صفحه : 1
1- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي عَلِيّ الحَسَنِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ الهاَشمِيِّ قَالَ كَانَتِ الفِتنَةُ قَائِمَةً بَينَ العَبّاسِيّينَ وَ الطّالِبِيّينَ بِالكُوفَةِ حَتّي قُتِلَ سَبعَةَ عَشَرَ رَجُلًا عَبّاسِيّاً وَ غَضِبَ الخَلِيفَةُ القَادِرُ وَ استَنهَضَ المَلِكَ شَرَفَ[مُشَرّفَ]الدّولَةِ أَبَا عَلِيّ حَتّي يَسِيرَ إِلَي الكُوفَةِ وَ يَستَأصِلَ بِهَا مِنَ الطّالِبِيّينَ وَ يَفعَلَ كَذَا وَ كَذَا بِهِم وَ بِنِسَائِهِم وَ بَنَاتِهِم وَ كَتَبَ مِن بَغدَادَ هَذَا الخَبَرَ عَلَي طُيُورٍ إِلَيهِم وَ عَرّفُوهُم مَا قَالَ القَادِرُ فَفَزِعُوا وَ تَعَلّقُوا ببِنَيِ خَفَاجَةَ فَرَأَتِ امرَأَةٌ عَبّاسِيّةٌ فِي مَنَامِهَا كَأَنّ فَارِساً عَلَي فَرَسٍ أَشهَبَ وَ بِيَدِهِ رُمحٌ نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ فَسَأَلَت عَنهُ فَقِيلَ لَهَا هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يُرِيدُ أَن يَقتُلَ مَن عَزَمَ عَلَي قَتلِ الطّالِبِيّينَ فَأَخبَرَتِ النّاسَ فَشَاعَ مَنَامُهَا فِي البَلَدِ وَ سَقَطَ الطّائِرُ بِكِتَابٍ مِن بَغدَادَ بِأَنّ المَلِكَ شَرَفَ[مُشَرّفَ]الدّولَةِ بَاتَ عَازِماً عَلَي المَسِيرِ إِلَي الكُوفَةِ فَلَمّا انتَصَفَ اللّيلُ مَاتَ فَجأَةً وَ تَفَرّقَتِ العَسَاكِرُ وَ فَزِعَ القَادِرُ
2-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي أَبُو مُحَمّدٍ الصّالِحُ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ هَارُونَ المُنَجّمُ أَنّ الخَلِيفَةَ الراّضيَِ كَانَ يجُاَدلِنُيِ كَثِيراً عَلَي خَطَإِ عَلِيّ فِيمَا دَبّرَ فِي أَمرِهِ مَعَ مُعَاوِيَةَ قَالَ فَأَوضَحتُ لَهُ الحُجّةَ أَنّ هَذَا لَا يَجُوزُ عَلَي عَلِيّ وَ أَنّهُ ع لَم يَعمَل إِلّا الصّوَابَ فَلَم يَقبَل منِيّ هَذَا القَولَ وَ خَرَجَ إِلَينَا فِي بَعضِ الأَيّامِ يَنهَانَا عَنِ الخَوضِ فِي مِثلِ ذَلِكَ وَ حَدّثَنَا أَنّهُ رَأَي فِي مَنَامِهِ كَأَنّهُ خَارِجٌ مِن دَارِهِ يُرِيدُ بَعضَ مُتَنَزّهَاتِهِ فَرُفِعَ
صفحه : 2
إِلَيهِ رَجُلٌ قَصِيرٌ رَأسُهُ رَأسُ كَلبٍ فَسَأَلَ عَنهُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا الرّجُلُ كَانَ يُخَطّئُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَعَلِمتُ أَنّ ذَلِكَ كَانَ عِبرَةً لِي وَ لأِمَثاَليِ فَتُبتُ إِلَي اللّهِ
3- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي الشّيخُ أَبُو جَعفَرِ بنُ بَابَوَيهِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ السجّسِتيِّ قَالَ خَرَجتُ فِي طَلَبِ العِلمِ فَدَخَلتُ البَصرَةَ فَصِرتُ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَبّادٍ صَاحِبِ عَبّادَانَ فَقُلتُ إنِيّ رَجُلٌ غَرِيبٌ أَتَيتُكَ مِن بَلَدٍ بَعِيدٍ لِأَقتَبِسَ مِن عِلمِكَ شَيئاً قَالَ مَن أَنتَ قُلتُ مِن أَهلِ سِجِستَانَ قَالَ مِن بَلَدِ الخَوَارِجِ قُلتُ لَو كُنتُ خَارِجِيّاً مَا طَلَبتُ عِلمَكَ قَالَ أَ فَلَا أُخبِرُكَ بِحَدِيثٍ حَسَنٍ إِذَا أَتَيتَ بِلَادَكَ تُحَدّثُ بِهِ النّاسَ قُلتُ بَلَي قَالَ كَانَ لِي جَارٌ مِنَ المُتَعَبّدِينَ فَرَأَي فِي مَنَامِهِ كَأَنّهُ قَد مَاتَ وَ كُفّنَ وَ دُفِنَ قَالَ مَرَرتُ بِحَوضِ النّبِيّص وَ إِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَي شَفِيرِ الحَوضِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع يَسقِيَانِ الأُمّةَ المَاءَ فَاستَسقَيتُهُمَا فَأَبَيَا أَن يسَقيِاَنيِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ مِن أُمّتِكَ قَالَ وَ إِن قَصَدتَ عَلِيّاً لَا يَسقِيكَ فَبَكَيتُ وَ قُلتُ أَنَا مِن شِيعَةِ عَلِيّ قَالَ لَكَ جَارٌ يَلعَنُ عَلِيّاً وَ لَم تَنهَهُ قُلتُ إنِيّ ضَعِيفٌ لَيسَ لِي قُوّةٌ وَ هُوَ مِن حَاشِيَةِ السّلطَانِ قَالَ فَأَخرَجَ النّبِيّ سِكّيناً وَ قَالَ امضِ وَ اذبَحهُ فَأَخَذتُ السّكّينَ وَ صِرتُ إِلَي دَارِهِ فَوَجَدتُ البَابَ مَفتُوحاً فَدَخَلتُ فَأَصَبتُهُ نَائِماً فَذَبَحتُهُ وَ انصَرَفتُ إِلَي النّبِيّص وَ قُلتُ قَد ذَبَحتُهُ وَ هَذِهِ السّكّينُ مُلَطّخَةٌ بِدَمِهِ قَالَ هَاتِهَا ثُمّ قَالَ لِلحُسَينِ ع اسقِهِ مَاءً فَلَمّا أَضَاءَ الصّبحُ سَمِعتُ صُرَاخاً فَسَأَلتُ عَنهُ فَقِيلَ إِنّ فُلَاناً وُجِدَ عَلَي فِرَاشِهِ مَذبُوحاً فَلَمّا كَانَ بَعدَ سَاعَةٍ قَبَضَ أَمِيرُ البَلَدِ عَلَي جِيرَانِهِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ اتّقِ اللّهَ إِنّ القَومَ بُرَءَاءُ وَ قَصَصتُ عَلَيهِ الرّؤيَا فَخَلّي عَنهُم
صفحه : 3
4-أَقُولُ وَ أخَبرَنَيِ بِهَذَا الخَبَرِ شيَخيِ وَ واَلدِيَِ العَلّامَةُ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ عَنِ السّيّدِ حُسَينِ بنِ حَيدَرٍ الحسُيَنيِّ الكرَكَيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ الجَلِيلُ بَهَاءُ المِلّةِ وَ الدّينِ العاَملِيِّ فِي أَصفَهَانَ ثاَنيَِ شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ تِسعِينَ وَ تِسعِمِائَةٍ وَ أخَبرَنَيِ أَيضاً فِي السّابِعِ وَ العِشرِينَ مِن شَهرِ رَجَبٍ سَنَةَ أَلفٍ وَ ثَلَاثٍ فِي النّجَفِ الأَشرَفِ تُجَاهَ الضّرِيحِ المُقَدّسِ قِرَاءَةً وَ إِجَازَةً قَالَ أخَبرَنَيِ واَلدِيِ الشّيخُ حُسَينُ بنُ عَبدِ الصّمَدِ فِي يَومِ الثّلَاثَاءِ ثاَنيَِ شَهرِ رَجَبٍ سَنَةَ إِحدَي وَ تِسعِينَ وَ تِسعِمِائَةٍ بِدَارِنَا فِي المَشهَدِ المُقَدّسِ الرضّوَيِّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَي مُشَرّفِهِ عَنِ الشّيخَينِ الجَلِيلَينِ السّيّدِ حَسَنِ بنِ جَعفَرٍ الكرَكَيِّ وَ الشّيخِ زَينِ المِلّةِ وَ الدّينِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُمَا عَنِ الشّيخِ عَلِيّ بنِ عَبدِ العاَليِ الميَسيِّ عَنِ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ المُؤَذّنِ الجزِيّنيِّ عَنِ الشّيخِ ضِيَاءِ الدّينِ عَلِيّ عَن وَالِدِهِ الشّهِيدِ السّعِيدِ مُحَمّدِ بنِ مكَيّّ عَنِ السّيّدِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الأَعرَجِ الحسُيَنيِّ عَن جَدّهِ عَلِيّ عَن شَيخِهِ عَبدِ الحَمِيدِ بنِ السّيّدِ فَخّارِ بنِ مَعَدّ بنِ فَخّارٍ الموُسوَيِّ عَن يُوسُفَ بنِ هِبَةِ اللّهِ بنِ يَحيَي الواَسطِيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ البصَريِّ عَن سَعِيدِ بنِ نَاصِرٍ البسُتقُيِّ عَنِ القاَضيِ أَبِي مُحَمّدٍ السمّنَديِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ السّمّانِ السكّرّيِّ قَالَخَرَجتُ إِلَي أَرضِ العِرَاقِ فِي طَلَبِ الحَدِيثِ فَوَصَلتُ عَبّادَانَ فَدَخَلتُ عَلَي شَيخِهَا مُحَمّدِ بنِ عَبّادٍ شَيخِ عَبّادَانَ وَ رَأسِ المُطّوّعَةِ فَقُلتُ لَهُ يَا شَيخُ أَنَا رَجُلٌ غَرِيبٌ أَتَيتُ مِن بَلَدٍ بَعِيدٍ أَلتَمِسُ مِن عِلمِكَ فَقَالَ مِن أَينَ أَتَيتَ فَقُلتُ مِن جِهِستَانَ[سِجِستَانَ] فَقَالَ مِن بَلَدِ الخَوَارِجِ لَعَلّكَ خاَرجِيِّ فَقُلتُ لَو كُنتُ خَارِجاً[خَارِجِيّاً] لَم أَشتَرِ عِلمَكَ بِدَانِقٍ فَقَالَ أَ لَا أُحَدّثُكَ حَدِيثاً طَرِيفاً إِذَا مَضَيتَ إِلَي بِلَادِكَ تَحَدّثتَ بِهِ فَقُلتُ بَلَي يَا شَيخُ فَقَالَ كَانَ لِي جَارٌ مِنَ المُتَزَهّدِينَ المُتَنَسّكِينَ فَرَأَي فِي مَنَامِهِ كَأَنّهُ مَاتَ وَ نُشِرَ وَ حُوسِبَ وَ جُوّزَ الصّرَاطَ وَ أَتَي حَوضَ النّبِيّص وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع يَسقِيَانِ قَالَ فَاستَقَيتُ الحَسَنَ فَلَم يسَقنِيِ وَ استَقَيتُ الحُسَينَ فَلَم يسَقنِيِ فَقَرُبتُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا رَجُلٌ مِن أُمّتِكَ وَ قَدِ استَقَيتُ الحَسَنَ فَلَم يسَقنِيِ وَ استَقَيتُ الحُسَينَ فَلَم يسَقنِيِ فَصَاحَ الرّسُولُص
صفحه : 4
بِأَعلَي صَوتِهِ لَا تَسقِيَاهُ لَا تَسقِيَاهُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا رَجُلٌ مِن أُمّتِكَ مَا بَدّلتُ وَ لَا غَيّرتُ قَالَ بَلَي لَكَ جَارٌ يَلعَنُ عَلِيّاً وَ يَستَنقِصُهُ لَم تَنهَهُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ رَجُلٌ يَغتَرّ بِالدّنيَا وَ أَنَا رَجُلٌ فَقِيرٌ لَا طَاقَةَ لِي بِهِ قَالَ فَأَخرَجَ الرّسُولُص سِكّيناً مَسلُولَةً وَ قَالَ اذهَب فَاذبَحهُ بِهَا فَأَتَيتُ بَابَ الرّجُلِ فَوَجَدتُهُ مَفتُوحاً فَصَعِدتُ الدّرَجَةَ فَوَجَدتُهُ مُلقًي عَلَي سَرِيرِهِ فَذَبَحتُهُ وَ أَتَيتُ بِالسّكّينِ مُلَطّخَةً بِالدّمِ فَأَعطَيتُهَا رَسُولَ اللّهِص فَأَخَذَهَا وَ قَالَ اسقِيَاهُ فَتَنَاوَلتُ الكَأسَ فَلَا أدَريِ أَ شَرِبتُهَا أَم لَا وَ انتَبَهتُ فَزِعاً مَرعُوباً فَفَزِعتُ إِلَي الوُضُوءِ وَ صَلّيتُ مَا شَاءَ اللّهُ وَ وَضَعتُ رأَسيِ وَ نِمتُ وَ سَمِعتُ الصّيَاحَ فِي جوِاَريِ فَسَأَلتُ عَنِ الحَالِ فَقِيلَ إِنّ فُلَاناً وُجِدَ عَلَي سَرِيرِهِ مَذبُوحاً فَمَا مَكَثتُ حَتّي أَتَي الأَمِيرُ وَ الحَرَسُ فَأَخَذُوا الجِيرَانَ فَقُلتُ أَنَا ذَبَحتُ الرّجُلَ وَ لَا يسَعَنُيِ أَن أَكتُمَ فَمَضَيتُ إِلَي الأَمِيرِ فَقُلتُ أَنَا ذَبَحتُ الرّجُلَ فَقَالَ لَستَ مُتّهَماً عَلَي مِثلِ هَذَا فَقَصَصتُ الرّؤيَا عَلَيهِ وَ قُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ إِن صَحّحَهَا اللّهُ فَمَا ذنَبيِ وَ مَا ذَنبُ هَؤُلَاءِ فَقَالَ الأَمِيرُ أَحسَنَ اللّهُ جَزَاكَ أَنتَ برَيِءٌ وَ القَومُ بُرَآءُ قَالَ الشّيخُ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ السّمّانُ فَلَم أَسمَع بِالعِرَاقِ أَحسَنَ مِن هَذَا الحَدِيثِ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]ذكر الفضل بن شاذان في كتابه ألذي نقض به علي ابن كرّام قال روي عثمان بن عفّان عن محمد بن عباد البصري وذكر نحوه
5-أَقُولُ ذَكَرَ العَلّامَةُ الحلِيّّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي إِجَازَتِهِ الكَبِيرَةِ عَن تَاجِ
صفحه : 5
الدّينِ الحَسَنِ بنِ الدرّبيِّ عَن أَبِي الفَائِزِ بنِ سَالِمِ بنِ مُعَارَوَيهِ فِي سَنَةِ إِحدَي وَ تِسعِينَ وَ خَمسِمِائَةٍ عَن أَبِي البَقَاءِ هِبَةِ اللّهِ بنِ نَمَا عَن أَبِي البَقَاءِ هِبَةِ اللّهِ بنِ نَاصِرِ بنِ نَصرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الأَسعَدِ عَنِ الرّئِيسِ أَبِي البَقَاءِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ المُزَرّعِ عَمّن حَدّثَهُ عَن بَعضِ أَهلِ المَوصِلِ قَالَعَزَمتُ الحَجّ فَأَتَيتُ الأَمِيرَ حُسَامَ الدّولَةِ المُقَلّدَ بنَ المُسَيّبِ وَ هُوَ أَمِيرُنَا يَومَئِذٍ فَوَدّعتُهُ وَ عَرَضتُ الحَاجَةَ عَلَيهِ فَاستَخلَي بيِ وَ أَحضَرَ لِي مُصحَفاً فحَلَفّنَيِ بِهِ إِلّا بَلّغتُ رِسَالَتَهُ وَ حَلَفَ بِهِ لَو ظَهَرَ هَذَا الخَبَرُ لَأَقتُلَنّكَ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ إِذَا أَتَيتَ المَدِينَةَ فَقِف عِندَ قَبرِ مُحَمّدٍص وَ قُل يَا مُحَمّدُ قُلتَ وَ صَنَعتَ وَ مَوّهتَ عَلَي النّاسِ فِي حَيَاتِكَ لِمَ أَمَرتَهُم بِزِيَارَتِكَ بَعدَ مَمَاتِكَ وَ كَلَامٌ نَحوُ هَذَا فَسُقِطَ فِي يدَيِ لِمَ أَتَيتُهُ وَ لَم أَعلَم أَنّهُ يَرَي رأَيَ الكُفّارِ فَحَجَجتُ وَ عُدتُ حَتّي أَتَيتُ المَدِينَةَ وَ زُرتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هِبتُهُ أَن أَقُولَ مَا قَالَ لِي وَ بَقِيتُ أَيّاماً حَتّي إِذَا كَانَ لَيلَةُ مَسِيرِنَا فَذَكَرتُ يمَيِنيِ بِالمُصحَفِ فَوَقَفتُ أَمَامَ القَبرِ وَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ حاَكيِ الكُفرِ لَيسَ بِكَافِرٍ قَالَ لِي المُقَلّدُ بنُ المُسَيّبِ كَذَا وَ كَذَا ثُمّ استَعظَمتُ ذَلِكَ وَ فَزِعتُ عَنهُ فَأَتَيتُ رحَليِ وَ رفُاَقتَيِ وَ رَمَيتُ بنِفَسيِ وَ تَدَبّرتُ وَ حِرتُ كَالمَجهُودِ فَلَمّا أَن تَهَوّرَ اللّيلُ رَأَيتُ فِي منَاَميِ رَسُولَ اللّهِص وَ عَلِيّاً وَ بِيَدِ عَلِيّ سَيفٌ وَ بَينَهُمَا رَجُلٌ نَائِمٌ عَلَيهِ إِزَارٌ رَقِيقٌ أَبيَضُ بِطِرَازٍ أَحمَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا فُلَانُ اكشِف عَن وَجهِهِ فَكَشَفتُهُ فَقَالَ تَعرِفُهُ قُلتُ نَعَم قَالَ مَن هُوَ قُلتُ المُقَلّدُ بنُ المُسَيّبِ قَالَ يَا عَلِيّ اذبَحهُ فَأَمَرّ السّيفَ عَلَي نَحرِهِ وَ ذَبَحَهُ وَ رَفَعَهُ فَمَسَحَهُ بِالإِزَارِ ألّذِي عَلَي صَدرِهِ مَسحَتَينِ فَأَثّرَ الدّمُ فِيهِ خَطّينِ فَانتَبَهتُ مَرعُوباً وَ لَم أَكُن أَخبَرتُ أَحَداً فتَدَاَخلَنَيِ أَمرٌ عَظِيمٌ حَتّي أَخبَرتُ رَجُلًا مِن أصَحاَبيِ وَ كَتَبتُ شَرحَ المَنَامِ وَ أَرّختُ اللّيلَةَ وَ لَم نُعلِم بِهِ ثَالِثاً حَتّي انتَهَينَا إِلَي الكُوفَةِ سَمِعنَا الخَبَرَ أَنّ الأَمِيرَ قَد قُتِلَ وَ أَصبَحَ مَذبُوحاً فِي فِرَاشِهِ فَسَأَلنَا لَمّا وَصَلنَا إِلَي المَوصِلِ عَن خَبَرِهِ
صفحه : 6
فَلَم يَزِد أَحَدٌ غَيرَ أَنّهُ أَصبَحَ مَذبُوحاً فَسَأَلنَا عَنِ اللّيلَةِ التّيِ ذُبِحَ فِيهَا فَإِذَا هيَِ اللّيلَةُ التّيِ أَرّخنَاهَا بِالمَدِينَةِ مَعَ صاَحبِيِ فَكَانَ مُوَافِقاً ثُمّ قُلنَا قَد بقَيَِ شَيءٌ وَاحِدٌ وَ هُوَ الإِزَارُ وَ الدّمُ عَلَيهِ فَسَأَلنَا عَمّن غَسّلَهُ فَأُرشِدنَا إِلَيهِ فَسَأَلنَاهُ فَأَخرَجَ لَنَا مَا أَخَذَ مِن ثِيَابِهِ حِينَ غَسّلَهُ وَ الإِزَارَ الأَبيَضَ المُطَرّزَ بِالأَحمَرِ وَ فِيهِ الخَطّانِ بِالدّمِ
بيان تهوّر الليل ذهب أوولّي أكثره
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ جَعفَرٍ البجَلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ الأسَدَيِّ عَن يَحيَي بنِ ثَعلَبَةَ عَن أَبِي نُعَيمٍ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الحَافِظِ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ بنِ نَاصِحٍ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ عَن يَحيَي بنِ ثَعلَبَةَ عَن أُمّهِ عَائِشَةَ بِنتِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَائِبٍ عَن أَبِيهَا قَالَجَمَعَ زِيَادُ بنُ أَبِيهِ شُيُوخَ أَهلِ الكُوفَةِ وَ أَشرَافَهُم فِي مَسجِدِ الرّحبَةِ لِسَبّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ البَرَاءَةِ مِنهُ وَ كُنتُ فِيهِم وَ كَانَ النّاسُ مِن ذَلِكَ فِي أَمرٍ عَظِيمٍ فغَلَبَتَنيِ عيَناَيَ فَنِمتُ فَرَأَيتُ فِي النّومِ شَيئاً طَوِيلًا طَوِيلَ العُنُقِ أَهدَلَ أَهدَبَ فَقُلتُ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا النّقّادُ ذُو الرّقَبَةِ قُلتُ وَ مَا النّقّادُ قَالَ طَاعُونٌ بُعِثتُ إِلَي صَاحِبِ هَذَا القَصرِ لِأَجتَثّهُ مِن جَدِيدِ الأَرضِ كَمَا عَتَا وَ حَاوَلَ مَا لَيسَ لَهُ بِحَقّ قَالَ فَانتَبَهتُ فَزِعاً وَ أَنَا فِي جَمَاعَةٍ مِن قوَميِ فَقُلتُ هَل رَأَيتُم مَا رَأَيتُ فِي المَنَامِ فَقَالَ رَجُلَانِ مِنهُم رَأَينَا كَيتَ وَ كَيتَ بِالصّفَةِ وَ قَالَ البَاقُونَ مَا رَأَينَا شَيئاً فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن أَن خَرَجَ خَارِجٌ مِن دَارِ زِيَادٍ فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ انصَرِفُوا فَإِنّ الأَمِيرَ عَنكُم مَشغُولٌ فَسَأَلنَاهُ عَن خَبَرِهِ فَخَبّرَنَا أَنّهُ طُعِنَ فِي ذَلِكَ الوَقتِ فَمَا تَفَرّقنَا حَتّي سَمِعنَا الوَاعِيَةَ عَلَيهِ فَأَنشَأتُ أَقُولُ فِي ذَلِكَ
صفحه : 7
قَد جُشّمَ النّاسُ أَمراً ضَاقَ ذَرعُهُم | بِحَملِهِ حِينَ نَادَاهُم إِلَي الرّحبَةِ |
يَدعُو عَلَي نَاصِرِ الإِسلَامِ حِينَ يَرَي | لَهُ عَلَي المُشرِكِينَ الطّولَ وَ الغَلَبَةَ |
مَا كَانَ مُنتَهِياً عَمّا أَرَادَ بِنَا | حَتّي تَنَاوَلَهُ النّقّادُ ذُو الرّقَبَةِ |
فَأَسقَطَ الشّقّ مِنهُ ضَربَةً عَجَباً | كَمَا تَنَاوَلَ ظُلماً صَاحِبَ الرّحبَةِ |
7- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ بِالمَدِينَةِ رَجُلٌ ناَصبِيِّ ثُمّ تَشَيّعَ بَعدَ ذَلِكَ فَسُئِلَ عَنِ السّبَبِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ رَأَيتُ فِي منَاَميِ عَلِيّاً ع يَقُولُ لِي لَو حَضَرتَ صِفّينَ مَعَ مَن كُنتَ تُقَاتِلُ قَالَ فَأَطرَقتُ أُفَكّرُ فَقَالَ ع يَا خَسِيسُ هَذِهِ مَسأَلَةٌ تَحتَاجُ إِلَي هَذَا الفِكرِ العَظِيمِ أَعطُوا قَفَاهُ فَصُفِقتُ حَتّي انتَبَهتُ وَ قَد وَرِمَ قفَاَيَ فَرَجَعتُ عَمّا كُنتُ عَلَيهِ
8-فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهرَانَ قَالَ كَانَ بِالكُوفَةِ رَجُلٌ يُكَنّي بأِبَيِ جَعفَرٍ وَ كَانَ حَسَنَ المُعَامَلَةِ مَعَ اللّهِ تَعَالَي وَ مَن أَتَاهُ مِنَ العَلَوِيّينَ يَطلُبُ مِنهُ شَيئاً أَعطَاهُ وَ يَقُولُ لِغُلَامِهِ يَا هَذَا اكتُب هَذَا مَا أَخَذَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ بقَيَِ عَلَي ذَلِكَ زَمَاناً ثُمّ قَعَدَ بِهِ الوَقتُ وَ افتَقَرَ فَنَظَرَ يَوماً فِي حِسَابِهِ فَجَعَلَ كُلّ مَا هُوَ عَلَيهِ اسمَ حيَّ مِن غُرَمَائِهِ بَعَثَ إِلَيهِ يُطَالِبُهُ وَ مَن مَاتَ ضَرَبَ عَلَي اسمِهِ فَبَينَا هُوَ جَالِسٌ عَلَي بَابِ دَارِهِ إِذ مَرّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ مَا فَعَلَ بِمَالِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَاغتَمّ لِذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً وَ دَخَلَ مَنزِلَهُ فَلَمّا جَنّهُ اللّيلُ رَأَي النّبِيّص وَ كَانَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع يَمشِيَانِ أَمَامَهُ فَقَالَ لَهُمَا النّبِيّص مَا فَعَلَ أَبُوكُمَا فَأَجَابَهُ عَلِيّ ع مِن وَرَائِهِ هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ لِمَ لَا تَدفَعُ إِلَي هَذَا الرّجُلِ حَقّهُ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا حَقّهُ قَد جِئتُ بِهِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص ادفَعهُ إِلَيهِ فَأَعطَاهُ كِيساً مِن صُوفٍ أَبيَضَ فَقَالَ إِنّ هَذَا حَقّكَ فَخُذهُ فَلَا تَمنَع مَن جَاءَكَ مِن ولُديِ يَطلُبُ شَيئاً فَإِنّهُ لَا فَقرَ عَلَيكَ بَعدَ هَذَا قَالَ الرّجُلُ فَانتَبَهتُ وَ الكِيسُ فِي
صفحه : 8
يدَيِ فَنَادَيتُ زوَجتَيِ وَ قُلتُ لَهَا هَاكِ فَنَاوَلتُهَا الكِيسَ فَإِذَا فِيهِ أَلفُ دِينَارٍ فَقَالَت لِي يَا ذَا الرّجُلُ اتّقِ اللّهَ تَعَالَي وَ لَا يَحمِلُكَ الفَقرُ عَلَي أَخذِ مَا لَا تَستَحِقّهُ وَ إِن كُنتَ خَدَعتَ بَعضَ التّجّارِ عَلَي مَالِهِ فَاردُدهُ إِلَيهِ فَحَدّثتُهَا بِالحَدِيثِ فَقَالَت إِن كُنتَ صَادِقاً فأَرَنِيِ حِسَابَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَحضَرَ الدّستُورَ وَ فَتَحَهُ فَلَم يَجِد فِيهِ شَيئاً مِنَ الكِتَابَةِ بِقُدرَةِ اللّهِ تَعَالَي
أقول روي في كتاب صفوة الأخبار عن جابر بن عبد الله الأنصاري مثله
9- فض ،[ كتاب الروضة] مِنَ المَسمُوعَاتِ بِوَاسِطَ فِي سَنَةِ اثنَينِ وَ خَمسِينَ وَ سِتّ مِائَةٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي بَكرٍ أَنّ ابنَ سَلَامَةَ القَزّازَ حَيثُ ذَهَبَت عَينُهُ اليُمنَي وَ كَانَ عَلَيهِ دَينٌ لِشَخصٍ يُعرَفُ بِابنِ حَنظَلَةَ الفزَاَريِّ فَأَلَحّ عَلَيهِ بِالمُطَالَبَةِ وَ هُوَ مُعسِرٌ فَشَكَا حَالَهُ إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي وَ استَجَارَ بِمَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ الليّاَليِ رَأَي فِي مَنَامِهِ عِزّ الدّينِ أَبَا المعَاَليِ ابنَ طبَيِبيِّ رَحِمَهُ اللّهُ وَ مَعَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَدَنَا مِنهُ وَ سَلّمَ عَلَيهِ وَ سَأَلَهُ عَنِ الرّجُلِ فَقَالَ لَهُ هَذَا مَولَانَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَدَنَا مِنَ الإِمَامِ وَ قَالَ لَهُ يَا موَلاَيَ هَذِهِ عيَنيَِ اليُمنَي قَد ذَهَبَت فَقَالَ لَهُ يَرُدّهَا اللّهُ عَلَيكَ وَ مَدّ يَدَهُ الكَرِيمَةَ إِلَيهَا وَ قَالَيُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍفَرَجَعَت بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي وَ قَد شَاهَدَ ذَلِكَ كُلّ مَن فِي وَاسِطَ وَ الرّجُلُ مَوجُودٌ بِهَا
10-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودِ بنِ عَبدِ الدّارِ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ مَولَي بنَيِ تَمِيمٍ عَن شَيخٍ القاَروُنيِّ مِن قُرَيشٍ مِن بنَيِ هَاشِمٍ قَالَرَأَيتُ رَجُلًا بِالشّامِ قَدِ اسوَدّ وَجهُهُ وَ هُوَ يُغَطّيهِ فَسَأَلتُهُ عَن سَبَبِ ذَلِكَ قَالَ نَعَم قَد جَعَلتُ عَلَيّ لِلّهِ أَن لَا يسَألَنَيِ أَحَدٌ عَن ذَلِكَ الأَذَي إِلّا أَجَبتُهُ وَ أَخبَرتُهُ إنِيّ كُنتُ شَدِيدَ الوَقِيعَةِ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع كَثِيرَ السّبّ لَهُ فَبَينَمَا أَنَا ذَاتَ لَيلَةٍ مِنَ الليّاَليِ نَائِمٌ إِذ أتَاَنيِ آتٍ فِي منَاَميِ فَقَالَ أَنتَ صَاحِبُ الوَقِيعَةِ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قُلتُ بَلَي فَضَرَبَ
صفحه : 9
وجَهيِ وَ قَالَ سَوّدَ اللّهُ فَاسوَدّ كَمَا تَرَي
11- مِن كِتَابِ صَفوَةِ الأَخبَارِ رَوَي الأَعمَشُ قَالَ رَأَيتُ جَارِيَةً سَودَاءَ تسَقيِ المَاءَ وَ هيَِ تَقُولُ اشرَبُوا حُبّاً لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ كَانَت عَميَاءَ قَالَ ثُمّ أَتَيتُهَا بِمَكّةَ بَصِيرَةً تسَقيِ المَاءَ وَ هيَِ تَقُولُ اشرَبُوا حُبّاً لِمَن رَدّ اللّهُ عَلَيّ بصَرَيِ بِهِ فَقُلتُ يَا جَارِيَةُ رَأَيتُكِ فِي المَدِينَةِ ضَرِيرَةً تَقُولِينَ اشرَبُوا حُبّاً لمِوَلاَيَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَنتِ اليَومَ بَصِيرَةٌ فَمَا شَأنُكِ قَالَت بأِبَيِ أَنتَ إنِيّ رَأَيتُ رَجُلًا قَالَ يَا جَارِيَةُ أَنتِ مَولَاةٌ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مُحِبّتُهُ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ أللّهُمّ إِن كَانَت صَادِقَةً فَرُدّ عَلَيهَا بَصَرَهَا فَوَ اللّهِ لَقَد رَدّ اللّهُ عَلَيّ بصَرَيِ فَقُلتُ مَن أَنتِ قَالَ أَنَا الخَضِرُ وَ أَنَا مِن شِيعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
12- مِن كِتَابِ كَشفِ اليَقِينِ لِلعَلّامَةِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ مِن كِتَابِ الأَربَعِينِ عَنِ الأَربَعِينِ قَالَ إِنّ الشّاعِرَ البَبّغَاءَ وَفَدَ عَلَي بَعضِ المُلُوكِ وَ كَانَ يَفِدُ عَلَيهِ فِي كُلّ سَنَةٍ فَوَجَدَهُ فِي الصّيدِ فَكَتَبَ وَزِيرُ المَلِكِ يُخبِرُ بِقُدُومِهِ فَأَمَرَهُ بِأَن يُسكِنَهُ فِي بَعضِ دُورِهِ وَ كَانَ عَلَي تِلكَ الدّارِ غُرفَةٌ كَانَ البَبّغَاءُ يَبِيتُ كُلّ لَيلَةٍ فِيهَا وَ لَهَا مَطلَعٌ إِلَي الدّربِ وَ كَانَ كُلّ لَيلَةٍ يَخرُجُ الحَارِسُ بَعدَ نِصفِ اللّيلِ فَيَصِيحُ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا غَافِلِينَ اذكُرُوا اللّهَ ثُمّ يَسُبّ عَلِيّاً وَ كَانَ الشّاعِرُ البَبّغَاءُ يَنزَعِجُ لِصَوتِهِ فَاتّفَقَ فِي بَعضِ الليّاَليِ أَنّ الشّاعِرَ رَأَي فِي مَنَامِهِ أَنّ النّبِيّص قَد جَاءَ هُوَ وَ عَلِيّ ع إِلَي ذَلِكَ الدّربِ وَ وَجَدَ الحَارِسَ فَقَالَ النّبِيّص لعِلَيِّ ع اصفِقهُ فَلَهُ اليَومَ أَربَعُونَ سَنَةً يَسُبّكَ فَضَرَبَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَينَ كَتِفَيهِ فَانتَبَهَ الشّاعِرُ مُنزَعِجاً مِنَ المَنَامِ ثُمّ انتَظَرَ الصّوتَ ألّذِي كَانَ مِنَ الحَارِسِ كُلّ وَقتٍ فَلَم يَسمَعهُ فَتَعَجّبَ مِن ذَلِكَ ثُمّ رَأَي صِيَاحاً وَ رِجَالًا قَد أَقبَلُوا إِلَي دَارِ الحَارِثِ فَسَأَلَهُمُ الخَبَرَ فَقَالُوا لَهُ
صفحه : 10
إِنّ الحَارِسَ حَصَلَ لَهُ بَينَ كَتِفَيهِ ضَربَةٌ بِقَدرِ الكَفّ وَ هيَِ تَنشَقّ وَ تَمنَعُهُ القَرَارَ فَلَم يَكُن وَقتَ الصّبَاحِ إِلّا وَ قَد مَاتَ وَ شَاهَدَهُ بِهَذِهِ الحَالِ أَربَعُونَ نَفساً وَ كَانَ بِبَلَدِ المَوصِلِ شَخصٌ يُقَالُ لَهُ أَحمَدُ بنُ حُمدُونِ بنِ الحَارِثِ العدَوَيِّ كَانَ شَدِيدَ العِنَادِ كَثِيرَ البُغضِ لِمَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَرَادَ بَعضُ أَهلِ المَوصِلِ الحَجّ فَجَاءَ إِلَيهِ يُوَدّعُهُ فَقَالَ لَهُ إنِيّ قَد عَزَمتُ عَلَي الخُرُوجِ إِلَي الحَجّ فَإِن كَانَ لَكَ حَاجَةٌ تعُرَفّنُيِ حَتّي أَقضِيَهَا لَكَ فَقَالَ إِنّ لِي حَاجَةً مُهِمّةً وَ هيَِ سَهلَةٌ عَلَيكَ فَقَالَ لَهُ مرُنيِ بِهَا حَتّي أَفعَلَهَا فَقَالَ إِذَا قَضَيتَ الحَجّ وَ وَرَدتَ المَدِينَةَ وَ زُرتَ النّبِيّص فَخَاطِبهُ عنَيّ وَ قُل يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَعجَبَكَ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ حَتّي تَزَوّجتَهُ بِابنَتِكَ عِظَمُ بَطنِهِ أَو دِقّةُ سَاقِهِ أَو صَلَعَةُ رَأسِهِ وَ حَلّفَهُ وَ عَزَمَ عَلَيهِ أَن يُبلِغَهُ هَذَا الكَلَامَ فَلَمّا وَرَدَ المَدِينَةَ وَ قَضَي حَوَائِجَهُ أنُسيَِ[نسَيَِ]تِلكَ الوَصِيّةَ فَرَأَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ أَ لَا تُبلِغُ وَصِيّةَ فُلَانٍ إِلَيكَ فَانتَبَهَ وَ مَشَي لِوَقتِهِ إِلَي القَبرِ المُقَدّسِ وَ خَاطَبَ النّبِيّص بِمَا أَمَرَهُ ذَلِكَ الرّجُلُ بِهِ ثُمّ نَامَ فَرَأَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَأَخَذَهُ وَ مَشَي هُوَ وَ إِيّاهُ إِلَي مَنزِلِ ذَلِكَ الرّجُلِ وَ فَتَحَ الأَبوَابَ وَ أَخَذَ مُديَةً فَذَبَحَهُ ع بِهَا ثُمّ مَسَحَ المُديَةَ بِمِلحَفَةٍ كَانَت عَلَيهِ ثُمّ أَتَي سَقفَ بَابِ الدّارِ فَرَفَعَهُ بِيَدِهِ وَ وَضَعَ المُديَةَ تَحتَهُ وَ خَرَجَ فَانتَبَهَ الحَاجّ مُنزَعِجاً مِن ذَلِكَ وَ كَتَبَ صُورَةَ المَنَامِ هُوَ وَ أَصحَابُهُ وَ انتَبَهَ سُلطَانُ المَوصِلِ فِي تِلكَ اللّيلَةِ وَ أَخَذَ الجِيرَانَ وَ المُشتَبِهِينَ وَ رَمَاهُم فِي السّجنِ وَ تَعَجّبَ أَهلُ المَوصِلِ مِن قَتلِهِ حَيثُ لَا يَجِدُوا نَقباً وَ لَا تَسلِيقاً عَلَي حَائِطٍ وَ لَا بَاباً مَفتُوحاً وَ لَا قُفلًا وَ بقَيَِ السّلطَانُ مُتَحَيّراً فِي أَمرِهِ مَا يدَريِ
صفحه : 11
مَا يَصنَعُ فِي قَضِيّتِهِ فَإِنّ وُرُودَ وَاحِدٍ مِنَ الخَارِجِ مُتَعَذّرٌ مَعَ هَذِهِ العَلَامَاتِ وَ لَم يُسرَق مِنَ الدّارِ شَيءٌ البَتّةَ وَ لَم تَزَلِ الجِيرَانُ وَ غَيرُهُم فِي السّجنِ إِلَي وُرُودِ الحَاجّ مِن مَكّةَ فلَقَيَِ الجِيرَانَ فِي السّجنِ فَسَأَلَ عَن ذَلِكَ فَقِيلَ إِنّ فِي اللّيلَةِ الفُلَانِيّةِ وَجَدُوا فُلَاناً مَذبُوحاً فِي دَارِهِ وَ لَم يُعرَف قَاتِلُهُ فَفَكّرَ وَ قَالَ لِأَصحَابِهِ أَخرِجُوا صُورَةَ المَنَامِ فَإِذَا هيَِ لَيلَةُ القَتلِ ثُمّ مَشَي هُوَ وَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم إِلَي دَارِ المَقتُولِ فَأَمَرَ بِإِخرَاجِ المِلحَفَةِ وَ أَخبَرَهُم بِالدّمِ فِيهَا فَوَجَدُوهَا كَمَا قَالَ ثُمّ أَمَرَ بِرَفعِ المُرَدّمِ فَرُفِعَ فَوَجَدَ السّكّينَ تَحتَهُ فَعَرَفُوا صِدقَ مَنَامِهِ وَ أُفرِجَ عَنِ المَحبُوسِينَ وَ رَجَعَ أَهلُهُ إِلَي الإِيمَانِ وَ كَانَ ذَلِكَ مِن أَلطَافِ اللّهِ تَعَالَي فِي حَقّ بَرِيّتِهِ وَ كَانَ فِي الحِلّةِ شَخصٌ مِن أَهلِ الدّينِ وَ الصّلَاحِ مُلَازِمٌ لِتِلَاوَةِ الكِتَابِ العَزِيزِ فَرَجَمَهُ الجِنّ فَكَانَ تأَتيِ الحِجَارَةُ مِنَ الخَزَائِنِ وَ الرّوَازِنِ المَسدُودَةِ وَ أَلَحّوا عَلَيهِ بِالرّجمِ وَ أَضجَرُوهُ وَ شَاهَدتُ أَنَا المَوضِعَ التّيِ كَانَ يأَتيِ الرّجمُ مِنهَا وَ لَم يُقَصّر فِي طَلَبِ العَزَائِمِ وَ التّعَاوِيذِ وَ وَضعِهَا فِي مَنزِلِهِ وَ قِرَاءَتِهَا فِيهِ وَ لَم يَنقَطِع عَنهُ الرّجمُ مُدّةً فَخَطَرَ بِبَالِهِ أَنّهُ دَخَلَ وَ وَقَفَ عَلَي بَابِ البَيتِ ألّذِي كَانَ يأَتيِ الرّجمُ مِنهُ فَخَاطَبَهُم وَ هُوَ لَا يَرَاهُم فَقَالَ وَ اللّهِ لَئِن لَم تَنتَهُوا عنَيّ لَأَشكُوَنّكُم إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَانقَطَعَ عَنهُ الرّجمُ فِي الحَالِ وَ لَم يَعُد إِلَيهِ
وَ نَقَلَ ابنُ الجوَزيِّ وَ كَانَ حنَبلَيِّ المَذهَبِ فِي كِتَابِ تَذكِرَةِ الخَوَاصّ كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ المُبَارَكِ يَحُجّ سَنَةً وَ يَغزُو سَنَةً وَ دَاوَمَ عَلَيهِ عَلَي ذَلِكَ خَمسِينَ سَنَةً فَخَرَجَ فِي بَعضِ سنِيِ الحَجّ وَ أَخَذَ مَعَهُ خَمسَمِائَةِ دِينَارٍ إِلَي مَوقِفِ الجِمَالِ بِالكُوفَةِ ليِشَترَيَِ
صفحه : 12
جِمَالًا لِلحَجّ فَرَأَي امرَأَةً عَلَوِيّةً عَلَي بَعضِ المَزَابِلِ تَنتِفُ رِيشَ بَطّةٍ مَيتَةٍ قَالَ فَتَقَدّمتُ إِلَيهَا فَقُلتُ وَ لِمَ تَفعَلِينَ هَذَا فَقَالَت يَا عَبدَ اللّهِ لَا تَسأَل عَمّا لَا يَعنِيكَ قَالَ فَوَقَعَ فِي خاَطرِيِ مِن كَلَامِهَا شَيءٌ فَأَلحَحتُ عَلَيهَا فَقَالَت يَا عَبدَ اللّهِ قَد ألَجأَتنَيِ إِلَي كَشفِ سرِيّ إِلَيكَ أَنَا امرَأَةٌ عَلَوِيّةٌ وَ لِي أَربَعُ بَنَاتٍ يَتَامَي مَاتَ أَبُوهُنّ مِن قَرِيبٍ وَ هَذَا اليَومُ الرّابِعُ مَا أَكَلنَا شَيئاً وَ قَد حَلّت لَنَا المَيتَةُ فَأَخَذتُ هَذِهِ البَطّةَ أُصلِحُهَا وَ أَحمِلُهَا إِلَي بنَاَتيِ يَأكُلنَهَا قَالَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ وَيحَكَ يَا ابنَ المُبَارَكِ أَينَ أَنتَ عَن هَذِهِ فَقُلتُ افتحَيِ حَجرَكِ فَفَتَحَت فَصَبَبتُ الدّنَانِيرَ فِي طَرَفِ إِزَارِهَا وَ هيَِ مُطرِقَةٌ لَا تَلتَفِتُ قَالَ وَ مَضَيتُ إِلَي المَنزِلِ وَ نَزَعَ اللّهُ مِن قلَبيِ شَهوَةَ الحَجّ فِي ذَلِكَ العَامِ ثُمّ تَجَهّزتُ إِلَي بلِاَديِ فَأَقَمتُ حَتّي حَجّ النّاسُ وَ عَادُوا فَخَرَجتُ أَتَلَقّي جيِراَنيِ وَ أصَحاَبيِ فَجَعَلَ كُلّ مَن أَقُولُ لَهُ قَبِلَ اللّهُ حَجّكَ وَ شَكَرَ سَعيَكَ يَقُولُ لِي وَ أَنتَ قَبِلَ اللّهُ حَجّكَ وَ شَكَرَ سَعيَكَ إِنّا قَدِ اجتَمَعنَا بِكَ فِي مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا وَ أَكثَرَ النّاسُ عَلَيّ فِي القَولِ فَبِتّ مُتَفَكّراً فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ هُوَ يَقُولُ لِي يَا عَبدَ اللّهِ لَا تَعجَب فَإِنّكَ أَغَثتَ مَلهُوفَةً مِن ولُديِ فَسَأَلتُ اللّهَ أَن يَخلُقَ عَلَي صُورَتِكَ مَلَكاً يَحُجّ عَنكَ كُلّ عَامٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَإِن شِئتَ أَن تَحُجّ وَ إِن شِئتَ لَا تَحُجّ
وَ نَقَلَ ابنُ الجوَزيِّ فِي كِتَابِهِ قَالَ قَرَأتُ فِي المُلتَقَطِ وَ هُوَ كِتَابٌ لِجَدّهِ أَبِي الفَرجِ بنِ الجوَزيِّ قَالَ كَانَ بِبَلخَ رَجُلٌ مِنَ العَلَوِيّينَ نَازِلًا بِهَا وَ لَهُ زَوجَةٌ وَ بَنَاتٌ فتَوُفُيَّ قَالَتِ المَرأَةُ فَخَرَجتُ بِالبَنَاتِ إِلَي سَمَرقَندَ خَوفاً مِن شَمَاتَةِ الأَعدَاءِ وَ اتّفَقَ وصُوُليِ فِي شِدّةِ البَردِ فَأَدخَلتُ البَنَاتِ مَسجِداً فَمَضَيتُ لِأَحتَالَ فِي القُوتِ فَرَأَيتُ النّاسَ مُجتَمِعِينَ عَلَي شَيخٍ فَسَأَلتُ عَنهُ فَقَالُوا هَذَا شَيخُ البَلَدِ فَشَرَحتُ لَهُ حاَليِ فَقَالَ أقَيِميِ عنِديِ البَيّنَةَ أَنّكِ عَلَوِيّةٌ وَ لَم يَلتَفِت إلِيَّ فَيَئِستُ مِنهُ وَ عُدتُ إِلَي المَسجِدِ فَرَأَيتُ فِي طرَيِقيِ شَيخاً جَالِساً عَلَي دَكّةٍ وَ حَولَهُ جَمَاعَةٌ فَقُلتُ
صفحه : 13
مَن هَذَا فَقَالُوا ضَامِنُ البَلَدِ وَ هُوَ مجَوُسيِّ فَقُلتُ عَسَي أَن يَكُونَ عِندَهُ فَرَجٌ فَحَدّثتُهُ حدَيِثيِ وَ مَا جَرَي لِي مَعَ الشّيخِ فَصَاحَ بِخَادِمٍ لَهُ فَخَرَجَ فَقَالَ قُل لِسَيّدَتِكَ تَلبَس ثِيَابَهَا فَدَخَلَ فَخَرَجَتِ امرَأَةٌ وَ مَعَهَا جَوَارٍ فَقَالَ لَهَا اذهبَيِ مَعَ هَذِهِ المَرأَةِ إِلَي المَسجِدِ الفلُاَنيِّ وَ احملِيِ بَنَاتِهَا إِلَي الدّارِ فَجَاءَت معَيِ وَ حَمَلَتِ البَنَاتِ وَ قَد أَفرَدَ لَنَا دَاراً فِي دَارِهِ وَ أَدخَلَنَا الحَمّامَ وَ كَسَانَا ثِيَاباً فَاخِرَةً وَ جَاءَنَا بِأَلوَانِ الأَطعِمَةِ وَ بِتنَا بِأَطيَبِ لَيلَةٍ فَلَمّا كَانَ نِصفُ اللّيلِ رَأَي شَيخُ البَلَدِ المُسلِمُ فِي مَنَامِهِ كَانَ القِيَامَةُ قَد قَامَت وَ اللّوَاءُ عَلَي رَأسِ مُحَمّدٍص وَ إِذَا قَصرٌ مِنَ الزّمُرّدِ الأَخضَرِ فَقَالَ لِمَن هَذَا فَقِيلَ لَهُ لِرَجُلٍ مُسلِمٍ مُوَحّدٍ فَتَقَدّمَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَعرَضَ عَنهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تُعرِضُ عنَيّ وَ أَنَا رَجُلٌ مُسلِمٌ فَقَالَ لَهُ أَقِمِ البَيّنَةَ عنِديِ أَنّكَ مُسلِمٌ فَتَحَيّرَ الرّجُلُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص نَسِيتَ مَا قُلتَ لِلعَلَوِيّةِ وَ هَذَا القَصرُ لِلشّيخِ ألّذِي هيَِ فِي دَارِهِ فَانتَبَهَ الرّجُلُ وَ هُوَ يَلطَمُ وَ يبَكيِ وَ بَعَثَ غِلمَانَهُ فِي البَلَدِ وَ خَرَجَ بِنَفسِهِ يَدُورُ عَلَي العَلَوِيّةِ فَأُخبِرَ أَنّهَا فِي دَارِ المجَوُسيِّ فَجَاءَ إِلَيهِ فَقَالَ أَينَ العَلَوِيّةُ قَالَ عنِديِ قَالَ أُرِيدُهَا قَالَ مَا إِلَي هَذَا سَبِيلٌ قَالَ هَذِهِ أَلفُ دِينَارٍ وَ سَلّمهُنّ إلِيَّ قَالَ لَا وَ اللّهِ وَ لَا مِائَةَ أَلفِ دِينَارٍ فَلَمّا أَلَحّ عَلَيهِ قَالَ المَنَامُ ألّذِي رَأَيتَهُ أَنتَ رَأَيتُهُ أَنَا أَيضاً وَ القَصرُ ألّذِي رَأَيتَهُ لِي خُلِقَ وَ أَنتَ تَدَلّ عَلَيّ بِإِسلَامِكَ وَ اللّهِ مَا نِمتُ وَ لَا أَحَدٌ فِي داَريِ إِلّا وَ قَد أَسلَمنَا كُلّنَا عَلَي يَدِ العَلَوِيّةِ وَ عَادَ مِن بَرَكَاتِهَا عَلَينَا وَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ قَالَ لِي القَصرُ لَكَ وَ لِأَهلِكَ بِمَا فَعَلتَ مَعَ العَلَوِيّةِ وَ أَنتُم مِن أَهلِ الجَنّةِ خَلَقَكُمُ اللّهُ مُؤمِنِينَ فِي العَدَمِ[القِدَمِ]
صفحه : 14
وَ نَقَلَ أَيضاً فِي كِتَابِهِ عَن أَبِي الدّنيَا أَنّ رَجُلًا رَأَي رَسُولَ اللّهِص فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ يَقُولُ امضِ إِلَي فُلَانٍ المجَوُسيِّ وَ قُل لَهُ قَد أُجِيبَتِ الدّعوَةُ فَامتَنَعَ الرّجُلُ مِن أَدَاءِ الرّسَالَةِ لِئَلّا يَظُنّ المجَوُسيِّ أَنّهُ يَتَعَرّضُ لَهُ وَ كَانَ الرّجُلُ فِي الدّنيَا وَاسِعَةً فَرَأَي رَسُولَ اللّهِص ثَانِياً وَ ثَالِثاً فَأَصبَحَ فَأَتَي المجَوُسيِّ وَ قَالَ لَهُ فِي خَلوَةٍ مِنَ النّاسِ أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكَ وَ هُوَ يَقُولُ لَكَ قَد أَجَبتُ الدّعوَةَ[أُجِيبَتِ الدّعوَةُ] فَقَالَ لَهُ أَ تعَرفِنُيِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ إنِيّ أُنكِرُ دِينَ الإِسلَامِ وَ نُبُوّةَ مُحَمّدٍص فَقَالَ أَنَا أَعرِفُ هَذَا وَ هُوَ ألّذِي أرَسلَنَيِ إِلَيكَ مَرّةً وَ مَرّةً وَ مَرّةً فَقَالَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ دَعَا أَهلَهُ وَ أَصحَابَهُ وَ قَالَ لَهُم كُنتُ عَلَي ضَلَالٍ وَ قَد رَجَعتُ إِلَي الحَقّ فَأَسلِمُوا فَمَن أَسلَمَ فَمَا فِي يَدِهِ لَهُ وَ مَن أَبَي فَليَنزِع عَمّا لِي عِندَهُ فَأَسلَمَ القَومُ وَ أَهلُهُ وَ كَانَتِ ابنَتُهُ مُزَوّجَةً مِنِ ابنِهِ فَفَرّقَ بَينَهُمَا ثُمّ قَالَ لِي أَ تدَريِ مَا الدّعوَةُ فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَنهَا السّاعَةَ فَقَالَ لَمّا زَوّجتُ ابنتَيِ صَنَعتُ طَعَاماً وَ دَعَوتُ النّاسَ فَأَجَابُوا وَ كَانَ إِلَي جَانِبِنَا قَومٌ أَشرَافٌ فُقَرَاءُ لَا مَالَ لَهُم فَأَمَرتُ غلِماَنيِ أَن يَبسُطُوا لِي حَصِيراً فِي وَسَطِ الدّارِ فَسَمِعتُ صَبِيّةً تَقُولُ لِأُمّهَا يَا أُمّاه قَد آذَانَا هَذَا المجَوُسيِّ بِرَائِحَةِ طَعَامِهِ فَأَرسَلتُ إِلَيهِنّ بِطَعَامٍ كَثِيرٍ وَ كِسوَةٍ وَ دَنَانِيرَ لِلجَمِيعِ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي ذَلِكَ قَالَتِ الصّبِيّةُ لِلبَاقِيَاتِ وَ اللّهِ مَا نَأكُلُ حَتّي نَدعُوَ لَهُ فَرَفَعنَ أَيدِيَهُنّ وَ قُلنَ حَشَرَكَ اللّهُ مَعَ جَدّنَا رَسُولِ اللّهِص وَ أَمّنَ بَعضُهُنّ فَتِلكَ الدّعوَةُ التّيِ أُجِيبَت
وَ نَقَلَ ابنُ الجوَزيِّ أَيضاً فِي كِتَابِهِ عَن جَدّهِ أَبِي الفَرَجِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ الخَضِيبِ قَالَكُنتُ كَاتِباً لِلسّيّدَةِ أُمّ المُتَوَكّلِ فَبَينَا أَنَا فِي الدّيوَانِ إِذَا بِخَادِمٍ صَغِيرٍ قَد خَرَجَ مِن عِندِهَا وَ مَعَهُ كِيسٌ فِيهِ أَلفُ دِينَارٍ فَقَالَ السّيّدَةُ تَقُولُ لَكَ فَرّق هَذَا فِي أَهلِ الِاستِحقَاقِ فَهُوَ مِن أَطيَبِ ماَليِ وَ اكتُب أَسمَاءَ الّذِينَ تُفَرّقُهُ فِيهِم حَتّي إِذَا جاَءنَيِ
صفحه : 15
مِن هَذَا الوَجهِ شَيءٌ صَرَفتُهُ إِلَيهِم قَالَ فَمَضَيتُ إِلَي منَزلِيِ وَ جَمَعتُ أصَحاَبيِ وَ سَأَلتُهُم عَنِ المُستَحِقّينَ فَسَمّوا لِي أَشخَاصاً فَفَرّقتُ فِيهِم ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ وَ بقَيَِ الباَقيِ بَينَ يدَيَّ إِلَي نِصفِ اللّيلِ وَ إِذَا بِطَارِقٍ يَطرُقُ البَابَ فَسَأَلتُهُ مَن هُوَ فَقَالَ فُلَانٌ العلَوَيِّ وَ كَانَ جاَريِ فَأَذِنتُ لَهُ فَدَخَلَ فَقُلتُ لَهُ مَا شَأنُكَ فَقَالَ إنِيّ جَائِعٌ فَأَعطَيتُهُ مِن ذَلِكَ دِينَاراً فَدَخَلتُ إِلَي زوَجتَيِ فَقَالَت مَا ألّذِي عَنَاكَ فِي هَذِهِ السّاعَةِ فَقُلتُ طرَقَنَيِ فِي هَذِهِ السّاعَةِ طَارِقٌ مِن وُلدِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَم يَكُن عنِديِ مَا أُطعِمُهُ فَأَعطَيتُهُ دِينَاراً فَأَخَذَهُ وَ شَكَرَ لِي وَ انصَرَفَ فَخَرَجَت زوَجتَيِ وَ هيَِ تبَكيِ وَ تَقُولُ أَ مَا تسَتحَييِ يَقصِدُكَ مِثلُ هَذَا الرّجُلِ وَ تُعطِيهِ دِينَاراً وَ قَد عَرَفتَ استِحقَاقَهُ أَعطِهِ الجَمِيعَ فَوَقَعَ كَلَامُهَا فِي قلَبيِ وَ قُمتُ خَلفَهُ فَنَاوَلتُهُ الكِيسَ فَأَخَذَهُ وَ انصَرَفَ فَلَمّا عُدتُ إِلَي الدّارِ نَدِمتُ وَ قُلتُ السّاعَةَ يَصِلُ الخَبَرُ إِلَي المُتَوَكّلِ وَ هُوَ يَمقُتُ العَلَوِيّينَ فيَقَتلُنُيِ فَقَالَ لِي زوَجتَيِ لَا تَخَف وَ اتّكِل عَلَي اللّهِ وَ عَلَي جَدّهِم فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ طُرِقَ البَابُ وَ المَشَاعِلُ فِي أيَديِ الخَدَمِ وَ هُم يَقُولُونَ أَجِبِ السّيّدَةَ فَقُمتُ مَرعُوباً وَ كُلّمَا مَشَيتُ قَلِيلًا تَوَاتَرَتِ الرّسُلُ فَوَقَفتُ عَلَي سِترِ السّيّدَةِ فَسَمِعتُهَا تَقُولُ يَا أَحمَدُ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً وَ جَزَي زَوجَتَكَ كُنتُ السّاعَةَ نَائِمَةً فجَاَءنَيِ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ جَزَاكِ اللّهُ خَيراً وَ جَزَي زَوجَةَ ابنِ الخَضِيبِ خَيراً فَمَا مَعنَي هَذَا فَحَدّثتُهَا الحَدِيثَ وَ هيَِ تبَكيِ فَأَخرَجَت دَنَانِيرَ وَ كِسوَةً وَ قَالَت هَذَا للِعلَوَيِّ وَ هَذَا لِزَوجَتِكَ وَ هَذَا لَكَ وَ كَانَ ذَلِكَ يسُاَويِ مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ فَأَخَذتُ المَالَ وَ جَعَلتُ طرَيِقيِ عَلَي بَيتِ العلَوَيِّ فَطَرَقتُ البَابَ فَقَالَ مِن دَاخِلِ المَنزِلِ هَاتِ مَا مَعَكَ يَا أَحمَدُ وَ خَرَجَ وَ هُوَ يبَكيِ فَسَأَلتُهُ عَن بُكَائِهِ فَقَالَ لَمّا دَخَلتُ منَزلِيِ قَالَت لِي زوَجتَيِ مَا هَذَا ألّذِي مَعَكَ فَعَرّفتُهَا فَقَالَت لِي قُم بِنَا حَتّي نصُلَيَّ وَ نَدعُوَ لِلسّيّدَةِ وَ لِأَحمَدَ وَ زَوجَتِهِ فَصَلّينَا وَ دَعَونَا ثُمّ نِمتُ فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي المَنَامِ وَ هُوَ يَقُولُ قَد شَكَرتُم عَلَي مَا فَعَلُوا مَعَكَ فَالسّاعَةَ يَأتُونَكَ بشِيَءٍ فَاقبَل مِنهُم انتَهَي مَا أَخرَجتُهُ مِن كِتَابِ كَشفِ اليَقِينِ
صفحه : 16
13- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ،حدَثّنَيِ عَلِيّ بنُ أَحمَدَ اللغّوَيِّ بِمَيّافَارِقِينَ فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ تِسعِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ السلّماَسيِّ فِي مَرضَتِهِ التّيِ توُفُيَّ فِيهَا فَسَأَلتُهُ عَن حَالِهِ فَقَالَ لحَقِتَنيِ غَشيَةٌ أغُميَِ عَلَيّ فِيهَا فَرَأَيتُ موَلاَيَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَد أَخَذَ بيِدَيِ وَ أَنشَأَ يَقُولُ
فَإِنّ آلَ مُحَمّدٍ فِي الأَرضِ غَرّقَ جَهلَهَا | وَ سَفِينَتُهُم حَمَلَ ألّذِي طَلَبَ النّجَاةَ وَ أَهلَهَا |
َاقبِض بِكَفّكَ عُروَةً لَا تَخشَ مِنهَا فَصلَهَا |
وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ الحسُيَنيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مَحبُوبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ الطبّرَيِّ يَقُولُ حَدّثَنَا هَنّادُ بنُ السرّيِّ قَالَ رَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ فِي المَنَامِ فَقَالَ لِي يَا هَنّادُ قُلتُ لَبّيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ أنَشدِنيِ قَولَ الكُمَيتِ
وَ يَومَ الدّوحِ دَوحِ غَدِيرِ خُمّ | أَبَانَ لَنَا الوَلَايَةَ لَو أُطِيعَا |
وَ لَكِنّ الرّجَالَ تَبَايَعُوهَا | فَلَم أَرَ مِثلَهَا أَمراً شَنِيعاً |
قَالَ فَأَنشَدتُهُ فَقَالَ لِي خُذ إِلَيكَ يَا هَنّادُ فَقُلتُ هَاتِ يَا سيَدّيِ فَقَالَ ع
وَ لَم أَرَ مِثلَ ذَاكَ اليَومِ يَوماً | وَ لَم أَرَ مِثلَهُ حَقّاً أُضِيعَا |
صفحه : 17
1- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن رُمَيلَةَ أَنّ عَلِيّاً ع مَرّ بِرَجُلٍ يَخبِطُ هُوَ هُوَ فَقَالَ يَا شَابّ لَو قَرَأتَ القُرآنَ لَكَانَ خَيراً لَكَ فَقَالَ إنِيّ لَا أُحسِنُهُ وَ لَوَدِدتُ أَن أُحسِنَ مِنهُ شَيئاً فَقَالَ ادنُ منِيّ فَدَنَا مِنهُ فَتَكَلّمَ فِي أُذُنِهِ بشِيَءٍ خفَيِّ فَصَوّرَ اللّهُ القُرآنَ كُلّهُ فِي قَلبِهِ فَحَفِظَ كُلّهُ
2-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَقرُِئَ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها إِلَي أَن بَلَغَ قَولَهُوَ قالَ الإِنسانُ ما لَها يَومَئِذٍ تُحَدّثُ أَخبارَها قَالَ أَنَا الإِنسَانُ وَ إيِاّيَ تُحَدّثُ أَخبَارَهَا فَقَالَ لَهُ ابنُ الكَوّاءِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم قَالَ نَحنُ الأَعرَافُ نَعرِفُ أَنصَارَنَا بِسِيمَاهُم وَ نَحنُ أَصحَابُ الأَعرَافِ نُوقَفُ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَنَا وَ عَرَفنَاهُ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَنَا وَ أَنكَرنَاهُ وَ كَانَ عَلِيّ ع يُخَاطِبُهُ بِوَيحِكَ وَ كَانَ يَتَشَيّعُ فَلَمّا كَانَ يَومُ النّهرَوَانِ قَاتَلَ عَلِيّاً ع ابنُ الكَوّاءِ وَ جَاءَهُ ع رَجُلٌ فَقَالَ إنِيّ أُحِبّكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَذَبتَ فَقَالَ الرّجُلُ سُبحَانَ اللّهِ كَأَنّكَ تَعلَمُ مَا فِي قلَبيِ وَ جَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ إنِيّ أُحِبّكُم أَهلَ البَيتِ وَ كَانَ فِيهِ لِينٌ فَأَثنَي عَلَيهِ عِندَهُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَذَبتُم لَا
صفحه : 18
يُحِبّنَا مُخَنّثٌ وَ لَا دَيّوثٌ وَ لَا وَلَدُ زِنًا وَ لَا مَن حَمَلَتهُ أُمّهُ فِي حَيضِهَا فَذَهَبَ الرّجُلُ فَلَمّا كَانَ يَومُ صِفّينَ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ
3- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُ صَعُبَ عَلَي المُسلِمِينَ قَلعَةٌ فِيهَا كُفّارٌ وَ يَئِسُوا مِن فَتحِهَا فَقَعَدَ فِي المَنجَنِيقِ وَ رَمَاهُ النّاسُ إِلَيهَا وَ فِي يَدِهِ ذُو الفَقَارِ فَنَزَلَ عَلَيهِم وَ فَتَحَ القَلعَةَ
4- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ ع فَقَالَ لِي مَن بِالبَابِ قُلتُ رَجُلٌ مِنَ الصّينِ قَالَ فَأَدخِلهُ فَلَمّا دَخَلَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَل تَعرِفُونّا بِالصّينِ قَالَ نَعَم يَا سيَدّيِ قَالَ وَ بِمَا ذَا تَعرِفُونَنَا قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص إِنّ عِندَنَا شَجَرَةً تَحمِلُ كُلّ سَنَةٍ وَرداً يَتَلَوّنُ كُلّ يَومٍ مَرّتَينِ فَإِذَا كَانَ أَوّلُ النّهَارِ نَجِدُ مَكتُوباً عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ إِذَا كَانَ آخِرُ النّهَارِ فَإِنّا نَجِدُ مَكتُوباً عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ عَلِيّ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِ
5- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لِفَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ وَ كَانَ عَلِيّ ع صَبِيّاً رَأَيتُهُ يَكسِرُ الأَصنَامَ فَخِفتُ أَن يَعلَمَ كِبَارُ قُرَيشٍ فَقَالَت يَا عَجَباً أُخبِرُكَ بِأَعجَبَ مِن هَذَا إنِيّ اجتَزتُ بِالمَوضِعِ ألّذِي كَانَت أَصنَامُهُم فِيهِ مَنصُوبَةً وَ عَلِيّ فِي بطَنيِ فَوَضَعَ رِجلَيهِ فِي جوَفيِ شَدِيداً لَا يتَركُنُيِ أَن أَقرُبَ مِن ذَلِكَ المَوضِعِ ألّذِي فِيهِ وَ إِنّمَا كُنتُ أَطُوفُ بِالبَيتِ لِعِبَادَةِ اللّهِ لَا لِلأَصنَامِ
6-شا،[الإرشاد] وَ مِن آيَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ بَيّنَاتِهِ التّيِ انفَرَدَ بِهَا مِمّن عَدَاهُ ظُهُورُ مَنَاقِبِهِ فِي الخَاصّةِ وَ العَامّةِ وَ تَسخِيرُ الجُمهُورِ لِنَقلِ فَضَائِلِهِ وَ مَا خَصّهُ اللّهُ مِن كَرَائِمِهِ وَ تَسلِيمُ العَدُوّ مِن ذَلِكَ بِمَا فِيهِ الحُجّةُ عَلَيهِ هَذَا مَعَ كَثرَةِ المُنحَرِفِينَ عَنهُ وَ الأَعدَاءِ لَهُ وَ تَوَافُرِ أَسبَابِ دَوَاعِيهِم إِلَي كِتمَانِ فَضلِهِ وَ جَحدِ حَقّهِ وَ كَونِ الدّنيَا فِي يَدِ خُصُومِهِ وَ انحِرَافِهَا عَن أَولِيَائِهِ وَ مَا اتّفَقَ لِأَضدَادِهِ مِن سُلطَانِ الدّنيَا
صفحه : 19
وَ حَملِ الجُمهُورِ عَلَي إِطفَاءِ نُورِهِ وَ دَحضِ أَمرِهِ فَخَرَقَ اللّهُ العَادَةَ بِنَشرِ فَضَائِلِهِ وَ ظُهُورِ مَنَاقِبِهِ وَ تَسخِيرِ الكُلّ لِلِاعتِرَافِ بِذَلِكَ وَ الإِقرَارِ بِصِحّتِهِ وَ اندِحَاضِ مَا احتَالَ بِهِ أَعدَاؤُهُ فِي كِتمَانِ مَنَاقِبِهِ وَ جَحدِ حُقُوقِهِ حَتّي تَمّتِ الحُجّةُ لَهُ وَ ظَهَرَ البُرهَانُ بِحَقّهِ وَ لَمّا كَانَتِ العَادَةُ جَارِيَةً بِخِلَافِ مَا ذَكَرنَاهُ فِيمَنِ اتّفَقَ لَهُ مِن أَسبَابِ خُمُولِ أَمرِهِ مَا اتّفَقَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَانخَرَقَتِ العَادَةُ فِيهِ دَلّ ذَلِكَ عَلَي بَينُونَتِهِ مِنَ الكَافّةِ بِبَاهِرِ الآيَةِ عَلَي مَا وَصَفنَاهُ وَ قَد شَاعَ الخَبَرُ وَ استَفَاضَ عَنِ الشعّبيِّ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ لَقَد كُنتُ أَسمَعُ خُطَبَاءَ بنَيِ أُمَيّةَ يَسُبّونَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي مَنَابِرِهِم وَ كَأَنّمَا يُشَالُ بِضَبعِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ كُنتُ أَسمَعُهُم يَمدَحُونَ أَسلَافَهُم عَلَي مَنَابِرِهِم وَ كَأَنّهُم يَكشِفُونَ عَن جِيفَةٍ وَ قَالَ الوَلِيدُ بنُ عَبدِ المَلِكِ لِبَنِيهِ يَوماً يَا بنَيِّ عَلَيكُم بِالدّينِ فإَنِيّ لَم أَرَ الدّينَ بَنَي شَيئاً فَهَدَمَتهُ الدّنيَا وَ رَأَيتُ الدّنيَا قَد بَنَت بُنيَاناً فَهَدَمَتهُ الدّينُ مَا زَالَت أَصحَابُنَا وَ أَهلُنَا يَسُبّونَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ يَدفِنُونَ فَضَائِلَهُ وَ يَحمِلُونَ النّاسَ عَلَي شَنَئَانِهِ وَ لَا يَزِيدُهُ ذَلِكَ مِنَ القُلُوبِ إِلّا قُرباً وَ يَجهَدُونَ فِي تَقرِيبِهِم مِن نُفُوسِ الخَلقِ وَ لَا يَزِيدُهُم ذَلِكَ إِلّا بُعداً وَ فِيمَا انتَهَي إِلَيهِ الأَمرُ مِن دَفنِ فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الحَيلُولَةِ بَينَ العُلَمَاءِ وَ نَشرِهَا مَا لَا شُبهَةَ فِيهِ عَلَي عَاقِلٍ حَتّي كَانَ الرّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَن يرَويَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع رِوَايَةً لَن يَستَطِيعَ أَن يَصِفَهَا بِذِكرِ اسمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ يَدعُوهُ الضّرُورَةُ إِلَي أَن يَقُولَ حدَثّنَيِ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ وَ يَقُولُ حدَثّنَيِ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ وَ مِنهُم مَن يَقُولُ حدَثّنَيِ أَبُو زَينَبَ وَ رَوَي عِكرِمَةُ عَن عَائِشَةَ فِي حَدِيثِهَا لَهُ
صفحه : 20
بِمَرَضِ رَسُولِ اللّهِص وَ وَفَاتِهِ فَقَالَت فِي جُملَةِ ذَلِكَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مُتَوَكّئاً عَلَي رَجُلَينِ مِن أَهلِ بَيتِهِ أَحَدُهُمَا الفَضلُ بنُ العَبّاسِ فَلَمّا حكُيَِ عَنهَا ذَلِكَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَ لَهُ أَ تَعرِفُ الرّجُلَ الآخَرَ قَالَ لَا لَم تُسَمّهِ لِي قَالَ ذَلِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ مَا كَانَت أُمّنَا تَذكُرُهُ بِخَيرٍ وَ هيَِ تَستَطِيعُ وَ كَانَتِ الوُلَاةُ الجَوَرَةُ تَضرِبُ بِالسّيَاطِ مَن ذَكَرَهُ بِخَيرٍ بَل تَضرِبُ الرّقَابَ عَلَي ذَلِكَ وَ تَعرِضُ لِلنّاسِ بِالبَرَاءَةِ مِنهُ وَ العَادَةُ جَارِيَةٌ فِيمَنِ اتّفَقَ لَهُ ذَلِكَ أَن لَا يَذكُرَ عَلَي وَجهٍ بِخَيرٍ فَضلًا عَن أَن يَذكُرَ لَهُ فَضَائِلَ أَو يَروِيَ لَهُ مَنَاقِبَ أَو يُثبِتَ لَهُ حُجّةً لِحَقّ وَ إِذَا كَانَ ظُهُورُ فَضَائِلِهِ ع وَ انتِشَارُ مَنَاقِبِهِ عَلَي مَا قَدّمنَا ذِكرَهُ مِن شِيَاعِ ذَلِكَ فِي الخَاصّةِ وَ العَامّةِ وَ تَسخِيرِ العَدُوّ وَ الولَيِّ لِنَقلِهِ ثَبَتَ خَرقُ العَادَةِ فِيهِ وَ بَانَ وَجهُ البُرهَانِ فِيهِ بِالآيَةِ البَاهِرَةِ عَلَي مَا قَدّمنَاهُ وَ مِن آيَاتِ اللّهِ تَعَالَي فِيهِ ع أَنّهُ لَم يُمنَ أَحَدٌ فِي وُلدِهِ وَ ذُرّيّتِهِ بِمَا منُيَِ ع فِي ذُرّيّتِهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يُعرَف خَوفٌ شَمِلَ جَمَاعَةً مِن وُلدِ نبَيِّ وَ لَا إِمَامٍ وَ لَا مَلِكِ زَمَانٍ وَ لَا بَرّ وَ لَا فَاجِرٍ كَالخَوفِ ألّذِي شَمِلَ ذُرّيّةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ لَا لَحِقَ أَحَداً مِنَ القَتلِ وَ الطّردِ عَنِ الدّيَارِ وَ الأَوطَانِ وَ الإِخَافَةِ وَ الإِرهَابِ مَا لَحِقَ ذُرّيّةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ وُلدَهُ وَ لَم يَجرِ عَلَي طَائِفَةٍ مِنَ النّاسِ مِن صُرُوفِ النّكَالِ مَا جَرَي عَلَيهِم مِن ذَلِكَ فَقُتِلُوا بِالفَتكِ وَ الغِيلَةِ وَ الِاحتِيَالِ وَ بنُيَِ عَلَي كَثِيرٍ مِنهُم وَ هُم أَحيَاءٌ البُنيَانُ وَ عُذّبُوا بِالجُوعِ وَ العَطَشِ حَتّي ذَهَبَت أَنفُسُهُم عَلَي الهَلَاكِ وَ أَحوَجَهُم ذَلِكَ إِلَي التّمَزّقِ فِي ذَلِكَ وَ مُفَارَقَةِ الدّيَارِ وَ الأَهلِ وَ الأَوطَانِ وَ كِتمَانِ نَسَبِهِم عَن أَكثَرِ النّاسِ
صفحه : 21
وَ بَلَغَ بِهِمُ الخَوفُ إِلَي الِاستِخفَاءِ عَن أَحِبّائِهِم فَضلًا عَنِ الأَعدَاءِ وَ بَلَغَ هَرَبُهُم مِن أَعدَائِهِم إِلَي أَقصَي الشّرقِ وَ الغَربِ وَ المَوَاضِعِ النّائِيَةِ عَنِ العِمَارَةِ وَ زَهِدَ فِي مَعرِفَتِهِم أَكثَرُ النّاسِ وَ رَغِبُوا عَن تَقرِيبِهِم وَ الِاختِلَاطِ بِهِم مَخَافَةً عَلَي أَنفُسِهِم وَ ذَرَارِيّهِم مِن جَبَابِرَةِ الزّمَانِ وَ هَذِهِ كُلّهَا أَسبَابٌ يقَتضَيِ انقِطَاعَ نِظَامِهِم وَ اجتِثَاثَ أُصُولِهِم وَ قِلّةَ عَدَدِهِم وَ هُم مَعَ مَا وَصَفنَاهُ أَكثَرُ ذُرّيّةِ أَحَدٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ الصّالِحِينَ وَ الأَولِيَاءِ بَل أَكثَرُ مِن ذرَاَريِّ أَحَدٍ مِنَ النّاسِ قَد طَبّقُوا[ الأَرضَ]بِكَثرَتِهِمُ البِلَادَ وَ غَلَبُوا فِي الكَثرَةِ عَلَي ذرَاَريِّ أَكثَرِ العِبَادِ هَذَا مَعَ اختِصَاصِ مَنَاكِحِهِم فِي أَنفُسِهِم دُونَ البُعَدَاءِ وَ حَصرِهَا فِي ذوَيِ أَنسَابِهِم دِنيَةً مِنَ الأَقرِبَاءِ وَ فِي ذَلِكَ خَرقُ العَادَةِ عَلَي مَا بَيّنّاهُ وَ هُوَ دَلِيلُ الآيَةِ البَاهِرَةِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع كَمَا وَصَفنَاهُ وَ بَيّنّاهُ وَ هَذَا مَا لَا شُبهَةَ فِيهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ
7-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أَظهَرَ لِليَهُودِ وَ لِجَمَاعَةٍ مِنَ المُنَافِقِينَ المُعجِزَاتِ فَقَابَلُوهَا بِالكُفرِ أَخبَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُم بِأَنّهُ جَلّ ذِكرُهُ خَتَمَ عَلَي قُلُوبِهِم وَ عَلَي سَمعِهِم خَتماً يَكُونُ عَلَامَةً لِمَلَائِكَتِهِ المُقَرّبِينَ القُرّاءِ لِمَا فِي اللّوحِ المَحفُوظِ مِن أَخبَارِ هَؤُلَاءِ المُكَذّبِينَ المَذكُورِينَ فِيهِ أَحوَالُهُم حَتّي إِذَا نَظَرُوا إِلَي أَحوَالِهِم وَ قُلُوبِهِم وَ أَسمَاعِهِم وَ أَبصَارِهِم وَ شَاهَدُوا مَا هُنَاكَ مِن خَتمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهَا ازدَادُوا بِاللّهِ مَعرِفَةً وَ بِعِلمِهِ بِمَا يَكُونُ قَبلَ أَن يَكُونَ يَقِيناً حَتّي إِذَا شَاهَدُوا هَؤُلَاءِ المَختُومَ عَلَيهِم وَ عَلَي جَوَارِحِهِم يُخبِرُونَ عَلَي مَا قَرَءُوا مِنَ اللّوحِ المَحفُوظِ وَ شَاهَدُوهُ فِي قُلُوبِهِم وَ أَسمَاعِهِم وَ أَبصَارِهِم ازدَادُوا بِعِلمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِالغَائِبَاتِ يَقِيناً قَالَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَهَل فِي عِبَادِ اللّهِ مَن يُشَاهِدُ هَذَا الخَتمَ كَمَا تُشَاهِدُهُ المَلَائِكَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص
صفحه : 22
بَلَي مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ شَاهَدَهُ بِإِشهَادِ اللّهِ تَعَالَي لَهُ وَ يُشَاهِدُهُ مِن أُمّتِهِ أَطوَعُهُم لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَشَدّهُم جِدّاً فِي طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَفضَلُهُم فِي دِينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالُوا بَيّنهُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كُلّ مِنهُم يَتَمَنّي أَن يَكُونَ هُوَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص دَعُوهُ يَكُن مِمّن شَاءَ اللّهُ فَلَيسَ الجَلَالَةُ فِي المَرَاتِبِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ باِلتمّنَيّ وَ لَا باِلتظّنَيّ وَ لَا بِالِاقتِرَاحِ وَ لَكِنّهُ فَضلٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَن يَشَاءُ يُوَفّقُهُ لِلأَعمَالِ الصّالِحَةِ يُكرِمُهُ بِهَا فَيُبَلّغُهُ أَفضَلَ الدّرَجَاتِ وَ أَفضَلَ المَرَاتِبِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي سَيُكرِمُ بِذَلِكَ مَن يُرِيكُمُوهُ فِي غَدٍ فَجِدّوا فِي الأَعمَالِ الصّالِحَةِ فَمَن وَفّقَهُ اللّهُ لِمَا يُوجِبُ عَظِيمَ كَرَامَتِهِ عَلَيهِ فَلِلّهِ عَلَيهِ فِي ذَلِكَ الفَضلُ العَظِيمُ قَالَ ع فَلَمّا أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص وَ غَصّ مَجلِسُهُ بِأَهلِهِ وَ قَد جَدّ بِالأَمسِ كُلّ مِن خِيَارِهِم فِي خِيَارِ عَمَلِهِ وَ إِحسَانِهِ إِلَي رَبّهِ قَدّمَهُ يَرجُو أَن يَكُونَ هُوَ ذَلِكَ الخَيرَ الأَفضَلَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص مَن هَذَا عَرّفنَاهُ بِصِفَتِهِ إِن لَم تَنُصّ لَنَا عَلَي اسمِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا الجَامِعُ لِلمَكَارِمِ الحاَويِ لِلفَضَائِلِ المُشتَمِلُ عَلَي الجَمِيلِ قَاضٍ عَن أَخِيهِ دَيناً مُجحِفاً إِلَي غَرِيمٍ سَغِبٍ غَاضِبٌ لِلّهِ تَعَالَي قَاتِلٌ لِغَضَبِهِ ذَاكَ عَدُوّ اللّهِ مسُتحَيٍ مِن مُؤمِنٍ مُعرِضاً عَنهُ بِخَجلَةٍ مُكَايِداً فِي ذَلِكَ الشّيطَانَ الرّجِيمَ حَتّي أَخزَاهُ اللّهُ عَنهُ وَ وَقَي بِنَفسِهِ نَفسَ عَبدِ اللّهِ[ عَبدٍ لِلّهِ]مُؤمِنٍ حَتّي أَنقَذَهُ مِنَ الهَلَكَةِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّكُم قَضَي البَارِحَةَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ فَحَدّث إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ كَيفَ كَانَت قِصّتُهُ أُصَدّقكَ لِتَصدِيقِ اللّهِ إِيّاكَ فَهَذَا الرّوحُ الأَمِينُ أخَبرَنَيِ عَنِ اللّهِ تَعَالَي أَنّهُ قَد هَذّبَكَ عَنِ القَبِيحِ كُلّهِ وَ نَزّهَكَ عَنِ المسَاَويِ بِأَجمَعِهَا وَ خَصّكَ بِالفَضَائِلِ مِن أَشرَفِهَا وَ أَفضَلِهَا لَا يَتّهِمُكَ إِلّا مَن كَفَرَ بِهِ وَ أَخطَأَ حَظّ نَفسِهِ
صفحه : 23
فَقَالَ عَلِيّ ع مَرَرتُ البَارِحَةَ بِفُلَانِ بنِ فُلَانٍ المُؤمِنِ فَوَجَدتُ فُلَاناً وَ أَنَا أَتّهِمُهُ بِالنّفَاقِ وَ قَد لَازَمَهُ وَ ضَيّقَ عَلَيهِ فنَاَداَنيَِ المُؤمِنُ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ وَ كَشّافَ الكُرَبِ عَن وَجهِ رَسُولِ اللّهِ وَ قَامِعَ أَعدَائِهِ عَن حَبِيبِهِ أغَثِنيِ وَ اكشِف كرُبتَيِ وَ نجَنّيِ مِن غمَيّ سَل غرَيِميِ هَذَا لَعَلّهُ يُجِيبُكَ وَ يؤُجَلّنُيِ فإَنِيّ مُعسِرٌ فَقُلتُ لَهُ اللّهَ إِنّكَ لَمُعسِرٌ فَقَالَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِص لَئِن كُنتُ أَستَحِلّ الكَذِبَ فَلَا تأَمنَنَيّ عَلَي يمَيِنيِ أَيضاً فإَنِيّ مُعسِرٌ وَ فِي قوَليِ هَذَا صَادِقٌ وَ أُوَقّرُ اللّهَ وَ أُجِلّهُ أَن أَحلِفَ بِهِ صَادِقاً أَو كَاذِباً فَأَقبَلتُ عَلَي الرّجُلِ فَقُلتُ إنِيّ لَأُجِلّ نفَسيِ عَن أَن يَكُونَ لِهَذَا عَلَيّ يَدٌ وَ أُجِلّكَ أَيضاً عَن أَن يَكُونَ لَهُ عَلَيكَ يَدٌ أَو مِنّةٌ وَ أَسأَلُ مَالِكَ المُلكِ ألّذِي لَا يَأنَفُ مِن سُؤَالِهِ وَ لَا يسَتحَييِ مِنَ التّعَرّضِ لِثَوَابِهِ ثُمّ قُلتُ أللّهُمّ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ لَمّا قَضَيتَ عَن عَبدِكَ هَذَا هَذَا الدّينَ فَرَأَيتُ أَبوَابَ السّمَاءِ تنُاَديِ أَملَاكُهَا يَا أَبَا الحَسَنِ مُر هَذَا العَبدَ يَضرِبُ بِيَدِهِ إِلَي مَا شَاءَ مِمّا بَينَ يَدَيهِ مِن حَجَرٍ وَ مَدَرٍ وَ حَصَاةٍ وَ تُرَابٍ يَستَحِيلُ فِي يَدِهِ ذَهَباً ثُمّ يقَضيِ مِنهُ دَينَهُ وَ يَجعَلُ مَا يَبقَي نَفَقَتَهُ وَ بِضَاعَتَهُ التّيِ يَسُدّ بِهَا فَاقَتَهُ وَ يَمُونُ بِهَا عِيَالَهُ فَقُلتُ يَا عَبدَ اللّهِ قَد أَذِنَ اللّهُ بِقَضَاءِ دَينِكَ وَ إِيسَارِكَ بَعدَ فَقرِكَ اضرِب بِيَدِكَ إِلَي مَا تَشَاءُ مِمّا أَمَامَكَ فَتَنَاوَلهُ فَإِنّ اللّهَ يُحَوّلُهُ فِي يَدِكَ ذَهَباً إِبرِيزاً فَتَنَاوَلَ أَحجَاراً ثُمّ مَدَراً فَانقَلَبَت لَهُ ذَهَباً أَحمَرَ ثُمّ قُلتُ لَهُ افصِل لَهُ مِنهَا قَدرَ دَينِهِ فَأَعطِهِ فَفَعَلَ قُلتُ فاَلباَقيِ لَكَ رِزقٌ سَاقَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَيكَ فَكَانَ ألّذِي قَضَاهُ مِن دَينِهِ أَلفاً وَ سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ وَ كَانَ ألّذِي بقَيَِ أَكثَرَ مِن مِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَهُوَ مِن أَيسَرِ أَهلِ المَدِينَةِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يَعلَمُ مِنَ الحِسَابِ مَا لَا يَبلُغُهُ عُقُولُ الخَلقِ إِنّهُ يَضرِبُ أَلفاً وَ سَبعَمِائَةٍ فِي أَلفٍ وَ سَبعِمِائَةٍ ثُمّ مَا ارتَفَعَ مِن ذَلِكَ فِي مِثلِهِ إِلَي أَن يَفعَلَ ذَلِكَ أَلفَ مَرّةٍ ثُمّ آخِرُ مَا يَرتَفِعُ مِن ذَلِكَ عَدَدُ مَا يَهَبُهُ اللّهُ لَكَ فِي الجَنّةِ مِنَ القُصُورِ قَصرٍ مِن ذَهَبٍ وَ قَصرٍ مِن فِضّةٍ وَ قَصرٍ مِن لُؤلُؤٍ وَ قَصرٍ مِن زَبَرجَدٍ وَ قَصرٍ مِن جَوهَرٍ
صفحه : 24
وَ قَصرٍ مِن نُورِ رَبّ العِزّةِ وَ أَضعَافِ ذَلِكَ مِنَ العَبِيدِ وَ الخَدَمِ وَ الخَيلِ وَ النّجُبِ تَطِيرُ بَينَ سَمَاءِ الجَنّةِ وَ أَرضِهَا فَقَالَ عَلِيّ ع حَمداً لرِبَيّ وَ شُكراً قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هَذَا العَدَدُ فَهُوَ عَدَدُ مَن يُدخِلُهُمُ الجَنّةَ وَ يَرضَي عَنهُم لِمَحَبّتِهِم لَكَ وَ أَضعَافُ هَذَا العَدَدِ مَن يُدخِلُهُمُ النّارَ مِنَ الشّيَاطِينِ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ بِبُغضِهِم لَكَ وَ وَقِيعَتِهِم فِيكَ وَ تَنقِيصِهِم إِيّاكَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّكُم قَتَلَ البَارِحَةَ رَجُلًا غَضَباً لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنَا وَ سَيَأتِيكُمُ الخُصُومُ الآنَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص حَدّث إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ القِصّةَ فَقَالَ عَلِيّ ع كُنتُ فِي منَزلِيِ إِذ سَمِعتُ رَجُلَينِ خَارِجَ داَريِ يَتَدَارَءَانِ فَدَخَلَا إلِيَّ فَإِذَا فُلَانٌ اليهَوُديِّ وَ فُلَانٌ رَجُلٌ مَعرُوفٌ فِي الأَنصَارِ فَقَالَ اليهَوُديِّ يَا أَبَا الحَسَنِ اعلَم أَنّهُ قَد بَدَت لِي مَعَ هَذَا حُكُومَةٌ فَاحتَكَمنَا إِلَي مُحَمّدٍ صَاحِبِكُم فَقَضَي لِي عَلَيهِ فَهُوَ يَقُولُ لَستُ أَرضَي بِقَضَائِهِ فَقَد حَافَ وَ مَالَ وَ لِيَكُن بيَنيِ وَ بَينَكَ كَعبُ بنُ الأَشرَفِ فَأَبَيتُ عَلَيهِ فَقَالَ أَ فَتَرضَي بعِلَيِّ فَقُلتُ نَعَم فَهَا هُوَ قَد جَاءَ بيِ إِلَيكَ فَقُلتُ لِصَاحِبِهِ أَ كَمَا يَقُولُ قَالَ نَعَم ثُمّ قُلتُ أَعِد عَلَيّ الحَدِيثَ فَأَعَادَ كَمَا قَالَ اليهَوُديِّ ثُمّ قَالَ لِي يَا عَلِيّ فَاقضِ بَينَنَا بِالحَقّ فَقُمتُ أَدخُلُ منَزلِيِ فَقَالَ الرّجُلُ إِلَي أَينَ قُلتُ أَدخُلُ آتِيَكَ بِمَا بِهِ أَحكُمُ بِالحُكمِ العَدلِ فَدَخَلتُ وَ اشتَمَلتُ عَلَي سيَفيِ وَ ضَرَبتُهُ عَلَي حَبلِ عَاتِقِهِ فَلَو كَانَ جَبَلَا لَقَدَدتُهُ فَوَقَعَ رَأسُهُ بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا فَرَغَ عَلِيّ ع مِن حَدِيثِهِ جَاءَ أَهلُ ذَلِكَ الرّجُلِ بِالرّجُلِ المَقتُولِ وَ قَالُوا هَذَا ابنُ عَمّكَ قَتَلَ صَاحِبَنَا فَاقتَصّ مِنهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا قِصَاصَ فَقَالُوا أَو دِيَةً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ وَ لَا دِيَةَ لَكُم هَذَا وَ اللّهِ قَتِيلُ اللّهِ لَا يُؤدَي إِنّ عَلِيّاً قَد شَهِدَ عَلَي صَاحِبِكُم بِشَهَادَةٍ وَ اللّهُ يَلعَنُهُ بِشَهَادَةِ عَلِيّ وَ لَو شَهِدَ عَلِيّ عَلَي الثّقَلَينِ لَقَبِلَ اللّهُ شَهَادَتَهُ عَلَيهِم إِنّهُ الصّادِقُ الأَمِينُ ارفَعُوا صَاحِبَكُم هَذَا وَ ادفِنُوهُ مَعَ اليَهُودِ
صفحه : 25
فَقَد كَانَ مِنهُم فَرُفِعَ وَ إِذَا أَودَاجُهُ تَشخَبُ دَماً وَ بَدَنُهُ قَد كسُيَِ شَعراً فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أُشبِهُهُ إِلّا بِالخِنزِيرِ فِي شَعرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَ وَ لَيسَ لَو جِئتَ بِعَدَدِ كُلّ شَعرَةٍ مِنهُ عَدَدَ رِمَالِ الدّنيَا حَسَنَاتٍ لَكَانَ كَثِيراً قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ هَذَا القَتلَ ألّذِي قَتَلتَ بِهِ هَذَا الرّجُلَ قَد أَوجَبَ اللّهُ لَكَ بِهِ مِنَ الثّوَابِ كَأَنّمَا أَعتَقتَ رِقَاباً بِعَدَدِ رَملِ عَالِجِ الدّنيَا وَ بِعَدَدِ كُلّ شَعرَةٍ عَلَي هَذَا المُنَافِقِ وَ إِنّ أَقَلّ مَا يعُطيِ اللّهُ بِعِتقِ رَقَبَةٍ لِمَن يَهَبُ لَهُ بِعَدَدِ كُلّ شَعرَةٍ مِن تِلكَ الرّقَبَةِ أَلفُ حَسَنَةٍ وَ يَمحُو عَنهُ أَلفَ سَيّئَةٍ فَإِن لَم يَكُن لَهُ فَلِأَبِيهِ فَإِن لَم يَكُن لِأَبِيهِ فَلِأُمّهِ فَإِن لَم يَكُن لَهَا فَلِأَخِيهِ فَإِن لَم يَكُن لَهُ فَلِذَوَيهِ وَ جِيرَانِهِ وَ قَرَابَاتِهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّكُمُ استَحيَا البَارِحَةَ مِن أَخٍ لَهُ فِي اللّهِ لَمّا رَأَي بِهِ خُلّةً ثُمّ كَايَدَ الشّيطَانُ فِي ذَلِكَ الأَخِ وَ لَم يَزَل بِهِ حَتّي غَلَبَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص حَدّث بِهِ يَا عَلِيّ إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ لِيَتَأَسّوا بِحُسنِ صَنِيعِكَ فِيمَا يُمكِنُهُم وَ إِن كَانَ أَحَدٌ مِنهُم لَم يَلحَق شَأنَكَ وَ لَم يَسبِق عِبَادَتَكَ وَ لَا يَرمُقُكَ فِي سَابِقَةٍ لَكَ إِلَي الفَضَائِلِ إِلّا كَمَا يَرمُقُ الشّمسُ إِلَي الأَرضِ وَ أَقصَي المَشرِقِ مِن أَقصَي المَغرِبِ فَقَالَ عَلِيّ ع مَرَرتُ بِمَزبَلَةِ بنَيِ فُلَانٍ فَرَأَيتُ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ مُؤمِناً قَد أَخَذَ مِن تِلكَ المَزبَلَةِ قُشُورَ البِطّيخِ وَ القِثّاءِ وَ التّينِ فَهُوَ يَأكُلُهَا مِن شِدّةِ الجُوعِ فَلَمّا رَأَيتُهُ استَحيَيتُ مِن أَن يرَاَنيَِ فَيَخجَلَ وَ أَعرَضتُ عَنهُ وَ مَرَرتُ إِلَي منَزلِيِ وَ كُنتُ أَعدَدتُ لفِطُوُريِ وَ سحُوُريِ قُرصَينِ مِن شَعِيرٍ فَجِئتُ بِهِمَا إِلَي الرّجُلِ فَنَاوَلتُهُ إِيّاهُمَا وَ قُلتُ أَصِب مِن هَذَا كُلّمَا جُعتَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَجعَلُ البَرَكَةَ فِيهِمَا فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَنَا أُرِيدُ أَن أَمتَحِنَ هَذِهِ البَرَكَةَ لعِلِميِ بِصِدقِكَ فِي قِيلِكَ إنِيّ أشَتهَيِ لَحمَ فِرَاخٍ وَ اشتَهَاهُ عَلَيّ أَهلُ منَزلِيِ فَقُلتُ اكسِر مِنهُ لُقَماً بِعَدَدِ مَا تُرِيدُهُ مِن فِرَاخٍ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقلِبُهَا فِرَاخاً بمِسَألَتَيِ إِيّاهُ بِجَاهِ
صفحه : 26
مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ فَأَخطَرَ الشّيطَانُ ببِاَليِ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ تَفعَلُ هَذَا بِهِ وَ لَعَلّهُ مُنَافِقٌ فَرَدَدتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ إِن يَكُن مُؤمِناً فَهُوَ أَهلٌ لِمَا أَفعَلُ مَعَهُ وَ إِن يَكُن مُنَافِقاً فَأَنَا لِلإِحسَانِ أَهلٌ فَلَيسَ كُلّ مَعرُوفٍ يَلحَقُ مُستَحِقّهُ وَ قُلتُ أَنَا أَدعُو اللّهَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ لِيُوَفّقَهُ لِلإِخلَاصِ وَ النّزُوعِ عَنِ الكُفرِ إِن كَانَ مُنَافِقاً فَإِنّ تصَدَقّيِ عَلَيهِ بِهَذَا أَفضَلُ مِن تصَدَقّيِ عَلَيهِ بِالطّعَامِ الشّرِيفِ المُوجِبِ لِلثّروَةِ وَ الغَنَاءِ وَ كَابَدتُ الشّيطَانَ وَ دَعَوتُ اللّهَ سِرّاً مِنَ الرّجُلِ بِالإِخلَاصِ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ فَارتَعَدَت فَرَائِصُ الرّجُلِ وَ سَقَطَ لِوَجهِهِ فَأَقَمتُهُ وَ قُلتُ مَا ذَا شَأنُكَ قَالَ كُنتُ مُنَافِقاً شَاكّاً فِيمَا يَقُولُهُ مُحَمّدٌ وَ فِيمَا تَقُولُهُ أَنتَ فَكَشَفَ لِيَ اللّهُ عَنِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَأَبصَرتُ كُلّ مَا تُوَاعِدَانِ مِنَ العُقُوبَاتِ فَذَلِكَ حِينَ وَقَرَ الإِيمَانُ فِي قلَبيِ وَ أَخلَصَ بِهِ جنَاَنيِ وَ زَالَ عنَيّ الشّكّ ألّذِي كَانَ يعَتوَرِنُيِ فَأَخَذَ الرّجُلُ القُرصَينِ وَ قُلتُ لَهُ كُلّ شَيءٍ تَشتَهِيهِ فَاكسِر مِنَ القُرصِ قَلِيلًا فَإِنّ اللّهَ يُحَوّلُهُ مَا تَشتَهِيهِ وَ تَتَمَنّاهُ وَ تُرِيدُهُ فَمَا زَالَ ذَلِكَ يَتَقَلّبُ شَحماً وَ لَحماً وَ حُلواً وَ رَطباً وَ بِطّيخاً وَ فَوَاكِهَ الشّتَاءِ وَ فَوَاكِهَ الصّيفِ حَتّي أَظهَرَهُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ الرّغِيفَينِ عَجَباً وَ صَارَ الرّجُلُ مِن عُتَقَاءِ اللّهِ مِنَ النّارِ وَ مِن عَبِيدِهِ المُصطَفَينَ الأَخيَارِ فَذَلِكَ حِينَ رَأَيتُ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ مَلَكَ المَوتِ قَد قَصَدَ الشّيطَانُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِمِثلِ جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ فَوَضَعَ أَحَدُهُم عَلَيهِ يَبنِيهَا بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ فَيَهشِمُ وَ جَعَلَ إِبلِيسُ يَقُولُ يَا رَبّ وَعدَكَ وَعدَكَ أَ لَم تنُظرِنيِ إِلَي يَومِ يُبعَثُونَ فَإِذَا نِدَاءُ بَعضِ المَلَائِكَةِ أَنظَرتُكَ لِئَلّا تَمُوتَ مَا أَنظَرتُكَ لِئَلّا تُهشَمَ وَ تُرَضّضَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ كَمَا عَانَدتَ الشّيطَانَ فَأَعطَيتَ فِي اللّهِ حِينَ نَهَاكَ عَنهُ وَ غَلَبتَهُ فَإِنّ اللّهَ يخُزيِ عَنكَ الشّيطَانَ وَ عَن مُحِبّيكَ وَ يُعطِيكَ فِي الآخِرَةِ بِعَدَدِ كُلّ حَبّةٍ مِمّا أَعطَيتَ صَاحِبَكَ وَ فِيمَا تَتَمَنّاهُ اللّهُ مِنهُ دَرَجَةً فِي الجَنّةِ أَكبَرَ مِنَ الدّنيَا مِنَ الأَرضِ إِلَي السّمَاءِ وَ بِعَدَدِ كُلّ حَبّةٍ مِنهَا جَبَلًا مِن فِضّةٍ كَذَلِكَ وَ
صفحه : 27
جَبَلًا مِن لُؤلُؤٍ وَ جَبَلًا مِن يَاقُوتٍ وَ جَبَلًا مِن جَوهَرٍ وَ جَبَلًا مِن نُورِ رَبّ العِزّةِ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِن زُمُرّدٍ وَ جَبَلًا مِن زَبَرجَدٍ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِن مِسكٍ وَ جَبَلًا مِن عَنبَرٍ كَذَلِكَ وَ إِنّ عَدَدَ خَدَمِكَ فِي الجَنّةِ أَكثَرُ مِن عَدَدِ قَطرِ المَطَرِ وَ النّبَاتِ وَ شُعُورِ الحَيَوَانَاتِ بِكَ يُتِمّ اللّهُ الخَيرَاتِ وَ يَمحُو عَن مُحِبّيكَ السّيّئَاتِ وَ بِكَ يُمَيّزُ اللّهُ المُؤمِنِينَ مِنَ الكَافِرِينَ وَ المُخلَصِينَ مِنَ المُنَافِقِينَ وَ أَولَادَ الرّشدِ مِن أَولَادِ الغيَّ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَيّكُم وَقَي بِنَفسِهِ نَفسَ رَجُلٍ مُؤمِنٍ البَارِحَةَ فَقَالَ عَلِيّ ع أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ وَقَيتُ بنِفَسيِ نَفسَ ثَابِتِ بنِ قَيسِ بنِ شَمّاسٍ الأنَصاَريِّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص حَدّث بِالقِصّةِ إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ وَ لَا تَكشِف عَنِ اسمِ المُنَافِقِينَ المُكَايِدِينَ لَنَا فَقَد كَفَاكُمَا اللّهُ شَرّهُم وَ أَخّرَهُم لِلتّوبَةِ لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَ أَو يَخشَونَ فَقَالَ عَلِيّ ع إنِيّ بَينَا أَسِيرُ فِي بنَيِ فُلَانٍ بِظَاهِرِ المَدِينَةِ وَ بَينَ يدَيَّ بَعِيداً منِيّ ثَابِتُ بنُ قَيسٍ إِذ بَلَغَ بِئراً عَادِيَةً عَمِيقَةً بَعِيدَةَ القَعرِ وَ هُنَاكَ رِجَالٌ مِنَ المُنَافِقِينَ فَدَفَعُوهُ لِيَرمُوهُ فِي البِئرِ فَتَمَاسَكَ ثَابِتٌ ثُمّ عَادَ فَدَفَعَهُ وَ الرّجُلُ لَا يَشعُرُ بيِ حَتّي وَصَلتُ إِلَيهِ وَ قَدِ اندَفَعَ ثَابِتٌ فِي البِئرِ فَكَرِهتُ أَن أَشغَلَ بِطَلَبِ المُنَافِقِينَ خَوفاً عَلَي ثَابِتٍ فَوَقَعتُ فِي البِئرِ لعَلَيّ آخُذُهُ فَنَظَرتُ فَإِذَا أَنَا سَبَقتُهُ إِلَي قَعرِ البِئرِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ كَيفَ لَا تَسبِقُهُ وَ أَنتَ أَرزَنُ مِنهُ وَ لَو لَم يَكُن مِن رَزَانَتِكَ إِلّا مَا فِي جَوفِكَ مِن عِلمِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ ألّذِي أَودَعَ اللّهُ رَسُولَهُ وَ أَودَعَكَ رَسُولُهُ لَكَانَ مِن حَقّكَ أَن تَكُونَ أَرزَنَ مِن كُلّ شَيءٍ فَكَيفَ كَانَ حَالُكَ وَ حَالُ ثَابِتٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ صِرتُ إِلَي قَرَارِ البِئرِ وَ استَقرَرتُ قَائِماً وَ كَانَ ذَلِكَ أَسهَلَ عَلَيّ وَ أَخَفّ عَلَي رجِليَّ مِن خطُاَيَ التّيِ كُنتُ أَخطُوهَا رُوَيداً رُوَيداً ثُمّ جَاءَ ثَابِتٌ فَانحَدَرَ فَوَقَعَ عَلَي يدَيِ وَ قَد بَسَطتُهَا لَهُ فَخَشِيتُ أَن يضَرُنّيِ سُقُوطُهُ عَلَيّ أَو يَضُرّهُ فَمَا كَانَ إِلّا كَبَاقَةِ رَيحَانٍ تَنَاوَلتُهَا بيِدَيِ ثُمّ نَظَرتُ فَإِذَا ذَاكَ المُنَافِقُ وَ مَعَهُ آخَرَانِ عَلَي شَفِيرِ البِئرِ وَ هُوَ يَقُولُ أَرَدنَا وَاحِداً فَصَارَ اثنَينِ فَجَاءُوا بِصَخرَةٍ فِيهَا مِائَتَا مَنّ فَأَرسَلُوهَا عَلَينَا
صفحه : 28
فَخَشِيتُ أَن تُصِيبَ ثَابِتاً فَاحتَضَنتُهُ وَ جَعَلتُ رَأسَهُ إِلَي صدَريِ وَ انحَنَيتُ عَلَيهِ فَوَقَعَتِ الصّخرَةُ عَلَي مُؤَخّرِ رأَسيِ فَمَا كَانَت إِلّا كَتَروِيحَةٍ بِمِروَحَةٍ رُوّحتُ بِهَا فِي حَمَارّةِ القَيظِ ثُمّ جَاءُوا بِصَخرَةٍ أُخرَي فِيهَا قَدرُ ثَلَاثِمِائَةِ مَنّ فَأَرسَلُوهَا عَلَينَا فَانحَنَيتُ عَلَي ثَابِتٍ فَأَصَابَت مُؤَخّرَ رأَسيِ فَكَانَت كَمَاءٍ صَبَبتُ عَلَي رأَسيِ وَ بدَنَيِ فِي يَومٍ شَدِيدِ الحَرّ ثُمّ جَاءُوا بِصَخرَةٍ ثَالِثَةٍ فِيهَا قَدرُ خَمسِمِائَةِ مَنّ يُدِيرُونَهَا عَلَي الأَرضِ لَا يُمكِنُهُم أَن يَقلِبُوهَا فَأَرسَلُوهَا عَلَينَا فَانحَنَيتُ عَلَي ثَابِتٍ فَأَصَابَت مُؤَخّرَ رأَسيِ وَ ظهَريِ فَكَانَت كَثَوبٍ نَاعِمٍ صَبَبتُهُ عَلَي بدَنَيِ وَ لَبِستُهُ وَ تَنَعّمتُ بِهِ ثُمّ سَمِعتُهُم يَقُولُونَ لَو أَنّ لِابنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ابنِ قَيسٍ مِائَةَ أَلفِ رُوحٍ مَا نَجَت وَاحِدَةٌ مِنهَا مِن بَلَاءِ هَذِهِ الصّخُورِ ثُمّ انصَرَفُوا وَ قَد دَفَعَ اللّهُ عَنّا شَرّهُم فَأَذِنَ اللّهُ لِشَفِيرِ البِئرِ فَانحَطّ وَ لِقَرَارِ البِئرِ فَارتَفَعَ فَاستَوَي القَرَارُ وَ الشّفِيرُ بَعدُ بِالأَرضِ فَخَطَونَا وَ خَرَجنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أَوجَبَ لَكَ بِذَلِكَ مِنَ الفَضَائِلِ وَ الثّوَابِ مَا لَا يَعرِفُهُ غَيرُهُ ينُاَديِ مُنَادٍ يَومَ القِيَامَةِ أَينَ مُحِبّو عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَيَقُومُ قَومٌ مِنَ الصّالِحِينَ فَيُقَالُ لَهُم خُذُوا بأِيَديِ مَن شِئتُم مِن عَرَصَاتِ القِيَامَةِ فَأَدخِلُوهُمُ الجَنّةَ فَأَقَلّ رَجُلٍ مِنهُم يَنجُو بِشَفَاعَتِهِ مِن أَهلِ تِلكَ العَرَصَاتِ أَلفُ أَلفِ رَجُلٍ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ أَينَ البَقِيّةُ مِن محُبِيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَيَقُومُونَ مُقتَصِدُونَ فَيُقَالُ لَهُم تَمَنّوا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا شِئتُم فَيَتَمَنّونَ فَيُفعَلُ بِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مَا تَمَنّي ثُمّ يَضعُفُ لَهُ مِائَةُ أَلفِ ضِعفٍ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ أَينَ البَقِيّةُ مِن محُبِيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَيَقُومُ قَومٌ ظَالِمُونَ لِأَنفُسِهِم مُعتَدُونَ عَلَيهَا فَيُقَالُ أَينَ المُبغِضُونَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَيُؤتَي بِهِم جَمّ غَفِيرٌ وَ عَدَدٌ عَظِيمٌ كَثِيرٌ فَيُقَالُ أَلَا نَجعَلُ كُلّ أَلفٍ مِن هَؤُلَاءِ فِدَاءً لِوَاحِدٍ مِن محُبِيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لِيَدخُلُوا الجَنّةَ
صفحه : 29
فيَنُجَيّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُحِبّيكَ وَ يَجعَلُ أَعدَاءَهُم فِدَاءَهُم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا الأَفضَلُ الأَكرَمُ مُحِبّهُ مُحِبّ اللّهِ وَ مُحِبّ رَسُولِهِ وَ مُبغِضُهُ مُبغِضُ اللّهِ وَ مُبغِضُ رَسُولِهِ هُم خِيَارُ خَلقِ اللّهِ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍص ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع انظُر فَنَظَرَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ وَ إِلَي سَبعَةِ نَفَرٍ مِنَ اليَهُودِ فَقَالَ قَد شَاهَدتُ خَتمَ اللّهِ عَلَي قُلُوبِهِم وَ عَلَي سَمعِهِم وَ عَلَي أَبصَارِهِم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ يَا عَلِيّ أَفضَلُ شُهَدَاءِ اللّهِ فِي الأَرضِ بَعدَ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَذَلِكَ قَولُهُخَتَمَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ عَلي سَمعِهِم وَ عَلي أَبصارِهِم غِشاوَةٌتُبصِرُهَا المَلَائِكَةُ فَيَعرِفُونَهُم بِهَا وَ يُبصِرُهَا رَسُولُ اللّهِص وَ يُبصِرُهَا خَيرُ خَلقِ اللّهِ بَعدَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ قَالَوَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ فِي الآخِرَةِ بِمَا كَانَ مِن كُفرِهِم بِاللّهِ وَ كُفرِهِم بِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص
بيان قدمضي تمام الخبر في باب هداية الله وإضلاله و باب نوادر معجزات الرسول ص والذهب الإبريز بالكسر الخالص والباقة الحزمة من بقل والحمارة بتخفيف وتشديد الراء شدة الحر
8-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ع لَمّا رَجَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مِن صِفّينَ وَ سقُيَِ القَومُ مِنَ المَاءِ التّيِ تَحتَ الصّخرَةِ التّيِ قَلَبَهَا لِيَقعُدَ لِحَاجَتِهِ فَقَالَ بَعضُ منُاَفقِيِ عَسكَرِهِ سَوفَ أَنظُرُ إِلَي سَوأَتِهِ وَ إِلَي مَا يَخرُجُ مِنهُ فَإِنّهُ يدَعّيِ مَرتَبَةَ النّبِيّص لِأُخبِرَ أصَحاَبيِ بِكَذِبِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع لِقَنبَرٍ يَا قَنبَرُ اذهَب إِلَي تِلكَ الشّجَرَةِ وَ إِلَي التّيِ تُقَابِلُهَا وَ قَد كَانَ بَينَهُمَا أَكثَرُ مِن فَرسَخٍ فَنَادِهِمَا إِنّ وصَيِّ مُحَمّدٍ يَأمُرُكُمَا أَن تَتَلَاصَقَا فَقَالَ قَنبَرٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ وَ يَبلُغُهُمَا صوَتيِ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ ألّذِي يُبَلّغُ بَصَرَ عَينِكَ السّمَاءَ وَ بَينَكَ وَ بَينَهَا مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامٍ سَيُبَلّغُهُمَا صَوتَكَ فَذَهَبَ قَنبَرٌ فَنَادَي فَسَعَت
صفحه : 30
إِحدَاهُمَا إِلَي الأُخرَي سعَيَ المُتَحَابّينِ طَالَت غَيبَةُ أَحَدِهِمَا عَنِ الآخَرِ وَ اشتَدّ شَوقُهُ وَ انضَمّا فَقَالَ قَومٌ مِن منُاَفقِيِ العَسكَرِ إِنّ عَلِيّاً يضُاَهيِ فِي سِحرِهِ رَسُولَ اللّهِ ابنَ عَمّهِ مَا ذَاكَ رَسُولُ اللّهِ وَ لَا هَذَا إِمَامٌ وَ إِنّمَا هُمَا سَاحِرَانِ لَكِنّا سَنَدُورُ مِن خَلفِهِ فَنَنظُرُ إِلَي عَورَتِهِ وَ مَا يَخرُجُ مِنهُ فَأَوصَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ إِلَي أُذُنِ عَلِيّ مِن قِبَلِهِم فَقَالَ جَهراً يَا قَنبَرُ إِنّ المُنَافِقِينَ أَرَادُوا مُكَايَدَةَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِص وَ ظَنّوا أَنّهُ لَا يُمتَنَعُ مِنهُم إِلّا بِالشّجَرَتَينِ فَارجِع إِلَيهِمَا يعَنيِ الشّجَرَتَينِ فَقُل لَهُمَا إِنّ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِص يَأمُرُكُمَا أَن تَعُودَا إِلَي مَكَانِكُمَا فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ فَانقَلَعَتَا وَ عَدَت[عَادَت] كُلّ وَاحِدَةٍ تُفَارِقُ الأُخرَي كَهَزِيمَةِ الجَبَانِ مِنَ الشّجَاعِ البَطَلِ ثُمّ ذَهَبَ عَلِيّ ع وَ رَفَعَ ثَوبَهُ لِيَقعُدَ وَ قَد مَضَي مِنَ المُنَافِقِينَ جَمَاعَةٌ لِيَنظُرُوا إِلَيهِ فَلَمّا رَفَعَ ثَوبَهُ أَعمَي اللّهُ تَعَالَي أَبصَارَهُم فَلَم يُبصِرُوا شَيئاً فَوَلّوا عَنهُ وُجُوهَهُم فَأَبصَرُوا كَمَا كَانُوا يُبصِرُونَ فَنَظَرُوا إِلَي جِهَتِهِ فَعَمُوا فَمَا زَالُوا يَنظُرُونَ إِلَي جِهَتِهِ وَ يَعمَونَ وَ يَصرِفُونَ عَنهُ وُجُوهَهُم وَ يُبصِرُونَ إِلَي أَن فَرَغَ عَلِيّ ع وَ قَامَ وَ رَجَعَ وَ ذَلِكَ ثَمَانُونَ مَرّةً مِن كُلّ وَاحِدَةٍ ثُمّ ذَهَبُوا يَنظُرُونَ مَا خَرَجَ عَنهُ فَاعتُقِلُوا فِي مَوَاضِعِهِم فَلَم يَقدِرُوا أَن يَرَوهَا فَإِذَا انصَرَفُوا أَمكَنَهُمُ الِانصِرَافُ أَصَابَهُم ذَلِكَ مِائَةَ مَرّةٍ حَتّي نوُديَِ فِيهِم بِالرّحِيلِ فَرَحَلُوا وَ مَا وَصَلُوا إِلَي مَا أَرَادُوا مِن ذَلِكَ وَ لَم يَزِدهُم ذَلِكَ إِلّا عُتُوّاً وَ طُغيَاناً وَ تَمَادِياً فِي كُفرِهِم وَ عِنَادِهِم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ انظُرُوا إِلَي هَذَا العَجَبِ، مَن هَذِهِ آيَاتِهِ وَ مُعجِزَاتِهِ وَ يَعجِزُ عَن مُعَاوِيَةَ وَ عَمرٍو وَ يَزِيدَ فَنَظَرُوا فَأَوصَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ مِن قِبَلِهِم إِلَي أُذُنِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا مَلَائِكَةُ ايتوُنيِ بِمُعَاوِيَةَ وَ عَمرٍو وَ يَزِيدَ فَنَظَرُوا فِي الهَوَاءِ فَإِذَا مَلَائِكَةٌ كَأَنّهُمُ السّودَانُ قَد عَلِقَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِوَاحِدٍ فَأَنزَلُوهُم إِلَي حَضرَتِهِ فَإِذَا أَحَدُهُم مُعَاوِيَةُ وَ الآخَرُ عَمرٌو وَ الآخَرُ يَزِيدُ فَقَالَ عَلِيّ ع تَعَالَوا فَانظُرُوا إِلَيهِم
صفحه : 31
أَمَا لَو شِئتُ لَقَتَلتُهُم وَ لكَنِيّ أُنظِرُهُم كَمَا أَنظَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِبلِيسَ إِلَي الوَقتِ المَعلُومِ إِنّ ألّذِي تَرَونَهُ بِصَاحِبِكُم لَيسَ لِعَجزٍ وَ لَا ذُلّ وَ لَكِنّهُ مِحنَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ وَ لَئِن طَعَنتُم عَلَي عَلِيّ فَلَقَد طَعَنَ الكَافِرُونَ وَ المُنَافِقُونَ قَبلَكُم عَلَي رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ فَقَالُوا إِنّ مَن طَافَ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَ الجِنَانَ فِي لَيلَةٍ وَ رَجَعَ كَيفَ يَحتَاجُ إِلَي أَن يَهرُبَ وَ يَدخُلَ الغَارَ وَ يأَتيَِ إِلَي المَدِينَةِ مِن مَكّةَ فِي أَحَدَ عَشَرَ يَوماً وَ إِنّمَا هُوَ مِنَ اللّهِ إِذَا شَاءَ أَرَاكُمُ القُدرَةَ لِتَعرِفُوا صِدقَ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ إِذَا شَاءَ امتَحَنَكُم بِمَا تَكرَهُونَ لِيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ وَ لِيُظهِرَ حُجّتَهُ عَلَيكُم
9-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ كَانَ جَدّ بنُ قَيسٍ تاَليَِ عَبدِ اللّهِ فِي النّفَاقِ كَمَا أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ تاَليَِ رَسُولِ اللّهِص فِي الكَمَالِ وَ الجَلَالِ وَ الجَمَالِ وَ تَفَرّدَ جَدّ مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ بَعدَ مَا سَمّ الرّسُولَص وَ لَم يُؤَثّر فِيهِ فَقَالَ لَهُ إِنّ مُحَمّداًص مَاهِرٌ فِي السّحرِ وَ لَيسَ عَلِيّ كَمِثلِهِ فَاتّخِذ أَنتَ يَا جَدّ لعِلَيِّ دَعوَةً بَعدَ أَن تَتَقَدّمَ فِي تَنبِيشِ أَصلِ حَائِطِ بُستَانِكَ ثُمّ تُوقِفُ رِجَالًا خَلفَ الحَائِطِ بِخَشَبٍ يَعتَمِدُونَ بِهَا عَلَي الحَائِطِ وَ يَدفَعُونَهُ عَلَي عَلِيّ وَ مَن مَعَهُ لِيَمُوتُوا تَحتَهُ فَجَلَسَ عَلِيّ ع تَحتَ الحَائِطِ فَتَلَقّاهُ بِيَسَارِهِ وَ أَوقَفَهُ وَ كَانَ الطّعَامُ بَينَ أَيدِيهِم فَقَالَ ع كُلُوا بِسمِ اللّهِ وَ جَعَلَ يَأكُلُ مَعَهُم حَتّي أَكَلُوا وَ فَرَغُوا وَ هُوَ يُمسِكُ الحَائِطَ بِشِمَالِهِ وَ الحَائِطُ ثَلَاثُونَ ذِرَاعاً طُولُهُ فِي خَمسَ عَشَرَةَ سَمكَةً فِي ذِرَاعَينِ غِلظَةً فَجَعَلَ أَصحَابُ عَلِيّ ع يَأكُلُونَ وَ هُم يَقُولُونَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِص أَ فتَحُاَميِ هَذَا وَ أَنتَ تَأكُلُ فَإِنّكَ تَتعَبُ فِي حَبسِكَ هَذَا الحَائِطَ عَنّا فَقَالَ عَلِيّ ع إنِيّ لَستُ أَجِدُ لَهُ مِنَ المَسّ بيِسَاَريِ إِلّا أَقَلّ مِمّا أَجِدُ مِن ثِقلِ هَذِهِ اللّقمَةِ بيِمَيِنيِ وَ هَرَبَ جَدّ بنُ قَيسٍ وَ خشَيَِ أَن يَكُونَ عَلِيّ قَد مَاتَ وَ صَحبُهُ وَ أَنّ مُحَمّداً يَطلُبُهُ لِيَنتَقِمَ مِنهُ وَ اختَفَي عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ فَبَلَغَهُم أَنّ عَلِيّاً ع قَد أَمسَكَ الحَائِطَ بِيَسَارِهِ وَ هُوَ يَأكُلُ بِيَمِينِهِ وَ أَصحَابُهُ تَحتَ الحَائِطِ لَم يَمُوتُوا فَقَالَ أَبُو الشّرُورِ وَ أَبُو الدوّاَهيِ اللّذَانِ[كَانَا]أَصلَ التّدبِيرِ فِي ذَلِكَ إِنّ عَلِيّاً قَد مَهَرَ بِسِحرِ مُحَمّدٍ فَلَا سَبِيلَ لَنَا عَلَيهِ فَلَمّا فَرَغَ القَومُ أَقَامَ
صفحه : 32
عَلِيّ ع الحَائِطَ بِيَسَارِهِ فَأَقَامَهُ وَ سَوّاهُ وَ أَرأَبَ صَدعَهُ وَ أَلَمّ شَعبَهُ وَ خَرَجَ هُوَ وَ القَومُ مِن تَحتِهِ فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ ضَاهَيتَ اليَومَ أخَيَِ الخَضِرَ لَمّا أَقَامَ الجِدَارَ وَ مَا سَهّلَ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ إِلّا بِدُعَائِهِ بِنَا أَهلَ البَيتِ
10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]صَالِحُ بنُ كَيسَانَ وَ ابنُ رُومَانَ رَفَعَاهُ إِلَي جَابِرٍ الأنَصاَريِّ قَالَجَاءَ العَبّاسُ إِلَي عَلِيّ ع يُطَالِبُهُ بِمِيرَاثِ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ مَا كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص شَيءٌ يُورَثُ إِلّا بَغلَتُهُ دُلدُلٌ وَ سَيفُهُ ذُو الفَقَارِ وَ دِرعُهُ وَ عِمَامَتُهُ السّحَابُ وَ أَنَا أَربَأُ بِكَ أَن تُطَالِبَ بِمَا لَيسَ لَكَ فَقَالَ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ وَ أَنَا أَحَقّ عَمّهُ وَ وَارِثُهُ دُونَ النّاسِ كُلّهِم فَنَهَضَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مَعَهُ النّاسُ حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ ثُمّ أَمَرَ بِإِحضَارِ الدّرعِ وَ العِمَامَةِ وَ السّيفِ وَ البَغلَةِ فَأُحضِرَ فَقَالَ لِلعَبّاسِ يَا عَمّ إِن أَطَقتَ النّهُوضَ بشِيَءٍ مِنهَا فَجَمِيعُهُ لَكَ فَإِنّ مِيرَاثَ الأَنبِيَاءِ لِأَوصِيَائِهِم دُونَ العَالَمِ وَ لِأَولَادِهِم فَإِن لَم تُطِقِ النّهُوضَ فَلَا حَقّ لَكَ فِيهِ قَالَ نَعَم فَأَلبَسَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الدّرعَ بِيَدِهِ وَ أَلقَي عَلَيهِ العِمَامَةَ وَ السّيفَ ثُمّ قَالَ انهَض بِالسّيفِ وَ العِمَامَةِ يَا عَمّ فَلَم يُطِقِ النّهُوضَ فَأَخَذَ السّيفَ مِنهُ وَ قَالَ لَهُ انهَض بِالعِمَامَةِ فَإِنّهَا آيَةٌ مِن نَبِيّنَاص فَأَرَادَ النّهُوضَ فَلَم يَقدِر عَلَي ذَلِكَ وَ بقَيَِ مُتَحَيّراً ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عَمّ وَ هَذِهِ البَغلَةُ بِالبَابِ لِي خَاصّةً وَ لوِلُديِ فَإِن أَطَقتَ رُكُوبَهَا فَاركَبهَا فَخَرَجَ وَ مَعَهُ عدَوَيِّ فَقَالَ لَهُ يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِ خَدَعَكَ عَلِيّ فِيمَا كُنتَ فِيهِ فَلَا تَخدَع نَفسَكَ فِي البَغلَةِ إِذَا وَضَعتَ رِجلَكَ فِي الرّكَابِ فَاذكُرِ اللّهَ وَ سَمّ وَ اقرَأإِنّ اللّهَ يُمسِكُ السّماواتِ وَ الأَرضَ أَن تَزُولا قَالَ فَلَمّا نَظَرَتِ البَغلَةُ إِلَيهِ مُقبِلًا مَعَ العَبّاسِ نَفَرَت وَ صَاحَت صِيَاحاً مَا سَمِعنَاهُ مِنهَا قَطّ فَوَقَعَ العَبّاسُ مَغشِيّاً عَلَيهِ وَ اجتَمَعَ النّاسُ وَ أَمَرَ بِإِمسَاكِهَا فَلَم يُقدَر عَلَيهَا ثُمّ إِنّ عَلِيّاً ع دَعَا البَغلَةَ بِاسمٍ مَا سَمِعنَاهُ فَجَاءَت خَاضِعَةً ذَلِيلَةً فَوَضَعَ رِجلَهُ فِي الرّكَابِ وَ وَثَبَ عَلَيهَا فَاستَوَي عَلَيهَا رَاكِباً فَاستَدعَا أَن يَركَبَ الحَسَنُ
صفحه : 33
وَ الحُسَينُ ع فَأَمَرَهُمَا بِذَلِكَ ثُمّ لَبِسَ عَلِيّ الدّرعَ وَ العِمَامَةَ وَ السّيفَ وَ رَكِبَهَا وَ سَارَ عَلَيهَا إِلَي مَنزِلِهِ وَ هُوَ يَقُولُهذا مِن فَضلِ ربَيّ ليِبَلوُنَيِ أَ أَشكُرُ أَنَا وَ هُمَا أَم تَكفُرُ أَنتَ يَا فُلَانُ
11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مِن عَجَائِبِهِ ع طُولُ مَا لقَيَِ مِنَ الحُرُوبِ لَم يَنهَزِم قَطّ وَ لَم يَنَلهُ فِيهَا شَينٌ وَ لَا جِرَاحٌ سَوءٌ وَ لَم يُبَارِز أَحَدٌ إِلّا ظَفِرَ بِهِ وَ لَا نَجَا مِن ضَربَتِهِ أَحَدٌ فَصَلُحَ مِنهَا وَ لَم يُفلِت مِنهُ قَرنٌ وَ لَم يَخرُج فِي حُرُوبِهِ إِلّا وَ هُوَ مَاشٍ يُهَروِلُ طُولَ الدّهرِ بِغَيرِ جُندٍ إِلَي العَدُوّ وَ مَا قُدّمَت رَايَةٌ قُوتِلَ تَحتَهَا عَلِيّ إِلّا انقَلَبُوا صَاغِرِينَ وَ يُروَي وَثبَتُهُ أَربَعُونَ ذِرَاعاً إِلَي عَمرٍو وَ رُجُوعُهُ إِلَي خَلفٍ عِشرُونَ ذِرَاعاً وَ ذَلِكَ خَارِجٌ عَنِ العَادَةِ وَ روُيَِ ضَرَبتُهُ عَلَي رِجلَيهِ وَ قَطعُهُمَا بِضَربَةٍ وَاحِدَةٍ مَعَ مَا كَانَ عَلَيهِ مِنَ الثّيَابِ وَ السّلَاحِ وَ روُيَِ أَنّهُ ضَرَبَ مَرحَبَ[مَرحَباً]الكَافِرَ يَومَ خَيبَرَ عَلَي رَأسِهِ فَقَطَعَ العِمَامَةَ وَ الخُوذَةَ وَ الرّأسَ وَ الحَلقَ وَ مَا عَلَيهِ مِنَ الجَوشَنِ مِن قُدّامٍ وَ خَلفٍ إِلَي أَن قَدّهُ بِنِصفَينِ ثُمّ حَمَلَ عَلَي سَبعِينَ فَارِسٍ فَبَدّدَهُم وَ تَحَيّرَ الفَرِيقَانِ مِن فِعلِهِ فَانهَزَمُوا إِلَي الحِصنِ وَ أَصلُ مَشهَدِ البُوقِ عِندَ رَحبَةِ الشّامِ أَنّهُ ع أَخبَرَ أَنّ السّاعَةَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ فِي خَيلِهِ مِن دِمَشقَ وَ ضَرَبَ البُوقَ وَ سَمِعَ ذَلِكَ مِن مَسِيرَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً وَ هُوَ خَرقُ العَادَةِ وَ مِنهُ الدّكّةُ المَشهُورَةُ فِي الكُوفَةِ التّيِ يُقَالُ إِنّهُ رَأَي مِنهَا مَكّةَ وَ سَلّمَ عَلَيهَا وَ ذَلِكَ مِثلُ قَولِكُم يَا سَارِيَةَ الجَبَلِ وَ مَسجِدُ المِجذَافِ فِي الرّقّةِ وَ هُوَ أَنّهُ لَمّا طَلَبَ الزّوَارِيقَ لِحَملِ الشّهَدَاءِ قَالُوا الزّوَارِيقُ تَرعَي فَقَالَ ع كَلَامُكُم غَثّ وَ قُمصَانُكُم رَثّ لَا شَدّ اللّهُ
صفحه : 34
بِكُم صَفّاً وَ لَا أَشبَعَكُم إِلّا عَلَي قَتَبٍ وَ عَمِلَ جَائِزَةً عَظِيمَةً بِمَنزِلَةِ المِجذَافِ وَ حَمَلَ الشّهَدَاءَ عَلَيهَا فَخَرِبَتِ الرّقّةُ وَ عُمِرَتِ الرّافِقَةُ وَ لَا يَزَالُونَ فِي ضَنكِ العَيشِ وَ رَوَتِ الغُلَاةُ أَنّهُ ع صَعِدَ إِلَي السّمَاءِ عَلَي فَرَسٍ وَ يَنظُرُ إِلَيهِ أَصحَابُهُ وَ قَالَ لَو أَرَدتَ لَحَمَلتُ إِلَيكُم ابنَ أَبِي سُفيَانَ وَ ذَلِكَ نَحوُ قَولِهِوَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيّا وَ خَرَجَ عَن أَبِي زُهرَةَ وَ قَطَعَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ بِلَيلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ أَصبَحَ عِندَ الكُفّارِ وَ فَتَحَ عَلَيهِ فَنَزَلَوَ العادِياتِ ضَبحاً وَ روُيَِ أَنّهُ رمُيَِ إِلَي حِصنِ ذَاتِ السّلَاسِلِ فِي المَنجَنِيقِ وَ نَزَلَ عَلَي حَائِطِ الحِصنِ وَ كَانَ الحِصنُ قَد شُدّ عَلَي حِيطَانِهِ سَلَاسِلُ فِيهَا غَرَائِرُ مِن تِبنٍ أَو قُطنٍ حَتّي لَا يَعمَلَ فِيهَا المَنجَنِيقَ إِذَا رمُيَِ الحَجَرُ فَقَالَتِ الغُلَاةُ فَمَرّ فِي الهَوَاءِ وَ التّرسُ تَحتَ قَدَمَيهِ وَ نَزَلَ عَلَي الحَائِطِ وَ ضَرَبَ السّلَاسِلَ ضَربَةً وَاحِدَةً فَقَطَعَهَا وَ سَقَطَتِ الغَرَائِرُ وَ فَتَحَ الحِصنَ وَ رَوَتِ الغُلَاةُ أَنّهُ نَزَلَت فِيهِوَ ظَنّوا أَنّهُم مانِعَتُهُم حُصُونُهُم مِنَ اللّهِ فَأَتاهُمُ اللّهُ مِن حَيثُ لَم يَحتَسِبُوا وَ ذَلِكَ إِن صَحّ مِثلُ صُعُودِ المَلَائِكَةِ وَ نُزُولِهِم وَ إِسرَاءِ النّبِيّص
تَفسِيرُ أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع أَنّهُ أَرَادَتِ الفَجَرَةُ لَيلَةَ العَقَبَةِ قَتلَ النّبِيّص وَ مَن بقَيَِ فِي المَدِينَةِ قَتلَ عَلِيّ ع فَلَمّا تَبِعَهُ وَ قَصّ عَلَيهِ بَغضَاءَهُم فَقَالَ أَ مَا تَرضَي
صفحه : 35
أَن تَكُونَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي الخَبَرَ فَحَفَرُوا لَهُ حَفِيرَةً طَوِيلَةً وَ غَطّوهَا فَلَمّا انصَرَفَ وَ بَلَغَهَا أَنطَقَ اللّهُ فَرَسَهُ فَقَالَ سِر بِإِذنِ اللّهِ فَطَفَرَت ثُمّ أَمَرَ بِكَشفِهِ فَرَآهُ عَجِيباً
مُسنَدُ أَحمَدَ وَ فَضَائِلُهُ وَ سُنَنُ ابنِ مَاجَه قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي لَيلَي كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَلبَسُ فِي البَردِ الشّدِيدِ الثّوبَ الرّقِيقَ وَ فِي الحَرّ الشّدِيدِ القَبَاءَ وَ الثّوبَ الثّقِيلَ وَ كَانَ لَا يَجِدُ الحَرّ وَ البَردَ فَكَانَ النّبِيّص دَعَا لَهُ يَومَ خَيبَرَ فَقَالَ كَفَاكَ اللّهُ الحَرّ وَ البَردَ وَ فِي رِوَايَةٍ أللّهُمّ قِهِ الحَرّ وَ البَردَ وَ فِي رِوَايَةٍ أللّهُمّ اكفِهِ الحَرّ وَ البَردَ
سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فِي حَدِيثِهِ أَنّهُ لَمّا أَخَذَ مُعَاوِيَةُ مَورِدَ الفُرَاتِ أَمَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِمَالِكٍ الأَشتَرِ أَن يَقُولَ لِمَن عَلَي جَانِبِ الفُرَاتِ يَقُولُ لَكُم عَلِيّ اعدِلُوا عَنِ المَاءِ فَلَمّا قَالَ ذَلِكَ عَدَلُوا عَنهُ فَوَرَدَ قَومُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ المَاءَ وَ أَخَذُوا مِنهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَأَحضَرَهُم وَ قَالَ لَهُم فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ عَمرَو بنَ العَاصِ جَاءَ وَ قَالَ إِنّ مُعَاوِيَةَ يَأمُرُكُم أَن تُفرِجُوا عَنِ المَاءِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمرٍو إِنّكَ لتَأَتيِ أَمراً ثُمّ تَقُولُ مَا فَعَلتُهُ فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ وَكّلَ مُعَاوِيَةُ حَجَلَ بنَ العَتّابِ النخّعَيِّ فِي خَمسَةِ آلَافٍ فَأَنفَذَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَالِكاً فَنَادَي مِثلَ الأَوّلِ فَمَالَ حَجَلٌ عَنِ الشّرِيعَةِ فَوَرَدَ أَصحَابُ عَلِيّ ع وَ أَخَذُوا مِنهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَأَحضَرَ حَجَلًا وَ قَالَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ ابنَكَ يَزِيدَ أتَاَنيِ فَقَالَ إِنّكَ أَمَرتَ باِلتنّحَيّ عَنهُ فَقَالَ لِيَزِيدَ فِي ذَلِكَ فَأَنكَرَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ فَإِذَا كَانَ غَداً فَلَا تَقبَل مِن أَحَدٍ وَ لَو أَتَيتُكَ حَتّي تَأخُذَ خاَتمَيِ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ أَمَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِمَالِكٍ مِثلَ ذَلِكَ فَرَأَي حَجَلٌ مُعَاوِيَةَ وَ أَخَذَ مِنهُ خَاتَمَهُ وَ انصَرَفَ عَنِ المَاءِ وَ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ فَدَعَاهُ وَ قَالَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَأَرَاهُ خَاتَمَهُ فَضَرَبَ مُعَاوِيَةُ يَدَهُ عَلَي يَدِهِ فَقَالَ نَعَم وَ إِنّ هَذَا مِن دوَاَهيِ عَلِيّ
صفحه : 36
وَ حدَثّنَيِ مُحَمّدٌ الشوّهاَنيِّ بِإِسنَادِهِ أَنّهُ قَدِمَ أَبُو الصّمصَامِ العبَسيِّ إِلَي النّبِيّ ع وَ قَالَ مَتَي يجَيِءُ المَطَرُ وَ أَيّ شَيءٍ فِي بَطنِ ناَقتَيِ هَذِهِ وَ أَيّ شَيءٍ يَكُونُ غَداً وَ مَتَي أَمُوتُ فَنَزَلَإِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِالآيَاتِ فَأَسلَمَ الرّجُلُ وَ وَعَدَ النّبِيّص أَن يأَتيِ بِأَهلِهِ فَقَالَ اكتُب يَا أَبَا الحَسَنِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَقَرّ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ أَشهَدَ عَلَي نَفسِهِ فِي صِحّةِ عَقلِهِ وَ بَدَنِهِ وَ جَوَازِ أَمرِهِ أَنّ لأِبَيِ الصّمصَامِ العبَسيِّ عَلَيهِ وَ عِندَهُ وَ فِي ذِمّتِهِ ثَمَانِينَ نَاقَةً حُمرَ الظّهُورِ بِيضَ العُيُونِ سُودَ الحَدَقِ عَلَيهَا مِن طَرَائِفِ اليَمَنِ وَ نُقَطِ الحِجَازِ وَ خَرَجَ أَبُو الصّمصَامِ ثُمّ جَاءَ فِي قَومِهِ بنَيِ عَبسٍ كُلّهِم مُسلِمِينَ وَ سَأَلَ عَنِ النّبِيّص فَقَالُوا قُبِضَ قَالَ فَمَنِ الخَلِيفَةُ مِن بَعدِهِ فَقَالُوا أَبُو بَكرٍ فَدَخَلَ أَبُو الصّمصَامِ المَسجِدَ وَ قَالَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِص إِنّ لِي عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثَمَانِينَ نَاقَةً حُمرَ الظّهُورِ بِيضَ العُيُونِ سُودَ الحَدَقِ عَلَيهَا مِن طَرَائِفِ اليَمَنِ وَ نُقَطِ الحِجَازِ فَقَالَ يَا أَخَا العَرَبِ سَأَلتَ مَا فَوقَ العَقلِ وَ اللّهِ مَا خَلّفَ رَسُولُ اللّهِ إِلّا بَغلَتَهُ الدّلدُلَ وَ حِمَارَهُ اليَعفُورَ وَ سَيفَهُ ذَا الفَقَارِ وَ دِرعَهُ الفَاضِلَ أَخَذَهَا كُلّهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ خَلّفَ فِينَا فَدَكَ فَأَخَذنَاهَا بِحَقّ وَ نَبِيّنَاص لَا يُورَثُ فَصَاحَ سَلمَانُ كردي ونكردي وَ حقّ از أميرببردي رُدّوا العَمَلَ إِلَي أَهلِهِ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي أَبِي الصّمصَامِ فَأَقَامَهُ إِلَي مَنزِلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَرَعَ البَابَ فَنَادَي عَلِيّ ادخُل يَا سَلمَانُ ادخُل أَنتَ وَ أَبُو الصّمصَامِ فَقَالَ أَبُو الصّمصَامِ هَذِهِ أُعجُوبَةٌ مَن هَذَا ألّذِي سمَاّنيِ باِسميِ وَ لَم يعَرفِنيِ فَعَدّ سَلمَانُ فَضَائِلَ عَلِيّ ع فَلَمّا دَخَلَ وَ سَلّمَ عَلَيهِ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ لِي عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثَمَانِينَ نَاقَةً وَ وَصَفَهَا فَقَالَ عَلِيّ أَ مَعَكَ حُجّةٌ فَدَفَعَ إِلَيهِ الوَثِيقَةَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا سَلمَانُ نَادِ فِي النّاسِ أَلَا مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي دَينِ رَسُولِ اللّهِص فَليَخرُج غَداً إِلَي خَارِجِ المَدِينَةِ فَلَمّا كَانَ الغَدُ خَرَجَ النّاسُ وَ خَرَجَ عَلِيّ ع وَ أَسَرّ إِلَي ابنِهِ الحَسَنِ سِرّاً وَ قَالَ امضِ يَا أَبَا الصّمصَامِ مَعَ ابنيَِ الحَسَنِ
صفحه : 37
إِلَي الكَثِيبِ مِنَ الرّملِ فَمَضَي ع وَ مَعَهُ أَبُو الصّمصَامِ فَصَلّي الحَسَنُ ع رَكعَتَينِ عِندَ الكَثِيبِ وَ كَلّمَ الأَرضَ بِكَلِمَاتٍ لَا ندَريِ مَا هيَِ وَ ضَرَبَ الكَثِيبَ بِقَضِيبِ رَسُولِ اللّهِص فَانفَجَرَ الكَثِيبُ عَن صَخرَةٍ مُلَملَمَةٍ مَكتُوبٍ عَلَيهَا سَطرَانِ مِن نُورٍ السّطرُ الأَوّلُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ الثاّنيِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص فَضَرَبَ الحَسَنُ ع الصّخرَةَ بِالقَضِيبِ فَانفَجَرَت عَن خِطَامِ نَاقَةٍ فَقَالَ الحَسَنُ ع اقتَدِ يَا أَبَا الصّمصَامِ فَاقتَادَ أَبُو الصّمصَامِ ثَمَانِينَ نَاقَةً حُمرَ الظّهُورِ بِيضَ العُيُونِ سُودَ الحَدَقِ عَلَيهَا مِن طَرَائِفِ اليَمَنِ وَ نُقَطِ الحِجَازِ وَ رَجَعَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ ع استَوفَيتَ يَا أَبَا الصّمصَامِ قَالَ نَعَم قَالَ فَسَلّمِ الوَثِيقَةَ فَسَلّمَهَا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخَذَهَا وَ خَرَقَهَا ثُمّ قَالَ هَكَذَا أخَبرَنَيِ أخَيِ وَ ابنُ عمَيّ رَسُولِ اللّهِص إِنّ اللّهَ خَلَقَ هَذِهِ النّوقَ مِن هَذِهِ الصّخرَةِ قَبلَ أَن يَخلُقَ نَاقَةَ صَالِحٍ بأِلَفيَ عَامٍ فَقَالَ المُنَافِقُونَ هَذَا مِن سِحرِ عَلِيّ قَلِيلٌ
بيان قوله نقط الحجاز أقول الظاهر أنه تصحيف لقط باللام قال الفيروزآبادي اللقط محركة مايلتقط من السنابل وقطع ذهب توجد في المعدن
12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مِن مُعجِزَاتِهِ ع تَسخِيرُهُ الجَمَاعَةَ اضطِرَاراً لِنَقلِ فَضَائِلِهِ مَعَ مَا فِيهَا مِنَ الحُجّةِ عَلَيهِم حَتّي إِن أَنكَرَهُ وَاحِدٌ رَدّ عَلَيهِ صَاحِبُهُ وَ قَالَ هَذَا فِي التّوَارِيخِ وَ الصّحَاحِ وَ السّنَنِ وَ الجَوَامِعِ وَ السّيَرِ وَ التّفَاسِيرِ مِمّا أَجمَعُوا عَلَي صِحّتِهِ فَإِن لَم يَكُن فِي وَاحِدٍ يَكُن فِي آخَرَ وَ مِن جُملَةِ ذَلِكَ مَا أَجمَعُوا عَلَيهِ وَ رَوَي مَنَاقِبَهُ خَلقٌ كَثِيرٌ مِنهُم حَتّي صَارَ عِلماً ضَرُورِيّاً كَمَا صَنّفَ ابنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ كِتَابَ الغَدِيرِ وَ ابنُ الشّاهِينِ كِتَابَ المَنَاقِبِ وَ كِتَابَ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ ع وَ يَعقُوبُ بنُ شَيبَةَ تَفضِيلَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ مُسنَدَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَخبَارَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ الجَاحِظُ كِتَابَ العَلَوِيّةِ وَ كِتَابَ فَضلِ بنَيِ هَاشِمٍ عَلَي بنَيِ أُمَيّةَ وَ أَبُو نُعَيمٍ الأصَفهَاَنيِّ مَنقَبَةَ المُطَهّرِينَ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
صفحه : 38
وَ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَبُو المَحَاسِنِ الروّياَنيِّ الجَعفَرِيّاتِ وَ المُوَفّقُ المكَيّّ كِتَابَ قَضَايَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كِتَابَ رَدّ الشّمسِ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَبُو بَكرٍ مُحَمّدُ بنُ مُؤمِنٍ الشيّراَزيِّ كِتَابَ نُزُولِ القُرآنِ فِي شَأنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَبُو صَالِحٍ عَبدُ المَلِكِ المُؤَذّنُ كِتَابَ الأَربَعِينِ فِي فَضَائِلِ الزّهرَاءِ ع وَ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ مُسنَدَ أَهلِ البَيتِ وَ فَضَائِلَ الصّحَابَةِ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ النطّنَزيِّ الخَصَائِصَ العَلَوِيّةَ عَلَي سَائِرِ البَرّيّةِ وَ ابنُ المغَاَزلِيِّ كِتَابَ المَنَاقِبِ وَ أَبُو القَاسِمِ البسُتيِّ كِتَابَ الدّرَجَاتِ وَ الخَطِيبُ أَبُو تُرَابٍ كِتَابَ الحَدَائِقِ مَعَ الكِتمَانِ وَ المَيلِ وَ ذَلِكَ خَرقُ العَادَةِ شَهِدَ بِفَضَائِلِهِ مُعَادُوهُ وَ أَقَرّ بِمَنَاقِبِهِ جَاحِدُوهُ وَ مِن جُملَةِ ذَلِكَ كَثرَةُ مَنَاقِبِهِ مَعَ مَا كَانُوا يَدفِنُونَهَا وَ يَتَوَعّدُونَ عَلَي رِوَايَتِهَا رَوَي مُسلِمٌ وَ البخُاَريِّ وَ ابنُ بَطّةَ وَ النطّنَزيِّ عَن عَائِشَةَ فِي حَدِيثِهَا بِمَرَضِ النّبِيّص فَقَالَت فِي جُملَةِ ذَلِكَ فَخَرَجَ النّبِيّص بَينَ رَجُلَينِ مِن أَهلِ بَيتِهِ أَحَدُهُمَا الفَضلُ وَ رَجُلٌ آخَرُ يَخُطّ قَدَمَاهُ عَاصِباً رَأسَهُ يعَنيِ عَلِيّاً ع وَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِابنِ عَبّاسٍ إِنّا كَتَبنَا فِي الآفَاقِ نَنهَي عَن ذِكرِ مَنَاقِبِ عَلِيّ ع فَكُفّ لِسَانَكَ قَالَ أَ فَتَنهَانَا عَن قِرَاءَةِ القُرآنِ قَالَ لَا قَالَ أَ فَتَنهَانَا عَن تَأوِيلِهِ قَالَ نَعَم قَالَ أَ فَنَقرَؤُهُ وَ لَا نَسأَلُ قَالَ سَل عَن غَيرِ أَهلِ بَيتِكَ قَالَ إِنّهُ مُنزَلٌ عَلَينَا أَ فَنَسأَلُ غَيرَنَا أَ تَنهَانَا أَن نَعبُدَ اللّهَ فَإِذاً تَهلِكَ الأُمّةُ قَالَ اقرَءُوا وَ لَا تَروُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ فِيكُميُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم ثُمّ نَادَي مُعَاوِيَةُ أَن بَرِئَتِ الذّمّةُ مِمّن رَوَي حَدِيثاً مِن مَنَاقِبِ عَلِيّ حَتّي قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ شَدّادٍ الليّثيِّ وَدِدتُ أنَيّ أُترَكُ أَن أُحَدّثَ بِفَضَائِلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَوماً إِلَي اللّيلِ وَ إِنّ عنُقُيِ ضُرِبَت فَكَانَ المُحَدّثُ يُحَدّثُ بِحَدِيثٍ فِي الفِقهِ أَو يأَتيِ بِحَدِيثِ المُبَارَزَةِ فَيَقُولُ قَالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ وَ كَانَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي لَيلَي يَقُولُ حدَثّنَيِ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ الحَسَنُ البصَريِّ يَقُولُ قَالَ أَبُو زَينَبَ
صفحه : 39
وَ سُئِلَ ابنُ جُبَيرٍ عَن حَامِلِ اللّوَاءِ فَقَالَ كَأَنّكَ رخَيِّ البَالِ وَ رَأَي رَجُلٌ أَعرَابِيّةً فِي مَسجِدٍ تَقُولُ يَا مَشهُوراً فِي السّمَاوَاتِ وَ يَا مَشهُوراً فِي الأَرَضِينَ وَ يَا مَشهُوراً فِي الدّنيَا وَ يَا مَشهُوراً فِي الآخِرَةِ جَهَدَتِ الجَبَابِرَةُ وَ المُلُوكُ عَلَي إِطفَاءِ نُورِكَ وَ إِخمَادِ ذِكرِكَ فَأَبَي اللّهُ لِذِكرِكَ إِلّا عُلُوّاً وَ لِنُورِكَ إِلّا ضِيَاءً وَ نَمَاءً وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ فَقِيلَ لِمَن تَصِفِينَ قَالَت ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَالتَفَتَ فَلَم يَرَ أَحَداً وَ مِن ذَلِكَ مَا طُبّقَتِ الأَرضُ بِالمَشَاهِدِ لِأَولَادِهِ وَ فَشَتِ المَنَامَاتُ مِن مَنَاقِبِهِ فيَبُرِئُ الزّمنَي وَ يُفَرّجُ المُبتَلَي وَ مَا سُمِعَ هَذَا لِغَيرِهِ ع
13-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع إِنّ رَجُلًا مِن محُبِيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع كَتَبَ إِلَيهِ مِنَ الشّامِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا بعِيِاَليِ مُثقِلٌ وَ عَلَيهِم إِن خَرَجتُ خَائِفٌ وَ بأِمَواَليَِ التّيِ أُخَلّفُهَا إِن خَرَجتُ ظَنِينٌ وَ أُخّرَ اللّحَاقُ بِكَ وَ الكَونُ فِي جُملَتِكَ وَ الخُفُوقُ فِي خِدمَتِكَ فَجُد لِي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَبَعَثَ إِلَيهِ عَلِيّ ع اجمَع أَهلَكَ وَ عِيَالَكَ وَ حَصّل عِندَهُم مَالَكَ وَ صَلّ عَلَي ذَلِكَ كُلّهِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ ثُمّ قُلِ أللّهُمّ هَذِهِ كُلّهَا ودَاَئعِيِ عِندَكَ بِأَمرِ عَبدِكَ وَ وَلِيّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ قُم وَ انهَض إلِيَّ فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ وَ أُخبِرَ مُعَاوِيَةُ بِهَرَبِهِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ أَن تُسبَي عِيَالُهُ وَ يُستَرَقّوا وَ أَن تُنهَبَ أَموَالُهُ فَذَهَبُوا فَأَلقَي اللّهُ عَلَيهِم شِبهَ عِيَالِ مُعَاوِيَةَ وَ حَاشِيَتِهِ وَ أَخَصّ حَاشِيَتِهِ كَيَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ يَقُولُونَ نَحنُ أَخَذنَا هَذَا المَالَ وَ هُوَ لَنَا وَ أَمّا عِيَالُهُ فَقَدِ استَرقَقنَاهُم وَ بَعَثنَاهُم إِلَي السّوقِ فَكَفّوا لَمّا رَأَوا ذَلِكَ وَ عَرّفَ اللّهُ عِيَالَهُ أَنّهُ قَد أَلقَي عَلَيهِم شِبهَ عِيَالِ مُعَاوِيَةَ وَ عِيَالِ خَاصّةِ يَزِيدَ فَأَشفَقُوا مِن أَموَالِهِم أَن تَسرِقَهَا اللّصُوصُ فَمُسِخَ المَالُ عَقَارِبَ وَ حَيّاتٍ كُلّمَا قَصَدَ اللّصُوصُ لِيَأخُذُوا مِنهُ لُذِعُوا وَ لُسِعُوا فَمَاتَ مِنهُم قَومٌ وَ ضنَيَِ آخَرُونَ وَ دَفَعَ اللّهُ عَن مَالِهِ بِذَلِكَ إِلَي أَن قَالَ عَلِيّ ع يَوماً لِلرّجُلِ أَ تُحِبّ أَن يَأتِيَكَ عِيَالُكَ وَ مَالُكَ قَالَ بَلَي قَالَ عَلِيّ ع ايتِ بِهِم فَإِذَا هُم بِحَضرَةِ الرّجُلِ لَا يَفقِدُ مِن عِيَالِهِ وَ مَالِهِ شَيئاً فَأَخبَرُوهُ
صفحه : 40
بِمَا أَلقَي اللّهُ تَعَالَي مِن شِبهِ عِيَالِ مُعَاوِيَةَ وَ خَاصّتِهِ وَ حَاشِيَةِ يَزِيدَ عَلَيهِم وَ بِمَا مَسَخَهُ مِن أَموَالِهِ عَقَارِبَ وَ حَيّاتٍ تَلسَعُ اللّصّ ألّذِي يُرِيدُ أَخذَ شَيءٍ مِنهُ وَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي رُبّمَا أَظهَرَ آيَةً لِبَعضِ المُؤمِنِينَ لِيَزِيدَ فِي بَصِيرَتِهِ وَ لِبَعضِ الكَافِرِينَ لِيُبَالِغَ فِي الإِعذَارِ إِلَيهِ
بيان الخفوق التحرك والاضطراب و في بعض النسخ بالفاءين بمعني الإحاطة وضني كرضي مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس
14-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا نَصّ عَلَي عَلِيّ ع بِالفَضِيلَةِ وَ الإِمَامَةِ وَ سَكَنَ إِلَي ذَلِكَ قُلُوبُ المُؤمِنِينَ وَ عَانَدَ فِيهِ أَصنَافُ الجَاحِدِينَ مِنَ المُعَانِدِينَ وَ شَكّ فِي ذَلِكَ ضُعَفَاءُ مِنَ الشّاكّينَ وَ غَاضَ فِي صُدُورِ المُنَافِقِينَ العَدَاوَةُ وَ البَغضَاءُ وَ الحَسَدُ وَ الشّحنَاءُ حَتّي قَالَ قَائِلٌ مِنَ المُنَافِقِينَ لَقَد أَسرَفَ مُحَمّدٌص فِي مَدحِ نَفسِهِ ثُمّ أَسرَفَ فِي مَدحِ أَخِيهِ عَلِيّ ع وَ مَا ذَلِكَ مِن عِندِ رَبّ العَالَمِينَ وَ لَكِنّهُ فِي ذَلِكَ مِنَ المَقبُولِينَ يُرِيدُ أَن يُثبِتَ لِنَفسِهِ الرّئَاسَةَ عَلَينَا وَ لعِلَيِّ بَعدَ مَوتِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا مُحَمّدُ قُل لَهُم وَ أَيّ شَيءٍ أَنكَرتُم مِن ذَلِكَ هُوَ عَظِيمٌ كَرِيمٌ حَكِيمٌ ارتَضَي عِبَاداً مِن عِبَادِهِ وَ اختَصّهُم بِكَرَامَاتٍ لَمّا عَلِمَ مِن حُسنِ طَاعَتِهِم وَ انقِيَادِهِم لِأَمرِهِ فَفَوّضَ إِلَيهِم أُمُورَ عِبَادِهِ وَ جَعَلَ عَلَيهِم سِيَاسَةَ خَلقِهِ بِالتّدبِيرِ الحَكِيمِ ألّذِي وَفّقَهُم لَهُ أَ وَ لَا تَرَونَ مُلُوكَ الأَرضِ إِذَا ارتَضَي أَحَدُهُم خِدمَةَ بَعضِ عَبِيدِهِ وَ وَثِقَ بِحُسنِ إِطَاعَتِهِ فِيمَا يَندُبُهُ لَهُ مِن أُمُورِ مَمَالِكِهِ جَعَلَ مَا وَرَاءَ بَابِهِ إِلَيهِ وَ اعتَمَدَ فِي سِيَاسَةِ جُيُوشِهِ وَ رَعَايَاهُ عَلَيهِ كَذَلِكَ مُحَمّدٌ فِي التّدبِيرِ ألّذِي رَفَعَهُ لَهُ رَبّهُ وَ عَلِيّ مِن بَعدِهِ ألّذِي جَعَلَهُ وَصِيّهُ وَ خَلِيفَتَهُ فِي أَهلِهِ وَ قاَضيَِ دَينِهِ وَ مُنجِزَ عِدَاتِهِ وَ المُؤَازِرَ لِأَولِيَائِهِ وَ المُنَاصِبَ لِأَعدَائِهِ فَلَم يَقنَعُوا بِذَلِكَ وَ لَم يُسَلّمُوا وَ قَالُوا لَيسَ ألّذِي يُسنِدُهُ إِلَي ابنِ أَبِي طَالِبٍ بِأَمرٍ صَغِيرٍ إِنّمَا هُوَ دِمَاءُ الخَلقِ وَ نِسَاؤُهُم وَ أَولَادُهُم وَ أَموَالُهُم
صفحه : 41
وَ حُقُوقُهُم وَ أَنسَابُهُم وَ دُنيَاهُم وَ آخِرَتُهُم فَليَأتِنَا بِآيَةٍ يَلِيقُ بِجَلَالَةِ هَذِهِ الوَلَايَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا كَفَاكُم نُورُ عَلِيّ المُشرِقُ فِي الظّلُمَاتِ ألّذِي رَأَيتُمُوهُ لَيلَةَ خُرُوجِهِ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِ إِلَي مَنزِلِهِ أَ مَا كَفَاكُم أَنّ عَلِيّاً جَازَ وَ الحِيطَانُ بَينَ يَدَيهِ فَفُتِحَت لَهُ وَ طُرِقَت ثُمّ عَادَت وَ التَأَمَت أَ مَا كَفَاكُم يَومَ غَدِيرِ خُمّ أَنّ عَلِيّاً لَمّا أَقَامَهُ رَسُولُ اللّهِ رَأَيتُم أَبوَابَ السّمَاءِ مُفَتّحَةً وَ المَلَائِكَةَ مِنهَا مُطّلِعِينَ تُنَادِيكُم هَذَا ولَيِّ اللّهِ فَاتّبِعُوهُ وَ إِلّا حَلّ بِكُم عَذَابُ اللّهِ فَاحذَرُوهُ أَ مَا كَفَاكُم رُؤيَتُكُم عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ يمَشيِ وَ الجِبَالُ يَسِيرُ بَينَ يَدَيهِ لِئَلّا يَحتَاجَ إِلَي الِانحِرَافِ عَنهَا فَلَمّا جَازَ رَجَعَتِ الجِبَالُ إِلَي أَمَاكِنِهَا ثُمّ قَالَ أللّهُمّ زِدهُم آيَاتٍ فَإِنّهَا عَلَيكَ سَهلَاتٌ يَسِيرَاتٌ لِتَزِيدَ حُجّتُكَ عَلَيهِم تَأكِيداً قَالَ فَرَجَعَ القَومُ إِلَي بُيُوتِهِم فَأَرَادُوا دُخُولَهَا فَاعتَقَلَتهُمُ الأَرضُ وَ مَنَعَتهُم وَ نَادَتهُم حَرَامٌ عَلَيكُم دُخُولُهَا حَتّي تُؤمِنُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع قَالُوا آمَنّا وَ دَخَلُوا ثُمّ ذَهَبُوا يَنزِعُونَ ثِيَابَهُم لِيَلبِسُوا غَيرَهَا فَثَقُلَت عَلَيهِم وَ لَم يُقِلّوهَا وَ نَادَتهُم حَرَامٌ عَلَيكُم سُهُولَةُ نَزعِهَا حَتّي تُقِرّوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع فَأَقَرّوا وَ نَزَعُوهَا ثُمّ ذَهَبُوا لِيَلبِسُوا ثِيَابَ اللّيلِ فَثَقُلَت عَلَيهِم وَ نَادَتهُم حَرَامٌ عَلَيكُم لُبسُنَا حَتّي تَعتَرِفُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع فَاعتَرَفُوا فَذَهَبُوا يَأكُلُونَ فَثَقُلَت عَلَيهِمُ اللّقمُ وَ مَا لَم يَثقُل مِنهَا استَحجَرَ فِي أَفوَاهِهِم وَ نَادَتهُم حَرَامٌ عَلَيكُم أَكلُنَا حَتّي تَعتَرِفُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع فَاعتَرَفُوا ثُمّ ذَهَبُوا يَبُولُونَ وَ يَتَغَوّطُونَ فَتَعَذّرَ عَلَيهِم وَ نَادَتهُم بُطُونُهُم وَ مَذَاكِيرُهُم حَرَامٌ عَلَيكُمُ السّلَامَةُ مِنّا حَتّي تَعتَرِفُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَاعتَرَفُوا ثُمّ ضَجَرَ بَعضُهُم وَ قَالَأللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم فَإِنّ عَذَابَ الِاصطِلَامِ العَامّ إِذَا نَزَلَ نَزَلَ بَعدَ خُرُوجِ النّبِيّص
صفحه : 42
مِن بَينِ أَظهُرِهِم ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَيُظهِرُونَ التّوبَةَ وَ الإِنَابَةَ فَإِنّ مِن حُكمِهِ فِي الدّنيَا أَن يَأمُرَكَ بِقَبُولِ الظّاهِرِ وَ تَركِ التّفتِيشِ عَنِ البَاطِنِ لِأَنّ الدّنيَا دَارُ إمهَاٍل وَ إِنظَارٍ وَ الآخِرَةَ دَارُ الجَزَاءِ بِلَا بُعدٍ قَالَوَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ فِيهِم مَن يَستَغفِرُ لِأَنّ هَؤُلَاءِ لَو لَا أَنّ فِيهِم مَن عَلِمَ اللّهُ أَنّهُ سَيُؤمِنُ أَو أَنّهُ سَيَخرُجُ مِن نَسلِهِ ذُرّيّةٌ طَيّبَةٌ يَجُودُ رَبّكَ عَلَي هَؤُلَاءِ بِالإِيمَانِ وَ ثَوَابِهِ وَ لَا يَقتَطِعُهُم بِاختِرَامِ آبَائِهِمُ الكُفّارِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَأَهلَكَهُم فَذَلِكَ قَولُ رَسُولِ اللّهِ كَذَلِكَ اقتَرَحَ النّاصِبُونَ آيَاتٍ فِي عَلِيّ ع حَتّي اقتَرَحُوا مَا لَا يَجُوزُ فِي حِكمَتِهِ جَهلًا بِأَحكَامِ اللّهِ وَ اقتِرَاحاً لِلأَبَاطِيلِ عَلَي اللّهِ
15-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بَلَغَهُ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ أَمرٌ فَأَرسَلَ إِلَيهِ سَلمَانَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ قَالَ قُل لَهُ قَد بلَغَنَيِ عَنكَ كَيتَ وَ كَيتَ وَ كَرِهتُ أَن أَعتَبَ عَلَيكَ فِي وَجهِكَ فيَنَبغَيِ أَن لَا يُقَالَ فِيّ إِلّا الحَقّ فَقَد غُصِبتُ حقَيّ عَلَي القَذَي وَ صَبَرتُ حَتّي تَبلُغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ فَنَهَضَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ بَلّغَهُ ذَلِكَ وَ عَاتَبَهُ وَ ذَكَرَ مَنَاقِبَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ذَكَرَ فَضَائِلَهُ وَ بَرَاهِينَهُ فَقَالَ عُمَرُ عنِديِ الكَثِيرُ مِن فَضَائِلِ عَلِيّ ع وَ لَستُ بِمُنكِرٍ فَضلَهُ إِلّا أَنّهُ يَتَنَفّسُ الصّعَدَاءَ وَ يُظهِرُ البَغضَاءَ فَقَالَ لَهُ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ حدَثّنيِ بشِيَءٍ مِمّا رَأَيتَهُ مِنهُ فَقَالَ عُمَرُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ نَعَم خَلَوتُ بِهِ ذَاتَ يَومٍ فِي شَيءٍ مِن أَمرِ الجَيشِ فَقَطَعَ حدَيِثيِ وَ قَامَ مِن عنِديِ وَ قَالَ مَكَانَكَ حَتّي أَعُودَ إِلَيكَ فَقَد عَرَضَت لِي حَاجَةٌ فَمَا كَانَ أَسرَعَ أَن رَجَعَ عَلِيّ ثَانِيَةً وَ عَلَي ثِيَابِهِ وَ عِمَامَتِهِ غُبَارٌ كَثِيرٌ فَقُلتُ لَهُ مَا شَأنُكَ فَقَالَ أَقبَلَ نَفَرٌ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ فِيهِم رَسُولُ اللّهِص يُرِيدُونَ مَدِينَةً بِالمَشرِقِ يُرِيدُونَ مَدِينَةَ جَيحُونَ فَخَرَجتُ لِأُسَلّمَ عَلَيهِ وَ هَذِهِ الغَبرَةُ ركَبِتَنيِ مِن سُرعَةِ المشَيِ فَقَالَ عُمَرُ فَضَحِكتُ مُتَعَجّباً حَتّي استَلقَيتُ عَلَي قفَاَئيِ وَ قُلتُ لَهُ النّبِيّص قَد مَاتَ وَ بلَيَِ
صفحه : 43
وَ تَزعُمُ أَنّكَ لَقِيتَهُ السّاعَةَ وَ سَلّمتَ عَلَيهِ فَهَذَا مِنَ العَجَائِبِ وَ مِمّا لَا يَكُونُ فَغَضِبَ عَلِيّ ع وَ نَظَرَ إلِيَّ وَ قَالَ تكُذَبّنُيِ يَا ابنَ الخَطّابِ فَقُلتُ لَا تَغضَب وَ عُد إِلَي مَا كُنّا فِيهِ فَإِنّ هَذَا مِمّا لَا يَكُونُ أَبَداً قَالَ فَإِن أَنتَ رَأَيتَهُ حَتّي لَا تُنكِرَ مِنهُ شَيئاً استَغفَرتَ اللّهَ مِمّا قُلتَ وَ أَضمَرتَ وَ أَحدَثتَ تَوبَةً مِمّا أَنتَ فِيهِ وَ تَرَكتَ حَقّاً لِي فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ قُم فَقُمتُ مَعَهُ فَخَرَجنَا إِلَي طَرَفِ المَدِينَةِ وَ قَالَ لِي غَمّض عَينَيكَ فَغَمَضتُهُمَا فَقَالَ افتَحهُمَا فَفَعَلتُ ذَلِكَ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللّهِص مَعَهُ نَفَرٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فَلَمّا أَطَلتُ النّظَرَ قَالَ لِي هَل رَأَيتَهُ فَقُلتُ نَعَم قَالَ غَمّض عَينَيكَ فَغَمَضتُهُمَا ثُمّ قَالَ افتَحهُمَا فَإِذَا لَا عَينٌ وَ لَا أَثَرٌ فَقُلتُ لَهُ هَل رَأَيتَ مِن عَلِيّ ع غَيرَ ذَلِكَ قَالَ نَعَم إِنّهُ استقَبلَنَيِ يَوماً وَ أَخَذَ بيِدَيِ وَ مَضَي بيِ إِلَي الجَبّانَةِ وَ كُنّا نَتَحَدّثُ فِي الطّرِيقِ وَ كَانَ بِيَدِهِ قَوسٌ فَلَمّا صِرنَا فِي الجَبّانَةِ رَمَي بِقَوسِهِ مِن يَدِهِ فَصَارَ ثُعبَاناً عَظِيماً مِثلَ ثُعبَانِ مُوسَي ع وَ فَتَحَ فَاهُ وَ أَقبَلَ ليِبَتلَعِنَيِ فَلَمّا رَأَيتُ ذَلِكَ طَارَ قلَبيِ مِنَ الخَوفِ وَ تَنَحّيتُ وَ ضَحِكتُ فِي وَجهِ عَلِيّ ع وَ قُلتُ الأَمَانَ يَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أَذكُرُ مَا بيَنيِ وَ بَينَكَ مِنَ الجَمِيلِ فَلَمّا سَمِعَ هَذَا القَولَ افتَرّ ضَاحِكاً وَ قَالَ لَطُفتَ فِي الكَلَامِ وَ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ نَشكُرُ القَلِيلَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي الثّعبَانِ وَ أَخَذَهُ بِيَدِهِ فَإِذَا هُوَ قَوسُهُ ألّذِي كَانَ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ عُمَرُ يَا سَلمَانُ إنِيّ كَتَمتُ ذَلِكَ عَن كُلّ أَحَدٍ وَ أَخبَرتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فَإِنّهُم أَهلُ بَيتٍ يَتَوَارَثُونَ هَذِهِ الأُعجُوبَةَ كَابِرٌ عَن كَابِرٍ وَ لَقَد كَانَ اِبرَاهِيمُ يأَتيِ بِمِثلِ ذَلِكَ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ وَ عَبدُ اللّهِ يَأتِيَانِ بِمِثلِ ذَلِكَ فِي الجَاهِلِيّةِ وَ أَنَا لَا أُنكِرُ فَضلَ عَلِيّ ع وَ سَابِقَتَهُ وَ نَجدَتَهُ وَ كَثرَةَ عِلمِهِ فَارجِع إِلَيهِ وَ اعتَذِر عنَيّ إِلَيهِ وَ أَثنِ عنَيّ عَلَيهِ بِالجَمِيلِ
16-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]رَوَي عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَنّهُ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
صفحه : 44
جَالِساً فِي دَكّةِ القَضَاءِ إِذ نَهَضَ إِلَيهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صَفوَانُ الأَكحَلُ وَ قَالَ لَهُ أَنَا رَجُلٌ مِن شِيعَتِكَ وَ عَلَيّ ذُنُوبٌ فَأُرِيدُ أَن تطُهَرّنَيِ مِنهَا فِي الدّنيَا لِأَصِلَ إِلَي الآخِرَةِ وَ مَا معَيِ ذَنبٌ فَقَامَ الإِمَامُ ع مَا أَعظَمَ ذُنُوبَكَ وَ مَا هيَِ فَقَالَ أَنَا أَلُوطُ الصّبيَانَ فَقَالَ ع أَيّمَا أَحَبّ إِلَيكَ ضَربَةٌ بذِيِ الفَقَارِ أَو أُقَلّبُ عَلَيكَ جِدَاراً أَو أرَميِ عَلَيكَ نَاراً فَإِنّ ذَلِكَ جَزَاءُ مَنِ ارتَكَبَ تِلكَ المَعصِيَةَ فَقَالَ يَا موَلاَيَ أحَرقِنيِ بِالنّارِ لِأَنجُوَ مِن نَارِ الآخِرَةِ فَقَالَ ع يَا عَمّارُ اجمَع أَلفَ حُزمَةِ قَصَبٍ لِنُضرِمَهُ غَدَاةَ غَدٍ بِالنّارِ ثُمّ قَالَ لِلرّجُلِ انهَض وَ أَوصِ بِمَا لَكَ وَ بِمَا عَلَيكَ قَالَ فَنَهَضَ الرّجُلُ وَ أَوصَي بِمَا لَهُ وَ مَا عَلَيهِ وَ قَسّمَ أَموَالَهُ عَلَي أَولَادِهِ وَ أَعطَي كُلّ ذيِ حَقّ حَقّهُ ثُمّ بَاتَ عَلَي حُجرَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي بَيتِ نُوحٍ شرَقيِّ جَامِعِ الكُوفَةِ فَلَمّا صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ يَا عَمّارُ نَادِ بِالكُوفَةِ اخرُجُوا وَ انظُرُوا حُكمَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنهُم كَيفَ يُحرِقُ رَجُلًا مِن شِيعَتِهِ وَ مُحِبّيهِ وَ هُوَ السّاعَةَ يُرِيدُ يُحرِقُهُ بِالنّارِ فَبَطَلَت إِمَامَتُهُ فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ عَمّارٌ فَأَخَذَ الإِمَامُ الرّجُلَ وَ رَمَي عَلَيهِ أَلفَ حُزمَةٍ مِنَ القَصَبِ فَأَعطَاهُ مِقدَحَةً وَ كِبرِيتاً وَ قَالَ اقدَح وَ أَحرِق نَفسَكَ فَإِن كُنتَ مِن شيِعتَيِ وَ محُبِيّّ وَ عاَرفِيِّ فَإِنّكَ لَا تَحتَرِقُ بِالنّارِ وَ إِن كُنتَ مِنَ المُخَالِفِينَ المُكَذّبِينَ فَالنّارُ تَأكُلُ لَحمَكَ وَ تَكسِرُ عَظمَكَ فَأَوقَدَ الرّجُلُ عَلَي نَفسِهِ وَ احتَرَقَ القَصَبُ وَ كَانَ عَلَي الرّجُلِ ثِيَابٌ بِيضٌ فَلَم تَعلَق بِهَا النّارُ وَ لَم تَقرَبهَا الدّخَانُ فَاستَفتَحَ الإِمَامُ ع وَ قَالَ كَذَبَ العَادِلُونَ بِاللّهِ وَضَلّوا ضَلالًا بَعِيداً ثُمّ قَالَ إِنّ شِيعَتَنَا مِنّا وَ أَنَا قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ أَشهَدَ لِي بِذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ
17-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الجعُفيِّ مُعَنعَناً عَنِ الأَعمَشِ قَالَخَرَجتُ حَاجّاً إِلَي مَكّةَ فَلَمّا انصَرَفتُ بُعَيداً رَأَيتُ عَميَاءَ عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ تَقُولُ بِحَقّ مُحَمّدٍ
صفحه : 45
وَ آلِهِ رُدّ عَلَيّ بصَرَيِ قَالَ فَتَعَجّبتُ مِن قَولِهَا وَ قُلتُ لَهَا أَيّ حَقّ لِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ عَلَي اللّهِ إِنّمَا الحَقّ لَهُ عَلَيهِم فَقَالَت مَه يَا لُكَعُ وَ اللّهِ مَا ارتَضَي هُوَ حَتّي حَلَفَ بِحَقّهِم فَلَو لَم يَكُن لَهُم عَلَيهِ حَقّاً مَا حَلَفَ بِهِ قَالَ قُلتُ وَ أَيّ مَوضِعٍ حَلَفَ قَالَت قَولُهُلَعَمرُكَ إِنّهُم لفَيِ سَكرَتِهِم يَعمَهُونَ وَ العَمرُ فِي كَلَامِ العَرَبِ الحَيَاةُ قَالَ فَقَضَيتُ حجَتّيِ ثُمّ رَجَعتُ فَإِذَا بِهَا مُبصِرَةً فِي مَوضِعِهَا وَ هيَِ تَقُولُ أَيّهَا النّاسُ أَحِبّوا عَلِيّاً فَحُبّهُ يُنجِيكُم مِنَ النّارِ قَالَ فَسَلّمتُ عَلَيهَا وَ قُلتُ أَ لَستِ العَميَاءَ بِالأَمسِ تَقُولِينَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ رُدّ عَلَيّ بصَرَيِ قَالَت بَلَي قُلتُ حدَثّيِنيِ بِقِصّتِكِ قَالَت وَ اللّهِ مَا جزُتنَيِ حَتّي وَقَفَ عَلَيّ رَجُلٌ فَقَالَ لِي إِن رَأَيتِ مُحَمّداً وَ آلَهُ تَعرِفِينَهُ قُلتُ لَا وَ لَكِن بِالدّلَالَةِ التّيِ جَاءَتنَا قَالَت فَبَينَا هُوَ يخُاَطبِنُيِ إِذ أتَاَنيِ رَجُلٌ آخَرُ مُتَوَكّئاً عَلَي رَجُلَينِ فَقَالَ مَا قِيَامُكَ مَعَهَا قَالَ إِنّهَا تَسأَلُ رَبّهَا بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ أَن يَرُدّ عَلَيهَا بَصَرَهَا فَادعُ اللّهَ لَهَا قَالَ فَدَعَا رَبّهُ وَ مَسَحَ عَلَي عيَنيَّ بِيَدِهِ فَأَبصَرتُ فَقُلتُ مَن أَنتُم فَقَالَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ هَذَا عَلِيّ قَد رَدّ اللّهُ عَلَيكِ بَصَرَكِ اقعدُيِ فِي مَوضِعِكِ هَذَا حَتّي يَرجِعَ النّاسُ وَ أَعلِمِيهِم أَنّ حُبّ عَلِيّ يُنجِيهِم مِنَ النّارِ
18-ج ،[الإحتجاج ]م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَاعِداً ذَاتَ يَومٍ فَأَقبَلَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِنَ اليُونَانِيّينَ المُدّعِينَ لِلفَلسَفَةِ وَ الطّبّ فَقَالَ يَا بَا حَسَنٍ بلَغَنَيِ خَبَرُ صَاحِبِكَ وَ أَنّ بِهِ جُنُوناً وَ جِئتُ لِأُعَالِجَهُ فَلَحِقتُهُ قَد مَضَي لِسَبِيلِهِ وَ فاَتنَيِ مَا أَرَدتُ مِن ذَلِكَ وَ قَد قِيلَ لِي إِنّكَ ابنُ عَمّهِ وَ صِهرُهُ وَ أَرَي صُفَاراً قَد عَلَاكَ وَ سَاقَينِ دَقِيقَتَينِ مَا أَرَاهُمَا تُقِلّانِكَ فَأَمّا الصّفَارُ فعَنِديِ دَوَاؤُهُ وَ أَمّا
صفحه : 46
السّاقَانِ الدّقِيقَانِ فَلَا حِيلَةَ لِتَغلِيظِهِمَا وَ الوَجهُ أَن تَرفُقَ بِنَفسِكَ فِي المشَيِ تُقَلّلُهُ وَ لَا تُكَثّرُهُ وَ فِيمَا تَحمِلُهُ عَلَي ظَهرِكَ وَ تَحضُنُهُ بِصَدرِكَ أَن تُقَلّلَهُمَا وَ لَا تُكَثّرَهُمَا فَإِنّ سَاقَيكَ دَقِيقَانِ لَا يُؤمَنُ عِندَ حَملِ ثَقِيلٍ انقِصَافُهُمَا وَ أَمّا الصّفَارُ فَدَوَاؤُكَ عنِديِ وَ هُوَ هَذَا وَ أَخرَجَ دَوَاءً وَ قَالَ هَذَا لَا يُؤذِيكَ وَ لَا يُخَيّسُكَ وَ لَكِنّهُ يَلزَمُكَ حِميَةٌ مِنَ اللّحمِ أَربَعِينَ صَبَاحاً ثُمّ يُزِيلُ صُفَارَكَ فَقَالَ عَلِيّ ع قَد ذَكَرتَ نَفعَ هَذَا الدّوَاءِ الصفّاَريِّ فَهَل تَعرِفُ شَيئاً يَزِيدُ فِيهِ وَ يَضُرّهُ فَقَالَ الرّجُلُ بَلَي حَبّةٌ مِن هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي دَوَاءٍ مَعَهُ وَ قَالَ إِن تَنَاوَلَهُ الإِنسَانُ وَ بِهِ صُفَارٌ أَمَاتَهُ مِن سَاعَتِهِ وَ إِن كَانَ لَا صُفَارَ بِهِ صَارَ بِهِ صُفَارٌ حَتّي يَمُوتَ فِي يَومِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع فأَرَنِيِ هَذَا الضّارّ فَأَعطَاهُ فَقَالَ كَم قَدرُ هَذَا فَقَالَ قَدرُ مِثقَالَينِ سَمّ نَاقِعٌ وَ قَدرُ كُلّ حَبّةٍ مِنهُ يَقتُلُ رَجُلًا فَتَنَاوَلَهُ عَلِيّ ع فَقَمَحَهُ وَ عَرِقَ عَرَقاً خَفِيفاً وَ جَعَلَ الرّجُلُ يَرتَعِدُ وَ يَقُولُ فِي نَفسِهِ الآنَ أُؤخَذُ بِابنِ أَبِي طَالِبٍ وَ يُقَالُ قَتَلتَهُ وَ لَا يُقبَلُ منِيّ قوَليِ إِنّهُ لَهوٌ ألَجأَنَيِ عَلَي نفَسيِ فَتَبَسّمَ عَلِيّ ع وَ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَصَحّ مَا كُنتُ بَدَناً الآنَ لَم يضَرُنّيِ مَا زَعَمتَ أَنّهُ سَمّ فَغَمّض عَينَيكَ فَغَمّضَ ثُمّ قَالَ افتَح عَينَيكَ فَفَتَحَ فَنَظَرَ إِلَي وَجهِ عَلِيّ ع فَإِذَا هُوَ أَبيَضُ أَحمَرُ مُشرَبٌ حُمرَةً فَارتَعَدَ الرّجُلُ مِمّا رَآهُ وَ تَبَسّمَ عَلِيّ ع وَ قَالَ أَينَ الصّفَارُ ألّذِي زَعَمتَ أَنّهُ بيِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَكَأَنّكَ لَستَ مَن رَأَيتُ قَبلُ كُنتَ مِصفَاراً فَأَنتَ الآنَ مُوَرّدٌ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَزَالَ عنَيّ الصّفَارُ بِسَمّكَ ألّذِي زَعَمتَ أَنّهُ قاَتلِيِ وَ أَمّا ساَقاَيَ هَاتَانِ
صفحه : 47
وَ مَدّ رِجلَيهِ وَ كَشَفَ عَن سَاقَيهِ فَإِنّكَ زَعَمتَ أنَيّ أَحتَاجُ أَن أَرفُقَ ببِدَنَيِ فِي حَملِ مَا أَحمِلُ عَلَيهِ لِئَلّا يَنقَصِفَ السّاقَانِ وَ أَنَا أَدُلّكَ أَنّ طِبّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ خِلَافُ طِبّكَ وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي أُسطُوَانَةِ خَشَبٍ غَلِيظَةٍ عَلَي رَأسِهَا سَطحُ مَجلِسِهِ ألّذِي هُوَ فِيهِ وَ فِي فَوقِهِ حُجرَتَانِ إِحدَاهُمَا فَوقَ الآخَرِ وَ حَرّكَهَا أَوِ احتَمَلَهَا فَارتَفَعَ السّطحُ وَ الحِيطَانُ وَ فَوقَهُمَا الغُرفَتَانِ فغَشُيَِ عَلَي اليوُناَنيِّ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صُبّوا عَلَيهِ مَاءً فَأَفَاقَ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ كَاليَومِ عَجَباً فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع هَذِهِ قُوّةُ السّاقَينِ الدّقِيقَينِ وَ احتِمَالُهُمَا فِي طِبّكَ هَذَا يَا يوُناَنيِّ فَقَالَ اليوُناَنيِّ أَ مِثلَكَ كَانَ مُحَمّدٌص فَقَالَ عَلِيّ ع فَهَل علِميِ إِلّا مِن عِلمِهِ وَ عقَليِ إِلّا مِن عَقلِهِ وَ قوُتّيِ إِلّا مِن قُوّتِهِ لَقَد أَتَاهُ ثقَفَيِّ كَانَ أَطَبّ العَرَبِ فَقَالَ لَهُ إِن كَانَ بِكَ جُنُونٌ دَاوَيتُكَ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدٌص أَ تُحِبّ أَن أُرِيَكَ آيَةً تَعلَمُ بِهَا غنِاَيَ عَن طِبّكَ وَ حَاجَتَكَ إِلَي طبِيّ قَالَ نَعَم قَالَ أَيّ آيَةٍ تُرِيدُ قَالَ تَدعُو ذَلِكَ العِذقَ وَ أَشَارَ إِلَي نَخلَةٍ سَحُوقٍ فَدَعَاهَا فَانقَلَعَ أَصلُهَا مِنَ الأَرضِ وَ هيَِ تَخُدّ فِي الأَرضِ خَدّاً حَتّي وَقَفَت بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهُ أَ كَفَاكَ قَالَ لَا قَالَ فَتُرِيدُ مَا ذَا قَالَ تَأمُرُهَا أَن تَرجِعَ إِلَي حَيثُ جَاءَت وَ تَستَقِرّ فِي مَقَرّهَا ألّذِي انقَلَعَت مِنهُ فَأَمَرَهَا فَرَجَعَت وَ استَقَرّت فِي مَقَرّهَا فَقَالَ اليوُناَنيِّ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع هَذَا ألّذِي تَذكُرُهُ عَن مُحَمّدٍص غَائِبٌ عنَيّ وَ أَنَا أَقتَصِرُ مِنكَ عَلَي أَقَلّ مِن ذَلِكَ أَنَا أَتَبَاعَدُ عَنكَ فاَدعنُيِ وَ أَنَا لَا أَختَارُ الإِجَابَةَ فَإِن جِئتَ بيِ إِلَيكَ فهَيَِ آيَةٌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَذَا إِنّمَا يَكُونُ
صفحه : 48
آيَةً لَكَ وَحدَكَ لِأَنّكَ تَعلَمُ مِن نَفسِكَ أَنّكَ لَم تُرِد وَ أنَيّ أَزَلتُ اختِيَارَكَ مِن غَيرِ أَن بَاشَرتَ منِيّ شَيئاً أَو مِمّن أَمَرتُهُ بِأَن يُبَاشِرَكَ أَو مِمّن قَصَدَ إِلَي ذَلِكَ وَ إِن لَم آمُرهُ إِلّا مَا يَكُونُ مِن قُدرَةِ اللّهِ القَاهِرِ وَ أَنتَ يوُناَنيِّ يُمكِنُكَ أَن تدَعّيَِ وَ يُمكِنُ غَيرَكَ أَن يَقُولَ إنِيّ قَد وَاطَأتُكَ عَلَي ذَلِكَ فَاقتَرِح إِن كُنتَ مُقتَرِحاً مَا هُوَ آيَةٌ لِجَمِيعِ العَالَمِينَ قَالَ لَهُ اليوُناَنيِّ إِذَا جَعَلتَ الِاقتِرَاحَ إلِيَّ فَأَنَا أَقتَرِحُ أَن تَفصِلَ أَجزَاءَ تِلكَ النّخلَةِ وَ تُفَرّقَهَا وَ تُبَاعِدَ مَا بَينَهَا ثُمّ تَجمَعَهَا وَ تُعِيدَهَا كَمَا كَانَت فَقَالَ عَلِيّ ع هَذِهِ آيَةٌ وَ أَنتَ رسَوُليِ إِلَيهَا يعَنيِ إِلَي النّخلَةِ فَقُل لَهَا إِنّ وصَيِّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص يَأمُرُ أَجزَاءَكِ أَن تَتَفَرّقَ وَ تَتَبَاعَدَ فَذَهَبَ فَقَالَ لَهَا فَتَفَاصَلَت وَ تَهَافَتَت وَ تَبَتّرَت وَ تَصَاغَرَت أَجزَاؤُهَا حَتّي لَم تَرَ عَينٌ وَ لَا أَثَرٌ حَتّي كَأَن لَم يَكُن هُنَاكَ نَخلَةٌ قَطّ فَارتَعَدَت فَرَائِصُ اليوُناَنيِّ وَ قَالَ يَا وصَيِّ مُحَمّدٍ قَد أعَطيَتنَيِ اقترِاَحيَِ الأَوّلَ فأَعَطنِيِ الآخَرَ فَأمُرهَا أَن تَجتَمِعَ وَ تَعُودَ كَمَا كَانَت فَقَالَ أَنتَ رسَوُليِ إِلَيهَا بَعدُ فَقُل لَهَا يَا أَجزَاءَ النّخلَةِ إِنّ وصَيِّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص يَأمُرُكِ أَن تجَتمَعِيِ وَ كَمَا كُنتِ تعَوُديِ فَنَادَي اليوُناَنيِّ فَقَالَ ذَلِكِ فَارتَفَعَت فِي الهَوَاءِ كَهَيئَةِ الهَبَاءِ المَنثُورِ ثُمّ جَعَلَت تَجتَمِعُ جُزءً جُزءً مِنهَا حَتّي تَصَوّرَ لَهَا القُضبَانُ وَ الأَورَاقُ وَ الأُصُولُ وَ السّعَفُ وَ الشّمَارِيخُ وَ الأَعذَاقُ ثُمّ تَأَلّفَت وَ تَجَمّعَت وَ استَطَالَت وَ عَرَضَت وَ استَقَلّ أَصلُهَا فِي مَقَرّهَا وَ تَمَكّنَ عَلَيهَا سَاقُهَا وَ تَرَكّبَ عَلَي السّاقِ قُضبَانُهَا وَ عَلَي القُضبَانِ أَورَاقُهَا وَ فِي أَمكِنَتِهَا أَعذَاقُهَا وَ قَد كَانَت فِي الِابتِدَاءِ شَمَارِيخُهَا مُتَجَرّدَةً لِبُعدِهَا
صفحه : 49
مِن أَوَانِ الرّطَبِ وَ البُسرِ وَ الخَلَالِ فَقَالَ اليوُناَنيِّ وَ أُخرَي أُحِبّهَا أَن تُخرِجَ شَمَارِيخُهَا خَلَالَهَا وَ تَقلِبَهَا مِن خُضرَةٍ إِلَي صُفرَةٍ وَ حُمرَةٍ وَ تَرطِيبٍ وَ بُلُوغِ إِنَاهُ لِيُؤكَلَ وَ تطُعمِنَيِ وَ مَن حَضَرَ مِنهَا فَقَالَ ع أَنتَ رسَوُليِ إِلَيهَا بِذَلِكَ فَمُرهَا بِهِ فَقَالَ لَهُ اليوُناَنيِّ مَا أَمَرَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَأَخَلّت وَ أَبسَرَت وَ اصفَرّت وَ احمَرّت وَ تَرَطّبَت وَ ثَقُلَت أَعذَاقُهَا بِرُطَبِهَا فَقَالَ اليوُناَنيِّ وَ أُخرَي أُحِبّهَا يَقرُبُ مِن يدَيِ أَعذَاقُهَا أَو تَطُولُ يدَيِ لِتَنَالَهَا وَ أَحَبّ شَيءٍ إلِيَّ أَن تُنزِلَ إلِيَّ أَحَدَهَا وَ تَطُولَ يدَيَِ إِلَي الأُخرَي التّيِ هيَِ أُختُهَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مُدّ اليَدَ التّيِ تُرِيدُ أَن تَنَالَهَا وَ قُل يَا مُقَرّبَ البَعِيدِ قَرّب يدَيِ مِنهَا وَ اقبِضِ الأُخرَي التّيِ تُرِيدُ أَن يُترَكَ إِلَيكَ العِذقُ مِنهَا وَ قُل يَا مُسَهّلَ العَسِيرِ سَهّل لِي تَنَاوُلَ مَا يَبعُدُ عنَيّ مِنهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ قَالَهُ فَطَالَت يُمنَاهُ فَوَصَلَت إِلَي العِذقِ وَ انحَطّتِ الأَعذَاقُ الأُخَرُ فَسَقَطَت عَلَي الأَرضِ وَ قَد طَالَت عَرَاجِينُهَا ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّكَ إِن أَكَلتَ مِنهَا ثُمّ لَم تُؤمِن بِمَن أَظهَرَ لَكَ عَجَائِبَهَا عَجّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ العُقُوبَةِ التّيِ يَبتَلِيكَ بِهَا مَا يَعتَبِرُ بِهِ عُقَلَاءُ خَلقِهِ وَ جُهّالُهُم فَقَالَ اليوُناَنيِّ إنِيّ إِن كَفَرتُ بَعدَ مَا رَأَيتُ فَقَد بَالَغتُ فِي العِنَادِ وَ تَنَاهَيتُ فِي التّعَرّضِ لِلهَلَاكِ أَشهَدُ أَنّكَ مِن خَاصّةِ اللّهِ صَادِقٌ فِي جَمِيعِ أَقَاوِيلِكَ عَنِ اللّهِ فأَمرُنيِ بِمَا تَشَاءُ أُطِعكَ
أقول تمام الخبر في أبواب احتجاجاته ع و قدمضي كثير من معجزاته ومناقبه صلوات الله عليه في أبواب معجزات الرسول ص
صفحه : 50
19- ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع يَا أَبَانُ كَيفَ تُنكِرُ النّاسُ قَولَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَمّا قَالَ لَو شِئتُ لَرَفَعتُ رجِليِ هَذِهِ فَضَرَبتُ بِهَا صَدرَ ابنِ أَبِي سُفيَانَ بِالشّامِ فَنَكَستُهُ عَن سَرِيرِهِ وَ لَا يُنكِرُونَ تَنَاوُلَ آصَفَ وصَيِّ سُلَيمَانَ عَرشَ بِلقِيسَ وَ إِتيَانَهُ سُلَيمَانَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيهِ طَرفُهُ أَ لَيسَ نَبِيّنَاص أَفضَلَ الأَنبِيَاءِ وَ وَصِيّهُ أَفضَلَ الأَوصِيَاءِ أَ فَلَا جَعَلُوهُ كوَصَيِّ سُلَيمَانَ حَكَمَ اللّهُ بَينَنَا وَ بَينَ مَن جَحَدَ حَقّنَا وَ أَنكَرَ فَضلَنَا
1-وَجَدتُ فِي بَعضِ الكُتُبِ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ زَكَرِيّا العلَاَئيِّ[الغلُاّبيِّ] قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ الصّفّارُ المَعرُوفُ بِابنِ المُعَافَا عَن وَكِيعٍ عَن زَاذَانَ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَكُنّا مَعَ مَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أُحِبّ أَن أَرَي مِن مُعجِزَاتِكَ شَيئاً قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَفعَلُ إِن شَاءَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ قَامَ وَ دَخَلَ مَنزِلَهُ وَ خَرَجَ إلِيَّ وَ تَحتَهُ فَرَسٌ أَدهَمُ وَ عَلَيهِ قَبَاءٌ أَبيَضُ وَ قَلَنسُوَةٌ بَيضَاءُ ثُمّ نَادَي يَا قَنبَرُ أَخرِج إلِيَّ ذَلِكَ الفَرَسَ فَأَخرَجَ فَرَساً آخَرَ أَدهَمَ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ اركَب يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ سَلمَانُ فَرَكِبتُهُ فَإِذَا لَهُ جَنَاحَانِ مُلتَصِقَانِ إِلَي جَنبِهِ قَالَ فَصَاحَ بِهِ الإِمَامُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَتَعَلّقَ فِي الهَوَاءِ وَ كُنتُ أَسمَعُ حَفِيفَ أَجنِحَةِ المَلَائِكَةِ وَ تَسبِيحَهَا تَحتَ العَرشِ ثُمّ خَطَونَا عَلَي سَاحِلِ بَحرٍ عُجَاجٍ مُغطَمِطِ الأَموَاجِ فَنَظَرَ إِلَيهِ الإِمَامُ شَزراً فَسَكَنَ البَحرُ مِن غَلَيَانِهِ فَقُلتُ لَهُ
صفحه : 51
يَا موَلاَيَ سَكَنَ البَحرُ مِن غَلَيَانِهِ مِن نَظَرِكَ إِلَيهِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَا سَلمَانُ خشَيَِ أَن آمُرَ فِيهِ بِأَمرٍ ثُمّ قَبَضَ عَلَي يدَيِ وَ سَارَ عَلَي وَجهِ المَاءِ وَ الفَرَسَانِ تَتبَعَانِنَا لَا يَقُودُهُمَا أَحَدٌ فَوَ اللّهِ مَا ابتَلّت أَقدَامُنَا وَ لَا حَوَافِرُ الخَيلِ قَالَ سَلمَانُ فَعَبَرنَا ذَلِكَ البَحرَ وَ رَفَعنَا إِلَي جَزِيرَةٍ كَثِيرَةِ الأَشجَارِ وَ الأَثمَارِ وَ الأَطيَارِ وَ الأَنهَارِ وَ إِذَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ بِلَا صَدعٍ وَ لَا زَهرٍ فَهَزّهَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِقَضِيبٍ كَانَ فِي يَدِهِ فَانشَقّت وَ خَرَجَ مِنهَا نَاقَةٌ طُولُهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعاً وَ عَرضُهَا أَربَعُونَ ذِرَاعاً وَ خَلفَهَا قَلُوصٌ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ ادنُ مِنهَا وَ اشرَب مِن لَبَنِهَا قَالَ سَلمَانُ فَدَنَوتُ مِنهَا وَ شَرِبتُ حَتّي رَوِيتُ وَ كَانَ لَبَنُهَا أَعذَبَ مِنَ الشّهدِ وَ أَليَنَ مِنَ الزّبَدِ وَ قَدِ اكتَفَيتُ قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ هَذَا حَسَنٌ يَا سَلمَانُ فَقُلتُ موَلاَيَ حَسَنٌ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ تُرِيدُ أَن أَرَاكَ مَا هُوَ أَحسَنُ مِنهُ فَقُلتُ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ سَلمَانُ فَنَادَي موَلاَيَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ اخرجُيِ يَا حَسنَاءُ قَالَ فَخَرَجَت نَاقَةٌ طُولُهَا عِشرُونَ وَ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَ عَرضُهَا سِتّونَ ذِرَاعاً وَ رَأسُهَا مِنَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ وَ صَدرُهَا مِنَ العَنبَرِ الأَشهَبِ وَ قَوَائِمُهَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ وَ زِمَامُهَا مِنَ اليَاقُوتِ الأَصفَرِ وَ جَنبُهَا الأَيمَنُ مِنَ الذّهَبِ وَ جَنبُهَا الأَيسَرُ مِنَ الفِضّةِ وَ عَرضُهَا مِنَ اللّؤلُؤِ الرّطبِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَا سَلمَانُ اشرَب مِن لَبَنِهَا قَالَ سَلمَانُ فَالتَقَمتُ الضّرعَ فَإِذَا هيَِ تَحلُبُ عَسَلًا صَافِياً مُخلَصاً فَقُلتُ يَا سيَدّيِ هَذِهِ لِمَن قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ هَذِهِ لَكَ وَ لِسَائِرِ الشّيعَةِ مِن أوَليِاَئيِ ثُمّ قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ سَلَامُهُ لَهَا ارجعِيِ إِلَي الصّخرَةِ وَ رَجَعَت مِنَ الوَقتِ وَ سَارَ بيِ فِي تِلكَ الجَزِيرَةِ حَتّي وَرَدَ بيِ إِلَي شَجَرَةٍ عَظِيمَةٍ عَلَيهَا طَعَامٌ يَفُوحُ مِنهُ رَائِحَةُ المِسكِ فَإِذَا بِطَائِرٍ فِي صُورَةِ النّسرِ العَظِيمِ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَوَثَبَ ذَلِكَ
صفحه : 52
الطّائِرُ فَسَلّمَ عَلَيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ رَجَعَ إِلَي مَوضِعِهِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذِهِ المَائِدَةُ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ هَذِهِ مَنصُوبَةٌ فِي هَذَا المَكَانِ لِلشّيعَةِ مِن موَاَليِّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقُلتُ مَا هَذِهِ الطّائِرُ قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقُلتُ وَحدَهُ يَا سيَدّيِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَجتَازُ بِهِ الخَضِرُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي كُلّ يَومٍ مَرّةً ثُمّ قَبَضَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَلَي يدَيِ وَ سَارَ إِلَي بَحرٍ ثَانٍ فَعَبَرنَا وَ إِذَا جَزِيرَةٌ عَظِيمَةٌ فِيهَا قَصرٌ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ بَيضَاءَ وَ شُرَفُهَا مِن عَقِيقٍ أَصفَرَ وَ عَلَي كُلّ رُكنٍ مِنَ القَصرِ سَبعُونَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِ فَأَتَوا وَ سَلّمُوا ثُمّ أَذِنَ لَهُم فَرَجَعُوا إِلَي مَوَاضِعِهِم قَالَ سَلمَانُ رَحِمَهُ اللّهُ تَعَالَي ثُمّ دَخَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع القَصرَ فَإِذَن أَشجَارٌ وَ أَثمَارٌ وَ أَنهَارٌ وَ أَطيَارٌ وَ أَلوَانُ النّبَاتِ فَجَعَلَ الإِمَامُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يمَشيِ فِيهِ حَتّي وَصَلَ إِلَي آخِرِهِ فَوَقَفَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَلَي بِركَةٍ كَانَت فِي البُستَانِ ثُمّ صَعِدَ عَلَي قَصرٍ فَإِذَن كرُسيِّ مِنَ الذّهَبِ الأَحمَرِ فَجَلَسَ عَلَيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ أَشرَفنَا عَلَي القَصرِ فَإِذَا بَحرٌ أَسوَدُ يُغَطمِطُ أَموَاجُهُ كَالجِبَالِ الرّاسِيَاتِ فَنَظَرَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ شَزراً فَسَكَنَ مِن غَلَيَانِهِ حَتّي كَانَ كَالمُذنِبِ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ سَكَنَ البَحرُ مِن غَلَيَانِهِ إِلَي نَظَرِهِ إِلَيهِ فَقَالَ ع خشَيَِ أَن آمُرَ فِيهِ بِأَمرٍ أَ تدَريِ يَا سَلمَانُ أَيّ بَحرٍ هَذَا فَقُلتُ لَا يَا سيَدّيِ فَقَالَ هَذَا ألّذِي غَرِقَ فِيهِ فِرعَونُ وَ مَلَؤُهُ المُذنِبَةُ حَمَلَهَا جَنَاحُ جَبرَئِيلَ ع ثُمّ زَجّهَا فِي هَذَا البَحرِ فَهُوَ يهَويِ لَا يَبلُغُ قَرَارَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَل سِرنَا فَرسَخَينِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَا سَلمَانُ لَقَد سِرتُ خَمسِينَ أَلفَ فَرسَخٍ وَ دُرتُ حَولَ الدّنيَا عَشرَ مَرّاتٍ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ كَيفَ هَذَا قَالَ ع إِذَا كَانَ ذُو القَرنَينِ طَافَ شَرقَهَا وَ غَربَهَا وَ بَلَغَ إِلَي سَدّ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ
صفحه : 53
فَأَنّي يَتَعَذّرُ عَلَيّ وَ أَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ خَلِيفَةُ رَبّ العَالَمِينَ يَا سَلمَانُ أَ مَا قَرَأتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَيثُ يَقُولُعالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍفَقُلتُ بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع أَنَا ذَلِكَ المُرتَضَي مِنَ الرّسُولِ ألّذِي أَظهَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي غَيبِهِ أَنَا العَالِمُ الربّاّنيِّ أَنَا ألّذِي هَوّنَ اللّهُ عَلَيّ الشّدَائِدَ فَطَوَي لَهُ البَعِيدَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَسَمِعتُ صَائِحاً يَصِيحُ فِي السّمَاءِ أَسمَعُ الصّوتَ وَ لَا أَرَي الشّخصَ وَ هُوَ يَقُولُ صَدَقتَ أَنتَ الصّادِقُ المُصَدّقُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيكَ قَالَ ثُمّ نَهَضَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَرَكِبَ الفَرَسَ وَ رَكِبتُ مَعَهُ وَ صَاحَ بِهِمَا فَطَارَا فِي الهَوَاءِ ثُمّ خَطَونَا عَلَي بَابِ الكُوفَةِ هَذَا كُلّهُ وَ قَد مَضَي مِنَ اللّيلِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لِي يَا سَلمَانُ الوَيلُ كُلّ الوَيلِ لِمَن لَا يَعرِفُنَا حَقّ مَعرِفَتِنَا وَ أَنكَرَ وَلَايَتَنَا أَيّمَا أَفضَلُ مُحَمّدٌص أَم سُلَيمَانُ ع قُلتُ بَل مُحَمّدٌص ثُمّ قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَهَذَا آصَفُ بنُ بَرخِيَا قَدَرَ أَن يَحمِلَ عَرشَ بِلقِيسَ مِن فَارِسَ بِطَرفَةِ عَينٍ وَ عِندَهُ عِلمُ الكِتَابِ وَ لَا أَفعَلُ أَنَا ذَلِكَ وَ عنِديِ مِائَةُ كِتَابٍ وَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ كِتَاباً أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي شَيثِ بنِ آدَمَ ع خَمسِينَ صَحِيفَةً وَ عَلَي إِدرِيسَ النّبِيّ ع ثَلَاثِينَ صَحِيفَةً وَ عَلَي نُوحٍ ع عِشرِينَ صَحِيفَةً وَ عَلَي اِبرَاهِيمَ ع عِشرِينَ صَحِيفَةً وَ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ وَ الفُرقَانَ فَقُلتُ صَدَقتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَكَذَا يَكُونُ الإِمَامُ فَقَالَ ع إِنّ الشّاكّ فِي أُمُورِنَا وَ عُلُومِنَا كاَلممُترَيِ فِي مَعرِفَتِنَا وَ حُقُوقِنَا قَد فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ فِي غَيرِ مَوضِعٍ وَ بَيّنَ فِيهِ مَا وَجَبَ العَمَلُ بِهِ وَ هُوَ غَيرُ مَكشُوفٍ
بيان الغطمطة اضطراب موج البحر
وَ مِنهُ أَيضاً رَوَي الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ قَالَكُنتُ يَوماً مَعَ مَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
صفحه : 54
إِذ دَخَلَ عَلَيهِ نَفَرٌ مِن أَصحَابِهِ مِنهُم أَبُو مُوسَي الأشَعرَيِّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ وَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَ أَبُو هُرَيرَةَ وَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ وَ حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ وَ غَيرُهُم فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَرِنَا شَيئاً مِن مُعجِزَاتِكَ التّيِ خَصّكَ اللّهُ بِهَا فَقَالَ ع مَا أَنتُم ذَلِكَ وَ مَا سُؤَالُكُم عَمّا لَا تَرضَونَ بِهِ وَ اللّهُ تَعَالَي يَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ إنِيّ لَا أُعَذّبُ أَحَداً مِن خلَقيِ إِلّا بِحُجّةٍ وَ بُرهَانٍ وَ عِلمٍ وَ بَيَانٍ لِأَنّ رحَمتَيِ سَبَقَت غضَبَيِ وَ كَتَبتُ الرّحمَةَ عَلَيّ فَأَنَا الرّاحِمُ الرّحِيمُ وَ أَنَا الوَدُودُ العلَيِّ وَ أَنَا المَنّانُ العَظِيمُ وَ أَنَا العَزِيزُ الكَرِيمُ فَإِذَا أَرسَلتُ رَسُولًا أَعطَيتُهُ بُرهَاناً وَ أَنزَلتُ عَلَيهِ كِتَاباً فَمَن آمَنَ بيِ وَ برِسَوُليِفَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَالفَائِزُونَ وَ مَن كَفَرَ بيِ وَ برِسَوُليِفَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَالّذِينَ استَحَقّوا عذَاَبيِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ تَوَكّلنَا عَلَيهِ فَقَالَ عَلِيّ ع أللّهُمّ اشهَد عَلَي مَا يَقُولُونَ وَ أَنَا العَلِيمُ الخَبِيرُ بِمَا يَفعَلُونَ ثُمّ قَالَ ع قُومُوا عَلَي اسمِ اللّهِ وَ بَرَكَاتِهِ قَالَ فَقُمنَا مَعَهُ حَتّي أَتَي بِالجَبّانَةِ وَ لَم يَكُن فِي ذَلِكَ المَوضِعِ مَاءٌ قَالَ فَنَظَرنَا فَإِذَا رَوضَةٌ خَضرَاءُ ذَاتُ مَاءٍ وَ إِذَا فِي الرّوضَةِ غُدرَانٌ وَ فِي الغُدرَانِ حِيتَانٌ فَقُلنَا وَ اللّهِ إِنّهَا لَدَلَالَةُ الإِمَامَةِ فَأَرِنَا غَيرَهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ إِلّا قَد أَدرَكنَا بَعضَ مَا أَرَدنَا فَقَالَ ع حسَبيَِ اللّهُوَ نِعمَ الوَكِيلُ ثُمّ أَشَارَ بِيَدِهِ العُليَا نَحوَ الجَبّانَةِ فَإِذَا قُصُورٌ كَثِيرَةٌ مُكَلّلَةٌ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ الجَوَاهِرِ وَ أَبوَابُهَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ وَ إِذَا فِي القُصُورِ حُورٌ وَ غِلمَانٌ وَ أَنهَارٌ وَ أَشجَارٌ وَ طُيُورٌ وَ نَبَاتٌ كَثِيرَةٌ فَبَقِينَا مُتَحَيّرِينَ مُتَعَجّبِينَ وَ إِذَا وَصَائِفُ وَ جَوَارٍ وَ وِلدَانٌ وَ غِلمَانٌ كَاللّؤلُؤِ المَكنُونِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَدِ اشتَدّ شَوقُنَا إِلَيكَ وَ إِلَي شِيعَتِكَ وَ أَولِيَائِكَ فَأَومَأَ إِلَيهِم بِالسّكُوتِ ثُمّ رَكَضَ الأَرضَ بِرِجلِهِ فَانفَلَقَتِ الأَرضُ عَن مِنبَرٍ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ فَارتَقَي إِلَيهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي نَبِيّهِص ثُمّ قَالَ غَمّضُوا أَعيُنَكُم فَغَمّضنَا أَعيُنَنَا فَسَمِعنَا حَفِيفَ أَجنِحَةِ المَلَائِكَةِ بِالتّسبِيحِ وَ التّهلِيلِ
صفحه : 55
وَ التّحمِيدِ وَ التّعظِيمِ وَ التّقدِيسِ ثُمّ قَامُوا بَينَ يَدَيهِ قَالُوا مُرنَا بِأَمرِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ خَلِيفَةَ رَبّ العَالَمِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيكَ فَقَالَ ع يَا مَلَائِكَةَ ربَيّ ايتوُنيِ السّاعَةَ بِإِبلِيسِ الأَبَالِسَةِ وَ فِرعَونِ الفَرَاعِنَةِ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن طَرفَةِ عَينٍ حَتّي أَحضَرُوهُ عِندَهُ فَقَالَ ع ارفَعُوا أَعيُنَكُم قَالَ فَرَفَعنَا أَعيُنَنَا وَ نَحنُ لَا نَستَطِيعُ أَن نَنظُرَ إِلَيهِ مِن شُعَاعِ نُورِ المَلَائِكَةِ فَقُلنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اللّهَ اللّهَ فِي أَبصَارِنَا فَمَا نَنظُرُ شَيئاً البَتَةَ وَ سَمِعنَا صَلصَلَةَ السّلَاسِلِ وَ اصطِكَاكَ الأَغلَالِ وَ هَبّت رِيحٌ عَظِيمَةٌ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا خَلِيفَةَ اللّهِ زِدِ المَلعُونَ لَعنَةً وَ ضَاعِف عَلَيهِ العَذَابَ فَقُلنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اللّهَ اللّهَ فِي أَبصَارِنَا وَ مَسَامِعِنَا فَوَ اللّهِ مَا نَقدِرُ عَلَي احتِمَالِ هَذَا السّرّ وَ القَدرِ قَالَ فَلَمّا جَرّوهُ بَينَ يَدَيهِ قَامَ وَ قَالَ وَا وَيلَاه مِن ظُلمِ آلِ مُحَمّدٍ وَا وَيلَاه مِنِ اجترِاَئيِ عَلَيهِم ثُمّ قَالَ يَا سيَدّيِ ارحمَنيِ فإَنِيّ لَا أَحتَمِلُ هَذَا العَذَابَ فَقَالَ ع لَا رَحِمَكَ اللّهُ وَ لَا غَفَرَ لَكَ أَيّهَا الرّجسُ النّجسُ الخَبِيثُ المُخبِثُ الشّيطَانُ ثُمّ التَفَتَ إِلَينَا وَ قَالَ ع أَنتُم تَعرِفُونَ هَذَا بِاسمِهِ وَ جِسمِهِ قُلنَا نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع سَلُوهُ حَتّي يُخبِرَكُم مَن هُوَ فَقَالُوا مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا إِبلِيسُ الأَبَالِسَةِ وَ فِرعَونُ هَذِهِ الأُمّةِ أَنَا ألّذِي جَحَدتُ سيَدّيِ وَ موَلاَيَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ خَلِيفَةَ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَنكَرتُ آيَاتِهِ وَ مُعجِزَاتِهِ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا قَومِ غَمّضُوا أَعيُنَكُم فَغَمّضنَا أَعيُنَنَا فَتَكَلّمَ ع بِكَلَامٍ أَخفَي فَإِذَا نَحنُ فِي المَوضِعِ ألّذِي كُنّا فِيهِ لَا قُصُورَ وَ لَا مَاءَ وَ لَا غُدرَانَ وَ لَا أَشجَارَ قَالَ الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ ألّذِي أكَرمَنَيِ بِمَا رَأَيتُ مِن تِلكَ الدّلَائِلِ وَ المُعجِزَاتِ مَا تَفَرّقَ القَومُ حَتّي ارتَابُوا وَ شَكّوا وَ قَالَ بَعضُهُم سِحرٌ وَ كِهَانَةٌ وَ إِفكٌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ بنَيِ إِسرَائِيلَ لَم يُعَاقَبُوا وَ لَم يُمسَخُوا إِلّا بَعدَ مَا سَأَلُوا الآيَاتِ وَ الدّلَالَاتِ فَقَد حَلّت عُقُوبَةُ اللّهِ بِهِم وَ الآنَ حَلّت لَعنَةُ اللّهِ فِيكُم وَ عُقُوبَتُهُ عَلَيكُم قَالَ الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ إنِيّ أَيقَنتُ أَنّ العُقُوبَةَ حَلّت بِتَكذِيبِهِمُ الدّلَالَاتِ وَ المُعجِزَاتِ
صفحه : 56
عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ كُنتُ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ جَالِساً بِمَسجِدِ الكُوفَةِ وَ لَم يَكُن سوِاَيَ أَحَدٌ فِيهِ وَ إِذَا هُوَ يَقُولُ صَدّقِيهِ صَدّقِيهِ فَالتَفَتّ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَلَم أَرَ أَحَداً فَبَقِيتُ مُتَعَجّباً فَقَالَ لِي يَا عَمّارُ كأَنَيّ بِكَ تَقُولُ لِمَن يُكَلّمُ عَلَيّ فَقُلتُ هُوَ كَذَلِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ارفَع رَأسَكَ فَرَفَعتُ رأَسيِ وَ إِذَا أَنَا بِحَمَامَتَينِ يَتَجَاوَبَانِ فَقَالَ لِي يَا عَمّارُ أَ تدَريِ مَا تَقُولُ إِحدَاهُمَا لِلأُخرَي فَقُلتُ لَا وَ عَيشِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ تَقُولُ الأُنثَي لِلذّكَرِ أَنتَ استَبدَلتَ بيِ غيَريِ وَ هجَرَتنَيِ وَ أَخَذتَ سوِاَيَ وَ هُوَ يَحلِفُ لَهَا وَ يَقُولُ مَا فَعَلتُ ذَلِكَ وَ هيَِ تَقُولُ مَا أُصَدّقُكَ فَقَالَ لَهَا وَ حَقّ هَذَا القَاعِدِ فِي هَذَا الجَامِعِ مَا استَبدَلتُ بِكِ سِوَاكِ وَ لَا أَخَذتُ غَيرَكِ فَهَمّت أَن تُكَذّبَهُ فَقُلتُ لَهَا صَدّقِيهِ صَدّقِيهِ قَالَ عَمّارٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا عَلِمتُ أَحَداً يَعلَمُ مَنطِقَ الطّيرِ إِلّا سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع فَقَالَ لَهُ يَا عَمّارُ وَ اللّهِ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع سَأَلَ اللّهَ تَعَالَي بِنَا أَهلَ البَيتِ حَتّي عُلّمَ مَنطِقَ الطّيرِ
صفحه : 57
1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ السدّيّّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَنزَلنَا الحَدِيدَ قَالَ أَنزَلَ اللّهُ آدَمَ مِنَ الجَنّةِ مَعَهُ ذُو الفَقَارِ خَلَقَ مِن وَرَقِ آسِ الجَنّةِ ثُمّ قَالَفِيهِ بَأسٌ شَدِيدٌفَكَانَ بِهِ يُحَارِبُ آدَمُ أَعدَاءَهُ مِنَ الجِنّ وَ الشّيَاطِينِ وَ كَانَ عَلَيهِ مَكتُوباً لَا يَزَالُ أنَبيِاَئيِ يُحَارِبُونَ بِهِ نبَيِّ بَعدَ نبَيِّ وَ صِدّيقٌ بَعدَ صِدّيقٍ حَتّي يَرِثَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَيُحَارِبَ بِهِ عَنِ النّبِيّ الأمُيّّوَ مَنافِعُ لِلنّاسِلِمُحَمّدٍص وَ عَلِيّإِنّ اللّهَ قوَيِّ عَزِيزٌمَنِيعٌ مِنَ النّقِمَةِ بِالكُفّارِ بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
وَ قَد رَوَي كَافّةُ أَصحَابِنَا أَنّ المُرَادَ بِهَذِهِ الآيَةِ ذُو الفَقَارِ أُنزِلَ مِنَ السّمَاءِ عَلَي النّبِيّص فَأَعطَاهُ عَلِيّاً وَ سُئِلَ الرّضَا ع مِن أَينَ هُوَ فَقَالَ هَبَطَ بِهِ جَبرَئِيلُ مِنَ السّمَاءِ وَ كَانَ حُلِيّهُ مِن فِضّةٍ وَ هُوَ عنِديِ وَ قِيلَ أُمِرَ جَبرَئِيلُ ع أَن يَتّخِذَ مِن صَنَمٍ حَدِيدٍ فِي اليَمَنِ فَذَهَبَ عَلِيّ وَ كَسَرَهُ فَاتّخِذَ مِنهُ سَيفَانِ مِخدَمٌ وَ ذُو الفَقَارِ وَ طَبَعَهُمَا عُمَيرٌ الصّيقَلُ وَ قِيلَ صَارَ إِلَيهِ يَومَ بَدرٍ
صفحه : 58
أَخَذَهُ مِنَ العَاصِ بنِ مُنَبّهٍ السهّميِّ وَ قَد قَتَلَهُ وَ قِيلَ كَانَ مِن هَدَايَا بِلقِيسَ إِلَي سُلَيمَانَ وَ قِيلَ أَخَذَهُ مِن مُنَبّهِ بنِ الحَجّاجِ السهّميِّ فِي غَزَاةِ بنَيِ المُصطَلِقِ بَعدَ أَن قَتَلَهُ وَ قِيلَ كَانَ سَعَفَ نَخلٍ نَفَثَ فِيهِ النّبِيّص فَصَارَ سَيفاً وَ قِيلَ صَارَ إِلَي النّبِيّص يَومَ بَدرٍ فَأَعطَاهُ عَلِيّاً ثُمّ كَانَ مَعَ الحَسَنِ ثُمّ مَعَ الحُسَينِ إِلَي أَن بَلَغَ المهَديِّ ع
سُئِلَ الصّادِقُ ع لِمَ سمُيَّ ذُو الفَقَارِ فَقَالَ إِنّمَا سمُيَّ ذُو الفَقَارِ لِأَنّهُ مَا ضَرَبَ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَحَداً إِلّا افتَقَرَ فِي الدّنيَا مِنَ الحَيَاةِ وَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الجَنّةِ
عَلّانٌ الكلُيَنيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّمَا سمُيَّ سَيفُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ذُو الفَقَارِ لِأَنّهُ كَانَ فِي وَسَطِهِ خَطّةٌ فِي طُولِهِ مُشَبّهَةٌ بِفَقَارِ الظّهرِ وَ زَعَمَ الأصَمعَيِّ أَنّهُ كَانَ فِيهِ ثمَاَنيَِ عَشرَةَ فَقَارَةً
تَارِيخُ أَبِي يَعقُوبَ كَانَ طُولُهُ سَبعَةَ أَشبَارٍ وَ عَرضُهُ شِبرٌ فِي وَسَطِهِ كَالفَقَارِ
أَبُو عَبدِ اللّهِ ع نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي جَبرَئِيلَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ عَلَي كرُسيِّ مِن ذَهَبٍ وَ هُوَ يَقُولُ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ
القاَضيِ أَبُو بَكرٍ الجعِاَبيِّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع نَادَي مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ يَومَ أُحُدٍ يُقَالُ لَهُ رِضوَانُ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ
وَ مِثلُهُ فِي إِرشَادِ المُفِيدِ وَ أمَاَليِ الطوّسيِّ عَن عِكرِمَةَ وَ أَبِي رَافِعٍ وَ قَد رَوَاهُ السمّعاَنيِّ فِي فَضَائِلِ الصّحَابَةِ وَ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ إِلّا أَنّهُمَا قَالَا يَومَ بَدرٍ دِرعُهُ ع رَآهُ قَيسُ بنُ سَعدٍ الهمَداَنيِّ فِي الحَربِ وَ عَلَيهِ ثَوبَانِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي مِثلِ هَذَا المَوضِعِ فَقَالَ نَعَم يَا قَيسُ إِنّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ إِلّا وَ لَهُ مِنَ اللّهِ حَافِظٌ وَ وَاقِيَةٌ مَلَكَانِ يَحفَظَانِهِ مِن أَن يَسقُطَ مِن رَأسِ جَبَلٍ أَو يَقَعَ فِي بِئرٍ فَإِذَا نَزَلَ القَضَاءُ خَلّيَا بَينَهُ وَ بَينَ كُلّ شَيءٍ وَ كَانَ مَكتُوباً عَلَي دِرعِهِ ع أَيّ يوَميَّ مِنَ المَوتِ أَفِرّ يَومَ لَا يُقَدّرُ أَم يَومَ قُدّرَ يَومَ لَا يُقَدّرُ لَا أَخشَي الوَغَي يَومَ قَد قُدّرَ لَا يغُنيِ الحَذَرُ وَ روُيَِ أَنّ دِرعَهُ ع كَانَت لَا قَبّ لَهَا أَي لَا ظَهرَ لَهَا فَقِيلَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ
صفحه : 59
إِن وَلّيتُ فَلَا وَأَلتُ أَي نَجَوتُ وَ كَانَ لَهُ مِثلَ الدّرَاهِمِ سَائِلٌ عَلَي ظَهرِهِ فِي الدّرعِ كَالسّطرِ إِذَا سُطِرَ مَركُوبُهُ ع بَغلَةٌ بَيضَاءٌ يُقَالُ لَهَا دُلدُلٌ أَعطَاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّمَا سُمّيَت دُلدُلٌ لِأَنّ النّبِيّص لَمّا انهَزَمَ المُسلِمُونَ يَومَ حُنَينٍ قَالَ دُلدُل فَوَضَعَت بَطنَهَا عَلَي الأَرضِ فَأَخَذَ النّبِيّص حَفنَةً مِن تُرَابٍ فَرَمَي بِهَا فِي وُجُوهِهِم ثُمّ أَعطَاهَا عَلِيّاً ع وَ ذَلِكَ دُونَ الفَرَسِ وَ قِيلَ لَهُ لِمَ لَا تَركَبُ الخَيلَ وَ طِلَابُكَ كَثِيرٌ فَقَالَ الخَيلُ لِلطّلَبِ وَ الهَرَبِ وَ لَستُ أَطلُبُ مُدبِراً وَ لَا أَنصَرِفُ عَن مُقبِلٍ وَ فِي رِوَايَةٍ أَكِرّ عَلَي مَن فَرّ وَ لَا أَفِرّ مِمّن كَرّ وَ البَغلَةُ تزُجيِنيِ أَي تكَفيِنيِ
محمدالكسائي في المبتدإ إن أول حرب كانت بين بني آدم ما كان بين شيث وقابيل و ذلك أن الله تعالي أهدي إليه حلة بيضاء ورفعت الملائكة له راية بيضاء فسلسلت الملائكة لقابيل وحملوه إلي عين الشمس ومات فيها وصارت ذريته عبيد الشيث و في الخبر أول من اتخذ الرايات ابراهيم الخليل ع . ابن أبي البختري وسائر أهل السير أنه كانت راية قريش ولواؤها جميعا بيدي قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يدي عبدالمطلب فلما بعث النبي ص أقرها في بني هاشم ودفعها إلي علي ع في أول غزاة حمل فيها وهي ودان فلم تزل معه و كان اللواء يومئذ في عبدالدار فأعطاه النبي ص مصعب بن عمير فاستشهد يوم أحد فأخذها النبي ص ودفعها إلي علي ع فجمع يومئذ له الراية واللواء وهما أبيضان وذكره الطبري في تاريخه والقشيري في تفسيره .تنبيه المذكرين زيد بن علي عن آبائه ع كسرت زند علي ع يوم أحد و في يده لواء رسول الله ص فسقط اللواء من يده فتحاماه المسلمون أن يأخذوه فقال رسول الله ص فضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.
وَ
صفحه : 60
فِي رِوَايَةِ غَيرِهِ فَرَفَعَهُ وَ أَعطَاهُ عَلِيّاً ع وَ قَالَص أَنتَ صَاحِبُ راَيتَيِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
.المواعظ والزواجر عن العسكري أن مالك بن دينار سأل سعيد بن جبير من كان صاحب لواء النبي ص قال علي بن أبي طالب . عبد الله بن حنبل أنه لماسأل مالك بن دينار سعيد بن جبير عن ذلك قال فنظر إلي فقال كأنك رخي البال فغضبت وشكوت إلي القراء فقالوا إنك سألته و هوخائف من الحجاج و قدلاذ بالبيت فاسأله الآن فسألته فقال كان حاملها علي كان حاملها علي كذا سمعته من عبد الله بن عباس .تاريخ الطبري والبلاذري وصحيحي المسلم والبخاري أنه لماأراد النبي ص أن يخرج إلي بدر اختار كل قوم راية فاختار حمزة حمراء وبنو أمية خضراء و علي بن أبي طالب ع صفراء وكانت راية النبي ص بيضاء فأعطاها عليا يوم خيبر لما قال لأعطين الراية غدا رجلا الخبر و كان النبي ص عقد لحمزة ولعبيدة بن الحارث ولسعد بن أبي وقاص ألوية بيضاء. و كان مكتوبا علي علم أمير المؤمنين ع
الحرب إن باشرتها فلايكن منك الفشل | واصبر علي أهوالها لاموت إلابالأجل |
. و علي رايته ع
هذا علي والهدي يقوده | من خير فتيان قريش عوده |
. وحدثني ابن كادش في تكذيب العصابة العلوية في ادعائهم الإمامة النبوية أن النبي ص رأي العباس في ثوبين أبيضين فقال إنه لأبيض الثوبين و هذاجبرئيل يخبرني أن ولده يلبسون السواد. عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب صفين أنه نشر عمرو بن العاص في يوم صفين راية سوداء الخبر.
وَ فِي أَخبَارِ دِمَشقَ عَن أَبِي الحُسَينِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ قَالَ ثَوبَانُ قَالَ
صفحه : 61
النّبِيّص يَكُونُ لبِنَيِ العَبّاسِ رَايَتَانِ مَركَزُهُمَا كُفرٌ وَ أَعلَاهُمَا ضَلَالَةٌ إِن أَدرَكتَهَا يَا ثَوبَانُ فَلَا تَستَظِلّ بِظِلّهِمَا
. أبي بن كعب أول الرايات السود نصر وأوسطها غدر وآخرها كفر فمن أعانهم كان كمن أعان فرعون علي موسي .
تَارِيخُ بَغدَادَ قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ قَالَ النّبِيّص إِذَا أَقبَلَتِ الرّايَاتُ السّودُ مِن قِبَلِ المَشرِقِ فَإِنّ أَوّلَهَا فِتنَةٌ وَ أَوسَطَهَا هَرجٌ وَ آخِرَهَا ضَلَالَةٌ
.أخبار الدمشق عن النبي ص أبوأمامة في خبر أولها منشور وآخرها مثبور.تاريخ الطبري إن ابراهيم الإمام أنفذ إلي أبي مسلم لواء النصرة وظل السحاب و كان أبيض طوله أربعة عشر ذراعا مكتوب عليها بالحبرأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌفأمر أبومسلم غلامه أرقم أن يتحول بكل لون من الثياب فلما لبس السواد قال معه هيبة فاختاره خلافا لبني أمية وهيبة للناظر وكانوا يقولون هذاالسواد حداد آل محمدص وشهداء كربلاء وزيد ويحيي .خاتمه ع
سَلمَانُ الفاَرسِيِّ عَنِ النّبِيّص قَالَ يَا عَلِيّ تَخَتّم بِالعَقِيقِ تَكُن مِنَ المُقَرّبِينَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا المُقَرّبُونَ قَالَ جَبرَائِيلُ وَ مِيكَائِيلُ قَالَ فَبِمَ أَتَخَتّمُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ بِالعَقِيقِ الأَحمَرِ
ابنُ عَبّاسٍ وَ صَعصَعَةُ وَ عَائِشَةُ أَنّهُ هَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ ربَيّ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ البَس خَاتَمَكَ بِيَمِينِكَ وَ اجعَل فَصّهُ عَقِيقاً وَ قُل لِابنِ عَمّكَ يَلبَس خَاتَمَهُ بِيَمِينِهِ وَ يَجعَل فَصّهُ عَقِيقاً فَقَالَ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا العَقِيقُ قَالَ العَقِيقُ جَبَلٌ فِي اليَمَنِ وَ الخَبَرُ مَذكُورٌ فِي فَضلِ المِيثَاقِ
صفحه : 62
زِيَادٌ القنَديِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ النّبِيّص لَمّا كَلّمَ اللّهُ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَي جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ اطّلَعَ عَلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَخَلَقَ مِن نُورِ وَجهِهِ العَقِيقَ وَ قَالَ أَقسَمتُ عَلَي نفَسيِ أَن لَا أُعَذّبَ كَفّ لَابِسِكَ إِذَا تَوَلّي عَلِيّاً ع بِالنّارِ
. ابن عباس والسدي كان لأمير المؤمنين ع أربعة خواتيم ياقوت لنبله فيروزج لنصره حديد صيني لقوته عقيق لحرزه .
صَحِيحُ البخُاَريِّ وَ شَمَائِلُ الترّمذِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ وَ جَامِعُ البيَهقَيِّ عَن جَابِرٍ وَ عَن أَنَسٍ وَ تَخَتّمُ عَبدِ الرّحمَنِ السلّمَيِّ عَنِ ابنِ المُسَيّبِ عَن زَينِ العَابِدِينَ عَن أَبِيهِ ع وَ تَخَتّمُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ المُحتَسِبِ عَن هَاشِمِ بنِ عُروَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ وَ عَن جَعفَرِ بنِ الزّبَيرِ عَنِ القَاسِمِ عَن أَبِي أُمَامَةَ وَ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَن أَنَسٍ وَ عَن جَابِرٍ كُلّهِم عَنِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَص يَتَخَتّمُ فِي يَمِينِهِ وَ زَادَ بَعضُهُم فِي الرّوَايَةِ وَ قُبِضَ وَ الخَاتَمُ فِي يَمِينِهِ
و قال أبوأمامة كان النبي ص يجعل خاتمه في يمينه .عكرمة والضحاك عن ابن عباس أنه كان النبي ص يتختم في اليد اليمني .شمائل الترمذي وسنن السجستاني وتختم المحتسب أنه كان علي ع يتختم في يمينه .جامع البيهقي كان ابن عباس و عبد الله بن جعفريتختمان في يمينهما.الراغب في محاضراته كان النبي ص وأصحابه يتختمون في أيمانهم وأول من تختم في يساره معاوية.نتف أبي عبد الله السلامي أن النبي ص كان يتختم في يمينه والخلفاء الأربعة بعده فنقلها معاوية إلي اليسار وأخذ الناس بذلك فبقي كذلك أيام المروانية فنقلها السفاح إلي اليمين فبقي إلي أيام الرشيد
صفحه : 63
فنقلها إلي اليسار وأخذ الناس بذلك واشتهر أن عمرو بن العاص عندالتحكيم سلها من يده اليمني و قال خلعت الخلافة من علي كخلعي خاتمي هذا من يميني وجعلتها في معاوية كماجعلت هذا في يساري.نقوش الخواتيم عن الجاحظ أنه كان آدم وإدريس و ابراهيم وإسماعيل وإسحاق وإلياس ويعقوب وداود وسليمان ويوسف ودانيال ويوشع وذو القرنين ويونس ولوط وهود وشعيب وزكريا ويحيي وصالح وعزير وأيوب ولقمان وعيسي و محمد ع يتختمون في أيمانهم .
الصّعقَبُ بنُ زُهَيرٍ أَنّهُ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَنِ التّخَتّمِ فِي اليَمِينِ فَقَالَ ع إِنّهُ لَمّا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَناالآيَةَ قَالَ جَبرَئِيلُ ع يَا رَسُولَ اللّهِ مَا مِن نبَيِّ إِلّا وَ أَنَا بَشِيرُهُ وَ نَذِيرُهُ فَمَا افتَخَرتُ بِأَحَدٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ إِلّا بِكُم أَهلَ البَيتِ فَقَالَ النّبِيّص يَا جَبرَئِيلُ أَنتَ مِنّا فَقَالَ جَبرَئِيلُ أَنَا مِنكُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ مِنّا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بَيّن لِي لِيَكُونَ لِي فَرَجٌ لِأُمّتِكَ فَأَخَذَ النّبِيّص خَاتَمَهُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ اللّهِ أَوّلُكُم وَ ثَانِيكُم عَلِيّ وَ ثَالِثُكُم فَاطِمَةُ وَ رَابِعُكُمُ الحَسَنُ وَ خَامِسُكُمُ الحُسَينُ وَ سَادِسُكُم جَبرَئِيلُ وَ جَعَلَ خَاتَمَهُ فِي إِصبَعِهِ اليُمنَي فَقَالَ أَنتَ سَادِسُنَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا مِن أَحَدٍ تَخَتّمَ فِي يَمِينِهِ وَ أَرَادَ بِذَلِكَ سُنّتَكَ وَ رَأَيتُهُ يَومَ القِيَامَةِ مُتَحَيّراً إِلّا أَخَذتُ بِيَدِهِ وَ أَوصَلتُهُ إِلَيكَ وَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
2-يف ،[الطرائف ] ابنُ المغَاَزلِيِّ بِإِسنَادِهِ إِلَي النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ المنُاَديَِ نَادَي
صفحه : 64
يَومَ أُحُدٍ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ
وَ رَوَي أَيضاً أَنّ المنُاَديَِ كَانَ قَد نَادَي بِذَلِكَ يَومَ البَدرِ
وَ رَوَي أَيضاً بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَالَ نَادَي مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ يَومَ بَدرٍ وَ يُقَالُ لَهُ رِضوَانُ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ
3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ لَهُ ع بَغلَةٌ يُقَالُ لَهُ الشّهبَاءُ وَ دُلدُلٌ أَهدَاهَا إِلَيهِ النّبِيّص
4- كا،[الكافي]حُمَيدٌ عَن عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَنِ الطاّطرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبَانٍ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ عَلِيّ ع شَدّ عَلَي بَطنِهِ يَومَ الجَمَلِ بِعِقَالٍ أَبرَقَ نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ مِنَ السّمَاءِ وَ كَانَ النّبِيّص يَشُدّ بِهِ عَلَي بَطنِهِ إِذَا لَبِسَ الدّرعَ
5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]هَانِئُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَحمُودٍ العبَديِّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فِيمَا نَاظَرَ بِهِ الرّشِيدُ فِي تَفضِيلِ العِترَةِ قَالَ ع إِنّ العُلَمَاءَ قَد أَجمَعُوا عَلَي أَنّ جَبرَئِيلَ قَالَ يَومَ أُحُدٍ يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذِهِ لهَيَِ المُوَاسَاةُ مِن عَلِيّ قَالَص لِأَنّهُ منِيّ وَ أَنَا مِنهُ قَالَ جَبرَئِيلُ ع وَ أَنَا مِنكُمَا يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ قَالَ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ فَكَانَ كَمَا مَدَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ خَلِيلَهُ ع إِذ يَقُولُفَتًي يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ اِبراهِيمُإِنّا مَعشَرَ بنَيِ عَمّكَ نَفتَخِرُ بِقَولِ جَبرَئِيلَ ع إِنّهُ مِنّا
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] مع ،[معاني الأخبار] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ ابنِ يَزِيدَ وَ مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ إِنّ أَعرَابِيّاً أَتَي رَسُولَ اللّهِ فَخَرَجَ إِلَيهِ فِي رِدَاءٍ مُمَشّقٍ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَقَد خَرَجتَ إلِيَّ كَأَنّكَ فَتًي فَقَالَص نَعَم يَا أعَراَبيِّ أَنَا الفَتَي ابنُ الفَتَي أَخُو الفَتَي فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَمّا الفَتَي فَنَعَم فَكَيفَ ابنُ الفَتَي وَ أَخُو الفَتَي فَقَالَ أَ مَا
صفحه : 65
سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُقالُوا سَمِعنا فَتًي يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ اِبراهِيمُفَأَنَا ابنُ اِبرَاهِيمَ وَ أَمّا أَخُو الفَتَي فَإِنّ مُنَادِياً نَادَي مِنَ السّمَاءِ يَومَ أُحُدٍ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ فعَلَيِّ أخَيِ وَ أَنَا أَخُوهُ
قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مرسلا مثله
7- ع ،[علل الشرائع ] مع ،[معاني الأخبار] ابنُ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلّانٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّمَا سمُيَّ سَيفُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ذَا الفَقَارِ لِأَنّهُ كَانَ فِي وَسَطِهِ خَطّةٌ فِي طُولِهِ فَشُبّهَ بِفَقَارِ الظّهرِ فسَمُيَّ ذَا الفَقَارِ لِذَلِكَ وَ كَانَ سَيفاً نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع مِنَ السّمَاءِ كَانَت حَلقَتُهُ فِضّةً وَ هُوَ ألّذِي نَادَي بِهِ مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ
أقول قدمضي بعض أخبار الباب في باب غزوة أحد
8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَن ذيِ الفَقَارِ سَيفِ رَسُولِ اللّهِص مِن أَينَ هُوَ فَقَالَ هَبَطَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع مِنَ السّمَاءِ وَ كَانَ حِليَتُهُ مِن فِضّةٍ وَ هُوَ عنِديِ
ير،[بصائر الدرجات ] عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسي عن أحمد بن عبد الله مثله
9- ع ،[علل الشرائع ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِّ وَ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ مَعاً عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ أُحُدٍ انهَزَمَ أَصحَابُ
صفحه : 66
رَسُولِ اللّهِص حَتّي لَم يَبقَ مَعَهُ إِلّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَبُو دُجَانَةَ وَ كَانَ عَلِيّ ع كُلّمَا حَمَلَت طَائِفَةٌ عَلَي رَسُولِ اللّهِص استَقبَلَهُم وَ رَدّهُم حَتّي أَكثَرَ فِيهِمُ القَتلَ وَ الجِرَاحَاتِ حَتّي انكَسَرَ سَيفُهُ فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ الرّجُلَ يُقَاتِلُ بِسِلَاحِهِ وَ قَدِ انكَسَرَ سيَفيِ فَأَعطَاهُ ع سَيفَهُ ذَا الفَقَارِ فَمَا زَالَ يَدفَعُ بِهِ عَن رَسُولِ اللّهِص حَتّي أُثّرَ وَ أُنكِرَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذِهِ لهَيَِ المُوَاسَاةُ مِن عَلِيّ لَكَ فَقَالَ النّبِيّص إِنّهُ منِيّ وَ أَنَا مِنهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع وَ أَنَا مِنكُمَا وَ سَمِعُوا دَوِيّاً مِنَ السّمَاءِ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ
10- ع ،[علل الشرائع ]الدّقّاقُ وَ ابنُ عِصَامٍ مَعاً عَنِ الكلُيَنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ العَلَاءِ عَن إِسمَاعِيلَ الفزَاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ الثمّاَليِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لِمَ سمُيَّ سَيفُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ذَا الفَقَارِ فَقَالَ ع لِأَنّهُ مَا ضُرِبَ بِهِ أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ إِلّا أَفقَرَهُ فِي هَذِهِ الدّنيَا مِن أَهلِهِ وَ وُلدِهِ وَ أَفقَرَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الجَنّةِ
أقول قدمر الأخبار في باب علامات الإمام أنه عندالأئمة ع
11- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن بِشرِ بنِ بَكرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن مَشِيخَتِهِ قَالَسَمِعَ يَومَ أُحُدٍ وَ قَد هَاجَت رِيحٌ عَاصِفٌ كَلَامُ هَاتِفٍ يَهتِفُ وَ هُوَ يَقُولُ
صفحه : 67
لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ وَ إِذَا نَدَبتُم هَالِكاً فَابكُوا الوفَيِّ أَخَا الوفَيِّ
12- ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَن يَحيَي عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ أَتَي أَبِي بِسِلَاحِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد دَخَلَ عمُوُمتَيِ مِن ذَلِكَ فَقَالَ كَلِمَةً فَقَالَ صَفوَانُ وَ ذَكَرنَا سَيفَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ أتَاَنيِ إِسحَاقُ بنُ جَعفَرٍ فَعَظُمَ عَلَيّ وَ سأَلَنَيِ لَهُ بِالحَقّ وَ الحُرمَةِ السّيفُ ألّذِي أَخَذَهُ هُوَ سَيفُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَقُلتُ لَا كَيفَ يَكُونُ هَذَا وَ قَد قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَثَلُ السّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التّابُوتِ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ حَيثُ مَا دَارَ دَارَ الأَمرُ قَالَ فَسَأَلتُهُ عَن ذيِ الفَقَارِ سَيفِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ مِنَ السّمَاءِ وَ كَانَت حِليَتُهُ فِضّةً وَ هُوَ عنِديِ
بيان فقال كلمة أي فقال ع بعد ذلك كلمة نسيتها أو لاأري المصلحة في ذكرها والحاصل أنه ع قال إن أبي أعطاني سلاح رسول الله ص ودخل عمومتي من ذلك حسد علي ثم ذكر ع أن إسحاق عمه أتاه وأقسم عليه بالحق والحرمة أن السيف ألذي أخذه المأمون منه ع هل هوسيف رسول الله فأجاب ع بأنه لم يكن سيف رسول الله ص لأن سيفه لا يكون إلا عندالإمام
13- شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ قَالَ فِي كِتَابِهِ مَا لَفظُهُ أَبُو جَعفَرٍ عَن دَاوُدَ بنِ عُمَرَ عَن رَوحِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي الأَحوَصِ عَبدِ اللّهِ بنِ يَسَارٍ عَن زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أعَطاَنيِ ذَا الفَقَارِ قَالَ يَا مُحَمّدُ خُذهُ وَ أَعطِهِ خَيرَ أَهلِ الأَرضِ فَقُلتُ مَن ذَلِكَ يَا رَبّ فَقَالَ خلَيِفتَيِ فِي الأَرضِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ إِنّ ذَا الفَقَارِ كَانَ يَنطِقُ مَعَ عَلِيّ ع وَ يُحَدّثُهُ حَتّي إِنّهُ هَمّ يَوماً يَكسِرُهُ فَقَالَ مَه يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ مَأمُورٌ وَ قَد بقَيَِ فِي أَجَلِ المُشرِكِ تأخيرا[تَأخِيرٌ]
أقول إنما يمكن أن يكون قدسقط بعد
صفحه : 68
قوله هم يوم يكسره و قدضرب به مشركا فلم يقتله
14- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ خَاتَمَ رَسُولِ اللّهِ كَانَ مِن فِضّةٍ وَ نَقشُهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ عَلِيّ ع اللّهُ المَلِكُ وَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ واَلدِيِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ العِزّةُ لِلّهِ
15- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ عَلِيّ ع المُلكُ لِلّهِ
16- لي ،[الأمالي للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي العُقبَةِ الصيّرفَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع المُلكُ لِلّه تَمَامَ الخَبَرِ
17- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمِ بنِ زُرَارَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ عَن سُفيَانَ الثوّريِّ عَن إِسمَاعِيلَ السدّيّّ عَن عَبدِ خَيرٍ قَالَ كَانَ لعِلَيِّ ع أَربَعَةُ خَوَاتِيمَ يَتَخَتّمُ بِهَا يَاقُوتٌ لِنُبلِهِ وَ فَيرُوزَجٌ لِنُصرَتِهِ وَ الحَدِيدُ الصيّنيِّ لِقُوّتِهِ وَ عَقِيقٌ لِحِرزِهِ وَ كَانَ نَقشُ اليَاقُوتِ لَا إِلَهَ إِلّا الّلهُ المَلِكُ الحَقّ المُبِينُ وَ نَقشُ الفَيرُوزَجِ اللّهُ المَلِكُ الحَقّ وَ نَقشُ الحَدِيدِ الصيّنيِّ العِزّةُ لِلّهِ جَمِيعاً وَ نَقشُ العَقِيقِ ثَلَاثَةُ أَسطُرٍما شاءَ اللّهُ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِأَستَغفِرُ اللّهَ
18- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ مُوسَي ع أخَبرِنيِ عَن تَخَتّمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِيَمِينِهِ
صفحه : 69
لأِيَّ شَيءٍ كَانَ فَقَالَ إِنّمَا كَانَ يَتَخَتّمُ بِيَمِينِهِ لِأَنّهُ إِمَامُ أَصحَابِ اليَمِينِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد مَدَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَصحَابَ اليَمِينِ وَ ذَمّ أَصحَابَ الشّمَالِ وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَخَتّمُ بِيَمِينِهِ وَ هُوَ عَلَامَةٌ لِشِيعَتِنَا يُعرَفُونَ بِهِ وَ بِالمُحَافَظَةِ عَلَي أَوقَاتِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ وَ مُوَاسَاةِ الإِخوَانِ وَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ
قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن ابن أبي عمير مثله
19- ع ،[علل الشرائع ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ القرُشَيِّ عَن مَنصُورِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأصَفهَاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبّاسِ بنِ العَبّاسِ عَن سَعِيدٍ الكنِديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَازِمٍ الخزُاَعيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي الجهُنَيِّ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ يَا عَلِيّ تَخَتّم بِاليَمِينِ تَكُن مِنَ المُقَرّبِينَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا المُقَرّبُونَ قَالَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ قَالَ بِمَا أَتَخَتّمُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ بِالعَقِيقِ الأَحمَرِ فَإِنّهُ أَقَرّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ بِالوَحدَانِيّةِ وَ لِي بِالنّبُوّةِ وَ لَكَ يَا عَلِيّ بِالوَصِيّةِ وَ لِوُلدِكَ بِالإِمَامَةِ وَ لِمُحِبّيكَ بِالجَنّةِ وَ لِشِيعَةِ وُلدِكَ بِالفِردَوسِ
20- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن يُوسُفَ بنِ السّختِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فَرَأَيتُ فِي يَدِهِ خَاتَماً فَصّهُ فَيرُوزَجٌ نَقشُهُ اللّهُ المَلِكُ فَقَالَ هَذَا حَجَرٌ أَهدَاهُ جَبرَئِيلُ لِرَسُولِ اللّهِص مِنَ الجَنّةِ فَوَهَبَهُ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع الخَبَرَ
21-كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العقُيَليِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي عَلِيّ اللهّبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَعَمّمَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع بِيَدِهِ فَسَدَلَهَا مِن بَينِ يَدَيهِ وَ قَصّرَهَا مِن خَلفِهِ قَدرَ أَربَعِ أَصَابِعَ ثُمّ قَالَ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ أَقبِل فَأَقبَلَ فَقَالَ هَكَذَا تِيجَانُ
صفحه : 70
المَلَائِكَةِ
22- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مِهرَانَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع وَ فِي إِصبَعِهِ خَاتَمٌ فَصّهُ فَيرُوزَجٌ نَقشُهُ اللّهُ المَلِكُ فَأَدَمتُ النّظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ لِي مَا لَكَ تُدِيمُ النّظَرَ إِلَيهِ فَقُلتُ بلَغَنَيِ أَنّهُ كَانَ لعِلَيِّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع خَاتَمٌ فَصّهُ فَيرُوزَجٌ نَقشُهُ اللّهُ المَلِكُ فَقَالَ أَ تَعرِفُهُ فَقُلتُ لَا قَالَ هَذَا هُوَ تدَريِ مَا سَبَبُهُ قُلتُ لَا قَالَ هَذَا حَجَرٌ أَهدَاهُ جَبرَئِيلُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَوَهَبَهُ رَسُولُ اللّهِص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَ تدَريِ مَا اسمُهُ قُلتُ فَيرُوزَجٌ قَالَ هَذَا بِالفَارِسِيّةِ فَمَا اسمُهُ بِالعَرَبِيّةِ قُلتُ لَا أدَريِ قَالَ اسمُهُ الظّفَرُ
23- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ العرَزمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَتَخَتّمُ فِي يَمِينِهِ
24- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع اللّهُ المَلِكُ
25- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ وَ حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِي خَاتَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع اللّهُ المَلِكُ
كا،[الكافي]العدة عن سهل عن محمد بن عيسي عن الحسين بن خالد عن الرضا ع مثله
صفحه : 71
26- كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي الصّبّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يحُلَيّ وُلدَهُ وَ نِسَاءَهُ بِالذّهَبِ وَ الفِضّةِ
1- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ أَو قَالَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوصَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ إِنّ أَبَا نَيزَرَ وَ رَبَاحاً وَ جُبَيراً عَتَقُوا عَلَي أَن يَعمَلُوا فِي المَالِ خَمسَ سِنِينَ
2- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن أَيّوبَ بنِ عَطِيّةَ الحَذّاءِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَسّمَ النّبِيّص الفيَءَ فَأَصَابَ عَلِيّ ع أَرضاً فَاحتَفَرَ فِيهَا عَيناً فَخَرَجَ مَاءٌ يَنبُعُ فِي السّمَاءِ كَهَيئَةِ عُنُقِ البَعِيرِ فَسَمّاهَا يَنبُعَ فَجَاءَ البَشِيرُ فَقَالَ ع بَشّرِ الوَارِثَ هيَِ صَدَقَةٌ بَتّةً بَتلًا فِي حَجِيجِ بَيتِ اللّهِ وَ عَابِرِ سَبِيلِ اللّهِ لَا تُبَاعُ وَ لَا تُوهَبُ وَ لَا تُورَثُ فَمَن بَاعَهَا أَو وَهَبَهَا فَعَلَيهِلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفاً وَ لَا عَدلًا
3-كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَبَعَثَ إلِيَّ
صفحه : 72
أَبُو الحَسَنِ ع بِوَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هيَِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَي بِهِ وَ قَضَي بِهِ فِي مَالِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِيّ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ ليِوُلجِنَيِ بِهِ الجَنّةَ وَ يصَرفِنَيِ بِهِ عَنِ النّارِ وَ يَصرِفَ النّارَ عنَيّيَومَ تَبيَضّ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌ إِنّ مَا كَانَ لِي مِن يَنبُعَ مَالٌ يُعرَفُ لِي فِيهَا وَ مَا حَولَهَا صَدَقَةٌ وَ رَقِيقُهَا غَيرَ أَنّ رَبَاحاً وَ أَبَا نَيزَرَ وَ جُبَيراً عُتَقَاءُ لَيسَ لِأَحَدٍ فِيهِم سَبِيلٌ فَهُم موَاَليِّ يَعمَلُونَ فِي المَالِ خَمسَ حِجَجٍ وَ فِيهِ نَفَقَتُهُم وَ رِزقُهُم وَ أَرزَاقُ أَهَالِيهِم وَ مَعَ ذَلِكَ مَا كَانَ لِي بوِاَديِ القِرَي مِن مَالِ بنَيِ فَاطِمَةَ وَ رَقِيقِهَا صَدَقَةٌ وَ مَا كَانَ لِي بِدَيمَةَ وَ أَهلِهَا صَدَقَةٌ غَيرَ أَنّ زُرَيقاً لَهُ مِثلُ مَا كَتَبتُ لِأَصحَابِهِ وَ مَا كَانَ لِي بِأُدَينَةَ وَ أَهلِهَا وَ العَفرَتَينِ كَمَا قَد عَلِمتُم صَدَقَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ إِنّ ألّذِي كَتَبتُ مِن أمَواَليِ هَذِهِ صَدَقَةٌ وَاجِبَةٌ بَتلَةٌ حَيّاً أَنَا أَو مَيّتاً يُنفَقُ فِي كُلّ نَفَقَةٍ يُبتَغَي بِهَا وَجهُ اللّهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ وَجهِهِ وَ ذوَيِ الرّحِمِ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ المُطّلِبِ وَ القَرِيبِ وَ البَعِيدِ فَإِنّهُ يَقُومُ عَلَي ذَلِكَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ يَأكُلُ مِنهُ بِالمَعرُوفِ وَ يُنفِقُهُ حَيثُ يَرَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي حِلّ مُحَلّلٍ لَا حَرَجَ عَلَيهِ فِيهِ فَإِن أَرَادَ أَن يَبِيعَ نَصِيباً مِنَ المَالِ فيَقَضيَِ بِهِ الدّينَ فَليَفعَل إِن شَاءَ لَا حَرَجَ عَلَيهِ فِيهِ وَ إِن شَاءَ جَعَلَهُ سرَيِّ المِلكِ وَ إِنّ وُلدَ عَلِيّ وَ مَوَالِيَهُم وَ أَموَالَهُم إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ وَ إِن كَانَت دَارُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ غَيرَ دَارِ الصّدَقَةِ فَبَدَا لَهُ أَن يَبِيعَهَا فَليَبِع إِن شَاءَ لَا حَرَجَ عَلَيهِ فِيهِ وَ إِن بَاعَ فَإِنّهُ يَقسِمُ ثَمَنَهَا ثَلَاثَةَ أَثلَاثٍ فَيَجعَلُ ثُلُثَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ يَجعَلُ ثُلُثاً فِي بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ المُطّلِبِ وَ يَجعَلُ الثّلُثَ فِي آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنّهُ يَضَعُهُ فِيهِم حَيثُ يَرَاهُ اللّهُ وَ إِن حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ
صفحه : 73
وَ حُسَينٌ حيَّ فَإِنّهُ إِلَي حُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ إِنّ حُسَيناً يَفعَلُ فِيهِ مِثلَ ألّذِي أَمَرتُ بِهِ حَسَناً لَهُ مِثلُ ألّذِي كَتَبتُ لِلحَسَنِ وَ عَلَيهِ مِثلُ ألّذِي عَلَي حَسَنٍ وَ إِنّ ألّذِي لبِنَيِ ابنيَ فَاطِمَةَ مِن صَدَقَةِ عَلِيّ مِثلُ ألّذِي لبِنَيِ عَلِيّ وَ إنِيّ إِنّمَا جَعَلتُ ألّذِي جَعَلتُ لاِبنيَ فَاطِمَةَ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ تَكرِيمَ حُرمَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ تَعظِيمَهَا وَ تَشرِيفَهَا وَ رِضَاهُمَا وَ إِن حَدَثَ بِحَسَنٍ وَ حُسَينٍ حَدَثٌ فَإِنّ الآخَرَ مِنهُمَا يَنظُرُ فِي بنَيِ عَلِيّ فَإِن وَجَدَ فِيهِم مَن يَرضَي بِهَديِهِ وَ إِسلَامِهِ وَ أَمَانَتِهِ فَإِنّهُ يَجعَلُ إِلَيهِ إِن شَاءَ فَإِن لَم يَرَ فِيهِم بَعضَ ألّذِي يُرِيدُهُ فَإِنّهُ يَجعَلُهُ إِلَي رَجُلٍ مِن آلِ أَبِي طَالِبٍ يَرضَي بِهِ فَإِن وَجَدَ آلَ أَبِي طَالِبٍ قَد ذَهَبَ كُبَرَاؤُهُم وَ ذَوُو آرَائِهِم فَإِنّهُ يَجعَلُهُ إِلَي رَجُلٍ يَرضَاهُ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ إِنّهُ يَشتَرِطُ عَلَي ألّذِي يَجعَلُهُ إِلَيهِ أَن يَترُكَ المَالَ عَلَي أُصُولِهِ وَ يُنفِقَ ثَمَرَهُ حَيثُ أَمَرتُهُ بِهِ مِن سَبِيلِ اللّهِ وَ وَجهِهِ وَ ذوَيِ الرّحِمِ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ المُطّلِبِ وَ القَرِيبِ وَ البَعِيدِ لَا يُبَاعُ مِنهُ شَيءٌ وَ لَا يُوهَبُ وَ لَا يُورَثُ وَ إِنّ مَالَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَلَي نَاحِيَتِهِ وَ هُوَ إِلَي ابنيَ فَاطِمَةَ وَ إِنّ رقَيِقيَِ الّذِينَ فِي صَحِيفَةٍ صَغِيرَةٍ التّيِ كَتَبتُ لِي عُتَقَاءُ هَذَا مَا قَضَي بِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِي أَموَالِهِ هَذِهِ الغَدَ مِن يَومَ قَدِمَ مَسكِنَ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ وَ الدّارِ الآخِرَةِ وَ اللّهُ المُستَعَانُ عَلَي كُلّ حَالٍ وَ لَا يَحِلّ لاِمرِئٍ مُسلِمٍ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ أَن يُغَيّرَ شَيئاً مِمّا أَوصَيتُ بِهِ فِي ماَليِ وَ لَا يُخَالِفَ فِيهِ أمَريِ مِن قَرِيبٍ وَ لَا بَعِيدٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ ولَاَئدِيَِ اللاّتيِ أَطُوفُ عَلَيهِنّ السّبعَةَ عَشَرَ مِنهُنّ أُمّهَاتُ أَولَادٍ مَعَهُنّ أَولَادُهُنّ وَ مِنهُنّ حَبَالَي وَ مِنهُنّ مَن لَا وَلَدَ لَهُ فقَضَاَئيِ فِيهِنّ إِن حَدَثَ بيِ حَدَثٌ
صفحه : 74
أَنّ مَن كَانَت مِنهُنّ لَيسَ لَهَا وَلَدٌ وَ لَيسَت بِحُبلَي فهَيَِ عَتِيقٌ لِوَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيهِنّ سَبِيلٌ وَ مَن كَانَت مِنهُنّ لَهَا وَلَدٌ أَو حُبلَي فَتُمسِكُ عَلَي وَلَدِهَا وَ هيَِ مِن حَظّهِ فَإِن مَاتَ وَلَدُهَا وَ هيَِ حَيّةٌ فهَيَِ عَتِيقٌ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيهَا سَبِيلٌ هَذَا مَا قَضَي بِهِ عَلِيّ فِي مَالِهِ الغَدَ مِن يَومَ قَدِمَ مَسكِنَ شَهِدَ أَبُو سمر[شِمرِ] بنُ أَبرَهَةَ وَ صَعصَعَةُ بنُ صُوحَانَ وَ يَزِيدُ بنُ قَيسٍ وَ هَيّاجُ بنُ أَبِي هَيّاجٍ وَ كَتَبَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِيَدِهِ لِعَشرٍ خَلَونَ مِن جُمَادَي الأُولَي سَنَةَ سَبعٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ كَانَتِ الوَصِيّةُ الأُخرَي مَعَ الأُولَي
1-د،[العدد القوية] كَانَ لَهُ ع سَبعَةٌ وَ عِشرُونَ ذَكَراً وَ أُنثَي الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ زَينَبُ الكُبرَي وَ زَينَبُ الصّغرَي المُكَنّاةُ بِأُمّ كُلثُومٍ مِن فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَبُو القَاسِمِ مُحَمّدٌ أُمّهُ خَولَةُ بِنتُ جَعفَرٍ ابنِ الحَنَفِيّةِ وَ عُمَرُ وَ رُقَيّةُ كَانَا تَوأَمَينِ أُمّهُمَا الصّهبَاءُ وَ يُقَالُ أُمّ حَبِيبٍ التّغلَبِيّةُ وَ العَبّاسُ وَ جَعفَرٌ وَ عُثمَانُ وَ عَبدُ اللّهِ الشّهَدَاءُ بِكَربَلَاءَ أُمّهُم أُمّ البَنِينَ بِنتُ حِزَامِ بنِ خَالِدِ بنِ رَبِيعَةَ الكِلَابِيّةُ وَ لَهُ مِن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةِ يَحيَي وَ عَونٌ وَ كَانَ لَهُ مِن لَيلَي ابنَةِ مَسعُودٍ الدّارِمِيّةِ مُحَمّدٌ الأَصغَرُ المُكَنّي أَبَا بَكرٍ وَ عُبَيدُ اللّهِ وَ كَانَ لَهُ خَدِيجَةُ وَ أُمّ هَانِئٍ وَ مَيمُونَةُ وَ فَاطِمَةُ لِأُمّ وَلَدٍ وَ كَانَ لَهُ مِن أُمّ شُعَيبٍ الدّارِمِيّةِ وَ قِيلَ أُمّ مَسعُودٍ المَخزُومِيّةُ أُمّ الحَسَنِ وَ رَملَةُ
صفحه : 75
وَ أَعقَبَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِنَ البَنِينَ خَمسَةٌ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ مُحَمّدٌ وَ العَبّاسُ وَ عُمَرُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم
2- مِن كِتَابِ تَذكِرَةِ الخَوَاصّ،لِابنِ الجوَزيِّ النّسلُ مِن وُلدِ مَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لِخَمسَةٍ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ وَ عُمَرَ الأَكبَرِ وَ العَبّاسِ وَ أَمّا عُمَرُ الأَكبَرُ فَعَاشَ خَمساً وَ ثَمَانِينَ سَنَةً حَتّي حَازَ نِصفَ مِيرَاثِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ رَوَي الحَدِيثَ وَ كَانَ فَاضِلًا وَ تَزَوّجَ أَسمَاءَ بِنتَ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَولَدَهَا مُحَمّداً وَ أُمّ مُوسَي وَ أُمّ حَبِيبٍ وَ أَمّا العَبّاسُ فَأَوّلُ مَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَينِ ع قَالَ الزّبَيرُ بنُ بَكّارٍ كَانَ لِلعَبّاسِ وَلَدٌ اسمُهُ عُبَيدُ اللّهِ كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ فَمِن وُلدِهِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبّاسِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَ عَالِماً فَاضِلًا جَوَاداً طَافَ الدّنيَا وَ جَمَعَ كُتُباً تُسَمّي الجَعفَرِيّةَ فِيهَا فِقهُ أَهلِ البَيتِ ع قَدِمَ بَغدَادَ فَأَقَامَ بِهَا وَ حَدّثَ ثُمّ سَافَرَ إِلَي مِصرَ فتَوُفُيَّ بِهَا سَنَةَ اثنيَ عَشَرَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ مِن نَسلِ العَبّاسِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ العَبّاسُ بنُ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ ذَكَرُهُ الخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغدَادَ فَقَالَ قَدِمَ إِلَيهَا فِي أَيّامِ الرّشِيدِ وَ صَحِبَهُ وَ كَانَ يُكرِمُهُ ثُمّ صَحِبَ المَأمُونَ بَعدَهُ وَ كَانَ فَاضِلًا شَاعِراً فَصِيحاً وَ تَزعُمُ العَلَوِيّةُ أَنّهُ أَشعَرُ وُلدِ أَبِي طَالِبٍ
3- ع ،[علل الشرائع ]المُفَسّرُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ المنِقرَيِّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ قَالَقِيلَ للِزهّريِّ مَن أَزهَدُ النّاسِ فِي الدّنيَا قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع حَيثُ كَانَ وَ قَد قِيلَ لَهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ مِنَ المُنَازَعَةِ فِي صَدَقَاتِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لَو رَكِبتَ إِلَي الوَلِيدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ رَكبَةً لَكَشَفَ عَنكَ مِن غَرَرِ شَرّهِ وَ مَيلِهِ عَلَيكَ بِمُحَمّدٍ فَإِنّ بَينَهُ وَ بَينَهُ خُلّةً قَالَ
صفحه : 76
وَ كَانَ هُوَ بِمَكّةَ وَ الوَلِيدُ بِهَا فَقَالَ وَيحَكَ أَ فِي حَرَمِ اللّهِ أَسأَلُ غَيرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إنِيّ آنَفُ إِذ أَسأَلُ الدّنيَا خَالِقَهَا فَكَيفَ أَسأَلُ مَخلُوقاً مثِليِ وَ قَالَ الزهّريِّ لَا جَرَمَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَلقَي هَيبَتَهُ فِي قَلبِ الوَلِيدِ حَتّي حَكَمَ لَهُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ
4- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ السجّسِتاَنيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَاصِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بِشرٍ قَالَ لَمّا سَيّرَ ابنُ الزّبَيرِ ابنَ عَبّاسٍ إِلَي الطّائِفِ كَتَبَ إِلَيهِ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ أَنّ ابنَ الجَاهِلِيّةِ سَيّرَكَ إِلَي الطّائِفِ فَرَفَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اسمَهُ بِذَلِكَ لَكَ ذِكراً وَ عَظّمَ لَكَ أَجراً وَ حَطّ بِهِ عَنكَ وِزراً يَا ابنَ عَمّ إِنّمَا يُبتَلَي الصّالِحُونَ وَ إِنّمَا تُهدَي الكَرَامَةُ لِلأَبرَارِ وَ لَو لَم تُؤجَر إِلّا فِيمَا تُحِبّ إِذاً قَلّ أَجرُكَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ عَسي أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَ هُوَ خَيرٌ لَكُم وَ هَذَا مَا لَستُ أَشُكّ أَنّهُ خَيرٌ لَكَ عِندَ بَارِئِكَ عَزَمَ اللّهُ لَكَ عَلَي الصّبرِ فِي البَلوَي وَ الشّكرِ فِي النّعمَاءِ إِنّهُ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ فَلَمّا وَصَلَ الكِتَابُ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ أَجَابَ عَنهُ وَ قَالَ أَمّا بَعدُ فَقَد أتَاَنيِ كِتَابُكَ تعُزَيّنيِ فِيهِ عَلَي تسَييِريِ وَ تَسأَلُ رَبّكَ جَلّ اسمُهُ أَن يَرفَعَ لِي بِهِ ذِكراً وَ هُوَ تَعَالَي قَادِرٌ عَلَي تَضعِيفِ الأَجرِ وَ العَائِدَةِ بِالفَضلِ وَ الزّيَادَةِ مِنَ الإِحسَانِ أَمَا أُحِبّ أَنّ ألّذِي رَكِبَ منِيّ ابنُ الزّبَيرِ كَانَ رَكِبَهُ منِيّ أَعدَاءُ[أَعدَي]خَلقِ اللّهِ لِي احتِسَاباً وَ ذَلِكَ فِي حسَنَاَتيِ وَ لِمَا أَرجُو أَن أَنَالَ بِهِ رِضوَانَ ربَيّ يَا أخَيِ الدّنيَا قَد وَلّت وَ إِنّ الآخِرَةَ قَد أَظَلّت فَاعمَل صَالِحاً جَعَلَنَا اللّهُ وَ إِيّاكَ مِمّن يَخَافُهُ بِالغَيبِ وَ يَعمَلُ لِرِضوَانِهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِإِنّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
صفحه : 77
5- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن نَضرِ بنِ شُعَيبٍ عَن خَالِدِ بنِ مَادٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ أَتَي مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع فَقَالَ أعَطنِيِ ميِراَثيِ مِن أَبِي فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع مَا تَرَكَ أَبُوكَ إِلّا سَبعَ مِائَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت مِن عَطَايَاهُ قَالَ فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ فَيَأتُونَ فيَسَألَوُنيّ فَلَا أَجِدُ بُدّاً مِن أَن أُجِيبَهُم قَالَ فأَعَطنِيِ مِن عِلمِ أَبِي فَقَالَ فَدَعَا الحُسَينُ ع قَالَ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِصَحِيفَةٍ تَكُونُ أَقَلّ مِن شِبرٍ أَو أَكبَرَ مِن أَربَعِ أَصَابِعَ قَالَ فَمُلِئتُ شَجَرَةً وَ نَحوَهُ عِلماً
6-خص ،[منتخب البصائر]سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ وَ زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع أَرسَلَ مُحَمّدُ ابنُ حَنَفِيّةَ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَخَلَا بِهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ قَد عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَتِ الوَصِيّةُ مِنهُ وَ الإِمَامَةُ مِن بَعدِهِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ثُمّ إِلَي الحُسَينِ ع وَ قَد قُتِلَ أَبُوكَ وَ لَم يُوصِ وَ أَنَا عَمّكَ وَ صِنوُ أَبِيكَ وَ ولِاَدتَيِ مِن عَلِيّ ع فِي سنِيّ وَ قدِمتَيِ وَ أَنَا أَحَقّ بِهَا مِنكَ فِي حَدَاثَتِكَ لَا تنُاَزعِنيِ فِي الوَصِيّةِ وَ الإِمَامَةِ وَ لَا تجُاَنبِنيِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَا عَمّ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَدّعِ مَا لَيسَ لَكَ بِحَقّ إنِيّ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ إِنّ أَبِي ع يَا عَمّ أَوصَي إلِيَّ فِي ذَلِكَ قَبلَ أَن يَتَوَجّهَ إِلَي العِرَاقِ وَ عَهِدَ إلِيَّ فِي ذَلِكَ قَبلَ أَن يُستَشهَدَ بِسَاعَةٍ وَ هَذَا سِلَاحُ رَسُولِ اللّهِص عنِديِ فَلَا تَتَعَرّض لِهَذَا فإَنِيّ أَخَافُ عَلَيكَ نَقصَ العُمُرِ وَ تَشَتّتَ الحَالِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمَا صَنَعَ الحَسَنُ مَعَ مُعَاوِيَةَ أَبَي أَن يَجعَلَ الوَصِيّةَ وَ الإِمَامَةَ إِلّا فِي عَقِبِ الحُسَينِ ع فَإِن رَأَيتَ أَن تَعلَمَ ذَلِكَ فَانطَلِق بِنَا إِلَي الحَجَرِ الأَسوَدِ حَتّي نَتَحَاكَمَ إِلَيهِ وَ نَسأَلَهُ عَن ذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ كَانَ الكَلَامُ بَينَهُمَا بِمَكّةَ
صفحه : 78
فَانطَلَقَا حَتّي أَتَيَا الحَجَرَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ آتِهِ يَا عَمّ وَ ابتَهِل إِلَي اللّهِ تَعَالَي أَن يُنطِقَ لَكَ الحَجَرَ ثُمّ سَلهُ عَمّا ادّعَيتَ فَابتَهِل فِي الدّعَاءِ وَ سَأَلَ اللّهَ ثُمّ دَعَا الحَجَرَ فَلَم يُجِبهُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أَمَا إِنّكَ يَا عَمّ لَو كُنتَ وَصِيّاً وَ إِمَاماً لَأَجَابَكَ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدٌ فَادعُ أَنتَ يَا ابنَ أخَيِ فَاسأَلهُ فَدَعَا اللّهَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع بِمَا أَرَادَهُ ثُمّ قَالَ أَسأَلُكَ باِلذّيِ جَعَلَ فِيكَ مِيثَاقَ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ وَ مِيثَاقَ النّاسِ أَجمَعِينَ لَمّا أَخبَرتَنَا مَنِ الإِمَامُ وَ الوصَيِّ بَعدَ الحُسَينِ ع فَتَحَرّكَ الحَجَرُ حَتّي كَادَ أَن يَزُولَ عَن مَوضِعِهِ ثُمّ أَنطَقَهُ اللّهُ بِلِسَانٍ عرَبَيِّ مُبِينٍ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّ الوَصِيّةَ وَ الإِمَامَةَ بَعدَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ابنِ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص فَانصَرَفَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ابنُ الحَنَفِيّةِ وَ هُوَ يَقُولُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ
7- أَقُولُ ذَكَرَ الصّدُوقُ فِي كِتَابِ إِكمَالِ الدّينِ فِي بَيَانِ خَطَاءِ الكِيسَانِيّةِ أَنّ السّيّدَ بنَ مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ اعتَقَدَ ذَلِكَ وَ قَالَ فِيهِ
أَلَا إِنّ الأَئِمّةَ مِن قُرَيشٍ | وُلَاةُ الأَمرِ أَربَعَةٌ سَوَاءٌ |
عَلِيّ وَ الثّلَاثَةُ مِن بَنِيهِ | هُم أَسبَاطُنَا وَ الأَوصِيَاءُ |
فَسِبطٌ سِبطُ إِيمَانٍ وَ بِرّ | وَ سِبطٌ قَد حَوَتهُ كَربَلَاءُ |
وَ سِبطٌ لَا يَذُوقُ المَوتَ حَتّي | يَقُودَ الجَيشَ يَقدُمُهُ اللّوَاءُ |
يَغِيبُ فَلَا يَرَي عَنّا زَمَاناً | بِرَضوَي عِندَهُ عَسَلٌ وَ مَاءٌ |
وَ قَالَ فِيهِ السّيّدُ أَيضاً
أَيَا شِعبَ رَضوَي مَا لِمَن بِكَ لَا يُرَي | فَحَتّي مَتَي تَخفَي وَ أَنتَ قَرِيبٌ |
فَلَو غَابَ عَنّا عُمرَ نُوحٍ لَأَيقَنَت | مِنّا النّفُوسُ بِأَنّهُ سَيَئَوُبُ |
وَ قَالَ فِيهِ السّيّدُ أَيضاً
أَلَا حيَّ المُقِيمِ بِشِعبِ رَضوَي | وَ أَهدِ لَهُ بِمَنزِلِهِ سَلَاماً |
صفحه : 79
وَ قُل يَا ابنَ الوصَيِّ فَدَتكَ نفَسيِ | أَطَلتَ بِذَلِكَ الجَبَلَ المُقَامَا |
أَضَرّ بِمَعشَرٍ وَالُوكَ مِنّا | وَ سَمّوكَ الخَلِيفَةَ وَ الإِمَامَا |
فَمَا ذَاقَ ابنُ خَولَةَ طَعمَ مَوتٍ | وَ لَا وَارَت لَهُ أَرضٌ عِظَاماً |
فَلَم يَزَلِ السّيّدُ ضَالّا فِي أَمرِ الغَيبَةِ يَعتَقِدُهَا فِي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ابنِ الحَنَفِيّةِ حَتّي لقَيَِ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع وَ رَأَي مِنهُ عَلَامَاتِ الإِمَامَةِ وَ شَاهَدَ مِنهُ دَلَالَاتِ الوَصِيّةِ فَسَأَلَهُ عَنِ الغَيبَةِ وَ ذَكَرَ لَهُ أَنّهَا حَقّ وَ أَنّهَا تَقَعُ باِلثاّنيِ عَشَرَ مِنَ الأَئِمّةِ ع وَ أَخبَرَهُ بِمَوتِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ابنِ الحَنَفِيّةِ وَ أَنّ أَبَاهُ شَاهَدَ دَفنَهُ فَرَجَعَ السّيّدُ عَن مَقَالَتِهِ وَ استَغفَرَ مِنِ اعتِقَادِهِ وَ رَجَعَ إِلَي الحَقّ عِندَ اتّضَاحِهِ وَ دَانَ بِالإِمَامَةِ
8- حَدّثَنَا ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ رَوحٍ عَن حَيّانَ السّرّاجِ قَالَ سَمِعتُ السّيّدَ بنَ مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ يَقُولُكُنتُ أَقُولُ بِالغُلُوّ وَ أَعتَقِدُ غَيبَةَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ابنِ الحَنَفِيّةِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَد ظَلِلتُ فِي ذَلِكَ زَمَاناً فَمَنّ اللّهُ عَلَيّ بِالصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ أنَقذَنَيِ بِهِ مِنَ النّارِ وَ هدَاَنيِ إِلَي سَوَاءِ الصّرَاطِ فَسَأَلتُهُ بَعدَ مَا صَحّ عنِديِ بِالدّلَائِلِ التّيِ شَاهَدتُهَا مِنهُ أَنّهُ حُجّةُ اللّهِ عَلَيّ وَ عَلَي جَمِيعِ أَهلِ زَمَانِهِ وَ أَنّهُ الإِمَامُ ألّذِي فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُ وَ أَوجَبَ الِاقتِدَاءَ بِهِ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد روُيَِ لَنَا أَخبَارٌ عَن آبَائِكَ ع فِي الغَيبَةِ وَ صِحّةِ كَونِهَا فأَخَبرِنيِ بِمَن يَقَعُ فَقَالَ ع سَتَقَعُ بِالسّادِسِ مِن ولُديِ وَ هُوَ الثاّنيِ عَشَرَ مِنَ الأَئِمّةِ الهُدَاةِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَوّلُهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ آخِرُهُمُ القَائِمُ بِالحَقّ بَقِيّةُ اللّهِ فِي الأَرضِ وَ صَاحِبُ الزّمَانِ وَ اللّهِ لَو بقَيَِ فِي غَيبَتِهِ مَا بقَيَِ نُوحٌ فِي قَومِهِ لَم يَخرُج مِنَ الدّنيَا حَتّي يَظهَرَ فَيَملَأَ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا
صفحه : 80
مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً قَالَ السّيّدُ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ مِن موَلاَيَ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع تُبتُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ عَلَي يَدَيهِ
9- أَقُولُ أُورِدُ قَصِيدَةً عَنِ السّيّدِ فِي ذَلِكَ وَ قَد أَورَدنَاهَا فِي بَابِ أَحوَالِ مدَاَحيِ الصّادِقِ ع ثُمّ قَالَ وَ كَانَ حَيّانُ السّرّاجُ الراّويِ لِهَذَا الحَدِيثِ مِنَ الكِيسَانِيّةِ وَ مَتَي صَحّ مَوتُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ابنِ الحَنَفِيّةِ بَطَلَ أَن تَكُونَ الغَيبَةُ التّيِ رُوِيَت فِي الأَخبَارِ وَاقِعَةً بِهِ فَمِمّا روُيَِ فِي وَفَاةِ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ مَا حَدّثَنَا بِهِ مُحَمّدُ بنُ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ العَلَاءِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ القزَويِنيِّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن جَعفَرِ بنِ مُختَارٍ قَالَ دَخَلَ حَيّانُ السّرّاجُ عَلَي الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ لَهُ يَا حَيّانُ مَا يَقُولُ أَصحَابُكَ فِي مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ يَقُولُونَ حيَّ يُرزَقُ فَقَالَ الصّادِقُ حدَثّنَيِ أَبِي ع أَنّهُ كَانَ فِيمَن عَادَهُ فِي مَرَضِهِ وَ فِيمَن غَمّضَهُ وَ أَدخَلَهُ حُفرَتَهُ وَ زَوّجَ نِسَاءَهُ وَ قَسّمَ مِيرَاثَهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إِنّمَا مَثَلُ مُحَمّدٍ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ شُبّهَ أَمرُهُ لِلنّاسِ فَقَالَ الصّادِقُ ع شُبّهَ أَمرُهُ عَلَي أَولِيَائِهِ أَو عَلَي أَعدَائِهِ قَالَ بَل عَلَي أَعدَائِهِ قَالَ أَ تَزعُمُ أَنّ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ البَاقِرَ عَدُوّ عَمّهِ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ فَقَالَ لَا ثُمّ قَالَ الصّادِقُ ع يَا حَيّانُ إِنّكُم صَدَفتُم عَن آيَاتِ اللّهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيسنَجَزيِ الّذِينَ يَصدِفُونَ عَن آياتِنا سُوءَ العَذابِ بِما كانُوا يَصدِفُونَ
10-كش ،[رجال الكشي] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَ وَ حدَثّنَيِ عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ وَ يَعقُوبُ بنُ يَزِيدَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ القلَاَنسِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ قَالَدَخَلَ حَيّانُ السّرّاجُ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ
صفحه : 81
وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ فَتُبتُ إِلَي اللّهِ مِن كَلَامِ حَيّانَ ثَلَاثِينَ يَوماً
11- ك ،[إكمال الدين ] وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَا مَاتَ مُحَمّدُ ابنُ الحَنَفِيّةِ حَتّي أَقَرّت لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع وَ كَانَت وَفَاةُ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ سَنَةَ أَربَعٍ وَ ثَمَانِينَ مِنَ الهِجرَةِ
12- ير،[بصائر الدرجات ]أَيّوبُ بنُ نُوحٍ عَن صَفوَانَ عَن مَروَانَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذَكَرنَا خُرُوجَ الحُسَينِ وَ تَخَلّفَ ابنِ الحَنَفِيّةِ عَنهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حَمزَةُ إنِيّ سَأُحَدّثُكَ فِي هَذَا الحَدِيثِ وَ لَا تَسأَل عَنهُ بَعدَ مَجلِسِنَا هَذَا إِنّ الحُسَينَ لَمّا فَصَلَ مُتَوَجّهاً دَعَا بِقِرطَاسٍ وَ كَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ إِلَي بنَيِ هَاشِمٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ مَن لَحِقَ بيِ مِنكُم استُشهِدَ معَيِ وَ مَن تَخَلّفَ لَم يَبلُغِ الفَتحَ وَ السّلَامُ
قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حمزة بن حمران مثله بيان قوله ع لم يبلغ الفتح أي لم يبلغ مايتمناه من فتوح الدنيا والتمتع بها وظاهر هذاالجواب ذمه ويحتمل أن يكون المعني أنه ع خيرهم في ذلك فلاإثم علي من تخلف وسيأتي بعض الكلام في ذلك في أحوال الحسين ع وسنعيد بعض أحواله عندذكر أحوال المختار
13-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَمّا ألّذِي يَدُلّ عَلَي فَسَادِ قَولِ الكِيسَانِيّةِ القَائِلِينَ بِإِمَامَةِ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ فَأَشيَاءُ مِنهَا أَنّهُ لَو كَانَ إِمَاماً مَقطُوعاً عَلَي عِصمَتِهِ لَوَجَبَ أَن يَكُونَ مَنصُوصاً عَلَيهِ نَصّاً صَرِيحاً لِأَنّ العِصمَةَ لَا تُعلَمُ إِلّا بِالنّصّ وَ هُم لَا يَدّعُونَ نَصّاً صَرِيحاً وَ إِنّمَا يَتَعَلّقُونَ بِأُمُورٍ ضَعِيفَةٍ دَخَلَت عَلَيهِم فِيهَا شُبهَةٌ لَا يَدُلّ عَلَي النّصّ نَحوُ
صفحه : 82
إِعطَاءِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِيّاهُ الرّايَةَ يَومَ البَصرَةِ وَ قَولُهُ أَنتَ ابنيِ حَقّاً مَعَ كَونِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع ابنَيهِ وَ لَيسَ فِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَي إِمَامَتِهِ عَلَي وَجهٍ وَ إِنّمَا يَدُلّ عَلَي فَضلِهِ وَ مَنزِلَتِهِ عَلَي أَنّ الشّيعَةَ ترَويِ أَنّهُ جَرَي بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع كَلَامٌ فِي استِحقَاقِ الإِمَامَةِ فَتَحَاكَمَا إِلَي الحَجَرِ فَشَهِدَ الحَجَرُ لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع بِالإِمَامَةِ فَكَانَ ذَلِكَ مُعجِزاً لَهُ فَسَلّمَ لَهُ الأَمرَ وَ قَالَ بِإِمَامَتِهِ وَ الخَبَرُ بِذَلِكَ مَشهُورٌ عِندَ الإِمَامِيّةِ لِأَنّهُم رَوَوا أَنّ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ نَازَعَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع فِي الإِمَامَةِ وَ ادّعَي أَنّ الأَمرَ أفُضيَِ إِلَيهِ بَعدَ أَخِيهِ الحُسَينِ فَنَاظَرَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ احتَجّ عَلَيهِ بآِيٍ مِنَ القُرآنِ كَقَولِهِوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ وَ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ جَرَت فِي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ وُلدِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ أُحَاجّكَ إِلَي الحَجَرِ الأَسوَدِ فَقَالَ لَهُ كَيفَ تحُاَجنّيِ إِلَي حَجَرٍ لَا يَسمَعُ وَ لَا يُجِيبُ فَأَعلَمَهُ أَنّهُ يَحكُمُ بَينَهُمَا فَمَضَيَا حَتّي انتَهَيَا إِلَي الحَجَرِ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ لِمُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ تَقَدّم وَ كَلّمهُ فَتَقَدّمَ إِلَيهِ فَوَقَفَ حِيَالَهُ وَ تَكَلّمَ ثُمّ أَمسَكَ ثُمّ تَقَدّمَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتُوبِ فِي سُرَادِقِ العَظَمَةِ ثُمّ دَعَا بَعدَ ذَلِكَ وَ قَالَ لَمّا أَنطَقتَ ذَلِكَ الحَجَرَ ثُمّ قَالَ أَسأَلُكَ باِلذّيِ جَعَلَ فِيكَ مَوَاثِيقَ العِبَادِ وَ الشّهَادَةَ لِمَن وَافَاكَ لَمّا أَخبَرتَ لِمَنِ الإِمَامَةُ وَ الوَصِيّةُ فَزَعزَعَ الحَجَرُ ثُمّ كَادَ أَن يَزُولَ ثُمّ أَنطَقَهُ اللّهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ سَلّمِ الإِمَامَةَ لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع فَرَجَعَ مُحَمّدٌ عَن مُنَازَعَتِهِ وَ سَلّمَهَا إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ مِنهَا تَوَاتُرُ الشّيعَةِ الإِمَامِيّةِ بِالنّصّ عَلَيهِ مِن أَبِيهِ وَ جَدّهِ وَ هيَِ مَوجُودَةٌ فِي كُتُبِهِم فِي الأَخبَارِ لَا نَطُولُ بِذِكرِهِ الكِتَابَ وَ مِنهَا الأَخبَارُ الوَارِدَةُ عَنِ النّبِيّص مِن جِهَةِ الخَاصّةِ وَ العَامّةِ عَلَي مَا سَنَذكُرُهُ
صفحه : 83
فِيمَا بَعدُ بِالنّصّ عَلَي إِمَامَةِ الاِثنيَ عَشَرَ وَ كُلّ مَن قَالَ بِإِمَامَتِهِم قَطَعَ عَلَي وَفَاةِ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ وَ سِيَاقَةِ الإِمَامَةِ إِلَي صَاحِبِ الزّمَانِ ع وَ مِنهَا انقِرَاضُ هَذِهِ الفُرقَةِ فَإِنّهُ لَم يَبقَ فِي الدّنيَا فِي وَقتِنَا وَ لَا قَبلَهُ بِزَمَانٍ طَوِيلٍ قَائِلٌ يَقُولُ بِهِ وَ لَو كَانَ ذَلِكَ حَقّاً لَمَا جَازَ انقِرَاضُهُ فَإِن قِيلَ كَيفَ يُعلَمُ انقِرَاضُهُم وَ هَلّا جَازَ أَن يَكُونَ فِي بَعضِ البِلَادِ البَعِيدَةِ وَ جَزَائِرِ البَحرِ وَ أَطرَافِ الأَرضِ أَقوَامٌ يَقُولُونَ بِهَذَا القَولِ كَمَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي أَطرَافِ الأَرضِ مَن يَقُولُ بِمَذهَبِ الحَسَنِ فِي أَنّ مُرتَكِبَ الكَبِيرَةِ مُنَافِقٌ فَلَا يُمكِنُ ادّعَاءُ انقِرَاضِ هَذِهِ الفِرقَةِ وَ إِنّمَا كَانَ يُمكِنُ العِلمُ لَو كَانَ المُسلِمُونَ فِيهِم قِلّةً وَ العُلَمَاءُ مَحصُورِينَ فَأَمّا الآنَ وَ قَدِ انتَشَرَ الإِسلَامُ وَ كَثُرَ العُلَمَاءُ فَمِن أَينَ يُعلَمُ ذَلِكَ قَولُنَا هَذَا يؤُدَيّ إِلَي أَن لَا يُمكِنَ العِلمُ بِإِجمَاعِ الأُمّةِ عَلَي قَولٍ وَ لَا مَذهَبٍ بِأَن يُقَالَ لَعَلّ فِي أَطرَافِ الأَرضِ مَن يُخَالِفُ ذَلِكَ وَ يَلزَمُ أَن يَجُوزَ أَن يَكُونَ فِي أَطرَافِ الأَرضِ مَن يَقُولُ إِنّ البَرَدَ لَا يَنقُضُ الصّومَ وَ أَنّهُ يَجُوزُ لِلصّائِمِ أَن يَأكُلَ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ لِأَنّ الأَوّلَ كَانَ مَذهَبَ أَبِي طَلحَةَ الأنَصاَريِّ وَ الثاّنيِ مَذهَبُ الحُذَيفَةِ وَ الأَعمَشِ وَ كَذَلِكَ مَسَائِلُ كَثِيرَةٌ مِنَ الفِقهِ كَانَ الخُلفُ فِيهَا وَاقِعاً بَينَ الصّحَابَةِ وَ التّابِعِينَ ثُمّ زَالَ الخُلفُ فِيمَا بَعدُ وَ اجتَمَعَ أَهلُ الأَعصَارِ عَلَي خِلَافِهِ فيَنَبغَيِ أَن يُشَكّ فِي ذَلِكَ وَ لَا نَثِقَ بِالإِجمَاعِ عَلَي مَسأَلَةٍ سَبَقَ الخِلَافُ فِيهَا وَ هَذَا طَعنُ مَن يَقُولُ إِنّ الإِجمَاعَ لَا يُمكِنُ مَعرِفَتُهُ وَ لَا التّوَصّلُ إِلَيهِ وَ الكَلَامُ فِي ذَلِكَ لَا يَختَصّ هَذِهِ المَسأَلَةَ فَلَا وَجهَ لِإِيرَادِهِ هَاهُنَا ثُمّ إِنّا نَعلَمُ أَنّ الأَنصَارَ طَلَبَتِ الإِمرَةَ وَ دَفَعَهُمُ المُهَاجِرُونَ عَنهَا ثُمّ رَجَعَتِ الأَنصَارُ إِلَي قَولِ المُهَاجِرِينَ عَلَي قَولِ المُخَالِفِ فَلَو أَنّ قَائِلًا قَالَ يَجُوزُ عَقدُ الإِمَامَةِ لِمَن كَانَ مِنَ الأَنصَارِ لِأَنّ الخِلَافَ سَبَقَ فِيهِ وَ لَعَلّ فِي أَطرَافِ الأَرضِ مَن يَقُولُ بِهِ فَمَا كَانَ يَكُونُ جَوَابَهُم فِيهِ فأَيَّ شَيءٍ قَالُوهُ فَهُوَ جَوَابُنَا بِعَينِهِ فَلَا نَطُولُ بِذِكرِهِ فَإِن قِيلَ إِذَا كَانَ الإِجمَاعُ عِندَكُم إِنّمَا يَكُونُ حُجّةً لِكَونِ المَعصُومِ فِيهِ فَمِن أَينَ تَعلَمُونَ
صفحه : 84
دُخُولَ قَولِهِ فِي جُملَةِ أَقوَالِ الأُمّةِ وَ هَلّا جَازَ أَن يَكُونَ قَولُهُ مُنفَرِداً عَنهُم فَلَا تَتَيَقّنُوَن بِالإِجمَاعِ قُلنَا المَعصُومُ إِذَا كَانَ مِن جُملَةِ عُلَمَاءِ الأُمّةِ فَلَا بُدّ أَن يَكُونَ قَولُهُ مَوجُوداً فِي جُملَةِ أَقوَالِ العُلَمَاءِ لِأَنّهُ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَولُهُ مُنفَرِداً مُظهِراً لِلكُفرِ فَإِنّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ عَلَيهِ فَإِذاً لَا بُدّ أَن يَكُونَ قَولُهُ فِي جُملَةِ الأَقوَالِ وَ إِن شَكَكنَا فِي أَنّهُ الإِمَامُ فَإِذَا اعتَبَرنَا أَقوَالَ الأُمّةِ وَ وَجَدنَا بَعضَ العُلَمَاءِ يُخَالِفُ فِيهِ فَإِن كُنّا نَعرِفُهُ وَ نَعرِفُ مَولِدَهُ وَ مَنشَأَهُ لَم نَعتَدّ بِقَولِهِ لِعِلمِنَا أَنّهُ لَيسَ بِإِمَامٍ وَ إِن شَكَكنَا فِي نَسَبِهِ لَم يَكُنِ المَسأَلَةُ إِجمَاعِيّاً فَعَلَي هَذَا أَقوَالُ العُلَمَاءِ مِنَ الأُمّةِ اعتَبَرنَاهَا فَلَم نَجِد فِيهِم قَائِلًا بِهَذَا المَذهَبِ ألّذِي هُوَ مَذهَبُ الكِيسَانِيّةِ أَوِ الوَاقِفِيّةِ وَ إِن وَجَدنَا فَرضاً وَاحِداً أَوِ اثنَينِ فَإِنّا نَعلَمُ مَنشَأَهُ وَ مَولِدَهُ فَلَا يُعتَدّ بِقَولِهِ وَ اعتَبَرنَا أَقوَالَ البَاقِينَ الّذِينَ نَقطَعُ عَلَي كَونِ المَعصُومِ فِيهِم فَسَقَطَت هَذِهِ الشّبهَةُ عَلَي هَذَا التّحرِيرِ وَ بَانَ وَهنُهَا
14-يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن دِعبِلٍ الخزُاَعيِّ قَالَ حَدّثَنَا الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَكُنتُ عِندَ أَبِيَ البَاقِرِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشّيعَةِ وَ فِيهِم جَابِرُ بنُ يَزِيدَ فَقَالُوا هَل رضَيَِ أَبُوكَ عَلِيّ بِإِمَامَةِ الأَوّلِ وَ الثاّنيِ قَالَ أللّهُمّ لَا قَالُوا فَلِمَ نَكَحَ مِن سَبيِهِم خَولَةَ الحَنَفِيّةَ إِذَا لَم يَرضَ بِإِمَامَتِهِم فَقَالَ البَاقِرُ ع امضِ يَا جَابِرَ بنَ يَزِيدَ إِلَي مَنزِلِ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ فَقُل لَهُ إِنّ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ يَدعُوكَ قَالَ جَابِرُ بنُ يَزِيدَ فَأَتَيتُ مَنزِلَهُ وَ طَرَقتُ عَلَيهِ البَابَ فنَاَداَنيِ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ مِن دَاخِلِ الدّارِ اصبِر يَا جَابِرَ بنَ يَزِيدَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ أَينَ عِلمُ جَابِرٍ الأنَصاَريِّ أنَيّ جَابِرُ بنُ يَزِيدَ وَ لَا يَعرِفُ الدّلَائِلَ إِلّا الأَئِمّةُ مِن آلِ مُحَمّدٍ ع وَ اللّهِ لَأَسأَلَنّهُ إِذَا خَرَجَ إلِيَّ فَلَمّا خَرَجَ قُلتُ لَهُ مِن أَينَ عَلِمتَ أنَيّ جَابِرٌ
صفحه : 85
وَ أَنَا عَلَي البَابِ وَ أَنتَ دَاخِلُ الدّارِ قَالَ خبَرّنَيِ موَلاَيَ البَاقِرُ ع البَارِحَةَ أَنّكَ تَسأَلُهُ عَنِ الحَنَفِيّةِ فِي هَذَا اليَومِ وَ أَنَا أَبعَثُهُ إِلَيكَ يَا جَابِرُ بُكرَةَ غَدٍ وَ أَدعُوكَ فَقُلتُ صَدَقتَ قَالَ سِر بِنَا فَسِرنَا جَمِيعاً حَتّي أَتَينَا المَسجِدَ فَلَمّا بَصُرَ موَلاَيَ البَاقِرُ ع بِنَا وَ نَظَرَ إِلَينَا قَالَ لِلجَمَاعَةِ قُومُوا إِلَي الشّيخِ فَاسأَلُوهُ حَتّي يُنَبّئَكُم بِمَا سَمِعَ وَ رَأَي فَقَالُوا يَا جَابِرُ هَل رَاضٍ إِمَامُكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِإِمَامَةِ مَن تَقَدّمَ قَالَ أللّهُمّ لَا قَالُوا فَلِمَ نَكَحَ مِن سَبيِهِم إِذ لَم يَرضَ بِإِمَامَتِهِم قَالَ جَابِرٌ آه آه لَقَد ظَنَنتُ أنَيّ أَمُوتُ وَ لَا أُسأَلُ عَن هَذَا إِذ سأَلَتمُوُنيِ فَاسمَعُوا وَ عُوا حَضَرتُ السبّيَ وَ قَد أُدخِلَتِ الحَنَفِيّةُ فِيمَن أُدخِلَ فَلَمّا نَظَرَت إِلَي جَمِيعِ النّاسِ عَدَلَت إِلَي تُربَةِ رَسُولِ اللّهِص فَرَنّت وَ زَفَرَت زَفرَةً وَ أَعلَنَت بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ ثُمّ نَادَتِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِص وَ عَلَي أَهلِ بَيتِكَ مِن بَعدِكَ هَؤُلَاءِ أُمّتُكَ سُبِينَا[سَبَتنَا]سبَيَ النّوبِ وَ الدّيلَمِ وَ اللّهِ مَا كَانَ لَنَا إِلَيهِم مِن ذَنبٍ إِلّا المَيلُ إِلَي أَهلِ بَيتِكَ فَجَعَلَتِ الحَسَنَةَ سَيّئَةً وَ السّيّئَةَ حَسَنَةً فَسُبِينَا[فَسَبَتنَا] ثُمّ انعَطَفَت إِلَي النّاسِ وَ قَالَت لِمَ سَبَيتُمُونَا وَ قَد أَقرَرنَا بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص قَالُوا مَنَعتُمُونَا الزّكَاةَ قَالَت هَبِ الرّجَالُ مَنَعُوكُم فَمَا بَالُ النّسوَانِ فَسَكَتَ المُتَكَلّمُ كَأَنّمَا أُلقِمَ حَجَراً ثُمّ ذَهَبَ إِلَيهَا طَلحَةُ وَ خَالِدٌ يَرمِيَانِ فِي التّزوِيجِ إِلَيهَا ثَوبَينِ
صفحه : 86
فَقَالَت لَستُ بِعُريَانَةٍ فتَكَسوُنيّ قِيلَ إِنّهُمَا يُرِيدَانِ أَن يَتَزَايَدَا عَلَيكِ فَأَيّهُمَا زَادَ عَلَي صَاحِبِهِ أَخَذَكِ مِنَ السبّيِ قَالَت هَيهَاتَ وَ اللّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً وَ لَا يمَلكِنُيِ وَ لَا يَكُونُ لِي بِبَعلٍ إِلّا مَن يخُبرِنُيِ بِالكَلَامِ ألّذِي قُلتُهُ سَاعَةَ خَرَجتُ مِن بَطنِ أمُيّ فَسَكَتَ النّاسُ يَنظُرُ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ وَ وَرَدَ عَلَيهِم مِن ذَلِكَ الكَلَامِ مَا أَبهَرَ عُقُولَهُم وَ أَخرَسَ أَلسِنَتَهُم وَ بقَيَِ القَومُ فِي دَهَشَةٍ مِن أَمرِهَا فَقَالَ أَبُو بَكرٍ مَا لَكُم يَنظُرُ بَعضُكُم إِلَي بَعضٍ قَالَ الزّبَيرُ لِقَولِهَا ألّذِي سَمِعتَ قَالَ أَبُو بَكرٍ مَا هَذَا الأَمرُ ألّذِي أَحصَرَ أَفهَامَكُم إِنّهَا جَارِيَةٌ مِن سَادَاتِ قَومِهَا وَ لَم يَكُن لَهَا عَادَةٌ بِمَا لَقِيَت وَ رَأَت فَلَا شَكّ أَنّهَا دَاخَلَهَا الفَزَعُ وَ تَقُولُ مَا لَا تَحصِيلَ لَهُ فَقَالَت رَمَيتَ بِكَلَامِكَ غَيرَ مرَميِّ وَ اللّهِ مَا داَخلَنَيِ فَزَعٌ وَ لَا جَزَعٌ وَ وَ اللّهِ مَا قُلتُ إِلّا حَقّاً وَ لَا نَطَقتُ إِلّا فَصلًا وَ لَا بُدّ أَن يَكُونَ كَذَلِكَ وَ حَقّ صَاحِبِ هَذَا البَنِيّةِ مَا كَذَبتُ ثُمّ سَكَتَت وَ أَخَذَ طَلحَةُ وَ خَالِدٌ ثَوبَيهِمَا وَ هيَِ قَد جَلَسَت نَاحِيَةً مِنَ القَومِ فَدَخَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَذَكَرُوا لَهُ حَالَهَا فَقَالَ ع هيَِ صَادِقَةٌ فِيمَا قَالَت وَ كَانَ حَالَتُهَا وَ قِصّتُهَا كَيتَ وَ كَيتَ فِي حَالِ وِلَادَتِهَا وَ قَالَ إِنّ كُلّ مَا تَكَلّمَت بِهِ فِي حَالِ خُرُوجِهَا مِن بِطنِ أُمّهَا هُوَ كَذَا وَ كَذَا وَ كُلّ ذَلِكَ مَكتُوبٌ عَلَي لَوحٍ مَعَهَا فَرَمَت بِاللّوحِ إِلَيهِم لَمّا سَمِعَت كَلَامَهُ ع فَقَرَءُوهَا عَلَي مَا حَكَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَا يَزِيدُ حَرفاً وَ لَا يَنقُصُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ خُذهَا يَا أَبَا الحَسَنِ بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِيهَا فَوَثَبَ سَلمَانُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا لِأَحَدٍ هَاهُنَا مِنّةٌ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بَل لِلّهِ المِنّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ مَا أَخَذَهَا إِلّا بِمُعجِزِهِ البَاهِرِ وَ عِلمِهِ القَاهِرِ وَ فَضلِهِ
صفحه : 87
ألّذِي يَعجِزُ عَنهُ كُلّ ذيِ فَضلٍ ثُمّ قَالَ المِقدَادُ مَا بَالُ أَقوَامٍ قَد أَوضَحَ اللّهُ لَهُمُ الطّرِيقَ لِلهِدَايَةِ فَتَرَكُوهُ وَ أَخَذُوا طَرِيقَ العَمَي وَ مَا مِن قَومٍ إِلّا وَ تَبَيّنَ لَهُم فِيهِ دَلَائِلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قَالَ أَبُو ذَرّ وَا عَجَبَا لِمَن يُعَانِدُ الحَقّ وَ مَا مِن وَقتٍ إِلّا وَ يَنظُرُ إِلَي بَيَانِهِ أَيّهَا النّاسُ قَد تَبَيّنَ لَكُم فَضلُ أَهلِ الفَضلِ ثُمّ قَالَ يَا فُلَانُ أَ تَمُنّ عَلَي أَهلِ الحَقّ بِحَقّهِم وَ هُم بِمَا فِي يَدَيكَ أَحَقّ وَ أَولَي وَ قَالَ عَمّارٌ أُنَاشِدُكُم بِاللّهِ أَ مَا سَلّمنَا عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ هَذَا عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَزَجَرَهُ عُمَرُ عَنِ الكَلَامِ فَقَامَ أَبُو بَكرٍ فَبَعَثَ عَلِيّ ع خَولَةَ إِلَي بَيتِ أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ قَالَ لَهَا خذُيِ هَذِهِ المَرأَةَ وَ أكَرمِيِ مَثوَاهَا فَلَم تَزَل خَولَةُ عِندَ أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ إِلَي أَن قَدِمَ أَخُوهَا فَتَزَوّجَهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَكَانَ الدّلِيلَ عَلَي عِلمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ فَسَادَ مَا يُورِدُهُ القَومُ مِن سَبيِهِم وَ أَنّهُ ع تَزَوّجَهَا نِكَاحاً فَقَالَتِ الجَمَاعَةُ يَا جَابِرُ أَنقَذَكَ اللّهُ مِن حَرّ النّارِ كَمَا أَنقَذتَنَا مِن حَرَارَةِ الشّكّ
15-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَمَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَنِيهِ وَ هُم اثنَا عَشَرَ ذَكَراً فَقَالَ لَهُم إِنّ اللّهَ أَحَبّ أَن يَجعَلَ فِيّ سُنّةً مِن يَعقُوبَ إِذ جَمَعَ بَنِيهِ وَ هُمُ اثنَا عَشَرَ ذَكَراً فَقَالَ لَهُم إنِيّ أوُصيِ إِلَي يُوسُفَ فَاسمَعُوا لَهُ وَ أَطِيعُوا وَ أَنَا أوُصيِ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَاسمَعُوا لَهُمَا وَ أَطِيعُوا فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ ابنُهُ دُونَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ يعَنيِ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ فَقَالَ لَهُ أَ جُرأَةً عَلَيّ فِي حيَاَتيِ كأَنَيّ بِكَ قَد وُجِدتَ مَذبُوحاً فِي فُسطَاطِكَ لَا يُدرَي مَن قَتَلَكَ فَلَمّا كَانَ فِي زَمَانِ المُختَارِ أَتَاهُ فَقَالَ لَستَ هُنَاكَ فَغَضِبَ فَذَهَبَ إِلَي مُصعَبِ بنِ الزّبَيرِ وَ هُوَ بِالبَصرَةِ فَقَالَ ولَنّيِ قِتَالَ أَهلِ الكُوفَةِ فَكَانَ عَلَي مُقَدّمَةِ مُصعَبٍ فَالتَقَوا بِحَرُورَاءَ فَلَمّا
صفحه : 88
حَجَزَ اللّيلُ بَينَهُم أَصبَحُوا وَ قَد وَجَدُوهُ مَذبُوحاً فِي فُسطَاطِهِ لَا يُدرَي مَن قَتَلَهُ
بيان أتاه أي أتي عبد الله المختار ليبايع المختار له بالإمامة فقال المختار له لست هناك أي لاتستحق الإمامة
16- يج ،[الخرائج والجرائح ]الصّفّارُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن جُذعَانَ بنِ نَصرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعَدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّوَيهِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الربّيِبيِّ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ قَالَ قِيلَ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّاسَ يَحتَجّونَ عَلَينَا وَ يَقُولُونَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع زَوّجَ فُلَاناً ابنَتَهُ أُمّ كُلثُومٍ وَ كَانَ مُتّكِئاً فَجَلَسَ وَ قَالَ أَ يَقُولُونَ ذَلِكَ إِنّ قَوماً يَزعُمُونَ ذَلِكَ لَا يَهتَدُونَ إِلَي سَوَاءِ السّبِيلِ سُبحَانَ اللّهِ مَا كَانَ يَقدِرُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَن يَحُولَ بَينَهُ وَ بَينَهَا فَيُنقِذَهَا كَذَبُوا وَ لَم يَكُن مَا قَالُوا إِنّ فُلَاناً خَطَبَ إِلَي عَلِيّ ع بِنتَهُ أُمّ كُلثُومٍ فَأَبَي عَلِيّ ع فَقَالَ لِلعَبّاسِ وَ اللّهِ لَئِن لَم تزُوَجّنيِ لَأَنتَزِعَنّ مِنكَ السّقَايَةَ وَ زَمزَمَ فَأَتَي العَبّاسُ عَلِيّاً فَكَلّمَهُ فَأَبَي عَلَيهِ فَأَلَحّ العَبّاسُ فَلَمّا رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَشَقّةَ كَلَامِ الرّجُلِ عَلَي العَبّاسِ وَ أَنّهُ سَيَفعَلُ بِالسّقَايَةِ مَا قَالَ أَرسَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي جِنّيّةٍ مِن أَهلِ نَجرَانَ يَهُودِيّةٍ يُقَالُ لَهَا سَحِيفَةُ بِنتُ جُرَيرِيَةَ فَأَمَرَهَا فَتَمَثّلَت فِي مِثَالِ أُمّ كُلثُومٍ وَ حُجِبَتِ الأَبصَارُ عَن أُمّ كُلثُومٍ وَ بَعَثَ بِهَا إِلَي الرّجُلِ فَلَم تَزَل عِندَهُ حَتّي إِنّهُ استَرَابَ بِهَا يَوماً فَقَالَ مَا فِي الأَرضِ أَهلُ بَيتٍ أَسحَرُ مِن بنَيِ هَاشِمٍ ثُمّ أَرَادَ أَن يُظهِرَ ذَلِكَ لِلنّاسِ فَقُتِلَ وَ حَوَتِ المِيرَاثَ وَ انصَرَفَت إِلَي نَجرَانَ وَ أَظهَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أُمّ كُلثُومٍ
17-سر،[السرائر] عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن صَفوَانَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَبَاهُ حَدّثَهُ أَنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع أَتَي مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ الأَكبَرَ قَالَ
صفحه : 89
إِنّ هَذَا الكَذّابَ أَرَاهُ يَكذِبُ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ عَلَينَا أَهلَ البَيتِ وَ ذَكَرَ أَنّهُ يَأتِيهِ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ ع فَقَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ يَا ابنَ أخَيِ أَتَاكَ بِهَذَا مَن يَصدُقُ قَالَ نَعَم قَالَ اذهَب فَاروِ عنَيّ لَا أَقُولُ هَذَا وَ إنِيّ أَبرَأُ مِمّن قَالَ بِهِ فَلَمّا انصَرَفَ مِن عِندِهِ دَخَلَ عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ وَ امرَأَتُهُ وَ سُرّيّتُهُ فَقَالَ لَهُ إِنّمَا أَتَاكَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بِهَذَا أَنّهُ حَسَدَكَ لِمَا يُبعَثُ بِهِ إِلَيكَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ لَا تَروِ عَلَيّ شَيئاً فَإِنّكَ إِن رَوَيتَ عنَيّ شَيئاً قُلتُ لَم أَقُلهُ
بيان المراد بالكذاب المختار قوله وذكر أنه أي ذكر المختار للناس أن محمد بن الحنفية يأتيه جبرئيل وميكائيل فلما خرج ع دخل علي ابن الحنفية ابنه وامرأته وسريته ليصرفوه عن رد المختار وتكذيبه لئلا ينقطع عنهم مايأتيهم من قبله من الأموال فلم يقبل منهم وبعث إلي المختار لاترو عني الأكاذيب بعد ذلك فإنك إن رويت عني قلت للناس إني لم أقله وإنه كاذب هذاتأويل للكلام يناسب حال محمد بن الحنفية و إلافظاهر الكلام أنه قبل منه ذلك وبعث إلي علي بن الحسين ع أن لاتقل ماأمرتك بروايته عني من تكذيب المختار وبراءتي منه و إلافأنا أكذبك في ذلك عند الناس
18-شا،[الإرشاد]أَولَادُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع سَبعَةٌ وَ عِشرُونَ وَلَداً ذَكَراً وَ أُنثَي الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ زَينَبُ الكُبرَي وَ زَينَبُ الصّغرَي المُكَنّاةُ بِأُمّ كُلثُومٍ أُمّهُم فَاطِمَةُ البَتُولُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ بِنتُ سَيّدِ المُرسَلِينَ وَ خَاتَمِ النّبِيّينَ مُحَمّدٍ النّبِيّص وَ مُحَمّدٍ المُكَنّي بأِبَيِ القَاسِمِ أُمّهُ خَولَةُ بِنتُ جَعفَرِ بنِ قَيسٍ الحَنَفِيّةُ وَ عُمَرُ وَ رُقَيّةُ كانوا[كَانَا]تَوأَمَينِ وَ أُمّهُمَا أُمّ حَبِيبٍ بِنتُ رَبِيعَةَ وَ العَبّاسُ وَ جَعفَرٌ وَ عُثمَانُ وَ عَبدُ اللّهِ الشّهَدَاءُ مَعَ أَخِيهِمُ الحُسَينِ ع بِطَفّ كَربَلَاءَ أُمّهُم أُمّ البَنِينَ بِنتُ حِزَامِ بنِ خَالِدِ بنِ دَارِمٍ وَ مُحَمّدٌ الأَصغَرُ
صفحه : 90
المُكَنّي بأِبَيِ بَكرٍ وَ عَبدُ اللّهِ الشّهِيدَانِ مَعَ أَخِيهِمَا الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع بِالطّفّ أُمّهُمَا لَيلَي بِنتُ مَسعُودٍ الدّارِمِيّةُ وَ يَحيَي أُمّهُ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةُ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا وَ أُمّ الحَسَنِ وَ رَملَةُ أُمّهُمَا أُمّ سَعِيدٍ بِنتُ عُروَةَ بنِ مَسعُودٍ الثقّفَيِّ وَ نَفِيسَةُ وَ زَينَبُ الصّغرَي وَ رُقَيّةُ الصّغرَي وَ أُمّ هَانِئٍ وَ أُمّ الكَرّامِ وَ جُمَانَةُ المُكَنّاةُ أُمّ جَعفَرٍ وَ أُمَامَةُ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ مَيمُونَةُ وَ خَدِيجَةُ وَ فَاطِمَةُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِنّ لِأُمّهَاتٍ شَتّي وَ فِي الشّيعَةِ مَن يَذكُرُ أَنّ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا أَسقَطَت بَعدَ النّبِيّص ذَكَراً كَانَ سَمّاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ حَملٌ مُحَسّناً فَعَلَي قَولِ هَذِهِ الطّائِفَةِ أَولَادُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثَمَانِيَةٌ وَ عِشرُونَ وَلَداً وَ اللّهُ أَعلَمُ
أقول قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أما الحسن و الحسين وأم كلثوم الكبري وزينب الكبري فأمهم فاطمة بنت سيدنا رسول الله ص و أما محمدفأمه خولة بنت أياس بن جعفر من بني حنيفة و أما أبوبكر و عبد الله فأمهما ليلي بنت مسعود النهشلية من تميم و أماعمر ورقية فأمهما سبية من بني تغلب يقال لها الصهباء سبيت في خلافة أبي بكر وإمارة خالد بن الوليد بعين التمر و أمايحيي وعون فأمهما أسماء بنت عميس الخثعمية و أما جعفر والعباس و عبد الله و عبدالرحمن فأمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد من بني كلاب و أمارملة وأم الحسن فأمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي و أماأم كلثوم الصغري وزينب الصغري وجمانة وميمونة وخديجة وفاطمة وأم الكرام ونفيسة وأم سلمة وأم أبيها وأمامة بنت علي ع فهن
صفحه : 91
لأمهات أولاد شتي
19- شا،[الإرشاد]هَارُونُ بنُ مُوسَي عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ لَمّا ولُيَّ عَبدُ المَلِكِ بنُ مَروَانَ الخِلَافَةَ رَدّ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع صَدَقَاتِ رَسُولِ اللّهِ وَ صَدَقَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَتَا مَضمُومَتَينِ فَخَرَجَ عُمَرُ بنُ عَلِيّ إِلَي عَبدِ المَلِكِ يَتَظَلّمُ إِلَيهِ مِنِ ابنِ أَخِيهِ فَقَالَ عَبدُ المَلِكِ أَقُولُ كَمَا قَالَ ابنُ أَبِي الحَقِيقِ
إِنّا إِذَا مَالَت دوَاَعيِ الهَوَي | وَ أَنصَتَ السّامِعُ لِلقَائِلِ |
وَ اصطَرَعَ القَومُ بِأَلبَابِهِم | نقَضيِ بِحُكمٍ عَادِلٍ فَاصِلٍ |
لَا نَجعَلُ البَاطِلَ حَقّاً وَ لَا | نَلُطّ دُونَ الحَقّ بِالبَاطِلِ |
نَخَافُ أَن تَسفَهَ أَحلَامُنَا | فَنَخمُلَ الدّهرَ مَعَ الخَامِلِ |
20-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ الشّيخُ المُفِيدُ فِي الإِرشَادِأَولَادُهُ خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ وَ رُبّمَا يَزِيدُونَ عَلَي ذَلِكَ إِلَي خَمسَةٍ وَ ثَلَاثِينَ ذَكَرُهُ النّسّابَةُ العمُرَيِّ فِي الشاّفيِ وَ صَاحِبُ الأَنوَارِ البَنُونَ خَمسَةَ عَشَرَ وَ البَنَاتُ ثمَاَنيَِ عَشَرَةَ فَوُلِدَ مِن فَاطِمَةَ ع الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المُحَسّنُ سِقطٌ وَ زَينَبُ الكُبرَي وَ أُمّ كُلثُومٍ الكُبرَي تَزَوّجَهَا عُمَرُ وَ ذَكَرَ أَبُو مُحَمّدٍ النوّبخَتيِّ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ أَنّ أُمّ كُلثُومٍ كَانَت صَغِيرَةً وَ مَاتَ عُمَرُ قَبلَ أَن يَدخُلَ بِهَا وَ أَنّهُ خَلّفَ عَلَي أُمّ كُلثُومٍ بَعدَ عُمَرَ عَونَ بنَ جَعفَرٍ ثُمّ مُحَمّدَ بنَ جَعفَرٍ ثُمّ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ وَ مِن خَولَةَ بِنتِ جَعفَرِ بنِ قَيسٍ الحَنَفِيّةِ مُحَمّداً وَ مِن أُمّ البَنِينَ ابنَةِ حِزَامِ بنِ خَالِدٍ الكِلَابِيّةِ عَبدُ اللّهِ وَ جَعفَرٌ الأَكبَرُ وَ العَبّاسُ وَ عُثمَانُ وَ مِن أُمّ حَبِيبٍ بِنتِ رَبِيعَةَ التّغلَبِيّةِ عُمَرُ وَ رُقَيّةُ تَوأَمَانِ فِي بَطنٍ وَ مِن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةِ
صفحه : 92
يَحيَي وَ مُحَمّدٌ الأَصغَرُ وَ قِيلَ بَل وَلَدَت لَهُ عَوناً وَ مُحَمّدٌ الأَصغَرُ مِن أُمّ وَلَدٍ وَ مِن أُمّ سَعِيدٍ بِنتِ عُروَةَ بنِ مَسعُودٍ الثّقَفِيّةِ نَفِيسَةُ وَ زَينَبُ الصّغرَي وَ رُقَيّةُ الصّغرَي وَ مِن أُمّ شُعَيبٍ المَخزُومِيّةِ أُمّ الحَسَنِ وَ رَملَةُ وَ مِنَ الهَملَاءِ بِنتِ مَسرُوقٍ النّهشَلِيّةِ أَبُو بَكرٍ وَ عَبدُ اللّهِ وَ مِن أُمَامَةَ بِنتِ أَبِي العَاصِ بنِ الرّبِيعِ وَ أُمّهَا زَينَبُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص مُحَمّدٌ الأَوسَطُ وَ مِن مُحَيّاةَ بِنتِ إمِرِئِ القَيسِ الكَلبِيّةِ جَارِيَةٌ هَلَكَت وَ هيَِ صَغِيرَةٌ وَ كَانَت لَهُ خَدِيجَةُ وَ أُمّ هَانِئٍ وَ تَمِيمَةُ وَ مَيمُونَةُ وَ فَاطِمَةُ لِأُمّهَاتِ أَولَادٍ شَتّي وَ توُفُيَّ قَبلَهُ يَحيَي وَ أُمّ كُلثُومٍ الصّغرَي وَ زَينَبُ الصّغرَي وَ أُمّ الكَرّامِ وَ جُمَانَةُ وَ كُنيَتُهَا أُمّ جَعفَرٍ وَ أُمَامَةُ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ رَملَةُ الصّغرَي وَ زَوّجَ ثمَاَنيَِ بَنَاتٍ زَينَبَ الكُبرَي مِن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ وَ مَيمُونَةَ مِن عَقِيلِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَقِيلٍ وَ أُمّ كُلثُومٍ الصّغرَي مِن كَثِيرِ بنِ عَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ رَملَةَ مِن أَبِي الهَيّاجِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي سُفيَانَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ رَملَةَ مِنَ الصّلتِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ نَوفَلِ بنِ الحَارِثِ وَ فَاطِمَةَ مِن مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ
وَ فِي الأَحكَامِ الشّرعِيّةِ عَنِ الخَزّازِ القمُيّّ أَنّهُ نَظَرَ النّبِيّص إِلَي أَولَادِ عَلِيّ وَ جَعفَرٍ فَقَالَ بَنَاتُنَا لِبَنِينَا وَ بَنُونَا لِبَنَاتِنَا وَ أَعقَبَ لَهُ مِن خَمسَةٍ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ وَ العَبّاسِ الأَكبَرِ وَ عُمَرَ وَ كَانَ النّبِيّص لَم يَتَمَتّع بِحُرّةٍ وَ لَا أَمَةٍ فِي حَيَاةِ خَدِيجَةَ وَ كَذَلِكَ كَانَ عَلِيّ مَعَ فَاطِمَةَ ع
وَ فِي قُوتِ القُلُوبِ أَنّهُ تَزَوّجَ بَعدَ وَفَاتِهَا بِتِسعِ لَيَالٍ وَ أَنّهُ تَزَوّجَ بِعَشَرَةِ نِسوَةٍ وَ توُفُيَّ عَن أَربَعَةٍ أُمَامَةَ وَ أُمّهَا زَينَبُ بِنتُ النّبِيّص وَ أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ وَ لَيلَي التّمِيمِيّةِ وَ أُمّ البَنِينَ الكِلَابِيّةِ وَ لَم يَتَزَوّجنَ بَعدَهُ وَ خَطَبَ المُغِيرَةُ بنُ نَوفَلٍ أُمَامَةَ ثُمّ أَبُو الهَيّاجِ بنُ أَبِي سُفيَانَ بنِ الحَارِثِ فَرَوَت عَن عَلِيّ ع أَنّهُ لَا يَجُوزُ لِأَزوَاجِ النّبِيّص وَ الوصَيِّ أَن يَتَزَوّجنَ بِغَيرِهِ بَعدَهُ فَلَم يَتَزَوّج امرَأَةٌ وَ لَا أُمّ وَلَدٍ بِهَذِهِ الرّوَايَةِ وَ توُفُيَّ عَن ثمَاَنيَِ عَشَرَةَ أُمّ وَلَدٍ فَقَالَ ع جَمِيعُ أُمّهَاتِ أوَلاَديِ الآنَ مَحسُوبَاتٌ عَلَي أَولَادِهِنّ بِمَا ابتَعتُهُنّ بِهِ مِن أَثمَانِهِنّ فَقَالَ وَ مَن كَانَ مِن إِمَائِهِ
صفحه : 93
غَيرُ ذَوَاتِ أَولَادٍ فَهُنّ حَرَائِرُ مِن ثُلُثِهِ
وَ يُروَي أَنّ عُمَرَ بنَ عَلِيّ خَاصَمَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع إِلَي عَبدِ المَلِكِ فِي صَدَقَاتِ النّبِيّ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا ابنُ المُصَدّقِ وَ هَذَا ابنُ ابنٍ فَأَنَا أَولَي بِهَا مِنهُ فَتَمَثّلَ عَبدُ المَلِكِ بِقَولِ أَبِي الحَقِيقِ
لَا تَجعَلِ البَاطِلَ حَقّاً وَ لَا | تَلُطّ دُونَ الحَقّ بِالبَاطِلِ |
قُم يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ فَقَد وَلّيتُكَهَا فَقَامَا فَلَمّا خَرَجَا تَنَاوَلَهُ عُمَرُ وَ آذَاهُ فَسَكَتَ ع عَنهُ وَ لَم يَرُدّ عَلَيهِ شَيئاً فَلَمّا كَانَ بَعدَ ذَلِكَ دَخَلَ مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ أَكَبّ عَلَيهِ يُقَبّلُهُ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا ابنَ عَمّ لَا تمَنعَنُيِ قَطِيعَةُ أَبِيكَ أَن أَصِلَ رَحِمَكَ فَقَد زَوّجتُكَ ابنتَيِ خَدِيجَةَ ابنَةَ عَلِيّ
21-عم ،[إعلام الوري ] أَمّا زَينَبُ الكُبرَي بِنتُ فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص فَتَزَوّجَهَا عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ وُلِدَ لَهُ مِنهَا عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ عَونٌ الأَكبَرُ وَ أُمّ كُلثُومٍ أَولَادُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ وَ قَد رَوَت زَينَبُ عَن أُمّهَا فَاطِمَةَ ع أَخبَاراً وَ أَمّا أُمّ كُلثُومٍ فهَيَِ التّيِ تَزَوّجَهَا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ قَالَ أَصحَابُنَا إِنّهُ ع إِنّمَا زَوّجَهَا مِنهُ بَعدَ مُدَافَعَةٍ كَثِيرَةٍ وَ امتِنَاعٍ شَدِيدٍ وَ اعتِلَالٍ عَلَيهِ بشِيَءٍ بَعدَ شَيءٍ حَتّي أَلجَأَتهُ الضّرُورَةُ إِلَي أَن رَدّ أَمرَهَا إِلَي العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَزَوّجَهَا إِيّاهُ وَ أَمّا رُقَيّةُ بِنتُ عَلِيّ فَكَانَت عِندَ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ فَوَلَدَت لَهُ عَبدَ اللّهِ قُتِلَ بِالطّفّ وَ عَلِيّاً وَ مُحَمّداً ابنيَ مُسلِمٍ وَ أَمّا زَينَبُ الصّغرَي فَكَانَت عِندَ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ فَوَلَدَت لَهُ عَبدَ اللّهِ وَ فِيهِ العَقِبُ مِن وُلدِ عَقِيلٍ وَ أَمّا أُمّ هَانِئٍ فَكَانَت عِندَ عَبدِ اللّهِ الأَكبَرِ ابنِ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَت لَهُ مُحَمّداً قُتِلَ بِالطّفّ وَ عَبدَ الرّحمَنِ وَ أَمّا مَيمُونَةُ بِنتُ عَلِيّ فَكَانَت عِندَ عَبدِ اللّهِ الأَكبَرِ ابنِ عَقِيلٍ فَوَلَدَت لَهُ عَقِيلًا وَ أَمّا نَفِيسَةُ فَكَانَت عِندَ عَبدِ اللّهِ الأَكبَرِ ابنِ عَقِيلٍ فَوَلَدَت لَهُ أُمّ عَقِيلٍ وَ أَمّا زَينَبُ الصّغرَي فَكَانَت عِندَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَقِيلٍ فَوَلَدَت
صفحه : 94
لَهُ سَعداً وَ عَقِيلًا وَ أَمّا فَاطِمَةُ بِنتُ عَلِيّ ع فَكَانَت عِندَ أَبِي سَعِيدِ بنِ عَقِيلٍ فَوَلَدَت لَهُ حَمِيدَةَ وَ أَمّا أُمَامَةُ بِنتُ عَلِيّ فَكَانَت عِندَ الصّلتِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ نَوفَلِ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَوَلَدَت لَهُ نَفِيسَةَ وَ تُوُفّيَت عِندَهُ
22- يف ،[الطرائف ] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا خَطَبَ عُمَرُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَهُ إِنّهَا صَبِيّةٌ قَالَ فَأَتَي العَبّاسَ فَقَالَ مَا لِي أَ بيِ بَأسٌ فَقَالَ لَهُ وَ مَا ذَاكَ قَالَ خَطَبتُ إِلَي ابنِ أَخِيكَ فرَدَنّيِ أَمَا وَ اللّهِ لَأُعَوّرَنّ زَمزَمَ وَ لَا أَدَعُ لَكُم مَكرُمَةً إِلّا هَدَمتُهَا وَ لَأُقِيمَنّ عَلَيهِ شَاهِدَينِ أَنّهُ سَرَقَ وَ لَأَقطَعَنّ يَمِينَهُ فَأَتَاهُ العَبّاسُ فَأَخبَرَهُ وَ سَأَلَهُ أَن يَجعَلَ الأَمرَ إِلَيهِ فَجَعَلَهُ إِلَيهِ
كا،[الكافي] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله
23-كش ،[رجال الكشي]وَجَدتُ بِخَطّ جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الخَيّاطِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ كَانَ أَبُو خَالِدٍ الكاَبلُيِّ يَخدُمُ مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ دَهراً وَ مَا كَانَ يَشُكّ فِي أَنّهُ إِمَامٌ حَتّي أَتَاهُ ذَاتَ يَومٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ لِي حُرمَةً وَ مَوَدّةً وَ انقِطَاعاً فَأَسأَلُكَ بِحُرمَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلّا أخَبرَتنَيِ أَنتَ الإِمَامُ ألّذِي فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُ عَلَي خَلقِهِ قَالَ فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ حلَفَتنَيِ بِالعَظِيمِ الإِمَامُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَلَيّ وَ عَلَيكَ وَ
صفحه : 95
عَلَي كُلّ مُسلِمٍ فَأَقبَلَ أَبُو خَالِدٍ لَمّا أَن سَمِعَ مَا قَالَهُ مُحَمّدُ ابنُ الحَنَفِيّةِ وَ جَاءَ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَلَمّا استَأذَنَ عَلَيهِ فَأُخبِرَ أَنّ أَبَا خَالِدٍ بِالبَابِ أَذِنَ لَهُ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ دَنَا مِنهُ قَالَ مَرحَباً بِكَ يَا كَنكَرُ مَا كُنتَ لَنَا بِزَائِرٍ مَا بَدَا لَكَ فِينَا فَخَرّ أَبُو خَالِدٍ سَاجِداً شُكراً لِلّهِ تَعَالَي مِمّا سَمِعَ مِن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ حَتّي عَرَفتُ إمِاَميِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ كَيفَ عَرَفتَ إِمَامَكَ يَا أَبَا خَالِدٍ قَالَ إِنّكَ دعَوَتنَيِ باِسميَِ ألّذِي سمَتّنيِ أمُيّ التّيِ ولَدَتَنيِ وَ قَد كُنتُ فِي عَميَاءَ مِن أمَريِ وَ لَقَد خَدَمتُ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ عُمُراً مِن عمُرُيِ وَ لَا أَشُكّ إِلّا وَ أَنّهُ إِمَامٌ حَتّي إِذَا كَانَ قَرِيباً سَأَلتُهُ بِحُرمَةِ اللّهِ وَ بِحُرمَةِ رَسُولِهِ وَ بِحُرمَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فأَرَشدِنيِ إِلَيكَ وَ قَالَ هُوَ الإِمَامُ عَلَيّ وَ عَلَيكَ وَ عَلَي جَمِيعِ خَلقِ اللّهِ كُلّهِم ثُمّ أَذِنتَ لِي فَجِئتُ فَدَنَوتُ مِنكَ وَ سمَيّتنَيِ باِسميَِ ألّذِي سمَتّنيِ أمُيّ فَعَلِمتُ أَنّكَ الإِمَامُ ألّذِي فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُ عَلَيّ وَ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ
24- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن أَبِي خَالِدٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ ولَدَتَنيِ أمُيّ فسَمَتّنيِ وَردَانَ فَدَخَلَ عَلَيهَا واَلدِيِ فَقَالَ سَمِيّهِ كَنكَرَ وَ اللّهِ مَا سمَاّنيِ بِهِ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ إِلَي يوَميِ هَذَا غَيرُكَ فَأَشهَدُ أَنّكَ إِمَامُ مَن فِي الأَرضِ وَ مَن فِي السّمَاءِ
25-كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَصبَغَ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن بُرَيدٍ العجِليِّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي لَو كُنتُ سَبَقتُ قَلِيلًا لَأَدرَكتُ حَيّانَ السّرّاجَ قَالَ وَ أَشَارَ إِلَي مَوضِعٍ فِي البَيتِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ وَ كَانَ هَاهُنَا جَالِساً فَذَكَرَ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ وَ ذَكَرَ حَيَاتَهُ وَ جَعَلَ يُطرِيهِ وَ يُقَرّظُهُ فَقُلتُ لَهُ يَا حَيّانُ أَ لَيسَ تَزعُمُ وَ يَزعُمُونَ وَ ترَويِ وَ يَروُونَ لَم يَكُن فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ شَيءٌ إِلّا وَ هُوَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مِثلُهُ قَالَ بَلَي قَالَ فَقُلتُ فَهَل رَأَينَا
صفحه : 96
وَ رَأَيتُم وَ سَمِعنَا وَ سَمِعتُم بِعَالِمٍ مَاتَ عَلَي أَعيُنِ النّاسِ فَنُكِحَ نِسَاؤُهُ وَ قُسِمَت أَموَالُهُ وَ هُوَ حيَّ لَا يَمُوتُ فَقَامَ وَ لَم يَرُدّ عَلَيّ شَيئاً
بيان أطراه أحسن الثناء عليه والتقريظ مدح الإنسان و هوحي بحق أوباطل
26- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي قَالَ رَوَي أَصحَابُنَا عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أتَاَنيِ ابنُ عَمّ لِي يسَألَنُيِ أَن آذَنَ لِحَيّانَ السّرّاجِ فَأَذِنتُ لَهُ فَقَالَ لِي يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إنِيّ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن شَيءٍ أَنَا بِهِ عَالِمٌ إِلّا أنَيّ أُحِبّ أَن أَسأَلَكَ عَنهُ أخَبرِنيِ عَن عَمّكَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاتَ قَالَ فَقُلتُ أخَبرَنَيِ أَبِي أَنّهُ كَانَ فِي ضَيعَةٍ لَهُ فأَتُيَِ فَقِيلَ لَهُ أَدرِك عَمّكَ قَالَ فَأَتَيتُ وَ قَد كَانَت أَصَابَتهُ غَشيَةٌ فَأَفَاقَ فَقَالَ لِيَ ارجِع إِلَي ضَيعَتِكَ قَالَ فَأَبَيتُ فَقَالَ لَتَرجِعَنّ قَالَ فَانصَرَفتُ فَمَا بَلَغتُ الضّيعَةَ حَتّي أتَوَنيِ فَقَالُوا أَدرِكهُ فَأَتَيتُهُ فَوَجَدتُهُ قَدِ اعتُقِلَ لِسَانُهُ فَأَتَوا بِطَشتٍ وَ جَعَلَ يَكتُبُ وَصِيّتَهُ فَمَا بَرِحتُ حَتّي غَمّضتُهُ وَ كَفّنتُهُ وَ غَسّلتُهُ وَ صَلّيتُ عَلَيهِ وَ دَفَنتُهُ فَإِن كَانَ هَذَا مَوتاً فَقَد وَ اللّهِ مَاتَ قَالَ فَقَالَ لِي رَحِمَكَ اللّهُ شُبّهَ عَلَي أَبِيكَ قَالَ فَقُلتُ يَا سُبحَانَ اللّهِ أَنتَ تَصدِفُ عَلَي قَلبِكَ قَالَ فَقَالَ لِي وَ مَا الصّدفُ عَلَي القَلبِ قَالَ قُلتُ الكَذِبُ
بيان صدف عنه أعرض و علي بمعني عن أوضمن معني الافتراء ونحوه أي تعرض عن الحق مفتريا علي قلبك حيث تدعي ما لايصدقه قلبك
27- كشف ،[كشف الغمة] قِيلَ لِمُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ رَحِمَهُ اللّهُ أَبُوكَ يَسمَحُ بِكَ فِي الحَربِ وَ يَشُحّ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَقَالَ هُمَا عَينَاهُ وَ أَنَا يَدُهُ وَ الإِنسَانُ يقَيِ عَينَيهِ بِيَدِهِ وَ قَالَ مَرّةً أُخرَي وَ قَد قِيلَ لَهُ ذَلِكَ أَنَا وَلَدُهُ وَ هُمَا وَلَدَا رَسُولِ اللّهِص
صفحه : 97
28- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ نَفِسَت بِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللّهِص حِينَ أَرَادَتِ الإِحرَامَ مِن ذيِ الحُلَيفَةِ أَن تحَتشَيَِ بِالكُرسُفِ وَ الخِرَقِ وَ تُهِلّ بِالحَجّ الخَبَرَ
29- يف ،[الطرائف ] أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي المُستَظِلّ قَالَ إِنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ خَطَبَ إِلَي عَلِيّ ع أُمّ كُلثُومٍ فَاعتَلّ بِصِغَرِهَا فَقَالَ لَهُ لَم أَكُن أُرِيدُ البَاهَ وَ لَكِن سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كُلّ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيَامَةِ مَا خَلَا حسَبَيِ وَ نسَبَيِ وَ كُلّ قَومٍ فَإِنّ عَصَبَتَهُم لِأَبِيهِم مَا خَلَا وُلدَ فَاطِمَةَ فإَنِيّ أَنَا أَبُوهُم وَ عَصَبَتُهُم
كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، عَنِ القاَضيِ السلّمَيِّ أَسَدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ العتَكَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الكدُيَميِّ عَن بِشرِ بنِ مِهرَانَ عَن شَرِيكِ بنِ شَبِيبٍ عَن عُروَةَ عَنِ المُستَطِيلِ بنِ حُصَينٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ فَاعتَلّ بِصِغَرِهَا وَ قَالَ إنِيّ أَعدَدتُهَا لِابنِ أخَيِ جَعفَرٍ وَ مَكَانَ كُلّ قَومٍ كُلّ بنَيِ أُنثَي
30-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ أَو صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ عَن أَبِيهِ قَالَأَتَتِ امرَأَةٌ مُجِحّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَت يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ زَنَيتُ فطَهَرّنيِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ الطّوِيلَ إِلَي أَن قَالَ فَأَخرَجَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي الظّهرِ بِالكُوفَةِ فَأَمَرَ أَن يُحفَرَ لَهَا حَفِيرَةٌ ثُمّ
صفحه : 98
دَفَنَهَا فِيهِ ثُمّ رَكِبَ بَغلَتَهُ وَ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي عَهِدَ إِلَي نَبِيّهِص عَهداً عَهِدَهُ مُحَمّدٌص إلِيَّ بِأَن لَا يُقِيمَ الحَدّ مَن لِلّهِ عَلَيهِ حَدّ فَمَن كَانَ لِلّهِ عَلَيهِ حَدّ مِثلُ مَا لَهُ عَلَيهَا فَلَا يُقِيمُ عَلَيهَا الحَدّ قَالَ فَانصَرَفَ النّاسُ يَومَئِذٍ كُلّهُم مَا خَلَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَأَقَامَ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ عَلَيهَا الحَدّ يَومَئِذٍ وَ مَا مَعَهُم غَيرُهُم قَالَ وَ انصَرَفَ فِيمَنِ انصَرَفَ يَومَئِذٍ مُحَمّدُ بنُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ
31- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن مُغِيرَةَ الضبّيّّ قَالَ لَمّا نَكَحَ عَلِيّ ع لَيلَي بِنتَ مَسعُودٍ النهّشلَيِّ قَالَت مَا زِلتُ أُحِبّ أَن يَكُونَ بيَنيِ وَ بَينَهُ سَبَبٌ مُنذُ رَأَيتُهُ فَأَقَامَ مَقَاماً مِن رَسُولِ اللّهِص فَذَكَرَ أَنّهُ وَلَدَت لَهُ عُبَيدَ اللّهِ بنَ عَلِيّ فَبَايَعَ مُصعَباً يَومَ المُختَارِ
أقول قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة دفع أمير المؤمنين ع يوم الجمل رايته إلي محمدابنه و قداستوت الصفوف و قال له احمل فتوقف قليلا فقال يا أمير المؤمنين أ ماتري السماء كأنها شآبيب المطر فدفع في صدره و قال أدركك عرق من أمك ثم أخذ الراية بيده فهزها ثم قال .
صفحه : 99
اطعن بهاطعن أبيك تحمد | لاخير في الحرب إذا لم توقد |
المشرفي والقنا المسدد |
. ثم حمل وحمل الناس خلفه فطحن عسكر البصرة قيل لمحمد لم يغرر بك أبوك في الحرب و لايغرر بالحسن و الحسين فقال إنهما عيناه و أنايمينه فهو يدفع عن عينيه بيمينه كان علي ع يقذف بمحمد في مهالك الحرب ويكف حسنا وحسينا عنها و من كلامه في يوم صفين أملكوا عني هذين الفتيين أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله ص .أم محمدخولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل واختلف في أمرها فقال قوم إنها سبية من سبايا الردة قوتل أهلها علي يد خالد بن الوليد في أيام أبي بكر لمامنع كثير من العرب الزكاة وارتدت بنو حنيفة وادعت نبوة مسيلمة و أن أبابكر دفعها إلي علي ع من سهمه في المغنم و قال قوم منهم أبو الحسن علي بن محمد بن سيف المدائني هي سبية في أيام رسول الله ص قالوا بعث رسول الله ص عليا ع إلي اليمن فأصاب خولة في بني زبية و قدارتدوا مع عمرو بن معديكرب وكانت زبية سبتها من بني حنيفة في غارة لهم عليهم فصارت في سهم علي ع فقال رسول الله ص إن ولدت منك غلاما فسمه باسمي وكنه بكنيتي فولدت له بعدموت فاطمة ع محمدا فكناه أباالقاسم و قال قوم وهم المحققون وقولهم الأظهر أن بني أسد أغارت علي بني حنيفة في خلافة أبي بكر فسبوا خولة بنت جعفر وقدموا بهاالمدينة فباعوها من علي ع وبلغ قومها خبرها فقدموا المدينة علي علي فعرفوها وأخبروه بموضعها منهم فأعتقها ومهرها وتزوجها فولدت له محمدا فكناه أباالقاسم و هذاالقول هواختيار أحمد
صفحه : 100
بن يحيي البلاذري في كتابه المعروف بتاريخ الأشراف . لماتعامس محمد يوم الجمل عن الحملة وحمل علي ع بالراية فضعضع أركان عسكر الجمل دفع إليه الراية و قال امح الأولي بالأخري و هذه الأنصار معك وضم إليه خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين في جمع من الأنصار كثير منهم أهل بدر حمل حملات كثيرة أزال بهاالقوم عن مواقفهم وأبلي بلاء حسنا فقال خزيمة بن ثابت لعلي ع أماإنه لو كان غير محمداليوم لافتضح ولئن كنت خفت عليه الجبن و هوبينك و بين حمزة و جعفر لماخفنا عليه و إن كنت أردت أن تعلمه الطعان فطال ماعلمته الرجال وقالت الأنصار يا أمير المؤمنين لو لا ماجعل الله تعالي لحسن و الحسين لماقدمنا علي محمدأحدا من العرب فقال ع أين النجم من الشمس والقمر أماإنه قدأغني وأبلي و له فضل و لاينقص فضل صاحبه عليه وحسب صاحبكم ماانتهت به نعمة الله تعالي إليه فقالوا يا أمير المؤمنين إنا و الله مانجعله كالحسن و الحسين و لانظلمهما و لانظلمه لفضلهما عليه حقه فقال علي ع أين يقع ابني من ابني رسول الله ص فقال خزيمة بن ثابت فيه
محمد ما في عودك اليوم وصمة | و لاكنت في الحرب الضروس معردا |
أبوك ألذي لم يركب الخيل مثله | علي وسماك النبي محمدا |
فلو كان حقا من أبيك خليفة | لكنت ولكن ذاك ما لايري بدا |
و أنت بحمد الله أطول غالب | لسانا وأنداها بما ملكت يدا |
وأقربها من كل خير تريده | قريش وأوفاها بما قال موعدا. |
صفحه : 101
وأطعنهم صدر الكمي برمحه | وأكساهم للهام عضبا مهندا |
سوي أخويك السيدين كلاهما | إماما الوري والداعيان إلي الهدي |
أبي الله أن يعطي عدوك مقعدا | من الأرض أو في اللوح مرقي ومصعدا |
. و قال في موضع آخر روي عمرو بن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال خطب عبد الله بن الزبير فنال من علي ع فبلغ ذلك محمد بن الحنفية فجاء إليه و هويخطب فوضع له كرسي فقطع عليه خطبته و قال يامعشر العرب شاهت الوجوه أينتقص علي وأنتم حضور إن عليا كان يد الله علي أعدائه وصاعقة من أمر الله أرسله علي الكافرين به والجاحدين لحقه فقتلهم بكفرهم فشنئوه وأبغضوه وضمروا له السيف والحسد و ابن عمه ع حي بعد لم يمت فلما نقله الله إلي جواره وأحب له ماعنده أظهرت له رجال أحقادها وشفت أضغانها فمنهم من ابتزه حقه ومنهم من أسمر به ليقتله ومنهم من شتمه وقذفه بالأباطيل فإن يكن لذريته وناصري دعوته دولة ينشر عظامهم ويحفر علي أجسادهم والأبدان يومئذ بالية بعد أن يقتل الأحياء منهم ويذل رقابهم و يكون الله عزاسمه قدعذبهم بأيدينا وأخزاهم ونصرنا عليهم وشفي صدورنا منهم إنه و الله مايشتم عليا إلاكافر يسر شتم رسول الله ص ويخاف أن يبوح به فيلقي شتم علي عنه أماإنه قديخطب المنية منكم من امتد عمره وسمع قول رسول الله ص فيه لايحبك
صفحه : 102
إلامؤمن و لايبغضك إلامنافق وَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَفعاد ابن الزبير إلي خطبته و قال عذرت بني الفواطم يتكلمون فما بال ابن أم حنفية فقال محمد يا ابن أم فتيلة و ما لي لاأتكلم وهل فاتني من الفواطم إلاواحدة و لم يفتني فخرها لأنها أم أخوي أنا ابن فاطمة بنت عمران بن عائذ بن مخزوم جده رسول الله ص و أنا ابن فاطمة بنت أسد بن هاشم كافلة رسول الله والقائمة مقام أمه أما و الله لو لاخديجة بنت خويلد ماتركت في أسد بن عبدالعزي عظما إلاهشمته ثم قام فانصرف . و قال ابن أبي الحديد في موضع آخر قال أبوالعباس المبرد قدجاءت الرواية أن أمير المؤمنين عليا ع لماولد لعبد الله بن العباس مولود ففقده وقت صلاة الظهر فقال مابال ابن العباس لم يحضر قالوا ولد له ولد ذكر يا أمير المؤمنين قال فامضوا بنا إليه فأتاه فقال له شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب ماسميته فقال يا أمير المؤمنين أويجوز لي أن أسميه حتي تسميه فقال أخرجه إلي وأخرجه فأخذه فحنكه ودعا له ثم رده إليه و قال خذ إليك أباالأملاك قدسميته عليا وكنيته أبا الحسن قال فلما قدم معاوية خليفة قال لعبد الله بن العباس لاأجمع لك بين الاسم والكنية قدكنيته أبا محمدفجرت عليه . قلت سألت النقيب أبا جعفريحيي بن محمد بن أبي زيد فقلت له من أي طريق عرف بنو أمية أن الأمر سينتقل عنهم و أنه سيليه بنو هاشم وأول من يلي منهم يكون اسمه عبد الله و لم منعوهم عن مناكحة بني الحارث بن كعب لعلمهم
صفحه : 103
أن أول من يلي الأمر من بني هاشم يكون أمه حارثية وبأي طريق عرف بنو هاشم أن الأمر سيصير إليهم ويملكه عبيد أولادهم حتي عرفوا أولادهم صاحب الأمر منهم كما قدجاء في هذاالخبر فقال أصل هذاكله محمد ابن الحنفية ثم ابنه عبد الله المكني أباهاشم قلت له أفكان محمد ابن الحنفية مخصوصا من أمير المؤمنين بعلم يستأثر به علي أخويه حسن وحسين ع قال لا ولكنهما كتما وأذاع ثم قال قدصحت الرواية عندنا عن أسلافنا و عن غيرهم من أرباب الحديث أن عليا ع لماقبض أتي محمدابنه أخويه حسنا وحسينا فقال لهما أعطياني ميراثي من أبي فقالا له قدعلمت أن أباك لم يترك صفراء و لابيضاء فقال قدعلمت ذلك و ليس ميراث المال أطلب إنما أطلب ميراث العلم أبو جعفرفروي أبان بن عثمان عمن روي له ذلك عن جعفر بن محمد ع قال فدفعا إليه صحيفة لوأطلعاه علي أكثر منها لهلك فيهاذكر دولة بني العباس . قال أبو جعفر و قدروي أبو الحسن علي بن محمدالنوفلي قال حدثني عيسي بن علي بن عبد الله بن العباس قال لماأردنا الهرب من مروان بن محمد لماقبض علي ابراهيم الإمام جعلنا نسخة الصحيفة التي دفعها أبوهاشم بن محمد ابن الحنفية إلي محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وهي التي كان آباؤنا يسمونها صحيفة الدولة في صندوق من نحاس صغير ثم دفناه تحت زيتونات بالشراة لم يكن بالشراة من الزيتون غيرهن فلما أفضي السلطان إلينا وملكنا الأمر أرسلنا إلي ذلك الموضع فبحث وحفر فلم يوجد شيءفأمرنا بحفر جريب من الأرض في ذلك الموضع حتي بلغ الحفر الماء و لم نجد شيئا.
صفحه : 104
قال أبو جعفر و قد كان محمد بن الحنفية صرح بالأمر لعبد الله بن العباس وعرفه تفصيله و لم يكن أمير المؤمنين ع قدفصل لعبد الله بن العباس الأمر وإنما أخبره به مجملا كقوله في هذاالخبر خذ إليك أباالأملاك ونحو ذلك مما كان يعرض له به ولكن ألذي كشف القناع وأبرز المستور هو محمد ابن الحنفية وكذلك أيضا ماوصل إلي بني أمية من علم هذاالأمر فإنه وصل من جهة محمد ابن الحنفية وأطلعهم علي السر ألذي علمه ولكن لم يكشف لهم كشفه لبني العباس كان أكمل . قال أبو جعفرفأما أبوهاشم فإنه قد كان أفضي بالأمر إلي محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وأطلعه عليه وأوضحه له فلما حضرته الوفاة عقيب انصرافه من عندالوليد بن عبدالملك مر بالشراة و هومريض و محمد بن علي بهافدفع إليه كتبه وجعله وصيه وأمر الشيعة بالاختلاف إليه قال أبو جعفر وحضر وفاة أبي هاشم ثلاثة نفر من بني هاشم محمد بن علي هذا ومعاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب فلما مات خرج محمد بن علي ومعاوية بن عبد الله بن جعفر من عنده و كل واحد منهما يدعي وصايته فأما عبد الله بن الحارث فلم يقل شيئا. قال أبو جعفر وصدق محمد بن علي إليه أوصي أبوهاشم و إليه دفع الكتاب الدولة وكذب معاوية بن عبد الله بن جعفرلكنه قرأ الكتاب فوجد لهم فيه ذكرا يسيرا فادعي الوصية بذلك فمات وخرج ابنه عبد الله بن معاوية يدعي وصاية أبيه إليه ويدعي لأبيه وصاية أبي هاشم ويظهر الإنكار علي بني أمية و كان له في ذلك شيعة يقولون بإمامته سرا حتي قتل انتهي .
صفحه : 105
أقول روُيَِ فِي جَامِعِ الأُصُولِ مِن صَحِيحِ الترّمذِيِّ عَن مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِيّةِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ رَأَيتَ إِن وُلِدَ لِي بَعدَكَ وَلَدٌ أُسَمّيهِ بِاسمِكَ وَ أُكَنّيهِ بِكُنيَتِكَ قَالَ نَعَم.
و قال ابن أبي الحديد أسماء بنت عميس هي أخت ميمونة زوج النبي ص وكانت من المهاجرات إلي أرض الحبشة وهي إذ ذاك تحت جعفر بن أبي طالب فولدت له هناك محمد بن جعفر و عبد الله وعونا ثم هاجرت معه إلي المدينة فلما قتل جعفرتزوجها أبوبكر فولدت له محمد بن أبي بكر ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب ع فولدت له يحيي بن علي لاخلاف في ذلك . و قال ابن عبدالبر في الاستيعاب ذكر ابن الكلبي أن عون بن علي أمه أسماء بنت عميس و لم يقل ذلك أحد غيره و قدروي أن أسماء كانت تحت حمزة بن عبدالمطلب فولدت له بنتا تسمي أمة الله وقيل أمامة.أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن ابن عباس قال لماكنا في حرب صفين دعا علي ع ابنه محمد بن الحنفية و قال له يابني شد علي عسكر معاوية فحمل علي الميمنة حتي كشفهم ثم رجع إلي أبيه مجروحا فقال ياأبتاه العطش العطش فسقاه جرعة من الماء ثم صب الباقي بين درعه وجلده فو الله لقد رأيت علق الدم يخرج من حلق درعه فأمهله ساعة ثم قال له يابني شد علي الميسرة فحمل علي ميسرة عسكر معاوية فكشفهم ثم رجع و به جراحات و هو يقول الماء الماء ياأباه فسقاه جرعة من الماء وصب باقيه بين درعه وجلده ثم قال يابني شد علي القلب فحمل عليهم وقتل منهم فرسانا ثم رجع إلي أبيه و هويبكي و قدأثقلته الجراح فقام إليه أبوه وقبل ما بين عينيه و قال له فداك أبوك فقد سررتني
صفحه : 106
و الله يابني بجهادك هذا بين يدي فما يبكيك أفرحا أم جزعا فقال ياأبت كيف لاأبكي و قدعرضتني للموت ثلاث مرات فسلمني الله وها أنامجروح كماتري وكلما رجعت إليك لتمهلني عن الحرب ساعة ماأمهلتني وهذان أخواي الحسن و الحسين ماتأمرهما بشيء من الحرب فقام إليه أمير المؤمنين وقبل وجهه و قال له يابني أنت ابني وهذان ابنا رسول الله ص أ فلاأصونهما عن القتل فقال بلي ياأبتاه جعلني الله فداك وفداهما من كل سوء
32- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ الأَسبَاطِ عَنِ الحَسَنِ بنِ شَجَرَةَ عَن عَنبَسَةَ العَابِدِ قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ عَلِيّ مُدّ لَهَا فِي العُمُرِ حَتّي رَآهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع
33- يد،[التوحيد] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ بَشِيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ أَبِي ع إِنّ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ كَانَ رَجُلًا رَابِطَ الجَأشِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ وَ كَانَ يَطُوفُ بِالبَيتِ فَاستَقبَلَهُ الحَجّاجُ فَقَالَ قَد هَمَمتُ أَن أَضرِبَ ألّذِي فِيهِ عَينَاكَ قَالَ لَهُ مُحَمّدٌ كَلّا إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ اسمُهُ فِي خَلقِهِ فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثَمِائَةِ لَحظَةٍ أَو لَمحَةٍ فَلَعَلّ إِحدَاهُنّ تَكُفّكَ عنَيّ
34- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ وَ حَمّادٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي تَزوِيجِ أُمّ كُلثُومٍ فَقَالَ إِنّ ذَلِكَ فَرجٌ غُصِبنَاهُ
بيان هذه الأخبار لاينافي مامر من قصة الجنية لأنها قصة مخفية
صفحه : 107
أطلعوا عليها خواصهم و لم يكن يتم به الاحتجاج علي المخالفين بل ربما كانوا يحترزون عن إظهار أمثال تلك الأمور لأكثر الشيعة أيضا لئلا تقبله عقولهم ولئلا يغلو فيهم فالمعني غصبناه ظاهرا وبزعم الناس إن صحت تلك القصة. و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في جواب المسائل السروية إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين ع ابنته من عمر لم يثبت وطريقته من الزبير بن بكار و لم يكن موثوقا به في النقل و كان متهما فيما يذكره من بغضه لأمير المؤمنين ع و غيرمأمون والحديث نفسه مختلف فتارة يروي أن أمير المؤمنين تولي العقد له علي ابنته وتارة يروي عن العباس أنه تولي ذلك عنه وتارة يروي أنه لم يقع العقد إلا بعدوعيد عن عمر وتهديد لبني هاشم وتارة يروي أنه كان عن اختيار وإيثار ثم بعض الرواة يذكر أن عمر أولدها ولدا سماه زيدا وبعضهم يقول إن لزيد بن عمر عقبا ومنهم من يقول إنه قتل و لاعقب له ومنهم من يقول إنه وأمه قتلا ومنهم من يقول إن أمه بقيت بعده ومنهم من يقول إن عمر أمهر أم كلثوم أربعين ألف درهم ومنهم من يقول مهرها أربعة آلاف درهم ومنهم من يقول كان مهرها خمسمائة درهم و هذاالاختلاف مما يبطل الحديث . ثم إنه لوصح لكان له وجهان لاينافيان مذهب الشيعة في ضلال المتقدمين علي أمير المؤمنين ع أحدهما أن النكاح أنما هو علي ظاهر الإسلام ألذي هوالشهادتان والصلاة إلي الكعبة والإقرار بجملة الشريعة و إن كان الأفضل مناكحة من يعتقد الإيمان ويكره مناكحة من ضم إلي ظاهر الإسلام ضلالا يخرجه عن الإيمان إلا أن الضرورة متي قادت إلي مناكحة الضال مع إظهاره كلمة الإسلام زالت الكراهة من ذلك و أمير المؤمنين ع كان مضطرا إلي مناكحة الرجل لأنه تهدده وتواعده فلم يأمنه علي نفسه وشيعته فأجابه إلي ذلك ضرورة كما أن الضرورة يشرع إظهار كلمة الكفر و ليس ذلك بأعجب من قول لوطهؤُلاءِ بنَاتيِ هُنّ أَطهَرُ لَكُمفدعاهم إلي العقد عليهم لبناته وهم كفار ضلال قدأذن الله تعالي في هلاكهم
صفحه : 108
و قدزوج رسول الله ص ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام أحدهما عتبة بن أبي لهب والآخر أبوالعاص بن الربيع فلما بعث ص فرق بينهما و بين ابنتيه . و قال السيد المرتضي رضي الله عنه في كتاب الشافي فأما الحنفية فلم تكن سبية علي الحقيقة و لم يستبحها ع بالسبي لأنها بالإسلام قدصارت حرة مالكة أمرها فأخرجها من يد من استرقها ثم عقد عليها النكاح و في أصحابنا من يذهب إلي أن الظالمين متي غلبوا علي الدار وقهروا و لم يتمكن المؤمن من الخروج من أحكامهم جاز له أن يطأ سبيهم ويجري أحكامهم مع الغلبة والقهر مجري أحكام المحقين فيما يرجع إلي المحكوم عليه و إن كان فيما يرجع إلي الحاكم معاقبا آثما و أماتزويجه بنته فلم يكن ذلك عن اختيار ثم ذكر رحمه الله الأخبار السابقة الدالة علي الاضطرار ثم قال علي أنه لو لم يجر ماذكرناه لم يمتنع أن يجوزه ع لأنه كان علي ظاهر الإسلام والتمسك بشرائعه وإظهار الإسلام و هذاحكم يرجع إلي الشرع فيه و ليس مما يخاطره العقول و قد كان يجوز في العقول أن يبيحنا الله تعالي مناكحة المرتدين علي اختلاف ردتهم و كان يجوز أيضا أن يبيحنا أن ننكح اليهود والنصاري كماأباحنا عندأكثر المسلمين أن ننكح فيهم و هذا إذا كان في العقول سائغا فالمرجع في تحليله وتحريمه إلي الشريعة وفعل أمير المؤمنين ع حجة عندنا في الشرع فلنا أن نجعل مافعله أصلا في جواز مناكحة من ذكروه و ليس لهم أن يلزموا علي ذلك مناكحة اليهود والنصاري وعباد الأوثان لأنهم إن سألوا عن جوازه في العقل فهو جائز و إن سألوا عنه في الشرع فالإجماع يحظره
صفحه : 109
ويمنع منه انتهي كلامه رفع الله مقامه .أقول بعدإنكار عمر النص الجلي وظهور نصبه وعداوته لأهل البيت ع يشكل القول بجواز مناكحته من غيرضرورة و لاتقية إلا أن يقال بجواز مناكحة كل مرتد عن الإسلام و لم يقل به أحد من أصحابنا ولعل الفاضلين إنما ذكرا ذلك استظهارا علي الخصم وكذا إنكار المفيد رحمه الله أصل الواقعة إنما هولبيان أنه لم يثبت ذلك من طرقهم و إلافبعد ورود مامر من الأخبار إنكار ذلك عجيب . وَ قَد رَوَي الكلُيَنيِّ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ سَمَاعَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ وَ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً لَمّا توُفُيَّ عُمَرُ أَتَي أُمّ كُلثُومٍ فَانطَلَقَ بِهَا إِلَي بَيتِهِ
وَ روُيَِ نَحوُ ذَلِكَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي وَ غَيرِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع والأصل في الجواب هو أن ذلك وقع علي سبيل التقية والاضطرار و لااستبعاد في ذلك فإن كثيرا من المحرمات تنقلب عندالضرورة وتصير من الواجبات علي أنه ثبت بالأخبار الصحيحة أن أمير المؤمنين وسائر الأئمة ع كانوا قدأخبرهم النبي ص بما يجري عليهم من الظلم وبما يجب عليهم فعله عند ذلك فقد أباح الله تعالي له خصوص ذلك بنص الرسول ص و هذامما يسكن استبعاد الأوهام و الله يعلم حقائق أحكامه وحججه ع .أقول قدأثبتنا في غزوة الخوارج بعض أحوال محمد ابن الحنفية وكذا في باب معجزات علي بن الحسين ع منازعته له ظاهرا في الإمامة و في أبواب أحوال الحسين ع و ماجري بعدشهادته ثم اعلم أنه سأل السيد مهنا بن سنان عن العلامة الحلي قدس الله روحهما فيما كتب إليه من المسائل ما يقول سيدنا في
صفحه : 110
محمد ابن الحنفية هل كان يقول بإمامة زين العابدين ع وكيف تخلف عن الحسين ع وكذلك عبد الله بن جعفرفأجاب العلامة رحمه الله قدثبت في أصل الإمامة أن أركان الإيمان التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والسيد محمد بن الحنفية و عبد الله بن جعفر وأمثالهم أجل قدرا وأعظم شأنا من اعتقادهم خلاف الحق وخروجهم عن الإيمان ألذي يحصل به اكتساب الثواب الدائم والخلاص من العقاب و أماتخلفه عن نصرة الحسين ع فقد نقل أنه كان مريضا ويحتمل في غيره عدم العلم بما وقع علي مولانا الحسين ع من القتل وغيره وبنوا علي ماوصل من كتب الغدرة إليه وتوهموا نصرتهم له
1- ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِّ عَن جَدّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ رُستُمَ عَن أَبِي حَمزَةَ السكّوُنيِّ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص يَقُولُ لِعَقِيلٍ إنِيّ لَأُحِبّكَ يَا عَقِيلُ حُبّينِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لِحُبّ أَبِي طَالِبٍ لَكَ
2- د،[العدد القوية]ذَكَرَ ابنُ عَبدِ البِرّ فِي كِتَابِ الإِستِيعَابِ أَنّ مَولَانَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ أَصغَرَ وُلدِ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ أَصغَرَ مِن جَعفَرٍ بِعَشرِ سِنِينَ وَ جَعفَرٌ أَصغَرَ مِن عَقِيلٍ بِعَشرِ سِنِينَ وَ عَقِيلٌ أَصغَرَ مِن طَالِبٍ بِعَشرِ سِنِينَ
صفحه : 111
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ الأكَفاَنيِّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي مُعَاذٍ زِيَادِ بنِ رُستُمَ بَيّاعِ الأُدمِ عَن عَبدِ الصّمَدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قُلتُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ حَدّثنَا حَدِيثَ عَقِيلٍ قَالَ نَعَم جَاءَ عَقِيلٌ إِلَيكُم بِالكُوفَةِ وَ كَانَ عَلِيّ ع جَالِساً فِي صَحنِ المَسجِدِ وَ عَلَيهِ قَمِيصٌ سنُبلُاَنيِّ قَالَ فَسَأَلَهُ قَالَ أَكتُبُ لَكَ إِلَي يَنبُعَ قَالَ لَيسَ غَيرَ هَذَا قَالَ لَا فَبَينَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَ الحُسَينُ ع فَقَالَ اشتَرِ لِعَمّكَ ثَوبَينِ فَاشتَرَي لَهُ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ مَا هَذَا قَالَ هَذِهِ كِسوَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ أَقبَلَ حَتّي انتَهَي إِلَي عَلِيّ ع فَجَلَسَ فَجَعَلَ يَضرِبُ يَدَهُ عَلَي الثّوبَينِ وَ جَعَلَ يَقُولُ مَا أَليَنَ هَذَا الثّوبَ يَا أَبَا يَزِيدَ قَالَ يَا حَسَنُ أَخدِ عَمّكَ قَالَ قَالَ مَا أَملِكُ صَفرَاءَ وَ لَا بَيضَاءَ قَالَ فَمُر لَهُ بِبَعضِ ثِيَابِكَ قَالَ فَكَسَاهُ بَعضَ ثِيَابِهِ قَالَ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ أَخدِ عَمّكَ قَالَ وَ اللّهِ مَا أَملِكُ دِرهَماً وَ لَا دِينَاراً قَالَ اكسُهُ بَعضَ ثِيَابَكَ قَالَ عَقِيلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ائذَن لِي إِلَي مُعَاوِيَةَ قَالَ فِي حِلّ مُحَلّلٍ فَانطَلَقَ نَحوَهُ وَ بَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ اركَبُوا أَفرَهَ دَوَابّكُم وَ البَسُوا مِن أَحسَنِ ثِيَابِكُم فَإِنّ عَقِيلًا قَد أَقبَلَ نَحوَكُم وَ أَبرَزَ مُعَاوِيَةُ سَرِيرَهُ فَلَمّا انتَهَي إِلَيهِ عَقِيلٌ قَالَ مُعَاوِيَةُ مَرحَباً بِكَ يَا أَبَا يَزِيدَ مَا نَزَعَ بِكَ قَالَ طَلَبُ الدّنيَا مِن مَظَانّهَا قَالَ وَقَفتَ وَ أَصَبتَ قَد أَمَرنَا لَكَ بِمِائَةِ أَلفٍ فَأَعطَاهُ المِائَةَ الأَلفِ ثُمّ قَالَ أخَبرِنيِ عَنِ العَسكَرَينِ اللّذَينِ مَرَرتَ بِهِمَا عسَكرَيِ وَ عَسكَرِ عَلِيّ قَالَ فِي الجَمَاعَةِ أُخبِرُكَ أَو فِي الوَحدَةِ قَالَ لَا بَل فِي الجَمَاعَةِ قَالَ مَرَرتُ عَلَي عَسكَرِ عَلِيّ ع فَإِذَا لَيلٌ كَلِيلِ النّبِيّص وَ نَهَارٌ كَنَهَارِ النّبِيّص إِلّا أَنّ رَسُولَ اللّهِ لَيسَ فِيهِم وَ مَرَرتُ عَلَي عَسكَرِكَ فَإِذَا أَوّلُ مَنِ استقَبلَنَيِ أَبُو الأَعوَرِ وَ طَائِفَةٌ مِنَ المُنَافِقِينَ وَ المُنَفّرِينَ بِرَسُولِ اللّهِص إِلّا أَنّ أَبَا سُفيَانَ لَيسَ فِيهِم فَكَفّ عَنهُ حَتّي إِذَا ذَهَبَ النّاسُ قَالَ لَهُ يَا أَبَا يَزِيدَ أَيشٍ صَنَعتَ بيِ قَالَ أَ لَم أَقُل لَكَ فِي الجَمَاعَةِ أَو فِي الوَحدَةِ فَأَبَيتَ عَلَيّ قَالَ أَمّا
صفحه : 112
الآنَ فاَشفنِيِ مِن عدَوُيّ قَالَ ذَلِكَ عِندَ الرّحِيلِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ شَدّ غَرَائِرَهُ وَ رَوَاحِلَهُ وَ أَقبَلَ نَحوَ مُعَاوِيَةَ وَ قَد جَمَعَ مُعَاوِيَةُ حَولَهُ فَلَمّا انتَهَي إِلَيهِ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ مَن ذَا عَن يَمِينِكَ قَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ فَتَضَاحَكَ ثُمّ قَالَ لَقَد عَلِمَت قُرَيشٌ أَنّهُ لَم يَكُن أَحصَي لِتُيُوسِهَا مِن أَبِيهِ ثُمّ قَالَ مَن هَذَا قَالَ هَذَا أَبُو مُوسَي فَتَضَاحَكَ ثُمّ قَالَ لَقَد عَلِمَت قُرَيشٌ بِالمَدِينَةِ أَنّهُ لَم يَكُن بِهَا امرَأَةٌ أَطيَبَ رِيحاً مِن قِبّ أُمّهِ قَالَ أخَبرِنيِ عَن نفَسيِ يَا أَبَا يَزِيدَ قَالَ تَعرِفُ حَمَامَةَ ثُمّ سَارَ فَأَلقَي فِي خَلَدِ مُعَاوِيَةَ قَالَ أُمّ مِن أمُهّاَتيِ لَستُ أَعرِفُهَا فَدَعَا بِنَسّابَينِ مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ أخَبرِاَنيّ أَو لَأَضرِبَنّ أَعنَاقَكُمَا لَكُمَا الأَمَانُ قَالَا فَإِنّ حَمَامَةَ جَدّةُ أَبِي سُفيَانَ السّابِعَةُ وَ كَانَت بَغِيّاً وَ كَانَ لَهَا بَيتٌ توُفُيَّ فِيهِ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ كَانَ عَقِيلٌ مِنَ أَنسَبِ النّاسِ
بيان يقال أخديته أي أعطيته والقب بالكسر العظم الناتئ بين الأليتين .أقول قال عبدالحميد بن أبي الحديد رووا أن عقيلا رحمه الله قدم علي أمير المؤمنين ع فوجده جالسا في صحن المسجد بالكوفة فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين قال وعليك السلام يا أبايزيد ثم التفت إلي الحسن ابنه ع فقال قم فأنزل عمك فقام فأنزله ثم عاد إليه فقال اذهب فاشتر لعمك قميصا جديدا ورداء جديدا وإزارا جديدا ونعلا جديدا فذهب فاشتري له فغدا عقيل علي أمير المؤمنين ع في الثياب فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال و
صفحه : 113
عليك السلام يا أبايزيد يخرج عطائي فأدفعه إليك فلما ارتحل عن أمير المؤمنين ع إلي معاوية فنصب له كراسيه وأجلس جلساءه حوله فلما ورد عليه أمر له بمائة ألف فقبضها ثم غدا عليه يوما بعد ذلك وجلساء معاوية حوله فقال يا أبايزيد أخبرني عن عسكري وعسكر أخيك فقد وردت عليهما قال أخبرك مررت و الله بعسكر أخي فإذاليل كليل رسول الله ص ونهار كنهار رسول الله ص إلا أن رسول الله ليس في القوم مارأيت إلامصليا و لاسمعت إلاقارئا ومررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفر ناقة رسول الله ص ليلة العقبة ثم قال من هذا عن يمينك يامعاوية قال هذاعمرو بن العاص قال هذا ألذي اختصم فيه ستة نفر فغلب عليه جزار قريش فمن الآخر قال الضحاك بن قيس الفهري قال أما و الله لقد كان أبوه جيد الأخذ لعسب التيوس فمن هذاالآخر قال أبو موسي الأشعري قال هذا ابن السراقة فلما رأي معاوية أنه قدأغضب جلساءه علم أنه إن استخبره عن نفسه قال فيه سوءا فأحب أن يسأله ليقول فيه مايعلمه من السوء فيذهب بذلك غضب جلسائه قال يا أبايزيد فما تقول في قال دعني من هذا قال لتقولن قال أتعرف حمامة قال و من حمامة يا أبايزيد قال قدأخبرتك ثم قال فمضي فأرسل معاوية إلي النسابة فدعاه قال من حمامة قال و لي الأمان قال نعم قال حمامة جدتك أم أبي سفيان كانت بغيا في الجاهلية صاحبة راية قال معاوية لجلسائه قدساويتكم و
صفحه : 114
زدت عليكم فلاتغضبوا. و قال في موضع آخر من المفارقين لعلي ع أخوه عقيل بن أبي طالب قدم علي أمير المؤمنين ع الكوفة يسترفده فعرض عليه عطاءه فقال إنما أريد من بيت المال فقال تقيم لي يوم الجمعة فلما صلي علي الجمعة قال له ماتقول فيمن خان هؤلاء أجمعين قال بئس الرجل قال فإنك أمرتني أن أخونهم وأعطيك فلما خرج من عنده شخص إلي معاوية فأمر له يوم قدومه بمائة ألف درهم و قال له يا أبايزيد أناخير لك أم علي قال وجدت عليا أنظر لنفسه منك ووجدتك أنظر لي منك لنفسك و قال معاوية لعقيل إن فيكم يابني هاشم لينا قال أجل إن فينا للينا من غيرضعف وعزا من غيرعنف و إن لينكم يامعاوية غدر وسلمكم كفر و قال معاوية و لا كل هذا يا أبايزيد و قال الوليد بن عقبة لعقيل في مجلس معاوية غلبك أخوك يا أبايزيد علي الثروة قال نعم وسبقني وإياك إلي الجنة قال أما و الله لو أن أهل الأرض اشتركوا في قتله لأرهقوا صعودا و إن أخاك لأشد هذه الأمة عذابا فقال صه و الله إنا لنرغب بعبد من عبيده عن صحبة أبيك عقبة بن أبي معيط. و قال معاوية يوما وعنده عمرو بن العاص و قدأقبل عقيل لأضحكنك من عقيل فلما سلم قال معاوية مرحبا برجل عمه أبولهب فقال عقيل وأهلا بمن عمته حمالة الحطب فِي جِيدِها حَبلٌ مِن مَسَدٍلأن امرأة أبي لهب أم جميل بنت حرب بن أمية
صفحه : 115
قال معاوية يا أبايزيد ماظنك بعمك أبي لهب قال إذادخلت النار فخذ علي يسارك تجده مفترشا عمتك حمالة الحطب أفناكح في النار خير أم منكوح قال كلاهما شر و الله . و قال في موضع آخر عقيل بن أبي طالب هوأخو أمير المؤمنين ع لأبيه وأمه وكانوا بنو أبي طالب أربعة طالب و هوأسن من عقيل بعشر سنين وعقيل و هوأسن من جعفربعشر سنين و جعفر و هوأسن من علي بعشر سنين و علي ع و هوأصغرهم سنا وأعظمهم قدرا بل وأعظم الناس بعد ابن عمه قدرا و كان أبوطالب يحب عقيلا أكثر من حبه سائر بنيه فلذلك قال للنبيص وللعباس حين أتياه ليقسما بنيه عام المحل فيخففا عنه ثقلهم دعوا لي عقيلا وخذوا من شئتم فأخذ العباس جعفرا وأخذ محمدعليا و كان عقيل يكني أبايزيد قال له رسول الله ص يا أبايزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك مني وحبا لماكنت أعلم من حب عمي إياك أخرج عقيل إلي بدر مكرها كماأخرج العباس فأسر وفدي وعاد إلي مكة ثم أقبل مسلما مهاجرا قبل الحديبية وشهد غزاة مؤتة مع أخيه جعفر وتوفي في خلافة معاوية في سنة خمسين و كان عمره ست وتسعون سنة و له دار بالمدينة معروفة وخرج إلي مكة ثم إلي الشام ثم عاد إلي المدينة و لم يشهد مع أخيه أمير المؤمنين ع شيئا من حروبه أيام خلافته وعرض نفسه وولده عليه فأعفاه و لم يكلفه حضور الحرب و كان أنسب قريش وأعلمهم بأيامها و كان مبغضا إليهم لأنه كان يعد مساويهم وكانت له طنفسة تطرح في مسجد رسول الله فيصلي عليها ويجتمع إليه الناس في علم النسب وأيام العرب و كان حينئذ قدذهب بصره و كان أسرع الناس جوابا وأشدهم عارضة
صفحه : 116
و كان يقال إن في قريش أربعة يتحاكم إليهم في علم النسب وأيام قريش ويرجع إلي قولهم عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل الزهري و أبوالجهم بن حذيفة العدوي وحويطب بن عبدالعزي العامري واختلف الناس فيه هل التحق بمعاوية و أمير المؤمنين ع حي فقال قوم ورووا أن معاوية قال يوما وعقيل عنده هذا أبويزيد لو لاعلمه أني خير له من أخيه لماأقام عندنا وتركه فقال عقيل أخي خير لي في ديني و أنت خير لي في دنياي و قدآثرت دنيا وأسأل الله خاتمة خير و قال قوم إنه لم يفد إلي معاوية إلا بعدوفاة أمير المؤمنين ع واستدلوا علي ذلك بالكتاب ألذي كتبه إليه في آخر خلافته والجواب ألذي أجابه ع به و قدذكرناه فيما تقدم وسيأتي ذكره أيضا في باب كتبه ع و هذاالقول هوالأظهر عندي. وروي المدائني قال قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب هل من حاجة فأقضيها لك قال نعم جارية عرضت علي وأبي أصحابها أن يبيعوها إلابأربعين ألفا فأحب معاوية أن يمازحه قال و ماتصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا و أنت أعمي تجتزئ بجارية قيمتها خمسون درهما قال أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما إذاأغضبته يضرب عنقك فضحك معاوية و قال مازحناك يا أبايزيد وأمر فابتيعت له الجارية التي أولد منها مسلما رحمه الله فلما أتت علي مسلم ثماني عشرة سنة و قدمات عقيل أبوه قال لمعاوية يا أمير المؤمنين إن لي أرضا بمكان كذا من المدينة وإني أعطيت بهامائة ألف و قدأحببت أن أبيعك إياها فادفع إلي ثمنها فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن إليه فبلغ ذلك الحسين ع فكتب إلي معاوية أما بعدفإنك اغتررت غلاما من بني هاشم فابتعت منه أرضا لايملكها فاقبض من الغلام مادفعته إليه واردد علينا أرضنا فبعث معاوية إلي مسلم فأخبره ذلك وأقرأه كتاب الحسين ع
صفحه : 117
و قال اردد علينا مالنا وخذ أرضك فإنك بعت ما لاتملك فقال مسلم أمادون أن أضرب رأسك بالسيف فلافاستلقي معاوية ضاحكا يضرب برجليه و قال يابني هذا و الله كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك ثم كتب إلي الحسين ع أني قدرددت عليكم الأرض وسوغت مسلما ماأخذه فقال الحسين ع أبيتم ياآل أبي سفيان إلاكرما. فقال معاوية لعقيل يا أبايزيد أين يكون عمك أبولهب اليوم قال إذادخلت جهنم فاطلبه تجده مضاجعا عمتك أم جميل بنت حرب بن أمية وقالت له زوجته ابنة عتبة بن ربيعة يابني هاشم لايحبكم قلبي أبدا أين أبي أين عمي أين أخي كأن أعناقهم أباريق الفضة ترد أنفهم الماء قبل شفاههم قال إذادخلت جهنم فخذي علي شمالك تجدينهم .سأل معاوية عقيلا رحمه الله عن قصة الحديدة المحماة المذكورة فبكي و قال أناأحدثك يامعاوية عنه ثم أحدثك عما سألت نزل بالحسين ابنه ضيف فاستسلف درهما اشتري به خبزا واحتاج إلي الإدام فطلب من قنبر خادمهم أن يفتح له زقا من زقاق عسل جاءتهم من اليمن فأخذ منه رطلا فلما طلبها ليقسمها قال ياقنبر أظن أنه حدث في هذاالزق حدث قال نعم يا أمير المؤمنين وأخبره فغضب و قال علي بحسين ورفع الدرة فقال بحق عمي جعفر و كان إذاسئل بحق جعفرسكن فقال له ماحملك إذ أخذت منه قبل القسمة قال إن لنا فيه حقا فإذاأعطيناه رددناه قال فداك أبوك و إن كان لك فيه حق فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم أما لو لاأني رأيت رسول الله يقبل ثنيتيك لأوجعتك ضربا ثم دفع إلي قنبر درهما كان مصرورا في ردائه و قال اشتر به خير عسل تقدر عليه قال عقيل و الله لكأني أنظر
صفحه : 118
إلي يدي علي وهي علي فم الزق وقنبر يقلب العسل فيه ثم شده وجعل يبكي و يقول أللهم اغفر للحسين فإنه لم يعلم . فقال معاوية ذكرت من لاينكر فضله رحم الله أباحسن فلقد سبق من كان قبله وأعجز من يأتي بعده هلم حديث الحديدة قال نعم أقويت وأصابتني مخمصة شديدة فسألته فلم تند صفاته فجمعت صبياني وجئته بهم والبؤس والضر ظاهران عليهم فقال ائتني عشية لأدفع إليك شيئا فجئته يقودني أحد ولدي فأمره بالتنحي ثم قال ألا فدونك فأهويت حريصا قدغلبني الجشع أظنها صرة فوضعت يدي علي حديد تلتهب نارا فلما قبضتها نبذتها وخرت كمايخور الثور تحت جازره فقال لي ثكلتك أمك هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا فكيف بك وبي غدا إن سلكنا في سلاسل جهنم ثم قرأإِذِ الأَغلالُ فِي أَعناقِهِم وَ السّلاسِلُ يُسحَبُونَ ثم قال ليس لك عندي فوق حقك ألذي فرضه الله لك إلا ماتري فانصرف إلي أهلك فجعل معاوية يتعجب و يقول هيهات عقمت النساء أن تلد بمثله . أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن قتادة أن أروي بنت الحارث بن عبدالمطلب دخلت علي معاوية بن أبي سفيان و قدقدم المدينة وهي عجوز كبيرة فلما رآها معاوية قال مرحبا بك ياخالة كيف كنت بعدي قالت كيف أنت يا ابن أختي لقد كفرت النعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك
صفحه : 119
وأخذت غيرحقك بلا بلاء كان منك و لا من آبائك في ديننا و لاسابقة كانت لكم بل كفرتم بما جاء به محمدص فأتعس الله منكم الجدود وأصعر منكم الخدود ورد الحق إلي أهله فكانت كلمتنا هي العليا ونبينا هوالمنصور علي من ناواه فوثبت قريش علينا من بعده حسدا لنا وبغيا فكنا بحمد الله ونعمته أهل بيت فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون و كان سيدنا فيكم بعدنبينا بمنزلة هارون من موسي وغايتنا الجنة وغايتكم النار فقال لها عمرو بن العاص كفي أيتها العجوز الضالة واقصري من قولك مع ذهاب عقلك إذ لاتجوز شهادتك وحدك فقالت و أنت يا ابن الباغية تتكلم وأمك أشهر بغي بمكة وأقلهم أجرة وادعاك خمسة من قريش فسئلت أمك عن ذلك فقالت كل أتاها فانظروا أشبههم به فألحقوه به فغلب شبه العاص بن وائل جزار قريش ألأمهم مكرا وأمهنهم خيرا فما ألومك ببغضنا قال مروان بن الحكم كفي أيتها العجوز واقصدي لماجئت له فقالت و أنت يا ابن الزرقاء تتكلم و الله و أنت ببشير مولي ابن كلدة أشبه منك بالحكم بن العاص و قدرأيت الحكم سبط الشعر مديد القامة و مابينكما قرابة إلاكقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرف فاسأل عما أخبرتك به أمك فإنها ستخبرك بذلك ثم التفتت إلي معاوية فقالت و الله ماجرأ هؤلاء غيرك و إن أمك القائلة في قتل حمزة
نحن جزيناكم بيوم بدر | والحرب بعدالحرب ذات السعر |
. إلي آخر الأبيات فأجابتها ابنة عمي
خزيت في بدر و غيربدر | يابنت وقاع عظيم الكفر |
. إلي آخر الأبيات فالتفت معاوية إلي مروان وعمرو و قال و الله ماجرأها علي غيركما و لاأسمعني هذاالكلام سواكما ثم قال ياخالة اقصدي لحاجتك ودعي أساطير النساء عنك قالت تعطيني ألفي دينار وألفي دينار وألفي دينار قال ماتصنعين بألفي دينار قالت أزوج بهافقراء بني الحارث بن عبدالمطلب قال هي كذلك
صفحه : 120
فما تصنعين بألفي دينار قالت أستعين بها علي شدة الزمان وزيارة بيت الله الحرام قال قدأمرت بها لك فما تصنعين بألفي دينار قالت أشتري بهاعينا خرارة في أرض حوارة تكون لفقراء بني الحارث بن عبدالمطلب قال هي لك ياخالة أما و الله لو كان ابن عمك علي ماأمر بها لك قالت تذكر عليا فض الله فاك وأجهد بلاك ثم علا نحيبها وبكاؤها وجعلت تقول
ألا ياعين ويحك فاسعدينا | ألا فابكي أميرالمؤمنينا |
رزئنا خير من ركب المطايا | وجال بها و من ركب السفينا |
و من لبس النعال و من حذاها | و من قرأ المثاني والمئينا |
إذااستقبلت وجه أبي حسين | رأيت البدر راق الناظرينا |
ألا فأبلغ معاوية بن حرب | فلاقرت عيون الشامتينا |
أ في الشهر الحرام فجعتمونا | بخير الخلق طرا أجمعينا |
مضي بعد النبي فدته نفسي | أبوحسن وخير الصالحينا |
كأن الناس إذ فقدوا عليا | نعام جال في بلد سنينا |
فلا و الله لاأنسي عليا | وحسن صلاته في الراكعينا |
لقد علمت قريش حيث كانت | بأنك خيرها حسبا ودينا |
فلايفرح معاوية بن حرب | فإن بقية الخلفاء فينا |
. قال فبكي معاوية ثم قال ياخالة لقد كان كما قلت وأفضل .بيان الخرير صوت الماء أي عينا يكون لمائها صوت لكثرته والحوارة لعلها من الحور بمعني الرجوع أي ترجع كل سنة إلي إعطاء الغلة و في أكثر النسخ بالخاء المعجمة والخوار الصوت والضعف والانكسار و لايستقيم إلابتكلف
4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]إِخوَتُهُ ع طَالِبٌ وَ عَقِيلٌ وَ جَعفَرٌ وَ عَلِيّ أَصغَرُهُم وَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم أَكبَرُ مِن أَخِيهِ بِعَشرِ سِنِينَ بِهَذَا التّرتِيبِ وَ أَسلَمُوا كُلّهُم وَ أَعقَبُوا إِلّا طَالِبٌ
صفحه : 121
فَإِنّهُ أَسلَمَ وَ لَم يُعقِب أُختُهُ أُمّ هَانِئٍ وَ اسمُهَا فَاخِتَةُ وَ جُمَانَةُ وَ خَالُهُ حُنَينُ بنُ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ وَ خَالَتُهُ خَالِدَةُ بِنتُ أَسَدٍ وَ رَبِيبَةُ مُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ وَ ابنُ أُختِهِ جَعدَةُ بنُ هُبَيرَةَ
5- ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن جَدّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي السرّيِّ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمّدٍ السّائِبِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ بَينَ طَالِبٍ وَ عَقِيلٍ عَشرُ سِنِينَ وَ بَينَ عَقِيلٍ وَ جَعفَرٍ عَشرُ سِنِينَ وَ بَينَ جَعفَرٍ وَ عَلِيّ ع عَشرُ سِنِينَ وَ كَانَ عَلِيّ ع أَصغَرَهُم
أقول قدمضي كثير من أحوال عقيل في باب جوامع مكارمه ع وأحوال جعفر ع وبعض عشائره في أبواب أحوال عشائر الرسول ص وأصحابه ع وسيأتي أحوال عبد الله بن جعفر و عبد الله بن عباس في باب أحوال أصحابه ع وأبواب أحوال الحسين ع
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي حَسّانَ العجِليِّ قَالَلَقِيتُ أَمَةَ اللّهِ بِنتَ رَاشِدٍ الهجَرَيِّ فَقُلتُ لَهَا أخَبرِيِنيِ بِمَا سَمِعتِ مِن أَبِيكِ قَالَت سَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ لِي حبَيِبيِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا رَاشِدُ كَيفَ صَبرُكَ إِذَا أَرسَلَ إِلَيكَ دعَيِّ بنَيِ أُمَيّةَ فَقَطَعَ يَدَيكَ وَ رِجلَيكَ وَ لِسَانَكَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ يَكُونُ آخِرُ ذَلِكَ إِلَي الجَنّةِ
صفحه : 122
قَالَ نَعَم يَا رَاشِدُ وَ أَنتَ معَيِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَت فَوَ اللّهِ مَا ذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّي أَرسَلَ إِلَيهِ الدعّيِّ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ فَدَعَاهُ إِلَي البَرَاءَةِ مِنهُ فَقَالَ لَهُ ابنُ زِيَادٍ فبَأِيَّ مِيتَةٍ قَالَ لَكَ صَاحِبُكَ تَمُوتُ قَالَ خبَرّنَيِ خلَيِليِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّكَ تدَعوُنيِ إِلَي البَرَاءَةِ مِنهُ فَلَا أَتَبَرّأُ فتَقُدَمّنُيِ فَتَقطَعُ يدَيَّ وَ رجِليَّ وَ لسِاَنيِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَأُكَذّبَنّ صَاحِبَكَ قَدّمُوهُ وَ اقطَعُوا يَدَهُ وَ رِجلَهُ وَ اترُكُوا لِسَانَهُ فَقَطَعُوهُ ثُمّ حَمَلُوهُ إِلَي مَنزِلِنَا فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَتِ جُعِلتُ فِدَاكَ هَل تَجِدُ لِمَا أَصَابَكَ أَلَماً قَالَ لَا وَ اللّهِ يَا بُنَيّةُ إِلّا كَالزّحَامِ بَينَ النّاسِ ثُمّ دَخَلَ عَلَيهِ جِيرَانُهُ وَ مَعَارِفُهُ يَتَوَجّعُونَ لَهُ فَقَالَ آتوُنيِ بِصَحِيفَةٍ وَ دَوَاةٍ أَذكُر لَكُم مَا يَكُونُ مِمّا أَعلَمَنِيهِ موَلاَيَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَأَتَوهُ بِصَحِيفَةٍ وَ دَوَاةٍ فَجَعَلَ يَذكُرُ وَ يمُليِ عَلَيهِم أَخبَارَ المَلَاحِمِ وَ الكَائِنَاتِ وَ يُسنِدُهَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَبَلَغَ ذَلِكَ ابنَ زِيَادٍ فَأَرسَلَ إِلَيهِ الحَجّامَ حَتّي قَطَعَ لِسَانَهُ فَمَاتَ مِن لَيلَتِهِ تِلكَ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُسَمّيهِ رَاشِدَ المُبتَلَي وَ كَانَ قَد أَلقَي إِلَيهِ عِلمَ البَلَايَا وَ المَنَايَا فَكَانَ يَلقَي الرّجُلَ وَ يَقُولُ لَهُ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ تَمُوتُ مِيتَةَ كَذَا وَ أَنتَ يَا فُلَانُ تُقتَلُ قِتلَةَ كَذَا فَيَكُونُ الأَمرُ كَمَا قَالَهُ رَاشِدٌ رَحِمَهُ اللّهُ
2- يد،[التوحيد] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ العرَزمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ لعِلَيِّ ع غُلَامٌ اسمُهُ قَنبَرٌ وَ كَانَ يُحِبّ عَلِيّاً حُبّاً شَدِيداً فَإِذَا خَرَجَ عَلِيّ ع خَرَجَ عَلَي أَثَرِهِ بِالسّيفِ فَرَآهُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَقَالَ يَا قَنبَرُ مَا لَكَ قَالَ جِئتُ لأِمَشيَِ خَلفَكَ فَإِنّ النّاسَ كَمَا تَرَاهُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَخِفتُ عَلَيكَ قَالَ وَيحَكَ أَ مِن أَهلِ السّمَاءِ تحَرسُنُيِ أَم مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ لَا بَل مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ إِنّ أَهلَ الأَرضِ لَا يَستَطِيعُونَ بيِ شَيئاً إِلّا بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنَ السّمَاءِ فَارجِع فَرَجَعَ
صفحه : 123
3- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ
إِذَا رَأَيتُ مِنهُم أَمراً مُنكَراً | أَوقَدتُ ناَريِ وَ دَعَوتُ قَنبَراً |
4- ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُعَلّي عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ قَالَ سَمِعتُ العَبدَ الصّالِحَ أَبَا الحَسَنِ ع يَنعَي إِلَي رَجُلٍ نَفسَهُ فَقُلتُ فِي نفَسيِ وَ إِنّهُ لَيَعلَمُ مَتَي يَمُوتُ الرّجُلُ مِن شِيعَتِهِ فَقَالَ شِبهَ المُغضَبِ يَا إِسحَاقُ قَد كَانَ رُشَيدٌ الهجَرَيِّ يَعلَمُ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا فَالإِمَامُ أَولَي بِذَلِكَ
5- ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن إِسحَاقَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ ع وَ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع يَا فُلَانُ إِنّكَ أَنتَ تَمُوتُ إِلَي شَهرٍ قَالَ فَأَضمَرتُ فِي نفَسيِ كَأَنّهُ يَعلَمُ آجَالَ شِيعَتِهِ قَالَ فَقَالَ يَا إِسحَاقُ وَ مَا تُنكِرُونَ مِن ذَلِكَ وَ قَد كَانَ رُشَيدٌ الهجَرَيِّ مُستَضعَفاً وَ كَانَ يَعلَمُ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا فَالإِمَامُ أَولَي بِذَلِكَ ثُمّ قَالَ يَا إِسحَاقُ تَمُوتُ إِلَي سَنَتَينِ وَ يَتَشَتّتُ أَهلُكَ وَ وُلدُكَ وَ عِيَالُكَ وَ أَهلُ بَيتِكَ وَ يُفلِسُونَ إِفلَاساً شَدِيداً
بيان مستضعفا أي مظلوما أي يعده الناس ضعيفا لايعتنون بشأنه أوكانوا يحسبونه ضعيف العقل
6- سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن أَبِي الجَارُودِ عَن قنو[قِنوَةَ]ابنَةِ رُشَيدٍ الهجَرَيِّ قَالَت قُلتُ لأِبَيِ مَا أَشَدّ اجتِهَادَكَ فَقَالَ يَا بُنَيّةِ سيَجَيِءُ قَومٌ بَعدَنَا بَصَائِرُهُم فِي دِينِهِم أَفضَلُ مِنِ اجتِهَادِ أَوّلِيهِم
صفحه : 124
7-شا،[الإرشاد] مِن مُعجِزَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّ مِيثَمَ التّمّارَ كَانَ عَبداً لِامرَأَةٍ مِن بنَيِ أَسَدٍ فَاشتَرَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِنهَا فَأَعتَقَهُ فَقَالَ مَا اسمُكَ فَقَالَ سَالِمٌ فَقَالَ أخَبرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص أَنّ اسمَكَ ألّذِي سَمّاكَ بِهِ أَبُوكَ فِي العَجَمِ مِيثَمٌ قَالَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ إِنّهُ لاَسميِ قَالَ فَارجِع إِلَي اسمِكَ ألّذِي سَمّاكَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ دَع سَالِماً فَرَجَعَ إِلَي مِيثَمٍ وَ اكتَنَي بأِبَيِ سَالِمٍ فَقَالَ عَلِيّ ع ذَاتَ يَومٍ إِنّكَ تُؤخَذُ بعَديِ فَتُصلَبُ وَ تُطعَنُ بِحَربَةٍ فَإِذَا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ ابتَدَرَ مَنخِرَاكَ وَ فَمُكَ دَماً فَتُخضَبُ لِحيَتُكَ فَانتَظِر ذَلِكَ الخِضَابَ فَتُصلَبُ عَلَي بَابِ دَارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ عَاشِرَ عَشَرَةٍ أَنتَ أَقصَرُهُم خَشَبَةً وَ أَقرَبُهُم مِنَ المَطهَرَةِ وَ امضِ حَتّي أُرِيَكَ النّخلَةَ التّيِ تُصلَبُ عَلَي جِذعِهَا فَأَرَاهُ إِيّاهَا وَ كَانَ مِيثَمٌ يَأتِيهَا فيَصُلَيّ عِندَهَا وَ يَقُولُ بُورِكتِ مِن نَخلَةٍ لَكِ خُلِقتُ وَ لِي غُذّيتِ وَ لَم يَزَل مُعَاهِدَهَا حَتّي قُطِعَت وَ حَتّي عُرِفَ المَوضِعُ ألّذِي يُصلَبُ عَلَيهَا بِالكُوفَةِ قَالَ وَ كَانَ يَلقَي عَمرَو بنَ حُرَيثٍ فَيَقُولُ إنِيّ مُجَاوِرُكَ فَأَحسِن جوِاَريِ فَيَقُولُ لَهُ عَمرٌو أَ تُرِيدُ أَن تشَترَيَِ دَارَ ابنِ مَسعُودٍ أَو دَارَ ابنِ حَكِيمٍ وَ هُوَ لَا يَعلَمُ مَا يُرِيدُ وَ حَجّ فِي السّنَةِ التّيِ قُتِلَ فِيهَا فَدَخَلَ عَلَي أُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا فَقَالَت مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مِيثَمٌ قَالَت وَ اللّهِ لَرُبّمَا سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَذكُرُكَ وَ يوُصيِ بِكَ عَلِيّاً فِي جَوفِ اللّيلِ فَسَأَلَهَا عَنِ الحُسَينِ ع فَقَالَت هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ قَالَ أَخبِرِيهِ أنَنّيِ قَد أَحبَبتُ السّلَامَ عَلَيهِ وَ نَحنُ مُلتَقُونَ عِندَ رَبّ العَالَمِينَ إِن شَاءَ اللّهُ فَدَعَت بِطِيبٍ وَ طَيّبَت لِحيَتَهُ وَ قَالَت أَمَا إِنّهَا سَتُخضَبُ بِدَمٍ فَقَدِمَ الكُوفَةَ فَأَخَذَهُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ فَأُدخِلَ عَلَيهِ فَقِيلَ لَهُ هَذَا كَانَ مِن آثَرِ النّاسِ عِندَ عَلِيّ ع قَالَ وَيحَكُم هَذَا الأعَجمَيِّ قِيلَ لَهُ نَعَم قَالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ أَينَ رَبّكَ قَالَ بِالمِرصَادِ
صفحه : 125
لِكُلّ ظَالِمٍ وَ أَنتَ أَحَدُ الظّلَمَةِ قَالَ إِنّكَ عَلَي عُجمَتِكَ لَتُبلِغُ ألّذِي تُرِيدُ قَالَ أخَبرِنيِ مَا أَخبَرَكَ صَاحِبُكَ أنَيّ فَاعِلٌ بِكَ قَالَ أخَبرَنَيِ أَنّكَ تصَلبُنُيِ عَاشِرَ عَشَرَةٍ أَنَا أَقصَرُهُم خَشَبَةً وَ أَقرَبُهُم إِلَي المَطهَرَةِ قَالَ لَنُخَالِفَنّهُ قَالَ كَيفَ تُخَالِفُهُ فَوَ اللّهِ مَا أَخبَرَ إِلّا عَنِ النّبِيّص عَن جَبرَئِيلَ عَنِ اللّهِ تَعَالَي فَكَيفَ تُخَالِفُ هَؤُلَاءِ وَ لَقَد عَرَفتُ المَوضِعَ ألّذِي أُصلَبُ فِيهِ وَ أَينَ هُوَ مِنَ الكُوفَةِ وَ أَنَا أَوّلُ خَلقِ اللّهِ أُلجَمُ فِي الإِسلَامِ فَحَبَسَهُ وَ حَبَسَ مَعَهُ المُختَارَ بنَ أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ لَهُ مِيثَمٌ إِنّكَ تُفلِتُ وَ تَخرُجُ ثَائِراً بِدَمِ الحُسَينِ ع فَتَقتُلُ هَذَا ألّذِي يَقتُلُنَا فَلَمّا دَعَا عُبَيدُ اللّهِ بِالمُختَارِ لِيَقتُلَهُ طَلَعَ بَرِيدٌ بِكِتَابِ يَزِيدَ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ يَأمُرُهُ بِتَخلِيَةِ سَبِيلِهِ فَخَلّاهُ وَ أَمَرَ بِمِيثَمٍ أَن يُصلَبَ فَأُخرِجَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ لَقِيَهُ مَا كَانَ أَغنَاكَ عَن هَذَا فَتَبَسّمَ وَ قَالَ وَ هُوَ يُومِئُ إِلَي النّخلَةِ لَهَا خُلِقتُ وَ لِي غُذّيَت فَلَمّا رُفِعَ عَلَي الخَشَبَةِ اجتَمَعَ النّاسُ حَولَهُ عَلَي بَابِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ قَالَ عَمرٌو قَد كَانَ وَ اللّهِ يَقُولُ إنِيّ مُجَاوِرُكَ فَلَمّا صُلِبَ أَمَرَ جَارِيَتَهُ بِكَنسِ تَحتِ خَشَبَتِهِ وَ رَشّهِ وَ تَجمِيرِهِ فَجَعَلَ مِيثَمٌ يُحَدّثُ بِفَضَائِلِ بنَيِ هَاشِمٍ فَقِيلَ لِابنِ زِيَادٍ قَد فَضَحَكُم هَذَا العَبدُ فَقَالَ أَلجِمُوهُ وَ كَانَ أَوّلُ خَلقِ اللّهِ أُلجِمَ فِي الإِسلَامِ وَ كَانَ قَتلُ مِيثَمٍ رَحِمَهُ اللّهُ قَبلَ قُدُومِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع العِرَاقَ بِعَشَرَةِ أَيّامٍ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ مِن صَلبِهِ طُعِنَ مِيثَمٌ بِالحَربَةِ فَكَبّرَ ثُمّ انبَعَثَ فِي آخِرِ النّهَارِ فَمُهُ وَ أَنفُهُ دَماً وَ هَذَا مِن جُملَةِ الأَخبَارِ عَنِ الغُيُوبِ المَحفُوظَةِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ذِكرُهُ شَائِعٌ وَ الرّوَايَةُ بِهِ بَينَ العُلَمَاءِ مُستَفِيضَةٌ
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابنُ عَيّاشٍ عَن مُجَالِدٍ عَنِ الشعّبيِّ عَن زِيَادِ بنِ النّصرِ الحاَرثِيِّ قَالَكُنتُ عِندَ زِيَادٍ إِذ أتُيَِ بِرُشَيدٍ الهجَرَيِّ قَالَ لَهُ زِيَادٌ مَا قَالَ لَكَ صَاحِبُكَ يعَنيِ عَلِيّاً ع إِنّا فَاعِلُونَ بِكَ قَالَ تَقطَعُونَ يدَيَّ وَ رجِليَّ وَ تصَلبُوُننَيِ فَقَالَ زِيَادٌ أَم وَ اللّهِ لَأُكَذّبَنّ حَدِيثَهُ خَلّوا سَبِيلَهُ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَخرُجَ قَالَ زِيَادٌ وَ اللّهِ
صفحه : 126
مَا نَجِدُ شَيئاً شَرّاً مِمّا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ اقطَعُوا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ اصلُبُوهُ فَقَالَ رُشَيدٌ هَيهَاتَ قَد بقَيَِ لِي عِندَكُم شَيءٌ أخَبرَنَيِ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ زِيَادٌ اقطَعُوا لِسَانَهُ فَقَالَ رُشَيدٌ الآنَ وَ اللّهِ جَاءَ التّصدِيقُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هَذَا الخَبَرُ أَيضاً قَد نَقَلَهُ المُؤَالِفُ وَ المُخَالِفُ عَن ثِقَاتِهِم عَمّن سَمّينَاهُ وَ اشتَهَرَ أَمرُهُ عِندَ عُلَمَاءِ الجَمِيعِ وَ هُوَ مِن جُملَةِ مَا تَقَدّمَ ذِكرُهُ مِنَ المُعجِزَاتِ وَ الأَخبَارِ عَنِ الغُيُوبِ
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ عَامّةُ أَصحَابِ السّيرَةِ مِن طُرُقٍ مُختَلِفَةٍ أَنّ الحَجّاجَ بنَ يُوسُفَ الثقّفَيِّ قَالَ ذَاتَ يَومٍ أُحِبّ أَن أُصِيبَ رَجُلًا مِن أَصحَابِ أَبِي تُرَابٍ فَأَتَقَرّبُ إِلَي اللّهِ بِدَمِهِ فَقِيلَ لَهُ مَا نَعلَمُ أَحَداً كَانَ أَطوَلَ صُحبَةً لأِبَيِ تُرَابٍ مِن قَنبَرٍ مَولَاهُ فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِ فأَتُيَِ بِهِ فَقَالَ لَهُ أَنتَ قَنبَرٌ قَالَ نَعَم قَالَ أَبُو هَمدَانَ قَالَ نَعَم قَالَ مَولَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ اللّهُ موَلاَيَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ولَيِّ نعِمتَيِ قَالَ ابرَأ مِن دِينِهِ قَالَ فَإِذَا بَرِئتُ مِن دِينِهِ تدَلُنّيِ عَلَي دِينِ غَيرِهِ أَفضَلَ مِنهُ قَالَ إنِيّ قَاتِلُكَ فَاختَر أَيّ قِتلَةٍ أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ قَد صَيّرتُ ذَلِكَ إِلَيكَ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّكَ لَا تقَتلُنُيِ قِتلَةً إِلّا قَتَلتُكَ مِثلَهَا وَ قَد أخَبرَنَيِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنّ ميِتتَيِ تَكُونُ ذَبحاً ظُلماً بِغَيرِ حَقّ قَالَ فَأَمَرَ بِهِ فَذُبِحَ
8- شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مُنِعَ مِيثَمٌ رَحِمَهُ اللّهُ مِنَ التّقِيّةِ فَوَ اللّهِ لَقَد عَلِمَ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي عَمّارٍ وَ أَصحَابِهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ
كا،[الكافي] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن محمد بن مروان مثله
صفحه : 127
بيان لعل وجه الجمع بين أخبار التقية وعدمها في التبري الحمل علي التخيير فيكون هذاالكلام منه ع علي وجه الإشفاق بأنه كان يمكنه حفظ النفس بالتقية فلم تركها علي وجه إلاالذم والاعتراض و في أكثر نسخ الكتابين ميثم بالرفع فالظاهر قراءة منع علي بناء المجهول فيحتمل ماذكرنا أي لم يكن ممنوعا عن التقية شرعا فلم لم يتق ويحتمل أن يكون مدحا أي وطن نفسه علي القتل لحب أمير المؤمنين ع مع أنه لم يكن ممنوعا من التقية ويحتمل أن يكون المعني لم يمنع من التقية و لم يتركها ولكن لم تنفعه أوالمعني أنه إنما تركها لعلمه بعدم الانتفاع بها وعدم تحقق شرط التقية فيه ويمكن أن يقرأ منع علي بناء المعلوم أي ليس فعله مانعا للغير عن التقية لأنه اختار أحد الفردين المخير فيهما أولاختصاصه به لعدم تحقق شرطها فيه أوفعله و لم ينفعه وبالجملة يبعد عن مثل ميثم ورشيد وقنبر رضي الله عنهم بعدإخبار أمير المؤمنين ع إياهم بما يجري عليهم أمرهم بالتقية تركهم أمره ع وعدم بيانه ع لهم مايجب عليهم فعله في هذاالوقت أبعد و الله يعلم
9- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ مَعاً عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن ثَابِتٍ الثقّفَيِّ قَالَ لَمّا أُمِرَ بِمِيثَمٍ لِيُصلَبَ قَالَ رَجُلٌ يَا مِيثَمُ لَقَد كُنتَ عَن هَذَا غَنِيّاً قَالَ فَالتَفَتَ إِلَيهِ مِيثَمٌ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا نَبَتَت هَذِهِ النّخلَةُ إِلّا لِي وَ لَا اغتَذَيتُ إِلّا لَهَا
10- مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ قَالَ حدَثّنَيِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ النهّديِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن صَفوَانَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ قَالَ أخَبرَنَيِ أَبُو خَالِدٍ التّمّارُ قَالَكُنتُ مَعَ مِيثَمٍ التّمّارِ بِالفُرَاتِ يَومَ الجُمُعَةِ فَهَبّت رِيحٌ وَ هُوَ فِي سَفِينَةٍ مِن سُفُنِ الرّمّانِ قَالَ فَخَرَجَ فَنَظَرَ إِلَي الرّيحِ فَقَالَ شُدّوا بِرَأسِ سَفِينَتِكُم إِنّ هَذَا رِيحٌ عَاصِفٌ مَاتَ مُعَاوِيَةُ السّاعَةَ قَالَ فَلَمّا كَانَتِ
صفحه : 128
الجُمُعَةُ المُقبِلَةُ قَدِمَ بَرِيدٌ مِنَ الشّامِ فَلَقِيتُهُ فَاستَخبَرتُهُ فَقُلتُ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ مَا الخَبَرُ قَالَ النّاسُ عَلَي أَحسَنِ حَالٍ توُفُيَّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ بَايَعَ النّاسُ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ أَيّ يَومٍ توُفُيَّ قَالَ يَومَ الجُمُعَةِ
11- مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الطيّاَلسِيِّ عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ خِرَاشٍ المنِقرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن حَمزَةَ بنِ مِيثَمٍ قَالَ خَرَجَ أَبِي إِلَي العُمرَةِ فحَدَثّنَيِ قَالَاستَأذَنتُ عَلَي أُمّ سَلَمَةَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهَا فَضَرَبَت بيَنيِ وَ بَينَهَا خِدراً فَقَالَت لِي أَنتَ مِيثَمٌ فَقُلتُ أَنَا مِيثَمٌ فَقَالَت كَثِيراً مَا رَأَيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ابنَ فَاطِمَةَ يَذكُرُكَ قُلتُ فَأَينَ هُوَ قَالَت خَرَجَ فِي غَنَمٍ لَهُ آنِفاً قُلتُ وَ أَنَا وَ اللّهِ أُكثِرُ ذِكرَهُ فَأَقرِئِيهِ فإَنِيّ مُبَادِرٌ فَقَالَت يَا جَارِيَةُ اخرجُيِ فَادهُنِيهِ فَخَرَجَت فَدَهَنَت لحِيتَيِ بِبَانٍ فَقُلتُ أَنَا أَمَا وَ اللّهِ لَئِن دَهَنَتهَا لَتُخضَبَنّ فِيكُم بِالدّمَاءِ فَخَرَجنَا فَإِذَا ابنُ عَبّاسٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا جَالِسٌ فَقُلتُ يَا ابنَ عَبّاسٍ سلَنيِ مَا شِئتَ مِن تَفسِيرِ القُرآنِ فإَنِيّ قَرَأتُ تَنزِيلَهُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ علَمّنَيِ تَأوِيلَهُ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ الدّوَاةَ وَ القِرطَاسَ فَأَقبَلَ يَكتُبُ فَقُلتُ يَا ابنَ عَبّاسٍ كَيفَ بِكَ إِذَا رأَيَتنَيِ مَصلُوباً تَاسِعَ تِسعَةٍ أَقصَرَهُم خَشَبَةً وَ أَقرَبَهُم بِالمَطهَرَةِ فَقَالَ لِي وَ تَكَهّنُ أَيضاً وَ خَرَقَ الكِتَابَ فَقُلتُ مَه احفَظ بِمَا سَمِعتَ منِيّ فَإِن يَكُن مَا أَقُولُ لَكَ حَقّاً أَمسَكتَهُ وَ إِن يَكُ بَاطِلًا خَرَقتَهُ قَالَ هُوَ ذَلِكَ فَقَدِمَ أَبِي عَلَينَا فَمَا لَبِثَ يَومَينِ حَتّي أَرسَلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ فَصَلَبَهُ تَاسِعَ تِسعَةٍ أَقصَرَهُم خَشَبَةً وَ أَقرَبَهُم إِلَي المَطهَرَةِ فَرَأَيتُ الرّجُلَ ألّذِي جَاءَ إِلَيهِ لِيَقتُلَهُ وَ قَد أَشَارَ إِلَيهِ بِالحَربَةِ وَ هُوَ يَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد كُنتُ مَا عَلِمتُكَ إِلّا قَوّاماً ثُمّ طَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ
صفحه : 129
فَأَجَافَهُ فَاحتُقِنَ الدّمُ فَمَكَثَ يَومَينِ ثُمّ إِنّهُ فِي اليَومِ الثّالِثِ بَعدَ العَصرِ قَبلَ المَغرِبِ انبَعَثَ مَنخِرَاهُ دَماً فَخُضِبَت لِحيَتُهُ بِالدّمَاءِ
قال أبونصر محمد بن مسعود وحدثني أيضا بهذا الحديث علي بن الحسن بن فضال عن أحمد بن محمدالأقرع عن داود بن مهزيار عن علي بن إسماعيل عن فضيل عن عمران بن ميثم قال علي بن الحسن هوحمزة بن ميثم خطاء و قال علي أخبرني به الوشاء بإسناده مثله سواء غير أنه ذكر عمران بن ميثم
12-حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ قَالَا حَدّثَنَا أَيّوبُ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ لِي مِيثَمٌ التّمّارُ ذَاتَ يَومٍ يَا أَبَا حُكَيمٍ إنِيّ أُخبِرُكَ بِحَدِيثٍ وَ هُوَ حَقّ قَالَ فَقُلتُ يَا أَبَا صَالِحٍ بأِيَّ شَيءٍ تحُدَثّنُيِ قَالَ إنِيّ أَخرُجُ العَامَ إِلَي مَكّةَ فَإِذَا قَدِمتُ القَادِسِيّةَ رَاجِعاً أَرسَلَ إلِيَّ هَذَا الدعّيِّ ابنُ زِيَادٍ رَجُلًا فِي مِائَةِ فَارِسٍ حَتّي يجَيِءَ بيِ إِلَيه فَيَقُولُ لِي أَنتَ مِن هَذِهِ السّبّابِيّةِ الخَبِيثَةِ المُحتَرِقَةِ التّيِ قَد يَبِسَت عَلَيهَا جُلُودُهَا وَ ايمُ اللّهِ لَأُقَطّعَنّ يَدَكَ وَ رِجلَكَ فَأَقُولُ لَا رَحِمَكَ اللّهُ فَوَ اللّهِ لعَلَيِّ ع كَانَ أَعرَفَ بِكَ مِن حَسَنٍ ع حِينَ ضَرَبَ رَأسَكَ بِالدّرّةِ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ يَا أَبَتِ لَا تَضرِبهُ فَإِنّهُ يُحِبّنَا وَ يُبغِضُ عَدُوّنَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع مُجِيباً لَهُ اسكُت يَا بنُيَّ فَوَ اللّهِ لَأَنَا أَعلَمُ بِهِ مِنكَ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ إِنّهُ لوَلَيِّ لِعَدُوّكَ وَ عَدُوّ لِوَلِيّكَ قَالَ فَيَأمُرُ بيِ عِندَ ذَلِكَ فَأُصلَبُ فَأَكُونُ أَوّلَ هَذِهِ الأُمّةِ أُلجَمُ بِالشّرِيطِ فِي الإِسلَامِ فَإِذَا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ فَقُلتُ غَابَتِ الشّمسُ أَو لَم تَغِب ابتَدَرَ منَخرِاَيَ دَماً عَلَي صدَريِ وَ لحِيتَيِ قَالَ فَرَصَدنَاهُ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ فَقُلتُ غَابَتِ الشّمسُ أَو لَم تَغِب ابتَدَرَ مَنخِرَاهُ عَلَي صَدرِهِ وَ لِحيَتِهِ دَماً قَالَ فَاجتَمَعنَا سَبعَةً مِنَ التّمّارِينَ فَاتّعَدنَا بِحَملِهِ فَجِئنَا إِلَيهِ لَيلًا وَ الحُرّاسُ يَحرُسُونَهُ وَ قَد أَوقَدُوا النّارَ فَحَالَتِ النّارُ بَينَنَا وَ بَينَهُم فَاحتَمَلنَاهُ بِخَشَبَةٍ حَتّي انتَهَيَا بِهِ إِلَي فَيضٍ مِن مَاءٍ
صفحه : 130
فِي مُرَادٍ فَدَفَنّاهُ فِيهِ وَ رَمَينَا الخَشَبَةَ فِي مُرَادٍ فِي الخَرَابِ وَ أَصبَحَ فَبَعَثَ الخَيلَ فَلَم تَجِد شَيئاً قَالَ وَ قَالَ يَوماً يَا أَبَا حُكَيمٍ تَرَي هَذَا المَكَانَ لَيسَ يُؤَدّي فِيهِ طَسقٌ وَ الطّسقُ أَدَاءُ الأَجرِ وَ لَئِن طَالَت بِكَ الحَيَاةُ لَتُؤَدّيَنّ طَسقَ هَذَا المَكَانِ إِلَي رَجُلٍ فِي دَارِ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ اسمُهُ زُرَارَةُ قَالَ سَدِيرٌ فَأَدّيتُهُ عَلَي خزِيٍ إِلَي رَجُلٍ فِي دَارِ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ يُقَالُ لَهُ زُرَارَةُ
13-جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن يُوسُفَ بنِ عِمرَانَ الميِثمَيِّ قَالَ سَمِعتُ مِيثَماً النهّروَاَنيِّ يَقُولُدعَاَنيِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ قَالَ كَيفَ أَنتَ يَا مِيثَمُ إِذَا دَعَاكَ دعَيِّ بنَيِ أُمَيّةَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ إِلَي البَرَاءَةِ منِيّ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا وَ اللّهِ لَا أَبرَأُ مِنكَ قَالَ إِذَن وَ اللّهِ يَقتُلَكَ وَ يَصلُبَكَ قُلتُ أَصبِرُ فَذَاكَ فِي اللّهِ قَلِيلٌ فَقَالَ يَا مِيثَمُ إِذاً تَكُونَ معَيِ فِي درَجَتَيِ قَالَ وَ كَانَ مِيثَمٌ يَمُرّ بِعَرِيفِ قَومِهِ وَ يَقُولُ يَا فُلَانُ كأَنَيّ بِكَ وَ قَد دَعَاكَ دعَيِّ بنَيِ أُمَيّةَ ابنُ دَعِيّهَا فيَطَلبُنُيِ مِنكَ أَيّاماً فَإِذَا قَدِمتُ عَلَيكَ ذَهَبتَ بيِ إِلَيهِ حَتّي يقَتلُنَيِ عَلَي بَابِ دَارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ فَإِذَا كَانَ يَومُ الرّابِعِ ابتَدَرَ منَخرِاَيَ دَماً عَبِيطاً وَ كَانَ مِيثَمٌ يَمُرّ بِنَخلَةٍ فِي سَبِخَةٍ فَيَضرِبُ بِيَدِهِ عَلَيهَا وَ يَقُولُ يَا نَخلَةُ مَا غُذّيتِ إِلّا لِي وَ مَا غُذّيتُ إِلّا لَكِ وَ كَانَ يَمُرّ بِعَمرِو بنِ حُرَيثٍ وَ يَقُولُ يَا عَمرُو إِذَا جَاوَرتُكَ فَأَحسِن جوِاَريِ فَكَانَ عَمرٌو يَرَي أَنّهُ يشَترَيِ دَاراً أَو ضَيعَةً لَزِيقَ ضَيعَتِهِ فَكَانَ يَقُولُ لَهُ عَمرٌو لَيتَكَ قَد فَعَلتَ ثُمّ خَرَجَ مِيثَمٌ النهّروَاَنيِّ إِلَي مَكّةَ فَأَرسَلَ الطّاغِيَةُ عَدُوّ اللّهِ ابنُ زِيَادٍ إِلَي عَرِيفِ مِيثَمٍ فَطَلَبَهُ مِنهُ فَأَخبَرَهُ أَنّهُ بِمَكّةَ
صفحه : 131
فَقَالَ لَهُ لَئِن لَم تأَتنِيِ بِهِ لَأَقتُلَنّكَ فَأَجّلَهُ أَجَلًا وَ خَرَجَ العَرِيفُ إِلَي القَادِسِيّةِ يَنتَظِرُ مِيثَماً فَلَمّا قَدِمَ مِيثَمٌ قَالَ أَنتَ مِيثَمٌ قَالَ نَعَم أَنَا مِيثَمٌ قَالَ تَبَرّأ مِن أَبِي تُرَابٍ قَالَ لَا أَعرِفُ أَبَا تُرَابٍ قَالَ تَبَرّأ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ فَإِن أَنَا لَم أَفعَل قَالَ إِذاً وَ اللّهِ لَأَقتُلُكَ قَالَ أَمَا لَقَد كَانَ يَقُولُ لِي إِنّكَ ستَقَتلُنُيِ وَ تصَلبُنُيِ عَلَي بَابِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ فَإِذَا كَانَ يَومُ الرّابِعِ ابتَدَرَ منَخرِاَيَ دَماً عَبِيطاً فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ عَلَي بَابِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ فَقَالَ لِلنّاسِ سلَوُنيِ وَ هُوَ مَصلُوبٌ قَبلَ أَن أُقتَلَ فَوَ اللّهِ لَأَخبَرتُكُم بِعِلمِ مَا يَكُونُ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ وَ مَا يَكُونُ مِنَ الفِتَنِ فَلَمّا سَأَلَهُ النّاسُ حَدّثَهُم حَدِيثاً وَاحِداً إِذ أَتَاهُ رَسُولٌ مِن قِبَلِ ابنِ زِيَادٍ فَأَلجَمَهُ بِلِجَامٍ مِن شَرِيطٍ وَ هُوَ أَوّلُ مَن أُلجِمَ بِلِجَامٍ وَ هُوَ مَصلُوبٌ
يج ،[الخرائج والجرائح ] عن عمران عن أبيه ميثم مثله بيان الشريط حبل يفتل من خوص
14-كش ،[رجال الكشي] وَ روُيَِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَأَتَي مِيثَمٌ التّمّارُ دَارَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقِيلَ لَهُ إِنّهُ نَائِمٌ فَنَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ انتَبِه أَيّهَا النّائِمُ فَوَ اللّهِ لَتُخضَبَنّ لِحيَتُكَ مِن رَأسِكَ فَانتَبَهَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أَدخِلُوا مِيثَماً فَقَالَ أَيّهَا النّائِمُ وَ اللّهِ لَتُخضَبَنّ لِحيَتُكَ مِن رَأسِكَ فَقَالَ صَدَقتَ وَ أَنتَ وَ اللّهِ لَيُقطَعَنّ يَدَاكَ وَ رِجلَاكَ وَ لِسَانُكَ وَ لَتُقطَعَنّ النّخلَةُ التّيِ فِي الكُنَاسَةِ فَتُشَقّ أَربَعَ قِطَعٍ فَتُصلَبُ أَنتَ عَلَي رُبُعِهَا وَ حُجرُ بنُ عدَيِّ عَلَي رُبُعِهَا وَ مُحَمّدُ بنُ أَكتَمَ عَلَي رُبُعِهَا وَ خَالِدُ بنُ مَسعُودٍ عَلَي رُبُعِهَا قَالَ مِيثَمٌ فَشَكَكتُ فِي نفَسيِ وَ قُلتُ إِنّ عَلِيّاً لَيُخبِرُنَا بِالغَيبِ
صفحه : 132
فَقُلتُ لَهُ أَ وَ كَائِنٌ ذَاكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ إيِ وَ رَبّ الكَعبَةِ كَذَا عَهِدَهُ إلِيَّ النّبِيّص قَالَ فَقُلتُ لِمَ يُفعَلُ ذَلِكَ بيِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَيَأخُذَنّكَ العُتُلّ الزّنِيمُ ابنُ الأَمَةِ الفَاجِرَةِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ قَالَ وَ كَانَ يَخرُجُ إِلَي الجَبّانَةِ وَ أَنَا مَعَهُ فَيَمُرّ بِالنّخلَةِ فَيَقُولُ لِي يَا مِيثَمُ إِنّ لَكَ وَ لَهَا شَأناً مِنَ الشّأنِ قَالَ فَلَمّا ولَيَِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ الكُوفَةَ وَ دَخَلَهَا تَعَلّقَ عَلَمُهُ بِالنّخلَةِ التّيِ بِالكُنَاسَةِ فَتَخَرّقَ فَتَطَيّرَ مِن ذَلِكَ فَأَمَرَ بِقَطعِهَا فَاشتَرَاهَا رَجُلٌ مِنَ النّجّارِينَ فَشَقّهَا أَربَعَ قِطَعٍ قَالَ مِيثَمٌ فَقُلتُ لِصَالِحٍ ابنيِ فَخُذ مِسمَاراً مِن حَدِيدٍ فَانقُش عَلَيهِ اسميِ وَ اسمَ أَبِي وَ دُقّهُ فِي بَعضِ تِلكَ الأَجذَاعِ قَالَ فَلَمّا مَضَي بَعدَ ذَلِكَ أَيّامٌ أتَوَنيِ قَومٌ مِن أَهلِ السّوقِ فَقَالُوا يَا مِيثَمُ انهَض مَعَنَا إِلَي الأَمِيرِ نشَتكَيِ إِلَيهِ عَامِلَ السّوقِ فَنَسأَلَهُ أَن يَعزِلَهُ عَنّا وَ يوُلَيَّ عَلَينَا غَيرَهُ قَالَ وَ كُنتُ خَطِيبَ القَومِ فَنَصَتَ لِي وَ أَعجَبَهُ منَطقِيِ فَقَالَ لَهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ تَعرِفُ هَذَا المُتَكَلّمَ قَالَ وَ مَن هُوَ قَالَ مِيثَمٌ التّمّارُ الكَذّابُ مَولَي الكَذّابِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَاستَوَي جَالِساً فَقَالَ لِي مَا تَقُولُ فَقُلتُ كَذَبَ أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ بَل أَنَا الصّادِقُ مَولَي الصّادِقِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَقّاً فَقَالَ لِي لَتَبرَأَنّ مِن عَلِيّ وَ لَتَذكُرَنّ مَسَاوِيَهُ وَ تَتَوَلّي عُثمَانَ وَ تَذكُرُ مَحَاسِنَهُ أَو لَأُقَطّعَنّ يَدَيكَ وَ رِجلَيكَ وَ لَأُصَلّبَنّكَ فَبَكَيتُ فَقَالَ لِي بَكَيتَ مِنَ القَولِ دُونَ الفِعلِ فَقُلتُ وَ اللّهِ مَا بَكَيتُ مِنَ القَولِ وَ لَا مِنَ الفِعلِ وَ لكَنِيّ بَكَيتُ مِن شَكّ كَانَ دخَلَنَيِ يَومَ أخَبرَنَيِ سيَدّيِ وَ موَلاَيَ فَقَالَ لِي وَ مَا قَالَ لَكَ قَالَ فَقُلتُ أَتَيتُهُ البَابَ فَقِيلَ لِي إِنّهُ نَائِمٌ فَنَادَيتُ انتَبِه أَيّهَا النّائِمُ فَوَ اللّهِ لَتُخضَبَنّ لِحيَتُكَ مِن رَأسِكَ فَقَالَ صَدَقتَ وَ أَنتَ وَ اللّهِ لَيُقطَعَنّ يَدَاكَ وَ رِجلَاكَ وَ لِسَانُكَ وَ لَتُصلَبَنّ فَقُلتُ وَ مَن يَفعَلُ ذَلِكَ بيِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ يَأخُذُكَ العُتُلّ الزّنِيمُ ابنُ الأَمَةِ الفَاجِرَةِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ قَالَ فَامتَلَأَ غَيظاً ثُمّ قَالَ لِي وَ اللّهِ لَأُقَطّعَنّ يَدَيكَ وَ رِجلَيكَ وَ لَأَدَعَنّ لِسَانَكَ حَتّي أُكَذّبَكَ وَ أُكَذّبَ مَولَاكَ
صفحه : 133
فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَت يَدَاهُ وَ رِجلَاهُ ثُمّ أُخرِجَ وَ أَمَرَ بِهِ أَن يُصلَبَ فَنَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ أَيّهَا النّاسُ مَن أَرَادَ أَن يَسمَعَ الحَدِيثَ المَكنُونَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَاجتَمَعَ النّاسُ وَ أَقبَلَ يُحَدّثُهُم بِالعَجَائِبِ قَالَ وَ خَرَجَ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ وَ هُوَ يُرِيدُ مَنزِلَهُ فَقَالَ مَا هَذِهِ الجَمَاعَةُ قَالَ مِيثَمٌ التّمّارُ يُحَدّثُ النّاسَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَانصَرَفَ مُسرِعاً فَقَالَ أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ بَادِر فَابعَث إِلَي هَذَا مَن يَقطَعُ لِسَانَهُ فإَنِيّ لَستُ آمَنُ أَن يَتَغَيّرَ قُلُوبَ أَهلِ الكُوفَةِ فَيَخرُجُوا عَلَيكَ قَالَ فَالتَفَتَ إِلَي حرَسَيِّ فَوقَ رَأسِهِ فَقَالَ اذهَب فَاقطَع لِسَانَهُ قَالَ فَأَتَاهُ الحرَسَيِّ وَ قَالَ لَهُ يَا مِيثَمُ قَالَ مَا تَشَاءُ قَالَ أَخرِج لِسَانَكَ فَقَد أمَرَنَيِ الأَمِيرُ بِقَطعِهِ قَالَ مِيثَمٌ أَلَا زَعَمَ ابنُ الأَمَةِ الفَاجِرَةِ أَنّهُ يكُذَبّنُيِ وَ يُكَذّبُ موَلاَيَ هَاكَ لسِاَنيِ قَالَ فَقَطَعَ لِسَانَهُ وَ تَشَحّطَ سَاعَةً فِي دَمِهِ ثُمّ مَاتَ وَ أَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ قَالَ صَالِحٌ فَمَضَيتُ بَعدَ ذَلِكَ أيام [بِأَيّامٍ] فَإِذَا هُوَ قَد صُلِبَ عَلَي الرّبُعِ ألّذِي كَتَبتُ وَ دَقَقتُ فِيهِ المِسمَارَ
15-ختص ،[الإختصاص ]كش ،[رجال الكشي] اِبرَاهِيمُ بنُ الحُسَينِ الحسُيَنيِّ العقَيِقيِّ رَفَعَهُ قَالَسُئِلَ قَنبَرٌ مَولَي مَن أَنتَ فَقَالَ موَلاَيَ مَن ضَرَبَ بِسَيفَينِ وَ طَعَنَ بِرُمحَينِ وَ صَلّي القِبلَتَينِ وَ بَايَعَ البَيعَتَينِ وَ هَاجَرَ الهِجرَتَينِ وَ لَم يَكفُر بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ أَنَا مَولَي صَالِحِ المُؤمِنِينَ وَ وَارِثِ النّبِيّينَ وَ خَيرِ الوَصِيّينَ وَ أَكبَرِ المُسلِمِينَ وَ يَعسُوبِ المُؤمِنِينَ وَ نُورِ المُجَاهِدِينَ وَ رَئِيسِ البَكّاءِينَ وَ زَينِ العَابِدِينَ وَ سِرَاجِ المَاضِينَ وَ ضَوءِ القَائِمِينَ وَ أَفضَلِ القَانِتِينَ وَ لِسَانِ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَوّلِ المُؤمِنِينَ مِن آلِ يس المُؤَيّدِ بِجَبرَئِيلَ الأَمِينِ وَ المَنصُورِ بِمِيكَائِيلَ المَتِينِ وَ المَحمُودِ عِندَ أَهلِ السّمَاءِ أَجمَعِينَ سَيّدِ المُسلِمِينَ وَ السّابِقِينَ
صفحه : 134
وَ قَاتِلِ النّاكِثِينَ وَ المَارِقِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المحُاَميِ عَن حَرَمِ المُسلِمِينَ وَ مُجَاهِدِ أَعدَائِهِ النّاصِبِينَ وَ مُطفِئِ نَارِ المُوقِدِينَ وَ أَفخَرِ مَن مَشَي مِن قُرَيشٍ أَجمَعِينَ وَ أَوّلِ مَن أَجَابَ وَ استَجَابَ لِلّهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ وصَيِّ نَبِيّهِ فِي العَالَمِينَ وَ أَمِينِهِ عَلَي المَخلُوقِينَ وَ خَلِيفَةِ مَن بُعِثَ إِلَيهِم أَجمَعِينَ سَيّدِ المُسلِمِينَ وَ السّابِقِينَ وَ مُبِيدِ المُشرِكِينَ وَ سَهمٍ مِن مرَاَميِ اللّهِ عَلَي المُنَافِقِينَ وَ لِسَانِ كَلِمَةِ العَابِدِينَ نَاصِرِ دِينِ اللّهِ وَ ولَيِّ اللّهِ وَ لِسَانِ كَلِمَةِ اللّهِ وَ نَاصِرِهِ فِي أَرضِهِ وَ عَيبَةِ عِلمِهِ وَ كَهفِ دِينِهِ إِمَامِ أَهلِ الأَبرَارِ[إِمَامِ الأَبرَارِ] مَن رضَيَِ عَنهُ العلَيِّ الجَبّارُ سَمِحٌ سخَيِّ حيَيِّ بُهلُولٌ سنَحَنحَيِّ زكَيِّ مُطَهّرٌ أبَطحَيِّ جرَيِّ هُمَامٌ صَابِرٌ صَوّامٌ مهَديِّ مِقدَامٌ قَاطِعُ الأَصلَابِ مُفَرّقُ الأَحزَابِ عاَليِ الرّقَابِ أَربَطُهُم عِنَاناً وَ أَثَبتُهُم جَنَاناً وَ أَشَدّهُم شَكِيمَةً بَازِلٌ بَاسِلٌ صِندِيدٌ هَزَبرٌ ضِرغَامٌ حَازِمٌ عَزّامٌ حَصِيفٌ خَطِيبٌ مِحجَاجٌ كَرِيمُ الأَصلِ شَرِيفُ الفَصلِ فَاضِلُ القَبِيلَةِ نقَيِّ العَشِيرَةِ زكَيِّ الرّكَانَةِ مؤُدَيّ الأَمَانَةِ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ ابنُ عَمّ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا الإِمَامُ المهَديِّ الرّشَادِ مُجَانِبُ الفَسَادِ الأَشعَثُ الحَاتِمُ البَطَلُ الجُمَاجِمُ وَ اللّيثُ المُزَاحِمُ بدَريِّ مكَيّّ حنَفَيِّ روُحاَنيِّ شعَشعَاَنيِّ مِنَ الجِبَالِ شَوَاهِقُهَا وَ مِن ذيِ الهِضَابِ رُءُوسُهَا وَ مِنَ العَرَبِ سَيّدُهَا وَ مِنَ الوَغَي لَيثُهَا البَطَلُ الهُمَامُ وَ اللّيثُ المِقدَامُ وَ البَدرُ التّمَامُ مِحَكُ المُؤمِنِينَ وَ وَارِثُ المَشعَرَينِ وَ أَبُو السّبطَينِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ حَقّاً حَقّاً عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ مِنَ اللّهِ الصّلَوَاتُ الزّكِيّةُ وَ البَرَكَاتُ السّنِيّةُ
صفحه : 135
توضيح البهلول بالضم الضحاك والسيد الجامع لكل خير و رجل سنحنح لاينام الليل والياء للمبالغة كالأحمري والهمام الملك العظيم الهمة والسيد الشجاع السخي قوله عالي الرقاب أي يعلوها ويسلط عليها وربط العنان كناية عن التقيد بقوانين الشريعة أوحمل الناس عليها والشكيمة الطبع واللجام الحديدة المعترضة في فم الفرس والبازل الرجل الكامل في تجربته والباسل الأسد والشجاع والصنديد السيد الشجاع والهزبر بكسر الهاء وفتح الزاء وسكون الباء الأسد والشديد الصلت والضرغام بالكسر الأسد والحصيف من استكمل عقله والمحجاج بالكسر الجدل الكامل في الحجاج والفصل القضاء بين الحق والباطل ويحتمل أن يكون المراد هنا المحل ألذي انفصل منه من الوالدين والأجداد والركانة الوقار و في بعض النسخ بالزاي المعجمة أي الحدس والفطانة والأشعث المغبر الرأس و في بعض النسخ الأسغب بالغين المعجمة والباء الموحدة أي الجائع والحاتم بالكسر القاضي وبالفتح الجواد والجماجم السادات والعظماء ولعل الألف واللام في البطل زيد من النساخ قوله محك المؤمنين أي بولايته ومتابعته يعرف المؤمنون ودرجاتهم و في بعض النسخ مجلي المؤمنين من التجلية أي مصفيهم ومنورهم
16-كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ قَيسٍ القومشي[القوُمسِيِّ] عَن أَحلَمَ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي الحَسَنِ صَاحِبِ العَسكَرِ ع أَنّ قَنبَراً مَولَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع دَخَلَ عَلَي الحَجّاجِ بنِ يُوسُفَ فَقَالَ لَهُ مَا ألّذِي كُنتَ تلَيِ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ كُنتُ أُوَضّيهِ فَقَالَ لَهُ مَا كَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِن وُضُوئِهِ فَقَالَ كَانَ يَتلُو هَذِهِ الآيَةَفَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ فَتَحنا عَلَيهِم أَبوابَ كُلّ شَيءٍ حَتّي إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذناهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُبلِسُونَ فَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الّذِينَ ظَلَمُوا وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ
صفحه : 136
فَقَالَ الحَجّاجُ أَظُنّهُ كَانَ يَتَأَوّلُهَا عَلَينَا قَالَ نَعَم فَقَالَ مَا أَنتَ صَانِعٌ إِذَا ضَرَبتُ عِلَاوَتَكَ قَالَ إِذَن أَسعَدَ وَ تَشقَي فَأَمَرَ بِهِ
شي،[تفسير العياشي]مرسلا عنه ع مثله
17-كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن وُهَيبِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَنّاطِ عَن وَهبِ بنِ حَفصٍ الجرَيِريِّ عَن أَبِي حَيّانَ البجَلَيِّ عَن قِنوَا بِنتِ الرّشَيدِ الهجَرَيِّ قَالَ قُلتُ لَهَا أخَبرِيِنيِ مَا سَمِعتِ مِن أَبِيكِ قَالَت سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ أخَبرَنَيِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا رُشَيدُ كَيفَ صَبرُكَ مَتَي أَرسَلَ إِلَيكَ دعَيِّ بنَيِ أُمَيّةَ فَقَطَعَ يَدَيكَ وَ رِجلَيكَ وَ لِسَانَكَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ آخِرُ ذَلِكَ إِلَي الجَنّةِ فَقَالَ يَا رُشَيدُ أَنتَ معَيِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَت فَوَ اللّهِ مَا ذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّي أَرسَلَ إِلَيهِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ الدعّيِّ فَدَعَاهُ إِلَي البَرَاءَةِ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَبَي أَن يَبرَأَ مِنهُ فَقَالَ لَهُ الدعّيِّ فبَأِيَّ مِيتَةٍ قَالَ لَكَ تَمُوتُ فَقَالَ لَهُ أخَبرَنَيِ خلَيِليِ أَنّكَ تدَعوُنيِ إِلَي البَرَاءَةِ مِنهُ فَلَا أَبرَأُ فتَقُدَمّنُيِ فَتَقطَعُ يدَيَّ وَ رجِليَّ وَ لسِاَنيِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَأُكَذّبَنّ قَولَهُ قَالَ فَقَدّمُوهُ فَقَطَعُوا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ تَرَكُوا لِسَانَهُ فَحَمَلتُ أَطرَافَ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ فَقُلتُ يَا أَبَتِ هَل تَجِدُ أَلَماً لِمَا أَصَابَكَ فَقَالَ لَا يَا بنِتيِ إِلّا كَالزّحَامِ بَينَ النّاسِ فَلَمّا احتَمَلنَاهُ وَ أَخرَجنَاهُ مِنَ القَصرِ اجتَمَعَ النّاسُ حَولَهُ فَقَالَ آتوُنيِ بِصَحِيفَةٍ وَ دَوَاةٍ أَكتُب لَكُم مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ السّاعَةِ فَأَرسَلَ إِلَيهِ الحَجّامَ يَقطَعُ لِسَانَهُ فَمَاتَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ فِي لَيلَتِهِ قَالَ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
صفحه : 137
يُسَمّيهِ رُشَيدَ البَلَايَا وَ قَد كَانَ ألُقيَِ إِلَيهِ عِلمُ البَلَايَا وَ المَنَايَا فَكَانَ فِي حَيَاتِهِ إِذَا لقَيَِ الرّجُلَ قَالَ لَهُ أَنتَ تَمُوتُ بِمِيتَةِ كَذَا وَ تُقتَلُ أَنتَ يَا فُلَانُ بِقِتلَةِ كَذَا وَ كَذَا فَيَكُونُ كَمَا يَقُولُ الرّشَيدُ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ أَنتَ رُشَيدُ البَلَايَا أَو تُقتَلَ بِهَذِهِ القِتلَةِ فَكَانَ كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
ختص ،[الإختصاص ] جعفر بن الحسين عن محمد بن الحسن عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الصيرفي مثله يج ،[الخرائج والجرائح ] عن قنوا
مثله
18-كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ الأسَدَيِّ عَن فُضَيلِ بنِ زُبَيرٍ قَالَخَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَوماً إِلَي بُستَانِ البرَنيِّ وَ مَعَهُ أَصحَابُهُ فَجَلَسَ تَحتَ نَخلَةٍ ثُمّ أَمَرَ بِنَخلَةٍ فَلَقَطَت فَأُنزِلَ مِنهَا رُطَبٌ فَوُضِعَ بَينَ أَيدِيهِم قَالُوا فَقَالَ رُشَيدٌ الهجَرَيِّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَطيَبَ هَذَا الرّطَبَ فَقَالَ يَا رُشَيدُ أَمَا إِنّكَ تُصلَبُ عَلَي جِذعِهَا قَالَ رُشَيدٌ فَكُنتُ أَختَلِفُ إِلَيهَا طرَفيَِ النّهَارِ أَسقِيهَا وَ مَضَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ فَجِئتُهَا يَوماً وَ قَد قُطِعَ سَعَفُهَا قُلتُ اقتَرَبَ أجَلَيِ ثُمّ جِئتُ يَوماً فَجَاءَ العَرِيفُ فَقَالَ أَجِبِ الأَمِيرَ فَأَتَيتُهُ فَلَمّا دَخَلتُ القَصرَ إِذَا خَشَبٌ مُلقًي ثُمّ جِئتُ يَوماً آخَرَ فَإِذَا النّصفُ الآخَرُ قَد جُعِلَ زُرنُوقاً يُستَقَي عَلَيهِ المَاءُ فَقُلتُ مَا كذَبَنَيِ خلَيِليِ فأَتَاَنيَِ العَرِيفُ فَقَالَ أَجِبِ الأَمِيرَ فَأَتَيتُهُ فَلَمّا دَخَلتُ القَصرَ إِذاً الخَشَبُ مُلقًي فَإِذَا فِيهِ الزّرنُوقُ فَجِئتُ حَتّي ضَرَبتُ الزّرنُوقَ برِجِليِ ثُمّ قُلتُ لَكَ غُذّيتُ وَ لِي نَبَتّ ثُمّ أُدخِلتُ عَلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ فَقَالَ هَاتِ مِن كَذِبِ صَاحِبِكَ قُلتُ وَ اللّهِ مَا أَنَا بِكَذّابٍ وَ لَا هُوَ
صفحه : 138
وَ لَقَد أخَبرَنَيِ أَنّكَ تَقطَعُ يدَيَّ وَ رجِليَّ وَ لسِاَنيِ قَالَ إِذاً وَ اللّهِ نُكَذّبُهُ اقطَعُوا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ أَخرِجُوهُ فَلَمّا حُمِلَ إِلَي أَهلِهِ أَقبَلَ يُحَدّثُ النّاسَ بِالعَظَائِمِ وَ هُوَ يَقُولُ أَيّهَا النّاسُ سلَوُنيِ وَ إِنّ لِلقَومِ عنِديِ طَلِبَةً لَم يَقضُوهَا فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَي ابنِ زِيَادٍ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعتَ قَطَعتَ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ هُوَ يُحَدّثُ النّاسَ بِالعَظَائِمِ قَالَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ رُدّوهُ وَ قَدِ انتَهَي إِلَي بَابِهِ فَرَدّوهُ فَأَمَرَ بِقَطعِ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ لِسَانِهِ وَ أَمَرَ بِصَلبِهِ
بيان الزرنوقان بالضم ويفتح منارتان تبنيان علي جانبي رأس البئر
19-فض ،[ كتاب الروضة]قِيلَ كَانَ مَولَانَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَخرُجُ مِنَ الجَامِعِ بِالكُوفَةِ فَيَجلِسُ عِندَ مِيثَمٍ التّمّارِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَيُحَادِثُهُ فَيُقَالُ إِنّهُ قَالَ لَهُ ذَاتَ يَومٍ أَ لَا أُبَشّرُكَ يَا مِيثَمُ فَقَالَ بِمَا ذَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ بِأَنّكَ تَمُوتُ مَصلُوباً فَقَالَ يَا موَلاَيَ وَ أَنَا عَلَي فِطرَةِ الإِسلَامِ قَالَ نَعَم ثُمّ قَالَ لَهُ يَا مِيثَمُ تُرِيدُ أُرِيكَ المَوضِعَ ألّذِي تُصلَبُ فِيهِ وَ النّخلَةَ التّيِ تُعَلّقُ عَلَيهَا وَ عَلَي جِذعَتِهَا قَالَ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَجَاءَ بِهِ إِلَي رَحبَةِ الصّيَارِفِ وَ قَالَ لَهُ هَاهُنَا ثُمّ أَرَاهُ نَخلَةً قَالَ لَهُ عَلَي جِذعِ هَذِهِ فَمَا زَالَ مِيثَمٌ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يَتَعَاهَدُ تِلكَ النّخلَةَ حَتّي قُطِعَت وَ شُقّت نِصفَينِ فَسُقّفَ بِالنّصفِ مِنهَا وَ بقَيَِ النّصفُ الآخَرُ فَمَا زَالَ يَتَعَاهَدُ النّصفَ وَ يصُلَيّ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ وَ يَقُولُ لِبَعضِ جِيرَانِ المَوضِعِ يَا فُلَانُ إنِيّ أُرِيدُ أَن أُجَاوِرَكَ عَن قَرِيبٍ فَأَحسِن جوِاَريِ فَيَقُولُ ذَلِكَ الرّجُلُ فِي نَفسِهِ يُرِيدُ مِيثَمٌ أَن يشَترَيَِ دَاراً فِي جوِاَريِ وَ لَا يَعلَمُ مَا يُرِيدُ بِقَولِهِ حَتّي قُبِضَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ظَفَرَ مُعَاوِيَةُ وَ أَصحَابُهُ وَ أُخِذَ مِيثَمٌ فِيمَن أُخِذَ وَ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بِصَلبِهِ فَصُلِبَ عَلَي ذَلِكَ الجِذعِ فِي ذَلِكَ المَكَانِ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ الرّجُلُ أَنّ مِيثَماً قَد صُلِبَ فِي جِوَارِهِ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ ثُمّ أَخبَرَ النّاسَ بِقِصّةِ مِيثَمٍ وَ مَا قَالَهُ فِي حَيَاتِهِ وَ مَا زَالَ ذَلِكَ الرّجُلُ يَتَعَاهَدُهُ
صفحه : 139
وَ يَكنُسُ تَحتَ الجِذعِ وَ يُبَخّرُهُ وَ يصُلَيّ عِندَهُ وَ يُكَرّرُ الرّحمَةَ عَلَيهِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
20- كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ العَبدَ الصّالِحَ يَنعَي إِلَي رَجُلٍ نَفسَهُ فَقُلتُ فِي نفَسيِ وَ إِنّهُ لَيَعلَمُ مَتَي يَمُوتُ الرّجُلُ مِن شِيعَتِهِ فَالتَفَتَ إلِيَّ شِبهَ المُغضَبِ فَقَالَ يَا إِسحَاقُ قَد كَانَ الرّشَيدُ الهجَرَيِّ وَ كَانَ مِنَ المُستَضعَفِينَ يَعلَمُ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا وَ الإِمَامُ أَولَي بِذَلِكَ يَا إِسحَاقُ اصنَع مَا أَنتَ صَانِعٌ فَعُمُرُكَ قَد فنَيَِ وَ أَنتَ تَمُوتُ إِلَي سَنَتَينِ وَ إِخوَتُكَ وَ أَهلُ بَيتِكَ لَا يَلبَثُونَ مِن بَعدِكَ إِلّا يَسِيراً حَتّي تَفتَرِقَ كَلِمَتُهُم وَ يَخُونَ بَعضُهُم بَعضاً وَ يَصِيرُونَ لِإِخوَانِهِم وَ مَن يَعرِفُهُم رَحمَةً حَتّي يَشمَتَ بِهِم عَدُوّهُم قَالَ إِسحَاقُ فإَنِيّ أَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا عَرَضَ فِي صدَريِ فَلَم يَلبَث إِسحَاقُ بَعدَ هَذَا المَجلِسِ إِلّا سَنَتَينِ حَتّي مَاتَ ثُمّ مَا ذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّي قَامَ بَنُو عَمّارٍ بِأَموَالِ النّاسِ وَ أَفلَسُوا أَقبَحَ إِفلَاسٍ رَآهُ النّاسُ فَجَاءَ مَا قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع فِيهِم مَا غَادَرَ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً
21- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مُنِعَ مِيثَمٌ[مَنَعَ مِيثَماً]رَحِمَهُ اللّهُ مِنَ التّقِيّةِ فَوَ اللّهِ لَقَد عَلِمَ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي عَمّارٍ وَ أَصحَابِهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ
أقول قدمر كثير من أخبارهم في باب إخبار أمير المؤمنين ع بالكائنات
22-ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَسَمِعتُ القِنوَا بِنتَ الرّشَيدِ الهجَرَيِّ تَقُولُ قَالَ أَبِي يَا بُنَيّةُ أمَيِتيِ الحَدِيثَ بِالكِتمَانِ وَ اجعلَيِ القَلبَ مَسكَنَ الأَمَانَةِ وَ عَن قِنوَا قَالَت قُلتُ لأِبَيِ مَا أَشَدّ اجتِهَادَكَ قَالَ يَا بُنَيّةِ يأَتيِ قَومٌ بَعدَنَا بَصَائِرُهُم
صفحه : 140
فِي دِينِهِم أَفضَلُ مِنِ اجتِهَادِنَا
23- ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرٌ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ يَرفَعُهُ إِلَي رُشَيدٍ الهجَرَيِّ قَالَ لَمّا طَلَبَ زِيَادٌ أَبُو عُبَيدِ اللّهِ رُشَيدَ الهجَرَيِّ اختَفَي رُشَيدٌ فَجَاءَ ذَاتَ يَومٍ إِلَي أَبِي أَرَاكَةَ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَي بَابِهِ فِي جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ فَدَخَلَ مَنزِلَ أَبِي أَرَاكَةَ فَفَزِعَ لِذَلِكَ أَبُو أَرَاكَةَ وَ خَافَ فَقَامَ فَدَخَلَ فِي أَثَرِهِ فَقَالَ وَيحَكَ قتَلَتنَيِ وَ أَيتَمتَ ولُديِ وَ أَهلَكتَهُم قَالَ وَ مَا ذَاكَ قَالَ أَنتَ مَطلُوبٌ وَ جِئتَ حَتّي دَخَلتَ داَريِ وَ قَد رَآكَ مَن كَانَ عنِديِ فَقَالَ مَا رآَنيِ أَحَدٌ مِنهُم قَالَ وَ تَسخَرُ بيِ أَيضاً فَأَخَذَهُ وَ شَدّهُ كِتَافاً ثُمّ أَدخَلَهُ بَيتاً وَ أَغلَقَ عَلَيهِ بَابَهُ ثُمّ خَرَجَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُم إِنّهُ خُيّلَ إلِيَّ أَنّ رَجُلًا شَيخاً قَد دَخَلَ داَريِ آنِفاً قَالُوا مَا رَأَينَا أَحَداً فَكَرّرَ ذَلِكَ عَلَيهِم كُلّ ذَلِكَ يَقُولُونَ مَا رَأَينَا أَحَداً فَسَكَتَ عَنهُم ثُمّ إِنّهُ تَخَوّفَ أَن يَكُونَ قَد رَآهُ غَيرُهُم فَذَهَبَ إِلَي مَجلِسِ زِيَادٍ لِيَتَجَسّسَ هَل يَذكُرُونَهُ فَإِن هُم أَحَسّوا بِذَلِكَ أَخبَرَهُم أَنّهُ عِندَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَيهِم فَسَلّمَ عَلَي زِيَادٍ وَ قَعَدَ عِندَهُ وَ كَانَ ألّذِي بَينَهُمَا لَطِيفٌ قَالَ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَ الرّشَيدُ عَلَي بَغلَةِ أَبِي أَرَاكَةَ مُقبِلًا نَحوَ مَجلِسِ زِيَادٍ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ أَبُو أَرَاكَةَ تَغَيّرَ وَجهُهُ وَ أُسقِطَ فِي يَدِهِ وَ أَيقَنَ بِالهَلَاكِ فَنَزَلَ رُشَيدٌ عَنِ البَغلَةِ وَ أَقبَلَ إِلَي زِيَادٍ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَامَ إِلَيهِ زِيَادٌ فَاعتَنَقَهُ فَقَبّلَهُ ثُمّ أَخَذَ يُسَائِلُهُ كَيفَ قَدِمتَ وَ كَيفَ مَن خَلّفتَ وَ كَيفَ كُنتَ فِي مَسِيرِكَ وَ أَخَذَ لِحيَتَهُ ثُمّ مَكَثَ هُنَيهَةً ثُمّ قَامَ فَذَهَبَ فَقَالَ أَبُو أَرَاكَةَ لِزِيَادٍ أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ مَن هَذَا الشّيخُ قَالَ هَذَا أَخٌ مِن إِخوَانِنَا مِن أَهلِ الشّامِ قَدِمَ عَلَينَا زَائِراً فَانصَرَفَ أَبُو أَرَاكَةَ إِلَي مَنزِلِهِ فَإِذَا رُشَيدٌ بِالبَيتِ كَمَا تَرَكَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو أَرَاكَةَ أَمّا إِذَا كَانَ عِندَكَ مِنَ العِلمِ كُلّ مَا أَرَي فَاصنَع مَا بَدَا لَكَ وَ ادخُل عَلَينَا كَيفَ شِئتَ
صفحه : 141
1- ج ،[الإحتجاج ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالحَسَنِ البصَريِّ وَ هُوَ يَتَوَضّأُ فَقَالَ يَا حَسَنُ أَسبِغِ الوُضُوءَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد قَتَلتَ بِالأَمسِ أُنَاساً يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ يُصَلّونَ الخَمسَ وَ يُسبِغُونَ الوُضُوءَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَد كَانَ مَا رَأَيتَ فَمَا مَنَعَكَ أَن تُعِينَ عَلَينَا عَدُوّنَا فَقَالَ وَ اللّهِ لَأَصدُقَنّكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد خَرَجتُ فِي أَوّلِ يَومٍ فَاغتَسَلتُ وَ تَحَنّطتُ وَ صَبَبتُ عَلَيّ سلِاَحيِ وَ أَنَا لَا أَشُكّ فِي أَنّ التّخَلّفَ عَن أُمّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ هُوَ الكُفرُ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي مَوضِعٍ مِنَ الخُرَيبَةِ نَادَي مُنَادٍ يَا حَسَنُ إِلَي أَينَ ارجِع فَإِنّ القَاتِلَ وَ المَقتُولَ فِي النّارِ فَرَجَعتُ ذُعراً وَ جَلَستُ فِي بيَتيِ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ لَم أَشُكّ أَنّ التّخَلّفَ عَن أُمّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ هُوَ الكُفرُ فَتَحَنّطتُ وَ صَبَبتُ عَلَيّ سلِاَحيِ وَ خَرَجتُ إِلَي القِتَالِ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي مَوضِعٍ مِنَ الخُرَيبَةِ فنَاَداَنيِ مُنَادٍ مِن خلَفيِ يَا حَسَنُ إِلَي أَينَ مَرّةً بَعدَ أُخرَي فَإِنّ القَاتِلَ وَ المَقتُولَ فِي النّارِ قَالَ عَلِيّ ع صَدَقتَ أَ فتَدَريِ مَن ذَلِكَ المنُاَديِ قَالَ لَا قَالَ ع ذَاكَ أَخُوكَ إِبلِيسُ وَ صَدَقَكَ أَنّ القَاتِلَ مِنهُم وَ المَقتُولَ فِي النّارِ فَقَالَ الحَسَنُ البصَريِّ الآنَ عَرَفتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ القَومَ هَلكَي
2-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِّ قَالَ لَمّا افتَتَحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع البَصرَةَ
صفحه : 142
اجتَمَعَ النّاسُ عَلَيهِ وَ فِيهِمُ الحَسَنُ البصَريِّ وَ مَعَهُ أَلوَاحٌ فَكَانَ كُلّمَا لَفَظَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِكَلِمَةٍ كَتَبَهَا فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِأَعلَي صَوتِهِ مَا تَصنَعُ قَالَ نَكتُبُ آثَارَكُم لِنُحَدّثَ بِهَا بَعدَكُم فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَمَا إِنّ لِكُلّ قَومٍ سَامِرِيّاً وَ هَذَا ساَمرِيِّ هَذِهِ الأُمّةِ إِلّا أَنّهُ لَا يَقُولُلا مِساسَ وَ لَكِنّهُ يَقُولُ لَا قِتَالَ
3- ج ،[الإحتجاج ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ يُقَالُ لَهُ عُثمَانُ الأَعمَي إِنّ الحَسَنَ البصَريِّ يَزعُمُ أَنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ العِلمَ تؤُذيِ رِيحُ بُطُونِهِم مَن يَدخُلُ النّارَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَهَلَكَ إِذاً مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ وَ اللّهُ مَدَحَهُ بِذَلِكَ وَ مَا زَالَ العِلمُ مَكتُوماً مُنذُ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَسُولَهُ نُوحاً فَليَذهَبِ الحَسَنُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَوَ اللّهِ مَا يُوجَدُ العِلمُ إِلّا هَاهُنَا
كا،[الكافي] الحسين بن محمد عن المعلي عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد الله مثله
4- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَنِ المُؤَدّبِ عَن أَحمَدَ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ الثقّفَيِّ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن عَمرِو بنِ غَزوَانَ عَن أَبِي مُسلِمٍ قَالَخَرَجتُ مَعَ الحَسَنِ البصَريِّ وَ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ حَتّي أَتَينَا بَابَ أُمّ سَلَمَةَ فَقَعَدَ أَنَسٌ عَلَي البَابِ وَ دَخَلتُ مَعَ الحَسَنِ البصَريِّ فَسَمِعتُ الحَسَنَ البصَريِّ وَ هُوَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أُمّاه وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَت لَهُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ مَن أَنتَ يَا بنُيَّ فَقَالَ أَنَا الحَسَنُ البصَريِّ فَقَالَت فِيمَا جِئتَ يَا حَسَنُ فَقَالَ لَهَا جِئتُ لتِحُدَثّيِنيِ بِحَدِيثٍ سَمِعتِيهِ مِن رَسُولِ اللّهِص فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَ اللّهِ لَأُحَدّثَنّكَ بِحَدِيثٍ سَمِعَتهُ أذُنُاَيَ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ إِلّا فَصَمّتَا وَ رَأَتهُ عيَناَيَ وَ إِلّا فَعَمِيَتَا وَ وَعَاهُ قلَبيِ وَ إِلّا فَطَبَعَ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَخرَسَ لسِاَنيِ إِن لَم أَكُن سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
صفحه : 143
يَا عَلِيّ مَا مِن عَبدٍ لقَيَِ اللّهَ يَومَ يَلقَاهُ جَاحِداً لِوَلَايَتِكَ إِلّا لقَيَِ اللّهَ بِعِبَادَةِ صَنَمٍ أَو وَثَنٍ قَالَ فَسَمِعتُ الحَسَنَ البصَريِّ وَ هُوَ يَقُولُ اللّهُ أَكبَرُ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّاً موَلاَيَ وَ مَولَي المُؤمِنِينَ فَلَمّا خَرَجَ قَالَ لَهُ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ مَا لِي أَرَاكَ تُكَبّرُ قَالَ سَأَلتُ أُمّنَا أُمّ سَلَمَةَ أَن تحُدَثّنَيِ بِحَدِيثٍ سَمِعَتهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فِي عَلِيّ فَقَالَت لِي كَذَا وَ كَذَا فَقُلتُ اللّهُ أَكبَرُ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّاً موَلاَيَ وَ مَولَي كُلّ مُؤمِنٍ قَالَ فَسَمِعتُ عِندَ ذَلِكَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ هَذِهِ المَقَالَةَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أَو أَربَعَ مَرّاتٍ
5- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ عَلِيّاً ع أَتَي الحَسَنَ البصَريِّ يَتَوَضّأُ فِي سَاقِيَةٍ فَقَالَ أَسبِغ طُهُورَكَ يَا كفَتيِّ قَالَ لَقَد قَتَلتَ بِالأَمسِ رِجَالًا كَانُوا يُسبِغُونَ الوُضُوءَ قَالَ وَ إِنّكَ لَحَزِينٌ عَلَيهِم قَالَ نَعَم قَالَ فَأَطَالَ اللّهُ حُزنَكَ قَالَ أَيّوبُ السجّسِتاَنيِّ فَمَا رَأَينَا الحَسَنَ قَطّ إِلّا حَزِيناً كَأَنّهُ يَرجِعُ عَن دَفنِ حَمِيمٍ أَو خَربَندَجٌ ضَلّ حِمَارُهُ فَقُلتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ عَمِلَ فِيّ دَعوَةُ الرّجُلِ الصّالِحِ وَ كفَتيِّ بِالنّبَطِيّةِ الشّيطَانُ وَ كَانَت أُمّهُ سَمّتهُ بِذَلِكَ وَ دَعَتهُ فِي صِغَرِهِ فَلَم يَعرِف ذَلِكَ أَحَدٌ حَتّي دَعَاهُ بِهِ عَلِيّ ع
6- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن خَالِدِ بنِ عُمَارَةَ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع حَدِيثٌ بلَغَنَيِ عَنِ الحَسَنِ البصَريِّ فَإِن كَانَ حَقّاً فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلتُ بلَغَنَيِ أَنّ الحَسَنَ البصَريِّ كَانَ يَقُولُ لَو غَلَي دِمَاغُهُ مِن حَرّ الشّمسِ مَا استَظَلّ بِحَائِطِ صيَرفَيِّ وَ لَو تَفَرّثَ كَبِدُهُ عَطَشاً لَم يَستَسقِ مِن دَارِ صيَرفَيِّ مَاءً وَ هُوَ عمَلَيِ وَ تجِاَرتَيِ وَ فِيهِ نَبَتَ لحَميِ وَ دمَيِ وَ مِنهُ حجَيّ وَ عمُرتَيِ فَجَلَسَ ثُمّ قَالَ كَذَبَ الحَسَنُ خُذ سَوَاءً وَ أَعطِ سَوَاءً فَإِذَا حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَدَع مَا بِيَدِكَ وَ انهَض إِلَي الصّلَاةِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ أَصحَابَ الكَهفِ كَانُوا صَيَارِفَةً
صفحه : 144
أَقُولُ قَالَ السّيّدُ المُرتَضَي فِي كِتَابِ الغُرَرِ وَ الدّرَرِ رَوَي أَبُو بَكرٍ الهذُلَيِّ أَنّ رَجُلًا قَالَ لِلحَسَنِ يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنّ الشّيعَةَ تَزعُمُ أَنّكَ تُبغِضُ عَلِيّاً ع فَأَكَبّ يبَكيِ طَوِيلًا ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ لَقَد فَارَقَكُم بِالأَمسِ رَجُلٌ كَانَ سَهماً مِن مرَاَميِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي عَدُوّهِ ربَاّنيِّ هَذِهِ الأُمّةِ ذُو شَرَفِهَا وَ فَضلِهَا ذُو قَرَابَةٍ مِنَ النّبِيّص قَرِيبَةٍ لَم يَكُن بِالنّئُومَةِ عَن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي وَ لَا بِالغَافِلِ عَن حَقّ اللّهِ تَعَالَي وَ لَا السّرُوقَةِ مِن مَالِ اللّهِ أَعطَي القُرآنَ عَزَائِمَهُ فِي مَا لَهُ وَ عَلَيهِ فَأَشرَفَ مِنهَا عَلَي رِيَاضٍ مُونِقَةٍ وَ أَعلَامٍ بَيّنَةٍ ذَاكَ ابنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَا لُكَعُ وَ كَانَ الحَسَنُ إِذَا أَرَادَ أَن يُحَدّثَ فِي زَمَنِ بنَيِ أُمَيّةَ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ أَبُو زَينَبَ وَ أَتَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَوماً الحَسَنَ البصَريِّ وَ هُوَ يَقُصّ عِندَ الحِجرِ فَقَالَ أَ تَرضَي يَا حَسَنُ نَفسَكَ لِلمَوتِ قَالَ لَا فَعَمَلَكَ لِلحِسَابِ قَالَ لَا قَالَ فَثَمّ دَارٌ لِلعَمَلِ غَيرُ هَذِهِ قَالَ لَا قَالَ فَلِلّهِ فِي الأَرضِ مَعَاذٌ غَيرُ هَذَا البَيتِ قَالَ لَا قَالَ فَلِمَ تَشغَلُ النّاسَ عَنِ الطّوَافِ
أقول سيأتي احتجاج الحسن بن علي واحتجاج علي بن الحسين ع عليه وكذا احتجاج الباقر ع عليه و قدمضي في باب ماجري من فضائل أهل البيت ع علي لسان أعدائهم و باب جوامع مناقب أمير المؤمنين ع و في باب كتمان العلم بعض أحواله
صفحه : 145
1- ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِّ عَن جَدّهِ عَن دَاوُدَ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي مَالِكٍ الجهُنَيِّ عَن عُمَرَ بنِ بَشِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ إِسحَاقَ مَتَي ذَلّ النّاسُ قَالَ حِينَ قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ ادعّيَِ زِيَادٌ وَ قُتِلَ حُجرُ بنُ عدَيِّ
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ قَالَ قَالَ الرّضَا ع يَا أَحمَدُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَتَي صَعصَعَةَ بنَ صُوحَانَ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ فَافتَخَرَ عَلَي النّاسِ بِذَلِكَ فَلَا تَذهَبَنّ نَفسُكَ إِلَي الفَخرِ وَ تَذَلّل لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ
وسيأتي الخبر بتمامه في باب معجزات الرضا ع
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ عُتبَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُبَارَكٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن مَالِكٍ الأحَمسَيِّ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَكُنتُ أَركَعُ عِندَ بَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَنَا أَدعُو اللّهَ إِذ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَصبَغُ قُلتُ لَبّيكَ قَالَ أَيّ شَيءٍ كُنتَ تَصنَعُ قُلتُ رَكَعتُ وَ أَنَا أَدعُو قَالَ أَ فَلَا أُعَلّمُكَ دُعَاءً سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص قُلتُ بَلَي قَالَ قُل الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا كَانَ
صفحه : 146
وَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ اليُمنَي عَلَي منَكبِيَِ الأَيسَرِ وَ قَالَ يَا أَصبَغُ لَئِن ثَبَتَت قَدَمُكَ وَ تَمّت وَلَايَتُكَ وَ انبَسَطَت يَدُكَ فَاللّهُ أَرحَمُ بِكَ مِن نَفسِكَ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الزّيّاتِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَنِ ابنِ عُيَينَةَ عَن عَمّارٍ الدهّنيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الطّفَيلِ يَقُولُ جَاءَ المُسَيّبُ بنُ نجية[نَجَبَةَ] إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُتَلَبّباً بِعَبدِ اللّهِ بنِ سَبَإٍ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا شَأنُكَ فَقَالَ يَكذِبُ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ فَقَالَ مَا يَقُولُ قَالَ فَلَم أَسمَع مَقَالَةَ المُسَيّبِ وَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ هَيهَاتَ هَيهَاتَ الغَضَبُ وَ لَكِن يَأتِيكُم رَاكِبُ الدغيلة[الذّعلِبَةِ]يَشُدّ حَقوَهَا بِوَضِينِهَا لَم يَقضِ تَفَثاً مِن حَجّ وَ لَا عُمرَةٍ فَيَقتُلُوهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَبّادٍ عَن عَمّهِ عَن أَبِيهِ عَن مُطَرّفٍ عَنِ الشعّبيِّ عَن صَعصَعَةَ بنِ صُوحَانَ قَالَ عاَدنَيِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي مَرَضٍ ثُمّ قَالَ انظُر فَلَا تَجعَلَنّ عيِاَدتَيِ إِيّاكَ فَخراً عَلَي قَومِكَ الخَبَرَ
ب ،[قرب الإسناد] ابن عيسي و ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن الرضا ع مثله
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَنِ الكمُيَداَنيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن عُبَيدٍ السّمِينِ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَبَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَخطُبُ النّاسَ وَ هُوَ يَقُولُ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَوَ اللّهِ لَا تسَألَوُنيّ عَن شَيءٍ مَضَي وَ لَا عَن شَيءٍ يَكُونُ إِلّا نَبّأتُكُم بِهِ فَقَامَ إِلَيهِ سَعدُ بنُ أَبِي
صفحه : 147
وَقّاصٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ كَم فِي رأَسيِ وَ لحِيتَيِ مِن شَعرَةٍ فَقَالَ لَهُ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد سأَلَتنَيِ عَن مَسأَلَةٍ حدَثّنَيِ خلَيِليِ رَسُولُ اللّهِص أَنّكَ ستَسَألَنُيِ عَنهَا وَ مَا فِي رَأسِكَ وَ لِحيَتِكَ مِن شَعرَةٍ إِلّا وَ فِي أَصلِهَا شَيطَانٌ جَالِسٌ وَ إِنّ فِي بَيتِكَ لَسَخلًا يَقتُلُ الحُسَينَ ابنيِ وَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ يَومَئِذٍ يَدرُجُ بَينَ يَدَيهِ
7- شا،[الإرشاد]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ بذِيِ قَارٍ وَ هُوَ جَالِسٌ لِأَخذِ البَيعَةِ يَأتِيكُم مِن قِبَلِ الكُوفَةِ أَلفُ رَجُلٍ لَا يَزِيدُونَ رَجُلًا وَ لَا يَنقُصُونَ رَجُلًا يبُاَيعِوُنيّ عَلَي المَوتِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَجَزِعتُ لِذَلِكَ وَ خِفتُ أَن يَنقُصَ القَومُ مِنَ العَدَدِ أَو يَزِيدُوا عَلَيهِ فَيَفسُدَ الأَمرُ عَلَينَا وَ إنِيّ أحُصيِ القَومَ فَاستَوفَيتُ عَدَدَهُم تِسعَمِائَةِ رَجُلٍ وَ تِسعَةً وَ تِسعِينَ رَجُلًا ثُمّ انقَطَعَ مجَيِءُ القَومِ فَقُلتُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ مَا ذَا حَمَلَهُ عَلَي مَا قَالَ فَبَينَمَا أَنَا مُفَكّرٌ فِي ذَلِكَ إِذ رَأَيتُ شَخصاً قَد أَقبَلَ حَتّي دَنَا وَ هُوَ رَجُلٌ عَلَيهِ قَبَاءٌ صُوفٌ وَ مَعَهُ سَيفٌ وَ تُرسٌ وَ إِدَاوَةٌ فَقَرُبَ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ امدُد يَدَيكَ لِأُبَايِعَكَ قَالَ عَلِيّ ع وَ عَلَي مَا تبُاَيعِنُيِ قَالَ عَلَي السّمعِ وَ الطّاعَةِ وَ القِتَالِ بَينَ يَدَيكَ حَتّي أَمُوتَ أَو يَفتَحَ اللّهُ عَلَيكَ فَقَالَ مَا اسمُكَ فَقَالَ أُوَيسٌ قَالَ أَنتَ أُوَيسٌ القرَنَيِّ قَالَ نَعَم قَالَ اللّهُ أَكبَرُ فَإِنّهُ أخَبرَنَيِ حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص أنَيّ أُدرِكُ رَجُلًا مِن أُمّتِهِ يُقَالُ لَهُ أُوَيسٌ القرَنَيِّ يَكُونُ مِن حِزبِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ يَمُوتُ عَلَي الشّهَادَةِ يَدخُلُ فِي شَفَاعَتِهِ مِثلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فسَرُيَّ عَنّا
8-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ ع أَنّهُ لَمّا بَلَغَهُ مَا صَنَعَ بِشرُ بنُ أَرطَاةَ بِاليَمَنِ قَالَ ع أللّهُمّ إِنّ بِشراً بَاعَ دِينَهُ بِالدّنيَا فَاسلُبهُ عَقلَهُ فبَقَيَِ بِشرٌ حَتّي اختَلَطَ فَاتّخِذَ لَهُ سَيفٌ مِن خَشَبٍ يَلعَبُ بِهِ حَتّي مَاتَ وَ مِنهَا قَولُهُ ع لِجُوَيرِيَةَ بنِ مُسهِرٍ لَتَعتَلَنّ
صفحه : 148
إِلَي العُتُلّ الزّنِيمِ وَ لَيُقَطّعَنّ يَدَكَ وَ رِجلَكَ ثُمّ لَيَصلُبَنّكَ ثُمّ مَضَي دَهرٌ حَتّي ولَيَِ زِيَادٌ فِي أَيّامِ مُعَاوِيَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ وَ رَجلَهُ ثُمّ صَلَبَهُ
9- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي طَلحَةُ بنُ عَمِيرَةَ قَالَ نَشَدَ عَلِيّ ع النّاسَ فِي قَولِ النّبِيّص مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ فَشَهِدَ اثنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ وَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ حَاضِرٌ لَم يَشهَد فَقَالَ عَلِيّ ع يَا أَنَسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَشهَدَ وَ قَد سَمِعتَ مَا سَمِعُوا قَالَ كَبِرتُ وَ نَسِيتُ فَقَالَ لَهُ ع أللّهُمّ إِن كَانَ كَاذِباً فَاضرِبهُ بِبَيَاضٍ أَو بِوَضَحٍ لَا تُوَارِيهِ العِمَامَةُ قَالَ أَبُو عَمِيرَةَ فَأَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد رَأَيتُهُ بَيضَاءَ بَينَ عَينَيهِ
10- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ قَالَ نَشَدَ عَلِيّ ع النّاسَ فِي المَسجِدِ فَقَالَ أَنشُدُ رَجُلًا سَمِعَ مِنَ النّبِيّص يَقُولُ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ فَقَامَ اثنَا عَشَرَ بَدرِيّاً سِتّةٌ مِنَ الجَانِبِ الأَيمَنِ وَ سِتّةٌ مِنَ الجَانِبِ الأَيسَرِ فَشَهِدُوا بِذَلِكَ قَالَ زَيدٌ وَ كُنتُ فِيمَن سَمِعَ ذَلِكَ فَكَتَمتُهُ فَذَهَبَ اللّهُ ببِصَرَيِ وَ كَانَ يَتَنَدّمُ عَلَي مَا فَاتَهُ مِنَ الشّهَادَةِ وَ يَستَغفِرُ
11- شا،[الإرشاد]رَوَي العُلَمَاءُ أَنّ جُوَيرِيَةَ بنَ مُسهِرٍ وَقَفَ عَلَي بَابِ القَصرِ فَقَالَ أَينَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَقِيلَ لَهُ نَائِمٌ فَنَادَي أَيّهَا النّائِمُ استَيقِظ فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَتُضرَبَنّ ضَربَةً عَلَي رَأسِكَ تُخضَبُ مِنهَا لِحيَتُكَ كَمَا أَخبَرتَنَا بِذَلِكَ مِن قَبلُ فَسَمِعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَنَادَي أَقبِل يَا جُوَيرِيَةُ حَتّي أُحَدّثَكَ بِحَدِيثِكَ فَأَقبَلَ فَقَالَ أَنتَ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَتَعتَلَنّ إِلَي العُتُلّ الزّنِيمِ وَ لَيُقَطّعَنّ يَدَكَ وَ رِجلَكَ ثُمّ لَتُصلَبَنّ تَحتَ جِذعِ كَافِرٍ فَمَضَي عَلَي ذَلِكَ الدّهرُ حَتّي ولَيَِ زِيَادٌ فِي أَيّامِ مُعَاوِيَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ وَ رِجلَهُ ثُمّ صَلَبَهُ إِلَي جِذعِ ابنِ مُعَكبِرٍ وَ كَانَ جِذعاً طَوِيلًا فَكَانَ تَحتَهُ
12-شا،[الإرشاد]رَوَي جَرِيرٌ عَنِ المُغِيرَةِ قَالَ لَمّا ولَيَِ الحَجّاجُ طَلَبَ كُمَيلَ بنَ زِيَادٍ فَهَرَبَ مِنهُ فَحَرَمَ قَومَهُ عَطَاهُم فَلَمّا رَأَي كُمَيلٌ ذَلِكَ قَالَ أَنَا شَيخٌ كَبِيرٌ وَ
صفحه : 149
قَد نَفِدَ عمُرُيِ لَا ينَبغَيِ أَن أَحرِمَ قوَميِ عَطَاهُم فَخَرَجَ فَدَفَعَ بِيَدِهِ إِلَي الحَجّاجِ فَلَمّا رَآهُ قَالَ لَهُ لَقَد كُنتُ أُحِبّ أَن أَجِدَ عَلَيكَ سَبِيلًا فَقَالَ لَهُ كُمَيلٌ لَا تَصرِف عَلَيّ أَنيَابَكَ وَ لَا تَهدِم عَلَيّ فَوَ اللّهِ مَا بقَيَِ مِن عمُرُيِ إِلّا مِثلُ كَوَاهِلِ الغُبَارِ فَاقضِ مَا أَنتَ قَاضٍ فَإِنّ المَوعِدَ لِلّهِ وَ بَعدَ القَتلِ الحِسَابُ وَ لَقَد خبَرّنَيِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنّكَ قاَتلِيِ فَقَالَ لَهُ حَجّاجٌ الحُجّةُ عَلَيكَ إِذاً فَقَالَ لَهُ كُمَيلٌ ذَاكَ إِذَا كَانَ القَضَاءُ إِلَيكَ قَالَ بَلَي قَد كُنتَ فِيمَن قَتَلَ عُثمَانَ بنَ عَفّانَ اضرِبُوا عُنُقَهُ فَضُرِبَت عُنُقُهُ
بيان الصريف صوت ناب البعير وتهدم عليه غضبا توعده وكواهل الغبار أوائله شبه عمره في سرعة انقضائه بالغبار وبقيته بأوائله فإن مقدم الغبار يحدث بعدمؤخره ويسكن بعده أوشبه بقية العمر في سرعة انقضائه بأول مايحدث من الغبار فإنه يسكن قبل مايحدث آخرا والأول أبلغ وأكمل
13- شي،[تفسير العياشي] عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ عَن رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ قَالَ خَرَجتُ أَنَا وَ الأَشعَثُ الكنِديِّ وَ جَرِيرٌ البجَلَيِّ حَتّي إِذَا كُنّا بِظَهرِ كُوفَةَ بِالفَرَسِ مَرّ بِنَا ضَبّ فَقَالَ الأَشعَثُ وَ جَرِيرٌ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ خِلَافاً عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا خَرَجَ الأنَصاَريِّ قَالَ لعِلَيِّ ع فَقَالَ عَلِيّ ع دَعهُمَا فَهُوَ إِمَامُهُمَا يَومَ القِيَامَةِ أَ مَا تَسمَعُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ يَقُولُنُوَلّهِ ما تَوَلّي
14-شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي الطّفَيلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ يَزعُمُ أَنّهُ يَعلَمُ كُلّ آيَةٍ نَزَلَت فِي القُرآنِ فِي أَيّ يَومٍ نَزَلَت وَ فِيمَن نَزَلَت قَالَ فَسَلهُ فِيمَن نَزَلَتوَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي
صفحه : 150
الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلّ سَبِيلًا وَ فِيمَن نَزَلَتوَ لا يَنفَعُكُم نصُحيِ إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم إِن كانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغوِيَكُم وَ فِيمَن نَزَلَتيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوافَأَتَاهُ الرّجُلُ فَغَضِبَ وَ قَالَ وَدِدتُ أَنّ ألّذِي أَمَرَ بِهَذَا واَجهَنَيِ فَأُسَائِلَهُ وَ لَكِن سَلهُ مَا العَرشُ وَ مَتَي خُلِقَ وَ كَيفَ هُوَ فَانصَرَفَ الرّجُلُ إِلَي أَبِي فَقَالَ مَا قَالَ فَقَالَ وَ هَل أَجَابَكَ فِي الآيَاتِ قَالَ لَا قَالَ لكَنِيّ أُجِيبُكَ فِيهَا بِنُورٍ وَ عِلمِ غَيرِ المدُعّيِ وَ لَا المُنتَحِلِ أَمّا الأُولَيَانِ فَنَزَلَتَا فِيهِ وَ فِي أَبِيهِ وَ أَمّا الأُخرَي فَنَزَلَت فِي أَبِي وَ فِينَا وَ لَم يَكُنِ الرّبَاطُ ألّذِي أُمِرنَا بِهِ بَعدُ وَ سَيَكُونُ مِن نَسلِنَا المُرَابِطُ وَ مِن نَسلِهِ المُرَابِطُ
15- كش ،[رجال الكشي] جَعفَرُ بنُ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ بَعدَ الجَوَابِ عَن سُؤَالِ العَرشِ عَلَي مَا سيَأَتيِ أَمَا إِنّ فِي صُلبِهِ وَدِيعَةً لَقَد ذُرِئَت لِنَارِ جَهَنّمَ سَيُخرِجُونَ أَقوَاماً مِن دِينِ اللّهِ أَفوَاجاً كَمَا دَخَلُوا فِيهِ وَ سَتُصبِغُ الأَرضَ مِن دِمَاءِ الفِرَاخِ مِن فِرَاخِ آلِ مُحَمّدٍص تَنهَضُ تِلكَ الفِرَاخُ فِي غَيرِ وَقتٍ وَ تَطلُبُ غَيرَ مَا تُدرِكُ وَ يُرَابِطُ الّذِينَ آمَنُوا وَ يَصبِرُونَ لِمَا يَرَونَحَتّي يَحكُمَ اللّهُ وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ
16-كش ،[رجال الكشي]نَصرُ بنُ الصّبّاحِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ قُلتُ لِلأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ مَا كَانَ مَنزِلَةُ هَذَا الرّجُلِ فِيكُم قَالَ مَا أدَريِ مَا تَقُولُ إِلّا أَنّ سُيُوفَنَا كَانَت عَلَي عَوَاتِقِنَا فَمَن أَومَأَ إِلَينَا
صفحه : 151
ضَرَبنَاهُ بِهَا وَ كَانَ يَقُولُ لَنَا تَشَرّطُوا فَوَ اللّهِ مَا اشتِرَاطُكُم لِذَهَبٍ وَ لَا فِضّةٍ وَ مَا اشتِرَاطُكُم إِلّا لِلمَوتِ إِنّ قَوماً مِن قَبلِكُم مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ تَشَارَطُوا بَينَهُم فَمَا مَاتَ أَحَدٌ مِنهُم حَتّي كَانَ نبَيِّ قَومِهِ أَو نبَيِّ قَريَتِهِ أَو نبَيِّ نَفسِهِ وَ إِنّكُم لَبِمَنزِلَتِهِم غَيرَ أَنّكُم لَستُم بِأَنبِيَاءَ
بيان قال الجزري شرط السلطان نخبة أصحابه الذين يقدمهم علي غيرهم من جنده و في حديث ابن مسعود وتشرط شرطة للموت لايرجعون إلاغالبين الشرطة أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة و قال الفيروزآبادي الشرطة بالضم هم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت وطائفة من أعوان الولاة سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها
17- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ العيَاّشيِّ وَ أَبُو عَمرٍو ابنُ عَبدِ العَزِيزِ قَالَا حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي الحَسَنِ الغزَاّليِّ عَن غِيَاثٍ الهمَداَنيِّ عَن بِشرِ بنِ عَمرٍو الهمَداَنيِّ قَالَ مَرّ بِنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ البَثُوا فِي هَذِهِ الشّرطَةِ فَوَ اللّهِ لَا تلَيِ بَعدَهُم إِلّا شُرطَةُ النّارِ إِلّا مَن عَمِلَ بِمِثلِ أَعمَالِهِم
18- كش ،[رجال الكشي]روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الحضَرمَيِّ يَومَ الجَمَلِ أَبشِر ابنَ يَحيَي فَإِنّكَ وَ أَبُوكَ مِن شُرطَةِ الخَمِيسِ حَقّاً لَقَد أخَبرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص بِاسمِكَ وَ اسمِ أَبِيكَ فِي شُرطَةِ الخَمِيسِ وَ اللّهُ سَمّاكُم شُرطَةَ الخَمِيسِ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِص وَ ذَكَرَ أَنّ شُرطَةَ الخَمِيسِ كَانُوا سِتّةَ آلَافِ رَجُلٍ أَو خَمسَةَ آلَافٍ
صفحه : 152
بيان الخميس الجيش سمي به لأنه مقسوم بخمسة أقسام المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب
19- كش ،[رجال الكشي]ذَكَرَ هِشَامٌ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عِندَكُم بِالعِرَاقِ يُقَاتِلُ عَدُوّهُ وَ مَعَهُ أَصحَابُهُ وَ مَا كَانَ فِيهِم خَمسُونَ رَجُلًا يَعرِفُونَهُ حَقّ مَعرِفَتِهِ وَ حَقّ مَعرِفَةِ إِمَامَتِهِ
20- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ مَعاً عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن سَلّامِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ يَالِيلَ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ الطّائِفِ قَالَ أَتَينَا ابنَ عَبّاسٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ ألّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ فأَغُميَِ عَلَيهِ فِي البَيتِ فَأُخرِجَ إِلَي صَحنِ الدّارِ قَالَ فَأَفَاقَ فَقَالَ إِنّ خلَيِليِ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إنِيّ سَأَهجُرُ هِجرَتَينِ وَ إنِيّ سَأَخرُجُ مِن هجِرتَيِ فَهَاجَرتُ هِجرَةً مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هِجرَةً مَعَ عَلِيّ ع وَ إنِيّ سَأَعمَي فَعَمِيتُ وَ إنِيّ سَأُغرَقُ فأَصَاَبنَيِ حَكّةٌ فطَرَحَنَيِ أهَليِ فِي البَحرِ فَغَفَلُوا عنَيّ فَغَرِقتُ ثُمّ استخَرجَوُنيِ بَعدُ وَ أمَرَنَيِ أَن أَبرَأَ مِن خَمسَةٍ مِنَ النّاكِثِينَ وَ هُم أَصحَابُ الجَمَلِ وَ مِنَ القَاسِطِينَ وَ هُم أَصحَابُ الشّامِ وَ مِنَ الخَوَارِجِ وَ هُم أَهلُ النّهرَوَانِ وَ مِنَ القَدَرِيّةِ وَ هُمُ الّذِينَ ضَاهَوُا النّصَارَي فِي دِينِهِم فَقَالُوا لَا قَدَرَ وَ مِنَ المُرجِئَةِ الّذِينَ ضَاهَوُا اليَهُودَ فِي دِينِهِم فَقَالُوا اللّهُ أَعلَمُ قَالَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ أَحيَا عَلَي مَا حيَّ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَمُوتُ عَلَي مَا مَاتَ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ثُمّ مَاتَ فَغُسّلَ وَ كُفّنَ ثُمّ صلُيَّ عَلَي سَرِيرِهِ قَالَ فَجَاءَ طَائِرَانِ أَبيَضَانِ فَدَخَلَا فِي كَفَنِهِ فَرَأَي النّاسُ أَنّمَا هُوَ فِقهُهُ فَدُفِنَ
21-كش ،[رجال الكشي] عَلِيّ بنُ زِيَادٍ الصائع [الصّائِغُ] عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمّدٍ عَن خَلَفٍ المخَزوُميِّ عَن سُفيَانَ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الزهّريِّ قَالَ سَمِعتُ الحَارِثَ يَقُولُاستَعمَلَ عَلِيّ ع
صفحه : 153
عَلَي البَصرَةِ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ فَحَمَلَ كُلّ مَالٍ فِي بَيتِ المَالِ بِالبَصرَةِ وَ لَحِقَ بِمَكّةَ وَ تَرَكَ عَلِيّاً وَ كَانَ مَبلَغُهُ ألَفيَ أَلفِ دِرهَمٍ فَصَعِدَ عَلِيّ ع المِنبَرَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَبَكَي فَقَالَ هَذَا ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص فِي عَمَلِهِ وَ قَدرِهِ يَفعَلُ مِثلَ هَذَا فَكَيفَ يُؤمَنُ مَن كَانَ دُونَهُ أللّهُمّ إنِيّ قَد مَلِلتُهُم فأَرَحِنيِ مِنهُم وَ اقبضِنيِ إِلَيكَ غَيرَ عَاجِزٍ وَ لَا مَلُولٍ
قَالَ الكشَيّّ شَيخٌ مِنَ اليَمَامَةِ يَذكُرُ عَن مُعَلّي بنِ هِلَالٍ عَنِ الشعّبيِّ قَالَ لَمّا احتَمَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ بَيتَ مَالِ البَصرَةِ وَ ذَهَبَ بِهِ إِلَي الحِجَازِ كَتَبَ إِلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ قَد كُنتُ أَشرَكتُكَ فِي أمَاَنتَيِ وَ لَم يَكُن أَحَدٌ مِن أَهلِ بيَتيِ فِي نفَسيِ أَوثَقَ مِنكَ لمِوُاَساَتيِ وَ مؤُاَزرَتَيِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ إلِيَّ فَلَمّا رَأَيتَ الزّمَانَ عَلَي ابنِ عَمّكَ قَد كَلِبَ وَ العَدُوّ عَلَيهِ قَد حَرِبَ وَ أَمَانَةَ النّاسِ قَد عَزّت وَ هَذِهِ الأُمُورَ قَد فَشَت قَلَبتَ لِابنِ عَمّكَ ظَهرَ المِجَنّ وَ فَارَقتَهُ مَعَ المُفَارِقِينَ وَ خَذَلتَهُ أَسوَأَ خِذلَانِ الخَاذِلِينَ فَكَأَنّكَ لَم تَكُن تُرِيدُ اللّهَ بِجِهَادِكَ وَ كَأَنّكَ لَم تَكُن عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّكَ وَ كَأَنّكَ إِنّمَا كُنتَ تَكِيدُ أُمّةَ مُحَمّدٍص عَلَي دُنيَاهُم وَ تنَويِ غِرّتَهُم فَلَمّا أَمكَنَتكَ الشّدّةُ فِي خِيَانَةِ أُمّةِ مُحَمّدٍص أَسرَعتَ الوَثبَةَ وَ عَجّلتَ العَدوَةَ فَاختَطَفتَ مَا قَدَرتَ عَلَيهِ اختِطَافَ الذّئبِ الأَزِلِ دَامِيَةَ المِعزَي الكَسِيرَةِ كَأَنّكَ لَا أَبَا لَكَ إِنّمَا جَرَرتَ إِلَي أَهلِكَ تُرَاثَكَ مِن أَبِيكَ وَ أُمّكَ سُبحَانَ اللّهِ أَ مَا تُؤمِنُ بِالمَعَادِ أَ وَ مَا تَخَافُ مِن سُوءِ الحِسَابِ أَ وَ مَا يَكبُرُ عَلَيكَ أَن تشَترَيَِ الإِمَاءَ وَ تَنكِحَ النّسَاءَ
صفحه : 154
بِأَموَالِ الأَرَامِلِ وَ المُهَاجِرِينَ الّذِينَ أَفَاءَ اللّهُ عَلَيهِم هَذِهِ البِلَادَ اردُد إِلَي القَومِ أَموَالَهُم فَوَ اللّهِ لَئِن لَم تَفعَل ثُمّ أمَكنَنَيَِ اللّهُ مِنكَ لَأُعذِرَنّ اللّهَ فِيكَ وَ اللّهِ فَوَ اللّهِ لَو أَنّ حَسَناً وَ حُسَيناً فَعَلَا مِثلَ ألّذِي فَعَلتَ لَمَا كَانَ لَهُمَا عنِديِ فِي ذَلِكَ هَوَادَةٌ وَ لَا لِوَاحِدٍ مِنهُمَا عنِديِ فِيهِ رُخصَةٌ حَتّي آخُذَ الحَقّ وَ أُزِيحَ الجَورَ عَن مَظلُومِهَا وَ السّلَامُ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ أَمّا بَعدُ فَقَد أتَاَنيِ كِتَابُكَ تُعظِمُ عَلَيّ إِصَابَةَ المَالِ ألّذِي أَخَذتُهُ مِن بَيتِ مَالِ البَصرَةِ وَ لعَمَريِ إِنّ لِي فِي بَيتِ مَالِ اللّهِ أَكثَرَ مِمّا أَخَذتُ وَ السّلَامُ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَمّا بَعدُ فَالعَجَبُ كُلّ العَجَبِ مِن تَزيِينِ نَفسِكَ أَنّ لَكَ فِي بَيتِ مَالِ اللّهِ أَكثَرَ مِن مَالِ رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَقَد أَفلَحتَ إِن كَانَ تَمَنّيكَ البَاطِلَ وَ ادّعَاؤُكَ مَا لَا يَكُونُ يُنجِيكَ مِنَ الإِثمِ وَ يُحِلّ لَكَ مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَيكَ عَمّرَكَ اللّهُ إِنّكَ لَأَنتَ العَبدُ المهُتدَيِ إِذَن فَقَد بلَغَنَيِ أَنّكَ اتّخَذتَ مَكّةَ وَطَناً وَ ضَرَبتَ بِهَا عَطَناً تشَترَيِ مُوَلّدَاتِ مَكّةَ وَ الطّائِفِ تَختَارُهُنّ عَلَي عَينَيكَ وَ تعُطيِ فِيهِنّ مَالَ غَيرِكَ وَ إنِيّ لَأُقسِمُ بِاللّهِ ربَيّ وَ رَبّكَ رَبّ العِزّةِ مَا يسَرُنّيِ أَنّ مَا أَخَذتُ مِن أَموَالِهِم لِي حَلَالٌ أَدَعُهُ لعِقَبِيِ مِيرَاثاً فَلَا غُرُورَ أَشَدّ بِاغتِبَاطِكَ تَأكُلُهُ رُوَيداً رُوَيداً فَكَأَن قَد بَلَغتَ المَدَي وَ عُرِضتَ عَلَي رَبّكَ المَحَلّ ألّذِي يَتَمَنّي الرّجعَةَ المُضَيّعُ لِلتّوبَةِ لِذَلِكَ وَ مَا ذَلِكَ وَ لَاتَ حِينَ مَنَاصٍ وَ السّلَامُ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ أَمّا بَعدُ فَقَد أَكثَرتَ عَلَيّ فَوَ اللّهِ لَأَن
صفحه : 155
أَلقَي اللّهَ بِجَمِيعِ مَا فِي الأَرضِ مِن ذَهَبِهَا وَ عِقيَانِهَا أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أَلقَي اللّهَ بِدَمِ رَجُلٍ مُسلِمٍ
22- يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]روُيَِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ كَانَ يَقُولُ تَفُوحُ رَوَائِحُ الجَنّةِ مِن قِبَلِ قَرَنٍ وَا شَوقَاه إِلَيكَ يَا أُوَيسُ القرَنَيِّ أَلَا وَ مَن لَقِيَهُ فَليُقرِئهُ منِيّ السّلَامَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن أُوَيسٌ القرَنَيِّ فَقَالَص إِن غَابَ عَنكُم لَم تَفتَقِدُوهُ وَ إِن ظَهَرَ لَكُم لَم تَكتَرِثُوا بِهِ يَدخُلُ الجَنّةَ فِي شَفَاعَتِهِ مِثلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ يُؤمِنُ بيِ وَ لَا يرَاَنيِ وَ يُقتَلُ بَينَ يدَيَ خلَيِفتَيِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي صِفّينَ
23-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي سُلَيمِ بنِ قَيسٍ أَنّهُ قَالَلَقِيتُ سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ فَقُلتُ إنِيّ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ اتّقُوا فِتنَةَ الأَخنَسِ اتّقُوا فِتنَةَ سَعدٍ فَإِنّهُ يَدعُو إِلَي خِذلَانِ الحَقّ وَ أَهلِهِ فَقَالَ سَعدٌ أللّهُمّ إنِيّ أَعُوذُ بِكَ أَن أُبغِضَ عَلِيّاً أَو يبُغضِنَيِ أَو أُقَاتِلَ عَلِيّاً أَو يقُاَتلِنَيِ أَو أعُاَديَِ عَلِيّاً أَو يعُاَديِنَيِ إِنّ عَلِيّاً كَانَ لَهُ خِصَالٌ لَم يَكُن لِأَحَدٍ مِنَ النّاسِ مِثلُهَا إِنّهُ صَاحِبُ بَرَاءَةَ حَتّي قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَبلُغُ عنَيّ إِلّا رَجُلٌ منِيّ وَ قَالَ لَهُ يَومَ تَبُوكَ أَنتَ وصَيِيّ أَنتَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي غَيرَ النّبُوّةِ وَ يَومَ أَمَرَ بِسَدّ الأَبوَابِ إِلَي المَسجِدِ وَ لَم يَبقَ غَيرُ بَابِهِ فَسَأَلَ عُمَرُ أَن يَجعَلَ لَهُ رَوزَنَةً صَغِيرَةً قَدرَ عَينَيهِ فَأَبَي رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ سَدَدتُ أَبوَابَنَا وَ تَرَكتَ بَابَ عَلِيّ فَقَالَ مَا سَدَدتُهَا لَكُم أَنَا وَ لَا فَتَحتُ بَابَهُ وَ لَكِنّ اللّهَ سَدّهَا وَ فَتَحَ بَابَهُ وَ يَومَ آخَي رَسُولُ اللّهِ بَينَ الصّحَابَةِ كُلّ رَجُلٍ مَعَ صَاحِبِهِ وَ بقَيَِ هُوَ فَآخَاهُ مِن نَفسِهِ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ أخَيِ وَ أَنَا أَخُوكَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
صفحه : 156
وَ يَومَ خَيبَرَ حِينَ انهَزَمَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ مَا بَالُ قَومٍ يَلقَونَ المُشرِكِينَ ثُمّ يَفِرّونَ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ كَرّارٌ غَيرُ فَرّارٍ يَفتَحُ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيّ بعِلَيِّ فَجَاءَهُ أَرمَدَ العَينِ فَوَضَعَ كَرِيمَهُ فِي حَجرِهِ وَ تَفَلَ فِي عَينَيهِ وَ عَقَدَ لَهُ رَايَةً وَ دَعَا لَهُ فَمَا انثَنَي حَتّي فَتَحَ خَيبَراً وَ أَتَاهُ بِصَفِيّةَ بِنتِ حيُيَّ بنِ أَخطَبَ فَأَعتَقَهَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ تَزَوّجَهَا وَ جَعَلَ عِتقَهَا صَدَاقَهَا وَ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ يَومُ غَدِيرِ خُمّ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ وَ قَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ أَلَا فَليُبَلّغِ الشّاهِدُ مِنكُمُ الغَائِبَ وَ الحُرّ العَبدَ
24-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ النّبِيّص ذَاتَ يَومٍ لِأَصحَابِهِ أَبشِرُوا بِرَجُلٍ مِن أمُتّيِ يُقَالُ لَهُ أُوَيسٌ القرَنَيِّ فَإِنّهُ يَشفَعُ بِمِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ ثُمّ قَالَ لِعُمَرَ يَا عُمَرُ إِن أَدرَكتَهُ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ فَبَلَغَ عُمَرَ مَكَانُهُ بِالكُوفَةِ فَجَعَلَ يَطلُبُهُ فِي المَوسِمِ لَعَلّهُ أَن يَحُجّ حَتّي وَقَعَ إِلَيهِ هُوَ وَ أَصحَابُهُ وَ هُوَ مِن أَحسَنِهِم هَيئَةً وَ أَرَثّهِم حَالًا فَلَمّا سَأَلَ عَنهُ أَنكَرُوا ذَلِكَ وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَسأَلُ عَن رَجُلٍ لَا يَسأَلُ عَنهُ مِثلُكَ قَالَ فَلِمَ قَالُوا لِأَنّهُ عِندَنَا مَغمُورٌ فِي عَقلِهِ وَ رُبّمَا عَبِثَ بِهِ الصّبيَانُ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ أَحَبّ إلِيَّ ثُمّ وَقَفَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا أُوَيسُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أوَدعَنَيِ إِلَيكَ رِسَالَةً وَ هُوَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ قَد أخَبرَنَيِ أَنّكَ تَشفَعُ بِمِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَخَرّ أُوَيسٌ سَاجِداً وَ مَكَثَ طَوِيلًا مَا تَرَقّي لَهُ دَمعُهُ حَتّي ظَنّوا أَنّهُ مَاتَ وَ نَادَوهُ يَا أُوَيسُ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَرَفَعَ رَأسَهُ ثُمّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ فَاعِلٌ ذَلِكَ قَالَ نَعَم يَا أُوَيسُ فأَدَخلِنيِ فِي شَفَاعَتِكَ فَأَخَذَ النّاسُ فِي طَلَبِهِ وَ التّمَسّحِ بِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ شهَرَتنَيِ وَ أهَلكَتنَيِ وَ كَانَ يَقُولُ كَثِيراً مَا لَقِيتُ مِن عُمَرَ ثُمّ قُتِلَ
صفحه : 157
بِصِفّينَ فِي الرّجّالَةِ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
25- نبه ،[تنبيه الخاطر]حكُيَِ أَنّ مَالِكَ بنَ الأَشتَرِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ كَانَ مُجتَازاً بِسُوقٍ وَ عَلَيهِ قَمِيصُ خَامٍ وَ عِمَامَةٌ مِنهُ فَرَآهُ بَعضُ السّوقَةِ فَأَزرَي بِزِيّهِ فَرَمَاهُ بِبَابِهِ تَهَاوُناً بِهِ فَمَضَي وَ لَم يَلتَفِت فَقِيلَ لَهُ وَيلَكَ تَعرِفُ لِمَن رَمَيتَ فَقَالَ لَا فَقِيلَ لَهُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَارتَعَدَ الرّجُلُ وَ مَضَي لِيَعتَذِرَ إِلَيهِ وَ قَد دَخَلَ مَسجِداً وَ هُوَ قَائِمٌ يصُلَيّ فَلَمّا انفَتَلَ انكَبّ الرّجُلُ عَلَي قَدَمَيهِ يُقَبّلُهُمَا فَقَالَ مَا هَذَا الأَمرُ فَقَالَ أَعتَذِرُ إِلَيكَ مِمّا صَنَعتُ فَقَالَ لَا بَأسَ عَلَيكَ فَوَ اللّهِ مَا دَخَلتُ المَسجِدَ إِلّا لِأَستَغفِرَنّ لَكَ
26- نبه ،[تنبيه الخاطر]الأَحنَفُ شَكَوتُ إِلَي عمَيّ صَعصَعَةَ وَجَعاً فِي بطَنيِ فنَهَرَنَيِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ إِذَا نَزَلَ بِكَ شَيءٌ فَلَا تَشكُهُ إِلَي أَحَدٍ فَإِنّ النّاسَ رَجُلَانِ صَدِيقٌ تَسُوؤُهُ وَ عَدُوّ تَسُرّهُ وَ ألّذِي بِكَ لَا تَشكُهُ إِلَي مَخلُوقٍ مِثلِكَ لَا يَقدِرُ عَلَي دَفعِ مِثلِهِ عَن نَفسِهِ وَ لَكِن إِلَي مَنِ ابتَلَاكَ بِهِ فَهُوَ قَادِرٌ أَن يُفَرّجَ عَنكَ يَا ابنَ أخَيِ إِحدَي عيَنيَّ هَاتَينِ مَا أُبصِرُ بِهَا سَهلًا وَ لَا جَبَلًا مُنذُ أَربَعِينَ سَنَةً وَ مَا اطّلَعَ عَلَي ذَلِكَ امرأَتَيِ وَ لَا أَحَدٌ مِن أهَليِ
صفحه : 158
27-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ ع قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بَينَا أَبِي جَالِسٌ ع وَ عِندَهُ نَفَرٌ إِذَا استَضحَكَ حَتّي اغرَورَقَت عَينَاهُ دُمُوعاً ثُمّ قَالَ هَل تَدرُونَ مَا أضَحكَنَيِ قَالَ فَقَالُوا لَا قَالَ زَعَمَ ابنُ عَبّاسٍ أَنّهُ مِنَ الّذِينَ قَالُوارَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوافَقُلتُ هَل رَأَيتَ المَلَائِكَةَ يَا ابنَ عَبّاسٍ تُخبِرُكَ بِوَلَايَتِهَا لَكَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مَعَ الأَمنِ مِنَ الخَوفِ وَ الحُزنِ قَالَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُإِنّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ وَ قَد دَخَلَ فِي هَذَا جَمِيعُ الأُمّةِ فَاستَضحَكتُ ثُمّ قُلتُ صَدَقتَ يَا ابنَ عَبّاسٍ أَنشُدُكَ اللّهَ هَل فِي حُكمِ اللّهِ جَلّ ذِكرُهُ اختِلَافٌ قَالَ فَقَالَ لَا فَقُلتُ مَا تَرَي فِي رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلًا أَصَابِعَهُ بِالسّيفِ حَتّي سَقَطَت ثُمّ ذَهَبَ وَ أَتَي رَجُلٌ آخَرُ فَأَطَارَ كَفّهُ فأَتُيَِ بِهِ إِلَيكَ وَ أَنتَ قَاضٍ كَيفَ أَنتَ صَانِعٌ بِهِ قَالَ أَقُولُ لِهَذَا القَاطِعِ أَعطِهِ دِيَةَ كَفّهِ وَ أَقُولُ لِهَذَا المَقطُوعِ صَالِحهُ عَلَي مَا شِئتَ وَ أَبعَثُ بِهِ إِلَي ذوَيِ عَدلٍ قُلتُ جَاءَ الِاختِلَافُ فِي حُكمِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ وَ نَقَضتَ القَولَ الأَوّلَ أَبَي اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ أَن يُحدِثَ فِي خَلقِهِ شَيئاً مِنَ الحُدُودِ فَلَيسَ تَفسِيرُهُ فِي الأَرضِ اقطَع قَاطِعَ الكَفّ أَصلًا ثُمّ أَعطِهِ دِيَةَ الأَصَابِعِ هَكَذَا حُكمُ اللّهِ لَيلَةَ يَنزِلُ فِيهَا أَمرُهُ
صفحه : 159
إِن جَحَدتَهَا بَعدَ مَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَأَدخَلَكَ اللّهُ النّارَ كَمَا أَعمَي بَصَرَكَ يَومَ جَحَدتَهَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَلِذَلِكَ عمَيَِ بصَرَيِ قَالَ وَ مَا عِلمُكَ بِذَلِكَ فَوَ اللّهِ إِن عمَيَِ بصَرَيِ إِلّا مِن صَفقَةِ جَنَاحِ المَلَكِ قَالَ فَاستَضحَكتُ ثُمّ تَرَكتُهُ يَومَهُ ذَلِكَ لِسَخَافَةِ عَقلِهِ ثُمّ لَقِيتُهُ فَقُلتُ يَا ابنَ عَبّاسٍ مَا تَكَلّمتَ بِصِدقٍ مِثلَ أَمسِ قَالَ لَكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّ لَيلَةَ القَدرِ فِي كُلّ سَنَةٍ وَ إِنّهُ يُنزَلُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ أَمرُ تِلكَ السّنَةِ وَ إِنّ لِذَلِكَ الأَمرِ وُلَاةً بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتَ مَن هُم فَقَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِن صلُبيِ أَئِمّةٌ مُحَدّثُونَ فَقُلتَ لَا أَرَاهَا كَانَت إِلّا مَعَ رَسُولِ اللّهِ فَتَبَدّي لَكَ المَلَكُ ألّذِي يُحَدّثُهُ فَقَالَ كَذَبتَ يَا عَبدَ اللّهِ رَأَت عيَناَيَ ألّذِي حَدّثَكَ بِهِ عَلِيّ وَ لَم تَرَهُ عَينَاهُ وَ لَكِن وَعَي قَلبُهُ وَ وَقَرَ فِي سَمعِهِ ثُمّ صَفَقَكَ بِجَنَاحَيهِ فَعَمِيتَ قَالَ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ مَا اختَلَفنَا فِي شَيءٍ فَحُكمُهُ إِلَي اللّهِ فَقُلتُ لَهُ فَهَل حَكَمَ اللّهُ فِي حُكمٍ مِن حُكمِهِ بِأَمرَينِ قَالَ لَا فَقُلتُ هَاهُنَا هَلَكتَ وَ أَهلَكتَ
28- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَبّرَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي حَمزَةَ سَبعِينَ تَكبِيرَةً وَ كَبّرَ عَلِيّ ع عِندَكُم عَلَي سَهلِ بنِ حُنَيفٍ خَمساً وَ عِشرِينَ تَكبِيرَةً قَالَ كَبّرَ خَمساً خَمساً كُلّمَا أَدرَكَهُ النّاسُ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَم نُدرِكِ الصّلَاةَ عَلَي سَهلٍ فَيَضَعُهُ فَيُكَبّرُ عَلَيهِ خَمساً حَتّي انتَهَي إِلَي قَبرِهِ خَمسَ مَرّاتٍ
29-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ رَفَعَهُ قَالَجَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ يُعَزّيهِ بِأَخٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ عَبدُ الرّحمَنِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِن جَزِعتَ فَحَقّ الرّحِمِ أَتَيتَ وَ إِن صَبَرتَ فَحَقّ اللّهِ أَدّيتَ عَلَي أَنّكَ إِن صَبَرتَ جَرَي
صفحه : 160
عَلَيكَ القَضَاءُ وَ أَنتَ مَمدُوحٌ وَ إِن جَزِعتَ جَرَي عَلَيكَ القَضَاءُ وَ أَنتَ مَذمُومٌ فَقَالَ لَهُ الأَشعَثُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ تدَريِ مَا تَأوِيلُهَا فَقَالَ لَهُ الأَشعَثُ أَنتَ غَايَةُ العِلمِ وَ مُنتَهَاهُ فَقَالَ أَمّا قَولُكَإِنّا لِلّهِفَإِقرَارٌ مِنكَ بِالمُلكِ وَ أَمّا قَولُكَوَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَفَإِقرَارٌ مِنكَ بِالهَلَاكِ
30- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن مُرَازِمِ بنِ حَكِيمٍ عَمّن رَفَعَهُ إِلَيهِ قَالَ إِنّ حَارِثَ الأَعوَرِ أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أُحِبّ أَن تكُرمِنَيِ بِأَن تَأكُلَ عنِديِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي أَن لَا تَتَكَلّفَ لِي شَيئاً وَ دَخَلَ فَأَتَاهُ الحَارِثُ بِكِسرَةٍ فَجَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَأكُلُ فَقَالَ لَهُ الحَارِثُ إِنّ معَيِ دَرَاهِمَ وَ أَظهَرَهَا وَ إِذَا هيَِ فِي كُمّهِ فَإِن أَذِنتَ لِي اشتَرَيتُ لَكَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَذِهِ مِمّا فِي بَيتِكَ
31-كا،[الكافي] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ العاَصمِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ النهّديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ عَنِ الفَضلِ بنِ أَبِي قُرّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَتَتِ الموَاَليِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالُوا نَشكُو إِلَيكَ هَؤُلَاءِ العَرَبَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُعطِينَا مَعَهُمُ العَطَايَا بِالسّوِيّةِ وَ زَوّجَ سَلمَانَ وَ بلال [بِلَالًا] وَ صهيب [صُهَيباً] وَ أَبَوا عَلَينَا هَؤُلَاءِ وَ قَالُوا لَا نَفعَلُ فَذَهَبَ إِلَيهِم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَكَلّمَهُم فِيهِم فَصَاحَ الأَعَارِيبُ أَبَينَا ذَلِكَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَبَينَا ذَلِكَ فَخَرَجَ وَ هُوَ مُغضَبٌ يَجُرّ رِدَاءَهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَعشَرَ الموَاَليِ إِنّ هَؤُلَاءِ قَد صَيّرُوكُم بِمَنزِلَةِ اليَهُودِ وَ النّصَارَي يَتَزَوّجُونَ إِلَيكُم وَ لَا يُزَوّجُونَكُم وَ لَا يُعطُونَكُم مِثلَ مَا يَأخُذُونَ فَاتّجِرُوا بَارَكَ اللّهُ لَكُم فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص
صفحه : 161
يَقُولُ الرّزقُ عَشَرَةُ أَجزَاءٍ تِسعَةُ أَجزَاءٍ فِي التّجَارَةِ وَ وَاحِدٌ فِي غَيرِهَا
32- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي قَومٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالُوا السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَبّنَا فَاستَتَابَهُم فَلَم يَتُوبُوا فَحَفَرَ لَهُم حَفِيرَةً وَ أَوقَدَ فِيهَا نَاراً وَ حَفَرَ حَفِيرَةً إِلَي جَانِبِهَا أُخرَي وَ أَفضَي بَينَهُمَا فَلَمّا لَم يَتُوبُوا أَلقَاهُم فِي الحَفِيرَةِ وَ أَوقَدَ فِي الحَفِيرَةِ الأُخرَي حَتّي مَاتُوا
33- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ وَ عَبدُ اللّهِ ابنَا مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ ابنُ أَبِي الخَطّابِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَ كُنتُ أَنَا عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِذ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جِئتُكَ مِن واَديِ القُرَي وَ قَد مَاتَ خَالِدُ بنُ عُرفُطَةَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَم يَمُت فَأَعَادَ عَلَيهِ الرّجُلُ فَقَالَ لَهُ لَم يَمُت وَ أَعرَضَ بِوَجهِهِ عَنهُ فَأَعَادَ عَلَيهِ الثّالِثَةَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ أُخبِرُكَ أَنّهُ قَد مَاتَ وَ تَقُولُ لَم يَمُت فَقَالَ عَلِيّ ع وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَا يَمُوتُ حَتّي يَقُودَ جَيشَ ضَلَالَةٍ يَحمِلُ رَايَتَهُ حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ قَالَ فَسَمِعَ حَبِيبٌ فَأَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ أَنشُدُكَ اللّهَ فِيّ فإَنِيّ لَكَ شِيعَةٌ وَ قَد ذكَرَتنَيِ بِأَمرٍ لَا وَ اللّهِ لَا أَعرِفُهُ مِن نفَسيِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِن كُنتَ حَبِيبَ بنَ جَمّازٍ فَلَا يَحمِلُهَا غَيرُكَ أَو فَلَتَحمِلَنّهَا فَوَلّي عَنهُ حَبِيبٌ وَ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِن كُنتَ حَبِيباً لَتَحمِلَنّهَا قَالَ أَبُو حَمزَةَ فَوَ اللّهِ مَا مَاتَ خَالِدُ بنُ عُرفُطَةَ حَتّي بُعِثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إِلَي الحُسَينِ ع وَ جَعَلَ خَالِدَ بنَ عُرفُطَةَ عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ حَبِيبَ بنَ جَمّازٍ صَاحِبَ رَايَتِهِ
صفحه : 162
قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ رَوَي أَنَسُ بنُ عِيَاضٍ المدَنَيِّ قَالَ حدَثّنَيِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَوماً يَؤُمّ النّاسَ وَ هُوَ يَجهَرُ بِالقِرَاءَةِ فَجَهَرَ ابنُ الكَوّاءِ مِن خَلفِهِوَ لَقَد أوُحيَِ إِلَيكَ وَ إِلَي الّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ فَلَمّا جَهَرَ ابنُ الكَوّاءِ مِن خَلفِهِ بِهَا سَكَتَ عَلِيّ ع فَلَمّا أَنهَاهَا ابنُ الكَوّاءِ عَادَ عَلِيّ ع لِيُتِمّ قِرَاءَتَهُ فَلَمّا شَرَعَ عَلِيّ ع فِي القِرَاءَةِ أَعَادَ ابنُ الكَوّاءِ الجَهرَ بِتِلكَ فَسَكَتَ عَلِيّ ع فَلَم يَزَالَا كَذَلِكَ يَسكُتُ هَذَا وَ يَقرَأُ ذَاكَ مِرَاراً حَتّي قَرَأَ عَلِيّ ع فَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لا يَستَخِفّنّكَ الّذِينَ لا يُوقِنُونَفَسَكَتَ ابنُ الكَوّاءِ وَ عَادَ عَلِيّ ع إِلَي قِرَاءَتِهِ
. و قال في موضع آخر أم محمد بن أبي بكر أسماء بنت عميس كانت تحت جعفر بن أبي طالب وهاجرت معه إلي الحبشة فولدت له هناك عبد الله بن جعفرالجواد ثم قتل عنها يوم مؤتة فخلف عليها أبوبكر فأولدها محمدا ثم مات عنها فخلف عليها علي بن أبي طالب ع و كان محمدربيبه وخريجه وجاريا عنده مجري أولاده ورضيع الولاء والتشيع مذ زمن الصبا فنشأ عليه فلم يمكن يعرف أبا غير علي ع و لايعتقد لأحد فضيلة غيره حتي قال ع محمدابني من صلب أبي بكر و كان يكني أباالقاسم في قول ابن قتيبة و قال غيره بل كان يكني أبا عبدالرحمن و كان من نساك قريش و كان ممن أعان في يوم الدار واختلف هل باشر قتل عثمان أو لا و من ولد محمدالقاسم بن محمد بن أبي بكر فقيه أهل الحجاز وفاضلها و من ولد
صفحه : 163
القاسم عبدالرحمن من فضلاء قريش ويكني أبا محمد و من ولد القاسم أيضا أم فروة تزوجها الباقر أبو جعفر محمد بن علي صلوات الله عليهما.أقول قدأوردت قصة شهادته وفضائله في كتاب الفتن . و قال ابن عبدالبر في كتاب الإستيعاب ولد محمد بن أبي بكر في عام حجة الوداع فسمته عائشة محمدا وكنته بعد ذلك أباالقاسم لماولد له ولد سماه القاسم و لم تكن الصحابة تري بذلك بأسا ثم كان في حجر علي ع وقتل بمصر و كان علي ع يثني عليه ويقرظه ويفضله و كان لمحمد رحمه الله عبادة واجتهاد و كان ممن حصر عثمان ودخل عليه فقال له لورآك أبوك لم يسره هذاالمقام منك فخرج وتركه فدخل عليه بعده من قتله قال ويقال أنه أشار إلي من كان معه فقتلوه . و قال ابن أبي الحديد في وصف كميل هوكميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن حرب من صحابة علي ع وشيعته وخاصته وقتله الحجاج علي المذهب فيمن قتل من الشيعة و كان كميل عامل علي ع علي هيت و كان ضعيفا يمر عليه سرايا معاوية ينهب أطراف العراق فلايردها ويحاول أن يجبر ماعنده من الضعف بأن يغير علي أطراف أعمال معاوية مثل قرقيسياء و مايجري مجراها من القري التي علي الفرات فأنكر أمير المؤمنين ع ذلك من فعله و قال إن من العجز الحاضر أن يهمل العامل ماوليه ويتكلف ما ليس من تكليفه . و قال روي المدائني قال بينا معاوية يوما جالسا وعنده عمرو بن العاص
صفحه : 164
إذ قال الآذن قدجاء عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقال عمرو و الله لأسوءنه اليوم فقال معاوية لاتفعل يابا عبد الله فإنك لاتنصف منه ولعلك أن تظهر لنا من مغبته ما هوخفي عنا و ما لايجب أن نعلمه منه وغشيهم عبد الله بن جعفرفأدناه معاوية وقربه فمال عمرو إلي بعض جلساء معاوية فنال من علي ع جهارا غيرساتر له وثلبه ثلبا قبيحا فالتمع لون عبد الله بن جعفر واعتراه أفكل حتي أرعدت خصائله ثم نزل عن السرير كالفنيق فقال له عمرو مه يابا جعفر فقال له عبد الله مه لاأم لك ثم قال
أظن الحلم ذل علي قومي | و قديتجهل الرجل الحليم |
. ثم حسر عن ذراعيه و قال يامعاوية حتام نتجرع غيظك و إلي كم الصبر علي مكروه قولك وسيئ أدبك وذميم أخلاقك هبلتك الهبول و أ مايزجرك ذمام المجالسة عن القدع لجليسك إذا لم يكن له حرمة من دينك ينهاك عما لايجوز لك أما و الله لوعطفتك أواصر الأحلام أوحاميت علي سهمك من الإسلام ماأرعيت بني الإماء المتك والعبيد السك أعراض قومك و مايجهل موضع الصفوة إلا أهل الجزة وإنك لتعرف في رشاء قريش صفوة غرائرها فلايدعونك تصويب مافرط من خطائك في سفك دماء المسلمين ومحاربة أمير المؤمنين ع إلي التمادي فيما قدوضح لك الصواب في خلافه فاقصد لمنهج الحق فقد طال عماك عن سبيل الرشد
صفحه : 165
وخبطك في بحور ظلمة الغي فإن أبيت أن لاتتابعا في قبح اختيارك لنفسك فاعفنا عن سوء القالة فينا إذاضمنا وإياك الندي وشأنك و ماتريد إذاخلوت و الله حسيبك فو الله لو لا ماجعل الله لنا في يديك لماآتيناك ثم قال إنك إن كلفتني ما لم أطق ساءك ماسرك مني خلق . فقال معاوية أبا جعفرلغير الخطاء أقسمت عليك لتجلس لعن الله من أخرج ضب صدرك من وجاره محمول لك ما قلت و لك عندنا ماأملت فلو لم يكن مجدك ومنصبك لكان خلقك وخلقك شافعين لك إلينا و أنت ابن ذي الجناحين وسيد بني هاشم فقال عبد الله كلا بل سيد بني هاشم حسن وحسين لاينازعهما في ذلك أحد فقال أبا جعفرأقسمت عليك ماذكرت حاجة لك إلاقضيتها كائنة ماكانت و لوذهب بجميع ماأملك فقال أما في هذاالمجلس فلا ثم انصرف فأتبعه معاوية بصرة و قال و الله لكأنه رسول الله مشيه وخلقه وخلقه وإنه لمن مشكاته ولوددت أنه أخي بنفيس ماأملك ثم التفت إلي عمرو فقال أبا عبد الله ماتراه منعه من الكلام معك قال ما لاخفاء به عنك قال أظنك تقول إنه هاب جوابك لا و الله ولكنه ازدراك واستحقرك و لم يرك للكلام أهلا مارأيت إقباله علي دونك ذاهبا نفسه عنك فقال عمرو فهل لك أن تسمع ماأعددته لجوابه قال معاوية اذهب إليك أبا عبد الله فلاحين جواب سائر اليوم ونهض معاوية وتفرق الناس . وروي المدائني أيضا قال وفد عبد الله بن عباس علي معاوية مرة فقال معاوية لابنه يزيد ولزياد ابن سمية وعتبة بن أبي سفيان ومروان بن الحكم وعمرو بن العاص
صفحه : 166
والمغيرة بن شعبة وسعيد بن العاص و عبدالرحمن ابن أم الحكم إنه قدطال العهد لعبد الله بن عباس و ما كان شجر بيننا وبينه و بين ابن عمه ولقد كان نصبه للتحكيم فدفع عنه فحركوه علي الكلام لنبلغ حقيقة صفته ونقف علي كنه معرفته ونعرف ماصرف عنا من شبا حده وزوي عنا من دهاء رأيه فربما وصف المرء بغير ما هو فيه وأعطي من النعت والاسم ما لايستحقه ثم أرسل إلي عبد الله بن عباس فلما دخل واستقر به المجلس ابتدأه ابن أبي سفيان فقال يا ابن عباس مامنع عليا أن يوجه بك حكما فقال أما و الله لوفعل لقرن عمرا بصعبة من الإبل يوجع كتفيه مراسها ولأذهلت عقله وأجرضته بريقه وقدحت في سويداء قلبه فلم يبرم أمرا و لم ينقض رأيا إلاكنت منه بمرأي ومسمع فإن نكبة أدمت قواه و إن أدمة قصمت عراه بعضب مصقول لايفل حده وأصالة رأي كمناخ الأجل لاورز منه أصدع به أديمه وأفل به شبا حده وأستجد به عزائم المتقين وأزيح به شبه الشاكين . فقال عمرو بن العاص هذا و الله يا أمير المؤمنين نجوم أول الشر وأفول آخر الخير و في حسمه قطع مادته فبادره بالجملة وانتهز منه الفرصة واردع
صفحه : 167
بالتنكيل به غيره وشرد به من خلفه فقال ابن عباس يا ابن النابغة ضل و الله عقلك وسفه حلمك ونطق الشيطان علي لسانك هلا توليت ذلك بنفسك يوم صفين حين دعيت إلي النزال وتكافح الأبطال وكثرت الجراح وتقصفت الرماح وبرزت إلي أمير المؤمنين مصاولا فانكفأ نحوك بالسيف حاملا فلما رأيت الكر آثر من الفر و قدأعددت حيلة السلامة قبل لقائه والانكفاء عنه بعدإجابة دعائه فمنحت رجاء النجاة عورتك وكشفت له خوف بأسه سوأتك حذر أن يصطلمك بسطوته أويلتهمك بحملته ثم أشرت إلي معاوية كالناصح له بمبارزته وحسنت له التعريض لمكافحته رجاء أن تكفي مئونته وتعدم صولته فعلم غل صدرك و ماألحت عليه من النفاق أصلعك وعرف مقر سهمك في غرضك فاكفف عضب لسانك واقمع عوراء لفظك فإنك لمن أسد خادر وبحر زاخر إن برزت للأسد افترسك و إن عمت في البحر قمسك . فقال مروان بن الحكم يا ابن عباس إنك لتصرف بنابك وتوري نارك كأنك ترجو الغلبة وتؤمل العافية و لو لاحلم أمير المؤمنين عنكم لناولكم
صفحه : 168
بأقصر أنامله فأوردكم منهلا بعيدا صدره ولعمري لئن سطا بكم ليأخذن بعض حقه منكم ولئن عفا عن جرائركم فقديما مانسب إلي ذلك فقال ابن عباس وإنك لتقول ذلك ياعدو الله وطريد رسول الله والمباح دمه والداخل بين عثمان ورعيته بما حملهم علي قطع أوداجه وركوب أنتاجه أما و الله لوطلب معاوية ثاره لأخذك به و لونظر في أمر عثمان لوجدك أوله وآخره و أماقولك لي إنك لتصرف بنابك وتوري نارك فسل معاوية وعمرا يخبراك ليلة الهرير كيف ثباتنا للمثلات واستخفافنا بالمعضلات وصدق جلادنا عندالمصاولة وصبرنا علي اللأواء والمطاولة ومصافحتنا بجباهنا السيوف المرهفة ومباشرتنا بنحورنا حد الأسنة هل خمنا عن كرائم تلك المواقف أم لم نبذل مهجنا للمتالف و ليس لك إذ ذاك فيهامقام محمود و لا يوم مشهود و لاأثر معدود وإنهما شهدا ما لوشهدت لأقلقك فاربع علي ظلعك و لاتعرض لما ليس لك فإنك كالمغرور في صفقة لايهبط برجل و لايرقي بيد. فقال زياد يا ابن عباس إني لأعلم مامنع حسنا وحسينا من الوفود معك علي أمير المؤمنين إلا ماسولت لهما أنفسهما وغرهما به من هو عندالبأساء سلمهما وايم الله لووليتهما لأدأبا في الرحلة إلي أمير المؤمنين أنفسهما ويقل بمكانهما لبثهما فقال ابن عباس إذا و الله يقصر دونهما باعك ويضيق بهما ذراعك و لورمت
صفحه : 169
ذلك لوجدت من دونهما فئة صدقا صبرا علي البلاء لايخيمون عن اللقاء فلعركوك بكلاكلهم ووطئوك بمناسمهم وأوجروك مشق رماحهم وشفار سيوفهم ووخز أسنتهم حتي تشهد بسوء ماآتيت وتتبين ضياع الحزم فيما جنيت فحذار حذار من سوء النية فتكافأ برد الأمنية وتكون سببا لفساد هذين الحيين بعدصلاحهما وساعيا في اختلافهما بعدائتلافهما حيث لايضرهما التباسك و لايغني عنهما إيناسك . فقال عبدالرحمن ابن أم الحكم لله در ابن ملجم فقد بلغ الأجل وأمن الوجل وأحد الشفرة وألان المهرة وأدرك الثار ونفي العار وفاز بالمنزلة العليا ورقا الدرجة القصوي فقال ابن عباس أما و الله لقد كرع كأس حتفه بيده وعجل الله إلي النار بروحه و لوأبدي لأمير المؤمنين صفحته لخالطه الفحل القطم والسيف الخذم ولألعقه صابا وسقاه سماما وألحقه بالوليد وعتبة وحنظلة فكلهم كان أشد منه شكيمة وأمضي عزيمة ففري بالسيف هامهم ورملهم بدمائهم وفري الذئاب أشلاءهم وفرق بينهم و بين أحبائهم أولئك حصب جهنم هم لها واردون فهَل تُحِسّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزاً و لاغرو و إن ختل و لاوصمة إن قتل فإنا لكما قال دريد بن الصمة شعر
صفحه : 170
فإنا للحم السيف غيرمكره | ونلحمه طورا و ليس بذي مكر |
يغار علينا واترين فيشتفي | بنا إن أصبنا أونغير علي وتر |
. فقال المغيرة بن شعبة أما و الله لقد أشرت علي علي بالنصيحة فآثر رأيه ومضي علي غلوائه فكانت العاقبة عليه لا له وإني لأحسب أن خلقه يعتدون لمنهجه و قال ابن عباس كان و الله أمير المؤمنين أعلم بوجوه الرأي ومعاقد الحزم وتصريف الأمور من أن يقبل مشورتك فيما نهي الله عنه وعنف عليه قال سبحانه لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ إلي آخر الآية ولقد وقفك علي ذكر متين وآية متلوة قوله تعالي وَ ما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداً وهل كان يسوغ له أن يحكم في دماء المسلمين و في المؤمنين من ليس بمأمون عنده و لاموثوق به في نفسه هيهات هيهات هوأعلم بفرض الله وسنة رسوله أن يبطن خلاف مايظهر إلاللتقية ولات حين تقية مع وضوح الحق وثبوت الجنان وكثرة الأنصار يمضي كالسيف المصلت في أمر الله مؤثرا لطاعة ربه والتقوي علي آراء أهل الدنيا. فقال يزيد بن معاوية يا ابن عباس إنك لتنطق بلسان طلق تنبئ عن مكنون قلب حرق فاطو ما أنت عليه كشحا فقد محا ضوء حقنا ظلمة باطلكم فقال ابن عباس مهلا يزيد فو الله ماصفت القلوب لكم منذ تكدرت عليكم و لادنت بالمحبة لكم
صفحه : 171
مذ بات بالبغضاء عنكم و لارضيت اليوم منكم ماسخطت الأمس من أفعالكم و إن بذل الأيام يستقضي ماصد عنا ويسترجع ماابتز منا كيلا بكيل ووزنا بوزن و إن تكن الأخري فكفي بالله وليا لنا ووكيلا علي المعتدين علينا. فقال معاوية إن في نفسي منكم لحرارات بني هاشم و إن الخليق إن أدرك فيكم الثأر وأنفي العار فإن دماءنا قبلكم وظلامتنا فيكم فقال ابن عباس و الله إن رمت ذلك يامعاوية لتثيرن عليك أسدا مخدرة وأفاعي مطرقة لايفثؤها كثرة السلاح و لايقصها نكاية الجراح يضعون أسيافهم علي عواتقهم يضربون قدما قدما من ناواهم يهون عليهم نباح الكلاب وعواء الذئاب لايفاقون بوتر و لايسبقون إلي كر ثم ذكر قدوطنوا علي الموت أنفسهم وسمت بهم إلي العلياء هممهم كماقالت الأزدية
قوم إذاشهدوا الهياج فلا | ضرب ينهنههم و لازجر |
وكأنهم آساد غينة غرست | وبل متونها القطر |
.فلتكونن منهم بحيث أعددت ليلة الهرير للهرب فرسك و كان أكبر همك سلامة حشاشة نفسك و لو لاطغام من أهل الشام وقوك بأنفسهم وبذلوا دونك مهجهم حتي إذاذاقوا وخز الشفار وأيقنوا بحلول الدمار رفعوا المصاحف مستجيرين بها
صفحه : 172
وعائذين بعصمتها لكنت شلوا مطروحا بالعراء تسفي عليك رياحها ويعتورك ذئابها و ماأقول هذاأريد صرفك عن عزيمتك و لاأزالتك عن معقود نيتك لكن الرحم التي تعطف عليك والأوامر التي توجب صرف النصيحة إليك فقال معاوية لله درك يا ابن عباس مايكشف الأيام منك إلا عن سيف صقيل ورأي أصيل وبالله لو لم يلد هاشم غيرك لمانقص عددهم و لو لم يكن لأهلك سواك لكان الله قدكثرهم ثم نهض فقام ابن عباس وانصرف .توضيح قال الفيروزآبادي الخصيلة القطعة من اللحم أولحم الفخذين والعضدين والذراعين أو كل عصبة فيهالحم غليظ والجمع خصيل وخصائل والفنيق الفحل المكرم لايؤذي لكرامته علي أهله و لايركب وقدعه كمنعه كفه وفرسه كبحه والفحل ضرب أنفه بالرمح والأواصر جمع الأوصر و هوالمرتفع من الأرض ويحتمل أن يكون تصحيف الأقاصر جمع الأقصر أي الأحلام القصيرة فكيف طوالها والمتك بالضم جمع المتكاء وهي المفضاة أوالطويلة ما بين إسكتي فرجها والسك لعله من قولهم سكه إذااصطلم أذنيه و في بعض النسخ المسك يقال رجل مسكة كهمزة أي بخيل أو هو ألذي لايعلق بشيء فيتخلص منه والجمع مسك بضم الميم وفتح السين ولعل المراد بأهل الجزة الذين يجزون أصواف الحيوانات وهم أداني الناس والرشاء الحبل والغرائر جمع الغرارة التي تكون للتبن .
صفحه : 173
ويقال جرض بريقه أي ابتلعه علي هم وحزن ونكب الإناء أماله وكبه وأدم بينهما أصلح وألف والتهمه ابتلعه وأسد خادر أي داخل الخدر و هوالستر والكلاكل الصدور والجماعات و من الفرس ما بين محزمه إلي مامس الأرض منه والمناسم أخفاف البعير والمشق سرعة في الطعن والضرب والطول مع الرقة والوخز الطعن بالرمح والمهرة بالضم واحد المهر كصرد وهي مفاصل متلاحكة في الصدر أوغراضيف الضلوع واللحم القطع
34- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي ذِكرِ خَبّابِ بنِ الأَرَتّ يَرحَمُ اللّهُ خَبّاباً فَلَقَد أَسلَمَ رَاغِباً وَ هَاجَرَ طَائِعاً وَ عَاشَ مُجَاهِداً وَ قَالَ ع وَ قَد جَاءَهُ نعَيُ الأَشتَرِ مَالِكٌ وَ مَا مَالِكٌ لَو كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنداً لَا يَرتَقِيهِ الحَافِرُ وَ لَا يَرقَي عَلَيهِ الطّائِرُ
قوله ع الفند هوالمنفرد من الجبال .بيان قال الجزري الفند من الجبل أنفه الخارج منه .أَقُولُ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ ألّذِي رَوَيتُهُ عَنِ الشّيُوخِ وَ رَأَيتُهُ بِخَطّ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ الخَشّابِ أَنّ الرّبِيعَ بنَ زِيَادٍ الحاَرثِيِّ أَصَابَتهُ نُشّابَةٌ فِي جَبِينِهِ فَكَانَت تَتَنَقّضُ عَينَيهِ فِي كُلّ عَامٍ فَأَتَاهُ عَلِيّ ع عَائِداً فَقَالَ كَيفَ تَجِدُكَ أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ أجَدِنُيِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو كَانَ لَا يَذهَبُ مَا بيِ إِلّا بِذَهَابِ بصَرَيِ لَتَمَنّيتُ ذَهَابَهُ فَقَالَ وَ مَا قِيمَةُ بَصَرِكَ عِندَكَ قَالَ لَو كَانَت لِيَ الدّنيَا لَفَدَيتُهُ بِهَا قَالَ لَا جَرَمَ لَيُعطِيَنّكَ اللّهُ عَلَي قَدرِ ذَلِكَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يعُطيِ عَلَي قَدرِ الأَلَمِ وَ المُصِيبَةِ وَ عِندَهُ تَضعِيفٌ كَثِيرٌ قَالَ الرّبِيعُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ لَا أَشكُو إِلَيكَ عَاصِمَ بنَ زِيَادٍ أخَيِ
صفحه : 174
قَالَ مَا لَهُ قَالَ لَبِسَ العَبَاءَ وَ تَرَكَ المُلَاءَ وَ غَمّ أَهلَهُ وَ حَزَنَ وُلدَهُ فَقَالَ ع ادعُوا لِي عَاصِماً فَلَمّا أَتَاهُ عَبَسَ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ وَيحَكَ يَا عَاصِمُ أَ تَرَي اللّهَ أَبَاحَ لَكَ اللّذّاتِ وَ هُوَ يَكرَهُ مَا أَخَذتَ مِنهَا لَأَنتَ أَهوَنُ عَلَي اللّهِ مِن ذَلِكَ أَ وَ مَا سَمِعتَهُ يَقُولُمَرَجَ البَحرَينِ يَلتَقِيانِ ثُمّ قَالَيَخرُجُ مِنهُمَا اللّؤلُؤُ وَ المَرجانُ وَ قَالَوَ مِن كُلّ تَأكُلُونَ لَحماً طَرِيّا وَ تَستَخرِجُونَ حِليَةً تَلبَسُونَها أَمَا وَ اللّهِ ابتِذَالُ نِعَمِ اللّهِ بِالفَعَالِ أَحَبّ إِلَيهِ مِنِ ابتِذَالِهَا بِالمَقَالِ وَ قَد سَمِعتُمُ اللّهَ يَقُولُوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث وَ قَولُهُمَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِ إِنّ اللّهَ خَاطَبَ المُؤمِنِينَ بِمَا خَاطَبَ بِهِ المُرسَلِينَ فَقَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ قَالَيا أَيّهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّباتِ وَ اعمَلُوا صالِحاً وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِبَعضِ نِسَائِهِ مَا لِي أَرَاكِ شَعثَاءَ مَرهَاءَ سَلتَاءَ قَالَ عَاصِمٌ فَلِمَ اقتَصَرتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَي لُبسِ الخَشِنِ وَ أَكلِ الجَشِبِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي افتَرَضَ عَلَي أَئِمّةِ العَدلِ أَن يُقَدّرُوا لِأَنفُسِهِم بِالقَوَامِ كَيلَا يَتَبَيّغَ بِالفَقِيرِ فَقرُهُ فَمَا قَامَ عَلِيّ ع حَتّي نَزَعَ عَاصِمٌ العَبَاءَ وَ لَبِسَ مُلَاءَةً
.
صفحه : 175
وكتب زياد ابن أبيه إلي الربيع بن زياد و هو علي قطعة من خراسان أن أمير المؤمنين معاوية كتب إلي يأمرك أن تحرز الصفراء والبيضاء وتقسم الخرثي و ماأشبهه علي أهل الحروب فقال له الربيع إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين ثم نادي في الناس أن اغدوا علي غنائمكم فأخذ الخمس وقسم الباقي علي المسلمين ثم دعا الله أن يميته فما جمع حتي مات و قال في أحوال شريح القاضي هوشريح بن الحارث بن المنتجع الكندي وقيل اسم أبيه معاوية وقيل هاني وقيل شراحيل ويكني أباأمية استعمله عمر بن الخطاب علي القضاء بالكوفة فلم يزل قاضيا ستين سنة لم يتعطل فيها إلاثلاث سنين في فتنة ابن الزبير امتنع من القضاء ثم استعفي الحجاج من العمل فأعفاه فلزم منزله إلي أن مات وعمر عمرا طويلا قيل إنه عاش مائة وثمان سنين وقيل مائة سنة وتوفي سنة سبع وثمانين و كان خفيف الروح مزاحا فقدم إليه رجلان فأقر أحدهما بما ادعي به خصمه و هو لايعلم فقضي عليه فقال لشريح من شهد عندك بهذا قال ابن أخت خالك وقيل إنه جاءته امرأة تبكي وتتظلم علي خصمها فما رق لها حتي قال له إنسان كان بحضرته أ لاتنظر أيها القاضي إلي بكائها فقال إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون وأقر علي ع شريحا علي القضاء مع مخالفته له في مسائل كثيرة من الفقه مذكورة في كتب الفقهاء وسخط علي ع مرة عليه فطرده عن الكوفة و لم يعزله عن القضاء وأمره بالمقام ببانقيا وكانت قرية قريبة من الكوفة أكثر ساكنيها اليهود فأقام بهامدة حتي رضي عنه وأعاده إلي الكوفة و قال أبوعمر بن عبدالبر في كتاب الإستيعاب أدرك شريح الجاهلية و لايعد من الصحابة بل من التابعين
صفحه : 176
و كان شاعرا محسنا و كان سناطا لاشعر في وجهه
35- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كِتَابٍ لَهُ إِلَي أَمِيرَينِ مِن أُمَرَاءِ جَيشِهِ وَ قَد أَمّرتُ عَلَيكُمَا وَ عَلَي مَن فِي حَيّزِكُمَا مَالِكَ بنَ الحَارِثِ الأَشتَرَ فَاسمَعَا لَهُ وَ أَطِيعَا وَ اجعَلَاهُ دِرعاً وَ مِجَنّاً فَإِنّهُ مِمّن لَا يُخَافُ وَهنُهُ وَ لَا سَقطَتُهُ وَ لَا بُطؤُهُ عَمّا الإِسرَاعُ إِلَيهِ أَحزَمُ وَ لَا إِسرَاعُهُ إِلَي مَا البُطوءُ عَنهُ أَمثَلُ
قال ابن أبي الحديد في شرح هذاالكلام هومالك بن الحارث بن عبديغوث بن سلمة بن ربيعة بن حذيمة بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن غلة بن خالد بن مالك بن داود و كان حارسا شجاعا رئيسا من أكابر الشيعة وعظمائها شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين ع ونصره و قال فيه بعدموته يرحم الله مالكا فلقد كان لي كماكنت لرسول الله ص و لماقنت علي ع علي خمسة ولعنهم وهم معاوية وعمرو بن العاص و أبوالأعور السلمي وحبيب بن مسلمة وبسر بن أرطاة قنت معاوية علي خمسة وهم علي و الحسن و الحسين و عبد الله بن العباس والأشتر ولعنهم
وَ قَد روُيَِ أَنّهُ قَالَ لَمّا وَلّي عَلِيّ ع بنَيِ العَبّاسِ عَلَي الحِجَازِ وَ اليَمَنِ وَ العِرَاقِ فَلِمَا ذَا قَتَلنَا الشّيخَ بِالأَمسِ وَ إِنّ عَلِيّاً ع لَمّا بَلَغَتهُ هَذِهِ الكَلِمَةُ أَحضَرَهُ وَ لَاطَفَهُ وَ اعتَذَرَ إِلَيهِ وَ قَالَ لَهُ فَهَل وَلّيتُ حَسَناً أَو حُسَيناً أَو أَحَداً مِن وُلدِ جَعفَرٍ أخَيِ أَو عَقِيلًا أَو أَحَداً مِن وُلدِهِ وَ إِنّمَا وَلّيتُ وُلدَ عمَيَّ العَبّاسِ لأِنَيّ سَمِعتُ العَبّاسَ يَطلُبُ مِن رَسُولِ اللّهِص الإِمَارَةَ مِرَاراً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا عَمّ إِنّ الإِمَارَةَ إِن طَلَبتَهَا وُكّلتَ إِلَيهَا وَ إِن طَلَبَتكَ أُعِنتَ عَلَيهَا وَ رَأَيتُ بَنِيهِ فِي أَيّامِ عُمَرَ وَ عُثمَانَ
صفحه : 177
يَجِدُونَ فِي أَنفُسِهِم إِن ولُيَّ غَيرُهُم مِن أَبنَاءِ الطّلَقَاءِ وَ لَم يُوَلّ أَحَدٌ مِنهُم فَأَحبَبتُ أَن أَصِلَ رَحِمَهُم وَ أُزِيلَ مَا كَانَ فِي أَنفُسِهِم وَ بَعدُ فَإِن عَلِمتَ أَحَداً هُوَ خَيرٌ مِنهُم فأَتنِيِ بِهِ فَخَرَجَ الأَشتَرُ وَ قَد زَالَ مَا فِي نَفسِهِ وَ قَد رَوَي المُحَدّثُونَ حَدِيثاً يَدُلّ عَلَي فَضِيلَةٍ عَظِيمَةٍ لِلأَشتَرِ وَ هيَِ شَهَادَةٌ قَاطِعَةٌ مِنَ النّبِيّص بِأَنّهُ مُؤتَمَنٌ
رَوَي هَذَا الحَدِيثَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبدِ البِرّ فِي كِتَابِ الإِستِيعَابِ فِي حَرفِ الجِيمِ فِي بَابِ جُندَبٍ قَالَ أَبُو عُمَرَ لَمّا حَضَرَت أَبَا ذَرّ الوَفَاةُ وَ هُوَ بِالرّبَذَةِ بَكَت زَوجَتُهُ أُمّ ذَرّ قَالَت فَقَالَ لِي مَا يُبكِيكِ فَقَالَت مَا لِي لَا أبَكيِ وَ أَنتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ وَ لَيسَ عنِديِ ثَوبٌ يَسَعُكَ كَفَناً وَ لَا بُدّ لِي مِنَ القِيَامِ بِجِهَازِكَ فَقَالَ أبَشرِيِ وَ لَا تبَكيِ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا يَمُوتُ بَينَ امرَءَينِ مُسلِمَينِ وِلدَانٌ أَو ثَلَاثٌ فَيَصبِرَانِ وَ يَحتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النّارَ أَبَداً وَ قَد مَاتَ لَنَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ وَ سَمِعتُ أَيضاً رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِم لَيَمُوتَنّ أَحَدُكُم بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ يَشهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ لَيسَ مِن أُولَئِكَ النّفَرِ أَحَدٌ إِلّا وَ قَد مَاتَ فِي قَريَةٍ وَ جَمَاعَةٍ فَأَنَا لَا أَشُكّ أنَيّ ذَلِكَ الرّجُلُ وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ فاَنظرُيِ الطّرِيقَ قَالَت أُمّ ذَرّ فَقُلتُ أَنّي وَ قَد ذَهَبَ الحَاجّ وَ تَقَطّعَتِ الطّرُقُ فَقَالَ اذهبَيِ فتَبَصَرّيِ قَالَت فَكُنتُ أَشتَدّ إِلَي الكَثِيبِ فَأَصعَدُ فَأَنظُرُ ثُمّ أَرجِعُ إِلَيهِ فَأُمَرّضُهُ فَبَينَا أَنَا وَ هُوَ عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَي رِكَابِهِم كَأَنّهُمُ الرّخَمُ تَخُبّ بِهِم رَوَاحِلُهُم فَأَسرَعُوا إلِيَّ حَتّي وَقَفُوا عَلَيّ وَ قَالُوا يَا أَمَةَ اللّهِ مَا لَكِ فَقُلتُ امرُؤٌ مِنَ المُسلِمِينَ يَمُوتُ تُكَفّنُونَهُ قَالُوا وَ مَن هُوَ قُلتُ أَبُو ذَرّ قَالُوا صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قُلتُ نَعَم فَفَدَوهُ بِآبَائِهِم وَ أُمّهَاتِهِم وَ أَسرَعُوا إِلَيهِ حَتّي دَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالَ لَهُم أَبشِرُوا فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِم لَيَمُوتَنّ رَجُلٌ مِنكُم بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ تَشهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ لَيسَ مِنَ أُولَئِكَ النّفَرِ أَحَدٌ
صفحه : 178
إِلّا وَ قَد هَلَكَ فِي قَريَةٍ وَ جَمَاعَةٍ وَ اللّهِ مَا كَذَبتُم وَ لَا كُذِبتُم وَ لَو كَانَ عنِديِ ثَوبٌ يسَعَنُيِ كَفَناً لِي أَو لاِمرأَتَيِ لَم أُكَفّن إِلّا فِي ثَوبٍ لِي أَو لَهَا وَ إنِيّ أَنشُدُكُمُ اللّهَ أَن لَا يكُفَنّنَيِ رَجُلٌ مِنكُم كَانَ أَمِيراً أَو عَرِيفاً أَو بَرِيداً أَو نَقِيباً قَالَت وَ لَيسَ فِي أُولَئِكَ النّفَرِ أَحَدٌ إِلّا وَ قَد قَارَفَ بَعضَ مَا قَالَ إِلّا فَتًي مِنَ الأَنصَارِ قَالَ لَهُ أَنَا أُكَفّنُكَ يَا عَمّ فِي ردِاَئيِ هَذَا وَ فِي ثَوبَينِ معَيِ فِي عيَبتَيِ مِن غَزلِ أمُيّ فَقَالَ أَبُو ذَرّ أَنتَ تكُفَنّنُيِ فَمَاتَ فَكَفّنَهُ الأنَصاَريِّ وَ غَسّلَهُ فِي النّفَرِ الّذِينَ حَضَرُوهُ وَ قَامُوا عَلَيهِ وَ دَفَنُوهُ فِي نَفَرٍ كُلّهُم يَمَانٍ
قال أبوعمر بن عبدالبر قبل أن يروي هذاالحديث في أول باب جندب كان النفر الذين حضروا موت أبي ذر بالربذة مصادفة جماعة منهم حجر بن الأبرد هوحجر بن عدي ألذي قتله معاوية و هو من أعلام الشيعة وعظمائها و أماالأشتر فهو أشهر في الشيعة من أبي الهذيل في المعتزلة وقرئ كتاب الإستيعاب علي شيخنا عبدالوهاب بن سكينة المحدث و أناحاضر فلما انتهي القارئ إلي هذاالخبر قال أستاذي عمر بن عبد الله الدباس و كان يحضر معه سماع الحديث لتقل الشيعة بعد هذا ماشاءت فما قال المرتضي والمفيد إلابعض ما كان حجر والأشتر يعتقدانه في عثمان و من تقدمه فأشار الشيخ إليه بالسكوت فسكت . و قدذكرنا آثار الأشتر ومقاماته بصفين فيما سبق والأشتر هو ألذي عانق عبد الله بن الزبير يوم الجمل فاصطرعا علي ظهر فرسيهما حتي وقعا علي الأرض فجعل عبد الله يصرخ من تحته اقتلوني ومالكا فلم يعلم من ألذي يعنيه لشدة الاختلاط
صفحه : 179
وثوران النقع فلو قال اقتلوني والأشتر لقتلا جميعا فلما افترقا قال الأشتر.
أعائش لو لاأنني كنت طاويا | ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا |
غداة ينادي والرماح تنوشه | كوقع الصياصي اقتلوني ومالكا |
فنجاه مني شبعه وشبابه | وإني شيخ لم أكن متماسكا |
. ويقال إن عائشة فقدت عبد الله فسألت عنه فقيل لها عهدنا به و هومعانق للأشتر فقالت وا ثكل أسماء ومات الأشتر في سنة تسع وثلاثين متوجها إلي مصر واليا عليها لعلي ع قيل سقي سما وقيل إنه لم يصح ذلك وإنما مات حتف أنفه فأما ثناء أمير المؤمنين ع في هذاالفصل فقد بلغ فيه مع اختصاره ما لايبلغ بالكلام الطويل ولعمري لقد كان الأشتر أهلا لذلك كان شديد البأس جوادا رئيسا حليما فصيحا شاعرا و كان يجمع بين اللين والعنف فيسطو في موضع السطوة ويرفق في موضع الرفق . أقول و قال ابن أبي الحديد في شرح وصايا أوصي أمير المؤمنين ع إلي الحارث الهمداني هوالحارث بن عبد الله بن كعب بن أسد بن مخلد بن حارث بن سبيع بن معاوية الهمداني كان أحد الفقهاء وصاحب علي ع و إليه تنسب الشيعة الخطاب ألذي خاطب به في قوله ع
يَا حَارِ هَمدَانُ مَن يَمُت يرَنَيِ | مِن مُؤمِنٍ أَو مُنَافِقٍ قُبُلًا |
.أقول رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا روي أنه دخل أبوأمامة الباهلي علي معاوية
صفحه : 180
فقربه وأدناه ثم دعا بالطعام فجعل يطعم أباأمامة بيده ثم أوسع رأسه ولحيته طيبا بيده وأمر له ببدرة من دنانير فدفعها إليه ثم قال يا أباأمامة بالله أناخير أم علي بن أبي طالب فقال أبوأمامة نعم و لاكذب و لوبغير الله سألتني لصدقت علي و الله خير منك وأكرم وأقدم إسلاما وأقرب إلي رسول الله قرابة وأشد في المشركين نكاية وأعظم عندالأمة غناء أتدري من علي يامعاوية ابن عم رسول الله ص وزوج ابنته سيدة نساء العالمين و أبو الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة و ابن أخي حمزة سيد الشهداء وأخو جعفرذي الجناحين فأين تقع أنت من هذا يامعاوية أظننت أني ساخيرك علي علي بألطافك وطعامك وعطائك فأدخل إليك مؤمنا وأخرج منك كافرا بئس ماسولت لك نفسك يامعاوية ثم نهض وخرج من عنده فأتبعه بالمال فقال لا و الله لاأقبل منك دينارا واحدا
36- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كُتّابُهُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ وَ سَعِيدُ بنُ نَمِرَانَ الهمَداَنيِّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ وَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ وَ كَانَ بَوّابُهُ سَلمَانَ وَ مُؤَذّنُهُ جُوَيرِيَةَ بنَ مُسهِرٍ العبَديِّ وَ ابنَ النّبّاحِ وَ هَمدَانَ ألّذِي قَتَلَهُ الحَجّاجُ وَ خُدّامُهُ أَبُو نَيرَزَ مِن أَبنَاءِ مُلُوكِ العَجَمِ رَغِبَ فِي الإِسلَامِ وَ هُوَ صَغِيرٌ فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص فَأَسلَمَ وَ كَانَ مَعَهُ فَلَمّا توُفُيَّص صَارَ مَعَ فَاطِمَةَ وَ وَلَدَيهَا ع وَ كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ فِي سبَيِ فَزَارَةَ فَوَهَبَهُ النّبِيّص لِفَاطِمَةَ ع فَكَانَ بَعدَ ذَلِكَ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَ كَانَ لَهُ أَلفُ نَسَمَةٍ مِنهُم قَنبَرُ وَ مِيثَمٌ قَتَلَهُمَا الحَجّاجُ وَ سَعدٌ وَ نَصرٌ قُتِلَا مَعَ الحُسَينِ ع وَ أَحمَرُ قُتِلَ فِي صِفّينَ وَ مِنهُم غَزوَانُ وَ ثُبَيتٌ وَ مَيمُونٌ وَ خَادِمَتُهُ فِضّةُ وَ زَبرَاءُ وَ سُلَافَةُ
37-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ قُولُوَيهِ عَنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن رَجُلٍ عَنِ الأَصبَغِ قَالَ قُلتُ
صفحه : 181
لَهُ كَيفَ سَمّيتَهُم شُرطَةَ الخَمِيسِ يَا أَصبَغُ فَقَالَ إِنّا ضَمِنّا لَهُ الذّبحَ وَ ضَمِنَ لَنَا الفَتحَ
38- ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ المُؤمِنُ وَ أَحمَدُ بنُ هَارُونَ الفاَميِّ وَ جَمَاعَةٌ مِن مَشَايِخِنَا عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ عِيسَي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَيّ شَيءٍ تَقُولُونَ أَنتُم فَقَالَ نَقُولُ هَلَكَ النّاسُ إِلّا ثَلَاثَةً فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَأَينَ ابنُ لَيلَي وَ شُتَيرٌ فَسَأَلتُ حَمّادَ بنَ عِيسَي عَنهُمَا قَالَ كَانَا مَولَيَينِ أَسوَدَينِ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
39- ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن ذَرِيحٍ المحُاَربِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ وَ غَيرِهِ مِن ثَقِيفٍ أَنّ ابنَ عَبّاسٍ لَمّا مَاتَ وَ أُخرِجَ بِهِ خَرَجَ مِن تَحتِ كَفَنِهِ طَيرٌ أَبيَضُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ يَطِيرُ نَحوَ السّمَاءِ حَتّي غَابَ عَنهُم
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ أَبِي يُحِبّهُ حُبّاً شَدِيداً وَ كَانَ أَبِي ع وَ هُوَ غُلَامٌ يُلبِسُهُ أُمّهُ ثِيَابَهُ فَيَنطَلِقُ فِي غِلمَانِ بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ فَأَتَاهُ فَقَالَ مَن أَنتَ بَعدَ مَا أُصِيبَ بَصَرُهُ فَقَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَقَالَ حَسبُكَ مَن لَم يَعرِفكَ فَلَا عَرَفَكَ
40-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كِتَابٍ لَهُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ كُنتُ أَشرَكتُكَ فِي أمَاَنتَيِ وَ جَعَلتُكَ شعِاَريِ وَ بطِاَنتَيِ وَ لَم يَكُن فِي أهَليِ رَجُلٌ أَوثَقَ مِنكَ فِي نفَسيِ لمِوُاَساَتيِ وَ مؤُاَزرَتَيِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ إلِيَّ فَلَمّا رَأَيتَ الزّمَانَ عَلَي ابنِ عَمّكَ قَد كَلِبَ وَ العَدُوّ قَد حَرِبَ وَ أَمَانَةَ النّاسِ قَد خَزِيَت وَ هَذِهِ الأُمّةَ قَد فَتَكَت وَ شَغَرَت قَلَبتَ لِابنِ عَمّكَ ظَهرَ المِجَنّ فَفَارَقتَهُ مَعَ المُفَارِقِينَ وَ خَذَلتَهُ مَعَ الخَاذِلِينَ وَ خُنتَهُ مَعَ الخَائِنِينَ فَلَا ابنَ عَمّكَ آسَيتَ وَ لَا الأَمَانَةَ أَدّيتَ وَ كَأَنّكَ لَم تَكُنِ اللّهَ تُرِيدُ بِجِهَادِكَ
صفحه : 182
وَ كَأَنّكَ لَم تَكُن عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّكَ وَ كَأَنّكَ إِنّمَا كُنتَ تَكِيدُ هَذِهِ الأُمّةَ عَن دُنيَاهُم وَ تنَويِ غِرّتَهُم عَن فَيئِهِم فَلَمّا أَمكَنَتكَ الشّدّةُ فِي خِيَانَةِ الأُمّةِ أَسرَعتَ الكَرّةَ وَ عَاجَلتَ الوَثبَةَ وَ اختَطَفتَ مَا قَدَرتَ عَلَيهِ مِن أَموَالِهِمُ المَصُونَةِ لِأَرَامِلِهِم وَ أَيتَامِهِم اختِطَافَ الذّئبِ الأَزِلِ دَامِيَةَ المِعزَي الكَسِيرَةَ فَحَمَلتَهُ إِلَي الحِجَازِ رَحِيبَ الصّدرِ بِحَملِهِ غَيرَ مُتَأَثّمٍ مِن أَخذِهِ كَأَنّكَ لَا أَبَا لِغَيرِكَ حَدَرتَ عَلَي أَهلِكَ تُرَاثَكَ مِن أَبِيكَ وَ أُمّكَ فَسُبحَانَ اللّهِ أَ مَا تُؤمِنُ بِالمَعَادِ أَ وَ مَا تَخَافُ نِقَاشَ الحِسَابِ أَيّهَا المَعدُودُ كَانَ عِندَنَا مِن ذوَيِ الأَلبَابِ كَيفَ تُسِيغُ شَرَاباً وَ طَعَاماً وَ أَنتَ تَعلَمُ أَنّكَ تَأكُلُ حَرَاماً وَ تَشرَبُ حَرَاماً وَ تَبتَاعُ الإِمَاءَ وَ تَنكِحُ النّسَاءَ مِن مَالِ اليَتَامَي وَ المَسَاكِينِ وَ المُؤمِنِينَ وَ المُجَاهِدِينَ الّذِينَ أَفَاءَ اللّهُ عَلَيهِم هَذِهِ الأَموَالَ وَ أَحرَزَ بِهِم هَذِهِ البِلَادَ فَاتّقِ اللّهَ وَ اردُد إِلَي هَؤُلَاءِ القَومِ أَموَالَهُم فَإِنّكَ إِن لَم تَفعَل ثُمّ أمَكنَنَيَِ اللّهُ مِنكَ لَأُعذِرَنّ إِلَي اللّهِ فِيكَ وَ لَأَضرِبَنّكَ بسِيَفيَِ ألّذِي مَا ضَرَبتُ بِهِ أَحَداً إِلّا دَخَلَ النّارَ وَ اللّهِ لَو أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَعَلَا مِثلَ ألّذِي فَعَلتَ مَا كَانَت لَهُمَا عنِديِ هَوَادَةٌ وَ لَا ظَفِرَا منِيّ بِإِرَادَةٍ حَتّي آخُذَ الحَقّ مِنهُمَا وَ أُزِيحَ البَاطِلَ مِن مَظلَمَتِهَا وَ أُقسِمُ بِاللّهِ رَبّ العَالَمِينَ مَا يسَرُنّيِ أَنّ مَا أَخَذتُهُ مِن أَموَالِهِم حَلَالٌ لِي أَترُكُهُ مِيرَاثاً لِمَن بعَديِ فَضَحّ رُوَيداً فَكَأَنّكَ قَد بَلَغتَ المَدَي وَ دُفِنتَ تَحتَ الثّرَي وَ عُرِضَت عَلَيكَ أَعمَالُكَ بِالمَحَلّ ألّذِي ينُاَديِ الظّالِمُ فِيهِ بِالحَسرَةِ وَ يَتَمَنّي المُضَيّعُ الرّجعَةَوَ لاتَ حِينَ مَناصٍ وَ السّلَامُ
توضيح قوله ع وكنت أشركتك في أمانتي أي في الخلافة التي ائتمنني الله عليها حيث جعلتك واليا وبطانة الرجل صاحب سره ألذي يشاوره في أحواله والمواساة المشاركة والمساهمة قوله قدكلب بكسر اللام أي اشتد
صفحه : 183
يقال كلب الدهر علي أهله إذاألح عليهم واشتد قاله الجزري و قال قدحرب أي غضب والفتك أن يأتي الرجل صاحبه و هوغار غافل حتي يشد عليه فيقتله قوله ع وشغرت أي خلت من الخير قال الجوهري شغر البلد أي خلا من الناس . قوله ع قلبت لابن عمك أي كنت معه فصرت عليه وأصل ذلك أن الجيش إذالقوا العدو كانت ظهور مجانهم إلي وجه العدو وبطونها إلي عسكرهم فإذافارقوا رئيسهم عكسوا قوله ع فلما أمكنتك الشدة من قولهم شد عليه في الحرب إذاحمل . و قال الجزري الأزل في الأصل الصغير العجز و هو في صفات الذئب الخفيف وقيل هو من قولهم زل زليلا إذاعدا وخص الدامية لأن من طبع الذئب محبة الدم حتي أنه يري ذئبا داميا فيثب عليه ليأكله . وتأثم أي تحرج عنه وكف قوله ع لا أبالغيرك استعمل ذلك في مقام لا أبا لك تكرمة له وشفقة عليه و ماقيل من أن لا أبا لك لما كان يستعمل كثيرا في معرض المدح أي لاكافي لك غيرنفسك فيحتمل أن يكون ذما له بمدح غيره فلايخفي بعده ويقال حدرت السفينة إذاأرسلتها إلي أسفل . و قال الجزري فيه من نوقش في الحساب عذب أي من استقصي في محاسبته وحوقق و منه حديث علي لنقاش الحساب و هومصدر منه وأصل المناقشة من نقش الشوكة إذااستخرجها من جسمه . قوله ع أيها المعدود كان عندنا أدخل ع لفظة كان تنبيها
صفحه : 184
علي أنه لم يبق كذلك قيل ولعله عدل عن أن يقول يا من كان عندنا من ذوي الألباب إشعارا بأنه معدود في الحال أيضا عند الناس منهم وأعذر أبدي عذرا والهوادة الرخصة والسكون والمحاباة قوله بإرادة أي بمراد والإزاحة الإزالة والإبعاد و قال الجزري إن العرب كان يسيرون في ظعنهم فإذامروا ببقعة من الأرض فيه كلأ وعشب قال قائلهم ألا ضحوا رويدا أي ارفقوا بالإبل حتي تتضحي أي تنال من هذاالمرعي و منه كتاب علي ع إلي ابن عباس ألا ضح رويدا فقد بلغت المدي أي اصبر قليلا. و قال البيضاوي في قوله تعالي وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ أي ليس الحين حين مناص و لاهي المشبهة بليس زيدت عليه تاء التأنيث للتأكيد كمازيدت علي رب و ثم وخصت بلزوم الأحيان وحذف أحد المعمولين وقيل هي النافية للجنس أي و لاحين مناص لهم وقيل للفعل والنصب بإضماره أي و لاأري حين مناص إلي آخر ماحقق في ذلك والمناص المنجي .أَقُولُ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ اختَلَفَ النّاسُ فِي المَكتُوبِ إِلَيهِ هَذَا الكِتَابُ فَقَالَ الأَكثَرُونَ إِنّهُ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ كَمَا تَدُلّ عَلَيهِ عِبَارَاتُ الكِتَابِ وَ قَد رَوَي أَربَابُ هَذَا القَولِ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ كَتَبَ إِلَي عَلِيّ ع جَوَاباً عَن هَذَا الكِتَابِ قَالُوا وَ كَانَ جَوَابُهُ أَمّا بَعدُ فَقَد أتَاَنيِ كِتَابُكَ تُعظِمُ عَلَيّ مَا أَصَبتُ مِن بَيتِ مَالِ البَصرَةِ وَ لعَمَريِ إِنّ حقَيّ فِي بَيتِ المَالِ لَأَكثَرُ مِمّا أَخَذتُ وَ السّلَامُ قَالُوا فَكَتَبَ إِلَيهِ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فَإِنّ مِنَ العَجَبِ أَن تُزَيّنَ لَكَ نَفسُكَ أَنّ لَكَ فِي بَيتِ مَالِ المُسلِمِينَ مِنَ الحَقّ أَكثَرَ مِمّا لِرَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَقَد أَفلَحتَ لَقَد كَانَ تَمَنّيكَ البَاطِلَ وَ ادّعَاؤُكَ مَا لَا يَكُونُ يُنجِيكَ عَنِ المَأثَمِ وَ يُحِلّ لَكَ المُحَرّمَ
صفحه : 185
إِنّكَ لَأَنتَ المهُتدَيِ السّعِيدُ إِذاً وَ قَد بلَغَنَيِ أَنّكَ اتّخَذتَ مَكّةَ وَطَناً وَ ضَرَبتَ بِهَا عَطَناً تشَترَيِ بِهَا مُوَلّدَاتِ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ الطّائِفِ تَختَارُهُنّ عَلَي عَينِكَ وَ تعُطيِ فِيهِنّ مَالَ غَيرِكَ فَارجِع هَدَاكَ اللّهُ إِلَي رُشدِكَ وَ تُب إِلَي اللّهِ رَبّكَ وَ اخرُج إِلَي المُسلِمِينَ مِن أَموَالِهِم فَعَمّا قَلِيلٍ تُفَارِقُ مَن أَلِفتَ وَ تَترُكُ مَا جَمَعتَ وَ تَغِيبُ فِي صَدعٍ مِنَ الأَرضِ غَيرَ مُوَسّدٍ وَ لَا مُمَهّدٍ قَد فَارَقتَ الأَحبَابَ وَ سَكَنتَ التّرَابَ وَ وَاجَهتَ الحِسَابَ غَنِيّاً عَمّا خَلّفتَ فَقِيراً إِلَي مَا قَدّمتَ وَ السّلَامُ قَالُوا فَكَتَبَ إِلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ أَمّا بَعدُ فَإِنّكَ قَد أَكثَرتَ عَلَيّ وَ وَ اللّهِ لَأَن أَلقَي اللّهَ قَدِ احتَوَيتُ عَلَي كُنُوزِ الأَرضِ كُلّهَا مِن ذَهَبِهَا وَ عِقيَانِهَا وَ لُجَينِهَا أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أَلقَاهُ بِدَمِ امرِئٍ مُسلِمٍ وَ السّلَامُ
.أقول قدأثبتنا في باب علة قعوده وقيامه ع من كتاب الفتن كفر الأشعث بن قيس و في باب سلوني كفر ابن الكواء وغيره و في باب احتجاجات الحسن ع علي معاوية وأصحابه حال جماعة وكذا في باب احتجاج الحسين ع علي معاوية مدح حجر بن عدي وعمرو بن الحمق و في باب احتجاجات الباقر ع وأبواب أحوال الخوارج ذم نافع وغيره و في باب أحوال الصحابة و باب أحوال السلمان و باب فضائله مدح جماعة من أصحابه ع وذم جماعة و في باب عبادته ع مدح أبي الدرداء و في جواب أسئلة اليهودي المشتمل علي خصال الأوصياء حال جماعة و في باب إخباره بالمغيبات و باب علمه ع كفر عمرو بن حريث وكذا في باب أنهم المتوسمون و في باب حبهم ع مدح الحارث الأعور وكذا في باب ماينفع حبهم فيه من المواطن و في باب غصب الخلافة ذم ابن عباس وأيضا في باب الإخبار بالمغيبات كفر الأشعث وكذا في باب جوامع مكارمه ع و في باب أحوال أولاده ع مكاتبة ابن الحنفية و ابن عباس و في باب إخباره بالمغيبات أحوال كثير منهم و قدأوردنا بابا آخر في كتاب الفتن ويتضمن أحوال أصحابه صلوات الله عليه مفصلا
صفحه : 186
1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَجُلًا مِن شِيعَتِهِ بَعدَ عَهدٍ طَوِيلٍ وَ قَد أَثّرَ السّنّ فِيهِ وَ كَانَ يَتَجَلّدُ فِي مَشيِهِ فَقَالَ ع كَبُرَ سِنّكَ يَا رَجُلُ قَالَ فِي طَاعَتِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع إِنّكَ لَتَتَجَلّدُ قَالَ عَلَي أَعدَائِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع أَجِدُ فِيكَ بَقِيّةً قَالَ هيَِ لَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ الفزَاَريِّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن مَنصُورِ بنِ أَبِي نُوَيرَةَ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَيّاشٍ عَن قَرَنٍ أَبِي سُلَيمَانَ الضبّيّّ قَالَ أَرسَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي لَبِيدٍ العطُاَردِيِّ بَعضَ شُرَطِهِ فَمَرّوا بِهِ عَلَي مَسجِدِ سَمّاكٍ فَقَامَ إِلَيهِ نُعَيمُ بنُ دَجَاجَةَ الأسَدَيِّ فَحَالَ بَينَهُم وَ بَينَهُ فَأَرسَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي نُعَيمٍ فجَيِءَ بِهِ قَالَ فَرَفَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع شَيئاً لِيَضرِبَهُ فَقَالَ نُعَيمٌ وَ اللّهِ إِنّ صُحبَتَكَ لَذُلّ وَ إِنّ خِلَافَكَ لَكُفرٌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ تَعلَمُ ذَاكَ قَالَ نَعَم قَالَ خَلّوهُ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ تبَعثَنُيِ فِي الأَمرِ فَأَكُونُ فِيهَا كَالسّكّةِ المُحمَاةِ أَمِ الشّاهِدَ يَرَي مَا لَا يَرَي الغَائِبُ قَالَ بَلِ الشّاهِدَ يَرَي مَا لَا يَرَي الغَائِبُ
صفحه : 187
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَنِ ابنِ المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ العَوّادِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ السدّوُسيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَونِ بنِ أَبِي حَربِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ الدؤّلَيِّ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن أَبِي حَربِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن أَبِيهِ أَبِي الأَسوَدِ أَنّ رَجُلًا سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع عَن سُؤَالٍ فَبَادَرَ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ ثُمّ خَرَجَ فَقَالَ أَينَ السّائِلُ فَقَالَ الرّجُلُ هَا أَنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ مَا مَسأَلَتُكَ قَالَ كَيتَ وَ كَيتَ فَأَجَابَهُ عَن سُؤَالِهِ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كُنّا عَهِدنَاكَ إِذَا سُئِلتَ عَنِ المَسأَلَةِ كُنتَ فِيهَا كَالسّكّةِ المُحمَاةِ جَوَاباً فَمَا بَالُكَ أَبطَأتَ اليَومَ عَن جَوَابِ هَذَا الرّجُلِ حَتّي دَخَلتَ الحُجرَةَ ثُمّ خَرَجتَ فَأَجَبتَهُ فَقَالَ كُنتُ حَاقِناً وَ لَا رأَيَ لِثَلَاثَةٍ لَا رأَيَ لِحَاقِنٍ وَ لَا حَاِذٍق ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ
إِذَا المُشكِلَاتُ تَصَدّينَ لِي | كَشَفتُ حَقَائِقَهَا بِالنّظَرِ |
وَ إِن بَرِقَت فِي مَخِيلِ الصّوَابِ | عَميَاءَ لَا يَجتَلِيهَا البَصَرُ |
تَتَبّعتُهُ بِعُيُونِ الأُمُورِ | وَضَعتُ عَلَيهَا صَحِيحَ النّظَرِ |
لِسَاناً كَشَفتُ بِهِ الأرَحبَيِّ | أَو كَالحُسَامِ البَتَارِ الذّكَرِ |
وَ قَلباً إِذَا استَنطَقَتهُ الهُمُومُ | أُرَبّي عَلَيهَا بوِاَهيِ الدّرَرِ |
وَ لَستُ بِإِمّعَةٍ فِي الرّجَالِ | أُسَائِلُ هَذَا وَ ذَا مَا الخَبَرُ |
وَ لكَنِنّيِ مُذرَبُ الأَصغَرَينِ | أُبِينُ مَعَ مَا مَضَي مَا غَبَرَ |
بيان قدمر شرحه في كتاب العلم
5-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ أَعرَابِيّاً أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ فِي المَسجِدِ فَقَالَ مَظلُومٌ قَالَ ادنُ منِيّ فَدَنَا حَتّي وَضَعَ يَدَيهِ عَلَي رُكبَتَيهِ قَالَ مَا ظُلَامَتُكَ فَشَكَا ظُلَامَتَهُ فَقَالَ يَا أعَراَبيِّ أَنَا أَعظَمُ ظُلَامَةً مِنكَ ظلَمَنَيِ المَدَرُ وَ الوَبَرُ وَ لَم
صفحه : 188
يَبقَ بَيتٌ مِنَ العَرَبِ إِلّا وَ قَد دَخَلَت مظَلمِتَيِ عَلَيهِم وَ مَا زِلتُ مَظلُوماً حَتّي قَعَدتُ مقَعدَيِ هَذَا إِن كَانَ عَقِيلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَومَهُ لَيَرمَدُ فَمَا يَدَعَهُم يَذُرّونَهُ حَتّي يأَتوُنيّ فَأُذَرّ وَ مَا بعِيَنيِ رَمَدٌ ثُمّ كَتَبَ لَهُ بِظُلَامَتِهِ وَ رَحَلَ فَهَاجَ النّاسُ وَ قَالُوا قَد طُعِنَ عَلَي الرّجُلَينِ فَدَخَلَ عَلَيهِ الحَسَنُ ع فَقَالَ قَد عَلِمتَ مَا شَرِبَ قُلُوبُ النّاسِ مِن حُبّ هَذَينِ فَخَرَجَ فَقَالَ الصّلَاةَ جَامِعَةً فَاجتَمَعَ النّاسُ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الحَربَ خُدعَةٌ فَإِذَا سمَعِتمُوُنيِ أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِ فَوَ اللّهِ لَأَن أَخِرّ مِنَ السّمَاءِ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أَكذِبَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ كَذِبَةً وَ إِذَا حَدّثتُكُم أَنّ الحَربَ خُدعَةٌ ثُمّ ذَكَرَ غَيرَ ذَلِكَ فَقَامَ رَجُلٌ يسُاَويِ بِرَأسِهِ رُمّانَةَ المِنبَرِ فَقَالَ إِنّا بِرَاءٌ مِنَ الِاثنَينِ وَ الثّلَاثَةِ فَالتَفَتَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ بَقَرتَ العِلمَ فِي غَيرِ إِبّانِهِ لَتُبقَرَنّ كَمَا بَقَرتَهُ فَلَمّا قَدِمَ ابنُ سُمَيّةَ أَخَذَهُ فَشَقّ بَطنَهُ وَ حَشَا فَوقَهُ حِجَارَةً وَ صَلَبَهُ
6- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المَسجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلَي بَابِ المَسجِدِ كَئِيبٍ حَزِينٍ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا لَكَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أُصِبتُ بأِبَيِ وَ أخَيِ وَ أَخشَي أَن أَكُونَ قَد وَجِلتُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ الصّبرِ تَقدَمُ عَلَيهِ غَداً وَ الصّبرُ فِي الأُمُورِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَإِذَا فَارَقَ الرّأسُ الجَسَدَ فَسَدَ الجَسَدُ وَ إِذَا فَارَقَ الصّبرُ الأُمُورَ فَسَدَتِ الأُمُورُ
7-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن سَلَمَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَاجتَمَعَ عِيدَانِ عَلَي عَهدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَخَطَبَ النّاسَ ثُمّ قَالَ هَذَا يَومٌ اجتَمَعَ فِيهِ عِيدَانِ فَمَن أَحَبّ أَن يُجَمّعَ مَعَنَا فَليَفعَل وَ مَن
صفحه : 189
لَم يَفعَل فَإِنّ لَهُ رُخصَةً
8- ختص ،[الإختصاص ]روُيَِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ قَاعِداً فِي المَسجِدِ وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ حَدّثنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُم وَيحَكُم إِنّ كلَاَميِ صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَعقِلُهُ إِلّا العَالِمُونَ قَالُوا لَا بُدّ مِن أَن تُحَدّثَنَا قَالَ قُومُوا بِنَا فَدَخَلَ الدّارَ فَقَالَ أَنَا ألّذِي عَلَوتُ فَقَهَرتُ أَنَا ألّذِي أحُييِ وَ أُمِيتُ أَنَاالأَوّلُ وَ الآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ الباطِنُفَغَضِبُوا وَ قَالُوا كَفَرَ وَ قَامُوا فَقَالَ عَلِيّ ع لِلبَابِ يَا بَابُ استَمسِك عَلَيهِم فَاستَمسَكَ عَلَيهِمُ البَابُ فَقَالَ أَ لَم أَقُل لَكُم إِنّ كلَاَميِ صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَعقِلُهُ إِلّا العَالِمُونَ تَعَالَوا أُفَسّر لَكُم أَمّا قوَليِ أَنَا ألّذِي عَلَوتُ فَقَهَرتُ فَأَنَا ألّذِي عَلَوتُكُم بِهَذَا السّيفِ فَقَهَرتُكُم حَتّي آمَنتُم بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَمّا قوَليِ أَنَا أحُييِ وَ أُمِيتُ فَأَنَا أحُييِ السّنّةَ وَ أُمِيتُ البِدعَةَ وَ أَمّا قوَليِ أَنَا الأَوّلُ فَأَنَا أَوّلُ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ أَسلَمَ وَ أَمّا قوَليِ أَنَا الآخِرُ فَأَنَا آخِرُ مَن سَجّي عَلَي النّبِيّص ثَوبَهُ وَ دَفَنَهُ وَ أَمّا قوَليِ أَنَا الظّاهِرُ وَ البَاطِنُ فَأَنَا عنِديِ عِلمُ الظّاهِرِ وَ البَاطِنِ قَالُوا فَرّجتَ عَنّا فَرّجَ اللّهُ عَنكَ
صفحه : 190
أقول قدمضي في خطبته ع عندوصول خبر الأنبار إليه أما و الله لوددت أن ربي قدأخرجني من بين أظهركم إلي رضوانه و إن المنية لترصدني فما يمنع أشقاها أن يخضبها وترك يده علي رأسه ولحيته عهدا عهده إلي النبي الأميوَ قَد خابَ مَنِ افتَري ونجا من اتقي وَ صَدّقَ بِالحُسني
1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ الفَضّالِ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَةِ النّبِيّص فِي فَضلِ شَهرِ رَمَضَانَ فَقَالَ ع فَقُمتُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَفضَلُ الأَعمَالِ فِي هَذَا الشّهرِ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَفضَلُ الأَعمَالِ فِي هَذَا الشّهرِ الوَرَعُ عَن مَحَارِمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ بَكَي فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُبكِيكَ فَقَالَ يَا عَلِيّ أبَكيِ لِمَا يُستَحَلّ مِنكَ فِي هَذَا الشّهرِ كأَنَيّ بِكَ وَ أَنتَ تصُلَيّ لِرَبّكَ وَ قَدِ انبَعَثَ أَشقَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ شَقِيقُ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ فَضَرَبَكَ ضَربَةً عَلَي قَرنِكَ فَخَضَبَ مِنهَا لِحيَتَكَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ ذَلِكَ فِي سَلَامَةٍ مِن ديِنيِ فَقَالَص فِي سَلَامَةٍ مِن دِينِكَ ثُمّ قَالَص يَا عَلِيّ مَن قَتَلَكَ فَقَد قتَلَنَيِ وَ مَن أَبغَضَكَ فَقَد أبَغضَنَيِ وَ مَن سَبّكَ فَقَد سبَنّيِ لِأَنّكَ منِيّ كنَفَسيِ رُوحُكَ مِن روُحيِ وَ طِينَتُكَ مِن طيِنتَيِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خلَقَنَيِ وَ إِيّاكَ وَ اصطفَاَنيِ وَ إِيّاكَ وَ اختاَرنَيِ لِلنّبُوّةِ وَ اختَارَكَ
صفحه : 191
لِلإِمَامَةِ فَمَن أَنكَرَ إِمَامَتَكَ فَقَد أَنكَرَ نبُوُتّيِ يَا عَلِيّ أَنتَ وصَيِيّ وَ أَبُو ولُديِ وَ زَوجُ ابنتَيِ وَ خلَيِفتَيِ عَلَي أمُتّيِ فِي حيَاَتيِ وَ بَعدَ موَتيِ أَمرُكَ أمَريِ وَ نَهيُكَ نهَييِ أُقسِمُ باِلذّيِ بعَثَنَيِ بِالنّبُوّةِ وَ جعَلَنَيِ خَيرَ البَرِيّةِ إِنّكَ لَحُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ أَمِينُهُ عَلَي سِرّهِ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَي عِبَادِهِ
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَسَأَلَهُ عَن أَشيَاءَ إِلَي أَن قَالَ كَم يَعِيشُ وصَيِّ نَبِيّكُم بَعدَهُ قَالَ ثَلَاثِينَ سَنَةً قَالَ ثُمّ مَه يَمُوتُ أَو يُقتَلُ قَالَ يُقتَلُ يُضرَبُ عَلَي قَرنِهِ فَتُخضَبُ لِحيَتُهُ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي ع الخَبَرَ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِهِ أخَيِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ خَطَبَ النّاسَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالكُوفَةِ فَقَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ إِنّ الحَقّ قَد غَلَبَهُ البَاطِلُ وَ لَيُغلَبَنّ البَاطِلُ عَمّا قَلِيلٍ أَينَ أَشقَاكُم أَو قَالَ شَقِيّكُم شَكّ أَبِي هَذَا فَوَ اللّهِ لَيَضرِبَنّ هَذِهِ فَلَيَخضِبَنّهَا مِن هَذِهِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي هَامَتِهِ وَ لِحيَتِهِ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عُمَرَ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن هُبَيرَةَ ابنِ مَريَمَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ وَ مَسَحَ لِحيَتَهُ مَا يَحبِسُ أَشقَاهَا أَن يَخضِبَهَا عَن أَعلَاهَا بِدَمٍ
5-ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ اليهَوُديِّ ألّذِي سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَمّا فِيهِ مِن خِصَالِ الأَوصِيَاءِ قَالَ ع قَد وَفَيتُ سَبعاً وَ سَبعاً يَا أَخَا اليَهُودِ وَ بَقِيَتِ الأُخرَي وَ أُوشِكُ
صفحه : 192
بِهَا فَكَأَن قَد فَبَكَي أَصحَابُ عَلِيّ ع وَ بَكَي رَأسُ اليَهُودِ وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَخبِرنَا بِالأُخرَي فَقَالَ الأُخرَي أَن تُخضَبَ هَذِهِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي لِحيَتِهِ مِن هَذِهِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي هَامَتِهِ قَالَ وَ ارتَفَعَت أَصوَاتُ النّاسِ فِي المَسجِدِ الجَامِعِ بِالضّجّةِ وَ البُكَاءِ حَتّي لَم يَبقَ بِالكُوفَةِ دَارٌ إِلّا خَرَجَ أَهلُهَا فُزّعاً وَ أَسلَمَ رَأسُ اليَهُودِ عَلَي يدَيَ عَلِيّ ع مِن سَاعَتِهِ وَ لَم يَزَل مُقِيماً حَتّي قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أُخِذَ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ فَأَقبَلَ رَأسُ اليَهُودِ حَتّي وَقَفَ عَلَي الحَسَنِ ع وَ النّاسُ حَولَهُ وَ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ اقتُلهُ قَتَلَهُ اللّهُ فإَنِيّ رَأَيتُ فِي الكُتُبِ التّيِ أُنزِلَت عَلَي مُوسَي ع أَنّ هَذَا أَعظَمُ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ جُرماً مِنِ ابنِ آدَمَ قَاتِلِ أَخِيهِ وَ مِنَ الغَدّارِ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ
6- شا،[الإرشاد] عَلِيّ بنُ المُنذِرِ الطريقي[الطرّيَفيِّ] عَن أَبِي الفَضلِ العبَديِّ عَن مَطَرٍ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ قَالَ جَمَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّاسَ لِلبَيعَةِ فَجَاءَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ المرُاَديِّ لَعَنَهُ اللّهُ فَرَدّهُ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً ثُمّ بَايَعَهُ فَقَالَ عِندَ بَيعَتِهِ لَهُ مَا يَحبِسُ أَشقَاهَا فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَتُخضَبَنّ هَذِهِ مِن هَذِهِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي لِحيَتِهِ وَ رَأسِهِ فَلَمّا أَدبَرَ ابنُ مُلجَمٍ مُنصَرِفاً عَنهُ قَالَ ع مُتَمَثّلًا
اشدُد حَيَازِيمَكَ لِلمَوتِ فَإِنّ المَوتَ لَاقِيكَ | وَ لَا تَجزَع مِنَ المَوتِ إِذَا حَلّ بِوَادِيكَ |
كَمَا أَضحَكَكَ الدّهرُ كَذَاكَ الدّهرُ يُبكِيكَ |
7-شا،[الإرشاد] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَأَتَي ابنُ مُلجَمٍ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَبَايَعَهُ فِيمَن بَايَعَ ثُمّ أَدبَرَ عَنهُ فَدَعَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَتَوَثّقَ مِنهُ وَ تَوَكّدَ عَلَيهِ أَن لَا يَغدِرَ وَ لَا يَنكُثَ فَفَعَلَ ثُمّ أَدبَرَ عَنهُ فَدَعَاهُ الثّانِيَةَ فَتَوَثّقَ مِنهُ وَ تَوَكّدَ عَلَيهِ أَن لَا يَغدِرَ وَ لَا يَنكُثَ فَفَعَلَ ثُمّ أَدبَرَ عَنهُ فَدَعَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الثّالِثَةَ فَتَوَثّقَ مِنهُ وَ تَوَكّدَ عَلَيهِ أَن لَا يَغدِرَ وَ لَا يَنكُثَ فَقَالَ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ اللّهِ
صفحه : 193
يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا رَأَيتُكَ فَعَلتَ هَذَا بِأَحَدٍ غيَريِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
أُرِيدُ حِبَاءَهُ وَ يُرِيدُ قتَليِ | عَذِيرَكَ مِن خَلِيلِكَ مِن مُرَادٍ |
امضِ يَا ابنَ مُلجَمٍ فَوَ اللّهِ مَا أَرَي أَن تفَيَِ بِمَا قُلتَ
8- شا،[الإرشاد]رَوَي أَبُو زَيدٍ الأَحوَلُ عَنِ الأَجلَحِ عَن أَشيَاخِ كِندَةَ قَالَ سَمِعتُهُم أَكثَرَ مِن عِشرِينَ مَرّةً يَقُولُونَ سَمِعنَا عَلِيّاً ع عَلَي المِنبَرِ يَقُولُ مَا يَمنَعُ أَشقَاهَا أَن يَخضِبَهَا مِن فَوقِهَا بِدَمٍ وَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَي لِحيَتِهِ
9- شا،[الإرشاد]رَوَي عَلِيّ بنُ الحَزَوّرِ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ خَطَبَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي الشّهرِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ فَقَالَ أَتَاكُم شَهرُ رَمَضَانَ وَ هُوَ سَيّدُ الشّهُورِ وَ أَوّلُ السّنَةِ وَ فِيهِ تَدُورُ رَحَي السّلطَانِ أَلَا وَ إِنّكُم حَاجّوا العَامَ صَفّاً وَاحِداً وَ آيَةُ ذَلِكَ أنَيّ لَستُ فِيكُم قَالَ فَهُوَ يَنعَي نَفسَهُ وَ نَحنُ لَا ندَريِ
10- كشف ،[كشف الغمة] وَ مِن مَنَاقِبِ الخوُارزِميِّ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي سِنَانٍ الدؤّلَيِّ أَنّهُ عَادَ عَلِيّاً فِي شَكوًي اشتَكَاهَا قَالَ فَقُلتُ لَهُ تُخَوّفُنَا عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي شَكوَاكَ هَذِهِ فَقَالَ لكَنِيّ وَ اللّهِ مَا تَخَوّفتُ عَلَي نفَسيِ لأِنَيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص الصّادِقَ المُصَدّقَ يَقُولُ إِنّكَ سَتُضرَبُ ضَربَةً هَاهُنَا وَ أَشَارَ إِلَي صُدغَيهِ فَيَسِيلُ دَمُهَا حَتّي يَخضِبَ لِحيَتَكَ وَ يَكُونُ صَاحِبُهَا أَشقَاهَا كَمَا كَانَ عَاقِرُ النّاقَةِ أَشقَي ثَمُودَ
وَ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ قَالَ إنِيّ لَشَاهِدٌ لعِلَيِّ وَ قَد أَتَاهُ المرُاَديِّ يَستَحمِلُهُ فَحَمَلَهُ ثُمّ قَالَ شِعرٌ
عذَيِريِ مِن خلَيِليِ مِن مُرَادٍ | أُرِيدُ حِبَاءَهُ وَ يُرِيدُ قتَليِ |
صفحه : 194
كَذَا أَورَدَهُ فَخرُ خُوارِزمَ وَ ألّذِي نَعرِفُهُ أُرِيدُ حِبَاءَهُ وَ يُرِيدُ قتَليِ عذَيِريِ البَيتَ ثُمّ قَالَ هَذَا وَ اللّهِ قاَتلِيِ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ فَلَا تَقتُلُهُ قَالَ لَا فَمَن يقَتلُنُيِ إِذاً ثُمّ قَالَ شِعرٌ
اشدُد حَيَازِيمَكَ لِلمَوتِ فَإِنّ المَوتَ لَاقِيكَ | وَ لَا تَجزَع مِنَ المَوتِ إِذَا حَلّ بِنَادِيكَ |
بيان قال الجزري في حديث علي ع أنه قال و هوينظر إلي ابن ملجم عذيرك من خليلك من مراد يقال عذيرك من فلان بالنصب أي هات من يعذرك فيه فعيل بمعني فاعل و قال في حديث علي ع اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك الحيازيم جمع الحيزوم و هوالصدر وقيل وسطه و هذاالكلام كناية عن التشمر للأمر والاستعداد له
11-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] أَبُو طَاهِرٍ المُقَلّدُ بنُ غَالِبٍ عَن رِجَالِهِ بِإِسنَادِهِ المُتّصِلِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ سَاجِدٌ يبَكيِ حَتّي عَلَا نَحِيبُهُ وَ ارتَفَعَ صَوتُهُ بِالبُكَاءِ فَقُلنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد أَمرَضَنَا بُكَاؤُكَ وَ أَمَضّنَا وَ شَجَانَا وَ مَا رَأَينَاكَ قَد فَعَلتَ مِثلَ هَذَا الفِعلِ قَطّ فَقَالَ كُنتُ سَاجِداً أَدعُو ربَيّ بِدُعَاءِ الخَيرَاتِ فِي سجَدتَيِ فغَلَبَنَيِ عيَنيِ فَرَأَيتُ رُؤيَا هاَلتَنيِ وَ فظَعَتَنيِ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص قَائِماً وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ طَالَت غَيبَتُكَ فَقَدِ اشتَقتُ إِلَي رُؤيَاكَ وَ قَد أَنجَزَ لِي ربَيّ مَا وعَدَنَيِ فِيكَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا ألّذِي أَنجَزَ لَكَ فِيّ قَالَ أَنجَزَ لِي فِيكَ وَ فِي زَوجَتِكَ وَ ابنَيكَ وَ ذُرّيّتِكَ فِي الدّرَجَاتِ العُلَي فِي عِلّيّينَ قُلتُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ فَشِيعَتُنَا قَالَ شِيعَتُنَا مَعَنَا
صفحه : 195
وَ قُصُورُهُم بِحِذَاءِ قُصُورِنَا وَ مَنَازِلُهُم مُقَابِلُ مَنَازِلِنَا قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص فَمَا لِشِيعَتِنَا فِي الدّنيَا قَالَ الأَمنُ وَ العَافِيَةُ قُلتُ فَمَا لَهُم عِندَ المَوتِ قَالَ يُحَكّمُ الرّجُلُ فِي نَفسِهِ وَ يُؤمَرُ مَلَكُ المَوتِ بِطَاعَتِهِ قُلتُ فَمَا لِذَلِكَ حَدّ يُعرَفُ قَالَ بَلَي إِنّ أَشَدّ شِيعَتِنَا لَنَا حُبّاً يَكُونُ خُرُوجُ نَفسِهِ كَشَرَابِ أَحَدِكُم فِي يَومِ الصّيفِ المَاءَ البَارِدَ ألّذِي يَنتَقِعُ بِهِ القُلُوبُ وَ إِنّ سَائِرَهُم لَيَمُوتُ كَمَا يُغبَطُ أَحَدُكُم عَلَي فِرَاشِهِ كَأَقَرّ مَا كَانَت عَينُهُ بِمَوتِهِ
12- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيَِ أَنّهُ جَرَحَ عَمرُو بنُ عَبدِ وُدّ رَأسَ عَلِيّ ع يَومَ الخَندَقِ فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَشَدّهُ وَ نَفَثَ فِيهِ فَبَرَأَ وَ قَالَ أَينَ أَكُونُ إِذَا خُضِبَت هَذِهِ مِن هَذِهِ
13- د،[العدد القوية] فِي كِتَابِ تَذكِرَةِ الخَوَاصّ لِيُوسُفَ الجوَزيِّ قَالَ أَحمَدُ فِي الفَضَائِلِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَ تدَريِ مَن أَشقَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ مَن يَخضِبُ هَذِهِ مِن هَذِهِ يعَنيِ لِحيَتَهُ مِن هَامَتِهِ
قَالَ الزهّريِّ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَستَبطِئُ القَاتِلَ فَيَقُولُ مَتَي يُبعَثُ أَشقَاهَا وَ قَالَ قَدِمَ وَفدٌ مِنَ الخَوَارِجِ مِن أَهلِ البَصرَةِ فِيهِم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الجَعدُ بنُ نَعجَةَ فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ اتّقِ اللّهَ فَإِنّكَ مَيّتٌ فَقَالَ لَهُ بَل أَنَا مَقتُولٌ بِضَربَةٍ عَلَي هَذَا فَتُخضَبُ هَذِهِ يعَنيِ لِحيَتَهُ مِن رَأسِهِ عَهدٌ مَعهُودٌ وَ قَضَاءٌ مقَضيِّوَ قَد خابَ مَنِ افتَري
وَ عَن فَضَالَةَ بنِ أَبِي فَضَالَةَ الأنَصاَريِّ وَ كَانَ أَبُو فَضَالَةَ مِن أَهلِ بَدرٍ قُتِلَ بِصِفّينَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فَضَالَةُخَرَجتُ مَعَ أَبِي فَضَالَةَ عَائِداً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مِن مَرَضٍ أَصَابَهُ بِالكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ أَبِي مَا يُقِيمُكَ هَاهُنَا بَينَ أَعرَابِ جُهَينَةَ تُحمَلُ إِلَي المَدِينَةِ فَإِن أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصحَابُكَ وَ صَلّوا
صفحه : 196
عَلَيكَ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص عَهِدَ إلِيَّ أَن لَا أَمُوتَ حَتّي تُخضَبَ هَذِهِ مِن هَذِهِ أَي لِحيَتُهُ مِن هَامَتِهِ
وَ ذَكَرَ ابنُ سَعدٍ فِي الطّبَقَاتِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا جَاءَ ابنُ مُلجَمٍ وَ طَلَبَ مِنهُ البَيعَةَ طَلَبَ مِنهُ فَرَساً أَشقَرَ فَحَمَلَهُ عَلَيهِ فَرَكِبَهُ فَأَنشَدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أُرِيدُ حِبَاءَهُ البَيتَ
وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا يَحبِسُ أَشقَاكُم أَن يجَيِءَ فيَقَتلُنَيِ أللّهُمّ إنِيّ قَد سَئِمتُهُم وَ سئَمِوُنيِ فَأَرِحهُم منِيّ وَ أرَحِنيِ مِنهُم قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَخبِرنَا باِلذّيِ يَخضِبُ هَذِهِ مِن هَذِهِ نُبِيدُ عَشِيرَتَهُ فَقَالَ إِذاً وَ اللّهِ تَقتُلُونَ بيِ غَيرَ قاَتلِيِ
14- ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو مُحَمّدٍ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ دَخَلَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي وَفدِ مِصرَ ألّذِي أَوفَدَهُم مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ وَ مَعَهُ كِتَابُ الوَفدِ قَالَ فَلَمّا مَرّ بِاسمِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ قَالَ أَنتَ عَبدُ الرّحمَنِ لَعَنَ اللّهُ عَبدَ الرّحمَنِ قَالَ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَمَا وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ لَأُحِبّكَ قَالَ كَذَبتَ وَ اللّهِ مَا تحُبِنّيِ ثَلَاثاً قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَحلِفُ ثَلَاثَةَ أَيمَانٍ أنَيّ أُحِبّكَ وَ تَحلِفُ ثَلَاثَةَ أَيمَانٍ أنَيّ لَا أُحِبّكَ قَالَ وَيلَكَ أَو وَيحَكَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ الأَروَاحَ قَبلَ الأَجسَادِ بأِلَفيَ عَامٍ فَأَسكَنَهَا الهَوَاءَ فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا هُنَالِكَ ائتَلَفَ فِي الدّنيَا وَ مَا تَنَاكَرَ مِنهَا هُنَاكَ اختَلَفَ فِي الدّنيَا وَ إِنّ روُحيِ لَا تَعرِفُ رُوحَكَ قَالَ فَلَمّا وَلّي قَالَ إِذَا سَرّكُم أَن تَنظُرُوا إِلَي قاَتلِيِ فَانظُرُوا إِلَي هَذَا قَالَ بَعضُ القَومِ أَ وَ لَا تَقتُلُهُ أَو قَالَ نَقتُلُهُ فَقَالَ مَا أَعجَبُ مِن هَذَا تأَمرُوُنيّ أَن أَقتُلَ قاَتلِيِ لَعَنَهُ اللّهُ
صفحه : 197
بيان أقتل قاتلي أي من لم يقتلني وسيقتلني والحاصل أن القصاص لايجوز قبل الفعل أوالمعني أنه إذا كان في علم الله أنه قاتلي فكيف أقدر علي قتله و إن كان من أسباب عدم القدرة عدم مشروعية القصاص قبل الفعل وعدم صدور مايخالف الشرع عنه ع ويرد عليه إشكالات ليس المقام موضع حلها
15- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ يَرفَعُهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ دَخَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الحَمّامَ فَسَمِعَ صَوتَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع قَد عَلَا فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا فَدَاكُمَا أَبِي وَ أمُيّ فَقَالَا اتّبَعَكَ هَذَا الفَاجِرُ فَظَنَنّا أَنّهُ يُرِيدُ أَن يَضُرّكَ قَالَ دَعَاهُ وَ اللّهِ مَا أُطلَقُ إِلّا لَهُ
16- حة،[فرحة الغري]رَأَيتُ فِي كِتَابٍ عَن حَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ طَحّالٍ المقِداَديِّ قَالَ رَوَي الخَلَفُ عَنِ السّلَفِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَرَضَ مَوَدّتَنَا أَهلَ البَيتِ عَلَي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَأَوّلُ مَن أَجَابَ مِنهَا السّمَاءُ السّابِعَةُ فَزَيّنَهَا بِالعَرشِ وَ الكرُسيِّ ثُمّ السّمَاءُ الرّابِعَةُ فَزَيّنَهَا بِالبَيتِ المَعمُورِ ثُمّ السّمَاءُ الدّنيَا فَزَيّنَهَا بِالنّجُومِ ثُمّ أَرضُ الحِجَازِ فَشَرّفَهَا بِالبَيتِ الحَرَامِ ثُمّ أَرضُ الشّامِ فَزَيّنَهَا بِبَيتِ المَقدِسِ ثُمّ أَرضُ طَيبَةَ فَشَرّفَهَا بقِبَريِ ثُمّ أَرضُ كُوفَانَ فَشَرّفَهَا بِقَبرِكَ يَا عَلِيّ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ أُقبَرُ بِكُوفَانِ العِرَاقِ فَقَالَ نَعَم يَا عَلِيّ تُقبَرُ بِظَاهِرِهَا قَتلًا بَينَ الغَرِيّينِ وَ الذّكَوَاتِ البِيضِ يَقتُلُكَ شقَيِّ هَذِهِ الأُمّةِ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ فَوَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا عَاقِرُ نَاقَةِ صَالِحٍ عِندَ اللّهِ بِأَعظَمَ عِقَاباً مِنهُ يَا عَلِيّ يَنصُرُكَ مِنَ العِرَاقِ مِائَةُ أَلفِ سَيفٍ
17-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ ع مَا روُيَِ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن رَجُلٍ مِن مُزَينَةَ قَالَكُنتُ جَالِساً عِندَ عَلِيّ ع فَأَقبَلَ إِلَيهِ قَومٌ مِن مُرَادٍ وَ مَعَهُمُ ابنُ مُلجَمٍ قَالُوا
صفحه : 198
يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ طَرَأَ عَلَينَا وَ لَا وَ اللّهِ مَا جَاءَنَا زَائِراً وَ لَا مُنتَجِعاً وَ إِنّا لَنَخَافُهُ عَلَيكَ فَاشدُد يَدَكَ بِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع اجلِس فَنَظَرَ فِي وَجهِهِ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ أَ رَأَيتَكَ إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ وَ عِندَكَ مِنهُ عِلمٌ هَل أَنتَ مخُبرِيِ عَنهُ قَالَ نَعَم وَ حَلّفَهُ عَلَيهِ فَقَالَ أَ كُنتَ تُرَاضِعُ الغِلمَانَ وَ تَقُومُ عَلَيهِم فَكُنتَ إِذَا جِئتَ فَرَأَوكَ مِن بَعِيدٍ قَالُوا قَد جَاءَنَا ابنُ رَاعِيَةِ الكِلَابِ قَالَ أللّهُمّ نَعَم فَقَالَ لَهُ مَرَرتَ بِرَجُلٍ وَ قَد أَيفَعتَ فَنَظَرَ إِلَيكَ وَ أَحَدّ النّظَرَ فَقَالَ أَشقَي مِن عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ قَالَ نَعَم قَالَ قَد أَخبَرَتكَ أُمّكَ أَنّهَا حَمَلَت بِكَ فِي بَعضِ حَيضِهَا فَتَعتَعَ هُنَيهَةً ثُمّ قَالَ نَعَم قَد حدَثّتَنيِ بِذَلِكَ وَ لَو كُنتُ كَاتِماً شَيئاً لَكَتَمتُكَ هَذِهِ المَنزِلَةَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع قُم فَقَامَ ثُمّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ قَاتِلَكَ شِبهُ اليهَوُديِّ بَل هُوَ يهَوُديِّ
وَ مِنهَا مَا تَوَاتَرَت بِهِ الرّوَايَاتُ مِن نَعيِهِ نَفسَهُ قَبلَ مَوتِهِ وَ أَنّهُ يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا شَهِيداً مِن قَولِهِ وَ اللّهِ لَيَخضِبَنّهَا مِن فَوقِهَا يُومِئُ إِلَي شَيبَتِهِ مَا يَحبِسُ أَشقَاهَا أَن يَخضِبَهَا بِدَمٍ وَ قَولُهُ أَتَاكُم شَهرُ رَمَضَانَ وَ فِيهِ تَدُورُ رَحَي السّلطَانِ أَلَا وَ إِنّكُم حَاجّوا العَامِ صَفّاً وَاحِداً وَ آيَةُ ذَلِكَ أنَيّ لَستُ فِيكُم وَ كَانَ يُفطِرُ فِي هَذَا الشّهرِ لَيلَةً عِندَ الحَسَنِ وَ لَيلَةً عِندَ الحُسَينِ وَ لَيلَةً عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ زَوجِ زَينَبَ بِنتِهِ لِأَجلِهَا لَا يَزِيدُ عَلَي ثَلَاثِ لُقَمٍ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يأَتيِنيِ أَمرُ اللّهِ وَ أَنَا خَمِيصٌ إِنّمَا هيَِ لَيلَةٌ أَو لَيلَتَانِ فَأُصِيبُ مِنَ اللّيلِ وَ قَد تَوَجّهَ إِلَي المَسجِدِ فِي لَيلَةٍ ضَرَبَهُ الشقّيِّ فِي آخِرِهَا فَصَاحَ الإِوَزّ فِي وَجهِهِ وَ طَرَدَهُنّ النّاسُ فَقَالَ دَعُوهُنّ فَإِنّهُنّ نَوَائِحُ
بيان تراضع الغلمان لعله من قولهم فلان يرضع الناس أي يسألهم و في بعض النسخ تواضع بالواو من المواضعة بمعني الموافقة في الأمر ويقال
صفحه : 199
تعتع في الكلام أي تردد من حصر أوعي قوله و فيه تدور رحي السلطان لعل المراد انقضاء الدوران كناية عن ذهاب ملكه ع أو هوكناية عن تغير الدولة وانقلاب أحوال الزمان و لايبعد أن يكون في الأصل الشيطان مكان السلطان وخمص البطن خلا. و في الديوان المنسوب إليه ع مخاطبا لابن ملجم لعنه الله .ألا أيها المغرور في القول والوعد. و من حال عن رشد المسالك والقصد.أقول قدأثبتنا بعض الأخبار في كتاب الفتن في باب إخبار النبي ص بمظلوميتهم ع
1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]قُبِضَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَتِيلًا فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ وَقتَ التّنوِيرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ لِتِسعَ عَشرَةَ لَيلَةً مَضَينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ عَلَي يدَيَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُلجَمٍ المرُاَديِّ لَعَنَهُ اللّهُ وَ قَد عَاوَنَهُ وَردَانُ بنُ مُجَالِدٍ مِن تَيمِ الرّبَابِ وَ شَبِيبُ بنُ بَجرَةَ وَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ وَ قَطَامِ بِنتُ الأَخضَرِ فَضَرَبَهُ سَيفاً عَلَي رَأسِهِ مَسمُوماً فبَقَيَِ يَومَينِ إِلَي نَحوِ الثّلُثِ مِنَ اللّيلِ وَ لَهُ يَومَئِذٍ خَمسٌ وَ سِتّونَ سَنَةً فِي قَولِ الصّادِقِ ع وَ قَالَتِ العَامّةُ ثَلَاثٌ وَ سِتّونَ سَنَةً عَاشَ مَعَ النّبِيّص بِمَكّةَ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً وَ بِالمَدِينَةِ عَشرَ سِنِينَ وَ قَد كَانَ هَاجَرَ وَ هُوَ ابنُ أَربَعٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ ضَرَبَ بِالسّيفِ بَينَ يدَيَِ النّبِيّص وَ هُوَ ابنُ سِتّ عَشرَةَ سَنَةً وَ قَتَلَ الأَبطَالَ وَ هُوَ ابنُ تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً وَ قَلَعَ بَابَ خَيبَرَ وَ لَهُ ثَمَانٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً وَ كَانَت مُدّةَ إِمَامَتِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً
صفحه : 200
مِنهَا أَيّامُ أَبِي بَكرٍ سَنَتَانِ وَ أَربَعَةُ أَشهُرٍ وَ أَيّامُ عُمَرَ تِسعُ سِنِينَ وَ أَشهُرٌ وَ أَيّامٌ وَ عَنِ الفرِياَنيِّ عَشرُ سِنِينَ وَ ثَمَانِيَةُ أَشهُرٍ وَ أَيّامُ عُثمَانَ اثنَتَا عَشرَةَ سَنَةً ثُمّ آتَاهُ اللّهُ الحَقّ خَمسَ سِنِينَ وَ أَشهُراً وَ كَانَ ع أَمَرَ بِأَن يُخفَي قَبرُهُ لِمَا عَرَفَ مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ عَدَاوَتِهِم فِيهِ إِلَي أَن أَظهَرَهُ الصّادِقُ ع ثُمّ إِنّ مُحَمّدَ بنَ زَيدٍ الحسَنَيِّ أَمَرَ بِعِمَارَةِ الحَائِرِ بِكَربَلَاءَ وَ البِنَاءِ عَلَيهِمَا وَ بَعدَ ذَلِكَ زِيدَ فِيهِ وَ بَلَغَ عَضُدُ الدّولَةِ الغَايَةَ فِي تَعظِيمِهَا وَ الأَوقَافِ عَلَيهِمَا
2- د،[العدد القوية] فِي كِتَابِ الذّخِيرَةِ جُرِحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِتِسعَ عَشرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن شَهرِ رَمَضَانِ سَنَةِ أَربَعِينَ وَ توُفُيَّ فِي لَيلَةِ الثاّنيِ وَ العِشرِينَ مِنهُ
وَ فِي كِتَابٍ عَتِيقٍ لَيلَةَ الأَحَدِ لِسَبعٍ بَقِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانِ سَنَةَ أَربَعِينَ
فِي مَوَالِيدِ الأَئِمّةِ لَيلَةَ الأَحَدِ لِتِسعٍ بَقِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ
فِي كِتَابِ أَسمَاءِ حُجَجِ اللّهِ قُبِضَ فِي إِحدَي وَ عِشرِينَ لَيلَةً مِن رَمَضَانَ فِي عَامِ الأَربَعِينَ
وَ فِي تَارِيخِ المُفِيدِ فِي لَيلَةِ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن رَمَضَانَ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَفَاةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قِيلَ يَومَ الإِثنَينِ لِتِسعَ عَشرَةَ مِن رَمَضَانَ إِحدَي وَ أَربَعِينَ دُفِنَ باِلغرَيِّ وَ عُمُرُهُ ثَلَاثٌ وَ سِتّونَ سَنَةً كَانَ مُقَامُهُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص بَعدَ البِعثَةِ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً بِمَكّةَ قَبلَ الهِجرَةِ مُشَارِكاً لَهُ فِي مِحَنِهِ كُلّهَا مُحتَمِلًا عَنهُ أَثقَالَهُ وَ عَشرَ سِنِينَ بَعدَ الهِجرَةِ بِالمَدِينَةِ يُكَافِحُ عَنهُ المُشرِكِينَ وَ يُجَاهِدُ دُونَهُ الكَافِرِينَ وَ يَقِيهِ بِنَفسِهِ فَمَضَيص وَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ كَانَت إِمَامَتَهُ ع ثَلَاثُونَ سَنَةً مِنهَا أَربَعٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً مَمنُوعٌ مِنَ التّصَرّفِ لِلتّقِيّةِ وَ المُدَارَاةِ وَ مِنهَا خَمسُ سِنِينَ وَ أَشهُرٌ مُمتَحَناً بِجِهَادِ المُنَافِقِينَ وَ قِيلَ مُدّةُ وَلَايَتِهِ أَربَعُ سِنِينَ وَ تِسعَةُ أَشهُرٍ وَ قِيلَ عُمُرُهُ أَربَعٌ وَ سِتّونَ سَنَةً وَ أَربَعَةُ شُهُورٍ وَ عِشرُونَ يَوماً وَ قِيلَ قُتِلَ ع فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِتِسعٍ مَضَينَ مِنهُ وَ قِيلَ لِتِسعٍ بَقِينَ مِنهُ لَيلَةَ الأَحَدِ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ
صفحه : 201
3- كا،[الكافي] قُتِلَ ع فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِتِسعٍ بَقِينَ مِنهُ لَيلَةَ الأَحَدِ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ سَنَةً بقَيَِ بَعدَ قَبضِ النّبِيّص ثَلَاثِينَ سَنَةً
4- د،[العدد القوية] اختُلِفَ فِي اللّيلَةِ التّيِ استُشهِدَ فِيهَا أَحَدُهَا آخِرُ اللّيلَةِ السّابِعَةَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ صَبِيحَةَ الجُمُعَةِ بِمَسجِدِ الكُوفَةِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ الثاّنيِ لَيلَةُ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن رَمَضَانَ فبَقَيَِ الجُمُعَةَ ثُمّ يَومَ السّبتِ وَ توُفُيَّ لَيلَةَ الأَحَدِ قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَ الثّالِثُ أَنّهُ قُتِلَ فِي اللّيلَةِ السّابِعَةِ وَ العِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ قَالَهُ الحَسَنُ البصَريِّ وَ هيَِ لَيلَةُ القَدرِ وَ فِيهَا عُرِجَ بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ ع وَ فِيهَا توُفُيَّ يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ هَذَا أَشهَرُ
5- يب ،[تهذيب الأحكام ]الشّيخُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ الغُسلُ فِي سَبعَةَ عَشَرَ مَوطِناً وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ لَيلَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ هيَِ اللّيلَةُ التّيِ أُصِيبَ فِيهَا سَيّدُ أَوصِيَاءِ الأَنبِيَاءِ وَ فِيهَا رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ قُبِضَ مُوسَي ع الخَبَرَ
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِّ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن حَبِيبِ بنِ عَمرٍو قَالَدَخَلتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَحَلّ عَن جِرَاحَتِهِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا جَرَحَكَ هَذَا بشِيَءٍ وَ مَا بِكَ مِن بَأسٍ فَقَالَ لِي يَا حَبِيبُ أَنَا وَ اللّهِ مُفَارِقُكُم السّاعَةَ قَالَ فَبَكَيتُ عِندَ ذَلِكَ وَ بَكَت أُمّ كُلثُومٍ وَ كَانَت قَاعِدَةً عِندَهُ فَقَالَ لَهَا مَا يُبكِيكِ يَا بُنَيّةِ فَقَالَت ذَكَرتَ يَا أَبَتِ إِنّكَ تُفَارِقُنَا السّاعَةَ فَبَكَيتُ فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيّةِ لَا تَبكِينَ فَوَ اللّهِ لَو تَرَينَ مَا يَرَي أَبُوكِ مَا بَكَيتِ
صفحه : 202
قَالَ حَبِيبٌ فَقُلتُ لَهُ وَ مَا ألّذِي تَرَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ يَا حَبِيبُ أَرَي مَلَائِكَةَ السّمَاءِ وَ النّبِيّينَ بَعضَهُم فِي أَثَرِ بَعضٍ وُقُوفاً إِلَي أَن يتَلَقَوّنيِ وَ هَذَا أخَيِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ عنِديِ يَقُولُ اقدَم فَإِنّ أَمَامَكَ خَيرٌ لَكَ مِمّا أَنتَ فِيهِ قَالَ فَمَا خَرَجتُ مِن عِندِهِ حَتّي توُفُيَّ ع فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ وَ أَصبَحَ الحَسَنُ ع قَامَ خَطِيباً عَلَي المِنبَرِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ نَزَلَ القُرآنُ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ قُتِلَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ مَاتَ أَبِي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اللّهِ لَا يَسبِقُ أَبِي أَحَدٌ كَانَ قَبلَهُ مِنَ الأَوصِيَاءِ إِلَي الجَنّةِ وَ لَا مَن يَكُونُ بَعدَهُ وَ إِن كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَيَبعَثُهُ فِي السّرِيّةِ فَيُقَاتِلُ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ وَ مَا تَرَكَ صَفرَاءَ وَ لَا بَيضَاءَ إِلّا سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت مِن عَطَائِهِ كَانَ يَجمَعُهَا ليِشَترَيَِ بِهَا خَادِماً لِأَهلِهِ
7-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ الإسِكاَفيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن أَحمَدَ بنِ سَلَامَةَ الغنَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ العاَمرِيِّ عَن مَعمَرٍ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَيّاشٍ عَنِ الفُجَيعِ العقُيَليِّ قَالَ حدَثّنَيِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت واَلدِيَِ الوَفَاةُ أَقبَلَ يوُصيِ فَقَالَ هَذَا مَا أَوصَي بِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَخُو مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ ابنُ عَمّهِ وَ صَاحِبُهُ أَوّلُ وصَيِتّيِ أنَيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُهُ وَ خِيَرَتُهُ اختَارَهُ بِعِلمِهِ وَ ارتَضَاهُ لِخِيَرَتِهِ وَ إِنّ اللّهَ بَاعِثُ مَن فِي القُبُورِ وَ سَائِلُ النّاسِ عَن أَعمَالِهِم عَالِمٌ بِمَا فِي الصّدُورِ ثُمّ إنِيّ أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَ كَفَي بِكَ وَصِيّاً بِمَا أوَصاَنيِ بِهِ رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ يَا بنُيَّ الزَم بَيتَكَ وَ ابكِ عَلَي خَطِيئَتِكَ وَ لَا تَكُنِ الدّنيَا أَكبَرَ هَمّكَ وَ أُوصِيكَ يَا بنُيَّ بِالصّلَاةِ عِندَ وَقتِهَا وَ الزّكَاةِ فِي أَهلِهَا عِندَ مَحَلّهَا وَ الصّمتِ عِندَ الشّبهَةِ
صفحه : 203
وَ الِاقتِصَادِ وَ العَدلِ فِي الرّضَا وَ الغَضَبِ وَ حُسنِ الجِوَارِ وَ إِكرَامِ الضّيفِ وَ رَحمَةِ المَجهُودِ وَ أَصحَابِ البَلَاءِ وَ صِلَةِ الرّحِمِ وَ حُبّ المَسَاكِينِ وَ مُجَالَسَتِهِم وَ التّوَاضُعِ فَإِنّهُ مِن أَفضَلِ العِبَادَةِ وَ قَصّرِ الأَمَلَ وَ اذكُرِ المَوتَ وَ ازهَد فِي الدّنيَا فَإِنّكَ رَهِينُ مَوتٍ وَ غَرَضُ بَلَاءٍ وَ طَرِيحُ سُقمٍ وَ أُوصِيكَ بِخَشيَةِ اللّهِ فِي سِرّ أَمرِكَ وَ عَلَانِيَتِكَ وَ أَنهَاكَ عَنِ التّسَرّعِ بِالقَولِ وَ الفِعلِ وَ إِذَا عَرَضَ شَيءٌ مِن أَمرِ الآخِرَةِ فَابدَأ بِهِ وَ إِذَا عَرَضَ شَيءٌ مِن أَمرِ الدّنيَا فَتَأَنّهُ حَتّي تُصِيبَ رُشدَكَ فِيهِ وَ إِيّاكَ وَ مَوَاطِنَ التّهَمَةِ وَ المَجلِسَ المَظنُونَ بِهِ السّوءُ فَإِنّ قَرِينَ السّوءِ يَغُرّ جَلِيسَهُ وَ كُن لِلّهِ يَا بنُيَّ عَامِلًا وَ عَنِ الخَنَي زَجُوراً وَ بِالمَعرُوفِ آمِراً وَ عَنِ المُنكَرِ نَاهِياً وَ وَاخِ الإِخوَانَ فِي اللّهِ وَ أَحِبّ الصّالِحَ لِصَلَاحِهِ وَ دَارِ الفَاسِقَ عَن دِينِكَ وَ أَبغِضهُ بِقَلبِكَ وَ زَايِلهُ بِأَعمَالِكَ لِئَلّا تَكُونَ مِثلَهُ وَ إِيّاكَ وَ الجُلُوسَ فِي الطّرُقَاتِ وَ دَعِ المُمَارَاةَ وَ مُجَارَاةَ مَن لَا عَقلَ لَهُ وَ لَا عِلمَ وَ اقتَصِد يَا بنُيَّ فِي مَعِيشَتِكَ وَ اقتَصِد فِي عِبَادَتِكَ وَ عَلَيكَ فِيهَا بِالأَمرِ الدّائِمِ ألّذِي تُطِيقُهُ وَ الزَمِ الصّمتَ تَسلَم وَ قَدّم لِنَفسِكَ تَغنَم وَ تَعَلّمِ الخَيرَ تَعلَم وَ كُن لِلّهِ ذَاكِراً عَلَي كُلّ حَالٍ وَ ارحَم مِن أَهلِكَ الصّغِيرَ وَ وَقّرِ مِنهُمُ الكَبِيرَ وَ لَا تَأكُلَنّ طَعَاماً حَتّي تَصَدّقَ مِنهُ قَبلَ أَكلِهِ وَ عَلَيكَ بِالصّومِ فَإِنّهُ زَكَاةُ البَدَنِ وَ جُنّةٌ لِأَهلِهِ وَ جَاهِد نَفسَكَ وَ احذَر جَلِيسَكَ وَ اجتَنِب عَدُوّكَ وَ عَلَيكَ بِمَجَالِسِ الذّكرِ وَ أَكثِر مِنَ الدّعَاءِ فإَنِيّ لَم آلُكَ يَا بنُيَّ نُصحاً وَ هَذَا فِرَاقُ بيَنيِ وَ بَينِكَ وَ أُوصِيكَ بِأَخِيكَ مُحَمّدٍ خَيراً فَإِنّهُ شَقِيقُكَ وَ ابنُ أَبِيكَ وَ قَد تَعلَمُ حبُيّ لَهُ وَ أَمّا أَخُوكَ الحُسَينُ فَهُوَ ابنُ أُمّكَ وَ لَا أُرِيدُ الوَصَاةَ بِذَلِكَ وَ اللّهُ الخَلِيفَةُ عَلَيكُم وَ إِيّاهُ أَسأَلُ أَن يُصلِحَكُم وَ أَن يَكُفّ الطّغَاةَ البُغَاةَ عَنكُم
صفحه : 204
وَ الصّبرَ الصّبرَ حَتّي يُنزِلَ اللّهُ الأَمرَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ
بيان وارتضاه لخيرته أي لأن يكون مختاره من بين الخلق
8-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُوسَي بنِ يُوسُفَ القَطّانِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ المقُريِ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ عَلِيّ النوّفلَيِّ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ لَمّا ضَرَبَ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع عَدَونَا نَفَرٌ مِن أَصحَابِنَا أَنَا وَ الحَارِثُ وَ سُوَيدُ بنُ غَفَلَةَ وَ جَمَاعَةٌ مَعَنَا فَقَعَدنَا عَلَي البَابِ فَسَمِعنَا البُكَاءَ فَبَكَينَا فَخَرَجَ إِلَينَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ يَقُولُ لَكُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع انصَرِفُوا إِلَي مَنَازِلِكُم فَانصَرَفَ القَومُ غيَريِ فَاشتَدّ البُكَاءُ مِن مَنزِلِهِ فَبَكَيتُ وَ خَرَجَ الحَسَنُ ع وَ قَالَ أَ لَم أَقُل لَكُم انصَرِفُوا فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص لَا يتُاَبعِنُيِ نفَسيِ وَ لَا يحَملِنُيِ رجِليِ أَنصَرِفُ حَتّي أَرَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فَبَكَيتُ وَ دَخَلَ فَلَم يَلبَث أَن خَرَجَ فَقَالَ لِي ادخُل فَدَخَلتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَإِذَا هُوَ مُستَنِدٌ مَعصُوبُ الرّأسِ بِعِمَامَةٍ صَفرَاءَ قَد نَزِفَ وَ اصفَرّ وَجهُهُ مَا أدَريِ وَجهُهُ أَصفَرُ أَوِ العِمَامَةُ فَأَكبَبتُ عَلَيهِ فَقَبّلتُهُ وَ بَكَيتُ فَقَالَ لِي لَا تَبكِ يَا أَصبَغُ فَإِنّهَا وَ اللّهِ الجَنّةُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ أَعلَمُ وَ اللّهِ أَنّكَ تَصِيرُ إِلَي الجَنّةِ وَ إِنّمَا أبَكيِ لفِقِداَنيِ إِيّاكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جُعِلتُ فِدَاكَ حدَثّنيِ بِحَدِيثٍ سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فإَنِيّ أَرَاكَ لَا أَسمَعُ مِنكَ حَدِيثاً بَعدَ يوَميِ هَذَا أَبَداً قَالَ نَعَم يَا أَصبَغُ دعَاَنيِ رَسُولُ اللّهِص يَوماً فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ انطَلِق حَتّي تأَتيَِ مسَجدِيِ ثُمّ تَصعَدَ منِبرَيِ ثُمّ تَدعُوَ النّاسَ إِلَيكَ فَتَحمَدَ اللّهَ تَعَالَي وَ تثُنيَِ عَلَيهِ وَ تصُلَيَّ عَلَيّ صَلَاةً كَثِيرَةً ثُمّ تَقُولَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكُم وَ هُوَ يَقُولُ لَكُم إِنّ لَعنَةَ اللّهِ وَ لَعنَةَ مَلَائِكَتِهِ المُقَرّبِينَ
صفحه : 205
وَ أَنبِيَائِهِ المُرسَلِينَ وَ لعَنتَيِ عَلَي مَنِ انتَمَي إِلَي غَيرِ أَبِيهِ أَوِ ادّعَي إِلَي غَيرِ مَوَالِيهِ أَو ظَلَمَ أَجِيراً أَجرَهُ فَأَتَيتُ مَسجِدَهُص وَ صَعِدتُ مِنبَرَهُ فَلَمّا رأَتَنيِ قُرَيشٌ وَ مَن كَانَ فِي المَسجِدِ أَقبَلُوا نحَويِ فَحَمِدتُ اللّهَ وَ أَثنَيتُ عَلَيهِ وَ صَلّيتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص صَلَاةً كَثِيرَةً ثُمّ قُلتُ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكُم وَ هُوَ يَقُولُ لَكُم أَلَا إِنّ لَعنَةَ اللّهِ وَ لَعنَةَ مَلَائِكَتِهِ المُقَرّبِينَ وَ أَنبِيَائِهِ المُرسَلِينَ وَ لعَنتَيِ إِلَي مَنِ انتَمَي إِلَي غَيرِ أَبِيهِ أَوِ ادّعَي إِلَي غَيرِ مَوَالِيهِ أَو ظَلَمَ أَجِيراً أَجرَهُ قَالَ فَلَم يَتَكَلّم أَحَدٌ مِنَ القَومِ إِلّا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَإِنّهُ قَالَ قَد أَبلَغتَ يَا أَبَا الحَسَنِ وَ لَكِنّكَ جِئتَ بِكَلَامٍ غَيرِ مُفَسّرٍ فَقُلتُ أُبلِغُ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ فَرَجَعتُ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ فَقَالَ ارجِع إِلَي مسَجدِيِ حَتّي تَصعَدَ منِبرَيِ فَاحمَدِ اللّهَ وَ أَثنِ عَلَيهِ وَ صَلّ عَلَيّ ثُمّ قُل أَيّهَا النّاسُ مَا كُنّا لِنَجِيئَكُم بشِيَءٍ إِلّا وَ عِندَنَا تَأوِيلُهُ وَ تَفسِيرُهُ أَلَا وَ إنِيّ أَنَا أَبُوكُم أَلَا وَ إنِيّ أَنَا مَولَاكُم أَلَا وَ إنِيّ أَنَا أَجِيرُكُم
توضيح نزف فلان دمه كعني سال حتي يفرط فهو منزوف ونزيف قوله ع ألا وإني أناأبوكم يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه وإنما وصفه بكونه أجيرا لأن النبي والإمام ع لماوجب لهما بإزاء تبليغهما رسالات ربهما إطاعتهما ومودتهما فكأنهما أجيران كما قال تعالي قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي ويحتمل أن يكون المعني من يستحق الأجر من الله بسببكم
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ أخَيِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَمّا ضَرَبَ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ مَعَهُ آخَرُ فَوَقَعَت ضَربَتُهُ عَلَي الحَائِطِ وَ أَمّا ابنُ مُلجَمٍ فَضَرَبَهُ فَوَقَعَتِ الضّربَةُ وَ هُوَ سَاجِدٌ عَلَي رَأسِهِ عَلَي الضّربَةِ التّيِ كَانَت
صفحه : 206
فَخَرَجَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ أَخَذَا ابنَ مُلجَمٍ وَ أَوثَقَاهُ وَ احتُمِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَأُدخِلَ دَارَهُ فَقَعَدَت لُبَابَةُ عِندَ رَأسِهِ وَ جَلَسَت أُمّ كُلثُومٍ عِندَ رِجلَيهِ فَفَتَحَ عَينَيهِ فَنَظَرَ إِلَيهِمَا فَقَالَ الرّفِيقُ الأَعلَي خَيرٌ مُستَقَرّاً وَ أَحسَنُ مَقِيلًا ضَربَةً بِضَربَةٍ أَوِ العَفوَ إِن كَانَ ذَلِكَ ثُمّ عَرِقَ ثُمّ أَفَاقَ فَقَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يأَمرُنُيِ بِالرّوَاحِ إِلَيهِ عِشَاءً ثَلَاثَ مَرّاتٍ
بيان لعل العرق كناية عن الفتور والضعف والغشي فإنها تلزمه غالبا و في بعض النسخ بالغين المعجمة فيكون المراد الإغماء أوالنوم مجازا و قديقال غرق في السكر إذابلغ النهاية فيه
10- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع خَرَجَ يُوقِظُ النّاسَ لِصَلَاةِ الصّبحِ فَضَرَبَهُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ بِالسّيفِ عَلَي أُمّ رَأسِهِ فَوَقَعَ عَلَي رُكبَتَيهِ وَ أَخَذَهُ فَالتَزَمَهُ حَتّي أَخَذَهُ النّاسُ وَ حُمِلَ عَلِيّ حَتّي أَفَاقَ ثُمّ قَالَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع احبِسُوا هَذَا الأَسِيرَ وَ أَطعِمُوهُ وَ اسقُوهُ وَ أَحسِنُوا إِسَارَهُ فَإِن عِشتُ فَأَنَا أَولَي بِمَا صَنَعَ فِيّ إِن شِئتُ استَقَدتُ وَ إِن شِئتُ صَالَحتُ وَ إِن مِتّ فَذَلِكَ إِلَيكُم فَإِن بَدَا لَكُم أَن تَقتُلُوهُ فَلَا تُمَثّلُوا بِهِ
11-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ الحسَنَيِّ رَفَعَهُ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأحَمرَيِّ رَفَعَهُ قَالَ لَمّا ضُرِبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَفّ بِهِ العُوّادُ وَ قِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَوصِ فَقَالَ اثنُوا لِي وِسَادَةً ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ حَقّ قَدرِهِ مُتّبِعِينَ أَمرَهُ أَحمَدُهُ كَمَا أَحَبّ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الوَاحِدُ الأَحَدُ الصّمَدُ كَمَا انتَسَبَ أَيّهَا النّاسُ كُلّ امرِئٍ لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنهُ يَفِرّ وَ الأَجَلُ مَسَاقُ النّفسِ إِلَيهِ وَ الهَرَبُ مِنهُ مُوَافَاتُهُ كَمِ اطّرَدَتِ الأَيّامُ أَبحَثُهَا عَن مَكنُونِ هَذَا الأَمرِ فَأَبَي اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ إِلّا إِخفَاءَهُ هَيهَاتَ عِلمٌ مَكنُونٌ أَمّا وصَيِتّيِ فَأَن لَا تُشرِكُوا بِاللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ شَيئاً
صفحه : 207
وَ مُحَمّداًص فَلَا تُضَيّعُوا سُنّتَهُ أَقِيمُوا هَذَينِ العَمُودَينِ وَ أَوقِدُوا هَذَينِ المِصبَاحَينِ وَ خَلَاكُم ذَمّ مَا لَم تَشرُدُوا حُمّلَ كُلّ امرِئٍ مِنكُم مَجهُودَهُ وَ خُفّفَ عَنِ الجَهَلَةِ رَبّ رَحِيمٌ وَ إِمَامٌ عَلِيمٌ وَ دِينٌ قَوِيمٌ أَنَا بِالأَمسِ صَاحِبُكُم وَ اليَومَ عِبرَةٌ لَكُم وَ غَداً مُفَارِقُكُم إِن تَثبُتِ الوَطأَةُ فِي هَذِهِ المَزَلّةِ فَذَاكَ المُرَادُ وَ إِن تَدحَضِ القَدَمُ فَإِنّا كُنّا فِي أَفيَاءِ أَغصَانٍ وَ ذَرَي رِيَاحٍ وَ تَحتِ ظِلّ غَمَامَةٍ اضمَحَلّ فِي الجَوّ مُتَلَفّقُهَا وَ عَفَا فِي الأَرضِ مَخَطّهَا وَ إِنّمَا كُنتُ جَاراً جَاوَرَكُم بدَنَيِ أَيّاماً وَ سَتُعقَبُونَ منِيّ جُثّةً خَلَاءً سَاكِنَةً بَعدَ حَرَكَةٍ وَ كَاظِمَةً بَعدَ نُطقٍ لِيَعِظَكُم هدُوُيّ وَ خُفُوتُ إطِراَقيِ وَ سُكُونُ أطَراَفيِ فَإِنّهُ أَوعَظُ لَكُم مِنَ النّاطِقِ البَلِيغِ وَدّعتُكُم وَدَاعَ مُرصِدٍ للِتلّاَقيِ غَداً تَرَونَ أيَاّميِ وَ يَكشِفُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن سرَاَئرِيِ وَ تعَرفِوُنيّ بَعدَ خُلُوّ مكَاَنيِ وَ قِيَامِ غيَريِ مقَاَميِ إِن أَبقَ فَأَنَا ولَيِّ دمَيِ وَ إِن أَفنَ فَالفَنَاءُ ميِعاَديِ وَ إِن أَعفُ فَالعَفوُ لِي قُربَةٌ وَ لَكُم حَسَنَةٌفَاعفُوا وَ اصفَحُواأَ لا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللّهُ لَكُمفَيَا لَهَا حَسرَةً عَلَي كُلّ ذيِ غَفلَةٍ أَن يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيهِ حُجّةً أَو يُؤَدّيَهُ أَيّامُهُ إِلَي شِقوَةٍ جَعَلَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم مِمّن لَا يَقصُرُ بِهِ عَن طَاعَةِ اللّهِ رَغبَةٌ أَو تَحُلّ بِهِ بَعدَ المَوتِ نَقِمَةٌ فَإِنّمَا نَحنُ لَهُ وَ بِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي الحَسَنِ ع فَقَالَ يَا بنُيَّ ضَربَةً مَكَانَ ضَربَةٍ وَ لَا تَأثَم
بيان قوله اثنوا لي وسادة يقال ثني الشيء كسمع [كسعي ]رد بعضه علي بعض وثنيها إما للجلوس عليها ليرتفع ويظهر للسامعين أوللاتكاء عليها لعدم قدرته علي الجلوس قوله ع قدره أي حمدا يكون حسب قدره و كما هوأهله و قوله متبعين حال عن فاعل الحمد لأنه في قوة نحمد الله قوله كماانتسب أي كمانسب نفسه في سورة التوحيد قوله ع كل امرئ لاق في فراره
صفحه : 208
أي من الأمور المقدرة الحتمية كالموت . قال الله تعالي قُل إِنّ المَوتَ ألّذِي تَفِرّونَ مِنهُ فَإِنّهُ مُلاقِيكُم وإنما قال ع في فراره لأن كل أحد يفر دائما من الموت و إن كان تبعدا والمساق مصدر ميمي وليست في نهج البلاغة كلمة إليه فيحتمل أن يكون المراد بالأجل منتهي العمر والمساق مايساق إليه و أن يكون المراد به المدة فالمساق زمان السوق . و قوله ع والهرب منه موافاته من حمل اللازم علي الملزوم فإن الإنسان مادام يهرب من موته بحركات وتصرفات يفني عمره فيهافكأن الهرب منه موافاته والمعني أنه إذاقدر زوال عمر أودولة فكل مايدبره الإنسان لرفع مايهرب منه يصير سببا لحصوله إذ تأثير الأدوية والأسباب بإذنه تعالي مع أنه عندحلول الأجل يصير أحذق الأطباء أجهلهم ويغفل عما ينفع المريض وهكذا في سائر الأمور. و قال الفيروزآبادي الطرد الإبعاد وضم الإبل من نواحيها وطردتهم أتيتهم وجزتهم واطرده أمر بطرده أوبإخراجه عن البلد واطرد الأمر تبع بعضه بعضا وجري انتهي ويحتمل أن يكون الإطراد بمعني الطرد والجمع أوالأمر به مجازا ويمكن أن يقرأ اطردت علي صيغة الغائب بتشديد الطاء فالأيام فاعله قال أكثر شراح النهج كأنه ع جعل الأيام أشخاصا يأمر بإخراجهم وإبعادهم عنه أي مازلت أبحث عن كيفية قتلي و أي وقت يكون بعينه و في أي أرض يكون يوما يوما فإذا لم أجده في يوم طردته واستقبلت يوما آخر وهكذا حتي وقع المقدر قالوا و هذاالكلام يدل علي أنه ع لم يكن يعرف حال قتله مفصلة من جميع الوجوه و إن رسول الله ص أعلمه بذلك مجملا. ومكنون هذاالأمر أي المستور من خصوصيات هذاالأمر أوالمستور هو هذاالأمر فالمشار إليه شيءمتعلق بوفاته وهيهات أي بعدالاطلاع عليه فإنه علم مكنون مخزون و من خواص المخزون ستره والمنع من أن يناله أحد
صفحه : 209
والأظهر عندي أن المراد أني جمعت مرارا حوادث الأيام وغرائبها التي وقعت علي في ذهني وبحثت عن السر الخفي في خفاء الحق وظهور الباطل وغلبة أهله وقيل أي السر في قتله ع فظهر لي فأبي الله إلاإخفاءه عنكم لضعف عقولكم عن فهمه إذ هي من غوامض مسائل القضاء والقدر. قوله ومحمدا عطف علي أن لاتشركوا ويمكن أن يقدر فيه فعل أي أذكركم محمدا أو هونصب علي الإغراء و في بعض النسخ بالرفع و في النهج و أماوصيتي فالله لاتشركوا به شيئا ومحمداص فلاتضيعوا سنته والعمودان التوحيد والنبوة وإقامتهما كناية عن إحقاق حقوقهما وقيل المراد بهما الحسنان وقيل هما المراد بالمصباحين ويقال خلاك ذم أي أعذرت وسقط عنك الذم . قوله ع ما لم تشردوا أي تتفرقوا في الدين قوله حمل علي التفعيل مجهولا أومعلوما وخفف أيضا إما علي بناء المعلوم أوالمجهول فيقدر مبتدأ لقوله رب رحيم أي ربكم أوخبر أي لكم و علي الأول في إسناد الحمل والتخفيف إلي الدين والإمام تجوز والمراد إمام كل زمان وثبوت الوطأة كناية عن البرء من المرض والذري اسم لماذرته الرياح شبه ما فيه الإنسان في الدنيا من الأمتعة بما ذرته الرياح في عدم الثبات وقلة الانتفاع بها وقيل المراد محال ذروها كما أن في النهج ومهب رياح . قوله متلفقها بكسر الفاء أي ماانضم واجتمع من متفرقات الغمام ومخطها مايحدث في الأرض من الخط الفاصل بين الظل والنور و في بعض النسخ بالحاء المهملة أي محط ظلها فاعله والحاصل أني إن مت فلاعجب فإني كنت في أمور فانية شبيهة بتلك الأمور أو لاأبالي فإني كنت في الدنيا غيرمتعلق بها
صفحه : 210
كمن كان في تلك الأمور وكنت دائما مترصدا للانتقال وقيل استعار الأغصان للعناصر الأربعة والأفياء لتركبها المعرض للزوال والرياح للأرواح وذراها للأبدان الفائزة هي عليها بالجود الإلهي والغمامة للأسباب القوية من الحركات السماوية والتأثيرات الفلكية والأرزاق المفاضة علي الإنسان في هذاالعالم وكني باضمحلال متلفقها عن تفرق تلك الأسباب وزوالها وبعفاء مخطها في الأرض عن فناء آثارها في الأبدان .جاوركم بدني إنما خص المجاورة بالبدن لأنها من خواص الأجسام أولأن روحه ع كانت معلقة بالملإ الأعلي و هو بعد في هذه الدنيا كَمَا قَالَ ع فِي وَصفِ إِخوَانِهِ كَانُوا فِي الدّنيَا بِأَبدَانٍ أَروَاحُهَا مُعَلّقَةٌ بِالمَلَإِ الأَعلَي
وستعقبون علي بناء المفعول من الإعقاب و هوإعطاء شيء وجثة الإنسان بالضم شخصه وجسده خلاء أي خالية من الروح والخواص و في القاموس كظم غيظه رده وحبسه والباب أغلقه وكظم كعني كظوما سكت وقوم كظم كركع ساكتون . و في النهج وصامتة بعدنطوق ليعظكم بكسر اللام والنصب كما هوالمضبوط في النهج ويحتمل الجزم لكونه أمرا وفتح اللام والرفع أيضا والهدوء بالهمزة و قديخفف ويشدد السكون وخفت الصوت خفوتا سكن ولهذا قيل للميت خفت إذاانقطع كلامه وسكت وإطراقي إما بكسر الهمزة كما هوالمضبوط في النهج من أطرق إطراقا أي أرخي عينيه إلي الأرض كناية عن عدم تحريك الأجفان أوبفتحها جمع طرق بالكسر بمعني القوة أوجمع طرق بالفتح و هوالضرب بالمطرقة والأطراق بالتحريك هي الأعضاء كالبدن والرجلين ووداع بالفتح اسم من قولهم ودعته توديعا و أمابالكسر فهو الاسم من قولك أودعته موادعة أي صالحته وتقول رصدته إذاقعدت له علي طريقه
صفحه : 211
تترقبه وأرصدت له العقوبة أي أعدتها له ومرصد في بعض نسخ النهج بالفتح فالفاعل هو الله تعالي أونفسه ع كأنه أعد نفسه بالتوطين للتلاقي و في بعضها بالكسر فالمفعول نفسه أو ماينبغي إعداده وتهيئته و يوم التلاقي يوم القيامة ويحتمل شموله للرجعة أيضا و قوله غدا ظرف الأفعال الآتية ويحتمل تلك الفقرات وجوها من التأويل .الأول أن يكون المعني بعد أن أفارقكم يتولي بنو أمية وغيرهم أمركم ترون وتعرفون فضل أيام خلافتي وأني كنت علي الحق ويكشف الله لكم عن سرائري أي أني ماأردت في حروبي وسائر ماأمرتكم به إلا الله تعالي أوينكشف بعض حسناتي المروية إليكم وكنت أسترها عنكم و عن غيركم وتعرفون عدلي وقدري بعدقيام غيري مقامي بالخلافة.الثاني أن يكون المراد بقوله غدا أيام الرجعة والقيامة فإن فيهما تظهر شوكته ورفعته ونفاذ حكمه في عالم الملك والملكوت فهو ع في الرجعة ولي الانتقام من المنافقين والكفار وممكن المتقين والأخيار في الأصقاع والأقطار و في القيامة إلي الحساب وقسيم الجنة والنار فالمراد بخلو مكانه خلو قبره عن جسده بحسب مايظنه الناس في الرجعة ونزوله عن منبر الوسيلة وقيامه علي شفير جهنم يقول للنار خذي هذا واتركي هذا في القيامة. ثم اعلم أن في أكثر نسخ الكافي وقيامي غيرمقامي و هوأنسب بهذا المعني و علي الأول يحتاج إلي تكلف كأن يكون المراد قيامه عند الله تعالي في السماوات وتحت العرش و في الجنان في الغرفات و في دار السلام كمادلت عليه الروايات و في نسخ النهج وبعض نسخ الكافي وقيام غيري مقامي فهو بالأول أنسب و علي الأخير لايستقيم إلابتكلف كأن يكون المراد بالغير القائم ع فإنه إمام زمان في الرجعة وقيام الرسول ص مقامه للمخاصمة في القيامة كذا خطر بالبال و إن ذكر مجملا منه بعض المعاصرين في مؤلفاتهم .
صفحه : 212
الثالث ماخطر بالبال أيضا و هوالجمع بين المعنيين بأن يكون ترون أيامي ويكشف الله عن سرائري في الرجعة والقيامة لاتصاله بقوله وداع مرصد للتلاقي و قوله وتعرفوني إلي آخره إشارة إلي المعني الأول غيرمتعلقة بالفقرتين الأوليين و هوأسد وأفيد وأظهر لاسيما علي النسخة الأخيرة إن أبق الشر في لاتنافي العلم بعدم وقوع المقدم و في تنزيل العالم منزلة الشاك نوع من المصلحة و في بعض النسخ العفو لي قربة ويحتمل أن يكون استحلالا من القوم علي سبيل التواضع كما هوالشائع عندالموادعة و في أكثر النسخ و إن أعف فالعفو لي قربة أي إن أعف عن قاتلي فقوله ع ولكم حسنة أي فيما يجوز العفو فيه لا في تلك الواقعة أوعفوي عن قاتلي لكم حسنة لصبركم علي مايشق عليكم في ذلك فيا لها حسرة النداء للتعجب والمنادي محذوف وضمير لها مبهم وحسرة تمييز للضمير المبهم نحو ربه رجلا أن يكون أي لأن يكون أو هوخبر مبتدإ محذوف والشقوة بالكسر سوء العاقبة قوله ممن لايقصر به الباء للتعدية ورغبة فاعل لم تقصر وضمير به راجع إلي الموصول أي لايجعله رغبة من رغبات النفس قاصرا عن طاعة الله وضمير له و به راجعان إلي الله أو إلي الموت قوله ع و لاتأثم أي في الزيادة فالمراد بالإثم ترك الأولي مجازا ويمكن أن يقرأ علي باب التفعل أي لاتزد فتكون عند الناس منسوبا إلي الإثم
12-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَمّن رَوَاهُ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ هَذِهِ وَصِيّةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي الحَسَنِ ع وَ هيَِ
صفحه : 213
نُسخَةُ كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِّ دَفَعَهَا إِلَي أَبَانٍ وَ قَرَأَهَا عَلَيهِ قَالَ أَبَانٌ وَ قَرَأتُهَا عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ صَدَقَ سُلَيمٌ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ سُلَيمٌ فَشَهِدتُ وَصِيّةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حِينَ أَوصَي إِلَي ابنِهِ الحَسَنِ ع وَ أَشهَدَ عَلَي وَصِيّتِهِ الحُسَينَ وَ مُحَمّداً وَ جَمِيعَ وُلدِهِ وَ رُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ وَ أَهلَ بَيتِهِ وَ قَالَ يَا بنُيَّ أمَرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص أَن أوُصيَِ إِلَيكَ وَ أَن أَدفَعَ إِلَيكَ كتُبُيِ وَ سلِاَحيِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا بنُيَّ أَنتَ ولَيِّ الأَمرِ وَ ولَيِّ الدّمِ فَإِن عَفَوتَ فَلَكَ وَ إِن قَتَلتَ فَضَربَةً مَكَانَ ضَربَةٍ وَ لَا تَأثَم ثُمّ ذَكَرَ الوَصِيّةَ إِلَي آخِرِهَا فَلَمّا فَرَغَ مِن وَصِيّتِهِ قَالَ حَفِظَكُمُ اللّهُ وَ حَفِظَ فِيكُم نَبِيّكُم أَستَودِعُكُمُ اللّهَ وَ أَقرَأُ عَلَيكُمُ السّلَامَ وَ رَحمَةَ اللّهِ ثُمّ لَم يَزَل يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَتّي قُبِضَ لَيلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ كَانَ ضُرِبَ لَيلَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ
13- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي قَالَ بَعَثَ إلِيَّ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع بِهَذِهِ الوَصِيّةِ مَعَ الأُخرَي
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ قُبِضَ لَيلَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ وَ ضُرِبَ لَيلَةَ تِسعَ عَشَرَةَ وَ هيَِ الأَظهَرُ
14-حة،[فرحة الغري] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ القمُيّّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الفَضلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ يَعقُوبَ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ عَن عَلِيّ بنِ بدرج [بُزُرجَ]الجَاحِظِ عَن عَمرِو بنِ اليَسَعِ قَالَجاَءنَيِ سَعدٌ الإِسكَافُ فَقَالَ يَا بنُيَّ تَحمِلُ الحَدِيثَ قُلتُ نَعَم فَقَالَ حدَثّنَيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أُصِيبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع غسَلّاَنيِ وَ كفَنّاَنيِ وَ حنَطّاَنيِ وَ احملِاَنيِ عَلَي سرَيِريِ وَ احمِلَا مُؤَخّرَهُ تُكفَيَانِ مُقَدّمَهُ وَ فِي رِوَايَةِ الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ
صفحه : 214
أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا غُسّلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نُودُوا مِن جَانِبِ البَيتِ إِن أَخَذتُم مُقَدّمَ السّرِيرِ كُفِيتُم مُؤَخّرَهُ وَ إِن أَخَذتُم مُؤَخّرَهُ كُفِيتُم مُقَدّمَهُ رَجَعنَا إِلَي تَمَامِ الحَدِيثِ فَإِنّكُمَا تَنتَهِيَانِ إِلَي قَبرٍ مَحفُورٍ وَ لَحدٍ مَلحُودٍ وَ لَبِنٍ مَحفُوظٍ فاَلحدَاَنيِ وَ أَشرِجَا عَلَيّ اللّبِنَ وَ ارفَعَا لَبِنَةً مِمّا عِندَ رأَسيِ فَانظُرَا مَا تَسمَعَانِ فَأَخَذَا اللّبِنَةَ مِن عِندِ الرّأسِ بَعدَ مَا أَشرَجَا عَلَيهِ اللّبِنَ فَإِذاً لَيسَ بِالقَبرِ شَيءٌ وَ إِذَا هَاتِفٌ يَهتِفُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَ عَبداً صَالِحاً فَأَلحَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِنَبِيّهِص وَ كَذَلِكَ يَفعَلُ بِالأَوصِيَاءِ بَعدَ الأَنبِيَاءِ حَتّي لَو أَنّ نَبِيّاً مَاتَ فِي الشّرقِ وَ مَاتَ وَصِيّهُ فِي الغَربِ أَلحَقَ اللّهُ الوصَيِّ باِلنبّيِّ
15- حة،[فرحة الغري]ذَكَرَ الفَقِيهُ مُحَمّدُ بنُ مَعدٍ الموُسوَيِّ قَالَ رَأَيتُ فِي بَعضِ الكُتُبِ الحَدِيثِيّةِ القَدِيمَةِ مَا صُورَتُهُ حَدّثَنَا أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ بنِ عَامِرِ بنِ الدّهّانِ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَباَريِّ قَالَ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ عِيسَي ابنُ أخَيِ الحَسَنِ بنِ يَحيَي قَالَ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ الجعَفرَيِّ قَالَ وَجَدتُ فِي كِتَابِ أَبِي وَ حدَثّتَنيِ أمُيّ عَن أُمّهَا أَنّ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ حَدّثَهَا أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَمَرَ ابنَهُ الحَسَنَ ع أَن يَحفِرَ لَهُ أَربَعَ قُبُورٍ فِي أَربَعِ مَوَاضِعَ فِي المَسجِدِ وَ فِي الرّحبَةِ وَ فِي الغرَيِّ وَ فِي دَارِ جَعدَةَ بنِ هُبَيرَةَ وَ إِنّمَا أَرَادَ بِهَذَا أَن لَا يَعلَمَ أَحَدٌ مِن أَعدَائِهِ مَوضِعَ قَبرِهِ
صفحه : 215
16- حة،[فرحة الغري]ذَكَرَ جَعفَرُ بنُ مُبَشّرٍ فِي كِتَابِهِ فِي نُسخَةٍ عَتِيقَةٍ عنِديِ مَا صُورَتُهُ قَالَ قَالَ المدَاَئنِيِّ عَن أَبِي زَكَرِيّا عَن أَبِي بَكرٍ الهمَداَنيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ اليمَاَنيِّ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّص وَ القَاسِمُ بنُ مُحَمّدٍ المقُريِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَيدٍ عَنِ المُعَافَي بنِ عَبدِ السّلَامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِّ قَالَ استَنفَرَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع النّاسَ فِي قِتَالِ مُعَاوِيَةَ فِي الصّيفِ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ مُطَوّلًا وَ قَالَ فِي آخِرِهِ أَبُو عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِّ وَ قَد حَضَرَهُ ع وَ هُوَ يوُصيِ الحَسَنَ فَقَالَ يَا بنُيَّ إنِيّ مَيّتٌ مِن ليَلتَيِ هَذِهِ فَإِذَا أَنَا مِتّ فاَغسلِنيِ وَ كفَنّيّ وَ حنَطّنيِ بِحَنُوطِ جَدّكَ وَ ضعَنيِ عَلَي سرَيِريِ وَ لَا يَقرَبَنّ أَحَدٌ مِنكُم مُقَدّمَ السّرِيرِ فَإِنّكُم تُكفَونَهُ فَإِذَا حُمِلَ المُقَدّمُ فَاحمِلُوا المُؤَخّرَ وَ ليَتبَعِ المُؤَخّرُ المُقَدّمَ حَيثُ ذَهَبَ فَإِذَا وُضِعَ المُقَدّمُ فَضَعُوا المُؤَخّرَ ثُمّ تَقَدّم أَي بنُيَّ فَصَلّ عَلَيّ فَكَبّر سَبعاً فَإِنّهَا لَن تَحِلّ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ إِلّا لِرَجُلٍ مِن ولُديِ يَخرُجُ فِي آخِرِ الزّمَانِ يُقِيمُ اعوِجَاجَ الحَقّ فَإِذَا صَلّيتَ فَخُطّ حَولَ سرَيِريِ ثُمّ احفِر لِي قَبراً فِي مَوضِعِهِ إِلَي مُنتَهَي كَذَا وَ كَذَا ثُمّ شُقّ لَحداً فَإِنّكَ تَقَعُ عَلَي سَاجَةٍ مَنقُورَةٍ ادّخَرَهَا لِي أَبِي نُوحٌ وَ ضعَنيِ فِي السّاجَةِ ثُمّ ضَع عَلَيّ سَبعَ لَبِنٍ كِبَارٍ ثُمّ ارقُب هُنَيهَةً ثُمّ انظُر فَإِنّكَ لَن ترَاَنيِ فِي لحَديِ
صفحه : 216
17- حة،[فرحة الغري]الصّدُوقُ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ حَامِدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ بنِ قُدَامَةَ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ نَاصِحٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأرَمنَيِّ عَن مُوسَي بنِ سِنَانٍ الجرُجاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ المقُريِ عَن أُمّ كُلثُومٍ بِنتِ عَلِيّ ع قَالَت آخِرُ عَهدِ أَبِي إِلَي أخَوَيَّ ع أَن قَالَ يَا بنُيَّ إِذَا أَنَا مِتّ فغَسَلّاَنيِ ثُمّ نشَفّاَنيِ بِالبُردَةِ التّيِ نَشّفتُم بِهَا رَسُولَ اللّهِص وَ فَاطِمَةَ ع ثُمّ حنَطّاَنيِ وَ سجَيّاَنيِ عَلَي سرَيِريِ ثُمّ انظُرَا حَتّي إِذَا ارتَفَعَ لَكُمَا مُقَدّمُ السّرِيرِ فَاحمِلَا مُؤَخّرَهُ قَالَ فَخَرَجتُ أُشَيّعُ جِنَازَةَ أَبِي حَتّي إِذَا كُنّا بِظَهرِ الغرَيِّ رَكَنَ[رَكَزَ]المُقَدّمُ فَوَضَعنَا المُؤَخّرَ ثُمّ بَرَزَ الحَسَنُ ع بِالبُردَةِ التّيِ نُشّفَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص وَ فَاطِمَةُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ أَخَذَ المِعوَلَ فَضَرَبَ ضَربَةً فَانشَقّ القَبرُ عَن ضَرِيحٍ فَإِذَا هُوَ بِسَاجَةٍ مَكتُوبٍ عَلَيهَا سَطرَانِ بِالسّريَانِيّةِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا قَبرٌ قَبَرَهُ نُوحٌ النّبِيّ لعِلَيِّ وصَيِّ مُحَمّدٍ قَبلَ الطّوفَانِ بِسَبعِمِائَةِ عَامٍ قَالَت أُمّ كُلثُومٍ فَانشَقّ القَبرُ فَلَا أدَريِ أَ نُبِشَ سيَدّيِ فِي الأَرضِ أَم أسُريَِ بِهِ إِلَي السّمَاءِ إِذ سَمِعتُ نَاطِقاً لَنَا بِالتّعزِيَةِ أَحسَنَ اللّهُ لَكُمُ العَزَاءَ فِي سَيّدِكُم وَ حُجّةِ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ
بيان ثم برز الحسن ع بالبردة أي مرتديا بها
18-حة،[فرحة الغري] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَن سَلَامَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المُؤَدّبِ عَن
صفحه : 217
مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن يَعقُوبَ بنِ زَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَبّابٍ قَالَ نَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي ظَهرِ الكُوفَةِ فَقَالَ مَا أَحسَنَ مَنظَرَكَ وَ أَطيَبَ[ريحَكَ]قَعرَكَ أللّهُمّ اجعَل قبَريِ بِهَا
19- حة،[فرحة الغري]عمَيّ عَلِيّ بنُ طَاوُسٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُهرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ العلَوَيِّ عَنِ القُطبِ الراّونَديِّ عَن ذيِ الفَقَارِ بنِ مَعبَدٍ عَنِ المُفِيدِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ قَالَ رَوَاهُ عَبّادُ بنُ يَعقُوبَ الروّاَجنِيِّ قَالَ حَدّثَنَا حَسّانُ بنُ عَلِيّ القسَريِّ قَالَ حَدّثَنَا مَولًي لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع الوَفَاةُ قَالَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع إِذَا أَنَا مِتّ فاَحملِاَنيِ عَلَي سَرِيرٍ ثُمّ أخَرجِاَنيِ وَ احمِلَا مُؤَخّرَ السّرِيرِ فَإِنّكُمَا تُكفَيَانِ مُقَدّمَهُ ثُمّ ائتِيَا بيَِ الغَرِيّينِ فَإِنّكُمَا سَتَرَيَانِ صَخرَةً بَيضَاءَ فَاحتَفِرَا فِيهَا فَإِنّكُمَا سَتَجِدَانِ فِيهَا سَاجَةً فاَدفنِاَنيِ فِيهَا قَالَ فَلَمّا مَاتَ أَخرَجنَاهُ وَ جَعَلنَا نَحمِلُ مُؤَخّرَ السّرِيرِ وَ نُكفَي مُقَدّمَهُ وَ جَعَلنَا نَسمَعُ دَوِيّاً وَ حَفِيفاً حَتّي أَتَينَا الغَرِيّينِ فَإِذَا صَخرَةٌ بَيضَاءُ تَلمَعُ نُوراً فَاحتَفَرنَا فَإِذَا سَاجَةٌ مَكتُوبٌ عَلَيهَا مَا ادّخَرَ نُوحٌ ع لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَدَفَنّاهُ فِيهَا وَ انصَرَفنَا وَ نَحنُ مَسرُورُونَ بِإِكرَامِ اللّهِ تَعَالَي لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَحِقَنَا قَومٌ مِنَ الشّيعَةِ لَم يَشهَدُوا الصّلَاةَ عَلَيهِ فَأَخبَرنَاهُم بِمَا جَرَي وَ بِإِكرَامِ اللّهِ تَعَالَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالُوا نُحِبّ أَن نُعَايِنَ مِن أَمرِهِ مَا عَايَنتُم فَقُلنَا لَهُم إِنّ المَوضِعَ قَد عفُيَِ أَثَرُهُ بِوَصِيّةٍ مِنهُ ع فَمَضَوا وَ عَادَوا إِلَينَا فَقَالُوا إِنّهُمُ احتَفَرُوا فَلَم يَرَوا شَيئاً
صفحه : 218
شا،[الإرشاد]عباد بن يعقوب الرواجني مثله
20- حة،[فرحة الغري]خَاتَمُ العُلَمَاءِ نَصِيرُ الدّينِ عَن وَالِدِهِ عَنِ السّيّدِ فَضلِ اللّهِ الحسَنَيِّ الراّونَديِّ عَن ذيِ الفَقَارِ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الطوّسيِّ وَ مِن خَطّهِ نَقَلتُ عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَن مُحَمّدِ بنِ بَكّارٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ النّحّاسِ عَن جَعفَرٍ الرمّاّنيِّ عَن يَحيَي الحمِاّنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ الطيّاَلسِيِّ عَن مُختَارٍ التّمّارِ عَن أَبِي مَطَرٍ قَالَ لَمّا ضَرَبَ ابنُ مُلجَمٍ الفَاسِقُ لَعَنَهُ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَهُ الحَسَنُ ع أَقتُلُهُ قَالَ لَا وَ لَكِنِ احبِسهُ فَإِذَا مِتّ فَاقتُلُوهُ فَإِذَا مِتّ فاَدفنِوُنيِ فِي هَذَا الظّهرِ فِي قَبرِ أخَوَيَّ هُودٍ وَ صَالِحٍ
21- حة،[فرحة الغري]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَن مُحَمّدِ بنِ بَكرَانَ عَن عَلِيّ بنِ يَعقُوبَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن أَخِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ الجرُجاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ سَأَلتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع أَينَ دَفَنتُم أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ عَلَي شَفِيرِ الجُرُفِ وَ مَرَرنَا بِهِ لَيلًا عَلَي مَسجِدِ الأَشعَثِ وَ قَالَ ادفنِوُنيِ فِي قَبرِ أخَيِ هُودٍ
22-حة،[فرحة الغري]واَلدِيِ عَن مُحَمّدِ بنِ نَمَا عَن مُحَمّدِ بنِ إِدرِيسَ عَن عرَبَيِّ بنِ مُسَافِرٍ عَن إِليَاسَ بنِ هِشَامٍ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ الطوّسيِّ عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَبرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَإِنّ النّاسَ قَدِ اختَلَفُوا فِيهِ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ دُفِنَ مَعَ أَبِيهِ نُوحٍ فِي قَبرِهِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَن تَوَلّي دَفنَهُ
صفحه : 219
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَعَ الكِرَامِ الكَاتِبِينَ بِالرّوحِ وَ الرّيحَانِ
23- حة،[فرحة الغري]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَبرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَدفُونٌ فِي قَبرِ نُوحٍ قَالَ قُلتُ وَ مَن نُوحٌ قَالَ نُوحٌ النّبِيّ ع قُلتُ كَيفَ صَارَ هَكَذَا فَقَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صِدّيقٌ هَيّأَ اللّهُ لَهُ مَضجَعَهُ فِي مَضجَعِ صِدّيقٍ يَا عَبدَ الرّحِيمِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَخبَرَنَا بِمَوتِهِ وَ بِمَوضِعٍ دُفِنَ فِيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حَنُوطاً مِن عِندِهِ مَعَ حَنُوطِ أَخِيهِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَخبَرَهُ أَنّ المَلَائِكَةَ تَنشُرُ لَهُ قَبرَهُ فَلَمّا قُبِضَ ع كَانَ فِيمَا أَوصَي بِهِ ابنَيهِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع إِذ قَالَ لَهُمَا إِذَا مِتّ فغَسَلّاَنيِ وَ حنَطّاَنيِ وَ احملِاَنيِ بِاللّيلَةِ سِرّاً وَ احمِلَا يَا ابنيَّ مُؤَخّرَ السّرِيرِ وَ اتّبِعَا مُقَدّمَهُ فَإِذَا وُضِعَ فَضَعَا وَ ادفنِاَنيِ فِي القَبرِ ألّذِي يُوضَعُ السّرِيرُ عَلَيهِ وَ ادفنِاَنيِ مَعَ مَن يُعِينُكُمَا عَلَي دفَنيِ فِي اللّيلِ وَ سَوّيَا
24- حة،[فرحة الغري]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ مِيثَمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ هِشَامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن دَاوُدَ بنِ النّعمَانِ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَبرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّ النّاسَ قَدِ اختَلَفُوا فِيهِ فَقَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع دُفِنَ مَعَ أَبِيهِ نُوحٍ ع
25-حة،[فرحة الغري]نَجِيبُ الدّينِ يَحيَي بنُ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُهرَةَ عَن
صفحه : 220
مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِّ عَنِ القُطبِ الراّونَديِّ عَن ذيِ الفَقَارِ بنِ مَعبَدٍ عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ زَكَرِيّا عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَمرِو بنِ اِبرَاهِيمَ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَنَانٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَن أخَرجِوُنيِ إِلَي الظّهرِ فَإِذَا تَصَوّبَت أَقدَامُكُم فَاستَقبَلَتكُم رِيحٌ فاَدفنِوُنيِ وَ هُوَ أَوّلُ طُورِ سَينَاءَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ
توضيح تصوبت أي نزلت ورسبت في الأرض و في بعض السنخ تضببت بالضاد المعجمة أي لصقت
26- حة،[فرحة الغري] أَبُو القَاسِمِ جَعفَرُ بنُ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الدرّبيِّ عَن شَاذَانَ بنِ جَبرَئِيلَ عَن جَعفَرٍ الدوّريسَتيِّ عَن جَدّهِ عَنِ المُفِيدِ قَالَ وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ عَمّارٍ عَن أَبِيهِ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع أَينَ دُفِنَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَالَ دُفِنَ بِنَاحِيَةِ الغَرِيّينِ وَ دُفِنَ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ وَ دَخَلَ قَبرَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ مُحَمّدٌ بَنُو عَلِيّ ع وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
شا،[الإرشاد] محمد بن عمارة مثله
27-حة،[فرحة الغري]وَقَفتُ فِي كِتَابٍ مَا صُورَتُهُ قَالَ إِسحَاقُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي مَروَانَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع كَم كَانَت سِنّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ قُتِلَ قَالَ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ سَنَةً قُلتُ مَا كَانَت صِفَتُهُ قَالَ كَانَ رَجُلًا آدَمَ شَدِيدَ الأُدمَةِ
صفحه : 221
ثَقِيلَ العَينَينِ عَظِيمَهُمَا ذَا بَطنٍ أَصلَعَ فَقُلتُ طَوِيلًا أَو قَصِيراً قَالَ هُوَ إِلَي القَصرِ أَقرَبُ قُلتُ مَا كَانَت كُنيَتُهُ قَالَ أَبُو الحَسَنِ قُلتُ أَينَ دُفِنَ قَالَ بِالكُوفَةِ لَيلًا وَ قَد عمُيَّ قَبرُهُ
28-حة،[فرحة الغري]واَلدِيِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي غَالِبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَعدٍ الموُسوَيِّ وَ أخَبرَنَيِ عمَيّ عَلِيّ بنُ طَاوُسٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي المُظَفّرِ وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ الصّمَدِ بنُ أَحمَدَ عَن أَبِي الفَرَجِ بنِ الجوَزيِّ وَ عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَلِيّ السدّيّّ وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ فَخّارٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الغزَنوَيِّ كُلّهُم عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَحمَدَ بنِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ بنِ خَيرُونٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ نَصرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ فَتحٍ عَن حَربِ بنِ مُحَمّدٍ المُؤَدّبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ نَصرٍ عَن صَدَقَةَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَامَضَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ سِتّينَ سَنَةً سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ نَزَلَ الوحَيُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع اثنَتَا عَشرَةَ سَنَةً فَكَانَ عُمُرُهُ بِمَكّةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص اثنتا[اثنيَ]عَشرَةَ سَنَةً وَ أَقَامَ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمّ هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص عَشرَ سِنِينَ ثُمّ أَقَامَ بَعدَ مَا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ كَانَ عُمُرُهُ خَمساً وَ سِتّينَ سَنَةً قُبِضَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ قَبرُهُ باِلغرَيِّ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ
صفحه : 222
عَبدِ مَنَافِ بنِ قصُيَّ بنِ كِلَابِ بنِ مُرّةَ الغَرَضَ مِنَ الحَدِيثِ
29- حة،[فرحة الغري]عمَيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الدرّبيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ شَهرَآشُوبَ عَن جَدّهِ عَنِ الطوّسيِّ عَنِ المُفِيدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ لَمّا قُبِضَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَخرَجَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ رَجُلَانِ آخَرَانِ حَتّي إِذَا خَرَجُوا مِنَ الكُوفَةِ تَرَكُوهَا عَن أَيمَانِهِم ثُمّ أَخَذُوا فِي الجَبّانَةِ حَتّي مَرّوا بِهِ إِلَي الغرَيِّ وَ دَفَنُوهُ وَ سَوّوا قَبرَهُ وَ انصَرَفُوا
30- حة،[فرحة الغري] عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَحمَدَ الحرَبيِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ الأَخضَرِ عَن أَبِي الفَضلِ بنِ نَاصِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَيمُونٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ القسَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ التمّيِميِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ شَاذَانَ عَن حَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي السرّيِّ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ الكلَبيِّ قَالَ قَالَ أَبُو بَكرِ بنُ عَيّاشٍ سَأَلتُ أَبَا حُصَينٍ وَ عَاصِمَ بنَ بَهدَلَةَ وَ الأَعمَشَ وَ غَيرَهُم فَقُلتُ أَخبَرَكُم أَحَدٌ أَنّهُ مَن صَلّي عَلَي عَلِيّ وَ شَهِدَ دَفنَهُ فَقَالُوا لِي قَد سَأَلنَا أَبَاكَ مُحَمّدَ بنَ سَائِبٍ الكلَبيِّ فَقَالَ أُخرِجَ بِهِ لَيلًا خَرَجَ بِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ ابنُ الحَنَفِيّةِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ فِي عِدّةٍ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ دُفِنَ لَيلًا فِي ذَلِكَ الظّهرِ ظَهرِ الكُوفَةِ قَالَ قُلتُ لِأَبِيكَ لِمَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ قَالَ مَخَافَةَ الخَوَارِجِ وَ غَيرِهِم
31-د،[العدد القوية] عَن أَبِي مِخنَفٍ قَالَجَاءَ رَجُلٌ مِن مُرَادٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يصُلَيّ فِي المَسجِدِ فَقَالَ احتَرِس فَإِنّ أُنَاساً مِن مُرَادٍ يُرِيدُونَ قَتلَكَ فَقَالَ إِنّ مَعَ كُلّ رَجُلٍ مَلَكَينِ يَحفَظَانِهِ مَا لَم يُقَدّر فَإِذَا جَاءَ القَدَرُ خَلّيَا بَينَهُ وَ بَينَهُ وَ إِنّ الأَجَلَ
صفحه : 223
جُنّةٌ حَصِينَةٌ وَ قَالَ الشعّبيِّ أَنشَدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَبلَ أَن يُستَشهَدَ بِأَيّامٍ
تِلكُم قُرَيشٌ تمَنَاّنيِ لتِقَتلُنَيِ | فَلَا وَ رَبّكَ مَا فَازُوا وَ لَا ظَفِرُوا |
فَإِن بَقِيتُ فَرَهنٌ ذمِتّيِ لَهُم | وَ إِن عُدِمتُ فَلَا يَبقَي لَهَا أَثَرٌ |
وَ سَوفَ يُورِثُهُم فقَديِ عَلَي وَجَلٍ | ذُلّ الحَيَاةِ بِمَا خَانُوا وَ مَا غَدَرُوا |
32- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَن عَمرِو بنِ الحَمِقِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ ع حِينَ ضُرِبَ ضَربَةً بِالكُوفَةِ فَقُلتُ لَيسَ عَلَيكَ بَأسٌ إِنّمَا هُوَ خَدشٌ قَالَ لعَمَريِ إنِيّ لَمُفَارِقُكُم ثُمّ قَالَ إِلَي السّبعِينَ بَلَاءٌ قَالَهَا ثَلَاثاً قُلتُ فَهَل بَعدَ البَلَاءِ رَخَاءٌ فَلَم يجُبِنيِ وَ أغُميَِ عَلَيهِ فَبَكَت أُمّ كُلثُومٍ فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ لَا تؤُذيِنيِ يَا أُمّ كُلثُومٍ فَإِنّكِ لَو تَرَينَ مَا أَرَي لَم تبَكيِ إِنّ المَلَائِكَةَ مِنَ السّمَاوَاتِ السّبعِ بَعضُهُم خَلفَ بَعضٍ وَ النّبِيّونَ يَقُولُونَ انطَلِق يَا عَلِيّ فَمَا أَمَامَكَ خَيرٌ لَكَ مِمّا أَنتَ فِيهِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ قُلتَ إِلَي السّبعِينَ بَلَاءٌ فَهَل بَعدَ السّبعِينَ رَخَاءٌ قَالَ نَعَم وَ إِنّ بَعدَ البَلَاءِ رَخَاءًيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ قَالَ أَبُو حَمزَةَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع إِنّ عَلِيّاً قَالَ إِلَي السّبعِينَ بَلَاءٌ وَ كَانَ يَقُولُ بَعدَ السّبعِينَ رَخَاءٌ وَ قَد مَضَتِ السّبعُونَ وَ لَم نَرَ رَخَاءً فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا ثَابِتُ إِنّ اللّهَ كَانَ قَد وَقّتَ هَذَا الأَمرَ فِي السّبعِينَ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع غَضِبَ اللّهُ عَلَي أَهلِ الأَرضِ فَأَخّرَهُ اللّهُ إِلَي الأَربَعِينَ وَ مِائَةِ سَنَةٍ فَحَدّثنَاكُم فَأَذَعتُمُ الحَدِيثَ وَ كَشَفتُمُ القِنَاعَ قِنَاعَ السّرّ فَأَخّرَهُ اللّهُ وَ لَم يَجعَل لَهُ بَعدَ ذَلِكَ وَقتاً عِندَ اللّهِيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ قَالَ أَبُو حَمزَةَ قَد قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع ذَلِكَ فَقَالَ قَد كَانَ ذَلِكَ
33-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص
صفحه : 224
وَ هُوَ يَمسَحُ الغُبَارَ عَن وجَهيِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا عَلِيّ لَا عَلَيكَ لَا عَلَيكَ قَد قَضَيتَ مَا عَلَيكَ فَمَا مَكَثَ إِلّا ثَلَاثاً حَتّي ضُرِبَ وَ قَالَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع إِذَا مِتّ فاَحملِاَنيِ إِلَي الغرَيِّ مِن نَجَفِ الكُوفَةِ وَ احمِلَا آخِرَ سرَيِريِ فَالمَلَائِكَةُ يَحمِلُونَ أَوّلَهُ وَ أَمَرَهُمَا أَن يَدفِنَاهُ هُنَاكَ وَ يَعفِيَا قَبرَهُ لِمَا يَعلَمُهُ مِن دَولَةِ بنَيِ أُمَيّةَ بَعدَهُ وَ قَالَ سَتَرَيَانِ صَخرَةً بَيضَاءَ تَلمَعُ نُوراً فَاحتَفَرَا فَوَجَدَا سَاجَةً مَكتُوباً عَلَيهَا مِمّا ادّخَرَهَا نُوحٌ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَدَفَنّاهُ فِيهِ وَ عَفَيَا أَثَرَهُ وَ لَم يَزَل قَبرُهُ مَخفِيّاً حَتّي دَلّ عَلَيهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع فِي أَيّامِ الدّولَةِ العَبّاسِيّةِ وَ قَد خَرَجَ هَارُونُ الرّشِيدُ يَوماً يَصِيدُ وَ أَرسَلَ الصّقُورَ وَ الكِلَابَ عَلَي الظّبَاءِ بِجَانِبِ الغَرِيّينِ فَجَادَلَتهَا سَاعَةً ثُمّ لَجَأَتِ الظّبَاءُ إِلَي الأَكَمَةِ فَرَجَعَ الكِلَابُ وَ الصّقُورُ عَنهَا فَسَقَطَت فِي نَاحِيَةٍ ثُمّ هَبَطَتِ الظّبَاءُ مِنَ الأَكَمَةِ فَهَبَطَتِ الصّقُورُ وَ الكِلَابُ تَرجِعُ إِلَيهَا فَتَرَاجَعَتِ الظّبَاءُ إِلَي الأَكَمَةِ فَانصَرَفَت عَنهَا الصّقُورُ وَ الكِلَابُ فَفَعَلنَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَتَعَجّبَ هَارُونُ وَ سَأَلَ شَيخاً مِن بنَيِ أَسَدٍ مَا هَذِهِ الأَكَمَةُ فَقَالَ لِيَ الأَمَانُ قَالَ نَعَم قَالَ فِيهَا قَبرُ الإِمَامِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَتَوَضّأَ هَارُونُ وَ صَلّي وَ دَعَا ثُمّ أَظهَرَ الصّادِقُ ع مَوضِعَ قَبرِهِ بِتِلكَ الأَكَمَةِ
34- شا،[الإرشاد]رَوَي الفَضلُ بنُ دُكَينٍ عَن حَيّانَ بنِ العَبّاسِ عَن عُثمَانَ بنِ مُغِيرَةَ قَالَ لَمّا دَخَلَ شَهرُ رَمَضَانَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَتَعَشّي لَيلَةً عِندَ الحَسَنِ وَ لَيلَةً عِندَ الحُسَينِ وَ لَيلَةً عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وَ كَانَ لَا يَزِيدُ عَلَي ثَلَاثِ لُقَمٍ فَقِيلَ لَهُ لَيلَةً مِن تِلكَ الليّاَليِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يأَتيِنيِ أَمرُ اللّهِ وَ أَنَا خَمِيصٌ إِنّمَا هيَِ لَيلَةٌ أَو لَيلَتَانِ فَأُصِيبُ ع آخِرَ اللّيلِ
صفحه : 225
35- شا،[الإرشاد]رَوَي إِسمَاعِيلُ بنُ زِيَادٍ قَالَ حدَثّتَنيِ أُمّ مُوسَي خَادِمَةُ عَلِيّ ع وَ هيَِ حَاضِنَةُ فَاطِمَةَ ابنَتِهِ ع قَالَت سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ لِابنَتِهِ أُمّ كُلثُومٍ يَا بُنَيّةِ إنِيّ أرَاَنيِ قَلّ مَا أَصحَبُكُم قَالَت وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا أَبَتَاه قَالَ إنِيّ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي منَاَميِ وَ هُوَ يَمسَحُ الغُبَارَ عَن وجَهيِ وَ يَقُولُ يَا عَلِيّ لَا عَلَيكَ قَضَيتَ مَا عَلَيكَ قَالَ فَمَا مَكَثنَا إِلّا ثَلَاثاً حَتّي ضُرِبَ تِلكَ الضّربَةَ فَصَاحَت أُمّ كُلثُومٍ فَقَالَ يَا بُنَيّةِ لَا تفَعلَيِ فإَنِيّ أَرَي رَسُولَ اللّهِص يُشِيرُ إلِيَّ بِكَفّهِ وَ يَقُولُ يَا عَلِيّ هَلُمّ إِلَينَا فَإِنّ مَا عِندَنَا هُوَ خَيرٌ لَكَ
كشف ،[كشف الغمة] من مناقب الخوارزمي مثله
36- شا،[الإرشاد]رَوَي عَمّارٌ الدهّنيِّ عَن أَبِي صَالِحٍ الحنَفَيِّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ رَأَيتُ النّبِيّص فِي منَاَميِ فَشَكَوتُ إِلَيهِ مَا لَقِيتُ مِن أُمّتِهِ مِنَ الأَوَدِ وَ اللّدَدِ وَ بَكَيتُ فَقَالَ لَا تَبكِ يَا عَلِيّ وَ التَفَتَ فَالتَفَتّ وَ إِذَا رَجُلَانِ مُصَفّدَانِ وَ إِذَا جَلَامِيدُ تَرضَحُ بِهَا رُءُوسَهُمَا قَالَ أَبُو صَالِحٍ فَغَدَوتُ إِلَيهِ مِنَ الغَدِ كَمَا كُنتُ أَغدُو إِلَيهِ كُلّ يَومٍ حَتّي إِذَا كُنتُ فِي الجَزّارِينَ لَقِيتُ النّاسَ يَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ
صفحه : 226
37- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فِي سَحَرَةِ اليَومِ ألّذِي ضُرِبَ فِيهِ ملَكَتَنيِ عيَنيِ وَ أَنَا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِي رَسُولُ اللّهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ذَا لَقِيتُ مِن أُمّتِكَ مِنَ الأَوَدِ وَ اللّدَدِ فَقَالَ ادعُ عَلَيهِم فَقُلتُ أبَدلَنَيَِ اللّهُ بِهِم خَيراً مِنهُم وَ أَبدَلَهُم بيِ شَرّاً منِيّ
قال الرضي رضي الله عنه يعني بالأود الاعوجاج وباللدد الخصام و هذا من أفصح الكلام
38- شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ دِينَارٍ عَنِ الحَسَنِ البصَريِّ قَالَ سَهِرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي اللّيلَةِ التّيِ قُتِلَ فِي صَبِيحَتِهَا وَ لَم يَخرُج إِلَي المَسجِدِ لِصَلَاةِ اللّيلِ عَلَي عَادَتِهِ فَقَالَت لَهُ ابنَتُهُ أُمّ كُلثُومٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهَا مَا هَذَا ألّذِي قَد أَسهَرَكَ فَقَالَ إنِيّ مَقتُولٌ لَو قَد أَصبَحتُ فَأَتَاهُ ابنُ النّبّاحِ فَآذَنَهُ بِالصّلَاةِ فَمَشَي غَيرَ بَعِيدٍ ثُمّ رَجَعَ فَقَالَت لَهُ أُمّ كُلثُومٍ مُر جَعدَةَ فَليُصَلّ بِالنّاسِ قَالَ نَعَم مُرُوا جَعدَةَ فَليُصَلّ ثُمّ قَالَ لَا مَفَرّ مِنَ الأَجَلِ فَخَرَجَ إِلَي المَسجِدِ وَ إِذَا هُوَ بِالرّجُلِ قَد سَهِرَ لَيلَتَهُ كُلّهَا يَرصُدُهُ فَلَمّا بَرَدَ السّحَرُ نَامَ فَحَرّكَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِرِجلِهِ فَقَالَ لَهُ الصّلَاةَ فَقَامَ إِلَيهِ فَضَرَبَهُ
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَد سَهِرَ تِلكَ اللّيلَةَ فَأَكثَرَ الخُرُوجَ وَ النّظَرَ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ وَ إِنّهَا اللّيلَةُ التّيِ وُعِدتُ فِيهَا ثُمّ عَاوَدَ مَضجَعَهُ فَلَمّا طَلَعَ الفَجرُ شَدّ إِزَارَهُ وَ خَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ
اشدُد حَيَازِيمَكَ لِلمَوتِ فَإِنّ المَوتَ لَاقِيكَ | وَ لَا تَجزَع مِنَ المَوتِ إِذَا حَلّ بِوَادِيكَ |
فَلَمّا خَرَجَ إِلَي صَحنِ دَارِهِ استَقبَلَتهُ الإِوَزّ فَصِحنَ فِي وَجهِهِ فَجَعَلُوا يَطرُدُونَهُنّ
صفحه : 227
فَقَالَ دَعُوهُنّ فَإِنّهُنّ نَوَائِحُ ثُمّ خَرَجَ فَأُصِيبَ
39-شا،[الإرشاد]كَانَت إِمَامَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ النّبِيّص ثَلَاثِينَ سَنَةً مِنهَا أَربَعٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً وَ أَشهُرٌ مَمنُوعاً مِنَ التّصَرّفِ فِي أَحكَامِهَا مُستَعمِلًا لِلتّقِيّةِ وَ المُدَارَاةِ وَ مِنهَا خَمسُ سِنِينَ وَ سِتّةُ أَشهُرٍ مُمتَحَناً بِجِهَادِ المُنَافِقِينَ مِنَ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ وَ مُضطَهَداً بِفِتَنِ الضّالّينَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً مِن نُبُوّتِهِ مَمنُوعاً مِن أَحكَامِهَا خَائِفاً وَ مَحبُوساً وَ هَارِباً وَ مَطرُوداً لَا يَتَمَكّنُ مِن جِهَادِ الكَافِرِينَ وَ لَا يَستَطِيعُ دَفعاً عَنِ المُؤمِنِينَ ثُمّ هَاجَرَ وَ أَقَامَ بَعدَ الهِجرَةِ عَشرَ سِنِينَ مُجَاهِداً لِلمُشرِكِينَ مُمتَحَناً بِالمُنَافِقِينَ إِلَي أَن قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ أَسكَنَهُ جَنّاتِ النّعِيمِ وَ كَانَ وَفَاةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَبلَ الفَجرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ لَيلَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ قَتِيلًا بِالسّيفِ قَتَلَهُ ابنُ مُلجَمٍ المرُاَديِّ لَعَنَهُ اللّهُ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ قَد خَرَجَ ع يُوقِظُ النّاسَ لِصَلَاةِ الصّبحِ لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ قَد كَانَ ارتَصَدَهُ مِن أَوّلِ اللّيلِ لِذَلِكَ فَلَمّا مَرّ بِهِ فِي المَسجِدِ وَ هُوَ مُستَخِفّ بِأَمرِهِ مُمَاكِرٌ بِإِظهَارِ النّومِ فِي جُملَةِ النّيَامِ قَامَ إِلَيهِ فَضَرَبَهُ عَلَي أُمّ رَأسِهِ بِالسّيفِ وَ كَانَ مَسمُوماً فَمَكَثَ يَومَ تِسعَةَ عَشَرَ وَ لَيلَةَ عِشرِينَ وَ يَومَهَا وَ لَيلَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ إِلَي نَحوِ الثّلُثِ الأَوّلِ مِنَ اللّيلِ ثُمّ قَضَي نَحبَهُ ع شَهِيداً وَ لقَيَِ رَبّهُ تَعَالَي مَظلُوماً وَ قَد كَانَ يَعلَمُ ذَلِكَ قَبلَ أَوَانِهِ وَ يُخبِرُ بِهِ النّاسَ قَبلَ زَمَانِهِ وَ تَوَلّي غُسلَهُ وَ تَكفِينَهُ وَ دَفنَهُ ابنَاهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع بِأَمرِهِ وَ حَمَلَاهُ إِلَي الغرَيِّ مِن نَجَفِ الكُوفَةِ فَدَفَنَاهُ هُنَاكَ وَ عَفَيَا مَوضِعَ قَبرِهِ بِوَصِيّةٍ كَانَت مِنهُ إِلَيهِمَا فِي ذَلِكَ لِمَا كَانَ يَعلَمُهُ ع مِن دَولَةِ بنَيِ أُمَيّةَ مِن بَعدِهِ وَ اعتِقَادِهِم فِي عَدَاوَتِهِ وَ مَا يَنتَهُونَ إِلَيهِ مِن سُوءِ النّيّاتِ فِيهِ مِن قُبحِ الفِعَالِ وَ المَقَالِ بِمَا تَمَكّنُوا مِن ذَلِكَ فَلَم يَزَل قَبرُهُ ع مَخفِيّاً حَتّي
صفحه : 228
دَلّ عَلَيهِ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع فِي الدّولَةِ العَبّاسِيّةِ وَ زَارَهُ عِندَ وُرُودِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ وَ هُوَ بِالحِيرَةِ فَعَرَفَتهُ الشّيعَةُ وَ استَأنَفُوا إِذ ذَاكَ زِيَارَتَهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي ذُرّيّتِهِ الطّاهِرِينَ وَ كَانَت سِنّهُ يَومَ وَفَاتِهِ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ سَنَةً
40- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ أَو غَيرِهِ عَن سُلَيمَانَ كَاتِبِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ شَرِكَ فِي دَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ابنَتُهُ جَعدَةُ سَمّتِ الحَسَنَ ع وَ مُحَمّدٌ ابنُهُ شَرِكَ فِي دَمِ الحُسَينِ ع
41-شا،[الإرشاد] من الأخبار الواردة بسبب قتله ع وكيف جري الأمر في ذلك مارواه جماعة من أهل السير منهم أبومخنف وإسماعيل بن راشد أبوهاشم الرفاعي و أبوعمرو الثقفي وغيرهم أن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا الأمراء فعابوهم وعابوا أعمالهم وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم فقال بعضهم لبعض لو أناشرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم وأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهروان فتعاهدوا عندانقضاء الحج علي ذلك فقال عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله أناأكفيكم عليا و قال البرك بن عبيد الله التميمي أناأكفيكم معاوية و قال عمرو بن بكر التميمي أناأكفيكم عمرو بن العاص وتعاقدوا علي ذلك وتوافقوا علي الوفاء واتعدوا شهر رمضان في ليلة تسع عشرة منه ثم تفرقوا فأقبل ابن ملجم لعنه الله و كان عداده في كندة
صفحه : 229
حتي قدم الكوفة فلقي بهاأصحابه فكتمهم أمره مخافة أن ينتشر منه شيءفهو في ذلك إذ زار رجلا من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب فصادف عنده قطام بنت الأخضر التيمية و كان أمير المؤمنين ع قتل أباها وأخاها بالنهروان وكانت من أجمل نساء أهل زمانها فلما رآها ابن ملجم شغف بها واشتد إعجابه بها وسأل في نكاحها وخطبها فقالت له ما ألذي تسمي لي من الصداق فقال لها احتكمي مابدا لك فقالت له أنامحتكمة عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفا وخادما وقتل علي بن أبي طالب فقال لها لك جميع ماسألت فأما قتل علي بن أبي طالب ع فأني لي بذلك فقالت تلتمس غرته فإن أنت قتلته شفيت نفسي وهنأك العيش معي و إن أنت قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا فقال أما و الله ماأقدمني هذاالمصر و قدكنت هاربا منه لاآمن مع أهله إلا ماسألتني من قتل علي بن أبي طالب فلك ماسألت قالت فأنا طالبة لك بعض من يساعدك علي ذلك ويقويك ثم بعثت إلي وردان بن مجالد من تيم الرباب فخبرته الخبر وسألته معونة ابن ملجم لعنه الله فتحمل ذلك لها وخرج ابن ملجم فأتي رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بجرة فقال ياشبيب هل لك في شرف الدنيا والآخرة قال و ماذاك قال تساعدني علي قتل علي بن أبي طالب و كان شبيب علي رأي الخوارج فقال له يا ابن ملجم هبلتك الهبول لقد جئت شيئا إدا وكيف تقدر علي ذلك فقال له ابن ملجم نكمن له في المسجد الأعظم فإذاخرج لصلاة الفجر فتكنا به فإن نحن قتلناه شفينا أنفسنا وأدركنا ثارنا فلم يزل به حتي أجابه فأقبل معه حتي دخلا المسجد الأعظم علي قطام وهي معتكفة في المسجد الأعظم قدضربت عليها قبة فقالا لها قداجتمع رأينا علي قتل هذا الرجل فقالت لهما إذاأردتما ذلك فأتياني في هذاالموضع
صفحه : 230
فانصرفا من عندها فلبثا أياما ثم أتياها ومعهما الآخر ليلة الأربعاء لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم وتقلدوا أسيافهم ومضوا وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين ع إلي الصلاة و قدكانوا قبل ذلك ألقوا إلي الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة علي قتل أمير المؤمنين ع وواطأهم علي ذلك وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم علي مااجتمعوا عليه و كان حجر بن عدي في تلك الليلة بائتا في المسجد فسمع الأشعث يقول يا ابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال له قتلته ياأعور وخرج مبادرا ليمضي إلي أمير المؤمنين ع ليخبره الخبر ويحذره من القوم وخالفه أمير المؤمنين ع من الطريق فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف وأقبل حجر و الناس يقولون قتل أمير المؤمنين ع . وذكر عبد الله بن محمدالأزدي قال إني لأصلي في تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله إلي آخره إذ نظرت إلي رجال يصلون قريبا من السدة وخرج علي بن أبي طالب ع لصلاة الفجر فأقبل ينادي الصلاة الصلاة فما أدري أنادي أم رأيت بريق السيوف وسمعت قائلا يقول لله الحكم لا لك يا علي و لالأصحابك وسمعت عليا يقول لايفوتنكم الرجل فإذا ع مضروب و قدضربه شبيب بن بجرة فأخطأه ووقعت ضربته في الطاق وهرب القوم نحو أبواب المسجد وتبادر الناس لأخذهم فأما شبيب بن بجرة فأخذه رجل فصرعه وجلس علي صدره وأخذ السيف ليقتله به
صفحه : 231
فرأي الناس يقصدون نحوه فخشي أن يعجلوا عليه و لم يسمعوا منه فوثب عن صدره وخلاه وطرح السيف من يده ومضي شبيب هاربا حتي دخل منزله ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره فقال له ما هذالعلك قتلت أمير المؤمنين فأراد أن يقول لا قال نعم فمضي ابن عمه واشتمل علي سيفه ثم دخل عليه فضربه به حتي قتله و أما ابن ملجم فإن رجلا من همدان لحقه فطرح عليه قطيفة كانت في يده ثم صرعه وأخذ السيف من يده وجاء به إلي أمير المؤمنين ع وأفلت الثالث وانسل بين الناس . فلما دخل ابن ملجم علي أمير المؤمنين ع نظر إليه ثم قال النفس بالنفس فإن أنامت فاقتلوه كماقتلني و إن أناعشت رأيت فيه رأيي فقال ابن ملجم و الله لقد ابتعته بألف وسممته بألف فإن خانني فأبعده الله قال ونادته أم كلثوم ياعدو الله قتلت أمير المؤمنين قال إنما قتلت أباك قالت ياعدو الله إني لأرجو أن لا يكون عليه بأس قال لها فأراك أنما تبكين علي إذالقد و الله ضربته ضربة لوقسمت علي أهل الأرض لأهلكتهم فأخرج من بين يديه ع و إن الناس ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع وهم يقولون ياعدو الله مافعلت أهلكت أمة محمدص وقتلت خير الناس وإنه لصامت لم ينطق فذهب به إلي الحبس وجاء الناس إلي أمير المؤمنين ع فقالوا له يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك في عدو الله و الله لقد أهلك الأمة وأفسد الملة فقال لهم أمير المؤمنين ع إن عشت رأيت فيه رأيي و إن أهلكت فاصنعوا به كمايصنع بقاتل النبي اقتلوه ثم حرقوه بعد ذلك بالنار.
صفحه : 232
قال فلما قضي أمير المؤمنين ع نحبه وفرغ أهله من دفنه جلس الحسن ع وأمر أن يؤتي بابن ملجم فجيء به فلما وقف بين يديه قال له ياعدو الله قتلت أمير المؤمنين وأعظمت الفساد في الدين ثم أمر فضربت عنقه واستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جثته منه لتتولي إحراقها فوهبها لها فأحرقتها بالنار و في أمر قطام وقتل أمير المؤمنين ع يقول
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة | كمهر قطام من فصيح وأعجمي |
ثلاثة آلاف و عبد وقينة | وضرب علي بالحسام المسمم |
و لامهر أغلي من علي و إن غلا | و لافتك إلادون فتك ابن ملجم |
. و أماالرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد علي قتل معاوية وعمرو بن العاص فإن أحدهما ضرب معاوية و هوراكع فوقعت ضربته في أليته ونجا منها وأخذ وقتل من وقته و أماالآخر فإنه وافي عمرا في تلك الليلة و قدوجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حبيبة العامري فضربه بسيفه و هويظن أنه عمرو فأخذ وأتي به عمرو فقتله ومات خارجة في اليوم الثاني.كشف ،[كشف الغمة] من مناقب الخوارزمي مرفوعا إلي إسماعيل بن راشد مثله .بيان قال الجزري لأمك هبل أي ثكل و منه حديث علي ع هبلتهم الهبول أي ثكلتهم الثكول وهي بفتح الهاء من النساء التي لايبقي لها ولد انتهي والإد بالكسر العجب والأمر الفظيع والداهية والمنكر.أقول قال ابن أبي الحديد قال أبوالفرج قال أبومخنف قال أبوزهير العبسي فأما صاحب معاوية فإنه قصده فلما وقعت عينه عليه ضربه فوقعت ضربته علي أليته
صفحه : 233
فجاء الطبيب إليه فنظر إلي الضربة فقال إن السيف مسموم فاختر إما أن أحمي لك حديدة فأجعلها في الضربة وإما أن أسقيك دواء فتبرأ وينقطع نسلك فقال أماالنار فلاأطيقها و أماالنسل ففي يزيد و عبد الله مايقر عيني وحسبي بهما فسقاه الدواء فعوفي و لم يولد له بعد ذلك و قال البرك بن عبد الله إن لك عندي بشارة قال و ماهي فأخبره خبر صاحبه و قال إن عليا قتل في هذه الليلة فاحتبسني عندك فإن قتل فأنت ولي ماتراه في أمري و إن لم يقتل أعطيتك العهود والمواثيق أن أمضي فأقتله ثم أعود إليك فأضع يدي في يدك حتي تحكم في بما تري فحبسه عنده فلما أتي الخبر أن عليا قتل في تلك الليلة خلي سبيله هذه رواية إسماعيل بن راشد و قال غيره بل قتله من وقته . و أماصاحب عمرو بن العاص فإنه وافاه في تلك الليلة و قدوجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حنيفة فخرج للصلاة فشد عمرو بن بكر فضربه بالسيف فأثبته فأخذ الرجل فأتي به عمرو بن العاص فقتله ودخل من غد إلي خارجة و هويجود بنفسه فقال أما و الله يا أبا عبد الله ماأراد غيرك قال عمرو ولكن الله أراد خارجة.
وَ قَالَ قَالَ أَبُو الفَرَجِ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ بِإِسنَادٍ ذَكَرَهُ أَنّ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ لَعَنَهُ اللّهُ دَخَلَ عَلَي عَلِيّ ع فَكَلّمَهُ فَأَغلَظَ عَلِيّ لَهُ فَعَرَضَ الأَشعَثُ أَنّهُ سَيُفتَكُ بِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَ بِالمَوتِ تخُوَفّنُيِ أَو تهُدَدّنُيِ فَوَ اللّهِ مَا أبُاَليِ وَقَعتُ عَلَي المَوتِ أَو وَقَعَ المَوتُ عَلَيّ.
صفحه : 234
قَالَ وَ قَالَ أَبُو الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِّ رَوَي أَبُو مِخنَفٍ عَن أَبِي الطّفَيلِ أَنّ صَعصَعَةَ بنَ صُوحَانَ استَأذَنَ عَلَي عَلِيّ ع وَ قَد أَتَاهُ عَائِداً لَمّا ضَرَبَهُ ابنُ مُلجَمٍ فَلَم يَكُن عَلَيهِ إِذنٌ فَقَالَ صَعصَعَةُ لِلآذِنِ قُل لَهُ يَرحَمُكَ اللّهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَيّاً وَ مَيّتاً فَلَقَد كَانَ اللّهُ فِي صَدرِكَ عَظِيماً وَ لَقَد كُنتَ بِذَاتِ اللّهِ عَلِيماً فَأَبلَغَهُ الآذِنُ إِلَيهِ فَقَالَ قُل لَهُ وَ أَنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ فَلَقَد كُنتَ خَفِيفَ المَئُونَةِ كَثِيرَ المَعُونَةِ قَالَ أَبُو الفَرَجِ ثُمّ جُمِعَ لَهُ أَطِبّاءُ الكُوفَةِ فَلَم يَكُن مِنهُم أَعلَمُ بِجُرحِهِ مِن أَثِيرِ بنِ عَمرِو بنِ هاَنيِ السلّوُليِّ وَ كَانَ مُطَبّباً صَاحِبَ الكرُسيِّ يُعَالِجُ الجِرَاحَاتِ وَ كَانَ مِنَ الأَربَعِينَ غُلَاماً الّذِينَ كَانَ ابنُ الوَلِيدِ أَصَابَهُم فِي عَينِ التّمرِ فَسَبَاهُم فَلَمّا نَظَرَ أَثِيرٌ إِلَي جُرحِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع دَعَا بِرِيَةِ شَاةٍ حَارّةٍ فَاستَخرَجَ مِنهَا عِرقاً ثُمّ نَفَخَهُ ثُمّ استَخرَجَهُ وَ إِذَا عَلَيهِ بَيَاضُ الدّمَاغِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اعهَد عَهدَكَ فَإِنّ عَدُوّ اللّهِ قَد وَصَلَت ضَربَتُهُ إِلَي أُمّ رَأسِكَ
42- شا،[الإرشاد] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن رِجَالِهِ قَالَ قِيلَ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَينَ دَفَنتُم أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ خَرَجنَا بِهِ لَيلًا عَلَي مَسجِدِ الأَشعَثِ حَتّي خَرَجنَا بِهِ إِلَي الظّهرِ بِجَنبِ الغَرِيّينِ فَدَفَنّاهُ هُنَاكَ
43- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ عَلِيّاً ع دَخَلَ الحَمّامَ فَسَمِعَ صَوتَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَخَرَجَ إِلَيهِمَا فَقَالَ مَا لَكُمَا فَقَالَا اتّبَعَكَ هَذَا الفَاجِرُ ابنُ مُلجَمٍ فَظَنَنّا أَنّهُ يَغتَالُكَ فَقَالَ لَهُمَا دَعَاهُ لَا بَأسَ
44-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو بَكرٍ الشيّراَزيِّ فِي كِتَابِهِ عَنِ الحَسَنِ البصَريِّ قَالَأَوصَي عَلِيّ ع عِندَ مَوتِهِ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ قَالَ لَهُمَا إِن أَنَا مِتّ فَإِنّكُمَا سَتَجِدَانِ عِندَ رأَسيِ حَنُوطاً مِنَ الجَنّةِ وَ ثَلَاثَةَ أَكفَانٍ مِن إِستَبرَقِ الجَنّةِ فغَسَلّوُنيِ وَ
صفحه : 235
حنَطّوُنيِ بِالحَنُوطِ وَ كفَنّوُنيِ قَالَ الحَسَنُ ع فَوَجَدنَا عِندَ رَأسِهِ طَبَقاً مِنَ الذّهَبِ عَلَيهِ خَمسُ شَمّامَاتٍ مِن كَافُورِ الجَنّةِ وَ سِدراً مِن سِدرِ الجَنّةِ فَلَمّا فَرَغُوا مِن غُسلِهِ وَ تَكفِينِهِ أَتَي البَعِيرُ فَحَمَلُوهُ عَلَي البَعِيرِ بِوَصِيّةٍ مِنهُ وَ كَانَ قَالَ فسَيَأَتيِ البَعِيرُ إِلَي قبَريِ فَيُقِيمُ عِندَهُ فَأَتَي البَعِيرُ حَتّي وَقَفَ عَلَي شَفِيرِ القَبرِ فَوَ اللّهِ مَا عَلِمَ أَحَدٌ مَن حَفَرَهُ فَأُلحِدَ فِيهِ بَعدَ مَا صلُيَّ عَلَيهِ وَ أَظَلّتِ النّاسَ غَمَامَةٌ بَيضَاءُ وَ طُيُورٌ بِيضٌ فَلَمّا دُفِنَ ذَهَبَتِ الغَمَامَةُ وَ الطّيُورُ
وَ عَن مَنصُورِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ يَذكُرُ فِيهِ أُوصِيكُمَا وَصِيّةً فَلَا تُظهِرَا عَلَي أمَريِ أَحَداً فَأَمَرَهُمَا أَن يَستَخرِجَا مِنَ الزّاوِيَةِ اليُمنَي لَوحاً وَ أَن يُكَفّنَاهُ فِيمَا يَجِدَانِ فَإِذَا غَسّلَاهُ وَضَعَاهُ عَلَي ذَلِكَ اللّوحِ وَ إِذَا وَجَدَا السّرِيرَ يُشَالُ مُقَدّمُهُ يُشِيلَانِ مُؤَخّرَهُ وَ أَن يصُلَيَّ الحَسَنُ مَرّةً وَ الحُسَينُ مَرّةً صَلَاةَ إِمَامٍ فَفَعَلَا كَمَا رَسَمَ فَوَجَدَا اللّوحَ وَ عَلَيهِ مَكتُوبٌبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا ذَخَرَهُ نُوحٌ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَصَابَا الكَفَنَ فِي دِهلِيزِ الدّارِ مَوضُوعاً فِيهِ حَنُوطٌ قَد أَضَاءَ نُورُهُ النّهَارَ
وَ روُيَِ أَنّهُ قَالَ الحُسَينُ ع وَقتَ الغُسلِ أَ مَا تَرَي إِلَي خِفّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَقَالَ الحَسَنُ ع يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إِنّ مَعَنَا قَوماً يُعِينُونَنَا فَلَمّا قَضَينَا صَلَاةَ العِشَاءِ الآخِرَةِ إِذاً قَد شِيلَ مُقَدّمُ السّرِيرِ وَ لَم يَزَل نَتّبِعُهُ إِلَي أَن وَرَدنَا إِلَي الغرَيِّ فَأَتَينَا إِلَي قَبرٍ عَلَي مَا وَصَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ نَحنُ نَسمَعُ خَفقَ أَجنِحَةٍ كَثِيرَةٍ وَ ضَجّةً وَ جَلَبَةً فَوَضَعنَا السّرِيرَ وَ صَلّينَا عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
صفحه : 236
كَمَا وَصَفَ لَنَا وَ نَزَلنَا قَبرَهُ فَأَضجَعنَاهُ فِي لَحدِهِ وَ نَضّدنَا عَلَيهِ اللّبِنَ
وَ فِي الخَبَرِ عَنِ الصّادِقِ ع فَأَخَذَا اللّبِنَةَ مِن عِندِ الرّأسِ بَعدَ مَا أَشرَجَا عَلَيهِ اللّبِنَ فَإِذَا لَيسَ فِي القَبرِ شَيءٌ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهتِفُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَ عَبداً صَالِحاً فَأَلحَقَهُ اللّهُ بِنَبِيّهِ وَ كَذَلِكَ يَفعَلُ بِالأَوصِيَاءِ بَعدَ الأَنبِيَاءِ حَتّي لَو أَنّ نَبِيّاً مَاتَ بِالمَشرِقِ وَ مَاتَ وَصِيّهُ بِالمَغرِبِ لَأَلحَقَ النّبِيّ باِلوصَيِّ
وَ فِي خَبَرٍ عَن أُمّ كُلثُومٍ بِنتِ عَلِيّ ع فَانشَقّ القَبرُ عَن ضَرِيحٍ فَإِذَا هُوَ بِسَاجَةٍ مَكتُوبٍ عَلَيهَا بِالسّريَانِيّةِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا قَبرٌ حَفَرَهُ نُوحٌ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وصَيِّ مُحَمّدٍص قَبلَ الطّوفَانِ بِسَبعِمِائَةِ سَنَةٍ فَانشَقّ القَبرُ فَلَا ندَريِ وَ سَأَلَ ابنُ مُسكَانَ الصّادِقَ ع عَنِ القَائِمِ المَائِلِ فِي طَرِيقِ الغرَيِّ فَقَالَ نَعَم إِنّهُم لَمّا جَاءُوا بِسَرِيرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع انحَنَي أَسَفاً وَ حُزناً عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
وَ قَالَ الغزَاّليِّ ذَهَبَ النّاسُ إِلَي أَنّ عَلِيّاً ع دُفِنَ عَلَي النّجَفِ وَ أَنّهُم حَمَلُوهُ عَلَي النّاقَةِ فَسَارَت حَتّي انتَهَت إِلَي مَوضِعِ قَبرِهِ فَبَرَكَت فَجَهَدُوا أَن تَنهَضَ فَلَم تَنهَض فَدَفَنُوهُ فِيهِ
45- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ وَكِيعٍ وَ السدّيّّ وَ السّفيَانِ وَ أَبِي صَالِحٍ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ قَرَأَ قَولَهَ تَعَالَيأَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نأَتيِ الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها يَومَ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ لَقَد كُنتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ الطّرَفَ الأَكبَرَ فِي العِلمِ اليَومَ نَقَصَ عِلمُ الإِسلَامِ وَ مَضَي رُكنُ الإِيمَانِ
الزعّفرَاَنيِّ عَنِ المزُنَيِّ عَنِ الشاّفعِيِّ عَن مَالِكٍ عَن سمُيَّ عَن أَبِي
صفحه : 237
صَالِحٍ قَالَ لَمّا قُتِلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ابنُ عَبّاسٍ هَذَا اليَومَ نَقَصَ الفِقهُ وَ العِلمُ مِن أَرضِ المَدِينَةِ ثُمّ قَالَ إِنّ نُقصَانَ الأَرضِ نُقصَانُ عُلَمَائِهَا وَ خِيَارِ أَهلِهَا إِنّ اللّهَ لَا يَقبِضُ هَذَا العِلمَ انتِزَاعاً يَنتَزِعُهُ مِن صُدُورِ الرّجَالِ وَ لَكِنّهُ يَقبِضُ العِلمَ بِقَبضِ العُلَمَاءِ حَتّي إِذَا لَم يَبقَ عَالِمٌ اتّخَذَ النّاسُ رُؤَسَاءَ جُهّالًا فَيَسأَلُوا فَيُفتُوا بِغَيرِ عِلمٍ فَيَضِلّوا وَ أَضَلّوا
سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِرَبّ اغفِر لِي وَ لوِالدِيَّ وَ لِمَن دَخَلَ بيَتيَِ مُؤمِناً وَ قَد كَانَ قَبرُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ نُوحٍ فِي السّفِينَةِ فَلَمّا خَرَجَ مِنَ السّفِينَةِ تَرَكَ قَبرَهُ خَارِجَ الكُوفَةِ فَسَأَلَ نُوحٌ رَبّهُ المَغفِرَةَ لعِلَيِّ وَ فَاطِمَةَ ع قَولُهُوَ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ ثُمّ قَالَوَ لا تَزِدِ الظّالِمِينَيعَنيِ الظّلَمَةَ لِأَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍص إِلّا تَباراً
وَ روُيَِ أَنّهُ نَزَلَ فِيهِوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَبُو بَكرٍ الشيّراَزيِّ فِي نُزُولِ القُرآنِ أَنّهُ قَالَ سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِ كَانَ عَلِيّ يَقرَأُإِذِ انبَعَثَ أَشقاها قَالَ فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَتُخضَبَنّ هَذِهِ مِن هَذَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي لِحيَتِهِ وَ رَأسِهِ
وَ رَوَي الثعّلبَيِّ وَ الواَحدِيِّ بِإِسنَادِهِمَا عَن عَمّارٍ وَ عَن عُثمَانَ بنِ صُهَيبٍ وَ عَنِ الضّحّاكِ وَ رَوَي ابنُ مَردَوَيهِ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وَ عَن صُهَيبٍ وَ عَن عَمّارٍ وَ عَنِ ابنِ عدَيِّ وَ عَنِ الضّحّاكِ وَ الخَطِيبُ فِي التّارِيخِ عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وَ رَوَي الطبّرَيِّ وَ الموَصلِيِّ عَن عَمّارٍ وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ عَنِ الضّحّاكِ أَنّهُ قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ أَشقَي الأَوّلِينَ عَاقِرُ النّاقَةِ وَ أَشقَي الآخِرِينَ قَاتِلُكَ وَ فِي رِوَايَةٍ مَن يَخضِبُ هَذِهِ مِن هَذَا
و كان عبدالرحمن بن ملجم عداده من مراد قال ابن عباس كان من ولد قدار عاقر ناقة صالح وقصتهما واحدة
صفحه : 238
لأن قدار عشق امرأة يقال لها رباب كماعشق ابن ملجم لقطام .سمع ابن ملجم و هو يقول لأضربن عليا بسيفي هذافذهبوا به إليه فقال مااسمك قال عبدالرحمن بن ملجم قال نشدتك بالله عن شيءتخبرني قال نعم قال هل مر عليك شيخ يتوكأ علي عصاه و أنت في الباب فمشقك بعصاه ثم قال بؤسا لك أشقي من عاقر ناقة ثمود قال نعم قال هل كان الصبيان يسمونك ابن راعية الكلاب و أنت تلعب معهم قال نعم قال هل أخبرتك أمك أنها حملت بك وهي طامث قال نعم قال فبايع فبايع ثم قال خلوا سبيله . الحسن البصري أنه ع سهر في تلك الليلة و لم يخرج لصلاة الليل علي عادته فقالت أم كلثوم ما هذاالسهر قال إني مقتول لو قدأصبحت فقالت مر جعدة فليصل بالناس قال نعم مروا جعدة ليصل ثم مر و قال لامفر من الأجل وخرج قائلا
خلوا سبيل الجاهد المجاهد | في الله ذي الكتب وذي المجاهد |
في الله لايعبد غيرالواحد | ويوقظ الناس إلي المساجد |
. وروي أنه ع سهر في تلك الليلة فأكثر الخروج والنظر إلي السماء و هو يقول و الله ماكذبت وإنها الليلة التي وعدت بها ثم يعاود مضجعه فلما طلع الفجر أتاه ابن النباح ونادي الصلاة فقام فاستقبله الإوز فصحن في وجهه فقال دعوهن فإنهن صوائح تتبعها نوائح وتعلقت حديدة علي الباب في مئزره فشد إزاره و هو يقول
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك | و لاتجزع من الموت إذاحل بواديك . |
صفحه : 239
فقد أعرف أقواما و إن كانوا صعاليك | مساريع إلي الخير وللشر مناديك |
. أبومخنف الأزدي و ابن راشد والرفاعي والثقفي جميعا أنه اجتمع نفر من الخوارج بمكة فقالوا إنا شرينا أنفسنا لله وساق الحديث نحوا مما مر إلي قوله واستعان ابن ملجم بشبيب بن بجرة وأعانه رجل من وكلاء عمرو بن العاص بخط فيه مائة ألف درهم فجعله مهرها فأطعمت لهما اللوزينج والجوزيبق وسقتهما الخمر العكبري فنام شبيب وتمتع ابن ملجم معها ثم قامت فأيقظتهما وعصبت صدورهم بحرير وتقلدوا أسيافهم وكمنوا له مقابل السدة
وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأزَديِّ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ينُاَديِ الصّلَاةَ الصّلَاةَ فَإِذَا هُوَ مَضرُوبٌ وَ سَمِعتُ قَائِلًا يَقُولُ الحُكمُ لِلّهِ يَا عَلِيّ لَا لَكَ وَ لَا لِأَصحَابِكَ وَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ فُزتُ وَ رَبّ الكَعبَةِ ثُمّ قَالَ ع لَا يَفُوتَنّكُمُ الرّجُلُ ثُمّ سَاقَ القِصّةَ إِلَي قَولِهِ وَ إِن هَلَكتُ فَاصنَعُوا بِهِ مَا يُصنَعُ بِقَاتِلِ النّبِيّ فَسُئِلَ عَن مَعنَاهُ فَقَالَ اقتُلُوهُ ثُمّ حَرّقُوهُ بِالنّارِ فَقَالَ ابنُ مُلجَمٍ لَقَدِ ابتَعتُهُ بِأَلفٍ وَ سَمَمتُهُ بِأَلفٍ فَإِن خاَننَيِ فَأَبعَدَهُ اللّهُ وَ لَقَد ضَرَبتُهُ ضَربَةً لَو قُسِمَت بَينَ أَهلِ الأَرضِ لَأَهلَكَتهُم
وَ فِي مَحَاسِنِ الجَوَابَاتِ عَنِ الديّنوَرَيِّ أَنّهُ قَالَ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَقتُلَ بِهِ شَرّ خَلقِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع قَد أَجَابَ اللّهُ دَعوَتَكَ يَا حَسَنُ إِذَا مِتّ فَاقتُلهُ بِسَيفِهِ
وَ روُيَِ أَنّهُ ع قَالَ أَطعِمُوهُ وَ اسقُوهُ وَ أَحسِنُوا إِسَارَهُ فَإِن أَصِحّ فَأَنَا ولَيِّ دمَيِ إِن شِئتُ أَعفُو وَ إِن شِئتُ استَقَدتُ وَ إِن هَلَكتُ فَاقتُلُوهُ ثُمّ أَوصَي فَقَالَ يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ لَا أُلفِيَنّكُم تَخُوضُونَ دِمَاءَ المُسلِمِينَ خَوضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَلَا لَا يُقتَلَنّ بيِ إِلّا قاَتلِيِ وَ نَهَي عَنِ المُثلَةِ
وَ رَوَي أَبُو عُثمَانَ الماَزنِيِّ أَنّهُ قَالَ ع ,ï
صفحه : 240
تِلكُم قُرَيشٌ تمَنَاّنيِ لتِقَتلُنَيِ | فَلَا وَ رَبّكَ مَا فَازُوا وَ مَا ظَفِرُوا |
فَإِن بَقِيتُ فَرَهنٌ ذمِتّيِ لَهُم | بِذَاتِ وَدقَينِ لَا يَعفُو لَهَا أَثَرٌ |
وَ إِن هَلَكتُ فإَنِيّ سَوفَ أُوتِرُهُم | ذُلّ المَمَاتِ فَقَد خَانُوا وَ قَد غَدَرُوا |
وَ أَمَرَ الحَسَنَ ع أَن يصُلَيَّ الغَدَاةَ بِالنّاسِ وَ روُيَِ أَنّهُ دَفَعَ فِي ظُهرِهِ جَعدَةَ فَصَلّي بِالنّاسِ الغَدَاةَ
الأَصبَغُ فِي خَبَرٍ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لَقَد ضُرِبتُ فِي اللّيلَةِ التّيِ قُبِضَ فِيهَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ لَأُقبَضُ فِي اللّيلَةِ التّيِ رُفِعَ فِيهَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ
الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فِي خَبَرٍ وَ لَقَد صُعِدَ بِرُوحِهِ فِي اللّيلَةِ التّيِ صُعِدَ فِيهَا بِرُوحِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا
توضيح قال الجزري في قوله ع بذات ودقين أي حرب شديدة و هو من الودق والوداق الحرص علي طلب الفحل لأن الحرب توصف باللقاح وقيل من الودق المطر يقال للحرب الشديدة ذات ودقين تشبيها بسحاب ذات مطرتين شديدتين
أَقُولُ فِي الدّيوَانِ أَنّهُ ع قَالَ حِينَ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ
خَلّوا سَبِيلَ المُؤمِنِ المُجَاهِدِ | فِي اللّهِ لَا يَعبُدُ غَيرَ الوَاحِدِ |
وَ يُوقِظُ النّاسَ إِلَي المَسَاجِدِ |
وَ فِيهِ أَنّهُ ع قَالَ بَعدَ قَولِهِ إِذَا حَلّ بِوَادِيكَا
فَإِنّ الدّرعَ وَ البَيضَةَ | يَومَ الرّوعِ يَكفِيكَا |
كَمَا أَضحَكَكَ الدّهرُ | كَذَاكَ الدّهرُ يُبكِيكَا |
إِلَي قَولِهِ
مَسَارِيعُ إِلَي النّجدَةِ | للِغيَّ مُتَارِيكَا |
صفحه : 241
الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع ˆ
أَينَ مَن كَانَ لِعِلمِ المُصطَفَي فِي النّاسِ بَاباً | أَينَ مَن كَانَ إِذَا مَا قُحِطَ النّاسُ سَحَاباً |
أَينَ مَن كَانَ إِذَا نوُديَِ لِلحَربِ أَجَابَا | أَينَ مَن كَانَ دُعَاهُ مُستَجَاباً وَ مُجَاباً |
وَ لَهُ ع ˆ
خَلّ العُيُونَ وَ مَا أَرَدنَ | مِنَ البُكَاءِ عَلَي عَلِيّ |
لَا تَقبَلَنّ مِنَ الخلَيِّ | فَلَيسَ قَلبُكَ باِلخلَيِّ |
لِلّهِ أَنتَ إِذَا الرّجَالُ | تَضَعضَعَت وَسطَ الندّيِّ |
فَرّجتَ غُمّتَهُ وَ لَم | تَركَن إِلَي فَشَلٍ وَ عيِّ |
وَ لَهُ ع ˆ
خَذَلَ اللّهُ خَاذِلِيهِ وَ لَا أَغمَدَ | عَن قَاتِلِيهِ سَيفَ الفَنَاءِ |
زَيدُ بنُ عَلِيّ قَالَ الحُسَينُ ع لَمّا قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَمِعتُ جِنّيّةً تَرثِيهِ بِهَذِهِ الأَبيَاتِ
لَقَد هَدّ ركُنيِ أَبُو شَبّرَ | فَمَا ذَاقَتِ العَينُ طِيبَ الوَسَنِ |
وَ لَا ذَاقَتِ العَينُ طِيبَ الكَرَي | وَ أُلقِيتُ دهَريِ رَهِينَ الحَزَنِ |
وَ أقَلقَنَيِ طُولُ تَذكَارِهِ | حَرَارَةَ ثُكلِ الرّقُوبِ الشّثَنِ |
أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَ سَمِعتُ صَوتَ هَاتِفٍ مِنَ الجِنّ
يَا مَن يَؤُمّ إِلَي المَدِينَةِ قَاصِداً | أَدّ الرّسَالَةَ غَيرَ مَا مُتَوَانٍ |
قَتَلَت شِرَارُ بنَيِ أُمَيّةَ سَيّداً | خَيرَ البَرّيّةِ مَاجِداً ذَا شَأنٍ |
صفحه : 242
رَبّ المُفَضّلِ فِي السّمَاءِ وَ أَرضِهَا | سَيفِ النّبِيّ وَ هَادِمِ الأَوثَانِ |
بَكَتِ المَشَاعِرُ وَ المَسَاجِدُ بَعدَ مَا | بَكَتِ الأَنَامُ لَهُ بِكُلّ مَكَانٍ |
وَ فِي شَرَفِ النّبُوّةِ أَنّهُ سُمِعَ مِنهُم
لَقَد مَاتَ خَيرُ النّاسِ بَعدَ مُحَمّدٍ | وَ أَكرَمُهُم فَضلًا وَ أَوفَاهُم عَهداً |
وَ أَضرَبُهُم بِالسّيفِ فِي مُهَجِ العِدَي | وَ أَصدَقُهُم قِيلًا وَ أَنجَزُهُم وَعداً |
صَعصَعَةُ بنُ صُوحَانَ
إِلَي مَن لِي بِأُنسِكَ يَا أُخَيّا | وَ مَن لِي أَن أَبُثّكَ مَا لَدَيّا |
طَوَتكَ خُطُوبُ دَهرٍ قَد تَوَالَي | لِذَاكَ خُطُوبُهُ نَشراً وَ طَيّاً |
فَلَو نَشَرَت قُوَاكَ لِيَ المَنَايَا | شَكَوتُ إِلَيكَ مَا صَنَعَت إِلَيّا |
بَكَيتُكَ يَا عَلِيّ لِدُرّ عيَنيِ | فَلَم يُغنِ البُكَاءُ عَلَيكَ شَيّا |
كَفَي حُزناً بِدَفنِكَ ثُمّ إنِيّ | نَفَضتُ تُرَابَ قَبرِكَ مِن يَدَيّا |
وَ كَانَت فِي حَيَاتِكَ لِي عِظَاتٌ | وَ أَنتَ اليَومَ أَوعَظُ مِنكَ حَيّاً |
فَيَا أسَفَيِ عَلَيكَ وَ طُولَ شوَقيِ | إِلَي لَو أَنّ ذَلِكَ رَدّ شَيّا |
وَ لَهُ
هَل خَبَرَ القَبرُ سَائِلِيهِ | أَم قَرّ عَيناً بِزَائِرِيهِ |
أَم هَل تَرَاهُ أَحَاطَ عِلماً | بِالجَسَدِ المُستَكِنّ فِيهِ |
لَو عَلِمَ القَبرُ مَن يوُاَريِ | تَاهَ عَلَي كُلّ مَن يَلِيهِ |
يَا مَوتُ مَا ذَا أَرَدتَ منِيّ | حَقّقتَ مَا كُنتُ أَتّقِيهِ |
يَا مَوتُ لَو تَقبَلُ افتِدَاءً | لَكُنتُ بِالرّوحِ أَفتَدِيهِ |
دَهرٌ رمَاَنيِ بِفَقدِ إلفيِ | أَذُمّ دهَريِ وَ أَشتَكِيهِ |
أَبُو الأَسوَدِ الدؤّلَيِّ Ph
أَلَا يَا عَينُ وَيحَكِ فَاسعَدِينَا | أَلَا أبَكيِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَا |
رُزِئنَا خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايَا | وَ حَثحَثَهَا وَ مَن رَكِبَ السّفِينَا |
صفحه : 243
وَ مَن لَبِسَ النّعَالَ وَ مَن حَذَاهَا | وَ مَن قَرَأَ المثَاَنيَِ وَ المِئِينَا |
إِذَا استَقبَلتَ وَجهَ أَبِي حُسَينٍ | رَأَيتَ البَدرَ رَاقَ النّاظِرِينَا |
يُقِيمُ الحَدّ لَا يَرتَابُ فِيهِ | وَ يقَضيِ بِالفَرَائِضِ مُستَبِيناً |
أَلَا أَبلِغ مُعَاوِيَةَ بنَ حَربٍ | فَلَا قَرّت عُيُونُ الشّامِتِينَا |
أَ فِي الشّهرِ الحَرَامِ فَجَعتُمُونَا | بِخَيرِ النّاسِ طُرّاً أَجمَعِينَا |
وَ مِن بَعدِ النّبِيّ فَخَيرُ نَفسٍ | أَبُو حَسَنٍ وَ خَيرُ الصّالِحِينَا |
كَأَنّ النّاسَ إِذ فَقَدُوا عَلِيّاً | نَعَامٌ جَالَ فِي بَلَدٍ سِنِيناً |
وَ كُنّا قَبلَ مَهلِكِهِ بِخَيرٍ | تَرَي فِينَا وصَيِّ المُسلِمِينَا |
فَلَا وَ اللّهِ لَا أَنسَي عَلِيّاً | وَ حُسنَ صَلَاتِهِ فِي الرّاكِعِينَا |
لَقَد عَلِمَت قُرَيشٌ حَيثُ كَانَت | بِأَنّكَ خَيرُهُم حَسَباً وَ دِيناً |
فَلَا تُشمِت مُعَاوِيَةَ بنَ حَربٍ | فَإِنّ بَقِيّةَ الخُلَفَاءِ فِينَا |
لِبَعضِ الصّحَابَةِ
دَعَوتُكَ يَا عَلِيّ فَلَم تجُبِنيِ | وَ رَدّت دعَوتَيِ بَأساً عَلِيّاً |
بِمَوتِكَ مَاتَتِ اللّذّاتُ عنَيّ | وَ كَانَت حَيّةً إِذ كَانَ حَيّاً |
فَيَا أَسَفاً عَلَيكَ وَ طُولَ شوَقيِ | إِلَيكَ لَو أَنّ ذَلِكَ رُدّ لِيّا |
بيان قوله ع و لاتقبلن من الخلي أي لاتقبل ترك البكاء من الخلي ألذي ينصحك في ذلك فإنك لست مثله والندي علي فعيل القوم المجتمعون والخطاب في هذاالبيت لأمير المؤمنين ع و قال الجوهري الرقوب المرأة التي لايعيش لها ولد ويقال شثنت كفه أي غلظت ولعله تصحيف الشنن من شن الماء أي فرقه كناية عن كثرة البكاء قوله رب المفضل لعله بمعني
صفحه : 244
المربوب والظاهر أن فيه تصحيفا وحثحث حرك والسفين جمع السفينة
46- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ قَد صَحّ النّقلُ أَنّهُ ضَرَبَهُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ لَيلَةَ الجُمُعَةِ لَكِن قِيلَ لِسَبعَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن رَمَضَانَ وَ قِيلَ لِتِسعَ عَشرَةَ لَيلَةً وَ قَد نَقَلَهُ جَمَاعَةٌ وَ قِيلَ لَيلَةَ الحاَديِ وَ العِشرِينَ مِن رَمَضَانَ وَ قِيلَ لَيلَةَ الثّالِثِ وَ العِشرِينَ مِنهُ وَ مَاتَ لَيلَةَ الأَحَدِ ثَالِثَ لَيلَةٍ ضُرِبَ مِن سَنَةِ أَربَعِينَ لِلهِجرَةِ فَيَكُونُ عُمُرُهُ خَمساً وَ سِتّينَ سَنَةً وَ قِيلَ بَل كَانَ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ وَ قِيلَ بَل ثَمَانَ وَ خَمسِينَ وَ قِيلَ بَل كَانَ سَبعاً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ أَصَحّ هَذِهِ الأَقوَالِ هُوَ القَولُ الأَوّلُ فَإِنّهُ عَضَدَهُ مَا نُقِلَ عَن مَعرُوفٍ قَالَ سَمِعتُ مِن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا سَلَامُ اللّهِ عَلَيهِمَا يَقُولُ قُتِلَ عَلِيّ وَ لَهُ خَمسٌ وَ سِتّونَ سَنَةً فَهَذِهِ مُدّةُ عُمُرِهِ فَلَمّا مَاتَ ع غَسّلَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ مُحَمّدٌ يَصُبّ المَاءَ ثُمّ كُفّنَ وَ حُنّطَ وَ حُمِلَ وَ دُفِنَ فِي جَوفِ اللّيلِ باِلغرَيِّ وَ قِيلَ بَينَ مَنزِلِهِ وَ الجَامِعِ الأَعظَمِ وَ اللّهُ أَعلَمُ قَالَ وَ إِذَا كَانَت مُدّةُ عُمُرِهِ ع خَمساً وَ سِتّينَ سَنَةً عَلَي مَا ظَهَرَ فَاعلَم مَنَحَكَ اللّهُ أَلطَافَ تَأيِيدِهِ أَنّهُ ع كَانَ بِمَكّةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص مِن أَوّلِ عُمُرِهِ خَمساً وَ عِشرِينَ سَنَةً فَمِنهَا بَعدَ البَعثِ وَ النّبُوّةِ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً وَ قَبلَهَا اثنَتَا عَشرَةَ سَنَةً ثُمّ هَاجَرَ وَ أَقَامَ مَعَ النّبِيّص بِالمَدِينَةِ إِلَي أَن توُفُيَّ عَشرَ سِنِينَ ثُمّ بقَيَِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ إِلَي أَن قُتِلَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَذَلِكَ خَمسٌ وَ سِتّونَ سَنَةً
وَ مِن مَنَاقِبِ الخوُارزِميِّ قَالَ لَمّا ضُرِبَ عَلِيّ ع تَحَامَلَ وَ صَلّي بِالنّاسِ الغَدَاةَ وَ قَالَ عَلَيّ بِالرّجُلِ فَأُدخِلَ عَلَيهِ فَقَالَ أَي عَدُوّ اللّهِ أَ لَم أُحسِن إِلَيكَ قَالَ بَلَي قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَي هَذَا قَالَ شَحَذتُهُ أَربَعِينَ صَبَاحاً وَ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَقتُلَ بِهِ شَرّ خَلقِهِ قَالَ عَلِيّ ع فَلَا أَرَاكَ إِلّا مَقتُولًا بِهِ وَ مَا أَرَاكَ إِلّا مِن شَرّ خَلقِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 245
قَالَ وَ دَعَا عَلِيّ حَسَناً وَ حُسَيناً فَقَالَ أُوصِيكُمَا بِتَقوَي اللّهِ وَ لَا تَبغِيَا الدّنيَا وَ إِن بَغَتكُمَا وَ لَا تَبكِيَا عَلَي شَيءٍ زوُيَِ عَنكُمَا قُولَا بِالحَقّ وَ ارحَمَا اليَتِيمَ وَ أَعِينَا الضّائِعَ وَ اصنَعَا لِلأُخرَي وَ كُونَا لِلظّالِمِ خَصماً وَ لِلمَظلُومِ نَاصِراً اعمَلَا بِمَا فِي الكِتَابِ وَ لَا تَأخُذكُمَا فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ ثُمّ نَظَرَ إِلَي مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ فَقَالَ هَل حَفِظتَ مَا أَوصَيتُ بِهِ أَخَوَيكَ قَالَ نَعَم قَالَ فإَنِيّ أُوصِيكَ بِمِثلِهِ وَ أُوصِيكَ بِتَوقِيرِ أَخَوَيكَ لِعَظِيمِ حَقّهِمَا عَلَيكَ فَلَا تُوثِق أَمراً دُونَهُمَا ثُمّ قَالَ أُوصِيكُمَا بِهِ فَإِنّهُ شَقِيقُكُمَا وَ ابنُ أَبِيكُمَا وَ قَد عَلِمتُمَا أَنّ أَبَاكُمَا كَانَ يُحِبّهُ وَ قَالَ لِلحَسَنِ أُوصِيكَ يَا بنُيَّ بِتَقوَي اللّهِ وَ إِقَامِ الصّلَاةِ لِوَقتِهَا وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ عِندَ مَحِلّهَا فَإِنّهُ لَا صَلَاةَ إِلّا بِطَهُورٍ وَ لَا يُقبَلُ الصّلَاةُ مِمّن مَنَعَ الزّكَاةَ وَ أُوصِيكَ بِعَفوِ الذّنبِ وَ كَظمِ الغَيظِ وَ صِلَةِ الرّحِمِ وَ الحِلمِ عَنِ الجَاهِلِ وَ التّفَقّهِ فِي الدّينِ وَ التّثَبّتِ فِي الأَمرِ وَ التّعَاهُدِ لِلقُرآنِ وَ حُسنِ الجِوَارِ وَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ اجتِنَابِ الفَوَاحِشِ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ أَوصَي وَ كَانَت وَصِيّتُهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع
أَقُولُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ فِي رِوَايَةِ الكلُيَنيِّ ثُمّ قَالَ وَ لَم يَنطِق إِلّا بِلَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَتّي قُبِضَ ع فِي شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَربَعِينَ وَ غَسّلَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ وَ كُفّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثوَابٍ لَيسَ فِيهَا قَمِيصٌ
صفحه : 246
وَ كَبّرَ عَلَيهِ الحَسَنُ تِسعَ تَكبِيرَاتٍ وَ كَانَ ع نَهَي عَنِ المُثلَةِ فَقَالَ يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ لَا أُلفِيَنّكُم تَخُوضُونَ دِمَاءَ المُسلِمِينَ تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَلَا لَا يُقتَلُ بيِ إِلّا قاَتلِيِ انظُر يَا حَسَنُ إِن أَنَا مِتّ مِن ضرَبتَيِ هَذِهِ فَاضرِبهُ ضَربَةً وَ لَا تُمَثّل بِالرّجُلِ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِيّاكُم وَ المُثلَةَ وَ لَو بِالكَلبِ العَقُورِ فَلَمّا قُبِضَ ع بَعَثَ الحَسَنُ ع إِلَي ابنِ مُلجَمٍ فَقَتَلَهُ وَ لَفّهُ النّاسُ فِي البوَاَريِّ وَ أَحرَقُوهُ وَ كَانَ أَنفَذَ إِلَي الحَسَنِ ع يَقُولُ إنِيّ وَ اللّهِ مَا أَعطَيتُ اللّهَ عَهداً إِلّا وَفَيتُ بِهِ إنِيّ عَاهَدتُ اللّهَ أَن أَقتُلَ عَلِيّاً وَ مُعَاوِيَةَ أَو أَمُوتَ دُونَهُمَا فَإِن شِئتَ خَلّيتَ بيَنيِ وَ بَينَهُ وَ لَكَ اللّهَ عَلَي أَن أَقتُلَهُ وَ إِن قَتَلتُهُ وَ بَقِيتُ لَآتِيَنّكَ حَتّي أَضَعَ يدَيِ فِي يَدِكَ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ حَتّي تُعَايِنَ النّارَ ثُمّ قَدّمَهُ فَقَتَلَهُ
47- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَد عَرَفَ قَاتِلَهُ وَ اللّيلَةَ التّيِ يُقتَلُ فِيهَا وَ المَوضِعَ ألّذِي يُقتَلُ فِيهِ وَ قَولُهُ لَمّا سَمِعَ صِيَاحَ الإِوَزّ فِي الدّارِ صَوَائِحُ تَتبَعُهَا نَوَائِحُ وَ قَولُ أُمّ كُلثُومٍ لَو صَلّيتَ اللّيلَةَ دَاخِلَ الدّارِ وَ أَمَرتَ غَيرَكَ يصُلَيّ بِالنّاسِ فَأَبَي عَلَيهَا وَ كَثُرَ دُخُولُهُ وَ خُرُوجُهُ تِلكَ اللّيلَةَ بِلَا سِلَاحٍ وَ قَد عَرَفَ ع أَنّ ابنَ مُلجَمٍ قَاتِلُهُ بِالسّيفِ كَانَ هَذَا مِمّا لَم يَجُز تَعَرّضُهُ فَقَالَ ذَلِكَ كَانَ وَ لَكِنّهُ خُيّرَ تِلكَ اللّيلَةَ لتِمَضيَِ مَقَادِيرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
بيان في بعض النسخ خير بالخاء أي خير بين البقاء واللقاء
صفحه : 247
فاختار اللقاء و في بعضها بالحاء المهملة أي أنسي ذلك الوقت و في بعضها بالحاء المهملة والنون أي كان موقتا معلوما متيقنا عنده فكان لاينفعه الفرار و في بعض الاحتمالات اللام لام العاقبة في قوله لتمضي
48- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ الجعُفيِّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا أُصِيبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَعَي الحَسَنُ إِلَي الحُسَينِ ع وَ هُوَ بِالمَدَائِنِ فَلَمّا قَرَأَ الكِتَابَ قَالَ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ مَا أَعظَمَهَا مَعَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن أُصِيبَ مِنكُم بِمُصِيبَةٍ فَليَذكُر مُصَابَهُ بيِ فَإِنّهُ لَن يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ أَعظَمَ مِنهَا وَ صَدَقَص
49- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الفَجرَ ثُمّ لَم يَزَل فِي مَوضِعِهِ حَتّي صَارَتِ الشّمسُ عَلَي قِيدِ رُمحٍ وَ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ بِوَجهِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد أَدرَكتُ أَقوَاماً يَبِيتُونَ لِرَبّهِم سُجّداً وَ قِيَاماً يُخَالِفُونَ بَينَ جِبَاهِهِم وَ رُكَبِهِم كَأَنّ زَفِيرَ النّارِ فِي آذَانِهِم إِذَا ذُكِرَ اللّهُ عِندَهُم مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشّجَرُ كَأَنّمَا القَومُ مَا بَاتُوا غَافِلِينَ قَالَ ثُمّ قَامَ فَمَا رئُيَِ ضَاحِكاً حَتّي قُبِضَ ع
50- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ نَهِيكٍ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ الهمَداَنيِّ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا احتُضِرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَمَعَ بَنِيهِ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ ابنَ الحَنَفِيّةِ وَ الأَصَاغِرَ مِن وُلدِهِ فَوَصّاهُم وَ كَانَ فِي آخِرِ وَصِيّتِهِ يَا بنَيِّ عَاشِرُوا النّاسَ عِشرَةً إِن غِبتُم حَنّوا إِلَيكُم وَ إِن فُقِدتُم بَكَوا عَلَيكُم يَا بنُيَّ إِنّ القُلُوبَ جُنُودٌ مُجَنّدَةٌ
صفحه : 248
تَتَلَاحَظُ بِالمَوَدّةِ وَ تَتَنَاجَي بِهَا وَ كَذَلِكَ هيَِ فِي البُغضِ فَإِذَا أَحبَبتُمُ الرّجُلَ مِن غَيرِ خَيرٍ سَبَقَ مِنهُ إِلَيكُم فَارجُوهُ وَ إِذَا أَبغَضتُمُ الرّجُلَ مِن غَيرِ سُوءٍ سَبَقَ مِنهُ إِلَيكُم فَاحذَرُوهُ
51-كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ عَن صَفوَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَبَعَثَ إلِيَّ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع بِوَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَي بِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَوصَي أَنّهُ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُبِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَصَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ ثُمّإِنّ صلَاتيِ وَ نسُكُيِ وَ محَيايَ وَ ممَاتيِ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ ثُمّ إنِيّ أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَ جَمِيعَ أَهلِ بيَتيِ وَ ولُديِ وَ مَن بَلَغَهُ كتِاَبيِ بِتَقوَي اللّهِ رَبّكُموَ لا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَوَ اعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوافإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ البَينِ أَفضَلُ مِن عَامّةِ الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ وَ إِنّ المُبِيرَةَ الحَالِقَةَ لِلدّينِ فَسَادُ ذَاتِ البَينِ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ انظُرُوا ذوَيِ أَرحَامِكُم فَصِلُوهُم يُهَوّنِ اللّهُ عَلَيكُمُ الحِسَابَ اللّهَ اللّهَ فِي الأَيتَامِ فَلَا تُغَيّرُوا أَفوَاهَهُم وَ لَا تضيعوا[يَضِيعُوا]بِحَضرَتِكُم فَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن عَالَ يَتِيماً حَتّي يسَتغَنيَِ أَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ بِذَلِكَ الجَنّةَ كَمَا أَوجَبَ اللّهُ لِآكِلِ مَالِ اليَتِيمِ النّارَ
صفحه : 249
اللّهَ اللّهَ فِي القُرآنِ فَلَا يَسبِقكُم إِلَي العَمَلِ بِهِ أَحَدٌ غَيرُكُم اللّهَ اللّهَ فِي جِيرَانِكُم فَإِنّ النّبِيّص أَوصَي بِهِم وَ مَا زَالَ رَسُولُ اللّهِص يوُصيِ بِهِم حَتّي ظَنَنّا أَنّهُ سَيُوَرّثُهُم اللّهَ اللّهَ فِي بَيتِ رَبّكُم فَلَا يَخلُو مِنكُم مَا بَقِيتُم فَإِنّهُ إِن تُرِكَ لَم تُنَاظَرُوا وَ أَدنَي مَا يَرجِعُ بِهِ مَن أَمّهُ أَن يُغفَرَ لَهُ مَا سَلَفَ اللّهَ اللّهَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّهَا خَيرُ العَمَلِ وَ إِنّهَا عَمُودُ دِينِكُم اللّهَ اللّهَ فِي الزّكَاةِ فَإِنّهَا تُطفِئُ غَضَبَ رَبّكُم اللّهَ اللّهَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ فَإِنّ صِيَامَهُ جُنّةٌ مِنَ النّارِ اللّهَ اللّهَ فِي الفُقَرَاءِ وَ المَسَاكِينِ فَشَارِكُوهُم فِي مَعَايِشِكُم اللّهَ اللّهَ فِي الجِهَادِ بِأَموَالِكُم وَ أَنفُسِكُم وَ أَلسِنَتِكُم فَإِنّمَا يُجَاهِدُ رَجُلَانِ إِمَامُ هُدًي أَو مُطِيعٌ لَهُ مُقتَدٍ بِهُدَاهُ اللّهَ اللّهَ فِي ذُرّيّةِ نَبِيّكُم فَلَا يُظلَمَنّ بِحَضرَتِكُم وَ بَينَ ظَهرَانَيكُم وَ أَنتُم تَقدِرُونَ عَلَي الدّفعِ عَنهُم اللّهَ اللّهَ فِي أَصحَابِ نَبِيّكُمُ الّذِينَ لَم يُحدِثُوا حَدَثاً وَ لَم يُؤوُوا مُحدِثاً فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص أَوصَي بِهِم وَ لَعَنَ المُحدِثَ مِنهُم وَ مِن غَيرِهِم وَ المؤُويَِ لِلمُحدِثِ اللّهَ اللّهَ فِي النّسَاءِ وَ فِيمَا مَا مَلَكَت أَيمَانُكُم فَإِنّ آخِرَ مَا تَكَلّمَ بِهِ نَبِيّكُمص أَن قَالَ أُوصِيكُم بِالضّعِيفَينِ النّسَاءِ وَ مَا مَلَكَت أَيمَانُكُم الصّلَاةَ الصّلَاةَ الصّلَاةَ لَا تَخَافُوا فِي اللّهِ لَومَةَ لَائِمٍ يَكفِيكُمُ اللّهُ مَن آذَاكُم وَ مَن بَغَي عَلَيكُم قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً كَمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا تَترُكُوا الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيَ عَنِ النّكرِ فيَوُلَيَّ اللّهُ أَمرَكُم شِرَارَكُم ثُمّ تَدعُونَ فَلَا يُستَجَابُ لَكُم عَلَيهِم وَ عَلَيكُم يَا بنَيِّ بِالتّوَاصُلِ وَ التّبَاذُلِ وَ التّبَارّ وَ إِيّاكُم وَ التّقَاطُعَ وَ التّدَابُرَ وَ التّفَرّقَوَ تَعاوَنُوا عَلَي البِرّ وَ التّقوي وَ لا تَعاوَنُوا عَلَي الإِثمِ وَ العُدوانِ
صفحه : 250
وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِحَفِظَكُمُ اللّهُ مِن أَهلِ بَيتٍ وَ حَفِظَ فِيكُم نَبِيّكُم أَستَودِعُكُمُ اللّهَ وَ أَقرَأُ عَلَيكُمُ السّلَامَ وَ رَحمَةَ اللّهِ ثُمّ لَم يَزَل يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَتّي قُبِضَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ رَحمَتُهُ فِي ثَلَاثِ لَيَالٍ مِنَ العَشرِ الأَوَاخِرِ لَيلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ كَانَ ضُرِبَ لَيلَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ
52- يه ،[ من لايحضر الفقيه ]روُيَِ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِّ قَالَ شَهِدتُ وَصِيّةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع حِينَ أَوصَي إِلَي ابنِهِ الحَسَنِ ع وَ أَشهَدَ عَلَي وَصِيّتِهِ الحُسَينَ ع وَ مُحَمّداً وَ جَمِيعَ وُلدِهِ وَ جَمِيعَ رُؤَسَاءَ أَهلِ بَيتِهِ وَ شِيعَتِهِ ع ثُمّ دَفَعَ إِلَيهِ الكِتَابَ وَ السّلَاحَ ثُمّ قَالَ ع يَا بنُيَّ أمَرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص أَن أوُصيَِ إِلَيكَ وَ أَن أَدفَعَ إِلَيكَ كتُبُيِ وَ سلِاَحيِ كَمَا أَوصَي إلِيَّ رَسُولُ اللّهِص وَ دَفَعَ إلِيَّ كُتُبَهُ وَ سِلَاحَهُ وَ أمَرَنَيِ أَن آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ المَوتُ أَن تَدفَعَهُ إِلَي أَخِيكَ الحُسَينِ ع ثُمّ أَقبَلَ عَلَي ابنِهِ الحُسَينِ ع فَقَالَ وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِص أَن تَدفَعَهُ إِلَي ابنِكَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِص أَن تَدفَعَ وَصِيّتَكَ إِلَي ابنِكَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ فَأَقرِئهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ منِيّ السّلَامَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي ابنِهِ الحَسَنِ ع فَقَالَ يَا بنُيَّ أَنتَ ولَيِّ الأَمرِ بعَديِ وَ ولَيِّ الدّمِ فَإِن عَفَوتَ فَلَكَ وَ إِن قَتَلتَ فَضَربَةً مَكَانَ ضَربَةٍ وَ لَا تَأثَم ثُمّ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَي بِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِّ
صفحه : 251
إيضاح قال الفيروزآبادي الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كمايستأصل الموسي الشعر. و قال ابن أبي الحديد بعدإيراد تلك الوصية في شرح نهج البلاغة قوله فلاتغيروا أفواههم يحتمل تفسيرين أحدهما لاتجيعوهم فإن الجائع فمه تتغير نكهته والثاني لاتحوجوهم إلي تكرار الطلب والسؤال فإن السائل ينضب ريقه وتنشف لهواته وتتغير ريح فمه انتهي . قوله ع لم تناظروا أي لم تمهلوا بل ينزل عليكم العذاب من غيرمهلة و قال الجزري في حديث المدينة من أحدث فيهاحدثا أوآوي محدثا الحدث الأمر الحادث المنكر ألذي ليس بمعتاد و لامعروف في السنة والمحدث يروي بكسر الدال وفتحها علي الفاعل والمفعول فمعني الكسر من نصر جانيا وآواه وأجاره من خصمه وحال بينه و بين أن يقتص منه وبالفتح هوالأمر المبتدع نفسه و يكون معني الإيواء فيه الرضي به والصبر عليه فإنه إذارضي بالبدعة وأقر فاعلها عليها و لم ينكرها فقد آواها انتهي . قوله ع وحفظ فيكم نبيكم أي جعل الناس بحيث يرعون فيكم حرمته ص أوحفظ سننه وأطواره ص فيكم أويحفظكم لانتسابكم إليه ص والأول أظهر
53-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا غُسّلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نُودُوا مِن جَانِبِ البَيتِ إِن أَخَذتُم مُقَدّمَ السّرِيرِ كُفِيتُم مُؤَخّرَهُ وَ إِن أَخَذتُم
صفحه : 252
مُؤَخّرَهُ كُفِيتُم مُقَدّمَهُ
54-نبه ،[تنبيه الخاطر] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ القضُباَنيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ الثقّفَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَلحٍ المنِقرَيِّ عَن شَرِيكٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي حَمزَةَ اليشَكرُيِّ عَن قُدَامَةَ الأوَديِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ اللّهِ الصلّعَيِّ وَ كَانَ لَهُ صُحبَةٌ قَالَ لَمّا كَثُرَ الِاختِلَافُ بَينَ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ قُتِلَ عُثمَانُ بنُ عَفّانَ تَخَوّفتُ عَلَي نفَسيِ الفِتنَةَ فَاعتَزَمتُ عَلَي اعتِزَالِ النّاسِ فَتَنَحّيتُ إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فَأَقَمتُ فِيهِ حِيناً لَا أدَريِ مَا فِيهِ النّاسُ فَخَرَجتُ مِن بيَتيِ لِبَعضِ حوَاَئجِيِ وَ قَد هَدَأَ اللّيلُ وَ نَامَ النّاسُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ ينُاَجيِ رَبّهُ وَ يَتَضَرّعُ إِلَيهِ بِصَوتٍ أَشَجّ وَ قَلبٍ حَزِينٍ فَأَنِستُ إِلَيهِ مِن حَيثُ لَا يرَاَنيِ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ يَا حَسَنَ الصّحبَةِ يَا خَلِيفَةَ النّبِيّينَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ البدَيِءُ البَدِيعُ ألّذِي لَيسَ مِثلَكَ شَيءٌ وَ الدّائِمُ غَيرُ الغَافِلِ وَ الحيَّ ألّذِي لَا يَمُوتُ أَنتَ كُلّ يَومٍ فِي شَأنٍ أَنتَ خَلِيفَةُ مُحَمّدٍص وَ نَاصِرُ مُحَمّدٍ وَ مُفَضّلُ مُحَمّدٍ أَسأَلُكَ أَن تَنصُرَ وصَيِّ مُحَمّدٍ وَ خَلِيفَةَ مُحَمّدٍ وَ القَائِمَ بِالقِسطِ بَعدَ مُحَمّدٍ اعطِف عَلَيهِ بِنَصرٍ أَو تَوَفّهُ بِرَحمَةٍ
صفحه : 253
قَالَ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ جَلَسَ بِقَدرِ التّشَهّدِ ثُمّ إِنّهُ سَلّمَ فِيمَا أَحسَبُ تِلقَاءَ وَجهِهِ ثُمّ مَضَي فَمَشَي عَلَي المَاءِ فَنَادَيتُهُ مِن خَلفِهِ كلَمّنيِ يَرحَمُكَ اللّهُ فَلَم يَلتَفِت وَ قَالَ الهاَديِ خَلفَكَ فَاسأَلهُ عَن أَمرِ دِينِكَ قَالَ قُلتُ مَن هُوَ يَرحَمُكَ اللّهُ قَالَ وصَيِّ مُحَمّدٍص مِن بَعدِهِ فَخَرَجتُ مُتَوَجّهاً إِلَي الكُوفَةِ فَأَمسَيتُ دُونَهَا فَبِتّ قَرِيباً مِنَ الحِيرَةِ فَلَمّا جُنّ لِيَ اللّيلُ إِذ أَنَا بِرَجُلٍ قَد أَقبَلَ حَتّي استَتَرَ بِرَابِيَةٍ ثُمّ صَفّ قَدَمَيهِ فَأَطَالَ المُنَاجَاةَ فَكَانَ فِيمَا قَالَ أللّهُمّ إنِيّ سِرتُ فِيهِم بِمَا أمَرَنَيِ رَسُولُكَ وَ صَفِيّكَ فظَلَمَوُنيِ وَ قَتَلتُ المُنَافِقِينَ كَمَا أمَرَتنَيِ فجَهَلِوُنيِ وَ قَد مَلِلتُهُم وَ ملَوّنيِ وَ أَبغَضتُهُم وَ أبَغضَوُنيِ وَ لَم تَبقَ خُلّةٌ أَنتَظِرُهَا إِلّا المرُاَديِّ أللّهُمّ فَعَجّلِ لَهُ الشّقَاءَ وَ تغَمَدّنيِ بِالسّعَادَةِ أللّهُمّ قَد وعَدَنَيِ نَبِيّكَ أَن تتَوَفَاّنيِ إِلَيكَ إِذَا سَأَلتُكَ أللّهُمّ وَ قَد رَغِبتُ إِلَيكَ فِي ذَلِكَ ثُمّ مَضَي فَتَبِعتُهُ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَلَم أَلبَث إِذ نَادَي المنُاَديِ بِالصّلَاةِ فَخَرَجَ وَ تَبِعتُهُ حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ فَعَمّهُ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ بِالسّيفِ
55-نبه ،[تنبيه الخاطر] لَمّا احتُضِرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَمَعَ بَنِيهِ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ وَ الأَصَاغِرَ مِن وُلدِهِ فَوَصّاهُم وَ كَانَ فِي آخِرِ وَصِيّتِهِ يَا بنَيِّ عَاشِرُوا النّاسَ عِشرَةً إِن غِبتُم حَنّوا إِلَيكُم وَ إِن فُقِدتُم بَكَوا عَلَيكُم يَا بنُيَّ إِنّ القُلُوبَ جُندٌ مُجَنّدَةٌ تَتَلَاحَظُ بِالمَوَدّةِ وَ تَتَنَاجَي بِهَا وَ كَذَلِكَ هيَِ فِي البُغضِ فَإِذَا أَحسَستُم مِن
صفحه : 254
أَحَدٍ فِي قَلبِكُم شَيئاً فَاحذَرُوهُ
56- د،[العدد القوية] قَالَ الواَقدِيِّ آخِرُ كَلِمَةٍ قَالَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا بنُيَّ إِذَا مِتّ فَأَلحِقُوا بيِ ابنَ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ أُخَاصِمهُ عِندَ رَبّ العَالَمِينَ ثُمّ قَرَأَفَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُ وَ لَمّا توُفُيَّ ع غَسّلَهُ ابنَاهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ وَ قِيلَ مُحَمّدُ ابنُ الحَنَفِيّةِ وَ قِيلَ إِنّهُ لَم يُغَسّل لِأَنّهُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ قِيلَ كُفّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثوَابٍ بِيضٍ لَيسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَ لَا عِمَامَةٌ وَ كَانَ عِندَهُ مِن بَقَايَا حَنُوطِ رَسُولِ اللّهِص فَحَنّطُوهُ بِهَا وَ صَلّي عَلَيهِ وَلَدُهُ الحَسَنُ ع وَ كَبّرَ عَلَيهِ خَمساً وَ قِيلَ سِتّاً وَ قِيلَ سَبعاً
57- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع قُبَيلَ مَوتِهِ عَلَي سَبِيلِ الوَصِيّةِ وصَيِتّيِ لَكُم أَن لَا تُشرِكُوا بِاللّهِ شَيئاً وَ مُحَمّدٌص فَلَا تُضَيّعُوا سُنّتَهُ أَقِيمُوا هَذَينِ العَمُودَينِ وَ خَلَاكُم ذَمّ أَنَا بِالأَمسِ صَاحِبُكُم وَ اليَومَ عِبرَةٌ لَكُم وَ غَداً مُفَارِقُكُم إِن أَبقَ فَأَنَا ولَيِّ دمَيِ وَ إِن أَفنَ فَالفَنَاءُ ميِعاَديِ وَ إِن أَعفُ فَالعَفوُ لِي قُربَةٌ وَ هُوَ لَكُم حَسَنَةٌ فَاعفُواأَ لا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللّهُ لَكُم وَ اللّهِ مَا فجَأَنَيِ مِنَ المَوتِ وَارِدٌ كَرِهتُهُ وَ لَا طَالِعٌ أَنكَرتُهُ وَ مَا كُنتُ إِلّا كَقَارِبٍ وَرَدَ وَ طَالِبٍ وَجَدَوَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ لِلأَبرارِ
و قدمضي بعض هذاالكلام فيما تقدم من الخطب إلا أن فيه هاهنا زيادة أوجبت تكراره
وَ مِن وَصِيّةٍ لَهُ ع بِمَا يُعمَلُ فِي أَموَالِهِ كَتَبَهَا بَعدَ مُنصَرَفِهِ مِن صِفّينَ هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي مَالِهِ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ ليِوُلجِنَيِ بِهِ الجَنّةَ وَ يعُطيِنَيِ الأَمَنَةَ مِنهَا وَ إِنّهُ يَقُومُ بِذَلِكَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ يَأكُلُ مِنهُ بِالمَعرُوفِ وَ يُنفِقُ مِنهُ فِي المَعرُوفِ فَإِن حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ وَ حُسَينٌ حيَّ
صفحه : 255
قَامَ بِالأَمرِ بَعدَهُ وَ أَصَدَرَ مَصدَرَهُ وَ إِنّ لاِبنيَ فَاطِمَةَ مِن صَدَقَةِ عَلِيّ مِثلَ ألّذِي لبِنَيِ عَلِيّ وَ إنِيّ إِنّمَا جَعَلتُ القِيَامَ بِذَلِكَ إِلَي ابنيَ فَاطِمَةَ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ وَ قُربَةً إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ تَكرِيماً لِحُرمَتِهِ وَ تَشرِيفاً لِوُصلَتِهِ وَ يَشتَرِطُ عَلَي ألّذِي يَجعَلُهُ إِلَيهِ أَن يَترُكَ المَالَ عَلَي أُصُولِهِ وَ يُنفِقَ مِن ثَمَرِهِ حَيثُ أُمِرَ بِهِ وَ هدُيَِ لَهُ وَ أَن لَا يَبِيعَ مِن أَولَادِ نَخِيلِ هَذِهِ القُرَي وَدِيّةً حَتّي تُشكِلَ أَرضُهَا غِرَاساً وَ مَن كَانَ مِن إمِاَئيَِ اللاّتيِ أَطُوفُ عَلَيهِنّ لَهَا وَلَدٌ أَو هيَِ حَامِلٌ فَتُمسِكُ عَلَي وَلَدِهَا وَ هيَِ حَظّهُ فَإِن مَاتَ وَلَدُهَا وَ هيَِ حَيّةٌ فهَيَِ عَتِيقَةٌ قَد أَفرَجَ عَنهَا الرّقّ وَ حَرّرَهَا العِتقُ
قوله ع في هذه الوصية و أن لايبيع من نخلها ودية الودية الفسيلة وجمعها ودي. و قوله ع حتي تشكل أرضها غراسا هو من أفصح الكلام والمراد به أن الأرض يكثر فيهاغرائس النخل حتي يراها الناظر علي غيرتلك الصفة التي عرفها بهافيشكل عليه أمرها ويحسبها غيرها.بيان قال الجزري في حديث علي ع خلاكم ذم ما لم تشردوا يقال افعل ذلك وخلاك ذم أي أعذرت وسقط عنك الذم . قال ابن أبي الحديد لقائل أن يقول إذاأوصاهم بالتوحيد واتباع سنة النبي ص فقد دخل فيهما جميع مايجب أن يفعل ففي أي شيء يقول وخلاكم ذم والجواب أن كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا قدكلفوا أنفسهم أمورا شاقة جدا فمنهم من كان يقوم الليل كله ومنهم من كان يصوم الدهر كله ومنهم تارك النكاح ومنهم تارك المطاعم والملابس وكانوا يتفاخرون بذلك ويتنافسون فأراد ع أن المهم الأعظم القيام بالتوحيد والسنن المؤكدة المعلومة من دين محمدص و لاعليكم بالإخلال بما عدا ذلك .
صفحه : 256
و قال الخليل القارب طالب الماء ليلا قوله ع بالمعروف أي من غيرإسراف وتقتير قوله في المعروف أي في وجوه البر والضمير في قوله مصدره إما راجع إلي الأمر أو إلي الحسن ع قوله ع أن يترك المال علي أصوله كناية عن عدم إخراجه ببيع أوهبة أوغيرهما من وجوه الإملاك والودية النخلة الصغيرة
58-نهج ،[نهج البلاغة] مِن وَصِيّتِهِ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع لَمّا ضَرَبَهُ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ أَخزَاهُ أُوصِيكُمَا بِتَقوَي اللّهِ وَ أَن لَا تَبغِيَا الدّنيَا وَ إِن بَغَتكُمَا وَ لَا تَأسَفَا عَلَي شَيءٍ مِنهَا زوُيَِ عَنكُمَا وَ قُولَا بِالحَقّ وَ اعمَلَا لِلآخِرَةِ وَ كُونَا لِلظّالِمِ خَصماً وَ لِلمَظلُومِ عَوناً أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ ولُديِ وَ أهَليِ وَ مَن بَلَغَهُ كتِاَبيِ بِتَقوَي اللّهِ وَ نَظمِ أَمرِكُم وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَينِكُم فإَنِيّ سَمِعتُ جَدّكُمَاص يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ البَينِ أَفضَلُ مِن عَامّةِ الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ اللّهَ اللّهَ فِي الأَيتَامِ فَلَا تُغِبّوا أَفوَاهَهُم وَ لَا يَضِيعُوا بِحَضرَتِكُم وَ اللّهَ اللّهَ فِي جِيرَانِكُم فَإِنّهُ وَصِيّةُ نَبِيّكُم مَا زَالَ يوُصيِ بِهِم حَتّي ظَنَنّا أَنّهُ سَيُوَرّثُهُم وَ اللّهَ اللّهَ فِي القُرآنِ لَا يَسبِقُكُم بِالعَمَلِ بِهِ غَيرُكُم وَ اللّهَ اللّهَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّهَا عَمُودُ دِينِكُم وَ اللّهَ اللّهَ فِي بَيتِ رَبّكُم لَا تُخلُوهُ مَا بَقِيتُم فَإِنّهُ إِن تُرِكَ لَم تُنَاظَرُوا وَ اللّهَ اللّهَ فِي الجِهَادِ بِأَموَالِكُم وَ أَنفُسِكُم وَ أَلسِنَتِكُم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ عَلَيكُم بِالتّوَاصُلِ وَ التّبَاذُلِ وَ إِيّاكُم وَ التّدَابُرَ وَ التّقَاطُعَ لَا تَترُكُوا الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيَ عَنِ المُنكَرِ فَيُوَلّي عَلَيكُم أَشرَارُكُم ثُمّ تَدعُونَ فَلَا يُستَجَابُ لَكُم ثُمّ قَالَ يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ لَا أُلفِيَنّكُم تَخُوضُونَ دِمَاءَ المُسلِمِينَ خَوضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَلَا لَا يُقتَلَنّ بيِ إِلّا قاَتلِيِ انظُرُوا إِذَا أَنَا مِتّ مِن ضَربَتِهِ هَذِهِ
صفحه : 257
فَاضرِبُوهُ ضَربَةً بِضَربَةٍ وَ لَا يُمَثّل بِالرّجُلِ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِيّاكُم وَ المُثلَةَ وَ لَو بِالكَلبِ العَقُورِ
بيان بغاه طلبه وزواه عنه قبضه وصرفه قوله ع الله الله أي اتقوا الله واذكروا الله قوله ع فلاتغبوا أفواههم أي لاتجيعوهم بأن تطعموهم يوما وتتركوهم يوما وروي فلاتغيروا أفواههم والمعني واحد فإن الجائع يتغير فمه قوله ع فإنه وصية نبيكم الحمل للمبالغة أي أوصاكم فيهم وألفاه وجده . و قال الجزري يقال مثلت بالحيوان إذاقطعت أطرافه وشوهت به ومثلت بالقتيل إذاجدعت أنفه وأذنه ومذاكيره أوشيئا من أطرافه فأما مثل بالتشديد للمبالغة.تذنيب سئل الشيخ المفيد قدس الله روحه في المسائل العكبرية الإمام عندنا مجمع علي أنه يعلم ما يكون فما بال أمير المؤمنين ع خرج إلي المسجد و هويعلم أنه مقتول و قدعرف قاتله والوقت والزمان و مابال الحسين بن علي ع سار إلي الكوفة و قدعلم أنهم يخذلونه و لاينصرونه و أنه مقتول في سفرته تيك و لم لماحصروا وعرف أن الماء قدمنع منه و أنه إن حفر أذرعا قريبة نبع الماء و لم يحفر وأعان علي نفسه حتي تلف عطشا و الحسن ع وادع معاوية وهادنه و هويعلم أنه ينكث و لايفي شيعة أبيه ع فأجاب الشيخ رحمه الله عنها بقوله . و أماالجواب عن قوله إن الإمام يعلم ما يكون فإجماعنا أن الأمر علي خلاف ما قال و ماأجمعت الشيعة علي هذاالقول وإنما إجماعهم ثابت علي أن الإمام يعلم الحكم في كل ما يكون دون أن يكون عالما بأعيان مايحدث و يكون علي التفصيل والتمييز و هذايسقط الأصل ألذي بني عليه الأسولة بأجمعها ولسنا نمنع
صفحه : 258
أن يعلم الإمام أعيان مايحدث و يكون بإعلام الله تعالي له ذلك فأما القول بأنه يعلم كل ما يكون فلسنا نطلقه و لانصوب قائله لدعواه فيه من غيرحجة و لابيان والقول بأن أمير المؤمنين ع كان يعلم قاتله والوقت ألذي كان يقتل فيه فقد جاء الخبر متظاهرا أنه كان يعلم في الجملة أنه مقتول وجاء أيضا بأنه يعلم قاتله علي التفصيل فأما علمه بوقت قتله فلم يأت عليه أثر علي التحصيل و لوجاء به أثر لم يلزم فيه مايظنه المعترضون إذ كان لايمتنع أن يتعبده الله تعالي بالصبر علي الشهادة والاستسلام للقتل ليبلغه بذلك علو الدرجات ما لايبلغه إلا به ولعلمه بأنه يطيعه في ذلك طاعة لوكلفها سواه لم يردها و لا يكون بذلك أمير المؤمنين ع ملقيا بيده إلي التهلكة و لامعينا علي نفسه معونة تستقبح في العقول . و أماعلم الحسين ع بأن أهل الكوفة خاذلوه فلسنا نقطع علي ذلك إذ لاحجة عليه من عقل و لاسمع و لو كان عالما بذلك لكان الجواب عنه ماقدمناه في الجواب عن علم أمير المؤمنين ع بوقت قتله ومعرفة قاتله كماذكرناه و أمادعواه علينا أنانقول إن الحسين ع كان عالما بموضع الماء قادرا عليه فلسنا نقول ذلك و لاجاء به خبر علي أن طلب الماء والاجتهاد فيه يقضي بخلاف ذلك و لوثبت أنه كان عالما بموضع الماء لم يمتنع في العقول أن يكون متعبدا بترك السعي في طلب الماء من حيث كان ممنوعا منه حسب ماذكرناه في أمير المؤمنين ع غير أن ظاهر الحال بخلاف ذلك علي ماقدمناه . والكلام في علم الحسن ع بعاقبة موادعته معاوية بخلاف ماتقدم و قدجاء الخبر بعلمه بذلك و كان شاهد الحال له يقضي به غير أنه دفع به عن تعجيل قتله وتسليم أصحابه له إلي معاوية و كان في ذلك لطف في بقائه إلي حال مضيه ولطف لبقاء كثير من شيعته وأهله وولده ودفع فساد في الدين هوأعظم من الفساد ألذي حصل عندهدنته و كان ع أعلم بما صنع لماذكرناه وبينا الوجوه فيه انتهي كلامه رفع الله مقامه .
صفحه : 259
أقول وسأل السيد مهنا بن سنان العلامة الحلي نور الله ضريحه عن مثل ذلك في أمير المؤمنين ع فأجاب بأنه يحتمل أن يكون ع أخبر بوقوع القتل في تلك الليلة و لم يعلم في أي وقت من تلك الليلة أو أي مكان يقتل و إن تكليفه ع مغاير لتكليفنا فجاز أن يكون بذل مهجته الشريفة في ذات الله تعالي كمايجب علي المجاهد الثبات و إن كان ثباته يفضي إلي القتل . تذييل رَأَينَا فِي بَعضِ الكُتُبِ القَدِيمَةِ رِوَايَةً فِي كَيفِيّةِ شَهَادَتِهِ ع أَورَدنَا مِنهُ شَيئاً مِمّا يُنَاسِبُ كِتَابَنَا هَذَا عَلَي وَجهِ الِاختِصَارِ قَالَ رَوَي أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ البكَريِّ عَن لُوطِ بنِ يَحيَي عَن أَشيَاخِهِ وَ أَسلَافِهِ قَالُوا
لَمّا توُفُيَّ عُثمَانُ وَ بَايَعَ النّاسُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ حَبِيبُ بنُ المُنتَجَبِ وَالِياً عَلَي بَعضِ أَطرَافِ اليَمَنِ مِن قِبَلِ عُثمَانَ فَأَقَرّهُ عَلِيّ ع عَلَي عَمَلِهِ وَ كَتَبَ إِلَيهِ كِتَاباً يَقُولُ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَي حَبِيبِ بنِ المُنتَجَبِ سَلَامٌ عَلَيكَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ أَحمَدُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ أصُلَيّ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِهِ وَ رَسُولِهِ وَ بَعدُ فإَنِيّ وَلّيتُكَ مَا كُنتَ عَلَيهِ لِمَن كَانَ مِن قَبلُ فَأَمسِك عَلَي عَمَلِكَ وَ إنِيّ أُوصِيكَ بِالعَدلِ فِي رَعِيّتِكَ وَ الإِحسَانِ إِلَي أَهلِ مَملَكَتِكَ وَ اعلَم أَنّ مَن ولُيَّ عَلَي رِقَابِ عَشَرَةٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَ لَم يَعدِل بَينَهُم حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ يَدَاهُ مَغلُولَتَانِ إِلَي عُنُقِهِ لَا يَفُكّهَا إِلّا عَدلُهُ فِي دَارِ الدّنيَا فَإِذَا وَرَدَ عَلَيكَ كتِاَبيِ هَذَا فَاقرَأهُ عَلَي مَن قِبَلَكَ مِن أَهلِ اليَمَنِ وَ خُذ لِيَ البَيعَةَ عَلَي مَن حَضَرَكَ مِنَ المُسلِمِينَ فَإِذَا بَايَعَ القَومُ مِثلَ بَيعَةِ الرّضوَانِ فَامكُث فِي عَمَلِكَ وَ أَنفِذ إلِيَّ مِنهُم عَشَرَةً يَكُونُونَ مِن عُقَلَائِهِم وَ فُصَحَائِهِم وَ ثِقَاتِهِم مِمّن يَكُونُ أَشَدّهُم عَوناً مِن أَهلِ الفَهمِ وَ الشّجَاعَةِ
صفحه : 260
عَارِفِينَ بِاللّهِ عَالِمِينَ بِأَديَانِهِم وَ مَا لَهُم وَ مَا عَلَيهِم وَ أَجوَدَهُم رَأياً وَ عَلَيكَ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ طَوَي الكِتَابَ وَ خَتَمَهُ وَ أَرسَلَهُ مَعَ أعَراَبيِّ فَلَمّا وَصَلَ إِلَيهِ قَبّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَي عَينَيهِ وَ رَأسِهِ فَلَمّا قَرَأَهُ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ اعلَمُوا أَنّ عُثمَانَ قَد قَضَي نَحبَهُ وَ قَد بَايَعَ النّاسُ مِن بَعدِهِ العَبدَ الصّالِحَ وَ الإِمَامَ النّاصِحَ أَخَا رَسُولِ اللّهِص وَ خَلِيفَتَهُ وَ هُوَ أَحَقّ بِالخِلَافَةِ وَ هُوَ أَخُو رَسُولِ اللّهِص وَ ابنُ عَمّهِ وَ كَاشِفُ الكَربِ عَن وَجهِهِ وَ زَوجُ ابنَتِهِ وَ وَصِيّهُ وَ أَبُو سِبطَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَا تَقُولُونَ فِي بَيعَتِهِ وَ الدّخُولِ فِي طَاعَتِهِ قَالَ فَضَجّ النّاسُ بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ قَالُوا سَمعاً وَ طَاعَةً وَ حُبّاً وَ كَرَامَةً لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لأِخَيِ رَسُولِهِ فَأَخَذَ لَهُ البَيعَةَ عَلَيهِم عَامّةً فَلَمّا بَايَعُوا قَالَ لَهُم أُرِيدُ مِنكُم عَشَرَةً مِن رُؤَسَائِكُم وَ شُجعَانِكُم أُنفِذُهُم إِلَيهِ كَمَا أمَرَنَيِ بِهِ فَقَالُوا سَمعاً وَ طَاعَةً فَاختَارَ مِنهُم مِائَةً ثُمّ مِنَ المِائَةِ سَبعِينَ ثُمّ مِنَ السّبعِينَ ثَلَاثِينَ ثُمّ مِنَ الثّلَاثِينَ عَشَرَةً فِيهِم عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ المرُاَديِّ لَعَنَهُ اللّهُ وَ خَرَجُوا مِن سَاعَتِهِم فَلَمّا أَتَوهُ ع سَلّمُوا عَلَيهِ وَ هَنّئُوهُ بِالخِلَافَةِ فَرَدّ عَلَيهِمُ السّلَامَ وَ رَحّبَ بِهِم فَتَقَدّمَ ابنُ مُلجَمٍ وَ قَامَ بَينَ يَدَيهِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا الإِمَامُ العَادِلُ وَ البَدرُ التّمَامُ وَ اللّيثُ الهُمَامُ وَ البَطَلُ الضّرغَامُ وَ الفَارِسُ القَمقَامُ وَ مَن فَضّلَهُ اللّهُ عَلَي سَائِرِ الأَنَامِ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ وَ عَلَي آلِكَ الكِرَامِ أَشهَدُ أَنّكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صِدقاً وَ حَقّاً وَ أَنّكَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِص وَ الخَلِيفَةُ مِن بَعدِهِ وَ وَارِثُ عِلمِهِ لَعَنَ اللّهُ مَن جَحَدَ حَقّكَ وَ مَقَامَكَ أَصبَحتَ أَمِيرَهَا وَ عَمِيدَهَا لَقَدِ اشتَهَرَ بَينَ البَرِيّةِ عَدلُكَ وَ هَطَلَت شَآبِيبُ فَضلِكَ وَ سَحَائِبُ رَحمَتِكَ وَ رَأفَتِكَ عَلَيهِم وَ لَقَد أَنهَضَنَا الأَمِيرُ إِلَيكَ فَسُرِرنَا بِالقُدُومِ عَلَيكَ فَبُورِكتَ بِهَذِهِ الطّلعَةِ المَرضِيّةِ وَ هُنّئتَ بِالخِلَافَةِ فِي الرّعِيّةِ.فَفَتَحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَينَيهِ فِي وَجهِهِ وَ نَظَرَ إِلَي الوَفدِ فَقَرّبَهُم وَ أَدنَاهُم
صفحه : 261
فَلَمّا جَلَسُوا دَفَعُوا إِلَيهِ الكِتَابَ فَفَضّهُ وَ قَرَأَهُ وَ سُرّ بِمَا فِيهِ فَأَمَرَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِحُلّةٍ يَمَانِيّةٍ وَ رِدَاءٍ عَدَنَيّةٍ وَ فَرَسٍ عَرَبِيّةٍ وَ أَمَرَ أَن يُفتَقَدُوا وَ يُكرِمُوا فَلَمّا نَهَضُوا قَامَ ابنُ مُلجَمٍ وَ وَقَفَ بَينَ يَدَيهِ وَ أَنشَدَ
أَنتَ المُهَيمِنُ وَ المُهَذّبُ ذُو النّدَي | وَ ابنُ الضّرَاغِمِ فِي الطّرَازِ الأَوّلِ |
اللّهُ خَصّكَ يَا وصَيِّ مُحَمّدٍ | وَ حَبَاكَ فَضلًا فِي الكِتَابِ المُنزَلِ |
وَ حَبَاكَ بِالزّهرَاءِ بِنتِ مُحَمّدٍ | حُورِيّةٍ بِنتِ النّبِيّ المُرسَلِ |
. ثُمّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ارمِ بِنَا حَيثُ شِئتَ لِتَرَي مِنّا مَا يَسُرّكَ فَوَ اللّهِ مَا فِينَا إِلّا كُلّ بَطَلٍ أَهيَسَ وَ حَازِمٍ أَكيَسَ وَ شُجَاعٍ أَشوَسَ وَرِثنَا ذَلِكَ عَنِ الآبَاءِ وَ الأَجدَادِ وَ كَذَلِكَ نُورِثُهُ صَالِحَ الأَولَادِ قَالَ فَاستَحسَنَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَلَامَهُ مِن بَينِ الوَفدِ فَقَالَ لَهُ مَا اسمُكَ يَا غُلَامُ قَالَ اسميِ عَبدُ الرّحمَنِ قَالَ ابنُ مَن قَالَ ابنُ مُلجَمٍ المرُاَديِّ قَالَ لَهُ أَ مرُاَديِّ أَنتَ قَالَ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ قَالَ وَ جَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُكَرّرُ النّظَرَ إِلَيهِ وَ يَضرِبُ إِحدَي يَدَيهِ عَلَي الأُخرَي وَ يَستَرجِعُ ثُمّ قَالَ وَيحَكَ أَ مرُاَديِّ أَنتَ قَالَ نَعَم فَعِندَهَا تَمَثّلَ ع يَقُولُ
أَنَا أَنصَحُكَ منِيّ بِالوَدَادِ | مُكَاشَفَةً وَ أَنتَ مِنَ الأعَاَديِ |
أُرِيدُ حَيَاتَهُ وَ يُرِيدُ قتَليِ | عَذِيرَكَ مِن خَلِيلِكَ مِن مُرَادٍ |
. قَالَ الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ لَمّا دَخَلَ الوَفدُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بَايَعُوهُ وَ بَايَعَهُ ابنُ مُلجَمٍ فَلَمّا أَدبَرَ عَنهُ دَعَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثَانِياً فَتَوَثّقَ مِنهُ بِالعُهُودِ وَ المَوَاثِيقِ أَن لَا يَغدِرَ وَ لَا يَنكُثَ فَفَعَلَ ثُمّ سَارَ عَنهُ ثُمّ استَدعَاهُ ثَالِثاً ثُمّ تَوَثّقَ مِنهُ فَقَالَ ابنُ مُلجَمٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا رَأَيتُكَ فَعَلتَ هَذَا بِأَحَدٍ غيَريِ فَقَالَ امضِ لِشَأنِكَ فَمَا أَرَاكَ تفَيِ بِمَا بَايَعتَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ ابنُ مُلجَمٍ كَأَنّكَ تَكرَهُ وفُوُديِ عَلَيكَ لَمّا سَمِعتَهُ مِنِ اسميِ وَ إنِيّ وَ اللّهِ لَأُحِبّ الإِقَامَةَ مَعَكَ وَ الجِهَادَ بَينَ يَدَيكَ وَ
صفحه : 262
إِنّ قلَبيِ مُحِبّ لَكَ وَ إنِيّ وَ اللّهِ أوُاَليِ وَلِيّكَ وَ أعُاَديِ عَدُوّكَ
قَالَ فَتَبَسّمَ ع وَ قَالَ لَهُ بِاللّهِ يَا أَخَا مُرَادٍ إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ تصَدقُنُيِ فِيهِ قَالَ إيِ وَ عَيشِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ هَل كَانَ لَكَ دَايَةٌ يَهُودِيّةٌ فَكَانَت إِذَا بَكَيتَ تَضرِبُكَ وَ تَلطِمُ جَبِينَكَ وَ تَقُولُ لَكَ اسكُت فَإِنّكَ أَشقَي مِن عَاقِرِ نَاقَةِ صَالِحٍ وَ إِنّكَ ستَجَنيِ فِي كِبَرِكَ جِنَايَةً عَظِيمَةً يَغضَبُ اللّهُ بِهَا عَلَيكَ وَ يَكُونُ مَصِيرُكَ إِلَي النّارِ فَقَالَ قَد كَانَ ذَلِكَ وَ لَكِنّكَ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَحَبّ إلِيَّ مِن كُلّ أَحَدٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ وَ لَقَد نَطَقتُ حَقّاً وَ قُلتُ صِدقاً وَ أَنتَ وَ اللّهِ قاَتلِيِ لَا مَحَالَةَ وَ سَتَخضِبُ هَذِهِ مِن هَذِهِ وَ أَشَارَ إِلَي لِحيَتِهِ وَ رَأسِهِ وَ لَقَد قَرُبَ وَقتُكَ وَ حَانَ زَمَانُكَ فَقَالَ ابنُ مُلجَمٍ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ أَحَبّ إلِيَّ مِن كُلّ مَا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ وَ لَكِن إِذَا عَرَفتَ ذَلِكَ منِيّ فسَيَرّنيِ إِلَي مَكَانٍ تَكُونُ دِيَارُكَ مِن ديِاَريِ بَعِيدَةً فَقَالَ ع كُن مَعَ أَصحَابِكَ حَتّي آذَنَ لَكُم بِالرّجُوعِ إِلَي بِلَادِكُم ثُمّ أَمَرَهُم بِالنّزُولِ فِي بنَيِ تَمِيمٍ فَأَقَامُوا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ أَمَرَهُم بِالرّجُوعِ إِلَي اليَمَنِ فَلَمّا عَزَمُوا عَلَي الخُرُوجِ مَرِضَ ابنُ مُلجَمٍ مَرَضاً شَدِيداً فَذَهَبُوا وَ تَرَكُوهُ فَلَمّا بَرَأَ أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَ لَا يُفَارِقُهُ لَيلًا وَ لَا نَهَاراً وَ يُسَارِعُ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ وَ كَانَ ع يُكرِمُهُ وَ يَدعُوهُ إِلَي مَنزِلِهِ وَ يُقَرّبُهُ وَ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ أَنتَ قاَتلِيِ وَ يُكَرّرُ عَلَيهِ الشّعرَ.
أُرِيدُ حَيَاتَهُ وَ يُرِيدُ قتَليِ | عَذِيرَكَ مِن خَلِيلِكَ مِن مُرَادٍ |
.فَيَقُولُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِذَا عَرَفتَ ذَلِكَ منِيّ فاَقتلُنيِ فَيَقُولُ إِنّهُ لَا يَحِلّ ذَلِكَ أَن أَقتُلَ رَجُلًا قَبلَ أَن يَفعَلَ بيِ شَيئاً وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ قَالَ إِذَا قَتَلتُكَ فَمَن يقَتلُنُيِ قَالَ فَسَمِعَتِ الشّيعَةُ ذَلِكَ فَوَثَبَ مَالِكٌ الأَشتَرُ وَ الحَارِثُ بنُ الأَعوَرِ وَ غَيرُهُمَا مِنَ الشّيعَةِ فَجَرّدُوا سُيُوفَهُم وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَن هَذَا الكَلبُ ألّذِي تُخَاطِبُهُ بِمِثلِ هَذَا الخِطَابِ مِرَاراً وَ أَنتَ إِمَامُنَا وَ وَلِيّنَا وَ ابنُ عَمّ نَبِيّنَا فَمُرنَا بِقَتلِهِ فَقَالَ لَهُمُ اغمِدُوا سُيُوفَكُم بَارَكَ اللّهُ فِيكُم وَ لَا تَشُقّوا عَصَا هَذِهِ الأُمّةِ أَ تَرَونَ أنَيّ أَقتُلُ رَجُلًا لَم يَصنَع بيِ شَيئاً.
صفحه : 263
فَلَمّا انصَرَفَ ع إِلَي مَنزِلِهِ اجتَمَعَتِ الشّيعَةُ وَ أَخبَرَ بَعضُهُم بَعضاً بِمَا سَمِعُوا وَ قَالُوا إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يُغَلّسُ إِلَي الجَامِعِ وَ قَد سَمِعتُم خِطَابَهُ لِهَذَا المرُاَديِّ وَ هُوَ مَا يَقُولُ إِلّا حَقّاً وَ قَد عَلِمتُم عَدلَهُ وَ إِشفَاقَهُ عَلَينَا وَ نَخَافُ أَن يَغتَالَهُ هَذَا المرُاَديِّ فَتَعَالَوا نَفتَرِع عَلَي أَن تَحُوطَهُ كُلّ لَيلَةٍ مِنّا قَبِيلَةٌ فَوَقَعَتِ القُرعَةُ فِي اللّيلَةِ الأُولَي وَ الثّانِيَةِ وَ الثّالِثَةِ عَلَي أَهلِ الكِنَاسِ فَتَقَلّدُوا سُيُوفَهُم وَ أَقبَلُوا فِي لَيلَتِهِم إِلَي الجَامِعِ فَلَمّا خَرَجَ ع رَآهُم عَلَي تِلكَ الحَالَةِ فَقَالَ مَا شَأنُكُم فَأَخبَرُوهُ فَدَعَا لَهُم وَ تَبَسّمَ ضَاحِكاً وَ قَالَ جِئتُم تحَفظَوُنيِ مِن أَهلِ السّمَاءِ أَم مِن أَهلِ الأَرضِ قَالُوا مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ مَا يَكُونُ شَيءٌ فِي السّمَاءِ إِلّا هُوَ فِي الأَرضِ وَ مَا يَكُونُ شَيءٌ فِي الأَرضِ إِلّا هُوَ فِي السّمَاءِ ثُمّ تَلَاقُل لَن يُصِيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللّهُ لَنا ثُمّ أَمَرَهُم أَن يَأتُوا مَنَازِلَهُم وَ لَا يَعُودُوا لِمِثلِهَا ثُمّ إِنّهُ صَعِدَ المِأذَنَةَ وَ كَانَ إِذَا تَنَحنَحَ يَقُولُ السّامِعُ مَا أَشبَهَهُ بِصَوتِ رَسُولِ اللّهِص فَتَأَهّبَ النّاسُ لِصَلَاةِ الفَجرِ وَ كَانَ إِذَا أَذّنَ يَصِلُ صَوتُهُ إِلَي نوَاَحيِ الكُوفَةِ كُلّهَا ثُمّ نَزَلَ فَصَلّي وَ كَانَت هَذِهِ عَادَتَهُ. قَالَ وَ أَقَامَ ابنُ مُلجَمٍ بِالكُوفَةِ إِلَي أَن خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي غَزَاةِ النّهرَوَانِ فَخَرَجَ ابنُ مُلجَمٍ مَعَهُ وَ قَاتَلَ بَينَ يَدَيهِ قِتَالًا شَدِيداً فَلَمّا رَجَعَ إِلَي الكُوفَةِ وَ قَد فَتَحَ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ قَالَ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ تَأذَنُ لِي أَن أَتَقَدّمَكَ إِلَي المِصرِ لِأُبَشّرَ أَهلَهُ بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيكَ مِنَ النّصرِ فَقَالَ لَهُ مَا تَرجُو بِذَلِكَ قَالَ الثّوَابَ مِنَ اللّهِ وَ الشّكرَ مِنَ النّاسِ وَ أَفرَحُ الأَولِيَاءَ وَ أُكمِدُ الأَعدَاءَ فَقَالَ لَهُ شَأنَكَ ثُمّ أَمَرَ لَهُ بِخَلعَةٍ سَنِيّةٍ وَ عِمَامَتَينِ وَ فَرَسَينِ وَ سَيفَينِ وَ رُمحَينِ فَسَارَ ابنُ مُلجَمٍ وَ دَخَلَ الكُوفَةَ وَ جَعَلَ يَختَرِقُ أَزِقّتَهَا وَ شَوَارِعَهَا وَ هُوَ يُبَشّرُ النّاسَ بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد دَخَلَهُ العُجبُ فِي نَفسِهِ فَانتَهَي بِهِ الطّرِيقُ إِلَي مَحَلّةِ بنَيِ تَمِيمٍ
صفحه : 264
فَمَرّ عَلَي دَارٍ تُعرَفُ بِالقَبِيلَةِ وَ هيَِ أَعلَي دَارٍ بِهَا وَ كَانَت لِقَطَامِ بِنتِ سُخَينَةَ بنِ عَوفِ بنِ تَيمٍ اللّاتِ وَ كَانَت مَوصُوفَةً بِالحُسنِ وَ الجَمَالِ وَ البَهَاءِ وَ الكَمَالِ فَلَمّا سَمِعَت كَلَامَهُ بَعَثَت إِلَيهِ وَ سَأَلَتهُ النّزُولَ عِندَهَا سَاعَةً لِتَسأَلَهُ عَن أَهلِهَا فَلَمّا قَرُبَ مِن مَنزِلِهَا وَ أَرَادَ النّزُولَ عَن فَرَسِهِ خَرَجَت إِلَيهِ ثُمّ كَشَفَت لَهُ عَن وَجهِهَا وَ أَظهَرَت لَهُ مَحَاسِنَهَا فَلَمّا رَآهَا أَعجَبَتهُ وَ هَوَاهَا مِن وَقتِهِ فَنَزَلَ عَن فَرَسِهِ وَ دَخَلَ إِلَيهَا وَ جَلَسَ فِي دِهلِيزِ الدّارِ وَ قَد أَخَذَت بِمَجَامِعِ قَلبِهِ فَبَسَطَت لَهُ بِسَاطاً وَ وَضَعَت لَهُ مُتّكَأً وَ أَمَرَت خَادِمَهَا أَن تَنزِعَ أَخفَافَهُ وَ أَمَرَت لَهُ بِمَاءٍ فَغَسَلَ وَجهَهُ وَ يَدَيهِ وَ قَدّمَت إِلَيهِ طَعَاماً فَأَكَلَ وَ شَرِبَ وَ أَقبَلَت عَلَيهِ تُرَوّحُهُ مِنَ الحَرّ فَجَعَلَ لَا يَمَلّ مِنَ النّظَرِ إِلَيهَا وَ هيَِ مَعَ ذَلِكَ مُتَبَسّمَةٌ فِي وَجهِهِ سَافِرَةٌ لَهُ عَن نِقَابِهَا بَارِزَةٌ لَهُ عَن جَمِيعِ مَحَاسِنِهَا مَا ظَهَرَ مِنهُ وَ مَا بَطَنَ فَقَالَ لَهَا أَيّتُهَا الكَرِيمَةُ لَقَد فَعَلتِ اليَومَ بيِ مَا وَجَبَ بِهِ بَل بِبَعضِهِ عَلَي مَدحِكِ وَ شُكرِكِ دهَريِ كُلّهُ فَهَل مِن حَاجَةٍ أَتَشَرّفُ بِهَا وَ أَسعَي فِي قَضَائِهَا قَالَ فَسَأَلَتهُ عَنِ الحَربِ وَ مَن قُتِلَ فِيهِ فَجَعَلَ يُخبِرُهَا وَ يَقُولُ فُلَانٌ قَتَلَهُ الحَسَنُ وَ فُلَانٌ قَتَلَهُ الحُسَينُ إِلَي أَن بَلَغَ قَومَهَا وَ عَشِيرَتَهَا وَ كَانَت قَطَامِ لَعَنَهَا اللّهُ عَلَي رأَيِ الخَوَارِجِ وَ قَد قَتَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي هَذَا الحَربِ مِن قَومِهَا جَمَاعَةً كَثِيرَةً مِنهُم أَبُوهَا وَ أَخُوهَا وَ عَمّهَا فَلَمّا سَمِعَت مِنهُ ذَلِكَ صَرَخَت بَاكِيَةً ثُمّ لَطَمَت خَدّهَا وَ قَامَت مِن عِندِهِ وَ دَخَلَتِ البَيتَ وَ هيَِ تَندُبُهُم طَوِيلًا قَالَ فَنَدِمَ ابنُ مُلجَمٍ فَلَمّا خَرَجَت إِلَيهِ قَالَت يَعِزّ عَلَيّ فِرَاقُهُم مَن لِي بَعدَهُم أَ فَلَا نَاصِرٌ ينَصرُنُيِ وَ يَأخُذُ لِي بثِأَريِ وَ يَكشِفُ عَن عاَريِ فَكُنتُ أَهَبُ لَهُ نفَسيِ وَ أُمَكّنُهُ مِنهَا وَ مِن ماَليِ وَ جمَاَليِ فَرَقّ لَهَا ابنُ مُلجَمٍ وَ قَالَ لَهَا غضَيّ صَوتَكِ وَ ارفقُيِ بِنَفسِكَ فَإِنّكِ تُعطَينَ مُرَادَكِ قَالَ فَسَكَتَت مِن بُكَائِهَا وَ طَمِعَت فِي قَولِهِ ثُمّ أَقبَلَت عَلَيهِ بِكَلَامِهَا وَ هيَِ كَاشِفَةٌ عَن صَدرِهَا وَ مُسبِلَةٌ شَعرَهَا فَلَمّا تَمَكّنَ هَوَاهَا مِن قَلبِهِ مَالَ إِلَيهَا بِكُلّيّتِهِ ثُمّ جَذَبَهَا إِلَيهِ وَ قَالَ لَهَا كَانَ أَبُوكِ صَدِيقاً لِي وَ قَد خَطَبتُكِ مِنهُ فَأَنعَمَ لِي بِذَلِكِ فَسَبَقَ إِلَيهِ المَوتُ فزَوَجّيِنيِ نَفسَكِ لآِخُذَ لَكِ بِثَأرِكِ قَالَ فَفَرِحَت بِكَلَامِهِ وَ قَالَت قَد خطَبَنَيِ الأَشرَافُ
صفحه : 265
مِن قوَميِ وَ سَادَاتُ عشَيِرتَيِ فَمَا أَنعَمتُ إِلّا لِمَن يَأخُذُ لِي بثِأَريِ وَ لَمّا سَمِعتُ عَنكَ أَنّكَ تُقَاوِمُ الأَقرَانَ وَ تَقتُلُ الشّجعَانَ فَأَحبَبتُ أَن تَكُونَ لِي بَعلًا وَ أَكُونَ لَكَ أَهلًا فَقَالَ لَهَا فَأَنَا وَ اللّهِ كُفوٌ كَرِيمٌ فاَقترَحِيِ عَلَيّ مَا شِئتِ مِن مَالٍ وَ فِعَالٍ فَقَالَت لَهُ إِن قَدّمتَ عَلَيّ العَطِيّةَ وَ الشّرطَ فَهَا أَنَا بَينَ يَدَيكَ فَتَحكُمُ كَيفَ شِئتَ فَقَالَ لَهَا وَ مَا العَطِيّةُ وَ الشّرطُ فَقَالَت لَهُ أَمّا العَطِيّةُ فَثَلَاثَةُ آلَافِ دِينَارٍ وَ عَبدٌ وَ قَينَةٌ فَقَالَ هَذَا أَنَا ملَيِّ بِهِ فَمَا الشّرطُ المَذكُورُ قَالَت نَم عَلَي فِرَاشَكَ حَتّي أَعُودَ إِلَيكَ. ثُمّ إِنّهَا دَخَلَت خِدرَهَا فَلَبِسَت أَفخَرَ ثِيَابِهَا وَ لَبِسَت قَمِيصاً رَقِيقاً يرُيِ صَدرَهَا وَ حُلِيّهَا وَ زَادَت فِي الحلُيِّ وَ الطّيبِ وَ خَرَجَت فِي مُعَصفَرِهَا فَجَعَلَت تُبَاشِرُهُ بِمَحَاسِنِهَا لَيَرَي حُسنَهَا وَ جَمَالَهَا وَ أَرخَت عَشَرَةَ ذَوَائِبَ مِن شَعرِهَا مَنظُومَةٍ بِالدّرّ وَ الجَوهَرِ فَلَمّا وَصَلَت إِلَيهِ أَرخَت لِثَامَهَا عَن وَجهِهَا وَ رَفَعَت مُعَصفَرَهَا وَ كَشَفَت عَن صَدرِهَا وَ أَعكَانِهَا وَ قَالَت إِن قَدّمتَ عَلَيّ الشّرطَ المَشرُوطَ ظَفِرتَ بِهَا جَمِيعِهَا وَ أَنتَ مَسرُورٌ مَغبُوطٌ قَالَ فَمَدّ ابنُ مُلجَمٍ عَينَيهِ إِلَيهَا فَحَارَ عَقلُهُ وَ هَوَي لِحِينِهِ مَغشِيّاً عَلَيهِ سَاعَةً فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ يَا مُنيَةَ النّفسِ مَا شَرطُكِ فَاذكُرِيهِ لِي فإَنِيّ سَأَفعَلُهُ وَ لَو كَانَ دُونَهُ قَطعُ القِفَارِ وَ خَوضِ البِحَارِ وَ قَطعُ الرّءُوسِ وَ اختِلَاسُ النّفُوسِ قَالَت لَهُ المَلعُونَةُ شرَطيِ عَلَيكَ أَن تَقتُلَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع بِضَربَةٍ وَاحِدَةٍ بِهَذَا السّيفِ فِي مَفرَقِ رَأسِهِ يَأخُذُ مِنهُ مَا يَأخُذُ وَ يَبقَي مَا يَبقَي فَلَمّا سَمِعَ ابنُ مُلجَمٍ كَلَامَهَا استَرجَعَ وَ رَجَعَ إِلَي عَقلِهِ وَ أَغَاظَهُ وَ أَقلَقَهُ ثُمّ صَاحَ بِأَعلَي صَوتِهِ وَيحَكِ مَا هَذَا ألّذِي واَجهَتنِيِ بِهِ بِئسَ مَا حَدّثَتكِ بِهِ نَفسُكِ مِنَ المَحَالِ ثُمّ طَأطَأَ رَأسَهُ يَسِيلُ عَرَقاً وَ هُوَ مُتَفَكّرٌ فِي أَمرِهِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهَا وَ قَالَ لَهَا وَيلَكِ مَن يَقدِرُ عَلَي قَتلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ المُجَابِ الدّعَاءِ المَنصُورِ مِنَ السّمَاءِ وَ الأَرضُ
صفحه : 266
تَرجِفُ مِن هَيبَتِهِ وَ المَلَائِكَةُ تُسرِعُ إِلَي خِدمَتِهِ يَا وَيلَكِ وَ مَن يَقدِرُ عَلَي قَتلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ مُؤَيّدٌ مِنَ السّمَاءِ وَ المَلَائِكَةُ تَحُوطُهُ بُكرَةً وَ عَشِيّةً وَ لَقَد كَانَ فِي أَيّامِ رَسُولِ اللّهِص إِذَا قَاتَلَ يَكُونُ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ وَ مَلَكُ المَوتِ بَينَ يَدَيهِ فَمَن هُوَ هَكَذَا لَا طَاقَةَ لِأَحَدٍ بِقَتلِهِ وَ لَا سَبِيلَ لِمَخلُوقٍ عَلَي اغتِيَالِهِ وَ مَعَ ذَلِكَ أَنّهُ قَد أعَزَنّيِ وَ أكَرمَنَيِ وَ أحَبَنّيِ وَ رفَعَنَيِ وَ آثرَنَيِ عَلَي غيَريِ فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ جَزَاؤُهُ منِيّ أَبَداً فَإِن كَانَ غَيرَهُ قَتَلتُهُ لَكِ شَرّ قِتلَةٍ وَ لَو كَانَ أَفرَسَ أَهلِ زَمَانِهِ وَ أَمّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَلَا سَبِيلَ لِي عَلَيهِ. قَالَ فَصَبَرَت عَنهُ حَتّي سَكَنَ غَيظُهُ وَ دَخَلَت مَعَهُ فِي المُلَاعَبَةِ وَ المُلَاطَفَةِ وَ عَلِمَت أَنّهُ قَد نسَيَِ ذَلِكَ القَولَ ثُمّ قَالَت يَا هَذَا مَا يَمنَعُكَ مِن قَتلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ تَرغَبُ فِي هَذَا المَالِ وَ تَتَنَعّمُ بِهَذَا الجَمَالِ وَ مَا أَنتَ بِأَعَفّ وَ أَزهَدَ مِنَ الّذِينَ قَاتَلُوهُ وَ قَتَلَهُم وَ كَانُوا مِنَ الصّوّامِينَ وَ القَوّامِينَ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَيهِ وَ قَد قَتَلَ المُسلِمِينَ ظُلماً وَ عُدوَاناً اعتَزَلُوهُ وَ حَارَبُوهُ وَ مَعَ ذَلِكَ فَإِنّهُ قَد قَتَلَ المُسلِمِينَ وَ حَكَمَ بِغَيرِ حُكمِ اللّهِ وَ خَلَعَ نَفسَهُ مِنَ الخِلَافَةِ وَ إِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَلَمّا رَأَوهُ قوَميِ عَلَي ذَلِكَ اعتَزَلُوهُ فَقَتَلَهُم بِغَيرِ حُجّةٍ لَهُ عَلَيهِم فَقَالَ لَهَا ابنُ مُلجَمٍ يَا هَذِهِ كفُيّ عنَيّ فَقَد أَفسَدتِ عَلَيّ ديِنيِ وَ أَدخَلتِ الشّكّ فِي قلَبيِ وَ مَا أدَريِ مَا أَقُولُ لَكِ وَ قَد عَزَمتُ عَلَي رأَيٍ ثُمّ أَنشَدَ
ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَ عَبدٌ وَ قَينَةٌ | وَ ضَربُ عَلِيّ بِالحُسَامِ المُصَمّمِ |
فَلَا مَهرَ أَغلَي مِن عَلِيّ وَ إِن غَلَا | وَ لَا فَتكَ إِلّا دُونَ فَتكِ ابنِ مُلجَمٍ |
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الحَرَامِ وَ مَن أَتَي | إِلَيهِ جِهَاراً مِن مُحِلّ وَ مُحرِمٍ |
لَقَد أَفسَدَت عقَليِ قَطَامِ وَ إنِنّيِ | لَمِنهَا عَلَي شَكّ عَظِيمٍ مُذَمّمٍ |
لَقَتلُ عَلِيّ خَيرٌ مِن وَطءِ الثّرَي | أخَيِ العِلمِ الهاَديِ النّبِيّ المُكَرّمِ |
. ثُمّ أَمسَكَ سَاعَةً وَ قَالَ
صفحه : 267
فَلَم أَرَ مَهراً سَاقَهُ ذُو سَمَاحَةٍ | كَمَهرِ قَطَامِ مِن فَصِيحٍ وَ أَعجَمَ |
ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَ عَبدٌ وَ قَينَةٌ | وَ ضَربُ عَلِيّ بِالحُسَامِ المُصَمّمِ |
فَلَا مَهرَ أَغلَي مِن عَلِيّ وَ إِن غَلَا | وَ لَا فَتكَ إِلّا دُونَ فَتكِ ابنِ مُلجَمٍ |
فَأَقسَمَ بِالبَيتِ الحَرَامِ وَ مَن أَتَي | إِلَيهِ جِهَاراً مِن مُحِلّ وَ مُحرِمٍ |
لَقَد خَابَ مَن يَسعَي بِقَتلِ إِمَامِهِ | وَ وَيلٌ لَهُ مِن حَرّ نَارِ جَهَنّمَ |
. إِلَي آخِرِ مَا أَنشَدَ مِنَ الأَبيَاتِ ثُمّ قَالَ لَهَا أجَلّيِنيِ ليَلتَيِ هَذِهِ حَتّي أَنظُرَ فِي أمَريِ وَ آتِيكِ غَداً بِمَا يَقوَي عَلَيهِ عزَميِ فَلَمّا هَمّ بِالخُرُوجِ أَقبَلَت عَلَيهِ وَ ضَمّتهُ إِلَي صَدرِهَا وَ قَبّلَت مَا بَينَ عَينَيهِ وَ أَمَرَتهُ بِالِاستِعجَالِ فِي أَمرِهَا وَ سَايَرَتهُ إِلَي بَابِ الدّارِ وَ هيَِ تُشَجّعُهُ وَ أَنشَدَت لَهُ أَبيَاتاً فَخَرَجَ المَلعُونُ مِن عِندِهَا وَ قَد سَلَبَت فُؤَادَهُ وَ أَذهَبَت رُقَادَهُ وَ رَشَادَهُ فَبَاتَ لَيلَتَهُ قَلَقاً مُتَفَكّراً فَمَرّةً يُعَاتِبُ نَفسَهُ وَ مَرّةً يُفَكّرُ فِي دُنيَاهُ وَ آخِرَتِهِ فَلَمّا كَانَ وَقتُ السّحَرِ أَتَاهُ طَارِقٌ فَطَرَقَ البَابَ فَلَمّا فَتَحَهُ إِذَا بِرَجُلٍ مِن بنَيِ عَمّهِ عَلَي نَجِيبٍ وَ إِذَا هُوَ رَسُولٌ مِن إِخوَتِهِ إِلَيهِ يُعَزّونَهُ فِي أَبِيهِ وَ عَمّهِ وَ يُعَرّفُونَهُ أَنّهُ خَلَفَ مَالًا جَزِيلًا وَ أَنّهُم دَعَوهُ سَرِيعاً لِيَحُوزَ ذَلِكَ المَالَ فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ بقَيَِ مُتَحَيّراً فِي أَمرِهِ إِذ جَاءَهُ مَا يَشغَلُهُ عَمّا عَظُمَ عَلَيهِ مِن أَمرِ قَطَامِ فَلَم يَزَل مُفَكّراً فِي أَمرِهِ حَتّي عَزَمَ عَلَي الخُرُوجِ
و كان له أخوان لأبيه وأمه وأمه كانت من زبيد يقال لها عدنية وهي ابنة أبي علي بن ماشوج و كان أبوه مراديا وكانوا يسكنون عجران صنعاء فلما وصل إلي النجف ذكر قطام ومنزلتها في قلبه ورجع إليها فلما طرق الباب اطلعت عليه وقالت من الطارق فعرفته علي حالة السفر فنزلت إليه وسلمت عليه وسألته عن حاله فأخبرها بخبره ووعدها بقضاء حاجتها إذارجع من سفره وتملكها جميع مايجيء به من المال فعدلت عنه مغضبة فدنا منها وقبلها وودعها وحلف لها أنه يبلغها مأمولها في جميع ماسألته فخرج وجاء إلي أمير المؤمنين ع وأخبره بما جاءوا إليه لأجله وسأله أن يكتب إلي ابن المنتجب كتابا ليعينه علي استخلاص حقه فأمر كاتبه فكتب له ماأراد ثم
صفحه : 268
أعطاه فرسا من جياد خيله فخرج وسار سيرا حثيثا حتي وصل إلي بعض أودية اليمن فأظلم عليه الليل فبات في بعضها فلما مضي من الليل نصفه و إذا هوبزعقة عظيمة من صدر الوادي ودخان يفور ونار مضرمة فانزعج لذلك وتغير لونه ونظر إلي صدر الوادي و إذابالدخان قدأقبل كالجبل العظيم و هوواقع عليه والنار تخرج من جوانبه فخر مغشيا عليه فلما أفاق و إذابهاتف يسمع صوته و لايري شخصه و هو يقول .
اسمع و ع القول يا ابن ملجم | إنك في أمر مهول معظم |
تضمر قتل الفارس المكرم | أكرم من طاف ولبي وأحرم |
ذاك علي ذو التقاء الأقدم | فارجع إلي الله لكيلا تندم |
. فلما سمع توهم أنه من طوارق الجن و إذابالهاتف يقول ياشقي بن الشقي أما ماأضمرت من قتل الزاهد العابد العادل الراكع الساجد إمام الهدي وعلم التقي والعروة الوثقي فإنا علمنا بما تريد أن تفعله بأمير المؤمنين ونحن من الجن الذين أسلمنا علي يديه ونحن نازلون بهذا الوادي فإنا لاندعك تبيت فيه فإنك ميشوم علي نفسك ثم جعلوا يرمونه بقطع الجنادل فصعد فوق شاهق فبات بقية ليله فلما أصبح سار ليلا ونهارا حتي وصل اليمن وأقام عندهم شهرين وقلبه علي حر الجمر من أجل قطام ثم إنه أخذ ألذي أصابه من المال والمتاع والأثاث والجواهر وخرج فبينا هو في بعض الطريق إذ خرجت عليه حرامية فسايرهم وسايروه فلما قربوا من الكوفة حاربوه وأخذوا جميع ما كان معه ونجا بنفسه وفرسه وقليل من الذهب علي وسطه و ما كان تحته فهرب علي وجهه حتي كاد أن يهلك عطشا وأقبل سائرا في الفلاة مهموما جائعا عطشانا فلاح له شبح فقصده فإذابيوت من أبيات الحرب فقصد منها بيتا فنزل عندهم واستسقاهم شربة ماء فسقوه وطلب لبنا فأتوه به فنام ساعة فلما استيقظ أتاه رجلان وقدما إليه طعاما فأكل وأكلا معه وجعلا يسألانه عن الطريق فأخبرهما ثم قالا له ممن الرجل قال من بني مراد قالا أين تقصد قال الكوفة
صفحه : 269
فقالا له كأنك من أصحاب أبي تراب قال نعم فاحمرت أعينهما غيظا وعزما علي قتله ليلا وأسرا ذلك ونهضا فتبين له ماعزما عليه وندم علي كلامه فبينما هومتحير إذ أقبل كلبهم ونام قريبا منهم فأقبل اللعين يمسح بيده علي الكلب ويشفق عليه و يقول مرحبا بكلب قوم أكرموني فاستحسنا ذلك وسألاه مااسمك قال عبدالرحمن بن ملجم فقالا له ماأردت بصنعك هذا في كلبنا فقال أكرمته لأجلكم حيث أكرمتموني فوجب علي شكركم و كان هذا منه خديعة ومكرا فقالا الله أكبر الآن و الله وجب حقك علينا ونحن نكشف لك عما في ضمائرنا نحن قوم نري رأي الخوارج و قدقتل أعمامنا وأخوالنا وأهالينا كماعلمت فلما أخبرتنا أنك من أصحابه عزمنا علي قتلك في هذه الليلة فلما رأينا صنعك هذابكلبنا صفحنا عنك ونحن الآن نطلعك علي ما قدعزمنا عليه فسألهما عن أسمائهما فقال أحدهما أناالبرك بن عبد الله التميمي و هذا عبد الله بن عثمان العنبري صهري و قدنظرنا إلي مانحن عليه في مذهبنا فرأينا أن فساد الأرض والأمة كلها من ثلاثة نفر أبوتراب ومعاوية وعمرو بن العاص فأما أبوتراب فإنه قتل رجالنا كمارأيت وافتكرنا أيضا في الرجلين معاوية و ابن العاص و قدوليا علينا هذاالظالم الغشوم بشر بن أرطاة يطرقنا في كل وقت ويأخذ أموالنا و قدعزمنا علي قتل هؤلاء الثلاثة فإذاقتلناهم توطأت الأرض وأقعد الناس لهم إماما يرضونه فلما سمع ابن ملجم كلامهما صفق بإحدي يديه علي الأخري و قال و ألذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتردي بالعظمة إني لثالثكما وإني مرافقكما علي رأيكما وإني أكفيكما أمر علي بن أبي طالب فنظرا إليه متعجبين من كلامه قال و الله ماأقول لكما إلاحقا ثم ذكر لهما قصته فلما سمعا كلامه عرفا صحته وقالا إن قطام من قومنا وأهلها كانوا من عشيرتنا فنحن نحمد الله علي اتفاقنا فهذا لايتم إلابالأيمان المغلظة
صفحه : 270
فنركب الآن مطايانا ونأتي الكعبة ونتعاقد عندها علي الوفاء فلما أصبحوا وركبوا حضر عندهم بعض قومهم فأشاروا عليهم وقالوا لاتفعلوا ذلك فما منكم أحد إلا ويندم ندامة عظيمة فلم يقبلوا وساروا جميعا حتي أتوا البيت وتعاهدوا عنده فقال البرك أنالعمرو بن العاص و قال العنبري أنالمعاوية و قال ابن ملجم لعنه الله أنالعلي فتحالفوا علي ذلك بالأيمان المغلظة ودخلوا المدينة وحلفوا عندقبر النبي ص علي ذلك ثم افترقوا و قدعينوا يوما معلوما يقتلون فيه الجميع ثم سار كل منهم علي طريقه فأما البرك فأتي مصر ودخل الجامع وأقام فيه أياما فخرج عمرو بن العاص ذات يوم إلي الجامع وجلس فيه بعدصلاته فجاء البرك إليه وسلم عليه ثم حادثة في فنون الأخبار وطرف الكلام والأشعار فشعف به عمرو بن العاص وقربه وأدناه وصار يأكل معه علي مائدة واحدة فأقام إلي الليلة التي تواعدوا فيهافخرج إلي نيل مصر وجلس مفكرا فلما غربت الشمس أتي الجامع وجلس فيه فلما كان وقت الإفطار افتقده عمرو بن العاص فلم يره فقال لولده مافعل صاحبنا وأين مضي فإني لاأراه فبعثه إليه يدعوه فقال قل له إن هذه الليلة ليس كالليالي و قدأحببت أن أقيم ليلتي هذه في الجامع رغبة فيما عند الله وأحب أن أشرك الأمير في ذلك فلما رجع إليه وأخبره بذلك سره سرورا عظيما وبعث إليه مائدة فأكل وبات ليلته ينتظر قدوم عمرو و كان هو ألذي يصلي بهم فلما كان عندطلوع الفجر أقبل المؤذن إلي باب عمرو وأذن و قال الصلاة يرحمك الله الصلاة فانتبه فأتي بالماء وتوضأ وتطيب وذهب ليخرج إلي الصلاة فزلق فوقع علي جنبه فاعتوره عرق النسا فأشغلته عن الخروج فقال قدموا خارجة بن تميم القاضي يصلي بالناس فأتي القاضي ودخل المحراب في غلس فجاء البرك فوقف خلفه وسيفه تحت ثيابه و هو لايشك أنه عمرو فأمهله حتي سجد وجلس
صفحه : 271
من سجوده فسل سيفه ونادي لاحكم إلالله و لاطاعة لمن عصي الله ثم ضربه بالسيف علي أم رأسه فقضي نحبه لوقته فبادر الناس وقبضوا عليه وأخذوا سيفه من يده وأوجعوه ضربا شديدا وقالوا له ياعدو الله قتلت رجلا مسلما ساجدا في محرابه فقال ياحمير أهل مصر إنه يستحق القتل قالوا بما ذا ويلك قال لسعيه في الفتنة لأنه الداهية الدهماء ألذي أثار الفتنة ونبذها وقواها وزين لمعاوية محاربة علي فقالوا له ياويلك من تعني قال الطاغي الباغي الكافر الزنديق عمرو بن العاص ألذي شق عصا المسلمين وهتك حرمة الدين قالوا لقد خاب ظنك وطاش سهمك إن ألذي قتلته ما هوإنما هوخارجة فقال ياقوم المعذرة إلي الله وإليكم فو الله ماأردت خارجة وإنما أردت قتل عمرو فأوثقوه كتافا وأتوا به إلي عمرو فلما رآه قال أ ليس هذا هوصاحبنا الحجازي قالوا له نعم قال ماباله قالوا إنه قدقتل خارجة فدهش عمرو لذلك و قال إنا لله وإنا إليه راجعون و لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم ثم التفت إليه و قال يا هذا لم فعلت ذلك فقال له و الله يافاسق ماطلبت غيرك و لاأردت سواك قال و لم ذلك قال إنا ثلاثة تعاهدنا بمكة علي قتلك وقتل علي بن أبي طالب ومعاوية في هذه الليلة فإن صدقا صاحباي فقد قتل علي بالكوفة ومعاوية بالشام و أما أنت فقد سلمت فقال عمرو ياغلام احبسه حتي نكتب إلي معاوية فحبسه حتي أمره معاوية بقتله فقتله . و أما عبد الله العنبري فقصد دمشق واستخبر عن معاوية فأرشد إليه فجعل يتردد إلي داره فلايتمكن من الدخول إليه إلي أن أذن معاوية يوما للناس إذنا عاما فدخل إليه مع الناس وسلم عليه وحادثة ساعة وذكر له ملوك بني قحطان و من له كلام مصيب حتي ذكر له بني عمه وهم أول ملوك قحطان وشيئا من أخبارهم فلما تفرقوا بقي عنده مع خواصه و كان فصيحا خبيرا بأنساب العرب وأشعارهم فأحبه معاوية حبا شديدا فقال قدأذنت لك في كل وقت نجلس فيه
صفحه : 272
أن تدخل علينا من غيرمانع و لادافع فكان يتردد إليه إلي ليلة تسع عشرة و كان قدعرف المكان ألذي يصلي فيه معاوية فلما أذن المؤذن للفجر وأتي معاوية المسجد ودخل محرابه ثار إليه بالسيف وضربه فراغ عنه فأراد ضرب عنقه فانصاع عنه فوقع السيف في أليته وكانت ضربته ضربة جبان فقال معاوية لايفوتنكم الرجل فاستخلف بعض أصحابه للصلاة ونهض إلي داره و أماالعنبري فأخذه الناس وأوثقوه وأتوا به إلي معاوية و كان مغشيا عليه فلما أفاق قال له ويلك يالكع لقد خاب ظني فيك ما ألذي حملك علي هذا فقال له دعني من كلامك اعلم أناثلاثة تحالفنا علي قتلك وقتل عمرو بن العاص و علي بن أبي طالب فإن صدق صاحباي فقد قتل علي وعمرو و أما أنت فقد روغ أجلك كروغك الثعلب فقال له معاوية علي رغم أنفك فأمر به إلي الحبس فأتاه الساعدي و كان طبيبا فلما نظر إليه قال له اختر إحدي الخصلتين إما أن أحمي حديدة فأضعها موضع السيف وإما أن أسقيك شربة تقطع منك الولد وتبرأ منها لأن ضربتك مسمومة فقال معاوية أماالنار فلاصبر لي عليها و أماانقطاع الولد فإن في يزيد و عبد الله ماتقر به عيني فسقاه الشربة فبرأ و لم يولد له بعدها. وَ أَمّا ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ فَإِنّهُ سَارَ حَتّي دَخَلَ الكُوفَةَ وَ اجتَازَ عَلَي الجَامِعِ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَالِساً عَلَي بَابِ كِندَةَ فَلَم يَدخُلهُ وَ لَم يُسَلّم عَلَيهِ وَ كَانَ إِلَي جَانِبِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي ابنِ مُلجَمٍ وَ عُبُورِهِ قَالُوا أَ لَا تَرَي إِلَي ابنِ مُلجَمٍ عَبَرَ وَ لَم يُسَلّم عَلَيكَ قَالَ دَعُوهُ فَإِنّ لَهُ شَأناً مِنَ الشّأنِ وَ اللّهِ لَيَخضِبَنّ هَذِهِ مِن هَذِهِ وَ أَشَارَ إِلَي لِحيَتِهِ وَ هَامَتِهِ ثُمّ قَالَ
مَا مِنَ المَوتِ لِإِنسَانٍ نَجَاءٌ | كُلّ امرِئٍ لَا بُدّ يَأتِيهِ الفَنَاءُ |
تَبَارَكَ اللّهُ وَ سُبحَانَهُ | لِكُلّ شَيءٍ مُدّةٌ وَ انتِهَاءٌ. |
صفحه : 273
يَقدِرُ الإِنسَانُ فِي نَفسِهِ | أَمراً وَ يَأتِيهِ عَلَيهِ القَضَاءُ |
لَا تَأمَنَنّ الدّهرُ فِي أَهلِهِ | لِكُلّ عَيشٍ آخِرٌ وَ انقِضَاءٌ |
بَينَا تَرَي الإِنسَانَ فِي غِبطَةٍ | يمُسيِ وَ قَد حَلّ عَلَيهِ القَضَاءُ |
. ثُمّ جَعَلَ يُطِيلُ النّظَرَ إِلَيهِ حَتّي غَابَ عَن عَينِهِ وَ أَطرَقَ إِلَي الأَرضِ يَقُولُ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ. قَالَ وَ سَارَ ابنُ مُلجَمٍ حَتّي وَصَلَ إِلَي دَارِ قَطَامِ وَ كَانَ قَد أَيِسَت مِن رُجُوعِهِ إِلَيهَا وَ عَرَضَت نَفسَهَا عَلَي بنَيِ عَمّهَا وَ عَشِيرَتِهَا وَ شَرَطَت عَلَيهِم قَتلَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَم يُقدِم أَحَدٌ عَلَي ذَلِكَ فَلَمّا طَرَقَ البَابَ قَالَت مَنِ الطّارِقُ قَالَ أَنَا عَبدُ الرّحمَنِ فَفَرِحَت قَطَامِ بِهِ وَ خَرَجَت إِلَيهِ وَ اعتَنَقَتهُ وَ أَدخَلَتهُ دَارَهَا وَ فَرَشَت لَهُ فُرُشَ الدّيبَاجِ وَ أَحضَرَت لَهُ الطّعَامَ وَ المُدَامَ فَأَكَلَ وَ شَرِبَ حَتّي سَكِرَ وَ سَأَلَتهُ عَن حَالِهِ فَحَدّثَهَا بِجَمِيعِ مَا جَرَي لَهُ فِي طَرِيقِهِ ثُمّ أَمَرَتهُ بِالِاغتِسَالِ وَ تَغيِيرِ ثِيَابِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ أَمَرَت جَارِيَةً لَهَا فَفَرَشَتِ الدّارَ بِأَنوَاعِ الفُرُشِ وَ أَحضَرَت لَهُ شَرَاباً وَ جوَاَريَِ فَشَرِبَ مَعَ الجوار[الجوَاَريِ] وَ هُنّ يَلعَبنَ بِالعِيدَانِ وَ المَزَامِيرِ وَ المَعَازِفِ وَ الدّفُوفِ فَلَمّا أَخَذَ الشّرَابَ منه [مِنهَا]أَقبَلَ عَلَيهَا وَ قَالَ مَا بَالُكِ لَا تجُاَلسِيِنيِ وَ لَا تحُاَدثِيِنيِ يَا قُرّةَ عيَنيِ وَ لَا تمُاَزحِيِنيِ فَقَالَت لَهُ بَلَي سَمعاً وَ طَاعَةً ثُمّ إِنّهَا نَهَضَت وَ دَخَلَت إِلَي خِدرِهَا وَ لَبِسَت أَفخَرَ ثِيَابِهَا وَ تَزَيّنَت وَ تَطَيّبَت وَ خَرَجَت إِلَيهِ وَ قَد كَشَفَت لَهُ عَن رَأسِهَا وَ صَدرِهَا وَ نُهُودِهَا وَ أَبرَزَت لَهُ عَن فَخِذَيهَا وَ هيَِ فِي طَاقٍ غِلَالَةٍ روُميِّ يَبِينُ لَهُ مِنهَا جَمِيعُ جَسَدِهَا وَ هيَِ تَتَبَختَرُ فِي مِشيَتِهَا وَ الجوار[الجوَاَريِ]حَولَهَا يَلعَبنَ فَقَامَ المَلعُونُ وَ اعتَنَقَهَا وَ تَرَشّفَهَا وَ حَمَلَهَا حَتّي أَجلَسَهَا مَجلِسَهَا وَ قَد بُهِتَ وَ تَحَيّرَ وَ استَحوَذَ عَلَيهِ الشّيطَانُ فَضَرَبَت بِيَدِهَا عَلَي زِرّ قَمِيصِهَا فَحَلّتهُ وَ كَانَ فِي حِلَقِهَا عِقدُ جَوهَرٍ لَيسَت لَهُ قِيمَةٌ فَلَمّا أَرَادَ مُجَامَعَتَهَا لَم تُمَكّنهُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ لِمَ تمُاَنعِيِنيّ عَن نَفسِكِ وَ أَنَا وَ أَنتِ عَلَي العَهدِ ألّذِي
صفحه : 274
عَاهَدتُكِ عَلَيهِ مِن قَتلِ عَلِيّ وَ لَو أَحبَبتِ لَقَتَلتُ مَعَهُ شِبلَيهِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ثُمّ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَي هِميَانِهِ فَحَلّهُ مِن وَسَطِهِ وَ رَمَاهُ إِلَيهَا وَ قَالَ خُذِيهِ فَإِنّ فِيهِ أَكثَرَ مِن ثَلَاثَةِ آلَافِ دِينَارٍ وَ عَبدٍ وَ قَينَةٍ فَقَالَت لَهُ وَ اللّهِ لَا أُمَكّنُكَ مِن نفَسيِ حَتّي تَحلِفَ لِي بِالأَيمَانِ المُغَلّظَةِ أَنّكَ تَقتُلُهُ فَحَمَلَتهُ القَسَاوَةُ عَلَي ذَلِكَ وَ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنيَاهُ وَ تَحَكّمَ الشّيطَانُ فِيهِ بِالأَيمَانِ المُغَلّظَةِ أَنّهُ يَقتُلُهُ وَ لَو قَطَعُوهُ إِرباً إِرباً فَمَالَت إِلَيهِ عِندَ ذَلِكَ وَ قَبّلَتهُ وَ قَبّلَهَا فَأَرَادَ وَطأَهَا فَمَانَعَتهُ وَ بَاتَ عِندَهَا تِلكَ اللّيلَةَ مِن غَيرِ نِكَاحٍ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ تَزَوّجَ بِهَا سِرّاً وَ طَابَ قَلبُهُ فَلَمّا أَفَاقَ مِن سُكرَتِهِ نَدِمَ عَلَي مَا كَانَ مِنهُ وَ عَاتَبَ نَفسَهُ وَ لَعَنَهَا فَلَم تَزَل تُرَاوِغُهُ فِي كُلّ لَيلَةٍ وَ تَعِدُهُ بِوِصَالِهَا فَلَمّا دَنَتِ اللّيلَةُ المَوعُودَةُ مَدّ يَدَهُ إِلَيهَا لِيُضَاجِعَهَا وَ يُجَامِعَهَا فَأَبَت عَلَيهِ وَ قَالَت مَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلّا أَن تفَيَِ بِوَعدِكَ وَ كَانَ المَلعُونُ اعتَلّ عِلّةً شَدِيدَةً فَبَرَأَ مِنهَا وَ كَانَتِ المَلعُونَةُ لَا تُمَكّنُهُ مِن نَفسِهَا مَخَافَةَ أَن تَبرُدَ نَارُهُ فَيُخِلّ بِقَضَاءِ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا يَا قَطَامِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ أَقتُلُ لَكِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أَخَذَ سَيفَهُ وَ مَضَي بِهِ إِلَي الصّيقَلِ فَأَجَادَ صِقَالَهُ وَ جَاءَ بِهِ إِلَيهَا فَقَالَت إنِيّ أُرِيدُ أَن أَعمَلَ فِيهِ سَمّاً قَالَ وَ مَا تَصنَعُ بِالسّمّ لَو وَقَعَ عَلَي جَبَلٍ لَهَدّهُ فَقَالَت دعَنيِ أَعمَلُ فِيهِ السّمّ فَإِنّكَ لَو رَأَيتَ عَلِيّاً لَطَاشَ عَقلُكَ وَ ارتَعَشَت يَدَاكَ وَ رُبّمَا ضَرَبتَهُ ضَربَةً لَا تَعمَلُ فِيهِ شَيئاً فَإِذَا كَانَ مَسمُوماً فَإِن لَم تَعمَلِ الضّربَةُ عَمِلَ السّمّ فَقَالَ لَهَا يَا وَيلَكِ أَ تخُوَفّيِنيِ مِن عَلِيّ فَوَ اللّهِ لَا أَرهَبُ عَلِيّاً وَ لَا غَيرَهُ فَقَالَت لَهُ دعَنيِ مِن قَولِكَ هَذَا وَ إِنّ عَلِيّاً لَيسَ كَمَن لَاقَيتَ مِنَ الشّجعَانِ فَأَطرَت فِي مَدحِهِ وَ ذَكَرَت شَجَاعَتَهُ وَ كَانَ غَرَضُهَا أَن يَحمِلَ المَلعُونَ عَلَي الغَضَبِ وَ يُحَرّضَهُ عَلَي الأَمرِ فَأَخَذَتِ السّيفَ وَ أَنفَذَتهُ إِلَي الصّيقَلِ فَسَقَاهُ السّمّ وَ رَدّهُ إِلَي غِمدِهِ وَ كَانَ ابنُ مُلجَمٍ قَد خَرَجَ فِي ذَلِكَ اليَومِ يمَشيِ فِي أَزِقّةِ الكُوفَةِ فَلَقِيَهُ صَدِيقٌ لَهُ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَابِرٍ الحاَرثِيِّ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ هَنّأَهُ بِزِوَاجِ قَطَامِ ثُمّ تَحَادَثَا سَاعَةً فَحَدّثَهُ
صفحه : 275
بِحَدِيثِهِ مِن أَوّلِهِ إِلَي آخِرِهِ فَسّرَ بِذَلِكَ سُرُوراً عَظِيماً فَقَالَ لَهُ أَنَا أُعَاوِنُكَ فَقَالَ ابنُ مُلجَمٍ دعَنيِ مِن هَذَا الحَدِيثِ فَإِنّ عَلِيّاً أَروَغُ مِنَ الثّعلَبِ وَ أَشَدّ مِنَ الأَسَدِ. ثُمّ مَضَي ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ يَدُورُ فِي شَوَارِعِ الكُوفَةِ فَاجتَازَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ جَالِسٌ عِندَ مِيثَمٍ التّمّارِ فَخَطَفَ عَنهُ كَيلَا يَرَاهُ فَفَطَنَ بِهِ فَبَعَثَ خَلفَهُ رَسُولًا فَلَمّا أَتَاهُ وَقَفَ بَينَ يَدَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيهِ وَ تَضَرّعَ لَدَيهِ فَقَالَ ع لَهُ مَا تَعمَلُ هَاهُنَا قَالَ أَطُوفُ فِي أَسوَاقِ الكُوفَةِ وَ أَنظُرُ إِلَيهَا فَقَالَ ع عَلَيكَ بِالمَسَاجِدِ فَإِنّهَا خَيرٌ لَكَ مِنَ البِقَاعِ كُلّهَا وَ شَرّهَا الأَسوَاقُ مَا لَم يُذكَرِ اسمُ اللّهِ فِيهَا ثُمّ حَادَثَهُ سَاعَةً وَ انصَرَفَ فَلَمّا وَلّي جَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُطِيلُ النّظَرَ إِلَيهِ وَ يَقُولُ يَا لَكَ مِن عَدُوّ لِي مِن مُرَادٍ ثُمّ قَالَ ع
أُرِيدُ حَيَاتَهُ وَ يُرِيدُ قتَليِ | وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يَشَاءَ |
. ثُمّ قَالَ ع يَا مِيثَمُ هَذَا وَ اللّهِ قاَتلِيِ لَا مَحَالَةَ أخَبرَنَيِ بِهِ حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ مِيثَمٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَلِمَ لَا تَقتُلُهُ أَنتَ قَبلَ ذَلِكَ فَقَالَ يَا مِيثَمُ لَا يَحِلّ القِصَاصُ قَبلَ الفِعلِ فَقَالَ مِيثَمٌ يَا موَلاَيَ إِذَا لَم تَقتُلهُ فَاطرُدهُ فَقَالَ يَا مِيثَمُ لَو لَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ وَ أَيضاً أَنّهُ بَعدَ مَا جَنَي جِنَايَةً فَيُؤخَذُ بِهَا وَ لَا يَجُوزُ أَن يُعَاقَبَ قَبلَ الفِعلِ فَقَالَ مِيثَمٌ جَعَلَ اللّهُ يَومَنَا قَبلَ يَومِكَ وَ لَا أَرَانَا اللّهُ فِيكَ سُوءاً أَبَداً وَ مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع إِنّ اللّهَ تَفَرّدَ بِخَمسَةِ أَشيَاءَ لَا يَطّلِعُ عَلَيهَا نبَيِّ مُرسَلٌ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ فَقَالَ عَزّ مِن قَائِلٍإِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِالآيَةَ يَا مِيثَمُ هَذِهِ خَمسَةٌ لَا يَطّلِعُ عَلَيهَا إِلّا اللّهُ تَعَالَي وَ مَا اطّلَعَ عَلَيهَا نبَيِّ وَ لَا وصَيِّ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ يَا مِيثَمُ لَا حَذَرَ مِن قَدَرٍ يَا مِيثَمُ إِذَا جَاءَ القَضَاءُ فَلَا مَفَرّ فَرَجَعَ ابنُ مُلجَمٍ وَ دَخَلَ عَلَي قَطَامِ لَعَنَهُمَا اللّهُ
صفحه : 276
وَ كَانَت تِلكَ اللّيلَةُ لَيلَةَ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ.قَالَت أُمّ كُلثُومٍ بِنتُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَمّا كَانَت لَيلَةُ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ قَدّمَت إِلَيهِ عِندَ إِفطَارِهِ طَبَقاً فِيهِ قُرصَانِ مِن خُبزِ الشّعِيرِ وَ قَصعَةٌ فِيهَا لَبَنٌ وَ مِلحٌ جَرِيشٌ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ أَقبَلَ عَلَي فَطُورِهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ وَ تَأَمّلَهُ حَرّكَ رَأسَهُ وَ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً عَالِياً وَ قَالَ يَا بُنَيّةِ مَا ظَنَنتُ أَنّ بِنتاً تَسُوءُ أَبَاهَا كَمَا قَد أَسَأتِ أَنتِ إلِيَّ قَالَت وَ مَا ذَا يَا أَبَاه قَالَ يَا بُنَيّةِ أَ تُقَدّمِينَ إِلَي أَبِيكِ إِدَامَينِ فِي فَردِ طَبَقٍ وَاحِدٍ أَ تُرِيدِينَ أَن يَطُولَ وقُوُفيِ غَداً بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ أَنَا أُرِيدُ أَن أَتبَعَ أخَيِ وَ ابنَ عمَيّ رَسُولَ اللّهِص مَا قُدّمَ إِلَيهِ إِدَامَانِ فِي طَبَقٍ وَاحِدٍ إِلَي أَن قَبَضَهُ اللّهُ يَا بُنَيّةِ مَا مِن رَجُلٍ طَابَ مَطعَمُهُ وَ مَشرَبُهُ وَ مَلبَسُهُ إِلّا طَالَ وُقُوفُهُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ يَا بُنَيّةِ إِنّ الدّنيَا فِي حَلَالِهَا حِسَابٌ وَ فِي حَرَامِهَا عِقَابٌ وَ قَد أخَبرَنَيِ حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص أَنّ جَبرَئِيلَ ع نَزَلَ إِلَيهِ وَ مَعَهُ مَفَاتِيحُ كُنُوزِ الأَرضِ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِن شِئتَ صَيّرتَ مَعَكَ جِبَالَ تِهَامَةَ ذَهَباً وَ فِضّةً وَ خُذ هَذِهِ مَفَاتِيحَ كُنُوزِ الأَرضِ وَ لَا يَنقُصُ ذَلِكَ مِن حَظّكَ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ وَ مَا يَكُونُ بَعدَ ذَلِكَ قَالَ المَوتُ فَقَالَ إِذاً لَا حَاجَةَ لِي فِي الدّنيَا دعَنيِ أَجُوعُ يَوماً وَ أَشبَعُ يَوماً فَاليَومَ ألّذِي أَجُوعُ فِيهِ أَتَضَرّعُ إِلَي ربَيّ وَ أَسأَلُهُ وَ اليَومَ ألّذِي أَشبَعُ فِيهِ أَشكُرُ ربَيّ وَ أَحمَدُهُ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ وُفّقتَ لِكُلّ خَيرٍ يَا مُحَمّدُ. ثُمّ قَالَ ع يَا بُنَيّةِ الدّنيَا دَارُ غُرُورٍ وَ دَارُ هَوَانٍ فَمَن قَدّمَ شَيئاً وَجَدَهُ يَا بُنَيّةِ وَ اللّهِ لَا آكُلُ شَيئاً حَتّي تَرفَعِينَ أَحَدَ الإِدَامَينِ فَلَمّا رَفَعَتهُ تَقَدّمَ إِلَي الطّعَامِ فَأَكَلَ قُرصاً وَاحِداً بِالمِلحِ الجَرِيشِ ثُمّ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَامَ إِلَي صَلَاتِهِ فَصَلّي وَ لَم يَزَل رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ مُبتَهِلًا وَ مُتَضَرّعاً إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ وَ يُكثِرُ الدّخُولَ وَ الخُرُوجَ وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ قَلَقٌ يَتَمَلمَلُ ثُمّ قَرَأَ سُورَةَ يس حَتّي خَتَمَهَا
صفحه : 277
ثُمّ رَقَدَ هُنَيهَةً وَ انتَبَهَ مَرعُوباً وَ جَعَلَ يَمسَحُ وَجهَهُ بِثَوبِهِ وَ نَهَضَ قَائِماً عَلَي قَدَمَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ بَارِك لَنَا فِي لِقَائِكَ وَ يُكثِرُ مِن قَولِ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ ثُمّ صَلّي حَتّي ذَهَبَ بَعضُ اللّيلِ ثُمّ جَلَسَ لِلتّعقِيبِ ثُمّ نَامَت عَينَاهُ وَ هُوَ جَالِسٌ ثُمّ انتَبَهَ مِن نَومَتِهِ مَرعُوباً.قَالَت أُمّ كُلثُومٍ كأَنَيّ بِهِ وَ قَد جَمَعَ أَولَادَهُ وَ أَهلَهُ وَ قَالَ لَهُم فِي هَذَا الشّهرِ تفَقدِوُنيِ إنِيّ رَأَيتُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رُؤيَا هاَلتَنيِ وَ أُرِيدُ أَن أَقُصّهَا عَلَيكُم قَالُوا وَ مَا هيَِ قَالَ إنِيّ رَأَيتُ السّاعَةَ رَسُولَ اللّهِص فِي منَاَميِ وَ هُوَ يَقُولُ لِي يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّكَ قَادِمٌ إِلَينَا عَن قَرِيبٍ يجَيِءُ إِلَيكَ أَشقَاهَا فَيَخضِبُ شَيبَتَكَ مِن دَمِ رَأسِكَ وَ أَنَا وَ اللّهِ مُشتَاقٌ إِلَيكَ وَ إِنّكَ عِندَنَا فِي العَشرِ الآخِرِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ فَهَلُمّ إِلَينَا فَمَا عِندَنَا خَيرٌ لَكَ وَ أَبقَي قَالَ فَلَمّا سَمِعُوا كَلَامَهُ ضَجّوا بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ أَبدَوُا العَوِيلَ فَأَقسَمَ عَلَيهِم بِالسّكُوتِ فَسَكَتُوا ثُمّ أَقبَلَ يُوصِيهِم وَ يَأمُرُهُم بِالخَيرِ وَ يَنهَاهُم عَنِ الشّرّ قَالَت أُمّ كُلثُومٍ وَ لَم يَزَل تِلكَ اللّيلَةَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ رَاكِعاً وَ سَاجِداً ثُمّ يَخرُجُ سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ يَقلِبُ طَرفَهُ فِي السّمَاءِ وَ يَنظُرُ فِي الكَوَاكِبِ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ وَ إِنّهَا اللّيلَةُ التّيِ وُعِدتُ بِهَا ثُمّ يَعُودُ إِلَي مُصَلّاهُ وَ يَقُولُ أللّهُمّ بَارِك لِي فِي المَوتِ وَ يُكثِرُ مِن قَولِإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ وَ يصُلَيّ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ وَ يَستَغفِرُ اللّهَ كَثِيراً.
قَالَت أُمّ كُلثُومٍ فَلَمّا رَأَيتُهُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ قَلَقاً مُتَمَلمِلًا كَثِيرَ الذّكرِ وَ الِاستِغفَارِ أَرِقتُ مَعَهُ ليَلتَيِ وَ قُلتُ يَا أَبَتَاه مَا لِي أَرَاكَ هَذِهِ اللّيلَةَ لَا تَذُوقُ طَعمَ الرّقَادِ قَالَ يَا بُنَيّةِ إِنّ أَبَاكِ قَتَلَ الأَبطَالَ وَ خَاضَ الأَهوَالَ وَ مَا دَخَلَ الخَوفُ لَهُ جوف [جَوفاً] وَ مَا دَخَلَ فِي قلَبيِ رُعبٌ أَكثَرُ مِمّا دَخَلَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ ثُمّ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَفَقُلتُ يَا أَبَاه مَا لَكَ تَنعَي نَفسَكَ مُنذُ اللّيلَةِ قَالَ يَا بُنَيّةِ قَد قَرُبَ الأَجَلُ وَ انقَطَعَ الأَمَلُ قَالَت أُمّ كُلثُومٍ فَبَكَيتُ فَقَالَ لِي يَا بُنَيّةِ لَا تَبكِينَ فإَنِيّ لَم أَقُل ذَلِكَ
صفحه : 278
إِلّا بِمَا عَهِدَ إلِيَّ النّبِيّص ثُمّ إِنّهُ نَعَسَ وَ طَوَي سَاعَةً ثُمّ استَيقَظَ مِن نَومِهِ وَ قَالَ يَا بُنَيّةِ إِذَا قَرُبَ وَقتُ الأَذَانِ فأَعَلمِيِنيِ ثُمّ رَجَعَ إِلَي مَا كَانَ عَلَيهِ أَوّلَ اللّيلِ مِنَ الصّلَاةِ وَ الدّعَاءِ وَ التّضَرّعِ إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي قَالَت أُمّ كُلثُومٍ فَجَعَلتُ أَرقُبُ وَقتَ الأَذَانِ فَلَمّا لَاحَ الوَقتُ أَتَيتُهُ وَ معَيِ إِنَاءٌ فِيهِ مَاءٌ ثُمّ أَيقَظتُهُ فَأَسبَغَ الوُضُوءَ وَ قَامَ وَ لَبِسَ ثِيَابَهُ وَ فَتَحَ بَابَهُ ثُمّ نَزَلَ إِلَي الدّارِ وَ كَانَ فِي الدّارِ إِوَزّ قَد أهُديَِ إِلَي أخَيِ الحُسَينِ ع فَلَمّا نَزَلَ خَرَجنَ وَرَاءَهُ وَ رَفرَفنَ وَ صِحنَ فِي وَجهِهِ وَ كَانَ قَبلَ تِلكَ اللّيلَةِ لَم يَصِحنَ فَقَالَ ع لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ صَوَارِخُ تَتبَعُهَا نَوَائِحُ وَ فِي غَدَاةِ غَدٍ يَظهَرُ القَضَاءُ فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَاه هَكَذَا تَتَطَيّرُ فَقَالَ يَا بُنَيّةِ مَا مِنّا أَهلَ البَيتِ مَن يَتَطَيّرُ وَ لَا يُتَطَيّرُ بِهِ وَ لَكِن قَولٌ جَرَي عَلَي لسِاَنيِ ثُمّ قَالَ يَا بُنَيّةِ بحِقَيّ عَلَيكِ إِلّا مَا أَطلَقتِيهِ فَقَد حَبَستِ مَا لَيسَ لَهُ لِسَانٌ وَ لَا يَقدِرُ عَلَي الكَلَامِ إِذَا جَاعَ أَو عَطِشَ فَأَطعِمِيهِ وَ اسقِيهِ وَ إِلّا خلَيّ سَبِيلَهُ يَأكُل مِن حَشَائِشِ الأَرضِ فَلَمّا وَصَلَ إِلَي البَابِ فَعَالَجَهُ لِيَفتَحَهُ فَتَعَلّقَ البَابُ بِمِئزَرِهِ فَانحَلّ مِئزَرُهُ حَتّي سَقَطَ فَأَخَذَهُ وَ شَدّهُ وَ هُوَ يَقُولُ
اشدُد حَيَازِيمَكَ لِلمَوتِ فَإِنّ المَوتَ لَاقِيكَا | وَ لَا تَجزَع مِنَ المَوتِ إِذَا حَلّ بِنَادِيكَا |
وَ لَا تَغتَرّ بِالدّهرِ وَ إِن كَانَ يُؤَاتِيكَا | كَمَا أَضحَكَكَ الدّهرُ كَذَاكَ الدّهرُ يُبكِيكَا |
. ثُمّ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لَنَا فِي المَوتِ أللّهُمّ بَارِك لِي فِي لِقَائِكَ قَالَت أُمّ كُلثُومٍ وَ كُنتُ أمَشيِ خَلفَهُ فَلَمّا سَمِعتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ قُلتُ وَا غَوثَاه يَا أَبَتَاه أَرَاكِ تَنعَي نَفسَكَ مُنذُ اللّيلَةِ قَالَ يَا بُنَيّةِ مَا هُوَ بِنَعَاءٍ وَ لَكِنّهَا دَلَالَاتٌ وَ عَلَامَاتٌ لِلمَوتِ تَتبَعُ بَعضُهَا بَعضاً فأَمَسكِيِ عَنِ الجَوَابِ ثُمّ فَتَحَ البَابَ وَ خَرَجَ.قَالَت أُمّ كُلثُومٍ فَجِئتُ إِلَي أخَيِ الحَسَنِ ع فَقُلتُ يَا أخَيِ قَد كَانَ مِن أَمرِ أَبِيكِ اللّيلَةَ كَذَا وَ كَذَا وَ هُوَ قَد خَرَجَ فِي هَذَا اللّيلِ الغَلَسَ فَالحَقهُ فَقَامَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع وَ تَبِعَهُ فَلَحِقَ بِهِ قَبلَ أَن يَدخُلَ الجَامِعَ فَقَالَ يَا أَبَاه مَا أَخرَجَكَ فِي
صفحه : 279
هَذِهِ السّاعَةِ وَ قَد بقَيَِ مِنَ اللّيلِ ثُلُثُهُ فَقَالَ يَا حبَيِبيِ وَ يَا قُرّةَ عيَنيِ خَرَجَت لِرُؤيَا رَأَيتُهَا فِي هَذِهِ اللّيلَةِ أهَاَلتَنيِ وَ أزَعجَتَنيِ وَ أقَلقَتَنيِ فَقَالَ لَهُ خَيراً رَأَيتَ وَ خَيراً يَكُونُ فَقَصّهَا عَلَيّ فَقَالَ ع يَا بنُيَّ رَأَيتُ كَأَنّ جَبرَئِيلَ ع قَد نَزَلَ عَنِ السّمَاءِ عَلَي جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ فَتَنَاوَلَ مِنهُ حَجَرَينِ وَ مَضَي بِهِمَا إِلَي الكَعبَةِ وَ تَرَكَهُمَا عَلَي ظَهرِهَا وَ ضَرَبَ أَحَدَهُمَا عَلَي الآخَرِ فَصَارَت كَالرّمِيمِ ثُمّ ذَرّهُمَا فِي الرّيحِ فَمَا بقَيَِ بِمَكّةَ وَ لَا بِالمَدِينَةِ بَيتٌ إِلّا وَ دَخَلَهُ مِن ذَلِكَ الرّمَادِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَتِ وَ مَا تَأوِيلُهَا فَقَالَ يَا بنُيَّ إِن صَدَقَت رؤُياَيَ فَإِنّ أَبَاكَ مَقتُولٌ وَ لَا يَبقَي بِمَكّةَ حِينَئِذٍ وَ لَا بِالمَدِينَةِ بَيتٌ إِلّا وَ يَدخُلُهُ مِن ذَلِكَ غَمّ وَ مُصِيبَةٌ مِن أجَليِ فَقَالَ الحَسَنُ ع وَ هَل تدَريِ مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَتِ قَالَ يَا بنُيَّ إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ ما تدَريِ نَفسٌ ما ذا تَكسِبُ غَداً وَ ما تدَريِ نَفسٌ بأِيَّ أَرضٍ تَمُوتُ وَ لَكِن عَهِدَ إلِيَّ حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ يَكُونُ فِي العَشرِ الأَوَاخِرِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ يقَتلُنُيِ ابنُ مُلجَمٍ المرُاَديِّ فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَتَاه إِذَا عَلِمتَ مِنهُ ذَلِكَ فَاقتُلهُ قَالَ يَا بنُيَّ لَا يَجُوزُ القِصَاصُ إِلّا بَعدَ الجِنَايَةِ وَ الجِنَايَةُ لَم تَحصُل مِنهُ يَا بنُيَّ لَوِ اجتَمَعَ الثّقَلَانِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلَي أَن يَدفَعُوا ذَلِكَ لَمّا قَدَرُوا يَا بنُيَّ ارجِع إِلَي فِرَاشِكَ فَقَالَ الحَسَنُ ع يَا أَبَتَاه أُرِيدُ أمَضيِ مَعَكَ إِلَي مَوضِعِ صَلَاتِكَ فَقَالَ لَهُ أَقسَمتُ بحِقَيّ عَلَيكَ إِلّا مَا رَجَعتَ إِلَي فِرَاشِكَ لِئَلّا يَتَنَغّصَ عَلَيكَ نَومُكَ وَ لَا تعَصنِيِ فِي ذَلِكَ قَالَ فَرَجَعَ الحَسَنُ ع فَوَجَدَ أُختَهُ أُمّ كُلثُومٍ قَائِمَةً خَلفَ البَابِ تَنتَظِرُهُ فَدَخَلَ فَأَخبَرَهَا بِذَلِكَ وَ جَلَسَا يَتَحَادَثَانِ وَ هُمَا مَحزُونَانِ حَتّي غَلَبَ عَلَيهِمَا النّعَاسُ فَقَامَا وَ دَخَلَا إِلَي فِرَاشِهِمَا وَ نَامَا. قَالَ أَبُو مِخنَفٍ وَ غَيرُهُ وَ سَارَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ وَ القَنَادِيلُ قَد خَمَدَ ضَوؤُهَا فَصَلّي فِي المَسجِدِ وِردَهُ وَ عَقّبَ سَاعَةً ثُمّ إِنّهُ قَامَ وَ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ عَلَا المِئذَنَةَ وَ وَضَعَ سَبّابَتَيهِ فِي أُذُنَيهِ وَ تَنَحنَحَ ثُمّ أَذّنَ وَ كَانَ ع إِذَا أَذّنَ لَم يَبقَ فِي بَلدَةِ الكُوفَةِ بَيتٌ إِلّا اختَرَقَهُ صَوتُهُ.
صفحه : 280
قَالَ الراّويِ وَ أَمّا ابنُ مُلجَمٍ فَبَاتَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ يُفَكّرُ فِي نَفسِهِ وَ لَا يدَريِ مَا يَصنَعُ فَتَارَةً يُعَاتِبُ نَفسَهُ وَ يُوَبّخُهَا وَ يَخَافُ مِن عُقبَي فِعلِهِ فِيهِم أَن يَرجِعَ عَن ذَلِكَ وَ تَارَةً يَذكُرُ قَطَامِ لَعَنَهَا اللّهُ وَ حُسنَهَا وَ جَمَالَهَا وَ كَثرَةَ مَالِهَا فَتَمِيلُ نَفسُهُ إِلَيهَا فبَقَيَِ عَامّةَ لَيلِهِ يَتَقَلّبُ عَلَي فِرَاشِهِ وَ هُوَ يَتَرَنّمُ بِشِعرِهِ ذَلِكَ إِذَا أَتَتهُ المَلعُونَةُ وَ نَامَت مَعَهُ فِي فِرَاشِهِ وَ قَالَت لَهُ يَا هَذَا مَن يَكُونُ عَلَي هَذَا العَزمِ يَرقُدُ فَقَالَ لَهَا وَ اللّهِ إنِيّ أَقتُلُهُ لَكِ السّاعَةَ فَقَالَتِ اقتُلهُ وَ ارجِع إلِيَّ قَرِيرَ العَينِ مَسرُوراً وَ افعَل مَا تُرِيدُ فإَنِيّ مُنتَظِرَةٌ لَكَ فَقَالَ لَهَا بَل أَقتُلُهُ وَ أَرجِعُ إِلَيكِ سَخِينَ العَينِ مَحزُوناً مَنحُوساً مَحسُوراً فَقَالَت أَعُوذُ بِاللّهِ مِن تَطَيّرِكَ الوَحشَ قَالَ فَوَثَبَ المَلعُونُ كَأَنّهُ الفَحلُ مِنَ الإِبِلِ قَالَ هلَمُيّ إلِيَّ بِالسّيفِ ثُمّ إِنّهُ اتّزَرَ بِمِئزَرٍ وَ اتّشَحَ بِإِزَارٍ وَ جَعَلَ السّيفَ تَحتَ الإِزَارِ مَعَ بَطنِهِ وَ قَالَ افتحَيِ لِي البَابَ ففَيِ هَذِهِ السّاعَةَ أَقتُلُ لَكِ عَلِيّاً فَقَامَت فَرحَةً مَسرُورَةً وَ قَبّلَت صَدرَهُ وَ بقَيَِ يُقَبّلُهَا وَ يَتَرَشّفُهَا سَاعَةً ثُمّ رَاوَدَهَا عَن نَفسِهَا فَقَالَت لَهُ هَذَا عَلِيّ أَقبَلَ إِلَي الجَامِعِ وَ أَذّنَ فَقُم إِلَيهِ فَاقتُلهُ ثُمّ عُد إلِيَّ فَهَا أَنَا مُنتَظِرَةٌ رُجُوعَكَ فَخَرَجَ مِنَ البَابِ وَ هيَِ خَلفَهُ تُحَرّضُهُ بِهَذِهِ الأَبيَاتِ أَقُولُ
إِذَا مَا حَيّةٌ أَعيَتِ الرّقّا | وَ كَانَ ذُعَافُ المَوتِ مِنهُ شَرَابُهَا |
رَسَسنَا إِلَيهَا فِي الظّلَامِ ابنَ مُلجَمٍ | هُمَامٌ إِذَا مَا الحَربُ شَبّ لَهَا بِهَا |
فَخُذهَا عَلِيّ فَوقَ رَأسِكَ ضَربَةً | بِكَفّ سَعِيدٍ سَوفَ يَلقَي ثَوَابَهَا |
. قَالَ الراّويِ فَالتَفَتَ إِلَيهَا وَ قَالَ لَهَا أَفسَدتِ وَ اللّهِ الشّعرَ فِي هَذَا البَيتِ الآخِرِ قَالَت وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لَهَا هَلّا قُلتُ
ِكَفّ شقَيِّ سَوفَ يَلقَي عِقَابَهَا. |
قَالَ مُصَنّفُ هَذَا الكِتَابِ قَدّسَ رُوحَهُ هَذَا الخَبَرُ غَيرُ صَحِيحٍ بَل إِنّا كَتَبنَاهُ كَمَا وَجَدنَاهُ وَ الرّوَايَةُ الصّحِيحَةُ أَنّهُ بَاتَ فِي المَسجِدِ وَ مَعَهُ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا
صفحه : 281
شَبِيبُ بنُ بحيرة[بُجرَةَ] وَ الآخَرُ وَردَانُ بنُ مُجَالِدٍ يُسَاعِدَانِهِ عَلَي قَتلِ عَلِيّ ع فَلَمّا أَذّنَ ع وَ نَزَلَ مِنَ المِئذَنَةِ وَ جَعَلَ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُقَدّسُهُ وَ يُكَبّرُهُ وَ يُكثِرُ مِنَ الصّلَاةِ عَلَي النّبِيّص قَالَ الراّويِ وَ كَانَ مِن كَرَمِ أَخلَاقِهِ ع أَنّهُ يَتَفَقّدُ النّائِمِينَ فِي المَسجِدِ وَ يَقُولُ لِلنّائِمِ الصّلَاةَ يَرحَمُكَ اللّهُ الصّلَاةَ قُم إِلَي الصّلَاةِ المَكتُوبَةِ عَلَيكَ ثُمّ يَتلُو ع إِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِفَفَعَلَ ذَلِكَ كَمَا كَانَ يَفعَلُهُ عَلَي مجَاَريِ عَادَتِهِ مَعَ النّائِمِينَ فِي المَسجِدِ حَتّي إِذَا بَلَغَ إِلَي المَلعُونِ فَرَآهُ نَائِماً عَلَي وَجهِهِ قَالَ لَهُ يَا هَذَا قُم مِن نَومِكَ هَذَا فَإِنّهَا نَومَةٌ يَمقُتُهَا اللّهُ وَ هيَِ نَومَةُ الشّيطَانِ وَ نَومَةُ أَهلِ النّارِ بَل نَم عَلَي يَمِينِكَ فَإِنّهَا نَومَةُ العُلَمَاءِ أَو عَلَي يَسَارِكَ فَإِنّهَا نَومَةُ الحُكَمَاءِ وَ لَا تَنَم عَلَي ظَهرِكَ فَإِنّهَا نَومَةُ الأَنبِيَاءِ. قَالَ فَتَحَرّكَ المَلعُونُ كَأَنّهُ يُرِيدُ أَن يَقُومَ وَ هُوَ مِن مَكَانِهِ لَا يَبرَح فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَقَد هَمَمتَ بشِيَءٍتَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ مِنهُ وَ تَنشَقّ الأَرضُ وَ تَخِرّ الجِبالُ هَدّا وَ لَو شِئتَ لَأَنبَأتُكَ بِمَا تَحتَ ثِيَابِكَ ثُمّ تَرَكَهُ وَ عَدَلَ عَنهُ إِلَي مِحرَابِهِ وَ قَامَ قَائِماً يصُلَيّ وَ كَانَ ع يُطِيلُ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ فِي الصّلَاةِ كَعَادَتِهِ فِي الفَرَائِضِ وَ النّوَافِلِ حَاضِراً قَلبُهُ فَلَمّا أَحَسّ بِهِ فَنَهَضَ المَلعُونُ مُسرِعاً وَ أَقبَلَ يمَشيِ حَتّي وَقَفَ بِإِزَاءِ الأُسطُوَانَةِ التّيِ كَانَ الإِمَامُ ع يصُلَيّ عَلَيهَا فَأَمهَلَهُ حَتّي صَلّي الرّكعَةَ الأُولَي وَ رَكَعَ وَ سَجَدَ السّجدَةَ الأُولَي مِنهَا وَ رَفَعَ رَأسَهُ فَعِندَ ذَلِكَ أَخَذَ السّيفَ وَ هَزّهُ ثُمّ ضَرَبَهُ عَلَي رَأسِهِ المُكَرّمِ الشّرِيفِ فَوَقَعَتِ الضّربَةُ عَلَي الضّربَةِ التّيِ ضَرَبَهُ عَمرُو بنُ عَبدَ وُدّ العاَمرِيِّ ثُمّ أَخَذَتِ الضّربَةُ إِلَي مَفرَقِ رَأسِهِ إِلَي مَوضِعِ السّجُودِ فَلَمّا أَحَسّ الإِمَامُ بِالضّربِ لَم يَتَأَوّه وَ صَبَرَ وَ احتَسَبَ وَ وَقَعَ عَلَي وَجهِهِ وَ لَيسَ عِندَهُ أَحَدٌ قَائِلًا بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ صَاحَ وَ قَالَ قتَلَنَيِ ابنُ مُلجَمٍ قتَلَنَيِ اللّعِينُ ابنُ اليَهُودِيّةِ وَ رَبّ الكَعبَةِ أَيّهَا النّاسُ لَا يَفُوتَنّكُم ابنُ مُلجَمٍ وَ سَارَ
صفحه : 282
السّمّ فِي رَأسِهِ وَ بَدَنِهِ وَ ثَارَ جَمِيعُ مَن فِي المَسجِدِ فِي طَلَبِ المَلعُونِ وَ مَاجُوا بِالسّلَاحِ فَمَا كُنتُ أَرَي إِلّا صَفقَ الأيَديِ عَلَي الهَامَاتِ وَ عُلُوّ الصّرخَاتِ وَ كَانَ ابنُ مُلجَمٍ ضَرَبَهُ ضَربَةً خَائِفاً مَرعُوباً ثُمّ وَلّي هَارِباً وَ خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ وَ أَحَاطَ النّاسُ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ فِي مِحرَابِهِ يَشُدّ الضّربَةَ وَ يَأخُذُ التّرَابَ وَ يَضَعُهُ عَلَيهَا ثُمّ تَلَا قَولَهُ تَعَالَيمِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخري ثُمّ قَالَ ع جَاءَ أَمرُ اللّهِ وَ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ إِنّهُ لَمّا ضَرَبَهُ المَلعُونُ ارتَجّتِ الأَرضُ وَ مَاجَتِ البِحَارُ وَ السّمَاوَاتِ وَ اصطَفَقَت أَبوَابُ الجَامِعِ قَالَ وَ ضَرَبَهُ اللّعِينُ شَبِيبُ بنِ بُجرَةَ فَأَخطَأَهُ وَ وَقَعَتِ الضّربَةُ فِي الطّاقِ. قَالَ الراّويِ فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ الضّجّةَ ثَارَ إِلَيهِ كُلّ مَن كَانَ فِي المَسجِدِ وَ صَارُوا يَدُورُونَ وَ لَا يَدرُونَ أَينَ يَذهَبُونَ مِن شِدّةِ الصّدمَةِ وَ الدّهشَةِ ثُمّ أَحَاطُوا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَشُدّ رَأسَهُ بِمِئزَرِهِ وَ الدّمُ يجَريِ عَلَي وَجهِهِ وَ لِحيَتِهِ وَ قَد خُضِبَت بِدِمَائِهِ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا مَا وَعَدَاللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ. قَالَ الراّويِ فَاصطَفَقَت أَبوَابُ الجَامِعِ وَ ضَجّتِ المَلَائِكَةُ فِي السّمَاءِ بِالدّعَاءِ وَ هَبّت رِيحٌ عَاصِفٌ سَودَاءُ مُظلِمَةٌ وَ نَادَي جَبرَئِيلُ ع بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ بِصَوتٍ يَسمَعُهُ كُلّ مُستَيقِظٍ تَهَدّمَت وَ اللّهِ أَركَانُ الهُدَي وَ انطَمَسَت وَ اللّهِ نُجُومُ السّمَاءِ وَ أَعلَامُ التّقَي وَ انفَصَمَت وَ اللّهِ العُروَةُ الوُثقَي قُتِلَ ابنُ عَمّ مُحَمّدٍ المُصطَفَي قُتِلَ الوصَيِّ المُجتَبَي قُتِلَ عَلِيّ المُرتَضَي قُتِلَ وَ اللّهِ سَيّدُ الأَوصِيَاءِ قَتَلَهُ أَشقَي الأَشقِيَاءِ قَالَ فَلَمّا سَمِعَت أُمّ كُلثُومٍ نعَيَ جَبرَئِيلَ فَلَطَمَت عَلَي وَجهِهَا وَ خَدّهَا وَ شَقّت جَيبَهَا وَ صَاحَت وَا أَبَتَاه وَا عَلِيّاه وَا مُحَمّدَاه وَا سَيّدَاه ثُمّ أَقبَلَت إِلَي أَخَوَيهَا الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَأَيقَظَتهُمَا وَ قَالَت لَهُمَا لَقَد قُتِلَ أَبُوكُمَا فَقَامَا يَبكِيَانِ فَقَالَ لَهَا الحَسَنُ ع يَا أُختَاه كفُيّ عَنِ البُكَاءِ حَتّي نَعرِفَ صِحّةَ الخَبَرِ كَيلَا تُشمِتَ الأَعدَاءُ فَخَرَجَا فَإِذَا النّاسُ يَنُوحُونَ وَ يُنَادُونَ وَا إِمَامَاه وَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَاه قُتِلَ وَ اللّهِ إِمَامٌ عَابِدٌ مُجَاهِدٌ
صفحه : 283
لَم يَسجُد لِصَنَمٍ كَانَ أَشبَهَ النّاسِ بِرَسُولِ اللّهِص فَلَمّا سَمِعَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع صَرخَاتِ النّاسِ نَادَيَا وَا أَبَتَاه وَا عَلِيّاه لَيتَ المَوتَ أَعدَمَنَا الحَيَاةَ فَلَمّا وَصَلَا الجَامِعَ وَ دَخَلَا وَجَدَا أَبَا جَعدَةَ بنَ هُبَيرَةَ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النّاسِ وَ هُم يَجتَهِدُونَ أَن يُقِيمُوا الإِمَامَ فِي المِحرَابِ ليِصُلَيَّ بِالنّاسِ فَلَم يُطِق عَلَي النّهُوضِ وَ تَأَخّرَ عَنِ الصّفّ وَ تَقَدّمَ الحَسَنُ ع فَصَلّي بِالنّاسِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يصُلَيّ إِيمَاءً مِن جُلُوسٍ وَ هُوَ يَمسَحُ الدّمَ عَن وَجهِهِ وَ كَرِيمُهُ الشّرِيفُ يَمِيلُ تَارَةً وَ يَسكُنُ أُخرَي وَ الحَسَنُ ع ينُاَديِ وَا انقِطَاعَ ظَهرَاهُ يَعِزّ وَ اللّهِ عَلَيّ أَن أَرَاكَ هَكَذَا فَفَتَحَ عَينَهُ وَ قَالَ يَا بنُيَّ لَا جَزَعَ عَلَي أَبِيكَ بَعدَ اليَومِ هَذَا جَدّكَ مُحَمّدٌ المُصطَفَي وَ جَدّتُكَ خَدِيجَةُ الكُبرَي وَ أُمّكَ فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ وَ الحُورُ العِينُ مُحدِقُونَ مُنتَظِرُونَ قُدُومَ أَبِيكَ فَطِب نَفساً وَ قَرّ عَيناً وَ كُفّ عَنِ البُكَاءِ فَإِنّ المَلَائِكَةَ قَدِ ارتَفَعَت أَصوَاتُهُم إِلَي السّمَاءِ.
قَالَ ثُمّ إِنّ الخَبَرَ شَاعَ فِي جَوَانِبِ الكُوفَةِ وَ انحَشَرَ النّاسُ حَتّي المُخَدّرَاتُ خَرَجنَ مِن خِدرِهِنّ إِلَي الجَامِعِ يَنظُرنَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَدَخَلَ النّاسُ الجَامِعَ فَوَجَدُوا الحَسَنَ وَ رَأسُ أَبِيهِ فِي حَجرِهِ وَ قَد غَسَلَ الدّمَ عَنهُ وَ شَدّ الضّربَةَ وَ هيَِ بَعدَهَا تَشخُبُ دَماً وَ وَجهُهُ قَد زَادَ بَيَاضاً بِصُفرَةٍ وَ هُوَ يَرمُقُ السّمَاءَ بِطَرفِهِ وَ لِسَانُهُ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُوَحّدُهُ وَ هُوَ يَقُولُ أَسأَلُكَ يَا رَبّ الرّفِيعُ الأَعلَي فَأَخَذَ الحَسَنُ ع رَأسَهُ فِي حَجرِهِ فَوَجَدَهُ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَعِندَهَا بَكَي بُكَاءً شَدِيداً وَ جَعَلَ يُقَبّلُ وَجهَ أَبِيهِ وَ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ مَوضِعَ سُجُودِهِ فَسَقَطَ مِن دُمُوعِهِ قَطَرَاتٌ عَلَي وَجهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَفَتَحَ عَينَيهِ فَرَآهُ بَاكِياً فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَّ يَا حُسنُ مَا هَذَا البُكَاءُ يَا بنُيَّ لَا رَوعَ عَلَي أَبِيكَ بَعدَ اليَومِ هَذَا جَدّكَ مُحَمّدٌ المُصطَفَي وَ خَدِيجَةُ وَ فَاطِمَةُ وَ الحُورُ العِينِ مُحدِقُونَ مُنتَظِرُونَ قُدُومَ أَبِيكَ فَطِب نَفساً وَ قَرّ عَيناً وَ اكفُف عَنِ البُكَاءِ فَإِنّ المَلَائِكَةَ قَدِ ارتَفَعَت أَصوَاتُهُم إِلَي السّمَاءِ يَا بنُيَّ أَ تَجزَعُ عَلَي أَبِيكَ وَ غَداً تُقتَلُ بعَديِ مَسمُوماً مَظلُوماً وَ يُقتَلُ أَخُوكَ بِالسّيفِ هَكَذَا وَ تَلحَقَانِ بِجَدّكُمَا وَ أَبِيكُمَا وَ أُمّكُمَا فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع يَا أَبَتَاه مَا تُعَرّفُنَا مَن قَتَلَكَ وَ مَن فَعَلَ بِكَ هَذَا
صفحه : 284
قَالَ قتَلَنَيِ ابنُ اليَهُودِيّةِ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ المرُاَديِّ فَقَالَ يَا أَبَاه مِن أَيّ طَرِيقٍ مَضَي قَالَ لَا يمَضيِ أَحَدٌ فِي طَلَبِهِ فَإِنّهُ سَيُطلِعُ عَلَيكُم مِن هَذَا البَابِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ الشّرِيفَةِ إِلَي بَابِ كِندَةَ قَالَ وَ لَم يَزَلِ السّمّ يسَريِ فِي رَأسِهِ وَ بَدَنِهِ ثُمّ أغُميَِ عَلَيهِ سَاعَةً وَ النّاسُ يَنتَظِرُونَ قُدُومَ المَلعُونِ مِن بَابِ كِندَةَ فَاشتَغَلَ النّاسُ بِالنّظَرِ إِلَي البَابِ وَ يَرتَقِبُونَ قُدُومَ المَلعُونِ وَ قَد غَصّ المَسجِدُ بِالعَالَمِ مَا بَينَ بَاكٍ وَ مَحزُونٍ فَمَا كَانَ إِلّا سَاعَةً وَ إِذَا بِالصّيحَةِ قَدِ ارتَفَعَت وَ زُمرَةٍ مِنَ النّاسِ وَ قَد جَاءُوا بِعَدُوّ اللّهِ ابنِ مُلجَمٍ مَكتُوفاً وَ هَذَا يَلعَنُهُ وَ هَذَا يَضرِبُهُ قَالَ فَوَقَعَ النّاسُ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ يَنظُرُونَ إِلَيهِ فَأَقبَلُوا بِاللّعِينِ مَكتُوفاً وَ هَذَا يَلعَنُهُ وَ هَذَا يَضرِبُهُ وَ هُم يَنهَشُونَ لَحمَهُ بِأَسنَانِهِم وَ يَقُولُونَ لَهُ يَا عَدُوّ اللّهِ مَا فَعَلتَ أَهلَكتَ أُمّةَ مُحَمّدٍ وَ قَتَلتَ خَيرَ النّاسِ وَ إِنّهُ لَصَامِتٌ وَ بَينَ يَدَيهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ حُذَيفَةُ النخّعَيِّ بِيَدِهِ سَيفٌ مَشهُورٌ وَ هُوَ يَرُدّ النّاسَ عَن قَتلِهِ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا قَاتِلُ الإِمَامِ عَلِيّ ع حَتّي أَدخَلُوهُ المَسجِدَ. قَالَ الشعّبيِّ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ عَينَاهُ قَد طَارَتَا فِي أُمّ رَأسِهِ كَأَنّهُمَا قِطعَتَا عَلَقٍ وَ قَد وَقَعَت فِي وَجهِهِ ضَربَةٌ قَد هُشِمَت وَجهُهُ وَ أَنفُهُ وَ الدّمُ يَسِيلُ عَلَي لِحيَتِهِ وَ عَلَي صَدرِهِ وَ هُوَ يَنظُرُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ عَينَاهُ قَد طَارَتَا فِي أُمّ رَأسِهِ وَ هُوَ أَسمَرُ اللّونِ حَسَنُ الوَجهِ وَ فِي وَجهِهِ أَثَرُ السّجُودِ وَ كَانَ عَلَي رَأسِهِ شَعرٌ أَسوَدُ مَنشُوراً عَلَي وَجهِهِ كَأَنّهُ الشّيطَانُ الرّجِيمُ فَلَمّا حاَذاَنيِ سَمِعتُهُ يَتَرَنّمُ بِهَذِهِ الأَبيَاتِ
أَقُولُ لنِفَسيِ بَعدَ مَا كُنتُ أَنهَاهَا | وَ قَد كُنتُ أَسنَاهَا وَ كُنتُ أَكِيدُهَا |
أَيَا نَفسُ كفُيّ عَن طِلَابِكِ وَ اصبرِيِ | وَ لَا تطَلبُيِ هَمّاً عَلَيكِ يَبِيدُهَا |
فَمَا قَبِلتِ نصُحيِ وَ قَد كُنتُ نَاصِحاً | كَنُصحِ وَلُودٍ غَابَ عَنهَا وَلِيدُهَا |
فَمَا طَلَبتِ إِلّا عنَاَئيِ وَ شقِوتَيِ | فَيَا طُولَ مكُثيِ فِي الجَحِيمِ بَعِيدُهَا |
. فَلَمّا جَاءُوا بِهِ أَوقَفُوهُ بَينَ يدَيَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ الحَسَنُ ع
صفحه : 285
قَالَ لَهُ يَا وَيلَكَ يَا لَعِينُ يَا عَدُوّ اللّهِ أَنتَ قَاتِلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ مُثكِلُنَا إِمَامَ المُسلِمِينَ هَذَا جَزَاؤُهُ مِنكَ حَيثُ آوَاكَ وَ قَرّبَكَ وَ أَدنَاكَ وَ آثَرَكَ عَلَي غَيرِكَ وَ هَل كَانَ بِئسَ الإِمَامُ لَكَ حَتّي جَازَيتَهُ هَذَا الجَزَاءَ يَا شقَيِّ قَالَ فَلَم يَتَكَلّم بَل دَمَعَت عَينَاهُ فَانكَبّ الحَسَنُ ع عَلَي أَبِيهِ يُقَبّلُهُ وَ قَالَ لَهُ هَذَا قَاتِلُكَ يَا أَبَاهُ قَد أَمكَنَ اللّهُ مِنهُ فَلَم يُجِبهُ وَ كَانَ نَائِماً فَكَرِهَ أَن يُوقِظَهُ مِن نَومِهِ ثُمّ التَفَتَ إِلَي ابنِ مُلجَمٍ وَ قَالَ لَهُ يَا عَدُوّ اللّهِ هَذَا كَانَ جَزَاؤُهُ مِنكَ بَوّأَكَ وَ أَدنَاكَ وَ قَرّبَكَ وَ حَبَاكَ وَ فَضّلَكَ عَلَي غَيرِكَ هَل كَانَ بِئسَ الإِمَامُ لَكَ حَتّي جَازَيتَهُ بِهَذَا الجَزَاءِ يَا شقَيِّ الأَشقِيَاءِ فَقَالَ لَهُ المَلعُونُ يَا أَبَا مُحَمّدٍأَ فَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِفَعِندَ ذَلِكَ ضَجّتِ النّاسُ بِالبُكَاءِ وَ النّحِيبِ فَأَمَرَهُمُ الحَسَنُ ع بِالسّكُوتِ ثُمّ التَفَتَ الحَسَنُ ع إِلَي ألّذِي جَاءَ بِهِ حُذَيفَةُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ كَيفَ ظَفِرتَ بِعَدُوّ اللّهِ وَ أَينَ لَقِيتَهُ فَقَالَ يَا موَلاَيَ إِنّ حدَيِثيِ مَعَهُ لَعَجِيبٌ وَ ذَلِكَ أنَيّ كُنتُ البَارِحَةَ نَائِماً فِي داَريِ وَ زوَجتَيِ إِلَي جاَنبِيِ وَ هيَِ مِن غَطَفَانَ وَ أَنَا رَاقِدٌ وَ هيَِ مُستَيقِظَةٌ إِذ سَمِعَت هيَِ الزّعَقَةَ وَ نَاعِياً يَنعَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَقُولُ تَهَدّمَت وَ اللّهِ أَركَانُ الهُدَي وَ انطَمَسَت وَ اللّهِ أَعلَامُ التّقَي قُتِلَ ابنُ عَمّ مُحَمّدٍ المُصطَفَي قُتِلَ عَلِيّ المُرتَضَي قَتَلَهُ أَشقَي الأَشقِيَاءِ فأَيَقظَتَنيِ وَ قَالَت لِي أَنتَ نَائِمٌ وَ قَد قُتِلَ إِمَامُكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَانتَبَهَت مِن كَلَامِهَا فَزِعاً مَرعُوباً وَ قُلتُ لَهَا يَا وَيلَكِ مَا هَذَا الكَلَامُ رَضّ اللّهُ فَاكِ لَعَلّ الشّيطَانَ قَد أَلقَي فِي سَمعِكِ هَذَا أَو حُلُمٌ ألُقيَِ عَلَيكِ يَا وَيلَكِ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِن خَلقِ اللّهِ تَعَالَي قِبَلَهُ تَبِعَةٌ وَ لَا ظُلَامَةٌ وَ إِنّهُ لِليَتِيمِ كَالأَبِ الرّحِيمِ وَ لِلأَرمَلَةِ كَالزّوجِ العَطُوفِ وَ بَعدَ ذَلِكَ فَمَن ذَا ألّذِي يَقدِرُ عَلَي قَتلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ هُوَ الأَسَدُ الضّرغَامُ وَ البَطَلُ الهُمَامُ وَ الفَارِسُ القَمقَامُ فَأَكثَرَت عَلَيّ وَ قَالَت إنِيّ سَمِعتُ مَا لَم تَسمَع
صفحه : 286
وَ عَلِمتُ مَا لَم تَعلَم فَقُلتُ لَهَا وَ مَا سَمِعتِ فأَخَبرَتنِيِ بِالصّوتِ فَقَالَت لِي سَمِعتُ نَاعِياً ينُاَديِ بِأَعلَي صَوتِهِ تَهَدّمَت وَ اللّهِ أَركَانُ الهُدَي وَ انطَمَسَت وَ اللّهِ أَعلَامُ التّقَي قُتِلَ ابنُ عَمّ مُحَمّدٍ المُصطَفَي قُتِلَ عَلِيّ المُرتَضَي قَتَلَهُ أَشقَي الأَشقِيَاءِ ثُمّ قَالَت مَا أَظُنّ بَيتاً فِي الكُوفَةِ إِلّا وَ قَد دَخَلَهُ هَذَا الصّوتُ قَالَ فَبَينَمَا أَنَا وَ هيَِ فِي مُرَاجَعَةِ الكَلَامِ وَ إِذَا بِصَيحَةٍ عَظِيمَةٍ وَ جَلَبَةٍ وَ ضَجّةٍ عَظِيمَةٍ وَ قَائِلٌ يَقُولُ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَحَسّ قلَبيِ بِالشّرّ فَمَدَدتُ يدَيِ إِلَي سيَفيِ وَ سَلَلتُهُ مِن غِمدِهِ وَ أَخَذتُهُ وَ نَزَلتُ مُسرِعاً وَ فَتَحتُ بَابَ داَريِ وَ خَرَجتُ فَلَمّا صِرتُ فِي وَسَطِ الجَادّةِ فَنَظَرتُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ إِذَا بِعَدُوّ اللّهِ يَجُولُ فِيهَا يَطلُبُ مَهرَباً فَلَم يَجِد وَ إِذَا قَدِ انسَدّتِ الطّرُقَاتِ فِي وَجهِهِ فَلَمّا نَظَرتُ إِلَيهِ وَ هُوَ كَذَلِكَ راَبنَيِ أَمرُهُ فَنَادَيتُهُ يَا وَيلَكَ مَن أَنتَ وَ مَا تُرِيدُ لَا أُمّ لَكَ فِي وَسَطِ هَذَا الدّربِ تَمُرّ وَ تجَيِءُ فَتَسَمّي بِغَيرِ اسمِهِ وَ انتَمَي إِلَي غَيرِ كُنيَتِهِ فَقُلتُ لَهُ مِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ مِن منَزلِيِ قُلتُ وَ إِلَي أَينَ تُرِيدُ تمَضيِ فِي هَذَا الوَقتِ قَالَ إِلَي الحِيرَةِ فَقُلتُ وَ لِمَ لَا تَقعُدُ حَتّي تصُلَيَّ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع صَلَاةَ الغَدَاةِ وَ تمَضيَِ فِي حَاجَتِكَ فَقَالَ أَخشَي أَن أَقعُدَ لِلصّلَاةِ فتَفَوُتنَيِ حاَجتَيِ فَقُلتُ يَا وَيلَكَ إنِيّ سَمِعتُ صَيحَةً وَ قَائِلًا يَقُولُ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَهَل عِندَكَ مِن ذَلِكَ خَبَرٌ قَالَ لَا عِلمَ لِي بِذَلِكَ فَقُلتُ لَهُ وَ لِمَ لَا تمَضيِ معَيِ حَتّي تُحَقّقَ الخَبَرَ وَ تمَضيَِ فِي حَاجَتِكَ فَقَالَ أَنَا مَاضٍ فِي حاَجتَيِ وَ هيَِ أَهُمّ مِن ذَلِكَ فَلَمّا قَالَ لِي مِثلَ ذَلِكَ القَولِ قُلتُ يَا لُكَعَ الرّجَالِ حَاجَتُكَ أَحَبّ إِلَيكَ مِنَ التّجَسّسِ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ إِمَامِ المُسلِمِينَ وَ إِذَا وَ اللّهِ يَا لُكَعُ مَا لَكَ عِندَ اللّهِ مِن خَلَاقٍ وَ حَمَلتُ عَلَيهِ بسِيَفيِ وَ هَمَمتُ أَن أَعلُوَ بِهِ فَرَاغَ عنَيّ فَبَينَمَا أَنَا أُخَاطِبُهُ وَ هُوَ يخُاَطبِنُيِ إِذ هَبّت رِيحٌ فَكَشَفَت إِزَارَهُ وَ إِذَا بِسَيفِهِ يَلمَعُ تَحتَ الإِزَارِ كَأَنّهُ مِرآةٌ مَصقُولَةٌ فَلَمّا رَأَيتَ بَرِيقَهُ تَحتَ ثِيَابِهِ قُلتُ يَا وَيلَكَ مَا هَذَا السّيفُ المَشهُورُ تَحتَ ثِيَابِكَ
صفحه : 287
لَعَلّكَ أَنتَ قَاتِلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَأَرَادَ أَن يَقُولَ لَا فَأَنطَقَ اللّهُ لِسَانَهُ بِالحَقّ فَقَالَ نَعَم فَرَفَعتُ سيَفيِ وَ ضَرَبتُهُ فَرَفَعَ هُوَ سَيفَهُ وَ هَمّ أَن يعَلوُنَيِ بِهِ فَانحَرَفَت عَنهُ فَضَرَبتُهُ عَلَي سَاقَيهِ فَأَوقَفتُهُ وَ وَقَعَ لِحِينِهِ وَ وَقَعتُ عَلَيهِ وَ صَرَختُ صَرخَةً شَدِيدَةً وَ أَرَدتُ آخُذُ سَيفَهُ فمَاَنعَنَيِ عَنهُ فَخَرَجَ أَهلُ الحِيرَةِ فأَعَاَنوُنيِ عَلَيهِ حَتّي أَوثَقتُهُ كِتَافاً وَ جِئتُكَ بِهِ فَهَا هُوَ بَينَ يَدَيكَ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ فَاصنَع مَا شِئتَ. فَقَالَ الحَسَنُ ع الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَصَرَ وَلِيّهُ وَ خَذَلَ عَدُوّهُ ثُمّ انكَبّ الحَسَنُ ع عَلَي أَبِيهِ يُقَبّلُهُ وَ قَالَ لَهُ يَا أَبَاه هَذَا عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكَ قَد أَمكَنَ اللّهُ مِنهُ فَلَم يُجِبهُ وَ كَانَ نَائِماً فَكَرِهَ أَن يُوقِظَهُ مِن نَومِهِ فَرَقَدَ سَاعَةً ثُمّ فَتَحَ ع عَينَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ ارفُقُوا بيِ يَا مَلَائِكَةَ ربَيّ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع هَذَا عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكَ ابنُ مُلجَمٍ قَد أَمكَنَ اللّهُ مِنهُ وَ قَد حَضَرَ بَينَ يَدَيكَ قَالَ فَفَتَحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَينَيهِ وَ نَظَرَ إِلَيهِ وَ هُوَ مَكتُوفٌ وَ سَيفُهُ مُعَلّقٌ فِي عُنُقِهِ فَقَالَ لَهُ بِضَعفٍ وَ انكِسَارِ صَوتٍ وَ رَأفَةٍ وَ رَحمَةٍ يَا هَذَا لَقَد جِئتَ عَظِيماً وَ ارتَكَبتَ أَمراً عَظِيماً وَ خَطباً جَسِيماً أَ بِئسَ الإِمَامُ كُنتُ لَكَ حَتّي جاَزيَتنَيِ بِهَذَا الجَزَاءِ أَ لَم أَكُن شَفِيقاً عَلَيكَ وَ آثَرتُكَ عَلَي غَيرِكَ وَ أَحسَنتُ إِلَيكَ وَ زِدتُ فِي إِعطَائِكَ أَ لَم يَكُن يُقَالُ لِي فِيكَ كَذَا وَ كَذَا فَخَلّيتُ لَكَ السّبِيلَ وَ مَنَحتُكَ عطَاَئيِ وَ قَد كُنتُ أَعلَمُ أَنّكَ قاَتلِيِ لَا مَحَالَةَ وَ لَكِن رَجَوتُ بِذَلِكَ الِاستِظهَارَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي عَلَيكَ يَا لُكَعُ وَ عَلّ أَن تَرجِعَ عَن غَيّكَ فَغَلَبَت عَلَيكَ الشّقَاوَةُ فقَتَلَتنَيِ يَا شقَيِّ الأَشقِيَاءِ قَالَ فَدَمَعَت عَينَا ابنِ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَأَ فَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ قَالَ لَهُ صَدَقتَ ثُمّ التَفَتَ ع إِلَي وَلَدِهِ الحَسَنِ ع وَ قَالَ لَهُ ارفُق يَا ولَدَيِ بِأَسِيرِكَ وَ ارحَمهُ وَ أَحسِن إِلَيهِ وَ أَشفِق عَلَيهِ أَ لَا تَرَي إِلَي عَينَيهِ قَد طَارَتَا فِي أُمّ رَأسِهِ وَ قَلبُهُ يَرجُفُ خَوفاً وَ رُعباً وَ فَزَعاً فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع يَا أَبَاه قَد قَتَلَكَ هَذَا اللّعِينُ الفَاجِرُ وَ أَفجَعَنَا فِيكَ وَ أَنتَ تَأمُرُنَا بِالرّفقِ بِهِ فَقَالَ لَهُ نَعَم يَا بنُيَّ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ لَا نَزدَادُ عَلَي المُذنِبِ إِلَينَا إِلّا كَرَماً وَ عَفواً وَ الرّحمَةُ
صفحه : 288
وَ الشّفَقَةُ مِن شِيمَتِنَا لَا مِن شِيمَتِهِ بحِقَيّ عَلَيكَ فَأَطعِمهُ يَا بنُيَّ مِمّا تَأكُلُهُ وَ اسقِهِ مِمّا تَشرَبُ وَ لَا تُقَيّد لَهُ قَدَماً وَ لَا تَغُلّ لَهُ يَداً فَإِن أَنَا مِتّ فَاقتَصّ مِنهُ بِأَن تَقتُلَهُ وَ تَضرِبَهُ ضَربَةً وَاحِدَةً وَ تُحرِقَهُ بِالنّارِ وَ لَا تُمَثّلَ بِالرّجُلِ فإَنِيّ سَمِعتُ جَدّكَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِيّاكُم وَ المُثلَةَ وَ لَو بِالكَلبِ العَقُورِ وَ إِن أَنَا عِشتُ فَأَنَا أَولَي بِالعَفوِ عَنهُ وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا أَفعَلُ بِهِ فَإِن عَفَوتُ فَنَحنُ أَهلُ بَيتٍ لَا نَزدَادُ عَلَي المُذنِبِ إِلَينَا إِلّا عَفواً وَ كَرَماً
. قال مخنف بن حنيف إني و الله ليلة تسع عشرة في الجامع في رجال نصلي قريبا من السدة التي يدخل منها أمير المؤمنين ع فبينا نحن نصلي إذ دخل أمير المؤمنين ع من السدة و هوينادي الصلاة ثم صعد المئذنة فأذن ثم نزل فعبر علي قوم نيام في المسجد فناداهم الصلاة ثم قصد المحراب فما أدري دخل في الصلاة أم لاإذ سمعت قائلا يقول الحكم لله لا لك يا علي قال فسمعت عند ذلك أمير المؤمنين ع يقول لايفوتنكم الرجل قال فشد الناس عليه و أنامعهم و إذا هووردان بن مجالد و أما ابن ملجم لعنه الله فإنه هرب من ساعته ودخل الكوفة ورأينا أمير المؤمنين ع مجروحا في رأسه . قال محمد ابن الحنفية ثم إن أبي ع قال احملوني إلي موضع مصلاي في منزلي قال فحملناه إليه و هومدنف و الناس حوله وهم في أمر عظيم باكين محزونين قدأشرفوا علي الهلاك من شدة البكاء والنحيب ثم التفت إليه الحسين ع و هويبكي فقال له ياأبتاه من لنا بعدك لاكيومك إلا يوم رسول الله ص من أجلك تعلمت البكاء يعز و الله علي أن أراك هكذا فناداه ع فقال ياحسين يا أبا عبد الله ادن مني فدنا منه و قدقرحت أجفان عينيه من البكاء فمسح الدموع من عينيه ووضع يده علي قلبه و قال له يابني ربط الله قلبك بالصبر وأجزل لك ولإخوتك عظيم الأجر فسكن روعتك واهدأ من بكائك فإن الله قدآجرك
صفحه : 289
علي عظيم مصابك ثم أدخل ع إلي حجرته وجلس في محرابه . قال الراوي وأقبلت زينب وأم كلثوم حتي جلستا معه علي فراشه وأقبلتا تندبانه وتقولان ياأبتاه من للصغير حتي يكبر و من للكبير بين الملأ ياأبتاه حزننا عليك طويل وعبرتنا لاترقأ قال فضج الناس من وراء الحجرة بالبكاء والنحيب وفاضت دموع أمير المؤمنين ع عند ذلك وجعل يقلب طرفه وينظر إلي أهل بيته وأولاده ثم دعا الحسن و الحسين ع وجعل يحضنهما ويقبلهما ثم أغمي عليه ساعة طويلة وأفاق وكذلك كان رسول الله ص يغمي عليه ساعة طويلة ويفيق أخري لأنه ع كان مسموما فلما أفاق ناوله الحسن ع قعبا من لبن فشرب منه قليلا ثم نحاه عن فيه و قال احملوه إلي أسيركم ثم قال للحسن ع بحقي عليك يابني إلا ماطيبتم مطعمه ومشربه وارفقوا به إلي حين موتي وتطعمه مما تأكل وتسقيه مما تشرب حتي تكون أكرم منه فعند ذلك حملوا إليه اللبن وأخبروه بما قال أمير المؤمنين ع في حقه فأخذ اللعين وشربه . قال و لماحمل أمير المؤمنين ع إلي منزله جاءوا باللعين مكتوفا إلي بيت من بيوت القصر فحبسوه فيه فقالت له أم كلثوم وهي تبكي ياويلك أما أبي فإنه لابأس عليه و إن الله مخزيك في الدنيا والآخرة و إن مصيرك إلي النار خالدا فيها فقال لها ابن ملجم لعنه الله ابكي إن كنت باكية فو الله لقد اشتريت سيفي هذابألف وسممته بألف و لوكانت ضربتي هذه لجميع أهل الكوفة مانجا منهم أحد و في ذلك يقول الفرزدق شعر.
فلاغرو للأشراف إن ظفرت بها | ذئاب الأعادي من فصيح وأعجمي. |
صفحه : 290
فحربة وحشي سقت حمزة الردي | وحتف علي من حسام ابن ملجم |
. قال محمد ابن الحنفية رضي الله عنه وبتنا ليلة عشرين من شهر رمضان مع أبي و قدنزل السم إلي قدميه و كان يصلي تلك الليلة من جلوس و لم يزل يوصينا بوصاياه ويعزينا عن نفسه ويخبرنا بأمره وتبيانه إلي حين طلوع الفجر فلما أصبح استأذن الناس عليه فأذن لهم بالدخول فدخلوا عليه وأقبلوا يسلمون عليه و هويرد عليهم السلام ثم قال أيها الناس اسألوني قبل أن تفقدوني وخففوا سؤالكم لمصيبة إمامكم قال فبكي الناس عند ذلك بكاء شديدا وأشفقوا أن يسألوه تخفيفا عنه فقام إليه حجر بن عدي الطائي و قال
فيا أسفي علي المولي التقي | أبوالأطهار حيدرة الزكي |
قتله كافر حنث زنيم | لعين فاسق نغل شقي |
فيلعن ربنا من حاد عنكم | ويبرأ منكم لعنا وبي |
لأنكم بيوم الحشر ذخري | وأنتم عترة الهادي النبي |
. فلما بصر به وسمع شعره قال له كيف لي بك إذادعيت إلي البراءة مني فما عساك أن تقول فقال و الله يا أمير المؤمنين لوقطعت بالسيف إربا إربا وأضرم لي النار وألقيت فيهالأثرت ذلك علي البراءة منك فقال وفقت لكل خير ياحجر جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيك ثم قال هل من شربة من لبن فأتوه بلبن في قعب فأخذه وشربه كله فذكر الملعون ابن ملجم و أنه لم يخلف له شيئا فقال ع وَ كانَ أَمرُ اللّهِ قَدَراً مَقدُوراًاعلموا أني شربت الجميع و لم أبق لأسيركم شيئا من هذاألا وإنه آخر رزقي من الدنيا فبالله عليك يابني إلا ماأسقيته مثل ماشربت فحمل إليه ذلك فشربه . قال محمد بن الحنفية رضي الله عنه لماكانت ليلة إحدي وعشرين وأظلم الليل وهي الليلة الثانية من الكائنة جمع أبي أولاده و أهل بيته وودعهم ثم قال لهم
صفحه : 291
الله خليفتي عليكم و هوحسبيوَ نِعمَ الوَكِيلُ وأوصاهم الجميع منهم بلزوم الإيمان والأديان والأحكام التي أوصاه بها رسول الله ص فمن ذلك مانقل عنه ع أنه أوصي به الحسن و الحسين ع لماضربه الملعون ابن ملجم وهي هذه أوصيكما بتقوي الله وساقها إلي آخر مامر برواية السيد الرضي قال ثم تزايد ولوج السم في جسده الشريف حتي نظرنا إلي قدميه و قداحمرتا جميعا فكبر ذلك علينا وأيسنا منه ثم أصبح ثقيلا فدخل الناس عليه فأمرهم ونهاهم وأوصاهم ثم عرضنا عليه المأكول والمشروب فأبي أن يشرب فنظرنا إلي شفتيه وهما يختلجان بذكر الله تعالي وجعل جبينه يرشح عرقا و هويمسحه بيده قلت ياأبت أراك تمسح جبينك فقال يابني إني سمعت جدك رسول الله ص يقول إن المؤمن إذانزل به الموت ودنت وفاته عرق جبينه وصار كاللؤلؤ الرطب وسكن أنينه ثم قال يا أبا عبد الله و ياعون ثم نادي أولاده كلهم بأسمائهم صغيرا وكبيرا واحدا بعدواحد وجعل يودعهم و يقول الله خليفتي عليكم أستودعكم الله وهم يبكون فقال له الحسن ع ياأبة مادعاك إلي هذا فقال له يابني إني رأيت جدك رسول الله ص في منامي قبل هذه الكائنة بليلة فشكوت إليه ما أنا فيه من التذلل والأذي من هذه الأمة فقال لي ادع عليهم فقلت أللهم أبدلهم بي شرا مني وأبدلني بهم خيرا منهم فقال لي قداستجاب الله دعاك سينقلك إلينا بعدثلاث و قدمضت الثلاث يا أبا محمدأوصيك و يا أبا عبد الله خيرا فأنتما مني و أنامنكما ثم التفت إلي أولاده الذين من غيرفاطمة ع وأوصاهم أن لايخالفوا أولاد فاطمة يعني الحسن و الحسين ع . ثم قال أحسن الله لكم العزاء ألا وإني منصرف عنكم وراحل في ليلتي هذه ولاحق بحبيبي محمدص كماوعدني فإذا أنامت يا أبا محمدفغسلني وكفني وحنطني ببقية حنوط جدك رسول الله ص فإنه من كافور الجنة جاء به جبرئيل ع إليه ثم ضعني علي سريري و لايتقدم أحد منكم مقدم السرير واحملوا مؤخره واتبعوا مقدمه فأي موضع وضع المقدم فضعوا المؤخر فحيث قام
صفحه : 292
سريري فهو موضع قبري ثم تقدم يا أبا محمد وصل علي يابني ياحسن وكبر علي سبعا واعلم أنه لايحل ذلك علي أحد غيري إلا علي رجل يخرج في آخر الزمان اسمه القائم المهدي و من ولد أخيك الحسين يقيم اعوجاج الحق فإذا أنت صليت علي ياحسن فنح السرير عن موضعه ثم اكشف التراب عنه فتري قبرا محفورا ولحدا مثقوبا وساجة منقوبة فأضجعني فيها فإذاأردت الخروج من قبري فافتقدني فإنك لاتجدني وإني لاحق بجدك رسول الله ص واعلم يابني ما من نبي يموت و إن كان مدفونا بالمشرق ويموت وصيه بالمغرب إلا ويجمع الله عز و جل بين روحيهما وجسديهما ثم يفترقان فيرجع كل واحد منهما إلي موضع قبره و إلي موضعه ألذي حط فيه ثم أشرج اللحد باللبن و أهل التراب علي ثم غيب قبري و كان غرضه ع بذلك لئلا يعلم بموضع قبره أحد من بني أمية فإنهم لوعلموا بموضع قبره لحفروه وأخرجوه وأحرقوه كمافعلوا بزيد بن علي بن الحسين ع ثم يابني بعد ذلك إذاأصبح الصباح أخرجوا تابوتا إلي ظهر الكوفة علي ناقة وأمر بمن يسيرها بما عليها كأنها تريد المدينة بحيث يخفي علي العامة موضع قبري ألذي تضعني فيه وكأني بكم و قدخرجت عليكم الفتن من هاهنا وهاهنا فعليكم بالصبر فهو محمود العاقبة. ثم قال يا أبا محمد و يا أبا عبد الله كأني بكما و قدخرجت عليكما من بعدي الفتن من هاهنا فاصبراحَتّي يَحكُمَ اللّهُ وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ ثم قال يا أبا عبد الله أنت شهيد هذه الأمة فعليك بتقوي الله والصبر علي بلائه ثم أغمي عليه ساعة وأفاق و قال هذا رسول الله ص وعمي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول الله ص وكلهم يقولون عجل قدومك علينا فإنا إليك مشتاقون ثم أدار عينيه في أهل بيته كلهم و قال أستودعكم الله جميعا سددكم الله جميعا حفظكم الله جميعا
صفحه : 293
خليفتي عليكم الله وكفي بالله خليفة ثم قال وعليكم السلام يارسل ربي ثم قال لِمِثلِ هذا فَليَعمَلِ العامِلُونَإِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَوا وَ الّذِينَ هُم مُحسِنُونَ وعرق جبينه و هويذكر الله كثيرا و مازال يذكر الله كثيرا ويتشهد الشهادتين ثم استقبل القبلة وغمض عينيه ومد رجليه ويديه و قال أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم قضي نحبه ع وكانت وفاته في ليلة إحدي وعشرين من شهر رمضان وكانت ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة. قال فعند ذلك صرخت زينب بنت علي ع وأم كلثوم وجميع نسائه و قدشقوا الجيوب ولطموا الخدود وارتفعت الصيحة في القصر فعلم أهل الكوفة أن أمير المؤمنين ع قدقبض فأقبل النساء والرجال يهرعون أفواجا أفواجا وصاحوا صيحة عظيمة فارتجت الكوفة بأهلها وكثر البكاء والنحيب وكثر الضجيج بالكوفة وقبائلها ودورها وجميع أقطارها فكان ذلك كيوم مات فيه رسول الله ص فلما أظلم الليل تغير أفق السماء وارتجت الأرض وجميع من عليها بكوه وكنا نسمع جلبة وتسبيحا في الهواء فعلمنا أنها من أصوات الملائكة فلم يزل كذلك إلي أن طلع الفجر ثم ارتفعت الأصوات وسمعنا هاتفا بصوت يسمعه الحاضرون و لايرون شخصه يقول
بنفسي ومالي ثم أهلي وأسرتي | فداء لمن أضحي قتيل ابن ملجم |
علي رقي فوق الخلائق في الوغي | فهدت به أركان بيت المحرم |
علي أمير المؤمنين و من بكت | لمقتله البطحاء وأكناف زمزم |
يكاد الصفا والمشعران كلاهما | يهدا وبان النقص في ماء زمزم |
وأصبحت الشمس المنير ضياؤها | لقتل علي لونها لون دلهم . |
صفحه : 294
وظل له أفق السماء كآبة | كشقة ثوب لونها لون عندم |
وناحت عليه الجن إذ فجعت به | حنينا كثكلي نوحها بترنم |
وأضحي إليها الجود والنبل مقتما | و كان التقي في قبره المتهدم |
وأضحي التقي والخير والحلم والنهي | وبات العلي في قبره المتهدم |
يكاد الصفا والمستجار كلاهما | يهدا وبان النقص في ماء زمزم |
لفقد علي خير من وطئ الحصي | أخا العالم الهادي النبي المعظم |
.فالمعني عند ذلك أن السماوات و الأرض والملائكة والجن والإنس قدبكت ورثته في تلك الليلة وسمعنا في الهواء جلبة عظيمة وتسبيحا وتقديسا فعلمنا أنها أصوات الملائكة فلم تزل كذلك حتي بدا الصباح فارتفعت الأصوات فخرجنا و إذابصائح في الهواء و هو يقول
ياللرجال لعظم هول مصيبة | قدحت فليس مصابها بالهازل |
والشمس كاسفة لفقد إمامنا | خير الخلائق والإمام العادل |
ياخير من ركب المطي و من مشي | فوق الثري من حافي أوناعل |
ياسيدي ولقد هددت قواءنا | والحق أصبح خاضعا للباطل |
. قال محمد بن الحنفية ثم أخذنا في جهازه ليلا و كان الحسن ع يغسله و الحسين ع يصب الماء عليه و كان ع لايحتاج إلي من يقلبه بل كان يتقلب كمايريد الغاسل يمينا وشمالا وكانت رائحته أطيب من رائحة المسك والعنبر ثم نادي الحسن ع بأخته زينب وأم كلثوم و قال ياأختاه هلمي بحنوط جدي رسول الله ص فبادرت زينب مسرعة حتي أتته به قال الراوي فلما فتحته فاحت الدار وجميع الكوفة وشوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب ثم لفوه بخمسة أثواب كماأمر ع ثم وضعوه علي السرير وتقدم الحسن و الحسين ع
صفحه : 295
إلي السرير من مؤخره و إذامقدمه قدارتفع و لايري حامله و كان حاملاه من مقدمه جبرئيل وميكائيل فما مر بشيء علي وجه الأرض إلاانحني له ساجدا وخرج السرير من مايل باب كندة فحملا مؤخره وسارا يتبعان مقدمه . قال ابن الحنفية رضي الله عنه و الله لقد نظرت إلي السرير وإنه ليمر بالحيطان والنخل فتنحني له خشوعا ومضي مستقيما إلي النجف إلي موضع قبره الآن قال وضجت الكوفة بالبكاء والنحيب وخرجن النساء يتبعنه لاطمات حاسرات فمنعهم الحسن ع ونهاهم عن البكاء والعويل وردهن إلي أماكنهن و الحسين ع يقول لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ ياأباه وا انقطاع ظهراه من أجلك تعلمت البكاء إلي الله المشتكي . فلما انتهيا إلي قبره و إذامقدم السرير قدوضع فوضع الحسن ع مؤخره ثم قام الحسن ع وصلي عليه والجماعة خلفه فكبر سبعا كماأمره به أبوه ع ثم زحزحنا سريره وكشفنا التراب و إذانحن بقبر محفور ولحد مشقوق وساجة منقورة مكتوب عليها هذا ماادخره له جده نوح النبي للعبد الصالح الطاهر المطهر فلما أرادوا نزوله سمعوا هاتفا يقول أنزلوه إلي التربة الطاهرة فقد اشتاق الحبيب إلي الحبيب فدهش الناس عند ذلك وتحيروا وألحد أمير المؤمنين ع قبل طلوع الفجر. قال الراوي لماألحد أمير المؤمنين ع وقف صعصعة بن صوحان العبدي رضي الله عنه علي القبر ووضع إحدي يديه علي فؤاده والأخري قدأخذ بهاالتراب ويضرب به رأسه ثم قال بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين ثم قال هنيئا لك يا أبا الحسن فلقد طاب مولدك وقوي صبرك وعظم جهادك وظفرت برأيك وربحت تجارتك وقدمت علي خالقك فتلقاك الله ببشارته وحفتك ملائكته واستقررت في جوار المصطفي فأكرمك الله بجواره ولحقت بدرجة أخيك المصطفي وشربت بكأسه الأوفي فأسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا أثرك والعمل بسيرتك والموالاة لأوليائك والمعاداة لأعدائك و أن يحشرنا في زمرة
صفحه : 296
أوليائك فقد نلت ما لم ينله أحد وأدركت ما لم يدركه أحد وجاهدت في سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفي حق جهاده وقمت بدين الله حق القيام حتي أقمت السنن وأبرت الفتن واستقام الإسلام وانتظم الإيمان فعليك مني أفضل الصلاة و السلام بك اشتد ظهر المؤمنين واتضحت أعلام السبل وأقيمت السنن و ماجمع لأحد مناقبك وخصالك سبقت إلي إجابة النبي ص مقدما مؤثرا وسارعت إلي نصرته ووقيته بنفسك ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر قصم الله بك كل جبار عنيد وذل بك كل ذي بأس شديد وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردي وقتل بك أهل الضلال من العدي فهنيئا لك يا أمير المؤمنين كنت أقرب الناس من رسول الله ص قربا وأولهم سلما وأكثرهم علما وفهما فهنيئا لك يا أبا الحسن لقد شرف الله مقامك وكنت أقرب الناس إلي رسول الله ص نسبا وأولهم إسلاما وأوفاهم يقينا وأشدهم قلبا وأبذلهم لنفسه مجاهدا وأعظمهم في الخير نصيبا فلاحرمنا الله أجرك و لاأذلنا بعدك فو الله لقد كانت حياتك مفاتح للخير ومغالق للشر و إن يومك هذامفتاح كل شر ومغلاق كل خير و لو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم ولكنهم آثروا الدنيا علي الآخرة. ثم بكي بكاء شديدا وأبكي كل من كان معه وعدلوا إلي الحسن و الحسين و محمد و جعفر والعباس ويحيي وعون و عبد الله ع فعزوهم في أبيهم صلوات الله عليه وانصرف الناس ورجع أولاد أمير المؤمنين ع وشيعتهم إلي الكوفة و لم يشعر بهم أحد من الناس فلما طلع الصباح وبزغت الشمس أخرجوا تابوتا من دار أمير المؤمنين ع وأتوا به إلي المصلي بظاهر الكوفة ثم تقدم الحسن ع وصلي عليه ورفعه علي ناقة وسيرها مع بعض العبيد. قال الراوي فلما كان الغداة اجتمعوا لأجل قتل الملعون قال أبومخنف
صفحه : 297
فلما رجع الحسن ع دخلت عليه أم كلثوم وأقسمت عليه أن لايترك الملعون في الحياة ساعة واحدة و كان قدعزم علي تأخيره ثلاثة أيام فأجابها إلي ذلك وخرج لوقته وساعته وجمع أهل بيته و أهل البصائر من أصحاب أمير المؤمنين ع الذين كانوا علي عهد رسول الله ص كصعصعة والأحنف و ماأشبههما رضي الله عنهم وتشاوروا في قتل ابن ملجم لعنه الله تعالي فكل أشار بقتله في ذلك اليوم واجتمع رأيهم علي قتله في المكان ألذي ضرب فيه الإمام علي بن أبي طالب ع . قال الراوي ثم إنه لمارجع أولاد أمير المؤمنين ع وأصحابه إلي الكوفة واجتمعوا لقتل اللعين عدو الله ابن ملجم فقال عبد الله بن جعفراقطعوا يديه ورجليه ولسانه واقتلوه بعد ذلك و قال ابن الحنفية رضي الله عنه اجعلوه غرضا للنشاب وأحرقوه بالنار و قال آخر اصلبوه حيا حتي يموت فقال الحسن ع أناممتثل فيه ماأمرني به أمير المؤمنين ع أضربه ضربة بالسيف حتي يموت فيها وأحرقه بالنار بعد ذلك قال فأمر الحسن ع أن يأتوه به فجاءوا به مكتوفا حتي أدخلوه إلي الموضع ألذي ضرب فيه الإمام علي بن أبي طالب ع و الناس يلعنونه ويوبخونه و هوساكت لايتكلم فقال الحسن ع ياعدو الله قتلت أمير المؤمنين ع وإمام المسلمين وأعظمت الفساد في الدين فقال لهما ياحسن و ياحسين عليكما السلام ماتريدان تصنعان بي قالا له نريد قتلك كماقتلت سيدنا ومولانا فقال لهما اصنعا ماشئتما أن تصنعا و لاتعنفا من استزله الشيطان فصده عن السبيل ولقد زجرت نفسي فلم تنزجر ونهيتها فلم تنته فدعها تذوق وبال أمرها ولها عذاب شديد ثم بكي فقال له ياويلك ما هذه الرقة أين كانت حين وضعت قدمك وركبت خطيئتك فقال ابن ملجم لعنه الله استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشّيطانُ فَأَنساهُم ذِكرَ اللّهِ أُولئِكَ حِزبُ الشّيطانِ أَلا إِنّ حِزبَ الشّيطانِ هُمُ الخاسِرُونَ ولقد انقضي التوبيخ والمعايرة وإنما قتلت أباك وحصلت بين يديك
صفحه : 298
فاصنع ماشئت وخذ بحقك مني كيف شئت ثم برك علي ركبتيه و قال يا ابن رسول الله الحمد لله ألذي أجري قتلي علي يديك فرق له الحسن ع لأن قلبه كان رحيما صلي الله عليه فقام الحسن ع وأخذ السيف بيده وجرده من غمده فهز به حتي لاح الموت في حده ثم ضربه ضربة أدار بهاعنقه فاشتد زحام الناس عليه وعلت أصواتهم فلم يتمكن من فتح باعه فارتفع السيف إلي باعه فأبرأه فانقلب عدو الله علي قفاه يحور في دمه فقام الحسين ع إلي أخيه و قال ياأخي أ ليس الأب واحدا والأم واحدة و لي نصيب في هذه الضربة و لي في قتله حق فدعني أضربه ضربة أشفي بهابعض ماأجده فناوله الحسن ع السيف فأخذه وهزه وضربه علي الضربة التي ضربه الحسن ع فبلغ إلي طرف أنفه وقطع جانبه الآخر وابتدره الناس بعد ذلك بأسيافهم فقطعوه إربا إربا وعجل الله بروحه إلي النار وبئس القرار ثم جمعوا جثته وأخرجوه من المسجد وجمعوا له حطبا وأحرقوه بالنار وقيل طرحوه في حفرة وطموه بالتراب و هويعوي كعوي الكلاب في حفرته إلي يوم القيامة وأقبلوا إلي قطام الملعونة الفاسقة الفاجرة فقطعوها بالسيف إربا إربا ونهبوا دارها ثم أخذوها وأخرجوها إلي ظاهر الكوفة فأحرقوها بالنار وعجل الله بروحها إلي النار وغضب الجبار و أماالرجلان اللذان تحالفا معه فأحدهما قتله معاوية بن أبي سفيان بالشام والآخر قتله عمرو بن العاص بمصر لارضي الله عنهما و أماالرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم بالجامع يساعدانه علي قتل علي ع فقتلا من ليلتهما لعنهما الله وحشرهما محشر المنافقين الظالمين في جهنم خالدين مع السالفين . قال أبومخنف فلما فرغوا من إهلاكهم وقتلهم أقبل الحسن و الحسين ع إلي المنزل فالتفت بهم أم كلثوم وأنشدت تقول هذه الأبيات لماسمعت بقتله
صفحه : 299
وقيل إنها لأم الهيثم بنت العربان الخثعمية وقيل للأسود الدؤلي شعرا يقول
ألا ياعين جودي وأسعدينا | ألا فابكي أميرالمؤمنينا |
وتبكي أم كلثوم عليه | بعبرتها و قدرأت اليقينا |
ألا قل للخوارج حيث كانوا | فلاقرت عيون الحاسدينا |
وأبكي خير من ركب المطايا | وحث بها وأقري الظاعنينا |
وأبكي خير من ركب المطايا | وفارسها و من ركب السفينا |
و من لبس النعال و من حفاها | و من قرأ المثاني والمئينا |
و من صام الهجير وقام ليلا | وناجي الله خير الخالقينا |
إمام صادق بر تقي | فقيه قدحوي علما ودينا |
شجاع أشوس بطل همام | ومقدام الأساود في العرينا |
كمي باسل قرم هزبر | حمي أروع ليث بطينا |
فعمرو قاده في الأسر لما | طغا وسقي ابن ود منه حينا |
ومرحب قده بالسيف قدا | وعفر ذا الخمار علي الجبينا |
وبات علي الفراش يقي أخاه | و لم يعبأ بكيد الكافرينا |
ويدعو للجماعة من عصاه | ويقضي بالفرائض مستبينا |
و كل مناقب الخيرات فيه | وحب رسول رب العالمينا |
مضي بعد النبي فدته نفسي | أبوحسن وخير الصالحينا |
إذااستقبلت وجه أبي حسين | رأيت البدر فاق الناظرينا |
وكنا قبل مقتله بخير | نري مولي رسول الله فينا. |
صفحه : 300
يقيم الحق لايرتاب فيه | وينهك قطع أيدي السارقينا |
و ليس بكاتم علما لديه | و لم يخلق من المتجبرينا |
أ في الشهر الحرام فجعتمونا | بخير الخلق طرا أجمعينا |
و من بعد النبي فخير نفس | أبوحسن وخير الصالحينا |
فلو أناسئلنا المال فيه | بذلنا المال فيه والبنينا |
كأن الناس إذ فقدوا عليا | نعام جال في بلد سنينا |
فلا و الله لاأنسي عليا | وحسن صلاته في الراكعينا |
لقد علمت قريش حيث كانت | بأنك خيرها حسبا ودينا |
ألا فابلغ معاوية بن حرب | فلاقرت عيون الشامتينا |
وقل للشامتين بنا رويدا | سيلقي الشامتون كمالقينا |
قتلتم خير من ركب المطايا | وذللها و من ركب السفينا |
ألا فابلغ معاوية بن حرب | بأن بقية الخلفاء فينا |
. قال فلم يبق أحد في المسجد إلاانتحب وبكي لبكائها و كل من كان حاضرا من عدو وصديق و لم أر باكية و لاباكيا أكثر من ذلك اليوم .أقول روي البرسي في مشارق الأنوار عن محدثي أهل الكوفة أن أمير المؤمنين ع لماحمله الحسن و الحسين ع علي سريره إلي مكان البئر المختلف فيه إلي نجف الكوفة وجدوا فارسا يتضوع منه رائحة المسك فسلم عليهما ثم قال للحسن ع أنت الحسن بن علي رضيع الوحي والتنزيل وفطيم العلم والشرف الجليل خليفة أمير المؤمنين وسيد الوصيين قال نعم قال و هذا الحسين بن أمير المؤمنين وسيد الوصيين سبط الرحمة ورضيع العصمة وربيب الحكمة ووالد الأئمة قال نعم قال سلماه إلي وامضيا في دعة الله فقال له الحسن ع إنه أوصي إلينا أن لانسلم إلا إلي أحد رجلين جبرئيل أوالخضر فمن أنت منهما فكشف النقاب
صفحه : 301
فإذا هو أمير المؤمنين ع ثم قال للحسن ع يا أبا محمدإنه لاتموت نفس إلا ويشهدها أفما يشهد جسده . قال وروي عن الحسن بن علي ع أن أمير المؤمنين قال للحسن و الحسين ع إذاوضعتماني في الضريح فصليا ركعتين قبل أن تهيلا علي التراب وانظرا ما يكون فلما وضعاه في الضريح المقدس فعلا ماأمرا به ونظرا و إذاالضريح مغطي بثوب من سندس فكشف الحسن ع مما يلي وجه أمير المؤمنين فوجد رسول الله ص وآدم و ابراهيم يتحدثون مع أمير المؤمنين ع وكشف الحسين مما يلي رجليه فوجد الزهراء وحواء ومريم وآسية عليهن السلام ينحن علي أمير المؤمنين ع ويندبنه .بيان لم أر هذين الخبرين إلا من طريق البرسي و لاأعتمد علي مايتفرد بنقله و لاأردهما لورود الأخبار الكثيرة الدالة علي ظهورهم بعدموتهم في أجسادهم المثالية و قدمرت في كتاب المعاد و كتاب الإمامة
صفحه : 302
1- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أخَبرَنَيِ أَبِي أَنّ الحَسَنَ ع قَدّمَ ابنَ مُلجَمٍ فَأَرَادَ أَن يَضرِبَ عُنُقَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ قَد عَهِدتُ اللّهَ عَهداً أَن أَقتُلَ أَبَاكَ فَقَد وَفَيتُ فَإِن شِئتَ فَاقتُل وَ إِن شِئتَ فَاعفُ فَإِن عَفَوتَ ذَهَبتُ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَتَلتُهُ وَ أَرَحتُكَ مِنهُ ثُمّ جِئتُكَ فَقَالَ لَا حَتّي أُعَجّلَكَ إِلَي النّارِ فَقَدّمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ
2- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن يَحيَي بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلَ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ أَبِي ع فَقَالَ أخَبرِنيِ عَنِ اللّيلَةِ التّيِ قُتِلَ فِيهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِمَا استَدَلّ الناّئيِ عَنِ المِصرِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ عَلِيّ وَ مَا كَانَتِ العَلَامَةُ فِيهِ لِلنّاسِ وَ أخَبرِنيِ هَل كَانَت لِغَيرِهِ فِي قَتلِهِ عِبرَةٌ فَقَالَ لَهُ أَبِي إِنّهُ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ قُتِلَ فِيهَا عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَم يُرفَع عَن وَجهِ الأَرضِ حَجَرٌ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ فُقِدَ فِيهَا هَارُونُ أَخُو مُوسَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ قُتِلَ فِيهَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ كَذَلِكَ اللّيلَةُ التّيِ قُتِلَ فِيهَا الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ
صفحه : 303
أقول أوردناه بإسناد آخر في باب ماوقع بعدشهادة الحسين ع
3- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عَاقِرَ نَاقَةِ صَالِحٍ كَانَ أَزرَقَ ابنَ بغَيِّ وَ إِنّ قَاتِلَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ ابنُ بغَيِّ وَ كَانَت مُرَادٌ تَقُولُ مَا نَعرِفُ لَهُ فِينَا أَباً وَ لَا نَسَباً وَ إِنّ قَاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ ابنُ بغَيِّ وَ إِنّهُ لَم يَقتُلِ الأَنبِيَاءَ وَ لَا أَولَادَ الأَنبِيَاءِ إِلّا أَولَادُ البَغَايَا
4-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِّ مَعاً عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن أَحمَدَ بنِ الزّيدِ النيّساَبوُريِّ عَن عُمَرَ بنِ اِبرَاهِيمَ الهاَشمِيِّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ عَن أُسَيدِ بنِ صَفوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَمّا كَانَ اليَومُ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ارتَجّتِ المَوضِعُ بِالبُكَاءِ وَ دَهِشَ النّاسُ كَيَومَ قُبِضَ النّبِيّص وَ جَاءَ رَجُلٌ بَاكٍ وَ هُوَ مُتَسَرّعٌ مُستَرجِعٌ وَ هُوَ يَقُولُ اليَومَ انقَطَعَت خِلَافَةُ النّبُوّةِ حَتّي وَقَفَ عَلَي بَابِ البَيتِ ألّذِي فِيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ فَقَالَ رَحِمَكَ اللّهُ يَا أَبَا الحَسَنِ كُنتَ أَوّلَ القَومِ إِسلَاماً وَ أَخلَصَهُم إِيمَاناً وَ أَشَدّهُم يَقِيناً وَ أَخوَفَهُم لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَعظَمَهُم عَنَاءً وَ أَحوَطَهُم عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ آمَنَهُم عَلَي أَصحَابِهِ وَ أَفضَلَهُم مَنَاقِبَ وَ أَكرَمَهُم سَوَابِقَ وَ أَرفَعَهُم دَرَجَةً وَ أَقرَبَهُم مِن رَسُولِ اللّهِ وَ أَشبَهَهُم بِهِ هَدياً وَ نُطقاً وَ سَمتاً وَ فِعلًا وَ أَشرَفَهُم مَنزِلَةً وَ أَكرَمَهُم عَلَيهِ فَجَزَاكَ اللّهُ عَنِ الإِسلَامِ وَ عَن رَسُولِ اللّهِص وَ عَنِ المُسلِمِينَ خَيراً قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصحَابُهُ وَ بَرَزتَ حِينَ استَكَانُوا وَ نَهَضتَ حِينَ وَهَنُوا وَ لَزِمتَ مِنهَاجَ رَسُولِ اللّهِص إِذ هَمّ أَصحَابُهُ وَ كُنتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً لَم تُنَازَع وَ لَم تَضَرّع بِزَعمِ المُنَافِقِينَ وَ غَيظِ الكَافِرِينَ وَ كُرهِ الحَاسِدِينَ وَ ضَغَنِ الفَاسِقِينَ فَقُمتَ بِالأَمرِ حِينَ فَشِلُوا وَ نَطَقتَ حِينَ تَتَعتَعُوا
صفحه : 304
وَ مَضَيتَ بِنُورِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حِينَ وَقَفُوا وَ لَوِ اتّبَعُوكَ لَهُدُوا وَ كُنتَ أَخفَضَهُم صَوتاً وَ أَعلَاهُم فَوتاً وَ أَقَلّهُم كَلَاماً وَ أَصوَبَهُم مَنطِقاً وَ أَكثَرَهُم رَأياً وَ أَشجَعَهُم قَلباً وَ أَشَدّهُم يَقِيناً وَ أَحسَنَهُم عَمَلًا وَ أَعرَفَهُم بِالأُمُورِ كُنتَ وَ اللّهِ لِلدّينِ يَعسُوباً وَ كُنتَ لِلمُؤمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذ صَارُوا عَلَيكَ عِيَالًا فَحَمَلتَ أَثقَالَ مَا عَنهُ ضَعُفُوا وَ حَفِظتَ مَا أَضَاعُوا وَ رَعَيتَ مَا أَهمَلُوا وَ عَلَوتَ إِذ هَلِعُوا وَ صَبَرتَ إِذ جَزِعُوا وَ أَدرَكتَ إِذ تَخَلّفُوا وَ نَالُوا بِكَ مَا لَم يَحتَسِبُوا وَ كُنتَ عَلَي الكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً وَ لِلمُؤمِنِينَ غَيثاً وَ خِصباً فَطِرتَ وَ اللّهِ بِعِنَانِهَا وَ فُزتَ بِجِنَانِهَا وَ أَحرَزتَ سَوَابِقَهَا وَ ذَهَبتَ بِفَضَائِلِهَا لَم يَفلُل حَدّكَ وَ لَم يَزِغ قَلبُكَ وَ لَم تَضعُف بَصِيرَتُكَ وَ لَم تَجبُن نَفسُكَ وَ لَم تَخُن كُنتَ كَالجَبَلِ لَا تُحَرّكُهُ العَوَاصِفُ وَ لَا تُزِيلُهُ القَوَاصِفُ وَ كُنتَ كَمَا قَالَ النّبِيّ ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ قَوِيّاً فِي أَمرِ اللّهِ مُتَوَاضِعاً فِي نَفسِكَ عَظِيماً عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كَبِيراً فِي الأَرضِ جَلِيلًا عِندَ المُؤمِنِينَ لَم يَكُن لِأَحَدٍ فِيكَ مَهمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغمَزٌ وَ لَا لِأَحَدٍ عِندَكَ هَوَادَةٌ القوَيِّ العَزِيزُ عِندَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتّي تَأخُذَ مِنهُ الحَقّ وَ البَعِيدُ وَ القَرِيبُ عِندَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ شَأنُكَ الحَقّ وَ الرّفقُ وَ الصّدقُ وَ قَولُكَ حُكمٌ وَ حَتمٌ وَ أَمرُكَ حِلمٌ وَ حَزمٌ وَ رَأيُكَ عِلمٌ وَ عَزمٌ فَأَقلَعتَ وَ قَد نَهَجَ السّبِيلُ وَ سَهُلَ العَسِيرُ
صفحه : 305
وَ أُطفِئَتِ النّارُ وَ اعتَدَلَ بِكَ الدّينُ وَ قوَيَِ بِكَ الإِيمَانُ وَ ثَبَتَ بِكَ الإِسلَامُ وَ المُؤمِنُونَ وَ سَبَقتَ سَبقاً بَعِيداً وَ أَتعَبتَ مَن بَعدَكَ تَعَباً شَدِيداً فَجَلَلتَ عَنِ البُكَاءِ وَ عَظُمَت رَزِيّتُكَ فِي السّمَاءِ وَ هَدّت مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَرَضِينَا عَنِ اللّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلّمنَا لِلّهِ أَمرَهُ فَوَ اللّهِ لَن يُصَابَ المُسلِمُونَ بِمِثلِكَ أَبَداً كُنتَ لِلمُؤمِنِينَ كَهفاً وَ حِصناً وَ عَلَي الكَافِرِينَ غِلظَةً وَ غَيظاً فَأَلحَقَكَ اللّهُ بِنَبِيّهِ وَ لَا حَرَمَنَا أَجرَكَ وَ لَا أَضَلّنَا بَعدَكَ وَ سَكَتَ القَومُ حَتّي انقَضَي كَلَامُهُ وَ بَكَي وَ أَبكَي أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ طَلَبُوهُ فَلَم يُصَادِفُوهُ
كا،[الكافي]عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسي عن البرقي عن أحمد بن زيدمثله بيان الارتجاج الاضطراب والاسترجاع قول إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ قوله انقطعت خلافة النبوة أي استيلاء خلفاء الحق وحاطه يحوطه حفظه وصانه وذب عنه والهدي السيرة والهيئة والطريقة والسمت الهيئة الحسنة والاستكانة الخضوع والمراد هنا الضعف والجبن والعجز قوله ع ونهضت أي قمت بأمر الجهاد وإعانة الرسول قوله ع إذ هم أصحابه أي قصدوا ماقصدوا من البدع والارتداد عن الدين قوله ع لم تنازع أي ما كان ينبغي النزاع فيك لظهور الأمر ويقال ضرع إليه بتثليث الراء أي خضع وذل واستكان وككرم ضعف والفشل الكسل والجبن والتعتعة التردد في الكلام من حصر أوعي
صفحه : 306
والفوت السبق إلي الشيء والهلع أفحش الجزع قوله ع فطرت و الله بعنانها أي في ميدان المسابقة طرت آخذا بعنان فرس الفضيلة حتي سبقتهم فالضمائر في قوله بعنانها ونظائره راجعة إلي الأمة أو إلي الكمالات و في النهج وفزت برهانها و في الكافي فطرت و الله بنعمائها وفزت بحبائها فيمكن أن يكون المراد الطيران إلي الآخرة والهوادة السكون والرخصة والمحاباة قوله فأقلعت أي ذهبت عنا وتركتنا ونهج الطريق كمنع وضح وأوضح قوله ع فجللت عن البكاء أي أنت أجل من أن يقضي حق مصيبتك البكاء والظاهر أن القائل كان هوالخضر ع
5- حة،[فرحة الغري] قَالَ الثقّفَيِّ فِي كِتَابِ مَقتَلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ نَقَلتُهُ مِن نُسخَةٍ عَتِيقَةٍ تَارِيخُهَا سَنَةُ خَمسٍ وَ خَمسِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ذَلِكَ عَلَي أَحَدِ القَولَينِ إِنّ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ الطّيّارَ قَالَ دعَوُنيِ أشُفيِ بَعضَ مَا فِي نفَسيِ عَلَيهِ يعَنيِ ابنَ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ فَدُفِعَ إِلَيهِ فَأَمَرَ بِمِسمَارٍ فحَمَيَِ بِالنّارِ ثُمّ كَحَلَهُ فَجَعَلَ ابنُ مُلجَمٍ يَقُولُ تَبَارَكَ اللّهُ الخَالِقُ لِلإِنسَانِ مِن عَلَقٍ يَا ابنَ أَخٍ إِنّكَ لَتُكحَلَنّ بِمَلمُولٍ مَضّ ثُمّ أُمِرَ بِقَطعِ يَدِهِ وَ رِجلِهِ فَقُطِعَ وَ لَم يَتَكَلّم ثُمّ أُمِرَ بِقَطعِ لِسَانِهِ فَجَزِعَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ النّاسِ يَا عَدُوّ اللّهِ كُحِلَت عَينُكَ بِالنّارِ وَ قُطِعَت يَدَاكَ وَ رِجلَاكَ فَلَم تَجزَع وَ جَزِعتَ مِن قَطعِ لِسَانِكَ فَقَالَ لَهُم يَا جُهّالُ أَنَا وَ اللّهِ مَا جَزِعتُ لِقَطعِ لسِاَنيِ وَ لكَنِيّ أَكرَهُ أَن أَعِيشَ فِي الدّنيَا فُوَاقاً لَا أَذكُرُ اللّهَ فِيهِ فَلَمّا قُطِعَ لِسَانُهُ أُحرِقَ بِالنّارِ
بيان قال الجوهري الملمول الميل ألذي يكتحل به و قال كحله بملمول مض أي حار
صفحه : 307
6- حة،[فرحة الغري] عَبدُ الصّمَدِ بنُ أَحمَدَ عَن أَبِي الفَرَجِ الجوَزيِّ قَالَ قَرَأتُ بِخَطّ أَبِي الوَفَاءِ بنِ عَقِيلٍ قَالَ لَمّا جيِءَ بِابنِ مُلجَمٍ إِلَي الحَسَنِ قَالَ لَهُ إنِيّ أُرِيدُ أَن أُسَارّكَ بِكَلِمَةٍ فَأَبَي الحَسَنُ ع وَ قَالَ إِنّهُ يُرِيدُ أَن يَعَضّ أذُنُيِ فَقَالَ ابنُ مُلجَمٍ وَ اللّهِ لَو أمَكنَنَيِ مِنهَا لَأَخَذتُهَا مِن صُمَاخِهِ
7- يج ،[الخرائج والجرائح ]أَخبَرَنَا أَبُو مَنصُورٍ شَهرَدَارُ بنُ شِيرَوَيهِ الديّلمَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الميَداَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَمرِو بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ المَعرُوفِ بِابنِ الرّفّاءِ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ كُنتُ بِالمَسجِدِ الحَرَامِ فَرَأَيتُ النّاسَ مُجتَمِعِينَ حَولَ مَقَامِ اِبرَاهِيمَ فَقُلتُ مَا هَذَا قَالُوا رَاهِبٌ أَسلَمَ فَأَشرَفتُ عَلَيهِ وَ إِذَا بِشَيخٍ كَبِيرٍ عَلَيهِ جُبّةُ صُوفٍ وَ قَلَنسُوَةُ صُوفٍ عَظِيمِ الخِلقَةِ وَ هُوَ قَاعِدٌ بِحِذَاءِ مَقَامِ اِبرَاهِيمَ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ كُنتُ قَاعِداً فِي صَومَعَةٍ فَأَشرَفتُ مِنهَا وَ إِذَا بِطَائِرٍ كَالنّسرِ قَد سَقَطَ عَلَي صَخرَةٍ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ فَتَقَيّأَ فَرَمَي بِرُبُعِ إِنسَانٍ ثُمّ طَارَ فَتَفَقّدتُهُ فَعَادَ فَتَقَيّأَ فَرَمَي بِرُبُعِ إِنسَانٍ ثُمّ طَارَ فَجَاءَ فَتَقَيّأَ بِرُبُعِ إِنسَانٍ ثُمّ طَارَ فَجَاءَ فَتَقَيّأَ بِرُبُعِ إِنسَانٍ ثُمّ طَارَ فَدَنَتِ الأَربَاعُ فَقَامَ رَجُلًا وَ هُوَ قَائِمٌ وَ أَنَا أَتَعَجّبُ مِنهُ ثُمّ انحَدَرَ الطّيرُ فَضَرَبَهُ وَ أَخَذَ رُبُعَهُ فَطَارَ ثُمّ رَجَعَ فَأَخَذَ رُبُعَهُ فَطَارَ ثُمّ رَجَعَ فَأَخَذَ رُبُعَهُ فَطَارَ ثُمّ انحَدَرَ الطّيرُ فَأَخَذَ الرّبُعَ الآخَرَ فَطَارَ فَبَقِيتُ أَتَفَكّرُ وَ تَحَسّرتُ أَلّا أَكُونَ لَحِقتُهُ وَ سَأَلتُهُ مَن هُوَ فَبَقِيتُ أَتَفَقّدُ الصّخرَةَ حَتّي رَأَيتُ الطّيرَ قَد أَقبَلَ فَتَقَيّأَ بِرُبُعِ إِنسَانٍ فَنَزَلتُ فَقُمتُ بِإِزَائِهِ فَلَم أَزَل حَتّي تَقَيّأَ بِالرّبُعِ الرّابِعِ ثُمّ طَارَ فَالتَأَمَ رَجُلًا فَقَامَ قَائِماً فَدَنَوتُ مِنهُ فَسَأَلتُ فَقُلتُ مَن أَنتَ فَسَكَتَ عنَيّ فَقُلتُ بِحَقّ مَن خَلَقَكَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا ابنُ مُلجَمٍ قُلتُ لَهُ وَ أَيشٍ عَمِلتَ قَالَ قَتَلتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَوُكّلَ بيِ هَذَا الطّيرُ يقَتلُنُيِ كُلّ يَومٍ قَتلَةً فَهُوَ يخُبرِنُيِ إِذِ انقَضّ الطّائِرُ فَأَخَذَ رُبُعَهُ وَ طَارَ فَسَأَلتُ عَن عَلِيّ ع فَقَالَ هُوَ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص فَأَسلَمتُ
صفحه : 308
كشف ،[كشف الغمة] من مناقب الخوارزمي عن الرفاء مثله
8- شا،[الإرشاد]رَوَي جَعفَرُ بنُ سُلَيمَانَ الضبّيِعيِّ عَنِ المُعَلّي بنِ زِيَادٍ قَالَ جَاءَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَستَحمِلُهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ احملِنيِ فَنَظَرَ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ أَنتَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ المرُاَديِّ قَالَ يَا غَزوَانُ احمِلهُ عَلَي الأَشقَرِ فَجَاءَ بِفَرَسٍ أَشقَرَ فَرَكِبَهُ ابنُ مُلجَمٍ وَ أَخَذَ بِعِنَانِهِ فَلَمّا وَلّي قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
أُرِيدُ حِبَاءَهُ وَ يُرِيدُ قتَليِ | عَذِيرَكَ مِن خَلِيلِكَ مِن مُرَادٍ |
قَالَ فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ وَ ضَرَبَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قُبِضَ عَلَيهِ وَ قَد خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فجَيِءَ بِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ وَ اللّهِ لَقَد كُنتُ أَصنَعُ بِكَ مَا أَصنَعُ وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّكَ قاَتلِيِ وَ لَكِن كُنتُ أَفعَلُ ذَلِكَ بِكَ لِأَستَظهِرَ بِاللّهِ عَلَيكَ
9- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أَحَادِيثُ عَلِيّ بنِ الجَعدِ عَن شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ وَ مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ السّمَاءَ وَ الأَرضَ لتَبَكيِ عَلَي المُؤمِنِ إِذَا مَاتَ أَربَعِينَ صَبَاحاً وَ إِنّهَا لتَبَكيِ عَلَي العَالِمِ إِذَا مَاتَ أَربَعِينَ شَهراً وَ إِنّ السّمَاءَ وَ الأَرضَ لَيَبكِيَانِ عَلَي الرّسُولِ أَربَعِينَ سَنَةً وَ إِنّ السّمَاءَ وَ الأَرضَ لَيَبكِيَانِ عَلَيكَ يَا عَلِيّ إِذَا قُتِلتَ أَربَعِينَ سَنَةً قَالَ ابنُ عَبّاسٍ لَقَد قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي الأَرضِ بِالكُوفَةِ فَأَمطَرَتِ السّمَاءُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ دَماً
أَبُو حَمزَةَ عَنِ الصّادِقِ ع وَ قَد روُيَِ أَيضاً عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ أَنّهُ لَمّا قُبِضَ
صفحه : 309
أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَم يُرفَع مِن وَجهِ الأَرضِ حَجَرٌ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ
أَربَعِينُ الخَطِيبِ وَ تَارِيخُ النسّوَيِّ أَنّهُ سَأَلَ عَبدُ المَلِكِ بنُ مَروَانَ الزهّريِّ مَا كَانَت عَلَامَةَ يَومَ قُتِلَ عَلِيّ ع قَالَ مَا رُفِعَ حَصَاةٌ مِن بَيتِ المَقدِسِ إِلّا كَانَ تَحتَهَا دَمٌ عَبِيطٌ وَ لَمّا ضُرِبَ ع فِي المَسجِدِ سُمِعَ صَوتٌ لِلّهِ الحُكمُ لَا لَكَ يَا عَلِيّ وَ لَا لِأَصحَابِكَ فَلَمّا توُفُيَّ سُمِعَ فِي دَارِهِأَ فَمَن يُلقي فِي النّارِ خَيرٌ أَم مَن يأَتيِ آمِناً يَومَ القِيامَةِالآيَةَ ثُمّ هَتَفَت آخَرُ مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَاتَ أَبُوكُم
وَ فِي أَخبَارِ الطّالِبِيّينَ أَنّ الرّومَ أَسَرُوا قَوماً مِنَ المُسلِمِينَ فأَتُيَِ بِهِم إِلَي المَلِكِ فَعَرَضَ عَلَيهِمُ الكُفرَ فَأَبَوا فَأَمَرَ بِإِلقَائِهِم فِي الزّيتِ المغَليِّ وَ أَطلَقَ مِنهُم رَجُلًا يُخبِرُ بِحَالِهِم فَبَينَمَا هُوَ يَسِيرُ إِذ سَمِعَ وَقعَ حَوَافِرِ الخَيلِ فَوَقَفَ فَنَظَرَ إِلَي أَصحَابِهِ الّذِينَ أُلقُوا فِي الزّيتِ فَقَالَ لَهُم فِي ذَلِكَ فَقَالُوا قَد كَانَ ذَلِكَ فَنَادَي مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ فِي شُهَدَاءِ البَرّ وَ البَحرِ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَدِ استُشهِدَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَصَلّوا عَلَيهِ فَصَلّينَا عَلَيهِ وَ نَحنُ رَاجِعُونَ إِلَي مَصَارِعِنَا
أَبُو زُرعَةَ الراّزيِّ بِإِسنَادِهِ عَن مَنصُورِ بنِ عَمّارٍ أَنّهُ سُئِلَ عَن أَعجَبِ مَا رَآهُ قَالَ تَرَي هَذِهِ الصّخرَةَ فِي وَسَطِ البَحرِ يَخرُجُ مِن هَذَا البَحرِ كُلّ يَومٍ طَائِرٌ مِثلُ النّعَامَةِ فَيَقَعُ عَلَيهَا فَإِذَا استَوَي وَاقِفاً تَقَيّأَ رَأساً ثُمّ تَقَيّأَ يَداً وَ هَكَذَا عُضواً عُضواً ثُمّ تَلتَئِمُ الأَعضَاءُ بَعضُهَا إِلَي بَعضٍ حَتّي يسَتوَيَِ إِنسَاناً قَاعِداً ثُمّ يَهُمّ لِلقِيَامِ فَإِذَا هَمّ لِلقِيَامِ نَقَرَهُ نَقرَةً فَأَخَذَ رَأسَهُ ثُمّ أَخَذَهُ عُضواً عُضواً كَمَا قَاءَهُ قَالَ فَلَمّا طَالَ عَلَيّ ذَلِكَ نَادَيتُهُ يَوماً وَيلَكَ مَن أَنتَ ثُمّ التَفَتَ إلِيَّ وَ قَالَ هُوَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ قَاتِلُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَكّلَ اللّهُ بِهِ هَذَا الطّيرَ فَهُوَ يُعَذّبُهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ زَعَمَ أَنّهُم يَسمَعُونَ العُوَاءَ مِن قَبرِهِ
صفحه : 310
10- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الجعُفيِّ مُعَنعَناً عَن سُلَيمَانَ بنِ يَسَارٍ قَالَ رَأَيتُ ابنَ عَبّاسٍ لَمّا توُفُيَّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالكُوفَةِ وَ قَد قَعَدَ عَلَي المَسجِدِ مُحتَبِياً وَ وَضَعَ فَرقَهُ عَلَي رُكبَتَيهِ وَ أَسنَدَ يَدَهُ تَحتَ خَدّهِ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ قَائِلٌ فَاسمَعُوافَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُرسَمِعتُ عَن رَسُولِ اللّهِ يَقُولُ إِذَا مَاتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أُخرِجَ مِنَ الدّنيَا ظَهَرَت فِي الدّنيَا خِصَالٌ لَا خَيرَ فِيهَا فَقُلتُ وَ مَا هيَِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ تَقِلّ الأَمَانَةُ وَ تَكثُرُ الخِيَانَةُ حَتّي يَركَبَ الرّجُلُ الفَاحِشَةَ وَ أَصحَابُهُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ وَ اللّهِ لَتَضَايَقُ الدّنيَا بَعدَهُ بِنَكبَةٍ أَلَا وَ إِنّ الأَرضَ لَم تَخلُ منِيّ مَا دَامَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ حَيّاً فِي الدّنيَا بَقِيّةٌ مِن بعَديِ عَلِيّ فِي الدّنيَا عِوَضٌ منِيّ بعَديِ عَلِيّ كجَلِديِ عَلِيّ لحَميِ عَلِيّ عظَميِ عَلِيّ كدَمَيِ عَلِيّ عرُوُقيِ عَلِيّ أخَيِ وَ وصَيِيّ فِي أهَليِ وَ خلَيِفتَيِ فِي قوَميِ وَ مُنجِزُ عدِاَتيِ وَ قاَضيِ ديَنيِ قَد صحَبِنَيِ عَلِيّ فِي مُلِمّاتِ أمَريِ وَ قَاتَلَ معَيِ أَحزَابَ الكُفّارِ وَ شاَهدَنَيِ فِي الوحَيِ وَ أَكَلَ معَيِ طَعَامَ الأَبرَارِ وَ صَافَحَهُ جَبرَئِيلُ ع مِرَاراً نَهَاراً جِهَاراً وَ شَهِدَ جَبرَئِيلُ وَ أشَهدَنَيِ أَنّ عَلِيّاً ع مِنَ الطّيّبِينَ الأَخيَارِ وَ أَنَا أُشهِدُكُم مَعَاشِرَ النّاسِ لَا يَتَسَاءَلُونَ مِن عِلمِ آمِرِكُم مَا دَامَ عَلِيّ فِيكُم فَإِذَا فَقَدتُمُوهُ فَعِندَ ذَلِكَ تَقُومُ الآيَةُلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَّ عَن بَيّنَةٍصَدَقَ اللّهُ وَ صَدَقَ نبَيِّ اللّهِ
صفحه : 311
البرُسيِّ فِي المَشَارِقِ مِن كِتَابِ الوَاحِدَةِ أَنّ الحَسَنَ ع لَمّا قَامَ بِالأَمرِ بَعدَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع اجتَمَعَ إِلَيهِ أَكَابِرُ أَهلِ الكُوفَةِ وَ طَلَبُوا مِنهُ أَن يُرِيَهُم مِنَ العَجَائِبِ مِثلَ مَا كَانَ يُرِيهِم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَجَاءَ بِهِم إِلَي الدّارِ ثُمّ أَدخَلَهُم وَ كَشَفَ السّترَ وَ قَالَ انظُرُوا فَنَظَرُوا فَإِذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَالِساً هُنَاكَ فَقَالَ القَومُ بِأَجمَعِهِم أَشهَدُ أَنّكَ خَلِيفَةُ اللّهِ وَ هَذِهِ وَ اللّهِ أَسرَارُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع التّيِ كُنّا نَرَاهَا مِنهُ
1-فَرحَةُ الغرَيِّ،أخَبرَنَيِ عمَيَّ السّعِيدُ عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ طَاوُسٍ وَ الفَقِيهُ نَجمُ الدّينِ أَبُو القَاسِمِ بنُ سَعِيدٍ وَ الفَقِيهُ المُقتَدَي بَقِيّةُ المَشِيخَةِ نَجِيبُ الدّينِ يَحيَي بنُ سَعِيدٍ أَدَامَ اللّهُ بَرَكَاتِهِم كُلّهُم عَنِ الفَقِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُهرَةَ الحسُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ العلَوَيِّ الحسُيَنيِّ السّاكِنِ بِمَشهَدِ الكَاظِمِ ع عَنِ القُطبِ الراّونَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ المُحسِنِ الحلَبَيِّ عَنِ الطوّسيِّ وَ نَقَلتُهُ مِن خَطّهِ حَرفاً حَرفاً عَنِ المُفِيدِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَن أَبِي الحُسَينِ مُحَمّدِ بنِ تَمّامٍ الكوُفيِّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَجّاجِ مِن حِفظِهِ قَالَكُنّا جُلُوساً فِي مَجلِسِ ابنِ عمَيّ أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ بنِ الحَجّاجِ وَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ مِنَ المَشَايِخِ وَ فِيمَن حَضَرَ العَبّاسُ بنُ أَحمَدَ العبَاّسيِّ وَ كَانُوا قَد حَضَرُوا عِندَ ابنِ عمَيّ يُهَنّئُونَهُ بِالسّلَامَةِ لِأَنّهُ حَضَرَ وَقتَ سُقُوطِ سَقِيفَةِ سيَدّيِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
صفحه : 312
فِي ذيِ الحِجّةِ مِن سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ وَ مِائَتَينِ فَبَينَا هُم قُعُودٌ يَتَحَدّثُونَ إِذ حَضَرَ المَجلِسَ إِسمَاعِيلُ بنُ عِيسَي العبَاّسيِّ فَلَمّا نَظَرَتِ الجَمَاعَةُ إِلَيهِ أَحجَمَت عَمّا كَانَت فِيهِ وَ أَطَالَ إِسمَاعِيلُ الجُلُوسَ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِم قَالَ لَهُم يَا أَصحَابَنَا أَعَزّكُمُ اللّهُ لعَلَيّ قَطَعتُ حَدِيثَكُم بمِجَيِئيِ قَالَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ يَحيَي السلّيَماَنيِّ وَ كَانَ شَيخَ الجَمَاعَةِ وَ مُقَدّماً فِيهِم لَا وَ اللّهِ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَعَزّكَ اللّهُ مَا أَمسَكنَا بِحَالٍ مِنَ الأَحوَالِ فَقَالَ لَهُم يَا أَصحَابَنَا اعلَمُوا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مسُاَئلِيِ عَمّا أَقُولُ لَكُم وَ مَا أَعتَقِدُهُ المَذهَبَ حَتّي حَلَفَ بِعِتقِ جَوَارِيهِ وَ مَمَالِيكِهِ وَ حَبسِ دَوَابّهِ أَنّهُ لَا يَعتَقِدُ إِلّا وَلَايَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ السّادَةِ مِنَ الأَئِمّةِ ع وَ عَدّهُم وَاحِداً وَاحِداً وَ سَاقَ الحَدِيثَ فَأَبسَطَ إِلَيهِ أَصحَابُنَا وَ سَأَلَهُم وَ سَأَلُوهُ ثُمّ قَالَ لَهُم رَجَعنَا يَومَ جُمُعَةٍ مِنَ الصّلَاةِ مِنَ المَسجِدِ الجَامِعِ مَعَ عمَيّ دَاوُدَ فَلَمّا كَانَ قِبَلَ مَنَازِلِنَا وَ قِبَلَ مَنزِلِهِ وَ قَد خَلَا الطّرِيقُ قَالَ لَنَا أَينَمَا كُنتُم قَبلَ أَن تَغرُبَ الشّمسُ فَصِيرُوا إلِيَّ وَ لَا يَكُونُ أَحَدٌ مِنكُم عَلَي حَالٍ فَيَتَخَلّفُ لِأَنّهُ كَانَ جَمرَةَ بنَيِ هَاشِمٍ فَصِرنَا إِلَيهِ آخِرَ النّهَارِ وَ هُوَ جَالِسٌ يَنتَظِرُنَا فَقَالَ صِيحُوا بِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ مِنَ الفَعَلَةِ فَجَاءَهُ رَجُلَانِ مَعَهُمَا آلَتُهُمَا وَ التَفَتَ إِلَينَا فَقَالَ اجتَمِعُوا كُلّكُم فَاركَبُوا فِي وَقتِكُم هَذَا وَ خُذُوا مَعَكُمُ الجَمَلَ غُلَاماً كَانَ لَهُ
صفحه : 313
أَسوَدَ يُعرَفُ بِالجَمَلِ وَ كَانَ لَو حَمَلَ هَذَا الغُلَامُ عَلَي سِكرِ دِجلَةَ لَكَسَرَهَا مِن شَدّتِهِ وَ بَأسِهِ وَ امضُوا إِلَي هَذَا القَبرِ ألّذِي قَدِ افتَتَنَ بِهِ النّاسُ وَ يَقُولُونَ إِنّهُ قَبرُ عَلِيّ حَتّي تَنبُشُوهُ وَ تجَيِئوُنيِ بِأَقصَي مَا فِيهِ فَمَضَينَا إِلَي المَوضِعِ فَقُلنَا دُونَكُم وَ مَا أَمَرَ بِهِ فَحَضَرَ الحَفّارُونَ وَ هُم يَقُولُونَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فِي أَنفُسِهِم وَ نَحنُ فِي نَاحِيَةٍ حَتّي نَزَلُوا خَمسَةَ أَذرُعٍ فَلَمّا بَلَغُوا إِلَي الصّلَابَةِ قَالَ الحَفّارُونَ قَد بَلَغنَا إِلَي مَوضِعٍ صُلبٍ وَ لَيسَ نَقوَي بِنَقرِهِ فَأَنزَلُوا الحبَشَيِّ فَأَخَذَ المِنقَارَ فَضَرَبَ ضَربَةً سَمِعنَا لَهَا طَنِيناً شَدِيداً فِي البَرّ ثُمّ ضَرَبَ ثَانِيَةً فَسَمِعنَا طَنِيناً أَشَدّ مِن ذَلِكَ ثُمّ ضَرَبَ الثّالِثَةَ فَسَمِعنَا أَشَدّ مِمّا تَقَدّمَ ثُمّ صَاحَ الغُلَامُ صَيحَةً فَقُمنَا فَأَشرَفنَا عَلَيهِ وَ قُلنَا لِلّذِينَ كَانُوا مَعَهُ اسأَلُوهُ مَا بَالُهُ فَلَم يُجِبهُم وَ هُوَ يَستَغِيثُ فَشَدّوهُ وَ أَخرَجُوهُ بِالحَبلِ فَإِذَا عَلَي يَدِهِ مِن أَطرَافِ أَصَابِعِهِ إِلَي مِرفَقِهِ دَمٌ وَ هُوَ يَستَغِيثُ لَا يُكَلّمُنَا وَ لَا يُحِيرُ جَوَاباً فَحَمَلنَاهُ عَلَي البَغلِ وَ رَجَعنَا طَائِرِينَ وَ لَم يَزَل لَحمُ الغُلَامِ يُنثَرُ مِن عَضُدِهِ وَ جَنبَيهِ وَ سَائِرِ شِقّهِ الأَيمَنِ حَتّي انتَهَينَا إِلَي عمَيّ فَقَالَ أَيشٍ وَرَاءَكُم فَقُلنَا مَا تَرَي وَ حَدّثنَاهُ بِالصّورَةِ فَالتَفَتَ إِلَي القِبلَةِ وَ تَابَ عَمّا هُوَ عَلَيهِ وَ رَجَعَ عَنِ المَذهَبِ وَ تَوَلّي وَ تَبَرّأَ وَ رَكِبَ بَعدَ ذَلِكَ فِي اللّيلِ عَلَي مُصعَبِ بنِ جَابِرٍ فَسَأَلَهُ أَن يَعمَلَ عَلَي القَبرِ صُندُوقاً وَ لَم يُخبِرهُ بشِيَءٍ مِمّا جَرَي وَ وَجّهَ مِن طَمّ المَوضِعِ وَ عَمَرَ الصّندُوقَ عَلَيهِ وَ مَاتَ الغُلَامُ الأَسوَدُ مِن وَقتِهِ قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ الحَجّاجِ رَأَينَا هَذَا الصّندُوقَ ألّذِي هَذَا حَدِيثُهُ لَطِيفاً وَ ذَلِكَ مِن قَبلِ
صفحه : 314
أَن يُبنَي عَلَيهِ الحَائِطُ ألّذِي بَنَاهُ الحَسَنُ بنُ زَيدٍ هَذَا آخِرُ مَا نَقَلتُهُ مِن خَطّ الطوّسيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
أَقُولُ وَ قَد ذَكَرَ هُنَا الشّرِيفُ أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الشجّرَيِّ بِالإِسنَادِ المُقَدّمِ إِلَيهِ حدَثّنَيِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الجوَاَليِقيِّ لَفظاً قَالَ أَخبَرَنَا أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ إِجَازَةً وَ كَتَبتُهُ مِن خَطّ يَدِهِ قَالَ أَخبَرَنَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ الحَجّاجِ إِملَاءً مِن حِفظِهِ قَالَ كُنّا فِي مَجلِسِ عمَيّ أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ بنِ الحَجّاجِ وَ تَمّمَ الحَدِيثَ عَلَي نَحوِ مَا ذَكَرنَاهُ وَ لَم يَقُل ابنُ عمَيّ وَ فِيهِ تَغيِيرٌ لَا يَضُرّ طَائِلًا وَ قَالَ فِي آخِرِهِ الحَسَنُ بنُ زَيدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ الحَسَنِ بنِ زَيدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع المَعرُوفُ باِلداّعيِ الخَارِجُ بِطَبَرِستَانَ
أقول هذا الحسن بن زيد صاحب الدعوة بالري قتله مرداويج ملك بلادا كثيرة قال الفقيه صفي الدين محمد بن معد و قدرأيت هذاالحديث بخط أبي يعلي محمد بن حمزة الجعفري صهر الشيخ المفيد والجالس بعدوفاته مجلسه .أقول و قدرأيته بخط أبي يعلي الجعفري أيضا في كتابه كماذكر صفي الدين أيضا ورأيته أنا في خط أبي يعلي ورأيت هذا في مزار ابن داود القمي عندي في نسخة عتيقة مقابلة بنسخة عليها مكتوب ماصورته قدأجزت هذاالكتاب و هوأول كتاب الزيارات من تصنيفي وجميع مصنفاتي ورواياتي ما لم يقع فيهاتدليس لمحمد بن عبد الله بن عبدالرحمن بن سميع أعزه الله فليرو ذلك عني
صفحه : 315
إذاأحب لاحرج عليه فيه أن يقول أخبرنا أو حدثنا وكتب محمد بن أحمد بن داود القمي في شهر ربيع الآخر سنة ستين وثلاثمائة حامدا لله شاكرا و علي نبيه مصليا ومسلما و هذه الرواية مطابقة لماأورده الطوسي بخطه
2- وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ الحرَبيِّ الحنَبلَيِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ الأَخضَرِ عَن مُحَمّدِ بنِ نَاصِرٍ السلّاَميِّ عَن أَبِي الغَنَائِمِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَيمُونٍ البرُسيِّ قَالَ أخَبرَنَيِ الشّرِيفُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحسَنَيِّ المُقَدّمُ ذِكرُهُ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ الجوَاَليِقيِّ بِقِرَاءَتِهِ عَلَيّ لَفظاً وَ كَتَبَهُ لِي بِخَطّهِ قَالَ أَخبَرَنَا أَبِي قَالَ أَخبَرَنَا جدَيّ أَبُو أمُيّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ دُحَيمٍ الشنّاَنيِّ قَالَمَضَيتُ أَنَا وَ واَلدِيِ عَلِيّ بنُ دُحَيمٍ وَ عمَيّ حُسَينُ بنُ دُحَيمٍ وَ أَنَا صبَيِّ صَغِيرٌ فِي سَنَةِ نَيّفٍ وَ سِتّينَ وَ مِائَتَينِ بِاللّيلِ وَ مَعَنَا جَمَاعَةٌ مُختَفِينَ إِلَي الغرَيِّ لِزِيَارَةِ قَبرِ مَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا جِئنَا إِلَي القَبرِ وَ كَانَ يَومَئِذٍ حَولَ قَبرِهِ حِجَارَةٌ سُودٌ وَ لَا بِنَاءَ حَولَهُ عِندَهُ وَ لَيسَ فِي طَرِيقِهِ غَيرُ قَائِمِ الغرَيِّ فَبَينَا نَحنُ عِندَهُ وَ بَعضُنَا يَقرَأُ وَ بَعضُنَا يصُلَيّ وَ بَعضُنَا يَزُورُ إِذَا نَحنُ بِأَسَدٍ مُقبِلٍ نَحوَنا فَلَمّا قَرُبَ مِنّا مِقدَارَ رُمحٍ قَالَ بَعضُنَا لِبَعضٍ أَبعِدُوا عَنِ القَبرِ حَتّي نَنظُرَ مَا يُرِيدُ فَأَبعَدنَا فَجَاءَ الأَسَدُ إِلَي القَبرِ فَجَعَلَ يُمَرّغُ ذِرَاعَهُ عَلَي القَبرِ فَمَضَي رَجُلٌ مِنّا فَشَاهَدَهُ وَ عَادَ فَأَعلَمَنَا فَزَالَ الرّعبُ عَنّا وَ جِئنَا بِأَجمَعِنَا حَتّي شَاهَدنَاهُ يُمَرّغُ ذِرَاعَهُ عَلَي القَبرِ وَ فِيهِ جِرَاحٌ فَلَم يَزَل
صفحه : 316
يُمَرّغُهُ سَاعَةً ثُمّ انزَاحَ عَنِ القَبرِ وَ مَضَي وَ عُدنَا إِلَي مَا كُنّا عَلَيهِ مِنَ القِرَاءَةِ وَ الصّلَاةِ وَ الزّيَارَةِ وَ قِرَاءَةِ القُرآنِ
3- وَ مِن مَحَاسِنِ القِصَصِ مَا قَرَأتُهُ بِخَطّ واَلدِيِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ عَلَي ظَهرِ كِتَابٍ بِالمَشهَدِ الكاَظمِيِّ عَلَي مُشَرّفِهَا السّلَامُ مَا صُورَتُهُ قَالَ سَمِعتُ مِن شِهَابِ الدّينِ بُندَارَ بنِ مُلكَدَارَ القمُيّّ يَقُولُ حدَثّنَيِ كَمَالُ الدّينِ شَرَفُ المعَاَليِ بنُ غِيَاثٍ القمُيّّ قَالَدَخَلتُ إِلَي حَضرَةِ مَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَزُرتُهُ وَ تَحَوّلتُ إِلَي مَوضِعِ المَسأَلَةِ وَ دَعَوتُ وَ تَوَسّلتُ فَتَعَلّقَ مِسمَارٌ مِنَ الضّرِيحِ المُقَدّسِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي قبَاَئيِ فَمَزّقَهُ فَقُلتُ مُخَاطِباً لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا أَعرِفُ عِوَضَ هَذَا إِلّا مِنكَ وَ كَانَ إِلَي جاَنبِيِ رَجُلٌ رَأيُهُ غَيرُ رأَييِ فَقَالَ لِي مُستَهزِئاً مَا يُعطِيكَ عِوَضَهُ إِلّا قَبَاءً وَردِيّاً فَانفَصَلنَا مِنَ الزّيَارَةِ وَ جِئنَا إِلَي الحُلّةِ وَ كَانَ جَمَالُ الدّينِ قشتمر الناّصرِيّ رَحِمَهُ اللّهُ قَد هَيّأَ لِشَخصٍ يُرِيدُ أَن يُنفِذَهُ إِلَي بَغدَادَ يُقَالُ لَهُ ابنُ مايست قَبَاءً وَ قَلَنسُوَةً فَخَرَجَ الخَادِمُ عَلَي لِسَانِ قشتمر وَ قَالَ هَاتُوا كَمَالَ الدّينِ القمُيّّ المَذكُورَ فَأَخَذَ بيِدَيِ وَ دَخَلَ إِلَي الخِزَانَةِ وَ خَلَعَ عَلَيّ قَبَاءً مَلِكِيّاً وَردِيّاً فَخَرَجتُ وَ دَخَلتُ حَتّي أَسلَمَ عَلَيّ قشتمر وَ أَقبَلَ كَفّهُ فَنَظَرَ إلِيَّ نَظَراً عَرَفتُ الكَرَاهَةَ فِي وَجهِهِ وَ التَفَتَ إِلَي الخَادِمِ كَالمُغضَبِ وَ قَالَ طَلَبتُ فُلَاناً يعَنيِ ابنَ مايست فَقَالَ الخَادِمُ إِنّمَا قُلتَ كَمَالَ الدّينِ القمُيّّ وَ شَهِدَ الجَمَاعَةُ الّذِينَ كَانُوا جُلَسَاءَ الأَمِيرِ أَنّهُ أَمَرَ بِحُضُورِ كَمَالِ الدّينِ القمُيّّ المَذكُورِ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ مَا خَلَعتَ عَلَيّ أَنتَ هَذِهِ الخِلعَةَ بَل أَمِيرُ المُؤمِنِينَ خَلَعَهَا عَلَيّ فَالتَمَسَ منِيّ الحِكَايَةَ فَحَكَيتُ لَهُ فَخَرّ سَاجِداً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ كَيفَ كَانَتِ الخِلعَةُ عَلَي يدَيِ
صفحه : 317
ثُمّ شَكَرَهُ وَ قَالَ تَستَحِقّ
هذاآخر ماحدث به شهاب الدين وكتب أحمد بن طاوس هذاآخر ماوجدت بخطه فنقلته
4- وَ رَوَي ذَلِكَ السّيّدُ مُحَمّدُ بنُ شَرَفشَاهَ الحسُيَنيِّ عَن شِهَابِ الدّينِ بُندَارَ أَيضاً وَجَدتُ مَا صُورَتُهُ عَنِ العَمّ السّعِيدِ رضَيِّ الدّينِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ عَنِ الشّيخِ حُسَينِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الغرَوَيِّ وَ إِن كَانَ اللّفظُ يَزِيدُ أَو يَنقُصُ عَمّا وَجَدتُهُ مَسطُوراً قَالَ كَانَ قَد وَفَدَ إِلَي المَشهَدِ الشّرِيفِ الغرَوَيِّ عَلَي سَاكِنِهِ السّلَامُ رَجُلٌ أَعمَي مِن أَهلِ تَكرِيتَ وَ كَانَ قَد عمَيَِ عَلَي كِبَرٍ وَ كَانَت عَينَاهُ نَاتِئَتَينِ عَلَي خَدّهِ وَ كَانَ كَثِيراً مَا يَقعُدُ عِندَ المَسأَلَةِ وَ يُخَاطِبُ الجَنَابَ الأَشرَفَ المُقَدّسَ بِخِطَابٍ غَيرِ حَسَنٍ وَ كَانَت تَارَةً أَهَمّ بِالإِنكَارِ عَلَيهِ وَ تَارَةً يرُاَجعِنُيِ الفِكرُ فِي الصّفحِ عَنهُ فَمَضَي عَلَي ذَلِكَ مُدّةٌ فَإِذَا أَنَا فِي بَعضِ الأَيّامِ قَد فَتَحتُ الخِزَانَةَ إِذ سَمِعتُ ضَجّةً عَظِيمَةً فَظَنَنتُ أَنّهُ قَد جَاءَ لِلعَلَوِيّينَ بِرّ مِن بَغدَادَ أَو قُتِلَ فِي المَشهَدِ قَتِيلٌ فَخَرَجتُ أَلتَمِسُ الخَبَرَ فَقِيلَ لِي هَاهُنَا أَعمَي قَد رُدّ بَصَرُهُ فَرَجَوتُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ الأَعمَي فَلَمّا وَصَلتُ إِلَي الحَضرَةِ الشّرِيفَةِ وَجَدتُهُ ذَلِكَ الأَعمَي بِعَينِهِ وَ عَينَاهُ كَأَحسَنِ مَا يَكُونُ فَشَكَرتُ اللّهَ تَعَالَي عَلَي ذَلِكَ وَ زَادَ واَلدِيِ عَلَي هَذِهِ الرّوَايَةِ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُ مِن جُملَةِ كَلَامِهِ كَخِطَابِ الأَحيَاءِ وَ كَيفَ يَلِيقُ أجَيِءُ وَ أمُسيِ يشَتفَيِ مَن لَا يَجِبُ وَ مِن هَذَا الجِنسِ
صفحه : 318
سَمِعتُ واَلدِيِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ يحَكيِ
5- وَ سَمِعتُ واَلدِيِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ غَيرَ مَرّةٍ يحَكيِ عَنِ الشّيخِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الغرَوَيِّ هَذِهِ الحِكَايَةَ الآتيَِ ذِكرُهَا وَ إِن لَم أُحَقّق لَفظَهُ وَ لَكِنّ المَعنَي مِنهَا أَروِيهِ عَنهُ وَ اللّفظُ وَجَدتُهُ مَروِيّاً عَنِ العَمّ السّعِيدِ عَنهُ أَنّهُ كَانَ إيلغازي أَمِيراً بِالحُلّةِ وَ كَانَ قَدِ اتّفَقَ أَنّهُ أَنفَذَ سَرِيّةً إِلَي العَرَبِ فَلَمّا رَجَعَتِ السّرِيّةُ نَزَلُوا حَولَ سُورِ المَشهَدِ الأَشرَفِ المُقَدّسِ الغرَوَيِّ عَلَي الحَالّ بِهِ أَفضَلُ الصّلَاةِ وَ السّلَامِ قَالَ الشّيخُ الحُسَينُ فَخَرَجتُ بَعدَ رَحِيلِهِم إِلَي ذَلِكَ المَوضِعِ ألّذِي كَانُوا فِيهِ نُزُولًا لِأَمرٍ عُرِضَ فَوَجَدتُ كلُاّبيَ سربوش مُلقَاةً فِي الرّملِ فَمَدَدتُ يدَيِ أَخَذتُهُمَا فَلَمّا صَارَا فِي يدَيِ نَدِمتُ نَدَامَةً عَظِيمَةً وَ قُلتُ أَخَذتُهُمَا وَ تَعَلّقَت ذمِتّيِ بِمَا لَيسَ فِيهِ رَاحَةٌ فَلَمّا كَانَ بَعدَ مُدّةٍ زَمَانِيّةٍ اتّفَقَ أَنّهُ مَاتَت عِندَنَا بِالمَشهَدِ المُقَدّسِ امرَأَةٌ عَلَوِيّةٌ فَصَلّينَا عَلَيهَا فَخَرَجتُ مَعَهُم إِلَي المَقبَرَةِ وَ إِذَا بِرَجُلٍ ترُكيِّ قَائِمٍ يُفَتّشُ مَوضِعاً لَقِيتُ الكُلّابَينِ فَقُلتُ لأِصَحاَبيِ اعلَمُوا أَنّ ذَلِكَ الترّكيِّ يُفَتّشُ عَلَي كلُاّبيَ سربوش وَ هُمَا معَيِ فِي جيَبيِ وَ كُنتُ لَمّا أَرَدتُ الخُرُوجَ إِلَي الصّلَاةِ عَلَي المَيّتَةِ لَاحَ لِي الكُلّابَانِ فِي داَريِ فَأَخَذتُهُمَا ثُمّ جِئتُ أَنَا وَ أصَحاَبيِ فَسَلّمتُ عَلَي الترّكيِّ وَ قُلتُ لَهُ عَلَي مَا تُفَتّشُ قَالَ أُفَتّشُ عَلَي كلُاّبيَ سربوش ضَاعَت منِيّ مُنذُ سَنَةٍ فَقُلتُ سُبحَانَ اللّهِ تَضِيعُ مِنكَ مُنذُ سَنَةٍ تَطلُبُهُ اليَومَ قَالَ نَعَم اعلَم أنَنّيِ لَمّا دَخَلتُ السّرِيّةَ وَ كُنتُ مَعَهُم فَلَمّا وَصَلنَا إِلَي خَندَقِ الكُوفَةِ ذَكَرنَا الكُلّابَينِ فَقُلتُ يَا عَلِيّ هُمَا فِي ضَمَانِكَ لِأَنّهُمَا فِي حَرَمِكَ وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّهُمَا لَا يُصِيبُهُمَا شَيءٌ فَقُلتُ
صفحه : 319
لَهُ الآنَ مَا حَفِظَ اللّهُ عَلَيكَ شَيئاً غَيرَهُمَا ثُمّ نَاوَلتُهُ إِيّاهُمَا وَ أَعتَقِدُ أَنّ المُدّةَ كَانَت سَنَةً
6- وَقَفتُ فِي كِتَابٍ قَد نَقَلَ عَنِ الشّيخِ حَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ الطّحّالِ المقِداَديِّ قَالَ أخَبرَنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ مَلِيحُ الوَجهِ نقَيِّ الأَثوَابِ دَفَعَ إِلَيهِ دِينَارَينِ وَ قَالَ لَهُ أَغلِق عَلَيّ القُبّةَ وَ ذرَنيِ فَأَخَذَهَا مِنهُ وَ أَغلَقَ البَابَ فَنَامَ فَرَأَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ يَقُولُ اقعُد أَخرِجهُ عنَيّ فَإِنّهُ نصَراَنيِّ فَنَهَضَ عَلِيّ بنُ طَحّالٍ وَ أَخَذَ حَبلًا فَوَضَعَهُ فِي عُنُقِ الرّجُلِ وَ قَالَ لَهُ اخرُج تخَدعَنُيِ بِالدّينَارَينِ وَ أَنتَ نصَراَنيِّ فَقَالَ لَهُ لَستُ بنِصَراَنيِّ قَالَ بَلَي إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أتَاَنيِ فِي المَنَامِ وَ أخَبرَنَيِ أَنّكَ نصَراَنيِّ وَ قَالَ أَخرِجهُ عنَيّ فَقَالَ امدُد يَدَكَ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّ عَلِيّاً ولَيِّ اللّهِ وَ اللّهِ مَا عَلِمَ أَحَدٌ بخِرُوُجيِ مِنَ الشّامِ وَ لَا عرَفَنَيِ أَحَدٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ ثُمّ حَسُنَ إِسلَامُهُ
7- وَ حَكَي أَيضاً أَنّ عِمرَانَ بنَ شَاهِينَ مِن أَهلِ العِرَاقِ عَصَي عَلَي عَضُدِ الدّولَةِ فَطَلَبَهُ طَلَباً حَثِيثاً فَهَرَبَ مِنهُ إِلَي المَشهَدِ مُتَخَفّياً فَرَأَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ يَا عِمرَانُ فِي غَدٍ يأَتيِ فَنّاخُسرُو إِلَي هَاهُنَا فَيَخرُجُونَ مَن بِهَذَا المَكَانِ فَتَقِفُ أَنتَ هَاهُنَا وَ أَشَارَ إِلَي زَاوِيَةٍ مِن زَوَايَا القُبّةِ فَإِنّهُم لَا يَرَونَكَ فَسَيَدخُلُ وَ يَزُورُ وَ يصُلَيّ وَ يَبتَهِلُ فِي الدّعَاءِ وَ القَسَمِ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ أَن يُظفِرَهُ بِكَ فَادنُ مِنهُ وَ قُل لَهُ
صفحه : 320
أَيّهَا المَلِكُ مَن هَذَا ألّذِي قَد أَلحَحتَ بِالقَسَمِ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ أَن يُظفِرَكَ بِهِ فَسَيَقُولُ رَجُلٌ شَقّ عصَاَيَ وَ ناَزعَنَيِ فِي ملُكيِ وَ سلُطاَنيِ فَقُل مَا لِمَن يُظفِرُكَ بِهِ فَيَقُولُ إِن حُتِمَ عَلَيّ بِالعَفوِ عَنهُ عَفَوتُ عَنهُ فَأَعلِمهُ بِنَفسِكَ فَإِنّكَ تَجِدُ مِنهُ مَا تُرِيدُ فَكَانَ كَمَا قَالَ لَهُ فَقَالَ أَنَا عِمرَانُ بنُ شَاهِينَ قَالَ مَن أَوقَفَكَ هَاهُنَا قَالَ لَهُ هَذَا مَولَانَا قَالَ فِي منَاَميِ غَداً يَحضُرُ فَنّاخُسرُو إِلَي هَاهُنَا وَ أَعَادَ عَلَيهِ القَولَ فَقَالَ لَهُ بِحَقّهِ قَالَ لَكَ فَنّاخُسرُو قُلتُ إي وَ حَقّهِ فَقَالَ عَضُدُ الدّولَةِ مَا عَرَفَ أَحَدٌ أَنّ اسميِ فَنّاخُسرُو إِلّا أمُيّ وَ القَابِلَةُ وَ أَنَا ثُمّ خَلَعَ عَلَيهِ خِلعَةَ الوِزَارَةِ وَ طَلَعَ مِن بَينِ يَدَيهِ إِلَي الكُوفَةِ وَ كَانَ عِمرَانُ بنُ شَاهِينَ قَد نَذَرَ عَلَيهِ أَنّهُ مَتَي عَفَا عَنهُ عَضُدُ الدّولَةِ أَتَي إِلَي زِيَارَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حَافِياً حَاسِراً فَلَمّا جَنّهُ اللّيلُ خَرَجَ مِنَ الكُوفَةِ وَحدَهُ فَرَأَي جدَيّ عَلِيّ بنُ طَحّالٍ مَولَانَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ اقعُد افتَح لوَلَيِيّ عِمرَانَ بنِ شَاهِينَ البَابَ فَقَعَدَ وَ فَتَحَ البَابَ وَ إِذَا بِالشّيخِ قَد أَقبَلَ فَلَمّا وَصَلَ قَالَ لَهُ بِسمِ اللّهِ يَا مَولَانَا فَقَالَ وَ مَن أَنَا فَقَالَ عِمرَانُ بنُ شَاهِينَ قَالَ لَستُ بِعِمرَانَ بنِ شَاهِينَ فَقَالَ بَلَي إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أتَاَنيِ فِي منَاَميِ وَ قَالَ لِي اقعُد افتَح لوَلَيِيّ عِمرَانَ بنِ شَاهِينَ قَالَ لَهُ بِحَقّهِ هُوَ قَالَ لَكَ قَالَ إي وَ حَقّهِ هُوَ قَالَ لِي فَوَقَعَ عَلَي العَتَبَةَ يُقَبّلُهَا وَ أَحَالَهُ عَلَي ضَامِنِ السّمَكِ بِسِتّينَ دِينَاراً وَ كَانَ لَهُ زَوَارِقُ تَعمَلُ فِي المَاءِ فِي صَيدِ السّمَكِ أَقُولُ وَ بَنَي الرّوَاقَ المَعرُوفَ بِرِوَاقِ عِمرَانَ فِي المَشهَدَينِ الشّرِيفَينِ الغرَوَيِّ وَ الحاَئرِيِّ عَلَي مُشَرّفِهِمَا السّلَامُ
صفحه : 321
8- وَ فِي سَنَةِ إِحدَي وَ خَمسَمِائَةِ بِيعَ الخُبُزُ بِالمَشهَدِ الشّرِيفِ الغرَوَيِّ كُلّ رِطلٍ بِقِيرَاطٍ بقَيَِ أَربَعِينَ يَوماً فَمَضَي القُوّامُ مِنَ الضّرّ عَلَي وُجُوهِهِم إِلَي القُرَي وَ كَانَ مِنَ القُوّامِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو البَقَاءِ بنُ سُوَيقَةَ وَ كَانَ لَهُ مِنَ العُمُرِ مِائَةٌ وَ عَشرُ سِنِينَ فَلَم يَبقَ مِنَ القُوّامِ سِوَاهُ فَأَضَرّ بِهِ الحَالُ فَقَالَت لَهُ زَوجَتُهُ وَ بَنَاتُهُ هَلَكنَا امضِ كَمَا مَضَي القُوّامُ فَلَعَلّ اللّهَ تَعَالَي يَفتَحُ شَيئاً نَعِيشُ بِهِ فَعَزَمَ عَلَي المضُيِّ فَدَخَلَ إِلَي القُبّةِ الشّرِيفَةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَي صَاحِبِهَا وَ زَارَ وَ صَلّي وَ جَلَسَ عِندَ رَأسِهِ الشّرِيفِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لِي فِي خِدمَتِكَ مِائَةُ سَنَةٍ مَا فَارَقتُكَ مَا رَأَيتُ الحُلّةَ وَ مَا رَأَيتُ السّكُونَ وَ قَد أَضَرّ بيِ وَ بأِطَفاَليَِ الجُوعُ وَ هَا أَنَا مُفَارِقُكَ وَ يَعَزّ عَلَيّ فِرَاقُكَ أَستَودِعُكَ هَذَا فِرَاقُ بيَنيِ وَ بَينِكَ ثُمّ خَرَجَ وَ مَا مَضَي مَعَ المُكَارِيَةِ حَتّي يَعبُرَ إِلَي الوَقفِ وَ سُورَاءَ وَ فِي صُحبَتِهِ وَهبَانُ السلّمَيِّ وَ أَبُو كُردَانَ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُكَارِيَةِ طَلَعُوا مِنَ المَشهَدِ بِلَيلٍ وَ أَقبَلُوا إِلَي أَبِي هُبَيشٍ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ هَذَا وَقتٌ كَثِيرٌ فَنَزَلُوا وَ نَزَلَ أَبُو البَقَاءِ مَعَهُم فَنَامَ فَرَأَي فِي مَنَامِهِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ يَا أَبَا البَقَاءِ فاَرقَتنَيِ بَعدَ طُولِ هَذِهِ المُدّةِ عُد إِلَي حَيثُ كُنتَ فَانتَبَهَ بَاكِياً فَقِيلَ لَهُ مَا يُبكِيكَ فَقَصّ عَلَيهِمُ المَنَامَ وَ رَجَعَ فَحَيثُ رَأَينَهُ بَنَاتُهُ صَرَخنَ فِي وَجهِهِ
صفحه : 322
فَقَصّ عَلَيهِنّ القِصّةَ وَ طَلَعَ وَ أَخَذَ مِفتَاحَ القُبّةِ مِنَ الخَازِنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ شَهرِيَارَ القمُيّّ وَ قَعَدَ عَلَي عَادَتِهِ بقَيَِ ثَلَاثَةَ أَيّامِ ففَيِ اليَومِ الثّالِثِ أَقبَلَ رَجُلٌ وَ بَينَ كَتِفَيهِ مِخلَاةٌ كَهَيئَةِ المُشَاةِ إِلَي طَرِيقِ مَكّةَ فَحَلّهَا وَ أَخرَجَ مِنهَا ثِيَاباً لَبِسَهَا وَ دَخَلَ إِلَي القُبّةِ الشّرِيفَةِ وَ زَارَ وَ صَلّي وَ دَفَعَ إلِيَّ دِينَاراً وَ قَالَ ائتِ بِطَعَامٍ نَتَغَدّي فَمَضَي القَيّمُ أَبُو البَقَاءِ وَ أَتَي بِخُبُزٍ وَ لَبَنٍ وَ تَمرٍ فَقَالَ لَهُ مَا يُوَافِقُ لِي هَذَا وَ لَكِن امضِ بِهِ إِلَي أَولَادِكَ يَأكُلُونَهُ وَ خُذ هَذَا الدّينَارَ الآخَرَ وَ اشتَرِ لَنَا بِهِ دَجَاجاً وَ خُبُزاً فَأَخَذتُ لَهُ بِذَلِكَ فَلَمّا كَانَ وَقتُ صَلَاةِ الظّهرِ صَلّي الظّهرَينِ وَ أَتَي إِلَي دَارِهِ وَ الرّجُلُ مَعَهُ فَأَحضَرَ الطّعَامَ وَ أَكَلَا وَ غَسَلَ الرّجُلُ يَدَيهِ وَ قَالَ لِي ائتنِيِ بِأَوزَانِ الذّهَبِ فَطَلَعَ القَيّمُ أَبُو البَقَاءِ إِلَي زَيدِ بنِ وَاقِصَةَ وَ هُوَ صَائِغٌ عَلَي بَابِ دَارِ التقّيِّ بنِ أُسَامَةَ العلَوَيِّ النّسّابَةِ فَأَخَذَ مِنهُ الصّينِيّةَ وَ فِيهَا أَوزَانُ الذّهَبِ وَ أَوزَانُ الفِضّةِ فَجَمَعَ الرّجُلُ جَمِيعَ الأَوزَانِ فَوَضَعَهَا فِي الكِفّةِ حَتّي الشّعِيرَ وَ الأَرُزّ وَ حَبّةَ الشّبَهِ وَ أَخرَجَ كِيساً مَملُوءاً ذَهَباً وَ تَرَكَ مِنهُ بِحِذَاءِ الأَوزَانِ وَ صَبّهُ فِي حَجرِ القَيّمِ وَ نَهَضَ وَ شَدّ مَا تَخَلّفَ مَعَهُ وَ مَدّ مَدَاسَهُ فَقَالَ لَهُ القَيّمُ يَا سيَدّيِ مَا أَصنَعُ بِهَذَا قَالَ لَهُ هُوَ لَكَ ألّذِي قَالَ لَكَ ارجِع إِلَي حَيثُ كُنتَ قَالَ لِي أَعطِهِ حِذَاءَ الأَوزَانِ وَ لَو جِئتَ بِأَكثَرَ مِن هَذِهِ الأَوزَانِ لَأَعطَيتُكَ فَوَقَعَ القَيّمُ مَغشِيّاً عَلَيهِ وَ مَضَي الرّجُلُ فَزَوّجَ القَيّمُ بَنَاتِهِ وَ عَمَرَ دَارَهُ وَ حَسُنَت حَالُهُ
صفحه : 323
9- وَ فِي سَنَةِ خَمسٍ وَ سَبعِينَ وَ خَممسِمِائَةٍ كَانَ الأَمِيرُ مُجَاهِدُ الدّينِ سُنقُرُ الأَمنِ يَقطَعُ الكُوفَةَ وَ قَد وَقَعَ بَينَهُ وَ بَينَ بنَيِ خَفَاجَةَ فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنهُم يأَتيِ إِلَي المَشهَدِ وَ لَا غَيرِهِ إِلّا وَ لَهُ طَلِيعَةٌ فَأَتَي فَارِسَانِ فَدَخَلَ أَحَدُهُمَا وَ بقَيَِ الآخَرُ طَلِيعَةً فَخَرَجَ سُنقُرُ مِن مَطلَعِ الرهّيَميِّ وَ أَتَي مَعَ السّورِ فَلَمّا بَصُرَ بِهِ الفَارِسُ نَادَي بِصَاحِبِهِ جَاءَتِ العَجَمُ وَ تَحتَهُ سَابِقٌ مِنَ الخَيلِ فَأَفلَتَ وَ مَنَعُوا الآخَرَ أَن يَخرُجَ مِنَ البَابِ وَ اقتَحَمُوا وَرَاءَهُ فَدَخَلَ رَاكِباً ثُمّ نَزَلَ عَن فَرَسِهِ قُدّامَ بَابِ السّلَامِ الكَبِيرِ البرَاّنيِ فَمَضَتِ الفَرَسُ فَدَخَلَت فِي بَابِ ابنِ عَبدِ الحَمِيدِ النّقِيبِ بنِ أُسَامَةَ وَ دَخَلَ البدَوَيِّ وَ وَقَفَ عَلَي الضّرِيحِ الشّرِيفِ فَقَالَ سُنقُرُ ايتوُنيِ بِهِ فَجَاءَتِ المَمَالِيكُ يَجذِبُونَهُ مِنَ الضّرِيحِ الشّرِيفِ وَ قَد لَزِمَ البدَوَيِّ بِرُمّانَةِ الضّرِيحِ وَ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَنَا عرَبَيِّ وَ أَنتَ عرَبَيِّ وَ عَادَةُ العَرَبِ الدّخُولُ وَ قَد دَخَلتُ عَلَيكَ يَا أَبَا الحَسَنِ دَخِيلُكَ دَخِيلُكَ وَ هُم يَفُكّونَ أَصَابِعَهُ عَنِ الرّمّانَةِ الفِضّةِ وَ هُوَ ينُاَديِ وَ يَقُولُ لَا تَخفِر ذِمَامَكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَأَخَذُوهُ وَ مَضَوا بِهِ فَأَرَادَ أَن يَقتُلَهُ فَقَطَعَ عَلَي نَفسِهِ ماِئتَيَ دِينَارٍ وَ حِصَانٍ مِنَ الخَيلِ الذّكُورِ فَكَفَلَهُ ابنُ بَطنِ الحَقّ عَلَي ذَلِكَ وَ مَضَي ابنُ بَطنِ الحَقّ يأَتيِ بِالفَرَسِ وَ المَالِ فَلَمّا كَانَ اللّيلُ وَ أَنَا نَائِمٌ مَعَ واَلدِيِ
صفحه : 324
مُحَمّدِ بنِ طَحّالٍ بِالحَضرَةِ الشّرِيفَةِ وَ إِذَا بِالبَابِ تُطرَقُ فَنَهَضَ واَلدِيِ وَ فَتَحَ البَابَ وَ إِذَا أَبُو البَقَاءِ بنُ الشيّرجَيِّ السوّراَويِّ مَعَهُ البدَوَيِّ وَ عَلَيهِ جُبّةٌ حَمرَاءُ وَ عِمَامَةٌ زَرقَاءُ وَ مَملُوكٌ عَلَي رَأسِهِ مِنشَفَةٌ مُكَوّرَةٌ يَحمِلُهَا فَدَخَلُوا القُبّةَ الشّرِيفَةَ حِينَ فُتِحَت وَ وَقَفُوا قُدّامَ الشّبّاكِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَبدُكَ سُنقُرُ يُسَلّمُ عَلَيكَ وَ يَقُولُ لَكَ إِلَي اللّهِ وَ إِلَيكَ المَعذِرَةُ وَ التّوبَةُ وَ هَذَا دَخِيلُكَ وَ هَذَا كَفّارَةُ مَا صَنَعتُ فَقَالَ لَهُ واَلدِيِ مَا سَبَبُ هَذَا قَالَ إِنّهُ رَأَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ بِيَدِهِ حَربَةٌ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ وَ اللّهِ لَئِن لَم تُخلِ سَبِيلَ دخَيِليِ لَأَنتَزِعَنّ نَفسَكَ عَلَي هَذِهِ الحَربَةِ وَ قَد خَلَعَ عَلَيهِ وَ أَرسَلَهُ وَ مَعَهُ خَمسَةَ عَشَرَ رِطلًا فِضّةً بعِيَنيِ رَأَيتُهَا وَ هيَِ سُرُوجٌ وَ كِيزَانٌ وَ رُءُوسُ أَعلَامٍ وَ صَفَائِحُ فِضّةٍ فَعَمِلتُ ثَلَاثَ طَاسَاتٍ عَلَي الضّرِيحِ الشّرِيفِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَي مُشَرّفِهِ وَ مَا زَالَت إِلَي أَن سُكّت[سُبِكَت] فِي هَذِهِ الحِليَةِ التّيِ عَلَيهِ الآنَ وَ أَمّا البدَوَيِّ ابنُ بَطنِ الحَقّ فَرَأَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ فِي البَرّيّةِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ ارجِع إِلَي سُنقُرَ فَقَد خَلّي سَبِيلَ البدَوَيِّ ألّذِي كَانَ قَد أَخَذَهُ فَرَجَعَ إِلَي المَشهَدِ وَ اجتَمَعَ بِالأَسِيرِ المُطلَقِ هَذَا رَأَيتُهُ سَنَةَ خَمسٍ وَ سَبعِينَ وَ خَمسِمِائَةٍ
10- قَالَ وَ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وَ ثَمَانِينَ وَ خَمسِمِائَةِ فِي شَهرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ كَانُوا يَأتُونَ مَشَايِخَ زَيدِيّةً مِنَ الكُوفَةِ كُلّ لَيلَةٍ يَزُورُونَ الإِمَامَ ع وَ كَانَ فِيهِم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبّاسٌ الأَمعَصُ قَالَ ابنُ طَحّالٍ وَ كَانَت نَوبَةُ الخِدمَةِ تِلكَ اللّيلَةَ عَلَيّ فَجَاءُوا عَلَي العَادَةِ وَ طَرَقُوا البَابَ فَفَتَحتُهُ لَهُم وَ فَتَحتُ بَابَ القُبّةِ الشّرِيفَةِ وَ بِيَدِ عَبّاسٍ سَيفٌ فَقَالَ لِي أَينَ أَطرَحُ هَذَا السّيفَ فَقُلتُ اطرَحهُ فِي
صفحه : 325
هَذِهِ الزّاوِيَةِ وَ كَانَ شرَيِكيِ فِي الخِدمَةِ شَيخٌ كَبِيرٌ يُقَالُ لَهُ بَقَاءُ بنُ عُنقُودٍ فَوَضَعَهُ وَ دَخَلتُ فَأَشعَلتُ لَهُم شَمعَةً وَ حَرّكتُ القَنَادِيلَ وَ زَارُوا وَ صَلّوا وَ طَلَعُوا وَ طَلَبَ العَبّاسَ السّيفَ فَلَم يَجِدهُ فسَأَلَنَيِ عَنهُ فَقُلتُ لَهُ مَكَانَهُ فَقَالَ مَا هُوَ هَاهُنَا فَطَلَبَهُ فَمَا وَجَدَهُ وَ عَادَتُنَا أَن لَا نخُلَيَّ أَحَداً يَنَامُ بِالحَضرَةِ سِوَي أَصحَابِ النّوبَةِ فَلَمّا يَئِسَ مِنهُ دَخَلَ وَ قَعَدَ عِندَ الرّأسِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا وَلِيّكَ عَبّاسٌ وَ اليَومَ لِي خَمسُونَ سَنَةً أَزُورُكَ فِي كُلّ لَيلَةٍ فِي رَجَبٍ وَ شَعبَانَ وَ رَمَضَانَ وَ السّيفُ ألّذِي معَيِ عَارِيّةٌ وَ حَقّكَ إِن لَم تَرُدّهُ عَلَيّ مَا رَجَعتُ زُرتُكَ أَبَداً وَ هَذَا فِرَاقُ بيَنيِ وَ بَينِكَ وَ مَضَي فَأَصبَحتُ فَأَخبَرتُ السّيّدَ النّقِيبَ السّعِيدَ شَمسَ الدّينِ عَلِيّ بنَ المُختَارِ فَضَجِرَ عَلِيّ وَ قَالَ أَ لَم أَنهَكُم أَن يَنَامَ أَحَدٌ بِالمَشهَدِ سِوَاكُم فَأَحضَرتُ المُخَتّمَةَ[الخَتمَةَ]الشّرِيفَةَ وَ أَقسَمتُ بِهَا أنَنّيِ فَتّشتُ المَوَاضِعَ وَ قَلَبتُ الحُصُرَ وَ مَا تَرَكتُ أَحَداً عِندَنَا فَوَجَدَ مِن ذَلِكَ أَمراً عَظِيماً وَ صَعُبَ عَلَيهِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ إِذَا أَصوَاتُهُم بِالتّكبِيرِ وَ التّهلِيلِ فَقُمتُ فَفَتَحتُ لَهُم عَلَي جاَريِ عاَدتَيِ وَ إِذَا العَبّاسُ الأَمعَصُ وَ السّيفُ مَعَهُ فَقَالَ يَا حَسَنُ هَذَا السّيفَ فَالزَمهُ فَقُلتُ أخَبرِنيِ خَبَرَهُ قَالَ رَأَيتُ مَولَانَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي منَاَميِ وَ قَد أَتَي إلِيَّ وَ قَالَ يَا عَبّاسُ لَا تَغضَب امضِ إِلَي دَارِ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ اصعَدِ الغُرفَةَ التّيِ فِيهَا التّبنُ وَ بحِيَاَتيِ عَلَيكَ لَا تَفضَحهُ وَ لَا تُعلِم بِهِ أَحَداً فَمَضَيتُ إِلَي النّقِيبِ شَمسِ الدّينِ فَأَعلَمتُهُ بِذَلِكَ فَطَلَعَ فِي السّحَرِ إِلَي الحَضرَةِ وَ أَخَذَ السّيفَ مِنهُ وَ حَلّي لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَا أُعطِيكَ السّيفَ حَتّي تعُلمِنَيِ مَن كَانَ أَخَذَهُ فَقَالَ لَهُ عَبّاسٌ يَا سيَدّيِ يَقُولُ لِي جَدّكَ بحِيَاَتيِ عَلَيكَ لَا تَفضَحهُ وَ لَا تُعلِم بِهِ أَحَداً وَ أُخبِرُكَ وَ لَم يُعلِمهُ وَ مَاتَ وَ لَم يُعلِم أَحَداً مَنِ الآخِذُ السّيفَ وَ هَذِهِ الحِكَايَةُ أَخبَرَنَا بِمَعنَاهَا المَذكُورِ القاَضيِ العَالِمُ الفَاضِلُ المُدَرّسُ عَفِيفُ الدّينِ رَبِيعُ بنُ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَنِ القاَضيِ الزّاهِدِ
صفحه : 326
عَلِيّ بنِ بُدّا الهمَداَنيِّ عَن عَبّاسٍ المَذكُورِ يَومَ الثّلَاثَاءِ خَامِسَ عَشَرَ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَمَانِينَ وَ سِتّمِائَةٍ
11- قَالَ وَ فِي سَنَةِ سَبعٍ وَ ثَمَانِينَ وَ خَمسِمِائَةٍ كَانَت نوَبتَيِ أَنَا وَ شَيخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو الغَنَائِمِ بنُ كَدُونَا وَ قَد أُغلِقَتِ الحَضرَةُ الشّرِيفَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَي صَاحِبِهَا فَإِذَا وَقَعَ فِي مسَاَمعِيِ صَوتُ أَحَدِ أَبوَابِ القُبّةِ فَارتَعتُ لِذَلِكَ وَ قُمتُ فَفَتَحتُ البَابَ الأُولَي وَ دَخَلتُ إِلَي بَابِ الوَدَاعِ فَلَمَستُ الأَقفَالَ فَوَجَدتُهَا عَلَي مَا هيَِ عَلَيهِ وَ الإِغلَاقَ وَ مَشَيتُ إِلَي الأَبوَابِ أَجمَعَ فَوَجَدتُهَا بِحَالِهَا وَ كُنتُ أَقُولُ وَ اللّهِ لَو وَجَدتُ أَحَداً لَلَزِمتُهُ فَلَمّا رَجَعتُ طَالِعاً وَصَلتُ إِلَي الشّبّاكِ الشّرِيفِ وَ إِذَا بِرَجُلٍ عَلَي ظَهرِ الضّرِيحِ أُحَقّقُهُ فِي ضَوءِ القَنَادِيلِ فَحِينَ رَأَيتُهُ أخَذَتَنيِ القَعقَعَةُ وَ الرّعدَةُ العَظِيمَةُ وَ رَبَا لسِاَنيِ فِي فمَيِ إِلَي أَن صَعِدَ إِلَي سَقفِ حلَقيِ فَلَزِمتُ بِكِلتَا يدَيَّ عَمُودَ الشّبّاكِ وَ أَلصَقتُ منَكبِيَِ الأَيمَنَ فِي رُكنِهِ وَ غَابَ وجَديِ عنَيّ سَاعَةً وَ إِذَا هَمهَمَةُ الرّجُلِ وَ مَشيُهُ عَلَي فَرشِ الصّحنِ بِالقُبّةِ وَ تَحرِيكُ الخَتمَةِ الشّرِيفَةِ بِالزّاوِيَةِ مِنَ القُبّةِ وَ بَعدَ سَاعَةٍ رُدّ روُعيِ وَ سَكَنَ مَا عنِديِ فَنَظَرتُ فَلَم أَرَهُ فَرَجَعتُ حَتّي أَطلَعَ
صفحه : 327
وَجَدتُ البَابَ المُقَابِلَ بَابَ الحَضرَةِ لِلنّسَاءِ قَد فُتِحَ مِنهُ مِقدَارُ شِبرٍ فَرَجَعتُ إِلَي بَابِ الوَدَاعِ فَفَتَحتُ الأَقفَالَ وَ الأَغلَاقَ وَ دَخَلتُ أَغلَقتُهُ مِن دَاخِلٍ فَهَذَا مَا رَأَيتُهُ وَ شَاهَدتُهُ
12- وَ قَالَ أَيضاً إِنّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ الكنَاَتيِنيِّ[الكتَاَتيِبيِّ]سَأَلَهُ رَجُلٌ أَن يَدفَعَ إِلَيهِ بِضَاعَةً فَلَمّا أَلَحّ عَلَيهِ أَخرَجَ سِتّينَ دِينَاراً وَ قَالَ لَهُ أَشهِد لِي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِذَلِكَ فَأَشهَدَهُ عَلَيهِ بِالقَبضِ وَ التّسلِيمِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَلَمّا قَبَضَ المَبلَغَ بقَيَِ ثَلَاثَ سِنِينَ مَا أَعطَاهُ شَيئاً وَ كَانَ بِالمَشهَدِ رَجُلٌ ذُو صَلَاحٍ يُقَالُ لَهُ مُفَرّجٌ فَرَأَي فِي المَنَامِ كَأَنّ ألّذِي قَبَضَ المَالَ قَد مَاتَ وَ قَد جَاءُوا بِهِ عَلَي العَادَةِ لِيُدخِلُوهُ الحَضرَةَ الشّرِيفَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَي صَاحِبِهَا فَلَمّا وَصَلُوا إِلَي البَابِ طَلَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَي العَتَبَةِ وَ قَالَ لَا يُدخَل هَذَا البِنَاءَ وَ لَا يصُلَيّ أَحَدٌ عَلَيهِ فَتَقَدّمَ وَلَدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ يَحيَي فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَلِيّكَ قَالَ صَدَقتَ وَ لَكِن أشَهدَنَيِ عَلَيهِ لأِبَيِ جَعفَرٍ الكنَاَتيِنيِّ بِمَالٍ مَا أَوصَلَهُ إِلَيهِ فَلَمّا أَصبَحَ مُفَرّجٌ فَأَخبَرَنَا بِذَلِكَ فَدَعَونَا أَبَا جَعفَرٍ وَ قُلنَا لَهُ أَيّ شَيءٍ لَكَ عِندَ فُلَانٍ قَالَ مَا لِيَ عِندَهُ شَيءٌ فَقُلنَا لَهُ وَيحَكَ شَاهِدُكَ إِمَامٌ قَالَ وَ مَن شاَهدِيِ فَقُلنَا لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَوَقَعَ عَلَي وَجهِهِ يبَكيِ فَأَرسَلنَا إِلَي الرّجُلِ ألّذِي قَبَضَ المَالَ فَقُلنَا لَهُ أَنتَ هُنَالِكَ فَأَخبَرنَاهُ بِالمَنَامِ فَبَكَي وَ مَضَي
صفحه : 328
فَأَحضَرَ أَربَعِينَ دِينَاراً فَسَلّمَهَا إِلَي أَبِي جَعفَرٍ وَ أَعطَاهُ الباَقيَِ
13- وَ حَكَي عَلِيّ بنُ مُظَفّرٍ النّجّارُ قَالَ كَانَ لِي حِصّةٌ فِي ضَيعَةٍ فَقُبِضَت غَصباً فَدَخَلتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع شَاكِياً وَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِن رُدّ هَذِهِ الحِصّةُ عَلَيّ عَمِلتُ هَذَا المَجلِسَ مِن ماَليِ فَرُدّتِ الحِصّةُ عَلَيهِ فَغَفَلَ مُدّةً فَرَأَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ فِي زَاوِيَةِ القُبّةِ وَ قَد قَبَضَ عَلَي يَدِهِ وَ طَلَعَ حَتّي وَقَفَ عَلَي بَابِ الوَدَاعِ البرَاّنيِّ وَ أَشَارَ إِلَي المَجلِسِ وَ قَالَ يَا عَلِيّيُوفُونَ بِالنّذرِ فَقَالَ لَهُ حُبّاً وَ كَرَامَةً يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ أَصبَحَ اشتَغَلَ فِي عَمَلِهِ
14-سَمِعتُ بَعضَ مَن أَثِقُ بِهِ يحَكيِ بَعضَ الفُقَهَاءِ عَنِ القاَضيِ ابنِ بُدّا الهمَداَنيِّ وَ كَانَ زَيدِيّاً صَالِحاً مُتَعَبّداً توُفُيَّ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ وَ سِتّمِائَةٍ وَ دُفِنَ بِالسّهلَةِ قَالَكُنتُ فِي الجَامِعِ بِالكُوفَةِ وَ كَانَت لَيلَةً مَطِيرَةً فَدَقّ بَابَ مُسلِمٍ جَمَاعَةٌ فَذَكَرَ بَعضُهُم أَنّ مَعَهُم جِنَازَةً فَأَدخَلُوهَا وَ جَعَلُوهَا عَلَي الصّفّةِ التّيِ تُجَاهَ بَابِ مُسلِمِ بنِ عَقِيلٍ ثُمّ إِنّ أَحَدَهُم نَعَسَ فَرَأَي فِي مَنَامِهِ كَأَنّ قَائِلًا يَقُولُ لِآخَرَ مَا نُبصِرُهُ حَتّي نُبصِرَ هَل لَنَا مَعَهُ حِسَابٌ أَم لَا فَكَشَفُوا عَن وَجهِهِ وَ قَالَ بَلَي لَنَا مَعَهُ حِسَابٌ وَ ينَبغَيِ أَن نَأخُذَهُ مِنهُ مُعَجّلًا قَبلَ أَن يَتَعَدّي الرّصَافَةَ فَمَا يَبقَي
صفحه : 329
لَنَا مَعَهُ طَرِيقٌ فَانتَبَهتُ وَ حَكَيتُ لَهُمُ المَنَامَ وَ قُلتُ لَهُم خُذُوهُ مُعَجّلًا فَأَخَذُوهُ وَ مَضَوا فِي الحَالِ
بيان قال الفيروزآبادي المداس كسحاب ألذي يلبس في الرجل و قال السك تضبيب الباب بالحديد و قال القعقعة صريف الأسنان لشدة وقعها قوله وربا لساني أي ارتفع
15- حة،[فرحة الغري]إِسمَاعِيلُ بنُ أَبَانٍ عَن عَتّابِ بنِ كَرِيمٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ قَالَ حَضَرَ صَاحِبُ شُرطَةِ الحَجّاجِ حَفِيرَةً فِي الرّحبَةِ فَاستَخرَجَ شَيخاً أَبيَضَ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ فَكَتَبَ إِلَي الحَجّاجِ أنَيّ حَفَرتُ وَ استَخرَجتُ شَيخاً أَبيَضَ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَكَتَبَ إِلَيهِ الحَجّاجُ كَذَبتَ أَعِدِ الرّجُلَ مِن حَيثُ استَخرَجتَ فَإِنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ حَمَلَ أَبَاهُ مِن حَيثُ خَرَجَ إِلَي المَدِينَةِ
16-حة،[فرحة الغري]نَجِيبُ الدّينِ يَحيَي بنُ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُهرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ شَهرَآشُوبَ عَن جَدّهِ عَنِ الشّيخِ عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَائِشَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَازِمٍ قَالَخَرَجنَا يَوماً مَعَ الرّشِيدِ مِنَ الكُوفَةِ نَتَصَيّدُ فَصِرنَا إِلَي نَاحِيَةِ الغَرِيّينِ وَ الثّوَيّةِ فَرَأَينَا ظِبَاءً فَأَرسَلنَا عَلَيهَا الصّقُورَةَ وَ الكِلَابَ فَحَاوَلتُهَا سَاعَةً ثُمّ لَجَأَتِ الظّبَاءُ إِلَي أَكَمَةٍ فَسَقَطَت عَلَيهَا فَسَقَطَتِ الصّقُورَةُ
صفحه : 330
نَاحِيَةً وَ رَجَعَتِ الكِلَابُ فَتَعَجّبَ الرّشِيدُ مِن ذَلِكَ ثُمّ إِنّ الظّبَاءَ هَبَطَت مِنَ الأَكَمَةِ فَسَقَطَ الصّقُورَةُ وَ الكِلَابُ فَرَجَعَتِ الظّبَاءُ إِلَي الأَكَمَةِ فَتَرَاجَعَت عَنهَا الكِلَابُ وَ الصّقُورَةُ فَفَعَلَت ذَلِكَ ثَلَاثاً فَقَالَ هَارُونُ اركُضُوا فَمَن لَقِيتُمُوهُ ائتوُنيِ بِهِ فَأَتَينَاهُ بِشَيخٍ مِن بنَيِ أَسَدٍ فَقَالَ هَارُونُ مَا هَذِهِ الأَكَمَةُ قَالَ إِن جَعَلتَ لِيَ الأَمَانَ أَخبَرتُكَ قَالَ لَكَ عَهدُ اللّهِ وَ مِيثَاقُهُ أَن لَا أُهَيّجَكَ وَ لَا أُوذِيَكَ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ أَنّهُم كَانُوا يَقُولُونَ هَذِهِ الأَكَمَةُ قَبرُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع جَعَلَهُ اللّهُ حَرَماً لَا يأَويِ إِلَيهِ أَحَدٌ إِلّا أَمِنَ فَنَزَلَ هَارُونُ وَ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضّأَ وَ صَلّي عِندَ الأَكَمَةِ وَ تَمَرّغَ عَلَيهَا وَ جَعَلَ يبَكيِ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ عَائِشَةَ فَكَانَ قلَبيِ لَم يَقبَل ذَلِكَ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ذَلِكَ حَجَجتُ إِلَي مَكّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا ياسر[يَاسِراً]جَمّالَ الرّشِيدِ وَ كَانَ يَجلِسُ مَعَنَا إِذَا طُفنَا فَجَرَي الحَدِيثُ إِلَي أَن قَالَ قَالَ لِيَ الرّشِيدُ لَيلَةً مِنَ الليّاَليِ وَ قَد قَدِمنَا مِن مَكّةَ فَنَزَلَ الكُوفَةَ فَقَالَ يَا يَاسِرُ قُل لِعِيسَي بنِ جَعفَرٍ فَليَركَب فَرَكِبَا جَمِيعاً وَ رَكِبتُ مَعَهُمَا حَتّي إِذَا صِرنَا إِلَي الغَرِيّينِ فَأَمّا عِيسَي فَأَطرَحَ نَفسَهُ فَنَامَ وَ أَمّا الرّشِيدُ فَجَاءَ إِلَي أَكَمَةٍ فَصَلّي عِندَهَا فَلَمّا صَلّي رَكعَتَينِ دَعَا وَ بَكَي وَ تَمَرّغَ عَلَي الأَكَمَةِ ثُمّ يَقُولُ يَا ابنَ عَمّ أَنَا وَ اللّهِ أَعرِفُ فَضلَكَ وَ سَابِقَتَكَ وَ بِكَ وَ اللّهِ جَلَستُ مجَلسِيَِ ألّذِي أَنَا بِهِ وَ أَنتَ وَ أَنتَ وَ لَكِن وُلدُكَ يؤُذوُننَيِ وَ يَخرُجُونَ عَلَيّ ثُمّ يَقُومُ فيَصُلَيّ ثُمّ يُعِيدُ هَذَا الكَلَامَ وَ يَدعُو وَ يبَكيِ حَتّي إِذَا كَانَ وَقتُ السّحَرِ قَالَ يَا يَاسِرُ أَقِم عِيسَي فَأَقَمتُهُ
صفحه : 331
فَقَالَ يَا عِيسَي قُم صَلّ قَبرَ ابنِ عَمّكَ قَالَ لَهُ أَيّ عمُوُمتَيِ هَذَا قَالَ هَذَا قَبرُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَتَوَضّأَ عِيسَي وَ قَامَ يصُلَيّ فَلَم يَزَالَا كَذَلِكَ حَتّي الفَجرِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَدرَكَكَ الصّبحُ فَرَكِبنَا وَ رَجَعنَا إِلَي الكُوفَةِ
شا،[الإرشاد] محمد بن زكريا مثله
17-حة،[فرحة الغري]أَقُولُ وَ ذَكَرَ صفَيِّ الدّينِ مُحَمّدُ بنُ مَعدٍ رَحِمَهُ اللّهُ نَحوَ هَذَا المَتنِ فِي رِوَايَةٍ رَآهَا فِي بَعضِ الكُتُبِ الحَدِيثِيّةِ القَدِيمَةِ وَ أَسنَدَهُ بِمَا صُورَتُهُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ سَهلٍ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ العَزِيزِ بنُ يَحيَي قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ دِينَارٍ العتُبيِّ قَالَ حَدّثَنَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَائِشَةَ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ حَازِمِ بنِ خُزَيمَةَ قَالَخَرَجنَا مَعَ الرّشِيدِ مِنَ الكُوفَةِ نَتَصَيّدُ فَصِرنَا إِلَي نَاحِيَةِ الغَرِيّينِ وَ الثّوَيّةِ وَ ذَكَرَ نَحوَ المَتنِ فَلَمّا وَصَلَ إِلَي آخِرِهِ زَادَ فِيهِ بَعدَ قَولِهِ وَ رَجَعنَا إِلَي الكُوفَةِ ثُمّ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ خَرَجَ إِلَي الرّقّةِ وَ أَنَا مَعَهُ فَقَالَ لِي ذَاتَ لَيلَةٍ وَ نَحنُ بِالرّقّةِ وَ ذَلِكَ بَعدَ سَنَةٍ فَقَالَ لِي يَا يَاسِرُ تَذكُرُ لَيلَةَ الغَرِيّينِ قُلتُ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَ تدَريِ قَبرُ مَن ذَاكَ قُلتُ لَا قَالَ قَبرُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَفعَلُ هَذَا بِقَبرِهِ وَ تَحبِسُ أَولَادَهُ فَقَالَ وَيلَكَ إِنّهُم يؤُذوُننَيِ وَ يحُوجِوُننَيِ إِلَي مَا أَفعَلُ بِهِم انظُر إِلَي مَن فِي الحَبسِ مِنهُم فَأَحصَينَا مَن فِي الحَبسِ مِنهُم بِبَغدَادَ وَ الرّقّةِ فَكَانُوا مِقدَارَ خَمسِينَ رَجُلًا فَقَالَ ادفَع إِلَي كُلّ رَجُلٍ مِنهُم أَلفَ دِرهَمٍ وَ ثَلَاثَةَ أَثوَابٍ وَ أَطلِق جَمِيعَ مَن فِي الحَبسِ مِنهُم قَالَ يَاسِرٌ فَفَعَلتُ ذَلِكَ فَمَا لِي
صفحه : 332
عِندَ اللّهِ حَسَنَةٌ أَكثَرُ مِنهَا فَقَالَ ابنُ عَائِشَةَ فَصَدّقَ عنِديِ حَدِيثَ يَاسِرٍ مَا حدَثّنَيِ بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ حَازِمٍ
18-حة،[فرحة الغري]ذَكَرَ اِبرَاهِيمُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَكرُوسٍ الديّنوَرَيِّ فِي كِتَابِ نِهَايَةِ الطّلَبِ وَ غَايَةِ السّؤَالِ فِي مَنَاقِبِ آلِ الرّسُولِ وَ قَدِ اختَلَفَ الرّوَايَاتُ فِي قَبرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الصّحِيحُ أَنّهُ مَدفُونٌ فِي المَوضِعِ الشّرِيفِ ألّذِي عَلَي النّجَفِ الآنَ وَ يُقصَدُ وَ يُزَارُ وَ مَا ظَهَرَ لِذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ وَ الآثَارِ وَ الكَرَامَاتِ فَأَكثَرُ مِن أَن تُحصَي وَ قَد أَجمَعَ النّاسُ عَلَيهِ عَلَي اختِلَافِ مَذَاهِبِهِم وَ تَبَايُنِ أَقوَالِهِم وَ لَقَد كُنتُ فِي النّجَفِ لَيلَةَ الأَربِعَاءِ ثَالِثَ عَشَرَ ذيِ الحِجّةِ سَنَةَ سَبعٍ وَ تِسعِينَ وَ خَمسِمِائَةٍ وَ نَحنُ مُتَوَجّهُونَ نَحوَ الكُوفَةِ بَعدَ أَن فَارَقنَا الحَاجّ بِأَرضِ النّجَفِ وَ كَانَت لَيلَةً مُصحِيَةً كَالنّهَارِ وَ كَانَ مِنَ الوَقتِ ثُلُثُ اللّيلِ فَظَهَرَ نُورٌ دَخَلَ القَبرَ فِي ضِمنِهِ وَ لَم يَبقَ لَهُ الأَثَرُ وَ كَانَ يَسِيرُ إِلَي جاَنبِيِ بَعضُ الأَجنَادِ وَ شَاهَدَ ذَلِكَ أَيضاً فَتَأَمّلتُ سَبَبَ ذَلِكَ وَ إِذَا عَلَي قَبرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَمُودٌ مِن نُورٍ يَكُونُ عَرضُهُ فِي رأَيِ العَينِ نَحوَ الذّرَاعِ وَ طُولُهُ حُدُودَ عِشرِينَ ذِرَاعاً وَ قَد نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ وَ بقَيَِ عَلَي ذَلِكَ حُدُودَ سَاعَتَينِ مَا زَالَ يَتَلَاشَي عَلَي القُبّةِ حَتّي اختَفَي عنَيّ وَ عَادَ نُورُ القَمَرِ عَلَي مَا كَانَ عَلَيهِ وَ كَلّمتُ الجنُديِّ ألّذِي كَانَ إِلَي جاَنبِيِ فَوَجَدتُهُ قَد ثَقُلَ لِسَانُهُ وَ ارتَعَشَ فَلَم أَزَل بِهِ حَتّي عَادَ لِمَا كَانَ عَلَيهِ وَ أخَبرَنَيِ أَنّهُ شَاهَدَ مِثلَ ذَلِكَ قَالَ جَامِعُ الكِتَابِ أَدَامَ اللّهُ أَيّامَهُ هَذَا بَابٌ مُتّسَعٌ لَو ذَهَبنَا إِلَي جَمِيعِ مَا قِيلَ فِيهِ لَضَاقَ عَنهُ الوَقتُ وَ لَظَهَرَ العَجزُ عَنِ الحَصرِ فَلَيسَ ذَلِكَ بِمَوقُوفٍ عَلَي أَحَدٍ دُونَ الآخَرِ فَإِنّ هَذِهِ الأَشيَاءَ الخَارِقَةَ لَم تَزَل تَظهَرُ هُنَالِكَ مَعَ طُولِ الزّمَانِ وَ مَن
صفحه : 333
تَدَبّرَ ذَلِكَ وَجَدَهُ مُشَاهَدَةً وَ أَخبَاراً وَ مَن أَحَقّ بِذَلِكَ مِنهُ ع وَ أَولَي وَ هُوَ ألّذِي اشتَرَي الآخِرَةَ بِطَلَاقِ الأُولَي وَ فِيمَا أَظهَرَنَا اللّهُ عَلَيهِ مِن خَصَائِصِهِ كِفَايَةٌ لِمَن كَانَ لَهُ نَظَرٌ وَ دِرَايَةٌ وَ اللّهُ المُوَفّقُ لِمَن كَانَ لَهُ قَلبٌ وَ أَرَادَ الهِدَايَةَ آخِرَ كَلَامِهِ حَرفاً حَرفاً
19- يَقُولُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُحَمّدِ بنِ العتَاَئقِيِّ عَفَا اللّهُ عَنهُ وَ أَنَا كُنتُ جَالِساً فِي حُسنِ الأَدَبِ مُقَابِلَ بَابِ الحَضرَةِ المُقَدّسَةِ فَجَاءَ رَجُلَانِ يُرِيدُ أَحَدُهُمَا يُحَلّفُ الآخَرَ بَابَ الحَضرَةِ الشّرِيفَةِ فَقَالَ لَهُ وَ السّاعَةَ لَا بُدّ لَكَ أَن تحُلَفّنَيِ وَ أَنتَ تَعلَمُ أنَيّ مَظلُومٌ وَ أَنّكَ لَيسَ لَكَ قبِلَيِ شَيءٌ وَ أَنّكَ تَفعَلُ ذَلِكَ بيِ عِنَاداً قَالَ لَهُ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ فَقَالَ أللّهُمّ بِحَقّ صَاحِبِ هَذَا الضّرِيحِ مَن كَانَ المعُتدَيَِ عَلَي الآخَرِ مِنّا يُغمَي وَ يَمُوتُ فِي الحَالِ وَ حَلّفَهُ فَلَمّا فَرَغَ مِنَ اليَمِينِ غشُيَِ عَلَي ألّذِي حَلّفَهُ فَحُمِلَ إِلَي بَيتِهِ فَمَاتَ فِي الحَالِ
20- مِن كَشفِ اليَقِينِ لِلعَلّامَةِ كَانَ بِالحُلّةِ أَمِيرٌ فَخَرَجَ يَوماً إِلَي الصّحرَاءِ فَوَجَدَ عَلَي قُبّةِ مَشهَدِ الشّمسِ طَيراً فَأَرسَلَ عَلَيهِ صَقراً يَصطَادُهُ فَانهَزَمَ الطّيرُ عَنهُ فَتَبِعَهُ حَتّي وَقَعَ فِي دَارِ الفَقِيهِ ابنِ نُمَا وَ الصّقرُ يَتبَعُهُ حَتّي وَقَعَ عَلَيهِ فَتَشَجّت رِجلَاهُ وَ جَنَاحَاهُ وَ عَطَلَ فَجَاءَ بَعضُ أَتبَاعِ الأَمِيرِ فَوَجَدَ الصّقرَ عَلَي تِلكَ الحَالِ فَأَخَذَهُ وَ أَخبَرَ مَولَاهُ بِذَلِكَ فَاستَعظَمَ هَذِهِ الحَالَ وَ عَرَفَ عُلُوّ مَنزِلَةِ المَشهَدِ وَ شَرَعَ فِي عِمَارَتِهِ
21-أَقُولُ وَجَدتُ فِي بَعضِ مُؤَلّفَاتِ أَصحَابِنَا أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ ذَاتَ يَومٍ
صفحه : 334
يصُلَيّ باِلغرَيِّ إِذ أَقبَلَ رَجُلَانِ مَعَهُمَا تَابُوتٌ عَلَي نَاقَةٍ فَحَطّا التّابُوتَ وَ أَقبَلَا إِلَيهِ فَسَلّمَا عَلَيهِ فَقَالَ مِن أَينَ أَقبَلتُمَا قَالَا مِنَ اليَمَنِ قَالَ وَ مَا هَذِهِ الجِنَازَةُ قَالَا كَانَ لَنَا أَبٌ شَيخٌ كَبِيرٌ فَلَمّا أَدرَكَتهُ الوَفَاةُ أَوصَي إِلَينَا أَن نَحمِلَهُ وَ نَدفِنَهُ فِي الغرَيِّ فَقُلنَا يَا أَبَانَا إِنّهُ مَوضِعٌ شَاسِعٌ بَعِيدٌ عَن بَلَدِنَا وَ مَا ألّذِي تُرِيدُ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنّهُ سَيُدفَنُ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدخُلُ فِي شَفَاعَتِهِ مِثلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ أَنَا وَ اللّهِ ذَلِكَ الرّجُلُ ثُمّ قَامَ فَصَلّي عَلَيهِ وَ دَفَنَاهُ وَ مَضَيَا مِن حَيثُ أَقبَلَا
22- وَ قَالَ حكُيَِ عَن زَيدٍ النّسّاجِ قَالَ كَانَ لِي جَارٌ وَ هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ عَلَيهِ آثَارُ النّسُكِ وَ الصّلَاحِ وَ كَانَ يَدخُلُ إِلَي بَيتِهِ وَ يَعتَزِلُ عَنِ النّاسِ وَ لَا يَخرُجُ إِلّا يَومَ الجُمُعَةِ قَالَ زَيدٌ النّسّاجُ فَمَضَيتُ يَومَ الجُمُعَةِ إِلَي زِيَارَةِ زَينِ العَابِدِينَ فَدَخَلتُ إِلَي مَشهَدِهِ وَ إِذَا أَنَا بِالشّيخِ ألّذِي هُوَ جاَريِ قَد أَخَذَ مِنَ البِئرِ مَاءً وَ هُوَ يُرِيدُ أَن يَغتَسِلَ غُسلَ الجُمُعَةِ وَ الزّيَارَةِ فَلَمّا نَزَعَ ثِيَابَهُ وَ إِذَا فِي ظَهرِهِ ضَربَةٌ عَظِيمَةٌ فَتحَتُهَا أَكثَرُ مِن شِبرٍ وَ هيَِ تَسِيلُ قَيحاً وَ مِدّةً فَاشمَأزّ قلَبيِ مِنهَا فَحَانَت مِنهُ التِفَاتَةٌ فرَآَنيِ فَخَجِلَ فَقَالَ لِي أَنتَ زَيدٌ النّسّاجُ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ لِي يَا بنُيَّ عاَونِيّ عَلَي غسُليِ فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ لَا أُعَاوِنُكَ حَتّي تخُبرِنَيِ بِقِصّةِ هَذِهِ الضّربَةِ التّيِ بَينَ كَتِفَيكَ وَ مِن كَفّ مَن خَرَجَت وَ أَيّ شَيءٍ كَانَ سَبَبَهَا فَقَالَ لِي يَا زَيدُ أُخبِرُكَ بِهَا بِشَرطِ أَن لَا تُحَدّثَ بِهَا أَحَداً مِنَ النّاسِ إِلّا بَعدَ موَتيِ فَقُلتُ لَكَ ذَلِكَ فَقَالَ عاَونِيّ عَلَي غسُليِ فَإِذَا لَبِستُ أطَماَريِ حَدّثتُكَ بقِصِتّيِ قَالَ زَيدٌ فَسَاعَدتُهُ فَاغتَسَلَ وَ لَبِسَ ثِيَابَهُ وَ جَلَسَ فِي الشّمسِ وَ جَلَستُ إِلَي جَانِبِهِ وَ قُلتُ لَهُ حدَثّنيِ يَرحَمُكَ اللّهُ فَقَالَ لِي
صفحه : 335
اعلَم أَنّا كُنّا عَشَرَةَ أَنفُسٍ قَد تَوَاخَينَا عَلَي البَاطِلِ وَ تَوَافَقنَا عَلَي قَطعِ الطّرِيقِ وَ ارتِكَابِ الآثَامِ وَ كَانَت بَينَنَا نَوبَةٌ نُدِيرُهَا فِي كُلّ لَيلَةٍ عَلَي وَاحِدٍ مِنّا لِيَصنَعَ لَنَا طَعَاماً نَفِيساً وَ خَمراً عَتِيقاً وَ غَيرَ ذَلِكَ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّاسِعَةُ وَ كُنّا قَد تَعَشّينَا عِندَ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِنَا وَ شَرِبنَا الخَمرَ ثُمّ تَفَرّقنَا وَ جِئتُ إِلَي منَزلِيِ وَ نِمتُ أيَقظَتَنيِ زوَجتَيِ وَ قَالَت لِي إِنّ اللّيلَةَ الآتِيَةَ نَوبَتُهَا عَلَيكَ وَ لَا عِندَنَا فِي البَيتِ حَبّةٌ مِنَ الحِنطَةِ قَالَ فَانتَبَهتُ وَ قَد طَارَ السّكرُ مِن رأَسيِ وَ قُلتُ كَيفَ أَعمَلُ وَ مَا الحِيلَةُ وَ إِلَي أَينَ أَتَوَجّهُ فَقَالَت لِي زوَجتَيِ اللّيلَةُ لَيلَةُ الجُمُعَةِ وَ لَا يَخلُو مَشهَدُ مَولَانَا عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِن زُوّارٍ يَأتُونَ إِلَيهِ يَزُورُونَهُ فَقُم وَ امضِ وَ اكمُن عَلَي الطّرِيقِ فَلَا بُدّ أَن تَرَي أَحَداً فَتَأخُذَ ثِيَابَهُ فَتَبِيعَهَا وَ تشَترَيَِ شَيئاً مِنَ الطّعَامِ لِتَتِمّ مُرُوءَتُكَ عِندَ أَصحَابِكَ وَ تُكَافِئَهُم عَلَي صَنِيعِهِم قَالَ فَقُمتُ وَ أَخَذتُ سيَفيِ وَ حجَفَتَيِ وَ مَضَيتُ مُبَادِراً وَ كَمَنتُ فِي الخَندَقِ ألّذِي فِي ظَهرِ الكُوفَةِ وَ كَانَت لَيلَةً مُظلِمَةً ذَاتَ رَعدٍ وَ بَرقٍ فَأَبرَقَت بَرقَةٌ فَإِذَا أَنَا بِشَخصَينِ مُقبِلَينِ مِن نَاحِيَةِ الكُوفَةِ فَلَمّا قَرُبَا منِيّ بَرَقَت بَرقَةٌ أُخرَي فَإِذَا هُمَا امرَأَتَانِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ فِي مِثلِ هَذِهِ السّاعَةِ أتَاَنيِ امرَأَتَانِ فَفَرِحتُ وَ وَثَبتُ إِلَيهِمَا وَ قُلتُ لَهُمَا انزِعَا الحلُيِّ ألّذِي عَلَيكُمَا سَرِيعاً فَطَرَحَاهُ فَأَبرَقَتِ السّمَاءُ بَرقَةً أُخرَي فَإِذَا إِحدَاهُمَا عَجُوزٌ وَ الأُخرَي شَابّةٌ مِن أَحسَنِ النّسَاءِ وَجهاً كَأَنّهَا ظَبيَةُ قَنّاصٍ أَو دُرّةُ غَوّاصٍ فَوَسوَسَ لِيَ الشّيطَانُ عَلَي أَن أَفعَلَ بِهَا القَبِيحَ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ مِثلُ هَذِهِ الشّابّةِ التّيِ لَا يُوجَدُ مِثلُهَا حَصَلَت عنِديِ فِي هَذَا المَوضِعِ وَ أُخَلّيهَا فَرَاوَدتُهَا عَن نَفسِهَا فَقَالَتِ العَجُوزُ يَا هَذَا أَنتَ فِي حِلّ مِمّا أَخَذتَهُ مِنّا مِنَ الثّيَابِ وَ الحلُيِّ فَخَلّنَا نمَضيِ إِلَي أَهلِنَا فَوَ اللّهِ إِنّهَا بِنتٌ يَتِيمَةٌ مِن أُمّهَا وَ أَبِيهَا وَ أَنَا خَالَتُهَا وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ القَابِلَةِ تُزَفّ إِلَي بَعلِهَا وَ إِنّهَا
صفحه : 336
قَالَت لِي يَا خَالَةُ إِنّ اللّيلَةَ القَابِلَةَ أُزَفّ إِلَي ابنِ عمَيّ وَ أَنَا وَ اللّهِ رَاغِبَةٌ فِي زِيَارَةِ سيَدّيِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ إنِيّ إِذَا مَضَيتُ عِندَ بعِليِ رُبّمَا لَا يَأذَنُ لِي بِزِيَارَتِهِ فَلَمّا كَانَت هَذِهِ اللّيلَةُ الجُمُعَةَ خَرَجتُ بِهَا لِأُزَوّرَهَا مَولَاهَا وَ سَيّدَهَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَبِاللّهِ عَلَيكَ لَا تَهتِك سِترَهَا وَ لَا تَفُضّ خَتمَهَا وَ لَا تَفضَحهَا بَينَ قَومِهَا فَقُلتُ لَهَا إِلَيكِ عنَيّ وَ ضَرَبتُهَا وَ جَعَلتُ أَدُورُ حَولَ الصّبِيّةِ وَ هيَِ تَلُوذُ بِالعَجُوزِ وَ هيَِ عُريَانَةٌ مَا عَلَيهَا غَيرُ السّروَالِ وَ هيَِ فِي تِلكَ الحَالِ تَعقِدُ تِكّتَهَا وَ تُوثِقُهَا عَقداً فَدَفَعتُ العَجُوزَ عَنِ الجَارِيَةِ وَ صَرَعتُهَا إِلَي الأَرضِ وَ جَلَستُ عَلَي صَدرِهَا وَ مَسَكتُ يَدَيهَا بِيَدٍ وَاحِدَةٍ وَ جَعَلتُ أُحِلّ عَقدَ التّكّةِ بِاليَدِ الأُخرَي وَ هيَِ تَضطَرِبُ تحَتيِ كَالسّمَكَةِ فِي يَدِ الصّيّادِ وَ هيَِ تَقُولُ المُستَغَاثُ بِكَ يَا اللّهُ المُستَغَاثُ بِكَ يَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ خلَصّنيِ مِن يَدِ هَذَا الظّالِمِ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا استَتَمّ كَلَامَهَا إِلّا وَ حَسِستُ حَافِرَ فَرَسٍ خلَفيِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ هَذَا فَارِسٌ وَاحِدٌ وَ أَنَا أَقوَي مِنهُ وَ كَانَت لِي قُوّةٌ زَائِدَةٌ وَ كُنتُ لَا أَهَابُ الرّجَالَ قَلِيلًا أَو كَثِيراً فَلَمّا دَنَا منِيّ فَإِذَا عَلَيهِ ثِيَابٌ بِيضٌ وَ تَحتَهُ فَرَسٌ أَشهَبُ تَفُوحُ مِنهُ رَائِحَةُ المِسكِ فَقَالَ لِي يَا وَيلَكَ خَلّ المَرأَةَ فَقُلتُ لَهُ اذهَب لِشَأنِكَ فَأَنتَ نَجَوتَ وَ تُرِيدُ تنُجيِ غَيرَكَ قَالَ فَغَضِبَ مِن قوَليِ وَ نقَفَنَيِ بِذُبَالِ سَيفِهِ بشِيَءٍ قَلِيلٍ فَوَقَعتُ مَغشِيّاً عَلَيّ لَا أدَريِ أَنَا فِي الأَرضِ أَو فِي غَيرِهَا وَ انعَقَدَ لسِاَنيِ وَ ذَهَبَت قوُتّيِ لكَنِيّ أَسمَعُ الصّوتَ وَ أعَيِ الكَلَامَ فَقَالَ لَهُمَا قُومَا البَسَا ثِيَابَكُمَا وَ خُذَا حُلِيّكُمَا وَ انصَرِفَا لِشَأنِكُمَا فَقَالَتِ العَجُوزُ فَمَن أَنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ وَ قَد مَنّ اللّهُ عَلَينَا بِكَ وَ إنِيّ أُرِيدُ مِنكَ أَن تُوصِلَنَا إِلَي زِيَارَةِ سَيّدِنَا وَ مَولَانَا عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَتَبَسّمَ فِي وُجُوهِهِمَا وَ قَالَ لَهُمَا أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ارجِعَا إِلَي أَهلِكُمَا فَقَد قَبِلتُ زِيَارَتَكُمَا
صفحه : 337
قَالَ فَقَامَتِ العَجُوزُ وَ الصّبِيّةُ وَ قَبّلَتَا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ انصَرَفَتَا فِي سُرُورٍ وَ عَافِيَةٍ قَالَ الرّجُلُ فَأَفَقتُ مِن غشَوتَيِ وَ انطَلَقَ لسِاَنيِ فَقُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ أَنَا تَائِبٌ إِلَي اللّهِ عَلَي يَدِكَ وَ إنِيّ لَا عُدتُ أَدخُلُ فِي مَعصِيَتِهِ أَبَداً فَقَالَ إِن تُبتَ تَابَ اللّهُ عَلَيكَ فَقُلتُ لَهُ تُبتُ وَ اللّهُ عَلَي مَا أَقُولُ شَهِيدٌ ثُمّ قُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ إِن ترَكَتنَيِ وَ فِيّ هَذِهِ الضّربَةُ هَلَكتُ بِلَا شَكّ قَالَ فَرَجَعَ إلِيَّ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ قَبضَةً مِن تُرَابٍ ثُمّ وَضَعَهَا عَلَي الضّربَةِ وَ مَسَحَ بِيَدِهِ الشّرِيفَةِ عَلَيهَا فَالتَحَمَت بِقُدرَةِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ زَيدٌ النّسّاجُ فَقُلتُ لَهُ كَيفَ التَحَمَت وَ هَذِهِ حَالُهَا فَقَالَ لِي وَ اللّهِ إِنّهَا كَانَت ضَربَةً مَهُولَةً أَعظَمَ مِمّا تَرَاهَا الآنَ وَ لَكِنّهَا بَقِيَت مَوعِظَةً لِمَن يَسمَعُ وَ يَرَي
توضيح القناص الصياد و قال الفيروزآبادي النقف كسر الهامة عن الدماغ أوضربها أشد ضرب أوبرمح أوعصا انتهي .أقول استعماله في الظهر علي التوسع والمجاز ولعل المراد بذبال السيف الموضع الذابل أي الدقيق منه و هورأسه و في بعض النسخ بالمثناة و هوأيضا كناية عن رأسه .تذنيب اعلم أنه كان في بعض الأزمان بين المخالفين اختلاف في موضع قبره الشريف ع فذهب جماعة من المخالفين إلي أنه دفن في رحبة مسجد الكوفة وقيل إنه دفن في قصر الإمارة وقيل إنه أخرجه معه الحسن ع وحمله معه إلي المدينة ودفنه بالبقيع و كان بعض جهلة الشيعة يزورونه بمشهد في الكرخ و قداجتمعت الشيعة علي أنه ع مدفون بالغري في الموضع المعروف عندالخاص والعام و هوعندهم من المتواترات رووه خلفا عن سلف إلي أئمة الدين صلوات
صفحه : 338
الله عليهم أجمعين و كان السبب في هذاالاختلاف إخفاء قبره ع خوفا من الخوارج والمنافقين و كان من لايعرف ذلك إلاخاص الخاص من الشيعة إلي أن ورد الصادق ع الحيرة في زمن السفاح فأظهره لشيعته و من هذااليوم إلي الآن يزوره كافة الشيعة في هذاالمكان و قدكتب السيد عبدالكريم بن أحمد بن طاوس كتابا في تعيين موضع قبره ع ورد أقوال المخالفين وسماه فرحة الغري وذكر فيه أخبارا متواترة فرقناها علي الأبواب . و قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال أبوالفرج الأصفهاني حدثني أحمد بن عيسي عن الحسين بن نصر عن زيد بن المعدل عن يحيي بن شعيب عن أبي مخنف عن فضل بن جريح عن الأسود الكندي والأجلح قالا توفي علي ع و هو ابن أربع وستين سنة في عام أربعين من الهجرة ليلة الأحد لإحدي وعشرين ليلة مضت في شهر رمضان وولي غسله ابنه الحسن ع و عبد الله بن العباس وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيهاقميص وصلي عليه ابنه الحسن فكبر عليه خمس تكبيرات ودفن في الرحبة مما يلي أبواب كندة عندصلاة الصبح هذه رواية أبي مخنف قال أبوالفرج وحدثني أحمد بن سعيد عن يحيي بن الحسن العلوي عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن الحسن بن علي الحلال عن جده قال قلت للحسين بن علي ع أين دفنتم أمير المؤمنين ع قال خرجنا به ليلا من منزله حتي مررنا به علي منزل الأشعث حتي خرجنا به إلي الظهر بجنب الغري قلت و هذه الرواية هي الحق وعليها العمل و قدقلنا فيما تقدم إن أبناء الناس أعرف بقبور آبائهم من غيرهم من الأجانب و هذاالقبر ألذي بالغري هو ألذي كان بنو علي يزورونه قديما وحديثا
صفحه : 339
ويقولون هذاقبر أبينا لايشك أحد في ذلك من الشيعة و لا من غيرهم أعني بني علي من ظهر الحسن و الحسين وغيرهما من سلالته المتقدمين منهم والمتأخرين مازاروا و لاوقفوا إلا علي هذاالقبر بعينه . و قدروي أبوالفرج علي بن عبدالرحمن الجوزي عن أبي الغنائم قال مات بالكوفة ثلاثمائة صحابي ليس قبر أحد منهم معروفا إلاقبر أمير المؤمنين ع و هوالقبر ألذي تزوره الناس الآن جاء جعفر بن محمد وأبوه محمد بن علي بن الحسين ع فزاراه و لم يكن إذ ذاك قبر ظاهر وإنما كان به شيوخ أيضا حتي جاء محمد بن زيد الداعي صاحب الديلم فأظهر القبة انتهي كلامه وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب المزار. هذاآخر المجلد التاسع من كتاب بحار الأنوار ختم علي يدي مؤلفه ختم الله له بالحسني وحشره مع مواليه أئمة الهدي في سادس شهر ربيع الثاني من شهور سنة تسع وسبعين بعدالألف من الهجرة المقدسة النبوية عليه وآله ألف ألف ألف صلاة وتحية