صفحه : 1

الجزء الحادي‌ والأربعون

تتمة كتاب تاريخ أمير المؤمنين ع

تتمة أبواب كرائم خصاله ومحاسن أخلاقه وأفعاله صلوات الله عليه و علي آله

باب 99-يقينه صلوات الله عليه وصبره علي المكاره وشدة ابتلائه

1- يد،[التوحيد] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ لعِلَيِ‌ّ ع غُلَامٌ اسمُهُ قَنبَرٌ وَ كَانَ يُحِبّ عَلِيّاً حُبّاً شَدِيداً فَإِذَا خَرَجَ عَلِيّ خَرَجَ عَلَي أَثَرِهِ بِالسّيفِ فَرَآهُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَقَالَ يَا قَنبَرُ مَا لَكَ قَالَ جِئتُ لأِمَشيِ‌َ خَلفَكَ فَإِنّ النّاسَ كَمَا تَرَاهُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَخِفتُ عَلَيكَ قَالَ وَيحَكَ أَ مِن أَهلِ السّمَاءِ تحَرسُنُيِ‌ أَم مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ لَا بَل مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ إِنّ أَهلَ الأَرضِ لَا يَستَطِيعُونَ بيِ‌ شَيئاً إِلّا بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنَ السّمَاءِ فَارجِع فَرَجَعَ

2-يد،[التوحيد]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن عَلِيّ بنِ زِيَادٍ عَن مَروَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي حَيّانَ التيّميِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ كَانَ مَعَ عَلِيّ ع يَومَ صِفّينَ وَ فِيمَا بَعدَ ذَلِكَ قَالَبَينَمَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يُعَبّئُ الكَتَائِبَ يَومَ صِفّينَ وَ مُعَاوِيَةُ مُستَقبِلُهُ عَلَي فَرَسٍ لَهُ يَتَأَكّلُ تَحتَهُ تَأَكّلًا وَ عَلِيّ ع عَلَي فَرَسِ رَسُولِ اللّهِص المُرتَجِزِ وَ بِيَدِهِ حَربَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مُتَقَلّدٌ سَيفَهُ ذَا الفَقَارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ احتَرِس يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِنّا نَخشَي أَن يَغتَالَكَ هَذَا المَلعُونُ فَقَالَ عَلِيّ ع لَئِن قُلتَ ذَاكَ إِنّهُ غَيرُ


صفحه : 2

مَأمُونٍ عَلَي دِينِهِ وَ إِنّهُ لَأَشقَي القَاسِطِينَ وَ أَلعَنُ الخَارِجِينَ عَلَي الأَئِمّةِ المُهتَدِينَ وَ لَكِن كَفَي بِالأَجَلِ حَارِساً لَيسَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ إِلّا وَ مَعَهُ مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ يَحفَظُونَهُ مِن أَن يَتَرَدّي فِي بِئرٍ أَو يَقَعَ عَلَيهِ حَائِطٌ أَو يُصِيبَهُ سُوءٌ فَإِذَا حَانَ أَجَلُهُ خَلّوا بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُصِيبُهُ فَكَذَلِكَ أَنَا إِذَا حَانَ أجَلَيِ‌ انبَعَثَ أَشقَاهَا فَخَضَبَ هَذِهِ مِن هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي لِحيَتِهِ وَ رَأسِهِ عَهداً مَعهُوداً وَ وَعداً غَيرَ مَكذُوبٍ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ

3- يد،[التوحيد]الوَرّاقُ وَ ابنُ المُغِيرَةِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ النهّديِ‌ّ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَدَلَ مِن عِندِ حَائِطٍ مَائِلٍ إِلَي حَائِطٍ آخَرَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَفِرّ مِن قَضَاءِ اللّهِ قَالَ أَفِرّ مِن قَضَاءِ اللّهِ إِلَي قَدَرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

بيان لعل المعني أن فراري‌ أيضا مما قدره الله تعالي فلاينافي‌ الاحتراز عن المكاره الإيمان بقضائه تعالي و قدمر توضيحه في كتاب العدل

4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَطُوفُ بَينَ الصّفّينِ بِصِفّينَ فِي غِلَالَةٍ فَقَالَ الحَسَنُ ع مَا هَذَا زيِ‌ّ الحَربِ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ أَبَاكَ لَا يبُاَليِ‌ وَقَعَ عَلَي المَوتِ أَو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ وَ كَانَ ع يَقُولُ مَا يَنتَظِرُ أَشقَاهَا أَن يَخضِبَهَا مِن فَوقِهَا بِدَمٍ وَ لَمّا ضَرَبَهُ ابنُ مُلجَمٍ قَالَ فُزتُ وَ رَبّ الكَعبَةِ فَقَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيقُل يا أَيّهَا الّذِينَ هادُوا إِن زَعَمتُم أَنّكُم أَولِياءُالآيَةَ وَ مِن صَبرِهِ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِالصّابِرِينَ وَ


صفحه : 3

الصّادِقِينَ وَ القانِتِينَ وَ المُنفِقِينَ وَ المُستَغفِرِينَ بِالأَسحارِ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّهَا نَزَلَت فِيهِ أَنّهُ قَامَ الإِجمَاعُ عَلَي صَبرِهِ مَعَ النّبِيّص فِي شَدَائِدِهِ مِن صِغَرِهِ إِلَي كِبَرِهِ وَ بَعدَ وَفَاتِهِ وَ قَد ذَكَرَ اللّهُ تَعَالَي صِفَةَ الصّابِرِينَ فِي قَولِهِوَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِ أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ هَذَا صِفَتُهُ بِلَا شَكّ

مَجمَعُ البَيَانِ وَ تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ أَبَانِ بنِ عُثمَانَ أَنّهُ أَصَابَ عَلِيّاً ع يَومَ أُحُدٍ سِتّونَ جِرَاحَةً

تَفسِيرُ القشُيَريِ‌ّ قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ إِنّهُ أتُيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص بعِلَيِ‌ّ ع وَ عَلَيهِ نَيّفٌ وَ سِتّونَ جِرَاحَةً قَالَ أَبَانٌ أَمَرَ النّبِيّص أُمّ سُلَيمٍ وَ أُمّ عَطِيّةَ أَن تُدَاوِيَاهُ فَقَالَتَا قَد خِفنَا عَلَيهِ فَدَخَلَ النّبِيّص وَ المُسلِمُونَ يَعُودُونَهُ وَ هُوَ قَرحَةٌ وَاحِدَةٌ فَجَعَلَ النّبِيّص يَمسَحُهُ بِيَدِهِ وَ يَقُولُ إِنّ رَجُلًا لقَيِ‌َ هَذَا فِي اللّهِ لَقَد أَبلَي وَ أَعذَرَ فَكَانَ يَلتَئِمُ فَقَالَ عَلِيّ ع الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جعَلَنَيِ‌ لَم أَفِرّ وَ لَم أولي‌[أُوَلّ]الدّبُرَ فَشَكَرَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ ذَلِكَ فِي مَوضِعَينِ مِنَ القُرآنِ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيسيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَوَ سنَجَزيِ‌ الشّاكِرِينَ

سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً وَ سيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَيعَنيِ‌ بِالشّاكِرِينَ صَاحِبَكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ المُرتَدّينَ عَلَي أَعقَابِهِمُ الّذِينَ ارتَدّوا عَنهُ

سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ عَن مَنصُورٍ عَن اِبرَاهِيمَ عَن عَلقَمَةَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ فِي قَولِهِ تَعَالَي


صفحه : 4

إنِيّ‌ جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَرُوايعَنيِ‌ صَبَرَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فِي الدّنيَا عَلَي الطّاعَاتِ وَ عَلَي الجُوعِ وَ عَلَي الفَقرِ وَ صَبَرُوا عَلَي البَلَاءِ لِلّهِ فِي الدّنيَاأَنّهُم هُمُ الفائِزُونَ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍوَ تَواصَوا بِالصّبرِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَمّا نَعَي رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً بِحَالِ جَعفَرٍ فِي غَزوَةِ مُؤتَةَ قَالَ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌالآيَةَ وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَأُحِبّكَ فِي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ إِن كُنتَ تحُبِنّيِ‌ فَأَعِدّ لِلفَقرِ تِجفَافاً أَو جِلبَاباً

قال أبوعبيدة وتغلب أي استعد جلبابا من العمل الصالح والتقوي يكون لك جنة من الفقر يوم القيامة و قال آخرون أي فليرفض الدنيا وليزهد فيها وليصبر علي الفقر يدل عليه

قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ مَا لِي لَا أَرَي مِنهُم سِيمَاءَ الشّيعَةِ قِيلَ وَ مَا سِيمَاءُ الشّيعَةِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ خُمُصُ البُطُونِ مِنَ الطّوَي يُبسُ الشّفَاهِ مِنَ الظّمَاءِ عُمشُ العُيُونِ مِنَ البُكَاءِ

فِي مُسنَدِ أَبِي يَعلَي وَ اعتِقَادِ الأشُنهُيِ‌ّ وَ مَجمُوعِ أَبِي العَلَاءِ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَنَسٍ وَ أَبِي بَرزَةَ وَ أَبِي رَافِعٍ وَ فِي إِبَانَةِ ابنِ بُطّةَ مِن ثَلَاثَةِ طُرُقٍ أَنّ النّبِيّص خَرَجَ يَتَمَشّي إِلَي قُبَاءَ فَمَرّ بِحَدِيقَةٍ فَقَالَ عَلِيّ ع مَا أَحسَنَ هَذِهِ الحَدِيقَةَ فَقَالَ النّبِيّص حَدِيقَتُكَ يَا عَلِيّ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا حَتّي مَرّ بِسَبعِ حَدَائِقَ عَلَي ذَلِكَ


صفحه : 5

ثُمّ أَهوَي إِلَيهِ فَاعتَنَقَهُ فَبَكَي وَ بَكَي عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع مَا ألّذِي أَبكَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أبَكيِ‌ لِضَغَائِنَ فِي صُدُورِ قَومٍ لَن تَبدُوَ لَكَ إِلّا مِن بعَديِ‌ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ أَصنَعُ قَالَ تَصبِرُ فَإِن لَم تَصبِر تَلقَ جَهداً وَ شِدّةً قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تَخَافُ فِيهَا هَلَاكَ ديِنيِ‌ قَالَ بَل فِيهَا حَيَاةُ دِينِكَ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا رَأَيتُ مُنذُ بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداً رَخَاءً فَالحَمدُ لِلّهِ وَ لَقَد خِفتُ صَغِيراً وَ جَاهَدتُ كَبِيراً أُقَاتِلُ المُشرِكِينَ وَ أعُاَديِ‌ المُنَافِقِينَ حَتّي قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُ فَكَانَتِ الطّامّةُ الكُبرَي فَلَم أَزَل مُحَاذِراً وَجِلًا أَخَافُ أَن يَكُونَ مَا لَا يسَعَنُيِ‌ فِيهِ المُقَامُ فَلَم أَرَ بِحَمدِ اللّهِ إِلّا خَيراً حَتّي مَاتَ عُمَرُ فَكَانَت أَشيَاءُ فَفَعَلَ اللّهُ مَا شَاءَ ثُمّ أُصِيبَ فُلَانٌ فَمَا زِلتُ بَعدُ فِيمَا تَرَونَ دَائِباً أَضرِبُ بسِيَفيِ‌ صَبِيّاً حَتّي كُنتُ شَيخاً الخَبَرَ

عَمرُو بنُ حُرَيثٍ فِي حَدِيثِهِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُنتُ أَحسَبُ أَنّ الأُمَرَاءَ يَظلِمُونَ النّاسَ فَإِذَا النّاسُ يَظلِمُونَ الأُمَرَاءَ

أَبُو الفَتحِ الحَفّارُ بِإِسنَادِهِ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ مَا زِلتُ مَظلُوماً مُنذُ كُنتُ قِيلَ لَهُ عَرَفنَا ظُلمَكَ فِي كِبَرِكَ فَمَا ظُلمُكَ فِي صِغَرِكَ فَذَكَرَ أَنّ عَقِيلًا كَانَ بِهِ رَمَدٌ فَكَانَ لَا يَذُرّهُمَا حَتّي يَبدَءُوا بيِ‌

5- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو مُعَاوِيَةَ الضّرِيرُ عَنِ الأَعمَشِ عَن سمَيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيفَما يُكَذّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ لَا يُكَذّبُكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَعدَ مَا آمَنَ بِالحِسَابِ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي مَقَامَاتٍ كَثِيرَةٍ أَنَا بَابُ المَقَامِ وَ حُجّةُ الخِصَامِ وَ دَابّةُ الأَرضِ وَ صَاحِبُ العَصَا وَ فَاصِلُ القَضَاءِ وَ سَفِينَةُ النّجَاةِ مَن رَكِبَهَا نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا غَرِقَ وَ قَالَ أَيضاً أَنَا شَجَرَةُ النّدَي وَ حِجَابُ الوَرَي وَ صَاحِبُ الدّنيَا وَ حُجّةُ


صفحه : 6

الأَنبِيَاءِ وَ اللّسَانُ المُبِينُ وَ الحَبلُ المَتِينُ وَ النّبَأُ العَظِيمُ ألّذِي عَنهُ تُعرِضُونَ وَ عَنهُ تُسأَلُونَ وَ فِيهِ تَختَلِفُونَ وَ قَالَ ع فَوَ عِزّتِكَ وَ جَلَالِكَ وَ عُلُوّ مَكَانِكَ فِي عَظَمَتِكَ وَ قُدرَتِكَ مَا هِبتُ عَدُوّاً وَ لَا تَمَلّقتُ وَلِيّاً وَ لَا شَكَرتُ عَلَي النّعمَاءِ أَحَداً سِوَاكَ وَ فِي مُنَاجَاتِهِ أللّهُمّ إنِيّ‌ عَبدُكَ وَ وَلِيّكَ اخترَتنَيِ‌ وَ ارتضَيَتنَيِ‌ وَ رفَعَتنَيِ‌ وَ كرَمّتنَيِ‌ بِمَا أوَرثَتنَيِ‌ مِن مَقَامِ أَصفِيَائِكَ وَ خِلَافَةِ أَولِيَائِكَ وَ أغَنيَتنَيِ‌ وَ أَفقَرتَ النّاسَ فِي دِينِهِم وَ دُنيَاهُم إلِيَ‌ّ وَ أعَززَتنَيِ‌ وَ أَذلَلتَ العِبَادَ إلِيَ‌ّ وَ أَسكَنتَ قلَبيِ‌ نُورَكَ وَ لَم تحُوجِنيِ‌ إِلَي غَيرِكَ وَ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ أَنعَمتَ بيِ‌ وَ لَم تَجعَل مِنّةً عَلَيّ لِأَحَدٍ سِوَاكَ وَ أقَمَتنَيِ‌ لِإِحيَاءِ حَقّكَ وَ الشّهَادَةِ عَلَي خَلقِكَ وَ أَن لَا أَرضَي وَ لَا أَسخَطَ إِلّا لِرِضَاكَ وَ سَخَطِكَ وَ لَا أَقُولَ إِلّا حَقّاً وَ لَا أَنطِقَ إِلّا صِدقاً

فانظر إلي جسارته علي الحق وخذلان جماعة كماتكلموا بما روي‌ عنهم في حلية الأولياء وغريب الحديث وغيرهما

6- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع جَلَسَ إِلَي حَائِطٍ مَائِلٍ يقَضيِ‌ بَينَ النّاسِ فَقَالَ بَعضُهُم لَا تَقعُد تَحتَ هَذَا الحَائِطِ فَإِنّهُ مُعوِرٌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَرَسَ امرَأً أَجَلُهُ فَلَمّا قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَقَطَ الحَائِطُ قَالَ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِمّا يَفعَلُ هَذَا وَ أَشبَاهَهُ وَ هَذَا اليَقِينُ

7-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن سَعِيدِ بنِ قَيسٍ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَنَظَرتُ يَوماً فِي الحَربِ إِلَي رَجُلٍ


صفحه : 7

عَلَيهِ ثَوبَانِ فَحَرّكتُ فرَسَيِ‌ فَإِذَا هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي مِثلِ هَذَا المَوضِعِ فَقَالَ نَعَم يَا سَعِيدَ بنَ قَيسٍ إِنّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ إِلّا وَ لَهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَافِظٌ وَ وَاقِيَةٌ مَعَهُ مَلَكَانِ يَحفَظَانِهِ مِن أَن يَسقُطَ مِن رَأسِ جَبَلٍ أَو يَقَعَ فِي بِئرٍ فَإِذَا نَزَلَ القَضَاءُ خَلّيَا بَينَهُ وَ بَينَ كُلّ شَيءٍ

8- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَمّا أَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ قَولَهُالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَعَلِمتُ أَنّ الفِتنَةَ لَا تَنزِلُ بِنَا وَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ أَظهُرِنَا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الفِتنَةُ التّيِ‌ أَخبَرَكَ اللّهُ تَعَالَي بِهَا فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ أمُتّيِ‌ سَيُفتَنُونَ مِن بعَديِ‌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ وَ لَيسَ قَد قُلتَ لِي يَومَ أُحُدٍ حَيثُ استُشهِدَ مَنِ استُشهِدَ مِنَ المُسلِمِينَ وَ أُخّرَت عنَيّ‌ الشّهَادَةُ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَيّ فَقُلتَ لِي أَبشِر فَإِنّ الشّهَادَةَ مِن وَرَائِكَ فَقَالَ لِي إِنّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ فَكَيفَ صَبرُكَ إِذَن فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ هَذَا مِن مَوَاطِنِ الصّبرِ وَ لَكِن مِن مَوَاطِنِ البُشرَي وَ الشّكرِ

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُفَسّرُ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا الِاستِعدَادُ لِلمَوتِ قَالَ أَدَاءُ الفَرَائِضِ وَ اجتِنَابُ المَحَارِمِ وَ الِاشتِمَالُ عَلَي المَكَارِمِ ثُمّ لَا يبُاَليِ‌ إِن وَقَعَ عَلَي المَوتِ أَو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ وَ اللّهِ مَا يبُاَليِ‌ ابنُ أَبِي طَالِبٍ إِن وَقَعَ عَلَي المَوتِ أَو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ


صفحه : 8

باب 001-تنمره في ذات الله وتركه المداهنة في دين الله

1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي الصّحِيحَينِ وَ التّأرِيخَينِ وَ المُسنَدَينِ وَ أَكثَرِ التّفَاسِيرِ أَنّ سَارَةَ مَولَاةَ أَبِي عَمرِو بنِ صيَفيِ‌ّ بنِ هِشَامٍ أَتَتِ النّبِيّص مِن مَكّةَ مُستَرفِدَةً فَأَمَرَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ بِإِسدَانِهَا فَأَعطَاهَا حَاطِبُ بنُ أَبِي بَلتَعَةَ عَشَرَةَ دَنَانِيرَ عَلَي أَن تَحمِلَ كِتَاباً بِخَبَرِ وُفُودِ النّبِيّص إِلَي مَكّةَ وَ كَانَص أَسَرّ ذَلِكَ لِيَدخُلَ عَلَيهِم بَغتَةً فَأَخَذَتِ الكِتَابَ وَ أَخفَتهُ فِي شَعرِهَا وَ ذَهَبَت فَأَتَي جَبرَئِيلُ ع وَ قَصّ القِصّةَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَنفَذَ عَلِيّاً وَ الزّبَيرَ وَ مِقدَاداً وَ عَمّاراً وَ عُمَرَ وَ طَلحَةَ وَ أَبَا مَرثَدٍ خَلفَهَا فَأَدرَكُوهَا بِرَوضَةِ خَاخٍ يُطَالِبُونَهَا بِالكِتَابِ فَأَنكَرَت وَ مَا وَجَدُوا مَعَهَا كِتَاباً فَهَمّوا بِالرّجُوعِ فَقَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ مَا كَذَبنَا وَ لَا كُذِبنَا وَ سَلّ سَيفَهُ وَ قَالَ أخَرجِيِ‌ الكِتَابَ وَ إِلّا وَ اللّهِ لَأَضرِبَنّ عُنُقَكِ فَأَخرَجَتهُ مِن عَقِيصَتِهَا فَأَخَذَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الكِتَابَ وَ جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَدَعَا بِحَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ وَ قَالَ لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا فَعَلتَ قَالَ كُنتُ رَجُلًا عَزِيزاً فِي أَهلِ مَكّةَ أَي غَرِيباً سَاكِناً بِجِوَارِهِم فَأَحبَبتُ أَن أَتّخِذَ عِندَهُم بكِتِاَبيِ‌ إِلَيهِم مَوَدّةً لِيَدفَعُوا عَن أهَليِ‌ بِذَلِكَ فَنَزَلَ قَولُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ قَالَ السدّيّ‌ّ وَ مُجَاهِدٌ فِي تَفسِيرِهِمَا عَنِ ابنِ عَبّاسٍلا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِبِالكِتَابِ وَ النّصِيحَةِ لَهُموَ قَد كَفَرُوا بِما جاءَكُمأَيّهَا المُسلِمُونَمِنَ الحَقّيعَنيِ‌ الرّسُولَ وَ الكِتَابَيُخرِجُونَ الرّسُولَيعَنيِ‌ مُحَمّداًوَ إِيّاكُميعَنيِ‌ وَ هُم أَخرَجُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَأَن تُؤمِنُوا بِاللّهِ رَبّكُم وَ كَانَ النّبِيّ وَ عَلِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا وَ حَاطِبٌ مِمّن أُخرِجَ مِن مَكّةَ فَخَلّاهُ رَسُولُ اللّهِص لِإِيمَانِهِ


صفحه : 9

إِن كُنتُم خَرَجتُم جِهاداً فِي سبَيِليِ‌ وَ ابتِغاءَ مرَضاتيِ‌أَيّهَا المُؤمِنُونَتُسِرّونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِتُخفُونَ إِلَيهِم بِالكِتَابِ بِخَبَرِ النّبِيّص وَ تَتّخِذُونَ عِندَهُمُ النّصِيحَةَوَ أَنَا أَعلَمُ بِما أَخفَيتُم مِن إِخفَاءِ الكِتَابِ ألّذِي كَانَ مَعَهَاوَ ما أَعلَنتُم وَ مَا قَالَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِلزّبَيرِ وَ اللّهِ لَا صَدَقَتِ المَرأَةُ أَن لَيسَ مَعَهَا كِتَابٌ بَلِ اللّهُ أَصدَقُ وَ رَسُولُهُ فَأَخَذَهُ مِنهَا ثُمّ قَالَوَ مَن يَفعَلهُ مِنكُم عِندَ أَهلِ مَكّةَ بِالكِتَابِفَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِ وَ قَدِ اشتَهَرَ عَنهُ ع قَولُهُ أَنَا فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ وَ لَم يَكُن لِيَفقَأَهَا غيَريِ‌ وَ أَخَذَ ع رَجُلًا مِن بنَيِ‌ أَسَدٍ فِي حَدّ فَاجتَمَعُوا قَومُهُ لِيُكَلّمُوا فِيهِ وَ طَلَبُوا إِلَي الحَسَنِ ع أَن يَصحَبَهُم فَقَالَ ائتُوهُ فَهُوَ أَعلَي بِكُم عَيناً فَدَخَلُوا عَلَيهِ وَ سَأَلُوهُ فَقَالَ لَا تسَألَوُنيّ‌ شَيئاً أَملِكُهُ إِلّا أَعطَيتُكُم فَخَرَجُوا يَرَونَ أَنّهُم قَد أَنجَحُوا فَسَأَلَهُمُ الحَسَنُ ع فَقَالُوا أَتَينَا خَيرَ مأَتيِ‌ّ وَ حَكَوا لَهُ قَولَهُ فَقَالَ مَا كُنتُم فَاعِلِينَ إِذَا جُلِدَ صَاحِبُكُم فَأَصغَوهُ فَأَخرَجَهُ عَلِيّ ع فَحَدّهُ ثُمّ قَالَ هَذَا وَ اللّهِ لَستُ أَملِكُهُ

بيان قال الجزري‌ فيه أعلي بهم عينا أي أبصر بهم وأعلم بحالهم وأصغي الشي‌ء نقصه

2-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ أَنّ النجّاَشيِ‌ّ هَجَاهُ فَدَسّ قَوماً شَهِدُوا عَلَيهِ عِندَ عَلِيّ ع أَنّهُ شَرِبَ الخَمرَ فَأَخَذَهُ عَلِيّ فَحَدّهُ فَغَضِبَ جَمَاعَةٌ عَلَي عَلِيّ ع فِي ذَلِكَ مِنهُم طَارِقُ بنُ عَبدِ اللّهِ النهّديِ‌ّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا كُنّا نَرَي أَنّ أَهلَ المَعصِيَةِ وَ الطّاعَةِ وَ أَهلَ الفُرقَةِ وَ الجَمَاعَةِ عِندَ وُلَاةِ العَقلِ وَ مَعَادِنِ الفَضلِ سِيّانِ فِي الجَزَاءِ حَتّي مَا كَانَ مِن صَنِيعِكَ بأِخَيِ‌ الحَارِثِ يعَنيِ‌ النجّاَشيِ‌ّ فَأَوغَرتَ صُدُورَنَا وَ شَتّتتَ أُمُورَنَا وَ حَمّلتَنَا عَلَي الجَادّةِ التّيِ‌ كُنّا نَرَي أَنّ سَبِيلَ مَن رَكِبَهَا النّارُ


صفحه : 10

فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّها لَكَبِيرَةٌ إِلّا عَلَي الخاشِعِينَ يَا أَخَا بنَيِ‌ نَهدٍ هَل هُوَ إِلّا رَجُلٌ مِنَ المُسلِمِينَ انتَهَكَ حُرمَةً مِن حرمة[حُرَمِ] اللّهِ فَأَقَمنَا عَلَيهِ حَدّهَا زَكَاةً لَهُ وَ تَطهِيراً يَا أَخَا بنَيِ‌ نَهدٍ إِنّهُ مَن أَتَي حَدّاً فَأُلِيمَ كَانَ كَفّارَتَهُ يَا أَخَا بنَيِ‌ نَهدٍ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ العَظِيمِوَ لا يَجرِمَنّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلي أَلّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتّقويفَخَرَجَ طَارِقٌ وَ النجّاَشيِ‌ّ مَعَهُ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ يُقَالُ إِنّهُ رَجَعَ

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] الحَسَنُ الحسُيَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ النّسَبِ أَنّهُ رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع يَومَ بَدرٍ عَقِيلًا فِي قَيدٍ فَصَدّ عَنهُ فَصَاحَ بِهِ يَا عَلِيّ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتَ مكَاَنيِ‌ وَ لَكِن عَمداً تَصُدّ عنَيّ‌ فَأَتَي عَلِيّ إِلَي النّبِيّص وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل لَكَ فِي أَبِي يَزِيدَ مَشدُودَةً يَدَاهُ إِلَي عُنُقِهِ بِنِسعَةٍ فَقَالَ انطَلِق بِنَا إِلَيهِ

قُوتُ القُلُوبِ،قِيلَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّكَ خَالَفتَ فُلَاناً فِي كَذَا فَقَالَ خَيرُنَا أَتبَعُنَا لِهَذَا الدّينِ وَ قَصَدَ عَلِيّ ع دَارَ أُمّ هَانِئٍ مُتَقَنّعاً بِالحَدِيدِ يَومَ الفَتحِ وَ قَد بَلَغَهُ أَنّهَا آوَتِ الحَارِثَ بنَ هِشَامٍ وَ قَيسَ بنَ السّائِبِ وَ نَاساً مِن بنَيِ‌ مَخزُومٍ فَنَادَي أَخرِجُوا مَن آوَيتُم فَيَجعَلُونَ يَذرِقُونَ كَمَا يَذرِقُ الحُبَارَي خَوفاً مِنهُ فَخَرَجَت إِلَيهِ أُمّ هَانِئٍ وَ هيِ‌َ لَا تَعرِفُهُ فَقَالَت يَا عَبدَ اللّهِ أَنَا أُمّ هَانِئٍ بِنتُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ أُختُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ انصَرِف عَن داَريِ‌ فَقَالَ ع أَخرِجُوهُم فَقَالَت وَ اللّهِ لَأَشكُوَنّكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَنَزَعَ المِغفَرَ عَن رَأسِهِ فَعَرَفَتهُ فَجَاءَت تَشتَدّ حَتّي التَزَمَتهُ فَقَالَت فَدَيتُكَ حَلَفتُ لَأَشكُوَنّكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهَا اذهبَيِ‌ فبَرَيّ‌


صفحه : 11

قَسَمَكِ فَإِنّهُ بِأَعلَي الواَديِ‌ فَأَتَت رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَهَا إِنّمَا جِئتِ يَا أُمّ هَانِئٍ تَشكِينَ عَلِيّاً فَإِنّهُ أَخَافَ أَعدَاءَ اللّهِ وَ أَعدَاءَ رَسُولِهِ شَكَرَ اللّهُ لعِلَيِ‌ّ سَعيَهُ وَ أَجَرتُ مَن أَجَارَت أُمّ هَانِئٍ لِمَكَانِهَا مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

باب 101-عبادته وخوفه ع

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَبدُ اللّهِ بنُ النّضرِ التمّيِميِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ المكَيّ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن مُغِيرَةَ عَن سُفيَانَ عَن هِشَامِ بنِ عُروَةَ عَن أَبِيهِ عُروَةَ بنِ الزّبَيرِ قَالَكُنّا جُلُوساً فِي مَجلِسٍ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص فَتَذَاكَرنَا أَعمَالَ أَهلِ بَدرٍ وَ بَيعَةَ الرّضوَانِ فَقَالَ أَبُو الدّردَاءِ يَا قَومِ أَ لَا أُخبِرُكُم بِأَقَلّ القَومِ مَالًا وَ أَكثَرِهِم وَرَعاً وَ أَشَدّهِمُ اجتِهَاداً فِي العِبَادَةِ قَالُوا مَن قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَوَ اللّهِ إِن كَانَ فِي جَمَاعَةِ أَهلِ المَجلِسِ إِلّا مُعرِضٌ عَنهُ بِوَجهِهِ ثُمّ انتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ لَهُ يَا عُوَيمِرُ لَقَد تَكَلّمتَ بِكَلِمَةٍ مَا وَافَقَكَ عَلَيهَا أَحَدٌ مُنذُ أَتَيتَ بِهَا فَقَالَ أَبُو الدّردَاءِ يَا قَومِ إنِيّ‌ قَائِلٌ مَا رَأَيتُ وَ ليَقُل كُلّ قَومٍ مِنكُم مَا رَأَوا شَهِدتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ بِشُوَيحِطَاتِ النّجّارِ وَ قَدِ اعتَزَلَ عَن مَوَالِيهِ وَ اختَفَي مِمّن يَلِيهِ وَ استَتَرَ بِمُغَيّلَاتِ النّخلِ فَافتَقَدتُهُ وَ بَعُدَ عَلَيّ مَكَانُهُ فَقُلتُ لَحِقَ بِمَنزِلِهِ فَإِذَا أَنَا بِصَوتٍ حَزِينٍ وَ نَغمَةٍ شجَيِ‌ّ وَ هُوَ يَقُولُ إلِهَيِ‌ كَم مِن مُوبِقَةٍ حَلُمتَ عَن مُقَابَلَتِهَا بِنَقِمَتِكَ وَ كَم مِن جَرِيرَةٍ تَكَرّمتَ عَن كَشفِهَا بِكَرَمِكَ إلِهَيِ‌ إِن طَالَ فِي عِصيَانِكَ عمُرُيِ‌ وَ عَظُمَ فِي الصّحُفِ ذنَبيِ‌ فَمَا أَنَا مُؤَمّلٌ غَيرَ غُفرَانِكَ وَ لَا أَنَا بِرَاجٍ غَيرَ رِضوَانِكَ فشَغَلَنَيِ‌ الصّوتُ وَ اقتَفَيتُ الأَثَرَ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِعَينِهِ


صفحه : 12

فَاستَتَرتُ لَهُ وَ أَخمَلتُ الحَرَكَةَ فَرَكَعَ رَكَعَاتٍ فِي جَوفِ اللّيلِ الغَابِرِ ثُمّ فَرَغَ إِلَي الدّعَاءِ وَ البُكَاءِ وَ البَثّ وَ الشّكوَي فَكَانَ مِمّا بِهِ اللّهَ نَاجَاهُ أَن قَالَ إلِهَيِ‌ أُفَكّرُ فِي عَفوِكَ فَتَهُونُ عَلَيّ خطَيِئتَيِ‌ ثُمّ أَذكُرُ العَظِيمَ مِن أَخذِكَ فَتَعظُمُ عَلَيّ بلَيِتّيِ‌ ثُمّ قَالَ آهِ إِن أَنَا قَرَأتُ فِي الصّحُفِ سَيّئَةً أَنَا نَاسِيهَا وَ أَنتَ مُحصِيهَا فَتَقُولُ خُذُوهُ فَيَا لَهُ مِن مَأخُوذٍ لَا تُنجِيهِ عَشِيرَتُهُ وَ لَا تَنفَعُهُ قَبِيلَتُهُ يَرحَمُهُ المَلَأُ إِذَا أُذِنَ فِيهِ بِالنّدَاءِ ثُمّ قَالَ آهِ مِن نَارٍ تُنضِجُ الأَكبَادَ وَ الكُلَي آهِ مِن نَارٍ نَزّاعَةٍ لِلشّوَي آهِ مِن غَمرَةٍ مِن مُلهَبَاتٍ لَظَي قَالَ ثُمّ أَنعَمَ فِي البُكَاءِ فَلَم أَسمَع لَهُ حِسّاً وَ لَا حَرَكَةً فَقُلتُ غَلَبَ عَلَيهِ النّومُ لِطُولِ السّهَرِ أُوقِظُهُ لِصَلَاةِ الفَجرِ قَالَ أَبُو الدّردَاءِ فَأَتَيتُهُ فَإِذَا هُوَ كَالخَشَبَةِ المُلقَاةِ فَحَرّكتُهُ فَلَم يَتَحَرّك وَ زَوَيتُهُ فَلَم يَنزَوِ فَقُلتُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَمَاتَ وَ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَأَتَيتُ مَنزِلَهُ مُبَادِراً أَنعَاهُ إِلَيهِم فَقَالَت فَاطِمَةُ ع يَا أَبَا الدّردَاءِ مَا كَانَ مِن شَأنِهِ وَ مِن قِصّتِهِ فَأَخبَرتُهَا الخَبَرَ فَقَالَت هيِ‌َ وَ اللّهِ يَا أَبَا الدّردَاءِ الغَشيَةُ التّيِ‌ تَأخُذُهُ مِن خَشيَةِ اللّهِ ثُمّ أَتَوهُ بِمَاءٍ فَنَضَحُوهُ عَلَي وَجهِهِ فَأَفَاقَ وَ نَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ أَنَا أبَكيِ‌ فَقَالَ مِمّا بُكَاؤُكَ يَا أَبَا الدّردَاءِ فَقُلتُ مِمّا أَرَاهُ تُنزِلُهُ بِنَفسِكَ فَقَالَ يَا أَبَا الدّردَاءِ فَكَيفَ وَ لَو رأَيَتنَيِ‌ وَ دعُيِ‌َ بيِ‌ إِلَي الحِسَابِ وَ أَيقَنَ أَهلُ الجَرَائِمِ بِالعَذَابِ وَ احتوَشَتَنيِ‌ مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ وَ زَبَانِيَةٌ فِظَاظٌ فَوَقَفتُ بَينَ يدَيَ‌ِ المَلِكِ الجَبّارِ قَد أسَلمَنَيِ‌ الأَحِبّاءُ وَ رحَمِنَيِ‌ أَهلُ الدّنيَا لَكُنتَ أَشَدّ رَحمَةً لِي بَينَ يدَيَ‌ مَن لَا تَخفَي عَلَيهِ خَافِيَةٌ فَقَالَ أَبُو الدّردَاءِ فَوَ اللّهِ مَا رَأَيتُ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص

بيان انتدب له أي أجابه والشوحط شجر يتخذ منه القسي‌ والغيلة


صفحه : 13

بالكسر الشجر الكثير الملتف والمغيال الشجرة الملتفة الأفنان الوارقة الظلال و قدأغيل الشجر وتغيل واستغيل و في بعض النسخ بِبُعَيلَاتِ النخل جمع بُعَيلٍ مصغر البعل و هو كل نخل وشجر لايسقي والذكر من النخل والغابر الماضي‌ والباقي‌ ضد

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن عِمرَانَ بنِ الحُصَينِ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ جَالِسَينِ عِندَ النّبِيّص وَ عَلِيّ ع جَالِسٌ إِلَي جَنبِهِ إِذ قَرَأَ رَسُولُ اللّهِص أَمّن يُجِيبُ المُضطَرّ إِذا دَعاهُ وَ يَكشِفُ السّوءَ وَ يَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ قَالَ فَانتَفَضَ عَلِيّ ع انتِفَاضَ العُصفُورِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا شَأنُكَ تَجزَعُ فَقَالَ وَ مَا لِي لَا أَجزَعُ وَ اللّهُ يَقُولُ إِنّهُ يَجعَلُنَا خُلَفَاءَ الأَرضِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص لَا تَجزَع وَ اللّهِ لَا يُحِبّكَ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يُبغِضُكَ إِلّا مُنَافِقٌ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]سَمِعَ رَجُلٌ مِنَ التّابِعِينَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُولُنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَمّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللّيلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحذَرُ الآخِرَةَ وَ يَرجُوا رَحمَةَ رَبّهِ قَالَ الرّجُلُ فَأَتَيتُ عَلِيّاً لِأَنظُرَ إِلَي عِبَادَتِهِ فَأَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد أَتَيتُهُ وَقتَ المَغرِبِ فَوَجَدتُهُ يصُلَيّ‌ بِأَصحَابِهِ المَغرِبَ فَلَمّا فَرَغَ مِنهَا جَلَسَ فِي التّعقِيبِ إِلَي أَن قَامَ إِلَي عِشَاءِ الآخِرَةِ ثُمّ دَخَلَ مَنزِلَهُ فَدَخَلتُ مَعَهُ فَوَجَدتُهُ طُولَ اللّيلِ يصُلَيّ‌ وَ يَقرَأُ القُرآنَ إِلَي أَن طَلَعَ الفَجرُ ثُمّ جَدّدَ وُضُوءَهُ وَ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ وَ صَلّي بِالنّاسِ صَلَاةَ الفَجرِ ثُمّ جَلَسَ فِي التّعقِيبِ إِلَي أَن طَلَعَتِ الشّمسُ ثُمّ قَصَدَهُ النّاسُ فَجَعَلَ يَختَصِمُ إِلَيهِ رَجُلَانِ فَإِذَا فَرَغَا قَامَا وَ اختَصَمَ آخَرَانِ إِلَي أَن قَامَ إِلَي صَلَاةِ الظّهرِ قَالَ فَجَدّدَ لِصَلَاةِ الظّهرِ وُضُوءاً ثُمّ صَلّي بِأَصحَابِهِ الظّهرَ ثُمّ قَعَدَ فِي


صفحه : 14

التّعقِيبِ إِلَي أَن صَلّي بِهِمُ العَصرَ ثُمّ أَتَاهُ النّاسُ فَجَعَلَ يَقُومُ رَجُلَانِ وَ يَقعُدُ آخَرَانِ يقَضيِ‌ بَينَهُم وَ يُفتِيهِم إِلَي أَن غَابَتِ الشّمسُ فَخَرَجتُ وَ أَنَا أَقُولُ أَشهَدُ بِاللّهِ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِيهِ

4- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ رَغبَةً فَتِلكَ عِبَادَةُ التّجّارِ وَ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ رَهبَةً فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ شُكراً فَتِلكَ عِبَادَةُ الأَحرَارِ

أقول قال ابن ميثم أي لأنه مستحق للعبادة

وَ قَالَ ع فِي مَوضِعٍ آخَرَ إلِهَيِ‌ مَا عَبَدتُكَ خَوفاً مِن عِقَابِكَ وَ لَا طَمَعاً فِي ثَوَابِكَ وَ لَكِن وَجَدتُكَ أَهلًا لِلعِبَادَةِ فَعَبَدتُكَ

5- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ بُطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ أَبُو بَكرِ بنُ عَيّاشٍ فِي الأمَاَليِ‌ عَن أَبِي دَاوُدَ عَنِ السبّيِعيِ‌ّ عَن عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ قَالَ كُنتُ عِندَ النّبِيّص وَ عَلِيّ إِلَي جَنبِهِ إِذَا قَرَأَ النّبِيّص هَذِهِ الآيَةَأَمّن يُجِيبُ المُضطَرّ إِذا دَعاهُ وَ يَكشِفُ السّوءَ وَ يَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ قَالَ فَارتَعَدَ عَلِيّ ع فَضَرَبَ النّبِيّص عَلَي كَتِفَيهِ وَ قَالَ مَا لَكَ يَا عَلِيّ قَالَ قَرَأتَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ الآيَةَ فَخَشِيتُ أَن أُبتَلَي بِهَا فأَصَاَبنَيِ‌ مَا رَأَيتَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يُحِبّكَ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يُبغِضُكَ إِلّا مُنَافِقٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَدَخَلَ ضِرَارُ بنُ ضَمرَةَ النهّشلَيِ‌ّ عَلَي مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ فَقَالَ لَهُ صِف لِي عَلِيّاً قَالَ أَ وَ تعُفيِنيِ‌ فَقَالَ لَا بَل صِفهُ لِي قَالَ ضِرَارٌ رَحِمَ اللّهُ عَلِيّاً


صفحه : 15

كَانَ وَ اللّهِ فِينَا كَأَحَدِنَا يُدنِينَا إِذَا أَتَينَاهُ وَ يُجِيبُنَا إِذَا سَأَلنَاهُ وَ يُقَرّبُنَا إِذَا زُرنَاهُ لَا يُغلَقُ لَهُ دُونَنَا بَابٌ وَ لَا يَحجُبُنَا عَنهُ حَاجِبٌ وَ نَحنُ وَ اللّهِ مَعَ تَقرِيبِهِ لَنَا وَ قُربِهِ مِنّا لَا نُكَلّمُهُ لِهَيبَتِهِ وَ لَا نَبتَدِيهِ لِعَظَمَتِهِ فَإِذَا تَبَسّمَ فَمِن مِثلِ اللّؤلُؤِ المَنظُومِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ زدِنيِ‌ فِي صِفَتِهِ فَقَالَ ضِرَارٌ رَحِمَ اللّهُ عَلِيّاً كَانَ وَ اللّهِ طَوِيلُ السّهَادِ قَلِيلُ الرّقَادِ يَتلُو كِتَابَ اللّهِ آنَاءَ اللّيلِ وَ أَطرَافَ النّهَارِ وَ يَجُودُ لِلّهِ بِمُهجَتِهِ وَ يَبُوءُ إِلَيهِ بِعَبرَتِهِ لَا تُغلَقُ لَهُ السّتُورُ وَ لَا يَدّخِرُ عَنّا البُدُورَ وَ لَا يَستَلِينُ الِاتّكَاءَ وَ لَا يَستَخشِنُ الجَفَاءَ وَ لَو رَأَيتَهُ إِذ مُثّلَ فِي مِحرَابِهِ وَ قَد أَرخَي اللّيلُ سُدُولَهُ وَ غَارَت نُجُومَهُ وَ هُوَ قَابِضٌ عَلَي لِحيَتِهِ يَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السّلِيمِ وَ يبَكيِ‌ بُكَاءَ الحَزِينِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا دُنيَا أَ بيِ‌ تَعَرّضتِ أَم إلِيَ‌ّ تَشَوّقتِ هَيهَاتَ هَيهَاتَ لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ أَبَنتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجعَةَ لِي عَلَيكِ ثُمّ يَقُولُ وَاهٍ وَاهٍ لِبُعدِ السّفَرِ وَ قِلّةِ الزّادِ وَ خُشُونَةِ الطّرِيقِ قَالَ فَبَكَي مُعَاوِيَةُ وَ قَالَ حَسبُكَ يَا ضِرَارُ كَذَلِكَ وَ اللّهِ كَانَ عَلِيّ رَحِمَ اللّهُ أَبَا الحَسَنِ

بيان البدور جمع البدرة والسدول جمع السدل و هوالستر شبه ظلم الليل بالأستار المسدولة وتململ تقلب والسليم من لدغته الحية

أَقُولُ سيَأَتيِ‌ فِي مَكَارِمِ أَخلَاقِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يصُلَيّ‌ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ أَلفَ رَكعَةٍ كَمَا كَانَ يَفعَلُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَ لَهُ خَمسُمِائَةِ نَخلَةٍ فَكَانَ يصُلَيّ‌ عِندَ كُلّ نَخلَةٍ رَكعَتَينِ

7- ب ،[قرب الإسناد]الطيّاَلسِيِ‌ّ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع قَدِ اتّخَذَ بَيتاً فِي دَارِهِ لَيسَ بِالكَبِيرِ وَ لَا بِالصّغِيرِ وَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَن يصُلَيّ‌َ مِن آخِرِ اللّيلِ أَخَذَ مَعَهُ صَبِيّاً لَا يَحتَشِمُ مِنهُ ثُمّ يَذهَبُ مَعَهُ إِلَي ذَلِكَ البَيتِ فيَصُلَيّ‌

8-يد،[التوحيد] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ


صفحه : 16

الموَصلِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ حِبرٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَل رَأَيتَ رَبّكَ حِينَ عَبَدتَهُ فَقَالَ وَيلَكَ مَا كُنتُ أَعبُدُ رَبّاً لَم أَرَهُ قَالَ وَ كَيفَ رَأَيتَهُ قَالَ وَيلَكَ لَا تُدرِكُهُ العُيُونُ فِي مُشَاهَدَةِ الأَبصَارِ وَ لَكِن رَأَتهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ

9- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُلمِيِ‌ّ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن نَوفٍ قَالَ بِتّ لَيلَةً عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَكَانَ يصُلَيّ‌ اللّيلَ كُلّهُ وَ يَخرُجُ سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ فَيَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ وَ يَتلُو القُرآنَ قَالَ فَمَرّ بيِ‌ بَعدَ هَدءٍ مِنَ اللّيلِ فَقَالَ يَا نَوفُ أَ رَاقِدٌ أَنتَ أَم رَامِقٌ قُلتُ بَل رَامِقٌ أَرمُقُكَ ببِصَرَيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ يَا نَوفُ طُوبَي لِلزّاهِدِينَ فِي الدّنيَا الرّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ أُولَئِكَ الّذِينَ اتّخَذُوا الأَرضَ بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِيباً وَ القُرآنَ دِثَاراً وَ الدّعَاءَ شِعَاراً وَ قَرّضُوا مِنَ الدّنيَا تَقرِيضاً عَلَي مِنهَاجِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ قُل لِلمَلَإِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا يَدخُلُوا بَيتاً مِن بيُوُتيِ‌ إِلّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَبصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ أَكُفّ نَقِيّةٍ وَ قُل لَهُمُ اعلَمُوا أنَيّ‌ غَيرُ مُستَجِيبٍ لِأَحَدٍ مِنكُم دَعوَةً وَ لِأَحَدٍ مِن خلَقيِ‌ قِبَلَهُ مَظلِمَةٌ الخَبَرَ

نهج ،[نهج البلاغة] عَن نَوفٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ

10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]البَاقِرُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قَالَ ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ شِيعَتُهُفَلَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ

مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن آبَائِهِ وَ السدّيّ‌ّ عَن أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ مُحَمّدٍ البَاقِرِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللّهِ وَ اللّهِ لَهُوَ


صفحه : 17

عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

السدّيّ‌ّ وَ أَبُو صَالِحٍ وَ ابنُ شِهَابٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ يُبَشّرُ المُؤمِنِينَ الّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ قَالَ يُبَشّرُ مُحَمّدٌ بِالجَنّةِ عَلِيّاً وَ جَعفَراً وَ عَقِيلًا وَ حَمزَةَ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَالّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ قَالَ الطّاعَاتِ قَولُهُأَم نَجعَلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِكَالمُفسِدِينَ فِي الأَرضِعُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ الوَلِيدُ وَ كَانَ يَصُومُ النّهَارَ وَ يصُلَيّ‌ بِاللّيلِ أَلفَ رَكعَةٍ وَ عَمّرَ طَرِيقَ مَكّةَ وَ صَامَ مَعَ النّبِيّص سَبعَ سِنِينَ وَ بَعدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ حَجّ مَعَ النّبِيّص عَشرَ حِجَجٍ وَ جَاهَدَ فِي أَيّامِهِ الكُفّارَ وَ بَعدَ وَفَاتِهِ البُغَاةَ وَ بَسَطَ الفتَاَويِ‌َ وَ أَنشَأَ العُلُومَ وَ أَحيَا السّنَنَ وَ أَمَاتَ البِدَعَ

أَبُو يَعلَي فِي المُسنَدِ أَنّهُ قَالَ مَا تَرَكتُ صَلَاةَ اللّيلِ مُنذُ سَمِعتُ قَولَ النّبِيّص صَلَاةُ اللّيلِ نُورٌ فَقَالَ ابنُ الكَوّاءِ وَ لَا لَيلَةَ الهَرِيرِ قَالَ وَ لَا لَيلَةَ الهَرِيرِ

إِبَانَةُ العكُبرَيِ‌ّ سُلَيمَانُ بنُ المُغِيرَةِ عَن أُمّهِ قَالَت سَأَلتُ أُمّ سَعِيدٍ سُرّيّةَ عَلِيّ عَن صَلَاةِ عَلِيّ فِي شَهرِ رَمَضَانَ فَقَالَت رَمَضَانُ وَ شَوّالٌ سَوَاءٌ يحُييِ‌ اللّيلَ كُلّهُ

وَ فِي تَفسِيرِ القشُيَريِ‌ّ أَنّهُ كَانَ ع إِذَا حَضَرَ وَقتُ الصّلَاةِ تَلَوّنَ وَ تَزَلزَلَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَيَقُولُ جَاءَ وَقتُ أَمَانَةٍ عَرَضَهَا اللّهُ تَعَالَيعَلَي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ الجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها...وَ حَمَلَهَا الإِنسانُ فِي ضعَفيِ‌ فَلَا أدَريِ‌ أُحسِنُ إِذَا[أَدَاءَ] مَا حَمَلتُ أَم لَا وَ أَخَذَ زَينُ العَابِدِينَ بَعضَ صُحُفِ عِبَادَاتِهِ فَقَرَأَ فِيهَا يَسِيراً ثُمّ تَرَكَهَا مِن يَدِهِ تَضَجّراً وَ قَالَ مَن يَقوَي عَلَي عِبَادَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

أَنَسُ بنُ مَالِكٍ قَالَ لَمّا نَزَلَتِ الآيَاتُ الخَمسُ فِي طس أَمّن جَعَلَ الأَرضَ


صفحه : 18

قَراراًانتَفَضَ عَلِيّ انتِفَاضَ العُصفُورِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَا لَكَ يَا عَلِيّ قَالَ عَجِبتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مِن كُفرِهِم وَ حِلمِ اللّهِ تَعَالَي عَنهُم فَمَسَحَهُ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ أَبشِر فَإِنّهُ لَا يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ وَ لَا يُحِبّكَ مُنَافِقٌ وَ لَو لَا أَنتَ لَم يُعرَف حِزبُ اللّهِ

11- كِتَابُ البَيَانِ لِابنِ شَهرَآشُوبَ،وَكِيعٌ وَ السدّيّ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أهُديِ‌َ إِلَي رَسُولِ اللّهِص نَاقَتَانِ عَظِيمَتَانِ فَجَعَلَ إِحدَاهُمَا لِمَن يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ لَا يَهُمّ فِيهِمَا بشِيَ‌ءٍ مِن أَمرِ الدّنيَا وَ لَم يُجِبهُ أَحَدٌ سِوَي عَلِيّ ع فَأَعطَاهُ كِلتَيهِمَا

12-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]لَقَد أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً وَ قَد غَصّ مَجلِسُهُ بِأَهلِهِ فَقَالَ أَيّكُمُ اليَومَ أَنفَقَ مِن مَالِهِ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ فَسَكَتُوا فَقَالَ عَلِيّ ع أَنَا خَرَجتُ وَ معَيِ‌ دِينَارٌ أُرِيدُ أشَترَيِ‌ بِهِ دَقِيقاً فَرَأَيتُ المِقدَادَ بنَ أَسوَدَ وَ تَبَيّنتُ فِي وَجهِهِ أَثَرَ الجُوعِ فَنَاوَلتُهُ الدّينَارَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَجَبَت ثُمّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ قَد أَنفَقتُ اليَومَ أَكثَرَ مِمّا أَنفَقَ عَلِيّ جَهّزتُ رَجُلًا وَ امرَأَةً يُرِيدَانِ طَرِيقاً وَ لَا نَفَقَةَ لَهُمَا فَأَعطَيتُهُمَا أَلفَ دِرهَمٍ فَسَكَتَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لَكَ قُلتَ لعِلَيِ‌ّ وَجَبَت وَ لَم تَقُل لِهَذَا وَ هُوَ أَكثَرُ صَدَقَةً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَ مَا رَأَيتُم مَلِكاً يهُديِ‌ خَادِمُهُ إِلَيهِ هَدِيّةً خَفِيفَةً فَيُحسِنُ مَوقِعَهَا وَ يَرفَعُ مَحَلّ صَاحِبِهَا وَ يُحمَلُ إِلَيهِ مِن عِندِ خَادِمٍ آخَرَ هَدِيّةٌ عَظِيمَةٌ فَيَرُدّهَا وَ يَستَخِفّ بِبَاعِثِهَا قَالُوا بَلَي قَالَ فَكَذَلِكَ صَاحِبُكُم عَلِيّ دَفَعَ دِينَاراً مُنقَاداً لِلّهِ سَادّاً خَلّةَ فَقِيرٍ مُؤمِنٍ وَ صَاحِبُكُمُ الآخَرُ أَعطَي مَا أَعطَي مُعَانِدَةً


صفحه : 19

لأِخَيِ‌ رَسُولِ اللّهِ يُرِيدُ بِهِ العُلُوّ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ وَ صَيّرَهُ وَبَالًا عَلَيهِ أَمَا لَو تَصَدّقَ بِهَذِهِ النّيّةِ مِنَ الثّرَي إِلَي العَرشِ ذَهَباً أَو لُؤلُؤاً لَم يَزدَد بِذَلِكَ مِن رَحمَةِ اللّهِ إِلّا بُعداً وَ لِسَخَطِ اللّهِ تَعَالَي إِلّا قُرباً وَ فِيهِ وُلُوجاً وَ اقتِحَاماً ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَيّكُمُ اليَومَ دَفَعَ عَن أَخِيهِ المُؤمِنِ بِقُوّتِهِ قَالَ عَلِيّ ع أَنَا مَرَرتُ فِي طَرِيقِ كَذَا فَرَأَيتُ فَقِيراً مِن فُقَرَاءِ المُؤمِنِينَ قَد تَنَاوَلَهُ أَسَدٌ فَوَضَعَهُ تَحتَهُ وَ قَعَدَ عَلَيهِ وَ الرّجُلُ يَستَغِيثُ بيِ‌ مِن تَحتِهِ فَنَادَيتُ الأَسَدَ خَلّ عَنِ المُؤمِنِ فَلَم يُخَلّ فَتَقَدّمتُ إِلَيهِ فَرَكَلتُهُ برِجِليِ‌ فَدَخَلَت رجِليِ‌ فِي جَنبِهِ الأَيمَنِ وَ خَرَجَت مِن جَنبِهِ الأَيسَرِ فَخَرّ الأَسَدُ صَرِيعاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَجَبَت هَكَذَا يَفعَلُ اللّهُ بِكُلّ مَن آذَي لَكَ وَلِيّاً يُسَلّطُ اللّهُ عَلَيهِ فِي الآخِرَةِ سَكَاكِينَ النّارِ وَ سُيُوفَهَا يَبعَجُ بِهَا بَطنَهُ وَ يُحشَي نَاراً ثُمّ يُعَادُ خَلقاً جَدِيداً أَبَدَ الآبِدِينَ وَ دَهرَ الدّاهِرِينَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَيّكُمُ اليَومَ نَفَعَ بِجَاهِهِ أَخَاهُ المُؤمِنَ فَقَالَ عَلِيّ ع أَنَا قَالَ صَنَعتَ مَا ذَا قَالَ مَرَرتُ بِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ قَد لَازَمَهُ بَعضُ اليَهُودِ فِي ثَلَاثِينَ دِرهَماً كَانَت لَهُ عَلَيهِ فَقَالَ عَمّارٌ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِص يلُاَزمِنُيِ‌ وَ لَا يُرِيدُ إِلّا إيِذاَئيِ‌ وَ إذِلاَليِ‌ لمِحَبَتّيِ‌ لَكُم أَهلَ البَيتِ فخَلَصّنيِ‌ مِنهُ بِجَاهِكَ فَأَرَدتُ أَن أُكَلّمَ لَهُ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِص أَنَا أُجَلّلُكَ فِي قلَبيِ‌ وَ عيَنيِ‌


صفحه : 20

مِن أَن أَبذُلَكَ لِهَذَا الكَافِرِ وَ لَكِنِ اشفَع لِي إِلَي مَن لَا يَرُدّكَ عَن طَلَبِهِ فَلَو أَرَدتَ جَمِيعَ جَوَانِبِ العَالَمِ أَن يُصَيّرَهَا كَأَطرَافِ السّفرَةِ لَفَعَلَ فَاسأَلهُ أَن يعُيِننَيِ‌ عَلَي أَدَاءِ دَينِهِ وَ يغُنيِنَيِ‌ عَنِ الِاستِدَانَةِ فَقُلتُ أللّهُمّ افعَل ذَلِكَ بِهِ ثُمّ قُلتُ لَهُ اضرِب إِلَي مَا بَينَ يَدَيكَ مِن شَيءٍ حَجَراً أَو مَدَراً فَإِنّ اللّهَ يَقلِبُهُ لَكَ ذَهَباً إِبرِيزاً فَضَرَبَ يَدَهُ فَتَنَاوَلَ حَجَراً فِيهِ أَمنَانٌ فَتَحَوّلَ فِي يَدِهِ ذَهَباً ثُمّ أَقبَلَ عَلَي اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ وَ كَم دَينُكَ قَالَ ثَلَاثُونَ دِرهَماً قَالَ فَكَم قِيمَتُهَا مِنَ الذّهَبِ قَالَ ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ فَقَالَ عَمّارٌ أللّهُمّ بِجَاهِ مَن بِجَاهِهِ قَلَبتَ هَذَا الحَجَرَ ذَهَباً لَيّن لِي هَذَا الذّهَبَ لِأَفصِلَ قَدرَ حَقّهِ فَأَلَانَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فَفَصَلَ لَهُ ثَلَاثَةَ مَثَاقِيلَ وَ أَعطَاهُ ثُمّ جَعَلَ يَنظُرُ إِلَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ سَمِعتُكَ تَقُولُإِنّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني وَ لَا أُرِيدُ غِنًي يطُغيِنيِ‌ أللّهُمّ فَأَعِد هَذَا الذّهَبَ حَجَراً بِجَاهِ مَن بِجَاهِهِ جَعَلتَهُ ذَهَباً بَعدَ أَن كَانَ حَجَراً فَعَادَ حَجَراً فَرَمَاهُ مِن يَدِهِ وَ قَالَ حسَبيِ‌ مِنَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ موُاَلاَتيِ‌ لَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص تَعَجّبَت مَلَائِكَةُ السّمَاوَاتِ مِن فِعلِهِ وَ عَجّت إِلَي اللّهِ تَعَالَي بِالثّنَاءِ عَلَيهِ فَصَلَوَاتُ اللّهِ مِن فَوقِ عَرشِهِ يَتَوَالَي عَلَيهِ فَأَبشِر يَا أَبَا اليَقظَانِ فَإِنّكَ أَخُو عَلِيّ فِي دِيَانَتِهِ وَ مِن أَفَاضِلِ أَهلِ وَلَايَتِهِ وَ مِنَ المَقتُولِينَ فِي مَحَبّتِهِ تَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ وَ آخِرُ زَادِكَ مِنَ الدّنيَا صَاعٌ مِن لَبَنٍ وَ يَلحَقُ رُوحُكَ بِأَروَاحِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الفَاضِلِينَ فَأَنتَ مِن خِيَارِ شيِعتَيِ‌ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَيّكُم أَدّي زَكَاتَهُ اليَومَ قَالَ عَلِيّ ع أَنَا يَا رَسُولَ اللّهُ فَأَسَرّ المُنَافِقُونَ فِي أُخرَيَاتِ المَجلِسِ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ يَقُولُونَ وَ أَيّ مَالٍ لعِلَيِ‌ّ حَتّي يؤُدَيّ‌َ مِنهُ الزّكَاةَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ تدَريِ‌ مَا يُسِرّ هَؤُلَاءِ المُنَافِقُونَ فِي أُخرَيَاتِ المَجلِسِ قَالَ عَلِيّ ع بَلَي قَد أَوصَلَ اللّهُ تَعَالَي إِلَي أذُنُيِ‌ مَقَالَتَهُم يَقُولُونَ وَ أَيّ مَالٍ لعِلَيِ‌ّ حَتّي يؤُدَيّ‌َ زَكَاتَهُ كُلّ مَالٍ يُغنَمُ مِن يَومِنَا هَذَا إِلَي


صفحه : 21

يَومِ القِيَامَةِ فلَيِ‌ خُمُسُهُ بَعدَ وَفَاتِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ حكُميِ‌ عَلَي ألّذِي مِنهُ لَكَ فِي حَيَاتِكَ جَائِزٌ فإَنِيّ‌ نَفسُكَ وَ أَنتَ نفَسيِ‌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَذَلِكَ هُوَ يَا عَلِيّ وَ لَكِن كَيفَ أَدّيتَ زَكَاةَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع عَلِمتُ بِتَعرِيفِ اللّهِ إيِاّي‌َ عَلَي لِسَانِكَ أَنّ نُبُوّتَكَ هَذِهِ سَيَكُونُ بَعدَهَا مَلِكٌ عَضُوضٌ وَ جَبرِيّةٌ فيَسَتوَليِ‌ عَلَي خمُسُيِ‌ مِنَ السبّي‌ِ وَ الغَنَائِمِ فَيَبِيعُونَهُ فَلَا يَحِلّ لِمُشتَرِيهِ لِأَنّ نصَيِبيِ‌ فِيهِ وَ قَد وَهَبتُ نصَيِبيِ‌ فِيهِ لِكُلّ مَن مَلَكَ شَيئاً مِن ذَلِكَ مِن شيِعتَيِ‌ فَيَحِلّ لَهُم مَنَافِعُهُم مِن مَأكَلٍ وَ مَشرَبٍ وَ لِتَطِيبَ مَوَالِيدُهُم فَلَا يَكُونَ أَولَادُهُم أَولَادَ حَرَامٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا تَصَدّقَ أَحَدٌ أَفضَلَ مِن صَدَقَتِكَ وَ لَقَد تَبِعَكَ رَسُولُ اللّهِ فِي فِعلِكَ أَحَلّ لِشِيعَتِهِ كُلّ مَا كَانَ مِن غَنِيمَةٍ وَ بَيعٍ مِن نَصِيبِهِ عَلَي وَاحِدٍ مِن شيِعتَيِ‌ وَ لَا أُحِلّهُ أَنَا وَ لَا أَنتَ لِغَيرِهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَيّكُمُ اليَومَ دَفَعَ عَن عِرضِ أَخِيهِ المُؤمِنِ قَالَ عَلِيّ ع أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ مَرَرتُ بِعَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ وَ هُوَ يَتَنَاوَلُ عِرضَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ فَقُلتُ لَهُ اسكُت لَعَنَكَ اللّهُ فَمَا تَنظُرُ إِلَيهِ إِلّا كَنَظَرِكَ إِلَي الشّمسِ وَ لَا تَتَحَدّثُ عَنهُ إِلّا كَتَحَدّثِ أَهلِ الدّنيَا عَنِ الجَنّةِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد زَادَكَ لَعَائِنَ إِلَي لَعَائِنَ لِوَقِيعَتِكَ فَخَجِلَ وَ اغتَاظَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّمَا كُنتُ فِي قوَليِ‌ مَازِحاً فَقُلتُ لَهُ إِن كُنتَ جَادّاً فَأَنَا جَادّ وَ إِن كُنتَ هَازِلًا فَأَنَا هَازِلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد لَعَنَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِندَ لَعنِكَ لَهُ وَ لَعَنَتهُ مَلَائِكَةُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ الحُجُبِ وَ الكرُسيِ‌ّ وَ العَرشِ إِنّ اللّهَ يَغضَبُ لِغَضَبِكَ وَ يَرضَي لِرِضَاكَ وَ يَعفُو عِندَ عَفوِكَ وَ يَسطُو عِندَ سَطوَتِكَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ تدَريِ‌ مَا سَمِعتُ مِنَ المَلَإِ الأَعلَي فِيكَ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ يَا عَلِيّ سَمِعتُهُم يُقسِمُونَ عَلَي اللّهِ تَعَالَي بِكَ وَ يَستَقضُونَهُ حَوَائِجَهُم وَ يَتَقَرّبُونَ


صفحه : 22

إِلَي اللّهِ تَعَالَي بِمَحَبّتِكَ وَ يَجعَلُونَ أَشرَفَ مَا يَعبُدُونَ اللّهَ بِهِ الصّلَاةَ عَلَيّ وَ عَلَيكَ وَ سَمِعتُ خَطِيبَهُم فِي أَعظَمِ مَحَافِلِهِم وَ هُوَ يَقُولُ عَلِيّ الحاَويِ‌ لِأَصنَافِ الخَيرَاتِ المُشتَمِلُ عَلَي أَنوَاعِ المَكرُمَاتِ ألّذِي قَدِ اجتَمَعَ فِيهِ مِن خِصَالِ الخَيرِ مَا قَد تَفَرّقَ فِي غَيرِهِ مِنَ البَرِيّاتِ عَلَيهِ مِنَ اللّهِ تَعَالَي الصّلَاةُ وَ البَرَكَاتُ وَ التّحِيّاتُ وَ سَمِعتُ الأَملَاكَ بِحَضرَتِهِ وَ الأَملَاكَ فِي سَائِرِ السّمَاوَاتِ وَ الحُجُبِ وَ العَرشِ وَ الكرُسيِ‌ّ وَ الجَنّةِ وَ النّارِ يَقُولُونَ بِأَجمَعِهِم عِندَ فَرَاغِ الخَطِيبِ مِن قَولِهِ آمِينَ أللّهُمّ وَ طَهّرنَا بِالصّلَاةِ عَلَيهِ وَ عَلَي آلِهِ الطّيّبِينَ

بيان قوله ع وجبت أي لك الرحمة أوالجنة

13-تم ،[فلاح السائل ]رَوَي صَاحِبُ كِتَابِ زُهدِ مَولَانَا عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ حَدّثَنَا سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَبَينَا أَنَا وَ نَوفٌ نَائِمَينِ فِي رَحبَةِ القَصرِ إِذ نَحنُ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي بَقِيّةٍ مِنَ اللّيلِ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَي الحَائِطِ شَبِيهَ الوَالِهِ وَ هُوَ يَقُولُإِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ إِلَي آخِرِ الآيَةِ قَالَ ثُمّ جَعَلَ يَقرَأُ هَذِهِ الآيَاتِ وَ يَمُرّ شِبهَ الطّائِرِ عَقلُهُ فَقَالَ لِي أَ رَاقِدٌ أَنتَ يَا حَبّةُ أَم رَامِقٌ قَالَ قُلتُ رَامِقٌ هَذَا أَنتَ تَعمَلُ هَذَا العَمَلَ فَكَيفَ نَحنُ فَأَرخَي عَينَيهِ فَبَكَي ثُمّ قَالَ لِي يَا حَبّةُ إِنّ لِلّهِ مَوقِفاً وَ لَنَا بَينَ يَدَيهِ مَوقِفاً لَا يَخفَي عَلَيهِ شَيءٌ مِن أَعمَالِنَا يَا حَبّةُ إِنّ اللّهَ أَقرَبُ إلِيَ‌ّ وَ إِلَيكَمِن حَبلِ الوَرِيدِ يَا حَبّةُ إِنّهُ لَن يحَجبُنَيِ‌ وَ لَا إِيّاكَ عَنِ اللّهِ شَيءٌ قَالَ ثُمّ قَالَ أَ رَاقِدٌ أَنتَ يَا نَوفُ قَالَ قَالَ لَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَنَا بِرَاقِدٍ وَ لَقَد أَطَلتُ بكُاَئيِ‌ هَذِهِ اللّيلَةَ فَقَالَ يَا نَوفُ إِن طَالَ بُكَاؤُكَ فِي هَذَا اللّيلِ مَخَافَةً مِنَ اللّهِ تَعَالَي قَرّت عَينَاكَ غَداً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا نَوفُ إِنّهُ لَيسَ


صفحه : 23

مِن قَطرَةٍ قَطَرَت مِن عَينِ رَجُلٍ مِن خَشيَةِ اللّهِ إِلّا أَطفَأَت بِحَاراً مِنَ النّيرَانِ يَا نَوفُ إِنّهُ لَيسَ مِن رَجُلٍ أَعظَمَ مَنزِلَةً عِندَ اللّهِ مِن رَجُلٍ بَكَي مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ أَحَبّ فِي اللّهِ وَ أَبغَضَ فِي اللّهِ يَا نَوفُ إِنّهُ مَن أَحَبّ فِي اللّهِ لَم يَستَأثِر عَلَي مَحَبّتِهِ وَ مَن أَبغَضَ فِي اللّهِ لَم يَنَل بِبُغضِهِ خَيراً عِندَ ذَلِكَ استَكمَلتُم حَقَائِقَ الإِيمَانِ ثُمّ وَعَظَهُمَا وَ ذَكّرَهُمَا وَ قَالَ فِي أَوَاخِرِهِ فَكُونُوا مِنَ اللّهِ عَلَي حَذَرٍ فَقَد أَنذَرتُكُمَا ثُمّ جَعَلَ يَمُرّ وَ هُوَ يَقُولُ لَيتَ شعِريِ‌ فِي غفَلَاَتيِ‌ أَ مُعرِضٌ أَنتَ عنَيّ‌ أَم نَاظِرٌ إلِيَ‌ّ وَ لَيتَ شعِريِ‌ فِي طُولِ منَاَميِ‌ وَ قِلّةِ شكُريِ‌ فِي نِعَمِكَ عَلَيّ مَا حاَليِ‌ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا زَالَ فِي هَذَا الحَالِ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ

و من صفات مولانا علي ع في ليلة ماذكره نوف لمعاوية بن أبي سفيان و أنه مافرش له فراش في ليل قط و لاأكل طعاما في هجير قط و قال نوف أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه فقد أرخي الليل سدوله وغارت نجومه و هوقابض بيده علي لحيته يتململ تململ السليم ويبكي‌ بكاء الحزين والحديث مشهور

14- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَذبَحُ كَبشَينِ أَحَدَهُمَا عَن رَسُولِ اللّهِص وَ الآخَرَ عَن نَفسِهِ

15- كا،[الكافي‌] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن شِهَابِ بنِ عَبدِ رَبّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا تَوَضّأَ لَم يَدَع أَحَداً يَصُبّ عَلَيهِ المَاءَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لِمَ لَا تَدَعُهُم يَصُبّونَ عَلَيكَ المَاءَ فَقَالَ لَا أُحِبّ أَن أُشرِكَ فِي صلَاَتيِ‌ أَحَداً

16-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً فِي


صفحه : 24

آخِرِ عُمُرِهِ يصُلَيّ‌ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ أَلفَ رَكعَةٍ

17- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الفَجرَ ثُمّ لَم يَزَل فِي مَوضِعِهِ حَتّي صَارَتِ الشّمسُ عَلَي قِيدِ رُمحٍ وَ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ بِوَجهِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد أَدرَكتُ أَقوَاماً يَبِيتُونَ لِرَبّهِم سُجّداً وَ قِيَاماً يُخَالِفُونَ بَينَ جِبَاهِهِم وَ رُكَبِهِم كَأَنّ زَفِيرَ النّارِ فِي آذَانِهِم إِذَا ذُكِرَ اللّهُ عِندَهُم مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشّجَرُ كَأَنّمَا القَومُ بَاتُوا غَافِلِينَ قَالَ ثُمّ قَامَ فَمَا رئُيِ‌َ ضَاحِكاً حَتّي قُبِضَ ع

باب 201-سخائه وإنفاقه وإيثاره صلوات الله عليه ومسابقته فيها علي سائر الصحابة

1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]المَشهُورُ مِنَ الصّحَابَةِ بِالنّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللّهِ عَلِيّ وَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ وَ طَلحَةُ وَ لعِلَيِ‌ّ فِي ذَلِكَ فَضَائِلُ لِأَنّ الجُودَ جُودَانِ نفَسيِ‌ّ وَ ماَليِ‌ّ قَالَجاهِدُوا بِأَموالِكُم وَ أَنفُسِكُم وَ قَالَ النّبِيّص أَجوَدُ النّاسِ مَن جَادَ بِنَفسِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ تَعَالَي الخَبَرَ فَصَارَ قَولُهُلا يسَتوَيِ‌ مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعدُ وَ قاتَلُواأَليَقَ بعِلَيِ‌ّ ع لِأَنّهُ جَمَعَ بَينَهُمَا وَ لَم تُجمَع لِغَيرِهِ وَ قَولُهُم إِنّ أَبَا بَكرٍ أَنفَقَ عَلَي النّبِيّص


صفحه : 25

أَربَعِينَ أَلفاً فَإِن صَحّ هَذَا الخَبَرُ فَلَيسَ فِيهِ أَنّهُ كَانَ دِينَاراً أَو دِرهَماً وَ أَربَعُونَ أَلفَ دِرهَمٍ هُوَ أَربَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ وَ مَالُ خَدِيجَةَ أَكثَرُ مِن مَالِهِ وَ نَفعُ ذَلِكَ لِلمُسلِمِينَ عَامّةً وَ قَد شَرَحتُ ذَلِكَ فِي كتِاَبيِ‌َ المَشهُورِ فَأَمّا قَولُهُفَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقيفَعُمُومٌ وَ يُعَارَضُ بِقَولِهِوَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغنيبِمَالِ خَدِيجَةَ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع وَ فِيهِ يَقُولُ العبَديِ‌ّ


أَبُوكُم هُوَ الصّدّيقُ آمَنَ وَ اتّقَي   وَ أَعطَي وَ مَا أَكدَي وَ صَدّقَ بِالحُسني

الضّحّاكُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ نَزَلَت فِي عَلِيّثُمّ لا يُتبِعُونَ ما أَنفَقُوا مَنّا وَ لا أَذيًالآيَةَ

ابنُ عَبّاسٍ وَ السدّيّ‌ّ وَ مُجَاهِدٌ وَ الكلَبيِ‌ّ وَ أَبُو صَالِحٍ وَ الواَحدِيِ‌ّ وَ الطوّسيِ‌ّ وَ الثعّلبَيِ‌ّ وَ الطبّرسِيِ‌ّ وَ الماَورَديِ‌ّ وَ القشُيَريِ‌ّ وَ الثمّاَليِ‌ّ وَ النّقّاشُ وَ الفَتّالُ وَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ الحُسَينِ وَ عَلِيّ بنُ حَربٍ الطاّئيِ‌ّ فِي تَفَاسِيرِهِم أَنّهُ كَانَ عِندَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَربَعَةُ دَرَاهِمَ مِنَ الفِضّةِ فَتَصَدّقَ بِوَاحِدٍ لَيلًا وَ بِوَاحِدٍ نَهَاراً وَ بِوَاحِدٍ سِرّاً وَ بِوَاحِدٍ عَلَانِيَةً فَنَزَلَالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِالآيَةَ فَسَمّي كُلّ دِرهَمٍ مَالًا وَ بَشّرَهُ بِالقَبُولِ رَوَاهُ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ تَفسِيرُ النّقّاشِ وَ أَسبَابُ النّزُولِ قَالَ الكلَبيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا حَمَلَكَ عَلَي هَذَا قَالَ حمَلَنَيِ‌ أَن أَستَوجِبَ عَفوَ اللّهِ ألّذِي وعَدَنَيِ‌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَلَا إِنّ ذَلِكَ لَكَ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ

الضّحّاكُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا أَنزَلَ اللّهُلِلفُقَراءِ الّذِينَ أُحصِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِالآيَةَ بَعَثَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ بِدَنَانِيرَ كَثِيرَةٍ إِلَي أَصحَابِ الصّفّةِ حَتّي أَغنَاهُم


صفحه : 26

وَ بَعَثَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِي جَوفِ اللّيلِ بِوَسقٍ مِن تَمرٍ فَكَانَ أَحَبّ الصّدَقَتَينِ إِلَي اللّهِ صَدَقَةُ عَلِيّ وَ أُنزِلَتِ الآيَةُ وَ سُئِلَ النّبِيّص أَيّ الصّدَقَةِ أَفضَلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَقَالَ جَهدٌ مِن مُقِلّ

تَارِيخُ البلَاَذرِيِ‌ّ وَ فَضَائِلُ أَحمَدَ أَنّهُ كَانَت غَلّةُ عَلِيّ أَربَعِينَ أَلفَ دِينَارٍ فَجَعَلَهَا صَدَقَةً وَ أَنّهُ بَاعَ سَيفَهُ وَ قَالَ لَو كَانَ عنِديِ‌ عَشَاءٌ مَا بِعتُهُ

شَرِيكٌ وَ اللّيثُ وَ الكلَبيِ‌ّ وَ أَبُو صَالِحٍ وَ الضّحّاكُ وَ الزّجّاجُ وَ مُقَاتِلُ بنُ حَيّانَ وَ مُجَاهِدٌ وَ قَتَادَةُ وَ ابنُ عَبّاسٍ قَالُوا كَانَتِ الأَغنِيَاءُ يُكثِرُونَ مُنَاجَاةَ الرّسُولِ فَلَمّا نَزَلَ قَولُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةًانتَهَوا فَاستَقرَضَ عَلِيّ ع دِينَاراً وَ تَصَدّقَ بِهِ فَنَاجَي النّبِيّص عَشرَ نَجَوَاتٍ ثُمّ نَسَخَتهُ الآيَةُ التّيِ‌ بَعدَهَا

أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَ لِي دِينَارٌ فَبِعتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَكَانَ كُلّمَا أَرَدتُ أَن أنُاَجيِ‌َ رَسُولَ اللّهِص قَدّمتُ دِرهَماً فَنَسَخَتهَا الآيَةُ الأُخرَي

الواَحدِيِ‌ّ فِي أَسبَابِ نُزُولِ القُرآنِ وَ فِي الوَسِيطِ أَيضاً وَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي الكَشفِ وَ البَيَانِ مَا رَوَاهُ عَلِيّ بنُ عَلقَمَةَ وَ مُجَاهِدٌ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ لَآيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ وَ لَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ بعَديِ‌ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ

جَامِعُ الترّمذِيِ‌ّ وَ تَفسِيرُ الثعّلبَيِ‌ّ وَ اعتِقَادُ الأشُنهُيِ‌ّ عَنِ الأشَجعَيِ‌ّ وَ الثوّريِ‌ّ وَ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفصَةَ وَ عَلِيّ بنِ عَلقَمَةَ الأنَماَريِ‌ّ عَن عَلِيّ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ فبَيِ‌ خَفّفَ اللّهُ ذَلِكَ عَن هَذِهِ الأُمّةِ

وَ فِي مُسنَدِ الموَصلِيِ‌ّ فَبِهِ خَفّفَ اللّهُ عَن هَذِهِ الأُمّةِ

زَادَ أَبُو القَاسِمِ الكوُفيِ‌ّ فِي الرّوَايَةِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي امتَحَنَ الصّحَابَةَ بِهَذِهِ الآيَةِ فَتَقَاعَسُوا كُلّهُم عَن مُنَاجَاةِ الرّسُولِص فَكَانَ الرّسُولُ احتَجَبَ فِي مَنزِلِهِ عَن مُنَاجَاةِ أَحَدٍ إِلّا مَن تَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ فَكَانَ معَيِ‌ دِينَارٌ وَ سَاقَ ع كَلَامَهُ إِلَي أَن


صفحه : 27

قَالَ فَكُنتُ أَنَا سَبَبَ التّوبَةِ مِنَ اللّهِ عَلَي المُسلِمِينَ حِينَ عَمِلتُ بِالآيَةِ فَنُسِخَت وَ لَو لَم أَعمَل بِهَا حَتّي كَانَ عمَلَيِ‌ بِهَا سَبَباً لِلتّوبَةِ عَلَيهِم لَنَزَلَ العَذَابُ عِندَ امتِنَاعِ الكُلّ عَنِ العَمَلِ بِهَا

وَ قَالَ القاَضيِ‌ الطرثيثي‌ إِنّهُم عَصَوا فِي ذَلِكَ إِلّا علي [عَلِيّاً]فَنَسَخَهُ عَنهُم يَدُلّ عَلَيهِ قَولُهُفَإِذ لَم تَفعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيكُم وَ لَقَدِ استَحَقّوا العَذَابَ لِقَولِهِأَ أَشفَقتُم وَ قَالَ مُجَاهِدٌ مَا كَانَ إِلّا سَاعَةً وَ قَالَ مُقَاتِلُ بنُ حَيّانَ كَانَ ذَلِكَ ليَاَليِ‌َ عَشرٍ وَ كَانَتِ الصّدَقَةُ مُفَوّضَةً إِلَيهِم غَيرَ مُقَدّرَةٍ

سُفيَانُ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص فِيمَا استَطَعتَ تَصَدّقتَ

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ ابنِ عُمَرَ أَنّهُ قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ كَانَ لعِلَيِ‌ّ ثَلَاثٌ لَو كَانَ لِي وَاحِدَةٌ مِنهُنّ كَانَت أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن حُمُرِ النّعَمِ تَزوِيجُهُ فَاطِمَةَ وَ إِعطَاؤُهُ الرّايَةَ يَومَ خَيبَرَ وَ آيَةُ النّجوَي وَ أَنفَقَ عَلَي ثَلَاثِ ضِيفَانٍ مِنَ الطّعَامِ قُوتَ ثَلَاثِ لَيَالٍ فَنَزَلَ فِيهِ ثَلَاثِينَ[ثَلَاثُونَ]آيَةً وَ نُصّ عَلَي عِصمَتِهِ وَ سَترِهِ وَ مُرَادِهِ وَ قَبُولِ صَدَقَتِهِ وَ كَفَاكَ مِن جُودِهِ قَولُهُعَيناً يَشرَبُ بِها عِبادُ اللّهِالآيَةَ وَ إِطعَامُ الأَسِيرِ خَاصّةً وَ هُوَ عَدُوّ اللّهِ فِي الدّينِ

وَ حَدّثَ أَبُو هُرَيرَةَ أَنّهُ كَانَ فِي المَدِينَةِ مَجَاعَةٌ وَ مَرّ بيِ‌ يَومٌ وَ لَيلَةٌ لَم أَذُق شَيئاً وَ سَأَلتُ أَبَا بَكرٍ آيَةً كُنتُ أَعرَفُ بِتَأوِيلِهَا مِنهُ وَ مَضَيتُ مَعَهُ إِلَي بَابِهِ وَ ردَعَنَيِ‌ وَ انصَرَفتُ جَائِعاً يوَميِ‌ وَ أَصبَحتُ وَ سَأَلتُ عُمَرَ آيَةً كُنتُ أَعرَفُ مِنهُ بِهَا فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ أَبُو بِكرٍ فَجِئتُ اليَومَ الثّالِثَ إِلَي عَلِيّ ع وَ سَأَلتُهُ مَا يَعلَمُهُ فَقَط فَلَمّا أَرَدتُ أَن أَنصَرِفَ دعَاَنيِ‌ إِلَي بَيتِهِ فأَطَعمَنَيِ‌ رَغِيفَينِ وَ سَمناً فَلَمّا شَبِعتُ انصَرَفتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا بَصُرَ بيِ‌ ضَحِكَ فِي وجَهيِ‌ وَ قَالَ أَنتَ تحُدَثّنُيِ‌ أَو أُحَدّثُكَ ثُمّ قَصّ عَلَيّ مَا جَرَي وَ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ عرَفّنَيِ‌


صفحه : 28

وَ رئُيِ‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَزِيناً فَقِيلَ لَهُ مِمّ حُزنُكَ قَالَ لِسَبعٍ أَتَت لَم يُضَف إِلَينَا ضَيفٌ

تَفسِيرُ أَبِي يُوسُفَ يَعقُوبَ بنِ سُفيَانَ وَ عَلِيّ بنِ حَربٍ الطاّئيِ‌ّ وَ مُجَاهِدٍ بِأَسَانِيدِهِم عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَبِي هُرَيرَةَ وَ رَوَي جَمَاعَةٌ عَن عَاصِمِ بنِ كُلَيبٍ عَن أَبِيهِ وَ اللّفظُ لَهُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَشَكَا إِلَيهِ الجُوعَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَزوَاجِهِ فَقُلنَ مَا عِندَنَا إِلّا المَاءُ فَقَالَص مَن لِهَذَا الرّجُلِ اللّيلَةَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَتَي فَاطِمَةَ وَ سَأَلَهَا مَا عِندَكِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَت مَا عِندَنَا إِلّا قُوتُ الصّبيَةِ لَكِنّا نُؤثِرُ ضَيفَنَا بِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا بِنتَ مُحَمّدٍص نوَمّيِ‌ الصّبيَةَ وَ أطَفئِيِ‌ المِصبَاحَ وَ جَعَلَا يَمضَغَانِ بِأَلسِنَتِهِمَا فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الأَكلِ أَتَت فَاطِمَةُ بِسِرَاجٍ فَوَجَدَ الجَفنَةَ مَملُوءَةً مِن فَضلِ اللّهِ فَلَمّا أَصبَحَ صَلّي مَعَ النّبِيّص فَلَمّا سَلّمَ النّبِيّص مِن صَلَاتِهِ نَظَرَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد عَجِبَ الرّبّ مِن فِعلِكُمُ البَارِحَةَ اقرَأوَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ أَي مَجَاعَةٌوَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِيعَنيِ‌ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ

كِتَابُ أَبِي بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُقَاتِلٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِرِجالٌ لا تُلهِيهِم تِجارَةٌ وَ لا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللّهِ إِلَي قَولِهِبِغَيرِ حِسابٍ قَالَ هُوَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص أَعطَي عَلِيّاً يَوماً ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ أُهدِيَت إِلَيهِ قَالَ عَلِيّ فَأَخَذتُهَا وَ قُلتُ وَ اللّهِ لَأَتَصَدّقَنّ اللّيلَةَ مِن هَذِهِ الدّنَانِيرِ صَدَقَةً يَقبَلُهَا اللّهُ منِيّ‌ فَلَمّا صَلّيتُ العِشَاءَ الآخِرَةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص أَخَذتُ مِائَةَ دِينَارٍ وَ خَرَجتُ مِنَ المَسجِدِ فاَستقَبلَتَنيِ‌ امرَأَةٌ فَأَعطَيتُهَا الدّنَانِيرَ فَأَصبَحَ النّاسُ بِالغَدِ يَقُولُونَ تَصَدّقَ عَلِيّ اللّيلَةَ بِمِائَةِ دِينَارٍ عَلَي امرَأَةٍ فَاجِرَةٍ فَاغتَمَمتُ غَمّاً شَدِيداً فَلَمّا صَلّيتُ اللّيلَةَ القَابِلَةَ صَلَاةَ العَتَمَةِ أَخَذتُ مِائَةَ دِينَارٍ وَ خَرَجتُ مِنَ المَسجِدِ


صفحه : 29

وَ قُلتُ وَ اللّهِ لَأَتَصَدّقَنّ اللّيلَةَ بِصَدَقَةٍ يَتَقَبّلُهَا ربَيّ‌ منِيّ‌ فَلَقِيتُ رَجُلًا فَتَصَدّقتُ عَلَيهِ بِالدّنَانِيرِ فَأَصبَحَ أَهلُ المَدِينَةِ يَقُولُونَ تَصَدّقَ عَلِيّ البَارِحَةَ بِمِائَةِ دِينَارٍ عَلَي رَجُلٍ سَارِقٍ فَاغتَمَمتُ غَمّاً شَدِيداً وَ قُلتُ وَ اللّهِ لَأَتَصَدّقَنّ اللّيلَةَ صَدَقَةً يَتَقَبّلُهَا اللّهُ منِيّ‌ فَصَلّيتُ العِشَاءَ الآخِرَةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ خَرَجتُ مِنَ المَسجِدِ وَ معَيِ‌ مِائَةُ دِينَارٍ فَلَقِيتُ رَجُلًا فَأَعطَيتُهُ إِيّاهَا فَلَمّا أَصبَحتُ قَالَ أَهلُ المَدِينَةِ تَصَدّقَ عَلِيّ البَارِحَةَ بِمِائَةِ دِينَارٍ عَلَي رَجُلٍ غنَيِ‌ّ فَاغتَمَمتُ غَمّاً شَدِيداً فَأَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص فَخَبّرتُهُ فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ هَذَا جَبرَئِيلُ يَقُولُ لَكَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد قَبِلَ صَدَقَاتِكَ وَ زَكّي عَمَلَكَ إِنّ المِائَةَ دِينَارٍ التّيِ‌ تَصَدّقتَ بِهَا أَوّلَ لَيلَةٍ وَقَعَت فِي يدَيَ‌ِ امرَأَةٍ فَاسِدَةٍ فَرَجَعَت إِلَي مَنزِلِهَا وَ تَابَت إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الفَسَادِ وَ جَعَلَت تِلكَ الدّنَانِيرَ رَأسَ مَالِهَا وَ هيِ‌َ فِي طَلَبِ بَعلٍ تَتَزَوّجُ بِهِ وَ إِنّ الصّدَقَةَ الثّانِيَةَ وَقَعَت فِي يدَيَ‌ سَارِقٍ فَرَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ تَابَ إِلَي اللّهِ مِن سَرِقَتِهِ وَ جَعَلَ الدّنَانِيرَ رَأسَ مَالِهِ يَتّجِرُ بِهَا وَ إِنّ الصّدَقَةَ الثّالِثَةَ وَقَعَت فِي يدَيَ‌ رَجُلٍ غنَيِ‌ّ لَم يُزَكّ مَالَهُ مُنذُ سِنِينَ فَرَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ وَبّخَ نَفسَهُ وَ قَالَ شُحّاً عَلَيكِ يَا نَفسُ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ تَصَدّقَ عَلَيّ بِمِائَةِ دِينَارٍ وَ لَا مَالَ لَهُ وَ أَنَا فَقَد أَوجَبَ اللّهُ عَلَي ماَليِ‌َ الزّكَاةَ لِأَعوَامٍ كَثِيرَةٍ لَم أُزَكّهِ فَحَسَبَ مَالَهُ وَ زَكّاهُ وَ أَخرَجَ زَكَاةَ مَالِهِ كَذَا وَ كَذَا دِينَاراً فَأَنزَلَ اللّهُ فِيكَرِجالٌ لا تُلهِيهِم تِجارَةٌالآيَةَ

أَبُو الطّفَيلِ رَأَيتُ عَلِيّاً ع يَدعُو اليَتَامَي فَيُطعِمُهُمُ العَسَلَ حَتّي قَالَ بَعضُ أَصحَابِهِ لَوَدِدتُ أنَيّ‌ كُنتُ يَتِيماً

مُحَمّدُ بنُ الصّمّةِ عَن أَبِيهِ عَن عَمّهِ قَالَرَأَيتُ فِي المَدِينَةِ رَجُلًا عَلَي ظَهرِهِ قِربَةٌ وَ فِي يَدِهِ صَحفَةٌ يَقُولُ أللّهُمّ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَ وَ إِلَهَ المُؤمِنِينَ وَ جَارَ المُؤمِنِينَ اقبَل قرُبُاَتيِ‌َ اللّيلَةَ فَمَا أَمسَيتُ أَملِكُ سِوَي مَا فِي صحَفتَيِ‌ وَ غَيرَ مَا يوُاَريِنيِ‌ فَإِنّكَ تَعلَمُ أنَيّ‌ مَنَعتُهُ نفَسيِ‌ مَعَ شِدّةِ سغَبَيِ‌ أَطلُبُ القُربَةَ إِلَيكَ غُنماً أللّهُمّ فَلَا تُخلِق وجَهيِ‌ وَ لَا تَرُدّ دعَوتَيِ‌


صفحه : 30

فَأَتَيتُهُ حَتّي عَرَفتُهُ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَتَي رَجُلًا فَأَطعَمَهُ

عَبدُ اللّهِ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ يَرفَعُهُ أَنّ النّبِيّص أَتَي مَعَ جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ إِلَي عَلِيّ ع فَلَم يَجِد عَلِيّ شَيئاً يُقَرّبُهُ إِلَيهِم فَخَرَجَ لِيُحَصّلَ لَهُم شَيئاً فَإِذَا هُوَ بِدِينَارٍ عَلَي الأَرضِ فَتَنَاوَلَهُ وَ عَرّفَ بِهِ فَلَم يَجِد لَهُ طَالِباً فَقَوّمَهُ عَلَي نَفسِهِ وَ اشتَرَي بِهِ طَعَاماً وَ أَتَي بِهِ إِلَيهِم وَ أَصَابَ بِهِ عِوَضَهُ وَ جَعَلَ يُنشِدُ صَاحِبَهُ فَلَم يَجِدهُ فَأَتَي بِهِ النّبِيّص وَ أَخبَرَهُ بِالخَبَرِ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّهُ شَيءٌ أَعطَاكَهُ اللّهُ لَمّا اطّلَعَ عَلَي نِيّتِكَ وَ مَا أَرَدتَهُ وَ لَيسَ هُوَ شيء[شَيئاً]لِلنّاسِ وَ دَعَا لَهُ بِخَيرٍ

رَوَتِ الخَاصّةُ وَ العَامّةُ مِنهُمُ ابنُ شَاهَينِ المرَوزَيِ‌ّ وَ شِيرَوَيهِ الديّلمَيِ‌ّ عَنِ الخدُريِ‌ّ وَ أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ عَلِيّاً أَصبَحَ سَاغِباً فَسَأَلَ فَاطِمَةَ طَعَاماً فَقَالَت مَا كَانَت إِلّا مَا أَطعَمتُكَ مُنذُ يَومَينِ آثَرتُ بِهِ عَلَي نفَسيِ‌ وَ عَلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَالَ أَلَا أعَلمَتيِنيِ‌ فَأَتَيتُكُم بشِيَ‌ءٍ فَقَالَت يَا أَبَا الحَسَنِ إنِيّ‌ لأَسَتحَييِ‌ مِن إلِهَيِ‌ أَن أُكَلّفَكَ مَا لَا تَقدِرُ عَلَيهِ فَخَرَجَ وَ استَقرَضَ عَنِ النّبِيّص دِينَاراً فَخَرَجَ يشَترَيِ‌ بِهِ شَيئاً فَاستَقبَلَهُ المِقدَادُ قَائِلًا مَا شَاءَ اللّهُ فَنَاوَلَهُ عَلِيّ ع الدّينَارَ ثُمّ دَخَلَ المَسجِدَ فَوَضَعَ رَأسَهُ فَنَامَ فَخَرَجَ النّبِيّص فَإِذَا هُوَ بِهِ فَحَرّكَهُ وَ قَالَ مَا صَنَعتَ فَأَخبَرَهُ فَقَامَ وَ صَلّي مَعَهُ فَلَمّا قَضَي النّبِيّص صَلَاتَهُ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ هَل عِندَكَ شَيءٌ نُفطِرُ عَلَيهِ فَنَمِيلَ مَعَكَ فَأَطرَقَ لَا يُحِيرُ جَوَاباً حَيَاءً مِنهُ وَ كَانَ اللّهُ أَوحَي إِلَيهِ أَن يَتَعَشّي تِلكَ اللّيلَةَ عِندَ عَلِيّ فَانطَلَقَا حَتّي دَخَلَا عَلَي فَاطِمَةَ وَ هيِ‌َ فِي مُصَلّاهَا وَ خَلفَهَا جَفنَةٌ تَفُورُ دُخَاناً فَأَخرَجَت فَاطِمَةُ الجَفنَةَ فَوَضَعَتهَا بَينَ أَيدِيهِمَا فَسَأَلَ عَلِيّ أَنّي لَكِ هَذَا قَالَت هُوَ مِن فَضلِ اللّهِ وَ رِزقِهِإِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ قَالَ فَوَضَعَ النّبِيّص كَفّهُ المُبَارَكَ بَينَ كتَفِيَ‌ عَلِيّ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ هَذَا بَدَلُ دِينَارِكَ ثُمّ استَعبَرَ النّبِيّص بَاكِياً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي رَأَيتُ فِي ابنتَيِ‌ مَا رَأَي زَكَرِيّا لِمَريَمَ


صفحه : 31

وَ فِي رِوَايَةِ الصّادِقِ ع أَنّهُ أَنزَلَ اللّهُ فِيهِموَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم

وَ فِي رِوَايَةِ حُذَيفَةَ أَنّ جَعفَراً أَعطَي النّبِيّص الفَرعَ مِنَ العَالِيَةِ وَ القَطِيفَةِ فَقَالَ النّبِيّص لَأَدفَعَنّ هَذِهِ القَطِيفَةَ إِلَي رَجُلٍ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَعطَاهَا عَلِيّاً ع فَفَصَلَ عَلِيّ القَطِيفَةَ سِلكاً سِلكاً فَبَاعَ بِالذّهَبِ فَكَانَ أَلفَ مِثقَالٍ فَفَرّقَهُ فِي فُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ كُلّهَا فَلَقِيَهُ النّبِيّص وَ مَعَهُ حُذَيفَةُ وَ عَمّارٌ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ فَسَأَلَهُ النّبِيّص الغَدَاءَ فَقَالَ حَيَاءً مِنهُ نَعَم فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَوَجَدُوا الجَفنَةَ

وَ فِي حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ المِقدَادَ قَالَ لَهُ أَنَا مُنذُ ثَلَاثَةِ أَيّامِ مَا طَعِمتُ شَيئاً فَخَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ بَاعَ دِرعَهُ بِخَمسِمِائَةٍ وَ دَفَعَ إِلَيهِ بَعضَهَا وَ انصَرَفَ مُتَحَيّراً فَنَادَاهُ أعَراَبيِ‌ّ اشتَرِ منِيّ‌ هَذِهِ النّاقَةَ مُؤَجّلًا فَاشتَرَاهَا بِمِائَةٍ وَ مَضَي الأعَراَبيِ‌ّ فَاستَقبَلَهُ آخَرُ وَ قَالَ بعِنيِ‌ هَذِهِ بِمِائَةٍ وَ خَمسِينَ درهم [دِرهَماً]فَبَاعَ وَ صَاحَ يَا حَسَنُ وَ يَا حُسَينُ امضِيَا فِي طَلَبِ الأعَراَبيِ‌ّ وَ هُوَ عَلَي البَابِ فَرَآهُ النّبِيّص وَ هُوَ يَتَبَسّمُ وَ يَقُولُ يَا عَلِيّ الأعَراَبيِ‌ّ صَاحِبُ النّاقَةِ جَبرَئِيلُ وَ المشُترَيِ‌ مِيكَائِيلُ يَا عَلِيّ المِائَةُ عَنِ النّاقَةِ وَ الخمسين [الخَمسُونَ]بِالخَمسِ التّيِ‌ دَفَعتَهَا إِلَي المِقدَادِ ثُمّ تَلَاوَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُالآيَةَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ فرع كل شيءأعلاه والمال الطائل والقوس عملت من طرف القضيب أوالفرع من خير القسي‌ وبالتحريك أول ولد تنتجه الناقة والعالية والعوالي‌ أماكن بأعلي أراضي‌ المدينة وإنما اشتروا كل


صفحه : 32

سلك في القطيفة بالذهب لشرافتها ويحتمل كونها مطرزة بالذهب و قدمر في باب خيبر مايؤيد الثاني‌

2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ إِنّهُ ع طُلِبَت مِنهُ صَدَقَةٌ فَأَعطَي خَاتَماً فَنَزَلَإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ فِيهِ يُضرَبُ المَثَلُ فِي الصّدَقَاتِ يُقَالُ فِي الدّعَاءِ تَقَبّلَ اللّهُ مِنهُ كَمَا تَقَبّلَ تَوبَةَ آدَمَ وَ قُربَانَ اِبرَاهِيمَ وَ حَجّ المُصطَفَي وَ صَدَقَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ يَأخُذُ مِنَ الغَنَائِمِ لِنَفسِهِ وَ فَرَسِهِ وَ مِن سَهمِ ذيِ‌ القُربَي وَ يُنفِقُ جَمِيعَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ توُفُيّ‌َ وَ لَم يَترُك إِلّا ثَمَانَمِائَةِ دِرهَمٍ وَ سَأَلَهُ أعَراَبيِ‌ّ شَيئاً فَأَمَرَ لَهُ بِأَلفٍ فَقَالَ الوَكِيلُ مِن ذَهَبٍ أَو فِضّةٍ فَقَالَ كِلَاهُمَا عنِديِ‌ حَجَرَانِ فَأَعطِ الأعَراَبيِ‌ّ أَنفَعَهُمَا لَهُ وَ قَالَ لَهُ ابنُ الزّبَيرِ إنِيّ‌ وَجَدتُ فِي حِسَابِ أَبِي أَنّ لَهُ عَلَي أَبِيكَ ثَمَانِينَ أَلفَ دِرهَمٍ فَقَالَ لَهُ إِنّ أَبَاكَ صَادِقٌ فَقَضَي ذَلِكَ ثُمّ جَاءَهُ فَقَالَ غَلِطتُ فِيمَا قُلتُ إِنّمَا كَانَ لِوَالِدِكَ عَلَي واَلدِيِ‌ مَا ذَكَرتُهُ لَكَ فَقَالَ وَالِدُكَ فِي حِلّ وَ ألّذِي قَبَضتَهُ منِيّ‌ هُوَ لَكَ

3-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الصّادِقُ ع أَنّهُ ع أَعتَقَ أَلفَ نَسَمَةٍ مِن كَدّ يَدِهِ جَمَاعَةً لَا يُحصَونَ كَثرَةً وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ وَ رَأَي عِندَهُ وَسقَ نَوًي مَا هَذَا يَا أَبَا الحَسَنِ قَالَ مِائَةُ أَلفِ نَخلٍ إِن شَاءَ اللّهُ فَغَرَسَهُ فَلَم يُغَادَر مِنهُ نَوَاةٌ وَاحِدَةٌ فَهُوَ مِن أَوقَافِهِ وَ وَقَفَ مَالًا بِخَيبَرَ وَ بوِاَديِ‌ القُرَي وَ وَقَفَ مَالَ أَبِي نيرز وَ البُغَيبِغَةِ وَ أرباحا وَ أرينة وَ رغد وَ رزينا وَ رياحا عَلَي المُؤمِنِينَ وَ أَمَرَ بِذَلِكَ أَكثَرَ وُلدِ فَاطِمَةَ مِن ذوَيِ‌ الأَمَانَةِ وَ الصّلَاحِ وَ أَخرَجَ مِائَةَ عَينٍ بِيَنبُعَ وَ جَعَلَهَا لِلحَجِيجِ وَ هُوَ بَاقٍ إِلَي يَومِنَا هَذَا وَ حَفَرَ آبَاراً فِي طَرِيقِ مَكّةَ وَ الكُوفَةِ وَ هيِ‌َ مَسجِدُ الفَتحِ فِي


صفحه : 33

المَدِينَةِ وَ عِندَ مُقَابِلِ قَبرِ حَمزَةَ وَ فِي المِيقَاتِ وَ فِي الكُوفَةِ وَ جَامِعِ البَصرَةِ وَ فِي عَبّادَانَ وَ غَيرِ ذَلِكَ

4- كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ ابنِ طَلحَةَ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع جُعتُ يَوماً بِالمَدِينَةِ جُوعاً شَدِيداً فَخَرَجتُ أَطلُبُ العَمَلَ فِي عوَاَليِ‌ المَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِامرَأَةٍ قَد جَمَعَت مَدَراً فَظَنَنتُهَا تُرِيدُ بَلّهُ فَأَتَيتُهَا فَقَاطَعتُهَا كُلّ ذَنُوبٍ عَلَي تَمرَةٍ فَمَدَدتُ سِتّةَ عَشَرَ ذَنُوباً حَتّي مَجِلَت يدَاَي‌َ ثُمّ أَتَيتُ المَاءَ فَأَصَبتُ مِنهُ ثُمّ أَتَيتُهَا فَقُلتُ يكَفيِ‌ هَكَذَا بَينَ يَدَيهَا وَ بَسَطَ الراّويِ‌ كَفّيهِ وَ جَمَعَهُمَا فَعَدّت لِي سِتّ عَشرَةَ تَمرَةً فَأَتَيتُ النّبِيّص فَأَخبَرتُهُ فَأَكَلَ معَيِ‌ مِنهَا

قَالَ الواَحدِيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ يَرفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ يَملِكُ أَربَعَةَ دَرَاهِمَ فَتَصَدّقَ بِدِرهَمٍ لَيلًا وَ بِدِرهَمٍ نَهَاراً وَ بِدِرهَمٍ سِرّاً وَ بِدِرهَمٍ عَلَانِيَةً فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ فِيهِالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِم وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ

5-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ هَاشِمٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ القرُشَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الشاّميِ‌ّ عَن جُوَيبِرٍ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةً قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ذَلِكَ أَنّهُ أَنفَقَ أَربَعَ دَرَاهِمَ أَنفَقَ فِي سَوَادِ اللّيلِ دِرهَماً وَ فِي وُضُوحِ


صفحه : 34

النّهَارِ دِرهَماً وَ سِرّاً دِرهَماً وَ عَلَانِيَةً دِرهَماً فَلَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَالَ النّبِيّص أَيّكُم صَاحِبُ هَذِهِ النّفَقَةِ فَأَمسَكَ القَومُ فَعَادَهَا النّبِيّص فَقَامَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَتَلَا النّبِيّص فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِميعَنيِ‌ ثَوَابَهُم عِندَ رَبّهِموَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ مِن قِبَلِ العَذَابِ وَ مِن قِبَلِ المَوتِ يعَنيِ‌ فِي الآخِرَةِ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ المقُريِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الدّهقَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ عَن عَاصِمِ بنِ كُلَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَشَكَا إِلَيهِ الجُوعَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي بُيُوتِ أَزوَاجِهِ فَقُلنَ مَا عِندَنَا إِلّا المَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لِهَذَا الرّجُلِ اللّيلَةَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَتَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَهَا مَا عِندَكِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَت مَا عِندَنَا إِلّا قُوتُ الصّبيَةِ نُؤثِرُ ضَيفَنَا فَقَالَ عَلِيّ ع يَا ابنَةَ مُحَمّدٍ نوَمّيِ‌ الصّبيَةَ وَ أطَفئِيِ‌ المِصبَاحَ فَلَمّا أَصبَحَ عَلِيّ ع غَدَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ فَلَم يَبرَح حَتّي أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ قَاسِمٍ الأنَباَريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي يَعقُوبَ الديّنوَرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي المِقدَامِ العجِليِ‌ّ قَالَيُروَي أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ لِي إِلَيكَ حَاجَةً فَقَالَ اكتُبهَا فِي الأَرضِ فإَنِيّ‌ أَرَي الضّرّ فِيكَ بَيّناً فَكَتَبَ فِي الأَرضِ أَنَا فَقِيرٌ مُحتَاجٌ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا قَنبَرُ اكسُهُ حُلّتَينِ فَأَنشَأَ الرّجُلُ يَقُولُ


صفحه : 35


كسَوَتنَيِ‌ حُلّةً تُبلَي مَحَاسِنُهَا   فَسَوفَ أَكسُوكَ مِن حُسنِ الثّنَاءِ حُلَلًا

إِن نِلتَ حُسنَ ثنَاَئيِ‌ نِلتَ مَكرُمَةً   وَ لَستَ تبَغيِ‌ بِمَا قَد نِلتَهُ بَدَلًا

إِنّ الثّنَاءَ ليَحُييِ‌ ذِكرَ صَاحِبِهِ   كَالغَيثِ يحُييِ‌ نَدَاهُ السّهلَ وَ الجَبَلَا

لَا تَزهَدِ الدّهرَ فِي عُرفٍ بَدَأتَ بِهِ   فَكُلّ عَبدٍ سَيُجزَي باِلذّيِ‌ فَعَلَا

فَقَالَ ع أَعطُوهُ مِائَةَ دِينَارٍ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد أَغنَيتَهُ فَقَالَ إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنزِلِ النّاسَ مَنَازِلَهُم ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع إنِيّ‌ لَأَعجَبُ مِن أَقوَامٍ يَشتَرُونَ المَمَالِيكَ بِأَموَالِهِم وَ لَا يَشتَرُونَ الأَحرَارَ بِمَعرُوفِهِم

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص نَزَلَتالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةً فِي عَلِيّ ع

9- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ مَثَلُ الّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُمُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع

10- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ مَثَلُ الّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُمُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ قَالَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَفضَلُهُم وَ هُوَ مِمّن يُنفِقُ مَالَهُ ابتِغَاءَ مَرضَاةِ اللّهِ

11- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ كَانَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَربَعَةُ دَرَاهِمَ لَم يَملِك غَيرَهَا فَتَصَدّقَ بِدِرهَمٍ لَيلًا وَ بِدِرهَمٍ نَهَاراً وَ بِدِرهَمٍ سِرّاً وَ بِدِرهَمٍ عَلَانِيَةً فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّص فَقَالَ يَا عَلِيّ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا صَنَعتَ قَالَ إِنجَازُ مَوعُودِ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةً إِلَي الآيَاتِ

12-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ


صفحه : 36

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بَعَثَ إِلَي رَجُلٍ بِخَمسَةِ أَوسَاقٍ مِن تَمرِ المعينعة[البُغَيبِغَةِ] وَ فِي نُسخَةٍ أُخرَي البقيعة وَ كَانَ الرّجُلُ مِمّن يُرجَي نَوَافِلُهُ وَ يُؤَمّلُ تائله [نَائِلُهُ] وَ رِفدُهُ وَ كَانَ لَا يَسأَلُ عَلِيّاً وَ لَا غَيرَهُ شَيئاً فَقَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ اللّهِ مَا سَأَلَكَ فُلَانٌ وَ لَقَد كَانَ يُجزِيهِ مِنَ الخَمسَةِ الأَوسَاقِ وَسقٌ وَاحِدٌ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا أَكثَرَ اللّهُ فِي المُؤمِنِينَ ضَربَكَ أعُطيِ‌ أَنَا وَ تَبخَلُ أَنتَ[ اللّهَ أَنتَ] إِذَا لَم أُعطِ ألّذِي يرَجوُنيّ‌ إِلّا مِن بَعدِ المَسأَلَةِ ثُمّ أَعطَيتُهُ مِن بَعدِ المَسأَلَةِ فَلَم أُعطِهِ ثَمَنَ مَا أَخَذتُ مِنهُ وَ ذَلِكَ لأِنَيّ‌ عَوّضتُهُ أَن يَبذُلَ لِي وَجهَهُ ألّذِي يُعَفّرُهُ فِي التّرَابِ لرِبَيّ‌ وَ رَبّهِ عِندَ تَعَبّدِهِ لَهُ وَ طَلَبِ حَوَائِجِهِ إِلَيهِ فَمَن فَعَلَ هَذَا بِأَخِيهِ المُسلِمِ وَ قَد عَرَفَ أَنّهُ مَوضِعٌ لِصِلَتِهِ وَ مَعرُوفِهِ فَلَم يَصدُقِ اللّهَ فِي دُعَائِهِ لَهُ حَيثُ يَتَمَنّي لَهُ الجَنّةَ بِلِسَانِهِ وَ يَبخَلُ عَلَيهِ بِالحُطَامِ مِن مَالِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ العَبدَ قَد يَقُولُ فِي دُعَائِهِ أللّهُمّ اغفِر لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ فَإِذَا دَعَا لَهُم بِالمَغفِرَةِ فَقَد طَلَبَ لَهُمُ الجَنّةَ فَمَا أَنصَفَ مَن فَعَلَ هَذَا بِالقَولِ وَ لَم يُحَقّقهُ بِالفِعلِ

13- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بِإِسنَادٍ ذَكَرَهُ عَنِ الحَارِثِ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَ سَامَرتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَرَضَت لِي حَاجَةٌ قَالَ فرَأَيَتنَيِ‌ لَهَا أَهلًا قُلتُ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ جَزَاكَ اللّهُ عنَيّ‌ خَيراً ثُمّ قَامَ إِلَي السّرَاجِ فَأَغشَاهَا وَ جَلَسَ ثُمّ قَالَ إِنّمَا أَغشَيتُ السّرَاجَ لِئَلّا أَرَي ذُلّ حَاجَتِكَ فِي وَجهِكَ فَتَكَلّم فإَنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ الحَوَائِجُ أَمَانَةٌ مِنَ اللّهِ فِي صُدُورِ العِبَادِ فَمَن كَتَمَهَا كُتِبَ لَهُ عِبَادَةٌ وَ مَن أَفشَاهَا كَانَ حَقّاً عَلَي مَن سَمِعَهَا أَن يُعِينَهُ


صفحه : 37

14- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ التفّليِسيِ‌ّ عَنِ السمّنَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَضرِبُ بِالمَرّ وَ يَستَخرِجُ الأَرَضِينَ وَ إِنّهُ أَعتَقَ أَلفَ مَملُوكٍ مِن كَدّ يَدِهِ

15- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]مُعَنعَناً عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ مؤمن [مُوسِرٌ] عَلَي عَهدِ النّبِيّص فِي دَارٍ[ لَهُ]حَدِيقَةٌ وَ لَهُ جَارٌ لَهُ صِبيَةٌ فَكَانَ يَتَسَاقَطُ الرّطَبُ مِنَ النّخلَةِ فَيَنشُدُونَ صِبيَتُهُ يَأكُلُونَهُ فيَأَتيِ‌ المُوسِرُ فَيُخرِجُ الرّطَبَ مِن جَوفِ أَفوَاهِ الصّبيَةِ وَ شَكَا الرّجُلُ ذَلِكَ إِلَي النّبِيّص فَأَقبَلَ وَحدَهُ إِلَي الرّجُلِ فَقَالَ بعِنيِ‌ حَدِيقَتَكَ هَذِهِ بِحَدِيقَةٍ فِي الجَنّةِ فَقَالَ لَهُ المُوسِرُ لَا أَبِيعُكَ عَاجِلًا بِآجِلٍ فَبَكَي النّبِيّص وَ رَجَعَ نَحوَ المَسجِدِ فَلَقِيَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُبكِيكَ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَيكَ فَأَخبَرَهُ خَبَرَ الرّجُلِ الضّعِيفِ وَ الحَدِيقَةِ فَأَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَتّي استَخرَجَهُ مِن مَنزِلِهِ وَ قَالَ لَهُ بعِنيِ‌ دَارَكَ قَالَ المُوسِرُ بِحَائِطِكَ الحُسنَي فَصَفّقَ عَلِيّ يَدَهُ وَ دَارَ إِلَي الضّعِيفِ فَقَالَ لَهُ تَحَوّل إِلَي دَارِكَ فَقَد مَلّكَهَا اللّهُ رَبّ العَالَمِينَ لَكَ وَ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ اقرَأوَ اللّيلِ إِذا يَغشي وَ النّهارِ إِذا تَجَلّي وَ ما خَلَقَ الذّكَرَ وَ الأُنثي إِلَي آخِرِ السّورَةِ فَقَامَ النّبِيّص وَ قَبّلَ بَينَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ قَد أَنزَلَ اللّهُ فِيكَ هَذِهِ السّورَةَ الكَامِلَةَ

16-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَفصٍ الأَعشَي مُعَنعَناً عَن مُوسَي بنِ عِيسَي الأنَصاَريِ‌ّ قَالَكُنتُ جَالِساً مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بَعدَ أَن صَلّينَا مَعَ النّبِيّص العَصرَ بِهَفَوَاتَ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ


صفحه : 38

قَد قَصَدتُكَ فِي حَاجَةٍ لِي أُرِيدُ أَن تمَضيِ‌َ معَيِ‌ فِيهَا إِلَي صَاحِبِهَا فَقَالَ لَهُ قِف[قُل] قَالَ إنِيّ‌ سَاكِنٌ فِي دَارٍ لِرَجُلٍ فِيهَا نَخلَةٌ وَ إِنّهُ يَهِيجُ الرّيحُ فَيَسقُطُ مِن ثَمَرِهَا بَلحٌ وَ بُسرٌ وَ رُطَبٌ وَ تَمرٌ وَ يَصعَدُ الطّيرُ فيَلُقيِ‌ مِنهُ وَ أَنَا آكُلُ مِنهُ وَ يَأكُلُونَ مِنهُ الصّبيَانُ مِن غَيرِ أَن نَبخَسَهَا بِقَصَبٍ أَو نَرمِيَهَا بِحَجَرٍ فَاسأَلهُ أَن يجَعلَنَيِ‌ فِي حِلّ قَالَ انهَض بِنَا فَنَهَضتُ مَعَهُ فَجِئنَا إِلَي الرّجُلِ فَسَلّمَ عَلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَرَحّبَ وَ فَرِحَ بِهِ وَ سُرّ وَ قَالَ فِيمَا جِئتَ يَا أَبَا الحَسَنِ قَالَ جِئتُكَ فِي حَاجَةٍ قَالَ تُقضَي إِن شَاءَ اللّهُ فَمَا هيِ‌َ قَالَ هَذَا الرّجُلُ سَاكِنٌ فِي دَارٍ لَكَ فِي مَوضِعِ كَذَا ذَكَرَ أَنّ فِيهَا نَخلَةً فَإِنّهُ يَهِيجُ الرّيحُ فَيَسقُطُ مِنهَا بَلحٌ وَ بُسرٌ وَ رُطَبٌ وَ تَمرٌ وَ يَصعَدُ الطّيرُ فيَلُقيِ‌ مِثلَ ذَلِكَ مِن غَيرِ حَجَرٍ يَرمِيهَا بِهِ أَو قَصَبَةٍ يَبخَسُهَا فَاجعَلهُ فِي حِلّ فَتَأَبّي عَن ذَلِكَ وَ سَأَلَهُ ثَانِياً وَ أَقبَلَ عَلَيهِ فِي المَسأَلَةِ وَ يَتَأَبّي إِلَي أَن قَالَ وَ اللّهِ أَنَا أَضمَنُ لَكَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَن يُبدِلَكَ بِهَذَا النّبِيّ حَدِيقَةً فِي الجَنّةِ فَأَبَي عَلَيهِ وَ رَهِقَنَا لمساء[المَسَاءُ] فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع تَبِيعُنِيهَا بحِدَيِقتَيِ‌ فُلَانَةَ فَقَالَ لَهُ نَعَم قَالَ فَاشهَد لِي عَلَيكَ اللّهَ وَ مُوسَي بنَ عِيسَي الأنَصاَريِ‌ّ أَنّكَ قَد بِعتَهَا بِهَذَا الدّارِ قَالَ نَعَم أُشهِدُ اللّهَ وَ مُوسَي بنَ عِيسَي الأنَصاَريِ‌ّ عَلَي أنَيّ‌ قَد بِعتُكَ هَذِهِ الحَدِيقَةَ بِشَجَرِهَا وَ نَخلِهَا وَ ثَمَرِهَا بِهَذِهِ الدّارِ أَ لَيسَ قَد بعِتنَيِ‌ هَذِهِ الدّارَ بِمَا فِيهَا بِهَذِهِ الحَدِيقَةِ وَ لَم يَتَوَهّم أَنّهُ يَفعَلُ فَقَالَ نَعَم أُشهِدُ اللّهَ وَ مُوسَي بنَ عِيسَي عَلَي أنَيّ‌ قَد بِعتُكَ هَذِهِ الدّارَ بِهَذِهِ الحَدِيقَةِ فَالتَفَتَ عَلِيّ ع إِلَي الرّجُلِ فَقَالَ لَهُ قُم فَخُذِ الدّارَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ وَ أَنتَ فِي حِلّ مِنهَا وَ سَمِعُوا أَذَانَ بِلَالٍ فَقَامُوا مُبَادِرِينَ حَتّي صَلّوا مَعَ النّبِيّص المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ ثُمّ انصَرَفُوا إِلَي مَنَازِلِهِم فَلَمّا أَصبَحُوا


صفحه : 39

صَلّي النّبِيّ بِهِمُ الغَدَاةَ وَ عَقّبَ فَهُوَ يُعَقّبُ حَتّي هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع باِلوحَي‌ِ مِن عِندِ اللّهِ فَأَدَارَ وَجهَهُ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ مَن فَعَلَ مِنكُم فِي لَيلَتِهِ هَذِهِ فِعلًا فَقَد أَنزَلَ اللّهُ بَيَانَهَا فَمِنكُم أَحَدٌ يخُبرِنُيِ‌ أَو أُخبِرُهُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَل أَخبِرنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم هَبَطَ جَبرَئِيلُ فأَقَرأَنَيِ‌ عَنِ اللّهِ السّلَامَ وَ قَالَ لِي إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَعَلَ البَارِحَةَ فِعلَةً فَقُلتُ لحِبَيِبيِ‌ مَا هيِ‌َ فَقَالَ اقرَأ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقُلتُ وَ مَا أَقرَأُ فَقَالَ اقرَأبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ اللّيلِ إِذا يَغشي وَ النّهارِ إِذا تَجَلّي وَ ما خَلَقَ الذّكَرَ وَ الأُنثي إِنّ سَعيَكُم لَشَتّي إِلَي آخِرِ السّورَةِوَ لَسَوفَ يَرضي أَنتَ يَا عَلِيّ أَ لَستَ صَدّقتَ بِالجَنّةِ وَ صَدّقتَ بِالدّارِ عَلَي سَاكِنِهَا وَ بَذَلتَ الحَدِيقَةَ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَهَذِهِ سُورَةٌ نَزَلَت فِيكَ وَ هَذَا لَكَ فَوَثَبَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَبّلَ بَينَ عَينَيهِ وَ ضَمّهُ إِلَيهِ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ أخَيِ‌ وَ أَنَا أَخُوكَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا وَ آلِهِمَا

17- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]صَاحِبُ حلية[الحِليَةِ] وَ أَحمَدُ فِي الفَضَائِلِ عَن مُجَاهِدٍ وَ صَاحِبُ مُسنَدِ العَشَرَةِ وَ جَمَاعَةٌ عَن مُحَمّدِ بنِ كَعبٍ القرُظَيِ‌ّ أَنّهُ رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَثَرَ الجُوعِ فِي وَجهِ النّبِيّص فَأَخَذَ إِهَاباً فَحَوَي وَسَطَهُ وَ أَدخَلَهُ فِي عُنُقِهِ وَ شَدّ وَسَطَهُ بِخُوصِ نَخلٍ وَ هُوَ شَدِيدُ الجُوعِ فَاطّلَعَ عَلَي رَجُلٍ يسَتقَيِ‌ بِبَكرَةٍ فَقَالَ هَل لَكَ فِي كُلّ دَلوَةٍ بِتَمرَةٍ فَقَالَ نَعَم فَنَزَحَ لَهُ حَتّي امتَلَأَ كَفّهُ ثُمّ أَرسَلَ الدّلوَ فَجَاءَ بِهَا إِلَي النّبِيّص

18-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَيّوبَ بنِ عَطِيّةَ الحَذّاءِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُقَسَمَ نبَيِ‌ّ اللّهِ الفيَ‌ءَ فَأَصَابَ عَلِيّاً أَرضٌ فَاحتَفَرَ فِيهَا عَيناً فَخَرَجَ مَاءٌ يَنبُعُ فِي السّمَاءِ كَهَيئَةِ عُنُقِ البَعِيرِ فَسَمّاهَا يَنبُعَ فَجَاءَ البَشِيرُ يُبَشّرُ


صفحه : 40

فَقَالَ ع بَشّرِ الوَارِثَ هيِ‌َ صَدَقَةٌ بَتّةً بَتلًا فِي حَجِيجِ بَيتِ اللّهِ وَ عَابِرِ سَبِيلِ اللّهِ لَا تُبَاعُ وَ لَا تُوهَبُ وَ لَا تُورَثُ فَمَن بَاعَهَا أَو وَهَبَهَا فَعَلَيهِلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفاً وَ لَا عَدلًا

19-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَبَعَثَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع بِوَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هيِ‌َبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا أَوصَي بِهِ وَ قَضَي بِهِ فِي مَالِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِيّ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ ليِوُلجِنَيِ‌ بِهِ الجَنّةَ وَ يصَرفِنَيِ‌ بِهِ عَنِ النّارِ وَ يَصرِفَ النّارَ عنَيّ‌يَومَ تَبيَضّ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌ إِنّ مَا كَانَ لِي مِن[بِ]يَنبُعَ مِن مَالٍ يُعرَفُ لِي فِيهَا وَ مَا حَولَهَا صَدَقَةٌ وَ رَقِيقَهَا غَيرَ أَنّ رِيَاحاً[رَبَاحاً] وَ أَبَا نَيزَرَ وَ جُبَيراً عُتَقَاءُ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيهِم سَبِيلٌ فَهُم موَاَليِ‌ّ يَعمَلُونَ فِي المَالِ خَمسَ حِجَجٍ وَ فِيهِ نَفَقَتُهُم وَ رِزقُهُم وَ أَرزَاقُ أَهَالِيهِم وَ مَعَ ذَلِكَ مَا كَانَ لِي بوِاَديِ‌ القُرَي كُلّهُ مِن مَالِ بنَيِ‌ فَاطِمَةَ وَ رَقِيقُهَا صَدَقَةٌ وَ مَا كَانَ لِي بِدَيمَةَ وَ أَهلُهَا صَدَقَةٌ[ غَيرَ أَنّ زُرَيقاً لَهُ مِثلُ مَا كَتَبتُ لِأَصحَابِهِ وَ مَا كَانَ لِي بِأُذَينَةَ وَ أَهلُهَا صَدَقَةٌ] وَ القَفِيرَتَينِ كَمَا قَد عَلِمتُم صَدَقَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ إِنّ ألّذِي كَتَبتُ مِن أمَواَليِ‌ هَذِهِ صَدَقَةٌ وَاجِبَةٌ بَتلَةٌ حَيّاً أَنَا أَو مَيّتاً يُنفَقُ فِي كُلّ نَفَقَةٍ يُبتَغَي بِهَا وَجهُ اللّهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ وَجهِهِ وَ ذوَيِ‌ الرّحِمِ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ وَ القَرِيبِ وَ البَعِيدِ فَإِنّهُ يَقُومُ عَلَي ذَلِكَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ يَأكُلُ مِنهُ بِالمَعرُوفِ وَ يُنفِقُهُ حَيثُ يَرَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي حِلّ مُحَلّلٍ لَا حَرَجَ عَلَيهِ فِيهِ فَإِن أَرَادَ أَن يَبِيعَ نَصِيباً مِنَ المَالِ فيَقَضيِ‌َ بِهِ الدّينَ فَليَفعَل إِن شَاءَ لَا حَرَجَ عَلَيهِ فِيهِ وَ إِن شَاءَ جَعَلَهُ


صفحه : 41

سرَيِ‌ّ المِلكِ وَ إِنّ وُلدَ عَلِيّ وَ مَوَالِيَهُم وَ أَموَالَهُم إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ وَ إِن كَانَت دَارُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ غَيرَ دَارِ الصّدَقَةِ فَبَدَا لَهُ أَن يَبِيعَهَا فَليَبِع إِن شَاءَ لَا حَرَجَ عَلَيهِ فِيهِ وَ إِن بَاعَ فَإِنّهُ يَقسِمُ ثَمَنَهَا ثَلَاثَةَ أَثلَاثٍ فَيَجعَلُ ثُلُثَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ يَجعَلُ ثُلُثاً فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ المُطّلِبِ وَ يَجعَلُ الثّلُثَ فِي آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ إِنّهُ يَضَعُهُ فِيهِم حَيثُ يَرَاهُ اللّهُ وَ إِن حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ وَ حُسَينٌ حيَ‌ّ فَإِنّهُ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ إِنّ حُسَيناً يَفعَلُ فِيهِ مِثلَ ألّذِي أَمَرتُ بِهِ حَسَناً لَهُ مِثلُ ألّذِي كَتَبتُ لِلحَسَنِ وَ عَلَيهِ مِثلُ ألّذِي عَلَي حَسَنٍ وَ إِنّ لبِنَيِ‌ ابنيَ‌ فَاطِمَةَ مِن صَدَقَةِ عَلِيّ مِثلَ ألّذِي لبِنَيِ‌ عَلِيّ وَ إنِيّ‌ إِنّمَا جَعَلتُ ألّذِي جَعَلتُ لاِبنيَ‌ فَاطِمَةَ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ تَكرِيمَ حُرمَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ تَعظِيمَهَا وَ تَشرِيفَهَا وَ رِضَاهَا وَ إِن حَدَثَ بِحَسَنٍ وَ حُسَينٍ حَدَثٌ فَإِنّ الآخِرَ مِنهُمَا يَنظُرُ فِي بنَيِ‌ عَلِيّ فَإِن وَجَدَ فِيهِم مَن يَرضَي بِهَديِهِ وَ إِسلَامِهِ وَ أَمَانَتِهِ فَإِنّهُ يَجعَلُهُ إِلَيهِ إِن شَاءَ وَ إِن لَم يَرَ فِيهِم بَعضَ ألّذِي يُرِيدُهُ فَإِنّهُ يَجعَلُهُ إِلَي رَجُلٍ مِن آلِ أَبِي طَالِبٍ فَإِن وَجَدَ آلَ أَبِي طَالِبٍ قَد ذَهَبَ كُبَرَاؤُهُم وَ ذَوُو آرَائِهِم فَإِنّهُ يَجعَلُهُ إِلَي رَجُلٍ يَرضَاهُ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ إِنّهُ يَشتَرِطُ عَلَي ألّذِي يَجعَلُهُ إِلَيهِ أَن يَترُكَ المَالَ عَلَي أُصُولِهِ وَ يُنفِقَ ثَمَرَهُ حَيثُ أَمَرتُهُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ وَجهِهِ وَ ذوَيِ‌ الرّحِمِ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ المُطّلِبِ وَ القَرِيبِ وَ البَعِيدِ لَا يُبَاعُ مِنهُ شَيءٌ وَ لَا يُوهَبُ وَ لَا يُورَثُ وَ إِنّ مَالَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَلَي نَاحِيَةٍ وَ هُوَ إِلَي ابنيَ‌ فَاطِمَةَ وَ إِنّ رقَيِقيِ‌َ الّذِينَ فِي صَحِيفَةٍ صَغِيرَةٍ التّيِ‌ كُتِبَت لِي عُتَقَاءُ


صفحه : 42

هَذَا مَا وَصّي بِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِي أَموَالِهِ هَذِهِ الغَدَ مِن يَومَ قَدِمَ مَسكِنَ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ وَ الدّارِ الآخِرَةِ وَ اللّهُ المُستَعَانُ عَلَي كُلّ حَالٍ وَ لَا يَحِلّ لاِمر‌ِئٍ مُسلِمٍ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ أَن يَقُولَ فِي شَيءٍ قَضَيتُهُ مِن ماَليِ‌ وَ لَا يُخَالِفَ فِيهِ أمَريِ‌ مِن قَرِيبٍ أَو بَعِيدٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ ولَاَئدِيِ‌َ اللاّئيِ‌ أَطُوفُ عَلَيهِنّ السّبعَةَ عَشَرَ مِنهُنّ أُمّهَاتُ أَولَادٍ مَعَهُنّ أَولَادُهُنّ وَ مِنهُنّ حَبَالَي وَ مِنهُنّ لَا وَلَدَ لَهَا فقَضَاَئيِ‌ فِيهِنّ إِن حَدَثَ بيِ‌ حَدَثٌ أَنّ مَن كَانَ مِنهُنّ لَيسَ لَهَا وَلَدٌ وَ لَيسَت بِحُبلَي فهَيِ‌َ عَتِيقٌ لِوَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيهِنّ سَبِيلٌ وَ مَن كَانَت مِنهُنّ لَهَا وَلَدٌ أَو حُبلَي فَتُمسَكُ عَلَي وَلَدِهَا وَ هيِ‌َ مِن حَظّهِ فَإِن مَاتَ وَلَدُهَا وَ هيِ‌َ حَيّةٌ فهَيِ‌َ عَتِيقٌ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيهَا سَبِيلٌ هَذَا مَا قَضَي بِهِ عَلِيّ فِي مَالِهِ الغَدَ مِن يَومَ قَدِمَ مَسكِنَ شَهِدَ أَبُو سَمَرِ بنُ أَبرَهَةَ وَ صَعصَعَةُ بنُ صُوحَانَ وَ يَزِيدُ بنُ قَيسٍ وَ هَيّاجُ بنُ أَبِي هَيّاجٍ وَ كَتَبَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ لِعَشرٍ خَلَونَ مِن جُمَادَي الأُولَي سَنَةَ سَبعٍ وَ ثَلَاثِينَ

بيان قوله ع سري‌ الملك السري‌ النفيس أي يتخذه لنفسه وظاهره جواز اشتراط بيع الوقف وتملكه عندالحاجة و هوخلاف المشهور بين الأصحاب وحمله علي الإجارة مجازا بعيد وسيأتي‌ القول في ذلك في كتاب الوقف قوله ع الغد من يوم قدم مسكن تاريخ لكتابة الكتاب والمسكن كمسجد موضع بالكوفة أي كانت الكتابة في اليوم ألذي بعد يوم قدومه المسكن بعدرجوعه من بعض أسفاره

20-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أَبِي عَمِيرَةَ وَ سَلَمَةَ صَاحِبِ


صفحه : 43

الساّبرِيِ‌ّ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع أَعتَقَ أَلفَ مَملُوكٍ مِن كَدّ يَدِهِ

21- جع ،[جامع الأخبار] جَاءَ عَلِيّاً ع أعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ مَأخُوذٌ بِثَلَاثِ عِلَلٍ عِلّةِ النّفسِ وَ عِلّةِ الفَقرِ وَ عِلّةِ الجَهلِ فَأَجَابَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ يَا أَخَا العَرَبِ عِلّةُ النّفسِ تُعرَضُ عَلَي الطّبِيبِ وَ عِلّةُ الجَهلِ تُعرَضُ عَلَي العَالِمِ وَ عِلّةُ الفَقرِ تُعرَضُ عَلَي الكَرِيمِ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنتَ الكَرِيمُ وَ أَنتَ العَالِمُ وَ أَنتَ الطّبِيبُ فَأَمَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِأَن يُعطَي لَهُ مِن بَيتِ المَالِ ثَلَاثَةُ آلَافِ دِرهَمٍ وَ قَالَ تُنفِقُ أَلفاً بِعِلّةِ النّفسِ وَ أَلفاً بِعِلّةِ الجَهلِ وَ أَلفاً بِعِلّةِ الفَقرِ

أَقُولُ رَوَي السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ فِي كَشفِ المَحَجّةِ مِن بَعضِ كُتُبِ المَنَاقِبِ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ تَزَوّجتُ فَاطِمَةَ ع وَ مَا كَانَ لِي فِرَاشٌ وَ صدَقَتَيِ‌َ اليَومَ لَو قُسِمَت عَلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ لَوَسِعَتهُم وَ قَالَ فِيهِ إِنّهُ ع وَقَفَ أَموَالَهُ وَ كَانَت غَلّتُهُ أَربَعِينَ أَلفَ دِينَارٍ وَ بَاعَ سَيفَهُ وَ قَالَ مَن يشَترَيِ‌ سيَفيِ‌ وَ لَو كَانَ عنِديِ‌ عِشَاءٌ مَا بِعتُهُ وَ قَالَ فِيهِ إِنّهُ ع قَالَ مَرّةً مَن يشَترَيِ‌ سيَفيِ‌َ الفلُاَنيِ‌ّ وَ لَو كَانَ عنِديِ‌ ثَمَنُ إِزَارٍ مَا بِعتُهُ قَالَ وَ كَانَ يَفعَلُ هَذَا وَ غَلّتُهُ أَربَعُونَ أَلفَ دِينَارٍ مِن صَدَقَتِهِ


صفحه : 44

باب 301-خبر الناقة

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ سَهلِ بنِ إِسمَاعِيلَ الديّنوَرَيِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الصّائِغِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ عَن سُفيَانَ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ عَن خَالِدِ بنِ ربِعيِ‌ّ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع دَخَلَ مَكّةَ فِي بَعضِ حَوَائِجِهِ فَوَجَدَ أَعرَابِيّاً مُتَعَلّقاً بِأَستَارِ الكَعبَةِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا صَاحِبَ البَيتِ البَيتُ بَيتُكَ وَ الضّيفُ ضَيفُكَ وَ لِكُلّ ضَيفٍ مِن ضَيفِهِ قِرًي فَاجعَل قرِاَي‌َ مِنكَ اللّيلَةَ المَغفِرَةَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِأَصحَابِهِ أَ مَا تَسمَعُونَ كَلَامَ الأعَراَبيِ‌ّ قَالُوا نَعَم فَقَالَ اللّهُ أَكرَمُ مِن أَن يَرُدّ ضَيفَهُ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ الثّانِيَةُ وَجَدَهُ مُتَعَلّقاً بِذَلِكَ الرّكنِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا عَزِيزاً فِي عِزّكَ فَلَا أَعَزّ مِنكَ فِي عِزّكَ أعَزِنّيِ‌ بِعِزّ عِزّكَ فِي عِزّ لَا يَعلَمُ أَحَدٌ كَيفَ هُوَ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ وَ أَتَوَسّلُ إِلَيكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ عَلَيكَ أعَطنِيِ‌ مَا لَا يعُطيِنيِ‌ أَحَدٌ غَيرُكَ وَ اصرِف عنَيّ‌ مَا لَا يَصرِفُهُ أَحَدٌ غَيرُكَ قَالَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِأَصحَابِهِ هَذَا وَ اللّهِ الِاسمُ الأَكبَرُ بِالسّريَانِيّةِ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ حبَيِبيِ‌ رَسُولُ اللّهِص سَأَلَهُ الجَنّةَ فَأَعطَاهُ وَ سَأَلَهُ صَرفَ النّارِ وَ قَد صَرَفَهَا عَنهُ قَالَ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ الثّالِثَةُ وَجَدَهُ وَ هُوَ مُتَعَلّقٌ بِذَلِكَ الرّكنِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَن لَا يَحوِيهِ مَكَانٌ وَ لَا يَخلُو مِنهُ مَكَانٌ بِلَا كَيفِيّةٍ كَانَ ارزُقِ الأعَراَبيِ‌ّ أَربَعَةَ آلَافِ دِرهَمٍ قَالَ فَتَقَدّمَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أعَراَبيِ‌ّ سَأَلتَ رَبّكَ القِرَي فَقَرَاكَ وَ سَأَلتَهُ الجَنّةَ فَأَعطَاكَ وَ سَأَلتَهُ أَن يَصرِفَ عَنكَ النّارَ وَ قَد صَرَفَهَا عَنكَ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ تَسأَلُهُ أَربَعَةَ آلَافِ دِرهَمٍ قَالَ الأعَراَبيِ‌ّ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 45

قَالَ الأعَراَبيِ‌ّ أَنتَ وَ اللّهِ بغُيتَيِ‌ وَ بِكَ أَنزَلتُ حاَجتَيِ‌ قَالَ سَل يَا أعَراَبيِ‌ّ قَالَ أُرِيدُ أَلفَ دِرهَمٍ لِلصّدَاقِ وَ أَلفَ دِرهَمٍ أقَضيِ‌ بِهِ ديَنيِ‌ وَ أَلفَ دِرهَمٍ أشَترَيِ‌ بِهِ دَاراً وَ أَلفَ دِرهَمٍ أَتَعَيّشُ مِنهُ قَالَ أَنصَفتَ يَا أعَراَبيِ‌ّ فَإِذَا خَرَجتَ مِن مَكّةَ فَاسأَل عَن داَريِ‌ بِمَدِينَةِ الرّسُولِ فَأَقَامَ الأعَراَبيِ‌ّ بِمَكّةَ أُسبُوعاً وَ خَرَجَ فِي طَلَبِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي مَدِينَةِ الرّسُولِ وَ نَادَي مَن يدَلُنّيِ‌ عَلَي دَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ فَقَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ مِن بَينِ الصّبيَانِ أَنَا أَدُلّكَ عَلَي دَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَنَا ابنُهُ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ مَن أَبُوكَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ مَن أُمّكَ قَالَ فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ قَالَ مَن جَدّكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ مَن جَدّتُكَ قَالَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ قَالَ مَن أَخُوكَ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ قَالَ لَقَد أَخَذتَ الدّنيَا بِطَرَفَيهَا امشِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قُل لَهُ إِنّ الأعَراَبيِ‌ّ صَاحِبَ الضّمَانِ بِمَكّةَ عَلَي البَابِ قَالَ فَدَخَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَبَتِ أعَراَبيِ‌ّ بِالبَابِ يَزعُمُ أَنّهُ صَاحِبُ الضّمَانِ بِمَكّةَ قَالَ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ عِندَكَ شَيءٌ يَأكُلُهُ الأعَراَبيِ‌ّ قَالَتِ أللّهُمّ لَا قَالَ فَتَلَبّسَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ خَرَجَ وَ قَالَ ادعُوا لِي أَبَا عَبدِ اللّهِ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ قَالَ فَدَخَلَ إِلَيهِ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَقَالَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ اعرِضِ الحَدِيقَةَ التّيِ‌ غَرَسَهَا رَسُولُ اللّهِص لِي عَلَي التّجّارِ قَالَ فَدَخَلَ سَلمَانُ إِلَي السّوقِ وَ عَرَضَ الحَدِيقَةَ فَبَاعَهَا باِثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ أَحضَرَ المَالَ وَ أَحضَرَ الأعَراَبيِ‌ّ فَأَعطَاهُ أَربَعَةَ آلَافِ دِرهَمٍ وَ أَربَعِينَ دِرهَماً نَفَقَةً وَ وَقَعَ الخَبَرُ إِلَي سُؤّالِ المَدِينَةِ فَاجتَمَعُوا وَ مَضَي رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي فَاطِمَةَ ع فَأَخبَرَهَا بِذَلِكَ فَقَالَت آجَرَكَ اللّهُ فِي مَمشَاكَ فَجَلَسَ عَلِيّ ع وَ الدّرَاهِمُ مَصبُوبَةٌ بَينَ يَدَيهِ حَتّي اجتَمَعَ إِلَيهِ أَصحَابُهُ فَقَبَضَ قَبضَةً قَبضَةً وَ جَعَلَ يعُطيِ‌ رَجُلًا رَجُلًا حَتّي لَم يَبقَ مَعَهُ دِرهَمٌ وَاحِدٌ فَلَمّا أَتَي المَنزِلَ قَالَت لَهُ فَاطِمَةُ ع يَا ابنَ عَمّ بِعتَ الحَائِطَ ألّذِي غَرَسَهُ لَكَ واَلدِيِ‌ قَالَ نَعَم بِخَيرٍ مِنهُ عَاجِلًا وَ آجِلًا قَالَت فَأَينَ الثّمَنُ قَالَ دَفَعتُهُ


صفحه : 46

إِلَي أَعيُنٍ استَحيَيتُ أَن أُذِلّهَا بِذُلّ المَسأَلَةِ قَبلَ أَن تسَألَنَيِ‌ قَالَت فَاطِمَةُ أَنَا جَائِعَةٌ وَ ابناَي‌َ جَائِعَانِ وَ لَا أَشُكّ إِلّا وَ أَنّكَ مِثلُنَا فِي الجُوعِ لَم يَكُن لَنَا مِنهُ دِرهَمٌ وَ أَخَذَت بِطَرَفِ ثَوبِ عَلِيّ ع فَقَالَ عَلِيّ ع يَا فَاطِمَةُ خلَيّنيِ‌ فَقَالَت لَا وَ اللّهِ أَو يَحكُمَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ أَبِي فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ أقَر‌ِئ عَلِيّاً منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لِفَاطِمَةَ لَيسَ لَكِ أَن تضَربِيِ‌ عَلَي يَدَيهِ فَلَمّا أَتَي رَسُولُ اللّهِص مَنزِلَ عَلِيّ وَجَدَ فَاطِمَةَ مُلَازِمَةً لعِلَيِ‌ّ ع فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيّةُ مَا لَكِ مُلَازِمَةً لعِلَيِ‌ّ قَالَت يَا أَبَتِ بَاعَ الحَائِطَ ألّذِي غَرَستَهُ لَهُ باِثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ دِرهَمٍ لَم يَحبِس لَنَا مِنهُ دِرهَماً نشَترَيِ‌ بِهِ طَعَاماً فَقَالَ يَا بُنَيّةُ إِنّ جَبرَئِيلَ يقُرئِنُيِ‌ مِن ربَيّ‌َ السّلَامَ وَ يَقُولُ أقَر‌ِئ عَلِيّاً مِن رَبّهِ السّلَامَ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَقُولَ لَكِ لَيسَ لَكِ أَن تضَربِيِ‌ عَلَي يَدَيهِ قَالَت فَاطِمَةُ ع فإَنِيّ‌ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ لَا أَعُودُ أَبَداً قَالَت فَاطِمَةُ ع فَخَرَجَ أَبِيص فِي نَاحِيَةٍ وَ زوَجيِ‌ فِي نَاحِيَةٍ فَمَا لَبِثَ أَن أَتَي أَبِي وَ مَعَهُ سَبعَةُ دَرَاهِمَ سُودٍ هَجَرِيّةٍ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ أَينَ ابنُ عمَيّ‌ فَقُلتُ لَهُ خَرَجَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَاكِ هَذِهِ الدّرَاهِمَ فَإِذَا جَاءَ ابنُ عمَيّ‌ فقَوُليِ‌ لَهُ يَبتَاعُ لَكُم بِهَا طَعَاماً فَمَا لَبِثتُ إِلّا يَسِيراً حَتّي جَاءَ عَلِيّ ع فَقَالَ رَجَعَ ابنُ عمَيّ‌ فإَنِيّ‌ أَجِدُ رَائِحَةً طَيّبَةً قَالَت نَعَم وَ قَد دَفَعَ إلِيَ‌ّ شَيئاً تَبتَاعُ بِهِ لَنَا طَعَاماً قَالَ عَلِيّ ع هَاتِيهِ فَدَفَعَت إِلَيهِ سَبعَةَ دَرَاهِمَ سُوداً هَجَرِيّةً[سُودٍ هَجَرِيّةٍ] فَقَالَ بِسمِ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ كَثِيراً طَيّباً وَ هَذَا مِن رِزقِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ قَالَ يَا حَسَنُ قُم معَيِ‌ فَأَتَيَا السّوقَ فَإِذَا هُمَا بِرَجُلٍ وَاقِفٍ وَ هُوَ يَقُولُ مَن يُقرِضُ الملَيِ‌ّ الوفَيِ‌ّ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ نُعطِيهِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ يَا أَبَتِ فَأَعطَاهُ عَلِيّ ع الدّرَاهِمَ فَقَالَ الحَسَنُ يَا أَبَتَاه أَعطَيتَهُ الدّرَاهِمَ كُلّهَا قَالَ نَعَم يَا بنُيَ‌ّ إِنّ ألّذِي يعُطيِ‌ القَلِيلَ قَادِرٌ عَلَي أَن يعُطيِ‌َ الكَثِيرَ قَالَ فَمَضَي عَلِيّ بِبَابِ رَجُلٍ يَستَقرِضُ مِنهُ شَيئاً فَلَقِيَهُ أعَراَبيِ‌ّ وَ مَعَهُ نَاقَةٌ فَقَالَ يَا عَلِيّ اشتَرِ منِيّ‌ هَذِهِ النّاقَةَ قَالَ لَيسَ معَيِ‌ ثَمَنُهَا قَالَ فإَنِيّ‌ أُنظِرُكَ بِهِ إِلَي القَبضِ


صفحه : 47

قَالَ بِكَم يَا أعَراَبيِ‌ّ قَالَ بِمِائَةِ دِرهَمٍ قَالَ عَلِيّ خُذهَا يَا حَسَنُ فَأَخَذَهَا فَمَضَي عَلِيّ ع فَلَقِيَهُ أعَراَبيِ‌ّ آخَرُ المِثَالُ وَاحِدٌ وَ الثّيَابُ مُختَلِفَةٌ فَقَالَ يَا عَلِيّ تَبِيعُ النّاقَةَ قَالَ عَلِيّ وَ مَا تَصنَعُ بِهَا قَالَ أَغزُو عَلَيهَا أَوّلَ غَزوَةٍ يَغزُوهَا ابنُ عَمّكَ قَالَ إِن قَبِلتَهَا فهَيِ‌َ لَكَ بِلَا ثَمَنٍ قَالَ معَيِ‌ ثَمَنُهَا وَ بِالثّمَنِ أَشتَرِيهَا فَبِكَم اشتَرَيتَهَا قَالَ بِمِائَةِ دِرهَمٍ قَالَ الأعَراَبيِ‌ّ فَلَكَ سَبعُونَ وَ مِائَةُ دِرهَمٍ قَالَ عَلِيّ ع خُذِ السّبعِينَ وَ المِائَةَ وَ سَلّمِ النّاقَةَ وَ المِائَةُ للِأعَراَبيِ‌ّ ألّذِي بَاعَنَا النّاقَةَ وَ السبعين [السّبعُونَ]لَنَا نَبتَاعُ بِهَا شَيئاً فَأَخَذَ الحَسَنُ ع الدّرَاهِمَ وَ سَلّمَ النّاقَةَ قَالَ عَلِيّ ع فَمَضَيتُ أَطلُبُ الأعَراَبيِ‌ّ ألّذِي ابتَعتُ مِنهُ النّاقَةَ لِأُعطِيَهُ ثَمَنَهَا فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص جَالِساً فِي مَكَانٍ لَم أَرَهُ فِيهِ قَبلَ ذَلِكَ وَ لَا بَعدَهُ عَلَي قَارِعَةِ الطّرِيقَ فَلَمّا نَظَرَ النّبِيّص إلِيَ‌ّ تَبَسّمَ ضَاحِكاً حَتّي بَدَت نَوَاجِذُهُ قَالَ عَلِيّ ع أَضحَكَ اللّهُ سِنّكَ وَ بَشّرَكَ بِيَومِكَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّكَ تَطلُبُ الأعَراَبيِ‌ّ ألّذِي بَاعَكَ النّاقَةَ لِتُوَفّيَهُ الثّمَنَ فَقُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ ألّذِي بَاعَكَ النّاقَةَ جَبرَئِيلُ وَ ألّذِي اشتَرَاهَا مِنكَ مِيكَائِيلُ وَ النّاقَةُ مِن نُوقِ الجَنّةِ وَ الدّرَاهِمُ مِن عِندِ رَبّ العَالَمِينَ عَزّ وَ جَلّ فَأَنفِقهَا فِي خَيرٍ وَ لَا تَخَف إِقتَاراً

بيان لعل منازعتها صلوات الله عليها إنما كانت ظاهرا لظهور فضله صلوات الله عليه علي الناس أولظهور الحكمة فيما صدر عنه ع أولوجه من الوجوه لانعرفه والنواجد من الأسنان الضواحك وهي‌ التي‌ تبدو عندالضحك قوله وبشرك بيومك أي يوم الشفاعة التي‌ وعدها الله تعالي له


صفحه : 48

باب 401-حسن خلقه وبشره وحلمه وعفوه وإشفاقه وعطفه صلوات الله عليه

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مُختَارٌ التّمّارُ عَن أَبِي مَطَرٍ البصَريِ‌ّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مَرّ بِأَصحَابِ التّمرِ فَإِذَا هُوَ بِجَارِيَةٍ تبَكيِ‌ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ مَا يُبكِيكِ فَقَالَت بعَثَنَيِ‌ موَلاَي‌َ بِدِرهَمٍ فَابتَعتُ مِن هَذَا تَمراً فَأَتَيتُهُم بِهِ فَلَم يَرضَوهُ فَلَمّا أَتَيتُهُ بِهِ أَبَي أَن يَقبَلَهُ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّهَا خَادِمٌ وَ لَيسَ لَهَا أَمرٌ فَاردُد إِلَيهَا دِرهَمَهَا وَ خُذِ التّمرَ فَقَامَ إِلَيهِ الرّجُلُ فَلَكَزَهُ فَقَالَ النّاسُ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَرَبَا الرّجُلُ وَ اصفَرّ وَ أَخَذَ التّمرَ وَ رَدّ إِلَيهَا دِرهَمَهَا ثُمّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ارضَ عنَيّ‌ فَقَالَ مَا أرَضاَنيِ‌ عَنكَ إِن أَصلَحتَ أَمرَكَ

وَ فِي فَضَائِلِ أَحمَدَ إِذَا وَفَيتَ النّاسَ حُقُوقَهُم وَ دَعَا ع غُلَاماً لَهُ مِرَاراً فَلَم يُجِبهُ فَخَرَجَ فَوَجَدَهُ عَلَي بَابِ البَيتِ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ إِلَي تَركِ إجِاَبتَيِ‌ قَالَ كَسِلتُ عَن إِجَابَتِكَ وَ أَمِنتُ عُقُوبَتَكَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جعَلَنَيِ‌ مِمّن يَأمَنُهُ خَلقُهُ امضِ فَأَنتَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ وَ كَانَ عَلِيّ ع فِي صَلَاةِ الصّبحِ فَقَالَ ابنُ الكَوّاءِ مِن خَلفِهِوَ لَقَد أوُحيِ‌َ إِلَيكَ وَ إِلَي الّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَفَأَنصَتَ عَلِيّ ع تَعظِيماً لِلقُرآنِ حَتّي فَرَغَ مِنَ الآيَةِ ثُمّ عَادَ فِي قِرَاءَتِهِ ثُمّ أَعَادَ ابنُ الكَوّاءِ الآيَةَ فَأَنصَتَ عَلِيّ ع أَيضاً ثُمّ قَرَأَ فَأَعَادَ ابنُ الكَوّاءِ فَأَنصَتَ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَفَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لا يَستَخِفّنّكَ الّذِينَ لا يُوقِنُونَ ثُمّ أَتَمّ السّورَةَ وَ رَكَعَ وَ بَعَثَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي لَبِيدِ بنِ عُطَارِدٍ التمّيِميِ‌ّ فِي كَلَامٍ بَلَغَهُ فَمَرّ بِهِ


صفحه : 49

[ رَسُولُ] أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي بنَيِ‌ أَسَدٍ فَقَامَ إِلَيهِ نُعَيمُ بنُ دَجَاجَةَ الأسَدَيِ‌ّ فَأَفلَتَهُ فَبَعَثَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَأَتَوهُ بِهِ وَ أَمَرَ بِهِ أَن يُضرَبَ فَقَالَ لَهُ نَعَم وَ اللّهِ إِنّ المُقَامَ مَعَكَ لَذُلّ وَ إِنّ فِرَاقَكَ لَكُفرٌ فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنهُ قَالَ قَد عَفَونَا عَنكَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ السّيّئَةَ أَمّا قَولُكَ إِنّ المُقَامَ مَعَكَ لَذُلّ فَسَيّئَةٌ اكتَسَبتَهَا وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ فِرَاقَكَ لَكُفرٌ فَحَسَنَةٌ اكتَسَبتَهَا فَهَذِهِ بِهَذِهِ مَرّت امرَأَةٌ جَمِيلَةٌ فَرَمَقَهَا القَومُ بِأَبصَارِهِم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ أَبصَارَ هَذِهِ الفُحُولِ طَوَامِعُ وَ إِنّ ذَلِكَ سَبَبُ هَنَاتِهَا فَإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُم إِلَي امرَأَةٍ تُعجِبُهُ فَليَلمَس أَهلَهُ فَإِنّمَا هيِ‌َ امرَأَةٌ كَامرَأَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الخَوَارِجِ قَاتَلَهُ اللّهُ كَافِراً مَا أَفقَهَهُ فَوَثَبَ القَومُ لِيَقتُلُوهُ فَقَالَ ع رُوَيداً إِنّمَا هُوَ سَبّ بِسَبّ أَو عَفوٌ عَن ذَنبٍ وَ جَاءَهُ أَبُو هُرَيرَةَ وَ كَانَ تَكَلّمَ فِيهِ وَ أَسمَعَهُ فِي اليَومِ الماَضيِ‌ وَ سَأَلَهُ حَوَائِجَهُ فَقَضَاهَا فَعَاتَبَهُ أَصحَابُهُ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ لأَسَتحَييِ‌ أَن يَغلِبَ جَهلُهُ علِميِ‌ وَ ذَنبُهُ عفَويِ‌ وَ مَسأَلَتُهُ جوُديِ‌ وَ مِن كَلَامِهِ ع إِلَي كَم أغُضيِ‌ الجُفُونَ عَلَي القَذَي وَ أَسحَبُ ذيَليِ‌ عَلَي الأَذَي وَ أَقُولُ لَعَلّ وَ عَسَي

بيان اللكز الدفع والضرب بجمع الكف ويقال طمع بصري‌ إليه أي امتد وعلا ويقال في فلان هنات أي خصال شر

2-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]العِقدُ وَ نُزهَةُ الأَبصَارِ قَالَ قَنبَرٌدَخَلتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَي عُثمَانَ فَأَحَبّ الخَلوَةَ فَأَومَأَ إلِيَ‌ّ باِلتنّحَيّ‌ فَتَنَحّيتُ غَيرَ بَعِيدٍ فَجَعَلَ عُثمَانُ يُعَاتِبُهُ وَ هُوَ مُطرِقٌ رَأسَهُ وَ أَقبَلَ إِلَيهِ عُثمَانُ فَقَالَ مَا لَكَ لَا تَقُولُ فَقَالَ ع لَيسَ جَوَابُكَ إِلّا مَا تَكرَهُ وَ لَيسَ لَكَ عنِديِ‌ إِلّا مَا تُحِبّ ثُمّ خَرَجَ قَائِلًا


صفحه : 50


وَ لَو أنَنّيِ‌ جَاوَبتُهُ لَأَمَضّهُ   نَوَافِذُ قوَليِ‌ وَ اختِصَارُ جوَاَبيِ‌

وَ لكَنِنّيِ‌ أغُضيِ‌ عَلَي مَضَضِ الحَشَا   وَ لَو شِئتُ إِقدَاماً لَأُنشِبُ ناَبيِ‌

وَ أَسَرَ مَالِكٌ الأَشتَرُ يَومَ الجَمَلِ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ فَعَاتَبَهُ ع وَ أَطلَقَهُ وَ قَالَت عَائِشَةُ يَومَ الجَمَلِ مَلَكتَ فَأَسجِح فَجَهّزَهَا أَحسَنَ الجَهَازِ وَ بَعَثَ مَعَهَا بِتِسعِينَ امرَأَةً أَو سَبعِينَ وَ استَأمَنَت لِعَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ عَلَي لِسَانِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي بِكرٍ فَآمَنَهُ وَ آمَنَ مَعَهُ سَائِرَ النّاسِ وَ جيِ‌ءَ بِمُوسَي بنِ طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ فَقَالَ لَهُ قُل أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ خَلّي سَبِيلَهُ وَ قَالَ اذهَب حَيثُ شِئتَ وَ مَا وَجَدتَ لَكَ فِي عَسكَرِنَا مِن سِلَاحٍ أَو كُرَاعٍ فَخُذهُ وَ اتّقِ اللّهَ فِيمَا تَستَقبِلُهُ مِن أَمرِكَ وَ اجلِس فِي بَيتِكَ

بيان قال الجزري‌ في النهاية قالت عائشة لعلي‌ ع يوم الجمل حين ظهر ملكت فأسجح أي قدرت فسهل فأحسن العفو و هومثل سائر والكراع كغراب اسم لجمع الخيل

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ بُطّةَ العكُبرَيِ‌ّ وَ أَبُو دَاوُدَ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع إِذَا أَخَذَ أَسِيراً فِي حُرُوبِ الشّامِ أَخَذَ سِلَاحَهُ وَ دَابّتَهُ وَ استَحلَفَهُ أَن لَا يُعِينَ عَلَيهِ

ابنُ بُطّةَ بِإِسنَادِهِ عَن عَرفَجَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا قَتَلَ عَلِيّ أَصحَابَ النّهرِ جَاءَ بِمَا كَانَ فِي عَسكَرِهِم فَمَن كَانَ يَعرِفُ شَيئاً أَخَذَهُ حَتّي بَقِيَت قِدرٌ ثُمّ رَأَيتُهَا بَعدُ قَد أُخِذَت

الطبّرَيِ‌ّ لَمّا ضَرَبَ عَلِيّ طَلحَةَ العبَدرَيِ‌ّ تَرَكَهُ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع مَا مَنَعَكَ أَن تُجَهّزَ عَلَيهِ قَالَ إِنّ ابنَ عمَيّ‌ ناَشدَنَيِ‌ اللّهَ وَ الرّحِمَ حِينَ انكَشَفَت عَورَتُهُ فَاستَحيَيتُهُ وَ لَمّا أَدرَكَ عَمرَو بنَ عَبدِ وُدّ لَم يَضرِبهُ فَوَقَعُوا فِي عَلِيّ ع فَرَدّ عَنهُ حُذَيفَةُ


صفحه : 51

فَقَالَ النّبِيّص مَه يَا حُذَيفَةُ فَإِنّ عَلِيّاً سَيَذكُرُ سَبَبَ وَقفَتِهِ ثُمّ إِنّهُ ضَرَبَهُ فَلَمّا جَاءَ سَأَلَهُ النّبِيّص عَن ذَلِكَ فَقَالَ قَد كَانَ شَتَمَ أمُيّ‌ وَ تَفَلَ فِي وجَهيِ‌ فَخَشِيتُ أَن أَضرِبَهُ لِحَظّ نفَسيِ‌ فَتَرَكتُهُ حَتّي سَكَنَ مَا بيِ‌ ثُمّ قَتَلتُهُ فِي اللّهِ وَ إِنّهُ لَمّا امتَنَعَ مِنَ البَيعَةِ جَرَت مِنَ الأَسبَابِ مَا هُوَ مَعرُوفٌ فَاحتَمَلَ وَ صَبَرَ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا طَالَبُوهُ بِالبَيعَةِ قَالَ لَهُ الأَوّلُ بَايِع قَالَ فَإِن لَم أَفعَل فَمَه قَالَ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ نَضرِبُ عُنُقَكَ قَالَ فَالتَفَتَ عَلِيّ ع إِلَي القَبرِ فَقَالَ يَاابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌

الجَاحِظُ فِي البَيَانِ وَ التّبيِينِ إِنّ أَوّلَ خُطبَةٍ خَطَبَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَولُهُ قَد مَضَت أُمُورٌ لَم تَكُونُوا فِيهَا بمِحَموُديِ‌ الرأّي‌ِ أَمَا لَو أَشَاءُ أَن أَقُولَ لَقُلتُ وَ لَكِنعَفَا اللّهُ عَمّا سَلَفَسَبَقَ الرّجُلَانِ وَ قَامَ الثّالِثُ كَالغُرَابِ هِمّتُهُ بَطنُهُ يَا وَيلَهُ لَو قُصّ جَنَاحُهُ وَ قُطِعَ رَأسُهُ لَكَانَ خَيراً لَهُ

وَ قَد رَوَي الكَافّةُ عَنهُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَستَعدِيكَ عَلَي قُرَيشٍ فَإِنّهُم ظلَمَوُنيِ‌ فِي الحَجَرِ وَ المَدَرِ

اِبرَاهِيمُ الثقّفَيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ وَ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ بِإِسنَادِهِمَا قَالَ عَلِيّ ع مَا زِلتُ مَظلُوماً مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُ إِلَي يوَميِ‌ هَذَا

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ بِإِسنَادِهِ عَنِ المُسَيّبِ بنِ نَجِيّةَ قَالَ بَينَمَا عَلِيّ يَخطُبُ وَ أعَراَبيِ‌ّ يَقُولُ وَا مَظلَمَتَاه فَقَالَ عَلِيّ ع ادنُ فَدَنَا فَقَالَ لَقَد ظُلِمتُ عَدَدَ المَدَرِ وَ الوَبَرِ

وَ فِي رِوَايَةِ كَثِيرِ بنِ اليَمَانِ وَ مَا لَا يُحصَي

أَبُو نُعَيمٍ الفَضلُ بنُ دُكَينٍ بِإِسنَادِهِ عَن حُرَيثٍ قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع لَم يَقُم مَرّةً عَلَي المِنبَرِ إِلّا قَالَ فِي آخِرِ كَلَامِهِ قَبلَ أَن يَنزِلَ مَا زِلتُ مَظلُوماً مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُ وَ كَانَ ع بِشرُهُ دَائِمٌ وَ ثَغرُهُ بَاسِمٌ غَيثٌ لِمَن رَغِبَ وَ غِيَاثٌ لِمَن ذَهَبَ مَآلُ الآمِلِ وَ ثِمَالُ الأَرَامِلِ يَتَعَطّفُ عَلَي رَعِيّتِهِ وَ يَتَصَرّفُ عَلَي مَشِيّتِهِ وَ يَكُفّهُ


صفحه : 52

بِحُجّتِهِ وَ يَكفِيهِ بِمُهجَتِهِ وَ نَظَرَ عَلِيّ ع إِلَي امرَأَةٍ عَلَي كَتِفِهَا قِربَةُ مَاءٍ فَأَخَذَ مِنهَا القِربَةَ فَحَمَلَهَا إِلَي مَوضِعِهَا وَ سَأَلَهَا عَن حَالِهَا فَقَالَت بَعَثَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صاَحبِيِ‌ إِلَي بَعضِ الثّغُورِ فَقُتِلَ وَ تَرَكَ عَلَيّ صِبيَاناً يَتَامَي وَ لَيسَ عنِديِ‌ شَيءٌ فَقَد ألَجأَتَنيِ‌ الضّرُورَةُ إِلَي خِدمَةِ النّاسِ فَانصَرَفَ وَ بَاتَ لَيلَتَهُ قَلِقاً فَلَمّا أَصبَحَ حَمَلَ زِنبِيلًا فِيهِ طَعَامٌ فَقَالَ بَعضُهُم أعَطنِيِ‌ أَحمِلهُ عَنكَ فَقَالَ مَن يَحمِلُ وزِريِ‌ عنَيّ‌ يَومَ القِيَامَةِ فَأَتَي وَ قَرَعَ البَابَ فَقَالَت مَن هَذَا قَالَ أَنَا ذَلِكِ العَبدُ ألّذِي حَمَلَ مَعَكِ القِربَةَ فاَفتحَيِ‌ فَإِنّ معَيِ‌ شَيئاً لِلصّبيَانِ فَقَالَت رضَيِ‌َ اللّهُ عَنكَ وَ حَكَمَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَدَخَلَ وَ قَالَ إنِيّ‌ أَحبَبتُ اكتِسَابَ الثّوَابِ فاَختاَريِ‌ بَينَ أَن تَعجِنِينَ وَ تَخبِزِينَ وَ بَينَ أَن تُعَلّلِينَ الصّبيَانَ لِأَخبِزَ أَنَا فَقَالَت أَنَا بِالخُبزِ أَبصَرُ وَ عَلَيهِ أَقدَرُ وَ لَكِن شَأنَكَ وَ الصّبيَانَ فَعَلّلهُم حَتّي أَفرُغَ مِنَ الخُبزِ قَالَ فَعَمَدَت إِلَي الدّقِيقِ فَعَجَنَتهُ وَ عَمَدَ عَلِيّ ع إِلَي اللّحمِ فَطَبَخَهُ وَ جَعَلَ يُلقِمُ الصّبيَانَ مِنَ اللّحمِ وَ التّمرِ وَ غَيرِهِ فَكُلّمَا نَاوَلَ الصّبيَانَ مِن ذَلِكَ شَيئاً قَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ اجعَل عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فِي حِلّ مِمّا أَمَرَ فِي أَمرِكَ فَلَمّا اختَمَرَ العَجِينُ قَالَت يَا عَبدَ اللّهِ اسجِرِ التّنّورَ فَبَادَرَ لِسَجرِهِ فَلَمّا أَشعَلَهُ وَ لَفَحَ فِي وَجهِهِ جَعَلَ يَقُولُ ذُق يَا عَلِيّ هَذَا جَزَاءُ مَن ضَيّعَ الأَرَامِلَ وَ اليَتَامَي فَرَأَتهُ امرَأَةٌ تَعرِفُهُ فَقَالَت وَيحَكَ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَالَ فَبَادَرَتِ المَرأَةُ وَ هيِ‌َ تَقُولُ وَا حيَاَئيِ‌ مِنكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ بَل وَا حيَاَئيِ‌ مِنكِ يَا أَمَةَ اللّهِ فِيمَا قَصَرتُ فِي أَمرِكِ

4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]سُئِلَ ع عَن رَجُلٍ فَقَالَ توُفُيّ‌َ البَارِحَةَ فَلَمّا رَأَي جَزَعَ السّائِلِ


صفحه : 53

قَرَأَاللّهُ يَتَوَفّي الأَنفُسَ حِينَ مَوتِها وَ التّيِ‌ لَم تَمُت فِي مَنامِها

5- ب ،[قرب الإسناد] عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع صَاحَبَ رَجُلًا ذِمّيّاً فَقَالَ لَهُ الذمّيّ‌ّ أَينَ تُرِيدُ يَا عَبدَ اللّهِ قَالَ أُرِيدُ الكُوفَةَ فَلَمّا عَدَلَ الطّرِيقُ باِلذمّيّ‌ّ عَدَلَ مَعَهُ عَلِيّ فَقَالَ لَهُ الذمّيّ‌ّ أَ لَيسَ زَعَمتَ تُرِيدُ الكُوفَةَ قَالَ بَلَي فَقَالَ لَهُ الذمّيّ‌ّ فَقَد تَرَكتَ الطّرِيقَ فَقَالَ قَد عَلِمتُ فَقَالَ لَهُ فَلِمَ عَدَلتَ معَيِ‌ وَ قَد عَلِمتَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع هَذَا مِن تَمَامِ حُسنِ الصّحبَةِ أَن يُشَيّعَ الرّجُلُ صَاحِبَهُ هُنَيئَةً إِذَا فَارَقَهُ وَ كَذَلِكَ أَمَرَنَا نَبِيّنَا فَقَالَ لَهُ هَكَذَا قَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ الذمّيّ‌ّ لَا جَرَمَ أَنّمَا تَبِعَهُ مَن تَبِعَهُ لِأَفعَالِهِ الكَرِيمَةِ وَ أَنَا أُشهِدُكَ أنَيّ‌ عَلَي دِينِكَ فَرَجَعَ الذمّيّ‌ّ مَعَ عَلِيّ ع فَلَمّا عَرَفَهُ أَسلَمَ

كا،[الكافي‌] علي بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن ابن صدقة مثله

6- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَلقَي لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا وِسَادَةً فَقَعَدَ عَلَيهَا أَحَدُهُمَا وَ أَبَي الآخَرُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اقعُد عَلَيهَا فَإِنّهُ لَا يَأبَي الكَرَامَةَ إِلّا الحِمَارُ ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَتَاكُم كَرِيمُ قَومٍ فَأَكرِمُوهُ


صفحه : 54

باب 501-تواضعه صلوات الله عليه

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الأَصبَغُ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِهِوَ عِبادُ الرّحمنِ قَالَ فِينَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ

الصّادِقُ ع كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَحطِبُ وَ يسَتسَقيِ‌ وَ يَكنِسُ وَ كَانَت فَاطِمَةُ ع تَطحَنُ وَ تَعجِنُ وَ تَخبِزُ

الإِبَانَةُ عَنِ ابنِ بُطّةَ وَ الفَضَائِلُ عَن أَحمَدَ أَنّهُ اشتَرَي تَمراً بِالكُوفَةِ فَحَمَلَهُ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ فَتَبَادَرَ النّاسُ إِلَي حَملِهِ وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ نَحمِلُهُ فَقَالَ ع رَبّ العِيَالِ أَحَقّ بِحَملِهِ

قُوتُ القُلُوبِ عَن أَبِي طَالِبٍ المكَيّ‌ّ كَانَ عَلِيّ ع يَحمِلُ التّمرَ وَ المَالِحَ بِيَدِهِ وَ يَقُولُ لَا يَنقُصُ الكَامِلَ مِن كَمَالِهِ مَا جَرّ مِن نَفعٍ إِلَي عِيَالِهِ

زَيدُ بنُ عَلِيّ إِنّهُ كَانَ يمَشيِ‌ فِي خَمسَةٍ حَافِياً وَ يُعَلّقُ نَعلَيهِ بِيَدِهِ اليُسرَي يَومَ الفِطرِ وَ النّحرِ وَ الجُمُعَةِ وَ عِندَ العِيَادَةِ وَ تَشيِيعِ الجَنَازَةِ وَ يَقُولُ إِنّهَا مَوَاضِعُ اللّهِ وَ أُحِبّ أَن أَكُونَ فِيهَا حَافِياً

زَاذَانُ إِنّهُ كَانَ يمَشيِ‌ فِي الأَسوَاقِ وَحدَهُ وَ هُوَ ذَاكَ يُرشِدُ الضّالّ وَ يُعِينُ الضّعِيفَ وَ يَمُرّ بِالبَيّاعِ وَ البَقّالِ فَيَفتَحُ عَلَيهِ القُرآنَ وَ يَقرَأُتِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُهاالآيَةَ


صفحه : 55

2- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي أَصحَابِهِ وَ هُوَ رَاكِبٌ فَمَشَوا خَلفَهُ فَالتَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ لَكُم حَاجَةٌ فَقَالُوا لَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ لَكِنّا نُحِبّ أَن نمَشيِ‌َ مَعَكَ فَقَالَ لَهُمُ انصَرِفُوا فَإِنّ مشَي‌َ الماَشيِ‌ مَعَ الرّاكِبِ مَفسَدَةٌ لِلرّاكِبِ وَ مَذَلّةٌ للِماَشيِ‌ قَالَ وَ رَكِبَ مَرّةً أُخرَي فَمَشَوا خَلفَهُ فَقَالَ انصَرِفُوا فَإِنّ خَفقَ النّعَالِ خَلفَ أَعقَابِ الرّجَالِ مَفسَدَةٌ لِقُلُوبِ النّوكَي

كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ مَعَرّةٌ لِلرّاكِبِ وَ مَذَلّةٌ للِماَشيِ‌

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَنِ الصّادِقِ ع مِثلَهُ وَ تَرَجّلَ دَهَاقِينُ الأَنبَارِ لَهُ وَ أَسنَدُوا بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ ع مَا هَذَا ألّذِي صَنَعتُمُوهُ قَالُوا خُلُقٌ مِنّا نُعَظّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا فَقَالَ وَ اللّهِ مَا يَنتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُكُم وَ إِنّكُم لَتَشُقّونَ بِهِ عَلَي أَنفُسِكُم وَ تَشُقّونَ بِهِ فِي آخِرَتِكُم وَ مَا أَخسَرَ المَشَقّةَ وَرَاءَهَا العِقَابُ وَ مَا أَربَحَ الرّاحَةَ مَعَهَا الأَمَانُ مِنَ النّارِ

4- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ افتَخَرَ رَجُلَانِ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ ع أَ تَفتَخِرَانِ بِأَجسَادٍ بَالِيَةٍ وَ أَروَاحٍ فِي النّارِ إِن يَكُن لَهُ عَقلٌ فَإِنّ لَكَ خَلَفاً وَ إِن لَم يَكُن لَهُ تَقوًي فَإِنّ لَكَ كَرَماً وَ إِلّا فَالحِمَارُ خَيرٌ مِنكُمَا وَ لَستَ بِخَيرٍ مِن أَحَدٍ

5-ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ أَنّهُ قَالَأَعرَفُ النّاسِ بِحُقُوقِ إِخوَانِهِ وَ أَشَدّهُم قَضَاءً لَهَا أَعظَمُهُم عِندَ اللّهِ شَأناً وَ مَن تَوَاضَعَ فِي الدّنيَا لِإِخوَانِهِ فَهُوَ عِندَ اللّهِ مِنَ الصّدّيقِينَ وَ مِن شِيعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَقّاً وَ لَقَد وَرَدَ عَلَي


صفحه : 56

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَخَوَانِ لَهُ مُؤمِنَانِ أَبٌ وَ ابنٌ فَقَامَ إِلَيهِمَا وَ أَكرَمَهُمَا وَ أَجلَسَهُمَا فِي صَدرِ مَجلِسِهِ وَ جَلَسَ بَينَ أَيدِيهِمَا ثُمّ أَمَرَ بِطَعَامٍ فَأُحضِرَ فَأَكَلَا مِنهُ ثُمّ جَاءَ قَنبَرٌ بِطَستٍ وَ إِبرِيقِ خَشَبٍ وَ مِندِيلٍ لِيَلبَسَ[لِيَيبِسَ] وَ جَاءَ لِيَصُبّ عَلَي يَدِ الرّجُلِ فَوَثَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَخَذَ الإِبرِيقَ لِيَصُبّ عَلَي يَدِ الرّجُلِ فَتَمَرّغَ الرّجُلُ فِي التّرَابِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اللّهُ يرَاَنيِ‌ وَ أَنتَ تَصُبّ عَلَي يدَيِ‌ قَالَ اقعُد وَ اغسِل فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَرَاكَ وَ أَخُوكَ ألّذِي لَا يَتَمَيّزُ مِنكَ وَ لَا يَنفَصِلُ عَنكَ يَخدُمُكَ يُرِيدُ بِذَلِكَ فِي خِدمَتِهِ فِي الجَنّةِ مِثلَ عَشَرَةِ أَضعَافِ عَدَدِ أَهلِ الدّنيَا وَ عَلَي حَسَبِ ذَلِكَ فِي مَمَالِيكِهِ فِيهَا فَقَعَدَ الرّجُلُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَقسَمتُ بِعَظِيمِ حقَيّ‌َ ألّذِي عَرَفتَهُ وَ نَحَلتَهُ وَ تَوَاضُعِكَ لِلّهِ حَتّي جَازَاكَ عَنهُ بِأَن تدُنيِنَيِ‌ لِمَا شَرّفَكَ بِهِ مِن خدِمتَيِ‌ لَكَ لَمّا غَسَلتَ مُطمَئِنّاً كَمَا كُنتَ تَغسِلُ لَو كَانَ الصّابّ عَلَيكَ قَنبَراً فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ فَلَمّا فَرَغَ نَاوَلَ الإِبرِيقَ مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ لَو كَانَ هَذَا الِابنُ حضَرَنَيِ‌ دُونَ أَبِيهِ لَصَبَبتُ عَلَي يَدِهِ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَأبَي أَن يسُوَيّ‌َ بَينَ ابنٍ وَ أَبِيهِ إِذَا جَمَعَهُمَا مَكَانٌ لَكِن قَد صَبّ الأَبُ عَلَي الأَبِ فَليَصُبّ الِابنُ عَلَي الِابنِ فَصَبّ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ عَلَي الِابنِ ثُمّ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ العسَكرَيِ‌ّ ع فَمَنِ اتّبَعَ عَلِيّاً عَلَي ذَلِكَ فَهُوَ الشيّعيِ‌ّ حَقّاً

6-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حِليَةُ الأَولِيَاءِ وَ نُزهَةُ الأَبصَارِ أَنّهُمَضَي ع فِي حُكُومَةٍ إِلَي شُرَيحٍ مَعَ يهَوُديِ‌ّ فَقَالَ يَا يهَوُديِ‌ّ الدّرعُ درِعيِ‌ وَ لَم أَبِع وَ لَم أَهَب فَقَالَ


صفحه : 57

اليهَوُديِ‌ّ الدّرعُ لِي وَ فِي يدَيِ‌ فَسَأَلَهُ شُرَيحٌ البَيّنَةَ فَقَالَ هَذَا قَنبَرٌ وَ الحُسَينُ يَشهَدَانِ لِي بِذَلِكَ فَقَالَ شُرَيحٌ شَهَادَةُ الِابنِ لَا تَجُوزُ لِأَبِيهِ وَ شَهَادَةُ العَبدِ لَا تَجُوزُ لِسَيّدِهِ وَ إِنّهُمَا يَجُرّانِ إِلَيكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَيلَكَ يَا شُرَيحُ أَخطَأتَ مِن وُجُوهٍ أَمّا وَاحِدَةٌ فَأَنَا إِمَامُكَ تَدِينُ اللّهُ بطِاَعتَيِ‌ وَ تَعلَمُ أنَيّ‌ لَا أَقُولُ بَاطِلًا فَرَدَدتَ قوَليِ‌ وَ أَبطَلتَ دعَواَي‌َ ثُمّ سأَلَتنَيِ‌ البَيّنَةَ فَشَهِدَ عَبدٌ وَ أَحَدُ سيَدّيَ‌ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَرَدَدتَ شَهَادَتَهُمَا ثُمّ ادّعَيتَ عَلَيهِمَا أَنّهُمَا يَجُرّانِ إِلَي أَنفُسِهِمَا أَمَا إنِيّ‌ لَا أَرَي عُقُوبَتَكَ إِلّا أَن تقَضيِ‌َ بَينَ اليَهُودِ ثَلَاثَةَ أَيّامِ أَخرِجُوهُ فَأَخرَجَهُ إِلَي قُبَاءَ فَقَضَي بَينَ اليَهُودِ ثَلَاثاً ثُمّ انصَرَفَ فَلَمّا سَمِعَ اليهَوُديِ‌ّ ذَلِكَ قَالَ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ جَاءَ إِلَي الحَاكِمِ وَ الحَاكِمُ حَكَمَ عَلَيهِ فَأَسلَمَ ثُمّ قَالَ الدّرعُ دِرعُكَ سَقَطَت يَومَ صِفّينَ مِن جَمَلٍ أَورَقَ فَأَخَذتُهَا

7- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]البَاقِرُ ع فِي خَبَرٍ أَنّهُ رَجَعَ عَلِيّ ع إِلَي دَارِهِ فِي وَقتِ القَيظِ فَإِذَا امرَأَةٌ قَائِمَةٌ تَقُولُ إِنّ زوَجيِ‌ ظلَمَنَيِ‌ وَ أخَاَفنَيِ‌ وَ تَعَدّي عَلَيّ وَ حَلَفَ ليَضَربِنُيِ‌ فَقَالَ يَا أَمَةَ اللّهِ اصبرِيِ‌ حَتّي يَبرُدَ النّهَارُ ثُمّ أَذهَبُ مَعَكِ إِن شَاءَ اللّهُ فَقَالَت يَشتَدّ غَضَبُهُ وَ حَردُهُ عَلَيّ فَطَأطَأَ رَأسَهُ ثُمّ رَفَعَهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَا وَ اللّهِ أَو يُؤخَذَ لِلمَظلُومِ حَقّهُ غَيرَ مُتَعتَعٍ أَينَ مَنزِلُكِ فَمَضَي إِلَي بَابِهِ فَوَقَفَ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَخَرَجَ شَابّ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا عَبدَ اللّهِ اتّقِ اللّهَ فَإِنّكَ قَد أَخَفتَهَا وَ أَخرَجتَهَا فَقَالَ الفَتَي وَ مَا أَنتَ وَ ذَاكَ وَ اللّهِ لَأُحرِقَنّهَا لِكَلَامِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع آمُرُكَ بِالمَعرُوفِ وَ أَنهَاكَ عَنِ المُنكَرِ تسَتقَبلِنُيِ‌ بِالمُنكَرِ وَ تُنكِرُ المَعرُوفَ قَالَ فَأَقبَلَ النّاسُ مِنَ الطّرُقِ وَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيكُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَسَقَطَ الرّجُلُ فِي يَدَيهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أقَلِنيِ‌ فِي عثَرتَيِ‌ فَوَ اللّهِ لَأَكُونَنّ لَهَا أَرضاً تطَؤَنُيِ‌ فَأَغمَدَ عَلِيّ سَيفَهُ فَقَالَ يَا أَمَةَ اللّهِ ادخلُيِ‌ مَنزِلَكِ وَ لَا تلُجئِيِ‌ زَوجَكِ إِلَي مِثلِ هَذَا وَ شِبهِهِ

وَ رَوَي


صفحه : 58

الفنُجكُرِديِ‌ّ فِي سَلوَةِ الشّيعَةِ لَهُ °


وَ دَعِ التّجَبّرَ وَ التّكَبّرَ يَا أخَيِ‌   إِنّ التّكَبّرَ لِلعَبِيدِ وَبِيلٌ

وَ اجعَل فُؤَادَكَ لِلتّوَاضُعِ مَنزِلًا   إِنّ التّوَاضُعَ بِالشّرِيفِ جَمِيلٌ

8- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ عَنِ الفَضلِ بنِ أَبِي قُرّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَضرِبُ بِالمَرّ وَ يَستَخرِجُ الأَرَضِينَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ يَمَصّ النّوَي بِفِيهِ وَ يَغرِسُهُ فَيَطلُعُ مِن سَاعَتِهِ وَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَعتَقَ أَلفَ مَملُوكٍ مِن مَالِهِ وَ كَدّ يَدِهِ

9- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لقَيِ‌َ رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ تَحتَهُ وَسقٌ مِن نَوًي فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا يَا أَبَا الحَسَنِ تَحتَكَ فَقَالَ مِائَةُ أَلفِ عَذقٍ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَغَرَسَهُ فَلَم يُغَادَر مِنهُ نَوَاةٌ وَاحِدَةٌ

10- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَخرُجُ وَ مَعَهُ أَحمَالُ النّوَي فَيُقَالُ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا هَذَا مَعَكَ فَيَقُولُ نَخلٌ إِن شَاءَ اللّهُ فَيَغرِسُهُ فَمَا يُغَادَرُ مِنهُ وَاحِدَةٌ

11- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن دَاوُدَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن جُوَيرِيَةَ بنِ مُسهِرٍ قَالَ اشتَدَدتُ خَلفَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لِي يَا جُوَيرِيَةُ إِنّهُ لَم يَهلِك هَؤُلَاءِ الحَمقَي إِلّا بِخَفقِ النّعَالِ خَلفَهُم مَا جَاءَ بِكَ قُلتُ جِئتُ أَسأَلُكَ عَن ثَلَاثٍ عَنِ الشّرَفِ وَ عَنِ المُرُوّةِ وَ عَنِ العَقلِ قَالَ أَمّا الشّرَفُ فَمَن شَرّفَهُ السّلطَانُ شَرُفَ وَ أَمّا المُرُوّةُ فَإِصلَاحُ المَعِيشَةِ وَ أَمّا العَقلُ فَمَنِ اتّقَي اللّهَ عَقَلَ


صفحه : 59

12- نهج ،[نهج البلاغة] مَدَحَهُ ع قَومٌ فِي وَجهِهِ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّكَ أَنتَ أَعلَمُ بيِ‌ مِن نفَسيِ‌ وَ أَنَا أَعلَمُ بنِفَسيِ‌ مِنهُم أللّهُمّ اجعَلنَا خَيراً مِمّا يَظُنّونَ وَ اغفِر لَنَا مَا لَا يَعلَمُونَ وَ قَالَ ع وَ قَد رئُيِ‌َ عَلَيهِ إِزَارٌ خَلَقٌ مَرقُوعٌ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يَخشَعُ لَهُ القَلبُ وَ تَذِلّ بِهِ النّفسُ وَ يقَتدَيِ‌ بِهِ المُؤمِنُونَ

باب 601-مهابته وشجاعته والاستدلال بسابقته في الجهاد علي إمامته و فيه بعض نوادر غزواته

1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]اجتَمَعَتِ الأُمّةُ وَ وَافَقَ الكِتَابُ وَ السّنّةُ أَنّ لِلّهِ خِيَرَةً مِن خَلقِهِ وَ أَنّ خِيَرَتَهُ مِن خَلقِهِ المُتّقُونَ قَولُهُإِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم وَ أَنّ خِيَرَتَهُ مِنَ المُتّقِينَ المُجَاهِدُونَ قَولُهُفَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم عَلَي القاعِدِينَ دَرَجَةً وَ أَنّ خِيَرَتَهُ مِنَ المُجَاهِدِينَ السّابِقُونَ إِلَي الجِهَادِ قَولُهُلا يسَتوَيِ‌ مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَ قاتَلَالآيَةَ وَ أَنّ خِيَرَتَهُ مِنَ المُجَاهِدِينَ السّابِقِينَ أَكثَرُهُم عَمَلًا فِي الجِهَادِ وَ اجتَمَعَتِ الأُمّةُ عَلَي أَنّ السّابِقِينَ إِلَي الجِهَادِ هُمُ البَدرِيّونَ وَ أَنّ خِيَرَةَ البَدرِيّيّنَ عَلِيّ فَلَم يَزَلِ القُرآنُ يُصَدّقُ بَعضُهُ بَعضاً بِإِجمَاعِهِم حَتّي دَلّوا بِأَنّ عَلِيّاً خِيَرَةُ هَذِهِ الأُمّةِ بَعدَ نَبِيّهَا العلَوَيِ‌ّ البصَريِ‌ّ وَ لَو يسَتوَيِ‌ بِالنّهُوضِ الجُلُوسُ لَمَا بَيّنَ اللّهُ فَضلَ الجِهَادِ


صفحه : 60

قَولُهُ تَعَالَييا أَيّهَا النّبِيّ جاهِدِ الكُفّارَ وَ المُنافِقِينَفَجَاهَدَ النّبِيّص الكُفّارَ فِي حَيَاتِهِ وَ أَمَرَ عَلِيّاً بِجِهَادِ المُنَافِقِينَ قَولُهُ تُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ وَ حَدِيثُ خَاصِفِ النّعلِ وَ حَدِيثُ كِلَابِ الحَوأَبِ وَ حَدِيثُ تَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ وَ حَدِيثُ ذيِ‌ الثّدَيّةِ وَ غَيرُ ذَلِكَ وَ هَذَا مِن صِفَاتِ الخُلَفَاءِ وَ لَا يُعَارَضُ ذَلِكَ بِقِتَالِ أَهلِ الرّدّةِ لِأَنّ النّبِيّص كَانَ أَمَرَ عَلِيّاً بِقِتَالِ هَؤُلَاءِ بِإِجمَاعِ أَهلِ الأَثَرِ وَ حُكمُ المُسَمّينَ أَهلَ الرّدّةِ لَا يَخفَي عَلَي مُنصِفٍ المَعرُوفُونَ بِالجِهَادِ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ وَ الزّبَيرُ وَ طَلحَةُ وَ أَبُو دُجَانَةَ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ وَ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ وَ مُحَمّدُ بنُ مَسلَمَةَ وَ قَدِ اجتَمَعَتِ الأُمّةُ عَلَي أَنّ هَؤُلَاءِ لَا يُقَاسُ بعِلَيِ‌ّ فِي شَوكَتِهِ وَ كَثرَةِ جِهَادِهِ فَأَمّا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَقَد تَصَفّحنَا كُتُبَ المغَاَزيِ‌ فَمَا وَجَدنَا لَهُمَا فِيهِ أَثَراً البَتّةَ وَ قَدِ اجتَمَعَتِ الأُمّةُ أَنّ عَلِيّاً كَانَ المُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الكَاشِفَ الكَربِ عَن وَجهِ رَسُولِ اللّهِص المُتَقَدّمَ فِي سَائِرِ الغَزَوَاتِ إِذَا لَم يَحضُرِ النّبِيّص وَ إِذَا حَضَرَ فَهُوَ تَالِيهِ وَ الصّاحِبَ لِلرّايَةِ وَ اللّوَاءِ مَعاً وَ مَا كَانَ قَطّ تَحتَ لِوَاءِ أَحَدٍ وَ لَا فَرّ مِن زَحفٍ وَ إِنّهُمَا فَرّا فِي غَيرِ مَوضِعٍ وَ كَانَا تَحتَ لِوَاءِ جَمَاعَةٍ وَ استَدَلّ أَصحَابُنَا بِقَولِهِلَيسَ البِرّ أَن تُوَلّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ إِنّ المعَنيِ‌ّ بِهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِأَنّهُ كَانَ جَامِعاً لِهَذِهِ الخِصَالِ بِالِاتّفَاقِ وَ لَا قَطعَ عَلَي كَونِ غَيرِهِ


صفحه : 61

جَامِعاً لَهَا وَ لِهَذَا قَالَ الزّجّاجُ وَ الفَرّاءُ كَأَنّهَا مَخصُوصَةٌ بِالأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ

ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ قَالَ أَسلَمَتِ المَلَائِكَةُ فِي السّمَاوَاتِ وَ المُؤمِنُونَ فِي الأَرضِ وَ أَوّلُهُم عَلِيّ إِسلَاماً وَ مَعَ المُشرِكِينَ قِتَالًا وَ قَاتَلَ مِن بَعدِهِ المُقَاتِلِينَ وَ مَن أَسلَمَ كُرهاً

تَفسِيرُ عَطَاءٍ الخرُاَساَنيِ‌ّ، قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ وَضَعنا عَنكَ وِزرَكَ ألّذِي أَنقَضَ ظَهرَكَ أَي قَوّي ظَهرَكَ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

أَبُو مُعَاوِيَةَ الضّرِيرُ عَنِ الأَعمَشِ عَن مُجَاهِدٍ فِي قَولِهِهُوَ ألّذِي أَيّدَكَ بِنَصرِهِ أَي قَوّاكَ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ جَعفَرٍ وَ حَمزَةَ وَ عَقِيلٍ وَ قَد رُوّينَا نَحوَ ذَلِكَ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ

كِتَابُ أَبِي بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ قُل رَبّ أدَخلِنيِ‌ مُدخَلَ صِدقٍ وَ أخَرجِنيِ‌ مُخرَجَ صِدقٍيعَنيِ‌ مَكّةَوَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً قَالَ لَقَدِ استَجَابَ اللّهُ لِنَبِيّهِ دُعَاءَهُ وَ أَعطَاهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع سُلطَاناً يَنصُرُهُ عَلَي أَعدَائِهِ

العكُبرَيِ‌ّ فِي فَضَائِلِ الصّحَابَةِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ مُتَعَلّقاً بِأَستَارِ الكَعبَةِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ ابعَث إلِيَ‌ّ مِن بنَيِ‌ عمَيّ‌ مَن يعَضدُنُيِ‌ فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ كَالمُغضَبِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَ وَ لَيسَ قَد أَيّدَكَ اللّهُ بِسَيفٍ مِن سُيُوفِ اللّهِ مُجَرّدٍ عَلَي أَعدَاءِ اللّهِ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع

أَبُو المَضَا صَبِيحٌ مَولَي الرّضَا عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع فِي قَولِهِلَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا قَالَ مِنهُم عَلِيّ قَولُهُإِنّ اللّهَ يُحِبّ الّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّا


صفحه : 62

كَأَنّهُم بُنيانٌ مَرصُوصٌ وَ كَانَ ع إِذَا صَفّ فِي القِتَالِ كَأَنّهُ بُنيَانٌ مَرصُوصٌ وَ مَا قَتَلَ المُشرِكِينَ قَتلَهُ أَحَدٌ

سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع كَالجَبَلِ بَينَ المُسلِمِينَ وَ المُشرِكِينَ أَعَزّ اللّهُ بِهِ المُسلِمِينَ وَ أَذَلّ بِهِ المُشرِكِينَ وَ يُقَالُ إِنّهُ نَزَلَ فِيهِوَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم

أَبُو جَعفَرٍ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع نَزَلَت قَولُهُوَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلّةٌ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

وَ فِي حَدِيثِ خَيبَرَ أَنتَ أَوّلُ مَن آمَنَ بيِ‌ وَ أَوّلُ مَن جَاهَدَ معَيِ‌ وَ أَوّلُ مَن يَنشَقّ عَنهُ القَبرُ وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا خَرَجَ مِن بَيتِهِ تَبِعَهُ أَحدَاثُ المُشرِكِينَ يَرمُونَهُ بِالحِجَارَةِ حَتّي أَدمَوا كَعبَهُ وَ عُرقُوبَيهِ فَكَانَ عَلِيّ يَحمِلُ عَلَيهِم فَيَنهَزِمُونَ فَنَزَلَكَأَنّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ فَرّت مِن قَسوَرَةٍ وَ لَا خِلَافَ فِي أَنّ أَوّلَ مُبَارِزٍ فِي الإِسلَامِ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الحَارِثِ فِي يَومِ بَدرٍ قَالَ الشعّبيِ‌ّ ثُمّ حَمَلَ عَلِيّ ع عَلَي الكَتِيبَةِ مُصَمّماً وَحدَهُ وَ اجتَمَعَتِ الأُمّةُ أَنّهُ مَا رئُيِ‌َ أَحَدٌ ادّعِيَت لَهُ الإِمَامَةُ عَمِلَ فِي الجِهَادِ مَا عَمِلَ عَلِيّ ع قَالَ تَعَالَيوَ لا يَطَؤُنَ مَوطِئاً يَغِيظُ الكُفّارَ وَ لا يَنالُونَ مِن عَدُوّ نَيلًا إِلّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ وَ لَقَد فُسّرَ قَولُهُوَ لَقَد كُنتُم تَمَنّونَ المَوتَ


صفحه : 63

يعَنيِ‌ عَلِيّاً لِأَنّ الكُفّارَ كَانُوا يُسَمّونَهُ المَوتَ الأَحمَرَ سَمّوهُ يَومَ بَدرٍ لِعِظَمِ بَلَائِهِ وَ نِكَايَتِهِ قَالَ المُفَسّرُونَ لَمّا أُسِرَ العَبّاسُ يَومَ بَدرٍ أَقبَلَ المُسلِمُونَ فَعَيّرُوهُ بِكُفرِهِ بِاللّهِ وَ قَطِيعَةِ الرّحِمِ وَ أَغلَظَ عَلِيّ ع لَهُ القَولَ فَقَالَ العَبّاسُ مَا لَكُم تَذكُرُونَ مَسَاوِيَنَا وَ لَا تَذكُرُونَ مَحَاسِنَنَا فَقَالَ عَلِيّ ع أَ لَكُم مَحَاسِنُ قَالَ نَعَم إِنّا لَنَعمُرُ المَسجِدَ الحَرَامَ وَ نَحجُبُ الكَعبَةَ وَ نسَقيِ‌ الحَاجّ وَ نَفُكّ العاَنيِ‌َ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي رَدّاً عَلَي العَبّاسِ وِفَاقاً لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ما كانَ لِلمُشرِكِينَ أَن يَعمُرُوا مَساجِدَ اللّهِالآيَةَ ثُمّ قَالَإِنّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللّهِالآيَةَ ثُمّ قَالَأَ جَعَلتُم سِقايَةَ الحاجّ وَ عِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ رَوَي إِسمَاعِيلُ بنُ خَالِدٍ عَن عَامِرٍ وَ ابنِ جُرَيجٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ مُقَاتِلٍ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ السدّيّ‌ّ عَنِ ابنِ صَالِحٍ وَ ابنِ أَبِي خَالِدٍ وَ زَكَرِيّا عَنِ الشعّبيِ‌ّ أَنّهُ نَزَلَ هَذِهِ الآيَةُ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

الثعّلبَيِ‌ّ وَ القشُيَريِ‌ّ وَ الجبُاّئيِ‌ّ وَ الفلَكَيِ‌ّ فِي تَفَاسِيرِهِم وَ الواَحدِيِ‌ّ فِي أَسبَابِ نُزُولِ القُرآنِ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ وَ عَامِرٍ الشعّبيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ كَعبٍ القرُظَيِ‌ّ وَ رَوَينَا عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ وَ وَكِيعِ بنِ الجَرّاحِ وَ شَرِيكٍ القاَضيِ‌ وَ مُحَمّدِ بنِ سِيرِينَ وَ مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ وَ السدّيّ‌ّ وَ أَبِي مَالِكٍ وَ مُرّةَ الهمَداَنيِ‌ّ وَ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ افتَخَرَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ أَنَا عَمّ مُحَمّدٍ وَ أَنَا صَاحِبُ سِقَايَةٍ الحَجِيجِ فَأَنَا أَفضَلُ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَالَ فَقَالَ شَيبَةُ بنُ عُثمَانَ أَو طَلحَةُ الداّريِ‌ّ أَو عُثمَانُ وَ أَنَا أَعمُرُ بَيتَ اللّهِ الحَرَامَ وَ صَاحِبُ حِجَابَتِهِ فَأَنَا أَفضَلُ وَ سَمِعَهَا عَلِيّ ع وَ هُمَا يَذكُرَانِ ذَلِكَ فَقَالَ ع أَنَا أَفضَلُ مِنكُمَا لَقَد صَلّيتُ قَبلَكُمَا سِتّ سِنِينَ وَ فِي رِوَايَةٍ سَبعَ سِنِينَ


صفحه : 64

وَ أَنَا أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

وَ فِي رِوَايَةِ الحسَكاَنيِ‌ّ عَن أَبِي بُرَيدَةَ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ استَحقَقتُ لِكُلّ فَضلٍ أُوتِيتُ عَلَي صغِرَيِ‌ مَا لَم تُؤتَيَا فَقَالَا وَ مَا أُوتِيتَ يَا عَلِيّ قَالَ ضَرَبتُ خَرَاطِيمَكُمَا بِالسّيفِ حَتّي آمَنتُمَا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ فَشَكَا العَبّاسُ ذَلِكَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا استَقبَلتَ بِهِ عَمّكَ فَقَالَ صَدَمتُهُ بِالحَقّ فَمَن شَاءَ فَليَغضَب وَ مَن شَاءَ فَليَرضَ فَنَزَلَ هَذِهِ الآيَةُ

فِي بَعضِ التّفَاسِيرِ أَنّهُ نَزَلَ قَولُهُ تَعَالَيلا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِالآيَةَ فِي عَلِيّ ع لِأَنّهُ قَتَلَ عَشِيرَتَهُ مِثلَ عَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ وَ الوَلِيدِ بنِ عُتبَةَ فِي خَلقٍ

2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَصَفَ اللّهُ تَعَالَي أَصحَابَ مُحَمّدٍ فَقَالَوَ الّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِثَبَتَت هَذِهِ الصّفَةُ لعِلَيِ‌ّ ع دُونَ مَن يَدعُونَ لَهُ لِشِدّةِ عَلِيّ ع عَلَي الكُفّارِ وَ قَالَ تَعَالَي فِي قِصّةِ طَالُوتَإِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ اجتَمَعَتِ الأُمّةُ أَنّ عَلِيّاً ع أَشَدّ مِن أَبِي بَكرٍ وَ اجتَمَعَت أَيضاً عَلَي عِلمِهِ وَ اختَلَفُوا فِي عِلمِ أَبِي بَكرٍ وَ لَيسَ المُجتَمَعُ عَلَيهِ كَالمُختَلَفِ فِيهِ

البَاقِرُ وَ الرّضَا ع فِي قَولِهِلِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُالبَأسُ الشّدِيدُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ لَدُن رَسُولِ اللّهِص يُقَاتِلُ مَعَهُ عَدُوّهُ وَ يُروَي أَنّهُ نَزَلَ فِيهِوَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِ

عَلِيّ بنُ الجَعدِ عَن شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ أُبَيّ[ بنِ]سَلُولٍ


صفحه : 65

كَانَ يَتَنَحّي مِنَ النّبِيّص مَعَ المُنَافِقِينَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ العَسكَرِ لِيَخُوضُوا فِي أَمرِ رَسُولِ اللّهِص فِي غَزوَةِ حُنَينٍ فَلَمّا أَقبَلَ رَاجِعاً إِلَي المَدِينَةِ رَأَي جَفّالًا وَ هُوَ مُسلِمٌ لَطَمَ لِلحَمقَاءِ وَ هُوَ مُنَافِقٌ فَغَضِبَ ابنُ أُبَيّ[ بنِ]سَلُولٍ وَ قَالَ لَو كَفَفتُم إِطعَامَ هَؤُلَاءِ لَتَفَرَقّوا عَنهُ يعَنيِ‌ عَنِ النّبِيّص وَ اللّهِ لَئِن رَجَعنَا مِن غَزَوتِنَا هَذِهِ إِلَي المَدِينَةِ لَيُخرِجَنّ الأَعَزّ مِنهَا الأَذَلّ يعَنيِ‌ نَفسَهُ وَ النّبِيّص فَأَخبَرَ زَيدُ بنُ أَرقَمَ النّبِيّص بِمَقَالِهِ فَأَتَي ابنُ أُبَيّ[ بنِ]سَلُولٍ فِي أَشرَافِ الأَنصَارِ إِلَي النّبِيّص يَعذُرُونَهُ وَ يُكَذّبُونَ زَيداً فَاستَحيَا زَيدٌ فَكَفّ عَن إِتيَانِ رَسُولِ اللّهِص فَنَزَلَهُمُ الّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلي مَن عِندَ رَسُولِ اللّهِ حَتّي يَنفَضّوا وَ لِلّهِ خَزائِنُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لكِنّ المُنافِقِينَ لا يَفقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِن رَجَعنا إِلَي المَدِينَةِ لَيُخرِجَنّ الأَعَزّ مِنهَا الأَذَلّ وَ لِلّهِ العِزّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلمُؤمِنِينَيعَنيِ‌ وَ القُوّةُ وَ القُدرَةُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَصحَابِهِ عَلَي المُنَافِقِينَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِ بِيَدِ زَيدٍ وَ عَرَكَهَا وَ قَالَ أَبشِر يَا صَادِقُ فَقَد صَدّقَ اللّهُ حَدِيثَكَ وَ أَكذَبَ صَاحِبَكَ المُنَافِقَ وَ هُوَ المرَويِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَجَبٌ لِمَن يُقَاسُ بِمَن لَم يَصُبّ مِحجَمَةً مِن دَمٍ فِي جَاهِلِيّةٍ أَو إِسلَامٍ مَعَ مَن عُلِمَ أَنّهُ قَتَلَ فِي يَومِ بَدرٍ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ مُبَارِزاً دُونَ الجَرحَي عَلَي قَولِ العَامّةِ وَ هُوَ الوَلِيدُ بنُ عُتبَةَ وَ العَاصُ بنُ سَعِيدِ بنِ العَاصِ وَ طُعمَةُ بنُ عدَيِ‌ّ بنِ نَوفَلٍ وَ حَنظَلَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ وَ نَوفَلُ بنُ خُوَيلِدٍ وَ زَمعَةُ بنُ الأَسوَدِ وَ الحَارِثُ بنُ زَمعَةَ وَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ الدّارِ وَ عُمَيرُ بنُ عُثمَانَ بنِ كَعبٍ عَمّ طَلحَةَ وَ عُثمَانُ وَ مالكا[مَالِكٌ]أَخَوَا طَلحَةَ وَ مَسعُودُ بنُ أَبِي أُمَيّةَ بنِ المُغِيرَةِ وَ قَيسُ بنُ الفَاكِهَةِ بنِ المُغِيرَةِ وَ


صفحه : 66

أَبُو القَيسِ بنِ الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ وَ عَمرُو بنُ مَخزُومٍ وَ المُنذِرُ بنُ أَبِي رِفَاعَةَ وَ مُنَبّهُ بنُ الحَجّاجِ السهّميِ‌ّ وَ العَاصُ بنُ مُنَبّهٍ وَ عَلقَمَةُ بنُ كَلدَةَ وَ أَبُو العَاصِ بنُ قَيسِ بنِ عدَيِ‌ّ وَ مُعَاوِيَةُ بنُ المُغِيرَةِ بنِ أَبِي العَاصِ وَ لَوذَانُ بنُ رَبِيعَةَ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ المُنذِرِ بنِ أَبِي رِفَاعَةَ وَ مَسعُودُ بنُ أُمَيّةَ بنِ المُغِيرَةِ وَ الحَاجِبُ بنُ السّائِبِ بنِ عُوَيمِرٍ وَ أَوسُ بنُ المُغِيرَةِ بنِ لَوذَانَ وَ زَيدُ بنُ مُلَيصٍ وَ عَاصِمُ بنُ أَبِي عَوفٍ وَ سَعِيدُ بنُ وَهبٍ وَ مُعَاوِيَةُ بنُ عَامِرِ بنِ عَبدِ القَيسِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَمِيلِ بنِ زُهَيرٍ وَ السّائِبُ بنُ سَعِيدِ بنِ مَالِكٍ وَ أَبُو الحَكَمِ بنُ الأَخنَسِ وَ هِشَامُ بنُ أَبِي أُمَيّةَ وَ يُقَالُ قَتَلَ بِضعَةً وَ أَربَعِينَ رَجُلًا وَ قَتَلَ ع فِي يَومِ أُحُدٍ كَبشَ الكَتِيبَةِ طَلحَةَ بنَ أَبِي طَلحَةَ وَ ابنَهُ أَبَا سَعِيدٍ وَ إِخوَتَهُ خَالِداً وَ مَخلَداً وَ كَلدَةَ وَ المَحَالِسَ وَ عَبدَ الرّحمَنِ بنَ حُمَيدِ بنِ زُهرَةَ وَ الحَكَمَ بنَ الأَخنَسِ بنِ شَرِيقٍ الثقّفَيِ‌ّ وَ الوَلِيدَ بنَ أَرطَأَةَ وَ أُمَيّةَ بنَ أَبِي حُذَيفَةَ وَ أَرطَأَةَ بنَ شَرجِيلٍ وَ هِشَامَ بنَ أُمَيّةَ وَ مسافع [مُسَافِعاً] وَ عَمرَو بنَ عَبدِ اللّهِ الجمُحَيِ‌ّ وَ بِشرَ بنَ مَالِكٍ المغَاَفرِيِ‌ّ وَ صواب [صَوَاباً]مَولَي عَبدِ الدّارِ وَ أَبَا حُذَيفَةَ بنَ المُغِيرَةِ وَ قَاسِطَ بنَ شُرَيحٍ العبَدرَيِ‌ّ وَ المُغِيرَةَ بنَ المُغِيرَةِ سِوَي مَن قَتَلَهُم بَعدَ مَا هَزَمَهُم وَ لَا إِشكَالَ فِي هَزِيمَةِ عُمَرَ وَ عُثمَانَ وَ إِنّمَا الإِشكَالُ فِي أَبِي بِكرٍ هَل ثَبَتَ إِلَي وَقتِ الفَرَجِ أَوِ انهَزَمَ وَ قَتَلَ ع يَومَ الأَحزَابِ عَمرَو بنَ عَبدِ وُدّ وَ وَلَدَهُ وَ نَوفِلَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ وَ مُنَبّهَ بنَ عُثمَانَ العبَدرَيِ‌ّ وَ هُبَيرَةَ بنَ أَبِي هُبَيرَةَ المخَزوُميِ‌ّ وَ هَاجَتِ الرّيَاحُ وَ انهَزَمَ الكُفّارُ وَ قَتَلَ ع يَومَ حُنَينٍ أَربَعِينَ رَجُلًا وَ فَارِسُهُم أَبُو جَروَلٍ وَ إِنّهُ قَدّهُ عَظِيماً بِنِصفَينِ بِضَربَةٍ فِي الخُوذَةِ وَ العِمَامَةِ وَ الجَوشَنِ وَ البَدَنِ إِلَي القَرَبُوسِ وَ قَدِ اختَلَفُوا فِي اسمِهِ وَ وَقَفَ ع يَومَ حُنَينٍ فِي وَسَطِ أَربَعَةٍ وَ عِشرِينَ أَلفَ ضَارِبِ سَيفٍ إِلَي أَن ظَهَرَ المَدَدُ مِنَ السّمَاءِ وَ فِي غَزَاةِ السّلسِلَةِ قَتَلَ السّبعَةَ الأَشِدّاءَ وَ كَانَ أَشَدّهُم آخِرَهُمُ وَ هُوَ سَعِيدُ بنُ


صفحه : 67

مَالِكٍ العجِليِ‌ّ وَ فِي بنَيِ‌ النّضِيرِ قَتَلَ أَحَدَ عَشَرَ مِنهُم غُرُوراً وَ فِي بنَيِ‌ قُرَيظَةَ ضَرَبَ أَعنَاقَ رُؤَسَاءِ اليَهُودِ مِثلِ حيُيَ‌ّ بنِ أَخطَبَ وَ كَعبِ بنِ الأَشرَفِ وَ فِي غَزوَةِ بنَيِ‌ المُصطَلِقِ قَتَلَ مَالِكاً وَ ابنَهُ الفَائِقَ كَانَت لعِلَيِ‌ّ ع ضَربَتَانِ إِذَا تَطَاوَلَ قَدّ وَ إِذَا تَقَاصَرَ قَطّ وَ قَالُوا كَانَت ضَرَبَاتُهُ أَبكَاراً إِذَا اعتَلَي قَدّ وَ إِذَا اعتَرَضَ قَطّ وَ إِذَا أَتَي حِصناً هَدّ وَ قَالُوا كَانَت ضَرَبَاتُهُ مُبتَكِرَاتٍ لَا عَوناً يُقَالُ ضَربَةُ بِكرٍ أَي قَاطِعَةٍ لَا تُثنَي وَ العَونُ التّيِ‌ وَقَعَت مُختَلِسَةً فَأَحوَجَت إِلَي المُعَاوَدَةِ وَ يُقَالُ إِنّهُ كَانَ يُوقِعُهَا عَلَي شِدّةٍ فِي الشِدّةِ لَم يَسبِقهُ إِلَي مِثلِهَا بَطَلٌ زَعَمَتِ الفُرسُ أَنّ أُصُولَ الضّربِ سِتّةٌ وَ كُلّهَا مَأخُوذَةٌ عَنهُ وَ هيِ‌َ عِلوِيّةٌ وَ سِفلِيّةٌ وَ غَلَبَةٌ وَ مَالَةٌ وَ حالة[جَالَةٌ] وَ جروهام [جِرهَامٌ]

بيان قال الجزري‌ في النهاية في الحديث كانت ضربات علي مبتكرات لاعونا أي إن ضربته كانت بكرا يقتل بواحدة منها لايحتاج إلي أن يعيد الضربة ثانية يقال ضربة بكر إذاكانت قاطعة لاتثني‌ والعون جمع عوان وهي‌ في الأصل الكهلة من النساء ويريد بهاهنا المثناة. و في يوم الفتح قتل فاتك العرب أسد بن غويلم و في غزوة وادي‌ الرمل قتل مبارزيهم وبخيبر قتل مرحبا وذا الخمار وعنكبوتا و في الطائف هزم خيل ضيغم وقتل شهاب بن عيس ونافع بن غيلان وقتل مهلعا وجناحا وقت الهجرة وقتاله لإحداث مكة عندخروج النبي ص من داره إلي المسجد ومبيته علي فراشه ليلة الهجرة و له المقام المشهور في الجمل حتي بلغ إلي قطع يد الجمل ثم قطع رجليه حتي سقط و له ليلة الهرير ثلاثمائة تكبيرة أسقط بكل تكبيرة عدوا و في رواية خمسمائة وثلاثة وعشرون رواه الأعثم و في رواية سبعمائة و لم يكن لدرعه ظهر و لالمركوبه كر وفر. وَ فِيمَا


صفحه : 68

كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي عُثمَانَ بنِ حُنَيفٍ لَو تَظَاهَرَتِ العَرَبُ عَلَي قتِاَليِ‌ لَمَا وَلّيتُ عَنهَا وَ لَو أَمكَنَتِ الفُرصَةُ مِن رِقَابِهَا لَسَارَعتُ إِلَيهَا

. و في الفائق أن عليا حمل علي المشركين فما زالوا يبقطون يعني‌ تعادوا إلي الجبال منهزمين وكانت قريش إذارأوه في الحرب تواصت خوفا منه و قدنظر إليه رجل و قدشق العسكر فقال علمت بأن ملك الموت في الجانب ألذي فيه علي و قدسماه رسول الله ص كرارا غيرفرار في حديث خيبر و كان النبي ص يهدد الكفار به ع .

رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي الفَضَائِلِ عَن شَدّادِ بنِ الهَادِ قَالَ لَمّا قَدِمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَفدٌ مِنَ اليَمَنِ لِيَسرَحَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ لَتُقِيمُنّ الصّلَاةَ أَو لَأَبعَثَنّ إِلَيكُم رَجُلًا يَقتُلُ المُقَاتِلَةَ وَ يسَبيِ‌ الذّرّيّةَ قَالَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ أَنَا أَو هَذَا وَ انتَشَلَ بِيَدِ عَلِيّ ع

تَارِيخُ النسّوَيِ‌ّ، قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ قَالَ النّبِيّص لِأَهلِ الطّائِفِ فِي خَبَرٍ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتُقِيمُنّ الصّلَاةَ وَ لَتُؤتُنّ الزّكَاةَ أَو لَأَبعَثَنّ إِلَيكُم رَجُلًا منِيّ‌ أَو كنَفَسيِ‌ فَلَيَضرِبَنّ أَعنَاقَ مُقَاتِلِيهِم وَ لَيَسبِيَنّ ذَرَارِيّهُم قَالَ فَرَأَي النّاسُ أَنّهُ عَنَي أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ هَذَا

صَحِيحُ الترّمذِيِ‌ّ، وَ تَارِيخُ الخَطِيبِ، وَ فَضَائِلُ السمّعاَنيِ‌ّ، أَنّهُ قَالَص يَومَ الحُدَيبِيَةِ لِسُهَيلِ بنِ عُمَيرٍ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ لَتَنتَهُنّ أَو لَيَبعَثَنّ اللّهُ عَلَيكُم مَن يَضرِبُ رِقَابَكُم عَلَي الدّينِ الخَبَرَ وَ لِذَلِكَ فَسّرَ الرّضَا ع قَولَهُوَ الّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ أَنّ عَلِيّاً مِنهُم

. و قال معاوية يوم صفين أريد منكم و الله أن تشجروه بالرماح فتريح العباد والبلاد منه قال مروان و الله لقد ثقلنا عليك يامعاوية إذ كنت تأمرنا


صفحه : 69

بقتل حية الوادي‌ والأسد العاوي‌ ونهض مغضبا فأنشأ الوليد بن عقبة


يقول لنا معاوية بن حرب   أ مافيكم لواتركم طلوب

يشد علي أبي حسن علي   بأسمر لاتهجنه الكعوب

فقلت له أتلعب يا ابن هند   فإنك بيننا رجل غريب

أتأمرنا بحية بطن واد   يتاح لنا به أسد مهيب

كأن الخلق لماعاينوه   خلال النقع ليس لهم قلوب

. فقال عمرو و الله مايعير أحد بفراره من علي بن أبي طالب ع . و لمانعي‌ بقتل أمير المؤمنين ع دخل عمرو بن العاص علي معاوية مبشرا فقال إن الأسد المفترش ذراعيه بالعراق لاقي شعوبه فقال معاوية


قل للأرانب تربع حيث ماسلكت   وللظباء بلا خوف و لاحذر

. أَبُو السّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِ العَشَرَةِ،روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يُحَارِبُ رَجُلًا مِنَ المُشرِكِينَ فَقَالَ المُشرِكُ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ هبَنيِ‌ سَيفَكَ فَرَمَاهُ إِلَيهِ فَقَالَ المُشرِكُ عَجَباً يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ فِي مِثلِ هَذَا الوَقتِ تَدفَعُ إلِيَ‌ّ سَيفَكَ فَقَالَ يَا هَذَا إِنّكَ مَدَدتَ يَدَ المَسأَلَةِ إلِيَ‌ّ وَ لَيسَ مِنَ الكَرَمِ أَن يُرَدّ السّائِلُ فَرَمَي الكَافِرُ نَفسَهُ إِلَي الأَرضِ وَ قَالَ هَذِهِ سِيرَةُ أَهلِ الدّينِ فَقَبّلَ قَدَمَهُ وَ أَسلَمَ وَ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ

وَ رَوَي الخَلقُ أَنّ يَومَ بَدرٍ لَم يَكُن عِندَ الرّسُولِص مَاءٌ فَمَرّ عَلِيّ يَحمِلُ المَاءَ إِلَي وَسَطِ العَدُوّ وَ هُم عَلَي بِئرِ بَدرٍ فِيمَا بَينَهُم وَ جَاءَ إِلَي البِئرِ وَ نَزَلَ وَ مَلَأَ السّطِيحَةَ وَ وَضَعَهَا عَلَي رَأسِ البِئرِ فَسَمِعَ حِسّاً وَ إِثَاراً لِمَن يَقصِدُهُ فَبَرَكَ فِي البِئرِ فَلَمّا سَكَنَ صَعِدَ فَرَأَي المَاءَ مَصبُوباً ثُمّ نَزَلَ ثَانِياً فَكَانَ مِثلُ ذَلِكَ فَنَزَلَ ثَالِثاً وَ حَمَلَ المَاءَ وَ لَم يَصعَد بَل صَعِدَ بِهِ حَامِلًا لِلمَاءِ فَلَمّا حَمَلَ إِلَي النّبِيّص ضَحِكَ


صفحه : 70

النّبِيّص فِي وَجهِهِ وَ قَالَ أَنتَ تُحَدّثُ أَو أَنَا فَقَالَ بَل أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهُ فَكَلَامُكَ أَحلَي فَقَصّ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ كَانَ ذَلِكَ جَبرَئِيلُ يُجَرّبُ وَ يرُيِ‌ المَلَائِكَةَ ثَبَاتَ قَلبِكَ

مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَبُو عُمَرَ وَ عُثمَانُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنّهُ أَصَابَ النّاسَ عَطَشٌ شَدِيدٌ فِي الحُدَيبِيَةِ فَقَالَ النّبِيّص هَل مِن رَجُلٍ يمَضيِ‌ مَعَ السّقَاةِ إِلَي بِئرِ ذَاتِ العَلَمِ فَيَأتِيَنَا بِالمَاءِ وَ أَضمَنَ لَهُ عَلَي اللّهِ الجَنّةَ فَذَهَبَ جَمَاعَةٌ فِيهِم سَلَمَةُ بنُ الأَكوَعِ فَلَمّا دَنَوا مِنَ الشّجَرَةِ وَ البِئرِ سَمِعُوا حِسّاً وَ حَرَكَةً شَدِيدَةً وَ قَرعَ طُبُولٍ وَ رَأَوا نِيرَاناً تَتّقِدُ بِغَيرِ حَطَبٍ فَرَجَعُوا خَائِفِينَ ثُمّ قَالَ هَل مِن رَجُلٍ يمَضيِ‌ مَعَ السّقَاةِ فَيَأتِيَنَا بِالمَاءِ وَ أَضمَنَ لَهُ عَلَي اللّهِ الجَنّةَ فَمَضَي رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ سُلَيمٍ وَ هُوَ يَرتَجِزُ


أَ مِن عَزِيفٍ ظَاهِرٍ نَحوَ السّلَمِ   يَنكُلُ مَن وَجّهَهُ خَيرُ الأُمَمِ

مِن قَبلِ أَن يَبلُغَ آبَارَ العَلَمِ   فيَسَتقَيِ‌ وَ اللّيلُ مَبسُوطُ الظّلَمِ

  وَ يَأمَنُ الذّمّ وَ تَوبِيخَ الكَلِمِ

فَلَمّا وَصَلُوا إِلَي الحِسّ رَجَعُوا وَجِلِينَ فَقَالَ النّبِيّص هَل مِن رَجُلٍ يمَضيِ‌ مَعَ السّقَاةِ إِلَي البِئرِ ذَاتِ العَلَمِ فَيَأتِيَنَا بِالمَاءِ أَضمَن لَهُ عَلَي اللّهِ الجَنّةَ فَلَم يَقُم أَحَدٌ وَ اشتَدّ بِالنّاسِ العَطَشُ وَ هُم صِيَامٌ ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع سِر مَعَ هَؤُلَاءِ السّقَاةِ حَتّي تَرِدَ بِئرَ ذَاتِ العَلَمِ وَ تسَتقَيِ‌َ وَ تَعُودَ إِن شَاءَ اللّهُ فَخَرَجَ عَلِيّ قَائِلًا


أَعُوذُ بِالرّحمَنِ أَن أَمِيلَا   مِن عَزفِ جِنّ أَظهَرُوا تَأوِيلًا

وَ أَوقَدَت نِيرَانَهَا تَغوِيلًا   وَ قَرّعَت مَعَ عَزفِهَا الطّبُولَا

قَالَ فَدَاخَلَنَا الرّعبُ فَالتَفَتَ عَلِيّ ع إِلَينَا وَ قَالَ اتّبِعُوا أثَرَيِ‌ وَ لَا يَفزَعَنّكُم مَا تَرَونَ وَ تَسمَعُونَ فَلَيسَ بِضَائِرِكُم إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ مَضَي فَلَمّا دَخَلنَا الشّجَرَ فَإِذَا بِنِيرَانٍ تَضطَرِمُ بِغَيرِ حَطَبٍ وَ أَصوَاتٍ هَائِلَةٍ وَ رُءُوسٍ مُقَطّعَةٍ لَهَا ضَجّةٌ وَ هُوَ يَقُولُ اتبّعِوُنيِ‌ وَ لَا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لَا يَلتَفِتُ أَحَدٌ مِنكُم يَمِيناً وَ لَا شِمَالًا فَلَمّا


صفحه : 71

جَاوَزنَا الشّجَرَةَ وَ وَرَدنَا المَاءَ فَأَدلَي البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ دَلوَهُ فِي البِئرِ فَاستَقَي دَلواً أَو دَلوَينِ ثُمّ انقَطَعَ الدّلوُ فَوَقَعَ فِي القَلِيبِ وَ القَلِيبُ ضَيّقٌ مُظلِمٌ بَعِيدُ القَعرِ فَسَمِعنَا فِي أَسفَلِ القَلِيبِ قَهقَهَةً وَ ضَحِكاً شَدِيداً فَقَالَ عَلِيّ ع مَن يَرجِعُ إِلَي عَسكَرِنَا فَيَأتِيَنَا بِدَلوٍ وَ رَشاً فَقَالَ أَصحَابُهُ مَن يَستَطِيعُ ذَلِكَ فَائتَزَرَ بِمِئزَرٍ وَ نَزَلَ فِي القَلِيبِ وَ مَا تَزدَادُ القَهقَهَةُ إِلّا عُلُوّاً وَ جَعَلَ يَنحَدِرُ فِي مرَاَقيِ‌ القَلِيبِ إِذ زَلّت رِجلُهُ فَسَقَطَ فِيهِ ثُمّ سَمِعنَا وَجبَةً شَدِيدَةً وَ اضطِرَاباً وَ غَطِيطاً كَغَطِيطِ المَخنُوقِ ثُمّ نَادَي عَلِيّ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِ هَلُمّوا قِربَكُم فَأَفعَمَهَا وَ أَصعَدَهَا عَلَي عُنُقِهِ شَيئاً فَشَيئاً وَ مَضَي بَينَ أَيدِينَا فَلَم نَرَ شَيئاً فَسَمِعنَا صَوتاً


أَيّ فَتَي لَيلٍ أخَيِ‌ رَوعَاتٍ   وَ أَيّ سَبّاقٍ إِلَي الغَايَاتِ

لِلّهِ دَرّ الغُرَرِ السّادَاتِ   مِن هَاشِمِ الهَامَاتِ وَ القَامَاتِ

مِثلُ رَسُولِ اللّهِ ذيِ‌ الآيَاتِ   أَو كعَلَيِ‌ّ كَاشِفِ الكُرُبَاتِ

  َذَا يَكُونُ المَرءُ فِي الحَاجَاتِ

فَارتَجَزَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع


اللّيلُ هَولٌ يُرهِبُ المَهِيبَا   وَ يَذهَلُ المُشَجّعُ اللّهِيبَا

فإَنِنّيِ‌ أَهُولُ مِنهُ دِيناً   وَ لَستُ أَخشَي الرّوعَ وَ الخَطُوبَا

إِذَا هَزَزتُ الصّارِمَ القَضِيبَا   أَبصَرتُ مِنهُ عَجَباً عَجِيباً

وَ انتَهَي إِلَي النّبِيّص وَ لَهُ زَجَلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا ذَا رَأَيتَ فِي طَرِيقِكَ يَا عَلِيّ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِهِ كُلّهِ فَقَالَ إِنّ ألّذِي رَأَيتَهُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللّهُ لِي وَ لِمَن حَضَرَ معَيِ‌ فِي وجَهيِ‌ هَذَا قَالَ عَلِيّ ع اشرَحهُ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَص أَمّا الرّءُوسُ التّيِ‌ رَأَيتُم لَهَا ضَجّةٌ وَ لِأَلسِنَتِهَا لَجلَجَةٌ فَذَلِكَ مَثَلُ قَومٍ معَيِ‌ يَقُولُونَ بِأَفوَاهِهِم مَا لَيسَ فِي قُلُوبِهِم وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُم صَرفاً وَ عَدلًا وَ لَا يُقِيمُلَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناً وَ أَمّا النّيرَانُ بِغَيرِ حَطَبٍ فَفِتنَةٌ تَكُونُ فِي أمُتّيِ‌ بعَديِ‌ القَائِمُ فِيهَا وَ القَاعِدُ سَوَاءٌ لَا يَقبَلُ اللّهُ لَهُم عَمَلًا وَ لَا يُقِيمُلَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناً وَ أَمّا الهَاتِفُ ألّذِي هَتَفَ بِكَ فَذَاكَ سَلقَعَةٌ وَ هُوَ


صفحه : 72

سَملَعَةُ بنُ عَزّافٍ ألّذِي قَتَلَ عَدُوّ اللّهِ مُسعِراً شَيطَانَ الأَصنَامِ ألّذِي كَانَ يُكَلّمُ قُرَيشاً مِنهَا وَ يَشرَعُ فِي هجِاَئيِ‌

عَبدُ اللّهِ بنُ سَالِمٍ أَنّ النّبِيّص بَعَثَ سَعدَ بنَ مَالِكٍ بِالرّوَايَا يَومَ الحُدَيبِيَةِ فَرَجَعَ رَعِباً مِنَ القَومِ ثُمّ بَعَثَ آخَرَ فَنَكَصَ فَزِعاً ثُمّ بَعَثَ عَلِيّاً فَاستَسقَي ثُمّ أَقبَلَ بِهَا إِلَي النّبِيّص فَكَبّرَ وَ دَعَا لَهُ بِخَيرٍ

وهل ثبت مثل ذلك لكرد من الفرس مثل رستم وإسفنديار وكستاشف وبهمن أولفرسان من العرب مثل عنتر العبسي‌ وعامر بن الطفيل وعمرو بن عبدود أولمبارز من الترك مثل أفراسياب وشبهه فهو الفارس ألذي يفرق العسكر كفرق الشعر ويطويهم كطي‌ السجل الحرب دأبه والجد آدابه والنصر طبعه والعدو غنمه جري خطار وجسور هضار مالسيفه إلاالرقاب قراب إنه لوحضر لكفي الحذر ويقال له غالب كل غالب علي بن أبي طالب .


و قدرويتم علي كان أشجعهم   وأشجع الجمع بالأعداء أثقفه

.بيان العزف والعزيف صوت الجن وفعم الإناء امتلأ وأفعمته ملأته

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِالآيَةَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَم يَسبِقهُ أَحَدٌ

وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا أَطرَقَ هِبنَا أَن نَبتَدِئَهُ بِالكَلَامِ وَ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِمَ غَلَبتَ الأَقرَانَ قَالَ بِتَمَكّنِ هيَبتَيِ‌ فِي قُلُوبِهِم

النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ، عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن شَقِيقِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ كَانَ عُمَرُ


صفحه : 73

يمَشيِ‌ فَالتَفَتَ إِلَي وَرَائِهِ وَ عَدَا فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ وَيحَكَ أَ مَا تَرَي الهِزَبرَ بنَ الهِزَبرِ القُثَمَ بنَ القُثَمِ الفَلّاقَ لِلبُهمِ الضّارِبَ عَلَي هَامَةِ مَن طَغَي وَ ظَلَمَ ذَا السّيفَينِ ورَاَي‌َ فَقُلتُ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ إِنّكَ تُحَقّرُهُ بَايَعنَا رَسُولَ اللّهِص يَومَ أُحُدٍ أَنّ مَن فَرّ مِنّا فَهُوَ ضَالّ وَ مَن قُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ وَ رَسُولُ اللّهُ يَضمَنُ لَهُ الجَنّةَ فَلَمّا التَقَي الجَمعَانِ هَزَمُونَا وَ هَذَا كَانَ يُحَارِبُهُم وَحِيداً حَتّي انسَدّ نَفَسُ رَسُولِ اللّهِص وَ جَبرَئِيلَ ثُمّ قَالَ عَاهَدتُمُوهُ وَ خَالَفتُمُوهُ وَ رَمَي بِقَبضَةِ رَملٍ وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ فَوَ اللّهِ مَا كَانَ مِنّا إِلّا وَ أَصَابَت عَينَهُ رَملَةٌ فَرَجَعنَا نَمسَحُ وُجُوهَنَا قَائِلِينَ اللّهَ اللّهَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَقِلنَا أَقَالَكَ اللّهُ فَالكَرّ وَ الفَرّ عَادَةُ العَرَبِ فَاصفَح وَ قَلّ مَا أَرَاهُ وَحِيداً إِلّا خِفتُ مِنهُ وَ قَالَ النّبِيّص مَن قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَتَوَرّعُ عَن ذَلِكَ وَ إِنّهُ لَم يَتّبِع مُنهَزِماً وَ تَأَخّرَ عَمّنِ استَغَاثَ وَ لَم يَكُن يُجَهّزُ عَلَي جَرِيحٍ وَ لَمّا أَردَي ع عَمرواً قَالَ عَمرٌو يَا ابنَ عَمّ إِنّ لِي إِلَيكَ حَاجَةً لَا تَكشِف سَوءَةَ ابنِ عَمّكَ وَ لَا تَسلُبهُ سَلَبَهُ فَقَالَ ع ذَاكَ أَهوَنُ عَلَيّ وَ فِيهِ يَقُولُ ع


وَ عَفَفتُ عَن أَثوَابِهِ لَو أنَنّيِ‌   كُنتُ المُقَطّرَ بزَنّيِ‌ أثَواَبيِ‌

مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ قَالَ لَهُ عُمَرُ هَلّا سَلَبتَ دِرعَهُ فَإِنّهَا تسُاَويِ‌ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَ لَيسَ لِلعَرَبِ مِثلُهَا قَالَ إنِيّ‌ استَحيَيتُ أَن أَكشِفَ ابنَ عمَيّ‌

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ جَاءَت أُختُ عَمرٍو وَ رَأَتهُ فِي سَلَبِهِ فَلَم تَحزَن وَ قَالَت إِنّمَا قَتَلَهُ كَرِيمٌ وَ قَالَ ع يَا قَنبَرُ لَا تُعَرّ فرَاَئسِيِ‌ أَرَادَ لَا تَسلُب قتَلاَي‌َ مِنَ البُغَاةِ

بيان يقال طعنه فقطره إذاألقاه

4-ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ مَعقِلٍ القرِميِسيِنيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ الوَرّاقِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الأَشَجّ عَن يَحيَي بنِ زَيدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع


صفحه : 74

قَالَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ وَ صَلّي الفَجرَ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ أَيّكُم يَنهَضُ إِلَي ثَلَاثَةِ نَفَرٍ قَد آلُوا بِاللّاتِ وَ العُزّي ليَقَتلُوُنيّ‌ وَ قَد كَذَبُوا وَ رَبّ الكَعبَةِ قَالَ فَأَحجَمَ النّاسُ وَ مَا تَكَلّمَ أَحَدٌ فَقَالَ مَا أَحسَبُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فِيكُم فَقَامَ إِلَيهِ عَامِرُ بنُ قَتَادَةَ فَقَالَ إِنّهُ وُعِكَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ وَ لَم يَخرُج يصُلَيّ‌ مَعَكَ فَتَأذَنُ لِي أَن أُخبِرَهُ فَقَالَ النّبِيّص شَأنَكَ فَمَضَي إِلَيهِ فَأَخبَرَهُ فَخَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَأَنّهُ نَشِطَ مِن عِقَالٍ وَ عَلَيهِ إِزَارٌ قَد عَقَدَ طَرَفَيهِ عَلَي رَقَبَتِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا هَذَا الخَبَرُ قَالَ هَذَا رَسُولُ ربَيّ‌ يخُبرِنُيِ‌ عَن ثَلَاثَةِ نَفَرٍ قَد نَهَضُوا إلِيَ‌ّ لقِتَليِ‌ وَ قَد كَذَبُوا وَ رَبّ الكَعبَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا لَهُم سَرِيّةٌ وحَديِ‌ هُوَ ذَا أَلبِسُ عَلَيّ ثيِاَبيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بَل هَذِهِ ثيِاَبيِ‌ وَ هَذَا درِعيِ‌ وَ هَذَا سيَفيِ‌ فَدَرّعَهُ وَ عَمّمَهُ وَ قَلّدَهُ وَ أَركَبَهُ فَرَسَهُ وَ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَمَكَثَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ لَا يَأتِيهِ جَبرَئِيلُ بِخَبَرِهِ وَ لَا خَبَرٌ مِنَ الأَرضِ وَ أَقبَلَت فَاطِمَةُ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ عَلَي وَرِكَيهَا تَقُولُ أَوشَكَ أَن يُؤتَمَ هَذَينِ الغُلَامَينِ فَأَسبَلَ النّبِيّص عَينَهُ يبَكيِ‌ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ مَن يأَتيِنيِ‌ بِخَبَرِ عَلِيّ أُبَشّرهُ بِالجَنّةِ وَ افتَرَقَ النّاسُ فِي الطّلَبِ لِعَظِيمِ مَا رَأَوا باِلنبّيِ‌ّص وَ خَرَجَ العَوَاتِقُ فَأَقبَلَ عَامِرُ بنُ قَتَادَةَ يُبَشّرُ بعِلَيِ‌ّ وَ هَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص فَأَخبَرَهُ بِمَا كَانَ فِيهِ وَ أَقبَلَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَعَهُ أَسِيرَانِ وَ رَأسٌ وَ ثَلَاثَةُ أَبعِرَةٍ وَ ثَلَاثَةُ أَفرَاسٍ فَقَالَ النّبِيّص تُحِبّ أَن أُخبِرَكَ بِمَا كُنتَ فِيهِ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ المُنَافِقُونَ هُوَ مُنذُ سَاعَةٍ قَد أَخَذَهُ المَخَاضُ وَ هُوَ السّاعَةَ يُرِيدُ أَن يُحَدّثَهُ فَقَالَ النّبِيّص بَل تُحَدّثُ أَنتَ يَا أَبَا الحَسَنِ لِتَكُونَ شَهِيداً عَلَي القَومِ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ لَمّا صِرتُ فِي الواَديِ‌ رَأَيتُ هَؤُلَاءِ رُكبَاناً عَلَي الأَبَاعِرِ فنَاَدوَنيِ‌ مَن أَنتَ فَقُلتُ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا مَا نَعرِفُ لِلّهِ مِن رَسُولٍ سَوَاءٌ عَلَينَا وَقَعنَا عَلَيكَ أَو عَلَي مُحَمّدٍ وَ شَدّ عَلَيّ هَذَا المَقتُولُ وَ دَارَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ ضَرَبَاتٌ وَ هَبّت رِيحٌ حَمرَاءُ سَمِعتُ صَوتَكَ فِيهَا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنتَ تَقُولُ قَد قَطَعتُ لَكَ جِرِبّانَ دِرعِهِ فَاضرِب حَبلَ عَاتِقِهِ فَضَرَبتُهُ


صفحه : 75

فَلَم أحفه [أَخَفهُ] ثُمّ هَبّت رِيحٌ صَفرَاءُ سَمِعتُ صَوتَكَ فِيهَا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنتَ تَقُولُ قَد قَلَبتُ لَكَ الدّرعَ عَن فَخِذِهِ فَاضرِب فَخِذَهُ فَضَرَبتُهُ وَ وَكَزتُهُ وَ قَطَعتُ رَأسَهُ وَ رَمَيتُ بِهِ وَ قَالَ لِي هَذَانِ الرّجُلَانِ بَلَغَنَا أَنّ مُحَمّداً رَفِيقٌ شَفِيقٌ رَحِيمٌ فَاحمِلنَا إِلَيهِ وَ لَا تَعجَل عَلَينَا وَ صَاحِبُنَا كَانَ يُعَدّ بِأَلفِ فَارِسٍ فَقَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ أَمّا الصّوتُ الأَوّلُ ألّذِي صَكّ مَسَامِعَكَ فَصَوتُ جَبرَئِيلَ وَ أَمّا الآخَرُ فَصَوتُ مِيكَائِيلَ قَدّم إلِيَ‌ّ أَحَدَ الرّجُلَينِ فَقَدّمَهُ فَقَالَ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اشهَد أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ لَنَقلُ جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَقُولَ هَذِهِ الكَلِمَةَ قَالَ يَا عَلِيّ أَخّرهُ وَ اضرِب عُنُقَهُ ثُمّ قَالَ قَدّمِ الآخَرَ فَقَالَ قُل أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اشهَد أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ ألَحقِنيِ‌ بصِاَحبِيِ‌ قَالَ يَا عَلِيّ أَخّرهُ وَ اضرِب عُنُقَهُ فَأَخّرَهُ وَ قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِيَضرِبَ عُنُقَهُ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَا تَقتُلهُ فَإِنّهُ حَسَنُ الخُلُقِ سخَيِ‌ّ فِي قَومِهِ فَقَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ أَمسِك فَإِنّ هَذَا رَسُولُ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ يخُبرِنُيِ‌ أَنّهُ حَسَنُ الخُلُقِ سخَيِ‌ّ فِي قَومِهِ فَقَالَ المُشرِكُ تَحتَ السّيفِ هَذَا رَسُولُ رَبّكَ يُخبِرُكَ قَالَ نَعَم قَالَ وَ اللّهِ مَا مَلَكتُ دِرهَماً مَعَ أَخٍ لِي قَطّ وَ لَا قَطَبتُ وجَهيِ‌ فِي الحَربِ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا مِمّن جَرّهُ حُسنُ خُلُقِهِ وَ سَخَاؤُهُ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ

بيان القرميسين معرب كرمانشهان قوله آلوا أي حلفوا وأحجم القوم تأخروا وكفوا والوعك الحمي والجربان بالضم جيب القميص والإحفاء المبالغة في الأخذ و في بعض النسخ بالخاء المعجمة أي لم أخف السيف في بدنه والوكز الضرب بجمع الكف والطعن والدفع

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن مَالِكِ بنِ أَنَسٍ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ ع يَقُولُقِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 76

لِمَ لَا تشَترَيِ‌ فَرَساً عَتِيقاً قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ وَ أَنَا لَا أَفِرّ مِمّن كَرّ عَلَيّ وَ لَا أَكِرّ عَلَي مَن فَرّ منِيّ‌

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَمرِو بنِ حبَشَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ مَا قُدّمَت رَايَةٌ قُوتِلَ تَحتَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلّا نَكَسَهَا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ غُلِبَ أَصحَابُهَا وَ انقَلَبُوا صَاغِرِينَ وَ مَا ضَرَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِسَيفِهِ ذيِ‌ الفَقَارِ أَحَداً فَنَجَا وَ كَانَ إِذَا قَاتَلَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ وَ مَلَكُ المَوتِ بَينَ يَدَيهِ

7-شا،[الإرشاد] مِن آيَاتِ اللّهِ الخَارِقَةِ لِلعَادَةِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ لَم يُعهَد لِأَحَدٍ مِن مُبَارِزَةِ الأَقرَانِ وَ مُنَازِلَةِ الأَبطَالِ مِثلُ مَا عُرِفَ لَهُ ع مِن كَثرَةِ ذَلِكَ عَلَي مَرّ الزّمَانِ ثُمّ إِنّهُ لَم يُوجَد فِي ممُاَرسِيِ‌ الحُرُوبِ إِلّا مَن عَرَتهُ بِشَرّ وَ نِيلَ مِنهُ بِجِرَاحٍ أَو شَينٍ إِلّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّهُ لَم يَنَلهُ مِن طُولِ زَمَانِ حَربِهِ جِرَاحٌ مِن عَدُوّ وَ لَا شَينٌ وَ لَا وَصَلَ إِلَيهِ أَحَدٌ مِنهُم بِسُوءٍ حَتّي كَانَ مِن أَمرِهِ مَعَ ابنِ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ عَلَي اغتِيَالِهِ إِيّاهُ مَا كَانَ وَ هَذِهِ أُعجُوبَةٌ أَفرَدَهُ اللّهُ بِالآيَةِ فِيهَا وَ خَصّهُ بِالعِلمِ البَاهِرَةِ فِي مَعنَاهَا وَ دَلّ بِذَلِكَ عَلَي مَكَانِهِ مِنهُ وَ تَخصِيصِهِ بِكَرَامَتِهِ التّيِ‌ بَانَ بِفَضلِهَا مِن كَافّةِ الأَنَامِ وَ مِن آيَاتِ اللّهِ تَعَالَي فِيهِ ع أَنّهُ لَا يَذكُرُ مُحَارِسٌ لِلحُرُوبِ التّيِ‌ لقَيِ‌َ فِيهِ عَدّواً إِلّا وَ هُوَ ظَافِرٌ بِهِ حِيناً وَ غَيرُ ظَافِرٍ بِهِ حِيناً وَ لَا نَالَ أَحَدٌ مِنهُم خَصماً بِجِرَاحٍ إِلّا وَ قَضَي مِنهَا وَقتاً وَ عوُفيِ‌َ مِنهَا زَمَاناً وَ لَم يُعهَد مَن لَم يُفلِت مِنهُ قِرنٌ فِي حَربٍ


صفحه : 77

وَ لَا نَجَا مِن ضَربَتِهِ أَحَدٌ فَصَلَحَ مِنهَا إِلّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّهُ لَا مِريَةَ فِي ظَفَرِهِ بِكُلّ قِرنٍ بَارَزَهُ وَ إِهلَاكِهِ كُلّ بَطَلٍ نَازَلَهُ وَ هَذَا أَيضاً مِمّا انفَرَدَ بِهِ مِن كَافّةِ الأَنَامِ وَ خَرَقَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ بِهِ العَادَةَ فِي كُلّ حِينٍ وَ زَمَانٍ وَ هُوَ مِن دَلَائِلِهِ الوَاضِحَةِ وَ مِن آيَاتِ اللّهِ تَعَالَي أَيضاً فِيهِ أَنّهُ مَعَ طُولِ مُلَاقَاتِهِ الحُرُوبَ وَ مُلَابَسَتِهِ إِيّاهَا وَ كَثرَةِ مَن منُيِ‌َ بِهِ فِيهَا مِن شُجعَانِ الأَعدَاءِ وَ صَنَادِيدِهِم وَ تَجَمّعِهِم عَلَيهِ وَ احتِيَالِهِم فِي الفَتكِ بِهِ وَ بَذلِ الجُهدِ فِي ذَلِكَ مَا وَلّي قَطّ عَن أَحَدٍ مِنهُم ظَهرَهُ وَ لَا انهَزَمَ مِنهُم وَ لَا تَزَحزَحَ عَن مَكَانِهِ وَ لَا هَابَ أَحَداً مِن أَقرَانِهِ وَ لَم يَلقَ أَحَدٌ سِوَاهُ خَصماً لَهُ فِي حَربٍ إِلّا وَ ثَبَتَ لَهُ حِيناً وَ انحَرَفَ عَنهُ حِيناً وَ أَقدَمَ عَلَيهِ وَقتاً وَ أَحجَمَ عَنهُ زَمَاناً وَ إِذَا كَانَ الأَمرُ عَلَي مَا وَصَفنَاهُ ثَبَتَ مَا ذَكَرنَاهُ مِنِ انفِرَادِهِ بِالآيَةِ البَاهِرَةِ وَ المُعجِزَةِ الظّاهِرَةِ وَ خَرقِ العَادَةِ فِيهِ بِمَا دَلّ اللّهُ بِهِ عَلَي إِمَامَتِهِ وَ كَشَفَ بِهِ عَن فَرضِ طَاعَتِهِ وَ أَبَانَهُ بِذَلِكَ عَن كَافّةِ خَلِيقَتِهِ

8-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي حَدِيثِ عَمّارٍ لَمّا أَرسَلَ النّبِيّص عَلِيّاً إِلَي مَدِينَةِ عُمَانَ فِي قِتَالِ الجُلَندَي بنِ كِركِرَ وَ جَرَي بَينَهُمَا حَربٌ عَظِيمٌ وَ ضَربٌ وَجِيعٌ دَعَا الجُلَندَي بِغُلَامٍ يُقَالُ لَهُ الكنِديِ‌ّ وَ قَالَ لَهُ إِن أَنتَ خَرَجتَ إِلَي صَاحِبِ العِمَامَةِ السّودَاءِ وَ البَغلَةِ الشّهبَاءِ فَتَأخُذُهُ أَسِيراً أَو تَطرَحُهُ مُجَدّلًا عَفِيراً أُزَوّجكَ ابنتَيِ‌َ التّيِ‌ لَم أَنعَم لِأَولَادِ المُلُوكِ بِزِوَاجِهَا فَرَكِبَ الكنِديِ‌ّ الفِيلَ الأَبيَضَ وَ كَانَ مَعَ الجُلَندَي ثَلَاثُونَ فِيلًا وَ حَمَلَ بِالأَفِيلَةِ وَ العَسكَرِ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا نَظَرَ الإِمَامُ إِلَيهِ نَزَلَ عَن بَغلَتِهِ ثُمّ كَشَفَ عَن رَأسِهِ فَأَشرَقَتِ الفَلَاةُ طُولًا وَ عَرضاً ثُمّ رَكِبَ وَ دَنَا مِنَ الأَفِيلَةِ وَ جَعَلَ يُكَلّمُهَا بِكَلَامٍ لَا يَفهَمُهُ الآدَمِيّونَ وَ إِذَا بِتِسعَةٍ وَ عِشرِينَ فِيلًا قَد دَارَت رُءُوسُهَا وَ حَمَلَت عَلَي عَسكَرِ المُشرِكِينَ وَ جَعَلَت تَضرِبُ فِيهِم يَمِيناً وَ شِمَالًا حَتّي أَوصَلَتهُم إِلَي بَابِ عُمَانَ ثُمّ رَجَعَت وَ هيِ‌َ تَتَكَلّمُ بِكَلَامٍ يَسمَعُهُ النّاسُ يَا عَلِيّ


صفحه : 78

كُلّنَا نَعرِفُ مُحَمّداً وَ نُؤمِنُ بِرَبّ مُحَمّدٍ إِلّا هَذَا الفِيلُ الأَبيَضُ فَإِنّهُ لَا يَعرِفُ مُحَمّداً وَ لَا آلَ مُحَمّدٍ فَزَعَقَ الإِمَامُ زَعَقَتَهُ المَعرُوفَةَ عِندَ الغَضَبِ المَشهُورَةَ فَارتَعَدَ الفِيلُ وَ وَقَفَ فَضَرَبَهُ الإِمَامُ بذِيِ‌ الفَقَارِ ضَربَةً رَمَي رَأسَهُ عَن بَدَنِهِ فَوَقَعَ الفِيلُ إِلَي الأَرضِ كَالجَبَلِ العَظِيمِ وَ أَخَذَ الكنِديِ‌ّ مِن ظَهرِهِ فَأَخبَرَ جَبرَئِيلُ النّبِيّص فَارتَقَي عَلَي السّورِ فَنَادَي أَبَا الحَسَنِ هَبهُ لِي فَهُوَ أَسِيرُكَ فَأَطلَقَ عَلِيّ ع سَبِيلَ الكنِديِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا حَمَلَكَ عَلَي إطِلاَقيِ‌ قَالَ وَيلَكَ مُدّ نَظَرَكَ فَمَدّ عَينَيهِ فَكَشَفَ اللّهُ عَن بَصَرِهِ فَنَظَرَ إِلَي النّبِيّص عَلَي سُورِ المَدِينَةِ وَ صَحَابَتِهِ فَقَالَ مَن هَذَا يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ سَيّدُنَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ كَم بَينَنَا وَ بَينَهُ يَا عَلِيّ قَالَ مَسِيرَةُ أَربَعِينَ يَوماً فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ رَبّكُم رَبّ عَظِيمٌ وَ نَبِيّكُم نبَيِ‌ّ كَرِيمٌ مُدّ يَدَكَ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ قَتَلَ عَلِيّ الجُلَندَي وَ غَرّقَ فِي البَحرِ مِنهُم خَلقاً كَثِيراً وَ قَتَلَ مِنهُم كَذَلِكَ وَ أَسلَمَ البَاقُونَ وَ سَلّمَ الحِصنَ إِلَي الكنِديِ‌ّ وَ زَوّجَهُ بِابنَةِ الجُلَندَي وَ أَقعَدَ عِندَهُم قَوماً مِنَ المُسلِمِينَ يُعَلّمُونَهُمُ الفَرَائِضَ

9- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَصلٌ فِيمَا نُقِلَ عَنهُ فِي يَومِ بَدرٍ فِي الصّحِيحَينِ أَنّهُ نَزَلَ قَولُهُ تَعَالَيهذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي سِتّةِ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ الكُفّارِ تَبَارَزُوا يَومَ بَدرٍ وَ هُم حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ وَ عَلِيّ وَ الوَلِيدُ وَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ قَالَ البخُاَريِ‌ّ وَ كَانَ أَبُو ذَرّ يُقسِمُ بِاللّهِ أَنّهَا نَزَلَت فِيهِم وَ بِهِ قَالَ عَطَاءٌ وَ ابنُ خُثَيمٍ وَ قَيسُ بنُ عُبَادَةَ وَ سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ وَ الأَعمَشُ وَ سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ وَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ قَالَ ابنُ عَبّاسٍفَالّذِينَ كَفَرُوايعَنيِ‌ عُتبَةَ وَ شَيبَةَ وَ الوَلِيدَقُطّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍالآيَاتِ وَ أُنزِلَ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ حَمزَةَ وَ عُبَيدَةَإِنّ اللّهَ يُدخِلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ إِلَي قَولِهِصِراطِ الحَمِيدِ

أَسبَابُ النّزُولِ،رَوَي


صفحه : 79

قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فِينَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ فِي مُبَارِزِينَا يَومَ بَدرٍ إِلَي قَولِهِعَذابَ الحَرِيقِ

وَ رَوَي جَمَاعَةٌ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ نَزَلَ قَولُهُأَم حَسِبَ الّذِينَ اجتَرَحُوا السّيّئاتِ يَومَ بَدرٍ فِي هَؤُلَاءِ السّتّةِ

شُعبَةُ وَ قَتَادَةُ وَ عَطَاءٌ وَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَنّهُ هُوَ أَضحَكَ وَ أَبكيأَضحَكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ يَومَ بَدرٍ المُسلِمِينَ وَ أَبكَي كُفّارَ مَكّةَ حَتّي قُتِلُوا وَ دَخَلُوا النّارَ

البَاقِرُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ بَشّرِ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِنَزَلَت فِي حَمزَةَ وَ عَلِيّ وَ عُبَيدَةَ

تَفسِيرُ أَبِي يُوسُفَ النسّوَيِ‌ّ، وَ قَبِيصَةَ بنِ عُقبَةَ، عَنِ الثوّريِ‌ّ عَن مَنصُورٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِأَم نَجعَلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِالآيَةَ نَزَلَت فِي عَلِيّ وَ حَمزَةَ وَ عُبَيدَةَكَالمُفسِدِينَ فِي الأَرضِعُتبَةَ وَ شَيبَةَ وَ الوَلِيدِ

الكلَبيِ‌ّ نَزَلَت فِي بَدرٍيا أَيّهَا النّبِيّ حَسبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَأَورَدَهُ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ عَنِ الحَدّادِ عَن أَبِي نُعَيمٍ

وَ الصّادِقُ وَ البَاقِرُ ع نَزَلَت فِي عَلِيّوَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ وَ أَنتُم أَذِلّةٌ

المُؤَرّخُ وَ صَاحِبُ الأغَاَنيِ‌ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ كَانَ صَاحِبُ رَايَةِ رَسُولِ اللّهِص يَومَ بَدرٍ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَمّا التَقَي الجَمعَانِ تَقَدّمَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ الوَلِيدُ وَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ أَخرِج إِلَينَا أَكفَاءَنَا مِن قُرَيشٍ فَتَطَاوَلَتِ الأَنصَارُ لِمُبَارَزَتِهِم فَدَفَعَهُمُ


صفحه : 80

النّبِيّص وَ أَمَرَ عَلِيّاً وَ حَمزَةَ وَ عُبَيدَةَ بِالمُبَارَزَةِ فَحَمَلَ عُبَيدَةُ عَلَي عُتبَةَ فَضَرَبَهُ عَلَي رَأسِهِ ضَربَةً فَلَقَت هَامَتَهُ وَ ضَرَبَ عُتبَةُ عُبَيدَةَ عَلَي سَاقِهِ فَأَطَنّهَا فَسَقَطَا جَمِيعاً وَ حَمَلَ شَيبَةُ عَلَي حَمزَةَ فَتَضَارَبَا بِالسّيفِ حَتّي انثَلَمَا وَ حَمَلَ عَلِيّ ع عَلَي الوَلِيدِ فَضَرَبَهُ عَلَي حَبلِ عَاتِقِهِ وَ خَرَجَ السّيفُ مِن إِبطِهِ

وَ فِي إِبَانَةِ الفلَكَيِ‌ّ أَنّ الوَلِيدَ كَانَ إِذَا رَفَعَ ذِرَاعَهُ سَتَرَ وَجهَهُ مِن عِظَمِهَا وَ غِلَظِهَا ثُمّ اعتَنَقَ حَمزَةُ وَ شَيبَةُ فَقَالَ المُسلِمُونَ يَا عَلِيّ أَ مَا تَرَي هَذَا الكَلبَ يَهِرّ عَمّكَ فَحَمَلَ عَلِيّ ع عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا عَمّ طَأطِئ رَأسَكَ وَ كَانَ حَمزَةُ أَطوَلَ مِن شَيبَةَ فَأَدخَلَ حَمزَةُ رَأسَهُ فِي صَدرِهِ فَضَرَبَهُ عَلِيّ ع فَطَرَحَ نِصفَهُ ثُمّ جَاءَ إِلَي عُتبَةَ وَ بِهِ رَمَقٌ فَأَجهَزَ عَلَيهِ وَ كَانَ حَسّانُ قَالَ فِي قَتلِ عَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ


وَ لَقَد رَأَيتَ غَدَاةَ بَدرٍ عُصبَةً   ضَرَبُوكَ ضَرباً غَيرَ ضَربِ المُحضَرِ

أَصبَحتَ لَا تُدعَي لِيَومِ كَرِيهَةٍ   يَا عَمرُو أَو لِجَسِيمِ أَمرٍ مُنكَرٍ

فَأَجَابَهُ بَعضُ بنَيِ‌ عَامِرٍ


كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ لَم تَقتُلُونَنَا   وَ لَكِن بِسَيفِ الهَاشِمِيّينَ فَافخَرُوا

بِسَيفِ ابنِ عَبدِ اللّهِ أَحمَدَ فِي الوَغَي   بِكَفّ عَلِيّ نِلتُم ذَاكَ فَاقصُرُوا

وَ لَم تَقتُلُوا عَمرَو بنَ وُدّ وَ لَا ابنَهُ   وَ لَكِنّهُ الكُفوُ الهِزَبرُ الغَضَنفَرُ

عَلِيّ ألّذِي فِي الفَخرِ طَالَ ثَنَاؤُهُ   فَلَا تُكثِرُوا الدّعوَي عَلَيهِ فَتَفجُرُوا

بِبَدرٍ خَرَجتُم لِلبَرَازِ فَرَدّكُم   شُيُوخُ قُرَيشٍ جَهرَةً وَ تَأَخّرُوا

فَلَمّا أَتَاهُم حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ   وَ جَاءَ عَلِيّ بِالمُهَنّدِ يَخطِرُ

فَقَالُوا نَعَم أَكفَاءُ صِدقٍ فَأَقبَلُوا   إِلَيهِم سِرَاعاً إِذ بَغَوا وَ تَجَبّرُوا

فَجَالَ عَلِيّ جَولَةً هَاشِمِيّةً   فَدَمّرَهُم لَمّا عَتَوا وَ تَكَبّرُوا

وَ فِي مَجمَعِ البَيَانِ أَنّهُ قَتَلَ سَبعَةً وَ عِشرِينَ مُبَارِزاً وَ فِي الإِرشَادِ قَتَلَ خَمسَةً وَ ثَلَاثِينَ وَ قَالَ زَيدُ بنُ وَهبٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ذَكَرَ حَدِيثَ بَدرٍ وَ قَتَلنَا


صفحه : 81

مِنَ المُشرِكِينَ سَبعِينَ وَ أَسَرنَا سَبعِينَ

مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ أَكثَرُ قَتلَي المُشرِكِينَ يَومَ بَدرٍ كَانَ لعِلَيِ‌ّ ع

الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي الفَائِقِ، قَالَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ رَأَيتُ عَلِيّاً يُحَمحِمُ فَرَسَهُ وَ هُوَ يَقُولُ


بَازِلُ عَامَينِ حَدِيثُ سنِيّ‌   سَنَحنَحُ اللّيلِ كأَنَيّ‌ جنِيّ‌ّ

  ِمِثلِ هَذَا ولَدَتَنيِ‌ أمُيّ‌

المرَزبُاَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ أَشعَارِ المُلُوكِ وَ الخُلَفَاءِ، أَنّ عَلِيّاً أَشجَعُ العَرَبِ حَمَلَ يَومَ بَدرٍ وَ زَعزَعَ الكَتِيبَةَ وَ هُوَ يَقُولُ


لَن يَأكُلَ[BA]يَأكُلُوا]التّمرَ بِظَهرِ مَكّةَ   مِن بَعدِهَا حَتّي تَكُونَ الرّكّةُ

بيان قال الجزري‌ في حديث علي ع سنحنح الليل كأني‌ جني‌ أي لاأنام الليل فأنا مستيقظ أبدا والركة الضعف و في بعض النسخ بالزاي‌ المعجمة وهي‌ بالضم الغيظ والغم

10- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَصلٌ فِيمَا ظَهَرَ مِنهُ يَومَ أُحُدٍ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيثُمّ أَنزَلَ عَلَيكُم مِن بَعدِ الغَمّ أَمَنَةً نُعاساً يَغشي طائِفَةً مِنكُم وَ طائِفَةٌ قَد أَهَمّتهُم أَنفُسُهُمنَزَلَت فِي عَلِيّ ع غَشِيَهُ النّعَاسُ يَومَ أُحُدٍ وَ الخَوفُ مُسهِرٌ وَ الأَمنُ مُنِيمٌ

كِتَابُ الشيّراَزيِ‌ّ،رَوَي سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ عَن وَاصِلٍ عَنِ الحَسَنِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ استَفزِز مَنِ استَطَعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ قَالَ صَاحَ إِبلِيسُ يَومَ أُحُدٍ فِي عَسكَرِ رَسُولِ اللّهِص أَنّ مُحَمّداً قَد قُتِلَوَ أَجلِب عَلَيهِم بِخَيلِكَ وَ رَجِلِكَ قَالَ وَ اللّهِ لَقَد أَجلَبَ إِبلِيسُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع كُلّ خَيلٍ كَانَت فِي غَيرِ طَاعَةِ


صفحه : 82

اللّهِ وَ اللّهِ إِنّ كُلّ رَاجِلٍ قَاتَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ مِن رَجّالَةِ إِبلِيسَ

تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ، وَ أغَاَنيِ‌ الأصَفهَاَنيِ‌ّ، أَنّهُ كَانَ صَاحِبُ لِوَاءِ قُرَيشٍ كَبشُ الكَتِيبَةِ طَلحَةُ بنُ أَبِي طَلحَةَ العبَدرَيِ‌ّ نَادَي مَعَاشِرَ أَصحَابِ مُحَمّدٍ إِنّكُم تَزعُمُونَ أَنّ اللّهَ يُعَجّلُنَا بِسُيُوفِكُم إِلَي النّارِ وَ يُعَجّلُكُم بِسُيُوفِنَا إِلَي الجَنّةِ فَهَل مِنكُم مِن أَحَدٍ يبُاَرزِنُيِ‌ قَالَ قَتَادَةُ فَخَرَجَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَقُولُ


أَنَا ابنُ ذيِ‌ الحَوضَينِ عَبدِ المُطّلِب   وَ هَاشِمِ المُطعِمِ فِي العَامِ السّغِبِ

  وُفيِ‌ بمِيِعاَديِ‌ وَ أحَميِ‌ عَن حَسَبِ

قَالَ فَضَرَبَهُ عَلِيّ ع فَقَطَعَ رِجلَهُ فَبَدَت سَوأَتُهُ وَ هُوَ قَولُ ابنِ عَبّاسٍ وَ الكلَبيِ‌ّ وَ فِي رِوَايَاتٍ كَثِيرَةٍ أَنّهُ ضَرَبَهُ فِي مُقَدّمِ رَأسِهِ فَبَدَت عَينَاهُ قَالَ أَنشُدُكَ اللّهَ وَ الرّحِمَ يَا ابنَ عَمّ فَانصَرَفَ عَنهُ وَ مَاتَ فِي الحَالِ ثُمّ بَارَزَهُم حَتّي قَتَلَ مِنهُم ثَمَانِيَةً ثُمّ أَخَذَ بِاللّوَاءِ صَوَابٌ عَبدٌ حبَشَيِ‌ّ لَهُم فَضَرَبَ عَلَي يَدِهِ فَأَخَذَهُ بِاليُسرَي فَضَرَبَ عَلَيهَا فَأَخَذَ اللّوَاءَ وَ جَمَعَ المَقطُوعَتَينِ عَلَي صَدرِهِ فَضَرَبَ عَلَي أُمّ رَأسِهِ فَسَقَطَ اللّوَاءُ قَالَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ


فَخَرتُم بِاللّوَاءِ وَ شَرّ فَخرٍ   لِوَاءٌ حِينَ رُدّ إِلَي صَوَابٍ

فَسَقَطَ اللّوَاءُ فَأَخَذَتهُ عَمرَةُ بِنتُ الحَارِثِ بنِ عَلقَمَةَ بنِ عَبدِ الدّارِ فَصُرِعَت وَ انهَزَمُوا وَ قَالَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ


وَ لَو لَا لِوَاءُ الحَارِثِيّةِ أَصبَحُوا   يُبَاعَونَ فِي الأَسوَاقِ بِالثّمَنِ الوَكسِ

فَانكَبّ المُسلِمُونَ عَلَي الغَنَائِمِ وَ رَجَعَ المُشرِكُونَ فَهَزَمُوهُم

زَيدُ بنُ وَهبٍ قُلتُ لِابنِ مَسعُودٍ انهَزَمَ النّاسُ إِلّا عَلِيّ وَ أَبُو دُجَانَةَ وَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ قَالَ انهَزَمُوا إِلّا عَلِيّ وَحدَهُ وَ ثَابَ إِلَيهِم أَربَعَةَ عَشَرَ عَاصِمُ بنُ ثَابِتٍ وَ أَبُو دُجَانَةَ وَ مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَحشٍ وَ شَمّاسُ بنُ عُثمَانَ بنِ الشّرِيدِ وَ المِقدَادُ وَ طَلحَةُ وَ سَعدٌ وَ البَاقُونَ مِنَ الأَنصَارِ أَنشَدَ


صفحه : 83


وَ قَد تَرَكُوا المُختَارَ فِي الحَربِ مُفرَداً   وَ فَرّ جَمِيعُ الصّحبِ عَنهُ وَ أَجمَعُوا

وَ كَانَ عَلِيّ غَائِصاً فِي جُمُوعِهِم   لِهَامَاتِهِم بِالسّيفِ يفَريِ‌ وَ يَقطَعُ

عِكرِمَةُ قَالَ عَلِيّ ع لحَقِنَيِ‌ مِنَ الجَزَعِ مَا لَا أَملِكُ نفَسيِ‌ وَ كُنتُ أَمَامَهُ أَضرِبُ بسِيَفيِ‌ فَرَجَعتُ أَطلُبُهُ فَلَم أَرَهُ فَقُلتُ مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص لِيَفِرّ وَ مَا رَأَيتُهُ فِي القَتلَي وَ أَظُنّهُ رُفِعَ مِن بَينِنَا فَكَسَرتُ جَفنَ سيَفيِ‌ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَأُقَاتِلَنّ بِهِ حَتّي أُقتَلَ وَ حَمَلتُ عَلَي القَومِ فَأَفرَجُوا فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللّهِص قَد وَقَعَ عَلَي الأَرضِ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَوَقَفتُ عَلَي رَأسِهِ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ مَا صَنَعَ النّاسُ يَا عَلِيّ قُلتُ كَفَرُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَلّوُا الدّبُرَ مِنَ العَدُوّ وَ أَسلَمُوكَ

تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ، وَ أغَاَنيِ‌ الأصَفهَاَنيِ‌ّ، وَ مغَاَزيِ‌ ابنِ إِسحَاقَ، وَ أَخبَارُ أَبِي رَافِعٍ، أَنّهُ أَبصَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي كَتِيبَةٍ فَقَالَ احمِل عَلَيهِم فَحَمَلَ عَلَيهِم وَ فَرّقَ جَمعَهُم وَ قَتَلَ عَمرَو بنَ عَبدِ اللّهِ الجمُحَيِ‌ّ ثُمّ أَبصَرَ كَتِيبَةً أُخرَي فَقَالَ رُدّ عنَيّ‌ فَحَمَلَ عَلَيهِم فَفَرّقَ جَمَاعَتَهُم وَ قَتَلَ شَيبَةَ بنَ مَالِكٍ العاَمرِيِ‌ّ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي رَافِعٍ ثُمّ رَأَي كَتِيبَةً أُخرَي فَقَالَ احمِل عَلَيهِم فَحَمَلَ عَلَيهِم فَهَزَمَهُم وَ قَتَلَ هَاشِمَ بنَ أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ هَذِهِ لهَيِ‌َ المُوَاسَاةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ وَ أَنَا مِنكُمَا فَسَمِعُوا صَوتاً لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ وَ زَادَ ابنُ إِسحَاقَ فِي رِوَايَتِهِ فَإِذَا نَدَبتُم هَالِكاً فَابكُوا الوفَيِ‌ّ وَ أخَيِ‌ الوفَيِ‌ّ وَ كَانَ المُسلِمُونَ لَمّا أَصَابَهُم مِنَ البَلَاءِ أَثلَاثاً ثُلُثٌ جَرِيحٌ وَ ثُلُثٌ قَتِيلٌ وَ ثُلُثٌ مُنهَزِمٌ

تَفسِيرُ القشُيَريِ‌ّ، وَ تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ، أَنّهُ انتَهَي أَنَسُ بنُ النّضرِ إِلَي عُمَرَ وَ طَلحَةَ فِي رِجَالٍ وَ قَالَ مَا يُجلِسُكُم قَالُوا قُتِلَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص قَالَ فَمَا تَصنَعُونَ بِالحَيَاةِ بَعدَهُ قُومُوا فَمُوتُوا عَلَي مَا مَاتَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ استَقبَلَ القَومَ فَقَاتَلَ حَتّي قُتِلَ

وَ


صفحه : 84

روُيِ‌َ أَنّ أَبَا سُفيَانَ رَأَي النّبِيّ مَطرُوحاً عَلَي الأَرضِ فَنَالَ بِذَلِكَ ظَفَراً وَ حَثّ النّاسَ عَلَي النّبِيّص فَاستَقبَلَهُم عَلِيّ وَ هَزَمَهُم ثُمّ حَمَلَ النّبِيّص إِلَي أُحُدٍ وَ نَادَي مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ ارجِعُوا ارجِعُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَكَانُوا يَثُوبُونَ وَ يُثنُونَ عَلَي عَلِيّ وَ يَدعُونَ لَهُ وَ كَانَ قَدِ انكَسَرَ سَيفُ عَلِيّ فَقَالَ النّبِيّص خُذ هَذَا السّيفَ فَأَخَذَ ذَا الفَقَارِ وَ هَزَمَ القَومَ وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي رَافِعٍ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ أَنّهُ لَمّا انصَرَفَ المُشرِكُونَ يَومَ أُحُدٍ بَلَغُوا الرّوحَاءَ قَالُوا لَا الكَوَاعِبَ أَردَفتُم وَ لَا مُحَمّداً قَتَلتُم ارجِعُوا فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَبَعَثَ فِي آثَارِهِم عَلِيّاً فِي نَفَرٍ مِنَ الخَزرَجِ فَجَعَلَ لَا يَرتَحِلُونَ المُشرِكُونَ مِن مَنزِلٍ إِلّا نَزَلَهُ عَلِيّ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيالّذِينَ استَجابُوا لِلّهِ وَ الرّسُولِ مِن بَعدِ ما أَصابَهُمُ القَرحُ وَ فِي خَبَرِ أَبِي رَافِعٍ أَنّ النّبِيّص تَفَلَ عَلَي جِرَاحِهِ وَ دَعَا لَهُ وَ بَعَثَهُ خَلفَ المُشرِكِينَ فَنَزَلَ فِيهِ الآيَةُ

11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَصلٌ فِي مَقَامِهِ فِي غَزَاةِ خَيبَرَ أَبُو كُرَيبٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي الأزَديِ‌ّ فِي أَمَالِيهِمَا وَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ وَ العمِاَديِ‌ّ فِي مَغَازِيهِمَا وَ النطّنَزيِ‌ّ وَ البلَاذرِيِ‌ّ فِي تَارِيخَيهِمَا وَ الثعّلبَيِ‌ّ وَ الواَحدِيِ‌ّ فِي تَفسِيرَيهِمَا وَ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ وَ أَبُو يَعلَي الموَصلِيِ‌ّ فِي مُسنَدَيهِمَا وَ أَحمَدُ وَ السمّعاَنيِ‌ّ وَ أَبُو السّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِهِم وَ أَبُو نُعَيمٍ فِي حِليَتِهِ وَ الأشُنهُيِ‌ّ فِي اعتِقَادِهِ وَ أَبُو بَكرٍ البيَهقَيِ‌ّ فِي دَلَائِلِ النّبُوّةِ وَ الترّمذِيِ‌ّ فِي جَامِعِهِ وَ ابنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ وَ ابنُ بُطّةَ فِي إِبَانَتِهِ مِن سَبعَ عَشَرَةَ طَرِيقاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ وَ سَهلِ بنِ سَعدٍ وَ سَلَمَةَ بنِ الأَكوَعِ وَ بُرَيدَةَ الأسَلمَيِ‌ّ وَ عِمرَانَ بنِ الحُصَينِ وَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن أَبِيهِ وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ جَابِرٍ


صفحه : 85

الأنَصاَريِ‌ّ وَ سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ وَ أَبِي هُرَيرَةَ أَنّهُ لَمّا خَرَجَ مَرحَبٌ بِرَجِلِهِ بَعَثَ النّبِيّص أَبَا بَكرٍ بِرَايَتِهِ مَعَ المُهَاجِرِينَ فِي رَايَةٍ بَيضَاءَ فَعَادَ يُؤَنّبُ قَومَهُ وَ يُؤَنّبُونَهُ ثُمّ بَعَثَ عُمَرَ مِن بَعدِهِ فَرَجَعَ يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُونَهُ حَتّي سَاءَ النّبِيّص ذَلِكَ فَقَالَص لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ كَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ يَأخُذُهَا عَنوَةً وَ فِي رِوَايَةٍ يَأخُذُهَا بِحَقّهَا وَ فِي رِوَايَةٍ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَي يَدِهِ

البخُاَريِ‌ّ، وَ مُسلِمٌ، أَنّهُ قَالَ لَمّا قَالَ النّبِيّص حَدِيثَ الرّايَةِ بَاتَ النّاسُ يَذكُرُونَ لَيلَتَهُم أَيّهُم يُعطَاهَا فَلَمّا أَصبَحَ الصّبحُ غَدَوا عَلَي رَسُولِ اللّهِ كُلّهُم يَرجُو أَن يُعطَاهَا فَقَالَ أَينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقِيلَ هُوَ يشَتكَيِ‌ عَينَيهِ فَقَالَ فَأَرسِلُوا إِلَيهِ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَتَفَلَ النّبِيّص فِي عَينَيهِ وَ دَعَا لَهُ فَبَرَأَ فَأَعطَاهُ الرّايَةَ

وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ جَرِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ فَغَدَت قُرَيشٌ يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ أَمّا عَلِيّ فَقَد كُفِيتُمُوهُ فَإِنّهُ أَرمَدُ لَا يُبصِرُ مَوضِعَ قَدَمِهِ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ ادعُوا لِي عَلِيّاً فَقَالُوا بِهِ رَمَدٌ فَقَالَ أَرسِلُوا إِلَيهِ وَ ادعُوهُ فَجَاءَ عَلَي بَغلَتِهِ وَ عَينُهُ مَعصُوبَةٌ بِخِرقَةِ بُردٍ قطَرَيِ‌ّ فَأَخَذَ سَلَمَةُ بنُ الأَكوَعِ بِيَدِهِ وَ أَتَي بِهِ إِلَي النّبِيّص القِصّةَ

وَ فِي رِوَايَةِ الخدُريِ‌ّ أَنّهُ بَعَثَ إِلَيهِ سَلمَانَ وَ أَبَا ذَرّ فَجَاءَا بِهِ يُقَادُ فَوَضَعَ النّبِيّص رَأسَهُ عَلَي فَخِذِهِ وَ تَفَلَ فِي عَينَيهِ فَقَامَ وَ كَأَنّهُمَا جَزعَانِ فَقَالَ لَهُ خُذِ الرّايَةَ وَ امضِ بِهَا فَجَبرَئِيلُ مَعَكَ وَ النّصرُ أَمَامَكَ وَ الرّعبُ مَثبُوتٌ فِي صُدُورِ القَومِ وَ اعلَم يَا عَلِيّ أَنّهُم يَجِدُونَ فِي كِتَابِهِم أَنّ ألّذِي يُدَمّرُ عَلَيهِم اسمُهُ إِليَا فَإِذَا لَقِيتَهُم فَقُل أَنَا عَلِيّ فَإِنّهُم يُخذَلُونَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

فَضَائِلُ السمّعاَنيِ‌ّ، أَنّهُ قَالَ سَلَمَةُ فَخَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِهَا يُهَروِلُ هَروَلَةً حَتّي رَكَزَ رَايَتَهُ فِي رَضخٍ مِن حِجَارَةٍ تَحتَ الحِصنِ فَاطّلَعَ إِلَيهِ يهَوُديِ‌ّ فَقَالَ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ غُلِبتُم وَ مَا أُنزِلَ عَلَي مُوسَي


صفحه : 86

كِتَابُ ابنِ بُطّةَ، عَن سَعدٍ وَ جَابِرٍ وَ سَلَمَةَ فَخَرَجَ يُهَروِلُ هَروَلَةً وَ سَعدٌ يَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ اربَع يَلحَق بِكَ النّاسُ فَخَرَجَ إِلَيهِ مَرحَبٌ فِي عَامّةِ اليَهُودِ وَ عَلَيهِ مِغفَرٌ وَ حَجَرٌ قَد ثَقَبَهُ مِثلُ البَيضَةِ عَلَي أُمّ رَأسِهِ وَ هُوَ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ


قَد عَلِمَت خَيبَرُ أنَيّ‌ مَرحَبٌ   شَاكٍ سلِاَحيِ‌ بَطَلٌ مُجَرّبٌ

أَطعَنُ أَحيَاناً وَ حِيناً أَضرِبُ   إِذِ اللّيُوثُ أَقبَلَت تَلتَهِبُ

فَقَالَ عَلِيّ ع


أَنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ حَيدَرَةَ   ضِرغَامُ آجَالٍ وَ لَيثٌ قَسوَرَةٌ

عَلَي الأعَاَديِ‌ مِثلُ رِيحٍ صَرصَرَةٍ   أَكِيلُكُم بِالسّيفِ كَيلَ السّندَرَةِ

  َضرِبُ بِالسّيفِ رِقَابَ الكَفَرَةِ

قَالَ مَكحُولٌ فَأَجحَمَ عَنهُ مَرحَبٌ لِقَولِ ظِئرٍ لَهُ غَالِبُ كُلّ غَالِبٍ إِلّا حَيدَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَاهُ إِبلِيسُ فِي صُورَةِ شَيخٍ فَحَلَفَ أَنّهُ لَيسَ بِذَلِكَ الحَيدَرِ وَ الحَيدَرُ فِي العَالَمِ كَثِيرٌ فَرَجَعَ

وَ قَالَ الطبّرَيِ‌ّ وَ ابنُ بُطّةَ رَوَي بُرَيدَةُ أَنّهُ ضَرَبَهُ عَلَي مُقَدّمِهِ فَقَدّ الحَجَرَ وَ المِغفَرَ وَ نَزَلَ فِي رَأسِهِ حَتّي وَقَعَ فِي الأَضرَاسِ وَ أَخَذَ المَدِينَةَ

الطبّرَيِ‌ّ فِي التّارِيخِ وَ المَنَاقِبُ، وَ أَحمَدُ فِي الفَضَائِلِ، وَ مُسنَدُ الأَنصَارِ، أَنّهُ سَمِعَ أَهلُ العَسكَرِ صَوتَ ضَربَتِهِ وَ فِي مُسلِمٍ لَمّا فَلَقَ عَلِيّ رَأسَ مَرحَبٍ كَانَ الفَتحُ ابنُ مَاجَةَ فِي السّنَنِ أَنّ عَلِيّاً لَمّا قَتَلَ مَرحَباً أَتَي بِرَأسِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص

السمّعاَنيِ‌ّ فِي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ اليَهُودُ قَتَلُوا


صفحه : 87

أخَيِ‌ فَقَالَ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً الخَبَرَ

قَالَ ابنُ عُمَرَ فَمَا تَتَامّ آخِرُنَا حَتّي فَتَحَ لِأَوّلِنَا فَأَخَذَ عَلِيّ قَاتِلَ الأنَصاَريِ‌ّ فَدَفَعَهُ إِلَي أَخِيهِ فَقَتَلَهُ

الواَقدِيِ‌ّ فَوَ اللّهِ مَا بَلَغَ عَسكَرَ النّبِيّص أَخِيرَاهُ حَتّي دَخَلَ عَلِيّ ع حُصُونَ اليَهُودِ كُلّهَا وَ هيِ‌َ قَمُوصٌ وَ نَاعِمٌ وَ سَلَالِمٌ وَ وَطِيحٌ وَ حِصنُ المُصعَبِ بنِ مَعَادٍ وَ غَنَمٌ وَ كَانَتِ الغَنِيمَةُ نِصفُهَا لعِلَيِ‌ّ وَ نِصفُهَا لِسَائِرِ الصّحَابَةِ

شُعبَةُ وَ قَتَادَةُ وَ الحَسَنُ وَ ابنُ عَبّاسٍ أَنّهُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ يَا مُحَمّدُ وَ يَقُولُ لَكَ إنِيّ‌ بَعَثتُ جَبرَئِيلَ إِلَي عَلِيّ ع لِيَنصُرَهُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا رَمَي عَلِيّ حَجَراً إِلَي أَهلِ خَيبَرَ إِلّا رَمَي جَبرَئِيلُ حَجَراً فَادفَع يَا مُحَمّدُ إِلَي عَلِيّ سَهمَينِ مِن غَنَائِمِ خَيبَرَ سَهماً لَهُ وَ سَهمُ جَبرَئِيلَ مَعَهُ فَأَنشَأَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ هَذِهِ الأَبيَاتَ


وَ كَانَ عَلِيّ أَرمَدَ العَينِ يبَتغَيِ‌   دَوَاءً فَلَمّا لَم يُحِسّ مُدَاوِياً

شَفَاهُ رَسُولُ اللّهِ مِنهُ بِتَفلِهِ   فَبُورِكَ مَرقِيّاً وَ بُورِكَ رَاقِياً

وَ قَالَ سأَعُطيِ‌ الرّايَةَ اليَومَ صَارِماً   كَمِيّاً مُحِبّاً لِلرّسُولِ مُوَالِياً

يُحِبّ الإِلَهُ وَ الإِلَهُ يُحِبّهُ   بِهِ يَفتَحُ اللّهُ الحُصُونَ الأَوَابِيَا

فَأَصفَي بِهَا دُونَ البَرِيّةِ كُلّهَا   عَلِيّاً وَ سَمّاهُ الوَزِيرَ المُؤَاخِيَا

بيان قال الفيروزآبادي‌ الجزع ويكسر الخوز اليماني‌ الصيني‌ فيه سواد وبياض تشبه به العين و قال تأم الفرس جاء جريا بعدجري‌

12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَصلٌ فِي قِتَالِهِ فِي حَربِ الأَحزَابِ ابنُ مَسعُودٍ وَ الصّادِقُ ع فِي


صفحه : 88

قَولِهِ تَعَالَيوَ كَفَي اللّهُ المُؤمِنِينَ القِتالَبعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَتلِهِ عَمرَو بنَ عَبدِ وُدّ وَ قَد رَوَاهُ أَبُو نُعَيمٍ الأصَفهَاَنيِ‌ّ فِيمَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِالإِسنَادِ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن مُرّةَ عَن عَبدِ اللّهِ وَ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُفَسّرِينَ فِي قَولِهِاذكُرُوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ جاءَتكُم جُنُودٌإِنّهَا نَزَلَت فِي عَلِيّ ع يَومَ الأَحزَابِ وَ لَمّا عَرَفَ النّبِيّص اجتِمَاعَهُم حَفَرَ الخَندَقَ بِمَشُورَةِ سَلمَانَ وَ أَمَرَ بِنُزُولِ الذرّاَريِ‌ّ وَ النّسَاءِ فِي الآكَامِ وَ كَانَتِ الأَحزَابُ عَلَي الخَمرِ وَ الغِنَاءِ وَ المُسلِمُونَ كَأَنّ عَلَي رُءُوسِهِمُ الطّيرَ لِمَكَانِ عَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ العاَمرِيِ‌ّ المُلَقّبِ بِعِمَادِ العَرَبِ وَ كَانَ فِي مِائَةِ نَاصِيَةٍ مِنَ المُلُوكِ وَ أَلفِ مُفرِعَةٍ مِنَ الصّعَالِيكِ وَ هُوَ يُعَدّ بِأَلفِ فَارِسٍ فَقِيلَ فِي ذَلِكَ عَمرُو بنُ عَبدِ وُدّ كَانَ أَوّلَ فَارِسٍ جَزَعَ مِنَ المِدَادِ وَ كَانَ فَارِسُ يَليَلَ سمُيّ‌َ فَارِسَ يَليَلَ لِأَنّهُ أَقبَلَ فِي رَكبٍ مِن قُرَيشٍ حَتّي إِذَا كَانَ بِيَليَلَ وَ هُوَ وَادٍ عَرَضَت لَهُم بَنُو بَكرٍ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ امضُوا فَمَضَوا وَ قَامَ فِي وُجُوهِ بنَيِ‌ بَكرٍ حَتّي مَنَعَهُم مِن أَن يَصِلُوا إِلَيهِ وَ كَانَ الخَندَقُ المِدَادَ قَالَ وَ لَمّا انتَدَبَ عَمرٌو لِلبَرَازِ جَعَلَ يَقُولُ هَل مِن مُبَارِزٍ وَ المُسلِمُونَ يَتَجَاوَزُونَ عَنهُ فَرَكَزَ رُمحَهُ عَلَي خَيمَةِ النّبِيّص وَ قَالَ ابرُز يَا مُحَمّدُ فَقَالَص مَن يَقُومُ إِلَي مُبَارَزَتِهِ فَلَهُ الإِمَامَةُ بعَديِ‌ فَنَكَلَ النّاسُ عَنهُ قَالَ حُذَيفَةُ قَالَ النّبِيّص ادنُ منِيّ‌ يَا عَلِيّ فَنَزَعَ عِمَامَتَهُ السّحَابَ مِن رَأسِهِ وَ عَمّمَهُ بِهَا تِسعَةَ أَكوَارٍ وَ أَعطَاهُ سَيفَهُ وَ قَالَ امضِ لِشَأنِكَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَعِنهُ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا قَتَلَ عَمراً أَنشَدَ


ضَرَبتُهُ بِالسّيفِ فَوقَ الهَامَةِ   بِضَربَةٍ صَارِمَةٍ هَدّامَةٍ

أَنَا عَلِيّ صَاحِبُ الصّمصَامَةِ   وَ صَاحِبُ الحَوضِ لَدَي القِيَامَةِ

أَخُو رَسُولِ اللّهِ ذيِ‌ العَلَامَةِ   قَد قَالَ إِذ عمَمّنَيِ‌ عِمَامَةً

  أَنتَ ألّذِي بعَديِ‌ لَهُ الإِمَامَةُ

صفحه : 89

مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ أَنّهُ لَمّا رَكَزَ عَمرٌو رُمحَهُ عَلَي خَيمَةِ النّبِيّص وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ ابرُز ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


وَ لَقَد بَحَحتُ مِنَ النّدَاءِ   بِجَمعِكُم هَل مِن مُبَارِزٍ

وَ وَقَفتُ إِذ جَبُنَ الشّجَاعُ   بِمَوقِفِ البَطَلِ المُنَاجِزِ

إنِيّ‌ كَذَلِكَ لَم أَزَل   مُتَسَرّعاً نَحوَ الهَزَاهِزِ

إِنّ الشّجَاعَةَ وَ السّمَاحَةَ   فِي الفَتَي خَيرُ الغَرَائِزِ

فِي كُلّ ذَلِكَ يَقُومُ عَلِيّ لِيُبَارِزَهُ فَيَأمُرُهُ النّبِيّص بِالجُلُوسِ لِمَكَانِ بُكَاءِ فَاطِمَةَ ع مِن جِرَاحَاتِهِ فِي يَومِ أُحُدٍ وَ قَولِهَا مَا أَسرَعَ أَن يأتم [يُؤتِمَ] الحَسَنَ وَ الحُسَينَ بِاقتِحَامِهِ الهَلَكَاتِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَأَمَرَهُ عَنِ اللّهِ تَعَالَي أَن يَأمُرَ عَلِيّاً ع بِمُبَارَزَتِهِ فَقَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ ادنُ منِيّ‌ وَ عَمّمَهُ بِعِمَامَتِهِ وَ أَعطَاهُ سَيفَهُ وَ قَالَ امضِ لِشَأنِكَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَعِنهُ فَلَمّا تَوَجّهَ إِلَيهِ قَالَ النّبِيّص خَرَجَ الإِيمَانُ سَائِرُهُ إِلَي الكُفرِ سَائِرِهِ قَالَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ فَلَمّا لَاقَاهُ عَلِيّ ع أَنشَأَ يَقُولُ


لَا تَعجَلَنّ فَقَد أَتَاكَ   مُجِيبُ صَوتِكَ غَيرَ عَاجِزٍ

ذُو نِيّةٍ وَ بَصِيرَةٍ وَ الصّبرُ   منُجيِ‌ كُلّ فَائِزٍ

إنِيّ‌ لَأَرضَي أَن أُقِيمَ   عَلَيكَ نَائِحَةَ الجَنَائِزِ

مِن ضَربَةٍ نَجلَاءَ يَبقَي   ذِكرُهَا عِندَ الهَزَاهِزِ

وَ يُروَي لَهُ ع فِي أمَاَليِ‌ النيّساَبوُريِ‌ّ


يَا عَمرُو قَد لَاقَيتَ فَارِسَ بُهمَةٍ   عِندَ اللّقَاءِ مُعَاوِدَ الإِقدَامِ

يَدعُو إِلَي دِينِ الإِلَهِ وَ نَصرِهِ   وَ إِلَي الهُدَي وَ شَرَائِعِ الإِسلَامِ

إِلَي قَولِهِ


شَهِدَت قُرَيشٌ وَ البَرَاجِمُ كُلّهَا   أَن لَيسَ فِيهَا مَن يَقُومُ مقَاَميِ‌

صفحه : 90

وَ روُيِ‌َ أَنّ عَمراً قَالَ مَا أَكرَمَكَ قِرناً

الطبّرَيِ‌ّ وَ الثعّلبَيِ‌ّ قَالَ عَلِيّ ع يَا عَمرُو إِنّكَ كُنتَ فِي الجَاهِلِيّةِ تَقُولُ لَا يدَعوُنَيّ‌ أَحَدٌ إِلَي ثَلَاثَةٍ إِلّا قَبِلتُهَا أَو وَاحِدَةً مِنهَا قَالَ أَجَل قَالَ فإَنِيّ‌ أَدعُوكَ إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَن تَسلَمَ لِرَبّ العَالَمِينَ قَالَ أَخّر عنَيّ‌ هَذِهِ قَالَ أَمَا إِنّهَا خَيرٌ لَكَ لَو أَخَذتَهَا ثُمّ قَالَ تَرجِعُ مِن حَيثُ جِئتَ قَالَ لَا تُحَدّثُ نِسَاءُ قُرَيشٍ بِهَذَا أَبَداً قَالَ تَنزِلُ تقُاَتلِنُيِ‌ فَضَحِكَ عَمرٌو وَ قَالَ مَا كُنتُ أَظُنّ أَحَداً مِنَ العَرَبِ يرَوُمنُيِ‌ عَلَيهَا وَ إنِيّ‌ لَأَكرَهُ أَن أَقتُلَ الرّجُلَ الكَرِيمَ مِثلَكَ وَ كَانَ أَبُوكَ لِي نَدِيماً قَالَ لكَنِيّ‌ أُحِبّ أَن أَقتُلَكَ قَالَ فَتَنَاوَشَا فَضَرَبَهُ عَمرٌو فِي الدّرَقَةِ فَقَدّهَا وَ أَثبَتَ فِيهَا السّيفَ وَ أَصَابَ رَأسَهُ فَشَجّهُ وَ ضَرَبَهُ عَلِيّ عَلَي عَاتِقِهِ فَسَقَطَ وَ فِي رِوَايَةِ حُذَيفَةَ ضَرَبَهُ عَلَي رِجلَيهِ بِالسّيفِ مِن أَسفَلَ فَوَقَعَ عَلَي قَفَاهُ قَالَ جَابِرٌ فَثَارَ بَينَهُمَا قَتَرَةٌ فَمَا رَأَيتُهُمَا وَ سَمِعتُ التّكبِيرَ تَحتَهَا وَ انكَشَفَ أَصحَابُهُ حَتّي طَفَرَت خُيُولُهُمُ الخَندَقَ وَ تَبَادَرَ المُسلِمُونَ يُكَبّرُونَ فَوَجَدُوهُ عَلَي فَرَسِهِ بِرِجلٍ وَاحِدَةٍ يُحَارِبُ عَلِيّاً ع وَ رَمَي رِجلَهُ نَحوَ عَلِيّ فَخَافَ مِن هَيبَتِهَا رَجُلَانِ وَ وَقَعَا فِي الخَندَقِ وَ قَالَ الطبّرَيِ‌ّ وَ وَجَدُوا نَوفَلًا فِي الخَندَقِ فَجَعَلُوا يَرمُونَهُ بِالحِجَارَةِ فَقَالَ لَهُم قَتلَةٌ أَجمَلُ مِن هَذِهِ يَنزِلُ بَعضُكُم لقِتِاَليِ‌ فَنَزَلَ إِلَيهِ عَلِيّ ع فَطَعَنَهُ فِي تَرقُوَتِهِ بِالسّيفِ حَتّي أَخرَجَهُ مِن مَرَاقّهِ ثُمّ خَرَجَ مُنيَةُ بنُ عُثمَانَ العبَدرَيِ‌ّ فَانصَرَفَ وَ مَاتَ بِمَكّةَ وَ روُيِ‌َ وَ لَحِقَ هُبَيرَةُ فَأَعجَزَهُ فَضَرَبَ عَلَي قَرَبُوسِ سَرجِهِ وَ سَقَطَ دِرعُهُ وَ فَرّ عِكرِمَةُ وَ ضِرَارٌ فَأَنشَأَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ


وَ كَانُوا عَلَي الإِسلَامِ إِلباً ثَلَاثَةٌ   وَ قَد فَرّ مِن تَحتِ الثّلَاثَةِ وَاحِدٌ

صفحه : 91


وَ فَرّ أَبُو عَمرٍو هُبَيرَةُ لَم يَعُد   إِلَينَا وَ ذُو الحَربِ المُجَرّبِ عَائِدٌ

نَهَتهُم سُيُوفُ الهِندِ أَن يَقِفُوا لَنَا   غَدَاةَ التَقَينَا وَ الرّمَاحُ القَوَاصِدُ

قَالَ جَابِرٌ شَبّهتُ قِصّتَهُ بِقِصّةِ دَاوُدَ ع قَولُهُ تَعَالَيفَهَزَمُوهُم بِإِذنِ اللّهِالآيَةَ قَالُوا فَلَمّا جَزّ رَأسَهُ مِن قَفَاهُ بِسُؤَالٍ مِنهُ قَالَ عَلِيّ ع


أَ عَلَيّ تَقتَحِمُ الفَوَارِسُ هَكَذَا   عنَيّ‌ وَ عَنهُم خَبّرُوا أصَحاَبيِ‌

نَصَرَ الحِجَارَةَ مِن سَفَاهَةِ رَأيِهِ   وَ عَبَدتُ رَبّ مُحَمّدٍ بِصَوَابٍ

اليَومَ تمَنعَنُيِ‌ الفِرَارُ حفَيِظتَيِ‌   وَ مُصَمّمٌ فِي الهَامِ لَيسَ بِنَابٍ

أَردَيتُ عَمراً إِذ طَغَي بِمُهَنّدٍ   صاَفيِ‌ الحَدِيدِ مُجَرّبٍ قَصّابٍ[BA]قَضّابٍ]

لَا تَحسَبُنّ اللّهَ خَاذِلَ دِينِهِ   وَ نَبِيّهِ يَا مَعشَرَ الأَحزَابِ

عَمرُو بنُ عُبَيدٍ لَمّا قَدِمَ عَلِيّ بِرَأسِ عَمرٍو استَقبَلَهُ الصّحَابَةُ فَقَبّلَ أَبُو بَكرٍ رَأسَهُ وَ قَالَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ رَهِينُ شُكرِكَ مَا بَقُوا

الواَحدِيِ‌ّ وَ الخَطِيبُ الخوُاَرزِميِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ السعّديِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن بَهرَمِ بنِ حَكِيمٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمُبَارَزَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ لِعَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ أَفضَلُ مِن عَمَلِ أمُتّيِ‌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

أَبُو بَكرِ بنُ عَيّاشٍ لَقَد ضَرَبَ عَلِيّ ضَربَةً مَا كَانَ فِي الإِسلَامِ أَعَزّ مِنهَا وَ ضُرِبَ ضَربَةً مَا كَانَ فِيهِ أَشأَمُ مِنهَا وَ يُقَالُ إِنّ ضَربَةَ ابنِ مُلجَمٍ وَقَعَت عَلَي ضَربَةِ عَمرٍو

إيضاح النواصي‌ الرؤساء والأشراف والمفارع الذين يكفون بين الناس الواحد كمنبر و في بعض النسخ بالزاي‌ المعجمة أي الذين يفزعون الناس بسوادهم


صفحه : 92

و في بعضها بالقاف والراء المهملة أي الذين يقرعون الأبطال وجزع الأرض والوادي‌ قطعه والمداد بمعني الخندق غيرمعروف والبرجم قوم من أولاد حنظلة بن مالك ويقال صمم السيف إذامضي في العظم وقطعه ونبا السيف إذا لم يعمل في الضريبة والقصاب في النسخ بالمعجمة و في بعضها بالمهملة و علي التقديرين معناه القطاع

13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَصلٌ فِيمَا ظَهَرَ مِنهُ ع فِي غَزَاةِ السّلَاسِلِ السّلَاسِلُ اسمُ مَاءٍ أَبُو القَاسِمِ بنُ شِبلٍ الوَكِيلُ وَ أَبُو الفَتحِ الحَفّارُ بِإِسنَادِهِمَا عَنِ الصّادِقِ ع وَ مُقَاتِلٌ وَ الزّجّاجُ وَ وَكِيعٌ وَ الثوّريِ‌ّ وَ السدّيّ‌ّ وَ أَبُو صَالِحٍ وَ ابنُ عَبّاسٍ أَنّهُ أَنفَذَ النّبِيّص أَبَا بَكرٍ فِي سَبعِمِائَةِ رَجُلٍ فَلَمّا صَارَ إِلَي الواَديِ‌ وَ أَرَادَ الِانحِدَارَ فَخَرَجُوا إِلَيهِ فَهَزَمُوهُ وَ قَتَلُوا مِنَ المُسلِمِينَ جَمعاً كَثِيراً فَلَمّا قَدِمُوا عَلَي النّبِيّص بَعَثَ عُمَرَ فَرَجَعَ مُنهَزِماً فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ ابعثَنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنّ الحَربَ خُدعَةٌ وَ لعَلَيّ‌ أَخدَعُهُم فَبَعَثَهُ فَرَجَعَ مُنهَزِماً وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ أَنفَذَ خَالِداً فَعَادَ كَذَلِكَ فَسَاءَ النّبِيّص فَدَعَا عَلِيّاً ع وَ قَالَ أَرسَلتُهُ كَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ فَشَيّعَهُ إِلَي مَسجِدِ الأَحزَابِ فَسَارَ بِالقَومِ مُتَنَكّباً عَنِ الطّرِيقِ يَسِيرُ بِاللّيلِ وَ يَكمُنُ بِالنّهَارِ ثُمّ أَخَذَ عَلِيّ ع مَحَجّةً غَامِضَةً فَسَارَ بِهِم حَتّي استَقبَلَ الواَديِ‌َ مِن فَمِهِ ثُمّ أَمَرَهُم أَن يَعكِمُوا الخَيلَ وَ أَوقَفَهُم فِي مَكَانٍ وَ قَالَ لَا تَبرَحُوا وَ انتَبَذَ أَمَامَهُم وَ أَقَامَ نَاحِيَةً مِنهُم فَقَالَ خَالِدٌ وَ فِي رِوَايَةٍ قَالَ عُمَرُ أَنزَلَنَا هَذَا الغُلَامُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الحَيّاتِ وَ الهَوَامّ وَ السّبَاعِ إِمّا سَبُعٌ يَأكُلُنَا أَو يَأكُلُ دَوَابّنَا وَ إِمّا حَيّاتٌ تَعقِرُنَا وَ تَعقِرُ دَوَابّنَا وَ إِمّا يَعلَمُ بِنَا عَدُوّنَا فَيَأتِينَا وَ يَقتُلُنَا فَكَلّمُوهُ نَعلُو الواَديِ‌َ فَكَلّمَهُ أَبُو بَكرٍ فَلَم يُجِبهُ فَكَلّمَهُ عُمَرُ فَلَم يُجِبهُ فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ إِنّهُ لَا ينَبغَيِ‌ أَن نُضِيعَ أَنفُسَنَا انطَلِقُوا بِنَا نَعلُو الواَديِ‌َ فَأَبَي ذَلِكَ المُسلِمُونَ وَ مِن رِوَايَاتِ أَهلِ البَيتِ ع أَنّهُ أَبَتِ الأَرضُ أَن تَحمِلَهُم قَالُوا فَلَمّا أَحَسّ ع الفَجرَ قَالَ اركَبُوا بَارَكَ اللّهُ فِيكُم وَ طَلَعَ الجَبَلَ حَتّي إِذَا انحَدَرَ عَلَي القَومِ وَ أَشرَفَ عَلَيهِم قَالَ لَهُمُ اترُكُوا عَكَمَةَ دَوَابّكُم


صفحه : 93

قَالَ فَشَمّتِ الخَيلُ رِيحَ الإِنَاثِ فَصَهَلَت فَسَمِعَ القَومُ صَهِيلَ خَيلِهِم فَوَلّوا هَارِبِينَ وَ فِي رِوَايَةِ مُقَاتِلٍ وَ الزّجّاجِ أَنّهُ كَبَسَ القَومُ وَ هُم غَادُونَ فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكُم أَن تَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ إِنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ إِلّا ضَرَبتُكُم بِالسّيفِ فَقَالُوا انصَرِف عَنّا كَمَا انصَرَفَ ثَلَاثَةٌ فَإِنّكَ لَا تُقَاوِمُنَا فَقَالَ ع إنِنّيِ‌ لَا أَنصَرِفُ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَاضطَرَبُوا وَ خَرَجَ إِلَيهِ إلا[زائدة]الأَشِدّاءُ السّبعَةُ وَ نَاصَحُوهُ وَ طَلَبُوا الصّلحَ فَقَالَ ع إِمّا الإِسلَامُ وَ إِمّا المُقَاوَمَةُ فَبَرَزَ إِلَيهِ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ وَ كَانَ أَشَدّهُم آخِرَهُم وَ هُوَ سَعدُ بنُ مَالِكٍ العجِليِ‌ّ وَ هُوَ صَاحِبُ الحِصنِ فَقَتَلَهُم وَ انهَزَمُوا فَدَخَلَ بَعضُهُم فِي الحِصنِ وَ بَعضُهُمُ استَأمَنُوا وَ بَعضُهُم أَسلَمُوا وَ أَتَوهُ بِمَفَاتِيحِ الخَزَائِنِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ انتَبَهَ النّبِيّص مِنَ القَيلُولَةِ فَقُلتُ اللّهُ جَارُكَ مَا لَكَ فَقَالَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ بِالفَتحِ وَ نَزَلَتوَ العادِياتِ ضَبحاًفَبَشّرَ النّبِيّص أَصحَابَهُ بِذَلِكَ وَ أَمَرَهُم بِاستِقبَالِهِ وَ النّبِيّ يَتَقَدّمُهُم فَلَمّا رَأَي عَلِيّ ع النّبِيّ تَرَجّلَ عَن فَرَسِهِ فَقَالَ النّبِيّص اركَب فَإِنّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ عَنكَ رَاضِيَانِ فَبَكَي عَلِيّ ع فَرَحاً فَقَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ لَو لَا أنَيّ‌ أَشفَقُ أَن تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ‌ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي المَسِيحِ الخَبَرَ

بيان عكم المتاع شده ولعل المراد هنا شد أفواههم لئلا يصهلوا ولذا قال ع آخرا اتركوا عكمة دوابكم أي ليصهلوا ويسمع القوم

14-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَصلٌ فِي غَزَوَاتٍ شَتّي قَولُهُ تَعَالَيوَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً وَ ضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ قَالَ الضّحّاكُوَ عَلَي المُؤمِنِينَيعَنيِ‌ عَلِيّاً وَ ثَمَانِيَةً مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ ابنُ قُتَيبَةَ فِي المَعَارِفِ وَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي الكَشفِ الّذِينَ ثَبَتُوا مَعَ النّبِيّص يَومَ


صفحه : 94

حُنَينٍ بَعدَ هَزِيمَةِ النّاسِ عَلِيّ وَ العَبّاسُ وَ الفَضلُ ابنُهُ وَ أَبُو سُفيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ نَوفَلٌ وَ رَبِيعَةُ أَخَوَاهُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ عُتبَةُ وَ مُعَتّبٌ ابنَا أَبِي لَهَبٍ وَ أَيمَنُ مَولَي النّبِيّص وَ كَانَ العَبّاسُ عَن يَمِينِهِ وَ الفَضلُ عَن يَسَارِهِ وَ أَبُو سُفيَانَ مُمسِكٌ بِسَرجِهِ عِندَ تفر[نَفرِ]بَغلَتِهِ وَ سَائِرُهُم حَولَهُ وَ عَلِيّ يَضرِبُ بِالسّيفِ بَينَ يَدَيهِ وَ فِيهِ يَقُولُ العَبّاسُ


نَصَرنَا رَسُولَ اللّهِ فِي الحَربِ تِسعَةً   وَ قَد فَرّ مَن قَد فَرّ عَنهُ فَأَقشَعُوا

فَكَانَتِ الأَنصَارُ خَاصّةً تَنصَرِفُ إِذ كَمَنَ أَبُو جَروَلٍ عَلَي المُسلِمِينَ وَ كَانَ عَلَي جَمَلٍ أَحمَرَ بِيَدِهِ رَايَةٌ سَودَاءُ فِي رَأسِ رُمحٍ طَوِيلٍ أَمَامَ هَوَازِنَ إِذَا أَدرَكَ أَحَداً طَعَنَهُ بِرُمحِهِ وَ إِذَا فَاتَهُ النّاسُ دَفَعَ لِمَن وَرَاءَهُ وَ جَعَلَ يَقتُلُهُم وَ هُوَ يَرتَجِزُ


أَنَا أَبُو جَروَلٍ لَا بَرَاحَ   حَتّي نُبِيحَ القَومَ أَو نُبَاحَ

فَصَمَدَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَضَرَبَ عَجُزَ بَعِيرِهِ فَصَرَعَهُ ثُمّ ضَرَبَهُ فَقَطّرَهُ ثُمّ قَالَ


قَد عَلِمَ القَومُ لَدَي الصّبَاحِ   أنَيّ‌ لَدَي الهَيجَاءِ ذُو نَصَاحٍ

فَانهَزَمُوا وَ عُدّ قَتلَي عَلِيّ فَكَانُوا أَربَعِينَ وَ قَالَ عَلِيّ ع


أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ أَبلَي رَسُولَهُ   بَلَاءَ عَزِيزٍ ذَا اقتِدَارٍ وَ ذَا فَضلٍ

بِمَا أَنزَلَ الكُفّارَ دَارَ مَذَلّةٍ   فَذَاقُوا هَوَاناً مِن إِسَارٍ وَ مِن قَتلٍ

فَأَمسَي رَسُولُ اللّهِ قَد عَزّ نَصرُهُ   وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ أُرسِلَ بِالعَدلِ

فَجَاءَ بِفُرقَانٍ مِنَ اللّهِ مُنزَلٍ   مُبَيّنَةٍ آيَاتُهُ لذِوَيِ‌ العَقلِ

فَأَنكَرَ أَقوَامٌ فَزَاغَت قُلُوبُهُم   فَزَادَهُمُ الرّحمَنُ خَبلًا إِلَي خَبلٍ

صفحه : 95

وَ فِي غَزَاةِ الطّائِفِ كَانَ النّبِيّص حَاصَرَهُم أَيّاماً وَ أَنفَذَ عَلِيّاً فِي خَيلٍ وَ أَمَرَهُ أَن يَطَأَ مَا وَجَدَ وَ يَكسِرَ كُلّ صَنَمٍ وَجَدَهُ فَلَقِيَهُ خَيلُ خَثعَمٍ وَقتَ الصّبُوحِ فِي جُمُوعٍ فَبَرَزَ فَارِسُهُم وَ قَالَ هَل مِن مُبَارِزٍ فَقَالَ النّبِيّص مَن لَهُ فَلَم يَقُم أَحَدٌ فَقَامَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَقُولُ


إِنّ عَلَي كُلّ رَئِيسٍ حَقّاً   أَن يرَويِ‌َ الصّعدَةَ أَو يَدُقّا

ثُمّ ضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ وَ مَضَي حَتّي كَسَرَ الأَصنَامَ فَلَمّا رَآهُ النّبِيّص كَبّرَ لِلفَتحِ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ نَاجَاهُ طَوِيلًا ثُمّ خَرَجَ مِنَ الحِصنِ نَافِعُ بنُ غَيلَانَ بنِ مُغِيثٍ فَلَقِيَهُ عَلِيّ ع بِبَطنِ وَجّ فَقَتَلَهُ وَ انهَزَمُوا وَ فِي يَومِ الفَتحِ بَرَزَ أَسَدُ بنُ غُوَيلِمٍ قَاتِلُ العَرَبِ فَقَالَ النّبِيّص مَن خَرَجَ إِلَي هَذَا المُشرِكِ فَقَتَلَهُ فَلَهُ عَلَي اللّهِ الجَنّةُ وَ لَهُ الإِمَامَةُ بعَديِ‌ فَاحرَنجَمَ النّاسُ فَبَرَزَ عَلِيّ ع وَ قَالَ


ضَرَبتُهُ بِالسّيفِ وَسطَ الهَامَةِ   بِضَربَةٍ صَارِمَةٍ هَدّامَةٍ

فَبِتّكَت مِن جِسمِهِ عِظَامُهُ   وَ بِيّنَت مِن رَأسِهِ عِظَامُهُ

وَ قَتَلَ ع مِن بنَيِ‌ النّضِيرِ خَلقاً مِنهُم غُرُورٌ الراّميِ‌ إِلَي خَيمَةِ النّبِيّص فَقَالَ حَسّانُ


لِلّهِ أَيّ كَرِيهَةٍ أَبلَيتَهَا   ببِنَيِ‌ قُرَيظَةَ وَ النّفُوسُ تَطلُعُ

أَردَي رَئِيسَهُم وَ آبَ بِتِسعَةٍ   طَوراً يُشِلّهُم وَ طَوراً يَدفَعُ

وَ أَنفَذَ النّبِيّص عَلِيّاً إِلَي بنَيِ‌ قُرَيظَةَ وَ قَالَ سِر عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ فَلَمّا أَشرَفُوا وَ رَأَوا عَلِيّاً ع قَالُوا أَقبَلَ إِلَيكُم قَاتِلُ عَمرٍو وَ قَالَ آخَرُ


صفحه : 96


قَتَلَ عَلِيّ عَمراً صَادَ عَلِيّ صَقراً   قَصَمَ عَلِيّ ظَهراً هَتَكَ عَلِيّ سِتراً

فَقَالَ عَلِيّ ع الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَظهَرَ الإِسلَامَ وَ قَمَعَ الشّركَ فَحَاصَرَهُم حَتّي نَزَلُوا عَلَي حُكمِ سَعدِ بنِ مُعَاذٍ فَقَتَلَ عَلِيّ ع مِنهُم عَشَرَةً وَ قَتَلَ ع مِن بنَيِ‌ المُصطَلِقِ مَالِكاً وَ ابنَهُ تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ لَمّا انهَزَمَت هَوَازِنُ كَانَ رَايَتُهُم مَعَ ذيِ‌ الخِمَارِ فَلَمّا قَتَلَهُ عَلِيّ ع أَخَذَهَا عُثمَانُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ رَبِيعَةَ فَقَاتَلَ بِهَا حَتّي قُتِلَ وَ مِن حَدِيثِ عَمرِو بنِ مَعدِيكَرِبَ أَنّهُ رَأَي أَبَاهُ مُنهَزِماً مِن خَثعَمَ عَلَي فَرَسٍ لَهُ قَالَ انزِل عَنهَا فَاليَومَ ظُلمٌ فَقَالَ لَهُ إِلَيكَ يَا مَائِقُ فَقَالُوا أَعطِهِ فَرَكِبَ ثُمّ رَمَي خَثعَمَ بِنَفسِهِ حَتّي خَرَجَ مِن بَينِ أَظهُرِهِم ثُمّ كَرّ عَلَيهِم وَ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَاراً فَحَمَلَ عَلَيهِ بَنُو زُبَيدٍ فَانهَزَمَت خَثعَمُ فَقِيلَ لَهُ فَارِسُ اليَمَنِ وَ مَائِقٌ بَنُو زُبَيدٍ الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي رَبِيعِ الأَبرَارِ كَانَ إِذَا رَأَي عُمَرُ بنُ الخَطّابِ مَعدِيكَرِبَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَنَا وَ خَلَقَ عَمراً وَ كَانَ كَثِيراً مَا يَسأَلُ عَن غَارَاتِهِ فَيَقُولُ قَد مَحَا سَيفُ عَلِيّ الصّنَائِعَ وَ مَعَ مُبَارَزَتِهِ جَذَبَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ المِندِيلُ فِي عُنُقِهِ حَتّي أَسلَمَ وَ كَانَ أَكثَرُ فُتُوحِ العَجَمِ عَلَي يَدَيهِ

بيان الإباحة والاستباحة السبي‌ والنهب قوله ع ذو نصاح أي أنصح النبي و لاأغشه والصعدة بالفتح القناة المستوية تنبت كذلك وترويتها كناية عن كثرة القتل بها واحرنجم أراد الأمر ثم رجع عنه .كشف ،[كشف الغمة] مِن مَنَاقِبِ الخوُاَرزِميِ‌ّ عَن حَلِيمٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَلَمُبَارَزَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لِعَمرِو بنِ وُدّ يَومَ الخَندَقِ أَفضَلُ مِن عَمَلِ أمُتّيِ‌


صفحه : 97

إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

.أَقُولُ قَالَ الشّيخُ المُفِيدُ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي كِتَابِ الفُصُولِ مِمّا يَشهَدُ بِشَجَاعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ عَظِيمِ بَلَائِهِ فِي الجِهَادِ وَ نِكَايَتِهِ فِي الأَعدَاءِ مِنَ النّظمِ ألّذِي يَشهَدُ بِصِحّتِهِ النّثرُ فِي النّقلِ قَولُ أَسَدِ بنِ أَبِي إِيَاسِ بنِ رُهمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ بنِ عدَيِ‌ّ يُحَرّضُ مشُركِيِ‌ قُرَيشٍ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع .


فِي كُلّ مَجمَعِ غَايَةٍ أَخزَاكُم   جَذَعٌ أَبَرّ عَلَي المذَاَكيِ‌ القُرّحِ

لِلّهِ دَرّكُم أَ لَمّا تُنكِرُوا   قَد يُنكِرُ الحُرّ الكَرِيمُ وَ يسَتحَيِ‌

هَذَا ابنُ فَاطِمَةَ ألّذِي أَفنَاكُم   ذَبحاً وَ يمَشيِ‌ بَينَنَا لَم يُذبَح

أَعطُوهُ خَرجاً وَ اتّقُوا بِضَربَتِهِ   فِعلَ الذّلِيلِ وَ بَيعَةً لَم تَربَح

أَينَ الكُهُولُ وَ أَينَ كُلّ دِعَامَةٍ   فِي المُعضِلَاتِ وَ أَينَ زَينُ الأَبطَحِ

أَفنَاهُم قَعصاً وَ ضَرباً تعَترَيِ‌   بِالسّيفِ يَعمَلُ حَدّهُ لَم يَصفَح

. وَ مِمّا يَشهَدُ لِذَلِكَ قَولُ أُختِ عَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ وَ قَد رَأَتهُ قَتِيلًا فَقَالَت مَن قَتَلَهُ فَقِيلَ لَهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَت كُفوٌ كَرِيمٌ ثُمّ أَنشَأَت تَقُولُ


لَو كَانَ قَاتِلُ عَمرٍو غَيرَ قَاتِلِهِ   لَكُنتُ أبَكيِ‌ عَلَيهِ آخِرَ الأَبَدِ

لَكِنّ قَاتِلَ عَمرٍو لَا يُعَابُ بِهِ   مَن كَانَ يُدعَي قَدِيماً بَيضَةَ البَلَدِ

. أَ فَلَا نَرَي إِلَي قُرَيشٍ كَيفَ يُحَرّضُ عَلَيهِ بِذِكرِ مَن قَتَلَهُ وَ كَثرَتِهِم وَ فَنَاءِ رُؤَسَائِهِم بِسَيفِهِ ع وَ قَتلِهِ لِشُجعَانِهِم وَ أَبطَالِهِم ثُمّ لَا يَجسُرُ أَحَدٌ مِنَ القَومِ يُنكِرُ


صفحه : 98

ذَلِكَ وَ لَا يَنفَعُ فِي جَمَاعَتِهِمُ التّحرِيضُ لِعَجزِهِم عَنهُ ع وَ لَا تَرَي أَنّهُ ع قَد بَلَغَ مِن فَضلِهِ فِي الشّجَاعَةِ أَنّهَا قَد صَارَت يَفخَرُ[تَفخَرُ]بِقَتلِهِ مَن قُتِلَ مِنهَا وَ ينَفيِ‌ العَارَ عَنهُ بِإِضَافَتِهِ إِلَيهِ وَ هَذَا لَا يَكُونُ إِلّا وَ قَد سَلّمَ الجَمِيعُ لَهُ وَ اصطَلَحُوا عَلَي إِظهَارِ العَجزِ عَنهُ ع وَ قَد رَوَي أَهلُ السّيَرِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا قَتَلَ عَمرَو بنَ عَبدِ وُدّ نعُيِ‌َ إِلَي أُختِهِ فَقَالَت لَو لَم يُعَدّ يَومُهُ عَلَي يَدِ كُفوٍ كَرِيمٍ لَأَرقَأتُ دمَعتَيِ‌ إِن هَرَقتُهَا عَلَيهِ قَتَلَ الأَبطَالَ وَ بَارَزَ الأَقرَانَ وَ كَانَت مَنِيّتُهُ عَلَي يَدِ كُفوٍ كَرِيمٍ مَا سَمِعتُ بِأَفخَرَ مِن هَذَا يَا بنَيِ‌ عَامِرٍ ثُمّ أَنشَأَت تَقُولُ


أَسَدَانِ فِي ضِيقِ المَكَرّ تَصَاوَلَا   وَ كِلَاهُمَا كُفوٌ كَرِيمٌ بَاسِلٌ

فَتَخَالَسَا مُهَجَ النّفُوسِ كِلَاهُمَا   وَسَطَ المَدَارِ مُخَاتِلٌ وَ مُقَاتِلٌ

وَ كِلَاهُمَا حَضَرَ القِرَاعَ حَفِيظَةً   لَم يُثنِهِ عَن ذَاكَ شُغُلٌ شَاغِلٌ

فَاذهَب عَلَيّ فَمَا ظَفِرتَ بِمِثلِهِ   قَولٌ سَدِيدٌ لَيسَ فِيهِ تَحَامُلٌ

فَالثّارُ عنِديِ‌ يَا عَلِيّ فلَيَتنَيِ‌   أَدرَكتُهُ وَ العَقلُ منِيّ‌ كَامِلٌ

ذَلّت قُرَيشٌ بَعدَ مَقتَلِ فَارِسٍ   فَالذّلّ مُهلِكُهَا وَ خزِي‌ٌ شَامِلٌ

. ثُمّ قَالَت وَ اللّهِ لَأَثَارَت قُرَيشٌ بأِخَيِ‌ مَا حَنّتِ النّيبُ وَ قَد كَانَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ افتَخَرَ لِلإِسلَامِ بِقَتلِ عَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَقوَالًا كَثِيرَةً مِنهَا


أَمسَي الفَتَي عَمرُو بنُ عَبدٍ يبَتغَيِ‌   بِجَنُوبِ يَثرِبَ غَارَةً لَم يَنظُر

فَلَقَد وَجَدتَ سُيُوفَنَا مَشهُورَةً   وَ لَقَد وَجَدتَ جِيَادَنَا لَم تَقصُر

وَ لَقَد رَأَيتَ غَدَاةَ بَدرٍ عُصبَةً   ضَرَبُوكَ ضَرباً غَيرَ ضَربِ المُخسِرِ

أَصبَحتَ لَا تُدعَي لِيَومِ عَظِيمَةٍ   يَا عَمرُو أَو لِجَسِيمِ أَمرٍ مُنكَرٍ

.


صفحه : 99

فَلَمّا بَلَغَ شِعرُهُ بنَيِ‌ عَامِرٍ قَالَ فَتًي مِنهُم يَرُدّ عَلَيهِ قَولَهُ فِي ذَلِكَ


كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ لَم تَقتُلُونَنَا   وَ لَكِن بِسَيفِ الهَاشِمِيّينَ فَافخَرُوا

بِسَيفِ ابنِ عَبدِ اللّهِ أَحمَدَ فِي الوَغَي   بِكَفّ عَلِيّ نِلتُم ذَاكَ فَاقصُرُوا

فَلَم تَقتُلُوا عَمرَو بنَ وُدّ وَ لَا ابنَهُ   وَ لَكِنّهُ الكُفوُ الهِزَبرُ الغَضَنفَرُ

عَلِيّ ألّذِي فِي الفَخرِ طَالَ ثَنَاؤُهُ   فَلَا تُكثِرُوا الدّعوَي عَلَينَا فَتَحقَرُوا

بِبَدرٍ خَرَجتُم لِلبَرَازِ فَرَدّكُم   شُيُوخُ قُرَيشٍ جَهرَةً وَ تَأَخّرُوا

فَلَمّا أَتَاهُم حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ   وَ جَاءَ عَلِيّ بِالمُهَنّدِ يَخطُرُ

فَقَالُوا نَعَم أَكفَاءُ صِدقٍ وَ أَقبَلُوا   إِلَيهِم سِرَاعاً إِذ بَغَوا وَ تَجَبّرُوا

فَجَالَ عَلِيّ جَولَةً هَاشِمِيّةً   فَدَمّرَهُم لَمّا عَتَوا وَ تَكَبّرُوا

فَلَيسَ لَكُم فَخرٌ عَلَينَا بِغَيرِنَا   وَ لَيسَ لَكُم فَخرٌ يُعَدّ وَ يُذكَرُ

. وَ قَد جَاءَ الأَثَرُ مِن طُرُقٍ شَتّي بِأَسَانِيدَ مُختَلِفَةٍ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ قَالَسَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ وَ قَد ذَكَرَ حَدِيثَ بَدرٍ فَقَالَ قَتَلنَا مِنَ المُشرِكِينَ سَبعِينَ وَ أَسَرنَا سَبعِينَ وَ كَانَ ألّذِي أَسَرَ العَبّاسَ رَجُلٌ قَصِيرٌ مِنَ الأَنصَارِ فَأَدرَكتُهُ فَأَلقَي العَبّاسُ عَلَيّ عِمَامَتَهُ لِئَلّا يَأخُذَهَا الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَحَبّ أَن أَكُونَ أَنَا ألّذِي أَسَرتُهُ وَ جيِ‌ءَ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الأنَصاَريِ‌ّ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد جِئتُ بِعَمّكَ العَبّاسِ أَسِيراً فَقَالَ العَبّاسُ كَذَبتَ مَا أسَرَنَيِ‌ إِلّا ابنُ أخَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ الأنَصاَريِ‌ّ يَا هَذَا أَنَا أَسَرتُكَ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أسَرَنَيِ‌ إِلّا ابنُ أخَيِ‌ وَ لكَأَنَيّ‌ بِجَلَحَتِهِ فِي النّقعِ تَبَيّنَ لِي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص صَدَقَ عمَيّ‌ ذَاكَ مَلَكٌ كَرِيمٌ فَقَالَ العَبّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد عَرَفتُهُ بِجَلَحَتِهِ وَ حُسنِ وَجهِهِ فَقَالَ لَهُ إِنّ المَلَائِكَةَ الّذِينَ أيَدّنَيِ‌ اللّهُ بِهِم عَلَي صُورَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لِيَكُونَ ذَلِكَ


صفحه : 100

أَهيَبَ لَهُم فِي صُدُورِ الأَعدَاءِ قَالَ فَهَذِهِ عمِاَمتَيِ‌ عَلَي رَأسِ عَلِيّ ع فَمُرهُ فَليَرُدّهَا عَلَيّ فَقَالَ وَيحَكَ إِن يَعلَمِ اللّهُ فِيكَ خَيراً يُعَوّضكَ أَحسَنَ العِوَضِ

. أ فلاترون أن هذاالحديث يؤيد ماتقدم ويؤكد القول بأن أمير المؤمنين ع كان أشجع البرية و أنه بلغ من بأسه وخوف الأعداء منه ع أن جعل الله عز و جل الملائكة علي صورته ليكون ذلك أرعب لقلوبهم و أن هذاالمعني لم يحصل لبشر قبله و لابعده و

يُؤَيّدُ مَا رُوّينَاهُ مَا جَاءَ مِنَ الأَثَرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع فِي حَدِيثِ بَدرٍ فَقَالَ لَقَد كَانَ يُسأَلُ الجَرِيحُ مِنَ المُشرِكِينَ فَيُقَالُ مَن جَرَحَكَ فَيَقُولُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِذَا قَالَهَا مَاتَ

و في بلاء أمير المؤمنين ع يوم بدر يقول أبوهاشم السيد ابن محمدالحميري‌


من كعلي‌ ألذي يبارزه   الأقران إذ بالسيوف يصطلم

إذ الوغي نارها مسعرة   يحرق فرسانها إذااقتحموا

في يوم بدر و في مشاهده   العظمي ونار الحرب تضطرم

بارز أبطالها وسادتها   قعصا لهم بالحسام قدعلموا

دعوه كي‌ تدركون عزته   فما علوا ذلكم و لاسلموا

جذ بسيف النبي هامات   أقوام هم سادة وهم قدم

سيدنا الماجد الجليل أبو   السبطين رأس الأنام والعلم

إن عليا و إن فاطمة   و إن سبطيهما و إن ظلموا

لصفوة الله بعدصفوته   لاعرب مثلهم و لاعجم

.انتهي . وَ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرِ بنِ نُمَيرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ وَ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ أَسمَعُ عَلِيّاً ع يَومَ الهَرِيرِ وَ ذَلِكَ بَعدَ مَا طَحَنَت رَحَي مَذحِجَ فِيمَا بَينَهَا وَ بَينَ عَكّ وَ لَخمٍ وَ حَذَامِ وَ


صفحه : 101

الأَشعَرِيّينَ بِأَمرٍ عَظِيمٍ تَشِيبُ مِنهُ النوّاَصيِ‌ حَتّي استَقَلّتِ الشّمسُ وَ قَامَ قَائِمُ الظّهِيرَةِ وَ عَلِيّ ع يَقُولُ لِأَصحَابِهِ حَتّي مَتَي نخُلَيّ‌ بَينَ هَذَينِ الحَيّينِ قَد فَنِينَا وَ أَنتُم وُقُوفٌ تَنظُرُونَ أَ مَا تَخَافُونَ مَقتَ اللّهِ ثُمّ انفَتَلَ إِلَي القِبلَةِ وَ رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ نَادَي يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ يَا وَاحِدُ يَا صَمَدُ يَا اللّهُ يَا إِلَهَ مُحَمّدٍ إِلَيكَ أللّهُمّ نُقِلَتِ الأَقدَامُ وَ أَفضَتِ القُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الأيَديِ‌ وَ مُدّتِ الأَعنَاقُ وَ شَخَصَتِ الأَبصَارُ وَ طُلِبَتِ الحَوَائِجُ أللّهُمّ إِنّا نَشكُو إِلَيكَ غَيبَةَ نَبِيّنَا وَ كَثرَةَ عَدُوّنَا وَ تَشَتّتَ أَهوَائِنَارَبّنَا افتَح بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَسِيرُوا عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ ثُمّ نَادَي لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ كَلِمَةُ التّقوَي قَالَ فَلَا وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً نَبِيّاً مَا سَمِعنَا بِرَئِيسِ قَومٍ مُنذُ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ أَصَابَ بِيَدِهِ فِي يَومٍ وَاحِدٍ مَا أَصَابَ إِنّهُ قَتَلَ فِيمَا ذَكَرَ العَادّونَ زِيَادَةً عَلَي خَمسِمِائَةٍ مِن أَعلَامِ العَرَبِ يَخرُجُ بِسَيفِهِ مُنحَنِياً فَيَقُولُ مَعذِرَةً إِلَي اللّهِ وَ إِلَيكُم مِن هَذَا لَقَد هَمَمتُ أَن أَفلِقَهُ وَ لَكِن يحَجزُنُيِ‌ عَنهُ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ وَ أَنَا أُقَاتِلُ بِهِ دُونَهُ قَالَ فَكُنّا نَأخُذُهُ وَ نُقَوّمُهُ ثُمّ يَتَنَاوَلُهُ مِن أَيدِينَا فَيَتَقَحّمُ بِهِ عَرضَ الصّفّ فَلَا وَ اللّهِ مَا لَيثٌ بِأَشَدّ نِكَايَةً مِنهُ فِي عَدُوّهِ

وَ قَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَ رَوَي أَبُو عُبَيدَةَ أَنّ عَلِيّاً ع استَنطَقَ الخَوَارِجَ بِقَتلِ عَبدِ اللّهِ بنِ خَبّابٍ فَأَقَرّوا بِهِ فَقَالَ انفَرِدُوا كَتَائِبَ لِأَسمَعَ قَولَكُم كَتِيبَةً كَتِيبَةً فَتَكَتّبُوا كَتَائِبَ وَ أَقَرّت كُلّ كَتِيبَةٍ بِمِثلِ مَا أَقَرّت بِهِ الأُخرَي مِن قَتلِ ابنِ خَبّابٍ


صفحه : 102

وَ قَالُوا وَ لَنَقتُلَنّكَ كَمَا قَتَلنَاهُ فَقَالَ ع وَ اللّهِ لَو أَقَرّ أَهلُ الدّنيَا كُلّهُم بِقَتلِهِ هَكَذَا وَ أَنَا أَقدِرُ عَلَي قَتلِهِم بِهِ لَقَتَلتُهُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ شُدّوا عَلَيهِم فَأَنَا أَوّلُ مَن يَشُدّ عَلَيهِم وَ حَمَلَ بذِيِ‌ الفَقَارِ حَملَةً مُنكَرَةً ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّ حَملَةٍ يَضرِبُ بِهِ حَتّي يَعوَجّ مَتنُهُ ثُمّ يَخرُجُ فَيُسَوّيهِ بِرُكبَتَيهِ ثُمّ يَحمِلُ بِهِ حَتّي أَفنَاهُم

باب 701-جوامع مكارم أخلاقه وآدابه وسننه وعدله وحسن سياسته صلوات الله عليه

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ إِن كَانَ عَلِيّ لَيَأكُلُ أَكلَ العَبدِ وَ يَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ وَ إِن كَانَ ليَشَترَيِ‌ القَمِيصَينِ السّنبُلَانِيّينِ فَيُخَيّرُ غُلَامَهُ خَيرَهُمَا ثُمّ يَلبَسُ الآخَرَ فَإِذَا جَازَ أَصَابِعَهُ قَطَعَهُ وَ إِذَا جَازَ كَعبَهُ حَذَفَهُ وَ لَقَد ولَيِ‌َ خَمسَ سِنِينَ مَا وَضَعَ آجُرّةً عَلَي آجُرّةٍ وَ لَا لَبِنَةً عَلَي لَبِنَةٍ وَ لَا أَقطَعَ قَطِيعاً وَ لَا أَورَثَ بَيضَاءَ وَ لَا حَمرَاءَ وَ إِن كَانَ لَيُطعِمُ النّاسَ خُبزَ البُرّ وَ اللّحمِ وَ يَنصَرِفُ إِلَي مَنزِلِهِ وَ يَأكُلُ خُبزَ الشّعِيرِ وَ الزّيتِ وَ الخَلّ وَ مَا وَرَدَ عَلَيهِ أَمرَانِ كِلَاهُمَا لِلّهِ رِضًا إِلّا أَخَذَ بِأَشَدّهِمَا عَلَي بَدَنِهِ وَ لَقَد أَعتَقَ أَلفَ مَملُوكٍ مِن كَدّ يَدِهِ تَرِبَت فِيهِ يَدَاهُ وَ عَرِقَ


صفحه : 103

فِيهِ وَجهُهُ وَ مَا أَطَاقَ عَمَلَهُ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ وَ إِن كَانَ ليَصُلَيّ‌ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ أَلفَ رَكعَةٍ وَ إِن كَانَ أَقرَبُ النّاسِ شَبَهاً بِهِ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع وَ مَا أَطَاقَ عَمَلَهُ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ بَعدَهُ

بيان قال الفيروزآبادي‌ قميص سنبلاني‌ سابغ الطول أومنسوب إلي بلد بالروم

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ أَنّهُ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِذَا أتُيِ‌َ بِالمَالِ أَدخَلَهُ بَيتَ مَالِ المُسلِمِينَ ثُمّ جَمَعَ المُستَحِقّينَ ثُمّ ضَرَبَ يَدَهُ فِي المَالِ فَنَثَرَهُ يَمنَةً وَ يَسرَةً وَ هُوَ يَقُولُ يَا صَفرَاءُ يَا بَيضَاءُ لَا تغَرُيّنيِ‌ غرُيّ‌ غيَريِ‌


هَذَا جنَاَي‌َ وَ خِيَارُهُ فِيهِ   إِذ كُلّ جَانٍ يَدُهُ إِلَي فِيهِ

ثُمّ لَا يَخرُجُ حَتّي يُفَرّقَ مَا فِي بَيتِ مَالِ المُسلِمِينَ وَ يؤُتيِ‌َ كُلّ ذيِ‌ حَقّ حَقّهُ ثُمّ يَأمُرُ أَن يُكنَسَ وَ يُرَشّ ثُمّ يصُلَيّ‌ فِيهِ رَكعَتَينِ ثُمّ يُطَلّقُ الدّنيَا ثَلَاثاً يَقُولُ بَعدَ التّسلِيمِ يَا دُنيَا لَا تَتَعَرّضِينَ لِي وَ لَا تَتَشَوّقِينَ إلِيَ‌ّ وَ لَا تغَرُيّنيِ‌ فَقَد طَلّقتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجعَةَ لِي عَلَيكِ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المخَزوُميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن مُوسَي بنِ أَبِي أَيّوبَ التمّيِميِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ المُغِيرَةِ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ قَالَذَكَرَ عَلِيّ ع عِندَ ابنِ عَبّاسٍ بَعدَ وَفَاتِهِ فَقَالَ وَا أَسَفَاه عَلَي أَبِي الحَسَنِ مَضَي وَ اللّهِ مَا غَيّرَ وَ لَا بَدّلَ وَ لَا قَصّرَ وَ لَا جَمَعَ وَ لَا مَنَعَ وَ لَا آثَرَ إِلّا اللّهَ وَ اللّهِ لَقَد كَانَتِ الدّنيَا أَهوَنَ عَلَيهِ مِن شِسعِ نَعلِهِ لَيثٌ


صفحه : 104

فِي الوَغَي بَحرٌ فِي المَجَالِسِ حَكِيمٌ فِي الحُكَمَاءِ هَيهَاتَ قَد مَضَي إِلَي الدّرَجَاتِ العُلَي

4- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَسَا عَلِيّ ع النّاسَ بِالكُوفَةِ وَ كَانَ فِي الكِسوَةِ بُرنُسُ خَزّ فَسَأَلَهُ إِيّاهُ الحَسَنُ فَأَبَي أَن يُعطِيَهُ إِيّاهُ وَ أَسهَمَ عَلَيهِ بَينَ المُسلِمِينَ فَصَارَ لِفَتًي مِن هَمدَانَ فَانقَلَبَ بِهِ الهمَداَنيِ‌ّ فَقِيلَ لَهُ إِنّ حَسَناً كَانَ سَأَلَهُ أَبَاهُ فَمَنَعَهُ إِيّاهُ فَأَرسَلَ بِهِ الهمَداَنيِ‌ّ إِلَي الحَسَنِ ع فَقَبِلَهُ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ أَبِي حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع كُلّ بُكرَةٍ يَطُوفُ فِي أَسوَاقِ الكُوفَةِ سُوقاً سُوقاً وَ مَعَهُ الدّرّةُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ كَانَ لَهَا طَرَفَانِ وَ كَانَت تُسَمّي السّبِيبَةَ فَيَقِفُ عَلَي سُوقٍ سُوقٍ فيَنُاَديِ‌ يَا مَعشَرَ التّجّارِ قَدّمُوا الِاستِخَارَةَ وَ تَبَرّكُوا بِالسّهُولَةِ وَ اقتَرِبُوا مِنَ المُبتَاعِينَ وَ تَزَيّنُوا بِالحِلمِ وَ تَنَاهَوا عَنِ الكَذِبِ وَ اليَمِينِ وَ تَجَافَوا عَنِ الظّلمِ وَ أَنصِفُوا المَظلُومِينَ وَ لَا تَقرَبُوا الرّبَا وَأَوفُوا الكَيلَ وَ المِيزانَوَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَيَطُوفُ فِي جَمِيعِ أَسوَاقِ الكُوفَةِ فَيَقُولُ هَذَا ثُمّ يَقُولُ


تَفنَي اللّذَاذَةُ مِمّن نَالَ صَفوَتَهَا   مِنَ الحَرَامِ وَ يَبقَي الإِثمُ وَ العَارُ

تَبقَي عَوَاقِبُ سَوءٍ فِي مَغَبّتِهَا   لَا خَيرَ فِي لَذّةٍ مِن بَعدِهَا النّارُ

جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِمُفسِدِينَ قَالَ فَيَطُوفُ فِي جَمِيعِ الأَسوَاقِ أَسوَاقِ الكُوفَةِ ثُمّ يَرجِعُ فَيَقعُدُ لِلنّاسِ قَالَ


صفحه : 105

فَكَانُوا إِذَا نَظَرُوا إِلَيهِ قَد أَقبَلَ إِلَيهِم قَالَ يَا مَعشَرَ النّاسِ أَمسَكُوا أَيدِيَهُم وَ أَصغَوا إِلَيهِ بِآذَانِهِم وَ رَمَقُوهُ بِأَعيُنِهِم حَتّي يَفرُغَ مِن كَلَامِهِ فَإِذَا فَرَغَ قَالُوا السّمعَ وَ الطّاعَةَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

كا،[الكافي‌]العدة عن سهل و أحمد بن محمد و علي عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن أبي المقدام عن جابر عنه ع مثله

6- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ النوّفلَيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ ذَكَرَ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَتَبَ إِلَي عُمّالِهِ أَدِقّوا أَقلَامَكُم وَ قَارِبُوا بَينَ سُطُورِكُم وَ احذِفُوا عنَيّ‌ فُضُولَكُم وَ اقصِدُوا قَصدَ المعَاَنيِ‌ وَ إِيّاكُم وَ الإِكثَارَ فَإِنّ أَموَالَ المُسلِمِينَ لَا تَحتَمِلُ الإِضرَارَ

7-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ البغَداَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ القصَريِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَخَرَجَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ سَعدٌ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ غَيرُ وَاحِدٍ مِنَ الصّحَابَةِ يَطلُبُونَ النّبِيّص فِي بَيتِ أُمّ سَملَةَ فوَجَدَوُنيِ‌ عَلَي البَابِ جَالِساً فسَأَلَوُنيِ‌ عَنهُ فَقُلتُ يَخرُجُ السّاعَةَ فَلَم يَلبَث أَن خَرَجَ وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي ظهَريِ‌ فَقَالَ كَبّر يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّكَ تُخَاصِمُ النّاسَ بعَديِ‌ بِسِتّ خِصَالٍ فَتَخصِمُهُم لَيسَت فِي قُرَيشٍ مِنهَا شَيءٌ إِنّكَ أَوّلُهُم إِيمَاناً بِاللّهِ وَ أَقوَمُهُم بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَوفَاهُم بِعَهدِ اللّهِ وَ أَرأَفُهُم بِالرّعِيّةِ وَ أَعلَمُهُم بِالقَضِيّةِ


صفحه : 106

وَ أَقسَمُهُم بِالسّوِيّةِ وَ أَقضَاهُم عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

ل ،[الخصال ]بهذا الإسناد عن بكر بن أحمد قال حدثنا أبو أحمد جعفر بن محمد بن عبد الله بن موسي عن أبيه عن جده موسي عن أبيه عن آبائه ع مثله

8- ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الأَسوَدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مَعمَرٍ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع أُحَاجّكَ يَومَ القِيَامَةِ فَأُحَاجّكَ بِالنّبُوّةِ وَ تُحَاجّ قَومَكَ فَتُحَاجّهُم بِسَبعِ خِصَالٍ إِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ وَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌ِ عَنِ المُنكَرِ وَ العَدلِ فِي الرّعِيّةِ وَ القَسمِ بِالسّوِيّةِ وَ الأَخذِ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَ مَا عَلِمتَ يَا عَلِيّ أَنّ اِبرَاهِيمَ ع مُوَافِينَا يَومَ القِيَامَةِ فَيُدعَي فَيُقَامُ عَن يَمِينِ العَرشِ فَيُكسَي مِن كِسوَةِ الجَنّةِ وَ يُحَلّي مِن حُلِيّهَا وَ يَسِيلُ لَهُ مِيزَابٌ مِن ذَهَبٍ مِنَ الجَنّةِ فَيَهَبُ مِنَ الجَنّةِ مَا هُوَ أَحلَي مِنَ الشّهدِ وَ أَبيَضُ مِنَ اللّبَنِ وَ أَبرَدُ مِنَ الثّلجِ وَ أُدعَي أَنَا فَأُقَامُ عَن شِمَالِ العَرشِ فَيُفعَلُ بيِ‌ مِثلُ ذَلِكَ ثُمّ تُدعَي أَنتَ يَا عَلِيّ فَيُفعَلُ بِكَ مِثلُ ذَلِكَ أَ مَا تَرضَي يَا عَلِيّ أَن تُدعَي إِذَا دُعِيتُ أَنَا وَ تُكسَي إِذَا كُسِيتُ أَنَا وَ تُحَلّي إِذَا حُلّيتُ أَنَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ‌ أَن أُدنِيَكَ فَلَا أُقصِيَكَ وَ أُعَلّمَكَ وَ لَا أَجفُوَكَ وَ حَقّاً عَلَيكَ أَن تعَيِ‌َ وَ حَقّاً عَلَيّ أَن أُطِيعَ ربَيّ‌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي

9- ل ،[الخصال ] ابنُ مُوسَي عَنِ العلَوَيِ‌ّ عَنِ الفزَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ القُدّوسِ عَنِ الأَعمَشِ عَن مُوسَي بنِ طَرِيفٍ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أُحَاجّ النّاسَ يَومَ القِيَامَةِ بِسَبعٍ إِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ وَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌ِ عَنِ المُنكَرِ وَ القَسمِ بِالسّوِيّةِ وَ العَدلِ فِي الرّعِيّةِ وَ إِقَامِ الحُدُودِ


صفحه : 107

10- ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ السكّوُنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن خَلَفِ بنِ خَالِدٍ عَن بِشرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن ثَورِ بنِ يَزِيدَ عَن خَالِدِ بنِ مَعدَانَ عَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع أُخَاصِمُكَ بِالنّبُوّةِ وَ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ تُخَاصِمُ النّاسَ بِسَبعٍ وَ لَا يُحَاجّكَ فِيهِنّ أَحَدٌ مِن قُرَيشٍ لِأَنّكَ أَنتَ أَوّلُهُم إِيمَاناً وَ أَوفَاهُم بِعَهدِ اللّهِ وَ أَقوَمُهُم بِأَمرِ اللّهِ وَ أَقسَمُهُم بِالسّوِيّةِ وَ أَعدَلُهُم فِي الرّعِيّةِ وَ أَبصَرُهُم فِي القَضِيّةِ وَ أَعظَمُهُم عِندَ اللّهِ مَزِيّةً

11- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَعرُوفٍ عَن أَخِيهِ عُمَرَ عَن جَعفَرِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع لَم يَبِت بِمَكّةَ بَعدَ إِذ هَاجَرَ مِنهَا حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ قَالَ قُلتُ لَهُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ كَانَ يَكرَهُ أَن يَبِيتَ بِأَرضٍ قَد هَاجَرَ مِنهَا رَسُولُ اللّهِ وَ كَانَ يصُلَيّ‌ العَصرَ وَ يَخرُجُ مِنهَا وَ يَبِيتُ بِغَيرِهَا

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]حَمّوَيهِ عَن أَبِي الحُسَينِ عَن أَبِي خَلِيفَةَ عَن مُسلِمٍ عَن هِلَالِ بنِ مُسلِمٍ الجحَدرَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ جدَيّ‌ حُرّةَ أَو حَوّةَ[جَرّةَ أَو جَوّةَ] قَالَ شَهِدتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع أتُيِ‌َ بِمَالٍ عِندَ المَسَاءِ فَقَالَ اقسِمُوا هَذَا المَالَ فَقَالُوا قَد أَمسَينَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَأَخّرهُ إِلَي غَدٍ فَقَالَ لَهُم تَقبَلُونَ أَن أَعِيشَ إِلَي غَدٍ فَقَالُوا مَا ذَا بِأَيدِينَا قَالَ فَلَا تُؤَخّرُوهُ حَتّي تَقسِمُوهُ فأَتُيِ‌َ بِشَمعٍ فَقَسَمُوا ذَلِكَ المَالَ مِن تَحتِ لَيلَتِهِم

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَنِ ابنِ سَمّاكٍ عَن أَبِي غِلَابَةَ الرقّاَشيِ‌ّ عَن عَازِمِ بنِ الفَضلِ عَن أَبِي يَحيَي صَاحِبِ السّفَطِ قَالَ وَ قَد ذَكَرتُهُ لِحَمّادِ بنِ زَيدٍ فَعَرَفَهُ عَن مَعمَرِ بنِ زِيَادٍ أَنّ أَبَا مَطَرٍ حَدّثَهُ قَالَكُنتُ بِالكُوفَةِ فَمَرّ عَلَيّ رَجُلٌ فَقَالُوا هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ فَتَبِعتُهُ فَوَقَفَ عَلَي خَيّاطٍ فَاشتَرَي مِنهُ قَمِيصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ فَلَبِسَهُ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي سَتَرَ عوَرتَيِ‌ وَ كسَاَنيِ‌


صفحه : 108

الرّيَاشَ ثُمّ قَالَ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ إِذَا لَبِسَ قَمِيصاً

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ أخَيِ‌ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ أَتَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَصحَابَ القُمُصِ فَسَاوَمَ شَيخاً مِنهُم فَقَالَ يَا شَيخُ بعِنيِ‌ قَمِيصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَ الشّيخُ حُبّاً وَ كَرَامَةً فَاشتَرَي مِنهُ قَمِيصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ فَلَبِسَهُ مَا بَينَ الرّسغَينِ إِلَي الكَعبَينِ وَ أَتَي المَسجِدَ فَصَلّي فِيهِ رَكعَتَينِ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي رزَقَنَيِ‌ مِنَ الرّيَاشِ مَا أَتَجَمّلُ بِهِ فِي النّاسِ وَ أؤُدَيّ‌ فِيهِ فرَيِضتَيِ‌ وَ أَستُرُ بِهِ عوَرتَيِ‌ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ عَنكَ نرَويِ‌ هَذَا أَو شَيءٌ سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ بَل شَيءٌ سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ ذَلِكَ عِندَ الكِسوَةِ

15-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُثمَانَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي سَيفٍ عَن عَلِيّ بنِ حُبَابٍ عَن رَبِيعَةَ وَ عُمَارَةَ أَنّ طَائِفَةً مِن أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَشَوا إِلَيهِ عِندَ تَفَرّقِ النّاسِ عَنهُ وَ فِرَارِ كَثِيرٍ مِنهُم إِلَي مُعَاوِيَةَ طَلَباً لِمَا فِي يَدَيهِ مِنَ الدّنيَا فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَعطِ هَذِهِ الأَموَالَ وَ فَضّل هَؤُلَاءِ الأَشرَافَ مِنَ العَرَبِ وَ قُرَيشٍ عَلَي الموَاَليِ‌ وَ العَجَمِ وَ مَن نَخَافُ عِيّهُ مِنَ النّاسِ فِرَارَهُ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَ تأَمرُوُنيّ‌ أَن أَطلُبَ النّصرَ بِالجَورِ لَا وَ اللّهِ مَا أَفعَلُ مَا طَلَعَت شَمسٌ وَ لَاحَ فِي السّمَاءِ نَجمٌ وَ اللّهِ لَو كَانَ


صفحه : 109

مَالُهُم لِي لَوَاسَيتُ بَينَهُم وَ كَيفَ وَ إِنّمَا هُوَ أَموَالُهُم قَالَ ثُمّ أَتَمّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طَوِيلًا سَاكِتاً ثُمّ قَالَ مَن كَانَ لَهُ مَالٌ وَ مَأوَاهُ فَسَادٌ فَإِنّ إِعطَاءَ المَالِ فِي غَيرِ حَقّهِ تَبذِيرٌ وَ إِسرَافٌ وَ هُوَ إِن كَانَ ذِكراً لِصَاحِبِهِ فِي الدّنيَا فَهُوَ تَضيِيعُهُ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَضَع رَجُلٌ مَالَهُ فِي غَيرِ حَقّهِ وَ عِندَ غَيرِ أَهلِهِ إِلّا حَرّمَهُ اللّهُ شُكرَهُم وَ كَانَ لِغَيرِهِ وُدّهُم فَإِن بقَيِ‌َ مَعَهُ مَن يَوَدّهُ وَ يُظهِرُ لَهُ الشّكرَ فَإِنّمَا هُوَ مَلِقٌ يَكذِبُ يُرِيدُ التّقَرّبَ بِهِ إِلَيهِ لِيَنَالَ مِنهُ مِثلَ ألّذِي كَانَ يأَتيِ‌ إِلَيهِ مِن قَبلُ فَإِن زَلّت بِصَاحِبِهِ النّعلُ فَاحتَاجَ إِلَي مَعُونَتِهِ أَو مُكَافَاتِهِ فَشَرّ خَلِيلٍ وَ أَلأَمُ خَدِينٍ وَ مَن صَنَعَ المَعرُوفَ فِيمَا آتَاهُ فَليَصِل لَهُ القَرَابَةَ وَ ليُحسِن فِيهِ الضّيَافَةَ وَ ليَفُكّ بِهِ العاَنيِ‌َ وَ ليُعِن بِهِ الغَارِمَ وَ ابنَ السّبِيلِ وَ الفُقَرَاءَ وَ المُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ليُصبِر نَفسَهُ عَلَي النّوَائِبِ وَ الحُقُوقِ فَإِنّ الفَوزَ بِهَذِهِ الخِصَالِ شَرَفُ مَكَارِمِ الدّنيَا وَ دَركُ فَضَائِلِ الآخِرَةِ

16- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَو لَا أَنّ المَكرَ وَ الخَدِيعَةَ فِي النّارِ لَكُنتُ أَمكَرَ العَرَبِ

17-ثو،[ثواب الأعمال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي


صفحه : 110

الجَارُودِ عَن حَبِيبِ بنِ سِنَانٍ عَن زَاذَانَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ لَو لَا أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ المَكرَ وَ الخَدِيعَةَ وَ الخِيَانَةَ فِي النّارِ لَكُنتُ أَمكَرَ العَرَبِ

18- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لِلنّاسِ بِالكُوفَةِ يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَ ترَوَنيِ‌ لَا أَعلَمُ مَا يُصلِحُكُم بَلَي وَ لكَنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أُصلِحَكُم بِفَسَادِ نفَسيِ‌

19- شا،[الإرشاد] أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَيمُونٍ البَزّازِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن أَبِي عَلِيّ زِيَادِ بنِ رُستُمَ عَن سَعِيدِ بنِ كُلثُومٍ قَالَ كُنتُ عِندَ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَذَكَرَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَطرَاهُ وَ مَدَحَهُ بِمَا هُوَ أَهلُهُ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا أَكَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ الدّنيَا حَرَاماً قَطّ حَتّي مَضَي لِسَبِيلِهِ وَ مَا عُرِضَ لَهُ أَمرَانِ قَطّ هُمَا لِلّهِ رِضًا إِلّا أَخَذَ بِأَشَدّهِمَا عَلَيهِ فِي دِينِهِ وَ مَا نَزَلَت بِرَسُولِ اللّهِص نَازِلَةٌ قَطّ إِلّا دَعَاهُ ثِقَةً بِهِ وَ مَا أَطَاقَ عَمَلَ رَسُولِ اللّهِص مِن هَذِهِ الأُمّةِ غَيرَهُ وَ إِن كَانَ لَيَعمَلُ عَمَلَ رَجُلٍ كَانَ وَجهُهُ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ يَرجُو ثَوَابَ هَذِهِ وَ يَخَافُ عِقَابَ هَذِهِ وَ لَقَد أَعتَقَ مِن مَالِهِ أَلفَ مَملُوكٍ فِي طَلَبِ وَجهِ اللّهِ وَ النّجَاةِ مِنَ النّارِ مِمّا كَدّ بِيَدَيهِ وَ رَشَحَ مِنهُ جَبِينُهُ وَ إِن كَانَ لَيَقُوتُ أَهلَهُ بِالزّيتِ وَ الخَلّ وَ العَجوَةِ وَ مَا كَانَ لِبَاسُهُ إِلّا الكَرَابِيسَ إِذَا فَضَلَ شَيءٌ عَن يَدِهِ مِن كُمّهِ دَعَا بِالجَلَمِ فَقَصّهُ

20-سر،[السرائر]أَبَانُ بنُ تَغلِبَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي الحَارِثِ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَجَاءَ جَمَاعَةٌ مِن قُرَيشٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالُوا لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو فَضّلتَ الأَشرَافَ كَانَ أَجدَرَ أَن يُنَاصِحُوكَ قَالَ فَغَضِبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ


صفحه : 111

ع فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ أَ تأَمرُوُنيّ‌ أَن أَطلُبَ العَدلَ بِالجَورِ فِيمَن وُلّيتُ عَلَيهِ وَ اللّهِ لَا يَكُونُ مَا سَمَرَ السّمِيرُ وَ مَا رَأَيتُ فِي السّمَاءِ نَجماً وَ اللّهِ لَو كَانَ ماَليِ‌ دُونَهُم لَسَوّيتُ بَينَهُم كَيفَ وَ إِنّمَا هُوَ مَالُهُم ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ لَيسَ لِوَاضِعِ المَعرُوفِ فِي غَيرِ أَهلِهِ إِلّا مَحمَدَةُ اللّئَامِ وَ ثَنَاءُ الجُهّالِ فَإِن زَلّت بِصَاحِبِهِ النّعلُ فَشَرّ خَدِينٍ وَ شَرّ خَلِيلٍ

21- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حَمزَةُ بنُ عَطَاءٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِهَل يسَتوَيِ‌ هُوَ وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ قَالَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَأمُرُ بِالعَدلِوَ هُوَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ رَوَي نَحواً مِنهُ أَبُو المَضَا عَنِ الرّضَا ع

فَضَائِلُ أَحمَدَ قَالَ عَلِيّ ع أُحَاجّ النّاسَ يَومَ القِيَامَةِ بِتِسعٍ بِإِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ وَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌ِ عَنِ المُنكَرِ وَ العَدلِ فِي الرّعِيّةِ وَ القَسمِ بِالسّوِيّةِ وَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ إِقَامَةِ الحُدُودِ وَ أَشبَاهِهِ الفَائِقُ إِنّهُ بَعَثَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ رَبِيعَةُ بنُ الحَارِثِ ابنَيهِمَا الفَضلَ بنَ العَبّاسِ وَ عَبدَ المُطّلِبِ بنَ رَبِيعَةَ يَسأَلَانِهِ أَن يَستَعمِلَهُمَا عَلَي الصّدَقَاتِ فَقَالَ عَلِيّ وَ اللّهِ لَا نَستَعمِلُ مِنكُم أَحَداً عَلَي الصّدَقَةِ فَقَالَ رَبِيعَةُ هَذَا أَمرُكَ نِلتَ صِهرَ رَسُولِ اللّهِص فَلَم نَحسُدكَ عَلَيهِ فَأَلقَي عَلِيّ رِدَاءَهُ ثُمّ اضطَجَعَ عَلَيهِ فَقَالَ أَنَا أَبُو الحَسَنِ القَرمُ وَ اللّهِ لَا أَرِيمُ حَتّي يَرجِعَ إِلَيكُمَا ابنَاكُمَا بِحَورِ مَا بَعَثتُمَا بِهِ قَالَص إِنّ هَذِهِ الصّدَقَةَ أَوسَاخُ النّاسِ وَ إِنّهَا لَا تَحِلّ لِمُحَمّدٍ وَ لَا لِآلِ مُحَمّدٍ

قال الزمخشري‌ الحور الخيبة.بيان قال في النهاية في حديث علي ع أنا أبو الحسن القرم أي المقدم


صفحه : 112

في الرأي‌ والقرم فحل الإبل أي أنافيهم بمنزلة الفحل في الإبل قال الخطابي‌ وأكثر الروايات القوم بالواو و لامعني له وإنما هوبالراء أي المقدم في المعرفة وتجارب الأمور قوله ع لاأريم أي لاأبرح و لاأزول عن مكاني‌ و قال أيضا في النهاية في حديث علي ع حتي يرجع إليكما ابناكما بحور مابعثتما به أي بجواب ذلك يقال كلمته فما رد إلي‌ حورا أي جوابا وقيل أراد به الخيبة

22- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] نَزَلَ بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع ضَيفٌ فَاستَقرَضَ مِن قَنبَرٍ رِطلًا مِنَ العَسَلِ ألّذِي جَاءَ بِهِ مِنَ اليَمَنِ فَلَمّا قَعَدَ عَلِيّ ع لِيَقسِمَهَا قَالَ يَا قَنبَرُ قَد حَدَثَ فِي هَذَا الزّقّ حَدَثٌ قَالَ صَدَقَ فُوكَ وَ أَخبَرَهُ الخَبَرَ فَهَمّ بِضَربِ الحَسَنِ ع فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَي أَن أَخَذتَ مِنهُ قَبلَ القِسمَةِ قَالَ إِنّ لَنَا فِيهِ حَقّاً فَإِذَا أَعطَيتَنَاهُ رَدَدنَاهُ قَالَ فِدَاكَ أَبُوكَ وَ إِن كَانَ لَكَ فِيهِ حَقّ فَلَيسَ لَكَ أَن تَنتَفِعَ بِحَقّكَ قَبلَ أَن يَنتَفِعَ المُسلِمُونَ بِحُقُوقِهِم لَو لَا أنَيّ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يُقَبّلُ ثَنِيّتَكَ لَأَوجَعتُكَ ضَرباً ثُمّ دَفَعَ إِلَي قَنبَرٍ دِرهَماً وَ قَالَ اشتَرِ بِهِ أَجوَدَ عَسَلٍ يُقدَرُ عَلَيهِ قَالَ الراّويِ‌ فكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي يدَيَ‌ عَلِيّ ع عَلَي فَمِ الزّقّ وَ قَنبَرٌ يُقَلّبُ العَسَلَ فِيهِ ثُمّ شَدّهُ وَ يَقُولُ أللّهُمّ اغفِرهَا لِلحَسَنِ فَإِنّهُ لَا يَعرِفُ

بيان هذاالخبر إنما رواه من طرق المخالفين ونحن لانصححه و علي تقدير صحته يحتمل أن يكون أخذه ع قبل القسمة مع كون حقه فيهامكروها

23-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَضَائِلُ أَحمَدَ أُمّ كُلثُومٍ يَا أَبَا صَالِحٍ لَو رَأَيتَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 113

وَ أتُيِ‌َ بِأُترُجّ فَذَهَبَ الحَسَنُ أَوِ الحُسَينُ يَتَنَاوَلُ أُترُجّةً فَنَزَعَهَا مِن يَدِهِ ثُمّ أَمَرَ بِهِ فَقُسِمَ بَينَ النّاسِ إِنّ رَجُلًا مِن خَثعَمٍ رَأَي الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع يَأكُلَانِ خُبزاً وَ بَقلًا وَ خَلّا فَقُلتُ لَهُمَا أَ تَأكُلَانِ مِن هَذَا وَ فِي الرّحبَةِ مَا فِيهَا فَقَالَا مَا أَغفَلَكَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

عَن زَاذَانَ أَنّ قَنبَراً قَدّمَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع جَامَاتٍ مِن ذَهَبٍ وَ فِضّةٍ فِي الرّحبَةِ وَ قَالَ إِنّكَ لَا تَترُكُ شَيئاً إِلّا قَسَمتَهُ فَخَبَأتُ لَكَ هَذَا فَسَلّ سَيفَهُ وَ قَالَ وَيحَكَ لَقَد أَحبَبتَ أَن تُدخِلَ بيَتيِ‌ نَاراً ثُمّ استَعرَضَهَا بِسَيفِهِ فَضَرَبَهَا حَتّي انتَثَرَت مِن بَينِ إِنَاءٍ مَقطُوعٍ بَضعَةً وَ ثَلَاثِينَ وَ قَالَ عَلَيّ بِالعُرَفَاءِ فَجَاءُوا فَقَالَ هَذَا بِالحِصَصِ وَ هُوَ يَقُولُ


هَذَا جنَاَي‌َ وَ خِيَارُهُ فِيهِ   وَ كُلّ جَانٍ يَدُهُ إِلَي فِيهِ

جُمَلُ أَنسَابِ الأَشرَافِ أَنّهُ أَعطَتهُ الخَادِمَةُ فِي بَعضِ الليّاَليِ‌ قَطِيفَةً فَأَنكَرَ دَفأَهَا فَقَالَ مَا هَذِهِ قَالَتِ الخَادِمَةُ هَذِهِ مِن قُطُفِ الصّدَقَةِ قَالَ أَصرَدتُمُونَا بَقِيّةَ لَيلَتِنَا وَ قَدِمَ عَلَيهِ عَقِيلٌ فَقَالَ لِلحَسَنِ اكسُ عَمّكَ فَكَسَاهُ قَمِيصاً مِن قُمُصِهِ وَ رِدَاءً مِن أَردِيَتِهِ فَلَمّا حَضَرَ العِشَاءُ فَإِذَا هُوَ خُبزٌ وَ مِلحٌ فَقَالَ عَقِيلٌ لَيسَ إِلّا مَا أَرَي فَقَالَ أَ وَ لَيسَ هَذَا مِن نِعمَةِ اللّهِ وَ لَهُ الحَمدُ كَثِيراً فَقَالَ أعَطنِيِ‌ مَا أقَضيِ‌ بِهِ ديَنيِ‌ وَ عَجّل سرِاَحيِ‌ حَتّي أَرحَلَ عَنكَ قَالَ فَكَم دَينُكَ يَا أَبَا يَزِيدَ قَالَ مِائَةُ أَلفِ دِرهَمٍ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا هيِ‌َ عنِديِ‌ وَ لَا أَملِكُهَا وَ لَكِنِ اصبِر حَتّي يَخرُجَ عطَاَئيِ‌ فَأُوَاسِيَكَهُ وَ لَو لَا أَنّهُ لَا بُدّ لِلعِيَالِ مِن شَيءٍ لَأَعطَيتُكَ كُلّهُ فَقَالَ عَقِيلٌ بَيتُ المَالِ فِي يَدِكَ وَ أَنتَ تسُوَفّنُيِ‌ إِلَي عَطَائِكَ وَ كَم عَطَاؤُكَ وَ مَا عَسَاهُ يَكُونُ وَ لَو أَعطَيتَنِيهِ كُلّهُ


صفحه : 114

فَقَالَ مَا أَنَا وَ أَنتَ فِيهِ إِلّا بِمَنزِلَةِ رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَ كَانَا يَتَكَلّمَانِ فَوقَ قَصرِ الإِمَارَةِ مُشرِفِينَ عَلَي صَنَادِيقِ أَهلِ السّوقِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ إِن أَبَيتَ يَا بَا يَزِيدَ مَا أَقُولُ فَانزِل إِلَي بَعضِ هَذِهِ الصّنَادِيقِ فَاكسِر أَقفَالَهُ وَ خُذ مَا فِيهِ فَقَالَ وَ مَا فِي هَذِهِ الصّنَادِيقِ قَالَ فِيهَا أَموَالُ التّجّارِ قَالَ أَ تأَمرُنُيِ‌ أَن أَكسِرَ صَنَادِيقَ قَومٍ قَد تَوَكّلُوا عَلَي اللّهِ وَ جَعَلُوا فِيهَا أَموَالَهُم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ تأَمرُنُيِ‌ أَن أَفتَحَ بَيتَ مَالِ المُسلِمِينَ فَأُعطِيَكَ أَموَالَهُم وَ قَد تَوَكّلُوا عَلَي اللّهِ وَ أَقفَلُوا عَلَيهَا وَ إِن شِئتَ أَخَذتَ سَيفَكَ وَ أَخَذتُ سيَفيِ‌ وَ خَرَجنَا جَمِيعاً إِلَي الحِيرَةِ فَإِنّ بِهَا تُجّاراً مَيَاسِيرَ فَدَخَلنَا عَلَي بَعضِهِم فَأَخَذنَا مَالَهُ فَقَالَ أَ وَ سَارِقاً جِئتَ قَالَ تَسرِقُ مِن وَاحِدٍ خَيرٌ مِن أَن تَسرِقَ عَنِ المُسلِمِينَ جَمِيعاً قَالَ لَهُ أَ فَتَأذَنُ لِي أَن أَخرُجَ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ قَد أَذِنتُ لَكَ قَالَ فأَعَنِيّ‌ عَلَي سفَرَيِ‌ هَذَا فَقَالَ يَا حَسَنُ أَعطِ عَمّكَ أَربَعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَخَرَجَ عَقِيلٌ وَ هُوَ يَقُولُ


سيَغُنيِنيِ‌ ألّذِي أَغنَاكَ عنَيّ‌   وَ يقَضيِ‌ دَينَنَا رَبّ قَرِيبٌ

وَ ذَكَرَ عَمرُو بنُ عَلَاءٍ أَنّ عَقِيلًا لَمّا سَأَلَ عَطَاءَهُ مِن بَيتِ المَالِ قَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تُقِيمُ إِلَي يَومِ الجُمُعَةِ فَأَقَامَ فَلَمّا صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الجُمُعَةَ قَالَ لِعَقِيلٍ مَا تَقُولُ فِيمَن خَانَ هَؤُلَاءِ أَجمَعِينَ قَالَ بِئسَ الرّجُلُ ذَاكَ قَالَ فَأَنتَ تأَمرُنُيِ‌ أَن أَخُونَ هَؤُلَاءِ وَ أُعطِيَكَ وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع وَ لَقَد رَأَيتُ عَقِيلًا وَ قَد أَملَقَ حَتّي استمَاَحنَيِ‌ مِن بُرّكُم صَاعاً وَ عاَودَنَيِ‌ فِي عُشرِ وَسقٍ مِن شَعِيرِكُم يُقضِمُهُ جِيَاعَهُ وَ كَادَ يطَويِ‌ ثَالِثَ أَيّامِهِ خَامِصاً مَا استَطَاعَهُ وَ لَقَد رَأَيتُ أَطفَالَهُ شُعثَ الأَلوَانِ مِن ضَرّهِم كَأَنّمَا اشمَأَزّت وُجُوهُهُم مِن قَرّهِم فَلَمّا عاَودَنَيِ‌ فِي قَولِهِ وَ كَرّرَهُ أَصغَيتُ إِلَيهِ سمَعيِ‌


صفحه : 115

فَغَرّهُ وَ ظنَنّيِ‌ أُوتِغُ ديِنيِ‌ وَ أَتّبِعُ مَا أَسَرّهُ أَحمَيتُ لَهُ حَدِيدَةً لِيَنزَجِرَ إِذ لَا يَستَطِيعُ مَسّهَا وَ لَا يَصبِرُ ثُمّ أَدنَيتُهَا مِن جِسمِهِ فَضَجّ مِن أَلَمِهِ ضَجِيجَ دَنَفٍ يَئِنّ مِن سُقمِهِ وَ كَادَ يسَبُنّيِ‌ سَفَهاً مِن كَظمِهِ وَ لِحَرقِهِ فِي لَظًي أدُنيِ‌َ لَهُ مِن عُدمِهِ فَقُلتُ لَهُ ثَكِلَتكَ الثّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ أَ تَئِنّ مِن أَذًي وَ لَا أَئِنّ مِن لَظًي

وَ عَن أُمّ عُثمَانَ أُمّ وَلَدِ عَلِيّ قَالَت جِئتُ عَلِيّاً وَ بَينَ يَدَيهِ قَرَنفُلٌ مَكثُوبٌ فِي الرّحبَةِ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَب لاِبنتَيِ‌ مِن هَذَا القَرَنفُلِ قِلَادَةً فَقَالَ هَاكِ ذَا وَ نَفَذَ بِيَدِهِ إلِيَ‌ّ دِرهَماً فَإِنّمَا هَذَا لِلمُسلِمِينَ أَوّلًا فاَصبرِيِ‌ حَتّي يَأتِيَنَا حَظّنَا مِنهُ فَنَهَبَ لِابنَتِكِ قِلَادَةً وَ سَأَلَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ زَمعَةَ مَالًا فَقَالَ إِنّ هَذَا المَالَ لَيسَ لِي وَ لَا لَكَ وَ إِنّمَا هُوَ فيَ‌ءٌ لِلمُسلِمِينَ وَ جَلَبُ أَسيَافِهِم فَإِن شَرِكتَهُم فِي حَربِهِم كَانَ لَكَ مِثلُ حَظّهِم وَ إِلّا فَجَنَاةُ أَيدِيهِم لَا تَكُونُ لِغَيرِ أَفوَاهِهِم وَ جَاءَ إِلَيهِ عَاصِمُ بنُ مِيثَمٍ وَ هُوَ يَقسِمُ مَالًا فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ شَيخٌ كَبِيرٌ مُثقِلٌ قَالَ وَ اللّهِ مَا هُوَ بِكَدّ يدَيِ‌ وَ لَا بتِرُاَثيِ‌ عَن واَلدِيَ‌ّ وَ لَكِنّهَا أَمَانَةٌ أَوعَيتُهَا ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ مَن أَعَانَ شَيخاً كَبِيراً مُثَقّلًا

تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ وَ فَضَائِلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَنِ ابنِ مَردَوَيهِ أَنّهُ لَمّا أَقبَلَ مِنَ اليَمَنِ يُعَجّلُ إِلَي النّبِيّص وَ استَخلَفَ عَلَي جُندِهِ الّذِينَ مَعَهُ رَجُلًا مِن أَصحَابِهِ فَعَمَدَ ذَلِكَ الرّجُلُ فَكَسَا كُلّ رَجُلٍ مِنَ القَومِ حُلّةً مِنَ البَزّ ألّذِي كَانَ مَعَ عَلِيّ ع فَلَمّا دَنَا جَيشُهُ خَرَجَ عَلِيّ ع لِيَتَلّقَاهُم فَإِذَا هُم عَلَيهِمُ الحُلَلُ فَقَالَ وَيلَكَ مَا هَذَا


صفحه : 116

قَالَ كَسَوتُهُم لِيَتَجَمّلُوا بِهِ إِذَا قَدِمُوا فِي النّاسِ قَالَ وَيلَكَ مِن قَبلِ أَن تنَتهَيِ‌َ إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَانتَزَعَ الحُلَلَ مِنَ النّاسِ وَ رَدّهَا فِي البَزّ وَ أَظهَرَ الجَيشُ شِكَايَةً لِمَا صَنَعَ بِهِم

ثُمّ روُيِ‌َ عَنِ الخدُريِ‌ّ أَنّهُ قَالَ شَكَا النّاسُ عَلِيّاً فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ خَطِيباً فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ لَا تَشكُوا عَلِيّاً فَوَ اللّهِ إِنّهُ لَخَشِنٌ فِي ذَاتِ اللّهِ

وَ سَمِعتُ مُذَاكَرَةً أَنّهُ دَخَلَ عَلَيهِ عَمرُو بنُ العَاصِ لَيلَةً وَ هُوَ فِي بَيتِ المَالِ فَطَفِئَ السّرَاجَ وَ جَلَسَ فِي ضَوءِ القَمَرِ وَ لَم يَستَحِلّ أَن يَجلِسَ فِي الضّوءِ بِغَيرِ استِحقَاقٍ وَ مِن كَلَامٍ لَهُ فِيمَا رَدّهُ عَلَي المُسلِمِينَ مِن قَطَائِعِ عُثمَانَ وَ اللّهِ لَو وَجَدتُهُ قَد تُزُوّجَ بِهِ النّسَاءُ وَ مُلِكَ بِهِ الإِمَاءُ لَرَدَدتُهُ فَإِنّ فِي العَدلِ سَعَةً وَ مَن ضَاقَ عَلَيهِ العَدلُ فَالجَورُ عَلَيهِ أَضيَقُ وَ مِن كَلَامٍ لَهُ لَمّا أَرَادَهُ النّاسُ عَلَي البَيعَةِ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ دعَوُنيِ‌ وَ التَمِسُوا غيَريِ‌ فَإِنّا مُستَقبِلُونَ أَمراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلوَانٌ لَا يَقُومُ لَهَا القُلُوبُ وَ لَا يَثبُتُ عَلَيهِ العُقُولُ وَ إِنّ الآفَاتِ[الآفَاقَ] قَد أَغَامَت وَ المَحَجّةَ قَد تَنَكّرَت وَ اعلَمُوا أنَيّ‌ إِن أَجَبتُكُم رَكِبتُ بِكُم مَا أَعلَمُ وَ لَم أُصغِ إِلَي قَولِ القَائِلِ وَ عَتبِ العَاتِبِ

وَ فِي رِوَايَةٍ عَن أَبِي الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ أَنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ جَاءَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَا لَيسَ كَذَلِكَ كَانَ يُعطِينَا عُمَرُ قَالَ فَمَا كَانَ يُعطِيكُمَا رَسُولُ اللّهِص فَسَكَتَا قَالَ أَ لَيسَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَقسِمُ بِالسّوِيّةِ بَينَ المُسلِمِينَ قَالَا نَعَم قَالَ فَسُنّةُ رَسُولِ اللّهِص أَولَي بِالِاتّبَاعِ عِندَكُم أَم سُنّةُ عُمَرَ قَالَا سُنّةُ رَسُولِ اللّهِص يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَنَا سَابِقَةٌ وَ عَنَاءٌ وَ قَرَابَةٌ قَالَ سَابِقَتُكُمَا أَسبَقُ أَم ساَبقِتَيِ‌ قَالَا سَابِقَتُكَ قَالَ فَقَرَابَتُكُمَا أَم قرَاَبتَيِ‌ قَالَا قَرَابَتُكَ قَالَ فَعَنَاؤُكُمَا أَعظَمُ مِن عنَاَئيِ‌ قَالَا عَنَاؤُكَ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا أَنَا وَ أجَيِريِ‌ هَذَا إِلّا بِمَنزِلَةٍ وَاحِدَةٍ


صفحه : 117

وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي الأَجِيرِ

كِتَابُ ابنِ الحَاشِرِ بِإِسنَادِهِ إِلَي مَالِكِ بنِ أَوسِ بنِ الحَدَثَانِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنّهُ قَامَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فَأَخَذَ بِيَدِ عَبدِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد أَعتَقتُ هَذَا الغُلَامَ فَأَعطَاهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ مِثلَ مَا أَعطَي سَهلَ بنَ حُنَيفٍ وَ سَأَلَهُ بَعضُ مَوَالِيهِ مَالًا فَقَالَ يَخرُجُ عطَاَئيِ‌ فَأُقَاسِمُكَهُ فَقَالَ لَا أكَتفَيِ‌ وَ خَرَجَ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَوَصَلَهُ فَكَتَبَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ يُخبِرُهُ بِمَا أَصَابَ مِنَ المَالِ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَمّا بَعدُ فَإِنّ مَا فِي يَدِكَ مِنَ المَالِ قَد كَانَ لَهُ أَهلٌ قَبلَكَ وَ هُوَ سَائِرٌ إِلَي أَهلٍ مِن بَعدِكَ فَإِنّمَا لَكَ مَا مَهّدتَ لِنَفسِكَ فَآثِر نَفسَكَ عَلَي أَحوَجِ وُلدِكَ فَإِنّمَا أَنتَ جَامِعٌ لِأَحَدِ رَجُلَينِ إِمّا رَجُلٍ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ وَ إِمّا رَجُلٍ عَمِلَ فِيهِ بِمَعصِيَةِ اللّهِ فشَقَيِ‌َ بِمَا جَمَعتَ لَهُ وَ لَيسَ مِن هَذَينِ أَحَدٌ بِأَهلٍ أَن تُؤثِرَهُ عَلَي نَفسِكَ وَ لَا تَبرُدَ لَهُ عَلَي ظَهرِكَ فَارجُ لِمَن مَضَي رَحمَةَ اللّهِ وَ ثِق لِمَن بقَيِ‌َ بِرِزقِ اللّهِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ أحين القوم حان لهم ماحاولوه و قال الكثب الجمع والصب و قال أغامت السماء ظهر فيهاالغيم و قال برد حقي‌ وجب ولزم

24- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حَكِيمُ بنُ أَوسٍ كَانَ عَلِيّ ع يَبعَثُ إِلَينَا بِزِقَاقِ العَسَلِ فَيُقسَمُ فِينَا ثُمّ يَأمُرُ أَن يَلعَقُوهُ وَ أتُيِ‌َ إِلَيهِ بِأَحمَالِ فَاكِهَةٍ فَأَمَرَ بِبَيعِهَا وَ أَن يُطرَحَ ثَمَنُهَا فِي بَيتِ المَالِ

سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِرَأَيتُ عَلِيّاً بَنَي لِلضّوَالّ مِربَداً فَكَانَ يَعلِفُهَا عَلَفاً لَا يُسمِنُهَا


صفحه : 118

وَ لَا يُهزِلُهَا مِن بَيتِ المَالِ فَمَن أَقَامَ عَلَيهَا بَيّنَةً أَخَذَهُ وَ إِلّا أَقَرّهَا عَلَي حَالِهَا

بيان المربد كمنبر الموضع ألذي يحبس فيه الإبل والغنم

25- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عَاصِمُ بنُ مِيثَمٍ أَنّهُ أهُديِ‌َ إِلَي عَلِيّ ع سِلَالُ خَبِيصٍ لَهُ خَاصّةً فَدَعَا بِسُفرَةٍ فَنَثَرَهُ عَلَيهِ ثُمّ جَلَسُوا حَلقَتَينِ يَأكُلُونَ

أَبُو حَرِيرٍ إِنّ المَجُوسَ أَهدَوا إِلَيهِ يَومَ النّيرُوزِ جَامَاتٍ مِن فِضّةٍ فِيهَا سُكّرٌ فَقَسَمَ السّكّرَ بَينَ أَصحَابِهِ وَ حَسَبَهَا مِن جِزيَتِهِم وَ بَعَثَ إِلَيهِ دِهقَانٌ بِثَوبٍ مَنسُوجٍ بِالذّهَبِ فَابتَاعَهُ مِنهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ بِأَربَعَةِ آلَافِ دِرهَمٍ إِلَي العَطَاءِ

الحِليَةُ وَ فَضَائِلُ أَحمَدَ عَاصِمُ بنُ كُلَيبٍ عَن أَبِيهِ أَنّهُ قَالَ أتُيِ‌َ عَلِيّ بِمَالٍ مِن أَصفَهَانَ وَ كَانَ أَهلُ الكُوفَةِ أَسبَاعاً فَقَسَمَهُ سَبعَةَ أَسبَاعٍ فَوَجَدَ فِيهِ رَغِيفاً فَكَسَرَهُ بِسَبعَةِ كِسَرٍ ثُمّ جَعَلَ عَلَي كُلّ جُزءٍ كِسرَةً ثُمّ دَعَا أُمَرَاءَ الأَسبَاعِ فَأَقرَعَ بَينَهُم

فَضَائِلُ أَحمَدَ أَنّهُ رَأَي حَبلًا فِي بَيتِ المَالِ فَقَالَ أَعطُوهُ النّاسَ فَأَخَذَهُ بَعضُهُم

مَجَالِسُ ابنِ مهَديِ‌ّ أَنّهُ تَخَايَرَ غُلَامَانِ فِي خَطّيهِمَا إِلَي الحَسَنِ فَقَالَ انظُر مَا ذَا تَقُولُ فَإِنّهُ حُكمٌ وَ كَانَ ع قَوّالًا لِلحَقّ قَوّاماً بِالقِسطِ إِذَا رضَيِ‌َ لَم يَقُل غَيرَ الصّدقِ وَ إِن سَخِطَ لَم يَتَجَاوَز جَانِبَ الحَقّ

26- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ بَينَمَا عَلِيّ ع يَخطُبُ يَومَ جُمُعَةٍ عَلَي المِنبَرِ فَجَاءَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ يَتَخَطّي رِقَابَ النّاسِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَالَتِ الخُمَلَاءُ بيَنيِ‌ وَ بَينَ وَجهِكَ قَالَ فَقَالَ عَلِيّ ع مَا لِي وَ مَا لِلضّيَاطِرَةِ أَطرُدُ قَوماً غَدَوا أَوّلَ النّهَارِ يَطلُبُونَ رِزقَ اللّهِ وَ آخِرَ النّهَارِ ذَكَرُوا اللّهَ أَ فَأَطرُدُهُم فَأَكُونَ كَالظّالِمِينَ

بيان قال الجزري‌ في حديث علي ع من يعذرني‌ من هؤلاء الضياطرة هم الضخام الذين لاغناء عندهم الواحد ضيطار والياء زائدة


صفحه : 119

27- كشف ،[كشف الغمة] عَنِ الحَافِظِ عَبدِ العَزِيزِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ الحُسَينُ ع جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع يَسعَي بِقَومٍ فأَمَرَنَيِ‌ أَن دَعَوتُ لَهُ قَنبَراً فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع اخرُج إِلَي هَذَا الساّعيِ‌ فَقُل لَهُ قَد أَسمَعتَنَا مَا كَرِهَ اللّهُ تَعَالَي فَانصَرِف فِي غَيرِ حِفظِ اللّهِ تَعَالَي

وَ مِن كِتَابِ ابنِ طَلحَةَ روُيِ‌َ أَنّ سَودَةَ بِنتَ عُمَارَةَ الهَمدَانِيّةَ دَخَلَت عَلَي مُعَاوِيَةَ بَعدَ مَوتِ عَلِيّ فَجَعَلَ يُؤَنّبُهَا عَلَي تَحرِيضِهَا عَلَيهِ أَيّامَ صِفّينَ وَ آلَ أَمرُهُ إِلَي أَن قَالَ مَا حَاجَتُكِ قَالَت إِنّ اللّهَ مُسَائِلُكَ عَن أَمرِنَا وَ مَا افتَرَضَ عَلَيكَ مِن حَقّنَا وَ لَا يَزَالُ يَتَقَدّمُ عَلَينَا مِن قِبَلِكَ مَن يَسمُو بِمَكَانِكَ وَ يَبطِشُ بِقُوّةِ سُلطَانِكَ فَيَحصُدُنَا حَصِيدَ السّنبُلِ وَ يَدُوسُنَا دَوسَ الحَرمَلِ يَسُومُنَا الخَسفَ وَ يُذِيقُنَا الحَتفَ هَذَا بُسرُ بنُ أَرطَاةَ قَدِمَ عَلَينَا فَقَتَلَ رِجَالَنَا وَ أَخَذَ أَموَالَنَا وَ لَو لَا الطّاعَةُ لَكَانَ فِينَا عِزّ وَ مَنعَةٌ فَإِن عَزَلتَهُ عَنّا شَكَرنَاكَ وَ إِلّا كَفّرنَاكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إيِاّي‌َ تُهَدّدِينَ بِقَومِكِ يَا سَودَةُ لَقَد هَمَمتُ أَن أَحمِلَكِ عَلَي قَتَبٍ أَشوَسَ فَأَرُدّكِ إِلَيهِ فَيُنفِذَ فِيكِ حُكمَهُ فَأَطرَقَت سَودَةُ سَاعَةً ثُمّ قَالَت


صَلّي الإِلَهُ عَلَي رُوحٍ تَضَمّنَهَا   قَبرٌ فَأَصبَحَ فِيهِ العَدلُ مَدفُوناً

قَد حَالَفَ الحَقّ لَا يبَغيِ‌ بِهِ بَدَلًا   فَصَارَ بِالحَقّ وَ الإِيمَانِ مَقرُوناً

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَن هَذَا يَا سَودَةُ قَالَت هُوَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ اللّهِ لَقَد جِئتُهُ فِي رَجُلٍ كَانَ قَد وَلّاهُ صَدَقَاتِنَا فَجَارَ عَلَينَا فَصَادَفتُهُ قَائِماً يصُلَيّ‌ فَلَمّا رآَنيِ‌ انفَتَلَ مِن صَلَاتِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ بِرَحمَةٍ وَ رِفقٍ وَ رَأفَةٍ وَ تَعَطّفٍ وَ قَالَ أَ لَكَ حَاجَةٌ قُلتُ نَعَم فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ فَبَكَي ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَنتَ الشّاهِدُ عَلَيّ وَ عَلَيهِم وَ أنَيّ‌ لَم آمُرهُم بِظُلمِ خَلقِكَ ثُمّ أَخرَجَ قِطعَةَ جِلدٍ فَكَتَبَ فِيهَا


صفحه : 120

بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ قَد جَاءَتكُم بَيّنَةٌ مِن رَبّكُمفَأَوفُوا الكَيلَ وَ المِيزانَ وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ فَإِذَا قَرَأتَ كتِاَبيِ‌ هَذَا فَاحتَفِظ بِمَا فِي يَدِكَ مِن عَمَلِنَا حَتّي يَقدُمَ عَلَيكَ مَن يَقبِضُهُ مِنكَ وَ السّلَامُ ثُمّ دَفَعَ الرّقعَةَ إلِيَ‌ّ فَوَ اللّهِ مَا خَتَمَهَا بَطِينٍ وَ لَا خَزَنَهَا فَجِئتُ بِالرّقعَةِ إِلَي صَاحِبِهِ فَانصَرَفَ عَنّا مَعزُولًا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ اكتُبُوا لَهَا كَمَا تُرِيدُ وَ اصرِفُوهَا إِلَي بَلَدِهَا غَيرَ شَاكِيَةٍ

بيان قوله أشوس الشوس النظر بمؤخر العين تكبرا وغيظا و هو لايناسب المقام ولعله تصحيف أشرس يقال رجل أشرس أي عسر شديد الخلاف والشرس بالكسر ماصغر من الشوك قولها قدحالف الحق أي صار حليفه وحلف أن لايفارقه

28-إِرشَادُ القُلُوبِ،دَخَلَ ضِرَارُ بنُ ضَمرَةَ الليّثيِ‌ّ عَلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ صِف لِي عَلِيّاً فَقَالَ أَ وَ تعُفيِنيِ‌ مِن ذَلِكَ فَقَالَ لَا أُعفِيكَ فَقَالَ كَانَ وَ اللّهِ بَعِيدَ المُدَي شَدِيدَ القُوَي يَقُولُ فَصلًا وَ يَحكُمُ عَدلًا يَتَفَجّرُ العِلمُ مِن جَوَانِبِهِ وَ تَنطِقُ الحِكمَةُ مِن نَوَاحِيهِ يَستَوحِشُ مِنَ الدّنيَا وَ زَهرَتِهَا وَ يَستَأنِسُ بِاللّيلِ وَ وَحشَتِهِ كَانَ وَ اللّهِ غَرِيزَ العِبرَةِ طَوِيلَ الفِكرَةِ يُقَلّبُ كَفّيهِ وَ يُخَاطِبُ نَفسَهُ وَ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ يُعجِبُهُ مِنَ اللّبَاسِ مَا خَشِنَ وَ مِنَ الطّعَامِ مَا جَشِبَ كَانَ وَ اللّهِ فِينَا كَأَحَدِنَا يُدنِينَا إِذَا أَتَينَاهُ وَ يُجِيبُنَا إِذَا سَأَلنَاهُ وَ كَانَ مَعَ دُنُوّهِ مِنّا وَ قُربِنَا مِنهُ لَا نُكَلّمُهُ


صفحه : 121

لِهَيبَتِهِ وَ لَا نَرفَعُ عَينَنَا لِعَظَمَتِهِ فَإِن تَبَسّمَ فَمِن مِثلِ اللّؤلُؤِ المَنظُومِ يُعَظّمُ أَهلَ الدّينِ وَ يُحِبّ المَسَاكِينَ لَا يَطمَعُ القوَيِ‌ّ فِي بَاطِلِهِ وَ لَا يَيأَسُ الفَقِيرُ مِن عَدلِهِ فَأَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد رَأَيتُهُ فِي بَعضِ مَوَاقِفِهِ وَ قَد أَرخَي اللّيلُ سُدُولَهُ وَ غَارَت نُجُومُهُ وَ هُوَ قَائِمٌ فِي مِحرَابِهِ قَابِضٌ عَلَي لِحيَتِهِ يَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السّلِيمِ وَ يبَكيِ‌ بُكَاءَ الحَزِينِ فكَأَنَيّ‌ الآنَ أَسمَعُهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا دُنيَا دَنِيّةٍ أَ بيِ‌ تَعَرّضتِ أَم إلِيَ‌ّ تَشَوّقتِ هَيهَاتَ هَيهَاتَ غرُيّ‌ غيَريِ‌ لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ قَد بَتَتّكِ ثَلَاثاً لَا رَجعَةَ لِي فِيهَا فَعُمُرُكِ قَصِيرٌ وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ آهِ آهِ مِن قِلّةِ الزّادِ وَ بُعدِ السّفَرِ وَ وَحشَةِ الطّرِيقِ وَ عِظَمِ المَورِدِ فَوَكَفَت دُمُوعُ مُعَاوِيَةَ عَلَي لِحيَتِهِ فَنَشَفَهَا بِكُمّهِ وَ اختَنَقَ القَومُ بِالبُكَاءِ ثُمّ قَالَ كَانَ وَ اللّهِ أَبُو الحَسَنِ كَذَلِكَ فَكَيفَ صَبرُكَ عَنهُ يَا ضِرَارُ قَالَ صَبرُ مَن ذُبِحَ وَاحِدُهَا[وَلَدُهَا] عَلَي صَدرِهَا فهَيِ‌َ لَا تَرقَي عَبرَتُهَا وَ لَا تَسكُنُ حَسرَتُهَا ثُمّ قَامَ وَ خَرَجَ وَ هُوَ بَاكٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَ مَا إِنّكُم لَو فقَدَتمُوُنيِ‌ لَمَا كَانَ فِيكُم مَن يثَنيِ‌ عَلَيّ هَذَا الثّنَاءَ فَقَالَ بَعضُ مَن حَضَرَ الصّاحِبُ عَلَي قَدرِ صَاحِبِهِ

توضيح قوله بعيد المدي المدي الغاية و هوكناية عن علو همته في


صفحه : 122

تحصيل الكمالات أو عن رفعة محله في السعادات حيث لايصل إليه أحد في شيء من فضائله قوله وتنطق الحكمة من نواحيه أي لكثرة وفور حكمه كأن الحكمة ناطقة في جوانبه ونواحيه فيستفاد منه الحكمة من غير أن ينطق بها و في بعض النسخ بالفاء أي تتقاطر وتجري‌ ولعله أبلغ

29-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ عَمرِو بنِ سُلَيمَانَ البجَلَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الحَسَنِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ شُعَيبِ بنِ مِيثَمٍ التّمّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي مِخنَفٍ الأزَديِ‌ّ قَالَأَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع رَهطٌ مِنَ الشّيعَةِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَخرَجتَ هَذِهِ الأَموَالَ فَفَرّقتَهَا فِي هَؤُلَاءِ الرّؤَسَاءِ وَ الأَشرَافِ وَ فَضّلتَهُم عَلَينَا حَتّي إِذَا استَوسَقَتِ الأُمُورُ عُدتَ إِلَي أَفضَلِ مَا عَوّدَكَ اللّهُ مِنَ القَسمِ بِالسّوِيّةِ وَ العَدلِ فِي الرّعِيّةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَيحَكُم أَ تأَمرُوُنيّ‌ أَن أَطلُبَ النّصرَ بِالجَورِ فِيمَن وُلّيتُ عَلَيهِ مِن أَهلِ الإِسلَامِ لَا وَ اللّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ مَا سَمَرَ السّمِيرُ وَ مَا رَأَيتُ فِي السّمَاءِ نَجماً وَ اللّهِ لَو كَانَت أَموَالُهُم ماَليِ‌ لَسَاوَيتُ بَينَهُم فَكَيفَ وَ إِنّمَا هيِ‌َ أَموَالُهُم قَالَ ثُمّ أَرَمّ سَاكِتاً طَوِيلًا ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ مَن كَانَ فِيكُم لَهُ مَالٌ فَإِيّاكُم وَ الفَسَادَ فَإِنّ إِعطَاءَهُ فِي غَيرِ حَقّهِ تَبذِيرٌ وَ إِسرَافٌ وَ هُوَ يَرفَعُ ذِكرَ صَاحِبِهِ فِي النّاسِ وَ يَضَعُهُ عِندَ اللّهِ وَ لَم يَضَعِ امرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيرِ حَقّهِ وَ عِندَ غَيرِ أَهلِهِ إِلّا حَرَمَهُ اللّهُ شُكرَهُم وَ كَانَ لِغَيرِهِ وُدّهُم فَإِن بقَيِ‌َ مَعَهُ مِنهُم بَقِيّةٌ مِمّن يُظهِرُ الشّكرَ لَهُ وَ يُرِيهِ النّصحَ فَإِنّمَا ذَلِكَ مَلَقٌ مِنهُ وَ كَذِبٌ فَإِن زَلّت بِصَاحِبِهِمُ النّعلُ ثُمّ احتَاجَ إِلَي مَعُونَتِهِم وَ مُكَافَاتِهِم فَأَلأَمُ خَلِيلٍ وَ شَرّ خَدِينٍ وَ لَم يَضَعِ امرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيرِ حَقّهِ وَ عِندَ غَيرِ أَهلِهِ إِلّا لَم يَكُن لَهُ مِنَ الحَظّ فِيمَا أَتَي إِلّا مَحمَدَةُ اللّئَامِ وَ ثَنَاءُ الأَشرَارِ مَا دَامَ عَلَيهِ مُنعِماً


صفحه : 123

مُفضِلًا وَ مَقَالَةُ الجَاهِلِ مَا أَجوَدَهُ وَ هُوَ عِندَ اللّهِ بَخِيلٌ فأَيَ‌ّ حَظّ أَبوَرُ وَ أَخسَرُ مِن هَذَا الحَظّ وَ أَيّ فَائِدَةٍ مَعرُوفٍ أَقَلّ مِن هَذَا المَعرُوفِ فَمَن كَانَ مِنكُم لَهُ مَالٌ فَليَصِل بِهِ القَرَابَةَ وَ ليُحسِن مِنهُ الضّيَافَةَ وَ ليَفُكّ بِهِ العاَنيِ‌َ وَ الأَسِيرَ وَ ابنَ السّبِيلِ فَإِنّ الفَوزَ بِهَذِهِ الخِصَالِ مَكَارِمُ الدّنيَا وَ شَرَفُ الآخِرَةِ

بيان أرم بتشديد الميم والراء المهملة والمعجمة أي سكت والعاني‌ الأسير و كل من ذل واستكان وخضع

30- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ غَيرُهُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن رَجُلٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ جَاءَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَسَلٌ وَ تِينٌ مِن هَمدَانَ وَ حُلوَانَ فَأَمَرَ العُرَفَاءَ أَن يَأتُوا بِاليَتَامَي فَأَمكَنَهُم مِن رُءُوسِ الأَزقَاقِ يَلعَقُونَهَا وَ هُوَ يَقسِمُهَا لِلنّاسِ قَدَحاً قَدَحاً فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا لَهُم يَلعَقُونَهَا فَقَالَ إِنّ الإِمَامَ أَبُو اليَتَامَي وَ إِنّمَا أَلعَقتُهُم هَذَا بِرِعَايَةِ الآبَاءِ

31- كا،[الكافي‌]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الإسحاق [إِسحَاقَ]الأَحمَرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَنِ الأَصبَغِ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا أَرَادَ أَن يُوَبّخَ الرّجُلَ يَقُولُ وَ اللّهِ لَأَنتَ أَعجَزُ مِنَ التّارِكِ الغُسلِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ إِنّهُ لَا يَزَالُ فِي طُهرٍ إِلَي الجُمُعَةِ الأُخرَي

32-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ غَيرُهُمَا بِأَسَانِيدَ مُختَلِفَةٍ فِي احتِجَاجِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَي عَاصِمِ بنِ زِيَادٍ حِينَ لَبِسَ العَبَاءَ وَ تَرَكَ المُلَاءَ وَ شَكَاهُ أَخُوهُ الرّبِيعُ بنُ زِيَادٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ


صفحه : 124

قَد غَمّ أَهلَهُ وَ أَحزَنَ وُلدَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَيّ بِعَاصِمِ بنِ زِيَادٍ فجَيِ‌ءَ بِهِ فَلَمّا رَآهُ عَبَسَ فِي وَجهِهِ فَقَالَ لَهُ أَ مَا استَحيَيتَ مِن أَهلِكَ أَ مَا رَحِمتَ وُلدَكَ أَ تَرَي اللّهَ أَحَلّ لَكَ الطّيّبَاتِ وَ هُوَ يَكرَهُ أَخذَكَ مِنهَا أَنتَ أَهوَنُ عَلَي اللّهِ مِن ذَلِكَ أَ وَ لَيسَ اللّهُ يَقُولُوَ الأَرضَ وَضَعَها لِلأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَ النّخلُ ذاتُ الأَكمامِ أَ وَ لَيسَ يَقُولُمَرَجَ البَحرَينِ يَلتَقِيانِ بَينَهُما بَرزَخٌ لا يَبغِيانِ إِلَي قَولِهِيَخرُجُ مِنهُمَا اللّؤلُؤُ وَ المَرجانُفَبِاللّهِ لَابتِذَالُ نِعَمِ اللّهِ بِالفَعَالِ أَحَبّ إِلَيهِ مِنِ ابتِذَالِهَا بِالمَقَالِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث فَقَالَ عَاصِمٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَعَلَي مَا اقتَصَرتَ فِي مَطعَمِكَ عَلَي الجُشُوبَةِ وَ فِي مَلبَسِكَ عَلَي الخُشُونَةِ فَقَالَ وَيحَكَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي فَرَضَ عَلَي أَئِمّةِ العَدلِ أَن يُقَدّرُوا أَنفُسَهُم بِضَعَفَةِ النّاسِ كَيلَا يَتَبَيّغَ بِالفَقِيرِ فَقرُهُ فَأَلقَي عَاصِمُ بنُ زِيَادٍ العَبَاءَ وَ لَبِسَ المِلَاءَ

33-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]القَاسِمُ بنُ حَمّادٍ الدّلّالُ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت خَمسُ آيَاتٍأَمّن خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ أَنزَلَ لَكُم مِنَ السّماءِ ماءً إِلَي قَولِهِإِن كُنتُم صادِقِينَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي جَنبِ النّبِيّص فَانتَقَضَ انتِقَاضَ العُصفُورِ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَا لَكَ يَا عَلِيّ قَالَ عَجِبتُ مِن جُرأَتِهِم عَلَي اللّهِ وَ حِلمِ اللّهِ عَنهُم قَالَ فَمَسَحَهُ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ أَبشِر يَا عَلِيّ فَإِنّهُ لَا يُحِبّكَ مُنَافِقٌ وَ لَا يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ وَ لَو لَا أَنتَ


صفحه : 125

لَم يُعرَف حِزبُ اللّهِ وَ حِزبُ رَسُولِهِ

34- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن مُرَازِمِ بنِ حَكِيمٍ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّاسَ يَرَونَ أَنّ لَكَ مَالًا كَثِيراً فَقَالَ مَا يسَوُؤنُيِ‌ ذَاكَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَرّ ذَاتَ يَومٍ عَلَي نَاسٍ شَتّي مِن قُرَيشٍ وَ عَلَيهِ قَمِيصٌ مُخَرّقٌ فَقَالُوا أَصبَحَ عَلِيّ لَا مَالَ لَهُ فَسَمِعَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَأَمَرَ ألّذِي يلَيِ‌ صَدَقَتَهُ أَن يَجمَعَ تَمرَهُ وَ لَا يَبعَثَ إِلَي إِنسَانٍ شَيئاً وَ أَن يُوَفّرَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ بِعهُ الأَوّلَ فَالأَوّلَ وَ اجعَلهَا دَرَاهِمَ ثُمّ اجعَلهَا حَيثُ تَجعَلُ التّمرَ فَاكبِسهُ مَعَهُ حَيثُ تُرَي وَ قَالَ للِذّيِ‌ يَقُومُ عَلَيهِ إِذَا دَعَوتُ بِالتّمرِ فَاصعَد وَ انظُرِ المَالَ فَاضرِبهُ بِرِجلِكَ كَأَنّكَ لَا تَعمِدُ الدّرَاهِمَ حَتّي تَنثُرَهَا ثُمّ بَعَثَ إِلَي رَجُلٍ مِنهُم يَدعُوهُ ثُمّ دَعَا بِالتّمرِ فَلَمّا صَعِدَ يَنزِلُ بِالتّمرِ ضَرَبَ بِرِجلِهِ فَانتَثَرَتِ الدّرَاهِمُ فَقَالُوا مَا هَذَا يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ هَذَا مَالُ مَن لَا مَالَ لَهُ ثُمّ أَمَرَ بِذَلِكَ المَالِ فَقَالَ انظُرُوا أَهلَ كُلّ بَيتٍ كُنتُ أَبعَثُهُ إِلَيهِم فَانظُرُوا مَا لَهُ وَ ابعَثُوا إِلَيهِ

35-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ جَمِيعاً عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَبَلَغَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ يَقُولَانِ لَيسَ لعِلَيِ‌ّ مَالٌ قَالَ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَيهِ فَأَمَرَ وُكَلَاءَهُ أَن يَجمَعُوا غَلّتَهُ حَتّي إِذَا حَالَ الحَولُ أَتَوهُ وَ قَد جَمَعُوا مِن ثَمَنِ الغَلّةِ مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ فَنُشِرَت بَينَ يَدَيهِ فَأَرسَلَ إِلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ فَأَتَيَاهُ فَقَالَ لَهُمَا هَذَا المَالُ وَ اللّهِ لَيسَ


صفحه : 126

لِأَحَدٍ فِيهِ شَيءٌ وَ كَانَ عِندَهُمَا مُصَدّقاً قَالَ فَخَرَجَا مِن عِندِهِ وَ هُمَا يَقُولَانِ إِنّ لَهُ مَالًا

36-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُبَعَثَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مُصَدّقاً مِنَ الكُوفَةِ إِلَي بَادِيَتِهَا فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ انطَلِق وَ عَلَيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا تُؤثِرَنّ دُنيَاكَ عَلَي آخِرَتِكَ وَ كُن حَافِظاً لِمَا ائتَمَنتُكَ عَلَيهِ مُرَاعِياً لِحَقّ اللّهِ فِيهِ حَتّي تأَتيِ‌َ ناَديِ‌َ بنَيِ‌ فُلَانٍ فَإِذَا قَدِمتَ فَانزِل بِمَائِهِم مِن غَيرِ أَن تُخَالِطَ أَبيَاتَهُم ثُمّ امضِ إِلَيهِم بِسَكِينَةٍ وَ وَقَارٍ حَتّي تَقُومَ بَينَهُم فَتُسَلّمَ عَلَيهِم ثُمّ قُل لَهُم يَا عِبَادَ اللّهِ أرَسلَنَيِ‌ إِلَيكُم ولَيِ‌ّ اللّهِ لِآخُذَ مِنكُم حَقّ اللّهِ فِي أَموَالِكُم فَهَل لِلّهِ فِي أَموَالِكُم مِن حَقّ فَتُؤَدّوهُ إِلَي وَلِيّهِ فَإِن قَالَ لَكَ قَائِلٌ لَا فَلَا تُرَاجِعهُ وَ إِن أَنعَمَ لَكَ مِنهُم مُنعِمٌ فَانطَلِق مَعَهُ مِن غَيرِ أَن تُخِيفَهُ أَو تَعِدَهُ إِلّا خَيراً فَإِذَا أَتَيتَ مَالَهُ فَلَا تَدخُلهُ إِلّا بِإِذنِهِ فَإِنّ أَكثَرَهُ لَهُ فَقُل يَا عَبدَ اللّهِ أَ تَأذَنُ لِي فِي دُخُولِ مَالِكَ فَإِن أَذِنَ لَكَ فَلَا تَدخُلهُ دُخُولَ مُتَسَلّطٍ عَلَيهِ فِيهِ وَ لَا عَنِفٍ بِهِ فَاصدَعِ المَالَ صَدعَينِ ثُمّ خَيّرهُ أَيّ الصّدعَينِ شَاءَ فَأَيّهُمَا اختَارَ فَلَا تَعَرّض لَهُ ثُمّ اصدَعِ الباَقيِ‌َ صَدعَينِ ثُمّ خَيّرهُ فَأَيّهُمَا اختَارَ فَلَا تَعَرّض لَهُ وَ لَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتّي يَبقَي مَا فِيهِ وَفَاءٌ لِحَقّ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي مَالِهِ فَإِذَا بقَيِ‌َ ذَلِكَ فَاقبِض حَقّ اللّهِ مِنهُ وَ إِنِ استَقَالَكَ فَأَقِلهُ ثُمّ اخلِطهُمَا وَ اصنَع مِثلَ ألّذِي صَنَعتَ أَوّلًا حَتّي تَأخُذَ حَقّ اللّهِ فِي مَالِهِ فَإِذَا قَبَضتَهُ فَلَا تُوَكّل بِهِ إِلّا نَاصِحاً


صفحه : 127

شَفِيقاً أَمِيناً حَفِيظاً غَيرَ مُعنِفٍ بشِيَ‌ءٍ مِنهَا ثُمّ احدُر كُلّ مَا اجتَمَعَ عِندَكَ مِن كُلّ نَادٍ إِلَينَا نُصَيّرهُ حَيثُ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا انحَدَرَ فِيهَا رَسُولُكَ فَأَوعِز إِلَيهِ أَن لَا يَحُولَ بَينَ نَاقَةٍ وَ بَينَ فَصِيلِهَا وَ لَا يُفَرّقَ بَينَهُمَا وَ لَا يَمصُرَنّ لَبَنَهَا فَيُضِرّ ذَلِكَ بِفَصِيلِهَا وَ لَا يَجهَدَ بِهَا رُكُوباً وَ ليَعدِل بَينَهُنّ فِي ذَلِكَ وَ ليُورِدهُنّ كُلّ مَاءٍ يَمُرّ بِهِ وَ لَا يَعدِل بِهِنّ عَن نَبتِ الأَرضِ إِلَي جَوَادّ الطّرِيقِ فِي السّاعَةِ التّيِ‌ فِيهَا تُرِيحُ وَ تَغبُقُ وَ ليَرفُق بِهِنّ جُهدَهُ حَتّي يَأتِيَنَا بِإِذنِ اللّهِ سِحَاحاً سِمَاناً غَيرَ مُتعَبَاتٍ وَ لَا مُجهَدَاتٍ فَنَقسِمَهُنّ بِإِذنِ اللّهِ عَلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص عَلَي أَولِيَاءِ اللّهِ فَإِنّ ذَلِكَ أَعظَمُ لِأَجرِكَ وَ أَقرَبُ لِرُشدِكَ يَنظُرُ اللّهُ إِلَيهَا وَ إِلَيكَ وَ إِلَي جُهدِكَ وَ نَصِيحَتِكَ لِمَن بَعَثَكَ وَ بُعِثتَ فِي حَاجَتِهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَا يَنظُرُ اللّهُ إِلَي ولَيِ‌ّ لَهُ يُجهِدُ نَفسَهُ بِالطّاعَةِ وَ النّصِيحَةِ لَهُ وَ لِإِمَامِهِ إِلّا كَانَ مَعَنَا فِي الرّفِيقِ الأَعلَي قَالَ ثُمّ بَكَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَ يَا بُرَيدُ لَا وَ اللّهِ مَا بَقِيَت لِلّهِ حُرمَةٌ إِلّا انتُهِكَ وَ لَا عُمِلَ بِكِتَابِ اللّهِ وَ لَا سُنّةِ نَبِيّهِ فِي هَذَا العَالَمِ وَ لَا أُقِيمَ فِي هَذَا الخَلقِ حَدّ مُنذُ قَبَضَ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ لَا عُمِلَ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الحَقّ إِلَي يَومِ النّاسِ هَذَا ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَا تَذهَبُ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ‌ حَتّي يحُييِ‌َ اللّهُ المَوتَي وَ يُمِيتَ الأَحيَاءَ وَ يَرُدّ اللّهُ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ وَ يُقِيمَ دِينَهُ ألّذِي ارتَضَاهُ لِنَفسِهِ وَ نَبِيّهِص فَأَبشِرُوا ثُمّ أَبشِرُوا ثُمّ أَبشِرُوا فَوَ اللّهِ مَا الحَقّ إِلّا فِي أَيدِيكُم

بيان أوعز إليه تقدم و قال في النهاية في حديث علي ع و لايمصرن لبنها فيضر ذلك بولدها المصر الحلب بثلاث أصابع يريد لايكثر من أخذ لبنها.


صفحه : 128

و قال ابن إدريس في السرائر سمعت من يقول وتغبق بالغين المعجمة والباء يعتقد أنه من الغبوق و هوالشرب بالعشي‌ و هذاتصحيف فاحش وخطاء قبيح وإنما هوتعنق بالعين غيرالمعجمة والنون من العنق و هوالضرب من سير الإبل و هوسير شديد قال الراجز يا


ناق سيري‌ عنقا فسيحا   إلي سليمان فتستريحا

. والمعني لايعدل بهن عن نبت الأرض إلي جواد الطرق في الساعات التي‌ فيهامشقة ولأجل هذا قال تريح من الراحة و لو كان من الرواح لقال تروح و ما كان يقول تريح ولأن الرواح عندالعشي‌ يكون وقريبا منه والغبوق هوشرب العشي‌ علي ماذكرناه فلم يبق له معني وإنما المعني مابيناه و قال الجوهري‌ سحت الشاة تسح بالكسر سحوحا وسحوحة أي سمنت وغنم سحاح أي سمان .أقول رواه في نهج البلاغة بتغيير وأوردته في كتاب الفتن

37- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَعمَرٍ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبُو الحَسَنِ العرُنَيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ مُهَاجِرٍ عَن رَجُلٍ مِن ثَقِيفٍ قَالَ استعَملَنَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي بَانِقيَا وَ سَوَادٍ مِن سَوَادِ الكُوفَةِ فَقَالَ لِي وَ النّاسُ حُضُورٌ انظُر خَرَاجَكَ فَجِدّ فِيهِ وَ لَا تَترُك مِنهُ دِرهَماً وَ إِذَا أَرَدتَ أَن تَتَوَجّهَ إِلَي عَمَلِكَ فَمُرّ بيِ‌ فَأَتَيتُهُ فَقَالَ لِي إِنّ ألّذِي سَمِعتَ منِيّ‌ خُدعَةٌ إِيّاكَ أَن تَضرِبَ مُسلِماً أَو يَهُودِيّاً أَو نَصرَانِيّاً فِي دِرهَمِ خَرَاجٍ أَو تَبِيعَ دَابّةَ عَمَلٍ فِي دِرهَمٍ فَإِنّمَا أُمِرنَا أَن نَأخُذَ مِنهُمُ العَفوَ


صفحه : 129

بيان قال ابن إدريس في السرائر بانقيا هي‌ القادسية و ماوالاها من أعمالها وإنما سميت القادسية بدعوة ابراهيم ع فإنه قال كوني‌ مقدسة أي مطهرة وإنما سمي‌ بانقيا لأن ابراهيم اشتراها بمائة نعجة من غنمه لأن با مائة ونقيا شاة بلغة النبط و قدذكر بانقيا أعشي قيس في شعر وفسره علماء اللغة ووافقوا كتب الكوفة من السير بما ذكرناه و قال الجزري‌ فيه أمر الله نبيه ص أن يأخذ العفو من أخلاق الناس هوالسهل المتيسر أي أمره أن يحتمل أخلاقهم ويقبل منها ماسهل وتيسر و لايستقصي‌ عليهم و قال الجوهري‌ عفو المال مايفضل عن النفقة

38- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ بِالكُوفَةِ يَا أَيّهَا النّاسُ لَو لَا كَرَاهِيَةُ الغَدرِ لَكُنتُ مِن أَدهَي النّاسِ أَلَا إِنّ لِكُلّ غُدَرَةٍ فُجَرَةً وَ لِكُلّ فُجَرَةٍ كُفَرَةً أَلَا وَ إِنّ الغَدرَ وَ الفُجُورَ وَ الخِيَانَةَ فِي النّارِ

39- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي جَارِيَةٍ قَدِ اشتَرَت لَحماً مِن قَصّابٍ وَ هيِ‌َ تَقُولُ زدِنيِ‌ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع زِدهَا فَإِنّهُ أَعظَمُ لِلبَرَكَةِ

40-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ ولَيِ‌ّ عَلِيّ ع لَا يَأكُلُ إِلّا الحَلَالَ لِأَنّ صَاحِبَهُ كَانَ كَذَلِكَ وَ إِنّ ولَيِ‌ّ عُثمَانَ لَا يبُاَليِ‌ أَ حَلَالًا


صفحه : 130

أَكَلَ أَو حَرَاماً لِأَنّ صَاحِبَهُ كَذَلِكَ قَالَ ثُمّ عَادَ إِلَي ذِكرِ عَلِيّ ع فَقَالَ أَمَا وَ ألّذِي ذَهَبَ بِنَفسِهِ مَا أَكَلَ مِنَ الدّنيَا حَرَاماً قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً حَتّي فَارَقَهَا وَ لَا عَرَضَ لَهُ أَمرَانِ كِلَاهُمَا لِلّهِ طَاعَةٌ إِلّا أَخَذَ بِأَشَدّهِمَا عَلَي بَدَنِهِ وَ لَا نَزَلَت بِرَسُولِ اللّهِص شَدِيدَةٌ قَطّ إِلّا وَجّهَهُ فِيهَا ثِقَةً بِهِ وَ لَا أَطَاقَ أَحَدٌ مِن هَذِهِ الأُمّةِ عَمَلَ رَسُولِ اللّهِص بَعدَهُ غَيرُهُ وَ لَقَد كَانَ يَعمَلُ عَمَلَ رَجُلٍ كَأَنّهُ يَنظُرُ إِلَي الجَنّةِ وَ النّارِ وَ لَقَد أَعتَقَ أَلفَ مَملُوكٍ مِن صُلبِ مَالِهِ كُلّ ذَلِكَ تَحَفّي فِيهِ يَدَاهُ وَ تَعَرّقَ فِيهِ جَبِينُهُ التِمَاسَ وَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الخَلَاصِ مِنَ النّارِ وَ مَا كَانَ قُوتُهُ إِلّا الخَلّ وَ الزّيتَ وَ حَلوَاهُ التّمرُ إِذَا وَجَدَهُ وَ مَلبُوسُهُ الكَرَابِيسُ فَإِذَا فَضَلَ عَن ثِيَابِهِ شَيءٌ دَعَا بِالجَلَمِ فَجَزّهُ

بيان الحفا رقة القدم من المشي‌ والجلم بالتحريك المقراض

41-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَكَلَ رَسُولُ اللّهِ مُتّكِئاً مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي أَن قَبَضَهُ تَوَاضُعاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَا رَأَي رُكبَتَيهِ أَمَامَ جَلِيسِهِ فِي مَجلِسٍ قَطّ وَ لَا صَافَحَ رَسُولُ اللّهِص رَجُلًا قَطّ فَنَزَعَ يَدَهُ حَتّي يَكُونَ الرّجُلُ هُوَ ألّذِي يَنزِعُ يَدَهُ وَ لَا كَافَي رَسُولُ اللّهِص بِسَيّئَةٍ قَطّ قَالَ اللّهُ لَهُادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ السّيّئَةَفَفَعَلَ وَ مَا مَنَعَ سَائِلًا قَطّ إِن كَانَ عِندَهُ أَعطَي وَ إِلّا قَالَ يأَتيِ‌ اللّهُ بِهِ وَ لَا أَعطَي عَلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ شَيئاً قَطّ إِلّا أَجَازَهُ اللّهُ إِن كَانَ ليَعُطيِ‌ الجَنّةَ فَيُجِيزُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ ذَلِكَ قَالَ وَ كَانَ أَخُوهُ مِن بَعدِهِ وَ ألّذِي ذَهَبَ بِنَفسِهِ مَا أَكَلَ مِنَ الدّنيَا حَرَاماً قَطّ حَتّي خَرَجَ مِنهَا وَ اللّهِ إِن كَانَ لَيَعرِضُ لَهُ الأَمرَانِ كِلَاهُمَا لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ طَاعَةٌ فَيَأخُذُ بِأَشَدّهِمَا عَلَي بَدَنِهِ وَ اللّهِ لَقَد أَعتَقَ أَلفَ مَملُوكٍ لِوَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ دَبِرَت فِيهِم يَدَاهُ وَ اللّهِ مَا أَطَاقَ عَمَلَ رَسُولِ اللّهِص مِن بَعدِهِ أَحَدٌ غَيرُهُ وَ اللّهِ مَا نَزَلَت بِرَسُولِ


صفحه : 131

اللّهِص نَازِلَةٌ قَطّ إِلّا قَدّمَهُ فِيهَا ثِقَةً بِهِ مِنهُ وَ إِن كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَيَبعَثُهُ بِرَايَتِهِ فَيُقَاتِلُ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ ثُمّ مَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ

بيان دبرت بالكسر أي قرحت

42- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن زَيدِ بنِ الحَسَنِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ عَلِيّ ع أَشبَهَ النّاسِ طِعمَةً وَ سِيرَةً بِرَسُولِ اللّهِص كَانَ يَأكُلُ الخُبزَ وَ الزّيتَ وَ يُطعِمُ النّاسَ الخُبزَ وَ اللّحمَ قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ ع يسَتقَيِ‌ وَ يَحطِبُ وَ كَانَت فَاطِمَةُ ع تَطحَنُ وَ تَعجِنُ وَ تَخبِزُ وَ تَرقَعُ وَ كَانَت مِن أَحسَنِ النّاسِ وَجهاً كَأَنّ وَجنَتَيهَا وَردَتَانِ صَلّي اللّهُ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ وُلدِهَا الطّاهِرِينَ

43- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا ولُيّ‌َ عَلِيّ ع صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَا أَرزَؤُكُم مِن فَيئِكُم دِرهَماً مَا قَامَ لِي عِذقٌ بِيَثرِبَ فَلتُصَدّقكُم أَنفُسُكُم أَ فتَرَوَنيِ‌ مَانِعاً نفَسيِ‌ وَ مُعطِيَكُم قَالَ فَقَامَ إِلَيهِ عَقِيلٌ كَرّمَ اللّهُ وَجهَهُ فَقَالَ لَهُ اللّهَ لتَجَعلَنُيِ‌ وَ أَسوَدَ بِالمَدِينَةِ سَوَاءً فَقَالَ اجلِس أَ مَا كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ يَتَكَلّمُ غَيرُكَ وَ مَا فَضلُكَ عَلَيهِ إِلّا بِسَابِقَةٍ أَو بِتَقوَي

44- ل ،[الخصال ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَلِيلَانَ بنِ عَلِيّ العبَاّسيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع خُصّصنَا بِخَمسَةٍ بِفَصَاحَةٍ وَ صَبَاحَةٍ وَ سَمَاحَةٍ وَ نَجدَةٍ وَ حُظوَةٍ عِندَ النّسَاءِ


صفحه : 132

45- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا شَأنُكَ جَاوَرتَ المَقبُرَةَ فَقَالَ إنِيّ‌ أَجِدُهُم جِيرَانَ صِدقٍ يَكُفّونَ السّيّئَةَ وَ يُذَكّرُونَ الآخِرَةَ وَ قَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع مَا أُصِيبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِمُصِيبَةٍ إِلّا صَلّي فِي ذَلِكَ اليَومِ أَلفَ رَكعَةٍ وَ تَصَدّقَ عَلَي سِتّينَ مِسكِيناً وَ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ

أقول قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة رَوَي قَيسُ بنُ الرّبِيعِ عَن يَحيَي بنِ هَانِئٍ المرُاَديِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِن قَومِهِ يُقَالُ لَهُ زِيَادُ بنُ فُلَانٍ قَالَ كُنّا فِي بَيتٍ مَعَ عَلِيّ ع وَ نَحنُ وَ شِيعَتُهُ وَ خَوَاصّهُ فَالتَفَتَ[إِلَينَا]فَلَم يُنكِر مِنّا أَحَداً فَقَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ القَومَ سَيَظهَرُونَ عَلَيكُم فَيَقطَعُونَ أَيدِيَكُم وَ يَسمُلُونَ أَعيُنَكُم فَقَالَ رَجُلٌ مِنّا وَ أَنتَ حيَ‌ّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ أعَاَذنَيِ‌َ اللّهُ مِن ذَلِكَ فَالتَفَتَ فَإِذَا وَاحِدٌ يبَكيِ‌ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ الحَمقَاءِ أَ تُرِيدُ بِاللّذّاتِ فِي الدّنيَا الدّرَجَاتِ فِي الآخِرَةِ إِنّمَا وَعَدَ اللّهُ الصّابِرِينَ

وَ رَوَي زُرَارَةُ بنُ أَعيَنَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع إِذَا صَلّي الفَجرَ لَم يَزَل مُعَقّباً إِلَي أَن تَطلُعَ الشّمسُ فَإِذَا طَلَعَت اجتَمَعَ إِلَيهِ الفُقَرَاءُ وَ المَسَاكِينُ وَ غَيرُهُم مِنَ النّاسِ فَيُعَلّمُهُمُ الفِقهَ وَ القُرآنَ وَ كَانَ لَهُ وَقتٌ يَقُومُ فِيهِ مِن مَجلِسِهِ ذَلِكَ فَقَامَ يَوماً فَمَرّ بِرَجُلٍ فَرَمَاهُ بِكَلِمَةِ هَجرٍ قَالَ وَ لَم يُسَمّهِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع فَرَجَعَ عَودَهُ عَلَي بَدئِهِ حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ وَ أَمَرَ فنَوُديِ‌َ الصّلَاةَ جَامِعَةً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَيسَ شَيءٌ أَحَبّ إِلَي اللّهِ وَ لَا أَعَمّ نَفعاً مِن حِلمِ إِمَامٍ وَ فِقهِهِ وَ لَا شَيءٌ أَبغَضَ إِلَي اللّهِ وَ لَا أَعَمّ ضَرَراً مِن


صفحه : 133

جَهلِ إِمَامٍ وَ خَرقِهِ أَلَا وَ إِنّهُ مَن لَم يَكُن لَهُ مِن نَفسِهِ وَاعِظٌ لَم يَكُن لَهُ مِنَ اللّهِ حَافِظٌ أَلَا وَ إِنّهُ مَن أَنصَفَ مِن نَفسِهِ لَم يَزِدهُ اللّهُ إِلّا عِزّاً أَلَا وَ إِنّ الذّلّ فِي طَاعَةِ اللّهِ أَقرَبُ إِلَي اللّهِ مِنَ التّعَزّزِ فِي مَعصِيَتِهِ ثُمّ قَالَ أَينَ المُتَكَلّمُ آنِفاً فَلَم يَستَطِعِ الإِنكَارَ فَقَالَ هَا أَنَا ذَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ أَمَا إنِيّ‌ لَو أَشَاءُ لَقُلتُ فَقَالَ أَو تَعفُو وَ تَصفَحُ فَأَنتَ أَهلٌ لِذَلِكَ فَقَالَ عَفَوتُ وَ صَفَحتُ فَقِيلَ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَا أَرَادَ أَن يَقُولَ قَالَ أَرَادَ أَن يَنسُبَهُ

وَ رَوَي زُرَارَةُ أَيضاً قَالَ قِيلَ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع إِنّ قَوماً هَاهُنَا يَنتَقِصُونَ عَلِيّاً قَالَ بِمَ يَنتَقِصُونَهُ لَا أَبَا لَهُم وَ هَل فِيهِ مَوضِعُ نَقِيصَةٍ وَ اللّهِ مَا عَرَضَ لعِلَيِ‌ّ ع أَمرَانِ قَطّ كِلَاهُمَا لِلّهِ طَاعَةٌ إِلّا عَمِلَ بِأَشَدّهِمَا وَ أَشَقّهِمَا عَلَيهِ وَ لَقَد كَانَ يَعمَلُ العَمَلَ كَأَنّهُ قَائِمٌ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ يَنظُرُ إِلَي ثَوَابِ هَؤُلَاءِ فَيَعمَلُ لَهُ وَ يَنظُرُ إِلَي عِقَابِ هَؤُلَاءِ فَيَعمَلُ لَهُ وَ إِن كَانَ لَيَقُومُ إِلَي الصّلَاةِ فَإِذَا قَالَ وَجّهتُ وجَهيِ‌ تَغَيّرَ لَونُهُ حَتّي يُعرَفُ ذَلِكَ فِي لَونِهِ وَ لَقَد أَعتَقَ أَلفَ عَبدٍ مِن كَدّ يَدِهِ كُلّهُم يَعرَقُ فِيهِ جَبِينُهُ وَ يُحفَي فِيهِ كَفّهُ وَ قَد بُشّرَ بِعَينٍ نَبَعَت فِي مَالِهِ مِثلَ عُنُقِ الجَزُورِ فَقَالَ بَشّرِ الوَارِثَ ثُمّ جَعَلَهَا صَدَقَةً عَلَي الفُقَرَاءِ وَ المَسَاكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ إِلَي أَن يَرِثَ اللّهُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا لِيَصرِفَ اللّهُ النّارَ عَن وَجهِهِ

وَ قَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَ رَوَي عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ أَبِي سَيفٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن فُضَيلِ بنِ الجَعدِ قَالَآكَدُ الأَسبَابِ كَانَ فِي تَقَاعُدِ العَرَبِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَمرَ المَالِ فَإِنّهُ لَم يَكُن يُفَضّلُ شَرِيفاً عَلَي مَشرُوفٍ وَ لَا عَرَبِيّاً عَلَي عجَمَيِ‌ّ وَ لَا يُصَانِعُ الرّؤَسَاءَ وَ أُمَرَاءَ القَبَائِلِ كَمَا يَصنَعُ المُلُوكُ وَ لَا يَستَمِيلُ أَحَداً إِلَي نَفسِهِ وَ كَانَ مُعَاوِيَةُ بِخِلَافِ


صفحه : 134

ذَلِكَ فَتَرَكَ النّاسُ عَلِيّاً وَ التَحَقُوا بِمُعَاوِيَةَ فَشَكَا عَلِيّ ع إِلَي الأَشتَرِ تَخَاذُلَ أَصحَابِهِ وَ فِرَارَ بَعضِهِم إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ الأَشتَرُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا قَاتَلنَا أَهلَ البَصرَةِ بِأَهلِ الكُوفَةِ وَ أَهلَ الشّامِ بِأَهلِ البَصرَةِ وَ أَهلِ الكُوفَةِ وَ رأَي‌ُ النّاسِ وَاحِدٌ وَ قَدِ اختَلَفُوا بَعدُ وَ تَعَادَوا وَ ضَعُفَتِ النّيّةُ وَ قَلّ العَدَدُ وَ أَنتَ تَأخُذُهُم بِالعَدلِ وَ تَعمَلُ فِيهِم بِالحَقّ وَ تُنصِفُ الوَضِيعَ مِنَ الشّرِيفِ فَلَيسَ لِلشّرِيفِ عِندَكَ فَضلُ مَنزِلَةٍ فَضَجّت طَائِفَةٌ مِمّن مَعَكَ مِنَ الحَقّ إِذ عُمّوا بِهِ وَ اغتَمّوا مِنَ العَدلِ إِذ صَارُوا فِيهِ وَ رَأَوا صَنَائِعَ مُعَاوِيَةَ عِندَ أَهلِ الغَنَاءِ وَ الشّرَفِ فَتَاقَت أَنفُسُ النّاسِ إِلَي الدّنيَا وَ قَلّ مَن لَيسَ لِلدّنيَا بِصَاحِبٍ وَ أَكثَرُهُم يجَتوَيِ‌ الحَقّ وَ يشَترَيِ‌ البَاطِلَ وَ يُؤثِرُ الدّنيَا فَإِن تَبذُلِ المَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَمِل إِلَيكَ أَعنَاقُ الرّجَالِ وَ تصفو[تَصفُ]نَصِيحَتُهُم وَ يَستَخلِص وُدّهُم صَنَعَ اللّهُ لَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ كَبَتَ أَعدَاءَكَ وَ فَضّ جَمعَهُم وَ أَوهَنَ كَيدَهُم وَ شَتّتَ أُمُورَهُمإِنّهُ بِما يَعمَلُونَ خَبِيرٌ فَقَالَ عَلِيّ ع أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن عَمَلِنَا وَ سِيرَتِنَا بِالعَدلِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُمَن عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفسِهِ وَ مَن أَساءَ فَعَلَيها وَ ما رَبّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ أَنَا مِن أَن أَكُونَ مُقَصّراً فِيمَا ذَكَرتُ أَخوَفُ وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن أَنّ الحَقّ ثَقِيلٌ عَلَيهِم فَفَارَقُونَا بِذَلِكَ فَقَد عَلِمَ اللّهُ أَنّهُم لَم يُفَارِقُونَا مِن جَورٍ وَ لَا لَجَئُوا إِذ فَارَقُونَا إِلَي عَدلٍ وَ لَم يَلتَمِسُوا إِلّا دُنيَا زَائِلَةً عَنهُم كَأَن قَد فَارَقُوهَا وَ لَيُسأَلُنّ يَومَ القِيَامَةِ لِلدّنيَا أَرَادُوا أَم لِلّهِ عَمِلُوا وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن بَذلِ الأَموَالِ وَ اصطِنَاعِ الرّجَالِ فَإِنّهُ لَا يَسَعُنَا أَن نوُفَيّ‌َ أَحَداً مِنَ الفيَ‌ءِ أَكثَرَ مِن حَقّهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُ وَ قَولُهُ الحَقّ


صفحه : 135

كَم مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِينَ وَ قَد بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص وَحدَهُ وَ كَثّرَهُ بَعدَ القِلّةِ وَ أَعَزّ فِئَتَهُ بَعدَ الذّلّةِ وَ إِن يُرِدِ اللّهُ أَن يُوَلّيَنَا هَذَا الأَمرَ يُذَلّل لَنَا صَعبَهُ وَ يُسَهّل لَنَا حَزنَهُ وَ أَنَا قَابِلٌ مِن رَأيِكَ مَا كَانَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ أَنتَ مِن آمَنِ النّاسِ عنِديِ‌ وَ أَنصَحِهِم لِي وَ أَوثَقِهِم فِي نفَسيِ‌ إِن شَاءَ اللّهُ

وَ ذَكَرَ الشعّبيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ الرّحَبَةَ بِالكُوفَةِ وَ أَنَا غُلَامٌ فِي غِلمَانٍ فَإِذَا أَنَا بعِلَيِ‌ّ ع قَائِماً عَلَي صُرّتَينِ مِن ذَهَبٍ وَ فِضّةٍ وَ مَعَهُ مِخفَقَةٌ وَ هُوَ يَطرُدُ النّاسَ بِمِخفَقَتِهِ ثُمّ يَرجِعُ إِلَي المَالِ فَيَقسِمُهُ بَينَ النّاسِ حَتّي لَم يَبقَ مِنهُ شَيءٌ ثُمّ انصَرَفَ وَ لَم يَحمِل إِلَي بَيتِهِ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً فَرَجَعتُ إِلَي أَبِي فَقُلتُ لَقَد رَأَيتُ اليَومَ خَيرَ النّاسِ أَو أَحمَقَ النّاسِ قَالَ مَن هُوَ يَا بنُيَ‌ّ قُلتُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ رَأَيتُهُ يَصنَعُ كَذَا فَقَصَصتُ عَلَيهِ فَبَكَي وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ بَل رَأَيتَ خَيرَ النّاسِ

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ فُضَيلٍ عَن هَارُونَ بنِ عَنتَرَةَ عَن زَاذَانَ قَالَانطَلَقتُ مَعَ قَنبَرٍ غُلَامِ عَلِيّ ع إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ قُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَد خَبَأتُ لَكَ خَبِيئاً قَالَ وَ مَا هُوَ وَيحَكَ قَالَ قُم معَيِ‌ فَقَامَ فَانطَلَقَ بِهِ إِلَي بَيتِهِ فَإِذَا بِغَرَارَةٍ مَملُوءَةٍ مِن جَامَاتٍ ذَهَباً وَ فِضّةً فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ رَأَيتُكَ لَا تَترُكُ شَيئاً إِلّا قَسَمتَهُ فَادّخَرتُ لَكَ هَذَا مِن بَيتِ المَالِ فَقَالَ عَلِيّ ع وَيحَكَ يَا قَنبَرُ لَقَد أَحبَبتَ أَن تُدخِلَ بيَتيِ‌ نَاراً عَظِيمَةً ثُمّ سَلّ سَيفَهُ وَ ضَرَبَهَا ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً فَانتَثَرَت مِن بَينِ إِنَاءٍ مَقطُوعٍ نِصفُهُ وَ آخَرَ ثُلُثُهُ وَ نَحوِ ذَلِكَ ثُمّ دَعَا بِالنّاسِ فَقَالَ اقسِمُوهُ بِالحِصَصِ ثُمّ قَامَ إِلَي بَيتِ المَالِ فَقَسَمَ مَا وَجَدَ فِيهِ ثُمّ رَأَي فِي البَيتِ أَبزَارَ سَمَلٍ فَقَالَ وَ ليَقسِمُوا هَذَا فَقَالُوا لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ وَ قَد كَانَ ع يَأخُذُ مِن كُلّ عَامِلٍ مِمّا يَعمَلُ


صفحه : 136

فَضَحِكَ وَ قَالَ لَتَأخُذَنّ شَرّهُ مَعَ خَيرِهِ

وَ رَوَي عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَجلَانَ قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقسِمُ بَينَ النّاسِ الأَبزَارَ وَ الخِرَقَ وَ الكَمّونَ وَ كَذَا وَ كَذَا

وَ رَوَي مُجَمّعٌ التيّميِ‌ّ قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَكنِسُ بَيتَ المَالِ كُلّ جُمُعَةٍ وَ يصُلَيّ‌ فِيهِ رَكعَتَينِ وَ يَقُولُ تَشهَدَانِ يَومَ القِيَامَةِ

وَ رَوَي بَكرُ بنُ عِيسَي عَن عَاصِمِ بنِ كُلَيبٍ الحرَبيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ شَهِدتُ عَلِيّاً ع وَ قَد جَاءَهُ مَالٌ مِنَ الجَبَلِ فَقَامَ وَ قُمنَا مَعَهُ وَ جَاءَ النّاسُ يَزدَحِمُونَ فَأَخَذَ حِبَالًا فَوَصَلَهَا بِيَدِهِ وَ عَقَدَ بَعضَهَا إِلَي بَعضٍ ثُمّ أَدَارَهَا حَولَ المَالِ وَ قَالَ لَا أُحِلّ لِأَحَدٍ أَن يُجَاوِزَ هَذَا الحَبلَ قَالَ فَقَعَدَ النّاسُ كُلّهُم مِن وَرَاءِ الحَبلِ وَ دَخَلَ هُوَ فَقَالَ أَينَ رُءُوسُ الأَسبَاعِ وَ كَانَتِ الكُوفَةُ يَومَئِذٍ أَسبَاعاً فَجَعَلُوا يَحمِلُونَ هَذَا الجُوَالِقَ إِلَي هَذَا وَ هَذَا إِلَي هَذَا حَتّي استَوَتِ القِسمَةُ سَبعَةَ أَجزَاءٍ وَ وُجِدَ مَعَ المَتَاعِ رَغِيفٌ فَقَالَ اكسِرُوهُ سَبعَ كِسَرٍ وَ ضَعُوا عَلَي كُلّ جُزءٍ كِسرَةً ثُمّ قَالَ


هَذَا جنَاَي‌َ وَ خِيَارُهُ فِيهِ   إِذ كُلّ جَانٍ يَدُهُ إِلَي فِيهِ

ثُمّ أَفرَغَ عَلَيهَا وَ دَفَعَهَا إِلَي رُءُوسِ الأَسبَاعِ فَجَعَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم يَدعُو قَومَهُ فَيَحمِلُونَ الجُوَالِقَ

وَ رَوَي مُجَمّعٌ عَن أَبِي رَجَاءٍ قَالَ أَخرَجَ عَلِيّ ع سَيفاً إِلَي السّوقِ فَقَالَ مَن يشَترَيِ‌ منِيّ‌ هَذَا فَوَ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ لَو كَانَ عنِديِ‌ ثَمَنُ إِزَارٍ مَا بِعتُهُ فَقُلتُ لَهُ أَنَا أَبِيعُكَ إِزَاراً وَ أُنسِئُكَ ثَمَنَهُ إِلَي عَطَائِكَ فَدَفَعتُ إِلَيهِ إِزَاراً إِلَي عَطَائِهِ فَلَمّا قَبَضَ عَطَاءَهُ دَفَعَ إلِيَ‌ّ ثَمَنَ الإِزَارِ


صفحه : 137

وَ رَوَي هَارُونُ بنُ سَعدٍ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَمَرتَ لِي بِمَعُونَةٍ أَو نَفَقَةٍ فَوَ اللّهِ مَا لِي نَفَقَةٌ إِلّا أَن أَبِيعَ داَبتّيِ‌ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أَجِدُ لَكَ شَيئاً إِلّا أَن تَأمُرَ عَمّكَ أَن يَسرِقَ فَيُعطِيَكَ

وَ رَوَي بَكرُ بنُ عِيسَي قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ إِذَا أَنَا خَرَجتُ مِن عِندِكُم بِغَيرِ راَحلِتَيِ‌ وَ رحَليِ‌ وَ غلُاَميِ‌ فُلَانٍ فَأَنَا خَائِنٌ وَ كَانَت نَفَقَتُهُ تَأتِيهِ مِن غَلّتِهِ بِالمَدِينَةِ بِيَنبُعَ وَ كَانَ يُطعِمُ النّاسَ الخُبزَ وَ اللّحمَ وَ يَأكُلُ هُوَ الثّرِيدَ بِالزّيتِ

وَ رَوَي أَبُو إِسحَاقَ الهمَداَنيِ‌ّ أَنّ امرَأَتَينِ أَتَتَا عَلِيّاً ع إِحدَاهُمَا مِنَ العَرَبِ وَ الأُخرَي مِنَ الموَاَليِ‌ فَسَأَلَتَاهُ فَدَفَعَ إِلَيهِمَا دَرَاهِمَ وَ طَعَاماً بِالسّوَاءِ فَقَالَت إِحدَاهُمَا إنِيّ‌ امرَأَةٌ مِنَ العَرَبِ وَ هَذِهِ مِنَ العَجَمِ فَقَالَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَا أَجِدُ لبِنَيِ‌ إِسمَاعِيلَ فِي هَذَا الفيَ‌ءِ فَضلًا عَلَي بنَيِ‌ إِسحَاقَ

وَ رَوَي مُعَاوِيَةُ بنُ عَمّارٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ مَا اعتَلَجَ عَلَي عَلِيّ ع أَمرَانِ فِي ذَاتِ اللّهِ تَعَالَي إِلّا أَخَذَ بِأَشَدّهِمَا وَ لَقَد عَلِمتُم أَنّهُ كَانَ يَأكُلُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ عِندَكُم مِن مَالِهِ بِالمَدِينَةِ وَ إِن كَانَ لَيَأخُذُ السّوِيقَ فَيَجعَلُهُ فِي جِرَابٍ وَ يَختِمُ عَلَيهِ مَخَافَةَ أَن يُزَادَ عَلَيهِ مِن غَيرِهِ وَ مَن كَانَ أَزهَدَ فِي الدّنيَا مِن عَلِيّ ع

وَ رَوَي النّضرُ بنُ المَنصُورِ عَن عُقبَةَ بنِ عَلقَمَةَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ ع فَإِذَا بَينَ يَدَيهِ لَبَنٌ حَامِضٌ آذاَنيِ‌ حُمُوضَتُهُ وَ كِسَرٌ يَابِسَةٌ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ تَأكُلُ مِثلَ هَذَا فَقَالَ لِي يَا أَبَا الجَنُوبِ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَأكُلُ أَيبَسَ مِن هَذَا وَ يَلبَسُ أَخشَنَ مِن هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي ثِيَابِهِ فَإِن أَنَا لَم آخُذ بِهِ خِفتُ أَن لَا أَلحَقَ بِهِ


صفحه : 138

وَ رَوَي عِمرَانُ بنُ غَفَلَةَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ ع بِالكُوفَةِ فَإِذَا بَينَ يَدَيهِ قَعبُ لَبَنٍ أَجِدُ رِيحَهُ مِن شِدّةِ حُمُوضَتِهِ وَ فِي يَدِهِ رَغِيفٌ يُرَي قُشَارُ الشّعِيرِ عَلَي وَجهِهِ وَ هُوَ يَكسِرُهُ وَ يَستَعِينُ أَحيَانَا بِرُكبَتَيهِ وَ إِذَا جَارِيَتُهُ فِضّةُ قَائِمَةٌ عَلَي رَأسِهِ فَقُلتُ يَا فِضّةُ أَ مَا تَتّقُونَ اللّهَ فِي هَذَا الشّيخِ أَلّا نَخَلتُم دَقِيقَهُ فَقَالَت إِنّا نَكرَهُ أَن تُؤجَرَ[يُؤجَرَ] وَ نَأثَمَ نَحنُ قَد أَخَذَ عَلَينَا أَن لَا نَنخُلَ لَهُ دَقِيقاً فَأَصلَحنَاهُ قَالَ وَ عَلِيّ ع لَا يَسمَعُ مَا تَقُولُ فَالتَفَتَ إِلَيهَا فَقَالَ مَا تَقُولُ قَالَت سَلهُ فَقَالَ لِي مَا قُلتَ لَهَا[ قَالَ]فَقُلتُ إنِيّ‌ قُلتُ لَهَا لَو نَخَلتُم دَقِيقَهُ فَبَكَي ثُمّ قَالَ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ مَن لَم يَشبَع ثَلَاثاً مُتَوَالِيَةً مِن خُبزِ بُرّ حَتّي فَارَقَ الدّنيَا وَ لَم يُنخَل دَقِيقُهُ قَالَ يعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص

وَ رَوَي يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ عَن صَالِحٍ بَيّاعِ الأَكسِيَةِ أَنّ جَدّتَهُ لَقِيَت عَلِيّاً ع بِالكُوفَةِ وَ مَعَهُ تَمرٌ يَحمِلُهُ فَسَلّمَت عَلَيهِ وَ قَالَت لَهُ أعَطنِيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَحمِل عَنكَ إِلَي بَيتِكَ فَقَالَ أَبُو العِيَالِ أَحَقّ بِحَملِهِ قَالَت ثُمّ قَالَ لِي أَ لَا تَأكُلِينَ مِنهُ فَقُلتُ لَا أُرِيدُهُ قَالَت فَانطَلَقَ بِهِ إِلَي مَنزِلِهِ ثُمّ رَجَعَ مُرتَدِئاً بِتِلكَ الشّملَةِ وَ فِيهَا قُشُورُ التّمرِ فَصَلّي بِالنّاسِ فِيهَا الجُمُعَةَ

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ فُضَيلِ بنِ غَزوَانَ قَالَ قِيلَ لعِلَيِ‌ّ ع كَم تَتَصَدّقُ كَم تُخرِجُ مَالَكَ أَلَا تُمسِكُ قَالَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَو أَعلَمُ أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَبِلَ منِيّ‌ فَرضاً وَاحِداً لَأَمسَكتُ وَ لكَنِيّ‌ وَ اللّهِ لَا أدَريِ‌ أَ قَبِلَ سُبحَانَهُ منِيّ‌ شَيئاً أَم لَا

وَ رَوَي عَنبَسَةُ العَابِدُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ قَالَأَعتَقَ عَلِيّ ع


صفحه : 139

فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص أَلفَ مَملُوكٍ مِمّا مَجِلَت يَدَاهُ وَ عَرِقَ جَبِينُهُ وَ لَقَد ولُيّ‌َ الخِلَافَةَ وَ أَتَتهُ الأَموَالُ فَمَا كَانَ حَلوَاهُ إِلّا التّمرَ وَ لَا ثِيَابُهُ إِلّا الكَرَابِيسَ

وَ رَوَي العَوّامُ بنُ حَوشَبٍ عَن أَبِي صَادِقٍ قَالَ تَزَوّجَ عَلِيّ ع لَيلَي بِنتَ مَسعُودٍ النّهشَلِيّةِ فَضُرِبَت لَهُ فِي دَارِهِ حِجلَةٌ فَجَاءَ فَهَتَكَهَا وَ قَالَ حَسبُ أَهلِ عَلِيّ مَا هُم فِيهِ

وَ رَوَي حَاتِمُ بنُ إِسمَاعِيلَ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ ابتَاعَ عَلِيّ ع فِي خِلَافَتِهِ قَمِيصاً سَمَلًا بِأَربَعَةِ دَرَاهِمَ ثُمّ دَعَا الخَيّاطَ فَمَدّ كُمّ القَمِيصِ وَ أَمَرَهُ بِقَطعِ مَا جَاوَزَ الأَصَابِعَ

وَ قَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَ مِن شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ وَ أَمّا فَضَائِلُهُ فَإِنّهَا قَد بَلَغَت مِنَ العِظَمِ وَ الِانتِشَارِ مَبلَغاً يَسمُجُ مَعَهُ التّعَرّضُ لِذِكرِهَا وَ التصّدَيّ‌ لِتَفصِيلِهَا فَصَارَت كَمَا قَالَ أَبُو العَينَاءِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي بنِ خَاقَانَ وَزِيرِ المُتَوَكّلِ وَ المُعتَمِدِ رأَيَتنَيِ‌ فِيمَا أَتَعَاطَي مِن وَصفِ فَضلِكَ كَالمُخبِرِ عَن ضَوءِ النّهَارِ البَاهِرِ وَ القَمَرِ الزّاهِرِ ألّذِي لَا يَخفَي عَلَي النّاظِرِ فَأَيقَنتُ أنَيّ‌ حَيثُ انتَهَي بيِ‌َ القَولُ مَنسُوبٌ إِلَي العَجزِ مُقَصّرٌ عَنِ الغَايَةِ فَانصَرَفتُ عَنِ الثّنَاءِ عَلَيكَ إِلَي الدّعَاءِ لَكَ وَ وَكَلتُ الإِخبَارَ عَنكَ إِلَي عِلمِ النّاسِ بِكَ. وَ مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ أَقَرّ لَهُ أَعدَاؤُهُ وَ خُصُومُهُ بِالفَضلِ وَ لَم يُمكِنهُم جَهلُ مَنَاقِبِهِ وَ لَا كِتمَانُ فَضَائِلِهِ فَقَد عَلِمتَ أَنّهُ استَولَي بَنُو أُمَيّةَ عَلَي سُلطَانِ الإِسلَامِ فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا وَ اجتَهَدُوا بِكُلّ حِيلَةٍ فِي إِطفَاءِ نُورِهِ وَ التّحرِيفِ عَلَيهِ وَ وَضعِ المَعَايِبِ وَ المَثَالِبِ لَهُ وَ لَعَنُوهُ عَلَي جَمِيعِ المَنَابِرِ وَ تَوَعّدُوا مَادِحِيهِ بَل حَبَسُوهُم وَ قَتَلُوهُم وَ مَنَعُوا مِن رِوَايَةِ حَدِيثٍ يَتَضَمّنُ لَهُ فَضِيلَةً أَو يَرفَعُ لَهُ ذِكراً حَتّي حَظَرُوا


صفحه : 140

أَن يُسَمّي أَحَدٌ بِاسمِهِ فَمَا زَادَهُ ذَلِكَ إِلّا رَفعَةً وَ سُمُوّاً وَ كَانَ كَالمِسكِ كُلّمَا سُتِرَ انتَشَرَ عَرفُهُ وَ كُلّمَا كُتِمَ تَضَوّعَ نَشرُهُ وَ كَالشّمسِ لَا تُستَرُ بِالرّاحِ وَ كَضَوءِ النّهَارِ إِن حُجِبَت عَنهُ عَينٌ وَاحِدَةٌ أَدرَكَتهُ عُيُونٌ كَثِيرَةٌ أُخرَي وَ مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ تعَزيِ‌ إِلَيهِ كُلّ فَضِيلَةٍ وَ تنَتهَيِ‌ إِلَيهِ كُلّ فِرقَةٍ فَهُوَ رَئِيسُ الفَضَائِلِ وَ يَنبُوعُهَا وَ أَبُو عُذرِهَا وَ سَابِقُ مِضمَارِهَا وَ مجُليِ‌ حَلبَتِهَا كُلّ مَن بَرَعَ فِيهَا بَعدَهُ فَمِنهُ أَخَذَ وَ لَهُ اقتَفَي وَ عَلَي مِثَالِهِ احتَذَي. وَ قَد عَرَفتَ أَنّ أَشرَفَ العُلُومِ هُوَ العِلمُ الإلِهَيِ‌ّ لِأَنّ شَرَفَ العِلمِ بِشَرَفِ المَعلُومِ وَ مَعرُوفُهُ أَشرَفُ المَوجُودَاتِ فَكَانَ هُوَ أَشرَفَ العُلُومِ وَ مِن كَلَامِهِ ع اقتُبِسَ وَ عَنهُ نُقِلَ وَ إِلَيهِ انتهُيِ‌َ وَ مِنهُ ابتدُ‌ِئَ فَإِنّ المُعتَزِلَةَ الّذِينَ هُم أَهلُ التّوحِيدِ وَ العَدلِ وَ أَربَابُ النّظَرِ وَ مِنهُم تَعَلّمَ النّاسُ هَذَا الفَنّ تَلَامِذَتُهُ وَ أَصحَابُهُ لِأَنّ كَبِيرَهُم وَاصِلَ بنَ عَطَاءٍ تِلمِيذُ أَبِي هَاشِمٍ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ أَبُو هَاشِمٍ تِلمِيذُ أَبِيهِ وَ أَبُوهُ تِلمِيذُهُ ع وَ أَمّا الأَشعَرِيّةُ فَإِنّهُم يَنتَمُونَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ أَبِي بَشِيرٍ الأشَعرَيِ‌ّ وَ هُوَ تِلمِيذُ أَبِي عَلِيّ الجبُاّئيِ‌ّ وَ أَبُو عَلِيّ أَحَدُ مَشَايِخِ المُعتَزِلَةِ فَالأَشعَرِيّةُ يَنتَهُونَ بِالأَخَرَةِ إِلَي أُستَادِ المُعتَزِلَةِ وَ مُعَلّمِهِم وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَمّا الإِمَامِيّةُ وَ الزّيدِيّةُ فَانتِمَاؤُهُم إِلَيهِ ظَاهِرٌ. وَ مِنَ العُلُومِ عِلمُ الفِقهِ وَ هُوَ أَصلُهُ وَ أَسَاسُهُ وَ كُلّ فَقِيهٍ فِي الإِسلَامِ فَهُوَ عِيَالٌ


صفحه : 141

عَلَيهِ وَ مُستَفِيدٌ مِن فِقهِهِ أَمّا أَصحَابُ أَبِي حَنِيفَةَ كأَبَيِ‌ يُوسُفَ وَ مُحَمّدٍ وَ غَيرِهِمَا فَأَخَذُوا عَن أَبِي حَنِيفَةَ وَ أَمّا الشاّفعِيِ‌ّ فَقَرَأَ عَلَي مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ فَيَرجِعُ فِقهُهُ أَيضاً إِلَي أَبِي حَنِيفَةَ وَ أَبُو حَنِيفَةَ قَرَأَ عَلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ جَعفَرٌ قَرَأَ عَلَي أَبِيهِ وَ ينَتهَيِ‌ الأَمرُ إِلَي عَلِيّ ع وَ أَمّا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ فَقَرَأَ عَلَي رَبِيعَةَ الرأّي‌ِ وَ قَرَأَ رَبِيعَةُ عَلَي عِكرِمَةَ وَ قَرَأَ عِكرِمَةُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ وَ قَرَأَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ إِن شِئتَ رَدَدتُ إِلَيهِ فِقهَ الشاّفعِيِ‌ّ بِقِرَاءَتِهِ عَلَي مَالِكٍ كَانَ لَكَ ذَلِكَ فَهَؤُلَاءِ الفُقَهَاءُ الأَربَعَةُ وَ أَمّا فِقهُ الشّيعَةِ فَرُجُوعُهُ إِلَيهِ ظَاهِرٌ. وَ أَيضاً فَإِنّ فُقَهَاءَ الصّحَابَةِ كَانُوا عُمَرَ بنَ الخَطّابِ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ وَ كِلَاهُمَا أَخَذَا عَن عَلِيّ ع أَمّا ابنُ عَبّاسٍ فَظَاهِرٌ وَ أَمّا عُمَرُ فَقَد عَرَفَ كُلّ أَحَدٍ رُجُوعَهُ إِلَيهِ فِي كَثِيرٍ مِنَ المَسَائِلِ التّيِ‌ أَشكَلَت عَلَيهِ وَ عَلَي غَيرِهِ مِنَ الصّحَابَةِ وَ قَولُهُ غَيرَ مَرّةٍ لَو لَا عَلِيّ لَهَلَكَ عُمَرُ وَ قَولُهُ لَا بَقِيتُ لِمُعضِلَةٍ لَيسَ لَهَا أَبُو حَسَنٍ وَ قَولُهُ لَا يُفتِيَنّ أَحَدٌ فِي المَسجِدِ وَ عَلِيّ حَاضِرٌ فَقَد عُرِفَ بِهَذَا الوَجهِ أَيضاً انتِهَاءُ الفِقهِ إِلَيهِ وَ قَد رَوَتِ العَامّةُ وَ الخَاصّةُ قَولَهُص أَقضَاكُم عَلِيّ وَ القَضَاءُ هُوَ الفِقهُ فَهُوَ إِذَن أَفقَهُهُم. وَ رَوَي الكُلّ أَيضاً أَنّهُ قَالَ لَهُ وَ قَد بَعَثَهُ إِلَي اليَمَنِ قَاضِياً أللّهُمّ اهدِ قَلبَهُ وَ ثَبّت لِسَانَهُ قَالَ فَمَا شَكَكتُ بَعدَهَا فِي قَضَاءٍ بَينَ اثنَينِ وَ هُوَ ع ألّذِي أَفتَي فِي المَرأَةِ التّيِ‌ وَضَعَت لِسِتّةِ أَشهُرٍ وَ هُوَ ألّذِي أَفتَي بِهِ فِي الحَامِلِ الزّانِيَةِ وَ هُوَ ألّذِي قَالَ فِي المِنبَرِيّةِ صَارَ ثُمُنُهَا تُسُعاً وَ هَذِهِ المَسأَلَةُ لَو أَفكَرَ الفرَضيِ‌ّ فِيهَا فِكراً طَوِيلًا لَاستَحسَنَ مِنهُ بَعدَ طُولِ النّظَرِ هَذَا الجَوَابَ فَمَا ظَنّكَ بِمَن قَالَهُ بَدِيهَةً


صفحه : 142

وَ اقتَضَبَهُ ارتِجَالًا. وَ مِنَ العُلُومِ عِلمُ تَفسِيرِ القُرآنِ وَ عَنهُ أُخِذَ وَ مِنهُ فُرّعَ وَ إِذَا رَجَعتَ إِلَي كُتُبِ التّفسِيرِ عَلِمتَ صِحّةَ ذَلِكَ لِأَنّ أَكثَرَهُ عَنهُ وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ وَ قَد عَلِمَ النّاسُ حَالَ ابنِ عَبّاسٍ فِي مُلَازَمَتِهِ وَ انقِطَاعِهِ إِلَيهِ وَ أَنّهُ تِلمِيذُهُ وَ خِرّيجُهُ وَ قِيلَ لَهُ أَينَ عِلمُكَ مِن عِلمِ ابنِ عَمّكَ فَقَالَ كَنِسبَةِ قَطرَةٍ مِنَ المَطَرِ إِلَي البَحرِ المُحِيطِ. وَ مِنَ العُلُومِ عِلمُ الطّرِيقَةِ وَ الحَقِيقَةِ وَ أَحوَالِ التّصَوّفِ وَ قَد عَرَفتَ أَنّ أَربَابَ هَذَا الفَنّ فِي جَمِيعِ بِلَادِ الإِسلَامِ إِلَيهِ يَنتَهُونَ وَ عِندَهُ يَقِفُونَ وَ قَد صَرّحَ بِذَلِكَ الشبّليِ‌ّ وَ الجُنَيدُ وَ السرّيِ‌ّ وَ أَبُو يَزِيدَ البسَطاَميِ‌ّ وَ أَبُو مَحفُوظٍ مَعرُوفٌ الكرَخيِ‌ّ وَ يَكفِيكَ دَلَالَةً عَلَي ذَلِكَ الخِرقَةُ التّيِ‌ هيِ‌َ شِعَارُهُم إِلَي اليَومِ وَ كَونُهُم يُسنِدُونَهَا بِإِسنَادٍ مُتّصِلٍ إِلَيهِ ع . وَ مِنَ العُلُومِ عِلمُ النّحوِ وَ العَرَبِيّةِ وَ قَد عَلِمَ النّاسُ كَافّةً أَنّهُ هُوَ ألّذِي ابتَدَعَهُ وَ أَنشَأَهُ وَ أَملَي عَلَي أَبِي الأَسوَدِ الدؤّلَيِ‌ّ جَوَامِعَهُ وَ أُصُولَهُ مِن جُملَتِهَا الكَلِمَةُ ثَلَاثَةُ أَشيَاءَ اسمٌ وَ فِعلٌ وَ حَرفٌ وَ مِن جُملَتِهَا تَقسِيمُ الكَلِمَةِ إِلَي مَعرِفَةٍ وَ نَكِرَةٍ وَ تَقسِيمُ وُجُوهِ الإِعرَابِ إِلَي الرّفعِ وَ النّصبِ وَ الجَرّ وَ الجَزمِ وَ هَذَا يَكَادُ يُلحَقُ بِالمُعجِزَاتِ لِأَنّ القُوّةَ البَشَرِيّةَ لَا تفَيِ‌ بِهَذَا الحَصرِ وَ لَا تَنهَضُ بِهَذَا الِاستِنبَاطِ. وَ إِن رَجَعتَ إِلَي الخَصَائِصِ الخُلُقِيّةِ وَ الفَضَائِلِ النّفسَانِيّةِ وِ الدّينِيّةِ وَجَدتَهُ ابنَ جَلَاهَا وَ طَلّاعَ ثَنَايَاهَا أَمّا الشّجَاعَةُ فَإِنّهُ أَنسَي النّاسَ فِيهَا ذِكرَ مَن كَانَ


صفحه : 143

قَبلَهُ وَ مَحَا اسمَ مَن يأَتيِ‌ بَعدَهُ وَ مَقَامَاتُهُ فِي الحَربِ مَشهُورَةٌ يُضرَبُ بِهَا الأَمثَالُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ هُوَ الشّجَاعُ ألّذِي مَا فَرّ قَطّ وَ لَا ارتَاعَ مِن كَتِيبَةٍ وَ لَا بَارَزَ أَحَداً إِلّا قَتَلَهُ وَ لَا ضَرَبَ ضَربَةً قَطّ فَاحتَاجَتِ الأُولَي إِلَي الثّانِيَةِ وَ فِي الحَدِيثِ كَانَت ضَرَبَاتُهُ وَتراً وَ لَمّا دَعَا مُعَاوِيَةَ إِلَي المُبَارَزَةِ لِيَستَرِيحَ النّاسُ مِنَ الحَربِ بِقَتلِ أَحَدِهِمَا قَالَ لَهُ عَمرٌو لَقَد أَنصَفَكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا غشَشَتنَيِ‌ مُنذُ نصَحَتنَيِ‌ إِلّا اليَومَ أَ تأَمرُنُيِ‌ بِمُبَارَزَةِ أَبِي حَسَنٍ وَ أَنتَ تَعلَمُ أَنّهُ الشّجَاعُ المُطرِقُ أَرَاكَ طَمِعتَ فِي إِمَارَةِ الشّامِ بعَديِ‌ وَ كَانَتِ العَرَبُ تَفتَخِرُ بِوُقُوفِهَا فِي الحَربِ فِي مُقَابَلَتِهِ فَأَمّا قَتلَاهُ فَافتِخَارُ رَهطِهِم بِأَنّهُ ع قَتَلَهُم أَظهَرُ وَ أَكثَرُ قَالَت أُختُ عَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ تَرثِيهِ


لَو كَانَ قَاتِلُ عَمرٍو غَيرَ قَاتِلِهِ   بَكَيتُهُ أَبَداً مَا دُمتُ فِي الأَبَدِ

لَكِنّ قَاتِلَهُ مَن لَا نَظِيرَ لَهُ   وَ كَانَ يُدعَي أَبُوهُ بَيضَةَ البَلَدِ

. وَ انتَبَهَ مُعَاوِيَةُ يَوماً فَرَأَي عَبدَ اللّهِ بنَ زُبَيرٍ جَالِساً تَحتَ رِجلَيهِ عَلَي سَرِيرِهِ فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ يُدَاعِبُهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو شِئتُ أَن أَفتِكَ بِكَ لَفَعَلتُ فَقَالَ لَقَد شَجَعتَ بَعدَنَا يَا أَبَا بَكرٍ قَالَ وَ مَا ألّذِي تُنكِرُهُ مِن شجَاَعتَيِ‌ وَ قَد وَقَفتُ فِي الصّفّ إِزَاءَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَا جَرَمَ أَنّهُ قَتَلَكَ وَ أَبَاكَ بِيُسرَي يَدَيهِ وَ بَقِيَتِ اليُمنَي فَارِغَةً يَطلُبُ مَن يَقتُلُهُ بِهَا وَ جُملَةُ الأَمرِ أَنّ كُلّ شُجَاعٍ فِي الدّنيَا إِلَيهِ ينَتهَيِ‌ وَ بِاسمِهِ ينُاَديِ‌ فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا. وَ أَمّا القُوّةُ وَ الأَيدُ فَبِهِ يُضرَبُ المَثَلُ فِيهِمَا قَالَ ابنُ قُتَيبَةَ فِي المَعَارِفِ مَا صَارَعَ أَحَداً قَطّ إِلّا صَرَعَهُ وَ هُوَ ألّذِي قَلَعَ بَابَ خَيبَرَ وَ اجتَمَعَ عَلَيهِ عَصَبَةٌ مِنَ النّاسِ لِيَقلِبُوهُ فَلَم يَقلِبُوهُ وَ هُوَ ألّذِي اقتَلَعَ هُبَلَ مِن أَعلَي الكَعبَةِ وَ كَانَ عَظِيماً جِدّاً


صفحه : 144

فَأَلقَاهُ إِلَي الأَرضِ وَ هُوَ ألّذِي اقتَلَعَ الصّخرَةَ العَظِيمَةَ فِي أَيّامِ خِلَافَتِهِ بَعدَ عَجزِ الجَيشِ كُلّهِ عَنهَا فَأُنبِطَ المَاءُ مِن تَحتِهَا. وَ أَمّا السّخَاءُ وَ الجُودُ فَحَالُهُ فِيهِ ظَاهِرَةٌ كَانَ يَصُومُ وَ يطَويِ‌ وَ يُؤثِرُ بِزَادِهِ وَ فِيهِ أُنزِلَوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً وَ رَوَي المُفَسّرُونَ أَنّهُ لَم يَكُن يَملِكُ إِلّا أَربَعَةَ دَرَاهِمَ فَتَصَدّقَ بِدِرهَمٍ لَيلًا وَ بِدِرهَمٍ نَهَاراً وَ بِدِرهَمٍ سِرّاً وَ بِدِرهَمٍ عَلَانِيَةً فَأُنزِلَ فِيهِالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةً وَ روُيِ‌َ عَنهُ أَنّهُ كَانَ يسَتقَيِ‌ بِيَدِهِ لِنَخلِ قَومٍ مِن يَهُودِ المَدِينَةِ حَتّي مَجِلَت يَدُهُ وَ يَتَصَدّقُ بِالأُجرَةِ وَ يَشُدّ عَلَي بَطنِهِ حَجَراً وَ قَالَ الشعّبيِ‌ّ وَ قَد ذَكَرَهُ ع كَانَ أَسخَي النّاسِ كَانَ عَلَي الخُلُقِ ألّذِي يُحِبّ اللّهُ السّخَاءِ وَ الجُودِ مَا قَالَ لَا لِسَائِلٍ قَطّ وَ قَالَ عَدُوّهُ وَ مُبغِضُهُ ألّذِي يَجتَهِدُ فِي وَصمِهِ وَ عَيبِهِ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ لِمِحفَنِ بنِ أَبِي مِحفَنٍ الضبّيّ‌ّ لَمّا قَالَ جِئتُكَ مِن عِندِ أَبخَلِ النّاسِ وَيحَكَ كَيفَ تَقُولُ إِنّهُ أَبخَلُ النّاسِ وَ لَو مَلِكَ بَيتاً مِن تِبرٍ وَ بَيتاً مِن تِبنٍ لَأَنفَدَ تِبرُهُ قَبلَ تِبنِهِ وَ هُوَ ألّذِي كَانَ يَكنُسُ بُيُوتَ الأَموَالِ وَ يصُلَيّ‌ فِيهَا وَ هُوَ ألّذِي قَالَ يَا صَفرَاءُ وَ يَا بَيضَاءُ غرُيّ‌ غيَريِ‌ وَ هُوَ ألّذِي لَم يُخَلّف مِيرَاثاً وَ كَانَتِ الدّنيَا كُلّهَا بِيَدِهِ إِلّا مَا كَانَ مِنَ الشّامِ. وَ أَمّا الحِلمُ وَ الصّفحُ فَكَانَ أَحلَمَ النّاسِ مِن ذَنبٍ وَ أَصفَحَهُم عَن مسُيِ‌ءٍ وَ قَد ظَهَرَت صِحّةُ مَا قُلنَاهُ يَومَ الجَمَلِ حَيثُ ظَفِرَ بِمَروَانَ بنِ الحَكَمِ وَ كَانَ أَعدَي النّاسِ لَهُ وَ أَشَدّهُم بُغضاً فَصَفَحَ عَنهُ وَ كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ يَشتِمُهُ عَلَي رُءُوسِ


صفحه : 145

الأَشهَادِ وَ خَطَبَ يَومَ البَصرَةِ فَقَالَ قَد أَتَاكُمُ الوَغبُ اللّئِيمُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ مَا زَالَ الزّبَيرُ رَجُلًا مِنّا أَهلَ البَيتِ حَتّي شَبّ عَبدُ اللّهِ فَظَفِرَ بِهِ يَومَ الجَمَلِ فَأَخَذَهُ أَسِيراً فَصَفَحَ عَنهُ وَ قَالَ اذهَب فَلَا أَرَيَنّكَ لَم يَزِدهُ عَلَي ذَلِكَ وَ ظَفِرَ بِسَعِيدِ بنِ العَاصِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ بِمَكّةَ وَ كَانَ لَهُ عَدُوّاً فَأَعرَضَ عَنهُ وَ لَم يَقُل لَهُ شَيئاً.

وَ قَد عَلِمتُم مَا كَانَ مِن عَائِشَةَ فِي أَمرِهِ فَلَمّا ظَفِرَ بِهَا أَكرَمَهَا وَ بَعَثَ مَعَهَا إِلَي المَدِينَةِ عِشرِينَ امرَأَةً مِن نِسَاءِ عَبدِ القَيسِ عَمّمَهُنّ بِالعَمَائِمِ وَ قَلّدَهُنّ بِالسّيُوفِ فَلَمّا كَانَت بِبَعضِ الطّرِيقِ ذَكَرَتهُ بِمَا لَا يَجُوزُ أَن يُذكَرَ بِهِ وَ تَأَنّفَت وَ قَالَت هَتَكَ سرِيّ‌ بِرِجَالِهِ وَ جُندِهِ الّذِينَ وَكّلَهُم بيِ‌ فَلَمّا وَصَلَتِ المَدِينَةَ أَلقَي النّسَاءُ عَمَائِمَهُنّ وَ قُلنَ لَهَا إِنّمَا نَحنُ نِسوَةٌ وَ حَارَبَهُ أَهلُ البَصرَةِ وَ ضَرَبُوا وَجهَهُ وَ وُجُوهَ أَولَادِهِ بِالسّيفِ وَ شَتَمُوهُ وَ لَعَنُوهُ فَلَمّا ظَفِرَ بِهِم رَفَعَ السّيفَ عَنهُم وَ نَادَي مُنَادِيهِ فِي أَقطَارِ العَسكَرِ أَلَا لَا يُتَبّعُ مُوَلّ وَ لَا يُجَهّزُ عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا يُقتَلُ مُستَأثِرٌ وَ مَن أَلقَي سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَن تَحَيّزَ إِلَي عَسكَرِ الإِمَامِ فَهُوَ آمِنٌ وَ لَم يَأخُذ أَثقَالَهُم وَ لَا سَبَي ذَرَارِيّهُم وَ لَا غَنِمَ شَيئاً مِن أَموَالِهِم وَ لَو شَاءَ أَن يَفعَلَ كُلّ ذَلِكَ لَفَعَلَ وَ لَكِنّهُ أَبَي إِلّا الصّفحَ وَ العَفوَ وَ تَقَبّلَ سُنّةَ رَسُولِ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ فَإِنّهُ عَفَا وَ الأَحقَادُ لَم تَبرُد وَ الإِسَاءَةُ لَم تُنسَ وَ لَمّا مَلَكَ عَسكَرُ مُعَاوِيَةَ عَلَيهِ المَاءَ وَ أَحَاطُوا بِشَرِيعَةِ الفُرَاتِ وَ قَالَت رُؤَسَاءُ الشّامِ لَهُ اقتُلهُم بِالعَطَشِ كَمَا قَتَلُوا عُثمَانَ عَطَشاً سَأَلَهُم عَلِيّ ع وَ أَصحَابُهُ أَن يُسَوّغُوا لَهُم شُربَ المَاءِ فَقَالُوا لَا وَ اللّهِ وَ لَا قَطرَةً حَتّي تَمُوتَ ظَمَأً كَمَا مَاتَ ابنُ عَفّانَ فَلَمّا رَأَي ع أَنّهُ المَوتُ لَا مَحَالَةَ تَقَدّمَ بِأَصحَابِهِ وَ حَمَلَ عَلَي عَسَاكِرِ مُعَاوِيَةَ حَمَلَاتٍ كَثِيفَةٍ حَتّي أَزَالَهُم عَن مَرَاكِزِهِم بَعدَ


صفحه : 146

قَتلِ ذَرِيعٍ سَقَطَت مِنهُ الرّءُوسُ وَ الأيَديِ‌ وَ مَلَكُوا عَلَيهِمُ المَاءَ وَ صَارَ أَصحَابُ مُعَاوِيَةَ فِي الفَلَاةِ لَا مَاءَ لَهُم فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ وَ شِيعَتُهُ امنَعهُمُ المَاءَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَمَا مَنَعُوكَ وَ لَا تَسقِهِم مِنهُ قَطرَةً وَ اقتُلهُم بِسُيُوفِ العَطَشِ وَ خُذهُم قَبضاً باِلأيَديِ‌ فَلَا حَاجَةَ لَكَ إِلَي الحَربِ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أُكَافِيهِم بِمِثلِ فِعلِهِم افسَحُوا لَهُم عَن بَعضِ الشّرِيعَةِ ففَيِ‌ حَدّ السّيفِ مَا يغُنيِ‌ عَن ذَلِكَ فَهَذِهِ إِن نَسَبتَهَا إِلَي الحِلمِ وَ الصّفحِ فَنَاهِيكَ بِهَا جَمَالًا وَ حُسناً وَ إِن نَسَبتَهَا إِلَي الدّينِ وَ الوَرَعِ فَأَخلَقُ بِمِثلِهَا أَن تَصدُرَ عَن مِثلِهِ ع . أَمّا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَمَعلُومٌ عِندَ صَدِيقِهِ وَ عَدُوّهِ أَنّهُ سَيّدُ المُجَاهِدِينَ وَ هَلِ الجِهَادُ لِأَحَدٍ مِنَ النّاسِ إِلّا لَهُ وَ قَد عَرَفتَ أَنّ أَعظَمَ غَزَاةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللّهِص وَ أَشَدّهَا نِكَايَةً فِي المُشرِكِينَ بَدرٌ الكُبرَي قُتِلَ فِيهَا سَبعُونَ مِنَ المُشرِكِينَ قَتَلَ عَلِيّ ع نِصفَهُم وَ قَتَلَ المُسلِمُونَ وَ المَلَائِكَةُ النّصفَ الآخَرَ وَ إِذَا رَجَعتَ إِلَي مغَاَزيِ‌ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الواَقدِيِ‌ّ وَ تَارِيخِ الأَشرَافِ لِيَحيَي بنِ جَابِرٍ البلَاذرِيِ‌ّ وَ غَيرِهِمَا عَلِمتَ صِحّةَ ذَلِكَ دَع مَن قَتَلَهُ فِي غَيرِهَا كَأُحُدٍ وَ الخَندَقِ وَ غَيرِهِمَا وَ هَذَا الفَصلُ لَا مَعنَي لِلإِطنَابِ فِيهِ لِأَنّهُ مِنَ المَعلُومَاتِ الضّرُورِيّةِ كَالعِلمِ بِوُجُودِ مَكّةَ وَ مِصرَ وَ نَحوِهِمَا. أَمّا الفَصَاحَةُ فَهُوَ ع إِمَامُ الفُصَحَاءِ وَ سَيّدُ البُلَغَاءِ وَ عَن كَلَامِهِ قِيلَ دُونَ كَلَامِ الخَالِقِ وَ فَوقَ كَلَامِ المَخلُوقِينَ وَ مِنهُ تَعَلّمَ النّاسُ الخِطَابَةَ وَ الكِتَابَةَ وَ قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ يَحيَي حَفِظتُ سَبعِينَ خُطبَةً مِن خُطَبِ الأَصلَعِ فَفَاضَت ثُمّ فَاضَت وَ قَالَ[ ابنُ]نُبَاتَةَ حَفِظتُ مِنَ الخِطَابَةِ كَنزاً لَا يَزِيدُهُ الإِنفَاقُ إِلّا سَعَةً وَ كَثرَةً حَفِظتُ مِائَةَ فَصلٍ مِن مَوَاعِظِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَمّا قَالَ مِحفَنُ بنُ أَبِي مِحفَنٍ لِمُعَاوِيَةَ جِئتُكَ مِن عِندِ أَعيَا النّاسِ قَالَ لَهُ وَيحَكَ كَيفَ يَكُونُ أَعيَا النّاسِ فَوَ اللّهِ مَا سَنّ الفَصَاحَةَ لِقُرَيشٍ غَيرُهُ وَ يكَفيِ‌ هَذَا الكِتَابُ ألّذِي نَحنُ شَارِحُوهُ دَلَالَةً عَلَي أَنّهُ لَا يُجَازَي فِي الفَصَاحَةِ وَ لَا يُبَارَي فِي البَلَاغَةِ وَ حَسبُكَ أَنّهُ لَم يُدَوّن لِأَحَدٍ مِن


صفحه : 147

فُصَحَاءِ الصّحَابَةِ العُشرُ وَ لَا نِصفُ العُشرِ مِمّا دُوّنَ لَهُ وَ كَفَاكَ فِي هَذَا البَابِ مَا يَقُولُهُ أَبُو عُثمَانَ الجَاحِظُ فِي مَدحِهِ فِي كِتَابِ البَيَانِ وَ التّبيِينِ وَ فِي غَيرِهِ مِن كُتُبِهِ. وَ أَمّا سَجَاحَةُ الأَخلَاقِ وَ بِشرُ الوَجهِ وَ طَلَاقَةُ المَحيَا وَ التّبَسّمُ فَهُوَ المَضرُوبُ بِهِ المَثَلُ فِيهِ حَتّي عَابَهُ بِذَلِكَ أَعدَاؤُهُ وَ قَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ لِأَهلِ الشّامِ إِنّهُ ذُو دُعَابَةٍ شَدِيدَةٍ وَ قَالَ عَلِيّ ع فِي ذَاكَ عَجَباً لِابنِ النّابِغَةِ يَزعُمُ لِأَهلِ الشّامِ أَنّ فِيّ دُعَابَةً وَ أنَيّ‌ امرُؤٌ تِلعَابَةٌ أُعَافِسُ وَ أُمَارِسُ وَ عَمرُو بنُ العَاصِ إِنّمَا أَخَذَهَا عَن عُمَرَ لِقَولِهِ لَمّا عَزَمَ عَلَي استِخلَافِهِ لِلّهِ أَبُوكَ لَو لَا دُعَابَةٌ فِيكَ إِلّا أَنّ عُمَرَ اقتَصَرَ عَلَيهَا وَ عَمرٌو زَادَ فِيهَا وَ نَسَجَهَا قَالَ صَعصَعَةُ بنُ صُوحَانَ وَ غَيرُهُ مِن شِيعَتِهِ وَ أَصحَابِهِ كَانَ فِينَا كَأَحَدِنَا لِينُ جَانِبٍ وَ شِدّةُ تَوَاضُعٍ وَ سُهُولَةُ قِيَادٍ وَ كُنّا نَهَابُهُ مَهَابَةَ الأَسِيرِ المَربُوطِ لِلسّيّافِ الوَاقِفِ عَلَي رَأسِهِ وَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِقَيسِ بنِ سَعدٍ رَحِمَ اللّهُ أَبَا حَسَنٍ فَلَقَد كَانَ هَشّاً بَشّاً ذَا فُكَاهَةٍ قَالَ قَيسٌ نَعَم كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَمزَحُ وَ يَبسِمُ إِلَي أَصحَابِهِ وَ أَرَاكَ تُسِرّ حَسواً فِي ارتِغَاءِ رَفعِهِ وَ تَعِيبُهُ بِذَلِكَ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد كَانَ مَعَ تِلكَ الفُكَاهَةِ وَ الطّلَاقَةِ أَهيَبَ مِن ذيِ‌ لَبدَتَينِ قَد مَسّهُ الطّوَي تِلكَ هَيبَةُ التّقوَي لَيسَ كَمَا يَهَابُكَ طَغَامُ أَهلِ الشّامِ وَ قَد بقَيِ‌َ هَذَا الخُلقُ مُتَوَارِثاً مُتَنَاقِلًا فِي مُحِبّيهِ وَ أَولِيَائِهِ إِلَي الآنِ كَمَا بقَيِ‌َ الجَفَاءُ وَ الخُشُونَةُ وَ الوَعُورَةُ فِي الجَانِبِ الآخَرِ وَ مَن لَهُ أَدنَي مَعرِفَةٍ بِأَخلَاقِ النّاسِ وَ عَوَائِدِهِم يَعرِفُ ذَلِكَ. وَ أَمّا الزّهدُ فِي الدّنيَا فَهُوَ سَيّدُ الزّهّادِ وَ بَدَلُ الأَبدَالِ وَ إِلَيهِ يُشَدّ الرّحَالُ وَ عِندَهُ تَنفُضُ الأَحلَاسُ مَا شَبِعَ مِن طَعَامٍ قَطّ وَ كَانَ أَخشَنَ النّاسِ مَأكَلًا وَ مَلبَساً قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍدَخَلتُ إِلَيهِ يَومَ عِيدٍ فَقَدّمَ جِرَاباً مَختُوماً فَوَجَدنَا فِيهِ


صفحه : 148

خُبزَ شَعِيرٍ يَابِساً مَرصُوصاً فَقُدّمَ فَأَكَلَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَكَيفَ تَختِمُهُ قَالَ خِفتُ هَذَينِ الوَلَدَينِ أَن يَلِتّاهُ بِسَمنٍ أَو زَيتٍ

وَ كَانَ ثَوبُهُ مَرقُوعاً بِجِلدٍ تَارَةً وَ بِلِيفٍ أُخرَي وَ نَعلَاهُ مِن لِيفٍ وَ كَانَ يَلبَسُ الكَرَابِيسَ الغَلِيظَ فَإِذَا وَجَدَ كُمّهُ طَوِيلًا قَطَعَهُ بِشَفرَةٍ فَلَم يَخُطّهُ فَكَانَ لَا يَزَالُ مُتَسَاقِطاً عَلَي ذِرَاعَيهِ حَتّي يَبقَي سُدًي لَا لُحمَةَ لَهُ وَ كَانَ يَأتَدِمُ إِذَا ائتَدَمَ بِخَلّ أَو بِمِلحٍ فَإِن تَرَقّي عَن ذَلِكَ فَبِبَعضِ نَبَاتِ الأَرضِ فَإِنِ ارتَفَعَ عَن ذَلِكَ فَبِقَلِيلٍ مِن أَلبَانِ الإِبِلِ وَ لَا يَأكُلُ اللّحمَ إِلّا قَلِيلًا وَ يَقُولُ لَا تَجعَلُوا قُلُوبَكُم مَقَابِرَ الحَيَوَانِ وَ كَانَ مَعَ ذَلِكَ أَشَدّ النّاسِ قُوّةً وَ أَعظَمَهُم أَيداً لَم يَنقُصِ الجُوعُ قُوّتَهُ وَ لَا يَخُورُ الإِقلَالُ مُنّتَهُ وَ هُوَ ألّذِي طَلّقَ الدّنيَا وَ كَانَتِ الأَموَالُ تُجبَي إِلَيهِ مِن جَمِيعِ بِلَادِ الإِسلَامِ إِلّا مِنَ الشّامِ وَ كَانَ يُفَرّقُهَا وَ يُمَزّقُهَا ثُمّ يَقُولُ


هَذَا جنَاَي‌َ وَ خِيَارُهُ فِيهِ   إِذ كُلّ جَانٍ يَدُهُ إِلَي فِيهِ

. وَ أَمّا العِبَادَةُ فَكَانَ أَعبَدَ النّاسِ وَ أَكثَرَهُم صَلَاةً وَ صَوماً وَ مِنهُ تَعَلّمَ النّاسُ صَلَاةَ اللّيلِ وَ مُلَازَمَةَ الأَورَادِ وَ قِيَامَ النّافِلَةِ وَ مَا ظَنّكَ بِرَجُلٍ يَبلُغُ مِن مُحَافَظَتِهِ عَلَي وِردِهِ أَن يُبسَطَ لَهُ قِطَعٌ مَا بَينَ الصّفّينِ لَيلَةَ الهَرِيرِ فيَصُلَيّ‌ عَلَيهِ وِردَهُ وَ السّهَامُ تَقَعُ بَينَ يَدَيهِ تَمُرّ عَلَي صُمَاخَيهِ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَلَا يَرتَاعُ لِذَلِكَ وَ لَا يَقُومُ حَتّي يَفرُغَ مِن وَظِيفَتِهِ وَ مَا ظَنّكَ بِرَجُلٍ كَانَت جَبهَتُهُ كَثَفَنَةِ البَعِيرِ لِطُولِ سُجُودِهِ وَ أَنتَ إِذَا تَأَمّلتَ دَعَوَاتِهِ وَ مُنَاجَاتِهِ وَ وَقَفتَ عَلَي مَا فِيهَا مِن تَعظِيمِ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ إِجلَالِهِ وَ مَا


صفحه : 149

يَتَضَمّنُهُ مِنَ الخُضُوعِ لِهَيبَتِهِ وَ الخُشُوعِ لِعِزّتِهِ وَ الِاستِخذَاءِ لَهُ عَرَفتَ مَا ينَطوَيِ‌ عَلَيهِ مِنَ الإِخلَاصِ وَ فَهِمتَ مِن أَيّ قَلبٍ خَرَجَت وَ عَلَي أَيّ لِسَانٍ جَرَت وَ قِيلَ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع وَ كَانَ الغَايَةُ فِي العِبَادَةِ أَينَ عِبَادَتُكَ مِن عِبَادَةِ جَدّكَ قَالَ عبِاَدتَيِ‌ عِندَ عِبَادَةِ جدَيّ‌ كَعِبَادَةِ جدَيّ‌ عِندَ عِبَادَةِ رَسُولِ اللّهِص

. وَ أَمّا قِرَاءَةُ القُرآنِ وَ الِاشتِغَالُ بِهِ فَهُوَ المَنظُورُ إِلَيهِ فِي هَذَا البَابِ اتّفَقَ الكُلّ عَلَي أَنّهُ كَانَ يَحفَظُ القُرآنَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَم يَكُن غَيرُهُ يَحفَظُهُ ثُمّ هُوَ أَوّلُ مَن جَمَعَهُ نَقَلُوا كُلّهُم أَنّهُ تَأَخّرَ عَن بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ فَأَهلُ الحَدِيثِ لَا يَقُولُونَ مَا تَقُولُهُ الشّيعَةُ مِن أَنّهُ تَأَخّرَ مُخَالَفَةً لِلبَيعَةِ بَل يَقُولُونَ تَشَاغَلَ بِجَمعِ القُرآنِ فَهَذَا يَدُلّ عَلَي أَنّهُ أَوّلُ مَن جَمَعَ القُرآنَ لِأَنّهُ لَو كَانَ مَجمُوعاً فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص لَمَا احتَاجَ إِلَي أَن يَتَشَاغَلَ بِجَمعِهِ بَعدَ وَفَاتِهِ وَ إِذَا رَجَعتَ إِلَي كُتُبِ القِرَاءَةِ وَجَدتَ أَئِمّةَ القِرَاءَةِ كُلّهُم يَرجِعُونَ إِلَيهِ كأَبَيِ‌ عَمرِو بنِ أَبِي العَلَاءِ وَ عَاصِمِ بنِ أَبِي النّجُودِ وَ غَيرِهِمَا لِأَنّهُم يَرجِعُونَ إِلَي[ أَبِي] عَبدِ الرّحمَنِ السلّمَيِ‌ّ الفاَرسِيِ‌ّ وَ أَبُو عَبدِ الرّحمَنِ كَانَ تِلمِيذَهُ وَ عَنهُ أَخَذَ القُرآنَ فَقَد صَارَ هَذَا الفَنّ مِنَ الفُنُونِ التّيِ‌ تنَتهَيِ‌ إِلَيهِ أَيضاً مِثلُ كَثِيرٍ مِمّا سَبَقَ. وَ أَمّا الرأّي‌ُ وَ التّدبِيرُ فَكَانَ مِن أَشَدّ النّاسِ رَأياً وَ أَصَحّهِم تَدبِيراً وَ هُوَ ألّذِي أَشَارَ إِلَي عُمَرَ لَمّا عَزَمَ عَلَي أَن يَتَوَجّهَ بِنَفسِهِ إِلَي حَربِ الرّومِ وَ الفُرسِ بِمَا أَشَارَ وَ هُوَ ألّذِي أَشَارَ عَلَي عُثمَانَ بِأُمُورٍ كَانَ صَلَاحُهُ فِيهَا وَ لَو قَبِلَهَا لَم يَحدُث عَلَيهِ مَا


صفحه : 150

حَدَثَ وَ إِنّمَا قَالَ أَعدَاؤُهُ لَا رأَي‌َ لَهُ لِأَنّهُ كَانَ مُتَقَيّداً بِالشّرِيعَةِ لَا يَرَي خِلَافَهَا وَ لَا يَعمَلُ بِمَا يقَتضَيِ‌ الدّينُ تَحرِيمَهُ وَ قَد قَالَ ع لَو لَا التّقَي لَكُنتُ أَدهَي العَرَبِ وَ غَيرُهُ مِنَ الخُلَفَاءِ كَانَ يَعمَلُ بِمُقتَضَي مَا يَستَصلِحُهُ وَ يَستَوفِقُهُ سَوَاءٌ كَانَ مُطَابِقاً لِلشّرعِ أَو لَم يَكُن وَ لَا رَيبَ أَنّ مَن يَعمَلُ بِمَا يؤُدَيّ‌ إِلَيهِ اجتِهَادُهُ وَ لَا يَقِفُ مَعَ ضَوَابِطَ وَ قُيُودٍ يَمتَنِعُ لِأَجلِهَا مِمّا يَرَي الصّلَاحَ فِيهِ تَكُونُ أَحوَالُهُ الدّنيَاوِيّةُ إِلَي الِانتِظَامِ أَقرَبَ وَ مَن كَانَ بِخِلَافِ ذَلِكَ يَكُونُ أَحوَالُهُ الدّنيَاوِيّةُ إِلَي الِانتِشَارِ أَقرَبَ. وَ أَمّا السّيَاسَةُ فَإِنّهُ كَانَ شَدِيدَ السّيَاسَةِ خَشِناً فِي ذَاتِ اللّهِ لَم يُرَاقِبِ ابنَ عَمّهِ فِي عَمَلٍ كَانَ وَلّاهُ إِيّاهُ وَ لَا رَاقَبَ أَخَاهُ عَقِيلًا فِي كَلَامٍ جَبَهَهُ بِهِ وَ أَحرَقَ قَوماً بِالنّارِ وَ نَقَضَ دَارَ مَصقَلَةَ بنِ هُبَيرَةَ وَ دَارَ جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ البجَلَيِ‌ّ وَ قَطَعَ جَمَاعَةً وَ صَلَبَ آخَرِينَ وَ مِن جُملَةِ سِيَاسَتِهِ حُرُوبُهُ فِي أَيّامِ خِلَافَتِهِ بِالجَمَلِ وَ صِفّينَ وَ النّهرَوَانِ وَ فِي أَقَلّ القَلِيلِ مِنهَا مُقَنّعٌ فَإِنّ كُلّ سَائِسٍ فِي الدّنيَا لَم يَبلُغ فَتكُهُ وَ بَطشُهُ وَ انتِقَامُهُ مَبلَغَ العُشرِ مِمّا فَعَلَ عَلَيهِ السّلَامُ فِي هَذِهِ الحُرُوبِ بِيَدِهِ وَ أَعوَانِهِ فَهَذِهِ هيِ‌َ خَصَائِصُ البَشَرِ وَ مَزَايَاهُم قَد أَوضَحنَا أَنّهُ فِيهَا الإِمَامُ المُتّبَعُ فِعلُهُ وَ الرّئِيسُ المُقتَفَي أَثَرُهُ وَ مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ يُحِبّهُ أَهلُ الذّمّةِ عَلَي تَكذِيبِهِم بِالنّبُوّةِ وَ تُعَظّمُهُ الفَلَاسِفَةُ عَلَي مُعَانَدَتِهِم لِأَهلِ المِلّةِ وَ تَصَوّرَ مُلُوكُ الفَرَنجِ وَ الرّومِ صُورَتَهُ فِي بِيَعِهَا وَ بُيُوتِ عِبَادَاتِهَا حَامِلًا سَيفَهُ مُشَمّراً لِحَربِهِ وَ تَصَوّرَ مُلُوكُ التّركِ وَ الدّيلَمِ صُورَتَهُ عَلَي أَسيَافِهَا كَانَ عَلَي سَيفِ عُضَدِ الدّولَةِ بنِ بُوَيهِ وَ سَيفِ أَبِيهِ رُكنِ الدّولَةِ وَ كَانَ عَلَي سَيفِ الأَرسَلَانِ وَ ابنِهِ مَلِكشَاهَ صُورَتُهُ كَأَنّهُم يَتَفَاءَلُونَ بِهِ النّصرَ وَ الظّفَرَ وَ مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبّ كُلّ أَحَدٍ أَن يَتَكَثّرَ بِهِ وَ وَدّ كُلّ أَحَدٍ[ أَن]يَتَجَمّلَ وَ يَتَحَسّنَ بِالِانتِسَابِ إِلَيهِ حَتّي الفُتُوّةُ التّيِ‌ أَحسَنُ مَا قِيلَ فِي حَدّهَا أَن لَا تَستَحسِنَ


صفحه : 151

مِن نَفسِكَ مَا تَستَقبِحُهُ مِن غَيرِكَ فَإِنّ أَربَابَهَا نَسَبُوا أَنفُسَهُم إِلَيهِ وَ صَنّفُوا فِي ذَلِكَ كُتُباً وَ جَعَلُوا لِذَلِكَ إِسنَاداً أَنهَوهُ إِلَيهِ وَ قَصّرُوهُ عَلَيهِ وَ سَمّوهُ سَيّدَ الفُتيَانِ وَ عَضَدُوا مَذَاهِبَهُم بِالبَيتِ المَشهُورِ المرَويِ‌ّ أَنّهُ سُمِعَ مِنَ السّمَاءِ يَومَ أُحُدٍ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ وَ مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ أَبُوهُ أَبُو طَالِبٍ سَيّدُ البَطحَاءِ وَ شَيخُ قُرَيشٍ وَ رَئِيسُ مَكّةَ قَالُوا قَلّ أَن يَسُودَ فَقِيرٌ وَ سَادَ أَبُو طَالِبٍ وَ هُوَ فَقِيرٌ لَا مَالَ لَهُ وَ كَانَت قُرَيشٌ تُسَمّيهِ الشّيخَ وَ فِي حَدِيثِ عَفِيفٍ الكنِديِ‌ّ لَمّا رَأَي النّبِيّص يصُلَيّ‌ فِي مَبدَإِ الدّعوَةِ وَ مَعَهُ غُلَامٌ وَ امرَأَةٌ قَالَ فَقُلتُ لِلعَبّاسِ أَيّ شَيءٍ هَذَا قَالَ هَذَا ابنُ أخَيِ‌ يَزعُمُ أَنّهُ رَسُولٌ مِنَ اللّهِ إِلَي النّاسِ وَ لَم يَتبَعهُ عَلَي قَولِهِ إِلّا هَذَا الغُلَامُ وَ هُوَ ابنُ أخَيِ‌ أَيضاً وَ هَذِهِ الِامرَأَةُ وَ هيِ‌َ زَوجَتُهُ قَالَ فَقُلتُ فَمَا ألّذِي تَقُولُونَهُ أَنتُم قَالَ نَنتَظِرُ مَا يَفعَلُ الشّيخُ قَالَ يعَنيِ‌ أَبَا طَالِبٍ وَ هُوَ ألّذِي كَفَلَ رَسُولَ اللّهِص صَغِيراً وَ حَمَاهُ وَ حَاطَهُ كَبِيراً وَ مَنَعَهُ مِن مشُركِيِ‌ قُرَيشٍ وَ لقَيِ‌َ لِأَجلِهِ عَنَاءً عَظِيماً وَ قَاسَي بَلَاءً شَدِيداً وَ صَبَرَ عَلَي نَصرِهِ وَ القِيَامِ بِأَمرِهِ وَ جَاءَ فِي الخَبَرِ أَنّهُ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ أوُحيِ‌َ إِلَيهِ وَ قِيلَ لَهُ اخرُج مِنهَا فَقَد مَاتَ نَاصِرُكَ وَ لَهُ مَعَ شَرَفِ هَذِهِ الأُبُوّةِ أَنّ ابنَ عَمّهِ مُحَمّدٌص سَيّدُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ أَخَاهُ جَعفَرٌ ذُو الجَنَاحَينِ ألّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَشبَهتَ خلَقيِ‌ وَ خلُقُيِ‌ وَ زَوجَتَهُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ ابنَيهِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَآبَاؤُهُ آبَاءُ رَسُولِ اللّهِ وَ أُمّهَاتُهُ أُمّهَاتُ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مُسَوّطٌ بِلَحمِهِ وَ دَمِهِ لَم يُفَارِقهُ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ إِلَي أَن مَازَ عَبدُ المُطّلِبِ بَينَ الأَخَوَينِ عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 152

وَ أُمّهُمَا وَاحِدَةٌ فَكَانَ مِنهُمَا سَيّدُ النّاسِ هَذَا الأَوّلُ وَ هَذَا الثاّنيِ‌ وَ هَذَا المُنذِرُ وَ هَذَا الهاَديِ‌. وَ مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ سَبَقَ النّاسَ إِلَي الهُدَي وَ آمَنَ بِاللّهِ وَ عَبَدَهُ وَ كُلّ مَن فِي الأَرضِ يَعبُدُ الحَجَرَ وَ يَجحَدُ الخَالِقَ لَم يَسبِقهُ أَحَدٌ إِلَي التّوحِيدِ إِلّا السّابِقُ إِلَي كُلّ خَيرٍ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص ذَهَبَ أَكثَرُ أَهلِ الحَدِيثِ إِلَي أَنّهُ أَوّلُ النّاسِ اتّبَاعاً لِرَسُولِ اللّهِ وَ إِيمَاناً بِهِ وَ لَم يَختَلِف فِي ذَلِكَ إِلّا الأَقَلّونَ وَ قَد قَالَ هُوَ ع أَنَا الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ أَنَا الفَارُوقُ الأَوّلُ أَسلَمتُ قَبلَ إِسلَامِ النّاسِ وَ صَلّيتُ قَبلَ صَلَاتِهِم

وَ مَن وَقَفَ عَلَي كُتُبِ أَصحَابِ الأَحَادِيثِ تَحَقّقَ وَ عَلِمَهُ وَاضِحاً وَ إِلَيهِ ذَهَبَ الواَقدِيِ‌ّ وَ ابنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ وَ هُوَ القَولُ ألّذِي رَجّحَهُ وَ نَصَرَهُ صَاحِبُ كِتَابِ الإِستِيعَابِ وَ بِاللّهِ التّوفِيقُ

46-نهج ،[نهج البلاغة] مِن خُطبَةٍ لَهُ ع خَطَبَهَا بِصِفّينَ أَمّا بَعدُ فَقَد جَعَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ لِي عَلَيكُم حَقّاً بِوَلَايَةِ أَمرِكُم وَ لَكُم عَلَيّ مِنَ الحَقّ مِثلُ ألّذِي لِي عَلَيكُم فَالحَقّ أَوسَعُ الأَشيَاءِ فِي التّوَاصُفِ وَ أَضيَقُهَا فِي التّنَاصُفِ لَا يجَريِ‌ لِأَحَدٍ إِلّا جَرَي عَلَيهِ وَ لَا يجَريِ‌ عَلَيهِ إِلّا جَرَي لَهُ وَ لَو كَانَ لِأَحَدٍ أَن يجَريِ‌َ لَهُ وَ لَا يجَريِ‌َ عَلَيهِ لَكَانَ ذَلِكَ خَالِصاً لِلّهِ سُبحَانَهُ دُونَ خَلقِهِ لِقُدرَتِهِ عَلَي عِبَادِهِ وَ لِعَدلِهِ فِي كُلّ مَا جَرَت عَلَيهِ صُرُوفُ قَضَائِهِ وَ لَكِنّهُ جَعَلَ حَقّهُ عَلَي العِبَادِ أَن يُطِيعُوهُ وَ جَعَلَ جَزَاءَهُم عَلَيهِ مُضَاعَفَةَ الثّوَابِ تَفَضّلًا مِنهُ وَ تَوَسّعاً بِمَا هُوَ مِنَ المَزِيدِ أَهلُهُ ثُمّ جَعَلَ سُبحَانَهُ مِن حُقُوقِهِ حُقُوقاً افتَرَضَهَا لِبَعضِ النّاسِ عَلَي بَعضٍ فَجَعَلَهَا تَتَكَافَي فِي وُجُوهِهَا وَ يُوجِبُ بَعضُهَا بَعضاً وَ لَا يَستَوجِبُ بَعضُهَا إِلّا بِبَعضٍ وَ أَعظَمُ مَا افتَرَضَ اللّهُ سُبحَانَهُ مِن تِلكَ الحُقُوقِ حَقّ الواَليِ‌ عَلَي الرّعِيّةِ وَ حَقّ


صفحه : 153

الرّعِيّةِ عَلَي الواَليِ‌ فَرِيضَةٌ فَرَضَهَا اللّهُ سُبحَانَهُ لِكُلّ عَلَي كُلّ فَجَعَلَهَا نِظَاماً لِأُلفَتِهِم وَ عِزّاً لِدِينِهِم فَلَيسَت تَصلُحُ الرّعِيّةُ إِلّا بِصَلَاحِ الوُلَاةِ وَ لَا تَصلُحُ الوُلَاةُ إِلّا بِاستِقَامَةِ الرّعِيّةِ فَإِذَا أَدّتِ الرّعِيّةُ إِلَي الواَليِ‌ حَقّهُ وَ أَدّي الواَليِ‌ إِلَيهَا حَقّهَا عَزّ الحَقّ بَينَهُم وَ قَامَت مَنَاهِجُ الدّينِ وَ اعتَدَلَت مَعَالِمُ العَدلِ وَ جَرَت عَلَي إِدلَالِهَا السّنَنُ فَصَلَحَ بِذَلِكَ الزّمَانُ وَ طُمِعَ فِي بَقَاءِ الدّولَةِ وَ يَئِسَت مَطَامِعُ الأَعدَاءِ وَ إِذَا غَلَبَتِ الرّعِيّةُ وَالِيَهَا أَو أَجحَفَ الواَليِ‌ بِرَعِيّتِهِ اختَلَفَت هُنَالِكَ الكَلِمَةُ وَ ظَهَرَت مَعَالِمُ الجَورِ وَ كَثُرَ الإِدغَالُ فِي الدّينِ وَ تُرِكَت مَحَاجّ السّنَنِ فَعُمِلَ بِالهَوَي وَ عُطّلَتِ الأَحكَامُ وَ كَثُرَت عِلَلُ النّفُوسِ فَلَا يُستَوحَشُ لِعَظِيمِ حَقّ عُطّلَ وَ لَا لِعَظِيمِ بَاطِلٍ فُعِلَ فَهُنَالِكَ تَذِلّ الأَبرَارُ وَ تَعِزّ الأَشرَارُ وَ تَعظُمُ تَبِعَاتُ اللّهِ سُبحَانَهُ عِندَ العِبَادِ فَعَلَيكُم بِالتّنَاصُحِ فِي ذَلِكَ وَ حُسنِ التّعَاوُنِ عَلَيهِ فَلَيسَ أَحَدٌ وَ إِنِ اشتَدّ عَلَي رِضَا اللّهِ حِرصُهُ وَ طَالَ فِي العَمَلِ اجتِهَادُهُ بِبَالِغِ حَقِيقَةِ مَا اللّهُ سُبحَانَهُ أَهلُهُ مِنَ الطّاعَةِ لَهُ وَ لَكِن مِن وَاجِبِ حُقُوقِ اللّهِ سُبحَانَهُ عَلَي العِبَادِ النّصِيحَةُ بِمَبلَغِ جُهدِهِم وَ التّعَاوُنُ عَلَي إِقَامَةِ الحَقّ بَينَهُم وَ لَيسَ امرُؤٌ وَ إِن عَظُمَت فِي الحَقّ مَنزِلَتُهُ وَ تَقَدّمَت فِي الدّينِ فَضِيلَتُهُ بِفَوقِ أَن يُعَانَ عَلَي مَا حَمّلَهُ اللّهُ مِن حَقّهِ وَ لَا امرُؤٌ وَ إِن صَغّرَتهُ النّفُوسُ وَ اقتَحَمَتهُ العُيُونُ بِدُونِ أَن يُعِينَ عَلَي ذَلِكَ أَو يُعَانَ عَلَيهِ فَأَجَابَهُ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ بِكَلَامٍ طَوِيلٍ يُكثِرُ فِيهِ الثّنَاءَ عَلَيهِ وَ يَذكُرُ سَمعَهُ وَ طَاعَتَهُ لَهُ فَقَالَ ع إِنّ مِن حَقّ مَن عَظُمَ جَلَالُ اللّهِ سُبحَانَهُ فِي نَفسِهِ وَ جَلّ مَوضِعُهُ مِن قَلبِهِ أَن يَصغُرَ عِندَهُ لِعِظَمِ ذَلِكَ كُلّ مَا سِوَاهُ وَ إِنّ أَحَقّ مَن كَانَ كَذَلِكَ لَمَن عَظُمَت نِعمَةُ اللّهِ سُبحَانَهُ عَلَيهِ وَ لَطُفَ إِحسَانُهُ إِلَيهِ فَإِنّهُ لَم تَعظُم نِعمَةُ اللّهِ عَلَي أَحَدٍ إِلّا ازدَادَ حَقّ اللّهِ عَلَيهِ عِظَماً وَ إِنّ مِن أَسخَفِ حَالَاتِ الوُلَاةِ عِندَ صاَلحِيِ‌ النّاسِ أَن يُظَنّ بِهِم حُبّ الفَخرِ وَ يُوضَعَ أَمرُهُم عَلَي الكِبرِ وَ قَد كَرِهتُ أَن يَكُونَ جَالَ


صفحه : 154

فِي ظَنّكُم أنَيّ‌ أُحِبّ الإِطرَاءَ وَ استِمَاعَ الثّنَاءِ وَ لَستُ بِحَمدِ اللّهِ كَذَلِكَ وَ لَو كُنتُ أُحِبّ أَن يُقَالَ ذَلِكَ لَتَرَكتُهُ انحِطَاطاً لِلّهِ سُبحَانَهُ عَن تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقّ بِهِ مِنَ العَظَمَةِ وَ الكِبرِيَاءِ وَ رُبّمَا استَحلَي النّاسُ الثّنَاءَ بَعدَ البَلَاءِ فَلَا تُثنُوا عَلَيّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ لإِخِراَجيِ‌ نفَسيِ‌ إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ وَ إِلَيكُم مِنَ البَقِيّةِ فِي حُقُوقٍ لَم أَفرُغ مِن أَدَائِهَا وَ فَرَائِضَ لَا بُدّ مِن إِمضَائِهَا فَلَا تكُلَمّوُنيِ‌ بِمَا تُكَلّمُ بِهِ الجَبَابِرَةُ وَ لَا تَتَحَفّظُوا منِيّ‌ بِمَا يُتَحَفّظُ بِهِ عِندَ أَهلِ البَادِرَةِ وَ لَا تخُاَلطِوُنيِ‌ بِالمُصَانَعَةِ وَ لَا تَظُنّوا بيِ‌ استِثقَالًا فِي حَقّ قِيلَ لِي وَ لَا التِمَاسَ إِعظَامٍ لنِفَسيِ‌ فَإِنّهُ مَنِ استَثقَلَ الحَقّ أَن يُقَالَ لَهُ أَوِ العَدلَ أَن يُعرَضَ عَلَيهِ كَانَ العَمَلُ بِهِمَا أَثقَلَ عَلَيهِ فَلَا تَكُفّوا عَن مَقَالَةٍ بِحَقّ أَو مَشُورَةٍ بِعَدلٍ فإَنِيّ‌ لَستُ فِي نفَسيِ‌ بِفَوقِ أَن أُخطِئَ وَ لَا آمَنُ ذَاكَ مِن فعِليِ‌ إِلّا أَن يكَفيِ‌َ اللّهُ مِن نفَسيِ‌ مَا هُوَ أَملَكُ بِهِ منِيّ‌ فَإِنّمَا أَنَا وَ أَنتُم عَبِيدٌ مَملُوكُونَ لِرَبّ لَا رَبّ غَيرُهُ يَملِكُ مِنّا مَا لَا نَملِكُ مِن أَنفُسِنَا وَ أَخرَجَنَا مِمّا كُنّا فِيهِ إِلَي مَا صَلَحنَا عَلَيهِ فَأَبدَلَنَا بَعدَ الضّلَالَةِ بِالهُدَي وَ أَعطَانَا البَصِيرَةَ بَعدَ العَمَي

تبيين قوله ع أوسع الأشياء في التواصف أي كل أحد يصف الحق والعدل و يقول لووليت لعدلت ولكن إذاتيسر له لم يعمل بقوله و لم ينصف الناس من نفسه ومعالم الشي‌ء مظانه و مايستدل به عليه والأذلال المجاري‌ والطرق واختلاف الكلمة اختلاف الآراء والأهواء و قال الجزري‌ أصل الدغل الشجر الملتف ألذي يكون أهل الفساد فيه وأدغلت في هذاالأمر إذاأدخلت فيه مايخالفه والمحاج جمع محجة وهي‌ جادة الطريق واقتحمته عيني‌ احتقرته والإطراء المبالغة في المدح قوله من البقية في أكثر النسخ بالباء الموحدة أي لاتثنوا علي لأجل ماترون مني‌ في طاعة الله فإنما هوإخراج لنفسي‌ إلي الله من حقوقه الباقية علي لم أفرغ من أدائها وكذلك إليكم من


صفحه : 155

الحقوق التي‌ أوجبها الله علي لكم من النصيحة والهداية والإرشاد وقيل المعني لاعترافي‌ بين يدي‌ الله وبمحضر منكم أن علي حقوقا في رئاستي‌ عليكم لم أقم بها بعد وأرجو من الله القيام بها و في بعض النسخ المصححة القديمة بالتاء المثناة الفوقانية أي من خوف الله في حقوق لم أفرغ من أدائها بعد قوله ع و لاتتحفظوا مني‌ أي لاتمتنعوا من إظهار ماتريدون إظهاره لدي‌ خوفا من سطوتي‌ كما هوشأن الملوك والبادرة الحدة و مايبدر عندالغضب والمصانعة المداراة والرشوة.أقول سيأتي‌ تمام الخطبة في باب خطبه ع

47- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع كَلّمَ بِهِ عَبدَ اللّهِ بنَ زَمعَةَ وَ هُوَ مِن شِيعَتِهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ قَدِمَ عَلَيهِ فِي خِلَافَتِهِ فَطَلَبَ مِنهُ مَالًا فَقَالَ ع إِنّ هَذَا المَالَ لَيسَ لِي وَ لَا لَكَ وَ إِنّمَا هُوَ فيَ‌ءُ المُسلِمِينَ وَ جَلبُ أَسيَافِهِم فَإِن شَرِكتَهُم فِي حَربِهِم كَانَ لَكَ مِثلُ حَظّهِم وَ إِلّا فَجَنَاةُ أَيدِيهِم لَا تَكُونُ لِغَيرِ أَفوَاهِهِم

48-نهج ،[نهج البلاغة]روُيِ‌َ أَنّ شُرَيحَ بنَ الحَارِثِ قاَضيِ‌َ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع اشتَرَي عَلَي عَهدِهِ دَاراً بِثَمَانِينَ دِينَاراً فَبَلَغَهُ ذَلِكَ وَ استَدعَاهُ وَ قَالَ لَهُ بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ ابتَعتَ دَاراً بِثَمَانِينَ دِينَاراً وَ كَتَبتَ كِتَاباً وَ أَشهَدتَ فِيهِ شُهُوداً فَقَالَ لَهُ شُرَيحٌ قَد كَانَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيهِ نَظَرَ مُغضَبٍ ثُمّ قَالَ يَا شُرَيحُ أَمَا إِنّهُ سَيَأتِيكَ مَن لَا يَنظُرُ فِي كِتَابِكَ وَ لَا يَسأَلُكَ عَن بَيّنَتِكَ حَتّي يُخرِجَكَ مِنهَا شَاخِصاً وَ يُسلِمَكَ إِلَي قَبرِكَ خَالِصاً فَانظُر يَا شُرَيحُ لَا تَكُونُ ابتَعتَ هَذِهِ الدّارَ مِن غَيرِ مَالِكَ أَو نَقَدتَ


صفحه : 156

الثّمَنَ مِن غَيرِ حَلَالِكَ فإذا[فَإِذَن] أَنتَ قَد خَسِرتَ دَارَ الدّنيَا وَ دَارَ الآخِرَةِ أَمَا إِنّكَ لَو كُنتَ أتَيَتنَيِ‌ عِندَ شِرَائِكَ مَا اشتَرَيتَ لَكَتَبتُ لَكَ كِتَاباً عَلَي هَذِهِ النّسخَةِ فَلَم تَرغَب فِي شِرَاءِ هَذِهِ الدّارِ بِدِرهَمٍ فَمَا فَوقَهُ وَ النّسخَةُ هَذِهِ هَذَا مَا اشتَرَي عَبدٌ ذَلِيلٌ مِن مَيّتٍ قَد أُزعِجَ لِلرّحِيلِ اشتَرَي مِنهُ دَاراً مِن دَارِ الغُرُورِ مِن جَانِبِ الفَانِينَ وَ خِطّةِ الهَالِكِينَ وَ تَجمَعُ هَذِهِ الدّارَ حُدُودٌ أَربَعَةٌ الحَدّ الأَوّلُ ينَتهَيِ‌ إِلَي دوَاَعيِ‌ الآفَاتِ وَ الحَدّ الثاّنيِ‌ ينَتهَيِ‌ إِلَي دوَاَعيِ‌ المُصِيبَاتِ وَ الحَدّ الثّالِثُ ينَتهَيِ‌ إِلَي الهَوَي المرُديِ‌ وَ الحَدّ الرّابِعُ ينَتهَيِ‌ إِلَي الشّيطَانِ المغُويِ‌ وَ فِيهِ يُشرَعُ بَابُ هَذِهِ الدّارِ اشتَرَي هَذَا المُغتَرّ بِالأَمَلِ مِن هَذَا المُزعَجِ بِالأَجَلِ هَذِهِ الدّارَ بِالخُرُوجِ مِن عِزّ القَنَاعَةِ وَ الدّخُولِ فِي ذُلّ الطّلَبِ وَ الضّرَاعَةِ فَمَا أَدرَكَ هَذَا المشُترَيِ‌ فِيمَا اشتَرَي مِن دَرَكٍ فَعَلَي مُبَلبِلِ أَجسَامِ المُلُوكِ وَ سَالِبِ نُفُوسِ الجَبَابِرَةِ وَ مُزِيلِ مُلكِ الفَرَاعِنَةِ مِثلِ كِسرَي وَ قَيصَرَ وَ تُبّعٍ وَ حِميَرَ وَ مَن جَمَعَ المَالَ عَلَي المَالِ فَأَكثَرَ وَ مَن بَنَي وَ شَيّدَ وَ زَخرَفَ وَ نَجّدَ وَ ادّخَرَ وَ اعتَقَدَ وَ نَظَرَ بِزَعمِهِ لِلوَلَدِ إِشخَاصُهُم جَمِيعاً إِلَي مَوقِفِ العَرضِ وَ الحِسَابِ وَ مَوضِعِ الثّوَابِ وَ العِقَابِ إِذَا وَقَعَ الأَمرُ بِفَصلِ القَضَاءِوَ خَسِرَ هُنالِكَ المُبطِلُونَشَهِدَ عَلَي ذَلِكَ العَقلُ إِذَا خَرَجَ مِن أَسرِ الهَوَي وَ سَلِمَ مِن عَلَائِقِ الدّنيَا

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]صالح بن عيسي العجلي‌ عن محمد بن محمد بن علي عن محمد بن الفرج عن عبد الله بن محمدالعجلي‌ عن عبدالعظيم الحسني‌ عن أبيه عن أبان مولي زيد بن علي عن عاصم بن بهدلة عن شريح مثله مع زيادة سيأتي‌ في أبواب مواعظه ع


صفحه : 157

بيان يقال شخص بصره بالفتح فهو شاخص إذافتح عينيه وصار لايطرف و هوكناية عن الموت ويجوز أن يكون من شخص من البلد يعني‌ ذهب وسار أو من شخص السهم إذاارتفع عن الهدف والمراد يخرجك منها مرفوعا محمولا علي أكتاف الرجال وسلمه إليه أعطاه فتناوله منه قوله ع خالصا أي من الدنيا وحطامها ليس معك شيءمنها قوله ع فإذا أنت في أكثر النسخ بالتنوين فهو جزاء شرط محذوف أي لوابتعتها كذلك فقد خسرت الدارين و في بعضها بالألف غيرمنون فتكون إذاالفجائية كقول الله تعالي فَإِذا هُم خامِدُونَ وأزعجه أقلقه وقلعه عن مكانه والخطة بالكسر هي‌ الأرض يخطها الإنسان أي يعلم عليها علامة بالخط ليعمرها و منه خطط الكوفة والبصرة ولعل فيه إشعارا بأن ملكهم لها ليس ملكا تاما بل من قبيل العلامة التي‌ يعلم الإنسان علي أرض يريد التصرف فيها قوله ع وتجمع هذه الدار أي تحيط بها ويقال أرداه أي أهلكه قوله و فيه يشرع علي البناء للمجهول أي يفتح ولعله كناية عن أن سبب شراء هذه الدار هوالشيطان وإغواؤه أو عن أن هذه الدار تفتح باب وساوس الشيطان علي الإنسان قوله ع بالخروج الباء للعوض فالخروج هوالثمن قوله ع فما أدرك ماشرطية وأدرك بمعني لحق واسم الإشارة مفعوله والدرك بالتحريك التبعة والبلبلة الاضطراب والاختلاط وإفساد الشي‌ء بحيث يخرج عن حد الانتفاع به والمراد به الموت أوملكه أوالرب تعالي شأنه و قوله إشخاص مبتدأ و علي مبلبل خبره ويقال نجد أي فرش المنزل بالوسائد والتنجيد التزيين ويجوز أن يكون المراد به هنا الرفع من النجد و هوالمرتفع من الأرض ويقال اعتقد ضيعة ومالا أي اقتناهما. ثم اعلم أنه يكفي‌ لمناسبة مايكتب في سجلات البيوع لفظ الدرك و لايلزم مطابقته لما هوالمعهود فيها من كون الدرك لكون المبيع أوالثمن معيبا أومستحقا للغير فالمراد بالدرك التبعة والإثم أي مالحق هذاالمشتري‌ من وزر وحط مرتبة


صفحه : 158

ونقص عن حظوظ الآخرة فسيجزي بها في القيامة.أقول ويحتمل أيضا عندي‌ أن يكون المشتري‌ هذاالشخص من حيث كونه تابعا للهوي ولذا وصفه تارة بالعبد الذليل أي الأسير في قيد الهوي و بين ذلك آخرا حيث عبر عنه بالمغتر بالأمل والبائع هذاالشخص أيضا حيث أعطاه الله العقل ونبه عقله وآذنه بالرحيل وأعلمه أنه ميت و لابد من أن يموت والمدرك لتلك الأمور والمخاطب بها هوالنفس من حيث اشتماله علي العقل و لما كان هذاالعقل شأنه تحصيل السعادات الدائمة والمثوبات الأخروية والدار الباقية و هذاالمأسور في قيد الهوي استعمله في تحصيل الدار الفانية المحفوفة بالآفات والبليات وأعطاه عوضا من كسبه الخروج من عزالقناعة والدخول في ذل الطلب فعلي البائع عليه دعوي الدرك في القيامة بأنك ضيعت كسبي‌ ونقصت حظي‌ وأبدلتني‌ من سعيي‌ ذلا ونقصا وهوانا فعند ذلك يخسر المبطلون فهذا ماخطر بالبال فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ

49- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الطّعَامِ فَقَالَ عَلَيكَ بِالخَلّ وَ الزّيتِ فَإِنّهُ مرَيِ‌ءٌ وَ إِنّ عَلِيّاً ع كَانَ يُكثِرُ أَكلَهُ وَ إنِيّ‌ أُكثِرُ أَكلَهُ وَ إِنّهُ مرَيِ‌ءٌ

50- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَأكُلُ الخَلّ وَ الزّيتَ وَ يَجعَلُ نَفَقَتَهُ تَحتَ طِنفِسَتِهِ

51-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ عَلِيّ عَن أُمَامَةَ بِنتِ أَبِي العَاصِ بنِ الرّبِيعِ وَ أُمّهَا زَينَبَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص قَالَتأتَاَنيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 159

فِي شَهرِ رَمَضَانَ فأَتُيِ‌َ بِعَشَاءٍ وَ تَمرٍ وَ كَمأَةٍ فَأَكَلَ ع وَ كَانَ يُحِبّ الكَمأَةَ

52- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن مُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً كَانَ عِندَكُم فَأَتَي بنَيِ‌ دِيوَانٍ فَاشتَرَي ثَلَاثَةَ أَثوَابٍ بِدِينَارٍ القَمِيصُ إِلَي فَوقِ الكَعبِ وَ الإِزَارُ إِلَي نِصفِ السّاقِ وَ الرّدَاءُ مِن بَينِ يَدَيهِ إِلَي ثَديَيهِ وَ مِن خَلفِهِ إِلَي أَليَيهِ ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَلَم يَزَل يَحمَدُ اللّهَ عَلَي مَا كَسَاهُ حَتّي دَخَلَ مَنزِلَهُ ثُمّ قَالَ هَذَا اللّبَاسُ ألّذِي ينَبغَيِ‌ لِلمُسلِمِينَ أَن يَلبَسُوهُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ لَكِن لَا يَقدِرُونَ أَن يَلبَسُوا هَذَا اليَومَ وَ لَو فَعَلنَا لَقَالُوا مَجنُونٌ وَ لَقَالُوا مُرَاءٍ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ ثِيابَكَ فَطَهّر قَالَ وَ ثِيَابَكَ ارفَعهَا لَا تَجُرّهَا فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا كَانَ هَذَا اللّبَاسَ

53- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا لَبِسَ القَمِيصَ مَدّ يَدَهُ فَإِذَا طَلَعَ عَلَي أَطرَافِ الأَصَابِعِ قَطَعَهُ

54-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تُرِيدُ أُرِيكَ قَمِيصَ عَلِيّ ألّذِي ضُرِبَ فِيهِ


صفحه : 160

وَ أُرِيكَ دَمَهُ قَالَ قُلتُ نَعَم فَدَعَا بِهِ وَ هُوَ فِي سَفَطٍ فَأَخرَجَهُ وَ نَشَرَهُ فَإِذَا هُوَ قَمِيصُ كَرَابِيسَ يُشبِهُ السنّبلُاَنيِ‌ّ وَ إِذَا مُوضَعُ الجَيبِ إِلَي الأَرضِ وَ إِذَا أَثَرُ دَمٍ أَبيَضَ شِبهِ اللّبَنِ شِبهِ شَطِيبِ السّيفِ قَالَ هَذَا قَمِيصُ[كَرَابِيسُ] عَلِيّ ألّذِي ضُرِبَ فِيهِ وَ هَذَا أَثَرُ دَمِهِ فَشَبَرتُ بَدَنَهُ فَإِذَا هُوَ ثَلَاثَةُ أَشبَارٍ وَ شَبَرتُ أَسفَلَهُ فَإِذَا هُوَ اثنَا عَشَرَ شِبراً

بيان شطيب السيف طرائقه التي‌ في متنه

55- كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ قَالَ رَأَيتُ قَمِيصَ عَلِيّ ع ألّذِي قُتِلَ فِيهِ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَإِذَا أَسفَلُهُ اثنَا عَشَرَ شِبراً وَ بَدَنُهُ ثَلَاثَةُ أَشبَارٍ وَ رَأَيتُ فِيهِ نُضجَ دَمٍ

56- نهج ،[نهج البلاغة] وَ اللّهِ لَقَد رَقَعتُ مدِرعَتَيِ‌ هَذِهِ حَتّي استَحيَيتُ مِن رَاقِعِهَا وَ لَقَد قَالَ لِي قَائِلٌ أَ لَا تَنبِذُهَا عَنكَ فَقُلتُ اعزُب عنَيّ‌ فَعِندَ الصّبَاحِ يَحمَدُ القَومُ السّرَي

إيضاح السري كالهدي السير عامة الليل و هذامثل يضرب لمحتمل المشقة العاجلة للراحة الآجلة. وَ قَالَ


صفحه : 161

عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ هَذَا الكَلَامِ جَاءَ فِي أَخبَارِ عَلِيّ ع التّيِ‌ ذَكَرَهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي كِتَابِ فَضَائِلِهِ وَ هُوَ روِاَيتَيِ‌ عَن قُرَيشِ بنِ السّبَيعِ بنِ المُهَنّا العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ المُعَمّرِ عَنِ المُبَارَكِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ بنِ أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ الصيّرفَيِ‌ّ المَعرُوفِ بِابنِ الطيّوُريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ العَلّافِ المزُنَيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرٍ أَحمَدَ بنِ جَعفَرِ بنِ حَمدَانَ بنِ مَالِكٍ القطَيِعيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن أَبِيهِ أَبِي عَبدِ اللّهِ أَحمَدَ قَالَ قِيلَ لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لِمَ تَرقَعُ قَمِيصَكَ قَالَ يَخشَعُ القَلبُ وَ يقَتدَيِ‌ بِهِ المُؤمِنُونَ

وَ رَوَي أَحمَدُ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَطُوفُ الأَسوَاقَ مُؤتَزِراً بِإِزَارٍ مُرتَدِياً بِرِدَاءٍ وَ مَعَهُ الدّرّةُ كَأَنّهُ أعَراَبيِ‌ّ بدَوَيِ‌ّ فَطَافَ مَرّةً حَتّي بَلَغَ سُوقَ الكَرَابِيسِ فَقَالَ لِوَاحِدٍ يَا شَيخُ بعِنيِ‌ قَمِيصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ فَلَمّا جَاءَ أَبُو الغُلَامِ أَخبَرُوهُ فَأَخَذَ دِرهَماً ثُمّ جَاءَ إِلَي عَلِيّ ع لِيَدفَعَهُ إِلَيهِ فَقَالَ مَا هَذَا أَو قَالَ مَا شَأنُهُ هَذَا فَقَالَ يَا موَلاَي‌َ إِنّ القَمِيصَ ألّذِي بَاعَكَ ابنيِ‌ كَانَ يسُاَويِ‌ دِرهَمَينِ فَلَم يَأخُذِ الدّرهَمَ وَ قَالَ باَعنَيِ‌ برِضِاَي‌َ وَ أَخَذَ بِرِضَاهُ

وَ رَوَي أَحمَدُ عَن أَبِي البَوَارِ بَائِعِ الخَامِ بِالكُوفَةِ قَالَ جَاءَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي السّوقِ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ وَ هُوَ خَلِيفَةٌ فَاشتَرَي منِيّ‌ قَمِيصَينِ وَ قَالَ لِغُلَامِهِ اختَر أَيّهُمَا شِئتَ فَأَخَذَ أَحَدَهُمَا وَ أَخَذَ عَلِيّ الآخَرَ قَالَ ثُمّ لَبِسَهُ وَ مَدّ يَدَهُ فَوَجَدَ كُمّهُ فَاضِلَةً فَقَالَ اقطَعِ الفَاضِلَ فَقَطَعتُهُ ثُمّ كَفّهُ وَ ذَهَبَ

. وروي أحمد عن الصمال بن عمير قال رأيت قميص علي ع ألذي أصيب


صفحه : 162

فيه و هوكرابيس سنبلاني‌ ورأيت دمه قدسال عليه كالدردي‌. وروي أحمد قال لماأرسل عثمان إلي علي وجدوه مدثرا بعباءة محتجزا و هويذود بعيرا له والأخبار في هذاالمعني كثيرة وفيما ذكرناه كفاية

57-نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع وَ اللّهِ لَأَن أَبِيتَ عَلَي حَسَكِ السّعدَانِ مُسَهّداً وَ أُجَرّ فِي الأَغلَالِ مُصَفّداً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَلقَي اللّهَ وَ رَسُولَهُ يَومَ القِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعضِ العِبَادِ وَ غَاصِباً لشِيَ‌ءٍ مِنَ الحُطَامِ وَ كَيفَ أَظلِمُ أَحَداً لِنَفسٍ يُسرِعُ إِلَي البِلَي قُفُولُهَا وَ يَطُولُ فِي الثّرَي حُلُولُهَا وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ عَقِيلًا وَ قَد أَملَقَ حَتّي استمَاَحنَيِ‌ مِن بُرّكُم صَاعاً وَ رَأَيتُ صِبيَانَهُ شُعثَ الأَلوَانِ مِن فَقرِهِم كَأَنّمَا سُوّدَت وُجُوهُهُم بِالعِظلِمِ وَ عاَودَنَيِ‌ مُؤَكّداً وَ كَرّرَ عَلَيّ القَولَ مُرَدّداً فَأَصغَيتُ إِلَيهِ سمَعيِ‌ فَظَنّ أنَيّ‌ أَبِيعُهُ ديِنيِ‌ وَ أَتّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طرَيِقتَيِ‌ فَأَحمَيتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمّ أَدنَيتُهَا مِن جِسمِهِ لِيَعتَبِرَ بِهَا فَضَجّ ضَجِيجَ ذيِ‌ دَنَفٍ مِن أَلَمِهَا وَ كَادَ أَن يَحتَرِقَ مِن مِيسَمِهَا فَقُلتُ لَهُ ثَكِلَتكَ الثّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ أَ تَئِنّ مِن حَدِيدَةٍ أَحمَاهَا إِنسَانُهَا لِلَعبِهِ وَ تجَرُنّيِ‌ إِلَي نَارٍ سَجَرَهَا جَبّارُهَا لِغَضَبِهِ أَ تَئِنّ مِنَ الأَذَي وَ لَا أَئِنّ مِن لَظًي وَ أَعجَبُ مِن ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلفُوفَةٍ فِي وِعَائِهَا وَ مَعجُونَةٍ شَنِئتُهَا كَأَنّهَا عُجِنَت بِرِيقِ حَيّةٍ أَو قَيئِهَا فَقُلتُ أَ صِلَةٌ أَم زَكَاةٌ أَم صَدَقَةٌ فَذَلِكَ كُلّهُ مُحَرّمٌ عَلَينَا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ لَا ذَا وَ لَا ذَلِكَ وَ لَكِنّهَا هَدِيّةٌ فَقُلتُ هَبِلَتكَ الهَبُولُ أَ عَن دِينِ اللّهِ أتَيَتنَيِ‌ لتِخَدعَنَيِ‌ أَ مُختَبِطٌ أَم ذُو جِنّةٍ أَم تَهجُرُ وَ اللّهِ لَو أُعطِيتُ الأَقَالِيمَ السّبعَةَ بِمَا تَحتَ أَفلَاكِهَا عَلَي أَن أعَصيِ‌َ اللّهَ فِي نَملَةٍ أَسلُبُهَا جُلبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلتُهُ وَ إِنّ دُنيَاكُم عنِديِ‌ لَأَهوَنُ مِن وَرَقَةٍ


صفحه : 163

فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقضَمُهَا مَا لعِلَيِ‌ّ وَ نَعِيمٍ يَفنَي وَ لَذّةٍ لَا تَبقَي نَعُوذُ بِاللّهِ مِن سُبَاتِ العَقلِ وَ قُبحِ الزّلَلِ وَ بِهِ نَستَعِينُ

بيان السعدان نبت و هوأفضل مراعي‌ الإبل ولهذا النبت شوك يقال له حسك السعدان والمسهد الممنوع من النوم وصفده يصفده شده وأوثقه وكذلك التصفيد والحطام ماتكسر من اليبس شبه به متاع الدنيا لفنائه والقفول الرجوع من السفر و هوإما كناية عن الشيب فإن الشباب إقبال إلي الدنيا والشيب إدبار عنها أوالموت فإن الآخرة هي‌ الموطن الأصلي‌ فبالموت يرجع إليها أو إلي ما كان قبل تعلق الروح به والإسناد إلي النفس مجازي‌ أوالمراد بالنفس البدن والأظهر عندي‌ أن القفول جمع القفل استعيرت لأوصال البدن ومفاصلها والإملاق الفقر قوله ع شعث الألوان أي مغبر الألوان ويوصف الجوع بالغبرة والعظلم بالكسر النيل وقيل هوالوسمة قوله ع ذي‌ دنف أي ذي‌ سقم مولم والثكل فقدان المرأة ولدها قوله شنئتها أي أبغضتها ونفرت منها ولعل المراد بالصلة مايتوصل به إلي تحصيل المطلوب من المصانعة والرشوة وبالصدقة الزكاة المستحبة و لايبعد حرمتها علي الإمام ويحتمل أن يكون المراد بالحرمة مايشمل الكراهة الشديدة ويقال هبلته أي ثكلته والهبول بفتح الهاء من النساء التي‌ لايبقي لها ولد والمختبط المصروع وذو الجنة من به مس من الشيطان و ألذي يهجر هو ألذي يهذي‌ في مرض ليس بصرع كالمحموم والمبرسم والجلب بالضم القشر والقضم الأكل بأطراف الأسنان والسبات بالضم النوم .أقول قدمضت الخطبة وشرحها وإنما كررت لمافيهما من الاختلاف

58- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن غِيَاثِ بنِ مُصعَبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ


صفحه : 164

عَن حَاتِمٍ الأَصَمّ عَن شَقِيقٍ البلَخيِ‌ّ عَمّن أَخبَرَهُ مِن أَهلِ العِلمِ قَالَ قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ لَقِيتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع ذَاتَ يَومٍ صَبَاحاً فَقُلتُ كَيفَ أَصبَحتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضلٍ مِن رَجُلٍ لَم يَزُر أَخاً وَ لَم يُدخِل عَلَي مُؤمِنٍ سُرُوراً قُلتُ وَ مَا ذَلِكَ قَالَ يُفَرّجُ عَنهُ كَرباً أَو يقَضيِ‌ عَنهُ دَيناً أَو يَكشِفُ عَنهُ فَاقَتَهُ قَالَ جَابِرٌ وَ لَقِيتُ عَلِيّاً يَوماً فَقُلتُ كَيفَ أَصبَحتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَصبَحنَا وَ بِنَا مِن نِعَمِ اللّهِ وَ فَضلِهِ مَا لَا نُحصِيهِ مَعَ كَثِيرِ مَا نُحصِيهِ فَمَا ندَريِ‌ أَيّ نِعمَةٍ نَشكُرُ أَ جَمِيلَ مَا يَنشُرُ أَم قَبِيحَ مَا يَستُرُ قَالَ وَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ دَخَلتُ عَلَي عمَيّ‌ عَلِيّ ع صَبَاحاً وَ كَانَ مَرِيضاً فَقُلتُ كَيفَ أَصبَحتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ كَيفَ أَصبَحَ مَن يَفنَي بِبَقَائِهِ وَ يَسقُمُ بِدَوَائِهِ وَ يُؤتَي مِن مَأمَنِهِ

أقول سيأتي‌ بعض أخبار مكارمه صلوات الله عليه في خطبة الحسن ع بعدوفاته و في أبواب خطبه ومواعظه وسائر أبواب هذاالكتاب و قدمر كثير منها في الأبواب السابقة

باب 801-علة عدم اختضابه ع

1- ع ،[علل الشرائع ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي بِشرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ الهَيثَمِ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن عَلِيّ بنِ غُرَابٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قُلتُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا مَنَعَكَ مِنَ الخِضَابِ وَ قَدِ اختَضَبَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ أَنتَظِرُ أَشقَاهَا أَن يَخضِبَ لحِيتَيِ‌ مِن دَمِ رأَسيِ‌ بِعَهدٍ مَعهُودٍ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ حبَيِبيِ‌ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 165

2- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن حَفصٍ الأَعوَرِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن خِضَابِ اللّحيَةِ وَ الرّأسِ أَ مِنَ السّنّةِ فَقَالَ نَعَم قُلتُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَم يَختَضِب قَالَ إِنّمَا مَنَعَهُ قَولُ رَسُولِ اللّهِص إِنّ هَذِهِ سَتُخضَبُ مِن هَذِهِ

3- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَضَبَ النّبِيّص وَ لَم يَمنَع عَلِيّاً ع إِلّا قَولُ النّبِيّص تُخضَبُ هَذِهِ مِن هَذِهِ

نهج ،[نهج البلاغة] قِيلَ لَهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَو غَيّرتَ شَيبَتَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ الخِضَابُ زِينَةٌ وَ نَحنُ قَومٌ فِي مُصِيبَةٍ يُرِيدُ بِهِ رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 166

أبواب معجزاته صلوات الله وسلامه عليه

باب 901-رد الشمس له وتكلم الشمس معه ع

1- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِ‌ّ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الفزَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَحمَدَ بنِ نُوحٍ وَ أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَنَانٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا العِلّةُ فِي تَركِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع صَلَاةَ العَصرِ وَ هُوَ يُحِبّ أَن يَجمَعَ بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ فَأَخّرَهَا قَالَ إِنّهُ لَمّا صَلّي الظّهرَ التَفَتَ إِلَي جُمجُمَةٍ تِلقَاءَهُ فَكَلّمَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أَيّتُهَا الجُمجُمَةُ مِن أَينَ أَنتِ فَقَالَت أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ مَلِكُ بِلَادِ آلِ فُلَانٍ قَالَ لَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فقَصُيّ‌ عَلَيّ الخَبَرَ وَ مَا كُنتِ وَ مَا كَانَ عَصرُكِ فَأَقبَلَتِ الجُمجُمَةُ تَقُصّ خَبَرَهَا وَ مَا كَانَ فِي عَصرِهَا مِن خَيرٍ وَ شَرّ فَاشتَغَلَ بِهَا حَتّي غَابَتِ الشّمسُ فَكَلّمَهَا بِثَلَاثَةِ أَحرُفٍ مِنَ الإِنجِيلِ لِأَن لَا يَفقَهَ العَرَبُ كَلَامَهَا قَالَت لَا أَرجِعُ وَ قَد أَفَلتُ فَدَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَبَعَثَ إِلَيهَا سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ بِسَبعِينَ أَلفَ سِلسِلَةِ حَدِيدٍ فَجَعَلُوهَا فِي رَقَبَتِهَا وَ سَحَبُوهَا عَلَي وَجهِهَا حَتّي عَادَت بَيضَاءَ نَقِيّةً حَتّي صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ هَوَت كهَوَيِ‌ّ الكَوكَبِ فَهَذِهِ العِلّةُ فِي تَأخِيرِ


صفحه : 167

العَصرِ

وحدثني‌ بهذا الحديث ابن سعيد الهاشمي‌ عن فرات بإسناده وألفاظه

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ عَن عُمَرَ بنِ خَالِدٍ المخَزوُميِ‌ّ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن عُمَارَةَ بنِ مُهَاجِرٍ عَن أُمّ جَعفَرٍ أَو أُمّ مُحَمّدٍ بنِتيَ‌ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ وَ هيِ‌َ جَدّتُهَا قَالَت خَرَجتُ مَعَ جدَتّيِ‌ أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ وَ عمَيّ‌ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ حَتّي إِذَا كُنّا بِالضَهيَاءِ حدَثّتَنيِ‌ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ قَالَت يَا بُنَيّةُ كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي هَذَا المَكَانِ فَصَلّي رَسُولُ اللّهِص الظّهرَ ثُمّ دَعَا عَلِيّاً فَاستَعَانَ بِهِ فِي بَعضِ حَاجَتِهِ ثُمّ جَاءَتِ العَصرُ فَقَامَ النّبِيّص فَصَلّي العَصرَ فَجَاءَ عَلِيّ ع فَقَعَدَ إِلَي جَنبِ رَسُولِ اللّهِص فَأَوحَي اللّهُ إِلَي نَبِيّهِ فَوَضَعَ رَأسَهُ فِي حَجرِ عَلِيّ ع حَتّي غَابَتِ الشّمسُ لَا يُرَي مِنهَا شَيءٌ عَلَي أَرضٍ وَ لَا جَبَلٍ ثُمّ جَلَسَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ ع هَل صَلّيتَ العَصرَ فَقَالَ لَا يَا رَسُولَ اللّهِ أُنبِئتُ أَنّكَ لَم تُصَلّ فَلَمّا وَضَعتَ رَأسَكَ فِي حجَريِ‌ لَم أَكُن لِأُحَرّكَهُ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّ هَذَا عَبدُكَ عَلِيّ احتَبَسَ نَفسَهُ عَلَي نَبِيّكَ فَرُدّ عَلَيهِ شَرقَهَا فَطَلَعَتِ الشّمسُ فَلَم يَبقَ جَبَلٌ وَ لَا أَرضٌ إِلّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ ثُمّ قَامَ عَلِيّ ع فَتَوَضّأَ وَ صَلّي ثُمّ انكَسَفَت

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُفيَانَ عَن عَلِيّ بنِ سَلَمَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ فُدَيكٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن عَونِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أُمّهِ أُمّ جَعفَرٍ عَن جَدّتِهَا أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ مِثلَهُ وَ قَالَ بَعدَ نَقلِ الخَبَرِ وَ لَعَلّهُ ع صَلّي إِيمَاءً قَبلَ ذَلِكَ أَيضاً

3- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ


صفحه : 168

عَبدِ اللّهِ القزَويِنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ القلَاَنسِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ المُختَارِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أُمّ المِقدَامِ الثّقَفِيّةِ قَالَت قَالَ لِي جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِرٍ قَطَعنَا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع جِسرَ الصّرَاةِ فِي وَقتِ العَصرِ فَقَالَ إِنّ هَذِهِ أَرضٌ مُعَذّبَةٌ لَا ينَبغَيِ‌ لنِبَيِ‌ّ وَ لَا وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ أَن يصُلَيّ‌َ فِيهَا فَمَن أَرَادَ مِنكُم أَن يصُلَيّ‌َ فَليُصَلّ فَتَفَرّقَ النّاسُ يَمنَةً وَ يَسرَةً يُصَلّونَ فَقُلتُ أَنَا وَ اللّهِ لَأُقَلّدَنّ هَذَا الرّجُلَ صلَاَتيِ‌َ اليَومَ وَ لَا أصُلَيّ‌ حَتّي يصُلَيّ‌َ فَسِرنَا وَ جَعَلَتِ الشّمسُ تَسفُلُ وَ جَعَلَ يدَخلُنُيِ‌ مِن ذَلِكَ أَمرٌ عَظِيمٌ حَتّي وَجَبَتِ الشّمسُ وَ قَطَعنَا الأَرضَ فَقَالَ يَا جُوَيرِيَةُ أَذّن فَقُلتُ تَقُولُ أَذّن وَ قَد غَابَتِ الشّمسُ فَقَالَ أَذّن فَأَذّنتُ ثُمّ قَالَ لِي أَقِم فَأَقَمتُ فَلَمّا قُلتُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ رَأَيتُ شَفَتَيهِ يَتَحَرّكَانِ وَ سَمِعتُ كَلَاماً كَأَنّهُ كَلَامُ العِبرَانِيّةِ فَارتَفَعَتِ الشّمسُ حَتّي صَارَت فِي مِثلِ وَقتِهَا فِي العَصرِ فَصَلّي فَلَمّا انصَرَفنَا هَوَت إِلَي مَكَانِهَا وَ اشتَبَكَتِ النّجُومُ فَقُلتُ أَنَا أَشهَدُ أَنّكَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا جُوَيرِيَةُ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُفَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِفَقُلتُ بَلَي قَالَ فإَنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ بِاسمِهِ العَظِيمِ فَرَدّهَا عَلَيّ

ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد مثله فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]بالإسناد يرفعه إلي محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده الشهيد ع

مثله كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] محمد بن العباس عن أحمد بن محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن يحيي عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصيرمثله


صفحه : 169

بيان الصراة نهر بالعراق ووجوب الشمس غيبوبتها وسقوطها

4- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص العَصرَ فَجَاءَ عَلِيّ ع وَ لَم يَكُن صَلّاهَا فَأَوحَي اللّهُ إِلَي رَسُولِهِ عِندَ ذَلِكَ فَوَضَعَ رَأسَهُ فِي حَجرِ عَلِيّ ع فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص عَن حَجرِهِ حِينَ قَامَ وَ قَد غَرَبَتِ الشّمسُ فَقَالَ يَا عَلِيّ أَ مَا صَلّيتَ العَصرَ فَقَالَ لَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ إِنّ عَلِيّاً كَانَ فِي طَاعَتِكَ فَرُدّت عَلَيهِ الشّمسُ عِندَ ذَلِكَ

5- شف ،[كشف اليقين ]مُوَفّقُ بنُ أَحمَدَ المكَيّ‌ّ عَن شَهرَدَارَ عَن عُبدُوسٍ عَن أَبِي الفَرَجِ بنِ سَهلٍ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن زَكَرِيّا العلَاَئيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي حَازِمٍ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَا أَبَا الحَسَنِ كَلّمِ الشّمسَ فَإِنّهَا تُكَلّمُكَ قَالَ عَلِيّ ع السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا العَبدُ المُطِيعُ لِلّهِ فَقَالَتِ الشّمسُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامَ المُتّقِينَ وَ قَائِدَ الغُرّ المُحَجّلِينَ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ فِي الجَنّةِ يَا عَلِيّ أَوّلُ مَن يَنشَقّ عَنهُ الأَرضُ مُحَمّدٌ ثُمّ أَنتَ وَ أَوّلُ مَن يَحيَا مُحَمّدٌ ثُمّ أَنتَ وَ أَوّلُ مَن يُكسَي مُحَمّدٌ ثُمّ أَنتَ ثُمّ انكَبّ عَلِيّ سَاجِداً وَ عَينَاهُ تَذرِفَانِ بِالدّمُوعِ فَانكَبّ عَلَيهِ النّبِيّص فَقَالَ يَا أخَيِ‌ وَ حبَيِبيِ‌ ارفَع رَأسَكَ فَقَد بَاهَي اللّهُ بِكَ أَهلَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ


صفحه : 170

كشف ،[كشف الغمة] من مناقب الخوارزمي‌ حدثنا عبدالرحمن بن القاسم الهمداني‌ عن أبي حاتم محمد بن محمدالطالقاني‌ عن أبي محمدالعسكري‌ عن آبائه ع مثله

6- يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّ عَلِيّاً ع بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِص فِي بَعضِ الأُمُورِ بَعدَ صَلَاةِ الظّهرِ وَ انصَرَفَ مِن جِهَتِهِ تِلكَ وَ قَد صَلّي رَسُولُ اللّهِص العَصرَ بِالنّاسِ فَلَمّا دَخَلَ عَلِيّ ع جَعَلَ يَقُصّ عَلَيهِ مَا كَانَ قَد نَفَضَ فِيهِ فَنَزَلَ الوحَي‌ُ عَلَيهِ فِي تِلكَ السّاعَةِ فَوَضَعَ رَأسَهُ فِي حَجرِ عَلِيّ ع وَ كَانَا كَذَلِكَ حَتّي إِذَا غَرَبَت فسَرُيّ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِص فِي وَقتِ الغُرُوبِ فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ هَل صَلّيتَ العَصرَ قَالَ لَا فإَنِيّ‌ كَرِهتُ أَن أُزِيلَ رَأسَكَ وَ رَأَيتُ جلُوُسيِ‌ تَحتَ رَأسِكَ وَ أَنتَ فِي تِلكَ الحَالِ أَفضَلَ مِن صلَاَتيِ‌ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص فَاستَقبَلَ القِبلَةَ فَقَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ عَلِيّ فِي طَاعَتِكَ وَ حَاجَةِ رَسُولِكَص فَاردُد عَلَيهِ الشّمسَ ليِصُلَيّ‌َ صَلَاتَهُ فَرَجَعَتِ الشّمسُ حَتّي صَارَت فِي مَوضِعِ أَوّلِ العَصرِ فَصَلّي عَلِيّ ع ثُمّ انقَضَتِ الشّمسُ لِلغُرُوبِ مِثلَ انقِضَاضِ الكَوَاكِبِ وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ الشّمسَ مُطِيعَةٌ لَكَ فَادعُ فَدَعَا فَرَجَعَت وَ كَانَ قَد صَلّاهَا بِالإِشَارَةِ

7- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن زَاذَانَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا فَتَحَ النّبِيّص مَكّةَ وَ رَفَعَ الهِجرَةَ بِقَولِهِ لَا هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع إِذَا كَانَ الغَدُ كَلّمِ الشّمسَ حَتّي تُعرَفَ كَرَامَتُكَ عَلَي اللّهِ فَلَمّا أَصبَحنَا قُمنَا فَجَاءَ عَلِيّ إِلَي الشّمسِ حِينَ طَلَعَت فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكِ أَيّتُهَا المُطِيعَةُ لِرَبّهَا فَقَالَتِ الشّمسُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ وَ وَصِيّهُ أَبشِر فَإِنّ رَبّ العِزّةِ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ أَبشِر فَإِنّ لَكَ وَ لِمُحِبّيكَ وَ لِشِيعَتِكَ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت وَ لَا خَطَرَ عَلَي قَلبِ بَشَرٍ فَخَرّ ع سَاجِداً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ارفَع رَأسَكَ حبَيِبيِ‌ فَقَد بَاهَي اللّهُ بِكَ المَلَائِكَةَ


صفحه : 171

8-شا،[الإرشاد]مِمّا أَظهَرَهُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ الأَعلَامِ البَاهِرَةِ عَلَي يَدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَا استَفَاضَت بِهِ الأَخبَارُ وَ رَوَاهُ عُلَمَاءُ السّيَرِ وَ الآثَارِ وَ نَظَمَت فِيهِ الشّعَرَاءُ الأَشعَارَ رُجُوعُ الشّمسِ لَهُ ع مَرّتَينِ فِي حَيَاةِ النّبِيّص مَرّةً وَ بَعدَ وَفَاتِهِ أُخرَي وَ كَانَ مِن حَدِيثِ رُجُوعِهَا عَلَيهِ المَرّةَ الأُولَي مَا رَوَتهُ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ وَ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَةُ النّبِيّص وَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الصّحَابَةِ أَنّ النّبِيّص كَانَ ذَاتَ يَومٍ فِي مَنزِلِهِ وَ عَلِيّ ع بَينَ يَدَيهِ إِذ جَاءَهُ جَبرَئِيلُ ع يُنَاجِيهِ عَنِ اللّهِ سُبحَانَهُ فَلَمّا تَغَشّاهُ الوحَي‌ُ تَوَسّدَ فَخِذَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَم يَرفَع رَأسَهُ عَنهُ حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ فَاصطَبَر أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِذَلِكَ إِلَي صَلَاةِ العَصرِ فَصَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَالِساً يُومِئُ بِرُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ إِيمَاءً فَلَمّا أَفَاقَ مِن غَشيَتِهِ قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَ فَاتَتكَ صَلَاةُ العَصرِ قَالَ لَم أَستَطِع أَن أُصَلّيَهَا قَائِماً لِمَكَانِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ الحَالِ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيهَا فِي استِمَاعِ الوحَي‌ِ فَقَالَ لَهُ ادعُ اللّهَ حَتّي يَرُدّ عَلَيكَ الشّمسَ لِتُصَلّيَهَا قَائِماً فِي وَقتِهَا كَمَا فَاتَتكَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يُجِيبُكَ لِطَاعَتِكَ لِلّهِ وَ رَسُولِهِ فَسَأَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اللّهَ فِي رَدّ الشّمسِ فَرُدّت حَتّي صَارَت فِي مَوضِعِهَا مِنَ السّمَاءِ وَقتَ صَلَاةِ العَصرِ فَصَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صَلَاةَ العَصرِ فِي وَقتِهَا ثُمّ غَرَبَت فَقَالَت أَسمَاءُ أَم وَ اللّهِ لَقَد سَمِعنَا لَهَا عِندَ غُرُوبِهَا صَرِيراً كَصَرِيرِ المِنشَارِ فِي الخَشَبِ وَ كَانَ رُجُوعُهَا بَعدَ النّبِيّص أَنّهُ لَمّا أَرَادَ أَن يَعبُرَ الفُرَاتَ بِبَابِلَ اشتَغَلَ كَثِيرٌ مِن أَصحَابِهِ بِتَعبِيرِ دَوَابّهِم وَ رِحَالِهِم فَصَلّي ع بِنَفسِهِ فِي طَائِفَةٍ مَعَهُ العَصرَ


صفحه : 172

فَلَم يَفرُغِ النّاسُ مِن عُبُورِهِم حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ وَ فَاتَتِ الصّلَاةُ كَثِيراً مِنهُم وَ فَاتَ الجُمهُورَ فَضلُ الِاجتِمَاعِ مَعَهُ فَتَكَلّمُوا فِي ذَلِكَ فَلَمّا سَمِعَ كَلَامَهُم فِيهِ سَأَلَ اللّهَ تَعَالَي أَن يَرُدّ الشّمسَ عَلَيهِ لِتَجتَمِعَ كَافّةُ أَصحَابِهِ عَلَي صَلَاةِ العَصرِ فِي وَقتِهَا فَأَجَابَهُ اللّهُ تَعَالَي فِي رَدّهَا عَلَيهِ وَ كَانَت فِي الأُفُقِ عَلَي الحَالِ التّيِ‌ تَكُونُ عَلَيهِ وَقتُ العَصرِ فَلَمّا سَلّمَ القَومُ غَابَتِ الشّمسُ فَسُمِعَ لَهَا وَجِيبٌ شَدِيدٌ هَالَ النّاسَ ذَلِكَ فَأَكثَرُوا مِنَ التّسبِيحِ وَ التّهلِيلِ وَ الِاستِغفَارِ وَ الحَمدِ لِلّهِ عَلَي النّعمَةِ التّيِ‌ ظَهَرَت فِيهِم وَ سَارَ خَبَرُ ذَلِكَ فِي الآفَاقِ وَ انتَشَرَ ذِكرُهُ فِي النّاسِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ السّيّدُ بنُ مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ رُدّت عَلَيهِ الشّمسُ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ مِنَ الأَبيَاتِ

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَدَخَلَ عَلِيّ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي مَرَضِهِ وَ قَد أغُميِ‌َ عَلَيهِ وَ رَأسُهُ فِي حَجرِ جَبرَئِيلَ وَ جَبرَئِيلُ فِي صُورَةِ دِحيَةِ الكلَبيِ‌ّ فَلَمّا دَخَلَ عَلِيّ ع قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ دُونَكَ رَأسَ ابنِ عَمّكَ فَأَنتَ أَحَقّ بِهِ منِيّ‌ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِفَجَلَسَ عَلِيّ ع وَ أَخَذَ رَأسَ رَسُولِ اللّهِص فَوَضَعَهُ فِي حَجرِهِ فَلَم يَزَل رَأسُ رَسُولِ اللّهِص فِي حَجرِهِ حَتّي غَابَتِ الشّمسُ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَفَاقَ فَرَفَعَ رَأسَهُ فَنَظَرَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ أَينَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا رَأَيتُ إِلّا دِحيَةَ الكلَبيِ‌ّ دَفَعَ إلِيَ‌ّ رَأسَكَ قَالَ يَا عَلِيّ دُونَكَ رَأسَ ابنِ عَمّكَ فَأَنتَ أَحَقّ لَهُ منِيّ‌ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِفَجَلَستُ وَ أَخَذتُ رَأسَكَ فَلَم يَزَل فِي حجَريِ‌ حَتّي غَابَتِ الشّمسُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ فَصَلّيتَ العَصرَ فَقَالَ لَا قَالَ فَمَا مَنَعَكَ أَن تصُلَيّ‌َ فَقَالَ قَد أغُميِ‌َ عَلَيكَ فَكَانَ رَأسُكَ فِي حجَريِ‌ فَكَرِهتُ أَن أَشُقّ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَرِهتُ أَن أَقُومَ وَ أصُلَيّ‌َ وَ أَضَعَ رَأسَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ إِنّ عَلِيّاً كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ حَتّي فَاتَتهُ صَلَاةُ العَصرِ


صفحه : 173

أللّهُمّ فَرُدّ عَلَيهِ الشّمسَ حَتّي يصُلَيّ‌َ العَصرَ فِي وَقتِهَا قَالَ فَطَلَعَتِ الشّمسُ فَصَارَت فِي وَقتِ العَصرِ بَيضَاءَ نَقِيّةً وَ نَظَرَ إِلَيهَا أَهلُ المَدِينَةِ وَ إِنّ عَلِيّاً قَامَ وَ صَلّي فَلَمّا انصَرَفَ غَابَتِ الشّمسُ وَ صَلّوُا المَغرِبَ

10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رَوَي أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ فِي المَنَاقِبِ وَ أَبُو إِسحَاقَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ مَندَةَ فِي المَعرِفَةِ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ وَ الخَطِيبُ فِي الأَربَعِينَ وَ أَبُو أَحمَدَ الجرُجاَنيِ‌ّ فِي تَارِيخِ جُرجَانَ رُدّ الشّمسُ لعِلَيِ‌ّ ع وَ لأِبَيِ‌ بِكرٍ الوَرّاقِ كِتَابُ طُرُقِ مَن رَوَي رَدّ الشّمسِ وَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ الجُعَلِ مُصَنّفٌ فِي جَوَازِ رَدّ الشّمسِ وَ لأِبَيِ‌ القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ مَسأَلَةٌ فِي تَصحِيحِ رَدّ الشّمسِ وَ تَرغِيمِ النّوَاصِبِ الشّمسَ وَ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ شَاذَانَ كِتَابُ بَيَانِ رَدّ الشّمسِ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ذَكَرَ أَبُو بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ بِالإِسنَادِ عَن شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ عَن أُمّ هَانِئٍ هَذَا الحَدِيثَ مُستَوفًي ثُمّ قَالَ قَالَ الحَسَنُ عَقِيبَ هَذَا الخَبَرِ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آيَتَينِ فِي ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ هُوَ ألّذِي جَعَلَ اللّيلَ وَ النّهارَ خِلفَةً لِمَن أَرادَ أَن يَذّكّرَ أَو أَرادَ شُكُوراًيعَنيِ‌ هَذَا يَخلُفُ هَذَا لِمَن أَرَادَ أَن يَذّكّرَ فَرضاً نَسِيَهُ أَو نَامَ عَلَيهِ أَو أَرَادَ شُكُوراً وَ أَنزَلَ أَيضاًيُكَوّرُ اللّيلَ عَلَي النّهارِ وَ يُكَوّرُ النّهارَ عَلَي اللّيلِ وَ ذَكَرَ أَنّ الشّمسَ رُدّت عَلَيهِ مِرَاراً ألّذِي رَوَاهُ سَلمَانُ وَ يَومَ البِسَاطِ وَ يَومَ الخَندَقِ وَ يَومَ حُنَينٍ وَ يَومَ خَيبَرَ وَ يَومَ قرقيسينا[قَرقِيسِيَاءَ] وَ يَومَ ببراثا[بَرَاثَا] وَ يَومَ الغَاضِرِيّةِ وَ يَومَ النّهرَوَانِ وَ يَومَ بَيعَةِ الرّضوَانِ وَ يَومَ صِفّينَ


صفحه : 174

وَ فِي النّجَفِ وَ فِي بنَيِ‌ مَازِرٍ وَ بوِاَديِ‌ العَقِيقِ وَ بَعدَ أُحُدٍ وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ فِي الكاَفيِ‌ أَنّهَا رَجَعَت بِمَسجِدِ الفَضِيحِ مِنَ المَدِينَةِ وَ أَمّا المَعرُوفُ فَمَرّتَانِ فِي حَيَاةِ النّبِيّص بِكُرَاعِ الغَمِيمِ وَ بَعدَ وَفَاتِهِ بِبَابِلَ فَأَمّا فِي حَالِ حَيَاتِهِص فَمَا رَوَتهُ أُمّ سَلَمَةَ وَ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ وَ جَابِرٌ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَبُو ذَرّ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ الخدُريِ‌ّ وَ أَبُو هُرَيرَةَ وَ الصّادِقُ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي بِكُرَاعِ الغَمِيمِ فَلَمّا سَلّمَ نَزَلَ عَلَيهِ الوحَي‌ُ وَ جَاءَ عَلِيّ ع وَ هُوَ عَلَي ذَلِكَ الحَالِ فَأَسنَدَهُ إِلَي ظَهرِهِ فَلَم يَزَل عَلَي تِلكَ الحَالِ حَتّي غَابَتِ الشّمسُ وَ القُرآنُ يَنزِلُ عَلَي النّبِيّص فَلَمّا تَمّ الوحَي‌ُ قَالَ يَا عَلِيّ صَلّيتَ قَالَ لَا وَ قَصّ عَلَيهِ فَقَالَ ادعُ لِيَرُدّ اللّهُ عَلَيكَ الشّمسَ فَسَأَلَ اللّهَ فَرُدّت عَلَيهِ الشّمسُ بَيضَاءَ نَقِيّةً

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي جَعفَرٍ الطحّاَويِ‌ّ أَنّ النّبِيّص قَالَ أللّهُمّ إِنّ عَلِيّاً كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ فَاردُد عَلَيهِ الشّمسَ فَرُدّت فَقَامَ وَ صَلّي عَلِيّ ع فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ وَقَعَتِ الشّمسُ وَ بَدَتِ الكَوَاكِبُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي بِكرٍ مَهرَوَيهِ قَالَت أَسمَاءُ أَم وَ اللّهِ لَقَد سَمِعنَا لَهَا عِندَ غُرُوبِهَا صَرِيراً كَصَرِيرِ المِنشَارِ فِي الخَشَبِ قَالَ وَ ذَلِكَ بِالضّهيَا فِي غَزَاةِ خَيبَرَ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ صَلّي إِيمَاءً فَلَمّا رُدّتِ الشّمسُ أَعَادَ الصّلَاةَ بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِص

وَ أَمّا بَعدَ وَفَاتِهِ ع مَا رَوَي جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِرٍ وَ أَبُو رَافِعٍ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا عَبَرَ الفُرَاتَ بِبَابِلَ صَلّي بِنَفسِهِ فِي طَائِفَةٍ مَعَهُ العَصرَ ثُمّ لَم يَفرُغِ النّاسُ مِن عُبُورِهِم حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ وَ فَاتَ صَلَاةُ العَصرِ الجُمهُورَ فَتَكَلّمُوا فِي ذَلِكَ فَسَأَلَ اللّهَ تَعَالَي رَدّ الشّمسِ عَلَيهِ فَرَدّهَا عَلَيهِ فَكَانَت فِي الأُفُقِ فَلَمّا سَلّمَ القَومُ غَابَت فَسُمِعَ لَهَا وَجِيبٌ شَدِيدٌ هَالَ النّاسَ ذَلِكَ


صفحه : 175

وَ أَكثَرُوا التّهلِيلَ وَ التّسبِيحَ وَ التّكبِيرَ وَ مَسجِدُ الشّمسِ بِالصّاعِدِيّةِ مِن أَرضِ بَابِلَ شَائِعٌ ذَائِعٌ

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ أَنّهُ لَم تُرَدّ الشّمسُ إِلّا لِسُلَيمَانَ وصَيِ‌ّ دَاوُدَ وَ لِيُوشَعَ وصَيِ‌ّ مُوسَي وَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ وَ أَمّا طَعنُ المَلَاحِدَةِ أَنّ ذَلِكَ يُبطِلُ الحِسَابَ وَ الحَرَكَاتِ فَمُجَابٌ بِأَنّ اللّهَ تَعَالَي رَدّهَا وَ رَدّ مَعَهَا الفَلَكَ فَلَا يَختَلِفُ الحِسَابُ وَ الحَرَكَاتُ وَ نَقُولُ بِرَدّهَا ثُمّ يُحدِثُ فِيهَا مِنَ السّيرِ مَا يَظهَرُ وَ تَلحَقُ بِمَوضِعِهَا وَ لَا يَظهَرُ عَلَي الفَلَكِ وَ ذَلِكَ مبَنيِ‌ّ عَلَي حُدُوثِ العَالَمِ وَ إِثبَاتِ المُحدِثِ وَ أَمّا اعتِرَاضُ ابنِ فورك فِي كِتَابِ الفُصُولِ مِن تَعلِيقِ الأُصُولِ أَنّهُ لَو كَانَ ذَلِكَ صَحِيحاً لَرَآهُ جَمِيعُ النّاسِ فِي جَمِيعِ الأَقطَارِ فَالِانفِصَالُ مِنهُ بِمَا أُجِيبَ عَنهُ مَنِ اعتَرَضَ عَلَي انشِقَاقِ القَمَرِ للِنبّيِ‌ّص

مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن جَابِرٍ قَالَكَلّمَتِ الشّمسُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع سَبعَ مَرّاتٍ فَأَوّلُ مَرّةٍ قَالَ لَهُ يَا إِمَامَ المُسلِمِينَ اشفَع لِي إِلَي ربَيّ‌ أَن لَا يعُذَبّنَيِ‌ وَ الثّانِيَةُ قَالَت مرُنيِ‌ أُحرِق مُبغِضِيكَ فإَنِيّ‌ أَعرِفُهُم بِسِيمَاهُم وَ الثّالِثَةُ بِبَابِلَ وَ قَد فَاتَتهُ العَصرُ فَكَلّمَهَا وَ قَالَ لَهَا ارجعِيِ‌ إِلَي مَوضِعِكِ فَأَجَابَتهُ بِالتّلبِيَةِ وَ الرّابِعَةُ قَالَ يَا أَيّتُهَا الشّمسُ هَل تَعرِفِينَ لِي خَطِيئَةً قَالَت وَ عَزّةِ ربَيّ‌ لَو خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ مِثلَكَ لَم يَخلُقِ النّارَ وَ الخَامِسَةُ فَإِنّهُمُ اختَلَفُوا فِي الصّلَاةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بِكرٍ فَخَالَفُوا عَلِيّاً فَتَكَلّمَتِ الشّمسُ ظَاهِرَةً فَقَالَت الحَقّ لَهُ وَ بِيَدِهِ وَ مَعَهُ سَمِعَتهُ قُرَيشٌ وَ مَن حَضَرَهُ وَ السّادِسَةُ حِينَ دَعَاهَا فَأَتَتهُ بِسَطلٍ مِن مَاءِ الحَيَاةِ


صفحه : 176

فَتَوَضّأَ لِلصّلَاةِ فَقَالَ لَهَا مَن أَنتِ فَقَالَت أَنَا الشّمسُ المُضِيئَةُ وَ السّابِعَةُ عِندَ وَفَاتِهِ حِينَ جَاءَت وَ سَلّمَت عَلَيهِ وَ عَهِدَ إِلَيهَا وَ عَهِدَت إِلَيهِ

وَ حدَثّنَيِ‌ شِيرَوَيهِ الديّلمَيِ‌ّ وَ عُبدُوسٌ الهمَداَنيِ‌ّ وَ الخَطِيبُ الخوُاَرزِميِ‌ّ مِن كُتُبِهِم وَ أجَاَزنَيِ‌ جدَيّ‌ الكِيَا شَهرَآشُوبَ وَ مُحَمّدٌ الفَتّالُ مِن كُتُبِ أَصحَابِنَا نَحوَ ابنِ قُولَوَيهِ وَ الكشَيّ‌ّ وَ العبَدكَيِ‌ّ وَ عَن سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ لَمّا فَتَحَ مَكّةَ وَ انتَهَيَا إِلَي هَوَازِنَ قَالَ النّبِيّص قُم يَا عَلِيّ وَ انظُر كَرَامَتَكَ عَلَي اللّهِ كَلّمِ الشّمسَ إِذَا طَلَعَت فَقَامَ عَلِيّ ع وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكِ أَيّتُهَا العَبدُ الدّائِبُ فِي طَاعَةِ اللّهِ رَبّهِ فَأَجَابَتهُ الشّمسُ وَ هيِ‌َ تَقُولُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ وَ وَصِيّهُ وَ حُجّةَ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ فَانكَبّ عَلِيّ سَاجِداً شُكراً لِلّهِ تَعَالَي فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص يُقِيمُهُ وَ يَمسَحُ وَجهَهُ وَ يَقُولُ قُم حبَيِبيِ‌ فَقَد أَبكَيتَ أَهلَ السّمَاءِ مِن بُكَائِكَ وَ بَاهَي اللّهُ بِكَ حَمَلَةَ عَرشِهِ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فضَلّنَيِ‌ عَلَي سَائِرِ الأَنبِيَاءِ وَ أيَدّنَيِ‌ بِوَصِيّةِ سَيّدِ الأَوصِيَاءِ ثُمّ قَرَأَوَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاًالآيَةَ

11-جا،[المجالس للمفيد]المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي المكَيّ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَنبَلٍ قَالَ أُخبِرتُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ شَرِيكٍ عَن أَبِيهِ عَن عُروَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ بَشِيرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي فَاطِمَةَ بِنتِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هيِ‌َ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ وَ فِي عُنُقِهَا خَرَزٌ وَ فِي يَدِهَا مَسَكَتَانِ فَقَالَت يُكرَهُ لِلنّسَاءِ أَن يَتَشَبّهنَ بِالرّجَالِ ثُمّ قَالَت حدَثّتَنيِ‌ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ قَالَت أَوحَي اللّهُ إِلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص فَتَغَشّاهُ الوحَي‌ُ فَسَتَرَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِثَوبِهِ حَتّي غَابَتِ الشّمسُ


صفحه : 177

فَلَمّا سرُيّ‌َ عَنهُ ع قَالَ يَا عَلِيّ مَا صَلّيتَ العَصرَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهُ اشتَغَلتُ عَنهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ اردُدِ الشّمسَ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَد كَانَت غَابَت فَرَجَعَت حَتّي بَلَغَتِ الشّمسُ حجُرتَيِ‌ وَ نِصفَ المَسجِدِ

بيان لعل مرادها بالتشبه هنا ترك الحلي‌ والزينة ويقال سري‌ عنه الهم علي بناء المجهول من التفعيل أي انكشف

12- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَنِ القَاسِمِ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي قَتَادَةَ عَن جَعفَرِ بنِ بُرقَانَ عَن مَيمُونِ بنِ مِهرَانَ عَن زَاذَانَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا فَتَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَكّةَ خَرَجنَا وَ نَحنُ ثَمَانِيَةُ آلَافِ رَجُلٍ فَلَمّا أَمسَينَا صِرنَا عَشَرَةَ آلَافٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللّهِص الهِجرَةَ فَقَالَ لَا هِجرَةَ بَعدَ فَتحِ مَكّةَ قَالَ ثُمّ انتَهَينَا إِلَي هَوَازِنَ فَقَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَا عَلِيّ قُم فَانظُر كَرَامَتَكَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كَلّمِ الشّمسَ إِذَا طَلَعَت قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ اللّهِ مَا حَسَدتُ أَحَداً إِلّا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ قُلتُ لِلفَضلِ قُم نَنظُر كَيفَ يُكَلّمُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع الشّمسَ فَلَمّا طَلَعَتِ الشّمسُ قَامَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكِ أَيّتُهَا العَبدُ الصّالِحُ الدّائِبُ فِي طَاعَةِ اللّهِ رَبّهِ فَأَجَابَتهُ الشّمسُ وَ هيِ‌َ تَقُولُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِص وَ وَصِيّهُ وَ حُجّةَ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ قَالَ فَانكَبّ عَلِيّ ع سَاجِداً شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص قَامَ فَأَخَذَ بِرَأسِ عَلِيّ ع يُقِيمُهُ وَ يَمسَحُ وَجهَهُ وَ يَقُولُ قُم حبَيِبيِ‌ فَقَد أَبكَيتَ أَهلَ السّمَاءِ مِن بُكَائِكَ وَ بَاهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِكَ حَمَلَةَ عَرشِهِ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصدوق عن ابن موسي عن أحمد بن جعفر بن نصر عن عمر بن خلاد عن أبي قتادة مثله


صفحه : 178

13- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَحرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي المِقدَامِ عَن جُوَيرِيَةَ بنِ مُسهِرٍ قَالَ أَقبَلنَا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِن قَتلِ الخَوَارِجِ حَتّي إِذَا قَطَعنَا فِي أَرضِ بَابِلَ حَضَرَت صَلَاةُ العَصرِ قَالَ فَنَزَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ نَزَلَ النّاسُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ هَذِهِ الأَرضَ مَلعُونَةٌ وَ قَد عُذّبَت مِنَ الدّهرِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ هيِ‌َ إِحدَي المُؤتَفِكَاتِ وَ هيِ‌َ أَوّلُ أَرضٍ عُبِدَ فِيهَا وَثَنٌ إِنّهُ لَا يَحِلّ لنِبَيِ‌ّ وَ لوِصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ أَن يصُلَيّ‌َ فِيهَا فَأَمَرَ النّاسَ فَمَالُوا عَن جنَبيَ‌ِ الطّرِيقِ يُصَلّونَ وَ رَكِبَ بَغلَةَ رَسُولِ اللّهِ فَمَضَي عَلَيهَا قَالَ جُوَيرِيَةُ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَأَتبَعَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ لَأُقَلّدَنّهُ صلَاَتيِ‌َ اليَومَ قَالَ فَمَضَيتُ خَلفَهُ فَوَ اللّهِ مَا جُزنَا جِسرَ سُورَاءَ حَتّي غَابَتِ الشّمسُ قَالَ فَسَبَبتُهُ أَو هَمَمتُ أَن أَسُبّهُ قَالَ فَقَالَ يَا جُوَيرِيَةُ أَذّن قَالَ فَقُلتُ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَنَزَلَ نَاحِيَةً فَتَوَضّأَ ثُمّ قَامَ فَنَطَقَ بِكَلَامٍ لَا أَحسَبُهُ إِلّا بِالعِبرَانِيّةِ ثُمّ نَادَي بِالصّلَاةِ فَنَظَرتُ وَ اللّهِ إِلَي الشّمسِ قَد خَرَجَت مِن بَينِ جَبَلَينِ لَهَا صَرِيرٌ فَصَلّي العَصرَ وَ صَلّيتُ مَعَهُ قَالَ فَلَمّا فَرَغنَا مِنَ الصّلَاةِ عَادَ اللّيلُ كَمَا كَانَ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَا جُوَيرِيَةَ بنَ مُسهِرٍ إِنّ اللّهَ يَقُولُفَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِفإَنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ بِاسمِهِ العَظِيمِ فَرَدّ عَلَيّ الشّمسَ

14-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَمِعتُ جُوَيرِيَةَ يَقُولُأَسرَي عَلِيّ بِنَا مِن كَربَلَاءَ إِلَي الفُرَاتِ فَلَمّا صِرنَا بِبَابِلَ قَالَ لِي أَيّ مَوضِعٍ يُسَمّي هَذَا يَا جُوَيرِيَةُ قُلتُ هَذِهِ بَابِلُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَمَا إِنّهُ لَا يَحِلّ لنِبَيِ‌ّ وَ لَا وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ أَن يصُلَيّ‌َ بِأَرضٍ قَد عُذّبَت مَرّتَينِ قَالَ قُلتُ هَذِهِ العَصرُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَد وَجَبَتِ الصّلَاةُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ


صفحه : 179

قَد أَخبَرتُكَ أَنّهُ لَا يَحِلّ لنِبَيِ‌ّ وَ لَا وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ أَن يصُلَيّ‌َ بِأَرضٍ قَد عُذّبَت مَرّتَينِ وَ هيِ‌َ تَتَوَقّعُ الثّالِثَةَ إِذَا طَلَعَ كَوكَبُ الذّنَبِ وَ عُقِدَ جِسرُ بَابِلَ قُتِلُوا عَلَيهِ مِائَةُ أَلفٍ تَخُوضُهُ الخَيلُ إِلَي السّنَابِكِ قَالَ جُوَيرِيَةُ وَ اللّهِ لَأُقَلّدَنّ صلَاَتيِ‌َ اليَومَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ عَطَفَ عَلِيّ ع بِرَأسِ بَغلَةِ رَسُولِ اللّهِص الدّلدُلِ حَتّي جَازَ سُورَاءَ قَالَ لِي أَذّن بِالعَصرِ يَا جُوَيرِيَةُ فَأَذّنتُ وَ خَلَا عَلَي نَاحِيَةٍ فَتَكَلّمَ بِكَلَامٍ لَهُ سرُياَنيِ‌ّ أَو عبِراَنيِ‌ّ فَرَأَيتُ لِلشّمسِ صَرِيراً وَ انقِضَاضاً حَتّي عَادَت بَيضَاءَ نَقِيّةً قَالَ ثُمّ قَالَ أَقِم فَأَقَمتُ ثُمّ صَلّي بِنَا فَصَلّينَا مَعَهُ فَلَمّا سَلّمَ اشتَبَكَتِ النّجُومُ فَقُلتُ وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ وَ رَبّ الكَعبَةِ

15- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ قَالَت إِنّ عَلِيّاً بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِص فِي حَاجَةٍ فِي غَزوَةِ حُنَينٍ وَ قَد صَلّي النّبِيّص العَصرَ وَ لَم يُصَلّهَا عَلِيّ ع فَلَمّا رَجَعَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص رَأسَهُ فِي حَجرِ عَلِيّ وَ رَفَعَهُ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد أوُحيِ‌َ إِلَيهِ فَجَلّلَهُ بِثَوبِهِ فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي كَادَتِ الشّمسُ تَغِيبُ ثُمّ إِنّهُ سرُيّ‌َ عَنِ النّبِيّص فَقَالَ أَ صَلّيتَ يَا عَلِيّ قَالَ لَا قَالَ النّبِيّص أللّهُمّ رُدّ عَلَي عَلِيّ الشّمسَ فَرَجَعَت حَتّي بَلَغَت نِصفَ المَسجِدِ قَالَت أَسمَاءُ وَ ذَلِكَ بِالصّهبَاءِ مَوضِعِ طُلُوعٍ

16- مِن عُيُونِ المُعجِزَاتِ المَنسُوبِ إِلَي السّيّدِ المُرتَضَي رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ ابنُ عَبّاسٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَن أَبِي طَالِبٍ عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الأَنبَارِ عَن أَبِي الحُسَينِ مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ التسّترَيِ‌ّ عَن أَبِي سَمِينَةَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن


صفحه : 180

سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا ذَرّ جُندَبَ بنَ جُنَادَةَ الغفِاَريِ‌ّ قَالَ رَأَيتُ السّيّدَ مُحَمّداًص وَ قَد قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ذَاتَ لَيلَةٍ إِذَا كَانَ غَداً اقصِد إِلَي جِبَالِ البَقِيعِ وَ قِف عَلَي نَشَزٍ مِنَ الأَرضِ فَإِذَا بَزَغَتِ الشّمسُ فَسَلّم عَلَيهَا فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَمَرَهَا أَن تُجِيبَكَ بِمَا فِيكَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ حَتّي وَافَي البَقِيعَ وَ وَقَفَ عَلَي نَشَزٍ مِنَ الأَرضِ فَلَمّا طَلَعَتِ الشّمسُ قَالَ ع السّلَامُ عَلَيكَ يَا خَلقَ اللّهِ الجَدِيدَ المُطِيعَ لَهُ فَسَمِعُوا دَوِيّاً مِنَ السّمَاءِ وَ جَوَابَ قَائِلٍ يَقُولُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَوّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ يَا مَنهُوَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ فَلَمّا سَمِعَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ كَلَامَ الشّمسِ صَعِقُوا ثُمّ أَفَاقُوا بَعدَ سَاعَاتِهِم وَ قَدِ انصَرَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَنِ المَكَانِ فَوَافَوا رَسُولَ اللّهِص مَعَ الجَمَاعَةِ وَ قَالُوا أَنتَ تَقُولُ إِنّ عَلِيّاً بَشَرٌ مِثلُنَا وَ قَد خَاطَبَتهُ الشّمسُ بِمَا خَاطَبَ بِهِ الباَر‌ِئُ نَفسَهُ فَقَالَ النّبِيّص وَ مَا سَمِعتُمُوهُ مِنهَا فَقَالُوا سَمِعنَاهَا تَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَوّلُ قَالَ صَدَقَت هُوَ أَوّلُ مَن آمَنَ بيِ‌ فَقَالُوا سَمِعنَاهَا تَقُولُ يَا آخِرُ قَالَ صَدَقَت هُوَ آخِرُ النّاسِ عَهداً بيِ‌ يغُسَلّنُيِ‌ وَ يكُفَنّنُيِ‌ وَ يدُخلِنُيِ‌ قبَريِ‌ فَقَالُوا سَمِعنَاهَا تَقُولُ يَا ظَاهِرُ قَالَ صَدَقَت بَطنُ سرِيّ‌ كُلّهِ لَهُ قَالُوا سَمِعنَاهَا تَقُولُ يَا مَنهُوَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ قَالَ صَدَقَت هُوَ العَالِمُ بِالحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ الفَرَائِضِ وَ السّنَنِ وَ مَا شَاكَلَ ذَلِكَ فَقَامُوا كُلّهُم وَ قَالُوا لَقَد أَوقَعَنَا مُحَمّدٌص فِي طَخيَاءَ وَ خَرَجُوا مِن بَابِ المَسجِدِ وَ قَالَ فِي ذَلِكَ أَبُو مُحَمّدٍ العوَنيِ‌ّ


إمِاَميِ‌ كَلِيمُ الشّمسِ رَاجِعُ نُورِهَا   فَهَل لِكَلِيمِ الشّمسِ فِي القَومِ مِن مِثلٍ

يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عن أبي ذر مثله بيان الطخياء بالمد الليلة المظلمة وتكلم بكلمة طخياء لايفهم


صفحه : 181

17- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي زُرعَةَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن قَبِيصَةَ بنِ عُقبَةَ عَن سُفيَانَ بنِ يَحيَي عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَقِيتُ عَمّاراً فِي بَعضِ سِكَكِ المَدِينَةِ فَسَأَلتُهُ عَنِ النّبِيّص فَأَخبَرَ أَنّهُ فِي مَسجِدِهِ فِي مَلَإٍ مِن قَومِهِ وَ أَنّهُ لَمّا صَلّي الغَدَاةَ أَقبَلَ عَلَينَا فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ وَ قَد بَزَغَتِ الشّمسُ إِذ أَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَامَ إِلَيهِ النّبِيّص فَقَبّلَ بَينَ عَينَيهِ وَ أَجلَسَهُ إِلَي جَنبِهِ حَتّي مَسّت رُكبَتَاهُ رُكبَتَيهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ قُم لِلشّمسِ فَكَلّمهَا فَإِنّهَا تُكَلّمُكَ فَقَامَ أَهلُ المَسجِدِ وَ قَالُوا أَ تَرَي عَينَ الشّمسِ تُكَلّمُ عَلِيّاً وَ قَالَ بَعضٌ لَا زَالَ يَرفَعُ حَسِيسَةَ ابنِ عَمّهِ وَ يُنَوّهُ بِاسمِهِ إِذ خَرَجَ عَلِيّ ع فَقَالَ لِلشّمسِ كَيفَ أَصبَحتَ يَا خَلقَ اللّهِ فَقَالَت بِخَيرٍ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ يَا أَوّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ يَا مَنهُوَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌفَرَجَعَ عَلِيّ ع إِلَي النّبِيّ فَتَبَسّمَ النّبِيّص فَقَالَ يَا عَلِيّ تخُبرِنُيِ‌ أَو أُخبِرُكَ فَقَالَ مِنكَ أَحسَنُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص أَمّا قَولُهَا لَكَ يَا أَوّلُ فَأَنتَ أَوّلُ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ قَولُهَا يَا آخِرُ فَأَنتَ آخِرُ مَن يعُاَينِنُيِ‌ عَلَي مغَسلَيِ‌ وَ قَولُهَا يَا ظَاهِرُ فَأَنتَ آخِرُ مَن يَظهَرُ عَلَي مَخزُونِ سرِيّ‌ وَ قَولُهَا يَا بَاطِنُ فَأَنتَ المُستَبطِنُ لعِلِميِ‌ وَ أَمّا العَلِيمُ بِكُلّ شَيءٍ فَمَا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عِلماً مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ الفَرَائِضِ وَ الأَحكَامِ التّنزِيلِ وَ التّأوِيلِ وَ النّاسِخِ وَ المَنسُوخِ وَ المُحكَمِ وَ المُتَشَابِهِ وَ المُشكِلِ إِلّا وَ أَنتَ بِهِ عَلِيمٌ فَلَو لَا أَن تَقُولَ فِيكَ طَائِفَةٌ مِن أمُتّيِ‌ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي عِيسَي لَقُلتُ فِيكَ مَقَالًا لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ إِلّا أَخَذُوا التّرَابَ مِن تَحتِ قَدَمَيكَ يَستَشفُونَ بِهِ قَالَ جَابِرٌ فَلَمّا فَرَغَ عَمّارٌ مِن حَدِيثِهِ أَقبَلَ سَلمَانُ فَقَالَ عَمّارٌ وَ هَذَا سَلمَانُ كَانَ مَعَنَا فحَدَثّنَيِ‌ سَلمَانُ كَمَا حدَثّنَيِ‌ عَمّارٌ

18-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا


صفحه : 182

عَن عَلِيّ بنِ حَكِيمٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَسَنٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا قَالَ بَينَا النّبِيّص ذَاتَ يَومٍ وَ رَأسُهُ فِي حَجرِ عَلِيّ ع إِذ نَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَكُن عَلِيّ ع صَلّي العَصرَ فَقَامَتِ الشّمسُ تَغرُبُ فَانتَبَهَ رَسُولُ اللّهِ فَذَكَرَ لَهُ عَلِيّ ع شَأنَ صَلَاتِهِ فَدَعَا اللّهَ فَرَدّ عَلَيهِ الشّمسَ كَهَيئَتِهَا فِي وَقتِ العَصرِ وَ ذَكَرَ حَدِيثَ رَدّ الشّمسِ فَقَالَ يَا عَلِيّ قُم فَسَلّم عَلَي الشّمسِ وَ كَلّمهَا فَإِنّهَا سَتُكَلّمُكَ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ أُسَلّمُ عَلَيهَا قَالَ قُل السّلَامُ عَلَيكِ يَا خَلقَ اللّهِ فَقَالَت وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَوّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ يَا مَن ينُجيِ‌ مُحِبّيهِ وَ يُوبِقُ مُبغِضِيهِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا رَدّت عَلَيكَ الشّمسُ وَ كَانَ عَلِيّ كَاتِماً عَنهُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص قُل مَا قَالَت لَكَ الشّمسُ فَقَالَ لَهُ مَا قَالَت فَقَالَ النّبِيّص إِنّ الشّمسَ قَد صَدَقَت وَ عَن أَمرِ اللّهِ نَطَقَت أَنتَ أَوّلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً وَ أَنتَ آخِرُ الوَصِيّينَ لَيسَ بعَديِ‌ نبَيِ‌ّ وَ لَا بَعدَكَ وصَيِ‌ّ وَ أَنتَ الظّاهِرُ عَلَي أَعدَائِكَ وَ أَنتَ البَاطِنُ فِي العِلمِ الظّاهِرُ عَلَيهِ وَ لَا فَوقَكَ فِيهِ أَحَدٌ أَنتَ عَيبَةُ علِميِ‌ وَ خِزَانَةُ وحَي‌ِ ربَيّ‌ وَ أَولَادُكَ خَيرُ الأَولَادِ وَ شِيعَتُكَ هُمُ النّجَبَاءُ يَومَ القِيَامَةِ

19-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَدَقَةَ عَن عَمرِو بنِ صَدَقَةَ عَن عَمّارِ بنِ مُوسَي قَالَدَخَلتُ أَنَا وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَسجِدَ الفَضِيحِ فَقَالَ يَا عَمّارُ تَرَي هَذِهِ الوَهدَةَ قُلتُ نَعَم قَالَ كَانَتِ امرَأَةُ جَعفَرٍ التّيِ‌ خَلَفَ عَلَيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَاعِدَةً فِي هَذَا المَوضِعِ وَ


صفحه : 183

مَعَهَا ابنَاهَا مِن جَعفَرٍ فَبَكَت فَقَالَا لَهَا ابنَاهَا مَا يُبكِيكِ يَا أُمّتِ قَالَت بَكَيتُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَا لَهَا تَبكِينَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ لَا تَبكِينَ لِأَبِينَا قَالَت لَيسَ هَذَا لِهَذَا وَ لَكِن ذَكَرتُ حَدِيثاً حدَثّنَيِ‌ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي هَذَا المَوضِعِ فأَبَكاَنيِ‌ قَالَا وَ مَا هُوَ قَالَت كُنتُ وَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي هَذَا المَسجِدِ فَقَالَ لِي تَرَي هَذِهِ الوَهدَةَ قُلتُ نَعَم قَالَ كُنتُ أَنَا وَ رَسُولُ اللّهِص قَاعِدَينِ فِيهَا إِذ وَضَعَ رَأسَهُ فِي حجَريِ‌ ثُمّ خَفَقَ حَتّي غَطّ وَ حَضَرَت صَلَاةُ العَصرِ فَكَرِهتُ أَن أُحَرّكَ رَأسَهُ عَن فخَذِيِ‌ فَأَكُونَ قَد آذَيتُ رَسُولَ اللّهِص حَتّي ذَهَبَ الوَقتُ وَ فَاتَتِ الصّلَاةُ فَانتَبَهَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا عَلِيّ صَلّيتَ فَقُلتُ لَا فَقَالَ وَ لِمَ ذَاكَ قُلتُ كَرِهتُ أَن أُوذِيَكَ قَالَ فَقَامَ وَ استَقبَلَ القِبلَةَ وَ مَدّ يَدَيهِ كِلتَيهِمَا وَ قَالَ أللّهُمّ رُدّ الشّمسَ إِلَي وَقتِهَا حَتّي يصُلَيّ‌َ عَلِيّ فَرَجَعَتِ الشّمسُ إِلَي وَقتِ الصّلَاةِ حَتّي صَلّيتُ العَصرَ ثُمّ انقَضّت انقِضَاضَ الكَوكَبِ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصدوق عن أبيه عن سعد عن موسي بن جعفرالبغدادي‌ مثله بيان غطيط النائم نخيره

20- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ الغمُشاَنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ العَلَاءِ الراّزيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَمّا خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي النّهرَوَانِ وَ طَعَنُوا فِي أَوّلِ أَرضِ بَابِلَ حِينَ دَخَلَ وَقتُ العَصرِ فَلَم يَقطَعُوهَا حَتّي غَابَتِ الشّمسُ فَنَزَلَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا يُصَلّونَ إِلّا الأَشتَرَ وَحدَهُ فَإِنّهُ قَالَ أصُلَيّ‌ حَتّي أَرَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد نَزَلَ يصُلَيّ‌ قَالَ فَلَمّا نَزَلَ قَالَ يَا مَالِكُ إِنّ هَذِهِ أَرضٌ سَبِخَةٌ


صفحه : 184

وَ لَا تَحِلّ الصّلَاةُ فِيهَا فَمَن كَانَ صَلّي فَليُعِدِ الصّلَاةَ ثُمّ قَالَ استَقبَلَ القِبلَةَ فَتَكَلّمَ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ مَا هُنّ بِالعَرَبِيّةِ وَ لَا بِالفَارِسِيّةِ فَإِذَا هُوَ بِالشّمسِ بَيضَاءَ نَقِيّةً حَتّي إِذَا صَلّي بِنَا سَمِعنَا لَهَا حِينَ انقَضَت خَرِيراً كَخَرِيرِ المِنشَارِ

21- كِتَابُ الصّفّينِ لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ، عَن عَمرِو بنِ سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَعلَي بنِ مُرّةَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ خَيرٍ قَالَ كُنتُ مَعَ عَلِيّ ع أَسِيرُ فِي أَرضِ بَابِلَ قَالَ وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ صَلَاةُ العَصرِ قَالَ فَجَعَلنَا لَا نأَتيِ‌ مَكَاناً إِلّا رَأَينَاهُ أَقبَحَ مِنَ الآخَرِ قَالَ حَتّي أَتَينَا عَلَي مَكَانٍ أَحسَنَ مَا رَأَينَا وَ قَد كَادَتِ الشّمسُ أَن تَغِيبَ فَنَزَلَ عَلِيّ ع وَ نَزَلتُ مَعَهُ قَالَ فَدَعَا لِلّهِ فَرَجَعَتِ الشّمسُ كَمِقدَارِهَا مِن صَلَاةِ العَصرِ قَالَ فَصَلّينَا العَصرَ ثُمّ غَابَتِ الشّمسُ

22- يف ،[الطرائف ]رَوَي ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ فِي كِتَابِ المَنَاقِبِ بِإِسنَادِهِ أَنّ خَبَرَ رَدّ الشّمسِ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُوحَي إِلَيهِ وَ رَأسُهُ فِي حَجرِ عَلِيّ ع فَلَم يُصَلّ العَصرَ حَتّي فَاتَ وَقتُ الفَضِيلَةِ وَ قِيلَ حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا رَبّ إِنّ عَلِيّاً ع كَانَ عَلَي طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ فَاردُد عَلَيهِ الشّمسَ فَرَأَيتُهَا غَرَبَت ثُمّ رَأَيتُهَا قَد طَلَعَت بَعدَ مَا غَابَت

وَ فِي ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ أَيضاً عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ فَرُدّتِ الشّمسُ عَلَي عَلِيّ بَعدَ مَا غَابَت حَتّي رَجَعَت صَلَاةُ العَصرِ فِي الوَقتِ فَقَامَ عَلِيّ ع فَصَلّي العَصرَ فَلَمّا قَضَي صَلَاةَ العَصرَ غَابَتِ الشّمسُ

و هذاممكن من طرق كثيرة عند الله تعالي منها أن يخلق مثل الشمس في الموضع ألذي أعادها الله إليه ابتداء أويهبط بعض الأرض فتظهر الشمس أويخلق مثل الشمس في صورتها ويجعل حكمها في صلاة علي كحكم تلك الشمس و غير ذلك من مقدوراته يعلمها سبحانه و قدرووا أيضا أن الشمس حبست لبعض


صفحه : 185

الأنبياء فيما سلف .أقول قال السيد المرتضي رضي‌ الله عنه في شرح البائية للسيد الحميري‌ حيث قال


ردت عليه الشمس لمافاته   وقت الصلاة و قددنت للمغرب

. ويروي حين تفوته هذاخبر مشهور عن رد الشمس له ع في حياة النبي ص لأنه روي‌ أن النبي ص كان نائما ورأسه في حجر أمير المؤمنين ع فلما جاز وقت صلاة العصر كره ع أن ينهض لأدائها فيزعج النبي ص من نومه فلما مضي وقتها وانتبه النبي ص دعا الله بردها فردها عليه فصلي ع الصلاة في وقتها فإن قال قائل هذايقتضي‌ أن يكون ع عاصيا بترك الصلاة قلنا عن هذاجوابان أحدهما أنه إنما يكون عاصيا إذاترك بغير عذر وإزعاج النبي لاينكر أن يكون عذرا في ترك الصلاة فإن قيل الأعذار في ترك جميع أفعال الصلاة لاتكون إلابفقد العقل والتمييز كالنوم والإغماء و ماشاكلهما و لم يكن ع في تلك الحال بهذه الصفة فأما الأعذار التي‌ يكون معها العقل والتمييز ثابتين كالزمانة والرباط والقيد والمرض الشديد واشتباك القتال فإنما يكون عذرا في استيفاء أفعال الصلاة و ليس بعذر في تركها أصلا فإن كل معذور ممن ذكرنا يصليها علي حسب طاقته و لوبالإيماء قلنا غيرمنكر أن يكون ع صلي موميا و هوجالس لماتعذر عليه القيام إشفاقا من إزعاجه ص و علي هذاتكون فائدة رد الشمس ليصلي‌ مستوفيا لأفعال الصلاة وتكون أيضا فضيلة له ودلالة علي عظم شأنه والجواب الآخر أن الصلاة لم تفته بمضي‌ جميع وقتها وإنما فاته ما فيه


صفحه : 186

الفضل والمزية من أول وقتها ويقوي‌ هذاالوجه شيئان أحدهما الرواية الأخري لأن قوله حين تفوته صريح في أن الفوت لم يقع وإنما قارب وكاد الأمر الآخر قوله و قددنت للمغرب يعني‌ الشمس و هذاأيضا يقتضي‌ أنها لم تغرب وإنما دنت وقاربت الغروب . فإن قيل إذاكانت لم تفته فأي‌ معني للدعاء بردها حتي يصلي‌ في الوقت و هو قدصلي فيه قلنا الفائدة في ردها ليدرك فضيلة الصلاة في أول وقتها ثم ليكون ذلك دلالة علي سمو محله وجلالة قدره في خرق العادة من أجله . فإن قيل إذا كان النبي ص هوالداعي‌ بردها له فالعادة إنما أخرقت للنبي‌ص لالغيره قلنا إذا كان النبي ص إنما دعا بردها لأجل أمير المؤمنين ع ليدرك مافاته من فضل الصلاة فشرف انخراق العادة والفضيلة تنقسم بينهما ع . فإن قيل كيف يصح رد الشمس وأصحاب الهيئة والفلك يقولون ذلك محال لاتناله قدرة وهبه كان جائزا علي مذاهب أهل الإسلام أ ليس لوردت الشمس من وقت الغروب إلي وقت الزوال لكان يجب أن يعلم أهل الشرق والغرب بذلك لأنها تبطئ بالطلوع علي بعض أهل البلاد فيطول ليلهم علي وجه خارق للعادة وتمتد من نهار قوم آخرين ما لم يكن ممتدا و لايجوز أن يخفي علي أهل البلاد غروبها ثم عودها طالعة بعدالغروب وكانت الأخبار تنتشر بذلك ويؤرخ هذاالحديث العظيم في التواريخ و يكون أبهر وأعظم من الطوفان قلنا قددلت الأدلة الصحيحة الواضحة علي أن الفلك و ما فيه من شمس وقمر ونجوم غيرمتحرك


صفحه : 187

بنفسه و لابطبيعته علي مايهدي‌ به القوم و أن الله تعالي هوالمحرك له والمصرف باختياره و قداستقصينا الحجج علي ذلك في كثير من كتبنا و ليس هذاموضع ذكره فأما علم أهل الشرق والغرب والسهل والجبل بذلك علي مامضي في السؤال فغير واجب لأنا لانحتاج إلي القول بأنها ردت من وقت الغروب إلي وقت الزوال أو مايقاربه علي مامضي في السؤال بل نقول إن وقت الفضل في صلاة العصر هو مايلي‌ بلا فصل زمان أداء المصلي‌ لفرض الظهر أربع ركعات عقيب الزوال و كل زمان و إن قصر وقل تجاوز هذاالوقت فذلك الفضل ثابت و إذاردت الشمس هذاالقدر اليسير ألذي تفرض أنه مقدار مايؤدي‌ فيه ركعة واحدة خفي‌ علي أهل الشرق والغرب و لم يشعروا به بل هومما يجوز أن يخفي علي من حضر الحال وشاهدها إن لم ينعم النظر فيها والتنقير عنها فبطل السؤال علي جوابنا الثاني‌ المبني‌ علي فوت الفضيلة فأما الجواب الآخر المبني‌ علي أنها فاتت بغروبها للعذر ألذي ذكرناه فالسؤال أيضا باطل عنه لأنه ليس بين مغيب جميع قرص الشمس في الزمان و بين مغيب بعضها وظهور بعض إلازمان قصير يسير مخفي‌ فيه رجوع الشمس بعدمغيب جميع قرصها إلي ظهور بعضه علي كل قريب


صفحه : 188

وبعيد و لايفطن إذا لم يعرف سبب ذلك بأنه علي وجه خارق للعادة و من فطن بأن ضوء الشمس غاب ثم عاد بعضه جوز أن يكون ذلك بغيم أوحائل


حتي تبلج نورها في وقتها   للعصر ثم هوت هوي‌ الكوكب

.التبلج مأخوذ من قولهم بلج الصبح يبلج بلوجا إذاأضاء والبلجة آخر الليل وجمعها بلج وكذلك البلجة بالفتح أيضا ما بين الحاجبين إذاكانا غيرمقرونين يقال منه رجل أبلج وامرأة بلجاء فأما هوي‌ الكوكب غيبوبته يقال هويت أهوي‌ هويا إذاسقطت إلي أسفل وكذلك الهوي‌ في السير و هوالمضي‌ فيه ويقال هوي من السقوط فهو هاو وهوي من العشق فهو هومثل عمي فهو عم وهوت الطعنة تهوي‌ إذافتحت فاها ويقال مضي هوي‌ من الليل أي ساعة


و عليه قدحبست ببابل مرة   أخري و ماحبست لخلق معرب

. هذاالبيت يتضمن الإخبار عن رد الشمس في بابل علي أمير المؤمنين ع والرواية بذلك مشهورة و أنه ع لمافاته وقت العصر ردت له الشمس حتي صلاها في وقتها وخرق العادة هاهنا لايمكن نسبته إلي غيره ع كماأمكن في أيام النبي ص . والصحيح في فوت الصلاة هاهنا أحد الوجهين اللذين تقدم ذكرهما في رد الشمس علي عهد النبي ص و هو أن فضيلة أول الوقت فاتته بضرب من الشغل فردت الشمس ليدرك الفضيلة بالصلاة في أول الوقت و قدبينا هذاالوجه في تفسير


صفحه : 189

البيت الأول وأبطلنا قول من يدعي‌ أن ذلك كان يجب أن يعم الخلق في الآفاق معرفته حتي يدونوه ويؤرخوه و أما من ادعي أن الصلاة فاتته بأن تقضي جميع وقتها إما لتشاغله بتعبير العسكر أولأن بابل أرض خسف لاتجوز الصلاة عليها فقد أبطل لأن الشغل بتعبير العسكر لا يكون عذرا في فوت صلاة فريضة و إن أمير المؤمنين ع أجل قدرا وأتقن دينا من أن يكون ذلك عذرا له في فوت صلاة فريضة و أماأرض الخسف فإنما تكره الصلاة فيها مع الاختيار فإذا لم يتمكن المصلي‌ من الصلاة في غيرها وخاف فوت الوقت وجب أن يصلي‌ فيها وتزول الكراهية فأما قوله حبست ببابل فالمراد به ردت وإنما كره لفظة الرد أن يعيدها لأنها قدتقدمت . فإن قيل حبست بمعني وقفت ومعناها يخالف معني ردت قلنا المعنيان هاهنا واحد لأن الشمس إذاردت إلي الموضع ألذي تجاوزته فقد حبست عن المسير المعهود وقطع الأماكن المألوف قطعها إياها فأما المعرب فهو الناطق المفصح بحجته يقال أعرب فلان عن كذا إذاأبان عنه .


إلالأحمد أو له ولردها   ولحبسها تأويل أمر معجب

. ألذي أعرفه و هوالمشهور في الرواية إلاليوشع أو له فقد روي‌ أن يوشع ردت عليه الشمس و في الروايتين معا سؤال و هو أن يقال لم قال أو له والرد عليهما جميعا و إذاردت الشمس لكل واحد منهما لم يجز إدخال لفظة أو والواو أحق بالدخول لأنه يوجب الاشتراك والاجتماع أ لاتري أنه لايجوز أن يقول


صفحه : 190

جاءني‌ زيد أوعمرو و قدجاءاه جميعا وإنما يقول إذاجاءه أحدهما والجواب عن ذلك أن الرواية إذاكانت إلالأحمد أو له فإن دخول لفظة أوهاهنا صحيح لأن رد الشمس في أيام النبي ص يضيفه قوم إليه دون أمير المؤمنين ع و قدرأينا قوما من المعتزلة الذين يذهبون إلي أن العادات لاتنخرق إلاللأنبياء ع دون غيرهم ينصرون ويصححون رجوع الشمس في أيام النبي ص ويضيفونه إلي النبوة فكان الشاعر قال إن الشمس حبست عليه ببابل و ماحبست لأحد إلالأحمد ع علي ماقاله قوم أو له علي ماقاله آخرون لأن رد الشمس في أيام النبي ص مختلف في جهة إضافته فأدخل لفظة الشك لهذا السبب فأما الرواية فإذاكانت بذكر يوشع ع فمعني أوهاهنا معني الواو فكأنه قال إلاليوشع و له كما قال الله تعالي فهَيِ‌َ كَالحِجارَةِ أَو أَشَدّ قَسوَةً علي أحد التأويلات في الآية انتهي .أقول لايبعد أن يكون ع مأمورا بترك الصلاة في الموضعين لظهور كرامته أويقال من يقدر علي رد الشمس يجوز له ترك الصلاة إلي غروبها لكن الوجوه التي‌ ذكرها رحمه الله أوفق بأصول أصحابنا. و قال محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم في كتاب العلل علة رد الشمس علي أمير المؤمنين ع و ماطلعت علي أهل الأرض كلهم قال العالم لأنه جلل الله السماء بالغمام إلاالموضع ألذي كان فيه أمير المؤمنين ع وأصحابه فإنه جلاه حتي طلعت الشمس عليهم .


صفحه : 191

أقول قال العلامة رحمه الله في كتاب كشف اليقين كان بعض الزهاد يعظ الناس فوعظ في بعض الأيام وأخذ يمدح عليا ع فقاربت الشمس الغروب وأظلم الأفق فقال مخاطبا للشمس


لاتغربي‌ ياشمس حتي ينقضي‌   مدحي‌ لصنو المصطفي ولنجله

واثني‌ عنانك إذ عزمت ثناءه   أنسيت يومك إذ رددت لأجله

إن كان للمولي وقوفك فليكن   هذاالوقوف لخيله ولرجله

.فوقفت الشمس وأضاء الأفق حتي انقضي المدح و كان ذلك بمحضر جماعة كثيرة تبلغ حد التواتر واشتهرت هذه القصة عندالخواص والعوام

باب 011-استجابة دعواته صلوات الله عليه في إحياء الموتي وشفاء المرضي وابتلاء الأعداء بالبلايا ونحو ذلك

1- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ اختَصَمَ رَجُلٌ وَ امرَأَةٌ إِلَيهِ فَعَلَا صَوتُ الرّجُلِ عَلَي المَرأَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع اخسَأ وَ كَانَ خَارِجِيّاً فَإِذَا رَأسُهُ رَأسُ الكَلبِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صِحتَ بِهَذَا الخاَرجِيِ‌ّ فَصَارَ رَأسُهُ رَأسَ كَلبٍ فَمَا يَمنَعُكَ عَن مُعَاوِيَةَ قَالَ وَيحَكَ لَو أَشَاءُ أَن آتيِ‌َ مُعَاوِيَةَ إِلَي هَاهُنَا عَلَي سَرِيرِهِ لَدَعَوتُ اللّهَ حَتّي فَعَلَ وَ لَكِنّا لِلّهِ خُزّانٌ لَا عَلَي ذَهَبٍ وَ لَا عَلَي فِضّةٍ وَ لَا إِنكَاراً بَل عَلَي أَسرَارِ تَدبِيرِ اللّهِ أَ مَا تَقرَأُبَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ وَ فِي رِوَايَةٍ قَالَ إِنّمَا أَدعُوهُم لِثُبُوتِ الحُجّةِ وَ كَمَالِ المِحنَةِ وَ لَو أُذِنَ لِي فِي الدّعَاءِ بِهَلَاكِ مُعَاوِيَةَ لَمَا تَأَخّرَ


صفحه : 192

2- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ قَومٌ مِن بنَيِ‌ مَخزُومٍ لَهُم خُئُولَةٌ مِن عَلِيّ ع فَأَتَاهُ شَابّ مِنهُم يَوماً فَقَالَ يَا خَالِ مَاتَ تَربٌ لِي فَحَزِنتُ عَلَيهِ حُزناً شَدِيداً قَالَ فَتُحِبّ أَن تَرَاهُ قَالَ نَعَم فَانطَلَقَ بِنَا إِلَي قَبرِهِ فَدَعَا اللّهَ وَ قَالَ قُم يَا فُلَانُ بِإِذنِ اللّهِ فَإِذَا المَيّتُ جَالِسٌ عَلَي رَأسِ القَبرِ وَ هُوَ يَقُولُ وينه وينه سألا مَعنَاهُ لَبّيكَ لَبّيكَ سَيّدَنَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا هَذَا اللّسَانُ أَ لَم تَمُت وَ أَنتَ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ قَالَ نَعَم وَ لكَنِيّ‌ مِتّ عَلَي وَلَايَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ فَانقَلَبَ لسِاَنيِ‌ عَلَي أَلسِنَةِ أَهلِ النّارِ

3- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّ عَلِيّاً مَرّ يَوماً فِي أَزِقّةِ الكُوفَةِ فَانتَهَي إِلَي رَجُلٍ قَد حَمَلَ جِرّيثاً فَقَالَ انظُرُوا إِلَي هَذَا قَد حَمَلَ إِسرَائِيلِيّاً فَأَنكَرَ الرّجُلُ وَ قَالَ مَتَي صَارَ الجِرّيثُ إِسرَائِيلِيّاً فَقَالَ عَلِيّ ع أَمَا إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ الخَامِسِ ارتَفَعَ لِهَذَا الرّجُلِ مِن صُدغِهِ دُخَانٌ فَيَمُوتُ مَكَانَهُ فَأَصَابَهُ فِي اليَومِ الخَامِسِ ذَلِكَ فَمَاتَ فَحُمِلَ إِلَي قَبرِهِ فَلَمّا دُفِنَ جَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَعَ جَمَاعَةٍ إِلَي قَبرِهِ فَدَعَا اللّهَ ثُمّ رَفَسَهُ بِرِجلِهِ فَإِذَا الرّجُلُ قَائِمٌ بَينَ يَدَيهِ يَقُولُ الرّادّ عَلَي عَلِيّ كَالرّادّ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ فَقَالَ عُد فِي قَبرِكَ فَعَادَ فِيهِ فَانطَبَقَ القَبرُ عَلَيهِ

4-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عَلِيّ بنِ حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع ينُاَديِ‌ مَن كَانَ لَهُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص عِدَةٌ أَو دَينٌ فلَيأَتنِيِ‌ فَكَانَ كُلّ مَن أَتَاهُ يَطلُبُ دَيناً أَو عِدَةً يَرفَعُ مُصَلّاهُ فَيَجِدُ ذَلِكَ كَذَلِكَ تَحتَهُ فَيَدفَعُهُ إِلَيهِ فَقَالَ الثاّنيِ‌ لِلأَوّلِ ذَهَبَ هَذَا بِشَرَفِ الدّنيَا فِي هَذَا دُونَنَا فَمَا الحِيلَةُ فَقَالَ


صفحه : 193

لَعَلّكَ لَو نَادَيتَ كَمَا نَادَي هُوَ كُنتَ تَجِدُ ذَلِكَ كَمَا يَجِدُ هُوَ وَ إِذَا كَانَ إِنّمَا تقَضيِ‌ عَن رَسُولِ اللّهِ فَنَادَي أَبُو بِكرٍ كَذَلِكَ فَعَرَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الحَالَ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ سَيَندَمُ عَلَي مَا فَعَلَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَاهُ أعَراَبيِ‌ّ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَقَالَ أَيّكُم وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ فَأُشِيرَ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَ أَنتَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ وَ خَلِيفَتُهُ قَالَ نَعَم فَمَا تَشَاءُ قَالَ فَهَلُمّ الثّمَانِينَ النّاقَةَ التّيِ‌ ضَمِنَ لِي رَسُولُ اللّهِ قَالَ وَ مَا هَذِهِ النّوقُ قَالَ ضَمِنَ لِي رَسُولُ اللّهِص ثَمَانِينَ نَاقَةً حَمرَاءَ كُحلَ العُيُونِ فَقَالَ لِعُمَرَ كَيفَ نَصنَعُ الآنَ قَالَ إِنّ الأَعرَابَ جُهّالٌ فَاسأَلهُ أَ لَكَ شُهُودٌ بِمَا تَقُولُ فَطَلَبَهُم مِنهُ قَالَ وَ مثِليِ‌ يُطلَبُ الشّهُودَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِمَا يَتَضَمّنُهُ وَ اللّهِ مَا أَنتَ بوِصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ وَ خَلِيفَتِهِ فَقَامَ إِلَيهِ سَلمَانُ وَ قَالَ يَا أعَراَبيِ‌ّ اتبّعِنيِ‌ أَدُلّكَ عَلَي وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص فَتَبِعَهُ الأعَراَبيِ‌ّ حَتّي انتَهَي إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ أَنتَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ قَالَ نَعَم فَمَا تَشَاءُ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص ضَمِنَ لِي ثَمَانِينَ نَاقَةً حَمرَاءَ كُحلَ العُيُونِ فَهَلُمّهَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَ سَلّمتَ أَنتَ وَ أَهلُ بَيتِكَ فَانكَبّ الأعَراَبيِ‌ّ عَلَي يَدَيهِ يُقَبّلُهَا وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص وَ خَلِيفَتُهُ فَبِهَذَا وَقَعَ الشّرطُ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ وَ قَد أَسلَمنَا جَمِيعاً فَقَالَ عَلِيّ ع يَا حَسَنُ انطَلِق أَنتَ وَ سَلمَانُ مَعَ هَذَا الأعَراَبيِ‌ّ إِلَي واَديِ‌ فُلَانٍ فَنَادِ يَا صَالِحُ يَا صَالِحُ فَإِذَا أَجَابَكَ فَقُل إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ هَلُمّ الثّمَانِينَ النّاقَةَ التّيِ‌ ضَمِنَهَا رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 194

لِهَذَا الأعَراَبيِ‌ّ قَالَ سَلمَانُ فَمَضَينَا إِلَي الواَديِ‌ فَنَادَي الحَسَنُ فَأَجَابَهُ لَبّيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَأَدّي إِلَيهِ رِسَالَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ السّمعَ وَ الطّاعَةَ فَلَم يَلبَث إِذَا[ أَن]خَرَجَ إِلَينَا زِمَامُ نَاقَةٍ مِنَ الأَرضِ فَأَخَذَ الحَسَنُ ع الزّمَامَ فَنَاوَلَهُ الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ خُذ وَ جَعَلَتِ النّوقُ يَخرُجُ حَتّي تَمّ الثّمَانُونَ عَلَي الصّفَةِ

5- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عِيسَي الهرُهرُيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ ابنَ عَوفٍ أَتَوُا النّبِيّص لِيُعتِبُوهُ فَقَالَ الأَوّلُاتّخَذَ اللّهُ اِبراهِيمَ خَلِيلًافَمَا ذَا صَنَعَ بِكَ رَبّكَ وَ قَالَ الثاّنيِ‌كَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماًفَمَا صَنَعَ بِكَ رَبّكَ وَ قَالَ ابنُ عَوفٍ عِيسَي ابنُ مَريَمَ يحُييِ‌ المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ فَمَا صَنَعَ بِكَ رَبّكَ فَقَالَ لِلأَوّلِاتّخَذَ اللّهُ اِبراهِيمَ خَلِيلًا وَ اتخّذَنَيِ‌ حَبِيباً وَ قَالَ للِثاّنيِ‌كَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماً مِن وَرَاءِ حِجَابٍ وَ قَد رَأَيتُ عَرشَ ربَيّ‌ وَ كلَمّنَيِ‌ وَ قَالَ لِلثّالِثِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ يحُييِ‌ المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ وَ أَنَا إِن شِئتُم أَحيَيتُ لَكُم مَوتَاكُم قَالُوا قَد شِئنَا وَ عَلَي ذَلِكَ دَارُوا فَأَرسَلَ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع فَدَعَاهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَقدِمهُم عَلَي القُبُورِ ثُمّ قَالَ لَهُمُ اتّبِعُوهُ فَلَمّا تَوَسّطَ الجَبّانَةَ تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ فَاضطَرَبَت وَ ارتَجّت قُلُوبُهُم وَ دَخَلَهُم مِنَ الذّعرِ مَا شَاءَ اللّهُ وَ امتُقِعَت أَلوَانُهُم وَ لَم تَقبَل ذَلِكَ قُلُوبُهُم فَقَالُوا يَا أَبَا الحَسَنِ أَقِلنَا عَثَرَاتِنَا قَالَ إِنّمَا رَدَدتُم عَلَي اللّهِ ثُمّ إِنّ النّبِيّص بَعَثَ إِلَي عَلِيّ ع فَدَعَاهُ

أَقُولُ رَوَاهُ السّيّدُ المُرتَضَي رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي عُيُونِ المُعجِزَاتِ عَن أَحمَدَ بنِ زَيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ بِإِسنَادِهِمِثلَهُ وَ فِيهِ فَقَالُوا حَسبُكَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَقِلنَا أَقَالَكَ اللّهُ فَأَمسَكَ عَنِ استِتمَامِ كَلَامِهِ وَ دُعَائِهِ وَ رَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا


صفحه : 195

لَهُ أَقِلنَا فَقَالَ لَهُم إِنّمَا رَدَدتُم عَلَي اللّهِ لَا أَقَالَكُمُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ

يل ،[الفضائل لابن شاذان ]مرسلامثله بيان قوله و علي ذلك داروا أي اتفقوا واجتمعوا ويقال امتقع لونه علي بناء المفعول إذاتغير من حزن أوفزع

6- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَن زَاذَانَ أَبِي عَمرٍو قُلتُ لَهُ يَا زَاذَانُ إِنّكَ لَتَقرَأُ القُرآنَ فَتُحسِنُ قِرَاءَتَهُ فَعَلَي مَن قَرَأتَ قَالَ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَرّ بيِ‌ وَ أَنَا أُنشِدُ الشّعرَ وَ كَانَ لِي خُلُقٌ حَسَنٌ فَأَعجَبَهُ صوَتيِ‌ فَقَالَ يَا زَاذَانُ فَهَلّا بِالقُرآنِ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ كَيفَ لِي بِالقُرآنِ فَوَ اللّهِ مَا أَقرَأُ مِنهُ إِلّا بِقَدرِ مَا أصُلَيّ‌ بِهِ قَالَ فَادنُ منِيّ‌ فَدَنَوتُ مِنهُ فَتَكَلّمَ فِي أذُنُيِ‌ بِكَلَامٍ مَا عَرَفتُهُ وَ لَا عَلِمتُ مَا يَقُولُ ثُمّ قَالَ افتَح فَاكَ فَتَفَلَ فِي فِيّ فَوَ اللّهِ مَا زَالَت قدَمَيِ‌ مِن عِندِهِ حَتّي حَفِظتُ القُرآنَ بِإِعرَابِهِ وَ هَمزِهِ وَ مَا احتَجتُ أَن أَسأَلَ عَنهُ أَحَداً بَعدَ موَقفِيِ‌ ذَلِكَ قَالَ سَعدٌ فَقَصَصتُ قِصّةَ زَاذَانَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ صَدَقَ زَاذَانُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع دَعَا لِزَاذَانَ بِالِاسمِ الأَعظَمِ ألّذِي لَا يُرَدّ

7- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ الأَشتَرُ عَلَي عَلِيّ ع فَسَلّمَ فَأَجَابَهُ ثُمّ قَالَ مَا أَدخَلَكَ عَلَيّ فِي هَذِهِ السّاعَةِ قَالَ حُبّكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ ع فَهَل رَأَيتَ ببِاَبيِ‌ أَحَداً قَالَ نَعَم أَربَعَةَ نَفَرٍ فَخَرَجَ الأَشتَرُ مَعَهُ فَإِذَا بِالبَابِ أَكمَهُ وَ مَكفُوفٌ وَ مُقعَدٌ وَ أَبرَصُ فَقَالَ ع مَا تَصنَعُونَ هَاهُنَا قَالُوا جِئنَاكَ لِمَا بِنَا فَرَجَعَ فَفَتَحَ حُقّاً لَهُ فَأَخرَجَ رَقّاً صَفرَاءَ فَقَرَأَ عَلَيهِم فَقَامُوا كُلّهُم مِن غَيرِ عِلّةٍ

8-ير،[بصائر الدرجات ]سَلَمَةُ بنُ الخَطّابِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عِيسَي شَلَقَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً ع


صفحه : 196

كَانَت لَهُ خُئُولَةٌ فِي بنَيِ‌ مَخزُومٍ وَ إِنّ شَابّاً مِنهُم أَتَاهُ فَقَالَ يَا خاَليِ‌ إِنّ أخَيِ‌ وَ ابنَ أَبِي مَاتَ وَ قَد حَزِنتُ عَلَيهِ حَزَناً شَدِيداً قَالَ فتَشَتهَيِ‌ أَن تَرَاهُ قَالَ نَعَم قَالَ فأَرَنِيِ‌ قَبرَهُ فَخَرَجَ وَ مَعَهُ بُردُ رَسُولِ اللّهِص السّحَابُ فَلَمّا انتَهَي إِلَي القَبرِ تَمَلمَلَت شَفَتَاهُ ثُمّ رَكَضَهُ بِرِجلِهِ فَخَرَجَ مِن قَبرِهِ وَ هُوَ يَقُولُ رميكا بِلِسَانِ الفَارِسِ فَقَالَ لَهُ ع أَ لَم تَمُت وَ أَنتَ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ قَالَ بَلَي وَ لَكِنّا مِتنَا عَلَي سُنّةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ فَانقَلَبَت أَلسِنَتُنَا

9-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّ غُلَاماً يَهُودِيّاً قَدِمَ عَلَي أَبِي بَكرٍ فِي خِلَافَتِهِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا بَكرٍ فَوُجِئَ عُنُقُهُ وَ قِيلَ لَهُ لِمَ لَا تُسَلّمُ عَلَيهِ بِالخِلَافَةِ ثُمّ قَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ مَا حَاجَتُكَ قَالَ مَاتَ أَبِي يَهُودِيّاً وَ خَلّفَ كُنُوزاً وَ أَموَالًا فَإِن أَنتَ أَظهَرتَهَا وَ أَخرَجتَهَا لِي أَسلَمتُ عَلَي يَدَيكَ وَ كُنتُ مَولَاكَ وَ جَعَلتُ لَكَ ثُلُثَ ذَلِكَ المَالِ وَ ثُلُثاً لِلمُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ ثُلُثاً لِي فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا خَبِيثُ وَ هَل يَعلَمُ الغَيبَ إِلّا اللّهُ وَ نَهَضَ أَبُو بَكرٍ ثُمّ انتَهَي اليهَوُديِ‌ّ إِلَي عُمَرَ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ إنِيّ‌ أَتَيتُ أَبَا بَكرٍ أَسأَلُهُ عَن مَسأَلَةٍ فَأُوجِعتُ ضَرباً وَ أَنَا أَسأَلُكَ عَنِ المَسأَلَةِ وَ حَكَي قِصّتَهُ قَالَ وَ هَل يَعلَمُ الغَيبَ إِلّا اللّهُ ثُمّ خَرَجَ اليهَوُديِ‌ّ إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ فِي المَسجِدِ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ قَد سَمِعَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَوَكَزُوهُ وَ قَالُوا يَا خَبِيثُ هَلّا سَلّمتَ عَلَي الأَوّلِ كَمَا سَلّمتَ عَلَي عَلِيّ وَ الخَلِيفَةُ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ وَ اللّهِ مَا سَمّيتُهُ بِهَذَا الِاسمِ حَتّي وَجَدتُ ذَلِكَ فِي كُتُبِ آباَئيِ‌ وَ أجَداَديِ‌ فِي التّورَاةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ تفَيِ‌ بِمَا تَقُولُ قَالَ نَعَم وَ أُشهِدُ اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ جَمِيعَ مَن يحَضرُنُيِ‌ قَالَ نَعَم فَدَعَا بَرَقّ أَبيَضَ فَكَتَبَ عَلَيهِ كِتَاباً ثُمّ قَالَ تُحسِنُ أَن تَكتُبَ قَالَ نَعَم قَالَ خُذ مَعَكَ أَلوَاحاً وَ صِر إِلَي بِلَادِ اليَمَنِ وَ سَل عَن واَديِ‌ بَرَهُوتَ بِحَضرَمَوتَ فَإِذَا صِرتَ بِطَرَفِ الواَديِ‌ عِندَ غُرُوبِ الشّمسِ فَاقعُد هُنَاكَ فَإِنّهُ سَيَأتِيكَ غَرَابِيبُ سُودٌ مَنَاقِيرُهَا وَ هيِ‌َ تَنعِبُ فَإِذَا نَعَبَت هيِ‌َ فَاهتِف بِاسمِ أَبِيكَ وَ قُل يَا فُلَانُ أَنَا رَسُولُ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍص


صفحه : 197

فكَلَمّنيِ‌ فَإِنّهُ سَيُجِيبُكَ أَبُوكَ وَ لَا تقر[تَفتُر] عَن سُؤَالِهِ عَنِ الكُنُوزِ التّيِ‌ خَلّفَهَا فَكُلّ مَا أَجَابَكَ بِهِ فِي ذَلِكَ الوَقتِ وَ تِلكَ السّاعَةِ فَاكتُب فِي أَلوَاحِكَ فَإِذَا انصَرَفتَ إِلَي بِلَادِكَ بِلَادِ خَيبَرَ فَتَتَبّع مَا فِي أَلوَاحِكَ وَ اعمَل بِمَا فِيهَا فَمَضَي اليهَوُديِ‌ّ حَتّي انتَهَي إِلَي واَديِ‌ اليَمَنِ وَ قَعَدَ هُنَاكَ كَمَا أَمَرَهُ فَإِذَا هُوَ بِالغَرَابِيبِ السّودِ قَد أَقبَلَت تَنعِبُ فَهَتَفَ اليهَوُديِ‌ّ فَأَجَابَهُ أَبُوهُ وَ قَالَ وَيلَكَ مَا جَاءَ بِكَ فِي هَذَا الوَقتِ إِلَي هَذَا المَوطِنِ وَ هُوَ مِن مَوَاطِنِ أَهلِ النّارِ قَالَ جِئتُكَ أَسأَلُكَ عَن كُنُوزِكَ أَينَ خَلّفتَهَا قَالَ فِي جِدَارِ كَذَا فِي مَوضِعِ كَذَا فِي حِيطَانِ كَذَا فَكَتَبَ الغُلَامُ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ وَيلَكَ اتّبِع دِينَ مُحَمّدٍ وَ انصَرَفَتِ الغَرَابِيبُ وَ رَجَعَ اليهَوُديِ‌ّ إِلَي بِلَادِ خَيبَرَ وَ خَرَجَ بِغِلمَانِهِ وَ فَعَلَتِهِ وَ إِبِلٍ وَ جَوَالِيقَ وَ تَتَبّعَ مَا فِي أَلوَاحِهِ فَأَخرَجَ كَنزاً مِن أوَاَنيِ‌ الفِضّةِ وَ كَنزاً مِن أوَاَنيِ‌ الذّهَبِ ثُمّ أَوقَرَ عِيراً وَ جَاءَ حَتّي دَخَلَ عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّكَ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ وَ أَخُوهُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ حَقّاً كَمَا سُمّيتَ وَ هَذِهِ عِيرٌ دَرَاهِمُ وَ دَنَانِيرُ فَاصرِفهَا حَيثُ أَمَرَكَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ اجتَمَعَ النّاسُ فَقَالُوا لعِلَيِ‌ّ كَيفَ عَلِمتَ هَذَا قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ إِن شِئتُ خَبّرتُكُم بِمَا هُوَ أَصعَبُ مِن هَذَا قَالُوا فَافعَل قَالَ كُنتُ ذَاتَ يَومٍ تَحتَ سَقِيفَةٍ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ إنِيّ‌ لأَحُصيِ‌ سِتّاً وَ سِتّينَ وَطأَةً كُلّ مَلَائِكَةٌ أَعرِفُهُم بِلُغَاتِهِم وَ صِفَاتِهِم وَ أَسمَائِهِم وَ وَطئِهِم

بيان وجأت عنقه وجاء ضربته قوله مات أبوه إنما غيركلامه لئلا يتوهم نسبة ذلك إلي نفسه صلوات الله عليه ونعب الغرابيب ينعب بالفتح والكسر أي صاح


صفحه : 198

10- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ قَوماً مِنَ النّصَارَي كَانُوا دَخَلُوا عَلَي النّبِيّص وَ قَالُوا نَخرُجُ وَ نجَيِ‌ءُ بِأَهلِينَا وَ قَومِنَا فَإِن أَنتَ أَخرَجتَ لَنَا مِائَةَ نَاقَةٍ مِنَ الحَجَرِ سَودَاءَ مِن كُلّ وَاحِدَةٍ فَصِيلٌ آمَنّا فَضَمِنَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص وَ انصَرَفُوا إِلَي بِلَادِهِم فَلَمّا كَانَ بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص رَجَعُوا فَدَخَلُوا المَدِينَةَ فَسَأَلُوا عَنِ النّبِيّص فَقِيلَ لَهُم توُفُيّ‌َص فَقَالُوا نَجِدُ فِي كُتُبِنَا أَنّهُ لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا نبَيِ‌ّ إِلّا وَ يَكُونُ لَهُ وصَيِ‌ّ فَمَن كَانَ وصَيِ‌ّ نَبِيّكُم مُحَمّدٍ فَدَلّوا عَلَي أَبِي بِكرٍ فَدَخَلُوا عَلَيهِ وَ قَالُوا لَنَا دَينٌ عَلَي مُحَمّدٍ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالُوا مِائَةُ نَاقَةٍ مَعَ كُلّ نَاقَةٍ فَصِيلٌ وَ كُلّهَا سُودٌ فَقَالَ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللّهِص تَرِكَةً تفَيِ‌ بِذَلِكَ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ بِلِسَانِهِم مَا كَانَ أَمرُ مُحَمّدٍ إِلّا بَاطِلًا وَ كَانَ سَلمَانُ حَاضِراً وَ كَانَ يَعرِفُ لُغَتَهُم فَقَالَ لَهُم أَنَا أَدُلّكُم عَلَي وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ فَإِذَا بعِلَيِ‌ّ قَد دَخَلَ المَسجِدَ فَنَهَضُوا إِلَيهِ وَ جَثَوا بَينَ يَدَيهِ فَقَالُوا لَنَا عَلَي نَبِيّكُم دَينٌ مِائَةُ نَاقَةٍ دَيناً بِصِفَاتٍ مَخصُوصَةٍ قَالَ عَلِيّ ع وَ تُسلِمُونَ حِينَئِذٍ قَالُوا نَعَم فَوَاعَدَهُم إِلَي الغَدِ ثُمّ خَرَجَ بِهِم إِلَي الجَبّانَةِ وَ المُنَافِقُونَ يَزعُمُونَ أَنّهُ يَفتَضِحُ فَلَمّا وَصَلَ إِلَيهِم صَلّي رَكعَتَينِ وَ دَعَا خَفِيّاً ثُمّ ضَرَبَ بِقَضِيبِ رَسُولِ اللّهِ عَلَي الحَجَرِ فَسُمِعَ مِنهُ أَنِينٌ يَكُونُ لِلنّوقِ عِندَ مَخَاضِهَا فَبَينَمَا كَذَلِكَ إِذَا انشَقّ الحَجَرُ وَ خَرَجَ مِنهُ رَأسُ نَاقَةٍ وَ قَد تَعَلّقَ مِنهُ رَأسُ الزّمَامِ فَقَالَ ع لِابنِهِ الحَسَنِ خُذهُ فَخَرَجَ مِنهُ مِائَةُ نَاقَةٍ مَعَ كُلّ وَاحِدَةٍ فَصِيلٌ كُلّهَا سُودُ الأَلوَانِ فَأَسلَمَ النّصَارَي كُلّهُم ثُمّ قَالُوا كَانَت نَاقَةُ صَالِحٍ النّبِيّ وَاحِدَةً وَ كَانَ بِسَبَبِهَا هَلَاكُ قَومٍ كَثِيرٍ فَادعُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَتّي تَدخُلَ النّوقُ وَ فِصَالُهَا فِي الحَجَرِ لِئَلّا يَكُونَ شَيءٌ مِنهَا سَبَبَ هَلَاكِ أُمّةِ مُحَمّدٍ فَدَعَا فَدَخَلَت كَمَا خَرَجَت

11-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي جُمَيعُ بنُ عُمَيرٍ قَالَاتّهَمَ عَلِيّ ع رَجُلًا يُقَالُ لَهُ الغَيرَارُ بِرَفعِ أَخبَارِهِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَأَنكَرَ ذَلِكَ وَ جَحَدَهُ فَقَالَ ع أَ تَحلِفُ بِاللّهِ أَنّكَ مَا


صفحه : 199

فَعَلتَ ذَلِكَ قَالَ نَعَم وَ بَدَرَ فَحَلَفَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِن كُنتَ كَاذِباً فَأَعمَي اللّهُ بَصَرَكَ فَمَا دَارَتِ الجُمعَةُ حَتّي أُخرِجَ أَعمَي يُقَادُ قَد أَذهَبَ اللّهُ بَصَرَهُ

شا،[الإرشاد] عبدالقاهر بن عبدالملك بن عطاء عن الوليد بن عمران عن جميع بن عمير مثله

12- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ كُنّا نمَشيِ‌ خَلفَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَعَنَا رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ فَقَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَد قَتَلتَ الرّجَالَ وَ أَيتَمتَ الأَولَادَ وَ فَعَلتَ مَا فَعَلتَ فَالتَفَتَ إِلَيهِ ع وَ قَالَ اخسَأ فَإِذَا هُوَ كَلبٌ أَسوَدُ فَجَعَلَ يَلُوذُ بِهِ وَ يَتَبَصبَصُ فَوَافَاهُ بِرَحمَةٍ حَتّي حَرّكَ شَفَتَيهِ فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ كَمَا كَانَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَومِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنتَ تَقدِرُ عَلَي مِثلِ هَذَا وَ يُنَاوِيكَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ نَحنُ عِبَادُ اللّهِ مُكرَمُونَ لَا نَسبِقُهُ بِالقَولِ وَ نَحنُ بِأَمرِهِ عَامِلُونَ

13-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن سُلَيمَانَ الأَعمَشِ عَن سَمُرَةَ بنِ عَطِيّةَ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ قَالَ إِنّ امرَأَةً مِنَ الأَنصَارِ يُقَالُ لَهَا أُمّ فَروَةَ تَحُضّ عَلَي نَكثِ بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ وَ تَحُثّ عَلَي بَيعَةِ عَلِيّ ع فَبَلَغَ أَبَا بَكرٍ فَأَحضَرَهَا وَ استَتَابَهَا فَأَبَت عَلَيهِ فَقَالَ يَا عَدُوّةَ اللّهِ أَ تَحُضّيَن عَلَي فُرقَةِ جَمَاعَةٍ اجتَمَعَ عَلَيهَا المُسلِمُونَ فَمَا قَولُكِ فِي إمِاَمتَيِ‌ قَالَت مَا أَنتَ بِإِمَامٍ قَالَ فَمَن أَنَا قَالَت أَمِيرُ قَومِكَ وَ وَلّوكَ فَإِذَا أَكرَمُوكَ


صفحه : 200

فَالإِمَامُ المَخصُوصُ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ لَا يَجُوزُ عَلَيهِ الجَورُ وَ عَلَي الأَمِيرِ وَ الإِمَامِ المَخصُوصِ أَن يَعلَمَ مَا فِي الظّاهِرِ وَ البَاطِنِ وَ مَا يَحدُثُ فِي المَشرِقِ وَ المَغرِبِ مِنَ الخَيرِ وَ الشّرّ فَإِذَا قَامَ فِي شَمسٍ أَو قَمَرٍ فَلَا فيَ‌ءَ لَهُ وَ لَا يَجُوزُ الإِمَامَةُ لِعَابِدِ وَثَنٍ وَ لَا لِمَن كَفَرَ ثُمّ أَسلَمَ فَمِن أَيّهِمَا أَنتَ يَا ابنَ أَبِي قُحَافَةَ قَالَ أَنَا مِنَ الأَئِمّةِ الّذِينَ اختَارَهُمُ اللّهُ لِعِبَادِهِ فَقَالَت كَذَبتَ عَلَي اللّهِ وَ لَو كُنتَ مِمّنِ اختَارَكَ اللّهُ لَذَكَرَكَ فِي كِتَابِهِ كَمَا ذَكَرَ غَيرَكَ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَوَيلَكَ إِن كُنتَ إِمَاماً حَقّاً فَمَا اسمُ سَمَاءِ الدّنيَا وَ الثّانِيَةِ وَ الثّالِثَةِ وَ الرّابِعَةِ وَ الخَامِسَةِ وَ السّادِسَةِ وَ السّابِعَةِ فبَقَيِ‌َ أَبُو بَكرٍ لَا يُحِيرُ جَوَاباً ثُمّ قَالَ اسمُهَا عِندَ اللّهِ ألّذِي خَلَقَهَا قَالَت لَو جَازَ لِلنّسَاءِ أَن يُعَلّمنَ[الرّجَالَ]عَلّمتُكَ فَقَالَ يَا عَدُوّةَ اللّهِ لَتَذكُرَنّ اسمَ سَمَاءٍ وَ سَمَاءٍ إلا[ وَ إِلّا]قَتَلتُكِ قَالَت أَ بِالقَتلِ تهُدَدّنُيِ‌ وَ اللّهِ مَا أبُاَليِ‌ أَن يجَريِ‌َ قتَليِ‌ عَلَي يَدِ مِثلِكَ وَ لكَنِيّ‌ أُخبِرُكَ أَمّا السّمَاءُ الدّنيَا أَيلُولُ وَ الثّانِيَةُ ربعول وَ الثّالِثَةُ سحقوم وَ الرّابِعَةُ ذيلول وَ الخَامِسَةُ ماين وَ السّادِسَةُ ماجير وَ السّابِعَةُ أيوث فبَقَيِ‌َ أَبُو بَكرٍ وَ مَن مَعَهُ مُتَحَيّرِينَ فَقَالُوا لَهَا مَا تَقُولِينَ فِي عَلِيّ قَالَت وَ مَا عَسَي أَن أَقُولَ فِي إِمَامِ الأَئِمّةِ وَ وصَيِ‌ّ الأَوصِيَاءِ مَن أَشرَقَ بِنُورِهِ الأَرضُ وَ السّمَاءُ وَ مَن لَا يَتِمّ التّوحِيدُ إِلّا بِحَقِيقَةِ مَعرِفَتِهِ وَ


صفحه : 201

لَكِنّكَ نَكَثتَ وَ استَبدَلتَ وَ بِعتَ دِينَكَ قَالَ أَبُو بِكرٍ اقتُلُوهَا فَقَدِ ارتَدّت فَقُتِلَت وَ كَانَ عَلِيّ ع فِي ضَيعَةٍ لَهُ بوِاَديِ‌ القُرَي فَلَمّا قَدِمَ وَ بَلَغَهُ قَتلُ أُمّ فَروَةَ فَخَرَجَ إِلَي قَبرِهَا وَ إِذَا عِندَ قَبرِهَا أَربَعَةُ طُيُورٍ بِيضٍ مَنَاقِيرُهَا حُمرٌ فِي مِنقَارِ كُلّ وَاحِدٍ حَبّةُ رُمّانٍ وَ هيِ‌َ تَدخُلُ فِي فُرجَةٍ فِي القَبرِ فَلَمّا نَظَرَ الطّيُورُ إِلَي عَلِيّ ع رَفرَفنَ وَ قَرقَرنَ فَأَجَابَهُنّ بِكَلَامٍ يُشبِهُ كَلَامَهُنّ قَالَ أَفعَلُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ وَقَفَ عِندَ قَبرِهَا وَ مَدّ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ يَا محُييِ‌َ النّفُوسِ بَعدَ المَوتِ وَ يَا مُنشِئَ العِظَامِ الدّارِسَاتِ أحَي‌ِ لَنَا أُمّ فَروَةَ وَ اجعَلهَا عِبرَةً لِمَن عَصَاكَ فَإِذَا بِهَاتِفٍ امضِ لِأَمرِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ خَرَجَت أُمّ فَروَةَ مُتَلَحّفَةً بِرَيطَةٍ خَضرَاءَ مِنَ السّندُسِ الأَخضَرِ وَ قَالَت يَا موَلاَي‌َ أَرَادَ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ أَن يُطفِئَ نُورَكَ فَأَبَي اللّهُ لِنُورِكَ إِلّا ضِيَاءً وَ بَلَغَ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ ذَلِكَ فَبَقِيَا مُتَعَجّبَينِ فَقَالَ لَهُمَا سَلمَانُ لَو أَقسَمَ أَبُو الحَسَنِ عَلَي اللّهِ أَن يحُييِ‌َ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لَأَحيَاهُم وَ رَدّهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي زَوجِهَا وَ وَلَدَت غُلَامَينِ لَهُ وَ عَاشَت بَعدَ عَلِيّ سِتّةَ أَشهُرٍ

14-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي الرّضَا ع بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ فِي مَجلِسِهِ وَ النّاسُ حَولَهُ إِذَا وَافَي رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ لِي عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَعدٌ وَ قَد سَأَلتُ عَن مُنجِزِ وَعدِهِ فَأُرشِدتُ إِلَيكَ أَ هُوَ حَاصِلٌ لِي قَالَ ع مَا هُوَ قَالَ مِائَةُ نَاقَةٍ حَمرَاءَ قَالَ لِي إِن أَنَا قُبِضتُ فَأتِ قاَضيِ‌َ ديَنيِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ مِن بعَديِ‌ فَإِنّهُ يَدفَعُهَا إِلَيكَ وَ مَا كذَبَنَيِ‌ فَإِن يَكُن مَا ادّعَيتَهُ حَقّاً فَعَجّل فَقَالَ عَلِيّ ع لِابنِهِ الحَسَنِ قُم يَا حَسَنُ فَنَهَضَ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ اذهَب فَخُذ قَضِيبَ رَسُولِ اللّهِص الفلُاَنيِ‌ّ


صفحه : 202

وَ صِر إِلَي البَقِيعِ فَاقرَع بِهِ الصّخرَةَ الفُلَانِيّةَ ثَلَاثَ قَرَعَاتٍ وَ انظُر مَا يَخرُجُ مِنهَا فَادفَعهُ إِلَي الرّجُلِ وَ قُل لَهُ يَكتُم مَا يَرَي فَصَارَ الحَسَنُ ع إِلَي المَوضِعِ وَ القَضِيبُ مَعَهُ فَفَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ فَطَلَعَ مِنَ الصّخرَةِ رَأسُ نَاقَةٍ بِزِمَامِهَا فَجَذَبَ مِائَةَ نَاقَةٍ ثُمّ انضَمّتِ الصّخرَةُ فَدَفَعَ النّوقَ إِلَي الرّجُلِ وَ أَمَرَهُ بِكِتمَانِ مَا يَرَي فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِ وَ صَدَقَ أَبُوكَ

15- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَسوَداً دَخَلَ عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ سَرَقتُ فطَهَرّنيِ‌ فَقَالَ لَعَلّكَ سَرَقتَ مِن غَيرِ حِرزٍ وَ نَحّي رَأسَهُ عَنهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ سَرَقتُ مِن حِرزٍ فطَهَرّنيِ‌ فَقَالَ ع لَعَلّكَ سَرَقتَ غَيرَ نِصَابٍ وَ نَحّي رَأسَهُ عَنهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ سَرَقتُ نِصَاباً فَلَمّا أَقَرّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ قَطَعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَذَهَبَ وَ جَعَلَ يَقُولُ فِي الطّرِيقِ قطَعَنَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ يَعسُوبُ الدّينِ وَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ جَعَلَ يَمدَحُهُ فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ قَدِ استَقبَلَاهُ فَدَخَلَا عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَا رَأَينَا أَسوَداً يَمدَحُكَ فِي الطّرِيقِ فَبَعَثَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَعَادَهُ إِلَي عِندِهِ فَقَالَ ع قَطَعتُكَ وَ أَنتَ تمَدحَنُيِ‌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ طهَرّتنَيِ‌ وَ إِنّ حُبّكَ قَد خَالَطَ لحَميِ‌ وَ عظَميِ‌ فَلَو قطَعّتنَيِ‌ إِرباً إِرباً لَمَا ذَهَبَ حُبّكَ مِن قلَبيِ‌ فَدَعَا لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ وَضَعَ المَقطُوعَ إِلَي مَوضِعِهِ فَصَحّ وَ صَلَحَ كَمَا كَانَ

16-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن سَعدِ بنِ خَالِدٍ الباَهلِيِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص اشتَكَي وَ


صفحه : 203

كَانَ مَحمُوماً فَدَخَلنَا عَلَيهِ مَعَ عَلِيّ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَلِمَت بيِ‌ أُمّ مِلدَمٍ فَحَسَرَ عَلِيّ يَدَهُ اليُمنَي وَ حَسَرَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ اليُمنَي فَوَضَعَهَا عَلِيّ عَلَي صَدرِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ يَا أُمّ مِلدَمٍ اخرجُيِ‌ فَإِنّهُ عَبدُ اللّهِ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِ استَوَي جَالِساً ثُمّ طَرَحَ عَنهُ الإِزَارَ وَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ فَضّلَكَ بِخِصَالٍ وَ مِمّا فَضّلَكَ بِهِ أَن جَعَلَ الأَوجَاعَ مُطِيعَةً لَكَ فَلَيسَ مِن شَيءٍ تَزجُرُهُ إِلّا انزَجَرَ بِإِذنِ اللّهِ

17- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ خَارِجِيّاً اختَصَمَ مَعَ آخَرَ إِلَي عَلِيّ ع فَحَكَمَ بَينَهُمَا فَقَالَ الخاَرجِيِ‌ّ لَا عَدَلتَ فِي القَضِيّةِ فَقَالَ ع اخسَأ يَا عَدُوّ اللّهِ فَاستَحَالَ كَلباً وَ طَارَ ثِيَابُهُ فِي الهَوَاءِ فَجَعَلَ يُبَصبِصُ وَ قَد دَمَعَت عَينَاهُ فَرَقّ لَهُ عَلِيّ وَ دَعَا فَأَعَادَهُ اللّهُ إِلَي حَالِ الإِنسَانِيّةِ وَ تَرَاجَعَت ثِيَابُهُ مِنَ الهَوَاءِ إِلَيهِ فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ آصَفَ وصَيِ‌ّ سُلَيمَانَ فَقَصّ اللّهُ عَنهُ بِقَولِهِقالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَأَيّهُمَا أَكرَمُ عَلَي اللّهِ نَبِيّكُم أَم سُلَيمَانُ فَقِيلَ مَا حَاجَتُكَ فِي قِتَالِ مُعَاوِيَةَ إِلَي الأَنصَارِ قَالَ إِنّمَا أَدعُو عَلَي هَؤُلَاءِ بِثُبُوتِ الحُجّةِ وَ كَمَالِ المِحنَةِ وَ لَو أُذِنَ لِي فِي الدّعَاءِ بِهَلَاكِهِ لَمَا تَأَخّرَ

18-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ قَصّاباً كَانَ يَبِيعُ اللّحمَ مِن جَارِيَةِ إِنسَانٍ وَ كَانَ يَحِيفُ عَلَيهَا فَبَكَت وَ خَرَجَت فَرَأَت عَلِيّاً ع فَشَكَتهُ إِلَيهِ فَمَشَي مَعَهَا نَحوَهُ وَ دَعَاهُ إِلَي الإِنصَافِ فِي حَقّهَا وَ يَعِظُهُ وَ يَقُولُ لَهُ ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ الضّعِيفُ عِندَكَ بِمَنزِلَةِ القوَيِ‌ّ


صفحه : 204

فَلَا تَظلِمِ الجَارِيَةَ وَ لَم يَكُنِ القَصّابُ يَعرِفُ عَلِيّاً فَرَفَعَ يَدَهُ وَ قَالَ اخرُج أَيّهَا الرّجُلُ فَانصَرَفَ ع وَ لَم يَتَكَلّم بشِيَ‌ءٍ فَقِيلَ لِلقَصّابِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَطَعَ يَدَهُ وَ أَخَذَهَا وَ خَرَجَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُعتَذِراً فَدَعَا لَهُ ع فَصَلَحَت يَدُهُ

19- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شا،[الإرشاد]رَوَي الوَلِيدُ بنُ الحَارِثِ وَ غَيرُهُ عَن رِجَالِهِم أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا بَلَغَهُ مَا فَعَلَ بُسرُ بنُ أَرطَاةَ بِاليَمَنِ قَالَ أللّهُمّ إِنّ بُسراً قَد بَاعَ دِينَهُ بِالدّنيَا فَاسلُبهُ عَقلَهُ وَ لَا تُبقِ مِن دِينِهِ مَا يَستَوجِبُ بِهِ عَلَيكَ رَحمَتَكَ فبَقَيِ‌َ بُسرٌ حَتّي اختَلَطَ وَ كَانَ يَدعُو بِالسّيفِ فَاتّخِذَ لَهُ سَيفٌ مِن خَشَبٍ وَ كَانَ يَضرِبُ بِهِ حَتّي يُغشَي عَلَيهِ فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ السّيفَ السّيفَ فَيُدفَعُ إِلَيهِ فَيَضرِبُ بِهِ فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي مَاتَ

20- شا،[الإرشاد]إِسمَاعِيلُ بنُ عُمَيرٍ عَن مِسعَرِ بنِ كِدَامٍ عَن طَلحَةَ بنِ عَمِيرَةَ قَالَ نَشَدَ عَلِيّ ع فِي قَولِ النّبِيّص مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ فَشَهِدَ اثنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ وَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ فِي القَومِ لَم يَشهَد فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا أَنَسُ قَالَ لَبّيكَ قَالَ مَا يَمنَعُكَ أَن تَشهَدَ وَ قَد سَمِعتَ مَا سَمِعُوا قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَبِرتُ وَ نَسِيتُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أللّهُمّ إِن كَانَ كَاذِباً فَاضرِبهُ بِبَيَاضٍ أَو بِوَضَحٍ لَا تُوَارِيهِ العِمَامَةُ قَالَ طَلحَةُ فَأَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد رَأَيتُهَا بيضا[بَيضَاءَ] بَينَ عَينَيهِ

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن طلحة مثله


صفحه : 205

21- شا،[الإرشاد]رَوَي أَبُو إِسرَائِيلَ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي سَلمَانَ المُؤَذّنِ عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ قَالَ نَشَدَ عَلِيّ ع فِي المَسجِدِ فَقَالَ أَنشُدُ اللّهَ رَجُلًا سَمِعَ النّبِيّص يَقُولُ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ فَقَامَ اثنَا عَشَرَ بَدرِيّاً سِتّةٌ مِنَ الجَانِبِ الأَيمَنِ وَ سِتّةٌ مِنَ الجَانِبِ الأَيسَرِ فَشَهِدُوا بِذَلِكَ فَقَالَ زَيدُ بنُ أَرقَمَ وَ كُنتُ أَنَا فِيمَن سَمِعَ ذَلِكَ فَكَتَمتُهُ فَذَهَبَ اللّهُ ببِصَرَيِ‌ وَ كَانَ يَندَمُ عَلَي مَا فَاتَهُ مِنَ الشّهَادَةِ وَ يَستَغفِرُ اللّهَ

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن زيد مثله

22- شا،[الإرشاد]روُيِ‌َ عَنِ ابنِ مُحَسّنٍ مُسهِرٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن مُوسَي بنِ طَرِيفٍ عَن عَبَايَةَ بنِ مُوسَي بنِ أُكَيلٍ النمّيَريِ‌ّ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ عَن عَبَايَةَ وَ مُوسَي الوجَيِهيِ‌ّ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ وَ عُثمَانَ بنِ سَعِيدٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ شَهِدنَا عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَي المِنبَرِ يَقُولُ أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِص وَ وَرِثتُ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ نَكَحتُ سَيّدَةَ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَنَا سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ آخِرُ أَوصِيَاءِ النّبِيّينَ لَا يدَعّيِ‌ ذَلِكَ غيَريِ‌ إِلّا أَصَابَهُ اللّهُ بِسُوءٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِن عَبسٍ كَانَ جَالِساً بَينَ القَومِ مَن لَا يُحسِنُ أَن يَقُولَ هَذَا أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِ فَلَم يَبرَح مِن مَكَانِهِ حَتّي تَخَبّطَهُ الشّيطَانُ فَجَرّ بِرِجلِهِ إِلَي بَابِ المَسجِدِ فَسَأَلنَا قَومَهُ هَل تَعرِفُونَ بِهِ عَارِضاً قَبلَ هَذَا قَالُوا أللّهُمّ لَا

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الأَعمَشُ عَن رُوَاتِهِ عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ وَ عَن عُقبَةَ الهجَرَيِ‌ّ عَن عَمّتِهِ


صفحه : 206

وَ عَن أَبِي يَحيَي قَالَ شَهِدتُ عَلِيّاً ع إِلَي آخِرِ مَا مَرّ

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن حكيم بن جبير وجماعةمثله

23- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ قَالَ لَا تَتَعَرّضُوا لِدَعوَةِ عَلِيّ فَإِنّهَا لَا تُرَدّ

الأَعثَمُ فِي الفُتُوحِ إِنّ عَلِيّاً ع رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ إِنّ طَلحَةَ بنَ عَبدِ اللّهِ أعَطاَنيِ‌ صَفقَةَ يَمِينِهِ طَائِعاً ثُمّ نَكَثَ بيَعتَيِ‌ أللّهُمّ فَعَاجِلهُ وَ لَا تُمهِلهُ أللّهُمّ وَ إِنّ الزّبَيرَ بنَ العَوّامِ قَطَعَ قرَاَبتَيِ‌ وَ نَكَثَ عهَديِ‌ وَ ظَاهَرَ عدَوُيّ‌ وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ ظَالِمٌ لِي فَاكفِنِيهِ كَيفَ شِئتَ وَ أَنّي شِئتَ

تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مِنَ العَجَبِ انقِيَادُهُمَا لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ خِلَافُهُمَا عَلَيّ وَ اللّهِ إِنّهُمَا يَعلَمَانِ أنَيّ‌ لَستُ بِدُونِ رَجُلٍ مِمّن قَد مَضَي أللّهُمّ فَاحلُل مَا عَقَدَا وَ لَا تُبرِم مَا أَحكَمَا فِي أَنفُسِهِمَا وَ أَرِهِمَا المَسَاءَةَ فِيمَا قَد عَمِلَا

فَضَائِلُ العَشَرَةِ وَ أَربَعِينُ الخَطِيبِ رَوَي زَاذَانُ أَنّهُ كَذَبَهُ رَجُلٌ فِي حَدِيثِهِ فَقَالَ ع أَدعُو عَلَيكَ إِن كُنتَ كذَبَتنَيِ‌ أَن يعُميِ‌َ اللّهُ بَصَرَكَ قَالَ نَعَم فَدَعَا عَلَيهِ فَلَم يَنصَرِف حَتّي ذَهَبَ بَصَرُهُ

تَارِيخُ البلَاَذرِيِ‌ّ وَ حِليَةُ الأَولِيَاءِ وَ كُتُبُ أَصحَابِنَا عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّهُ استَشهَدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَسَ بنَ مَالِكٍ وَ البَرَاءَ بنَ عَازِبٍ وَ الأَشعَثَ وَ خَالِدَ بنَ يَزِيدَ قَولَ النّبِيّص مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ فَكَتَمُوا فَقَالَ لِأَنَسٍ لَا أَمَاتَكَ اللّهُ حَتّي يَبتَلِيَكَ بِبَرَصٍ لَا تُغَطّيهِ العِمَامَةُ وَ قَالَ لِلأَشعَثِ لَا أَمَاتَكَ اللّهُ حَتّي يَذهَبَ بِكَرِيمَتَيكَ وَ قَالَ لِخَالِدٍ لَا أَمَاتَكَ اللّهُ إِلّا مِيتَةَ الجَاهِلِيّةِ وَ قَالَ لِلبَرَاءِ لَا أَمَاتَكَ اللّهُ إِلّا حَيثُ هَاجَرتَ فَقَالَ جَابِرٌ وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ أَنَساً وَ قَدِ ابتلُيِ‌َ بِبَرَصٍ يُغَطّيهِ بِالعِمَامَةِ فَمَا تَستُرُهُ وَ رَأَيتُ الأَشعَثَ وَ قَد ذَهَبَت كَرِيمَتَاهُ وَ هُوَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ


صفحه : 207

ألّذِي جَعَلَ دُعَاءَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيّ بِالعَمَي فِي الدّنيَا وَ لَم يَدعُ عَلَيّ فِي الآخِرَةِ فَأُعَذّبَ وَ أَمّا خَالِدٌ فَإِنّهُ لَمّا مَاتَ دَفَنُوهُ فِي مَنزِلِهِ فَسَمِعَت بِذَلِكَ كِندَةُ فَجَاءَت بِالخَيلِ وَ الإِبِلِ فَعَقَرَتهَا عَلَي بَابِ مَنزِلِهِ فَمَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ أَمّا البَرَاءُ فَإِنّهُ ولُيّ‌َ مِن جِهَةِ مُعَاوِيَةَ بِاليَمَنِ فَمَاتَ بِهَا وَ مِنهَا كَانَ هَاجَرَ وَ هيِ‌َ السّرَاةُ وَ دَعَا ع عَلَي رَجُلٍ فِي غَزَاةِ بنَيِ‌ زُبَيدٍ وَ كَانَ فِي وَجهِهِ خَالٌ فَتَغَشّي فِي وَجهِهِ حَتّي اسوَدّ لَهَا وَجهُهُ كُلّهُ وَ قَولُهُ ع لِرَجُلٍ إِن كُنتَ كَاذِباً فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيكَ غُلَامَ ثَقِيفٍ قَالُوا وَ مَا غُلَامُ ثَقِيفٍ قَالَ غُلَامٌ لَا يَدَعُ لِلّهِ حُرمَةً إِلّا انتَهَكَهَا وَ أَدرَكَ الرّجُلَ الحَجّاجُ فَقَتَلَهُ وَ حَكَمَ ع بِحُكمٍ فَقَالَ المَحكُومُ عَلَيهِ ظَلَمتَ وَ اللّهِ يَا عَلِيّ فَقَالَ إِن كُنتَ كَاذِباً فَغَيّرَ اللّهُ صُورَتَكَ فَصَارَ رَأسُهُ رَأسَ خِنزِيرٍ

وَ ذَكَرَ الصّاحِبُ فِي رِسَالَةِ الفرا[الغَرّاءِ] عَن أَبِي العَينَاءِ أَنّهُ لقَيِ‌َ جَدّ أَبِي العَينَاءِ الأَكبَرُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَأَسَاءَ مُخَاطَبَتَهُ فَدَعَا عَلَيهِ وَ عَلَي أَولَادِهِ بِالعَمَي فَكُلّ مَن عمَيِ‌َ مِن أَولَادِهِ فَهُوَ صَحِيحُ النّسَبِ

وَ يُقَالُ إِنّهُ ع دَعَا عَلَي وَابِصَةَ بنِ مَعبَدٍ الجهُنَيِ‌ّ وَ كَانَ مِن أَهلِ الصّفّةِ بِالرّقّةِ لَمّا قَالَ لَهُ فَتَنتَ أَهلَ العِرَاقِ وَ جِئتَ تَفتِنُ أَهلَ الشّامِ بِالعَمَي وَ الخَرَسِ وَ الصّمَمِ وَ دَاءِ السّوءِ فَأَصَابَهُ فِي الحَالِ وَ النّاسُ إِلَي اليَومِ يَرجُمُونَ المَنَارَةَ التّيِ‌ كَانَ يُؤَذّنُ عَلَيهَا

أَبُو هَاشِمٍ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ أَنّ عَلِيّاً ع دَعَا عَلَي وُلدِ العَبّاسِ بِالشّتَاتِ فَلَم يَرَوا بنَيِ‌ أُمّ أَبعَدَ قُبُوراً مِنهُم فَعَبدُ اللّهِ بِالمَشرِقِ وَ مَعبَدٌ بِالمَغرِبِ وَ قُثَمُ بِمَنفَعَةِ الرّوَاحِ وَ ثُمَامَةُ بِالأُرجُوَانِ وَ مُتَمّمٌ بِالخَازِرِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ كَثِيرٌ


صفحه : 208


دَعَا دَعوَةَ رَبّهِ مُخلِصاً   فَيَا لَكَ عَن قَاسِمٍ مَا أَبَرّا

دَعَا بِالنّوَي فَتَنَاءَت بِهِم   مُعَارَفَةُ الدّارِ بَرّاً وَ بَحراً

فَمِن مَشرِقٍ ظَلّ ثَاوٍ بِهِ   وَ مِن مَغرِبٍ مِنهُم مَا أَضَرّا

فَضَائِلُ العَشَرَةِ وَ خَصَائِصُ العَلَوِيّةِ قَالَ ابنُ مِسكِينٍ مَرَرتُ أَنَا وَ خاَليِ‌ أَبُو أُمَيّةَ عَلَي دَارٍ فِي دُورِ حيَ‌ّ مِن مُرَادٍ فَقَالَ أَ تَرَي هَذِهِ الدّارَ قُلتُ نَعَم قَالَ فَإِنّ عَلِيّاً ع مَرّ بِهَا وَ هُم يَبنُونَهَا فَسَقَطَت عَلَيهِ قِطعَةٌ فَشَجّتهُ فَدَعَا أَن لَا يَتِمّ بِنَاؤُهَا فَمَا وُضِعَت عَلَيهَا لَبِنَةٌ قَالَ فَكُنتَ تَمُرّ عَلَيهَا لَا تُشبِهُ الدّورَ

وَ فِي حَدِيثِ الطّرِمّاحِ بنِ عدَيِ‌ّ وَ صَعصَعَةَ بنِ صُوحَانَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع اختَصَمَ إِلَيهِ خَصمَانِ فَحَكَمَ لِأَحَدِهِمَا عَلَي الآخَرِ فَقَالَ المَحكُومُ عَلَيهِ مَا حَكَمتَ بِالسّوِيّةِ وَ لَا عَدَلتَ فِي الرّعِيّةِ وَ لَا قَضِيّتُكَ عِندَ اللّهِ بِالمَرضِيّةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اخسَأ يَا كَلبُ فَجَعَلَ فِي الحَالِ يعَويِ‌ وَ لَمّا قَالَ أَلَا وَ إنِيّ‌ أَخُو رَسُولِ اللّهِ وَ ابنُ عَمّهِ وَ وَارِثُ عِلمِهِ وَ مَعدِنُ سِرّهِ وَ عَيبَةُ ذُخرِهِ مَا يفَوُتنُيِ‌ مَا عَمِلَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا مَا طَلَبَ وَ لَا يَعزُبُ عَلَيّ مَا دَبّ وَ دَرَجَ وَ مَا هَبَطَ وَ مَا عَرَجَ وَ مَا غَسَقَ وَ انفَرَجَ وَ كُلّ ذَلِكَ مَشرُوحٌ لِمَن سَأَلَ مَكشُوفٌ لِمَن وَعَي قَالَ هِلَالُ بنُ نَوفَلَ الكنِديِ‌ّ فِي ذَلِكَ وَ تَعَمّقَ إِلَي أَن قَالَ فَكُن يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ بَحِيثَ الحَقَائِقِ وَ احذَر حُلُولَ البَوَائِقِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَب إِلَي سَقَرَ فَوَ اللّهِ مَا تَمّ كَلَامُهُ حَتّي صَارَ فِي صُورَةِ الغُرَابِ الأَبقَعِ يعَنيِ‌ الأَبرَصَ وَ أَصَابَ دُعَاؤُهُ ع عَلَي جَمَاعَةٍ مِنهُم زَيدُ بنُ أَرقَمَ فَإِنّهُ قَد عمَيِ‌َ وَ بَلعَاءُ بنُ قَيسٍ فَإِنّهُ بَرِصَ

عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ سَمِعتُهُ يَقُولُ أللّهُمّ أرَحِنيِ‌ مِنهُم فَرّقَ اللّهُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم أبَدلَنَيِ‌َ اللّهُ بِهِم خَيراً مِنهُم وَ أَبدَلَهُم شَرّاً منِيّ‌ فَمَا كَانَ إِلّا يَومَهُ حَتّي قُتِلَ


صفحه : 209

وَ فِي رِوَايَةٍ أللّهُمّ إنِنّيِ‌ قَد كَرِهتُهُم وَ كرَهِوُنيِ‌ وَ مَلِلتُهُم وَ ملَوّنيِ‌ فأَرَحِنيِ‌ وَ أَرِحهُم فَمَاتَ تِلكَ اللّيلَةَ وَ مِمّن دَعَا لَهُ ع أُمّ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ قَالَت مَرَرتُ بعِلَيِ‌ّ وَ أَنَا حُبلَي فدَعَاَنيِ‌ فَمَسَحَ عَلَي بطَنيِ‌ وَ قَالَ أللّهُمّ اجعَلهُ ذَكَراً مَيمُوناً مُبَارَكاً فَوَلَدَت غُلَاماً

انتباه الخرگوشي‌، أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع سَمِعَ فِي لَيلَةِ الإِحرَامِ مُنَادِياً بَاكِياً فَأَمَرَ الحُسَينَ ع بِطَلَبِهِ فَلَمّا أَتَاهُ وَجَدَ شَابّاً يَبِسَ نِصفُ بَدَنِهِ فَأَحضَرَهُ فَسَأَلَهُ عَلِيّ ع عَن حَالِهِ فَقَالَ كُنتُ رَجُلًا ذَا بَطَرٍ وَ كَانَ أَبِي ينَصحَنُيِ‌ فَكَانَ يَوماً فِي نُصحِهِ إِذ ضَرَبتُهُ فَدَعَا عَلَيّ بِهَذَا المَوضِعِ وَ أَنشَأَ شِعراً فَلَمّا تَمّ كَلَامُهُ يَبِسَ نصِفيِ‌ فَنَدِمتُ وَ تُبتُ وَ طَيّبتُ قَلبَهُ فَرَكِبَ عَلَي بَعِيرٍ ليِأَتيِ‌َ بيِ‌ إِلَي هَاهُنَا وَ يَدعُوَ لِي فَلَمّا انتَصَفَ البَادِيَةُ نَفَرَ البَعِيرُ مِن طَيَرَانِ طَائِرٍ وَ مَاتَ واَلدِيِ‌ فَصَلّي عَلِيّ ع أَربَعاً ثُمّ قَالَ قُم سَلِيماً فَقَامَ صَحِيحاً فَقَالَ صَدَقتَ لَو لَم يَرضَ عَنكَ لَمَا سَمِعتُ وَ سَمِعَ ضَرِيرٌ دُعَاءَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ يَا رَبّ الأَروَاحِ الفَانِيَةِ وَ رَبّ الأَجسَادِ البَالِيَةِ أَسأَلُكَ بِطَاعَةِ الأَروَاحِ الرّاجِعَةِ إِلَي أَجسَادِهَا وَ بِطَاعَةِ الأَجسَادِ المُلتَئِمَةِ إِلَي أَعضَائِهَا وَ بِانشِقَاقِ القُبُورِ عَن أَهلِهَا وَ بِدَعوَتِكَ الصّادِقَةِ فِيهِم وَ أَخذِكَ بِالحَقّ بَينَهُم إِذَا بَرَزَ الخَلَائِقُ يَنتَظِرُونَ قَضَاءَكَ وَ يَرَونَ سُلطَانَكَ وَ يَخَافُونَ بَطشَكَ وَ يَرجُونَ رَحمَتَكَيَومَ لا يغُنيِ‌ مَولًي عَن مَولًي شَيئاً وَ لا هُم يُنصَرُونَ إِلّا مَن رَحِمَ اللّهُ إِنّهُ هُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُأَسأَلُكَ يَا رَحمَانُ أَن تَجعَلَ النّورَ فِي بصَرَيِ‌ وَ اليَقِينَ فِي قلَبيِ‌ وَ ذِكرَكَ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ عَلَي لسِاَنيِ‌ أَبَداً مَا أبَقيَتنَيِ‌إِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ قَالَ فَسَمِعَهَا الأَعمَي وَ حَفِظَهَا وَ رَجَعَ إِلَي بَيتِهِ ألّذِي يَأوِيهِ فَتَطَهّرَ لِلصّلَاةِ وَ صَلّي ثُمّ دَعَا بِهَا فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِ أَن تَجعَلَ النّورَ فِي بصَرَيِ‌ ارتَدّ الأَعمَي بَصِيراً بِإِذنِ اللّهِ

عُقَدُ المغَربِيِ‌ّ أَنّ عُمَرَ أَرَادَ قَتلَ الهُرمُزَانِ فَاستَسقَي فأَتُيِ‌َ بِقَدَحٍ فَجَعَلَ تَرعُدُ يَدُهُ فَقَالَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ خَائِفٌ أَن تقَتلُنَيِ‌ قَبلَ أَن أَشرَبَهُ فَقَالَ اشرَب وَ لَا بَأسَ


صفحه : 210

عَلَيكَ فَرَمَي القَدَحَ مِن يَدِهِ فَكَسَرَهُ فَقَالَ مَا كُنتُ لِأَشرَبَهُ أَبَداً وَ قَد آمنَتنَيِ‌ فَقَالَ قَاتَلَكَ اللّهُ لَقَد أَخَذتَ أَمَاناً وَ لَم أَشعُر بِهِ

وَ فِي رِوَايَاتِنَا أَنّهُ شَكَا ذَلِكَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَدَعَا اللّهَ تَعَالَي فَصَارَ القَدَحُ صَحِيحاً مَملُوّاً مِنَ المَاءِ فَلَمّا رَأَي الهُرمُزَانُ المُعجِزَ أَسلَمَ

واستجابة الدعوات المتواترات من الآيات الباهرات في خلق الله المستمرة في العادات التي‌ لايغيرها إلالخطب عظيم وإقامة حق يقين و ذلك خصوصية للأنبياء والأئمة ع

24- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]البَاقِرُ ع مَرِضَ رَسُولُ اللّهِص مَرَضَهُ فَدَخَلَ عَلِيّ ع المَسجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ لَهُم أَ يَسُرّكُم أَن تَدخُلُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَالُوا نَعَم فَاستَأذَنَ لَهُم فَدَخَلُوا فَجَاءَ عَلِيّ ع وَ جَلَسَ عِندَ رَأسِ رَسُولِ اللّهِص فَأَخرَجَ يَدَهُ مِنَ اللّحَافِ وَ بَيّنَ صَدرُ رَسُولِ اللّهِص فَإِذَا الحُمّي تَنفُضُهُ نَفضاً شَدِيداً فَقَالَ يَا أُمّ مِلدَمٍ اخرجُيِ‌ عَن رَسُولِ اللّهِص وَ انتَهَرَهَا فَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَيسَ بِهِ بَأسٌ فَقَالَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ لَقَد أُعطِيتَ مِن خِصَالِ الخَيرِ حَتّي إِنّ الحُمّي لَتَفزَعُ مِنكَ

الحاَتمِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ دَخَلَ أَسوَدٌ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَقَرّ أَنّهُ سَرَقَ فَسَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ طهَرّنيِ‌ فإَنِيّ‌ سَرَقتُ فَأَمَرَ ع بِقَطعِ يَدِهِ فَاستَقبَلَهُ ابنُ الكَوّاءِ فَقَالَ مَن قَطَعَ يَدَكَ فَقَالَ لَيثُ الحِجَازِ وَ كَبشُ العِرَاقِ وَ مُصَادِمُ الأَبطَالِ المُنتَقِمُ مِنَ الجُهّالِ كَرِيمُ الأَصلِ شَرِيفُ الفَضلِ مُحِلّ الحَرَمَينِ وَارِثُ المَشعَرَينِ أَبُو السّبطَينِ أَوّلُ السّابِقِينَ وَ آخِرُ الوَصِيّينَ مِن آلِ يَاسِينَ المُؤَيّدُ بِجَبرَائِيلَ المَنصُورُ بِمِيكَائِيلَ الحَبلُ المَتِينُ المَحفُوظُ بِجُندِ السّمَاءِ أَجمَعِينَ ذَلِكَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي رَغمِ الرّاغِمِينَ فِي كَلَامٍ لَهُ قَالَ ابنُ كَوّاءَ قَطَعَ يَدَكَ وَ تثُنيِ‌ عَلَيهِ قَالَ لَو قطَعّنَيِ‌ إِرباً إِرباً مَا ازدَدتُ لَهُ إِلّا حُبّاً فَدَخَلَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَخبَرَهُ بِقِصّةِ الأَسوَدِ فَقَالَ يَا ابنَ كَوّاءَ إِنّ


صفحه : 211

مُحِبّينَا لَو قَطّعنَاهُم إِرباً إِرباً مَا ازدَادُوا لَنَا إِلّا حُبّاً وَ إِنّ فِي أَعدَائِنَا مَن لَو أَلعَقنَاهُمُ السّمنَ وَ العَسَلَ مَا ازدَادُوا مِنّا إِلّا بُغضاً وَ قَالَ لِلحَسَنِ ع عَلَيكَ بِعَمّكَ الأَسوَدِ فَأَحضَرَ الحَسَنُ ع الأَسوَدَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَخَذَ يَدَهُ وَ نَصَبَهَا فِي مَوضِعِهَا وَ تَغَطّي بِرِدَائِهِ وَ تَكَلّمَ بِكَلِمَاتٍ يُخفِيهَا فَاستَوَت يَدُهُ وَ صَارَ يُقَاتِلُ بَينَ يدَيَ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَنِ استُشهِدَ بِالنّهرَوَانِ وَ يُقَالُ كَانَ اسمُ هَذَا الأَسوَدِ أَفلَحَ وَ أُبِينَ إِحدَي يدَيَ‌ هِشَامِ بنِ عدَيِ‌ّ الهمَداَنيِ‌ّ فِي حَربِ صِفّينَ فَأَخَذَ عَلِيّ ع يَدَهُ وَ قَرَأَ شَيئاً وَ أَلصَقَهَا فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا قَرَأتَ قَالَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ قَالَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ كَأَنّهُ استَقَلّهَا فَانفَصَلَت يَدُهُ نِصفَينِ فَتَرَكَهُ عَلِيّ ع وَ مَضَي

وَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ فِي كِتَابِهِ المَعرُوفِ بِالفَضَائِلِ وَ كِتَابِ عِلَلِ الشّرَائِعِ أَيضاً عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرٍ وَ قَد سُئِلَ لِمَ أَخّرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العَصرَ فِي بَابِلَ قَالَ إِنّهُ لَمّا صَلّي الظّهرَ التَفَتَ إِلَي جُمجُمَةٍ مُلقَاةٍ فَكَلّمَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَيّتُهَا الجُمجُمَةُ مِن أَينَ أَنتِ فَقَالَ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ مَلِكُ بَلَدِ آلِ فُلَانٍ قَالَ لَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فقَصُيّ‌ عَلَيّ الخَبَرَ وَ مَا كُنتِ وَ مَا كَانَ فِي عَصرِكِ فَأَقبَلَتِ الجُمجُمَةُ تَقُصّ خَبَرَهَا وَ مَا كَانَ فِي عَصرِهَا مِن شَرّ فَاشتَغَلَ بِهَا حَتّي غَابَتِ الشّمسُ فَكَلّمَهَا بِثَلَاثَةِ أَحرُفٍ مِنَ الإِنجِيلِ لِئَلّا تَفقَهَ العَرَبُ كَلَامَهُ القِصّةَ وَ قَالَتِ الغُلَاةُ نَادَي ع الجُمجُمَةَ ثُمّ قَالَ يَا جُلَندَي بنَ كِركِرَ أَينَ الشّرِيعَةُ فَقَالَ هَاهُنَا فَبَنَي هُنَاكَ مَسجِداً وَ سمُيّ‌َ مَسجِدَ الجُمجُمَةِ وَ جُلَندَي هَذَا مَلِكُ الحَبَشَةِ صَاحِبِ الفِيلِ الهَادِمِ لِلبَيتِ أَبرَهَةُ وَ قَالَت أَيضاً إِنّهُ ع نَادَي لِسَمَكَةٍ يَا مَيمُونَةُ أَينَ الشّرِيعَةُ فَأَطلَعَت رَأسَهَا مِنَ الفُرَاتِ وَ قَالَت مَن عَرَفَ اسميِ‌ فِي المَاءِ لَا تَخفَي عَلَيهِ الشّرِيعَةُ

أمَاَليِ‌ الشيّباَنيِ‌ّ قَالَ رُشَيدٌ الهجَرَيِ‌ّكُنتُ فِي بَعضِ الطّرِيقِ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع


صفحه : 212

إِذَا التَفَتَ فَقَالَ يَا رُشَيدُ أَ تَرَي مَا أَرَي قُلتُ لَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ إِنّهُ لَيُكشَفُ لَكَ مِنَ الغِطَاءِ مَا لَا يُكشَفُ لِغَيرِكَ قَالَ إنِيّ‌ أَرَي رَجُلًا فِي ثَبَجٍ مِن نَارٍ يَقُولُ يَا عَلِيّ استَغفِر لِي لَا غَفَرَ اللّهُ لَهُ

بيان ثبج الشي‌ء بالتحريك وسطه ومعظمه

25- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كِتَابُ العلَوَيِ‌ّ البصَريِ‌ّ أَنّ جَمَاعَةً مِنَ اليَمَنِ أَتَوُا النّبِيّص فَقَالُوا نَحنُ مِن بَقَايَا المِلَلِ المُتَقَدّمَةِ مِن آلِ نُوحٍ وَ كَانَ لِنَبِيّنَا وصَيِ‌ّ اسمُهُ سَامٌ وَ أَخبَرَ فِي كِتَابِهِ أَنّ لِكُلّ نبَيِ‌ّ مُعجِزاً وَ لَهُ وصَيِ‌ّ يَقُومُ مَقَامَهُ فَمَن وَصِيّكَ فَأَشَارَص بِيَدِهِ نَحوَ عَلِيّ ع فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ إِن سَأَلنَاهُ أَن يُرِيَنَا سَامَ بنَ نُوحٍ فَيَفعَلُ فَقَالَص نَعَم بِإِذنِ اللّهِ وَ قَالَ يَا عَلِيّ قُم مَعَهُم إِلَي دَاخِلِ المَسجِدِ وَ اضرِب بِرِجلِكَ الأَرضَ عِندَ المِحرَابِ فَذَهَبَ عَلِيّ ع وَ بِأَيدِيهِم صُحُفٌ إِلَي أَن دَخَلَ إِلَي مِحرَابِ رَسُولِ اللّهِص دَاخِلِ المَسجِدِ فَصَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ قَامَ وَ ضَرَبَ بِرِجلِهِ الأَرضَ فَانشَقّتِ الأَرضُ وَ ظَهَرَ لَحدٌ وَ تَابُوتٌ فَقَامَ مِنَ التّابُوتِ شَيخٌ يَتَلَألَأُ وَجهُهُ مِثلُ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ وَ يَنفُضُ التّرَابَ مِن رَأسِهِ وَ لَهُ لِحيَةٌ إِلَي سُرّتِهِ وَ صَلّي عَلَي عَلِيّ ع وَ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ أَنّكَ عَلِيّ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ أَنَا سَامُ بنُ نُوحٍ فَنَشَرُوا أُولَئِكَ صُحُفَهُم فَوَجَدُوهُ كَمَا وَصَفُوهُ فِي الصّحُفِ ثُمّ قَالُوا نُرِيدُ أَن تَقرَأَ مِن صُحُفِهِ سُورَةً فَأَخَذَ فِي قِرَاءَتِهِ حَتّي تَمّمَ السّورَةَ ثُمّ سَلّمَ عَلَي عَلِيّ ع وَ نَامَ كَمَا كَانَ فَانضَمّتِ الأَرضُ وَ قَالُوا بِأَسرِهِمإِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ وَ آمَنُوا وَ أَنزَلَ اللّهُأَمِ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ فَاللّهُ هُوَ الولَيِ‌ّ وَ هُوَ يحُي‌ِ المَوتي إِلَي قَولِهِأُنِيبُ


صفحه : 213

26- كش ،[رجال الكشي‌] عَبدُ اللّهِ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ قَالَ خَرَجَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ القَصرِ فَاستَقبَلَهُ رُكبَانٌ مُتَقَلّدُونَ بِالسّيُوفِ عَلَيهِمُ العَمَائِمُ فَقَالُوا السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مَولَانَا فَقَالَ عَلِيّ ع مَن هَاهُنَا مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَقَامَ خَالِدُ بنُ زَيدٍ أَبُو أَيّوبَ وَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشّهَادَتَينِ وَ قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلِ بنِ وَرقَاءَ فَشَهِدُوا جَمِيعاً أَنّهُم سَمِعُوا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَومَ غَدِيرِ خُمّ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ فَقَالَ عَلِيّ ع لِأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ مَا مَنَعَكُمَا أَن تَقُومَا فَتَشهَدَا فَقَد سَمِعتُمَا كَمَا سَمِعَ القَومُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِن كَانَا كَتَمَاهَا مُعَانَدَةً فَابتَلِهِمَا فعَمَيِ‌َ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ وَ بَرِصَ قَدَمَا أَنَسِ بنِ مَالِكٍ فَأَمّا أَنَسٌ فَحَلَفَ أَن لَا يَكتُمَ مَنقَبَةً لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَا فَضلًا أَبَداً وَ أَمّا البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ فَكَانَ يُسأَلُ عَن مَنزِلِهِ فَيُقَالُ هُوَ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَيَقُولُ كَيفَ يَرشُدُ مَن أَصَابَتهُ الدّعوَةُ

27-يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عَن أَبِي الأَحوَصِ عَن أَبِيهِ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ قَالَقَدِمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المَدَائِنَ فَنَزَلَ بِإِيوَانِ كِسرَي وَ كَانَ مَعَهُ دُلَفُ بنُ مُجِيرٍ فَلَمّا صَلّي قَامَ وَ قَالَ لِدُلَفَ قُم معَيِ‌ وَ كَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ سَابَاطَ فَمَا زَالَ يَطُوفُ مَنَازِلَ كِسرَي وَ يَقُولُ لِدُلَفَ كَانَ لِكِسرَي فِي هَذَا المَكَانِ كَذَا وَ كَذَا وَ يَقُولُ دُلَفُ هُوَ وَ اللّهِ كَذَلِكَ فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتّي طَافَ المَوَاضِعَ بِجَمِيعِ مَن كَانَ عِندَهُ وَ دُلَفُ يَقُولُ يَا سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ كَأَنّكَ وَضَعتَ هَذِهِ الأَشيَاءَ فِي هَذِهِ المَسَاكِنَ ثُمّ نَظَرَ ع إِلَي جُمجُمَةٍ نَخِرَةٍ فَقَالَ لِبَعضِ أَصحَابِهِ خُذ هَذِهِ الجُمجُمَةَ ثُمّ جَاءَ


صفحه : 214

ع إِلَي الإِيوَانِ وَ جَلَسَ فِيهِ وَ دَعَا بِطَشتٍ فِيهِ مَاءٌ فَقَالَ لِلرّجُلِ دَع هَذِهِ الجُمجُمَةَ فِي الطّشتِ ثُمّ قَالَ أَقسَمتُ عَلَيكِ يَا جُمجُمَةُ لتَخُبرِيِنيِ‌ مَن أَنَا وَ مَن أَنتِ فَقَالَتِ الجُمجُمَةُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ أَمّا أَنتَ فَأَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ أَمّا أَنَا فَعَبدُ اللّهِ وَ ابنُ أَمَةِ اللّهِ كِسرَي أَنُوشِيرَوَانُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَيفَ حَالُكِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ كُنتُ مَلِكاً عَادِلًا شَفِيقاً عَلَي الرّعَايَا رَحِيماً لَا أَرضَي بِظُلمٍ وَ لَكِن كُنتُ عَلَي دِينِ المَجُوسِ وَ قَد وُلِدَ مُحَمّدٌص فِي زَمَانِ ملُكيِ‌ فَسَقَطَ مِن شُرُفَاتِ قصَريِ‌ ثَلَاثٌ وَ عِشرُونَ شُرفَةً لَيلَةَ وُلِدَ فَهَمَمتُ أَن أُومِنَ بِهِ مِن كَثرَةِ مَا سَمِعتُ مِنَ الزّيَادَةِ مِن أَنوَاعِ شَرَفِهِ وَ فَضلِهِ وَ مَرتَبَتِهِ وَ عِزّهِ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ مِن شَرَفِ أَهلِ بَيتِهِ وَ لكَنِيّ‌ تَغَافَلتُ عَن ذَلِكَ وَ تَشَاغَلتُ عَنهُ فِي المُلكِ فَيَا لَهَا مِن نِعمَةٍ وَ مَنزِلَةٍ ذَهَبَت منِيّ‌ حَيثُ لَم أُومِن فَأَنَا مَحرُومٌ مِنَ الجَنّةِ بِعَدَمِ إيِماَنيِ‌ بِهِ وَ لكَنِيّ‌ مَعَ هَذَا الكُفرِ خلَصّنَيِ‌َ اللّهُ تَعَالَي مِن عَذَابِ النّارِ بِبَرَكَةِ عدَليِ‌ وَ إنِصاَفيِ‌ بَينَ الرّعِيّةِ وَ أَنَا فِي النّارِ وَ النّارُ مُحَرّمَةٌ عَلَيّ فَوَا حَسرَتَي لَو آمَنتُ لَكُنتُ مَعَكَ يَا سَيّدَ أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍص وَ يَا أَمِيرَ أُمّتِهِ قَالَ فَبَكَي النّاسُ وَ انصَرَفَ القَومُ الّذِينَ كَانُوا مِن أَهلِ سَابَاطَ إِلَي أَهلِهِم وَ أَخبَرُوهُم بِمَا كَانَ وَ بِمَا جَرَي فَاضطَرَبُوا وَ اختَلَفُوا فِي مَعنَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَقَالَ المُخلِصُونَ مِنهُم إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَبدُ اللّهِ وَ وَلِيّهُ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ بَعضُهُم بَل هُوَ النّبِيّص وَ قَالَ بَعضُهُم بَل هُوَ الرّبّ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَبَإٍ وَ أَصحَابُهُ وَ قَالُوا لَو لَا أَنّهُ الرّبّ كَيفَ يحُييِ‌ المَوتَي قَالَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ ضَاقَ صَدرُهُ وَ أَحضَرَهُم وَ قَالَ يَا قَومِ غَلَبَ


صفحه : 215

عَلَيكُمُ الشّيطَانُ إِن أَنَا إِلّا عَبدُ اللّهِ أَنعَمَ عَلَيّ بِإِمَامَتِهِ وَ وَلَايَتِهِ وَ وَصِيّةِ رَسُولِهِص فَارجِعُوا عَنِ الكُفرِ فَأَنَا عَبدُ اللّهِ وَ ابنُ عَبدِهِ وَ مُحَمّدٌص خَيرٌ منِيّ‌ وَ هُوَ أَيضاً عَبدُ اللّهِ وَ إِن نَحنُ إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم فَخَرَجَ بَعضُهُم مِنَ الكُفرِ وَ بقَيِ‌َ قَومٌ عَلَي الكُفرِ مَا رَجَعُوا فَأَلَحّ عَلَيهِم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالرّجُوعِ فَمَا رَجَعُوا فَأَحرَقَهُم بِالنّارِ وَ تَفَرّقَ مِنهُم قَومٌ فِي البِلَادِ وَ قَالُوا لَو لَا أَنّ فِيهِ الرّبُوبِيّةَ مَا كَانَ أَحرَقَنَا فِي النّارِ فَنَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الخِذلَانِ

أقول روي‌ في عيون المعجزات من كتاب الأنوار تأليف أبي علي الحسن بن همام عن العباس بن الفضل عن موسي بن عطية الأنصاري‌ عن حسان بن أحمدالأزرق عن أبي الأحوص عن عمار مثله وزاد في آخره أن الذين أحرقوا وسحقوا وذروا في الريح أحياهم الله بعدثلاثة أيام فرجعوا إلي منازلهم

28-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]رَوَي أَبُو رَوَاحَةَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ المغَربِيِ‌ّ قَالَكُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد أَرَادَ حَربَ مُعَاوِيَةَ فَنَظَرَ إِلَي جُمجُمَةٍ فِي جَانِبِ الفُرَاتِ وَ قَد أَتَت عَلَيهَا الأَزمِنَةُ فَمَرّ عَلَيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَدَعَاهَا فَأَجَابَتهُ بِالتّلبِيَةِ وَ تَدَحرَجَت بَينَ يَدَيهِ وَ تَكَلّمَت بِكَلَامٍ فَصِيحٍ فَأَمَرَهَا بِالرّجُوعِ فَرَجَعَت إِلَي مَكَانِهَا فَلَمّا فَرَغَ مِن حَربِ النّهرَوَانِ أَبصَرنَا جُمجُمَةً نَخِرَةً بَالِيَةً فَقَالَ هَاتُوهَا فَحَرّكَهَا بِسَوطِهِ فَقَالَ أخَبرِيِنيِ‌ مَن أَنتِ فَقِيرٌ أَم غنَيِ‌ّ شقَيِ‌ّ أَم سَعِيدٌ مَلِكٌ أَم رَعِيّةٌ فَقَالَت بِلِسَانٍ فَصِيحٍ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا كُنتُ مَلِكاً ظَالِماً وَ أَنَا دويز بنُ هُرمُزَ مَلِكُ المُلُوكِ فَمَلِكتُ مَشَارِقَهَا وَ مَغَارِبَهَا سَهلَهَا وَ جَبَلَهَا بَرّهَا وَ بَحرَهَا أَنَا ألّذِي أَخَذتُ أَلفَ مَدِينَةٍ فِي الدّنيَا وَ قَتَلتُ أَلفَ مَلِكٍ مِن مُلُوكِهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا ألّذِي بَنَيتُ خَمسِينَ مَدِينَةً وَ افتَضَضتُ خَمسَمِائَةِ أَلفِ جَارِيَةٍ بِكراً وَ اشتَرَيتُ أَلفَ عَبدٍ ترُكيِ‌ّ وَ


صفحه : 216

أَلفَ أرَمنَيِ‌ّ وَ أَلفَ روُميِ‌ّ وَ أَلفَ زنِجيِ‌ّ وَ تَزَوّجتُ بِسَبعِينَ مِن بَنَاتِ المُلُوكِ وَ مَا مَلِكٌ فِي الأَرضِ إِلّا غَلَبتُهُ وَ ظَلَمتُ أَهلَهُ فَلَمّا جاَءنَيِ‌ مَلَكُ المَوتِ قَالَ لِي يَا ظَالِمُ يَا طاَغيِ‌ خَالَفتَ الحَقّ فَتَزَلزَلَت أعَضاَئيِ‌ وَ ارتَعَدَت فرَاَئصِيِ‌ وَ عُرِضَ عَلَيّ أَهلُ حبَسيِ‌ فَإِذَا هُم سَبعُونَ أَلفاً مِن أَولَادِ المُلُوكِ قَد شُقّوا مِن حبَسيِ‌ فَلَمّا رَفَعَ مَلَكُ المَوتِ روُحيِ‌ سَكَنَ أَهلُ الأَرضِ مِن ظلُميِ‌ فَأَنَا مُعَذّبٌ فِي النّارِ أَبَدَ الآبِدِينَ فَوَكّلَ اللّهُ بيِ‌ سَبعِينَ أَلفاً مِنَ الزّبَانِيَةِ فِي يَدِ كُلّ مِنهُم مِرزَبَةٌ مِن نَارٍ لَو ضُرِبَت بِهَا جِبَالُ الأَرضِ لَاحتَرَقَتِ الجِبَالُ فَتَدَكدَكَت وَ كُلّمَا ضرَبَنَيِ‌ المَلَكُ بِوَاحِدَةٍ مِن تِلكَ المَرَازِيبِ اشتَعَلَ بيِ‌َ النّارُ وَ أَحتَرِقُ فيَحُييِنيِ‌ اللّهُ تَعَالَي وَ يعُذَبّنُيِ‌ بظِلُميِ‌ عَلَي عِبَادِهِ أَبَدَ الآبِدِينَ وَ كَذَلِكَ وَكّلَ اللّهُ تَعَالَي بِعَدَدِ كُلّ شَعرَةٍ فِي بدَنَيِ‌ حَيّةً تلَسعَنُيِ‌ وَ عَقرَباً تلَدغَنُيِ‌ فَتَقُولُ لِيَ الحَيّاتُ وَ العَقَارِبُ هَذَا جَزَاءُ ظُلمِكَ عَلَي عِبَادِهِ ثُمّ سَكَتَتِ الجُمجُمَةُ فَبَكَي جَمِيعُ عَسكَرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ضَرَبُوا عَلَي رُءُوسِهِم وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جَهِلنَا حَقّكَ بَعدَ مَا أَعلَمَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّمَا خَسِرنَا حَقّنَا وَ نَصِيبَنَا فِيكَ وَ إِلّا أَنتَ مَا يَنقُصُ مِنكَ شَيءٌ فَاجعَلنَا فِي حِلّ مِمّا فَرّطنَا فِيكَ وَ رَضِينَا بِغَيرِكَ عَلَي مُقَامِكَ فَإِنّا نَادِمُونَ فَأَمَرَ ع بِتَغطِيَةِ الجُمجُمَةِ فَعِندَ ذَلِكَ وَقَفَ مَاءُ النّهرَوَانِ مِنَ الجرَي‌ِ وَ صَعِدَ عَلَي وَجهِ المَاءِ كُلّ سَمَكٍ وَ حَيَوَانٍ كَانَ فِي النّهَرِ فَتَكَلّمَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ دَعَا لَهُ وَ شَهِدَ لَهُ بِإِمَامَتِهِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ بَعضُهُم


سلَاَميِ‌ عَلَي زَمزَمَ وَ الصّفَا   سلَاَميِ‌ عَلَي سِدرَةِ المُنتَهَي

لَقَد كَلّمَتكَ لَدَي النّهرَوَانِ   نَهَاراً جَمَاجِمُ أَهلِ الثّرَي

وَ قَد بَدَأَت لَكَ حِيتَانُهَا   تُنَادِيكَ مُذعِنَةً بِالوَلَاءِ

29-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]روُيِ‌َ أَنّهُ ع كَانَ يَطلُبُ قَوماً مِنَ الخَوَارِجِ فَلَمّا بَلَغَ المَوضِعَ


صفحه : 217

المَعرُوفَ اليَومَ بِسَابَاطَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِن شِيعَتِهِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا مِن شِيعَتِكَ وَ كَانَ لِي أَخٌ وَ كُنتُ شَفِيقاً عَلَيهِ فَبَعَثَهُ عُمَرُ فِي جُنُودِ سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ إِلَي قِتَالِ أَهلِ المَدَائِنِ فَقُتِلَ هُنَالِكَ فأَرَنِيِ‌ قَبرَهُ وَ مَقتَلَهُ فَأَرَاهُ إِيّاهُ فَمَدّ الرّمحَ وَ هُوَ رَاكِبٌ بَغلَتَهُ الشّهبَاءَ فَرَكَزَ القَبرَ بِأَسفَلِ الرّمحِ فَخَرَجَ رَجُلٌ أَسمَرُ طَوِيلٌ يَتَكَلّمُ بِالعَجَمِيّةِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِمَ تَتَكَلّمُ بِالعَجَمِيّةِ وَ أَنتَ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ أُبغِضُكَ وَ أوُاَليِ‌ أَعدَاءَكَ فَانقَلَبَ لسِاَنيِ‌ فِي النّارِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ رُدّهُ مِن حَيثُ جَاءَ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ارجِع فَرَجَعَ إِلَي القَبرِ فَانطَبَقَ عَلَيهِ

30- يل ،[الفضائل لابن شاذان ] قِيلَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع صَعِدَ المِنبَرَ يَوماً فِي البَصرَةِ بَعدَ الظّفَرِ بِأَهلِهَا وَ قَالَ أَقُولُ قَولًا لَا يَقُولُهُ أَحَدٌ غيَريِ‌ إِلّا كَانَ كَافِراً أَنَا أَخُو نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ ابنُ عَمّهِ وَ زَوجُ ابنَتِهِ وَ أَبُو سِبطَيهِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ وَ قَالَ أَنَا أَقُولُ مِثلَ قَولِكَ هَذَا أَنَا أَخُو الرّسُولِ وَ ابنُ عَمّهِ ثُمّ لَم يُتِمّ كَلَامَهُ حَتّي إِذَا أَخَذَتهُ الرّجفَةُ فَمَا زَالَ يَرجُفُ حَتّي سَقَطَ مَيّتاً لَعَنَهُ اللّهُ

31-فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي ابنِ أَبِي جَعدَةَ قَالَحَضَرتُ مَجلِسَ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ بِالبَصرَةِ وَ هُوَ يُحَدّثُ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِنَ القَومِ وَ قَالَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّهِص مَا هَذِهِ الشّيمَةُ[الشّامَةُ]التّيِ‌ أَرَاهَا بِكَ فَأَنَا حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ البَرَصُ وَ الجُذَامُ لَا يبُليِ‌ اللّهُ بِهِ مُؤمِناً قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ أَطرَقَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ إِلَي الأَرضِ وَ عَينَاهُ تَذرِفَانِ بِالدّمُوعِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ


صفحه : 218

دَعوَةُ العَبدِ الصّالِحِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع نَفَذَت فِيّ قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ قَامَ النّاسُ حَولَهُ وَ قَصَدُوهُ وَ قَالُوا يَا أَنَسُ حَدّثنَا مَا كَانَ السّبَبُ فَقَالَ لَهُمُ انتَهُوا عَن هَذَا فَقَالُوا لَا بُدّ مِن أَن تُخبِرَنَا بِذَلِكَ فَقَالَ اقعُدُوا مَوَاضِعَكُم وَ اسمَعُوا منِيّ‌ حَدِيثاً كَانَ هُوَ السّبَبَ لِدَعوَةِ عَلِيّ اعلَمُوا أَنّ النّبِيّص كَانَ قَد أهُديِ‌َ لَهُ بِسَاطٌ شَعِرٌ مِن قَريَةِ كَذَا وَ كَذَا مِن قُرَي المَشرِقِ يُقَالُ لَهَا عندف فأَرَسلَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ سَعدٍ وَ سَعِيدٍ وَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ الزهّريِ‌ّ فَأَتَيتُهُ بِهِم وَ عِندَهُ ابنُ عَمّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لِي يَا أَنَسُ ابسُطِ البِسَاطَ وَ أَجلِسهُم عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا أَنَسُ اجلِس حَتّي تخُبرِنَيِ‌ بِمَا يَكُونُ مِنهُم ثُمّ قَالَ قُل يَا عَلِيّ يَا رِيحُ احمِلِينَا فَإِذَا نَحنُ فِي الهَوَاءِ فَقَالَ سِيرُوا عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ قَالَ فَسِرنَا مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ يَا رِيحُ ضَعِينَا فَوَضَعَتنَا فَقَالَ أَ تَدرُونَ أَينَ أَنتُم قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ عَلِيّ أَعلَمُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ أَصحَابُ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كَانُوا مِن آيَاتِ اللّهِ عَجَباً قُومُوا يَا أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِ حَتّي تُسَلّمُوا عَلَيهِم فَعِندَ ذَلِكَ قَامَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَا السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَصحَابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ قَالَ فَلَم يُجِبهُمَا أَحَدٌ قَالَ فَقُمنَا أَنَا وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ قُلنَا السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَصحَابَ الكَهفِ أَنَا خَادِمُ رَسُولِ اللّهِص فَلَم يُجِبنَا أَحَدٌ فَعِندَ ذَلِكَ قَامَ الإِمَامُ ع وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَصحَابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ الّذِينَ كَانُوا مِن آيَاتِ اللّهِ عَجَباً فَقَالُوا وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 219

وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ يَا أَصحَابَ الكَهفِ أَلّا رَدَدتُم عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ إِنّافِتيَةٌ آمَنُوا بِرَبّهِم وَ زَادَهُمُ اللّهُ هُدًي وَ لَيسَ مَعَنَا إِذنٌ بِرَدّ السّلَامِ إِلّا بِإِذنِ نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ وَ أَنتَ وصَيِ‌ّ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ أَنتَ خَاتَمُ الأَوصِيَاءِ ثُمّ قَالَ أَ سَمِعتُم يَا أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِ قَالُوا نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَاقعُدُوا فِي مَوَاضِعِكُم فَقَعَدنَا فِي مَجَالِسِنَا ثُمّ قَالَ يَا رِيحُ احمِلِينَا فَسِرنَا مَا شَاءَ اللّهُ إِلَي أَن غَرَبَتِ الشّمسُ ثُمّ قَالَ يَا رِيحُ ضَعِينَا فَإِذَا نَحنُ عَلَي أَرضٍ كَأَنّهَا الزّعفَرَانُ لَيسَ فِيهَا حَسِيسٌ وَ لَا أَنِيسٌ نَبَاتُهَا الشّيحُ وَ لَيسَ فِيهَا مَاءٌ فَقُلنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ دَنَتِ الصّلَاةُ وَ لَيسَ مَعَنَا مَاءٌ نَتَوَضّأُ بِهِ فَقَامَ وَ جَاءَ إِلَي مَوضِعٍ مِن تِلكَ الأَرضِ فَرَفَسَهُ بِرِجلِهِ فَنَبَعَت عَينُ مَاءٍ فَقَالَ دُونَكُم وَ مَا طَلَبتُم وَ لَو لَا طَلِبَتُكُم لَجَاءَنَا جَبرَئِيلُ بِمَاءٍ مِنَ الجَنّةِ قَالَ فَتَوَضّأنَا وَ صَلّينَا إِلَي أَنِ انتَصَفَ اللّيلُ ثُمّ قَالَ خُذُوا مَوَاضِعَكُم سَتُدرِكُونَ الصّلَاةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص أَو بَعضَهَا ثُمّ قَالَ يَا رِيحُ احمِلِينَا فَإِذَا نَحنُ بِرَسُولِ اللّهِص وَ قَد صَلّي مِنَ الغَدَاةِ رَكعَةً وَاحِدَةً فَقَضَينَاهَا وَ كَانَ قَد سَبَقَنَا بِهَا رَسُولُ اللّهِص فَالتَفَتَ إِلَينَا وَ قَالَ يَا أَنَسُ تحُدَثّنُيِ‌ أَو أُحَدّثُكَ فَقُلتُ بَل مِن فِيكَ أَحلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَابتَدَأَ بِالحَدِيثِ مِن أَوّلِهِ إِلَي آخِرِهِ كَأَنّهُ كَانَ مَعَنَا ثُمّ قَالَ يَا أَنَسُ تَشهَدُ لِابنِ عمَيّ‌ بِهَا إِذَا استَشهَدَكَ فَقُلتُ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 220

فَلَمّا ولُيّ‌َ أَبُو بَكرٍ الخِلَافَةَ أَتَي عَلِيّ ع وَ كُنتُ حَاضِراً عِندَ أَبِي بَكرٍ وَ النّاسُ حَولَهُ وَ قَالَ لِي يَا أَنَسُ أَ لَستَ تَشهَدُ لِي بِفَضِيلَةِ البِسَاطِ وَ يَومَ عَينِ المَاءِ وَ يَومَ الجُبّ فَقُلتُ لَهُ يَا عَلِيّ نَسِيتُ مِن كبِرَيِ‌ فَعِندَهَا قَالَ لِي يَا أَنَسُ إِن كُنتَ كَتَمتَهُ مُدَاهَنَةً بَعدَ وَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص فَرَمَاكَ اللّهُ بِبَيَاضٍ فِي وَجهِكَ وَ لَظًي فِي جَوفِكَ وَ عَمًي فِي عَينَيكَ فَمَا قُمتُ مِن مقَاَميِ‌ حَتّي بَرِصتُ وَ عَمِيتُ وَ الآنَ لَا أَقدِرُ عَلَي الصّيَامِ فِي شَهرِ رَمَضَانَ وَ لَا غَيرِهِ مِنَ الأَيّامِ لِأَنّ البَردَ لَا يَبقَي فِي جوَفيِ‌ وَ لَم يَزَل أَنَسٌ عَلَي تِلكَ الحَالِ حَتّي مَاتَ بِالبَصرَةِ

32-بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ شَهرَيَارَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ خَيرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي السدّيّ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الماَلكِيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ الأزَديِ‌ّ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ زَيدٍ قَالَخَرَجتُ إِلَي مَكّةَ فَبَينَمَا أَنَا أَطُوفُ فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ خُمَاسِيّةٍ وَ هيِ‌َ مُتَعَلّقَةٌ بِسِتَارَةِ الكَعبَةِ وَ هيِ‌َ تُخَاطِبُ جَارِيَةً مِثلَهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُ لَا وَ حَقّ المُنتَجَبِ بِالوَصِيّةِ الحَاكِمِ بِالسّوِيّةِ الصّحِيحِ البَيّنَةِ زَوجِ فَاطِمَةَ المَرضِيّةِ مَا كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَقُلتُ لَهَا يَا جَارِيَةُ مَن صَاحِبُ هَذِهِ الصّفَةِ قَالَت ذَلِكَ وَ اللّهِ عَلَمُ الأَعلَامِ وَ بَابُ الأَحكَامِ وَ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ ربَاّنيِ‌ّ هَذِهِ الأُمّةِ وَ رَأسُ الأَئِمّةِ أَخُو النّبِيّ وَ وَصِيّهُ وَ خَلِيفَتُهُ فِي أُمّتِهِ ذَلِكَ موَلاَي‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ لَهَا يَا جَارِيَةُ بِمَا يَستَحِقّ عَلِيّ مِنكَ هَذِهِ الصّفَةَ


صفحه : 221

قَالَت كَانَ أَبِي وَ اللّهِ مَولَاهُ فَقُتِلَ بَينَ يَدَيهِ يَومَ صِفّينَ وَ لَقَد دَخَلَ يَوماً عَلَي أمُيّ‌ وَ هيِ‌َ فِي خِبَائِهَا وَ قَدِ ارتكَبَتَنيِ‌ وَ أَخاً لِي مِنَ الجدُرَيِ‌ّ مَا ذَهَبَ بِهِ أَبصَارُنَا فَلَمّا رَآنَا تَأَوّهَ وَ أَنشَأَ يَقُولُ


مَا إِن تَأَوّهتُ مِن شَيءٍ رُزِيتُ بِهِ   كَمَا تَأَوّهتُ لِلأَطفَالِ فِي الصّغَرِ

قَد مَاتَ وَالِدُهُم مَن كَانَ يَكفُلُهُم   فِي النّائِبَاتِ وَ فِي الأَسفَارِ وَ الحَضَرِ

ثُمّ أَدنَانَا إِلَيهِ ثُمّ أَمَرّ يَدَهُ المُبَارَكَةَ عَلَي عيَنيَ‌ّ وَ عيَنيَ‌ أخَيِ‌ ثُمّ دَعَا بِدَعَوَاتٍ ثُمّ شَالَ يَدَهُ فَهَا أَنَا بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ اللّهِ أَنظُرُ إِلَي الجَمَلِ عَلَي فَرسَخٍ كُلّ ذَلِكَ بِبَرَكَتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَحَلَلتُ خرَيِطتَيِ‌ فَدَفَعتُ إِلَيهَا دِينَارَينِ بَقِيّةَ نَفَقَةٍ كَانَت معَيِ‌ فَتَبَسّمَت فِي وجَهيِ‌ وَ قَالَت مَه خَلّفَنَا أَكرَمُ سَلَفٍ عَلَي خَيرِ خَلَفٍ فَنَحنُ اليَومَ فِي كَفَالَةِ أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَت أَ تُحِبّ عَلِيّاً قُلتُ أَجَل قَالَت أَبشِر فَقَدِ استَمسَكتَبِالعُروَةِ الوُثقيالتّيِ‌لَا انفِصامَ لَها قَالَ ثُمّ وَلّت وَ هيِ‌َ تَقُولُ


مَا بَثّ حُبّ عَلِيّ فِي ضَمِيرِ فَتًي   إِلّا لَهُ شَهِدَت مِن رَبّهِ النّعَمُ

وَ لَا لَهُ قَدَمٌ زَلّ الزّمَانُ بِهَا   إِلّا لَهُ ثَبَتَت مِن بَعدِهَا قَدَمٌ

مَا سرَنّيِ‌ أنَنّيِ‌ مِن غَيرِ شِيعَتِهِ   وَ أَنّ لِي مَا حَوَاهُ العُربُ وَ العَجَمُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ] عن عبدالواحد بن زيد مثله

33-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]روُيِ‌َ بِحَذفِ الأَسَانِيدِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ


صفحه : 222

رَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ خَارِجٌ مِنَ الكُوفَةِ فَتَبِعتُهُ مِن وَرَائِهِ حَتّي إِذَا صَارَ إِلَي جَبّانَةِ اليَهُودِ فَوَقَفَ فِي وَسَطِهَا وَ نَادَي يَا يَهُودُ يَا يَهُودُ فَأَجَابُوهُ فِي جَوفِ القَبرِ لَبّيكَ لَبّيكَ مطلايخ يَعنُونَ بِذَلِكَ يَا سَيّدَنَا فَقَالَ كَيفَ تَرَونَ العَذَابَ فَقَالُوا بِعِصيَانِنَا لَكَ كَهَارُونَ فَنَحنُ وَ مَن عَصَاكَ فِي العَذَابِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ صَاحَ صَيحَةً كَادَتِ السّمَاوَاتُ يَنقَلِبنَ فَوَقَعتُ مَغشِيّاً عَلَي وجَهيِ‌ مِن هَولِ مَا رَأَيتُ فَلَمّا أَفَقتُ رَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَي سَرِيرٍ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ عَلَي رَأسِهِ إِكلِيلٌ مِنَ الجَوهَرِ وَ عَلَيهِ حُلَلٌ خُضرٌ وَ صُفرٌ وَ وَجهُهُ كَدَائِرَةِ القَمَرِ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ هَذَا مُلكٌ عَظِيمٌ قَالَ نَعَم يَا جَابِرُ إِنّ مُلكَنَا أَعظَمُ مِن مُلكِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ وَ سُلطَانَنَا أَعظَمُ مِن سُلطَانِهِ ثُمّ رَجَعَ وَ دَخَلنَا الكُوفَةَ وَ دَخَلتُ خَلفَهُ إِلَي المَسجِدِ فَجَعَلَ يَخطُو خُطُوَاتٍ وَ هُوَ يَقُولُ لَا وَ اللّهِ لَا فَعَلتُ لَا وَ اللّهِ لَا كَانَ ذَلِكَ أَبَداً فَقُلتُ يَا موَلاَي‌َ بِمَن تُكَلّمُ وَ مَن تُخَاطِبُ وَ لَيسَ أَرَي أَحَداً فَقَالَ يَا جَابِرُ كُشِفَ لِي بَرَهُوتٌ فَرَأَيتُ الأَوّلَ وَ الثاّنيِ‌َ يُعَذّبَانِ فِي جَوفِ تَابُوتٍ فِي بَرَهُوتٍ فنَاَديَاَنيِ‌ يَا أَبَا الحَسَنِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ رُدّنَا إِلَي الدّنيَا نُقِرّ بِفَضلِكَ وَ نُقِرّ بِالوَلَايَةِ لَكَ فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ لَا فَعَلتُ لَا وَ اللّهِ لَا كَانَ ذَلِكَ أَبَداً ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ لَو رُدّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ يَا جَابِرُ وَ مَا مِن أَحَدٍ خَالَفَ وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ إِلّا حَشَرَهُ اللّهُ أَعمَي يَتَكَبكَبُ فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ

34-عُيُونُ المُعجِزَاتِ،حَدّثَ مُحَمّدُ بنُ هَمّامِ القَطّانُ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَلِيمِ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَنِ الأَعمَشِ قَالَنَظَرتُ ذَاتَ يَومٍ وَ أَنَا فِي المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَي رَجُلٍ كَانَ يصُلَيّ‌ فَأَطَالَ وَ جَلَسَ يَدعُو بِدُعَاءٍ حَسَنٍ إِلَي أَن قَالَ يَا رَبّ إِنّ ذنَبيِ‌ عَظِيمٌ وَ أَنتَ أَعظَمُ مِنهُ وَ لَا يَغفِرُ الذّنبَ العَظِيمَ إِلّا أَنتَ يَا عَظِيمُ ثُمّ انكَبّ عَلَي الأَرضِ يَستَغفِرُ وَ يبَكيِ‌ وَ يَشهَقُ فِي بُكَائِهِ وَ أَنَا أَسمَعُ وَ أُرِيدُ أَن يُتَمّمَ سُجُودَهُ وَ يَرفَعَ رَأسَهُ وَ


صفحه : 223

أُقَايِلَهُ وَ أَسأَلَهُ عَن ذَنبِهِ العَظِيمِ فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ أَدَرتُ إِلَيهِ وجَهيِ‌ وَ نَظَرتُ فِي وَجهِهِ فَإِذَا وَجهُهُ وَجهُ كَلبٍ وَ[وَبَرُهُ]وَبَرُ كَلبٍ وَ بَدَنُهُ بَدَنُ إِنسَانٍ فَقُلتُ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ مَا ذَنبُكَ ألّذِي استَوجَبتَ بِهِ أَن يُشَوّهَ اللّهُ خَلقَكَ فَقَالَ يَا هَذَا إِنّ ذنَبيِ‌ عَظِيمٌ وَ مَا أُحِبّ أَن يَسمَعَ بِهِ أَحَدٌ فَمَا زِلتُ بِهِ إِلَي أَن قَالَ كُنتُ رَجُلًا نَاصِبِيّاً أُبغِضُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أُظهِرُ ذَلِكَ وَ لَا أَكتُمُهُ فَاجتَازَ بيِ‌ ذَاتَ يَومٍ رَجُلٌ وَ أَنَا أَذكُرُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بِغَيرِ الوَاجِبِ فَقَالَ مَا لَكَ إِن كُنتَ كَاذِباً فَلَا أَخرَجَكَ اللّهُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يُشَوّهَ بِخَلقِكَ فَتَكُونَ شُهرَةً فِي الدّنيَا قَبلَ الآخِرَةِ فَبِتّ مُعَافًي وَ قَد حَوّلَ اللّهُ وجَهيِ‌ وَجهَ كَلبٍ فَنَدِمتُ عَلَي مَا كَانَ منِيّ‌ وَ تُبتُ إِلَي اللّهِ مِمّا كُنتُ عَلَيهِ وَ أَسأَلُ اللّهَ الإِقَالَةَ وَ المَغفِرَةَ قَالَ الأَعمَشُ فَبَقِيتُ مُتَحَيّراً أَتَفَكّرُ فِيهِ وَ فِي كَلَامِهِ وَ كُنتُ أُحَدّثُ النّاسَ بِمَا رَأَيتُهُ فَكَانَ المُصَدّقُ أَقَلّ مِنَ المُكَذّبِ

35- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ رَاشِدٍ عَنِ المُرتَجِلِ بنِ مَعمَرٍ عَن ذَرِيحٍ المحُاَربِيِ‌ّ عَن عَبَايَةَ الأسَدَيِ‌ّ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَ خَرَجتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي الظّهرِ فَوَقَفَ بوِاَديِ‌ السّلَامِ كَأَنّهُ مُخَاطِبٌ لِأَقوَامٍ فَقُمتُ بِقِيَامِهِ حَتّي أَعيَيتُ ثُمّ جَلَستُ حَتّي مَلِلتُ ثُمّ قُمتُ حَتّي ناَلنَيِ‌ مِثلُ مَا ناَلنَيِ‌ أَوّلًا ثُمّ جَلَستُ حَتّي مَلِلتُ ثُمّ قُمتُ وَ جَمَعتُ ردِاَئيِ‌ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ قَد أَشفَقتُ عَلَيكَ مِن طُولِ القِيَامِ فَرَاحَةُ سَاعَةٍ ثُمّ طَرَحتُ الرّدَاءَ لِيَجلِسَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا حَبّةُ إِن هُوَ إِلّا مُحَادَثَةُ مُؤمِنٍ أَو مُؤَانَسَتُهُ قَالَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ إِنّهُم لَكَذَلِكَ قَالَ نَعَم وَ لَو كُشِفَ لَكَ لَرَأَيتَهُم حَلَقاً حَلَقاً مُحتَبِينَ يَتَحَادَثُونَ فَقُلتُ أَجسَامٌ أَم أَروَاحٌ فَقَالَ أَروَاحٌ وَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَمُوتُ فِي بُقعَةٍ مِن بِقَاعِ الأَرضِ إِلّا قِيلَ لِرُوحِهِ الحقَيِ‌ بوِاَديِ‌ السّلَامِ وَ إِنّهَا لَبُقعَةٌ مِن جَنّةِ عَدنٍ


صفحه : 224

36- أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ رَوَي عُثمَانُ بنُ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ خَطَبَ عَلِيّ ع فَقَالَ فِي خُطبَتِهِ أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ وَ لَا بعَديِ‌ إِلّا كَذَبَ وَرِثتُ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ نَكَحتُ سَيّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَنَا خَاتَمُ الوَصِيّينَ فَقَالَ رَجُلٌ مِن عَبسٍ مَن لَا يُحسِنُ أَن يَقُولَ مِثلَ هَذَا فَلَم يَرجِع إِلَي أَهلِهِ حَتّي جُنّ وَ صُرِعَ فَسَأَلُوهُم هَل رَأَيتُم بِهِ عَرَضاً قَبلَ هَذَا قَالُوا وَ مَا رَأَينَا بِهِ قَبلَ هَذَا عَرَضاً

37- مهج ،[مهج الدعوات ]روُيِ‌َ عَن جَمَاعَةٍ يُسنِدُونَ الحَدِيثَ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ كُنتُ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي الطّوَافِ فِي لَيلَةٍ دَيجُوجَةٍ قَلِيلَةِ النّورِ وَ قَد خَلَا الطّوّافُ وَ نَامَ الزّوّارُ وَ هَدَأَتِ العُيُونُ إِذ سَمِعَ مُستَغِيثاً مُستَجِيراً مُتَرَحّماً بِصَوتٍ حَزِينٍ مِن قَلبٍ مُوجَعٍ وَ هُوَ يَقُولُ


يَا مَن يُجِيبُ دُعَا المُضطَرّ فِي الظّلَمِ   يَا كَاشِفَ الضّرّ وَ البَلوَي مَعَ السّقَمِ

قَد نَامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ وَ انتَبَهُوا   يَدعُو وَ عَينُكَ يَا قَيّومُ لَم تَنَم

هَب لِي بِجُودِكَ فَضلَ العَفوِ عَن جرُميِ‌   يَا مَن أَشَارَ إِلَيهِ الخَلقُ فِي الحَرَمِ

إِن كَانَ عَفوُكَ لَا يَلقَاهُ ذُو سَرَفٍ   فَمَن يَجُودُ عَلَي العَاصِينَ بِالنّعَمِ

قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَقَالَ لِي أَبِي يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ سَمِعتَ المنُاَديِ‌َ لِذَنبِهِ المُستَغِيثَ رَبّهُ فَقُلتُ نَعَم قَد سَمِعتُهُ فَقَالَ اعتَبِرهُ عَسَي أَن تَرَاهُ فَمَا زِلتُ أَختَبِطُ فِي طَخيَاءِ الظّلَامِ وَ أَتَخَلّلُ بَينَ النّيَامِ فَلَمّا صِرتُ بَينَ الرّكنِ وَ


صفحه : 225

المَقَامِ بَدَا لِي شَخصٌ مُنتَصِبٌ فَتَأَمّلتُهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقُلتُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا العَبدُ المُقِرّ المُستَقِيلُ المُستَغفِرُ المُستَجِيرُ أَجِب بِاللّهِ ابنَ عَمّ رَسُولِ اللّهِص فَأَسرَعَ فِي سُجُودِهِ وَ قُعُودِهِ وَ سَلّمَ فَلَم يَتَكَلّم حَتّي أَشَارَ بِيَدِهِ بِأَن تقَدَمّنيِ‌ فَتَقَدّمتُهُ فَأَتَيتُ بِهِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقُلتُ دُونَكَ هَا هُوَ فَنَظَرَ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ شَابّ حَسَنُ الوَجهِ نقَيِ‌ّ الثّيَابِ فَقَالَ لَهُ مِمّنِ الرّجُلُ فَقَالَ لَهُ مِن بَعضِ العَرَبِ فَقَالَ لَهُ مَا حَالُكَ وَ مِمّ بُكَاؤُكَ وَ استِغَاثَتُكَ فَقَالَ مَا حَالُ مَن أُخِذَ بِالعُقُوقِ فَهُوَ فِي ضِيقٍ ارتَهَنَهُ المُصَابُ وَ غَمَرَهُ الِاكتِئَابُ فَإِن تَابَ فَدُعَاؤُهُ لَا يُستَجَابُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ إنِيّ‌ كُنتُ مُلتَهِياً فِي العَرَبِ بِاللّعبِ وَ الطّرَبِ أُدِيمُ العِصيَانَ فِي رَجَبٍ وَ شَعبَانَ وَ مَا أُرَاقِبُ الرّحمَنَ وَ كَانَ لِي وَالِدٌ شَفِيقٌ رَفِيقٌ يحُذَرّنُيِ‌ مَصَارِعَ الحَدَثَانِ وَ يخُوَفّنُيِ‌ العِقَابَ بِالنّيرَانِ وَ يَقُولُ كَم ضَجّ مِنكَ النّهَارُ وَ الظّلَامُ وَ الليّاَليِ‌ وَ الأَيّامُ وَ الشّهُورُ وَ الأَعوَامُ وَ المَلَائِكَةُ الكِرَامُ وَ كَانَ إِذَا أَلَحّ عَلَيّ بِالوَعظِ زَجَرتُهُ وَ انتَهَرتُهُ وَ وَثَبتُ عَلَيهِ وَ ضَرَبتُهُ فَعَمَدتُ يَوماً إِلَي شَيءٍ مِنَ الوَرِقِ وَ كَانَت فِي الخِبَاءِ فَذَهَبتُ لِآخُذَهَا وَ أَصرِفَهَا فِيمَا كُنتُ عَلَيهِ فمَاَنعَنَيِ‌ عَن أَخذِهَا فَأَوجَعتُهُ ضَرباً وَ لَوَيتُ يَدَهُ وَ أَخَذتُهَا وَ مَضَيتُ فَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي رُكبَتِهِ يُرِيدُ النّهُوضَ مِن مَكَانِهِ ذَلِكَ فَلَم يُطِق يُحَرّكُهَا مِن شِدّةِ الوَجَعِ وَ الأَلَمِ فَأَنشَأَ يَقُولُ


جَرَت رَحِمٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَ مُنَازِلٍ   سَوَاءً كَمَا يَستَنزِلُ القَطرَ طَالِبُهُ

صفحه : 226


وَ رَبّيتُ حَتّي صَارَ جَلداً شَمَردَلًا   إِذَا قَامَ سَاوَي غَارِبَ العِجلِ غَارِبُهُ

وَ قَد كُنتُ أُوتِيهِ مِنَ الزّادِ فِي الصّبَا   إِذَا جَاعَ مِنهُ صَفوُهُ وَ أَطَايِبُهُ

فَلَمّا استَوَي فِي عُنفُوَانِ شَبَابِهِ   وَ أَصبَحَ كَالرّمحِ الردّيَنيِ‌ّ خَاطِبُهُ

تهَضمَنُيِ‌ ماَليِ‌ كَذَا وَ لَوَي يدَيِ‌   لَوَي يَدَهُ اللّهُ ألّذِي هُوَ غَالِبُهُ

ثُمّ حَلَفَ بِاللّهِ لَيَقدَمَنّ إِلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ فيَسَتعَديِ‌ اللّهَ عَلَيّ فَصَامَ أَسَابِيعَ وَ صَلّي رَكَعَاتٍ وَ دَعَا وَ خَرَجَ مُتَوَجّهاً عَلَي عِيرَانِهِ يَقطَعُ بِالسّيرِ عَرضَ الفَلَاةِ وَ يطَويِ‌ الأَودِيَةَ وَ يَعلُو الجِبَالَ حَتّي قَدِمَ مَكّةَ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ فَنَزَلَ عَن رَاحِلَتِهِ وَ أَقبَلَ إِلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ فَسَعَي وَ طَافَ بِهِ وَ تَعَلّقَ بِأَستَارِهِ وَ ابتَهَلَ بِدُعَائِهِ وَ أَنشَأَ يَقُولُ


يَا مَن إِلَيهِ أَتَي الحُجّاجُ بِالجُهدِ   فَوقَ المهادي‌[BA]مهَاَريِ‌ّ] مِن أَقصَي غَايَةِ البُعدِ

إنِيّ‌ أَتَيتُكَ يَا مَن لَا يُخَيّبُ مَن   يَدعُوهُ مُبتَهِلًا بِالوَاحِدِ الصّمَدِ

هَذَا مُنَازِلٌ مَن يَرتَاعُ مِن عقُقَيِ‌   فَخُذ بحِقَيّ‌ يَا جَبّارُ مِن ولَدَيِ‌

حَتّي تَشَلّ بِعَونٍ مِنكَ جَانِبُهُ   يَا مَن تَقَدّسَ لَم يُولَد وَ لَم يَلِد

قَالَ فَوَ ألّذِي سَمَكَ السّمَاءَ وَ أَنبَعَ المَاءَ مَا استَتَمّ دُعَاءُهُ حَتّي نَزَلَ بيِ‌ مَا تَرَي


صفحه : 227

ثُمّ كَشَفَ عَن يَمِينِهِ فَإِذَا بِجَانِبِهِ قَد شَلّ فَأَنَا مُنذُ ثَلَاثِ سِنِينَ أَطلُبُ إِلَيهِ أَن يَدعُوَ لِي فِي المَوضِعِ ألّذِي دَعَا بِهِ عَلَيّ فَلَم يجُبِنيِ‌ حَتّي إِذَا كَانَ العَامُ أَنعَمَ عَلَيّ فَخَرَجتُ بِهِ عَلَي نَاقَةٍ عُشَرَاءَ أُجِدّ السّيرَ حَثِيثاً رَجَاءَ العَافِيَةِ حَتّي إِذَا كُنّا عَلَي الأَرَاكِ وَ حَطمَةَ واَديِ‌ السّيَاكِ نَفَرَ طَائِرٌ فِي اللّيلِ فَنَفَرَت مِنهَا النّاقَةُ التّيِ‌ كَانَ عَلَيهَا فَأَلقَتهُ إِلَي قَرَارِ الواَديِ‌ فَارفَضّ بَينَ الحَجَرَينِ فَقَبَرتُهُ هُنَاكَ وَ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ أنَيّ‌ لَا أُعرَفُ إِلّا المَأخُوذَ بِدَعوَةِ أَبِيهِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَتَاكَ الغَوثُ أَتَاكَ الغَوثُ أَ لَا أُعَلّمُكَ دُعَاءً عَلّمَنِيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ فِيهِ اسمُ اللّهِ الأَكبَرُ الأَعظَمُ الأَكرَمُ ألّذِي يُجِيبُ بِهِ مَن دَعَاهُ وَ يعُطيِ‌ بِهِ مَن سَأَلَهُ وَ يُفَرّجُ بِهِ الهَمّ وَ يَكشِفُ بِهِ الكَربَ وَ يَذهَبُ بِهِ الغَمّ وَ يبُر‌ِئُ بِهِ السّقمَ وَ يُجبِرُ بِهِ الكَسِيرَ وَ يغُنيِ‌ بِهِ الفَقِيرَ وَ يقَضيِ‌ بِهِ الدّينَ وَ يَرُدّ بِهِ العَينَ وَ يَغفِرُ بِهِ الذّنُوبَ وَ يَستُرُ بِهِ العُيُوبَ إِلَي آخِرِ مَا ذَكَرَهُ ع فِي فَضلِهِ قَالَ الحُسَينُ ع فَكَانَ سرُوُريِ‌ بِفَائِدَةِ الدّعَاءِ أَشَدّ مِن سُرُورِ الرّجُلِ بِعَافِيَتِهِ ثُمّ ذَكَرَ الدّعَاءَ عَلَي مَا سيَأَتيِ‌ فِي كِتَابِهِ ثُمّ قَالَ لِلفَتَي إِذَا كَانَتِ اللّيلَةُ العَاشِرَةُ فَادعُ وَ ائتنِيِ‌ مِن غَدٍ بِالخَبَرِ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع وَ أَخَذَ الفَتَي الكِتَابَ وَ مَضَي فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ مَا أَصبَحنَا حَسَناً حَتّي أَتَي الفَتَي إِلَينَا سَلِيماً مُعَافًي وَ الكِتَابُ بِيَدِهِ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا وَ اللّهِ الِاسمُ الأَعظَمُ استُجِيبَ لِي وَ رَبّ الكَعبَةِ قَالَ لَهُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ حدَثّنيِ‌ قَالَ لَمّا هَدَأَتِ العُيُونُ بِالرّقَادِ وَ استَحَلّكَ جِلبَابُ اللّيلِ رَفَعتُ يدَيِ‌ بِالكِتَابِ وَ دَعَوتُ اللّهَ بِحَقّهِ مِرَاراً فَأُجِبتُ فِي الثّانِيَةِ حَسبُكَ فَقَد دَعَوتَ اللّهَ بِاسمِهِ الأَعظَمِ ثُمّ اضطَجَعتُ فَرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي منَاَميِ‌ وَ قَد مَسَحَ يَدَهُ الشّرِيفَةَ


صفحه : 228

عَلَيّ وَ هُوَ يَقُولُ احتَفِظ بِاللّهِ العَظِيمِ فَإِنّكَ عَلَي خَيرٍ فَانتَبَهتُ مُعَافًي كَمَا تَرَي فَجَزَاكَ اللّهُ خَيراً

أقول سيأتي‌ شرحه في كتاب الدعاء

38-ختص ،[الإختصاص ]خص ،[منتخب البصائر] مِن كِتَابِ البَصَائِرِ لِسَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن عَيثَمِ بنِ أَسلَمَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَدَخَلَ أَبُو بَكرٍ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يُحدِث إِلَينَا فِي أَمرِكَ شَيئاً بَعدَ أَيّامِ الوَلَايَةِ فِي الغَدِيرِ وَ أَنَا أَشهَدُ أَنّكَ موَلاَي‌َ مُقِرّ بِذَلِكَ وَ قَد سَلّمتُ عَلَيكَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ أَخبَرَنَا رَسُولُ اللّهِص أَنّكَ وَصِيّهُ وَ وَارِثُهُ وَ خَلِيفَتُهُ فِي أَهلِهِ وَ نِسَائِهِ وَ أَنّكَ وَارِثُهُ وَ مِيرَاثُهُ قَد صَارَ إِلَيكَ وَ لَم يُخبِرنَا أَنّكَ خَلِيفَتُهُ فِي أُمّتِهِ مِن بَعدِهِ وَ لَا جَرَمَ لِي فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ لَا ذَنبَ لَنَا فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِن أَرَيتُكَ رَسُولَ اللّهِص حَتّي يُخبِرَكَ بأِنَيّ‌ أَولَي بِالأَمرِ ألّذِي أَنتَ فِيهِ مِنكَ وَ أَنّكَ إِن لَم تَعزِل نَفسَكَ عَنهُ فَقَد خَالَفتَ اللّهَ وَ رَسُولَهُص فَقَالَ إِن أَرَيتَنِيهِ حَتّي يخُبرِنَيِ‌ بِبَعضِ هَذَا اكتَفَيتُ بِهِ فَقَالَ ع فتَلَقَاّنيِ‌ إِذَا صَلّيتَ المَغرِبَ حَتّي أُرِيَكَهُ قَالَ فَرَجَعَ إِلَيهِ بَعدَ المَغرِبِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَ أَخرَجَهُ إِلَي مَسجِدِ قُبَاءَ فَإِذَا هُوَ بِرَسُولِ اللّهِص جَالِسٌ فِي القِبلَةِ فَقَالَ لَهُ يَا فُلَانُ وَثَبتَ عَلَي مَولَاكَ عَلِيّ ع وَ جَلَستَ مَجلِسَهُ وَ هُوَ مَجلِسُ النّبُوّةِ


صفحه : 229

لَا يَستَحِقّهُ غَيرُهُ لِأَنّهُ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فَنَبَذتَ أمَريِ‌ وَ خَالَفتَ مَا قُلتُهُ لَكَ وَ تَعَرّضتَ لِسَخَطِ اللّهِ وَ سخَطَيِ‌ فَانزِع هَذَا السّربَالَ ألّذِي تَسَربَلتَهُ بِغَيرِ حَقّ وَ لَا أَنتَ مِن أَهلِهِ وَ إِلّا فَمَوعِدُكَ النّارُ قَالَ فَخَرَجَ مَذعُوراً لِيُسَلّمَ الأَمرَ إِلَيهِ وَ انطَلَقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَحَدّثَ سَلمَانَ بِمَا كَانَ جَرَي فَقَالَ لَهُ سَلمَانُ لَيُبدِيَنّ هَذَا الحَدِيثَ لِصَاحِبِهِ وَ لَيُخبِرَنّهُ بِالخَبَرِ فَضَحِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ أَمَا إِنّهُ سَيُخبِرُهُ وَ لَيَمنَعَنّهُ إِن هَمّ بِأَن يَفعَلَ ثُمّ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا يَذكُرَانِ ذَلِكَ أَبَداً حَتّي يَمُوتَا قَالَ فلَقَيِ‌َ صَاحِبَهُ فَحَدّثَهُ بِالحَدِيثِ كُلّهِ فَقَالَ لَهُ مَا أَضعَفَ رَأيَكَ وَ أَخوَرَ قَلبَكَ أَ مَا تَعلَمُ أَنّ ذَلِكَ مِن بَعضِ سِحرِ ابنِ أَبِي كَبشَةَ أَ نَسِيتَ سِحرَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَأَقِم عَلَي مَا أَنتَ عَلَيهِ

39-ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن خَالِدِ بنِ مَادّ القلَاَنسِيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا استَخلَفَ أَبُو بَكرٍ أَقبَلَ عُمَرُ عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ أَبَا بَكرٍ قَدِ استَخلَفَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع فَمَن جَعَلَهُ كَذَلِكَ قَالَ المُسلِمُونَ رَضُوا بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ اللّهِ لَأَسرَعَ مَا خَالَفُوا رَسُولَ اللّهِص وَ نَقَضُوا عَهدَهُ وَ لَقَد


صفحه : 230

سَمّوهُ بِغَيرِ اسمِهِ وَ اللّهِ مَا استَخلَفَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ عُمَرُ مَا تَزَالُ تَكذِبُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي حَيَاتِهِ وَ بَعدَ مَوتِهِ فَقَالَ لَهُ انطَلِق بِنَا يَا عُمَرُ لِتَعلَمَ أَيّنَا الكَذّابُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي حَيَاتِهِ وَ بَعدَ مَوتِهِ فَانطَلَقَ مَعَهُ حَتّي أَتَي القَبرَ إِذَا كَفّ فِيهَا مَكتُوبٌ أَ كَفَرتَ يَا عُمَرُ باِلذّيِ‌ خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمّ مِن نُطفَةٍ ثُمّ سَوّاكَ رَجُلًا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَ رَضِيتَ وَ اللّهِ لَقَد فَضَحَكَ اللّهُ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعدَ مَوتِهِ

أقول قدمر أمثالها بأسانيد جمة في كتاب الفتن

باب 111- ماظهر من معجزاته في استنطاق الحيوانات وانقيادها له صلوات الله عليه

1-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن قُطرُبِ بنِ عَلِيفٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَابِطٍ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهِ عَنهُ قَالَكُنتُ ذَاتَ يَومٍ عِندَ النّبِيّص إِذ أَقبَلَ أعَراَبيِ‌ّ عَلَي نَاقَةٍ لَهُ فَسَلّمَ ثُمّ قَالَ أَيّكُم مُحَمّدٌ فَأُومِئَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أخَبرِنيِ‌ عَمّا فِي بَطنِ ناَقتَيِ‌ حَتّي أَعلَمَ أَنّ ألّذِي جِئتَ بِهِ حَقّ وَ أُومِنَ بِإِلَهِكَ وَ أَتّبِعَكَ فَالتَفَتَ النّبِيّص فَقَالَ حبَيِبيِ‌ عَلِيّ يَدُلّكَ فَأَخَذَ عَلِيّ بِخِطَامِ النّاقَةِ ثُمّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَي نَحرِهَا ثُمّ رَفَعَ طَرفَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ بِأَسمَائِكَ الحُسنَي وَ بِكَلِمَاتِكَ التّامّاتِ لَمّا أَنطَقتَ هَذِهِ النّاقَةَ حَتّي تُخبِرَنَا بِمَا فِي بَطنِهَا فَإِذَا النّاقَةُ


صفحه : 231

قَدِ التَفَتَ إِلَي عَلِيّ ع وَ هيِ‌َ تَقُولُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ ركَبِنَيِ‌ يَوماً وَ هُوَ يُرِيدُ زِيَارَةَ ابنِ عَمّ لَهُ وَ واَقعَنَيِ‌ فَأَنَا حَامِلٌ مِنهُ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ وَيحَكُم النّبِيّ هَذَا أَم هَذَا فَقِيلَ هَذَا النّبِيّ وَ هَذَا أَخُوهُ وَ ابنُ عَمّهِ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ سَأَلَ النّبِيّص أَن يَسأَلَ اللّهَ تَعَالَي عَزّ وَ عَلَا أَن يَكفِيَهُ مَا فِي بَطنِ نَاقَتِهِ فَكَفَاهُ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ

قال الراوندي‌ ليس في العادة أن تحمل الناقة من الإنسان ولكن الله جل ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالة لنبيه ص علي أنه يجوز أن يكون نطفة الرجل علي هيأتها في بطن الناقة حينئذ و لم تصر علقة بعد وإنما أنطقها الله تعالي عز وعلا ليعلم به صدق رسول الله ص

2- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ قَالَ بَينَمَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَخطُبُ بِالكُوفَةِ عَلَي المِنبَرِ إِذ نَظَرَ إِلَي زَاوِيَةِ المَسجِدِ فَقَالَ يَا قَنبَرُ ائتنِيِ‌ بِمَا فِي ذَلِكَ الجُحرِ فَإِذَا هُوَ بِأَرقَطِ حَيّةٍ بِأَحسَنِ مَا يَكُونُ فَأَقبَلَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَجَعَلَ يُسَارّهُ ثُمّ انصَرَفَ إِلَي الجُحرِ فَتَعَجّبَ النّاسُ قَالُوا وَ مَا لَنَا لَا نَعجَبُ قَالَ تَرَونَ هَذِهِ الحَيّةَ بَايَعَت رَسُولَ اللّهِص عَلَي السّمعِ وَ الطّاعَةِ فَمِنكُم مَن يَسمَعُ وَ مِنكُم مَن لَا يَسمَعُ وَ لَا يُطِيعُ قَالَ الحَارِثُ فَكُنّا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي كُنَاسَةٍ إِذ أَقبَلَ أَسَدٌ تهَويِ‌ مِنَ البَرّ فَتَقَضقَضنَا مِن حَولِهِ وَ جَاءَ الأَسَدُ حَتّي قَامَ بَينَ يَدَيهِ وَ وَضَعَ يَدَيهِ عَلَي بَينِ أُذُنَيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع ارجِع بِإِذنِ اللّهِ وَ لَا تَدخُلِ الهِجرَةَ بَعدَ اليَومِ وَ أَبلِغِ السّبَاعَ عنَيّ‌

بيان الرقطة سواد يشوبه نقط بيض والكناسة بالضم موضع بالكوفة والتقضقض التفرق والهجرة دار الهجرة فإن الكوفة كانت دار هجرته صلوات الله عليه

3-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن بَعضِ الكُوفِيّينَ قَالَدَخَلَ


صفحه : 232

أَسَدٌ الكُوفَةَ فَقَالَ دلُوّنيِ‌ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَذَهَبُوا مَعَهُ فَدَلّوهُ عَلَيهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ الأَسَدُ مَضَي نَحوَهُ يَلُوذُ بِهِ وَ يَتَبَصبَصُ إِلَيهِ فَمَسَحَ عَلَي ظَهرِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ اخرُج فَنَكَسَ الأَسَدُ رَأسَهُ وَ نَبَذَ ذَنَبَهُ عَلَي الأَرضِ وَ لَا يَلتَفِتُ يَمِيناً وَ لَا شِمَالًا حَتّي خَرَجَ مِنهَا

4- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَعَ عَلِيّ ع خُفّهُ بِلَيلٍ لِيَتَوَضّأَ فَبَعَثَ اللّهُ طَائِراً فَأَخَذَ أَحَدَ الخُفّينِ فَجَعَلَ عَلِيّ ع يَتبَعُ الطّيرَ وَ هُوَ يَطِيرُ حَتّي أَضَاءَ لَهُ الصّبحُ ثُمّ أَلقَي الخُفّ فَإِذَا حَيّةٌ سَودَاءُ تَنسَابّ مِنَ الخُفّ

5-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ الأَربَعِينِ لِمُحَمّدِ بنِ مُسلِمِ بنِ أَبِي الفَوَارِسِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّطِيفِ بِشِيرَازَ عَنِ الكِيَادَارِ بنِ يُوسُفَ الديّلمَيِ‌ّ عَن مَحمُودِ بنِ مُحَمّدٍ التبّريِزيِ‌ّ عَن دَانِيَالَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الرّايَاتِ بنِ أَحمَدَ البَزّازِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ السيّراَفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ المهَروُفاَنيِ‌ّ المُؤَدّبِ عَن سَبِيبِ[شَبِيبِ] بنِ سُلَيمَانَ الغنَوَيِ‌ّ عَنِ العَامُونِ بنِ مُحَمّدٍ الصيّنيِ‌ّ عَن مُسلِمِ بنِ أَحمَدَ عَنِ ابنِ أَبِي مُسلِمٍ السّمّانِ عَن حَبّةَ بِنتِ زُرَيقٍ مِن بَعضِ حَشَمِ الحَفِيّةِ[الخَلِيفَةِ]قَالَت حدَثّنَيِ‌ زوَجيِ‌ مُنقِذُ بنُ الأَبقَعِ الأسَدَيِ‌ّ أَحَدُ خَوَاصّ عَلِيّ ع قَالَكُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي النّصفِ مِن شَعبَانَ وَ


صفحه : 233

هُوَ يُرِيدُ مَوضِعاً لَهُ كَانَ يأَويِ‌ فِيهِ بِاللّيلِ وَ أَنَا مَعَهُ حَتّي أَتَي المَوضِعَ فَنَزَلَ عَن بَغلَتِهِ وَ رَفَعَت عَن أُذُنَيهَا وَ جذَبَتَنيِ‌ فَحَسّ بِذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ مَا وَرَاءَكَ فَقُلتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ البَغلَةُ تَنظُرُ شَيئاً وَ قَد شَخَصَت إِلَيهِ وَ تُحَمحِمُ وَ لَا أدَريِ‌ مَا ذَا دَهَاهَا فَنَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَي سَوَادٍ فَقَالَ سَبُعٌ وَ رَبّ الكَعبَةِ فَقَامَ مِن مِحرَابِهِ مُتَقَلّداً سَيفَهُ فَجَعَلَ يَخطُو ثُمّ قَالَ صَاحَ بِهِ قِف فَخَفّ السّبُعُ وَ وَقَفَ فَعِندَهَا استَقَرّتِ البَغلَةُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا لَيثُ أَ مَا عَلِمتَ أنَيّ‌ اللّيثُ وَ أنَيّ‌ الضّرغَامُ وَ القَسوَرُ وَ الحَيدَرُ ثُمّ قَالَ مَا جَاءَ بِكَ أَيّهَا اللّيثُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَنطِق لِسَانَهُ فَقَالَ السّبُعُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ يَا خَيرَ الوَصِيّينَ وَ يَا وَارِثَ عِلمِ النّبِيّينَ وَ يَا مُفَرّقُ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ مَا افتَرَستُ مُنذُ سَبعٍ شَيئاً وَ قَد أَضَرّ بيِ‌َ الجُوعُ وَ رَأَيتُكُم مِن مَسَافَةِ فَرسَخَينِ فَدَنَوتُ مِنكُم وَ قُلتُ أَذهَبُ وَ أَنظُرُ مَا هَؤُلَاءِ القَومُ وَ مَن هُم فَإِن كَانَ بِهِم لِي مَقدُرَةٌ وَ يَكُونُ لِي فِيهِم فَرِيسَةٌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مُجِيباً لَهُ أَيّهَا اللّيثُ أَ مَا عَلِمتَ أنَيّ‌ عَلِيّ أَبُو الأشباب [الأَشبَالِ]الأَحَدَ العَشَرَ برَاَثنِيِ‌ أَمثَلُ مِن مَخَالِبِكَ وَ إِن أَحبَبتَ أَرَيتُكَ ثُمّ امتَدّ السّبُعُ بَينَ يَدَيهِ وَ جَعَلَ يَمسَحُ يَدَهُ عَلَي هَامَتِهِ وَ يَقُولُ مَا جَاءَ بِكَ يَا لَيثُ أَنتَ كَلبُ اللّهِ فِي أَرضِهِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ الجُوعُ الجُوعُ قَالَ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّهُ يُرزَقُ بِقَدرِ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ قَالَ فَالتَفَتّ فَإِذَا بِالأَسَدِ يَأكُلُ شَيئاً كَهَيئَةِ الجَمَلِ حَتّي أَتَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ مَا نَأكُلُ نَحنُ مَعَاشِرَ السّبَاعِ رَجُلًا يُحِبّكَ وَ يُحِبّ عِترَتَكَ فَإِنّ خاَليِ‌ أَكَلَ فُلَاناً وَ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ نَنتَحِلُ مَحَبّةَ الهاَشمِيِ‌ّ وَ عِترَتِهِ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّهَا السّبُعُ أَينَ تأَويِ‌ وَ أَينَ تَكُونُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ مُسَلّطٌ عَلَي كِلَابِ


صفحه : 234

أَهلِ الشّامِ وَ كَذَلِكَ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ هُم فَرِيسَتُنَا وَ نَحنُ نأَويِ‌ النّيلَ قَالَ فَمَا جَاءَ بِكَ إِلَي الكُوفَةِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَتَيتُ الحِجَازَ فَلَم أُصَادِف شَيئاً وَ أَنَا فِي هَذِهِ البَرّيّةِ وَ الفيَاَفيِ‌ التّيِ‌ لَا مَاءٌ فِيهَا وَ لَا خَيرٌ موَضعِيِ‌ هَذَا وَ إنِيّ‌ لَمُنصَرِفٌ مِن ليَلتَيِ‌ هَذِهِ إِلَي رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ سِنَانُ بنُ وَابِلٍ فِيمَن أَفلَتَ مِن حَربِ صِفّينَ يَنزِلُ القَادِسِيّةَ وَ هُوَ رزِقيِ‌ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ وَ إِنّهُ مِن أَهلِ الشّامِ وَ أَنَا إِلَيهِ مُتَوَجّهٌ ثُمّ قَامَ مِن بَينِ يدَيَ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لِي مِمّ تَعَجّبتَ هَذَا أَعجَبُ من [أَمِ]الشّمسُ أَمِ العَينُ أَمِ الكَوَاكِبُ أَم سَائِرُ ذَلِكَ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَو أَحبَبتُ أَن أرُيِ‌َ النّاسَ مِمّا علَمّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الآيَاتِ وَ العَجَائِبِ لَكَانُوا يَرجِعُونَ كُفّاراً ثُمّ رَجَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي مُستَقَرّهِ وَ وجَهّنَيِ‌ إِلَي القَادِسِيّةِ فَرَكِبتُ مِن ليَلتَيِ‌ فَوَافَيتُ القَادِسِيّةَ قَبلَ أَن يُقِيمَ المُؤَذّنُ الإِقَامَةَ فَسَمِعتُ النّاسَ يَقُولُونَ افتَرَسَ سِنَاناً السّبُعُ فَأَتَيتُهُ فِيمَن أَتَاهُ يَنظُرُ إِلَيهِ فَمَا تَرَكَ الأَسَدُ إِلّا رَأسَهُ وَ بَعضَ أَعضَائِهِ مِثلَ أَطرَافِ الأَصَابِعِ وَ إنِيّ‌ عَلَي بَابِهِ تُحمَلُ رَأسُهُ إِلَي الكُوفَةِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَبَقِيتُ مُتَعَجّباً فَحَدّثتُ النّاسَ مَا كَانَ مِن حَدِيثِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ السّبُعِ فَجَعَلَ النّاسُ يَتَبَرّكُونَ بِتُرَابِ تَحتِ قدَمَيَ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ يَستَشفُونَ بِهِ فَقَامَ خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ مَا أَحَبّنَا رَجُلٌ فَدَخَلَ النّارَ وَ مَا أَبغَضَنَا رَجُلٌ فَدَخَلَ الجَنّةَ وَ أَنَا قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ أَقسِمُ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ هَذِهِ إِلَي الجَنّةِ يَمِيناً وَ هَذِهِ إِلَي النّارِ شِمَالًا أَقُولُ لِجَهَنّمَ يَومَ القِيَامَةِ هَذَا لِي وَ هَذَا لَكَ حَتّي تَجُوزَ شيِعتَيِ‌ عَلَي الصّرَاطِ كَالبَرقِ


صفحه : 235

الخَاطِفِ وَ الرّاعِدِ العَاصِفِ وَ كَالطّيرِ المُسرِعِ وَ كَالجَوَادِ السّابِقِ فَقَامَ النّاسُ إِلَيهِ بِأَجمَعِهِم عُنُقاً وَاحِداً وَ هُم يَقُولُونَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فَضّلَكَ عَلَي كَثِيرٍ مِن خَلقِهِ قَالَ ثُمّ تَلَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَذِهِ الآيَةَالّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إِيماناً وَ قالُوا حَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ فَانقَلَبُوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضلٍ لَم يَمسَسهُم سُوءٌ وَ اتّبَعُوا رِضوانَ اللّهِ وَ اللّهُ ذُو فَضلٍ عَظِيمٍ

فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عن منقذ بن الأبقع مثله

6- شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ الأَربَعِينَ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ البغَداَديِ‌ّ عَن أَبِي الفَضلِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي نَصرِ بنِ إِسفَندِيَارَ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ العسَقلَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ الكَاظِمِ ع قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً ع كَانَ يَسعَي عَلَي الصّفَا بِمَكّةَ فَإِذَا هُوَ بِدُرّاجٍ يَتَدَرّجُ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَوَقَعَ بِإِزَاءِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا الدّرّاجُ فَقَالَ الدّرّاجُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّهَا الدّرّاجُ مَا تَصنَعُ فِي هَذَا المَكَانِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ فِي هَذَا المَكَانِ مُذ كَذَا وَ كَذَا عَامٍ أُسَبّحُ اللّهَ وَ أُقَدّسُهُ وَ أُمَجّدُهُ وَ أَعبُدُهُ حَقّ عِبَادَتِهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّهَا الدّرّاجُ إِنّهُ لَصَفاً نقَيِ‌ّ لَا مَطعَمَ فِيهِ وَ لَا مَشرَبَ فَمِن أَينَ لَكَ المَطعَمُ وَ المَشرَبُ فَأَجَابَهُ الدّرّاجُ وَ هُوَ يَقُولُ وَ قَرَابَتِكَ مِن رَسُولِ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ كُلّمَا جُعتُ دَعَوتُ اللّهَ لِشِيعَتِكَ وَ مُحِبّيكَ فَأَشبَعُ وَ إِذَا عَطِشتُ دَعَوتُ اللّهَ عَلَي مُبغِضِيكَ وَ مُنتَقِصِيكَ فَأَروَي


صفحه : 236

فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]بالإسناد إلي الحسن العسكري‌ ع مثله

7- شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ الأَربَعِينَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ طَاهِرٍ السوّريِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الأَشعَثِ بنِ مُرّةَ عَنِ الليّثيِ‌ّ عَن سَعِيدٍ عَن هِلَالِ بنِ كَيسَانَ عَنِ الطّيّبِ القوَاَصرِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَلَمَةَ المُنتَجَي عَن سَفَارَةَ بنِ اصميد البغَداَديِ‌ّ عَنِ ابنِ حَرِيزٍ عَن أَبِي الفَتحِ المغَاَزلِيِ‌ّ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَ كُنتُ بَينَ يدَيَ‌ مَولَانَا أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ إِذَا بِصَوتٍ قَد أَخَذَ جَامِعَ الكُوفَةِ فَقَالَ يَا عَمّارُ ائتِ بذِيِ‌ الفَقَارِ البَاتِرِ لِلأَعمَارِ فَجِئتُهُ بذِيِ‌ الفَقَارِ فَقَالَ اخرُج يَا عَمّارُ وَ امنَعِ الرّجُلَ عَن ظُلَامَةِ هَذِهِ المَرأَةِ فَإِنِ انتَهَي وَ إِلّا مَنَعتُهُ بذِيِ‌ الفَقَارِ قَالَ فَخَرَجتُ وَ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ وَ امرَأَةٍ قَد تَعَلّقُوا بِزِمَامِ جَمَلٍ وَ المَرأَةُ تَقُولُ الجَمَلُ لِي وَ الرّجُلُ يَقُولُ الجَمَلُ لِي فَقُلتُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَنهَاكَ عَن ظُلمِ هَذِهِ المَرأَةِ فَقَالَ يَشتَغِلُ عَلِيّ بِشُغُلِهِ وَ يَغسِلُ يَدَهُ مِن دِمَاءِ المُسلِمِينَ الّذِينَ قَتَلَهُم بِالبَصرَةِ وَ يُرِيدُ أَن يَأخُذَ جمَلَيِ‌ وَ يَدفَعَهُ إِلَي هَذِهِ المَرأَةِ الكَاذِبَةِ فَقَالَ عَمّارٌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَرَجَعتُ لَأُخبِرَ موَلاَي‌َ فَإِذَا بِهِ قَد خَرَجَ وَ لَاحَ الغَضَبُ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ وَيلَكَ خَلّ جَمَلَ المَرأَةِ فَقَالَ هُوَ لِي فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَذَبتَ يَا لَعِينُ قَالَ فَمَن يَشهَدُ أَنّهُ لِلمَرأَةِ يَا عَلِيّ فَقَالَ الشّاهِدُ ألّذِي لَا يُكَذّبُهُ أَحَدٌ مِنَ الكُوفَةِ فَقَالَ الرّجُلُ إِذَا شَهِدَ شَاهِدٌ وَ كَانَ صَادِقاً سَلّمتُهُ إِلَي المَرأَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع تَكَلّم أَيّهَا الجَمَلُ لِمَن أَنتَ فَقَالَ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ خَيرَ الوَصِيّينَ أَنَا لِهَذِهِ المَرأَةِ مُنذُ بِضعَ عَشَرَ سَنَةً فَقَالَ عَلِيّ ع خذُيِ‌ جَمَلَكِ وَ عَارَضَ الرّجُلَ بِضَربَةٍ قَسَمَهُ نِصفَينِ

8-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ الشّرِيفِ أَبِي يَعلَي مُحَمّدِ بنِ شَرِيفٍ أَبِي القَاسِمِ حَسَنٍ الأقَساَسيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المحُمَدّيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ الهنَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ


صفحه : 237

أَبِي دُجَانَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي سُمَينَةَ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الخَيّاطِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَمُدّ الفُرَاتُ عِندَكُم عَلَي عَهدِ عَلِيّ ع فَأَقبَلَ إِلَيهِ النّاسُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ نَخَافُ الغَرَقَ لِأَنّ فِي الفُرَاتِ قَد جَاءَ مِنَ المَاءِ مَا لَم يُرَ مِثلُهُ وَ قَدِ امتَلَأَت جَنبَتَاهُ فَاللّهَ اللّهَ فَرَكِبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ النّاسُ مَعَهُ وَ حَولَهُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَمَرّ بِمَسجِدِ سَقِيفٍ فَغَمَزَهُ بَعضُ شُبّانِهِم فَالتَفَتَ إِلَيهِ مُغضَباً فَقَالَ صَعّارُ الخُدُودِ لَئّامُ الجُدُودِ بَقِيّةُ ثَمُودَ مَن يشَترَيِ‌ منِيّ‌ هَؤُلَاءِ الأَعبُدَ فَقَامَ إِلَيهِ مَشَايِخُهُم فَقَالُوا لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ هَؤُلَاءِ شُبّانٌ لَا يَعقِلُونَ مَا هُم فِيهِ فَلَا تُؤَاخِذنَا بِهِم فَوَ اللّهِ إِن كُنّا لِهَذَا لَكَارِهِينَ وَ مَا مِنّا أَحَدٌ يَرضَي هَذَا الكَلَامَ لَكَ فَاعفُ عَنّا عَفَا اللّهُ عَنكَ قَالَ فَكَأَنّهُ استَحيَا فَقَالَ لَستُ أَعفُو عَنكُم إِلّا عَلَي أَن لَا أَرجِعَ حَتّي تَهدِمُوا مَجلِسَكُم وَ كُلّ كُوّةٍ وَ مِيزَابٍ وَ بَالُوعَةٍ إِلَي طَرِيقِ المُسلِمِينَ فَإِنّ هَذَا أَذًي لِلمُسلِمِينَ فَقَالُوا نَحنُ نَفعَلُ ذَلِكَ فَمَضَي وَ تَرَكَهُم فَكَسَرُوا مَجلِسَهُم وَ جَمِيعَ مَا أَمَرَ بِهِ حَتّي انتَهَي إِلَي الفُرَاتِ وَ هُوَ يَزخَرُ بِأَموَاجِهِ فَوَقَفَ وَ النّاسُ يَنظُرُونَ فَتَكَلّمَ بِالعِبرَانِيّةِ كَلَاماً فَنَقَصَ الفُرَاتُ ذِرَاعاً فَقَالَ حَسبُكُم قَالُوا زِدنَا فَضَرَبَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ مَعَهُ فَإِذَا بِالحِيتَانِ فَاغِرَةً أَفوَاهَهَا فَقَالَت يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عُرِضَت وَلَايَتُكَ عَلَينَا فَقَبِلنَاهَا مَا خَلَا الجرِيّ‌ّ وَ الماَرمَاَهيِ‌َ وَ الزّمّارَ فَقَالَ ع إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَمّا تَفَرّقُوا مِنَ المَائِدَةِ فَمَن كَانَ أَخَذَ مِنهُم بَرّاً كَانَ مِنهُمُ القِرَدَةُ وَ الخَنَازِيرُ وَ مَن أَخَذَ مِنهُم بَحراً كَانَ الجرِيّ‌ّ وَ الماَرمَاَهيِ‌ وَ الزّمّارُ ثُمّ أَقبَلَ النّاسُ عَلَيهِ فَقَالُوا هَذِهِ رُمّانَةٌ مَا رَأَينَا مِثلَهَا قَطّ جَاءَ بِهَا المَاءُ وَ قَد أُحبِسَتِ


صفحه : 238

الجِسرُ مِن عِظَمِهَا وَ كِبَرِهَا فَقَالَ هَذِهِ رُمّانَةٌ مِن رُمّانِ الجَنّةِ فَدَعَا بِالرّجَالِ بِالحِبَالِ فَأَخرَجُوهَا فَمَا بقَيِ‌َ بَيتٌ بِالكُوفَةِ إِلّا دَخَلَهُ مِنهَا شَيءٌ

بيان الصعر الميل في الخد خاصة و قدصعر خده وصاعر أي أماله من الكبر وزجر الوادي‌ إذاامتد جدا وارتفع

9-شف ،[كشف اليقين ] مِنَ الكِتَابِ المُتَقَدّمِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرٍ القرُشَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سِنَانٍ عَن يُوسُفَ بنِ حَمدَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ عَن حُكّامِ بنِ سَلَمٍ عَن شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَتَبِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي بَعضِ طُرُقَاتِ المَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِذِئبٍ أَدرَعَ أَزَبّ قَد أَقبَلَ يُهَروِلُ حَتّي أَتَي المَكَانَ ألّذِي فِيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ وُلدُهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَجَعَلَ الذّئبُ يَعفِرُ بِخَدّيهِ عَلَي الأَرضِ وَ يُومِئُ بِيَدِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ عَلِيّ ع أللّهُمّ أَطلِق لِسَانَ الذّئبِ فيَكُلَمّنَيِ‌ فَأَطلَقَ اللّهُ لِسَانَ الذّئبِ فَإِذَا الذّئبُ يَقُولُ بِلِسَانٍ طَلِقٍ ذَلِقٍ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ مِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ مِن بَلَدِ الفُجّارِ الكَفَرَةِ قَالَ وَ أَينَ تُرِيدُ قَالَ بَلَدَ الأَنبِيَاءِ البَرَرَةِ قَالَ وَ فِيمَا ذَا قَالَ لِأَدخُلَ فِي بَيعَتِكَ مَرّةً أُخرَي قَالَ كَأَنّكُم قَد بَايَعتُمُونَا قَالَ صَاحَ بِنَا صَائِحٌ مِنَ السّمَاءِ أَنِ اجتَمِعُوا فَاجتَمَعنَا إِلَي ثَنِيّةٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَنُشِرَ فِيهَا أَعلَامٌ بِيضٌ وَ رَايَاتٌ خُضرٌ وَ نُصِبَ فِيهَا مِنبَرٌ مِن ذَهَبٍ أَحمَرَ وَ عَلَا عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَخَطَبَ خُطبَةً بَلِيغَةً وَجِلَ مِنهَا القُلُوبُ وَ أَبكَي مِنهَا العُيُونَ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ الوُحُوشِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد دَعَا مُحَمّداً فَأَجَابَهُ وَ استَخلَفَ عَلَي عِبَادِهِ مِن بَعدِهِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَمَرَكُم


صفحه : 239

أَن تُبَايِعُوهُ فَقَالُوا سَمِعنَا وَ أَطَعنَا مَا خَلَا الذّئبَ فَإِنّهُ جَحَدَ حَقّكَ وَ أَنكَرَ مَعرِفَتَكَ فَقَالَ عَلِيّ ع وَيحَكَ أَيّهَا الذّئبُ كَأَنّكَ مِنَ الجِنّ فَقَالَ مَا أَنَا مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ أَنَا ذِئبٌ شَرِيفٌ قَالَ وَ كَيفَ تَكُونُ شَرِيفاً وَ أَنتَ ذِئبٌ قَالَ شَرِيفٌ لأِنَيّ‌ مِن شِيعَتِكَ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي أنَيّ‌ مِن وُلدِ ذَلِكَ الذّئبِ ألّذِي اصطَادَهُ أَولَادُ يَعقُوبَ فَقَالُوا هَذَا أَكَلَ أَخَانَا بِالأَمسِ وَ إِنّهُ مُتّهَمٌ

بيان قال الجوهري‌ الأدرع من الخيل والشاء مااسود رأسه وابيض سائره و قال الزبب طول الشعر وكثرته وبعير أزب و لايكاد يكون الأزب إلانفورا لأنه ينبت علي حاجبيه شعيرات فإذاضربته الريح نفر

10-يج ،[الخرائج والجرائح ]ذَكَرَ الرضّيِ‌ّ فِي كِتَابِ خَصَائِصِ الأَئِمّةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ عَلَي عَهدِ عُمَرَ وَ لَهُ إِبِلٌ بِنَاحِيَةِ أَذرَبِيجَانَ قَدِ استَصعَبَت عَلَيهِ فَشَكَا إِلَيهِ مَا نَالَهُ وَ أَنّ مَعَاشَهُ كَانَ مِنهَا فَقَالَ لَهُ اذهَب فَاستَغِث بِاللّهِ تَعَالَي فَقَالَ الرّجُلُ مَا زِلتُ أَدعُو اللّهَ وَ أَتَوَسّلُ إِلَيهِ وَ كُلّمَا قَرُبتُ مِنهَا حَمَلَت عَلَيّ فَكَتَبَ لَهُ عُمَرُ رُقعَةً فِيهَا مِن عُمَرَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي مَرَدَةِ الجِنّ وَ الشّيَاطِينِ أَن يُذَلّلُوا هَذِهِ الموَاَشيِ‌َ لَهُ فَأَخَذَ الرّجُلُ الرّقعَةَ وَ مَضَي فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ فَاغتَمَمتُ شَدِيداً فَلَقِيتُ عَلِيّاً ع فَأَخبَرتُهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ ع وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَيَعُودَنّ بِالخَيبَةِ فَهَدَأَ مَا بيِ‌ وَ طَالَت عَلَيّ شقُتّيِ‌ وَ جَعَلتُ أَرقُبُ كُلّ مَن جَاءَ مِن أَهلِ الجِبَالِ فَإِذَا أَنَا بِالرّجُلِ قَد وَافَي وَ فِي جَبهَتِهِ شَجّةٌ تَكَادُ اليَدُ تَدخُلُ فِيهَا


صفحه : 240

فَلَمّا رَأَيتُهُ بَادَرتُ إِلَيهِ فَقُلتُ مَا وَرَاكَ فَقَالَ إنِيّ‌ صِرتُ إِلَي المَوضِعِ وَ رَمَيتُ بِالرّقعَةِ فَحَمَلَ عَلَيّ عَدَدٌ مِنهَا فهَاَلنَيِ‌ أَمرُهَا وَ لَم يَكُن لِي قُوّةٌ فَجَلَستُ فرَمَحَتَنيِ‌ أَحَدُهَا فِي وجَهيِ‌ فَقُلتُ أللّهُمّ اكفِنِيهَا وَ كُلّهَا تَشُدّ عَلَيّ وَ تُرِيدُ قتَليِ‌ فَانصَرَفَت عنَيّ‌ فَسَقَطتُ فَجَاءَ أخَيِ‌ فحَمَلَنَيِ‌ وَ لَستُ أَعقِلُ فَلَم أَزَل أَتَعَالَجُ حَتّي صَلَحتُ وَ هَذَا الأَثَرُ فِي وجَهيِ‌ فَقُلتُ لَهُ صِر إِلَي عُمَرَ وَ أَعلِمهُ فَصَارَ إِلَيهِ وَ عِندَهُ نَفَرٌ فَأَخبَرَهُ بِمَا كَانَ فَزَبَرَهُ فَقَالَ لَهُ كَذَبتَ لَم تَذهَب بكِتِاَبيِ‌ فَحَلَفَ الرّجُلُ لَقَد فَعَلَ فَأَخرَجَهُ عَنهُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَمَضَيتُ بِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ أَ لَم أَقُل لَكَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي الرّجُلِ فَقَالَ لَهُ إِذَا انصَرَفتَ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي هيِ‌َ فِيهِ فَقُلِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِنَبِيّكَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ أَهلِ بَيتِهِ الّذِينَ اختَرتَهُمعَلي عِلمٍ عَلَي العالَمِينَ أللّهُمّ ذَلّل لِي صُعُوبَتَهَا وَ اكفنِيِ‌ شَرّهَا فَإِنّكَ الكاَفيِ‌ المعُاَفيِ‌ وَ الغَالِبُ القَاهِرُ قَالَ فَانصَرَفَ الرّجُلُ رَاجِعاً فَلَمّا كَانَ مِن قَابِلٍ قَدِمَ الرّجُلُ وَ مَعَهُ جُملَةٌ مِنَ المَالِ قَد حَمَلَهَا مِن أَثمَانِهَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ صَارَ إِلَيهِ وَ أَنَا مَعَهُ فَقَالَ ع تخُبرِنُيِ‌ أَو أُخبِرُكَ فَقَالَ الرّجُلُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بَل تخُبرِنُيِ‌ قَالَ كأَنَيّ‌ بِكَ وَ قَد صِرتَ إِلَيهَا فَجَاءَتكَ وَ لَاذَت بِكَ خَاضِعَةً ذَلِيلَةً فَأَخَذتَ بِنَوَاصِيهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَقَالَ الرّجُلُ صَدَقتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَأَنّكَ كُنتَ معَيِ‌ هَكَذَا كَانَ فَتَفَضّل بِقَبُولِ مَا جِئتُكَ بِهِ فَقَالَ امضِ رَاشِداً بَارَكَ اللّهُ لَكَ وَ بَلَغَ الخَبَرُ عُمَرَ فَغَمّهُ ذَلِكَ وَ انصَرَفَ الرّجُلُ وَ كَانَ يَحُجّ كُلّ سَنَةٍ وَ قَد أَنمَي اللّهُ مَالَهُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُلّ مَنِ استَصعَبَ عَلَيهِ شَيءٌ مِن مَالٍ أَو أَهلٍ أَو وَلَدٍ أَو أَمرٍ فَليَبتَهِل إِلَي اللّهِ بِهَذَا الدّعَاءِ فَإِنّهُ يُكفَي مِمّا يَخَافُ الله إِن شَاءَ اللّهُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو العَزِيزِ كَادِشٌ العكُبرَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ مِثلَهُ وَ فِي آخِرِهِ فَبُورِكَ الرّجُلُ فِي مَالِهِ حَتّي ضَاقَ عَلَيهِ رِحَابُ بَلَدِهِ


صفحه : 241

11- يج ،[الخرائج والجرائح ]الصّفّارُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن جُذعَانَ بنِ أَبِي نَصرٍ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَينَمَا عَلِيّ ع بِالكُوفَةِ إِذ أَحَاطَت بِهِ اليَهُودُ فَقَالُوا أَنتَ ألّذِي تَزعُمُ أَنّ الجرِيّ‌ّ مِنّا مَعشَرَ اليَهُودِ ثُمّ مُسِخَ فَقَالَ لَهُم نَعَم ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي الأَرضِ فَتَنَاوَلَ مِنهَا عُوداً فَشَقّهُ بِاثنَينِ وَ تَكَلّمَ عَلَيهِ بِكَلَامٍ وَ تَفَلَ عَلَيهِ ثُمّ رَمَي بِهِ فِي الفُرَاتِ فَإِذَا الجرِيّ‌ّ يَتَرَاكَبُ بَعضُهُ عَلَي بَعضٍ يَقُولُونَ بِصَوتٍ عَالٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع نَحنُ طَائِفَةٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عُرِضَت عَلَينَا وَلَايَتُكُم فَأَبَينَا أَن نَقبَلَهَا فَمَسَخَنَا اللّهُ جِرّيّاً

12- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عُمَرُ بنُ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ فِي فَضَائِلِ الكُوفَةِ أَنّهُ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ذَاتَ يَومٍ فِي مِحرَابِ جَامِعِ الكُوفَةِ إِذ قَامَ بَينَ يَدَيهِ رَجُلٌ لِلوُضُوءِ فَمَضَي نَحوَ رَحبَةِ الكُوفَةِ يَتَوَضّأُ فَإِذَا بِأَفعًي قَد لَقِيَهُ فِي طَرِيقِهِ لِيَلتَقِمَهُ فَهَرَبَ مِن بَينِ يَدَيهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَحَدّثَهُ بِمَا لَحِقَهُ فِي طَرِيقِهِ فَنَهَضَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَتّي وَقَفَ عَلَي بَابِ الثّقبِ ألّذِي فِيهِ الأَفعَي فَأَخَذَ سَيفَهُ وَ تَرَكَهُ فِي بَابِ الثّقبِ وَ قَالَ إِن كُنتَ مُعجِزَةً مِثلَ عَصَا مُوسَي فَأَخرِجِ الأَفعَي فَمَا كَانَ إِلّا سَاعَةً حَتّي خَرَجَ يُسَارّهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي الأعَراَبيِ‌ّ وَ قَالَ إِنّكَ ظَنَنتَ أنَيّ‌ رَابِعُ أَربَعَةٍ لَمّا قُمتَ بَينَ يدَيَ‌ّ فَقَالَ هُوَ صَحِيحٌ ثُمّ لَطَمَ عَلَي رَأسِهِ وَ أَسلَمَ

فِي الِامتِحَانِ،عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ جَابِرٌ الأنَصاَريِ‌ّكُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي البَرّيّةِ فَرَأَيتُهُ قَد عَدَلَ عَنِ الطّرِيقِ فَتَبِعتُهُ فَرَأَيتُهُ يَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ تَبَسّمَ ضَاحِكاً فَقَالَ أَحسَنتَ أَيّهَا الطّيرُ إِذ صَفَرتَ بِفَضلِهِ فَقُلتُ لَهُ يَا موَلاَي‌َ أَيّ الطّيرِ فَقَالَ فِي الهَوَاءِ أَ تُحِبّ أَن تَرَاهُ وَ تَسمَعَ كَلَامَهُ فَقُلتُ نَعَم يَا موَلاَي‌َ فَنَظَرَ إِلَي السّمَاءِ


صفحه : 242

وَ دَعَا بِدُعَاءٍ خفَيِ‌ّ فَإِذَا الطّيرُ يهَويِ‌ إِلَي الأَرضِ فَسَقَطَ عَلَي يَدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي ظَهرِهِ فَقَالَ انطِق بِإِذنِ اللّهِ وَ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَنطَقَ اللّهُ الطّيرَ بِلِسَانٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَرَدّ عَلَيهِ وَ قَالَ لَهُ مِن أَينَ مَطعَمُكَ وَ مَشرَبُكَ فِي هَذِهِ الفَلَاةِ القَفرَاءِ التّيِ‌ لَا نَبَاتَ فِيهَا وَ لَا مَاءَ فَقَالَ يَا موَلاَي‌َ إِذَا جُعتُ ذَكَرتُ وَلَايَتَكُم أَهلَ البَيتِ فَأَشبَعُ وَ إِذَا عَطِشتُ فَأَتَبَرّأُ مِن أَعدَائِكُم فَأَروَي فَقَالَ بُورِكَ فِيكَ فَطَارَت وَ هَذَا مِثلُ قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا النّاسُ عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ

مُحَمّدُ بنُ وَهبَانَ الأزَديِ‌ّ الدبّيَليِ‌ّ فِي مُعجِزَاتِ النّبُوّةِ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ فِي خَبَرٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ عَبَرَ فِي السّمَاءِ خَيطٌ مِنَ الإِوَزّ طَائِراً عَلَي رَأسِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَصَرصَرنَ وَ صَرَخنَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِلقَنبَرِ قَد سَلّمنَ عَلَيّ وَ عَلَيكُم فَتَغَامَزَ أَهلُ النّفَاقِ بَينَهُم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَادِ بِأَعلَي صَوتِكَ أَيّهَا الإِوَزّ أَجِيبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ أَخَا رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ فَنَادَي قَنبَرٌ بِذَلِكَ فَإِذَا الطّيرُ تُرَفرِفُ عَلَي رَأسِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ قُل لَهَا انزِلنَ فَلَمّا قَالَ لَهَا رَأَيتُ الإِوَزّ وَ قَد ضَرَبَت بِصُدُورِهَا إِلَي الأَرضِ حَتّي صَارَت فِي صَحنِ المَسجِدِ عَلَي أَرضٍ وَاحِدَةٍ فَجَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُخَاطِبُهَا بُلغَةٍ لَا نَعرِفُهَا وَ هُنّ يَلزُزنَ بِأَعنَاقِهِنّ إِلَيهِ وَ يُصَرصِرنَ ثُمّ قَالَ لَهُنّ انطِقنَ بِإِذنِ اللّهِ العَزِيزِ الجَبّارِ قَالَ فَإِذَا هُنّ يَنطِقنَ بِلِسَانٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ خَلِيفَةَ رَبّ العَالَمِينَ الخَبَرَ وَ هَذَا كَقَولِهِ تَعَالَييا جِبالُ أوَبّيِ‌ مَعَهُ وَ الطّيرَ

ابنُ وَهبَانَ وَ الفَتّاكُفَمَضَينَا بِغَابَةٍ فَإِذَا بِأَسَدٍ بَارَكَ فِي الطّرِيقِ وَ أَشبَالُهُ خَلفَهُ


صفحه : 243

فَلَوَيتُ بدِاَبتّيِ‌ لِأَرجِعَ فَقَالَ ع إِلَي أَينَ اقدِم يَا جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِرٍ إِنّمَا هُوَ كَلبُ اللّهِ ثُمّ قَالَما مِن دَابّةٍ إِلّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِهاالآيَةَ فَإِذَا بِالأَسَدِ قَد أَقبَلَ نَحوَهُ يُبَصبِصُ بِذَنَبِهِ وَ هُوَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ يَا ابنَ عَمّ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَبَا الحَارِثِ مَا تَسبِيحُكَ فَقَالَ أَقُولُ سُبحَانَ مَن ألَبسَنَيِ‌ المَهَابَةَ وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ منِيّ‌ المَخَافَةَ وَ رَأَي أَسَداً أَقبَلَ نَحوَهُ يُهَمهِمُ وَ يَمسَحُ بِرَأسِهِ الأَرضَ فَتَكَلّمَ مَعَهُ بشِيَ‌ءٍ فَسُئِلَ عَنهُ ع فَقَالَ إِنّهُ يَشكُو الحَبَلَ وَ دَعَا لِي وَ قَالَ لَا سَلّطَ اللّهُ أَحَداً مِنّا عَلَي أَولِيَائِكَ وَ حكُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ انقِضَاضَ غُرَابٍ عَلَي خُفّهِ وَ قَد نَزَعَهُ لِيَتَوَضّأَ وُضُوءَ الصّلَاةِ فَانسَابَ فِيهِ أَسوَدُ فَحَمَلَهُ الغُرَابُ حَتّي صَارَ بِهِ فِي الجَوّ ثُمّ أَلقَاهُ فَوَقَعَ مِنهُ الأَسوَدُ وَ وَقَاهُ اللّهُ مِن ذَلِكَ

وَ فِي الأغَاَنيِ‌، أَنّهُ قَالَ المدَاَئنِيِ‌ّ إِنّ السّيّدَ الحمِيرَيِ‌ّ وَقَفَ بِالكُنَاسِ وَ قَالَ مَن جَاءَ بِفَضِيلَةٍ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لَم أَقُل فِيهَا شِعراً فَلَهُ فرَسَيِ‌ هَذَا وَ مَا عَلَيّ فَجَعَلُوا يُحَدّثُونَهُ وَ يُنشِدُهُم فِيهِ حَتّي رَوَي رَجُلٌ عَن أَبِي الرّعلِ المرُاَديِ‌ّ أَنّهُ قَدِمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَتَطَهّرَ لِلصّلَاةِ فَنَزَعَ خُفّهُ فَانسَابَ فِيهِ أَفعًي فَلَمّا دَعَا لِيَلبَسَهُ انقَضّت غُرَابٌ فَحَلّقَت ثُمّ أَلقَاهَا فَخَرَجَتِ الأَفعَي مِنهُ قَالَ فَأَعطَاهُ السّيّدُ مَا وَعَدَهُ وَ أَنشَأَ يَقُولُ


أَلَا يَا قَومِ لِلعَجَبِ العُجَابِ   لِخُفّ أَبِي الحُسَينِ وَ لِلحُبَابِ

عَدُوّ مِن عِدَاتِ الجِنّ عَبدٌ   بَعِيدٌ فِي المُرَادَةِ مِن صَوَابٍ

صفحه : 244


كَرِيهُ اللّونِ أَسوَدُ ذُو بَصِيصٍ   حَدِيدُ النّابِ أَزرَقُ ذُو لِعَابٍ

أَتَي خُفّاً لَهُ فَانسَابَ فِيهِ   لِيَنهَشَ رِجلَهُ مِنهَا بِنَابٍ

فَقَضّ مِنَ السّمَاءِ لَهُ عُقَابٌ   مِنَ العِقبَانِ أَو شِبهُ العُقَابِ

فَطَارَ بِهِ فَحَلّقَ ثُمّ أَهوَي   بِهِ لِلأَرضِ مِن دُونِ السّحَابِ

فَصَكّ بِخُفّهِ فَانسَابَ مِنهُ   وَ وَلّي هَارِباً حَذَرَ الحِصَابِ

وَ دَافَعَ عَن أَبِي حَسَنٍ عَلِيّ   نَقِيعَ سِمَامِهِ بَعدَ انسِيَابٍ

بيان تحليق الطائر ارتفاعه في طيرانه والحباب بالضم الحية ومراد الإبل محل اختلافها في المرعي مقبلة ومدبرة والبصيص البريق قوله حذر الحصاب أي أن يرمي بالحصباء

13- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حدَثّنَيِ‌ أَبُو مَنصُورٍ بِإِسنَادِهِ وَ الأصَفهَاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي رَجُلٍ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِصِفّينَ فَرَأَيتُ بَعِيراً مِن إِبِلِ الشّامِ جَاءَ وَ عَلَيهِ رَاكِبُهُ وَ ثَقَلُهُ فَأَلقَي مَا عَلَيهِ وَ جَعَلَ يَتَخَلّلُ الصّفُوفَ حَتّي انتَهَي إِلَي عَلِيّ ع فَوَضَعَ مِشفَرَهُ مَا بَينَ رَأسِ عَلِيّ وَ مَنكِبِهِ وَ جَعَلَ يُحَرّكُهَا بِجِرَانِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ إِنّهَا لَعَلَامَةٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَجَدّ النّاسُ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ اشتَدّ قِتَالُهُم

تَفسِيرُ أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ ع لَمّا نَاظَرَتِ اليَهُودُ عَلِيّاً ع فِي النّبُوّةِ نَادَي جِمَالَ اليَهُودِ أَيّتُهَا الجِمَالُ اشهدَيِ‌ لِمُحَمّدٍ وَ وَصِيّهِ فَنَطَقَت جِمَالُهُم وَ ثِيَابُهُم كُلّهَا صَدَقتَ يَا عَلِيّ إِنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ إِنّكَ يَا عَلِيّ حَقّاً وَصِيّهُ فَآمَنَ بَعضُهُم وَ خزَيِ‌َ آخَرُونَ فَنَزَلَالم ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فِيهِ هُديً لِلمُتّقِينَالكِتَابُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ


صفحه : 245

وَ المُتّقِينَ شِيعَتُهُ

أَبُو بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ فِي نُزُولِ القُرآنِ فِي شَأنِ عَلِيّ ع بِالإِسنَادِ عَن مُقَاتِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَعَرَضَ اللّهُ أمَاَنتَيِ‌ عَلَي السّمَاوَاتِ السّبعِ بِالثّوَابِ وَ العِقَابِ فَقُلنَ رَبّنَا لَا نَحمِلُهَا بِالثّوَابِ وَ العِقَابِ وَ لَكِن نَحمِلُهَا بِلَا ثَوَابٍ وَ لَا عِقَابٍ وَ إِنّ اللّهَ عَرَضَ أمَاَنتَيِ‌ وَ ولَاَيتَيِ‌ عَلَي الطّيُورِ فَأَوّلُ مَن آمَنَ بِهَا البُزَاةُ البِيضُ وَ القَنَابِرُ وَ أَوّلُ مَن جَحَدَهَا البُومُ وَ العَنقَاءُ فَلَعَنَهُمَا اللّهُ تَعَالَي مِن بَينِ الطّيُورِ فَأَمّا البُومُ فَلَا تَقدِرُ أَن تَظهَرَ بِالنّهَارِ لِبُغضِ الطّيرِ لَهَا وَ أَمّا العَنقَاءُ فَغَابَت فِي البِحَارِ لَا تُرَي وَ إِنّ اللّهَ عَرَضَ أمَاَنتَيِ‌ عَلَي الأَرَضِينَ فَكُلّ بُقعَةٍ آمَنَت بوِلَاَيتَيِ‌ جَعَلَهَا طَيّبَةً زَكِيّةً وَ جَعَلَ نَبَاتَهَا وَ ثَمَرَهَا حُلواً عَذباً وَ جَعَلَ مَاءَهَا زُلَالًا وَ كُلّ بُقعَةٍ جَحَدَت أمَاَنتَيِ‌ وَ أَنكَرَت ولَاَيتَيِ‌ جَعَلَهَا سَبِخاً وَ جَعَلَ نَبَاتَهَا مُرّاً عَلقَماً وَ جَعَلَ ثَمَرَهَا العَوسَجَ وَ الحَنظَلَ وَ جَعَلَ مَاءَهَا مِلحاً أُجَاجاً ثُمّ قَالَوَ حَمَلَهَا الإِنسانُيعَنيِ‌ أُمّتَكَ يَا مُحَمّدُ وَلَايَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ إِمَامَتَهُ بِمَا فِيهَا مِنَ الثّوَابِ وَ العِقَابِإِنّهُ كانَ ظَلُوماًلِنَفسِهِجَهُولًالِأَمرِ دِينِهِ مَن لَم يُؤَدّهَا بِحَقّهَا فَهُوَ ظَلُومٌ غَشُومٌ

14-عم ،[إعلام الوري ] مِن مُعجِزَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا رَوَاهُ عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع مِن قَولِهِ ع لِجُوَيرِيَةَ بنِ مُسهِرٍ وَ قَد عَزَمَ عَلَي الخُرُوجِ أَمَا إِنّهُ سَيَعرِضُ لَكَ فِي طَرِيقِكَ الأَسَدُ قَالَ فَمَا الحِيلَةُ لَهُ قَالَ تُقرِئُهُ منِيّ‌ السّلَامَ


صفحه : 246

وَ تُخبِرُهُ أنَيّ‌ أَعطَيتُكَ مِنهُ الأَمَانَ فَخَرَجَ جُوَيرِيَةُ فَبَينَا هُوَ يَسِيرُ عَلَي دَابّةٍ إِذ أَقبَلَ نَحوَهُ أَسَدٌ لَا يُرِيدُ غَيرَهُ فَقَالَ لَهُ جُوَيرِيَةُ يَا أَبَا الحَارِثِ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ إِنّهُ قَد آمنَنَيِ‌ مِنكَ قَالَ فَوَلّي اللّيثُ عَنهُ مُطرِقاً بِرَأسِهِ يُهَمهِمُ حَتّي غَابَ فِي الأَجَمَةِ فَهَمهَمَ خَمساً ثُمّ غَابَ وَ مَضَي جُوَيرِيَةُ فِي حَاجَتِهِ فَلَمّا انصَرَفَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ كَانَ مِنَ الأَمرِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ مَا قُلتَ لِلّيثِ وَ مَا قَالَ لَكَ فَقَالَ جُوَيرِيَةُ قُلتُ لَهُ مَا أمَرَتنَيِ‌ بِهِ وَ بِذَلِكَ انصَرَفَ عنَيّ‌ فَأَمّا مَا قَالَ اللّيثُ فَاللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ أَعلَمُ قَالَ إِنّهُ وَلّي عَنكَ يُهَمهِمُ فَأَحصَيتَ لَهُ خَمسَ هَمهَمَاتٍ ثُمّ انصَرَفَ عَنكَ قَالَ جُوَيرِيَةُ صَدَقتَ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَكَذَا هُوَ فَقَالَ ع إِنّهُ قَالَ لَكَ فأَقَر‌ِئ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ منِيّ‌ السّلَامَ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ خَمساً

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن الباقر ع مثله قال وذكر أبوالمفضل الشيباني‌

نحو ذلك عن جويرية

15-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي هُرَيرَةَ أَنّهُ قَالَصَلّينَا الغَدَاةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا بِوَجهِهِ الكَرِيمِ وَ أَخَذَ مَعَنَا فِي الحَدِيثِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَلبُ فُلَانٍ الذمّيّ‌ّ خَرَقَ ثوَبيِ‌ وَ خَدَشَ ساَقيِ‌ فَمُنِعتُ مِنَ الصّلَاةِ مَعَكَ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ أَتَاهُ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الصّحَابَةِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَلبُ فُلَانٍ الذمّيّ‌ّ خَرَقَ ثوَبيِ‌ وَ خَدَشَ ساَقيِ‌ فمَنَعَنَيِ‌ مِنَ الصّلَاةِ مَعَكَ فَقَالَص إِذَا كَانَ الكَلبُ عَقُوراً وَجَبَ قَتلُهُ ثُمّ قَامَص وَ قُمنَا مَعَهُ حَتّي أَتَي مَنزِلَ الرّجُلِ فَبَادَرَ أَنَسٌ فَدَقّ البَابَ فَقَالَ مَن بِالبَابِ فَقَالَ أَنَسٌ النّبِيّص بِبَابِكُم قَالَ


صفحه : 247

فَأَقبَلَ الرّجُلُ مُبَادِراً فَفَتَحَ بَابَهُ وَ خَرَجَ إِلَي النّبِيّص وَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ألّذِي جَاءَ بِكَ إلِيَ‌ّ وَ لَستُ عَلَي دِينِكَ أَلّا كُنتَ وَجّهتَ إلِيَ‌ّ كُنتُ أُجِيبُكَ قَالَ النّبِيّص لِحَاجَةٍ إِلَينَا أَخرِج كَلبَكَ فَإِنّهُ عَقُورٌ وَ قَد وَجَبَ قَتلُهُ فَقَد خَرَقَ ثِيَابَ فُلَانٍ وَ خَدَشَ سَاقَهُ وَ كَذَا فَعَلَ اليَومَ بِفُلَانٍ فَبَادَرَ الرّجُلُ إِلَي كَلبِهِ وَ طَرَحَ فِي عُنُقِهِ حَبلًا وَ جَرّهُ إِلَيهِ وَ أَوقَفَهُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا نَظَرَ الكَلبُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ألّذِي جَاءَ بِكَ وَ لِمَ تُرِيدُ قتَليِ‌ قَالَ خَرَقتَ ثِيَابَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ خَدَشتَ سَاقَيهِمَا قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ القَومَ الّذِينَ ذَكَرتَهُم مُنَافِقُونَ نَوَاصِبُ يُبغِضُونَ ابنَ عَمّكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ لَو لَا أَنّهُم كَذَلِكَ مَا تَعَرّضتُ لَهُم وَ لَكِنّهُم جَازُوا يَرفِضُونَ عَلِيّاً وَ يَسُبّونَهُ فأَخَذَتَنيِ‌ الحَمِيّةُ الأَبِيّةُ وَ النّخوَةُ العَرَبِيّةُ فَفَعَلتُ بِهِم قَالَ فَلَمّا سَمِعَ النّبِيّص ذَلِكَ مِنَ الكَلبِ أَمَرَ صَاحِبَهُ بِالِالتِفَاتِ إِلَيهِ وَ أَوصَاهُ بِهِ ثُمّ قَامَ لِيَخرُجَ وَ إِذَا صَاحِبُ الكَلبِ الذمّيّ‌ّ قَد قَامَ عَلَي قَدَمَيهِ وَ قَالَ أَ تَخرُجُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَد شَهِدَ كلَبيِ‌ بِأَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ ابنَ عَمّكَ عَلِيّاً ولَيِ‌ّ اللّهِ ثُمّ أَسلَمَ وَ أَسلَمَ جَمِيعُ مَن كَانَ فِي دَارِهِ

أقول رواه السيد المرتضي في كتاب عيون المعجزات عن محمد بن عثمان عن أبي زيد النميري‌ عن عبدالصمد بن عبدالوارث عن شعبة عن سليمان الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مثله


صفحه : 248

باب 211- ماظهر من معجزاته عليه الصلاة و السلام في الجمادات والنباتات

1- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَنِ القَاسِمِ بنِ وَلِيدٍ النهّديِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ قَالَ خَرَجنَا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حَتّي انتَهَينَا إِلَي العَاقُولِ فَإِذَا هُوَ بِأَصلِ شَجَرَةٍ قَد وَقَعَ لِحَاؤُهَا وَ بقَيِ‌َ عَمُودُهَا فَضَرَبَهَا بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ ارجعِيِ‌ بِإِذنِ اللّهِ خَضرَاءَ مُثمِرَةً فَإِذَا هيِ‌َ تَهتَزّ بِأَغصَانِهَا الكُمّثرَي فَقَطَعنَا وَ أَكَلنَا وَ حَمَلنَا مَعَنَا فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ غَدَونَا فَإِذَا نَحنُ بِهَا خَضرَاءَ فِيهَا الكُمّثرَي

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن الحارث الأعور مثله بيان اللحاء بالكسر والمد قشر الشجر

2-يج ،[الخرائج والجرائح ] عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن رُمَيلَةَ وَ كَانَ مِمّن صَحِبَ عَلِيّاً ع قَالَصَارَ إِلَيهِ نَفَرٌ مِن أَصحَابِهِ فَقَالُوا إِنّ وصَيِ‌ّ مُوسَي كَانَ يُرِيهِمُ الدّلَائِلَ وَ العَلَامَاتِ وَ البَرَاهِينَ وَ المُعجِزَاتِ وَ كَانَ وصَيِ‌ّ عِيسَي يُرِيهِم كَذَلِكَ فَلَو أَرَيتَنَا شَيئاً تَطمَئِنّ إِلَيهِ قُلُوبُنَا فَقَالَ إِنّكُم لَا تَحتَمِلُونَ عِلمَ العَالِمِ وَ لَا تَقُولُونَ عَلَي بَرَاهِينِهِ وَ آيَاتِهِ وَ أَلَحّوا عَلَيهِ فَخَرَجَ بِهِم نَحوَ أَبيَاتِ الهَجَرِيّينَ حَتّي أَشرَفَ بِهِم عَلَي السّبَخَةِ


صفحه : 249

فَدَعَا خَفِيّاً ثُمّ قَالَ اكشفِيِ‌ غِطَاءَكِ فَإِذَا بِجَنّاتٍ وَ أَنهَارٍ فِي جَانِبٍ وَ إِذَا بِسَعِيرٍ وَ نِيرَانٍ مِن جَانِبٍ فَقَالَ جَمَاعَةٌ سِحرٌ سَحَرَ وَ ثَبَتَ آخَرُونَ عَلَي التّصدِيقِ وَ لَم يُنكِرُوا مِثلَهُ وَ قَالُوا لَقَد قَالَ النّبِيّص القَبرُ رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ أَو حُفرَةٌ مِن حُفَرِ النّيرَانِ

3- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ قَد شَكَا أَهلُ الكُوفَةِ إِلَي عَلِيّ زِيَادَةَ الفُرَاتِ فَرَكِبَ هُوَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَوَقَفَ عَلَي الفُرَاتِ وَ قَدِ ارتَفَعَ المَاءُ عَلَي جَانِبَيهِ فَضَرَبَهُ بِقَضِيبِ رَسُولِ اللّهِص فَنَقَصَ ذِرَاعٌ وَ ضَرَبَهُ أُخرَي فَنَقَصَ ذِرَاعَانِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو زِدتَنَا فَقَالَ إنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ فأَعَطاَنيِ‌ مَا رَأَيتُم وَ أَكرَهُ أَن أَكُونَ عَبداً مُلِحّاً

4-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع قَالَكُنّا قُعُوداً ذَاتَ يَومٍ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُنَاكَ شَجَرَةُ رُمّانٍ يَابِسَةٌ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ نَفَرٌ مِن مُبغِضِيهِ وَ عِندَهُ قَومٌ مِن مُحِبّيهِ فَسَلّمُوا فَأَمَرَهُم بِالجُلُوسِ فَقَالَ عَلِيّ ع إنِيّ‌ أُرِيكُمُ اليَومَ آيَةً تَكُونُ فِيكُم كَمِثلِ المَائِدَةِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذ يَقُولُ اللّهُإنِيّ‌ مُنَزّلُها عَلَيكُم فَمَن يَكفُر بَعدُ مِنكُم فإَنِيّ‌ أُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَ ثُمّ قَالَ انظُرُوا إِلَي الشّجَرَةِ وَ كَانَت يَابِسَةً فَإِذَا هيِ‌َ قَد جَرَي المَاءُ فِي عُودِهَا ثُمّ اخضَرّت وَ أَورَقَت وَ عَقَدَت وَ تَدَلّي حَملُهَا عَلَي رُءُوسِنَا ثُمّ التَفَتَ إِلَينَا فَقَالَ لِلّذِينَ هُم مُحِبّوهُ مُدّوا أَيدِيَكُم وَ تَنَاوَلُوا وَ كُلُوا فَقُلنَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ تَنَاوَلنَا وَ أَكَلنَا رُمّاناً لَم نَأكُل قَطّ شَيئاً أَعذَبَ مِنهُ وَ أَطيَبَ ثُمّ قَالَ لِلنّفَرِ الّذِينَ هُم يُبغِضُوهُ مُدّوا أَيدِيَكُم وَ تَنَاوَلُوا فَمَدّوا أَيدِيَهُم فَارتَفَعَت فَكُلّمَا مَدّ رَجُلٌ مِنهُم يَدَهُ إِلَي رُمّانَةٍ ارتَفَعَت فَلَم يَتَنَاوَلُوا شَيئاً فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا بَالُ إِخوَانِنَا مَدّوا أَيدِيَهُم وَ تَنَاوَلُوا وَ أَكَلُوا وَ مَدَدنَا أَيدِيَنَا فَلَم نَنَل فَقَالَ ع وَ كَذَلِكَ الجَنّةُ لَا


صفحه : 250

يَنَالُهَا إِلّا أَولِيَاؤُنَا وَ مُحِبّونَا وَ لَا يُبَعّدُ مِنهَا إِلّا أَعدَاؤُنَا وَ مُبغِضُونَا فَلَمّا خَرَجُوا قَالُوا هَذَا مِن سِحرِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ سَلمَانُ مَا ذَا تَقُولُونَأَ فَسِحرٌ هذا أَم أَنتُم لا تُبصِرُونَ

5- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ ع أتُيِ‌َ بِأَسِيرٍ فِي عَهدِ عُمَرَ فَعَرَضَ عَلَيهِ الإِسلَامَ فَأَبَي فَأَمَرَ بِقَتلِهِ قَالَ لَا تقَتلُوُنيِ‌ وَ أَنَا عَطشَانُ فَجَاءُوا بِقَدَحٍ مَلآنَ فَقَالَ لِيَ الأَمَانُ إِلَي أَن أَشرَبَ قَالَ عُمَرُ نَعَم فَأَرَاقَ المَاءَ عَلَي الأَرضِ فَنَشَفَتهُ قَالَ عُمَرُ اقتُلُوهُ فَإِنّهُ احتَالَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَا يَجُوزُ قَتلُهُ فَقَد آمَنتَهُ فَقَالَ مَا أَفعَلُ بِهِ قَالَ تَجعَلُهُ لِرَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ بِقِيمَةِ عَبدٍ قَالَ وَ مَن يَرغَبُ فِيهِ قَالَ أَنَا قَالَ هُوَ لَكَ فَأَخَذَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ القَدَحُ بِكَفّهِ فَدَعَا فَإِذَا ذَلِكَ المَاءُ اجتَمَعَ فِي القَدَحِ فَأَسلَمَ لِذَلِكَ فَأَعتَقَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَزِمَ المَسجِدَ وَ التّعَبّدَ

6-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ الفُرَاتَ مُدّت عَلَي عَهدِ عَلِيّ ع فَقَالَ النّاسُ نَخَافُ الغَرَقَ فَرَكِبَ وَ صَلّي عَلَي الفُرَاتِ فَمَرّ بِمَجلِسِ ثَقِيفٍ فَغَمَزَ عَلَيهِ بَعضُ شُبّانِهِم فَالتَفَتَ إِلَيهِم وَ قَالَ يَا بَقِيّةَ ثَمُودَ يَا صَعّارَ الخُدُودِ هَل أَنتُم إِلّا طَغَامٌ لِئَامٌ مَن لِي بِهَؤُلَاءِ الأَعبُدِ فَقَالَ مَشَايِخُ مِنهُم إِنّ هَؤُلَاءِ شَبَابٌ جُهّالٌ فَلَا تَأخُذنَا بِهِم وَ اعفُ عَنّا قَالَ لَا أَعفُو عَنكُم إِلّا عَلَي أَن أَرجِعَ وَ قَد هَدَمتُم هَذِهِ المَجَالِسَ وَ سَدَدتُم كُلّ كُوّةٍ وَ قَلَعتُم كُلّ مِيزَابٍ وَ طَمَستُم كُلّ بَالُوعَةٍ عَلَي الطّرِيقِ فَإِنّ هَذَا كُلّهُ فِي طَرِيقِ المُسلِمِينَ وَ فِيهِ أَذًي لَهُم فَقَالُوا نَفعَلُ وَ مَضَي وَ تَرَكَهُم فَفَعَلُوا ذَلِكَ كُلّهُ فَلَمّا صَارَ إِلَي الفُرَاتِ دَعَا ثُمّ قَرَعَ الفُرَاتَ قَرعَةً فَنَقَصَ ذِرَاعٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذِهِ رُمّانَةٌ قَد جَاءَ بِهَا المَاءُ وَ قَدِ احتُبِسَت عَلَي الجِسرِ مِن كِبَرِهَا وَ عِظَمِهَا فَاحتَمَلَهَا


صفحه : 251

وَ قَالَ هَذِهِ رُمّانَةٌ مِن رُمّانِ الجَنّةِ وَ لَا يَأكُلُ ثِمَارَ الجَنّةِ إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَقَسَمتُهَا بَينَكُم

7- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ قَالَ لَمّا فَرَغَ عَلِيّ ع مِن وَقعَةِ صِفّينَ وَقَفَ عَلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ وَ قَالَ أَيّهَا الواَديِ‌ مَن أَنَا فَاضطَرَبَ وَ تَشَقّقَت أَموَاجُهُ وَ قَد حَضَرَ النّاسُ وَ قَد سَمِعُوا مِنَ الفُرَاتِ أَصوَاتاً أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّ عَلِيّاً ولَيِ‌ّ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ

8- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عُبَيدٍ عَنِ السكّسكَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع لَمّا قَدِمَ مِن صِفّينَ وَقَفَ عَلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ ثُمّ انتَزَعَ مِن كِنَانَتِهِ سِهَاماً ثُمّ أَخرَجَ مِنهَا قَضِيباً أَصفَرَ فَضَرَبَ بِهِ الفُرَاتَ وَ قَالَ ع انفجَرِيِ‌ فَانفَجَرَت اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً كُلّ عَينٍ كَالطّودِ وَ النّاسُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ ثُمّ تَكَلّمَ بِكَلَامٍ لَم يَفهَمُوهُ فَأَقبَلَتِ الحِيتَانُ رَافِعَةً رُءُوسَهَا بِالتّهلِيلِ وَ التّكبِيرَةِ وَ قَالَتِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا حُجّةَ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ يَا عَينَ اللّهِ فِي عِبَادِهِ خَذَلَكَ قَومُكَ بِصِفّينَ كَمَا خَذَلَ هَارُونَ بنَ عِمرَانَ قَومُهُ فَقَالَ لَهُم أَ سَمِعتُم قَالُوا نَعَم قَالَ فَهَذِهِ آيَةٌ لِي عَلَيكُم وَ قَد أَشهَدتُكُم عَلَيهِ

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ عَاصِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العبَديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الأمُوَيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن أَبِي مَريَمَ عَن سَلمَانَ قَالَكُنّا جُلُوساً عِندَ النّبِيّص إِذ أَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَاوَلَهُ حَصَاةً فَمَا استَقَرّتِ


صفحه : 252

الحَصَاةُ فِي كَفّ عَلِيّ ع حَتّي نَطَقَت وَ هيِ‌َ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص رَضِيتُ بِاللّهِ رَبّاً وَ بِمُحَمّدٍص نَبِيّاً وَ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَلِيّاً ثُمّ قَالَ النّبِيّص مَن أَصبَحَ مِنكُم رَاضِياً بِاللّهِ وَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَد أَمِنَ خَوفَ اللّهِ وَ عِقَابَهُ

10- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص أَخَذَ كَفّاً مِنَ الحَصَي فَسَبّحنَ فِي يَدِهِ ثُمّ صَبّهُنّ فِي يَدِ عَلِيّ ع فَسَبّحنَ فِي يَدِهِ حَتّي سَمِعنَا التّسبِيحَ فِي أَيدِيهِمَا ثُمّ صَبّهُنّ فِي أَيدِينَا فَمَا سَبّحَت

11-خص ،[منتخب البصائر] أَبُو يُوسُفَ يَعقُوبُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي حَنِيفَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ السلّماَنيِ‌ّ عَن حُبَيشِ بنِ المُعتَمِرِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَدعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فوَجَهّنَيِ‌ إِلَي اليَمَنِ لِأُصلِحَ بَينَهُم فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُم قَومٌ كَثِيرٌ وَ لَهُم سِنّ وَ أَنَا شَابّ حَدَثٌ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِذَا صِرتَ بِأَعلَي عَقَبَةِ أَفِيقٍ فَنَادِ بِأَعلَي صَوتِكَ يَا شَجَرُ يَا مَدَرُ يَا ثَرَي مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص يُقرِئُكُمُ السّلَامَ قَالَ فَذَهَبتُ فَلَمّا صِرتُ بِأَعلَي العَقَبَةِ أَشرَفتُ عَلَي أَهلِ اليَمَنِ فَإِذَا هُم بِأَسرِهِم مُقبِلُونَ نحَويِ‌ مُشرِعُونَ رِمَاحَهُم مُستَوُونَ أَسِنّتَهُم مُتَنَكّبُونَ قِسِيّهُم شَاهِرُونَ سِلَاحَهُم فَنَادَيتُ بِأَعلَي صوَتيِ‌ يَا شَجَرُ يَا مَدَرُ يَا ثَرَي مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص يُقرِئُكُمُ السّلَامَ قَالَ فَلَم تَبقَ شَجَرَةٌ وَ لَا مَدَرَةٌ وَ لَا ثَرًي إِلّا ارتَجّت بِصَوتٍ وَاحِدٍ وَ عَلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَيكَ السّلَامُ فَاضطَرَبَت قَوَائِمُ القَومِ وَ ارتَعَدَت رُكَبُهُم وَ وَقَعَ السّلَاحُ مِن أَيدِيهِم


صفحه : 253

وَ أَقبَلُوا إلِيَ‌ّ مُسرِعِينَ فَأَصلَحتُ بَينَهُم وَ انصَرَفتُ

12- ختص ،[الإختصاص ] ابنُ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ وَ كَتَبَهُ لِي بِخَطّهِ بِحَضرَةِ أَبِي الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حَمّادٍ البطِيّخيِ‌ّ عَن رُمَيلَةَ وَ كَانَ مِن أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ نَفَراً مِن أَصحَابِهِ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ وصَيِ‌ّ مُوسَي ع كَانَ يُرِيهِمُ العَلَامَاتِ بَعدَ مُوسَي وَ إِنّ وصَيِ‌ّ عِيسَي ع كَانَ يُرِيهِمُ العَلَامَاتِ بَعدَ عِيسَي فَلَو أَرَيتَنَا فَقَالَ لَا تُقِرّونَ فَأَلَحّوا عَلَيهِ فَأَخَذَ بِيَدِ تِسعَةٍ مِنهُم وَ خَرَجَ بِهِم قِبَلَ أَبيَاتِ الهَجَرِيّينَ حَتّي أَشرَفَ عَلَي السّبَخَةِ فَتَكَلّمَ بِكَلَامٍ خفَيِ‌ّ ثُمّ قَالَ بِيَدِهِ اكشفِيِ‌ غِطَاءَكِ فَإِذَا كُلّ مَا وَصَفَ اللّهُ فِي الجَنّةِ نُصبَ أَعيُنِهِم مَعَ رَوحِهَا وَ زَهرَتِهَا فَرَجَعَ مِنهُم أَربَعَةٌ يَقُولُونَ سِحراً سِحراً وَ ثَبَتَ رَجُلٌ مِنهُم بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ جَلَسَ مَجلِساً فَنَقَلَ مِنهُ شَيئاً مِنَ الكَلَامِ فِي ذَلِكَ فَتَعَلّقُوا بِهِ فَجَاءُوا بِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اقتُلهُ وَ لَا نُدَاهِنُ فِي دِينِ اللّهِ قَالَ وَ مَا لَهُ قَالُوا سَمِعنَاهُ يَقُولُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَهُ مِمّن سَمِعتَ هَذَا الكَلَامَ قَالَ سَمِعتُهُ مِن فُلَانِ بنِ فُلَانٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَجُلٌ سَمِعَ مِن غَيرِهِ شَيئاً فَأَدّاهُ لَا سَبِيلَ عَلَي هَذَا فَقَالُوا دَاهَنتَ فِي دِينِ اللّهِ وَ اللّهِ لَنَقتُلَنّهُ فَقَالَ وَ اللّهِ لَا يَقتُلُهُ مِنكُم رَجُلٌ إِلّا أَبَرتُ عِترَتَهُ

13- ع ،[علل الشرائع ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن جَابِرٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ تَمِيمُ بنُ جَذِيمٍ قَالَكُنّا مَعَ عَلِيّ ع حَيثُ تَوَجّهنَا إِلَي البَصرَةِ قَالَ فَبَينَمَا نَحنُ نُزُولٌ إِذَا اضطَرَبَتِ الأَرضُ فَضَرَبَهَا عَلِيّ ع بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ لَهَا مَا لَكِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا بِوَجهِهِ ثُمّ قَالَ لَنَا أَمَا إِنّهَا لَو كَانَتِ الزّلزَلَةُ


صفحه : 254

التّيِ‌ ذَكَرَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ لأَجَاَبتَنيِ‌ وَ لَكِنّهَا لَيسَت بِتِلكَ

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] محمد بن العباس عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان مثله بيان أي لوكانت هذه زلزلة القيامة لأجابتني‌ الأرض حين سألتها عن أخبارها كماذكره الله تعالي في سورة الزلزال وسيأتي‌ توضيحه في الخبر الآتي‌

14- ع ،[علل الشرائع ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن رَوحِ بنِ صَالِحٍ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ رَفَعَهُ عَن فَاطِمَةَ ع قَالَت أَصَابَ النّاسَ زَلزَلَةٌ عَلَي عَهدِ أَبِي بَكرٍ فَفَزِعَ النّاسُ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَوَجَدُوهُمَا قَد خَرَجَا فَزِعَينِ إِلَي عَلِيّ ع فَتَبِعَهُمَا النّاسُ إِلَي أَنِ انتَهَوا إِلَي بَابِ عَلِيّ ع فَخَرَجَ إِلَيهِم عَلِيّ ع غَيرَ مُكتَرِثٍ لِمَا هُم فِيهِ فَمَضَي وَ اتّبَعَهُ النّاسُ حَتّي انتَهَي إِلَي تَلعَةٍ فَقَعَدَ عَلَيهَا وَ قَعَدُوا حَولَهُ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَي حِيطَانِ المَدِينَةِ تَرتَجّ جَائِيَةً وَ ذَاهِبَةً فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع كَأَنّكُم قَد هَالَكُم مَا تَرَونَ قَالُوا كَيفَ لَا يَهُولُنَا وَ لَم نَرَ مِثلَهَا قَطّ قَالَت فَحَرّكَ شَفَتَيهِ ثُمّ ضَرَبَ الأَرضَ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ مَا لَكِ اسكنُيِ‌ فَسَكَنَت فَعَجِبُوا مِن ذَلِكَ أَكثَرَ مِن تَعَجّبِهِم أَوّلًا حَيثُ خَرَجَ إِلَيهِم قَالَ لَهُم فَإِنّكُم قَد عَجِبتُم مِن صنَيِعيِ‌ قَالُوا نَعَم فَقَالَ أَنَا الرّجُلُ ألّذِي قَالَ اللّهُإِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها وَ أَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقالَها وَ قالَ الإِنسانُ ما لَهافَأَنَا الإِنسَانُ ألّذِي يَقُولُ لَهَا مَا لَكِيَومَئِذٍ تُحَدّثُ أَخبارَهاإيِاّي‌َ تُحَدّثُ

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] محمد بن هارون التلعكبري‌ بإسناده إلي هارون بن خارجة مثله

15-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن بَعضِ مَن حَدّثَهُ عَن


صفحه : 255

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ كَانَ مَعَ أَصحَابِهِ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ إنِيّ‌ لَأَتَعَجّبُ مِن هَذِهِ الدّنيَا التّيِ‌ فِي أيَديِ‌ هَؤُلَاءِ القَومِ وَ لَيسَت عِندَكُم فَقَالَ يَا فُلَانُ أَ تَرَي أَنّمَا نُرِيدُ الدّنيَا فَلَا نُعطَاهَا ثُمّ قَبَضَ قَبضَةً مِنَ الحَصَي فَإِذَا هيِ‌َ جَوَاهِرُ فَقَالَ مَا هَذَا فَقُلتُ هَذَا مِن أَجوَدِ الجَوَاهِرِ فَقَالَ لَو أَرَدنَا لَكَانَ وَ لَكِن لَا نُرِيدُهُ ثُمّ رَمَي بِالحَصَي فَعَادَت كَمَا كَانَت

يج ،[الخرائج والجرائح ]عمر بن يزيد عن الثمالي‌ مثله ختص ،[الإختصاص ]عمر بن علي بن عمر بن يزيد عن علي بن ميثم التمار عمن حدثه

مثله

16-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الحَذّاءِ البصَريِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ البصَريِ‌ّ قَالَ لَمّا فَتَحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع البَصرَةَ قَالَ مَن يَدُلّنَا عَلَي دَارِ رَبِيعِ بنِ حَكِيمٍ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ أَنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَ كُنتُ يَومَئِذٍ غُلَاماً قَد أَيفَعَ قَالَ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ ثُمّ خَرَجَ وَ تَبِعَهُ النّاسُ فَلَمّا جَازَ إِلَي الجَبّانَةِ وَ اكتَنَفَهُ النّاسُ فَخَطّ بِسَوطِهِ خَطّةً فَأَخرَجَ دِينَاراً ثُمّ خَطّ خَطّةً أُخرَي فَأَخرَجَ دِينَاراً حَتّي أَخرَجَ ثَلَاثِينَ دِينَاراً فَقَلّبَهَا فِي يَدِهِ حَتّي أَبصَرَهُ النّاسُ ثُمّ رَدّهَا وَ غَرَسَهَا بِإِبهَامِهِ ثُمّ قَالَ لَيَأتِيكَ بعَديِ‌ مُحسِنٌ أَو مسُيِ‌ءٌ ثُمّ رَكِبَ بَغلَةَ رَسُولِ اللّهِ وَ انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ أَخَذنَا العَلَامَةَ فِي مَوضِعٍ فَحَفَرنَا حَتّي بَلَغنَا الرّسخَ فَلَم نُصِب شَيئاً فَقِيلَ لِلحَسَنِ يَا بَا سَعِيدٍ مَا تَرَي ذَلِكَ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَقَالَ أَمّا أَنَا فَلَا أدَريِ‌


صفحه : 256

أَنّ كُنُوزَ الأَرضِ تُستَرُ إِلّا بِمِثلِهِ

17-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن سَلمَانَ أَنّ عَلِيّاً ع بَلَغَهُ عَن عُمَرَ ذِكرُ شِيعَتِهِ فَاستَقبَلَهُ فِي بَعضِ طُرُقَاتِ بَسَاطِينِ المَدِينَةِ وَ فِي يَدِ عَلِيّ ع قَوسٌ عَرَبِيّةٌ فَقَالَ يَا عُمَرُ بلَغَنَيِ‌ عَنكَ ذِكرُكَ لشِيِعتَيِ‌ فَقَالَ اربَع عَلَي ظَلعِكَ فَقَالَ ع إِنّكَ لَهَاهُنَا ثُمّ رَمَي بِالقَوسِ عَلَي الأَرضِ فَإِذَا هيِ‌َ ثُعبَانٌ كَالبَعِيرِ فَاغِرٌ فَاهُ وَ قَد أَقبَلَ نَحوَ عُمَرَ لِيَبتَلِعَهُ فَصَاحَ عُمَرُ اللّهَ اللّهَ يَا أَبَا الحَسَنِ لَا عُدتُ بَعدَهَا فِي شَيءٍ وَ جَعَلَ يَتَضَرّعُ إِلَيهِ فَضَرَبَ يَدَهُ إِلَي الثّعبَانِ فَعَادَتِ القَوسُ كَمَا كَانَت فَمَرّ عُمَرُ إِلَي بَيتِهِ مَرعُوباً قَالَ سَلمَانُ فَلَمّا كَانَ فِي اللّيلِ دعَاَنيِ‌ عَلِيّ ع فَقَالَ صِر إِلَي عُمَرَ فَإِنّهُ حُمِلَ إِلَيهِ مَالٌ مِن نَاحِيَةِ المَشرِقِ وَ لَم يَعلَم بِهِ أَحَدٌ وَ قَد عَزَمَ أَن يَحتَبِسَهُ فَقُل لَهُ يَقُولُ لَكَ عَلِيّ أُخرِجَ إِلَيكَ مَالٌ مِن نَاحِيَةِ المَشرِقِ فَفَرّقهُ عَلَي مَن جُعِلَ لَهُم وَ لَا تَحبِسهُ فَأَفضَحَكَ قَالَ سَلمَانُ فَأَدّيتُ إِلَيهِ الرّسَالَةَ فَقَالَ حيَرّنَيِ‌ أَمرُ صَاحِبِكَ مِن أَينَ عَلِمَ بِهِ فَقُلتُ وَ هَل يَخفَي عَلَيهِ مِثلُ هَذَا فَقَالَ لِسَلمَانَ اقبَل منِيّ‌ مَا أَقُولُ لَكَ مَا عَلِيّ إِلّا سَاحِرٌ وَ إنِيّ‌ لَمُشفِقٌ عَلَيكَ مِنهُ وَ الصّوَابُ أَن تُفَارِقَهُ وَ تَصِيرَ فِي جُملَتِنَا قُلتُ بِئسَ مَا قُلتَ لَكِنّ عَلِيّاً وَرِثَ مِن أَسرَارِ النّبُوّةِ مَا قَد رَأَيتَ مِنهُ وَ مَا هُوَ أَكبَرُ مِنهُ قَالَ ارجِع إِلَيهِ فَقُل لَهُ السّمعَ وَ الطّاعَةَ لِأَمرِكَ فَرَجَعتُ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ أُحَدّثُكَ بِمَا جَرَي بَينَكُمَا فَقُلتُ أَنتَ أَعلَمُ بِهِ منِيّ‌ فَتَكَلّمَ بِكُلّ مَا جَرَي بِهِ


صفحه : 257

بَينَنَا ثُمّ قَالَ إِنّ رُعبَ الثّعبَانِ فِي قَلبِهِ إِلَي أَن يَمُوتَ

بيان قوله ع إنك لهاهنا أي تحسبني‌ عاجزا عن مقاومتك فتقول لي مثل ذلك أوإني‌ في حضور الخلق أداريك ففي‌ الخلوة أيضا هكذا أتكلمني‌ مع معرفتك بمكاني‌ وعلو شأني‌

18-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ الأَربَعِينَ لِمُحَمّدِ بنِ مُسلِمِ بنِ أَبِي الفَوَارِسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَحمُودٍ عَنِ القاَضيِ‌ شَرَفِ الدّينِ أَبِي بَكرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ العلَوَيِ‌ّ عَن جُبَيرِ بنِ الرّضَا عَن عَبدِ بنِ مُسهِرٍ عَن سَلَمَةَ بنِ الأَصهَبِ عَن كَيسَانَ بنِ أَبِي عَاصِمٍ عَن مُرّةَ بنِ سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جعديان عَنِ القَائِدِ أَبِي نَصرِ بنِ مَنصُورٍ التسّترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ المهاطي‌ عَن أَبِي القَاسِمِ القَوّاسِ عَن سَلِيمٍ النّجّارِ عَن حَامِدِ بنِ سَعِيدٍ عَن خَالِصِ بنِ ثَعلَبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ خَالِدِ بنِ سَعِيدِ بنِ العَاصِ قَالَكُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد خَرَجَ مِنَ الكُوفَةِ إِذ عَبَرَ بِالصّعِيدِ التّيِ‌ يُقَالُ لَهَا النّخلَةُ عَلَي فَرسَخَينِ مِنَ الكُوفَةِ فَخَرَجَ مِنهَا خَمسُونَ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ وَ قَالُوا أَنتَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ الإِمَامُ فَقَالَ أَنَا ذَا فَقَالُوا لَنَا صَخرَةٌ مَذكُورَةٌ فِي كُتُبِنَا عَلَيهَا اسمُ سِتّةٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ هُوَ ذَا نَطلُبُ الصّخرَةَ فَلَا نَجِدُهَا فَإِن كُنتَ إِمَاماً أَوجِدنَا الصّخرَةَ فَقَالَ عَلِيّ ع اتبّعِوُنيِ‌ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ خَالِدٍ فَسَارَ القَومُ خَلفَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَنِ استَبطَنَ فِيهِمُ البَرّ وَ إِذَا بِجَبَلٍ مِن رَملٍ عَظِيمٍ فَقَالَ ع أَيّتُهَا الرّيحُ انسفِيِ‌ الرّملَ عَنِ الصّخرَةِ بِحَقّ اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ فَمَا كَانَ إِلّا سَاعَةً حَتّي نُسِفَتِ الرّملُ وَ ظَهَرَتِ الصّخرَةُ فَقَالَ عَلِيّ ع هَذِهِ صَخرَتُكُم فَقَالُوا عَلَيهَا اسمُ سِتّةٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ عَلَي مَا سَمِعنَا وَ قَرَأنَا فِي كُتُبِنَا وَ لَسنَا نَرَي عَلَيهَا فَقَالَ ع الأَسمَاءُ التّيِ‌ عَلَيهَا فهَيِ‌َ فِي وَجهِهَا ألّذِي عَلَي الأَرضِ


صفحه : 258

فَاقلِبُوهَا فَاعصَوصَبَ عَلَيهَا أَلفُ رَجُلٍ حَضَرُوا فِي هَذَا المَكَانِ فَمَا قَدَرُوا عَلَي قَلبِهَا فَقَالَ ع تَنَحّوا عَنهَا فَمَدّ يَدَهُ إِلَيهَا فَقَلّبَهَا فَوَجَدُوا عَلَيهَا اسمَ سِتّةٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ ع أَصحَابِ الشّرَائِعِ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ فَقَالَ النّفَرُ اليَهُودُ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ حُجّةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ مَن عَرَفَكَ سَعِدَ وَ نَجَا وَ مَن خَالَفَكَ ضَلّ وَ غَوَي وَ إِلَي الحَمِيمِ هَوَي جَلّت مَنَاقِبُكَ عَنِ التّحدِيدِ وَ كَثُرَت آثَارُ نَعتِكَ عَنِ التّعدِيدِ

فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عن عمار بن ياسر مثله بيان قال الفيروزآبادي‌ اعصوصبت الإبل جدت في السير واجتمعت

19-شف ،[كشف اليقين ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الريّاَحيِ‌ّ بِالبَصرَةِ عَن شُيُوخِهِ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع دَخَلَ يَوماً إِلَي مَنزِلِهِ فَالتَمَسَ شَيئاً مِنَ الطّعَامِ فَأَجَابَتهُ الزّهرَاءُ فَاطِمَةُ ع فَقَالَت مَا عِندَنَا شَيءٌ وَ إنِنّيِ‌ مُنذُ يَومَينِ أُعَلّلُ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَقَالَ أَعطُونَا مِرطاً نَضَعهُ عِندَ بَعضِ النّاسِ عَلَي شَيءٍ فأَعُطيِ‌َ فَخَرَجَ بِهِ إِلَي يهَوُديِ‌ّ كَانَ فِي جِيرَانِهِ فَقَالَ لَهُ أَخَا تُبّعِ اليَهُودِ أَعطِنَا عَلَي هَذَا المِرطِ صَاعاً مِن شَعِيرٍ فَأَخرَجَ إِلَيهِ اليهَوُديِ‌ّ الشّعِيرَ فَطَرَحَهُ فِي كُمّهِ وَ مَشَي ع خُطُوَاتٍ فَنَادَاهُ اليهَوُديِ‌ّ أَقسَمتُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِلّا وَقَفتَ لِأُشَافِهَكَ فَجَلَسَ وَ لَحِقَهُ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ لَهُ إِنّ ابنَ عَمّكَ يَزعُمُ أَنّهُ حَبِيبُ اللّهِ وَ خَاصّتُهُ وَ خَالِصَتُهُ وَ أَنّهُ أَشرَفُ الرّسُلِ عَلَي اللّهِ تَعَالَي فَأَلّا سَأَلَ اللّهَ تَعَالَي أَن يُغنِيَكُم عَن هَذِهِ الفَاقَةِ التّيِ‌ أَنتُم


صفحه : 259

عَلَيهَا فَأَمسَكَ ع سَاعَةً وَ نَكَتَ بِإِصبَعِهِ الأَرضَ وَ قَالَ لَهُ يَا أَخَا تُبّعِ اليَهُودِ وَ اللّهِ إِنّ لِلّهِ عِبَاداً لَو أَقسَمُوا عَلَيهِ أَن يُحَوّلَ هَذَا الجِدَارَ ذَهَباً لَفَعَلَ قَالَ فَاتّقَدَ الجِدَارُ ذَهَباً فَقَالَ لَهُ ع مَا أَعنِيكَ إِنّمَا ضَرَبتُكَ مَثَلَا فَأَسلَمَ اليهَوُديِ‌ّ

20-يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن أَبِي جَعفَرِ بنِ بَابَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَصحَابُ عَلِيّ ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَرَيتَنَا مَا نَطمَئِنّ إِلَيهِ مِمّا أَنهَي إِلَيكَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ لَو رَأَيتُم عَجِيبَةً مِن عجَاَئبِيِ‌ لَكَفَرتُم وَ قُلتُم سَاحِرٌ كَذّابٌ وَ كَاهِنٌ وَ هُوَ مِن أَحسَنِ قَولِكُم قَالُوا مَا مِنّا أَحَدٌ إِلّا وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّكَ وَرِثتَ رَسُولَ اللّهِص وَ صَارَ إِلَيكَ عِلمُهُ قَالَ عِلمُ العَالِمِ شَدِيدٌ وَ لَا يَحتَمِلُهُ إِلّا مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ وَ أَيّدَهُ بِرُوحٍ مِنهُ ثُمّ قَالَ أَمّا إِذَا أَبَيتُمُ الآنَ أُرِيكُم بَعضَ عجَاَئبِيِ‌ وَ مَا آتاَنيِ‌َ اللّهُ مِنَ العِلمِ فَاتّبَعَهُ سَبعُونَ رَجُلًا كَانُوا فِي أَنفُسِهِم خِيَارُ النّاسِ مِن شِيعَتِهِ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع إنِيّ‌ لَستُ أُرِيكُم شَيئاً حَتّي آخُذَ عَلَيكُم عَهدَ اللّهِ وَ مِيثَاقَهُ أَلّا تَكفُرُوا بيِ‌ وَ لَا ترَموُنيِ‌ بِمُعضِلَةٍ فَوَ اللّهِ مَا أُرِيكُم إِلّا مَا علَمّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَأَخَذَ عَلَيهِمُ العَهدَ وَ المِيثَاقَ أَشَدّ مَا أَخَذَهُ اللّهُ عَلَي رُسُلِهِ ثُمّ قَالَ حَوّلُوا وُجُوهَكُم عنَيّ‌ حَتّي أَدعُوَ بِمَا أُرِيدُ فَسَمِعُوهُ يَدعُو بِدَعَوَاتٍ لَم يَسمَعُوا بِمِثلِهَا ثُمّ قَالَ حَوّلُوا وُجُوهَكُم فَحَوّلُوهَا فَإِذَا جَنّاتٌ وَ أَنهَارٌ وَ قُصُورٌ مِن جَانِبٍ وَ السّعِيرُ تَتَلَظّي مِن جَانِبٍ حَتّي أَنّهُم لَم يَشُكّوا فِي مُعَايَنَةِ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَالَ أَحسَنُهُم قَولًا إِنّ هَذَا لَسِحرٌ عَظِيمٌ وَ رَجَعُوا كُفّاراً إِلّا رَجُلَينِ فَلَمّا رَجَعَ مَعَ الرّجُلَينِ قَالَ لَهُمَا قَد سَمِعتُم مَقَالَتَهُم وَ أخَذيِ‌ عَلَيهِمُ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ وَ رُجُوعَهُم يَكفُرُونَ أَمَا وَ اللّهِ إِنّهَا لحَجُتّيِ‌ عَلَيهِم غَداً عِندَ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ لَيَعلَمُ أنَيّ‌ لَستُ بِكَاهِنٍ وَ لَا سَاحِرٍ وَ لَا يُعرَفُ ذَلِكَ لِي وَ لَا لآِباَئيِ‌ وَ لَكِنّهُ عَلِمَ اللّهُ وَ عَلِمَ رَسُولُهُ أَنهَاهُ اللّهُ إِلَي رَسُولِهِ وَ أَنهَاهُ رَسُولُ اللّهِص إلِيَ‌ّ وَ أَنهَيتُهُ إِلَيكُم فَإِذَا رَدَدتُم عَلَيّ رَدَدتُم عَلَي اللّهِ حَتّي إِذَا صَارَ إِلَي مَسجِدِ


صفحه : 260

الكُوفَةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ فَإِذَا حَصَي المَسجِدِ دُرّ وَ يَاقُوتٌ فَقَالَ لَهُمَا مَا ألّذِي تَرَيَانِ قَالَا هَذَا دُرّ وَ يَاقُوتٌ فَقَالَ لَو أَقسَمتُ عَلَي ربَيّ‌ فِيمَا هُوَ أَعظَمُ مِن هَذَا لَأَبَرّ قسَمَيِ‌ فَرَجَعَ أَحَدُهُمَا كَافِراً وَ أَمّا الآخَرُ فَثَبَتَ فَقَالَ ع لَهُ إِن أَخَذتَ شَيئاً نَدِمتَ وَ إِن تَرَكتَ نَدِمتَ فَلَم يَدَعهُ حِرصُهُ حَتّي أَخَذَ دُرّةً فَصَيّرَهَا فِي كُمّهِ حَتّي إِذَا أَصبَحَ نَظَرَ إِلَيهَا فَإِذَا هيِ‌َ دُرّةٌ بَيضَاءُ لَم يَنظُرِ النّاسُ إِلَي مِثلِهَا فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ أَخَذتُ مِن ذَلِكَ الدّرّ وَاحِدَةً قَالَ وَ مَا دَعَاكَ إِلَي ذَلِكَ قَالَ أَحبَبتُ أَن أَعلَمَ أَ حَقّ هُوَ أَم بَاطِلٌ قَالَ إِنّكَ إِن رَدَدتَهَا إِلَي المَوضِعِ ألّذِي أَخَذتَهَا مِنهُ عَوّضَكَ اللّهُ الجَنّةَ وَ إِن أَنتَ لَم تَرُدّهَا عَوّضَكَ اللّهُ النّارَ فَقَامَ الرّجُلُ فَرَدّهَا إِلَي مَوضِعِهَا ألّذِي أَخَذَهَا مِنهُ فَحَوّلَهَا اللّهُ حَصَاةً كَمَا كَانَ فَبَعضُهُم قَالَ كَانَ هَذَا مِيثَمٌ التّمّارُ وَ قَالَ بَعضُهُم بَل كَانَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ الخزُاَعيِ‌ّ

21-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] مِن مُعجِزَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا رَوَاهُ أَهلُ السّيَرِ وَ اشتَهَرَ بِهِ الخَبَرُ فِي العَامّةِ وَ الخَاصّةِ حَتّي نَظَمَهُ الشّعَرَاءُ وَ خَطَبَ بِهِ البُلَغَاءُ وَ رَوَاهُ الفُهَمَاءُ وَ العُلَمَاءُ مِن حَدِيثِ الرّاهِبِ بِأَرضِ كَربَلَاءَ وَ الصّخرَةُ وَ شُهرَتُهُ تغُنيِ‌ عَن تَكَلّفِ إِيرَادِ الإِسنَادِ لَهُ وَ ذَلِكَ أَنّ الجَمَاعَةَ رَوَت أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا تَوَجّهَ إِلَي صِفّينَ لَحِقَ أَصحَابَهُ عَطَشٌ شَدِيدٌ وَ نَفِدَ مَا كَانَ عِندَهُم مِنَ المَاءِ فَأَخَذُوا يَمِيناً وَ شِمَالًا يَلتَمِسُونَ المَاءَ فَلَم يَجِدُوا لَهُ أَثَراً فَعَدَلَ بِهِم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَنِ الجَادّةِ وَ سَارَ قَلِيلًا وَ لَاحَ لَهُم دَيرٌ فِي وَسَطِ البَرّيّةِ فَسَارَ بِهِم نَحوَهُ حَتّي إِذَا صَارَ فِي فِنَائِهِ أَمَرَ مَن نَادَي سَاكِنَهُ بِالإِطلَاعِ إِلَيهِم فَنَادَوهُ فَأَطلَعَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَل قُربَ قَائِمِكَ هَذَا مِن مَاءٍ يَتَغَوّثُ بِهِ هَؤُلَاءِ القَومُ فَقَالَ هَيهَاتَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ المَاءِ أَكثَرُ مِن فَرسَخَينِ وَ مَا بِالقُربِ منِيّ‌ شَيءٌ مِنَ المَاءِ وَ لَو لَا أنَنّيِ‌ أوُتيِ‌َ بِمَاءٍ يكَفيِنيِ‌ كُلّ شَهرٍ عَلَي التّقتِيرِ لَتَلِفتُ عَطَشاً فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ سَمِعتُم مَا قَالَ الرّاهِبُ قَالُوا نَعَم أَ فَتَأمُرُنَا بِالمَسِيرِ إِلَي حَيثُ أَومَأَ إِلَيهِ لَعَلّنَا أَن نُدرِكَ المَاءَ وَ بِنَا قُوّةٌ


صفحه : 261

فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا حَاجَةَ لَكُم إِلَي ذَلِكَ وَ لَوّي عُنُقَ بَغلَتِهِ نَحوَ القِبلَةِ وَ أَشَارَ بِهِم إِلَي مَكَانٍ يَقرُبُ مِنَ الدّيرِ فَقَالَ اكشِفُوا الأَرضَ فِي هَذَا المَكَانِ فَعَدَلَ مِنهُم جَمَاعَةٌ إِلَي المَوضِعِ فَكَشَفُوهُ باِلمسَاَحيِ‌ فَظَهَرَت لَهُم صَخرَةٌ عَظِيمَةٌ تَلمَعُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَاهُنَا صَخرَةٌ لَا تَعمَلُ فِيهَا المسَاَحيِ‌ فَقَالَ لَهُم إِنّ هَذِهِ الصّخرَةَ عَلَي المَاءِ فَإِن زَالَت عَن مَوضِعِهَا وَجَدتُمُ المَاءَ فَاجتَهَدُوا فِي قَلعِهَا فَاجتَمَعُوا القَومُ وَ رَامُوا تَحرِيكَهَا فَلَم يَجِدُوا إِلَي ذَلِكَ سَبِيلًا وَ استَصعَبَت عَلَيهِم فَلَمّا رَآهُم ع قَدِ اجتَمَعُوا وَ بَذَلُوا الجُهدَ فِي قَلعِ الصّخرَةِ وَ استَصعَبَت عَلَيهِم لَوَي رِجلَهُ عَن سَرجِهِ حَتّي صَارَ عَلَي الأَرضِ ثُمّ حَسَرَ عَن ذِرَاعَيهِ وَ وَضَعَ أَصَابِعَهُ تَحتَ جَانِبِ الصّخرَةِ فَحَرّكَهَا ثُمّ قَلَعَهَا بِيَدِهِ وَ دَحَا بِهَا أَذرُعاً كَثِيرَةً فَلَمّا زَالَت مِن مَكَانِهَا ظَهَرَ لَهُم بِيَاضُ المَاءِ فَبَادَرُوا إِلَيهِ فَشَرِبُوا مِنهُ فَكَانَ أَعذَبَ مَاءٍ شَرِبُوا مِنهُ فِي سَفَرِهِم وَ أَبرَدَهُ وَ أَصفَاهُ فَقَالَ لَهُم تَزَوّدُوا وَ ارتَوُوا فَفَعَلُوا ذَلِكَ ثُمّ جَاءَ إِلَي الصّخرَةِ فَتَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ وَ وَضَعَهَا حَيثُ كَانَت فَأَمَرَ أَن يُعفَي أَثَرُهَا بِالتّرَابِ وَ الرّاهِبُ يَنظُرُ مِن فَوقِ دَيرِهِ فَلَمّا استَوفَي عِلمَ مَا جَرَي نَادَي أَيّهَا النّاسُ أنَزلِوُنيِ‌ أنَزلِوُنيِ‌ فَاحتَالُوا فِي إِنزَالِهِ فَوَقَفَ بَينَ يدَيَ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا أَنتَ نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ قَالَ لَا قَالَ فَمَلَكٌ مُقَرّبٌ قَالَ لَا قَالَ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ خَاتَمِ النّبِيّينَص قَالَ ابسُط يَدَكَ أُسلِم لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي يَدَيكَ فَبَسَطَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَدَهُ وَ قَالَ لَهُ اشهَدِ الشّهَادَتَينِ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص وَ أَحَقّ النّاسِ بِالأَمرِ مِن بَعدِهِ فَأَخَذَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَيهِ شَرَائِطَ الإِسلَامِ ثُمّ قَالَ لَهُ مَا ألّذِي دَعَاكَ الآنَ إِلَي الإِسلَامِ بَعدَ طُولِ مُقَامِكَ فِي هَذَا الدّيرِ عَلَي


صفحه : 262

الخِلَافِ قَالَ أُخبِرُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ هَذَا الدّيرَ بنُيِ‌َ عَلَي طَلَبِ قَالِعِ هَذِهِ الصّخرَةِ وَ مُخرِجِ المَاءِ مِن تَحتِهَا وَ قَد مَضَي عَالِمٌ قبَليِ‌ فَلَم يُدرِكُوا ذَلِكَ وَ قَد رَزَقَنِيهِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِنّا نَجِدُ فِي كِتَابٍ مِن كُتُبِنَا وَ نَأثِرُ عَن عُلَمَائِنَا أَنّ فِي هَذَا الصّقعِ عَيناً عَلَيهَا صَخرَةٌ لَا يَعرِفُ مَكَانَهَا إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ وَ أَنّهُ لَا بُدّ مِن ولَيِ‌ّ لِلّهِ يَدعُو إِلَي الحَقّ آيَتُهُ مَعرِفَةُ مَكَانِ هَذِهِ الصّخرَةِ وَ قُدرَتُهُ عَلَي قَلعِهَا وَ إنِيّ‌ لَمّا رَأَيتُكَ قَد فَعَلتَ ذَلِكَ تَحَقّقتُ مَا كُنّا نَنتَظِرُهُ وَ بَلَغتُ الأُمنِيّةَ مِنهُ فَأَنَا اليَومَ مُسلِمٌ عَلَي يَدَيكَ وَ مُؤمِنٌ بِحَقّكَ وَ مَولَاكَ فَلَمّا سَمِعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَكَي حَتّي اخضَلّت لِحيَتُهُ مِنَ الدّمُوعِ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي كُنتُ فِي كُتُبِهِ مَذكُوراً ثُمّ دَعَا النّاسَ فَقَالَ اسمَعُوا مَا يَقُولُ أَخُوكُمُ المُسلِمُ فَسَمِعُوا مَقَالَهُ وَ كَثُرَ حَمدُهُم لِلّهِ وَ شُكرُهُم عَلَي النّعمَةِ التّيِ‌ أَنعَمَ بِهَا عَلَيهِم فِي مَعرِفَتِهِم بِحَقّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ سَارُوا وَ الرّاهِبُ بَينَ يَدَيهِ فِي جُملَةِ أَصحَابِهِ حَتّي لقَيِ‌َ أَهلَ الشّامِ وَ كَانَ الرّاهِبُ فِي جُملَةِ مَنِ استُشهِدَ مَعَهُ فَتَوَلّي عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ الصّلَاةَ عَلَيهِ وَ دَفنَهُ وَ أَكثَرَ مِنَ الِاستِغفَارِ لَهُ وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَهُ يَقُولُ ذَاكَ موَلاَي‌َ

و في هذاالخبر ضروب من المعجز أحدها علم الغيب والثاني‌ القوة التي‌ خرق العادة بها وتميزه بخصوصيتها من الأنام مع ما فيه من ثبوت البشارة به في كتب الله الأولي و ذلك مصداق قوله تعالي ذلِكَ مَثَلُهُم فِي التّوراةِ وَ مَثَلُهُم فِي الإِنجِيلِ و في مثل ذلك يقول السيد إسماعيل بن محمدالحميري‌ رحمه الله في قصيدته البائية المذهبة


صفحه : 263


ولقد سري فيما يسير بليلة   بعدالعشاء بكربلاء في موكب

حتي أتي متبتلا في قائم   ألقي قواعده بقاع مجدب

يأتيه ليس بحيث يلقي عامر   غيرالوحوش و غيرأصلع أشيب

فدنا فصاح به فأشرف ماثلا   كالنسر فوق شظية من مرقب

هل قرب قائمك ألذي بوأته   ماء يصاب فقال ما من مشرب

إلابغاية فرسخين و من لنا   بالماء بين نقا وقي‌ سبسب

فثني الأعنة نحو وعث فاجتلي   ملساء يلمع كاللجين المذهب

قال اقلبوها إنكم إن تقلبوا   ترووا و لاتروون إن لم تقلب

فاعصوصبوا في قلعها فتمنعت   منهم تمنع صعبة لم تركب

حتي إذاأعيتهم أهوي لها   كفا متي ترد المغالب تغلب

فكأنها كرة بكف حزور   عبل الذراع دحا بها في ملعب

فسقاهم من تحتها متسلسلا   عذبا يزيد علي الألذ الأعذب

حتي إذاشربوا جميعا ردها   ومضا فخلت مكانها لم يقرب

. وزاد فيها ابن ميمون قوله


وآيات راهبها سريرة معجز   فيها وآمن بالوصي‌ المنجب

ومضي شهيدا صادقا في نصره   أكرم به من راهب مترهب

أعني‌ ابن فاطمة الوصي‌ و من يقل   في فضله وفعاله لايكذب

كلا كلا طرفيه من سام و ما   حام له بأب و لابأب أب .

صفحه : 264


من لايفر و لايري في معرك   إلا وصارمة الخضيب المضرب

.بيان قال السيد المرتضي رضي‌ الله عنه في شرح هذه القصيدة البائية السري سير الليل كله والمتبتل الراهب والقائم صومعته والقاع الأرض الحرة الطين التي‌ لاحزونة فيها و لاانهباط والقاعدة أساس الجدار و كل مايبني والجدب ضد الخصب . ثم قال و هذه قصة مشهورة جاءت بهاالرواية فَإِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ رَوَي عَن شُيُوخِهِ عَمّن خَبّرَهُم قَالَخَرَجنَا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع نُرِيدُ صِفّينَ فَمَرَرنَا بِكَربَلَاءَ فَقَالَ ع أَ تَدرُونَ أَينَ هَاهُنَا وَ اللّهِ مَصَارِعُ الحُسَينِ وَ أَصحَابُهُ ثُمّ سِرنَا يَسِيراً فَانتَهَينَا إِلَي رَاهِبٍ فِي صَومَعَةٍ وَ قَد تَقَطّعَ النّاسُ مِنَ العَطَشِ فَشَكَوا ذَلِكَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ذَلِكَ أَنّهُ أَخَذَ طَرِيقَ البَرّ وَ تَرَكَ الفُرَاتَ عِيَاناً فَدَنَا مِنَ الرّاهِبِ وَ هَتَفَ بِهِ فَأَشرَفَ مِن صَومِعَتِهِ فَقَالَ يَا رَاهِبُ هَل قُربَ قَائِمِكَ مَاءٌ فَقَالَ لَا فَسَارَ قَلِيلًا ثُمّ نَزَلَ بِمَوضِعٍ فِيهِ رَملٌ فَأَمَرَ النّاسَ فَنَزَلُوا وَ أَمَرَهُم أَن يَبحَثُوا ذَلِكَ الرّملَ فَأَصَابُوا تَحتَهُ صَخرَةً بَيضَاءَ فَاقتَلَعَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِيَدِهِ وَ دَحَاهَا وَ إِذَا تَحتَهَا مَاءٌ أَرَقّ مِنَ الزّلَالِ وَ أَعذَبُ مِن كُلّ مَاءٍ فَشَرِبُوا وَ ارتَوَوا وَ حَمَلُوا مِنهُ وَ رَدّ الصّخرَةَ وَ الرّملَ كَمَا كَانَ قَالَ فَسِرنَا قَلِيلًا وَ قَد عَلِمَ كُلّ وَاحِدٍ مِنَ النّاسِ مَكَانَ العَينِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بحِقَيّ‌ عَلَيكُم إِلّا رَجَعتُم إِلَي مَوضِعِ العَينِ فَنَظَرتُم هَل تَقدِرُونَ عَلَيهَا فَرَجَعَ النّاسُ يَقفُونَ الأَثَرَ إِلَي مَوضِعِ الرّملِ فَبَحَثُوا ذَلِكَ الرّملَ فَلَم يُصِيبُوا العَينَ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ


صفحه : 265

لَا وَ اللّهِ مَا أَصَبنَاهَا وَ لَا ندَريِ‌ أَينَ هيِ‌َ قَالَ فَأَقبَلَ الرّاهِبُ فَقَالَ أَشهَدُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ أَبِي أخَبرَنَيِ‌ عَن جدَيّ‌ وَ كَانَ مِن حوَاَريِ‌ّ عِيسَي ع أَنّهُ قَالَ إِنّ تَحتَ هَذَا الرّملِ عَيناً مِن مَاءٍ أَبيَضَ مِنَ الثّلجِ وَ أَعذَبَ مِن كُلّ مَاءِ عَذبٍ لَا يَقَعُ عَلَيهِ إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنّكَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص وَ خَلِيفَتُهُ وَ المؤُدَيّ‌ عَنهُ وَ قَد رَأَيتُ أَن أَصحَبَكَ فِي سَفَرِكَ هَذَا فيَصُيِبنَيِ‌ مَا أَصَابَكَ مِن خَيرٍ وَ شَرّ فَقَالَ لَهُ خَيراً وَ دَعَا لَهُ بِخَيرٍ وَ قَالَ ع يَا رَاهِبُ الزمَنيِ‌ وَ كُن قَرِيباً منِيّ‌ فَفَعَلَ فَلَمّا كَانَ لَيلَةُ الهَرِيرِ وَ التَقَي الجَمعَانِ وَ اضطَرَبَ النّاسُ فِيمَا بَينَهُم قُتِلَ الرّاهِبُ فَلَمّا أَصبَحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لِأَصحَابِهِ انهَضُوا بِنَا فَادفِنُوا قَتلَاكُم وَ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَطلُبُ الرّاهِبَ حَتّي وَجَدَهُ فَصَلّي عَلَيهِ وَ دَفَنَهُ بِيَدِهِ فِي لَحدِهِ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ زَوجَتِهِ التّيِ‌ أَكرَمَهُ اللّهُ بِهَا

. ثم قال ومعني يأتيه أي يأتي‌ هذاالموضع ألذي فيه الراهب ومعني عامر أنه لامقيم فيه سوي الوحوش ويمكن أن يكون مأخوذا من العمرة التي‌ هي‌ الزيادة والأصلع الأشيب هوالراهب وذكر بعد هذاالبيت قوله


في مدمج زلق أشم كأنه   حلقوم أبيض ضيق مستصعب

. والمدمج الشي‌ء المستور والزلق ألذي لايثبت عليه قدم والأشم الطويل المشرف والأبيض الطائر الكبير من طيور الماء وإنما جر لفظة ضيق مستصعب لأنه جعلهما من وصف المدمج والماثل المنتصب وشبه الراهب بالنسر لطول عمره والشظية قطعة من الجبل مفردة والمرقب المكان العالي‌


صفحه : 266

والنقا قطعة من الرمل تنقاد محدودبة والقي‌ الصحراء الواسعة والسبسب القفر والوعث الرمل ألذي لايسلك فيه ومعني اجتلي ملساء نظر إلي صخرة ملساء فتجلت لعينه ومعني تبرق تلمع ووصف اللجين بالمذهب لأنه أشد لبريقه ولمعانه ومعني اعصوصبوا اجتمعوا علي قلعها وصاروا عصبة واحدة ومعني أهوي لها مد إليها والمغالب الرجل المغالب والحزور الغلام المترعرع والعبل الغليظ الممتلئ والمتسلسل الماء السلسل في الحلق ويقال إنه البارد أيضا و ابن فاطمة هو أمير المؤمنين ع انتهي كلامه رفع الله في الجنان مقامه

22- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ عُرِضَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ خُصُومَةٌ فَجَلَسَ فِي أَصلِ جِدَارٍ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ الجِدَارُ يَقَعُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع امضِ كَفَي اللّهُ حَارِساً فَقَضَي بَينَ الرّجُلَينِ وَ قَامَ وَ سَقَطَ الجِدَارُ وَ وَجَدَ ع مُؤمِناً لَازَمَهُ مُنَافِقٌ بِالدّينِ فَقَالَ أللّهُمّ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ لَمّا قَضَيتَ عَن عَبدِكَ هَذَا الدّينَ ثُمّ أَمَرَهُ بِتَنَاوُلِ حَجَرٍ وَ مَدَرٍ فَانقَلَبَت لَهُ ذَهَباً أَحمَرَ فَقَضَي دَينَهُ وَ كَانَ ألّذِي بقَيِ‌َ أَكثَرَ مِن مِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ

وَ رَوَي جَمَاعَةٌ عَن خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ أَنّهُ قَالَ رَأَيتُ عَلِيّاً يَسرِدُ حَلَقَاتِ دِرعِهِ بِيَدِهِ وَ يُصلِحُهَا فَقُلتُ هَذَا كَانَ لِدَاوُدَ ع فَقَالَ يَا خَالِدُ بِنَا أَلَانَ اللّهُ الحَدِيدَ لِدَاوُدَ فَكَيفَ لَنَا

جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ وَ أَبُو هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُثمَانَ وَ حَمدَانَ بنِ المُعَافَي عَنِ الرّضَا ع وَ مُحَمّدُ بنُ صَدَقَةَ عَن مُوسَي


صفحه : 267

بنِ جَعفَرٍ ع وَ لَقَد أنَبأَنَيِ‌ أَيضاً شِيرَوَيهِ الديّلمَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُنّا مَعَ النّبِيّص فِي طُرُقَاتِ المَدِينَةِ إِذَا جَعَلَ خَمسَهُ فِي خَمسِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَوَ اللّهِ مَا رَأَينَا خَمسَينِ أَحسَنَ مِنهُمَا إِذ مَرَرنَا عَلَي نَخلِ المَدِينَةِ فَصَاحَت نَخلَةٌ أُختَهَا هَذَا مُحَمّدٌ المُصطَفَي وَ هَذَا عَلِيّ المُرتَضَي فَاجتَزنَاهُمَا فَصَاحَت ثَانِيَةٌ بِثَالِثَةٍ هَذَا نُوحٌ النّبِيّ وَ هَذَا اِبرَاهِيمُ الخَلِيلُ فَاجتَزنَاهُمَا فَصَاحَت ثَالِثَةٌ بِرَابِعَةٍ هَذَا مُوسَي وَ أَخُوهُ هَارُونُ فَاجتَزنَاهُمَا فَصَاحَت رَابِعَةٌ بِخَامِسَةٍ هَذَا مُحَمّدٌ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ هَذَا عَلِيّ سَيّدُ الوَصِيّينَ فَتَبَسّمَ النّبِيّص ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ سَمّ نَخلَ المَدِينَةِ صَيحَانِيّاً فَقَد صَاحَت بفِضَليِ‌ وَ بِفَضلِكَ وَ أُروَي كَانَ البُستَانُ لِعَامِرِ بنِ سَعدٍ بِعَقِيقِ السّفلَي وَ رَأَي ع أَنصَارِيّاً يَأكُلُ قُشُورَ الفَاكِهَةِ وَ قَد أَخَذَهَا مِنَ المَزبَلَةِ فَأَعرَضَ عَنهُ لِئَلّا يَخجَلَ مِنهُ فَأَتَي مَنزِلَهُ وَ أَتَي إِلَيهِ بقِرُصيَ‌ شَعِيرٍ مِن فَطُورِهِ وَ قَالَ أَصِب مِن هَذَا كُلّمَا جُعتَ فَإِنّ اللّهَ يَجعَلُ فِيهِ البَرَكَةَ فَامتَحَنَ ذَلِكَ فَوَجَدَ فِيهِ لَحماً وَ شَحماً وَ حُلواً وَ رُطَباً وَ بِطّيخاً وَ فَوَاكِهَ الشّتَاءِ وَ فَوَاكِهَ الصّيفِ فَارتَعَدَت فَرَائِصُ الرّجُلِ وَ سَقَطَ لِوَجهِهِ فَأَقَامَهُ عَلِيّ ع وَ قَالَ مَا شَأنُكَ قَالَ كُنتُ مُنَافِقاً


صفحه : 268

شَاكّاً فِيمَا يَقُولُهُ مُحَمّدٌص وَ فِيمَا تَقُولُهُ أَنتَ فَكَشَفَ اللّهُ لِي عَنِ السّمَاوَاتِ وَ الحُجُبِ فَأَبصَرتُ كُلّ مَا تَعِدَانِ بِهِ وَ تُوَاعِدَانِ بِهِ فَزَالَ عنَيّ‌ الشّكّ وَ أَخَذَ العدَوَيِ‌ّ مِن بَيتِ المَالِ أَلفَ دِينَارٍ فَجَاءَ سَلمَانُ عَلَي لِسَانِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ رُدّ المَالَ إِلَي بَيتِ المَالِ فَقَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ مَن يَغلُل يَأتِ بِما غَلّ يَومَ القِيامَةِ فَقَالَ العدَوَيِ‌ّ مَا أَكثَرَ سِحراً أَولَادَ عَبدِ المُطّلِبِ مَا عَرَفَ هَذَا قَطّ أَحَدٌ وَ أَعجَبُ مِن هَذَا أنَيّ‌ رَأَيتُهُ يَوماً وَ فِي يَدِهِ قَوسُ مُحَمّدٍ فَسَخِرتُ مِنهُ فَرَمَاهَا مِن يَدِهِ وَ قَالَ خُذ عَدُوّ اللّهِ فَإِذَا هيِ‌َ ثُعبَانٌ مُبِينٌ يَقصِدُ إلِيَ‌ّ فَحَلّفتُهُ حَتّي أَخَذَهَا وَ صَارَت قَوساً وَ أَنفَذَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِيثَمَ التّمّارِ فِي أَمرٍ فَوَقَفَ عَلَي بَابِ دُكّانِهِ فَأَتَي رَجُلٌ يشَترَيِ‌ التّمرَ فَأَمَرَهُ بِوَضعِ الدّرهَمِ وَ رَفعِ التّمرِ فَلَمّا انصَرَفَ مِيثَمٌ وَجَدَ الدّرهَمَ بَهرَجاً فَقَالَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ فَإِذَا يَكُونُ التّمرُ مُرّاً فَإِذَا هُوَ باِلمشُترَيِ‌ رَجَعَ وَ قَالَ هَذَا التّمرُ مُرّ وَ استَفَاضَ بَينَ الخَاصّ وَ العَامّ أَنّ أَهلَ الكُوفَةِ فَزِعُوا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مِنَ الغَرَقِ لَمّا زَادَتِ الفُرَاتُ فَأَسبَغَ الوُضُوءَ وَ صَلّي مُنفَرِداً ثُمّ دَعَا اللّهَ ثُمّ تَقَدّمَ إِلَي الفُرَاتِ مُتَوَكّئاً عَلَي قَضِيبٍ بِيَدِهِ حَتّي ضَرَبَ بِهِ صَفحَةَ المَاءِ وَ قَالَ انقُص بِإِذنِ اللّهِ وَ مَشِيئَتِهِ فَغَاضَ المَاءُ حَتّي بَدَتِ الحِيتَانُ فَنَطَقَ كَثِيرٌ مِنهَا بِالسّلَامِ عَلَيهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ لَم يَنطِق مِنهَا أَصنَافٌ مِنَ السّمَكِ وَ هيِ‌َ الجرِيّ‌ّ وَ الماَرمَاَهيِ‌ وَ الزّمّارُ فَتَعَجّبَ النّاسُ لِذَلِكَ وَ سَأَلُوهُ عَن عِلّةِ مَا نَطَقَ وَ صُمُوتِ مَا صَمَتَ فَقَالَ أَنطَقَ اللّهُ لِي مَا طَهُرَ مِنَ السّمُوكِ وَ أَصمَتَ عنَيّ‌ مَا حَرّمَهُ وَ نَجّسَهُ وَ أَبعَدَهُ


صفحه : 269

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي مُحَمّدٍ قَيسِ بنِ أَحمَدَ البغَداَديِ‌ّ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القطَيِفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ ذكردان الفاَرسِيِ‌ّ الكنِديِ‌ّ أَنّهُ ضَرَبَ بِالقَضِيبِ فَقَالَ اسكُن يَا أَبَا خَالِدٍ فَنَقَصَ ذِرَاعاً فَقَالَ أَ حَسبُكُم قَالُوا زِدنَا فَبَسَطَ وَطأَهُ وَ صَلّي رَكعَتَينِ وَ ضَرَبَ المَاءَ ضَربَةً ثَانِيَةً فَنَقَصَ المَاءُ ذِرَاعاً فَقَالُوا حَسبُنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ وَ اللّهِ لَو شِئتُ لَأَظهَرتُ لَكُمُ الحَصَي وَ ذَلِكَ كَحَنِينِ الجِذعِ وَ كَلَامِ الذّئبِ للِنبّيِ‌ّص

23- يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة] عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَ أَتَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لِي ثَلَاثَةُ أَيّامٍ أَصُومُ وَ أطَويِ‌ وَ مَا أَملِكُ مَا أَقتَاتُ بِهِ وَ يوَميِ‌ هَذَا هُوَ الرّابِعُ فَقَالَ ع اتبّعِنيِ‌ يَا عَمّارُ فَطَلَعَ موَلاَي‌َ إِلَي الصّحرَاءِ وَ أَنَا خَلفَهُ إِذ وَقَفَ بِمَوضِعٍ وَ احتَفَرَ فَظَهَرَ حُبّ مَملُوءٌ دَرَاهِمَ فَأَخَذَ مِن تِلكَ الدّرَاهِمِ دِرهَمَينِ فنَاَولَنَيِ‌ مِنهُ دِرهَماً وَاحِداً وَ أَخَذَ هُوَ الآخَرَ فَقَالَ لَهُ عَمّارٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَخَذتَ مِن ذَلِكَ مَا تسَتغَنيِ‌ وَ تَتَصَدّقُ مِنهُ مَا كَانَ ذَلِكَ مِن بَأسٍ فَقَالَ يَا عَمّارُ هَذَا يَكفِينَا هَذَا اليَومَ ثُمّ غَطّاهُ وَ رَدَمَهُ وَ انصَرَفَا ثُمّ انفَصَلَ عَنهُ عَمّارٌ وَ غَابَ مَلِيّاً ثُمّ عَادَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا عَمّارُ كأَنَيّ‌ بِكَ وَ قَد مَضَيتَ إِلَي الكَنزِ تَطلُبُهُ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا موَلاَي‌َ قَصَدتُ المَوضِعَ لِآخُذَ مِنَ الكَنزِ شَيئاً فَلَم أَرَ لَهُ أَثَراً فَقَالَ لَهُ يَا عَمّارُ لَمّا عَلِمَ اللّهُ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي أَن لَا رَغبَةَ لَنَا فِي الدّنيَا أَظهَرَهَا لَنَا وَ لَمّا عَلِمَ جَلّ جَلَالُهُ أَنّ لَكُم إِلَيهَا رَغبَةً أَبعَدَهَا عَنكُم


صفحه : 270

24-فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَدِمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص حِبرٌ مِن أَحبَارِ اليَهُودِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد أرَسلَوُنيِ‌ إِلَيكَ قوَميِ‌ أَن عَهِدَ إِلَينَا نَبِيّنَا مُوسَي أَنّهُ يَبعَثُ بعَديِ‌ نبَيِ‌ّ اسمُهُ أَحمَدُ وَ هُوَ عرَبَيِ‌ّ فَامضُوا إِلَيهِ وَ اسأَلُوهُ أَن يُخرِجَ لَكُم مِن جَبَلٍ هُنَاكَ سَبعَ نُوقٍ حُمرَ الوَبَرِ سُودَ الحَدَقِ فَإِن أَخرَجَهَا لَكُم فَسَلّمُوا عَلَيهِ وَ آمِنُوا بِهِ وَ اتّبِعُوا النّورَ ألّذِي أُنزِلَ مَعَهُ وَصِيّاً فَهُوَ سَيّدُ الأَنبِيَاءِ وَ وَصِيّهُ سَيّدُ الأَوصِيَاءِ وَ هُوَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ قُم بِنَا يَا أَخَا اليَهُودِ قَالَ فَخَرَجَ النّبِيّص وَ المُسلِمُونَ حَولَهُ إِلَي ظَاهِرِ المَدِينَةِ وَ جَاءَ إِلَي جَبَلٍ فَبَسَطَ البُردَةَ وَ صَلّي رَكعَتَينِ وَ تَكَلّمَ بِكَلَامٍ خفَيِ‌ّ وَ إِذَا الجَبَلُ يَصِرّ صَرِيراً عَظِيماً وَ انشَقّ وَ سَمِعَ النّاسُ حَنِينَ النّوقِ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ جَمِيعَ مَا جِئتَ بِهِ صِدقٌ وَ عَدلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ أمَهلِنيِ‌ حَتّي أمَضيِ‌َ إِلَي قوَميِ‌ وَ أجَيِ‌ءَ بِهِم لِيَقضُوا عِدَتَهُم مِنكَ وَ يُؤمِنُوا بِكَ فَمَضَي الحِبرُ إِلَي قَومِهِ فَأَخبَرَهُم بِذَلِكَ فَتَجَهّزُوا بِأَجمَعِهِم لِلمَسِيرِ يَطلُبُونَ المَدِينَةَ فَلَمّا دَخَلُوهَا وَجَدُوهَا مُظلِمَةً لِفَقدِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَدِ انقَطَعَ الوحَي‌ُ مِنَ السّمَاءِ وَ جَلَسَ مَكَانَهُ أَبُو بِكرٍ فَدَخَلُوا عَلَيهِ وَ قَالُوا أَنتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالُوا أَعطِنَا عِدَتَنَا مِن رَسُولِ اللّهِ قَالَ وَ مَا عِدَتُكُم قَالُوا أَنتَ أَعلَمُ بِعِدَتِنَا إِن كُنتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً وَ إِن كُنتَ لَم تَعلَم شَيئاً مَا أَنتَ خَلِيفَتَهُ فَكَيفَ جَلَستَ مَجلِسَ نَبِيّكَ بِغَيرِ حَقّ وَ لَستَ لَهُ أَهلًا قَالَ فَقَامَ وَ قَعَدَ وَ تَحَيّرَ فِي أَمرِهِ وَ لَم يَعلَم مَا ذَا يَصنَعُ وَ إِذَا بِرَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَقَالَ اتبّعِوُنيِ‌ حَتّي أَدُلّكُم عَلَي خَلِيفَةِ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَخَرَجُوا مِن بَينِ يدَيَ‌ أَبِي بَكرٍ وَ تَبِعُوا الرّجُلَ حَتّي أَتَوا مَنزِلَ الزّهرَاءِ ع وَ طَرَقُوا البَابَ وَ إِذَا بِالبَابِ قَد فُتِحَ فَإِذَا بعِلَيِ‌ّ ع قَد خَرَجَ وَ هُوَ شَدِيدُ الحُزنِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا رَآهُم قَالَ أَيّهَا اليَهُودُ تُرِيدُونَ عِدَتَكُم مِن رَسُولِ اللّهِ قَالُوا نَعَم فَخَرَجَ مَعَهُم وَ سَارُوا إِلَي ظَاهِرِ المَدِينَةِ إِلَي الجَبَلِ ألّذِي صَلّي عِندَهُ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا رَأَي مَكَانَهُ تَنَفّسَ الصّعَدَاءَ وَ قَالَ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ مَن كَانَ بِهَذَا الجَبَلِ هُنَيئَةً ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ وَ إِذَا بِالجَبَلِ قَدِ انشَقّ وَ خَرَجَتِ النّوقُ مِنهُ وَ هيِ‌َ سَبعُ نُوقٍ فَلَمّا رَأَوا ذَلِكَ قَالُوا بِلِسَانٍ وَاحِدٍ


صفحه : 271

نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكَ الخَلِيفَةُ مِن بَعدِهِ وَ أَنّ مَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ رَبّنَا هُوَ الحَقّ وَ أَنّكَ خَلِيفَتُهُ حَقّاً وَ وَصِيّهُ وَ وَارِثُ عِلمِهِ فَجَزَاكَ اللّهُ وَ جَزَاهُ عَنِ الإِسلَامِ خَيراً ثُمّ رَجَعُوا إِلَي بِلَادِهِم مُسلِمِينَ مُوَحّدِينَ

25- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَنِ الصّبّاحِ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الأَصبَغِ قَالَ خَرَجنَا مَعَ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَطُوفُ فِي السّوقِ فَيَأمُرُهُم بِوَفَاءِ الكَيلِ وَ الوَزنِ حَتّي إِذَا انتَهَي إِلَي بَابِ القَصرِ رَكَزَ الأَرضَ بِرِجلِهِ فَتَزَلزَلَت فَقَالَ هيِ‌َ هيِ‌َ الآنَ مَا لَكَ اسكنُيِ‌ أَمَا وَ اللّهِ إنِيّ‌ أَنَا الإِنسَانُ ألّذِي تُنبِئُهُ الأَرضُ أَخبَارَهَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَسَدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ النخّعَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن فُضَيلِ بنِ الزّبَيرِ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ جَالِساً فِي الرّحبَةِ فَتَزَلزَلَتِ الأَرضُ فَضَرَبَهَا ع بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ لَهَا قرِيّ‌ إِنّهُ مَا هُوَ قِيَامٌ وَ لَو كَانَ ذَلِكَ لأَخَبرَتَنيِ‌ وَ إنِيّ‌ أَنَا ألّذِي تُحَدّثُهُ الأَرضُ أَخبَارَهَا ثُمّ قَرَأَإِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها أَ مَا تَرَونَ أَنّهَا تُحَدّثُ عَن رَبّهَا

26-يف ،[الطرائف ]ذَكَرَ شَيخُ المُحَدّثِينَ بِبَغدَادَ بِإِسنَادِهِ عَن أَسمَاءَ بِنتِ وَاثِلَةَ قَالَت سَمِعتُ أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ تَقُولُ سَمِعتُ سيَدّتَيِ‌ فَاطِمَةَ ع تَقُولُلَيلَةٌ دَخَلَ بيِ‌ عَلِيّ ع أفَزعَنَيِ‌ فِي فرِاَشيِ‌ قُلتُ بِمَا ذَا أَفزَعَكِ يَا سَيّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِينَ قَالَت سَمِعتُ الأَرضَ تُحَدّثُهُ وَ يُحَدّثُهَا فَأَصبَحتُ وَ أَنَا فَزِعَةٌ فَأَخبَرتُ واَلدِيِ‌ص فَسَجَدَ سَجدَةً طَوِيلَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ يَا فَاطِمَةُ أبَشرِيِ‌ بِطِيبِ النّسلِ فَإِنّ اللّهَ فَضّلَ بَعلَكِ عَلَي سَائِرِ


صفحه : 272

خَلقِهِ وَ أَمَرَ بِهِ الأَرضَ أَن تُحَدّثَهُ بِأَخبَارِهَا وَ مَا يجَريِ‌ عَلَي وَجهِهَا مِن شَرقِهَا إِلَي غَربِهَا

أقول أوردنا أخبارا كثيرة في ذلك في باب تزويج فاطمة ع

27- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ التّمّارِ قَالَ انصَرَفتُ مِن مَجلِسِ بَعضِ الفُقَهَاءِ فَمَرَرتُ بِسَلمَانَ الشاّذكَوُنيِ‌ّ فَقَالَ لِي مِن أَينَ جِئتَ فَقُلتُ جِئتُ مِن مَجلِسِ فُلَانٍ فَقَالَ لِي مَا ذَا جَرَي فِيهِ قُلتُ شَيءٌ مِن فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ وَ اللّهِ أُحَدّثُكَ بِفَضِيلَةٍ حدَثّنَيِ‌ بِهَا قرُيَشيِ‌ّ عَن قرُيَشيِ‌ّ إِلَي أَن بَلَغَ سِتّةَ نَفَرٍ مِنهُم ثُمّ قَالَ رَجَفَت قُبُورُ البَقِيعِ عَلَي عَهدِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَضَجّ أَهلُ المَدِينَةِ مِن ذَلِكَ فَخَرَجَ عُمَرُ وَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَدعُونَ لِتَسكُنَ الرّجفَةُ فَمَا زَالَت تَزِيدُ إِلَي أَن تَعَدّي ذَلِكَ إِلَي حِيطَانِ المَدِينَةِ وَ عَزَمَ أَهلُهَا عَلَي الخُرُوجِ عَنهَا فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ عُمَرُ عَلَيّ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَحَضَرَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَ لَا تَرَي إِلَي قُبُورِ البَقِيعِ وَ رَجفِهَا حَتّي تَعَدّي ذَلِكَ إِلَي حِيطَانِ المَدِينَةِ وَ قَد هَمّ أَهلُهَا بِالرّحلَةِ عَنهَا فَقَالَ عَلِيّ ع عَلَيّ بِمِائَةِ رَجُلٍ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص البَدرِيّيّنَ فَاختَارَ مِنَ المِائَةِ عَشَرَةً فَجَعَلَهُم خَلفَهُ وَ جَعَلَ التّسعِينَ مِن وَرَائِهِم وَ لَم يَبقَ بِالمَدِينَةِ سِوَي هَؤُلَاءِ إِلّا حَضَرَ حَتّي لَم يَبقَ بِالمَدِينَةِ ثَيّبٌ وَ عَاتِقٌ إِلّا خَرَجَت ثُمّ دَعَا بأِبَيِ‌ ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ مِقدَادٍ وَ عَمّارٍ فَقَالَ لَهُم كُونُوا بَينَ يدَيَ‌ّ حَتّي تَوَسّطَ البَقِيعَ وَ النّاسُ مُحدِقُونَ بِهِ فَضَرَبَ الأَرضَ بِرِجلِهِ ثُمّ قَالَ مَا لَكَ ثَلَاثاً فَسَكَنَت فَقَالَ صَدَقَ اللّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ لَقَد أنَبأَنَيِ‌ بِهَذَا الخَبَرِ وَ هَذَا اليَومِ وَ هَذِهِ السّاعَةِ وَ بِاجتِمَاعِ النّاسِ لَهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِإِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها وَ أَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقالَها وَ قالَ الإِنسانُ ما لَها أَمَا لَو كَانَت هيِ‌َ هيِ‌َ لَقَالَت مَا لَهَا وَ أَخرَجَت لِي أَثقَالَهَا ثُمّ انصَرَفَ وَ انصَرَفَ النّاسُ مَعَهُ وَ قَد سَكَنَتِ الرّجفَةُ


صفحه : 273

28- ختص ،[الإختصاص ]صَفوَانُ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ زَعَمَ أَنّ أَبَا سَعِيدٍ عَقِيصَا حَدّثَهُ أَنّهُ سَارَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع نَحوَ كَربَلَاءَ وَ أَنّهُ أَصَابَنَا عَطَشٌ شَدِيدٌ وَ أَنّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ نَزَلَ فِي البَرّيّةِ فَحَسَرَ عَن يَدَيهِ ثُمّ أَخَذَ يَحثُو التّرَابَ وَ يَكشِفُ عَنهُ حَتّي بَرَزَ لَهُ حَجَرٌ أَسوَدُ فَحَمَلَهُ وَ وَضَعَهُ جَانِباً وَ إِذَا تَحتَهُ عَينٌ مِن مَاءٍ مِن أَعذَبِ مَا طَعِمتُهُ وَ أَشَدّهِ بَيَاضاً فَشَرِبَ وَ شَرِبنَا ثُمّ سَقَينَا دَوَابّنَا ثُمّ سَوّاهُ ثُمّ سَارَ مِنهُ سَاعَةً ثُمّ وَقَفَ ثُمّ قَالَ عَزَمتُ عَلَيكُم لَمّا رَجَعتُم فَطَلَبتُمُوهُ فَطَلَبَهُ النّاسُ حَتّي مَلّوا فَلَم يَقدِرُوا عَلَيهِ فَرَجَعُوا إِلَيهِ فَقَالُوا مَا قَدَرنَا عَلَي شَيءٍ

29- البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَجُلًا قَدِمَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَاستَضَافَهُ فَاستَدعَا قُرصَةً مِن شَعِيرٍ يَابِسَةٍ وَ قَعباً فِيهِ مَاءٌ ثُمّ كَسَرَ قِطعَةً وَ أَلقَاهَا فِي المَاءِ ثُمّ قَالَ لِلرّجُلِ تَنَاوَلهَا فَأَخرَجَهَا فَإِذَا هيِ‌َ فَخِذُ طَائِرٍ مشَويِ‌ّ ثُمّ رَمَي لَهُ أُخرَي فَقَالَ تَنَاوَلهَا فَأَخرَجَهَا فَإِذَا هيِ‌َ قِطعَةٌ مِنَ الحَلوَاءِ فَقَالَ الرّجُلُ يَا موَلاَي‌َ تَضَعُ لِي كِسَراً يَابِسَةً فَأَجِدُهَا أَنوَاعَ الطّعَامِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَعَم هَذَا الظّاهِرُ وَ ذَاكَ البَاطِنُ وَ إِنّ أَمرَنَا هَكَذَا وَ اللّهِ

وَ روُيِ‌َ لَمّا جَاءَت فِضّةُ إِلَي بَيتِ الزّهرَاءِ ع لَم تَجِد هُنَاكَ إِلّا السّيفَ وَ الدّرعَ وَ الرّحَي وَ كَانَت بِنتُ مَلِكِ الهِندِ وَ كَانَت عِندَهَا ذَخِيرَةٌ مِنَ الإِكسِيرِ فَأَخَذَت قِطعَةً مِنَ النّحَاسِ وَ أَلَانَتهَا وَ جَعَلَتهَا عَلَي هَيئَةِ سَبِيكَةٍ وَ أَلقَت عَلَيهَا الدّوَاءَ وَ صَنَعَتهَا ذَهَباً فَلَمّا جَاءَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَضَعَتهَا بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا رَآهَا قَالَ أَحسَنتِ يَا فِضّةُ لَكِن لَو أَذَبتِ الجَسَدَ لَكَانَ الصّبغُ أَعلَي وَ القِيمَةُ أَغلَي فَقَالَت يَا سيَدّيِ‌ تَعرِفُ هَذَا العِلمَ قَالَ نَعَم وَ هَذَا الطّفلُ يَعرِفُهُ وَ أَشَارَ إِلَي الحُسَينِ ع فَجَاءَ وَ


صفحه : 274

قَالَ كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَحنُ نَعرِفُ أَعظَمَ مِن هَذَا ثُمّ أَومَأَ بِيَدِهِ فَإِذَا عُنُقٌ مِن ذَهَبٍ وَ كُنُوزِ الأَرضِ سَائِرَةٌ ثُمّ قَالَ ضَعِيهَا مَعَ أَخَوَاتِهَا فَوَضَعَتهَا فَسَارَت

أقول قدأوردنا كثيرا من الأخبار في ذلك المرام في باب غزوة تبوك وأبواب قصص صفين و باب جوامع معجزاته صلوات الله عليه

باب 311-قوته وشوكته صلوات الله عليه في صغره وكبره وتحمله للمشاق و مايتعلق من الإعجاز ببدنه الشريف

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شُعبَةُ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرٍ قَالَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ فَشَدَدتُهُ وَ قَمَطتُهُ بِقِمَاطٍ فَنَتَرَ القِمَاطَ ثُمّ جَعَلتُهُ قِمَاطَينِ فَنَتَرَهُمَا ثُمّ جَعَلتُهُ ثَلَاثَةً وَ أَربَعَةً وَ خَمسَةً وَ سِتّةً مِنهَا أَدِيمٌ وَ حَرِيرٌ فَجَعَلَ يَنتِرُهَا ثُمّ قَالَ يَا أُمّاه لَا تشَدُيّ‌ يدَيَ‌ّ فإَنِيّ‌ أَحتَاجُ أَن أُبَصبِصَ لرِبَيّ‌ بإِصِبعَيِ‌

أَنَسٌ عَن عُمَرَ الخَطّابِ أَنّ عَلِيّاً ع رَأَي حَيّةً تَقصِدُهُ وَ هُوَ فِي مَهدِهِ وَ قَد شُدّت يَدَاهُ فِي حَالِ صِغَرِهِ فَحَوّلَ نَفسَهُ فَأَخرَجَ يَدَهُ وَ أَخَذَ بِيَمِينِهِ عُنُقَهَا وَ غَمَزَهَا غَمزَةً حَتّي أَدخَلَ أَصَابِعَهُ فِيهَا وَ أَمسَكَهَا حَتّي مَاتَت فَلَمّا رَأَت ذَلِكَ أُمّهُ نَادَت


صفحه : 275

وَ استَغَاثَت فَاجتَمَعَ الحَشَمُ ثُمّ قَالَت كَأَنّكَ حَيدَرَةُ

حيدرة اللبوة إذاغضبت من قبل أذي أولادها

جَابِرٌ الجعُفيِ‌ّ قَالَ كَانَ ظِئرَةُ عَلِيّ ع التّيِ‌ أَرضَعَتهُ امرَأَةٌ مِن بنَيِ‌ هِلَالٍ خَلّفَتهُ فِي خِبَائِهَا مَعَ أَخٍ لَهُ مِنَ الرّضَاعَةِ وَ كَانَ أَكبَرَ مِنهُ سِنّاً بِسَنَةٍ وَ كَانَ عِندَ الخِبَاءِ قَلِيبٌ فَمَرّ الصبّيِ‌ّ نَحوَ القَلِيبِ وَ نَكّسَ رَأسَهُ فِيهِ فَتَعَلّقَ بِفَردِ قَدَمَيهِ وَ فَردِ يَدَيهِ أَمّا اليَدُ ففَيِ‌ فَمِهِ وَ أَمّا الرّجلُ ففَيِ‌ يَدَيهِ فَجَاءَت أُمّهُ فَأَدرَكَتهُ فَنَادَت فِي الحيَ‌ّ يَا للَحيَ‌ّ مِن غُلَامٍ مَيمُونٍ أَمسَكَ عَلَي ولَدَيِ‌ فَمَسَكُوا الطّفلَ مِن رَأسِ القَلِيبِ وَ هُم يَعجَبُونَ مِن قُوّتِهِ وَ فِطنَتِهِ فَسَمّتهُ أُمّهُ مُبَارَكاً وَ كَانَ الغُلَامُ مِن بنَيِ‌ هِلَالٍ يُعرَفُ بِمُعَلّقِ مَيمُونٍ وَ وُلدُهُ إِلَي اليَومِ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ يَجمَعُ وُلدَهُ وَ وُلدَ إِخوَتِهِ ثُمّ يَأمُرُهُم بِالصّرَاعِ وَ ذَلِكَ خُلُقٌ فِي العَرَبِ فَكَانَ عَلِيّ ع يَحسِرُ عَن ذِرَاعَيهِ وَ هُوَ طِفلٌ وَ يُصَارِعُ كِبَارَ إِخوَتِهِ وَ صِغَارَهُم وَ كِبَارَ بنَيِ‌ عَمّهِ وَ صِغَارَهُم فَيَصرَعُهُم فَيَقُولُ أَبُوهُ ظَهَرَ عَلِيّ فَسَمّاهُ ظَهِيراً فَلَمّا تَرَعرَعَ ع كَانَ يُصَارِعُ الرّجُلَ الشّدِيدَ فَيَصرَعُهُ وَ يُعَلّقُ بِالجَبّارِ بِيَدِهِ وَ يَجذِبُهُ فَيَقتُلُهُ وَ رُبّمَا قَبَضَ عَلَي مَرَاقّ بَطنِهِ وَ رَفَعَهُ إِلَي الهَوَاءِ وَ رُبّمَا يَلحَقُ الحِصَانَ الجاَريِ‌َ فَيَصدُمُهُ فَيَرُدّهُ عَلَي عَقِبَيهِ

بيان الجبار العظيم القوي‌ الطويل والمراق بتشديد القاف مارق من أسفل البطن ولان و لاواحد له وميمه زائدة والحصان ككتاب الفرس الذكر

2- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ كَانَ ع يَأخُذُ مِن رَأسِ الجَبَلِ حَجَراً وَ يَحمِلُهُ بِفَردِ يَدِهِ ثُمّ يَضَعُهُ بَينَ يدَيَ‌ِ النّاسِ فَلَا يَقدِرُ الرّجُلُ وَ الرّجُلَانِ وَ الثّلَاثَةُ عَلَي تَحرِيكِهِ حَتّي قَالَ أَبُو جَهلٍ فِيهِ


يَا أَهلَ مَكّةَ إِنّ الذّبحَ عِندَكُم   هَذَا عَلِيّ ألّذِي قَد جَلّ فِي النّظَرِ

صفحه : 276


مَا إِن لَهُ شَبَهٌ فِي النّاسِ قَاطِبَةً   كَأَنّهُ النّارُ ترَميِ‌ الخَلقَ بِالشّرَرِ

كُونُوا عَلَي حَذَرٍ مِنهُ فَإِنّ لَهُ   يَوماً سَيُظهِرُهُ فِي البَدوِ وَ الحَضَرِ

وَ إِنّهُ ع لَم يُمسِك بِذِرَاعِ رَجُلٍ قَطّ إِلّا مَسَكَ بِنَفسِهِ فَلَم يَستَطِع يَتَنَفّسُ وَ مِنهُ مَا ظَهَرَ بَعدَ النّبِيّص قَطَعَ الأَميَالَ وَ حَمَلَهَا إِلَي الطّرِيقِ سَبعَةَ عَشَرَ مِيلًا تَحتَاجُ إِلَي أَقوِيَاءَ حَتّي تُحَرّكَ مِيلًا مِنهَا قَطَعَهَا وَحدَهُ وَ نَقَلَهَا وَ نَصَبَهَا وَ كَتَبَ عَلَيهَا هَذَا مِيلُ عَلِيّ وَ يُقَالُ لَهُ إِنّهُ كَانَ يَتَأَبّطُ بِاثنَينِ وَ يُدِيرُ وَاحِداً بِرِجلِهِ وَ كَانَ مِنهُ فِي ضَربِ يَدِهِ فِي الأُسطُوَانَةِ حَتّي دَخَلَ إِبهَامُهُ فِي الحَجَرِ وَ هُوَ بَاقٍ فِي الكُوفَةِ وَ كَذَلِكَ مَشهَدُ الكَفّ فِي تَكرِيتَ وَ المَوصِلِ وَ قَطِيعَةُ الدّقِيقِ وَ غَيرُ ذَلِكَ وَ مِنهُ أَثَرُ سَيفِهِ فِي صَخرَةِ جَبَلِ ثَورٍ عِندَ غَارِ النّبِيّص وَ أَثَرُ رُمحِهِ فِي جَبَلٍ مِن جِبَالِ البَادِيَةِ وَ فِي صَخرَةٍ عِندَ قَلعَةِ جَعبَرٍ

بيان قال الفيروزآبادي‌ جعبر رجل من بني‌ نمير ينسب إليه قلعة جعبر لاستيلائه عليها

3- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ مِنهُ خَتمُ الحَصَا قَالَ ابنُ عَبّاسٍ صَاحِبُ الحَصَاةِ ثَلَاثَةٌ أُمّ سُلَيمٍ وَارِثَةُ الكُتُبِ طَبَعَ فِي حَصَاتِهَا النّبِيّ وَ الوصَيِ‌ّ ع ثُمّ أُمّ النّدَي حَبَابَةُ بِنتُ جَعفَرٍ الوَالِبِيّةُ الأَسَدِيّةُ ثُمّ أُمّ غَانِمٍ الأَعرَابِيّةُ اليَمَانِيّةُ وَ خَتَمَ فِي حَصَاتِهِمَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ذَلِكَ مِثلُ مَا رُوّيتُم أَنّ سُلَيمَانَ ع كَانَ يَختِمُ عَلَي النّحَاسِ لِلشّيَاطِينِ وَ عَلَي الحَدِيدِ لِلجِنّ فَكَانَ كُلّ مَن رَأَي بَرقَهُ أَطَاعَهُ

أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ جَابِرٌ الأنَصاَريِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنّهُ قَالَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ آتيِ‌ الأَصلَعَ يعَنيِ‌ عَلِيّاً ع عِندَ منُصرَفَيِ‌ مِن قِتَالِ أَهلِ


صفحه : 277

الرّدّةِ فِي عسَكرَيِ‌ وَ هُوَ فِي أَرضٍ لَهُ وَ قَدِ ازدَحَمَ الكَلَامُ فِي حَلقِهِ كَهَمهَمَةِ الأَسَدِ وَ قَعقَعَةِ الرّعدِ فَقَالَ لِي وَيلَكَ أَ كُنتَ فَاعِلًا فَقُلتُ أَجَل فَاحمَرّت عَينَاهُ وَ قَالَ يَا ابنَ اللّخنَاءِ أَ مِثلُكَ يَقدُمُ عَلَي مثِليِ‌ أَو يَجسُرُ أَن يُدِيرَ اسميِ‌ فِي لَهَوَاتِهِ فِي كَلَامٍ لَهُ ثُمّ قَالَ فنَكَسَنَيِ‌ وَ اللّهِ عَن فرَسَيِ‌ وَ لَا يمُكنِنُيِ‌ الِامتِنَاعُ مِنهُ فَجَعَلَ يسَوُقنُيِ‌ إِلَي رَحًي لِلحَارِثِ بنِ كَلدَةَ ثُمّ عَمَدَ إِلَي قُطبِ الرّحَي الحَدِيدِ الغَلِيظِ ألّذِي عَلَيهِ مَدَارُ الرّحَي فَمَدّهُ بكِلِتيَ‌ يَدَيهِ وَ لَوّاهُ فِي عنُقُيِ‌ كَمَا يُتَفَتّلُ الأَدِيمُ وَ أصَحاَبيِ‌ كَأَنّهُم نَظَرُوا إِلَي مَلَكِ المَوتِ فَأَقسَمتُ عَلَيهِ بِحَقّ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَاستَحيَا وَ خَلّي سبَيِليِ‌ قَالُوا فَدَعَا أَبُو بَكرٍ جَمَاعَةَ الحَدّادِينَ فَقَالُوا إِنّ فَتحَ هَذَا القُطبِ لَا يُمكِنُنَا إِلّا أَن نُحمِيَهُ بِالنّارِ فبَقَيِ‌َ فِي ذَلِكَ أَيّاماً وَ النّاسُ يَضحَكُونَ مِنهُ فَقِيلَ إِنّ عَلِيّاً ع جَاءَ مِن سَفَرِهِ فَأَتَي بِهِ أَبُو بَكرٍ إِلَي عَلِيّ ع يَشفَعُ إِلَيهِ فِي فَكّهِ فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّهُ لَمّا رَأَي تَكَاثُفَ جُنُودِهِ وَ كَثرَةَ جُمُوعِهِ أَرَادَ أَن يَضَعَ منِيّ‌ فِي موَضعِيِ‌ فَوَضَعتُ مِنهُ عِندَ مَن خَطَرَ بِبَالِهِ وَ هَمّت بِهِ نَفسُهُ ثُمّ قَالَ وَ أَمّا الحَدِيدُ ألّذِي فِي عُنُقِهِ فَلَعَلّهُ لَا يمُكنِنُيِ‌ فِي هَذَا الوَقتِ فَكّهُ فَنَهَضُوا بِأَجمَعِهِم فَأَقسَمُوا عَلَيهِ فَقَبَضَ عَلَي رَأسِ الحَدِيدِ مِنَ القُطبِ فَجَعَلَ يَفتِلُ مِنهُ يَمنَةً شِبراً شِبراً فيَرَميِ‌ بِهِ وَ هَذَا كَقَولِهِ تَعَالَيوَ أَلَنّا لَهُ الحَدِيدَ أَنِ اعمَل سابِغاتٍ وَ قَدّر فِي السّردِ

ابنُ عَبّاسٍ وَ سُفيَانُ بنُ عُيَينَةَ وَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ وَ وَكِيعُ بنُ الجَرّاحِ وَ عُبَيدَةُ بنُ يَعقُوبَ الأسَدَيِ‌ّ وَ فِي حَدِيثِ غَيرِهِم لَا يَفعَلُ خَالِدٌ مَا أَمَرتُهُ

وَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَخَذَ بِإِصبَعِهِ السّبّابَةِ وَ الوُسطَي فَعَصَرَهُ عَصرَةً فَصَاحَ خَالِدٌ صَيحَةً مُنكَرَةً وَ أَحدَثَ فِي ثِيَابِهِ وَ جَعَلَ يَضرِبُ بِرِجلَيهِ

وَ فِي رِوَايَةِ عَمّارٍ فَجَعَلَ يَقمُصُ قِمَاصَ البِكرِ فَإِذَا لَهُ رُغَاءٌ وَ أَسَاغَ بِبَولِهِ فِي المَسجِدِ

وَ روُيِ‌َ فِي كِتَابِ


صفحه : 278

البلَاَذرُيِ‌ّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَخَذَهُ بِإِصبَعِهِ السّبّابَةِ وَ الوُسطَي فِي حَلقِهِ وَ شَامَلَهُ بِهِمَا وَ هُوَ كَالبَعِيرِ عِظَماً فَضَرَبَ بِهِ الأَرضَ فَدَقّ عَصعَصَهُ وَ أَحدَثَ مَكَانَهُ

بيان قماص البكر بالضم والكسر هو أن يرفع يديه ويطرحهما معا ويعجن برجليه

4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَهلُ السّيَرِ عَن حَبِيبِ بنِ الجَهمِ وَ أَبِي سَعِيدٍ التمّيِميِ‌ّ وَ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ وَ الأَعثَمُ فِي الفُتُوحِ وَ الطبّرَيِ‌ّ فِي كِتَابِ الوَلَايَةِ بِإِسنَادٍ لَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الهمَداَنيِ‌ّ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن شُيُوخِهِ عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع أَنّهُ نَزَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالعَسكَرِ عِندَ وَقعَةِ صِفّينَ عِندَ قَريَةِ صَندُودِيَا فَقَالَ مَالِكٌ الأَشتَرُ يَنزِلُ النّاسُ عَلَي غَيرِ مَاءٍ فَقَالَ يَا مَالِكُ إِنّ اللّهَ سَيَسقِينَا فِي هَذَا المَكَانِ احتَفِر أَنتَ وَ أَصحَابُكَ فَاحتَفَرُوا فَإِذَا هُم بِصَخرَةٍ سَودَاءَ عَظِيمَةٍ فِيهَا حَلقَةُ لُجَينٍ فَعَجَزُوا عَن قَلعِهَا وَ هُم مِائَةُ رَجُلٍ فَرَفَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ طاب طاب ياعالم ياطيبو ثابوثة شميا كويا جانوثا توديثا برجوثا آمِينَ آمِينَ يَا رَبّ العَالَمِينَ يَا رَبّ مُوسَي وَ هَارُونَ ثُمّ اجتَذَبَهَا فَرَمَاهَا عَنِ العَينِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً فَظَهَرَ مَاءٌ أَعذَبُ مِنَ الشّهدِ وَ أَبرَدُ مِنَ الثّلجِ وَ أَصفَي مِنَ اليَاقُوتِ فَشَرِبنَا وَ سَقَينَا ثُمّ رَدّ الصّخرَةَ وَ أَمَرَنَا أَن نَحثُوَ عَلَيهَا التّرَابَ فَلَمّا سِرنَا غَيرَ بَعِيدٍ قَالَ مَن مِنكُم يَعرِفُ مَوضِعَ العَينِ قُلنَا كُلّنَا فَرَجَعنَا فخَفَيِ‌َ مَكَانُهَا عَلَينَا فَإِذَا رَاهِبٌ مُستَقبِلٌ مِن صَومَعَتِهِ فَلَمّا بَصُرَ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ شَمعُونُ قَالَ نَعَم هَذَا اسمٌ سمَتّنيِ‌ بِهِ أمُيّ‌ مَا اطّلَعَ عَلَيهِ إِلّا اللّهُ ثُمّ أَنتَ قَالَ وَ مَا


صفحه : 279

تَشَاءُ يَا شَمعُونُ قَالَ هَذَا العَينَ وَ اسمَهُ قَالَ هَذَا عَينُ زَاحُومَا وَ فِي نُسخَةٍ راجوه وَ هُوَ مِنَ الجَنّةِ شَرِبَ مِنهَا ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَصِيّاً وَ أَنَا آخِرُ الوَصِيّينَ شَرِبتُ مِنهُ قَالَ هَكَذَا وَجَدتُ فِي جَمِيعِ كُتُبِ الإِنجِيلِ وَ هَذَا الدّيرُ بنُيِ‌َ عَلَي طَلَبِ قَالِعِ هَذِهِ الصّخرَةِ وَ مُخرِجِ المَاءِ مِن تَحتِهَا وَ لَم يُدرِكهُ عَالِمٌ قبَليِ‌ غيَريِ‌ وَ قَد رَزَقَنِيهِ اللّهُ وَ أَسلَمَ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ جُبّ شُعَيبٍ ثُمّ رَحَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ الرّاهِبُ يَقدُمُهُ حَتّي نَزَلَ صِفّينَ فَلَمّا التَقَي الصّفّانِ كَانَ أَوّلَ مَن أَصَابَتهُ الشّهَادَةُ فَنَزَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ عَينَاهُ تَهمِلَانِ وَ هُوَ يَقُولُ المَرءُ مَعَ مَن أَحَبّ الرّاهِبُ مَعَنَا يَومَ القِيَامَةِ

وَ فِي رِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدٍ حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي سَعِيدٍ التيّميِ‌ّ قَالَ فَسِرنَا فَعَطَشنَا فَقَالَ بَعضُ القَومِ لَو رَجَعنَا فَشَرِبنَا قَالَ فَرَجَعَ أُنَاسٌ وَ كُنتُ فِيمَن رَجَعَ قَالَ فَالتَمَسنَا فَلَم نَقدِر عَلَي شَيءٍ فَأَتَينَا الرّاهِبَ قَالَ فَقُلنَا أَينَ العَينُ التّيِ‌ هَاهُنَا قَالَ أَيّةُ عَينٍ قُلنَا التّيِ‌ شَرِبنَا مِنهَا وَ استَقَينَا وَ سَقَينَا فَالتَمَسنَاهَا فَلَمّا قُلنَا قَالَ الرّاهِبُ لَا يَستَخرِجُهَا إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ

وَ مِنهُ قَلعُ بَابِ خَيبَرَ رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ عَن مَشِيخَتِهِ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّ النّبِيّص دَفَعَ الرّايَةَ إِلَي عَلِيّ ع فِي يَومِ خَيبَرَ بَعدَ أَن دَعَا لَهُ فَجَعَلَ يُسرِعُ السّيرَ وَ أَصحَابُهُ يَقُولُونَ لَهُ ارقَع حَتّي انتَهَي إِلَي الحِصنِ فَاجتَذَبَ بَابَهُ فَأَلقَاهُ عَلَي الأَرضِ ثُمّ اجتَمَعَ مِنّا سَبعُونَ رَجُلًا وَ كَانَ جُهدُهُم أَن أَعَادُوا البَابَ

أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي رَافِعٍ فَلَمّا دَنَا عَلِيّ مِنَ القَمُوصِ أَقبَلُوا


صفحه : 280

يَرمُونَهُ بِالنّبلِ وَ الحِجَارَةِ فَحَمَلَ حَتّي دَنَا مِنَ البَابِ فَاقتَلَعَهُ ثُمّ رَمَي بِهِ خَلفَ ظَهرِهِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً وَ لَقَد تَكَلّفَ حَملَهُ أَربَعُونَ رَجُلًا فَمَا أَطَاقُوهُ

أَبُو القَاسِمِ مَحفُوظٌ البسُتيِ‌ّ فِي كِتَابِ الدّرَجَاتِ أَنّهُ حَمَلَ بَعدَ قَتلِ مَرحَبٍ عَلَيهِم فَانهَزَمُوا إِلَي الحِصنِ فَتَقَدّمَ إِلَي بَابِ الحِصنِ وَ ضَبَطَ حَلقَتَهُ وَ كَانَ وَزنُهَا أَربَعِينَ مَنّاً وَ هَزّ البَابَ فَارتَعَدَ الحِصنُ بِأَجمَعِهِ حَتّي ظَنّوا زَلزَلَةً ثُمّ هَزّهُ أُخرَي فَقَلَعَهُ وَ دَحَا بِهِ فِي الهَوَاءِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً

أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ هَزّ حِصنَ خَيبَرَ حَتّي قَالَت صَفِيّةُ قَد كُنتُ جَلَستُ عَلَي طَاقٍ كَمَا تَجلِسُ العَرُوسُ فَوَقَعتُ عَلَي وجَهيِ‌ فَظَنَنتُ الزّلزَلَةَ فَقِيلَ هَذَا عَلِيّ هَزّ الحِصنَ يُرِيدُ أَن يَقلَعَ البَابَ

وَ فِي حَدِيثِ أَبَانٍ عَن زُرَارَةَ عَنِ البَاقِرِ ع فَاجتَذَبَهُ اجتِذَاباً وَ تَتَرّسَ بِهِ ثُمّ حَمَلَهُ عَلَي ظَهرِهِ وَ اقتَحَمَ الحِصنَ اقتِحَاماً وَ اقتَحَمَتِ المُسلِمُونَ وَ البَابُ عَلَي ظَهرِهِ

وَ فِي الإِرشَادِ قَالَ جَابِرٌ إِنّ عَلِيّاً ع حَمَلَ البَابَ يَومَ خَيبَرَ حَتّي صَعِدَ المُسلِمُونَ عَلَيهِ فَفَتَحُوهَا وَ إِنّهُم جَرّبُوهُ بَعدَ ذَلِكَ فَلَم يَحمِلُوهُ أَربَعُونَ رَجُلًا

رَوَاهُ أَبُو الحَسَنِ الوَرّاقُ المَعرُوفُ بِغُلَامٍ المصِريِ‌ّ عَنِ ابنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ التاّريِخيِ‌ّ وَ فِي رِوَايَةِ جَمَاعَةٍ خَمسُونَ رَجُلًا

وَ فِي رِوَايَةِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ سَبعُونَ رَجُلًا

ابنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ صَاحِبُ المُستَرشِدِ أَنّهُ حَمَلَهُ بِشِمَالِهِ وَ هُوَ أَربَعَةُ أَذرُعٍ فِي خَمسَةِ أَشبَارٍ فِي أَربَعِ أَصَابِعَ عُمقاً حَجَراً أَصلَدَ دُونَ يَمِينِهِ فَأَثّرَت فِيهِ أَصَابِعُهُ وَ حَمَلَهُ بِغَيرِ مَقبِضٍ ثُمّ تَتَرّسَ بِهِ فَضَارَبَ الأَقرَانَ حَتّي هَجَمَ عَلَيهِم ثُمّ زَجّهُ مِن وَرَائِهِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً

وَ فِي رامش أفزاي‌ كَانَ طُولُ البَابِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً وَ عَرضُ الخَندَقِ عِشرُونَ فَوَضَعَ جَانِباً عَلَي طَرَفِ الخَندَقِ وَ ضَبَطَ جَانِباً بِيَدِهِ حَتّي عَبَرَ عَلَيهِ العَسكَرُ وَ كَانُوا ثَمَانِيَةَ أَلفٍ وَ سَبعَمِائَةِ رَجُلٍ وَ فِيهِم مَن كَانَ يَبرُدُ وَ يَخِفّ عَلَيهِ


صفحه : 281

أَبُو عَبدِ اللّهِ الجذَلَيِ‌ّ قَالَ لَهُ عُمَرُ لَقَد حَمَلتُ مِنهُ ثِقلًا فَقَالَ مَا كَانَ إِلّا مِثلُ جنُتّيِ‌َ التّيِ‌ فِي يدَيِ‌

وَ فِي رِوَايَةِ أَبَانٍ فَوَ اللّهِ مَا لقَيِ‌َ عَلِيّ مِنَ البَأسِ تَحتَ البَابِ أَشَدّ مَا لقَيِ‌َ مِن قَلعِ البَابِ

الإِرشَادُ لَمّا انصَرَفُوا مِنَ الحُصُونِ أَخَذَهُ عَلِيّ بِيُمنَاهُ فَدَحَا بِهِ أَذرُعاً مِنَ الأَرضِ وَ كَانَ البَابُ يُغلِقُهُ عِشرُونَ رَجُلًا مِنهُم

عَلِيّ بنُ الجَعدِ عَن شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ وَ كَانَ لَا يَقدِرُ عَلَي فَتحِهِ إِلّا أَربَعُونَ رَجُلًا

تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ قَالَ أَبُو رَافِعٍ سَقَطَ مِن شِمَالِهِ تُرسُهُ فَقَلَعَ بَعضَ أَبوَابِهِ وَ تَتَرّسَ بِهَا فَلَمّا فَرَغَ عَجَزَ خَلقٌ كَثِيرٌ عَن تَحرِيكِهَا

رَوضُ الجِنَانِ قَالَ بَعضُ الصّحَابَةِ مَا عَجِبنَا يَا رَسُولَ اللّهِ مِن قُوّتِهِ فِي حَملِهِ وَ رَميِهِ وَ اتّرَاسِهِ وَ إِنّمَا عَجِبنَا مِن إِجسَارِهِ وَ إِحدَي طَرَفَيهِ عَلَي يَدِهِ فَقَالَ النّبِيّص كَلَاماً مَعنَاهُ يَا هَذَا نَظَرتَ إِلَي يَدِهِ فَانظُر إِلَي رِجلَيهِ قَالَ فَنَظَرتُ إِلَي رِجلَيهِ فَوَجَدتُهُمَا مُعَلّقَينِ فَقُلتُ هَذَا أَعجَبُ رِجلَاهُ عَلَي الهَوَاءِ فَقَالَص لَيسَتَا عَلَي الهَوَاءِ وَ إِنّمَا هُمَا عَلَي جنَاَحيَ‌ جَبرَئِيلَ فَأَنشَأَ بَعضُ الأَنصَارِ يَقُولُ


إِنّ امرَأً حَمَلَ الرّتَاجَ بِخَيبَرَ   يَومَ اليَهُودِ بِقُدرَةٍ لَمُؤَيّدٌ

حَمَلَ الرّتَاجَ رِتَاجَ بَابِ قَمُوصِهَا   وَ المُسلِمُونَ وَ أَهلُ خَيبَرَ شُهّدٌ

فَرَمَي بِهِ وَ لَقَد تَكَلّفَ رَدّهُ   سَبعُونَ كُلّهُم لَهُ مُتَسَدّدٌ

رَدّوهُ بَعدَ تَكَلّفٍ وَ مَشَقّةٍ   وَ مَقَالُ بَعضِهِمُ لِبَعضٍ ازدد[BA]اردُدُوا]

بيان رقع كمنع أسرع وقموص جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي‌ والزج الرمي‌

5-عم ،[إعلام الوري ]روُيِ‌َ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي أَنّ النّاسَ قَالُوا لَهُ قَد أَنكَرنَا


صفحه : 282

مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَنّهُ يَخرُجُ فِي البَردِ فِي الثّوبَينِ الخَفِيفَينِ وَ فِي الصّيفِ فِي الثّوبِ الثّقِيلِ وَ المَحشُوّ فَهَل سَمِعتَ أَبَاكَ يَذكُرُ أَنّهُ سَمِعَ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فِي ذَلِكَ شَيئاً قَالَ لَا قَالَ وَ كَانَ أَبِي يَسمُرُ مَعَ عَلِيّ بِاللّيلِ فَسَأَلتُهُ قَالَ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ النّاسَ قَد أَنكَرُوا وَ أَخبَرَهُ باِلذّيِ‌ قَالُوا قَالَ أَ وَ مَا كُنتَ مَعَنَا بِخَيبَرَ قَالَ بَلَي قَالَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ أَبَا بَكرٍ وَ عَقَدَ لَهُ لِوَاءً فَرَجَعَ وَ قَدِ انهَزَمَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ ثُمّ عَقَدَ لِعُمَرَ فَرَجَعَ مُنهَزِماً بِالنّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَيسَ بِفَرّارٍ يَفتَحُ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ وَ أَنَا أَرمَدُ فَتَفَلَ فِي عيَنيَ‌ّ وَ قَالَ أللّهُمّ اكفِهِ أَذَي الحَرّ وَ البَردِ فَمَا وَجَدتُ حَرّاً بَعدَهُ وَ لَا بَرداً وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَنَفَثَ فِي عيَنيَ‌ّ فَمَا اشتَكَيتُهَا بَعدُ وَ هَزّ لِيَ الرّايَةَ فَدَفَعَهَا إلِيَ‌ّ فَانطَلَقتُ فَفَتَحَ لِي وَ دَعَا لِي أَن لَا يضَرُنّيِ‌ حَرّ وَ لَا قَرّ

وَ رَوَي حَبِيبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ عَن أَبِي الجَعدِ مَولَي سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَ لَقِينَا عَلِيّاً فِي ثَوبَينِ فِي شِدّةِ الشّتَاءِ فَقُلنَا لَهُ لَا تَغتَرّ بِأَرضِنَا هَذِهِ فَإِنّهَا أَرضٌ مُقِرّةٌ لَيسَت مِثلُ أَرضِكَ قَالَ أَمَا إنِيّ‌ قَد كُنتُ مَقرُوراً فَلَمّا بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي خَيبَرَ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ أَرمَدُ فَتَفَلَ فِي عيَنيَ‌ّ وَ دَعَا لِي فَمَا وَجَدتُ بَرداً وَ لَا حَرّاً بَعدُ وَ لَا رَمِدَت عيَناَي‌َ


صفحه : 283

باب 411-معجزات كلامه من إخباره بالغائبات وعلمه باللغات وبلاغته وفصاحته صلوات الله عليه

1- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي جَابِرٌ الجعُفيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ خَرَجَ عَلِيّ ع بِأَصحَابِهِ إِلَي ظَهرِ الكُوفَةِ قَالَ أَ رَأَيتُم إِن قُلتُ لَكُم لَا تَذهَبُ الأَيّامُ حَتّي يُحفَرَ هَاهُنَا نَهَرٌ يجَريِ‌ فِيهِ المَاءُ أَ كُنتُم مصُدَقّيِ‌ّ فِيمَا قُلتُ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ يَكُونُ هَذَا قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي نَهَرٍ فِي هَذَا المَوضِعِ وَ قَد جَرَي فِيهِ المَاءُ وَ السّفُنُ وَ انتُفِعَ بِهِ فَكَانَ كَمَا قَالَ

2-شا،[الإرشاد] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ مُتَوَجّهٌ إِلَي قَتلِ الخَوَارِجِ لَو لَا أنَيّ‌ أَخَافُ أَن تَتَكَلّمُوا وَ تَترُكُوا العَمَلَ لَأَخبَرتُكُم بِمَا قَضَاهُ اللّهُ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ فِيمَن قَاتَلَ هَؤُلَاءِ القَومَ مُستَبصِراً بِضَلَالَتِهِم وَ إِنّ فِيهِم لَرَجُلًا يُقَالُ لَهُ ذُو الثّدَيّةِ لَهُ ثدَي‌ٌ كثَدَي‌ِ المَرأَةِ وَ هُم شَرّ الخَلقِ وَ الخَلِيقَةِ وَ قَاتِلُهُم أَقرَبُ الخَلقِ إِلَي اللّهِ وَسِيلَةً وَ لَم يَكُنِ المُخدَجُ مَعرُوفاً فِي القَومِ فَلَمّا قُتِلُوا جَعَلَ ع يَطلُبُهُ فِي القَتلَي وَ يَقُولُ وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ حَتّي وُجِدَ فِي القَومِ


صفحه : 284

وَ شَقّ قَمِيصَهُ وَ كَانَ عَلَي كَتِفِهِ سِلعَةٌ كثَدَي‌ِ المَرأَةِ عَلَيهَا شَعَرَاتٌ إِذَا جُذِبَت انجَذَبَت كَتِفُهُ مَعَهَا وَ إِذَا تُرِكَت رَجَعَ كَتِفُهُ إِلَي مَوضِعِهِ فَلَمّا وَجَدَهُ كَبّرَ وَ قَالَ إِنّ فِي هَذَا عِبرَةً لِمَنِ استَبصَرَ

3-شا،[الإرشاد]رَوَي أَصحَابُ السّيرَةِ فِي حَدِيثِهِم عَن جُندَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأزَديِ‌ّ قَالَشَهِدتُ مَعَ عَلِيّ ع الجَمَلَ وَ صِفّينَ لَا أَشُكّ فِي قِتَالِ مَن قَاتَلَهُ حَتّي نَزَلتُ النّهرَوَانَ فدَاَخلَنَيِ‌ شَكّ فِي قِتَالِ القَومِ وَ قُلتُ قُرّاؤُنَا وَ خِيَارُنَا نَقتُلُهُم إِنّ هَذَا الأَمرَ عَظِيمٌ فَخَرَجتُ غُدوَةً أمَشيِ‌ وَ معَيِ‌ إِدَاوَةُ مَاءٍ حَتّي بَرَزتُ مِنَ الصّفُوفِ فَرَكَزتُ رمُحيِ‌ وَ وَضَعتُ ترُسيِ‌ إِلَيهِ وَ استَتَرتُ مِنَ الشّمسِ فإَنِيّ‌ لَجَالِسٌ حَتّي وَرَدَ عَلَيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَخَا الأَزدِ أَ مَعَكَ طَهُورٌ قُلتُ نَعَم فَنَاوَلتُهُ الإِدَاوَةَ فَمَضَي حَتّي لَم أَرَهُ ثُمّ أَقبَلَ وَ قَد تَطَهّرَ فَجَلَسَ فِي ظِلّ التّرسِ فَإِذَا فَارِسٌ يَسأَلُ عَنهُ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا فَارِسٌ يُرِيدُكَ قَالَ فَأَشِر إِلَيهِ فَأَشَرتُ إِلَيهِ فَجَاءَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد عَبَرَ القَومُ إِلَيهِم وَ قَد قَطَعُوا النّهَرَ فَقَالَ كَلّا مَا عَبَرُوا فَقَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَقَد فَعَلُوا قَالَ كَلّا مَا فَعَلُوا قَالَ وَ إِنّهُ كَذَلِكَ إِذ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَبَرُوا القَومُ قَالَ كَلّا مَا عَبَرُوا قَالَ وَ اللّهِ مَا جِئتُكَ حَتّي رَأَيتُ الرّايَاتِ فِي ذَلِكَ الجَانِبِ وَ الأَثقَالَ قَالَ وَ اللّهِ مَا فَعَلُوا وَ إِنّهُ لَمَصرَعُهُم وَ مُهَرَاقُ دِمَائِهِم ثُمّ نَهَضَ وَ نَهَضتُ مَعَهُ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي بصَرّنَيِ‌ هَذَا الرّجُلَ وَ عرَفّنَيِ‌ أَمرَهُ هَذَا أَحَدُ الرّجُلَينِ إِمّا رَجُلٌ كَذّابٌ جرَيِ‌ءٌ أَو عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ عَهدٍ مِن نَبِيّهِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُعطِيكَ عَهداً تسَألَنُيِ‌ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ إِن أَنَا وَجَدتُ القَومَ قَد عَبَرُوا أَن أَكُونَ أَوّلَ مَن يُقَاتِلُهُ وَ أَوّلَ مَن يَطعَنُ بِالرّمحِ فِي


صفحه : 285

عَينِهِ وَ إِن كَانَ القَومُ لَم يَعبُرُوا أَن أَئتَمّ عَلَي المُنَاجَزَةِ وَ القِتَالِ فَدَفَعنَا إِلَي الصّفُوفِ فَوَجَدنَا الرّايَاتِ وَ الأَثقَالَ كَمَا هُوَ قَالَ فَأَخَذَ بقِفَاَي‌َ وَ دفَعَنَيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا أَخَا الأَزدِ أَ تَبَيّنَ لَكَ الأَمرُ قُلتُ أَجَل يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ شَأنَكَ بِعَدُوّكَ فَقَتَلتُ رَجُلًا مِنَ القَومِ ثُمّ قَتَلتُ آخَرَ ثُمّ اختَلَفتُ أَنَا وَ رَجُلٌ آخَرُ أَضرِبُهُ وَ يضَربِنُيِ‌ فَوَقَعنَا جَمِيعاً فاَحتمَلَنَيِ‌ أصَحاَبيِ‌ وَ أَفَقتُ حِينَ أَفَقتُ وَ قَد فَرَغَ مِنَ القَومِ

4- شا،[الإرشاد] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ دَعَوتُكُم إِلَي الحَقّ فَتَوَلّيتُم عنَيّ‌ وَ ضَرَبتُكُم بِالدّرّةِ فأَعَييَتمُوُنيِ‌ أَمَا إِنّهُ سَيَلِيكُم مِن بعَديِ‌ وُلَاةٌ لَا يَرضَونَ مِنكُم بِهَذَا حَتّي يُعَذّبُوكُم بِالسّيَاطِ وَ الحَدِيدِ إِنّهُ مَن عَذّبَ النّاسَ فِي الدّنيَا عَذّبَهُ اللّهُ فِي الآخِرَةِ وَ آيَةُ ذَلِكَ أَن يَأتِيَكُم صَاحِبُ اليَمَنِ حَتّي يَحُلّ بَينَ أَظهُرِكُم فَيَأخُذَ العُمّالَ وَ عُمّالَ العُمّالِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ بنُ عُمَرَ وَ كَانَ الأَمرُ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ ع

5-شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ العَزِيزِ بنُ صُهَيبٍ عَن أَبِي العَالِيَةِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مزرع [مُذَرّعُ] بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُلَيُقبِلَنّ جَيشٌ حَتّي إِذَا كَانَ بِالبَيدَاءِ خُسِفَ بِهِم فَقُلتُ لَهُ إِنّكَ لتَحُدَثّنُيِ‌ بِالغَيبِ قَالَ احفَظ مَا أَقُولُ لَكَ وَ اللّهِ لَيَكُونَنّ مَا أخَبرَنَيِ‌ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ لَيُؤخَذَنّ رَجُلٌ فَلَيُقتَلَنّ وَ لَيُصَلّبَنّ بَينَ شُرفَتَينِ مِن شُرَفِ هَذَا المَسجِدِ قُلتُ إِنّكَ لتَحُدَثّنُيِ‌ بِالغَيبِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الثّقَةُ المَأمُونُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ أَبُو العَالِيَةِ فَمَا أَتَت عَلَينَا


صفحه : 286

جُمُعَةٌ حَتّي أُخِذَ مزرع [مُذَرّعٌ]فَقُتِلَ وَ صُلِبَ بَينَ الشّرفَتَينِ قَالَ وَ قَد كَانَ حدَثّنَيِ‌ بِثَالِثَةٍ فَنَسِيتُهَا

6- شا،[الإرشاد]رَوَي عُثمَانُ بنُ قَيسٍ العاَمرِيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ الحُرّ عَن جُوَيرِيَةَ بنِ مُسهِرٍ العبَديِ‌ّ قَالَ لَمّا تَوَجّهنَا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي صِفّينَ فَبَلَغنَا طُفُوفَ كَربَلَاءَ وَقَفَ نَاحِيَةً مِنَ المُعَسكَرِ ثُمّ نَظَرَ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ استَعبَرَ ثُمّ قَالَ هَذَا وَ اللّهِ مُنَاخُ رِكَابِهِم وَ مَوضِعُ مَنِيّتِهِم فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا المَوضِعُ فَقَالَ هَذَا كَربَلَاءُ يُقتَلُ فِيهِ قَومٌيَدخُلُونَ الجَنّةَ...بِغَيرِ حِسابٍ ثُمّ سَارَ وَ كَانَ النّاسُ لَا يَعرِفُونَ تَأوِيلَ مَا قَالَ حَتّي كَانَ مِن أَمرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ أَصحَابِهِ بِالطّفّ مَا كَانَ

7-ل ،[الخصال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي عَن بِسطَامِ بنِ مُرّةَ عَن إِسحَاقَ بنِ حَسّانَ عَنِ الهَيثَمِ بنِ وَاقِدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَأَمَرَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالمَسِيرِ إِلَي المَدَائِنِ مِنَ الكُوفَةِ فَسِرنَا يَومَ الأَحَدِ وَ تَخَلّفَ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ فِي سَبعَةِ نَفَرٍ فَخَرَجُوا إِلَي مَكَانٍ بِالحِيرَةِ يُسَمّي الخَوَرنَقَ فَقَالُوا نَتَنَزّهُ فَإِذَا كَانَ يَومُ الأَربِعَاءِ خَرَجنَا فَلَحِقنَا عَلِيّاً ع قَبلَ أَن يَجتَمِعَ فَبَينَمَا هُم يَتَغَدّونَ إِذ خَرَجَ عَلَيهِم ضَبّ فَصَادُوهُ فَأَخَذَهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ فَنَصَبَ كَفّهُ وَ قَالَ بَايِعُوا هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَبَايَعَهُ السّبعَةُ وَ عَمرٌو ثَامِنُهُم فَارتَحَلُوا لَيلَةَ الأَربِعَاءِ فَقَدِمُوا المَدَائِنَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَخطُبُ وَ لَم يُفَارِق بَعضُهُم بَعضاً فَكَانُوا جَمِيعاً حَتّي نَزَلُوا عَلَي بَابِ المَسجِدِ فَلَمّا دَخَلُوا نَظَرَ إِلَيهِم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ رَسُولَ اللّهِ أَسَرّ


صفحه : 287

إلِيَ‌ّ أَلفَ حَدِيثٍ لِكُلّ حَدِيثٍ أَلفُ بَابٍ لِكُلّ بَابٍ أَلفُ مِفتَاحٍ وَ إنِيّ‌ سَمِعتُ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ يَقُولُيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم وَ إنِيّ‌ أُقسِمُ لَكُم بِاللّهِ لَيَبعَثَنّ يَومَ القِيَامَةِ ثَمَانِيَةَ نَفَرٍ يُدعَونَ بِإِمَامِهِم وَ هُوَ ضَبّ وَ لَو شِئتُ أَن أُسَمّيَهُم لَفَعَلتُ قَالَ فَلَقَد رَأَيتُ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ قَد سَقَطَ كَمَا يَسقُطُ السّعَفَةُ حَيَاءً وَ لَوماً[جُبناً وَ فَرَقاً]

ير،[بصائر الدرجات ] الحسين بن محمد عن المعلي مثله يج ،[الخرائج والجرائح ] عن ابن نباتة

مثله

8- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]إِسحَاقُ بنُ حَسّانَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَصبَغِ مِثلَهُ وَ فِيهِ فَبَايَعَهُ الثّمَانِيَةُ ثُمّ أَفلَتُوهُ وَ ارتَحَلُوا وَ قَالُوا إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَزعُمُ أَنّهُ يَعلَمُ الغَيبَ فَقَد خَلَعنَاهُ وَ بَايَعنَا مَكَانَهُ ضَبّاً فَقَدِمُوا المَدَائِنَ

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَنّهُ قَالَ كأَنَيّ‌ بِالقُصُورِ قَد شُيّدَت حَولَ قَبرِ الحُسَينِ وَ كأَنَيّ‌ بِالمَحَامِلِ تَخرُجُ مِنَ الكُوفَةِ إِلَي قَبرِ الحُسَينِ وَ لَا تَذهَبُ الليّاَليِ‌ وَ الأَيّامُ حَتّي يُسَارَ إِلَيهِ مِنَ الآفَاقِ وَ ذَلِكَ عِندَ انقِطَاعِ مُلكِ بنَيِ‌ مَروَانَ

10-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن دَاوُدَ القَطّانِ عَن اِبرَاهِيمَ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَو وَجَدتُ رَجُلًا ثِقَةً لَبَعَثتُ مَعَهُ المَالَ إِلَي المَدَائِنِ إِلَي شِيعَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ فِي نَفسِهِ لَآتِيَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ لَأَقُولَنّ لَهُ أَنَا أَذهَبُ بِهِ فَهُوَ يَثِقُ بيِ‌ فَإِذَا أَنَا أَخَذتُهُ أَخَذتُ طَرِيقَ الكَرخَةِ فَقَالَ يَا


صفحه : 288

أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا أَذهَبُ بِهَذَا المَالِ إِلَي المَدَائِنِ قَالَ فَرَفَعَ إلِيَ‌ّ رَأسَهُ ثُمّ قَالَ إِلَيكَ عنَيّ‌ حَتّي تَأخُذَ طَرِيقَ الكَرخَةِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابراهيم بن عمر رفعه إليه مثله

11- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَمرِو بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن بَكّارِ بنِ كَردَمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ جُوَيرِيَةَ بنَ عُمَرَ العبَديِ‌ّ خَاصَمَهُ رَجُلٌ فِي فَرَسٍ أُنثَي فَادّعَيَا جَمِيعاً الفَرَسَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِوَاحِدٍ مِنكُمَا البَيّنَةُ فَقَالَا لَا فَقَالَ لِجُوَيرِيَةَ أَعطِهِ الفَرَسَ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بِلَا بَيّنَةٍ فَقَالَ لَهُ وَ اللّهِ لَأَنَا أَعلَمُ بِكَ مِنكَ بِنَفسِكَ أَ تَنسَي صَنِيعَكَ بِالجَاهِلِيّةِ الجَهلَاءِ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ

12-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَ أَنَا عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِذ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جِئتُكَ مِن واَديِ‌ القُرَي وَ قَد مَاتَ خَالِدُ بنُ عَرفَطَةَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّهُ لَم يَمُت فَأَعَادَهَا عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَم يَمُت وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَا يَمُوتُ فَأَعَادَهَا عَلَيهِ الثّالِثَةَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ أُخبِرُكَ أَنّهُ مَاتَ وَ تَقُولُ لَم يَمُت فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَم يَمُت وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَا يَمُوتُ حَتّي يَقُودَ جَيشَ ضَلَالَةٍ يَحمِلُ رَايَتَهُ حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ قَالَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ حَبِيبٌ فَأَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ أُنَاشِدُكَ فِيّ وَ إنِيّ‌ لَكَ شِيعَةٌ وَ قَد ذكَرَتنَيِ‌ بِأَمرٍ لَا وَ اللّهِ مَا أَعرِفُهُ مِن نفَسيِ‌ فَقَالَ لَهُ


صفحه : 289

عَلِيّ ع إِن كُنتَ حَبِيبَ بنَ جَمّازٍ لَتَحمِلَنّهَا فَوَلّي حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ وَ قَالَ إِن كُنتَ حَبِيبَ بنَ جَمّازٍ لَتَحمِلَنّهَا قَالَ أَبُو حَمزَةَ فَوَ اللّهِ مَا مَاتَ حَتّي بُعِثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ جَعَلَ خَالِدَ بنَ عَرفَطَةَ عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ حَبِيبٌ صَاحِبُ رَايَتِهِ

أقول رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة من كتاب الغارات لابن هلال الثقفي‌ عن ابن محبوب عن الثمالي‌ عن ابن غفلة

13-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الكرَخيِ‌ّ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَابِرٍ الكرَخيِ‌ّ وَ كَانَ رَجُلًا خَيراً كَاتِباً كَانَ لِإِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ ثُمّ تَابَ مِن ذَلِكَ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِ‌ّ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ أَينَ تَنزِلُ مِنَ الكَرخِ قُلتُ مِن مَوضِعٍ يُقَالُ لَهُ شادروان قَالَ فَقَالَ لِي تَعرِفُ قَطُفتَا قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع حِينَ أَتَي أَهلَ النّهرَوَانِ نَزَلَ قَطُفتَا فَاجتَمَعَ إِلَيهِ أَهلُ بَادُورَيَا فَشَكَوا إِلَيهِ ثِقَلَ خَرَاجِهِم وَ كَلّمُوهُ بِالنّبَطِيّةِ وَ أَنّ لَهُم جِيرَاناً أَوسَعَ أَرضاً وَ أَقَلّ خَرَاجاً فَأَجَابَهُم بِالنّبَطِيّةِ رعر ورضا من


صفحه : 290

عوديا قَالَ فَمَعنَاهُ رُبّ رَجَزٍ صَغِيرٍ خَيرٌ مِن رَجَزٍ كَبِيرٍ

بيان يمكن أن يكون المراد بالرجز النوع المعروف من الشعر وإنما ذكره ع علي سبيل المثل ويحتمل أن يكون في الأصل الجرز بضمتين وهي‌ أرض لانبات بها أوالجزر بالتحريك أي الشاة السمينة فيكون أيضا مثلا

14-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَيّوبَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَبَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ إِذ جَاءَتِ امرَأَةٌ تسَتعَديِ‌ عَلَي زَوجِهَا فَقَضَي لِزَوجِهَا عَلَيهَا فَغَضِبَت فَقَالَت وَ اللّهِ مَا الحَقّ فِيمَا قَضَيتَ وَ مَا تقَضيِ‌ بِالسّوِيّةِ وَ لَا تَعدِلُ فِي الرّعِيّةِ وَ لَا قَضِيّتُكَ عِندَ اللّهِ بِالمَرضِيّةِ فَنَظَرَ إِلَيهَا مَلِيّاً ثُمّ قَالَ لَهَا كَذَبتِ يَا جَرِيئَةُ يَا بَذِيّةُ أَيَا سَلسَعُ أَيِ التّيِ‌ لَا تَحبَلُ مِن حَيثُ تَحبَلُ النّسَاءُ قَالَ فَوَلّتِ المَرأَةُ هَارِبَةً تُوَلوِلُ وَ تَقُولُ ويَليِ‌ ويَليِ‌ لَقَد هَتَكتَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ سِتراً كَانَ مَستُوراً قَالَ فَلَحِقَهَا عَمرُو بنُ حُرَيثٍ فَقَالَ لَهَا يَا أَمَةَ اللّهِ لَقَدِ استَقبَلتِ عَلِيّاً بِكَلَامٍ سرَرَتنِيِ‌ ثُمّ إِنّهُ نَزَغَكِ بِكَلِمَةٍ فَوَلّيتِ عَنهُ هَارِبَةً تُوَلوِلِينَ قَالَت إِنّ عَلِيّاً ع وَ اللّهِ أخَبرَنَيِ‌ بِالحَقّ وَ بِمَا أَكتُمُهُ مِن زوَجيِ‌ مُنذُ ولَيِ‌َ عصِمتَيِ‌ وَ مِن أبَوَيَ‌ّ فَرَجَعَ عَمرٌو إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَخبَرَهُ بِمَا قَالَت لَهُ المَرأَةُ وَ قَالَ لَهُ فِيمَا يَقُولُ مَا نَعرِفُكَ بِالكِهَانَةِ قَالَ لَهُ يَا عَمرُو وَيلَكَ إِنّهَا لَيسَت بِالكِهَانَةِ وَ لَكِنّ اللّهَ خَلَقَ الأَروَاحَ قَبلَ الأَبدَانِ بأِلَفيَ‌ عَامٍ فَلَمّا رَكِبَ الأَروَاحُ فِي أَبدَانِهَا كَتَبَ بَينَ أَعيُنِهِم مُؤمِنٌ أَم كَافِرٌ وَ مَا هُم بِهِ مُبتَلَونَ وَ مَا هُم عَلَيهِ مِن شَرّ أَعمَالِهِم وَ حُسنِهِم فِي قَدرِ أُذُنِ الفَأرَةِ ثُمّ أَنزَلَ بِذَلِكَ


صفحه : 291

قُرآناً عَلَي نَبِيّهِ فَقَالَإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ هُوَ المُتَوَسّمَ ثُمّ أَنَا مِن بَعدِهِ وَ الأَئِمّةُ مِن ذرُيّتّيِ‌ مِن بعَديِ‌ هُمُ المُتَوَسّمُونَ فَلَمّا تَأَمّلتُهَا عَرَفتُ مَا هيِ‌َ عَلَيهَا بِسِيمَاهَا

ير،[بصائر الدرجات ] عبد الله بن سليمان عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع مثله

15-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ الديّنوَرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ غِيَاثٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَنِ ابنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ قَالَكُنتُ ذَاتَ يَومٍ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي مَجلِسِ القَضَاءِ إِذ أَقبَلَتِ امرَأَةٌ مُستَعدِيَةٌ عَلَي زَوجِهَا فَتَكَلّمَت بِحُجّتِهَا فَتَكَلّمَ الزّوجُ بِحُجّتِهِ فَوَجَبَ القَضَاءُ عَلَيهَا فَغَضِبَت غَضَباً شَدِيداً ثُمّ قَالَت وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد حَكَمتَ عَلَيّ بِالجَورِ وَ مَا بِهَذَا أَمَرَكَ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ لَهَا يَا سَلفَعُ يَا مَهيَعُ يَا قَردَعُ بَل حَكَمتُ عَلَيكِ بِالحَقّ ألّذِي عَلِمتُهُ فَلَمّا سَمِعَت مِنهُ هَذَا الكَلَامَ وَلّت هَارِبَةً وَ لَم تَرُدّ عَلَيهِ جَوَاباً فَاتّبَعَهَا عَمرُو بنُ حُرَيثٍ فَقَالَ لَهَا وَ اللّهِ يَا أَمَةَ اللّهِ لَقَد سَمِعتُ مِنكِ اليَومَ عَجَباً وَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ لَكِ قَولًا فَقُمتِ مِن عِندِهِ هَارِبَةً مَا رَدَدتِ عَلَيهِ حَرفاً فأَخَبرِيِنيِ‌ عَافَاكِ اللّهُ مَا ألّذِي قَالَ لَكِ حَتّي لَم تقَدرِيِ‌ أَن ترَدُيّ‌ عَلَيهِ حَرفاً قَالَت يَا عَبدَ اللّهِ لَقَد أخَبرَنَيِ‌ بِأَمرٍ مَا يَطّلِعُ عَلَيهِ إِلّا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ أَنَا وَ مَا قُمتُ مِن عِندِهِ إِلّا مَخَافَةَ


صفحه : 292

أَن يخُبرِنَيِ‌ بِأَعظَمَ مِمّا رمَاَنيِ‌ بِهِ فَصَبرٌ عَلَي وَاحِدَةٍ كَانَ أَجمَلَ مِن أَن أَصبِرَ عَلَي وَاحِدَةٍ بَعدَهَا أُخرَي فَقَالَ لَهَا عَمرٌو فأَخَبرِيِنيِ‌ عَافَاكِ اللّهُ مَا ألّذِي قَالَ لَكِ قَالَت يَا عَبدَ اللّهِ إِنّهُ قَالَ لِي مَا أَكرَهُ وَ بَعدُ فَإِنّهُ قَبِيحٌ أَن يَعلَمَ الرّجَالُ مَا فِي النّسَاءِ مِنَ العُيُوبِ فَقَالَ لَهَا وَ اللّهِ مَا تعَرفِيِنيِ‌ وَ لَا أَعرِفُكِ لَعَلّكِ لَا ترَاَنيِ‌ وَ لَا أَرَاكِ بَعدَ يوَميِ‌ هَذَا فَقَالَ عَمرٌو فَلَمّا رأَتَنيِ‌ قَد أَلحَحتُ عَلَيهَا قَالَت أَمّا قَولُهُ لِي يَا سَلفَعُ فَوَ اللّهِ مَا كَذَبَ عَلَيّ إنِيّ‌ لَا أَحِيضُ مِن حَيثُ تَحِيضُ النّسَاءُ وَ أَمّا قَولُهُ يَا مَهيَعُ فإَنِيّ‌ وَ اللّهِ صَاحِبَةُ النّسَاءِ وَ مَا أَنَا بِصَاحِبَةِ الرّجَالِ وَ أَمّا قَولُهُ يَا قَردَعُ فإَنِيّ‌ المُخَرّبَةُ بَيتَ زوَجيِ‌ وَ مَا أبُقيِ‌ عَلَيهِ فَقَالَ لَهَا وَيحَكِ مَا عَلّمَهُ بِهَذَا أَ تَرَاهُ سَاحِراً أَو كَاهِناً أَو مَخدُوماً أَخبَرَكِ بِمَا فِيكِ وَ هَذَا عِلمٌ كَبِيرٌ فَقَالَت لَهُ بِئسَ مَا قُلتَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ لَيسَ هُوَ بِسَاحِرٍ وَ لَا كَاهِنٍ وَ لَا مَخدُومٍ وَ لَكِنّهُ مِن أَهلِ بَيتِ النّبُوّةِ وَ هُوَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ وَ وَارِثُهُ وَ هُوَ يُخبِرُ النّاسَ بِمَا أَلقَي إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ لَكِنّهُ حُجّةُ اللّهِ عَلَي هَذَا الخَلقِ بَعدَ نَبِيّنَا قَالَ وَ أَقبَلَ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ إِلَي مَجلِسِهِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا عَمرُو بِمَا استَحلَلتَ أَن ترَميِنَيِ‌ بِمَا رمَيَتنَيِ‌ بِهِ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد كَانَتِ المَرأَةُ أَحسَنَ قَولًا فِيّ مِنكَ وَ لَأَقِفَنّ أَنَا وَ أَنتَ مِنَ اللّهِ مَوقِفاً فَانظُر كَيفَ تَخلُصُ مِنَ اللّهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا تَائِبٌ إِلَي اللّهِ وَ إِلَيكَ مِمّا كَانَ فَاغفِر لِي غَفَرَ اللّهُ لَكَ فَقَالَ لَا


صفحه : 293

وَ اللّهِ لَا أَغفِرُ لَكَ هَذَا الذّنبَ أَبَداً حَتّي أَقِفَ أَنَا وَ أَنتَ بَينَ يدَيَ‌ مَن لَا يَظلِمُكَ شَيئاً

بيان قدأوردنا مثله في باب أنهم المتوسمون و باب علمه ع و لم أر السلفع والسلسع والمهيع والقردع بتلك المعاني‌ التي‌ وردت في هذه الأخبار بل بعضها لم يرد بمعني أصلا ولعلها كانت من لغاتهم المولدة ويحتمل تصحيف الرواة أيضا و في رواية الراوندي‌ في الخرائج السلقلق مكان السلفع و في القاموس السلقان التي‌ تحيض من دبرها

16- ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِنهُم بَكّارُ بنُ كَردَمٍ وَ عِيسَي بنُ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعنَاهُ وَ هُوَ يَقُولُ جَاءَتِ امرَأَةٌ شَنِيعَةٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ وَ قَد قَتَلَ أَبَاهَا وَ أَخَاهَا فَقَالَت هَذَا قَاتِلُ الأَحِبّةِ فَنَظَرَ إِلَيهَا فَقَالَ لَهَا يَا سَلفَعُ يَا جَرِيئَةُ يَا بَذِيّةُ يَا مُذَكّرَةُ يَا التّيِ‌ لَا تَحِيضُ كَمَا تَحِيضُ النّسَاءُ يَا التّيِ‌ عَلَي هَنِهَا شَيءٌ بَيّنٌ مُدلًي قَالَ فَمَضَت وَ تَبِعَهَا عَمرُو بنُ حُرَيثٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ كَانَ عُثمَانِيّاً فَقَالَ لَهَا أَيّتُهَا المَرأَةُ مَا يَزَالُ يُسمِعُنَا ابنُ أَبِي طَالِبٍ العَجَائِبَ فَمَا ندَريِ‌ حَقّهَا مِن بَاطِلِهَا وَ هَذِهِ داَريِ‌ فاَدخلُيِ‌ فَإِنّ لِي أُمّهَاتِ أَولَادٍ حَتّي يَنظُرنَ حَقّاً أَم بَاطِلًا وَ أَهَبَ لَكِ شَيئاً قَالَ فَدَخَلَت فَأَمَرَ أُمّهَاتِ أَولَادِهِ فَنَظَرنَ فَإِذَا شَيءٌ عَلَي رَكَبِهَا مُدلًي فَقَالَت يَا وَيلَهَا اطّلَعَ مِنهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي شَيءٍ لَم يَطّلِع عَلَيهِ إِلّا أمُيّ‌ أَو قاَبلِتَيِ‌ قَالَ فَوَهَبَ لَهَا عَمرُو بنُ حُرَيثٍ لَعَنَهُ اللّهُ شَيئاً


صفحه : 294

يج ،[الخرائج والجرائح ] عنه ع مثله أقول رواه ابن أبي الحديد من كتاب الغارات عن محمد بن جبلة الخياط عن عكرمة عن يزيد الأحمسي‌ و فيه ياسلقلق و ياجلعة ثم قال ابن أبي الحديد السلقلق السليط وأصله من السلق و هوالذئب والجلعة البذية اللسان والركب منبت العانة

17-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَبَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَوماً جَالِسٌ فِي المَسجِدِ وَ أَصحَابُهُ حَولَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِن شِيعَتِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ اللّهَ يَعلَمُ أنَيّ‌ أَدِينُهُ بِحُبّكَ فِي السّرّ كَمَا أَدِينُهُ بِحُبّكَ فِي العَلَانِيَةِ وَ أَتَوَلّاكَ فِي السّرّ كَمَا أَتَوَلّاكَ فِي العَلَانِيَةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صَدَقتَ أَمَا فَاتّخِذ لِلفَقرِ جِلبَاباً فَإِنّ الفَقرَ أَسرَعُ إِلَي شِيعَتِنَا مِنَ السّيلِ إِلَي قَرَارِ الواَديِ‌ قَالَ فَوَلّي الرّجُلُ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَرَحاً لِقَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع صَدَقتَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الخَوَارِجِ يُحَدّثُ صَاحِباً لَهُ قَرِيباً مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ تَاللّهِ إِن رَأَيتُ كَاليَومِ قَطّ إِنّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ فَقَالَ لَهُ الآخَرُ أَنَا مَا أَنكَرتُ مِن ذَلِكَ لَم يَجِد بُدّاً مِن أَن إِذَا قِيلَ لَهُ أُحِبّكَ أَن يَقُولَ لَهُ صَدَقتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ أَنَا أُحِبّهُ قَالَ لَا قَالَ فَأَنَا أَقُومُ فَأَقُولُ لَهُ مِثلَ مَقَالَةِ الرّجُلِ فَيَرُدّ عَلَيّ مِثلَ مَا رَدّ عَلَيهِ قَالَ فَقَامَ الرّجُلُ فَقَالَ لَهُ مِثلَ مَقَالَةِ الأَوّلِ فَنَظَرَ إِلَيهِ مَلِيّاً ثُمّ قَالَ لَهُ كَذَبتَ لَا وَ اللّهِ مَا تحُبِنّيِ‌ وَ لَا


صفحه : 295

أُحِبّكَ قَالَ فَبَكَي الخاَرجِيِ‌ّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لتَسَتقَبلِنُيِ‌ بِهَذَا وَ لَقَد عَلِمَ اللّهُ خِلَافَهُ ابسُط يَدَيكَ أُبَايِعكَ قَالَ عَلَي مَا ذَا قَالَ عَلَي مَا عَمِلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ قَالَ فَمَدّ يَدَهُ وَ قَالَ لَهُ اصفِق لَعَنَ اللّهُ الِاثنَينِ وَ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ بِكَ قَد قُتِلتَ عَلَي ضَلَالٍ وَ وَطِئَت وَجهَكَ دَوَابّ العِرَاقِ فَلَا تَغُرّنّكَ قُوّتُكَ قَالَ فَلَم يَلبَث أَن خَرَجَ عَلَيهِ أَهلُ النّهرَوَانِ وَ خَرَجَ الرّجُلُ مَعَهُم فَقُتِلَ

18- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ مَرّ عَلِيّ ع بِكَربَلَاءَ فَقَالَ لَمّا مَرّ بِهِ أَصحَابُهُ وَ قَد اغرَورَقَت عَينَاهُ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ هَذَا مُنَاخُ رِكَابِهِم وَ هَذَا مُلقَي رِحَالِهِم هَاهُنَا مُرَاقُ دِمَائِهِم طُوبَي لَكِ مِن تُربَةٍ عَلَيهَا تُرَاقُ دِمَاءُ الأَحِبّةِ وَ قَالَ البَاقِرُ ع خَرَجَ عَلِيّ يَسِيرُ بِالنّاسِ حَتّي إِذَا كَانَ بِكَربَلَاءَ عَلَي مِيلَينِ أَو مِيلٍ تَقَدّمَ بَينَ أَيدِيهِم حَتّي طَافَ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهَا المقدفان فَقَالَ قُتِلَ فِيهَا مِائَتَا نبَيِ‌ّ وَ مِائَتَا سِبطٍ كُلّهُم شُهَدَاءُ وَ مُنَاخُ رِكَابٍ وَ مَصَارِعُ عُشّاقٍ شُهَدَاءَ لَا يَسبِقُهُم مَن كَانَ قَبلَهُم وَ لَا يَلحَقُهُم مَن بَعدَهُم

19-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَمَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَنِيهِ وَ هُمُ اثنَا عَشَرَ ذَكَراً فَقَالَ لَهُم إِنّ اللّهَ أَحَبّ أَن يَجعَلَ فِيّ سُنّةً مِن يَعقُوبَ إِذ جَمَعَ بَنِيهِ وَ هُمُ اثنَا عَشَرَ ذَكَراً فَقَالَ لَهُم إنِيّ‌ أوُصيِ‌ إِلَي يُوسُفَ فَاسمَعُوا


صفحه : 296

لَهُ وَ أَطِيعُوا وَ أَنَا أوُصيِ‌ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَاسمَعُوا لَهُمَا وَ أَطِيعُوا فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ ابنُهُ دُونَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ يعَنيِ‌ مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ فَقَالَ لَهُ أَ جُرأَةٌ عَلَيّ فِي حيَاَتيِ‌ كأَنَيّ‌ بِكَ قَد وُجِدتَ مَذبُوحاً فِي فُسطَاطِكَ لَا يُدرَي مَن قَتَلَكَ فَلَمّا كَانَ فِي زَمَانِ المُختَارِ أَتَاهُ فَقَالَ لَستَ هُنَاكَ فَغَضِبَ فَذَهَبَ إِلَي مُصعَبِ بنِ الزّبَيرِ وَ هُوَ بِالبَصرَةِ فَقَالَ ولَنّيِ‌ قِتَالَ أَهلِ الكُوفَةِ فَكَانَ عَلَي مُقَدّمَةِ مُصعَبٍ فَالتَقَوا بِحَرُورَاءَ فَلَمّا حَجَرَ اللّيلُ بَينَهُم أَصبَحُوا وَ قَد وَجَدُوهُ مَذبُوحاً فِي فُسطَاطِهِ لَا يُدرَي مَن قَتَلَهُ

20- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عَبدِ الحَمِيدِ الأوَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ جُبَيرَ الخَابُورِ كَانَ صَاحِبَ بَيتِ مَالِ مُعَاوِيَةَ وَ كَانَت لَهُ أُمّ عَجُوزٌ بِالكُوفَةِ كَبِيرَةٌ فَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ إِنّ لِي أُمّاً بِالكُوفَةِ عَجُوزاً اشتَقتُ إِلَيهَا فَأذَن لِي حَتّي آتِيَهَا فأَقَضيِ‌َ مِن حَقّهَا عَلَيّ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا تَصنَعُ بِالكُوفَةِ فَإِنّ فِيهَا رَجُلًا سَاحِراً كَاهِناً يُقَالُ لَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ مَا آمَنُ أَن يَفتِنَكَ فَقَالَ جُبَيرٌ مَا لِي وَ لعِلَيِ‌ّ وَ إِنّمَا آتيِ‌ أمُيّ‌ وَ أَزُورُهَا وَ أقَضيِ‌ مِن حَقّهَا مَا يَجِبُ عَلَيّ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا تَصنَعُ بِالكُوفَةِ فَأَذِنَ لَهُ فَقَدِمَ جُبَيرُ الخَابُورِ فَقَالَ ع لَهُ أَمَا إِنّكَ كَنزٌ مِن كُنُوزِ اللّهِ زَعَمَ لَكَ مُعَاوِيَةُ أنَيّ‌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ قَالَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ ثُمّ قَالَ وَ مَعَكَ مَالٌ قَد دَفَنتَ بَعضَهُ فِي عَينِ التّمرِ قَالَ صَدَقتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد كَانَ كَذَلِكَ قَالَ عَلِيّ يَا حَسَنُ ضُمّهُ إِلَيكَ فَأَنزَلَهُ وَ أَحسَنَ إِلَيهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ دَعَاهُ ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ إِنّ هَذَا يَكُونُ فِي جَبَلِ الأَهوَازِ فِي أَربَعَةِ آلَافٍ مُدَجّجِينَ فِي السّلَاحِ فَيَكُونُونَ مَعَهُ حَتّي يَقُومَ قَائِمُنَا أَهلَ البَيتِ فَيُقَاتِلُ مَعَهُ

بيان رجل مدجج ومدجج أي شاك في السلاح وإنما أخبره ع بما يكون منه في الرجعة

21-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي ظَبيَةَ قَالَجَمَعَ عَلِيّ ع العُرَفَاءَ ثُمّ أَشرَفَ عَلَيهِم فَقَالَ افعَلُوا كَذَلِكَ قَالُوا لَا نَفعَلُ قَالَ ع أَمَا وَ اللّهِ لَيُستَعمَلَنّ عَلَيكُمُ اليَهُودُ


صفحه : 297

وَ المَجُوسُ ثُمّ لَا تُمَتّعُونَ فَكَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ

22- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ أَرَادَ قَومٌ بِنَاءَ مَسجِدٍ بِسَاحِلِ عَدَنٍ فَكُلّمَا بَنَوهُ سَقَطَ فَأَتَوا أَبَا بَكرٍ فَقَالَ استَأنِفُوا مِنَ البِنَاءِ وَ افعَلُوا فَفَعَلُوا وَ أَحكَمُوا فَسَقَطَ فَعَادُوا فَخَطَبَ النّاسَ وَ نَاشَدَهُم إِن كَانَ لِوَاحِدٍ مِنكُم بِهِ عِلمٌ فَليَقُل فَقَالَ عَلِيّ ع احفِرُوا فِي مَيمَنَةِ القِبلَةِ وَ مَيسَرَتِهَا فَإِنّهُ يَظهَرُ لَكُم قَبرَانِ عَلَيهِمَا كُوبَةٌ مَكتُوبٌ عَلَيهَا أَنَا رَضوَي وَ أخُتيِ‌ حَيّا ابنَتَا تُبّعٍ لَا نُشرِكُ بِاللّهِ شَيئاً فَاغسِلُوهُمَا وَ كَفّنُوهُمَا وَ صَلّوا عَلَيهِمَا وَ ادفِنُوهُمَا ثُمّ ابنُوا مَسجِدَكُم فَإِنّهُ يَقُومُ بِنَاؤُهُ فَفَعَلُوا فَكَانَ كَذَا فَقَامَ البِنَاءُ

نجم ،[ كتاب النجوم ] من كتاب الدلائل للحميري‌ بإسناده إلي أبي بصير مثله

23- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ يَوماً لَو وَجَدتُ رَجُلًا ثِقَةً لَبَعَثتُ مَعَهُ بِمَالٍ إِلَي المَدَائِنِ إِلَي شيِعتَيِ‌ فَقَالَ رَجُلٌ فِي نَفسِهِ لَآتِيَنّهُ وَ لَأَقُولَنّ أَنَا أَذهَبُ بِالمَالِ فَهُوَ يَثِقُ بيِ‌ فَإِذَا أَنَا أَخَذتُهُ أَخَذتُ طَرِيقَ الشّامِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَجَاءَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ أَنَا أَذهَبُ بِالمَالِ فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ إِلَيكَ عنَيّ‌ تَأخُذُ طَرِيقَ الشّامِ إِلَي مُعَاوِيَةَ

24- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي دَاوُدُ العَطّارُ قَالَ قَالَ رَجُلٌ سأَلَنَيِ‌ رَجُلٌ عَن خَاصّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لِي انطَلِق حَتّي نُسَلّمَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ كُنتُ لَا أُحِبّ ذَلِكَ فَلَم يَزَل بيِ‌ حَتّي أَتَيتُ مَعَهُ فَسَلّمنَا عَلَيهِ فَرَفَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الدّرّةَ فَضَرَبَ بِهَا ساَقيِ‌ فَنَزَوتُ فَقَالَ أَ تَرَي أَنّكَ مُكرَهٌ إِنّكَ مَيسَرَةُ ثُمّ ذَهَبتُ فَقِيلَ لِي صَنَعَ بِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَا لَم يَصنَع إِلَي أَحَدٍ قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ مَملُوكاً لِآلِ فُلَانٍ وَ كَانَ اسميِ‌ مَيسَرَةُ فَفَارَقتُهُم وَ ادّعَيتُ إِلَي مَن لَستُ أَنَا مِنهُ فسَمَاّنيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ باِسميِ‌

25-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي مُعَاوِيَةُ بنُ جَرِيرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَعُرِضَ الخَيلُ عَلَي عَلِيّ


صفحه : 298

ع فَجَاءَ ابنُ مُلجَمٍ إِلَيهِ فَسَأَلَهُ عَنِ اسمِهِ وَ نَسَبِهِ فَانتَهَي إِلَي غَيرِ أَبِيهِ قَالَ كَذَبتَ حَتّي انتَهَي إِلَي أَبِيهِ قَالَ صَدَقتَ

26- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي الصيّرفَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِن مُرَادٍ قَالَ كُنتُ وَاقِفاً عَلَي رَأسِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَومَ البَصرَةِ إِذَا أَتَاهُ ابنُ عَبّاسٍ بَعدَ القِتَالِ فَقَالَ إِنّ لِي حَاجَةً فَقَالَ ع مَا أعَرفَنَيِ‌ بِالحَاجَةِ التّيِ‌ جِئتَ فِيهَا تَطلُبُ الأَمَانَ لِابنِ الحَكَمِ قَالَ نَعَم أُرِيدُ أَن تُؤمِنَهُ قَالَ آمَنتُهُ وَ لَكِنِ اذهَب وَ جئِنيِ‌ بِهِ وَ لَا تجَئِنيِ‌ بِهِ إِلّا رَدِيفاً فَإِنّهُ أَدَلّ لَهُ فَجَاءَ بِهِ ابنُ عَبّاسٍ رِدفاً خَلفَهُ كَأَنّهُ قِردٌ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ تُبَايِعُ قَالَ نَعَم وَ فِي النّفسِ مَا فِيهَا قَالَ اللّهُ أَعلَمُ بِمَا فِي القُلُوبِ فَلَمّا بَسَطَ يَدَهُ لِيُبَايِعَهُ أَخَذَ كَفّهُ عَن كَفّ مَروَانَ فَنَتَرَهَا فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا إِنّهَا كَفّ يَهُودِيّةٌ لَو باَيعَنَيِ‌ بِيَدِهِ عِشرِينَ مَرّةً لَنَكَثَ بِاستِهِ ثُمّ قَالَ هِيهِ يَا ابنَ الحَكَمِ خِفتَ عَلَي رَأسِكَ أَن تَقَعَ فِي هَذِهِ المَعمَعَةِ كَلّا وَ اللّهِ حَتّي يَخرُجَ مِن صُلبِكَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ يَسُومُونَ هَذِهِ الأُمّةَ خَسفاً وَ يَسقُونَهُ كَأساً مُصَبّرَةً

بيان قال الجزري‌ النتر جذب فيه قوة وجفوة و قال هيه بمعني إيه فأبدل من الهمزة هاء وإيه اسم سمي‌ به الفعل ومعناه الأمر تقول للرجل إيه بغير تنوين إذااستزدته من الحديث المعهود بينكما فإن نونت استزدته من حديث ما غيرمعهود و قال المعمعة شدة الحرب والجد في القتال

27- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن مِينَا قَالَ سَمِعَ عَلِيّ ع ضَوضَاءَ فِي عَسكَرِهِ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَلَكَ مُعَاوِيَةُ قَالَ كَلّا وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَن يَهلِكَ حَتّي تَجتَمِعَ عَلَيهِ هَذِهِ الأُمّةُ قَالُوا فَبِمَ تُقَاتِلُهُ قَالَ أَلتَمِسُ العُذرَ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ اللّهِ تَعَالَي

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عبدالرزاق عن أبيه عن مينا مثله


صفحه : 299

28- يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ استَأذَنَ عَلَي عَلِيّ ع فَرَدّهُ قنبرا[قَنبَرٌ]فَأَدمَي أَنفَهُ فَخَرَجَ عَلِيّ ع فَقَالَ مَا لِي وَ لَكَ يَا أَشعَثُ أَمَا وَ اللّهِ لَو بِعَبدٍ ثَقِيفٍ تَمَرّسَت لَاقشَعَرّت شُعَيرَاتُ استِكَ قَالَ وَ مَن غُلَامُ ثَقِيفٍ قَالَ غُلَامٌ يَلِيهِم لَا يَبقَي مِنَ العَرَبِ إِلّا أَدخَلَهُمُ الذّلّ قَالَ كَم يلَيِ‌ قَالَ عِشرِينَ إِن بَلَغَهَا

قال الراوي‌ فولي الحجاج سنة خمس وسبعين ومات سنة تسعين .بيان قال الجزري‌ فيه إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه كمايتمرس البعير بالشجرة أي يتلعب بدينه ويعبث به كمايعبث البعير بالشجرة ويتحكك بها والتمرس شدة الالتواء.أقول في سنة خمس وسبعين ولي عبدالملك الحجاج علي العراق لكن في سنة ثلاث وسبعين ولاه الجيش لقتال عبد الله بن الزبير و كان واليا علي العراق إلي سنة خمس وتسعين فكانت ولايته تمام العشرين كماذكره ع فلعل الخمس سقط من النساخ ولعل قوله ع إن بلغها للتبهيم لئلا يغتر الملعون بذلك أولنقص أشهر عن العشرين

29-يج ،[الخرائج والجرائح ] وَ مِنهَا مَا انتَشَرَت بِهِ الآثَارُ عَنهُ ع مِن قَولِهِ قَبلَ قِتَالِهِ الفِرَقَ الثّلَاثَةَ بَعدَ بَيعَتِهِ أُمِرتُ بِقِتَالِ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ يعَنيِ‌ الجَمَلَ وَ صِفّينَ وَ النّهرَوَانَ فَقَاتَلَهُم وَ كَانَ الأَمرُ فِيمَا خَبّرَ بِهِ عَلَي مَا قَالَ وَ قَالَ ع لِطَلحَةَ وَ الزّبَيرِ حِينَ استَأذَنَاهُ فِي الخُرُوجِ إِلَي العُمرَةِ لَا وَ اللّهِ مَا تُرِيدَانِ العُمرَةَ وَ لَكِن تُرِيدَانِ البَصرَةَ فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَالَ ع لِابنِ عَبّاسٍ وَ يُخبِرُهُ بِهِ عَنِ استِيذَانِهِمَا فِي العُمرَةِ إنِيّ‌ أَذِنتُ لَهُمَا مَعَ علِميِ‌ بِمَا انطَوَيَا عَلَيهِ مِنَ الغَدرِ فَاستَظهَرتُ بِاللّهِ عَلَيهِمَا وَ إِنّ اللّهَ سَيَرُدّ كَيدَهُمَا وَ يظُفرِنُيِ‌ بِهِمَا وَ كَانَ كَمَا قَالَ


صفحه : 300

وَ قَالَ بذِيِ‌ قَارٍ وَ هُوَ جَالِسٌ لِأَخذِ البَيعَةِ يَأتِيكُم مِن قِبَلِ الكُوفَةِ أَلفُ رَجُلٍ لَا يَزِيدُونَ رَجُلًا وَ لَا يَنقُصُونَ رَجُلًا يبُاَيعِوُنيّ‌ عَلَي المَوتِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَجَزِعتُ لِذَلِكَ وَ خِفتُ أَن يَنقُصَ القَومُ مِنَ العَدَدِ أَو يَزِيدُوا عَلَيهِ فَيُفسِدُوا الأَمرَ عَلَينَا وَ إنِيّ‌ أحُصيِ‌ القَومَ فَاستَوفَيتُ عَدَدَهُم تِسعَمِائَةِ رَجُلٍ وَ تِسعَةً وَ تِسعِينَ رَجُلًا ثُمّ انقَطَعَ مجَيِ‌ءُ القَومِ فَقُلتُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ مَا ذَا حَمَلَهُ عَلَي مَا قَالَ فَبَينَمَا أَنَا مُفَكّرٌ فِي ذَلِكَ إِذَا رَأَيتُ شَخصاً قَد أَقبَلَ حَتّي دَنَا وَ هُوَ رَجُلٌ عَلَيهِ قَبَاءُ صُوفٍ وَ مَعَهُ سَيفٌ وَ تُرسٌ وَ إِدَاوَةٌ فَقَرُبَ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ امدُد يَدَيكَ لِأُبَايِعَكَ قَالَ عَلِيّ ع وَ عَلَي مَا تبُاَيعِنُيِ‌ قَالَ عَلَي السّمعِ وَ الطّاعَةِ وَ القِتَالِ بَينَ يَدَيكَ أَو يَفتَحَ اللّهُ عَلَيكَ فَقَالَ مَا اسمُكَ قَالَ أُوَيسٌ القرَنَيِ‌ّ قَالَ نَعَم اللّهُ أَكبَرُ فَإِنّهُ أخَبرَنَيِ‌ حبَيِبيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أنَيّ‌ أُدرِكُ رَجُلًا مِن أُمّتِهِ يُقَالُ لَهُ أُوَيسٌ القرَنَيِ‌ّ يَكُونُ مِن حِزبِ اللّهِ يَمُوتُ عَلَي الشّهَادَةِ يَدخُلُ فِي شَفَاعَتِهِ مِثلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فسَرُيّ‌َ عَنّا

30- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ يَهُودِيّاً قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع إِنّ مُحَمّداًص قَالَ إِنّ فِي كُلّ رُمّانَةٍ حَبّةً مِنَ الجَنّةِ وَ أَنَا كَسَرتُ وَاحِدَةً وَ أَكَلتُهَا كُلّهَا فَقَالَ ع صَدَقَ رَسُولُ اللّهِص وَ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَي لِحيَتِهِ فَوَقَعَت حَبّةُ رُمّانٍ فَتَنَاوَلَهَا ع وَ أَكَلَهَا وَ قَالَ لَم يَأكُلهَا الكَافِرُ وَ الحَمدُ لِلّهِ

31-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا تَوَاتَرَت بِهِ الرّوَايَاتُ مِن نَعيِهِ نَفسَهُ قَبلَ مَوتِهِ وَ أَنّهُ يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا شَهِيداً مِن قَولِهِ وَ اللّهِ لَيَخضَبَنّهَا مِن فَوقِهَا فَأَومَأَ إِلَي شَيبَتِهِ مَا يَحبِسُ أَشقَاهَا أَن يَخضِبَهَا بِدَمٍ وَ قَولُهُ ع أَتَاكُم شَهرُ رَمَضَانَ وَ فِيهِ تَدُورُ رَحَي السّلطَانِ أَلَا وَ إِنّكُم حَاجّوا العَامِ صَفّاً وَاحِداً وَ آيَةُ ذَلِكَ أنَيّ‌ لَستُ فِيكُم وَ كَانَ يُفطِرُ فِي هَذَا الشّهرِ لَيلَةً عِندَ الحَسَنِ وَ لَيلَةً عِندَ الحُسَينِ وَ لَيلَةً عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ زَوجِ زَينَبَ بِنتِهِ لِأَجلِهَا لَا يَزِيدُ عَلَي ثَلَاثِ لُقَمٍ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يأَتيِنيِ‌ أَمرُ اللّهِ وَ أَنَا خَمِيصٌ إِنّمَا هيِ‌َ لَيلَةٌ أَو لَيلَتَانِ فَأُصِيبَ مِنَ اللّيلِ وَ قَد تَوَجّهَ إِلَي المَسجِدِ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ ضَرَبَهُ


صفحه : 301

الشقّيِ‌ّ فِي آخِرِهَا فَصَاحَ الإِوَزّ فِي وَجهِهِ وَ طَرَدَهُنّ النّاسُ فَقَالَ دَعُوهُنّ فَإِنّهُنّ نَوَائِحُ وَ مِنهَا أَنّهُ لَمّا بَلَغَهُ مَا صَنَعَ بُسرُ بنُ أَرطَاةَ بِاليَمَنِ قَالَ ع أللّهُمّ إِنّ بُسراً بَاعَ دِينَهُ بِالدّنيَا فَاسلُبهُ عَقلَهُ فبَقَيِ‌َ بُسرٌ حَتّي اختَلَطَ فَاتّخِذَ لَهُ سَيفٌ مِن خَشَبٍ يَلعَبُ بِهِ حَتّي مَاتَ وَ مِنهَا مَا استَفَاضَ عَنهُ ع مِن قَولِهِ إِنّكُم سَتُعرَضُونَ مِن بعَديِ‌ عَلَي سبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ فَإِن عُرِضَ عَلَيكُمُ البَرَاءَةُ منِيّ‌ فَلَا تَتَبَرّءُوا منِيّ‌ وَ كَانَ كَمَا قَالَ وَ مِنهَا قَولُهُ ع لِجُوَيرِيَةَ بنِ مُسهِرٍ لَتُعتَلَنّ إِلَي العُتُلّ الزّنِيمِ وَ لَيَقطَعَنّ يَدَكَ وَ رِجلَكَ ثُمّ لَيُصَلّبَنّكَ ثُمّ مَضَي دَهرٌ حَتّي ولَيِ‌َ زِيَادٌ فِي أَيّامِ مُعَاوِيَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ وَ رِجلَهُ ثُمّ صَلَبَهُ

بيان عَتَلَهُ يَعتِلُهُ وَ يَعتُلُهُ جره عنيفا فحمله والعُتُلّ بضمتين مشددة اللام الأكول المنيع الجافي‌ الغليظ والزنيم المستلحق في قوم ليس منهم والدعي‌ واللئيم المعروف بلؤمه أوشره

32- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ كُنتُ قَاعِداً عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص إِذ نَادَي رَجُلٌ مَن يدَلُنّيِ‌ عَلَي مَن آخُذُ مِنهُ عِلماً وَ مَرّ فَقُلتُ يَا هَذَا هَل سَمِعتَ قَولَ النّبِيّص أَنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَ عَلِيّ بَابُهَا فَقَالَ نَعَم قُلتُ وَ أَينَ تَذهَبُ وَ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَانصَرَفَ الرّجُلُ وَ جِئنَا بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ ع مِن أَيّ البِلَادِ أَنتَ قَالَ مِن أَصفَهَانَ قَالَ لَهُ اكتُب أَملَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ أَهلَ أَصفَهَانَ لَا يَكُونُ فِيهِم خَمسُ خِصَالٍ السّخَاوَةُ وَ الشّجَاعَةُ وَ الأَمَانَةُ وَ الغَيرَةُ وَ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ قَالَ زدِنيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ بِلِسَانِ الأَصفَهَانِ ارُوت اين وَسِ أَيِ اليَومَ حَسبُكَ هَذَا

بيان كان أهل أصفهان في ذلك الزمان إلي أول استيلاء الدولة القاهرة الصفوية أدام الله بركاتهم من أشد النواصب والحمد لله ألذي جعلهم أشد الناس حبا لأهل البيت ع وأطوعهم لأمرهم وأوعاهم لعلمهم وأشدهم انتظارا لفرجهم حتي


صفحه : 302

أنه لايكاد يوجد من يتهم بالخلاف في البلد و لا في شيء من قراه القريبة أوالبعيدة وببركة ذلك تبدلت الخصال الأربع أيضا فيهم رزقنا الله وسائر أهل هذه البلاد نصر قائم آل محمدص والشهادة تحت لوائه وحشرنا معهم في الدنيا والآخرة

33- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً ع أَتَي الحَسَنَ البصَريِ‌ّ يَتَوَضّأُ فِي سَاقِيَةٍ فَقَالَ أَسبِغ طَهُورَكَ يَا لَفتَي[لَفتَاءُ] قَالَ لَقَد قَتَلتَ بِالأَمسِ رِجَالًا كَانُوا يُسبِغُونَ الوُضُوءَ قَالَ وَ إِنّكَ لَحَزِينٌ عَلَيهِم قَالَ نَعَم قَالَ فَأَطَالَ اللّهُ حُزنَكَ قَالَ أَيّوبُ السجّسِتاَنيِ‌ّ فَمَا رَأَينَا الحَسَنَ قَطّ إِلّا حَزِيناً كَأَنّهُ يَرجِعُ عَن دَفنِ حَمِيمٍ أَو خَربَندَجٍ ضَلّ حِمَارُهُ فَقُلتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ عُمِلَ فِيّ دَعوَةُ الرّجُلِ الصّالِحِ وَ لَفتَي بِالنّبَطِيّةِ شَيطَانٌ وَ كَانَت أُمّهُ سَمّتهُ بِذَلِكَ وَ دَعَتهُ فِي صِغَرِهِ فَلَم يَعرِف ذَلِكَ أَحَدٌ حَتّي دَعَاهُ بِهِ عَلِيّ ع

بيان خربندج لعله معرب خربنده أي مكاري‌ الحمار

34- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي سَعدُ بنُ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا وَقَفَ الرّجُلُ بَينَ يَدَيهِ قَالَ لَهُ يَا فُلَانُ استَعِدّ وَ أَعِدّ لِنَفسِكَ مَا تُرِيدُ فَإِنّكَ تَمرَضُ فِي يَومِ كَذَا فِي شَهرِ كَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا فَيَكُونُ كَمَا قَالَ قَالَ سَعدٌ فَقُلتُ هَذَا الكَلَامُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع فَقَالَ قَد كَانَ كَذَلِكَ فَقُلتُ لَا تُخبِرُنَا أَنتَ أَيضاً فَنَستَعِدّ لَهُ قَالَ هَذَا بَابٌ أَغلَقَ فِيهِ الجَوَابَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع حَتّي يَقُومَ قَائِمُنَا

35-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا قَعَدَ أَبُو بَكرٍ بِالأَمرِ بَعَثَ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلَي بنَيِ‌ حَنِيفَةَ لِيَأخُذَ زَكَوَاتِ أَموَالِهِم فَقَالُوا لِخَالِدٍ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَبعَثُ كُلّ سَنَةٍ رَجُلًا يَأخُذُ صَدَقَاتِنَا مِنَ الأَغنِيَاءِ مِن جُملَتِنَا وَ يُفَرّقُهَا فِي فُقَرَائِنَا فَافعَل أَنتَ كَذَلِكَ فَانصَرَفَ خَالِدٌ إِلَي المَدِينَةِ فَقَالَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ إِنّهُم مَنَعُونَا مِنَ الزّكَاةِ فَبَعَثَ مَعَهُ عَسكَراً فَرَجَعَ خَالِدٌ وَ أَتَي بنَيِ‌ حَنِيفَةَ وَ قَتَلَ رَئِيسَهُم وَ أَخَذَ زَوجَتَهُ وَ وَطِئَهَا فِي الحَالِ


صفحه : 303

وَ سَبَي نِسوَانَهُم وَ رَجَعَ بِهِنّ إِلَي المَدِينَةِ وَ كَانَ ذَلِكَ الرّئِيسُ صَدِيقاً لِعُمَرَ فِي الجَاهِلِيّةِ فَقَالَ عُمَرُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ اقتُل خَالِداً بِهِ بَعدَ أَن تَجلِدَهُ الحَدّ لِمَا فَعَلَ بِامرَأَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ إِنّ خَالِداً نَاصِرُنَا تَغَافَلَ وَ أَدخَلَ السّبَايَا فِي المَسجِدِ وَ فِيهِنّ خَولَةُ فَجَاءَت إِلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِص وَ التَجَأَت بِهِ وَ بَكَت وَ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أَشكُو إِلَيكَ أَفعَالَ هَؤُلَاءِ القَومِ سَبَونَا مِن غَيرِ ذَنبٍ وَ نَحنُ مُسلِمُونَ ثُمّ قَالَت أَيّهَا النّاسُ لِمَ سَبَيتُمُونَا وَ نَحنُ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أَبُو بِكرٍ مَنَعتُمُ الزّكَاةَ فَقَالَت الأَمرُ لَيسَ عَلَي مَا زَعَمتَ إِنّمَا كَانَ كَذَا وَ كَذَا وَ هَب الرّجَالُ مَنَعُوكُم فَمَا بَالُ النّسوَانِ المُسلِمَاتِ يُسبَينَ وَ اختَارَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم وَاحِدَةً مِنَ السّبَايَا وَ جَاءَ طَلحَةُ وَ خَالِدُ بنُ عَنَانٍ وَ رَمَيَا بِثَوبَينِ إِلَي خَولَةَ فَأَرَادَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم أَن يَأخُذَهَا مِنَ السبّي‌ِ قَالَت لَا يَكُونُ هَذَا أَبَداً وَ لَا يمَلكِنُيِ‌ إِلّا مَن خبَرّنَيِ‌ بِالكَلَامِ ألّذِي قُلتُهُ سَاعَةَ وُلِدتُ قَالَ أَبُو بَكرٍ قَد فَزِعَت مِنَ القَومِ وَ كَانَت لَم تَرَ مِثلَ ذَلِكَ قَبلَهُ فَتَكَلّمَ بِمَا لَا تَحصِيلَ لَهُ فَقَالَت وَ اللّهِ إنِيّ‌ صَادِقَةٌ إِذ جَاءَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَوَقَفَ وَ نَظَرَ إِلَيهِم وَ إِلَيهَا وَ قَالَ ع اصبِرُوا حَتّي أَسأَلَهَا عَن حَالِهَا ثُمّ نَادَاهَا يَا خَولَةُ اسمعَيِ‌ الكَلَامَ ثُمّ قَالَ لَمّا كَانَت أُمّكِ حَامِلًا بِكِ وَ ضَرَبَهَا الطّلقُ وَ اشتَدّ بِهَا الأَمرُ نَادَتِ أللّهُمّ سلَمّنيِ‌ مِن هَذَا المَولُودِ فَسَبَقَت تِلكِ الدّعوَةُ بِالنّجَاةِ فَلَمّا وَضَعَتكِ نَادَيتِ مِن تَحتِهَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص عَمّا قَلِيلٍ سيَمَلكِنُيِ‌ سَيّدٌ سَيَكُونُ لَهُ منِيّ‌ وَلَدٌ فَكَتَبَت أُمّكِ ذَلِكَ الكَلَامَ فِي لَوحِ نُحَاسٍ فَدَفَنَتهُ فِي المَوضِعِ ألّذِي سَقَطتِ فِيهِ فَلَمّا كَانَت فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ قُبِضَت أُمّكِ فِيهَا وَصّت إِلَيكِ بِذَلِكِ فَلَمّا كَانَ فِي وَقتِ سَبيِكُم لَم يَكُن لَكِ هِمّةٌ إِلّا أَخذَ ذَلِكِ اللّوحِ فَأَخَذتِيهِ وَ شَدَدتِيهِ عَلَي عَضُدِكِ الأَيمَنِ هاَتيِ‌ اللّوحَ فَأَنَا صَاحِبُ ذَلِكِ اللّوحِ وَ أَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنَا أَبُو ذَلِكِ الغُلَامِ المَيمُونِ وَ اسمُهُ مُحَمّدٌ قَالَ فَرَأَينَاهَا وَ قَدِ استَقبَلَتِ القِبلَةَ وَ قَالَت أللّهُمّ أَنتَ المُتَفَضّلُ المَنّانُ أوَزعِنيِ‌ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ لَم تُعطِهَا لِأَحَدٍ


صفحه : 304

إِلّا وَ أَتمَمتَهَا عَلَيهِ أللّهُمّ بِصَاحِبِ هَذِهِ التّربَةِ وَ النّاطِقِ المُنبِئِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلّا أَتمَمتَ فَضلَكَ عَلَيّ ثُمّ أَخرَجَتِ اللّوحَ وَ رَمَت بِهِ إِلَيهِ فَأَخَذَهُ أَبُو بَكرٍ وَ قَرَأَهُ عُثمَانُ فَإِنّهُ كَانَ أَجوَدَ القَومِ قِرَاءَةً وَ مَا ازدَادَ مَا فِي اللّوحِ عَلَي مَا قَالَ عَلِيّ ع وَ لَا نَقَصَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ خُذهَا يَا أَبَا الحَسَنِ فَبَعَثَ بِهَا عَلِيّ ع إِلَي بَيتِ أَسمَاءِ بِنتِ عُمَيسٍ فَلَمّا دَخَلَ أَخُوهَا تَزَوّجَ بِهَا وَ عَلِقَ بِمُحَمّدٍ وَ وَلَدَتهُ

36- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ الصّحَابَةَ قَالُوا يَوماً لَيسَ مِن حُرُوفِ المُعجَمِ حَرفٌ أَكثَرَ دَوَرَاناً فِي الكَلَامِ مِنَ الأَلِفِ فَنَهَضَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ خَطَبَ خُطبَةً عَلَي البَدِيهَةِ طَوِيلَةً تَشتَمِلُ عَلَي الثّنَاءِ عَلَي اللّهِ تَعَالَي وَ الصّلَاةِ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ فِيهَا الوَعدُ وَ الوَعِيدُ وَ وَصفُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ المَوَاعِظِ وَ الزّوَاجِرِ وَ النّصِيحَةِ لِلخَلقِ وَ غَيرِ ذَلِكَ وَ لَيسَ فِيهَا أَلِفٌ وَ هيِ‌َ مَعرُوفَةٌ

37- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي حَدِيثِ ثَابِتِ بنِ الأَفلَجِ قَالَ ضَلّت لِي فَرَسٌ نِصفَ اللّيلِ فَأَتَيتُ بَابَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا وَصَلتُ البَابَ خَرَجَ إلِيَ‌ّ قَنبَرٌ وَ قَالَ لِي يَا ابنَ الأَفلَجِ الحَق فَرَسَكَ فَخُذهُ مِن عَوفِ بنِ طَلحَةَ السعّديِ‌ّ

غَرِيبُ الحَدِيثِ وَ الفَائِقِ إِنّ عَلِيّاً ع قَالَ أَكثِرُوا الطّوَافَ بِهَذَا البَيتِ فكَأَنَيّ‌ بِرَجُلٍ مِنَ الحَبَشَةِ أَصلَعَ أَصمَعَ جَالِسٌ عَلَيهِ وَ هُوَ يَهدِمُ

صَاحِبُ الحِليَةِ عَنِ الحَارِثِ بنِ سُوَيدٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ ع حُجّوا قَبلَ أَن لَا تَحُجّوا فكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي حبَشَيِ‌ّ أَصمَعَ أَقرَعَ بِيَدِهِ مِعوَلٌ يَهدِمُهَا حَجَراً حَجَراً

النّضرُ بنُ شُمَيلٍ عَن عَوفٍ عَن مَروَانَ الأَصفَرِ قَالَقَدِمَ رَاكِبٌ مِنَ الشّامِ وَ عَلِيّ ع بِالكُوفَةِ فَنَعَي مُعَاوِيَةَ فَأُدخِلَ عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَنتَ شَهِدتَ مَوتَهُ قَالَ نَعَم وَ حَثَوتُ عَلَيهِ قَالَ إِنّهُ كَاذِبٌ قِيلَ وَ مَا يُدرِيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّهُ كَاذِبٌ قَالَ إِنّهُ لَا يَمُوتُ حَتّي يَعمَلَ كَذَا وَ كَذَا أعمال [أَعمَالًا]


صفحه : 305

عَمِلَهَا فِي سُلطَانِهِ فَقِيلَ لَهُ فَلِمَ تُقَاتِلُهُ وَ أَنتَ تَعلَمُ هَذَا قَالَ لِلحُجّةِ

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن عوف بن مروان مثله

38- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]المُحَاضِرَاتُ عَنِ الرّاغِبِ أَنّهُ قَالَ ع لَا يَمُوتُ ابنُ هِندٍ حَتّي يُعَلّقَ الصّلِيبَ فِي عُنُقِهِ

وَ قَد رَوَاهُ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَ ابنُ شِهَابٍ الزهّريِ‌ّ وَ الأَعثَمُ الكوُفيِ‌ّ وَ أَبُو حَيّانَ التوّحيِديِ‌ّ وَ أَبُو الثّلّاجِ فِي جَمَاعَةٍ فَكَانَ كَمَا قَالَ ع 

عَمّارٌ وَ ابنُ عَبّاسٍ أَنّهُ لَمّا صَعِدَ عَلِيّ ع المِنبَرَ قَالَ لَنَا قُومُوا فَتَخَلّلُوا الصّفُوفَ وَ نَادُوا هَل مِن مكاره [كَارِهٍ]فَتَصَارَخَ النّاسُ مِن كُلّ جَانِبٍ أللّهُمّ قَد رَضِينَا وَ أَسلَمنَا وَ أَطَعنَا رَسُولَكَ وَ ابنَ عَمّهِ فَقَالَ يَا عَمّارُ قُم إِلَي بَيتِ المَالِ فَأَعطِ النّاسَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ لِكُلّ إِنسَانٍ وَ ادفَع لِي ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَمَضَي عَمّارٌ وَ أَبُو الهَيثَمِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ المُسلِمِينَ إِلَي بَيتِ المَالِ وَ مَضَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي مَسجِدِ قُبَاءَ يصُلَيّ‌ فِيهِ فَوَجَدُوا فِيهِ ثَلَاثَمِائَةِ أَلفِ دِينَارٍ وَ وَجَدُوا النّاسَ مِائَةَ أَلفٍ فَقَالَ عَمّارٌ جَاءَ وَ اللّهِ الحَقّ مِن رَبّكُم وَ اللّهِ مَا عَلِمَ بِالمَالِ وَ لَا بِالنّاسِ وَ إِنّ هَذِهِ الآيَةَ وَجَبَت عَلَيكُم بِهَا طَاعَةُ هَذَا الرّجُلِ فَأَبَي طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَقِيلٌ أَن يَقبَلُوهَا القِصّةَ

وَ نَقَلَتِ المُرجِئَةُ وَ النّاصِبَةُ عَن أَبِي الجَهمِ العدَوَيِ‌ّ وَ كَانَ مُعَادِياً لعِلَيِ‌ّ ع قَالَخَرَجتُ بِكِتَابِ عُثمَانَ وَ المِصرِيّونَ قَد نَزَلُوا بذِيِ‌ خشر[خَشَبٍ] إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ قَد طَوَيتُهُ طَيّاً لَطِيفاً وَ جَعَلتُهُ فِي قِرَابِ سيَفيِ‌ وَ قَد تَنَكّبتُ عَنِ الطّرِيقِ وَ تَوَخّيتُ سَوَادَ اللّيلِ حَتّي كُنتُ بِجَانِبِ الجُرُفِ إِذَا رَجُلٌ عَلَي حِمَارٍ مسُتقَبلِيِ‌ وَ مَعَهُ


صفحه : 306

رَجُلَانِ يَمشِيَانِ أَمَامَهُ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَد أَتَي مِن نَاحِيَةِ البَدوِ فأَثَبتَنَيِ‌ وَ لَم أُثبِتهُ حَتّي سَمِعتُ كَلَامَهُ فَقَالَ أَينَ تُرِيدُ يَا صَخرُ قُلتُ البَدوَ فَأَدفَعَ الصّحَابَةَ قَالَ فَمَا هَذَا ألّذِي فِي قِرَابِ سَيفِكَ قُلتُ لَا تَدَعُ مِزَاحَكَ أَبَداً ثُمّ جُزتُهُ

الأَصبَغُ قَالَ صَلّينَا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع الغَدَاةَ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيهِ ثِيَابُ السّفَرِ قَد أَقبَلَ فَقَالَ مِن أَينَ قَالَ مِنَ الشّامِ قَالَ مَا أَقدَمَكَ قَالَ لِي حَاجَةٌ قَالَ أخَبرِنيِ‌ وَ إِلّا أَخبَرتُكَ بِقَضِيّتِكَ قَالَ أخَبرِنيِ‌ بِهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ نَادَي مُعَاوِيَةُ يَومَ كَذَا وَ كَذَا مِن شَهرِ كَذَا وَ كَذَا مِن سَنَةِ كَذَا وَ كَذَا مَن يَقتُلُ عَلِيّاً فَلَهُ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ فَوَثَبَ فُلَانٌ وَ قَالَ أَنَا قَالَ أَنتَ فَلَمّا انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ نَدِمَ وَ قَالَ أَسِيرُ إِلَي ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ أَبِي وَلَدَيهِ فَأَقتُلُهُ ثُمّ نَادَي مُنَادِيهِ اليَومَ الثاّنيِ‌َ مَن يَقتُلُ عَلِيّاً فَلَهُ عِشرُونَ أَلفَ دِينَارٍ فَوَثَبَ آخَرُ فَقَالَ أَنَا فَقَالَ أَنتَ ثُمّ إِنّهُ نَدِمَ وَ استَقَالَ مُعَاوِيَةَ فَأَقَالَهُ ثُمّ نَادَي مُنَادِيهِ اليَومَ الثّالِثَ مَن يَقتُلُ عَلِيّاً فَلَهُ ثَلَاثُونَ أَلفَ دِينَارٍ فَوَثَبتَ أَنتَ وَ أَنتَ رَجُلٌ مِن حِميَرٍ قَالَ صَدَقتَ قَالَ فَمَا رَأيُكَ تمَضيِ‌ إِلَي مَا أُمِرتَ بِهِ أَو مَا ذَا قَالَ لَا وَ لَكِن أَنصَرِفُ قَالَ يَا قَنبَرُ أَصلِح لَهُ رَاحِلَتَهُ وَ هَيّئ لَهُ زَادَهُ وَ أَعطِهِ نَفَقَتَهُ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فِي خَبَرٍ أَنّ الأَشعَثَ بنَ القَيسِ الكنِديِ‌ّ بَنَي فِي دَارِهِ مِئذَنَةً فَكَانَ يَرقَي إِلَيهَا إِذَا سَمِعَ الأَذَانَ فِي أَوقَاتِ الصّلَاةِ فِي مَسجِدِ جَامِعِ الكُوفَةِ فَيَصِيحُ مِن أَعلَي مِئذَنَتِهِ يَا رَجُلُ إِنّكَ لَكَذّابٌ سَاحِرٌ وَ كَانَ أَبِي يُسَمّيهِ عُنُقَ النّارِ وَ فِي رِوَايَةٍ عُرفَ النّارِ فَيُسأَلُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ الأَشعَثَ إِذَا حَضَرَتهُ


صفحه : 307

الوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيهِ عُنُقٌ مِنَ النّارِ مَمدُودَةً مِنَ السّمَاءِ فَتُحرِقُهُ فَلَا يُدفَنُ إِلّا وَ هُوَ فَحمَةٌ سَودَاءُ فَلَمّا توُفُيّ‌َ نَظَرَ سَائِرُ مَن حَضَرَ إِلَي النّارِ وَ قَد دَخَلَت عَلَيهِ كَالعُنُقِ المَمدُودِ حَتّي أَحرَقَتهُ وَ هُوَ يَصِيحُ وَ يَدعُو بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ

بيان المئذنة بالكسر موضع الأذان والمنارة والصومعة

39- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ بُطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ أَبُو دَاوُدَ فِي السّنَنِ عَن أَبِي مَخلَدٍ فِي خَبَرٍ أَنّهُ قَالَ ع فِي الخَوَارِجِ مُخَاطِباً لِأَصحَابِهِ وَ اللّهِ لَا يُقتَلُ مِنكُم عَشَرَةٌ وَ يَنفَلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ لَا يَنفَلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ وَ لَا يَهلِكُ مِنّا عَشَرَةٌ فَقُتِلَ مِن أَصحَابِهِ تِسعَةٌ وَ انفَلَتَ مِنهُم تِسعَةٌ اثنَانِ إِلَي سِجِستَانَ وَ اثنَانِ إِلَي عُمَانَ وَ اثنَانِ إِلَي بِلَادِ الجَزِيرَةِ وَ اثنَانِ إِلَي اليَمَنِ وَ وَاحِدٌ إِلَي تَلّ مَوزَنٍ وَ الخَوَارِجُ فِي هَذِهِ المَوَاضِعِ مِنهُم

وَ قَالَ الأَعثَمُ المَقتُولُونَ مِن أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع رُوَيبَةُ بنُ وَبَرٍ العجِليِ‌ّ وَ سَعدُ بنُ خَالِدٍ السبّيِعيِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ حَمّادٍ الأرَحبَيِ‌ّ وَ الفَيّاضُ بنُ خَلِيلٍ الأزَديِ‌ّ وَ كَيسُومُ بنُ سَلَمَةَ الجهُنَيِ‌ّ وَ عُبَيدُ بنُ عُبَيدٍ الخوَلاَنيِ‌ّ وَ جُمَيعُ بنُ حَشَمٍ الكنِديِ‌ّ وَ ضَبّ بنُ عَاصِمٍ الأسَدَيِ‌ّ

قَالَ أَبُو الجَوَائِزِ الكَاتِبُ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ عُثمَانَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ المُظَفّرُ بنُ الحَسَنِ الواَسطِيِ‌ّ السّلّالُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ ذكردان وَ كَانَ ابنَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ خَمسٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً قَالَرَأَيتُ عَلِيّاً ع فِي النّومِ وَ أَنَا فِي بلَدَيِ‌ فَخَرَجتُ إِلَيهِ إِلَي المَدِينَةِ فَأَسلَمتُ عَلَي يَدِهِ وَ سمَاّنيِ‌َ الحَسَنَ وَ سَمِعتُ مِنهُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً وَ شَهِدتُ مَعَهُ مَشَاهِدَهُ كُلّهَا فَقُلتُ لَهُ يَوماً مِنَ الأَيّامِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ادعُ اللّهَ لِي فَقَالَ يَا فاَرسِيِ‌ّ إِنّكَ سَتُعَمّرُ وَ تُحمَلُ إِلَي مَدِينَةٍ يَبنِيهَا رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ عمَيّ‌َ العَبّاسِ تُسَمّي فِي ذَلِكَ الزّمَانِ بَغدَادَ وَ لَا تَصِلُ إِلَيهَا تَمُوتُ بِمَوضِعٍ يُقَالُ لَهُ المَدَائِنُ فَكَانَ كَمَا قَالَ


صفحه : 308

ع لَيلَةً دَخَلَ المَدَائِنَ مَاتَ

مَسعَدَةُ بنُ اليَسَعِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرٍ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مَرّ بِأَرضِ بَغدَادَ قَالَ مَا تُدعَي هَذِهِ الأَرضُ قَالُوا بَغدَادَ قَالَ نَعَم تُبنَي هَاهُنَا مَدِينَةٌ وَ ذَكَرَ وَصفَهَا وَ يُقَالُ إِنّهُ وَقَعَ مِن يَدِهِ سَوطٌ فَسَأَلَ عَن أَرضِهَا فَقَالُوا بَغدَادُ فَأَخبَرَ أَنّهُ يُبنَي ثَمّ مَسجِدٌ يُقَالُ لَهُ مَسجِدُ السّوطِ

زَاذَانُ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنّ جَاثَلِيقاً جَاءَ فِي نَفَرٍ مِنَ النّصَارَي إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ سَأَلَهُ مَسَائِلَ عَجَزَ عَنهَا أَبُو بَكرٍ فَقَالَ عُمَرُ كُفّ أَيّهَا النصّراَنيِ‌ّ عَن هَذَا العَنَتِ وَ إِلّا أَبَحنَا دَمَكَ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ يَا هَذَا اعدِل عَلَي مَن جَاءَ مُستَرشِداً طَالِباً دلُوّنيِ‌ عَلَي مَن أَسأَلُهُ عَمّا أَحتَاجُ إِلَيهِ فَجَاءَ عَلِيّ ع وَ استَسأَلَهُ فَقَالَ النصّراَنيِ‌ّ أَسأَلُكَ عَمّا سَأَلتُ عَنهُ هَذَا الشّيخَ خبَرّنيِ‌ أَ مُؤمِنٌ أَنتَ عِندَ اللّهِ أَم عِندَ نَفسِكَ فَقَالَ ع أَنَا مُؤمِنٌ عِندَ اللّهِ كَمَا أَنَا مُؤمِنٌ فِي عقَيِدتَيِ‌ قَالَ خبَرّنيِ‌ عَن مَنزِلَتِكَ فِي الجَنّةِ مَا هيِ‌َ قَالَ منَزلِتَيِ‌ مَعَ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ فِي الفِردَوسِ الأَعلَي لَا أَرتَابُ بِذَلِكَ وَ لَا أَشُكّ فِي الوَعدِ بِهِ مِن ربَيّ‌ قَالَ فَبِمَا ذَا عَرَفتَ الوَعدَ لَكَ بِالمَنزِلَةِ التّيِ‌ ذَكَرتَهَا قَالَ بِالكِتَابِ المُنزَلِ وَ صِدقِ النّبِيّ المُرسَلِ قَالَ فَبِمَا عَرَفتَ صِدقَ نَبِيّكَ قَالَ بِالآيَاتِ البَاهِرَاتِ وَ المُعجِزَاتِ البَيّنَاتِ قَالَ فخَبَرّنيِ‌ عَنِ اللّهِ تَعَالَي أَينَ هُوَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَجِلّ عَنِ الأَينِ وَ يَتَعَالَي عَنِ المَكَانِ كَانَ فِيمَا لَم يَزَل وَ لَا مَكَانَ وَ هُوَ اليَومَ كَذَلِكَ وَ لَم يَتَغَيّر مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ قَالَ فخَبَرّنيِ‌ عَنهُ تَعَالَي أَ مُدرَكٌ بِالحَوَاسّ فَيَسلِكَ المُستَرشِدُ فِي طَلَبِهِ الحَوَاسّ أَم كَيفَ طَرِيقُ المَعرِفَةِ بِهِ إِن لَم يَكُنِ الأَمرُ كَذَلِكَ قَالَ تَعَالَي المَلِكُ الجَبّارُ أَن يُوصَفَ بِمِقدَارٍ أَو تُدرِكَهُ الحَوَاسّ أَو يُقَاسَ بِالنّاسِ وَ الطّرِيقُ إِلَي مَعرِفَتِهِ صَنَائِعُهُ البَاهِرَةُ لِلعُقُولِ الدّالّةُ لذِوَيِ‌ الِاعتِبَارِ بِمَا هُوَ مِنهَا مَشهُورٌ وَ مَعقُولٌ قَالَ فخَبَرّنيِ‌ عَمّا قَالَ نَبِيّكُم فِي المَسِيحِ


صفحه : 309

إِنّهُ مَخلُوقٌ فَقَالَ أُثبِتَ لَهُ الخَلقُ بِالتّدبِيرِ ألّذِي لَزِمَهُ وَ التّصوِيرِ وَ التّغيِيرِ مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ وَ الزّيَادَةِ التّيِ‌ لَم يَنفَكّ مِنهَا وَ النّقصَانِ وَ لَم أَنفِ عَنهُ النّبُوّةَ وَ لَا أَخرَجتُهُ مِنَ العِصمَةِ وَ الكَمَالِ وَ التّأيِيدِ قَالَ فَبِمَا بِنتَ أَيّهَا العَالِمُ مِنَ الرّعِيّةِ النّاقِصَةِ عَنكَ قَالَ بِمَا أَخبَرتُكَ بِهِ مِن علِميِ‌ بِمَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ قَالَ فَهَلُمّ شَيئاً مِن ذَلِكَ أَتَحَقّق بِهِ دَعوَاكَ قَالَ ع خَرَجتَ أَيّهَا النصّراَنيِ‌ّ مِن مُستَقَرّكَ مُستَنكِراً لِمَن قَصَدتَ بِسُؤَالِكَ لَهُ مُضمِراً خِلَافَ مَا أَظهَرتَ مِنَ الطّلَبِ وَ الِاستِرشَادِ فَأُرِيتَ فِي مَنَامِكَ مقَاَميِ‌ وَ حُدّثتَ فِيهِ بكِلَاَميِ‌ وَ حُذّرتَ فِيهِ مِن خلِاَفيِ‌ وَ أُمِرتَ فِيهِ باِتبّاَعيِ‌ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ وَ أَحَقّ النّاسِ بِمَقَامِهِ وَ أَسلَمَ الّذِينَ كَانُوا مَعَهُ فَقَالَ عُمَرُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدَاكَ أَيّهَا الرّجُلُ غَيرَ أَنّهُ يَجِبُ أَن تَعلَمَ أَنّ عِلمَ النّبُوّةِ فِي أَهلِ بَيتِ صَاحِبِهَا وَ الأَمرَ مِن بَعدِهِ لِمَن خَاطَبتَهُ أَوّلًا بِرِضَا الأُمّةِ قَالَ قَد عَرَفتُ مَا قُلتَ وَ أَنَا عَلَي يَقِينٍ مِن أمَريِ‌

الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ قَالَ أَتَي رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ إنِيّ‌ أُحِبّكَ فِي السّرّ كَمَا أُحِبّكَ فِي العَلَانِيَةِ قَالَ فَنَكَتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِعُودٍ كَانَ فِي يَدِهِ فِي الأَرضِ سَاعَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ كَذَبتَ وَ اللّهِ ثُمّ أَتَاهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ إنِيّ‌ أُحِبّكَ فَنَكَتَ بِعُودٍ فِي الأَرضِ طَوِيلًا ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ صَدَقتَ إِنّ طِينَتَنَا طِينَةٌ مَرحُومَةٌ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهَا يَومَ أَخَذَ المِيثَاقَ فَلَا يَشِذّ مِنهَا شَاذّ وَ لَا يَدخُلُ فِيهَا دَاخِلٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ


صفحه : 310

عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ قَالَ حَضَرتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد وَجّهَ أَبَا مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ احكُم بِكِتَابِ اللّهِ وَ لَا تُجَاوِزهُ فَلَمّا أَدبَرَ قَالَ كأَنَيّ‌ بِهِ وَ قَد خُدِعَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَلِمَ تُوَجّهُهُ وَ أَنتَ تَعلَمُ أَنّهُ مَخدُوعٌ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ لَو عَمِلَ اللّهُ فِي خَلقِهِ بِعِلمِهِ مَا احتَجّ عَلَيهِم بِالرّسُلِ

مُسنَدُ العَشَرَةِ عَن أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ أَنّهُ قَالَ أَبُو الوضَيِ‌ءِ غِيَاثاً كُنّا عَامِدِينَ إِلَي الكُوفَةِ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا بَلَغنَا مَسِيرَةَ لَيلَتَينِ أَو ثَلَاثٍ مِن حَرُورَاءَ شَذّ مِنّا أُنَاسٌ كَثِيرَةٌ فَذَكَرنَا ذَلِكَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَا يَهُولَنّكُم أَمرُهُم فَإِنّهُم سَيَرجِعُونَ فَكَانَ كَمَا قَالَ ع وَ قَالَ ع لِطَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ قَدِ استَأذَنَاهُ فِي الخُرُوجِ إِلَي العُمرَةِ وَ اللّهِ مَا تُرِيدَانِ العُمرَةَ وَ إِنّمَا تُرِيدَانِ البَصرَةَ وَ فِي رِوَايَةٍ إِنّمَا تُرِيدَانِ الفِتنَةَ وَ قَالَ ع لَقَد دَخَلَا بِوَجهٍ فَاجِرٍ وَ خَرَجَا بِوَجهٍ غَادِرٍ وَ لَا أَلقَاهُمَا إِلّا فِي كَتِيبَةٍ وَ أَخلَقُ[أَخَافُ]بِهِمَا أَن يُقتَلَا

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ وَ لَقَد أُنبِئتُ بِأَمرِكُمَا وَ أُرِيتُ مَصَارِعَكُمَا فَانطَلَقَا وَ هُوَ يَقُولُ وَ هُمَا يَسمَعَانِفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ قَالَ صَفِيّةُ بِنتُ الحَارِثِ الثّقَفِيّةُ زَوجَةُ عَبدِ اللّهِ بنِ خَلَفٍ الخزُاَعيِ‌ّ لعِلَيِ‌ّ ع يَومَ الجَمَلِ بَعدَ الوَقعَةِ يَا قَاتِلَ الأَحِبّةِ يَا مُفَرّقَ الجَمَاعَةِ فَقَالَ ع إنِيّ‌ لَا أَلُومُكِ أَن تبُغضِيِنيِ‌ يَا صَفِيّةُ وَ قَد قَتَلتُ جَدّكِ يَومَ بَدرٍ وَ عَمّكِ يَومَ أُحُدٍ وَ زَوجَكِ الآنَ وَ لَو كُنتُ قَاتِلَ الأَحِبّةِ لَقَتَلتُ مَن فِي هَذِهِ البُيُوتِ فَفُتّشَ فَكَانَ فِيهَا مَروَانُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ

الأَعمَشُ بِرِوَايَتِهِ عَن رَجُلٍ مِن هَمدَانَ قَالَكُنّا مَعَ عَلِيّ ع بِصِفّينَ فَهَزَمَ أَهلُ الشّامِ مَيمَنَةَ العِرَاقِ فَهَتَفَ بِهِمُ الأَشتَرُ لِيَتَرَاجَعُوا فَجَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لِأَهلِ الشّامِ يَا أَبَا مُسلِمٍ خُذهُم ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالَ الأَشتَرُ أَ وَ لَيسَ أَبُو مُسلِمٍ مَعَهُم قَالَ لَستُ أُرِيدُ الخوَلاَنيِ‌ّ وَ إِنّمَا أُرِيدُ رَجُلًا يَخرُجُ فِي آخِرِ الزّمَانِ مِنَ


صفحه : 311

المَشرِقِ وَ يُهلِكَ اللّهُ بِهِ أَهلَ الشّامِ وَ يَسلُبُ عَن بنَيِ‌ أُمَيّةَ مُلكَهُم

وَ فِي تَارِيخِ بَغدَادَ، أَنّهُ قَالَ المُفِيدُ أَبُو بَكرٍ الجرُجاَنيِ‌ّ إِنّهُ قَالَوُلِدَ أَبُو الدّنيَا فِي أَيّامِ أَبِي بَكرٍ وَ إِنّهُ قَالَ إنِيّ‌ خَرَجتُ مَعَ أَبِي إِلَي لِقَاءِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا صِرنَا قَرِيباً مِنَ الكُوفَةِ عَطِشنَا عَطَشاً شَدِيداً فَقُلتُ لوِاَلدِيِ‌ اجلِس حَتّي أَرُودَ[أَدُورَ] لَكَ الصّحرَاءَ فلَعَلَيّ‌ أَقدِرُ عَلَي مَاءٍ فَقَصَدتُ إِلَيهِ فَإِذَا أَنَا بِبِئرٍ شِبهِ الرّكِيّةِ أَوِ الواَديِ‌ فَاغتَسَلتُ مِنهُ وَ شَرِبتُ مِنهُ حَتّي رَوِيتُ ثُمّ جِئتُ إِلَي أَبِي فَقُلتُ قُم فَقَد فَرّجَ اللّهُ عَنّا وَ هَذِهِ عَينُ مَاءٍ قَرِيبٌ مِنّا وَ مَضَينَا فَلَم نَرَ شَيئاً فَلَم يَزَل يَضطَرِبُ حَتّي مَاتَ وَ دَفَنتُهُ وَ جِئتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ خَارِجٌ إِلَي صِفّينَ وَ قَد أُخرِجَ لَهُ البَغلَةُ فَجِئتُ وَ أَمسَكتُ لَهُ بِالرّكَابِ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ فَانكَبَبتُ أُقَبّلُ الرّكَابَ فَشُجّت فِي وجَهيِ‌ شَجّةٌ قَالَ أَبُو بَكرٍ المُفِيدُ وَ رَأَيتُ الشّجّةَ فِي وَجهِهِ وَاضِحَةً ثُمّ سأَلَنَيِ‌ عَن خبَرَيِ‌ فَأَخبَرتُهُ بقِصِتّيِ‌ فَقَالَ عَينٌ لَم يَشرَب مِنهَا أَحَدٌ إِلّا وَ عُمّرَ عُمُراً طَوِيلًا فَأَبشِر فَإِنّكَ سَتُعَمّرُ وَ سمَاّنيِ‌ بِالمُعَمّرِ وَ هُوَ ألّذِي يُدعَي بِالأَشَجّ وَ ذَكَرَ الخَطِيبُ أَنّهُ قَدِمَ بَغدَادَ فِي سَنَةِ ثَلَاثِمِائَةٍ بِهَا وَ كَانَ مَعَهُ شُيُوخٌ مِن بَلَدِهِ وَ سَأَلُوا عَنهُ فَقَالُوا هُوَ مَشهُورٌ عِندَنَا بِطُولِ العُمُرِ وَ قَد بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ مَاتَ فِي سَنَةِ سَبعٍ وَ عِشرِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ نَحوِ ذَلِكَ ذَكَرَ شَيخُنَا فِي الأمَاَليِ‌ وَفَاتَهُ وَ قَالَ لَهُ ع حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ فِي زَمَنِ عُثمَانَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا فَهِمتُ قَولَكَ وَ لَا


صفحه : 312

عَرَفتُ تَأوِيلَهُ حَتّي بَلَغَت ليَلتَيِ‌ أَتَذَكّرُ مَا قُلتَ لِي بِالحَرّةِ وَ إنِيّ‌ مُقبِلٌ كَيفَ أَنتَ يَا حُذَيفَةُ إِذَا ظَلَمَتِ العُيُونُ العَينَ وَ النّبِيّص بَينَ أَظهُرِنَا وَ لَم أَعرِف تَأوِيلَ كَلَامِكَ إِلّا البَارِحَةَ رَأَيتُ عَتِيقاً ثُمّ عُمَرَ تَقَدّمَا عَلَيكَ وَ أَوّلُ اسمِهِمَا عَينٌ فَقَالَ يَا حُذَيفَةُ نَسِيتَ عَبدَ الرّحمَنِ حَيثُ مَالَ بِهَا إِلَي عُثمَانَ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ سَيُضَمّ إِلَيهِم عَمرُو بنُ العَاصِ مَعَ مُعَاوِيَةَ ابنِ آكِلَةِ الأَكبَادِ فَهَؤُلَاءِ العُيُونُ المُجتَمِعَةُ عَلَي ظلُميِ‌

وَ رَوَي زَيدٌ وَ صَعصَعَةُ ابنَا صُوحَانَ وَ البَرَاءُ بنُ سَبرَةَ وَ الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ وَ جَابِرُ بنُ شَرجِيلٍ وَ مَحمُودُ بنُ الكَوّاءِ أَنّهُ ذَكَرَ بِدَيرِ الدّيلَمِ مِن أَرضِ فَارِسَ لِأُسقُفّ قَد أَتَت عَلَيهِ عِشرُونَ وَ مِائَةُ سَنَةٍ أَنّ رَجُلًا قَد فَسّرَ النّاقُوسَ يَعنُونَ عَلِيّاً ع فَقَالَ سِيرُوا بيِ‌ إِلَيهِ فإَنِيّ‌ أَجِدُهُ أَنزَعاً بَطِيناً فَلَمّا وَافَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَد عَرَفتُ صِفَتَهُ فِي الإِنجِيلِ وَ أَنَا أَشهَدُ أَنّهُ وصَيِ‌ّ ابنِ عَمّهِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جِئتَ لِتُؤمِنَ أَزِيدُكَ رَغبَةً فِي إِيمَانِكَ قَالَ نَعَم قَالَ ع انزِع مِدرَعَتَكَ فأَرُيِ‌َ أَصحَابَكَ الشّامَةَ التّيِ‌ بَينَ كَتِفَيكَ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ شَهِقَ شَهقَةً فَمَاتَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَاشَ فِي الإِسلَامِ قَلِيلًا وَ نَعِمَ فِي جِوَارِ اللّهِ كَثِيراً

ابنُ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ ع يَومَ الجَمَلِ لَنَظهَرَنّ عَلَي هَذِهِ الفِرقَةِ وَ لَنَقتُلَنّ هَذَينِ الرّجُلَينِ وَ فِي رِوَايَةٍ لَنَفتَحَنّ البَصرَةَ وَ لَيَأتِيَنّكُمُ اليَومَ مِنَ الكُوفَةِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ رَجُلٍ وَ بِضعٌ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا فَكَانَ كَمَا قَالَ ع وَ فِي رِوَايَةٍ سِتّةُ آلَافٍ وَ خَمسَةٌ وَ سِتّونَ

أَصحَابُ السّيَرِ عَن جُندَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأزَديِ‌ّ لَمّا نَزَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّهرَوَانَ فَانتَهَينَا إِلَي عَسكَرِ القَومِ فَإِذَا لَهُم دوَيِ‌ّ كدَوَيِ‌ّ النّحلِ مِن قِرَاءَةِ القُرآنِ وَ فِيهِم أَصحَابُ البَرَانِسِ فَلَمّا أَن رَأَيتُهُم دخَلَنَيِ‌ مِن ذَلِكَ فَتَنَحّيتُ وَ قُمتُ أصُلَيّ‌ وَ أَنَا أَقُولُ أللّهُمّ إِن كَانَ قِتَالُ هَؤُلَاءِ القَومِ لَكَ طَاعَةً فَأذَن فِيهِ وَ إِن كَانَ ذَلِكَ مَعصِيَةً فأَرَنِيِ‌ ذَلِكَ فَأَنَا فِي ذَلِكَ إِذ أَقبَلَ عَلِيّ ع فَلَمّا حاَذاَنيِ‌ قَالَ نَعُوذُ بِاللّهِ يَا جُندَبُ مِنَ الشّكّ ثُمّ نَزَلَ يصُلَيّ‌ إِذ جَاءَهُ فَارِسٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد عَبَرَ القَومُ وَ قَطَعُوا


صفحه : 313

النّهَرَ فَقَالَ ع كَلّا مَا عَبَرُوا فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ قَد عَبَرَ القَومُ فَقَالَ كَلّا مَا فَعَلُوا قَالَ وَ اللّهِ مَا جِئتُ حَتّي رَأَيتُ الرّايَاتِ فِي ذَلِكَ الجَانِبِ وَ الأَثقَالَ فَقَالَ ع وَ اللّهِ مَا فَعَلُوا وَ إِنّهُ لَمَصرَعُهُم وَ مُهَرَاقُ دِمَائِهِم وَ فِي رِوَايَةٍ لَا يَبلُغُونَ إِلَي قَصرِ بُورَي بِنتِ كِسرَي فَدَفَعنَا إِلَي الصّفُوفِ فَوَجَدنَا الرّايَاتِ وَ الأَثقَالَ كَمَا هيِ‌َ قَالَ فَأَخَذَ بقِفَاَي‌َ وَ دفَعَنَيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا أَخَا الأَزدِ مَا تَبَيّنَ لَكَ الأَمرُ فَقُلتُ أَجَل يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِذَا وَقَفَ الرّجُلُ بَينَ يَدَيهِ قَالَ يَا فُلَانُ استَعِدّ وَ أَعِدّ لِنَفسِكَ مَا تُرِيدُ فَإِنّكَ تَمرَضُ فِي يَومِ كَذَا وَ كَذَا فِي شَهرِ كَذَا وَ كَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا وَ كَذَا فَيَكُونُ كَمَا قَالَ وَ كَانَ ع قَد عَلّمَ رُشَيدَ الهجَرَيِ‌ّ مِن ذَلِكَ فَكَانُوا يُلَقّبُونَهُ رُشَيدَ البَلَايَا وَ أَخبَرَ ع عَن قَتلِ الحُسَينِ ع

فَضلُ بنُ الزّبَيرِ عَن أَبِي الحَكَمِ عَن مَشِيخَتِهِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سلَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ‌ قَالَ رَجُلٌ أخَبرِنيِ‌ كَم فِي رأَسيِ‌ وَ لحِيتَيِ‌ مِن طَاقَةِ شَعرٍ قَالَ ع إِنّ عَلَي كُلّ طَاقَةٍ فِي رَأسِكَ مَلَكٌ يَلعَنُكَ وَ عَلَي كُلّ طَاقَةٍ مِن لِحيَتِكَ شَيطَانٌ يَستَفِزّكَ وَ إِنّ فِي بَيتِكَ لَسَخلًا يَقتُلُ ابنَ رَسُولِ اللّهِص وَ آيَةُ ذَلِكَ مِصدَاقُ مَا خَبّرتُكَ بِهِ وَ لَو لَا أَنّ ألّذِي سَأَلتَ يَعسِرُ بُرهَانُهُ لَأَخبَرتُكَ بِهِ وَ كَانَ ابنُهُ عُمَرُ يَومَئِذٍ جَابِياً وَ كَانَ قَتلُ الحُسَينِ ع عَلَي يَدِهِ

وَ مُستَفِيضٌ فِي أَهلِ العِلمِ عَنِ الأَعمَشِ وَ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ وَ السبّيِعيِ‌ّ كُلّهُم عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ وَ قَد ذَكَرَهُ أَبُو الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ فِي أَخبَارِ الحَسَنِ أَنّهُ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَن خَالِدِ بنِ عَرفَطَةَ قَد مَاتَ فَقَالَ ع إِنّهُ لَم يَمُت وَ لَا يَمُوتُ حَتّي يَقُودَ جَيشَ ضَلَالَةٍ صَاحِبُ لِوَائِهِ حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِن تَحتِ


صفحه : 314

المِنبَرِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَكَ شِيعَةٌ وَ إنِيّ‌ لَكَ لَمُحِبّ وَ أَنَا حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ قَالَ إِيّاكَ أَن تَحمِلَهَا وَ لَتَحمِلَنّهَا فَتَدخُلُ بِهَا مِن هَذَا البَابِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي بَابِ الفِيلِ فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِ الحُسَينِ ع مَا كَانَ تَوَجّهَ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ إِلَي قِتَالِهِ وَ كَانَ خَالِدُ بنُ عَرفَطَةَ عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ حَبِيبُ بنُ جَمّازٍ صَاحِبَ رَايَتِهِ فَسَارَ بِهَا حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ مِن بَابِ الفِيلِ

أَبُو حَفصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمّدٍ الزّيّاتُ فِي خَبَرٍ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لِلمُسَيّبِ بنِ نَجِيّةَ يَأتِيكُم رَاكِبُ الدّغِيلَةِ يَشُدّ حَقوَهَا بِوَضِينِهَا لَم يَقضِ تَفَثاً مِن حَجّ وَ لَا عُمرَةٍ فَيَقتُلُوهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ الحُسَينَ ع

بيان الدغيلة الدغل والمكر والفساد أي يركب مكر القوم ويأتي‌ لماوعدوه خديعة ويحتمل أن يكون تصحيف الرعيلة وهي‌ القطيعة من الخيل القليلة والوضين بطان منسوج بعضه علي بعض يشد به الرحل علي البعير كالحزام للسرج وشد حقوها به كناية عن الاهتمام بالسير والاستعجال فيه وعدم قضاء التفث إشارة إلي أنه ع لم يتيسر له الحج بل أحل وخرج يوم التروية كماسيأتي‌ وسيأتي‌ هذاالخبر علي وجه آخر في باب علامات ظهور القائم ع و فيه وراكب الذعلبة مختلط جوفها بوضينها يخبرهم بخبر يقتلونه ثم الغضب عند ذلك والذعلبة بالكسر الناقة السريعة

40- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ قَالَ ع يُخَاطِبُ أَهلَ الكُوفَةِ كَيفَ أَنتُم إِذَا نَزَلَ بِكُم ذُرّيّةُ نَبِيّكُم فَعَمَدتُم إِلَيهِ فَقَتَلتُمُوهُ قَالُوا مَعَاذَ اللّهِ لَئِن أَتَانَا اللّهُ فِي ذَلِكَ لَنَبلَوُنّ عُذراً فَقَالَ ع


هُم أَورَدُوهُ فِي الغُرُورِ وَ غُرّرَا   أَرَادُوا نَجَاةً لَا نَجَاةَ وَ لَا عُذرَ

صفحه : 315

إِسمَاعِيلُ بنُ صَبِيحٍ عَن يَحيَي بنِ مُسَاوِرٍ العَابِدِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ زِيَادٍ قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع قَالَ لِلبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ يَا بَرَاءُ يُقتَلُ ابنيِ‌َ الحُسَينُ ع وَ أَنتَ حيَ‌ّ لَا تَنصُرُهُ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع كَانَ البَرَاءُ يَقُولُ صَدَقَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ جَعَلَ يَتَلَهّفُ

مُسنَدُ الموَصلِيِ‌ّ،رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيَي عَن أَبِيهِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا حَاذَي نَينَوَي وَ هُوَ مُنطَلِقٌ إِلَي صِفّينَ نَادَي اصبِر أَبَا عَبدِ اللّهِ بِشَطّ الفُرَاتِ فَقُلتُ وَ مَا ذَا فَذَكَرَ مَصرَعَ الحُسَينِ ع بِالطّفّ

جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِرٍ العبَديِ‌ّ لَمّا دَخَلَ عَلِيّ ع إِلَي صِفّينَ وَقَفَ بِطُفُوفِ كَربَلَاءَ وَ نَظَرَ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ استَعبَرَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ يَنزِلُونَ هَاهُنَا فَلَم يَعرِفُوا تَأوِيلَهُ إِلّا وَقتَ قَتلِ الحُسَينِ ع

الشاّفيِ‌ فِي الأَنسَابِ، قَالَ بَعضُ أَصحَابِهِ فَطَلَبتُ مَا أَعلَمُ بِهِ المَوضِعَ فَمَا وَجَدتُ غَيرَ عَظمِ جَمَلٍ قَالَ فَرَمَيتُهُ فِي المَوضِعِ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ ع وَجَدتُ العَظمَ فِي مَصَارِعِ أَصحَابِهِ وَ أَخبَرَ ع بِقَتلِ نَفسِهِ

رَوَي الشاّذكَوُنيِ‌ّ عَن حَمّادٍ عَن يَحيَي عَنِ ابنِ عَتِيقٍ عَنِ ابنِ سِيرِينَ قَالَ إِن كَانَ أَحَدٌ عَرَفَ أَجَلَهُ فعَلَيِ‌ّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

الصّادِقُ ع إِنّ عَلِيّاً ع أَمَرَ أَن يُكتَبَ لَهُ مَن يَدخُلُ الكُوفَةَ فَكُتِبَ لَهُ أُنَاسٌ وَ رُفِعَت أَسمَاؤُهُم فِي صَحِيفَةٍ فَقَرَأَهَا فَلَمّا مَرّ عَلَي اسمِ ابنِ مُلجَمٍ وَضَعَ إِصبَعَهُ عَلَي اسمِهِ ثُمّ قَالَ قَاتَلَكَ اللّهُ قَاتَلَكَ اللّهُ وَ لَمّا قِيلَ لَهُ فَإِذَا عَلِمتَ أَنّهُ يَقتُلُكَ فَلِمَ لَا تَقتُلُهُ فَيَقُولُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يُعَذّبُ العَبدَ حَتّي يَقَعَ مِنهُ المَعصِيَةُ وَ تَارَةً يَقُولُ فَمَن يقَتلُنُيِ‌

الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ أَنّهُ خَطَبَ ع فِي الشّهرِ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ فَقَالَ أَتَاكُم شَهرُ


صفحه : 316

رَمَضَانَ وَ هُوَ سَيّدُ الشّهُورِ وَ أَوّلُ السّنَةِ وَ فِيهِ تَدُورُ رَحَي الشّيطَانِ أَلَا وَ إِنّكُم حَاجّوا العَامِ صَفّاً وَاحِداً وَ آيَةُ ذَلِكَ أنَيّ‌ لَستُ فِيكُم

الصفّواَنيِ‌ّ فِي الإِحَنِ وَ المِحَنِ قَالَ الأَصبَغُ سَمِعتُ عَلِيّاً ع قَبلَ أَن يُقتَلَ بِجُمعَةٍ يَقُولُ أَلَا مَن كَانَ هَاهُنَا مِن بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَليَدنُ منِيّ‌ لَا تَقتُلُوا غَيرَ قاَتلِيِ‌ أَلَا لَا أَلفِيَنّكُم غَداً تُحِيطُونَ النّاسَ بِأَسيَافِكُم تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ

عُثمَانُ بنُ المُغِيرَةِ أَنّهُ لَمّا دَخَلَ شَهرُ رَمَضَانَ كَانَ ع يَتَعَشّي لَيلَةً عِندَ الحَسَنِ وَ لَيلَةً عِندَ الحُسَينِ وَ لَيلَةً عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ وَ الأَصَحّ عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ فَكَانَ لَا يَزِيدُ عَلَي ثَلَاثِ لُقَمٍ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يأَتيِنيِ‌ أَمرُ ربَيّ‌ وَ أَنَا خَمِيصٌ إِنّمَا هيِ‌َ لَيلَةٌ أَو لَيلَتَانِ فَأُصِيبَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ وَ كَذَلِكَ أَخبَرَ ع بِقَتلِ جَمَاعَةٍ مِنهُم حُجرُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ رُشَيدٌ الهجَرَيِ‌ّ وَ كُمَيلُ بنُ زِيَادٍ وَ مِيثَمٌ التّمّارُ وَ مُحَمّدُ بنُ أَكتَمَ وَ خَالِدُ بنُ مَسعُودٍ وَ حَبِيبُ بنُ المُظَاهِرِ وَ جُوَيرِيَةُ وَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ وَ قَنبَرُ وَ مِزرَعٌ وَ غَيرُهُم وَ وَصَفَ قَاتِلِيهِم وَ كَيفِيّةَ قَتلِهِم عَلَي مَا يجَيِ‌ءُ بَيَانُهُ إِن شَاءَ اللّهُ

عَبدُ العَزِيزِ وَ صُهَيبُ بنُ أَبِي العَالِيَةِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مزرع [مُذَرّعُ] بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ أَم وَ اللّهِ لَيُقبِلَنّ جَيشٌ حَتّي إِذَا كَانَ بِالبَيدَاءِ خُسِفَ بِهِم فَقُلتُ هَذَا غَيبٌ قَالَ وَ اللّهِ لَيَكُونَنّ مَا خبَرّنَيِ‌ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ لَيُؤخَذَنّ رَجُلٌ فَلَيُقتَلَنّ وَ لَيُصَلّبَنّ بَينَ شُرفَتَينِ مِن شُرَفِ هَذَا المَسجِدِ فَقُلتُ هَذَا ثاَنيِ‌ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الثّقَةُ المَأمُونُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ أَبُو العَالِيَةِ فَمَا أَتَت عَلَينَا جُمعَةٌ حَتّي أُخِذَ مِزرَعٌ[مُذَرّعٌ] وَ صُلِبَ بَينَ الشّرفَتَينِ

المَعرِفَةُ وَ التّارِيخُ عَنِ النسّوَيِ‌ّ قَالَ رَزِينٌ الفاَفقِيِ‌ّ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ يَا أَهلَ العِرَاقِ سَيُقتَلُ مِنكُم سَبعَةُ نَفَرٍ بِعَذرَاءَ مَثَلُهُم كَمَثَلِ أَصحَابِ


صفحه : 317

الأُخدُودِ فَقُتِلَ حُجرٌ وَ أَصحَابُهُ

بيان عذراء موضع علي بريد من دمشق أوقرية بالشام ذكره الفيروزآبادي‌

41- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ ذَكَرَ ع مِن بَعدِهِ الفِتَنَ خَطَبَ ع بِالكُوفَةِ لَمّا رَأَي عَجزَهُم فَقَالَ مَعَ أَيّ إِمَامٍ بعَديِ‌ تُقَاتِلُونَ وَ أَيّ دَارٍ بَعدَ دَارِكُم تَمنَعُونَ أَمَا إِنّكُم سَتَلقَونَ بعَديِ‌ ذُلّا شَامِلًا وَ سَيفاً قَاطِعاً وَ أَثَرَةً قَبِيحَةً يَتّخِذُهَا الظّالِمُونَ عَلَيكُم سُنّةً وَ قَالَ لِأَهلِ الكُوفَةِ أَمَا إِنّهُ سَيَظهَرُ عَلَيكُم رَجُلٌ رَحبُ البُلعُومِ مُندَحِقُ البَطنِ يَأكُلُ مَا يَجِدُ وَ يَطلُبُ مَا لَا يَجِدُ فَاقتُلُوهُ وَ لَن تَقتُلُوهُ أَلَا وَ إِنّهُ سَيَأمُرُكُم بسِبَيّ‌ وَ البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَأَمّا السّبّ فسَبُوّنيِ‌ وَ أَمّا البَرَاءَةُ منِيّ‌ فَلَا تَتَبَرّءُوا منِيّ‌ فإَنِيّ‌ وُلِدتُ عَلَي الفِطرَةِ وَ سَبَقتُ إِلَي الإِسلَامِ وَ الهِجرَةِ يعَنيِ‌ مُعَاوِيَةَ وَ قَالَ ع لِأَهلِ البَصرَةِ إِن كُنتُ قَد أَدّيتُ لَكُمُ الأَمَانَةَ وَ نَصَحتُ لَكُم بِالغَيبِ وَ اتهّمَتمُوُنيِ‌ فكَذَبّتمُوُنيِ‌ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيكُم فَتَي ثَقِيفٍ قَالُوا وَ مَا فَتَي ثَقِيفٍ قَالَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لِلّهِ حُرمَةً إِلّا انتَهَكَهَا يعَنيِ‌ الحَجّاجَ وَ أَخبَرَ ع بِخُرُوجِ التّركِ وَ الزّنجِ

رَوَاهُ الرضّيِ‌ّ فِي نَهجِ البَلَاغَةِ وَ ذَكَرَ مَحمُودٌ فِي الفَائِقِ قَولَهُ ع إِنّ مِن وَرَائِكُم أُمُوراً مُتَمَاحِلَةً رُدُحاً وَ بَلَاءً مُبلِحاً


صفحه : 318

بَيَانٌ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ فِي النّهَايَةِ فِي حَدِيثِ عَلِيّ ع إِنّ مِن وَرَائِكُم فِتَناً وَ بَلَاءً مُكلِحاً مُبلِحاً

قَالَ وَ مِنهُ حَدِيثُ عَلِيّ ع إِنّ مِن وَرَائِكُم أُمُوراً مُتَمَاحِلَةً رُدُحاً

المتماحلة المتطاولة والردح الثقيلة العظيمة واحدها رداح يعني‌ الفتن

42-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ ذَكَرَ ع فِي خُطبَتِهِ اللّؤلُؤِيّةِ أَلَا وَ إنِيّ‌ ظَاعِنٌ عَن قَرِيبٍ وَ مُنطَلِقٌ لِلمَغِيبِ فَارهَبُوا الفِتَنَ الأُمَوِيّةَ وَ المَملَكَةَ الكَسرَوِيّةَ وَ مِنهَا فَكَم مِن مَلَاحِمَ وَ بَلَاءٍ مُتَرَاكِمٍ تقتل [تَفتِلُ]مَملَكَةَ بنَيِ‌ العَبّاسِ بِالرّوعِ وَ اليَأسِ وَ تُبنَي لَهُم مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا الزّورَاءُ بَينَ دِجلَةَ وَ دُجَيلٍ ثُمّ وَصَفَهَا ثُمّ قَالَ فَتَوَالَت فِيهَا مُلُوكُ بنَيِ‌ شَيصَبَانَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ مَلِكاً عَلَي عَدَدِ سنِيِ‌ الكَدِيدِ فَأَوّلُهُمُ السّفّاحُ وَ المِقلَاصُ وَ الجَمُوحُ وَ المَجرُوحُ وَ فِي رِوَايَةٍ المَخدُوعُ وَ المُظَفّرُ وَ المُؤَنّثُ وَ النّظّارُ وَ الكَبشُ وَ المُتَهَوّرُ وَ المُستَظلِمُ وَ المُستَصعِبُ وَ فِي رِوَايَةٍ المُستَضعَفُ وَ العَلّامُ وَ المُختَطِفُ وَ الغُلَامُ الزوّاَئدِيِ‌ّ وَ المُترِفُ وَ الكَدِيدُ وَ الأَكدَرُ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ الأَكتَبُ وَ الأَكلَبُ وَ المُشرِفُ وَ الوَشِيمُ وَ الصّلَامُ وَ العُثُونُ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ الرّكَازُ وَ العَينُوقُ ثُمّ الفِتنَةُ الحَمرَاءُ وَ القِلَادَةُ الغَبرَاءُ فِي عَقِبِهَا قَائِمُ الحَقّ وَ قَولُهُ ع فِي الخُطبَةِ الغَرّاءِ وَيلٌ لِأَهلِ الأَرضِ إِذَا دعُيِ‌َ عَلَي مَنَابِرِهِم بِاسمِ الملُتجَيِ‌ وَ المسُتكَفيِ‌ وَ لَم يُعرَفِ الملُتجَيِ‌ فِي أَلقَابِهِم وَ لَكِن لَمّا بَيّنّا صِفَتَهُم


صفحه : 319

وَجَدنَا المُلَقّبَ باِلمتُقّيِ‌ ألّذِي التَجَأَ إِلَي بنَيِ‌ حَمدَانَ ثُمّ يَذكُرُ الرّجُلَ مِن رَبِيعَةَ ألّذِي قَالَ فِي أَوّلِ اسمِهِ سِينٌ وَ مِيمٌ وَ يَعقُبُ بِرَجُلٍ فِي اسمِهِ دَالٌ وَ قَافٌ ثُمّ يَذكُرُ صِفَتَهُ وَ صِفَةَ مُلكِهِ وَ قَولُهُ ع وَ إِنّ مِنهُمُ الغُلَامَ الأَصفَرَ السّاقَينِ اسمُهُ أَحمَدُ وَ قَولُهُ ع وَ ينُاَديِ‌ منُاَديِ‌ الجَرحَي عَلَي القَتلَي وَ دَفنِ الرّجَالِ وَ غَلَبَةِ الهِندِ عَلَي السّندِ وَ غَلَبَةِ القُفصِ عَلَي السّعِيرِ وَ غَلَبَةِ القِبطِ عَلَي أَطرَافِ مِصرَ وَ غَلَبَةِ أَندُلُسَ عَلَي أَطرَافِ إِفرِيقِيَةَ وَ غَلَبَةِ الحَبَشَةِ عَلَي اليَمَنِ وَ غَلَبَةِ التّركِ عَلَي خُرَاسَانَ وَ غَلَبَةِ الرّومِ عَلَي الشّامِ وَ غَلَبَةِ أَهلِ إِرمِينِيّةَ عَلَي إِرمِينِيّةَ وَ صَرَخَ الصّارِخُ بِالعِرَاقِ هُتِكَ الحِجَابُ وَ افتُضّتِ العَذرَاءُ وَ ظَهَرَ عَلَمُ اللّعِينِ الدّجّالُ ثُمّ ذَكَرَ خُرُوجَ القَائِمِ ع

بيان قال الفيروزآبادي‌ قفصة بلد بطرف إفريقية وموضع بديار العرب والقفص بالضم جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة أو هوتصحيف السعد موضع قرب المدينة وجبل بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل والسغد بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند

43- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ ذَكَرَ فِي خُطبَتِهِ الأَقَالِيمَ فَوَصَفَ مَا يجَريِ‌ فِي كُلّ إِقلِيمٍ ثُمّ وَصَفَ مَا يجَريِ‌ بَعدَ كُلّ عَشرِ سِنِينَ مِن مَوتِ النّبِيّص إِلَي تَمَامِ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ عَشرِ سِنِينَ مِن فَتحِ قُسطَنطَنِيّةَ وَ الصّقَالِبَةِ وَ الأَندُلُسِ وَ الحَبَشَةِ وَ النّوبَةِ وَ التّركِ وَ الكَركِ وَ مَلّ وَ حَسَلٍ وَ تاويل وَ تاريس وَ الصّينِ وَ أقَاَصيِ‌ مُدُنِ الدّنيَا

بيان الكرك بالفتح قرية بلحف جبل لبنان والمل اسم موضع و


صفحه : 320

الحسلات محركة هضبات بديار الضباب ويقال حسلة وحسيلة وتاويل وتاريس غيرمعروفين

44-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ قَولُهُ ع فِي الخُطبَةِ القَصِيّةِ مِن قَولِهِ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ بَينَ الجُمَادَي وَ رَجَبٍ وَ قَولُهُ وَ أَيّ عَجَبٍ أَعجَبُ مِن أَموَاتٍ يَضرِبُونَ هَامَاتِ الأَحيَاءِ وَ قَولُهُ ع فِي خُطبَةِ المَلَاحِمِ المَعرُوفَةِ بِالزّهرَاءِ وَ إِنّ مِنَ السّنِينَ سِنُونَ[سِنِينَ]جَوَاذِعَ تُجذَعُ فِيهَا أَلفُ غَطَارِفَةٍ وَ هَرَاقِلَةٍ يُقتَلُ فِيهَا رِجَالٌ وَ تُسبَي فِيهَا نِسَاءٌ وَ يُسلَبُ فِيهَا قَومٌ أَموَالُهُم وَ أَديَانُهُم وَ تُخَرّبُ وَ تُحرَقُ دُورُهُم وَ قُصُورُهُم وَ تُملَكُ عَلَيهِم عَبِيدُهُم وَ أَرَاذِلُهُم وَ أَبنَاءُ إِمَائِهِم يُذهَبُ فِيهَا مُلكُ مُلُوكِ الظّلَمَةِ وَ القُضَاةِ الخَوَنَةِ ثُمّ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ تِلكَ سِنُونَ عَشرٍ كَوَامِلَ ثُمّ قَولُهُ إِنّ مُلكَ وُلدِ العَبّاسِ مِن خُرَاسَانَ يُقبِلُ وَ مِن خُرَاسَانَ يَذهَبُ وَ قَولُهُ ع فِي المُعتَصِمِ يُدعَي لَهُ عَلَي المَنَابِرِ بِالمِيمِ وَ العَينِ وَ الصّادِ فَذَلِكَ رَجُلٌ صَاحِبُ فُتُوحٍ وَ نَصرٍ وَ ظَفَرٍ وَ هُوَ ألّذِي تَخفِقُ رَايَاتُهُ بِأَرضِ الرّومِ وَ سَيَفتَحُ الحَصِينَةَ مِن مُدُنِهَا وَ يَعلُو العِقَابَ الخَشِنَ مِن عِقَابِهَا بِعَقِبِ هَارُونَ وَ جَعفَرٍ وَ يَتّخِذُ المُؤتَفِكَةَ بَيتاً وَ دَاراً وَ يُبطِلُ العَرَبَ وَ تتخذ[يَتّخِذُ]العَجَمَ التّركَ أَولِيَاءَ وَ وُزَرَاءَ وَ قَولُهُ ع وَ يُبطِلُ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ يُقَالُ رَأَي فُلَانٌ وَ زَعَمَ فُلَانٌ يعَنيِ‌ أَبَا حَنِيفَةَ وَ الشاّفعِيِ‌ّ وَ غَيرَهُمَا وَ يَتّخِذُ الآرَاءَ وَ القِيَاسَ وَ يَنبِذُ الآثَارَ وَ القُرآنَ وَرَاءَ الظّهُورِ فَعِندَ ذَلِكَ تُشرَبُ الخُمُورُ وَ تُسَمّي بِغَيرِ اسمِهَا وَ يُضرَبُ عَلَيهَا بِالعَرطَبَةِ وَ الكُوبَةِ وَ القَينَاتِ وَ المَعَازِفِ وَ تُتّخَذُ آنِيَةُ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ


صفحه : 321

وَ قَولُهُ ع يُشَيّدُونَ القُصُورَ وَ الدّورَ وَ يُلبَسُ الدّيبَاجُ وَ الحَرِيرُ وَ تُسفَرُ الغِلمَانُ فَيَشنَفُونَهُم وَ يُقَرطِقُونَهُم وَ يُمَنطِقُونَهُم

بيان تسفر الغلمان أي تكشف وجوههم كناية عن إخدامهم وإبرازهم في المجالس و لايبعد أن يكون في الأصل نسفد من السفاد و هوالجماع قوله ع فيشنفونهم هو من الشنف و هو مايعلق في أعلي الأذن و قال الجزري‌ في حديث منصور جاء الغلام و عليه قرطق أبيض أي قباء و هوتعريب كرته و قدتضم طاؤه و قال الفيروزآبادي‌ القرطق كجندب معرب كرته وقرطقته فتقرطق ألبسته إياه فلبسه و في بعض النسخ يقرطونهم من القرط و هوحلي‌ الأذن ألذي يعلق في أسفله

45-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ قَولُهُ ع فَيَأخُذُ الرّومُ مَا أُخِذَ مِنهَا وَ تَزدَادُ يعَنيِ‌ السّاحِلَ وَ نَحوَهَا وَ تَأخُذُ التّركُ مَا أُخِذَ مِنهَا يعَنيِ‌ كَاشقَرَ وَ مَا وَرَاءَ النّهَرِ وَ يَأخُذُ القُفصُ مَا أُخِذَ مِنهَا يعَنيِ‌ تَفلِيسَ وَ نَحوَهَا وَ يَأخُذُ القلقل مَا أُخِذَ مِنهَا ثُمّ يُورَدُ فِيهَا مِنَ العَجَائِبِ وَ يُسَمّي مَدِينَةً وَ يُلغِزُ بِبَعضٍ وَ يُصَرّحُ بِبَعضٍ حَتّي يَقُولَ الوَيلُ لِأَهلِ البَصرَةِ إِذَا كَانَ كَذَا وَ كَذَا الوَيلُ لِأَهلِ الجِبَالِ إِذَا كَانَ كَذَا وَ كَذَا وَ الوَيلُ لِأَهلِ الدّينَوَرِ وَ الوَيلُ لِأَهلِ أَصفَهَانَ مِن جَالُوتَ عَبدِ اللّهِ الحَجّامِ وَ الوَيلُ لِأَهلِ العِرَاقِ الوَيلُ لِأَهلِ الشّامِ الوَيلُ لِأَهلِ مِصرَ الوَيلُ لِأَهلِ فُلَانَةَ ثُمّ يَقُولُ مِن فَرَاعِنَةِ الجِبَالِ فُلَانٌ فَإِذَا أَلغَزَ قَالَ فِي اسمِهِ حَرفُ كَذَا حَتّي ذَكَرَ العَسَاكِرَ التّيِ‌ تُقتَلُ بَينَ حُلوَانَ وَ الدّينَوَرِ وَ العَسَاكِرَ التّيِ‌ تُقتَلُ بَينَ أَبهَرَ وَ زَنجَانَ وَ يَذكُرُ الثّائِرَ مِنَ الدّيلَمِ وَ طَبَرِستَانَ وَ رَوَي ابنُ الأَحنَفِ عَن مُلُوكِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَسَمّاهُم خَمسَةَ عَشَرَ


صفحه : 322

وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع وَيلُ هَذِهِ الأُمّةِ مِن رِجَالِهِم الشّجَرَةِ المَلعُونَةِ التّيِ‌ ذَكَرَهَا رَبّكُم تَعَالَي أَوّلُهُم خَضرَاءُ وَ آخِرُهُم هَزمَاءُ ثُمّ يلَيِ‌ بَعدَهُم أَمرُ أُمّةِ مُحَمّدٍ رِجَالٌ أَوّلُهُم أَرأَفُهُم وَ ثَانِيهِم أَفتَكُهُم وَ خَامِسُهُم كَبشُهُم وَ سَابِعُهُم أَعلَمُهُم وَ عَاشِرُهُم أَكفَرُهُم يَقتُلُهُ أَخَصّهُم بِهِ وَ خَامِسَ عَشَرَهُم كَثِيرُ العَنَاءِ قَلِيلُ الغَنَاءِ سَادِسَ عَشَرَهُم أَقضَاهُم لِلذّمَمِ وَ أَوصَلُهُم لِلرّحِمِ كأَنَيّ‌ أَرَي ثَامِنَ عَشَرَهُم تَفحَصُ رِجلَاهُ فِي دَمِهِ بَعدَ أَن يَأخُذَ جُندُهُ بِكَظَمِهِ مِن وُلدِهِ ثَلَاثُ رِجَالٍ سِيرَتُهُم سِيرَةُ الضّلَالِ الثاّنيِ‌ وَ العِشرُونَ مِنهُمُ الشّيخُ الهَرِمُ تَطُولُ أَعوَامُهُ وَ تُوَافِقُ الرّعِيّةَ أَيّامُهُ السّادِسُ وَ العِشرُونَ مِنهُم يُشَرّدُ المُلكُ مِنهُ شُرُودَ النّقنَقِ وَ يَعضُدُهُ الهَزرَةُ المُتَفَيهِقُ لكَأَنَيّ‌ أَرَاهُ عَلَي جِسرِ الزّورَاءِ قَتِيلًاذلِكَ بِما قَدّمَت يَداكَ وَ أَنّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ مِنهَا سَيُخَرّبُ العِرَاقُ بَينَ رَجُلَينِ يَكثُرُ بَينَهُمَا الجَرِيحُ وَ القَتِيلُ يعَنيِ‌ طرليك وَ الدّوَيلِمَ لكَأَنَيّ‌ أُشَاهِدُ بِهِ دِمَاءَ ذَوَاتِ الفُرُوجِ بِدِمَاءِ أَصحَابِ السّرُوجِ وَيلٌ لِأَهلِ الزّورَاءِ مِن بنَيِ‌ قَنطُورَةَ وَ مِنهَا لكَأَنَيّ‌ أَرَي مَنبِتَ الشّيحِ عَلَي ظَاهِرِ أَهلِ الحِضّةِ قَد وَقَعَت بِهِ وَقعَتَانِ يَخسَرُ فِيهَا الفَرِيقَانِ يعَنيِ‌ وَقعَةَ المَوصِلِ حَتّي سمُيّ‌َ بَابَ الأَذَانِ وَ وَيلٌ لِلطّينِ مِن مُلَابَسَةِ الأَشرَاكِ وَ وَيلٌ لِلعَرَبِ مِن مُخَالَطَةِ الأَترَاكِ وَيلٌ لِأُمّةٍ مُحَمّدٍ إِذَا لَم تَحمِل أَهلَهَا البُلدَانُ وَ عَبَرَ بَنُو قَنطُورَةَ نَهَرَ جَيحَانَ وَ شَرِبُوا مَاءَ دِجلَةَ هَمّوا بِقَصدِ البَصرَةِ وَ الأَيلَةِ وَ ايمُ اللّهِ لَتَعرِفُنّ بَلدَتَكُم حَتّي كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي جَامِعِهَا كَجُؤجُؤِ سَفِينَةٍ أَو نَعَامَةِ جَاثِمَةٍ

بيان قوله ع أولهم خضراء لماشبهوا في القرآن الكريم بالشجرة الملعونة شبههم أمير المؤمنين ع في بدو أمرهم لقوة ملكهم وطراوة عيشهم بالشجرة


صفحه : 323

الخضراء و في أواخر دولتهم لكونهم بعكس ذلك بالشجرة الهزماء من قولهم تهزمت العصا أي تشققت والقربة يبست وتكسرت أو من الهزيمة و أمابنو العباس فلايخفي علي من راجع التواريخ أن أولهم و هوالسفاح كان أرأفهم و أن ثانيهم و هوالمنصور كان أفتكهم أي أجرأهم وأشجعهم وأكثرهم قتلا للناس خدعة وغدرا و أن خامسهم و هوالرشيد كان كبشهم إذ لم يستقر ملك أحد منهم كاستقرار ملكه و أن سابعهم و هوالمأمون كان أعلمهم واشتهار وفور علمه من بينهم يغني‌ عن البيان و أن عاشرهم و هوالمتوكل أكفرهم بل أكفر الناس كلهم أجمعين لشدة نصبه وإيذائه لأهل البيت ع وشيعتهم وسائر الخلق و أن من قتله كان من غلمانه الخاصة وخامس عشرهم المعتمد علي الله أحمد بن المتوكل و هو و إن كان زمان خلافته ثلاثا وعشرين سنة لكن كان في أكثر زمانه مشتغلا بحرب صاحب الزنج وغيره فلذا وصفه ع بكثرة العناء وقلة الغناء. وسادس عشرهم المعتضد بالله رأي في النوم رجلا أتي دجلة فمد يده إليها فاجتمع جميع مائها فيها ثم فتح كفه ففاض الماء فسأل المعتضد أتعرفني‌ قال لا قال أنا علي بن أبي طالب فإذاجلست علي سرير الخلافة فأحسن إلي أولادي‌ فلما وصلت إليه الخلافة أحب العلويين وأحسن إليهم فلذا وصفه ع بقضاء العهد وصلة الرحم وثامن عشرهم هو جعفرالملقب بالمقتدر بالله وخرج مونس الخادم من جملة عسكره وأتي الموصل واستولي عليه وجمع عسكرا ورجع وحارب المقتدر في بغداد وانهزم عسكر المقتدر وقتل هو في المعركة واستولي علي الخلافة من بعده ثلاثة من أولاده الراضي‌ بالله محمد بن المقتدر والمتقي‌ بالله ابراهيم بن المقتدر والمطيع لله فضل بن المقتدر. و أماالثاني‌ والعشرون منهم فهو المكتفي‌ بالله عبد الله وادعي الخلافة بعدمضي‌ إحدي وأربعين من عمره في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة واستولي أحمد بن بويه


صفحه : 324

في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة علي بغداد وأخذ المكتفي‌ وسمل عينه وتوفي‌ في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ويقال إنه كان أيام خلافته سنة وأربعة أشهر ويحتمل أن يكون من خطاء المؤرخين أورواة الحديث بأن يكون في الأصل الخامس والعشرون أوالسادس والعشرون فالأول هوالقادر بالله أحمد بن إسحاق و قدعمر ستا وثمانين سنة وكانت مدة خلافته إحدي وأربعين سنة والثاني‌ القائم بأمر الله كان عمره ستا وسبعين سنة وخلافته أربعا وأربعين سنة وثمانية أشهر ويحتمل أن يكون ع إنما عبر عن القائم بأمر الله بالثاني‌ والعشرين لعدم اعتداده بخلافة القاهر بالله والراضي‌ بالله والمقتدر بالله والمكتفي‌ بالله لعدم استقلالهم وقلة أيام خلافتهم فعلي هذا يكون السادس والعشرون الراشد بالله فإنه هرب في حماية عماد الدين الزنجي‌ ثم قتله بعض الفدائيين لكن فيه أنه قتل في أصفهان ويحتمل أن يكون المراد بالسادس والعشرين المستعصم فإنه قتل كذلك و هوآخرهم وإنما عبر عنه كذلك مع كونه السابع والثلاثين منهم لكونه السادس والعشرين من عظمائهم لعدم استقلال كثير منهم وكونهم مغلوبين للملوك والأتراك ويحتمل أيضا أن يكون المراد السادس والعشرون من العباس وأولاده فإنهم اختلفوا في أنه هل هوالرابع والعشرون من أولاد العباس أوالخامس والعشرون منهم و علي الأخير يكون بانضمام العباس السادس والعشرون و علي الأخيرين يكون مكان يعضده يقصده . و قال الفيروزآبادي‌ النقنق كزبرج الظليم أوالنافر أوالخفيف و قال هزره بالعصا يهزره ضربه بها علي ظهره وجنبه شديدا وغمز غمزا شديدا وطرد ونفي فهو مهزور وهزير والهزرة ويحرك الأرض الرقيقة و قال تفيهق في كلامه تنطق وتوسع كأنه ملأ به فمه و قال الجزري‌ في حديث


صفحه : 325

حذيفة يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم ويروي‌ أهل البصرة منها كأني‌ بهم خنس الأنوف خزر العيون عراض الوجوه قيل إن قنطوراء كانت جارية لإبراهيم الخليل ع ولدت له أولادا منهم الترك والصين و منه حديث عمرو بن العاص يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم من أرض البصرة وحديث أبي بكرة إذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطوراء

46- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ أَخبَرَ ع عَن خَرَابِ البُلدَانِ

رَوَي قَتَادَةُ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ أَنّهُ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ إِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكُوها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ أَو مُعَذّبُوها فَقَالَ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ انتَخَبنَا مِنهُ تُخَرّبُ سَمَرقَندُ وَ خَاخٌ وَ خُوَارَزمُ وَ أَصفَهَانُ وَ الكُوفَةُ مِنَ التّركِ وَ هَمدَانُ وَ الريّ‌ّ وَ الدّيلَمُ وَ الطّبَرِيّةُ وَ المَدِينَةُ وَ فَارِسٌ بِالقَحطِ وَ الجُوعِ وَ مَكّةُ مِنَ الحَبَشَةِ وَ البَصرَةُ وَ البَلخُ بِالغَرَقِ وَ السّندُ مِنَ الهِندِ وَ الهِندُ مِن تَبّتَ وَ تَبّتُ مِنَ الصّينِ وَ يذشجان وَ صاغاني‌ وَ كِرمَانُ وَ بَعضُ الشّامِ بِسَنَابِكِ الخَيلِ وَ القَتلِ وَ اليَمَنُ مِنَ الجَرَادِ وَ السّلطَانِ وَ سِجِستَانُ وَ بَعضُ الشّامِ بِالرّيحِ وَ شَامَانُ بِالطّاعُونِ وَ مَروُ بِالرّملِ وَ هَرَاتُ بِالحَيّاتِ وَ نَيسَابُورُ مِن قِبَلِ انقِطَاعِ النّيلِ وَ أَذرَبِيجَانُ بِسَنَابِكِ الخَيلِ وَ الصّوَاعِقِ وَ بُخَارَا بِالغَرقِ وَ الجُوعِ وَ حِلمٌ وَ بَغدَادُ يَصِيرُ عَالِيهَا سَافِلَهَا

توضيح قال الفيروزآبادي‌ نجد الجاح موضع باليمن و قال روضة خاخ بين مكة والمدينة و قال صغانيان كورة عظيمة بما وراء النهر وصاغاني‌


صفحه : 326

معرب جغانيان والنيل بالفتح العطاء والخير والنفع وبعض ألفاظه لم يبين معناها

47-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ قِيلَ لِلبَاقِرِ ع قَد رضَيِ‌َ أَبُوكَ إِمَامَتَهُمَا لَمّا استَحَلّ مِن سَبيِهِمَا فَأَشَارَ ع إِلَي جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ جَابِرٌ رَأَيتُ الحَنَفِيّةَ عَدَلَت إِلَي تُربَةِ رَسُولِ اللّهِص فَرَنّت وَ زَفَرَت ثُمّ نَادَت السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِكَ مِن بَعدِكَ هَذِهِ أُمّتُكَ سَبَتنَا سبَي‌َ الكُفّارِ وَ مَا كَانَ لَنَا ذَنبٌ إِلّا المَيلَ إِلَي أَهلِ بَيتِكَ ثُمّ قَالَت أَيّهَا النّاسُ لِمَ سَبَيتُمُونَا وَ قَد أَقرَرنَا بِالشّهَادَتَينِ فَقَالَ الزّبَيرُ لِحَقّ اللّهِ فِي أَيدِيكُم مَنَعتُمُونَاهُ فَقَالَت هَب الرّجَالُ مَنَعُوكُم فَمَا بَالُ النّسوَانِ فَطَرَحَ طَلحَةُ عَلَيهَا ثَوباً وَ خَالِدٌ ثَوباً فَقَالَت يَا أَيّهَا النّاسُ لَستُ بِعُريَانَةً فتَكَسوُنيِ‌ وَ لَا سَائِلَةً فَتُصَدّقُونَ عَلَيّ فَقَالَ الزّبَيرُ إِنّهُمَا يُرِيدَانِكِ فَقَالَت لَا يَكُونَانِ لِي بِبَعلٍ إِلّا مَن خبَرّنَيِ‌ بِالكَلَامِ ألّذِي قُلتُهُ سَاعَةَ خَرَجتُ مِن بَطنِ أمُيّ‌ فَجَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ نَادَاهَا يَا خَولَةُ اسمعَيِ‌ الكَلَامَ وَ عيِ‌ الخِطَابَ لَمّا كَانَت أُمّكِ حَامِلَةً بِكِ وَ ضَرَبَهَا الطّلقُ وَ اشتَدّ بِهَا الأَمرُ نَادَتِ أللّهُمّ سلَمّنيِ‌ مِن هَذَا المَولُودِ سَالِماً فَسَبَقَتِ الدّعوَةُ لَكِ بِالنّجَاةِ فَلَمّا وَضَعَتكِ نَادَيتِ مِن تَحتِهَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ يَا أُمّاه لِمَ تَدّعِينَ عَلَيّ وَ عَمّا قَلِيلٍ سيَمَلكِنُيِ‌ سَيّدٌ يَكُونُ لِي مِنهُ وَلَدٌ فَكَتَبَت ذَلِكِ الكَلَامَ فِي لَوحِ نُحَاسٍ فَدَفَنَتهُ فِي المَوضِعِ ألّذِي سَقَطتِ فِيهِ فَلَمّا كَانَت فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ قُبِضَت أُمّكِ فِيهَا أَوصَت إِلَيكِ بِذَلِكِ فَلَمّا كَانَ وَقتُ سَبيِكِ لَم يَكُن لَكِ هِمّةٌ إِلّا أَخذَ ذَلِكِ اللّوحِ فَأَخَذتِيهِ وَ شَدَدتِيهِ عَلَي عَضُدِكِ هاَتيِ‌ اللّوحَ فَأَنَا صَاحِبُ ذَلِكِ اللّوحِ وَ أَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنَا أَبُو ذَلِكِ الغُلَامِ المَيمُونِ وَ اسمُهُ مُحَمّدٌ فَدَفَعَتِ اللّوحَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَرَأَهُ عُثمَانُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ فَوَ اللّهِ مَا زَادَ عَلِيّ فِي اللّوحِ حَرفاً


صفحه : 327

وَاحِداً وَ لَا نَقَصَ فَقَالُوا بِأَجمَعِهِم صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ إِذ قَالَ أَنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَ عَلِيّ بَابُهَا فَقَالَ أَبُو بَكرٍ خُذهَا يَا أَبَا الحَسَنِ بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِيهَا فَأَنفَذَهَا عَلِيّ ع إِلَي أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ فَقَالَ خذُيِ‌ هَذِهِ المَرأَةَ فأَكَرمِيِ‌ مَثوَاهَا وَ احفَظِيهَا فَلَم تَزَل عِندَهَا إِلَي أَن قَدِمَ أَخُوهَا فَتَزَوّجَهَا مِنهُ وَ أَمهَرَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ تَزَوّجَهَا نِكَاحاً

أَمثَالُ أَبِي عَبدِ اللّهِ أَثنَي عَلَيهِ رَجُلٌ مِنهُم فَقَالَ ع أَنَا دُونَ مَا تَقُولُ وَ فَوقَ مَا تَظُنّ فِي نَفسِكَ

و هذه كلها إخبار بالغيب أفضي إليه النبي ص بالسر مما أطلعه الله عز و جل عليه كما قال الله تعالي عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداً لِيَعلَمَ أَن قَد أَبلَغُوا رِسالاتِ رَبّهِم وَ أَحاطَ بِما لَدَيهِم وَ أَحصي كُلّ شَيءٍ عَدَداً و لم يشح النبي ص علي وصيه بذلك كما قال تعالي وَ ما هُوَ عَلَي الغَيبِ بِضَنِينٍ و لاضن علي علي الأئمة من ولده ع وأيضا لايجوز أن يخبر بمثل هذا إلا من أقامه رسول الله ص مقامه من بعده

48-عم ،[إعلام الوري ] مِن مُعجِزَاتِهِ مَا اشتَهَرَت بِهِ الرّوَايَةُ أَنّهُ ع خَطَبَ فَقَالَ فِي خُطبَتِهِ سلَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ‌ فَوَ اللّهِ مَا تسَألَوُنيّ‌ عَن فِئَةٍ تُضِلّ مِائَةً أَو تهَديِ‌ مِائَةً إِلّا أَنبَأتُكُم بِنَاعِقِهَا وَ سَائِقِهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقَالَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌


صفحه : 328

كَم فِي رأَسيِ‌ وَ لحِيتَيِ‌ مِن طَاقَةِ شَعرٍ فَقَالَ ع لَقَد حدَثّنَيِ‌ خلَيِليِ‌ رَسُولُ اللّهِص بِمَا سَأَلتَ عَنهُ وَ أَنّ عَلَي كُلّ طَاقَةِ شَعرٍ فِي رَأسِكَ مَلَكاً يَلعَنُكَ وَ عَلَي كُلّ طَاقَةِ شَعرٍ فِي لِحيَتِكَ شَيطَاناً يَستَفِزّكَ وَ أَنّ فِي بَيتِكَ لَسَخلًا يَقتُلُ ابنَ رَسُولِ اللّهِص وَ آيَةُ ذَلِكَ مِصدَاقُ مَا خَبّرتُكَ بِهِ وَ لَو لَا أَنّ ألّذِي سَأَلتَ عَنهُ يَعسُرُ بُرهَانُهُ لَأَخبَرتُ بِهِ وَ لَكِن آيَةُ ذَلِكَ مَا نَبّأتُهُ مِن سَخلِكَ المَلعُونِ وَ كَانَ ابنُهُ فِي ذَلِكَ الوَقتِ صَغِيراً يَحبُو فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِ الحُسَينِ ع مَا كَانَ تَوَلّي قَتلَهُ وَ كَانَ كَمَا قَالَ

أقول روي نحو ذلك ابن أبي الحديد من كتاب الغارات لابن هلال الثقفي‌ عن زكريا بن يحيي العطار عن فضيل عن محمد بن علي و قال في آخره و هوسنان بن أنس النخعي‌

49-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع علَمّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَلفَ بَابٍ مِنَ العِلمِ فَفَتَحَ لِي كُلّ بَابٍ أَلفَ مَسأَلَةٍ قَالَ فَبَينَمَا أَنَا مَعَهُ بذِيِ‌ قَارٍ وَ قَد أَرسَلَ وُلدَهُ الحَسَنَ ع إِلَي الكُوفَةِ لِيَستَفِزّ أَهلَهَا وَ يَستَعِينَ بِهِم عَلَي حَربِ النّاكِثِينَ مِن أَهلِ البَصرَةِ قَالَ لِي يَا ابنَ عَبّاسٍ قُلتُ لَبّيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ سَوفَ يأَتيِ‌ ولَدَيِ‌َ الحَسَنُ فِي هَذَا اليَومِ وَ مَعَهُ عَشَرَةُ آلَافِ فَارِسٍ وَ رَاجِلٍ لَا يَنقُصُ وَاحِداً وَ لَا يَزِيدُ وَاحِداً قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَلَمّا وَصَلَ الحَسَنُ ع بِالجُندِ لَم يَكُن لِي هِمّةٌ إِلّا مَسأَلَةَ الكَاتِبِ كَم كَمّيّةُ الجُندِ قَالَ لِي عَشَرَةُ آلَافِ فَارِسٍ وَ رَاجِلٍ لَا يَنقُصُ وَاحِداً وَ لَا يَزِيدُ وَاحِداً فَعَلِمتُ أَنّ ذَلِكَ العِلمَ مِن تِلكَ الأَبوَابِ التّيِ‌ عَلّمَهُ بِهَا رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 329

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَمّا بَايَعَهُ المَلعُونُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ قَالَ لَهُ تَاللّهِ إِنّكَ غَيرُ وفَيِ‌ّ ببِيَعتَيِ‌ وَ لَتُخضَبَنّ هَذِهِ مِن هَذَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي كَرِيمَتِهِ وَ كَرِيمِهِ فَلَمّا أَهَلّ شَهرُ رَمَضَانَ جَعَلَ يُفطِرُ لَيلَةً عِندَ الحَسَنِ وَ لَيلَةً عِندَ الحُسَينِ ع فَلَمّا كَانَ بَعضُ الليّاَليِ‌ قَالَ كَم مَضَي مِن رَمَضَانَ قَالَا لَهُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَهُمَا ع فِي العَشرِ الأَخِيرِ تَفقِدَانِ أبيكما[أَبَاكُمَا]فَكَانَ كَمَا قَالَ ع وَ مِن فَضَائِلِهِ التّيِ‌ خَصّهُ اللّهُ بِهَا أَنّهُ وَفَدَ إِلَيهِ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ وَ هُوَ قَائِمٌ يصُلَيّ‌ فِي مِحرَابِهِ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَلَم يَرُدّ عَلَيهِ السّلَامَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أُسَلّمُ عَلَيكَ فَلَم تَرُدّ عَلَيّ السّلَامَ كَأَنّكَ لَم تعَرفِنيِ‌ فَقَالَ بَلَي وَ اللّهِ أَعرِفُكَ وَ كأَنَيّ‌ أَشَمّ مِنكَ رِيحَ الغَزلِ فَقَامَ المُغِيرَةُ يَجُرّ أَذيَالَهُ فَقَالَ جَمَاعَةُ الحَاضِرِينَ بَعدَ قِيَامِهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا القَولُ فَقَالَ نَعَم مَا قُلتُ فِيهِ إِلّا حَقّاً كأَنَيّ‌ وَ اللّهِ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ إِلَي أَبِيهِ وَ هُمَا يَنسِجَانِ مَازِرَ الصّوفِ بِاليَمَنِ فَتَعَجّبَ النّاسُ مِن كَلَامِهِ وَ لَم يَكُن أَحَدٌ يَعرِفُهُ بِمَا خَاطَبَهُ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ هَذِهِ مُعجِزَةٌ لَا يَقدِرُ عَلَيهَا أَحَدٌ غَيرُهُ وَ لَا أُلهِمَ بِهَا سِوَاهُ

50-نص ،[كفاية الأثر] عَلِيّ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَندَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الكوُفيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَبِيبٍ عَن شَرِيكٍ عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ النخّعَيِ‌ّ عَن عَلقَمَةَ بنِ قَيسٍ قَالَخَطَبَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ خُطبَتَهُ اللّؤلُؤَةَ فَقَالَ فِيمَا قَالَ فِي آخِرِهَا أَلَا وَ إنِيّ‌ ظَاعِنٌ عَن قَرِيبٍ وَ مُنطَلِقٌ إِلَي المَغِيبِ فَارتَقِبُوا الفِتنَةَ الأُمَوِيّةَ وَ المَملَكَةَ الكِسرَوِيّةَ وَ إِمَاتَةَ مَا أَحيَاهُ اللّهُ وَ إِحيَاءَ مَا أَمَاتَهُ اللّهُ وَ اتّخِذُوا صَوَامِعَكُم بُيُوتَكُم وَ عَضّوا عَلَي مِثلِ جَمرِ الغَضَاوَ اذكُرُوا اللّهَ كَثِيراًفَذِكرُهُ أَكبَرُ لَو كُنتُم تَعلَمُونَ ثُمّ قَالَ


صفحه : 330

وَ تُبنَي مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا الزّورَاءُ بَينَ دِجلَةَ وَ دُجَيلٍ وَ الفُرَاتِ فَلَو رَأَيتُمُوهَا مُشَيَدّةً بِالجِصّ وَ الآجُرّ مُزَخرَفَةً بِالذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ اللّازَوَردِ المُستَسقَي وَ المَرمَرِ وَ الرّخَامِ وَ أَبوَابِ العَاجِ وَ الآبنُوسِ وَ الخِيَمِ وَ القِبَابِ وَ السّتَارَاتِ وَ قَد عُلِيَت بِالسّاجِ وَ العَرعَرِ وَ الصّنَوبَرِ وَ الشّبّ وَ شُيّدَت بِالقُصُورِ وَ تَوَالَت عَلَيهَا مُلكُ بنَيِ‌ الشّيصَبَانِ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ مَلَكاً عَلَي عَدَدِ سنِيِ‌ المَلِكِ فِيهِمُ السّفّاحُ وَ المِقلَاصُ وَ الجَمُوحُ وَ الخَدُوعُ وَ المُظَفّرُ وَ المُؤَنّثُ وَ النّظَارُ وَ الكَبشُ وَ المُتَهَوّرُ وَ العَشّارُ وَ المُصطَلِمُ وَ المُستَصعَبُ وَ العَلّامُ وَ الرهّباَنيِ‌ّ وَ الخَلِيعُ وَ السّيّارُ وَ المُترِفُ وَ الكَدِيدُ وَ الأَكتَبُ وَ المُترِفُ وَ الأَكلَبُ وَ الوَثِيمُ وَ الظّلّامُ وَ العَينُوقُ وَ تُعمَلُ القُبّةُ الغَبرَاءُ ذَاتُ الفَلَاةِ الحَمرَاءِ وَ فِي عَقِبِهَا قَائِمُ الحَقّ يُسَفّرُ عَن وَجهِهِ بَينَ الأَقَالِيمِ كَالقَمَرِ المضُيِ‌ءِ بَينَ الكَوَاكِبِ الدّرّيّةِ أَلَا وَ إِنّ لِخُرُوجِهِ عَلَامَاتٍ عَشَرَةً أَوّلُهَا طُلُوعُ الكَوكَبِ ذيِ‌ الذّنَبِ وَ يُقَارِبُ مِنَ الحاَديِ‌ وَ يَقَعُ فِيهِ هَرجٌ وَ مَرجٌ شَغَبٌ وَ تِلكَ عَلَامَاتُ الخَصبِ وَ مِنَ العَلَامَةِ إِلَي العَلَامَةِ عَجَبٌ فَإِذَا انقَضَتِ العَلَامَاتُ العَشَرَةُ إِذ ذَاكَ يَظهَرُ بِنَا القَمَرُ الأَزهَرُ وَ تَمّت كَلِمَةُ الإِخلَاصِ لِلّهِ عَلَي التّوحِيدِ

بيان الشيصبان اسم الشيطان وبنو العباس هم أشراك الشيطان وإنما عدهم أربعة وعشرين مع كونهم سبعة وثلاثين لعدم الاعتناء بمن قل زمان ملكه وضعف سلطانه منهم أو يكون المراد بيان عدد البطون التي‌ استولوا علي الخلافة لاعدد آحادهم فإن آخرهم كان الخامس والعشرين أوالرابع والعشرين من أولاد العباس والمراد بالكديد إما ثامن عشرهم و هوالمقتدر كماوقع فيما عده ع الثامن عشر فإنه كان مدة خلافته أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا أوالحادي‌ والثلاثون


صفحه : 331

منهم بناء علي سقوط من سقط منهم قبل ذلك فإلي العينوق يتم سبعة وثلاثون تمام عددهم والحادي‌ والثلاثون هوالمقتفي‌ و كان زمان خلافته أربعا وعشرين ويحتمل أن يكون المراد عدد لفظ الكديد فإنه ثمانية وثلاثون بانضمام بعض من خرج من قبل السفاح إليهم و لايخفي بعده

51- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ الصّيقَلِ عَن أَبِي شُعَيبٍ المحَاَملِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيَأتِيَنّ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ يُطَرّفُ[يُظَرّفُ] فِيهِ الفَاجِرُ وَ يُقَرّبُ فِيهِ المَاجِنُ وَ يُضَعّفُ فِيهِ المُنصِفُ قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَتَي ذَاكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ إِذَا تَسَلّطنَ النّسَاءُ وَ سُلّطنَ الإِمَاءُ وَ أُمّرَ الصّبيَانُ

52- نهج ،[نهج البلاغة] فِتَنٌ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ لَا تَقُومُ لَهَا قَائِمَةٌ وَ لَا تُرَدّ لَهَا رَايَةٌ تَأتِيكُم مَزمُومَةً مَرحُولَةً يَحفِزُهَا قَائِدُهَا وَ يَجهَدُهَا رَاكِبُهَا أَهلُهَا قَومٌ شَدِيدٌ كَلَبُهُم قَلِيلٌ سَلَبُهُم يُجَاهِدُهُم فِي اللّهِ قَومٌ أَذِلّةٌ عِندَ المُتَكَبّرِينَ فِي الأَرضِ مَجهُولُونَ وَ فِي السّمَاءِ مَعرُوفُونَ فَوَيلٌ لَكِ يَا بَصرَةُ مِن جَيشٍ مِن نِقَمِ اللّهِ لَا رَهَجَ لَهُ وَ لَا حِسّ وَ سَيُبتَلَي أَهلُكِ بِالمَوتِ الأَحمَرِ وَ الجُوعِ الأَغبَرِ


صفحه : 332

بيان لاتقوم لها قائمة أي لاتنهض بحربها فئة ناهضة أوقائمة من قوائم الخيل أي لاسبيل إلي قتال أهلها أوقلعة أوبنية قائمة بل تنهدم و لاترد لها راية أي لاتنهزم أصحاب راية من رايات تلك الفئة قوله ع مزمومة مرحولة أي عليها زمام ورحل أي تامة الأدوات يحفزها أي يدفعها قائدها قليل سلبهم أي نقمتهم القتل لاالسلب والرهج الغبار والحس صوت المشي‌ والموت الأحمر كناية عن الوباء والجوع الأغبر عن الموت وأول الكلام إشارة إلي قصة صاحب الزنج أو إلي فتنة أخري سيأتي‌ في آخر الزمان وآخره أيضا يحتمل أن يكون إشارة إلي فتنة صاحب الزنج أو إلي طاعون يصيبهم حتي يبيدهم

53- نهج ،[نهج البلاغة] فَأُقسِمُ بِاللّهِ يَا بنَيِ‌ أُمَيّةَ عَمّا قَلِيلٍ لَتَعرِفُنّهَا فِي أيَديِ‌ غَيرِكُم وَ فِي دَارِ عَدُوّكُم

54- نهج ،[نهج البلاغة] أَمَا وَ اللّهِ لَيُسَلّطَنّ عَلَيكُم غُلَامُ ثَقِيفٍ الذّيّالُ المَيّالُ يَأكُلُ خَضِرَتَكُم وَ يُذِيبُ شَحمَتَكُم إِيهٍ أَبَا وَذَحَةٍ

قال السيد الوذحة الخنسفاء و هذاالقول يومئ به إلي الحجاج و له مع الوذحة حديث ليس هذاموضع ذكره .بيان الذيال ألذي يجر ذيله علي الأرض تبخترا والميال الظالم . و قال ابن أبي الحديد ماذكره السيد لم أسمع من شيخ من أهل اللغة و لاوجدته في كتاب من كتب اللغة والمشهور أن الوذح مايتعلق بأذناب الشاة من أبعارها فيجف ثم إن المفسرين بعدالرضي‌ رضي‌ الله عنه قالوا في قصة هذه الخنسفاء وجوها.منها أن الحجاج رأي خنفساء تدب إلي مصلاه فطردها فعادت فأخذها بيده


صفحه : 333

فقرصه قرصا فورمت يده منه و كان فيه حتفه قتله الله تعالي بأهون خلقه كماقتل نمرود بن كنعان بالبقة. ومنها أن الحجاج كان إذارأي خنفساء أمر بإبعادها و قال هذه وذحة من وذح الشيطان تشبيها لها بالبعرة المتعلقة بذنب الشاة. ومنها أنه رأي خنفساوات مجتمعات فقال وا عجبا لمن يقول إن الله خلقها قيل فمن خلقها أيها الأمير قال الشيطان إن ربكم لأعظم شأنا من أن يخلق هذه الوذح فنقل قوله إلي الفقهاء فأكفروه . ومنها أن الحجاج كان مثفارا أي ذا أبنة و كان يمسك الخنفساء حية ليشفي‌ بحركتها الموضع قالوا و لا يكون صاحب هذاالداء إلامبغضا لأهل البيت ع قالوا ولسنا نقول كل مبغض فيه هذاالداء بل كل من فيه هذاالداء فهو مبغض قالوا و قدروي ابن عمر الزاهد و لم يكن من رجال الشيعة في أماليه وأحاديثه عن السياري‌ عن أبي خزيمة الكاتب قال مافتشنا أحدا فيه هذاالداء إلاوجدناه ناصبا قالوا سئل جعفر بن محمدالصادق عن هذه الصنف من الناس فقال رحم منكوسة يؤتي و لايأتي‌ و ماكانت هذه الخصلة في ولي‌ الله تعالي أبدا قط وإنما كان في الفساق والكفار والناصب للطاهرين و كان أبوجهل بن هشام المخزومي‌ من القوم و كان أشد الناس عداوة لرسول الله ص قالوا ولذلك قال له عتبة بن ربيعة يوم بدر يامصفر استه ويغلب علي ظني‌ أنه معني آخر و ذلك أن عادة العرب أن يكني الإنسان إذاأرادت تعظيمه بما هومظنة التعظيم و إذاأرادت تحقيره بما يستحقر ويستهان به كقولهم في كنية يزيد بن معاوية أبوزنة يعنون القرد كقول ابن بسام أبوالنتن أبوالدفر أبوالجعر أبوالعبر فلنجاسته بالذنوب والمعاصي‌ كناه أمير المؤمنين ع أباوذحة ويمكن أن يكنيه بذلك


صفحه : 334

لدمامته في نفسه وحقارة منظره وتشويه خلقه فإنه كان دميما قصيرا سخيفا أخفش العين معوج الساقين قصير الساعدين مجدور الوجه فكناه بأحقر الأشياء و هوالبعرة و قدروي قوم إيه أباودجة قالوا واحدة الأوداج كناه بذلك لأنه كان قتالا يقطع الأوداج بالسيف . ورواه قوم أباوحرة و هودويبة يشبه الحرباء قصير الظهر و هذا و ماقبله ضعيف

55- نهج ،[نهج البلاغة] يَا أَحنَفُ كأَنَيّ‌ بِهِ وَ قَد سَارَ بِالجَيشِ ألّذِي لَا يَكُونُ لَهُ غُبَارٌ وَ لَا لَجَبٌ وَ لَا قَعقَعَةُ لُجُمٍ وَ لَا حَمحَمَةُ خَيلٍ يُثِيرُونَ الأَرضَ بِأَقدَامِهِم كَأَنّهَا أَقدَامُ النّعَامِ يُومِئُ بِذَلِكَ إِلَي صَاحِبِ الزّنجِ ثُمّ قَالَ ع وَيلٌ لِسِكَكِكُمُ العَامِرَةِ وَ الدّورِ المُزَخرَفَةِ التّيِ‌ لَهَا أَجنِحَةٌ كَأَجنِحَةِ النّسُورِ وَ خَرَاطِيمُ كَخَرَاطِيمِ الفِيَلَةِ مِن أُولَئِكَ الّذِينَ لَا يُندَبُ قَتِيلُهُم وَ لَا يُفقَدُ غَائِبُهُم أَنَا كَابّ الدّنيَا لِوَجهِهَا وَ قَادِرُهَا بِقَدرِهَا وَ نَاظِرُهَا بِعَينِهَا

بيان اللجب الصوت والحمحمة صوت الفرس دون الصهيل قوله ع يثيرون الأرض أي التراب لأن أقدامهم في الخشونة كحوافر الخيل وقيل كناية عن شدة وطئهم الأرض ليلائم قوله لا يكون له غبار قوله ع كأنها أقدام النعام لماكانت أقدام الزنج في الأغلب قصار عراضا منتشرة الصدر مفرجات الأصابع فأشبهت أقدام النعام في بعض تلك الأوصاف وأجنحة الدور التي‌ شبهها ع بأجنحة النسور رواشنها و مايعمل من الأخشاب والبواري‌ بارزة عن السقوف لوقاية الحيطان وغيرها عن الأمطار وشعاع الشمس وخراطيمها مآزيبها التي‌ تطلي


صفحه : 335

بالقار تكون نحوا من خمسة أذرع أوأزيد تدلي من السطوح حفظا للحيطان . و أما قوله ع لايندب قتيلهم فقيل إنه وصف لهم لشدة البأس والحرص علي القتال وإنهم لايبالون بالموت وقيل لأنهم كانوا عبيدا غرباء لم يكن لهم أهل وولد ممن عادتهم الندبة وافتقاد الغائب وقيل لايفقد غائبهم وصف لهم بالكثرة و أنه إذاقتل منهم قتيل سد مسده غيره ويقال كببت فلانا علي وجهه أي تركته و لم ألتفت إليه و قوله وقادرها بقدرها أي معامل لها بمقدارها و قوله ناظرها بعينها أي ناظر إليها بعين العبرة أوأنظر إليها نظرا يليق بها

56-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِنهُ يُومِئُ إِلَي وَصفِ الأَترَاكِ كأَنَيّ‌ أَرَاهُم قَوماً كَأَنّ وُجُوهَهُمُ المَجَانّ المُطرَقَةُ يَلبَسُونَ السّرَقَ وَ الدّيبَاجَ وَ يَعتَقِبُونَ الخَيلَ العِتَاقَ وَ يَكُونُ هُنَاكَ استِحرَارُ قَتلٍ حَتّي يمَشيِ‌َ المَجرُوحُ عَلَي المَقتُولِ وَ يَكُونَ المُفلِتُ أَقَلّ مِنَ المَأسُورِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ لَقَد أُعطِيتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عِلمَ الغَيبِ فَضَحِكَ ع وَ قَالَ لِلرّجُلِ وَ كَانَ كَلبِيّاً يَا أَخَا كَلبٍ لَيسَ هُوَ بِعِلمِ غَيبٍ وَ إِنّمَا هُوَ تَعَلّمٌ مِن ذيِ‌ عِلمٍ وَ إِنّمَا عِلمُ الغَيبِ عِلمُ السّاعَةِ وَ مَا عَدّدَهُ اللّهُ سُبحَانَهُ بِقَولِهِإِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِالآيَةَ فَيَعلَمُ سُبحَانَهُ مَا فِي الأَرحَامِ مِن ذَكَرٍ وَ أُنثَي وَ قَبِيحٍ أَو جَمِيلٍ وَ سخَيِ‌ّ أَو بَخِيلٍ وَ شقَيِ‌ّ أَو سَعِيدٍ وَ مَن يَكُونُ فِي النّارِ حَطَباً أَو فِي الجِنَانِ لِلنّبِيّينَ مُرَافِقاً فَهَذَا عِلمُ الغَيبِ ألّذِي لَا يَعلَمُهُ أَحَدٌ إِلّا اللّهُ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ فَعِلمٌ عَلّمَهُ اللّهُ


صفحه : 336

نَبِيّهُ فَعَلّمَنِيهِ وَ دَعَا لِي بِأَن يَعِيَهُ صدَريِ‌ وَ تَضطَمّ عَلَيهِ جوَاَنحِيِ‌

توضيح المجان جمع مجن و هوالترس والمطرقة بسكون الطاء التي‌ قدأطرق بعضها إلي بعض أي ضمت طبقاتها فجعل يتلو بعضها بعضا كطبقات النعل ويروي بتشديد الراء أي كالترسة المتخذة من حديد مطرقة بالمطرقة والطرق الدق ويحتمل أن يكون التشديد للتكثير والسرق جمع سرقة وهي‌ جيد الحرير وقيل لايسمي سرقا إلا إذاكانت بيضاء وهي‌ فارسية أصلها سرة و هوالجيد قوله ع ويعتقبون الخيل أي يحبسونها لينتقلوا من غيرها إليها واستحرار القتل شدته وضحكه ع إما من السرور بما آتاه الله من العلم أوللتعجب من قول القائل والاضطمام افتعال من الضم و هوالجمع والجوانح الأضلاع مما يلي‌ الصدر وانطباقها علي قصص جنكيزخان وأولاده لايحتاج إلي بيان

57- وَ قَالَ البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ، قَالَ ع لِلدّهقَانِ الفاَرسِيِ‌ّ وَ قَد حَذّرَهُ مِنَ الرّكُوبِ وَ المَسِيرِ إِلَي الخَوَارِجِ فَقَالَ لَهُ اعلَم أَنّ طَوَالِعَ النّجُومِ قَدِ انتَحَسَت فَسَعِدَ أَصحَابُ النّحُوسِ وَ نَحِسَ أَصحَابُ السّعُودِ وَ قَد بَدَا المِرّيخُ يَقطَعُ فِي بُرجِ الثّورِ وَ قَدِ اختَلَفَ فِي بُرجِكَ كَوكَبَانِ وَ لَيسَ الحَربُ لَكَ بِمَكَانٍ فَقَالَ لَهُ أَنتَ ألّذِي تُسَيّرُ الجَارِيَاتِ وَ تقَضيِ‌ عَلَيّ بِالحَادِثَاتِ وَ تَنقُلُهَا مَعَ الدّقَائِقِ وَ السّاعَاتِ فَمَا السرّاَريِ‌ّ وَ مَا الزرّاَريِ‌ّ وَ مَا قَدرُ شِعَارِ المُدَبّرَاتِ فَقَالَ سَأَنظُرُ فِي الأُسطُرلَابِ وَ أُخبِرُكَ فَقَالَ لَهُ أَ عَالِمٌ أَنتَ بِمَا تَمّ البَارِحَةَ فِي وَجهِ المِيزَانِ وَ بأِيَ‌ّ نَجمٍ اختَلَفَ بُرجُ السّرَطَانِ وَ أَيّةُ آفَةٍ دَخَلَت عَلَي الزّبرِقَانِ فَقَالَ لَا أَعلَمُ فَقَالَ أَ عَالِمٌ أَنتَ إِنّ المُلكَ البَارِحَةَ انتَقَلَ مِن بَيتٍ إِلَي بَيتٍ فِي الصّينِ وَ انقَلَبَ بُرجُ ماچين وَ غَارَت بُحَيرَةُ سَاوَةَ وَ فَاضَت بُحَيرَةُ


صفحه : 337

حَشرَمَةَ وَ قُطِعَت بَابُ الصّخرَةِ مِن سَفِينَتِهِ وَ نُكِسَ مَلِكُ الرّومِ بِالرّومِ وَ ولَيِ‌َ أَخُوهُ مَكَانَهُ وَ سَقَطَت شُرُفَاتُ الذّهَبِ مِن قُسطَنطِينِيّةَ الكُبرَي وَ هَبَطَ سُورُ سَرَانَدِيلَ وَ فَقَدَ دَيّانُ اليَهُودِ وَ هَاجَ النّملُ بوِاَديِ‌ النّملِ وَ سَعِدَ سَبعُونَ أَلفَ عَالِمٍ وَ وُلِدَ فِي كُلّ عَالَمٍ سَبعُونَ أَلفاً وَ اللّيلَ يَمُوتُ مِثلُهُم فَقَالَ لَا أَعلَمُ فَقَالَ أَنتَ عَالِمٌ بِالشّهُبِ الخُرسِ الأَنجُمِ وَ الشّمسِ ذَاتِ الذّوَائِبِ التّيِ‌ تَطلُعُ مَعَ الأَنوَارِ وَ تَغِيبُ مَعَ الأَسحَارِ فَقَالَ لَا أَعلَمُ فَقَالَ أَ عَالِمٌ أَنتَ بِطُلُوعِ النّجمَينِ اللّذَينِ مَا طَلَعَا إِلّا عَن مَكِيدَةٍ وَ لَا غَرَبَا إِلّا عَن مُصِيبَةٍ وَ أَنّهُمَا طَلَعَا وَ غَرَبَا فَقَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ وَ لَا يَظهَرَانِ إِلّا بِخَرَابِ الدّنيَا فَقَالَ لَا أَعلَمُ فَقَالَ إِذَا كَانَ طُرُقُ السّمَاءِ لَا تَعلَمُهَا فإَنِيّ‌ أَسأَلُكَ عَن قَرِيبٍ أخَبرِنيِ‌ مَا تَحتَ حَافِرِ فرَسَيِ‌َ الأَيمَنِ وَ الأَيسَرِ مِنَ النّافِعِ وَ الضّارّ فَقَالَ إنِيّ‌ فِي عِلمِ الأَرضِ أَقصَرُ منِيّ‌ فِي عِلمِ السّمَاءِ فَأَمَرَ أَن يُحفَرَ تَحتَ الحَافِرِ الأَيمَنِ فَخَرَجَ كَنزٌ مِن ذَهَبٍ ثُمّ أَمَرَ أَن يُحفَرَ تَحتَ الحَافِرِ الأَيسَرِ فَخَرَجَ أَفعًي فَتَعَلّقَ بِعُنُقِ الحَكِيمِ فَصَاحَ يَا موَلاَي‌َ الأَمَانَ فَقَالَ الأَمَانَ بِالإِيمَانِ فَقَالَ لَأُطِيلَنّ لَكَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ فَقَالَ سَمِعتَ خَيراً فَقُل خَيراً اسجُد لِلّهِ وَ اضرَع بيِ‌ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا سَمَرسَقِيلُ نَحنُ نُجُومُ القُطبِ وَ أَعلَامُ الفُلكِ وَ إِنّ هَذَا العِلمَ لَا يَعلَمُهُ إِلّا نَحنُ وَ بَيتٌ فِي الهِندِ

58-شَرحُ النّهجِ،[نهج البلاغة] قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفّينَ حَدّثَنَا مَنصُورُ بنُ سَلّامٍ التمّيِميِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا حَيّانُ التمّيِميِ‌ّ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن هَرثَمَةَ بنِ سُلَيمٍ قَالَغَزَونَا مَعَ عَلِيّ ع صِفّينَ فَلَمّا نَزَلَ بِكَربَلَاءَ صَلّي بِنَا فَلَمّا سَلّمَ رَفَعَ إِلَيهِ مِن تُربَتِهَا فَشَمّهَا ثُمّ قَالَ وَاهاً لَكِ يَا تُربَةُ لَيُحشَرَنّ مِنكِ قَومٌ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ


صفحه : 338

حِسَابٍ قَالَ فَلَمّا رَجَعَ هَرثَمَةُ مِن غَزَاتِهِ إِلَي امرَأَتِهِ جَردَاءَ بِنتِ سُمَيرٍ وَ كَانَت مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع حَدّثَهَا هَرثَمَةُ فِيمَا حَدّثَ فَقَالَ لَهَا أَ لَا أُعجِبُكِ مِن صَدِيقِكِ أَبِي حَسَنٍ قَالَ لَمّا نَزَلنَا كَربَلَاءَ وَ قَد أَخَذَ جَفنَةً مِن تُربَتِهَا وَ شَمّهَا وَ قَالَ وَاهاً لَكِ أَيّتُهَا التّربَةُ لَيُحشَرَنّ مِنكِ قَومٌ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ مَا عِلمُهُ بِالغَيبِ فَقَالَتِ المَرأَةُ لَهُ دَعنَا مِنكَ أَيّهَا الرّجُلُ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَم يَقُل إِلّا حَقّاً قَالَ فَلَمّا بَعَثَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ البَعثَ ألّذِي بَعَثَهُ إِلَي الحُسَينِ ع كُنتُ فِي الخَيلِ التّيِ‌ بُعِثَ إِلَيهِم فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي الحُسَينِ ع وَ أَصحَابِهِ عَرَفتُ المَنزِلَ ألّذِي نَزَلنَا فِيهِ مَعَ عَلِيّ ع وَ البُقعَةَ التّيِ‌ رَفَعَ إِلَيهِ مِن تُربَتِهَا وَ القَولَ ألّذِي قَالَهُ فَكَرِهتُ مسَيِريِ‌ فَأَقبَلتُ عَلَي فرَسَيِ‌ حَتّي وَقَفتُ عَلَي الحُسَينِ ع فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ حَدّثتُهُ باِلذّيِ‌ سَمِعتُ مِن أَبِيهِ فِي هَذَا المَنزِلِ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَ مَعَنَا أَم عَلَينَا فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَا مَعَكَ وَ لَا عَلَيكَ تَرَكتُ ولُديِ‌ وَ عيِاَليِ‌ أَخَافُ عَلَيهِم مِنِ ابنِ زِيَادٍ فَقَالَ الحُسَينُ فَتَوَلّ هَرَباً حَتّي لَا تَرَي مَقتَلَنَا فَوَ ألّذِي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ لَا يَرَي اليَومَ مَقتَلَنَا أَحَدٌ ثُمّ لَا يُعِينُنَا إِلّا دَخَلَ النّارَ قَالَ فَأَقبَلتُ فِي الأَرضِ أَشتَدّ هَرَباً حَتّي خفَيِ‌َ عَلَيّ مَقتَلُهُم

قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا مُصعَبٌ قَالَ حَدّثَنَا الأَجلَحُ بنُ عَبدِ اللّهِ الكنِديِ‌ّ عَن أَبِي جُحَيفَةَ قَالَ جَاءَ عُروَةُ الباَرقِيِ‌ّ إِلَي سَعدِ بنِ وَهبٍ فَسَأَلَهُ وَ قَالَ حَدِيثٌ حَدّثتَنَاهُ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ نَعَم بعَثَنَيِ‌ مِخنَفُ بنُ سُلَيمٍ إِلَي عَلِيّ ع عِندَ تَوَجّهِهِ إِلَي صِفّينَ فَأَتَيتُهُ بِكَربَلَاءَ فَوَجَدتُهُ يُشِيرُ بِيَدِهِ وَ يَقُولُ هَاهُنَا هَاهُنَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَ مَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ثِقلٌ لِآلِ مُحَمّدٍص يَنزِلُ هَاهُنَا فَوَيلٌ لَهُم مِنكُم وَ وَيلٌ لَكُم مِنهُم فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ مَا مَعنَي هَذَا الكَلَامِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَيلٌ لَهُم مِنكُم تَقتُلُونَهُم وَ وَيلٌ لَكُم مِنهُم يُدخِلُكُمُ اللّهُ بِقَتلِهِم إِلَي النّارِ

قَالَ نَصرٌ وَ قَد روُيِ‌َ هَذَا الكَلَامُ عَلَي وَجهٍ آخَرَ أَنّهُ ع قَالَفَوَيلٌ لَكُم مِنهُم وَ وَيلٌ لَكُم عَلَيهِم فَقَالَ الرّجُلُ أَمّا وَيلٌ لَنَا مِنهُم فَقَد عَرَفنَاهُ فَوَيلٌ لَنَا عَلَيهِم


صفحه : 339

مَا مَعنَاهُ فَقَالَ تَرَونَهُم يُقتَلُونَ لَا تَستَطِيعُونَ نُصرَتَهُم

قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا سَعِيدُ بنُ حَكِيمٍ العبَسيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع أَتَي كَربَلَاءَ فَوَقَفَ بِهَا فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذِهِ كَربَلَاءُ فَقَالَ ذَاتُ كَربٍ وَ بَلَاءٍ ثُمّ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي مَكَانٍ فَقَالَ هَاهُنَا مَوضِعُ رِحَالِهِم وَ مُنَاخُ رِكَابِهِم ثُمّ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي مَكَانٍ آخَرَ فَقَالَ هَاهُنَا مُرَاقُ دِمَائِهِم ثُمّ مَضَي إِلَي سَابَاطَ

59- أَقُولُ رَوَي ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ صَاحِبِ التّارِيخِ أَنّهُ قَالَ زُرعَةُ بنُ البُرجِ الطاّئيِ‌ّ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَمَا وَ اللّهِ لَئِن لَم تَتُب مِن تَحكِيمِكَ الرّجَالَ لَأَقتُلَنّكَ أَطلُبُ بِذَلِكَ وَجهَ اللّهِ وَ رِضوَانَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع بُؤساً لَكَ مَا أَشقَاكَ كأَنَيّ‌ بِكَ قَتِيلًا تسَفيِ‌ عَلَيكَ الرّيَاحُ فَكَانَ كَمَا قَالَ

وَ ذَكَرَ المدَاَئنِيِ‌ّ فِي كِتَابِ الخَوَارِجِ قَالَ لَمّا خَرَجَ عَلِيّ ع إِلَي أَهلِ النّهرِ أَقبَلَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ مِمّن كَانَ عَلَي مُقَدّمَتِهِ فَأَخبَرَهُ بِأَنّ القَومَ عَبَرُوا النّهرَ فَحَلّفَهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فِي كُلّهَا يَقُولُ نَعَم فَقَالَ ع وَ اللّهِ مَا عَبَرُوهُ وَ لَن يَعُبُرُوهُ وَ إِنّ مَصَارِعَهُم دُونَ النّطفَةِ فَجَاءَ الفُرسَانُ كُلّهَا تَركُضُ وَ تَقُولُ فَلَم يَكتَرِث ع بِقَولِهِم حَتّي ظَهَرَ خِلَافُ مَا قَالُوا

وَ ذَكَرَ مُحَمّدُ بنُ يَزِيدَ المُبَرّدُ فِي كِتَابِ الكَامِلِ أَنّهُ قَالَ عَلِيّ ع لِأَصحَابِهِ يَومَ النّهرَوَانَ احمِلُوا عَلَيهِم فَوَ اللّهِ لَا يُقتَلُ مِنكُم عَشَرَةٌ وَ لَا يَسلَمُ مِنهُم عَشَرَةٌ فَحَمَلَ عَلَيهِم فَطَحَنَهُم طَحناً قُتِلَ مِن أَصحَابِهِ ع تِسعَةٌ وَ أَفلَتَ مِنَ الخَوَارِجِ ثَمَانِيَةٌ

وَ رَوَي جَمِيعُ أَهلِ السّيَرِ كَافّةً أَنّ عَلِيّاً ع لَمّا طَحَنَ القَومَ طَلَبَ ذَا الثّدَيّةِ طَلَباً شَدِيداً وَ قَلّبَ القَتلَي ظَهرَ البَطنِ فَلَم يَقدِر عَلَيهِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ وَ جَعَلَ يَقُولُ وَ اللّهِ


صفحه : 340

مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ اطلُبُوا الرّجُلَ وَ إِنّهُ لفَيِ‌ القَومِ فَلَم يَزَل يَتَطَلّبُهُ حَتّي وَجَدَهُ وَ هُوَ رَجُلٌ مُخدَجُ اليَدِ كَأَنّهَا ثدَي‌ٌ فِي صَدرِهِ

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ بنُ دَيزِيلَ فِي كِتَابِ صِفّينَ عَنِ الأَعمَشِ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ قَالَ لَمّا شَجَرَهُم عَلِيّ ع بِالرّمَاحِ قَالَ اطلُبُوا ذَا الثّدَيّةَ فَطَلَبُوهُ طَلَباً شَدِيداً حَتّي وَجَدُوهُ فِي وَهدَةٍ مِنَ الأَرضِ تَحتَ نَاسٍ مِنَ القَتلَي فأَتُيِ‌َ بِهِ وَ إِذَا رَجُلٌ عَلَي يَدَيهِ مِثلُ سَبَلَاتِ السّنّورِ فَكَبّرَ عَلِيّ ع وَ كَبّرَ النّاسُ مَعَهُ سُرُوراً بِذَلِكَ

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن مُسلِمٍ الضبّيّ‌ّ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَ كَانَ رَجُلٌ أَسوَدَ مُنتِنَ الرّيحِ لَهُ يَدٌ كثَدَي‌ِ المَرأَةِ إِذَا مُدّت كَانَ بِطُولِ اليَدِ الأُخرَي وَ إِذَا تُرِكَتِ اجتَمَعَت وَ تَقَلّصَت وَ صَارَت كثَدَي‌ِ المَرأَةِ عَلَيهَا شَعَرَاتٌ مِثلُ شَوَارِبِ الهِرّةِ فَلَمّا وَجَدُوهُ قَطَعُوا يَدَهُ وَ نَصَبُوهَا عَلَي رُمحٍ ثُمّ جَعَلَ عَلِيّ ع ينُاَديِ‌ صَدَقَ اللّهُ وَ بَلّغَ رَسُولُهُ لَم يَزَل يَقُولُ ذَلِكَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ مِنَ العَصرِ إِلَي أَن غَرَبَتِ الشّمسُ أَو كَادَت

وَ رَوَي ابنُ دَيزِيلَ أَيضاً قَالَ لَمّا عِيلَ صَبَرَ عَلِيّ ع فِي طَلَبِ المُخدَجِ قَالَ آتوُنيِ‌[ائتوُنيِ‌]بِبَغلَةِ رَسُولِ اللّهِص فَرَكِبَهَا وَ اتّبَعَهُ النّاسُ فَرَأَي القَتلَي وَ جَعَلَ يَقُولُ اقلِبُوا فَيَقلِبُونَ قَتِيلًا عَن قَتِيلٍ حَتّي استَخرَجَهُ فَسَجَدَ عَلِيّ ع

وَ رَوَي كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ أَنّهُ لَمّا دَعَا بِالبَغلَةِ قَالَ ائتوُنيِ‌ بِهَا فَإِنّهَا هَادِيَةٌ فَوَقَفَت بِهِ عَلَي المُخدَجِ فَأَخرَجَهُ مِن تَحتِ قَتلَي كَثِيرِينَ

وَ رَوَي العَوّامُ بنُ حَوشَبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ يَزِيدَ بنِ رُوَيمٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع يُقتَلُ اليَومَ أَربَعَةُ آلَافٍ مِنَ الخَوَارِجِ أَحَدُهُم ذُو الثّدَيّةِ فَلَمّا طَحَنَ القَومَ وَ رَامَ


صفحه : 341

استِخرَاجَ ذيِ‌ الثّدَيّةِ فَأَتعَبَهُ أمَرَنَيِ‌ أَن أَقطَعَ لَهُ أَربَعَةَ آلَافِ قَصَبَةٍ فَلَم أَزَل كَذَلِكَ وَ أَنَا بَينَ يَدَيهِ وَ هُوَ رَاكِبٌ خلَفيِ‌ وَ النّاسُ يَتبَعُونَهُ حَتّي بَقِيَت فِي يدَيِ‌ وَاحِدَةٌ فَنَظَرتُ إِلَيهِ وَ إِذَا وَجهُهُ أَربَدُ وَ إِذَا رِجلُهُ فِي يدَيِ‌ فَجَذَبتُهَا وَ قُلتُ هَذِهِ رِجلُ إِنسَانٍ فَنَزَلَ عَنِ البَغلَةِ مُسرِعاً فَجَذَبَ الرّجلَ الأُخرَي وَ جَرَرنَاهُ حَتّي صَارَ عَلَي التّرَابِ فَإِذَا هُوَ المُخدَجُ فَكَبّرَ عَلِيّ ع بِأَعلَي صَوتِهِ ثُمّ سَجَدَ فَكَبّرَ النّاسُ كُلّهُم

وَ رَوَي عُثمَانُ بنُ سَعِيدٍ عَن يَحيَي التيّميِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ رَجَاءٍ قَالَ قَامَ أَعشَي بَاهِلَةَ وَ هُوَ يَومَئِذٍ غُلَامٌ حَدَثٌ إِلَي حَدِيثِ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَخطُبُ وَ يَذكُرُ المَلَاحِمَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَشبَهَ هَذَا الحَدِيثَ بِحَدِيثِ خِرَافَةٍ فَقَالَ عَلِيّ ع إِن كُنتَ آثِماً فِيمَا قُلتَ يَا غُلَامُ فَرَمَاكَ اللّهُ بِغُلَامِ ثَقِيفٍ ثُمّ سَكَتَ فَقَامَ رِجَالٌ فَقَالَ وَ مَن غُلَامُ ثَقِيفٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ غُلَامٌ يَملِكُ بَلدَتَكُم هَذِهِ لَا يَترُكُ لِلّهِ حُرمَةً إِلّا انتَهَكَهَا يَضرِبُ عُنُقَ هَذَا الغُلَامِ بِسَيفِهِ فَقَالُوا كَم يَملِكُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ عِشرِينَ إِن بَلَغَهَا قَالُوا فَيُقتَلُ قَتلًا أَم يَمُوتُ مَوتاً قَالَ بَل يَمُوتُ حَتفَ أَنفِهِ بِدَاءِ البَطنِ يَثقُبُ سَرِيرَهُ لِكَثرَةِ مَا يَخرُجُ مِن جَوفِهِ قَالَ إِسمَاعِيلُ بنُ رَجَاءٍ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ بعِيَنيِ‌ أَعشَي بَاهِلَةَ وَ قَد أُحضِرَ فِي جُملَةِ الأَسرَي الّذِينَ أُسِرُوا مِن جَيشِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ بَينَ يدَيِ‌ الحَجّاجِ فَقَرَعَهُ وَ وَبّخَهُ وَ استَنشَدَهُ شِعرَهُ ألّذِي يُحَرّضُ فِيهِ عَبدَ الرّحمَنِ عَلَي الحَربِ ثُمّ ضَرَبَ عُنُقَهُ فِي هَذَا المَجلِسِ


صفحه : 342

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الصّوّافُ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ عَن أَبِيهِ عَن شِمّيرِ بنِ سَدِيرٍ الأزَديِ‌ّ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لِعَمرِو بنِ الحَمِقِ الخزُاَعيِ‌ّ أَينَ نَزَلتَ يَا عَمرُو قَالَ فِي قوَميِ‌ قَالَ لَا تَنزِلَنّ فِيهِم قَالَ أَ فَأَنزِلُ فِي بنَيِ‌ كِنَايَةَ جِيرَانِنَا قَالَ لَا قَالَ أَ فَأَنزِلُ فِي ثَقِيفٍ قَالَ فَمَا تَصنَعُ بِالمَعَرّةِ وَ المَجَرّةِ قَالَ وَ مَا هُمَا قَالَ عُنُقَانِ مِن نَارٍ يَخرُجَانِ مِن ظَهرِ الكُوفَةِ يأَتيِ‌ أَحَدُهُمَا عَلَي تَمِيمٍ وَ بَكرِ بنِ وَائِلٍ فَقَلّمَا يُفلِتُ مِنهُ أَحَدٌ وَ يأَتيِ‌ العُنُقُ الأُخرَي فَتَأخُذُ عَلَي الجَانِبِ الأُخرَي مِنَ الكُوفَةِ فَقَلّ مَن يُصِيبُ مِنهُم إِنّمَا هُوَ يَدخُلُ الدّارَ فَتُحرِقُ البَيتَ وَ البَيتَينِ قَالَ فَأَينَ أَنزِلُ قَالَ انزِل فِي بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَامِرٍ مِنَ الأَزدِ قَالَ فَقَامَ قَومٌ حَضَرُوا هَذَا الكَلَامَ وَ قَالُوا مَا نَرَاهُ إِلّا كَاهِناً يَتَحَدّثُ بِحَدِيثِ الكَهَنَةِ فَقَالَ يَا عَمرُو وَ إِنّكَ لَمَقتُولٌ بعَديِ‌ وَ إِنّ رَأسَكَ لَمَنقُولٌ وَ هُوَ أَوّلُ رَأسٍ يُنقَلُ فِي الإِسلَامِ وَ الوَيلُ لِقَاتِلِكَ أَمَا إِنّكَ لَا تَنزِلُ بِقَومٍ إِلّا أَسلَمُوكَ بِرُمّتِكَ إِلّا هَذَا الحيَ‌ّ مِن بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَامِرٍ مِنَ الأَزدِ فَإِنّهُم لَن يُسلِمُوكَ وَ لَن يَخذُلُوكَ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا مَضَت مِنَ الأَيّامِ حَتّي تَنَقّلَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ فِي أَحيَاءِ العَرَبِ خَائِفاً مَذعُوراً حَتّي نَزَلَ فِي قَومِهِ مِن بنَيِ‌ خُزَاعَةَ فَأَسلَمُوهُ فَقُتِلَ وَ حُمِلَ رَأسُهُ مِنَ العِرَاقِ إِلَي مُعَاوِيَةَ بِالشّامِ وَ هُوَ أَوّلُ رَأسٍ حُمِلَ فِي الإِسلَامِ مِن بَلَدٍ إِلَي بَلَدٍ

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ بنُ مَيمُونٍ الأزَديِ‌ّ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَ كَانَ جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِرٍ العبَديِ‌ّ صَالِحاً وَ كَانَ لعِلَيِ‌ّ ع صَدِيقاً وَ كَانَ عَلِيّ ع يُحِبّهُ وَ نَظَرَ يَوماً إِلَيهِ وَ هُوَ يَسِيرُ فَنَادَاهُ يَا جُوَيرِيَةُ الحَق بيِ‌ فإَنِيّ‌ إِذَا رَأَيتُكَ هَوِيتُكَ

قَالَ إِسمَاعِيلُ بنُ أَبَانٍ فحَدَثّنَيِ‌ الصّبّاحُ عَن مُسلِمٍ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَسِرنَا مَعَ عَلِيّ ع يَوماً فَالتَفَتَ فَإِذَا جُوَيرِيَةُ خَلفَهُ بَعِيداً فَنَادَاهُ يَا جُوَيرِيَةُ


صفحه : 343

الحَق بيِ‌ لَا أَبَا لَكَ أَ لَا تَعلَمُ أنَيّ‌ أَهوَاكَ وَ أُحِبّكَ قَالَ فَرَكَضَ نَحوَهُ فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ مُحَدّثُكَ بِأُمُورٍ فَاحفَظهَا ثُمّ اشتَرَكَا فِي الحَدِيثِ سِرّاً فَقَالَ لَهُ جُوَيرِيَةُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ رَجُلٌ نس [نسَيِ‌ّ] فَقَالَ أَنَا أُعِيدُ عَلَيكَ الحَدِيثَ لِتَحفَظَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ فِي آخِرِ مَا حَدّثَهُ إِيّاهُ يَا جُوَيرِيَةُ أَحبِب حَبِيبَنَا مَا أَحَبّنَا فَإِذَا أَبغَضَنَا فَأَبغِضهُ وَ أَبغِض بَغِيضَنَا مَا أَبغَضَنَا فَإِذَا أَحَبّنَا فَأَحِبّهُ قَالَ فَكَانَ نَاسٌ مِمّن يَشُكّ فِي أَمرِ عَلِيّ ع يَقُولُونَ أَ نَرَاهُ جَعَلَ جُوَيرِيَةَ وَصِيّهُ كَمَا يدَعّيِ‌ هُوَ مِن وَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ يَقُولُونَ ذَلِكَ لِشِدّةِ اختِصَاصِهِ لَهُ حَتّي دَخَلَ عَلَي عَلِيّ ع يَوماً وَ هُوَ مُضطَجِعٌ وَ عِندَهُ قَومٌ مِن أَصحَابِهِ فَنَادَاهُ جُوَيرِيَةُ أَيّهَا النّائِمُ استَيقِظ فَلَتُضرَبَنّ عَلَي رَأسِكَ ضَربَةً تُخضَبُ مِنهَا لِحيَتُكَ قَالَ فَتَبَسّمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ قَالَ وَ أُحَدّثُكَ يَا جُوَيرِيَةُ بِأَمرِكَ أَمَا وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتُعتَلَنّ إِلَي العُتُلّ الزّنِيمِ فَلَيَقطَعَنّ يَدَكَ وَ رِجلَكَ وَ لَيُصَلّبَنّكَ تَحتَ جِذعٍ كَافِرٍ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا مَضَتِ الأَيّامُ عَلَي ذَلِكَ حَتّي أَخَذَ زِيَادٌ جُوَيرِيَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ وَ رِجلَهُ وَ صَلّبَهُ إِلَي جانبه [جِذعِ] ابنِ مُعَكبَرٍ وَ كَانَ جِذعاً طَوِيلًا فَصَلّبَهُ عَلَي جِذعٍ قَصِيرٍ إِلَي جَانِبِهِ

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ فِي كِتَابِ الغَارَاتِ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ قَالَ كَانَ مِيثَمٌ التّمّارُ مَولَي عَلِيّ ع عَبداً لِامرَأَةٍ مِن بنَيِ‌ أَسَدٍ فَاشتَرَاهُ عَلِيّ ع وَ أَعتَقَهُ وَ قَالَ لَهُ مَا اسمُكَ قَالَ سَالِمٌ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أخَبرَنَيِ‌ أَنّ اسمَكَ ألّذِي سَمّاكَ بِهِ أَبُوكَ فِي العَجَمِ مِيثَمٌ قَالَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقتَ هُوَ اسميِ‌ قَالَ فَارجِع إِلَي اسمِكَ وَ دَع سَالِماً وَ نَحنُ نُكَنّيكَ بِهِ فَكَنّاهُ أَبَا سَالِمٍ قَالَ وَ قَد كَانَ أَطلَعَهُ عَلِيّ ع عَلَي عِلمٍ كَثِيرٍ وَ أَسرَارٍ خَفِيّةٍ مِن أَسرَارِ الوَصِيّةِ فَكَانَ مِيثَمٌ يُحَدّثُ بِبَعضِ ذَلِكَ فَيَشُكّ فِيهِ قَومٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ وَ يَنسِبُونَ عَلِيّاً


صفحه : 344

ع فِي ذَلِكَ إِلَي المَخرَفَةِ وَ الإِيهَامِ وَ التّدلِيسِ حَتّي قَالَ لَهُ يَوماً بِمَحضَرٍ مِن خَلقٍ كَثِيرٍ مِن أَصحَابِهِ وَ فِيهِمُ الشّاكّ وَ المُخلِصُ يَا مِيثَمُ إِنّكَ تُؤخَذُ بعَديِ‌ وَ تُصَلّبُ فَإِذَا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ ابتَدَرَ مِنخَرَاكَ وَ فَمُكَ دَماً حَتّي تُخضَبَ لِحيَتُكَ فَإِذَا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ طُعِنتَ بِحَربَةٍ فَيُقضَي عَلَيكَ فَانتَظِر ذَلِكَ وَ المَوضِعَ ألّذِي تُصَلّبُ فِيهِ عَلَي دَارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ إِنّكَ لَعَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنتَ أَقصَرُهُم خَشَبَةً وَ أَقرَبُهُم مِنَ المُطَهّرَةِ يعَنيِ‌ الأَرضَ وَ لَأُرِيَنّكَ النّخلَةَ التّيِ‌ تُصَلّبُ عَلَي جِذعِهَا ثُمّ أَرَاهُ إِيّاهَا بَعدَ ذَلِكَ بِيَومَينِ فَكَانَ مِيثَمٌ يَأتِيهَا فيَصُلَيّ‌ عِندَهَا وَ يَقُولُ بُورِكتِ مِن نَخلَةٍ لَكِ خُلِقتُ وَ لِي بنت [نَبَتّ]فَلَم يَزَل يَتَعَاهَدُهَا بَعدَ قَتلِ عَلِيّ ع حَتّي قُطِعَت فَكَانَ يَرصُدُ جِذعَهَا وَ يَتَعَاهَدُهُ وَ يَتَرَدّدُ إِلَيهِ وَ يُبصِرُهُ وَ كَانَ يَلقَي عَمرَو بنَ حُرَيثٍ فَيَقُولُ لَهُ إنِيّ‌ مُجَاوِرُكَ فَأَحسِن جوِاَريِ‌ فَلَا يَعلَمُ عَمرٌو مَا يُرِيدُ فَيَقُولُ لَهُ أَ تُرِيدُ أَن تشَترَيِ‌َ دَارَ ابنِ مَسعُودٍ أَم دَارَ ابنِ حَكِيمٍ قَالَ وَ حَجّ فِي السّنَةِ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا فَدَخَلَ عَلَي أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا فَقَالَت لَهُ مَن أَنتَ قَالَ عرِاَقيِ‌ّ فَاستَنسَبَتهُ فَذَكَرَ لَهَا أَنّهُ مَولَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَت أَنتَ هَيثَمٌ قَالَ بَل أَنَا مِيثَمٌ فَقَالَت سُبحَانَ اللّهِ وَ اللّهِ لَرُبّمَا سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يوُصيِ‌ بِكَ عَلِيّاً فِي جَوفِ اللّيلِ فَسَأَلَهَا عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَت هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ قَالَ أَخبِرِيهِ أنَيّ‌ أَحبَبتُ السّلَامَ عَلَيهِ وَ نَحنُ مُلتَقُونَ عِندَ رَبّ العَالَمِينَ إِن شَاءَ اللّهُ وَ لَا أَقدِرُ اليَومَ عَلَي لِقَائِهِ وَ أُرِيدُ الرّجُوعَ فَدَعَت بِطِيبٍ فَطَيّبَت لِحيَتَهُ فَقَالَ لَهَا أَمَا إِنّهَا سَتُخضَبُ بِدَمٍ قَالَت مَن أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ أنَبأَنَيِ‌ سيَدّيِ‌ فَبَكَت أُمّ سَلَمَةَ وَ قَالَت إِنّهُ لَيسَ بِسَيّدِكَ وَحدَكَ هُوَ سيَدّيِ‌ وَ سَيّدُ المُسلِمِينَ أَجمَعِينَ ثُمّ وَدّعَتهُ فَقَدِمَ الكُوفَةَ فَأُخِذَ وَ أُدخِلَ عَلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ وَ قِيلَ لَهُ هَذَا كَانَ مِن آثَرِ النّاسِ عِندَ أَبِي تُرَابٍ قَالَ وَيحَكُم هَذَا الأعَجمَيِ‌ّ قَالُوا نَعَم فَقَالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ أَينَ رَبّكَ قَالَ بِالمِرصَادِ قَالَ قَد بلَغَنَيِ‌ اختِصَاصُ أَبِي تُرَابٍ لَكَ قَالَ قَد كَانَ بَعضُ ذَلِكَ فَمَا تُرِيدُ قَالَ


صفحه : 345

وَ إِنّهُ لَيُقَالُ إِنّهُ قَد أَخبَرَكَ بِمَا سَيَلقَاكَ قَالَ نَعَم إِنّهُ أخَبرَنَيِ‌ أَنّكَ تصُلَبّنُيِ‌ عَاشِرَ عَشَرَةٍ وَ أَنَا أَقصَرُهُم خَشَبَةً وَ أَقرَبُهُم مِنَ المُطَهّرَةِ قَالَ لَأُخَالِفَنّهُ قَالَ وَيحَكَ كَيفَ تُخَالِفُهُ إِنّمَا أَخبَرَ عَن رَسُولِ اللّهِص وَ أَخبَرَ رَسُولُ اللّهِص عَن جَبرَئِيلَ وَ أَخبَرَ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ فَكَيفَ تُخَالِفُ هَؤُلَاءِ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد عَرَفتُ المَوضِعَ ألّذِي أُصَلّبُ فِيهِ أَينَ هُوَ مِنَ الكُوفَةِ وَ إنِيّ‌ لَأَوّلُ خَلقِ اللّهِ أُلجَمُ فِي الإِسلَامِ بِلِجَامٍ كَمَا يُلجَمُ الخَيلُ فَحَبَسَهُ وَ حَبَسَ مَعَهُ المُختَارَ بنَ أَبِي عُبَيدَةَ الثقّفَيِ‌ّ فَقَالَ مِيثَمٌ لِلمُختَارِ وَ هُمَا فِي حَبسِ ابنِ زِيَادٍ إِنّكَ تُفلِتُ وَ تَخرُجُ ثَائِراً بِدَمِ الحُسَينِ ع فَتَقتُلُ هَذَا الجَبّارَ ألّذِي نَحنُ فِي سِجنِهِ وَ تَطَأُ بِقَدَمِكَ هَذَا عَلَي جَبهَتِهِ وَ خَدّيهِ فَلَمّا دَعَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ بِالمُختَارِ لِيَقتُلَهُ طَلَعَ البَرِيدُ بِكِتَابِ يَزِيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ يَأمُرُهُ بِتَخلِيَةِ سَبِيلِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ أُختَهُ كَانَت تَحتَ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَسَأَلَت بَعلَهَا أَن يَشفَعَ فِيهِ إِلَي يَزِيدَ فَشَفِعَ فَأَمضَي شَفَاعَتَهُ فَكَتَبَ بِتَخلِيَةِ سَبِيلِ المُختَارِ عَلَي البَرِيدِ فَوَافَي البَرِيدُ وَ قَد أُخرِجَ لِيُضرَبَ عُنُقُهُ فَأُطلِقَ وَ أَمّا مِيثَمٌ فَأُخرِجَ بَعدَهُ لِيُصلَبَ وَ قَالَ عُبَيدُ اللّهِ لَأَمضِيَنّ حُكمَ أَبِي تُرَابٍ فِيهِ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ مَا كَانَ أَغنَاكَ عَن هَذَا يَا مِيثَمُ فَتَبَسّمَ وَ قَالَ لَهَا خُلِقتُ وَ لِي غُذّيَت فَلَمّا رُفِعَ عَلَي الخَشَبَةِ اجتَمَعَ النّاسُ حَولَهُ عَلَي بَابِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ فَقَالَ عَمرٌو لَقَد كَانَ يَقُولُ إنِيّ‌ مُجَاوِرُكَ وَ كَانَ يَأمُرُ جَارِيَتَهُ كُلّ عَشِيّةٍ أَن تَكنِسَ تَحتَ خَشَبَتِهِ وَ تَرُشّهُ وَ تُجَمّرَ بِمِجمَرَةٍ تَحتَهُ فَجَعَلَ مِيثَمٌ يُحَدّثُ بِفَضَائِلِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ مخَاَزيِ‌ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ هُوَ مَصلُوبٌ عَلَي الخَشَبَةِ فَقِيلَ لِابنِ زِيَادٍ قَد فَضَحَكُم هَذَا العَبدُ فَقَالَ أَلجِمُوهُ فَأُلجِمَ فَكَانَ أَوّلُ خَلقِ اللّهِ أُلجِمَ فِي الإِسلَامِ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ فَاضَت مَنخِرَاهُ وَ فَمُهُ دَماً فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ طُعِنَ بِحَربَةٍ فَمَاتَ وَ كَانَ قَتلُ مِيثَمٍ قَبلَ قُدُومِ الحُسَينِ ع العِرَاقَ بِعَشَرَةِ أَيّامِ

قَالَ اِبرَاهِيمُ وَ حدَثّنَيِ‌ اِبرَاهِيمُ بنُ العَبّاسِ النهّديِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُبَارَكٌ البجَلَيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَيّاشٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ المُجَالِدُ عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَن زِيَادِ بنِ النّصرِ الحاَرثِيِ‌ّ


صفحه : 346

قَالَ كُنتُ عِندَ زِيَادٍ وَ قَد أتُيِ‌َ بِرُشَيدٍ الهجَرَيِ‌ّ وَ كَانَ مِن خَوَاصّ أَصحَابِ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ مَا قَالَ لَكَ خَلِيلُكَ إِنّا فَاعِلُونَ بِكَ قَالَ تَقطَعُونَ يدَيَ‌ّ وَ رجِليَ‌ّ وَ تصُلَبّوُننَيِ‌ فَقَالَ زِيَادٌ أَمَا وَ اللّهِ لَأُكَذّبَنّ حَدِيثَهُ خَلّوا سَبِيلَهُ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَخرُجَ قَالَ رُدّوهُ لَا نَجِدُ لَكَ شَيئاً أَصلَحَ مِمّا قَالَ صَاحِبُكَ إِنّكَ لَا تَزَالُ تبَغيِ‌ لَنَا سُوءاً إِن بَقِيتَ اقطَعُوا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ فَقَطَعُوا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ هُوَ يَتَكَلّمُ فَقَالَ اصلُبُوهُ خَنِقاً فِي عُنُقِهِ فَقَالَ رُشَيدٌ وَ قَد بقَيِ‌َ لِي عِندَكُم شَيءٌ مَا أَرَاكُم فَعَلتُمُوهُ فَقَالَ زِيَادٌ اقطَعُوا لِسَانَهُ فَلَمّا أَخرَجُوا لِسَانَهُ قَالَ نَفّسُوا عنَيّ‌ أَتَكَلّمُ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَنَفّسُوا عَنهُ فَقَالَ وَ اللّهِ هَذَا تَصدِيقُ خَبَرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أخَبرَنَيِ‌ بِقَطعِ لسِاَنيِ‌ فَقَطَعُوا لِسَانَهُ وَ صَلَبُوهُ

وَ رَوَي أَبُو دَاوُدَ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ زُرَيقٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ صُهَيبٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو العَالِيَةِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مزرع [مُذَرّعٌ]صَاحِبُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَ لَيُقبِلَنّ جَيشٌ حَتّي إِذَا كَانُوا بِالبَيدَاءِ خُسِفَ بِهِم قَالَ أَبُو العَالِيَةِ فَقُلتُ لَإِنّكَ لتَحُدَثّنُيِ‌ بِالغَيبِ فَقَالَ احفَظ مَا أَقُولُهُ لَكَ فَإِنّمَا حدَثّنَيِ‌ بِهِ الثّقَةُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ حدَثّنَيِ‌ أَيضاً شَيئاً آخَرَ لَيُؤخَذَنّ فَلَيُقتَلَنّ وَ لَيُصَلّبَنّ بَينَ شُرفَتَينِ مِن شُرَفِ المَسجِدِ فَقُلتُ لَهُ إِنّكَ لتَحُدَثّنُيِ‌ بِالغَيبِ فَقَالَ احفَظ مَا أَقُولُ لَكَ قَالَ أَبُو العَالِيَةِ فَوَ اللّهِ مَا أَتَت عَلَينَا جُمعَةٌ حَتّي أُخِذَ مِزرَعٌ[مُذَرّعٌ]فَقُتِلَ وَ صُلِبَ بَينَ شُرفَتَينِ مِن شُرَفِ المَسجِدِ

قُلتُ حَدِيثُ الخَسفِ بِالجَيشِ قَد خَرّجَهُ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ فِي الصّحِيحَينِ عَن أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُيَعُوذُ قَومٌ بِالبَيتِ حَتّي إِذَا كَانُوا بِالبَيدَاءِ خُسِفَ بِهِم فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَعَلّ فِيهِمُ المُكرَهُ أَوِ الكَارِهُ فَقَالَ


صفحه : 347

يُخسَفُ بِهِم وَ لَكِن قَالَ يُحشَرُونَ أَو قَالَ يُبعَثُونَ عَلَي نِيّاتِهِم يَومَ القِيَامَةِ قَالَ فَسُئِلَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ أَ هيِ‌َ بَيدَاءُ مِنَ الأَرضِ فَقَالَ كَلّا وَ اللّهِ إِنّهَا بَيدَاءُ المَدِينَةِ أَخرَجَ البخُاَريِ‌ّ بَعضَهُ وَ أَخرَجَ مُسلِمٌ الباَقيِ‌َ

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ مُوسَي العنَزَيِ‌ّ قَالَ كَانَ مَالِكُ بنُ ضَمرَةَ الروّاَسيِ‌ّ مِن أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ مِمّنِ استَبطَنَ مِن جِهَتِهِ عِلماً كَثِيراً وَ كَانَ أَيضاً قَد صَحِبَ أَبَا ذَرّ فَأَخَذَ مِن عِلمِهِ وَ كَانَ يَقُولُ فِي أَيّامِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ أللّهُمّ لَا تجَعلَنيِ‌ مِنَ الثّلَاثَةِ فَيُقَالُ لَهُ وَ مَا الثّلَاثَةُ فَيَقُولُ رَجُلٌ يُرمَي بِهِ مِن فَوقِ طَمَارِ وَ رَجُلٌ تُقطَعُ يَدَاهُ وَ رِجلَاهُ وَ لِسَانُهُ وَ يُصلَبُ وَ رَجُلٌ يَمُوتُ عَلَي فِرَاشِهِ فَكَانَ مِنَ النّاسِ مَن يَهزَأُ بِهِ وَ يَقُولُ هَذَا مِن أَكَاذِيبِ أَبِي تُرَابٍ قَالَ فَكَانَ ألّذِي رمُيِ‌َ بِهِ فِي طَمَارِ هَانِئُ بنُ عُروَةَ وَ ألّذِي قُطِعَ وَ صُلِبَ رُشَيدٌ الهجَرَيِ‌ّ وَ مَاتَ مَالِكٌ عَلَي فِرَاشِهِ

قَالَ وَ قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ حَدّثَنَا عَبدُ العَزِيزِ بنُ سَبَاهٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن سَعِيدٍ التيّميِ‌ّ المَعرُوفِ بِعَقِيصَا قَالَكُنّا مَعَ عَلِيّ ع فِي مَسِيرِهِ إِلَي الشّامِ حَتّي إِذَا كُنّا بِظَهرِ الكُوفَةِ مِن جَانِبِ هَذَا السّوَادِ عَطِشَ النّاسُ وَ احتَاجُوا إِلَي المَاءِ فَانطَلَقَ بِنَا عَلِيّ ع حَتّي أَتَي إِلَي صَخرَةٍ مُضَرّسٍ فِي الأَرضِ كَأَنّهَا رَبَضَةُ عَنزٍ فَأَمَرَنَا فَاقتَلَعنَاهَا فَخَرَجَ لَنَا مِن تَحتِهَا مَاءٌ فَشَرِبَ النّاسُ مِنهُ حَتّي ارتَوَوا ثُمّ أَمَرَنَا فَأَكفَأنَاهَا عَلَيهِ وَ سَارَ النّاسُ حَتّي إِذَا مَضَي قَلِيلًا قَالَ ع أَ مِنكُم أَحَدٌ يَعلَمُ مَكَانَ هَذَا المَاءِ ألّذِي شَرِبتُم مِنهُ قَالُوا نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَانطَلِقُوا إِلَيهِ فَانطَلَقَ مِنّا رِجَالٌ رُكبَاناً وَ مُشَاةً فَاقتَصَصنَا الطّرِيقَ إِلَيهِ حَتّي انتَهَينَا إِلَي المَكَانِ ألّذِي يُرَي أَنّهُ فِيهِ فَطَلَبنَاهُ فَلَم نَقدِر عَلَي شَيءٍ حَتّي إِذَا عِيلَ عَلَينَا انطَلَقنَا إِلَي دَيرٍ قَرِيبٍ مِنّا فَسَأَلنَاهُم أَينَ هَذَا المَاءُ ألّذِي عِندَكُم قَالُوا لَيسَ قُربَنَا مَاءٌ فَقُلنَا بَلَي إِنّا شَرِبنَا مِنهُ قَالُوا أَنتُم شَرِبتُم مِنهُ قُلنَا نَعَم فَقَالَ صَاحِبُ


صفحه : 348

الدّيرِ وَ اللّهِ مَا بنُيِ‌َ هَذَا الدّيرُ إِلّا بِذَلِكَ المَاءِ وَ مَا استَخرَجَهُ إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ

60- نهج ،[نهج البلاغة] وَ قَالَ ع لَمّا عَزَمَ عَلَي حَربِ الخَوَارِجِ وَ قِيلَ لَهُ إِنّ القَومَ قَد عَبَرُوا جِسرَ النّهرَوَانِ مَصَارِعُهُم دُونَ النّطفَةِ وَ اللّهِ لَا يُفلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ وَ لَا يَهلِكُ مِنكُم عَشَرَةٌ

قال السيد الرضي‌ رضي‌ الله عنه يعني‌ بالنطفة ماء النهر وهي‌ أفصح كناية عن الماء. و قال ابن أبي الحديد هذاالخبر من الأخبار التي‌ تكاد تكون متواترة لاشتهاره ونقل الناس كافة له و هو من معجزاته وأخباره المفصلة عن الغيوب التي‌ لايحتمل التلبيس لتقييده بالعدد المعين في أصحابه و في الخوارج ووقوع الأمر بعدالحرب من غيرزيادة و لانقصان ولقد كان له من هذاالباب ما لم يكن لغيره ولمشاهدة الناس من معجزاته وأحواله المنافية لقوي البشر غلا فيه من غلا حتي نسب إلي أن الجوهر الإلهي‌ حل في بدنه كماقالت النصاري في عيسي ع انتهي

61-نهج ،[نهج البلاغة] مِن خُطبَةٍ لَهُ ع أَمّا بَعدُ أَيّهَا النّاسُ فَأَنَا فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ وَ لَم يَكُن ليِجَترَ‌ِئَ عَلَيهَا أَحَدٌ غيَريِ‌ بَعدَ أَن مَاجَ غَيهَبُهَا وَ اشتَدّ كَلَبُهَا فاَسألَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ‌ فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَا تسَألَوُننَيِ‌ عَن شَيءٍ فِيمَا بَينَكُم وَ بَينَ السّاعَةِ وَ لَا عَن فِئَةٍ تهَديِ‌ مِائَةً وَ تُضِلّ مِائَةً إِلّا أَنبَأتُكُم بِنَاعِقِهَا وَ قَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا وَ مُنَاخِ رِكَابِهَا وَ مَحَطّ رِحَالِهَا وَ مَن يُقتَلُ مِن أَهلِهَا قَتلًا وَ يَمُوتُ مِنهُم مَوتاً وَ لَو قَد فقَدَتمُوُنيِ‌ وَ نَزَلَت كَرَائِهُ الأُمُورِ وَ حَوَازِبُ الخُطُوبِ لَأَطرَقَ كَثِيرٌ مِنَ السّائِلِينَ وَ فَشِلَ كَثِيرٌ مِنَ المَسئُولِينَ وَ ذَلِكَ إِذَا قَلّصتُ حَربَكُم وَ شَمّرتُ عَن سَاقٍ وَ ضَاقَتِ الدّنيَا عَلَيكُم ضِيقاً


صفحه : 349

تَستَطِيلُونَ أَيّامَ البَلَاءِ عَلَيكُم ثُمّ يَفتَحُ اللّهُ لِبَقِيّةِ الأَبرَارِ مِنكُم إِنّ الفِتَنَ إِذَا أَقبَلَت شَبّهَت وَ إِذَا أَدبَرَت نَبّهَت يُنكَرنَ مُقبِلَاتٍ وَ يُعرَفنَ مُدبِرَاتٍ يَحُمنَ حَومَ الرّيَاحِ يُصِبنَ بَلَداً وَ يُخطِئنَ بَلَداً إِلّا أَنّ أَخوَفَ الفِتَنِ عنِديِ‌ عَلَيكُم فِتنَةُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَإِنّهَا فِتنَةٌ عَميَاءُ مُظلِمَةٌ عَمّت خُطّتُهَا وَ خَصّت بَلِيّتُهَا وَ أَصَابَ البَلَاءُ مَن أَبصَرَ فِيهَا وَ أَخطَأَ البَلَاءُ مَن عمَيِ‌َ عَنهَا وَ ايمُ اللّهِ لَتَجِدُنّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ لَكُم أَربَابَ سَوءٍ بعَديِ‌ كَالنّابِ الضّرُوسِ تَعذِمُ بِفِيهَا وَ تَخبِطُ بِيَدِهَا وَ تَزبِنُ بِرِجلِهَا وَ تَمنَعُ دَرّهَا لَا يَزَالُونَ بِكُم حَتّي لَا يَترُكُوا مِنكُم إِلّا نَافِعاً لَهُم أَو غَيرَ ضَائِرٍ وَ لَا يَزَالُ بَلَاؤُهُم حَتّي لَا يَكُونُ انتِصَارُ أَحَدِكُم مِنهُم إِلّا مِثلَ انتِصَارِ العَبدِ مِن رَبّهِ وَ الصّاحِبِ مِن مُستَصحِبِهِ تَرِدُ عَلَيكُم فِتنَتُهُم شَوهَاءَ مَخشِيّةً وَ قِطَعاً جَاهِلِيّةً لَيسَ فِيهَا مَنَارُ هُدًي وَ لَا عَلَمٌ يُرَي نَحنُ أَهلَ البَيتِ مِنهَا بِمَنجَاةٍ وَ لَسنَا فِيهَا بِدُعَاةٍ ثُمّ يُفَرّجُهَا اللّهُ عَنهُم كَتَفرِيجِ الأَدِيمِ بِمَن يَسُومُهُم خَسفاً وَ يَسُوقُهُم عُنفاً وَ يَسقِيهِم بِكَأسٍ مُصَبّرَةٍ لَا يُعطِيهِم إِلّا السّيفَ وَ لَا يُحلِسُهُم إِلّا الخَوفَ فَعِندَ ذَلِكَ تَوَدّ قُرَيشٌ بِالدّنيَا وَ مَا فِيهَا لَو يرَوَننَيِ‌ مَقَاماً وَاحِداً وَ لَو قَدرَ جَزرِ جَزُورٍ لِأَقبَلَ مِنهُم مَا أَطلُبُ اليَومَ بَعضَهُ فَلَا يعُطوُننَيِ‌

تبيين فقأ العين شقها وعدم اجترائهم كان لاستعظامهم قتال أهل القبلة لجهالتهم والغيهب الظلمة وتموجه كناية عن عمومه وشموله للأماكن واشتد كلبها أي شرها وأذاها يقال للقحط الشديد الكلب وكذلك للقر الشديد قوله بناعقها أي الداعي‌ إليها يقال نعق ينعق بالكسر أي صاح وزجر والمناخ بضم الميم مصدر أواسم مكان من أناخ البعير والركاب الإبل التي‌ تسار عليها الواحدة راحلة و لاواحد لها من لفظها والكرائه جمع الكريهة وهي‌ الشدة و قال الجزري‌ الحوازب جمع حازب و هوالأمر الشديد قوله ع لأطرق


صفحه : 350

كثير من السائلين أي لشدة الأمر وصعوبته حتي أن السائل ليبهت ويدهش فيطرق و لايستطيع السؤال والفشل الجبن . و قال ابن أبي الحديد قلصت يروي بالتشديد أي انضمت واجتمعت فيكون أشد وأصعب من أن يتفرق في مواطن متعددة وبالتخفيف أي كثرت وتزايدت من قلصت البئر أي ارتفع ماؤها وروي‌ إذاقلصت عن حربكم أي إذاقلصت كرائه الأمور وحوازب الخطوب عن حربكم أي انكشفت عنها. قوله ع وشمرت عن ساق أي كشفت عن شدة ومشقة كقوله تعالي يَومَ يُكشَفُ عَن ساقٍ أوكناية عن قيام الحرب وتمام أسبابها فإنه كناية عن الاهتمام في الأمر قوله ع إذاأقبلت شبهت أي في ابتدائها تلتبس الأمور و لايعلم الحق من الباطل إلي أن تنقضي‌ فيظهر بطلانها لظهور آثار الفساد منها وحام الطائر حول الماء يحوم حوما وحومانا أي دار شبه ع الفتن في دورانها ووقوعها من دعاة الضلال في بلد دون بلد بالرياح والخطة الحال والأمر وعمومها لأنها كانت ولاية عامة وخصت بليتها بالصالحين والأئمة من أهل البيت ع وشيعتهم فالمبصر العارف للحق يصيبه البلاء لمايري من الجور فيه و في غيره و أماالجاهل المنقاد لهم فهو في راحة والناب الناقة المسنة والضروس السيئة الخلق والعذم العض والأكل بجفاء والزبن الدفع والدر في الأصل اللبن ثم أطلق علي كل خير و هوكناية عن منع حقوق المسلمين والاستبداد بأموالهم . قوله أو غيرضائر يعني‌ من لاينكر أفعالهم والانتصار الانتقام و قدجاء في كلامه ع تفسير انتصار العبد من ربه في غير هذاالموضع حيث عقبه بقوله إذاشهد أطاعه و إذاغاب اغتابه والمراد بالصاحب هنا التابع والشوهاء


صفحه : 351

القبيحة و في بعض النسخ شوها بالضم بغير مد جمع الشوهاء. قوله ع وقطعا جاهلية شبهها بقطع السحاب لتراكمها أوقطع الحبل لورودها دفعات قوله ع بمنجاة أي بمعزل لاتلحقنا آثامها ولسنا من أنصار تلك الدعوة قوله كتفريج الأديم الأديم الجلد ووجه الشبه انكشاف الجلد عما تحته من اللحم قوله ع يسومهم خسفا أي يوليهم ذلا والخسف النقصان والهوان قوله ع مصبّرة أي ممزوجة بالصبر المر أومملوءة إلي أصبارها أي جوانبها قوله ع و لايحلسهم أي لايلبسهم والحلس كساء رقيق يكون تحت البرذعة والجزور من الإبل يقع علي الذكر والأنثي وجزرها ذبحها. قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح هذه الخطبة هذه الدعوي ليست منه ع ادعاء الربوبية و لاادعاء النبوة ولكنه كان يقول إن رسول الله ص أخبره بذلك ولقد امتحنا أخباره فوجدناه موافقا فاستدللنا بذلك علي صدق الدعوي المذكورة كإخباره عن الضربة التي‌ يضرب في رأسه فتخضب لحيته وإخباره عن قتل الحسين ع ابنه و ماقاله في كربلاء حيث مر بها وإخباره بملك معاوية الأمر من بعده وإخباره عن الحجاج و عن يوسف بن عمر و ماأخبر به من أمر الخوارج بالنهروان و ماقدمه إلي أصحابه من إخباره بقتل من يقتل منهم وصلب من يصلب وإخباره بقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وإخباره بعدة الجيش الوارد إليه من الكوفة لماشخص ع إلي البصرة لحرب أهلها وإخباره عن عبد الله بن الزبير و قوله ع فيه خب صب يروم أمرا و لايدركه ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا و هو بعدمصلوب قريش وكإخباره عن هلاك البصرة بالغرق وهلاكها تارة أخري بالزنج و هو ألذي صحفه قوم فقالوا بالريح .


صفحه : 352

وكإخباره عن الأئمة الذين ظهروا من ولده بطبرستان كالناصر والداعي‌ وغيرهما في قوله ع و إن لآل محمدبالطالقان لكنزا سيظهره الله إذاشاء دعاة حق تقوم بإذن الله فتدعو إلي دين الله وكإخباره عن مقتل النفس الزكية بالمدينة و قوله إنه يقتل عندأحجار الزيت وكقوله عن أخيه ابراهيم المقتول بباخمرا يقتل بعد أن يظهر ويقهر بعد أن يقهر و قوله ع فيه أيضا يأتيه سهم غرب يكون فيه منيته فيا بؤس الرامي‌ شلت يده ووهن عضده وكإخباره عن قتلي فخ و قوله ع هم خير أهل الأرض أو من خير أهل الأرض وكإخباره عن المملكة العلوية بالغرب وتصريحه بذكر كتامة وهم الذين نصروا أبا عبد الله الداعي‌ المعلم وكقوله و هويشير إلي عبيد الله المهدي‌ و هوأولهم ثم يظهر صاحب القيروان الفض البض ذو النسب المحض المنتجب من سلالة ذي‌ البداء المسجي بالرداء و كان عبيد الله المهدي‌ أبيض مترفا مشربا حمرة رخص البدن تار الأطراف وذو البداء إسماعيل بن جعفر بن محمد ع و هوالمسجي بالرداء لأن أباه أبا عبد الله جعفرا ع سجاه بردائه لمامات وأدخل إليه وجوه الشيعة يشاهدونه ليعلموا موته وتزول عنهم الشبهة في أمره . وكإخباره عن بني‌ بويه و قوله فيهم ويخرج من ديلمان بنو الصياد إشارة إليهم و كان أبوهم صياد السمك يصيد منه بيده مايتقوت هو وعياله بثمنه فأخرج الله تعالي من ولده لصلبه ملوكا ثلاثة ونشر ذريتهم حتي ضربت الأمثال بملكهم وكقوله ع فيهم ثم يستقوي‌ أمرهم حتي يملكوا الزوراء ويخلعوا الخلفاء فقال له قائل فكم مدتهم يا أمير المؤمنين فقال مائة أوتزيد قليلا وكقوله


صفحه : 353

فيهم والمترف ابن الأجذم يقتله ابن عمه علي دجلة و هوإشارة إلي عزالدولة بختيار بن معز الدولة أبي الحسين و كان معز الدولة أقطع اليد قطعت يده التكوض في الحرب و كان ابنه عزالدولة بختيار مترفا صاحب لهو وشرب وقتله عضد الدولة فناخسره ابن عمه بقصر الجفن علي دجلة في الحرب وسلبه ملكه فأما خلعهم للخلفاء فإن معز الدولة خلع المستكفي‌ ورتب عوضه المطيع وبهاء الدولة أبانصر بن عضد الدولة خلع الطائع ورتب عوضه القادر وكانت مدة ملكهم كماأخبر به ع وكإخباره ع لعبد الله بن العباس رحمه الله عن انتقال الأمر إلي أولاده فإن علي بن عبد الله لماولد أخرجه أبوه عبد الله إلي علي ع فأخذه وتفل في فيه وحنكه بتمرة قدلاكها ودفعه إليه و قال خذ إليك أباالأملاك هكذا الرواية الصحيحة وهي‌ التي‌ ذكرها أبوالعباس المبرد في الكتاب الكامل وليست الرواية التي‌ يذكر فيهاالعدد بصحيحة و لامنقولة في كتاب معتمد عليه . وكم له من الإخبار عن الغيوب الجارية هذاالمجري مما لوأردنا استقصاءه لكرسنا كراريس كثيرة وكتب السير تشتمل عليها مشروحة ثم قال و هذاالكلام إخبار عن ظهور المسودة وانقراض ملك بني‌ أمية ووقع الأمر بموجب إخباره صلوات الله عليه حتي لقد صدق قوله ع تود قريش إلي


صفحه : 354

آخره فإن أرباب السيرة كلهم نقلوا أن مروان بن محمد قال يوم الزاب لماشاهد عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بإزائه في صف خراسان لوددت أن علي بن أبي طالب تحت هذه الراية بدلا من هذاالفتي والقصة طويلة مشهورة و هَذِهِ الخُطبَةُ ذَكَرَهَا جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ السّيرَةِ وَ هيِ‌َ مُتَدَاوِلَةٌ مَنقُولَةٌ مُستَفِيضَةٌ خَطَبَ بِهَا عَلِيّ ع بَعدَ انقِضَاءِ أَمرِ النّهرَوَانِ وَ فِيهَا أَلفَاظٌ لَم يُورِدهَا الرضّيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ مِن قَولِهِ ع وَ لَم يَكُن ليِجَترَ‌ِئَ عَلَيهَا غيَريِ‌ وَ لَو لَم أَكُ فِيكُم مَا قُوتِلَ أَصحَابُ الجَمَلِ وَ النّهرَوَانِ وَ ايمُ اللّهِ لَو لَا أَن تَتّكِلُوا فَتَدَعُوا العَمَلَ لَحَدّثتُكُم بِمَا قَضَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي لِسَانِ نَبِيّكُمص لِمَن قَاتَلَهُم مُبصِراً بِضَلَالَتِهِم عَارِفاً لِلهُدَي ألّذِي نَحنُ عَلَيهِ سلَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ‌ فإَنِيّ‌ مَيّتٌ عَن قَرِيبٍ أَو مَقتُولٌ بَل قَتلًا مَا يَنتَظِرُ أَشقَاهَا أَن يَخضِبَ هَذِهِ بِدَمٍ وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي لِحيَتِهِ.

وَ مِنهَا فِي ذِكرِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ يَظهَرُ أَهلُ بَاطِلِهَا عَلَي أَهلِ حَقّهَا حَتّي تُملَأَ الأَرضُ عُدوَاناً وَ ظُلماً وَ بِدَعاً إِلَي أَن يَضَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبَرُوتَهَا وَ يَكسِرَ عَمَدَهَا وَ يَنزِعَ أَوتَادَهَا أَلَا وَ إِنّكُم مُدرِكُوهَا فَانصُرُوا قَوماً كَانُوا أَصحَابَ رَايَاتِ بَدرٍ وَ حُنَينٍ تُؤجَرُوا وَ لَا تُمَالِئُوا عَلَيهِم عَدُوّهُم فَيَصِيرَ عَلَيهِم وَ يَحِلّ بِكُمُ النّقِمَةُ

وَ مِنهَا إِلّا مِثلَ انتِصَارِ العَبدِ مِن مَولَاهُ إِذَا رَآهُ أَطَاعَهُ وَ إِن تَوَارَي عَنهُ شَتَمَهُ وَ ايمُ اللّهِ لَو فَرّقُوكُم تَحتَ كُلّ حَجَرٍ لَجَمَعَكُمُ اللّهُ لِشَرّ يَومٍ لَهُم

وَ مِنهَافَانظُرُوا أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم فَإِن لَبَدُوا فَالبُدُوا وَ إِنِ استَنصَرُوكُم فَانصُرُوهُم فَلَيُفَرّجَنّ اللّهُ مِنّا أَهلَ البَيتِ بأِبَيِ‌ ابنُ خِيَرَةِ الإِمَاءِ لَا يُعطِيهِم إِلّا السّيفَ هَرجاً هَرجاً مَوضُوعاً عَلَي عَاتِقِهِ ثَمَانِيَةً حَتّي تَقُولَ قُرَيشٌ لَو كَانَ هَذَا مِن وُلدِ فَاطِمَةَ لَرَحِمَنَا يُغرِيهِ اللّهُ ببِنَيِ‌ أُمَيّةَ حَتّي


صفحه : 355

يَجعَلَهُم حُطَاماً وَ رُفَاتاًمَلعُونِينَ أَينَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتّلُوا تَقتِيلًا سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبدِيلًا.

بيان الخب الخداع والصبابة الشوق و في بعض النسخ بالهمز فيهما فالخب ء السر و هوأيضا كناية عن الغدر والحيلة وصبأ كمنع وكرم صبأ خرج من دين إلي آخر وعليهم العدو دلهم قاله الفيروزآبادي‌ و قال أصابه سهم غرب ويحرك وسهم غرب نعتا أي لايدري راميه والفض الكسر بالتفرقة والنفر المتفرقون والبض الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ والتار المسترخي .أقول أوردت تمام تلك الخطبة برواية سليم بن قيس في كتاب الفتن

62- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع لَمّا قُتِلَ الخَوَارِجُ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَلَكَ القَومُ بِأَجمَعِهِم فَقَالَ ع كَلّا وَ اللّهِ إِنّهُم نُطَفٌ فِي أَصلَابِ الرّجَالِ وَ قَرَارَاتِ النّسَاءِ كُلّمَا نَجَمَ مِنهُم قَرنٌ قُطِعَ حَتّي يَكُونَ آخِرُهُم لُصُوصاً سَلّابِينَ

بيان نجم طلع وظهر والقرن كناية عن رؤسائهم وقطعه قتله

63-نهج ،[نهج البلاغة]قَالُواأُخِذَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ أَسِيراً يَومَ الجَمَلِ فَاستَشفَعَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَكَلّمَاهُ فِيهِ فَخَلّي سَبِيلَهُ فَقَالَا لَهُ يُبَايِعُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع أَ وَ لَم يبُاَيعِنيِ‌ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ لَا حَاجَةَ لِي فِي بَيعَتِهِ إِنّهَا كَفّ يَهُودِيّةٌ لَو باَيعَنَيِ‌ بِيَدِهِ لغَدَرَنَيِ‌ بِسَبّتِهِ أَمَا إِنّ لَهُ إِمرَةً كَلَعقَةِ الكَلبِ


صفحه : 356

أَنفَهُ وَ هُوَ أَبُو الأَكبُشِ الأَربَعَةِ وَ سَتَلقَي الأُمّةُ مِنهُ وَ مِن وُلدِهِ يَوماً أَحمَرَ

توضيح كف يهودية أي من شأنها الغدر والمكر فإنه من شأنهم والسبة الاست والإمرة بالكسر الولاية وكبش القوم رئيسهم والتشبيه لمدة ملكه بلعقة الكلب أنفه للتنبيه علي قصر أمرها وكانت مدة إمرته أربعة أشهر وعشرا وروي‌ ستة أشهر والأكبش الأربعة أربعة ذكور لصلبه وهم عبدالملك وولي‌ الخلافة و عبدالعزيز وولي‌ مصر وبشر وولي‌ العراق و محمد وولي‌ الجزيرة ويحتمل أن يريد بالأربعة أولاد عبدالملك وهم الوليد وسليمان ويزيد وهشام لعنهم الله وكلهم ولي‌ الخلافة و لم يلها أربعة إخوة إلاهم واليوم الأحمر كناية عن شدته و من لسان العرب وصف الأمر الشديد بالأحمر ولعله لكون الحمرة وصف الدم كني‌ به عن القتل ويروي موتا أحمر

64- نهج ،[نهج البلاغة] لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي ضِلّيلٍ قَد نَعَقَ بِالشّامِ وَ فَحَصَ بِرَايَاتِهِ فِي ضوَاَحيِ‌ كُوفَانَ فَإِذَا فَغَرَت فَاغِرَتُهُ وَ اشتَدّت شَكِيمَتُهُ وَ ثَقُلَت فِي الأَرضِ وَطأَتُهُ عَضّتِ الفِتنَةُ أَبنَاءَهَا بِأَنيَابِهَا وَ مَاجَتِ الأَرضُ بِأَموَاجِهَا وَ بَدَا مِنَ الأَيّامِ كُلُوحُهَا وَ مِنَ الليّاَليِ‌ كُدُوحُهَا فَإِذَا أَينَعَ زَرعُهُ وَ قَامَ عَلَي يَنعِهِ وَ هَدَرَت شَقَاشِقُهُ وَ بَرَقَت بَوَارِقُهُ عُقِدَت رَايَاتُ الفِتَنِ المُعضِلَةِ وَ أَقبَلنَ كَاللّيلِ المُظلِمِ وَ البَحرِ المُلتَطِمِ هَذَا وَ كَم يَخرِقُ الكُوفَةَ مِن قَاصِفٍ وَ يَمُرّ عَلَيهَا وَ عَن قَلِيلٍ تَلتَفّ القُرُونُ بِالقُرُونِ وَ يُحصَدُ القَائِمُ وَ يُحطَمُ المَحصُودُ

بيان قيل المراد بالضليل معاوية وقيل السفياني‌. و قال ابن أبي الحديد هذاكناية عن عبدالملك بن مروان لأن هذه الصفات


صفحه : 357

كانت فيه أتم منها في غيره لأنه أقام بالشام حين دعا إلي نفسه و هومعني نعيقه وفحصت راياته بالكوفة تارة حين شخص بنفسه إلي العراق وقتل مصعبا وتارة لمااستخلف الأمراء علي الكوفة فلما كمل أمر عبدالملك و هومعني أينع زرعه هلك وعقدت رايات الفتن المعضلة بعده كحروب أولاده مع بني‌ المهلب و مع زيد بن علي ع وأيام يوسف بن عمر و غير ذلك . والضواحي‌ النواحي‌ البارزة القريبة قوله فغرت فاغرته أي فتح فاه والشكيمة في الأصل حديدة معترضة في اللجام في فم الدابة وفلان شديد الشكيمة إذا كان عسر الانقياد شديد النفس وثقلت في الأرض وطئته أي عظم جوره وظلمه والكلوح بالضم تكشر في العبوس والكدوح الخدوش وأينع الزرع أدرك ونضج والينع جمع يانع ويجوز أن يكون مصدرا وهدرت أي صوتت والشقاشق جمع شقشقة وهي‌ بالكسر شيءكالراية يخرج من فم البعير إذاهاج وبرقت بوارقه أي سيوفه ورماحه والمعضلة العسرة العلاج والقاصف الريح القوية تكسر كلما تمر عليه والقرون الأجيال من الناس واحدها قرن بالفتح و هذاكناية عن الدولة العباسية التي‌ ظهرت علي دولة بني‌ أمية في الحرب ثم قتل المأسورين منهم صبرا فحصد القائم قبل المحاربة وحطم الحصيد بالقتل صبرا والمراد بالتفاف بعضهم ببعض اجتماعهم في بطن الأرض وبحصدهم قتلهم أوموتهم وبحطم محصودهم تفرق أوصالهم في التراب أوالتفافهم كناية عن جمعهم في موقف الحساب أوطلب بعضهم مظالمهم من بعض وحصدهم عن إزالتهم عن موضع قيامهم أي الموقف وسوقهم إلي النار وحطمهم عن تعذيبهم في نار جهنم .أقول سيأتي‌ كثير من الأخبار في كتاب الفتن

65-البرُسيِ‌ّ فِي المَشَارِقِ، عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَوماً جَالِساً


صفحه : 358

فِي نَجَفِ الكُوفَةِ فَقَالَ لِمَن حَولَهُ مَن يَرَي مَا أَرَي فَقَالُوا وَ مَا تَرَي يَا عَينَ اللّهِ النّاظِرَةَ فِي عِبَادِهِ فَقَالَ أَرَي بَعِيراً يَحمِلُ جِنَازَةً وَ رَجُلًا يَسُوقُهُ وَ رَجُلًا يَقُودُهُ وَ سَيَأتِيكُم بَعدَ ثَلَاثٍ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ قَدِمَ البَعِيرُ وَ الجِنَازَةُ مَشدُودَةٌ عَلَيهِ وَ رَجُلَانِ مَعَهُ فَسَلّمَا عَلَي الجَمَاعَةِ فَقَالَ لَهُمَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ أَن حَيّاهُم مَن أَنتُم وَ مِن أَينَ أَقبَلتُم وَ مَن هَذِهِ الجِنَازَةُ وَ لِمَا ذَا قَدِمتُم فَقَالُوا نَحنُ مِنَ اليَمَنِ وَ أَمّا المَيّتُ فَأَبُونَا وَ إِنّهُ عِندَ المَوتِ أَوصَي إِلَينَا فَقَالَ إِذَا غسَلّتمُوُنيِ‌ وَ كفَنّتمُوُنيِ‌ وَ صَلّيتُم عَلَيّ فاَحملِوُنيِ‌ عَلَي بعَيِريِ‌ هَذَا إِلَي العِرَاقِ فاَدفنِوُنيِ‌ هُنَاكَ بِنَجَفِ الكُوفَةِ فَقَالَ لَهُمَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَل سَأَلتُمَاهُ لِمَا ذَا فَقَالَا أَجَل قَد سَأَلنَاهُ فَقَالَ يُدفَنُ هُنَاكَ رَجُلٌ لَو شَفَعَ يَومَ القِيَامَةِ لِأَهلِ المَوقِفِ لَشُفّعَ فَقَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ صَدَقَ أَنَا وَ اللّهِ ذَلِكَ الرّجُلُ

66- قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي مَوضِعٍ آخَرَ قَالَ شَيخُنَا أَبُو عُثمَانَ حدَثّنَيِ‌ ثُمَامَةُ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ يَحيَي وَ كَانَ مِن أَبلَغِ النّاسِ وَ أَفصَحِهِم لِلقَولِ وَ الكِتَابَةِ بِضَمّ اللّفظَةِ إِلَي أُختِهَا أَ لَم تَسمَعُوا قَولَ شَاعِرٍ لِشَاعِرٍ وَ قَد تَفَاخَرَا أَنَا أَشعَرُ مِنكَ لأِنَيّ‌ أَقُولُ البَيتَ وَ أَخَاهُ وَ أَنتَ تَقُولُ البَيتَ وَ ابنَ عَمّهِ ثُمّ قَالَ وَ نَاهِيكَ حُسناً بِقَولِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع هَل مِن مَنَاصٍ أَو خَلَاصٍ أَو مَعَاذٍ أَو مَلَاذٍ أَو قَرَارٍ أَو مَحَارٍ قَالَ أَبُو عُثمَانَ وَ كَانَ جَعفَرٌ يَتَعَجّبُ أَيضاً بِقَولِ عَلِيّ ع أَينَ مَن جَدّ وَ اجتَهَدَ وَ جَمَعَ وَ احتَشَدَ وَ بَنَي فَشَيّدَ وَ فَرَشَ فَمَهّدَ وَ زَخرَفَ فَنَجّدَ قَالَ أَ لَا تَرَي أَنّ كُلّ لَفظَةٍ مِنهَا آخِذَةٌ بِعَلَقِ قَرِينِهَا جَاذِبَةٌ إِيّاهَا إِلَي نَفسِهَا دَالّةٌ عَلَيهَا بِذَاتِهَا قَالَ أَبُو عُثمَانَ فَكَانَ جَعفَرٌ يُسَمّيهِ فَصِيحَ قُرَيشٍ وَ اعلَم أَنّنَا لَا يَتَخَالَجُنَا


صفحه : 359

الشّكّ فِي أَنّهُ أَفصَحُ مِن كُلّ نَاطِقٍ بِلُغَةِ العَرَبِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ إِلّا مَا كَانَ مِن كَلَامِ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ كَلَامِ رَسُولِ اللّهِص وَ ذَلِكَ لِأَنّ فَضِيلَةَ الخَطِيبِ أَوِ الكَاتِبِ فِي خِطَابَتِهِ وَ كِتَابَتِهِ يَعتَمِدُ عَلَي أَمرَينِ هُمَا مُفرَدَاتُ الأَلفَاظِ وَ مُرَكّبَاتُهَا أَمّا المُفرَدَاتُ فَأَن تَكُونَ سَهلَةً سِلسِلَةً[سَلِسَةً] غَيرَ وَحشِيّةٍ وَ لَا مُعَقّدَةً وَ أَلفَاظُهُ ع كُلّهَا كَذَلِكَ وَ أَمّا المُرَكّبَاتُ فَحُسنُ المَعنَي وَ سُرعَةُ وُصُولِهِ إِلَي الأَفهَامِ وَ اشتِمَالُهُ عَلَي الصّفَاتِ التّيِ‌ بِاعتِبَارِهَا فُضّلَ بَعضُ الكَلَامِ عَلَي بَعضٍ وَ تِلكَ الصّفَاتُ هيِ‌َ الصّنَاعَةُ التّيِ‌ سَمّاهَا المُتَأَخّرُونَ البَدِيعَ مِنَ المُقَابَلَةِ وَ المُطَابَقَةِ وَ حُسنِ التّقسِيمِ وَ رَدّ آخِرِ الكَلَامِ عَلَي صَدرِهِ وَ التّرصِيعِ وَ التّسهِيمِ وَ التّوشِيحِ وَ المُمَاثَلَةِ وَ الِاستِعَارَةِ وَ لَطَافَةِ استِعمَالِ المَجَازِ وَ المُوَازَنَةِ وَ التّكَافُؤِ وَ التّسمِيطِ وَ المُشَاكَلَةِ وَ لَا شُبهَةَ أَنّ هَذِهِ الصّفَاتِ كُلّهَا مَوجُودَةٌ فِي خُطَبِهِ وَ كُتُبِهِ مَبثُوثَةٌ مُتَفَرّقَةٌ فِي فُرُشِ كَلَامِهِ ع وَ لَيسَ يُوجَدُ هَذَانِ الأَمرَانِ فِي كَلَامٍ لِأَحَدٍ غَيرِهِ فَإِن كَانَ قَد تَعَمّلَهَا وَ أَفكَرَ فِيهَا وَ أَعمَلَ رَوِيّتَهُ فِي وَضعِهَا وَ نَثرِهَا فَلَقَد أَتَي بِالعَجَبِ العَجَائِبِ وَ وَجَبَ أَن يَكُونَ إِمَامَ النّاسِ كُلّهِم فِي ذَلِكَ لِأَنّهُ ابتَكَرَهُ وَ لَم يُعرَف مَن قَبلَهُ وَ إِن كَانَ اقتَضَبَهَا ابتِدَاءً وَ فَاضَت عَلَيهَا لِسَانُهُ مُرتَجِلَةً وَ جَاشَ بِهَا طَبعُهُ بَدِيهَةً مِن غَيرِ رَوِيّةٍ وَ لَا اعتِمَالٍ فَأَعجَبُ وَ أَعجَبُ عَلَي كِلَا الأَمرَينِ فَلَقَد جَاءَ مُجَلّياً وَ الفُصَحَاءُ يَنقَطِعُ أَنفَاسُهُم عَلَي أَثَرِهِ وَ يَحِقّ مَا قَالَ مُعَاوِيَةُ لِمُحقِنٍ الضبّيّ‌ّ لَمّا قَالَ لَهُ جِئتُكَ مِن عِندِ أَعيَا النّاسِ يَا ابنَ اللّخنَاءِ


صفحه : 360

لعِلَيِ‌ّ تَقُولُ هَذَا وَ هَل سَنّ الفَصَاحَةَ لِقُرَيشٍ غَيرُهُ وَ اعلَم أَنّ تَكَلّفَ الِاستِدلَالِ عَلَي أَنّ الشّمسَ مُضِيئَةٌ يُتعِبُ وَ صَاحِبُهُ مَنسُوبٌ إِلَي السّفَهِ وَ لَيسَ جَاحِدُ الأُمُورِ المَعلُومَةِ عِلماً ضَرُورِيّاً بِأَشَدّ سَفَهاً مِمّن رَامَ الِاستِدلَالَ بِالأَدِلّةِ النّظَرِيّةِ عَلَيهَا

أقول قدأثبتنا إخباره ع بالمغيبات في باب علمه و باب إخباره بسبه وأبواب شهادته و باب جوامع معجزاته وأبواب شهادة الحسين ع وأبواب أحوال أصحابه