزوجين عندصاحبه كرضي‌ والنائل العطية ولعل فيه شبه القلب . و قال الفيروزآبادي‌ الكافل العائل و ألذي لايأكل أويصل الصيام والضامن انتهي .أقول يمكن أن يكون هنا بكل من المعنيين الأولين ويحتمل أن يكون بمعني كافل اليتيم فإنه لايحل له الأكل إلابقدر البلغة وحاصل المعني أنه لومنع كل منهم الآخرين عن الزمام ألذي نبذه رسول الله ص و هوتولي‌ أمر الأمة لتعلق به أمير المؤمنين ع أوأخذه محبا له ولسلك بهم طريق الحق من غير أن يترك شيئا من أوامر الله أويتعدي حدا من حدوده و من غير أن يشق علي الأمة ويكلفهم فوق طاقتهم ووسعهم ولفازوا بالعيش الرغيد في الدنيا والآخرة و لم يكن ينتفع من دنياهم و مايتولي من أمرهم إلابقدر البلغة وسد الخلة.قولها ع ألا هلم فاسمع في رواية ابن أبي الحديد ألا هلمن فاسمعن و ماعشتن أراكن الدهر عجبا إلي أي لجإ لجئوا واستندوا وبأي‌ عروة تمسكوالَبِئسَ المَولي وَ لَبِئسَ العَشِيرُ ولبِئسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًا قال الجوهري‌ هلم يا رجل بفتح الميم بمعني تعال يستوي‌ فيه الواحد والجمع والتأنيث في لغة أهل الحجاز و أهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين هلما وللجمع هلموا وللمرأة هلمي‌ وللنساء هلممن والأول أفصح و إذاأدخلت عليه النون الثقيلة قلت هلمن يا رجل وللمرأة هلمن بكسر الميم و في التثنية هلمان للمؤنث والمذكر جميعا وهلمن يارجال بضم الميم وهلممنان يانسوة انتهي و علي الروايات الأخر الخطاب عام .قولها و ماعشتن أي أراكن الدهر شيئا عجيبا لايذهب عجبه وغرابته


صفحه : 168

مدة حياتكن أويتجدد لكن كل يوم أمر عجيب متفرع علي هذاالحادث الغريب . و قال الجوهري‌ شعرت بالشي‌ء أشعر به شعرا أي فطنت له و منه قولهم ليت شعري‌ أي ليتني‌ علمت واللجأ محركة الملاذ والمعقل كالملجأ ولجأت إلي فلان إذااستندت إليه واعتضدت به والسناد مايستند إليه . و قال الجوهري‌ احتنك الجراد الأرض أي أكل ماعليها وأتي علي نبتها و قوله تعالي حاكيا عن إبليس لَأَحتَنِكَنّ ذُرّيّتَهُ قال الفراء يريد لأستولين عليهم والمراد بالذرية ذرية الرسول ص . والمولي الناصر والمحب والعشير الصاحب المخالط المعاشر ولبِئسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًا أي بئس البدل من اختاروه علي إمام العدل و هو أمير المؤمنين ع .قولها ع استبدلوا إلي قولها كيف تحكمون الذنابي بالضم ذنب الطائر ومنبت الذنب والذنابي في الطائر أكثر استعمالا من الذنب و في الفرس والبعير ونحوهما الذنب أكثر و في جناح الطائر أربع ذنابي‌ بعدالخوافي‌ وهي‌ مادون الريشات العشر من مقدم الجناح التي‌ تسمي قوادم والذنابي من الناس السفلة والأتباع . والحرون فرس لاينقاد و إذااشتدت به الجري‌ وقف وقحم في الأمر قحوما رمي بنفسه فيه من غيرروية استعير الأول للجبان والجاهل والثاني‌ للشجاع والعالم بالأمور ألذي يأتي‌ بها من غيراحتياج إلي ترو وتفكر والعجز كالعضد مؤخر الشي‌ء يؤنث ويذكر و هوللرجل والمرأة جميعا والكاهل الحارك و هو ما بين الكتفين وكاهل القوم عمدتهم في المهمات وعدتهم للشدائد والملمات ورغما مثلثة مصدر رغم أنفه أي لصق بالرغام بالفتح و هوالتراب ورغم الأنف يستعمل في الذل والعجز عن الانتصار والانقياد علي كره والمعاطس جمع معطس بالكسر والفتح و هوالأنف وقر‌ئ في الآية يهدي‌ بفتح الهاء وكسرها وتشديد


صفحه : 169

الدال فأصله يهتدي‌ وبتخفيف الدال وسكون الهاء.قولها ع أمالعمر إلهك إلي آخر الخبر و في بعض نسخ ابن أبي الحديد أمالعمر الله و في بعضها أمالعمر إلهكن والعمر بالفتح والضم بمعني العيش الطويل و لايستعمل في القسم إلاالعمر بالفتح ورفعه بالابتداء أي عمر الله قسمي‌ ومعني عمر الله بقاؤه ودوامه . ولقحت كعلمت أي حملت والفاعل فعلتهم أوفعالهم أوالفتنة أوالأزمنة والنظرة بفتح النون وكسر الظاء التأخير واسم يقوم مقام الإنظار ونظرة إما مرفوع بالخبرية والمبتدأ محذوف كما في قوله تعالي فَنَظِرَةٌ إِلي مَيسَرَةٍ أي فالواجب نظرة ونحو ذلك وإما منصوب بالمصدرية أي انتظروا أوانظروا نظرة قليلة والأخير أظهر كمااختاره الصدوق . وريثما تنتج أي قدر ماتنتج يقال نتجت الناقة علي ما لم يسم فاعله تنتج نتاجا و قدنتجها أهلها نتجا وأنتجت الفرس إذاحان نتاجها. والقعب قدح من خشب يروي‌ الرجل أوقدح ضخم واحتلاب طلاع القعب هو أن يمتلئ من اللبن حتي يطلع عنه ويسيل والعبيط الطري‌ والذعاف كغراب السم والمقر بكسر القاف الصبر وربما يسكن وأمقر أي صار مرا والمبيد المهلك وأمضه الجرح أوجعه وغب كل شيءعاقبته وطاب نفس فلان بكذا أي رضي‌ به من دون أن يكرهه عليه أحد وطاب نفسه عن كذا أي رضي‌ ببذله . ونفسا منصوب علي التميز و في كتاب ناظر عين الغريبين طمأنته سكنته فاطمأن والجأش مهموزا النفس والقلب أي اجعلوا قلوبكم مطمئنة لنزول الفتنة والسيف الصارم القاطع والغشم الظلم والهرج الفتنة والاختلاط و في رواية ابن أبي الحديد وقرح شامل فالمراد بشمول القرح إما للأفراد


صفحه : 170

أوللأعضاء. والاستبداد بالشي‌ء التفرد به والضمير المرفوع في يدع راجع إلي الاستبداد والفي‌ء الغنيمة والخراج و ماحصل للمسلمين من أموال الكفار من غيرحرب والزهيد القليل والحصيد المحصود و علي رواية زرعكم كناية عن أخذ أموالهم بغير حق و علي رواية جمعكم يحتمل ذلك و أن يكون كناية عن قتلهم واستئصالهم . وأني بكم أي وأني تلحق الهداية بكم وعميت عليكم بالتخفيف أي خفيت والتبست وبالتشديد علي صيغة المجهول أي لبست وقر‌ئ في الآية بهما. والضمائر فيهاقيل هي‌ راجعة إلي الرحمة المعبر عن النبوة بها وقيل إلي البينة وهي‌ المعجزة أواليقين والبصيرة في أمر الله و في المقام يحتمل رجوعها إلي رحمة الله الشاملة للإمامة والاهتداء إلي الصراط المستقيم بطاعة إمام العدل أو إلي الإمامة الحقة وطاعة من اختاره الله وفرض طاعته أو إلي البصيرة في الدين ونحوها وإليكم عني‌ أي كفوا وأمسكوا وقولها بعدتعذيركم أي تقصيركم والمعذر المظهر للعذر اعتلالا من غيرحقيقة

11- كِتَابُ دَلَائِلِ الإِمَامَةِ للِطبّرَيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ مُوسَي التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ البرَقيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَقُبِضَت فَاطِمَةُ ع فِي جُمَادَي الآخِرَةِ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَونَ مِنهُ سَنَةَ إِحدَي عَشرَةَ مِنَ الهِجرَةِ وَ كَانَ سَبَبُ وَفَاتِهَا أَنّ قُنفُذاً مَولَي عُمَرَ لَكَزَهَا بِنَعلِ السّيفِ بِأَمرِهِ فَأَسقَطَت مُحَسّناً وَ مَرِضَت مِن ذَلِكَ مَرَضاً شَدِيداً وَ لَم تَدَع أَحَداً مِمّن آذَاهَا يَدخُلُ عَلَيهَا وَ كَانَ الرّجُلَانِ مِن أَصحَابِ النّبِيّص سَأَلَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَص أَن يَشفَعَ لَهُمَا إِلَيهَا فَسَأَلَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا دَخَلَا عَلَيهَا قَالَا لَهَا كَيفَ أَنتِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ قَالَت بِخَيرٍ بِحَمدِ اللّهِ ثُمّ قَالَت لَهُمَا مَا سَمِعتُمَا النّبِيّ


صفحه : 171

يَقُولُ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ قَالَا بَلَي قَالَت فَوَ اللّهِ لَقَد آذيَتمُاَنيِ‌ قَالَ فَخَرَجَا مِن عِندِهَا ع وَ هيِ‌َ سَاخِطَةٌ عَلَيهِمَا

قَالَ مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ وَ روُيِ‌َ أَنّهَا قُبِضَت لِعَشرٍ بَقِينَ مِن جُمَادَي الآخِرَةِ وَ قَد كَمَلَ عُمُرُهَا يَومَ قُبِضَت ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ خَمساً وَ ثَمَانِينَ يَوماً بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهَا فَغَسَلَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ لَم يَحضُرهَا غَيرُهُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ زَينَبُ وَ أُمّ كُلثُومٍ وَ فِضّةُ جَارِيَتُهَا وَ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ وَ أَخرَجَهَا إِلَي البَقِيعِ فِي اللّيلِ وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ صَلّي عَلَيهَا وَ لَم يَعلَم بِهَا وَ لَا حَضَرَ وَفَاتَهَا وَ لَا صَلّي عَلَيهَا أَحَدٌ مِن سَائِرِ النّاسِ غَيرُهُم وَ دَفَنَهَا بِالرّوضَةِ وَ عَمّي مَوضِعَ قَبرِهَا وَ أَصبَحَ البَقِيعُ لَيلَةَ دُفِنَت وَ فِيهِ أَربَعُونَ قَبراً جُدُداً وَ إِنّ المُسلِمِينَ لَمّا عَلِمُوا وَفَاتَهَا جَاءُوا إِلَي البَقِيعِ فَوَجَدُوا فِيهِ أَربَعِينَ قَبراً فَأَشكَلَ عَلَيهِم قَبرُهَا مِن سَائِرِ القُبُورِ فَضَجّ النّاسُ وَ لَامَ بَعضُهُم بَعضاً وَ قَالُوا لَم يُخَلّف نَبِيّكُم فِيكُم إِلّا بِنتاً وَاحِدَةً تَمُوتُ وَ تُدفَنُ وَ لَم تَحضُرُوا وَفَاتَهَا وَ الصّلَاةَ عَلَيهَا وَ لَا تَعرِفُوا قَبرَهَا ثُمّ قَالَ وُلَاةُ الأَمرِ مِنهُم هَاتُم مِن نِسَاءِ المُسلِمِينَ مَن يَنبُشُ هَذِهِ القُبُورَ حَتّي نَجِدَهَا فنَصُلَيّ‌َ عَلَيهَا وَ نَزُورَ قَبرَهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَخَرَجَ مُغضَباً قَدِ احمَرّت عَينَاهُ وَ دَرّت أَودَاجُهُ وَ عَلَيهِ قَبَاهُ الأَصفَرُ ألّذِي كَانَ يَلبَسُهُ فِي كُلّ كَرِيهَةٍ وَ هُوَ مُتَوَكّئٌ عَلَي سَيفِهِ ذيِ‌ الفَقَارِ حَتّي وَرَدَ البَقِيعَ فَسَارَ إِلَي النّاسِ النّذِيرُ وَ قَالُوا هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَد أَقبَلَ كَمَا تَرَونَهُ يُقسِمُ بِاللّهِ لَئِن حُوّلَ مِن هَذِهِ القُبُورِ حَجَرٌ لَيَضَعَنّ السّيفَ عَلَي غَابِرِ الآخِرِ فَتَلَقّاهُ عُمَرُ وَ مَن مَعَهُ مِن أَصحَابِهِ وَ قَالَ لَهُ مَا لَكَ يَا أَبَا الحَسَنِ وَ اللّهِ لَنَنبُشَنّ قَبرَهَا وَ لَنُصَلّيَنّ عَلَيهَا فَضَرَبَ عَلِيّ ع بِيَدِهِ إِلَي جَوَامِعِ ثَوبِهِ فَهَزّهُ ثُمّ ضَرَبَ بِهِ الأَرضَ وَ قَالَ لَهُ يَا ابنَ السّودَاءِ أَمّا حقَيّ‌ فَقَد تَرَكتُهُ مَخَافَةَ أَن يَرتَدّ النّاسُ عَن دِينِهِم وَ أَمّا قَبرُ فَاطِمَةَ فَوَ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ لَئِن رُمتَ وَ أَصحَابُكَ شَيئاً مِن ذَلِكَ لَأَسقِيَنّ الأَرضَ مِن دِمَائِكُم فَإِن شِئتَ فَاعرِض يَا عُمَرُ


صفحه : 172

فَتَلَقّاهُ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ بِحَقّ رَسُولِ اللّهِ وَ بِحَقّ مَن فَوقَ العَرشِ إِلّا خَلّيتَ عَنهُ فَإِنّا غَيرُ فَاعِلِينَ شَيئاً تَكرَهُهُ قَالَ فَخَلّي عَنهُ وَ تَفَرّقَ النّاسُ وَ لَم يَعُودُوا إِلَي ذَلِكَ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حَمّوَيهِ عَن أَبِي الحُسَينِ عَن أَبِي خَلِيفَةَ عَنِ العَبّاسِ بنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي رَجَاءٍ عَن اِبرَاهِيمَ عَن سَعدٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن سَلمَي امرَأَةِ أَبِي رَافِعٍ قَالَت مَرِضَت فَاطِمَةُ فَلَمّا كَانَ اليَومُ ألّذِي مَاتَت فِيهِ قَالَت هيَئّيِ‌ لِي مَاءً فَصَبَبتُ لَهَا فَاغتَسَلَت كَأَحسَنِ مَا كَانَت تَغتَسِلُ ثُمّ قَالَتِ ائتيِنيِ‌ بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَتهَا ثُمّ أَتَتِ البَيتَ ألّذِي كَانَت فِيهِ فَقَالَتِ افرشُيِ‌ لِي فِي وَسَطِهِ ثُمّ اضطَجَعَت وَ استَقبَلَتِ القِبلَةَ وَ وَضَعَت يَدَهَا تَحتَ خَدّهَا وَ قَالَت إنِيّ‌ مَقبُوضَةٌ الآنَ فَلَا أُكشَفَنّ فإَنِيّ‌ قَدِ اغتَسَلتُ قَالَت وَ مَاتَت فَلَمّا جَاءَ عَلِيّ أَخبَرتُهُ فَقَالَ لَا تُكشَفُ فَحَمَلَهَا يَغسِلُهَا ع

بيان لعلها ع إنما نهت عن كشف العورة والجسد للتنظيف و لم تنه عن الغسل

13- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَد أَثبَتنَاهُ فِي بَابِ مَا أَخبَرَ النّبِيّص بِظُلمِ أَهلِ البَيتِ قَالَص وَ أَمّا ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ فَإِنّهَا سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ هيِ‌َ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ هيِ‌َ نُورُ عيَنيِ‌ وَ هيِ‌َ ثَمَرَةُ فؤُاَديِ‌ وَ هيِ‌َ روُحيِ‌َ التّيِ‌ بَينَ جنَبيَ‌ّ وَ هيِ‌َ الحَورَاءُ الإِنسِيّةُ مَتَي قَامَت فِي مِحرَابِهَا بَينَ يدَيَ‌ رَبّهَا جَلّ جَلَالُهُ زَهَرَ نُورُهَا لِمَلَائِكَةِ السّمَاءِ كَمَا يَزهَرُ نُورُ الكَوَاكِبِ لِأَهلِ الأَرضِ وَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمَلَائِكَتِهِ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ انظُرُوا إِلَي أمَتَيِ‌ فَاطِمَةَ سَيّدَةِ إمِاَئيِ‌ قَائِمَةً بَينَ يدَيَ‌ّ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهَا مِن خيِفتَيِ‌ وَ قَد أَقبَلَت بِقَلبِهَا عَلَي عبِاَدتَيِ‌ أُشهِدُكُم أنَيّ‌ قَد آمَنتُ شِيعَتَهَا مِنَ النّارِ وَ إنِيّ‌ لَمّا رَأَيتُهَا ذَكَرتُ مَا يُصنَعُ بِهَا بعَديِ‌ كأَنَيّ‌ بِهَا وَ قَد دَخَلَ


صفحه : 173

الذّلّ بَيتَهَا وَ انتُهِكَت حُرمَتُهَا وَ غُصِبَت حَقّهَا وَ مُنِعَت إِرثُهَا وَ كُسِرَ جَنبُهَا وَ أَسقَطَت جَنِينَهَا وَ هيِ‌َ تنُاَديِ‌ يَا مُحَمّدَاه فَلَا تُجَابُ وَ تَستَغِيثُ فَلَا تُغَاثُ فَلَا تَزَالُ بعَديِ‌ مَحزُونَةً مَكرُوبَةً بَاكِيَةً تَتَذَكّرُ انقِطَاعَ الوحَي‌ِ عَن بَيتِهَا مَرّةً وَ تَتَذَكّرُ فرِاَقيِ‌ أُخرَي وَ تَستَوحِشُ إِذَا جَنّهَا اللّيلُ لِفَقدِ صوَتيِ‌َ ألّذِي كَانَت تَستَمِعُ إِلَيهِ إِذَا تَهَجّدَت بِالقُرآنِ ثُمّ تَرَي نَفسَهَا ذَلِيلَةً بَعدَ أَن كَانَت فِي أَيّامِ أَبِيهَا عَزِيزَةً فَعِندَ ذَلِكَ يُؤنِسُهَا اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ بِالمَلَائِكَةِ فَنَادَتهَا بِمَا نَادَت بِهِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ فَتَقُولُ يَا فَاطِمَةُإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ يَا فَاطِمَةُاقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَ ثُمّ يبَتدَ‌ِئُ بِهَا الوَجَعُ فَتَمرَضُ فَيَبعَثُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهَا مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ تُمَرّضُهَا وَ تُؤنِسُهَا فِي عِلّتِهَا فَتَقُولُ عِندَ ذَلِكَ يَا رَبّ إنِيّ‌ قَد سَئِمتُ الحَيَاةَ وَ تَبَرّمتُ بِأَهلِ الدّنيَا فأَلَحقِنيِ‌ بأِبَيِ‌ فَيُلحِقُهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بيِ‌ فَتَكُونُ أَوّلَ مَن يلَحقَنُيِ‌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ فَتَقدَمُ عَلَيّ مَحزُونَةً مَكرُوبَةً مَغمُومَةً مَغصُوبَةً مَقتُولَةً فَأَقُولُ عِندَ ذَلِكَ أللّهُمّ العَن مَن ظَلَمَهَا وَ عَاقِب مَن غَصَبَهَا وَ ذَلّل مَن أَذَلّهَا وَ خَلّد فِي نَارِكَ مَن ضَرَبَ جَنبَيهَا حَتّي أَلقَت وَلَدَهَا فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ عِندَ ذَلِكَ آمِينَ

14- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَبلَ مَوتِهِ بِثَلَاثٍ سَلَامٌ عَلَيكَ يَا أَبَا الرّيحَانَتَينِ أُوصِيكَ برِيَحاَنتَيِ‌ مِنَ الدّنيَا فَعَن قَلِيلٍ يَنهَدّ رُكنَاكَ وَ اللّهُ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيكَ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ عَلِيّ ع هَذَا أَحَدُ ركُنيَ‌ّ ألّذِي قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ ع قَالَ عَلِيّ هَذَا الرّكنُ الثاّنيِ‌ ألّذِي قَالَ رَسُولُ اللّهِص

مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي عن سعد عن ابن عيسي عن محمد بن يونس عن حماد مثله


صفحه : 174

15-أَقُولُ وَجَدتُ فِي بَعضِ الكُتُبِ خَبَراً فِي وَفَاتِهَا ع فَأَحبَبتُ إِيرَادَهُ وَ إِن لَم آخُذهُ مِن أَصلٍ يُعَوّلُ عَلَيهِ رَوَي وَرَقَةُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأزَديِ‌ّ قَالَخَرَجتُ حَاجّاً إِلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ رَاجِياً لِثَوَابِ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَبَينَمَا أَنَا أَطُوفُ وَ إِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ سَمرَاءَ وَ مَلِيحَةِ الوَجهِ عَذَبَةِ الكَلَامِ وَ هيِ‌َ تنُاَديِ‌ بِفَصَاحَةِ مَنطِقِهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُ أللّهُمّ رَبّ الكَعبَةِ الحَرَامِ وَ الحَفَظَةِ الكِرَامِ وَ زَمزَمَ وَ المَقَامِ وَ المَشَاعِرِ العِظَامِ وَ رَبّ مُحَمّدٍ خَيرِ الأَنَامِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ البَرَرَةِ الكِرَامِ أَسأَلُكَ أَن تحَشرُنَيِ‌ مَعَ ساَداَتيِ‌َ الطّاهِرِينَ وَ أَبنَائِهِمُ الغُرّ المُحَجّلِينَ المَيَامِينِ أَلَا فَاشهَدُوا يَا جَمَاعَةَ الحُجّاجِ وَ المُعتَمِرِينَ أَنّ موَاَليِ‌ّ خِيَرَةُ الأَخيَارِ وَ صَفوَةُ الأَبرَارِ وَ الّذِينَ عَلَا قَدرُهُم عَلَي الأَقدَارِ وَ ارتَفَعَ ذِكرُهُم فِي سَائِرِ الأَمصَارِ المُرتَدِينَ بِالفَخَارِ قَالَ وَرَقَةُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَقُلتُ يَا جَارِيَةُ إنِيّ‌ لَأَظُنّكِ مِن موَاَليِ‌ أَهلِ البَيتِ ع فَقَالَت أَجَل قُلتُ لَهَا وَ مَن أَنتِ مِن مَوَالِيهِم قَالَت أَنَا فِضّةُ أَمَةُ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ابنَةِ مُحَمّدٍ المُصطَفَي صَلّي اللّهُ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ بَنِيهَا فَقُلتُ لَهَا مَرحَباً بِكِ وَ أَهلًا وَ سَهلًا فَلَقَد كُنتُ مُشتَاقاً إِلَي كَلَامِكِ وَ مَنطِقِكِ فَأُرِيدُ مِنكِ السّاعَةَ أَن تجُيِبيِنيِ‌ مِن مَسأَلَةٍ أَسأَلُكِ فَإِذَا أَنتِ فَرَغتِ مِنَ الطّوَافِ قفِيِ‌ لِي عِندَ سُوقِ الطّعَامِ حَتّي آتِيَكِ وَ أَنتِ مُثَابَةٌ مَأجُورَةٌ فَافتَرَقنَا فَلَمّا فَرَغتُ مِنَ الطّوَافِ وَ أَرَدتُ الرّجُوعَ إِلَي منَزلِيِ‌ جَعَلتُ طرَيِقيِ‌ عَلَي سُوقِ الطّعَامِ وَ إِذَا أَنَا بِهَا جَالِسَةً فِي مَعزَلٍ عَنِ النّاسِ فَأَقبَلتُ عَلَيهَا وَ اعتَزَلتُ بِهَا وَ أَهدَيتُ إِلَيهَا هَدِيّةً وَ لَم أَعتَقِد أَنّهَا صَدَقَةٌ ثُمّ قُلتُ لَهَا يَا فِضّةُ أخَبرِيِنيِ‌ عَن مَولَاتِكِ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع وَ مَا ألّذِي رَأَيتِ مِنهَا عِندَ وَفَاتِهَا بَعدَ مَوتِ أَبِيهَا مُحَمّدٍص قَالَ وَرَقَةُ فَلَمّا سَمِعَت كلَاَميِ‌ تَغَرغَرَت عَينَاهَا بِالدّمُوعِ ثُمّ انتَحَبَت نَادِبَةً وَ قَالَت يَا وَرَقَةَ بنَ عَبدِ اللّهِ هَيّجتَ عَلَيّ حُزناً سَاكِناً وَ أَشجَاناً فِي فؤُاَديِ‌ كَانَت


صفحه : 175

كَامِنَةً فَاسمَعِ الآنَ مَا شَاهَدتُ مِنهَا ع اعلَم أَنّهُ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهُ افتَجَعَ لَهُ الصّغِيرُ وَ الكَبِيرُ وَ كَثُرَ عَلَيهِ البُكَاءُ وَ قَلّ العَزَاءُ وَ عَظُمَ رُزؤُهُ عَلَي الأَقرِبَاءِ وَ الأَصحَابِ وَ الأَولِيَاءِ وَ الأَحبَابِ وَ الغُرَبَاءِ وَ الأَنسَابِ وَ لَم تَلقَ إِلّا كُلّ بَاكٍ وَ بَاكِيَةٍ وَ نَادِبٍ وَ نَادِبَةٍ وَ لَم يَكُن فِي أَهلِ الأَرضِ وَ الأَصحَابِ وَ الأَقرِبَاءِ وَ الأَحبَابِ أَشَدّ حُزناً وَ أَعظَمَ بُكَاءً وَ انتِحَاباً مِن موَلاَتيِ‌ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع وَ كَانَ حُزنُهَا يَتَجَدّدُ وَ يَزِيدُ وَ بُكَاؤُهَا يَشتَدّ فَجَلَستُ سَبعَةَ أَيّامٍ لَا يَهدَأُ لَهَا أَنِينٌ وَ لَا يَسكُنُ مِنهَا الحَنِينُ كُلّ يَومٍ جَاءَ كَانَ بُكَاؤُهَا أَكثَرَ مِنَ اليَومِ الأَوّلِ فَلَمّا فِي اليَومِ الثّامِنِ أَبدَت مَا كَتَمَت مِنَ الحُزنِ فَلَم تُطِق صَبراً إِذ خَرَجَت وَ صَرَخَت فَكَأَنّهَا مِن فَمِ رَسُولِ اللّهِص تَنطِقُ فَتَبَادَرَتِ النّسوَانُ وَ خَرَجَتِ الوَلَائِدُ وَ الوِلدَانُ وَ ضَجّ النّاسُ بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ جَاءَ النّاسُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَ أُطفِئَتِ المَصَابِيحُ لِكَيلَا تَتَبَيّنَ صَفَحَاتُ النّسَاءِ وَ خُيّلَ إِلَي النّسوَانِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَد قَامَ مِن قَبرِهِ وَ صَارَتِ النّاسُ فِي دَهشَةٍ وَ حَيرَةٍ لِمَا قَد رَهِقَهُم وَ هيِ‌َ ع تنُاَديِ‌ وَ تَندُبُ أَبَاهُ وَا أَبَتَاه وَا صَفِيّاه وَا مُحَمّدَاه وَا أَبَا القَاسِمَاه وَا رَبِيعَ الأَرَامِلِ وَ اليَتَامَي مَن لِلقِبلَةِ وَ المُصَلّي وَ مَن لِابنَتِكَ الوَالِهَةِ الثّكلَي ثُمّ أَقبَلَت تَعثُرُ فِي أَذيَالِهَا وَ هيِ‌َ لَا تُبصِرُ شَيئاً مِن عَبرَتِهَا وَ مِن تَوَاتُرِ دَمعَتِهَا حَتّي دَنَت مِن قَبرِ أَبِيهَا مُحَمّدٍص فَلَمّا نَظَرَت إِلَي الحُجرَةِ وَقَعَ طَرفُهَا عَلَي المِأذَنَةِ فَقَصُرَت خُطَاهَا وَ دَامَ نَحِيبُهَا وَ بُكَاهَا إِلَي أَن أغُميِ‌َ عَلَيهَا فَتَبَادَرَتِ النّسوَانُ إِلَيهَا فَنَضَحنَ المَاءَ عَلَيهَا وَ عَلَي صَدرِهَا وَ جَبِينِهَا حَتّي أَفَاقَت فَلَمّا أَفَاقَت مِن غَشيَتِهَا قَامَت وَ هيِ‌َ تَقُولُ رُفِعَت قوُتّيِ‌ وَ خاَننَيِ‌ جلِديِ‌ وَ شَمَتَ بيِ‌ عدَوُيّ‌ وَ الكَمَدُ قاَتلِيِ‌ يَا أَبَتَاه بَقِيتُ وَالِهَةً وَحِيدَةً وَ حَيرَانَةً فَرِيدَةً فَقَدِ انخَمَدَ صوَتيِ‌ وَ انقَطَعَ ظهَريِ‌ وَ تَنَغّصَ عيَشيِ‌ وَ تَكَدّرَ دهَريِ‌ فَمَا أَجِدُ يَا أَبَتَاه بَعدَكَ أَنِيساً لوِحَشتَيِ‌ وَ لَا رَادّاً لدِمَعتَيِ‌ وَ لَا مُعِيناً لضِعَفيِ‌ فَقَد فنَيِ‌َ بَعدَكَ مُحكَمُ التّنزِيلِ وَ مَهبَطُ جَبرَئِيلَ وَ مَحَلّ مِيكَائِيلَ


صفحه : 176

انقَلَبَت بَعدَكَ يَا أَبَتَاه الأَسبَابُ وَ تَغَلّقَت دوُنيِ‌َ الأَبوَابُ فَأَنَا لِلدّنيَا بَعدَكَ قَالِيَةٌ وَ عَلَيكَ مَا تَرَدّدَت أنَفاَسيِ‌ بَاكِيَةٌ لَا يَنفَدُ شوَقيِ‌ إِلَيكَ وَ لَا حزُنيِ‌ عَلَيكَ ثُمّ نَادَت يَا أَبَتَاه وَا لُبّاه ثُمّ قَالَت


إِنّ حزُنيِ‌ عَلَيكَ حُزنٌ جَدِيدٌ   وَ فؤُاَديِ‌ وَ اللّهِ صَبّ عَنِيدٌ

كُلّ يَومٍ يَزِيدُ فِيهِ شجُوُنيِ‌   وَ اكتيِاَبيِ‌ عَلَيكَ لَيسَ يَبِيدُ

جَلّ خطَبيِ‌ فَبَانَ عنَيّ‌ عزَاَئيِ‌   فبَكُاَئيِ‌ كُلّ وَقتٍ جَدِيدٌ

إِنّ قَلباً عَلَيكَ يَألَفُ صَبراً   أَو عَزَاءً فَإِنّهُ لَجَلِيدٌ

ثُمّ نَادَت يَا أَبَتَاه انقَطَعَت بِكَ الدّنيَا بِأَنوَارِهَا وَ زَوَت زَهرَتُهَا وَ كَانَت بِبَهجَتِكَ زَاهِرَةً فَقَدِ اسوَدّ نَهَارُهَا فَصَارَ يحَكيِ‌ حَنَادِسَهَا رَطبَهَا وَ يَابِسَهَا يَا أَبَتَاه لَا زِلتُ آسِفَةً عَلَيكَ إِلَي التّلَاقِ يَا أَبَتَاه زَالَ غمَضيِ‌ مُنذُ حَقّ الفِرَاقُ يَا أَبَتَاه مَن لِلأَرَامِلِ وَ المَسَاكِينِ وَ مَن لِلأُمّةِ إِلَي يَومِ الدّينِ يَا أَبَتَاه أَمسَينَا بَعدَكَ مِنَ المُستَضعَفِينَ يَا أَبَتَاه أَصبَحَتِ النّاسُ عَنّا مُعرِضِينَ وَ لَقَد كُنّا بِكَ مُعَظّمِينَ فِي النّاسِ غَيرَ مُستَضعَفِينَ فأَيَ‌ّ دَمعَةٍ لِفِرَاقِكَ لَا تَنهَمِلُ وَ أَيّ حُزنٍ بَعدَكَ عَلَيكَ لَا يَتّصِلُ وَ أَيّ جَفنٍ بَعدَكَ بِالنّومِ يَكتَحِلُ وَ أَنتَ رَبِيعُ الدّينِ وَ نُورُ النّبِيّينَ فَكَيفَ لِلجِبَالِ لَا تَمُورُ وَ لِلبِحَارِ بَعدَكَ لَا تَغُورُ وَ الأَرضُ كَيفَ لَم تَتَزَلزَل رُمِيتُ يَا أَبَتَاه بِالخَطبِ الجَلِيلِ وَ لَم تَكُنِ الرّزِيّةُ بِالقَلِيلِ وَ طُرِقتُ يَا أَبَتَاه بِالمُصَابِ العَظِيمِ وَ بِالفَادِحِ المُهُولِ بَكَتكَ يَا أَبَتَاه الأَملَاكُ وَ وَقَفَتِ الأَفلَاكُ فَمِنبَرُكَ بَعدَكَ مُستَوحَشٌ وَ مِحرَابُكَ خَالٍ مِن مُنَاجَاتِكَ وَ قَبرُكَ فَرِحٌ بِمُوَارَاتِكَ وَ الجَنّةُ مُشتَاقَةٌ إِلَيكَ وَ إِلَي دُعَائِكَ وَ صَلَاتِكَ يَا أَبَتَاه مَا أَعظَمَ ظُلمَةَ مَجَالِسِكَ فَوَا أَسَفَاه عَلَيكَ إِلَي أَن أَقدِمَ عَاجِلًا عَلَيكَ وَ أُثكِلَ أَبُو الحَسَنِ المُؤتَمَنُ أَبُو وَلَدَيكَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ أَخُوكَ وَ وَلِيّكَ وَ حَبِيبُكَ وَ مَن رَبّيتَهُ صَغِيراً وَ وَاخَيتَهُ كَبِيراً وَ أَحلَي أَحبَابِكَ وَ أَصحَابِكَ إِلَيكَ مَن كَانَ مِنهُم سَابِقاً وَ مُهَاجِراً وَ نَاصِراً وَ الثّكلُ شَامِلُنَا وَ البُكَاءُ قَاتِلُنَا وَ الأَسَي لَازِمُنَا ثُمّ زَفَرَت زَفرَةً وَ أَنّت أَنّةً كَادَت رُوحُهَا أَن تَخرُجَ ثُمّ قَالَت


صفحه : 177


قَلّ صبَريِ‌ وَ بَانَ عنَيّ‌ عزَاَئيِ‌   بَعدَ فقَديِ‌ لِخَاتَمِ الأَنبِيَاءِ

عَينُ يَا عَينُ اسكبُيِ‌ الدّمعَ سَحّاً   وَيكِ لَا تبَخلَيِ‌ بِفَيضِ الدّمَاءِ

يَا رَسُولَ الإِلَهِ يَا خَيرَةَ اللّهِ   وَ كَهفَ الأَيتَامِ وَ الضّعَفَاءِ

قَد بَكَتكَ الجِبَالُ وَ الوَحشُ جَمعاً   وَ الطّيرُ وَ الأَرضُ بَعدُ بَكَي السّمَاءُ

وَ بَكَاكَ الحَجُونُ وَ الرّكنُ وَ المَشعَرُ   يَا سيَدّيِ‌ مَعَ البَطحَاءِ

وَ بَكَاكَ المِحرَابُ وَ الدّرسُ   لِلقُرآنِ فِي الصّبحِ مُعلِناً وَ المَسَاءِ

وَ بَكَاكَ الإِسلَامُ إِذ صَارَ فِي النّاسِ   غَرِيباً مِن سَائِرِ الغُرَبَاءِ

لَو تَرَي المِنبَرَ ألّذِي كُنتَ تَعلُوهُ   عَلَاهُ الظّلَامُ بَعدَ الضّيَاءِ

يَا إلِهَيِ‌ عَجّل وفَاَتيِ‌ سَرِيعاً   فَلَقَد تَنَغّصَتِ الحَيَاةُ يَا موَلاَئيِ‌

قَالَت ثُمّ رَجَعَت إِلَي مَنزِلِهَا وَ أَخَذَت بِالبُكَاءِ وَ العَوِيلِ لَيلَهَا وَ نَهَارَهَا وَ هيِ‌َ لَا تَرقَأُ دَمعَتُهَا وَ لَا تَهدَأُ زَفرَتُهَا وَ اجتَمَعَ شُيُوخُ أَهلِ المَدِينَةِ وَ أَقبَلُوا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ فَاطِمَةَ ع تبَكيِ‌ اللّيلَ وَ النّهَارَ فَلَا أَحَدٌ مِنّا يَتَهَنّأُ بِالنّومِ فِي اللّيلِ عَلَي فُرُشِنَا وَ لَا بِالنّهَارِ لَنَا قَرَارٌ عَلَي أَشغَالِنَا وَ طَلَبِ مَعَايِشِنَا وَ إِنّا نُخبِرُكَ أَن تَسأَلَهَا إِمّا أَن تبَكيِ‌َ لَيلًا أَو نَهَاراً فَقَالَ ع حُبّاً وَ كَرَامَةً فَأَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَتّي دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ هيِ‌َ لَا تُفِيقُ مِنَ البُكَاءِ وَ لَا يَنفَعُ فِيهَا العَزَاءُ فَلَمّا رَأَتهُ سَكَنَت هُنَيئَةً لَهُ فَقَالَ لَهَا يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِص إِنّ شُيُوخَ المَدِينَةِ يسَألَوُنيّ‌ أَن أَسأَلَكِ إِمّا أَن تَبكِينَ أَبَاكِ لَيلًا وَ إِمّا نَهَاراً فَقَالَت يَا أَبَا الحَسَنِ مَا أَقَلّ مكَثيِ‌ بَينَهُم وَ مَا أَقرَبَ مغَيِبيِ‌ مِن بَينِ أَظهُرِهِم فَوَ اللّهِ لَا أَسكُتُ لَيلًا وَ لَا نَهَاراً أَو أَلحَقَ بأِبَيِ‌ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهَا عَلِيّ ع افعلَيِ‌ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ مَا بَدَا لَكِ ثُمّ إِنّهُ بَنَي لَهَا بَيتاً فِي البَقِيعِ نَازِحاً عَنِ المَدِينَةِ يُسَمّي بَيتَ الأَحزَانِ وَ كَانَت إِذَا أَصبَحَت قَدّمَتِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع أَمَامَهَا وَ خَرَجَت إِلَي البَقِيعِ بَاكِيَةً


صفحه : 178

فَلَا تَزَالُ بَينَ القُبُورِ بَاكِيَةً فَإِذَا جَاءَ اللّيلُ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَيهَا وَ سَاقَهَا بَينَ يَدَيهِ إِلَي مَنزِلِهَا وَ لَم تَزَل عَلَي ذَلِكَ إِلَي أَن مَضَي لَهَا بَعدَ مَوتِ أَبِيهَا سَبعَةٌ وَ عِشرُونَ يَوماً وَ اعتَلّتِ العِلّةَ التّيِ‌ تُوُفّيَت فِيهَا فَبَقِيَت إِلَي يَومِ الأَربَعِينَ وَ قَد صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صَلَاةَ الظّهرِ وَ أَقبَلَ يُرِيدُ المَنزِلَ إِذَا استَقبَلَتهُ الجوَاَريِ‌ بَاكِيَاتٍ حَزِينَاتٍ فَقَالَ لَهُنّ مَا الخَبَرُ وَ مَا لِي أَرَاكُنّ مُتَغَيّرَاتِ الوُجُوهِ وَ الصّوَرِ فَقُلنَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَدرِك ابنَةَ عَمّكَ الزّهرَاءَ ع وَ مَا نَظُنّكَ تُدرِكُهَا فَأَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مُسرِعاً حَتّي دَخَلَ عَلَيهَا وَ إِذَا بِهَا مُلقَاةٌ عَلَي فِرَاشِهَا وَ هُوَ مِن قبَاَطيِ‌ّ مِصرَ وَ هيِ‌َ تَقبِضُ يَمِيناً وَ تَمُدّ شِمَالًا فَأَلقَي الرّدَاءَ عَن عَاتِقِهِ وَ العِمَامَةَ عَن رَأسِهِ وَ حَلّ أَزرَارَهُ وَ أَقبَلَ حَتّي أَخَذَ رَأسَهَا وَ تَرَكَهُ فِي حَجرِهِ وَ نَادَاهَا يَا زَهرَاءُ فَلَم تُكَلّمهُ فَنَادَاهَا يَا بِنتَ مُحَمّدٍ المُصطَفَي فَلَم تُكَلّمهُ فَنَادَاهَا يَا بِنتَ مَن حَمَلَ الزّكَاةَ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ وَ بَذَلَهَا عَلَي الفُقَرَاءِ فَلَم تُكَلّمهُ فَنَادَاهَا يَا ابنَةَ مَن صَلّي بِالمَلَائِكَةِ فِي السّمَاءِ مَثنَي مَثنَي فَلَم تُكَلّمهُ فَنَادَاهَا يَا فَاطِمَةُ كلَمّيِنيِ‌ فَأَنَا ابنُ عَمّكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَفَتَحَت عَينَيهَا فِي وَجهِهِ وَ نَظَرَت إِلَيهِ وَ بَكَت وَ بَكَي وَ قَالَ مَا ألّذِي تَجِدِينَهُ فَأَنَا ابنُ عَمّكِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَت يَا ابنَ العَمّ إنِيّ‌ أَجِدُ المَوتَ ألّذِي لَا بُدّ مِنهُ وَ لَا مَحِيصَ عَنهُ وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّكَ بعَديِ‌ لَا تَصبِرُ عَلَي قِلّةِ التّزوِيجِ فَإِن أَنتَ تَزَوّجتَ امرَأَةً اجعَل لَهَا يَوماً وَ لَيلَةً وَ اجعَل لأِوَلاَديِ‌ يَوماً وَ لَيلَةً يَا أَبَا الحَسَنِ وَ لَا تَصِح فِي وُجُوهِهِمَا فَيُصبِحَانِ يَتِيمَينِ غَرِيبَينِ مُنكَسِرَينِ فَإِنّهُمَا بِالأَمسِ فَقَدَا جَدّهُمَا وَ اليَومَ يَفقِدَانِ أُمّهُمَا فَالوَيلُ لِأُمّةٍ تَقتُلُهُمَا وَ تُبغِضُهُمَا ثُمّ أَنشَأَت تَقُولُ


ابكنِيِ‌ إِن بَكَيتَ يَا خَيرَ هَادٍ   وَ اسبِلِ الدّمعَ فَهُوَ يَومُ الفِرَاقِ

يَا قَرِينَ البَتُولِ أُوصِيكَ بِالنّسلِ   فَقَد أَصبَحَا حَلِيفَ اشتِيَاقٍ

ابكنِيِ‌ وَ ابكِ لِليَتَامَي وَ لَا   تَنسَ قَتِيلَ العِدَي بِطَفّ العِرَاقِ

صفحه : 179


فَارَقُوا فَأَصبَحُوا يَتَامَي حَيَارَي   يَحلِفُ اللّهَ فَهُوَ يَومُ الفِرَاقِ

قَالَت فَقَالَ لَهَا عَلِيّ ع مِن أَينَ لَكِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ هَذَا الخَبَرُ وَ الوحَي‌ُ قَدِ انقَطَعَ عَنّا فَقَالَت يَا أَبَا الحَسَنِ رَقَدتُ السّاعَةَ فَرَأَيتُ حبَيِبيِ‌ رَسُولَ اللّهِص فِي قَصرٍ مِنَ الدّرّ الأَبيَضِ فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ هلَمُيّ‌ إلِيَ‌ّ يَا بُنَيّةُ فإَنِيّ‌ إِلَيكِ مُشتَاقٌ فَقُلتُ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَشَدّ شَوقاً مِنكَ إِلَي لِقَائِكَ فَقَالَ أَنتِ اللّيلَةَ عنِديِ‌ وَ هُوَ الصّادِقُ لِمَا وَعَدَ وَ الموُفيِ‌ لِمَا عَاهَدَ فَإِذَا أَنتَ قَرَأتَ يس فَاعلَم أنَيّ‌ قَد قَضَيتُ نحَبيِ‌ فغَسَلّنيِ‌ وَ لَا تَكشِف عنَيّ‌ فإَنِيّ‌ طَاهِرَةٌ مُطَهّرَةٌ وَ ليُصَلّ عَلَيّ مَعَكَ مِن أهَليِ‌َ الأَدنَي فَالأَدنَي وَ مَن رُزِقَ أجَريِ‌ وَ ادفنِيّ‌ لَيلًا فِي قبَريِ‌ بِهَذَا أخَبرَنَيِ‌ حبَيِبيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ وَ اللّهِ لَقَد أَخَذتُ فِي أَمرِهَا وَ غَسّلتُهَا فِي قَمِيصِهَا وَ لَم أَكشِفهُ عَنهَا فَوَ اللّهِ لَقَد كَانَت مَيمُونَةً طَاهِرَةً مُطَهّرَةً ثُمّ حَنّطتُهَا مِن فَضلَةِ حَنُوطِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَفّنتُهَا وَ أَدرَجتُهَا فِي أَكفَانِهَا فَلَمّا هَمَمتُ أَن أَعقِدَ الرّدَاءَ نَادَيتُ يَا أُمّ كُلثُومٍ يَا زَينَبُ يَا سُكَينَةُ يَا فِضّةُ يَا حَسَنُ يَا حُسَينُ هَلُمّوا تَزَوّدُوا مِن أُمّكُم فَهَذَا الفِرَاقُ وَ اللّقَاءُ فِي الجَنّةِ فَأَقبَلَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ هُمَا يُنَادِيَانِ وَا حَسرَتَا لَا تَنطَفِئُ أَبَداً مِن فَقدِ جَدّنَا مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ أُمّنَا فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ يَا أُمّ الحَسَنِ يَا أُمّ الحُسَينِ إِذَا لَقِيتِ جَدّنَا مُحَمّداً المُصطَفَي فَأَقرِئِيهِ مِنّا السّلَامَ وَ قوُليِ‌ لَهُ إِنّا قَد بَقِينَا بَعدَكَ يَتِيمَينِ فِي دَارِ الدّنيَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إنِيّ‌ أُشهِدُ اللّهَ أَنّهَا قَد حَنّت وَ أَنّت وَ مَدّت يَدَيهَا وَ ضَمّتهُمَا إِلَي صَدرِهَا مَلِيّاً وَ إِذَا بِهَاتِفٍ مِنَ السّمَاءِ ينُاَديِ‌ يَا أَبَا الحَسَنِ ارفَعهُمَا عَنهَا فَلَقَد أَبكَيَا وَ اللّهِ مَلَائِكَةَ السّمَاوَاتِ فَقَدِ اشتَاقَ الحَبِيبُ إِلَي المَحبُوبِ قَالَ فَرَفَعتُهُمَا عَن صَدرِهَا وَ جَعَلتُ أَعقِدُ الرّدَاءَ وَ أَنَا أُنشِدُ بِهَذِهِ الأَبيَاتِ


فِرَاقُكِ أَعظَمُ الأَشيَاءِ عنِديِ‌   وَ فَقدُكِ فَاطِمُ أَدهَي الثّكُولِ

سأَبَكيِ‌ حَسرَةً وَ أَنُوحُ شَجواً   عَلَي خَلّ مَضَي أَسنَي سَبِيلٍ

صفحه : 180


أَلَا يَا عَينُ جوُديِ‌ وَ أسَعدِيِنيِ‌   فحَزُنيِ‌ دَائِمٌ أبَكيِ‌ خلَيِليِ‌

ثُمّ حَمَلَهَا عَلَي يَدِهِ وَ أَقبَلَ بِهَا إِلَي قَبرِ أَبِيهَا وَ نَادَي السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا حَبِيبَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا نُورَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا صَفوَةَ اللّهِ منِيّ‌ السّلَامُ عَلَيكَ وَ التّحِيّةُ وَاصِلَةٌ منِيّ‌ إِلَيكَ وَ لَدَيكَ وَ مِنِ ابنَتِكَ النّازِلَةِ عَلَيكَ بِفِنَائِكَ وَ إِنّ الوَدِيعَةَ قَدِ استُرِدّت وَ الرّهِينَةَ قَد أُخِذَت فَوَا حُزنَاه عَلَي الرّسُولِ ثُمّ مِن بَعدِهِ عَلَي البَتُولِ وَ لَقَدِ اسوَدّت عَلَيّ الغَبرَاءُ وَ بَعُدَت عنَيّ‌ الخَضرَاءُ فَوَا حُزنَاهُ ثُمّ وَا أَسَفَاه ثُمّ عَدَلَ بِهَا عَلَي الرّوضَةِ فَصَلّي عَلَيهِ فِي أَهلِهِ وَ أَصحَابِهِ وَ مَوَالِيهِ وَ أَحِبّائِهِ وَ طَائِفَةٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَلَمّا وَارَاهَا وَ أَلحَدَهَا فِي لَحدِهَا أَنشَأَ بِهَذِهِ الأَبيَاتِ يَقُولُ


أَرَي عِلَلَ الدّنيَا عَلَيّ كَثِيرَةً   وَ صَاحِبُهَا حَتّي المَمَاتِ عَلِيلٌ

لِكُلّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَينِ فُرقَةٌ   وَ إِنّ بقَاَئيِ‌ عِندَكُم لَقَلِيلٌ

وَ إِنّ افتقِاَديِ‌ فَاطِماً بَعدَ أَحمَدَ   دَلِيلٌ عَلَي أَن لَا يَدُومَ خَلِيلٌ

16- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قُبِضَ النّبِيّص وَ لَهَا يَومَئِذٍ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ سَبعَةُ أَشهُرٍ وَ عَاشَت بَعدَهُ اثنَينِ وَ سَبعِينَ يَوماً وَ يُقَالُ خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً وَ قِيلَ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ قَالَ القرُباَنيِ‌ّ قَد قِيلَ أَربَعِينَ يَوماً وَ هُوَ أَصَحّ وَ تُوُفّيَت ع لَيلَةَ الأَحَدِ لِثَلَاثَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحدَي عَشرَةَ مِنَ الهِجرَةِ وَ مَشهَدُهَا بِالبَقِيعِ وَ قَالُوا إِنّهَا دُفِنَت فِي بَيتِهَا وَ قَالُوا قَبرُهَا بَينَ قَبرِ رَسُولِ اللّهِص وَ مِنبَرِهِ

السمّعاَنيِ‌ّ فِي الرّسَالَةِ وَ أَبُو نُعَيمٍ فِي الحِليَةِ وَ أَحمَدُ فِي فَضَائِلِ الصّحَابَةِ وَ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ وَ ابنُ مَردَوَيهِ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي الفَائِقِ عَن جَابِرٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ قَبلَ مَوتِهِ السّلَامُ عَلَيكَ أَبَا الرّيحَانَتَينِ أُوصِيكَ برِيَحاَنتَيِ‌ مِنَ الدّنيَا فَعَن قَلِيلٍ يَنهَدّ رُكنَاكَ عَلَيكَ قَالَ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ عَلِيّ هَذَا أَحَدُ الرّكنَينِ فَلَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ قَالَ عَلِيّ هَذَا هُوَ الرّكنُ الثاّنيِ‌

البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ وَ الحِليَةُ وَ مُسنَدُ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ رَوَت عَائِشَةُ أَنّ النّبِيّص دَعَا


صفحه : 181

فَاطِمَةَ فِي شَكوَاهُ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَسَارّهَا بشِيَ‌ءٍ فَبَكَت ثُمّ دَعَاهَا فَسَارّهَا فَضَحِكَ فَسَأَلتُ عَن ذَلِكَ فَقَالَت أخَبرَنَيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ مَقبُوضٌ فَبَكَيتُ ثُمّ أخَبرَنَيِ‌ أنَيّ‌ أَوّلُ أَهلِهِ لُحُوقاً بِهِ فَضَحِكتُ

كِتَابُ ابنِ شَاهِينٍ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَ عَائِشَةُ إِنّهَا لَمّا سُئِلَت عَن بُكَائِهَا وَ ضِحكِهَا قَالَت أخَبرَنَيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ مَقبُوضٌ ثُمّ أَخبَرَ أَنّ بنَيِ‌ّ سَيُصِيبُهُم بعَديِ‌ شِدّةٌ فَبَكَيتُ ثُمّ أخَبرَنَيِ‌ أنَيّ‌ أَوّلُ أَهلِهِ لُحُوقاً بِهِ فَضَحِكتُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكرٍ الجعِاَبيِ‌ّ وَ أَبِي نُعَيمٍ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ وَ الشعّبيِ‌ّ عَن مَسرُوقٍ وَ فِي السّنَنِ عَنِ القزَويِنيِ‌ّ وَ الإِبَانَةِ عَنِ العكُبرَيِ‌ّ وَ المُسنَدِ عَنِ الموَصلِيِ‌ّ وَ الفَضَائِلِ عَن أَحمَدَ بِأَسَانِيدِهِم عَن عُروَةَ عَن مَسرُوقٍ قَالَت عَائِشَةُ أَقبَلَت فَاطِمَةُ تمَشيِ‌ كَأَنّ مِشيَتَهَا مِشيَةُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَرحَباً باِبنتَيِ‌ فَأَجلَسَهَا عَن يَمِينِهِ وَ أَسَرّ إِلَيهَا حَدِيثاً فَبَكَت ثُمّ أَسَرّ إِلَيهَا حَدِيثاً فَضَحِكَت فَسَأَلتُهَا عَن ذَلِكَ فَقَالَت مَا أفُشيِ‌ سِرّ رَسُولِ اللّهِص حَتّي إِذَا قُبِضَ سَأَلتُهَا فَقَالَت إِنّهُ أَسَرّ إلِيَ‌ّ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ كَانَ يعُاَرضِنُيِ‌ بِالقُرآنِ كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَ إِنّهُ عاَرضَنَيِ‌ بِهِ العَامَ مَرّتَينِ وَ لَا أرَاَنيِ‌ إِلّا وَ قَد حَضَرَ أجَلَيِ‌ وَ إِنّكِ لَأَوّلُ أَهلِ بيَتيِ‌ لُحُوقاً بيِ‌ وَ نِعمَ السّلَفُ أَنَا لَكِ بَكَيتُ لِذَلِكِ ثُمّ قَالَ أَ لَا تَرضَينَ أَن تكَوُنيِ‌ سَيّدَةَ نِسَاءِ المُؤمِنِينَ فَضَحِكتُ لِذَلِكِ

وَ روُيِ‌َأَنّهَا مَا زَالَت بَعدَ أَبِيهَا مُعَصّبَةَ الرّأسِ نَاحِلَةَ الجِسمِ مُنَهّدَةَ الرّكنِ بَاكِيَةَ العَينِ مُحتَرِقَةَ القَلبِ يُغشَي عَلَيهَا سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ وَ تَقُولُ لِوَلَدَيهَا أَينَ أَبُوكُمَا ألّذِي كَانَ يُكرِمُكُمَا وَ يَحمِلُكُمَا مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ أَينَ أَبُوكُمَا ألّذِي كَانَ أَشَدّ النّاسِ شَفَقَةً عَلَيكُمَا فَلَا يَدَعُكُمَا تَمشِيَانِ عَلَي الأَرضِ وَ لَا أَرَاهُ يَفتَحُ هَذَا البَابَ أَبَداً وَ لَا يَحمِلُكُمَا عَلَي عَاتِقِهِ كَمَا لَم يَزَل يَفعَلُ بِكُمَا ثُمّ مَرِضَت وَ مَكَثَت أَربَعِينَ لَيلَةً ثُمّ دَعَت أُمّ أَيمَنَ وَ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ وَ


صفحه : 182

عَلِيّاً ع وَ أَوصَت إِلَي عَلِيّ بِثَلَاثٍ أَن يَتَزَوّجَ بِابنَةِ أُختِهَا أُمَامَةَ لِحُبّهَا أَولَادَهَا وَ أَن يَتّخِذَ نَعشاً لِأَنّهَا كَانَت رَأَتِ المَلَائِكَةَ تَصَوّرُوا صُورَتَهُ وَ وَصَفَتهُ لَهُ وَ أَن لَا يَشهَدَ أَحَدٌ جَنَازَتَهَا مِمّن ظَلَمَهَا وَ أَن لَا يَترُكَ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَيهَا أَحَدٌ مِنهُم

وَ ذَكَرَ مُسلِمٌ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عُروَةَ عَن عَائِشَةَ وَ فِي حَدِيثِ اللّيثِ بنِ سَعدٍ عَن عَقِيلٍ عَنِ ابنِ شِهَابٍ عَن عُروَةَ عَن عَائِشَةَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ يَذكُرُ فِيهِ أَنّ فَاطِمَةَ أَرسَلَت إِلَي أَبِي بَكرٍ تَسأَلُ مِيرَاثَهَا مِن رَسُولِ اللّهِ القِصّةَ قَالَ فَهَجَرَتهُ وَ لَم تُكَلّمهُ حَتّي تُوُفّيَت وَ لَم يُؤذَن بِهَا أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ عَلَيهَا

الواَقدِيِ‌ّ أَنّ فَاطِمَةَ لَمّا حَضَرَتهَا الوَفَاةُ أَوصَت عَلِيّاً أَن لَا يصُلَيّ‌َ عَلَيهَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَعَمِلَ بِوَصِيّتِهَا

عِيسَي بنُ مِهرَانَ عَن مُخَوّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عُمَرَ بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَأَوصَت فَاطِمَةُ أَن لَا يَعلَمَ إِذَا مَاتَت أَبُو بَكرٍ وَ لَا


صفحه : 183

عُمَرُ وَ لَا يُصَلّيَا عَلَيهَا قَالَ فَدَفَنَهَا عَلِيّ ع لَيلًا وَ لَم يُعلِمهُمَا بِذَلِكَ

تَارِيخُ أَبِي بَكرِ بنِ كَامِلٍ قَالَت عَائِشَةُ عَاشَت فَاطِمَةُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص سِتّةَ أَشهُرٍ فَلَمّا تُوُفّيَت دَفَنَهَا عَلِيّ لَيلًا وَ صَلّي عَلَيهَا عَلِيّ

وَ روُيِ‌َ فِيهِ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن يَحيَي بنِ سَعِيدٍ القَطّانِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ أَنّ فَاطِمَةَ ع دُفِنَت لَيلًا وَ عَنهُ فِي هَذَا الكِتَابِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع دَفَنُوهَا لَيلًا وَ غَيّبُوا قَبرَهَا

تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ إِنّ فَاطِمَةَ دُفِنَت لَيلًا وَ لَم يَحضُرهَا إِلّا العَبّاسُ وَ عَلِيّ وَ المِقدَادُ وَ الزّبَيرُ وَ فِي رِوَايَاتِنَا أَنّهُ صَلّي عَلَيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَقِيلٌ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ وَ بُرَيدَةُ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ العَبّاسُ وَ ابنُهُ الفَضلُ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ حُذَيفَةُ وَ ابنُ مَسعُودٍ

الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ أَنّهُ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن دَفنِهَا لَيلًا فَقَالَ إِنّهَا كَانَت سَاخِطَةً عَلَي قَومٍ كَرِهَت حُضُورَهُم جِنَازَتَهَا وَ حَرَامٌ عَلَي مَن يَتَوَلّاهُم أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي أَحَدٍ مِن وُلدِهَا

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ سَوّي قَبرَهَا مَعَ الأَرضِ مُستَوِياً وَ قَالُوا سَوّي حَوَالَيهَا قُبُوراً مُزَوّرَةً مِقدَارَ سَبعَةٍ حَتّي لَا يُعرَفَ قَبرُهَا

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ رَشّ أَربَعِينَ قَبراً حَتّي لَا يَبِينَ قَبرُهَا مِن غَيرِهِ مِنَ القُبُورِ فَيُصَلّوا عَلَيهَا

أَبُو عَبدِ اللّهِ حَمّوَيهِ بنُ عَلِيّ البصَريِ‌ّ وَ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ بَطّةَ بِأَسَانِيدِهِم قَالَت أُمّ سَلمَي امرَأَةُ أَبِي رَافِعٍاشتَكَت فَاطِمَةُ شَكوَاهَا التّيِ‌ قُبِضَت فِيهَا وَ كُنتُ أُمَرّضُهَا فَأَصبَحتُ يَوماً أُسَكّنُ مَا كَانَت فَخَرَجَ عَلِيّ إِلَي بَعضِ حَوَائِجِهِ فَقَالَتِ اسكبُيِ‌ لِي غَسلًا فَسَكَبتُ فَقَامَت وَ اغتَسَلَت أَحسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الغُسلِ


صفحه : 184

ثُمّ لَبِسَت أَثوَابَهَا الجُدُدَ ثُمّ قَالَتِ افرشُيِ‌ فرِاَشيِ‌ وَسَطَ البَيتِ ثُمّ استَقبَلَتِ القِبلَةَ وَ نَامَت وَ قَالَت أَنَا مَقبُوضَةٌ وَ قَدِ اغتَسَلتُ فَلَا يكَشفِنيِ‌ أَحَدٌ ثُمّ وَضَعَت خَدّهَا عَلَي يَدِهَا وَ مَاتَت

وَ قَالَت أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ أَوصَت إلِيَ‌ّ فَاطِمَةُ أَن لَا يُغَسّلَهَا إِذَا مَاتَت إِلّا أَنَا وَ عَلِيّ فَأَعَنتُ عَلِيّاً عَلَي غُسلِهَا

كِتَابُ البلَاذرُيِ‌ّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع غَسَلَهَا مِن مَعقِدِ الإِزَارِ وَ إِنّ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ غَسَلَتهَا مِن أَسفَلِ ذَلِكَ

أَبُو الحَسَنِ الخَزّازُ القمُيّ‌ّ فِي الأَحكَامِ الشّرعِيّةِ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن فَاطِمَةَ مَن غَسّلَهَا فَقَالَ غَسّلَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لِأَنّهَا كَانَت صِدّيقَةً وَ لَم يَكُن لِيُغَسّلَهَا إِلّا صِدّيقٌ

وَ روُيِ‌َ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ عِندَ دَفنِهَا السّلَامُ عَلَيكَ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ نَقلًا مِنَ الكاَفيِ‌

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا صَارَ بِهَا إِلَي القَبرِ المُبَارَكِ خَرَجَت يَدٌ فَتَنَاوَلَتهَا وَ انصَرَفَ

عَبدُ الرّحمَنِ الهمَداَنيِ‌ّ وَ حُمَيدٌ الطّوِيلُ أَنّهُ ع أَنشَأَ عَلَي شَفِيرِ قَبرِهَا


ذَكَرتُ أَبَا ودُيّ‌ فَبِتّ كأَنَنّيِ‌   بِرَدّ الهُمُومِ المَاضِيَاتِ وَكِيلٌ

لِكُلّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَينِ فُرقَةٌ   وَ كُلّ ألّذِي دُونَ الفِرَاقِ قَلِيلٌ

وَ إِنّ افتقِاَديِ‌ فَاطِماً بَعدَ أَحمَدَ   دَلِيلٌ عَلَي أَن لَا يَدُومَ خَلِيلٌ

فَأَجَابَ هَاتِفٌ


يُرِيدُ الفَتَي أَن لَا يَمُوتَ خَلِيلُهُ   وَ لَيسَ لَهُ إِلّا المَمَاتَ سَبِيلٌ

فَلَا بُدّ مِن مَوتٍ وَ لَا بُدّ مِن بِلًي   وَ إِنّ بقَاَئيِ‌ بَعدَكُم لَقَلِيلٌ

إِذَا انقَطَعَت يَوماً مِنَ العَيشِ مدُتّيِ‌   فَإِنّ بُكَاءَ البَاكِيَاتِ قَلِيلٌ

سَتُعرَضُ عَن ذكِريِ‌ وَ تُنسَي موَدَتّيِ‌   وَ يَحدُثُ بعَديِ‌ لِلخَلِيلِ بَدِيلٌ

بيان أباودي‌ أي من كان يلازم ودي‌ وحبي‌ والحاصل أني‌ ذكرت محبوبي‌ فبت كأنني‌ لشدة همومي‌ ضامن لرد كل هم وحزن كان لي قبل ذلك


صفحه : 185

و قوله فلابد من موت لعله من تتمة أبياته ع لاكلام الهاتف و لو كان من كلام الهاتف فلعله ألقاه علي وجه التلقين

17- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ الأَصوَبُ أَنّهَا مَدفُونَةٌ فِي دَارِهَا أَو فِي الرّوضَةِ يُؤَيّدُ قَولَهُ قَولُ النّبِيّص إِنّ بَينَ قبَريِ‌ وَ منِبرَيِ‌ رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ وَ فِي البخُاَريِ‌ّ بَينَ بيَتيِ‌ وَ منِبرَيِ‌ وَ فِي المُوَطّإِ وَ الحِليَةِ وَ الترّمذِيِ‌ّ وَ مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ مَا بَينَ بيَتيِ‌ وَ منِبرَيِ‌

وَ قَالَص منِبرَيِ‌ عَلَي تُرعَةٍ مِن تُرَعِ الجَنّةِ وَ قَالُوا حَدّ الرّوضَةِ مَا بَينَ القَبرِ إِلَي المِنبَرِ إِلَي الأَسَاطِينِ التّيِ‌ تلَيِ‌ صَحنَ المَسجِدِ

أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع عَن قَبرِ فَاطِمَةَ فَقَالَ دُفِنَت فِي بَيتِهَا فَلَمّا زَادَت بَنُو أُمَيّةَ فِي المَسجِدِ صَارَت فِي المَسجِدِ

يَزِيدُ بنُ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي فَاطِمَةَ ع فبَدَأَتَنيِ‌ بِالسّلَامِ ثُمّ قَالَت مَا غَدَا بِكَ قُلتُ طَلَبُ البَرَكَةِ قَالَت أخَبرَنَيِ‌ أَبِي وَ هُوَ ذَا مَن سَلّمَ عَلَيهِ أَو عَلَيّ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ أَوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنّةَ قُلتُ لَهَا فِي حَيَاتِهِ وَ حَيَاتِكِ قَالَت نَعَم وَ بَعدَ مَوتِنَا

18- كشف ،[كشف الغمة]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا جَعفَرٍ ع أَخرَجَ سَفَطاً أَو حُقّاً وَ أَخرَجَ مِنهُ كِتَاباً فَقَرَأَهُ وَ فِيهِ وَصِيّةُ فَاطِمَةَ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَت بِهِ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص أَوصَت بِحَوَائِطِهَا السّبعَةِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِن مَضَي فَإِلَي الحَسَنِ فَإِن مَضَي فَإِلَي الحُسَينِ فَإِن مَضَي فَإِلَي الأَكَابِرِ مِن ولُديِ‌ شَهِدَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ وَ كَتَبَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ

وَ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ قَالَت أوَصتَنيِ‌ فَاطِمَةُ ع أَن لَا يُغَسّلَهَا إِذَا مَاتَت إِلّا أَنَا وَ عَلِيّ فَغَسّلتُهَا أَنَا وَ عَلِيّ ع

وَ قِيلَقَالَت فَاطِمَةُ ع لِأَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ حِينَ تَوَضّأَت وُضُوءَهَا لِلصّلَاةِ هاَتيِ‌ طيِبيِ‌َ ألّذِي أَتَطَيّبُ بِهِ وَ هاَتيِ‌ ثيِاَبيِ‌َ التّيِ‌ أصُلَيّ‌ فِيهَا فَتَوَضّأَت ثُمّ وَضَعَت


صفحه : 186

رَأسَهَا فَقَالَت لَهَا اجلسِيِ‌ عِندَ رأَسيِ‌ فَإِذَا جَاءَ وَقتُ الصّلَاةِ فأَقَيِميِنيِ‌ فَإِن قُمتُ وَ إِلّا فأَرَسلِيِ‌ إِلَي عَلِيّ فَلَمّا جَاءَ وَقتُ الصّلَاةِ قَالَتِ الصّلَاةَ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ فَإِذَا هيِ‌َ قَد قُبِضَت فَجَاءَ عَلِيّ فَقَالَت لَهُ قَد قُبِضَت ابنَةُ رَسُولِ اللّهِ قَالَ عَلِيّ مَتَي قَالَت حِينَ أَرسَلتُ إِلَيكَ قَالَ فَأَمَرَ أَسمَاءَ فَغَسّلَتهَا وَ أَمَرَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع يُدخِلَانِ المَاءَ وَ دَفَنَهَا لَيلًا وَ سَوّي قَبرَهَا فَعُوتِبَ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ بِذَلِكَ أمَرَتَنيِ‌

وَ روُيِ‌َأَنّهَا بَقِيَت بَعدَ أَبِيهَا أَربَعِينَ صَبَاحاً وَ لَمّا حَضَرَتهَا الوَفَاةُ قَالَت لِأَسمَاءَ إِنّ جَبرَئِيلَ أَتَي النّبِيّص لَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ بِكَافُورٍ مِنَ الجَنّةِ فَقَسَمَهُ أَثلَاثاً ثُلُثاً لِنَفسِهِ وَ ثُلُثاً لعِلَيِ‌ّ وَ ثُلُثاً لِي وَ كَانَ أَربَعِينَ دِرهَماً فَقَالَت يَا أَسمَاءُ ائتيِنيِ‌ بِبَقِيّةِ حَنُوطِ واَلدِيِ‌ مِن مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَضَعِيهِ عِندَ رأَسيِ‌ فَوَضَعَتهُ ثُمّ تَسَجّت بِثَوبِهَا وَ قَالَتِ انتظَرِيِنيِ‌ هُنَيهَةً وَ ادعيِنيِ‌ فَإِن أَجَبتُكِ وَ إِلّا فاَعلمَيِ‌ أنَيّ‌ قَد قَدِمتُ عَلَي أَبِيص فَانتَظَرَتهَا هُنَيهَةً ثُمّ نَادَتهَا فَلَم تُجِبهَا فَنَادَت يَا بِنتَ مُحَمّدٍ المُصطَفَي يَا بِنتَ أَكرَمِ مَن حَمَلَتهُ النّسَاءُ يَا بِنتَ خَيرِ مَن وَطِئَ الحَصَا يَا بِنتَ مَن كَانَ مِن رَبّهِقابَ قَوسَينِ أَو أَدني قَالَ فَلَم تُجِبهَا فَكَشَفَتِ الثّوبَ عَن وَجهِهَا فَإِذَا بِهَا قَد فَارَقَتِ الدّنيَا فَوَقَعَت عَلَيهَا تُقَبّلُهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُ فَاطِمَةُ إِذَا قَدِمتَ عَلَي أَبِيكَ رَسُولِ اللّهِ فَأَقرِئِيهِ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ السّلَامَ فَبَينَا هيِ‌َ كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَا يَا أَسمَاءُ مَا يُنِيمُ أُمّنَا فِي هَذِهِ السّاعَةِ قَالَت يَا ابنيَ‌ رَسُولِ اللّهِ لَيسَت أُمّكُمَا نَائِمَةً قَد فَارَقَتِ الدّنيَا فَوَقَعَ عَلَيهَا الحَسَنُ يُقَبّلُهَا مَرّةً وَ يَقُولُ يَا أُمّاهُ كلَمّيِنيِ‌ قَبلَ أَن تُفَارِقَ روُحيِ‌ بدَنَيِ‌ قَالَت وَ أَقبَلَ الحُسَينُ يُقَبّلُ رِجلَهَا وَ يَقُولُ يَا أُمّاه أَنَا ابنُكِ الحُسَينُ كلَمّيِنيِ‌ قَبلَ أَن يَتَصَدّعَ قلَبيِ‌ فَأَمُوتَ قَالَت لَهُمَا أَسمَاءُ يَا ابنيَ‌ رَسُولِ اللّهِ انطَلِقَا إِلَي أَبِيكُمَا عَلِيّ فَأَخبِرَاهُ بِمَوتِ أُمّكُمَا فَخَرَجَا حَتّي إِذَا كَانَا قُربَ المَسجِدِ رَفَعَا أَصوَاتَهُمَا بِالبُكَاءِ فَابتَدَرَهُمَا جَمِيعُ الصّحَابَةِ فَقَالُوا مَا يُبكِيكُمَا يَا ابنيَ‌ رَسُولِ اللّهِ لَا أَبكَي اللّهُ أَعيُنَكُمَا لَعَلّكُمَا نَظَرتُمَا


صفحه : 187

إِلَي مَوقِفِ جَدّكُمَا فَبَكَيتُمَا شَوقاً إِلَيهِ فَقَالَا لَا أَ وَ لَيسَ قَد مَاتَت أُمّنَا فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا قَالَ فَوَقَعَ عَلِيّ ع عَلَي وَجهِهِ يَقُولُ بِمَنِ العَزَاءُ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ كُنتُ بِكِ أَتَعَزّي فَفِيمَ العَزَاءُ مِن بَعدِكِ ثُمّ قَالَ


لِكُلّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَينِ فُرقَةٌ   وَ كُلّ ألّذِي دُونَ الفِرَاقِ قَلِيلٌ

وَ إِنّ افتقِاَديِ‌ فَاطِماً بَعدَ أَحمَدَ   دَلِيلٌ عَلَي أَن لَا يَدُومَ خَلِيلٌ

ثُمّ قَالَ ع يَا أَسمَاءُ غَسّلِيهَا وَ حَنّطِيهَا وَ كَفّنِيهَا قَالَ فَغَسّلُوهَا وَ كَفّنُوهَا وَ حَنّطُوهَا وَ صَلّوا عَلَيهَا لَيلًا وَ دَفَنُوهَا بِالبَقِيعِ وَ مَاتَت بَعدَ العَصرِ

و قال ابن بابويه رحمه الله جاء هذاالخبر كذا والصحيح عندي‌ أنها دفنت في بيتها فلما زاد بنو أمية في المسجد صارت في المسجد. قلت الظاهر والمشهور مما نقله الناس وأرباب التواريخ والسير أنها ع دفنت بالبقيع كماتقدم

وَ رَوَي مَرفُوعاً إِلَي سَلمَي أُمّ بنَيِ‌ رَافِعٍ قَالَت كُنتُ عِندَ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍص فِي شَكوَاهَا التّيِ‌ مَاتَت فِيهَا قَالَت فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ الأَيّامِ وَ هيِ‌َ أَخَفّ مَا نَرَاهَا فَغَدَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِي حَاجَتِهِ وَ هُوَ يَرَي يَومَئِذٍ أَنّهَا أَمثَلُ مَا كَانَت فَقَالَت يَا أُمّه اسكبُيِ‌ لِي غَسلًا فَفَعَلتُ فَاغتَسَلَت كَأَشَدّ مَا رَأَيتُهَا ثُمّ قَالَت لِي أعَطيِنيِ‌ ثيِاَبيِ‌َ الجُدُدَ فَأَعطَيتُهَا فَلَبِسَت ثُمّ قَالَت ضعَيِ‌ فرِاَشيِ‌ وَ استقَبلِيِنيِ‌ ثُمّ قَالَت إنِيّ‌ قَد فَرَغتُ مِن نفَسيِ‌ فَلَا أُكشَفَنّ إنِيّ‌ مَقبُوضَةٌ الآنَ ثُمّ تَوَسّدَت يَدَهَا اليُمنَي وَ استَقبَلَتِ القِبلَةَ فَقُبِضَت فَجَاءَ عَلِيّ ع وَ نَحنُ نَصِيحُ فَسَأَلَ عَنهَا فَأَخبَرَتهُ فَقَالَ إِذاً وَ اللّهِ لَا تُكشَفُ فَاحتُمِلَت فِي ثِيَابِهَا فَغُيّبَت


صفحه : 188

أَقُولُ إِنّ هَذَا الحَدِيثَ قَد رَوَاهُ ابنُ بَابَوَيهِ رَحِمَهُ اللّهُ كَمَا تَرَي وَ قَد رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ عَن أُمّ سَلمَي قَالَت اشتَكَت فَاطِمَةُ ع شَكوَاهَا التّيِ‌ قُبِضَت فِيهِ فَكُنتُ أُمَرّضُهَا فَأَصبَحتُ يَوماً كَأَمثَلِ مَا رَأَيتُهَا فِي شَكوَاهَا ذَلِكَ قَالَت وَ خَرَجَ عَلِيّ ع لِبَعضِ حَاجَتِهِ فَقَالَت يَا أُمّاه اسكبُيِ‌ لِي غَسلًا فَسَكَبتُ لَهَا غَسلًا فَاغتَسَلَت كَأَحسَنِ مَا رَأَيتُهَا تَغتَسِلُ ثُمّ قَالَت يَا أُمّاه أعَطيِنيِ‌ ثيِاَبيِ‌َ الجُدُدَ فَأَعطَيتُهَا فَلَبِسَتهَا ثُمّ قَالَت يَا أُمّاه قدَمّيِ‌ لِي فرِاَشيِ‌ وَسَطَ البَيتِ فَفَعَلتُ فَاضطَجَعَت وَ استَقبَلَتِ القِبلَةَ وَ جَعَلَت يَدَهَا تَحتَ خَدّهَا ثُمّ قَالَت يَا أُمّاه إنِيّ‌ مَقبُوضَةٌ الآنَ وَ قَد تَطَهّرتُ فَلَا يكَشفِنيِ‌ أَحَدٌ فَقُبِضَت مَكَانَهَا قَالَت فَجَاءَ عَلِيّ ع فَأَخبَرتُهُ

واتفاقهما من طرق الشيعة والسنة علي نقله مع كون الحكم علي خلافه عجيب فإن الفقهاء من الطريقين لايجيزون الدفن إلا بعدالغسل إلا في مواضع ليس هذا منه فكيف رويا هذاالحديث و لم يعللاه و لاذكرا فقهه و لانبها علي الجواز و لاالمنع ولعل هذاأمر يخصها ع وإنما استدل الفقهاء علي أنه يجوز للرجل أن يغسل زوجته بأن عليا غسل فاطمة ع و هوالمشهور

وَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ مَرفُوعاً إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ عَلِيّاً غَسّلَ فَاطِمَةَ ع وَ عَن عَلِيّ أَنّهُ صَلّي عَلَي فَاطِمَةَ وَ كَبّرَ عَلَيهَا خَمساً وَ دَفَنَهَا لَيلًا

وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ فَاطِمَةَ ع دُفِنَت لَيلًا

بيان قدبينا في كتاب المزار أن الأصح أنها مدفونة في بيتها و أما ماذكره من ترك غسلها فالأولي أن يؤول بما ذكرنا سابقا من عدم كشف بدنها للتنظيف فلاتنافي‌ للأخبار الكثيرة الدالة علي أن عليا ع غسلها ويؤيد ماذكرنا من التأويل مامر في رواية ورقة فلاتغفل

19-كشف ،[كشف الغمة] وَ نَقَلتُ مِن كِتَابِ الذّرّيّةِ الطّاهِرَةِ للِدوّلاَبيِ‌ّ فِي وَفَاتِهَا ع مَا نَقَلَهُ مِن رِجَالِهِ قَالَلَبِثَت فَاطِمَةُ بَعدَ النّبِيّص ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ وَ قَالَ


صفحه : 189

ابنُ شِهَابٍ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ قَالَ الزهّريِ‌ّ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ مِثلُهُ عَن عَائِشَةَ وَ مِثلُهُ عَن عُروَةَ بنِ الزّبَيرِ وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع خَمساً وَ تِسعِينَ لَيلَةً فِي سَنَةِ إِحدَي عَشرَةَ وَ قَالَ ابنُ قُتَيبَةَ فِي مَعَارِفِهِ مِائَةَ يَومٍ وَ قِيلَ مَاتَت فِي سَنَةِ إِحدَي عَشرَةَ لَيلَةَ الثّلَاثَاءِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ هيِ‌َ بِنتُ تِسعٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً أَو نَحوِهَا

وَ قِيلَ دَخَلَ العَبّاسُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ أَيّنَا أَكبَرُ فَقَالَ العَبّاسُ وُلِدتَ يَا عَلِيّ قَبلَ بِنَاءِ قُرَيشٍ البَيتَ بِسَنَوَاتٍ وَ وُلِدَت ابنتَيِ‌ وَ قُرَيشٌ تبَنيِ‌ البَيتَ وَ رَسُولُ اللّهِص ابنُ خَمسٍ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً قَبلَ النّبُوّةِ بِخَمسِ سِنِينَ

وَ روُيِ‌َ أَنّهَا أَوصَت عَلِيّاً ع وَ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ أَن يُغَسّلَاهَا

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَرِضَت فَاطِمَةُ مَرَضاً شَدِيداً فَقَالَت لِأَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ أَ لَا تَرَينَ إِلَي مَا بَلَغتُ فَلَا تحَملِيِنيِ‌ عَلَي سَرِيرٍ ظَاهِرٍ فَقَالَت لَا لعَمَريِ‌ وَ لَكِن أَصنَعُ نَعشاً كَمَا رَأَيتُ يُصنَعُ بِالحَبَشَةِ قَالَت فَأَرِينِيهِ فَأَرسَلَت إِلَي جَرَائِدَ رَطبَةٍ فَقُطّعَت مِنَ الأَسوَاقِ ثُمّ جَعَلَت عَلَي السّرِيرِ نَعشاً وَ هُوَ أَوّلُ مَا كَانَ النّعشُ فَتَبَسّمَت وَ مَا رُئِيَت مُتَبَسّمَةً إِلّا يَومَئِذٍ ثُمّ حَمَلنَاهَا فَدَفَنّاهَا لَيلًا وَ صَلّي عَلَيهَا العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ نَزَلَ فِي حُفرَتِهَا هُوَ وَ عَلِيّ وَ الفَضلُ بنُ عَبّاسٍ

وَ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ أَنّ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص قَالَت لِأَسمَاءَ إنِيّ‌ قَدِ استَقبَحتُ مَا يُصنَعُ بِالنّسَاءِ أَنّهُ يُطرَحُ عَلَي المَرأَةِ الثّوبُ فَيَصِفُهَا لِمَن رَأَي فَقَالَت أَسمَاءُ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا أُرِيكِ شَيئاً رَأَيتُهُ بِأَرضِ الحَبَشَةِ قَالَ فَدَعَت بِجَرِيدَةٍ رَطبَةٍ فَحَسّنَتهَا ثُمّ طَرَحَت عَلَيهَا ثَوباً فَقَالَت فَاطِمَةُ ع مَا أَحسَنَ هَذَا وَ أَجمَلَهُ لَا تُعرَفُ بِهِ المَرأَةُ مِنَ الرّجُلِ قَالَ قَالَت فَاطِمَةُ فَإِذَا مِتّ فاَغسلِيِنيِ‌ أَنتِ وَ لَا يَدخُلَنّ عَلَيّ أَحَدٌ فَلَمّا تُوُفّيَت فَاطِمَةُ ع جَاءَت عَائِشَةُ تَدخُلُ عَلَيهَا فَقَالَت أَسمَاءُ لَا تدَخلُيِ‌ فَكَلّمَت عَائِشَةُ


صفحه : 190

أَبَا بَكرٍ فَقَالَت إِنّ هَذِهِ الخَثعَمِيّةَ تَحُولُ بَينَنَا وَ بَينَ ابنَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد جَعَلَت لَهَا مِثلَ هَودَجِ العَرُوسِ فَقَالَت أَسمَاءُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ أمَرَتَنيِ‌ أَن لَا يَدخُلَ عَلَيهَا أَحَدٌ وَ أَرَيتُهَا هَذَا ألّذِي صَنَعتُ وَ هيِ‌َ حَيّةٌ فأَمَرَتَنيِ‌ أَن أَصنَعَ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ اصنعَيِ‌ مَا أَمَرَتكِ فَانصَرَفَ وَ غَسّلَهَا عَلِيّ ع وَ أَسمَاءُ

وَ رَوَي الدوّلاَبيِ‌ّ حَدِيثَ الغُسلِ ألّذِي اغتَسَلَتهُ قَبلَ وَفَاتِهَا وَ كَونُهَا دُفِنَت بِهِ وَ لَم تُكشَف وَ قَد تَقَدّمَ ذِكرُهُ وَ روُيِ‌َ مِن غَيرِ هَذَا أَنّ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ عَاتَبَا عَلِيّاً ع كَونَهُ لَم يُؤذِنهُمَا بِالصّلَاةِ عَلَيهَا فَاعتَذَرَ أَنّهَا أَوصَتهُ بِذَلِكَ وَ حَلَفَ لَهُمَا فَصَدّقَاهُ وَ عَذّرَاهُ وَ قَالَ عَلِيّ ع عِندَ دَفنِ فَاطِمَةَ ع كاَلمنُاَجيِ‌ بِذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص عِندَ قَبرِهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ عنَيّ‌ وَ عَنِ ابنَتِكَ النّازِلَةِ فِي جِوَارِكَ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ عِيسَي الحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ أنَشدَنَيِ‌ بَعضُ الأَصحَابِ للِقاَضيِ‌ أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي قَرِيعَةَ


يَا مَن يُسَائِلُ ذَائِباً   عَن كُلّ مُعضِلَةٍ سَخِيفَةٍ

لَا تَكشِفَنّ مُغَطّي   فَلَرُبّمَا كَشَفتَ جِيفَةً

وَ لَرُبّ مَستُورٍ بَدَا   كَالطّبلِ مِن تَحتِ القَطِيفَةِ

إِنّ الجَوَابَ لَحَاضِرٌ   لكَنِنّيِ‌ أُخفِيهِ خِيفَةً

لَو لَا اعتِدَاءُ رَعِيّةٍ   ألُقيِ‌ سِيَاسَتَهَا الخَلِيفَةَ

وَ سُيُوفُ أَعدَاءٍ بِهَا   هَامَاتُنَا أَبَداً نَقِيفَةٌ

لَنَشَرتُ مِن أَسرَارِ آلِ   مُحَمّدٍ جُمَلًا طَرِيفَةً

تُغنِيكُم عَمّا رَوَاهُ   مَالِكٌ وَ أَبُو حَنِيفَةَ

وَ أَرَيتُكُم أَنّ الحُسَينَ أُصِيبَ   فِي يَومِ السّقِيفَةِ

وَ لأِيَ‌ّ حَالٍ لُحّدَت   بِاللّيلِ فَاطِمَةُ الشّرِيفَةُ

وَ لِمَا حَمَت شَيخَيكُمُ   عَن وَطءِ حُجرَتِهَا المُنِيفَةِ

أَوّه لِبِنتِ مُحَمّدٍ   مَاتَت بِغُصّتِهَا أَسِيفَةً

صفحه : 191

و قدورد من كلامها ع في مرض موتها مايدل علي شدة تألمها وعظم موجدتها وفرط شكايتها ممن ظلمها ومنعها حقها أعرضت عن ذكره وألغيت القول فيه ونكبت عن إيراده لأن غرضي‌ من هذاالكتاب نعت مناقبهم ومزاياهم وتنبيه الغافل عن موالاتهم فربما تنبه ووالاهم ووصف ماخصهم الله به من الفضائل التي‌ ليست لأحد سواهم فأما ذكر الغير والبحث عن الشر والخير فليس من غرض هذاالكتاب و هوموكول إلي يوم الحساب وإِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ.بيان النقف كسر الهامة عن الدماغ أوضربها أشد ضرب أوبرمح أوعصا

20-ضه ،[روضة الواعظين ]مَرِضَت فَاطِمَةُ ع مَرَضاً شَدِيداً وَ مَكَثَت أَربَعِينَ لَيلَةً فِي مَرَضِهَا إِلَي أَن تُوُفّيَت صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا فَلَمّا نُعِيَت إِلَيهَا نَفسُهَا دَعَت أُمّ أَيمَنَ وَ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ وَ وَجّهَت خَلفَ عَلِيّ وَ أَحضَرَتهُ فَقَالَت يَا ابنَ عَمّ إِنّهُ قَد نُعِيَت إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ وَ إنِيّ‌ لَا أَرَي مَا بيِ‌ إِلّا أنَنّيِ‌ لَاحِقٌ بأِبَيِ‌ سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ وَ أَنَا أُوصِيكَ بِأَشيَاءَ فِي قلَبيِ‌ قَالَ لَهَا عَلِيّ ع أوَصيِنيِ‌ بِمَا أَحبَبتِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ فَجَلَسَ عِندَ رَأسِهَا وَ أَخرَجَ مَن كَانَ فِي البَيتِ ثُمّ قَالَت يَا ابنَ عَمّ مَا عهَدِتنَيِ‌ كَاذِبَةً وَ لَا خَائِنَةً وَ لَا خَالَفتُكَ مُنذُ عاَشرَتنَيِ‌ فَقَالَ ع مَعَاذَ اللّهِ أَنتِ أَعلَمُ بِاللّهِ وَ أَبَرّ وَ أَتقَي وَ أَكرَمُ وَ أَشَدّ خَوفاً مِن اللّهِ مِن أَن أُوَبّخَكِ بمِخُاَلفَتَيِ‌ قَد عَزّ عَلَيّ مُفَارَقَتُكِ وَ تَفَقّدُكِ إِلّا أَنّهُ أَمرٌ لَا بُدّ مِنهُ وَ اللّهِ جَدّدتِ عَلَيّ مُصِيبَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد عَظُمَت وَفَاتُكِ وَ فَقدُكِ فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ مِن مُصِيبَةٍ مَا أَفجَعَهَا وَ آلَمَهَا وَ أَمَضّهَا وَ أَحزَنَهَا هَذِهِ وَ اللّهِ مُصِيبَةٌ لَا عَزَاءَ لَهَا وَ رَزِيّةٌ لَا خَلَفَ لَهَا


صفحه : 192

ثُمّ بَكَيَا جَمِيعاً سَاعَةً وَ أَخَذَ عَلَي رَأسِهَا وَ ضَمّهَا إِلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ أوُصيِنيِ‌ بِمَا شِئتِ فَإِنّكِ تجدني‌[تجَدِيِنيِ‌] فِيهَا أمَضيِ‌ كَمَا أمَرَتنِيِ‌ بِهِ وَ أَختَارُ أَمرَكِ عَلَي أمَريِ‌ ثُمّ قَالَت جَزَاكِ اللّهُ عنَيّ‌ خَيرَ الجَزَاءِ يَا ابنَ عَمّ رَسُولِ اللّهِ أُوصِيكِ أَوّلًا أَن تَتَزَوّجَ بعَديِ‌ بِابنَةِ أخُتيِ‌ أُمَامَةَ فَإِنّهَا تَكُونُ لوِلُديِ‌ مثِليِ‌ فَإِنّ الرّجَالَ لَا بُدّ لَهُم مِنَ النّسَاءِ قَالَ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَربَعٌ لَيسَ لِي إِلَي فِرَاقِهِ سَبِيلٌ بِنتُ أَبِي العَاصِ أُمَامَةُ أوَصتَنيِ‌ بِهَا فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص ثُمّ قَالَت أُوصِيكَ يَا ابنَ عَمّ أَن تَتّخِذَ لِي نَعشاً فَقَد رَأَيتُ المَلَائِكَةَ صَوّرُوا صُورَتَهُ فَقَالَ لَهَا صِفِيهِ لِي فَوَصَفَتهُ فَاتّخَذَهُ لَهَا فَأَوّلُ نَعشٍ عُمِلَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ ذَاكَ وَ مَا رَأَي أَحَدٌ قَبلَهُ وَ لَا عَمِلَ أَحَدٌ ثُمّ قَالَت أُوصِيكَ أَن لَا يَشهَدَ أَحَدٌ جنِاَزتَيِ‌ مِن هَؤُلَاءِ الّذِينَ ظلَمَوُنيِ‌ وَ أَخَذُوا حقَيّ‌ فَإِنّهُم عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّ رَسُولِ اللّهِص وَ لَا تَترُكُ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَيّ أَحَدٌ مِنهُم وَ لَا مِن أَتبَاعِهِم وَ ادفنِيّ‌ فِي اللّيلِ إِذَا هَدَأَتِ العُيُونُ وَ نَامَتِ الأَبصَارُ ثُمّ تُوُفّيَت صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ بَنِيهَا فَصَاحَت أَهلُ المَدِينَةِ صَيحَةً وَاحِدَةً وَ اجتَمَعَت نِسَاءُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فِي دَارِهَا فَصَرَخُوا صَرخَةً وَاحِدَةً كَادَتِ المَدِينَةُ أَن تَتَزَعزَعَ مِن صُرَاخِهِنّ وَ هُنّ يَقُلنَ يَا سَيّدَتَاه يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ وَ أَقبَلَ النّاسُ مِثلَ عُرفِ الفَرَسِ إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ جَالِسٌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع بَينَ يَدَيهِ يَبكِيَانِ فَبَكَي النّاسُ لِبُكَائِهِمَا وَ خَرَجَت أُمّ كُلثُومٍ وَ عَلَيهَا بُرقُعَةٌ وَ تَجُرّ ذَيلَهَا مُتَجَلّلَةً بِرِدَاءٍ عَلَيهَا تُسَبّجُهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُ يَا أَبَتَاه يَا رَسُولَ اللّهِ الآنَ حَقّاً فَقَدنَاكَ فَقداً لَا لِقَاءَ بَعدَهُ أَبَداً وَ اجتَمَعَ النّاسُ فَجَلَسُوا وَ هُم يَضِجّونَ وَ يَنتَظِرُونَ أَن تُخرَجَ الجِنَازَةُ فَيُصَلّونَ عَلَيهَا وَ خَرَجَ أَبُو ذَرّ وَ قَالَ انصَرِفُوا فَإِنّ ابنَةَ رَسُولِ اللّهِص قَد أُخّرَ إِخرَاجُهَا فِي هَذِهِ العَشِيّةِ فَقَامَ النّاسُ وَ انصَرَفُوا


صفحه : 193

فَلَمّا أَن هَدَأَتِ العُيُونُ وَ مَضَي شَطرٌ مِنَ اللّيلِ أَخرَجَهَا عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ عَمّارٌ وَ المِقدَادُ وَ عَقِيلٌ وَ الزّبَيرُ وَ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ بُرَيدَةُ وَ نَفَرٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ خَوَاصّهُ صَلّوا عَلَيهَا وَ دَفَنُوهَا فِي جَوفِ اللّيلِ وَ سَوّي عَلِيّ ع حَوَالَيهَا قُبُوراً مُزَوّرَةً مِقدَارَ سَبعَةٍ حَتّي لَا يُعرَفَ قَبرُهَا وَ قَالَ بَعضُهُم مِنَ الخَوَاصّ قَبرُهَا سوُيّ‌َ مَعَ الأَرضِ مُستَوِياً فَمَسَحَ مَسحاً سَوَاءً مَعَ الأَرضِ حَتّي لَا يُعرَفَ مَوضِعُهُ

21-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ رَحِمَهُ اللّهُ رَفَعَهُ وَ أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ الشيّباَنيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ القَاسِمُ بنُ مُحَمّدٍ الراّزيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الهرُمزُاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا قُبِضَت فَاطِمَةُ ع دَفَنَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سِرّاً وَ عَفَا عَلَي مَوضِعِ قَبرِهَا ثُمّ قَامَ فَحَوّلَ وَجهَهُ إِلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ عنَيّ‌ وَ السّلَامُ عَلَيكَ عَنِ ابنَتِكَ وَ زَائِرَتِكَ وَ البَائِتَةِ فِي الثّرَي بِبُقعَتِكَ وَ المُختَارُ اللّهُ لَهَا سُرعَةَ اللّحَاقِ بِكَ قَلّ يَا رَسُولَ اللّهِ عَن صَفِيّتِكَ صبَريِ‌ وَ عَفَا عَن سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ تجَلَدّيِ‌ إِلّا أَنّ فِي التأّسَيّ‌ لِي بِسُنّتِكَ فِي فُرقَتِكَ مَوضِعَ تَعَزّ فَلَقَد وَسّدتُكَ فِي مَلحُودَةِ قَبرِكَ وَ فَاضَت نَفسُكَ بَينَ نحَريِ‌ وَ صدَريِ‌ بَلَي وَ فِي كِتَابِ اللّهِ لِي أَنعُمُ القَبُولِإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ قَدِ استُرجِعَتِ الوَدِيعَةُ وَ أُخِذَتِ الرّهِينَةُ وَ أُخلِسَتِ الزّهرَاءُ فَمَا أَقبَحَ الخَضرَاءَ وَ الغَبرَاءَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَمّا حزُنيِ‌ فَسَرمَدٌ وَ أَمّا ليَليِ‌ فَمُسَهّدٌ وَ هَمّ لَا يَبرَحُ مِن قلَبيِ‌ أَو يَختَارَ اللّهُ لِي دَارَكَ التّيِ‌ أَنتَ فِيهَا مُقِيمٌ كَمَدٌ مُقَيّحٌ وَ هَمّ مُهَيّجٌ سَرعَانَ مَا فَرّقَ بَينَنَا وَ إِلَي اللّهِ أَشكُو وَ سَتُنبِئُكَ ابنَتُكَ بِتَظَافُرِ أُمّتِكَ عَلَي هَضمِهَا فَأَحفِهَا السّؤَالَ وَ استَخبِرهَا الحَالَ فَكَم مِن غَلِيلٍ مُعتَلِجٍ بِصَدرِهَا لَم تَجِد إِلَي بَثّهِ سَبِيلًا وَ سَتَقُولُ وَ يَحكُمُ اللّهُوَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ


صفحه : 194

وَ السّلَامُ عَلَيكُمَا سَلَامَ مُوَدّعٍ لَا قَالٍ وَ لَا سَئِمٍ فَإِن أَنصَرِف فَلَا عَن مَلَالَةٍ وَ إِن أُقِم فَلَا عَن سُوءِ ظَنّ بِمَا وَعَدَ اللّهُ الصّابِرِينَ وَاهاً وَاهاً وَ الصّبرُ أَيمَنُ وَ أَجمَلُ وَ لَو لَا غَلَبَةُ المُستَولِينَ لَجَعَلتُ المُقَامَ وَ اللّبثَ لِزَاماً مَعكُوفاً وَ لَأَعوَلتُ إِعوَالَ الثّكلَي عَلَي جَلِيلِ الرّزِيّةِ فَبِعَينِ اللّهِ تُدفَنُ ابنَتُكَ سِرّاً وَ تُهضَمُ حَقّهَا وَ يُمنَعُ إِرثُهَا وَ لَم يَتَبَاعَدِ العَهدُ وَ لَم يَخلُق مِنكَ الذّكرُ وَ إِلَي اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ المُشتَكَي وَ فِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَحسَنُ العَزَاءِ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ وَ عَلَيهَا السّلَامُ وَ الرّضوَانُ

بيان العفو المحو والانمحاء والتجلد القوة قوله ع إلا أن في التأسي‌ لي بسنتك أي بسنة فرقتك والمعني أن المصيبة بفراقك كانت أعظم فكما صبرت علي تلك مع كونها أشد فلأن أصبر علي هذه أولي والتأسي‌ الاقتداء بالصبر في هذه المصيبة كالصبر في تلك وفاضت نفسه خرجت روحه . قوله ع في كتاب الله أنعم القبول أي فيه مايصير سببا لقبول المصائب أنعم القبول واستعار ع لفظ الوديعة والرهينة لتلك النفس الكريمة لأن الأرواح كالوديعة والرهن في الأبدان أولأن النساء كالودائع والرهائن عندالأزواج ويمكن أن يقرأ استرجعت وقرائنه علي بناء المعلوم والمجهول . والتخالس التسالب والسهود قلة النوم أويختار أي إلي أن يختار والكمد بالفتح وبالتحريك الحزن الشديد ومرض القلب منه و هوإما خبر لقوله هم أو كل منهما خبر مبتدإ محذوف والهضم الظلم والإحفاء المبالغة في السؤال والغليل حرارة الجوف واعتلجت الأمواج التطمت و في نهج البلاغة وكشف الغمة و السلام عليكما سلام مودع . وعكفه يعكفه حبسه والإعوال رفع الصوت بالبكاء والصياح قوله فبعين الله أي تدفن ابنتك سرا متلبسا بعلم من الله وحضوره وشهوده قوله ع وفيك أي في إطاعة أمرك

22-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ


صفحه : 195

عَن أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ الجَفرِ فَقَالَ هُوَ جِلدُ ثَورٍ مَملُوءٌ عِلماً قَالَ لَهُ فَالجَامِعَةُ قَالَ تِلكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرضِ الأَدِيمِ مِثلُ فَخِذِ الفَالِجِ فِيهَا كُلّ مَا يَحتَاجُ النّاسُ إِلَيهِ وَ لَيسَ مِن قَضِيّةٍ إِلّا وَ هيِ‌َ فِيهَا حَتّي أَرشُ الخَدشِ قَالَ فَمُصحَفُ فَاطِمَةَ ع قَالَ فَسَكَتَ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ إِنّكُم لَتَبحَثُونَ عَمّا تُرِيدُونَ وَ عَمّا لَا تُرِيدُونَ إِنّ فَاطِمَةَ مَكَثَت بَعدَ رَسُولِ اللّهِص خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً وَ كَانَ دَخَلَهَا حُزنٌ شَدِيدٌ عَلَي أَبِيهَا وَ كَانَ جَبرَئِيلُ يَأتِيهَا فَيُحسِنُ عَزَاءَهَا عَلَي أَبِيهَا وَ يُطَيّبُ نَفسَهَا وَ يُخبِرُهَا عَن أَبِيهَا وَ مَكَانِهِ وَ يُخبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعدَهَا فِي ذُرّيّتِهَا وَ كَانَ عَلِيّ ع يَكتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصحَفُ فَاطِمَةَ ع

23- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ أَسقَاطَكُم إِذَا لَقُوكُم يَومَ القِيَامَةِ وَ لَم تُسَمّوهُم يَقُولُ السّقطُ لِأَبِيهِ أَ لَا سمَيّتنَيِ‌ وَ قَد سَمّي رَسُولُ اللّهِص مُحَسّناً قَبلَ أَن يُولَدَ

بيان يحتمل أن يكون و قدسمي كلام السقط

24- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ عَاشَت فَاطِمَةُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً لَم تُرَ كَاشِرَةً وَ لَا ضَاحِكَةً تأَتيِ‌ قُبُورَ الشّهَدَاءِ فِي كُلّ جُمعَةٍ مَرّتَينِ الإِثنَينِ وَ الخَمِيسَ فَتَقُولُ ع هَاهُنَا كَانَ رَسُولُ اللّهِ وَ هَاهُنَا كَانَ المُشرِكُونَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبَانٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهَا كَانَت تصُلَيّ‌ هُنَاكَ وَ تَدعُو حَتّي مَاتَت ع

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام مثله

25-كا،[الكافي‌]حُمَيدٌ عَنِ ابنِ سَمَاعَةَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُفَضّلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُجَاءَت فَاطِمَةُ ع إِلَي سَارِيَةٍ فِي المَسجِدِ وَ هيِ‌َ تَقُولُ وَ تُخَاطِبُ النّبِيّص


صفحه : 196


قَد كَانَ بَعدَكَ أَنبَاءٌ وَ هَنبَثَةٌ   لَو كُنتَ شَاهِدَهَا لَم يَكثُرِ الخَطبُ

إِنّا فَقَدنَاكَ فَقدَ الأَرضِ وَابِلَهَا   وَ اختَلّ قَومُكَ فَاشهَدهُم وَ لَا تَغِب

بيان قال الجزري‌ الهنبثة واحدة الهنابث وهي‌ الأمور الشداد المختلفة والهنبثة الاختلاط في القول والشهود الحضور والخطب بالفتح الأمر ألذي تقع فيه المخاطبة والشأن والحال والوابل المطر الشديد

26- قل ،[إقبال الأعمال ]رُوّينَا عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا ذَكَرنَاهُم فِي كِتَابِ التّعرِيفِ لِلمَولِدِ الشّرِيفِ أَنّ وَفَاةَ فَاطِمَةَ ع صَارَت يَومَ ثَالِثِ جُمَادَي الآخِرَةِ

27- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَنشَدَتِ الزّهرَاءُ ع بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهَاص


وَ قَد رُزِئنَا بِهِ مَحضاً خَلِيقَتَهُ   صاَفيِ‌ الضّرَائِبِ وَ الأَعرَاقِ وَ النّسَبِ

وَ كُنتَ بَدراً وَ نُوراً يُستَضَاءُ بِهِ   عَلَيكَ تَنزِلُ مِن ذيِ‌ العِزّةِ الكُتُبُ

وَ كَانَ جَبرَئِيلُ رُوحُ القُدُسِ زَائِرَنَا   فَغَابَ عَنّا وَ كُلّ الخَيرِ مُحتَجِبٌ

فَلَيتَ قَبلَكَ كَانَ المَوتُ صَادَفَنَا   لَمّا مَضَيتَ وَ حَالَت دُونَكَ الحُجُبُ

إِنّا رُزِئنَا بِمَا لَم يُرزَ ذُو شَجَنٍ   مِنَ البَرِيّةِ لَا عُجمٍ وَ لَا عُربٍ

ضَاقَت عَلَيّ بِلَادٌ بَعدَ مَا رَحُبَت   وَ سِيمَ سِبطَاكَ خَسفاً فِيهِ لِي نَصَبٌ

فَأَنتَ وَ اللّهِ خَيرُ الخَلقِ كُلّهِم   وَ أَصدَقُ النّاسِ حَيثُ الصّدقُ وَ الكَذِبُ

فَسَوفَ نَبكِيكَ مَا عِشنَا وَ مَا بَقِيَت   مِنّا العُيُونُ بِتِهمَالٍ لَهَا سَكبٌ

عَمرُو بنُ دِينَارٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ مَا رُئِيَت فَاطِمَةُ ع ضَاحِكَةً قَطّ مُنذُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي قُبِضَت

بيان الرزء بالضم والهمزة المصيبة بفقد الأعزة ورزئنا علي صيغة المجهول أي أصبنا وأسقطت الهمزة للتخفيف و قوله محضا خليقته مفعول ثان لرزئنا علي التجريد كقولهم لقيت بزيد أسدا أي رزئت به بشخص محض الخليقة لايشوبها كدر وسوء والضريبة الطبيعة والسجية والأعراق جمع عرق بالكسر و هوالأصل من كل شيء والشجن بالتحريك الهم والحزن والعجم بالضم و


صفحه : 197

بالتحريك خلاف العرب و قال الجزري‌ الخسف النقصان والهوان وسيم كلف وألزم وهملت عينه فاضت

28- ج ،[الإحتجاج ] فِيمَا احتَجّ بِهِ الحَسَنُ ع عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ أَصحَابِهِ أَنّهُ قَالَ لِمُغِيرَةَ بنِ شُعبَةَ أَنتَ ضَرَبتَ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي أَدمَيتَهَا وَ أَلقَت مَا فِي بَطنِهَا استِذلَالًا مِنكَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ مُخَالَفَةً مِنكَ لِأَمرِهِ وَ انتِهَاكاً لِحُرمَتِهِ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتِ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ وَ اللّهُ مُصَيّرُكَ إِلَي النّارِ

29-أَقُولُ،وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ بِرِوَايَةِ أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَنهُ عَن سَلمَانَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَاتوُفُيّ‌َ رَسُولُ اللّهِص يَومَ توُفُيّ‌َ فَلَم يُوضَع فِي حُفرَتِهِ حَتّي نَكَثَ النّاسُ وَ ارتَدّوا وَ أَجمَعُوا عَلَي الخِلَافِ وَ اشتَغَلَ عَلِيّ ع بِرَسُولِ اللّهِص حَتّي فَرَغَ مِن غُسلِهِ وَ تَكفِينِهِ وَ تَحنِيطِهِ وَ وَضعِهِ فِي حُفرَتِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي تَألِيفِ القُرآنِ وَ شُغِلَ عَنهُم بِوَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عُمَرُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ يَا هَذَا إِنّ النّاسَ أَجمَعِينَ قَد بَايَعُوكَ مَا خَلَا هَذَا الرّجُلَ وَ أَهلَ بَيتِهِ فَابعَث إِلَيهِ فَبَعَثَ إِلَيهِ ابنَ عَمّ لِعُمَرَ يُقَالُ لَهُ قُنفُذٌ فَقَالَ لَهُ يَا قُنفُذُ انطَلِق إِلَي عَلِيّ فَقُل لَهُ أَجِب خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ فَبَعَثَا مِرَاراً وَ أَبَي عَلِيّ ع أَن يَأتِيَهُم فَوَثَبَ عُمَرُ غَضبَانَ وَ نَادَي خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ وَ قُنفُذاً فَأَمَرَهُمَا أَن يَحمِلَا حَطَباً وَ نَاراً ثُمّ أَقبَلَ حَتّي انتَهَي إِلَي بَابِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ فَاطِمَةُ قَاعِدَةٌ خَلفَ البَابِ قَد عَصَبَت رَأسَهَا وَ نَحِلَ جِسمُهَا فِي وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَأَقبَلَ عُمَرُ حَتّي ضَرَبَ البَابَ ثُمّ نَادَي يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ افتَحِ البَابَ فَقَالَ فَاطِمَةُ يَا عُمَرُ مَا لَنَا وَ لَكَ لَا تَدَعُنَا وَ مَا نَحنُ فِيهِ قَالَ افتحَيِ‌ البَابَ وَ إِلّا أَحرَقنَا عَلَيكُم فَقَالَت يَا عُمَرُ أَ مَا تتَقّيِ‌ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ تَدخُلُ عَلَي بيَتيِ‌ وَ تَهجُمُ عَلَي داَريِ‌ فَأَبَي أَن يَنصَرِفَ ثُمّ دَعَا عُمَرُ بِالنّارِ فَأَضرَمَهَا فِي البَابِ فَأَحرَقَ البَابَ ثُمّ دَفَعَهُ عُمَرُ فَاستَقبَلَتهُ فَاطِمَةُ ع وَ صَاحَت يَا أَبَتَاه يَا رَسُولَ اللّهِ فَرَفَعَ السّيفَ وَ هُوَ فِي غِمدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنبَهَا فَصَرَخَت فَرَفَعَ السّوطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَصَاحَت يَا أَبَتَاه


صفحه : 198

فَوَثَبَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخَذَ بَتَلَابِيبِ عُمَرَ ثُمّ هَزّهُ فَصَرَعَهُ وَ وَجَأَ أَنفَهُ وَ رَقَبَتَهُ وَ هَمّ بِقَتلِهِ فَذَكَرَ قَولَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا أَوصَاهُ بِهِ مِنَ الصّبرِ وَ الطّاعَةِ فَقَالَ وَ ألّذِي كَرّمَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ يَا ابنَ صُهَاكَ لَو لَا كِتَابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ لَعَلِمتَ أَنّكَ لَا تَدخُلُ بيَتيِ‌ فَأَرسَلَ عُمَرُ يَستَغِيثُ فَأَقبَلَ النّاسُ حَتّي دَخَلُوا الدّارَ فَكَاثَرُوهُ وَ أَلقَوا فِي عُنُقِهِ حَبلًا فَحَالَت بَينَهُم وَ بَينَهُ فَاطِمَةُ عِندَ بَابِ البَيتِ فَضَرَبَهَا قُنفُذُ المَلعُونُ بِالسّوطِ فَمَاتَت حِينَ مَاتَت وَ إِنّ فِي عَضُدِهَا كَمِثلِ الدّملُجِ مِن ضَربَتِهِ لَعَنَهُ اللّهُ فَأَلجَأَهَا إِلَي عِضَادَةِ بَيتِهَا وَ دَفَعَهَا فَكَسَرَ ضِلعَهَا مِن جَنبِهَا فَأَلقَت جَنِيناً مِن بَطنِهَا فَلَم تَزَل صَاحِبَةَ فِرَاشٍ حَتّي مَاتَت صَلّي اللّهُ عَلَيهَا مِن ذَلِكَ شَهِيدَةً وَ سَاقَ الحَدِيثَ الطّوِيلَ فِي الدّاهِيَةِ العُظمَي وَ المُصِيبَةِ الكُبرَي إِلَي أَن قَالَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ إِنّ فَاطِمَةَ ع بَلَغَهَا أَنّ أَبَا بَكرٍ قَبَضَ فَدَكاً فَخَرَجَت فِي نِسَاءِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ حَتّي دَخَلَت عَلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَت يَا أَبَا بَكرٍ تُرِيدُ أَن تَأخُذَ منِيّ‌ أَرضاً جَعَلَهَا لِي رَسُولُ اللّهِص فَدَعَا أَبُو بَكرٍ بِدَوَاةٍ لِيَكتُبَ بِهِ لَهَا فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ لَا تَكتُب لَهَا حَتّي تُقِيمَ البَيّنَةَ بِمَا تدَعّيِ‌ فَقَالَت فَاطِمَةُ ع عَلِيّ وَ أُمّ أَيمَنَ يَشهَدَانِ بِذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ لَا تُقبَلُ شَهَادَةُ امرَأَةٍ أَعجَمِيّةٍ لَا تُفصِحُ وَ أَمّا عَلِيّ فَيَجُرّ النّارَ إِلَي قُرصَتِهِ فَرَجَعَت فَاطِمَةُ مُغتَاظَةً فَمَرِضَت وَ كَانَ عَلِيّ يصُلَيّ‌ فِي المَسجِدِ الصّلَوَاتِ الخَمسَ فَلَمّا صَلّي قَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ كَيفَ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ إِلَي أَن ثَقُلَت فَسَأَلَا عَنهَا وَ قَالَا قَد كَانَ بَينَنَا وَ بَينَهَا مَا قَد عَلِمتَ فَإِن رَأَيتَ أَن تَأذَنَ لَنَا لِنَعتَذِرَ إِلَيهَا مِن ذَنبِنَا قَالَ ذَاكَ إِلَيكُمَا فَقَامَا فَجَلَسَا بِالبَابِ وَ دَخَلَ عَلِيّ ع عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَهَا أَيّتُهَا الحُرّةُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ بِالبَابِ يُرِيدَانِ أَن يُسَلّمَا عَلَيكِ فَمَا تُرِيدِينَ قَالَتِ البَيتُ بَيتُكَ وَ الحُرّةُ زَوجَتُكَ افعَل مَا تَشَاءُ فَقَالَ سدُيّ‌ قِنَاعَكِ فَسَدّت قِنَاعَهَا وَ حَوّلَت وَجهَهَا


صفحه : 199

إِلَي الحَائِطِ فَدَخَلَا وَ سَلّمَا وَ قَالَا ارضيَ‌ عَنّا رضَيِ‌َ اللّهُ عَنكِ فَقَالَت مَا دَعَا إِلَي هَذَا فَقَالَا اعتَرَفنَا بِالإِسَاءَةِ وَ رَجَونَا أَن تعُفيِ‌ عَنّا فَقَالَت إِن كُنتُمَا صَادِقَينِ فأَخَبرِاَنيِ‌ عَمّا أَسأَلُكُمَا عَنهُ فإَنِيّ‌ لَا أَسأَلُكُمَا عَن أَمرٍ إِلّا وَ أَنَا عَارِفَةٌ بِأَنّكُمَا تَعلَمَانِهِ فَإِن صَدَقتُمَا عَلِمتُ أَنّكُمَا صَادِقَانِ فِي مَجِيئِكُمَا قَالَا سلَيِ‌ عَمّا بَدَا لَكِ قَالَت نَشَدتُكُمَا بِاللّهِ هَل سَمِعتُمَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ قَالَا نَعَم فَرَفَعَت يَدَهَا إِلَي السّمَاءِ فَقَالَتِ أللّهُمّ إِنّهُمَا قَد آذيَاَنيِ‌ فَأَنَا أَشكُوهُمَا إِلَيكَ وَ إِلَي رَسُولِكَ لَا وَ اللّهِ لَا أَرضَي عَنكُمَا أَبَداً حَتّي أَلقَي أَبِي رَسُولَ اللّهِص وَ أُخبِرَهُ بِمَا صَنَعتُمَا فَيَكُونَ هُوَ الحَاكِمَ فِيكُمَا قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ دَعَا أَبُو بَكرٍ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ وَ جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً فَقَالَ عُمَرُ تَجزَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ مِن قَولِ امرَأَةٍ قَالَ فَبَقِيَت فَاطِمَةُ ع بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهَا ع أَربَعِينَ لَيلَةً فَلَمّا اشتَدّ بِهَا الأَمرُ دَعَت عَلِيّاً ع وَ قَالَت يَا ابنَ عَمّ مَا أرَاَنيِ‌ إِلّا لِمَا بيِ‌ وَ أَنَا أُوصِيكَ أَن تَتَزَوّجَ بِأُمَامَةَ بِنتِ أخُتيِ‌ زَينَبَ تَكُونُ لوِلُديِ‌ مثِليِ‌ وَ اتّخِذ لِي نَعشاً فإَنِيّ‌ رَأَيتُ المَلَائِكَةَ يَصِفُونَهُ لِي وَ أَن لَا يَشهَدَ أَحَدٌ مِن أَعدَاءِ اللّهِ جنِاَزتَيِ‌ وَ لَا دفَنيِ‌ وَ لَا الصّلَاةَ عَلَيّ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَقُبِضَت فَاطِمَةُ ع مِن يَومِهَا فَارتَجّتِ المَدِينَةُ بِالبُكَاءِ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ دَهِشَ النّاسُ كَيَومَ قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص فَأَقبَلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ يُعَزّيَانِ عَلِيّاً ع وَ يَقُولَانِ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ لَا تَسبِقنَا بِالصّلَاةِ عَلَي ابنَةِ رَسُولِ اللّهِ فَلَمّا كَانَ اللّيلُ دَعَا عَلِيّ ع العَبّاسَ وَ الفَضلَ وَ المِقدَادَ وَ سَلمَانَ وَ أَبَا ذَرّ وَ عَمّاراً فَقَدّمَ العَبّاسَ فَصَلّي عَلَيهَا وَ دَفَنُوهَا فَلَمّا أَصبَحَ النّاسُ أَقبَلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ النّاسُ يُرِيدُونَ الصّلَاةَ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ المِقدَادُ قَد دَفَنّا فَاطِمَةَ البَارِحَةَ فَالتَفَتَ عُمَرُ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَ لَم أَقُل لَكَ إِنّهُم سَيَفعَلُونَ قَالَ العَبّاسُ إِنّهَا أَوصَت أَن لَا تُصَلّيَا عَلَيهَا فَقَالَ عُمَرُ لَا تَترُكُونَ يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ حَسَدَكُمُ القَدِيمَ لَنَا أَبَداً إِنّ هَذِهِ الضّغَائِنَ التّيِ‌ فِي صُدُورِكُم لَن تَذهَبَ وَ اللّهِ لَقَد هَمَمتُ أَن أَنبُشَهَا فأَصُلَيّ‌َ عَلَيهَا فَقَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ لَو رُمتَ ذَاكَ يَا ابنَ صُهَاكَ لَا رَجَعَت


صفحه : 200

إِلَيكَ يَمِينُكَ لَئِن سَلَلتُ سيَفَيِ‌ لَا غَمَدتُهُ دُونَ إِزهَاقِ نَفسِكَ فَانكَسَرَ عُمَرُ وَ سَكَتَ وَ عَلِمَ أَنّ عَلِيّاً ع إِذَا حَلَفَ صَدَقَ ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع يَا عُمَرُ أَ لَستَ ألّذِي هَمّ بِكَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَرسَلَ إلِيَ‌ّ فَجِئتُ مُتَقَلّداً سيَفيِ‌ ثُمّ أَقبَلتُ نَحوَكَ لِأَقتُلَكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنّما نَعُدّ لَهُم عَدّا

أقول تمام الخبر مع الأخبار الأخر المشتملة علي ماوقع عليها من الظلم أوردتها في كتاب الفتن

30- مِصبَاحُ الأَنوَارِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ مَاتَت فَاطِمَةُ ع مَا بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ

وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع أَنّ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص لَمّا احتُضِرَت نَظَرَت نَظَراً حَادّاً ثُمّ قَالَت السّلَامُ عَلَي جَبرَئِيلَ السّلَامُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ أللّهُمّ مَعَ رَسُولِكَ أللّهُمّ فِي رِضوَانِكَ وَ جِوَارِكَ وَ دَارِكَ دَارِ السّلَامِ ثُمّ قَالَت أَ تَرَونَ مَا أَرَي فَقِيلَ لَهَا مَا تَرَي قَالَت هَذِهِ مَوَاكِبُ أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ هَذَا جَبرَئِيلُ وَ هَذَا رَسُولُ اللّهِ وَ يَقُولُ يَا بُنَيّةُ اقدمَيِ‌ فَمَا أَمَامَكِ خَيرٌ لَكِ

وَ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ فَاطِمَةَ ع لَمّا احتُضِرَت سَلّمَت عَلَي جَبرَئِيلَ وَ عَلَي النّبِيّص وَ سَلّمَت عَلَي مَلَكِ المَوتِ وَ سَمِعُوا حِسّ المَلَائِكَةِ وَ وَجَدُوا رَائِحَةً طَيّبَةً كَأَطيَبِ مَا يَكُونُ مِنَ الطّيبِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ عَاشَت بَعدَ رَسُولِ اللّهِص سِتّةَ أَشهُرٍ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَكَثَت فَاطِمَةُ ع فِي مَرَضِهَا خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً وَ تُوُفّيَت

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ شَهِدَ دَفنَهَا سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ وَ ابنُ مَسعُودٍ وَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص عَاشَت بَعدَ


صفحه : 201

النّبِيّص سِتّةَ أَشهُرٍ مَا رُئِيَت ضَاحِكَةً وَ عَنهُ ع أَنّ فَاطِمَةَ كُفّنَت فِي سَبعَةِ أَثوَابٍ

وَ عَن حُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بُدُوّ مَرَضِ فَاطِمَةَ بَعدَ خَمسِينَ لَيلَةً مِن وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَعَلِمَت أَنّهَا الوَفَاةُ فَاجتَمَعَت لِذَلِكَ تَأمُرُ عَلِيّاً بِأَمرِهَا وَ تُوصِيهِ بِوَصِيّتِهَا وَ تَعهَدُ إِلَيهِ عُهُودَهَا وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَجزَعُ لِذَلِكَ وَ يُطِيعُهَا فِي جَمِيعِ مَا تَأمُرُهُ فَقَالَت يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص عَهِدَ إلِيَ‌ّ وَ حدَثّنَيِ‌ أنَيّ‌ أَوّلُ أَهلِهِ لُحُوقاً بِهِ وَ لَا بُدّ مِمّا لَا بُدّ مِنهُ فَاصبِر لِأَمرِ اللّهِ تَعَالَي وَ ارضَ بِقَضَائِهِ قَالَ وَ أَوصَتهُ بِغُسلِهَا وَ جَهَازِهَا وَ دَفنِهَا لَيلًا فَفَعَلَ قَالَ وَ أَوصَتهُ بِصَدَقَتِهَا وَ تَرَكَتِهَا قَالَ فَلَمّا فَرَغَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مِن دَفنِهَا لَقِيَهُ الرّجُلَانِ فَقَالَا لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا صَنَعتَ قَالَ وَصِيّتُهَا وَ عَهدُهَا

31- ع ،[علل الشرائع ] حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ وَ زِيَادِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَاأَتَي رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ يَرحَمُكَ اللّهُ هَل تُشَيّعُ الجِنَازَةُ بِنَارٍ وَ يُمشَي مَعَهَا بِمِجمَرَةٍ وَ قِندِيلٍ أَو غَيرِ ذَلِكَ مِمّا يُضَاءُ بِهِ قَالَ فَتَغَيّرَ لَونُ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِن ذَلِكَ وَ استَوَي جَالِساً ثُمّ قَالَ إِنّهُ جَاءَ شقَيِ‌ّ مِنَ الأَشقِيَاءِ إِلَي فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍص فَقَالَ لَهَا أَ مَا عَلِمتِ أَنّ عَلِيّاً قَد خَطَبَ بِنتَ أَبِي جَهلٍ فَقَالَت حَقّاً مَا تَقُولُ فَقَالَ حَقّاً مَا أَقُولُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَدَخَلَهَا مِنَ الغَيرَةِ مَا لَا تَملِكُ نَفسَهَا وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَتَبَ عَلَي النّسَاءِ غَيرَةً وَ كَتَبَ عَلَي الرّجَالِ جِهَاداً وَ جَعَلَ لِلمُحتَسِبَةِ الصّابِرَةِ مِنهُنّ مِنَ الأَجرِ مَا جَعَلَ لِلمُرَابِطِ المُهَاجِرِ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ فَاشتَدّ غَمّ فَاطِمَةَ ع مِن ذَلِكَ وَ بَقِيَت مُتَفَكّرَةً هيِ‌َ حَتّي أَمسَت وَ جَاءَ اللّيلُ حَمَلَتِ الحَسَنَ عَلَي عَاتِقِهَا الأَيمَنِ وَ الحُسَينَ عَلَي عَاتِقِهَا الأَيسَرِ وَ أَخَذَت بِيَدِ أُمّ كُلثُومٍ اليُسرَي بِيَدِهَا اليُمنَي ثُمّ تَحَوّلَت إِلَي حُجرَةِ أَبِيهَا فَجَاءَ عَلِيّ ع فَدَخَلَ فِي حُجرَتِهِ فَلَم يَرَ فَاطِمَةَ ع فَاشتَدّ لِذَلِكَ غَمّهُ وَ عَظُمَ عَلَيهِ وَ لَم يَعلَمِ القِصّةَ


صفحه : 202

مَا هيِ‌َ فَاستَحيَا أَن يَدعُوَهَا مِن مَنزِلِ أَبِيهَا فَخَرَجَ إِلَي المَسجِدِ فَصَلّي فِيهِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ جَمَعَ شَيئاً مِن كَثِيبِ المَسجِدِ وَ اتّكَأَ عَلَيهِ فَلَمّا رَأَي النّبِيّص مَا بِفَاطِمَةَ مِنَ الحُزنِ أَفَاضَ عَلَيهِ المَاءَ ثُمّ لَبِسَ ثَوبَهُ وَ دَخَلَ المَسجِدَ فَلَم يَزَل يصُلَيّ‌ بَينَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ كُلّمَا صَلّي رَكعَتَينِ دَعَا اللّهَ أَن يُذهِبَ مَا بِفَاطِمَةَ مِنَ الحُزنِ وَ الغَمّ وَ ذَلِكَ أَنّهُ خَرَجَ مِن عِندِهَا وَ هيِ‌َ تَتَقَلّبُ وَ تَتَنَفّسُ الصّعَدَاءَ فَلَمّا رَآهَا النّبِيّص أَنّهَا لَا يَهنَؤُهَا النّومُ وَ لَيسَ لَهَا قَرَارٌ قَالَ لَهَا قوُميِ‌ يَا بُنَيّةُ فَقَامَت فَحَمَلَ النّبِيّص الحَسَنَ وَ حَمَلَت فَاطِمَةُ الحُسَينَ وَ أَخَذَت بِيَدِ أُمّ كُلثُومٍ فَانتَهَي إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ نَائِمٌ فَوَضَعَ النّبِيّ رِجلَهُ عَلَي رِجلِ عَلِيّ فَغَمَزَهُ وَ قَالَ قُم يَا أَبَا تُرَابٍ فَكَم سَاكِنٍ أَزعَجتَهُ ادعُ لِي أَبَا بَكرٍ مِن دَارِهِ وَ عُمَرَ مِن مَجلِسِهِ وَ طَلحَةَ فَخَرَجَ عَلِيّ ع فَاستَخرَجَهُمَا مِن مَنزِلِهِمَا وَ اجتَمَعُوا عِندَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ فَاطِمَةَ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهَا فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ وَ مَن آذَاهَا بَعدَ موَتيِ‌ كَانَ كَمَن آذَاهَا فِي حيَاَتيِ‌ وَ مَن آذَاهَا فِي حيَاَتيِ‌ كَانَ كَمَن آذَاهَا بَعدَ موَتيِ‌ قَالَ فَقَالَ عَلِيّ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَقَالَ فَمَا دَعَاكَ إِلَي مَا صَنَعتَ فَقَالَ عَلِيّ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا كَانَ منِيّ‌ مِمّا بَلَغَهَا شَيءٌ وَ لَا حَدّثَت بِهَا نفَسيِ‌ فَقَالَ النّبِيّص صَدَقتَ وَ صَدَقتَ فَفَرِحَت فَاطِمَةُ ع بِذَلِكَ وَ تَبَسّمَت حَتّي رئُيِ‌َ ثَغرُهَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ إِنّهُ لَعَجَبٌ لِحِينِهِ مَا دَعَاهُ إِلَي مَا دَعَانَا هَذِهِ السّاعَةَ قَالَ ثُمّ أَخَذَ النّبِيّص بِيَدِ عَلِيّ ع فَشَبّكَ أَصَابِعَهُ بِأَصَابِعِهِ فَحَمَلَ النّبِيّص الحَسَنَ وَ حَمَلَ الحُسَينَ عَلِيّ ع وَ حَمَلَت فَاطِمَةُ ع أُمّ كُلثُومٍ وَ أَدخَلَهُمُ النّبِيّص بَيتَهُم وَ وَضَعَ عَلَيهِم قَطِيفَةً وَ استَودَعَهُمُ اللّهَ ثُمّ خَرَجَ وَ صَلّي بَقِيّةَ اللّيلِ فَلَمّا مَرِضَت فَاطِمَةُ ع مَرَضَهَا ألّذِي مَاتَت فِيهِ أَتَيَاهَا عَائِدَينِ وَ استَأذَنَا عَلَيهَا فَأَبَت أَن تَأذَنَ لَهُمَا فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ أَبُو بَكرٍ أَعطَي اللّهَ عَهداً لَا يُظِلّهُ سَقفُ


صفحه : 203

بَيتٍ حَتّي يَدخُلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ يَتَرَاضَاهَا فَبَاتَ لَيلَةً فِي الصّقِيعِ مَا أَظَلّهُ شَيءٌ ثُمّ إِنّ عُمَرَ أَتَي عَلِيّاً ع فَقَالَ لَهُ إِنّ أَبَا بَكرٍ شَيخٌ رَقِيقُ القَلبِ وَ قَد كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي الغَارِ فَلَهُ صُحبَةٌ وَ قَد أَتَينَاهَا غَيرَ هَذِهِ المَرّةِ مِرَاراً نُرِيدُ الإِذنَ عَلَيهَا وَ هيِ‌َ تَأبَي أَن تَأذَنَ لَنَا حَتّي نَدخُلَ عَلَيهَا فَنَتَرَاضَي فَإِن رَأَيتَ أَن تَستَأذِنَ لَنَا عَلَيهَا فَافعَل قَالَ نَعَم فَدَخَلَ عَلِيّ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ قَد كَانَ مِن هَذَينِ الرّجُلَينِ مَا قَد رَأَيتِ وَ قَد تَرَدّدَا مِرَاراً كَثِيرَةً وَ رَدَدتِهِمَا وَ لَم تأَذنَيِ‌ لَهُمَا وَ قَد سأَلَاَنيِ‌ أَن أَستَأذِنَ لَهُمَا عَلَيكِ فَقَالَت وَ اللّهِ لَا آذَنُ لَهُمَا وَ لَا أُكَلّمُهُمَا كَلِمَةً مِن رأَسيِ‌ حَتّي أَلقَي أَبِي فَأَشكُوَهُمَا إِلَيهِ بِمَا صَنَعَاهُ وَ ارتَكَبَاهُ منِيّ‌ قَالَ عَلِيّ ع فإَنِيّ‌ ضَمِنتُ لَهُمَا ذَلِكِ قَالَت إِن كُنتَ قَد ضَمِنتَ لَهُمَا شَيئاً فَالبَيتُ بَيتُكَ وَ النّسَاءُ تَتبَعُ الرّجَالَ لَا أُخَالِفُ عَلَيكَ بشِيَ‌ءٍ فَأذَن لِمَن أَحبَبتَ فَخَرَجَ عَلِيّ ع فَأَذِنَ لَهُمَا فَلَمّا وَقَعَ بَصَرُهُمَا عَلَي فَاطِمَةَ ع سَلّمَا عَلَيهَا فَلَم تَرُدّ عَلَيهِمَا وَ حَوّلَت وَجهَهَا عَنهُمَا فَتَحَوّلَا وَ استَقبَلَا وَجهَهَا حَتّي فَعَلَت مِرَاراً وَ قَالَت يَا عَلِيّ جَافِ الثّوبَ وَ قَالَت لِنِسوَةٍ حَولَهَا حَوّلنَ وجَهيِ‌ فَلَمّا حَوّلنَ وَجهَهَا حَوّلَا إِلَيهَا فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ إِنّمَا أَتَينَاكِ ابتِغَاءَ مَرضَاتِكِ وَ اجتِنَابَ سَخَطِكِ نَسأَلُكِ أَن تغَفرِيِ‌ لَنَا وَ تصَفحَيِ‌ عَمّا كَانَ مِنّا إِلَيكِ قَالَت لَا أُكَلّمُكُمَا مِن رأَسيِ‌ كَلِمَةً وَاحِدَةً حَتّي أَلقَي أَبِي وَ أَشكُوَكُمَا إِلَيهِ وَ أَشكُوَ صُنعَكُمَا وَ فِعَالَكُمَا وَ مَا ارتَكَبتُمَا منِيّ‌ قَالَا إِنّا جِئنَا مُعتَذِرَينِ مبتغين [مُبتَغِيَينِ]مَرضَاتِكِ فاَغفرِيِ‌ وَ اصفحَيِ‌ عَنّا وَ لَا تُؤَاخِذِينَا بِمَا كَانَ مِنّا فَالتَفَتَت إِلَي عَلِيّ ع وَ قَالَت إنِيّ‌ لَا أُكَلّمُهُمَا مِن رأَسيِ‌ كَلِمَةً حَتّي أَسأَلَهُمَا عَن شَيءٍ سَمِعَاهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَإِن صدَقَاَنيِ‌ رَأَيتُ رأَييِ‌ قَالَا أللّهُمّ ذَلِكَ لَهَا وَ إِنّا لَا نَقُولُ إِلّا حَقّاً وَ لَا نَشهَدُ إِلّا صِدقاً فَقَالَت أُنشِدُكُمَا بِاللّهِ أَ تَذكُرَانِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص استَخرَجَكُمَا فِي جَوفِ اللّيلِ بشِيَ‌ءٍ كَانَ حَدَثَ مِن أَمرِ عَلِيّ فَقَالَا أللّهُمّ نَعَم فَقَالَت أُنشِدُكُمَا بِاللّهِ


صفحه : 204

هَل سَمِعتُمَا النّبِيّص يَقُولُ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهَا مَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ وَ مَن آذَاهَا بَعدَ موَتيِ‌ فَكَانَ كَمَن آذَاهَا فِي حيَاَتيِ‌ وَ مَن آذَاهَا فِي حيَاَتيِ‌ كَانَ كَمَن آذَاهَا بَعدَ موَتيِ‌ قَالَا أللّهُمّ نَعَم فَقَالَتِ الحَمدُ لِلّهِ ثُمّ قَالَتِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُشهِدُكَ فَاشهَدُوا يَا مَن حضَرَنَيِ‌ أَنّهُمَا قَد آذيَاَنيِ‌ فِي حيَاَتيِ‌ وَ عِندَ موَتيِ‌ وَ اللّهِ لَا أُكَلّمُكُمَا مِن رأَسيِ‌ كَلِمَةً حَتّي أَلقَي ربَيّ‌ فَأَشكُوَكُمَا إِلَيهِ بِمَا صَنَعتُمَا بِهِ وَ بيِ‌ وَ ارتَكَبتُمَا منِيّ‌ فَدَعَا أَبُو بَكرٍ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ وَ قَالَ لَيتَ أمُيّ‌ لَم تلَدِنيِ‌ فَقَالَ عُمَرُ عَجَباً لِلنّاسِ كَيفَ وَلّوكَ أُمُورَهُم وَ أَنتَ شَيخٌ قَد خَرِفتَ تَجزَعُ لِغَضَبِ امرَأَةٍ وَ تَفرَحُ بِرِضَاهَا وَ مَا لِمَن أَغضَبَ امرَأَةً وَ قَامَا وَ خَرَجَا قَالَ فَلَمّا نعُيِ‌َ إِلَي فَاطِمَةَ ع نَفسُهَا أَرسَلَت إِلَي أُمّ أَيمَنَ وَ كَانَت أَوثَقَ نِسَائِهَا عِندَهَا وَ فِي نَفسِهَا فَقَالَت يَا أُمّ أَيمَنَ إِنّ نفَسيِ‌ نُعِيَت إلِيَ‌ّ فاَدعيِ‌ لِي عَلِيّاً فَدَعَتهُ لَهَا فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهَا قَالَت لَهُ يَا ابنَ العَمّ أُرِيدُ أَن أُوصِيَكَ بِأَشيَاءَ فَاحفَظهَا عَلَيّ فَقَالَ لَهَا قوُليِ‌ مَا أَحبَبتِ قَالَت لَهُ تَزَوّج فُلَانَةَ تَكُونُ مُرَبّيَةً لوِلُديِ‌ مِن بعَديِ‌ مثِليِ‌ وَ اعمَل نَعشاً رَأَيتُ المَلَائِكَةَ قَد صَوّرَتهُ لِي فَقَالَ لَهَا عَلِيّ أرَيِنيِ‌ كَيفَ صُورَتُهُ فَأَرَتهُ ذَلِكَ كَمَا وَصَفَت لَهُ وَ كَمَا أَمَرَت بِهِ ثُمّ قَالَت فَإِذَا أَنَا قَضَيتُ نحَبيِ‌ فأَخَرجِنيِ‌ مِن سَاعَتِكَ أَيّ سَاعَةٍ كَانَت مِن لَيلٍ أَو نَهَارٍ وَ لَا يَحضُرَنّ مِن أَعدَاءِ اللّهِ وَ أَعدَاءِ رَسُولِهِ لِلصّلَاةِ عَلَيّ قَالَ عَلِيّ ع أَفعَلُ فَلَمّا قَضَت نَحبَهَا صَلّي اللّهُ عَلَيهَا وَ هُم فِي ذَلِكَ فِي جَوفِ اللّيلِ أَخَذَ عَلِيّ ع فِي جَهَازِهَا مِن سَاعَتِهِ كَمَا أَوصَتهُ فَلَمّا فَرَغَ مِن جَهَازِهَا أَخرَجَ عَلِيّ الجِنَازَةَ وَ أَشعَلَ النّارَ فِي جَرِيدِ النّخلِ وَ مَشَي مَعَ الجِنَازَةِ بِالنّارِ حَتّي صَلّي عَلَيهَا وَ دَفَنَهَا لَيلًا فَلَمّا أَصبَحَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ عَاوَدَا عَائِدَينِ لِفَاطِمَةَ فَلَقِيَا رَجُلًا مِن قُرَيشٍ فَقَالَا لَهُ مِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ عَزّيتُ عَلِيّاً بِفَاطِمَةَ قَالَا وَ قَد مَاتَت قَالَ نَعَم وَ دُفِنَت فِي جَوفِ اللّيلِ فَجَزِعَا جَزَعاً شَدِيداً ثُمّ أَقبَلَا إِلَي عَلِيّ ع فَلَقِيَاهُ فَقَالَا لَهُ وَ اللّهِ


صفحه : 205

مَا تَرَكتَ شَيئاً مِن غَوَائِلِنَا وَ مَسَاءَتِنَا وَ مَا هَذَا إِلّا مِن شَيءٍ فِي صَدرِكَ عَلَينَا هَل هَذَا إِلّا كَمَا غَسّلتَ رَسُولَ اللّهِص دُونَنَا وَ لَم تُدخِلنَا مَعَكَ وَ كَمَا عَلّمتَ ابنَكَ أَن يَصِيحَ بأِبَيِ‌ بَكرٍ أَنِ انزِل عَن مِنبَرِ أَبِي فَقَالَ لَهُمَا عَلِيّ ع أَ تصُدَقّاَنيّ‌ إِن حَلَفتُ لَكُمَا قَالَا نَعَم فَحَلَفَ فَأَدخَلَهُمَا عَلَي المَسجِدِ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَقَد أوَصاَنيِ‌ وَ قَد تَقَدّمَ إلِيَ‌ّ أَنّهُ لَا يَطّلِعُ عَلَي عَورَتِهِ أَحَدٌ إِلّا ابنُ عَمّهِ فَكُنتُ أُغَسّلُهُ وَ المَلَائِكَةُ تُقَلّبُهُ وَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ ينُاَولِنُيِ‌ المَاءَ وَ هُوَ مَربُوطُ العَينَينِ بِالخِرقَةِ وَ لَقَد أَرَدتُ أَن أَنزِعَ القَمِيصَ فَصَاحَ بيِ‌ صَائِحٌ مِنَ البَيتِ سَمِعتُ الصّوتَ وَ لَم أَرَ الصّورَةَ لَا تَنزِع قَمِيصَ رَسُولِ اللّهِص وَ لَقَد سَمِعتُ الصّوتَ يُكَرّرُهُ عَلَيّ فَأَدخَلتُ يدَيِ‌ مِن بَينِ القَمِيصِ فَغَسّلتُهُ ثُمّ قُدّمَ إلِيَ‌ّ الكَفَنُ فَكَفّنتُهُ ثُمّ نَزَعتُ القَمِيصَ بَعدَ مَا كَفّنتُهُ وَ أَمّا الحَسَنُ ابنيِ‌ فَقَد تَعلَمَانِ وَ يَعلَمُ أَهلُ المَدِينَةِ أَنّهُ كَانَ يَتَخَطّي الصّفُوفَ حَتّي يأَتيِ‌َ النّبِيّص وَ هُوَ سَاجِدٌ فَيَركَبَ ظَهرَهُ فَيَقُومُ النّبِيّص وَ يَدُهُ عَلَي ظَهرِ الحَسَنِ وَ الأُخرَي عَلَي رُكبَتِهِ حَتّي يُتِمّ الصّلَاةَ قَالَا نَعَم قَد عَلِمنَا ذَلِكَ ثُمّ قَالَ تَعلَمَانِ وَ يَعلَمُ أَهلُ المَدِينَةِ أَنّ الحَسَنَ كَانَ يَسعَي إِلَي النّبِيّص وَ يَركَبُ عَلَي رَقَبَتِهِ وَ يدُليِ‌ الحَسَنُ رِجلَيهِ عَلَي صَدرِ النّبِيّص حَتّي يُرَي بَرِيقُ خَلخَالَيهِ مِن أَقصَي المَسجِدِ وَ النّبِيّص يَخطُبُ وَ لَا يَزَالُ عَلَي رَقَبَتِهِ حَتّي يَفرُغَ النّبِيّص مِن خُطبَتِهِ وَ الحَسَنُ عَلَي رَقَبَتِهِ فَلَمّا رَأَي الصبّيِ‌ّ عَلَي مِنبَرِ أَبِيهِ غَيرَهُ شُقّ عَلَيهِ ذَلِكَ وَ اللّهِ مَا أَمَرتُهُ بِذَلِكَ وَ لَا فَعَلَهُ عَن أمَريِ‌ وَ أَمّا فَاطِمَةُ فهَيِ‌َ المَرأَةُ التّيِ‌ استَأذَنتُ لَكُمَا عَلَيهَا فَقَد رَأَيتُمَا مَا كَانَ مِن كَلَامِهَا لَكُمَا وَ اللّهِ لَقَد أوَصتَنيِ‌ أَن لَا تَحضُرَا جِنَازَتَهَا وَ لَا الصّلَاةَ عَلَيهَا وَ مَا كُنتُ ألّذِي أُخَالِفُ أَمرَهَا وَ وَصِيّتَهَا إلِيَ‌ّ فِيكُمَا فَقَالَ عُمَرُ دَع عَنكَ هَذِهِ الهَمهَمَةَ أَنَا أمَضيِ‌ إِلَي المَقَابِرِ فَأَنبُشُهَا حَتّي أصُلَيّ‌َ عَلَيهَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ اللّهِ لَو ذَهَبتَ تَرُومُ مِن ذَلِكَ شَيئاً وَ عَلِمتُ أَنّكَ لَا تَصِلُ إِلَي ذَلِكَ حَتّي يَندُرَ عَنكَ ألّذِي فِيهِ عَينَاكَ فإَنِيّ‌ كُنتُ لَا أُعَامِلُكَ إِلّا بِالسّيفِ قَبلَ أَن تَصِلَ إِلَي شَيءٍ مِن ذَلِكَ


صفحه : 206

فَوَقَعَ بَينَ عَلِيّ ع وَ عُمَرَ كَلَامٌ حَتّي تَلَاحَيَا وَ استَبسَلَ وَ اجتَمَعَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ فَقَالُوا وَ اللّهِ مَا نَرضَي بِهَذَا أَن يُقَالَ فِي ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِ وَ أَخِيهِ وَ وَصِيّهِ وَ كَادَت أَن تَقَعَ فِتنَةٌ فَتَفَرّقَا

بيان الصعداء بالمد تنفس ممدود قوله ص وصدقت إما تأكيد للأول أو علي بناء المجهول من المخاطب أو علي الغيبة أي صدقت فاطمة ع لأنها لم تذكر إلا ماسمعت والصقيع ألذي يسقط من السماء بالليل شبيه بالثلج ويقال أجفيت السرج من ظهر الفرس إذارفعته عنه وجافاه عنه أي أبعده ولعل المعني خذ الثوب وارفعه قليلا حتي أتحول من جانب إلي جانب والهمهمة تنويم المرأة الطفل بصوتها وندر الشي‌ء يندر ندرا سقط وشذ والملاحاة المنازعة والمباسلة المصاولة في الحرب والمستبسل ألذي يوطن نفسه علي الموت واستبسل أي طرح نفسه في الحرب و هويريد أن يقتل لامحالة

32- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَن غَسّلَ فَاطِمَةَ قَالَ ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فكَأَنَيّ‌ استَعظَمتُ ذَلِكَ مِن قَولِهِ فَقَالَ كَأَنّكَ ضِقتَ مِمّا أَخبَرتُكَ بِهِ قُلتُ قَد كَانَ ذَلِكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ لَا تَضِيقَنّ فَإِنّهَا صِدّيقَةٌ لَا يُغَسّلُهَا إِلّا صِدّيقٌ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ مَريَمَ لَم يُغَسّلهَا إِلّا عِيسَي ع

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن ابن عيسي عن عبدالرحمن بن سالم مثله

33- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع غَسّلَ امرَأَتَهُ فَاطِمَةَ ع بِنتَ رَسُولِ اللّهِص

34- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع لأِيَ‌ّ عِلّةٍ دُفِنَت فَاطِمَةُ


صفحه : 207

ع بِاللّيلِ وَ لَم تُدفَن بِالنّهَارِ قَالَ لِأَنّهَا أَوصَت أَن لَا يصُلَيّ‌َ عَلَيهَا الرّجُلَانِ الأَعرَابِيّانِ

بيان الأعرابيان الكافران لقوله تعالي الأَعرابُ أَشَدّ كُفراً وَ نِفاقاً

35- ع ،[علل الشرائع ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ الجحَدرَيِ‌ّ قَالَا حَدّثَنَا ابنُ عَائِشَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا دَفَنَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَاطِمَةَ ع قَامَ عَلَي شَفِيرِ القَبرِ وَ ذَلِكَ فِي جَوفِ اللّيلِ لِأَنّهُ كَانَ دَفَنَهَا لَيلًا ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


لِكُلّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَينِ فُرقَةٌ   وَ كُلّ ألّذِي دُونَ المَمَاتِ قَلِيلٌ

وَ إِنّ افتقِاَديِ‌ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ   دَلِيلٌ عَلَي أَن لَا يَدُومَ خَلِيلٌ

سَتُعرَضُ عَن ذكِريِ‌ وَ تُنسَي موَدَتّيِ‌   وَ يَحدُثُ بعَديِ‌ لِلخَلِيلِ خَلِيلٌ

36- كِتَابُ الدّلَائِلِ للِطبّرَيِ‌ّ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الخَشّابِ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ أَبِي زَائِدَةَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص مَا تَرَكَ إِلّا الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عِترَتَهُ أَهلَ بَيتِهِ وَ كَانَ قَد أَسَرّ إِلَي فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا أَنّهَا لَاحِقَةٌ بِهِ أَوّلُ أَهلِ بَيتِهِ لُحُوقاً قَالَت بَينَا أنَيّ‌ بَينَ النّائِمَةِ وَ اليَقظَانَةِ بَعدَ وَفَاةِ أَبِي بِأَيّامٍ إِذ رَأَيتُ كَأَنّ أَبِي قَد أَشرَفَ عَلَيّ فَلَمّا رَأَيتُهُ لَم أَملِك نفَسيِ‌ أَن نَادَيتُ يَا أَبَتَاه انقَطَعَ عَنّا خَبَرُ السّمَاءِ فَبَينَا أَنَا كَذَلِكَ إِذ أتَتَنيِ‌ المَلَائِكَةُ صُفُوفاً يَقدُمُهَا مَلَكَانِ حَتّي أخَذَاَنيِ‌ فَصَعِدَا بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ فَإِذَا أَنَا بِقُصُورٍ مُشَيَدّةٍ وَ بَسَاتِينَ وَ أَنهَارٍ تَطّرِدُ وَ قَصرٍ بَعدَ قَصرٍ وَ بُستَانٍ بَعدَ بُستَانٍ وَ إِذَا قَدِ اطّلَعَ عَلَيّ مِن تِلكَ القُصُورِ جَوَارٍ كَأَنّهُنّ اللّعِبُ فَهُنّ يَتَبَاشَرنَ وَ يَضحَكنَ إلِيَ‌ّ وَ يَقُلنَ مَرحَباً بِمَن خُلِقَتِ الجَنّةُ وَ خُلِقنَا مِن


صفحه : 208

أَجلِ أَبِيهَا فَلَم تَزَلِ المَلَائِكَةُ تَصعَدُ بيِ‌ حَتّي أدَخلَوُنيِ‌ إِلَي دَارٍ فِيهَا قُصُورٌ فِي كُلّ قَصرٍ مِنَ البُيُوتِ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ فِيهَا مِنَ السّندُسِ وَ الإِستَبرَقِ عَلَي أَسِرّةٍ وَ عَلَيهَا أَلحَافٌ مِن أَلوَانِ الحَرِيرِ وَ الدّيبَاجِ وَ آنِيَةِ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ فِيهَا مَوَائِدُ عَلَيهَا مِن أَلوَانِ الطّعَامِ وَ فِي تِلكَ الجِنَانِ نَهَرٌ مُطّرِدٌ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَطيَبُ رَائِحَةً مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ فَقُلتُ لِمَن هَذِهِ الدّارُ وَ مَا هَذَا النّهَرُ فَقَالُوا هَذِهِ الدّارُ الفِردَوسُ الأَعلَي ألّذِي لَيسَ بَعدَهُ جَنّةٌ وَ هيِ‌َ دَارُ أَبِيكِ وَ مَن مَعَهُ مِنَ النّبِيّينَ وَ مَن أَحَبّ اللّهَ قُلتُ فَمَا هَذَا النّهَرُ قَالُوا هَذَا الكَوثَرُ ألّذِي وَعَدَهُ أَن يُعطِيَهُ إِيّاهُ فَقُلتُ فَأَينَ أَبِي قَالُوا السّاعَةَ يَدخُلُ عَلَيكِ فَبَينَا أَنَا كَذَلِكَ إِذ بَرَزَت لِي قُصُورٌ هيِ‌َ أَشَدّ بَيَاضاً وَ أَنوَرُ مِن تِلكَ وَ فَرشٌ هيِ‌َ أَحسَنُ مِن تِلكَ الفُرُشِ وَ إِذَا بِفُرُشٍ مُرتَفِعَةٍ عَلَي أَسِرّةٍ وَ إِذَا أَبِيص جَالِسٌ عَلَي تِلكَ الفُرُشِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَلَمّا رآَنيِ‌ أخَذَنَيِ‌ فضَمَنّيِ‌ وَ قَبّلَ مَا بَينَ عيَنيَ‌ّ وَ قَالَ مَرحَباً باِبنتَيِ‌ وَ أخَذَنَيِ‌ وَ أقَعدَنَيِ‌ فِي حَجرِهِ ثُمّ قَالَ لِي يَا حبَيِبتَيِ‌ أَ مَا تَرَينَ مَا أَعَدّ اللّهُ لَكِ وَ مَا تَقدَمِينَ عَلَيهِ فأَرَاَنيِ‌ قُصُوراً مُشرِقَاتٍ فِيهَا أَلوَانُ الطّرَائِفِ وَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلِ وَ قَالَ هَذِهِ مَسكَنُكِ وَ مَسكَنُ زَوجِكِ وَ وَلَدَيكِ وَ مَن أَحَبّكِ وَ أَحَبّهُمَا فطَيِبيِ‌ نَفساً فَإِنّكِ قَادِمَةٌ عَلَيّ إِلَي أَيّامٍ قَالَت فَطَارَ قلَبيِ‌ وَ اشتَدّ شوَقيِ‌ وَ انتَبَهتُ مِن رقَدتَيِ‌ مَرعُوبَةً قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا انتَبَهَت مِن مَرقَدِهَا صَاحَت بيِ‌ فَأَتَيتُهَا فَقُلتُ لَهَا مَا تَشتَكِينَ فخَبَرّتَنيِ‌ بِخَبَرِ الرّؤيَا ثُمّ أَخَذَت عَلَيّ عَهدَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ أَنّهَا إِذَا تَوَفّت لَا أُعلِمُ أَحَداً إِلّا أُمّ سَلَمَةَ زَوجَ رَسُولِ اللّهِص وَ أُمّ أَيمَنَ وَ فِضّةَ وَ مِنَ الرّجَالِ ابنَيهَا وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ وَ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ وَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ المِقدَادَ وَ أبو[ أَبَا]ذَرّ وَ حُذَيفَةَ وَ قَالَت إنِيّ‌ أَحلَلتُكَ مِن أَن ترَاَنيِ‌ بَعدَ موَتيِ‌ فَكُن مَعَ النّسوَةِ فِيمَن


صفحه : 209

يغُسَلّنُيِ‌ وَ لَا تدَفنِيّ‌ إِلّا لَيلًا وَ لَا تُعلِم أَحَداً قبَريِ‌ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ أَرَادَ اللّهُ أَن يُكرِمَهَا وَ يَقبِضَهَا إِلَيهِ أَقبَلَت تَقُولُ وَ عَلَيكُمُ السّلَامُ وَ هيِ‌َ تَقُولُ لِي يَا ابنَ عَمّ قَد أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ مُسَلّماً وَ قَالَ لِي السّلَامُ يَقرَأُ عَلَيكِ السّلَامَ يَا حَبِيبَةَ حَبِيبِ اللّهِ وَ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ اليَومَ تَلحَقِينَ بِالرّفِيعِ الأَعلَي وَ جَنّةِ المَأوَي ثُمّ انصَرَفَ عنَيّ‌ ثُمّ سَمِعنَاهَا ثَانِيَةً تَقُولُ وَ عَلَيكُمُ السّلَامُ فَقَالَت يَا ابنَ عَمّ هَذَا وَ اللّهِ مِيكَائِيلُ وَ قَالَ لِي كَقَولِ صَاحِبِهِ ثُمّ تَقُولُ وَ عَلَيكُمُ السّلَامُ وَ رَأَينَاهَا قَد فَتَحَت عَينَيهَا فَتحاً شَدِيداً ثُمّ قَالَت يَا ابنَ عَمّ هَذَا وَ اللّهِ الحَقّ وَ هَذَا عِزرَائِيلُ قَد نَشَرَ جَنَاحَهُ بِالمَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ قَد وَصَفَهُ لِي أَبِي وَ هَذِهِ صِفَتُهُ فَسَمِعنَاهَا تَقُولُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا قَابِضَ الأَروَاحِ عَجّل بيِ‌ وَ لَا تعُذَبّنيِ‌ ثُمّ سَمِعنَاهَا تَقُولُ إِلَيكَ ربَيّ‌ لَا إِلَي النّارِ ثُمّ غَمّضَت عَينَيهَا وَ مَدّت يَدَيهَا وَ رِجلَيهَا كَأَنّهَا لَم تَكُن حَيّةً قَطّ

37- المُكَتّبُ عَنِ العلَوَيِ‌ّ عَنِ الفزَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الزّيّاتِ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَفصٍ المرَوزَيِ‌ّ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَن عِلّةِ دَفنِهِ لِفَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص لَيلًا فَقَالَ إِنّهَا كَانَت سَاخِطَةً عَلَي قَومٍ كَرِهَت حُضُورَهُم جِنَازَتَهَا وَ حَرَامٌ عَلَي مَن يَتَوَلّاهُم أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي أَحَدٍ مِن وُلدِهَا

38- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المنَصوُريِ‌ّ عَن سَلمَانَ بنِ سَهلٍ عَن عِيسَي بنِ إِسحَاقَ القرُشَيِ‌ّ عَن حَمدَانَ بنِ عَلِيّ الخَفّافِ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ عَن أَبِيهِ ع عَن مُحَمّدِ بنِ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا مَرِضَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص مَرضَتَهَا التّيِ‌ تُوُفّيَت فِيهَا وَ ثَقُلَت جَاءَهَا العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ عَائِداً فَقِيلَ لَهُ إِنّهَا ثَقِيلَةٌ وَ لَيسَ يَدخُلُ عَلَيهَا أَحَدٌ فَانصَرَفَ إِلَي دَارِهِ وَ أَرسَلَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ لِرَسُولِهِ قُل لَهُ يَا ابنَ أَخٍ عَمّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ لِلّهِ قَد فجَأَنَيِ‌ مِنَ الغَمّ بِشَكَاةِ حَبِيبَةِ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 210

وَ قُرّةِ عَينَيهِ وَ عيَنيَ‌ّ فَاطِمَةَ مَا هدَنّيِ‌ وَ إنِيّ‌ لَأَظُنّهَا أَوّلَنَا لُحُوقاً بِرَسُولِ اللّهِص يَختَارُ لَهَا وَ يَحبُوهَا وَ يُزلِفُهَا لِرَبّهِ فَإِن كَانَ مِن أَمرِهَا مَا لَا بُدّ مِنهُ فَاجمَع أَنَا لَكَ الفِدَاءُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارَ حَتّي يُصِيبُوا الأَجرَ فِي حُضُورِهَا وَ الصّلَاةَ عَلَيهَا وَ فِي ذَلِكَ جَمَالٌ لِلدّينِ فَقَالَ عَلِيّ ع لِرَسُولِهِ وَ أَنَا حَاضِرٌ عِندَهُ أَبلِغ عمَيّ‌َ السّلَامَ وَ قُل لَا عَدِمتُ إِشفَاقَكَ وَ تَحِيّتَكَ وَ قَد عَرَفتُ مَشُورَتَكَ وَ لِرَأيِكَ فَضلُهُ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص لَم تَزَل مَظلُومَةً مِن حَقّهَا مَمنُوعَةً وَ عَن مِيرَاثِهَا مَدفُوعَةً لَم تُحفَظ فِيهَا وَصِيّةُ رَسُولِ اللّهِص وَ لَا رعُيِ‌َ فِيهَا حَقّهُ وَ لَا حَقّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَفَي بِاللّهِ حَاكِماً وَ مِنَ الظّالِمِينَ مُنتَقِماً وَ أَنَا أَسأَلُكَ يَا عَمّ أَن تَسمَحَ لِي بِتَركِ مَا أَشَرتَ بِهِ فَإِنّهَا وصَتّنيِ‌ بِسَترِ أَمرِهَا قَالَ فَلَمّا أَتَي العَبّاسَ رَسُولُهُ بِمَا قَالَ عَلِيّ ع قَالَ يَغفِرُ اللّهُ لِابنِ أخَيِ‌ فَإِنّهُ لَمَغفُورٌ لَهُ إِنّ رأَي‌َ ابنِ أخَيِ‌ لَا يُطعَنُ فِيهِ إِنّهُ لَم يُولَد لِعَبدِ المُطّلِبِ مَولُودٌ أَعظَمُ بَرَكَةً مِن عَلِيّ إِلّا النّبِيّص إِنّ عَلِيّاً لَم يَزَل أَسبَقَهُم إِلَي كُلّ مَكرُمَةٍ وَ أَعلَمَهُم بِكُلّ فَضِيلَةٍ وَ أَشجَعَهُم فِي الكَرِيهَةِ وَ أَشَدّهُم جِهَاداً لِلأَعدَاءِ فِي نُصرَةِ الحَنِيفِيّةِ وَ أَوّلَ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِص

39- ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عُمَيرٍ البغَداَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ العمُرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ خُلِقَتِ الأَرضُ لِسَبعَةٍ بِهِم يُرزَقُونَ وَ بِهِم يُمطَرُونَ وَ بِهِم يُنصَرُونَ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ وَ حُذَيفَةُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ قَالَ عَلِيّ ع وَ أَنَا إِمَامُهُم وَ هُمُ الّذِينَ شَهِدُوا الصّلَاةَ عَلَي فَاطِمَةَ

كش ،[رجال الكشي‌]جبرئيل بن أحمد عن الحسين بن خرزاد عن ابن فضال عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عن أبيه عن جده ع مثله

40-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن


صفحه : 211

مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الراّزيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الهرمرازي‌ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ ع قَالَ لَمّا مَرِضَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص وَصّت إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَن يَكتُمَ أَمرَهَا وَ يخُفيِ‌َ خَبَرَهَا وَ لَا يُؤذِنَ أَحَداً بِمَرَضِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ كَانَ يُمَرّضُهَا بِنَفسِهِ وَ تُعِينُهُ عَلَي ذَلِكَ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ رَحِمَهَا اللّهُ عَلَي استِسرَارٍ بِذَلِكَ كَمَا وَصّت بِهِ فَلَمّا حَضَرَتهَا الوَفَاةُ وَصّت أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَن يَتَوَلّي أَمرَهَا وَ يَدفِنَهَا لَيلًا وَ يعُفَيّ‌َ قَبرَهَا فَتَوَلّي ذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ دَفَنَهَا وَ عَفّي مَوضِعَ قَبرِهَا فَلَمّا نَفَضَ يَدَهُ مِن تُرَابِ القَبرِ هَاجَ بِهِ الحُزنُ فَأَرسَلَ دُمُوعَهُ عَلَي خَدّيهِ وَ حَوّلَ وَجهَهُ إِلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ مِنِ ابنَتِكَ وَ حَبِيبَتِكَ وَ قُرّةِ عَينِكَ وَ زَائِرَتِكَ وَ البَائِتَةِ فِي الثّرَي بِبَقِيعِكَ المُختَارِ اللّهُ لَهَا سُرعَةَ اللّحَاقِ بِكَ قَلّ يَا رَسُولَ اللّهِ عَن صَفِيّتِكَ صبَريِ‌ وَ ضَعُفَ عَن سَيّدَةِ النّسَاءِ تجَلَدّيِ‌ إِلّا أَنّ فِي التأّسَيّ‌ لِي بِسُنّتِكَ وَ الحُزنِ ألّذِي حَلّ بيِ‌ لِفِرَاقِكَ مَوضِعَ التعّزَيّ‌ وَ لَقَد وَسّدتُكَ فِي مَلحُودِ قَبرِكَ بَعدَ أَن فَاضَت نَفسُكَ عَلَي صدَريِ‌ وَ غَمّضتُكَ بيِدَيِ‌ وَ تَوَلّيتُ أَمرَكَ بنِفَسيِ‌ نَعَم وَ فِي كِتَابِ اللّهِ أَنعُمُ القَبُولِإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ قَدِ استُرجِعَتِ الوَدِيعَةُ وَ أُخِذَتِ الرّهِينَةُ وَ اختُلِسَتِ الزّهرَاءُ فَمَا أَقبَحَ الخَضرَاءَ وَ الغَبرَاءَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَمّا حزُنيِ‌ فَسَرمَدٌ وَ أَمّا ليَليِ‌ فَمُسَهّدٌ لَا يَبرَحُ الحُزنُ مِن قلَبيِ‌ أَو يَختَارَ اللّهُ لِي دَارَكَ التّيِ‌ فِيهَا أَنتَ مُقِيمٌ كَمَدٌ مُقَيّحٌ وَ هَمّ مُهَيّجٌ سَرعَانَ مَا فَرّقَ اللّهُ بَينَنَا وَ إِلَي اللّهِ أَشكُو وَ سَتُنَبّئُكَ ابنَتُكَ بِتَظَاهُرِ أُمّتِكَ عَلَيّ وَ عَلَي هَضمِهَا حَقّهَا فَاستَخبِرهَا الحَالَ فَكَم مِن غَلِيلٍ مُعتَلِجٍ بِصَدرِهَا لَم تَجِد إِلَي بَثّهِ سَبِيلًا وَ سَتَقُولُ وَ


صفحه : 212

يَحكُمُ اللّهُ وَ هُوَ خَيرُ الحَاكِمِينَ سَلَامٌ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ سَلَامَ مُوَدّعٍ لَا سَئِمٍ وَ لَا قَالٍ فَإِن أَنصَرِف فَلَا عَن مَلَالَةٍ وَ إِن أُقِم فَلَا عَن سُوءِ ظنَيّ‌ بِمَا وَعَدَ اللّهُ الصّابِرِينَ الصّبرُ أَيمَنُ وَ أَجمَلُ وَ لَو لَا غَلَبَةُ المُستَولِينَ عَلَينَا لَجَعَلتُ المُقَامَ عِندَ قَبرِكَ لِزَاماً وَ التّلَبّثَ عِندَهُ مَعكُوفاً وَ لَأَعوَلتُ إِعوَالَ الثّكلَي عَلَي جَلِيلِ الرّزِيّةِ فَبِعَينِ اللّهِ تُدفَنُ بِنتُكَ سِرّاً وَ يُهتَضَمُ حَقّهَا قَهراً وَ يُمنَعُ إِرثُهَا جَهراً وَ لَم يَطُلِ العَهدُ وَ لَم يَخلُق مِنكَ الذّكرُ فَإِلَي اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ المُشتَكَي وَ فِيكَ أَجمَلُ العَزَاءِ فَصَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا وَ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

41-عُيُونُ المُعجِزَاتِ،لِلسّيّدِ المُرتَضَي رَحِمَهُ اللّهُ روُيِ‌َ أَنّ فَاطِمَةَ ع تُوُفّيَت وَ لَهَا ثَمَانَ عَشرَةَ سَنَةً وَ شَهرَانِ وَ أَقَامَت بَعدَ النّبِيّص خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً وَ روُيِ‌َ أَربَعِينَ يَوماً وَ تَوَلّي غُسلَهَا وَ تَكفِينَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَخرَجَهَا وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فِي اللّيلِ وَ صَلّوا عَلَيهَا وَ لَم يَعلَم بِهَا أَحَدٌ وَ دَفَنَهَا فِي البَقِيعِ وَ جَدّدَ أَربَعِينَ قَبراً فَاستُشكِلَ عَلَي النّاسِ قَبرُهَا فَأَصبَحَ النّاسُ وَ لَامَ بَعضَهُم بَعضاً وَ قَالُوا إِنّ نَبِيّنَاص خَلّفَ بِنتاً وَ لَم نَحضُر وَفَاتَهَا وَ الصّلَاةَ عَلَيهَا وَ دَفنَهَا وَ لَا نَعرِفُ قَبرَهَا فَنَزُورَهَا فَقَالَ مَن تَوَلّي الأَمرَ هَاتُوا مِن نِسَاءِ المُسلِمِينَ مَن تَنبُشُ هَذِهِ القُبُورَ حَتّي نَجِدَ فَاطِمَةَ ع فنَصُلَيّ‌َ عَلَيهَا وَ نَزُورَ قَبرَهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَخَرَجَ مُغضَباً قَدِ احمَرّت عَينَاهُ وَ قَد تَقَلّدَ سَيفَهُ ذَا الفَقَارِ حَتّي بَلَغَ البَقِيعَ وَ قَدِ اجتَمَعُوا فِيهِ فَقَالَ ع لَو نَبَشتُم قَبراً مِن هَذِهِ القُبُورِ لَوَضَعتُ السّيفَ فِيكُم فَتَوَلّي القَومُ عَنِ البَقِيعِ

42- يب ،[تهذيب الأحكام ]سَلَمَةُ بنُ الخَطّابِ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن أَوّلِ مَن جُعِلَ لَهُ النّعشُ فَقَالَ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص

43-يب ،[تهذيب الأحكام ]سَلَمَةُ بنُ الخَطّابِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن أَبِيهِ عَن


صفحه : 213

حُمَيدِ بنِ المُثَنّي عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ الحَذّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوّلُ نَعشٍ أُحدِثَ فِي الإِسلَامِ نَعشُ فَاطِمَةَ إِنّهَا اشتَكَت شَكوَتَهَا التّيِ‌ قُبِضَت فِيهَا وَ قَالَت لِأَسمَاءَ إنِيّ‌ نَحِلتُ وَ ذَهَبَ لحَميِ‌ أَ لَا تَجعَلِينَ لِي شَيئاً يسَترُنُيِ‌ قَالَت أَسمَاءُ إنِيّ‌ إِذ كُنتُ بِأَرضِ الحَبَشَةِ رَأَيتُهُم يَصنَعُونَ شَيئاً أَ فَلَا أَصنَعُ لَكِ فَإِن أَعجَبَكِ أَصنَعُ لَكِ قَالَت نَعَم فَدَعَت بِسَرِيرٍ فَأَكَبّتهُ لِوَجهِهِ ثُمّ دَعَت بِجَرَائِدَ فَشَدّدَتهُ عَلَي قَوَائِمِهِ ثُمّ جَلّلَتهُ ثَوباً فَقَالَت هَكَذَا رَأَيتُهُم يَصنَعُونَ فَقَالَتِ اصنعَيِ‌ لِي مِثلَهُ استرُيِنيِ‌ سَتَرَكِ اللّهُ مِنَ النّارِ

44- مِن بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ القَدِيمَةِ، اختَلَفَ الرّوَايَاتُ فِي وَقتِ وَفَاتِهَا ففَيِ‌ رِوَايَةٍ أَنّهَا بَقِيَت بَعدَ رَسُولِ اللّهِص شَهرَينِ وَ فِي رِوَايَةٍ ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ وَ فِي رِوَايَةٍ مِائَةَ يَومٍ وَ فِي رِوَايَةٍ ثَمَانِيَةَ أَشهُرٍ

وَ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ العاَصمِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ ع أَنّ فَاطِمَةَ لَمّا توُفُيّ‌َ رَسُولُ اللّهِص كَانَت تَقُولُ وَا أَبَتَاه مِن رَبّهِ مَا أَدنَاهُ وَا أَبَتَاه جِنَانُ الخُلدِ مَثوَاهُ وَا أَبَتَاه يُكرِمُهُ رَبّهُ إِذَا أَتَاهُ يَا أَبَتَاه الرّبّ وَ الرّسُلُ تُسَلّمُ عَلَيهِ حِينَ تَلقَاهُ فَلَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ ع قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَرثِيهَا


  ِكُلّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَينِ فُرقَةٌ

الأَبيَاتِ

وَ ذَكَرَ الحَاكِمُ أَنّ فَاطِمَةَ لَمّا مَاتَت أَنشَأَ عَلِيّ ع


نفَسيِ‌ عَلَي زَفَرَاتِهَا مَحبُوسَةٌ   يَا لَيتَهَا خَرَجَت مَعَ الزّفَرَاتِ

لَا خَيرَ بَعدَكَ فِي الحَيَاةِ وَ إِنّمَا   أبَكيِ‌ مَخَافَةَ أَن تَطُولَ حيَاَتيِ‌

وَ عَن سَيّدِ الحُفّاظِ أَبِي مَنصُورٍ الديّلمَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ الحَسَنِ دَخَلَ عَلَي هِشَامِ بنِ عَبدِ المَلِكِ وَ عِندَهُ الكلَبيِ‌ّ فَقَالَ هِشَامٌ لِعَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ كَم بَلَغَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ مِنَ السّنّ فَقَالَ بَلَغَت ثَلَاثِينَ فَقَالَ للِكلَبيِ‌ّ مَا تَقُولُ قَالَ بَلَغَت خَمساً وَ ثَلَاثِينَ فَقَالَ هِشَامٌ لِعَبدِ اللّهِ أَ لَا تَسمَعُ مَا يَقُولُ الكلَبيِ‌ّ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ سلَنيِ‌ عَن أمُيّ‌ فَأَنَا أَعلَمُ بِهَا وَ سَلِ الكلَبيِ‌ّ عَن أُمّهِ فَهُوَ أَعلَمُ بِهَا

وَ


صفحه : 214

عَنِ العاَصمِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ قَالَ تُوُفّيَت فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ هيِ‌َ بِنتُ تِسعٍ وَ عِشرِينَ أَو نَحوِهَا

وَ ذَكَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ مَندَةَ الأصَفهَاَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ المَعرِفَةِ أَنّ عَلِيّاً تَزَوّجَ فَاطِمَةَ بِالمَدِينَةِ بَعدَ سَنَةٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ بَنَي بِهَا بَعدَ ذَلِكَ بِنَحوٍ مِن سَنَةٍ وَ وَلَدَت لعِلَيِ‌ّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ المُحَسّنَ وَ أُمّ كُلثُومٍ الكُبرَي وَ زَينَبَ الكُبرَي

وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ تُوُفّيَت وَ لَهَا ثَمَانٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً وَ قِيلَ سَبعٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهَا وُلِدَت عَلَي رَأسِ سَنَةِ إِحدَي وَ أَربَعِينَ مِن مَولِدِ النّبِيّص فَيَكُونُ سِنّهَا عَلَي هَذَا ثَلَاثاً وَ عِشرِينَ وَ الأَكثَرُ عَلَي أَنّهَا كَانَت بِنتَ تِسعٍ وَ عِشرِينَ أَو ثَلَاثِينَ ع

وَ ذَكَرَ وَهبُ بنُ مُنَبّهٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍأَنّهَا بَقِيَت أَربَعِينَ يَوماً بَعدَهُ وَ فِي رِوَايَةٍ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ سَاقَ ابنُ عَبّاسٍ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ لَمّا تُوُفّيَت ع شَقّت أَسمَاءُ جَيبَهَا وَ خَرَجَت فَتَلَقّاهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَا أَينَ أُمّنَا فَسَكَتَت فَدَخَلَا البَيتَ فَإِذَا هيِ‌َ مُمتَدّةٌ فَحَرّكَهَا الحُسَينُ فَإِذَا هيِ‌َ مَيّتَةٌ فَقَالَ يَا أَخَاه آجَرَكَ اللّهُ فِي الوَالِدَةِ وَ خَرَجَا يُنَادِيَانِ يَا مُحَمّدَاه يَا أَحمَدَاه اليَومَ جُدّدَ لَنَا مَوتُكَ إِذ مَاتَت أُمّنَا ثُمّ أَخبَرَا عَلِيّاً وَ هُوَ فِي المَسجِدِ فغَشُيِ‌َ عَلَيهِ حَتّي رُشّ عَلَيهِ المَاءُ ثُمّ أَفَاقَ فَحَمَلَهُمَا حَتّي أَدخَلَهُمَا بَيتَ فَاطِمَةَ وَ عِندَ رَأسِهَا أَسمَاءُ تبَكيِ‌ وَ تَقُولُ وَا يَتَامَي مُحَمّدٍ كُنّا نَتَعَزّي فَاطِمَةَ بَعدَ مَوتِ جَدّكُمَا فَبِمَن نَتَعَزّي بَعدَهَا فَكَشَفَ عَلِيّ عَن وَجهِهَا فَإِذَا بِرُقعَةٍ عِندَ رَأسِهَا فَنَظَرَ فِيهَا فَإِذَا فِيهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَت بِهِ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص أَوصَت وَ هيِ‌َ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ النّارَ حَقّوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ يَا عَلِيّ أَنَا فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ زوَجّنَيِ‌َ اللّهُ مِنكَ لِأَكُونَ لَكَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ أَنتَ أَولَي بيِ‌ مِن غيَريِ‌ حنَطّنيِ‌ وَ غسَلّنيِ‌ وَ كفَنّيّ‌ بِاللّيلِ وَ صَلّ عَلَيّ وَ ادفنِيّ‌ بِاللّيلِ وَ لَا تُعلِم أَحَداً وَ أَستَودِعُكَ اللّهَ وَ أَقرَأُ عَلَي ولُديِ‌َ السّلَامَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ


صفحه : 215

فَلَمّا جَنّ اللّيلُ غَسّلَهَا عَلِيّ وَ وَضَعَهَا عَلَي السّرِيرِ وَ قَالَ لِلحَسَنِ ادعُ لِي أَبَا ذَرّ فَدَعَاهُ فَحَمَلَاهُ إِلَي المُصَلّي فَصَلّي عَلَيهَا ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ وَ رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ فَنَادَي هَذِهِ بِنتُ نَبِيّكَ فَاطِمَةُ أَخرَجتَهَا مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَي النّورِ فَأَضَاءَتِ الأَرضُ مِيلًا فِي مِيلٍ فَلَمّا أَرَادُوا أَن يَدفِنُوهَا نُودُوا مِن بُقعَةٍ مِنَ البَقِيعِ إلِيَ‌ّ إلِيَ‌ّ فَقَد رُفِعَ تُربَتُهَا منِيّ‌ فَنَظَرُوا فَإِذَا هيِ‌َ بِقَبرٍ مَحفُورٍ فَحَمَلُوا السّرِيرَ إِلَيهَا فَدَفَنُوهَا فَجَلَسَ عَلِيّ عَلَي شَفِيرِ القَبرِ فَقَالَ يَا أَرضُ استَودَعتُكِ ودَيِعتَيِ‌ هَذِهِ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ فنَوُديِ‌َ مِنهَا يَا عَلِيّ أَنَا أَرفَقُ بِهَا مِنكَ فَارجِع وَ لَا تَهتَمّ فَرَجَعَ وَ انسَدّ القَبرُ وَ استَوَي بِالأَرضِ فَلَم يُعلَم أَينَ كَانَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

45- أَقُولُ قَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي مَقَاتِلِ الطّالِبِيّينَ، كَانَت وَفَاةُ فَاطِمَةَ ع بَعدَ وَفَاةِ النّبِيّص بِمُدّةٍ يُختَلَفُ فِي مَبلَغِهَا فَالمُكثِرُ يَقُولُ ثَمَانِيَةَ أَشهُرٍ وَ المُقَلّلُ يَقُولُ أَربَعِينَ يَوماً إِلّا أَنّ الثّبتَ فِي ذَلِكَ مَا روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهَا تُوُفّيَت بَعدَهُ بِثَلَاثَةِ أَشهُرٍ حدَثّنَيِ‌ بِذَلِكَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَنِ الحَارِثِ عَنِ ابنِ سَعدٍ عَنِ الواَقدِيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ دِينَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع

46- كف ،[المصباح للكفعمي‌]مصبا،[المصباحين ] فِي الثّالِثِ مِن جُمَادَي الآخِرَةِ كَانَ وَفَاةُ فَاطِمَةَ ع سَنَةَ إِحدَي عَشَرَةَ

47- مصبا،[المصباحين ] فِي اليَومِ الحاَديِ‌ وَ العِشرِينَ مِن رَجَبٍ كَانَت وَفَاةُ الطّاهِرَةِ فَاطِمَةَ ع فِي قَولِ ابنِ عَبّاسٍ

بيان أقول لايمكن التطبيق بين أكثر تواريخ الولادة والوفاة ومدة عمرها الشريف و لا بين تواريخ الوفاة و بين مامر في الخبر الصحيح أنها ع عاشت بعدأبيها خمسة وسبعين يوما إذ لو كان وفاة الرسول ص في الثامن والعشرين من صفر كان علي هذاوفاتها في أواسط جمادي الأولي و لو كان في ثاني‌ عشر ربيع الأول كماترويه العامة كان وفاتها في أواخر جمادي الأولي و مارواه أبوالفرج عن الباقر ع من كون مكثها بعده ص ثلاثة أشهر يمكن تطبيقه علي ما هوالمشهور من كون وفاتها في ثالث جمادي الآخرة ويدل عليه أيضا مامر من خبر


صفحه : 216

أبي بصير عن أبي عبد الله ع برواية الطبري‌ بأن يكون ع لم يتعرض للأيام الزائدة لقلتها و الله يعلم

48- أَقُولُ فِي الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَيهِ ع ، أَنّهُ أَنشَدَ بَعدَ وَفَاةِ فَاطِمَةَ ع


أَلَا هَل إِلَي طُولِ الحَيَاةِ سَبِيلٌ   وَ أَنّي وَ هَذَا المَوتُ لَيسَ يَحُولُ

وَ إنِيّ‌ وَ إِن أَصبَحتُ بِالمَوتِ مُوقِناً   فلَيِ‌ أَمَلٌ مِن دُونِ ذَاكَ طَوِيلٌ

وَ لِلدّهرِ أَلوَانٌ تَرُوحُ وَ تغَتدَيِ‌   وَ إِنّ نُفُوساً بَينَهُنّ تَسِيلُ

وَ مَنزِلُ حَقّ لَا مُعَرّجَ دُونَهُ   لِكُلّ امر‌ِئٍ مِنهَا إِلَيهِ سَبِيلٌ

قَطَعتُ بِأَيّامِ التّعَزّزِ ذِكرَهُ   وَ كُلّ عَزِيزٍ مَا هُنَاكَ ذَلِيلٌ

أَرَي عِلَلَ الدّنيَا عَلَيّ كَثِيرَةً   وَ صَاحِبُهَا حَتّي المَمَاتِ عَلِيلٌ

وَ إنِيّ‌ لَمُشتَاقٌ إِلَي مَن أُحِبّهُ   فَهَل لِي إِلَي مَن قَد هَوَيتُ سَبِيلٌ

وَ إنِيّ‌ وَ إِن شَطّت بيِ‌َ الدّارُ نَازِحاً   وَ قَد مَاتَ قبَليِ‌ بِالفِرَاقِ جَمِيلٌ

فَقَد قَالَ فِي الأَمثَالِ فِي البَينِ قَائِلٌ   أَضَرّ بِهِ يَومَ الفِرَاقِ رَحِيلٌ

لِكُلّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَينِ فُرقَةٌ   وَ كُلّ ألّذِي دُونَ الفِرَاقِ قَلِيلٌ

وَ إِنّ افتقِاَديِ‌ فَاطِماً بَعدَ أَحمَدَ   دَلِيلٌ عَلَي أَن لَا يَدُومَ خَلِيلٌ

وَ كَيفَ هَنَاكَ[BA]هُنَاكَ]العَيشُ مِن بَعدِ فَقدِهِم   لَعَمرُكَ شَيءٌ مَا إِلَيهِ سَبِيلٌ

سَيُعرَضُ عَن ذكِريِ‌ وَ تُنسَي موَدَتّيِ‌   وَ يَظهَرُ بعَديِ‌ لِلخَيلِ عَدِيلٌ

وَ لَيسَ خلَيِليِ‌ بِالمَلُولِ وَ لَا ألّذِي   إِذَا غِبتُ يَرضَاهُ سوِاَي‌َ بَدِيلٌ

وَ لَكِن خلَيِليِ‌ مَن يَدُومُ وِصَالُهُ   وَ يَحفَظُ سرِيّ‌ قَلبُهُ وَ دَخِيلٌ

إِذَا انقَطَعَت يَوماً مِنَ العَيشِ مدُتّيِ‌   فَإِنّ بُكَاءَ البَاكِيَاتِ قَلِيلٌ

يُرِيدُ الفَتَي أَن لَا يَمُوتَ حَبِيبُهُ   وَ لَيسَ إِلَي مَا يَبتَغِيهِ سَبِيلٌ

وَ لَيسَ جَلِيلًا رُزءُ مَالٍ وَ فَقدُهُ   وَ لَكِنّ رُزءَ الأَكرَمِينَ جَلِيلٌ

لِذَلِكَ جنَبيِ‌ لَا يُؤَاتِيهِ مَضجَعٌ   وَ فِي القَلبِ مِن حَرّ الفِرَاقِ غَلِيلٌ

بيان خبر أني محذوف ومنزل عطف علي ألوان والمعرج محل


صفحه : 217

الإقامة وشطت الدار ونزحت بعدت والباء للتعدية والتضريب مبالغة في الضرب والبين الفراق أي أضرب المثل ألذي قاله القائل في يوم الفراق ألذي هورحيل والمثل قوله لكل اجتماع وفاطم مرخم فاطمة لضرورة الشعر والبديل البدل ودخيل الرجل ألذي يداخله في أموره ويختص به لايؤاتيه أي لايوافقه والغليل العطش

وَ مِنهُ، قَولُهُ ع عِندَ رِحلَتِهَا ع


حَبِيبٌ لَيسَ يَعدِلُهُ حَبِيبٌ   وَ مَا لِسِوَاهُ فِي قلَبيِ‌ نَصِيبٌ

حَبِيبٌ غَابَ عَن عيَنيِ‌ وَ جسِميِ‌   وَ عَن قلَبيِ‌ حبَيِبيِ‌ لَا يَغِيبُ

بيان حبيب في الموضعين خبر مبتدإ محذوف أوالثاني‌ خبر الأول

وَ مِنهُ، مُخَاطِباً لَهَا بَعدَ وَفَاتِهَا


مَا لِي وَقَفتُ عَلَي القُبُورِ مُسَلّماً   قَبرَ الحَبِيبِ فَلَم يَرُدّ جوَاَبيِ‌

أَ حَبِيبُ مَا لَكَ لَا تَرُدّ جَوَابَنَا   أَ نَسِيتَ بعَديِ‌ خُلّةَ الأَحبَابِ

وَ مِنهُ، مُجِيباً لِنَفسِهِ مِن قِبَلِهَا ع


قَالَ الحَبِيبُ وَ كَيفَ لِي بِجَوَابِكُم   وَ أَنَا رَهِينُ جَنَادِلَ وَ تُرَابٍ

أَكَلَ التّرَابُ محَاَسنِيِ‌ فَنَسِيتُكُم   وَ حُجِبتُ عَن أهَليِ‌ وَ عَن أتَراَبيِ‌

فَعَلَيكُمُ منِيّ‌ السّلَامُ تَقَطّعَت   عنَيّ‌ وَ عَنكُم خُلّةُ الأَحبَابِ

بيان الجنادل الأحجار والتراب الموافق في السن . و في شرح الديوان روي‌ أن الأبيات الأخيرة سمعت من هاتف

49-مِصبَاحُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص مَكَثَت بَعدَ رَسُولِ اللّهِص سِتّينَ يَوماً ثُمّ مَرِضَت فَاشتَدّت عَلَيهَا فَكَانَ مِن دُعَائِهَا فِي شَكوَاهَا يَا حيَ‌ّ يَا قَيّومُ بِرَحمَتِكَ أَستَغِيثُ فأَغَثِنيِ‌ أللّهُمّ زحَزحِنيِ‌ عَنِ النّارِ وَ أدَخلِنيِ‌ الجَنّةَ وَ ألَحقِنيِ‌ بأِبَيِ‌ مُحَمّدٍص فَكَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لَهَا يُعَافِيكِ اللّهُ وَ يُبقِيكِ فَتَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا أَسرَعَ اللّحَاقَ بِاللّهِ وَ أَوصَت بِصَدَقَتِهَا وَ مَتَاعِ البَيتِ وَ أَوصَتهُ أَن يَتَزَوّجَ أُمَامَةَ بِنتَ أَبِي العَاصِ وَ قَالَت بِنتَ أخُتيِ‌ وَ تَحَنّن عَلَي


صفحه : 218

ولُديِ‌ قَالَ وَ دَفَنَهَا لَيلًا

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ رَأَت فَاطِمَةُ فِي مَنَامِهَا النّبِيّص قَالَت فَشَكَوتُ إِلَيهِ مَا نَالَنَا مِن بَعدِهِ قَالَت فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص لَكُمُ الآخِرَةُ التّيِ‌ أُعِدّت لِلمُتّقِينَ وَ إِنّكِ قَادِمَةٌ عَلَيّ عَن قَرِيبٍ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت فَاطِمَةَ الوَفَاةُ بَكَت فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَا سيَدّتَيِ‌ مَا يُبكِيكِ قَالَت أبَكيِ‌ لِمَا تَلقَي بعَديِ‌ فَقَالَ لَهَا لَا تبَكيِ‌ فَوَ اللّهِ إِنّ ذَلِكِ لَصَغِيرٌ عنِديِ‌ فِي ذَاتِ اللّهِ قَالَ وَ أَوصَتهُ أَن لَا يُؤذِنَ بِهَا الشّيخَينِ فَفَعَلَ

50- كِتَابُ الدّلَائِلِ للِطبّرَيِ‌ّ، عَن أَبِي إِسحَاقَ الباَقرِجيِ‌ عَن فلايجة عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ بَغدَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي جَرِيحٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن فَاطِمَةَ ع أَنّهَا أَوصَت لِأَزوَاجِ النّبِيّص لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ باِثنتَيَ‌ عَشرَةَ أُوقِيّةً وَ لِنِسَاءِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ مِثلَ ذَلِكَ وَ أَوصَت لِأُمَامَةَ بِنتِ أَبِي العَاصِ بشِيَ‌ءٍ

وَ بِإِسنَادٍ آخَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَسَنٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ أَنّ فَاطِمَةَ ع تَصَدّقَت بِمَالِهَا عَلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَنّ عَلِيّاً ع تَصَدّقَ عَلَيهِم وَ أَدخَلَ مَعَهُم غَيرَهُم


صفحه : 219

باب 8-تظلمها صلوات الله عليها في القيامة وكيفية مجيئها إلي المحشر

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن الحَسَنِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ السدّيّ‌ّ عَن مَنِيعِ بنِ الحَجّاجِ عَن عِيسَي بنِ مُوسَي عَن جَعفَرٍ الأَحمَرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَالَ سَمِعتُ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ تَقبَلُ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ مُدَبّجَةَ الجَنبَينِ خِطَامُهَا مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ قَوَائِمُهَا مِنَ الزّمُرّدِ الأَخضَرِ ذَنَبُهَا مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ عَينَاهَا يَاقُوتَتَانِ حَمرَاوَانِ عَلَيهَا قُبّةٌ مِن نُورٍ يُرَي ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا دَاخِلُهَا عَفوُ اللّهِ وَ خَارِجُهَا رَحمَةُ اللّهِ عَلَي رَأسِهَا تَاجٌ مِن نُورٍ لِلتّاجِ سَبعُونَ رُكناً كُلّ رُكنٍ مُرَصّعٌ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ يضُيِ‌ءُ كَمَا الكَوكَبُ الدرّيّ‌ّ فِي أُفُقِ السّمَاءِ وَ عَن يَمِينِهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ عَن شِمَالِهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ جَبرَئِيلُ آخِذٌ بِخِطَامِ النّاقَةِ ينُاَديِ‌ بِأَعلَي صَوتِهِ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ فَلَا يَبقَي يَومَئِذٍ نبَيِ‌ّ وَ لَا رَسُولٌ وَ لَا صِدّيقٌ وَ لَا شَهِيدٌ إِلّا غَضّوا أَبصَارَهُم حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ فَتَسِيرُ حَتّي تحُاَذيِ‌َ عَرشَ رَبّهَا جَلّ جَلَالُهُ فَتَنزَخُ بِنَفسِهَا عَن نَاقَتِهَا وَ تَقُولُ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ احكُم بيَنيِ‌ وَ بَينَ مَن ظلَمَنَيِ‌ أللّهُمّ احكُم بيَنيِ‌ وَ بَينَ مَن قَتَلَ ولُديِ‌ فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ يَا حبَيِبتَيِ‌ وَ ابنَةَ حبَيِبيِ‌ سلَيِنيِ‌ تعُطيَ‌ وَ اشفعَيِ‌ تشُفَعّيَ‌ فَوَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَا جاَزنَيِ‌ ظُلمُ ظَالِمٍ فَتَقُولُ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ ذرُيّتّيِ‌ وَ شيِعتَيِ‌ وَ شِيعَةُ ذرُيّتّيِ‌ وَ محُبِيّ‌ّ وَ محُبِيّ‌ ذرُيّتّيِ‌


صفحه : 220

فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ أَينَ ذُرّيّةُ فَاطِمَةَ وَ شِيعَتُهَا وَ مُحِبّوهَا وَ مُحِبّو ذُرّيّتِهَا فَيُقبِلُونَ وَ قَد أَحَاطَ بِهِم مَلَائِكَةُ الرّحمَةِ فَتَقدُمُهُم فَاطِمَةُ ع حَتّي تُدخِلَهُمُ الجَنّةَ

توضيح قال الفيروزآبادي‌ المدبج المزين و قال الجزري‌ فيه كان له طيلسان مدبج هو ألذي زينت أطرافه بالديباج قوله الأذفر أي طيب الريح قوله داخلها عفو الله كناية عن أنها مشمولة بعفو الله ورحمته وتجي‌ء إلي القيامة شفيعة للعباد معها رحمة الله وعفوه لهم و قال الفيروزآبادي‌ زخه دفعه في وهدة وزيد اغتاظ ووثب انتهي والتشفيع قبول الشفاعة

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَحمَدُ بنُ أَبِي جَعفَرٍ البيَهقَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الجرُجاَنيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ القَطّانِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِ‌ّ عَن أَبِي أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ الطاّئيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تُحشَرُ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ ع يَومَ القِيَامَةِ وَ مَعَهَا ثِيَابٌ مَصبُوغَةٌ بِالدّمَاءِ تَتَعَلّقُ بِقَائِمَةٍ مِن قَوَائِمِ العَرشِ تَقُولُ يَا عَدلُ احكُم بيَنيِ‌ وَ بَينَ قَاتِلِ ولُديِ‌ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ يَحكُمُ اللّهُ لاِبنتَيِ‌ وَ رَبّ الكَعبَةِ

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تُحشَرُ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَعَهَا ثِيَابٌ مَصبُوغَةٌ بِالدّمِ فَتَتَعَلّقُ بِقَائِمَةٍ مِن قَوَائِمِ العَرشِ فَتَقُولُ يَا عَدلُ احكُم بيَنيِ‌ وَ بَينَ قَاتِلِ ولُديِ‌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَيَحكُمُ لاِبنتَيِ‌ وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَغضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرضَي لِرِضَاهَا

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص

5-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع مِثلَهُ


صفحه : 221

ثُمّ قَالَ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ قِيلَ يَا أَهلَ الجَمعِ غُضّوا أَبصَارَكُم تَمُرّ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص فَتَمُرّ وَ عَلَيهَا رَيطَتَانِ حَمرَاوَانِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الريطة كل ملاءة غيرذات لفقين كلها نسج واحد وقطعة واحدة أو كل ثوب لين رقيق

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تُحشَرُ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ وَ عَلَيهَا حُلّةُ الكَرَامَةِ قَد عُجِنَت بِمَاءِ الحَيَوَانِ فَيَنظُرُ إِلَيهَا الخَلَائِقُ فَيَتَعَجّبُونَ مِنهَا ثُمّ تُكسَي أَيضاً مِن حُلَلِ الجَنّةِ أَلفَ حُلّةٍ مَكتُوبٌ عَلَي كُلّ حُلّةٍ بِخَطّ أَخضَرَ أَدخِلُوا بِنتَ مُحَمّدٍ الجَنّةَ عَلَي أَحسَنِ الصّورَةِ وَ أَحسَنِ الكَرَامَةِ وَ أَحسَنِ مَنظَرٍ فَتُزَفّ إِلَي الجَنّةِ كَمَا تُزَفّ العَرُوسُ وَ يُوَكّلُ بِهَا سَبعُونَ أَلفَ جَارِيَةٍ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه عن آبائه ع مثله بيان قوله ع قدعجنت في بعض النسخ بالباء الموحدة علي بناء المفعول من باب التفعيل أي جعلت عجيبة لغسلها بماء الحيوان و في بعض النسخ بالنون كناية عن الغسل به أوكونها بحيث لايموت أبدا من يلبسها و قال الجزري‌ في الحديث يزف علي بيني‌ و بين ابراهيم إلي الجنة إن كسرت الزاء فمعناه يسرع من زف في مشيه وأزف إذاأسرع و إن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذاأهديتها إلي زوجها

7-ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُصِبَ لِفَاطِمَةَ ع قُبّةٌ مِن نُورٍ وَ أَقبَلَ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ رَأسُهُ فِي يَدِهِ فَإِذَا رَأَتهُ شَهَقَت شَهقَةً لَا يَبقَي فِي الجَمعِ مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ إِلّا بَكَي لَهَا فَيُمَثّلُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَجُلًا لَهَا فِي أَحسَنِ صُورَةٍ وَ هُوَ يُخَاصِمُ قَتَلَتَهُ بِلَا رَأسٍ فَيَجمَعُ اللّهُ قَتَلَتَهُ وَ المُجَهّزِينَ عَلَيهِ وَ مَن شَرِكَ فِي قَتلِهِ فَيَقتُلُهُم حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِهِم ثُمّ يُنشَرُونَ فَيَقتُلُهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ


صفحه : 222

ع ثُمّ يُنشَرُونَ فَيَقتُلُهُمُ الحَسَنُ ع ثُمّ يُنشَرُونَ فَيَقتُلُهُمُ الحُسَينُ ع ثُمّ يُنشَرُونَ فَلَا يَبقَي مِن ذُرّيّتِنَا أَحَدٌ إِلّا قَتَلَهُم قَتَلَةً فَعِندَ ذَلِكَ يَكشِفُ اللّهُ الغَيظَ وَ ينُسيِ‌ الحُزنَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع رَحِمَ اللّهُ شِيعَتَنَا شِيعَتُنَا وَ اللّهِ هُمُ المُؤمِنُونَ فَقَد وَ اللّهِ شَرَكُونَا فِي المُصِيبَةِ بِطُولِ الحُزنِ وَ الحَسرَةِ

بيان قوله ص بلا رأس لعله حال عن الضمير في قوله قتلته

8- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَنصُورٍ عَن رَجُلٍ عَن شَرِيكٍ يَرفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَاءَت فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا فِي لُمَةٍ[لُمّةٍ] مِن نِسَائِهَا فَيُقَالُ لَهَا ادخلُيِ‌ الجَنّةَ فَتَقُولُ لَا أَدخُلُ حَتّي أَعلَمَ مَا صُنِعَ بوِلُديِ‌ مِن بعَديِ‌ فَيُقَالُ لَهَا انظرُيِ‌ فِي قَلبِ القِيَامَةِ فَتَنظُرُ إِلَي الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَائِماً وَ لَيسَ عَلَيهِ رَأسٌ فَتَصرُخُ صَرخَةً وَ أَصرُخُ لِصُرَاخِهَا وَ تَصرُخُ المَلَائِكَةُ لِصُرَاخِنَا فَيَغضَبُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَنَا عِندَ ذَلِكَ فَيَأمُرُ نَاراً يُقَالُ لَهَا هَبهَبُ قَد أُوقِدَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ حَتّي اسوَدّت لَا يَدخُلُهَا رَوحٌ أَبَداً وَ لَا يَخرُجُ مِنهَا غَمّ أَبَداً فَيُقَالُ لَهَا التقَطِيِ‌ قَتَلَةَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ حَمَلَةُ القُرآنِ فَتَلتَقِطُهُم فَإِذَا صَارُوا فِي حَوصَلَتِهَا صَهَلَت وَ صَهَلُوا بِهَا وَ شَهَقَت وَ شَهَقُوا بِهَا وَ زَفَرَت وَ زَفَرُوا بِهَا فَيَنطِقُونَ بِأَلسِنَةٍ ذَلقَةٍ طَلقَةٍ يَا رَبّنَا أَوجَبتَ لَنَا النّارَ قَبلَ عَبَدَةِ الأَوثَانِ فَيَأتِيهِمُ الجَوَابُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِن مِن عِلمٍ لَيسَ كَمَن لَا يَعلَمُ

إيضاح اللمة بضم اللام وفتح الميم المخففة الجماعة و قال الجوهري‌ لمة الرجل تربه وشكله والهاء عوض واللمة الأصحاب ما بين الثلاثة إلي العشرة انتهي والمراد بحملة القرآن الذين ضيعوه وحرفوه

9-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ يَرفَعُهُ


صفحه : 223

إِلَي عَنبَسَةَ الطاّئيِ‌ّ عَن أَبِي خَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُمَثّلُ لِفَاطِمَةَ ع رَأسُ الحُسَينِ ع مُتَشَحّطاً بِدَمِهِ فَتَصِيحُ وَا وَلَدَاه وَا ثَمَرَةَ فُؤَادَاه فَتَصعَقُ المَلَائِكَةُ لِصَيحَةِ فَاطِمَةَ ع وَ ينُاَديِ‌ أَهلُ القِيَامَةِ قَتَلَ اللّهُ قَاتِلَ وَلَدِكَ يَا فَاطِمَةُ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ أَفعَلُ بِهِ وَ بِشِيعَتِهِ وَ أَحِبّائِهِ وَ أَتبَاعِهِ وَ إِنّ فَاطِمَةَ ع فِي ذَلِكَ اليَومِ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ مُدَبّجَةَ الجَنبَينِ وَاضِحَةَ الخَدّينِ شَهلَاءَ العَينَينِ رَأسُهَا مِنَ الذّهَبِ المُصَفّي وَ أَعنَاقُهَا مِنَ المِسكِ وَ العَنبَرِ خِطَامُهَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ رَحَائِلُهَا دُرّ مُفَضّضٌ بِالجَوهَرِ عَلَي النّاقَةِ هَودَجٌ غِشَاؤُهَا مِن نُورِ اللّهِ وَ حَشوُهَا مِن رَحمَةِ اللّهِ خِطَامُهَا فَرسَخٌ مِن فَرَاسِخِ الدّنيَا يَحُفّ بِهَودَجِهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ بِالتّسبِيحِ وَ التّحمِيدِ وَ التّهلِيلِ وَ التّكبِيرِ وَ الثّنَاءِ عَلَي رَبّ العَالَمِينَ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا أَهلَ القِيَامَةِ غُضّوا أَبصَارَكُم فَهَذِهِ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص تَمُرّ عَلَي الصّرَاطِ فَتَمُرّ فَاطِمَةُ ع وَ شِيعَتُهَا عَلَي الصّرَاطِ كَالبَرقِ الخَاطِفِ قَالَ النّبِيّص وَ يلُقيِ‌ أَعدَاءَهَا وَ أَعدَاءَ ذُرّيّتِهَا فِي جَهَنّمَ

توضيح ذلك أفعل به أي بالحسين ع أي أقتل قاتليه وقاتلي‌ شيعته وأحبائه ويحتمل إرجاع الضمائر جميعا إلي القاتل و قال الجوهري‌ الشهلة في العين أن يشوب سوادها زرقة وعين شهلاء قوله ع رحائلها الأصوب رحالها جمع رحل وكأنه جمع رحالة ككتابة وهي‌ السرج

10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]السمّعاَنيِ‌ّ فِي الرّسَالَةِ القَوَامِيّةِ وَ الزعّفرَاَنيِ‌ّ فِي فَضَائِلِ الصّحَابَةِ وَ الأشُنهُيِ‌ّ فِي اعتِقَادِ أَهلِ السّنّةِ وَ العكُبرَيِ‌ّ فِي الإِبَانَةِ وَ أَحمَدُ فِي الفَضَائِلِ وَ ابنُ المُؤَذّنِ فِي الأَربَعِينِ بِأَسَانِيدِهِم عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَن أَبِي جُحَيفَةَ وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ الأَصبَغُ عَن أَبِي أَيّوبَ وَ قَد رَوَي حَفصُ بنُ غِيَاثٍ عَنِ القزَويِنيِ‌ّ عَن عَطَاءٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ كُلّهُم عَنِ النّبِيّص قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ وَقَفَ الخَلَائِقُ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ تَعَالَي نَادَي مُنَادٍ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَيّهَا النّاسُ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ نَكّسُوا رُءُوسَكُم فَإِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍص تَجُوزُ عَلَي الصّرَاطِ وَ فِي حَدِيثِ أَبِي أَيّوبَ فَتَمُرّ مَعَهَا سَبعُونَ جَارِيَةً


صفحه : 224

مِنَ الحُورِ العِينِ كَالبَرقِ اللّامِعِ

11- جا،[المجالس للمفيد]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ نَكّسُوا رُءُوسَكُم حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص الصّرَاطَ قَالَ فَتَغُضّ الخَلَائِقُ أَبصَارَهُم فتَأَتيِ‌ فَاطِمَةُ ع عَلَي نَجِيبٍ مِن نُجُبِ الجَنّةِ يُشَيّعُهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَتَقِفُ مَوقِفاً شَرِيفاً مِن مَوَاقِفِ القِيَامَةِ ثُمّ تَنزِلُ عَن نَجِيبِهَا فَتَأخُذُ قَمِيصَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع بِيَدِهَا مُضَمّخاً بِدَمِهِ وَ تَقُولُ يَا رَبّ هَذَا قَمِيصُ ولَدَيِ‌ وَ قَد عَلِمتَ مَا صُنِعَ بِهِ فَيَأتِيهَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا فَاطِمَةُ لَكِ عنِديِ‌َ الرّضَا فَتَقُولُ يَا رَبّ انتَصِر لِي مِن قَاتِلِهِ فَيَأمُرُ اللّهُ تَعَالَي عُنُقاً مِنَ النّارِ فَتَخرُجُ مِن جَهَنّمَ فَتَلتَقِطُ قَتَلَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع كَمَا يَلتَقِطُ الطّيرُ الحَبّ ثُمّ يَعُودُ العُنُقُ بِهِم إِلَي النّارِ فَيُعَذّبُونَ فِيهَا بِأَنوَاعِ العَذَابِ ثُمّ تَركَبُ فَاطِمَةُ ع نَجِيبَهَا حَتّي تَدخُلَ الجَنّةَ وَ مَعَهَا المَلَائِكَةُ المُشَيّعُونَ لَهَا وَ ذُرّيّتُهَا بَينَ يَدَيهَا وَ أَولِيَاؤُهُم مِنَ النّاسِ عَن يَمِينِهَا وَ شِمَالِهَا

بيان قال الجزري‌ فيه يخرج عنق من النار أي طائفة منها

12-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ الحسَنَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَمُرّ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص فَتَكُونُ أَوّلَ مَن تُكسَي وَ يَستَقبِلُهَا مِنَ الفِردَوسِ اثنَتَا عَشرَةَ أَلفَ حَورَاءَ لَم يَستَقبِلُوا أَحَداً قَبلَهَا وَ لَا أَحَداً بَعدَهَا عَلَي نَجَائِبَ مِن يَاقُوتٍ أَجنِحَتُهَا وَ أَزِمّتُهَا اللّؤلُؤُ عَلَيهَا رَحَائِلُ مِن دُرّ عَلَي كُلّ رِحَالَةٍ مِنهَا نُمرُقَةٌ مِن سُندُسٍ وَ رَكَائِبُهَا زَبَرجَدٌ فَيَجُوزُونَ بِهَا الصّرَاطَ حَتّي يَنتَهُونَ[يَنتَهُوا] بِهَا إِلَي الفِردَوسِ فَيَتَبَاشَرُ بِهَا أَهلُ الجِنَانِ وَ فِي بُطنَانِ الفِردَوسِ قُصُورٌ بِيضٌ وَ قُصُورٌ صُفرٌ مِن لُؤلُؤَةٍ مِن غَرزٍ وَاحِدٍ وَ إِنّ فِي القُصُورِ البِيضِ لَسَبعِينَ أَلفَ دَارٍ مَنَازِلُ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ إِنّ فِي القُصُورِ الصّفرِ لَسَبعِينَ أَلفَ دَارٍ مَسَاكِنُ اِبرَاهِيمَ وَ آلِهِ ع فَتَجلِسُ عَلَي كرُسيِ‌ّ مِن نُورٍ فَيَجلِسُونَ


صفحه : 225

حَولَهَا وَ يُبعَثُ إِلَيهَا مَلَكٌ لَم يُبعَث إِلَي أَحَدٍ قَبلَهَا وَ لَا يُبعَثُ إِلَي أَحَدٍ بَعدَهَا فَيَقُولُ إِنّ رَبّكِ يُقرِئُكِ السّلَامَ وَ يَقُولُ سلَيِنيِ‌ أُعطِكِ فَتَقُولُ قَد أَتَمّ عَلَيّ نِعمَتَهُ وَ هنَأّنَيِ‌ كَرَامَتَهُ وَ أبَاَحنَيِ‌ جَنّتَهُ أَسأَلُهُ ولُديِ‌ وَ ذرُيّتّيِ‌ وَ مَن وَدّهُم فَيُعطِيهَا اللّهُ ذُرّيّتَهَا وَ وُلدَهَا وَ مَن وَدّهُم لَهَا وَ حَفِظَهُم فِيهَا فَيَقُولُالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ وَ أَقَرّ بعِيَنيِ‌ قَالَ جَعفَرٌ كَانَ أَبِي يَقُولُ كَانَ ابنُ عَبّاسٍ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اتّبَعَتهُم ذُرّيّتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرّيّتَهُم

تبيين قال الفيروزآبادي‌ النمرقة مثلثة الوسادة الصغيرة أوالميثرة أوالطنفسة فوق الرحل و قال الجزري‌ فيه ينادي‌ مناد من بطنان العرش أي من وسطه وقيل من أصله وقيل البطنان جمع بطن و هوالغامض من الأرض يريد من دواخل العرش انتهي قوله من غرز واحد أي من محل واحد من قولهم غرزت الشي‌ء بالإبرة

13-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]سُلَيمَانُ بنُ مُحَمّدٍ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ هيِ‌َ حَزِينَةٌ فَقَالَ لَهَا مَا حُزنُكِ يَا بُنَيّةُ قَالَت يَا أَبَتِ ذَكَرتُ المَحشَرَ وَ وُقُوفَ النّاسِ عُرَاةً يَومَ القِيَامَةِ قَالَ يَا بُنَيّةُ إِنّهُ لَيَومٌ عَظِيمٌ وَ لَكِن قَد أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ قَالَ أَوّلُ مَن تَنشَقّ عَنهُ الأَرضُ يَومَ القِيَامَةِ أَنَا ثُمّ أَبِي اِبرَاهِيمُ ثُمّ بَعلُكِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ إِلَيكِ جَبرَئِيلَ فِي سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ فَيَضرِبُ عَلَي قَبرِكِ سَبعَ قِبَابٍ مِن نُورٍ ثُمّ يَأتِيكِ إِسرَافِيلُ بِثَلَاثِ حُلَلِ مِن نُورٍ فَيَقِفُ عِندَ رَأسِكِ فَيُنَادِينَكِ يَا فَاطِمَةُ بِنتَ مُحَمّدٍ قوُميِ‌ إِلَي مَحشَرِكِ فَتَقُومِينَ آمِنَةً رَوعَتَكِ مَستُورَةً عَورَتُكِ فَيُنَاوِلُكِ إِسرَافِيلُ الحُلَلَ فَتَلبَسِينَهَا وَ يَأتِيكِ زُوقَائِيلُ بِنَجِيبَةٍ مِن نُورٍ زِمَامُهَا مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ عَلَيهَا مِحَفّةٌ مِن ذَهَبٍ فَتَركَبِينَهَا وَ يَقُودُ زُوقَائِيلُ بِزِمَامِهَا وَ بَينَ يَدَيكِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ بِأَيدِيهِم أَلوِيَةُ التّسبِيحِ


صفحه : 226

فَإِذَا جَدّ بِكِ السّيرُ استَقبَلَتكِ سَبعُونَ أَلفَ حَورَاءَ يَستَبشِرُونَ بِالنّظَرِ إِلَيكِ بِيَدِ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ مِجمَرَةٌ مِن نُورٍ يَسطَعُ مِنهَا رِيحُ العُودِ مِن غَيرِ نَارٍ وَ عَلَيهِنّ أَكَالِيلُ الجَوهَرِ المُرَصّعِ بِالزّبَرجَدِ الأَخضَرِ فَيَسِرنَ عَن يَمِينِكِ فَإِذَا سِرتَ مِثلَ ألّذِي سِرتَ مِن قَبرِكِ إِلَي أَن لَقِينَكِ استَقبَلَتكِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ فِي مِثلِ مَن مَعَكِ مِنَ الحُورِ فَتُسَلّمُ عَلَيكِ وَ تَسِيرُ هيِ‌َ وَ مَن مَعَهَا عَن يَسَارِكِ ثُمّ تَستَقبِلُكِ أُمّكِ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أَوّلُ المُؤمِنَاتِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَعَهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ بِأَيدِيهِم أَلوِيَةُ التّكبِيرِ فَإِذَا قَرُبتِ مِنَ الجَمعِ استَقبَلَتكِ حَوّاءُ فِي سَبعِينَ أَلفَ حَورَاءَ وَ مَعَهَا آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ فَتَسِيرُ هيِ‌َ وَ مَن مَعَهَا مَعَكِ فَإِذَا تَوَسّطتِ الجَمعَ وَ ذَلِكِ أَنّ اللّهَ يَجمَعُ الخَلَائِقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فيَسَتوَيِ‌ بِهِمُ الأَقدَامُ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن تَحتِ العَرشِ يُسمِعُ الخَلَائِقَ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ الصّدّيقَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ مَن مَعَهَا فَلَا يَنظُرُ إِلَيكِ يَومَئِذٍ إِلّا اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ يَطلُبُ آدَمُ حَوّاءَ فَيَرَاهَا مَعَ أُمّكِ خَدِيجَةَ أَمَامَكِ ثُمّ يُنصَبُ لَكِ مِنبَرٌ مِنَ النّورِ فِيهِ سَبعُ مرَاَقيِ‌َ بَينَ المِرقَاةِ إِلَي المِرقَاةِ صُفُوفُ المَلَائِكَةِ بِأَيدِيهِم أَلوِيَةُ النّورِ وَ يَصطَفّ الحُورُ العِينُ عَن يَمِينِ المِنبَرِ وَ عَن يَسَارِهِ وَ أَقرَبُ النّسَاءِ مَعَكِ عَن يَسَارِكِ حَوّاءُ وَ آسِيَةُ فَإِذَا صِرتِ فِي أَعلَي المِنبَرِ أَتَاكِ جَبرَئِيلُ ع فَيَقُولُ لَكِ يَا فَاطِمَةُ سلَيِ‌ حَاجَتَكِ فَتَقُولِينَ يَا رَبّ أرَنِيِ‌ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَيَأتِيَانِكِ وَ أَودَاجُ الحُسَينِ تَشخُبُ دَماً وَ هُوَ يَقُولُ يَا رَبّ خُذ لِيَ اليَومَ حقَيّ‌ مِمّن ظلَمَنَيِ‌ فَيَغضَبُ عِندَ ذَلِكِ الجَلِيلُ وَ يَغضَبُ لِغَضَبِهِ جَهَنّمُ وَ المَلَائِكَةُ أَجمَعُونَ فَتَزفِرُ جَهَنّمُ عِندَ ذَلِكِ زَفرَةً ثُمّ يَخرُجُ فَوجٌ مِنَ النّارِ وَ يَلتَقِطُ قَتَلَةَ الحُسَينِ وَ أَبنَاءَهُم وَ أَبنَاءَ أَبنَائِهِم وَ يَقُولُونَ يَا رَبّ إِنّا لَم نَحضُرِ الحُسَينَ فَيَقُولُ اللّهُ لِزَبَانِيَةِ جَهَنّمَ خُذُوهُم بِسِيمَاهُم بِزُرقَةِ الأَعيُنِ وَ سَوَادِ الوُجُوهِ خُذُوا بِنَوَاصِيهِم فَأَلقُوهُمفِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِفَإِنّهُم كَانُوا أَشَدّ عَلَي أَولِيَاءِ الحُسَينِ مِن آبَائِهِمُ الّذِينَ حَارَبُوا الحُسَينَ فَقَتَلُوهُ


صفحه : 227

ثُمّ يَقُولُ جَبرَئِيلُ ع يَا فَاطِمَةُ سلَيِ‌ حَاجَتَكِ فَتَقُولِينَ يَا رَبّ شيِعتَيِ‌ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد غَفَرتُ لَهُم فَتَقُولِينَ يَا رَبّ شِيعَةُ ولُديِ‌ فَيَقُولُ اللّهُ قَد غَفَرتُ لَهُم فَتَقُولِينَ يَا رَبّ شِيعَةُ شيِعتَيِ‌ فَيَقُولُ اللّهُ انطلَقِيِ‌ فَمَنِ اعتَصَمَ بِكِ فَهُوَ مَعَكِ فِي الجَنّةِ فَعِندَ ذَلِكِ يَوَدّ الخَلَائِقُ أَنّهُم كَانُوا فَاطِمِيّينَ فَتَسِيرِينَ وَ مَعَكِ شِيعَتُكِ وَ شِيعَةُ وُلدِكِ وَ شِيعَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ آمِنَةً رَوعَاتِهِم مَستُورَةً عَورَاتُهُم قَد ذَهَبَت عَنهُمُ الشّدَائِدُ وَ سَهُلَت لَهُمُ المَوَارِدُ يَخَافُ النّاسُ وَ هُم لَا يَخَافُونَ وَ يَظمَأُ النّاسُ وَ هُم لَا يَظمَئُونَ فَإِذَا بَلَغتِ بَابَ الجَنّةِ تَلَقّتكِ اثنَتَا عَشرَةَ أَلفَ حَورَاءَ لَم يَلتَقِينَ أَحَداً قَبلَكِ وَ لَا يَتَلَقّينَ أَحَداً كَانَ بَعدَكِ بِأَيدِيهِم حِرَابٌ مِن نُورٍ عَلَي نَجَائِبَ مِن نُورٍ رَحَائِلُهَا مِنَ الذّهَبِ الأَصفَرِ وَ اليَاقُوتِ أَزِمّتُهَا مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ عَلَي كُلّ نَجِيبٍ نُمرُقَةٌ مِن سُندُسٍ مَنضُودٍ فَإِذَا دَخَلتِ الجَنّةَ تُبَاشِرُ بِكِ أَهلُهَا وَ وُضِعَ لِشِيعَتِكِ مَوَائِدُ مِن جَوهَرٍ عَلَي أَعمِدَةٍ مِن نُورٍ فَيَأكُلُونَ مِنهَا وَ النّاسُ فِي الحِسَابِوَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَ وَ إِذَا استَقَرّ أَولِيَاءُ اللّهِ فِي الجَنّةِ زَارَكِ آدَمُ وَ مَن دُونَهُ مِنَ النّبِيّينَ وَ إِنّ فِي بُطنَانِ الفِردَوسِ لُؤلُؤَتَانِ[لُؤلُؤَتَينِ] مِن عِرقٍ وَاحِدٍ لُؤلُؤَةً بَيضَاءَ وَ لُؤلُؤَةً صَفرَاءَ فِيهِمَا قُصُورٌ وَ دُورٌ فِي كُلّ وَاحِدَةٍ سَبعُونَ أَلفَ دَارٍ فَالبَيضَاءُ مَنَازِلُ لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا وَ الصّفرَاءُ مَنَازِلُ لِإِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ قَالَت يَا أَبَتِ فَمَا كُنتُ أُحِبّ أَن أَرَي يَومَكِ وَ لَا أَبقَي بَعدَكِ قَالَ يَا ابنتَيِ‌ لَقَد أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّكِ أَوّلُ مَن تلَحقَنُيِ‌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ فَالوَيلُ كُلّهُ لِمَن ظَلَمَكِ وَ الفَوزُ العَظِيمُ لِمَن نَصَرَكِ قَالَ عَطَاءٌ كَانَ ابنُ عَبّاسٍ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اتّبَعَتهُم ذُرّيّتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرّيّتَهُم وَ ما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ كُلّ امر‌ِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ

بيان وَ ما أَلَتناهُم أي و مانقصناهم


صفحه : 228

باب 9-أولادها وذريتها وأحوالهم وفضلهم وأنهم من أولاد الرسول ص حقيقة

1- وَجَدتُ فِي بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ أَخبَرَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ العاَصمِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي العَوّامِ عَن أَبِيهِ عَن حَرِيزِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن شَيبَةَ بنِ نَعَامَةَ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ عَن فَاطِمَةَ الكُبرَي قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ بنَيِ‌ أُمّ يَنتَمُونَ إِلَي عَصَبَتِهِم إِلّا وُلدَ فَاطِمَةَ فإَنِيّ‌ أَنَا أَبُوهُم وَ عَصَبَتُهُم

وَ أَخبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ بُشرَانَ العَدلُ بِبَغدَادَ عَن أَبِي عَمرِو بنِ السّمَاكِ عَن حَنبَلِ بنِ إِسحَاقَ عَن دَاوُدَ بنِ عَمرٍو عَن صَالِحِ بنِ مُوسَي عَن عَاصِمِ بنِ بَهدَلَةَ عَن يَحيَي بنِ يَعمُرَ العاَمرِيِ‌ّ قَالَبَعَثَ إلِيَ‌ّ الحَجّاجُ فَقَالَ يَا يَحيَي أَنتَ ألّذِي تَزعُمُ أَنّ وُلدَ عَلِيّ مِن فَاطِمَةَ وُلدُ رَسُولِ اللّهِص قُلتُ لَهُ إِنّ أمَنّتنَيِ‌ تَكَلّمتُ قَالَ فَأَنتَ آمِنٌ قُلتُ لَهُ نَعَم أَقرَأُ عَلَيكَ كِتَابَ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ كُلّا هَدَينا إِلَي أَن قَالَوَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي وَ إِلياسَ كُلّ مِنَ الصّالِحِينَ وَ عِيسَي كَلِمَةُ اللّهِ وَ رُوحُهُ أَلقَاهَا إِلَي العَذرَاءِ البَتُولِ وَ قَد نَسَبَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَي اِبرَاهِيمَ ع قَالَ مَا دَعَاكَ إِلَي نَشرِ هَذَا وَ ذِكرِهِ قُلتُ مَا استَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي أَهلِ العِلمِ فِي عِلمِهِملَتُبَيّنُنّهُ لِلنّاسِ وَ لا تَكتُمُونَهُالآيَةَ قَالَ صَدَقتَ وَ لَا تَعُودَنّ


صفحه : 229

لِذِكرِ هَذَا وَ لَا نَشرِهِ

وَ جَاءَ الحَدِيثُ مُرسَلًا أَطوَلَ مِن هَذَا عَن عَامِرٍ الشعّبيِ‌ّ أَنّهُ قَالَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ الحَجّاجُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَخَشِيتُ فَقُمتُ فَتَوَضّأتُ وَ أَوصَيتُ ثُمّ دَخَلتُ عَلَيهِ فَنَظَرتُ فَإِذَا نَطعٌ مَنشُورٌ وَ السّيفُ مَسلُولٌ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ فَقَالَ لَا تَخَف فَقَد آمَنتُكَ اللّيلَةَ وَ غَداً إِلَي الظّهرِ وَ أجَلسَنَيِ‌ عِندَهُ ثُمّ أَشَارَ فأَتُيِ‌َ بِرَجُلٍ مُقَيّدٍ بِالكُبُولِ وَ الأَغلَالِ فَوَضَعُوهُ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ إِنّ هَذَا الشّيخَ يَقُولُ إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ كَانَا ابنيَ‌ رَسُولِ اللّهِص ليَأَتيِنيِ‌ بِحُجّةٍ مِنَ القُرآنِ وَ إِلّا لَأَضرِبَنّ عُنُقَهُ فَقُلتُ يَجِبُ أَن تَحِلّ قَيدَهُ فَإِنّهُ إِذَا احتَجّ فَإِنّهُ لَا مَحَالَةَ يَذهَبُ وَ إِن لَم يَحتَجّ فَإِنّ السّيفَ لَا يَقطَعُ هَذَا الحَدِيدَ فَحَلّوا قُيُودَهُ وَ كُبُولَهُ فَنَظَرتُ فَإِذَا هُوَ سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ فَحَزِنتُ بِذَلِكَ وَ قُلتُ كَيفَ يَجِدُ حُجّةً عَلَي ذَلِكَ مِنَ القُرآنِ فَقَالَ لَهُ الحَجّاجُ ائتنِيِ‌ بِحُجّةٍ مِنَ القُرآنِ عَلَي مَا ادّعَيتَ وَ إِلّا أَضرِب عُنُقَكَ فَقَالَ لَهُ انتَظِر فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمّ قَالَ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ انتَظِر فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمّ قَالَ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ ثُمّ قَالَوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ إِلَي قَولِهِوَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ ثُمّ سَكَتَ وَ قَالَ لِلحَجّاجِ اقرَأ مَا بَعدَهُ فَقَرَأَوَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي فَقَالَ سَعِيدٌ كَيفَ يَلِيقُ هَاهُنَا عِيسَي قَالَ إِنّهُ كَانَ مِن ذُرّيّتِهِ قَالَ إِن كَانَ عِيسَي مِن ذُرّيّةِ اِبرَاهِيمَ وَ لَم يَكُن لَهُ أَبٌ بَل كَانَ ابنَ ابنَتِهِ فَنُسِبَ إِلَيهِ مَعَ بُعدِهِ فَالحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَولَي أَن يُنسَبَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص مَعَ قُربِهِمَا مِنهُ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ وَ أَمَرَ بِأَن يَحمِلُوهَا مَعَهُ إِلَي دَارِهِ وَ أَذِنَ لَهُ فِي الرّجُوعِ قَالَ الشعّبيِ‌ّ فَلَمّا أَصبَحتُ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ قَد وَجَبَ عَلَيّ أَن آتيِ‌َ هَذَا الشّيخَ فَأَتَعَلّمَ مِنهُ معَاَنيِ‌َ القُرآنِ لأِنَيّ‌ كُنتُ أَظُنّ أنَيّ‌ أَعرِفُهَا فَإِذَا أَنَا لَا أَعرِفُهَا فَأَتَيتُهُ فَإِذَا هُوَ فِي المَسجِدِ وَ تِلكَ الدّنَانِيرُ بَينَ يَدَيهِ يُفَرّقُهَا عَشراً عَشراً وَ يَتَصَدّقُ بِهَا ثُمّ قَالَ هَذَا كُلّهُ بِبَرَكَةِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع لَئِن كُنّا أَغمَمنَا وَاحِداً لَقَد أَفرَحنَا أَلفاً وَ أَرضَينَا اللّهَ وَ رَسُولَهُص


صفحه : 230

كِتَابُ الدّلَائِلِ،لِمُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ القاَضيِ‌ التنّوُخيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ السّلَامِ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن جَرِيرٍ عَن شَيبَةَ بنِ نَعَامَةَ عَن فَاطِمَةَ الصّغرَي عَن فَاطِمَةَ الكُبرَي قَالَت قَالَ النّبِيّص لِكُلّ نبَيِ‌ّ عَصَبَةٌ يَنتَمُونَ إِلَيهِ وَ إِنّ فَاطِمَةَ عصَبَتَيِ‌َ التّيِ‌ تنَتمَيِ‌ إلِيَ‌ّ

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ العلَوَيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ مَعاً عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ القزَويِنيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الوَشّاءِ البغَداَديِ‌ّ قَالَ كُنتُ بِخُرَاسَانَ مَعَ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فِي مَجلِسِهِ وَ زَيدُ بنُ مُوسَي حَاضِرٌ وَ قَد أَقبَلَ عَلَي جَمَاعَةٍ فِي المَجلِسِ يَفتَخِرُ عَلَيهِم وَ يَقُولُ نَحنُ وَ نَحنُ وَ أَبُو الحَسَنِ ع مُقبِلٌ عَلَي قَومٍ يُحَدّثُهُم فَسَمِعَ مَقَالَةَ زَيدٍ فَالتَفَتَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا زَيدُ أَ غَرّكَ قَولُ بقَاّليِ‌ الكُوفَةِ إِنّ فَاطِمَةَ أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ وَ اللّهِ مَا ذَلِكَ إِلّا لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ وُلدِ بَطنِهَا خَاصّةً فَأَمّا أَن يَكُونَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع يُطِيعُ اللّهَ وَ يَصُومُ نَهَارَهُ وَ يَقُومُ لَيلَهُ وَ تَعصِيهِ أَنتَ ثُمّ تَجِيئَانِ يَومَ القِيَامَةِ سَوَاءً لَأَنتَ أَعَزّ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنهُ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع كَانَ يَقُولُ لِمُحسِنِنَا كِفلَانِ مِنَ الأَجرِ وَ لِمُسِيئِنَا ضِعفَانِ مِنَ العَذَابِ وَ قَالَ الحَسَنُ الوَشّاءُ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ يَا حَسَنُ كَيفَ تَقرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَقالَ يا نُوحُ إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍفَقُلتُ مِنَ النّاسِ مَن يَقرَأُ إِنّهُ عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ وَ مِنهُم مَن يَقرَأُإِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍنَفَاهُ عَن أَبِيهِ فَقَالَ ع كَلّا لَقَد كَانَ ابنَهُ وَ لَكِن لَمّا عَصَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَفَاهُ اللّهُ عَن أَبِيهِ كَذَا مَن كَانَ مِنّا لَم يُطِعِ اللّهَ فَلَيسَ مِنّا وَ أَنتَ إِذَا أَطَعتَ اللّهَ فَأَنتَ مِنّا أَهلَ البَيتِ


صفحه : 231

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]السناني‌ عن الأسدي‌ عن صالح بن أحمد مثله

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع هَل قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فَاطِمَةَ أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ قَالَ نَعَم عَنَي بِذَلِكَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ زَينَبَ وَ أُمّ كُلثُومٍ ع

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ الفُضَيلِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَا مَعنَي قَولِ رَسُولِ اللّهِص إِنّ فَاطِمَةَ أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ فَقَالَ المُعتَقُونَ مِنَ النّارِ هُم وُلدُ بَطنِهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ زَينَبُ وَ أُمّ كُلثُومٍ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ فَاطِمَةَ أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ

مصباح الأنوار، عن أبي عبد الله ع عن النبي ص مثله

6-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ وَ ابنُ المُتَوَكّلِ وَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يَاسِرٍ قَالَخَرَجَ زَيدُ بنُ مُوسَي أَخُو أَبِي الحَسَنِ ع بِالمَدِينَةِ وَ أَحرَقَ وَ قَتَلَ وَ كَانَ يُسَمّي زَيدَ النّارِ فَبَعَثَ إِلَيهِ المَأمُونُ فَأُسِرَ وَ حُمِلَ إِلَي المَأمُونِ فَقَالَ المَأمُونُ اذهَبُوا بِهِ إِلَي أَبِي الحَسَنِ قَالَ يَاسِرٌ فَلَمّا أُدخِلَ إِلَيهِ قَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ يَا زَيدُ أَ غَرّكَ قَولُ سَفِلَةِ[سِفلَةِ] أَهلِ الكُوفَةِ إِنّ فَاطِمَةَ أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ ذَاكَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ خَاصّةً إِن كُنتَ تَرَي أَنّكَ تعَصيِ‌ اللّهَ وَ تَدخُلُ الجَنّةَ وَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ أَطَاعَ اللّهَ وَ دَخَلَ الجَنّةَ فَأَنتَ إِذاً أَكرَمُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ اللّهِ مَا يَنَالُ أَحَدٌ مَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا بِطَاعَتِهِ وَ زَعَمتَ أَنّكَ تَنَالُهُ بِمَعصِيَتِهِ فَبِئسَ مَا زَعَمتَ


صفحه : 232

فَقَالَ لَهُ زَيدٌ أَنَا أَخُوكَ وَ ابنُ أَبِيكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع أَنتَ أخَيِ‌ مَا أَطَعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِنّ نُوحاً ع قَالَرَبّ إِنّ ابنيِ‌ مِن أهَليِ‌ وَ إِنّ وَعدَكَ الحَقّ وَ أَنتَ أَحكَمُ الحاكِمِينَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا نُوحُ إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍفَأَخرَجَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن أَن يَكُونَ مِن أَهلِهِ بِمَعصِيَتِهِ

7- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَارِيخُ بَغدَادَ وَ كِتَابُ السمّعاَنيِ‌ّ وَ أَربَعِينُ المُؤَذّنِ وَ مَنَاقِبُ فَاطِمَةَ عَنِ ابنِ شَاهِينٍ بِأَسَانِيدِهِم عَن حُذَيفَةَ وَ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ النّبِيّص إِنّ فَاطِمَةَ أَحصَنَت فَرجَهَا فَحَرّمَ اللّهُ ذُرّيّتَهَا عَلَي النّارِ قَالَ ابنُ مَندَةَ خَاصّ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ يُقَالُ أَي مَن وَلَدَتهُ بِنَفسِهَا وَ هُوَ المرَويِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع وَ الأَولَي كُلّ مُؤمِنٍ مِنهُم

8- ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا أَبَا الجَارُودِ مَا يَقُولُونَ فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ قُلتُ يُنكِرُونَ عَلَينَا أَنّهُمَا ابنَا رَسُولِ اللّهِص قَالَ فبَأِيَ‌ّ شَيءٍ احتَجَجتُم عَلَيهِم قُلتُ بِقَولِ اللّهِ فِي عِيسَي بنِ مَريَمَوَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ إِلَي قَولِهِكُلّ مِنَ الصّالِحِينَفَجَعَلَ عِيسَي مِن ذُرّيّةِ اِبرَاهِيمَ وَ احتَجَجنَا عَلَيهِم بِقَولِهِ تَعَالَيفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالُوا قَالَ قُلتُ قَالُوا قَد يَكُونُ وَلَدُ البِنتِ مِنَ الوَلَدِ وَ لَا يَكُونُ مِنَ الصّلبِ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ يَا أَبَا الجَارُودِ لَأُعطِيَنّكَهَا مِن كِتَابِ اللّهِ آيَةً تسُمَيّ‌ لِصُلبِ رَسُولِ اللّهِص لَا يَرُدّهَا إِلّا كَافِرٌ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ أَينَ قَالَ حَيثُ قَالَ اللّهُحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وَ بَناتُكُم وَ أَخَواتُكُم إِلَي قَولِهِوَ حَلائِلُ أَبنائِكُمُ الّذِينَ مِن أَصلابِكُمفَسَلهُم يَا أَبَا الجَارُودِ هَل يَحِلّ لِرَسُولِ اللّهِص نِكَاحُ حَلِيلَتِهِمَا فَإِن قَالُوا نَعَم فَكَذَبُوا وَ اللّهِ وَ إِن قَالُوا لَا فَهُمَا وَ اللّهِ ابنَا رَسُولِ اللّهِ لِصُلبِهِ وَ مَا حَرُمَت عَلَيهِ إِلّا لِلصّلبِ

بيان أقول إطلاق الابن والولد عليهم كثير و قدمضي الأخبار المفصلة


صفحه : 233

في باب احتجاج الرضا ع عندالمأمون في الإمامة وسيأتي‌ في احتجاج موسي بن جعفر ع مع خلفاء زمانه ولعل وجه الاحتجاج بالآية الأخيرة هواتفاقهم علي دخول ولد البنت في هذه الآية والأصل في الإطلاق الحقيقة أوأنهم يستدلون بهذه الآية علي حرمة حليلة ولد البنت و لايتم إلابكونه ولدا حقيقة للصلب وسيأتي‌ تمام القول في ذلك في أبواب الخمس إن شاء الله

9- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن ظَرِيفِ بنِ نَاصِحٍ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ يَا أَبَا الجَارُودِ مَا يَقُولُونَ فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع قُلتُ يُنكِرُونَ عَلَينَا أَنّهُمَا ابنَا رَسُولِ اللّهِص قَالَ فبَأِيَ‌ّ شَيءٍ احتَجَجتُم عَلَيهِم قُلتُ بِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي عِيسَي بنِ مَريَمَوَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِلَي قَولِهِوَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ وَ جَعَلَ عِيسَي مِن ذُرّيّةِ اِبرَاهِيمَ قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالُوا لَكُم قُلتُ قَالُوا قَد يَكُونُ وَلَدُ الِابنَةِ مِنَ الوَلَدِ وَ لَا يَكُونُ مِنَ الصّلبِ قَالَ فبَأِيَ‌ّ شَيءٍ احتَجَجتُم عَلَيهِم قَالَ قُلتُ احتَجَجنَا عَلَيهِم بِقَولِ اللّهِ تَعَالَيفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمالآيَةَ قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ قَالُوا لَكُم قُلتُ قَالُوا قَد يَكُونُ فِي كَلَامِ العَرَبِ ابني‌ رجل واحد[ابنَا رَجُلٍ]فَيَقُولُ أَبنَاؤُنَا وَ إِنّمَا هُمَا ابنُ[ابنَا]وَاحِدٍ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ يَا أَبَا الجَارُودِ لَأُعطِيَنّكَهَا مِن كِتَابِ اللّهِ تسُمَيّ‌ لِصُلبِ رَسُولِ اللّهِص لَا يَرُدّهَا إِلّا كَافِرٌ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ أَينَ قَالَ حَيثُ قَالَ اللّهُحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وَ بَناتُكُم إِلَي أَن ينَتهَيِ‌َ إِلَي قَولِهِوَ حَلائِلُ أَبنائِكُمُ الّذِينَ مِن أَصلابِكُمفَسَلهُم يَا أَبَا الجَارُودِ هَل حَلّ لِرَسُولِ اللّهِص نِكَاحُ حَلِيلَتِهِمَا فَإِن قَالُوا نَعَم فَكَذَبُوا وَ اللّهِ وَ فَجَرُوا وَ إِن قَالُوا لَا فَهُمَا وَ اللّهِ ابنَاهُ لِصُلبِهِ وَ مَا حَرُمَتَا عَلَيهِ إِلّا لِلصّلبِ

كا،[الكافي‌]العدة عن البرقي‌ عن الحسن بن ظريف عن عبدالصمد مثله

10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَلَدَتِ الحَسَنَ ع وَ لَهَا اثنَتَا عَشرَةَ سَنَةً وَ أَولَادُهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المُحَسّنُ سَقَطَ وَ فِي مَعَارِفِ القتُيَبيِ‌ّ أَنّ مُحَسّناً فَسَدَ مِن زَخمِ قُنفُذٍ العدَوَيِ‌ّ وَ زَينَبُ وَ أُمّ كُلثُومٍ


صفحه : 234

تَذنِيبٌ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي بَعضِ أَيّامِ صِفّينَ حِينَ رَأَي ابنَهُ الحَسَنَ ع يَتَسَرّعُ إِلَي الحَربِ أَملِكُوا عنَيّ‌ هَذَا الغُلَامَ لَا يهَدُنّيِ‌ فإَنِيّ‌ أَنفَسُ بِهَذَينِ يعَنيِ‌ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ عَنِ المَوتِ لِئَلّا يَنقَطِعَ بِهِمَا نَسلُ رَسُولِ اللّهِص

فَإِن قُلتَ أَ يَجُوزُ أَن يُقَالَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ وُلدِهِمَا أَبنَاءُ رَسُولِ اللّهِ وَ وُلدُ رَسُولِ اللّهِ وَ ذُرّيّةُ رَسُولِ اللّهِ وَ نَسلُ رَسُولِ اللّهِص قُلتُ نَعَم لِأَنّ اللّهَ سَمّاهُم أَبنَاءَهُ فِي قَولِهِ تَعَالَينَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ إِنّمَا عَنَي الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ لَو أَوصَي لِوُلدِ فُلَانٍ بِمَالٍ دَخَلَ فِيهِ أَولَادُ البَنَاتِ وَ سَمّي اللّهُ تَعَالَي عِيسَي ذُرّيّةَ اِبرَاهِيمَ وَ لَم يَختَلِف أَهلُ اللّغَةِ فِي أَنّ وُلدَ البَنَاتِ مِن نَسلِ الرّجُلِ. فَإِن قُلتَ فَمَا تَصنَعُ بِقَولِهِ تَعَالَيما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم قُلتُ أَسأَلُكَ عَن أُبُوّتِهِ لِإِبرَاهِيمَ بنِ مَارِيَةَ فَكُلّمَا تُجِيبُ بِهِ عَن ذَلِكَ فَهُوَ جوَاَبيِ‌ عَنِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ الجَوَابُ الشّامِلُ لِلجَمِيعِ أَنّهُ عَنَي زَيدَ بنَ الحَارِثَةِ لِأَنّ العَرَبَ كَانَت تَقُولُ زَيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَلَي عَادَتِهِم فِي تبَنَيّ‌ العَبِيدِ فَأَبطَلَ اللّهُ تَعَالَي ذَلِكَ وَ نَهَي عَن سُنّةِ الجَاهِلِيّةِ وَ قَالَ إِنّ مُحَمّداً لَيسَ أَباً لِوَاحِدٍ مِنَ الرّجَالِ البَالِغِينَ المَعرُوفِينَ بَينَكُم وَ ذَلِكَ لَا ينَفيِ‌ كَونَهُ أَباً لِأَطفَالٍ لَم يُطلَق عَلَيهِم لَفظَةُ الرّجَالِ كَإِبرَاهِيمَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَينٍ ع .أَقُولُ ثُمّ ذَكَرَ بَعضَ الِاعتِرَاضَاتِ وَ الأَجوِبَةِ التّيِ‌ لَيسَ هَذَا البَابُ مَوضِعَ ذِكرِهَا

.


صفحه : 235

باب 01-أوقافها وصدقاتها صلوات الله عليها

1- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي مَريَمَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَدَقَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ صَدَقَةِ عَلِيّ ع فَقَالَ هيِ‌َ لَنَا حَلَالٌ وَ قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع جَعَلَت صَدَقَتَهَا لبِنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ المُطّلِبِ

2- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَ لَا أُقرِئُكَ وَصِيّةَ فَاطِمَةَ قَالَ قُلتُ بَلَي فَأَخرَجَ حُقّاً أَو سَفَطاً فَأَخرَجَ مِنهُ كِتَاباً فَقَرَأَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَت بِهِ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص أَوصَت بِحَوَائِطِهَا السّبعَةِ العَوَافِ وَ الدّلَالِ وَ البُرقَةِ وَ المَبِيتِ وَ الحُسنَي وَ الصّافِيَةِ وَ مَا لِأُمّ اِبرَاهِيمَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِن مَضَي عَلِيّ فَإِلَي الحَسَنِ فَإِن مَضَي الحَسَنُ فَإِلَي الحُسَينِ فَإِن مَضَي الحُسَينُ فَإِلَي الأَكبَرِ مِن ولُديِ‌ شَهِدَ اللّهُ عَلَي ذَلِكَ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ وَ كَتَبَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ مِثلَهُ وَ لَم يَذكُر حُقّاً وَ لَا سَفَطاً وَ قَالَ إِلَي الأَكبَرِ مِن ولُديِ‌ دُونَ وُلدِكَ

3-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ لَا أُقرِئُكَ وَصِيّةَ فَاطِمَةَ قُلتُ بَلَي قَالَ فَأَخرَجَ إلِيَ‌ّ صَحِيفَةً هَذَا مَا عَهِدَت فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص فِي أَموَالِهَا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِن مَاتَ فَإِلَي الحَسَنِ فَإِن مَاتَ فَإِلَي الحُسَينِ فَإِن مَاتَ فَإِلَي الأَكبَرِ مِن ولُديِ‌ دُونَ وُلدِكَ الدّلَالُ وَ العَوَافُ وَ المَبِيتُ وَ البُرقَةُ وَ الحُسنَي وَ الصّافِيَةُ وَ مَا لِأُمّ اِبرَاهِيمَ


صفحه : 236

شَهِدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي ذَلِكَ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ

4- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي المزُنَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَبِيتُ هُوَ ألّذِي كَاتَبَ عَلَيهِ سَلمَانُ فَأَفَاءَهُ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ فَهُوَ فِي صَدَقَتِهَا

5- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الثاّنيِ‌ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الحِيطَانِ السّبعَةِ التّيِ‌ كَانَت مِيرَاثَ رَسُولِ اللّهِص لِفَاطِمَةَ ع فَقَالَ إِنّمَا كَانَت وَقفاً فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأخُذُ إِلَيهِ مِنهَا مَا يُنفِقُ عَلَي أَضيَافِهِ وَ التّابِعَةُ تَلزَمُهُ فِيهَا فَلَمّا قُبِضَ جَاءَ العَبّاسُ يُخَاصِمُ فَاطِمَةَ فِيهَا فَشَهِدَ عَلِيّ وَ غَيرُهُ أَنّهَا وَقفٌ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ هيِ‌َ الدّلَالُ وَ العَوَافُ وَ الحُسنَي وَ الصّافِيَةُ وَ مَا لِأُمّ اِبرَاهِيمَ وَ المَبِيتُ وَ البُرقَةُ


صفحه : 237

أبواب تاريخ الإمامين الهمامين قرتي‌ عين رسول الثقلين الحسن و الحسين سيدي‌ شباب أهل الجنة أجمعين صلوات الله عليهما أبد الآبدين ولعنة الله علي أعدائهما في كل حين

باب 11-ولادتهما وأسمائهما وعللها ونقش خواتيمهما صلوات الله عليهما

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وُلِدَ الحُسَينُ ع عَامَ الخَندَقِ بِالمَدِينَةِ يَومَ الخَمِيسِ أَو يَومَ الثّلَاثَاءِ لِخَمسٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ بَعدَ أَخِيهِ بِعَشَرَةِ أَشهُرٍ وَ عِشرِينَ يَوماً وَ اسمُهُ الحُسَينُ وَ فِي التّورَاةِ شَبِيرٌ وَ فِي الإِنجِيلِ طاب وَ كُنيَتُهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ الخَاصّ أَبُو عَلِيّ وَ أَلقَابُهُ الشّهِيدُ السّعِيدُ وَ السّبطُ الثاّنيِ‌ وَ الإِمَامُ الثّالِثُ

2- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَ كُنيَةُ الحُسَينِ ع أَبُو عَبدِ اللّهِ لَا غَيرُ وَ أَمّا أَلقَابُهُ فَكَثِيرَةٌ الرّشِيدُ وَ الطّيّبُ وَ الوفَيِ‌ّ وَ السّيّدُ وَ الزكّيِ‌ّ وَ المُبَارَكُ وَ التّابِعُ لِمَرضَاةِ اللّهِ وَ السّبطُ وَ أَشهَرُهَا الزكّيِ‌ّ وَ لَكِنّ أَعلَاهَا رُتبَةً مَا لَقّبَهُ بِهِ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِهِ عَنهُ وَ عَن أَخِيهِ إِنّهُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَيَكُونُ السّيّدُ أَشرَفَهَا وَ كَذَلِكَ السّبطُ فَإِنّهُ صَحّ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسبَاطِ

وَ قَالَ ابنُ الخَشّابِ يُكَنّي بأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ لَقّبَهُ الرّشِيدَ وَ الطّيّبَ وَ الوفَيِ‌ّ وَ السّيّدَ وَ المُبَارَكَ وَ التّابِعَ لِمَرضَاةِ اللّهِ وَ الدّلِيلَ عَلَي ذَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ السّبطَ


صفحه : 238

3- ع ،[علل الشرائع ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ القَطّانُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ الضبّيّ‌ّ عَن حَربِ بنِ مَيمُونٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَمّا وَلَدَت فَاطِمَةُ الحَسَنَ ع قَالَت لعِلَيِ‌ّ ع سَمّهِ فَقَالَ مَا كُنتُ لِأَسبِقَ بِاسمِهِ رَسُولَ اللّهِ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَأَخرَجَ إِلَيهِ فِي خِرقَةٍ صَفرَاءَ فَقَالَ أَ لَم أَنهَكُم أَن تَلُفّوهُ فِي خِرقَةٍ صَفرَاءَ ثُمّ رَمَي بِهَا وَ أَخَذَ خِرقَةً بَيضَاءَ فَلَفّهُ فِيهَا ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع هَل سَمّيتَهُ فَقَالَ مَا كُنتُ لِأَسبِقَكَ بِاسمِهِ فَقَالَص وَ مَا كُنتُ لِأَسبِقَ بِاسمِهِ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي جَبرَئِيلَ أَنّهُ قَد وُلِدَ لِمُحَمّدٍ ابنٌ فَاهبِط فَأَقرِئهُ السّلَامَ وَ هَنّئهُ وَ قُل لَهُ إِنّ عَلِيّاً مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَسَمّهِ بِاسمِ ابنِ هَارُونَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَهَنّأَهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَأمُرُكَ أَن تُسَمّيَهُ بِاسمِ ابنِ هَارُونَ قَالَ وَ مَا كَانَ اسمُهُ قَالَ شَبّرَ قَالَ لسِاَنيِ‌ عرَبَيِ‌ّ قَالَ سَمّهِ الحَسَنَ فَسَمّاهُ الحَسَنَ فَلَمّا وُلِدَ الحُسَينُ ع أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي جَبرَئِيلَ ع أَنّهُ قَد وُلِدَ لِمُحَمّدٍ ابنٌ فَاهبِط إِلَيهِ فَهَنّئهُ وَ قُل لَهُ إِنّ عَلِيّاً مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَسَمّهِ بِاسمِ ابنِ هَارُونَ قَالَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَهَنّأَهُ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ثُمّ قَالَ إِنّ عَلِيّاً مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَسَمّهِ بِاسمِ ابنِ هَارُونَ قَالَ وَ مَا اسمُهُ قَالَ شَبِيرٌ قَالَ لسِاَنيِ‌ عرَبَيِ‌ّ قَالَ سَمّهِ الحُسَينَ فَسَمّاهُ الحُسَينَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ شَبّرُ كَبَقّمٍ وشَبّيرٌ كَقَمّيرٍ ومُشَبّرٌ كَمُحَدّثٍ أبناء هارون ع قيل وبأسمائهم سمي النبي ص الحَسَنَ و الحُسَينَ والمُحَسّنَ

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍقَالَت قَبِلتُ جَدّتَكَ فَاطِمَةَ ع بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَلَمّا وُلِدَ الحَسَنُ ع جَاءَ النّبِيّص فَقَالَ يَا أَسمَاءُ هاَتيِ‌ ابنيِ‌ فَدَفَعتُهُ إِلَيهِ فِي


صفحه : 239

خِرقَةٍ صَفرَاءَ فَرَمَي بِهَا النّبِيّص وَ قَالَ يَا أَسمَاءُ أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم أَن لَا تَلُفّوا المَولُودَ فِي خِرقَةٍ صَفرَاءَ فَلَفَفتُهُ فِي خِرقَةٍ بَيضَاءَ وَ دَفَعتُهُ إِلَيهِ فَأَذّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ أَقَامَ فِي اليُسرَي ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع بأِيَ‌ّ شَيءٍ سَمّيتَ ابنيِ‌ قَالَ مَا كُنتُ أَسبِقُكَ بِاسمِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد كُنتُ أُحِبّ أَن أُسَمّيَهُ حَرباً فَقَالَ النّبِيّص وَ لَا أَسبِقُ أَنَا بِاسمِهِ ربَيّ‌ ثُمّ هَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ عَلِيّ مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ لَا نبَيِ‌ّ بَعدَكَ سَمّ ابنَكَ هَذَا بِاسمِ ابنِ هَارُونَ قَالَ النّبِيّص وَ مَا اسمُ ابنِ هَارُونَ قَالَ شَبّرُ قَالَ النّبِيّص لسِاَنيِ‌ عرَبَيِ‌ّ قَالَ جَبرَئِيلُ ع سَمّهِ الحَسَنَ قَالَت أَسمَاءُ فَسَمّاهُ الحَسَنَ فَلَمّا كَانَ يَومُ سَابِعِهِ عَقّ النّبِيّص عَنهُ بِكَبشَينِ أَملَحَينِ وَ أَعطَي القَابِلَةَ فَخِذاً وَ دِينَاراً وَ حَلَقَ رَأسَهُ وَ تَصَدّقَ بِوَزنِ الشّعرِ وَرِقاً وَ طَلَي رَأسَهُ بِالخَلُوقِ ثُمّ قَالَ يَا أَسمَاءُ الدّمُ فِعلُ الجَاهِلِيّةِ قَالَت أَسمَاءُ فَلَمّا كَانَ بَعدَ حَولٍ وُلِدَ الحُسَينُ ع وَ جاَءنَيِ‌ النّبِيّص فَقَالَ يَا أَسمَاءُ هلَمُيّ‌ ابنيِ‌ فَدَفَعتُهُ إِلَيهِ فِي خِرقَةٍ بَيضَاءَ فَأَذّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ أَقَامَ فِي اليُسرَي وَ وَضَعَهُ فِي حَجرِهِ فَبَكَي فَقَالَت أَسمَاءُ قُلتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ مِمّ بُكَاؤُكَ قَالَ عَلَي ابنيِ‌ هَذَا قُلتُ إِنّهُ وُلِدَ السّاعَةَ يَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ تَقتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ مِن بعَديِ‌ لَا أَنَالَهُمُ اللّهُ شفَاَعتَيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا أَسمَاءُ لَا تخُبرِيِ‌ فَاطِمَةَ بِهَذَا فَإِنّهَا قَرِيبَةُ عَهدٍ بِوِلَادَتِهِ ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع أَيّ شَيءٍ سَمّيتَ ابنيِ‌ قَالَ مَا كُنتُ لِأَسبِقَكَ بِاسمِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَد كُنتُ أُحِبّ أَن أُسَمّيَهُ حَرباً فَقَالَ النّبِيّص وَ لَا أَسبِقُ بِاسمِهِ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ هَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ عَلِيّ مِنكَ كَهَارُونَ مِن مُوسَي سَمّ ابنَكَ هَذَا بِاسمِ ابنِ هَارُونَ قَالَ النّبِيّص وَ مَا اسمُ ابنِ هَارُونَ قَالَ شَبِيرٌ قَالَ النّبِيّص لسِاَنيِ‌ عرَبَيِ‌ّ قَالَ جَبرَئِيلَ سَمّهِ الحُسَينَ فَسَمّاهُ الحُسَينَ فَلَمّا كَانَ يَومُ سَابِعِهِ عَقّ عَنهُ النّبِيّص بِكَبشَينِ أَملَحَينِ


صفحه : 240

وَ أَعطَي القَابِلَةَ فَخِذاً وَ دِينَاراً ثُمّ حَلَقَ رَأسَهُ وَ تَصَدّقَ بِوَزنِ الشّعرِ وَرِقاً وَ طَلَي رَأسَهُ بِالخَلُوقِ فَقَالَ يَا أَسمَاءُ الدّمُ فِعلُ الجَاهِلِيّةِ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الواعظ في شرف النبي ص والسمعاني‌ في فضائل الصحابة وجماعة من أصحابنا في كتبهم عن هانئ بن هانئ عن أمير المؤمنين ع و عن علي بن الحسين ع و عن أسماء بنت عميس

وذكر نحوه بيان الملحة بياض يخالطه سواد والخلوق طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ سَمّي حَسَناً يَومَ السّابِعِ وَ اشتَقّ مِنِ اسمِ الحَسَنِ حُسَيناً وَ ذَكَرَ أَنّهُ لَم يَكُن بَينَهُمَا إِلّا الحَملُ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ النّبِيّص أَذّنَ فِي أُذُنِ الحُسَينِ بِالصّلَاةِ يَومَ وُلِدَ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله

7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع عَقّت عَنِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ أَعطَتِ القَابِلَةَ رِجلَ شَاةٍ وَ دِينَاراً

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ الضبّيّ‌ّ عَن عَبّادِ بنِ كَثِيرٍ وَ أَبِي بَكرٍ الهذُلَيِ‌ّ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ قَالَ لَمّا حَمَلَت فَاطِمَةُ بِالحَسَنِ فَوَلَدَت وَ قَد كَانَ النّبِيّص أَمَرَهُم أَن يَلُفّوهُ فِي خِرقَةٍ بَيضَاءَ فَلَفّوهُ فِي صَفرَاءَ وَ قَالَت فَاطِمَةُ يَا عَلِيّ سَمّهِ فَقَالَ مَا كُنتُ لِأَسبِقَ بِاسمِهِ رَسُولَ اللّهِص فَجَاءَ النّبِيّ فَأَخَذَهُ وَ قَبّلَهُ وَ أَدخَلَ لِسَانَهُ فِي فِيهِ فَجَعَلَ الحَسَنُ ع يَمَصّهُ


صفحه : 241

ثُمّ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص أَ لَم أَتَقَدّم إِلَيكُم أَن لَا تَلُفّوهُ فِي خِرقَةٍ صَفرَاءَ فَدَعَاص بِخِرقَةٍ بَيضَاءَ فَلَفّهُ فِيهَا وَ رَمَي بِالصّفرَاءِ وَ أَذّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ أَقَامَ فِي اليُسرَي ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع مَا سَمّيتَهُ قَالَ مَا كُنتُ لِأَسبِقَكَ بِاسمِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا كُنتُ لِأَسبِقَ ربَيّ‌ بِاسمِهِ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ إِلَي جَبرَئِيلَ ع أَنّهُ قَد وُلِدَ لِمُحَمّدٍ ابنٌ فَاهبِط إِلَيهِ فَأَقرِئهُ السّلَامَ وَ هَنّئهُ منِيّ‌ وَ مِنكَ وَ قُل لَهُ إِنّ عَلِيّاً مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَسَمّهِ بِاسمِ ابنِ هَارُونَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّ وَ هَنّأَهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مِنهُ ثُمّ قَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَأمُرُكَ أَن تُسَمّيَهُ بِاسمِ ابنِ هَارُونَ قَالَ وَ مَا كَانَ اسمُهُ قَالَ شَبّرَ قَالَ لسِاَنيِ‌ عرَبَيِ‌ّ قَالَ سَمّهِ الحَسَنَ فَسَمّاهُ الحَسَنَ فَلَمّا وُلِدَ الحُسَينُ جَاءَ إِلَيهِمُ النّبِيّص فَفَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِالحَسَنِ ع وَ هَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنّ عَلِيّاً ع مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَسَمّهِ بِاسمِ ابنِ هَارُونَ قَالَ وَ مَا كَانَ اسمُهُ قَالَ شَبِيراً قَالَ لسِاَنيِ‌ عرَبَيِ‌ّ قَالَ فَسَمّهِ الحُسَينَ فَسَمّاهُ الحُسَينَ

9- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَسلَمَ عَن وَكِيعٍ عَن الأَعمَشِ عَن سَالِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ سَمّيتُ ابنيَ‌ّ هَذَينِ بِاسمِ ابنيَ‌ هَارُونَ شبرا[شَبّرَ] وَ شَبِيراً

10- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ عَنِ الضبّيّ‌ّ عَن حَربِ بنِ مَيمُونٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ النّبِيّص يَا فَاطِمَةُ اسمُ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فِي ابنيَ‌ هَارُونَ شَبّرَ وَ شَبِيرٍ لِكَرَامَتِهِمَا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

11- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَن أَحمَدَ بنِ صَالِحٍ التمّيِميِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عِيسَي عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَأَهدَي جَبرَئِيلُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص اسمَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ وَ خِرقَةَ حَرِيرٍ مِن ثِيَابِ


صفحه : 242

الجَنّةِ وَ اشتَقّ اسمَ الحُسَينِ مِنِ اسمِ الحَسَنِ

12- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَن دَاوُدَ بنِ القَاسِمِ عَن عِيسَي عَن يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ عَنِ ابنِ عُيَينَةَ عَن عَمرِو بنِ دِينَارٍ عَن عِكرِمَةَ قَالَ لَمّا وَلَدَت فَاطِمَةُ الحَسَنَ جَاءَت بِهِ إِلَي النّبِيّص فَسَمّاهُ حَسَناً فَلَمّا وَلَدَتِ الحُسَينَ جَاءَت بِهِ إِلَيهِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا أَحسَنُ مِن هَذَا فَسَمّاهُ حُسَيناً

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي العُقبَةِ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ الحَسَنِ ع العِزّةُ لِلّهِ وَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ الحُسَينِ ع إِنّ اللّهَ بالِغُ أَمرِهِالخَبَرَ

14- د،[العدد القوية]روُيِ‌َ عَن أُمّ الفَضلِ زَوجَةِ العَبّاسِ أَنّهَا قَالَت قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ رَأَيتُ فِي المَنَامِ كَأَنّ عُضواً مِن أَعضَائِكَ فِي حجَريِ‌ فَقَالَص تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَاماً فتكفليه [فَتَكفُلِينَهُ]فَوَضَعَت فَاطِمَةُ الحَسَنَ فَدَفَعَهُ إِلَيهَا النّبِيّص فَرَضَعَتهُ بِلَبَنِ قُثَمِ بنِ العَبّاسِ

15- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ أَبِي إِسحَاقَ النهّاَونَديِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَقبَلَ جِيرَانُ أُمّ أَيمَنَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أُمّ أَيمَنَ لَم تَنَمِ البَارِحَةَ مِنَ البُكَاءِ لَم تَزَل تبَكيِ‌ حَتّي أَصبَحَت قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي أُمّ أَيمَنَ فَجَاءَتهُ فَقَالَ لَهَا يَا أُمّ أَيمَنَ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَكِ إِنّ جِيرَانَكِ أتَوَنيِ‌ وَ أخَبرَوُنيِ‌ أَنّكِ لَم تَزَلِ اللّيلَ تَبكِينَ أَجمَعَ فَلَا أَبكَي اللّهُ عَينَكِ مَا ألّذِي أَبكَاكِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَيتُ رُؤياً عَظِيمَةً شَدِيدَةً فَلَم أَزَل أبَكيِ‌ اللّيلَ أَجمَعَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص فَقُصّيهَا عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أَعلَمُ فَقَالَت تَعظُمُ عَلَيّ أَن أَتَكَلّمَ بِهَا فَقَالَ لَهَا إِنّ الرّؤيَا لَيسَت عَلَي مَا تَرَي فَقُصّيهَا عَلَي رَسُولِ اللّهِ قَالَت رَأَيتُ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ كَأَنّ بَعضَ أَعضَائِكَ مُلقًي فِي بيَتيِ‌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص نَامَت عَينُكِ يَا أُمّ أَيمَنَ تَلِدُ فَاطِمَةُ الحُسَينَ فَتُرَبّينَهُ وَ تَلُفّينَهُ فَيَكُونُ بَعضُ أعَضاَئيِ‌ فِي بَيتِكِ


صفحه : 243

فَلَمّا وَلَدَت فَاطِمَةُ الحُسَينَ ع فَكَانَ يَومُ السّابِعِ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص فَحُلِقَ رَأسُهُ وَ تُصُدّقَ بِوَزنِ شَعرِهِ فِضّةٌ وَ عُقّ عَنهُ ثُمّ هَيّأَتهُ أُمّ أَيمَنَ وَ لَفّتهُ فِي بُردِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ أَقبَلَت بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَرحَباً بِالحَامِلِ وَ المَحمُولِ يَا أُمّ أَيمَنَ هَذَا تَأوِيلُ رُؤيَاكِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الصادق ع و ابن عباس مثله أخرجه القيرواني‌ في التعبير وصاحب فضائل الصحابة

16- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ الضبّيّ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ عَن أَسمَاءَ بِنتِ أَبِي بَكرٍ عَن صَفِيّةَ بِنتِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَت لَمّا سَقَطَ الحُسَينُ مِن بَطنِ أُمّهِ وَ كُنتُ وَلِيتُهَا ع قَالَ النّبِيّص يَا عَمّةُ هلَمُيّ‌ إلِيَ‌ّ ابنيِ‌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا لَم نُنَظّفهُ بَعدُ فَقَالَ يَا عَمّةُ أَنتِ تُنَظّفِينَهُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد نَظّفَهُ وَ طَهّرَهُ

17- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن صَفِيّةَ بِنتِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَت لَمّا سَقَطَ الحُسَينُ ع مِن بَطنِ أُمّهِ فَدَفَعَتهُ إِلَي النّبِيّص فَوَضَعَ النّبِيّص لِسَانَهُ فِي فِيهِ وَ أَقبَلَ الحُسَينُ عَلَي لِسَانِ رَسُولِ اللّهِص يَمَصّهُ قَالَت فَمَا كُنتُ أَحسَبُ رَسُولَ اللّهِ يَغذُوهُ إِلّا لَبَناً أَو عَسَلًا قَالَت فَبَالَ الحُسَينُ ع فَقَبّلَ النّبِيّص بَينَ عَينَيهِ ثُمّ دَفَعَهُ إلِيَ‌ّ وَ هُوَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ لَعَنَ اللّهُ قَوماً هُم قَاتِلُوكَ يَا بنُيَ‌ّ يَقُولُهَا ثَلَاثاً قَالَت فَقُلتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ مَن يَقتُلُهُ قَالَ بَقِيّةُ الفِئَةِ البَاغِيَةِ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ لَعَنَهُمُ اللّهُ

18- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ صَبّاحٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ شُعَيبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ لَمّا وُلِدَ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبرَئِيلَ أَن يَهبِطَ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَيُهَنّئَ رَسُولَ اللّهِص مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مِن جَبرَئِيلَ


صفحه : 244

قَالَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَمَرّ عَلَي جَزِيرَةٍ فِي البَحرِ فِيهَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ فُطرُسُ كَانَ مِنَ الحَمَلَةِ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي شَيءٍ فَأَبطَأَ عَلَيهِ فَكَسَرَ جَنَاحَهُ وَ أَلقَاهُ فِي تِلكَ الجَزِيرَةِ فَعَبَدَ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِيهَا سَبعَمِائَةِ عَامٍ حَتّي وُلِدَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ المَلَكُ لِجَبرَئِيلَ يَا جَبرَئِيلُ أَينَ تُرِيدُ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَنعَمَ عَلَي مُحَمّدٍ بِنِعمَةٍ فَبُعِثتُ أُهَنّئُهُ مِنَ اللّهِ وَ منِيّ‌ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ احملِنيِ‌ مَعَكَ لَعَلّ مُحَمّداًص يَدعُو لِي قَالَ فَحَمَلَهُ قَالَ فَلَمّا دَخَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص هَنّأَهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مِنهُ وَ أَخبَرَهُ بِحَالِ فُطرُسَ فَقَالَ النّبِيّص قُل لَهُ تَمَسّح بِهَذَا المَولُودِ وَ عُد إِلَي مَكَانِكَ قَالَ فَتَمَسّحَ فُطرُسُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ ارتَفَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَمَا إِنّ أُمّتَكَ سَتَقتُلُهُ وَ لَهُ عَلَيّ مُكَافَاةٌ أَلّا يَزُورَهُ زَائِرٌ إِلّا أَبلَغتُهُ عَنهُ وَ لَا يُسَلّمَ عَلَيهِ مُسَلّمٌ إِلّا أَبلَغتُهُ سَلَامَهُ وَ لَا يصُلَيّ‌ عَلَيهِ مُصَلّ إِلّا أَبلَغتُهُ صَلَاتَهُ ثُمّ ارتَفَعَ

مل ،[كامل الزيارات ] محمد بن جعفرالرزاز عن ابن أبي الخطاب عن موسي بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن ابراهيم بن شعيب مثله أقول قدمضي بتغيير ما في باب أخذ ميثاقهم من الملائكة

19- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ وَ الصّادِقُ ع مِثلَهُ ثُمّ قَالَ وَ قَد ذَكَرَ الطوّسيِ‌ّ فِي المِصبَاحِ رِوَايَةً عَنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلَاءِ الهمَداَنيِ‌ّ حَدِيثَ فُطرُسَ المَلَكِ فِي الدّعَاءِ

وَ فِي المَسأَلَةِ البَاهِرَةِ فِي تَفضِيلِ الزّهرَاءِ الطّاهِرَةِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ طَاهِرٍ القاَئمِيِ‌ّ الهاَشمِيِ‌ّ أَنّ اللّهَ تَعَالَي كَانَ خَيّرَهُ بَينَ عَذَابِهِ فِي الدّنيَا أَو فِي الآخِرَةِ فَاختَارَ عَذَابَ الدّنيَا فَكَانَ مُعَلّقاً بِأَشفَارِ عَينَيهِ فِي جَزِيرَةٍ فِي البَحرِ لَا يَمُرّ بِهِ حَيَوَانٌ وَ تَحتَهُ دُخَانٌ مُنتِنُ غَيرُ مُنقَطِعٍ فَلَمّا أَحَسّ المَلَائِكَةَ نَازِلِينَ سَأَلَ مَن مَرّ بِهِ مِنهُم عَمّا أَوجَبَ لَهُم ذَلِكَ فَقَالَ وُلِدَ لِلحَاشِرِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ أَحمَدَ مِن بِنتِهِ وَ وَصِيّهِ وَلَدٌ يَكُونُ مِنهُ أَئِمّةُ الهُدَي إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَسَأَلَ مَن أَخبَرَهُ أَنّهُ يُهَنّئُ رَسُولَ اللّهِص بِتِلكَ عَنهُ وَ يُعلِمُهُ بِحَالِهِ


صفحه : 245

فَلَمّا عَلِمَ النّبِيّص بِذَلِكَ سَأَلَ اللّهَ تَعَالَي أَن يُعتِقَهُ لِلحُسَينِ فَفَعَلَ سُبحَانَهُ فَحَضَرَ فُطرُسُ وَ هَنّأَ النّبِيّص وَ عَرَجَ إِلَي مَوضِعِهِ وَ هُوَ يَقُولُ مَن مثِليِ‌ وَ أَنَا عَتَاقَةُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ جَدّهِ أَحمَدَ الحَاشِرِ

بيان العتاقة بالفتح الحرية ويقال فلان مولي عتاقة فالمصدر بمعني المفعول ولعله سقط لفظ المولي من النساخ

20- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مِن أَينَ جَاءَ لِوُلدِ الحُسَينِ الفَضلُ عَلَي وُلدِ الحَسَنِ وَ هُمَا يَجرِيَانِ فِي شِرعٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لَا أَرَاكُم تَأخُذُونَ بِهِ إِنّ جَبرَئِيلَ ع نَزَلَ عَلَي مُحَمّدٍص وَ مَا وُلِدَ الحُسَينُ بَعدُ فَقَالَ لَهُ يُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقتُلُهُ أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ فَخَاطَبَهُ ثَلَاثاً ثُمّ دَعَا عَلِيّاً ع فَقَالَ لَهُ إِنّ جَبرَئِيلَ يخُبرِنُيِ‌ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ يُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقتُلُهُ أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَخَاطَبَ عَلِيّاً ع ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ إِنّهُ يَكُونُ فِيهِ وَ فِي وُلدِهِ الإِمَامَةُ وَ الوِرَاثَةُ وَ الخِزَانَةُ فَأَرسَلَ إِلَي فَاطِمَةَ ع أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكِ بِغُلَامٍ تَقتُلُهُ أمُتّيِ‌ مِن بعَديِ‌ فَقَالَت فَاطِمَةُ لَيسَ لِي حَاجَةٌ فِيهِ يَا أَبَتِ فَخَاطَبَهَا ثَلَاثاً ثُمّ أَرسَلَ إِلَيهَا لَا بُدّ أَن يَكُونَ فِيهِ الإِمَامَةُ وَ الوِرَاثَةُ وَ الخِزَانَةُ فَقَالَت لَهُ رَضِيتُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَعَلِقَت وَ حَمَلَت بِالحُسَينِ ع فَحَمَلَت سِتّةَ أَشهُرٍ ثُمّ وَضَعَتهُ وَ لَم يَعِش مَولُودٌ قَطّ لِسِتّةِ أَشهُرٍ غَيرُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ عِيسَي بنِ مَريَمَ ع فَكَفَلَتهُ أُمّ سَلَمَةَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأتِيهِ فِي كُلّ يَومٍ فَيَضَعُ لِسَانَهُ فِي فَمِ الحُسَينِ فَيَمَصّهُ حَتّي يَروَي فَأَنبَتَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَحمَهُ مِن لَحمِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَم يَرضَع مِن فَاطِمَةَ ع وَ لَا مِن غَيرِهَا لَبَناً قَطّ


صفحه : 246

فَلَمّا أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِيهِوَ حَملُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً حَتّي إِذا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً قالَ رَبّ أوَزعِنيِ‌ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ عَلي والدِيَ‌ّ وَ أَن أَعمَلَ صالِحاً تَرضاهُ وَ أَصلِح لِي فِي ذرُيّتّيِ‌فَلَو قَالَ أَصلِح لِي ذرُيّتّيِ‌ كَانُوا كُلّهُم أَئِمّةً وَ لَكِن خَصّ هَكَذَا

بيان قال الجوهري‌ قولهم الناس في هذاالأمر شرع سواء يحرك ويسكن ويستوي‌ فيه الواحد والمؤنث والجمع و هذاشرع هذا وهما شرعان أي مثلان قوله ع لاأراكم تأخذون به أي لاتعتقدون المساواة أيضا بل تفضلون ولد الحسن أوأنكم لاتأخذون بقولي‌ إن بينت لكم العلة في ذلك والأخير أظهر

21-فس ،[تفسير القمي‌]وَ وَصّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ إِحساناً قَالَ الإِحسَانُ رَسُولُ اللّهِص قَولُهُبِوالِدَيهِإِنّمَا عَنَي الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع ثُمّ عَطَفَ عَلَي الحُسَينِ فَقَالَحَمَلَتهُ أُمّهُ كُرهاً وَ وَضَعَتهُ كُرهاً وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ أَخبَرَ رَسُولَ اللّهِص وَ بَشّرَهُ بِالحُسَينِ قَبلَ حَملِهِ وَ أَنّ الإِمَامَةَ تَكُونُ فِي وُلدِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ أَخبَرَهُ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ القَتلِ وَ المُصِيبَةِ فِي نَفسِهِ وَ وُلدِهِ ثُمّ عَوّضَهُ بِأَن جَعَلَ الإِمَامَةَ فِي عَقِبِهِ وَ أَعلَمَهُ أَنّهُ يُقتَلُ ثُمّ يَرُدّهُ إِلَي الدّنيَا وَ يَنصُرُهُ حَتّي يَقتُلَ أَعدَاءَهُ وَ يُمَلّكَهُ الأَرضَ وَ هُوَ قَولُهُوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِالآيَةَ وَ قَولُهُوَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ أَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديِ‌َ الصّالِحُونَفَبَشّرَ اللّهُ نَبِيّهُص أَنّ أَهلَ بَيتِكَ يَملِكُونَ الأَرضَ وَ يَرجِعُونَ إِلَيهَا وَ يَقتُلُونَ أَعدَاءَهُم فَأَخبَرَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ ع بِخَبَرِ الحُسَينِ ع وَ قَتلِهِ فَحَمَلَتهُ كُرهاً ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَهَل رَأَيتُم أَحَداً يُبَشّرُهُ بِوَلَدٍ ذَكَرٍ فَيَحمِلُهُ كُرهاً


صفحه : 247

أَي إِنّهَا اغتَمّت وَ كَرِهَت لِمَا أُخبِرَت بِقَتلِهِ وَ وَضَعَتهُ كُرهاً لِمَا عَلِمَت مِن ذَلِكَ وَ كَانَ بَينَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا طُهرٌ وَاحِدٌ وَ كَانَ الحُسَينُ ع فِي بَطنِ أُمّهِ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ فِصَالُهُ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ شَهراً وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ حَملُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً

بيان إنما عبر عن الإمامين ع بالوالدين لأن الإمام كالوالد للرعية في الشفقة عليهم ووجوب طاعتهم له وكون حياتهم بالعلم والإيمان بسببه فقوله إحسانا نصب علي العلة أي وصينا كل إنسان بإكرام الإمامين للرسول ولانتسابهما إليه و لايبعد أن يكون مصحفا و يكون في الأصل قال الإنسان رسول الله ص و يكون في قراءتهم بولديه بدون الألف . قوله ع و كان بين الحسن و الحسين طهر واحد أي مقدار أقل طهر واحد وهي‌ عشرة أيام كماسيجي‌ء برواية الكليني‌ و كان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشرا

22- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع خَاتَمَانِ نَقشُ أَحَدِهِمَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ عُدّةٌ لِلِقَاءِ اللّهِ وَ نَقشُ الآخَرِإِنّ اللّهَ بالِغُ أَمرِهِ وَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع خزَيِ‌َ وَ شقَيِ‌َ قَاتِلُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع

23- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ المُثَنّي عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَسَأَلتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع عَن خَاتَمِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع إِلَي مَن صَارَ وَ ذَكَرتُ لَهُ إنِيّ‌ سَمِعتُ أَنّهُ أُخِذَ مِن إِصبَعِهِ فِيمَا أُخِذَ قَالَ ع لَيسَ كَمَا قَالُوا إِنّ الحُسَينَ ع أَوصَي إِلَي ابنِهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ جَعَلَ خَاتَمَهُ فِي إِصبَعِهِ وَ فَوّضَ إِلَيهِ أَمرَهُ كَمَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللّهِص بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ فَعَلَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بِالحَسَنِ وَ فَعَلَهُ الحَسَنُ بِالحُسَينِ ع


صفحه : 248

ثُمّ صَارَ ذَلِكَ الخَاتَمُ إِلَي أَبِي ع بَعدَ أَبِيهِ وَ مِنهُ صَارَ إلِيَ‌ّ فَهُوَ عنِديِ‌ وَ إنِيّ‌ لَأَلبَسُهُ كُلّ جُمُعَةٍ وَ أصُلَيّ‌ فِيهِ قَالَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ فَدَخَلتُ إِلَيهِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الصّلَاةِ مَدّ إلِيَ‌ّ يَدَهُ فَرَأَيتُ فِي إِصبَعِهِ خَاتَماً نَقشُهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ عُدّةٌ لِلِقَاءِ اللّهِ فَقَالَ هَذَا خَاتَمُ جدَيّ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع

24-ك ،[إكمال الدين ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي الرّبِيعِ الزاهراني‌[الزهّراَنيِ‌ّ] عَن حَرِيزٍ عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَكاً يُقَالُ لَهُ دَردَائِيلُ كَانَ لَهُ سِتّةَ عَشَرَ أَلفَ جَنَاحٍ مَا بَينَ الجَنَاحِ إِلَي الجَنَاحِ هَوَاءٌ وَ الهَوَاءُ كَمَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَجَعَلَ يَوماً يَقُولُ فِي نَفسِهِ أَ فَوقَ رَبّنَا جَلّ جَلَالُهُ شَيءٌ فَعَلِمَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَا قَالَ فَزَادَهُ أَجنِحَةً مِثلَهَا فَصَارَ لَهُ اثنَانِ وَ ثَلَاثُونَ أَلفَ جَنَاحٍ ثُمّ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَن طِر فَطَارَ مِقدَارَ خَمسِمِائَةِ عَامٍ فَلَم يَنَل رَأسُهُ قَائِمَةً مِن قَوَائِمِ العَرشِ فَلَمّا عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِتعَابَهُ أَوحَي إِلَيهِ أَيّهَا المَلَكُ عُد إِلَي مَكَانِكَ فَأَنَا عَظِيمٌ فَوقَ كُلّ عَظِيمٍ وَ لَيسَ فوَقيِ‌ شَيءٌ وَ لَا أُوصَفُ بِمَكَانٍ فَسَلَبَهُ اللّهُ أَجنِحَتَهُ وَ مَقَامَهُ مِن صُفُوفِ المَلَائِكَةِ فَلَمّا وُلِدَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ كَانَ مَولِدُهُ عَشِيّةَ الخَمِيسِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَوحَي اللّهُ إِلَي مَلَكٍ[مَالِكٍ]خَازِنِ النّيرَانِ أَن أَخمِدِ النّيرَانَ عَلَي أَهلِهَا لِكَرَامَةِ مَولُودٍ وُلِدَ لِمُحَمّدٍص وَ أَوحَي إِلَي رِضوَانَ خَازِنِ الجِنَانِ أَن زَخرِفِ الجِنَانَ وَ طَيّبهَا لِكَرَامَةِ مَولِدٍ وُلِدَ لِمُحَمّدٍص فِي دَارِ الدّنيَا وَ أَوحَي إِلَي حُورِ العِينِ أَن تَزَيّنّ وَ تَزَاوَرنَ لِكَرَامَةِ مَولُودٍ وُلِدَ لِمُحَمّدٍص فِي دَارِ الدّنيَا وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي المَلَائِكَةِ أَن قُومُوا صُفُوفاً بِالتّسبِيحِ وَ التّحمِيدِ وَ التّمجِيدِ وَ التّكبِيرِ لِكَرَامَةِ مَولُودٍ وُلِدَ لِمُحَمّدٍص فِي دَارِ الدّنيَا وَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 249

إِلَي جَبرَئِيلَ ع أَنِ اهبِط إِلَي نبَيِيّ‌ مُحَمّدٍ فِي أَلفِ قَبِيلٍ فِي القَبِيلِ أَلفُ أَلفِ مَلَكٍ عَلَي خُيُولٍ بُلقٍ مُسرَجَةٍ مُلجَمَةٍ عَلَيهَا قِبَابُ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ مَعَهُم مَلَائِكَةٌ يُقَالُ لَهُمُ الرّوحَانِيّونَ بِأَيدِيهِم حِرَابٌ مِن نُورٍ أَن هَنّئُوا مُحَمّداً بِمَولُودِهِ وَ أَخبَرَهُ يَا جَبرَئِيلُ إنِيّ‌ قَد سَمّيتُهُ الحُسَينَ وَ عَزّهِ وَ قُل لَهُ يَا مُحَمّدُ يَقتُلُهُ شِرَارُ أُمّتِكَ عَلَي شِرَارِ الدّوَابّ فَوَيلٌ لِلقَاتِلِ وَ وَيلٌ لِلسّائِقِ وَ وَيلٌ لِلقَائِدِ قَاتِلِ الحُسَينِ أَنَا مِنهُ برَيِ‌ءٌ وَ هُوَ منِيّ‌ برَيِ‌ءٌ لِأَنّهُ لَا يأَتيِ‌ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا وَ قَاتِلُ الحُسَينِ أَعظَمُ جُرماً مِنهُ قَاتِلُ الحُسَينِ يَدخُلُ النّارَ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ وَ النّارُ أَشوَقُ إِلَي قَاتِلِ الحُسَينِ مِمّن أَطَاعَ اللّهَ إِلَي الجَنّةِ قَالَ فَبَينَا جَبرَئِيلُ يَهبِطُ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ إِذ مَرّ بِدَردَائِيلَ فَقَالَ لَهُ دَردَائِيلُ يَا جَبرَائِيلُ مَا هَذِهِ اللّيلَةُ فِي السّمَاءِ هَل قَامَتِ القِيَامَةُ عَلَي أَهلِ الدّنيَا قَالَ لَا وَ لَكِن وُلِدَ لِمُحَمّدٍ مَولُودٌ فِي دَارِ الدّنيَا وَ قَد بعَثَنَيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ لِأُهَنّئَهُ بِمَولُودِهِ فَقَالَ المَلَكُ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ باِلذّيِ‌ خَلَقَكَ وَ خلَقَنَيِ‌ إِن هَبَطتَ إِلَي مُحَمّدٍ فَأَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لَهُ بِحَقّ هَذَا المَولُودِ عَلَيكَ إِلّا مَا سَأَلتَ اللّهَ رَبّكَ أَن يَرضَي عنَيّ‌ وَ يَرُدّ عَلَيّ أجَنحِتَيِ‌ وَ مقَاَميِ‌ مِن صُفُوفِ المَلَائِكَةِ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص وَ هَنّأَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ عَزّاهُ فَقَالَ النّبِيّص تَقتُلُهُ أمُتّيِ‌ قَالَ نَعَم فَقَالَ النّبِيّص مَا هَؤُلَاءِ بأِمُتّيِ‌ أَنَا برَيِ‌ءٌ مِنهُم وَ اللّهُ برَيِ‌ءٌ مِنهُم قَالَ جَبرَئِيلُ وَ أَنَا برَيِ‌ءٌ مِنهُم يَا مُحَمّدُ فَدَخَلَ النّبِيّص عَلَي فَاطِمَةَ وَ هَنّأَهَا وَ عَزّاهَا فَبَكَت فَاطِمَةُ ع وَ قَالَت يَا ليَتنَيِ‌ لَم أَلِدهُ قَاتِلُ الحُسَينِ فِي النّارِ وَ قَالَ النّبِيّص أَنَا أَشهَدُ بِذَلِكِ يَا فَاطِمَةُ وَ لَكِنّهُ لَا يُقتَلُ حَتّي يَكُونَ مِنهُ إِمَامٌ تَكُونُ مِنهُ الأَئِمّةُ الهَادِيَةُ بَعدَهُ ثُمّ قَالَص الأَئِمّةُ بعَديِ‌ الهاَديِ‌ عَلِيّ المهُتدَيِ‌ الحَسَنُ النّاصِرُ الحُسَينُ المَنصُورُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ الشّافِعُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ النّفّاعُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الأَمِينُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي الفَعّالُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ المُؤتَمَنُ عَلِيّ بنُ


صفحه : 250

مُحَمّدٍ العَلّامُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ مَن يصُلَيّ‌ خَلفَهُ عِيسَي بنُ مَريَمَ فَسَكَنَت فَاطِمَةُ مِنَ البُكَاءِ ثُمّ أَخبَرَ جَبرَئِيلُ النّبِيّص بِقَضِيّةِ المَلَكِ وَ مَا أُصِيبَ بِهِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَأَخَذَ النّبِيّص الحُسَينَ وَ هُوَ مَلفُوفٌ فِي خِرَقٍ مِن صُوفٍ فَأَشَارَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ بِحَقّ هَذَا المَولُودِ عَلَيكَ لَا بَل بِحَقّكَ عَلَيهِ وَ عَلَي جَدّهِ مُحَمّدٍ وَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ إِن كَانَ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ابنِ فَاطِمَةَ عِندَكَ قَدرٌ فَارضَ عَن دَردَائِيلَ وَ رُدّ عَلَيهِ أَجنِحَتَهُ وَ مَقَامَهُ مِن صُفُوفِ المَلَائِكَةِ فَاستَجَابَ اللّهُ دُعَاءَهُ وَ غَفَرَ لِلمَلَكِ وَ المَلَكُ لَا يُعرَفُ فِي الجَنّةِ إِلّا بِأَن يُقَالَ هَذَا مَولَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ابنِ رَسُولِ اللّهِص

بيان لعل هذا علي تقدير صحة الخبر كان بمحض خطور البال من غيراعتقاد بكون البار‌ئ تعالي ذا مكان أوالمراد بقوله فوق ربنا شيءفوق عرش ربنا إما مكانا أورتبة فيكون ذلك منه تقصيرا في معرفة عظمته وجلاله فيكون علي هذاذكر نفي‌ المكان لرفع ماربما يتوهم متوهم و الله يعلم

25- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ مَرَاضِعَ فَاطِمَةَ فَيَتفُلُ فِي أَفوَاهِهِم وَ يَقُولُ لِفَاطِمَةَ لَا تُرضِعِيهِم

26- شا،[الإرشاد] كُنيَةُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا أَبُو مُحَمّدٍ وُلِدَ بِالمَدِينَةِ لَيلَةَ النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ جَاءَت بِهِ أُمّهُ فَاطِمَةُ ع إِلَي النّبِيّص يَومَ السّابِعِ مِن مَولِدِهِ فِي خِرقَةٍ مِن حَرِيرِ الجَنّةِ كَانَ جَبرَئِيلُ ع نَزَلَ بِهَا إِلَي النّبِيّص فَسَمّاهُ حَسَناً وَ عَقّ عَنهُ كَبشاً رَوَي ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنهُم أَحمَدُ بنُ صَالِحٍ التمّيِميِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عِيسَي عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع وَ كُنيَةُ الحُسَينِ ع أَبُو عَبدِ اللّهِ وُلِدَ بِالمَدِينَةِ لِخَمسِ لَيَالٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ جَاءَت بِهِ أُمّهُ فَاطِمَةُ إِلَي جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص فَاستَبشَرَ بِهِ وَ سَمّاهُ حُسَيناً وَ عَقّ كَبشاً

27-سر،[السرائر] فِي جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عيسان [عَنّانٍ]مَولَي سَدِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 251

وَ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ ذَكَرَهُ غَيرُ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِنَا أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فُطرُسَ مَلَكٌ كَانَ يَطُوفُ بِالعَرشِ فَتَلَكّأَ فِي شَيءٍ مِن أَمرِ اللّهِ فَقَصّ جَنَاحَهُ وَ رَمَي بِهِ عَلَي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ فَلَمّا وُلِدَ الحُسَينُ ع هَبَطَ جَبرَئِيلُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص يُهَنّئُهُ بِوِلَادَةِ الحُسَينِ ع فَمَرّ بِهِ فَعَاذَ بِجَبرَئِيلَ فَقَالَ قَد بُعِثتُ إِلَي مُحَمّدٍ أُهَنّئُهُ بِمَولُودٍ وُلِدَ لَهُ فَإِن شِئتَ حَمَلتُكَ إِلَيهِ فَقَالَ قَد شِئتُ فَحَمَلَهُ فَوَضَعَهُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَبَصبَصَ بِإِصبَعِهِ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص امسَح جَنَاحَكَ بِحُسَينٍ فَمَسَحَ جَنَاحَهُ بِحُسَينٍ فَعَرَجَ

بيان تلكأ عن الأمر تلكؤا تباطأ عنه وتوقف

28- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مُسنَدُ أَحمَدَ بِالإِسنَادِ عَن هَانِئِ بنِ هَانِئٍ عَن عَلِيّ ع وَ فِي رِوَايَةِ غَيرِهِ عَن أَبِي غَسّانَ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا وُلِدَ الحُسَينُ جَاءَ النّبِيّص فَقَالَ أرَوُنيِ‌ ابنيِ‌ مَا سَمّيتُمُوهُ قُلتُ سَمّيتُهُ حَرباً قَالَ بَل هُوَ حَسَنٌ

مسُندَيَ‌ أَحمَدَ وَ أَبِي يَعلَي قَالَ لَمّا وُلِدَ الحَسَنُ سَمّاهُ حَمزَةَ فَلَمّا وُلِدَ الحُسَينُ سَمّاهُ جَعفَراً قَالَ عَلِيّ فدَعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ إنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أُغَيّرَ اسمَ هَذَينِ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَسَمّاهُمَا حَسَناً وَ حُسَيناً وَ قَد رُوّينَا نَحوَ هَذَا عَنِ ابنِ أَبِي عَقِيلٍ

مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُمِرتُ أَن أسُمَيّ‌َ ابنيَ‌ّ هَذَينِ حَسَناً وَ حُسَيناً

شَرحُ الأَخبَارِ قَالَ الصّادِقُ ع لَمّا وُلِدَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ أَهدَي جَبرَئِيلُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص اسمُهُ فِي سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ مِن ثِيَابِ الجَنّةِ فِيهَا حَسَنٌ وَ اشتُقّ مِنهَا اسمُ الحُسَينِ فَلَمّا وَلَدَت فَاطِمَةُ الحَسَنَ أَتَت بِهِ رَسُولَ اللّهِص فَسَمّاهُ حَسَناً فَلَمّا وَلَدَتِ الحُسَينَ أَتَتهُ بِهِ قَالَ هَذَا أَحسَنُ مِن ذَاكَ فَسَمّاهُ الحُسَينَ

قوله سَرَقَة أي أحسن الحرير.بيان قال الجوهري‌ السرق شقق الحرير قال أبوعبيد إلاأنها البيض منها والواحدة منها سَرَقَة قال وأصلها بالفارسية سره أي جيد


صفحه : 252

29- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ مِن أَربَعِ طُرُقٍ مِنهَا أَبُو الخَلِيلِ عَن سَلمَانَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سَمّي هَارُونُ ابنَيهِ شبرا[شَبّرَ] وَ شَبِيراً وَ إنِيّ‌ سَمّيتُ ابنيَ‌ّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ

مُسنَدُ أَحمَدَ وَ تَارِيخُ البلَاَذرُيِ‌ّ وَ كُتُبُ الشّيعَةِ أَنّهُ قَالَ إِنّمَا سَمّيتُهُم بِأَسمَاءِ أَولَادِ هَارُونَ شبرا[شَبّرَ] وَ شَبِيراً وَ مُشَبّراً

فِردَوسُ الديّلمَيِ‌ّ عَن سَلمَانَ قَالَ النّبِيّص سَمّي هَارُونُ ابنَيهِ شبرا[شَبّرَ] وَ شَبِيراً وَ إنِنّيِ‌ سَمّيتُ ابنيَ‌ّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ بِمَا سَمّي هَارُونُ ابنَيهِ

عَطَاءُ بنُ يَسَارٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَدِمَ رَاهِبٌ عَلَي قَعُودٍ لَهُ فَقَالَ دلُوّنيِ‌ عَلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع قَالَ فَدَلّوهُ عَلَيهَا فَقَالَ لَهَا يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ أخَرجِيِ‌ إلِيَ‌ّ ابنَيكِ فَأَخرَجَت إِلَيهِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَجَعَلَ يُقَبّلُهُمَا وَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ اسمُهُمَا فِي التّورَاةِ شَبِيرٌ وَ شَبّرُ وَ فِي الإِنجِيلِ طاب وَ طَيّبٌ ثُمّ سَأَلَهُ عَن صِفَةِ النّبِيّص فَلَمّا ذَكَرُوهُ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص

بيان قال الجوهري‌ القَعُودُ من الإبل هوالبكر حين يركب أي يمكن ظهره من الركوب وأدني ذلك أن يأتي‌ عليه سنتان إلي أن يثني‌ فإذاأثني سمي‌ جملا

30- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عِمرَانُ بنُ سَلمَانَ وَ عَمرُو بنُ ثَابِتٍ قَالَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ اسمَانِ مِن أسَاَميِ‌ أَهلِ الجَنّةِ وَ لَم يَكُونَا فِي الدّنيَا

جَابِرٌ قَالَ النّبِيّص سمُيّ‌َ الحَسَنُ حَسَناً لِأَنّ بِإِحسَانِ اللّهِ قَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرَضُونَ وَ اشتُقّ الحُسَينُ مِنَ الإِحسَانِ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ اسمَانِ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي وَ الحُسَينُ تَصغِيرُ الحَسَنِ

وَ حَكَي أَبُو الحُسَينِ النّسّابَةُكَأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَجَبَ هَذَينِ الِاسمَينِ عَنِ الخَلقِ يعَنيِ‌ حَسَناً وَ حُسَيناً حَتّي يُسَمّي بِهِمَا ابنَا فَاطِمَةَ ع فَإِنّهُ لَا يُعرَفُ أَنّ أَحَداً مِنَ العَرَبِ تَسَمّي بِهِمَا فِي قَدِيمِ الأَيّامِ إِلَي عَصرِهِمَا لَا مِن وُلدِ نِزَارٍ وَ لَا اليَمَنِ مَعَ سَعَةِ أَفخَاذِهِمَا


صفحه : 253

وَ كَثرَةِ مَا فِيهِمَا مِنَ الأسَاَميِ‌ وَ إِنّمَا يُعرَفُ فِيهِمَا حَسنٌ بِسُكُونِ السّينِ وَ حَسِينٌ بِفَتحِ الحَاءِ وَ كَسرِ السّينِ عَلَي مِثَالِ حَبِيبٍ فَأَمّا حَسَنٌ بِفَتحِ الحَاءِ وَ الحُسَينُ فَلَا نَعرِفُهُ إِلّا اسمَ جَبَلٍ مَعرُوفٍ قَالَ الشّاعِرُ


لِأُمّ الأَرضِ وَبلٌ مَا أَجَنّت   بِحَيثُ أَضَرّ بِالحَسَنِ السّبِيلِ

سُئِلَ أَبُو عمه [عَمرٍو]غُلَامُ تَغلِبَ[ثَعلَبٍ] عَن مَعنَي قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حَتّي لَقَد وُطِئَ الحَسَنَانِ وَ شُقّ عطِفاَي‌َ فَقَالَ الحَسَنَانِ الإِبهَامَانِ وَاحِدُهُمَا حَسَنٌ

قَالَ الشّنفَرَي


مَهضُومَةُ الكَشحَينِ دَرمَاءُ الحَسَنِ   جَمّاءُ مَلسَاءُ بِكَفّيهَا شَثَنُ

شُقّ عطِفاَي‌َ أَي ذيَليَ‌ّ

31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كِتَابُ الأَنوَارِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي هَنّأَ النّبِيّص بِحَملِ الحُسَينِ وَ وِلَادَتِهِ وَ عَزّاهُ بِقَتلِهِ فَعَرَفَت فَاطِمَةُ فَكَرِهَت ذَلِكَ فَنَزَلَتحَمَلَتهُ أُمّهُ كُرهاً وَ وَضَعَتهُ كُرهاً وَ حَملُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراًفَحَملُ النّسَاءِ تِسعَةُ أَشهُرٍ وَ لَم يُولَد


صفحه : 254

مَولُودٌ لِسِتّةِ أَشهُرٍ عَاشَ غَيرَ عِيسَي وَ الحُسَينِ ع

غُرَرُ أَبِي الفَضلِ بنِ خَيرَانَةَ بِإِسنَادِهِ أَنّهُ اعتَلّت فَاطِمَةُ لَمّا وَلَدَتِ الحُسَينَ ع وَ جَفّ لَبَنُهَا فَطَلَبَ رَسُولُ اللّهِص مُرضِعاً فَلَم يَجِد فَكَانَ يَأتِيهِ فَيُلقِمُهُ إِبهَامَهُ فَيَمَصّهَا فَيَجعَلُ اللّهُ لَهُ فِي إِبهَامِ رَسُولِ اللّهِص رِزقاً يَغذُوهُ وَ يُقَالُ بَل كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُدخِلُ لِسَانَهُ فِي فِيهِ فَيَغُرّهُ كَمَا يَغُرّ الطّيرُ فَرخَهُ فَجَعَلَ اللّهُ لَهُ فِي ذَلِكَ رِزقاً فَفَعَلَ ذَلِكَ أَربَعِينَ يَوماً وَ لَيلَةً فَنَبَتَ لَحمُهُ مِن لَحمِ رَسُولِ اللّهِص

بيان قال الجوهري‌ غر الطائر فرخه يغره غرا أي زقه

32- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]بَرّةُ ابنَةُ أُمَيّةَ الخزُاَعيِ‌ّ قَالَت لَمّا حَمَلَت فَاطِمَةُ ع بِالحَسَنِ خَرَجَ النّبِيّص فِي بَعضِ وُجُوهِهِ فَقَالَ لَهَا إِنّكِ سَتَلِدِينَ غُلَاماً قَد هنَأّنَيِ‌ بِهِ جَبرَئِيلُ فَلَا تُرضِعِيهِ حَتّي أَصِيرَ إِلَيكِ قَالَت فَدَخَلتُ عَلَي فَاطِمَةَ حِينَ وَلَدَتِ الحَسَنَ ع وَ لَهُ ثَلَاثٌ مَا أَرضَعَتهُ فَقُلتُ لَهَا أَعطِينِيهِ حَتّي أُرضِعَهُ فَقَالَت كَلّا ثُمّ أَدرَكَتهَا رِقّةُ الأُمّهَاتِ فَأَرضَعَتهُ فَلَمّا جَاءَ النّبِيّص قَالَ لَهَا مَا ذَا صَنَعتِ قَالَت أدَركَنَيِ‌ عَلَيهِ رِقّةُ الأُمّهَاتِ فَأَرضَعتُهُ فَقَالَ أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلّا مَا أَرَادَ فَلَمّا حَمَلَت بِالحُسَينِ ع قَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ إِنّكِ سَتَلِدِينَ غُلَاماً قَد هنَأّنَيِ‌ بِهِ جَبرَئِيلُ فَلَا تُرضِعِيهِ حَتّي أجَيِ‌ءَ إِلَيكِ وَ لَو أَقَمتِ شَهراً قَالَت أَفعَلُ ذَلِكَ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فِي بَعضِ وُجُوهِهِ فَوَلَدَت فَاطِمَةُ الحُسَينَ ع فَمَا أَرضَعَتهُ حَتّي جَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهَا مَا ذَا صَنَعتِ قَالَت مَا أَرضَعتُهُ فَأَخَذَهُ فَجَعَلَ لِسَانَهُ فِي فَمِهِ فَجَعَلَ الحُسَينُ يَمَصّ حَتّي قَالَ النّبِيّص إِيهاً حُسَينُ إِيهاً حُسَينُ ثُمّ قَالَ أَبَي اللّهُ إِلّا مَا يُرِيدُ هيِ‌َ فِيكَ وَ فِي وُلدِكَ يعَنيِ‌ الإِمَامَةَ

33-كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَاعلَم أَنّ هَذَا الِاسمَ الحَسَنَ سَمّاهُ بِهِ جَدّهُ رَسُولُ اللّهِص فَإِنّهُ لَمّا وُلِدَ ع قَالَ مَا سَمّيتُمُوهُ قَالُوا حَرباً قَالَ بَل سَمّوهُ حَسَناً ثُمّ إِنّهُص عَقّ عَنهُ كَبشاً وَ بِذَلِكَ احتَجّ الشاّفعِيِ‌ّ فِي كَونِ العَقِيقَةِ سُنّةً عَنِ المَولُودِ وَ تَوَلّي ذَلِكَ النّبِيّص وَ مَنَعَ أَن تَفعَلَهُ فَاطِمَةُ ع


صفحه : 255

وَ قَالَ لَهَا احلقِيِ‌ رَأسَهُ وَ تصَدَقّيِ‌ بِوَزنِ الشّعرِ فِضّةً فَفَعَلَت ذَلِكَ وَ كَانَ وَزنُ شَعرِهِ يَومَ حَلقِهِ دِرهَماً وَ شَيئاً فَتَصَدّقَت بِهِ فَصَارَتِ العَقِيقَةُ وَ التّصَدّقُ بِزِنَةِ الشّعرِ سُنّةً مُستَمِرّةً بِمَا شَرّعَهُ النّبِيّص فِي حَقّ الحَسَنِ ع وَ كَذَا اعتَمَدَ فِي حَقّ الحُسَينِ ع عِندَ وِلَادَتِهِ وَ سيَأَتيِ‌ ذِكرُهُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

وَ رَوَي الجنَاَبذِيِ‌ّ أَنّ عَلِيّاً ع سَمّي الحَسَنَ حَمزَةَ وَ الحُسَينَ جَعفَراً فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ قَالَ لَهُ قَد أُمِرتُ أَن أُغَيّرَ اسمَ ابنيَ‌ّ هَذَينِ قَالَ فَمَا شَاءَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَهُمَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ

ويظهر من كلامه أنه بقي‌ الحسن ع مسمي حمزة إلي حين ولد الحسين وغيرت أسماؤهما ع وقتئذ و في هذانظر لمتأمله أو يكون قدسمي‌ الحسن وغيره و لماولد الحسين وسمي جعفرا غيره فيكون التسمية في زمانين والتغيير كذلك . وكنيته أبو محمد لا غير و أماألقابه فكثيرة التقي‌ والطيب والزكي‌ والسيد والسبط والولي‌ كل ذلك كان يقال له ويطلق عليه وأكثر هذه الألقاب شهرة التقي‌ لكن أعلاها رتبة وأولاها به مالقبه به رسول الله ص حيث وصفه به وخصه بأن جعله نعتا له فإنه صح النقل عن النبي ص فيما أورده الأئمة الإثبات والرواة الثقات أنه قال ابني‌ هذاسيد فيكون أولي ألقابه السيد

وَ قَالَ ابنُ الخَشّابِ كُنيَتُهُ أَبُو مُحَمّدٍ وَ أَلقَابُهُ الوَزِيرُ وَ التقّيِ‌ّ وَ القَائِمُ وَ الطّيّبُ وَ الحُجّةُ وَ السّيّدُ وَ السّبطُ وَ الولَيِ‌ّ

وَ روُيِ‌َ مَرفُوعاً إِلَي أُمّ الفَضلِ قَالَت قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص رَأَيتُ فِي المَنَامِ كَأَنّ عُضواً مِن أَعضَائِكَ فِي بيَتيِ‌ قَالَ خَيراً رَأَيتِ تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَاماً تُرضِعِينَهُ بِلَبَنِ قُثَمَ فَوَلَدَتِ الحَسَنَ فَأَرضَعَتهُ بِلَبَنِ قُثَمَ

وَ روُيِ‌َ مَرفُوعاً إِلَي عَلِيّ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت وِلَادَةُ فَاطِمَةَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ وَ أُمّ سَلَمَةَ احضُرَاهَا فَإِذَا وَقَعَ وَلَدُهَا وَ استَهَلّ فَأَذّنَا فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ أَقِيمَا فِي أُذُنِهِ اليُسرَي فَإِنّهُ لَا يُفعَلُ ذَلِكِ بِمِثلِهِ إِلّا عُصِمَ مِنَ الشّيطَانِ وَ لَا تُحدِثَا شَيئاً حَتّي آتِيَكُمَا


صفحه : 256

فَلَمّا وَلَدَت فَعَلَتَا ذَلِكَ فَأَتَاهُ النّبِيّص فَسَرّهُ وَ لَبَأَهُ بِرِيقِهِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُعِيذُهُ بِكَ وَ وُلدَهُ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ

وَ مِن كِتَابِ الفِردَوسِ عَنِ النّبِيّص أُمِرتُ أَن أسُمَيّ‌َ ابنيَ‌ّ هَذَينِ حَسَناً وَ حُسَيناً

إيضاح سررت الصبي‌ أسره سرا قطعت سرره و هو ماتقطعه القابلة من سرة الصبي‌ و قال في النهاية في حديث ولادة الحسن بن علي وألبأه بريقه أي صب ريقه في فيه كمايصب اللباء في فم الصبي‌ و هوأول مايحلب عندالولادة ولبأت الشاة ولدها أرضعته اللباءة وألبأت السخلة أرضعتها اللباء

34- عُيُونُ المُعجِزَاتِ،لِلمُرتَضَي روُيِ‌َ أَنّ فَاطِمَةَ وَلَدَتِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ مِن فَخِذِهَا الأَيسَرِ وَ روُيِ‌َ أَنّ مَريَمَ وَلَدَتِ المَسِيحَ مِن فَخِذِهَا الأَيمَنِ

وَ حَدِيثُ هَذِهِ الحِكَايَةِ فِي كِتَابِ الأَنوَارِ وَ فِي كُتُبٍ كَثِيرَةٍ وَ رَوَي العلَاَئيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ يَرفَعُ الحَدِيثَ إِلَي صَفِيّةَ بِنتِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَت لَمّا سَقَطَ الحُسَينُ بنُ فَاطِمَةَ ع كُنتُ بَينَ يَدَيهَا فَقَالَ لِيَ النّبِيّص هلَمُيّ‌ إلِيَ‌ّ باِبنيَ‌ّ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا لَم نُنَظّفهُ بَعدُ فَقَالَ النّبِيّص أَنتَ تُنَظّفِينَهُ إِنّ اللّهَ قَد نَظّفَهُ وَ طَهّرَهُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَامَ إِلَيهِ وَ أَخَذَهُ فَكَانَ يُسَبّحُ وَ يُهَلّلُ وَ يُمَجّدُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ

35- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن مُعَاذٍ الهَرّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الغُلَامُ رَهنٌ بِسَابِعِهِ بِكَبشٍ يُسَمّي فِيهِ وَ يُعَقّ عَنهُ وَ قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع حَلَقَت ابنَيهَا وَ تَصَدّقَت بِوَزنِ شَعرِهِمَا فِضّةً

36-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَعَقّ رَسُولُ اللّهِص عَنِ الحَسَنِ ع بِيَدِهِ وَ


صفحه : 257

قَالَ بِسمِ اللّهِ عَقِيقَةٌ عَنِ الحَسَنِ وَ قَالَ أللّهُمّ عَظمُهَا بِعَظمِهِ وَ لَحمُهَا بِلَحمِهِ وَ دَمُهَا بِدَمِهِ وَ شَعرُهَا بِشَعرِهِ أللّهُمّ اجعَلهَا وِقَاءً لِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ

37- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَقّت فَاطِمَةُ ع عَنِ ابنَيهَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ حَلَقَت رُءُوسَهُمَا فِي اليَومِ السّابِعِ وَ تَصَدّقَت بِوَزنِ الشّعرِ وَرِقاً

38- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن عَاصِمٍ الكوُزيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَذكُرُ عَن أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص عَقّ عَنِ الحَسَنِ ع بِكَبشٍ وَ عَنِ الحُسَينِ ع بِكَبشٍ وَ أَعطَي القَابِلَةَ شَيئاً وَ حَلَقَ رُءُوسَهُمَا يَومَ سَابِعِهِمَا وَ وَزَنَ شَعرَهُمَا فَتَصَدّقَ بِوَزنِهِ فِضّةً

39- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبَانٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمّي رَسُولُ اللّهِص حَسَناً وَ حُسَيناً ع يَومَ سَابِعِهِمَا وَ شَقّ مِنِ اسمِ الحَسَنِ الحُسَينَ وَ عَقّ عَنهُمَا شَاةً شَاةً وَ بَعَثُوا بِرِجلِ شَاةٍ إِلَي القَابِلَةِ وَ نَظَرُوا مَا غَيرَهُ فَأَكَلُوا مِنهُ وَ أَهدَوا إِلَي الجِيرَانِ وَ حَلَقَت فَاطِمَةُ ع رُءُوسَهُمَا وَ تَصَدّقَت بِوَزنِ شَعرِهِمَا فِضّةً

40- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَنِ التّهنِئَةِ بِالوَلَدِ مَتَي فَقَالَ أَمَا إِنّهُ لَمّا وُلِدَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ هَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص بِالتّهنِئَةِ فِي اليَومِ السّابِعِ وَ أَمَرَهُ أَن يُسَمّيَهُ وَ يُكَنّيَهُ وَ يَحلِقَ رَأسَهُ وَ يَعُقّ عَنهُ وَ يَثقُبَ أُذُنَهُ وَ كَذَلِكَ كَانَ حِينَ وُلِدَ الحُسَينُ ع أَتَاهُ فِي اليَومِ السّابِعِ فَأَمَرَهُ بِمِثلِ ذَلِكَ قَالَ وَ كَانَ لَهُمَا ذُؤَابَتَانِ فِي القَرنِ الأَيسَرِ وَ كَانَ الثّقبُ فِي الأُذُنِ اليُمنَي فِي شَحمَةِ الأُذُنِ وَ فِي اليُسرَي فِي أَعلَي الأُذُنِ فَالقُرطُ فِي اليُمنَي وَ الشّنفُ فِي اليُسرَي وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص تَرَكَ لَهُمَا ذُؤَابَتَينِ فِي وَسَطِ الرّأسِ وَ هُوَ أَصَحّ مِنَ القَرنِ

بيان القرط بالضم ألذي يعلق في شحمة الأذن والشنف بالفتح مايعلق في أعلي الأذن


صفحه : 258

41- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن رَبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ العاَمرِيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا عُرِجَ بِرَسُولِ اللّهِص نَزَلَ بِالصّلَاةِ عَشرَ رَكَعَاتٍ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ فَلَمّا وُلِدَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ زَادَ رَسُولُ اللّهِص سَبعَ رَكَعَاتٍ شُكراً لِلّهِ فَأَجَازَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ

42- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ وَ حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ كَانَ فِي خَاتَمِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ الحَمدُ لِلّهِ

43- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ الحَسَنِ ع العِزّةُ لِلّهِ وَ خَاتَمِ الحُسَينِ ع إِنّ اللّهَ بَالِغُ أَمرِهِ

44- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا سَقَطَ لِسِتّةِ أَشهُرٍ فَهُوَ تَامّ وَ ذَلِكَ أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع وُلِدَ وَ هُوَ ابنُ سِتّةِ أَشهُرٍ

45- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حُمِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ أُرضِعَ سَنَتَينِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ وَصّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ إِحساناً حَمَلَتهُ أُمّهُ كُرهاً وَ وَضَعَتهُ كُرهاً وَ حَملُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً

46- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ بَينَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع طُهرٌ وَ كَانَ بَينَهُمَا فِي المِيلَادِ سِتّةُ أَشهُرٍ وَ عشرا[عَشرٌ]

47-أَقُولُ فِي حَدِيثِ المُفَضّلِ بِطُولِهِ ألّذِي يأَتيِ‌ بِإِسنَادِهِ فِي كِتَابِ الغَيبَةِ


صفحه : 259

عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ مَلَكٌ بَينَ المُؤمِنِينَ يُقَالُ لَهُ صَلصَائِيلُ بَعَثَهُ اللّهُ فِي بَعثٍ فَأَبطَأَ فَسَلَبَهُ رِيشَهُ وَ دَقّ جَنَاحَيهِ وَ أَسكَنَهُ فِي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ إِلَي لَيلَةٍ وُلِدَ الحُسَينُ ع فَنَزَلَتِ المَلَائِكَةُ وَ استَأذَنَتِ اللّهَ فِي تَهنِئَةِ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ تَهنِئَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ فَاطِمَةَ ع فَأَذِنَ اللّهُ لَهُم فَنَزَلُوا أَفوَاجاً مِنَ العَرشِ وَ مِن سَمَاءٍ سَمَاءٍ فَمَرّوا بِصَلصَائِيلَ وَ هُوَ مُلقًي بِالجَزِيرَةِ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَيهِ وَقَفُوا فَقَالَ لَهُم يَا مَلَائِكَةَ ربَيّ‌ إِلَي أَينَ تُرِيدُونَ وَ فِيمَ هَبَطتُم فَقَالَت لَهُ المَلَائِكَةُ يَا صَلصَائِيلُ قَد وُلِدَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ أَكرَمُ مَولُودٍ وُلِدَ فِي الدّنيَا بَعدَ جَدّهِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَبِيهِ عَلِيّ وَ أُمّهِ فَاطِمَةَ وَ أَخِيهِ الحَسَنِ وَ هُوَ الحُسَينُ وَ قَد استَأذَنّا اللّهَ فِي تَهنِئَةِ حَبِيبَةِ مُحَمّدٍص لِوَلَدِهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقَالَ صَلصَائِيلُ يَا مَلَائِكَةَ اللّهِ إنِيّ‌ أَسأَلُكُم بِاللّهِ رَبّنَا وَ رَبّكُم وَ بِحَبِيبِهِ مُحَمّدٍص وَ بِهَذَا المَولُودِ أَن تحَملِوُنيِ‌ مَعَكُم إِلَي حَبِيبِ اللّهِ وَ تَسأَلُونَهُ وَ أَسأَلُهُ أَن يَسأَلَ اللّهَ بِحَقّ هَذَا المَولُودِ ألّذِي وَهَبَهُ اللّهُ لَهُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ وَ يَجبِرَ كَسرَ جنَاَحيِ‌ وَ يرَدُنّيِ‌ إِلَي مقَاَميِ‌ مَعَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ فَحَمَلُوهُ وَ جَاءُوا بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَهَنّئُوهُ بِابنِهِ الحُسَينِ ع وَ قَصّوا عَلَيهِ قِصّةَ المَلَكِ وَ سَأَلُوهُ مَسأَلَةَ اللّهِ وَ الإِقسَامَ عَلَيهِ بِحَقّ الحُسَينِ ع أَن يَغفِرَ لَهُ خَطِيئَتَهُ وَ يَجبُرَ كَسرَ جَنَاحِهِ وَ يَرُدّهُ إِلَي مَقَامِهِ مَعَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص فَدَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَهَا ناَولِيِنيِ‌ ابنيِ‌َ الحُسَينَ فَأَخرَجَتهُ إِلَيهِ مَقمُوطاً ينُاَغيِ‌ جَدّهُ رَسُولَ اللّهِص فَخَرَجَ بِهِ إِلَي المَلَائِكَةِ فَحَمَلَهُ عَلَي بَطنِ كَفّهِ فَهَلّلُوا وَ كَبّرُوا وَ حَمّدُوا اللّهَ تَعَالَي وَ أَثنَوا عَلَيهِ فَتَوَجّهَ بِهِ إِلَي القِبلَةِ نَحوَ السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ ابنيِ‌َ الحُسَينِ أَن تَغفِرَ لِصَلصَائِيلَ خَطِيئَتَهُ وَ تَجبُرَ كَسرَ جَنَاحِهِ وَ تَرُدّهُ إِلَي مَقَامِهِ مَعَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ فَتَقَبّلَ اللّهُ تَعَالَي مِنَ النّبِيّص مَا أَقسَمَ بِهِ عَلَيهِ وَ غَفَرَ لِصَلصَائِيلَ خَطِيئَتَهُ وَ جَبَرَ كَسرَ جَنَاحِهِ وَ رَدّهُ إِلَي مَقَامِهِ مَعَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ


صفحه : 260

48- مصباح ، خَرَجَ إِلَي القَاسِمِ بنِ عَلَاءٍ الهمَداَنيِ‌ّ وَكِيلِ أَبِي مُحَمّدٍ ع أَنّ مَولَانَا الحُسَينَ ع وُلِدَ يَومَ الخَمِيسِ لِثَلَاثٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ

وَ رَوَي الحُسَينُ بنُ زَيدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ وُلِدَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ لِخَمسِ لَيَالٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ سَنَةَ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ

أقول سيأتي‌ تمام القول من المصباح وسائر الكتب في أبواب أحوال أبي عبد الله الحسين من ولادته وشهادته ولعن الله علي قاتله


صفحه : 261

باب 21-فضائلهما ومناقبهما والنصوص عليهما صلوات الله عليهما

1- كشف ،[كشف الغمة]الترّمذِيِ‌ّ بِسَنَدِهِ عَن يَعلَي بنِ مُرّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حُسَينٌ منِيّ‌ وَ أَنَا مِن حُسَينٍ أَحَبّ اللّهُ مَن أَحَبّ حُسَيناً حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسبَاطِ

2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ النّقّاشِ بِإِسنَادِهِ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن قَابُوسَ بنِ أَبِي ظَبيَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كُنتُ عِندَ النّبِيّص وَ عَلَي فَخِذِهِ الأَيسَرِ ابنُهُ اِبرَاهِيمُ وَ عَلَي فَخِذِهِ الأَيمَنِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ وَ هُوَ تَارَةً يُقَبّلُ هَذَا وَ تَارَةً يُقَبّلُ هَذَا إِذ هَبَطَ جَبرَئِيلُ بوِحَي‌ٍ مِن رَبّ العَالَمِينَ فَلَمّا سرَيِ‌َ عَنهُ قَالَ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ مِن ربَيّ‌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَستُ أَجمَعُهُمَا لَكَ فَافدِ أَحَدَهُمَا بِصَاحِبِهِ فَنَظَرَ النّبِيّص إِلَي اِبرَاهِيمَ فَبَكَي وَ نَظَرَ إِلَي الحُسَينِ فَبَكَي وَ قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ أُمّهُ أَمَةٌ وَ مَتَي مَاتَ لَم يَحزَن عَلَيهِ غيَريِ‌ وَ أُمّ الحُسَينِ فَاطِمَةُ وَ أَبُوهُ عَلِيّ ابنُ عمَيّ‌ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ وَ مَتَي مَاتَ حَزِنَت ابنتَيِ‌ وَ حَزِنَ ابنُ عمَيّ‌ وَ حَزِنتُ أَنَا عَلَيهِ وَ أَنَا أُوثِرُ حزُنيِ‌ عَلَي حُزنِهِمَا يَا جَبرَئِيلُ يُقبَضُ اِبرَاهِيمُ فَدَيتُهُ لِلحُسَينِ قَالَ فَقُبِضَ بَعدَ ثَلَاثٍ فَكَانَ النّبِيّص إِذَا رَأَي الحُسَينَ ع مُقبِلًا قَبّلَهُ وَ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ رَشَفَ ثَنَايَاهُ وَ قَالَ فُدِيتُ مَن فَدَيتُهُ باِبنيِ‌ اِبرَاهِيمَ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن يُوسُفَ بنِ الحَارِثِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِهرَانَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مُعَمّرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ زُيّنَ عَرشُ رَبّ العَالَمِينَ بِكُلّ زِينَةٍ ثُمّ يُؤتَي بِمِنبَرَينِ مِن نُورٍ طُولُهُمَا مِائَةُ مِيلٍ فَيُوضَعُ أَحَدُهُمَا عَن يَمِينِ العَرشِ وَ الآخَرُ عَن يَسَارِ العَرشِ ثُمّ يُؤتَي بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع


صفحه : 262

فَيَقُومُ الحَسَنُ عَلَي أَحَدِهِمَا وَ الحُسَينُ عَلَي الآخَرِ يُزَيّنُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِهِمَا عَرشَهُ كَمَا يُزَيّنُ المَرأَةَ قُرطَاهَا

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَبلَ مَوتِهِ بِثَلَاثٍ سَلَامُ اللّهِ عَلَيكَ أَبَا الرّيحَانَتَينِ أُوصِيكَ برِيَحاَنتَيَ‌ّ مِنَ الدّنيَا فَعَن قَلِيلٍ يَنهَدّ رُكنَاكَ وَ اللّهُ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيكَ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ عَلِيّ هَذَا أَحَدُ ركُنيَ‌ّ ألّذِي قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ ع قَالَ عَلِيّ هَذَا الرّكنُ الثاّنيِ‌ ألّذِي قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص

مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي عن سعد عن ابن عيسي عن محمد بن يونس عن حماد بن عيسي مثله

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَائِشَةَ وَ الحَكَمِ وَ العَبّاسِ جَمِيعاً عَن مهَديِ‌ّ بنِ مَيمُونٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعقُوبَ عَنِ ابنِ أَبِي نُعَيمٍ قَالَ شَهِدتُ ابنَ عَمرٍو أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَن دَمِ البَعُوضَةِ فَقَالَ مِمّن أَنتَ قَالَ مِن أَهلِ العِرَاقِ قَالَ انظُرُوا إِلَي هَذَا يسَألَنُيِ‌ عَن دَمِ البَعُوضَةِ وَ قَد قَتَلُوا ابنَ رَسُولِ اللّهِص وَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّهُمَا ريَحاَنتَيِ‌[ريَحاَنتَاَي‌َ] مِنَ الدّنيَا يعَنيِ‌ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أبوعيسي في جامعه و أبونعيم في حليته والسمعاني‌ في فضائله و ابن بطة في إبانته عن ابن أبي نعيم مثله

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عُمَيرِ بنِ عِمرَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ عِمرَانَ النخّعَيِ‌ّ عَن ربِعيِ‌ّ بنِ خِرَاشٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ قَالَ رَأَيتُ النّبِيّص آخِذاً بِيَدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَيّهَا النّاسُ هَذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ فَاعرِفُوهُ فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّهُ لفَيِ‌ الجَنّةِ وَ مُحِبّيهِ فِي الجَنّةِ وَ محُبِيّ‌ مُحِبّيهِ فِي الجَنّةِ

7-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع


صفحه : 263

قَالَ بَينَمَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يَصطَرِعَانِ عِندَ النّبِيّص فَقَالَ النّبِيّص هيَ‌ّ يَا حَسَنُ فَقَالَت فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ تُعِينُ الكَبِيرُ عَلَي الصّغِيرِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص جَبرَئِيلُ يَقُولُ هيَ‌ّ يَا حُسَينُ وَ أَنَا أَقُولُ هيَ‌ّ يَا حَسَنُ

بيان قال الفيروزآبادي‌ هَيّكَ أسرع فيما أنت فيه

8- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا الحَسَنُ فَأَنحَلُهُ الهَيبَةَ وَ العِلمَ وَ أَمّا الحُسَينُ فَأَنحَلُهُ الجُودَ وَ الرّحمَةَ

9- ل ،[الخصال ] ابنُ مَقبَرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأَحوَلِ عَن خَلّادٍ المنِقرَيِ‌ّ عَن قَيسٍ عَن أَبِي حُصَينٍ عَن يَحيَي بنِ وَثّابٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ عَلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع تَعوِيذَانِ حَشوُهُمَا مِن زَغَبِ جَنَاحِ جَبرَئِيلَ ع

10- ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَنِ الزّبَيرِ بنِ أَبِي بَكرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ حَمزَةَ الزبّيَريِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ الراّفعِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّتِهِ زَينَبَ بِنتِ أَبِي رَافِعٍ قَالَت أَتَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص بِابنَيهَا الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي شَكوَاهُ ألّذِي توُفُيّ‌َ فِيهِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَانِ ابنَاكَ فَوَرّثهُمَا شَيئاً فَقَالَ أَمّا الحَسَنُ فَإِنّ لَهُ هيَبتَيِ‌ وَ سؤُددَيِ‌ وَ أَمّا الحُسَينُ فَإِنّ لَهُ شجَاَعتَيِ‌ وَ جوُديِ‌

عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] عن ابراهيم بن علي الرافعي‌ مثله

11-ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ وَ حُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن شَيخٍ مِنَ الأَنصَارِ


صفحه : 264

يَرفَعُهُ إِلَي زَينَبَ بِنتِ أَبِي رَافِعٍ عَن أُمّهَا قَالَت قَالَت فَاطِمَةُ ع يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَانِ ابنَاكَ فَانحَلهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا الحَسَنَ فَنَحَلتُهُ هيَبتَيِ‌ وَ سؤُددَيِ‌ وَ أَمّا الحُسَينَ فَنَحَلتُهُ سخَاَئيِ‌ وَ شجَاَعتَيِ‌

12- ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ بنِ سُلَيمَانَ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَمّا الحَسَنُ فَأَنحَلُهُ الهَيبَةَ وَ الحِلمَ وَ أَمّا الحُسَينُ فَأَنحَلُهُ الجُودَ وَ الرّحمَةَ

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الوَلَدُ رَيحَانَةٌ وَ ريَحاَنتَاَي‌َ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله

14- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا

15- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص الحَسَنُ وَ الحُسَينُ خَيرُ أَهلِ الأَرضِ بعَديِ‌ وَ بَعدَ أَبِيهِمَا وَ أُمّهُمَا أَفضَلُ نِسَاءِ أَهلِ الأَرضِ

16- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الراّشدِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ ثَابِتٍ العَطّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيسَرَةَ عَن عدَيِ‌ّ بنِ ثَابِتٍ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص حَامِلَ الحُسَينِ ع وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّهُ

17- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا بنِ شَيبَانَ عَن أَرطَاةَ بنِ حَيدَرٍ عَن أَيّوبَ بنِ وَاقِدٍ عَن يُونُسَ بنِ حُبَابٍ عَن أَبِي حَازِمٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَحَبّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُمَا فَقَد أبَغضَنَيِ‌

18-فض ،[ كتاب الروضة] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الأشُناَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ القاَضيِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ آدَمَ عَن جَعفَرِ بنِ زِيَادٍ الأَحمَرِ عَن أَبِي الصيّرفَيِ‌ّ عَن


صفحه : 265

صَفوَانَ بنِ قَمِيصَةَ عَن طَارِقِ بنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ أَنتُمَا إِمَامَانِ بعِقَبِيِ‌ وَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ المَعصُومَانِ حَفَظَكُمَا اللّهُ وَ لَعنَةُ اللّهِ عَلَي مَن عَادَاكُمَا

19- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حَشِيشٍ عَن أَبِي ذَرّ عَن عَبدِ اللّهِ عَن فَضلِ بنِ يُوسُفَ عَن مُخَوّلٍ عَن مَنصُورِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ

20- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَن عِيسَي بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَلَاءِ عَن أَبِيهِ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع يَومَ القِيَامَةِ عَن جنَبيَ‌ عَرشِ الرّحمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِمَنزِلَةِ الشّنفَينِ مِنَ الوَجهِ

21- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ عَلِيّ عَن عَمرِو بنِ خَلِيفَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ اصطَرَعَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيهاً حَسَنُ فَقَالَت فَاطِمَةُ ع يَا رَسُولَ اللّهِ تَقُولُ إِيهاً حَسَنُ وَ هُوَ أَكبَرُ الغُلَامَينِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقُولُ إِيهاً حَسَنُ وَ يَقُولُ جَبرَئِيلُ إِيهاً حُسَينُ

بيان قال الجوهري‌ تقول للرجل إذااستزدته من حديث أوعمل إِيهِ بكسر الهاء قال ابن السكيت فإن وصلت نونت فقلت إِيهٍ حدثنا ثم قال فإذاأسكته وكففته قلت إِيهاً عنا و إذاأردت التبعيد قلت أَيهاً بالفتح .أقول يظهر من الخبر أن إِيهاً بالنصب أيضا يكون للاستزادة

22- ب ،[قرب الإسناد] مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ فِيمَا كَتَبَ إلِيَ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عُبَيدٍ القَاسِمِ بنِ سَلّامٍ عَن هَيثَمٍ عَن يُونُسَ عَنِ الحَسَنِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أتُيِ‌َ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَوُضِعَ فِي حَجرِهِ فَبَالَ عَلَيهِ فَأُخِذَ فَقَالَ لَا تَرمُوا ابنيِ‌ ثُمّ دعُيِ‌َ بِمَاءٍ فَصَبّ عَلَيهِ

قال الأصمعي‌ الإزرام القطع يقال للرجل إذاقطع


صفحه : 266

بوله أزرمت بولك وأزرمه غيره إذاقطعه وزرم البول نفسه إذاانقطع

23- كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ مَعَالِمِ العِترَةِ الطّاهِرَةِ للِجنَاَبذِيِ‌ّ عَن أُمّ عُثمَانَ أُمّ وَلَدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَت كَانَ لِآلِ رَسُولِ اللّهِص قَطِيفَةٌ يَجلِسُ عَلَيهَا جَبرَئِيلُ وَ لَا يَجلِسُ عَلَيهَا غَيرُهُ وَ إِذَا عَرَجَ طُوِيَت وَ كَانَ إِذَا عَرَجَ انتَقَضَ فَيَسقُطُ مِن زَغَبِ رِيشِهِ فَيَقُومُ فَيَتّبِعُهُ فَيَجعَلُهُ فِي تَمَائِمِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع

وَ مِن كِتَابِ حِليَةِ الأَولِيَاءِ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَاضِعاً الحَسَنَ عَلَي عَاتِقِهِ وَ قَالَ مَن أحَبَنّيِ‌ فَليُحِبّهُ

وَ عَن نُعَيمٍ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ مَا رَأَيتُ الحَسَنَ قَطّ إِلّا فَاضَت عيَناَي‌َ دُمُوعاً وَ ذَلِكَ أَنّهُ أَتَي يَوماً يَشتَدّ حَتّي قَعَدَ فِي حَجرِ رَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِص يَفتَحُ فَمَهُ ثُمّ يُدخِلُ فَمَهُ فِي فَمِهِ وَ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ وَ أُحِبّ مَن يُحِبّهُ يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ

24- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع كَانَا يَلعَبَانِ عِندَ النّبِيّص حَتّي مَضَي عَامّةُ اللّيلِ ثُمّ قَالَ لَهُمَا انصَرِفَا إِلَي أُمّكُمَا فَبَرَقَت بَرقَةٌ فَمَا زَالَت تضُيِ‌ءُ لَهُمَا حَتّي دَخَلَا عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ النّبِيّص يَنظُرُ إِلَي البَرقَةِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَنَا أَهلَ البَيتِ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه عن آبائه ع مثله

25- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَمَرِضَ النّبِيّص المَرضَةَ التّيِ‌ عوُفيِ‌َ مِنهَا فَعَادَتهُ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ النّسَاءِ وَ مَعَهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع قَد أَخَذَتِ الحَسَنَ بِيَدِهَا اليُمنَي وَ أَخَذَتِ الحُسَينَ بِيَدِهَا اليُسرَي وَ هُمَا يَمشِيَانِ وَ فَاطِمَةُ بَينَهُمَا حَتّي دَخَلُوا مَنزِلَ عَائِشَةَ فَقَعَدَ الحَسَنُ ع عَلَي جَانِبِ رَسُولِ اللّهِص الأَيمَنِ وَ الحُسَينُ ع عَلَي جَانِبِ رَسُولِ اللّهِص الأَيسَرِ فَأَقبَلَا يَغمِزَانِ مَا يَلِيهِمَا مِن بَدَنِ رَسُولِ اللّهِص فَمَا أَفَاقَ النّبِيّص مِن نَومِهِ


صفحه : 267

فَقَالَت فَاطِمَةُ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ حبَيِبيَ‌ّ إِنّ جَدّكُمَا قَد غَفَا فَانصَرِفَا سَاعَتَكَمَا هَذِهِ وَ دَعَاهُ حَتّي يُفِيقَ وَ تَرجِعَانِ إِلَيهِ فَقَالَا لَسنَا بِبَارِحَينِ فِي وَقتِنَا هَذَا فَاضطَجَعَ الحَسَنُ عَلَي عَضُدِ النّبِيّ الأَيمَنِ وَ الحُسَينُ عَلَي عَضُدِهِ الأَيسَرِ فَغَفَيَا وَ انتَبَهَا قَبلَ أَن يَنتَبِهَ النّبِيّص وَ قَد كَانَت فَاطِمَةُ ع لَمّا نَامَا انصَرَفَت إِلَي مَنزِلِهَا فَقَالَا لِعَائِشَةَ مَا فَعَلَت أُمّنَا قَالَت لَمّا نُمتُمَا رَجَعَت إِلَي مَنزِلِهَا فَخَرَجَا فِي لَيلَةٍ ظَلمَاءَ مُدلَهِمّةٍ ذَاتِ رَعدٍ وَ بَرقٍ وَ قَد أَرخَتِ السّمَاءُ عَزَالِيَهَا فَسَطَعَ لَهُمَا نُورٌ فَلَم يَزَالَا يَمشِيَانِ فِي ذَلِكَ النّورِ وَ الحَسَنُ قَابِضٌ بِيَدِهِ اليُمنَي عَلَي يَدِ الحُسَينِ اليُسرَي وَ هُمَا يَتَمَاشَيَانِ وَ يَتَحَدّثَانِ حَتّي أَتَيَا حَدِيقَةَ بنَيِ‌ النّجّارِ فَلَمّا بَلَغَا الحَدِيقَةَ حَارَا فَبَقِيَا لَا يَعلَمَانِ أَينَ يَأخُذَانِ فَقَالَ الحَسَنُ لِلحُسَينِ إِنّا قَد حِرنَا وَ بَقِينَا عَلَي حَالَتِنَا هَذِهِ وَ مَا ندَريِ‌ أَينَ نَسلُكُ فَلَا عَلَيكَ أَن نَنَامَ فِي وَقتِنَا هَذَا حَتّي نُصبِحَ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع دُونَكَ يَا أخَيِ‌ فَافعَل مَا تَرَي فَاضطَجَعَا جَمِيعاً وَ اعتَنَقَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ وَ نَامَا وَ انتَبَهَ النّبِيّص عَن نَومَتِهِ التّيِ‌ نَامَهَا فَطَلَبَهُمَا فِي مَنزِلِ فَاطِمَةَ فَلَم يَكُونَا فِيهِ وَ افتَقَدَهُمَا فَقَامَص قَائِماً عَلَي رِجلَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ هَذَانِ شبِلاَي‌َ خَرَجَا مِنَ المَخمَصَةِ وَ المَجَاعَةِ أللّهُمّ أَنتَ وكَيِليِ‌ عَلَيهِمَا فَسَطَعَ للِنبّيِ‌ّص نُورٌ فَلَم يَزَل يمَضيِ‌ فِي ذَلِكَ النّورِ حَتّي أَتَي حَدِيقَةَ بنَيِ‌ النّجّارِ فَإِذَا هُمَا نَائِمَانِ قَدِ اعتَنَقَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ وَ قَد تَقَشّعَتِ السّمَاءُ فَوقَهُمَا كَطَبَقٍ فهَيِ‌َ تُمطِرُ كَأَشَدّ مَطَرٍ مَا رَآهُ النّاسُ قَطّ وَ قَد مَنَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المَطَرَ مِنهُمَا فِي البُقعَةِ التّيِ‌ هُمَا فِيهَا نَائِمَانِ لَا يُمطِرُ عَلَيهِمَا قَطرَةً وَ قَدِ اكتَنَفَتهُمَا حَيّةٌ لَهَا شَعَرَاتٌ كَآجَامِ القَصَبِ وَ جَنَاحَانِ جَنَاحٌ قَد غَطّت بِهِ الحَسَنَ وَ جَنَاحٌ قَد غَطّت بِهِ الحُسَينَ فَلَمّا أَن بَصُرَ بِهِمَا النّبِيّص تَنَحنَحَ فَانسَابَتِ الحَيّةُ وَ هيِ‌َ تَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُشهِدُكَ وَ أُشهِدُ مَلَائِكَتَكَ أَنّ هَذَينِ شِبلَا نَبِيّكَ قَد حَفِظتُهُمَا عَلَيهِ وَ دَفَعتُهُمَا إِلَيهِ سَالِمَينِ صَحِيحَينِ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص أَيّتُهَا الحَيّةُ مِمّن أَنتِ قَالَت أَنَا رَسُولُ الجِنّ إِلَيكَ قَالَ وَ أَيّ الجِنّ قَالَت جِنّ نَصِيبِينَ نَفَرٌ مِن بنَيِ‌ مُلَيحٍ نَسِينَا آيَةً مِن


صفحه : 268

كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فبَعَثَوُنيِ‌ إِلَيكَ لِتُعَلّمَنَا مَا نَسِينَا مِن كِتَابِ اللّهِ فَلَمّا بَلَغتُ هَذَا المَوضِعَ سَمِعتُ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ أَيّتُهَا الحَيّةُ هَذَانِ شِبلَا رَسُولِ اللّهِ فَاحفَظِيهِمَا مِنَ العَاهَاتِ وَ الآفَاتِ وَ مِن طَوَارِقِ اللّيلِ وَ النّهَارِ فَقَد حَفِظتُهُمَا وَ سَلّمتُهُمَا إِلَيكَ سَالِمَينِ صَحِيحَينِ وَ أَخَذَتِ الحَيّةُ الآيَةَ وَ انصَرَفَت فَأَخَذَ النّبِيّص الحَسَنَ فَوَضَعَهُ عَلَي عَاتِقِهِ الأَيمَنِ وَ وَضَعَ الحُسَينَ عَلَي عَاتِقِهِ الأَيسَرِ وَ خَرَجَ عَلِيّ ع فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ ادفَع إلِيَ‌ّ أَحَدَ شِبلَيكَ أُخَفّف عَنكَ فَقَالَ امضِ فَقَد سَمِعَ اللّهُ كَلَامَكَ وَ عَرَفَ مَقَامَكَ وَ تَلَقّاهُ آخَرُ فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ ادفَع إلِيَ‌ّ أَحَدَ شِبلَيكَ أُخَفّف عَنكَ فَقَالَ امضِ فَقَد سَمِعَ اللّهُ كَلَامَكَ وَ عَرَفَ مَقَامَكَ فَتَلَقّاهُ عَلِيّ ع فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ ادفَع إلِيَ‌ّ أَحَدَ شبِليَ‌ّ وَ شِبلَيكَ حَتّي أُخَفّفَ عَنكَ فَالتَفَتَ النّبِيّص إِلَي الحَسَنِ فَقَالَ يَا حَسَنُ هَل تمَضيِ‌ إِلَي كَتِفِ أَبِيكَ فَقَالَ لَهُ وَ اللّهِ يَا جَدّاه إِنّ كَتِفَكَ لَأَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن كَتِفِ أَبِي ثُمّ التَفَتَ إِلَي الحُسَينِ ع فَقَالَ يَا حُسَينُ هَل تمَضيِ‌ إِلَي كَتِفِ أَبِيكَ فَقَالَ لَهُ وَ اللّهِ يَا جَدّاه إنِيّ‌ لَأَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ أخَيِ‌ الحَسَنُ إِنّ كَتِفَكَ لَأَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن كَتِفِ أَبِي فَأَقبَلَ بِهِمَا إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع وَ قَدِ ادّخَرَت لَهُمَا تُمَيرَاتٍ فَوَضَعَتهَا بَينَ أَيدِيهِمَا فَأَكَلَا وَ شَبِعَا وَ فَرِحَا فَقَالَ لَهُمَا النّبِيّص قُومَا الآنَ فَاصطَرِعَا فَقَامَا لِيَصطَرِعَا وَ قَد خَرَجَت فَاطِمَةُ فِي بَعضِ حَاجَتِهَا فَدَخَلَت فَسَمِعَتِ النّبِيّص وَ هُوَ يَقُولُ إِيهِ يَا حَسَنُ شُدّ عَلَي الحُسَينِ فَاصرَعهُ فَقَالَت لَهُ يَا أَبَتِ وَا عَجَبَاه أَ تُشَجّعُ هَذَا عَلَي هَذَا تُشَجّعُ الكَبِيرَ عَلَي الصّغِيرِ فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيّةِ أَ مَا تَرضَينَ أَن أَقُولَ أَنَا يَا حَسَنُ شُدّ عَلَي الحُسَينِ فَاصرَعهُ وَ هَذَا حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ يَقُولُ يَا حُسَينُ شُدّ عَلَي الحَسَنِ فَاصرَعهُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو هُرَيرَةَ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ الصّادِقُ ع وَ ذَكَرَ نَحوَهُ ثُمّ قَالَ وَ قَد رَوَي الخرَكوُشيِ‌ّ فِي شَرَفِ النّبِيّص عَن هَارُونَ الرّشِيدِ عَن آبَائِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ هَذَا المَعنَي


صفحه : 269

بيان غفا غفوا وغفوا نام أونعس كأغفي وادلهم الظلام كثف و قال الجزري‌ العزالي‌ جمع العزلاء و هوفم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي‌ يخرج من فم المزادة انتهي والشبل بالكسر ولد الأسد إذاأدرك الصيد ويقال قشعت الريح السحاب أي كشفته فانقشع وتقشع وانسابت الحية جرت

26- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ وَ غَيرِهِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَخِيهِ نُوحٍ عَنِ الأَجلَحِ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ عَن عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَا عَلِيّ لَقَد أذَهلَنَيِ‌ هَذَانِ الغُلَامَانِ يعَنيِ‌ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ أَن أُحِبّ بَعدَهُمَا أَحَداً إِنّ ربَيّ‌ أمَرَنَيِ‌ أَن أُحِبّهُمَا وَ أُحِبّ مَن يُحِبّهُمَا

27- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الزيّديِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ عَبّاسٍ وَ عَبدِ السّلَامِ بنِ حَربٍ مَعاً عَمّن سَمِعَ بَكرَ بنَ عَبدِ اللّهِ المزُنَيِ‌ّ عَن عِمرَانَ بنِ الحُصَينِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِي يَا عِمرَانَ بنَ حُصَينٍ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ مَوقِعاً مِنَ القَلبِ وَ مَا وَقَعَ مَوقِعَ هَذَينِ الغُلَامَينِ مِن قلَبيِ‌ شَيءٌ قَطّ فَقُلتُ كُلّ هَذَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ يَا عِمرَانُ وَ مَا خفَيِ‌َ عَلَيكَ أَكثَرُ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ بِحُبّهِمَا

28- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَمّن حَدّثَهُ عَن سُفيَانَ الجرَيِريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ قَالَ أمَرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِ بِحُبّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَأَحبَبتُهُمَا وَ أَنَا أُحِبّ مَن يُحِبّهُمَا لِحُبّ رَسُولِ اللّهِص إِيّاهُمَا

29-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن مُهَلهَلٍ العبَديِ‌ّ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن رَبِيعَةَ السعّديِ‌ّ عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ قَالَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يُقَبّلُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ وَ هُوَ يَقُولُ مَن أَحَبّ الحَسَنَ


صفحه : 270

وَ الحُسَينَ وَ ذُرّيّتَهُمَا مُخلِصاً لَم تَلفَحِ النّارُ وَجهَهُ وَ لَو كَانَت ذُنُوبُهُ بِعَدَدِ رَملِ عَالِجٍ إِلّا أَن يَكُونَ ذَنباً يُخرِجُهُ مِنَ الإِيمَانِ

30- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن عَلِيّ بنِ عَابِسٍ عَنِ الجَحّافِ عَن عَمرِو بنِ مُرّةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَلَمَةَ عَن عَبِيدَةَ السلّماَنيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن كَانَ يحُبِنّيِ‌ فَليُحِبّ ابنيَ‌ّ هَذَينِ فَإِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ بِحُبّهِمَا

31- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ البَزّازِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَرَادَ أَن يَتَمَسّكَ بِعُروَةِ اللّهِ الوُثقَي التّيِ‌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ فَليَتَوَالَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُحِبّهُمَا مِن فَوقِ عَرشِهِ

32- مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ وَ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن رَجُلٍ عَن عَبّاسِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَبغَضَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَيسَ عَلَي وَجهِهِ لَحمٌ وَ لَم تَنَلهُ شفَاَعتَيِ‌

33- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قُرّةُ عيَنيِ‌ النّسَاءُ وَ ريَحاَنتَيِ‌[ريَحاَنتَاَي‌َ] الحَسَنُ وَ الحُسَينُ

34- مل ،[كامل الزيارات ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن عَلِيّ بنِ عَبّاسٍ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَنِ الأَصبَغِ عَن زَاذَانَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فِي الرّحبَةِ يَقُولُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ رَيحَانَتَا رَسُولِ اللّهِص

35-مل ،[كامل الزيارات ] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُثمَانَ بنِ خُثَيمٍ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي رَاشِدٍ عَن يَعلَي بنِ مُرّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ


صفحه : 271

اللّهِص حُسَينٌ منِيّ‌ وَ أَنَا مِن حُسَينٍ أَحَبّ اللّهُ مَن أَحَبّ حُسَيناً حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسبَاطِ

عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد]سعيد مثله

36- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ حَمّادٍ عَن وَهبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُثمَانَ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي رَاشِدٍ عَن يَعلَي العاَمرِيِ‌ّ أَنّهُ خَرَجَ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص إِلَي طَعَامٍ دعُيِ‌َ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ بِحُسَينٍ يَلعَبُ مَعَ الصّبيَانِ فَاستَقبَلَ النّبِيّص أَمَامَ القَومِ ثُمّ بَسَطَ يَدَيهِ فَطَفَرَ الصبّيِ‌ّ هَاهُنَا مَرّةً وَ هَاهُنَا مَرّةً وَ جَعَلَ رَسُولُ اللّهِ يُضَاحِكُهُ حَتّي أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحدَي يَدَيهِ تَحتَ ذَقَنِهِ وَ الأُخرَي تَحتَ قَفَاهُ وَ وَضَعَ فَاهُ عَلَي فِيهِ وَ قَبّلَهُ ثُمّ قَالَ حُسَينٌ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُ أَحَبّ اللّهُ مَن أَحَبّ حُسَيناً حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسبَاطِ

37- مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن سَعِيدٍ عَن نَضرِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَالَ مَن أَحَبّ هَذَينِ الغُلَامَينِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمّهُمَا فَهُوَ معَيِ‌ فِي درَجَتَيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ

38- أَقُولُ رَوَي بَعضُ مؤُلَفّيِ‌ أَصحَابِنَا عَن هِشَامِ بنِ عُروَةَ عَن أُمّ سَلَمَةَ أَنّهَا قَالَت رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يُلبِسُ وَلَدَهُ الحُسَينَ ع حُلّةً لَيسَت مِن ثِيَابِ الدّنيَا فَقُلتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الحُلّةُ فَقَالَ هَذِهِ هَدِيّةٌ أَهدَاهَا إلِيَ‌ّ ربَيّ‌ لِلحُسَينِ ع وَ إِنّ لُحمَتَهَا مِن زَغَبِ جَنَاحِ جَبرَئِيلَ وَ هَا أَنَا أُلبِسُهُ إِيّاهَا وَ أُزَيّنُهُ بِهَا فَإِنّ اليَومَ يَومُ الزّينَةِ وَ إنِيّ‌ أُحِبّهُ

39-يج ،[الخرائج والجرائح ] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن شَرِيكِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي ثَوبَانَ الأسَدَيِ‌ّ وَ كَانَ مِن أَصحَابِ أَبِي جَعفَرٍ عَنِ الصّلتِ بنِ المُنذِرِ عَنِ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ الكنِديِ‌ّ أَنّ النّبِيّص خَرَجَ فِي طَلَبِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ قَد خَرَجَا مِنَ البَيتِ وَ أَنَا مَعَهُ فَرَأَيتُ أَفعًي عَلَي الأَرضِ فَلَمّا أَحَسّت بِوَطءِ النّبِيّص قَامَت وَ نَظَرَت وَ كَانَت أَعلَي مِنَ النّخلَةِ وَ أَضخَمَ مِنَ البَكرِ يَخرُجُ مِن فِيهَا النّارُ فهَاَلنَيِ‌ ذَلِكَ


صفحه : 272

فَلَمّا رَأَت رَسُولَ اللّهِص صَارَت كَأَنّهَا خَيطٌ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أَ لَا تدَريِ‌ مَا تَقُولُ هَذِهِ يَا أَخَا كِندَةَ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ قَالَتِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي جعَلَنَيِ‌ حَارِساً لاِبنيَ‌ رَسُولِ اللّهِ وَ جَرَت فِي الرّملِ رَملِ الشّعَابِ فَنَظَرتُ إِلَي شَجَرَةٍ لَا أَعرِفُهَا بِذَلِكَ المَوضِعِ لأِنَيّ‌ مَا رَأَيتُ فِيهِ شَجَرَةً قَطّ قَبلَ يوَميِ‌ ذَلِكَ وَ لَقَد أَتَيتُ بَعدَ ذَلِكَ اليَومِ أَطلُبُ الشّجَرَةَ فَلَم أَجِدهَا وَ كَانَتِ الشّجَرَةُ أَظَلّتهُمَا بِوَرَقٍ وَ جَلَسَ النّبِيّ بَينَهُمَا فَبَدَأَ بِالحُسَينِ فَوَضَعَ رَأسَهُ عَلَي فَخِذِهِ الأَيمَنِ ثُمّ وَضَعَ رَأسَ الحَسَنِ عَلَي فَخِذِهِ الأَيسَرِ ثُمّ جَعَلَ يرُخيِ‌ لِسَانَهُ فِي فَمِ الحُسَينِ فَانتَبَهَ الحُسَينُ فَقَالَ يَا أَبَتِ ثُمّ عَادَ فِي نَومِهِ فَانتَبَهَ الحَسَنُ وَ قَالَ يَا أَبَتِ وَ عَادَ فِي نَومِهِ فَقُلتُ كَأَنّ الحُسَينَ أَكبَرُ فَقَالَ النّبِيّص إِنّ لِلحُسَينِ فِي بَوَاطِنِ المُؤمِنِينَ مَعرِفَةً مَكتُومَةً سَل أُمّهُ عَنهُ فَلَمّا انتَبَهَا حَمَلَهُمَا عَلَي مَنكِبِهِ ثُمّ أَتَيتُ فَاطِمَةَ فَوَقَفتُ بِالبَابِ فَأَتَت حُمَامَةُ وَ قَالَت يَا أَخَا كِندَةَ قُلتُ مَن أَعلَمَكِ أنَيّ‌ بِالبَابِ فَقَالَت أخَبرَتَنيِ‌ سيَدّتَيِ‌ أَنّ بِالبَابِ رَجُلًا مِن كِندَةَ مِن أَطيَبِهَا أَخبَاراً يسَألَنُيِ‌ عَن مَوضِعِ قُرّةِ عيَنيِ‌ فَكَبُرَ ذَلِكَ عنِديِ‌ فَوَلّيتُهَا ظهَريِ‌ كَمَا كُنتُ أَفعَلُ حِينَ أَدخُلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي مَنزِلِ أُمّ سَلَمَةَ فَقُلتُ لِفَاطِمَةَ مَا مَنزِلَةُ الحُسَينِ قَالَت إِنّهُ لَمّا وَلَدَتِ الحَسَنَ أمَرَنَيِ‌ أَبِي أَن لَا أَلبَسَ ثَوباً أَجِدُ فِيهِ اللّذّةَ حَتّي أُفطِمَهُ فأَتَاَنيِ‌ أَبِي زَائِراً فَنَظَرَ إِلَي الحَسَنِ وَ هُوَ يَمَصّ الثدّي‌َ فَقَالَ فَطَمتِهِ قُلتُ نَعَم قَالَ إِذَا أَحَبّ عَلِيّ الِاشتِمَالَ فَلَا تَمنَعِيهِ فإَنِيّ‌ أَرَي فِي مُقَدّمِ وَجهِكِ ضَوءاً وَ نُوراً وَ ذَلِكِ إِنّكِ سَتَلِدِينَ حُجّةً لِهَذَا الخَلقِ فَلَمّا تَمّ شَهرٌ مِن حمَليِ‌ وَجَدتُ فِيّ سُخنَةً فَقُلتُ لأِبَيِ‌ ذَلِكَ فَدَعَا بِكُوزٍ مِن مَاءٍ فَتَكَلّمَ عَلَيهِ وَ تَفَلَ عَلَيهِ وَ قَالَ اشربَيِ‌ فَشَرِبتُ فَطَرَدَ اللّهُ عنَيّ‌ مَا كُنتُ أَجِدُ وَ صِرتُ فِي الأَربَعِينَ مِنَ الأَيّامِ فَوَجَدتُ دَبِيباً فِي ظهَريِ‌ كَدَبِيبِ النّملِ فِي بَينِ الجِلدَةِ وَ الثّوبِ فَلَم أَزَل عَلَي ذَلِكَ حَتّي تَمّ الشّهرُ الثاّنيِ‌ فَوَجَدتُ الِاضطِرَابَ وَ الحَرَكَةَ فَوَ اللّهِ لَقَد تَحَرّكَ وَ أَنَا بَعِيدٌ عَنِ المَطعَمِ وَ المَشرَبِ فعَصَمَنَيِ‌َ اللّهُ كأَنَيّ‌ شَرِبتُ لَبَناً حَتّي تَمّتِ الثّلَاثَةُ أَشهُرٍ وَ أَنَا أَجِدُ الزّيَادَةَ وَ الخَيرَ فِي منَزلِيِ‌


صفحه : 273

فَلَمّا صِرتُ فِي الأَربَعَةِ آنَسَ اللّهُ بِهِ وحَشتَيِ‌ وَ لَزِمتُ المَسجِدَ لَا أَبرَحُ مِنهُ إِلّا لِحَاجَةٍ تَظهَرُ لِي فَكُنتُ فِي الزّيَادَةِ وَ الخِفّةِ فِي الظّاهِرِ وَ البَاطِنِ حَتّي تَمّتِ الخَمسَةُ فَلَمّا صَارَتِ السّتّةُ كُنتُ لَا أَحتَاجُ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ إِلَي مِصبَاحٍ وَ جَعَلتُ أَسمَعُ إِذَا خَلَوتُ بنِفَسيِ‌ فِي مصُلَاّي‌َ التّسبِيحَ وَ التّقدِيسَ فِي باَطنِيِ‌ فَلَمّا مَضَي فَوقَ ذَلِكَ تِسعٌ ازدَدتُ قُوّةً فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِأُمّ سَلَمَةَ فَشَدّ اللّهُ بِهَا أزَريِ‌ فَلَمّا زَادَتِ العَشرُ غلَبَتَنيِ‌ عيَنيِ‌ وَ أتَاَنيِ‌ آتٍ فَمَسَحَ جَنَاحَهُ عَلَي ظهَريِ‌ فَقُمتُ وَ أَسبَغتُ الوُضُوءَ وَ صَلّيتُ رَكعَتَينِ ثُمّ غلَبَتَنيِ‌ عيَنيِ‌ فأَتَاَنيِ‌ آتٍ فِي منَاَميِ‌ وَ عَلَيهِ ثِيَابُ بِيضٌ فَجَلَسَ عِندَ رأَسيِ‌ وَ نَفَخَ فِي وجَهيِ‌ وَ فِي قفَاَي‌َ فَقُمتُ وَ أَنَا خَائِفَةٌ فَأَسبَغتُ الوُضُوءَ وَ أَدّيتُ أَربَعاً ثُمّ غلَبَتَنيِ‌ عيَنيِ‌ فأَتَاَنيِ‌ آتٍ فِي منَاَميِ‌ فأَقَعدَنَيِ‌ وَ رقَاَنيِ‌ وَ عوَذّنَيِ‌ فَأَصبَحتُ وَ كَانَ يَومَ أُمّ سَلَمَةَ فَدَخَلتُ فِي ثَوبِ حُمَامَةَ ثُمّ أَتَيتُ أُمّ سَلَمَةَ فَنَظَرَ النّبِيّص إِلَي وجَهيِ‌ فَرَأَيتُ أَثَرَ السّرُورِ فِي وَجهِهِ فَذَهَبَ عنَيّ‌ مَا كُنتُ أَجِدُ وَ حَكَيتُ ذَلِكَ للِنبّيِ‌ّص فَقَالَ أبَشرِيِ‌ أَمّا الأَوّلُ فخَلَيِليِ‌ عِزرَائِيلُ المُوَكّلُ بِأَرحَامِ النّسَاءِ وَ أَمّا الثاّنيِ‌ فخَلَيِليِ‌ مِيكَائِيلُ المُوَكّلُ بِأَرحَامِ أَهلِ بيَتيِ‌ فَنَفَخَ فِيكِ قُلتُ نَعَم فَبَكَي ثُمّ ضمَنّيِ‌ إِلَيهِ وَ قَالَ وَ أَمّا الثّالِثُ فَذَاكِ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ يُخِدُمُهُ اللّهُ وَلَدَكِ فَرَجَعتُ فَنَزَلَ تَمَامُ السّنَةِ

بيان قال الجوهري‌ وإني‌ لأجد في نفسي‌ سخنة بالتحريك وهي‌ فضل حرارة تجدها مع وجع قولها ع و أنابعيد عن المطعم والمشرب أي لاأجدهما أو لاأشتهيهما و لايخفي تنافي‌ الأخبار الواردة في مدة الحمل وأخبار الستة أكثر وأقوي

40-يج ،[الخرائج والجرائح ] عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِي سُمَينَةَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع قَالَخَرَجَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ حَتّي أَتَيَا نَخلَ العَجوَةِ لِلخَلَاءِ فَهَوَيَا إِلَي مَكَانٍ وَ وَلّي كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِظَهرِهِ إِلَي صَاحِبِهِ فَرَمَي اللّهُ بَينَهُمَا بِجِدَارٍ يَستُرُ


صفحه : 274

أَحَدَهُمَا عَن صَاحِبِهِ فَلَمّا قَضَيَا حَاجَتَهَمُا ذَهَبَ الجِدَارُ وَ ارتَفَعَ عَن مَوضِعِهِ وَ صَارَ فِي المَوضِعِ عَينُ مَاءٍ وَ جَنّتَانِ فَتَوَضّئَا وَ قَضَيَا مَا أَرَادَا ثُمّ انطَلَقَا حَتّي صَارَا فِي بَعضِ الطّرِيقِ عَرَضَ لَهُمَا رَجُلٌ فَظّ غَلِيظٌ فَقَالَ لَهُمَا مَا خِفتُمَا عَدُوّكُمَا مِن أَينَ جِئتُمَا فَقَالَا إِنّهُمَا جَاءَا مِنَ الخَلَاءِ فَهَمّ بِهِمَا فَسَمِعُوا صَوتاً يَقُولُ يَا شَيطَانُ أَ تُرِيدُ أَن تنُاَويِ‌َ ابنيَ‌ مُحَمّدٍ وَ قَد عَلِمتَ بِالأَمسِ مَا فَعَلتُ وَ نَاوَيتَ أُمّهُمَا وَ أَحدَثتَ فِي دِينِ اللّهِ وَ سَلَكتَ عَنِ الطّرِيقِ وَ أَغلَظَ لَهُ الحُسَينُ أَيضاً فَهَوَي بِيَدِهِ لِيَضرِبَ بِهِ وَجهَ الحُسَينِ فَأَيبَسَهَا اللّهُ مِن مَنكِبِهِ فَأَهوَي بِاليُسرَي فَفَعَلَ اللّهُ بِهِ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَسأَلُكُمَا بِحَقّ أَبِيكُمَا وَ جَدّكُمَا لَمّا دَعَوتُمَا اللّهَ أَن يطُلقِنَيِ‌ فَقَالَ الحُسَينُ أللّهُمّ أَطلِقهُ وَ اجعَل لَهُ فِي هَذَا عِبرَةً وَ اجعَل ذَلِكَ عَلَيهِ حُجّةً فَأَطلَقَ اللّهُ يَدَهُ فَانطَلَقَ قُدّامَهُمَا حَتّي أَتَيَا عَلِيّاً وَ أَقبَلَ عَلَيهِ بِالخُصُومَةِ فَقَالَ أَينَ دَسَستَهُمَا وَ كَانَ هَذَا بَعدَ يَومِ السّقِيفَةِ بِقَلِيلٍ فَقَالَ عَلِيّ ع مَا خَرَجَا إِلّا لِلخَلَاءِ وَ جَذَبَ رَجُلٌ مِنهُم عَلِيّاً حَتّي شَقّ رِدَاءَهُ فَقَالَ الحُسَينُ لِلرّجُلِ لَا أَخرَجَكَ اللّهُ مِنَ الدّنيَا حَتّي تبَتلَيِ‌َ بِالدّيَاثَةِ فِي أَهلِكَ وَ وُلدِكَ وَ قَد كَانَ الرّجُلُ قَادَ ابنَتَهُ إِلَي رَجُلٍ مِنَ العِرَاقِ فَلَمّا خَرَجَا إِلَي مَنزِلِهِمَا قَالَ الحُسَينُ لِلحَسَنِ سَمِعتُ جدَيّ‌ يَقُولُ إِنّمَا مَثَلُكُمَا مَثَلُ يُونُسَ إِذ أَخرَجَهُ اللّهُ مِن بَطنِ الحُوتِ وَ أَلقَاهُ بِظَهرِ الأَرضِ وَ أَنبَتَ عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍ وَ أَخرَجَ لَهُ عَيناً مِن تَحتِهَا فَكَانَ يَأكُلُ مِنَ اليَقطِينِ وَ يَشرَبُ مِن مَاءِ العَينِ وَ سَمِعتُ جدَيّ‌ يَقُولُ أَمّا العَينُ فَلَكُم وَ أَمّا اليَقطِينُ فَأَنتُم عَنهُ أَغنِيَاءُ وَ قَد قَالَ اللّهُ فِي يُونُسَوَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتّعناهُم


صفحه : 275

إِلي حِينٍ وَ لَسنَا نَحتَاجُ إِلَي اليَقطِينِ وَ لَكِن عَلِمَ اللّهُ حَاجَتَنَا إِلَي العَينِ فَأَخرَجَهَا لَنَا وَ سَنُرسَلُ إِلَي أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَيَكفُرُونَ وَ يَتَمَتّعُونَ إِلَي حِينٍ فَقَالَ الحَسَنُ قَد سَمِعتُ هَذَا

بيان ناواه عاداه والدس الإخفاء والدسيس من تدسه ليأتيك بالأخبار أي أين أرسلتهما خفية ليأتياك بالخبر

41- شا،[الإرشاد] كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع يُشبِهُ باِلنبّيِ‌ّص مِن صَدرِهِ إِلَي رَأسِهِ وَ الحُسَينُ يُشبِهُ مِن صَدرِهِ إِلَي رِجلَيهِ وَ كَانَا ع حبَيِبيَ‌ رَسُولِ اللّهِص مِن بَينِ جَمِيعِ أَهلِهِ وَ وُلدِهِ

42- شا،[الإرشاد]رَوَي زَاذَانُ عَن سَلمَانَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُمَا فَأَحِبّهُمَا وَ أَحبِب مَن أَحَبّهُمَا وَ قَالَص مَن أَحَبّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ أَحبَبتُهُ وَ مَن أَحبَبتُهُ أَحَبّهُ اللّهُ وَ مَن أَحَبّهُ اللّهُ أَدخَلَهُ الجَنّةَ وَ مَن أَبغَضَهُمَا أَبغَضتُهُ وَ مَن أَبغَضتُهُ أَبغَضَهُ اللّهُ وَ مَن أَبغَضَهُ اللّهُ أَدخَلَهُ النّارَ وَ قَالَص إِنّ ابنيَ‌ّ هَذَينِ ريَحاَنتَيِ‌ مِنَ الدّنيَا

بيان ريحانتي‌ علي المفرد أو علي التثنية علي قول من جوز نصب خبر الحروف المشبهة بالفعل وَ قَد رَوَوا عَنِ النّبِيّص أَنّ قَعرَ جَهَنّمَ لَسَبعِينَ خَرِيفاً

و قدورد في الشعر أن حراسنا أسدا

43- شا،[الإرشاد]رَوَي زِرّ بنُ حُبَيشٍ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ فَجَاءَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَارتَدَفَاهُ فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ أَخَذَهُمَا أَخذاً رَفِيقاً فَلَمّا عَادَ عَادَا فَلَمّا انصَرَفَ أَجلَسَ هَذَا عَلَي فَخِذِهِ الأَيمَنِ وَ هَذَا عَلَي فَخِذِهِ الأَيسَرِ ثُمّ قَالَ مَن أحَبَنّيِ‌ فَليُحِبّ هَذَينِ وَ كَانَا ع حُجّةَ اللّهِ لِنَبِيّهِص فِي المُبَاهَلَةِ وَ حُجّةَ اللّهِ مِن بَعدِ أَبِيهِمَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَي الأُمّةِ فِي الدّينِ وَ المِنّةُ لِلّهِ

44-شا،[الإرشاد] ابنُ لَهِيعَةَ عَن أَبِي عَوَانَةَ يَرفَعُهُ إِلَي النّبِيّص قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ شَنفَا العَرشِ وَ إِنّ الجَنّةَ قَالَت يَا رَبّ أسَكنَتنَيِ‌


صفحه : 276

الضّعَفَاءَ وَ المَسَاكِينَ فَقَالَ لَهَا اللّهُ تَعَالَي أَ لَا تَرضَينَ أنَيّ‌ زَيّنتُ أَركَانَكِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ قَالَ فَمَاسَت كَمَا تَمِيسُ العَرُوسُ فَرَحاً

بيان يقال ماس يميس ميسا إذاتبختر في مشيته وتثني قاله الجزري‌

45- عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ مَيمُونٍ القَدّاحُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع قَالَ اصطَرَعَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيهاً حَسَنُ خُذ حُسَيناً فَقَالَت فَاطِمَةُ ع يَا رَسُولَ اللّهُ تَستَنهِضُ الكَبِيرَ عَلَي الصّغِيرِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا جَبرَئِيلُ ع يَقُولُ لِلحُسَينِ إِيهاً يَا حُسَينُ خُذِ الحَسَنَ

46- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شا،[الإرشاد]رَوَي اِبرَاهِيمُ الراّفعِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ رَأَيتُ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع يَمشِيَانِ إِلَي الحَجّ فَلَم يَمُرّا بِرَجُلٍ رَاكِبٍ إِلّا نَزَلَ يمَشيِ‌ فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَي بَعضِهِم فَقَالُوا لِسَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ قَد ثَقُلَ عَلَينَا المشَي‌ُ وَ لَا نَستَحسِنُ أَن نَركَبَ وَ هَذَانِ السّيّدَانِ يَمشِيَانِ فَقَالَ سَعدٌ لِلحَسَنِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ المشَي‌َ قَد ثَقُلَ عَلَي جَمَاعَةٍ مِمّن مَعَكَ وَ النّاسُ إِذَا رَأَوكُمَا تَمشِيَانِ لَم تَطِب أَنفُسُهُم أَن يَركَبُوا فَلَو رَكِبتُمَا فَقَالَ الحَسَنُ ع لَا نَركَبُ قَد جَعَلنَا عَلَي أَنفُسِنَا المشَي‌َ إِلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ عَلَي أَقدَامِنَا وَ لَكِنّا نَتَنَكّبُ عَنِ الطّرِيقِ فَأَخَذَا جَانِباً مِنَ النّاسِ

47-جا،[المجالس للمفيد]الجعِاَبيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَفّانَ عَن بُرَيدِ بنِ هَارُونَ عَن حُمَيدٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَخَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَقَالَ إِنّ ابنيَ‌ّ هَذَينِ رَبّيتُهُمَا صَغِيرَينِ وَ دَعَوتُ لَهُمَا كَبِيرَينِ وَ سَأَلتُ اللّهَ لَهُمَا ثَلَاثاً فأَعَطاَنيِ‌ اثنَتَينِ وَ منَعَنَيِ‌ وَاحِدَةً سَأَلتُ اللّهَ لَهُمَا أَن يَجعَلَهُمَا طَاهِرَينِ مُطَهّرَينِ زَكِيّينِ فأَجَاَبنَيِ‌ إِلَي ذَلِكَ وَ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَقِيَهُمَا وَ ذُرّيّتَهُمَا وَ شِيعَتَهُمَا النّارَ فأَعَطاَنيِ‌ ذَلِكَ وَ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَجمَعَ الأُمّةَ عَلَي مَحَبّتِهِمَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ قَضَيتُ قَضَاءً وَ قَدَرتُ قَدَراً وَ إِنّ طَائِفَةً مِن أُمّتِكَ ستَفَيِ‌ لَكَ بِذِمّتِكَ فِي اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ سَيَخفِرُونَ ذِمّتَكَ فِي وُلدِكَ وَ إنِيّ‌ أَوجَبتُ عَلَي نفَسيِ‌ لِمَن فَعَلَ ذَلِكَ أَلّا أُحِلّهُ مَحَلّ كرَاَمتَيِ‌ وَ لَا أُسكِنَهُ


صفحه : 277

جنَتّيِ‌ وَ لَا أَنظُرَ إِلَيهِ بِعَينِ رحَمتَيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ

48-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اتّبَعَتهُم ذُرّيّتُهُم بِإِيمانٍ وَ لَا اتّبَاعَ أَحسَنُ مِنِ اتّبَاعِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ قَالَ تَعَالَيأَلحَقنا بِهِم ذُرّيّتَهُمفَقَد أَلحَقَ اللّهُ بِهِمَا ذُرّيّتَهُمَا بِرَسُولِ اللّهِص وَ شَهِدَ بِذَلِكَ كِتَابُهُ فَوَجَبَ لَهُمُ الطّاعَةُ لِحَقّ الإِمَامَةِ مِثلُ مَا وَجَبَ للِنبّيِ‌ّص لِحَقّ النّبُوّةِ وَ قَالَ تَعَالَي حِكَايَةً عَن حَمَلَةِ العَرشِالّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم...وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوا رَبّنا وَسِعتَ كُلّ شَيءٍ رَحمَةً وَ عِلماً فَاغفِر لِلّذِينَ تابُوا وَ اتّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِم عَذابَ الجَحِيمِ رَبّنا وَ أَدخِلهُم جَنّاتِ عَدنٍ التّيِ‌ وَعَدتَهُم وَ مَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَ أَزواجِهِم وَ ذُرّيّاتِهِم إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ قِهِمُ السّيّئاتِ وَ قَالَ أَيضاًوَ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَ ذُرّيّاتِنا قُرّةَ أَعيُنٍ وَ لَا يُسبَقُ النّبِيّص فِي فَضِيلَةٍ وَ لَيسَ أَحَقّ بِهَذَا الدّعَاءِ بِهَذِهِ الصّيغَةِ مِنهُ وَ ذُرّيّتِهِ فَقَد وَجَبَ لَهُمُ الإِمَامَةُ وَ يُستَدَلّ عَلَي إِمَامَتِهِمَا بِمَا رَوَاهُ الطّرِيقَانِ المُختَلِفَانِ وَ الطّائِفَتَانِ المُتَبَايِنَتَانِ مِن نَصّ النّبِيّص عَلَي إِمَامَةِ الاِثنيَ‌ عَشَرَ وَ إِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فَكُلّ مَن قَالَ بِإِمَامَةِ الاِثنيَ‌ عَشَرَ قَطَعَ عَلَي إِمَامَتِهِمَا وَ يَدُلّ أَيضاً مَا ثَبَتَ بِلَا خِلَافٍ أَنّهُمَا دَعَوُا النّاسَ إِلَي بَيعَتِهِمَا وَ القَولُ بِإِمَامَتِهِمَا فَلَا يَخلُو مِن أَن يَكُونَا مُحِقّينِ أَو مُبطِلَينِ فَإِن كَانَا مُحِقّينِ فَقَد ثَبَتَ إِمَامَتُهُمَا وَ إِن كَانَا مُبطِلَينِ وَجَبَ القَولُ بِتَفسِيقِهِمَا وَ تَضلِيلِهِمَا وَ هَذَا لَا يَقُولُهُ مُسلِمٌ وَ يُستَدَلّ أَيضاً بِأَنّ طَرِيقَ الإِمَامَةِ لَا يَخلُو إِمّا أَن يَكُونَ هُوَ النّصّ أَوِ الوَصفَ وَ الِاختِيَارَ وَ كُلّ ذَلِكَ قَد حَصَلَ فِي حَقّهِمَا فَوَجَبَ القَولُ بِإِمَامَتِهِمَا وَ يُستَدَلّ أَيضاً بِمَا قَد ثَبَتَ بِأَنّهُمَا خَرَجَا وَ ادّعَيَا وَ لَم يَكُن فِي زَمَانِهِمَا غَيرُ مُعَاوِيَةَ وَ يَزِيدَ وَ هُمَا قَد ثَبَتَ فِسقُهُمَا بَل كُفرُهُمَا فَيَجِبُ أَن تَكُونَ الإِمَامَةُ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ


صفحه : 278

وَ يُستَدَلّ أَيضاً بِإِجمَاعِ أَهلِ البَيتِ ع لِأَنّهُم أَجمَعُوا عَلَي إِمَامَتِهِمَا وَ إِجمَاعُهُم حُجّةٌ وَ يُستَدَلّ بِالخَبَرِ المَشهُورِ أَنّهُ قَالَ ع ابناَي‌َ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَو قَعَدَا أَوجَبَ لَهُمَا الإِمَامَةَ بِمُوجِبِ القَولِ سَوَاءٌ نَهَضَا بِالجِهَادِ أَو قَعَدَا عَنهُ دَعَيَا إِلَي أَنفُسِهِمَا أَو تَرَكَا ذَلِكَ وَ طَرِيقُهُ العِصمَةُ وَ النّصُوصُ وَ كَونُهُمَا أَفضَلُ الخَلقِ يَدُلّ عَلَي إِمَامَتِهِمَا وَ كَانَتِ الخِلَافَةُ فِي أَولَادِ الأَنبِيَاءِ وَ مَا بقَيِ‌َ لِنَبِيّنَا وَلَدٌ سِوَاهُمَا وَ مِن بُرهَانِهِمَا بَيعَةُ رَسُولِ اللّهِص لَهُمَا وَ لَم يُبَايِع صَغِيراً غَيرَهُمَا وَ نَزَلَ القُرآنُ بِإِيجَابِ ثَوَابِ الجَنّةِ مِن عَمَلِهِمَا مَعَ ظَاهِرِ الطّفُولِيّةِ مِنهُمَا قَولُهُ تَعَالَيوَ يُطعِمُونَ الطّعامَالآيَاتِ فَعَمّهُمَا بِهَذَا القَولِ مَعَ أَبَوَيهِمَا وَ إِدخَالُهُمَا فِي المُبَاهَلَةِ قَالَ ابنُ عَلّانٍ المعُتزَلِيِ‌ّ هَذَا يَدُلّ عَلَي أَنّهُمَا كَانَا مُكَلّفَينِ فِي تِلكَ الحَالِ لِأَنّ المُبَاهَلَةَ لَا تَجُوزُ إِلّا مَعَ البَالِغِينَ وَ قَالَ أَصحَابُنَا إِنّ صِغَرَ السّنّ عَن حَدّ البُلُوغِ لَا ينُاَفيِ‌ كَمَالَ العَقلِ وَ بُلُوغُ الحُلُمِ حَدّ لِتَعَلّقِ الأَحكَامِ الشّرعِيّةِ فَكَانَ ذَلِكَ لِخَرقِ العَادَةِ فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَنّهُمَا كَانَا حُجّةَ اللّهِ لِنَبِيّهِ فِي المُبَاهَلَةَ مَعَ طُفُولِيّتِهِمَا وَ لَو لَم يَكُونَا إِمَامَينِ لَم يَحتَجّ اللّهُ بِهِمَا مَعَ صِغَرِ سِنّهِمَا عَلَي أَعدَائِهِ وَ لَم يَتَبَيّن فِي الآيَةِ ذِكرُ قَبُولِ دُعَائِهِمَا وَ لَو أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَجَدَ مَن يَقُومُ مَقَامَهُم غَيرَهُم لَبَاهَلَ بِهِم أَو جَمَعَهُم مَعَهُم فَاقتِصَارُهُ عَلَيهِم يُبَيّنُ فَضلَهُم وَ نَقصَ غَيرِهِم وَ قَد قَدّمَهُم فِي الذّكرِ عَلَي الأَنفُسِ لِيُبَيّنَ عَن لُطفِ مَكَانِهِم وَ قُربِ مَنزِلَتِهِم وَ لِيُؤذِنَ بِأَنّهُم مُقَدّمُونَ عَلَي الأَنفُسِ مُعَدّونَ بِهَا وَ فِيهِ دَلِيلٌ لَا شَيءَ أَقوَي مِنهُ أَنّهُم أَفضَلُ خَلقِ اللّهِ وَ اعلَم أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَ فِي التّوحِيدِ وَ العَدلِقُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إِلي كَلِمَةٍ سَواءٍ


صفحه : 279

بَينَنا وَ بَينَكُم

وَ فِي النّبُوّةِ وَ الإِمَامَةِفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ فِي الشّرعِيّاتِقُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرّمَ رَبّكُم وَ قَد أَجمَعَ المُفَسّرُونَ بِأَنّ المُرَادَ بِأَبنَائِنَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ قَالَ أَبُو بَكرٍ الراّزيِ‌ّ هَذَا يَدُلّ عَلَي أَنّهُمَا ابنَا رَسُولِ اللّهِص وَ أَنّ وَلَدَ الِابنَةِ ابنٌ عَلَي الحَقِيقَةِ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيقُلِ الحَمدُ لِلّهِ وَ سَلامٌ عَلي عِبادِهِ الّذِينَ اصطَفي قَالَ هُم أَهلُ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ أَولَادُهُم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ هُم صَفوَةُ اللّهِ وَ خِيَرَتُهُ مِن خَلقِهِ أَبُو نُعَيمٍ الفَضلُ بنُ دُكَينٍ عَن سُفيَانَ عَنِ الأَعمَشِ عَن مُسلِمِ بنِ البَطِينِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَ ذُرّيّاتِناالآيَةَ قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ اللّهِ خَاصّةً فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ كَانَ أَكثَرُ دُعَائِهِ يَقُولُرَبّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنايعَنيِ‌ فَاطِمَةَوَ ذُرّيّاتِنا الحَسَنَ وَ الحُسَينَقُرّةَ أَعيُنٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اللّهِ مَا سَأَلتُ ربَيّ‌ وَلَداً نَضِيرَ الوَجهِ وَ لَا سَأَلتُهُ وَلَداً حَسَنَ القَامَةِ وَ لَكِن سَأَلتُ ربَيّ‌ وُلداً مُطِيعِينَ لِلّهِ خَائِفِينَ وَجِلِينَ مِنهُ حَتّي إِذَا نَظَرتُ إِلَيهِ وَ هُوَ مُطِيعٌ لِلّهِ قَرّت بِهِ عيَنيِ‌ قَالَوَ اجعَلنا لِلمُتّقِينَ إِماماً قَالَ نقَتدَيِ‌ بِمَن قَبلَنَا مِنَ المُتّقِينَ فيَقَتدَيِ‌ المُتّقُونَ بِنَا مِن بَعدِنَا وَ قَالَ اللّهُأُولئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَرُوايعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ فَاطِمَةَوَ يُلَقّونَ فِيها تَحِيّةً وَ سَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَت مُستَقَرّا وَ مُقاماً وَ قَد روُيِ‌َ أَنّوَ التّينِ وَ الزّيتُونِنَزَلَت فِيهِم

الصّادِقُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَ يَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ قَالَ الكِفلَينِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ النّورُ عَلِيّ وَ فِي رِوَايَةِ سَمَاعَةَ عَنهُ ع نُوراً تَمشُونَ بِهِ قَالَ إِمَاماً


صفحه : 280

تَأتَمّونَ بِهِ فِي مَحَبّةِ النّبِيّص لَهُمَا

أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ وَ أَبُو يَعلَي الموَصلِيِ‌ّ فِي مُسنَدَيهِمَا وَ ابنُ مَاجَه فِي السّنَنِ وَ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ أَبُو سَعِيدٍ فِي شَرَفِ النّبِيّص وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي فَضَائِلِ الصّحَابَةِ بِأَسَانِيدِهِم عَن أَبِي حَازِمٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ النّبِيّص مَن أَحَبّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُمَا فَقَد أبَغضَنَيِ‌

جَامِعُ الترّمذِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص أَيّ أَهلِ بَيتِكَ أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ قَالَص مَن أَحَبّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ أَحبَبتُهُ وَ مَن أَحبَبتُهُ أَحَبّهُ اللّهُ وَ مَن أَحَبّهُ اللّهُ أَدخَلَهُ الجَنّةَ وَ مَن أَبغَضَهُمَا أَبغَضتُهُ وَ مَن أَبغَضتُهُ أَبغَضَهُ اللّهُ وَ مَن أَبغَضَهُ اللّهُ خَلّدَهُ النّارَ

جَامِعُ الترّمذِيِ‌ّ وَ فَضَائِلُ أَحمَدَ وَ شَرَفُ المُصطَفَي وَ فَضَائِلُ السمّعاَنيِ‌ّ وَ أمَاَليِ‌ ابنِ شُرَيحٍ وَ إِبَانَةُ ابنِ بَطّةَ أَنّ النّبِيّص أَخَذَ بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَالَ مَن أحَبَنّيِ‌ وَ أَحَبّ هَذَينِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمّهُمَا كَانَ معَيِ‌ فِي درَجَتَيِ‌ فِي الجَنّةِ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَد نَظَمَهُ أَبُو الحُسَينِ فِي نَظمِ الأَخبَارِ فَقَالَ


أَخَذَ النّبِيّ يَدَ الحُسَينِ وَ صِنوِهِ   يَوماً وَ قَالَ وَ صَحِبَهُ فِي مَجمَعٍ

مَن ودَنّيِ‌ يَا قَومِ أَو هَذَينِ أَو   أَبَوَيهِمَا فَالخُلدُ مَسكَنُهُ معَيِ‌

جَامِعُ الترّمذِيِ‌ّ وَ إِبَانَةُ العكُبرَيِ‌ّ وَ كِتَابُ السمّعاَنيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ قَالَ طَرَقتُ عَلَي النّبِيّص ذَاتَ لَيلَةٍ فِي بَعضِ الحَاجَةِ فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ وَ هُوَ مُشتَمِلٌ عَلَي شَيءٍ مَا أدَريِ‌ مَا هُوَ فَلَمّا فَرَغتُ مِن حاَجتَيِ‌ فَقُلتُ مَا هَذَا ألّذِي أَنتَ مُشتَمِلٌ عَلَيهِ فَكَشَفَهُ فَإِذَا هُوَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عَلَي وَرِكَيهِ فَقَالَ هَذَانِ ابناَي‌َ وَ ابنَا ابنتَيِ‌ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُمَا وَ أُحِبّ مَن يُحِبّهُمَا

فَضَائِلُ أَحمَدَ وَ تَارِيخُ بَغدَادَ بِالإِسنَادِ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ زَعَمَتِ المَرأَةُ الصّالِحَةُ خَولَةُ بِنتُ حَكِيمٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ وَ هُوَ مُحتَضِنٌ أَحَدَ ابنيَ‌ ابنَتِهِ حَسَناً أَو حُسَيناً وَ هُوَ يَقُولُ إِنّكُم لَتُجَنّبُونَ وَ تُجهَلُونَ وَ تُبخَلُونَ وَ إِنّكُم لَمِن رَيحَانِ اللّهِ


صفحه : 281

عَلِيّ بنُ صَالِحِ بنِ أَبِي النّجُودِ عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ النّبِيّص وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ جَالِسَانِ عَلَي فَخِذَيهِ مَن أحَبَنّيِ‌ فَليُحِبّ هَذَينِ

أَبُو صَالِحٍ وَ أَبُو حَازِمٍ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ وَ أَبُو هُرَيرَةَ قَالَا خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ هَذَا عَلَي عَاتِقِهِ وَ هَذَا عَلَي عَاتِقِهِ وَ هُوَ يَلثِمُ هَذَا مَرّةً وَ هَذَا مَرّةً حَتّي انتَهَي إِلَينَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَتُحِبّهُمَا فَقَالَ مَن أَحَبّهُمَا فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُمَا فَقَد أبَغضَنَيِ‌

الترّمذِيِ‌ّ فِي الجَامِعِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ عَن يَعلَي بنِ مُرّةَ الثقّفَيِ‌ّ وَ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وَ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ وَ أَبِي هُرَيرَةَ وَ أُمّ سَلَمَةَ فِي أَحَادِيثِهِم أَنّ النّبِيّص قَالَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُمَا وَ فِي رِوَايَةٍ وَ أُحِبّ مَن أَحَبّهُمَا

أَبُو الحُوَيرِثِ أَنّ النّبِيّص قَالَ أللّهُمّ أَحِبّ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ أَحِبّ مَن يُحِبّهُمَا

مُعَاوِيَةُ بنُ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ حُبّ عَلِيّ قُذِفَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ فَلَا يُحِبّهُ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يُبغِضُهُ إِلّا مُنَافِقٌ وَ إِنّ حُبّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ قُذِفَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ المُنَافِقِينَ وَ الكَافِرِينَ فَلَا تَرَي لَهُم ذَامّاً وَ دَعَا النّبِيّص الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قُربَ مَوتِهِ فَقَرّبَهُمَا وَ شَمّهُمَا وَ جَعَلَ يَرشُفُهُمَا وَ عَينَاهُ تَهمِلَانِ

بيان رشفه يرشفه كنصره وضربه وسمعه رشفا مصه

49- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شَرَفُ النّبِيّص عَنِ الخرَكوُشيِ‌ّ وَ الفِردَوسُ عَنِ الديّلمَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَرَ وَ الجَامِعُ عَنِ الترّمذِيِ‌ّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ الصّحِيحُ عَنِ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسنَدُ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ النّبِيّص وَ اللّفظُ لَهُ قَالَ الوَلَدُ رَيحَانَةٌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ريَحاَنتَاَي‌َ مِنَ الدّنيَا قَالَ الترّمذِيِ‌ّ وَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَ قَد رَوَاهُ شُعبَةُ وَ مهَديِ‌ّ بنُ مَيمُونٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ

وَ يُروَي عَنهُص أَنّهُ قَالَ لَهُمَا إِنّكُمَا مِن رَيحَانِ اللّهِ

وَ فِي رِوَايَةِ عُتبَةَ بنِ غَزوَانَ أَنّهُ وَضَعَهُمَا فِي حَجرِهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُ هَذَا مَرّةً وَ هَذَا مَرّةً فَقَالَ قَومٌ أَ تُحِبّهُمَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ مَا لِي لَا أُحِبّ ريَحاَنتَيَ‌ّ مِنَ الدّنيَا وَ رَوَي


صفحه : 282

نَحواً مِن ذَلِكَ رَاشِدُ بنُ عَلِيّ وَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ عَنِ الحُسَينِ ع

قَالَ الشّرِيفُ الرضّيِ‌ّ شَبّهَ بِالرّيحَانِ لِأَنّ الوَلَدَ يُشَمّ وَ يُضَمّ كَمَا يُشَمّ الرّيحَانُ وَ أَصلُ الرّيحَانِ مَأخُوذٌ مِنَ الشيّ‌ءِ ألّذِي يُتَرَوّحُ إِلَيهِ وَ يُتَنَفّسُ مِنَ الكَربِ بِهِ

وَ مِن شَفَقَتِهِ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ الحِليَةِ بِالإِسنَادِ عَن مَنصُورِ بنِ المُعتَمِرِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلقَمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ وَ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا كُنّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللّهِ إِذ مَرّ بِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ هُمَا صَبِيّانِ فَقَالَ هَاتِ ابنيَ‌ّ أُعَوّذهُمَا بِمَا عَوّذَ بِهِ اِبرَاهِيمُ ابنَيهِ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ فَقَالَ أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّةِ مِن كُلّ عَينٍ لَامّةٍ وَ مِن كُلّ شَيطَانٍ وَ هَامّةٍ

ابنُ مَاجَه فِي السّنَنِ وَ أَبُو نُعَيمٍ فِي الحِليَةِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ بِالإِسنَادِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُعَوّذُ حَسَناً وَ حُسَيناً فَيَقُولُ أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ مِن كُلّ شَيطَانٍ وَ هَامّةٍ وَ مِن كُلّ عَينٍ لَامّةٍ وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ يُعَوّذُ بِهَا إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ وَ جَاءَ فِي أَكثَرِ التّفَاسِيرِ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُعَوّذُهُمَا بِالمُعَوّذَتَينِ وَ لِهَذَا سمُيّ‌َ المُعَوّذَتَينِ وَ زَادَ أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ فِي الرّوَايَةِ ثُمّ يَقُولُ ع هَكَذَا كَانَ اِبرَاهِيمُ يُعَوّذُ ابنَيهِ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ كَانَ يَتفُلُ عَلَيهِمَا وَ مِن كَثرَةِ عَوذِ النّبِيّص قَالَ ابنُ مَسعُودٍ وَ غَيرُهُ إِنّهُمَا عُوذَتَانِ لِلحَسَنَينِ وَ لَيسَتَا مِنَ القُرآنِ الكَرِيمِ

ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ أَبُو نُعَيمِ بنُ دُكَينٍ بِإِسنَادِهِمَا عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص أَذّنَ فِي أُذُنِ الحَسَنِ لَمّا وُلِدَ وَ أَذّنَ كَذَلِكَ فِي أُذُنِ الحُسَينِ ع لَمّا وُلِدَ

ابنُ غَسّانَ بِإِسنَادِهِ أَنّ النّبِيّص عَقّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ شَاةً شَاةً وَ قَالَ كُلُوا وَ أَطعِمُوا وَ ابعَثُوا إِلَي القَابِلَةِ بِرِجلٍ يعَنيِ‌ الرّبُعَ المُؤَخّرَ مِنَ الشّاةِ رَوَاهُ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ

أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي المُسنَدِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُقَبّلُ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَقَالَ عُيَينَةُ وَ فِي رِوَايَةِ غَيرِهِ الأَقرَعُ بنُ حَابِسٍ أَنّ لِي عَشَرَةً مَا قَبّلتُ


صفحه : 283

وَاحِداً مِنهُم قَطّ فَقَالَ ع مَن لَا يَرحَم لَا يُرحَم وَ فِي رِوَايَةِ حَفصٍ الفَرّاءِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي التُمِعَ لَونُهُ وَ قَالَ لِلرّجُلِ إِن كَانَ اللّهُ قَد نَزَعَ الرّحمَةَ مِن قَلبِكَ فَمَا أَصنَعُ بِكَ مَن لَم يَرحَم صَغِيرَنَا وَ لَم يُعَزّز كَبِيرَنَا فَلَيسَ مِنّا

أَبُو يَعلَي الموَصلِيِ‌ّ فِي المُسنَدِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي شَيبَةَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي فَضَائِلِ الصّحَابَةِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّهُ كَانَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عَلَي ظَهرِهِ فَإِذَا أَرَادُوا أَن يَمنَعُوهُمَا أَشَارَ إِلَيهِم أَن دَعُوهُمَا فَلَمّا قَضَي الصّلَاةَ وَضَعَهُمَا فِي حَجرِهِ وَ قَالَ مَن أحَبَنّيِ‌ فَليُحِبّ هَذَينِ وَ فِي رِوَايَةِ الحِليَةِ ذَرُوهُمَا بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ مَن أحَبَنّيِ‌ فَليُحِبّ هَذَينِ

تَفسِيرُ الثعّلبَيِ‌ّ قَالَ الرّبِيعُ بنُ خُثَيمٍ لِبَعضِ مَن شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ ع جِئتُم بِهَا مُعَلّقِيهَا يعَنيِ‌ الرّءُوسَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ لَقَد قَتَلتُم صَفوَةً لَو أَدرَكَهُم رَسُولُ اللّهِص لَقَبّلَ أَفوَاهَهُم وَ أَجلَسَهُم فِي حَجرِهِ ثُمّ قَرَأَأللّهُمّ فاطِرَ السّماواتِ وَ الأَرضِ عالِمَ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ أَنتَ تَحكُمُ بَينَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ وَ مِن إِيثَارِهِمَا عَلَي نَفسِهِص

مَا روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ عَطِشَ المُسلِمُونَ عَطَشاً شَدِيداً فَجَاءَت فَاطِمَةُ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ إِلَي النّبِيّص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُمَا صَغِيرَانِ لَا يَحتَمِلَانِ العَطَشَ فَدَعَا الحَسَنَ فَأَعطَاهُ لِسَانَهُ فَمَصّهُ حَتّي ارتَوَي ثُمّ دَعَا الحُسَينَ فَأَعطَاهُ لِسَانَهُ فَمَصّهُ حَتّي ارتَوَي

أَبُو صَالِحٍ المُؤَذّنُ فِي الأَربَعِينِ وَ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ عَن عَلِيّ وَ عَن الخدُريِ‌ّ وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِ العَشَرَةِ وَ فَضَائِلِ الصّحَابَةِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الأَزرَقِ عَن عَلِيّ ع وَ قَد رَوَي جَمَاعَةٌ عَن أُمّ سَلَمَةَ وَ عَن مَيمُونَةَ وَ اللّفظُ لَهُ عَن عَلِيّ ع قَالَرَأَينَا رَسُولَ اللّهِص قَد أَدخَلَ رِجلَهُ فِي اللّحَافِ أَو فِي الشّعَارِ فَاستَسقَي الحَسَنُ فَوَثَبَ النّبِيّص إِلَي مَنِيحَةٍ لَنَا فَمَصّ مِن ضَرعِهَا فَجَعَلَهُ فِي قَدَحٍ ثُمّ وَضَعَهُ فِي يَدِ الحَسَنِ فَجَعَلَ الحُسَينُ يَثِبُ عَلَيهِ وَ رَسُولُ اللّهِص يَمنَعُهُ فَقَالَت فَاطِمَةُ كَأَنّهُ أَحَبّهُمَا إِلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَا هُوَ بِأَحَبّهِمَا إلِيَ‌ّ وَ لَكِنّهُ استَسقَي أَوّلَ مَرّةٍ وَ إنِيّ‌


صفحه : 284

وَ إِيّاكِ وَ هَذَينِ وَ هَذَا المُنجَدَلُ يَومَ القِيَامَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ

بيان المنيحة بفتح الميم والحاء وكسر النون منحة اللبن كالناقة أوالشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردها عليك و قال الجزري‌ فيه أناخاتم النبيين في أم الكتاب و إن آدم لمنجدل في طينته أي ملقي علي الجدالة وهي‌ الأرض و منه حديث ابن صياد و هومنجدل في الشمس انتهي ولعله ع كان متكئا أونائما

50- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو حَازِمٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ رَأَيتُ النّبِيّص يَمَصّ لُعَابَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ كَمَا يَمَصّ الرّجُلُ الثّمَرَةَ وَ مِن فَرطِ مَحَبّتِهِ لَهُمَا مَا رَوَي يَحيَي بنُ كَثِيرٍ وَ سُفيَانُ بنُ عُيَينَةَ بِإِسنَادِهِمَا أَنّهُ سَمِعَ رَسُولُ اللّهِص بُكَاءَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ فَقَامَ فَزِعاً ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَا الوَلَدُ إِلّا فِتنَةٌ لَقَد قُمتُ إِلَيهِمَا وَ مَا معَيِ‌ عقَليِ‌ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ مَا أَعقَلُ

الخرَكوُشيِ‌ّ فِي اللّوَامِعِ وَ فِي شَرَفِ النّبِيّ أَيضاً وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ وَ الترّمذِيِ‌ّ فِي الجَامِعِ وَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي الكَشفِ وَ الواَحدِيِ‌ّ فِي الوَسِيطِ وَ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي الفَضَائِلِ وَ رَوَي الخَلقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُرَيدَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ فَجَاءَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَلَيهِمَا قَمِيصَانِ أَحمَرَانِ يَمشِيَانِ وَ يَعثُرَانِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ المِنبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَ وَضَعَهُمَا بَينَ يَدَيهِ ثُمّ قَالَإِنّما أَموالُكُم وَ أَولادُكُم فِتنَةٌ إِلَي آخِرِ كَلَامِهِ وَ قَد ذَكَرَهُ أَبُو طَالِبٍ الحاَرثِيِ‌ّ فِي قُوتِ القُلُوبِ إِلّا أَنّهُ تَفَرّدَ بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع وَ فِي خَبَرٍ أَولَادُنَا أَكبَادُنَا يَمشُونَ عَلَي الأَرضِ

مُعجَمُ الطبّرَاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَربَعِينُ المُؤَذّنِ وَ تَارِيخُ الخَطِيبِ بِأَسَانِيدِهِم إِلَي جَابِرٍ قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ ذُرّيّةَ كُلّ نبَيِ‌ّ مِن صُلبِهِ خَاصّةً وَ جَعَلَ ذرُيّتّيِ‌ مِن صلُبيِ‌ وَ مِن صُلبِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِنّ كُلّ بنَيِ‌ بِنتٍ يُنسَبُونَ إِلَي أَبِيهِم إِلّا أَولَادَ فَاطِمَةَ فإَنِيّ‌ أَنَا أَبُوهُم وَ


صفحه : 285

قِيلَ فِي قَولِهِما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُمإِنّمَا نَزَلَ فِي نفَي‌ِ التبّنَيّ‌ لِزَيدِ بنِ حَارِثَةَ وَ أَرَادَ بِقَولِهِمِن رِجالِكُمالبَالِغِينَ فِي وَقتِكُم وَ الإِجمَاعُ عَلَي أَنّهُمَا لَم يَكُونَا بَالِغَينِ فِيهِ

الإِحيَاءُ عَنِ الغزَاّليِ‌ّ وَ الفِردَوسُ عَنِ الديّلمَيِ‌ّ قَالَ المِقدَامُ بنُ مَعدِيكَرِبَ قَالَ النّبِيّص حَسَنٌ منِيّ‌ وَ حُسَينٌ مِن عَلِيّ وَ قَالَص هُمَا ودَيِعتَيِ‌ فِي أمُتّيِ‌ وَ مِن مُلَاعَبَتِهِص مَعَهُمَا مَا رَوَاهُ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ مِن أَربَعَةِ طُرُقٍ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي النّبِيّص وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع عَلَي ظَهرِهِ وَ هُوَ يَجثُو لَهُمَا وَ يَقُولُ نِعمَ الجَمَلُ جَمَلُكُمَا وَ نِعمَ العَدلَانِ أَنتُمَا

ابنُ نَجِيحٍ كَانَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يَركَبَانِ ظَهرَ النّبِيّص وَ يَقُولَانِ حَل حَل وَ يَقُولُ نِعمَ الجَمَلُ جَمَلُكُمَا

السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ عَن أَسلَمَ مَولَي عُمَرَ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ قَالَ رَأَيتُ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ عَلَي عاَتقِيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ نِعمَ الفَرَسُ لَكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ نِعمَ الفَارِسَانِ هُمَا

ابنُ حَمّادٍ عَن أَبِيهِ أَنّ النّبِيّص بَرّكَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَحَمَلَهُمَا وَ خَالَفَ بَينَ أَيدِيهِمَا وَ أَرجُلِهِمَا وَ قَالَ نِعمَ الجَمَلُ جَمَلُكُمَا

بيان لعل المعني أنهما استقبلا أواستدبرا عندالركوب فحاذي يمين كل منهما شمال الآخر أو أنه جعل أيدي‌ كل منهما أوأرجلهما من جانب كماسيأتي‌ في رواية أبي يوسف

51-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الخرَكوُشيِ‌ّ فِي شَرَفِ النّبِيّص عَن عَبدِ العَزِيزِ بِإِسنَادِهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ جَالِساً فَأَقبَلَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَلَمّا رَآهُمَا النّبِيّص قَامَ


صفحه : 286

لَهُمَا وَ استَبطَأَ بُلُوغُهُمَا إِلَيهِ فَاستَقبَلَهُمَا وَ حَمَلَهُمَا عَلَي كَتِفَيهِ وَ قَالَ نِعمَ المطَيِ‌ّ مَطِيّكُمَا وَ نِعمَ الرّاكِبَانِ أَنتُمَا وَ أَبُوكُمَا خَيرٌ مِنكُمَا

تَفسِيرُ أَبِي يُوسُفَ يَعقُوبَ بنِ سُفيَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن سُفيَانَ عَن مَنصُورٍ عَن اِبرَاهِيمَ عَن عَلقَمَةَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ حَمَلَ رَسُولُ اللّهِص الحَسَنَ وَ الحُسَينَ عَلَي ظَهرِهِ الحَسَنَ عَلَي أَضلَاعِهِ اليُمنَي وَ الحُسَينَ عَلَي أَضلَاعِهِ اليُسرَي ثُمّ مَشَي وَ قَالَ نِعمَ المطَيِ‌ّ مَطِيّكُمَا وَ نِعمَ الرّاكِبَانِ أَنتُمَا وَ أَبُوكُمَا خَيرٌ مِنكُمَا

وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص تَرَكَ لَهُمَا ذُؤَابَتَينِ فِي وَسَطِ الرّأسِ

مرزد[مُزَرّدٌ] قَالَ سَمِعتُ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ سَمِعَ أذُنُاَي‌َ هَاتَانِ وَ بَصُرَ عيَناَي‌َ هَاتَانِ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدَيهِ جَمِيعاً بكِتَفِيَ‌ِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ قَدَمَاهُمَا عَلَي قَدَمِ رَسُولِ اللّهِص وَ يَقُولُ تَرَقّ عَينَ بَقّةَ قَالَ فَرَقَا الغُلَامُ حَتّي وَضَعَ قَدَمَيهِ عَلَي صَدرِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ لَهُ افتَح فَاكَ ثُمّ قَبّلَهُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَحِبّهُ فإَنِيّ‌ أُحِبّهُ

كِتَابُ ابنِ البَيّعِ وَ ابنِ مهَديِ‌ّ وَ الزمّخَشرَيِ‌ّ قَالَ حُزُقّةٌ حُزُقّةٌ تَرَقّ عَينَ بَقّةَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّهُ وَ أَحِبّ مَن يُحِبّهُ

الحزقة القصير الصغير الخطا وعين بقة أصغر الأعين و قال أراد بالبقة فاطمة

فَقَالَ لِلحُسَينِ يَا قُرّةَ عَينِ بَقّةَ تَرَقّ وَ كَانَت فَاطِمَةُ ع تُرَقّصُ ابنَهَا حَسَناً ع وَ تَقُولُ


أَشبِه أَبَاكَ يَا حَسَنُ   وَ اخلَع عَنِ الحَقّ الرّسَنَ

وَ اعبُد إِلَهاً ذَا مِنَنٍ   وَ لَا تُوَالِ ذَا الإِحَنِ

وَ قَالَت لِلحُسَينِ ع


أَنتَ شَبِيهٌ بأِبَيِ‌   لَستَ شَبِيهاً بعِلَيِ‌ّ

صفحه : 287

وَ فِي مُسنَدِ الموَصلِيِ‌ّ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ أَبُو بَكرٍ لِلحَسَنِ ع وَ أَبَاهُ يَسمَعُ


أَنتَ شَبِيهٌ بنِبَيِ‌ّ   لَستَ شَبِيهاً بعِلَيِ‌ّ

وَ عَلِيّ يَتَبَسّمُ وَ كَانَت أُمّ سَلَمَةَ ترُبَيّ‌ الحَسَنَ وَ تَقُولُ


بأِبَيِ‌ ابنُ عَلِيّ   أَنتَ بِالخَيرِ ملَيِ‌ّ

كُن كَأَسنَانِ حلُيِ‌ّ   كُن كَكَبشِ الحوَليِ‌ّ

وَ كَانَت أُمّ الفَضلِ امرَأَةُ العَبّاسِ ترُبَيّ‌ الحُسَينَ وَ تَقُولُ


يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ   يَا ابنَ كَثِيرِ الجَاهِ

فَردٌ بِلَا أَشبَاهٍ   أَعَاذَهُ إلِهَيِ‌

  مِن أَمَمِ الدوّاَهيِ‌

إيضاح قال الجزري‌ فيه أنه عليه الصلاة و السلام كان يرقص الحسن أو الحسين و يقول حزقة حزقة ترق عين بقة فترقي الغلام حتي وضع قدميه علي صدره الحزقة الضعيف المقارب الخطو من ضعفه وقيل القصير العظيم البطن فذكرها له علي سبيل المداعبة والتأنيس له وترق بمعني اصعد وعين بقة كناية عن صغر العين وحزقة مرفوع علي أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره أنت حزقة وحزقة الثاني‌ كذلك أو أنه خبر مكرر و من لم ينون حزقة فحذف حرف النداء وهي‌ في الشذوذ كقولهم أطرق كرا لأن حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم أوالمضاف انتهي . والحزقة بضم الحاء المهملة والزاء المعجمة وفتح القاف المشددة والظاهر أن عين بقة كناية عن صغر الجثة لاصغر العين ويمكن أن يكون مراده ذلك بأن يكون مراده بالعين النفس أو أن وجه التشبيه بعين البقة صغر عينها ولكن الزمخشري‌ صرح في الفائق بذلك حيث قال وعين بقة منادي ذهب إلي صغر عينيه تشبيها لهما بعين البعوضة انتهي .قولها ع واخلع عن الحق الرسن الحق بفتح الحاء فيكون كناية


صفحه : 288

عن إظهار الأسرار أوبضمها بأن يكون جمع حقة بالضم أوبالكسر و هو ما كان من الإبل ابن ثلاث سنين فيكون كناية عن السخاء والجود أو عن التصرف في الأمور والاشتغال بالأعمال فإن تسريح الإبل تدبير لها وموجب للاشتغال بغيرها وأسنان الحلي‌ تضاريسه والتشبيه في الاستواء و الحسن

52- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي مُعجِزَاتِهِمَا ع أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي المُسنَدِ وَ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ وَ الخرَكوُشيِ‌ّ فِي شَرَفِ النّبِيّص وَ اللّفظُ لَهُ وَ رَوَي جَمَاعَةٌ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ كَانَا يَلعَبَانِ عِندَ النّبِيّص حَتّي مَضَي عَامّةُ اللّيلِ ثُمّ قَالَ لَهُمَا انصَرِفَا إِلَي أُمّكُمَا فَبَرَقَت بَرقَةٌ فَمَا زَالَت تضُيِ‌ءُ لَهُمَا حَتّي دَخَلَا عَلَي فَاطِمَةَ وَ النّبِيّص يَنظُرُ إِلَي البَرقَةِ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَنَا أَهلَ البَيتِ وَ قَد رَوَاهُ السمّعاَنيِ‌ّ وَ أَبُو السّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِهِمَا عَن أَبِي جُحَيفَةَ إِلّا أَنّهُمَا تَفَرّدَا فِي حَقّ الحَسَنِ ع

وَ فِي حَدِيثِ عَفِيفٍ الكنِديِ‌ّ أَنّهُ قَالَ الفَارِسُ لَهُ إِذَا رَأَيتَ فِي دَارِهِ ع حَمَامَةً يَطِيرُ مَعَهَا فَرخَاهَا فَاعلَم أَنّهُ وُلِدَ لَهُ يعَنيِ‌ عَلِيّاً ع ثُمّ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ بلَغَنَيِ‌ بَعدَ بُرهَةٍ ظُهُورُ النّبِيّص فَأَسلَمتُ فَكُنتُ أَرَي الحَمَامَةَ فِي دَارِ عَلِيّ تُفَرّخُ مِن غَيرِ وَكرٍ وَ إِذَا رَأَيتُ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ عِندَ رَسُولِ اللّهِص ذَكَرتُ قَولَ الفَارِسِ

وَ فِي رِوَايَةِ بِسطَامَ عَنهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فَلَمّا قُتِلَ عَلِيّ ذَهَبتُ فَمَا رَأَيتُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَقِيلٍ رَأَيتُ فِي مَنزِلِ عَلِيّ بَعدَ مَوتِهِ طَيرَانِ يَطِيرَانِ فَلَمّا مَاتَ الحَسَنُ غَابَ أَحَدُهُمَا فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ غَابَ الآخَرُ

الكَشفُ وَ البَيَانُ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَمَرِضَ النّبِيّص فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِطَبَقٍ فِيهِ رُمّانٌ وَ عِنَبٌ فَأَكَلَ النّبِيّص مِنهُ فَسَبّحَ ثُمّ دَخَلَ عَلَيهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَتَنَاوَلَا مِنهُ فَسَبّحَ الرّمّانُ وَ العِنَبُ ثُمّ دَخَلَ عَلِيّ فَتَنَاوَلَ مِنهُ فَسَبّحَ أَيضاً ثُمّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ فَأَكَلَ فَلَم يُسَبّح فَقَالَ جَبرَئِيلُ إِنّمَا


صفحه : 289

يَأكُلُ هَذَا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ أَو وَلَدُ نبَيِ‌ّ

أَبُو عَبدِ اللّهِ المُفِيدُ النيّساَبوُريِ‌ّ فِي أَمَالِيهِ قَالَ الرّضَا ع عرَيِ‌َ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ أَدرَكَهُمَا العِيدُ فَقَالَا لِأُمّهِمَا قَد زَيّنُوا صِبيَانَ المَدِينَةِ إِلّا نَحنُ فَمَا لَكِ لَا تزيننا[تُزَيّنِينّا]فَقَالَت إِنّ ثِيَابَكُمَا عِندَ الخَيّاطِ فَإِذَا أتَاَنيِ‌ زَيّنتُكُمَا فَلَمّا كَانَت لَيلَةُ العِيدِ أَعَادَا القَولَ عَلَي أُمّهِمَا فَبَكَت وَ رَحِمَتهُمَا فَقَالَت لَهُمَا مَا قَالَت فِي الأُولَي فَرَدّوا عَلَيهَا فَلَمّا أَخَذَ الظّلَامُ قَرَعَ البَابَ قَارِعٌ فَقَالَت فَاطِمَةُ مَن هَذَا قَالَ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا الخَيّاطُ جِئتُ بِالثّيَابِ فَفَتَحَتِ البَابَ فَإِذَا رَجُلٌ وَ مَعَهُ مِن لِبَاسِ العِيدِ قَالَت فَاطِمَةُ وَ اللّهِ لَم أَرَ رَجُلًا أَهيَبَ سِيمَةً مِنهُ فَنَاوَلَهَا مِندِيلًا مَشدُوداً ثُمّ انصَرَفَ فَدَخَلَت فَاطِمَةُ فَفَتَحَتِ المِندِيلَ فَإِذَا فِيهِ قَمِيصَانِ وَ دُرّاعَتَانِ وَ سَرَاوِيلَانِ وَ رِدَاءَانِ وَ عِمَامَتَانِ وَ خُفّانِ أَسوَدَانِ مُعَقّبَانِ بِحُمرَةٍ فَأَيقَظَتهُمَا وَ أَلبَسَتهُمَا فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُمَا مُزَيّنَانِ فَحَمَلَهُمَا وَ قَبّلَهُمَا ثُمّ قَالَ رَأَيتِ الخَيّاطَ قَالَت نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ وَ ألّذِي أَنفَذتَهُ مِنَ الثّيَابِ قَالَ يَا بُنَيّةُ مَا هُوَ خَيّاطٌ إِنّمَا هُوَ رِضوَانُ خَازِنُ الجَنّةِ قَالَت فَاطِمَةُ فَمَن أَخبَرَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَا عَرَجَ حَتّي جاَءنَيِ‌ وَ أخَبرَنَيِ‌ بِذَلِكِ

الحَسَنُ البصَريِ‌ّ وَ أُمّ سَلَمَةَ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ دَخَلَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ يَدَيهِ جَبرَئِيلُ فَجَعَلَا يَدُورَانِ حَولَهُ يُشَبّهَانِهِ بِدِحيَةَ الكلَبيِ‌ّ فَجَعَلَ جَبرَئِيلُ يُومِئُ بِيَدَيهِ كَالمُتَنَاوِلِ شَيئاً فَإِذَا فِي يَدِهِ تُفّاحَةٌ وَ سَفَرجَلَةٌ وَ رُمّانَةٌ فَنَاوَلَهُمَا وَ تَهَلّلَت وُجُوهُهُمَا وَ سَعَيَا إِلَي جَدّهِمَا فَأَخَذَ مِنهُمَا فَشَمّهَا ثُمّ قَالَ صِيرَا إِلَي أُمّكُمَا بِمَا مَعَكُمَا وَ بَدوُكُمَا بِأَبِيكُمَا أَعجَبُ فَصَارَا كَمَا أَمَرَهُمَا فَلَم يَأكُلُوا حَتّي صَارَ النّبِيّص إِلَيهِم فَأَكَلُوا جَمِيعاً فَلَم يَزَل كُلّمَا أُكِلَ مِنهُ عَادَ إِلَي مَا كَانَ حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 290

قَالَ الحُسَينُ ع فَلَم يَلحَقهُ التّغيِيرُ وَ النّقصَانُ أَيّامَ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي تُوُفّيَت فَلَمّا تُوُفّيَت فَقَدنَا الرّمّانَ وَ بقَيِ‌َ التّفّاحُ وَ السّفَرجَلُ أَيّامَ أَبِي فَلَمّا استُشهِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فُقِدَ السّفَرجَلُ وَ بقَيِ‌َ التّفّاحُ عَلَي هَيأَتِهِ لِلحَسَنِ حَتّي مَاتَ فِي سَمّهِ وَ بَقِيَتِ التّفّاحَةُ إِلَي الوَقتِ ألّذِي حُوصِرتُ عَنِ المَاءِ فَكُنتُ أَشَمّهَا إِذَا عَطِشتُ فَيَسكُنُ لَهَبُ عطَشَيِ‌ فَلَمّا اشتَدّ عَلَيّ العَطَشُ عَضَضتُهَا وَ أَيقَنتُ بِالفَنَاءِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع سَمِعتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ قَبلَ قَتلِهِ بِسَاعَةٍ فَلَمّا قَضَي نَحبَهُ وُجِدَ رِيحُهَا فِي مَصرَعِهِ فَالتُمِسَت فَلَم يُرَ لَهَا أَثَرٌ فبَقَيِ‌َ رِيحُهَا بَعدَ الحُسَينِ ع وَ لَقَد زُرتُ قَبرَهُ فَوَجَدتُ رِيحَهَا يَفُوحُ مِن قَبرِهِ فَمَن أَرَادَ ذَلِكَ مِن شِيعَتِنَا الزّائِرِينَ لِلَقبِرِ فَليَلتَمِس ذَلِكَ فِي أَوقَاتِ السّحَرِ فَإِنّهُ يَجِدُهُ إِذَا كَانَ مُخلِصاً

أمَاَليِ‌ أَبِي الفَتحِ الحَفّارِ ابنُ عَبّاسٍ وَ أَبُو رَافِعٍ كُنّا جُلُوساً مَعَ النّبِيّص إِذ هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ مَعَهُ جَامٌ مِنَ البِلّورِ الأَحمَرِ مَملُوءاً مِسكاً وَ عَنبَراً فَقَالَ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ اللّهُ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يُحَيّيكَ بِهَذِهِ التّحِيّةِ وَ يَأمُرُكَ أَن تحُيَيّ‌َ بِهَا عَلِيّاً وَ وَلَدَيهِ فَلَمّا صَارَت فِي كَفّ النّبِيّص هَلّلَت ثَلَاثاً وَ كَبّرَت ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ بِلِسَانٍ ذَرِبٍبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيفَأَشَمّهَا النّبِيّص ثُمّ حَيّا بِهَا عَلِيّاً فَلَمّا صَارَت فِي كَفّ عَلِيّ قَالَت بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآيَةَ فَأَشَمّهَا[فَشَمّهَا] عَلِيّ وَ حَيّي بِهَا الحَسَنَ فَلَمّا صَارَت فِي كَفّ الحَسَنِ قَالَتبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ عَمّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النّبَإِ العَظِيمِالآيَةَ فَأَشَمّهَا الحَسَنَ وَ حَيّي بِهَا الحُسَينَ فَلَمّا صَارَت فِي كَفّ الحُسَينِ قَالَتبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي ثُمّ رُدّت إِلَي النّبِيّ فَقَالَتبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِاللّهُ نُورُ السّماواتِ وَ الأَرضِفَلَم أَدرِ عَلَي السّمَاءِ صَعِدَت أَم فِي الأَرضِ نَزَلَت بِقُدرَةِ اللّهِ تَعَالَي

بيان ذرابة اللسان حدته


صفحه : 291

53- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كِتَابُ المَعَالِمِ إِنّ مَلَكاً نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ عَلَي صِفَةِ الطّيرِ فَقَعَدَ عَلَي يَدِ النّبِيّص فَسَلّمَ عَلَيهِ بِالنّبُوّةِ وَ عَلَي يَدِ عَلِيّ فَسَلّمَ عَلَيهِ بِالوَصِيّةِ وَ عَلَي يَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَسَلّمَ عَلَيهِمَا بِالخِلَافَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِمَ لَم تَقعُد عَلَي يَدِ فُلَانٍ فَقَالَ لَا أَقعُدُ فِي أَرضٍ عصُيِ‌َ عَلَيهَا اللّهُ فَكَيفَ أَقعُدُ عَلَي يَدٍ عَصَتِ اللّهَ

أَربَعِينُ المُؤَذّنِ وَ إِبَانَةُ العكُبرَيِ‌ّ وَ خَصَائِصُ النطّنَزيِ‌ّ قَالَ ابنُ عُمَرَ كَانَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ تَعوِيذَانِ حَشوُهُمَا مِن زَغَبِ جَنَاحِ جَبرَئِيلَ وَ فِي رِوَايَةٍ فِيهِمَا مِن جَنَاحِ جَبرَئِيلَ

وَ عَن أُمّ عُثمَانَ أُمّ وَلَدٍ لعِلَيِ‌ّ ع قَالَت كَانَت لِآلِ مُحَمّدٍص وِسَادَةٌ لَا يَجلِسُ عَلَيهَا إِلّا جَبرَئِيلُ فَإِذَا قَامَ عَنهَا طُوِيَت فَكَانَ إِذَا قَامَ انتَفَضَ مِن زَغَبِهِ فَتَلتَقِطُهُ فَاطِمَةُ فَتَجعَلُهُ فِي تَمَائِمِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ

أَبُو هُرَيرَةَ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ الحَارِثُ الهمَداَنيِ‌ّ وَ أَبُو ذَرّ وَ الصّادِقُ أَنّهُ اصطَرَعَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيهِ حَسَنُ إِيهِ حَسَنُ خُذ حُسَيناً فَقَالَت فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِص أَ تَستَنهِضُ الكَبِيرَ عَلَي الصّغِيرِ فَقَالَ هَذَا جَبرَئِيلُ يَقُولُ لِلحُسَينِ إِيهاً حُسَينُ خُذ حَسَناً أَورَدَهُ السمّعاَنيِ‌ّ فِي فَضَائِلِهِ

54- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي معَاَليِ‌ أُمُورِهِمَا ع مُقَاتِلُ بنُ مُقَاتِلٍ عَن مُرَازِمٍ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ التّينِ وَ الزّيتُونِ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُوَ طُورِ سِينِينَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍوَ هذَا البَلَدِ الأَمِينِ قَالَ مُحَمّدٌص لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي أَحسَنِ تَقوِيمٍ قَالَ الأَوّلُثُمّ رَدَدناهُ أَسفَلَ سافِلِينَبِبُغضِهِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَإِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍفَما يُكَذّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ يَا مُحَمّدُ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ اجتَمَعَ أَهلُ القِبلَةِ عَلَي أَنّ النّبِيّص قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ إِمَامَانِ قَامَا أَو قَعَدَا وَ اجتَمَعُوا أَيضاً أَنّهُ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ

حدَثّنَيِ‌ بِذَلِكَ ابنُ كَادِشٍ العكُبرَيِ‌ّ عَن أَبِي طَالِبٍ الحرَبيِ‌ّ العشُاَريِ‌ّ عَنِ ابنِ شَاهِينٍ المرَوزَيِ‌ّ فِيمَا قَرُبَ سَنَدُهُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ حُمَيدٍ قَالَ حَدّثَنَا اِبرَاهِيمُ بنُ العاَمرِيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا نُعَيمُ بنُ سَالِمِ بنِ قَنبَرٍ قَالَ سَمِعتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ


صفحه : 292

يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ الخَبَرَ وَ رَوَاهُ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي الفَضَائِلِ وَ المُسنَدِ وَ الترّمذِيِ‌ّ فِي الجَامِعِ وَ ابنُ مَاجَه فِي السّنَنِ وَ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ الخَطِيبُ فِي التّارِيخِ وَ الموَصلِيِ‌ّ فِي المُسنَدِ وَ الوَاعِظُ فِي شَرَفِ المُصطَفَي وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ وَ أَبُو نُعَيمٍ فِي الحِليَةِ مِن ثَلَاثَةِ طُرُقٍ وَ ابنُ حَشِيشٍ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ وَ رَوَي الداّرقَطُنيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَص ابناَي‌َ هَذَانِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا

وَ رَوَاهُ الخدُريِ‌ّ وَ ابنُ مَسعودٍ وَ جَابِرٌ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَبُو جُحَيفَةَ وَ أَبُو هُرَيرَةَ وَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ حُذَيفَةُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ مُسلِمُ بنُ يَسَارٍ وَ الزّبرِقَانُ بنُ أَظلَمَ الحمِيرَيِ‌ّ وَ رَوَاهُ الأَعمَشُ عَن اِبرَاهِيمَ عَن عَلقَمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ وَ فِي حِليَةِ الأَولِيَاءِ وَ اعتِقَادِ أَهلِ السّنّةِ وَ مُسنَدِ الأَنصَارِ عَن أَحمَدَ بِالإِسنَادِ عَن حُذَيفَةَ قَالَ النّبِيّص فِي خَبَرٍ أَ مَا رَأَيتَ العَارِضَ ألّذِي عَرَضَ لِي قُلتُ بَلَي قَالَ ذَاكَ مَلَكٌ لَم يَهبِط إِلَي الأَرضِ قَبلَ السّاعَةِ فَاستَأذِنِ اللّهَ تَعَالَي أَن يَسلَمَ عَلَيّ وَ يبُشَرّنُيِ‌ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَنّ فَاطِمَةَ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ

سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَ هُمَا وَ اللّهِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ المَشهُورُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَهلُ الجَنّةِ شَبَابٌ كُلّهُم وَ مِن كَثرَةِ فَضلِهِمَا وَ مَحَبّةِ النّبِيّص إِيّاهُمَا أَنّهُ جَعَلَ نَوَافِلَ المَغرِبِ وَ هيِ‌َ أَربَعُ رَكَعَاتٍ كُلّ رَكعَتَينِ مِنهَا عِندَ وِلَادَةِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا

سُلَيمَانُ بنُ أَحمَدَ الطبّرَاَنيِ‌ّ وَ القاَضيِ‌ أَبُو الحَسَنِ الجرَاّحيِ‌ّ وَ أَبُو الفَتحِ الحَفّارُ وَ الكِيَاشِيرَوَيهِ وَ القاَضيِ‌ النطّنَزيِ‌ّ بِأَسَانِيدِهِم عَن عُقبَةَ عَن عَامِرٍ الجهُنَيِ‌ّ وَ أَبِي دُجَانَةَ وَ زَيدِ بنِ عَلِيّ عَنِ النّبِيّص قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ شَنفَا العَرشِ وَ فِي


صفحه : 293

رِوَايَةٍ وَ لَيسَا بِمُعَلّقَينِ وَ إِنّ الجَنّةَ قَالَت يَا رَبّ أسَكنَتنَيِ‌ الضّعَفَاءَ وَ المَسَاكِينَ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي أَ لَا تَرضَينَ أنَيّ‌ زَيّنتُ أَركَانَكِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَمَاسَت كَمَا تَمِيسُ العَرُوسُ فَرَحاً

وَ فِي خَبَرٍ عَنهُص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ زُيّنَ عَرشُ الرّحمَنِ بِكُلّ زِينَةٍ ثُمّ يُؤتَي بِمِنبَرَينِ مِن نُورٍ طُولُهُمَا مِائَةُ مِيلٍ فَيُوضَعُ أَحَدُهُمَا عَن يَمِينِ العَرشِ وَ الآخَرُ عَن يَسَارِ العَرشِ ثُمّ يُؤتَي بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ يُزَيّنُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِهِمَا عَرشَهُ كَمَا تُزَيّنُ المَرأَةَ قُرطَاهَا

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي لَهِيعَةَ البصَريِ‌ّ قَالَ سَأَلَتِ الجَنّةُ رَبّهَا أَن يُزَيّنَ رُكناً مِن أَركَانِهَا فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهَا أنَيّ‌ قَد زَيّنتُكِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَزَادَتِ الجَنّةُ سُرُوراً بِذَلِكَ

كِتَابُ السّؤدَدِ بِالإِسنَادِ عَن سُفيَانَ بنِ سُلَيمٍ وَ الإِبَانَةُ عَنِ العكُبرَيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن زَينَبَ بِنتِ أَبِي رَافِعٍ أَنّ فَاطِمَةَ ع أَتَت بِابنَيهَا الحَسَنِ وَ الحُسَينِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَتِ انحَل ابنيَ‌ّ هَذَينِ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ فِي رِوَايَةٍ هَذَانِ ابنَاكَ فَوَرّثهُمَا شَيئاً فَقَالَ أَمّا الحَسَنُ فَلَهُ هيَبتَيِ‌ وَ سؤُددَيِ‌ وَ أَمّا الحُسَينُ فَإِنّ لَهُ جرُأتَيِ‌ وَ جوُديِ‌

وَ فِي كِتَابٍ آخَرَ أَنّ فَاطِمَةَ قَالَت رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَلِذَلِكَ كَانَ الحَسَنُ حَلِيماً مَهِيباً وَ الحُسَينُ نَجداً جَوَاداً

الإِرشَادُ وَ الرّوضَةُ وَ الأَعلَامُ وَ شَرَفُ النّبِيّص وَ جَامِعُ الترّمذِيِ‌ّ وَ إِبَانَةُ العكُبرَيِ‌ّ مِن ثَمَانِيَةِ طُرُقٍ رَوَاهُ أَنَسٌ وَ أَبُو جُحَيفَةَ أَنّ الحُسَينَ كَانَ يُشبِهُ النّبِيّص مِن صَدرِهِ إِلَي رَأسِهِ وَ الحَسَنَ يُشبِهُ بِهِ مِن صَدرِهِ إِلَي رِجلَيهِ

المُحَاضَرَاتُ عَنِ الرّاغِبِ رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ وَ بُرَيدَةُ رَأَيتُ النّبِيّص يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ يَنظُرُ إِلَي النّاسِ مَرّةً وَ إِلَي الحَسَنِ مَرّةً وَ قَالَ إِنّ ابنيِ‌ هَذَا سَيُصلِحُ اللّهُ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ مِنَ المُسلِمِينَ وَ رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ وَ الخَطِيبُ وَ الخرَكوُشيِ‌ّ وَ السمّعاَنيِ‌ّ

وَ رَوَي البخُاَريِ‌ّ وَ الموَصلِيِ‌ّ وَ أَبُو السّعَادَاتِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ قَالَ إِسمَاعِيلُ بنُ خَالِدٍ لأِبَيِ‌ جُحَيفَةَ رَأَيتَ رَسُولَ اللّهِص قَالَ نَعَم وَ كَانَ الحَسَنُ يُشبِهُهُ


صفحه : 294

أَبُو هُرَيرَةَ قَالَ دَخَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ هُوَ مُعتَمّ فَظَنَنتُ أَنّ النّبِيّص قَد بُعِثَ

الغزَاّليِ‌ّ وَ المكَيّ‌ّ فِي الإِحيَاءِ وَ قُوتِ القُلُوبِ قَالَ النّبِيّص لِلحَسَنِ ع أَشبَهتَ خلَقيِ‌ وَ خلُقُيِ‌

55- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي مَحَبّةِ النّبِيّص لِلحَسَنِ ع رَوَي أَبُو عَلِيّ الجبُاّئيِ‌ّ عَن مُسنَدِ أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ شَدّادٍ عَن أَبِيهِ وَ أَبُو يَعلَي الموَصلِيِ‌ّ فِي المُسنَدِ عَن ثَابِتٍ البنُاَنيِ‌ّ عَن أَنَسٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ شَيبَةَ عَن أَبِيهِ أَنّهُ دعُيِ‌َ النّبِيّص إِلَي صَلَاةٍ وَ الحَسَنُ مُتَعَلّقٌ بِهِ فَوَضَعَهُ النّبِيّص مُقَابِلَ جَنبِهِ وَ صَلّي فَلَمّا سَجَدَ أَطَالَ السّجُودَ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ مِن بَينِ القَومِ فَإِذَا الحَسَنُ عَلَي كَتِفِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا سَلّمَ ع قَالَ لَهُ القَومُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد سَجَدتَ فِي صِلَاتِكَ هَذِهِ سَجدَةً مَا كُنتَ تَسجُدُهَا كَأَنّمَا يُوحَي إِلَيكَ فَقَالَص لَم يُوحَ إلِيَ‌ّ وَ لَكِنّ ابنيِ‌ كَانَ عَلَي كتَفِيِ‌ فَكَرِهتُ أَن أُعَجّلَهُ حَتّي نَزَلَ

وَ فِي رِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ شَدّادٍ أَنّهُ قَالَص إِنّ ابنيِ‌ هَذَا ارتحَلَنَيِ‌ فَكَرِهتُ أَن أُعَجّلَهُ حَتّي يقَضيِ‌َ حَاجَتَهُ

الحِليَةُ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي بُكرَةَ قَالَ كَانَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ بِنَا وَ هُوَ سَاجِدٌ فيَجَيِ‌ءُ الحَسَنُ وَ هُوَ صبَيِ‌ّ صَغِيرٌ حَتّي يَصِيرَ عَلَي ظَهرِهِ أَو رَقَبَتِهِ فَيَرفَعُهُ رَفعاً رَفِيقاً فَلَمّا صَلّي صَلَاتَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَتَصنَعُ بِهَذَا الصبّيِ‌ّ شَيئاً لَم تَصنَعهُ بِأَحَدٍ فَقَالَ إِنّ هَذَا ريَحاَنتَيِ‌ الخَبَرَ

وَ فِيهَا عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَاضِعاً الحَسَنَ عَلَي عَاتِقِهِ فَقَالَ مَن أحَبَنّيِ‌ فَليُحِبّهُ

سُنَنُ ابنِ مَاجَه وَ فَضَائِلُ أَحمَدَ رَوَي نَافِعٌ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّهُص قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّهُ وَ أَحِبّ مَن يُحِبّهُ قَالَ وَ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ

مُسنَدُ أَحمَدَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ النّبِيّص وَ قَد جَاءَهُ الحَسَنُ وَ فِي عُنُقِهِ السّخَابُ فَالتَزَمَهُ رَسُولُ اللّهِ وَ التَزَمَ هُوَ رَسُولَ اللّهِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّهُ


صفحه : 295

وَ أَحِبّ مَن يُحِبّهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أَخرَجَهُ ابنُ بَطّةَ بِرِوَايَاتٍ كَثِيرَةٍ

عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي لَيلَي كُنّا عِندَ النّبِيّص فَجَاءَ الحَسَنُ فَأَقبَلَ يَتَمَرّغُ عَلَيهِ فَرَفَعَ قَمِيصَهُ وَ قَبّلَ زُبَيبَتَهُ

بيان السخاب بالكسر قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب وسك ونحوه و ليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء وقيل هوخيط ينظم فيه خرز يلبسه الصبيان والجواري‌ والزبيبة مصغر الزب بالضم و هوالذكر

56- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ عَن أَبِي قَتَادَةَ أَنّ النّبِيّص قَبّلَ الحَسَنَ وَ هُوَ يصُلَيّ‌

الخدُريِ‌ّ أَنّ الحَسَنَ جَاءَ وَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَامَ النّبِيّص وَ إِنّهُ لَيُمسِكُ بِيَدَيهِ حَتّي رَكَعَ

فَضَائِلُ عَبدِ المَلِكِ قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ كَانَ النّبِيّص يُقَبّلُ الحَسَنَ فَقَالَ الأَقرَعُ بنُ حَابِسٍ إِنّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبّلتُ أَحَداً مِنهُم فَقَالَص مَن لَا يَرحَم لَا يُرحَم

مُسنَدُ العَشَرَةِ وَ إِبَانَةُ العكُبرَيِ‌ّ وَ شَرَفُ النّبِيّص وَ فَضَائِلُ السمّعاَنيِ‌ّ وَ قَد تَدَاخَلَتِ الرّوَايَاتُ بَعضُهَا فِي بَعضٍ عَن عُمَيرِ بنِ إِسحَاقَ قَالَ رَأَيتُ أَبَا هُرَيرَةَ فِي طَرِيقٍ قَالَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أرَنِيِ‌ المَوضِعَ ألّذِي قَبّلَهُ النّبِيّص قَالَ فَكَشَفَ عَن بَطنِهِ فَقَبّلَ سُرّتَهُ

سُلَيمُ بنُ قَيسٍ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ قَالَ كَانَ الحُسَينُ ع عَلَي فَخِذِ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يُقَبّلُهُ وَ يَقُولُ أَنتَ السّيّدُ ابنُ السّيّدِ أَبُو السّادَةِ أَنتَ الإِمَامُ ابنُ الإِمَامِ أَبُو الأَئِمّةِ أَنتَ الحُجّةُ ابنُ الحُجّةِ أَبُو الحُجَجِ تِسعَةٌ مِن صُلبِكَ وَ تَاسِعُهُم قَائِمُهُم

ابنُ عُمَرَ إِنّ النّبِيّص بَينَمَا هُوَ يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ إِذ خَرَجَ الحُسَينُ ع فَوُطِئَ فِي ثَوبِهِ فَسَقَطَ فَبَكَي فَنَزَلَ النّبِيّص عَنِ المِنبَرِ فَضَمّهُ إِلَيهِ وَ قَالَ قَاتَلَ اللّهُ الشّيطَانَ إِنّ الوَلَدَ لَفِتنَةٌ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مَا دَرَيتُ أنَيّ‌ نَزَلتُ عَن منِبرَيِ‌

أَبُو السّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِ العَشَرَةِ قَالَ يَزِيدُ بنُ أَبِي زِيَادٍخَرَجَ النّبِيّص مِن بَيتِ عَائِشَةَ فَمَرّ عَلَي بَيتِ فَاطِمَةَ فَسَمِعَ الحُسَينَ يبَكيِ‌ فَقَالَ أَ لَم تعَلمَيِ‌ أَنّ


صفحه : 296

بُكَاءَهُ يؤُذيِنيِ‌

ابنُ مَاجَه فِي السّنَنِ وَ الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي الفَائِقِ رَأَي النّبِيّص الحُسَينَ يَلعَبُ مَعَ الصّبيَانِ فِي السّكّةِ فَاستَقبَلَ النّبِيّص أَمَامَ القَومِ فَبَسَطَ إِحدَي يَدَيهِ فَطَفِقَ الصبّيِ‌ّ يَفِرّ مَرّةً مِن هَاهُنَا وَ مَرّةً مِن هَاهُنَا وَ رَسُولُ اللّهِ يُضَاحِكُهُ ثُمّ أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحدَي يَدَيهِ تَحتَ ذَقَنِهِ وَ الأُخرَي عَلَي فَاسِ رَأسِهِ وَ أَقنَعَهُ فَقَبّلَهُ وَ قَالَ أَنَا مِن حُسَينٍ وَ حُسَينٌ منِيّ‌ أَحَبّ اللّهُ مَن أَحَبّ حُسَيناً حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسبَاطِ استَقبَلَ أَي تَقَدّمَ وَ أَقنَعَهُ أَي رَفَعَهُ

بيان قال الجزري‌ فيه فجعل إحدي يديه في فاس رأسه هوطرف مؤخره المشرف علي القفا

57- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ المُغِيرَةُ بنُ عَبدِ اللّهِ مَرّ الحُسَينُ ع فَقَالَ أَبُو ظَبيَانَ مَا لَهُ قَبّحَهُ اللّهُ إِن كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَيُفَرّجُ بَينَ رِجلَيهِ وَ يُقَبّلُ زُبَيبَتَهُ

عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي لَيلَي قَالَ كُنّا جُلُوساً عِندَ النّبِيّص إِذ أَقبَلَ الحُسَينُ ع فَجَعَلَ يَنزُو عَلَي ظَهرِ النّبِيّص وَ عَلَي بَطنِهِ فَبَالَ فَقَالَ دَعُوهُ

أَبُو عُبَيدٍ فِي غَرِيبِ الحَدِيثِ أَنّهُ قَالَص لَا تُزرِمُوا ابنيِ‌ أَي لَا تَقطَعُوا عَلَيهِ بَولَهُ ثُمّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبّهُ عَلَي بَولِهِ

سَنَنُ أَبِي دَاوُدَ إِنّ الحُسَينَ ع بَالَ فِي حَجرِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت لُبَانَةُ أعَطنِيِ‌ إِزَارَكَ حَتّي أَغسِلَهُ قَالَ إِنّمَا يُغسَلُ مِن بَولِ الأُنثَي وَ يُنضَحُ مِن بَولِ الذّكَرِ

أَحَادِيثُ اللّيثِ بنِ سَعدٍ أَنّ النّبِيّص كَانَ يصُلَيّ‌ يَوماً فِي فِئَةٍ وَ الحُسَينُ صَغِيرٌ بِالقُربِ مِنهُ فَكَانَ النّبِيّص إِذَا سَجَدَ جَاءَ الحُسَينُ فَرَكِبَ ظَهرَهُ ثُمّ حَرّكَ رِجلَيهِ وَ قَالَ حَل حَل فَإِذَا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص أَن يَرفَعَ رَأسَهُ أَخَذَهُ فَوَضَعَهُ إِلَي جَانِبِهِ فَإِذَا سَجَدَ عَادَ عَلَي ظَهرِهِ وَ قَالَ حَل حَل فَلَم يَزَل يَفعَلُ ذَلِكَ حَتّي فَرَغَ النّبِيّص مِن صَلَاتِهِ فَقَالَ يهَوُديِ‌ّ يَا مُحَمّدُ إِنّكُم لَتَفعَلُونَ بِالصّبيَانِ شَيئاً مَا نَفعَلُهُ نَحنُ فَقَالَ النّبِيّص أَمَا لَو كُنتُم تُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ لَرَحِمتُمُ الصّبيَانَ قَالَ


صفحه : 297

فإَنِيّ‌ أُومِنُ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ فَأَسلَمَ لَمّا رَأَي كَرَمَهُ مَعَ عِظَمِ قَدرِهِ

بيان قال الجوهري‌ حلحلت القوم أي أزعجتهم عن موضعهم وحلحلت بالناقة إذا قلت لها حل بالتسكين و هوزجر للناقة وحوب زجر للبعير وحل أيضا بالتنوين في الوصل

58- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أمَاَليِ‌ الحَاكِمِ قَالَ أَبُو رَافِعٍ كُنتُ أُلَاعِبُ الحُسَينَ ع وَ هُوَ صبَيِ‌ّ باِلمدَاَحيِ‌ فَإِذَا أَصَابَت مدِحاَتيِ‌ مِدحَاتَهُ قُلتُ احملِنيِ‌ فَيَقُولُ أَ تَركَبُ ظَهراً حَمَلَهُ رَسُولُ اللّهِ فَأَترُكُهُ فَإِذَا أَصَابَت مِدحَاتُهُ مدِحاَتيِ‌ قُلتُ لَا أَحمِلُكَ كَمَا لَم تحَملِنيِ‌ فَيَقُولُ أَ مَا تَرضَي أَن تَحمِلَ بَدَناً حَمَلَهُ رَسُولُ اللّهِص فَأَحمِلُهُ

بيان قال الجزري‌ دحي أي رمي وألقي و منه حديث أبي رافع كنت ألاعب الحسن و الحسين ع بالمداحي‌ هي‌ أحجار أمثال القرصة كانوا يحفرون حفيرة ويدحون فيهابتلك الأحجار فإن وقع الحجر فقد غَلَبَ صاحبها و إن لم يقع غُلِبَ

59- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَحَبّ أَن يَنظُرَ إِلَي أَحَبّ أَهلِ الأَرضِ إِلَي أَهلِ السّمَاءِ فَليَنظُر إِلَي الحُسَينِ رَوَاهُ الطّبَرِيّانِ فِي الوَلَايَةِ وَ المَنَاقِبِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ بِأَسَانِيدِهِم عَن إِسمَاعِيلَ بنِ رَجَاءٍ

وَ عَمرُو بنُ شُعَيبٍ أَنّهُ مَرّ الحُسَينُ ع عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ مَن أَحَبّ أَن يَنظُرَ إِلَي أَحَبّ أَهلِ الأَرضِ إِلَي أَهلِ السّمَاءِ فَليَنظُر إِلَي هَذَا المُجتَازِ فَمَا كَلّمتُهُ مُنذُ ليَاَليِ‌ صِفّينَ فَأَتَي بِهِ أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ إِلَي الحُسَينِ ع فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ أَ تَعلَمُ أنَيّ‌ أَحَبّ أَهلِ الأَرضِ إِلَي أَهلِ السّمَاءِ وَ تقُاَتلِنُيِ‌ وَ أَبِي يَومَ صِفّينَ وَ اللّهِ إِنّ أَبِي لَخَيرٌ منِيّ‌ فَاستَعذَرَ وَ قَالَ إِنّ النّبِيّص قَالَ لِي أَطِع أَبَاكَ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ تَعَالَيوَ إِن جاهَداكَ عَلي أَن تُشرِكَ بيِ‌ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما وَ قَولَ رَسُولِ اللّهِص إِنّمَا الطّاعَةُ الطّاعَةُ فِي المَعرُوفِ وَ قَولَهُ لَا طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ

وَ فِي المَسأَلَةَ البَاهِرَةِ فِي تَفضِيلِ الزّهرَاءِ الطّاهِرَةِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ طَاهِرٍ


صفحه : 298

القاَئنِيِ‌ّ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ جَاءَ الحَدِيثُ أَنّ جَبرَئِيلَ نَزَلَ يَوماً فَوَجَدَ الزّهرَاءَ نَائِمَةً وَ الحُسَينَ قَلِقاً عَلَي عَادَةِ الأَطفَالِ مَعَ أُمّهَاتِهِم فَقَعَدَ جَبرَئِيلُ يُلهِيهِ عَنِ البُكَاءِ حَتّي استَيقَظَت فَأَعلَمَهَا رَسُولُ اللّهِص بِذَلِكَ

الطبّرَيِ‌ّ طَاوُسٌ اليمَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ فِي الجَنّةِ قَصراً مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ لَا صَدعَ فِيهَا وَ لَا وَصلَ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ لِمَن هَذَا القَصرُ قَالَ لِلحُسَينِ ابنِكَ ثُمّ تَقَدّمتُ أَمَامَهُ فَإِذَا أَنَا بِتُفّاحٍ فَأَخَذتُ تُفّاحَةً فَفَلَقتُهَا فَخَرَجَت مِنهَا حَورَاءُ كَانَ مَقَادِيمُ النّسُورِ أَشفَارَ عَينَيهَا فَقُلتُ لِمَن أَنتِ فَبَكَت ثُمّ قَالَت لِابنِكَ الحُسَينِ

60- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عم ،[إعلام الوري ] فِي كِتَابِ شَرَفِ النّبِيّص عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَرّهُ أَن يَنظُرَ إِلَي سَيّدِ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَليَنظُر إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ

61- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عم ،[إعلام الوري ] عَبدُ اللّهِ بنُ بُرَيدَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ انطَلَقتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَنَادَي عَلَي بَابِ فَاطِمَةَ ثَلَاثاً فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ فَمَالَ إِلَي الحَائِطِ فَقَعَدَ فِيهِ وَ قَعَدَت إِلَي جَانِبِهِ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ خَرَجَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ قَد غَسّلَ وَجهَهُ وَ عَلِقَت عَلَيهِ سَبحَةٌ قَالَ فَبَسَطَ النّبِيّص يَدَيهِ وَ مَدّهُمَا ثُمّ ضَمّ الحَسَنَ إِلَي صَدرِهِ وَ قَبّلَهُ وَ قَالَ إِنّ ابنيِ‌ هَذَا سَيّدٌ وَ لَعَلّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُصلِحُ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ مِنَ المُسلِمِينَ

62- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ ابنُ طَلحَةَ روُيِ‌َ مَرفُوعاً إِلَي أَبِي بَكرَةَ نُفَيعِ بنِ الحَارِثِ الثقّفَيِ‌ّ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ إِلَي جَنبِهِ وَ هُوَ يُقبِلُ عَلَي النّاسِ مَرّةً وَ عَلَيهِ مَرّةً وَ يَقُولُ إِنّ ابنيِ‌ هَذَا سَيّدٌ وَ لَعَلّ اللّهَ أَن يُصلِحَ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ مِنَ المُسلِمِينَ عَظيِمَتَينِ رَوَاهُ الجنَاَبذِيِ‌ّ

وَ روُيِ‌َ عَن صحَيِحيَ‌ مُسلِمٍ وَ البخُاَريِ‌ّ مَرفُوعاً إِلَي البَرَاءِ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَلَي عَاتِقِهِ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّهُ

وَ رَوَي الترّمذِيِ‌ّ مَرفُوعاً إِلَي ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 299

حَامِلَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَلَي عَاتِقِهِ فَقَالَ رَجُلٌ نِعمَ المَركَبُ رَكِبتَ يَا غُلَامُ فَقَالَ النّبِيّص وَ نِعمَ الرّاكِبُ هُوَ رَوَاهُ الجنَاَبذِيِ‌ّ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ مَا أَورَدَهُ فِي حِليَتِهِ عَن أَبِي بَكرَةَ قَالَ كَانَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ بِنَا فَجَاءَهُ الحَسَنُ وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ هُوَ صَغِيرٌ حَتّي يَصِيرَ عَلَي ظَهرِهِ أَو رَقَبَتِهِ فَيَرفَعُهُ رَفعاً رَفِيقاً فَلَمّا صَلّي قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ تَصنَعُ بِهَذَا الصبّيِ‌ّ شَيئاً لَا تَصنَعُهُ بِأَحَدٍ فَقَالَ إِنّ هَذَا ريَحاَنتَيِ‌ وَ إِنّ ابنيِ‌ هَذَا سَيّدٌ وَ عَسَي أَن يُصلِحَ اللّهُ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ مِنَ المُسلِمِينَ رَوَاهُ الجنَاَبذِيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الترّمذِيِ‌ّ مِن صَحِيحِهِ يَرفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص أَيّ أَهلِ بَيتِكَ أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ كَانَ يَقُولُ لِفَاطِمَةَ ع ادعيِ‌ لِي ابنيَ‌ّ فَيَشَمّهُمَا وَ يَضُمّهُمَا إِلَيهِ

وَ روُيِ‌َ عَن مُسلِمٍ وَ البخُاَريِ‌ّ بِسَنَدَيهِمَا عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ خَرَجتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص طَائِفَةً مِنَ النّهَارِ لَا يكُلَمّنُيِ‌ وَ لَا أُكَلّمُهُ حَتّي جَاءَ سُوقَ بنَيِ‌ قَينُقَاعَ ثُمّ انصَرَفَ حَتّي أَتَي مَخبَأً وَ هُوَ المِخدَعُ فَقَالَ أَ ثَمّ لُكَعُ أَ ثَمّ لُكَعُ يعَنيِ‌ حَسَناً فَظَنَنّا أَنّمَا تَحبِسُهُ أُمّهُ لِأَن تَغسِلَهُ أَو تُلبِسَهُ سِخَاباً فَلَم يَلبَث أَن جَاءَ يَسعَي حَتّي اعتَنَقَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ وَ أُحِبّ مَن يُحِبّهُ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّهُ وَ أَحِبّ مَن يُحِبّهُ قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بَعدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَالَ

بيان أ ثم الهمزة للاستفهام والمراد باللكع الصغير و عليه حمله في النهاية و قال الزمخشري‌ في الفائق اللكع اللئيم وقيل الوسخ من قولهم لكم عليه الوسخ ولكث ولكد أي لصق وقيل هوالصغير و عن نوح بن جرير أنه سئل عنه فقال نحن أرباب الحمير نحن أعلم به هوالجحش الراضع و منه حديثه ص أنه طلب الحسن فقال أ ثم لكع أ ثم لكع

63-كشف ،[كشف الغمة]روُيِ‌َ عَنِ الترّمذِيِ‌ّ فِي صَحِيحِهِ مَرفُوعاً إِلَي أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ قَالَطَرَقتُ النّبِيّص ذَاتَ لَيلَةٍ فِي بَعضِ الحَاجَةِ فَخَرَجَ وَ هُوَ مُشتَمِلٌ عَلَي شَيءٍ مَا أدَريِ‌


صفحه : 300

مَا هُوَ فَلَمّا فَرَغتُ مِن حاَجتَيِ‌ قُلتُ مَا هَذَا ألّذِي أَنتَ مُشتَمِلٌ عَلَيهِ فَكَشَفَهُ فَإِذَا حَسَنٌ وَ حُسَينٌ عَلَي وَرِكَيهِ فَقَالَ هَذَانِ ابناَي‌َ وَ ابنَا ابنتَيِ‌ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُمَا فَأَحِبّهُمَا وَ أَحِبّ مَن يُحِبّهُمَا

وَ روُيِ‌َ عَنِ الترّمذِيِ‌ّ بِسَنَدِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ

وَ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ هُمَا ريَحاَنتَاَي‌َ مِنَ الدّنيَا

وَ روُيِ‌َ عَنِ النسّاَئيِ‌ّ بِسَنَدِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَدّادٍ عَن أَبِيهِ قَالَ خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِ فِي إِحدَي صلَاَتيَ‌ِ العِشَاءِ وَ هُوَ حَامِلٌ حَسَناً فَتَقَدّمَ النّبِيّص فَوَضَعَهُ ثُمّ كَبّرَ لِلصّلَاةِ فَصَلّي فَسَجَدَ بَينَ ظهَراَنيَ‌ صَلَاتِهِ سَجدَةً فَأَطَالَهَا قَالَ أَبِي فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ فَإِذَا الصبّيِ‌ّ عَلَي ظَهرِ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعتُ إِلَي سجُوُديِ‌ فَلَمّا قَضَي رَسُولُ اللّهِص الصّلَاةَ قَالَ النّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ سَجَدتَ بَينَ ظهَراَنيَ‌ صَلَاتِكَ سَجدَةً أَطَلتَهَا حَتّي ظَنَنّا أَنّهُ قَد حَدَثَ أَمرٌ أَو أَنّهُ يُوحَي إِلَيكَ قَالَ كُلّ ذَلِكَ لَم يَكُن وَ لَكِنّ ابنيِ‌ ارتحَلَنَيِ‌ فَكَرِهتُ أَن أُعَجّلَهُ حَتّي يقَضيِ‌َ حَاجَتَهُ

بيان قال الجزري‌ فيه فأقاموا بين ظهرانيهم أي أقاموا بينهم علي سبيل الاستظهار والاستناد إليهم وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا ومعناه أن ظهرا منهم قدامه وظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه

64- كشف ،[كشف الغمة] وَ روُيِ‌َ عَنِ الترّمذِيِ‌ّ وَ النسّاَئيِ‌ّ فِي صِحَاحِهِم كُلّ مِنهُم بِسَنَدِهِ يَرفَعُهُ إِلَي بُرَيدَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَخطُبُ فَجَاءَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ عَلَيهِمَا قَمِيصَانِ أَحمَرَانِ يَمشِيَانِ وَ يَعثُرَانِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ المِنبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَ وَضَعَهُمَا بَينَ يَدَيهِ ثُمّ قَالَ صَدَقَ اللّهُإِنّما أَموالُكُم وَ أَولادُكُم فِتنَةٌفَنَظَرتُ إِلَي هَذَينِ الصّبِيّينِ يَمشِيَانِ وَ يَعثُرَانِ فَلَم أَصبِر حَتّي قَطَعتُ حدَيِثيِ‌ وَ رَفَعتُهُمَا وَ رَوَاهُ الجنَاَبذِيِ‌ّ بِأَلفَاظٍ قَرِيبَةٍ مِن هَذَا وَ أَخصَرَ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الترّمذِيِ‌ّ بِسَنَدِهِ فِي صَحِيحِهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي جُحَيفَةَ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ يُشبِهُهُ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ لَم يَكُن أَحَدٌ أَشبَهَ


صفحه : 301

بِرَسُولِ اللّهِ مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ

وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ أَشبَهَ بِرَسُولِ اللّهِص مَا بَينَ الصّدرِ إِلَي الرّأسِ وَ الحُسَينُ أَشبَهُ فِيمَا كَانَ أَسفَلَ مِن ذَلِكَ

وَ روُيِ‌َ عَنِ البخُاَريِ‌ّ فِي صَحِيحِهِ يَرفَعُهُ إِلَي عُقبَةَ بنِ الحَارِثِ قَالَ صَلّي أَبُو بَكرٍ العَصرَ ثُمّ خَرَجَ يمَشيِ‌ وَ مَعَهُ عَلِيّ ع فَرَأَي الحَسَنَ يَلعَبُ بَينَ الصّبيَانِ فَحَمَلَهُ أَبُو بَكرٍ عَلَي عَاتِقِهِ وَ قَالَ


بأِبَيِ‌ شَبِيهٌ باِلنبّيِ‌ّ   لَيسَ شَبِيهاً بعِلَيِ‌ّ

وَ عَلِيّ ع يَضحَكُ

وَ رَوَي الجنَاَبذِيِ‌ّ هَذَا الحَدِيثَ فَقَالَ †


بأِبَيِ‌ شِبهُ النّبِيّ   لَا شَبِيهاً بعِلَيِ‌ّ

قَالَ وَ عَلِيّ يَتَبَسّمُ

وَ روُيِ‌َ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جُحَيفَةَ هَل رَأَيتَ رَسُولَ اللّهِص قَالَ نَعَم وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ يُشبِهُهُ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ مَا رَأَيتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ إِلّا فَاضَت عيَناَي‌َ دُمُوعاً وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ يَوماً فوَجَدَنَيِ‌ فِي المَسجِدِ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ فَاتّكَأَ عَلَيّ ثُمّ انطَلَقتُ حَتّي جِئنَا سُوقَ بنَيِ‌ قَينُقَاعَ فَمَا كلَمّنَيِ‌ فَطَافَ وَ نَظَرَ ثُمّ رَجَعَ وَ رَجَعتُ مَعَهُ فَجَلَسَ فِي المَسجِدِ فَاحتَبَي ثُمّ قَالَ لِيَ ادعُ لُكَعَ فَأَتَي حَسَنٌ يَشتَدّ حَتّي وَقَعَ فِي حَجرِهِ فَجَعَلَ يُدخِلُ يَدَهُ فِي لِحيَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ جَعَلَ رَسُولُ اللّهِص يَفتَحُ فَمَهُ وَ يُدخِلُ فَمَهُ فِي فَمِهِ وَ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ وَ أُحِبّ مَن يُحِبّهُ ثَلَاثاً

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الحلية عن أبي هريرة مثله

65- كشف ،[كشف الغمة] وَ رَوَي الجنَاَبذِيِ‌ّ بِسَنَدِهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبدَ الرّحمَنِ أَ لَا أُعَلّمُكَ عُوذَةً كَانَ يُعَوّذُ بِهَا اِبرَاهِيمُ ابنَيهِ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ وَ أَنَا أُعَوّذُ بِهِمَا ابنيَ‌ّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قُل كَفَي بِسَمعِ اللّهِ وَاعِياً لِمَن دَعَا وَ لَا مَرمًي وَرَاءَ أَمرِ اللّهِ لِرَامٍ رَمَي

وَ رَوَي مَرفُوعاً إِلَي إِسحَاقَ بنِ سُلَيمَانَ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَكُنّا عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ هَارُونَ الرّشِيدَ فَتَذَاكَرُوا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ


صفحه : 302

هَارُونُ تَزعُمُ العَوَامّ أنَيّ‌ أُبغِضُ عَلِيّاً وَ وُلدَهُ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ لَا وَ اللّهِ مَا ذَلِكَ كَمَا يَظُنّونَ وَ لَكِنّ وُلدَهُ هَؤُلَاءِ طَالَبنَا بِدَمِ الحُسَينِ مَعَهُم فِي السّهلِ وَ الجَبَلِ حَتّي قَتَلنَا قَتَلَتَهُ ثُمّ أَفضَي إِلَينَا هَذَا الأَمرُ فَخَالَطنَاهُم فَحَسَدُونَا وَ خَرَجُوا عَلَينَا فَحَلّوا قَطِيعَتَهُم وَ اللّهِ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ المهَديِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبِي جَعفَرٍ المَنصُورِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ بَينَمَا نَحنُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَت فَاطِمَةُ ع تبَكيِ‌ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص مَا يُبكِيكِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ خَرَجَا فَوَ اللّهِ مَا أدَريِ‌ أَينَ سَلَكَا فَقَالَ النّبِيّص لَا تبكين [تبَكيِ‌]فِدَاكِ أَبُوكِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَهُمَا وَ هُوَ أَرحَمُ بِهِمَا أللّهُمّ إِن كَانَا أَخَذَا فِي بَرّ فَاحفَظهُمَا وَ إِن كَانَا أَخَذَا فِي بَحرٍ فَسَلّمهَا فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا أَحمَدُ لَا تَغتَمّ وَ لَا تَحزَن هُمَا فَاضِلَانِ فِي الدّنيَا فَاضِلَانِ فِي الآخِرَةِ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا وَ هُمَا فِي حَظِيرَةِ بنَيِ‌ النّجّارِ نَائِمَينِ وَ قَد وَكّلَ اللّهُ بِهِمَا مَلَكاً يَحفَظُهُمَا قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ قُمنَا مَعَهُ حَتّي أَتَينَا حَظِيرَةَ بنَيِ‌ النّجّارِ فَإِذاً الحَسَنُ مُعَانِقُ الحُسَينِ وَ إِذاً المَلَكُ قَد غَطّاهُمَا بِأَحَدِ جَنَاحَيهِ فَحَمَلَ النّبِيّص الحَسَنَ وَ أَخَذَ الحُسَينَ المَلَكُ وَ النّاسُ يَرَونَ أَنّهُ حَامِلُهُمَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ وَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَا نُخَفّفُ عَنكَ بِأَحَدِ الصّبِيّينِ فَقَالَ دَعَاهُمَا فَإِنّهُمَا فَاضِلَانِ فِي الدّنيَا فَاضِلَانِ فِي الآخِرَةِ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ لَأُشَرّفَنّهُمَا اليَومَ بِمَا شَرّفَهُمَا اللّهُ فَخَطَبَ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَ لَا أُخبِرُكُم بِخَيرِ النّاسِ جَدّاً وَ جَدّةً قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ جَدّهُمَا رَسُولُ اللّهِ وَ جَدّتُهُمَا خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أَ لَا أُخبِرُكُم أَيّهَا النّاسُ بِخَيرِ النّاسِ أَباً وَ أُمّاً قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَبُوهُمَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أُمّهُمَا فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ أَ لَا أُخبِرُكُم أَيّهَا النّاسُ بِخَيرِ النّاسِ عَمّاً وَ عَمّةً قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عَمّهُمَا جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ عَمّتُهُمَا أُمّ هاَنيِ‌ بِنتُ أَبِي طَالِبٍ أَلَا يَا أَيّهَا النّاسُ أَ لَا أُخبِرُكُم بِخَيرِ النّاسِ خَالًا


صفحه : 303

وَ خَالَةً قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ خَالُهُمَا القَاسِمُ بنُ رَسُولِ اللّهِ وَ خَالَتُهُمَا زَينَبُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص أَلَا إِنّ أَبَاهُمَا فِي الجَنّةِ وَ أُمّهُمَا فِي الجَنّةِ وَ جَدّهُمَا فِي الجَنّةِ وَ جَدّتَهُمَا فِي الجَنّةِ وَ خَالَهُمَا فِي الجَنّةِ وَ خَالَتَهُمَا فِي الجَنّةِ وَ عَمّهُمَا فِي الجَنّةِ وَ عَمّتَهُمَا فِي الجَنّةِ وَ هُمَا فِي الجَنّةِ وَ مَن أَحَبّهُمَا فِي الجَنّةِ وَ مَن أَحَبّ مَن أَحَبّهُمَا فِي الجَنّةِ

وَ روُيِ‌َ مَرفُوعاً إِلَي أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ المغُيَريِ‌ّ قَالَ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع أَبيَضَ مُشرَباً حُمرَةً أَدعَجَ العَينَينِ سَهلَ الخَدّينِ دَقِيقَ المَسرُبَةِ كَثّ اللّحيَةِ ذَا وَفرَةٍ كَانَ عُنُقُهُ إِبرِيقَ فِضّةٍ عَظِيمَ الكَرَادِيسِ بَعِيدَ مَا بَينَ المَنكِبَينِ رَبعَةً لَيسَ بِالطّوِيلِ وَ لَا القَصِيرِ مَلِيحاً مِن أَحسَنِ النّاسِ وَجهاً وَ كَانَ يَخضِبُ بِالسّوَادِ وَ كَانَ جَعدَ الشّعرِ حَسَنَ البَدَنِ

الدعج شدة السواد مع سعتها يقال عين دعجاء والمسربة بضم الراء الشعر المستدق ألذي يأخذ من الصدر إلي السرة و كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس مثل المنكبين والركبتين

وَ مِمّا جَمَعَهُ صَدِيقُنَا العِزّ المُحَدّثُ مَرفُوعاً إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيلَةَ عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ رَأَيتُ إِلَي بَابِ الجَنّةِ مَكتُوباً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ حَبِيبُ اللّهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ صَفوَةُ اللّهِ فَاطِمَةُ أَمَةُ اللّهِ عَلَي بَاغِضِيهِم لَعنَةُ اللّهِ

وَ بِإِسنَادِهِ قَالَ عُمَرُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فِي حَظِيرَةِ القُدسِ فِي قُبّةٍ بَيضَاءَ سَقفُهَا عَرشُ الرّحمَنِ عَزّ وَ جَلّ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ ابناَي‌َ هَذَانِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا

وَ عَن كِتَابِ الآلِ لِابنِ خَالَوَيهِ اللغّوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَسَنٌ وَ حُسَينٌ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ مَن أَحَبّهُمَا أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُمَا أبَغضَنَيِ‌


صفحه : 304

وَ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الجَنّةَ تَشتَاقُ إِلَي أَربَعَةٍ مِن أهَليِ‌ قَد أَحَبّهُمُ اللّهُ وَ أمَرَنَيِ‌ بِحُبّهِم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المهَديِ‌ّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمُ ألّذِي يصُلَيّ‌ خَلفَهُ عِيسَي بنُ مَريَمَ ع

وَ مِن كِتَابِ الآلِ مَرفُوعاً إِلَي عُقبَةَ بنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَتِ الجَنّةُ يَا رَبّ أَ لَيسَ قَد وعَدَتنَيِ‌ أَن تسُكنِنَيِ‌ رُكناً مِن أَركَانِكَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهَا أَ مَا تَرضَينَ أنَيّ‌ زَيّنتُكِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَأَقبَلَت تَمِيسُ كَمَا تَمِيسُ العَرُوسُ

وَ مِن كِتَابِ الأَربَعِينِ للِفّتوُاَنيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ يمَشيِ‌ عَلَي أَربَعٍ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عَلَي ظَهرِهِ وَ يَقُولُ نِعمَ الجَمَلُ جَمَلُكُمَا وَ نِعمَ الحَملَانِ أَنتُمَا

وَ رَوَي اللفّتوُاَنيِ‌ّ أَنّ النّبِيّص دَعَا الحَسَنَ فَأَقبَلَ وَ فِي عُنُقِهِ سِخَابٌ فَظَنَنتُ أَنّ أُمّهُ حَبَسَتهُ لِتُلبِسَهُ فَقَالَ النّبِيّص هَكَذَا وَ قَالَ الحَسَنُ ع هَكَذَا بِيَدِهِ فَالتَزَمَهُ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّهُ وَ أَحِبّ مَن أَحَبّهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ قَالَ مُتّفَقٌ عَلَي صِحّتِهِ مِن حَدِيثِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي بُرَيدٍ وَ رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ فِي السّيَرِ عَن عَلِيّ عَن سُفيَانَ

وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو بَكرٍ مُحَمّدٍ اللفّتوُاَنيِ‌ّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَرَدّ أَبُو هُرَيرَةَ فَقَالَ بأِبَيِ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يصُلَيّ‌ فَسَجَدَ فَجَاءَ الحَسَنُ ع فَرَكِبَ ظَهرَهُ وَ هُوَ سَاجِدٌ ثُمّ جَاءَ الحُسَينُ ع فَرَكِبَ ظَهرَهُ مَعَ أَخِيهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَثَقُلَا عَلَي ظَهرِهِ فَجِئتُ فَأَخَذتُهُمَا عَن ظَهرِهِ وَ ذَكَرَ كَلَاماً سَقَطَ عَلَي أَبِي يَعلَي وَ مَسَحَ عَلَي رُءُوسِهِمَا وَ قَالَ مَن أحَبَنّيِ‌ فَليُحِبّهُمَا ثَلَاثاً

وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَحَبّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُمَا فَقَد أبَغضَنَيِ‌

وَ روُيِ‌َ أَنّ العَبّاسَ جَاءَ يَعُودُ النّبِيّص فِي مَرَضِهِ فَرَفَعَهُ وَ أَجلَسَهُ فِي مَجلِسِهِ عَلَي سَرِيرِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص رَفَعَكَ اللّهُ


صفحه : 305

يَا عَمّ فَقَالَ العَبّاسُ هَذَا عَلِيّ يَستَأذِنُ فَقَالَ يَدخُلُ فَدَخَلَ وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَ العَبّاسُ هَؤُلَاءِ وُلدُكَ يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ هُم وُلدُكَ يَا عَمّ فَقَالَ أَ تُحِبّهُمَا قَالَ نَعَم قَالَ أَحَبّكَ اللّهُ كَمَا أَحبَبتَهُمَا

وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّ أتُيِ‌َ بِتَمرٍ مِن تَمرِ الصّدَقَةِ فَجَعَلَ يَقسِمُهُ فَلَمّا فَرَغَ حَمَلَ الصبّيِ‌ّ وَ قَامَ فَإِذَا الحَسَنُ فِي فِيهِ تَمرَةٌ يَلُوكُهَا فَسَالَ لُعَابُهُ عَلَيهِ فَرَفَعَ رَأسَهُ يَنظُرُ إِلَيهِ فَضَرَبَ شِدقَهُ وَ قَالَ كَخ أَي بنُيَ‌ّ أَ مَا شَعَرتَ أَنّ آلَ مُحَمّدٍ لَا يَأكُلُونَ الصّدَقَةَ قُلتُ وَ قَد أَورَدَهُ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ بِأَلفَاظٍ غَيرِ هَذِهِ قَالَ الحَسَنُ فَأَدخَلَ إِصبَعَهُ فِي فمَيِ‌ وَ قَالَ كَخ كَخ وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ لعُاَبيِ‌ عَلَي إِصبَعِهِ

وَ رَوَي عَن أَبِي عَمِيرَةَ رُشَيدِ بنِ مَالِكٍ هَذَا الحَدِيثَ بِأَلفَاظٍ أُخرَي وَ ذَكَرَ أَنّ رَجُلًا أَتَاهُ بِطَبَقٍ مِن تَمرٍ فَقَالَ أَ هَذَا هَدِيّةٌ أَم صَدَقَةٌ قَالَ الرّجُلُ صَدَقَةٌ فَقَدّمَهَا إِلَي القَومِ قَالَ وَ حَسَنٌ بَينَ يَدَيهِ يَتَعَفّرُ قَالَ فَأَخَذَ الصبّيِ‌ّ تَمرَةً فَجَعَلَهَا فِي فَمِهِ قَالَ فَفَطَنَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص فَأَدخَلَ إِصبَعَهُ فِي فِي الصبّيِ‌ّ فَانتَزَعَ التّمرَةَ ثُمّ قَذَفَ بِهَا وَ قَالَ إِنّا آلَ مُحَمّدٍ لَا نَأكُلُ الصّدَقَةَ

قَالَ اللفّتوُاَنيِ‌ّ لَم يُخرِجِ الطبّرَاَنيِ‌ّ لأِبَيِ‌ عَمِيرَةَ السعّديِ‌ّ فِي مُعجَمِهِ سِوَي هَذَا الحَدِيثِ الوَاحِدِ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ إِنّا آلَ مُحَمّدٍ لَا نَأكُلُ الصّدَقَةَ

وَ قَالَ مَعرُوفٌ فحَدَثّنَيِ‌ أَنّهُ يُدخِلُ إِصبَعَهُ لِيُخرِجَهَا فَيَقُولُ هَكَذَا كَأَنّهُ يلَتوَيِ‌ عَلَيهِ وَ يَكرَهُ أَن يُؤذِيَهُ ع

وَ روُيِ‌َ مَرفُوعاً إِلَي أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُقعِدُهُ عَلَي فَخِذِهِ وَ يُقعِدُ الحُسَينَ عَلَي الفَخِذِ الأُخرَي وَ يَقُولُ أللّهُمّ ارحَمهُمَا فإَنِيّ‌ أَرحَمُهُمَا وَ رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ فِي الأَدَبِ

وَ رَوَي مَرفُوعاً إِلَي أَبِي بَكرٍ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص عَلَي المِنبَرِ وَ الحَسَنُ إِلَي جَنبِهِ يَنظُرُ إِلَي النّاسِ مَرّةً وَ إِلَيهِ مَرّةً وَ قَالَ إِنّ ابنيِ‌ هَذَا سَيّدٌ وَ لَعَلّ اللّهَ أَن يُصلِحَ بِهِ مَا بَينَ فِئَتَينِ مِنَ المُسلِمِينَ


صفحه : 306

وَ رَوَي عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ أَنّ النّبِيّص قَالَ لعِلَيِ‌ّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَينٍ أَنَا سِلمٌ لِمَن سَالَمتُم وَ حَربٌ لِمَن حَارَبتُم

وَ قَد رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ وَ قَد نَظَرَ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع مَن أَحَبّ هَذَينِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمّهُمَا كَانَ معَيِ‌ فِي درَجَتَيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ

وَ مِن كِتَابِ الفِردَوسِ عَن عَائِشَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ سَأَلَتِ الفِردَوسُ رَبّهَا فَقَالَ أَي رَبّ زيَنّيّ‌ فَإِنّ أصَحاَبيِ‌ وَ أهَليِ‌ أَتقِيَاءُ أَبرَارٌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهَا أَ لَم أُزَيّنكِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ

66- بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكرَخيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الخَلِيلِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ البخُاَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ صَالِحٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ عَن رَاشِدِ بنِ سَعدٍ عَن يَعلَي بنِ مُرّةَ أَنّهُ قَالَ خَرَجنَا مَعَ النّبِيّص دُعِينَا إِلَي طَعَامٍ فَإِذَا الحَسَنُ يَلعَبُ فِي الطّرِيقِ فَأَسرَعَ النّبِيّص أَمَامَ القَومِ ثُمّ بَسَطَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَمُرّ مَرّةً هَاهُنَا وَ مَرّةً هَاهُنَا يُضَاحِكُهُ حَتّي أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحدَي يَدَيهِ فِي ذَقَنِهِ وَ الأُخرَي بَينَ رَأسِهِ ثُمّ اعتَنَقَهُ فَقَبّلَهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ حَسَنٌ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُ أَحَبّ اللّهُ مَن أَحَبّهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سِبطَانِ مِنَ الأَسبَاطِ

67- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَقَا النّبِيّص حَسَناً وَ حُسَيناً فَقَالَ أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّةِ وَ أَسمَائِهِ الحُسنَي كُلّهَا عَامّةً مِن شَرّ السّامّةِ وَ الهَامّةِ وَ مِن شَرّ كُلّ عَينٍ لَامّةٍ وَ مِن شَرّ كُلّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ثُمّ التَفَتَ النّبِيّص إِلَينَا فَقَالَ هَكَذَا كَانَ يُعَوّذُ اِبرَاهِيمُ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ ع

68- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الوَلَدُ الصّالِحُ رَيحَانَةٌ مِنَ اللّهِ قَسَمَهَا بَينَ عِبَادِهِ وَ إِنّ ريَحاَنتَيَ‌ّ مِنَ الدّنيَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع سَمّيتُهُمَا بِاسمِ سِبطَينِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ شبرا[شَبّرَ] وَ شَبِيراً


صفحه : 307

69- يب ،[تهذيب الأحكام ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ وَ فَضَالَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي الصّلَاةِ وَ إِلَي جَانِبِهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص فَلَم يُحِرِ الحُسَينُ التّكبِيرَ وَ لَم يَزَل رَسُولُ اللّهِص يُكَبّرُ وَ يُعَالِجُ الحُسَينُ التّكبِيرَ وَ لَم يُحِر حَتّي أَكمَلَ سَبعَ تَكبِيرَاتٍ فَأَحَارَ الحُسَينُ التّكبِيرَ فِي السّابِعَةِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَصَارَت سُنّةً

70- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرٌ الفزَاَريِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُوَ يَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

71- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الزهّريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِيعَنيِ‌ حَسَناً وَ حُسَيناً قَالَ مَا ضَرّ مَن أَكرَمَهُ اللّهُ أَن يَكُونَ مِن شِيعَتِنَا مَا أَصَابَهُ فِي الدّنيَا وَ لَو لَم يَقدِر عَلَي شَيءٍ يَأكُلُهُ إِلّا الحَشِيشَ

أقول قدمر بعض مناقبهما والنصوص عليهما في باب إخبار النبي ص بمظلوميتهم ع وسيأتي‌ بعض النصوص في الأبواب الآتية

72- فِي بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ القَدِيمَةِ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ شَاذَانَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَكُنتُ جَالِساً بَينَ يدَيَ‌ِ النّبِيّص ذَاتَ يَومٍ وَ بَينَ يَدَيهِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ إِذ هَبَطَ جَبرَئِيلُ ع وَ مَعَهُ تُفّاحَةٌ فَحَيّا بِهَا النّبِيّص فَتَحَيّا بِهَا النّبِيّص وَ حَيّا بِهَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَتَحَيّا بِهَا عَلِيّ وَ قَبّلَهَا وَ رَدّهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَتَحَيّا بِهَا رَسُولُ اللّهِص وَ حَيّا بِهَا الحَسَنَ وَ تَحَيّا بِهَا الحَسَنُ وَ قَبّلَهَا وَ رَدّهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَتَحَيّا بِهَا رَسُولُ اللّهِ وَ حَيّا بِهَا الحُسَينَ فَتَحَيّا بِهَا الحُسَينُ وَ قَبّلَهَا وَ رَدّهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَتَحَيّا بِهَا وَ حَيّا بِهَا فَاطِمَةَ فَتَحَيّت بِهَا وَ قَبّلَتهَا وَ رَدّتهَا إِلَي النّبِيّص فَتَحَيّا بِهَا الرّابِعَةَ وَ حَيّا بِهَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَتَحَيّا بِهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 308

فَلَمّا هَمّ أَن يَرُدّهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص سَقَطَتِ التّفّاحَةُ مِن بَينِ أَنَامِلِهِ فَانفَلَقَت بِنِصفَينِ فَسَطَعَ مِنهَا نُورٌ حَتّي بَلَغَ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا فَإِذَا عَلَيهَا سَطرَانِ مَكتُوبَانِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِتَحِيّةٌ مِنَ اللّهِ تَعَالَي إِلَي مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ عَلِيّ المُرتَضَي وَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ سبِطيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمَانٌ لِمُحِبّيهِم يَومَ القِيَامَةِ مِنَ النّارِ

وَ عَنِ ابنِ شَاذَانَ بِإِسنَادِهِ عَن زَاذَانَ عَن سَلمَانَ قَالَ أَتَيتُ النّبِيّص فَسَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ دَخَلتُ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَت يَا عَبدَ اللّهِ هَذَانِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ جَائِعَانِ يَبكِيَانِ فَخُذ بِأَيدِيهِمَا فَاخرُج بِهِمَا إِلَي جَدّهِمَا فَأَخَذتُ بِأَيدِيهِمَا وَ حَمَلتُهُمَا حَتّي أَتَيتُ بِهِمَا إِلَي النّبِيّص فَقَالَ مَا لَكُمَا يَا حسَنَاَي‌َ قَالَا نشَتهَيِ‌ طَعَاماً يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ أَطعِمهُمَا ثَلَاثاً قَالَ فَنَظَرتُ فَإِذَا سَفَرجَلَةٌ فِي يَدِ رَسُولِ اللّهِص شَبِيهَةٌ بِقُلّةٍ مِن قِلَالِ هَجَرَ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الثّلجِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ فَفَرَكَهَاص بِإِبهَامِهِ فَصَيّرَهَا نِصفَينِ ثُمّ دَفَعَ إِلَي الحَسَنِ نِصفَهَا وَ إِلَي الحُسَينِ نِصفَهَا فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَي النّصفَينِ فِي أَيدِيهِمَا وَ أَنَا أَشتَهِيهَا قَالَ يَا سَلمَانُ هَذَا طَعَامٌ مِنَ الجَنّةِ لَا يَأكُلُهُ أَحَدٌ حَتّي يَنجُوَ مِنَ الحِسَابِ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الطبّرَاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن سَلمَانَ قَالَكُنّا حَولَ النّبِيّص فَجَاءَت أُمّ أَيمَنَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد ضَلّ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ ذَلِكَ عِندَ ارتِفَاعِ النّهَارِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قُومُوا فَاطلُبُوا ابنيَ‌ّ فَأَخَذَ كُلّ رَجُلٍ تُجَاهَ وَجهِهِ وَ أَخَذتُ نَحوَ النّبِيّص فَلَم يَزَل حَتّي أَتَي سَفحَ الجَبَلِ وَ إِذَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع مُلتَزِقٌ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِصَاحِبِهِ وَ إِذَا شُجَاعٌ قَائِمٌ عَلَي ذَنَبِهِ يَخرُجُ مِن فِيهِ شِبهُ النّارِ فَأَسرَعَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَالتَفَتَ مُخَاطِباً لِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ انسَابَ فَدَخَلَ بَعضَ الأَجحِرَةِ ثُمّ أَتَاهُمَا فَأَفرَقَ بَينَهُمَا


صفحه : 309

وَ مَسَحَ وُجُوهَهُمَا وَ قَالَ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ أَنتُمَا مَا أَكرَمَكُمَا عَلَي اللّهِ ثُمّ حَمَلَ أَحَدَهُمَا عَلَي عَاتِقِهِ الأَيمَنِ وَ الآخَرَ عَلَي عَاتِقِهِ الأَيسَرِ فَقُلتُ طُوبَاكُمَا نِعمَ المَطِيّةُ مَطِيّتُكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ وَ نِعمَ الرّاكِبَانِ هُمَا وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا

وَ روُيِ‌َ فِي المَرَاسِيلِ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ كَانَا يَكتُبَانِ فَقَالَ الحَسَنُ لِلحُسَينِ خطَيّ‌ أَحسَنُ مِن خَطّكَ وَ قَالَ الحُسَينُ لَا بَل خطَيّ‌ أَحسَنُ مِن خَطّكَ فَقَالَا لِفَاطِمَةَ احكمُيِ‌ بَينَنَا فَكَرِهَت فَاطِمَةُ أَن تؤُذيِ‌َ أَحَدَهُمَا فَقَالَت لَهُمَا سَلَا أَبَاكُمَا فَسَأَلَاهُ فَكَرِهَ أَن يؤُذيِ‌َ أَحَدَهُمَا فَقَالَ سَلَا جَدّكُمَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَص لَا أَحكُمُ بَينَكُمَا حَتّي أَسأَلَ جَبرَئِيلَ فَلَمّا جَاءَ جَبرَئِيلُ قَالَ لَا أَحكُمُ بَينَهُمَا وَ لَكِنّ إِسرَافِيلَ يَحكُمُ بَينَهُمَا فَقَالَ إِسرَافِيلُ لَا أَحكُمُ بَينَهُمَا وَ لَكِنّ أَسأَلُ اللّهَ أَن يَحكُمَ بَينَهُمَا فَسَأَلَ اللّهَ تَعَالَي ذَلِكَ فَقَالَ تَعَالَي لَا أَحكُمُ بَينَهُمَا وَ لَكِنّ أُمّهُمَا فَاطِمَةَ تَحكُمُ بَينَهُمَا فَقَالَت فَاطِمَةُ أَحكُمُ[احكُم]بَينَهُمَا يَا رَبّ وَ كَانَت لَهَا قِلَادَةٌ فَقَالَت لَهُمَا أَنَا أَنثُرُ بَينَكُمَا جَوَاهِرَ هَذِهِ القِلَادَةِ فَمَن أَخَذَ منهما[مِنهَا]أَكثَرَ فَخَطّهُ أَحسَنُ فَنَثَرَتهَا وَ كَانَ جَبرَئِيلُ وَقتَئِذٍ عِندَ قَائِمَةِ العَرشِ فَأَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي أَن يَهبِطَ إِلَي الأَرضِ وَ يُنَصّفَ الجَوَاهِرَ بَينَهُمَا كَيلَا يَتَأَذّي أَحَدُهُمَا فَفَعَلَ ذَلِكَ جَبرَئِيلُ إِكرَاماً لَهُمَا وَ تَعظِيماً

وَ رَوَي رُكنُ الأَئِمّةِ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ مِيكَائِيلَ عَن يُوسُفَ بنِ مَنصُورٍ الساّويِ‌ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ عُثمَانَ عَن مَنصُورِ بنِ مُحَمّدٍ النسّفَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرٍو عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن سَعدَانَ عَن مَالِكِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ عَن عَائِشَةَ قَالَت كَانَ رَسُولُ اللّهِص جَائِعاً لَا يَقدِرُ عَلَي مَا يَأكُلُ فَقَالَ لِي هاَتيِ‌ ردِاَي‌َ فَقُلتُ أَينَ تُرِيدُ قَالَ إِلَي فَاطِمَةَ ابنتَيِ‌ فَأَنظُرُ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَيَذهَبُ بَعضَ مَا بيِ‌ مِنَ الجُوعِ فَخَرَجَ حَتّي دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ أَينَ ابناَي‌َ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ خَرَجَا مِنَ الجُوعِ وَ هُمَا يَبكِيَانِ فَخَرَجَ النّبِيّص فِي طَلَبِهِمَا فَرَأَي أَبَا الدّردَاءِ فَقَالَ يَا عُوَيمِرُ هَل رَأَيتَ ابنيَ‌ّ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ هُمَا نَائِمَانِ فِي


صفحه : 310

ظِلّ حَائِطِ بنَيِ‌ جُدعَانَ فَانطَلَقَ النّبِيّ فَضَمّهُمَا وَ هُمَا يَبكِيَانِ وَ هُوَ يَمسَحُ الدّمُوعَ عَنهُمَا فَقَالَ لَهُ أَبُو الدّردَاءِ دعَنيِ‌ أَحمِلهُمَا فَقَالَ يَا أَبَا الدّردَاءِ دعَنيِ‌ أَمسَحِ الدّمُوعَ عَنهُمَا فَوَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَو قَطَرَ قَطرَةً فِي الأَرضِ لَبَقِيَتِ المَجَاعَةُ فِي أمُتّيِ‌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ حَمَلَهُمَا وَ هُمَا يَبكِيَانِ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ رَبّ العِزّةِ جَلّ جَلَالُهُ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ مَا هَذَا الجَزَعُ فَقَالَ النّبِيّص يَا جَبرَئِيلُ مَا أبَكيِ‌ جَزَعاً بَل أبَكيِ‌ مِن ذُلّ الدّنيَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ أَ يَسُرّكَ أَن أُحَوّلَ لَكَ أُحُداً ذَهَباً وَ لَا يَنقُصُ لَكَ مِمّا عنِديِ‌ شَيءٌ قَالَ لَا قَالَ لِمَ قَالَ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يُحِبّ الدّنيَا وَ لَو أَحَبّهَا لَمَا جَعَلَ لِلكَافِرِ أَكمَلَهَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع يَا مُحَمّدُ ادعُ بِالجَفنَةِ المَنكُوسَةِ التّيِ‌ فِي نَاحِيَةِ البَيتِ قَالَ فَدَعَا بِهَا فَلَمّا حُمِلَت فَإِذَا فِيهَا ثَرِيدٌ وَ لَحمٌ كَثِيرٌ فَقَالَ كُل يَا مُحَمّدُ وَ أَطعِمِ ابنَيكَ وَ أَهلَ بَيتِكَ قَالَ فَأَكَلُوا فَشَبِعُوا قَالَ ثُمّ أُرسِلَ بِهَا إلِيَ‌ّ فَأَكَلُوا وَ شَبِعُوا وَ هُوَ عَلَي حَالِهَا قَالَ مَا رَأَيتُ جَفنَةً أَعظَمَ بَرَكَةً مِنهَا فَرُفِعَت عَنهُم فَقَالَ النّبِيّص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ لَو سَكَتّ لَتَدَاوَلَهَا فُقَرَاءُ أمُتّيِ‌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

73-أَقُولُ،وَجَدتُ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا أَنّهُ روُيِ‌َ مُرسَلًا عَن جَمَاعَةٍ مِنَ الصّحَابَةِ قَالُوادَخَلَ النّبِيّص دَارَ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ إِنّ أَبَاكِ اليَومَ ضَيفُكِ فَقَالَت ع يَا أَبَتِ إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ يطُاَلبِاَنيّ‌ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الزّادِ فَلَم أَجِد لَهُمَا شَيئاً يَقتَاتَانِ بِهِ ثُمّ إِنّ النّبِيّص دَخَلَ وَ جَلَسَ مَعَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فَاطِمَةَ ع وَ فَاطِمَةُ مُتَحَيّرَةٌ مَا تدَريِ‌ كَيفَ تَصنَعُ ثُمّ إِنّ النّبِيّص نَظَرَ إِلَي السّمَاءِ سَاعَةً وَ إِذَا بِجَبرَئِيلَ ع قَد نَزَلَ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَخُصّكَ بِالتّحِيّةِ وَ الإِكرَامِ وَ يَقُولُ لَكَ قُل لعِلَيِ‌ّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ أَيّ شَيءٍ يَشتَهُونَ مِن فَوَاكِهِ الجَنّةِ فَقَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ وَ يَا فَاطِمَةُ وَ يَا حَسَنُ وَ يَا حُسَينُ إِنّ رَبّ العِزّةِ عَلِمَ أَنّكُم جِيَاعٌ فأَيَ‌ّ شَيءٍ تَشتَهُونَ مِن فَوَاكِهِ الجَنّةِ فَأَمسَكُوا عَنِ الكَلَامِ


صفحه : 311

وَ لَم يَرُدّوا جَوَاباً حَيَاءً مِنَ النّبِيّص فَقَالَ الحُسَينُ ع عَن إِذنِكَ يَا أَبَاه يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ عَن إِذنِكِ يَا أُمّاه يَا سَيّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ عَن إِذنِكَ يَا أَخَاه الحَسَنَ الزكّيِ‌ّ أَختَارُ لَكُم شَيئاً مِن فَوَاكِهِ الجَنّةِ فَقَالُوا جَمِيعاً قُل يَا حُسَينُ مَا شِئتَ فَقَد رَضِينَا بِمَا تَختَارُهُ لَنَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قُل لِجَبرَئِيلَ إِنّا نشَتهَيِ‌ رُطَباً جَنِيّاً فَقَالَ النّبِيّص قَد عَلِمَ اللّهُ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ قوُميِ‌ وَ ادخلُيِ‌ البَيتَ وَ أحَضرِيِ‌ إِلَينَا مَا فِيهِ فَدَخَلَت فَرَأَت فِيهِ طَبَقاً مِنَ البِلّورِ مُغَطّي بِمِندِيلٍ مِنَ السّندُسِ الأَخضَرِ وَ فِيهِ رُطَبٌ جنَيِ‌ّ فِي غَيرِ أَوَانِهِ فَقَالَ النّبِيّ يَا فَاطِمَةُأَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ كَمَا قَالَت مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ فَقَامَ النّبِيّص وَ تَنَاوَلَهُ وَ قَدّمَهُ بَينَ أَيدِيهِم ثُمّ قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ ثُمّ أَخَذَ رُطَبَةً وَاحِدَةً فَوَضَعَهَا فِي فَمِ الحُسَينِ ع فَقَالَ هَنِيئاً مَرِيئاً لَكَ يَا حُسَينُ ثُمّ أَخَذَ رُطَبَةً فَوَضَعَهَا فِي فَمِ الحَسَنِ وَ قَالَ هَنِيئاً مَرِيئاً يَا حَسَنُ ثُمّ أَخَذَ رُطَبَةً ثَالِثَةً فَوَضَعَهَا فِي فَمِ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع وَ قَالَ لَهَا هَنِيئاً مَرِيئاً لَكِ يَا فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ ثُمّ أَخَذَ رُطَبَةً رَابِعَةً فَوَضَعَهَا فِي فَمِ عَلِيّ ع وَ قَالَ هَنِيئاً مَرِيئاً لَكَ يَا عَلِيّ ثُمّ نَاوَلَ عَلِيّاً رُطَبَةً أُخرَي وَ النّبِيّص يَقُولُ لَهُ هَنِيئاً مَرِيئاً لَكَ يَا عَلِيّ ثُمّ وَثَبَ النّبِيّص قَائِماً ثُمّ جَلَسَ ثُمّ أَكَلُوا جَمِيعاً عَن ذَلِكَ الرّطَبِ فَلَمّا اكتَفَوا وَ شَبِعُوا ارتَفَعَتِ المَائِدَةُ إِلَي السّمَاءِ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَقَالَت فَاطِمَةُ يَا أَبَتِ لَقَد رَأَيتُ اليَومَ مِنكَ عَجَباً فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ أَمّا الرّطَبَةُ الأَولَي التّيِ‌ وَضَعتُهَا فِي فَمِ الحُسَينِ وَ قُلتُ لَهُ هَنِيئاً يَا حُسَينُ فإَنِيّ‌ سَمِعتُ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ يَقُولَانِ هَنِيئاً لَكَ يَا حُسَينُ فَقُلتُ أَيضاً مُوَافِقاً لَهُمَا فِي القَولِ ثُمّ أَخَذتُ الثّانِيَةَ فَوَضَعتُهَا فِي فَمِ الحَسَنِ فَسَمِعتُ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ يَقُولَانِ هَنِيئاً لَكَ يَا حَسَنُ فَقُلتُ أَنَا مُوَافِقاً لَهُمَا فِي القَولِ ثُمّ أَخَذتُ الثّالِثَةَ فَوَضَعتُهَا فِي فَمِكِ يَا فَاطِمَةُ فَسَمِعتُ الحُورَ العِينَ مَسرُورِينَ مُشرِفِينَ عَلَينَا مِنَ الجِنَانِ وَ هُنّ يَقُلنَ هَنِيئاً لَكِ يَا فَاطِمَةُ فَقُلتُ مُوَافِقاً لَهُنّ بِالقَولِ


صفحه : 312

وَ لَمّا أَخَذتُ الرّابِعَةَ فَوَضَعتُهَا فِي فَمِ عَلِيّ سَمِعتُ النّدَاءَ مِن قِبَلِ الحَقّ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي يَقُولُ هَنِيئاً مَرِيئاً لَكَ يَا عَلِيّ مُوَافِقاً لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ نَاوَلتُ عَلِيّاً رُطَبَةً أُخرَي ثُمّ أُخرَي وَ أَنَا أَسمَعُ صَوتَ الحَقّ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي يَقُولُ هَنِيئاً مَرِيئاً لَكَ يَا عَلِيّ ثُمّ قُمتُ إِجلَالًا لِرَبّ العِزّةِ جَلّ جَلَالُهُ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَو نَاوَلتَ عَلِيّاً مِن هَذِهِ السّاعَةِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ رُطَبَةً رُطَبَةً لَقُلتُ لَهُ هَنِيئاً مَرِيئاً بِغَيرِ انقِطَاعٍ

وَ روُيِ‌َ فِي بَعضِ الأَخبَارِ أَنّ أَعرَابِيّاً أَتَي الرّسُولَص فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد صِدتُ خِشفَةَ غَزَالَةٍ وَ أَتَيتُ بِهَا إِلَيكَ هَدِيّةً لِوَلَدَيكَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَبِلَهَا النّبِيّص وَ دَعَا لَهُ بِالخَيرِ فَإِذَا الحَسَنُ ع وَاقِفٌ عِندَ جَدّهِ فَرَغِبَ إِلَيهَا فَأَعطَاهُ إِيّاهَا فَمَا مَضَي سَاعَةٌ إِلّا وَ الحُسَينُ ع قَد أَقبَلَ فَرَأَي الخِشفَةَ عِندَ أَخِيهِ يَلعَبُ بِهَا فَقَالَ يَا أخَيِ‌ مِن أَينَ لَكَ هَذِهِ الخِشفَةُ فَقَالَ الحَسَنُ ع أَعطَانِيهَا جدَيّ‌ رَسُولُ اللّهِص فَسَارَ الحُسَينُ ع مُسرِعاً إِلَي جَدّهِ فَقَالَ يَا جَدّاه أَعطَيتَ أخَيِ‌ خِشفَةً يَلعَبُ بِهَا وَ لَم تعُطنِيِ‌ مِثلَهَا وَ جَعَلَ يُكَرّرُ القَولَ عَلَي جَدّهِ وَ هُوَ سَاكِتٌ لَكِنّهُ يسُلَيّ‌ خَاطِرَهُ وَ يُلَاطِفُهُ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الكَلَامِ حَتّي أَفضَي مِن أَمرِ الحُسَينِ ع إِلَي أَن هَمّ يبَكيِ‌ فَبَينَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ نَحنُ بِصِيَاحٍ قَدِ ارتَفَعَ عِندَ بَابِ المَسجِدِ فَنَظَرنَا فَإِذَا ظَبيَةٌ وَ مَعَهَا خِشفُهَا وَ مِن خَلفِهَا ذِئبَةٌ تَسُوقُهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ تَضرِبُهَا بِأَحَدِ أَطرَافِهَا حَتّي أَتَت بِهَا إِلَي النّبِيّص ثُمّ نَطَقَتِ الغَزَالَةُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ وَ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ قَد كَانَت لِي خِشفَتَانِ إِحدَاهُمَا صَادَهَا الصّيّادُ وَ أَتَي بِهَا إِلَيكَ وَ بَقِيَت لِي هَذِهِ الأُخرَي وَ أَنَا بِهَا مَسرُورَةٌ وَ إنِيّ‌ كُنتُ الآنَ أُرضِعُهَا فَسَمِعتُ قَائِلًا يَقُولُ أسَرعِيِ‌ أسَرعِيِ‌ يَا غَزَالَةُ بِخِشفِكِ إِلَي النّبِيّ مُحَمّدٍ وَ أَوصِلِيهِ سَرِيعاً لِأَنّ الحُسَينَ وَاقِفٌ بَينَ يدَيَ‌ جَدّهِ وَ قَد هَمّ أَن يبَكيِ‌َ وَ المَلَائِكَةُ بِأَجمَعِهِم قَد رَفَعُوا رُءُوسَهُم مِن صَوَامِعِ العِبَادَةِ وَ لَو بَكَي الحُسَينُ ع لَبَكَتِ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ لِبُكَائِهِ وَ سَمِعتُ أَيضاً قَائِلًا يَقُولُ أسَرعِيِ‌ يَا غَزَالَةُ قَبلَ جَرَيَانِ الدّمُوعِ عَلَي خَدّ الحُسَينِ ع فَإِن لَم تفَعلَيِ‌ سَلّطتُ عَلَيكِ هَذِهِ الذّئبَةَ تَأكُلُكِ مَعَ خِشفِكِ فَأَتَيتُ


صفحه : 313

بخِشِفيِ‌ إِلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَطَعتُ مَسَافَةً بَعِيدَةً وَ لَكِن طُوِيَت لِيَ الأَرضُ حَتّي أَتَيتُكَ سَرِيعَةً وَ أَنَا أَحمَدُ اللّهَ ربَيّ‌ عَلَي أَن جِئتُكَ قَبلَ جَرَيَانِ دُمُوعِ الحُسَينِ ع عَلَي خَدّهِ فَارتَفَعَ التّهلِيلُ وَ التّكبِيرُ مِنَ الأَصحَابِ وَ دَعَا النّبِيّص لِلغَزَالَةِ بِالخَيرِ وَ البَرَكَةِ وَ أَخَذَ الحُسَينُ ع الخِشفَةَ وَ أَتَي بِهَا إِلَي أُمّهِ الزّهرَاءِ ع فَسُرّت بِذَلِكَ سُرُوراً عَظِيماً

وَ روُيِ‌َ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ قَالَأهُديِ‌َ إِلَي النّبِيّص قِطفٌ مِنَ العِنَبِ فِي غَيرِ أَوَانِهِ فَقَالَ لِي يَا سَلمَانُ ائتنِيِ‌ بوِلَدَيَ‌ّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ لِيَأكُلَا معَيِ‌ مِن هَذَا العِنَبِ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَذَهَبتُ أَطرُقُ عَلَيهِمَا مَنزِلَ أُمّهِمَا فَلَم أَرَهُمَا فَأَتَيتُ مَنزِلَ أُختِهِمَا أُمّ كُلثُومٍ فَلَم أَرَهُمَا فَجِئتُ فَخَبّرتُ النّبِيّص بِذَلِكَ فَاضطَرَبَ وَ وَثَبَ قَائِماً وَ هُوَ يَقُولُ وَا وَلَدَاه وَا قُرّةَ عَينَاه مَن يرُشدِنُيِ‌ عَلَيهِمَا فَلَهُ عَلَي اللّهِ الجَنّةُ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ مِنَ السّمَاءِ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ عَلَامَ هَذَا الِانزِعَاجُ فَقَالَ عَلَي ولَدَيَ‌ّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فإَنِيّ‌ خَائِفٌ عَلَيهِمَا مِن كَيدِ اليَهُودِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ بَل خِف عَلَيهِمَا مِن كَيدِ المُنَافِقِينَ فَإِنّ كَيدَهُم أَشَدّ مِن كَيدِ اليَهُودِ وَ اعلَم يَا مُحَمّدُ إِنّ ابنَيكَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ نَائِمَانِ فِي حَدِيقَةِ أَبِي الدّحدَاحِ فَصَارَ النّبِيّص مِن وَقتِهِ وَ سَاعَتِهِ إِلَي الحَدِيقَةِ وَ أَنَا مَعَهُ حَتّي دَخَلنَا الحَدِيقَةَ وَ إِذَا هُمَا نَائِمَانِ وَ قَدِ اعتَنَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ وَ ثُعبَانٌ فِي فِيهِ طَاقَةُ رَيحَانٍ يَرُوحُ بِهَا وَجهَيهِمَا فَلَمّا رَأَي الثّعبَانُ النّبِيّص أَلقَي مَا كَانَ فِي فِيهِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَستُ أَنَا ثُعبَاناً وَ لكَنِيّ‌ مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ الكَرُوبِيّينَ غَفَلتُ عَن ذِكرِ ربَيّ‌ طَرفَةَ عَينٍ فَغَضِبَ عَلَيّ ربَيّ‌ وَ مسَخَنَيِ‌ ثُعبَاناً كَمَا تَرَي وَ طرَدَنَيِ‌ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ وَ إنِيّ‌ مُنذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ أَقصِدُ كَرِيماً عَلَي اللّهِ فَأَسأَلُهُ أَن يَشفَعَ لِي عِندَ ربَيّ‌ عَسَي أَن يرَحمَنَيِ‌ وَ يعُيِدنَيِ‌ مَلَكاً كَمَا كُنتُ أَوّلًاإِنّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ قَالَ فَجَثَا النّبِيّص يُقَبّلُهُمَا حَتّي استَيقَظَا فَجَلَسَا عَلَي ركُبتَيَ‌ِ النّبِيّص فَقَالَ لَهُمَا النّبِيّص انظُرَا يَا ولَدَيَ‌ّ هَذَا مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ


صفحه : 314

الكَرُوبِيّينَ قَد غَفَلَ عَن ذِكرِ رَبّهِ طَرفَةَ عَينٍ فَجَعَلَهُ اللّهُ هَكَذَا وَ أَنَا مُستَشفِعٌ بِكُمَا إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَاشفَعَا لَهُ فَوَثَبَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَأَسبَغَا الوُضُوءَ وَ صَلّيَا رَكعَتَينِ وَ قَالَا أللّهُمّ بِحَقّ جَدّنَا الجَلِيلِ الحَبِيبِ مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ بِأَبِينَا عَلِيّ المُرتَضَي وَ بِأُمّنَا فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ إِلّا مَا رَدَدتَهُ إِلَي حَالَتِهِ الأُولَي قَالَ فَمَا استَتَمّ دُعَاءَهُمَا فَإِذَا بِجَبرَئِيلَ قَد نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ فِي رَهطٍ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ بَشّرَ ذَلِكَ المَلَكَ بِرِضَي اللّهِ عَنهُ وَ بِرَدّهِ إِلَي سِيرَتِهِ الأُولَي ثُمّ ارتَفِعُوا بِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هُم يُسَبّحُونَ اللّهَ تَعَالَي ثُمّ رَجَعَ جَبرَئِيلُ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ مُتَبَسّمٌ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ ذَلِكَ المَلَكَ يَفتَخِرُ عَلَي مَلَائِكَةِ السّبعِ السّمَاوَاتِ وَ يَقُولُ لَهُم مَن مثِليِ‌ وَ أَنَا فِي شَفَاعَةِ السّيّدَينِ السّبطَينِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ

وَ قَالَ حكُيِ‌َ عَن عُروَةَ الباَرقِيِ‌ّ قَالَحَجَجتُ فِي بَعضِ السّنِينَ فَدَخَلتُ مَسجِدَ رَسُولِ اللّهِص فَوَجَدتُ رَسُولَ اللّهِ جَالِساً وَ حَولَهُ غُلَامَانِ يَافِعَانِ وَ هُوَ يُقَبّلُ هَذَا مَرّةً وَ هَذَا أُخرَي فَإِذَا رَآهُ النّاسُ يَفعَلُ ذَلِكَ أَمسَكُوا عَن كَلَامِهِ حَتّي يقَضيِ‌َ وَطَرَهُ مِنهُمَا وَ مَا يَعرِفُونَ لأِيَ‌ّ سَبَبٍ حُبّهُ إِيّاهُمَا فَجِئتُهُ وَ هُوَ يَفعَلُ ذَلِكَ بِهِمَا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَانِ ابنَاكَ فَقَالَ إِنّهُمَا ابنَا ابنتَيِ‌ وَ ابنَا أخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ وَ أَحَبّ الرّجَالِ إلِيَ‌ّ وَ مَن هُوَ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ مَن نَفسُهُ نفَسيِ‌ وَ نفَسيِ‌ نَفسُهُ وَ مَن أَحزَنُ لِحُزنِهِ وَ يَحزَنُ لحِزُنيِ‌ فَقُلتُ لَهُ قَد عَجِبتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مِن فِعلِكَ بِهِمَا وَ حُبّكَ لَهُمَا فَقَالَ لِي أُحَدّثُكَ أَيّهَا الرّجُلُ إنِيّ‌ لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَ دَخَلتُ الجَنّةَ انتَهَيتُ إِلَي شَجَرَةٍ فِي رِيَاضِ الجَنّةِ فَعَجِبتُ مِن طِيبِ رَائِحَتِهَا فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ لَا تَعجَب مِن هَذِهِ الشّجَرَةِ فَثَمَرُهَا أَطيَبُ مِن رِيحِهَا فَجَعَلَ جَبرَئِيلُ يتُحفِنُيِ‌ مِن ثَمَرِهَا وَ يطُعمِنُيِ‌ مِن فَاكِهَتِهَا وَ أَنَا لَا أَمَلّ مِنهَا ثُمّ مَرَرنَا بِشَجَرَةٍ أُخرَي فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ كُل مِن هَذِهِ الشّجَرَةِ فَإِنّهَا تُشبِهُ الشّجَرَةَ التّيِ‌ أَكَلتَ مِنهَا الثّمَرَ فهَيِ‌َ أَطيَبُ طَعماً وَ أَذكَي رَائِحَةً قَالَ فَجَعَلَ جَبرَئِيلُ يتُحفِنُيِ‌ بِثَمَرِهَا وَ يشُمِنّيِ‌ مِن رَائِحَتِهَا وَ أَنَا لَا أَمَلّ مِنهَا


صفحه : 315

فَقُلتُ يَا أخَيِ‌ جَبرَئِيلُ مَا رَأَيتُ فِي الأَشجَارِ أَطيَبَ وَ لَا أَحسَنَ مِن هَاتَينِ الشّجَرَتَينِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ أَ تدَريِ‌ مَا اسمُ هَاتَينِ الشّجَرَتَينِ فَقُلتُ لَا أدَريِ‌ فَقَالَ إِحدَاهُمَا الحَسَنُ وَ الأُخرَي الحُسَينُ فَإِذَا هَبَطتَ يَا مُحَمّدُ إِلَي الأَرضِ مِن فَورِكَ فَأتِ زَوجَتَكَ خَدِيجَةَ وَ وَاقِعهَا مِن وَقتِكَ وَ سَاعَتِكَ فَإِنّهُ يَخرُجُ مِنكَ طِيبُ رَائِحَةِ الثّمَرِ ألّذِي أَكَلتَهُ مِن هَاتَينِ الشّجَرَتَينِ فَتَلِدُ لَكَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءَ ثُمّ زَوّجهَا أَخَاكَ عَلِيّاً فَتَلِدُ لَهُ ابنَينِ فَسَمّ أَحَدَهُمَا الحَسَنَ وَ الآخَرَ الحُسَينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَفَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ‌ أخَيِ‌ جَبرَئِيلُ فَكَانَ الأَمرُ مَا كَانَ فَنَزَلَ إلِيَ‌ّ جَبرَئِيلُ بَعدَ مَا وُلِدَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقُلتُ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ مَا أشَوقَنَيِ‌ إِلَي تَينِكَ الشّجَرَتَينِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِذَا اشتَقتَ إِلَي الأَكلِ مِن ثَمَرَةِ تَينِكَ الشّجَرَتَينِ فَشَمّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قَالَ فَجَعَلَ النّبِيّص كُلّمَا اشتَاقَ إِلَي الشّجَرَتَينِ يَشَمّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ يَلثِمُهُمَا وَ هُوَ يَقُولُ صَدَقَ أخَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع ثُمّ يُقَبّلُ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ يَقُولُ يَا أصَحاَبيِ‌ إنِيّ‌ أَوَدّ أنَيّ‌ أُقَاسِمُهُمَا حيَاَتيِ‌ لحِبُيّ‌ لَهُمَا فَهُمَا ريَحاَنتَاَي‌َ مِنَ الدّنيَا فَتَعَجّبَ الرّجُلُ مِن وَصفِ النّبِيّص لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَكَيفَ لَو شَاهَدَ النّبِيّص مَن سَفَكَ دِمَاءَهُم وَ قَتَلَ رِجَالَهُم وَ ذَبَحَ أَطفَالَهُم وَ نَهَبَ أَموَالَهُم وَ سَبَي حَرِيمَهُمأُولئِكَ عَلَيهِم لَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

أقول قدمر أخبار كثيرة في باب فضائل أصحاب الكساء و باب النصوص علي الاثني‌ عشر ع في فضائلهما

وَ رَوَي الديّلمَيِ‌ّ فِي فِردَوسِ الأَخبَارِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ سَأَلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ أخَيِ‌ هَارُونَ مَاتَ فَاغفِر لَهُ فَأَوحَي اللّهُ أَن يَا مُوسَي لَو سأَلَتنَيِ‌ فِي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لَأَجَبتُكَ مَا خَلَا قَاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فإَنِيّ‌ أَنتَقِمُ لَهُ مِنهُ

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَنهُ ع أَنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ سَأَلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ زِيَارَةَ قَبرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَزَارَهُ فِي سَبعِينَ أَلفاً مِنَ المَلَائِكَةِ

وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّ ع أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّهُ وَ أَحِبّ مَن يُحِبّهُ


صفحه : 316

ثَلَاثاً يعَنيِ‌ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع

وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَنهُص الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ إِلّا ابنيَ‌ِ الخَالَةِ عِيسَي وَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا

ابنُ عُمَرَ عَنهُ ع الحَسَنُ وَ الحُسَينُ هُمَا ريَحاَنيَ‌ّ[ريَحاَنتَاَي‌َ] مِنَ الدّنيَا

يَعلَي بنُ مُرّةَ الحُسَينُ منِيّ‌ وَ أَنَا مِن حُسَينٍ أَحَبّ اللّهُ مَن أَحَبّ حُسَيناً حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسبَاطِ

عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يَومَ القِيَامَةِ عَن جنَبيَ‌ عَرشِ الرّحمَنِ بِمَنزِلَةِ الشّنفَينِ مِنَ الوَجهِ

حُذَيفَةُ عَنهُص الحُسَينُ أعُطيِ‌َ مِنَ الفَضلِ مَا لَم يُعطَ أَحَدٌ مِن وُلدِ آدَمَ مَا خَلَا يُوسُفَ بنَ يَعقُوبَ

وَ عَن عَائِشَةَ عَنهُص قَالَ سَأَلَتِ الفِردَوسُ رَبّهَا عَزّ وَ جَلّ فَقَالَت أَي رَبّ زيَنّيّ‌ فَإِنّ أصَحاَبيِ‌ وَ أهَليِ‌ أَتقِيَاءُ أَبرَارٌ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهَا أَ وَ لَم أُزَيّنكِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ

وَ رَوَي ابنُ نَمَا فِي مُثِيرِ الأَحزَانِ مِن تَارِيخِ البلَاذرُيِ‌ّ قَالَ حَدّثَ مُحَمّدُ بنُ يَزِيدَ المُبَرّدُ النحّويِ‌ّ فِي إِسنَادٍ ذَكَرَهُ قَالَ انصَرَفَ النّبِيّ إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ فَرَآهَا قَائِمَةً خَلفَ بَابِهَا فَقَالَ مَا بَالُ حبَيِبتَيِ‌ هَاهُنَا فَقَالَتِ ابنَاكَ خَرَجَا غُدوَةً وَ قَد غبَيِ‌َ عَلَيّ خَبَرُهُمَا فَمَضَي رَسُولُ اللّهِص يَقفُو آثَارَهُمَا حَتّي صَارَ إِلَي كَهفِ جَبَلٍ فَوَجَدَهُمَا نَائِمَينِ وَ حَيّةٌ مُطَوّقَةٌ عِندَ رُءُوسِهِمَا فَأَخَذَ حَجَراً وَ أَهوَي إِلَيهَا فَقَالَتِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ اللّهِ مَا نِمتُ عِندَ رُءُوسِهِمَا إِلّا حِرَاسَةً لَهُمَا فَدَعَا لَهَا بِخَيرٍ ثُمّ حَمَلَ الحَسَنَ عَلَي كَتِفِهِ اليُمنَي وَ الحُسَينَ عَلَي كَتِفِهِ اليُسرَي فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ فَأَخَذَ الحُسَينَ وَ حَمَلَهُ فَكَانَا بَعدَ ذَلِكَ يَفتَخِرَانِ فَيَقُولُ الحَسَنُ حمَلَنَيِ‌ خَيرُ أَهلِ الأَرضِ وَ يَقُولُ الحُسَينُ حمَلَنَيِ‌ خَيرُ أَهلِ السّمَاءِ

74- د،[العدد القوية] مِن كِتَابِ الدّرّ ذَكَرَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ حَدِيثاً عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لِلحَسَنِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ فَأَحِبّ مَن يُحِبّهُ


صفحه : 317

وَ حَدّثَ عَبدُ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن رِجَالِهِ عَن عُمَيرِ بنِ إِسحَاقَ قَالَ كُنتُ مَعَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَلَقِيَنَا أَبُو هُرَيرَةَ فَقَالَ أرَنِيِ‌ أُقَبّل مِنكَ حَيثُ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يُقَبّلُ قَالَ فَقَالَ لِقَمِيصِهِ كَذَا فَكَشَفَهُ عَن سُرّتِهِ

وَ عَنهُ عَن رِجَالِهِ قَالَ كُنّا عِندَ النّبِيّص فَجَاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ يَحبُو حَتّي صَعِدَ عَلَي صَدرِهِ فَبَالَ عَلَيهِ فَابتَدَرنَاهُ لِنَأخُذَهُ فَقَالَ النّبِيّص ابنيِ‌ ابنيِ‌ ثُمّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبّهُ عَلَيهِ

قَالَ المُسَهّرُ مَولَي الزّبَيرِ تَذَاكَرنَا مَن أَشبَهَ النّبِيّص مِن أَهلِهِ فَدَخَلَ عَلَينَا عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَقَالَ أَنَا أُحَدّثُكُم بِأَشبَهِ أَهلِهِ إِلَيهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ رَأَيتُهُ يجَيِ‌ءُ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَيَركَبُ ظَهرَهُ فَمَا يُنزِلُهُ حَتّي يَكُونَ هُوَ ألّذِي يَنزِلُ وَ رَأَيتُهُ يجَيِ‌ءُ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَيُفَرّجُ لَهُ بَينَ رِجلَيهِ حَتّي يَخرُجَ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ وَ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص هُوَ ريَحاَنيِ‌ مِنَ الدّنيَا وَ إِنّ ابنيِ‌ هَذَا سَيّدٌ يُصلِحُ اللّهُ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ مِنَ المُسلِمِينَ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُحِبّهُ وَ أُحِبّ مَن يُحِبّهُ

75- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ النّبِيّص قَبّلَ زُبّ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ كَشَفَ عَن أُربِيّتِهِ وَ قَامَ فَصَلّي مِن غَيرِ أَن يَتَوَضّأَ


صفحه : 318

باب 31-مكارم أخلاقهما صلوات الله عليهما وإقرار المخالف والمؤالف بفضلهما

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] استَفتَي أعَراَبيِ‌ّ عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ وَ عَمرَو بنَ عُثمَانَ فَتَوَاكَلَا فَقَالَ اتّقِيَا اللّهَ فإَنِيّ‌ أَتَيتُكُمَا مُستَرشِداً أَ مُوَاكَلَةٌ فِي الدّينِ فَأَشَارَا عَلَيهِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَأَفتَيَاهُ فَأَنشَأَ أَبيَاتاً مِنهَا


جَعَلَ اللّهُ حُرّ وَجهَيكُمَا نَعلَينِ   سِبتاً يَطَؤُهُمَا الحَسَنَانِ

بيان قال الجزري‌ فيه ياصاحب السبتين اخلع نعليك السبت بالكسر جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال سميت بذلك لأن شعرها قدسبت عنها أي حلق وأزيل وقيل لأنها انسبتت بالدباغ أي لانت يريد ياصاحب النعلين و في تسميتهم للنعل المتخذة من السبت سبتا اتساع مثل قولهم فلان يلبس الصوف والقطن والإبريسم أي الثياب المتخذة منها

2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]إِسمَاعِيلُ بنُ بُرَيدٍ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ أَذنَبَ رَجُلٌ ذَنباً فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَتَغَيّبَ حَتّي وَجَدَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فِي طَرِيقٍ خَالٍ فَأَخَذَهُمَا فَاحتَمَلَهُمَا عَلَي عَاتِقَيهِ وَ أَتَي بِهِمَا النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ مُستَجِيرٌ بِاللّهِ وَ بِهِمَا فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي رَدّ يَدَهُ إِلَي فَمِهِ ثُمّ قَالَ لِلرّجُلِ اذهَب فَأَنتَ طَلِيقٌ وَ قَالَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ قَد شَفّعتُكُمَا فِيهِ أَي فَتَيَانِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَو أَنّهُم إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم جاؤُكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَ استَغفَرَ لَهُمُ الرّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِيماً

أَخبَارُ


صفحه : 319

اللّيثِ بنِ سَعدٍ بِإِسنَادِهِ أَنّ رَجُلًا نَذَرَ أَن يَدّهِنَ بِقَارُورَةٍ رجِليَ‌ أَفضَلِ قُرَيشٍ فَسَأَلَ عَن ذَلِكَ فَقِيلَ إِنّ مَخرَمَةَ أَعلَمُ النّاسِ اليَومَ بِأَنسَابِ قُرَيشٍ فَاسأَلهُ عَن ذَلِكَ فَأَتَاهُ وَ سَأَلَهُ وَ قَد خَرِفَ وَ عِندَهُ ابنُهُ المِسوَرُ فَمَدّ الشّيخُ رِجلَيهِ وَ قَالَ ادّهِنهُمَا فَقَالَ المِسوَرُ ابنُهُ لِلرّجُلِ لَا تَفعَل أَيّهَا الرّجُلُ فَإِنّ الشّيخَ قَد خَرِفَ وَ إِنّمَا ذَهَبَ إِلَي مَا كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ وَ أَرسَلَهُ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ قَالَ ادّهِن بِهَا أَرجُلَهُمَا فَهُمَا أَفضَلُ النّاسِ وَ أَكرَمُهُمُ اليَومَ

وَ فِي حَدِيثِ مُدرِكِ بنِ أَبِي زِيَادٍ قُلتُ لِابنِ عَبّاسٍ وَ قَد أَمسَكَ لِلحَسَنِ ثُمّ الحُسَينِ بِالرّكَابِ وَ سَوّي عَلَيهِمَا أَنتَ أَسَنّ مِنهُمَا تُمسِكُ لَهُمَا بِالرّكَابِ فَقَالَ يَا لُكَعُ وَ مَا تدَريِ‌ مَن هَذَانِ هَذَانِ ابنَا رَسُولِ اللّهِص أَ وَ لَيسَ مِمّا أَنعَمَ اللّهُ عَلَيّ بِهِ أَن أُمسِكَ لَهُمَا وَ أسُوَيّ‌َ عَلَيهِمَا

عُيُونُ المَحَاسِنِ عَنِ الروّياَنيِ‌ّ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ مَرّا عَلَي شَيخٍ يَتَوَضّأُ وَ لَا يُحسِنُ فَأَخَذَا فِي التّنَازُعِ يَقُولُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا أَنتَ لَا تُحسِنُ الوُضُوءَ فَقَالَا أَيّهَا الشّيخُ كُن حَكَماً بَينَنَا يَتَوَضّأُ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا فَتَوَضّئَا ثُمّ قَالَا أَيّنَا يُحسِنُ قَالَ كِلَاكُمَا تُحسِنَانِ الوُضُوءَ وَ لَكِنّ هَذَا الشّيخَ الجَاهِلَ هُوَ ألّذِي لَم يَكُن يُحسِنُ وَ قَد تَعَلّمَ الآنَ مِنكُمَا وَ تَابَ عَلَي يَدَيكُمَا بِبَرَكَتِكُمَا وَ شَفَقَتِكُمَا عَلَي أُمّةِ جَدّكُمَا

البَاقِرُ ع قَالَ مَا تَكَلّمَ الحُسَينُ بَينَ يدَيَ‌ِ الحَسَنِ إِعظَاماً لَهُ وَ لَا تَكَلّمَ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ بَينَ يدَيِ‌ الحُسَينِ ع إِعظَاماً لَهُ

وَ قَالُوا قِيلَ لِأَيّوبَ ع نِعمَ العَبدُ وَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ نِعمَ المَطِيّةُ مَطِيّتُكُمَا وَ نِعمَ الرّاكِبَانِ أَنتُمَا وَ قَالَوَ إِن لَم تُؤمِنُوا لِي فَاعتَزِلُونِ وَ قَالَ الحُسَينُ ع إِن لَم تصُدَقّوُنيِ‌ فاَعتزَلِوُنيِ‌ وَ لَا تقَتلُوُنيِ‌


صفحه : 320

3- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ النيّساَبوُريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا التمّيِميِ‌ّ قَالَ مَرَرتُ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا وَ هُمَا فِي الفُرَاتِ مُستَنقِعَانِ فِي إِزَارَينِ فَقُلتُ لَهُمَا يَا ابنيَ‌ رَسُولِ اللّهِ أَفسَدتُمَا الإِزَارَينِ فَقَالَا لِي يَا بَا سَعِيدٍ فَسَادُ الإِزَارَينِ أَحَبّ إِلَينَا مِن فَسَادِ الدّينِ إِنّ لِلمَاءِ أَهلًا وَ سُكّاناً كَسُكّانِ الأَرضِ ثُمّ قَالَا لِي أَينَ تُرِيدُ فَقُلتُ إِلَي هَذَا المَاءِ فَقَالَا وَ مَا هَذَا المَاءُ فَقُلتُ أُرِيدُ دَوَاءَهُ أَشرَبُ مِن هَذَا المَاءِ المُرّ لِعِلّةٍ بيِ‌ أَرجُو أَن يُجَفّفَ لَهُ الجَسَدُ وَ يُسهِلَ البَطنَ فَقَالَا مَا نَحسَبُ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ فِي شَيءٍ قَد لَعَنَهُ شِفَاءً قُلتُ وَ لِمَ ذَاكَ فَقَالَا لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا آسَفَهُ قَومُ نُوحٍ فَتَحَ السّمَاءَ بِمَاءٍ مُنهَمِرٍ وَ أَوحَي إِلَي الأَرضِ فَاستَعصَت عَلَيهِ عُيُونٌ مِنهَا فَلَعَنَهَا وَ جَعَلَهَا مِلحاً أُجَاجاً

وَ فِي رِوَايَةِ حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ أَنّهُمَا قَالَا ع يَا بَا سَعِيدٍ تأَتيِ‌ مَاءً يُنكِرُ وَلَايَتَنَا فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثَ مَرّاتٍ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَرَضَ وَلَايَتَنَا عَلَي المِيَاهِ فَمَا قَبِلَ وَلَايَتَنَا عَذُبَ وَ طَابَ وَ مَا جَحَدَ وَلَايَتَنَا جَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُرّاً وَ مِلحاً أُجَاجاً

4- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَمّن حَدّثَهُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ هُمَا جَالِسَانِ عَلَي الصّفَا فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا إِنّ الصّدَقَةَ لَا تَحِلّ إِلّا فِي دَينٍ مُوجِعٍ أَو غُرمٍ مُفظِعٍ أَو فَقرٍ مُدقِعٍ فَفِيكَ شَيءٌ مِن هَذَا قَالَ نَعَم فَأَعطَيَاهُ وَ قَد كَانَ الرّجُلُ سَأَلَ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ وَ عَبدَ الرّحمَنِ بنَ أَبِي بَكرٍ فَأَعطَيَاهُ وَ لَم يَسأَلَاهُ عَن شَيءٍ فَرَجَعَ إِلَيهِمَا فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا لَم تسَألَاَنيِ‌ عَمّا سأَلَنَيِ‌ عَنهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ أَخبَرَهُمَا بِمَا قَالَا فَقَالَا إِنّهُمَا غُذّيَا بِالعِلمِ غِذَاءً


صفحه : 321

بيان قال الجزري‌ فيه لاتحل المسألة إلالذي‌ فقر مدقع أي شديد يفضي‌ بصاحبه إلي الدقعاء و هوالتراب

5- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَاتَ الحَسَنُ ع وَ عَلَيهِ دَينٌ وَ قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ عَلَيهِ دَينٌ

أَقُولُ رَوَي السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ فِي كَشفِ المَحَجّةِ بِإِسنَادِهِ مِن كِتَابِ عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ الحُسَينَ ع قُتِلَ وَ عَلَيهِ دَينٌ وَ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع بَاعَ ضَيعَةً لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلفٍ ليِقَضيِ‌َ دَينَ الحُسَينِ ع وَ عِدَاتٍ كَانَت عَلَيهِ


صفحه : 322

أبواب مايختص بالإمام الزكي‌ سيد شباب أهل الجنة الحسن بن علي صلوات الله عليهما

باب 41-النص عليه صلوات الله عليه

1- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَ شَهِدتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حِينَ أَوصَي إِلَي ابنِهِ الحَسَنِ وَ أَشهَدَ عَلَي وَصِيّتِهِ الحُسَينَ وَ مُحَمّداً وَ جَمِيعَ وُلدِهِ وَ رُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ وَ أَهلَ بَيتِهِ ثُمّ دَفَعَ إِلَيهِ الكِتَابَ وَ السّلَاحَ وَ قَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ أمَرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِ أَن أوُصيِ‌َ إِلَيكَ وَ أَدفَعَ إِلَيكَ كتُبُيِ‌ وَ سلِاَحيِ‌ كَمَا أَوصَي إلِيَ‌ّ وَ دَفَعَ إلِيَ‌ّ كُتُبَهُ وَ سِلَاحَهُ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ المَوتُ أَن تَدفَعَهَا إِلَي أَخِيكَ الحُسَينِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي ابنِهِ الحُسَينِ فَقَالَ وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِص أَن تَدفَعَهَا إِلَي ابنِكَ هَذَا ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ قَالَ وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِص أَن تَدفَعَهَا إِلَي ابنِكَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ فَأَقرِئهُ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ منِيّ‌ السّلَامَ

2- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

3- عم ،[إعلام الوري ]الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَمّا حَضَرَهُ الوَفَاةُ قَالَ لِابنِهِ الحَسَنِ ادنُ منِيّ‌ حَتّي أُسِرّ إِلَيكَ مَا أَسَرّ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِ وَ آتَمِنَكَ عَلَي مَا ائتمَنَنَيِ‌ عَلَيهِ فَفَعَلَ

4- عم ،[إعلام الوري ]بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي شَهرِ بنِ حَوشَبٍ أَنّ عَلِيّاً ع لَمّا سَارَ إِلَي الكُوفَةِ استَودَعَ أُمّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَ الوَصِيّةَ فَلَمّا رَجَعَ الحَسَنُ دَفَعَتهَا إِلَيهِ


صفحه : 323

باب 51-معجزاته صلوات الله عليه

1- ير،[بصائر الدرجات ]الهَيثَمُ النهّديِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الكنُاَسيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَرَجَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي بَعضِ عُمَرِهِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِن وُلدِ الزّبَيرِ كَانَ يَقُولُ بِإِمَامَتِهِ قَالَ فَنَزَلُوا فِي مَنهَلٍ مِن تِلكَ المَنَاهِلِ قَالَ نَزَلُوا تَحتَ نَخلٍ يَابِسٍ قَد يَبِسَ مِنَ العَطَشِ قَالَ فَفُرِشَ لِلحَسَنِ ع تَحتَ نَخلَةٍ وَ للِزبّيَريِ‌ّ بِحِذَائِهِ تَحتَ نَخلَةٍ أُخرَي قَالَ فَقَالَ الزبّيَريِ‌ّ وَ رَفَعَ رَأسَهُ لَو كَانَ فِي هَذَا النّخلِ رُطَبٌ لَأَكَلنَا مِنهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع وَ إِنّكَ لتَشَتهَيِ‌ الرّطَبَ قَالَ نَعَم فَرَفَعَ الحَسَنُ ع يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَدَعَا بِكَلَامٍ لَم يَفهَمهُ الزبّيَريِ‌ّ فَاخضَرّتِ النّخلَةُ ثُمّ صَارَت إِلَي حَالِهَا فَأَورَقَت وَ حَمَلَت رُطَباً قَالَ فَقَالَ لَهُ الجَمّالُ ألّذِي اكتَرَوا مِنهُ سِحرٌ وَ اللّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ وَيلَكَ لَيسَ بِسِحرٍ وَ لَكِن دَعوَةُ ابنِ النّبِيّ مُجَابَةٌ قَالَ فَصَعِدُوا إِلَي النّخلَةِ حَتّي صَرَمُوا مِمّا كَانَ فِيهَا مَا كَفَاهُم

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن عبد الله مثله بيان قال الجوهري‌ المنهل المورد و هوعين ماء ترده الإبل في المراعي‌ وتسمي المنازل التي‌ في المفاوز علي طرق السفار مناهل لأن فيهاماء قوله إلي حالها أي قبل اليبس و في الخرائج فاخضرت النخلة وأورقت

2-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ الحَسَنَ ع قَالَ يَوماً لِأَخِيهِ الحُسَينِ وَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ إِنّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَيكُم بِجَوَائِزِكُم وَ هيِ‌َ تَصِلُ إِلَيكُم يَومَ كَذَا لِمُستَهَلّ الهِلَالِ وَ قَد أَضَاقَا فَوَصَلَت فِي السّاعَةِ التّيِ‌ ذَكَرَهَا لَمّا كَانَ رَأسُ الهِلَالِ فَلَمّا وَافَاهُمُ المَالُ كَانَ عَلَي الحَسَنِ ع دَينٌ كَثِيرٌ فَقَضَاهُ مِمّا بَعَثَهُ إِلَيهِ فَفَضَلَت فَضلَةٌ فَفَرّقَهَا فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ مَوَالِيهِ وَ قَضَي الحُسَينُ ع دَينَهُ وَ قَسَمَ ثُلُثَ مَا بقَيِ‌َ


صفحه : 324

فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ مَوَالِيهِ وَ حَمَلَ الباَقيِ‌َ إِلَي عِيَالِهِ وَ أَمّا عَبدُ اللّهِ فَقَضَي دَينَهُ وَ مَا فَضَلَ دَفَعَهُ إِلَي الرّسُولِ لِيَتَعَرّفَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الرّسُولِ مَا فَعَلُوا فَبَعَثَ إِلَي عَبدِ اللّهِ أَموَالًا حَسَنَةً

بيان قال الجوهري‌ ضاق الرجل أي بخل وأضاق أي ذهب ماله

3- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن مَندَلِ بنِ أُسَامَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ الحَسَنَ ع خَرَجَ مِن مَكّةَ مَاشِياً إِلَي المَدِينَةِ فَتَوَرّمَت قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ لَو رَكِبتَ لِيَسكُنَ عَنكَ هَذَا الوَرَمُ فَقَالَ كَلّا وَ لَكِنّا إِذَا أَتَينَا المَنزِلَ فَإِنّهُ يَستَقبِلُنَا أَسوَدُ مَعَهُ دُهنٌ يَصلُحُ لِهَذَا الوَرَمِ فَاشتَرُوا مِنهُ وَ لَا تُمَاكِسُوهُ فَقَالَ لَهُ بَعضُ مَوَالِيهِ لَيسَ أَمَامَنَا مَنزِلٌ فِيهِ أَحَدٌ يَبِيعُ هَذَا الدّوَاءَ فَقَالَ بَلَي إِنّهُ أَمَامَنَا وَ سَارُوا أَميَالًا فَإِذَا الأَسوَدُ قَدِ استَقبَلَهُم فَقَالَ الحَسَنُ لِمَولَاهُ دُونَكَ الأَسوَدَ فَخُذِ الدّهنَ مِنهُ بِثَمَنِهِ فَقَالَ الأَسوَدُ لِمَن تَأخُذُ هَذَا الدّهنَ قَالَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ انطَلِق بيِ‌ إِلَيهِ فَصَارَ الأَسوَدُ إِلَيهِ فَقَالَ الأَسوَدُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ‌ مَولَاكَ لَا آخُذُ لَهُ ثَمَناً وَ لَكِنِ ادعُ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ‌ وَلَداً سَوِيّاً ذَكَراً يُحِبّكُم أَهلَ البَيتِ فإَنِيّ‌ خَلّفتُ امرأَتَيِ‌ تَمخَضُ فَقَالَ انطَلِق إِلَي مَنزِلِكَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد وَهَبَ لَكَ وَلَداً ذَكَراً سَوِيّاً فَرَجَعَ الأَسوَدُ مِن فَورِهِ فَإِذَا امرَأَتُهُ قَد وَلَدَت غُلَاماً سَوِيّاً ثُمّ رَجَعَ الأَسوَدُ إِلَي الحَسَنِ ع وَ دَعَا لَهُ بِالخَيرِ بِوِلَادَةِ الغُلَامِ لَهُ وَ إِنّ الحَسَنَ قَد مَسَحَ رِجلَيهِ بِذَلِكَ الدّهنِ فَمَا قَامَ عَن مَوضِعِهِ حَتّي زَالَ الوَرَمُ

4- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن صَندَلٍ عَن أَبِي أُسَامَةَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فَقَد وَهَبَ اللّهُ لَكَ ذَكَراً سَوِيّاً وَ هُوَ مِن شِيعَتِنَا


صفحه : 325

أقول قدأوردنا كثيرا من معجزاته في باب ماجري بينه ع و بين معاوية و باب وفاته وغيرهما

5-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ فِي الرّحبَةِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا مِن رَعِيّتِكَ وَ أَهلِ بِلَادِكَ قَالَ ع لَستَ مِن رعَيِتّيِ‌ وَ لَا مِن أَهلِ بلِاَديِ‌ وَ إِنّ ابنَ الأَصفَرِ بَعَثَ بِمَسَائِلَ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَأَقلَقَتهُ وَ أَرسَلَكَ إلِيَ‌ّ لِأَجلِهَا قَالَ صَدَقتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ مُعَاوِيَةَ أرَسلَنَيِ‌ إِلَيكَ فِي خُفيَةٍ وَ أَنتَ قَدِ اطّلَعتَ عَلَي ذَلِكَ وَ لَا يَعلَمُهَا غَيرُ اللّهِ فَقَالَ ع سَل أَحَدَ ابنيَ‌ّ هَذَينِ قَالَ أَسأَلُ ذَا الوَفرَةِ يعَنيِ‌ الحَسَنَ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ جِئتَ تَسأَلُ كَم بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ كَم بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ كَم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ مَا قَوسُ قُزَحَ وَ مَا المُؤَنّثُ وَ مَا عَشَرَةُ أَشيَاءَ بَعضُهَا أَشَدّ مِن بَعضٍ قَالَ نَعَم قَالَ الحَسَنُ ع بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ أَربَعُ أَصَابِعَ مَا رَأَيتَهُ بِعَينِكَ فَهُوَ حَقّ وَ قَد تَسمَعُ بِأُذُنَيكَ بَاطِلًا وَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ دَعوَةُ المَظلُومِ وَ مَدّ البَصَرِ وَ بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ مَسِيرَةُ يَومٍ لِلشّمسِ وَ قُزَحُ اسمُ الشّيطَانِ وَ هُوَ قَوسُ اللّهِ وَ عَلَامَةُ الخِصبِ وَ أَمَانٌ لِأَهلِ الأَرضِ مِنَ الغَرَقِ وَ أَمّا المُؤَنّثُ فَهُوَ ألّذِي لَا يُدرَي أَ ذَكَرٌ أَم أُنثَي فَإِنّهُ يُنتَظَرُ بِهِ فَإِن كَانَ ذَكَراً احتَلَمَ وَ إِن كَانَت أُنثَي حَاضَت وَ بَدَا ثَديُهَا وَ إِلّا قِيلَ لَهُ بُل فَإِن أَصَابَ بَولُهُ الحَائِطَ فَهُوَ ذَكَرٌ وَ إِنِ انتَكَصَ بَولُهُ عَلَي


صفحه : 326

رِجلَيهِ كَمَا يَنتَكِصُ بَولُ البَعِيرِ فَهُوَ أُنثَي وَ أَمّا عَشَرَةُ أَشيَاءَ بَعضُهَا أَشَدّ مِن بَعضٍ فَأَشَدّ شَيءٍ خَلَقَ اللّهُ الحَجَرُ وَ أَشَدّ مِنهُ الحَدِيدُ يُقطَعُ بِهِ الحَجَرُ وَ أَشَدّ مِنَ الحَدِيدِ النّارُ تُذِيبُ الحَدِيدَ وَ أَشَدّ مِنَ النّارِ المَاءُ وَ أَشَدّ مِنَ المَاءِ السّحَابُ وَ أَشَدّ مِنَ السّحَابِ الرّيحُ تَحمِلُ السّحَابَ وَ أَشَدّ مِنَ الرّيحِ المَلَكُ ألّذِي يَرُدّهَا وَ أَشَدّ مِنَ المَلَكِ مَلَكُ المَوتِ ألّذِي يُمِيتُ المَلَكَ وَ أَشَدّ مِن مَلَكِ المَوتِ المَوتُ ألّذِي يُمِيتُ مَلَكَ المَوتِ وَ أَشَدّ مِنَ المَوتِ أَمرُ اللّهِ ألّذِي يَدفَعُ المَوتَ

6- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ بِالإِسنَادِ جَاءَ أَبُو سُفيَانَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ جِئتُكَ فِي حَاجَةٍ قَالَ وَ فِيمَ جئِتنَيِ‌ قَالَ تمَشيِ‌ معَيِ‌ إِلَي ابنِ عَمّكَ مُحَمّدٍ فَتَسأَلُهُ أَن يَعقِدَ لَنَا عَقداً وَ يَكتُبَ لَنَا كِتَاباً فَقَالَ يَا أَبَا سُفيَانَ لَقَد عَقَدَ لَكَ رَسُولُ اللّهِ عَقداً لَا يَرجِعُ عَنهُ أَبَداً وَ كَانَت فَاطِمَةُ مِن وَرَاءِ السّترِ وَ الحَسَنُ يَدرُجُ بَينَ يَدَيهَا وَ هُوَ طِفلٌ مِن أَبنَاءِ أَربَعَةَ عَشَرَ شَهراً فَقَالَ لَهَا يَا بِنتَ مُحَمّدٍ قوُليِ‌ لِهَذَا الطّفلِ يُكَلّم لِي جَدّهُ فَيَسُودَ بِكَلَامِهِ العَرَبَ وَ العَجَمَ فَأَقبَلَ الحَسَنُ ع إِلَي أَبِي سُفيَانَ وَ ضَرَبَ إِحدَي يَدَيهِ عَلَي أَنفِهِ وَ الأُخرَي عَلَي لِحيَتِهِ ثُمّ أَنطَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِأَن قَالَ يَا أَبَا سُفيَانَ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ حَتّي أَكُونَ شَفِيعاً فَقَالَ ع الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ فِي آلِ مُحَمّدٍ مِن ذُرّيّةِ مُحَمّدٍ المُصطَفَي نَظِيرَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّاوَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا

أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع قَالَ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ جَالِساً


صفحه : 327

فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَدِ احتَرَقَت دَارُكَ قَالَ لَا مَا احتَرَقَت إِذ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد وَقَعَتِ النّارُ فِي دَارٍ إِلَي جَنبِ دَارِكَ حَتّي مَا شَكَكنَا أَنّهَا سَتُحرِقُ دَارَكَ ثُمّ إِنّ اللّهَ صَرَفَهَا عَنهَا وَ استَغَاثَ النّاسُ مِن زِيَادٍ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَرَفَعَ يَدَهُ وَ قَالَ أللّهُمّ خُذ لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا مِن زِيَادِ بنِ أَبِيهِ وَ أَرِنَا فِيهِ نَكَالًا عَاجِلًاإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ قَالَ فَخَرَجَ خُرَاجٌ فِي إِبهَامِ يَمِينِهِ يُقَالُ لَهَا السّلعَةُ وَ وَرِمَ إِلَي عُنُقِهِ فَمَاتَ ادّعَي رَجُلٌ عَلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَلفَ دِينَارٍ كَذِباً وَ لَم يَكُن لَهُ عَلَيهِ فَذَهَبَا إِلَي شُرَيحٍ فَقَالَ لِلحَسَنِ ع أَ تَحلِفُ قَالَ إِن حَلَفَ خصَميِ‌ أُعطِيهِ فَقَالَ شُرَيحٌ لِلرّجُلِ قُل بِاللّهِألّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَقَالَ الحَسَنُ لَا أُرِيدُ مِثلَ هَذَا لَكِن قُل بِاللّهِ إِنّ لَكَ عَلَيّ هَذَا وَ خُذِ الأَلفَ فَقَالَ الرّجُلُ ذَلِكَ وَ أَخَذَ الدّنَانِيرَ فَلَمّا قَامَ خَرّ إِلَي الأَرضِ وَ مَاتَ فَسُئِلَ الحَسَنُ ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ خَشِيتُ أَنّهُ لَو تَكَلّمَ بِالتّوحِيدِ يُغفَرُ لَهُ يَمِينُهُ بِبَرَكَةِ التّوحِيدِ وَ يُحجَبُ عَنهُ عُقُوبَةُ يَمِينِهِ

مُحَمّدٌ الفَتّالُ النيّساَبوُريِ‌ّ فِي مُونِسِ الحَزِينِ بِالإِسنَادِ عَن عِيسَي بنِ الحَسَنِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ بَعضُهُم لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فِي احتِمَالِهِ الشّدَائِدَ عَن مُعَاوِيَةَ فَقَالَ ع كَلَاماً مَعنَاهُ لَو دَعَوتُ اللّهَ تَعَالَي لَجَعَلَ العِرَاقَ شَاماً وَ الشّامَ عِرَاقاً وَ جَعَلَ المَرأَةَ رَجُلًا وَ الرّجُلَ امرَأَةً فَقَالَ الشاّميِ‌ّ وَ مَن يَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ ع انهضَيِ‌ أَ لَا تَستَحِينَ أَن تقَعدُيِ‌ بَينَ الرّجَالِ فَوَجَدَ الرّجُلُ نَفسَهُ امرَأَةً ثُمّ قَالَ وَ صَارَت عِيَالُكَ رَجُلًا وَ تُقَارِبُكَ وَ تَحمِلُ عَنهَا وَ تَلِدُ وَلَداً خُنثَي فَكَانَ كَمَا قَالَ ع ثُمّ إِنّهُمَا تَابَا وَ جَاءَا إِلَيهِ فَدَعَا اللّهَ تَعَالَي فَعَادَا إِلَي الحَالَةِ الأَولَي

الحُسَينُ بنُ أَبِي العَلَاءِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع لِأَهلِ بَيتِهِ يَا قَومِ إنِيّ‌ أَمُوتُ بِالسّمّ كَمَا مَاتَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ أَهلُ بَيتِهِ وَ مَنِ ألّذِي يَسُمّكَ قَالَ جاَريِتَيِ‌ أَوِ امرأَتَيِ‌ فَقَالُوا لَهُ أَخرِجهَا مِن مِلكِكَ عَلَيهَا


صفحه : 328

لَعنَةُ اللّهِ فَقَالَ هَيهَاتَ مِن إِخرَاجِهَا وَ منَيِتّيِ‌ عَلَي يَدِهَا مَا لِي مِنهَا مَحِيصٌ وَ لَو أَخرَجتُهَا مَا يقَتلُنُيِ‌ غَيرُهَا كَانَ قَضَاءً مَقضِيّاً وَ أَمراً وَاجِباً مِنَ اللّهِ فَمَا ذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّي بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَي امرَأَتِهِ قَالَ فَقَالَ الحَسَنُ ع هَل عِندَكِ مِن شَربَةِ لَبَنٍ فَقَالَت نَعَم وَ فِيهِ ذَلِكَ السّمّ ألّذِي بَعَثَ بِهِ مُعَاوِيَةُ فَلَمّا شَرِبَهُ وَجَدَ مَسّ السّمّ فِي جَسَدِهِ فَقَالَ يَا عَدُوّةَ اللّهِ قتَلَتيِنيِ‌ قَاتَلَكِ اللّهِ أَمَا وَ اللّهِ لَا تُصِيبِينَ منِيّ‌ خَلَفاً وَ لَا تَنَالِينَ مِنَ الفَاسِقِ عَدُوّ اللّهِ اللّعِينِ خَيراً أَبَداً

7- نجم ،[ كتاب النجوم ] مِن كِتَابِ الدّلَائِلِ لأِبَيِ‌ جَعفَرِ بنِ رُستُمَ الطبّرَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ مَرّت بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع بَقَرَةٌ فَقَالَ هَذِهِ حُبلَي بِعِجلَةٍ أُنثَي لَهَا غُرّةٌ فِي جَبِينِهَا وَ رَأسُ ذَنَبِهَا أَبيَضُ فَانطَلَقنَا مَعَ القَصّابِ حَتّي ذَبَحَهَا فَوَجَدنَا العِجلَةَ كَمَا وَصَفَ عَلَي صُورَتِهَا فَقُلنَا أَ وَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ يَعلَمُ ما فِي الأَرحامِفَكَيفَ عَلِمتَ فَقَالَ مَا يَعلَمُ المَخزُونَ المَكنُونَ المَجزُومَ المَكتُومَ ألّذِي لَم يَطّلِع عَلَيهِ مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ غَيرُ مُحَمّدٍ وَ ذُرّيّتِهِ

بيان رد استبعاده ع بأبلغ وجه و لم يبين وجه الجمع بينه و بين ما هوظاهر الآية من اختصاص العلم بذلك بالله تعالي و قدمر أن المعني أنه لايعلم ذلك أحد إلابتعليمه تعالي ووحيه وإلهامه وأنهم ع إنما يعلمون بالوحي‌ والإلهام

8-نجم ،[ كتاب النجوم ] مِن كِتَابِ مَولِدِ النّبِيّص وَ مَولِدِ الأَصفِيَاءِ ع تَألِيفِ الشّيخِ المُفِيدِ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَاءَ النّاسُ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالُوا أَرِنَا مِن عَجَائِبِ أَبِيكَ التّيِ‌ كَانَ يُرِينَا فَقَالَ وَ تُؤمِنُونَ بِذَلِكَ قَالُوا نَعَم نُؤمِنُ وَ اللّهِ بِذَلِكَ قَالَ أَ لَيسَ تَعرِفُونَ أَبِي قَالُوا جَمِيعاً بَل نَعرِفُهُ فَرَفَعَ لَهُم جَانِبَ السّترِ فَإِذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَاعِدٌ فَقَالَ تَعرِفُونَهُ قَالُوا بِأَجمَعِهِم هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ نَشهَدُ أَنّكَ أَنتَ ولَيِ‌ّ اللّهِ حَقّاً وَ الإِمَامُ مِن بَعدِهِ وَ لَقَد أَرَيتَنَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ مَوتِهِ كَمَا أَرَي أَبُوكَ أَبَا بَكرٍ رَسُولَ اللّهِص فِي مَسجِدِ قُبَا بَعدَ


صفحه : 329

مَوتِهِ فَقَالَ الحَسَنُ ع وَيحَكُم أَ مَا سَمِعتُم قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لا تَقُولُوا لِمَن يُقتَلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتٌ بَل أَحياءٌ وَ لكِن لا تَشعُرُونَ فَإِذَا كَانَ هَذَا نَزَلَ فِيمَن قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ مَا تَقُولُونَ فِينَا قَالُوا آمَنّا وَ صَدّقنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ

9-نجم ،[ كتاب النجوم ]وَجَدتُ فِي جُزءٍ بِخَطّ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ مَهزِيَارَ وَ نُسخَةٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ أَربَعِمِائَةٍ وَ كَانَ عَلَي ظَهرِ ألّذِي نُقِلَ مِنهُ هَذَا الحَدِيثُ مَا هَذَا المُرَادُ مِن لَفظِهِ مِن حَدِيثِ أَبِي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ قَدِمَ عَلَينَا فِي سَنَةِ أَربَعِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ أَمّا لَفظَةُ الحَدِيثِ فَهُوَ حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدٍ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الأحَمرَيِ‌ّ المَعرُوفُ بِابنِ دَاهِرٍ الراّزيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ القرُشَيِ‌ّ أَبُو سُمَينَةَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ دَاوُدُ بنُ كَثِيرٍ الرقّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَمّا صَالَحَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مُعَاوِيَةَ جَلَسَا بِالنّخَيلَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ بلَغَنَيِ‌ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَخرُصُ النّخلَ فَهَل عِندَكَ مِن ذَلِكَ عِلمٌ فَإِنّ شِيعَتَكُم يَزعُمُونَ أَنّهُ لَا يَعزُبُ عَنكُم عِلمُ شَيءٍ فِي الأَرضِ وَ لَا فِي السّمَاءِ فَقَالَ الحَسَنُ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَخرُصُ كَيلًا وَ أَنَا أَخرُصُ عَدَداً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ كَم فِي هَذِهِ النّخلَةِ فَقَالَ الحَسَنُ ع أَربَعَةُ آلَافِ بُسرَةٍ وَ أَربَعُ بُسرَاتٍ أَقُولُ وَ وَجَدتُ قَدِ انقَطَعَ مِنَ المُختَصَرِ المَذكُورِ كَلِمَاتٌ فَوَجَدتُهَا فِي رِوَايَةِ ابنِ عَيّاشٍ الجوَهرَيِ‌ّ.


صفحه : 330

فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ بِهَا فَصُرِمَت وَ عُدّت فَجَاءَت أَربَعَةُ آلَافٍ وَ ثَلَاثُ بُسرَاتٍ ثُمّ صَحّ الحَدِيثُ بِلَفظِهَا فَقَالَ وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ فَنُظِرَ فَإِذَا فِي يَدِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيزٍ بُسرَةٌ ثُمّ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ أَمَا وَ اللّهِ لَو لَا أَنّكَ تَكفُرُ لَأَخبَرتُكَ بِمَا تَعمَلُهُ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي زَمَانٍ لَا يُكَذّبُ وَ أَنتَ تُكَذّبُ وَ تَقُولُ مَتَي سَمِعَ مِن جَدّهِ عَلَي صِغَرِ سِنّهِ وَ اللّهِ لتدعن [لَتَدّعِيَنّ]زِيَاداً وَ لَتَقتُلَنّ حُجراً وَ لَتُحمَلَنّ إِلَيكَ الرّءُوسُ مِن بَلَدٍ إِلَي بَلَدٍ فَادّعَي زِيَاداً وَ قَتَلَ حُجراً وَ حُمِلَ إِلَيهِ رَأسُ عَمرِو بنِ الحَمِقِ الخزُاَعيِ‌ّ

10- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن عَبدِ الغَفّارِ الجاَزيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع كَانَ عِندَهُ رَجُلَانِ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا إِنّكَ حَدّثتَ البَارِحَةَ فُلَاناً بِحَدِيثٍ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ الرّجُلُ إِنّهُ لَيَعلَمُ مَا كَانَ وَ عَجِبَ مِن ذَلِكَ فَقَالَ ع إِنّا لَنَعلَمُ مَا يجَريِ‌ فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلّمَ رَسُولَهُص الحَلَالَ وَ الحَرَامَ وَ التّنزِيلَ وَ التّأوِيلَ فَعَلّمَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً عِلمَهُ كُلّهُ

ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبدالغفار مثله

11- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ لِابنِهِ ع إِنّ لِلعَرَبِ جَولَةً وَ لَقَد رَجَعَت إِلَيهَا عَوَازِبُ أَحلَامِهَا وَ لَقَد ضَرَبُوا إِلَيكَ أَكبَادَ الإِبِلِ حَتّي يَستَخرِجُوكَ وَ لَو كُنتَ فِي مِثلِ وِجَارِ الضّبُعِ

بيان في أكثر النسخ لابنه والصواب لأبيه و قد قال ع ذلك له صلوات الله عليه قبل رجوع الخلافة إليه أي إن للعرب جولانا وحركة في اتباع الباطل ثم يرجع إليها أحلامها العازبة البعيدة الغائبة عنهم فيرجعون إليك وضرب أكباد الإبل كناية عن الركوب وشدة الركض قال الجزري‌ فيه لاتضرب أكباد المطي‌ إلا إلي ثلاثة مساجد أي لاتركب و لايسار عليها و قال وجار الضبع هوجحره ألذي يأوي‌ إليه و منه حديث الحسن لوكنت في وجار الضبع ذكره للمبالغة لأنه إذاحفر أمعن


صفحه : 331

باب 61-مكارم أخلاقه وعمله وعلمه وفضله وشرفه وجلالته ونوادر احتجاجاته صلوات الله عليه

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ ع أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ أَعبَدَ النّاسِ فِي زَمَانِهِ وَ أَزهَدَهُم وَ أَفضَلَهُم وَ كَانَ إِذَا حَجّ حَجّ مَاشِياً وَ رُبّمَا مَشَي حَافِياً وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ المَوتَ بَكَي وَ إِذَا ذَكَرَ القَبرَ بَكَي وَ إِذَا ذَكَرَ البَعثَ وَ النّشُورَ بَكَي وَ إِذَا ذَكَرَ المَمَرّ عَلَي الصّرَاطِ بَكَي وَ إِذَا ذَكَرَ العَرضَ عَلَي اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ شَهَقَ شَهقَةً يُغشَي عَلَيهِ مِنهَا وَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهُ بَينَ يدَيَ‌ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الجَنّةَ وَ النّارَ اضطَرَبَ اضطِرَابَ السّلِيمِ وَ سَأَلَ اللّهَ الجَنّةَ وَ تَعَوّذَ بِهِ مِنَ النّارِ وَ كَانَ ع لَا يَقرَأُ مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا قَالَ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ وَ لَم يُرَ فِي شَيءٍ مِن أَحوَالِهِ إِلّا ذَاكِراً لِلّهِ سُبحَانَهُ وَ كَانَ أَصدَقَ النّاسِ لَهجَةً وَ أَفصَحَهُم مَنطِقاً وَ لَقَد قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ ذَاتَ يَومٍ لَو أَمَرتَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَ لِيَتَبَيّنَ لِلنّاسِ نَقصُهُ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ اصعَدِ المِنبَرَ وَ تَكَلّم بِكَلِمَاتٍ تَعِظُنَا بِهَا فَقَامَ ع فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ابنُ سَيّدَةِ النّسَاءِ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص أَنَا ابنُ خَيرِ خَلقِ اللّهِ أَنَا ابنُ رَسُولِ اللّهِص أَنَا ابنُ صَاحِبِ الفَضَائِلِ أَنَا ابنُ صَاحِبِ المُعجِزَاتِ وَ الدّلَائِلِ أَنَا ابنُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَنَا المَدفُوعُ عَن حقَيّ‌ أَنَا وَ أخَيِ‌ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ أَنَا ابنُ الرّكنِ وَ المَقَامِ أَنَا ابنُ مَكّةَ وَ مِنًي أَنَا ابنُ المَشعَرِ وَ عَرَفَاتٍ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ يَا بَا مُحَمّدٍ خُذ فِي نَعتِ الرّطَبِ وَ دَع هَذَا فَقَالَ ع الرّيحُ


صفحه : 332

تُنفِخُهُ وَ الحَرُورُ يُنضِجُهُ وَ البَردُ يُطَيّبُهُ ثُمّ عَادَ ع فِي كَلَامِهِ فَقَالَ أَنَا إِمَامُ خَلقِ اللّهِ وَ ابنُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ فخَشَيِ‌َ مُعَاوِيَةُ أَن يَتَكَلّمَ بَعدَ ذَلِكَ بِمَا يَفتَتِنُ بِهِ النّاسَ فَقَالَ يَا بَا مُحَمّدٍ انزِل فَقَد كَفَي مَا جَرَي فَنَزَلَ

بيان قال الجزري‌ الفريصة اللحمة التي‌ بين جنب الدابة وكتفها لاتزال ترعد و منه الحديث فجي‌ء بهما ترعد فرائصهما أي ترجف من الخوف انتهي والسليم من لدغته العقرب كأنهم تفاءلوا له بالسلامة قوله ع تنفخه لعل المعني تعظمه والمنفوخ البطين والسمين

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الوَفَاةُ بَكَي فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ تبَكيِ‌ وَ مَكَانُكَ مِن رَسُولِ اللّهِص ألّذِي أَنتَ بِهِ وَ قَد قَالَ فِيكَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَالَ وَ قَد حَجَجتَ عِشرِينَ حِجّةً مَاشِياً وَ قَد قَاسَمتَ رَبّكَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ حَتّي النّعلَ وَ النّعلَ فَقَالَ ع إِنّمَا أبَكيِ‌ لِخَصلَتَينِ لِهَولِ المَطلَعِ وَ فِرَاقِ الأَحِبّةِ

إيضاح قال الجزري‌ هول المطلع يريد به الموقف يوم القيامة أو مايشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبهه بالمطلع ألذي يشرف عليه من موضع عال

3- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع بَلَغَنَا أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع حَجّ عِشرِينَ حِجّةً مَاشِياً قَالَ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع حَجّ وَ يُسَاقُ مَعَهُ المَحَامِلُ وَ الرّحَالُ الخَبَرَ

ع ،[علل الشرائع ] ابن موسي عن الأسدي‌ عن النخعي‌ عن الحسن بن سعيد عن المفضل بن يحيي عن سليمان عن أبي عبد الله ع مثله

4-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ وَ سَهلٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ وَ عَبدِ الجَبّارِ بنِ المُبَارَكِ عَن يُونُسَ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا مَرّ بِعُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ هُوَ قَاعِدٌ عَلَي بَابِ المَسجِدِ فَسَأَلَهُ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمسَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَ لَهُ


صفحه : 333

الرّجُلُ أرَشدِنيِ‌ فَقَالَ لَهُ عُثمَانُ دُونَكَ الفِتيَةُ الّذِينَ تَرَي وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي نَاحِيَةٍ مِنَ المَسجِدِ فِيهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ ع فَمَضَي الرّجُلُ نَحوَهُم حَتّي سَلّمَ عَلَيهِم وَ سَأَلَهُم فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع يَا هَذَا إِنّ المَسأَلَةَ لَا تَحِلّ إِلّا فِي إِحدَي ثَلَاثٍ دَمٌ مُفجِعٌ أَو دَينٌ مُقرِحٌ أَو فَقرٌ مُدقِعٌ ففَيِ‌ أَيّهَا تَسأَلُ فَقَالَ فِي وَجهٍ مِن هَذِهِ الثّلَاثِ فَأَمَرَ لَهُ الحَسَنُ ع بِخَمسِينَ دِينَاراً وَ أَمَرَ لَهُ الحُسَينُ ع بِتِسعَةٍ وَ أَربَعِينَ دِينَاراً وَ أَمَرَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ بِثَمَانِيَةٍ وَ أَربَعِينَ دِينَاراً فَانصَرَفَ الرّجُلُ فَمَرّ بِعُثمَانَ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعتَ فَقَالَ مَرَرتُ بِكَ فَسَأَلتُكَ فَأَمَرتَ لِي بِمَا أَمَرتَ وَ لَم تسَألَنيِ‌ فِيمَا أَسأَلُ وَ إِنّ صَاحِبَ الوَفرَةِ لَمّا سَأَلتُهُ قَالَ لِي يَا هَذَا فِيمَا تَسأَلُ فَإِنّ المَسأَلَةَ لَا تَحِلّ إِلّا فِي إِحدَي ثَلَاثٍ فَأَخبَرتُهُ بِالوَجهِ ألّذِي أَسأَلُهُ مِنَ الثّلَاثَةِ فأَعَطاَنيِ‌ خَمسِينَ دِينَاراً وَ أعَطاَنيِ‌ الثاّنيِ‌ تِسعَةً وَ أَربَعِينَ دِينَاراً وَ أعَطاَنيِ‌ الثّالِثُ ثَمَانِيَةً وَ أَربَعِينَ دِينَارٍ فَقَالَ عُثمَانُ وَ مَن لَكَ بِمِثلِ هَؤُلَاءِ الفِتيَةِ أُولَئِكَ فَطَمُوا العِلمَ فَطماً وَ حَازُوا الخَيرَ وَ الحِكمَةَ

قال الصدوق رحمه الله معني قوله فطموا العلم فطما أي قطعوه عن غيرهم قطعا وجمعوه لأنفسهم جمعا.بيان الوفرة الشعرة إلي شحمة الأذن ويمكن أن يقرأ فطموا علي بناء المجهول أي فطموا بالعلم علي الحذف والإيصال

5-د،[العدد القوية]حَدّثَ أَبُو يَعقُوبَ يُوسُفُ بنُ الجَرّاحِ عَن رِجَالِهِ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ قَالَبَينَا رَسُولُ اللّهِص فِي جَبَلٍ أَظُنّهُ حري [حِرَاءَ] أَو غَيرَهُ وَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ عَلِيّ ع وَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ أَنَسٌ حَاضِرٌ لِهَذَا الحَدِيثِ وَ حُذَيفَةُ يُحَدّثُ بِهِ إِذ أَقبَلَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع يمَشيِ‌ عَلَي هُدُوءٍ وَ وَقَارٍ فَنَظَرَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ يَهدِيهِ وَ مِيكَائِيلُ يُسَدّدُهُ وَ هُوَ ولَدَيِ‌ وَ الطّاهِرُ مِن نفَسيِ‌ وَ ضِلعٌ مِن أضَلاَعيِ‌ هَذَا سبِطيِ‌ وَ قُرّةُ عيَنيِ‌ بأِبَيِ‌ هُوَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ قُمنَا مَعَهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ أَنتَ تفُاّحتَيِ‌ وَ أَنتَ حبَيِبيِ‌ وَ مُهجَةُ


صفحه : 334

قلَبيِ‌ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ فَمَشَي مَعَهُ وَ نَحنُ نمَشيِ‌ حَتّي جَلَسَ وَ جَلَسنَا حَولَهُ نَنظُرُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ لَا يَرفَعُ بَصَرَهُ عَنهُ ثُمّ قَالَ أَمَا إِنّهُ سَيَكُونُ بعَديِ‌ هَادِياً مَهدِيّاً هَذَا هَدِيّةٌ مِن رَبّ العَالَمِينَ لِي يُنَبّئُ عنَيّ‌ وَ يُعَرّفُ النّاسَ آثاَريِ‌ وَ يحُييِ‌ سنُتّيِ‌ وَ يَتَوَلّي أمُوُريِ‌ فِي فَعلِهِ يَنظُرُ اللّهُ إِلَيهِ فَيَرحَمُهُ رَحِمَ اللّهُ مَن عَرَفَ لَهُ ذَلِكَ وَ برَنّيِ‌ فِيهِ وَ أكَرمَنَيِ‌ فِيهِ فَمَا قَطَعَ رَسُولُ اللّهِص كَلَامَهُ حَتّي أَقبَلَ إِلَينَا أعَراَبيِ‌ّ يَجُرّ هِرَاوَةً لَهُ فَلَمّا نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهِ قَالَ قَد جَاءَكُم رَجُلٌ يُكَلّمُكُم بِكَلَامٍ غَلِيظٍ تَقشَعِرّ مِنهُ جُلُودُكُم وَ إِنّهُ يَسأَلُكُم مِن أُمُورٍ إِنّ لِكَلَامِهِ جَفوَةً فَجَاءَ الأعَراَبيِ‌ّ فَلَم يُسَلّم وَ قَالَ أَيّكُم مُحَمّدٌ قُلنَا وَ مَا تُرِيدُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَهلًا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَقَد كُنتُ أُبغِضُكَ وَ لَم أَرَكَ وَ الآنَ فَقَدِ ازدَدتُ لَكَ بُغضاً قَالَ فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ غَضَبنَا لِذَلِكَ وَ أَرَدنَا باِلأعَراَبيِ‌ّ إِرَادَةً فَأَومَأَ إِلَينَا رَسُولُ اللّهِص أَنِ اسكُتُوا فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ يَا مُحَمّدُ إِنّكَ تَزعُمُ أَنّكَ نبَيِ‌ّ وَ إِنّكَ قَد كَذَبتَ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ مَا مَعَكَ مِن بُرهَانِكَ شَيءٌ قَالَ لَهُ يَا أعَراَبيِ‌ّ وَ مَا يُدرِيكَ قَالَ فخَبَرّنيِ‌ بِبُرهَانِكَ قَالَ إِن أَحبَبتَ أَخبَرَكَ عُضوٌ مِن أعَضاَئيِ‌ فَيَكُونُ ذَلِكَ أَوكَدَ لبِرُهاَنيِ‌ قَالَ أَ وَ يَتَكَلّمُ العُضوُ قَالَ نَعَم يَا حَسَنُ قُم فَازدَرَي الأعَراَبيِ‌ّ نَفسَهُ وَ قَالَ هُوَ مَا يأَتيِ‌ وَ يُقِيمُ صَبِيّاً ليِكُلَمّنَيِ‌ قَالَ إِنّكَ سَتَجِدُهُ عَالِماً بِمَا تُرِيدُ فَابتَدَرَهُ الحَسَنُ ع وَ قَالَ مَهلًا يَا أعَراَبيِ‌ّ


مَا غَبِيّاً سَأَلتَ وَ ابنَ غبَيِ‌ّ   بَل فَقِيهاً إِذَن وَ أَنتَ الجَهُولُ

فَإِن تَكُ قَد جَهِلتَ فَإِنّ عنِديِ‌   شِفَاءَ الجَهلِ مَا سَأَلَ السّئُولُ

وَ بَحراً لَا تُقَسّمُهُ الدوّاَليِ‌   تُرَاثاً كَانَ أَورَثَهُ الرّسُولُ

لَقَد بَسَطتَ لِسَانَكَ وَ عَدَوتَ طَورَكَ وَ خَادَعتَ نَفسَكَ غَيرَ أَنّكَ لَا تَبرَحُ حَتّي تُؤمِنَ إِن شَاءَ اللّهُ فَتَبَسّمَ الأعَراَبيِ‌ّ وَ قَالَ هِيهِ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع نَعَم


صفحه : 335

اجتَمَعتُم فِي ناَديِ‌ قَومِكَ وَ تَذَاكَرتُم مَا جَرَي بَينَكُم عَلَي جَهلٍ وَ خَرقٍ مِنكُم فَزَعَمتُم أَنّ مُحَمّداً صُنبُورٌ وَ العَرَبَ قَاطِبَةً تُبغِضُهُ وَ لَا طَالِبَ لَهُ بِثَأرِهِ وَ زَعَمتَ أَنّكَ قَاتِلُهُ وَ كَانَ فِي قَومِكَ مَئُونَتَهُ فَحَمَلتَ نَفسَكَ عَلَي ذَلِكَ وَ قَد أَخَذتَ قَنَاتَكَ بِيَدِكَ تَؤُمّهُ تُرِيدُ قَتلَهُ فَعَسُرَ عَلَيكَ مَسلَكُكَ وَ عمَيِ‌َ عَلَيكَ بَصَرُكَ وَ أَبَيتَ إِلّا ذَلِكَ فَأَتَيتَنَا خَوفاً مِن أَن يَشتَهِرَ وَ إِنّكَ إِنّمَا جِئتَ بِخَيرٍ يُرَادُ بِكَ أُنَبّئُكَ عَن سَفَرِكَ خَرَجتَ فِي لَيلَةٍ ضَحيَاءٍ إِذ عَصَفَت رِيحٌ شَدِيدَةٌ اشتَدّ مِنهَا ظَلمَاؤُهَا وَ أَطَلّت سَمَاؤُهَا وَ أَعصَرَ سَحَابُهَا فَبَقِيتَ مُحرَنجِماً كَالأَشقَرِ إِن تَقَدّمَ نُحِرَ وَ إِن تَأَخّرَ عُقِرَ لَا تَسمَعُ لِوَاطِئٍ حِسّاً وَ لَا لِنَافِخِ نَارٍ جِرساً تَرَاكَمَت عَلَيكَ غُيُومُهَا وَ تَوَارَت عَنكَ نُجُومُهَا فَلَا تهَتدَيِ‌ بِنَجمٍ طَالِعٍ وَ لَا بِعِلمٍ لَامِعٍ تَقطَعُ مَحَجّةً وَ تَهبِطُ لُجّةً فِي دَيمُومَةِ قَفرٍ بَعِيدَةِ القَعرِ مُجحِفَةٍ بِالسّفَرِ إِذَا عَلَوتَ مَصعَداً ازدَدتَ بُعداً الرّيحُ تَخطِفُكَ وَ الشّوكُ تَخبِطُكَ فِي رِيحٍ عَاصِفٍ وَ بَرقٍ خَاطِفٍ قَد أَوحَشَتكَ آكَامُهَا وَ قَطَعَتكَ سَلَامُهَا فَأَبصَرتَ فَإِذَا أَنتَ عِندَنَا فَقَرّت عَينُكَ وَ ظَهَرَ رَينُكَ وَ ذَهَبَ أَنِينُكَ قَالَ مِن أَينَ قُلتَ يَا غُلَامُ هَذَا كَأَنّكَ كَشَفتَ عَن سُوَيدِ قلَبيِ‌ وَ لَقَد كُنتَ كَأَنّكَ شاَهدَتنَيِ‌ وَ مَا خفَيِ‌َ عَلَيكَ شَيءٌ مِن أمَريِ‌ وَ كَأَنّهُ عِلمُ الغَيبِ فَقَالَ لَهُ مَا الإِسلَامُ فَقَالَ الحَسَنُ ع اللّهُ أَكبَرُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَأَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ عَلّمَهُ رَسُولُ اللّهِص شَيئاً مِنَ القُرآنِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَرجِعُ إِلَي قوُميِ‌ فَأُعَرّفُهُم ذَلِكَ فَأَذِنَ لَهُ فَانصَرَفَ وَ رَجَعَ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن قَومِهِ فَدَخَلُوا فِي الإِسلَامِ فَكَانَ النّاسُ إِذَا نَظَرُوا إِلَي


صفحه : 336

الحَسَنِ ع قَالُوا لَقَد أعُطيِ‌َ مَا لَم يُعطَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ طَاهِرٍ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَاصِمِ بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَتَبَ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَومٌ مِن أَصحَابِهِ يُعَزّونَهُ عَنِ ابنَةٍ لَهُ فَكَتَبَ إِلَيهِم أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ‌ كِتَابُكُم تعُزَوّنيّ‌ بِفُلَانَةَ فَعِندَ اللّهِ أَحتَسِبُهَا تَسلِيماً لِقَضَائِهِ وَ صَبراً عَلَي بَلَائِهِ فَإِن أَوجَعَتنَا المَصَائِبُ وَ فَجَعَتنَا النّوَائِبُ بِالأَحِبّةِ المَألُوفَةِ التّيِ‌ كَانَت بِنَا حَفِيّةً وَ الإِخوَانِ المُحِبّينَ الّذِينَ كَانَ يُسَرّ بِهِمُ النّاظِرُونَ وَ تَقَرّ بِهِمُ العُيُونُ أَضحَوا قَدِ اختَرَمَتهُمُ الأَيّامُ وَ نَزَلَ بِهِمُ الحِمَامُ فَخَلّفُوا الخُلُوفَ وَ أَودَت بِهِمُ الحُتُوفُ فَهُم صَرعَي فِي عَسَاكِرِ المَوتَي مُتَجَاوِرُونَ فِي غَيرِ مَحَلّةِ التّجَاوُرِ وَ لَا صَلَاةَ بَينَهُم وَ لَا تَزَاوُرَ وَ لَا يَتَلَاقَونَ عَن قُربِ جِوَارِهِم أَجسَامُهُم نَائِيَةٌ مِن أَهلِهَا خَالِيَةٌ مِن أَربَابِهَا قَد أَخشَعَهَا إِخوَانُهَا فَلَم أَرَ مِثلَ دَارِهَا دَاراً وَ لَا مِثلَ قَرَارِهَا قَرَاراً فِي بُيُوتٍ مُوحِشَةٍ وَ حُلُولٍ مُضجِعَةٍ قَد صَارَت فِي تِلكَ الدّيَارِ المُوحِشَةِ وَ خَرَجَت عَنِ الدّارِ المُونِسَةِ فَفَارَقَتهَا مِن غَيرِ قِلًي فَاستَودَعَتهَا لِلبِلَي وَ كَانَت أَمَةً مَملُوكَةً سَلَكَت سَبِيلًا مَسلُوكَةً صَارَ إِلَيهَا الأَوّلُونَ وَ سَيَصِيرُ إِلَيهَا الآخِرُونَ وَ السّلَامُ

بيان قال الجزري‌ فيه من صام رمضان إيمانا واحتسابا أي طلبا لوجه الله وثوابه والاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد وإنما قيل لمن ينوي‌ بعمله وجه الله احتسبه لأن له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به و منه الحديث من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الأجر بصبره علي مصيبته انتهي . وفجعته المصيبة أي أوجعته وكذلك التفجيع والحفاوة المبالغة في السؤال عن الرجل والعناية في أمره واخترمهم الدهر أي اقتطعهم واستأصلهم والحمام بالكسر قدر الموت . و قال الجزري‌ الخلف بالتحريك والسكون كل من يجي‌ء بعد من


صفحه : 337

مضي إلا أنه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر و في حديث ابن مسعود ثم إنه تخلف من بعده خلوف هي‌ جمع خلف انتهي . وأودي به الموت ذهب والحتوف بالضم جمع الحتف و هوالموت و عن في قوله عن قوله جوارهم لعلها للتعليل أي لايقع منهم الملاقاة الناشية عن قرب الجوار بل أرواحهم يتزاورون بحسب درجاتهم وكمالاتهم . قوله ع قدأخشعها كذا في أكثر النسخ و لايناسب المقام و في بعضها بالجيم قال في النهاية الجشع الجزع لفراق الإلف و منه الحديث فبكي معاذ جشعا لفراق رسول الله ص و لايبعد أن يكون تصحيف اجتنبها والحلول بالضم جمع حال من قولهم حل بالمكان أي نزل فيه ومضجعه بفتح الجيم من قولهم أضجعه أي وضع جنبه علي الأرض والقلي بالكسر البغض

7- ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع يَرفَعُ الحَدِيثَ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ لِلّهِ مَدِينَتَينِ إِحدَاهُمَا بِالمَشرِقِ وَ الأُخرَي بِالمَغرِبِ عَلَيهِمَا سُورَانِ مِن حَدِيدٍ وَ عَلَي كُلّ مَدِينَةٍ أَلفُ أَلفِ مِصرَاعٍ مِن ذَهَبٍ وَ فِيهَا سَبعُونَ أَلفَ أَلفِ لُغَةٍ يَتَكَلّمُ كُلّ لُغَةً بِخِلَافِ لُغَةِ صَاحِبِهِ وَ أَنَا أَعرِفُ جَمِيعَ اللّغَاتِ وَ مَا فِيهِمَا وَ مَا بَينَهُمَا وَ مَا عَلَيهِمَا حُجّةٌ غيَريِ‌ وَ الحُسَينِ أخَيِ‌

ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن الحسين عن أبيه بهذا الإسناد مثله قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن ابن أبي عمير

مثله

8- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ الحَسَنَ ع وَ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ كَانَا عَلَي مَائِدَةٍ فَجَاءَت جَرَادَةً وَ وَقَعَت عَلَي المَائِدَةِ فَقَالَ عَبدُ اللّهُ لِلحَسَنِ أَيّ شَيءٍ مَكتُوبٌ عَلَي جَنَاحِ الجَرَادَةِ فَقَالَ ع مَكتُوبٌ عَلَيهِ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا رُبّمَا أَبعَثُ الجَرَادَ لِقَومٍ جِيَاعٍ لِيَأكُلُوهُ وَ رُبّمَا أَبعَثُهَا نَقِمَةً عَلَي قَومٍ فَتَأكُلُ أَطعِمَتَهُم فَقَامَ عَبدُ اللّهِ وَ قَبّلَ رَأسَ الحَسَنِ وَ قَالَ هَذَا مِن مَكنُونِ العِلمِ

9-سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ


صفحه : 338

أَتَي رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ جِئتُكَ مُستَشِيراً إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ ع خَطَبُوا إلِيَ‌ّ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُستَشَارُ مُؤتَمَنٌ أَمّا الحَسَنُ فَإِنّهُ مِطلَاقٌ لِلنّسَاءِ وَ لَكِن زَوّجهَا الحُسَينَ فَإِنّهُ خَيرٌ لِابنَتِكَ

10- شا،[الإرشاد]رَوَي جَمَاعَةٌ مِنهُم مَعمَرٌ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ لَم يَكُن أَحَدٌ أَشبَهَ بِرَسُولِ اللّهِص مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع

11- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ فِي كِتَابِهِ قَالَ مَا بَلَغَ أَحَدٌ مِنَ الشّرَفِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص مَا بَلَغَ الحَسَنُ كَانَ يُبسَطُ لَهُ عَلَي بَابِ دَارِهِ فَإِذَا خَرَجَ وَ جَلَسَ انقَطَعَ الطّرِيقُ فَمَا مَرّ أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ إِجلَالًا لَهُ فَإِذَا عَلِمَ قَامَ وَ دَخَلَ بَيتَهُ فَمَرّ النّاسُ وَ لَقَد رَأَيتُهُ فِي طَرِيقِ مَكّةَ مَاشِياً فَمَا مِن خَلقِ اللّهِ أَحَدٌ رَآهُ إِلّا نَزَلَ وَ مَشَي حَتّي رَأَيتُ سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ يمَشيِ‌

أَبُو السّعَادَاتِ فِي الفَضَائِلِ أَنّهُ أَملَي الشّيخُ أَبُو الفُتُوحِ فِي مَدرَسَةِ النّاجِيَةِ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع كَانَ يَحضُرُ مَجلِسَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ ابنُ سَبعِ سِنِينَ فَيَسمَعُ الوحَي‌َ فَيَحفَظُهُ فيَأَتيِ‌ أُمّهُ فيَلُقيِ‌ إِلَيهَا مَا حَفِظَهُ كُلّمَا دَخَلَ عَلِيّ ع وَجَدَ عِندَهَا عِلماً بِالتّنزِيلِ فَيَسأَلُهَا عَن ذَلِكَ فَقَالَ مِن وَلَدِكَ الحَسَنِ فَتَخَفّي يَوماً فِي الدّارِ وَ قَد دَخَلَ الحَسَنُ وَ قَد سَمِعَ الوحَي‌َ فَأَرَادَ أَن يُلقِيَهُ إِلَيهَا فَأُرتِجَ عَلَيهِ فَعَجِبَت أُمّهُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ لَا تَعجَبِينَ يَا أُمّاه فَإِنّ كَبِيراً يسَمعَنُيِ‌ فَاستِمَاعُهُ قَد أوَقفَنَيِ‌ فَخَرَجَ عَلِيّ ع فَقَبّلَهُ وَ فِي رِوَايَةٍ يَا أُمّاه قَلّ بيَاَنيِ‌ وَ كَلّ لسِاَنيِ‌ لَعَلّ سَيّداً يرَعاَنيِ‌

بيان قال الجوهري‌ أُرتِجَ علي القار‌ئ علي ما لم يسم فاعله إذا لم يقدر علي القراءة كأنه أطبق عليه كمايُرتَجُ البَابُ وكذلك ارتُتِجَ عليه و لاتقل ارتُجّ عليه بالتشديد

12- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قِيلَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع إِنّ فِيكَ عَظَمَةً قَالَ بَل فِيّ عِزّةٌ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لِلّهِ العِزّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلمُؤمِنِينَ

وَ قَالَ وَاصِلُ بنُ عَطَاءٍ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عَلَيهِ سِيمَاءُ الأَنبِيَاءِ


صفحه : 339

وَ بَهَاءُ المُلُوكِ

13- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَمّا زُهدُهُ ع فَقَد جَاءَ فِي رَوضَةِ الوَاعِظِينَ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع كَانَ إِذَا تَوَضّأَ ارتَعَدَت مَفَاصِلُهُ وَ اصفَرّ لَونُهُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ حَقّ عَلَي كُلّ مَن وَقَفَ بَينَ يدَيَ‌ رَبّ العَرشِ أَن يَصفَرّ لَونُهُ وَ تَرتَعِدَ مَفَاصِلُهُ

وَ كَانَ ع إِذَا بَلَغَ بَابَ المَسجِدِ رَفَعَ رَأسَهُ وَ يَقُولُ إلِهَيِ‌ ضَيفُكَ بِبَابِكَ يَا مُحسِنُ قَد أَتَاكَ المسُيِ‌ءُ فَتَجَاوَز عَن قَبِيحِ مَا عنِديِ‌ بِجَمِيلِ مَا عِندَكَ يَا كَرِيمُ

الفَائِقُ إِنّ الحَسَنَ ع كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الفَجرِ لَم يَتَكَلّم حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ وَ إِن زُحزِحَ أَي وَ إِن أُرِيدَ تَنَحّيهِ مِن ذَلِكَ بِاستِنطَاقِ مَا يُهِمّ

قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع حَجّ خَمساً وَ عِشرِينَ حِجّةً مَاشِياً وَ قَاسَمَ اللّهَ تَعَالَي مَالَهُ مَرّتَينِ وَ فِي خَبَرٍ قَاسَمَ رَبّهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ حَجّ عِشرِينَ حِجّةً عَلَي قَدَمَيهِ

أَبُو نُعَيمٍ فِي حِليَةِ الأَولِيَاءِ بِالإِسنَادِ عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ الحَسَنُ ع إنِيّ‌ لأَسَتحَييِ‌ مِن ربَيّ‌ أَن أَلقَاهُ وَ لَم أَمشِ إِلَي بَيتِهِ فَمَشَي عِشرِينَ مَرّةً مِنَ المَدِينَةِ عَلَي رِجلَيهِ

وَ فِي كِتَابِهِ بِالإِسنَادِ عَن شِهَابِ بنِ عَامِرٍ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع قَاسَمَ اللّهَ تَعَالَي مَالَهُ مَرّتَينِ حَتّي تَصَدّقَ بِفَردِ نَعلِهِ

وَ فِي كِتَابِهِ بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ نَجِيحٍ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع حَجّ مَاشِياً وَ قَسَمَ مَالَهُ نِصفَينِ

وَ فِي كِتَابِهِ بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ جُذعَانَ قَالَ خَرَجَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مِن مَالِهِ مَرّتَينِ وَ قَاسَمَ اللّهَ مَالَهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ حَتّي إِن كَانَ ليَعُطيِ‌ نَعلًا وَ يُمسِكُ نَعلًا وَ يعُطيِ‌ خُفّاً وَ يُمسِكُ خُفّاً

وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا أُصِيبَ مُعَاوِيَةُ قَالَ مَا آسَي عَلَي شَيءٍ إِلّا عَلَي أَن أَحُجّ مَاشِياً وَ لَقَد حَجّ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع خَمساً وَ عِشرِينَ حِجّةً مَاشِياً وَ إِنّ النّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ وَ قَد قَاسَمَ اللّهَ مَرّتَينِ حَتّي إِن كَانَ ليَعُطيِ‌ النّعلَ وَ يُمسِكُ النّعلَ وَ يعُطيِ‌ الخُفّ وَ يُمسِكُ الخُفّ


صفحه : 340

بيان أسي‌ علي مصيبته بالكسر يأسي أسي أي حزن

14- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ روُيِ‌َ أَنّهُ دَخَلَت عَلَيهِ امرَأَةٌ جَمِيلَةٌ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ فَأَوجَزَ فِي صَلَاتِهِ ثُمّ قَالَ لَهَا أَ لَكِ حَاجَةٌ قَالَت نَعَم قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قَالَت قُم فَأَصِب منِيّ‌ فإَنِيّ‌ وَفَدتُ وَ لَا بَعلَ لِي قَالَ إِلَيكِ عنَيّ‌ لَا تحُرقِيِنيِ‌ بِالنّارِ وَ نَفسَكِ فَجَعَلَت تُرَاوِدُهُ عَن نَفسِهِ وَ هُوَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ وَيحَكِ إِلَيكِ عنَيّ‌ وَ اشتَدّ بُكَاؤُهُ فَلَمّا رَأَت ذَلِكَ بَكَت لِبُكَائِهِ فَدَخَلَ الحُسَينُ ع وَ رَآهُمَا يَبكِيَانِ فَجَلَسَ يبَكيِ‌ وَ جَعَلَ أَصحَابُهُ يَأتُونَ وَ يَجلِسُونَ وَ يَبكُونَ حَتّي كَثُرَ البُكَاءُ وَ عَلَتِ الأَصوَاتُ فَخَرَجَتِ الأَعرَابِيّةُ وَ قَامَ القَومُ وَ تَرَحّلُوا وَ لَبِثَ الحُسَينُ ع بَعدَ ذَلِكَ دَهراً لَا يَسأَلُ أَخَاهُ عَن ذَلِكَ إِجلَالًا لَهُ فَبَينَمَا الحَسَنُ ذَاتَ لَيلَةٍ نَائِماً إِذَا استَيقَظَ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع مَا شَأنُكَ قَالَ رُؤيَا رَأَيتُهَا اللّيلَةَ قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قَالَ لَا تُخبِرُ أَحَداً مَا دُمتُ حَيّاً قَالَ نَعَم قَالَ رَأَيتُ يُوسُفَ فَجِئتُ أَنظُرُ إِلَيهِ فِيمَن نَظَرَ فَلَمّا رَأَيتُ حُسنَهُ بَكَيتُ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فِي النّاسِ فَقَالَ مَا يُبكِيكَ يَا أخَيِ‌ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ فَقُلتُ ذَكَرتُ يُوسُفَ وَ امرَأَةَ العَزِيزِ وَ مَا ابتُلِيتَ بِهِ مِن أَمرِهَا وَ مَا لَقِيتَ مِنَ السّجنِ وَ حُرقَةِ الشّيخِ يَعقُوبَ فَبَكَيتُ مِن ذَلِكَ وَ كُنتُ أَتَعَجّبُ مِنهُ فَقَالَ يُوسُفُ فَهَلّا تَعَجّبتَ مِمّا فِيهِ المَرأَةُ البَدَوِيّةُ بِالأَبوَاءِ

عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي لَيلَي قَالَ دَخَلَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع الفُرَاتَ فِي بُردَةٍ كَانَت عَلَيهِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ لَو نَزَعتَ ثَوبَكَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ إِنّ لِلمَاءِ سُكّاناً

وَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع *


ذرَيِ‌ كَدَرَ الأَيّامِ إِنّ صَفَاءَهَا   تَوَلّي بِأَيّامِ السّرُورِ الذّوَاهِبِ

وَ كَيفَ يَغُرّ الدّهرُ مَن كَانَ بَينَهُ   وَ بَينَ الليّاَليِ‌ مُحكَمَاتُ التّجَارِبِ

وَ لَهُ ع (


قُل لِلمُقِيمِ بِغَيرِ دَارِ إِقَامَةٍ   حَانَ الرّحِيلُ فَوَدّعِ الأَحبَابَا

صفحه : 341


إِنّ الّذِينَ لَقِيتَهُم وَ صَحِبتَهُم   صَارُوا جَمِيعاً فِي القُبُورِ تُرَاباً

وَ لَهُ ع \


يَا أَهلَ لَذّاتِ دُنيَا لَا بَقَاءَ لَهَا   إِنّ المُقَامَ بِظِلّ زَائِلٍ حُمقٌ

وَ لَهُ ع ہ


لَكِسرَةٌ مِن خَسِيسِ الخُبزِ تشُبعِنُيِ‌   وَ شَربَةٌ مِن قَرَاحِ المَاءِ تكَفيِنيِ‌

وَ طِمرَةٌ مِن رَقِيقِ الثّوبِ تسَترُنُيِ‌   حَيّاً وَ إِن مِتّ تكَفيِنيِ‌ لتِكَفيِنَيِ‌

وَ مِن سَخَائِهِ ع مَا روُيِ‌َ أَنّهُ سَأَلَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع رَجُلٌ فَأَعطَاهُ خَمسِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ خَمسَمِائَةِ دِينَارٍ وَ قَالَ ائتِ بِحَمّالٍ يَحمِلُ لَكَ فَأَتَي بِحَمّالٍ فَأَعطَي طَيلَسَانَهُ فَقَالَ هَذَا كِرَي الحَمّالِ وَ جَاءَهُ بَعضُ الأَعرَابِ فَقَالَ أَعطُوهُ مَا فِي الخِزَانَةِ فَوُجِدَ فِيهَا عِشرُونَ أَلفَ دِينَارٍ فَدَفَعَهَا إِلَي الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ يَا موَلاَي‌َ أَ لَا ترَكَتنَيِ‌ أَبُوحُ بحِاَجتَيِ‌ وَ أَنشُرُ مدِحتَيِ‌ فَأَنشَأَ الحَسَنُ ع


نَحنُ أُنَاسٌ نَوَالُنَا خَضِلٌ   يَرتَعُ فِيهِ الرّجَاءُ وَ الأَمَلُ

تَجُودُ قَبلَ السّؤَالِ أَنفُسُنَا   خَوفاً عَلَي مَاءِ وَجهِ مَن يَسَلُ

لَو عَلِمَ البَحرُ فَضلَ نَائِلِنَا   لَغَاضَ مِن بَعدِ فَيضِهِ خَجِلٌ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الخضل ككتف وصاحب كل شيءند يترشف نداه و قال الجوهري‌ الخضل النبات الناعم و قوله ع خجل خبر مبتدإ محذوف

15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو جَعفَرٍ المدَاَئنِيِ‌ّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍخَرَجَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ حُجّاجاً فَفَاتَهُم أَثقَالُهُم فَجَاعُوا وَ عَطِشُوا فَرَأَوا فِي بَعضِ الشّعُوبِ خِبَاءً رَثّاً وَ عَجُوزاً فَاستَسقَوهَا فَقَالَتِ اطلُبُوا هَذِهِ الشّوَيهَةَ فَفَعَلُوا وَ استَطعَمُوهَا فَقَالَت لَيسَ إِلّا هيِ‌َ فَليَقُم أَحَدُكُم فَليَذبَحهَا حَتّي أَصنَعَ لَكُم طَعَاماً فَذَبَحَهَا أَحَدُهُم ثُمّ شَوَت لَهُم مِن لَحمِهَا فَأَكَلُوا وَ قَيّلُوا عِندَهَا فَلَمّا نَهَضُوا قَالُوا لَهَا نَحنُ نَفَرٌ


صفحه : 342

مِن قُرَيشٍ نُرِيدُ هَذَا الوَجهَ فَإِذَا انصَرَفنَا وَ عُدنَا فاَلممُيِ‌ بِنَا فَإِنّا صَانِعُونَ بِكِ خَيراً ثُمّ رَحَلُوا فَلَمّا جَاءَ زَوجُهَا وَ عَرَفَ الحَالَ أَوجَعَهَا ضَرباً ثُمّ مَضَتِ الأَيّامُ فَأَضَرّت بِهَا الحَالُ فَرَحَلَت حَتّي اجتَازَت بِالمَدِينَةِ فَبَصُرَ بِهَا الحَسَنُ ع فَأَمَرَ لَهَا بِأَلفِ شَاةٍ وَ أَعطَاهَا أَلفَ دِينَارٍ وَ بَعَثَ مَعَهَا رَسُولًا إِلَي الحُسَينِ ع فَأَعطَاهَا مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ بَعَثَهَا إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ فَأَعطَاهَا مِثلَ ذَلِكَ

البخُاَريِ‌ّ وَهَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع لِرَجُلٍ دِيَتَهُ وَ سَأَلَهُ ع رَجُلٌ شَيئاً فَأَمَرَ لَهُ بِأَربَعِمِائَةِ دِرهَمٍ فَكَتَبَ لَهُ بِأَربَعِمِائَةِ دِينَارٍ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَأَخَذَهُ وَ قَالَ هَذَا سَخَاؤُهُ وَ كَتَبَ عَلَيهِ بِأَربَعَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ سَمِعَ ع رَجُلًا إِلَي جَنبِهِ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ يَسأَلُ اللّهَ أَن يَرزُقَهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرهَمٍ فَانصَرَفَ إِلَي بَيتِهِ وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ دَخَلَ عَلَيهِ جَمَاعَةٌ وَ هُوَ يَأكُلُ فَسَلّمُوا وَ قَعَدُوا فَقَالَ ع هَلُمّوا فَإِنّمَا وُضِعَ الطّعَامُ لِيُؤكَلَ وَ دَخَلَ الغاَضرِيِ‌ّ عَلَيهِ ع فَقَالَ إنِيّ‌ عَصَيتُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ بِئسَ مَا عَمِلتَ كَيفَ قَالَ قَالَص لَا يُفلِحُ قَومٌ مَلَكَت عَلَيهِمُ امرَأَةٌ وَ قَد مَلَكَت عَلَيّ امرأَتَيِ‌ وَ أمَرَتَنيِ‌ أَن أشَترَيِ‌َ عَبداً فَاشتَرَيتُهُ فَأَبَقَ منِيّ‌ فَقَالَ ع اختَر أَحَدَ ثَلَاثَةٍ إِن شِئتَ فَثَمَنَ عَبدٍ فَقَالَ هَاهُنَا وَ لَا تَتَجَاوَز قَدِ اختَرتُ فَأَعطَاهُ ذَلِكَ

فَضَائِلُ العكُبرَيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي إِسحَاقَ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع تَزَوّجَ جَعدَةَ بِنتَ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ عَلَي سُنّةِ النّبِيّص وَ أَرسَلَ إِلَيهَا أَلفَ دِينَارٍ

تَفسِيرُ الثعّلبَيِ‌ّ وَ حِليَةُ أَبِي نُعَيمٍ قَالَ مُحَمّدُ بنُ سِيرِينَ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع تَزَوّجَ امرَأَةَ فَبَعَثَ إِلَيهَا مِائَةَ جَارِيَةٍ مَعَ كُلّ جَارِيَةٍ أَلفُ دِرهَمٍ

الحَسَنُ بنُ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ تَحتَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع امرَأَتَانِ تَمِيمِيّةٌ وَ جُعفِيّةٌ فَطَلّقَهُمَا جَمِيعاً وَ بعَثَنَيِ‌ إِلَيهِمَا وَ قَالَ أَخبِرهُمَا فليعتدا[فَلتَعتَدّا] وَ أخَبرِنيِ‌ بِمَا تَقُولَانِ وَ مَتّعهُمَا العَشَرَةَ الآلَافِ وَ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا بِكَذَا وَ كَذَا مِنَ العَسَلِ


صفحه : 343

وَ السّمنِ فَأَتَيتُ الجُعفِيّةَ فَقُلتُ اعتدَيّ‌ فَتَنَفّسَتِ الصّعَدَاءَ ثُمّ قَالَت مَتَاعٌ قَلِيلٌ مِن حَبِيبٍ مُفَارِقٍ وَ أَمّا التّمِيمِيّةُ فَلَم تَدرِ مَا اعتدَيّ‌ حَتّي قَالَ لَهَا النّسَاءُ فَسَكَتَت فَأَخبَرتُهُ ع بِقَولِ الجُعفِيّةِ فَنَكَتَ فِي الأَرضِ ثُمّ قَالَ لَو كُنتُ مُرَاجِعاً لِامرَأَةٍ لَرَاجَعتُهَا

وَ قَالَ أَنَسٌ حَيّت جَارِيَةٌ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع بِطَاقَةِ رَيحَانٍ فَقَالَ لَهَا أَنتِ حُرّةٌ لِوَجهِ اللّهِ فَقُلتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَدّبَنَا اللّهُ تَعَالَي فَقَالَوَ إِذا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنهاالآيَةَ وَ كَانَ أَحسَنَ مِنهَا إِعتَاقُهَا

وَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع 


إِنّ السّخَاءَ عَلَي العِبَادِ فَرِيضَةٌ   لِلّهِ يُقرَأُ فِي كِتَابٍ مُحكَمٍ

وَعَدَ العِبَادَ الأَسخِيَاءَ جِنَانَهُ   وَ أَعَدّ لِلبُخَلَاءِ نَارَ جَهَنّمَ

مَن كَانَ لَا تنُديِ‌ يَدَاهُ بِنَائِلٍ   الرّاغِبِينَ فَلَيسَ ذَاكَ بِمُسلِمٍ

وَ مِن هِمّتِهِ ع مَا روُيِ‌َ أَنّهُ قَدِمَ الشّامَ إِلَي عِندِ مُعَاوِيَةَ فَأَحضَرَ بَارنَامَجاً بِحَملٍ عَظِيمٍ وَ وَضَعَ قِبَلَهُ ثُمّ إِنّ الحَسَنَ ع لَمّا أَرَادَ الخُرُوجَ خَصَفَ خَادِمٌ نَعلَهُ فَأَعطَاهُ البَارنَامَجَ

بيان بارنامج معرب بارنامه أي تفصيل الأمتعة

16- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ قَدِمَ مُعَاوِيَةُ المَدِينَةَ فَجَلَسَ فِي أَوّلِ يَومٍ يُجِيزُ مَن يَدخُلُ عَلَيهِ مِن خَمسَةِ آلَافٍ إِلَي مِائَةِ أَلفٍ فَدَخَلَ عَلَيهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فِي آخِرِ النّاسِ فَقَالَ أَبطَأتَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَلَعَلّكَ أَرَدتَ تبُخَلّنُيِ‌ عِندَ قُرَيشٍ فَانتَظَرتَ يَفنَي مَا عِندَنَا يَا غُلَامُ أَعطِ الحَسَنَ مِثلَ جَمِيعِ مَا أَعطَينَا فِي يَومِنَا هَذَا يَا أَبَا مُحَمّدٍ وَ أَنَا ابنُ هِندٍ فَقَالَ الحَسَنُ ع لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا يَا أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ وَ رَدَدتُهَا وَ أَنَا ابنُ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص

المُبَرّدُ فِي الكَامِلِ قَالَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِإنِيّ‌ مَشغُوفٌ بِبَغلَةِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ ابنُ أَبِي عَتِيقٍ إِن دَفَعتُهَا إِلَيكَ تقَضيِ‌ لِي ثَلَاثِينَ حَاجَةً قَالَ


صفحه : 344

نَعَم قَالَ إِذَا اجتَمَعَ القَومُ فإَنِيّ‌ آخُذُ فِي مَآثِرِ قُرَيشٍ وَ أُمسِكُ عَن مَآثِرِ الحَسَنِ فلَمُنيِ‌ عَلَي ذَلِكَ فَلَمّا حَضَرَ القَومُ أَخَذَ فِي أَوّلِيّةِ قُرَيشٍ فَقَالَ مَروَانُ أَ لَا تَذكُرُ أَوّلِيّةَ أَبِي مُحَمّدٍ وَ لَهُ فِي هَذَا مَا لَيسَ لِأَحَدٍ قَالَ إِنّمَا كُنّا فِي ذِكرِ الأَشرَافِ وَ لَو كُنّا فِي ذِكرِ الأَنبِيَاءِ لَقَدّمنَا ذِكرَهُ فَلَمّا خَرَجَ الحَسَنُ ع لِيَركَبَ اتّبَعَهُ ابنُ أَبِي عَتِيقٍ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ وَ تَبَسّمَ أَ لَكَ حَاجَةٌ قَالَ نَعَم رُكُوبُ البَغلَةِ فَنَزَلَ الحَسَنُ ع وَ دَفَعَهَا إِلَيهِ


  ِنّ الكَرِيمَ إِذَا خَادَعتَهُ انخَدَعَا

وَ مِن حِلمِهِ مَا رَوَي المُبَرّدُ وَ ابنُ عَائِشَةَ أَنّ شَامِيّاً رَآهُ رَاكِباً فَجَعَلَ يَلعَنُهُ وَ الحَسَنُ لَا يَرُدّ فَلَمّا فَرَغَ أَقبَلَ الحَسَنُ ع فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ ضَحِكَ فَقَالَ أَيّهَا الشّيخُ أَظُنّكَ غَرِيباً وَ لَعَلّكَ شَبّهتَ فَلَوِ استَعتَبتَنَا أَعتَبنَاكَ وَ لَو سَأَلتَنَا أَعطَينَاكَ وَ لَوِ استَرشَدتَنَا أَرشَدنَاكَ وَ لَوِ استَحمَلتَنَا أَحمَلنَاكَ وَ إِن كُنتَ جَائِعاً أَشبَعنَاكَ وَ إِن كُنتَ عُريَاناً كَسَونَاكَ وَ إِن كُنتَ مُحتَاجاً أَغنَينَاكَ وَ إِن كُنتَ طَرِيداً آوَينَاكَ وَ إِن كَانَ لَكَ حَاجَةٌ قَضَينَاهَا لَكَ فَلَو حَرّكتَ رَحلَكَ إِلَينَا وَ كُنتَ ضَيفَنَا إِلَي وَقتِ ارتِحَالِكَ كَانَ أَعوَدَ عَلَيكَ لِأَنّ لَنَا مَوضِعاً رَحباً وَ جَاهاً عَرِيضاً وَ مَالًا كَثِيراً فَلَمّا سَمِعَ الرّجُلُ كَلَامَهُ بَكَي ثُمّ قَالَ أَشهَدُ أَنّكَ خَلِيفَةُ اللّهِ فِي أَرضِهِاللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ وَ كُنتَ أَنتَ وَ أَبُوكَ أَبغَضَ خَلقِ اللّهِ إلِيَ‌ّ وَ الآنَ أَنتَ أَحَبّ خَلقِ اللّهِ إلِيَ‌ّ وَ حَوّلَ رَحلَهُ إِلَيهِ وَ كَانَ ضَيفَهُ إِلَي أَنِ ارتَحَلَ وَ صَارَ مُعتَقِداً لِمَحَبّتِهِم

بيان تقول استعتبته فأعتبني‌ أي استرضيته فأرضاني‌

17-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]المَنَاقِبُ عَن أَبِي إِسحَاقَ العَدلِ فِي خَبَرٍ أَنّ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ خَطَبَ يَوماً فَذَكَرَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَالَ مِنهُ وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع جَالِسٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ الحُسَينَ ع فَجَاءَ إِلَي مَروَانَ فَقَالَ يَا ابنَ الزّرقَاءِ أَنتَ الوَاقِعُ فِي عَلِيّ فِي كَلَامٍ لَهُ ثُمّ دَخَلَ عَلَي الحَسَنِ ع فَقَالَ تَسمَعُ هَذَا يَسُبّ أَبَاكَ فَلَا تَقُولُ


صفحه : 345

لَهُ شَيئاً فَقَالَ وَ مَا عَسَيتُ أَن أَقُولَ لِرَجُلٍ مُسَلّطٍ يَقُولُ مَا شَاءَ وَ يَفعَلُ مَا شَاءَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ الحَسَنَ ع لَم يُسمَع قَطّ مِنهُ كَلِمَةٌ فِيهَا مَكرُوهٌ إِلّا مَرّةً وَاحِدَةً فَإِنّهُ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ عَمرِو بنِ عُثمَانَ خُصُومَةٌ فِي أَرضٍ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع لَيسَ لِعَمروٍ عِندَنَا إِلّا مَا يُرغِمُ أَنفَهُ

دَعَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ يَومَ الجَمَلِ فَأَعطَاهُ رُمحَهُ وَ قَالَ لَهُ اقصِد بِهَذَا الرّمحِ قَصدَ الجَمَلِ فَذَهَبَ فَمَنَعُوهُ بَنُو ضَبّةَ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي وَالِدِهِ انتَزَعَ الحَسَنُ رُمحَهُ مِن يَدِهِ وَ قَصَدَ قَصدَ الجَمَلِ وَ طَعَنَهُ بِرُمحِهِ وَ رَجَعَ إِلَي وَالِدِهِ وَ عَلَي رُمحِهِ أَثَرُ الدّمِ فَتَمَغّرَ وَجهُ مُحَمّدٍ مِن ذَلِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لَا تَأنَف فَإِنّهُ ابنُ النّبِيّ وَ أَنتَ ابنُ عَلِيّ

بيان تمغر وجهه احمر مع كدورة وأنف منه استنكف

18- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] طَافَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع بِالبَيتِ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ هَذَا ابنُ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ فَالتَفَتَ إِلَيهِ فَقَالَ قُل عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فأَبَيِ‌ خَيرٌ مِن أمُيّ‌

وَ نَادَي عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع فِي أَيّامِ صِفّينَ وَ قَالَ إِنّ لِي نَصِيحَةً فَلَمّا بَرَزَ إِلَيهِ قَالَ إِنّ أَبَاكَ بِغضَةٌ لُعنَةٌ وَ قَد خَاضَ فِي دَمِ عُثمَانَ فَهَل لَكَ أَن تَخلَعَهُ نُبَايِعكَ فَأَسمَعَهُ الحَسَنُ ع مَا كَرِهَهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إِنّهُ ابنُ أَبِيهِ

19-كشف ،[كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدّينِ بنُ طَلحَةَ رَوَي أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الواَحدِيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ الوَسِيطِ مَا يَرفَعُهُ بِسَنَدِهِ أَنّ رَجُلًا قَالَ دَخَلتُ مَسجِدَ المَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يُحَدّثُ عَن رَسُولِ اللّهِص وَ النّاسُ حَولَهُ فَقُلتُ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَنشاهِدٍ وَ مَشهُودٍ فَقَالَ نَعَم أَمّا الشّاهِدُ فَيَومُ الجُمُعَةِ وَ أَمّا المَشهُودُ فَيَومُ عَرَفَةَ فَجُزتُهُ إِلَي آخَرَ يُحَدّثُ فَقُلتُ أخَبرِنيِ‌ عَنشاهِدٍ وَ مَشهُودٍ فَقَالَ نَعَم أَمّا الشّاهِدُ فَيَومُ الجُمُعَةِ وَ أَمّا المَشهُودُ فَيَومُ النّحرِ فَجُزتُهُمَا إِلَي غُلَامٍ كَانَ وَجهُهُ الدّينَارَ وَ هُوَ يُحَدّثُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ أخَبرِنيِ‌ عَنشاهِدٍ وَ مَشهُودٍ فَقَالَ نَعَم أَمّا الشّاهِدُ فَمُحَمّدٌص وَ أَمّا المَشهُودُ فَيَومُ القِيَامَةِ أَ مَا سَمِعتَهُ يَقُولُيا أَيّهَا النّبِيّ


صفحه : 346

إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ قَالَ تَعَالَيذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌفَسَأَلتُ عَنِ الأَوّلِ فَقَالُوا ابنُ عَبّاسٍ وَ سَأَلتُ عَنِ الثاّنيِ‌ فَقَالُوا ابنُ عُمَرَ وَ سَأَلتُ عَنِ الثّالِثِ فَقَالُوا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ كَانَ قَولُ الحَسَنِ أَحسَنَ

وَ نُقِلَ أَنّهُ ع اغتَسَلَ وَ خَرَجَ مِن دَارِهِ فِي حُلّةٍ فَاخِرَةٍ وَ بِزّةٍ طَاهِرَةٍ وَ مَحَاسِنَ سَافِرَةٍ وَ قَسِمَاتٍ ظَاهِرَةٍ وَ نَفَخَاتٍ نَاشِرَةٍ وَ وَجهَةٍ يُشرِقُ حُسناً وَ شَكلَةٍ قَد كَمَلَ صُورَةً وَ مَعنًي وَ الإِقبَالُ يَلُوحُ مِن أَعطَافِهِ وَ نَضرَةُ النّعِيمِ تُعرَفُ فِي أَطرَافِهِ وَ قاَضيِ‌ القَدَرِ قَد حَكَمَ أَنّ السّعَادَةَ مِن أَوصَافِهِ ثُمّ رَكِبَ بَغلَةً فَارِهَةً غَيرَ قَطُوفٍ وَ سَارَ مُكتَنِفاً مِن حَاشِيَتِهِ وَ غَاشِيَتِهِ بِصُفُوفٍ فَلَو شَاهَدَهُ عَبدُ مَنَافٍ لَأَرغَمَ بِمُفَاخَرَتِهِ بِهِ مَعَاطِسَ أُنُوفٍ وَ عَدّهُ وَ آبَاءَهُ وَ جَدّهُ فِي إِحرَازِ خِصَلِ الفَخَارِ يَومَ التّفَاخُرِ بِأُلُوفٍ فَعَرَضَ لَهُ فِي طَرِيقِهِ مِن مَحَاوِيجِ اليَهُودِ هِمّ فِي هِدمٍ قَد أَنهَكَتهُ العِلّةُ وَ ارتَكَبَتهُ الذّلّةُ وَ أَهلَكَتهُ القِلّةُ وَ جِلدُهُ يَستُرُ عِظَامَهُ وَ ضَعفُهُ يُقَيّدُ أَقدَامَهُ وَ ضَرّهُ قَد مَلِكَ زِمَامَهُ وَ سُوءُ حَالِهِ قَد حَبّبَ إِلَيهِ حِمَامَهُ وَ شَمسُ الظّهِيرَةِ تشَويِ‌ شَوَاهُ وَ أَخمَصُهُ يُصَافِحُ ثَرَي مَمشَاهُ وَ عَذَابُ عرعريه [عُرعُرَتِهِ] قَد عَرَاهُ وَ طُولُ طَوَاهُ قَد أَضعَفَ بَطنَهُ وَ طَوَاهُ وَ هُوَ حَامِلُ جَرّ مَملُوءٍ مَاءً عَلَي مَطَاهُ وَ حَالُهُ تَعطِفُ عَلَيهِ القُلُوبَ القَاسِيَةَ عِندَ مَرآهُ فَاستَوقَفَ الحَسَنَ ع وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أنَصفِنيِ‌ فَقَالَ ع فِي أَيّ شَيءٍ فَقَالَ جَدّكَ يَقُولُ الدّنيَا سِجنُ المُؤمِنِ وَ جَنّةُ الكَافِرِ وَ أَنتَ مُؤمِنٌ وَ أَنَا كَافِرٌ فَمَا أَرَي الدّنيَا إِلّا جَنّةً تَتَنَعّمُ بِهَا وَ تَستَلِذّ بِهَا وَ مَا أَرَاهَا إِلّا سِجناً لِي قَد أهَلكَنَيِ‌ ضُرّهَا وَ أتَلفَنَيِ‌ فَقرُهَا فَلَمّا سَمِعَ الحَسَنُ ع كَلَامَهُ أَشرَقَ عَلَيهِ نُورُ التّأيِيدِ وَ استَخرَجَ الجَوَابَ بِفَهمِهِ مِن خِزَانَةِ عِلمِهِ وَ أَوضَحَ للِيهَوُديِ‌ّ خَطَاءَ ظَنّهِ وَ خَطَلَ زَعمِهِ وَ قَالَ يَا شَيخُ لَو نَظَرتَ إِلَي مَا أَعَدّ اللّهُ لِي وَ لِلمُؤمِنِينَ فِي الدّارِ الآخِرَةِ مِمّا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا


صفحه : 347

أُذُنٌ سَمِعَت لَعَلِمتَ أنَيّ‌ قَبلَ انتقِاَليِ‌ إِلَيهِ فِي هَذِهِ الدّنيَا فِي سِجنٍ ضَنكٍ وَ لَو نَظَرتَ إِلَي مَا أَعَدّ اللّهُ لَكَ وَ لِكُلّ كَافِرٍ فِي الدّارِ الآخِرَةِ مِن سَعِيرِ نَارِ الجَحِيمِ وَ نَكَالِ العَذَابِ المُقِيمِ لَرَأَيتَ أَنّكَ قَبلَ مَصِيرِكَ إِلَيهِ الآنَ فِي جَنّةٍ وَاسِعَةٍ وَ نِعمَةٍ جَامِعَةٍ

بيان سفر الصبح أضاء وأشرق كأسفر والمرأة كشفت عن وجهها فهي‌ سافر والقَسِمَةُ بكسر السين وفتحها الحسن والأعطاف الجوانب والغاشية السّؤّالُ يأتونك والزوار والأصدقاء ينتابونك والهِمّ بالكسر الشيخ الفاني‌ والهدم بالكسر الثوب البالي‌ أوالمرقع أوخاص بكساء الصوف والجمع أهدام وهدم والشوي اليدان والرجلان والرأس من الآدميين والعر بالضم قروح مثل القوباء تخرج بالإبل متفرقة في مشافرها وقوائمها يسيل منها مثل الماء الأصفر وبالفتح الجرب ويحتمل أن يكون عرعرته وعرعرة الجبل والسنام و كل شيءبضم العينين رأسه الطوي بالفتح الجوع ولعل المراد بالطوي ثانيا ماانطوي عليه بطنه من الأحشاء والأمعاء والمطا الظهر

20- كشف ،[كشف الغمة]رَوَي صَاحِبُ كِتَابِ صِفَةِ الصّفوَةِ بِسَنَدِهِ عَن عَلِيّ بنِ زَيدِ بنِ جُذعَانَ أَنّهُ قَالَ حَجّ الحَسَنُ ع خَمسَ عَشرَةَ حِجّةً مَاشِياً وَ إِنّ الجَنَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ

وَ مِن كَرَمِهِ وَ جُودِهِ ع مَا رَوَاهُ سَعِيدُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ إِنّ الحَسَنَ سَمِعَ رَجُلًا يَسأَلُ رَبّهُ تَعَالَي أَنّهُ يَرزُقُهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرهَمٍ فَانصَرَفَ الحَسَنُ إِلَي مَنزِلِهِ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيهِ

وَ مِنهَا أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَيهِ ع وَ سَأَلَهُ حَاجَةً فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا حَقّ سُؤَالِكَ يَعظُمُ لدَيَ‌ّ وَ معَرفِتَيِ‌ بِمَا يَجِبُ لَكَ يَكبُرُ لدَيَ‌ّ وَ يدَيِ‌ تَعجِزُ عَن نَيلِكَ بِمَا أَنتَ أَهلُهُ وَ الكَثِيرُ فِي ذَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَلِيلٌ وَ مَا فِي ملِكيِ‌ وَفَاءٌ لِشُكرِكَ فَإِن قَبِلتَ المَيسُورَ وَ رَفَعتَ عنَيّ‌ مَئُونَةَ الِاحتِفَالِ وَ الِاهتِمَامِ بِمَا أَتَكَلّفُهُ مِن وَاجِبِكَ فَعَلتُ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص أَقبَلُ القَلِيلَ وَ أَشكُرُ العَطِيّةَ وَ أَعذَرُ عَلَي المَنعِ فَدَعَا الحَسَنُ ع بِوَكِيلِهِ وَ جَعَلَ يُحَاسِبُهُ عَلَي نَفَقَاتِهِ حَتّي استَقصَاهَا فَقَالَ


صفحه : 348

هَاتِ الفَاضِلَ مِنَ الثّلَاثِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَأَحضَرَ خَمسِينَ أَلفاً قَالَ فَمَا فَعَلَ الخَمسُمِائَةِ دِينَارٍ قَالَ هيِ‌َ عنِديِ‌ قَالَ أَحضِرهَا فَأَحضَرَهَا فَدَفَعَ الدّرَاهِمَ وَ الدّنَانِيرَ إِلَي الرّجُلِ وَ قَالَ هَاتِ مَن يَحمِلُهَا لَكَ فَأَتَاهُ بِحَمّالَينِ فَدَفَعَ الحَسَنُ ع إِلَيهِ رِدَاءَهُ لِكِرَاءِ الحَمّالَينِ فَقَالَ مَوَالِيهِ وَ اللّهِ مَا عِندَنَا دِرهَمٌ فَقَالَ ع لكَنِيّ‌ أَرجُو أَن يَكُونَ لِي عِندَ اللّهِ أَجرٌ عَظِيمٌ

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ أَبُو الحَسَنِ المدَاَئنِيِ‌ّ قَالَ خَرَجَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ ع حُجّاجاً فَفَاتَهُم أَثقَالُهُم فَجَاعُوا وَ عَطِشُوا فَمَرّوا بِعَجُوزٍ فِي خِبَاءٍ لَهَا فَقَالُوا هَل مِن شَرَابٍ فَقَالَت نَعَم فَأَنَاخُوا بِهَا وَ لَيسَ لَهَا إِلّا شُوَيهَةٌ فِي كَسرِ الخَيمَةِ فَقَالَتِ احلَبُوهَا وَ امتَذِقُوا لَبَنَهَا فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَ قَالُوا لَهَا هَل مِن طَعَامٍ قَالَت لَا إِلّا هَذِهِ الشّاةُ فَليَذبَحَنّهَا أَحَدُكُم حَتّي أُهَيّئَ لَكُم شَيئاً تَأكُلُونَ فَقَامَ إِلَيهَا أَحَدُهُم فَذَبَحَهَا وَ كَشَطَهَا ثُمّ هَيّأَت لَهُم طَعَاماً فَأَكَلُوا ثُمّ أَقَامُوا حَتّي أَبرَدُوا فَلَمّا ارتَحَلُوا قَالُوا لَهَا نَحنُ نَفَرٌ مِن قُرَيشٍ نُرِيدُ هَذَا الوَجهَ فَإِذَا رَجَعنَا سَالِمِينَ فأَلَمِيّ‌ بِنَا فَإِنّا صَانِعُونَ إِلَيكِ خَيراً ثُمّ ارتَحَلُوا وَ أَقبَلَ زَوجُهَا وَ أَخبَرَتهُ عَنِ القَومِ وَ الشّاةِ فَغَضِبَ الرّجُلُ وَ قَالَ وَيحَكِ تَذبَحِينَ شاَتيِ‌ لِأَقوَامٍ لَا تَعرِفِينَهُم ثُمّ تَقُولِينَ نَفَرٌ مِن قُرَيشٍ ثُمّ بَعدَ مُدّةٍ أَلجَأَتهُمُ الحَاجَةُ إِلَي دُخُولِ المَدِينَةِ فَدَخَلَاهَا وَ جَعَلَا يَنقُلَانِ البَعِيرَ إِلَيهَا وَ يَبِيعَانِهِ وَ يَعِيشَانِ مِنهُ فَمَرّتِ العَجُوزُ فِي بَعضِ سِكَكِ المَدِينَةِ فَإِذَا الحَسَنُ ع عَلَي بَابِ دَارِهِ جَالِسٌ فَعَرَفَ العَجُوزَ وَ هيِ‌َ لَهُ مُنكِرَةٌ فَبَعَثَ غُلَامَهُ فَرَدّهَا فَقَالَ لَهَا يَا أَمَةَ اللّهِ تعَرفِيِنيِ‌ قَالَت لَا قَالَ أَنَا ضَيفُكِ يَومَ كَذَا فَقَالَتِ العَجُوزُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ فَأَمَرَ الحَسَنُ ع فَاشتَرَي لَهَا مِن شَاءِ الصّدَقَةِ أَلفَ شَاةٍ وَ أَمَرَ لَهَا بِأَلفِ دِينَارٍ وَ بَعَثَ بِهَا مَعَ غُلَامِهِ إِلَي أَخِيهِ الحُسَينِ ع فَقَالَ بِكَم وَصَلَكِ أخَيِ‌َ الحَسَنُ فَقَالَت بِأَلفِ شَاةٍ وَ أَلفِ دِينَارٍ فَأَمَرَ لَهَا بِمِثلِ ذَلِكَ ثُمّ بَعَثَ بِهَا مَعَ غُلَامِهِ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ ع فَقَالَ بِكَم وَصَلَكِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَت بأِلَفيَ‌ دِينَارٍ وَ ألَفيَ‌ شَاةٍ فَأَمَرَ لَهَا عَبدُ اللّهِ بأِلَفيَ‌ شَاةٍ وَ ألَفيَ‌ دِينَارٍ وَ قَالَ لَو بَدَأتِ بيِ‌ لَأَتعَبتُهُمَا فَرَجَعَتِ العَجُوزُ إِلَي زَوجِهَا بِذَلِكَ


صفحه : 349

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو جَعفَرٍ المدَاَئنِيِ‌ّ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ فَأَعطَاهَا عَبدُ الّلهِ بنُ جَعفَرٍ مِثلَ ذَلِكَ

21- كشف ،[كشف الغمة] قُلتُ هَذِهِ القِصّةُ مَشهُورَةٌ وَ فِي دَوَاوِينِ جُودِهِم مَسطُورَةٌ وَ عَنهُم ع مَأثُورَةٌ وَ كُنتُ نَقَلتُهَا عَلَي غَيرِ هَذَا الرّوَايَةِ وَ إِنّهُ كَانَ مَعَهُم رَجُلٌ آخَرُ مِن أَهلِ المَدِينَةِ وَ أَنّهَا أَتَت عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ فَقَالَ ابدئَيِ‌ بسِيَدّيَ‌ّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَأَتَتِ الحَسَنَ فَأَمَرَ لَهَا بِمِائَةِ بَعِيرٍ وَ أَعطَاهَا الحُسَينُ أَلفَ شَاةٍ فَعَادَت إِلَي عَبدِ اللّهِ فَسَأَلَهَا فَأَخبَرَتهُ فَقَالَ كفَاَنيِ‌ سيَدّاَي‌َ أَمرَ الإِبِلِ وَ الشّاةِ وَ أَمَرَ لَهَا بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ وَ قَصَدَتِ المدَنَيِ‌ّ ألّذِي كَانَ مَعَهُم فَقَالَ لَهَا أَنَا لَا أجُاَريِ‌ أُولَئِكِ الأَجوَادَ فِي مَدًي وَ لَا أَبلُغُ عُشرَ عَشِيرِهِم فِي النّدَي وَ لَكِن أُعطِيكِ شَيئاً مِن دَقِيقٍ وَ زَبِيبٍ فَأَخَذَت وَ انصَرَفَت رَجَعَ الكَلَامُ إِلَي ابنِ طَلحَةَ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ سِيرِينَ قَالَ تَزَوّجَ الحَسَنُ ع امرَأَةً فَأَرسَلَ إِلَيهَا بِمِائَةِ جَارِيَةٍ مَعَ كُلّ جَارِيَةٍ أَلفُ دِرهَمٍ

وَ رَوَي الحَافِظُ فِي الحِليَةِ عَن أَبِي نَجِيحٍ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع حَجّ مَاشِياً وَ قَسَمَ مَالَهُ نِصفَينِ

وَ عَن شِهَابِ بنِ أَبِي عَامِرٍ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع قَاسَمَ اللّهَ مَالَهُ مَرّتَينِ حَتّي تَصَدّقَ بِفَردِ نَعلِهِ

وَ عَن عَلِيّ بنِ زَيدِ بنِ جُذعَانَ قَالَ خَرَجَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ مِن مَالِهِ مَرّتَينِ وَ قَاسَمَ اللّهَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ حَتّي إِنّهُ كَانَ يعُطيِ‌ مِن مَالِهِ نَعلًا وَ يُمسِكُ نَعلًا وَ يعُطيِ‌ خُفّاً وَ يُمسِكُ خُفّاً

وَ عَن قُرّةَ بنِ خَالِدٍ قَالَ أَكَلتُ فِي بَيتِ مُحَمّدِ بنِ سِيرِينَ طَعَاماً فَلَمّا أَن شَبِعتُ أَخَذتُ المِندِيلَ وَ رَفَعتُ يدَيِ‌ فَقَالَ مُحَمّدٌ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع قَالَ إِنّ الطّعَامَ أَهوَنُ مِن أَن يُقسَمَ فِيهِ

وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ قَالَمَتّعَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع امرَأَتَينِ بِعِشرِينَ أَلفاً وَ زُقَاقٍ مِن عَسَلٍ فَقَالَت إِحدَاهُمَا وَ أُرَاهَا الحَنَفِيّةَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ مِن حَبِيبٍ مُفَارِقٍ


صفحه : 350

وَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنّ فُلَاناً يَقَعُ فِيكَ فَقَالَ ألَقيَتنَيِ‌ فِي تَعَبٍ أُرِيدُ الآنَ أَن أَستَغفِرَ اللّهَ لِي وَ لَهُ

22- د،[العدد القوية]قِيلَ وَقَفَ رَجُلٌ عَلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا ابنَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ باِلذّيِ‌ أَنعَمَ عَلَيكَ بِهَذِهِ النّعمَةِ التّيِ‌ مَا تَلِيهَا مِنهُ بِشَفِيعٍ مِنكَ إِلَيهِ بَل إِنعَاماً مِنهُ عَلَيكَ إِلّا مَا أنَصفَتنَيِ‌ مِن خصَميِ‌ فَإِنّهُ غَشُومٌ ظَلُومٌ لَا يُوَقّرُ الشّيخَ الكَبِيرَ وَ لَا يَرحَمُ الطّفلَ الصّغِيرَ وَ كَانَ مُتّكِئاً فَاستَوَي جَالِساً وَ قَالَ لَهُ مَن خَصمُكَ حَتّي أَنتَصِفَ لَكَ مِنهُ فَقَالَ لَهُ الفَقرُ فَأَطرَقَ ع سَاعَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي خَادِمِهِ وَ قَالَ لَهُ أَحضِر مَا عِندَكَ مِن مَوجُودٍ فَأَحضَرَ خَمسَةَ آلَافِ دِرهَمٍ فَقَالَ ادفَعهَا إِلَيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ بِحَقّ هَذِهِ الأَقسَامِ التّيِ‌ أَقسَمتَ بِهَا عَلَيّ مَتَي أَتَاكَ خَصمُكَ جَائِراً إِلّا مَا أتَيَتنَيِ‌ مِنهُ مُتَظَلّماً

23- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ القَاسِمِ مُعَنعَناً عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لِلحَسَنِ قُمِ اليَومَ خَطِيباً وَ قَالَ لِأُمّهَاتِ أَولَادِهِ قُمنَ فَاسمَعنَ خُطبَةَ ابنيِ‌ قَالَ فَحَمِدَ اللّهَ تَعَالَي وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص ثُمّ قَالَ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَقُولَ ثُمّ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي بَابٍ وَ مَنزِلٍمَن دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَ مَن خَرَجَ مِنهُ كَانَ كَافِراً أَقُولُ قوَليِ‌ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ العَظِيمَ لِي وَ لَكُم وَ نَزَلَ فَقَامَ عَلِيّ فَقَبّلَ رَأسَهُ وَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ ثُمّ قَرَأَذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

24-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو جَعفَرٍ الحسَنَيِ‌ّ وَ الحَسَنُ بنُ حُبَاشٍ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لِلحَسَنِ يَا بنُيَ‌ّ قُم فَاخطُب حَتّي أَسمَعَ كَلَامَكَ قَالَ يَا أَبَتَاه كَيفَ أَخطُبُ وَ أَنَا أَنظُرُ إِلَي وَجهِكَ أسَتحَييِ‌ مِنكَ قَالَ فَجَمَعَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أُمّهَاتِ أَولَادِهِ ثُمّ تَوَارَي عَنهُ حَيثُ يَسمَعُ كَلَامَهُ


صفحه : 351

فَقَامَ الحَسَنُ ع فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ الوَاحِدِ بِغَيرِ تَشبِيهٍ الدّائِمِ بِغَيرِ تَكوِينٍ القَائِمِ بِغَيرِ كُلفَةٍ الخَالِقِ بِغَيرِ مَنصَبَةٍ المَوصُوفِ بِغَيرِ غَايَةٍ المَعرُوفِ بِغَيرِ مَحدُودِيّةٍ العَزِيزِ لَم يَزَل قَدِيماً فِي القِدَمِ رُدِعَتِ القُلُوبُ لِهَيبَتِهِ وَ ذَهِلَتِ العُقُولُ لِعِزّتِهِ وَ خَضَعَتِ الرّقَابُ لِقُدرَتِهِ فَلَيسَ يَخطُرُ عَلَي قَلبِ بَشَرٍ مَبلَغُ جَبَرُوتِهِ وَ لَا يَبلُغُ النّاسُ كُنهَ جَلَالِهِ وَ لَا يُفصِحُ الوَاصِفُونَ مِنهُم لِكُنهِ عَظَمَتِهِ وَ لَا تَبلُغُهُ العُلَمَاءُ بِأَلبَابِهَا وَ لَا أَهلُ التّفَكّرِ بِتَدبِيرِ أُمُورِهَا أَعلَمُ خَلقِهِ بِهِ ألّذِي بِالحَدّ لَا يَصِفُهُ يُدرِكُ الأَبصَارَ وَ لَا يُدرِكُهُ الأَبصَارُوَ هُوَ اللّطِيفُ الخَبِيرُ أَمّا بَعدُ فَإِنّ عَلِيّاً بَابٌ مَن دَخَلَهُ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن خَرَجَ مِنهُ كَانَ كَافِراً أَقُولُ قوَليِ‌ هَذَا وَ أَستَغفِرُ اللّهَ العَظِيمَ لِي وَ لَكُم فَقَامَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَبّلَ بَينَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

25- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لقَيِ‌َ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ كَيفَ يَكُونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً وَ هُوَ يَسخَطُ قِسمَهُ وَ يُحَقّرُ مَنزِلَتَهُ وَ الحَاكِمُ عَلَيهِ اللّهُ وَ أَنَا الضّامِنُ لِمَن لَم يَهجُس فِي قَلبِهِ إِلّا الرّضَا أَن يَدعُوَ اللّهَ فَيُستَجَابَ لَهُ

26- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ وَ ابنِ مَحبُوبٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ نَاساً بِالمَدِينَةِ قَالُوا لَيسَ لِلحَسَنِ مَالٌ فَبَعَثَ الحَسَنُ إِلَي رَجُلٍ بِالمَدِينَةِ فَاستَقرَضَ مِنهُ أَلفَ دِرهَمٍ فَأَرسَلَ بِهَا إِلَي المُصَدّقِ وَ قَالَ هَذِهِ صَدَقَةُ مَالِنَا فَقَالُوا مَا بَعَثَ الحَسَنُ هَذِهِ مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ إِلّا وَ عِندَهُ مَالٌ

27- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع يَحُجّ مَاشِياً وَ تُسَاقُ مَعَهُ المَحَامِلُ وَ الرّحَالُ

28-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كِتَابُ الفُنُونِ عَن أَحمَدَ المُؤَدّبِ وَ نُزهَةِ الأَبصَارِ عَنِ ابنِ مهَديِ‌ّ


صفحه : 352

أَنّهُ مَرّ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عَلَي فُقَرَاءَ وَ قَد وَضَعُوا كُسَيرَاتٍ عَلَي الأَرضِ وَ هُم قُعُودٌ يَلتَقِطُونَهَا وَ يَأكُلُونَهَا فَقَالُوا لَهُ هَلُمّ يَا ابنَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ إِلَي الغَدَاءِ قَالَ فَنَزَلَ وَ قَالَ إِنّ اللّهَ لَا يُحِبّ المُستَكبِرِينَ وَ جَعَلَ يَأكُلُ مَعَهُم حَتّي اكتَفَوا وَ الزّادُ عَلَي حَالِهِ بِبَرَكَتِهِ ع ثُمّ دَعَاهُم إِلَي ضِيَافَتِهِ وَ أَطعَمَهُم وَ كَسَاهُم

وَ رَوَي الحَاكِمُ فِي أَمَالِيهِ لِلحَسَنِ ع مَن كَانَ يَبَاءُ بِجَدّ فَإِنّ جدَيّ‌َ الرّسُولُص أَو كَانَ يَبَاءُ بِأُمّ فَإِنّ أمُيّ‌َ البَتُولُ أَو كَانَ يَبَاءُ بِزَورٍ فَزَورُنَا جَبرَئِيلُ

بيان يباء بالباء فيما عندنا من النسخ ولعله يباء من البأو بمعني الكبر والفخر يقال بأوت علي القوم أبأي بأوا أوبالنون من نأي بمعني بعدكناية عن الرفعة أو من النوء بمعني العطاء أو من المناواة بمعني المفاخرة ويحتمل أن يكون نباء من النبأ بمعني الخبر علي صيغة المبالغة أونثاء كذلك من النثاء

29- مِن بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ المُعتَبَرَةِ،بِإِسنَادِهِ عَن نَجِيحٍ قَالَ رَأَيتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع يَأكُلُ وَ بَينَ يَدَيهِ كَلبٌ كُلّمَا أَكَلَ لُقمَةً طَرَحَ لِلكَلبِ مِثلَهَا فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ لَا أَرجُمُ هَذَا الكَلبَ عَن طَعَامِكَ قَالَ دَعهُ إنِيّ‌ لأَسَتحَييِ‌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يَكُونَ ذُو رُوحٍ يَنظُرُ فِي وجَهيِ‌ وَ أَنَا آكُلُ ثُمّ لَا أُطعِمُهُ

وَ ذَكَرَ الثّقَةُ أَنّ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ عَلَيهِ اللّعنَةُ شَتَمَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع فَلَمّا فَرَغَ قَالَ الحَسَنُ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَا أَمحُو عَنكَ شَيئاً وَ لَكِن مَهّدَكَ اللّهُ فَلَئِن كُنتَ صَادِقاً فَجَزَاكَ اللّهُ بِصِدقِكَ وَ لَئِن كُنتَ كَاذِباً فَجَزَاكَ اللّهُ بِكَذِبِكَ وَ اللّهُ أَشَدّ نَقِمَةً منِيّ‌

وَ روُيِ‌َ أَنّ غُلَاماً لَهُ ع جَنَي جِنَايَةً تُوجِبُ العِقَابَ فَأَمَرَ بِهِ أَن يُضرَبَ فَقَالَ يَا موَلاَي‌َوَ العافِينَ عَنِ النّاسِ قَالَ عَفَوتُ عَنكَ قَالَ يَا موَلاَي‌َوَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ قَالَ أَنتَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ وَ لَكَ ضِعفُ مَا كُنتُ أُعطِيكَ

30-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ عَمرِو بنِ عُثمَانَ جَمِيعاً عَن هَارُونَ


صفحه : 353

بنِ الجَهمِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ وَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولَانِ بَينَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فِي مَجلِسِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِذ أَقبَلَ قَومٌ فَقَالُوا يَا بَا مُحَمّدٍ أَرَدنَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ مَا حَاجَتُكُم قَالُوا أَرَدنَا أَن نَسأَلَهُ عَن مَسأَلَةٍ قَالَ وَ مَا هيِ‌َ تُخبِرُونّا بِهَا فَقَالُوا امرَأَةٌ جَامَعَهَا زَوجُهَا فَلَمّا قَامَ عَنهَا قَامَت بِحُمُوّتِهَا فَوَقَعَت عَلَي جَارِيَةٍ بِكرٍ فَسَاحَقَتهَا فَأَلقَتِ النّطفَةَ فِيهَا فَحَمَلَت فَمَا تَقُولُ فِي هَذَا فَقَالَ الحَسَنُ ع مُعضِلَةٌ وَ أَبُو الحَسَنِ لَهَا وَ أَقُولُ فَإِن أَصَبتُ فَمِنَ اللّهِ ثُمّ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ إِن أَخطَأتُ فَمِن نفَسيِ‌ فَأَرجُو أَن لَا أُخطِئَ إِن شَاءَ اللّهُ يُعمَدُ إِلَي المَرأَةِ فَيُؤخَذُ مِنهَا مَهرُ الجَارِيَةِ البِكرِ فِي أَوّلِ وَهلَةٍ لِأَنّ الوَلَدَ لَا يَخرُجُ مِنهَا حَتّي يَشُقّ فَتَذهَبَ عُذرَتُهَا ثُمّ تُرجَمُ المَرأَةُ لِأَنّهَا مُحصَنَةٌ وَ يُنتَظَرُ بِالجَارِيَةِ حَتّي تَضَعَ مَا فِي بَطنِهَا وَ يُرَدّ إِلَي أَبِيهِ صَاحِبِ النّطفَةِ ثُمّ تُجلَدُ الجَارِيَةُ الحَدّ قَالَ فَانصَرَفَ القَومُ مِن عِندِ الحَسَنِ فَلَقُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ مَا قُلتُم لأِبَيِ‌ مُحَمّدٍ وَ مَا قَالَ لَكُم فَأَخبَرُوهُ فَقَالَ لَو أنَنّيِ‌ المَسئُولُ مَا كَانَ عنِديِ‌ فِيهَا أَكثَرُ مِمّا قَالَ ابنيِ‌

31-ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّ عَمرَو بنَ العَاصِ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ ابعَث إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَمُرهُ أَن يَصعَدَ المِنبَرَ يَخطُبُ النّاسَ لَعَلّهُ يَحصَرُ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِمّا نُعَيّرُهُ بِهِ فِي كُلّ مَحفِلٍ فَبَعَثَ إِلَيهِ مُعَاوِيَةُ فَأَصعَدَهُ المِنبَرَ وَ قَد جَمَعَ لَهُ النّاسَ وَ رُؤَسَاءَ أَهلِ الشّامِ فَحَمِدَ اللّهَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَأَنَا ألّذِي يُعرَفُ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِ أَوّلِ المُسلِمِينَ إِسلَاماً وَ أمُيّ‌ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص وَ جدَيّ‌ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ أَنَا ابنُ البَشِيرِ أَنَا ابنُ النّذِيرِ أَنَا ابنُ السّرَاجِ المُنِيرِ أَنَا ابنُ مَن بُعِثَ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ أَنَا ابنُ مَن بُعِثَ إِلَي الجِنّ وَ الإِنسِ أَجمَعِينَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا بَا مُحَمّدٍ خُذ بِنَا فِي نَعتِ الرّطَبِ أَرَادَ تَخجِيلَهُ فَقَالَ الحَسَنُ


صفحه : 354

الرّيحُ تُنَفّخُهُ وَ الحَرّ يُنضِجُهُ وَ اللّيلُ يُبَرّدُهُ وَ يُطَيّبُهُ ثُمّ أَقبَلَ الحَسَنُ ع فَرَجَعَ فِي كَلَامِهِ الأَوّلِ فَقَالَ أَنَا ابنُ مُستَجَابِ الدّعوَةِ أَنَا ابنُ الشّفِيعِ المُطَاعِ أَنَا ابنُ أَوّلِ مَن يَنفُضُ عَنِ الرّأسِ التّرَابَ أَنَا ابنُ مَن يَقرَعُ بَابَ الجَنّةِ فَيُفتَحُ لَهُ أَنَا ابنُ مَن قَاتَلَ مَعَهُ المَلَائِكَةُ وَ أُحِلّ لَهُ المَغنَمُ وَ نُصِرَ بِالرّعبِ مِن مَسِيرَةِ شَهرٍ فَأَكثَرَ فِي هَذَا النّوعِ مِنَ الكَلَامِ وَ لَم يَزَل بِهِ حَتّي أَظلَمَتِ الدّنيَا عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ عَرَفَ الحَسَنَ ع مَن لَم يَكُن يَعرِفُهُ مِن أَهلِ الشّامِ وَ غَيرِهِم ثُمّ نَزَلَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ أَمَا إِنّكَ يَا حَسَنُ قَد كُنتَ تَرجُو أَن تَكُونَ خَلِيفَةً وَ لَستَ هُنَاكَ فَقَالَ الحَسَنُ ع أَمّا الخَلِيفَةُ فَمَن سَارَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَيسَ الخَلِيفَةُ مَن سَارَ بِالجَورِ وَ عَطّلَ السّنَنَ وَ اتّخَذَ الدّنيَا أُمّاً وَ أَباً وَ لَكِنّ ذَلِكَ مَلِكٌ أَصَابَ مُلكاً فَتَمَتّعَ مِنهُ قَلِيلًا وَ كَانَ قَدِ انقَطَعَ عَنهُ فَاتّخَمَ لَذّتَهُ وَ بَقِيَت عَلَيهِ تَبِعَتُهُ وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ إِن أدَريِ‌ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍفَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي مُعَاوِيَةَ ثُمّ قَامَ فَانصَرَفَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمرٍو وَ اللّهِ مَا أَرَدتَ إِلّا شيَنيِ‌ حِينَ أمَرَتنَيِ‌ بِمَا أمَرَتنَيِ‌ وَ اللّهِ مَا كَانَ يَرَي أَهلُ الشّامِ أَنّ أَحَداً مثِليِ‌ فِي حَسَبٍ وَ لَا غَيرِهِ حَتّي قَالَ الحَسَنُ مَا قَالَ قَالَ عَمرٌو هَذَا شَيءٌ لَا يُستَطَاعُ دَفنُهُ وَ لَا تَغيِيرُهُ لِشُهرَتِهِ فِي النّاسِ وَ اتّضَاحِهِ فَسَكَتَ مُعَاوِيَةُ

بيان الاتّخام الثقل الحاصل من كثرة أكل الطعام أي اتّخم من لذّته

32-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]القاَضيِ‌ النّعمَانُ فِي شَرحِ الأَخبَارِ بِالإِسنَادِ عَن عُبَادَةَ بَنِ الصّامِتِ وَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَن غَيرِهِ أَنّهُ سَأَلَ أعَراَبيِ‌ّ أَبَا بَكرٍ فَقَالَ إنِيّ‌ أَصَبتُ بِيضَ نَعَامٍ فَشَوَيتُهُ وَ أَكَلتُهُ وَ أَنَا مُحرِمٌ فَمَا يَجِبُ عَلَيّ فَقَالَ لَهُ يَا أعَراَبيِ‌ّ أَشكَلتَ عَلَيّ فِي قَضِيّتِكَ فَدَلّهُ عَلَي عُمَرَ وَ دَلّهُ عُمَرُ عَلَي عَبدِ الرّحمَنِ فَلَمّا عَجَزُوا قَالُوا عَلَيكَ بِالأَصلَعِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَل أَيّ الغُلَامَينِ شِئتَ فَقَالَ الحَسَنُ يَا أعَراَبيِ‌ّ أَ لَكَ إِبِلٌ قَالَ نَعَم قَالَ فَاعمِد إِلَي عَدَدِ مَا أَكَلتَ مِنَ البِيضِ نُوقاً فَاضرِبهُنّ بِالفُحُولِ


صفحه : 355

فَمَا فَضَلَ مِنهَا فَأَهدِهِ إِلَي بَيتِ اللّهِ العَتِيقِ ألّذِي حَجَجتَ إِلَيهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِنّ مِنَ النّوقِ السّلُوبَ وَ مِنهَا مَا يُزلِقُ فَقَالَ إِن يَكُن مِنَ النّوقِ السّلُوبُ وَ مَا يُزلِقُ فَإِنّ مِنَ البِيضِ مَا يَمرُقُ قَالَ فَسُمِعَ صَوتٌ مَعَاشِرَ النّاسِ إِنّ ألّذِي فَهِمَ هَذَا الغُلَامُ هُوَ ألّذِي فَهِمَهَا سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ

بيان السلوب من النوق التي‌ ألقت ولدها بغير تمام وأزلقت الناقة أسقطت والمراد هنا ماتسقط النطفة ومرقت البيضة فسدت .أقول قدأورد كثير من قضاياه ع في الفقيه والكافي‌ في كتاب الحدود و كتاب القضايا و كتاب الديات تركناها لوضوح الأمر وخوف الإطناب

33- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ سِنَانٍ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع كَلّمَ رَجُلًا فَقَالَ مِن أَيّ بَلَدٍ أَنتَ قَالَ مِنَ الكُوفَةِ قَالَ لَو كُنتَ بِالمَدِينَةِ لَأَرَيتُكَ مَنَازِلَ جَبرَئِيلَ ع مِن دِيَارِنَا

مُحَمّدُ بنُ سِيرِينَ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لِابنِهِ الحَسَنِ أَجمِعِ النّاسَ فَاجتَمَعُوا فَأَقبَلَ فَخَطَبَ النّاسَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ تَشَهّدَ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ اختَارَنَا لِنَفسِهِ وَ ارتَضَانَا لِدِينِهِ وَ اصطَفَانَا عَلَي خَلقِهِ وَ أَنزَلَ عَلَينَا كِتَابَهُ وَ وَحيَهُ وَ ايمُ اللّهِ لَا يَنقُصُنَا أَحَدٌ مِن حَقّنَا شَيئاً إِلّا انتَقَصَهُ اللّهُ مِن حَقّهِ فِي عَاجِلِ دُنيَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ لَا يَكُونُ عَلَينَا دَولَةٌ إِلّا كَانَت لَنَا العَاقِبَةُوَ لَتَعلَمُنّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ ثُمّ نَزَلَ فَجَمَعَ بِالنّاسِ وَ بَلَغَ أَبَاهُ فَقَبّلَ بَينَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

العِقدُ عَنِ ابنِ عَبدِ رَبّهِ[ وَ]الأنَدلُسُيِ‌ّ وَ كِتَابُ المدَاَئنِيِ‌ّ أَيضاً أَنّهُ قَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ لِمُعَاوِيَةَ لَو أَمَرتَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ فَلَعَلّهُ حَصِرَ فَيَكُونُ ذَلِكَ وَضعاً لَهُ عِندَ النّاسِ فَأَمَرَ الحَسَنَ بِذَلِكَ فَلَمّا صَعِدَ المِنبَرَ تَكَلّمَ وَ أَحسَنَ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَا ابنُ أَوّلِ المُسلِمِينَ إِسلَاماً وَ أمُيّ‌ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ أَنَا ابنُ البَشِيرِ النّذِيرِ أَنَا ابنُ السّرَاجِ المُنِيرِ أَنَا ابنُ مَن بُعِثَ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ


صفحه : 356

عَبدِ رَبّهِ لَو طَلَبتُمُ ابناً لِنَبِيّكُم مَا بَينَ لَابَتَيهَا لَم تَجِدُوا غيَريِ‌ وَ غَيرَ أخَيِ‌ فَنَادَاهُ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ حَدّثنَا بِنَعتِ الرّطَبِ أَرَادَ بِذَلِكَ يُخجِلُهُ وَ يَقطَعُ بِذَلِكَ كَلَامَهُ فَقَالَ نَعَم تُلقِحُهُ الشّمَالُ وَ تُخرِجُهُ الجَنُوبُ وَ تُنضِجُهُ الشّمسُ وَ يُطَيّبُهُ القَمَرُ وَ فِي رِوَايَةِ المدَاَئنِيِ‌ّ الرّيحُ تُنَفّخُهُ وَ الحَرّ تُنضِجُهُ وَ اللّيلُ يُبَرّدُهُ وَ يُطَيّبُهُ وَ فِي رِوَايَةِ المدَاَئنِيِ‌ّ فَقَالَ عَمرٌو أَبَا مُحَمّدٍ هَل تَنعَتُ الخَرأَةَ[الخِراَءَةَ] قَالَ نَعَم تُبعِدُ المَمشَي فِي الأَرضِ الصّحصَحِ حَتّي تَتَوَارَي مِنَ القَومِ وَ لَا تَستَقبِلِ القِبلَةَ وَ لَا تَستَدبِرهَا وَ لَا تَمَسّح بِاللّقمَةِ وَ الرّمّةِ يُرِيدُ العَظمَ وَ الرّوثَ وَ لَا تَبُل فِي المَاءِ الرّاكِدِ

توضيح الخرء بالفتح دفع الخرء بالضم والصحصح المكان المستوي‌ و لايخفي ما في إدخال الروث في تفسير الرمة من الاشتباه

34- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]المِنهَالُ بنُ عَمرٍو أَنّ مُعَاوِيَةَ سَأَلَ الحَسَنَ ع أَن يَصعَدَ المِنبَرَ وَ يَنتَسِبَ فَصَعِدَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَسَأُبَيّنُ لَهُ نفَسيِ‌ بلَدَيِ‌ مَكّةُ وَ مِنًي وَ أَنَا ابنُ المَروَةِ وَ الصّفَا وَ أَنَا ابنُ النّبِيّ المُصطَفَي وَ أَنَا ابنُ مَن عَلَا الجِبَالَ الروّاَسيِ‌َ وَ أَنَا ابنُ مَن كَسَا مَحَاسِنَ وَجهِهِ الحَيَاءُ أَنَا ابنُ فَاطِمَةَ سَيّدَةِ النّسَاءِ أَنَا ابنُ قَلِيلَاتِ العُيُوبِ نَقِيّاتِ الجُيُوبِ وَ أَذّنَ المُؤَذّنُ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ مُحَمّدٌ أَبِي أَم أَبُوكَ فَإِن قُلتَ لَيسَ بأِبَيِ‌ فَقَد كَفَرتَ وَ إِن قُلتَ نَعَم فَقَد أَقرَرتَ ثُمّ قَالَ أَصبَحَت قُرَيشٌ تَفتَخِرُ عَلَي العَرَبِ بِأَنّ مُحَمّداً مِنهَا وَ أَصبَحَتِ العَرَبُ تَفتَخِرُ عَلَي العَجَمِ بِأَنّ مُحَمّداً مِنهَا وَ أَصبَحَتِ العَجَمُ تَعرِفُ حَقّ العَرَبِ بِأَنّ مُحَمّداً مِنهَا يَطلُبُونَ حَقّنَا وَ لَا يَرُدّونَ إِلَينَا حَقّنَا

بيان قال الجوهري‌ رجل ناصح الجيب أي أمين انتهي فقوله ع نقيات الجيوب كناية عن عفتهن كما أن طهارة الذيل في عرف العجم كناية عنها


صفحه : 357

35- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَتَبَ مَلِكُ الرّومِ إِلَي مُعَاوِيَةَ يَسأَلُهُ عَن ثَلَاثٍ عَن مَكَانٍ بِمِقدَارِ وَسَطِ السّمَاءِ وَ عَن أَوّلِ قَطرَةِ دَمٍ وَقَعَت عَلَي الأَرضِ وَ عَن مَكَانٍ طَلَعَت فِيهِ الشّمسُ مَرّةً فَلَم يَعلَم ذَلِكَ فَاستَغَاثَ بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ ظَهرُ الكَعبَةِ وَ دَمُ حَوّاءَ وَ أَرضُ البَحرِ حِينَ ضَرَبَهُ مُوسَي وَ عَنهُ ع فِي جَوَابِ مَلِكِ الرّومِ مَا لَا قِبلَةَ لَهُ فهَيِ‌َ الكَعبَةُ وَ مَا لَا قَرَابَةَ لَهُ فَهُوَ الرّبّ تَعَالَي وَ سَأَلَ شاَميِ‌ّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع فَقَالَ كَم بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ فَقَالَ أَربَعُ أَصَابِعَ فَمَا رَأَيتَ بِعَينِكَ فَهُوَ الحَقّ وَ قَد تَسمَعُ بِأُذُنَيكَ بَاطِلًا كَثِيراً وَ قَالَ كَم بَينَ الإِيمَانِ وَ اليَقِينِ فَقَالَ أَربَعُ أَصَابِعَ الإِيمَانُ مَا سَمِعنَاهُ وَ اليَقِينُ مَا رَأَينَاهُ قَالَ وَ كَم بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ قَالَ دَعوَةُ المَظلُومِ وَ مَدّ البَصَرِ قَالَ كَم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ قَالَ مَسِيرَةُ يَومٍ لِلشّمسِ

أَبُو المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ فِي أَمَالِيهِ وَ ابنُ الوَلِيدِ فِي كِتَابِهِ بِالإِسنَادِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ قَد ثَقُلَ لِسَانُهُ وَ أَبطَأَ كَلَامُهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فِي عِيدٍ مِنَ الأَعيَادِ وَ خَرَجَ مَعَهُ بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ فَقَالَ النّبِيّص اللّهُ أَكبَرُ يَفتَتِحُ الصّلَاةَ قَالَ الحَسَنُ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ فَسُرّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللّهِ فَلَم يَزَل رَسُولُ اللّهِ يُكَبّرُ وَ الحَسَنُ مَعَهُ يُكَبّرُ حَتّي كَبّرَ سَبعاً فَوَقَفَ الحَسَنُ عِندَ السّابِعَةِ فَوَقَفَ رَسُولُ اللّهِص عِندَهَا ثُمّ قَامَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ فَكَبّرَ الحَسَنُ حَتّي إِذَا بَلَغَ رَسُولُ اللّهِ خَمسَ تَكبِيرَاتٍ فَوَقَفَ الحَسَنُ عِندَ الخَامِسَةِ وَ وَقَفَ رَسُولُ اللّهِ عِندَ الخَامِسَةِ فَصَارَ ذَلِكَ سُنّةً فِي تَكبِيرِ العِيدَينِ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ كَانَ الحُسَينَ ع

كِتَابُ اِبرَاهِيمَ قَالَ بَعضُ أَصحَابِ الحَسَنِ ع مَرفُوعاً الطّلقُ لِلنّسَاءِ إِنّمَا يَكُونُ سُرّةُ المَولُودِ مُتّصِلَةً بِسُرّةِ أُمّهِ فَتُقطَعُ فَيُؤلِمُهَا

أَقُولُ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ رَوَي مُحَمّدُ بنُ حَبِيبٍ فِي أَمَالِيهِ أَنّ الحَسَنَ ع حَجّ خَمسَ عَشرَةَ حِجّةً مَاشِياً تُقَادُ الجَنَائِبُ مَعَهُ وَ خَرَجَ مِن مَالِهِ مَرّتَينِ وَ قَاسَمَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ مَالَهُ حَتّي إِنّهُ كَانَ يعُطيِ‌ نَعلًا


صفحه : 358

وَ يُمسِكُ نَعلًا وَ يعُطيِ‌ خُفّاً وَ يُمسِكُ خُفّاً

وَ روُيِ‌َ أَيضاً أَنّ الحَسَنَ ع أَعطَي شَاعِراً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن جُلَسَائِهِ سُبحَانَ اللّهِ شَاعِراً يعَصيِ‌ الرّحمَنَ وَ يَقُولُ البُهتَانَ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّ خَيرَ مَا بَذَلتَ مِن مَالِكَ مَا وَقَيتَ بِهِ عِرضَكَ وَ إِنّ مِنِ ابتِغَاءِ الخَيرِ اتّقَاءَ الشّرّ

36- د،[العدد القوية]حَدّثَ الزّبَيرُ بنُ بَكّارٍ وَ ابنُ عَونٍ عَن عُمَيرِ بنِ إِسحَاقَ قَالَ مَا تَكَلّمَ أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ أَن لَا يَسكُتَ مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع وَ مَا سَمِعتُ مِنهُ كَلِمَةَ فُحشٍ قَطّ وَ إِنّهُ كَانَ بَينَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ وَ عَمرِو بنِ عُثمَانَ خُصُومَةٌ فِي أَرضٍ فَعَرَضَ الحُسَينُ أَمراً لَم يَرضَهُ عَمرٌو فَقَالَ الحَسَنُ ع لَيسَ لَهُ عِندَنَا إِلّا مَا أَرغَمَ أَنفَهُ فَإِنّ هَذِهِ أَشَدّ وَ أَفحَشُ كَلِمَةٍ سَمِعتُهَا مِنهُ قَطّ

37- د،[العدد القوية]قِيلَ طَعَنَ أَقوَامٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ فِي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالُوا إِنّهُ عيِ‌ّ لَا يَقُومُ بِحُجّةٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَدَعَا الحَسَنَ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ أَهلَ الكُوفَةِ قَد قَالُوا فِيكَ مَقَالَةً أَكرَهُهَا قَالَ وَ مَا يَقُولُونَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ يَقُولُونَ إِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ عيِ‌ّ اللّسَانِ لَا يَقُومُ بِحُجّةٍ وَ إِنّ هَذِهِ الأَعوَادُ فَأَخبِرِ النّاسَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا أَستَطِيعُ الكَلَامَ وَ أَنَا أَنظُرُ إِلَيكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إنِيّ‌ مُتَخَلّفٌ عَنكَ فَنَادِ أَنِ الصّلَاةَ جَامِعَةً فَاجتَمَعَ المُسلِمُونَ فَصَعِدَ ع المِنبَرَ فَخَطَبَ خُطبَةً بَلِيغَةً وَجِيزَةً فَضَجّ المُسلِمُونَ بِالبُكَاءِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ اعقِلُوا عَن رَبّكُمإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّاصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌفَنَحنُ الذّرّيّةُ مِن آدَمَ وَ الأُسرَةُ مِن نُوحٍ وَ الصّفوَةُ مِن اِبرَاهِيمَ وَ السّلَالَةُ مِن إِسمَاعِيلَ وَ آلٌ مِن مُحَمّدٍص نَحنُ فِيكُم كَالسّمَاءِ المَرفُوعَةِ وَ الأَرضِ المَدحُوّةِ وَ الشّمسِ الضّاحِيَةِ وَ كَالشّجَرَةِ الزّيتُونَةِلا شَرقِيّةٍ وَ لا غَربِيّةٍالتّيِ‌ بُورِكَ زَيتُهَا النّبِيّ أَصلُهَا وَ عَلِيّ فَرعُهَا وَ نَحنُ وَ اللّهِ ثَمَرَةُ تِلكَ الشّجَرَةِ فَمَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا فَإِلَي النّارِ هَوَي فَقَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مِن أَقصَي النّاسِ يَسحَبُ رِدَاءَهُ مِن خَلفِهِ حَتّي عَلَا المِنبَرَ مَعَ الحَسَنِ ع فَقَبّلَ بَينَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَثبَتّ عَلَي القَومِ حُجّتَكَ أَوجَبتَ عَلَيهِم طَاعَتَكَ فَوَيلٌ لِمَن خَالَفَكَ


صفحه : 359

باب 71-خطبه بعدشهادة أبيه صلوات الله عليهما وبيعة الناس له

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن حَبِيبِ بنِ عَمرٍو قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَ مِنَ الغَدِ قَامَ الحَسَنُ ع خَطِيباً عَلَي المِنبَرِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ نَزَلَ القُرآنُ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رُفِعَ عِيسَي بنُ مَريَمَ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ قُتِلَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ مَاتَ أَبِي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ لَا يَسبِقُ أَبِي أَحَدٌ كَانَ قَبلَهُ مِنَ الأَوصِيَاءِ إِلَي الجَنّةِ وَ لَا مَن يَكُونُ بَعدَهُ وَ إِن كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَيَبعَثُهُ فِي السّرِيّةِ فَيُقَاتِلُ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ وَ مَا تَرَكَ صَفرَاءَ وَ لَا بَيضَاءَ إِلّا سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت مِن عَطَائِهِ كَانَ يَجمَعُهَا ليِشَترَيِ‌َ بِهَا خَادِماً لِأَهلِهِ

2-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ الأنَباَريِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن شُعَيبِ بنِ أَيّوبَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ عَن سُفيَانَ عَن هِشَامِ بنِ حَسّانَ قَالَسَمِعتُ أَبَا مُحَمّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع يَخطُبُ النّاسَ بَعدَ البَيعَةِ لَهُ بِالأَمرِ فَقَالَ نَحنُ حِزبُ اللّهِ الغَالِبُونَ وَ عِترَةُ رَسُولِهِ الأَقرَبُونَ وَ أَهلُ بَيتِهِ الطّيّبُونَ الطّاهِرُونَ وَ أَحَدُ الثّقَلَينِ الذين [اللّذَينِ]خَلّفَهُمَا رَسُولُ اللّهِص فِي أُمّتِهِ وَ التاّليِ‌ كِتَابَ اللّهِ فِيهِ تَفصِيلُ كُلّ شَيءٍلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِفَالمُعَوّلُ عَلَينَا فِي تَفسِيرِهِ لَا نَتَظَنّي تَأوِيلَهُ بَل نَتَيَقّنُ حَقَائِقَهُ فَأَطِيعُونَا فَإِنّ طَاعَتَنَا مَفرُوضَةٌ إِذ كَانَت بِطَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولِهِ مَقرُونَةً قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا


صفحه : 360

أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرّسُولِوَ لَو رَدّوهُ إِلَي الرّسُولِ وَ إِلي أوُليِ‌ الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم وَ أُحَذّرُكُمُ الإِصغَاءَ لِهُتَافِ الشّيطَانِ فَإِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌفَتَكُونُوا أَولِيَاءَهُ الّذِينَ قَالَ لَهُملا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَ إنِيّ‌ جارٌ لَكُم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ قَالَإنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكُم إنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَفَتَلقَونَ[فَتُلقَونَ] إِلَي الرّمَاحِ وَزَراً وَ إِلَي السّيُوفِ جَزَراً وَ لِلعُمُدِ حَطَماً وَ لِلسّهَامِ غَرَضاً ثُمّلا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً

بيان قال الجوهري‌ التظني‌ إعمال الظن وأصله التظنن أبدل من إحدي النونات ياء قوله ع وزرا الوزر محركة الجبل المنيع و كل معقل والملجأ والمعتصم والوزر بالكسر الإثم والثقل والكارة الكبيرة والسلاح والحمل الثقيل ووزر الرجل غلبه وأوزره أحزره وذهب به كاستوزره وجعل له وزرا وأوثقه وخبأه كل ذلك ذكره الفيروزآبادي‌ والأظهر أنه الوزر بالتحريك أي تكونون معاقل للرماح تأوي‌ إليكم ويحتمل أن يكون بالكسر أي لوزركم وإثمكم أوالحال أنكم كالحمل الثقيل . و قال الجوهري‌ الجزور من الإبل يقع علي الذكر والأنثي والجمع الجزر وجزر السباع اللحم ألذي تأكله يقال تركوهم جزرا بالتحريك إذاقتلوهم والجزر أيضا الشاة السمينة و قال الجزري‌ فيه أبشر بجزرة سمينة أي شاة صالحة لأن تجزر أي تذبح للأكل و منه حديث الضحية فإنما هي‌ زجرة أطعمها أهله وتجمع علي جزر بالفتح و منه حديث موسي والسحرة حتي صارت حبالهم للثعبان جزرا و قدتكسر الجيم انتهي والأظهر أنه بالتحريك والحطم الكسر أوخاص باليابس وصعدة حطم ككسر ماتكسر من اليبيس ذكره


صفحه : 361

الفيروزآبادي‌ فهو إما بالتحريك و إن لم يرد في هذاالمقام فإنه وزن معروف أوبكسر الحاء وفتح الطاء كماذكره الفيروزآبادي‌ والعمد بالتحريك وبضمتين جمع العمود أي تحطمكم وتكسركم العمد ونصب الجميع بالحالية إن قر‌ئ فتلقون علي بناء المجهول ويحتمل التميز وبالمفعولية أي قر‌ئ علي بناء المعلوم

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن سَلّامِ بنِ أَبِي عَمرَةَ عَن مَعرُوفٍ عَن أَبِي الطّفَيلِ قَالَ خَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع بَعدَ وَفَاةِ عَلِيّ ع وَ ذَكَرَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ خَاتَمُ الوَصِيّينَ وَ وصَيِ‌ّ خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَ أَمِيرُ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ الصّالِحِينَ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ لَقَد فَارَقَكُم رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الأَوّلُونَ وَ لَا تُدرِكُهُ الآخِرُونَ لَقَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُعطِيهِ الرّايَةَ فَيُقَاتِلُ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ فَمَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَيهِ مَا تَرَكَ ذَهَباً وَ لَا فِضّةً إِلّا شَيءٌ عَلَي صبَيِ‌ّ لَهُ وَ مَا تَرَكَ فِي بَيتِ المَالِ إِلّا سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت مِن عَطَائِهِ أَرَادَ أَن يشَترَيِ‌َ بِهَا خَادِماً لِأُمّ كُلثُومٍ ثُمّ قَالَ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَأَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ النّبِيّص ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ قَولَ يُوسُفَوَ اتّبَعتُ مِلّةَ آبائيِ‌ اِبراهِيمَ وَ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ أَنَا ابنُ البَشِيرِ وَ أَنَا ابنُ النّذِيرِ وَ أَنَا ابنُ الداّعيِ‌ إِلَي اللّهِ وَ أَنَا ابنُ السّرَاجِ المُنِيرِ وَ أَنَا ابنُ ألّذِي أُرسِلَ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ وَ أَنَا مِن أَهلِ البَيتِ الّذِينَ أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم تَطهِيراً وَ أَنَا مِن أَهلِ البَيتِ الّذِينَ كَانَ جَبرَئِيلُ يَنزِلُ عَلَيهِم وَ مِنهُم كَانَ يَعرِجُ وَ أَنَا مِن أَهلِ البَيتِ الّذِينَ افتَرَضَ اللّهُ مَوَدّتَهُم وَ وَلَايَتَهُم فَقَالَ فِيمَا أَنزَلَ عَلَي مُحَمّدٍص قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي وَ مَن يَقتَرِف حَسَنَةً وَ اقتِرَافُ الحَسَنَةِ مَوَدّتُنَا

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عن أبي الطفيل مثله

4-شا،[الإرشاد] كَانَ الحَسَنُ ع وصَيِ‌ّ أَبِيهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَي أَهلِهِ وَ وُلدِهِ


صفحه : 362

وَ أَصحَابِهِ وَ وَصّاهُ بِالنّظَرِ فِي وُقُوفِهِ وَ صَدَقَاتِهِ وَ كَتَبَ إِلَيهِ عَهداً مَشهُوراً وَ وَصِيّةً ظَاهِرَةً فِي مَعَالِمِ الدّينِ وَ عُيُونِ الحِكمَةِ وَ الآدَابِ وَ قَد نَقَلَ هَذِهِ الوَصِيّةَ جُمهُورُ العُلَمَاءِ وَ استَبصَرَ بِهَا فِي دِينِهِ وَ دُنيَاهُ كَثِيرٌ مِنَ الفُقَهَاءِ وَ لَمّا قُبِضَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع خَطَبَ النّاسَ الحَسَنُ وَ ذَكَرَ حَقّهُ فَبَايَعَهُ أَصحَابُ أَبِيهِ عَلَي حَربِ مَن حَارَبَ وَ سِلمِ مَن سَالَمَ

وَ رَوَي أَبُو مِخنَفٍ لُوطُ بنُ يَحيَي قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَشعَثُ بنُ سَوّارٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِ‌ّ وَ غَيرِهِ قَالَخَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فِي صَبِيحَةِ اللّيلَةِ التّيِ‌ قُبِضَ فِيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ لَقَد قُبِضَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رَجُلٌ لَم يَسبِقهُ الأَوّلُونَ بِعَمَلٍ وَ لَم يُدرِكهُ الآخِرُونَ بِعَمَلٍ لَقَد كَانَ يُجَاهِدُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَيَقِيهِ بِنَفسِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُوَجّهُهُ بِرَايَتِهِ فَيَكنِفُهُ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن شِمَالِهِ وَ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ وَ لَقَد توُفُيّ‌َ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُرِجَ فِيهَا بِعِيسَي بنِ مَريَمَ وَ التّيِ‌ قُبِضَ فِيهَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي وَ مَا خَلّفَ صَفرَاءَ وَ لَا بَيضَاءَ إِلّا سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت عَن عَطَائِهِ أَرَادَ أَن يَبتَاعَ بِهَا خَادِماً لِأَهلِهِ ثُمّ خَنَقَتهُ العَبرَةُ فَبَكَي وَ بَكَي النّاسُ مِن حَولِهِ مَعَهُ ثُمّ قَالَ أَنَا ابنُ البَشِيرِ أَنَا ابنُ النّذِيرِ أَنَا ابنُ الداّعيِ‌ إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ أَنَا ابنُ السّرَاجِ المُنِيرِ أَنَا مِن أَهلِ بَيتٍ أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم تَطهِيراً أَنَا مِن أَهلِ بَيتٍ فَرَضَ اللّهُ مَوَدّتَهُم فِي كِتَابِهِ فَقَالَ تَعَالَيقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي وَ مَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَزِد لَهُ فِيها حُسناًفَالحَسَنَةُ مَوَدّتُنَا أَهلَ البَيتِ ثُمّ جَلَسَ فَقَامَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ رَحِمَهُ اللّهُ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ هَذَا ابنُ نَبِيّكُم وَ وصَيِ‌ّ إِمَامِكُم فَبَايِعُوهُ فَاستَجَابَ لَهُ النّاسُ فَقَالُوا مَا أَحَبّهُ إِلَينَا وَ أَوجَبَ حَقّهُ عَلَينَا وَ بَادَرُوا إِلَي البَيعَةِ لَهُ بِالخِلَافَةِ وَ ذَلِكَ فِي يَومِ الجُمُعَةِ الحاَديِ‌ وَ العِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ


صفحه : 363

فَرَتّبَ العُمّالَ وَ أَمّرَ الأُمَرَاءَ وَ أَنفَذَ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ إِلَي البَصرَةِ وَ نَظَرَ فِي الأُمُورِ

أقول روي هذه الخطبة ابن أبي الحديد عن أبي الفرج عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق السبيعي‌ عن هبيرة بن مريم ورأيت أيضا في كتاب المقاتل لأبي‌ الفرج الأصفهاني‌ مثله

5- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] بُويِعَ ع بَعدَ أَبِيهِ يَومَ الجُمُعَةِ الحاَديِ‌ وَ العِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ فِي سَنَةِ أَربَعِينَ وَ كَانَ عُمُرُهُ ع لَمّا بُويِعَ سَبعاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً

6-نص ،[كفاية الأثر] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الخزُاَعيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عُتبَةَ بنِ الضّحّاكِ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رقَيِ‌َ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع المِنبَرَ فَأَرَادَ الكَلَامَ فَخَنَقَتهُ العَبرَةُ فَقَعَدَ سَاعَةً ثُمّ قَامَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي كَانَ فِي أَوّلِيّتِهِ وَحدَانِيّاً فِي أَزَلِيّتِهِ مُتَعَظّماً بِإِلَهِيّتِهِ مُتَكَبّراً بِكِبرِيَائِهِ وَ جَبَرُوتِهِ ابتَدَأَ مَا ابتَدَعَ وَ أَنشَأَ مَا خَلَقَ عَلَي غَيرِ مِثَالٍ كَانَ سَبَقَ مِمّا خَلَقَ رَبّنَا اللّطِيفُ بِلُطفِ رُبُوبِيّتِهِ وَ بِعِلمِ خُبرِهِ فَتَقَ وَ بِأَحكَامِ قُدرَتِهِ خَلَقَ جَمِيعَ مَا خَلَقَ فَلَا مُبَدّلَ لِخَلقِهِ وَ لَا مُغَيّرَ لِصُنعِهِ وَلا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَ لَا رَادّ لِأَمرِهِ وَ لَا مُستَرَاحَ عَن دَعوَتِهِ خَلَقَ جَمِيعَ مَا خَلَقَ وَ لَا زَوَالَ لِمُلكِهِ وَ لَا انقِطَاعَ لِمُدّتِهِ فَوقَ كُلّ شَيءٍ عَلَا وَ مِن كُلّ شَيءٍ دَنَا فَتَجَلّي لِخَلقِهِ مِن غَيرِ أَن يَكُونَ يُرَي وَ هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلَي احتَجَبَ بِنُورِهِ وَ سَمَا فِي عُلُوّهِ فَاستَتَرَ عَن خَلقِهِ وَ بَعَثَ إِلَيهِم شَهِيداً عَلَيهِم وَ بَعَثَ فِيهِمُالنّبِيّينَ مُبَشّرِينَ وَ مُنذِرِينَلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ لِيَعقِلَ العِبَادُ عَن رَبّهِم مَا جَهِلُوهُ فَيَعرِفُوهُ بِرُبُوبِيّتِهِ بَعدَ مَا أَنكَرُوهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَحسَنَ الخِلَافَةَ عَلَينَا أَهلَ البَيتِ وَ عِندَهُ نَحتَسِبُ عَزَانَا فِي خَيرِ الآبَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ عِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ عَزَانَا فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ لَقَد أُصِيبَ بِهِ الشّرقُ وَ الغَربُ وَ اللّهِ مَا خَلّفَ دِرهَماً وَ لَا دِينَاراً إِلّا أَربَعَمِائَةِ دِرهَمٍ أَرَادَ أَن


صفحه : 364

يَبتَاعَ لِأَهلِهِ خَادِماً وَ لَقَد حدَثّنَيِ‌ حبَيِبيِ‌ جدَيّ‌ رَسُولُ اللّهِص أَنّ الأَمرَ يَملِكُهُ اثنَا عَشَرَ إِمَاماً مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ صَفوَتِهِ مَا مِنّا إِلّا مَقتُولٌ أَو مَسمُومٌ ثُمّ نَزَلَ عَن مِنبَرِهِ فَدَعَا بِابنِ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ فأَتُيِ‌َ بِهِ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ استبَقنِيِ‌ أَكُن لَكَ وَ أَكفِيكَ أَمرَ عَدُوّكَ بِالشّامِ فَعَلَاهُ الحَسَنُ ع بِسَيفِهِ فَاستَقبَلَ السّيفَ بِيَدِهِ فَقَطَعَ خِنصِرَهُ ثُمّ ضَرَبَهُ ضَربَةً عَلَي يَافُوخِهِ فَقَتَلَهُ لَعنَةُ اللّهِ عَلَيهِ