صفحه : 1

الجزء الخامس والثلاثون

كتاب تاريخ أمير المؤمنين ع

الحمد لله ألذي شيد أساس الدين ونور مناهج اليقين بمحمد سيد المرسلين و علي أمير المؤمنين والأبرار من عترتهما الغر الميامين صلوات الله عليهما وعليهم أبد الآبدين ولعنة الله علي أعدائهم دهر الداهرين . أما بعدفيقول خادم أخبار الأئمة الطاهرين وتراب أقدام شيعة مولي المؤمنين محمدباقر بن محمدتقي‌ غفر الله لهما بشفاعة مواليهما المنتجبين هذا هوالمجلد التاسع من كتاب بحار الأنوار في بيان فضائل سيد الأخيار وإمام الأبرار وحجة الجبار وقسيم الجنة والنار وأشرف الوصيين ووصي‌ سيد النبيين ويعسوب المسلمين علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ومناقبه ومعجزاته ومكارم أخلاقه وتواريخ أحواله والآيات النازلة في شأنه والنصوص عليه صلوات الله وسلامه عليه و علي أولاده الأطيبين


صفحه : 2

باب 1-تاريخ ولادته وحليته وشمائله صلوات الله عليه

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ إِسحَاقَ وَ ابنُ شِهَابٍ أَنّهُ كَتَبَ حِليَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَن ثُبَيتٍ الخَادِمِ فَأَخَذَهَا عَمرُو بنُ العَاصِ فَزَمّ بِأَنفِهِ وَ قَطَعَهَا وَ كَتَبَ أَنّ أَبَا تُرَابٍ كَانَ شَدِيدَ الأُدمَةِ عَظِيمَ البَطنِ حَمشَ السّاقَينِ وَ نَحوَ ذَلِكَ فَلِذَا وَقَعَ الخِلَافُ فِي حِليَتِهِ

وَ ذَكَرَ فِي كِتَابِ الصّفّينِ وَ نَحوِهِ عَن جَابِرٍ وَ ابنِ الحَنَفِيّةِ أَنّهُ كَانَ عَلِيّ ع رَجُلًا دَحدَاحاً رَبعَ القَامَةِ أَذَجّ الحَاجِبَينِ أَدعَجَ العَينَينِ أَنجَلَ تَمِيلُ إِلَي الشّهلَةِ كَأَنّ وَجهَهُ القَمَرُ لَيلَةَ البَدرِ حُسناً وَ هُوَ إِلَي السّمرَةِ أَصلَعُ لَهُ حِفَافٌ مِن خَلفِهِ كَأَنّهُ إِكلِيلٌ وَ كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ وَ هُوَ أَرقَبُ ضَخمُ البَطنِ أَقرَأُ الظّهرِ عَرِيضُ الصّدرِ مَحضُ المَتنِ شَثنُ الكَفّينِ ضَخمُ الكُسُورِ لَا يَبِينُ عَضُدُهُ مِن سَاعِدِهِ قَد أُدمِجَت إِدمَاجاً عَبلُ الذّرَاعَينِ عَرِيضُ المَنكِبَينِ عَظِيمُ المُشَاشَينِ كَمُشَاشِ السّبُعِ الضاّريِ‌ لَهُ لِحيَةٌ قَد زَانَت صَدرَهُ غَلِيظَ العَضُلَاتِ حَمشَ السّاقَينِ

قَالَ المُغِيرَةُ كَانَ عَلِيّ ع عَلَي هَيئَةِ الأَسَدِ غَلِيظاً مِنهُ مَا استَغلَظَ دَقِيقاً مِنهُ مَا استَدَقّ

بيان أحمش الساقين أي دقيقهما ويقال حمش الساقين أيضا بالتسكين والدحداح القصير السمين والمراد هنا غيرالطويل أوالسمين فقط بقرينة مابعده والزجج تقوّس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداده والدعج شدّة السواد في العين أوشدّة سوادها في شدّة بياضها والنجل سعة العين والشهلة بالضمّ أقلّ من الزرقة في الحدقة وأحسن منه أو أن تشرب الحدقة حمرة ليست خطوطا كالشكلة ولعل المراد هنا الثاني‌


صفحه : 3

والصّلَع انحسار شعر مقدّم الرأس والحفاف ككتاب الطرّة حول رأس الأصلع والإكليل شبه عصابة تزيّن بالجوهر والأرقب الغليظ الرقبة. و قال الجوهري‌ والقراء الظهر وناقة قرواء طويلة السنام ويقال الشديدة الظهر بيّنة القري و لايقال جمل أقري . و قال الفيروزآبادي‌ المقروري‌ الطويل الظهر والمحض الخالص ومتنا الظهر مكتنفا الصلب عن يمين وشمال من عصب ولحم ولعله كناية عن الاستواء أو عن اندماج الأجزاء بحيث لايبين فيه المفاصل ويري قطعة واحدة. و قال الجزري‌ّ في صفته شثن الكفين والقدمين أي أنّهما يميلان إلي الغلظ والقصر وقيل هو أن يكون في أنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأنه أشدّ لقبضهم ويذمّ في النساء. و قال الفيروزآبادي‌ الكسر ويكسر الجزء من العضو أوالعضو الوافر أونصف العظم بما عليه من اللحم أوعظم ليس عليه كثير لحم والجمع أكسار وكسور والعبل الضخم من كل شيء. و قال الجزري‌ في صفته جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين و قال الجوهري‌ هي‌ رءوس العظام الليّنة التي‌ يمكن مضغها.أقول لعل المراد هنا منتهي عظم العضد من جانب المنكب . والسبع الضاري‌ هو ألذي اعتاد بالصيد لايصبر عنه . قوله مااستغلظ أي من الأسد أو من الإنسان أي كلما كان في غيره غليظا ففيه كان أغلظ وكذا العكس


صفحه : 4

2- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الخَطِيبُ أَبُو المُؤَيّدِ الخوُارزَميِ‌ّ عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ لَقَد رَأَيتُ عَلِيّاً أَبيَضَ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ ضَخمَ البَطنِ رَبعَةً مِنَ الرّجَالِ

وذكر ابن مندة أنه كان شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن و هو إلي القصر أقرب أبيض الرأس واللحية وزاد محمد بن حبيب البغدادي‌ صاحب المحبر الكبير في صفاته آدم اللون حسن الوجه ضخم الكراديس واشتهر ع بالأنزع البطين أما في الصورة فيقال رجل أنزع بين النزع و هو ألذي انحسر الشعر عن جانبي‌ جبهته وموضعه النزعة وهما النزعتان و لايقال لامرأة نزعاء ولكن زعراء والبطين الكبير البطن و أماالمعني فإن نفسه نزعت يقال نزع إلي أهله ينزع نزاعا اشتاق ونزع عن الأمور نزوعا انتهي عنها عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها ونزعت إلي اجتناب السيئات فسد عليها مذهبها ونزعت إلي اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها ونزعت إلي استصحاب الحسنات فارتدي بها وتجلببها وامتلأ علما فلقب بالبطين وأظهر بعضا وأبطن بعضا حسبما اقتضاه علمه ألذي عرف به الحق اليقين أما ماظهر من علومه فأشهر من الصباح وأسير في الآفاق من سري الرياح و أما مابطن فقد قال بل اندمجتُ علي مكنونِ علم لوبُحتُ به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي‌ّ البعيدة


صفحه : 5

وَ مِمّا وَرَدَ فِي صِفَتِهِ ع مَا أَورَدَهُ صَدِيقُنَا العِزّ المُحَدّثُ وَ ذَلِكَ حِينَ طَلَبَ مِنهُ السّعِيدُ بَدرُ الدّينِ لُؤلُؤٌ صَاحِبُ المَوصِلِ أَن يُخرِجَ أَحَادِيثَ صِحَاحاً وَ شَيئاً مِمّا وَرَدَ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ صِفَاتِهِ ع وَ كَتَبَ عَلَي أَتوَارِ الشّمعِ الاِثنيَ‌ عَشَرَ التّيِ‌ حُمِلَت إِلَي مَشهَدِهِ ع وَ أَنَا رَأَيتُهَا قَالَ كَانَ رَبعَةً مِنَ الرّجَالِ أَدعَجَ العَينَينِ حَسَنَ الوَجهِ كَأَنّهُ القَمَرُ لَيلَةَ البَدرِ حُسناً ضَخمَ البَطنِ عَرِيضَ المَنكِبَينِ شَثنَ الكَفّينِ أَغيَدَ كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ أَصلَعُ كَثّ اللّحيَةِ لِمَنكِبِهِ مُشَاشٌ كَمُشَاشِ السّبُعِ الضاّريِ‌ لَا يَبِينُ عَضُدُهُ مِن سَاعِدِهِ وَ قَد أُدمِجَت إِدمَاجاً إِن أَمسَكَ بِذِرَاعِ رَجُلٍ أَمسَكَ بِنَفَسِهِ فَلَم يَستَطِع أَن يَتَنَفّسَ شَدِيدُ السّاعِدِ وَ اليَدِ إِذَا مَشَي إِلَي الحَربِ هَروَلَ ثَبتُ الجَنَانِ قوَيِ‌ّ شُجَاعٌ مَنصُورٌ عَلَي مَن لَاقَاهُ

بيان ذكر كمال الدين بن طلحة مثل ذلك في كتاب مطالب السئول والظاهر أن عليّ بن عيسي نقل عنه وكذا ذكره صاحب الفصول المهمّة سوي ماذكر في تفسير الأنزع البطين و رجل ربعة أي مربوع الخلق لاطويل و لاقصير والكراديس جمع الكردوس و هو كل عظمين التقيا في مفصل المنكبين والركبتين والوركين والغيد النعومة وكثّ الشي‌ء أي كثف

3-يب وُلِدَ ع بِمَكّةَ فِي البَيتِ الحَرَامِ فِي يَومِ الجُمُعَةِ لِثَلَاثَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن رَجَبٍ بَعدَ عَامِ الفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وَ قُبِضَ ع قَتِيلًا بِالكُوفَةِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ لِتِسعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانِ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ لَهُ يَومَئِذٍ ثَلَاثٌ وَ سِتّونَ سَنَةً وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَوّلُ هاَشمِيِ‌ّ وُلِدَ فِي الإِسلَامِ مِن هَاشِمِيّينِ وَ قَبرُهُ باِلغرَيِ‌ّ مِن نَجَفِ الكُوفَةِ


صفحه : 6

بيان قوله أول هاشمي‌ ليس بسديد إذ إخوته كانوا كذلك وكانوا أكبر منه كماسيأتي‌ و قوله ولد في الإسلام لاينفع في ذلك بل هوأيضا لايستقيم إذ لو كان مراده بعدالبعثة فولادته ع كان قبله و لو كان مراده بعدولادة الرسول ص فإخوته أيضا كذلك مع أن هذاالاصطلاح غيرمعهود والأصوب أن يقول كما قال شيخه المفيد رحمه الله ويمكن أن تحمل الأوليّة علي الإضافيّة

4-كا،[الكافي‌]وُلِدَ ع بَعدَ عَامِ الفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وأُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَوّلُ هاَشمِيِ‌ّ وَلَدَهُ هَاشِمٌ مَرّتَينِ

5- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الفاَرسِيِ‌ّ عَن أَبِي حَنِيفَةَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الوَلِيدِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ جَاءَت إِلَي أَبِي طَالِبٍ لِتُبَشّرَهُ بِمَولِدِ النّبِيّص فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ اصبرِيِ‌ سَبتاً آتِيكِ أُبَشّرُكِ بِمِثلِهِ إِلّا النّبُوّةَ وَ قَالَ السّبتُ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ كَانَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثُونَ سَنَةً

6- كا،[الكافي‌]بَعضُ أَصحَابِنَا عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الكلَبيِ‌ّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا وُلِدَ رَسُولُ اللّهِص فُتِحَ لِآمِنَةَ بَيَاضُ فَارِسَ وَ قُصُورُ الشّامِ فَجَاءَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَبِي طَالِبٍ ضَاحِكَةً مُستَبشِرَةً فَأَعلَمَتهُ مَا قَالَت آمِنَةُ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ وَ تَتَعَجّبِينَ مِن هَذَا إِنّكِ تَحبَلِينَ وَ تَلِدِينَ بِوَصِيّهِ وَ وَزِيرِهِ

7-مصبا،[المصباحين ]ذكر ابن عياش أن اليوم الثالث عشر من رجب كان مولد أمير المؤمنين


صفحه : 7

ع في الكعبة قبل النبوة باثنتي‌ عشرة سنة وروي‌ عن عتّاب بن أسيد أنه قال ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب وللنبي‌ص ثمان وعشرون سنة قبل النبوة باثنتي‌ عشرة سنة

وَ رَوَي صَفوَانُ الجَمّالُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ وُلِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي يَومِ الأَحَدِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ

8-قل ،[إقبال الأعمال ]روُيِ‌َ أَنّ يَومَ ثَالِثَ عَشَرَ شَهرِ رَجَبٍ كَانَ مَولِدَ مَولَانَا أَبِي الحَسَنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي الكَعبَةِ قَبلَ النّبُوّةِ باِثنتَيَ‌ عَشَرَةَ سَنَةً

9-أَقُولُ قَالَ الشّهِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي الدّرُوسِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمٍ وَ طَالِبٌ وَ عَبدُ اللّهِ أَخَوَانِ لِلأَبَوَينِ وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ وَ هُوَ وَ إِخوَتُهُ أَوّلُ هاَشمِيِ‌ّ وُلِدَ بَينَ هَاشِمِيّينِ وُلِدَ يَومَ الجُمُعَةِ ثَالِثَ عَشَرَ شَهرِ رَجَبٍ وَ روُيِ‌َ سَابِعَ شَهرِ شَعبَانَ بَعدَ مَولِدِ النّبِيّص بِثَلَاثِينَ سَنَةً انتَهَي

10-أقول و قدقيل إنه ع ولد في الثالث والعشرين من شعبان و قال علي بن محمدالمالكي‌ في الفصول المهمة كان ولد أبوطالب طالبا و لاعقب له وعقيلا وجعفرا وعليا و كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين وأم هانئ واسمها فاختة وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد هكذا ذكر موفق بن أحمدالخوارزمي‌ في كتاب المناقب ولد بمكة


صفحه : 8

المشرفة داخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة وقيل بخمس وعشرين وقبل المبعث باثنتي‌ عشرة سنة وقيل بعشر سنين و لم يولد في بيت الحرام قبله أحد سواه وهي‌ فضيلة خصه الله تعالي بهاإجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لكرامته و كان هاشميا من هاشميين وأول من ولده هاشم مرتين و كان مولده بعد أن دخل رسول الله ص بخديجة بثلاث سنين و كان عمر رسول الله ص يوم ولادة علي ثماني‌ وعشرين سنة انتهي كلام المالكي‌

11- ع ،[علل الشرائع ] مع ،[معاني‌ الأخبار]ني‌،[الغيبة للنعماني‌]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن ثَابِتِ بنِ دِينَارٍ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ قَالَ يَزِيدُ بنُ قَعنَبٍكُنتُ جَالِساً مَعَ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ فَرِيقٍ مِن عَبدِ العُزّي بِإِزَاءِ بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ إِذ أَقبَلَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَت حَامِلَةً بِهِ لِتِسعَةِ أَشهُرٍ وَ قَد أَخَذَهَا الطّلقُ فَقَالَت رَبّ إنِيّ‌ مُؤمِنَةٌ بِكَ وَ بِمَا جَاءَ مِن عِندِكَ مِن رُسُلٍ وَ كُتُبٍ وَ إنِيّ‌ مُصَدّقَةٌ بِكَلَامِ جدَيّ‌ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ وَ إِنّهُ بَنَي البَيتَ العَتِيقَ فَبِحَقّ ألّذِي بَنَي هَذَا البَيتَ وَ بِحَقّ المَولُودِ ألّذِي فِي بطَنيِ‌ لَمّا يَسّرتَ عَلَيّ ولِاَدتَيِ‌ قَالَ يَزِيدُ بنُ قَعنَبٍ فَرَأَينَا البَيتَ وَ قَدِ انفَتَحَ عَن ظَهرِهِ وَ دَخَلَت فَاطِمَةُ فِيهِ وَ غَابَت عَن أَبصَارِنَا وَ التَزَقَ الحَائِطُ فَرُمنَا أَن يَنفَتِحَ لَنَا قُفلُ البَابِ فَلَم يَنفَتِح فَعَلِمنَا أَنّ ذَلِكَ أَمرٌ مِن أَمرِ اللّهِ عَزّ وَ


صفحه : 9

جَلّ ثُمّ خَرَجَت بَعدَ الرّابِعِ وَ بِيَدِهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ قَالَت إنِيّ‌ فُضّلتُ عَلَي مَن تقَدَمّنَيِ‌ مِنَ النّسَاءِ لِأَنّ آسِيَةَ بِنتَ مُزَاحِمٍ عَبَدَتِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سِرّاً فِي مَوضِعٍ لَا يُحِبّ أَن يُعبَدَ اللّهُ فِيهِ إِلّا اضطِرَاراً وَ إِنّ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ هَزّتِ النّخلَةَ اليَابِسَةَ بِيَدِهَا حَتّي أَكَلَت مِنهَا رُطَباً جَنِيّاً وَ إنِيّ‌ دَخَلتُ بَيتَ اللّهِ الحَرَامَ فَأَكَلتُ مِن ثِمَارِ الجَنّةِ وَ أرواقها[أَرزَاقِهَا] فَلَمّا أَرَدتُ أَن أَخرُجَ هَتَفَ بيِ‌ هَاتِفٌ يَا فَاطِمَةُ سَمّيهِ عَلِيّاً فَهُوَ عَلِيّ وَ اللّهُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقُولُ إنِيّ‌ شَقَقتُ اسمَهُ مِنِ اسميِ‌ وَ أَدّبتُهُ بأِدَبَيِ‌ وَ وَقَفتُهُ عَلَي غَامِضِ علِميِ‌ وَ هُوَ ألّذِي يَكسِرُ الأَصنَامَ فِي بيَتيِ‌ وَ هُوَ ألّذِي يُؤَذّنُ فَوقَ ظَهرِ بيَتيِ‌ وَ يقُدَسّنُيِ‌ وَ يمُجَدّنُيِ‌ فَطُوبَي لِمَن أَحَبّهُ وَ أَطَاعَهُ وَ وَيلٌ لِمَن أَبغَضَهُ وَ عَصَاهُ

ضه ،[روضة الواعظين ] عَن يَزِيدَ بنِ قَعنَبٍ مِثلَهُ

بيان وقفته علي ذنبه علي بناء المجرد أي أطلعته عليه

أَقُولُ رَوَي العَلّامَةُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كَشفِ اليَقِينِ وَ كَشفِ الحَقّ هَذِهِ الرّوَايَةَ مِن كِتَابِ بَشَائِرِ المُصطَفَي عَن يَزِيدَ بنِ قَعنَبٍمِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَت فَوَلَدَت عَلِيّاً وَ لِرَسُولِ اللّهِص ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ أَحَبّهُ رَسُولُ اللّهِص حُبّاً شَدِيداً وَ قَالَ لَهَا اجعلَيِ‌ مَهدَهُ بِقُربِ فرِاَشيِ‌ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يلَيِ‌ أَكثَرَ تَربِيَتِهِ وَ كَانَ يُطَهّرُ عَلِيّاً فِي وَقتِ غَسلِهِ


صفحه : 10

وَ يُؤجِرُهُ اللّبَنَ عِندَ شُربِهِ وَ يُحَرّكُ مَهدَهُ عِندَ نَومِهِ وَ يُنَاغِيهِ فِي يَقَظَتِهِ وَ يَحمِلُهُ عَلَي صَدرِهِ وَ يَقُولُ هَذَا أخَيِ‌ وَ ولَيِيّ‌ وَ ناَصرِيِ‌ وَ صفَيِيّ‌ وَ ذخُريِ‌ وَ كهَفيِ‌ وَ ظهَريِ‌ وَ ظهَيِريِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ زَوجُ كرَيِمتَيِ‌ وَ أمَيِنيِ‌ عَلَي وصَيِتّيِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ وَ كَانَ يَحمِلُهُ دَائِماً وَ يَطُوفُ بِهِ جِبَالَ مَكّةَ وَ شِعَابَهَا وَ أَودِيَتَهَا

12-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّسَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن مِيلَادِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ آهِ آهِ لَقَد سأَلَتنَيِ‌ عَن خَيرِ مَولُودٍ وُلِدَ بعَديِ‌ عَلَي سُنّةِ المَسِيحِ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خلَقَنَيِ‌ وَ عَلِيّاً مِن نُورٍ وَاحِدٍ قَبلَ أَن خَلَقَ الخَلقَ بِخَمسِمِائَةِ أَلفِ عَامٍ فَكُنّا نُسَبّحُ اللّهَ وَ نُقَدّسُهُ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ قَذَفَ بِنَا فِي صُلبِهِ وَ استَقرَرتُ أَنَا فِي جَنبِهِ الأَيمَنِ وَ عَلِيّ فِي الأَيسَرِ ثُمّ نَقَلَنَا مِن صُلبِهِ فِي الأَصلَابِ الطّاهِرَاتِ إِلَي الأَرحَامِ الطّيّبَةِ فَلَم نَزَل كَذَلِكَ حَتّي أطَلعَنَيِ‌َ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فاَستوَدعَنَيِ‌ خَيرَ رَحِمٍ وَ هيِ‌َ آمِنَةُ ثُمّ أَطلَعَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلِيّاً مِن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ أَبُو طَالِبٍ وَ استَودَعَهُ خَيرَ رَحِمٍ وَ هيِ‌َ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ ثُمّ قَالَ يَا جَابِرُ وَ مِن قَبلِ أَن وَقَعَ عَلِيّ فِي بَطنِ أُمّهِ كَانَ فِي زَمَانِهِ رَجُلٌ عَابِدٌ رَاهِبٌ يُقَالُ لَهُ المثرم بنُ دعيب بنِ الشيقتام وَ كَانَ مَذكُوراً فِي العِبَادَةِ قَد عَبَدَ اللّهَ مِائَةً وَ تِسعِينَ سَنَةً وَ لَم يَسأَلهُ حَاجَةً فَسَأَلَ رَبّهُ أَن يُرِيَهُ وَلِيّاً لَهُ فَبَعَثَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بأِبَيِ‌ طَالِبٍ إِلَيهِ فَلَمّا أَن بَصُرَ بِهِ المثرم قَامَ إِلَيهِ فَقَبّلَ رَأسَهُ وَ أَجلَسَهُ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ مَن أَنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ قَالَ رَجُلٌ مِن تِهَامَةَ فَقَالَ مِن أَيّ تِهَامَةَ قَالَ مِن مَكّةَ قَالَ مِمّن قَالَ مِن عَبدِ مَنَافٍ قَالَ مِن أَيّ عَبدِ مَنَافٍ قَالَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَوَثَبَ إِلَيهِ الرّاهِبُ وَ قَبّلَ رَأسَهُ ثَانِياً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أعَطاَنيِ‌ مسَألَتَيِ‌ وَ لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي أرَاَنيِ‌ وَلِيّهُ ثُمّ قَالَ أَبشِر يَا هَذَا فَإِنّ العلَيِ‌ّ الأَعلَي قَد ألَهمَنَيِ‌ إِلهَاماً فِيهِ بِشَارَتُكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ


صفحه : 11

وَ مَا هُوَ قَالَ وَلَدٌ يَخرُجُ مِن صُلبِكَ هُوَ ولَيِ‌ّ اللّهِ تَبَارَكَ اسمُهُ وَ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ هُوَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ فَإِن أَدرَكتَ ذَلِكَ الوَلَدَ فَأَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لَهُ إِنّ المثرم يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنّكَ وَصِيّهُ حَقّاً بِمُحَمّدٍ يَتِمّ النّبُوّةُ وَ بِكَ يَتِمّ الوَصِيّةُ قَالَ فَبَكَي أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ لَهُ مَا اسمُ هَذَا المَولُودِ قَالَ اسمُهُ عَلِيّ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إنِيّ‌ لَا أَعلَمُ حَقِيقَةَ مَا تَقُولُهُ إِلّا بِبُرهَانٍ بَيّنٍ وَ دَلَالَةٍ وَاضِحَةٍ قَالَ المثرم فَمَا تُرِيدُ أَن أَسأَلَ اللّهَ لَكَ أَن يُعطِيَكَ فِي مَكَانِكَ مَا يَكُونُ دَلَالَةً لَكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ أُرِيدُ طَعَاماً مِنَ الجَنّةِ فِي وقَتيِ‌ هَذَا فَدَعَا الرّاهِبُ بِذَلِكَ فَمَا استَتَمّ دُعَاؤُهُ حَتّي أتُيِ‌َ بِطَبَقٍ عَلَيهِ مِن فَاكِهَةِ الجَنّةِ رُطَبَةٌ وَ عِنَبَةٌ وَ رُمّانٌ فَتَنَاوَلَ أَبُو طَالِبٍ مِنهُ رُمّانَةً وَ نَهَضَ فَرِحاً مِن سَاعَتِهِ حَتّي رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ فَأَكَلَهَا فَتَحَوّلَت مَاءً فِي صُلبِهِ فَجَامَعَ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ فَحَمَلَت بعِلَيِ‌ّ ع وَ ارتَجّتِ الأَرضُ وَ زَلزَلَت بِهِم أَيّاماً حَتّي لَقِيَت قُرَيشٌ مِن ذَلِكَ شِدّةً وَ فَزِعُوا وَ قَالُوا قُومُوا بِآلِهَتِكُم إِلَي ذِروَةِ أَبِي قُبَيسٍ حَتّي نَسأَلَهُم أَن يُسَكّنُوا مَا نَزَلَ بِكُم وَ حَلّ بِسَاحَتِكُم فَلَمّا اجتَمَعُوا عَلَي ذِروَةِ جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ فَجَعَلَ يَرتَجّ ارتِجَاجاً حَتّي تَدَكدَكَت بِهِم صُمّ الصّخُورِ وَ تَنَاثَرَت وَ تَسَاقَطَتِ الآلِهَةُ عَلَي وَجهِهَا فَلَمّا بَصُرُوا بِذَلِكَ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا بِمَا حَلّ بِنَا فَصَعِدَ أَبُو طَالِبٍ الجَبَلَ وَ هُوَ غَيرُ مُكتَرِثٍ بِمَا هُم فِيهِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد أَحدَثَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ حَادِثَةً وَ خَلَقَ فِيهَا خَلقاً إِن لَم تُطِيعُوهُ وَ لَم تُقِرّوا بِوَلَايَتِهِ وَ تَشهَدُوا بِإِمَامَتِهِ لَم يُسَكّن مَا بِكُم وَ لَا يَكُونُ لَكُم بِتِهَامَةَ مُسَكّنٌ فَقَالُوا


صفحه : 12

يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّا نَقُولُ بِمَقَالَتِكَ فَبَكَي أَبُو طَالِبٍ وَ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ أَسأَلُكَ بِالمُحَمّدِيّةِ المَحمُودَةِ وَ بِالعَلَوِيّةِ العَالِيَةِ وَ بِالفَاطِمِيّةِ البَيضَاءِ إِلّا تَفَضّلتَ عَلَي تِهَامَةَ بِالرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَقَد كَانَتِ العَرَبُ تَكتُبُ هَذِهِ الكَلِمَاتِ فَتَدعُو بِهَا عِندَ شَدَائِدِهَا فِي الجَاهِلِيّةِ وَ هيِ‌َ لَا تَعلَمُهَا وَ لَا تَعرِفُ حَقِيقَتَهَا فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ وُلِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَشرَقَتِ السّمَاءُ بِضِيَائِهَا وَ تَضَاعَفَ نُورُ نُجُومِهَا وَ أَبصَرَت مِن ذَلِكَ قُرَيشٌ عَجَباً فَهَاجَ بَعضُهَا فِي بَعضٍ وَ قَالُوا قَد أُحدِثَ فِي السّمَاءِ حَادِثَةٌ وَ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَ هُوَ يَتَخَلّلُ سِكَكَ مَكّةَ وَ أَسوَاقَهَا وَ يَقُولُ يَا أَيّهَا النّاسُ تَمّت حُجّةُ اللّهِ وَ أَقبَلَ النّاسُ يَسأَلُونَهُ عَن عِلّةِ مَا يَرَونَهُ مِن إِشرَاقِ السّمَاءِ وَ تَضَاعُفِ نُورِ النّجُومِ فَقَالَ لَهُم أَبشِرُوا فَقَد ظَهَرَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ ولَيِ‌ّ مِن أَولِيَاءِ اللّهِ يُكَمّلُ اللّهُ فِيهِ خِصَالَ الخَيرِ وَ يَختِمُ بِهِ الوَصِيّينَ وَ هُوَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ نَاصِرُ الدّينِ وَ قَامِعُ المُشرِكِينَ وَ غَيظُ المُنَافِقِينَ وَ زَينُ العَابِدِينَ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ إِمَامُ هُدًي وَ نَجمُ عُلًا وَ مِصبَاحُ دُجًي وَ مُبِيدُ الشّركِ وَ الشّبُهَاتِ وَ هُوَ نَفسُ اليَقِينِ وَ رَأسُ الدّينِ فَلَم يَزَل يُكَرّرُ هَذِهِ الكَلِمَاتِ وَ الأَلفَاظَ إِلَي أَن أَصبَحَ فَلَمّا أَصبَحَ غَابَ عَن قَومِهِ أَربَعِينَ صَبَاحاً قَالَ جَابِرٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِلَي أَينَ غَابَ قَالَ إِنّهُ مَضَي يَطلُبُ المثرم كَانَ وَ قَد مَاتَ فِي جَبَلِ اللّكَامِ فَاكتُم يَا جَابِرُ فَإِنّهُ مِن أَسرَارِ اللّهِ المَكنُونَةِ وَ عُلُومِهِ


صفحه : 13

المَخزُونَةِ إِنّ المثرم كَانَ وَصَفَ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ كَهفاً فِي جَبَلِ اللّكَامِ وَ قَالَ لَهُ إِنّكَ تجَدِنُيِ‌ هُنَاكَ حَيّاً أَو مَيّتاً فَلَمّا مَضَي أَبُو طَالِبٍ إِلَي ذَلِكَ الكَهفِ وَ دَخَلَ إِلَيهِ وَجَدَ المثرم مَيّتاً جَسَداً مَلفُوفَةً مِدرَعَةً مُسَجّي بِهَا إِلَي قِبلَتِهِ فَإِذَا هُنَاكَ حَيّتَانِ إِحدَاهُمَا بَيضَاءُ وَ الأُخرَي سَودَاءُ وَ هُمَا يَدفَعَانِ عَنهُ الأَذَي فَلَمّا بَصُرَتَا بأِبَيِ‌ طَالِبٍ غَرَبَتَا فِي الكَهفِ وَ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَيهِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَأَحيَا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِقُدرَتِهِ المثرم فَقَامَ قَائِماً يَمسَحُ وَجهَهُ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنّ عَلِيّاً ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ الإِمَامُ بَعدَ نبَيِ‌ّ اللّهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَبشِر فَإِنّ عَلِيّاً فَقَد طَلَعَ إِلَي الأَرضِ فَقَالَ مَا كَانَت عَلَامَةُ اللّيلَةِ التّيِ‌ طَلَعَ فِيهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ لَمّا مَضَي مِنَ اللّيلِ الثّلُثُ أخذت [أَخَذَ]فَاطِمَةَ مَا يَأخُذُ النّسَاءَ عِندَ الوِلَادَةِ فَقُلتُ لَهَا مَا بَالُكِ يَا سَيّدَةَ النّسَاءِ قَالَت إنِيّ‌ أَجِدُ وَهَجاً فَقَرَأتُ عَلَيهَا الِاسمَ ألّذِي فِيهِ النّجَاةُ فَسَكَنَت فَقُلتُ لَهَا إنِيّ‌ أَنهَضُ فَآتِيكِ بِنِسوَةٍ مِن صَوَاحِبِكِ يُعِنّكِ عَلَي أَمرِكِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَقَالَت رَأيَكَ يَا أَبَا طَالِبٍ فَلَمّا قُمتُ لِذَلِكَ إِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ هَتَفَ مِن زَاوِيَةِ البَيتِ وَ هُوَ يَقُولُ أَمسِك يَا أَبَا طَالِبٍ فَإِنّ ولَيِ‌ّ اللّهِ لَا تَمَسّهُ يَدٌ نَجِسَةٌ وَ إِذَا أَنَا بِأَربَعِ نِسوَةٍ يَدخُلنَ عَلَيهَا وَ عَلَيهِنّ ثِيَابٌ كَهَيئَةِ الحَرِيرِ الأَبيَضِ وَ إِذَا رَائِحَتُهُنّ أَطيَبُ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ فَقُلنَ لَهَا السّلَامُ عَلَيكِ يَا وَلِيّةَ اللّهِ فَأَجَابَتهُنّ ثُمّ جَلَسنَ بَينَ يَدَيهَا وَ مَعَهُنّ جُؤنَةٌ مِن فِضّةٍ وَ أَنِسنَهَا حَتّي وُلِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 14

فَلَمّا وُلِدَ انتَهَيتُ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ كَالشّمسِ الطّالِعَةِ وَ قَد سَجَدَ عَلَي الأَرضِ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّاً وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ بِمُحَمّدٍ يَختِمُ اللّهُ النّبُوّةَ وَ بيِ‌ يُتِمّ الوَصِيّةَ وَ أَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَأَخَذَتهُ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ مِنَ الأَرضِ وَ وَضَعَتهُ فِي حَجرِهَا فَلَمّا نَظَرَ عَلِيّ فِي وَجهِهَا نَادَاهَا بِلِسَانٍ ذَلِقٍ ذَرِبٍ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أُمّاه فَقَالَت وَ عَلَيكَ يَا بنُيَ‌ّ فَقَالَ مَا خَبَرُ واَلدِيِ‌ قَالَت فِي نِعَمِ اللّهِ يَنقَلِبُ وَ صُحبَتِهِ يَتَنَعّمُ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ لَمَا تَمَالَكتُ أَن قُلتُ يَا بنُيَ‌ّ أَ لَستُ بِأَبِيكَ قَالَ بَلَي وَ لكَنِيّ‌ وَ إِيّاكَ مِن صُلبِ آدَمَ وَ هَذِهِ أمُيّ‌ حَوّاءُ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ غَطّيتُ رأَسيِ‌ برِدِاَئيِ‌ وَ أَلقَيتُ نفَسيِ‌ فِي زَاوِيَةِ البَيتِ حَيَاءً مِنهَا ثُمّ دَنَت أُخرَي وَ مَعَهَا جُؤنَةٌ فَأَخَذَت عَلِيّاً فَلَمّا نَظَرَ إِلَي وَجهِهَا قَالَ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أخُتيِ‌ قَالَت وَ عَلَيكِ السّلَامُ يَا أخَيِ‌ قَالَ فَمَا خَبَرُ عمَيّ‌ قَالَت خَيرٌ وَ هُوَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ فَقُلتُ يَا بنُيَ‌ّ أَيّ أُختٍ هَذِهِ وَ أَيّ عَمّ هَذَا قَالَ هَذِهِ مَريَمُ ابنَةُ عِمرَانَ وَ عمَيّ‌ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ طَيّبَتهُ بِطِيبٍ كَانَ فِي الجُؤنَةِ فَأَخَذَتهُ أُخرَي مِنهُنّ فَأَدرَجَتهُ فِي ثَوبٍ كَانَ مَعَهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَقُلتُ لَو طَهّرنَاهُ لَكَانَ أَخَفّ عَلَيهِ وَ ذَلِكَ أَنّ العَرَبَ كَانَت تُطَهّرُ أَولَادَهَا فَقَالَت يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّهُ وُلِدَ طَاهِراً مُطَهّراً لَا يُذِيقُهُ حَرّ الحَدِيدِ فِي الدّنيَا إِلّا عَلَي يَدِ رَجُلٍ يُبغِضُهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ البِحَارُ وَ تَشتَاقُ إِلَيهِ النّارُ فَقُلتُ مَن هَذَا الرّجُلُ فَقُلنَ ابنُ مُلجَمٍ المرُاَديِ‌ّ لَعَنَهُ اللّهُ وَ هُوَ قَاتِلُهُ فِي الكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ مِن وَفَاةِ مُحَمّدٍص


صفحه : 15

قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَأَنَا كُنتُ فِي استِمَاعِ قَولِهِنّ ثُمّ أَخَذَهُ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ابنُ أخَيِ‌ مِن يَدِهِنّ وَ وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ وَ تَكَلّمَ مَعَهُ وَ سَأَلَهُ عَن كُلّ شَيءٍ فَخَاطَبَ مُحَمّدٌص عَلِيّاً بِأَسرَارٍ كَانَت بَينَهُمَا ثُمّ غِبنَ النّسوَةُ فَلَم أَرَهُنّ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَو عَرَفتُ المَرأَتَينِ الأُخرَيَينِ فَأَلهَمَ اللّهُ عَلِيّاً فَقَالَ يَا أَبِي أَمّا المَرأَةُ الأُولَي فَكَانَت حَوّاءَ وَ أَمّا التّيِ‌ أحَضنَتَنيِ‌ فهَيِ‌َ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَالتّيِ‌ أَحصَنَت فَرجَها وَ أَمّا التّيِ‌ أدَرجَتَنيِ‌ فِي الثّوبِ فهَيِ‌َ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ وَ أَمّا صَاحِبَةُ الجُؤنَةِ فهَيِ‌َ أُمّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ فَالحَق بِالمُثرِمِ الآنَ وَ بَشّرهُ وَ خَبّرهُ بِمَا رَأَيتَ فَإِنّهُ فِي كَهفِ كَذَا فِي مَوضِعِ كَذَا فَخَرَجتُ حَتّي أَتَيتُكَ وَ إِنّهُ وَصَفَ الحَيّتَينِ فَلَمّا فَرَغَ مِنَ المُنَاظَرَةِ مَعَ مُحَمّدٍ ابنِ أخَيِ‌ وَ مِن منُاَظرَتَيِ‌ عَادَ إِلَي طُفُولِيّتِهِ الأُولَي فَقُلتُ أَتَيتُكَ أُبَشّرُكَ بِمَا عَايَنتُهُ وَ شَاهَدتُ مِنِ ابنيِ‌ عَلِيّ ع فَبَكَي المثرم ثُمّ سَجَدَ شُكراً لِلّهِ ثُمّ تَمَطّي فَقَالَ غطَنّيِ‌ بمِدِرعَتَيِ‌ فَغَطّيتُهُ فَإِذَا أَنَا بِهِ مَيّتٌ كَمَا كَانَ فَأَقَمتُ ثَلَاثاً أُكَلّمُ فَلَا أُجَابُ فَاستَوحَشتُ لِذَلِكَ وَ خَرَجَتِ الحَيّتَانِ فَقَالَتَا لِي السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا طَالِبٍ فَأَجَبتُهُمَا ثُمّ قَالَتَا لِي الحَق بوِلَيِ‌ّ اللّهِ فَإِنّكَ أَحَقّ بِصِيَانَتِهِ وَ حِفظِهِ مِن غَيرِكَ فَقُلتُ لَهُمَا مَن أَنتُمَا قَالَتَا نَحنُ عَمَلُهُ الصّالِحُ خَلَقَنَا اللّهُ مِن خَيرَاتِ عَمَلِهِ فَنَحنُ نَذُبّ عَنهُ الأَذَي إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فَإِذَا قَامَتِ السّاعَةُ كَانَ أَحَدُنَا قَائِدَهُ وَ الآخَرُ سَائِقَهُ وَ دَلِيلَهُ إِلَي الجَنّةِ ثُمّ انصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي مَكّةَ قَالَ جَابِرٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ اللّهُ أَكبَرُ النّاسُ يَقُولُونَ[ إِنّ] أَبَا طَالِبٍ مَاتَ كَافِراً قَالَ يَا جَابِرُ اللّهُ أَعلَمُ بِالغَيبِ إِنّهُ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ أسُريِ‌َ بيِ‌ فِيهَا إِلَي السّمَاءِ انتَهَيتُ إِلَي العَرشِ فَرَأَيتُ أَربَعَةَ أَنوَارٍ فَقُلتُ إلِهَيِ‌ مَا هَذِهِ الأَنوَارُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذَا عَبدُ


صفحه : 16

المُطّلِبِ وَ هَذَا أَبُو طَالِبٍ وَ هَذَا أَبُوكَ عَبدُ اللّهِ وَ هَذَا أَخُوكَ طَالِبٌ فَقُلتُ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ فَبِمَا نَالُوا هَذِهِ الدّرَجَةَ قَالَ بِكِتمَانِهِمُ الإِيمَانَ وَ إِظهَارِهِمُ الكُفرَ وَ صَبرِهِم عَلَي ذَلِكَ حَتّي مَاتُوا

يل ،[الفضائل لابن شاذان ] الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي العَطّارُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الفاَرسِيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ رَوقٍ الخطَاّبيِ‌ّ عَنِ الحَجّاجِ بنِ مِنهَالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِمرَانَ عَن شَاذَانَ بنِ العَلَاءِ عَن عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ الصّمَدِ عَن سَالِمٍ عَن خَالِدِ بنِ السرّيِ‌ّ عَن جَابِرٍ مِثلَهُ

جع ،[جامع الأخبار]بِالإِسنَادِ الصّحِيحِ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ العَطّارِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ عَن جَابِرٍ مِثلَهُ

بيان قوله بعدي‌ أي بحسب الرتبة ويحتمل الزمان و قوله علي سنة المسيح إما لخفاء ولادته وكون من حضر عند ذلك الحوريات والنساء المقدسات أو لماسيأتي‌ من أنه يقال فيه ماقيل في عيسي ابن مريم قولها وهجا بالفتح والتحريك أي توقدا وحرارة والجؤنة بالضم سفط مغشي‌ بجلد ظرف لطيب العطار أصله الهمز ويلين . و قوله لايذيقه حر الحديد أي في غيرالمحاربة أو غير مايختار سببه لوجه الله قوله وإنه وصف أي أمير المؤمنين ويحتمل أباطالب ثم إنه ينبغي‌ أن يحمل الخبر علي أنه وقعت تلك الغرائب في جوف الكعبة لئلا ينافي‌ الأخبار الأخر و إن كان بعيدا و أماذكر طالب وكونه أخا للرسول ص فهو أغرب ولعل المراد به أخا أمير المؤمنين ع فإنه سيأتي‌ في بعض الأخبار أنه مات مسلما فالأخوة مجازية و في جوامع الأخبار مكان هذه الفقرة و هذا ابن عمك جعفر بن أبي طالب و فيه أيضا إشكال لأنه لم يكن يظهر الكفر بعدإسلامه

13-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ سَيّدُ


صفحه : 17

الوَصِيّينَ عَلَيهِ أَفضَلُ الصّلَوَاتِ وَ السّلَامِ كُنيَتُهُ أَبُو الحَسَنِ وُلِدَ بِمَكّةَ فِي البَيتِ الحَرَامِ يَومَ الجُمُعَةِ الثّالِثَ عَشَرَ مِن شَهرِ رَجَبِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ مِن عَامِ الفِيلِ وَ لَم يُولَد قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ مَولُودٌ فِي بَيتِ اللّهِ سِوَاهُ إِكرَاماً مِنَ اللّهِ جَلّ اسمُهُ لَهُ بِذَلِكَ وَ إِجلَالًا لِمَحَلّهِ فِي التّعظِيمِ وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ إِخوَتُهُ أَوّلَ مَن وَلَدَهُ هَاشِمٌ مَرّتَينِ وَ حَازَ بِذَلِكَ مَعَ النّشُوءِ فِي حَجرِ رَسُولِ اللّهِص وَ التّأَدّبِ بِهِ الشّرَفَينِ

أقول ذكر العلامة في كشف اليقين نحوه

14- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شَيخُ السّنّةِ القاَضيِ‌ أَبُو عَمرٍو عُثمَانُ بنُ أَحمَدَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ رَأَتِ النّبِيّص يَأكُلُ تَمراً لَهُ رَائِحَةٌ تَزدَادُ عَلَي كُلّ الأَطَايِبِ مِنَ المِسكِ وَ العَنبَرِ مِن نَخلَةٍ لَا شَمَارِيخَ لَهَا فَقَالَت ناَولِنيِ‌ أَنَل مِنهَا قَالَ لَا تَصلُحُ إِلّا أَن تشَهدَيِ‌ معَيِ‌ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَشَهِدَتِ الشّهَادَتَينِ فَنَاوَلَهَا فَأَكَلَت فَازدَادَت رَغبَتُهَا وَ طَلَبَت أُخرَي لأِبَيِ‌ طَالِبٍ فَعَاهَدَهَا أَن لَا تُعطِيَهُ إِلّا بَعدَ الشّهَادَتَينِ فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ اشتَمّ أَبُو طَالِبٍ نَسِيماً مَا اشتَمّ مِثلَهُ قَطّ فَأَظهَرَت مَا مَعَهَا فَالتَمَسَهُ مِنهَا فَأَبَت عَلَيهِ إِلّا أَن يَشهَدَ الشّهَادَتَينِ فَلَم يَملِك نَفسَهُ أَن شَهِدَ الشّهَادَتَينِ غَيرَ أَنّهُ سَأَلَهَا أَن تَكتُمَ عَلَيهِ لِئَلّا تُعَيّرَهُ قُرَيشٌ فَعَاهَدَتهُ عَلَي ذَلِكَ فَأَعطَتهُ مَا مَعَهَا وَ آوَي إِلَي زَوجَتِهِ فَعَلِقَت بعِلَيِ‌ّ ع فِي تِلكَ اللّيلَةِ وَ لَمّا حَمَلَت بعِلَيِ‌ّ ع ازدَادَ حُسنُهَا فَكَانَ يَتَكَلّمُ فِي بَطنِهَا فَكَانَت فِي الكَعبَةِ فَتَكَلّمَ عَلِيّ ع مَعَ جَعفَرٍ فغَشُيِ‌َ عَلَيهِ فَالتَفّتِ الأَصنَامُ خَرّت عَلَي وُجُوهِهَا فَمَسَحَت عَلَي بَطنِهَا وَ قَالَت يَا قُرّةَ العَينِ سَجَدَتكَ الأَصنَامُ دَاخِلًا فَكَيفَ شَأنُكَ خَارِجاً وَ ذَكَرَت لأِبَيِ‌ طَالِبٍ ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ ألّذِي قَالَ لِي أَسَدٌ فِي طَرِيقِ الطّائِفِ

وَ فِي رِوَايَةِ شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ رِوَايَةِ الحَسَنِ


صفحه : 18

بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الصّادِقِ ع وَ الحَدِيثُ مُختَصَرٌ أَنّهُ انفَتَحَ البَيتُ مِن ظَهرِهِ وَ دَخَلَت فَاطِمَةُ فِيهِ ثُمّ عَادَتِ الفَتحَةُ وَ التَصَقَت وَ بَقِيَت فِيهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَأَكَلَت مِن ثِمَارِ الجَنّةِ فَلَمّا خَرَجَت قَالَ عَلِيّ ع السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَه وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمّ تَنَحنَحَ وَ قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَالآيَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد أَفلَحُوا بِكَ أَنتَ وَ اللّهِ أَمِيرُهُم تَمِيرُهُم مِن عِلمِكَ فَيَمتَارُونَ وَ أَنتَ وَ اللّهِ دَلِيلُهُمُ وَ بِكَ وَ اللّهِ يَهتَدُونَ وَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص لِسَانَهُ فِي فِيهِ فَانفَجَرَت اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً قَالَ فسَمُيّ‌َ ذَلِكَ اليَومُ يَومَ التّروِيَةِ فَلَمّا كَانَ مِن غَدِهِ وَ بَصُرَ عَلِيّ بِرَسُولِ اللّهِ سَلّمَ عَلَيهِ وَ ضَحِكَ فِي وَجهِهِ وَ جَعَلَ يُشِيرُ إِلَيهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَت فَاطِمَةُ عَرَفَهُ فسَمُيّ‌َ ذَلِكَ اليَومُ عَرَفَةَ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ وَ كَانَ يَومَ العَاشِرِ مِن ذيِ‌ الحَجّةِ أَذّنَ أَبُو طَالِبٍ فِي النّاسِ أَذَاناً جَامِعاً وَ قَالَ هَلُمّوا إِلَي وَلِيمَةِ ابنيِ‌ عَلِيّ وَ نَحَرَ ثَلَاثَمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ وَ أَلفَ رَأسٍ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ اتّخَذُوا وَلِيمَةً وَ قَالَ هَلُمّوا وَ طُوفُوا بِالبَيتِ سَبعاً وَ ادخُلُوا وَ سَلّمُوا عَلَي عَلِيّ ولَدَيِ‌ فَفَعَلَ النّاسُ ذَلِكَ وَ جَرَت بِهِ السّنّةُ وَضَعَتهُ أُمّهُ بَينَ يدَيَ‌ِ النّبِيّص فَفَتَحَ فَاهُ بِلِسَانِهِ وَ حَنّكَهُ وَ أَذّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ أَقَامَ فِي اليُسرَي فَعَرَفَ الشّهَادَتَينِ وَ وُلِدَ عَلَي الفِطرَةِ

أَبُو عَلِيّ بنِ هَمّامٍ رَفَعَهُ أَنّهُ لَمّا وُلِدَ عَلِيّ ع أَخَذَ أَبُو طَالِبٍ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّ عَلَي صَدرِهِ وَ خَرَجَ إِلَي الأَبطَحِ وَ نَادَي


يَا رَبّ يَا ذَا الغَسَقِ الدجّيِ‌ّ   وَ القَمَرِ المُبتَلِجِ المضُيِ‌ّ

بَيّن لَنَا مِن حُكمِكَ المقَضيِ‌ّ   مَا ذَا تَرَي فِي اسمِ ذَا الصبّيِ‌ّ

قَالَ فَجَاءَ شَيءٌ يَدِبّ عَلَي الأَرضِ كَالسّحَابِ حَتّي حَصَلَ فِي صَدرِ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 19

فَضَمّهُ مَعَ عَلِيّ إِلَي صَدرِهِ فَلَمّا أَصبَحَ إِذَا هُوَ بِلَوحٍ أَخضَرَ فِيهِ مَكتُوبٌ


خُصّصتُمَا بِالوَلَدِ الزكّيِ‌ّ   وَ الطّاهِرِ المُنتَجَبِ الرضّيِ‌ّ

فَاِسمُهُ مِن شَامِخٍ عَلِيّ   عَلِيّ اشتُقّ مِنَ العلَيِ‌ّ

قَالَ فَعَلّقُوا اللّوحَ فِي الكَعبَةِ وَ مَا زَالَ هُنَاكَ حَتّي أَخَذَهُ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ فَاجتَمَعَ أَهلُ البَيتِ فِي الزّاوِيَةِ الأَيمَنِ عَن نَاحِيَةِ البَيتِ فَالوَلَدُ الطّاهِرُ مِنَ النّسلِ الطّاهِرِ وُلِدَ فِي المَوضِعِ الطّاهِرِ فَأَينَ تُوجَدُ هَذِهِ الكَرَامَةُ لِغَيرِهِ فَأَشرَفُ البِقَاعِ الحَرَمُ وَ أَشرَفُ الحَرَمِ المَسجِدُ وَ أَشرَفُ بِقَاعِ المَسجِدِ الكَعبَةُ وَ لَم يُولَد فِيهِ مَولُودٌ سِوَاهُ فَالمَولُودُ فِيهِ يَكُونُ فِي غَايَةِ الشّرَفِ وَ لَيسَ المَولُودُ فِي سَيّدِ الأَيّامِ يَومِ الجُمُعَةِ فِي الشّهرِ الحَرَامِ فِي البَيتِ الحَرَامِ سِوَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

15-فض ،[ كتاب الروضة]ضه ،[روضة الواعظين ]روُيِ‌َ عَن مُجَاهِدٍ عَن أَبِي عَمرٍو وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَاكُنّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ دَخَلَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ وَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشّهَادَتَينِ وَ أَبُو الطّفَيلِ عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ فَجَثَوا بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ الحُزنُ ظَاهِرٌ فِي وُجُوهِهِم فَقَالُوا فَدَينَاكَ بِالآبَاءِ وَ الأُمّهَاتِ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا نَسمَعُ مِن قَومٍ فِي أَخِيكَ وَ ابنِ عَمّكَ مَا يَحزُنُنَا وَ إِنّا نَستَأذِنُكَ فِي الرّدّ عَلَيهِم فَقَالَص وَ مَا عَسَاهُم يَقُولُونَ فِي أخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا يَقُولُونَ أَيّ فَضلٍ لعِلَيِ‌ّ فِي سَبقِهِ إِلَي الإِسلَامِ وَ إِنّمَا أَدرَكَهُ الإِسلَامُ طِفلًا وَ نَحوَ هَذَا القَولِ فَقَالَص فَهَذَا يَحزُنُكُم قَالُوا إيِ‌ وَ اللّهِ فَقَالَ بِاللّهِ أَسأَلُكُم هَل عَلِمتُم مِنَ الكُتُبِ السّالِفَةِ أَنّ اِبرَاهِيمَ هَرَبَ بِهِ أَبُوهُ مِنَ


صفحه : 20

المَلِكِ الطاّغيِ‌ فَوَضَعَت بِهِ أُمّهُ بَينَ أَثلَالٍ بِشَاطِئِ نَهَرٍ يَتَدَفّقُ يُقَالُ لَهُ حزران مِن غُرُوبِ الشّمسِ إِلَي إِقبَالِ اللّيلِ فَلَمّا وَضَعَتهُ وَ استَقَرّ عَلَي وَجهِ الأَرضِ قَامَ مِن تَحتِهَا يَمسَحُ وَجهَهُ وَ رَأسَهُ وَ يُكثِرُ مِن شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثُمّ أَخَذَ ثَوباً وَ اتّشَحَ بِهِ وَ أُمّهُ تَرَاهُ فَذُعِرَت مِنهُ ذُعراً شَدِيداً ثُمّ هَروَلَ بَينَ يَدَيهَا مَادّاً عَينَيهِ إِلَي السّمَاءِ فَكَانَ مِنهُ مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ رَأي كَوكَباً قالَ هذا ربَيّ‌ إِلَي قَولِهِإنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ وَ عَلِمتُم أَنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ كَانَ فِرعَونُ فِي طَلَبِهِ يَبقُرُ بُطُونَ النّسَاءِ الحَوَامِلِ وَ يَذبَحُ الأَطفَالَ لِيَقتُلَ مُوسَي فَلَمّا وَلَدَتهُ أُمّهُ أَمَرَهَا أَن تَأخُذَهُ مِن تَحتِهَا وَ تَقذِفَهُ فِي التّابُوتِ وَ تلُقيِ‌َ التّابُوتَ فِي اليَمّ فَقَالَت وَ هيِ‌َ ذَعِرَةٌ مِن كَلَامِهِ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيكَ الغَرَقَ فَقَالَ لَا تحَزنَيِ‌ إِنّ اللّهَ يرَدُنّيِ‌ إِلَيكِ فَبَقِيَت حَيرَانَةً حَتّي كَلّمَهَا مُوسَي وَ قَالَ لَهُم يَا أُمّ اقذفِيِنيِ‌ فِي التّابُوتِ وَ ألَقيِ‌ التّابُوتَ فِي اليَمّ فَقَالَ فَفَعَلَت مَا أُمِرَت بِهِ فبَقَيِ‌َ فِي اليَمّ إِلَي أَن قَذَفَهُ فِي السّاحِلِ وَ رَدّهُ إِلَي أُمّهِ بِرُمّتِهِ لَا يَطعَمُ طَعَاماً وَ لَا يَشرَبُ شَرَاباً مَعصُوماً وَ روُيِ‌َ أَنّ المُدّةَ كَانَت سَبعِينَ يَوماً وَ روُيِ‌َ سَبعَةَ أَشهُرٍ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي حَالِ طُفُولِيّتِهِ


صفحه : 21

وَ لِتُصنَعَ عَلي عيَنيِ‌ إِذ تمَشيِ‌ أُختُكَ فَتَقُولُ هَل أَدُلّكُم عَلي مَن يَكفُلُهُ فَرَجَعناكَ إِلي أُمّكَ كيَ‌ تَقَرّ عَينُها وَ لا تَحزَنَالآيَةَ وَ هَذَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِفَناداها مِن تَحتِها أَلّا تحَزنَيِ‌ قَد جَعَلَ رَبّكِ تَحتَكِ سَرِيّا إِلَي قَولِهِإِنسِيّافَكَلّمَ أُمّهُ وَقتَ مَولِدِهِ وَ قَالَ حِينَ أَشَارَت إِلَيهِ فَقالُوا كَيفَ نُكَلّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيّاإنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَتَكَلّمَ ع فِي وَقتِ وِلَادَتِهِ وَ أعُطيِ‌َ الكِتَابَ وَ النّبُوّةَ وَ أوُصيِ‌َ بِالصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ فِي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن مَولِدِهِ وَ كَلّمَهُم فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ مِن مَولِدِهِ وَ قَد عَلِمتُم جَمِيعاً أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خلَقَنَيِ‌ وَ عَلِيّاً مِن نُورٍ وَاحِدٍ إِنّا كُنّا فِي صُلبِ آدَمَ نُسَبّحُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ نَقَلَنَا إِلَي أَصلَابِ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ النّسَاءِ يُسمَعُ تَسبِيحُنَا فِي الظّهُورِ وَ البُطُونِ فِي كُلّ عَهدٍ وَ عَصرٍ إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ وَ إِنّ نُورَنَا كَانَ يَظهَرُ فِي وُجُوهِ آبَائِنَا وَ أُمّهَاتِنَا حَتّي تَبَيّنَ أَسمَاؤُنَا مَخطُوطَةً بِالنّورِ عَلَي جِبَاهِهِم ثُمّ افتَرَقَ نُورُنَا فَصَارَ نِصفُهُ فِي عَبدِ اللّهِ وَ نِصفُهُ فِي أَبِي طَالِبٍ عمَيّ‌ فَكَانَ يُسمَعُ تَسبِيحُنَا مِن ظُهُورِهِمَا وَ كَانَ أَبِي وَ عمَيّ‌ إِذَا جَلَسَا فِي مَلَإٍ مِن قُرَيشٍ تَلَألَأَ نُورٌ فِي وُجُوهِهِمَا مِن دُونِهِم حَتّي إِنّ الهَوَامّ وَ السّبَاعَ يُسَلّمَانِ عَلَيهِمَا لِأَجلِ نُورِهِمَا إِلَي أَن خَرَجنَا مِن أَصلَابِ أَبَوَينَا وَ بُطُونِ أُمّهَاتِنَا وَ لَقَد هَبَطَ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ فِي وَقتِ وِلَادَةِ عَلِيّ فَقَالَ يَا حَبِيبَ اللّهِ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يُهَنّئُكَ بِوِلَادَةِ أَخِيكَ عَلِيّ وَ يَقُولُ هَذَا أَوَانُ ظُهُورِ نُبُوّتِكَ وَ إِعلَانِ وَحيِكَ وَ كَشفِ رِسَالَتِكَ إِذ أَيّدتُكَ بِأَخِيكَ وَ وَزِيرِكَ وَ صِنوِكَ وَ خَلِيفَتِكَ وَ مَن شَدَدتُ بِهِ أَزرَكَ وَ أَعلَنتُ بِهِ ذِكرَكَ فَقُم إِلَيهِ وَ استَقبِلهُ بِيَدِكَ اليُمنَي فَإِنّهُ مِن أَصحَابِ اليَمِينِ وَ شِيعَتُهُ الغُرّ المُحَجّلُونَ فَقُمتُ مُبَادِراً فَوَجَدتُ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ أُمّ عَلِيّ وَ قَد جَاءَ لَهَا المَخَاضُ وَ هيِ‌َ بَينَ النّسَاءِ وَ القَوَابِلُ حَولَهَا فَقَالَ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ نُسجِفُ بَينَهَا وَ بَينَكَ


صفحه : 22

سِجفاً فَإِذَا وَضَعَت بعِلَيِ‌ّ تَتَلَقّاهُ فَفَعَلتُ مَا أُمِرتُ بِهِ ثُمّ قَالَ لِي امدُد يَدَكَ يَا مُحَمّدُ فَمَدَدتُ يدَيِ‌َ اليُمنَي نَحوَ أُمّهِ فَإِذَا أَنَا بعِلَيِ‌ّ عَلَي يدَيِ‌ وَاضِعاً يَدَهُ اليُمنَي فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ هُوَ يُؤَذّنُ وَ يُقِيمُ بِالحَنِيفِيّةِ وَ يَشهَدُ بِوَحدَانِيّةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ برِسِاَلاَتيِ‌ ثُمّ انثَنَي إلِيَ‌ّ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ قَالَ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ أَقرَأُ قُلتُ اقرَأ فَوَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَقَد ابتَدَأَ بِالصّحُفِ التّيِ‌ أَنزَلَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي آدَمَ فَقَامَ بِهَا ابنُهُ شَيثٌ فَتَلاهَا مِن أَوّلِ حَرفٍ فِيهَا إِلَي آخِرِ حَرفٍ فِيهَا حَتّي لَو حَضَرَ شَيثٌ لَأَقَرّ لَهُ أَنّهُ أَحفَظُ لَهُ مِنهُ ثُمّ تَلَا صُحُفَ نُوحٍ ثُمّ صُحُفَ اِبرَاهِيمَ ثُمّ قَرَأَ تَورَاةَ مُوسَي حَتّي لَو حَضَرَ مُوسَي لَأَقَرّ لَهُ بِأَنّهُ أَحفَظُ لَهَا مِنهُ ثُمّ قَرَأَ زَبُورَ دَاوُدَ حَتّي لَو حَضَرَ دَاوُدُ لَأَقَرّ بِأَنّهُ أَحفَظُ لَهَا مِنهُ ثُمّ قَرَأَ إِنجِيلَ عِيسَي حَتّي لَو حَضَرَ عِيسَي لَأَقَرّ بِأَنّهُ أَحفَظُ لَهَا مِنهُ ثُمّ قَرَأَ القُرآنَ ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ عَلَيّ مِن أَوّلِهِ إِلَي آخِرِهِ فَوَجَدتُهُ يَحفَظُ كحَفِظيِ‌ لَهُ السّاعَةَ مِن غَيرِ أَن أَسمَعَ مِنهُ آيَةً ثُمّ خاَطبَنَيِ‌ وَ خَاطَبتُهُ بِمَا يُخَاطِبُ الأَنبِيَاءُ الأَوصِيَاءَ ثُمّ عَادَ إِلَي حَالِ طُفُولِيّتِهِ وَ هَكَذَا أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً مِن نَسلِهِ فَلِمَ تَحزَنُونَ وَ مَا ذَا عَلَيكُم مِن قَولِ أَهلِ الشّكّ وَ الشّركِ بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أنَيّ‌ أَفضَلُ النّبِيّينَ وَ


صفحه : 23

أَنّ وصَيِيّ‌ أَفضَلُ الوَصِيّينَ وَ أَنّ أَبِي آدَمَ لَمّا رَأَي اسميِ‌ وَ اسمَ عَلِيّ وَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ أَسمَاءَ أَولَادِهِم مَكتُوبَةً عَلَي سَاقِ العَرشِ بِالنّورِ قَالَ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ هَل خَلَقتَ خَلقاً هُوَ أَكرَمُ عَلَيكَ منِيّ‌ فَقَالَ يَا آدَمُ لَو لَا هَذِهِ الأَسمَاءُ لَمَا خَلَقتُ سَمَاءً مَبنِيّةً وَ لَا أَرضاً مَدحِيّةً وَ لَا مَلَكاً مُقَرّباً وَ لَا نَبِيّاً مُرسَلًا وَ لَا خَلَقتُكَ يَا آدَمُ فَلَمّا عَصَي آدَمُ رَبّهُ وَ سَأَلَهُ بِحَقّنَا أَن يَتَقَبّلَ تَوبَتَهُ وَ يَغفِرَ خَطِيئَتَهُ فَأَجَابَهُ وَ كُنّا الكَلِمَاتِ تَلَقّاهَا آدَمُ مِن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ فَتَابَ عَلَيهِ وَ غَفَرَ لَهُ فَقَالَ لَهُ يَا آدَمُ أَبشِر فَإِنّ هَذِهِ الأَسمَاءَ مِن ذُرّيّتِكَ وَ وُلدِكَ فَحَمِدَ آدَمُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ افتَخَرَ عَلَي المَلَائِكَةِ بِنَا وَ إِنّ هَذَا مِن فَضلِنَا وَ فَضلِ اللّهِ عَلَينَا فَقَامَ سَلمَانُ وَ مَن مَعَهُ وَ هُم يَقُولُونَ نَحنُ الفَائِزُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتُمُ الفَائِزُونَ وَ لَكُم خُلِقَتِ الجَنّةُ وَ لِأَعدَائِنَا وَ أَعدَائِكُم خُلِقَتِ النّارُ

بيان السجف بالفتح والكسر الستر وأسجفت الستر أي أرسلته

16- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وُلِدَ ع فِي البَيتِ الحَرَامِ يَومَ الجُمُعَةِ الثّالِثَ عَشَرَ مِن رَجَبٍ بَعدَ عَامِ الفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وَ رَوَي ابنُ هَمّامٍ بَعدَ تِسعٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً

17- ضه ،[روضة الواعظين ]رَوَي مُحَمّدُ بنُ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ ضَرَبَهَا الطّلقُ وَ هيِ‌َ فِي الطّوَافِ فَدَخَلَتِ الكَعبَةَ فَوَلَدَت أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِيهَا

قال عمرو بن عثمان ذكرت هذاالحديث لسلمة بن الفضيل فقال حدثني‌ محمد بن إسحاق عن عمه موسي بن بشار أن علي بن أبي طالب ع ولد في الكعبة


صفحه : 24

أقول سيأتي‌ بعض أخبار حليته في الباب الآتي‌

18- يف ،[الطرائف ]رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ عَن زَاذَانَ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ حبَيِبيِ‌ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُوراً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِأَربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ قَسّمَ ذَلِكَ النّورَ جُزءَينِ فَجُزءٌ أَنَا وَ جُزءٌ عَلِيّ

وَ رَوَي هَذَا الحَدِيثَ ابنُ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ وَ ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ فِي المَنَاقِبِ قَالَا فِيهِ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ رَكّبَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَل فِي شَيءٍ وَاحِدٍ حَتّي افتَرَقَا فِي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ ففَيِ‌ّ النّبُوّةُ وَ فِي عَلِيّ الخِلَافَةُ

وَ رَوَاهُ ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ أَيضاً فِي طَرِيقٍ آخَرَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ النّبِيّص وَ قَالَ فِي آخِرِهِ حَتّي قَسَمَهُ جُزءَينِ فَجَعَلَ جُزءاً فِي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ جُزءاً فِي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ فأَخَرجَنَيِ‌ نَبِيّاً وَ أَخرَجَ عَلِيّاً وَصِيّاً

فض ،[ كتاب الروضة] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَن سَلمَانَ مِثلَ رِوَايَةِ الفِردَوسِ

أقول أورد العلامة رحمه الله تلك الروايات بتلك الأسانيد في كتاب كشف الحق

19-يف ،[الطرائف ]رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ كَانَ مِن نِعَمِ اللّهِ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَا صَنَعَ اللّهُ لَهُ وَ زَادَهُ مِنَ الخَيرِ أَنّ قُرَيشاً أَصَابَتهُم أَزمَةٌ شَدِيدَةٌ وَ أَبَا طَالِبٍ كَانَ ذَا عِيَالٍ كَثِيرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 25

ص لِلعَبّاسِ عَمّهِ وَ كَانَ مِن أَيسَرِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ يَا عَبّاسُ أَخُوكَ أَبُو طَالِبٍ كَثِيرُ العِيَالِ وَ قَد أَصَابَ النّاسَ مَا تَرَي مِن هَذِهِ الأَزمَةِ فَانطَلِق بِنَا فَلنُخَفّف عَنهُ عِيَالَهُ آخُذُ أَنَا مِن بَنِيهِ رَجُلًا وَ تَأخُذُ أَنتَ مِن بَنِيهِ رَجُلًا فَنَكفِيهِمَا عَنهُ مِن عِيَالِهِ قَالَ العَبّاسُ نَعَم فَانطَلَقَا حَتّي أَتَيَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالَا نُرِيدُ أَن نُخَفّفَ عَنكَ عِيَالَكَ حَتّي يَنكَشِفَ عَنِ النّاسِ مَا هُم فِيهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إِن تَرَكتُمَا لِي عَقِيلًا فَاصنَعَا مَا شِئتُمَا فَأَخَذَ النّبِيّص عَلِيّاً فَضَمّهُ إِلَيهِ وَ أَخَذَ العَبّاسُ جَعفَراً فَضَمّهُ إِلَيهِ فَلَم يَزَل عَلِيّ مَعَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي بَعَثَهُ اللّهُ نَبِيّاً وَ اتّبَعَهُ عَلِيّ ع فَآمَنَ بِهِ وَ صَدّقَهُ وَ لَم يَزَل جَعفَرٌ عِندَ العَبّاسِ حَتّي أَسلَمَ وَ استَغنَي عَنهُ

20- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ خُلِقَ النّاسُ مِن شَجَرٍ شَتّي وَ خُلِقتُ أَنَا وَ أَنتَ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ أَنَا أَصلُهَا وَ أَنتَ فَرعُهَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَغصَانُهَا وَ شِيعَتُنَا وَرَقُهَا فَمَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ

21- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ المُنعِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرٍ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ عَبدِ المُنعِمِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَ لَا أُبَشّرُكَ أَ لَا أَمنَحُكَ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فإَنِيّ‌ خُلِقتُ أَنَا وَ أَنتَ مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ فَفَضَلَت مِنهَا فَضلَةٌ فَخُلِقَ مِنهَا شِيعَتُنَا فَإِذَا كَانَ


صفحه : 26

يَومُ القِيَامَةِ دعُيِ‌َ النّاسُ بِأُمّهَاتِهِم إِلّا شِيعَتَكَ فَإِنّهُم يُدعَونَ بِأَسمَاءِ آبَائِهِم لِطِيبِ مَولِدِهِم

22-شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عِمرَانَ بنِ مُحَسّنٍ عَن يُونُسَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ كَامِلٍ ابنِ عَمّ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ عَنِ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ أَنّ المَنصُورَ كَانَ قَبلَ الدّولَةِ كَالمُنقَطِعِ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَسَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع عَلَي عَهدِ مَروَانَ الحِمَارِ عَن سَجدَةِ الشّكرِ التّيِ‌ سَجَدَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا كَانَ سَبَبُهَا فحَدَثّنَيِ‌ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَجّهَهُ فِي أَمرٍ مِن أُمُورِهِ فَحَسُنَ فِيهِ بَلَاؤُهُ وَ عَظُمَ عَنَاؤُهُ فَلَمّا قَدِمَ مِن وَجهِهِ ذَلِكَ أَقبَلَ إِلَي المَسجِدِ وَ رَسُولُ اللّهِص قَد خَرَجَ يصُلَيّ‌ الصّلَاةَ فَصَلّي مَعَهُ فَلَمّا انصَرَفَ مِنَ الصّلَاةِ أَقبَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَاعتَنَقَهُ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ سَأَلَهُ عَن مَسِيرِهِ ذَلِكَ وَ مَا صَنَعَ فِيهِ فَجَعَلَ عَلِيّ ع يُحَدّثُهُ وَ أساير[أَسَارِيرُ وَجهِ] رَسُولِ اللّهِ تَلمَعُ سُرُوراً بِمَا حَدّثَهُ فَلَمّا أَتَي ع عَلَي حَدِيثِهِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُبَشّرُكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ فَدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ فَكَم مِن خَيرٍ بَشّرتَ بِهِ قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ هَبَطَ عَلَيّ فِي وَقتِ الزّوَالِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ هَذَا ابنُ عَمّكَ عَلِيّ وَارِدٌ عَلَيكَ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَبلَي المُسلِمِينَ بِهِ بَلَاءً حَسَناً وَ إِنّهُ كَانَ مِن صُنعِهِ كَذَا وَ كَذَا فحَدَثّنَيِ‌ بِمَا أنَبأَتنَيِ‌ بِهِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِنّهُ نَجَا مِن ذُرّيّةِ آدَمَ مَن تَوَلّي شَيثَ بنَ آدَمَ وصَيِ‌ّ أَبِيهِ آدَمَ بِشَيثٍ وَ نَجَا شَيثٌ بِأَبِيهِ آدَمَ وَ نَجَا آدَمُ بِاللّهِ يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي سَامَ بنَ نُوحٍ وصَيِ‌ّ أَبِيهِ نُوحٍ بِسَامٍ وَ نَجَا سَامٌ بِنُوحٍ وَ نَجَا نُوحٌ بِاللّهِ يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي إِسمَاعِيلَ بنَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ وصَيِ‌ّ أَبِيهِ اِبرَاهِيمَ بِإِسمَاعِيلَ وَ نَجَا إِسمَاعِيلُ بِإِبرَاهِيمَ وَ نَجَا اِبرَاهِيمُ بِاللّهِ يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي يُوشَعَ بنَ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي بِيُوشَعَ وَ نَجَا يُوشَعُ بِمُوسَي وَ نَجَا مُوسَي بِاللّهِ


صفحه : 27

يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي شَمعُونَ الصّفَا وصَيِ‌ّ عِيسَي بِشَمعُونَ وَ نَجَا شَمعُونُ بِعِيسَي وَ نَجَا عِيسَي بِاللّهِ يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي عَلِيّاً وَزِيرَكَ فِي حَيَاتِكَ وَ وَصِيّكَ عِندَ وَفَاتِكَ بعِلَيِ‌ّ وَ نَجَا عَلِيّ بِكَ وَ نَجَوتَ أَنتَ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ جَعَلَكَ سَيّدَ الأَنبِيَاءِ وَ جَعَلَ عَلِيّاً سَيّدَ الأَوصِيَاءِ وَ خَيرَهُم وَ جَعَلَ الأَئِمّةَ مِن ذُرّيّتِكُمَا إِلَي أَن يَرِثَ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا فَسَجَدَ عَلِيّ ع وَ جَعَلَ يُقَبّلُ الأَرضَ شُكراً لِلّهِ تَعَالَي وَ إِنّ اللّهَ جَلّ اسمُهُ خَلَقَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع أَشبَاحاً يُسَبّحُونَهُ وَ يُمَجّدُونَهُ وَ يُهَلّلُونَهُ بَينَ يدَيَ‌ عَرشِهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِأَربَعَةَ عَشَرَ آلَافِ عَامٍ فَجَعَلَهُم نُوراً يَنقُلُهُم فِي ظُهُورِ الأَخيَارِ مِنَ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ الخَيرَاتِ المُطَهّرَاتِ وَ المُهَذّبَاتِ مِنَ النّسَاءِ مِن عَصرٍ إِلَي عَصرٍ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُبَيّنَ لَنَا فَضلَهُم وَ يُعَرّفَنَا مَنزِلَتَهُم وَ يُوجِبَ عَلَينَا حَقّهُم أَخَذَ ذَلِكَ النّورَ فَقَسَمَهُ قِسمَينِ جَعَلَ قِسماً فِي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَكَانَ مِنهُ مُحَمّدٌ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ خَاتَمُ المُرسَلِينَ وَ جَعَلَ فِيهِ النّبُوّةَ وَ جَعَلَ القِسمَ الثاّنيِ‌َ فِي عَبدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَبُو طَالِبِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ فَكَانَ مِنهُ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ جَعَلَهُ رَسُولُ اللّهِ وَلِيّهُ وَ وَصِيّهُ وَ خَلِيفَتَهُ وَ زَوجَ ابنَتِهِ وَ قاَضيِ‌َ دَينِهِ وَ كَاشِفَ كُربَتِهِ وَ مُنجِزَ وَعدِهِ وَ نَاصِرَ دِينِهِ

توضيح قال الجوهري‌ السرر واحد أسرار الكهف والجبهة وهي‌ خطوطها وجمع الجمع أسارير و في الحديث تبرق أسارير وجهه

23-يج ،[الخرائج والجرائح ] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ دَاهِرٍ عَنِ الحمَاّميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ فَضلٍ عَن ثَورِ بنِ يَزِيدَ عَن خَالِدِ بنِ سَعدٍ عَن سَعدَانَ قَالَ قَالَ النّبِيّص


صفحه : 28

كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُوراً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِأَربَعَةَ عَشَرَ آلاف [أَلفَ]سَنَةٍ فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكَ النّورَ جُزءَينِ وَ رَكّبَهُ فِي صُلبِ آدَمَ وَ أَهبَطَهُ إِلَي الأَرضِ ثُمّ حَمَلَهُ فِي السّفِينَةِ فِي صُلبِ نُوحٍ ثُمّ قَذَفَهُ فِي النّارِ فِي صُلبِ اِبرَاهِيمَ فَجُزءٌ أَنَا وَ جُزءٌ عَلِيّ وَ النّورُ الحَقّ يَزُولُ مَعَنَا حَيثُ زُلنَا

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مِن مَنَاقِبِ الخوُارزَميِ‌ّ عَن سَلمَانَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ جُزءٌ عَلِيّ

24-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن رِجَالِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ نُورَ مُحَمّدٍ مِنِ اختِرَاعِهِ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ وَ جَلَالِهِ وَ هُوَ نُورُ لَاهُوتِيّتِهِ ألّذِي تَبَدّي وَ تَجَلّي لِمُوسَي ع فِي طُورِ سَينَاءَ فَمَا استَقَرّ لَهُ وَ لَا أَطَاقَ مُوسَي لِرُؤيَتِهِ وَ لَا ثَبَتَ لَهُ حَتّي خَرّ صَعِقاً مَغشِيّاً عَلَيهِ وَ كَانَ ذَلِكَ النّورُ نُورَ مُحَمّدٍص فَلَمّا أَرَادَ أَن يَخلُقَ مُحَمّداً مِنهُ قَسَمَ ذَلِكَ النّورَ شَطرَينِ فَخَلَقَ مِنَ الشّطرِ الأَوّلِ مُحَمّداً وَ مِنَ الشّطرِ الآخَرِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ لَم يَخلُق مِن ذَلِكَ النّورِ غَيرَهُمَا خَلَقَهُمَا بِيَدِهِ وَ نَفَخَ فِيهِمَا بِنَفسِهِ لِنَفسِهِ وَ صَوّرَهُمَا عَلَي صُورَتِهِمَا وَ جَعَلَهُمَا أُمَنَاءَ لَهُ وَ شُهَدَاءَ عَلَي خَلقِهِ وَ خُلَفَاءَ عَلَي خَلِيقَتِهِ وَ عَيناً لَهُ عَلَيهِم وَ لِسَاناً لَهُ إِلَيهِم قَدِ استَودَعَ فِيهِمَا عِلمَهُ وَ عَلّمَهُمَا البَيَانَ وَ استَطلَعَهُمَا عَلَي غَيبِهِ وَ بِهِمَا فَتَحَ بَدءَ الخَلَائِقِ وَ بِهِمَا يَختِمُ المُلكَ وَ المَقَادِيرَ ثُمّ اقتَبَسَ مِن نُورِ مُحَمّدٍ فَاطِمَةَ ابنَتَهُ كَمَا اقتَبَسَ نُورَهُ مِنَ المَصَابِيحِ هُم خُلِقُوا مِنَ الأَنوَارِ وَ انتَقَلُوا مِن ظَهرٍ إِلَي ظَهرٍ وَ صُلبٍ إِلَي صُلبٍ وَ مِن رَحِمٍ إِلَي رَحِمٍ فِي الطّبَقَةِ العُليَا مِن غَيرِ نَجَاسَةٍ بَل نَقلٍ بَعدَ نَقلٍ لَا مِن مَاءٍ مَهِينٍ وَ لَا نُطفَةٍ خَشِرَةٍ كَسَائِرِ خَلقِهِ بَل أَنوَارٌ انتَقَلُوا مِن أَصلَابِ الطّاهِرِينَ إِلَي أَرحَامِ الطّاهِرَاتِ لِأَنّهُم صَفوَةُ الصّفوَةِ اصطَفَاهُم لِنَفسِهِ لِأَنّهُ لَا يُرَي وَ لَا يُدرَكُ وَ لَا تُعرَفُ كَيفِيّتُهُ وَ لَا إِنّيّتُهُ فَهَؤُلَاءِ النّاطِقُونَ المُبَلّغُونَ عَنهُ المُتَصَرّفُونَ فِي أَمرِهِ وَ نَهيِهِ فَبِهِم تَظهَرُ قُدرَتُهُ وَ مِنهُم تُرَي آيَاتُهُ وَ مُعجِزَاتُهُ وَ بِهِم وَ مِنهُم


صفحه : 29

عِبَادَةُ نَفسِهِ وَ بِهِم يُطَاعُ أَمرُهُ وَ لَولَاهُم مَا عُرِفَ اللّهُ وَ لَا يُدرَي كَيفَ يُعبَدُ الرّحمَنُ فَاللّهُ يجَريِ‌ أَمرَهُ كَيفَ يَشَاءُ فِيمَا يَشَاءُلا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ وَ هُم يُسئَلُونَ

بيان الخُشارة الردي‌ء من كل شيء

25-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ مَرفُوعاً إِلَي مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ قَالَسَأَلَ ابنُ مِهرَانَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيوَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ إِنّا كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَأَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا رَآهُ النّبِيّص تَبَسّمَ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ مَرحَباً بِمَن خَلَقَهُ اللّهُ قَبلَ آدَمَ بِأَربَعِينَ أَلفَ عَامٍ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ كَانَ الِابنُ قَبلَ الأَبِ قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ تَعَالَي خلَقَنَيِ‌ وَ خَلَقَ عَلِيّاً قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِهَذِهِ المُدّةِ وَ خَلَقَ نُوراً فَقَسَمَهُ نِصفَينِ فخَلَقَنَيِ‌ مِن نِصفِهِ وَ خَلَقَ عَلِيّاً مِنَ النّصفِ الآخَرِ قَبلَ الأَشيَاءِ كُلّهَا ثُمّ خَلَقَ الأَشيَاءَ فَكَانَت مُظلِمَةً فَنُورُهَا مِن نوُريِ‌ وَ نُورِ عَلِيّ ثُمّ جَعَلَنَا عَن يَمِينِ العَرشِ ثُمّ خَلَقَ المَلَائِكَةَ فَسَبّحنَا فَسَبّحَتِ المَلَائِكَةُ وَ هَلّلنَا فَهَلّلَتِ المَلَائِكَةُ وَ كَبّرنَا فَكَبّرَتِ المَلَائِكَةُ فَكَانَ ذَلِكَ مِن تعَليِميِ‌ وَ تَعلِيمِ عَلِيّ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي عِلمِ اللّهِ السّابِقِ أَن لَا يَدخُلَ النّارَ مُحِبّ لِي وَ لعِلَيِ‌ّ وَ لَا يَدخُلَ الجَنّةَ مُبغِضٌ لِي وَ لعِلَيِ‌ّ أَلَا وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ المَلَائِكَةَ بِأَيدِيهِم أَبَارِيقُ اللّجَينِ مَملُوءَةٌ مِن مَاءِ الحَيَاةِ مِنَ الفِردَوسِ فَمَا أَحَدٌ مِن شِيعَةِ عَلِيّ إِلّا وَ هُوَ طَاهِرُ الوَالِدَينِ تقَيِ‌ّ نقَيِ‌ّ مُؤمِنٌ بِاللّهِ فَإِذَا أَرَادَ أَبُو أَحَدِهِم أَن يُوَاقِعَ أَهلَهُ جَاءَ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ الّذِينَ بِأَيدِيهِم أَبَارِيقُ مِن مَاءِ الجَنّةِ فَيَطرَحُ مِن ذَلِكَ المَاءِ فِي آنِيَتِهِ التّيِ‌ يَشرَبُ مِنهَا فَيَشرَبُ مِن ذَلِكَ المَاءِ وَ يُنبِتُ الإِيمَانَ فِي قَلبِهِ كَمَا يُنبِتُ الزّرعَ فَهُم عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِم وَ مِن نَبِيّهِم وَ مِن وَصِيّهِم عَلِيّ وَ مِنِ ابنتَيِ‌َ الزّهرَاءِ ثُمّ الحَسَنِ ثُمّ الحُسَينِ ثُمّ الأَئِمّةِ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَنِ الأَئِمّةُ قَالَ إِحدَي عَشرَةَ منِيّ‌ وَ أَبُوهُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 30

ثُمّ قَالَ النّبِيّص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ مَحَبّةَ عَلِيّ وَ الإِيمَانَ سَبَبَينِ

26- مد،[العمدة] مِن مَنَاقِبِ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ التّبِيعِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَلّامٍ عَن عُمَرَ بنِ أَحمَدَ بنِ رُوحٍ الساّجيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ المكَيّ‌ّ الداّرمِيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ كُنتُ جَالِساً مَعَ أَبِي وَ نَحنُ نَزُورُ قَبرَ جَدّنَا ع وَ هُنَاكَ نِسوَانٌ كَثِيرَةٌ إِذ أَقبَلَتِ امرَأَةٌ مِنهُنّ فَقُلتُ لَهَا مَن أَنتِ رَحِمَكِ اللّهُ قَالَت أَنَا زَيدَةُ بِنتُ العَجلَانِ مِن بنَيِ‌ سَاعِدَةَ فَقُلتُ لَهَا فَهَل عِندَكِ شَيءٌ تُحَدّثِينَا بِهِ قَالَت إيِ‌ وَ اللّهِ حدَثّتَنيِ‌ أمُيّ‌ أُمّ عُمَارَةَ بِنتُ عُبَادَةَ بنِ فَضلِ بنِ مَالِكِ بنِ العَجلَانِ الساّعدِيِ‌ّ أَنّهَا كَانَت ذَاتَ يَومٍ فِي نِسَاءٍ مِنَ العَرَبِ إِذ أَقبَلَ أَبُو طَالِبٍ كَئِيباً حَزِيناً فَقُلتُ مَا شَأنُكَ يَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ فِي شِدّةِ المَخَاضِ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي وَجهِهِ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَ مُحَمّدٌ فَقَالَ مَا شَأنُكَ يَا عَمّ فَقَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ تشَتكَيِ‌ المَخَاضَ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ وَ جَاءَا وَ قُمنَ مَعَهُ فَجَاءَ بِهَا إِلَي الكَعبَةِ فَأَجلَسَهَا فِي الكَعبَةِ ثُمّ قَالَ اجلسِيِ‌ عَلَي اسمِ اللّهِ قَالَت فَطَلِقَت طَلقَةً فَوَلَدَت غُلَاماً مَسرُوراً نَظِيفاً مُنَظّفاً لَم أَرَ كَحُسنِ وَجهِهِ فَسَمّاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيّاً وَ حَمَلَهُ النّبِيّ حَتّي إِذَا أَدّاهُ إِلَي مَنزِلِهَا قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَوَ اللّهِ مَا سَمِعتُ بشِيَ‌ءٍ قَطّ إِلّا وَ هَذَا أَحسَنُ مِنهُ


صفحه : 31

يف ،[الطرائف ] مِن مَنَاقِبِ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ مُرسَلًا مِثلَهُ

أَقُولُ وَ رَوَي فِي الفُصُولِ المُهِمّةِ مِثلَهُ وَ زَادَ بَعدَ قَولِهِ فَسَمّاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيّاً وَ قَالَ


سَمّيتُهُ بعِلَيِ‌ّ كيَ‌ يَدُومَ لَهُ   عِزّ العُلُوّ وَ فَخرُ العِزّ أَدوَمُهُ

27- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ وَ رِزقِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ وَ اللّفظُ لَهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الماَزدِيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ هَمّامٍ عَن أَبِيهِ عَن مِينَا مَولَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنَا الشّجَرَةُ وَ فَاطِمَةُ فَرعُهَا وَ عَلِيّ لِقَاحُهَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ثَمَرُهَا وَ زَادَ رِزقُ اللّهِ وَ شِيعَتُنَا وَرَقُهَا الشّجَرَةُ أَصلُهَا فِي جَنّةِ عَدنٍ وَ الفَرعُ وَ الوَرَقُ وَ الثّمَرُ فِي الجَنّةِ

28- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الأَحمَرِ عَن نَصرِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الوَهّابِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن حُمَيدٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ عَلَي يَمِينِ العَرشِ نُسَبّحُ اللّهَ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ جَعَلَنَا فِي صُلبِهِ ثُمّ نَقَلَنَا مِن صُلبٍ إِلَي صُلبٍ فِي أَصلَابِ الطّاهِرِينَ وَ أَرحَامِ المُطَهّرَاتِ حَتّي انتَهَينَا إِلَي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَسَمَنَا قِسمَينِ فَجَعَلَ فِي عَبدِ اللّهِ نِصفاً وَ فِي أَبِي طَالِبٍ نِصفاً وَ جَعَلَ النّبُوّةَ وَ الرّسَالَةَ فِيّ وَ جَعَلَ الوَصِيّةَ وَ القَضِيّةَ فِي عَلِيّ ثُمّ اختَارَ لَنَا اسمَينِ اشتَقّهُمَا مِن أَسمَائِهِ فَاللّهُ مَحمُودٌ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ اللّهُ العلَيِ‌ّ وَ هَذَا عَلِيّ فَأَنَا لِلنّبُوّةِ وَ الرّسَالَةِ وَ عَلِيّ لِلوَصِيّةِ وَ القَضِيّةِ

29- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حَشِيشٍ عَن عَلِيّ بنِ القَاسِمِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مُطَاعٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَسَنٍ القَوّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَلَمَةَ الواَسطِيِ‌ّ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَن


صفحه : 32

حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَرَكِبَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ بَغلَتَهُ فَانطَلَقَ إِلَي جَبَلِ آلِ فُلَانٍ وَ قَالَ يَا أَنَسُ خُذِ البَغلَةَ وَ انطَلِق إِلَي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا تَجِد عَلِيّاً جَالِساً يُسَبّحُ بِالحَصَي فَأَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ وَ احمِلهُ عَلَي البَغلَةِ وَ أتِ بِهِ إلِيَ‌ّ قَالَ أَنَسٌ فَذَهَبتُ فَوَجَدتُ عَلِيّاً ع كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَحَمَلتُهُ عَلَي البَغلَةِ فَأَتَيتُ بِهِ إِلَيهِ فَلَمّا أَن بَصُرَ بِرَسُولِ اللّهِص قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَبَا الحَسَنِ اجلِس فَإِنّ هَذَا مَوضِعٌ قَد جَلَسَ فِيهِ سَبعُونَ نَبِيّاً مُرسَلًا مَا جَلَسَ فِيهِ مِنَ الأَنبِيَاءِ أَحَدٌ إِلّا وَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ وَ قَد جَلَسَ فِي مَوضِعِ كُلّ نبَيِ‌ّ أَخٌ لَهُ مَا جَلَسَ مِنَ الإِخوَةِ أَحَدٌ إِلّا وَ أَنتَ خَيرٌ مِنهُ قَالَ أَنَسٌ فَنَظَرتُ إِلَي سَحَابَةٍ قَد أَظَلّتهُمَا وَ دَنَت مِن رُؤوسِهِمَا فَمَدّ النّبِيّص يَدَهُ إِلَي السّحَابَةِ فَتَنَاوَلَ عُنقُودَ عِنَبٍ فَجَعَلَهُ بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ وَ قَالَ كُل يَا أخَيِ‌ فَهَذِهِ هَدِيّةٌ مِنَ اللّهِ تَعَالَي إلِيَ‌ّ ثُمّ إِلَيكَ قَالَ أَنَسٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ عَلِيّ أَخُوكَ قَالَ نَعَم عَلِيّ أخَيِ‌ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ صِف لِي كَيفَ عَلِيّ أَخُوكَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ مَاءً تَحتَ العَرشِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَامٍ وَ أَسكَنَهُ فِي لُؤلُؤَةٍ خَضرَاءَ فِي غَامِضِ عِلمِهِ إِلَي أَن يَخلُقَ آدَمَ فَلَمّا أَن خَلَقَ آدَمَ نَقَلَ ذَلِكَ المَاءَ مِنَ اللّؤلُؤَةِ فَأَجرَاهُ فِي صُلبِ آدَمَ إِلَي أَن قَبَضَهُ اللّهُ ثُمّ نَقَلَهُ فِي صُلبِ شَيثٍ فَلَم يَزَل ذَلِكَ المَاءُ يَنتَقِلُ مِن ظَهرٍ إِلَي ظَهرٍ حَتّي صَارَ فِي عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ شَقّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نِصفَينِ فَصَارَ نِصفُهُ فِي أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ نِصفُهُ فِي أَبِي طَالِبٍ فَأَنَا مِن نِصفِ المَاءِ وَ عَلِيّ مِنَ النّصفِ الآخَرِ فعَلَيِ‌ّ أخَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ ثُمّ قَرَأَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ


صفحه : 33

الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ كانَ رَبّكَ قَدِيراً

30- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ البصَريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُوراً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِأَربَعَةِ آلَافِ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ سَلَكَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَلِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَنقُلُهُ مِن صُلبٍ إِلَي صُلبٍ حَتّي أَقَرّهُ فِي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ أَخرَجَهُ مِن صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَسَمَهُ قِسمَينِ فَصَيّرَ قسِميِ‌ فِي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ قِسمَ عَلِيّ فِي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ فعَلَيِ‌ّ منِيّ‌ وَ أَنَا مِن عَلِيّ لَحمُهُ مِن لحَميِ‌ وَ دَمُهُ مِن دمَيِ‌ فَمَن أحَبَنّيِ‌ فبَحِبُيّ‌ أَحَبّهُ وَ مَن أَبغَضَهُ فبَبِغُضيِ‌ أَبغَضَهُ

كشف ،[كشف الغمة] مِن مَنَاقِبِ الخوُارزَميِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع مِثلَهُ

31- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ النيّساَبوُريِ‌ّ وَ مَا لَقِيتُ أَنصَبَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ عَن وَكِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسرَائِيلَ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ خُلِقتُ أَنَا وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبّحُ اللّهَ يَمنَةَ العَرشِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ فَلَمّا أَن خَلَقَ اللّهُ آدَمَ جَعَلَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد سَكَنَ الجَنّةَ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد هَمّ بِالخَطِيئَةِ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد رَكِبَ نُوحٌ فِي السّفِينَةِ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ قَد قُذِفَ اِبرَاهِيمُ فِي النّارِ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَل يَنقُلُنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن أَصلَابٍ طَاهِرَةٍ إِلَي أَرحَامٍ طَاهِرَةٍ حَتّي انتَهَي بِنَا إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ لَم يلُمِنّيِ‌ السّفَاحُ قَطّ فَقَسَمَنَا بِنِصفَينِ فجَعَلَنَيِ‌ فِي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ جَعَلَ


صفحه : 34

عَلِيّاً فِي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ وَ جَعَلَ فِيّ النّبُوّةَ وَ البَرَكَةَ وَ جَعَلَ فِي عَلِيّ الفَصَاحَةَ وَ الفُرُوسِيّةَ وَ شَقّ لَنَا اسمَينِ مِن أَسمَائِهِ فَذُو العَرشِ مَحمُودٌ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ اللّهُ الأَعلَي وَ هَذَا عَلِيّ

32- ع ،[علل الشرائع ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَارُونَ الهيَثمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي الثّلجِ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن مُنذِرٍ الشراك عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عُلَيّةَ عَن أَسلَمَ بنِ مَيسَرَةَ العجِليِ‌ّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خلَقَنَيِ‌ وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قَبلَ أَن يَخلُقَ الدّنيَا بِسَبعَةِ آلَافِ عَامٍ قُلتُ فَأَينَ كُنتُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قُدّامَ العَرشِ نُسَبّحُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ نُحَمّدُهُ وَ نُقَدّسُهُ وَ نُمَجّدُهُ قُلتُ عَلَي أَيّ مِثَالٍ قَالَ أَشبَاحِ نُورٍ حَتّي إِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَخلُقَ صُوَرَنَا صَيّرَنَا عَمُودَ نُورٍ ثُمّ قَذَفَنَا فِي صُلبِ آدَمَ ثُمّ أَخرَجَنَا إِلَي أَصلَابِ الآبَاءِ وَ أَرحَامِ الأُمّهَاتِ وَ لَا يُصِيبُنَا نَجَسُ الشّركِ وَ لَا سِفَاحُ الكُفرِ يَسعَدُ بِنَا قَومٌ وَ يَشقَي بِنَا آخَرُونَ فَلَمّا صَيّرَنَا إِلَي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ أَخرَجَ ذَلِكَ النّورَ فَشَقّهُ نِصفَينِ فَجَعَلَ نِصفَهُ فِي عَبدِ اللّهِ وَ نِصفَهُ فِي أَبِي طَالِبٍ ثُمّ أَخرَجَ النّصفَ ألّذِي لِي إِلَي آمِنَةَ وَ النّصفَ ألّذِي لعِلَيِ‌ّ إِلَي فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ فأَخَرجَتَنيِ‌ آمِنَةُ وَ أَخرَجَت فَاطِمَةُ عَلِيّاً ثُمّ أَعَادَ عَزّ وَ جَلّ العَمُودَ إلِيَ‌ّ فَخَرَجَت منِيّ‌ فَاطِمَةُ ثُمّ أَعَادَ عَزّ وَ جَلّ العَمُودَ إِلَي عَلِيّ فَخَرَجَ مِنهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يعَنيِ‌ مِنَ النّصفَينِ جَمِيعاً فَمَا كَانَ مِن نُورِ عَلِيّ فَصَارَ فِي وُلدِ الحَسَنِ وَ مَا كَانَ مِن نوُريِ‌ فَصَارَ فِي وُلدِ الحُسَينِ فَهُوَ يَنتَقِلُ فِي الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

33- ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ الحَافِظُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ التمّيِميِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خُلِقتُ أَنَا وَ عَلِيّ مِن نُورٍ وَاحِدٍ


صفحه : 35

34- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع النّاسُ مِن أَشجَارٍ شَتّي وَ أَنَا وَ أَنتَ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ

35- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنذِرِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أخَرجَنَيِ‌ وَ رَجُلًا معَيِ‌ مِن ظَهرٍ إِلَي ظَهرٍ مِن صُلبِ آدَمَ حَتّي خَرَجنَا مِن صُلبِ أَبِينَا فَسَبَقتُهُ بِفَضلِ هَذِهِ عَلَي هَذِهِ وَ ضَمّ بَينَ السّبّابَةِ وَ الوُسطَي وَ هُوَ النّبُوّةُ فَقِيلَ لَهُ مَن هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ

36- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ لِيَ النّبِيّص يَا عَلِيّ خلَقَنَيِ‌َ اللّهُ تَعَالَي وَ أَنتَ مِن نُورِهِ حِينَ خَلَقَ آدَمَ فَأَفرَغَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ فَأَفضَي بِهِ إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ افتَرَقَا مِن عَبدِ المُطّلِبِ أَنَا فِي عَبدِ اللّهِ وَ أَنتَ فِي أَبِي طَالِبٍ لَا تَصلُحُ النّبُوّةُ إِلّا لِي وَ لَا تَصلُحُ الوَصِيّةُ إِلّا لَكَ فَمَن جَحَدَ وَصِيّتَكَ جَحَدَ نبُوُتّيِ‌ وَ مَن جَحَدَ نبُوُتّيِ‌ أَكَبّهُ اللّهُ عَلَي مَنخِرَيهِ فِي النّارِ

أقول أوردت بعض أخبار نوره في باب بدء خلقهم و باب مناقب أصحاب الكساء و باب فضائل النبي ص و باب أحوال أبي طالب و باب أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل بهم صلوات الله عليهم

37- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن


صفحه : 36

عَمرِو بنِ الحَسَنِ القاَضيِ‌ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي حَبِيبَةَ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَائِشَةَ قَالَ ابنُ شَاذَانَ وَ حدَثّنَيِ‌ سَهلُ بنُ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الربّيِعيِ‌ّ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي عَن أَبِي دَاوُدَ عَن شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ ابنُ شَاذَانَ وَ حدَثّنَيِ‌ اِبرَاهِيمُ بنُ عَلِيّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ يَزِيدُ بنُ قَعنَبٍ جَالِسَينِ مَا بَينَ فَرِيقِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِلَي فَرِيقِ عَبدِ العُزّي بِإِزَاءِ بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ إِذ أَتَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَت حَامِلَةً بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ تِسعَةَ أَشهُرٍ وَ كَانَ يَومَ التّمَامِ قَالَ فَوَقَفَت بِإِزَاءِ البَيتِ الحَرَامِ وَ قَد أَخَذَهَا الطّلقُ فَرَمَت بِطَرفِهَا نَحوَ السّمَاءِ وَ قَالَت أَي رَبّ إنِيّ‌ مُؤمِنَةٌ بِكَ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِكَ الرّسُولُ وَ بِكُلّ نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِكَ وَ بِكُلّ كِتَابٍ أَنزَلتَهُ وَ إنِيّ‌ مُصَدّقَةٌ بِكَلَامِ جدَيّ‌ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ وَ إِنّهُ بَنَي بَيتَكَ العَتِيقَ فَأَسأَلُكَ بِحَقّ هَذَا البَيتِ وَ مَن بَنَاهُ وَ بِهَذَا المَولُودِ ألّذِي فِي أحَشاَئيِ‌ ألّذِي يكُلَمّنُيِ‌ وَ يؤُنسِنُيِ‌ بِحَدِيثِهِ وَ أَنَا مُوقِنَةٌ أَنّهُ إِحدَي آيَاتِكَ وَ دَلَائِلِكَ لَمّا يَسّرتَ عَلَيّ ولِاَدتَيِ‌ قَالَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ يَزِيدُ بنُ قَعنَبٍ فَلَمّا تَكَلّمَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ وَ دَعَت بِهَذَا الدّعَاءِ رَأَينَا البَيتَ قَدِ انفَتَحَ مِن ظَهرِهِ وَ دَخَلَت فَاطِمَةُ فِيهِ وَ غَابَت عَن أَبصَارِنَا ثُمّ عَادَتِ الفَتحَةُ وَ التَزَقَت بِإِذنِ اللّهِ فَرُمنَا أَن نَفتَحَ البَابَ لِتَصِلَ إِلَيهَا بَعضُ نِسَائِنَا فَلَم يَنفَتِحِ البَابُ فَعَلِمنَا أَنّ ذَلِكَ أَمرٌ مِن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي وَ بَقِيَت فَاطِمَةُ فِي البَيتِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ قَالَ وَ أَهلُ مَكّةَ يَتَحَدّثُونَ بِذَلِكَ فِي أَفوَاهِ السّكَكِ وَ تَتَحَدّثُ


صفحه : 37

المُخَدّرَاتُ فِي خُدُورِهِنّ قَالَ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ انفَتَحَ البَيتُ مِنَ المَوضِعِ ألّذِي كَانَت دَخَلَت فِيهِ فَخَرَجَت فَاطِمَةُ وَ عَلِيّ ع عَلَي يَدَيهَا ثُمّ قَالَت مَعَاشِرَ النّاسِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اختاَرنَيِ‌ مِن خَلقِهِ وَ فضَلّنَيِ‌ عَلَي المُختَارَاتِ مِمّن كُنّ قبَليِ‌ وَ قَدِ اختَارَ اللّهُ آسِيَةَ بِنتَ مُزَاحِمٍ وَ إِنّهَا عَبَدَتِ اللّهَ سِرّاً فِي مَوضِعٍ لَا يَجِبُ أَن يُعبَدَ اللّهُ فِيهَا إِلّا اضطِرَاراً وَ إِنّ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ اختَارَهَا اللّهُ حَيثُ يَسّرَ عَلَيهَا وِلَادَةَ عِيسَي فَهَزّتِ الجِذعَ اليَابِسَ مِنَ النّخلَةِ فِي فَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ حَتّي تُسَاقِطَ عَلَيهَا رُطَباً جَنِيّاً وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي اختاَرنَيِ‌ وَ فضَلّنَيِ‌ عَلَيهِمَا وَ عَلَي كُلّ مَن مَضَي قبَليِ‌ مِن نِسَاءِ العَالَمِينَ لأِنَيّ‌ وَلَدتُ فِي بَيتِهِ العَتِيقِ وَ بَقِيتُ فِيهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ آكُلُ مِن ثِمَارِ الجَنّةِ وَ أرواقها[أَرزَاقِهَا] فَلَمّا أَرَدتُ أَن أَخرُجَ وَ ولَدَيِ‌ عَلَي يدَيَ‌ّ هَتَفَ بيِ‌ هَاتِفٌ وَ قَالَ يَا فَاطِمَةُ سَمِيّهِ عَلِيّاً فَأَنَا العلَيِ‌ّ الأَعلَي وَ إنِيّ‌ خَلَقتُهُ مِن قدُرتَيِ‌ وَ عِزّ جلَاَليِ‌ وَ قِسطِ عدَليِ‌ وَ اشتَقَقتُ اسمَهُ مِنِ اسميِ‌ وَ أَدّبتُهُ بأِدَبَيِ‌ وَ فَوّضتُ إِلَيهِ أمَريِ‌ وَ وَقفتُهُ عَلَي غَامِضِ علِميِ‌ وَ وُلِدَ فِي بيَتيِ‌ وَ هُوَ أَوّلُ مَن يُؤَذّنُ فَوقَ بيَتيِ‌ وَ يَكسِرُ الأَصنَامَ وَ يَرمِيهَا عَلَي وَجهِهَا وَ يعُظَمّنُيِ‌ وَ يمُجَدّنُيِ‌ وَ يهُلَلّنُيِ‌ وَ هُوَ الإِمَامُ بَعدَ حبَيِبيِ‌ وَ نبَيِيّ‌ وَ خيِرَتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ مُحَمّدٍ رسَوُليِ‌ وَ وَصِيّهُ فَطُوبَي لِمَن أَحَبّهُ وَ نَصَرَهُ وَ الوَيلُ لِمَن عَصَاهُ وَ خَذَلَهُ وَ جَحَدَ حَقّهُ قَالَ فَلَمّا رَآهُ أَبُو طَالِبٍ سُرّ وَ قَالَ عَلِيّ ع السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَه وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمّ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا دَخَلَ اهتَزّ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ضَحِكَ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ ثُمّ تَنَحنَحَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي وَ قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ الّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَ إِلَي آخِرِ الآيَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد أَفلَحُوا بِكَ وَ قَرَأَ تَمَامَ الآيَاتِ إِلَي قَولِهِأُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ


صفحه : 38

الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيها خالِدُونَ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ وَ اللّهِ أَمِيرُهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ تَمِيرُهُم مِن عُلُومِهِم فَيَمتَارُونَ وَ أَنتَ وَ اللّهِ دَلِيلُهُمُ وَ بِكَ يَهتَدُونَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِفَاطِمَةَ اذهبَيِ‌ إِلَي عَمّهِ حَمزَةَ فَبَشّرِيهِ بِهِ فَقَالَت وَ إِذَا خَرَجتُ أَنَا فَمَن يُرَوّيِهِ قَالَ أَنَا أُرَوّيهِ فَقَالَت فَاطِمَةُ أَنتَ تُرَوّيهِ قَالَ نَعَم فَوَضَعَ رَسُولُ اللّهِص لِسَانَهُ فِي فِيهِفَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قَالَ فسَمُيّ‌َ ذَلِكَ اليَومُ يَومَ التّروِيَةِ فَلَمّا أَن رَجَعَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ رَأَت نُوراً قَدِ ارتَفَعَ مِن عَلِيّ إِلَي أَعنَانِ السّمَاءِ قَالَ ثُمّ شَدّتهُ وَ قَمّطَتهُ بِقِمَاطٍ فَبَتَرَ القِمَاطَ قَالَ فَأَخَذَت فَاطِمَةُ قِمَاطاً جَيّداً فَشَدّتهُ بِهِ فَبَتَرَ القِمَاطَ ثُمّ جَعَلَتهُ فِي قِمَاطَينِ فَبَتَرَهُمَا فَجَعَلَتهُ ثَلَاثَةً فَبَتَرَهَا فَجَعَلَتهُ أَربَعَةَ أَقمِطَةٍ مِن رَقّ مِصرَ لِصَلَابَتِهِ فَبَتَرَهَا فَجَعَلَتهُ خَمسَةَ أَقمِطَةِ دِيبَاجٍ لِصَلَابَتِهِ فَبَتَرَهَا كُلّهَا فَجَعَلَتهُ سِتّةً مِن دِيبَاجٍ وَ وَاحِداً مِنَ الأَدَمِ فَتَمَطّي فِيهَا فَقَطَعَهَا كُلّهَا بِإِذنِ اللّهِ ثُمّ قَالَ بَعدَ ذَلِكَ يَا أُمّه لَا تشَدُيّ‌ يدَيَ‌ّ فإَنِيّ‌ أَحتَاجُ أَن أُبَصبِصَ لرِبَيّ‌ بإِصِبعَيِ‌ قَالَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ عِندَ ذَلِكَ إِنّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأنٌ وَ نَبَأٌ قَالَ فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ عَلَي فَاطِمَةَ فَلَمّا بَصُرَ عَلِيّ بِرَسُولِ اللّهِص سَلّمَ عَلَيهِ وَ ضَحِكَ فِي وَجهِهِ وَ أَشَارَ إِلَيهِ أَن خذُنيِ‌ إِلَيكَ وَ اسقنِيِ‌ بِمَا سقَيَتنَيِ‌ بِالأَمسِ قَالَ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَت فَاطِمَةُ عَرَفَهُ وَ رَبّ الكَعبَةِ قَالَ فَلِكَلَامِ فَاطِمَةَ سمُيّ‌َ ذَلِكَ اليَومُ يَومَ عَرَفَةَ يعَنيِ‌ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَرَفَ رَسُولَ اللّهِص فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ وَ كَانَ العَاشِرَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ أَذّنَ أَبُو طَالِبٍ فِي النّاسِ أَذَاناً جَامِعاً وَ قَالَ هَلُمّوا إِلَي وَلِيمَةِ ابنيِ‌ عَلِيّ قَالَ وَ نَحَرَ


صفحه : 39

ثَلَاثَمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ وَ أَلفَ رَأسٍ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ اتّخَذَ وَلِيمَةً عَظِيمَةً وَ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ أَلَا مَن أَرَادَ مِن طَعَامِ عَلِيّ ولَدَيِ‌ فَهَلُمّوا وَ طُوفُوا بِالبَيتِ سَبعاً سَبعاً وَ ادخُلُوا وَ سَلّمُوا عَلَي ولَدَيِ‌ عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ شَرّفَهُ وَ لِفِعلِ أَبِي طَالِبٍ شُرّفَ يَومُ النّحرِ

بيان لايخفي مخالفة هذاالخبر لمامر من التواريخ ويمكن حمله علي النسي‌ء ألذي كانت قريش ابتدعوه في الجاهلية بأن يكون ولادته ع في رجب أوشعبان وهم أوقعوا الحج في تلك السنة في أحدهما وبشعبان أوفق و الله يعلم

38-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ،رَوَي المُحَدّثُونَ وَ سَطَرَ المُصَنّفُونَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ وَ امرَأَتَهُ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِمَا لَمّا كَفَلَا رَسُولَ اللّهِص استَبشَرَا بِغُرّتِهِ


صفحه : 40

وَ استَسعَدَا بِطَلعَتِهِ وَ اتّخَذَاهُ وَلَداً لِأَنّهُمَا لَم يَكُونَا رُزِقَا مِنَ الوَلَدِ أَحَداً ثُمّ إِنّهُ نَشَأَ أَحسَنَ نُشُوءٍ وَ أَحسَنَهُ وَ أَفضَلَهُ وَ أَيمَنَهُ فَرَأَي فَاطِمَةَ وَ رَغبَتَهَا فِي الوَلَدِ فَقَالَ لَهَا يَا أُمّه قرَبّيِ‌ قُربَاناً لِوَجهِ اللّهِ تَعَالَي خَالِصاً وَ لَا تشُركِيِ‌ مَعَهُ أَحَداً فَإِنّهُ يَرضَاهُ مِنكِ وَ يَتَقَبّلُهُ وَ يُعطِيكِ طَلِبَتَكِ وَ يُعَجّلُهُ فَامتَثَلَت فَاطِمَةُ أَمرَهُ وَ قَرّبَت قُربَاناً لِلّهِ تَعَالَي خَالِصاً وَ سَأَلَتهُ أَن يَرزُقَهَا وَلَداً ذَكَراً فَأَجَابَ اللّهُ تَعَالَي دُعَاءَهَا وَ بَلّغَ مُنَاهَا وَ رَزَقَهَا مِنَ الأَولَادِ خَمسَةً عَقِيلًا ثُمّ طَالِباً ثُمّ جَعفَراً ثُمّ عَلِيّاً ثُمّ أُختَهُم فَاخِتَةَ المَعرُوفَةَ بِأُمّ هَانِئٍ فَمِمّا جَاءَ مِن حَدِيثِهَا قَبلَ أَن تُرزَقَ أَولَادَهَا أَنّهَا جَلَسَت يَوماً تَتَحَدّثُ مَعَ عَجَائِزِ العَرَبِ وَ الفَوَاطِمِ مِن قُرَيشٍ مِنهُم فَاطِمَةُ ابنَةُ عَمرِو بنِ عَائِذِ بنِ عِمرَانَ بنِ مَخزُومٍ جَدّةُ رَسُولِ اللّهِص لِأَبِيهِ وَ فَاطِمَةُ ابنَةُ زَائِدَةَ بنِ الأَصَمّ أُمّ خَدِيجَةَ وَ فَاطِمَةُ ابنَةُ عَبدِ اللّهِ بنِ رِزَامٍ وَ فَاطِمَةُ ابنَةُ الحَارِثِ وَ تَمَامُ الفَوَاطِمِ التّيِ‌ انتَمَي إِلَيهِنّ رَسُولُ اللّهِص أُمّ قصُيَ‌ّ وَ هيِ‌َ ابنَةُ نَضرٍ فَإِنّهُنّ لَجُلُوسٌ إِذ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص بِنُورِهِ البَاهِرِ وَ سَعدِهِ الظّاهِرِ وَ قَد تَبِعَهُ بَعضُ الكُهّانِ يَنظُرُ إِلَيهِ وَ يُطِيلُ فِرَاسَتَهُ فِيهِ إِلَي أَن أَتَي إِلَيهِنّ فَسَأَلَهُنّ عَنهُ فَقُلنَ هَذَا مُحَمّدٌ ذُو الشّرَفِ البَاذِخِ وَ الفَضلِ الشّامِخِ فَأَخبَرَهُنّ الكَاهِنُ بِمَا يَعلَمُهُ مِن رَفِيعِ قَدرِهِ وَ بَشّرَهُنّ بِمَا سَيَكُونُ مِن مُستَقبَلِ أَمرِهِ وَ أَنّهُ سَيُبعَثُ نَبِيّاً وَ يَنَالُ مَنَالًا عَلِيّاً قَالَ وَ إِنّ التّيِ‌ تَكفُلُهُ مِنكُنّ فِي صِغَرِهِ سَيَكفُلُ لَهَا وَلَداً يَكُونُ عُنصُرُهُ مِن عُنصُرِهِ يَختَصّهُ


صفحه : 41

بِسِرّهِ وَ بِصُحبَتِهِ وَ يَحبُوهُ بِمُصَافَاتِهِ وَ أُخُوّتِهِ فَقَالَت لَهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهَا أَنَا التّيِ‌ كَفَلتُهُ وَ أَنَا زَوجَةُ عَمّهِ ألّذِي يَرجُوهُ وَ يُؤَمّلُهُ فَقَالَ إِن كُنتِ صَادِقَةً فَسَتَلِدِينَ غُلَاماً عَلّاماً مِطوَاعاً لِرَبّهِ هُمَاماً اسمُهُ عَلَي ثَلَاثَةِ أَحرُفٍ يلَيِ‌ هَذَا النّبِيّ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَ يَنصُرُهُ فِي قَلِيلِهِ وَ كَثِيرِهِ حَتّي يَكُونَ سَيفَهُ عَلَي أَعدَائِهِ وَ بَابَهُ لِأَولِيَائِهِ يُفَرّجُ عَن وَجهِهِ الكُرُبَاتِ وَ يَجلُو عَنهُ حِندِسَ الظّلُمَاتِ تَهَابُ صَولَتُهُ أَطفَالَ المِهَادِ وَ تَرتَعِدُ مِن خِيفَتِهِ الفَرَائِصُ عَنِ الجِلَادِ لَهُ فَضَائِلُ شَرِيفَةٌ وَ مَنَاقِبُ مَعرُوفَةٌ وَ صِلَةٌ مَنِيعَةٌ وَ مَنزِلَةٌ رَفِيعَةٌ يُهَاجِرُ إِلَي النّبِيّ فِي طَاعَتِهِ وَ يُجَاهِدُ بِنَفسِهِ فِي نُصرَتِهِ وَ هُوَ وَصِيّهُ الدّافِنُ لَهُ فِي حُجرَتِهِ قَالَت أُمّ عَلِيّ ع فَجَعَلتُ أُفَكّرُ فِي قَولِ الكَاهِنِ فَلَمّا كَانَ اللّيلُ رَأَيتُ فِي منَاَميِ‌ كَأَنّ جِبَالَ الشّامِ قَد أَقبَلَت تَدِبّ وَ عَلَيهَا جَلَابِيبُ الحَدِيدِ وَ هيِ‌َ تَصِيحُ مِن صُدُورِهَا بِصَوتٍ مَهُولٍ فَأَسرَعَت فَأَقبَلَت نَحوَهَا جِبَالُ مَكّةَ وَ أَجَابَتهَا بِمِثلِ صِيَاحِهَا وَ أَهوَلَ وَ هيِ‌َ تَتَهَيّجُ كَالشّرَدِ المُحمَرّ وَ أَبُو قُبَيسٍ يَنتَفِضُ كَالفَرَسِ وَ فِصَالُهُ تَسقُطُ عَن يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ يَلتَقِطُونَ ذَلِكَ فَلَقَطتُ مَعَهُم أَربَعَةَ أَسيَافٍ وَ بَيضَةً حَدِيدَةً مُذَهّبَةً فَأَوّلَ


صفحه : 42

مَا دَخَلتُ مَكّةَ سَقَطَت مِنهَا سَيفٌ فِي مَاءٍ فَغَيّرَ وَ طَارَ وَ الثاّنيِ‌ فِي الجَوّ فَاستَمَرّ وَ سَقَطَ الثّالِثُ إِلَي الأَرضِ فَانكَسَرَ وَ بقَيِ‌َ الرّابِعُ فِي يدَيِ‌ مَسلُولًا فَبَينَا أَنَا بِهِ أَصُولُ إِذَا صَارَ السّيفُ شِبلًا فَتَبَيّنتُهُ فَصَارَ لَيثاً مَهُولًا فَخَرَجَ عَن يدَيِ‌ وَ مَرّ نَحوَ الجِبَالِ يَجُوبُ بَلَاطِحَهَا وَ يَخرِقُ صَلَاطِحَهَا وَ النّاسُ مِنهُ مُشفِقُونَ وَ مِن خَوفِهِ حَذِرُونَ إِذ أَتَي مُحَمّدٌ فَقَبَضَ عَلَي رَقَبَتِهِ فَانقَادَ لَهُ كَالظّبيَةِ الأَلُوفِ فَانتَبَهتُ وَ قَد راَعنَيِ‌ الزّمَعُ وَ الفَزَعُ فَالتَمَستُ المُفَسّرِينَ وَ طَلَبتُ القَائِفِينَ وَ المُخبِرِينَ فَوَجَدتُ كَاهِناً زَجَرَ لِي بحِاَليِ‌ وَ أخَبرَنَيِ‌ بمِنَاَميِ‌ وَ قَالَ لِي أَنتِ تَلِدِينَ أَربَعَةَ أَولَادٍ ذُكُورٍ وَ بِنتاً بَعدَهُم وَ إِنّ أَحَدَ البَنِينَ يُغرَقُ وَ الآخَرُ يُقتَلُ فِي الحَربِ وَ الآخَرُ يَمُوتُ وَ يَبقَي لَهُ عَقِبٌ وَ الرّابِعُ يَكُونُ إِمَاماً لِلخَلقِ صَاحِبَ سَيفٍ وَ حَقّ ذَا فَضلٍ وَ بَرَاعَةٍ يُطِيعُ النّبِيّ المَبعُوثَ أَحسَنَ طَاعَةٍ فَقَالَت فَاطِمَةُ فَلَم أَزَل مُفَكّرَةً فِي ذَلِكَ وَ رُزِقتُ بنَيِ‌ّ الثّلَاثَةَ عَقِيلًا وَ طَالِباً وَ جَعفَراً ثُمّ حَمَلتُ بعِلَيِ‌ّ ع فِي عَشرِ ذيِ‌ الحِجّةِ فَلَمّا كَانَ الشّهرُ ألّذِي وَلَدَتهُ فِيهِ وَ كَانَ شَهرَ رَمَضَانَ رَأَيتُ فِي منَاَميِ‌ كَأَنّ عَمُودَ حَدِيدٍ قَدِ انتُزِعَ مِن أُمّ رأَسيِ‌ ثُمّ سَطَعَ فِي الهَوَاءِ حَتّي بَلَغَ السّمَاءَ ثُمّ رُدّ إلِيَ‌ّ فَقُلتُ مَا هَذَا فَقِيلَ لِي هَذَا قَاتِلُ أَهلِ الكُفرِ وَ صَاحِبُ مِيثَاقِ النّصرِ بَأسُهُ شَدِيدٌ يُفزَعُ مِن خِيفَتِهِ وَ هُوَ مَعُونَةُ اللّهِ لِنَبِيّهِ وَ تَأيِيدُهُ عَلَي عَدُوّهِ قَالَت فَوَلَدتُ عَلِيّاً


صفحه : 43

وَ جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّهَا دَخَلَتِ الكَعبَةَ عَلَي مَا جَرَت بِهِ عَادَتُهَا فَصَادَفَ دُخُولُهَا وَقتَ وِلَادَتِهَا فَوَلَدَت أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع دَاخِلَهَا وَ كَانَ ذَلِكَ فِي النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ لِرَسُولِ اللّهِص ثَلَاثُونَ سَنَةً عَلَي الكَمَالِ فَتَضَاعَفَ ابتِهَاجُهُ بِهِ وَ تَمَامُ مَسَرّتِهِ وَ أَمَرَهَا أَن تَجعَلَ مَهدَهُ جَانِبَ فرشته [فِرَاشِهِ] وَ كَانَ يلَيِ‌ أَكثَرَ تَربِيَتِهِ وَ يُرَاعِيهِ فِي نَومِهِ وَ يَقَظَتِهِ وَ يَحمِلُهُ عَلَي صَدرِهِ وَ كَتِفِهِ وَ يَحبُوهُ بِأَلطَافِهِ وَ تَحُفّهُ وَ يَقُولُ هَذَا أخَيِ‌ وَ صفَيِيّ‌ وَ ناَصرِيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ فَلَمّا تَزَوّجَ النّبِيّص خَدِيجَةَ أَخبَرَهَا بِوَجدِهَا بعِلَيِ‌ّ ع وَ مَحَبّتِهِ فَكَانَت تَستَزِيدُهُ وَ تُزَيّنُهُ وَ تُحَلّيهِ وَ تُلبِسُهُ وَ تُرسِلُهُ مَعَ وَلَائِدِهَا وَ يَحمِلُهُ خَدَمُهَا فَيَقُولُ النّاسُ هَذَا أَخُو مُحَمّدٍ وَ أَحَبّ الخَلقِ إِلَيهِ وَ قُرّةُ عَينِ خَدِيجَةَ وَ مَنِ اشتَمَلَتِ السّعَادَةُ عَلَيهِ وَ كَانَت أَلطَافُ خَدِيجَةَ تُطرِقُ مَنزِلَ أَبِي طَالِبٍ لَيلًا وَ نَهَاراً وَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً ثُمّ إِنّ قُرَيشاً أَصَابَتهَا أَزمَةٌ مُهلِكَةٌ وَ سَنَةٌ مُجدِبَةٌ مُنهِكَةٌ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ ذَا مَالٍ يَسِيرٍ وَ عِيَالٍ كَثِيرٍ فَأَصَابَهُ مَا أَصَابَ قُرَيشاً مِنَ العُدمِ وَ الإِضَافَةِ وَ الجُهدِ وَ الفَاقَةِ فَعِندَ ذَلِكَ دَعَا رَسُولُ اللّهِ عَمّهُ العَبّاسَ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الفَضلِ إِنّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِيرُ العِيَالِ مُختَلّ الحَالِ ضَعِيفُ النّهضَةِ وَ العَزمَةِ وَ قَد نَالَهُ مَا نَزَلَ بِالنّاسِ مِن هَذِهِ الأَزمَةِ وَ ذُو الأَرحَامِ أَحَقّ بِالرّفدِ وَ أَولَي مَن حَمَلَ الكَلّ فِي سَاعَةِ الجُهدِ فَانطَلِق بِنَا إِلَيهِ لِنُعِينَهُ عَلَي مَا هُوَ عَلَيهِ فَلنَحمِل عَنهُ بَعضَ أَثقَالِهِ وَ نُخَفّفُ عَنهُ مِن عِيَالِهِ يَأخُذُ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا وَاحِداً مِن بَنِيهِ يَسهُلُ عَلَيهِ بِذَلِكَ مَا هُوَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ العَبّاسُ نِعمَ مَا رَأَيتَ وَ الصّوَابُ فِيمَا أَتَيتَ هَذَا وَ اللّهِ الفَضلُ الكَرِيمُ وَ الوَصلُ الرّحِيمُ


صفحه : 44

فَلَقِيَا أَبَا طَالِبٍ فَصَبّرَاهُ وَ لِفَضلِ آبَائِهِ ذَكَرَاهُ وَ قَالَا لَهُ إِنّا نُرِيدُ أَن نَحمِلَ عَنكَ بَعضَ الحَالِ فَادفَع إِلَينَا مِن أَولَادِكَ مَن يَخِفّ عَنكَ بِهِ الأَثقَالُ قَالَ أَبُو طَالِبٍ إِذَا تَرَكتُمَا لِي عَقِيلًا وَ طَالِباً فَافعَلَا مَا شِئتُمَا فَأَخَذَ العَبّاسُ جَعفَراً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَانتَجَبَهُ لِنَفسِهِ وَ اصطَفَاهُ لِمُهِمّ أَمرِهِ وَ عَوّلَ عَلَيهِ فِي سِرّهِ وَ جَهرِهِ وَ هُوَ مُسَارِعٌ لِمَرضَاتِهِ مُوَفّقٌ لِلسّدَادِ فِي جَمِيعِ حَالَاتِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي ابتِدَاءِ طُرُوقِ الوحَي‌ِ إِلَيهِ كُلّمَا هَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ أَو سَمِعَ مِن حَولِهِ رَجفَةَ رَاجِفٍ أَو رَأَي رُؤيَا أَو سَمِعَ كَلَاماً يُخبِرُ بِذَلِكَ خَدِيجَةَ وَ عَلِيّاً ع وَ يَستَسِرّهُمَا هَذِهِ الحَالَ فَكَانَت خَدِيجَةُ تُثَبّتُهُ وَ تُصَبّرُهُ وَ كَانَ عَلِيّ ع يُهَنّئُهُ وَ يُبَشّرُهُ وَ يَقُولُ لَهُ وَ اللّهِ يَا ابنَ عَمّ مَا كَذَبَ عَبدُ المُطّلِبِ فِيكَ وَ لَقَد صَدَقَتِ الكُهّانُ فِيمَا نَسَبَتهُ إِلَيكَ وَ لَم يَزَل كَذَلِكَ إِلَي أَن أُمِرَص بِالتّبلِيغِ فَكَانَ أَوّلُ مَن آمَنَ بِهِ مِنَ النّسَاءِ خَدِيجَةَ وَ مِنَ الذّكُورِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ عُمُرُهُ يَومَئِذٍ عَشرُ سِنِينَ

بيان الشرد جمع شارد و هوالبعير النافر والمحمر الناقة يلتوي‌ في بطنها ولدها وجاب يجوب جوبا خرق وقطع والبلطح المكان الواسع وكذا الصلطح وصلاطح بلاطح أتباع والزمع محركة شبه الرعدة تأخذ الإنسان والدهش والخوف والزجر العيافة والتكهن


صفحه : 45

باب 2-أسمائه وعللها

1- مع ،[معاني‌ الأخبار]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن رَجَاءِ بنِ سَلَمَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَخَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالكُوفَةِ بَعدَ مُنصَرَفِهِ مِنَ النّهرَوَانِ وَ بَلَغَهُ أَنّ مُعَاوِيَةَ يَسُبّهُ وَ يَلعَنُهُ وَ يَقتُلُ أَصحَابَهُ فَقَامَ خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ ذَكَرَ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ وَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ لَو لَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ مَا ذَكَرتُ مَا أَنَا ذَاكِرُهُ فِي مقَاَميِ‌ هَذَا يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ عَلَي نِعَمِكَ التّيِ‌ لَا تُحصَي وَ فَضلِكَ ألّذِي لَا يُنسَي يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ بلَغَنَيِ‌ مَا بلَغَنَيِ‌ وَ إنِيّ‌ أرَاَنيِ‌ قَدِ اقتَرَبَ أجَلَيِ‌ وَ كأَنَيّ‌ بِكُم وَ قَد جَهِلتُم أمَريِ‌ وَ أَنَا تَارِكٌ فِيكُم مَا تَرَكَهُ رَسُولُ اللّهِص كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ وَ هيِ‌َ عِترَةُ الهاَديِ‌ إِلَي النّجَاةِ خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَ سَيّدِ النّجَبَاءِ وَ النّبِيّ المُصطَفَي يَا أَيّهَا النّاسُ لَعَلّكُم لَا تَسمَعُونَ قَائِلًا يَقُولُ مِثلَ قوَليِ‌ بعَديِ‌ إِلّا مُفتَرٍ وَ أَنَا أَخُو رَسُولِ اللّهِص وَ ابنُ عَمّهِ وَ سَيفُ نَقِمَتِهِ وَ عِمَادُ نُصرَتِهِ وَ بَأسُهُ وَ شِدّتُهُ أَنَا رَحَي جَهَنّمَ الدّائِرَةُ وَ أَضرَاسُهَا الطّاحِنَةُ أَنَا مُوتِمُ البَنِينَ وَ البَنَاتِ أَنَا قَابِضُ الأَروَاحِ وَ بَأسُ اللّهِ ألّذِي لَا يَرُدّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمِينَ أَنَا مُجَدّلُ الأَبطَالِ وَ قَاتِلُ الفُرسَانِ وَ مُبِيدُ مَن كَفَرَ بِالرّحمَنِ وَ صِهرُ خَيرِ الأَنَامِ أَنَا سَيّدُ الأَوصِيَاءِ وَ وصَيِ‌ّ خَيرِ الأَنبِيَاءِ أَنَا بَابُ مَدِينَةِ العِلمِ وَ خَازِنُ عِلمِ رَسُولِ اللّهِ وَ وَارِثُهُ وَ أَنَا زَوجُ البَتُولِ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَاطِمَةَ التّقِيّةِ الزّكِيّةِ البَرّةِ المَهدِيّةِ حَبِيبَةِ حَبِيبِ اللّهِ وَ خَيرِ بَنَاتِهِ وَ سُلَالَتِهِ وَ رَيحَانَةِ رَسُولِ اللّهِص سِبطَاهُ خَيرُ الأَسبَاطِ وَ ولَدَاَي‌َ خَيرُ الأَولَادِ هَل أَحَدٌ يُنكِرُ مَا أَقُولُ


صفحه : 46

أَينَ مُسلِمُو أَهلِ الكِتَابِ أَنَا اسميِ‌ فِي الإِنجِيلِ إِليَا وَ فِي التّورَاةِ بري‌ء وَ فِي الزّبُورِ أري‌ وَ عِندَ الهِندِ كبكر وَ عِندَ الرّومِ بطريسا وَ عِندَ الفُرسِ حَبتَرٌ وَ عِندَ التّركِ بثير وَ عِندَ الزّنجِ حيتر وَ عِندَ الكَهَنَةَ بوي‌ء وَ عِندَ الحَبَشَةِ بثريك وَ عِندَ أمُيّ‌ حَيدَرَةُ وَ عِندَ ظئِريِ‌ مَيمُونٌ وَ عِندَ العَرَبِ عَلِيّ وَ عِندَ الأَرمَنِ فريق وَ عِندَ أَبِي ظَهِيرٌ أَلَا وَ إنِيّ‌ مَخصُوصٌ فِي القُرآنِ بِأَسمَاءَ احذَرُوا أَن تَغلِبُوا عَلَيهَا فَتَضِلّوا فِي دِينِكُم يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّادِقِينَ أَنَا ذَلِكَ الصّادِقُ وَ أَنَا المُؤَذّنُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَأَذّنَ مُؤَذّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ أَنَا ذَلِكَ المُؤَذّنُ وَ قَالَوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِفَأَنَا ذَلِكَ الأَذَانُ وَ أَنَا المُحسِنُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ وَ أَنَا ذُو القَلبِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ فِي ذلِكَ لَذِكري لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ وَ أَنَا الذّاكِرُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِم وَ نَحنُ أَصحَابُ الأَعرَافِ أَنَا وَ عمَيّ‌ وَ أخَيِ‌ وَ ابنُ عمَيّ‌ وَ اللّهِ فَالِقِ الحَبّ وَ النّوَي لَا يَلِجُ النّارَ لَنَا مُحِبّ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ لَنَا مُبغِضٌ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم وَ أَنَا الصّهرُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ أَنَا الأُذُنُ الوَاعِيَةُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ وَ أَنَا السّلَمُ لِرَسُولِ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ وَ مِن ولُديِ‌ مهَديِ‌ّ هَذِهِ الأُمّةِ أَلَا وَ قَد جُعِلتُ مِحنَتَكُم ببِغُضيِ‌ يُعرَفُ المُنَافِقُونَ وَ بمِحَبَتّيِ‌ امتَحَنَ اللّهُ المُؤمِنِينَ هَذَا عَهدُ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ إلِيَ‌ّ أَنّهُ لَا يُحِبّكَ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يُبغِضُكَ إِلّا مُنَافِقٌ وَ أَنَا صَاحِبُ لِوَاءِ رَسُولِ اللّهِص فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ رَسُولُ اللّهِ فرَطَيِ‌ وَ أَنَا فَرَطُ شيِعتَيِ‌ وَ اللّهُ لَا عَطِشَ محُبِيّ‌ وَ لَا خَافَ ولَيِيّ‌ أَنَا ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَ وَ اللّهُ ولَيِيّ‌ حَسبُ محُبِيّ‌ أَن يُحِبّوا مَا أَحَبّ


صفحه : 47

اللّهُ وَ حَسبُ مبُغضِيِ‌ أَن يُبغِضُوا مَا أَحَبّ اللّهُ أَلَا وَ إِنّهُ بلَغَنَيِ‌ أَنّ مُعَاوِيَةَ سبَنّيِ‌ وَ لعَنَنَيِ‌ أللّهُمّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلَيهِ وَ أَنزِلِ اللّعنَةَ عَلَي المُستَحِقّ آمِينَ رَبّ العَالَمِينَ رَبّ إِسمَاعِيلَ وَ بَاعِثَ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ثُمّ نَزَلَ عَن أَعوَادِهِ فَمَا عَادَ إِلَيهَا حَتّي قَتَلَهُ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ قَالَ جَابِرٌ سنَأَتيِ‌ عَلَي تَأوِيلِ مَا ذَكَرنَا مِن أَسمَائِهِ أَمّا قَولُهُ أَنَا اسميِ‌ فِي الإِنجِيلِ إِليَا فَهُوَ عَلِيّ بِلِسَانِ العَرَبِ وَ فِي التّورَاةِ بري‌ء قَالَ برَيِ‌ءٌ مِنَ الشّركِ وَ عِندَ الكَهَنَةَ بوي ء فَهُوَ مَن تَبَوّأَ مَكَاناً وَ بَوّأَ غَيرَهُ مَكَاناً وَ هُوَ ألّذِي يبُوَ‌ّئُ الحَقّ مَنَازِلَهُ وَ يُبطِلُ البَاطِلَ وَ يُفسِدُهُ وَ فِي الزّبُورِ أري‌ وَ هُوَ السّبُعُ ألّذِي يَدُقّ العَظمَ وَ يَفرِسُ اللّحمَ وَ عِندَ الهِندِ كبكر قَالَ يَقرَءُونَ فِي كُتُبٍ عِندَهُم فِيهَا ذِكرُ رَسُولِ اللّهِص وَ ذُكِرَ فِيهَا أَنّ نَاصِرَهُ كبكر وَ هُوَ ألّذِي إِذَا أَرَادَ شَيئاً لَجّ فِيهِ فَلَم يُفَارِقهُ حَتّي يَبلُغَهُ وَ عِندَ الرّومِ بطريسا قَالَ هُوَ مُختَلِسُ الأَروَاحِ وَ عِندَ الفُرسِ حبتر وَ هُوَ الباَزيِ‌ ألّذِي يَصطَادُ وَ عِندَ التّركِ بثير قَالَ هُوَ النّمِرُ ألّذِي إِذَا وَضَعَ مِخلَبَهُ فِي شَيءٍ هَتَكَهُ وَ عِندَ الزّنجِ حيتر قَالَ هُوَ ألّذِي يَقطَعُ الأَوصَالَ وَ عِندَ الحَبَشَةِ بثريك قَالَ هُوَ المُدَمّرُ عَلَي كُلّ شَيءٍ أَتَي عَلَيهِ وَ عِندَ أمُيّ‌ حَيدَرَةُ قَالَ هُوَ الحَازِمُ الرأّي‌ِ الخَيرُ النّقَابُ النّظّارُ فِي دَقَائِقِ الأَشيَاءِ وَ عِندَ ظئِريِ‌ مَيمُونٌ قَالَ جَابِرٌ أخَبرَنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع قَالَ كَانَت ظِئرُ عَلِيّ ع التّيِ‌ أَرضَعَتهُ امرَأَةً مِن بنَيِ‌ هِلَالٍ خَلّفَتهُ فِي خِبَائِهَا وَ مَعَهُ أَخٌ لَهُ مِنَ الرّضَاعَةِ وَ كَانَ أَكبَرَ مِنهُ سِنّاً بِسَنَةٍ إِلّا أَيّاماً وَ كَانَ عِندَ الخِبَاءِ قَلِيبٌ فَمَرّ الصبّيِ‌ّ نَحوَ القَلِيبِ


صفحه : 48

وَ نَكّسَ رَأسَهُ فِيهِ فَحَبَا عَلِيّ ع خَلفَهُ فَتَعَلّقَت رِجلُ عَلِيّ ع بِطُنبِ الخَيمَةِ فَجَرّ الحَبلَ حَتّي أَتَي عَلَي أَخِيهِ فَتَعَلّقَ بِفَردِ قَدَمَيهِ وَ فَردِ يَدَيهِ أَمّا اليَدُ ففَيِ‌ فِيهِ وَ أَمّا الرّجلُ ففَيِ‌ يَدِهِ فَجَاءَتهُ أُمّهُ فَأَدرَكَتهُ فَنَادَت يَا للَحيَ‌ّ يَا للَحيَ‌ّ يَا للَحيَ‌ّ مِن غُلَامٍ مَيمُونٍ أَمسَكَ عَلَيّ ولَدَيِ‌ فَأَخَذُوا الطّفلَ مِن عِندِ رَأسِ القَلِيبِ وَ هُم يَعجَبُونَ مِن قُوّتِهِ عَلَي صِبَاهُ وَ لِتَعَلّقِ رِجلِهِ بِالطّنبِ وَ لِجَرّهِ الطّفلَ حَتّي أَدرَكُوهُ فَسَمّتهُ أُمّهُ مَيمُوناً أَي مُبَارَكاً فَكَانَ الغُلَامُ فِي بنَيِ‌ هِلَالٍ يُعرَفُ بِمُعَلّقِ مَيمُونٍ وَ وُلدُهُ إِلَي اليَومِ وَ عِندَ الأَرمَنِ فَرِيقٌ قَالَ الفَرِيقُ الجَسُورُ ألّذِي يَهَابُهُ النّاسُ وَ عِندَ أَبِي ظَهِيرٌ قَالَ كَانَ أَبُوهُ يَجمَعُ وُلدَهُ وَ وُلدَ إِخوَتِهِ ثُمّ يَأمُرُهُم بِالصّرَاعِ وَ ذَلِكَ خُلُقٌ فِي العَرَبِ فَكَانَ عَلِيّ ع يَحسِرُ عَن سَاعِدَينِ لَهُ غَلِيظَينِ قَصِيرَينِ وَ هُوَ طِفلٌ ثُمّ يُصَارِعُ كِبَارَ إِخوَتِهِ وَ صِغَارَهُم وَ كِبَارَ بنَيِ‌ عَمّهِ وَ صِغَارَهُم فَيَصرَعُهُم فَيَقُولُ أَبُوهُ ظَهَرَ عَلِيّ فَسَمّاهُ ظَهِيراً وَ عِندَ العَرَبِ عَلِيّ قَالَ جَابِرٌ اختَلَفَ النّاسُ مِن أَهلِ المَعرِفَةِ لِمَ سمُيّ‌َ عَلِيّ عَلِيّاً فَقَالَت طَائِفَةٌ لَم يُسَمّ أَحَدٌ مِن وُلدِ آدَمَ قَبلَهُ بِهَذَا الِاسمِ فِي العَرَبِ وَ لَا فِي العَجَمِ إِلّا أَن يَكُونَ الرّجُلُ مِنَ العَرَبِ يَقُولُ ابنيِ‌ هَذَا عَلِيّ يُرِيدُ بِهِ مِنَ العُلُوّ لَا أَنّهُ اسمُهُ وَ إِنّمَا تُسَمّي النّاسُ بِهِ بَعدَهُ وَ فِي وَقتِهِ وَ قَالَت طَائِفَةٌ سمُيّ‌َ عَلِيّ عَلِيّاً لِعُلُوّهِ عَلَي كُلّ مَن بَارَزَهُ وَ قَالَت طَائِفَةٌ سمُيّ‌َ عَلِيّ عَلِيّاً لِأَنّ دَارَهُ فِي الجِنَانِ تَعلُو حَتّي تحُاَذيِ‌َ مَنَازِلَ


صفحه : 49

الأَنبِيَاءِ وَ لَيسَ نبَيِ‌ّ يَعلُو مَنزِلُهُ مَنزِلَ عَلِيّ وَ قَالَت طَائِفَةٌ سمُيّ‌َ عَلِيّ عَلِيّاً لِأَنّهُ عَلَا عَلَي ظَهرِ رَسُولِ اللّهِص بِقَدَمَيهِ طَاعَةً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَعلُ أَحَدٌ عَلَي ظَهرِ نبَيِ‌ّ غَيرُهُ عِندَ حَطّ الأَصنَامِ مِن سَطحِ الكَعبَةِ وَ قَالَت طَائِفَةٌ وَ إِنّمَا سمُيّ‌َ عَلِيّاً لِأَنّهُ زُوّجَ فِي أَعلَي السّمَاوَاتِ وَ لَم يُزَوّج أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ غَيرُهُ وَ قَالَت طَائِفَةٌ إِنّمَا سمُيّ‌َ عَلِيّ عَلِيّاً لِأَنّهُ كَانَ أَعلَي النّاسِ عِلماً بَعدَ رَسُولِ اللّهِص

ع ،[علل الشرائع ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن قَولِهِ اختَلَفَ النّاسُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

بيان قوله أنارحي جهنم أي صاحبها والحاكم عليها وموصل الكفار إليها ويحتمل أن يكون علي الاستعارة أي أنا في شدتي‌ علي الكفار شبيه بها قوله أناقابض الأرواح أي أقتلها فأصير سببا لقبضها أوأحضر عندقبضها و يكون بإذني‌ ويحتمل الحقيقة والأوسط أظهر ويقال طعنه فجدله أي رماه بالأرض والأبطال جمع البطل بالتحريك و هوالشجاع قوله أن تغلبوا عليها علي بناء المعلوم أي تغلبوني‌ عليها بأن تدعوا أن ذلك لكم أو علي بناء المجهول أي يغلبكم الناس في المحاجة فتزعموا أني‌ لست صاحبها فتضلوا و قال الجزري‌ الوطء في الأصل الدوس بالقدم فسمي‌ به الغزو والقتل لأن من يطأ علي الشي‌ء برجله فقد استقصي في هلاكه وإهانته و منه الحديث أللهم اشدد وطأتك علي مضر أي خذهم أخذا شديدا. ثم اعلم أن الأسماء كلها سوي علي وبوي‌ء وظهير وميمون وحيدرة معانيها علي غيرلغة العرب و أمابري‌ء فلعله من باب الاشتراك بين اللغتين قولها من غلام أي تعجبوا من غلام

2- ع ،[علل الشرائع ] الحُسَينُ بنُ يَحيَي بنِ ضُرَيسٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عُوَانَةَ عَن


صفحه : 50

مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ وَ هِشَامٌ الزواعي‌ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ بَينَا أَنَا مَعَ النّبِيّص فِي نَخلِ المَدِينَةِ وَ هُوَ يَطلُبُ عَلِيّاً إِذَا انتَهَي إِلَي حَائِطٍ فَاطّلَعَ فِيهِ فَنَظَرَ إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ يَعمَلُ فِي الأَرضِ وَ قَدِ اغبَارّ فَقَالَ مَا أَلُومُ النّاسَ فِي أَن يَكنُوكَ أَبَا تُرَابٍ فَلَقَد رَأَيتُ عَلِيّاً تَمَغّرَ وَجهُهُ وَ تَغَيّرَ لَونُهُ وَ اشتَدّ ذَلِكَ عَلَيهِ فَقَالَ النّبِيّص أَ لَا أُرضِيكَ يَا عَلِيّ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ أَنتَ أخَيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ بعَديِ‌ فِي أهَليِ‌ تقَضيِ‌ ديَنيِ‌ وَ تبُر‌ِئُ ذمِتّيِ‌ مَن أَحَبّكَ فِي حَيَاةٍ منِيّ‌ فَقَد قضُيِ‌َ لَهُ بِالجَنّةِ وَ مَن أَحَبّكَ فِي حَيَاةٍ مِنكَ بعَديِ‌ خَتَمَ اللّهُ لَهُ بِالأَمنِ وَ الإِيمَانِ وَ مَن أَحَبّكَ بَعدَكَ وَ لَم يَرَكَ خَتَمَ اللّهُ لَهُ بِالأَمنِ وَ الإِيمَانِ وَ آمَنَهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ وَ مَن مَاتَ وَ هُوَ يُبغِضُكَ يَا عَلِيّ مَاتَ مِيتَةَ الجَاهِلِيّةِ يُحَاسِبُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِمَا عَمِلَ فِي الإِسلَامِ

3- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ العبَديِ‌ّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُسلِمٍ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ صَلّي بِنَا رَسُولُ اللّهِص الفَجرَ ثُمّ قَامَ بِوَجهٍ كَئِيبٍ وَ قُمنَا مَعَهُ حَتّي صَارَ إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع فَأَبصَرَ عَلِيّاً نَائِماً بَينَ يدَيَ‌ِ البَابِ عَلَي الدّقعَاءِ فَجَلَسَ النّبِيّص فَجَعَلَ يَمسَحُ التّرَابَ عَن ظَهرِهِ وَ يَقُولُ قُم فَدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا أَبَا تُرَابٍ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ دَخَلَا مَنزِلَ فَاطِمَةَ فَمَكَثنَا[فَمَكَثَا]هُنَيئَةً ثُمّ سَمِعنَا ضَحِكاً عَالِياً ثُمّ خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص بِوَجهٍ مُشرِقٍ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلتَ بِوَجهٍ كَئِيبٍ وَ خَرَجتَ بِخِلَافِهِ فَقَالَ كَيفَ لَا أَفرَحُ وَ قَد أَصلَحتُ بَينَ اثنَينِ أَحَبّ أَهلِ الأَرضِ إِلَي أَهلِ السّمَاءِ

بيان الدقعاء التراب


صفحه : 51

4- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لِعَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ لِمَ كَنّي رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً أَبَا تُرَابٍ قَالَ لِأَنّهُ صَاحِبُ الأَرضِ وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي أَهلِهَا بَعدَهُ وَ بِهِ بَقَاؤُهَا وَ إِلَيهِ سُكُونُهَا وَ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ رَأَي الكَافِرُ مَا أَعَدّ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِشِيعَةِ عَلِيّ مِنَ الثّوَابِ وَ الزّلفَي وَ الكَرَامَةِ يَقُولُ يَا ليَتنَيِ‌ كُنتُ تُرَابِيّاً أَي يَا ليَتنَيِ‌ مِن شِيعَةِ عَلِيّ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَقُولُ الكافِرُ يا ليَتنَيِ‌ كُنتُ تُراباً

مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي قَتَادَةَ القمُيّ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ قَالَ حَدّثَنَا القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا إِلَي آخِرِ مَا رَوَينَا

بيان يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسميته ع بأبي‌ تراب لأن شيعته لكثرة تذللهم له وانقيادهم لأوامره سموا ترابا كما في الآية الكريمة ولكونه ع صاحبهم وقائدهم ومالك أمورهم سمي‌ أباتراب ويحتمل أن يكون استشهادا لتسميته ع بأبي‌ تراب أولأنه وصف به علي جهة المدح لا علي مايزعمه النواصب لعنهم الله حيث كانوا يصفونه ع به استخفافا فالمراد في الآية ياليتني‌ كنت أباترابيا والأب يسقط في النسبة مطردا و قديحذف الياء أيضا كمايقال تميم وقريش لبنيهما علي أنه يحتمل أن يكون في مصحفهم ع ترابيا كما في بعض نسخ الرواية ياليتني‌ كنت ترابيا

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مع ،[معاني‌ الأخبار] عَلِيّ بنُ عِيسَي المُجَاوِرُ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ المقُريِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن ثُوَيرِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ عِلَاقَةَ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ قَالَصَعِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِنبَرَ البَصرَةِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ انسبُوُنيِ‌ فَمَن عرَفَنَيِ‌ فلَينَسبُنيِ‌ وَ إِلّا فَأَنَا أَنسُبُ نفَسيِ‌


صفحه : 52

أَنَا زَيدُ بنُ عَبدِ مَنَافِ بنِ عَامِرِ بنِ عَمرِو بنِ المُغِيرَةِ بنِ زَيدِ بنِ كِلَابٍ فَقَامَ إِلَيهِ ابنُ الكَوّاءِ فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا مَا نَعرِفُ لَكَ نَسَباً غَيرَ أَنّكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافِ بنِ قصُيَ‌ّ بنِ كِلَابٍ فَقَالَ لَهُ يَا لُكَعُ إِنّ أَبِي سمَاّنيِ‌ زَيداً بِاسمِ جَدّهِ قصُيَ‌ّ وَ إِنّ اسمَ أَبِي عَبدُ مَنَافٍ فَغَلَبَتِ الكُنيَةُ عَلَي الِاسمِ وَ إِنّ اسمَ عَبدِ المُطّلِبِ عَامِرٌ فَغَلَبَ اللّقَبُ عَلَي الِاسمِ وَ اسمُ هَاشِمٍ عَمرٌو فَغَلَبَ اللّقَبُ عَلَي الِاسمِ وَ اسمُ عَبدِ مَنَافٍ المُغِيرَةُ فَغَلَبَ اللّقَبُ عَلَي الِاسمِ وَ إِنّ اسمَ قصُيَ‌ّ زَيدٌ فَسَمّتهُ العَرَبُ مُجَمّعاً لِجَمعِهِ إِيّاهَا مِنَ البَلَدِ الأَقصَي إِلَي مَكّةَ فَغَلَبَ اللّقَبُ عَلَي الِاسمِ

مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبُو حَامِدٍ أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَبدِ المُؤمِنِ بنِ خَلَفٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مِهرَانَ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي بَكرٍ الهذُلَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ البصَريِ‌ّ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَ وَ لِعَبدِ المُطّلِبِ عَشَرَةُ أَسمَاءَ مِنهَا عَبدُ المُطّلِبِ وَ شَيبَةُ وَ عَامِرٌ

بيان قوله لجمعه إياها كأنه إشارة إلي سبب التسمية بقصي‌ أيضا

6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ قَد غَفَرَ لَكَ وَ لِأَهلِكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ محُبِيّ‌ شِيعَتِكَ وَ محُبِيّ‌ محُبِيّ‌ شِيعَتِكَ فَأَبشِر فَإِنّكَ الأَنزَعُ البَطِينُ مَنزُوعٌ مِنَ الشّركِ بَطِينٌ مِنَ العِلمِ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِم ع مِثلَهُ

بيان قال الجزري‌ الأنزع ألذي ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين


صفحه : 53

و في صفة علي الأنزع البطين كان أنزع الشعر له بطن وقيل معناه الأنزع من الشرك المملوء البطن من العلم والإيمان

7- ع ،[علل الشرائع ] مع ،[معاني‌ الأخبار]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الأَنزَعِ البَطِينِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَدِ اختَلَفَ النّاسُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ أَيّهَا الرّجُلُ وَ اللّهِ لَقَد سَأَلتَ عَن رَجُلٍ مَا وَطِئَ الحَصَي بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَفضَلُ مِنهُ وَ إِنّهُ لَأَخُو رَسُولِ اللّهِ وَ ابنُ عَمّهِ وَ وَصِيّهُ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَي أُمّتِهِ وَ إِنّهُ لَأَنزَعُ مِنَ الشّركِ بَطِينٌ مِنَ العِلمِ وَ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَرَادَ النّجَاةَ غَداً فَليَأخُذ بِحُجزَةِ هَذَا الأَنزَعِ يعَنيِ‌ عَلِيّاً

توضيح قال الجزري‌ أصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة واحتجز الرجل بالإزار إذاشده علي وسطه فاستعير للاعتصام و منه الحديث و النبي آخذ بحجزة الله أي بسبب منه

8- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ بِإِسنَادٍ مُتّصِلٍ لَم أَحفَظهُ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً رَمَاهُ بِالصّلَعِ فَتَحَاتّ الشّعرُ عَن رَأسِهِ وَ هَا أَنَا ذَا

إيضاح تحات الورق سقطت

9- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدي‌[العدَوَيِ‌ّ] عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبِ بنِ عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَسَأَلَ رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 54

فَقَالَ أَسأَلُكَ عَن ثَلَاثٍ هُنّ فِيكَ أَسأَلُكَ عَن قِصَرِ خَلقِكَ وَ كِبَرِ بَطنِكَ وَ عَن صَلَعِ رَأسِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يخَلقُنَيِ‌ طَوِيلًا وَ لَم يخَلقُنَيِ‌ قَصِيراً وَ لَكِن خلَقَنَيِ‌ مُعتَدِلًا أَضرِبُ القَصِيرَ فَأَقُدّهُ وَ أَضرِبُ الطّوِيلَ فَأَقُطّهُ وَ أَمّا كِبَرُ بطَنيِ‌ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص علَمّنَيِ‌ بَاباً مِنَ العِلمِ فَفَتَحَ لِي ذَلِكَ البَابُ أَلفَ بَابٍ فَازدَحَمَ فِي بطَنيِ‌ فَنَفَجَت عَن ضلُوُعيِ‌

ل ،[الخصال ] مِثلَهُ وَ فِي آخِرِهِ فَنَفَجَت عَنهُ عضُويِ‌ وَ أَمّا صَلَعُ رأَسيِ‌ فَمِن إِدمَانِ لُبسِ البَيضِ وَ مُجَالَدَةِ الأَقرَانِ

بيان القد الشق طولا والقط القطع عرضا وانتفج جنبا البعير إذاارتفعا وعظما خلقه ونفجت الشي‌ء فانتفج أي رفعته وعظمته كل ذلك ذكرها الفيروزآبادي‌ و أماكون كثرة العلم سببا لذلك فيحتمل أن يكون لكثرة السرور والفرح بذلك فإنه ع لما كان مع كثرة رياضاته في الدين ومقاساته للشدائد وقلة أكله ونومه و مايلقاه من أعدائه من الآلام الجسمانية والروحانية بطينا لم يكن سببه إلا مايلحقه ويدركه من الفرح بحصول الفيوض القدسية والمعارف الربانية ويمكن أن يكون توفر العلوم والأسرار التي‌ لايمكن إظهارها سببا لذلك ولعل التجربة أيضا شاهدة به و الله يعلم

10-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن عَمرِو بنِ البَرِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَنَا عِندَهُ يَومَئِذٍ إِذ قَالَ أَتَي رَسُولَ اللّهِص رَجُلٌ شِبهُ النّخلَةِ طَوِيلٌ ثُمّ حَدّثَ بِحَدِيثِ هَامٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع عَلّمهُ وَ ارفُق بِهِ فَقَالَ


صفحه : 55

هَامٌ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَذَا ألّذِي أَمَرتَهُ أَن يعُلَمّنَيِ‌ وَ نَحنُ مَعشَرَ الجِنّ أُمِرنَا أَن لَا نُطِيعَ إِلّا نَبِيّاً أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ قَالَ النّبِيّ يَا هَامُ مَن وَجَدتُم وصَيِ‌ّ آدَمَ قَالَ شَيثُ بنُ آدَمَ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِ‌ّ نُوحٍ قَالَ ذَاكَ سَامُ بنُ نُوحٍ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِ‌ّ هُودٍ قَالَ ذَاكَ يَاسِرُ بنُ هُودٍ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِ‌ّ اِبرَاهِيمَ قَالَ ذَاكَ إِسحَاقُ بنُ اِبرَاهِيمَ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِ‌ّ مُوسَي قَالَ ذَاكَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِ‌ّ عِيسَي قَالَ شَمعُونُ بنُ حَمّونَ الصّفَا ابنُ عَمّ مَريَمَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا هَامُ وَ لِمَ كَانُوا هَؤُلَاءِ أَوصِيَاءَ الأَنبِيَاءِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لِأَنّهُم كَانُوا أَزهَدَ النّاسِ فِي الدّنيَا وَ أَرغَبَهُم إِلَي اللّهِ فِي الآخِرَةِ فَقَالَ النّبِيّص فَمَن وَجَدتُم وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ فَقَالَ لَهُ هَامٌ ذَاكَ إِليَا ابنُ عَمّ مُحَمّدٍ فَقَالَ هُوَ عَلِيّ وَ هُوَ وصَيِيّ‌ وَ أخَيِ‌ وَ هُوَ أَزهَدُ النّاسِ فِي الدّنيَا وَ أَرغَبُهُم إِلَي اللّهِ فِي الآخِرَةِ قَالَ فَسَلّمَ هَامٌ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ تَعَلّمَ مِنهُ سُوَراً ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أخَبرِنيِ‌ بِهَذِهِ السّوَرِ أصُلَيّ‌ بِهَا قَالَ نَعَم يَا هَامُ قَلِيلُ القُرآنِ كَثِيرٌ فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ انصَرَفَ وَ لَم يُرَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي قُبِضَ فَلَمّا كَانَ يَومُ الهَرِيرِ أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي حَربِهِ فَقَالَ لَهُ يَا وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ إِنّا وَجَدنَا فِي كُتُبِ الأَنبِيَاءِ أَنّ الأَصلَعَ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ خَيرُ النّاسِ اكشِف رَأسَكَ فَكَشَفَ عَن رَأسِهِ مِغفَرَهُ وَ قَالَ أَنَا وَ اللّهِ ذَلِكَ يَا هَامُ

11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَارِيخُ البلَاذرُيِ‌ّ قَالَ أَبُو سُخَيلَةَ مَرَرتُ أَنَا وَ سَلمَانُ بِالرّبَذَةِ عَلَي أَبِي ذَرّ فَقَالَ إِنّهُ سَيَكُونُ فِتنَةٌ فَإِن أَدرَكتُمُوهَا فَعَلَيكُم بِكِتَابِ اللّهِ وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فإَنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ أَوّلُ مَن آمَنَ بيِ‌ وَ أَوّلُ مَن يصُاَفحِنُيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ


صفحه : 56

وَ هُوَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ أَنتَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ المَالُ يَعسُوبُ الظّالِمِينَ

أغاني‌ أبي الفرج في حديث أن المعلي بن طريف قال ماعندكم في قوله تعالي وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِ فقال بشار النحل المعهود قال هيهات يا أبامعاذ النحل بنو هاشم يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِيعني‌ العلم

الرّضَا ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ النّبِيّص عَلِيّ أَمِيرُهَا فسَمُيّ‌َ أَمِيرَ النّحلِ وَ يُقَالُ إِنّ النّبِيّص وَجّهَ عَسكَراً إِلَي قَلعَةِ بنَيِ‌ تغل [ثُعَلٍ]فَحَارَبَهُم أَهلُ القَلعَةِ حَتّي نَفِدَ أَسلِحَتُهُم فَأَرسَلُوا إِلَيهِم كِوَارَ النّحلِ فَعَجَزَ عَسكَرُ النّبِيّص عَنهَا فَجَاءَ عَلِيّ فَذَلّتِ النّحلُ لَهُ فَلِذَلِكَ سمُيّ‌َ أَمِيرَ النّحلِ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ وُجِدَ فِي غَارِ نَحلٍ فَلَم يُطِيقُوا بِهِ فَقَصَدَهُ عَلِيّ ع وَ شَارَ مِنهُ عَسَلًا كَثِيراً فَسَمّاهُ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ النّحلِ وَ اليَعسُوبَ وَ يُقَالُ هُوَ يَعسُوبُ الآخِرَةِ وَ هَذَا فِي الشّرَفِ فِي أَقصَي ذِروَتِهِ وَ اليَعسُوبُ ذَكَرُ النّحلِ وَ سَيّدُهَا وَ يَتبَعُهُ سَائِرُ النّحلِ

بيان قال الجزري‌ اليعسوب السيد والرئيس والمقدم وأصله فحل النحل

12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رأيت في مصحف ابن مسعود ثمانية مواضع اسم علي ورأيت في كتاب الكافي‌ عشرة مواضع فيهااسمه تفصيلها


صفحه : 57

أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَي وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فِي وَلَايَةِ عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً هَكَذَا نَزَلَت

أَبُو بَصِيرٍ عَنهُ ع فِي قَولِهِفَسَتَعلَمُونَ مَن هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ يَا مَعشَرَ المُكَذّبِينَ حَيثُ أَتَاكُم رِسَالَةُ ربَيّ‌ فِي عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ هَكَذَا أُنزِلَت

أَبُو بَصِيرٍ عَنهُ ع فِي قَولِهِ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلكَافِرِينَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ ثُمّ قَالَ لَهُ وَ اللّهِ نَزَلَ بِهَا جَبرَئِيلُ عَلَي مُحَمّدٍص

عَمّارُ بنُ مَروَانَ عَن مُنَخّلٍ عَنهُ ع قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا يَا أَيّهَا الّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزّلنَا عَلَي عَبدِنَا فِي عَلِيّ نُوراً مُبِيناً

جَابِرٌ عَنهُ ع نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ عَلَي مُحَمّدٍص هَكَذَا وَ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنَا عَلَي عَبدِنَا فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ

أَبُو حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا فَأَبَي أَكثَرُ النّاسِ بِوَلَايَةِ عَلِيّ إِلّا كُفُوراً

جَابِرٌ عَنهُ ع قَالَ هَكَذَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ لَو أَنّهُم فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ فِي عَلِيّ لَكَانَ خَيراً لَهُم

وَ عَنهُ ع وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا وَ قُل جَاءَ الحَقّ مِن رَبّكُم فِي وَلَايَةِ عَلِيّ فَمَن شَاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شَاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنَا لِلظّالِمِينَ لآِلِ مُحَمّدٍ نَاراً

وَ عَنهُ ع قَالَنَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا إِنّ الّذِينَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم


صفحه : 58

لَم يَكُنِ اللّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَ لَا لِيَهدِيَهُم طَرِيقاً إِلّا طَرِيقَ جَهَنّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيراً ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ قَد جَاءَكُمُ الرّسُولُ بِالحَقّ مِن رَبّكُم فِي وَلَايَةِ عَلِيّ فَآمِنُوا خَيراً لَكُم فَإِن تَكفُرُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ فَإِنّ لِلّهِ مَا فِي السّمَوَاتِ وَ الأَرضِ

مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَنِ الرّضَا ع فِي قَولِهِ كَبُرَ عَلَي المُشرِكِينَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ مَا تَدعُوهُم إِلَيهِ يَا مُحَمّدُ مِن وَلَايَةِ عَلِيّ هَكَذَا فِي الكِتَابِ مَخطُوطَةً

أَبُو الحَسَنِ الماَضيِ‌ ع فِي قَولِهِ إِنّا نَحنُ نَزّلنَا عَلَيكَ القُرءَانَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ تَنزِيلًا

وَ وَجَدتُ فِي كِتَابِ المُنَزّلِ البَاقِرُ ع بِئسَ مَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِي عَلِيّ

وَ عَنهُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَي وَ إِذَا قِيلَ لَهُم مَا ذَا أَنزَلَ رَبّكُم فِي عَلِيّ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوّلِينَ

وَ عَنهُ ع وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَولِيَاؤُهُمُ الطّاغُوتُ قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ كَذَا

وَ عَنهُ ع فِي قَولِهِ إِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلنَا مِنَ البَيّنَاتِ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا

عيسي بن عبد الله عن أبيه عن جده في قوله ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك في علي و إن لم تفعل عذبتك عذابا أليما فطرح عدوي‌ اسم علي التهذيب والمصباح في دعاء الغدير وأشهد أن الإمام الهادي‌ الرشيد أمير المؤمنين ألذي ذكرته في كتابك فقلت وَ إِنّهُ فِي أُمّ الكِتابِ لَدَينا لعَلَيِ‌ّ حَكِيمٌ

وَ رَوَي الصّادِقُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ يَوماً الثاّنيِ‌ لِرَسُولِ اللّهِص إِنّكَ لَا تَزَالُ تَقُولُ لعِلَيِ‌ّ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَقَد ذَكَرَ اللّهُ هَارُونَ فِي أُمّ القُرآنِ


صفحه : 59

وَ لَم يَذكُر عَلِيّاً فَقَالَ يَا غَلِيظُ يَا جَاهِلُ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ سُبحَانَهُ يَقُولُ هَذَا صِرَاطُ عَلِيّ مُستَقِيمٌ

مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع هَذَا صِرَاطُ عَلِيّ مُستَقِيمٌ وَ قرُ‌ِئَ مِثلُهُ فِي رِوَايَةِ جَابِرٍ

أبوبكر الشيرازي‌ في كتابه بالإسناد عن شعبة عن قتادة قال سمعت الحسن البصري‌ يقرأ هذاالحرف هذاصراط علي مستقيم قلت مامعناه قال هذاطريق علي بن أبي طالب ودينه طريق دين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لاعوج فيه

البَاقِرُ ع فِي قَولِهِإِنّ إِلَينا إِيابَهُم إِنّ إِلَينَا إِيَابَ هَذَا الخَلقِ وَ عَلَينَا حِسَابَهُم

أَبُو بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرٍ أَنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ قَد دَعَا اللّهَ أَن يَجعَلَ لَهُ لِسَانَ صِدقٍ فِي الآخِرِينَ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ كُلّا جَعَلنا نَبِيّا وَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيّايعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع

وَ فِي مُصحَفِ ابنِ مَسعُودٍ حَقِيقٌ عَلَي عَلِيّ أَن لَا يَقُولَ عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّ

وقيل لم يسم أحد من ولد آدم بهذا الاسم إلا أن الرجل من العرب كان يقول إن ابني‌ هذا علي يريد به العلو لا أنه اسمه وقيل لأنه علا من ساطه في الحرب من قوله وَ أَنتُمُ الأَعلَونَ والعلي‌ الفرس الشديد الجري‌ والشديد من كل شديد.أقول ذكر الوجوه التي‌ مرت في رواية جابر ثم قال وقيل لأنه مشتق من اسم الله قوله تعالي وَ هُوَ العلَيِ‌ّ العَظِيمُ وقيل لأن له علوا في كل شيء علي النسب علي الإسلام علي العلم علي الزهد علي السخاء علي الجهاد علي الأهل علي الولد علي الصهر

وَ فِي خَبَرٍ أَنّ النّبِيّص سَمّاهُ المُرتَضَي لِأَنّ جَبرَئِيلَ ع هَبَطَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَدِ ارتَضَي عَلِيّاً لِفَاطِمَةَ ع وَ ارتَضَي فَاطِمَةَ ع لعِلَيِ‌ّ ع


صفحه : 60

وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ كَانَ عليا[ عَلِيّ] ع يَتّبِعُ فِي جَمِيعِ أَمرِهِ مَرضَاةَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَلِذَلِكَ سمُيّ‌َ المُرتَضَي

وَ قَالَ جَابِرٌ الجعُفيِ‌ّ الحَيدَرُ هُوَ الحَازِمُ النّظّارُ فِي دَقَائِقِ الأَشيَاءِ وَ قِيلَ هُوَ الأَسَدُ وَ قَالَ ع


  َنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ حَيدَرَةَ

ابنُ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَكَلَ المُسلِمُونَ عَن مُقَارَعَةِ طَلحَةَ العبَدوَيِ‌ّ تَقَدّمَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ طَلحَةُ مَن أَنتَ فَحَسَرَ عَن لِثَامِهِ فَقَالَ أَنَا القَضمُ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ

وَ رَأَيتُ فِي كِتَابِ الرّدّ عَلَي أَهلِ التّبدِيلِ أَنّ فِي مُصحَفِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَا ليَتنَيِ‌ كُنتُ تُرَابِيّاً يعَنيِ‌ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع

و في كتاب مانزل في أعداء آل محمد في قوله وَ يَومَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلي يَدَيهِ رجل من بني‌ عدي‌ ويعذبه علي ع فيعض علي يديه و يقول العاض و هو رجل من بني‌ تميم يا ليَتنَيِ‌ كُنتُ تُراباً أي شيعيا البخاري‌ ومسلم والطبري‌ و ابن البيع و أبونعيم و ابن مردويه أنه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد سب عليا فأبي فقال أما إذاأبيت فقل لعن الله أباتراب فقال و الله إنه إنما سماه رسول الله بذلك و هوأحب الأسماء إليه

البخُاَريِ‌ّ وَ الطبّرَيِ‌ّ وَ ابنُ مَردَوَيهِ وَ ابنُ شَاهِينٍ وَ ابنُ البَيّعِ فِي حَدِيثٍ أَنّ عَلِيّاً ع غَضِبَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ خَرَجَ فَوَجَدَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ قُم أَبَا تُرَابٍ قُم أَبَا تُرَابٍ


صفحه : 61

الطبّرَيِ‌ّ وَ ابنُ إِسحَاقَ وَ ابنُ مَردَوَيهِ أَنّهُ قَالَ عَمّارٌ خَرَجنَا مَعَ النّبِيّ فِي غَزوَةِ العَشِيرَةِ فَلَمّا نَزَلنَا مَنزِلًا نِمنَا فَمَا نَبّهَنَا إِلّا كَلَامُ رَسُولِ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَبَا تُرَابٍ لَمّا رَآهُ سَاجِداً مُعَفّراً وَجهَهُ فِي التّرَابِ أَ تَعلَمُ مَن أَشقَي النّاسِ أَشقَي النّاسِ اثنَانِ أُحَيمِرُ ثَمُودَ ألّذِي عَقَرَ النّاقَةَ وَ أَشقَاهَا ألّذِي يَخضِبُ هَذِهِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي لِحيَتِهِ

وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع وَ سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يبُاَهيِ‌ بِمَن يَصنَعُ كَصَنِيعِكَ المَلَائِكَةَ وَ البِقَاعُ تَشهَدُ لَهُ قَالَ فَكَانَ ع يُعَفّرَ خَدّيهِ وَ يَطلُبُ الغَرِيبَ مِنَ البِقَاعِ لِتَشهَدَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ فَكَانَ إِذَا رَآهُ وَ التّرَابُ فِي وَجهِهِ يَقُولُ يَا أَبَا تُرَابٍ افعَل كَذَا وَ يُخَاطِبُهُ بِمَا يُرِيدُ

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو العَلَاءِ الهمَداَنيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي حَدِيثٍ أَنّ عَلِيّاً ع خَرَجَ مُغضَباً فَتَوَسّدَ ذِرَاعَهُ فَطَلَبَهُ النّبِيّص حَتّي وَجَدَهُ فَوَكَزَهُ بِرِجلِهِ فَقَالَ قُم فَمَا صَلَحتَ أَن تَكُونَ إِلّا أَبَا تُرَابٍ أَ غَضِبتَ عَلَيّ حِينَ آخَيتُ بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ لَم أُوَاخِ بَينَكَ وَ بَينَ أَحَدٍ مِنهُم أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي الخَبَرَ

وَ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ كنُيّ‌َ ع بأِبَيِ‌ تُرَابٍ لِأَنّ النّبِيّص قَالَ يَا عَلِيّ أَوّلُ مَن يَنفُضُ التّرَابَ مِن رَأسِهِ أَنتَ وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ يَقُولُ إِنّا كُنّا نَمدَحُ عَلِيّاً إِذَا قُلنَا لَهُ أَبَا تُرَابٍ وَ سَمّوهُ أَصلَعَ قُرَيشٍ مِن كَثرَةِ لُبسِ الخُوَذِ عَلَي الرّأسِ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا سَيفُ اللّهِ عَلَي أَعدَائِهِ وَ رَحمَتُهُ عَلَي أَولِيَائِهِ

ابنُ البَيّعِ فِي أُصُولِ الحَدِيثِ وَ الخرَكوُشيِ‌ّ فِي شَرَفِ النّبِيّ وَ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ وَ اللّفظُ لَهُ بِأَسَانِيدِهِم أَنّهُ كَانَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص يَدعُوَانِهِ


صفحه : 62

يَا أَبَه وَ يَقُولُ الحَسَنُ لِأَبِيهِ يَا أَبَا الحُسَينِ وَ الحُسَينُ يَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَلَمّا توُفُيّ‌َ رَسُولُ اللّهِص دَعَوَاهُ يَا أَبَانَا

وَ فِي رِوَايَةٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا سمَاّنيِ‌ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يَا أَبَه حَتّي توُفُيّ‌َ رَسُولُ اللّهِص

وقيل أبو الحسن مشتق من اسم الحسن النطنزي‌ في الخصائص قال داود بن سليمان رأيت شيخا علي بغلة قداحتوشته الناس فقلت من هذاقالوا هذاشاه العرب هذا علي بن أبي طالب ع قال صاحب كتاب الأنوار إن له في كتاب الله ثلاثمائة اسم فأما في الأخبار فالله أعلم بذلك ويسمونه أهل السماء شمساطيل و في الأرض حمحائيل و علي اللوح قنسوم و علي القلم منصوم و علي العرش معين و عندرضوان أمين و عندالحور العين أصب و في صحف ابراهيم حزبيل وبالعبرانية بلقياطيس وبالسريانية شروحيل و في التوراة إيليا و في الزبور إريا و في الإنجيل بريا و في الصحف حجر العين و في القرآن عليا و عند النبي ناصرا و عندالعرب مليا و عندالهند كبكرا ويقال لنكرا و عندالروم بطريس و عندالأرمن فريق وقيل أطفاروس و عندالصقلاب فيروق و عندالفرس خير وقيل فيروز و عندالترك ثبيرا وعنيرا وقيل راج و عندالخزر برين و عندالنبط كريا و عندالديلم بني‌ و عندالزنج حنين و عندالحبشة بتريك وقالوا كرقنا و عندالفلاسفة يوشع و عندالكهنة بوي‌ء و عندالجن حبين و عندالشياطين مدمر و عندالمشركين الموت الأحمر و عند المؤمنين السحابة البيضاء و عندوالده حرب


صفحه : 63

وقيل ظهير و عندأمه حيدرة وقيل أسد و عندظئره ميمون و عند الله علي وسأل المتوكل زيد بن حارثة البصري‌ المجنون عن علي ع فقال علي حروف الهجاء علي هوالآمر عن الله بالعدل والإحسان الباقر لعلوم الأديان التالي‌ لسور القرآن الثاقب لحجاب الشيطان الجامع لأحكام القرآن الحاكم بين الإنس والجان الخلي‌ من كل زور وبهتان الدليل لمن طلب البيان الذاكر ربه في السر والإعلان الراهب ربه في الليالي‌ إذااشتد الظلام الرائد الراجح بلا نقصان الساتر لعورات النسوان الشاكر لماأولي الواحد المنان الصابر يوم الضرب والطعان الضارب بحسامه رءوس الأقران الطالب بحق الله غيرمتوان و لاخوان الظاهر علي أهل الكفر والطغيان العالي‌ علمه علي أهل الزمان الغالب بنصر الله للشجعان الفالق للرءوس والأبدان القوي‌ الشديد الأركان الكامل الراجح بلا نقصان اللازم لأوامر الرحمن المزوج بخير النسوان النامي‌ ذكره في القرآن الولي‌ لمن والاه بالإيمان الهادي‌ إلي الحق لمن طلب البيان اليسر السهل لمن طلبه بالإحسان

13-يف ،[الطرائف ]رَوَي الحمَيِديِ‌ّ فِي الجَمعِ بَينَ الصّحِيحَينِ فِي الحَدِيثِ الحاَديِ‌ وَ العِشرِينَ مِنَ المُتّفَقِ عَلَيهِ مِن مُسنَدِ سَهلِ بنِ سَعدٍ أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي سَهلِ بنِ سَعدٍ فَقَالَ هَذَا فُلَانٌ أَمِيرُ المَدِينَةِ يَذكُرُ عَلِيّاً ع عِندَ المِنبَرِ قَالَ فَيَقُولُ مَا ذَا قَالَ يَقُولُ لَهُ أَبَا تُرَابٍ


صفحه : 64

فَضَحِكَ وَ قَالَ مَا سَمّاهُ بِهِ إِلّا النّبِيّص وَ مَا كَانَ لَهُ اسمٌ أَحَبّ إِلَيهِ مِنهُ فَاستَعظَمتُ الحَدِيثَ وَ قُلتُ يَا أَبَا عَبّاسٍ كَيفَ كَانَ ذَلِكَ قَالَ دَخَلَ عَلِيّ ع عَلَي فَاطِمَةَ ع ثُمّ خَرَجَ فَاضطَجَعَ فِي المَسجِدِ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي ابنَتِهِ فَاطِمَةَ ع وَ قَبّلَ رَأسَهَا وَ نَحَرَهَا وَ قَالَ لَهَا أَينَ ابنُ عَمّكِ قَالَت فِي المَسجِدِ فَخَرَجَ النّبِيّص فَوَجَدَ رِدَاءَهُ قَد سَقَطَ عَن ظَهرِهِ وَ خُلِطَ التّرَابُ إِلَي ظَهرِهِ فَجَعَلَ يَمسَحُ التّرَابَ عَن ظَهرِهِ وَ يَقُولُ اجلِس أَبَا تُرَابٍ مَرّتَينِ

14-مد،[العمدة] مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ أَحمَدَ عَن وَالِدِهِ عَن عَلِيّ بنِ بَحرٍ عَن عِيسَي بنِ يُونُسَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن يَزِيدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَيثَمٍ المحُاَربِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَيثَمِ بنِ زَيدٍ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَكُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ ع رَفِيقَينِ فِي غَزَاةِ ذيِ‌ العَشِيرَةِ فَلَمّا نَزَلَهَا النّبِيّص فَأَقَامَ بِهَا رَأَينَا نَاساً مِن بنَيِ‌ مَذحِجَ يَعمَلُونَ فِي عَينٍ لَهُم فِي نَخلٍ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا أَبَا اليَقظَانِ هَل لَكَ أَن نأَتيِ‌َ هَؤُلَاءِ فَنَنظُرَ كَيفَ يَعمَلُونَ فَجِئنَاهُم فَنَظَرنَا إِلَي عَمَلِهِم سَاعَةً ثُمّ غَشِيَنَا النّومُ فَانطَلَقتُ أَنَا وَ عَلِيّ فَاضطَجَعنَا فِي صَورِ النّخلِ ثُمّ جَمَعنَا مِنَ التّرَابِ فَنِمنَا فَوَ اللّهِ مَا أَهَبّنَا إِلّا رَسُولُ اللّهِص يُحَرّكُنَا بِرِجلِهِ وَ يَبرِينَا مِن تِلكَ الدّقعَاءِ فَيَومَئِذٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَبَا تُرَابٍ لِمَا عَلَيهِ مِنَ التّرَابِ قَالَ أَ لَا أُحَدّثُكُمَا بِأَشقَي النّاسِ رَجُلَينِ


صفحه : 65

قُلنَا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَخُو ثَمُودَ ألّذِي عَقَرَ النّاقَةَ وَ ألّذِي يَضرِبُكَ يَا عَلِيّ عَلَي هَذِهِ يعَنيِ‌ قَرنَهُ حَتّي تَبُلّ مِنهُ هَذِهِ يعَنيِ‌ لِحيَتَهُ

وَ مِنَ الجُزءِ الأَوّلِ مِن صَحِيحِ البخُاَريِ‌ّ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ عَن أَبِي حَازِمٍ عَن سَهلِ بنِ سَعدٍ مِثلَ مَا مَرّ فِي رِوَايَةِ السّيّدِ عَنِ الحمُيَديِ‌ّ

وَ مِن صَحِيحِ البخُاَريِ‌ّ أَيضاً فِي الجُزءِ الرّابِعِ مِنَ الأَجزَاءِ الثّمَانِيَةِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسلَمَةَ عَن عَبدِ العَزِيزِ مِثلَهُ

وَ مِن صَحِيحِ مُسلِمٍ فِي ثَالِثِ كُرّاسٍ مِنَ الجُزءِ الرّابِعِ مِن أَجزَاءٍ سِتّةٍ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ عَن سَهلِ بنِ سَعدٍ قَالَ كَانَ استُعمِلَ رَجُلٌ عَلَي المَدِينَةِ مِن آلِ مَروَانَ فَدَعَا سَهلَ بنَ سَعدٍ وَ أَمَرَهُ أَن يَشتِمَ عَلِيّاً ع قَالَ فَأَبَي سَهلٌ فَقَالَ أَمّا إِذَا أَبَيتَ فَقُل لَعَنَ اللّهُ أَبَا تُرَابٍ فَقَالَ سَهلٌ مَا كَانَ لعِلَيِ‌ّ ع اسمٌ أَحَبّ إِلَيهِ مِن أَبِي تُرَابٍ وَ إِن كَانَ لَيَفرَحُ إِذَا دعُيِ‌َ بِهَا فَقَالَ لَهُ أَخبِرنَا عَن فَضِيلَتِهِ لِمَ سمُيّ‌َ أَبَا تُرَابٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص بَيتَ فَاطِمَةَ فَلَم يَجِد عَلِيّاً فِي البَيتِ فَقَالَ أَينَ ابنُ عَمّكِ فَقَالَت كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ شَيءٌ فغَاَضبَنَيِ‌ فَخَرَجَ وَ لَم يَقِل عنِديِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِإِنسَانٍ انظُر أَينَ هُوَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ فِي المَسجِدِ رَاقِدٌ فَجَاءَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ مُضطَجِعٌ قَد سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَن شِقّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ يَمسَحُهُ عَنهُ وَ يَقُولُ قُم أَبَا تُرَابٍ


وَ لَو أَنصَفَت فِي حُكمِهَا أُمّ مَالِكٍ   إِذاً لَرَأَت تِلكَ المسَاَويِ‌َ مَحَاسِنَا

صفحه : 66

و من مناقب الفقيه أبي الحسن بن المغازلي‌ روي الخبر الأول ألذي من مسند ابن حنبل عن أحمد بن محمد بن عبدالوهاب يرفعه إلي عمار والثاني‌ ألذي رواه من البخاري‌ موافقا لرواية السيد عن الحميدي‌ فإنه رواه عن يحيي بن أبي طالب عن محمد بن الصلت والثالث ألذي رواه من صحيح مسلم فإنه روي عن القاضي‌ أبويوسف بن رباح يرفعه إلي سهل بن سعد. أقول روي ابن الأثير في جامع الأصول ، عن الصحيحين مثل مامر برواية الحميدي‌ في تسمية أبي تراب .بيان في القاموس الصور النخل الصغار أوالمجتمع وأصل النخل و قال الدقعاء التراب .

و قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، هو أبو الحسن علي بن أبي طالب واسمه عبدمناف بن عبدالمطلب واسمه شيبة بن هاشم واسمه عمرو بن عبدمناف بن قصي‌ والغالب عليه من الكنية أبو الحسن و كان ابنه الحسن ع يدعوه في حياة رسول الله ص أبا الحسين ويدعوه الحسين ع أبا الحسن ويدعوان رسول الله أباهما فلما توفي‌ النبي ص دعواه بأبيهما وكناه رسول الله أباتراب وجده نائما في تراب قدسقط عنه رداؤه وأصاب التراب جسده فجاء حتي جلس عندرأسه وأيقظه وجعل يمسح التراب عن ظهره و يقول له اجلس إنما أنت أبوتراب فكانت من أحب كناه صلوات الله عليه إليه و كان يفرح إذادعي‌ بهافدعت بنو أمية خطباءها يسبوه بها علي المنابر وجعلوها نقيصة له ووصمة عليه فكأنما كسوه بهاالحلي‌ والحلل كما قال الحسن البصري‌.


صفحه : 67

و كان اسمه الأول ألذي سمته به أمه حيدرة باسم أبيها أسد بن هاشم والحيدرة الأسد فغير أبوه اسمه وسماه عليا وقيل إن حيدرة اسم كانت قريش تسميه به والقول الأول أصح

يَدُلّ عَلَيهِ خَبَرُهُ يَومَ بَرَزَ إِلَيهِ مَرحَبٌ وَ ارتَجَزَ عَلَيهِ فَقَالَ


  َنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ مَرحَباً

فَأَجَابَهُ


  َنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ حَيدَرَةَ

وتزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله ص بأمير المؤمنين خاطبه بذلك جملة المهاجرين والأنصار و لم يثبت ذلك في أخبار المحدثين إلاأنهم قدرووا مايعطي‌ هذاالمعني و إن لم يكن اللفظ بعينه

وَ هُوَ قَولُ رَسُولِ اللّهِص أَنتَ يَعسُوبُ الدّينِ وَ المَالُ يَعسُوبُ الظّلَمَةِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي هَذَا يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ

واليعسوب ذكر النحل وأميرها روي هاتين الروايتين أحمد بن حنبل في المسند و في كتابه فضائل الصحابة ورواهما أبونعيم الحافظ في حلية الأولياء ودعي‌ بعدوفاة رسول الله ص بوصي‌ رسول الله ص لوصايته إليه بما أراده وأصحابنا لاينكرون ذلك ولكن يقولون إنها لم تكن وصيته بالخلافة بل بكثير من المتجددات بعده أفضي بها إليه


صفحه : 68

باب 3-نسبه وأحوال والديه عليه وعليهما السلام

أقول قدمر بعض فضائلهما في باب أحوال عبدالمطلب و باب أحوال عبد الله وآمنة

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ رَفَعَهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَمّهِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ مُسَجّي فَقَالَ يَا عَمّ كَفّلتَ يَتِيماً وَ رَبّيتَ صَغِيراً وَ نَصَرتَ كَبِيراً فَجَزَاكَ اللّهُ عنَيّ‌ خَيراً ثُمّ أَمَرَ عَلِيّاً بِغُسلِهِ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجرُجاَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع أَوّلُ جَمَاعَةٍ كَانَت أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يصُلَيّ‌ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَهُ إِذ مَرّ أَبُو طَالِبٍ بِهِ وَ جَعفَرٌ مَعَهُ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَلَمّا أَحَسّهُ رَسُولُ اللّهِص تَقَدّمَهُمَا وَ انصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ مَسرُوراً وَ هُوَ يَقُولُ


إِنّ عَلِيّاً وَ جَعفَراً ثقِتَيِ‌   عِندَ مُلِمّ الزّمَانِ وَ الكَربِ

وَ اللّهِ لَا أَخذُلُ النّبِيّ وَ لَا   يَخذُلُهُ مِن بنَيِ‌ّ ذُو حَسَبٍ

لَا تَخذُلَا وَ انصُرَا ابنَ عَمّكُمَا   أخَيِ‌ لأِمُيّ‌ مِن بَينِهِم وَ أَبِي

قَالَ فَكَانَت أَوّلُ جَمَاعَةٍ جُمّعَت ذَلِكَ اليَومَ

أَقُولُ رَوَي السّيّدُ فِي الطّرَائِفِ عَن أَبِي هِلَالٍ العسَكرَيِ‌ّ مِن كِتَابِ الأَوَائِلِ مِثلَهُ


صفحه : 69

بيان صل جناح ابن عمك كأنه بالتخفيف أمرا من تصل أي تمم جناحه فإن أمير المؤمنين ع كان أحد جناحيه و به كان يتم الجناحان ويحتمل التشديد أيضا فإن الجناح يكون بمعني الجانب والكنف والناحية والأول أبلغ وأظهر

3- ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ ذَاتَ يَومٍ جَالِساً فِي الرّحبَةِ وَ النّاسُ حَولَهُ مُجتَمِعُونَ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنتَ بِالمَكَانِ ألّذِي أَنزَلَكَ اللّهُ بِهِ وَ أَبُوكَ مُعَذّبٌ فِي النّارِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع مَه فَضّ اللّهُ فَاكَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَو شَفَعَ أَبِي فِي كُلّ مُذنِبٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ لَشَفّعَهُ اللّهُ فِيهِم أَبِي مُعَذّبٌ فِي النّارِ وَ ابنُهُ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ نُورَ أَبِي يَومَ القِيَامَةِ يُطفِئُ أَنوَارَ الخَلَائِقِ إِلّا خَمسَةَ أَنوَارٍ نُورَ مُحَمّدٍص وَ نوُريِ‌ وَ نُورَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ نُورَ تِسعَةٍ مِن وُلدِ الحُسَينِ فَإِنّ نُورَهُ مِن نُورِنَا ألّذِي خَلَقَهُ اللّهُ تَعَالَي قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنهُ ع مِثلَهُ

بيان في رواية الشيخ بعد قوله ونوري‌ ونور فاطمة و علي هذافالخمسة إما مبني‌ إلي اتحاد نوري‌ محمد و علي صلوات الله عليهما أواتحاد نوري‌ الحسنين ع بقرينة عدم توسط النور في البين ويحتمل أن يكون قوله ونور تسعة معطوفا علي


صفحه : 70

الخمسة

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَأَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ذَاتَ يَومٍ إِلَي النّبِيّص بَاكِياً وَ هُوَ يَقُولُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَه يَا عَلِيّ فَقَالَ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَاتَت أمُيّ‌ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ قَالَ فَبَكَي النّبِيّص ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ أُمّكَ يَا عَلِيّ أَمَا إِنّهَا إِن كَانَت لَكَ أُمّاً فَقَد كَانَت لِي أُمّاً خُذ عمِاَمتَيِ‌ هَذِهِ وَ خُذ ثوَبيَ‌ّ هَذَينِ فَكَفّنهَا فِيهِمَا وَ مُرِ النّسَاءَ فَليُحسِنّ غُسلَهَا وَ لَا تُخرِجهَا حَتّي أجَيِ‌ءَ فإَلِيَ‌ّ أَمرُهَا قَالَ وَ أَقبَلَ النّبِيّص بَعدَ سَاعَةٍ وَ أُخرِجَت فَاطِمَةُ أُمّ عَلِيّ ع فَصَلّي عَلَيهَا النّبِيّص صَلَاةً لَم يُصَلّ عَلَي أَحَدٍ قَبلَهَا مِثلَ تِلكَ الصّلَاةِ ثُمّ كَبّرَ عَلَيهَا أَربَعِينَ تَكبِيرَةً ثُمّ دَخَلَ إِلَي القَبرِ فَتَمَدّدَ فِيهِ فَلَم يُسمَع لَهُ أَنِينٌ وَ لَا حَرَكَةٌ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ ادخُل يَا حُسنُ ادخُل فَدَخَلَا القَبرَ فَلَمّا فَرَغَ مِمّا احتَاجَ إِلَيهِ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ اخرُج يَا حَسَنُ اخرُج فَخَرَجَا ثُمّ زَحَفَ النّبِيّص حَتّي صَارَ عِندَ رَأسِهَا ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ أَنَا مُحَمّدٌ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ لَا فَخرَ فَإِن أَتَاكِ مُنكِرٌ وَ نَكِيرٌ فَسَأَلَاكِ مَن رَبّكِ فقَوُليِ‌ اللّهُ ربَيّ‌ وَ مُحَمّدٌ نبَيِيّ‌ وَ الإِسلَامُ ديِنيِ‌ وَ القُرآنُ كتِاَبيِ‌ وَ ابنيِ‌ إمِاَميِ‌ وَ ولَيِيّ‌ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ ثَبّت فَاطِمَةَبِالقَولِ الثّابِتِ ثُمّ خَرَجَ مِن قَبرِهَا وَ حَثَا عَلَيهَا حَثَيَاتٍ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ اليُمنَي عَلَي اليُسرَي فَنَفَضَهُمَا ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَقَد سَمِعَت فَاطِمَةُ تَصفِيقَ يمَيِنيِ‌ عَلَي شمِاَليِ‌ فَقَامَ إِلَيهِ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَقَالَ فَدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد صَلّيتَ عَلَيهَا صَلَاةً


صفحه : 71

لَم تُصَلّ عَلَي أَحَدٍ قَبلَهَا مِثلَ تِلكَ الصّلَاةِ فَقَالَ يَا أَبَا اليَقظَانِ وَ أَهلُ ذَلِكَ هيِ‌َ منِيّ‌ لَقَد كَانَ لَهَا مِن أَبِي طَالِبٍ وَلَدٌ كَثِيرٌ وَ لَقَد كَانَ خَيرُهُم كَثِيراً وَ كَانَ خَيرُنَا قَلِيلًا فَكَانَت تشُبعِنُيِ‌ وَ تُجِيعُهُم وَ تكَسوُنيِ‌ وَ تُعرِيهِم وَ تدُهَنّنُيِ‌ وَ تُشَعّثُهُم قَالَ فَلِمَ كَبّرتَ عَلَيهَا أَربَعِينَ تَكبِيرَةً يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم يَا عَمّارُ التَفَتّ عَن يمَيِنيِ‌ فَنَظَرتُ إِلَي أَربَعِينَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِ فَكَبّرتُ لِكُلّ صَفّ تَكبِيرَةً قَالَ فَتَمَدّدُكَ فِي القَبرِ وَ لَم يُسمَع لَكَ أَنِينٌ وَ لَا حَرَكَةٌ قَالَ إِنّ النّاسَ يُحشَرُونَ يَومَ القِيَامَةِ عُرَاةً وَ لَم أَزَل أَطلُبُ إِلَي ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَن يَبعَثَهَا سَتِيرَةً وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ مَا خَرَجتُ مِن قَبرِهَا حَتّي رَأَيتُ مِصبَاحَينِ مِن نُورٍ عِندَ رَأسِهَا وَ مِصبَاحَينِ مِن نُورٍ عِندَ يَدَيهَا وَ مِصبَاحَينِ مِن نُورٍ عِندَ رِجلَيهَا وَ مَلَكَيهَا المُوَكّلَينِ بِقَبرِهَا يَستَغفِرَانِ لَهَا إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ

ضه ،[روضة الواعظين ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

قَالَ وَ روُيِ‌َ فِي خَبَرٍ آخَرَ طَوِيلٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا عَمّارُ إِنّ المَلَائِكَةَ قَد مَلَأَتِ الأُفُقَ وَ فُتِحَ لَهَا بَابٌ مِنَ الجَنّةِ وَ مُهّدَ لَهَا مِهَادٌ مِن مِهَادِ الجَنّةِ وَ بُعِثَ إِلَيهَا بِرَيحَانٍ مِن رَيَاحِينِ الجَنّةِ فهَيِ‌َ فِي رَوحٍ وَ رَيحَانٍ وَ جَنّةٍ وَ نَعِيمٍ وَ قَبرُهَا رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ

بيان الزحف العدو والأشعث المغبر الرأس

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللّهِص يَا ابنَ أَخِ اللّهُ أَرسَلَكَ قَالَ نَعَم قَالَ فأَرَنِيِ‌ آيَةً قَالَ ادعُ لِي تِلكَ الشّجَرَةَ فَدَعَاهَا فَأَقبَلَت حَتّي سَجَدَت بَينَ يَدَيهِ ثُمّ انصَرَفَت فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ


صفحه : 72

أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ يَا عَلِيّ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ مِثلَهُ

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن ثَابِتِ بنِ دِينَارٍ الثمّاَليِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ أَنّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ عَمّ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَن أَبِي طَالِبٍ هَل كَانَ مُسلِماً فَقَالَ وَ كَيفَ لَم يَكُن مُسلِماً وَ هُوَ القَائِلُ


وَ قَد عَلِمُوا أَنّ ابنَنَا لَا مُكَذّبٌ   لَدَينَا وَ لَا يَعبَأُ بِقَولِ الأَبَاطِلِ

إِنّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ أَصحَابِ الكَهفِ حِينَ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ

أقول رواه السيد فخار بن معد الموسوي‌ عن شاذان بن جبرئيل بإسناده إلي ابن الوليد

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَثَلُ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَهلِ الكَهفِ حِينَ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ

كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنهُ ع مِثلَهُ


صفحه : 73

8- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ القيَسيِ‌ّ عَن دُرُستَ بنِ أَبِي مَنصُورٍ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ أَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ مَحجُوجاً بأِبَيِ‌ طَالِبٍ فَقَالَ ع لَا وَ لَكِن كَانَ مُستَودَعاً لِلوَصَايَا فَدَفَعَهَا إِلَيهِص قَالَ قُلتُ فَدَفَعَ إِلَيهِ الوَصَايَا عَلَي أَنّهُ مَحجُوجٌ بِهِ فَقَالَ لَو كَانَ مَحجُوجاً بِهِ مَا دَفَعَ إِلَيهِ الوَصِيّةَ قَالَ فَقُلتُ فَمَا كَانَ حَالُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ أَقَرّ باِلنبّيِ‌ّ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ وَ دَفَعَ إِلَيهِ الوَصَايَا وَ مَاتَ مِن يَومِهِ

بيان أي هل كان أبوطالب حجة علي رسول الله إماما له فأجاب ع بنفي‌ ذلك معللا بأنه كان مستودعا للوصايا دفعها إليه لا علي أنه أوصي إليه وجعله خليفة له


صفحه : 74

ليكون حجة عليه بل كمايوصل المستودع الوديعة إلي صاحبها فلم يفهم السائل ذلك وأعاد السؤال و قال دفع الوصايا مستلزم لكونه حجة عليه فأجاب ع بأنه دفع إليه الوصايا علي وجه المذكور و هذا لايستلزم كونه حجة بل ينافيه . و قوله ع مات من يومه أي يوم الدفع لا يوم الإقرار ويحتمل تعلقه بهما و يكون المراد الإقرار الظاهر ألذي اطلع عليه غيره ص هذاأظهر الوجوه عندي‌ في حل الخبر ويحتمل وجوها أخر.منها أن يكون المعني هل كان الرسول محجوجا مغلوبا في الحجة بسبب أبي طالب حيث قصر في هدايته إلي الإيمان و لم يؤمن فقال ع ليس الأمر كذلك لأنه كان قدآمن وأقر وكيف لا يكون كذلك والحال أن أباطالب كان من الأوصياء و كان أمينا علي وصايا الأنبياء وحاملا لها إليه ص فقال السائل هذاموجب لزيادة الحجة عليهما حيث علم نبوته بذلك و لم يقر فأجاب ع بأنه لو لم يكن مقرا لم يدفع الوصايا إليه . ومنها أن المعني لو كان محجوجا به وتابعا له لم يدفع الوصية إليه بل كان ينبغي‌ أن تكون عند أبي طالب فالوصايا التي‌ ذكرت بعد غيرالوصية الأولي واختلاف التعبير يدل عليه فدفع الوصية كان سابقا علي دفع الوصايا وإظهار الإقرار و إن دفعها كان في غيروقت مايدفع الحجة إلي المحجوج بأن كان متقدما عليه أو أنه بعددفعها اتفق موته والحجة يدفع إلي المحجوج عندالعلم بموته أودفع بقية الوصايا فأكمل الدفع يوم موته

9- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ] حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ


صفحه : 75

بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن جَدّهِ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ المقَدسِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ رُستُمَ عَن أَبِي حَمزَةَ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَابِطٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص يَقُولُ لِعَقِيلٍ إنِيّ‌ لَأُحِبّكَ يَا عَقِيلُ حُبّينِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لِحُبّ أَبِي طَالِبٍ لَكَ

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] قَد مَرّ فِي خَبَرِ الِاستِسقَاءِ أَنّ النّبِيّص لَمّا دَعَا فَاستُجِيبَ لَهُ ضَحِكَ وَ قَالَ لِلّهِ دَرّ أَبِي طَالِبٍ لَو كَانَ حَيّاً لَقَرّت عَينَاهُ مَن يُنشِدُنَا قَولَهُ فَقَامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ عَسَي أَرَدتَ يَا رَسُولَ اللّهِ


وَ مَا حَمَلَت مِن نَاقَةٍ فَوقَ ظَهرِهَا   أَبَرّ وَ أَوفَي ذِمّةً مِن مُحَمّدٍ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ هَذَا مِن قَولِ أَبِي طَالِبٍ هَذَا مِن قَولِ حَسّانِ بنِ ثَابِتٍ فَقَامَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ كَأَنّكَ أَرَدتَ يَا رَسُولَ اللّهِ


وَ أَبيَضَ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ   رَبِيعُ اليَتَامَي عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ

تَلُوذُ بِهِ الهُلّاكُ مِن آلِ هَاشِمٍ   فَهُم عِندَهُ فِي نِعمَةٍ وَ فَوَاضِلِ

كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ يُبزَي مُحَمّدٌ   وَ لَمّا نُمَاصِع دُونَهُ وَ نُقَاتِلُ

وَ نُسلِمُهُ حَتّي نَصرَعَ حَولَهُ   وَ نَذهَلُ عَن أَبنَائِنَا وَ الحَلَائِلِ

بيان الهلاك الفقراء جمع الهالك و قال الجزري‌ في قصيدة أبي طالب يعاتب قريشا في أمر النبي ص


كذبتم وبيت الله يبزي محمد.   و لمانطاعن دونه ونناضل .

يبزي أي يقهر ويغلب أراد لايبزي فحذف لا من جواب القسم وهي‌ مرادة


صفحه : 76

أي لايقهر و لم نقاتل عنه وندافع و قال المماصعة المجادلة والمضاربة

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعبَدٍ بنِ العَبّاسِ عَن بَعضِ أَهلِهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ أَنّهُ قَالَ لَمّا حَضَرَت أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ قَالَ لَهُ نبَيِ‌ّ اللّهِص يَا عَمّ قُل كَلِمَةً وَاحِدَةً أَشفَع لَكَ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ لَو لَا أَن يَكُونَ عَلَيكَ وَ عَلَي بنَيِ‌ أَبِيكَ غَضَاضَةٌ لَأَقرَرتُ عَينَيكَ وَ لَو سأَلَتنَيِ‌ هَذِهِ فِي الحَيَاةِ لَفَعَلتُ قَالَ وَ عِندَهُ جَمِيلَةُ بِنتُ حَربٍ حَمّالَةُ الحَطَبِ وَ هيِ‌َ تَقُولُ لَهُ يَا أَبَا طَالِبٍ مِتّ عَلَي دِينِ الأَشيَاخِ قَالَ فَلَمّا خَفَتَ صَوتُهُ فَلَم يَبقَ مِنهُ شَيءٌ قَالَ حَرّكَ شَفَتَيهِ قَالَ العَبّاسُ وَ أَصغَيتُ إِلَيهِ فَقَالَ قَولًا خَفِيفاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ العَبّاسُ للِنبّيِ‌ّص يَا ابنَ أخَيِ‌ قَد وَ اللّهِ قَالَ ألّذِي سَأَلتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَم أَسمَعهُ

بيان الغضاضة بالفتح الذلة والمنقصة أقول لعل المنقصة من أجل أنه يقال كان في تمام عمره علي الباطل و لما كان عندالموت رجع عنه ولعله علي تقدير صحة الخبر إنما كلفه رسول الله ص إظهار الإسلام مع علمه بتحققه ليعلم القوم أنه مسلم وامتناعه من ذلك كان خوفا من أن يعيش بعد ذلك و لايمكنه نصره وإعانته فلما أيس من ذلك أظهر الإيمان

12- ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص دَفَنَ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ وَ كَانَت مُهَاجِرَةً مُبَايِعَةً بِالرّوحَاءِ مُقَابِلَ حَمّامِ أَبِي قُطَيعَةَ قَالَ وَ كَفّنَهَا رَسُولُ اللّهِص فِي قَمِيصِهِ وَ نَزَلَ فِي قَبرِهَا وَ تَمَرّغَ فِي لَحدِهَا فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ أَبِي هَلَكَ


صفحه : 77

وَ أَنَا صَغِيرٌ فأَخَذَتَنيِ‌ هيِ‌َ وَ زَوجُهَا فَكَانَا يُوَسّعَانِ عَلَيّ وَ يؤُثرِاَنيّ‌ عَلَي أَولَادِهِمَا فَأَحبَبتُ أَن يُوَسّعَ اللّهُ عَلَيهَا قَبرَهَا

13- ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ أَوصَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَبِلَ وَصِيّتَهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ أَرَدتُ أَن أُعتِقَ جاَريِتَيِ‌ هَذِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَدّمتِ مِن خَيرٍ فَسَتَجِدِينَهُ فَلَمّا مَاتَت رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهَا نَزَعَ رَسُولُ اللّهِص قَمِيصَهُ وَ قَالَ كَفّنُوهَا فِيهِ وَ اضطَجَعَ فِي لَحدِهَا فَقَالَ أَمّا قمَيِصيِ‌ فَأَمَانٌ لَهَا يَومَ القِيَامَةِ وَ أَمّا اضطجِاَعيِ‌ فِي قَبرِهَا فَلِيُوَسّعَ اللّهُ عَلَيهَا

14- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ مُوسَي عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الفاَرسِيِ‌ّ عَن أَبِي حَنِيفَةَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الوَلِيدِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ رَحِمَهَا اللّهُ جَاءَت إِلَي أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللّهُ تُبَشّرُهُ بِمَولِدِ النّبِيّص فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ اصبرِيِ‌ لِي سَبتاً آتِيكِ بِمِثلِهِ إِلّا النّبُوّةَ وَ قَالَ السّبتُ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ كَانَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثُونَ سَنَةً

بيان قال الفيروزآبادي‌ السبت الدهر

15- مع ،[معاني‌ الأخبار]المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ وَ الهمَداَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع آمَنَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الجُمّلِ


صفحه : 78

وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ ثُمّ قَالَ ع إِنّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصحَابِ الكَهفِ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ

16- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ أَسلَمَ بِحِسَابِ الجُمّلِ قَالَ بِكُلّ لِسَانٍ

17- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِمَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَسلَمَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الجُمّلِ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ

18- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ الوَكِيعِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ سُفيَانُ عَن مَنصُورٍ عَن اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ قَالَ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتّي أَسلَمَ بِلِسَانِ الحَبَشَةِ وَ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص أَ تَفقَهُ الحَبَشَةَ قَالَ يَا عَمّ إِنّ اللّهَ علَمّنَيِ‌ جَمِيعَ الكَلَامِ قَالَ يَا مُحَمّدُ اسدن لمصافا قاطالاها يعَنيِ‌ أَشهَدُ مُخلِصاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَبَكَي رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ إِنّ اللّهَ أَقَرّ عيَنيِ‌ بأِبَيِ‌ طَالِبٍ

بيان هذاالخبر يدل علي أن قوله ع في الخبر السابق بكل لسان رد لمايتوهم من ظاهر هذاالخبر أنه إنما أسلم بلسان الحبشة فقط ونفي ذلك فقال بل أسلم بكل لسان ويمكن حمل هذاالخبر علي أنه أظهر إسلامه في بعض المواطن لبعض المصالح بتلك اللغة فلاينافي‌ كونه أظهر الإسلام بلغة أخري أيضا في مواطن أخر

19-ك ،[إكمال الدين ] مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبُو الفَرَجِ مُحَمّدُ بنُ المُظَفّرِ بنِ نَفِيسٍ المصِريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الداّودُيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي القَاسِمِ الحُسَينِ بنِ رَوحٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَا


صفحه : 79

مَعنَي قَولِ العَبّاسِ للِنبّيِ‌ّص إِنّ عَمّكَ أَبَا طَالِبٍ قَد أَسلَمَ بِحِسَابِ الجُمّلِ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ فَقَالَ عَنَي بِذَلِكَ إِلَهٌ أَحَدٌ جَوَادٌ وَ تَفسِيرُ ذَلِكَ أَنّ الأَلِفَ وَاحِدٌ وَ اللّامَ ثَلَاثُونَ وَ الهَاءَ خَمسَةٌ وَ الأَلِفَ وَاحِدٌ وَ الحَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَ الدّالَ أَربَعَةٌ وَ الجِيمَ ثَلَاثَةٌ وَ الوَاوَ سِتّةٌ وَ الأَلفَ وَاحِدٌ وَ الدّالَ أَربَعَةٌ فَذَلِكَ ثَلَاثَةٌ وَ سِتّونَ

بيان لعل المعني أن أباطالب أظهر إسلامه للنبي‌ص أولغيره بحساب العقود بأن أظهر الألف أولا بما يدل علي الواحد ثم اللام بما يدل علي الثلاثين وهكذا و ذلك لأنه كان يتقي‌ من قريش كماعرفت وقيل يحتمل أن يكون العاقد هوالعباس حين أخبر النبي ص بذلك فظهر علي التقديرين أن إظهار إسلامه كان بحساب الجمل إذ بيان ذلك بالعقود لايتم إلابكون كل عدد مما يدل عليه العقود دالا علي حرف من الحروف بذلك الحساب . و قدقيل في حل أصل الخبر وجوه أخر منها أنه أشار بإصبعه المسبحة لاإله إلا الله محمد رسول الله فإن عقد الخنصر والبنصر وعقد الإبهام علي الوسطي يدل علي الثلاث والستين علي اصطلاح أهل العقود وكأن المراد بحساب الجمل هذا والدليل علي ماذكرته مَا وَرَدَ فِي رِوَايَةِ شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ نَنقُلُ مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ وَ هُوَ أَنّهُ لَمّا حَضَرَت أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ دَعَا رَسُولَ اللّهِص وَ بَكَي وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَخرُجُ مِنَ الدّنيَا وَ مَا لِي غَمّ إِلّا غَمّكَ إِلَي أَن قَالَص يَا عَمّ إِنّكَ تَخَافُ عَلَيّ أَذَي أعَاَديِ‌ّ وَ لَا تَخَافُ عَلَي نَفسِكَ عَذَابَ ربَيّ‌ فَضَحِكَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ دعَوَتنَيِ‌ وَ كُنتَ قُدماً أَمِيناً وَ عَقَدَ بِيَدِهِ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ عَقَدَ الخِنصِرَ وَ البِنصِرَ وَ عَقَدَ الإِبهَامَ عَلَي إِصبَعِهِ الوُسطَي وَ أَشَارَ بِإِصبَعِهِ المُسَبّحَةِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَقَامَ عَلِيّ ع وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد شَفّعَكَ فِي عَمّكَ وَ هَدَاهُ بِكَ فَقَامَ جَعفَرٌ وَ قَالَ لَقَد سُدتَنَا فِي الجَنّةِ يَا شيَخيِ‌ كَمَا سُدتَنَا فِي الدّنيَا فَلَمّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَييا عبِاديِ‌َ الّذِينَ آمَنُوا إِنّ أرَضيِ‌ واسِعَةٌ فإَيِاّي‌َ فَاعبُدُونِ

رواه


صفحه : 80

ابن شهرآشوب في المناقب و هذاحل متين لكنه لم يعهد إطلاق الجمل علي حساب العقود. ومنها أنه أشار إلي كلمتي‌ لا و إلا والمراد كلمة التوحيد فإن العمدة فيها والأصل النفي‌ والإثبات . ومنها أن أباطالب و أبا عبد الله ع أمرا بالإخفاء اتقاء فأشار بحساب العقود إلي كلمة سبح من التسبيحة وهي‌ التغطية أي غط واستر فإنه من الأسرار و هذا هوالمروي‌ عن شيخنا البهائي‌ طاب رمسه . ومنها أنه إشارة إلي أنه أسلم بثلاث وستين لغة و علي هذا كان الظرف في مرفوعة محمد بن عبد الله متعلقا بالقول . ومنها أن المراد أن أباطالب علم نبوة نبيناص قبل بعثته بالجفر والمراد بسبب حساب مفردات الحروف بحساب الجمل . ومنها أنه إشارة إلي سن أبي طالب حين أظهر الإسلام و لايخفي ما في تلك الوجوه من التعسف والتكلف سوي الوجهين الأولين المؤيدين بالخبرين والأول منهما أوثق وأظهر لأن المظنون أن الحسين بن روح لم يقل ذلك إلا بعدسماعه من الإمام ع وأقول في رواية السيد فخار كماسيأتي‌ بكلام الجمل و هويقرب التأويل الثاني‌

20-فس ،[تفسير القمي‌]نَزَلَتِ النّبُوّةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَومَ الإِثنَينِ وَ أَسلَمَ عَلِيّ ع يَومَ الثّلَاثَاءِ ثُمّ أَسلَمَت خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ زَوجَةُ النّبِيّص ثُمّ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ يصُلَيّ‌ وَ عَلِيّ بِجَنبِهِ وَ كَانَ مَعَ أَبِي طَالِبٍ جَعفَرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَوَقَفَ جَعفَرٌ عَلَي يَسَارِ رَسُولِ اللّهِص فَبَدَرَ رَسُولُ اللّهِص مِن بَينِهِمَا فَكَانَ يصُلَيّ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ خَدِيجَةُ إِلَي أَن أَنزَلَ اللّهُ


صفحه : 81

عَلَيهِفَاصدَع بِما تُؤمَرُالآيَةَ

21- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي سَارَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ أَظهَرَ الشّركَ وَ أَسَرّ الإِيمَانَ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص اخرُج مِنهَا فَلَيسَ لَكَ بِهَا نَاصِرٌ فَهَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ

22- ك ،[إكمال الدين ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الصّائِغُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن صَالِحِ بنِ أَسبَاطٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ السلّمَيِ‌ّ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ وَ اللّهِ مَا عَبَدَ أَبِي وَ لَا جدَيّ‌ عَبدُ المُطّلِبِ وَ لَا هَاشِمٌ وَ لَا عَبدُ مَنَافٍ صَنَماً قَطّ قِيلَ فَمَا كَانُوا يَعبُدُونَ قَالَ كَانُوا يُصَلّونَ إِلَي البَيتِ عَلَي دِينِ اِبرَاهِيمَ ع مُتَمَسّكِينَ بِهِ

23-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن بَكرِ بنِ جَنَاحٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع جَاءَ عَلِيّ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ مَا لَكَ قَالَ أمُيّ‌ مَاتَت قَالَ فَقَالَ النّبِيّص وَ أمُيّ‌ وَ اللّهِ ثُمّ بَكَي وَ قَالَ وَا أُمّاه ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع هَذَا قمَيِصيِ‌ يكفنها[فَكَفّنهَا] فِيهِ وَ هَذَا ردِاَئيِ‌ فَكَفّنهَا فِيهِ فَإِذَا فَرَغتُم فأَذنَوُنيِ‌ فَلَمّا أُخرِجَت صَلّي عَلَيهَا النّبِيّص صَلَاةً لَم يُصَلّ قَبلَهَا وَ لَا بَعدَهَا عَلَي أَحَدٍ مِثلَهَا ثُمّ نَزَلَ عَلَي قَبرِهَا فَاضطَجَعَ فِيهِ ثُمّ قَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ قَالَت لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ فَهَل وَجَدتِ مَا وَعَدَ رَبّكِ حَقّاً قَالَت نَعَم فَجَزَاكَ اللّهُ خَيرَ جَزَاءٍ وَ طَالَت مُنَاجَاتُهُ فِي القَبرِ فَلَمّا خَرَجَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد صَنَعتَ بِهَا شَيئاً فِي تَكفِينِكَ إِيّاهَا ثِيَابَكَ وَ دُخُولِكَ فِي قَبرِهَا وَ طُولِ


صفحه : 82

مُنَاجَاتِكَ وَ طُولِ صَلَاتِكَ مَا رَأَينَاكَ صَنَعتَهُ بِأَحَدٍ قَبلَهَا قَالَ أَمّا تكَفيِنيِ‌ إِيّاهَا فإَنِيّ‌ لَمّا قُلتُ لَهَا يُعرَضُ النّاسُ عُرَاةً يَومَ يُحشَرُونَ مِن قُبُورِهِم فَصَاحَت وَ قَالَت وَا سَوأَتَاه فَأَلبَستُهَا ثيِاَبيِ‌ وَ سَأَلتُ اللّهَ فِي صلَاَتيِ‌ عَلَيهَا أَن لَا يبُليِ‌َ أَكفَانَهَا حَتّي تَدخُلَ الجَنّةَ فأَجَاَبنَيِ‌ إِلَي ذَلِكَ وَ أَمّا دخُوُليِ‌ فِي قَبرِهَا فإَنِيّ‌ قُلتُ لَهَا يَوماً إِنّ المَيّتَ إِذَا أُدخِلَ قَبرَهُ وَ انصَرَفَ النّاسُ عَنهُ دَخَلَ عَلَيهِ مَلَكَانِ مُنكِرٌ وَ نَكِيرٌ فَيَسأَلَانِهِ فَقَالَت وَا غَوثَاه بِاللّهِ فَمَا زِلتُ أَسأَلُ ربَيّ‌ فِي قَبرِهَا حَتّي فُتِحَ لَهَا رَوضَةٌ مِن قَبرِهَا إِلَي الجَنّةِ وَ رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ

24- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ عَمّ النّبِيّ وَ لَهُص سِتّ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ ثَمَانِيَةُ أَشهُرٍ وَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ يَوماً وَ الصّحِيحُ أَنّ أَبَا طَالِبٍ توُفُيّ‌َ فِي آخِرِ السّنّةِ العَاشِرَةِ مِن مَبعَثِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَسَمّي رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ العَامَ عَامَ الحُزنِ

25-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص لَمّا رَجَعَ مِنَ السّرَي نَزَلَ عَلَي أُمّ هَانِئٍ بِنتِ أَبِي طَالِبٍ فَأَخبَرَهَا فَقَالَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ وَ اللّهِ لَئِن أَخبَرتَ النّاسَ بِهَذَا لَيُكَذّبَنّكَ مَن صَدّقَكَ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ قَد فَقَدَهُ تِلكَ اللّيلَةَ فَجَعَلَ يَطلُبُهُ وَ جَمَعَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ ثُمّ أَعطَاهُمُ المُدَي وَ قَالَ إِذَا رأَيَتمُوُنيِ‌ أَدخُلُ وَ لَيسَ معَيِ‌ مُحَمّدٌ فَلتَضرِبُوا وَ ليَضرِب كُلّ رَجُلٍ مِنكُم جَلِيسَهُ وَ اللّهِ لَا نَعِيشُ نَحنُ وَ لَا هُم وَ قَد قَتَلُوا مُحَمّداً فَخَرَجَ فِي طَلَبِهِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا لَهَا عَظِيمَةً إِن لَم يُوَافِ رَسُولَ اللّهِ مَعَ الفَجرِ فَتَلَقّاهُ عَلَي بَابِ أُمّ هَانِئٍ حِينَ نَزَلَ مِنَ البُرَاقِ فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ انطَلِق فَادخُل فِي بَينِ يدَيَ‌ّ المَسجِدَ وَ سَلّ سَيفَهُ عِندَ الحَجَرِ وَ قَالَ يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَخرِجُوا مُدَاكُم فَقَالَ لَو لَم أَرَهُ مَا بقَيِ‌َ مِنكُم سَفرٌ وَ لَا عِشنَا فَاتّقَتهُ قُرَيشٌ مُنذُ يَومِ أَن


صفحه : 83

يَغتَالُوهُ ثُمّ حَدّثَهُم مُحَمّدٌ فَقَالُوا صِف لَنَا بَيتَ المَقدِسِ قَالَ إِنّمَا أُدخِلتُهُ لَيلًا فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ انظُر إِلَي هُنَاكَ فَنَظَرَ إِلَي البَيتِ فَوَصَفَهُ وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَيهِ ثُمّ نَعَتَ لَهُم مَا كَانَ لَهُم مِن عَيرٍ مَا بَينَهُم وَ بَينَ الشّامِ

بيان المدي بضم الميم وكسرها جمع المدية مثلثة وهي‌ السكين العظيم قوله مابقي‌ منكم سفر أي من يسافر في البلاد

26-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ أَنّهُ لَمّا ظَهَرَت أَمَارَةُ وَفَاةِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ لِأَولَادِهِ مَن يَكفُلُ مُحَمّداً قَالُوا هُوَ أَكيَسُ مِنّا فَقُل لَهُ يَختَارُ لِنَفسِهِ فَقَالَ عَبدُ المُطّلِبِ يَا مُحَمّدُ جَدّكَ عَلَي جَنَاحِ السّفَرِ إِلَي القِيَامَةِ أَيّ عُمُومَتِكَ وَ عَمّاتِكَ تُرِيدُ أَن يَكفُلَكَ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِهِم ثُمّ زَحَفَ إِلَي عِندِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ عَبدُ المُطّلِبِ يَا أَبَا طَالِبٍ إنِيّ‌ قَد عَرَفتُ دِيَانَتَكَ وَ أَمَانَتَكَ فَكُن لَهُ كَمَا كُنتُ لَهُ قَالَت فَلَمّا توُفُيّ‌َ أَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ وَ كُنتُ أَخدُمُهُ وَ كَانَ يدَعوُنيِ‌َ الأُمّ وَ قَالَت وَ كَانَ فِي بُستَانِ دَارِنَا نَخَلَاتٌ وَ كَانَ أَوّلَ إِدرَاكِ الرّطَبِ وَ كَانَ أَربَعُونَ صَبِيّاً مِن أَترَابِ مُحَمّدٍص يَدخُلُونَ عَلَينَا كُلّ يَومٍ فِي البُستَانِ وَ يَلتَقِطُونَ مَا يَسقُطُ فَمَا رَأَيتُ قَطّ مُحَمّداً يَأخُذُ رُطَبَةً مِن يَدِ صبَيِ‌ّ سَبَقَ إِلَيهَا وَ الآخَرُونَ يَختَلِسُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ وَ كُنتُ كُلّ يَومٍ أَلتَقِطُ لِمُحَمّدٍص حَفنَةً فَمَا فَوقَهُ وَ كَذَلِكَ جاَريِتَيِ‌ فَاتّفَقَ يَوماً أَن نَسِيتُ أَن أَلتَقِطَ لَهُ شَيئاً وَ نَسِيَت جاَريِتَيِ‌ وَ كَانَ مُحَمّدٌ نَائِماً وَ دَخَلَ الصّبيَانُ وَ أَخَذُوا كُلّ مَا سَقَطَ مِنَ الرّطَبِ وَ انصَرَفُوا فَنِمتُ فَوَضَعتُ الكُمّ عَلَي وجَهيِ‌ حَيَاءً مِن مُحَمّدٍ


صفحه : 84

إِذَا انتَبَهَ قَالَت فَانتَبَهَ مُحَمّدٌ وَ دَخَلَ البُستَانَ فَلَم يَرَ رُطَبَةً عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَانصَرَفَ فَقَالَت لَهُ الجَارِيَةُ إِنّا نَسِينَا أَن نَلتَقِطَ شَيئاً وَ الصّبيَانُ دَخَلُوا وَ أَكَلُوا جَمِيعَ مَا كَانَ قَد سَقَطَ قَالَت فَانصَرَفَ مُحَمّدٌ إِلَي البُستَانِ وَ أَشَارَ إِلَي نَخلَةٍ وَ قَالَ أَيّتُهَا الشّجَرَةُ أَنَا جَائِعٌ قَالَت فَرَأَيتُ الشّجَرَةَ قَد وَضَعَت أَغصَانَهَا التّيِ‌ عَلَيهَا الرّطَبُ حَتّي أَكَلَ مِنهَا مُحَمّدٌ مَا أَرَادَ ثُمّ ارتَفَعَت إِلَي مَوضِعِهَا قَالَت فَاطِمَةُ فَتَعَجّبتُ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ قَد خَرَجَ مِنَ الدّارِ وَ كُلّ يَومٍ إِذَا رَجَعَ وَ قَرَعَ البَابَ كُنتُ أَقُولُ لِلجَارِيَةِ حَتّي تَفتَحَ البَابَ فَقَرَعَ أَبُو طَالِبٍ فَعَدَوتُ حَافِيَةً إِلَيهِ وَ فَتَحتُ البَابَ وَ حَكَيتُ لَهُ مَا رَأَيتُ فَقَالَ هُوَ إِنّمَا يَكُونُ نَبِيّاً وَ أَنتِ تَلِدِينَ لَهُ وَزِيراً بَعدَ يَأسٍ فَوَلَدَت عَلِيّاً ع كَمَا قَالَ

27- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَتِ السّبَاعُ تَهرُبُ مِن أَبِي طَالِبٍ فَاستَقبَلَهُ أَسَدٌ فِي طَرِيقِ الطّائِفِ وَ بَصبَصَ لَهُ وَ تَمَرّغَ قِبَلَهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ بِحَقّ خَالِقِكَ أَن تُبَيّنَ لِي حَالَكَ فَقَالَ الأَسَدُ إِنّمَا أَنتَ أَبُو أَسَدِ اللّهِ نَاصِرُ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ مُرَبّيهِ فَازدَادَ أَبُو طَالِبٍ فِي حُبّ النّبِيّص وَ الإِيمَانِ بِهِ وَ الأَصلُ فِي ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَنَا خُلِقتُ وَ عَلِيّ مِن نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبّحُ اللّهَ يَمنَةَ العَرشِ قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ آدَمَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ الخَبَرَ

28-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]القاَضيِ‌ المُعتَمَدُ فِي تَفسِيرِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ وَقَعَ بَينَ أَبِي طَالِبٍ وَ بَينَ يهَوُديِ‌ّ كَلَامٌ وَ هُوَ بِالشّامِ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ لِمَ تَفخَرُ عَلَينَا وَ ابنُ أَخِيكَ بِمَكّةَ يَسأَلُ النّاسَ فَغَضِبَ أَبُو طَالِبٍ وَ تَرَكَ تِجَارَتَهُ وَ قَدِمَ مَكّةَ فَرَأَي غِلمَاناً يَلعَبُونَ وَ مُحَمّدٌ فِيهِم مُختَلّ الحَالِ فَقَالَ لَهُ يَا غُلَامُ مَن أَنتَ وَ مَن أَبُوكَ قَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنَا يَتِيمٌ لَا أَبَ لِي وَ لَا أُمّ


صفحه : 85

فَعَانَقَهُ أَبُو طَالِبٍ وَ قَبّلَهُ ثُمّ أَلبَسَهُ جُبّةً مِصرِيّةً وَ دَهّنَ رَأسَهُ وَ شَدّ دِينَاراً فِي رِدَائِهِ وَ نَشَرَ قِبَلَهُ تَمراً فَقَالَ يَا غِلمَانُ هَلُمّوا فَكُلُوا ثُمّ أَخَذَ أَربَعَ تَمَرَاتٍ إِلَي أُمّ كَبشَةَ وَ قَصّ عَلَيهَا فَقَالَت فَلَعَلّهُ أَبُوكَ أَبُو طَالِبٍ قَالَ لَا أدَريِ‌ رَأَيتُ شَيخاً بَارّاً إِذ مَرّ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَت يَا مُحَمّدُ كَانَ هَذَا قَالَ نَعَم قَالَت هَذَا أَبُوكَ أَبُو طَالِبٍ فَأَسرَعَ إِلَيهِ النّبِيّص وَ تَعَلّقَ بِهِ وَ قَالَ يَا أَبَه الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَرَانِيكَ لَا تخُلَفّنيِ‌ فِي هَذِهِ البِلَادِ فَحَمَلَهُ أَبُو طَالِبٍ

29- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الأوَزاَعيِ‌ّ قَالَ كَانَ النّبِيّص فِي حَجرِ عَبدِ المُطّلِبِ فَلَمّا أَتَي عَلَيهِ اثنَانِ وَ مِائَةُ سَنَةٍ وَ رَسُولُ اللّهِص ابنُ ثَمَانِ سِنِينَ جَمَعَ بَنِيهِ وَ قَالَ مُحَمّدٌ يَتِيمٌ فآوُوهُ وَ عَائِلٌ فَأَغنُوهُ احفَظُوا وصَيِتّيِ‌ فِيهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ أَنَا لَهُ فَقَالَ كُفّ شَرّكَ عَنهُ فَقَالَ العَبّاسُ أَنَا لَهُ فَقَالَ أَنتَ غَضبَانُ لَعَلّكَ تُؤذِيهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَنَا لَهُ فَقَالَ أَنتَ لَهُ يَا مُحَمّدُ أَطِع لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَه لَا تَحزَن فَإِنّ لِي رَبّاً لَا يضُيِعنُيِ‌ فَأَمسَكَهُ أَبُو طَالِبٍ فِي حَجرِهِ وَ قَامَ بِأَمرِهِ يَحمِيهِ بِنَفسِهِ وَ مَالِهِ وَ جَاهِهِ فِي صِغَرِهِ مِنَ اليَهُودِ المُرصِدَةِ لَهُ بِالعَدَاوَةِ وَ مِن غَيرِهِم مِن بنَيِ‌ أَعمَامِهِ وَ مِنَ العَرَبِ قَاطِبَةً الّذِينَ يَحسِدُونَهُ عَلَي مَا آتَاهُ اللّهُ مِنَ النّبُوّةِ وَ أَنشَأَ عَبدُ المُطّلِبِ


أُوصِيكَ يَا عَبدَ مَنَافٍ بعَديِ‌   بِمُوحَدٍ بَعدَ أَبِيهِ فَردٍ

وَ قَالَ


وَصّيتُ مَن كَفَيتُهُ بِطَالِبٍ   عَبدِ مَنَافٍ وَ هوَ ذُو تَجَارِبٍ

يَا ابنَ الحَبِيبِ أَكرَمَ الأَقَارِبِ   يَا ابنَ ألّذِي قَد غَابَ غَيرَ آئِبٍ

فَتَمَثّلَ أَبُو طَالِبٍ وَ كَانَ سَمِعَ عَنِ الرّاهِبِ وَصفَهُ


لَا توُصنِيِ‌ بِلَازِمٍ وَ وَاجِبٍ   إنِيّ‌ سَمِعتُ أَعجَبَ العَجَائِبِ

صفحه : 86


مِن كُلّ حَبرٍ عَالِمٍ وَ كَاتِبٍ   بَانَ بِحَمدِ اللّهِ قَولُ الرّاهِبِ

30- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو سَعِيدٍ الوَاعِظُ فِي كِتَابِ شَرَفِ المُصطَفَي أَنّهُ لَمّا حَضَرَت عَبدَ المُطّلِبِ الوَفَاةُ دَعَا ابنَهُ أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ قَد عَلِمتَ شِدّةَ حبُيّ‌ لِمُحَمّدٍ وَ وجَديِ‌ بِهِ انظُر كَيفَ تحَفظَنُيِ‌ فِيهِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ يَا أَبَه لَا توُصنِيِ‌ بِمُحَمّدٍ فَإِنّهُ ابنيِ‌ وَ ابنُ أخَيِ‌ فَلَمّا توُفُيّ‌َ عَبدُ المُطّلِبِ كَانَ أَبُو طَالِبٍ يُؤثِرُهُ بِالنّفَقَةِ وَ الكِسوَةِ عَلَي نَفسِهِ وَ عَلَي جَمِيعِ أَهلِهِ

31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الطبّرَيِ‌ّ وَ البلَاذرُيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا نَزَلَفَاصدَع بِما تُؤمَرُصَدَعَ النّبِيّص وَ نَادَي قَومَهُ بِالإِسلَامِ فَلَمّا نَزَلَإِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِالآيَاتِ أَجمَعُوا عَلَي خِلَافِهِ فَحَدِبَ عَلَيهِ أَبُو طَالِبٍ وَ مَنَعَهُ فَقَامَ عُتبَةُ وَ الوَلِيدُ وَ أَبُو جَهلٍ وَ العَاصُ إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا إِنّ ابنَ أَخِيكَ قَد سَبّ آلِهَتَنَا وَ عَابَ دِينَنَا وَ سَفّهَ أَحلَامَنَا وَ ضَلّلَ آبَاءَنَا فَإِمّا أَن تَكُفّهُ عَنّا وَ إِمّا أَن تخُلَيّ‌َ بَينَنَا وَ بَينَهُ فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ قَولًا رَقِيقاً وَ رَدّهُم رَدّاً جَمِيلًا فَمَضَي رَسُولُ اللّهِص عَلَي مَا هُوَ عَلَيهِ يُظهِرُ دِينَ اللّهِ وَ يَدعُو إِلَيهِ وَ أَسلَمَ بَعضُ النّاسِ فَاهتَمَشُوا إِلَي أَبِي طَالِبٍ مَرّةً أُخرَي فَقَالُوا إِنّ لَكَ سِنّاً وَ شَرَفاً وَ مَنزِلَةً وَ إِنّا قَدِ اشتَهَينَاكَ أَن تَنهَي ابنَ أَخِيكَ فَلَم يَنتَهِ وَ إِنّا وَ اللّهِ لَا نَصبِرُ عَلَي هَذَا مِن شَتمِ آبَائِنَا وَ تَسفِيهِ أَحلَامِنَا وَ عَيبِ آلِهَتِنَا حَتّي تَكُفّهُ عَنّا أَو نُنَازِلَهُ فِي ذَلِكَ حَتّي يَهلِكَ أَحَدُ الفَرِيقَينِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ للِنبّيِ‌ّص مَا بَالُ أَقوَامِكَ يَشكُونَكَ فَقَالَص إنِيّ‌ أُرِيدُهُم عَلَي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقُولُونَهَا تَدِينُ لَهُم بِهَا العَرَبُ وَ تؤُدَيّ‌ إِلَيهِم بِهَا العَجَمُ الجِزيَةَ فَقَالُوا كَلِمَةً وَاحِدَةً نَعَم وَ أَبِيكَ عَشراً قَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ أَيّ كَلِمَةٍ هيِ‌َ يَا ابنَ أخَيِ‌ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَامُوا يَنفُضُونَ ثِيَابَهُم وَ يَقُولُونَأَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عُجابٌ إِلَي قَولِهِعَذابِ قَالَ ابنُ إِسحَاقَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لَهُ فِي السّرّ لَا تحَملِنيِ‌ مِنَ الأَمرِ مَا لَا أُطِيقُ فَظَنّ رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ قَد بَدَا لِعَمّهِ وَ أَنّهُ خَاذِلُهُ وَ أَنّهُ قَد ضَعُفَ عَن


صفحه : 87

نُصرَتِهِ فَقَالَ يَا عَمّاه لَو وُضِعَتِ الشّمسُ فِي يمَيِنيِ‌ وَ القَمَرُ فِي شمِاَليِ‌ مَا تَرَكتُ هَذَا القَولَ حَتّي أُنفِذَهُ أَو أُقتَلَ دُونَهُ ثُمّ استَعبَرَ فَبَكَي ثُمّ قَامَ يوُلَيّ‌ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ امضِ لِأَمرِكَ فَوَ اللّهِ لَا أَخذُلُكَ أَبَداً

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ قَالَص إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ‌ أَن أَدعُوَ إِلَي دِينِهِ الحَنِيفِيّةِ وَ خَرَجَ مِن عِندِهِ مُغضَباً فَدَعَاهُ أَبُو طَالِبٍ وَ طَيّبَ قَلبَهُ وَ وَعَدَهُ بِالنّصرِ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


وَ اللّهِ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم   حَتّي أُوَسّدَ فِي التّرَابِ دَفِيناً

فَاصدَع بِأَمرِكَ مَا عَلَيكَ غَضَاضَةٌ   وَ أَبشِر بِذَاكَ وَ قَرّ مِنكَ عُيُوناً

وَ دعَوَتنَيِ‌ وَ زَعَمتَ أَنّكَ نَاصِحٌ   فَلَقَد صَدَقتَ وَ كُنتَ قُدماً أَمِيناً

وَ عَرَضتَ دِيناً قَد عَرَفتُ بِأَنّهُ   مِن خَيرِ أَديَانِ البَرِيّةِ دِيناً

لَو لَا المَخَافَةُ أَن يَكُونَ مَعَرّةً   لوَجَدَتنَيِ‌ سَمِحاً بِذَاكَ مُبِيناً

الطبّرَيِ‌ّ وَ الواَحدِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِمَا عَنِ السدّيّ‌ّ وَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ فِي كِتَابِ النّبُوّةِ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع أَنّهُ اجتَمَعَت قُرَيشٌ إِلَي أَبِي طَالِبٍ وَ رَسُولُ اللّهِص عِندَهُ فَقَالُوا نَسأَلُكَ مِنِ ابنِ أَخِيكَ النّصَفَ قَالَ وَ مَا النّصَفُ مِنهُ قَالُوا يَكُفّ عَنّا وَ نَكُفّ عَنهُ فَلَا يُكَلّمُنَا وَ لَا نُكَلّمُهُ وَ لَا يُقَاتِلُنَا وَ لَا نُقَاتِلُهُ إِلّا أَنّ هَذِهِ الدّعوَةَ قَد بَاعَدَت بَينَ القُلُوبِ وَ زَرَعَتِ الشّحنَاءَ وَ أَنبَتَتِ البَغضَاءَ فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ أَ سَمِعتَ قَالَ يَا عَمّ لَو أنَصفَنَيِ‌ بَنُو عمَيّ‌ لَأَجَابُوا دعَوتَيِ‌ وَ قَبِلُوا نصَيِحتَيِ‌ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ‌ أَن أَدعُوَ إِلَي دِينِهِ الحَنِيفِيّةِ مِلّةِ اِبرَاهِيمَ فَمَن أجَاَبنَيِ‌ فَلَهُ عِندَ اللّهِ الرّضوَانُ وَ الخُلُودُ فِي الجِنَانِ وَ مَن عصَاَنيِ‌ قَاتَلتُهُحَتّي يَحكُمَ اللّهُ بَينَنا وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ


صفحه : 88

فَقَالُوا قُل لَهُ يَكُفّ عَن شَتمِ آلِهَتِنَا فَلَا يَذكُرهَا بِسُوءٍ فَنَزَلَأَ فَغَيرَ اللّهِ تأَمرُوُنيّ‌ أَعبُدُقَالُوا إِن كَانَ صَادِقاً فَليُخبِرنَا مَن يُؤمِنُ مِنّا وَ مَن يَكفُرُ فَإِن وَجَدنَاهُ صَادِقاً آمَنّا بِهِ فَنَزَلَما كانَ اللّهُ لِيَذَرَ المُؤمِنِينَقَالُوا وَ اللّهِ لَنَشتُمَنّكَ وَ إِلَهَكَ فَنَزَلَوَ انطَلَقَ المَلَأُ مِنهُمقَالُوا قُل لَهُ فَليَعبُد مَا نَعبُدُ وَ نَعبُدُ مَا يَعبُدُ فَنَزَلَت سُورَةُ الكَافِرِينَ فَقَالُوا قُل لَهُ أَرسَلَهُ اللّهُ إِلَينَا خَاصّةً أَم إِلَي النّاسِ كَافّةً قَالَ بَل إِلَي النّاسِ أُرسِلتُ كَافّةً إِلَي الأَبيَضِ وَ الأَسوَدِ وَ مَن عَلَي رُءُوسِ الجِبَالِ وَ مَن فِي لُجَجِ البِحَارِ وَ لَأَدعُوَنّ السّنَةَ فَارِسَ وَ الرّومَيا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم جَمِيعاًفَتَجَبّرَت قُرَيشٌ وَ استَكبَرَت وَ قَالَت وَ اللّهِ لَو سَمِعَت بِهَذَا فَارِسُ وَ الرّومُ لَاختَطَفَتنَا مِن أَرضِنَا وَ لَقَلَعَتِ الكَعبَةَ حَجَراً حَجَراً فَنَزَلَوَ قالُوا إِن نَتّبِعِ الهُدي مَعَكَ وَ قَولُهُأَ لَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبّكَ فَقَالَ المُطعِمُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ اللّهِ يَا بَا طَالِبٍ لَقَد أَنصَفَكَ قَومُكَ وَ جَهَدُوا عَلَي أَن يَتَخَلّصُوا مِمّا تَكرَهُهُ فَمَا أَرَاكَ تُرِيدُ أَن تَقبَلَ مِنهُم شَيئاً فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ اللّهِ مَا أنَصفَوُنيِ‌ وَ لَكِنّكَ قَد أَجمَعتَ عَلَي خذِلاَنيِ‌ وَ مُظَاهَرَةِ القَومِ عَلَيّ فَاصنَع مَا بَدَا لَكَ فَوَثَبَ كُلّ قَبِيلَةٍ عَلَي مَا فِيهَا مِنَ المُسلِمِينَ يُعَذّبُونَهُم وَ يَفتِنُونَهُم عَن دِينِهِم وَ الِاستِهزَاءِ باِلنبّيِ‌ّص وَ مَنَعَ اللّهُ رَسُولَهُ بِعَمّهِ أَبِي طَالِبٍ مِنهُم وَ قَد قَامَ أَبُو طَالِبٍ حِينَ رَأَي قُرَيشاً تَصنَعُ مَا تَصنَعُ فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَدَعَاهُم إِلَي مَا هُوَ عَلَيهِ مِن مَنعِ رَسُولِ اللّهِ وَ القِيَامِ دُونَهُ إِلّا أَبَا لَهَبٍ كَمَا قَالَ اللّهُوَ لَيَنصُرَنّ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ وَ قَدِمَ قَومٌ مِن قُرَيشٍ مِنَ الطّائِفِ وَ أَنكَرُوا ذَلِكَ وَ وَقَعَت فِتنَةٌ فَأَمَرَ النّبِيّص المُسلِمِينَ أَن يَخرُجُوا إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ ابنُ عَبّاسٍ دَخَلَ النّبِيّص الكَعبَةَ وَ افتَتَحَ الصّلَاةَ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ مَن يَقُومُ إِلَي هَذَا الرّجُلِ فَيُفسِدَ عَلَيهِ صَلَاتَهُ فَقَامَ ابنُ الزّبَعرَي وَ تَنَاوَلَ فَرثاً وَ دَماً وَ أَلقَي ذَلِكَ عَلَيهِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَد سَلّ سَيفَهُ فَلَمّا رَأَوهُ جَعَلُوا يَنهَضُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ لَئِن قَامَ أَحَدٌ جَلّلتُهُ


صفحه : 89

بسِيَفيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ مَنِ الفَاعِلُ بِكَ قَالَ هَذَا عَبدُ اللّهِ فَأَخَذَ أَبُو طَالِبٍ فَرثاً وَ دَماً وَ أَلقَي عَلَيهِ

وَ فِي رِوَايَةٍ مُتَوَاتِرَةٍ أَنّهُ أَمَرَ عَبِيدَهُ أَن يُلقُوا السّلَي عَن ظَهرِهِ وَ يَغسِلُوهُ ثُمّ أَمَرَهُم أَن يَأخُذُوهُ فَيُمِرّوا عَلَي أَسبِلَةِ القَومِ بِذَلِكَ

الطبّرَيِ‌ّ وَ البلَاذرُيِ‌ّ وَ الضّحّاكُ قَالَ لَمّا رَأَت قُرَيشٌ حَمِيّةَ قَومِهِ وَ ذَبّ عَمّهِ أَبِي طَالِبٍ عَنهُ جَاءُوا إِلَيهِ وَ قَالُوا جِئنَاكَ بِفَتَي قُرَيشٍ جَمَالًا وَ جُوداً وَ شَهَامَةً عُمَارَةَ بنِ الوَلِيدِ نَدفَعُهُ إِلَيكَ يَكُونُ نَصرُهُ وَ مِيرَاثُهُ لَكَ وَ مَعَ ذَلِكَ مِن عِندِنَا مَالٌ وَ تَدفَعُ إِلَينَا ابنَ أَخِيكَ ألّذِي فَرّقَ جَمَاعَتَنَا وَ سَفّهَ أَحلَامَنَا فَنَقتُلَهُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أنَصفَتمُوُنيِ‌ أَ تعُطوُننَيِ‌ ابنَكُم أَغذُوهُ لَكُم وَ تَأخُذُونَ ابنيِ‌ تَقتُلُونَهُ هَذَا وَ اللّهِ مَا لَا يَكُونُ أَبَداً أَ تَعلَمُونَ أَنّ النّاقَةَ إِذَا فَقَدَت وَلَدَهَا لَا تَحِنّ إِلَي غَيرِهِ ثُمّ نَهَرَهُم فَهَمّوا بِاغتِيَالِهِ فَمَنَعَهُم أَبُو طَالِبٍ مِن ذَلِكَ وَ قَالَ فِيهِ


حَمَيتُ الرّسُولَ رَسُولَ الإِلَهِ   بِبَيضٍ تَلَألَأُ مِثلَ البُرُوقِ

أَذُبّ وَ أحَميِ‌ رَسُولَ الإِلَهِ   حِمَايَةَ عَمّ عَلَيهِ شَفُوقٌ

وَ أَنشَدَ


يَقُولُونَ لِي دَع نَصرَ مَن جَاءَ بِالهُدَي   وَ غَالِب لَنَا غَلّابَ كُلّ مُغَالِبِ

وَ سَلّم إِلَينَا أَحمَدَ وَ اكفُلَنّ لَنَا   بَنِينَا وَ لَا تَحفِل بِقَولِ المُعَاتِبِ

فَقُلتُ لَهُمُ اللّهُ ربَيّ‌ وَ ناَصرِيِ‌   عَلَي كُلّ بَاغٍ مِن لؤُيَ‌ّ بنِ غَالِبِ

مقاتل لمارأت قريش يعلو أمره قالوا لانري محمدا يزداد إلاكبرا وتكبرا و إن هو إلاساحر أومجنون وتوعدوه وتعاقدوا لئن مات أبوطالب ليجمعن قبائل قريش


صفحه : 90

كلها علي قتله وبلغ ذلك أباطالب فجمع بني‌ هاشم وأحلافهم من قريش فوصاهم برسول الله و قال إن ابن أخي‌ كما يقول أخبرنا بذلك آباؤنا وعلماؤنا أن محمدا نبي‌ صادق وأمين ناطق و أن شأنه أعظم شأن ومكانه من ربه أعلي مكان فأجيبوا دعوته واجتمعوا علي نصرته وراموا عدوه من وراء حوزته فإنه الشرف الباقي‌ لكم الدهر وأنشأ يقول


أوصي‌ بنصر النبي الخير مشهده   عليا ابني‌ وعم الخير عباسا

وحمزة الأسد المخشي‌ صولته   وجعفرا أن تذودوا دونه الناسا

وهاشما كلها أوصي‌ بنصرته   أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا

كونوا فدي لكم نفسي‌ و ماولدت   من دون أحمد عندالروع أتراسا

بكل أبيض مصقول عوارضه   تخاله في سواد الليل مِقباسا

وحض أخاه حمزة علي اتباعه إذ أقبل حمزة متوشحا بقوسه راجعا من قنص له فوجد النبي ص في دار أخته محموما وهي‌ باكية فقال ماشأنك قالت ذل الحمي يابا عمارة لولقيت مالقي‌ ابن أخيك محمدآنفا من أبي الحكم بن هشام وجده هاهنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه مايكره فانصرف ودخل المسجد وشج رأسه شجة منكرة فهم قرباؤه بضربه فقال أبوجهل دعوا أباعمارة لكيلا يسلم ثم عاد حمزة إلي النبي ص و قال عزبما صنع بك ثم أخبره بصنيعه فلم يرض النبي ص و قال ياعم لأنت منهم فأسلم حمزة فعرفت قريش أن رسول الله قد عز و أن حمزة سيمنعه

قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَنَزَلَأَ وَ مَن كانَ مَيتاً فَأَحيَيناهُ وَ سُرّ أَبُو طَالِبٍ بِإِسلَامِهِ وَ أَنشَأَ يَقُولُ


صَبراً أَبَا يَعلَي عَلَي دِينِ أَحمَدَ   وَ كُن مُظهِراً لِلدّينِ وُفّقتَ صَابِراً

صفحه : 91


وَ حُط مَن أَتَي بِالدّينِ مِن عِندِ رَبّهِ   بِصِدقٍ وَ حَقّ لَا تَكُن حَمزَ كَافِراً

فَقَد سرَنّيِ‌ إِذ قُلتَ إِنّكَ مُؤمِنٌ   فَكُن لِرَسُولِ اللّهِ فِي اللّهِ نَاصِراً

فَنَادِ قُرَيشاً باِلذّيِ‌ قَد أَتَيتَهُ   جِهَاراً وَ قُل مَا كَانَ أَحمَدُ سَاحِراً

وَ قَالَ لِابنِهِ طَالِبٍ


ابنيِ‌ طَالِبُ إِنّ شَيخَكَ نَاصِحٌ   فِيمَا يَقُولُ مُسَدّدٌ لَكَ رَاتِقٌ

فَاضرِب بِسَيفِكَ مَن أَرَادَ مَسَاءَهُ   حَتّي تَكُونَ لذِيِ‌ المَنِيّةِ ذَائِقٌ

هَذَا رجَاَئيِ‌ فِيكَ بَعدَ منَيِتّيِ‌   لَا زِلتُ فِيكَ بِكُلّ رُشدٍ وَاثِقٌ

فَاعضُد قُوَاهُ يَا بنُيَ‌ّ وَ كُن لَهُ   إنِيّ‌ بِجَدّكَ لَا مَحَالَةَ لَاحِقٌ

آهاً أُرَدّدُ حَسرَةً لِفِرَاِقِه   إِذ لَم أَرَاهُ قَد تَطَاوَلَ بَاسِقٌ

أَ تَرَي أَرَاهُ وَ اللّوَاءُ أَمَامَهُ   وَ عَلِيّ ابنيِ‌ لِلّوَاءِ مُعَانِقٌ

أَ تَرَاهُ يَشفَعُ لِي وَ يَرحَمُ عبَرتَيِ‌   هَيهَاتَ إنِيّ‌ لَا مَحَالَةَ رَاهِقٌ

وَ كَتَبَ إِلَي النجّاَشيِ‌ّ‌«تَعَلّم أَبَيتَ اللّعنَ أَنّ مُحَمّداً»الأَبيَاتَ فَأَسلَمَ النجّاَشيِ‌ّ وَ كَانَ قَد سَمِعَ مُذَاكَرَةَ جَعفَرٍ وَ عَمرِو بنِ العَاصِ وَ نَزَلَ فِيهِوَ إِذا سَمِعُوا ما أُنزِلَ إِلَي الرّسُولِ إِلَي قَولِهِجَزاءُ المُحسِنِينَ

عِكرِمَةُ وَ عُروَةُ بنُ الزّبَيرِ وَ حَدِيثُهُمَا لَمّا رَأَت قُرَيشٌ أَنّهُ يَفشُو أَمرُهُ فِي القَبَائِلِ وَ أَنّ حَمزَةَ أَسلَمَ وَ أَنّ عَمرَو بنَ العَاصِ رُدّ فِي حَاجَتِهِ عِندَ النجّاَشيِ‌ّ فَأَجمَعُوا أَمرَهُم وَ مَكرَهُم عَلَي أَن يَقتُلُوا رَسُولَ اللّهِص عَلَانِيَةً فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ جَمَعَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَأَجمَعَ لَهُم أَمرَهُم عَلَي أَن يُدخِلُوا رَسُولَ اللّهِ شِعبَهُم فَاجتَمَعَ قُرَيشٌ فِي دَارِ النّدوَةِ وَ كَتَبُوا صَحِيفَةً عَلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَن لَا يُكَلّمُوهُم وَ لَا يُزَوّجُوهُم وَ لَا يَتَزَوّجُوا إِلَيهِم وَ لَا يُبَايِعُوهُم


صفحه : 92

أَو يُسَلّمُوا إِلَيهِم رَسُولَ اللّهِص وَ خَتَمَ عَلَيهَا أَربَعُونَ خَاتَماً وَ عَلّقُوهَا فِي جَوفِ الكَعبَةِ وَ فِي رِوَايَةٍ عِندَ زَمعَةَ بنِ الأَسوَدِ فَجَمَعَ أَبُو طَالِبٍ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ المُطّلِبِ فِي شِعبِهِ وَ كَانُوا أَربَعِينَ رَجُلًا مُؤمِنَهُم وَ كَافِرَهُم مَا خَلَا أَبَا لَهَبٍ وَ أَبَا سُفيَانَ فَظَاهَرَاهُم عَلَيهِ فَحَلَفَ أَبُو طَالِبٍ لَئِن شَاكَت مُحَمّداً شَوكَةٌ لَآَتِيَنّ عَلَيكُم يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ حَصّنَ الشّعبَ وَ كَانَ يَحرُسُهُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ


أَ لَم تَعلَمُوا أَنّا وَجَدنَا مُحَمّداً   نَبِيّاً كَمُوسَي خُطّ فِي أَوّلِ الكُتُبِ

أَ لَيسَ أَبُونَا هَاشِمٌ شَدّ أَزرَهُ   وَ أَوصَي بَنِيهِ بِالطّعَاِن وَ بِالضّربِ

وَ إِنّ ألّذِي عَلّقتُم مِن كِتَابِكُم   يَكُونُ لَكُم يَوماً كَرَاغِيَةِ السّقبِ

أَفِيقُوا أَفِيقُوا قَبلَ أَن تُحفَرَ الزّبَي   وَ يُصبِحَ مَن لَم يَجنِ ذَنباً كذَيِ‌ الذّنبِ

وَ لَهُ


وَ قَالُوا خُطّةً جَوراً وَ حُمقاً   وَ بَعضُ القَولِ أَبلَجُ مُستَقِيمٌ

لِتَخرُجَ هَاشِمٌ فَيَصِيرَ مِنهَا   بَلَاقِعُ بَطنِ مَكّةَ وَ الحَطِيمُ

فَمَهلًا قَومَنَا لَا تَركَبُونَا   بِمَظلِمَةٍ لَهَا أَمرٌ وَخِيمٌ

فَيَندَمَ بَعضُكُم وَ يَذِلّ بَعضٌ   وَ لَيسَ بِمُفلِحٍ أَبَداً ظَلُومٌ

فَلَا وَ الرّاقِصَاتِ بِكُلّ خَرقٍ   إِلَي مَعمُورِ مَكّةَ لَا يَرِيمُ

طُوَالَ الدّهرِ حَتّي تَقتُلُونَا   وَ نَقتُلَكُم وَ تلَتقَيِ‌َ الخُصُومُ

وَ يَعلَمَ مَعشَرٌ قَطَعُوا وَ عَقّوا   بِأَنّهُم هُمُ الجَدّ الظّلِيمُ

أَرَادُوا قَتلَ أَحمَدَ ظَالِمِيهِ   وَ لَيسَ لِقَتلِهِ فِيهِم زَعِيمٌ

وَ دُونَ مُحَمّدٍ فِتيَانُ قَومٍ   هُمُ العِرنِينُ وَ العُضوُ الصّمِيمُ

وَ كَانَ أَبُو جَهلٍ وَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ وَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ بنِ كَلدَةَ وَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ يَخرُجُونَ إِلَي الطّرُقَاتِ فَمَن رَأَوهُ مَعَهُ مِيرَةٌ نَهَوهُ أَن يَبِيعَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ شَيئاً وَ يُحَذّرُونَهُ


صفحه : 93

مِنَ النّهبِ فَأَنفَقَت خَدِيجَةُ عَلَي النّبِيّ فِيهِ مَالًا كَثِيراً وَ مِن قَصِيدَةٍ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ


فَأَمسَي ابنُ عَبدِ اللّهِ فِينَا مُصَدّقاً   عَلَي سَاخِطٍ مِن قَومِنَا غَيرِ مُعَتّبٍ

فَلَا تَحسَبُونَا خَاذِلِينَ مُحَمّداً   لَدَي غُربَةٍ مِنّا وَ لَا مُتَقَرّبٍ

سَتَمنَعُهُ مِنّا يَدٌ هَاشِمِيّةٌ   وَ مُرَكّبُهَا فِي النّاسِ أَحسَنُ مُرَكّبٍ

فَلَا وَ ألّذِي تَخذَي لَهُ كُلّ نِضوَةٍ   طَلِيحٍ بجِنَبيَ‌ نَخلَةَ فَالمُحَصّبِ

يَمِيناً صَدَقنَا اللّهَ فِيهَا وَ لَم نَكُن   لِنَحلِفَ بُطلًا بِالعَتِيقِ المُحَجّبِ

نُفَارِقُهُ حَتّي نُصرَعَ حَولَهُ   وَ مَا بَالُ تَكذِيبِ النّبِيّ المُقَرّبِ

وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا أَخَذَ مَضجَعَهُ وَ نَامَتِ العُيُونُ جَاءَهُ أَبُو طَالِبٍ فَأَنهَضَهُ عَن مَضجَعِهِ وَ أَضجَعَ عَلِيّاً مَكَانَهُ وَ وَكّلَ عَلَيهِ وُلدَهُ وَ وُلدَ أَخِيهِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا أَبَتَاه إنِيّ‌ مَقتُولٌ ذَاتَ لَيلَةٍ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ


اصبِرَنّ يَا بنُيَ‌ّ فَالصّبرُ أَحجَي   كُلّ حيَ‌ّ مَصِيرُهُ لِشَعُوبٍ

قَد بَلَونَاكَ وَ البَلَاءُ شَدِيدٌ   لِفَدَاءِ النّجِيبِ وَ ابنِ النّجِيبِ

لِفَدَاءِ الأَعَزّ ذيِ‌ الحَسَبِ الثّاقِبِ   وَ البَاعِ وَ الفَنَاءِ الرّحِيبِ

إِن تُصِبكَ المَنُونُ بِالنّبَلِ تَترَي   فَمُصِيبٌ مِنهَا وَ غَيرُ مُصِيبٍ

كُلّ حيَ‌ّ وَ إِن تَتَطَاوَلُ عُمُراً   آخِذٌ مِن سِهَامِهَا بِنَصِيبٍ

فَقَالَ عَلِيّ ع


أَ تأَمرُنُيِ‌ بِالصّبرِ فِي نَصرِ أَحمَدَ   فَوَ اللّهِ مَا قُلتُ ألّذِي قُلتُ جَازِعاً

وَ لكَنِنّيِ‌ أَحبَبتُ أَن تَرَ نصُرتَيِ‌   وَ تَعلَمُ أنَيّ‌ لَم أَزَل لَكَ طَائِعاً

وَ سعَييِ‌ لِوَجهِ اللّهِ فِي نَصرِ أَحمَدَ   نبَيِ‌ّ الهُدَي المَحمُودِ طِفلًا وَ يَافِعاً

وَ كَانُوا لَا يَأمَنُونَ إِلّا فِي مَوسِمِ العُمرَةِ فِي رَجَبٍ وَ مَوسِمِ الحَجّ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ فَيَشتَرُونَ وَ يَبِيعُونَ فِيهِمَا وَ كَانَ النّبِيّص فِي كُلّ مَوسِمٍ يَدُورُ عَلَي قَبَائِلِ العَرَبِ فَيَقُولُ


صفحه : 94

لَهُم تَمنَعُونَ لِي جاَنبِيِ‌ حَتّي أَتلُوَ عَلَيكُم كِتَابَ ربَيّ‌ وَ ثَوَابُكُم عَلَي اللّهِ الجَنّةُ وَ أَبُو لَهَبٍ فِي أَثَرِهِ يَقُولُ إِنّهُ ابنُ أخَيِ‌ وَ هُوَ كَذّابٌ سَاحِرٌ فَأَصَابَهُمُ الجَهدَ وَ بَعَثَت قُرَيشٌ إِلَي أَبِي طَالِبٍ ادفَع إِلَينَا مُحَمّداً حَتّي نَقتُلَهُ وَ نُمَلّكُكَ عَلَينَا فَأَنشَأَ أَبُو طَالِبٍ اللّامِيّةَ التّيِ‌ يَقُولُ فِيهَا وَ أَبيَضَ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ فَلَمّا سَمِعُوا هَذِهِ القَصِيدَةَ أَيِسُوا مِنهُ فَكَانَ أَبُو العَاصِ بنُ الرّبِيعِ وَ هُوَ خَتَنُ رَسُولِ اللّهِص يجَيِ‌ءُ بِالعِيرِ بِاللّيلِ عَلَيهَا البُرّ وَ التّمرُ إِلَي بَابِ الشّعبِ ثُمّ يُصبِحُ بِهَا فَحَمِدَ النّبِيّص فِعلَهُ فَمَكَثُوا بِذَلِكَ أَربَعَ سِنِينَ وَ قَالَ ابنُ سِيرِينَ ثَلَاثَ سِنِينَ

وَ فِي كِتَابِ شَرَفِ المُصطَفَيفَبَعَثَ اللّهُ عَلَي صَحِيفَتِهِمُ الأَرَضَةَ فَلَحِسَهَا فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ فَأَخبَرَ النّبِيّص بِذَلِكَ فَأَخبَرَ النّبِيّص أَبَا طَالِبٍ فَدَخَلَ أَبُو طَالِبٍ عَلَي قُرَيشٍ فِي المَسجِدِ فَعَظّمُوهُ وَ قَالُوا أَرَدتَ مُوَاصَلَتَنَا وَ أَن تُسَلّمَ ابنَ أَخِيكَ إِلَينَا قَالَ وَ اللّهِ مَا جِئتُ لِهَذَا وَ لَكِنِ ابنُ أخَيِ‌ أخَبرَنَيِ‌ وَ لَم يكَذبِنيِ‌ أَنّ اللّهَ قَد أَخبَرَهُ بِحَالِ صَحِيفَتِكُم فَابعَثُوا إلِيَ‌ّ صَحِيفَتِكُم فَإِن كَانَ حَقّاً فَاتّقُوا اللّهَ وَ ارجِعُوا عَمّا أَنتُم عَلَيهِ مِنَ الظّلمِ وَ قَطِيعَةِ الرّحِمِ وَ إِن كَانَ بَاطِلًا دَفَعتُهُ إِلَيكُم فَأَتَوا بِهَا وَ فَكّوا الخَوَاتِيمَ وَ إِذَا فِيهَا بِاسمِكَ أللّهُمّ وَ اسمِ مُحَمّدٍ فَقَط فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ اتّقُوا اللّهَ وَ كُفّوا عَمّا أَنتُم عَلَيهِ فَسَكَتُوا وَ تَفَرّقُوا فَنَزَلَادعُ إِلي سَبِيلِ رَبّكَ قَالَ كَيفَ أَدعُوهُم وَ قَد صَالَحُوا عَلَي تَركِ الدّعوَةِ فَنَزَلَيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُفَسَأَلَ النّبِيّص أَبَا طَالِبٍ الخُرُوجَ مِنَ الشّعبِ فَاجتَمَعَ سَبعَةُ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ عَلَي نَقضِهَا وَ هُم مَطعَمُ بنُ عدَيِ‌ّ بنِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ ألّذِي أَجَارَ النّبِيّص لَمّا انصَرَفَ مِنَ الطّائِفِ وَ زُهَيرُ بنُ أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ خَتَنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي ابنَتِهِ عَاتِكَةَ وَ هِشَامُ بنُ عَمرِو بنِ لؤُيَ‌ّ بنِ غَالِبٍ وَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ بنُ هِشَامٍ وَ زَمعَةُ بنِ الأَسوَدِ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ السّبعَةُ أَحرَقَهَا اللّهُ وَ عَزَمُوا أَن يَقطَعُوا يَمِينَ كَاتِبِهَا وَ هُوَ مَنصُورُ بنُ عِكرِمَةَ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافِ بنِ عَبدِ الدّارِ فَوَجَدُوهَا شَلّا فَقَالُوا قَطَعَهَا اللّهُ


صفحه : 95

فَأَخَذَ النّبِيّص فِي الدّعوَةِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ


أَلَا هَل أَتَي نَجداً بِنَا صَنَعَ رَبّنَا   عَلَي نَأيِهِم وَ اللّهُ بِالنّاسِ أَرفَدُ

فَيُخبِرَهُم أَنّ الصّحِيفَةَ مُزّقَت   وَ أَنّ كُلّ مَا لَم يَرضَهُ اللّهُ يُفسَدُ

يُرَاوِحُهَا إِفكٌ وَ سِحرٌ مُجَمّعٌ   وَ لَم تَلقَ سِحراً آخَرَ الدّهرِ يَصعَدُ

وَ لَهُ أَيضاً


وَ قَد كَانَ مِن أَمرِ الصّحِيفَةِ عِبرَةٌ   مَتَي مَا يُخبَرُ غَائِبُ القَومِ يُعجِبُ

مَحَا اللّهُ مِنهَا كُفرَهُم وَ عُقُوقَهُم   وَ مَا نَقَمُوا مِن نَاطِقِ الحَقّ مُعرِبٌ

وَ أَصبَحَ مَا قَالُوا مِنَ الأَمرِ بَاطِلًا   وَ مَن يَختَلِقُ مَا لَيسَ بِالحَقّ يَكذِبُ

وَ أَمسَي ابنُ عَبدِ اللّهِ فِينَا مُصَدّقاً   عَلَي سَخَطٍ مِن قَومِنَا غَيرِ مُعَتّبٍ

وَ لَهُ


تَطَاوَلَ ليَليِ‌ بِهَمّ نَصَبٍ   وَ دمَعيِ‌ كَسَحّ السّقَاءِ السّرِبِ

لِلَعِبِ قصُيَ‌ّ بِأَحلَامِهَا   وَ هَل يَرجِعُ الحُلُمُ بَعدَ اللّعِبِ

وَ نفَي‌ِ قصُيَ‌ّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ   كنَفَي‌ِ الطّهَاةِ لِطَافَ الحَطَبِ

وَ قَالُوا لِأَحمَدَ أَنتَ امرُؤٌ   خُلُوفُ الحَدِيثِ ضَعِيفُ النّسَبِ

أَلَا إِنّ أَحمَدَ قَد جَاءَهُم   بِحَقّ وَ لَم يَأتِهِم بِالكَذِبِ

عَلَي أَنّ إِخوَانَنَا وَازَرُوا   بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ المُطّلِبِ

هُمَا أَخَوَانِ كَعَظمِ اليَمِينِ   أُمِرّا عَلَينَا كَعَقدِ الكَرَبِ

فَيَا لقِصُيَ‌ّ أَ لَم تُخبَرُوا   بِمَا قَد خَلَا مِن شُئُونِ العَرَبِ

فَلَا تُمسِكُنّ بِأَيدِيكُم   بَعِيدَ الأُنُوفِ بِعَجبِ الذّنَبِ

وَ رُمتُم بِأَحمَدَ مَا رُمتُم   عَلَي الآصِرَاتِ وَ قُربِ النّسَبِ

صفحه : 96


فَأَنّي وَ مَا حَجّ مِن رَاكِبٍ   وَ كَعبَةُ مَكّةَ ذَاتُ الحُجُبِ

تَنَالُونَ أَحمَدَ أَو تَصطَلُوا   ظُبَاةَ الرّمَاحِ وَ حَدّ القُضُبِ

وَ تَقتَرِفُوا بَينَ أَبيَاتِكُم   صُدُورَ العوَاَليِ‌ وَ خَيلًا عُصَبَ

بيان حدب عليه بالكسر أي تعطف ذكره الجوهري‌ و قال قال ابن السكيت يقال للناس إذاكثروا بمكان فأقبلوا وأدبروا واختلطوا رأيتهم يهتمشون و قال يقال قدما كان كذا وكذا و هواسم من القدم قوله أن يكون معرة المعرة الإثم والأمر القبيح المكروه والأذي ولعل المعني لو لا أن يكون إظهاري‌ للإسلام سببا للفتن والحروب وعدم تمكني‌ من نصرتك لأظهرته والأمراس جمع المرس بفتح الراء أي الحبل أوجمع المرس بكسر الراء و هوالشديد ألذي مارس الأمور وجربها و ما في البيت يحتملهما قوله عوارضه أي نواصيه وصفحاته والمقباس بالكسر شعلة نار تقتبس من معظم النار والقنص بالتحريك الصيد قوله ذل الحمي الحمي بالكسر مايحمي ويدفع عنه و لايقرب أي ما كان يحمي ويدفع عنه من ساحة عزنا ذل وصار ذلولا من كثرة ورود من لايراعيه قوله عزبما صنع أي سل وصبر نفسك و في بعض النسخ تعز و هوأظهر قوله لامحالة راهق الرهق غشيان المحارم والمراد الشفاعة في القيامة و في بعض النسخ بالزاي‌ المعجمة أي هالك ميت فالمراد الشفاعة في الدنيا حتي يري ماتمني و هذاأظهر. قوله و أباسفيان هو أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب . قوله شد أزره أي قواه بأن أوصي بنصره . قوله كراغية السقب السقب الولد الذكر من الناقة ولعله تمثيل لعدم


صفحه : 97

انتفاعهم بتلك الصحيفة كما لاينتفع برغاء السقب أولاضطرارهم وجزعهم يوما ما قوله قبل أن تحفر الزبي الزبي جمع الزبية و هو مايحفر للأسد و هوكناية عن تهيؤ الفتن والشرور لهم وكون من لم يجن ذنبا كذي‌ الذنب إما لتوزع بالهم جميعا ودهشتهم أوالمراد بمن لاذنب له من ترك النصرة و لم يضر قوله وقالوا خطة القول هنا بمعني الفعل والخطة بالضم الأمر والقصة والجهل قوله والراقصات أي النوق الراقصة والخرق بالفتح الأرض الواسعة و قوله لايريم صفة لمعمور مكة أي لايبرح و قوله لانفي‌ لماتقدم أي لايتهيأ لهم تلك الخطة طول الدهر بحق الراقصات حتي يقتلونا أوالنفي‌ متعلق بيريم والقسم معترض و لاثانيا تأكيد وطول الدهر فاعل يريم والأصوب أنه لانريم بصيغة المتكلم كما هو في سائر النسخ للديوان وغيره فلاتأكيد وطوال منصوب والزعيم الكفيل وعرانين القوم سادتهم وصميم الشي‌ء خالصه قوله غيرمعتب أي لايتيسر رضاؤه والمركب مصدر ميمي‌ أي تركيبها والنضوة الناقة المهزولة وطلح البعير إذاعيي‌ فهو طليح وناقة طليح أسفار إذاجهدها السير وهزلها والنخلة والمحصب اسمان لموضعين . قوله بطلا أي باطلا والعتيق المحجب الكعبة قوله أحجي أي أجدر وأولي والشعوب بالفتح والضم المنية قوله بنا صنع ربنا الظرف متعلق بالصنع و في بعض النسخ نبأ بتقديم النون قوله و مانقموا كلمة ماموصولة ومعرب خبرها والسح السيلان والسرب الجاري‌ والطهاة الطباخون وإنهم لايعتنون بالأحطاب اللطيفة الدقيقة ويرمونها تحت القدر بسهولة قوله كعظم اليمين أي كعظمين متلاصقين تركب منهما الساعد قوله أمرا علينا يقال أمررت الحبل إذافتلته فتلا شديدا يقال فلان أمر عقدا من فلان أي أحكم أمرا منه وأوفي ذمة والكرب بالتحريك الحبل ألذي يشد في وسط العراقي‌ ثم يثني ثم يثلث ليكون هو ألذي يلي‌ الماء فلايعفن الحبل الكبير والعجب أصل الذنب كناية عن الأداني‌ كما أن الأنوف


صفحه : 98

كناية عن الأشراف والآصرة ماعطفك علي رجل من رحم أوقرابة أوصهر أومعروف و قوله فأني استفهام للإنكار و ماحج قسم معترض أي أني تنالونه إلا أن تصطلوا نار الحرب وسيف قضيب أي قطاع والجمع قواضب وقضب .أقول روي السيد فخار بن معد الموسوي‌ رحمه الله فيما صنفه في إيمان أبي طالب قصة إضجاع أمير المؤمنين ع مكان الرسول ص عن السيد عبدالحميد بن التقي‌ بإسناده إلي الشريف أبي علي الموضح العلوي‌ إلي آخر مامر وقصة تحريض حمزة علي الإسلام وأشعاره في ذلك عن ابن إدريس بإسناده إلي أبي الفرج الأصفهاني‌

32- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] خَطَبَ أَبُو طَالِبٍ فِي نِكَاحِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ وَ المَقَامِ الكَرِيمِ وَ المَشعَرِ وَ الحَطِيمِ ألّذِي اصطَفَانَا أَعلَاماً وَ سَدَنَةً وَ عُرَفَاءَ خُلَصَاءَ وَ حَجَبَةً بَهَالِيلَ أَطهَاراً مِنَ الخَنَي وَ الرّيبِ وَ الأَذَي وَ العَيبِ وَ أَقَامَ لَنَا المَشَاعِرَ وَ فَضّلَنَا عَلَي العَشَائِرِ نُحِبّ آلَ اِبرَاهِيمَ وَ صَفوَتَهُ وَ زَرعَ إِسمَاعِيلَ فِي كَلَامٍ لَهُ ثُمّ قَالَ وَ قَد تَزَوّجتُ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ وَ سُقتُ المَهرَ وَ نَفّذتُ الأَمرَ فَاسأَلُوهُ وَ اشهَدُوا فَقَالَ أَسَدٌ زَوّجنَاكَ وَ رَضِينَا بِكَ ثُمّ أَطعَمَ النّاسَ فَقَالَ أُمَيّةُ بنُ الصّلتِ


أَغمَرَنَا عُرسُ أَبِي طَالِبٍ   فَكَانَ عُرساً لَيّنَ الحَالِبِ

إِقرَاؤُهُ البَدوَ بِأَقطَارِهِ   مِن رَاجِلِ خُفّ وَ مِن رَاكِبٍ

فَنَازَلُوهُ سَبعَةً أُحصِيَت   أَيّامُهَا لِلرّجُلِ الحَاسِبِ

بيان السدنة جمع السادن و هوخادم الكعبة والبهلول بالضم الضحاك والسيد الجامع لكل خير قوله نحب لعله علي البناء للمجهول وآل منصوب علي التخصيص كقوله نحن معاشر الأنبياء والأظهر أنه نخب بالخاء المعجمة


صفحه : 99

33-يل ،[الفضائل لابن شاذان ] الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي العَطّارُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الفاَروُسيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ رَوقٍ الخطَاّبيِ‌ّ عَنِ الحَجّاجِ بنِ مِنهَالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِمرَانَ عَن شَاذَانَ بنِ العَلَاءِ عَن عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ الصّمَدِ عَن سَالِمٍ عَن خَالِدِ بنِ السرّيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَسَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن مِيلَادِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ آهِ آهِ سَأَلتَ عَجَباً يَا جَابِرُ عَن خَيرِ مَولُودٍ وُلِدَ فِي شِبهِ المَسِيحِ إِنّ اللّهَ خَلَقَ عَلِيّاً نُوراً مِن نوُريِ‌ وَ خلَقَنَيِ‌ نُوراً مِن نُورِهِ وَ كِلَانَا مِن نُورِهِ نُوراً وَاحِداً وَ خَلَقَنَا مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ سَمَاءً مَبنِيّةً وَ لَا أَرضاً مَدحِيّةً أَو طُولًا أَو عَرضاً أَو ظُلمَةً أَو ضِيَاءً أَو بَحراً إِلَي هَوَاءٍ بِخَمسِينَ أَلفَ عَامٍ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَبّحَ نَفسَهُ فَسَبّحنَاهُ وَ قَدّسَ ذَاتَهُ فَقَدّسنَاهُ وَ مَجّدَ عَظَمَتَهُ فَمَجّدنَاهُ فَشَكَرَ اللّهُ تَعَالَي ذَلِكَ لَنَا فَخَلَقَ مِن تسَبيِحيِ‌َ السّمَاءَ فَسَمَكَهَا وَ الأَرضَ فَبَطَحَهَا وَ البِحَارَ فَعَمّقَهَا وَ خَلَقَ مِن تَسبِيحِ عَلِيّ المَلَائِكَةَ المُقَرّبِينَ فَكُلّمَا سَبّحَتِ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ مُنذُ أَوّلِ يَومٍ خَلَقَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةَ فَهُوَ لعِلَيِ‌ّ وَ شِيعَتِهِ يَا جَابِرُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ نَقَلَنَا فَقَذَفَ بِنَا فِي صُلبِ آدَمَ فَأَمّا أَنَا فَاستَقرَرتُ


صفحه : 100

فِي جَانِبِهِ الأَيمَنِ وَ أَمّا عَلِيّ فَاستَقَرّ فِي جَانِبِهِ الأَيسَرِ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَقَلَنَا مِن صُلبِ آدَمَ فِي الأَصلَابِ الطّاهِرَةِ فَمَا نقَلَنَيِ‌ مِن صُلبٍ إِلّا نَقَلَ عَلِيّاً معَيِ‌ فَلَم نَزَل كَذَلِكَ حَتّي أَطلَعَنَا اللّهُ تَعَالَي مِن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ ظَهرُ عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ نقَلَنَيِ‌ عَن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ استوَدعَنَيِ‌ خَيرَ رَحِمٍ وَ هيِ‌َ آمِنَةُ فَلَمّا أَن ظَهَرتُ ارتَجّتِ المَلَائِكَةُ وَ ضَجّت وَ قَالَت إِلَهَنَا وَ سَيّدَنَا مَا بَالُ وَلِيّكَ عَلِيّ لَا نَرَاهُ مَعَ النّورِ الأَزهَرِ يَعنُونَ بِذَلِكَ مُحَمّداًص فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَأَقِرّوا أنَيّ‌ أَعلَمُ بوِلَيِيّ‌ وَ أَشفَقُ عَلَيهِ مِنكُم فَأَطلَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلِيّاً مِن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ خَيرُ ظَهرٍ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ بَعدَ أَبِي وَ استَودَعَهُ خَيرَ رَحِمٍ وَ هيِ‌َ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ فَمِن قَبلِ أَن صَارَ فِي الرّحِمِ كَانَ رَجُلٌ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ وَ كَانَ زَاهِداً عَابِداً يُقَالُ لَهُ المثرم بنُ رعيب بنِ الشيقيان وَ كَانَ مِن أَحَدِ العُبّادِ قَد عَبَدَ اللّهَ تَعَالَي مِائَتَينِ وَ سَبعِينَ سَنَةً لَم يَسأَلهُ حَاجَةً حَتّي إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَسكَنَ فِي قَلبِهِ الحِكمَةَ وَ أَلهَمَهُ لِحُسنِ طَاعَتِهِ لِرَبّهِ فَسَأَلَ اللّهَ تَعَالَي أَن يُرِيَهُ وَلِيّاً لَهُ فَبَعَثَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ بأِبَيِ‌ طَالِبٍ فَلَمّا بَصُرَ بِهِ المثرم قَامَ إِلَيهِ وَ قَبّلَ رَأسَهُ وَ أَجلَسَهُ بَينَ يَدَيهِ ثُمّ قَالَ مَن أَنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن تِهَامَةَ فَقَالَ مِن أَيّ تِهَامَةَ فَقَالَ مِن عَبدِ مَنَافٍ فَقَالَ مِن أَيّ عَبدِ مَنَافٍ قَالَ مِن هَاشِمٍ فَوَثَبَ العَابِدُ وَ قَبّلَ رَأسَهُ ثَانِيَةً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي أرَاَنيِ‌ وَلِيّهُ


صفحه : 101

ثُمّ قَالَ أَبشِر يَا هَذَا فَإِنّ العلَيِ‌ّ الأَعلَي ألَهمَنَيِ‌ إِلهَاماً فِيهِ بِشَارَتُكَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَا هُوَ قَالَ وَلَدٌ يُولَدُ مِن ظَهرِكَ هُوَ ولَيِ‌ّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ فَإِن أَنتَ أَدرَكتَ ذَلِكَ الوَلَدَ مِن ذَلِكَ فَأَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لَهُ إِنّ المثرم يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ بِهِ تَتِمّ النّبُوّةُ وَ بعِلَيِ‌ّ تَتِمّ الوَصِيّةُ قَالَ فَبَكَي أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ فَمَا اسمُ هَذَا المَولُودِ قَالَ اسمُهُ عَلِيّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ إنِيّ‌ لَا أَعلَمُ حَقِيقَةَ مَا تَقُولُ إِلّا بِبُرهَانٍ مُبِينٍ وَ دَلَالَةٍ وَاضِحَةٍ قَالَ المثرم مَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَن أَعلَمَ أَنّ مَا تَقُولُهُ حَقّ وَ أَنّ رَبّ العَالَمِينَ أَلهَمَكَ ذَلِكَ قَالَ فَمَا تُرِيدُ أَن أَسأَلَ لَكَ اللّهَ تَعَالَي أَن يُطعِمَكَ فِي مَكَانِكَ هَذَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ أُرِيدُ طَعَاماً مِنَ الجَنّةِ فِي وقَتيِ‌ هَذَا قَالَ فَدَعَا الرّاهِبُ رَبّهُ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمَا استَتَمّ المثرم الدّعَاءَ حَتّي أتُيِ‌َ بِطَبَقٍ عَلَيهِ فَاكِهَةٌ مِنَ الجَنّةِ وَ عِذقٌ رَطبٌ وَ عِنَبٌ وَ رُمّانٌ فَجَاءَ بِهِ المثرم إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَتَنَاوَلَ مِنهُ رُمّانَةً فَنَهَضَ مِن سَاعَتِهِ إِلَي فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ فَلَمّا أَن نَحَي وَ استَودَعَهَا النّورَ ارتَجّتِ الأَرضُ وَ تَزَلزَلَت بِهِم سَبعَةَ أَيّامٍ حَتّي أَصَابَ قُرَيشاً مِن ذَلِكَ شِدّةٌ فَفَزِعُوا فَقَالُوا مُرّوا بِآلِهَتِكُم إِلَي ذِروَةِ جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ حَتّي نَسأَلَهُم يُسَكّنُونَ لَنَا مَا قَد نَزَلَ بِنَا وَ حَلّ بِسَاحَتِنَا فَلَمّا أَنِ اجتَمَعُوا إِلَي جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ وَ هُوَ يَرتَجّ ارتِجَاجاً وَ يَضطَرِبُ اضطِرَاباً فَتَسَاقَطَتِ الآلِهَةُ عَلَي وُجُوهِهَا فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي ذَلِكَ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا بِذَلِكَ ثُمّ صَعِدَ أَبُو طَالِبٍ الجَبَلَ وَ قَالَ لَهُم أَيّهَا النّاسُ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أَحدَثَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ


صفحه : 102

حَادِثاً وَ خَلَقَ فِيهَا خَلقاً أَن تُطِيعُوهُ وَ تُقِرّوا لَهُ بِالطّاعَةِ وَ تَشهَدُوا لَهُ بِالإِمَامَةِ المُستَحَقّةِ وَ إِلّا لَم يُسَكّن مَا بِكُم حَتّي لَا يَكُونَ بِتِهَامَةَ مُسَكّنٌ قَالُوا يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّا نَقُولُ بِمَقَالَتِكَ فَبَكَي وَ رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ أَسأَلُكَ بِالمُحَمّدِيّةِ المَحمُودَةِ وَ العَلَوِيّةِ العَالِيَةِ وَ الفَاطِمِيّةِ البَيضَاءِ إِلّا تَفَضّلتَ عَلَي تِهَامَةَ بِالرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمَا استَتَمّ أَبُو طَالِبٍ الكَلَامَ حَتّي سَكَنَتِ الأَرضُ وَ الجِبَالُ وَ تَعَجّبَ النّاسُ مِن ذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ فَقَد كَانَتِ العَرَبُ تَكتُبُ هَذِهِ الكَلِمَاتِ فَيَدعُونَ بِهَا عِندَ شَدَائِدِهِم فِي الجَاهِلِيّةِ وَ هيِ‌َ لَا تَعلَمُهَا وَ لَا تَعرِفُ حَقِيقَتَهَا حَتّي وُلِدَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ وُلِدَ فِيهَا عَلِيّ ع أَشرَقَتِ الأَرضُ وَ تَضَاعَفَتِ النّجُومُ فَأَبصَرَت قُرَيشٌ مِن ذَلِكَ عَجَباً فَصَاحَ بَعضُهُم فِي بَعضٍ وَ قَالُوا إِنّهُ قَد حَدَثَ فِي السّمَاءِ حَادِثٌ أَ تَرَونَ مِن إِشرَاقِ السّمَاءِ وَ ضِيَائِهَا وَ تَضَاعُفِ النّجُومِ بِهَا قَالَ فَخَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَ هُوَ يَتَخَلّلُ سِكَكَ مَكّةَ وَ مَوَاقِعَهَا وَ أَسوَاقَهَا وَ هُوَ يَقُولُ لَهُم أَيّهَا النّاسُ وُلِدَ اللّيلَ فِي الكَعبَةِ حُجّةُ اللّهِ تَعَالَي وَ ولَيِ‌ّ اللّهِ فبَقَيِ‌َ النّاسُ يَسأَلُونَهُ عَن عِلّةِ مَا يَرَونَ مِن إِشرَاقِ السّمَاءِ فَقَالَ لَهُم أَبشِرُوا فَقَد وُلِدَ هَذِهِ اللّيلَةَ ولَيِ‌ّ مِن أَولِيَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَختِمُ بِهِ جَمِيعَ الخَيرِ وَ يَذهَبُ بِهِ جَمِيعَ الشّرّ وَ يَتَجَنّبُ الشّركَ وَ الشّبُهَاتِ وَ لَم يَزَل يَلزَمُ هَذِهِ الأَلفَاظَ حَتّي أَصبَحَ فَدَخَلَ الكَعبَةَ وَ هُوَ يَقُولُ هَذِهِ الأَبيَاتَ


يَا رَبّ رَبّ الغَسَقِ الدجّيِ‌ّ   وَ القَمَرِ المُبتَلِجِ المضُيِ‌ّ

بَيّن لَنَا مِن حُكمِكَ المقَضيِ‌ّ   مَا ذَا تَرَي لِي فِي اسمِ ذَا الصبّيِ‌ّ

قَالَ فَسَمِعَ هَاتِفاً يَقُولُ


خُصّصتُمَا بِالوَلَدِ الزكّيِ‌ّ   وَ الطّاهِرِ المُطَهّرِ الرضّيِ‌ّ

صفحه : 103


إِنّ اسمَهُ مِن شَامِخٍ عَلِيّ   عَلِيّ اشتُقّ مِنَ العلَيِ‌ّ

فَلَمّا سَمِعَ هَذَا خَرَجَ مِنَ الكَعبَةِ وَ غَابَ عَن قَومِهِ أَربَعِينَ صَبَاحاً قَالَ جَابِرٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ عَلَيكَ السّلَامُ إِلَي أَينَ غَابَ قَالَ مَضَي إِلَي المثرم لِيُبَشّرَهُ بِمَولِدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ كَانَ المثرم قَد مَاتَ فِي جَبَلِ لُكَامٍ لِأَنّهُ عَهِدَ إِلَيهِ إِذَا وُلِدَ هَذَا المَولُودُ أَن يَقصِدَ جَبَلَ لُكَامٍ فَإِن وَجَدَهُ حَيّاً بَشّرَهُ وَ إِن وَجَدَهُ مَيّتاً أَنذَرَهُ فَقَالَ جَابِرٌ يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ يَعرِفُ قَبرَهُ وَ كَيفَ يُنذِرُهُ مَيّتاً فَقَالَ يَا جَابِرُ اكتُم مَا تَسمَعُ فَإِنّهُ مِن سَرَائِرِ اللّهِ تَعَالَي المَكنُونَةِ وَ عُلُومِهِ المَخزُونَةِ إِنّ المثرم كَانَ قَد وَصَفَ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ كَهفاً فِي جَبَلِ لُكَامٍ وَ قَالَ لَهُ إِنّكَ تجَدِنُيِ‌ هُنَاكَ حَيّاً أَو مَيّتاً فَلَمّا أَن مَضَي أَبُو طَالِبٍ إِلَي ذَلِكَ الكَهفِ وَ دَخَلَهُ فَإِذَا هُوَ بالمثرم مَيّتاً جَسَدُهُ مَلفُوفٌ فِي مِدرَعَتِهِ مُسَجّي بِهَا وَ إِذَا بِحَيّتَينِ إِحدَاهُمَا أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ القَمَرِ وَ الأُخرَي أَشَدّ سَوَاداً مِنَ اللّيلِ المُظلِمِ وَ هُمَا فِي الكَهفِ فَدَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيهِ فَأَحيَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المثرم فَقَامَ قَائِماً وَ مَسَحَ وَجهَهُ وَ هُوَ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ عَلِيّاً ولَيِ‌ّ اللّهِ هُوَ الإِمَامُ مِن بَعدِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ المثرم بشَرّنيِ‌ يَا أَبَا طَالِبٍ فَقَد كَانَ قلَبيِ‌ مُتَعَلّقاً بِكَ حَتّي مَنّ اللّهُ عَلَيّ بِقُدُومِكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ أَبشِر فَإِنّ عَلِيّاً قَد طَلَعَ إِلَي الأَرضِ قَالَ فَمَا كَانَ عَلَامَةُ اللّيلَةِ التّيِ‌ وُلِدَ فِيهَا حدَثّنيِ‌ بِأَتَمّ مَا رَأَيتَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ نَعَم شَاهَدتُهُ فَلَمّا مَرّ مِنَ اللّيلِ الثّلُثُ أَخَذَ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ مَا يَأخُذُ النّسَاءَ عِندَ الوِلَادَةِ فَقَرَأتُ عَلَيهَا الأَسمَاءَ التّيِ‌ فِيهَا النّجَاةُ فَسَكَنَت بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَقُلتُ لَهَا أَنَا آتِيكِ بِنِسوَةٍ مِن


صفحه : 104

أَحِبّائِكِ ليعينوك [لِيُعِنّكِ] عَلَي أَمرِكِ قَالَتِ الرأّي‌ُ لَكَ فَاجتَمَعَتِ النّسوَةُ عِندَهَا فَإِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ يَهتِفُ مِن وَرَاءِ البَيتِ أَمسِك عَنهُنّ يَا أَبَا طَالِبٍ فَإِنّ ولَيِ‌ّ اللّهِ لَا تَمَسّهُ إِلّا يَدٌ مُطَهّرَةٌ فَلَم يُتِمّ الهَاتِفُ فَإِذَا أَنَا بِأَربَعِ نِسوَةٍ فَدَخَلنَ عَلَيهَا وَ عَلَيهِنّ ثِيَابُ حَرِيرٍ بِيضٌ وَ إِذَا رَوَائِحُهُنّ أَطيَبُ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ فَقُلنَ لَهَا السّلَامُ عَلَيكِ يَا وَلِيّةَ اللّهِ فَأَجَابَتهُنّ بِذَلِكِ فَجَلَسنَ بَينَ يَدَيهَا وَ مَعَهُنّ جُؤنَةٌ مِن فِضّةٍ فَمَا كَانَ إِلّا قَلِيلٌ حَتّي وُلِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَلَمّا أَن وُلِدَ أَتَيتُهُنّ فَإِذَا أَنَا بِهِ قَد طَلَعَ كَأَنّهُ الشّمسُ الطّالِعَةُ فَسَجَدَ عَلَي الأَرضِ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أنَيّ‌ وصَيِ‌ّ نَبِيّهِ تُختَمُ بِهِ النّبُوّةُ وَ تُختَمُ بيِ‌َ الوَصِيّةُ فَأَخَذَتهُ إِحدَاهُنّ مِنَ الأَرضِ وَ وَضَعَتهُ فِي حَجرِهَا فَلَمّا وَضَعَتهُ نَظَرَ إِلَي وَجهِهَا وَ نَادَي بِلِسَانٍ طَلِقٍ وَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أُمّاه فَقَالَت وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا بنُيَ‌ّ فَقَالَ كَيفَ واَلدِيِ‌ قَالَت فِي نِعَمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَتَقَلّبُ وَ فِي خِيَرَتِهِ يَتَنَعّمُ فَلَمّا أَن سَمِعتُ ذَلِكَ لَم أَتَمَالَك أَن قُلتُ يَا بنُيَ‌ّ أَ وَ لَستُ أَبَاكَ فَقَالَ بَلَي وَ لَكِن أَنَا وَ أَنتَ مِن صُلبِ آدَمَ فَهَذِهِ أمُيّ‌ حَوّاءُ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ غَضَضتُ وجَهيِ‌ وَ رأَسيِ‌ وَ غَطّيتُهُ برِدِاَئيِ‌ وَ أَلقَيتُ نفَسيِ‌ حَيَاءً مِنهَا ع ثُمّ دَنَت أُخرَي وَ مَعَهَا جُؤنَةٌ مَملُوءَةٌ مِنَ المِسكِ فَأَخَذَت عَلِيّاً ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَي وَجهِهَا قَالَ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أخُتيِ‌ فَقَالَت وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أخَيِ‌ فَقَالَ مَا حَالُ عمَيّ‌ فَقَالَت بِخَيرٍ وَ هُوَ


صفحه : 105

يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ فَقُلتُ يَا بنُيَ‌ّ مَن هَذِهِ وَ مَن عَمّكَ فَقَالَ هَذِهِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ عمَيّ‌ عِيسَي ع فَضَمّخَتهُ بِطِيبٍ كَانَ مَعَهَا فِي الجُؤنَةِ مِنَ الجَنّةِ ثُمّ أَخَذَتهُ أُخرَي فَأَدرَجَتهُ فِي ثَوبٍ كَانَ مَعَهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَقُلتُ لَو طَهّرنَاهُ كَانَ أَخَفّ عَلَيهِ وَ ذَلِكَ أَنّ العَرَبَ تُطَهّرُ مَوَالِيدَهَا فِي يَومِ وِلَادَتِهَا فَقُلنَ إِنّهُ وُلِدَ طَاهِراً مُطَهّراً لِأَنّهُ لَا يُذِيقُهُ اللّهُ الحَدِيدَ إِلّا عَلَي يدَيَ‌ رَجُلٍ يُبغِضُهُ اللّهُ تَعَالَي وَ مَلَائِكَتُهُ وَ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ الجِبَالُ وَ هُوَ أَشقَي الأَشقِيَاءِ فَقُلتُ لَهُنّ مَن هُوَ قُلنَ هُوَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ هُوَ قَاتِلُهُ بِالكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ مِن وَفَاةِ مُحَمّدٍص قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَأَنَا كُنتُ فِي استِمَاعِ قَولِهِنّ إِذ أَخَذَهُ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ابنُ أخَيِ‌ مِن يَدِهِنّ وَ وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ وَ تَكَلّمَ مَعَهُ وَ سَأَلَهُ عَن كُلّ شَيءٍ فَخَاطَبَ مُحَمّدٌص عَلِيّاً ع وَ خَاطَبَ عَلِيّ ع مُحَمّداًص بِأَسرَارٍ كَانَت بَينَهُمَا ثُمّ غَابَتِ النّسوَةُ فَلَم أَرَهُنّ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ ليَتنَيِ‌ كُنتُ أَعرِفُ الِامرَأَتَينِ الأَخِيرَتَينِ وَ كَانَ عَلِيّ أَعرَفَ منِيّ‌ فَسَأَلتُهُ عَنهُنّ فَقَالَ لِي يَا أَبَتِ أَمّا الأُولَي فَكَانَت أمُيّ‌ حَوّاءَ وَ أَمّا الثّانِيَةُ التّيِ‌ ضمَخّتَنيِ‌ بِالطّيبِ فَكَانَت مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ وَ أَمّا التّيِ‌ أدَرجَتَنيِ‌ فِي الثّوبِ فهَيِ‌َ آسِيَةُ وَ أَمّا صَاحِبَةُ الجُؤنَةِ فَكَانَت أُمّ مُوسَي ع ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع الحَق بالمثرم يَا أَبَا طَالِبٍ وَ بَشّرهُ وَ أَخبِرهُ بِمَا رَأَيتَ فَإِنّكَ تَجِدُهُ فِي كَهفِ كَذَا فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَلَمّا فَرَغَ مِنَ المُنَاظَرَةِ مَعَ مُحَمّدٍ ابنِ أخَيِ‌ وَ مِن منُاَظرَتَيِ‌ عَادَ إِلَي طُفُولِيّتِهِ الأُولَي فَأَتَيتُكَ فَأَخبَرتُكَ وَ شَرَحتُ لَكَ القِصّةَ بِأَسرِهَا بِمَا عَايَنتُ وَ شَاهَدتُ مِنِ ابنيِ‌ عَلِيّ يَا مثرم فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ فَلَمّا سَمِعَ المثرم ذَلِكَ منِيّ‌ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً فِي ذَلِكَ وَ فَكّرَ سَاعَةً ثُمّ سَكَنَ وَ تَمَطّي ثُمّ غَطّي رَأسَهُ وَ قَالَ لِي غطَنّيِ‌ بِفَضلِ مدِرعَتَيِ‌ فَغَطّيتُهُ بِفَضلِ مِدرَعَتِهِ فَتَمَدّد فَإِذَا هُوَ مَيّتٌ كَمَا كَانَ فَأَقَمتُ عِندَهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ أُكَلّمُهُ فَلَم يجُبِنيِ‌


صفحه : 106

فَاستَوحَشتُ لِذَلِكَ فَخَرَجَتِ الحَيّتَانِ وَ قَالَتَا الحَق بوِلَيِ‌ّ اللّهِ فَإِنّكَ أَحَقّ بِصِيَانَتِهِ وَ كَفَالَتِهِ مِن غَيرِكَ فَقُلتُ لَهُمَا مَن أَنتُمَا قَالَتَا نَحنُ عَمَلُهُ الصّالِحُ خَلَقَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي الصّورَةِ التّيِ‌ تَرَي وَ نَذُبّ عَنهُ الأَذَي لَيلًا وَ نَهَاراً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَإِذَا قَامَتِ السّاعَةُ كَانَت إِحدَانَا قَائِدَتَهُ وَ الأُخرَي سَائِقَتَهُ وَ دَلِيلَهُ إِلَي الجَنّةِ ثُمّ انصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي مَكّةَ قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص شَرَحتُ لَكَ مَا سأَلَتنَيِ‌ وَ وَجَبَ عَلَيكَ الحِفظُ لَهَا فَإِنّ لعِلَيِ‌ّ عِندَ اللّهِ مِنَ المَنزِلَةِ الجَلِيلَةِ وَ العَطَايَا الجَزِيلَةِ مَا لَم يُعطَ أَحَدٌ مِنَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ لَا الأَنبِيَاءِ المُرسَلِينَ وَ حُبّهُ وَاجِبٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ فَإِنّهُ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ لَا يَجُوزُ أَحَدٌ عَلَي الصّرَاطِ إِلّا بِبَرَاءَةٍ مِن أَعدَاءِ عَلِيّ ع

كِتَابُ غُرَرِ الدّرَرِ،لِلسَيّدِ حَيدَرِ الحسُيَنيِ‌ّ عَنِ الشّيخِ جَمَالِ الدّينِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّشِيدِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ العَطّارِ الهمَدَاَنيِ‌ّ عَنِ الإِمَامِ رُكنِ الدّينِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الفاَرسِيِ‌ّ عَن فَارُوقٍ الخطَاّبيِ‌ّ عَن حَجّاجِ بنِ مِنهَالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِمرَانَ الفسَوَيِ‌ّ عَن شَاذَانَ بنِ العَلَاءِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ المكَيّ‌ّ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ مِثلَهُ

34-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ جَمَعَ وُجُوهَ قُرَيشٍ فَأَوصَاهُم فَقَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ أَنتُم صَفوَةُ اللّهِ مِن خَلقِهِ وَ قَلبُ العَرَبِ وَ أَنتُم خَزَنَةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ أَهلُ حَرَمِهِ فِيكُمُ السّيّدُ المُطَاعُ الطّوِيلُ الذّرَاعِ وَ فِيكُمُ المُقدِمُ الشّجَاعُ الوَاسِعُ البَاعِ اعلَمُوا أَنّكُم لَم تَترُكُوا لِلعَرَبِ فِي المَفَاخِرِ نَصِيباً إِلّا حُزتُمُوهُ وَ لَا شَرَفاً إِلّا أَدرَكتُمُوهُ فَلَكُم عَلَي النّاسِ بِذَلِكَ الفَضِيلَةُ وَ لَهُم بِهِ إِلَيكُمُ الوَسِيلَةُ وَ النّاسُ لَكُم حَربٌ وَ عَلَي


صفحه : 107

حَربِكُم أَلَبّ وَ إنِيّ‌ مُوصِيكُم بِوَصِيّةٍ فَاحفَظُوهَا أُوصِيكُم بِتَعظِيمِ هَذِهِ البَنِيّةِ فَإِنّ فِيهَا مَرضَاةَ الرّبّ وَ قَوَاماً لِلمَعَاشِ وَ ثُبُوتاً لِلوَطأَةِ وَ صِلُوا أَرحَامَكُم ففَيِ‌ صِلَتِهَا مَنسَاةٌ فِي الأَجَلِ وَ زِيَادَةٌ فِي العَدَدِ وَ اترُكُوا العُقُوقَ وَ البغَي‌َ فَفِيهِمَا هَلَكَتِ القُرُونُ قَبلَكُم أَجِيبُوا الداّعيِ‌َ وَ أَعطُوا السّائِلَ فَإِنّ فِيهَا شَرَفاً لِلحَيَاةِ وَ المَمَاتِ عَلَيكُم بِصِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ فَإِنّ فِيهِمَا نَفياً لِلتّهَمَةِ وَ جَلَالَةً فِي الأَعيُنِ وَ اجتَنِبُوا الخِلَافَ عَلَي النّاسِ وَ تَفَضّلُوا عَلَيهِم فَإِنّ فِيهِمَا مَحَبّةً لِلخَاصّةِ وَ مَكرُمَةً لِلعَامّةِ وَ قُوّةً لِأَهلِ البَيتِ وَ إنِيّ‌ أُوصِيكُم بِمُحَمّدٍ خَيراً فَإِنّهُ الأَمِينُ فِي قُرَيشٍ وَ الصّدّيقُ فِي العَرَبِ وَ هُوَ جَامِعٌ لِهَذِهِ الخِصَالِ التّيِ‌ أُوصِيكُم بِهَا قَد جَاءَكُم بِأَمرٍ قَبِلَهُ الجَنَانُ وَ أَنكَرَهُ اللّسَانُ مَخَافَةَ الشّنَآنِ وَ ايمُ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي صَعَالِيكِ العَرَبِ وَ أَهلِ العِزّ فِي الأَطرَافِ وَ المُستَضعَفِينَ مِنَ النّاسِ قَد أَجَابُوا دَعوَتَهُ وَ صَدّقُوا كَلِمَتَهُ وَ عَظّمُوا أَمرَهُ فَخَاضَ بِهِم غَمَرَاتِ المَوتِ فَصَارَت رُؤَسَاءُ قُرَيشٍ وَ صَنَادِيدُهَا أَذنَاباً وَ دُورُهَا خَرَاباً وَ ضُعَفَاؤُهَا أَربَاباً وَ إِذَا أَعظَمُهُم عَلَيهِ أَحوَجُهُم إِلَيهِ وَ أَبعَدُهُم مِنهُ أَخطَأُهُم لَدَيهِ قَد مَحّضَتهُ العَرَبُ وِدَادَهَا وَ صَفّت لَهُ بِلَادَهَا وَ أَعطَتهُ قِيَادَهَا فَدُونَكُم يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ ابنَ أَبِيكُم وَ أُمّكُم كُونُوا لَهُ وُلَاةً وَ لِحَربِهِ حُمَاةً وَ اللّهِ لَا يَسلُكُ أَحَدٌ مِنكُم سَبِيلَهُ إِلّا رَشَدَ وَ لَا يَأخُذُ أَحَدٌ بِهُدَاهُ إِلّا سَعِدَ وَ لَو كَانَ لنِفَسيِ‌ مُدّةٌ وَ فِي أجَلَيِ‌ تَأخِيرٌ لَكَفَيتُهُ الكوَاَفيِ‌َ وَ لَدَافَعتُ عَنهُ الدوّاَهيِ‌َ


صفحه : 108

غَيرَ أنَيّ‌ أَشهَدُ بِشَهَادَتِهِ وَ أُعَظّمُ مَقَالَتَهُ

بيان قال في القاموس ألب إليه القوم أتوه من كل جانب وهم عليه ألب وإلب واحد مجتمعون عليه بالظلم والعداوة قوله مخافة الشنآن هوبفتح النون وسكونها البغضاء أي لم أظهره باللسان مخافة عداوة القوم . و قال الجوهري‌ الصعلوك الفقير وصعاليك العرب ذؤبانها.أقول روي بعض أرباب السير المعتبرة مثله ثم قال و في لفظ آخر لماحضرته الوفاة دعا بني‌ عبدالمطلب فقال لن تزالوا بخير ماسمعتم من محمد و مااتبعتم أمره فأطيعوه ترشدوا. وأقول ألف السيد الفاضل السعيد شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي‌ كتابا في إثبات إيمان أبي طالب وأورد فيه أخبارا كثيرة من طرق الخاصة والعامة و هو من أعاظم محدثينا وداخل في أكثر طرقنا إلي الكتب المعتبرة وسنورد طريقنا إليه في المجلد الآخر من هذاالكتاب إن شاء الله تعالي واستخرجنا من كتابه بعض الأخبار

35- قَالَ أخَبرَنَيِ‌ شَيخُنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ طَحّانٍ عَن أَبِي عَلِيّ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن وَالِدِهِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن رِجَالِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مِسمَعِ كُردِينٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ شَفّعَكَ فِي سِتّةٍ بَطنٍ حَمَلَتكَ آمِنَةَ بِنتِ وَهبٍ وَ صُلبٍ أَنزَلَكَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ حَجرٍ كَفَلَكَ أبو[ أَبِي]طَالِبٍ وَ بَيتٍ آوَاكَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَخٍ كَانَ لَكَ فِي الجَاهِلِيّةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا كَانَ فِعلُهُ قَالَ كَانَ سَخِيّاً يُطعِمُ الطّعَامَ وَ يَجُودُ بِالنّوالِ وَ ثدَي‌ٍ أَرضَعَتكَ حَلِيمَةَ بِنتِ أَبِي ذُؤَيبٍ


صفحه : 109

36- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ أَبُو عَبدِ اللّهِ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن رِجَالِهِ يَرفَعُونَهُ إِلَي إِدرِيسَ وَ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ جَمِيعاً قَالَا إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي النّبِيّص أنَيّ‌ حَرّمتُ النّارَ عَلَي صُلبٍ أَنزَلَكَ وَ بَطنٍ حَمَلَكَ وَ حَجرٍ كَفَلَكَ وَ أَهلِ بَيتٍ آوَوكَ فَعَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ الصّلبُ ألّذِي أَخرَجَهُ وَ البَطنُ ألّذِي حَمَلَهُ آمِنَةُ بِنتُ وَهبٍ وَ الحَجرُ ألّذِي كَفَلَهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ وَ أَمّا أَهلُ البَيتِ الّذِينَ آوَوهُ فَأَبُو طَالِبٍ

37- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ أَبُو الفَضلِ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَعفَرِيّةِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَهرَيَارَ عَن وَالِدِهِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إنِيّ‌ قَد حَرّمتُ النّارَ عَلَي صُلبٍ أَنزَلَكَ وَ عَلَي بَطنٍ حَمَلَكَ وَ حَجرٍ كَفَلَكَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ أَمّا الصّلبُ ألّذِي أَنزَلَكَ فَصُلبُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَمّا البَطنُ ألّذِي حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنتُ وَهبٍ وَ أَمّا الحَجرُ ألّذِي كَفَلَكَ فَعَبدُ مَنَافِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ

38- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ الطرّاَبلُسُيِ‌ّ عَنِ القاَضيِ‌ عَبدِ العَزِيزِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عُثمَانَ الكرَاَجكُيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مَنصُورِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُلَاعِبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ جَندَلٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَربِ عَن زَيدِ بنِ الحَبّابِ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ أَنّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ مَا تَرجُو لأِبَيِ‌ طَالِبٍ فَقَالَ كُلّ خَيرٍ أَرجُو


صفحه : 110

مِن ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ

39- وَ بِالإِسنَادِ عَنِ الكرَاَجكُيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ كَانَ جَالِساً فِي الرّحبَةِ وَ النّاسُ حَولَهُ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ بِالمَكَانِ ألّذِي أَنزَلَكَ اللّهُ وَ أَبُوكَ مُعَذّبٌ فِي النّارِ فَقَالَ مَه فَضّ اللّهُ فَاكَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَو شَفَعَ أَبِي فِي كُلّ مُذنِبٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ لَشَفّعَهُ اللّهُ فِيهِم أَبِي مُعَذّبٌ فِي النّارِ وَ ابنُهُ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ إِنّ نُورَ أَبِي طَالِبٍ لَيُطفِئُ أَنوَارَ الخَلَائِقِ إِلّا خَمسَةَ أَنوَارٍ نُورَ مُحَمّدٍ وَ نُورَ فَاطِمَةَ وَ نُورَ الحَسَنِ وَ نُورَ الحُسَينِ وَ نُورَ وُلدِهِ مِنَ الأَئِمّةِ أَلَا إِنّ نُورَهُ مِن نُورِنَا خَلَقَهُ اللّهُ مِن قَبلِ خَلقِ آدَمَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ

40- وَ بِالإِسنَادِ عَنِ الكرَاَجكُيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ هَمّامٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القمُيّ‌ّ عَن مُنجِحٍ الخَادِمِ عَن أَبَانِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ كَتَبتُ إِلَي الإِمَامِ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ شَكَكتُ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَكَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ مِن يَبتَغِغَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلّهِ ما تَوَلّي أَمَا إِنّكَ إِن لَم تُقِرّ بِإِيمَانِ أَبِي طَالِبٍ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَي النّارِ

41- وَ أخَبرَنَيِ‌ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن عُمَرَ بنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ


صفحه : 111

بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ بِإِسنَادٍ لَهُ أَنّ عَبدَ العَظِيمِ بنَ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ كَانَ مَرِيضاً فَكَتَبَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع عرَفّنيِ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ عَنِ الخَبَرِ المرَويِ‌ّ أَنّ أَبَا طَالِبٍ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ يغَليِ‌ مِنهُ دِمَاغُهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ الرّضَا ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ فَإِنّكَ إِن شَكَكتَ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبِ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَي النّارِ

42- وَ بِالإِسنَادِ إِلَي الكرَاَجكُيِ‌ّ عَن رِجَالِهِ عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَا يُونُسُ مَا يَقُولُ النّاسُ فِي أَبِي طَالِبٍ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَقُولُونَ هُوَ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ وَ فِي رِجلَيهِ نَعلَانِ مِن نَارٍ تغَليِ‌ مِنهُمَا أُمّ رَأسِهِ فَقَالَ كَذَبَ أَعدَاءُ اللّهِ إِنّ أَبَا طَالِبٍ مِن رُفَقَاءِالنّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً

أقول روي الكراجكي‌ تلك الأخبار في كتاب كنز الفوائد مع أشعار كثيرة دالة علي إيمانه تركناها مخافة التطويل والتكرار رجعنا إلي كلام السيد

43- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ أَبُو الفَضلِ بنُ الحُسَينِ الحلِيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَعفَرِيّةِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَهرِيَارَ عَن أَبِي الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ فَقَالَ كَذَبُوا مَا بِهَذَا نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص قُلتُ وَ بِمَا نَزَلَ قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ فِي بَعضِ مَا كَانَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنّ أَصحَابَ الكَهفِ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ وَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ أَسَرّ الإِيمَانَ وَ أَظهَرَ الشّركَ فَآتَاهُ اللّهُ أَجرَهُ مَرّتَينِ وَ مَا خَرَجَ مِنَ الدّنيَا حَتّي


صفحه : 112

أَتَتهُ البِشَارَةُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي بِالجَنّةِ ثُمّ قَالَ ع كَيفَ يَصِفُونَهُ بِهَذَا وَ قَد نَزَلَ جَبرَئِيلُ لَيلَةَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اخرُج عَن مَكّةَ فَمَا لَكَ بِهَا نَاصِرٌ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ

44- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَبِي الحَسَنِ العرُيَضيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ طَحّانٍ عَن أَبِي عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الطوّسيِ‌ّ عَن رِجَالِهِ عَن لَيثٍ المرُاَديِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع سيَدّيِ‌ إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ يغَليِ‌ مِنهُ دِمَاغُهُ قَالَ ع كَذَبُوا وَ اللّهِ إِنّ إِيمَانَ أَبِي طَالِبٍ لَو وُضِعَ فِي كِفّةِ مِيزَانٍ وَ إِيمَانُ هَذَا الخَلقِ فِي كِفّةِ مِيزَانٍ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي إِيمَانِهِم ثُمّ قَالَ ع كَانَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَأمُرُ أَن يُحَجّ عَن أَبِ النّبِيّ وَ أُمّهِ وَ عَن أَبِي طَالِبٍ فِي حَيَاتِهِ وَ لَقَد أَوصَي فِي وَصِيّتِهِ بِالحَجّ عَنهُم بَعدَ مَمَاتِهِ

ثم قال قدس الله روحه فهذه الأخبار المختصة بذكر الضحضاح و ماشاكلها من روايات أهل الضلال وموضوعات بني‌ أمية وأشياعهم وأحاديث الضحضاح جميعها تستند إلي المغيرة بن شعبة و هو رجل ضنين في حق بني‌ هاشم لأنه معروف بعداوتهم وروي‌ أنه شرب في بعض الأيام فلما سكر قيل له ماتقول في إمامة بني‌ هاشم فقال و الله ماأردت لهاشمي‌ قط خيرا و هو مع ذلك فاسق ثم ذكر قصة زناه بالبصرة وتعطيل عمر حده كماذكرناه في كتاب الفتن وذكر وجوها أخر لبطلان هذه الرواية تركناها روما للاختصار ثم قال

45- وَ أخَبرَنَيِ‌ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ يَرفَعُهُ إِلَي دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ لِي عَلَي رَجُلٍ دَينٌ وَ قَد خِفتُ تَوَاهُ فَشَكَوتُ ذَلِكَ إِلَيهِ فَقَالَ إِذَا مَرَرتَ بِمَكّةَ فَطُف عَن عَبدِ المُطّلِبِ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهُ رَكعَتَينِ وَ طُف عَن أَبِي طَالِبٍ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهُ رَكعَتَينِ وَ طُف عَن عَبدِ اللّهِ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهُ رَكعَتَينِ


صفحه : 113

وَ طُف عَن آمِنَةَ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهَا رَكعَتَينِ وَ طُف عَن فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهَا رَكعَتَينِ ثُمّ ادعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يَرُدّ عَلَيكَ مَالَكَ قَالَ فَفَعَلتُ ذَلِكَ ثُمّ خَرَجتُ مِن بَابِ الصّفَا فَإِذَا غرَيِميِ‌ وَاقِفٌ يَقُولُ يَا دَاوُدُ حبَسَتنَيِ‌ تَعَالَ فَاقبِض حَقّكَ

46- وَ أخَبرَنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ عَن رِجَالِهِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ أَنّ أَبَا طَالِبٍ شَهِدَ عِندَ المَوتِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ

47- وَ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن رِجَالِهِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتّي أَعطَي رَسُولَ اللّهِص مِن نَفسِهِ الرّضَا

48- وَ بِالإِسنَادِ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّا لَنَرَي أَنّ أَبَا طَالِبٍ أَسلَمَ بِكَلَامِ الجَمَلِ

أقول قال السيد رضي‌ الله عنه قوله ع لنري معناه لنعتقد لأنه يقال فلان يري رأي‌ فلان أي يعتقد اعتقاده و قوله ع بكلام الجمل يعني‌ الجمل ألذي خاطب النبي ص وقصته معروفة ثم قال

49- وَ أخَبرَنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ يَرفَعُهُ إِلَي أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن رَبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي سَلّامِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ أَبِي حِينَ حَضَرَهُ المَوتُ شَهِدَهُ رَسُولُ اللّهِص فأَخَبرَنَيِ‌ فِيهِ بشِيَ‌ءٍ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا

50- وَ أخَبرَنَيِ‌ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ التقّيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَلِيّ المُوضِحِ عَنِ الحَسَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن اِبرَاهِيمَ المُنذِرِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عِمرَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي حَبِيبَةَ عَن دَاوُدَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ


صفحه : 114

قَالَ جَاءَ أَبُو بَكرٍ إِلَي النّبِيّص بأِبَيِ‌ قُحَافَةَ يَقُودُهُ وَ هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ أَعمَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ‌ بَكرٍ أَلّا تَرَكتَ الشّيخَ حَتّي نَأتِيَهُ فَقَالَ أَرَدتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَن يأَجرُنَيِ‌َ اللّهُ أَمَا وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً لَأَنَا كُنتُ أَشَدّ فَرَحاً بِإِسلَامِ عَمّكَ أَبِي طَالِبٍ منِيّ‌ بِإِسلَامِ أَبِي أَلتَمِسُ بِذَلِكَ قُرّةَ عَينِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص صَدَقتَ

وَ قَد رَوَي هَذَا الحَدِيثَ أَبُو الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي بِشرٍ عَنِ الغلَاَبيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ بَكّارٍ عَن أَبِي بَكرٍ الهذُلَيِ‌ّ عَن عِكرِمَةَ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ جَاءَ أَبُو بَكرٍ بأِبَيِ‌ قُحَافَةَ إِلَي النّبِيّص وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ

51- وَ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي عَلِيّ المُوضِحِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ العلَوَيِ‌ّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ بنِ الحَارِثِ عَن عُمَرَ بنِ أَبِي زَائِدَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي الصيّفيِ‌ّ عَنِ الشعّبيِ‌ّ يَرفَعُهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ كَانَ وَ اللّهِ أَبُو طَالِبٍ عَبدُ مَنَافِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ مُؤمِناً مُسلِماً يَكتُمُ إِيمَانَهُ مَخَافَةً عَلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَن تُنَابِذَهَا قُرَيشٌ

قَالَ أَبُو عَلِيّ المُوضِحُ وَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي أَبِيهِ يَرثِيهِ يَقُولُ


أَبَا طَالِبٍ عِصمَةَ المُستَجِيرِ   وَ غَيثَ المُحُولِ وَ نُورَ الظّلَمِ

لَقَد هَدّ فَقدُكَ أَهلَ الحِفَاظِ   فَصَلّي عَلَيكَ ولَيِ‌ّ النّعَمِ

وَ لَقّاكَ رَبّكَ رِضوَانَهُ   فَقَد كُنتَ لِلطّهرِ مِن خَيرِ عَمّ

فَلَو كَانَ مَاتَ كَافِراً مَا كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَرثِيهِ بَعدَ مَوتِهِ وَ يَدعُو لَهُ بِالرّضوَانِ


صفحه : 115

مِنَ اللّهِ تَعَالَي

52- وَ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي عَلِيّ المُوضِحِ قَالَ تَوَاتَرَتِ الأَخبَارُ بِهَذِهِ الرّوَايَةِ وَ بِغَيرِهَا عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن أَبِي طَالِبٍ أَ كَانَ مُؤمِناً فَقَالَ نَعَم فَقِيلَ لَهُ إِنّ هَاهُنَا قَوماً يَزعُمُونَ أَنّهُ كَافِرٌ فَقَالَ وَا عَجَبَاه أَ يَطعَنُونَ عَلَي أَبِي طَالِبٍ أَو عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَد نَهَاهُ اللّهُ أَن يُقِرّ مُؤمِنَةً مَعَ كَافِرٍ فِي غَيرِ آيَةٍ مِنَ القُرآنِ وَ لَا يَشُكّ أَحَدٌ أَنّ بِنتَ أَسَدٍ مِنَ المُؤمِنَاتِ السّابِقَاتِ وَ أَنّهَا لَم تَزَل تَحتَ أَبِي طَالِبٍ حَتّي مَاتَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ

53- وَ أخَبرَنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ مُعَيّةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الدوّريسَتيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ المعيدي‌[العبَديِ‌ّ] عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ للِنبّيِ‌ّص بِمَحضَرٍ مِن قُرَيشٍ لِيُرِيَهُم فَضلَهُ يَا ابنَ أخَيِ‌ اللّهُ أَرسَلَكَ قَالَ نَعَم قَالَ إِنّ لِلأَنبِيَاءِ مُعجِزاً وَ خَرقَ عَادَةٍ فَأَرِنَا آيَةً قَالَ ادعُ تِلكَ الشّجَرَةَ وَ قُل لَهَا يَقُولُ لَكَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ أقَبلِيِ‌ بِإِذنِ اللّهِ فَدَعَاهَا فَأَقبَلَت حَتّي سَجَدَت بَينَ يَدَيهِ ثُمّ أَمَرَهَا بِالِانصِرَافِ فَانصَرَفَت فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ ثُمّ قَالَ لِابنِهِ عَلِيّ يَا بنُيَ‌ّ الزَم ابنَ عَمّكَ

54- وَ أخَبرَنَيِ‌ بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مَسعَدَةَ عَن عَمّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُعجِبُهُ أَن يُروَي شِعرُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَن يُدَوّنَ وَ قَالَ تَعَلّمُوهُ وَ عَلّمُوهُ أَولَادَكُم فَإِنّهُ كَانَ عَلَي دِينِ اللّهِ وَ فِيهِ عِلمٌ كَثِيرٌ


صفحه : 116

55- وَ أخَبرَنَيِ‌ أَبُو الفَضلِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ عَنِ الكرَاَجكُيِ‌ّ عَن طَاهِرِ بنِ مُوسَي عَن مُزَاحِمِ بنِ عَبدِ الوَارِثِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَنِ العَبّاسِ بنِ الفَضلِ عَن إِسحَاقَ بنِ عِيسَي قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعتُ المُهَاجِرَ مَولَي بنَيِ‌ نَوفَلٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا طَالِبِ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدٌص أَنّ رَبّهُ بَعَثَهُ بِصِلَةِ الرّحِمِ وَ أَن يُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ وَ لَا يُعبَدَ مَعَهُ غَيرُهُ وَ مُحَمّدٌ عنِديِ‌ الصّادِقُ الأَمِينُ

56- وَ حدَثّنَيِ‌ بِهَذَا الحَدِيثِ نَصرُ بنُ عَلِيّ عَن ذَاكِرِ بنِ كَامِلٍ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الحَدّادِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن أَحمَدَ بنِ فَارِسَ المعبدي‌[البرَقعَيِديِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ سَرّاجٍ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبّادٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عِيسَي عَن مُهَاجِرٍ مَولَي بنَيِ‌ نَوفَلٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا رَافِعٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدٌص أَنّ اللّهَ أَمَرَهُ بِصِلَةِ الأَرحَامِ وَ أَن يُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ وَ لَا يُعبَدَ مَعَهُ غَيرُهُ وَ مُحَمّدٌ عنِديِ‌ المُصَدّقُ الأَمِينُ

57- وَ أَخبَرَنَا بِهِ أَيضاً مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ عِيسَي عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَنِ العَبّاسِ بنِ الفَضلِ عَن إِسحَاقَ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ المُهَاجِرَ مَولَي بنَيِ‌ نَوفَلٍ يَقُولُ سَمِعنَا أَبَا رَافِعٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنّ رَبّهُ بَعَثَهُ بِصِلَةِ الأَرحَامِ وَ أَن يُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا يُعبَدَ سِوَاهُ وَ مُحَمّدٌ الصّدُوقُ الأَمِينُ

58- وَ أخَبرَنَيِ‌ يَحيَي بنُ مُحَمّدِ بنِ أَبِي زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي الغَنَائِمِ عَنِ الشّرِيفِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الصوّفيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ البصَريِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ هَمّامٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ عَن عِمرَانَ بنِ مُعَافَا عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَمَاتَ أَبُو طَالِبِ بنُ


صفحه : 117

عَبدِ المُطّلِبِ مُسلِماً مُؤمِناً وَ شِعرُهُ فِي دِيوَانِهِ يَدُلّ عَلَي إِيمَانِهِ ثُمّ مَحَبّتِهِ وَ تَربِيَتِهِ وَ نُصرَتِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعدَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ مُوَالَاةِ أَولِيَائِهِ وَ تَصدِيقِهِ إِيّاهُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن رَبّهِ وَ أَمرِهِ لِوَلَدَيهِ عَلِيّ وَ جَعفَرٍ بِأَن يُسلِمَا وَ يُؤمِنَا بِمَا يَدعُو إِلَيهِ وَ أَنّهُ خَيرُ الخَلقِ وَ أَنّهُ يَدعُو إِلَي الحَقّ وَ المِنهَاجِ المُستَقِيمِ وَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَثَبَتَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمَا فَحِينَ دَعَاهُمَا رَسُولُ اللّهِص أَجَابَاهُ فِي الحَالِ وَ مَا تَلَبّثَا لِمَا قَد قَرّرَهُ أَبُوهُمَا عِندَهُمَا مِن أَمرِهِ وَ كَانَا يَتَأَمّلَانِ أَفعَالَ رَسُولِ اللّهِص فَيَجِدَانِهَا كُلّهَا حَسَنَةً يَدعُو إِلَي سَدَادٍ وَ استِنَادٍ فَحَسبُكَ إِن كُنتَ مُنصِفاً مِنهُ هَذَا أَن يَسمَحَ بِمِثلِ عَلِيّ وَ جَعفَرٍ وَلَدَيهِ وَ كَانَا مِن قَلبِهِ بِالمَنزِلَةِ المَعرُوفَةِ المَشهُورَةِ لِمَا يَأخُذَانِ بِهِ أَنفُسَهُمَا مِنَ الطّاعَةِ لَهُ وَ الشّجَاعَةِ وَ قِلّةِ النّظِيرِ لَهُمَا أَن يُطِيعَا رَسُولَ اللّهِص فِيمَا يَدعُوهُمَا إِلَيهِ مِن دِينٍ وَ جِهَادٍ وَ بَذلِ أَنفُسِهِمَا وَ مُعَادَاةِ مَن عَادَاهُ وَ مُوَالَاةِ مَن وَالَاهُ مِن غَيرِ حَاجَةٍ إِلَيهِ لَا فِي مَالٍ وَ لَا فِي جَاهٍ وَ لَا غَيرِهِ لِأَنّ عَشِيرَتَهُ أَعدَاؤُهُ وَ أَمّا المَالُ فَلَيسَ لَهُ فَلَم يَبقَ إِلّا الرّغبَةُ فِيمَا جَاءَ بِهِ مِن رَبّهِ

أقول الظاهر أنه إلي هنا من الرواية لأنه رحمه الله قال بعد ذلك فهذا الحديث مروي‌ عن الإمام أبي جعفرالباقر ع فلقد بين حال أبي طالب فيه أحسن تبيين ونبه علي إيمانه أجل تنبيه ولقد كان هذاالحديث كافيا في معرفة إيمان أبي طالب أسكنه الله جنته لمن كان منصفا لبيبا عاقلا أديبا و قَد كُنتُ سَمِعتُ جَمَاعَةً مِن أَصحَابِنَا العُلَمَاءِ مُذَاكَرَةً يَروُونَ عَنِ الأَئِمّةِ الرّاشِدِينَ مِن آلِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَنّهُم سُئِلُوا عَن قَولِ النّبِيّص المُتّفَقِ عَلَي رِوَايَتِهِ المُجمَعِ عَلَي صِحّتِهِ أَنَا وَ كَافِلُ اليَتِيمِ كَهَاتَينِ فِي الجَنّةِ

فَقَالُوا أَرَادَ بِكَافِلِ اليَتِيمِ عَمّهُ أَبَا طَالِبٍ لِأَنّهُ كَفَلَهُ يَتِيماً مِن أَبَوَيهِ وَ لَم يَزَل شَفِيقاً عَلَيهِ ثُمّ قَالَ قُدّسَ سِرّهُ


صفحه : 118

59- وَ أخَبرَنَيِ‌ السّيّدُ عَبدُ الحَمِيدِ عَن عَبدِ السّمِيعِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن جَعفَرِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَلِيّ عَن جَدّهِ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الصوّفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ يَحيَي بنِ الحَسَنِ يَرفَعُهُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِعَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَا أُحِبّكَ يَا عَقِيلُ حُبّينِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لأِبَيِ‌ طَالِبٍ لِأَنّهُ كَانَ يُحِبّكَ

60- وَ أخَبرَنَيِ‌ أَبُو الفَضلِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ عَنِ الكرَاَجكُيِ‌ّ يَرفَعُهُ قَالَأَصَابَت قُرَيشاً أَزمَةٌ مُهلِكَةٌ وَ سَنَةٌ مُجدِبَةٌ مُنهِكَةٌ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا مَالٍ يَسِيرٍ وَ عِيَالٍ كَثِيرٍ فَأَصَابَهُ مَا أَصَابَ قُرَيشاً مِنَ العُدمِ وَ الإِضَاقَةِ وَ الجَهدِ وَ الفَاقَةِ فَعِندَ ذَلِكَ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَمّهُ العَبّاسَ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الفَضلِ إِنّ أَخَاكَ كَثِيرُ العِيَالِ مُختَلّ الحَالِ ضَعِيفُ النّهضَةِ وَ العَزمَةِ وَ قَد نَزَلَ بِهِ مَا نَزَلَ مِن هَذِهِ الأَزمَةِ وَ ذَوُو الأَرحَامِ أَحَقّ بِالرّفدِ وَ أَولَي مَن حَمَلَ الكَلّ فِي سَاعَةِ الجَهدِ فَانطَلِق بِنَا إِلَيهِ لِنُعِينَهُ عَلَي مَا هُوَ عَلَيهِ فَلِنَحمِلَ بَعضَ أَثقَالِهِ وَ نُخَفّفَ عَنهُ مِن عِيَالِهِ يَأخُذُ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا وَاحِداً مِن بَنِيهِ لِيَسهُلَ بِذَلِكَ عَلَيهِ بَعضُ مَا هُوَ فِيهِ فَقَالَ العَبّاسُ نِعمَ مَا رَأَيتَ وَ الصّوَابُ فِيمَا أَتَيتَ هَذَا وَ اللّهِ الفَضلُ الكَرِيمُ وَ الوَصلُ الرّحِيمُ فَلَقِيَا أَبَا طَالِبٍ فَصَبّرَاهُ وَ لِفَضلِ آبَائِهِمَا ذَكَرَاهُ وَ قَالَا لَهُ إِنّا نُرِيدُ أَن نَحمِلَ عَنكَ بَعضَ الحَالِ فَادفَع إِلَينَا مِن أَولَادِكَ مَن تَخِفّ عَنكَ بِهِ الأَثقَالُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إِذَا تَرَكتُمَا لِي عَقِيلًا وَ طَالِباً فَافعَلَا مَا شِئتُمَا فَأَخَذَ العَبّاسُ جَعفَراً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَانتَجَبَهُ لِنَفسِهِ وَ اصطَفَاهُ لِمُهِمّ أَمرِهِ وَ عَوّلَ عَلَيهِ فِي سِرّهِ وَ جَهرِهِ


صفحه : 119

وَ هُوَ مُسَاِرعٌ لِمَوصُوفَاِتِه مُوَفّقٌ لِلسّدَادِ فِي جَمِيعِ حَالَاتِهِ

وَ قَد روُيِ‌َ مِن طَرِيقٍ آخَرَ أَنّ العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ أَخَذَ جَعفَراً وَ أَخَذَ حَمزَةُ طَالِباً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً

وَ روُيِ‌َ مِن طَرِيقٍ آخَرَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ للِنبّيِ‌ّص وَ العَبّاسِ حِينَ سَأَلَاهُ ذَلِكَ إِذَا خَلّيتُمَا لِي عَقِيلًا فَخُذَا مَن شِئتُمَا وَ لَم يَذكُر طَالِباً

61- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ الفَقِيهُ شَاذَانُ بِإِسنَادِهِ إِلَي الكرَاَجكُيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِنّ أَبَا جَهلِ بنَ هِشَامٍ جَاءَ إِلَي النّبِيّص وَ مَعَهُ حَجَرٌ يُرِيدُ أَن يَرمِيَهُ بِهِ إِذَا سَجَدَ فَلَمّا سَجَدَ رَسُولُ اللّهِص رَفَعَ أَبُو جَهلٍ يَدَهُ فَيَبِسَت عَلَي الحَجَرِ فَرَجَعَ وَ قَدِ التَصَقَ الحَجَرُ بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ أَشيَاعُهُ مِنَ المُشرِكِينَ أَ خَشِيتَ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ‌ رَأَيتُ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ كَهَيئَةِ الفَحلِ يَخطُرُ بِذَنَبِهِ فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ أَرضَاهُ هَذِهِ الأَبيَاتَ


أَفِيقُوا بنَيِ‌ عَمّنَا وَ انتَهُوا   عَنِ الغيَ‌ّ فِي بَعضِ ذَا المَنطِقِ

وَ إِلّا فإَنِيّ‌ إِذاً خَائِفٌ   بَوَائِقَ فِي دَارِكُم تلَتقَيِ‌

تَكُونُ لِغَابِرِكُم عِبرَةً   وَ رَبّ المَغَارِبِ وَ المَشرِقِ

كَمَا ذَاقَ مَن كَانَ مِن قَبلِكُم   ثَمُودُ وَ عَادٌ فَمَن ذَا بقَيِ‌َ

غَدَاةً أَتَتهُم بِهَا صَرصَرٌ   وَ نَاقَةُ ذيِ‌ العَرشِ إِذ تسَتقَيِ‌

فَحَلّ عَلَيهِم بِهَا سَخطَةٌ   مِنَ اللّهِ فِي ضَربَةِ الأَزرَقِ

غَدَاةً يَعَضّ بِعُرقُوبِهَا   حُسَامٌ مِنَ الهِندِ ذُو رَونَقٍ

وَ أَعجَبُ مِن ذَاكَ فِي أَمرِكُم   عَجَائِبُ فِي الحَجَرِ المُلصَقِ

صفحه : 120


بِكَفّ ألّذِي قَامَ مِن حِينِهِ   إِلَي الصّابِرِ الصّادِقِ المتُقّيِ‌

فَأَثبَتَهُ اللّهُ فِي كَفّهِ   عَلَي رَغمِ ذَا الخَائِنِ الأَحمَقِ

وَ أَقُولُ رَوَي الكرَاَجكُيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ هَذَا الخَبَرَ بِعَينِهِ مُرسَلًا

62- ثُمّ قَالَ السّيّدُ وَ أخَبرَنَيِ‌ عَبدُ الحَمِيدِ بِإِسنَادِهِ إِلَي الشّرِيفِ المُوضِحِ يَرفَعُهُ قَالَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحُثّ ابنَهُ عَلِيّاً وَ يَحُضّهُ عَلَي نَصرِ النّبِيّص وَ قَالَ عَلِيّ ع قَالَ لِي يَا بنُيَ‌ّ الزَم ابنَ عَمّكَ فَإِنّكَ تَسلَمُ بِهِ مِن كُلّ بَأسٍ عَاجِلٍ وَ آجِلٍ ثُمّ قَالَ لِي


إِنّ الوَثِيقَةَ فِي لُزُومِ مُحَمّدٍ   فَاشدُد بِصُحبَتِهِ عَلَي يَدَيكَا

63- وَ أخَبرَنَيِ‌ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ عَنِ الكرَاَجكُيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ صَخرٍ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَيفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ صِنوِ بنِ صَلصَالٍ قَالَ قَالَ كُنتُ أَنصُرُ النّبِيّص مَعَ أَبِي طَالِبٍ قَبلَ إسِلاَميِ‌ فإَنِيّ‌ يَوماً لَجَالِسٌ بِالقُربِ مِن مَنزِلِ أَبِي طَالِبٍ فِي شِدّةِ القَيظِ إِذ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إلِيَ‌ّ شَبِيهاً بِالمَلهُوفِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا الغَضَنفَرِ هَل رَأَيتَ هَذَينِ الغُلَامَينِ يعَنيِ‌ النّبِيّ وَ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَقُلتُ مَا رَأَيتُهُمَا مُذ جَلَستُ فَقَالَ قُم بِنَا فِي الطّلَبِ لَهُمَا فَلَستُ آمَنُ قُرَيشاً أَن تَكُونَ اغتَالَتهُمَا قَالَ فَمَضَينَا حَتّي خَرَجنَا مِن أَبيَاتِ مَكّةَ ثُمّ صِرنَا إِلَي جَبَلٍ مِن جِبَالِهَا فَاستَرقَينَا إِلَي قُلّتِهِ فَإِذاً النّبِيّ وَ عَلِيّ عَن يَمِينِهِ وَ هُمَا قَائِمَانِ بِإِزَاءِ عَينِ الشّمسِ يَركَعَانِ وَ يَسجُدَانِ قَالَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِجَعفَرٍ ابنِهِ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَقَامَ إِلَي جَنبِ عَلِيّ فَأَحَسّ بِهِمَا


صفحه : 121

النّبِيّص فَتَقَدّمَهُمَا وَ أَقبَلُوا عَلَي أَمرِهِم حَتّي فَرَغُوا مِمّا كَانُوا فِيهِ ثُمّ أَقبَلُوا نَحوَنا فَرَأَيتُ السّرُورَ يَتَرَدّدُ فِي وَجهِ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ انبَعَثَ يَقُولُ


إِنّ عَلِيّاً وَ جَعفَراً ثقِتَيِ‌   عِندَ مُلِمّ الزّمَانِ وَ النّوَبِ

لَا تَخذُلَا وَ انصُرا ابنَ عَمّكُمَا   أخَيِ‌ لأِمُيّ‌ مِن بَينِهِم وَ أَبِي

وَ اللّهِ لَا أَخذُلُ النّبِيّ وَ لَا   يَخذُلُهُ مِن بنَيِ‌ّ ذُو حَسَبٍ

64- وَ أخَبرَنَيِ‌ عَبدُ الحَمِيدِ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ قَالَ كَانَ وَ اللّهِ إِسلَامُ جَعفَرٍ بِأَمرِ أَبِيهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ مَرّ أَبُو طَالِبٍ وَ مَعَهُ ابنُهُ جَعفَرٌ بِرَسُولِ اللّهِص وَ عَلِيّ عَن يَمِينِهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِجَعفَرٍ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَجَاءَ جَعفَرٌ فَصَلّي مَعَ النّبِيّص فَلَمّا قَضَي صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ النّبِيّص يَا جَعفَرُ وَصَلتَ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ إِنّ اللّهَ يُعَوّضُكَ مِن ذَلِكَ جَنَاحَينِ تَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ فَأَنشَأَ أَبُو طَالِبٍ يَقُولُ


إِنّ عَلِيّاً وَ جَعفَراً ثقِتَيِ‌   إِلَي قَولِهِ ذُو حَسَبٍ

حَتّي تَرَونَ الرّءُوسَ طَائِحَةً   مِنّا وَ مِنكُم هُنَاكَ بِالقُضُبِ

نَحنُ وَ هَذَا النّبِيّ أَنصُرُهُ   نَضرِبُ عَنهُ الأَعدَاءَ كَالشّهُبِ

إِن نِلتُمُوهُ بِكُلّ جَمعِكُم   فَنَحنُ فِي النّاسِ أَلأَمُ العَرَبِ

65- وروي الواقدي‌ بإسناد له أن رسول الله لماكثر أصحابه فظهر أمره اشتد ذلك علي قريش وأنكر بعضهم علي بعض وقالوا قدأفسد محمدبسحره سفلتنا وأخرجهم


صفحه : 122

عن ديننا فلتأخذ كل قبيلة من فيها من المسلمين فيأخذ الأخ أخاه و ابن العم ابن عمه فيشده ويوثقه كتافا ويضربه ويخوفه وهم لايرجعون فأنزل الله أَ لَم تَكُن أَرضُ اللّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيهافخرج جماعة من المسلمين إلي الحبشة يقدمهم جعفر بن أبي طالب فنزلوا علي النجاشي‌ ملك الحبشة فأقاموا عنده في كرامة ورفيع منزلة وحسن جوار وعرفت قريش ذلك فأرسلوا إلي النجاشي‌ عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي‌ فخرج فلما قدم عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد في رهط من أصحابهما علي النجاشي‌ تقدم عمرو بن العاص فقال أيها الملك إن هؤلاء قوم من سفهائنا صباة قدسحرهم محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب فادفعهم عنك فإن صاحبهم يزعم أنه نبي‌ قدجاء بنسخ دينك ومحو ما أنت عليه فلم يلتفت النجاشي‌ إلي قوله و لم يحفل بما أرسلت به قريش وجري علي إكرام جعفر وأصحابه وزاد في الإحسان إليهم وبلغ أباطالب ذلك فقال يمدح النجاشي‌


ألا ليت شعري‌ كيف في الناس جعفر   وعمرو وأعداء النبي الأقارب

وهل نال أفعال النجاشي‌ جعفرا   وأصحابه أم عاق ذلك شاهب

تعلم خيار الناس أنك ماجد   كريم فلايشقي لديك المجانب

وتعلم بأن الله زادك بسطة   وأسباب خير كلها لك لازب

فلما بلغت الأبيات النجاشي‌ سر بهاسرورا عظيما و لم يكن يطمع أن يمدحه أبوطالب بشعر فزاد في إكرامهم وأكثر من إعظامهم فلما علم أبوطالب سرور النجاشي‌ قال يدعوه إلي الإسلام ويحثه علي اتباع النبي عليه أفضل الصلاة و السلام


صفحه : 123


تعلم خيار الناس أن محمدا   وزير لموسي والمسيح ابن مريم

أتي بالهدي مثل ألذي أتيا به   فكل بأمر الله يهدي‌ ويعصم

وإنكم تتلونه في كتابكم   بصدق حديث لاحديث الترجم

فلاتجعلوا لله ندا وأسلموا   فإن طريق الحق ليس بمظلم

وإنك مايأتيك منا عصابة   لقصدك إلاأرجعوا بالتكرم

66- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُحَمّدٍ الجوَزيِ‌ّ وَ كَانَ مِمّن يَرَي كُفرَ أَبِي طَالِبٍ وَ يَعتَقِدُهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي الواَقدِيِ‌ّ قَالَ كَانَ أَبُو طَالِبِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ لَا يَغِيبُ صَبَاحَ النّبِيّص وَ مَسَاءَهُ وَ يَحرُسُهُ مِن أَعدَائِهِ وَ يَخَافُ أَن يَغتَالُوهُ فَلَمّا كَانَ ذَاتَ يَومٍ فَقَدَهُ وَ لَم يَرَهُ وَ جَاءَ المَسَاءَ فَلَم يَرَهُ وَ أَصبَحَ فَطَلَبَهُ فِي مَظَانّهِ فَلَم يَجِدهُ فَجَمَعَ وِلدَانَهُ وَ عَبِيدَهُ وَ مَن يَلزَمُهُ فِي نَفسِهِ فَقَالَ لَهُم إِنّ مُحَمّداً قَد فَقَدتُهُ فِي أَمسِنَا وَ يَومِنَا هَذَا وَ لَا أَظُنّ إِلّا أَنّ قُرَيشاً قَدِ اغتَالَتهُ وَ كَادَتهُ وَ قَد بقَيِ‌َ هَذَا الوَجهُ مَا جِئتُهُ وَ بَعِيدٌ أَن يَكُونَ فِيهِ وَ اختَارَ مِن عَبِيدِهِ عِشرِينَ رَجُلًا فَقَالَ امضُوا وَ أَعِدّوا سَكَاكِينَ وَ ليَمضِ كُلّ رَجُلٍ مِنكُم وَ ليَجلِس إِلَي جَنبِ سَيّدٍ مِن سَادَاتِ قُرَيشٍ فَإِن أَتَيتُ وَ مُحَمّدٌ معَيِ‌ فَلَا تُحدِثُنّ أَمراً وَ كُونُوا عَلَي رَسلِكُم حَتّي أَقِفَ عَلَيكُم وَ إِن جِئتُ وَ مَا مُحَمّدٌ معَيِ‌ فَليَضرِب كُلّ رَجُلٍ مِنكُم الرّجُلَ ألّذِي إِلَي جَانِبِهِ مِن سَادَاتِ قُرَيشٍ فَمَضَوا وَ شَحَذُوا سَكَاكِينَهُم وَ مَضَي أَبُو طَالِبٍ فِي


صفحه : 124

الوَجهِ ألّذِي أَرَادَهُ وَ مَعَهُ رَهطٌ مِن قَومِهِ فَوَجَدَهُ فِي أَسفَلِ مَكّةَ قَائِماً يصُلَيّ‌ إِلَي جَانِبِ صَخرَةٍ فَوَقَعَ عَلَيهِ وَ قَبّلَهُ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ قَالَ يَا ابنَ أَخِ قَد كِدتَ أَن تأَتيِ‌َ عَلَي قَومِكَ سِر معَيِ‌ فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَ جَاءَ إِلَي المَسجِدِ وَ قُرَيشٌ فِي نَادِيهِم جُلُوسٌ عِندَ الكَعبَةِ فَلَمّا رَأَوهُ قَد جَاءَ وَ يَدُهُ فِي يَدِ النّبِيّص قَالُوا هَذَا أَبُو طَالِبٍ قَد جَاءَكُم بِمُحَمّدٍ إِنّ لَهُ لَشَأناً فَلَمّا وَقَفَ عَلَيهِم وَ الغَضَبُ يُعرَفُ فِي وَجهِهِ قَالَ لِعَبِيدِهِ أَبرِزُوا مَا فِي أَيدِيكُم فَأَبرَزَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مَا فِي يَدِهِ فَلَمّا رَأَوُا السّكَاكِينَ قَالُوا مَا هَذَا يَا أَبَا طَالِبٍ قَالَ مَا تَرَونَ أنَيّ‌ طَلَبتُ مُحَمّداً فَمَا أَرَاهُ مُنذُ يَومَينِ فَخِفتُ أَن تَكُونُوا كِدتُمُوهُ بِبَعضِ شَأنِكُم فَأَمَرتُ هَؤُلَاءِ أَن يَجلِسُوا إِلَي حَيثُ تَرَونَ وَ قُلتُ لَهُم إِن جِئتُ وَ مَا مُحَمّدٌ معَيِ‌ فَليَضرِب كُلّ مِنكُم صَاحِبَهُ ألّذِي إِلَي جَنبِهِ وَ لَا يسَتأَذنِنُيِ‌ فِيهِ وَ لَو كَانَ هَاشِمِيّاً فَقَالُوا وَ هَل كُنتَ فَاعِلًا فَقَالَ إيِ‌ وَ رَبّ هَذِهِ وَ أَومَأَ إِلَي الكَعبَةِ فَقَالَ لَهُ مُطعِمُ بنُ عدَيِ‌ّ بنِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ كَانَ مِن أَحلَافِهِ لَقَد كِدتَ تأَتيِ‌ عَلَي قَومِكَ قَالَ هُوَ ذَاكَ وَ مَضَي بِهِ وَ هُوَ يَرتَجِزُ


اذهَب بنُيَ‌ّ فَمَا عَلَيكَ غَضَاضَةٌ   اذهَب وَ قِرّ بِذَاكَ مِنكَ عُيُوناً

وَ اللّهِ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم   حَتّي أُوَسّدَ فِي التّرَابِ دَفِيناً

وَ دعَوَتنَيِ‌ وَ عَلِمتُ أَنّكَ ناَصحِيِ‌   وَ لَقَد صَدَقتَ وَ كُنتَ قَبلُ أَمِيناً

وَ ذَكَرتَ دِيناً لَا مَحَالَةَ إِنّهُ   مِن خَيرِ أَديَانِ البَرِيّةِ دِيناً

قَالَ فَرَجَعَت قُرَيشٌ عَلَي أَبِي طَالِبٍ بِالعَتبِ وَ الِاستِعطَافِ وَ هُوَ لَا يَحفِلُ بِهِم وَ لَا يَلتَفِتُ إِلَيهِم


صفحه : 125

67- وَ أخَبرَنَيِ‌ مشَاَيخِيِ‌ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ وَ أَبُو الفَضلِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ وَ أَبُو العِزّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بِأَسَانِيدِهِم إِلَي الشّيخِ المُفِيدِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ يَرفَعُهُ قَالَ لَمّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَتَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّبِيّص فَآذَنَهُ بِمَوتِهِ فَتَوَجّعَ تَوَجّعاً عَظِيماً وَ حَزِنَ حُزناً شَدِيداً ثُمّ قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع امضِ يَا عَلِيّ فَتَوَلّ أَمرَهُ وَ تَوَلّ غُسلَهُ وَ تَحنِيطَهُ وَ تَكفِينَهُ فَإِذَا رَفَعتَهُ عَلَي سَرِيرَتِهِ فأَعَلمِنيِ‌ فَفَعَلَ ذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا رَفَعَهُ عَلَي السّرِيرِ اعتَرَضَهُ النّبِيّص فَرَقّ وَ تَحَزّنَ وَ قَالَ وَصَلتَ رَحِماً وَ جُزِيتَ خَيراً يَا عَمّ فَلَقَد رَبّيتَ وَ كَفَلتَ صَغِيراً وَ نَصَرتَ وَ آزَرتَ كَبِيراً ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ وَ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَأَشفَعَنّ لعِمَيّ‌ شَفَاعَةً يَعجَبُ بِهَا أَهلُ الثّقَلَينِ

68- وَ أخَبرَنَيِ‌ أَبُو عَبدِ اللّهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ عَن أَبِي بِشرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي حَفصٍ عَن عَمّهِ قَالَ قَالَ السبّيِعيِ‌ّ لَمّا فَقَدَت قُرَيشٌ رَسُولَ اللّهِص فِي القَبَائِلِ بِالمَوسِمِ وَ زَعَمُوا أَنّهُ سَاحِرٌ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


زَعَمَت قُرَيشٌ أَنّ أَحمَدَ سَاحِرٌ   كَذَبُوا وَ رَبّ الرّاقِصَاتِ إِلَي الحَرَمِ

مَا زِلتُ أَعرِفُهُ بِصِدقِ حَدِيثِهِ   وَ هُوَ الأَمِينُ عَلَي الحَرَائِبِ وَ الحَرَمِ

ليت شعري‌ إذا كان مازال يعرفه بصدق الحديث ما ألذي يدعوه إلي تكذيبه أخذ الله له بحقه من الذين يفترون وينسبون الكفر إليه

69- وَ أخَبرَنَيِ‌ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ التقّيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَسَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً ع يَقُولُ مَرّ رَسُولُ اللّهِص بِنَفَرٍ مِن قُرَيشٍ وَ قَد نَحَرُوا جَزُوراً وَ كَانُوا يُسَمّونَهَا الفَهِيرَةَ وَ يَجعَلُونَهَا عَلَي النّصُبِ فَلَم يُسَلّم عَلَيهِم فَلَمّا انتَهَي إِلَي دَارِ النّدوَةِ


صفحه : 126

قَالُوا يَمُرّ بِنَا يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ وَ لَم يُسَلّم فَأَيّكُم يَأتِيهِ فَيُفسِدُ عَلَيهِ مُصَلّاهُ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَعرَي السهّميِ‌ّ أَنَا أَفعَلُ فَأَخَذَ الفَرثَ وَ الدّمَ فَانتَهَي بِهِ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ سَاجِدٌ فَمَلَأَ بِهِ ثِيَابَهُ فَانصَرَفَ النّبِيّص حَتّي أَتَي عَمّهُ أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ يَا عَمّ مَن أَنَا فَقَالَ وَ لِمَ يَا ابنَ أَخِ فَقَصّ عَلَيهِ القِصّةَ فَقَالَ وَ أَينَ تَرَكتَهُم فَقَالَ بِالأَبطَحِ فَنَادَي فِي قَومِهِ يَا آلَ عَبدِ المُطّلِبِ يَا آلَ هَاشِمٍ يَا آلَ عَبدِ مَنَافٍ فَأَقبَلُوا إِلَيهِ مِن كُلّ مَكَانٍ مُلَبّينَ فَقَالَ كَم أَنتُم فَقَالُوا نَحنُ أَربَعُونَ قَالَ خُذُوا سِلَاحَكُم فَأَخَذُوا سِلَاحَهُم وَ انطَلَقَ بِهِم حَتّي انتَهَي إِلَيهِم فَلَمّا رَأَت قُرَيشٌ أَبَا طَالِبٍ أَرَادَت أَن تَتَفَرّقَ فَقَالَ لَهُم وَ رَبّ البَنِيّةِ لَا يَقُومُ مِنكُم أَحَدٌ إِلّا جَلّلتُهُ بِالسّيفِ ثُمّ أَتَي إِلَي صَفَاةٍ كَانَت بِالأَبطَحِ فَضَرَبَهَا ثَلَاثَ ضَرَبَاتٍ فَقَطَعَ مِنهَا ثَلَاثَةَ أَنهَارٍ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ سَأَلتَ مَن أَنتَ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ وَ يُومِئُ بِيَدِهِ إِلَي النّبِيّص


أَنتَ النّبِيّ مُحَمّدٌ   قَرمٌ أَغَرّ مُسَوّدٌ

حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِ الأَبيَاتِ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ أَيّهُمُ الفَاعِلُ بِكَ فَأَشَارَ النّبِيّص إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَعرَي السهّميِ‌ّ الشّاعِرِ فَدَعَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَوَجَأَ أَنفَهُ حَتّي أَدمَاهَا ثُمّ أَمَرَ بِالفَرثِ وَ الدّمِ فَأَمَرّ عَلَي رُءُوسِ المَلَإِ كُلّهِم ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أَخِ أَ رَضِيتَ ثُمّ قَالَ


صفحه : 127

سَأَلتَ مَن أَنتَ أَنتَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ثُمّ نَسَبَهُ إِلَي آدَمَ ع ثُمّ قَالَ أَنتَ وَ اللّهِ أَشرَفُهُم حَيّاً وَ أَرفَعُهُم مَنصَباً يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ مَن شَاءَ مِنكُم يَتَحَرّكُ فَليَفعَل أَنَا ألّذِي تعَرفِوُنيّ‌ فَأَنزَلَ تَعَالَي صَدراً مِن سُورَةِ الأَنعَامِوَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً

وَ روُيِ‌َ مِن طَرِيقٍ آخَرَ أَنّهُص لَمَا رمُيِ‌َ بِالسّلَي جَاءَتِ ابنَتُهُ ع فَأَمَاطَت عَنهُ بِيَدِهَا ثُمّ جَاءَت إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَت يَا عَمّ مَا حَسَبُ أَبِي فِيكُم فَقَالَ يَا بُنَيّةُ أَبُوكِ فِينَا السّيّدُ المُطَاعُ العَزِيزُ الكَرِيمُ فَمَا شَأنُكِ فَأَخبَرَتهُ بِصُنعِ القَومِ فَفَعَلَ مَا فَعَلَ بِالسّادَاتِ مِن قُرَيشٍ ثُمّ جَاءَ إِلَي النّبِيّص قَالَ هَل رَضِيتَ يَا ابنَ أَخِ ثُمّ أَتَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ يَا بُنَيّةُ هَذَا حَسَبُ أَبِيكِ فِينَا

70- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخَانِ أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ وَ أَبُو الفَضلِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ بِإِسنَادِهِمَا إِلَي أَبِي الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو بِشرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سُئِلَ أَبُو الجَهمِ بنُ حُذَيفَةَ أَ صَلّي النّبِيّص عَلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ وَ أَينَ الصّلَاةُ يَومَئِذٍ إِنّمَا فُرِضَتِ الصّلَاةُ بَعدَ مَوتِهِ وَ لَقَد حَزِنَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمَرَ عَلِيّاً بِالقِيَامِ بِأَمرِهِ وَ حَضَرَ جَنَازَتَهُ وَ شَهِدَ لَهُ العَبّاسُ وَ أَبُو بَكرٍ بِالإِيمَانِ وَ أَشهَدُ عَلَي صِدقِهِمَا لِأَنّهُ كَانَ يَكتُمُ الإِيمَانَ وَ لَو عَاشَ إِلَي ظُهُورِ الإِسلَامِ لَأَظهَرَ إِيمَانَهُ

71- وَ ذَكَرَ الشّرِيفُ النّسّابَةُ العلَوَيِ‌ّ المَعرُوفُ بِالمُوضِحِ بِإِسنَادِهِ أَنّ أَبَا طَالِبٍ لَمّا مَاتَ مَا كَانَت نَزَلَتِ الصّلَاةُ عَلَي المَوتَي فَمَا صَلّي النّبِيّص عَلَيهِ وَ لَا عَلَي خَدِيجَةَ وَ


صفحه : 128

إِنّمَا اجتَازَت جَنَازَةُ أَبِي طَالِبٍ وَ النّبِيّص وَ عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ حَمزَةُ جُلُوسٌ فَقَامُوا فَشَيّعُوا جَنَازَتَهُ وَ استَغفَرُوا لَهُ فَقَالَ قَومٌ نَحنُ نَستَغفِرُ لِمَوتَانَا وَ أَقَارِبِنَا المُشرِكِينَ ظَنّاً مِنهُم أَنّ أَبَا طَالِبٍ مَاتَ مُشرِكاً لِأَنّهُ كَانَ يَكتُمُ إِيمَانَهُ فَنَفَي اللّهُ عَن أَبِي طَالِبٍ الشّركَ وَ نَزّهَ نَبِيّهُ وَ الثّلَاثَةَ المَذكُورِينَ عَنِ الخَطَإِ فِي قَولِهِما كانَ للِنبّيِ‌ّ وَ الّذِينَ آمَنُوا أَن يَستَغفِرُوا لِلمُشرِكِينَ وَ لَو كانُوا أوُليِ‌ قُربي

72- وَ أخَبرَنَيِ‌ شَيخُنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي بِشرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ المُبَارَكِ عَن أُسَيدِ بنِ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ قَالَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


قُل لِمَن كَانَ مِن كِنَانَةَ فِي العِزّ   وَ أَهلِ النّدَي وَ أَهلِ الفِعَالِ

قَد أَتَاكُم مِنَ المَلِيكِ رَسُولٌ   فَاقبَلُوهُ بِصَالِحِ الأَعمَالِ

وَ انصُرُوا أَحمَدَ فَإِنّ مِنَ اللّهِ   رِدَاءً عَلَيهِ غَيرَ مُدَالٍ

73- وَ أخَبرَنَيِ‌ السّيّدُ النّقِيبُ يَحيَي بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن وَالِدِهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي زَيدٍ عَن تَاجِ الشّرَفِ العلَوَيِ‌ّ البصَريِ‌ّ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ السّيّدُ النّسّابَةُ الثّقَةُ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ قَالَ أنَشدَنَيِ‌ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ صَفِيّةَ الهَاشِمِيّةِ معُلَمّيِ‌ بِالبَصرَةِ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ رَحِمَهُ اللّهُ


لَقَد كَرّمَ اللّهُ النّبِيّ مُحَمّداً   فَأَكرَمُ خَلقِ اللّهِ فِي النّاسِ أَحمَدُ

وَ شَقّ لَهُ مِنِ اسمِهِ لِيُجِلّهُ   فَذُو العَرشِ مَحمُودٌ وَ هَذَا مُحَمّدٌ

74- وَ أخَبرَنَيِ‌ المَشِيخَةُ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ وَ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الفوُيَقيِ‌ّ بِأَسَانِيدِهِم عَنِ الشّيخِ المُفِيدِ رَحِمَهُمُ اللّهُ يَرفَعُهُ إِنّ أَبَا طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ لَمّا أَرَادَ الخُرُوجَ


صفحه : 129

إِلَي بُصرَي الشّامِ تَرَكَ رَسُولَ اللّهِ إِشفَاقاً عَلَيهِ وَ لَم يَعمِد عَلَي استِصحَابِهِ فَلَمّا رَكِبَ تَعَلّقَ رَسُولُ اللّهِص بِزِمَامِ نَاقَتِهِ وَ بَكَي وَ نَاشَدَهُ فِي إِخرَاجِهِ فَظَلّمَتهُ الغَمَامُ وَ لَقِيَهُ بَحِيرَاءُ الرّاهِبُ فَأَخبَرَهُ بِنُبُوّتِهِ وَ ذَكَرَ لَهُ البِشَارَةَ فِي الكُتُبِ الأُولَي بِهِ وَ حَمَلَ لَهُ وَ لِأَصحَابِهِ الطّعَامَ وَ النّزُلَ وَ حَثّ أَبَا طَالِبٍ عَلَي الرّجُوعِ بِهِ إِلَي أَهلِهِ وَ قَالَ لَهُ إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيهِ مِنَ اليَهُودِ فَإِنّهُم أَعدَاؤُهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي ذَلِكَ


إِنّ ابنَ آمِنَةَ النّبِيّ مُحَمّداً   عنِديِ‌ بِمِثلِ مَنَازِلِ الأَولَادِ

لَمّا تَعَلّقَ بِالزّمَامِ رَحِمتُهُ   وَ العِيسُ قَد قَلّصنَ بِالأَزوَادِ

فَارفَضّ مِن عيَنيَ‌ّ دَمعٌ ذَارِفٌ   مِثلَ الجُمَانِ مُفَرّقِ الأَفرَادِ

رَاعَيتُ فِيهِ قَرَابَةً مَوصُولَةً   وَ حَفِظتُ فِيهِ وَصِيّةَ الأَجدَادِ

وَ أَمَرتُهُ بِالسّيرِ بَينَ عُمُومَةٍ   بِيضِ الوُجُوهِ مَصَالِتَ أَنجَادٍ

سَارُوا لِأَبعَدِ طِيّةٍ مَعلُومَةٍ   وَ لَقَد تَبَاعَدَ طِيّةُ المُرتَادِ

حَتّي إِذَا مَا القَومُ بُصرَي عَايَنُوا   لَاقُوا عَلَي شِركٍ مِنَ المِرصَادِ

حَبراً فَأَخبَرَهُم حَدِيثاً صَادِقاً   عَنهُ وَ رَدّ مَعَاشِرُ الحُسّادِ

فأما قوله وحفظت فيه وصية الأجداد فإن أبي معد بن فخار بن أحمدالعلوي‌ الموسوي‌ قال أخبرني‌ النقيب محمد بن علي بن حمزة العلوي‌ بإسناد له إلي الواقدي‌ قال لماتوفي‌ عبد الله بن عبدالمطلب أبو النبي ص و هوطفل يرضع وروي‌ أن عبد الله توفي‌ و النبي ص حمل و هذه الرواية أثبت فلما وضعته أمه كفله جده عبدالمطلب ثماني‌


صفحه : 130

سنين ثم احتضر للموت فدعا ابنه أباطالب فقال له يابني‌ تكفل ابن أخيك مني‌ فأنت شيخ قومك وعاقلهم و من أجد فيه الحجي دونهم و هذاالغلام ماتحدثت به الكهان و قدروينا في الأخبار أنه سيظهر من تهامة نبي‌ كريم وروي‌ فيه علامات قدوجدتها فيه فأكرم مثواه واحفظه من اليهود فإنهم أعداؤه فلم يزل أبوطالب لقول عبدالمطلب حافظا ولوصيته راعيا و قال رحمه الله أيضا


أ لم ترني‌ من بعدهم هممته   بغزة خير الوالدين كرام

بأحمد لما أن شددت مطيتي‌   لرحل و قدودعته بسلام

بكي حزنا والعيس قدفصلت لنا   وجاذب بالكفين فضل زمام

ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة   تفيض علي الخدين ذات سجام

فقلت له رح راشدا في عمومة   مواسين في البأساء غيرلئام

فلما هبطنا أرض بصري تشرفوا   لنا فوق دور ينظرون جسام

فجاء بحيرا عند ذلك حاسرا   لنا بشراب طيب وطعام

فقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا   فقلنا جمعنا القوم غيرغلام

يتيم فقال ادعوه أن طعامنا   كثير عليه اليوم غيرحرام

فلما رأوه مقبلا نحو داره   يوقيه حر الشمس ظل غمام

وأقبل ركب يطلبون ألذي رأي   بحيرا من الأعلام وسط خيام

فثار إليهم خشية لعرامهم   وكانوا ذوي‌ دهي‌ معا وغرام

دريسا وتماما و قد كان فيهم   زبير و كل القوم غيرنيام

فجاءوا و قدهموا بقتل محمد   فردهم عنه بحسن خصام

صفحه : 131


بتأويله التوراة حتي تفرقوا   و قال لهم ماأنتم بطغام

فذلك من إعلامه وبيانه   و ليس نهار واضح كظلام

75- وَ أخَبرَنَيِ‌ شَيخُنَا ابنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ يَرفَعُهُ قَالَ لَمّا رَأَي أَبُو طَالِبٍ مِن قَومِهِ مَا يَسُرّهُ مِن جَلَدِهِم مَعَهُ وَ حَدَبِهِم عَلَيهِ مَدَحَهُم وَ ذَكَرَ قَدِيمَهُم وَ ذَكَرَ النّبِيّص فَقَالَ


إِذَا اجتَمَعَت يَوماً قُرَيشٌ لِمَفخَرٍ   فَعَبدُ مَنَافٍ سِرّهَا وَ صَمِيمُهَا

وَ إِن حَضَرَت أَشرَافُ عَبدِ مَنَافِهَا   ففَيِ‌ هَاشِمٍ أَشرَافُهَا وَ قَدِيمُهَا

فَفِيهِم نبَيِ‌ّ اللّهِ أعَنيِ‌ مُحَمّداً   هُوَ المُصطَفَي مِن سِرّهَا وَ كَرِيمِهَا

تَدَاعَت قُرَيشٌ غَثّهَا وَ سَمِينُهَا   عَلَينَا فَلَم تَظفَر وَ طَاشَت حُلُومُهَا

76- وَ أخَبرَنَيِ‌ شيَخيِ‌ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي الشّيخِ المُفِيدِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي رَافِعٍ مَولَي النّبِيّص وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا فِي قِصّةِ بَدرٍ إِلَي أَن قَالَ فَاحتُمِلَ عُبَيدَةُ مِنَ المَعرَكَةِ إِلَي مَوضِعِ رَحلِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَصحَابِهِ فَقَالَ عُبَيدَةُ رَحِمَ اللّهُ أَبَا طَالِبٍ لَو كَانَ حَيّاً لَرَأَي أَنّهُ صَدَقَ فِي قَولِهِ


وَ نُسلِمُهُ حَتّي نَصرَعَ حَولَهُ   وَ نَذهَلُ عَن أَبنَائِنَا وَ الحَلَائِلِ

77- وَ أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادٍ مُتّصِلٍ إِلَي الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ قُتَيبَةَ عَن صَالِحِ بنِ كَيسَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ رُومَانَ عَن يَزِيدَ بنِ الصّعِقِ عَن عُمَرَ بنِ خَارِجَةَ عَن عَرفَطَةَ قَالَبَينَا أَنَا بِأَصفَاِق مَكّةَ إِذ أَقبَلَت عِيرٌ مِن أَعلَي نَجدٍ حَتّي حَاذَتِ الكَعبَةَ وَ إِذَا غُلَامٌ قَد رَمَي بِنَفسِهِ عَن عَجُزِ بَعِيرٍ حَتّي أَتَي الكَعبَةَ


صفحه : 132

وَ تَعَلّقَ بِأَستَارِهَا ثُمّ نَادَي يَا رَبّ البَنِيّةِ أجَرِنيِ‌ فَقَامَ إِلَيهِ شَيخٌ جَسِيمٌ وَسِيمٌ عَلَيهِ بَهَاءُ المُلُوكِ وَ وَقَارُ الحُكَمَاءِ فَقَالَ خَطبُكَ يَا غُلَامُ فَقَالَ إِنّ أَبِي مَاتَ وَ أَنَا صَغِيرٌ وَ إِنّ هَذَا الشّيخَ النجّديِ‌ّ استعَبدَنَيِ‌ وَ قَد كُنتُ أَسمَعُ أَنّ لِلّهِ بَيتاً يَمنَعُ مِنَ الظّلمِ فَأَتَي النجّديِ‌ّ وَ جَعَلَ يَسحَبُهُ وَ يُخَلّصُ أَستَارَ الكَعبَةِ مِن يَدِهِ وَ أَجَارَهُ القرُشَيِ‌ّ وَ مَضَي النجّديِ‌ّ وَ قَد تَكَنّعَت يَدَاهُ قَالَ عُمَرُ بنُ خَارِجَةَ فَلَمّا سَمِعتُ الخَبَرَ قُلتُ إِنّ لِهَذَا الشّيخِ لَشَأناً فَصَوّبتُ رحَليِ‌ نَحوَ تِهَامَةَ حَتّي وَرَدتُ الأَبطَحَ وَ قَد أَجدَبَتِ الأَنوَاءُ وَ أَخلَفَتِ العُوَاءُ وَ إِذَا قُرَيشٌ حِلَقٌ قَدِ ارتَفَعَت لَهُم ضَوضَاءٌ فَقَائِلٌ يَقُولُ استَجِيرُوا بِاللّاتِ وَ العُزّي وَ قَائِلٌ يَقُولُ بَلِ استَجِيرُوا بِمَنَاةَ الثّالِثَةِ الأُخرَي فَقَامَ رَجُلٌ مِن جُملَتِهِم يُقَالُ لَهُ وَرَقَةُ بنُ نَوفَلٍ عَمّ خَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ فَقَالَ فِيكُم بَقِيّةُ اِبرَاهِيمَ وَ سُلَالَةُ إِسمَاعِيلَ فَقَالُوا كَأَنّكَ عَنَيتَ أَبَا طَالِبٍ قَالَ إِنّهُ ذَلِكَ فَقَامُوا إِلَيهِ بِأَجمَعِهِم وَ قُمتُ مَعَهُم فَقَالُوا يَا أَبَا طَالِبٍ قَد أَقحَطَ الوَادِ وَ أَجدَبَ العِبَادُ فَهَلُمّ فَاستَسقِ لَنَا فَقَالَ رُوَيدَكُم دُلُوكَ


صفحه : 133

الشّمسِ وَ هُبُوبَ الرّيحِ فَلَمّا زَاغَتِ الشّمسُ أَو كَادَت وَافَي أَبُو طَالِبٍ قَد خَرَجَ وَ حَولَهُ أُغَيلِمَةٌ مِن بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ وَ فِي وَسَطِهِم غُلَامٌ أَيفَعُ مِنهُم كَأَنّهُ شَمسُ دُجًي تَجَلّت عَنهُ غَمَامَةٌ قَتمَاءُ فَجَاءَ حَتّي أَسنَدَ ظَهرَهُ إِلَي الكَعبَةِ فِي مُستَجَارِهَا وَ لَاذَ بِإِصبَعِهِ وَ بَصبَصَتِ الأُغَيلِمَةُ حَولَهُ وَ مَا فِي السّمَاءِ قَزَعَةٌ فَأَقبَلَ السّحَابُ مِن هَاهُنَا وَ مِن هَاهُنَا حَتّي كَثّ وَ لَفّ وَ أَسحَمَ وَ أَقتَمَ وَ أَرعَدَ وَ أَبرَقَ وَ انفَجَرَ لَهُ الواَديِ‌ فَلِذَلِكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ يَمدَحُ النّبِيّص


  َ أَبيَضَ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ

إِلَي آخِرِ الأَبيَاتِ

78- وأخبرني‌ الشيخ محمد بن إدريس يرفعه قال قيل لتأبط شرا الشاعر واسمه ثابت بن جابر من سيد العرب فقال أخبركم سيد العرب أبوطالب بن عبدالمطلب وقيل للأحنف بن قيس التميمي‌ من أين اقتبست هذه الحكم وتعلمت هذا


صفحه : 134

الحلم قال من حكيم عصره وحليم دهره قيس بن عاصم المنقري‌ ولقد قيل لقيس حلم من رأيت فتحلمت وعلم من رأيت فتعلمت فقال من الحكيم ألذي لم ينفد قط حكمته أكثم بن صيفي‌ التميمي‌ ولقد قيل لأكثم ممن تعلمت الحكمة والرئاسة والحلم والسيادة فقال من حليف الحلم والأدب سيد العجم والعرب أبي طالب بن عبدالمطلب

79- وحدثني‌ النقيب محمد بن الحسن بن معية العلوي‌ عن سلار بن حبيش البغدادي‌


صفحه : 135

عن الأمير أبي الفوارس الشاعر قال حضرت مجلس الوزير يحيي بن هبيرة ومعي‌ يومئذ جماعة من الأماثل و أهل العلم و كان في جملتهم الشيخ أبو محمد بن الخشاب اللغوي‌ والشيخ أبوالفرج بن الجوزي‌ وغيرهم فجري حديث شعر أبي طالب بن عبدالمطلب فقال الوزير ماأحسن شعره لو كان صدر عن إيمان فقلت و الله لأجيبن الجواب قربة إلي الله فقلت يامولانا و من أين لك أنه لم يصدر عن إيمان فقال لو كان صادرا عن إيمان لكان أظهره و لم يخفه فقلت لو كان أظهره لم يكن للنبي‌ص ناصر قال فسكت و لم يحر جوابا وكانت لي عليه رسوم فقطعها وكانت لي فيه مدائح في مسودات فغسلتها جميعا بيان رونق السيف ماؤه وحسنه والشغب تهييج الشر والمجانب من كان في جنب الرجل والمباعد ضد واللزوب اللصوق وحديث مرجم لايوقف علي حقيقته والرجم الظن والغضاضة الذلة والمنقصة و قوله دينا تمييز مؤكد واستشهدوا بهذا البيت لذلك وحريبة الرجل ماله ألذي سلبه أوماله ألذي يعيش به قوله غيرمدال كان المعني لايغلب عليه فيؤخذ منه والعيس بالكسر الإبل البيض يخالط بياضها شقرة وقلصت الناقة قليصا استمرت في مضيها والمصلات والمصلت الرجل الماضي‌ في الحوائج والأنجاد جمع نجد و هوالشجاع الماضي‌ فيما يعجز غيره والطية بالكسر الضمير والنية والمنزل ألذي انتواه والشرك بالتحريك جمع شركة وهي‌ كعظم الطريق ووسطه وسجم الدمع سجاما ككتاب سال وعرام الجيش كغراب حدهم وشدتهم وكثرتهم والغرام الولوع والشر الدائم والهلاك والعذاب والطغام بالفتح أوغار الناس ورذالهم والسر بالكسر جوف كل شيء ولبه ومحض النسب وأفضله كالسرار والغث المهزول والطيش النزق والخفة وذهاب العقل .


صفحه : 136

وكنع يده أشلها والصوب والتصوب المجي‌ء من علو وزاغت الشمس أي مالت عن نصف النهار أوكادت أي قربت أن تميل والأقتم الأسود كالأسحم

80- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ المُعَلّي عَن أَخِيهِ مُحَمّدٍ عَن دُرُستَ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا وُلِدَ النّبِيّص مَكَثَ أَيّاماً لَيسَ لَهُ لَبَنٌ فَأَلقَاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلَي ثدَي‌ِ نَفسِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِ لَبَناً فَرَضَعَ مِنهُ أَيّاماً حَتّي وَقَعَ أَبُو طَالِبٍ عَلَي حَلِيمَةَ السّعدِيّةِ فَدَفَعَهُ إِلَيهَا

81- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قِيلَ لَهُ إِنّهُم يَزعُمُونَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ كَافِراً فَقَالَ كَذَبُوا كَيفَ يَكُونُ كَافِراً وَ هُوَ يَقُولُ أَ لَم تَعلَمُوا أَنّا وَجَدنَا مُحَمّداً نَبِيّاً كَمُوسَي خُطّ فِي أَوّلِ الكُتُبِ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ كَيفَ يَكُونُ أَبُو طَالِبٍ كَافِراً وَ هُوَ يَقُولُ


لَقَد عَلِمُوا أَنّ ابنَنَا لَا مُكَذّبٌ   لَدَينَا وَ لَا يَعبَأُ بِقَولِ الأَبَاطِلِ

وَ أَبيَضُ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ   ثِمَالُ اليَتَامَي عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ

82-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَينَا النّبِيّص فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ جُدُدٌ فَأَلقَي المُشرِكُونَ


صفحه : 137

عَلَيهِ سَلَي نَاقَةٍ فَمَلَئُوا ثِيَابَهُ بِهَا فَدَخَلَهُ مِن ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ فَذَهَبَ إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ يَا عَمّ كَيفَ تَرَي حسَبَيِ‌ فِيكُم فَقَالَ مَا ذَاكَ يَا ابنَ أخَيِ‌ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ حَمزَةَ وَ أَخَذَ السّيفَ وَ قَالَ لِحَمزَةَ خُذِ السّلَي ثُمّ تَوَجّه إِلَي القَومِ وَ النّبِيّص مَعَهُ فَأَتَي قُرَيشاً وَ هُم حَولَ الكَعبَةِ فَلَمّا رَأَوهُ عَرَفُوا الشّرّ فِي وَجهِهِ فَقَالَ لِحَمزَةَ أَمِرّ السّلَي عَلَي أَسبِلَتِهِم فَفَعَلَ ذَلِكَ حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِهِم ثُمّ التَفَتَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ هَذَا حَسَبُكَ فِينَا

83- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اخرُج مِن مَكّةَ فَلَيسَ لَكَ فِيهَا نَاصِرٌ وَ ثَارَت قُرَيشٌ باِلنبّيِ‌ّص فَخَرَجَ هَارِباً حَتّي جَاءَ إِلَي جَبَلٍ بِمَكّةَ يُقَالُ لَهُ الحَجُونُ فَصَارَ إِلَيهِ

84- كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَسبَاطِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ حَيثُ طُلِقَت آمِنَةُ بِنتُ وَهبٍ وَ أَخَذَهَا المَخَاضُ باِلنبّيِ‌ّص حَضَرَتهَا فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ امرَأَةُ أَبِي طَالِبٍ فَلَم تَزَل مَعَهَا حَتّي وَضَعَت فَقَالَت إِحدَاهُمَا لِلأُخرَي هَل تَرَينَ مَا أَرَي فَقَالَت وَ مَا تَرَينَ قَالَت هَذَا النّورَ ألّذِي قَد سَطَعَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَبَينَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ عَلَيهِمَا أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا مِن أَيّ شَيءٍ تَعجَبَانِ فَأَخبَرَتهُ فَاطِمَةُ بِالنّورِ ألّذِي قَد رَأَت فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ أَ لَا أُبَشّرُكِ فَقَالَت بَلَي فَقَالَ أَمَا إِنّكِ سَتَلِدِينَ غُلَاماً يَكُونُ وصَيِ‌ّ هَذَا المَولُودِ


صفحه : 138

بيان أبوطالب اسمه عبدمناف و قال صاحب كتاب عمدة الطالب قيل إن اسمه عمران وهي‌ رواية ضعيفة رواها أبوبكر محمد بن عبد الله الطرسوسي‌ النسابة وقيل اسمه كنيته ويروي ذلك عن أبي علي محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن جعفرالأعرج وزعم أنه رأي خط أمير المؤمنين ع وكتب علي بن أبوطالب ولكن حدثني‌ تاج الدين محمد بن القاسم النسابة وجدي‌ لأمي‌ محمد بن الحسين الأسدي‌ أن ألذي كان في آخر ذلك المصحف علي بن أبي طالب ولكن الياء مشبهة بالواو في خط الكوفي‌. والصحيح أن اسمه عبدمناف وبذلك نطقت وصية أبيه عبدالمطلب حين أوصي إليه برسول الله ص و هو قوله


أوصيك يا عبدمناف بعدي‌.   بواحد بعد أبيه فرد

.انتهي . و قدأجمعت الشيعة علي إسلامه و أنه قدآمن بالنبي‌ص في أول الأمر و لم يعبد صنما قط بل كان من أوصياء ابراهيم ع واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتي أن المخالفين كلهم نسبوا ذلك إليهم وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك


صفحه : 139

وصنف كثير من علمائنا ومحدثينا كتابا مفردا في ذلك كما لايخفي علي من تتبع كتب الرجال . و قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول و ماأسلم من أعمام النبي ص غيرحمزة والعباس و أبي طالب عند أهل البيت ع و قال الطبرسي‌ رحمه الله قدثبت إجماع أهل البيت ع علي إيمان أبي طالب وإجماعهم حجة لأنهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي ص بالتمسك بهما ثم نقل عن الطبري‌ وغيره من علمائهم الأخبار والأشعار الدالة علي إيمانه . و قال يحيي بن الحسن بن بطريق في كتاب المستدرك بعدإيراد مامر ذكره في أحوال النبي ص من إخبار الأحبار والرهبان بنبوته ص وتأييد أبي طالب له في رسالته وأشعاره في تلك الأمور ناقلا عن أكابر علمائهم ومؤرخيهم كابن إسحاق صاحب كتاب المغازي‌ وغيره قال فيدل علي إيمانه أشياء.منها لماعرفه بحيرا الراهب أمره قال إنه سيكون لابن أخيك هذاشأن فارجع به إلي موضعه واحفظه فلم يزل حافظا له إلي أن أعاده إلي مكة و قدذكر ذلك في شعره و قال


إن ابن آمنة النبي محمدا.   عندي‌ بمثل منازل الأولاد.

فأقر بنبوته كماتري . ومنها قوله لمارأي بحيرا الغمامة علي رأس رسول الله ص فقال فيه


فلما رآه مقبلا نحو داره .   يوقيه حر الشمس ظل غمام .

حنا رأسه شبه السجود وضمه .   إلي نحره والصدر أي ضمام .

إلي أن قال


و ذلك من أعلامه وبيانه .   و ليس نهار واضح كظلام .

فافتخاره بذلك وجعله من أعلامه دليل علي إيمانه . ومنها قوله في رجوعه من عندبحيرا وذكر اليهود


لمارجعوا حتي رأوا من محمد.   أحاديث تجلو غم كل فؤاد.

صفحه : 140


و حتي رأوا أحبار كل مدينة.   سجودا له من عصبة وفراد.

و هذا من أدل دليل علي فرحه وسروره بمعجزاته وأخباره . وَ مِنهَا أَنّهُ أَرسَلَ إِلَيهِ عَقِيلًا وَ جَاءَ بِهِ فِي شِدّةِ الحَرّ لِمَا شَكَوا مِنهُ وَ قَالَ لَهُ إِنّ بنَيِ‌ عَمّكَ هَؤُلَاءِ قَد زَعَمُوا أَنّكَ تُؤذِيهِم فِي نَادِيهِم وَ مَسجِدِهِم فَانتَهِ عَنهُم فَقَالَص لَهُم أَ تَرَونَ هَذِهِ الشّمسَ فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ فَمَا أَنَا بِأَقدَرَ عَلَي أَن أَدَعَ ذَلِكَ مِنكُم عَلَي أَن تُشعِلُوا مِنهَا شُعلَةً فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ وَ اللّهِ مَا كَذَبَ ابنُ أخَيِ‌ قَطّ فَارجِعُوا عَنهُ

و هذاغاية التصديق . ومنها قوله في جواب ذلك في أبياته


فاصدع بأمرك ماعليك غضاضة   . وأبشر وقر بذاك منك عيونا.

و هذاأمر له بإبلاغ ماأمره تعالي به علي أشق وجه و قوله في تمام الأبيات ودعوتني‌ وزعمت أنك ناصحي‌. ولقد صدقت وكنت قبل أمينا.فصدقه في دعائه له إلي الإيمان وكونه أمينا و هذاغاية في قبول أمره له و فيها بعد هذاالبيت


وعرضت دينا قدعلمت بأنه .   من خير أديان البرية دينا.

و هذا من أدل الدليل علي إيمانه . ومنها قوله


أ لم تعلموا أناوجدنا محمدا.   نبيا الأبيات و هذاالقول إيمان بلا خلاف .

أقول ثُمّ ذَكَرَ قِصّةَ الصّحِيفَةِ إِلَي أَن قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ يَا ابنَ أخَيِ‌ مَن حَدّثَكَ بِهَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أخَبرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِهَذَا فَقَالَ لَهُ عَمّهُ إِنّ رَبّكَ الحَقّ وَ أَنَا أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ

.


صفحه : 141

أقول ثم ذكر إتيانه القوم وإخباره إياهم بذلك ومباهلته معهم فقال فلو لاتصديقه لرسول الله ص عما بلغه عن الله تعالي لماسارع إلي القوم بالمباهلة بالنبي‌ وتصديقه و ماباهل به إلا و لم يكن عنده شك في أنه هوالمنصور عليهم بما ثبت عنده من آيات الرسول ص وصدقه ومعجزاته . و قال


أ لم تعلموا أناوجدنا محمدا.   نبيا كموسي خط في أول الكتب

.فأقر بنبوته وأكد ذلك بأن شبهه بموسي ع وزاد في التأكيد بقوله خط في أول الكتب فاعترف بأنه قدبشر بنبوته كل نبي‌ له كتاب و هذاأمر لايعترف به إلا من قدسبق له قدم في الإسلام ثم وكد اعترافه أيضا بقوله


و إن عليه في العباد محبة   . و لاخير ممن خصه الله بالحب .

فاعترف بمحبة الخلق له وبمحبة الله له وجعله خير الخلق بقوله و لاخير إلي آخره يعني‌ لا يكون أحد خيرا ممن خصه الله بحبه بل هوخير من كل أحد. ثم ذكر الأبيات المتقدمة في ذلك واستدل بها علي إيمانه وذكر كثيرا من القصص والأشعار تركناها إيثارا للاختصار

85-مد،[العمدة] من مسند عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال علي بن أبي طالب واسم أبي طالب عبدمناف بن عبدالمطلب واسم عبدالمطلب شيبة الحمد بن هاشم واسم هاشم عمرو بن عبدمناف واسم عبدمناف المغيرة بن قصي‌ واسم قصي‌ زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي‌ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن يشجب وقيل أشجب بن نبت بن قيدار بن إسماعيل وإسماعيل أول من فتق لسانه بالعربية المبينة التي‌ نزل بهاالقرآن وأول من ركب الخيل وكانت وحوشا و هو ابن عرق الثري خليل الله ابراهيم بن تارخ بن ناخور وقيل الناخر بن ساروع بن أرغو بن قالع و هو


صفحه : 142

قاسم الأرض بين أهلها ابن عامر و هوهود النبي ع ابن شالخ بن أرفخشد و هوالرافد بن سام بن نوح بن مالك و هو في لغة العرب ملكان بن المتوشلخ و هوالمثوب بن أخنخ و هوإدريس النبي ع ابن يرد و هواليارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش و هوالطاهر بن شيث و هوهبة الله ويقال أيضا شاث بن آدم أبي البشر ع

أَقُولُ فِي الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ فِي مَرثِيَةِ أَبِي طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


أَرِقتُ لِنَوحٍ آخِرَ اللّيلِ غَرّدَا   لشِيَخيِ‌َ يَنعَي وَ الرّئِيسَ المُسَوّدَا

أَبَا طَالِبٍ مَأوَي الصّعَالِيكِ ذَا النّدَي   وَ ذَا الحِلمِ لَا خَلفاً وَ لَم يَكُ قُعدَداً

أَخَا المُلكِ خَلّي ثُلمَةً سَيَسُدّهَا   بَنُو هَاشِمٍ أَو يُستَبَاحُ فَيُمهَدَا[BA]فَيُهمَدَا]

فَأَمسَت قُرَيشٌ يَفرَحُونَ بِفَقدِهِ   وَ لَستُ أَرَي حَيّاً لشِيَ‌ءٍ مُخَلّداً

أَرَادَت أُمُوراً زَيّنَتهَا حُلُومُهُم   سَتُورِدُهُم يَوماً مِنَ الغيَ‌ّ مَورِداً

يُرَجّونَ تَكذِيبَ النّبِيّ وَ قَتلَهُ   وَ أَن يَفتَرُوا بَهتاً عَلَيهِ وَ مَحجَداً

كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ حَتّي نُذِيقَكُم   صُدُورَ العوَاَليِ‌ وَ الصّفِيحَ المُهَنّدَا

وَ يَبدُوَ مِنّا مَنظَرٌ ذُو كَرِيهَةٍ   إِذَا مَا تَسَربَلنَا الحَدِيدَ المُسَرّدَا

فَإِمّا تُبِيدُونَا وَ إِمّا نُبِيدُكُم   وَ إِمّا تَرَوا سِلمَ العَشِيرَةِ أَرشَدَا

وَ إِلّا فَإِنّ الحيَ‌ّ دُونَ مُحَمّدٍ   بَنُو هَاشِمٍ خَيرُ البَرِيّةِ مَحتَداً

وَ إِنّ لَهُ فِيكُم مِنَ اللّهِ نَاصِراً   وَ لَستُ بِلَاقٍ صَاحِبَ اللّهِ أَوحَدَا

نبَيِ‌ّ أَتَي مِن كُلّ وحَي‌ٍ بِخُطّةٍ   فَسَمّاهُ ربَيّ‌ فِي الكِتَابِ مُحَمّداً

أَغَرّ كَضَوءِ البَدرِ صُورَةُ وَجهِهِ   جَلَا الغَيمَ عَنهُ ضَوؤُهُ فَتَوَقّدَا

أَمِينٌ عَلَي مَا استَودَعَ اللّهُ قَبلَهُ   وَ إِن كَانَ قَولًا كَانَ فِيهِ مُسَدّداً

صفحه : 143

بيان أرقت بالكسر أي سهرت والغرد والتغريد التطريب والصعاليك جمع الصعلوك و هوالفقير والندي بالفتح الجود والخلف بالسكون قوم سوء يخلفون غيرهم و رجل قعدد وقعدد إذا كان قريب الآباء إلي الجد الأكبر ويمدح به من وجه لأن الولاء للكبر ويذم به من وجه لأنه من أولاد الهرمي وينسب إلي الضعف ذكره الجوهري‌ والثلمة بالضم الخلل في الحائط وغيره و في الأساس أهمد فلان الأمر أماته و في الصحاح همدت النار تهمد همودا أي طفئت وذهبت البتة والهمدة السكتة وهمد الثوب بلي‌ وأهمد في المكان أقام و في السير أسرع والبهت البهتان وعالية الرمح مادخل السنان إلي ثلثه والصفيحة السيف العريض والكريهة الشدة في الحرب وسرد الدروع إدخال حلقها بعضها في بعض وكذا التسريد والمحتد الأصل وصاحب الله النبي ص والأوحد ألذي ليس له ناصر والخطة بالضم الأمر والقصة والغرة بياض في جبهة الفرس ميمون

وَ مِنهُ فِي مَرثِيَةِ خَدِيجَةَ وَ أَبِي طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا


أَ عيَنيَ‌ّ جُودَا بَارَكَ اللّهُ فِيكُمَا   عَلَي هَالِكَينِ لَا تَرَي لَهُمَا مِثلًا

عَلَي سَيّدِ البَطحَاءِ وَ ابنِ رَئِيسِهَا   وَ سَيّدَةِ النّسوَانِ أَوّلِ مَن صَلّي

مُهَذّبَةٍ قَد طَيّبَ اللّهُ خِيمَهَا   مُبَارَكَةٍ وَ اللّهِ سَاقَ لَهَا الفَضلَا

مُصَابُهُمَا أَدجَي إِلَي الجَوّ وَ الهَوَاءِ   فَبِتّ أقُاَسيِ‌ مِنهُمُ الهَمّ وَ الثّكلَا

لَقَد نَصَرَا فِي اللّهِ دِينَ مُحَمّدٍ   عَلَي مَن يعُاَفيِ‌ الدّينَ قَد رَعَيَا إِلّا

بيان الخيم بالكسر السجية والطبيعة لاواحد له من لفظه والإل بالكسر العهد

وَ مِنهُ فِي مَرثِيَةِ أَبِي طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


أَبَا طَالِبٍ عِصمَةَ المُستَجِيرِ   وَ غَيثَ المُحُولِ وَ نُورَ الظّلَمِ

صفحه : 144


لَقَد هَدّ فَقدُكَ أَهلَ الحِفَاظِ   وَ قَد كُنتَ لِلمُصطَفَي خَيرَ عَمّ

بيان روي السيد حيدر في الغرر هاتين المرثيتين وتلك المراثي‌ دلائل علي كمال إيمان أبي طالب رضي‌ الله عنه فإنه أجل وأتقي من أن يرثي ويمدح كافرا بأمثال تلك المدائح رعاية للنسب بل بعض أبياتها يدل كونه أفضل من حمزة رضي‌ الله عنه . و قال السيد بن طاوس في كتاب الطرائف إني‌ رأيت المخالفين تظاهروا بالشهادة علي أبي طالب عم نبيهم وكفيله بأنه مات كافرا وكذبوا الأخبار الصحيحة المتضمنة لإيمانه وردوا شهادة عترة نبيهم صلوات الله عليهم الذين رووا أنهم لايفارقون كتاب ربهم وإنني‌ وجدت علماء هذه العترة مجمعين علي إيمان أبي طالب رضي‌ الله عنه و مارأيت هؤلاء الأربعة المذاهب كابروا فيمن قيل عنه إنه مسلم مثل هذه المكابرة و مازال الناس يشهدون بالإيمان لمن يخبر عنه مخبر بذلك أوتري عليه صفة تقتضي‌ الإيمان وسوف أورد لك بعض ماأوردوا في كتبهم وبرواية رجالهم من الأخبار الدالة لفظا أومعني تصريحا أوتلويحا بإيمان أبي طالب رضي‌ الله عنه ويظهر لك أن شهادتهم عليه بالكفر عداوة لولده علي بن أبي طالب ع أولبني‌ هاشم .فمن ذلك ماذكروه ورووه في كتاب أخبار أبي عمرو محمد بن عبدالواحد الزاهد الطبري‌ اللغوي‌ عن أبي العباس أحمد بن يحيي بن تغلب عن ابن الأعرابي‌ ما هذالفظه وأخبرنا تغلب عن ابن الأعرابي‌ قال العور الردي‌ء من كل شيء والوعر الموضع المخيف الوحش قال ابن الأعرابي‌ و من العور خبر ابن عباس قَالَ

لَمّا نَزَلَتوَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ قَالَ عَلِيّ ع وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ كَانَ النّبِيّص يُرَبّيهِ وَ عَبِقَ مِن سَمتِهِ وَ كَرَمِهِ وَ خَلَائِقِهِ مَا أَطَاقَ فَقَالَ لِيص يَا عَلِيّ قَد أُمِرتُ أَن أُنذِرَ عشَيِرتَيِ‌َ الأَقرَبِينَ فَاصنَع لِي طَعَاماً وَ اطبُخ لِي لَحماً قَالَ عَلِيّ ع فَعَدَدتُهُم‌«بنَيِ‌ هَاشِمٍ


صفحه : 145

بَحتاً»فَكَانُوا أَربَعِينَ قَالَ فَصَنَعتُ الطّعَامَ طَعَاماً يكَفيِ‌ لِاثنَينِ أَو ثَلَاثَةٍ قَالَ فَقَالَ لِي المُصطَفَيص هَاتِهِ قَالَ فَأَخَذَ شَظِيّةً مِنَ اللّحمِ فَشَظَاهَا بِأَسنَانِهِ وَ جَعَلَهَا فِي الجَفنَةِ قَالَ وَ أَعدَدتُ لَهُم عُسّاً مِن لَبَنٍ قَالَ وَ مَضَيتُ إِلَي القَومِ فَأَعلَمتُهُم أَنّهُ قَد دَعَاهُم لِطَعَامٍ وَ شَرَابٍ قَالَ فَدَخَلُوا وَ أَكَلُوا وَ لَم يَستَتِمّوا نِصفَ الطّعَامِ حَتّي تَضَلّعُوا قَالَ وَ لعَهَديِ‌ بِالوَاحِدِ مِنهُم يَأكُلُ مِثلَ ذَلِكَ الطّعَامِ وَحدَهُ قَالَ ثُمّ أَتَيتُ بِاللّبَنِ قَالَ فَشَرِبُوا حَتّي تَضَلّعُوا قَالَ وَ لعَهَديِ‌ بِالوَاحِدِ مِنهُم وَحدَهُ يَشرَبُ مِثلَ ذَلِكَ اللّبَنِ قَالَ وَ مَا بَلَغُوا نِصفَ العُسّ قَالَ ثُمّ قَامَ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَتَكَلّمَ اعتَرَضَ عَلَيهِ أَبُو لَهَبٍ لَعَنَهُ اللّهُ فَقَالَ أَ لِهَذَا دَعَوتَنَا ثُمّ أَتبَعَ كَلَامَهُ بِكَلِمَةٍ ثُمّ قَالَ قُومُوا فَقَامُوا وَ انصَرَفُوا كُلّهُم قَالَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَالَ لِي يَا عَلِيّ أَصلِح لِي مِثلَ ذَلِكَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ قَالَ فَأَصلَحتُهُ وَ مَضَيتُ إِلَيهِم بِرِسَالَتِهِ قَالَ فَأَقبَلُوا إِلَيهِ فَلَمّا أَكَلُوا وَ شَرِبُوا قَامَ رَسُولُ اللّهِص لِيَتَكَلّمَ فَاعتَرَضَهُ أَبُو لَهَبٍ لَعَنَهُ اللّهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ اسكُت يَا أَعوَرُ مَا أَنتَ وَ هَذَا قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ لَا يَقُومَنّ أَحَدٌ قَالَ فَجَلَسُوا ثُمّ قَالَ للِنبّيِ‌ّص قُم يَا سيَدّيِ‌ فَتَكَلّم بِمَا تُحِبّ وَ بَلّغ رِسَالَةَ رَبّكَ فَإِنّكَ الصّادِقُ المُصَدّقُ قَالَ فَقَالَص لَهُم أَ رَأَيتُم لَو قُلتُ لَكُم إِنّ وَرَاءَ هَذَا الجَبَلِ جَيشاً يُرِيدُ أَن يُغِيرَ عَلَيكُم أَ كُنتُم تصُدَقّوُنيّ‌ قَالَ فَقَالُوا كُلّهُم نَعَم إِنّكَ لَأَنتَ الأَمِينُ الصّادِقُ قَالَ فَقَالَ لَهُم فَوَحّدُوا اللّهَ الجَبّارَ وَ اعبُدُوهُ وَحدَهُ بِالإِخلَاصِ وَ اخلَعُوا هَذَا الأَندَادَ الأَنجَاسَ وَ أَقِرّوا وَ اشهَدُوا بأِنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم وَ إِلَي الخَلقِ فإَنِيّ‌ قَد جِئتُكُم بِعِزّ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ فَقَامُوا وَ انصَرَفُوا كُلّهُم وَ كَأَنّ المَوعِظَةَ قَد عَمِلَت فِيهِم

هذاآخر لفظة حديث أبي عمرو الزاهد.


صفحه : 146

قال السيد رضي‌ الله عنه و لو لم يكن لأبي‌ طالب رضي‌ الله عنه إلا هذاالحديث و أنه سبب في تمكين النبي ص من تأدية رسالته وتصريحه بقوله وبلغ رسالة ربك فإنك الصادق المصدق لكفاه شاهدا بإيمانه وعظيم حقه علي أهل الإسلام وجلالة أمره في الدنيا ودار المقام و ما كان لنا حاجة إلي إيراد حديث سواه وإنما نورد الأحاديث استظهارا في الحجة لماذكرناه .فمن ذلك أيضا ماذكره الحميدي‌ في كتاب الجمع بين الصحيحين في مسند عبد الله بن عمر في الحديث الحادي‌ عشر من إفراد البخاري‌ تعليقا قال و قال عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه قال ربما ذكرت قول الشاعر و أناأنظر إلي وجه النبي ص و هويستسقي و ماينزل حتي يجيش كل ميزاب فمن ذلك


وأبيض يستسقي الغمام بوجهه   ربيع اليتامي عصمة للأرامل

و هوقول أبي طالب رضي‌ الله عنه

وَ قَد أَخرَجَهُ بِالإِسنَادِ مِن حَدِيثِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ دِينَارٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ ابنَ عُمَرَ يَتَمَثّلُ بِشِعرِ أَبِي طَالِبٍ حَيثُ قَالَ وَ ذَكَرَ البَيتَ وَ هيِ‌َ قَصِيدَةٌ مَشهُورَةٌ بَينَ الرّوَاةِ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ هيِ‌َ هَذِهِ


لعَمَريِ‌ لَقَد كُلّفتُ وَجداً بِأَحمَدَ   وَ أَحبَبتُهُ حُبّ الحَبِيبِ المُوَاصِلِ

إِلَي آخِرِ الأَبيَاتِ

و من ذلك مارواه الثعلبي‌ في تفسيره قال في تفسير قوله تعالي وَ هُم يَنهَونَ عَنهُ وَ يَنأَونَ عَنهُ وَ إِن يُهلِكُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ عن عبد الله بن عباس قال اجتمعت قريش إلي أبي طالب رضي‌ الله عنه وقالوا له يا أباطالب سلم إلينا محمدا فإنه قدأفسد أدياننا وسب آلهتنا و هذه أبناؤنا بين يديك تبن بأيهم شئت ثم دعوا بعمارة بن الوليد و كان مستحسنا فقال لهم هل رأيتم ناقة حنت إلي غيرفصيلها لا كان ذلك أبدا ثم نهض عنهم فدخل علي النبي ص فرآه كئيبا و قدعلم مقالة قريش فقال رضي‌ الله


صفحه : 147

عنه يا محمد لاتحزن ثم قال


و الله لن يصلوا إليك بجمعهم   حتي أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ماعليك غضاضة   وابشر وقر بذاك منك عيونا

ودعوتني‌ وذكرت أنك ناصحي‌   ولقد نصحت وكنت قبل أمينا

وذكرت دينا قدعلمت بأنه   من خير أديان البرية دينا

وروي الثعلبي‌ أنه قداتفق علي صحة نقل هذه الأبيات عن أبي طالب رضي‌ الله عنه مقاتل و عبد الله بن عباس والقاسم بن محصرة وعطاء بن دينار

وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ بِإِسنَادِهِ فِي كِتَابٍ اسمُهُ نِهَايَةُ الطّلُوبِ وَ غَايَةُ السّئُولِ فِي مَنَاقِبِ آلِ الرّسُولِ رَجُلٌ مِن عُلَمَائِهِم وَ فُقَهَائِهِم حنَبلَيِ‌ّ المَذهَبِ اسمُهُ اِبرَاهِيمُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الديّنوَرَيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الأزَديِ‌ّ الفَقِيهِ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ صَالِحٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن عَبدِ الكَرِيمِ الجزَرَيِ‌ّ وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ المَذكُورُ وَ حَدّثَنَا أَيضاً عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ الجزَرَيِ‌ّ عَن طَاوُسٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ يَقُولُ فِيهِ إِنّ النّبِيّص قَالَ لِلعَبّاسِ إِنّ اللّهَ قَد أمَرَنَيِ‌ بِإِظهَارِ أمَريِ‌ وَ قَد أنَبأَنَيِ‌ وَ استنَبأَنَيِ‌ فَمَا عِندَكَ فَقَالَ لَهُ العَبّاسُ يَا ابنَ أخَيِ‌ تَعلَمُ أَنّ قُرَيشاً أَشَدّ النّاسِ حَسَداً لِوُلدِ أَبِيكَ وَ إِن كَانَت هَذِهِ الخَصلَةُ كَانَتِ الطّامّةَ الطّمّاءَ وَ الدّاهِيَةَ العَظِيمَةَ وَ رُمِينَا عَن قَوسٍ وَاحِدٍ وَ انتَسَفُونَا نَسفاً صَلتاً وَ لَكِن قَرّب إِلَي عَمّكَ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ كَانَ أَكبَرَ أَعمَامِكَ إِن لَا يَنصُركَ لَا يَخذُلكَ وَ لَا يُسلِمكَ فَأَتَيَاهُ فَلَمّا رَآهُمَا أَبُو طَالِبٍ قَالَ إِنّ لَكُمَا لَظِنّةً وَ خَبَراً مَا جَاءَ بِكُمَا فِي هَذَا الوَقتِ فَعَرّفَهُ العَبّاسُ مَا قَالَ لَهُ النّبِيّص وَ مَا أَجَابَهُ بِهِ العَبّاسُ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ قَالَ لَهُ اخرُج ابنَ أخَيِ‌ فَإِنّكَ الرّفِيعُ كَعباً وَ المَنِيعُ حِزباً وَ الأَعلَي


صفحه : 148

أَباً وَ اللّهِ لَا يَسلُقُكَ لِسَانٌ إِلّا سَلَقَتهُ أَلسُنٌ حِدَادٌ وَ اجتَذَبَتهُ سُيُوفٌ حِدَادٌ وَ اللّهِ لَتَذِلّنّ لَكَ العَرَبُ ذُلّ البُهمِ لِحَاضِنِهَا وَ لَقَد كَانَ أَبِي يَقرَأُ الكِتَابَ جَمِيعاً وَ لَقَد قَالَ إِنّ مِن صلُبيِ‌ لَنَبِيّاً لَوَدِدتُ أنَيّ‌ أَدرَكتُ ذَلِكَ الزّمَانَ فَآمَنتُ بِهِ فَمَن أَدرَكَهُ مِن ولُديِ‌ فَليُؤمِن بِهِ

ثم ذكر صفة إظهار نبيهم للرسالة عقيب كلام أبي طالب له وصورة شهادته و قدصلي وحده وجاءت خديجة فصلت معه ثم جاء علي فصلي معه . وزاد الزمخشري‌ في كتاب الأكتاب بيتا آخر رواه عن أبي طالب رضي‌ الله عنه


وعرضت دينا لامحالة إنه .   من خير أديان البرية دينا.

لو لاالملامة أوحذاري‌ سبه .   لوجدتني‌ سمحا بذاك مبينا.

وَ مِن ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ الحنَبلَيِ‌ّ صَاحِبُ الكِتَابِ المَذكُورِ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُغِيرَةَ بنِ مُعَقّبٍ قَالَفَقَدَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ رَسُولَ اللّهِص فَظَنّ أَنّ بَعضَ قُرَيشٍ اغتَالَهُ فَقَتَلَهُ فَبَعَثَ إِلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَقَالَ يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَظُنّ أَنّ بَعضَ قُرَيشٍ اغتَالَ مُحَمّداً فَقَتَلَهُ فَليَأخُذ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم حَدِيدَةً صَارِمَةً وَ ليَجلِس إِلَي جَنبِ عَظِيمٍ


صفحه : 149

مِن عُظَمَاءِ قُرَيشٍ فَإِذَا قُلتُ أبَغيِ‌ مُحَمّداً قَتَلَ كُلّ رَجُلٍ مِنكُمُ الرّجُلَ ألّذِي إِلَي جَانِبِهِ وَ بَلَغَ رَسُولَ اللّهِص جَمعُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ فِي بَيتٍ عِندَ الصّفَا فَأَتَي أَبَا طَالِبٍ وَ هُوَ فِي المَسجِدِ فَلَمّا رَآهُ أَبُو طَالِبٍ أَخَذَ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ فَقَدتُ مُحَمّداً فَظَنَنتُ أَنّ بَعضَكُم اغتَالَهُ فَأَمَرتُ كُلّ فَتًي شَهِدَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَن يَأخُذَ حَدِيدَةً وَ يَجلِسَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم إِلَي عَظِيمٍ مِنكُم فَإِذَا قُلتُ أبَغيِ‌ مُحَمّداً قَتَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمُ الرّجُلَ ألّذِي إِلَي جَنبِهِ فَاكشِفُوا عَمّا فِي أَيدِيكُم يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَكَشَفَ بَنُو هَاشِمٍ عَمّا فِي أَيدِيهِم فَنَظَرَت قُرَيشٌ إِلَي ذَلِكَ فَعِندَهَا هَابَت قُرَيشٌ رَسُولَ اللّهِص ثُمّ أَنشَأَ أَبُو طَالِبٍ يَقُولُ


أَلَا أَبلِغ قُرَيشاً حَيثُ حَلّت   وَ كُلّ سَرَائِرٍ مِنهَا غُرُورٌ

فإَنِيّ‌ وَ الضّوَابِحِ غَادِيَاتٍ   وَ مَا تَتلُو السّفَافِرَةُ الشّهُورُ

لآِلِ مُحَمّدٍ رَاعٍ حَفِيظٌ   وَ وَدّ الصّدرُ منِيّ‌ وَ الضّمِيرُ

فَلَستُ بِقَاطِعٍ رحَمِيِ‌ وَ ولُديِ‌   وَ لَو جَرّت مَظَالِمَهَا الجَزُورُ

أَ يَأمُرُ جَمعُهُم أَبنَاءَ فِهرٍ   بِقَتلِ مُحَمّدٍ وَ الأَمرُ زُورٌ

فَلَا وَ أَبِيكَ لَا ظَفِرَت قُرَيشٌ   وَ لَا لَقِيَت رَشَاداً إِذ تُشِيرُ

بنَيِ‌ّ أخَيِ‌ وَ نُوطَ القَلبِ منِيّ‌   وَ أَبيَضُ مَاؤُهُ غَدَقٌ كَثِيرٌ

وَ يَشرَبُ بَعدَهُ الوِلدَانُ رِيّاً   وَ أَحمَدُ قَد تَضَمّنَهُ القُبُورُ

أَيَا ابنَ الأَنفِ أَنفِ بنَيِ‌ قصُيَ‌ّ   كَأَنّ جَبِينَكَ القَمَرُ المُنِيرُ

أقول روي جامع الديوان نحو هذاالخبر مرسلا ثم ذكر الأشعار هكذا


  َلَا أَبلِغ ...

إلي قوله


  كل سرائر منها غدور

.


صفحه : 150


فإني‌ والضوابح غاديات .   و ماتتلو السفافرة الشهور.

إلي قوله جزور.


فيا لله در بني‌ قصي‌.   لقد احتل عرصتهم ثبور.

عشية ينتحون بأمر هزل .   ويستهوي‌ حلومهم الغرور.

فلا وأبيك إلي قوله إذ تشير أيأمر إلي قوله زور.


أ لاضلت حلومهم جميعا.   وأطلق عقل حرب لاتبور.

أيرضي منكم الحلماء هذا.   و ماذاكم رضا لي أن تبوروا.

بني‌ أخي‌ إلي قوله القبور.


فكيف يكون ذلكم قريشا.   و مامني‌ الضراعة والفتور.

علي دماء بدن عاطلات .   لئن هدرت بذلكم الهدور

.لقام الضاربون بكل ثغر.   بأيديهم مهندة تمور.

وتلقوني‌ أمام الصف قدما.   أضارب حين تحزمه الأمور.

أرادي‌ مرة وأكر أخري .   حذارا أن تغور به الغرور.

أذودهم بأبيض مشرفي‌.   إذا ماحاطه الأمر النكير.

وجمعت الجموع أسود فهر.   و كان النقع فوقهم يثور.

كأن الأفق محفوف بنار.   وحول النار آساد تزير.

بمعترك المنايا في مكر.   تخال دماءه قدرا تفور.

إذاسالت مجلجلة صدوق .   كأن زهاءها رأس كبير.

وشظباها محل الموت حقا.   وحوض الموت فيهايستدير.

هنالك أي بني‌ يكون مني‌.   بوادر لايقوم لها الكثير.

تدهدهت الصخور من الرواسي‌.   إذا ما الأرض زلزلها القدير.

صفحه : 151


و لاقفل بقيلهم فإني‌.   و ماحلت بكعبته النذور.

وفي‌ دون نفسك إن أرادوا.   بهاالدهياء أوسالت بحور.

أيا ابن الأنف إلي آخره .


لك الله الغداة وعهد عم .   تجنبه الفواحش والفجور.

بتحفاظي‌ ونصرة أريحي‌.   من الأعمام معضاد يصور.

ثم قال السيد رضي‌ الله عنه

وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الحنَبلَيِ‌ّ صَاحِبُ كِتَابِ نِهَايَةِ الطّلُوبِ وَ غَايَةِ السّئُولِ بِإِسنَادِهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدٌ ابنُ أخَيِ‌ وَ كَانَ وَ اللّهِ صَدُوقاً قَالَ قُلتُ لَهُ بِمَ بُعِثتَ يَا مُحَمّدُ قَالَ بِصِلَةِ الأَرحَامِ وَ إِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ

وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ كِتَابِ نِهَايَةِ الطّلُوبِ وَ غَايَةِ السّئُولِ بِإِسنَادِهِ إِلَي عُروَةَ بنِ عُمَرَ الثقّفَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ سَمِعتُ ابنَ أخَيِ‌ الأَمِينَ يَقُولُ اشكُر تُرزَق وَ لَا تَكفُر فَتُعَذّبَ

وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ الكِتَابِ المَزبُورِ بِإِسنَادِهِ إِلَي سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَنّ أَبَا طَالِبٍ مَرِضَ فَعَادَهُ النّبِيّص

وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَيضاً الحنَبلَيِ‌ّ فِي الكِتَابِ المُشَارِ إِلَيهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَطَاءِ بنِ أَبِي رِيَاحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ عَارَضَ النّبِيّص جَنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ وَصَلَتكَ رَحِمٌ وَ جَزَاكَ اللّهُ يَا عَمّ خَيراً

وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي ثَابِتٍ البنُاَنيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تَرجُو لأِبَيِ‌ طَالِبٍ قَالَ كُلّ خَيرٍ أَرجُوهُ مِن ربَيّ‌

و من عجيب مابلغت إليه العصبية علي أبي طالب من أعداء أهل البيت ع أنهم


صفحه : 152

زعموا أن المراد بقوله تعالي لنبيه ص إِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَأنها في أبي طالب رضي‌ الله عنه و قدذكر أبوالمجد بن رشادة الواعظ الواسطي‌ في مصنفه كتاب أسباب نزول القرآن ما هذالفظه قال قال الحسن بن مفضل في قوله عز و جل إِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَكيف يقال إنها نزلت في أبي طالب رضي‌ الله عنه و هذه السورة من آخر مانزل من القرآن بالمدينة و أبوطالب مات في عنفوان الإسلام و النبي ص بمكة وإنما هذه الآية نزلت في الحارث بن نعمان بن عبدمناف و كان النبي ص يحب إسلامه فقال يوما للنبي‌ص إنا نعلم أنك علي الحق و أن ألذي جئت به حق ولكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تتخطفنا من أرضنا لكثرتهم وقلتنا و لاطاقة لنا بهم فنزلت الآية و كان النبي ص يؤثر إسلامه لميله إليه . قال السيد رحمه الله فكيف استجاز أحد من المسلمين العارفين مع هذه الروايات ومضمون الأبيات أن ينكروا إيمان أبي طالب رضي‌ الله عنه و قدتقدمت روايتهم لوصية أبي طالب أيضا لولده أمير المؤمنين علي ع بملازمة محمدص و قوله رضي‌ الله عنه إنه لايدعو إلا إلي خير وقول نبيهم ص جزاك الله ياعم خيرا و قوله ص لو كان حيا قرت عيناه و لو لم يعلم نبيهم ص أن أباطالب رضي‌ الله عنه مات مؤمنا مادعا له و لاكانت تقر عينه بنبيهم ص و لو لم يكن إلاشهادة عترة نبيهم ص له بالإيمان لوجب تصديقهم كماشهد نبيهم ص أنهم لايفارقون كتاب الله تعالي و لاريب أن العترة أعرف بباطن أبي طالب رضي‌ الله عنه من الأجانب وشيعة أهل البيت ع مجمعون علي ذلك ولهم فيه مصنفات و مارأينا و لاسمعنا أن مسلما أخرجوا فيه إلي مثل ماأخرجوا في إيمان أبي طالب رضي‌ الله عنه و ألذي نعرفه منهم أنهم يثبتون إيمان الكافر بأدني سبب وبأدني خبر واحد وبالتلويح فقد بلغت عداوتهم ببني‌ هاشم إلي إنكار إيمان أبي طالب


صفحه : 153

رضي‌ الله عنه مع تلك الحجج الثواقب إن هذا من جملة العجائب بيان عبق به الطيب كفرح لزق والشظية كل فلقة من شيء والجمع شظايا والتشظية التفريق والعس بالضم القدح العظيم وتضلع من الطعام امتلأ كأنه ملأ أضلاعه وبضع من الماء كمنع روي‌ و في النهاية لم يكن أبولهب أعور ولكن العرب تقول للذي‌ لم يكن له أخ من أبيه وأمه أعور وقيل إنهم يقولون للردي‌ء من كل شيء من الأمور والأخلاق أعور و قال في حديث الاستسقاء و ماينزل حتي يجيش كل ميزاب أي يتدفق ويجري‌ بالماء ربيع اليتامي أي ينمون ويهتزون به كالنبات ينمو ويهتز في الربيع و في بعض النسخ ثمال اليتامي كما في النهاية و قال الثمال بالكسر الملجأ والغياث وقيل هوالمطعم في الشدة و في القاموس كلف به كفرح أولع وأكلفه غيره والتكليف الأمر بما يشق عليك و في النهاية كلفت بهذا الأمر أكلف به إذاولعت به وأحببته و قال يقال وجدت بفلانة وجدا إذاأحببتها حبا شديدا ودينا تمييز مؤكد والطامة الداهية تغلب ماسواها ونسف البناء ينسفه قلعه من أصله كانتسفه و في القاموس التقريب ضرب من العدو والشكاية والظنة بالكسر التهمة وكأنه هنا مجاز والبهم جمع البهمة بفتحهما وهي‌ أولاد الضأن والمعز وحاضنها مربيها و في بعض النسخ بالخاء المعجمة يقال حضن ناقته حمل عليها وعض من بدنها وكمنبر من يهزل


صفحه : 154

الدواب ويذللها قوله فإني‌ والضوابح في النهاية في حديث أبي طالب يمدح النبي ص


فإني‌ والضوابح كل يوم .   و ماتتلو السفافرة الشهور.

الضوابح جمع ضابح يقال ضبح أي صاح يريد القسم بمن يرفع صوته بالقراءة و هوجمع شاذ في صفة الآدمي‌ كفوارس والسفافرة أصحاب الأسفار وهي‌ الكتب والشهور أي العلماء واحدهم شهر كذا قال الهروي‌ والفهر بالكسر أبوقبيلة من قريش ونوط القلب ونياطه عرق نيط به القلب ينتحون أي يقصدون علي دماء بدن كأنه ألزم علي نفسه دماء البدن وأقسم بها إن لم يكن مايقوله والعاطلات الحسان أوبلا قلائد وأرسان أوالطويلة الأعناق والمقسم عليه أنه لوهدرت دماء بسببكم لقام الضاربون السيوف بكل ناحية بأيديهم مهندة أي سيوف مشحذة تمور أي تضطرب وتتحرك حين تحزمه أي تشده والضمير للنبي‌ص و لايبعد أن يكون بالياء ويقال راداه أي راوده وداراه و عن القوم رمي عنهم بالحجارة أو هو من الردي‌ الهلاك أن تغور به الغرور أي يذهب به إلي الغور أصحاب الغارة و له معان أخر مناسبة والزئر والزئير صوت الأسد من صدره عندغضبه والمجلجل السيد القوي‌ والجري‌ء الدفاع المنطيق والجلجلة شدة الصوت و كان الصدوق بالضم جمع صادق أي في الحرب والزهاء العدد الكثير وكأنه كناية عن تراكمهم واجتماعهم ويحتمل التصحيف وشظي القوم خلاف صميمهم وهم الأتباع والدخلاء عليهم والبادرة الحدة عندالغضب تدهدهت تدحرجت و ماحلت الواو للقسم و مابمعني من والمراد به الرب تعالي والداهية الدهياء البلية العظيمة أوسالت أوبمعني إلي أن أو إلا أن لك الله الغداة أي الله حافظك في هذه الغداة ويحفظك عهد عمك تجنبه الأصل تتجنبه والأريحي‌ الواسع الخلق والمعضاد الكثير الإعانة يصور أي يصوت كناية عن


صفحه : 155

إعلان النصرة أويهد أركان الخصامة ويحتمل أن يكون بالنون بالفتح أوالضم مبالغة في النصرة والمراد بهذا العم إما نفسه أوحمزة رضي‌ الله عنهما. أقول و قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة اختلف الناس في إسلام أبي طالب فقالت الإمامية وأكثر الزيدية مامات إلامسلما و قال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك منهم الشيخ أبوالقاسم البلخي‌ و أبو جعفرالإسكافي‌ وغيرهما و قال أكثر الناس من أهل الحديث والعامة و من شيوخنا البصريين وغيرهم مات علي دين قومه وَ يَروُونَ فِي ذَلِكَ حَدِيثاً مَشهُوراً

أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَهُ عِندَ مَوتِهِ قُل يَا عَمّ كَلِمَةً أَشهَد لَكَ بِهَا غَداً عِندَ اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ لَو لَا أَن تَقُولَ العَرَبُ إِنّ أَبَا طَالِبٍ جَزِعَ عِندَ المَوتِ لَأَقرَرتُ بِهَا عَينَكَ

وروي‌ أنه قال أنا علي دين الأشياخ وقيل إنه قال أنا علي دين عبدالمطلب وقيل غير ذلك وروي كثير من المحدثين أن قوله تعالي ما كانَ للِنبّيِ‌ّ وَ الّذِينَ آمَنُوا أَن يَستَغفِرُوا لِلمُشرِكِينَ وَ لَو كانُوا أوُليِ‌ قُربي مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُم أَنّهُم أَصحابُ الجَحِيمِ وَ ما كانَ استِغفارُ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلّا عَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أَنّهُ عَدُوّ لِلّهِ تَبَرّأَ مِنهُالآية أنزلت في أبي طالب لأن رسول الله ص استغفر له بعدموته ورووا أن قوله تعالي إِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَنزلت في أبي طالب ورووا أن عليا ع جاء إلي رسول الله بعدموت أبي طالب فقال له إن عمك الضال قدقضي فما ألذي تأمرني‌ فيه واحتجوا بأنه لم ينقل أحد عنه أنه رآه يصلي‌ والصلاة هي‌ المفرقة بين المسلم والكافر و أن عليا وجعفرا لم يأخذا من تركته شيئا

وَ رَوَوا عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ قَد وعَدَنَيِ‌ بِتَخفِيفِ عَذَابِهِ لِمَا صَنَعَ فِي حقَيّ‌ وَ إِنّهُ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ وَ رَوَوا عَنهُ أَيضاً أَنّهُ قِيلَ لَهُ لَوِ استَغفَرتَ لِأَبِيكَ وَ أُمّكَ فَقَالَ لَوِ استَغفَرتُ لَهُمَا لَاستَغفَرتُ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ فَإِنّهُ صَنَعَ إلِيَ‌ّ مَا لَم يَصنَعَا وَ إِنّ عَبدَ اللّهِ وَ آمِنَةَ وَ أَبَا طَالِبٍ فِي حُجرَةٍ مِن حُجَرَاتِ جَهَنّمَ

.


صفحه : 156

فأما الذين زعموا أنه كان مسلما فقد رووا خلاف ذلك

فَأَسنَدُوا خَبَراً إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ لِي جَبرَئِيلُ إِنّ اللّهَ مُشَفّعُكَ فِي سِتّةٍ بَطنٍ حَمَلَتكَ آمِنَةَ بِنتِ وَهبٍ وَ صُلبٍ أَنزَلَكَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ حَجرٍ كَفَلَكَ أَبِي طَالِبٍ وَ بَيتٍ آوَاكَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَخٍ كَانَ لَكَ فِي الجَاهِلِيّةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا كَانَ فِعلُهُ قَالَ كَانَ سَخِيّاً يُطعِمُ الطّعَامَ وَ يَجُودُ بِالنًوَالِ وَ ثدَي‌ٍ أَرضَعَتكَ حَلِيمَةَ بِنتِ أَبِي ذُؤَيبٍ

قَالُوا وَ قَد نَقَلَ النّاسُ كَافّةً عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ نُقِلنَا مِنَ الأَصلَابِ الطّاهِرَةِ إِلَي الأَرحَامِ الزّكِيّةِ

فوجب بهذا أن يكون آباؤهم كلهم منزهين عن الشرك لأنهم لوكانوا عبدة أصنام لماكانوا طاهرين قالوا و أما ماذكر في القرآن من ابراهيم و أبيه آزر وكونه ضالا مشركا فلايقدح في مذهبنا لأن آزر كان عم ابراهيم فأما أبوه فتارخ بن ناخور وسمي‌ العم أبا كما قال أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعبُدُونَ مِن بعَديِ‌ قالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ ثم عد فيهم إسماعيل و ليس من آبائه ولكنه عمه . ثم قال

وَ احتَجّوا فِي إِسلَامِ الآبَاءِ بِمَا روُيِ‌َ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ يَبعَثُ اللّهُ عَبدَ المُطّلِبِ يَومَ القِيَامَةِ وَ عَلَيهِ سِيمَاءُ الأَنبِيَاءِ وَ بَهَاءُ المُلُوكِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص بِالمَدِينَةِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تَرجُو لأِبَيِ‌ طَالِبٍ فَقَالَ أَرجُو لَهُ كُلّ خَيرٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَجُلًا مِن رِجَالِ الشّيعَةِ وَ هُوَ أَبَانُ بنُ أَبِي مَحمُودٍ كَتَبَ إِلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ قَد شَكَكتُ فِي إِسلَامِ أَبِي طَالِبٍ فَكَتَبَ إِلَيهِوَ مَن يُشاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُ الهُدي وَ يَتّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَالآيَةَ وَ بَعدَهَا إِنّكَ إِن لَم تُقِرّ بِإِيمَانِ أَبِي طَالِبِ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَي النّارِ

وَ قَد روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَمّا يَقُولُهُ النّاسُ أَنّ أَبَا طَالِبٍ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ فَقَالَ لَو وُضِعَ إِيمَانُ أَبِي طَالِبٍ فِي كِفّةِ مِيزَانٍ وَ إِيمَانُ هَذَا الخَلقِ فِي


صفحه : 157

الكِفّةِ الأُخرَي لَرَجَحَ إِيمَانُهُ ثُمّ قَالَ أَ لَم تَعلَمُوا أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً ع كَانَ يَأمُرُ أَن يُحَجّ عَن عَبدِ اللّهِ وَ آمِنَةَ وَ أَبِي طَالِبٍ فِي حَيَاتِهِ ثُمّ أَوصَي فِي وَصِيّتِهِ بِالحَجّ عَنهُم

وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ أَبَا بَكرٍ جَاءَ بأِبَيِ‌ قُحَافَةَ إِلَي النّبِيّص عَامَ الفَتحِ يَقُودُهُ وَ هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ أَعمَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَلّا تَرَكتَ الشّيخَ حَتّي نَأتِيَهُ فَقَالَ أَرَدتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَن يَأجُرَهُ اللّهُ أَمَا وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَأَنَا كُنتُ أَشَدّ فَرَحاً بِإِسلَامِ عَمّكَ أَبِي طَالِبٍ منِيّ‌ بِإِسلَامِ أَبِي أَلتَمِسُ بِذَلِكَ قُرّةَ عَينِكَ فَقَالَ صَدَقتَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع سُئِلَ عَن هَذَا فَقَالَ وَا عَجَبَا إِنّ اللّهَ تَعَالَي نَهَي رَسُولَهُ أَن يُقِرّ مُسلِمَةً عَلَي نِكَاحِ كَافِرٍ وَ قَد كَانَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ مِنَ السّابِقَاتِ إِلَي الإِسلَامِ وَ لَم تَزَل تَحتَ أَبِي طَالِبٍ حَتّي مَاتَ

وَ يُروَي عَن قَومٍ مِنَ الزّيدِيّةِ أَنّ أَبَا طَالِبٍ أَسنَدَ المُحَدّثُونَ عَنهُ حَدِيثاً ينَتهَيِ‌ إِلَي أَبِي رَافِعٍ مَولَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ يَقُولُ بِمَكّةَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدٌ ابنُ أخَيِ‌ أَنّ رَبّهُ بَعَثَهُ بِصِلَةِ الرّحِمِ وَ أَن يَعبُدَهُ وَحدَهُ لَا يَعبُدُ مَعَهُ غَيرَهُ وَ مُحَمّدٌ عنِديِ‌َ الصّادِقُ الأَمِينُ

وَ قَالَ قَومٌ إِنّ قَولَ النّبِيّص أَنَا وَ كَافِلُ اليَتِيمِ كَهَاتَينِ فِي الجَنّةِ إِنّمَا عَنَي بِهِ أَبَا طَالِبٍ

. وقالت الإمامية إن مايرويه العامة من أن عليا وجعفرا لم يأخذا من تركة أبي طالب شيئا حديث موضوع ومذهب أهل البيت بخلاف ذلك فإن المسلم عندهم يرث الكافر و لايرث الكافر المسلم و لو كان أعلي درجة منه في النسب قالوا و قوله ص لاتوارث بين أهل ملتين نقول بموجبه لأن التوارث تفاعل و لاتفاعل عندنا في ميراثهما واللفظ يستدعي‌ الطرفين كالتضارب لا يكون إلا من اثنين قالوا وحب رسول الله ص لأبي‌ طالب معلوم مشهور و لو كان كافرا ماجاز له حبه لقوله تعالي لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُالآية

قَالُوا وَ قَدِ اشتَهَرَ وَ استَفَاضَ الحَدِيثَ وَ هُوَ قَولُهُص لِعَقِيلٍ أَنَا أُحِبّكَ حُبّينِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لِحُبّ أَبِي طَالِبٍ لَكَ فَإِنّهُ كَانَ يُحِبّكَ

قالوا وخطبة النكاح مشهورة خطبها أبوطالب عندنكاح محمدص


صفحه : 158

خديجة وهي‌ قوله الحمد لله ألذي جعلنا من ذرية ابراهيم وزرع إسماعيل وجعل لنا بلدا حراما وبيتا محجوجا وروي‌ محجوبا وجعلنا الحكام علي الناس ثم إن محمد بن عبد الله أخي‌ من لايوازن به فتي من قريش إلارجح عليه برا وفضلا وحزما وعقلا ورأيا ونبلا و إن كان في المال قل فإنما المال ظل زائل وعارية مسترجعة و له في خديجة بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك و ماأحببتم من الصداق فعلي‌ و له و الله بعدنبأ شائع وخطب جليل .قالوا فتراه يعلم نبأه الشائع وخطبه الجليل ثم يعانده ويكذبه و هو من أولي‌ الألباب هذا غيرسائغ في العقول .

قَالُوا وَ قَد روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ أَصحَابَ الكَهفِ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ وَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ أَسَرّ الإِيمَانَ وَ أَظهَرَ الشّركَ فَآتَاهُ اللّهُ أَجرَهُ مَرّتَينِ

وَ فِي الحَدِيثِ الصّحِيحِ المَشهُورِ أَنّ جَبرَئِيلَ قَالَ لَهُ لَيلَةَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ اخرُج مِنهَا فَقَد مَاتَ نَاصِرُكَ

و أماحديث الضحضاح من النار فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد و هوالمغيرة بن شعبة وبغضه لبني‌ هاشم و علي الخصوص لعلي‌ ع مشهور معلوم وقصته وفسقه غيرخاف

قَالُوا وَ قَد روُيِ‌َ بِأَسَانِيدَ كَثِيرَةٍ بَعضُهَا عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ بَعضُهَا عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ مَا مَاتَ حَتّي قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ

وَ الخَبَرُ المَشهُورُ أَنّ أَبَا طَالِبٍ عِندَ المَوتِ قَالَ كَلَاماً خَفِيّاً فَأَصغَي إِلَيهِ أَخُوهُ العَبّاسُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ وَ اللّهِ لَقَد قَالَهَا عَمّكَ وَ لَكِنّهُ ضَعُفَ عَن أَن يَبلُغَكَ صَوتُهُ

وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتّي أَعطَي رَسُولَ


صفحه : 159

اللّهِص مِن نَفسِهِ الرّضَا

قالوا وأشعار أبي طالب تدل علي أنه كان مسلما و لافرق بين الكلام المنظوم والمنثور إذاتضمنا إقرارا بالإسلام أ لاتري أن يهوديا لوتوسط جماعة من المسلمين وأنشد شعرا قدارتجله ونظمه يتضمن الإقرار بنبوة محمدص لكنا نحكم بإسلامه كما لو قال أشهد أن محمدا رسول الله فمن تلك الأشعار قوله


يرجون منا خطة دون نيلها.   ضراب وطعن بالوشيج المقوم

.يرجون أن نسخي بقتل محمد.   و لم تختضب سن العوالي‌ من الدم .

كذبتم وبيت الله حتي تفلقوا   .جماجم تلقي بالحطيم وزمزم .

وتقطع أرحام وتنسي حليلة.   حليلا ويغشي محرم بعدمحرم .

علي مامضي من مقتكم وعقوقكم .   وغشيانكم في أمركم كل مأثم .

وظلم نبي‌ جاء يدعو إلي الهدي .   وأمر أتي من عندذي‌ العرش قيم .

فلاتحسبونا مسلميه فمثله .   إذا كان في قوم فليس بمسلم .

و من شعر أبي طالب في أمر الصحيفة التي‌ كتبتها قريش في قطيعة بني‌ هاشم


ألا أبلغا عني‌ علي ذات بينها.   لؤيا وخصا من لؤي‌ بني‌ كعب .

أ لم تعلموا أناوجدنا محمدا.   رسولا كموسي خط في أول الكتب .

و أن عليه في العباد محبة.   و لاحيف فيمن خصه الله بالحب .

و أن ألذي رقشتم في كتابكم   . يكون لكم يوما كراغية السقب .

أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبي .   ويصبح من لم يجن ذنبا كذي‌ الذنب .

و لاتتبعوا أمر الغواة وتقطعوا.   أواصرنا بعدالمودة والقرب .

صفحه : 160


وتستحلبوا حربا عوانا وربما.   أمر علي من ذاقه حلب الحرب .

فلسنا وبيت الله نسلم أحمد.   لعراء من عض الزمان و لاكرب

. و لماتبن منا ومنكم سوالف .   وأيد أترت بالمهندة الشهب .

بمعترك ضنك تري قصد القنا.   به والضباع العرج تعكف كالشرب

.كأن عجال الخيل في حجراته .   وغمغمة الأبطال معركة الحرب .

أ ليس أبونا هاشم شد أزره .   وأوصي بنيه بالطعان وبالضرب .

ولسنا نمل الحرب حتي نملنا.   و لانشتكي‌ مما ينوب من النكب .

ولكننا أهل الحفائظ والنهي .   إذاطار أرواح الكماة من الرعب .

و من ذلك قوله


فلاتسفهوا أحلامكم في محمد.   و لاتتبعوا أمر الغواة الأشائم .

تمنيتموا أن تقتلوه وإنما.   أمانيكم هذي‌ كأحلام نائم .

وإنكم و الله لاتقتلونه .   و لماتروا قطف اللحي والجماجم .

زعمتم بأنا مسلمون محمدا.   و لمانقاذف دونه ونزاحم .

من القوم مفضال أبي علي العدي   .تمكن في الفرعين من آل هاشم .

أمين حبيب في العباد مسوم .   بخاتم رب قاهر في الخواتم .

يري الناس برهانا عليه وهيبة.   و ماجاهل في قومه مثل عالم .

نبي‌ أتاه الوحي‌ من عندربه .   فمن قال لايقرع بهاسن نادم .

صفحه : 161

و من ذلك قوله و قدغضب لعثمان بن مظعون الجمحي‌ حين عذبته قريش ونالت منه


أ من تذكر دهر غيرمأمون .   أصبحت مكتئبا تبكي‌ كمحزون .

أ من تذكر أقوام ذوي‌ سفه .   يغشون بالظلم من يدعو إلي الدين .

أ لاترون أذل الله جمعكم .   أناغضبنا لعثمان بن مظعون .

ونمنع الضيم من يبغي‌ مضيمتنا.   بكل مطردة في الكف مسنون .

ومرهفات كأن الملح خالطها.   يشفي‌ بهاالداء من هام المجانين .

حتي تقر رحال لاحلوم لها.   بعدالصعوبة بالإسماح واللين .

أوتؤمنوا بكتاب منزل عجب .   علي نبي‌ كموسي أوكذي‌ النون .

قالوا و قدجاء في الخبر أن أباجهل بن هشام جاء مرة إلي رسول الله ص و هوساجد وبيده حجر يريد أن يرضخ به رأسه فلصق الحجر بكفه فلم يستطع ماأراد فقال أبوطالب في ذلك من جملة أبيات


أفيقوا بني‌ عمنا وانتهوا   . عن الغي‌ من بعض ذا المنطق .

و إلافإني‌ إذاخائف .   بوائق في داركم تلتقي‌.

كماذاق من كان من قبلكم .   هود وعاد و من ذا بقي‌.

ومنها


وأعجب من ذاك في أمركم .   عجائب في الحجر الملصق .

بكف ألذي قام من خبثه .   إلي الصابر الصادق المتقي‌.

فأثبته الله في كفه .   علي رغمة الخائن الأحمق .

صفحه : 162

قالوا و قداشتهر عن عبد الله المأمون أنه كان يقول أسلم أبوطالب و الله بقوله


نصرت الرسول رسول المليك .   ببيض تلألأ كلمع البروق .

أذب وأحمي‌ رسول الإله .   حماية حام عليه شفيق .

و ما إن أدب لأعدائه .   دبيب البكار حذار الفنيق .

ولكن أزير لهم ساميا   . كمازار ليث بغيل مضيق .

أقول وزاد في الديوان بعدالبروق


بضرب يذبب دون النهاب .   حذار الوتائر والخنفقيق .

ثم قال ابن أبي الحديد قالوا وجاء في السيرة وذكره أكثر المؤرخين أن عمرو بن العاص لماخرج إلي بلاد الحبشة ليكيد جعفر بن أبي طالب وأصحابه عندالنجاشي‌ قال


تقول ابنتي‌ أين أين الرحيل .   و ماالبين مني‌ بمستنكر.

فقلت دعيني‌ فإني‌ امرؤ.   أريد النجاشي‌ في جعفر.

لأكويه من عنده كية.   أقيم بهانحوه الأصعر.

ولن أنثني‌ عن بني‌ هاشم .   بما اسطعت في الغيب والمحضر

. و عن عائب اللات في قوله .   و لو لارضا اللات لم تمطر.

وإني‌ لأشنا قريش له .   و إن كان كالذهب الأحمر.

قالوا فكان عمرو يسمي الشانئ بن الشانئ لأن أباه كان إذامر عليه رسول الله


صفحه : 163

ص بمكة يقول و الله إني‌ لأشنؤك و فيه أنزل إِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُقالوا فكتب أبوطالب إلي النجاشي‌ شعرا يحرضه فيه علي إكرام جعفر وأصحابه والإعراض عما يقوله عمرو فيه وفيهم من جملته


ألا ليت شعري‌ كيف في الناس جعفر.   وعمرو وأعداء النبي الأقارب .

وهل نال إحسان النجاشي‌ جعفرا.   وأصحابه أم عاق عن ذاك شاغب

. في أبيات كثيرة قَالُوا وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ لِي أَبِي يَا بنُيَ‌ّ الزَم ابنَ عَمّكَ فَإِنّكَ تَسلَمُ بِهِ مِن كُلّ بَأسٍ عَاجِلٍ وَ آجِلٍ ثُمّ قَالَ لِي


إِنّ الوَثِيقَةَ فِي لُزُومِ مُحَمّدٍ.   فَاشدُد بِصُحبَتِهِ عَلِيّ يَدَيكَا

.قالوا و من شعره المناسب بهذا المعني قوله


إن عليا وجعفرا ثقتي‌.   عندملم الزمان والنوب .

لاتخذلا وانصرا ابن عمكما.   أخي‌ لأمي‌ من بينهم و أبي .

و الله لاأخذل النبي و لا.   يخذله من بني‌ ذو حسب .

قَالُوا وَ قَد جَاءَتِ الرّوَايَةُ أَنّ أَبَا طَالِبٍ لَمّا مَاتَ جَاءَ عَلِيّ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَآذَنَهُ بِمَوتِهِ فَتَوَجّعَ عَظِيماً وَ حَزَنَ شَدِيداً ثُمّ قَالَ امضِ فَتَوَلّ غُسلَهُ فَإِذَا رَفَعتَهُ عَلَي سَرِيرِهِ فأَعَلمِنيِ‌ فَفَعَلَ فَاعتَرَضَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ مَحمُولٌ عَلَي رُءُوسِ الرّجَالِ فَقَالَ لَهُ وَصَلَتكَ رَحِمٌ يَا عَمّ وَ جُزِيتَ خَيراً فَلَقَد رَبّيتَ وَ كَفَلتَ صَغِيراً وَ نَصَرتَ وَ آزَرتَ كَبِيراً ثُمّ تَبِعَهُ إِلَي حُفرَتِهِ فَوَقَفَ عَلَيهِ فَقَالَ أَمَ وَ اللّهِ لَأَستَغفِرَنّ لَكَ وَ لَأَشفَعَنّ فِيكَ شَفَاعَةً يَعجَبُ لَهَا الثّقَلَانِ

قالوا والمسلم لايجوز أن يتولي غسل الكافر و لايجوز للنبي‌ أن يرق لكافر و لا أن يدعو له بخير و لا أن يعده بالاستغفار والشفاعة وإنما تولي علي غسله لأن طالبا وعقيلا لم يكونا أسلما بعد و كان جعفربالحبشة و لم تكن صلاة الجنائز شرعت بعد و لاصلي رسول الله ص علي خديجة وإنما كان تشييع ورقة ودعاء.


صفحه : 164

قالوا و من شعر أبي طالب يخاطب أخاه حمزة و كان يكني أبايعلي فصبرا أبايعلي علي دين أحمد إلي آخر مامر من الأبيات قالوا و من شعره المشهور


أنت النبي محمد.   قرم أغر مسود.

لمسودين أكارم .   طابوا وطاب المولد.

نعم الأرومة أصلها.   عمرو الخضم الأوحد.

هشم الربيكة في الجفان .   وعيش مكة أنكد.

فجرت بذلك سنة.   فيهاالخبيزة تسرد.

ولنا السقاية للحجيج .   بهايماث العنجد.

والمأزمان و ماحوت .   عرفاتها والمسجد.

أني تضام و لم أمت .   و أناالشجاع العربد.

وبطاح مكة لايري .   فيهانجيع أسود.

وبنو أبيك كأنهم .   أسد العرين توقد

. ولقد عهدتك صادقا.   في القول لاتتزيد.

مازلت تنطق بالصواب .   و أنت طفل أمرد.

قالوا و من شعره المشهور أيضا قوله يخاطب محمداص ويسكن جأشه ويأمره بإظهاره الدعوة


لايمنعنك من حق تقوم به .   أيد تصول و لاسلق بأصوات .

فإن كفك كفي‌ إن بليت بهم .   ودون نفسك نفسي‌ في الملمات .

و من ذلك قوله ويقال إنها لطالب بن أبي طالب


إذاقيل من خير هذاالوري .   قبيلا وأكرمهم أسرة.

صفحه : 165


أناف بعبد مناف أب .   وفضله هاشم الغرة.

لقد حل مجد بني‌ هاشم .   مكان النعائم والنثرة.

وخير بني‌ هاشم أحمد.   رسول الإله علي فترة.

و من ذلك قوله


لقد أكرم الله النبي محمدا.   فأكرم خلق الله في الناس أحمد.

وشق له من اسمه ليجله   .فذو العرش محمود و هذا محمد.

و قوله أيضا و قديروي لعلي‌ ع .


ياشاهد الله علي فاشهد.   أني‌ علي دين النبي أحمد.

من ضل في الدين فإني‌ مهتدي‌.   يارب فاجعل في الجنان موردي‌

قالوا فكل هذه الأشعار قدجاءت مجي‌ء التواتر لأنه إن لم يكن آحادها متواترة فمجموعها يدل علي أمر واحد مشترك و هوتصديق محمدص ومجموعها متواتر كما أن كل واحدة من قتلات علي ع الفرسان منقولة آحادا ومجموعها متواتر يفيدنا العلم الضروري‌ بشجاعته وكذلك القول فيما روي‌ من سخاء حاتم وحلم أحنف ومعاوية وذكاء إياس وخلاعة أبي نواس و غير ذلك قالوا واتركوا هذاكله جانبا ماقولكم في القصيدة اللامية التي‌ شهرتها كشهرة قفا نبك و إن جاز الشك فيها أو في شيء من أبياتها جاز الشك في قفا نبك و في بعض أبياتها ونحن نذكر منها هنا قطعة وهي‌ قوله


أعوذ برب البيت من كل طاعن .   علينا بسوء أوملح بباطل .

و من فاجر يغتابنا بمغيبه .   و من ملحق في الدين ما لم يحاول .

كذبتم وبيت الله نبزي‌ محمدا.   و لمانطاعن دونه ونناضل .

وننصره حتي نصرع دونه   . ونذهل عن أبنائنا والحلائل .

صفحه : 166


و حتي تري ذا الردع يركب ردعه .   من الطعن فعل الأنكب المتحامل .

وينهض قوم في الحديد إليكم .   نهوض الروايا من طريق جلاجل .

وإنا وبيت الله إن جد جدنا.   لتلتبسن أسيافنا بالأماثل .

بكل فتي مثل الشهاب سميدع .   أخي‌ ثقة عندالحفيظة باسل .

و ماترك قوم لا أبا لك سيدا.   يحوط الذمار غيرنكس موائل .

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه .   ثمال اليتامي عصمة للأرامل .

يلوذ به الهلاك من آل هاشم .   فهم عنده في نعمة وفواضل .

وميزان صدق لايخيس شعيرة.   ووزان صدق وزنه غيرغائل .

أ لم تعلموا أن ابننا لامكذب .   لدينا و لايعبأ بقول الأباطل .

لعمري‌ لقد كلفت وجدا بأحمد.   وأحببته حب الحبيب المواصل .

وجدت بنفسي‌ دونه فحميته .   ودافعت عنه بالذري والكواهل .

فلازال للدنيا جمالا لأهلها.   وشينا لمن عادي وزين المحافل .

وأيده رب العباد بنصره .   وأظهر دينا حقه غيرباطل .

وورد في السيرة والمغازي‌ أن عتبة بن ربيعة أوشيبة لماقطع رجل عبيدة


صفحه : 167

بن الحارث بن عبدالمطلب يوم بدر أشبل عليه علي وحمزة فاستنقذاه منه وخبطا عتبة بسيفهما حتي قتلاه واحتملا صاحبهما من المعركة إلي العريش فألقياه بين يدي‌ رسول الله ص و إن مخ ساقه ليسيل فقال يا رسول الله لو كان أبوطالب حيا لعلم أنه قدصدق في قوله


كذبتم وبيت الله نخلي‌ محمدا.   و لمانطاعن دونه ونناضل .

وننصره حتي نصرع حوله .   ونذهل عن أبنائنا والحلائل .

فقام رسول الله ص واستغفر له ولأبي‌ طالب يومئذ وبلغ عبيدة مع النبي صلوات الله عليه وآله إلي الصفراء ومات فدفن بها. قَالُوا وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ أَعرَابِيّاً جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي عَامٍ جَدبٍ فَقَالَ أَتَينَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لَم يَبقَ لَنَا صبَيِ‌ّ يَرتَضِعُ وَ لَا شَارِفٌ يَجتَرّ ثُمّ أَنشَدَ


أَتَينَاكَ وَ العَذرَاءُ تدُميِ‌ لَبَانَهَا   وَ قَد شُغِلَت أُمّ الرّضِيعِ عَنِ الطّفلِ

وَ أَلقَي بِكَفّيهِ الفَتَي لِاستِكَانَةٍ   مِنَ الجُوعِ حَتّي مَا يُمِرّ وَ لَا يحُليِ‌

وَ لَا شَيءَ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ عِندَنَا   سِوَي الحَنظَلِ العاَميِ‌ّ وَ العِلهِزِ الفَسلِ

وَ لَيسَ لَنَا إِلّا إِلَيكَ فِرَارُنَا   وَ أَينَ فِرَارُ النّاسِ إِلّا إِلَي الرّسُلِ

فَقَامَ النّبِيّص يَجُرّ رِدَاءَهُ حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ اسقِنَا غَيثاً مُغِيثاً مَرِيئاً هَنِيئاً مَرِيعاً سَحّاً سِجَالًا غَدَقاً طَبَقاً دَائِماً دِرَراً تحُييِ‌ بِهِ


صفحه : 168

الأَرضَ وَ تُنبِتُ بِهِ الزّرعَ وَ تُدِرّ بِهِ الضّرعَ وَ اجعَلهُ سُقيَا نَافِعَةً عَاجِلًا غَيرَ رَائِثٍ فَوَ اللّهِ مَا رَدّ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ إِلَي نَحرِهِ حَتّي أَلقَتِ السّمَاءُ أَروَاقَهَا وَ جَاءَ النّاسُ يَضِجّونَ الغَرَقَ الغَرَقَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أللّهُمّ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا فَانجَابَ السّحَابُ عَنِ المَدِينَةِ حَتّي استَدَارَ حَولَهَا كَالإِكلِيلِ فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي بَدَت نَوَاجِذُهُ ثُمّ قَالَ لِلّهِ دَرّ أَبِي طَالِبٍ لَو كَانَ حَيّاً لَقَرّت عَينُهُ مَن يُنشِدُنَا قَولَهُ فَقَامَ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَعَلّكَ أَرَدتَ


  َ أَبيَضُ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ

قَالَ أَجَل فَأَنشَدَهُ أَبيَاتاً مِن هَذِهِ القَصِيدَةِ وَ رَسُولُ اللّهِص يَستَغفِرُ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ عَلَي المِنبَرِ ثُمّ قَامَ رَجُلٌ مِن كِنَانَةَ فَأَنشَدَهُ


لَكَ الحَمدُ وَ الحَمدُ مِمّن شَكَرَ   سُقِينَا بِوَجهِ النّبِيّ المَطَرَ

دَعَا اللّهَ خَالِقَهُ دَعوَةً   إِلَيهِ وَ أَشخَصَ مِنهُ البَصَرُ

فَمَا كَانَ إِلّا كَمَا سَاعَةٌ   أَو أَقصَرُ حَتّي رَأَينَا الدّرَرَ

دُفَاقَ العزَاَليَ‌ وَ جَمّ البُعَاقِ   أَغَاثَ بِهِ اللّهُ عُليَا مُضَرَ

فَكَانَ كَمَا قَالَهُ عَمّهُ   أَبُو طَالِبٍ ذُو رُوَاءٍ غُرَرَ

بِهِ يَسّرَ اللّهُ صَوبَ الغَمَامِ   فَهَذَا العِيَانُ وَ ذَاكَ الخَبَرُ

فَمَن يَشكُرِ اللّهَ يَلقَ المَزِيدَ   وَ مَن يَكفُرِ اللّهَ يَلقَ الغِيَرَ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن يَكُن شَاعِرٌ أَحسَنَ فَقَد أَحسَنتَ

قالوا وإنما لم يظهر أبوطالب الإسلام ويجاهر به لأنه لوأظهره لم يتهيأ له من


صفحه : 169

نصرة النبي ص ماتهيأ له و كان كواحد من المسلمين الذين اتبعوه نحو أبي بكر و عبدالرحمن بن عوف وغيرهما ممن أسلم و لم يتمكن من نصرته والقيام دونه حينئذ وإنما تمكن أبوطالب من المحاماة عنه بالثبات في الظاهر علي دين قريش و إن أبطن الإسلام كما لو أن إنسانا كان يبطن التشيع مثلا و هو في بلد من بلاد الكرامية و له في ذلك البلد وجاهة وقدم و هويظهر مذهب الكرامية ويحفظ ناموسه بينهم بذلك و كان في ذلك البلد نفر يسير من الشيعة لايزالون ينالون بالأذي والضرر من أهل ذلك البلد ورؤسائه فإنه مادام قادرا علي إظهار مذهب أهل البلد يكون أشد تمكنا من المدافعة والمحاماة عن أولئك النفر فلو أظهر مايجوز من التشيع وكاشف أهل البلد بذلك صار حكمه حكم واحد من أولئك النفر ولحقه من الأذي والضر مايلحقهم و لم يتمكن من الدفاع أحيانا عنهم كما كان أولا. ثم قال بعدكلام فأما الصلاة وكونه لم ينقل عنه أنه صلي فيجوز أن يكون لأن الصلاة لم تكن بعد قدفرضت وإنما كانت نفلا غيرواجب فمن شاء صلي و من شاء ترك و لم تفرض إلابالمدينة انتهي كلامه . وأقول روي السيد فخار الأبيات اللامية بإسناده عن أبي الفرج الأصفهاني‌ و عن الشيخ المفيد وقصة الاستسقاء عن عميد الرؤساء عن علي بن عبدالرحيم اللغوي‌ عن موهوب بن أحمدالجواليقي‌ عن يحيي بن علي بن خطيب التبريزي‌ عن عبد الله بن الزبير عن عائشة وسائر الأخبار بالأسانيد المعتبرة من كتب الفريقين . ولنوضح بعض مايحتاج إلي بيان الضحضاح الماء اليسير والثدي‌ يذكر ويؤنث والوشيج شجر الرماح والتقويم إزالة العوج والإصلاح والسمر بالضم جمع أسمر و هولون بين البياض والسواد و في بعض النسخ سم أي الثقب وكأنه


صفحه : 170

تصحيف والعوالي‌ جمع العالية وهي‌ أعلي الرمح أورأسه أوالنصف ألذي يلي‌ السنان حتي تفلقوا من التفليق و هوالتشقيق و في بعض النسخ بالقاف من القلق و هوالانزعاج و في بعضها بالغين المعجمة و في بعضها بالمهملة وفيما سوي الأول تكلف و إن كان الأخير لايخلو من وجه و في أكثر الروايات حتي تعرفوا بحذف إحدي التاءين أي تطلبوا لتعرفوا والحليل والحليلة الزوج والزوجة ويغشي علي بناء المفعول والمحرم الحرام وغشيان المحارم معروف ويمكن أن يقرأ علي بناء المعلوم ومحرم بضم الميم وكسر الراء فإنه يقال لمن نال حرمة محرم والأول أظهر والرقش كالنقش ورقش كلامه ترقيشا زوره وزخرفه والعوان كسحاب من الحروب التي‌ قوتل فيهامرة وتستحلبوا أي تطلبوا الحلب وأمر أي صار مرا والحلب محركة اللبن المحلوب . قوله لعراء بالمد أي فضاء لاستر به و هوكناية عن ترك النصرة قال تعالي لَنُبِذَ بِالعَراءِ والعري مقصورا الفناء والساحة و قال الجوهري‌ يقال أعراه صديقه إذاتباعد منه و لم ينصره و في بعض النسخ لعزاء بفتح العين وتشديد الزاي‌ وهي‌ السنة الشديدة والسالفة ناحية مقدم العنق من لدن معلق القرط إلي قلت الترقوة وأيد أتدت أي قويت وأحكمت و في بعض النسخ بالراء أي شدت يقال توتر العصب أي اشتد وكلاهما بقلب الواو ألفا و في بعض الروايات أبينت بالقساسية الشهب و في القاموس القساس كغراب معدن الحديد بإرمينية و منه السيوف القساسية و في الصحاح يقال كتيبة شهباء لبياض الحديد والنصل الأشهب ألذي برد فذهب سواده والشهاب شعلة من نار ساطعة والمعترك موضع القتال والضنك الضيق ورمح قصد ككتف متكسر و في بعض الروايات كسر القنا والكسرة بالكسر القطعة من الشي‌ء المكسور والجمع كسر والعرجاء الضبع والشرب جمع شارب كصحب وصاحب ويحتمل المهملة و هوالقطيع من الوحش و في بعض الروايات والنسور الطهم


صفحه : 171

يعكفن و في القاموس المطهم السمين والتام من كل شيء وتطهم الطعام كرهه وفلان يتطهم عنا يستوحش وحجرة القوم بالفتح ناحية دارهم والجمع حجرات بالتحريك و منه قولهم دع عنك نهبا صيح في حجراته والغمغمة أصوات الأبطال في القتال كالمعمعة والحفائظ جمع الحفيظة وهي‌ الغضب والحمية والكماة بالضم جمع الكمي‌ و هوالشجاج المتكمي‌ في سلاحه والأشائم جمع الأشأم والهذي‌ التكلم بغير معقول لمرض أوغيره والقطف قطع العنب عن الشجر استعير لقطع الرءوس واللحي إشارة إلي أنه في غاية السهولة من القوم مفضال مبتدأ وخبر و كل منهما يحتمل كلا أوالمبتدأ مقدر أي هو من القوم أبي كفعيل أي يمتنع من المذلة والمغلوبية وضمن معني الغلبة والعلو فعدي‌ بعلي وسوم تسويما جعل عليه سيمة أي علامة و هوإشارة إلي خاتم النبوة و لايخفي ما في هذاالبيت من اللطف وقرع السن في الندامة مشهور والمضيمة مصدر ميمي‌ من الضيم و هوالظلم والمطرد كمنبر رمح قصير وسن الرمح ركب فيه سنانه ورهف السيف كمنع رققه كأرهفه والبكار بالكسر جمع البكرة بالفتح وهي‌ الفتية من الإبل والغيل بالكسر الأجمة وموضع الأسد والفنيق كأمير الفحل المكرم لايؤذي لكرامته و في القاموس ذببنا ليلتنا تذبيبا أتعبنا في السير وراكب مذبب كمحدث عجل منفرد والنهاب بالكسر جمع النهب و هوالغنيمة والوتيرة الذحل و هومكافاة الجناية وطلب الثأر و في بعض النسخ بالمثلثة جمع الوثيرة وهي‌ السمينة الموافقة للمضاجعة و هوبعيد والخنفقيق كقندفير السريعة جدا من النوق والظلمان وحكاية جري‌ الخيل و هومشي في اضطراب كذا في القاموس


صفحه : 172

و في الصحاح الخنفقيق الداهية والخفيفة من النساء السريعة الجريئة و قال الصعر الميل في الخد خاصة و قدصعر خده وصاعره أي أماله من الكبر قال الشاعر وكنا إذاالجبار صعر خده .أقمنا له من درئه فتقوما. وحرضه تحريضا حثه والشغب تهييج والقرم بالفتح السيد والأرومة بالفتح والضم الأصل والخضم بكسر الخاء وفتح الضاد وشد الميم السيد الحمول المعطاء والبحر والسيف القاطع و في القاموس الهشم كسر الشي‌ء اليابس وهاشم أبو عبدالمطلب واسمه عمرو لأنه أول من ثرد الثريد وهشمه و قال ربك الثريد أصلحه والربيكة عملها وهي‌ أقط بتمر وسمن وربما صب عليه ماء فشرب والعنجد ضرب من الزبيب والمأزم ويقال المأزمان مضيق بين جمع وعرفة وآخر بين مكة ومني قاله في القاموس و قال العربد كقرشب وتكسر الباء الشديد من كل شيء وكزبرج الحية و الأرض الخشنة و قال النجيع من الدم ما كان إلي السواد أودم الجوف والعرين كأمير مأوي الأسد يقال ليث عرينة والتوقد كناية عن شدة الغضب والتوقد الحدة والمضي‌ في الأمر ويحتمل الفاء أيضا من التوفد و هوالإشراف والمستوفد المستوفز و في القاموس الجأش رواع القلب إذااضطرب عندالفزع ونفس الإنسان و قد لايهمز و قال سلقه بالكلام آذاه وفلانا طعنه والغرة من القوم شريفهم والنعائم من منازل القمر والنثرة


صفحه : 173

كوكبان بينهما قدر شبر وفيهما لطخ بياض كأنه قطعة سحاب وهي‌ أنف الأسد و في الصحاح غلام خليع بين الخلاعة بالفتح و هو ألذي قدخلعه أهله فإن جني لم يطلبوا بجنايته وبالجيم قلة الحياء والتكلم بالفحش والأخير أنسب والأول أشهر ما لم يحاول علي المجهول أي لم يقصد وسائر الأبيات قدمر شرح بعضها وسيأتي‌ شرح باقيها إن شاء الله . و في القاموس أشبل عليه عطف وأعانه و قال خبطه يخبطه ضربه شديدا والقوم بسيفهم جلدهم و قدمضي شرح لغات خبر الاستسقاء في المجلد السادس والنواجذ بالذال المعجمة أقصي الأضراس . و قال السيد المرتضي في كتاب الفصول ناقلا عن شيخه المفيد قدس سره أنه قال مما يدل علي إيمان أبي طالب إخلاصه في الود لرسول الله ص والنصرة له بقلبه ويده ولسانه وأمر ولديه عليا وجعفرا باتباعه وقول رسول الله ص فيه عندوفاته وصلتك رحم وجزيت خيرا ياعم فدعا له و ليس يجوز أن يدعو بعدالموت لكافر و لايسأل الله عز و جل له خيرا ثم أمره عليا ع خاصة من بين أولاده الحاضرين بتغسيله وتكفينه وتوريته دون عقيل ابنه و قد كان حاضرا ودون طالب أيضا و لم يكن من أولاده من قدآمن في تلك الحال إلا أمير المؤمنين ع و جعفر و كان جعفرغائبا في بلاد الحبشة فلم يحضر من أولاده مؤمن إلا أمير المؤمنين ع فأمره بتولي‌ أمره دون من لم يكن علي الإيمان و لو كان كافرا لماأمر ابنه المؤمن بتوليه ولكان الكافر أحق به


صفحه : 174

مَعَ أَنّ الخَبَرَ قَد وَرَدَ عَلَي الِاستِفَاضَةِ بِأَنّ جَبرَئِيلَ ع نَزَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص عِندَ مَوتِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ اخرُج مِن مَكّةَ فَقَد مَاتَ نَاصِرُكَ

و هذايبرهن عن إيمانه لتحققه بنصرة رسول الله ص .

وَ يَدُلّ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُ لعِلَيِ‌ّ ع حِينَ رَآهُ يصُلَيّ‌ مَعَ رَسُولِ اللّهِص مَا هَذَا يَا بنُيَ‌ّ فَقَالَ دِينٌ دعَاَنيِ‌ إِلَيهِ ابنُ عمَيّ‌ فَقَالَ لَهُ اتّبِعهُ فَإِنّهُ لَا يَدعُو إِلّا إِلَي خَيرٍ

فاعترف بصدق رسول الله ص و ذلك حقيقة الإيمان

وَ قَولُهُ وَ قَد مَرّ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثَانِيَةً وَ هُوَ يصُلَيّ‌ عَن يَمِينِ رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَهُ جَعفَرٌ ابنُهُ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَصَلّي جَعفَرٌ مَعَهُ وَ تَأَخّرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَتّي صَارَ هُوَ وَ جَعفَرٌ خَلفَ رَسُولِ اللّهِص فَجَاءَتِ الرّوَايَةُ بِأَنّهَا أَوّلُ صَلَاةِ جَمَاعَةٍ صُلّيَت فِي الإِسلَامِ ثُمّ أَنشَأَ أَبُو طَالِبٍ يَقُولُ إِنّ عَلِيّاً وَ جَعفَراً ثقِتَيِ‌ الأَبيَاتَ

فاعترف بنبوة النبي ص اعترافا صريحا في قوله و الله لاأخذل النبي و لافصل بين أن يصف رسول الله بالنبوة في نظمه و بين أن يقر بذلك في نثر كلامه ويشهد عليه من حضره . ومما يدل علي ذلك أيضا قوله في قصيدته اللامية أ لم تعلموا أن ابننا لامكذب الأبيات فشهد بتصديق رسول الله ص شهادة ظاهرة لاتحتمل تأويلا ونفي عنه الكذب علي كل وجه و هذا هوحقيقة الإيمان و منه قوله


أ لم يعلموا أن النبي محمدا.   رسول أمين خط في أول الكتب .

و هذاإيمان لاشبهة فيه لشهادته له برسول الله ص و قدروي أصحاب السير أن أباطالب رحمه الله لماحضرته الوفاة اجتمع إليه أهله فأنشأ يقول


صفحه : 175


أوصي‌ بنصر النبي الخير مشهده .   عليا ابني‌ وشيخ القوم عباسا.

وحمزة الأسد الحامي‌ حقيقته .   وجعفرا أن يذودوا دونه الناسا.

كونوا فدي لكم أمي‌ و ماولدت .   في نصر أحمددون الناس أتراسا.

فأقر للنبي‌ص بالنبوة عندالاحتضار واعترف له بالرسالة قبل مماته و هذايزيل الريب في إيمانه بالله عز و جل وبرسوله ص وتصديقه له وإسلامه و منه قوله رحمه الله المشهور عنه بين أهل المعرفة و أنت إذاالتمسته وجدته في غيرموضع من المصنفات و قدذكره الحسن بن بشر الآمدي‌ في كتاب ملح القبائل


ترجون أن نسخي بقتل محمد.   و لم تختضب سن العوالي‌ من الدم .

كذبتم ورب البيت حتي تفلقوا.   جماجم تلقي بالحطيم وزمزم .

وتقطع أرحام وتنسي حليلة.   حليلا ويغشي محرم بعدمحرم .

وينهض قوم في الحديد إليكم .   يذودون عن أحسابهم كل مجرم .

علي ماأتي من بغيكم وضلالكم .   وغشيانكم في أمرنا كل مأثم .

بظلم نبي‌ جاء يدعو إلي الهدي .   وأمر أتي من عندذي‌ العرش مبرم .

فلاتحسبونا مسلميه ومثله .   إذا كان في قوم فليس بمسلم

.فهذي‌ معاذير مقدمة لكم   لئلا يكون الحرب قبل التقدم .

و هذاأيضا صريح في الإقرار بنبوة رسول الله ص كالذي‌ قبله علي مابيناه و قد قال في قصيدته اللامية ماتدل علي ماوصفناه في إخلاصه في النصرة حيث يقول


صفحه : 176


كذبتم وبيت الله نبزي‌ محمدا   . و لمانطاعن دونه ونقاتل .

ونسلمه حتي نصرع دونه .   ونذهل عن أبنائنا والحلائل .

فإن تعلقوا بما يؤثر عنه من قوله لرسول الله ص


و الله لاوصلوا إليك بجمعهم .   حتي أغيب في التراب دفينا.

فامض لأمرك ماعليك غضاضة.   أبشر بذاك وقر منك عيونا

. لو لاالمخافة أن يكون معرة.   لوجدتني‌ سمحا بذاك قمينا.

ودعوتني‌ وزعمت أنك ناصح .   ولقد صدقت وكنت ثم أمينا.

فقالوا هذاالشعر يتضمن أنه لم يؤمن برسول الله ص و لم يسمح له في الإسلام والاتباع خوف المعرة والتسفيه وكيف يكون مؤمنا مع ذلك فإنه يقال لهم إن أباطالب لم يمتنع من الإيمان برسول الله ص في الباطن والإقرار بحقه من طريق الديانة وإنما امتنع من إظهار ذلك لئلا تسفهه قريش وتذهب رئاسته ويخرج من كان منها متبعا له عن طاعته وينخرق هيبته عندهم فلايسمع له قول و لايمتثل له أمر فيحول ذلك بينه و بين مراده من نصرة رسول الله ص و لايتمكن من غرضه في الذب عنه فاستسر بالإيمان وأظهر منه ما كان يمكنه إظهاره علي وجه الاستصلاح ليصل بذلك إلي بناء الإسلام وقوام الدعوة واستقامة أمر رسول الله ص و كان في ذلك كمؤمني‌ أهل الكهف الذين أبطنوا الإيمان وأظهروا ضده للتقية والاستصلاح


صفحه : 177

فآتاهم الله أجرهم مرتين والدليل علي ماذكرناه في أمر أبي طالب رحمه الله قوله في هذاالشعر بعينه


ودعوتني‌ وزعمت أنك ناصح .   ولقد صدقت وكنت ثم أمينا.

فشهد بصدقه واعترف بنبوته وأقر بنصحه و هذامحض الإيمان علي ماقدمناه انتهي كلامه رحمه الله . و قال السيد فخار بعدإيراد الأخبار التي‌ أوردنا بعضها و أما ماذكره المخالفون من أن النبي ص كان يحب عمه أباطالب ويريد منه أن يؤمن به و هو لايجيبه إلي ذلك فأنزل الله تعالي في شأنه إِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَفإنه جهل بأسباب النزول وتحامل علي عم الرسول لأن لهذه الآية ونزولها عند أهل العلم سببا معروفا وحديثا مأثورا وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص ضُرِبَ بِحَربَةٍ فِي خَدّهِ يَومَ حُنَينٍ فَسَقَطَ إِلَي الأَرضِ ثُمّ قَامَ وَ قَدِ انكَسَرَت رَبَاعِيَتُهُ وَ الدّمُ يَسِيلُ عَلَي حُرّ وَجهِهِ فَمَسَحَ وَجهَهُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ اهدِ قوَميِ‌ فَإِنّهُم لَا يَعلَمُونَ فَنَزَلَتِ الآيَةُ

ووقعة حنين كانت بعدهجرة النبي ص بثلاث سنين والهجرة كانت بعدموت أبي طالب رحمه الله

وَ قَد روُيِ‌َ لِنُزُولِهَا سَبَبٌ آخَرُ وَ هُوَ أَنّ قَوماً مِمّن كَانُوا أَظهَرُوا الإِيمَانَ باِلنبّيِ‌ّص تَأَخّرُوا عَنهُ عِندَ هِجرَتِهِ وَ أَقَامُوا بِمَكّةَ وَ أَظهَرُوا الكُفرَ وَ الرّجُوعَ إِلَي مَا كَانُوا عَلَيهِ فَبَلَغَ خَبَرُهُم إِلَي النّبِيّص وَ المُسلِمِينَ فَاختَلَفُوا فِي تَسمِيَتِهِم بِالإِيمَانِ فَقَالَ فَرِيقٌ مِنَ المُسلِمِينَ هُم مُؤمِنُونَ وَ إِنّمَا أَظهَرُوا الكُفرَ اضطِرَاراً إِلَيهِ وَ قَالَ آخَرُونَ بَل هُم كُفّارٌ وَ قَد كَانُوا قَادِرِينَ عَلَي الهِجرَةِ وَ الإِقَامَةِ عَلَي الإِيمَانِ فَاجتَمَعُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ أَشرَافُ القَومِ يُرِيدُونَ مِنهُ أَن يَحكُمَ لَهُم بِالإِيمَانِ لِأَرحَامٍ بَينَهُم وَ بَينَهُم فَأَحَبّ رَسُولُ اللّهِ أَن يَنزِلَ مَا يُوَافِقُ مَحَبّةَ الأَشرَافِ مِن قَومِهِ لِتَأَلّفِهِم فَلَمّا سَأَلُوهُ عَن حَالِهِم قَالَ حَتّي يأَتيِنَيِ‌َ الوحَي‌ُ فِي ذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَإِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَيُرِيدُ أَنّكَ لَا


صفحه : 178

تَحكُمُ وَ لَا تسُمَيّ‌ وَ لَا تَشهَدُ بِالإِيمَانِ لِمَن أَحبَبتَ وَ لَكِنّ اللّهَ يَحكُمُ لَهُ وَ يُسَمّيهِ إِذَا كَانَ مُستَحِقّاً لَهُ وَ هَذَا أَيضاً كَانَ بَعدَ مَوتِ أَبِي طَالِبٍ بِسِنِينَ

وأيضا هذه الآية إذاتأملها المنصف تبين له أن نزولها في أبي طالب باطل من وجوه أحدها أنه لايجوز في حكمة الله تعالي أن يكره هداية أحد من عباده و لا أن يحب له الضلالة كما لايجوز في حكمته أن يأمر بالضلال وينهي عن الهدي والرشاد. والآخر أنه إذا كان الله تعالي قدأخبر في كتابه أن النبي ص كان يحب عمه أباطالب في قوله إِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَفقد ثبت حينئذ أن أباطالب كان مؤمنا لأن الله تعالي قدنهي عن حب الكافرين في قوله لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ. والآخر أنه إذاثبت أن هذه الآية نزلت في أبي طالب فهي‌ دالة علي فضل أبي طالب و علي مرتبته في الإيمان والهداية و ذلك أن هداية أبي طالب كانت من الله تعالي دون غيره من خلقه و هو كان المتولي‌ لها و كان تقديره أن أباطالب ألذي تحبه لم تهده يا محمد أنت بنفسك بل الله ألذي تولي هدايته فسبقت هدايته الدعوة له و هذاأولي مما ذكروه لعدم اشتماله علي ارتكاب النبي ص مانهي‌ عنه من حب الكافرين .أقول لقد أطنب رحمة الله عليه في رد أخبارهم الموضوعة وأجاد وأورد كثيرا من القصص والأخبار والأشعار فليرجع إلي كتابه من أراد وإنما جوزنا هناك بعض التطويل والتكرار لكون هذاالمطلوب من مهمات مقاصد الأخبار ولنذكر هنا قصة غريبة أوردها السيد فخار رحمه الله قال ولقد حكي الشيخ أبو الحسن علي بن أبي المجد الواعظ الواسطي‌ بها في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن والده قال كنت أروي‌ أبيات أبي طالب رضي‌ الله عنه هذه القافية وأنشد قوله فيها


صفحه : 179


بكف ألذي قام في حينه .   إلي الصابر الصادق المتقي‌.

فرأيت في نومي‌ ذات ليلة رسول الله ص جالسا علي كرسي‌ و إلي جانبه شيخ عليه من البهاء مايأخذ بمجامع القلب فدنوت من النبي ص فقلت السلام عليك يا رسول الله فرد علي السلام ثم أشار إلي الشيخ و قال ادن من عمي‌ فسلم عليه فقلت أي أعمامك هذا يا رسول الله فقال هذاعمي‌ أبوطالب فدنوت منه وسلمت عليه ثم قلت له ياعم رسول الله إني‌ أروي‌ أبياتك هذه القافية وأحب أن تسمعها مني‌ فقال هاتها فأنشدته إياها إلي أن بلغت


بكف ألذي قام في حينه .   إلي الصائن الصادق المتقي‌.

فقال إنما قلت أنا إلي الصابر الصادق المتقي‌ بالراء و لم أقل بالنون ثم استيقظت .أقول قَالَ فِي الفُصُولِ المُهِمّةِأُمّهُ ع فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ تَجتَمِعُ هيِ‌َ وَ أَبُو طَالِبٍ فِي هَاشِمٍ ثُمّ أَسلَمَت وَ هَاجَرَت مَعَ النّبِيّص وَ كَانَت مِنَ السّابِقَاتِ إِلَي الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الأُمّ مِنَ النّبِيّص فَلَمّا مَاتَت كَفّنَهَا النّبِيّص بِقَمِيصِهِ وَ أَمَرَ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ وَ أَبَا أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ عُمَرَ وَ غُلَاماً أَسوَدَ فَحَفَرُوا قَبرَهَا فَلَمّا بَلَغُوا لَحدَهَا حَفَرَهُ النّبِيّص بِيَدِهِ وَ أَخرَجَ تُرَابَهُ فَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللّهِص اضطَجَعَ فِيهِ وَ قَالَ اللّهُ ألّذِي يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ وَ هُوَ حيَ‌ّ لَا يَمُوتُ أللّهُمّ اغفِر لأِمُيّ‌ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ وَ لَقّنهَا حُجّتَهَا وَ وَسّع عَلَيهَا مُدخَلَهَا بِحَقّ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ وَ الأَنبِيَاءِ الّذِينَ مِن قبَليِ‌ فَإِنّكَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَينَاكَ صَنَعتَ شَيئاً لَم تَكُن تَصنَعُهُ بِأَحَدٍ قَبلَهَا فَقَالَص أَلبَستُهَا قمَيِصيِ‌ لِتُلبَسَ مِن ثِيَابِ الجَنّةِ وَ اضطَجَعتُ فِي قَبرِهَا لِيُخَفّفَ


صفحه : 180

عَنهَا مِن ضَغطَةِ القَبرِ إِنّهَا كَانَت مِن أَحسَنِ خَلقِ اللّهِ صَنِيعاً إلِيَ‌ّ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ

.أقول قدمضي بعض الأخبار في فضلهما وأحوالهما في أبواب كتاب أحوال النبي ص و باب ولادة أمير المؤمنين ع .

يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة] لَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَاكِياً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا يُبكِيكَ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَكَ قَالَ تُوُفّيَت واَلدِتَيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص بَل وَ واَلدِتَيِ‌ يَا عَلِيّ فَلَقَد كَانَت تُجَوّعُ أَولَادَهَا وَ تشُبعِنُيِ‌ وَ تُشَعّثُ أَولَادَهَا وَ تدُهَنّنُيِ‌ وَ اللّهِ لَقَد كَانَ فِي دَارِ أَبِي طَالِبٍ نَخلَةٌ فَكَانَت تُسَابِقُ إِلَيهَا مِنَ الغَدَاةِ لِتَلتَقِطَ ثُمّ تَجنِيَهُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا وَ إِذَا خَرَجُوا بَنُو عمَيّ‌ تنُاَولِنُيِ‌ ذَلِكَ ثُمّ نَهَضَص فَأَخَذَ فِي جَهَازِهَا وَ كَفّنَهَا بِقَمِيصِهِ وَ كَانَ فِي حَالِ تَشيِيعِ جَنَازَتِهَا يَرفَعُ قَدَماً وَ يَتَأَنّي فِي رَفعِ الآخَرِ وَ هُوَ حاَفيِ‌ القَدَمِ فَلَمّا صَلّي عَلَيهَا كَبّرَ سَبعِينَ تَكبِيرَةً ثُمّ لَحَدَهَا فِي قَبرِهَا بِيَدِهِ الكَرِيمَةِ بَعدَ أَن نَامَ فِي قَبرِهَا وَ لَقّنَهَا الشّهَادَةَ فَلَمّا أُهِيلَ عَلَيهَا


صفحه : 181

التّرَابُ وَ أَرَادَ النّاسُ الِانصِرَافَ جَعَلَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ لَهَا ابنُكِ ابنُكِ لَا جَعفَرٌ وَ لَا عَقِيلٌ ابنُكِ ابنُكِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَعَلتَ فِعلًا مَا رَأَينَا مِثلَهُ قَطّ مَشيَكَ حاَفيِ‌َ القَدَمِ وَ كَبّرتَ سَبعِينَ تَكبِيرَةً وَ نَومَكَ فِي لَحدِهَا وَ جَعلَ قَمِيصِكَ كَفَنَهَا وَ قَولَكَ لَهَا ابنُكِ ابنُكِ لَا جَعفَرٌ وَ لَا عَقِيلٌ فَقَالَص أَمّا التأّنَيّ‌ فِي وَضعِ أقَداَميِ‌ وَ رَفعِهَا فِي حَالِ التّشيِيعِ لِلجَنَازَةِ فَلِكَثرَةِ ازدِحَامِ المَلَائِكَةِ وَ أَمّا تكَبيِريِ‌ سَبعِينَ تَكبِيرَةً فَإِنّهَا صَلّي عَلَيهَا سَبعُونَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِ وَ أَمّا نوَميِ‌ فِي لَحدِهَا فإَنِيّ‌ ذَكَرتُ فِي حَالِ حَيَاتِهَا ضَغطَةَ القَبرِ فَقَالَت وَا ضَعفَاه فَنِمتُ فِي لَحدِهَا لِأَجلِ ذَلِكَ حَتّي كَفَيتُهَا ذَلِكَ وَ أَمّا تكَفيِنيِ‌ لَهَا بقِمَيِصيِ‌ فإَنِيّ‌ ذَكَرتُ لَهَا فِي حَيَاتِهَا القِيَامَةَ وَ حَشرَ النّاسِ عُرَاةً فَقَالَت وَا سَوأَتَاه فَكَفّنتُهَا بِهَا لِتَقُومَ يَومَ القِيَامَةِ مَستُورَةً وَ أَمّا قوَليِ‌ لَهَا ابنُكِ ابنُكِ لَا جَعفَرٌ وَ لَا عَقِيلٌ فَإِنّهَا لَمّا نَزَلَ عَلَيهَا المَلَكَانِ وَ سَأَلَاهَا عَن رَبّهَا فَقَالَت اللّهُ ربَيّ‌ وَ قَالَا مَن نَبِيّكِ قَالَت مُحَمّدٌ نبَيِيّ‌ فَقَالَا مَن وَلِيّكِ وَ إِمَامُكِ فَاستَحيَت أَن تَقُولَ ولَدَيِ‌ فَقُلتُ لَهَا قوُليِ‌ ابنُكِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَقَرّ اللّهُ بِذَلِكَ عَينَهَا

.أقول قال ابن أبي الحديد أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف بن قصي‌ أول هاشمية ولدت لهاشمي‌ كان علي أصغر بنيها و جعفرأسن منه بعشر سنين وعقيل أسن من جعفربعشر سنين وطالب أسن من عقيل بعشر سنين وفاطمة بنت أسد أمهم جميعا وأم فاطمة بنت أسد فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن وهب


صفحه : 182

بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شهاب بن مهارب بن فهر وأمها عاتكة بنت أبي همهمة واسمه عبدالعزي بن عامر بن عمرو بن وديعة بن الحارث بن فهر أسلمت بعدعشرة من المسلمين فكانت الحادي‌ عشر و كان رسول الله يكرمها ويعظمها ويدعوها أمي‌ وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها وصلي عليها ونزل في لحدها واضطجع معها فيه بعد أن ألبسها قميصه وفاطمة أول امرأة بايعت رسول الله ص من النساء وأم أبي طالب بن عبدالمطلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخذوم وهي‌ أم عبد الله والد سيدنا رسول الله ص وأم الزبير بن عبدالمطلب وسائر ولد عبدالمطلب بعدلأمهات شتي


صفحه : 183

أبواب الآيات النازلة في شأنه ع الدالة علي فضله وإمامته

باب 4- في نزول آيةإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ

في شأنه ع

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ المحُمَدّيِ‌ّ عَن كَثِيرِ بنِ عَيّاشٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُواالآيَةَ قَالَ إِنّ رَهطاً مِنَ اليَهُودِ أَسلَمُوا مِنهُم عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ وَ أَسَدٌ وَ ثَعلَبَةُ وَ ابنُ يَامِينَ وَ ابنُ صُورِيَا فَأَتَوُا النّبِيّص فَقَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ إِنّ مُوسَي أَوصَي إِلَي يُوشَعَ بنِ نُونٍ فَمَن وَصِيّكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن وَلِيّنَا بَعدَكَ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قُومُوا فَقَامُوا فَأَتَوُا المَسجِدَ فَإِذَا سَائِلٌ خَارِجٌ فَقَالَ يَا سَائِلُ أَ مَا أَعطَاكَ أَحَدٌ شَيئاً قَالَ نَعَم هَذَا الخَاتَمَ قَالَ مَن أَعطَاكَهُ قَالَ أَعطَانِيهِ ذَلِكَ الرّجُلُ ألّذِي يصُلَيّ‌ قَالَ عَلَي أَيّ حَالٍ أَعطَاكَ قَالَ كَانَ رَاكِعاً فَكَبّرَ النّبِيّص وَ كَبّرَ أَهلُ المَسجِدِ فَقَالَ النّبِيّص عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَلِيّكُم بعَديِ‌ قَالُوا رَضِينَا بِاللّهِ رَبّاً وَ بِالإِسلَامِ دِيناً وَ بِمُحَمّدٍ نَبِيّاً وَ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَلِيّاً فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ

فرَوُيِ‌َ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ لَقَد تَصَدّقتُ بِأَربَعِينَ خَاتَماً وَ أَنَا رَاكِعٌ لِيَنزِلَ فِيّ مَا نَزَلَ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَمَا نَزَلَ


صفحه : 184

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مُرسَلًا عَنهُ مِثلَهُ

2- ج ،[الإحتجاج ] فِي رِسَالَةِ أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ إِلَي أَهلِ الأَهوَازِ فِي الجَبرِ وَ التّفوِيضِ قَالَ وَ أَصَحّ خَبَرٍ مَا عُرِفَ تَحقِيقُهُ مِنَ الكِتَابِ مِثلُ الخَبَرِ المُجمَعِ عَلَيهِ مِن رَسُولِ اللّهِص حَيثُ قَالَ إنِيّ‌ مُستَخلِفٌ فِيكُم خَلِيفَتَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ مَا إِن تَمَسّكتُم بِهِمَا لَن تَضِلّوا بعَديِ‌ وَ إِنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ وَ اللّفظَةُ الأُخرَي عَنهُ فِي هَذَا المَعنَي بِعَينِهِ قَولُهُص إنِيّ‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ أَهلَ بيَتيِ‌ وَ إِنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ مَا إِن تَمَسّكتُم بِهِمَا لَن تَضِلّوا فَلَمّا وَجَدنَا شَوَاهِدَ هَذَا الحَدِيثِ نَصّاً فِي كِتَابِ اللّهِ مِثلَ قَولِهِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ ثُمّ اتّفَقَت رِوَايَاتُ العُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ تَصَدّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَشَكَرَ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ وَ أَنزَلَ الآيَةَ فِيهِ ثُمّ وَجَدنَا رَسُولَ اللّهِ قَد أَبَانَهُ مِن أَصحَابِهِ بِهَذِهِ اللّفظَةِ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ قَولِهِص عَلِيّ يقَضيِ‌ ديَنيِ‌ وَ يُنجِزُ موَعدِيِ‌ وَ هُوَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيكُم بعَديِ‌ وَ قَولِهِص حَيثُ استَخلَفَهُ عَلَي المَدِينَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تخُلَفّنُيِ‌ عَلَي النّسَاءِ وَ الصّبيَانِ فَقَالَ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ فَعَلِمنَا أَنّ الكِتَابَ شَهِدَ بِتَصدِيقِ هَذِهِ الأَخبَارِ وَ تَحقِيقِ هَذِهِ الشّوَاهِدِ فَيَلزَمُ الأُمّةَ الإِقرَارُ بِهَا إِذَا كَانَت هَذِهِ الأَخبَارُ وَافَقَتِ القُرآنَ وَ وَافَقَ القُرآنُ هَذِهِ الأَخبَارَ الخَبَرَ

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الأَسوَدِ اليشَكرُيِ‌ّ عَن عَونِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَوماً وَ هُوَ نَائِمٌ وَ حَيّةٌ فِي جَانِبِ البَيتِ فَكَرِهتُ أَن أَقتُلَهَا فَأُوقِظَ النّبِيّص فَظَنَنتُ أَنّهُ يُوحَي إِلَيهِ فَاضطَجَعتُ بَينَهُ وَ بَينَ


صفحه : 185

الحَيّةِ فَقُلتُ إِن كَانَ مِنهَا سُوءٌ كَانَ إلِيَ‌ّ دُونَهُ فَمَكَثتُ هُنَيئَةً فَاستَيقَظَ النّبِيّص وَ هُوَ يَقرَأُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِ الآيَةِ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَتَمّ لعِلَيِ‌ّ نِعمَتَهُ وَ هَنِيئاً لَهُ بِفَضلِ اللّهِ ألّذِي آتَاهُ ثُمّ قَالَ لِي مَا لَكَ هَاهُنَا فَأَخبَرتُهُ بِخَبَرِ الحَيّةِ فَقَالَ لِي اقتُلهَا فَفَعَلتُ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ كَيفَ أَنتَ وَ قَومٍ يُقَاتِلُونَ عَلِيّاً وَ هُوَ عَلَي الحَقّ وَ هُم عَلَي البَاطِلِ جِهَادُهُم حَقّ لِلّهِ عَزّ اسمُهُ فَمَن لَم يَستَطِع فَبِقَلبِهِ وَ لَيسَ مِن وَرَائِهِ شَيءٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي إِن أَدرَكتُهُم أَن يقُوَيّنَيِ‌ عَلَي قِتَالِهِم قَالَ فَدَعَا النّبِيّص وَ قَالَ إِنّ لِكُلّ نبَيِ‌ّ أَمِيناً وَ إِنّ أمَيِنيِ‌ أَبُو رَافِعٍ الخَبَرَ

أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَونٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ لَيسَ وَرَاءَهُ شَيءٌ

4- أَقُولُ وَ رَوَاهُ السيّوُطيِ‌ّ فِي الدّرّ المَنثُورِ عَنِ ابنِ مَردَوَيهِ وَ الطبّرَاَنيِ‌ّ وَ أَبِي نُعَيمٍ بِأَسَانِيدِهِم عَن أَبِي رَافِعٍ إِلَي قَولِهِ وَ هَنِيئاً لعِلَيِ‌ّ بِفَضلِ اللّهِ ألّذِي آتَاهُ ثُمّ قَالَ وَ أَخرَجَ الخَطِيبُ فِي المُتّفَقِ وَ المُفتَرَقِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ تَصَدّقَ عَلِيّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَقَالَ النّبِيّص لِلسّائِلِ مَن أَعطَاكَ هَذَا الخَاتَمَ قَالَ ذَاكَ الرّاكِعُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَخرَجَ عَبدُ الرّزّاقِ وَ عَبدُ بنُ حُمَيدٍ وَ ابنُ جَرِيرٍ وَ أَبُو الشّيخِ وَ ابنُ مَردَوَيهِ عَن ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآيَةَ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

وَ أَخرَجَ الطبّرَاَنيِ‌ّ فِي الأَوسَطِ بِسَنَدٍ فِيهِ مَجَاهِيلُ وَ ابنُ مَردَوَيهِ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَوَقَفَ لعِلَيِ‌ّ ع سَائِلٌ وَ هُوَ رَاكِعٌ فِي صَلَاةِ تَطَوّعٍ فَنَزَعَ خَاتَمَهُ فَأَعطَاهُ السّائِلَ فَأَتَي رَسُولُ اللّهِص فَأَعلَمَهُ ذَلِكَ فَنَزَلَت عَلَي النّبِيّص هَذِهِ الآيَةُ فَقَرَأَهَا


صفحه : 186

عَلَي أَصحَابِهِ ثُمّ قَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ

وَ أَخرَجَ أَبُو الشّيخِ وَ ابنُ مَردَوَيهِ وَ ابنُ عَسَاكِرَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي بَيتِهِ فَخَرَجَ وَ دَخَلَ المَسجِدَ وَ جَاءَ النّاسُ يُصَلّونَ بَينَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ قَائِمٍ يصُلَيّ‌ فَإِذَا سَائِلٌ فَقَالَ يَا سَائِلُ هَل أَعطَاكَ أَحَدٌ شَيئاً قَالَ لَا إِلّا ذَاكَ الرّاكِعُ يُشِيرُ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أعَطاَنيِ‌ خَاتَمَهُ

وَ أَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ وَ أَبُو الشّيخِ وَ ابنُ عَسَاكِرَ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ قَالَ تَصَدّقَ عَلِيّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَنَزَلَتِ الآيَةُ

وَ أَخرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عَن مُجَاهِدٍ وَ عَنِ السدّيّ‌ّ وَ عُتبَةَ بنِ حَكِيمٍ مِثلَهُ انتَهَت أَخبَارُ السيّوُطيِ‌ّ أَخَذنَاهَا مِن عَينِ كِتَابِهِ

5- فس ،[تفسير القمي‌] إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآيَةَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن صَفوَانَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ وَ عِندَهُ قَومٌ مِنَ اليَهُودِ فِيهِم عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ إِذ نَزَلَت عَلَيهِ هَذِهِ الآيَةُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَسجِدِ فَاستَقبَلَهُ سَائِلٌ فَقَالَ هَل أَعطَاكَ أَحَدٌ شَيئاً قَالَ نَعَم ذَاكَ المصُلَيّ‌ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

6-شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَنِ القاَضيِ‌ أَبِي الفَرجِ المُعَافَي عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ زَكَرِيّا المحُاَربِيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ هِشَامِ بنِ يُونُسَ النهّشلَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مُعَاذِ بنِ مُسلِمٍ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ قَالَ اجتَازَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ وَ رَهطُهُ مَعَهُ بِرَسُولِ اللّهِص


صفحه : 187

فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ بُيُوتُنَا قَاصِيَةٌ وَ لَا نَجِدُ مُتَحَدّثاً دُونَ المَسجِدِ إِنّ قَومَنَا لَمّا رَأَونَا قَد صَدّقنَا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ تَرَكنَا دِينَهُم أَظهَرُوا لَنَا العَدَاوَةَ وَ البَغضَاءَ وَ أَقسَمُوا أَن لَا يُخَالِطُونَا وَ لَا يُكَلّمُونَا فَشَقّ ذَلِكَ عَلَينَا فَبَينَا هُم يَشكُونَ إِلَي النّبِيّص إِذ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ فَلَمّا قَرَأَهَا عَلَيهِم قَالُوا قَد رَضِينَا بِمَا رضَيِ‌َ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ رَضِينَا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ بِالمُؤمِنِينَ وَ أَذّنَ بِلَالٌ العَصرَ وَ خَرَجَ النّبِيّص فَدَخَلَ وَ النّاسُ يُصَلّونَ مَا بَينَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ وَ إِذَا مِسكِينٌ يَسأَلُ فَقَالَ النّبِيّص هَل أَعطَاكَ أَحَدٌ شَيئاً فَقَالَ نَعَم قَالَ مَا ذَا قَالَ خَاتَمَ فِضّةٍ قَالَ مَن أَعطَاكَهُ قَالَ ذَاكَ الرّجُلُ القَائِمُ قَالَ النّبِيّص عَلَي أَيّ حَالٍ أَعطَاكَهُ قَالَ أَعطَانِيهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَنَظَرنَا فَإِذَا هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

7- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ عَن مُعَمّرِ بنِ المكَيّ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ زَيدِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ ع قَالَ سَمِعتُ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ يَقُولُ وَقَفَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع سَائِلٌ وَ هُوَ رَاكِعٌ فِي صَلَاةِ تَطَوّعٍ فَنَزَعَ خَاتَمَهُ فَأَعطَاهُ السّائِلَ فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص فَأَعلَمَهُ بِذَلِكَ فَنَزَلَ عَلَي النّبِيّ هَذِهِ الآيَةُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللّهِص عَلَينَا ثُمّ قَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ

8-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَعرِضُ عَلَيكَ ديِنيِ‌َ ألّذِي أَدِينُ اللّهَ بِهِ قَالَ هَاتِهِ قُلتُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أُقِرّ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ قَالَ ثُمّ وَصَفتُ لَهُ الأَئِمّةَ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع


صفحه : 188

قُلتُ وَ أَقُولُ فِيكَ مَا أَقُولُ فِيهِم فَقَالَ أَنهَاكَ أَن تَذهَبَ باِسميِ‌ فِي النّاسِ قَالَ أَبَانٌ قَالَ ابنُ أَبِي يَعفُورٍ قُلتُ لَهُ مَعَ الكَلَامِ الأَوّلِ وَ أَزعُمُ أَنّهُم الّذِينَ قَالَ اللّهُ فِي القُرآنِأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُم فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ الآيَةَ الأُخرَي فَاقرَأ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَيّ آيَةٍ قَالَإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ

9- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ فِي بَيتِهِ وَ عِندَهُ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ أَو قَالَ خَمسَةٌ مِنَ اليَهُودِ فِيهِم عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَفَتَرَكَهُم رَسُولُ اللّهِص فِي مَنزِلِهِ وَ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ فَإِذَا بِسَائِلٍ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ صَدّقَ عَلَيكَ أَحَدٌ بشِيَ‌ءٍ قَالَ نَعَم هُوَ ذَاكَ المصُلَيّ‌ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ ع

10- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّهُ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُواشَقّ ذَلِكَ عَلَي النّبِيّص وَ خشَيِ‌َ أَن يُكَذّبَهُ قُرَيشٌ فَأَنزَلَ اللّهُيا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَالآيَةَ فَقَامَ بِذَلِكَ يَومَ غَدِيرِ خُمّ

11- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا قَالَ هُمُ الأَئِمّةُ ع

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إلِيَ‌ّ أَن أُحِبّ أَربَعَةً عَلِيّاً وَ أَبَا ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ


صفحه : 189

فَقُلتُ أَلَا فَمَا كَانَ مِن كَثرَةِ النّاسِ أَ مَا كَانَ أَحَدٌ يَعرِفُ هَذَا الأَمرَ فَقَالَ بَلَي ثَلَاثَةٌ قُلتُ هَذِهِ الآيَاتُ التّيِ‌ أُنزِلَتإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ قَولُهُأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ أَمَا كَانَ أَحَدٌ يَسأَلُ فِيمَ نَزَلَت فَقَالَ مِن ثَمّ أَتَاهُم لَم يَكُونُوا يَسأَلُونَ

13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قولُهُ تَعَالَيإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَاجتمعت الأمة أن هذه الآية نزلت في علي ع لماتصدق بخاتمه و هوراكع لاخلاف بين المفسرين في ذلك

ذَكَرَهُ الثعّلبَيِ‌ّ وَ الماَورَديِ‌ّ وَ القشُيَريِ‌ّ وَ القزَويِنيِ‌ّ وَ الراّزيِ‌ّ وَ النيّساَبوُريِ‌ّ وَ الفلَكَيِ‌ّ وَ الطوّسيِ‌ّ وَ الطبّرَيِ‌ّ فِي تَفَاسِيرِهِم عَنِ السدّيّ‌ّ وَ المُجَاهِدِ وَ الحَسَنِ وَ الأَعمَشِ وَ عُتبَةِ بنِ أَبِي حَكِيمٍ وَ غَالِبِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ قَيسِ بنِ الرّبِيعِ وَ عَبَايَةَ الربّعَيِ‌ّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ وَ أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ وَ ذَكَرَهُ ابنُ البَيّعِ فِي مَعرِفَةِ أُصُولِ الحَدِيثِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الواَحدِيِ‌ّ فِي أَسبَابِ نُزُولِ القُرآنِ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي فَضَائِلِ الصّحَابَةِ عَن حُمَيدٍ الطّوِيلِ عَن أَنَسٍ وَ سَلمَانُ بنُ أَحمَدَ فِي مُعجَمِهِ الأَوسَطِ عَن عَمّارٍ وَ أَبُو بَكرٍ البيَهقَيِ‌ّ فِي المُقنَفِ وَ مُحَمّدٌ الفَتّالُ فِي التّنوِيرِ وَ فِي الرّوضَةِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ وَ أَبِي صَالِحٍ وَ الشعّبيِ‌ّ وَ المُجَاهِدِ وَ زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع وَ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ الإِبَانَةِ عَنِ الفلَكَيِ‌ّ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ وَ نَاصِحٍ التمّيِميِ‌ّ وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ الكلَبيِ‌ّ فِي رِوَايَاتٍ مُختَلِفَةِ الأَلفَاظِ مُتّفِقَةِ المعَاَنيِ‌ وَ فِي أَسبَابِ النّزُولِ عَنِ الواَحدِيِ‌ّ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ سَلّامٍ أَقبَلَ وَ مَعَهُ نَفَرٌ مِن قَومِهِ وَ شَكَوا بُعدَ المَنزِلِ عَنِ المَسجِدِ وَ قَالُوا إِنّ قَومَنَا لَمّا رَأَونَا أَسلَمنَا رَفَضُونَا وَ لَا يُكَلّمُونّا وَ لَا يُجَالِسُونّا وَ لَا يُنَاكِحُونّا


صفحه : 190

فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فَخَرَجَ النّبِيّص إِلَي المَسجِدِ فَرَأَي سَائِلًا فَقَالَ هَل أَعطَاكَ أَحَدٌ شَيئاً قَالَ نَعَم خَاتَمَ فِضّةٍ وَ فِي رِوَايَةٍ خَاتَمَ ذَهَبٍ قَالَ مَن أَعطَاكَهُ قَالَ أَعطَانِيهِ هَذَا الرّاكِعُ

كِتَابُ أَبِي بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ، أَنّهُ لَمّا سَأَلَ السّائِلُ وَضَعَهَا عَلَي ظَهرِهِ إِشَارَةً إِلَيهِ أَن يَنزِعَهَا فَمَدّ السّائِلُ يَدَهُ وَ نَزَعَ الخَاتَمَ مِن يَدِهِ وَ دَعَا لَهُ فَبَاهَي اللّهُ تَعَالَي مَلَائِكَتَهُ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ ملَاَئكِتَيِ‌ أَ مَا تَرَونَ عبَديِ‌ جَسَدُهُ فِي عبِاَدتَيِ‌ وَ قَلبُهُ مُعَلّقٌ عنِديِ‌ وَ هُوَ يَتَصَدّقُ بِمَالِهِ طَلَباً لرِضِاَي‌َ أُشهِدُكُم أنَيّ‌ رَضِيتُ عَنهُ وَ عَن خَلَفِهِ يعَنيِ‌ ذُرّيّتَهُ وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِالآيَةِ

وَ فِي المِصبَاحِ، تَصَدّقَ بِهِ يَومَ الرّابِعِ وَ العِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرّ أَنّهُ كَانَ فِي صَلَاةِ الظّهرِ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ فِي نَافِلَةِ الظّهرِ

أسباب النزول ، عن الواحدي‌ وَ مَن يَتَوَلّ اللّهَيعني‌ يحب الله وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوايعني‌ عَلِيّاًفَإِنّ حِزبَ اللّهِيعني‌ شيعة الله ورسوله ووليه هُمُ الغالِبُونَيعني‌ هم العالون علي جميع العباد فبدأ في هذه الآية بنفسه ثم بنبيه ثم بوليه وكذلك في الآية الثانية و في الحساب ،إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَوزنه محمدالمصطفي رسول الله ص وبعده المرتضي علي بن أبي طالب وعترته وعدد حساب كل واحد منهما ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانون

الكاَفيِ‌، جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ لَمّا نَزَلَتإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُاجتَمَعَ نَفَرٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فِي مَسجِدِ المَدِينَةِ وَ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ بَعضُهُم إِنّا إِن كَفَرنَا بِهَذِهِ الآيَةِ لَكَفَرنَا بِسَائِرِهَا


صفحه : 191

وَ إِن آمَنّا فَإِنّ هَذَا ذُلّ حِينَ يُسَلّطُ عَلَينَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا قَد عَلِمنَا أَنّ مُحَمّداً صَادِقٌ فِيمَا يَقُولُ وَ لَكِن نَتَوَالَاهُ وَ لَا نُطِيعُ عَلِيّاً فِيمَا أَمَرَنَا فَنَزَلَيَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ ثُمّ يُنكِرُونَهايعَنيِ‌ وَلَايَةَ عَلِيّوَ أَكثَرُهُمُ الكافِرُونَبِوَلَايَةِ عَلِيّ

عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ أَبيأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَمَرتُ فَلَم أُطَع فَلَا تَجزَع أَنتَ إِذَا أَمَرتَ فَلَم تُطَع فِي وَصِيّكَ

خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ


فَدَيتُ عَلِيّاً إِمَامَ الوَرَي   سِرَاجَ البَرِيّةِ مَأوَي التّقَي

وصَيِ‌ّ الرّسُولِ وَ زَوجَ البَتُولِ   إِمَامَ البَرِيّةِ شَمسَ الضّحَي

تَصَدّقَ خَاتَمَهُ رَاكِعاً   فَأَحسِن بِفِعلِ إِمَامِ الوَرَي

فَفَضّلَهُ اللّهُ رَبّ العِبَادِ   وَ أَنزَلَ فِي شَأنِهِ هَل أَتَي

وَ لَهُ


  َبَا حَسَنٍ تَفَدّيتُ نفَسيِ‌ وَ أسُرتَيِ‌

إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ عَن حَسّانَ ثُمّ قَالَ وَ أَنشَأَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ وَ هُوَ فِي دِيوَانِ الحمِيرَيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَخُو الهُدَي   وَ أَفضَلُ ذيِ‌ نَعلٍ وَ مَن كَانَ حَافِياً

وَ أَوّلُ مَن أَدّي الزّكَاةَ بِكَفّهِ   وَ أَوّلُ مَن صَلّي وَ مَن صَامَ طَاوِياً

فَلَمّا أَتَاهُ سَائِلٌ مَدّ كَفّهُ   إِلَيهِ وَ لَم يَبخَل وَ لَم يَكُ جَافِياً

فَدَسّ إِلَيهِ خَاتَماً وَ هُوَ رَاكِعٌ   وَ مَا زَالَ أَوّاهاً إِلَي الخَيرِ دَاعِياً

فَبَشّرَ جِبرِيلُ النّبِيّ مُحَمّداً   بِذَاكَ وَ جَاءَ الوحَي‌ُ فِي ذَاكَ ضَاحِياً

صفحه : 192

14- يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ كُنّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللّهِ إِذ وَرَدَ عَلَينَا أعَراَبيِ‌ّ أَشعَثُ الحَالِ عَلَيهِ أَثوَابٌ رِثّةٌ وَ الفَقرُ بَينَ عَينَيهِ فَلَمّا دَخَلَ وَ سَلّمَ قَالَ شِعراً


أَتَيتُكَ وَ العَذرَاءُ تبَكيِ‌ بِرَنّةٍ   وَ قَد ذَهِلَت أُمّ الصبّيِ‌ّ عَنِ الطّفلِ

وَ أُختٌ وَ بِنتَانِ وَ أُمّ كَبِيرَةٌ   وَ قَد كِدتُ مِن فقَريِ‌ أُخَالِطُ فِي عقَليِ‌

وَ قَد مسَنّيِ‌ فَقرٌ وَ ذُلّ وَ فَاقَةٌ   وَ لَيسَ لَنَا شَيءٌ يُمِرّ وَ لَا يحُليِ‌

وَ مَا المُنتَهَي إِلّا إِلَيكَ مَفَرّنَا   وَ أَينَ مَفَرّ الخَلقِ إِلّا إِلَي الرّسُلِ

قَالَ فَلَمّا سَمِعَ النّبِيّص ذَلِكَ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي سَبَقَ إِلَيكُم جَزَاءً وَ الجَزَاءُ مِنَ اللّهِ غُرَفٌ فِي الجَنّةِ تضُاَهيِ‌ غُرَفَ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ ع فَمَن كَانَ مِنكُم يوُاَسيِ‌ هَذَا الفَقِيرَ فَقَالَ فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ وَ كَانَ فِي نَاحِيَةِ المَسجِدِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يصُلَيّ‌ رَكَعَاتِ التّطَوّعِ كَانَت لَهُ دَائِماً فَأَومَأَ إِلَي الأعَراَبيِ‌ّ بِيَدِهِ فَدَنَا مِنهُ فَرَفَعَ إِلَيهِ الخَاتَمَ مِن يَدِهِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ فَأَخَذَهُ الأعَراَبيِ‌ّ وَ انصَرَفَ وَ هُوَ يَقُولُ بَعدَ الصّلَاةِ عَلَي الرّسُولِ


صفحه : 193


أَنتَ مَولًي يُرتَجَي بِهِ مِنَ   اللّهِ فِي الدّنيَا إِقَامَةُ الدّينِ

خَمسَةٌ فِي الأَنَامِ كُلّهُم   وَ أَنتُمُ فِي الوَرَي مَيَامِينُ

ثُمّ إِنّ النّبِيّ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ وَ نَادَي السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ اقرَأإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ وَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَفَعِندَ ذَلِكَ قَامَ النّبِيّص قَائِماً عَلَي قَدَمَيهِ وَ قَالَ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ أَيّكُمُ اليَومَ عَمِلَ خَيراً حَتّي جَعَلَهُ اللّهُ ولَيِ‌ّ كُلّ مَن آمَنَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا فِينَا مَن عَمِلَ خَيراً سِوَي ابنِ عَمّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّهُ تَصَدّقَ عَلَي الأعَراَبيِ‌ّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ قَالَ النّبِيّص وَجَبَتِ الغُرَفُ لِابنِ عمَيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَرَأَ عَلَيهِمُ الآيَةَ قَالَ فَتَصَدّقَ النّاسُ فِي ذَلِكَ اليَومِ عَلَي ذَلِكَ الأعَراَبيِ‌ّ فَوَلّي وَ هُوَ يَقُولُ


أَنَا مَولًي لِخَمسَةٍ   أُنزِلَت فِيهِمُ السّوَرُ

أَهلِ طَهَ وَ هَل أَتَي   فَاقرَءُوا يُعرَفُ الخَبَرُ

وَ الطّوَاسِينَ بَعدَهَا   وَ الحَوَامِيمَ وَ الزّمَرَ

أَنَا مَولًي لِهَؤُلَاءِ   وَ عَدُوّ لِمَن كَفَرَ

بيان الرثة البذاذة وسوء الحال قوله يمر و لايحلي‌ هما علي الإفعال من المرارة والحلاوة أي مالنا حلو و لامر قال الجوهري‌ أحليت الشي‌ء جعلته حلوا


صفحه : 194

يقال ماأمر و لاأحلي إذا لم يقل شيئا

15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]كشف ،[كشف الغمة]الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ يَرفَعُهُ بِسَنَدِهِ قَالَبَينَا عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ جَالِسٌ عَلَي شَفِيرِ زَمزَمَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذ أَقبَلَ رَجُلٌ مُتَعَمّمٌ بِعِمَامَةٍ فَجَعَلَ ابنُ عَبّاسٍ لَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِ إِلّا قَالَ الرّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ سَأَلتُكَ بِاللّهِ مَن أَنتَ فَكَشَفَ العِمَامَةَ عَن وَجهِهِ وَ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ أَنَا جُندَبُ بنُ جُنَادَةَ البدَريِ‌ّ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص بِهَاتَينِ وَ إِلّا فَصَمّتَا وَ رَأَيتُهُ بِهَاتَينِ وَ إِلّا فَعَمِيَتَا يَقُولُ عَلِيّ قَائِدُ البَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الكَفَرَةِ مَنصُورٌ مَن نَصَرَهُ مَخذُولٌ مَن خَذَلَهُ أَمَا إنِيّ‌ صَلّيتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يَوماً مِنَ الأَيّامِ الظّهرَ فَسَأَلَ سَائِلٌ فِي المَسجِدِ فَلَم يُعطِهِ أَحَدٌ شَيئاً فَرَفَعَ السّائِلُ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ اشهَد أنَيّ‌ سَأَلتُ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِ فَلَم يعُطنِيِ‌ أَحَدٌ شَيئاً وَ كَانَ عَلِيّ ع فِي الصّلَاةِ رَاكِعاً فَأَومَأَ إِلَيهِ بِخِنصِرِهِ اليُمنَي وَ كَانَ مُتَخَتّماً فِيهَا فَأَقبَلَ السّائِلُ فَأَخَذَ الخَاتَمَ مِن خِنصِرِهِ وَ ذَلِكَ بِمَرأًي مِنَ النّبِيّص وَ هُوَ يصُلَيّ‌


صفحه : 195

فَلَمّا فَرَغَ النّبِيّص مِن صَلَاتِهِ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّ أخَيِ‌ مُوسَي سَأَلَكَ فَقَالَرَبّ اشرَح لِي صدَريِ‌ وَ يَسّر لِي أمَريِ‌ وَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ‌ يَفقَهُوا قوَليِ‌ وَ اجعَل لِي وَزِيراً مِن أهَليِ‌ هارُونَ أخَيِ‌ اشدُد بِهِ أزَريِ‌ وَ أَشرِكهُ فِي أمَريِ‌فَأَنزَلتَ عَلَيهِ قُرآناً نَاطِقاًسَنَشُدّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجعَلُ لَكُما سُلطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيكُما بِآياتِنا أللّهُمّ وَ أَنَا مُحَمّدٌ نَبِيّكَ وَ صَفِيّكَ أللّهُمّ فَاشرَح لِي صدَريِ‌ وَ يَسّر لِي أمَريِ‌...وَ اجعَل لِي وَزِيراً مِن أهَليِ‌عَلِيّاً اشدُد بِهِ ظهَريِ‌ قَالَ أَبُو ذَرّ فَمَا استَتَمّ رَسُولُ اللّهِص كَلَامَهُ حَتّي نَزَلَ جَبرَئِيلُ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ

أقول قال السيد بن طاوس في الطرائف قال السدي‌ وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله إنما عني‌ بهذه الآية علي بن أبي طالب ع لأنه مر به سائل و هوراكع في المسجد فأعطاه خاتمه ورواه الثعلبي‌ من عدة طرق فمنها مارفعه إلي عباية بن ربعي‌ قال بينا عبد الله بن عباس جالس وذكر مثله سواء. و قال الشيخ أمين الدين الطبرسي‌ حدثناالسيد أبوالحمد مهدي‌ بن نزار الحسني‌ عن أبي القاسم الحسكاني‌ عن محمد بن القاسم الفقيه الصيدلاني‌ عن عبد الله بن محمدالشعراني‌ عن أحمد بن علي بن رزين الياشاني‌ عن المظفر بن الحسين الأنصاري‌ عن السندي‌ بن علي الوراق عن يحيي بن عبدالحميد الحماني‌ عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية مثله ثم قال وروي هذاالخبر الثعلبي‌ في تفسيره بهذا الإسناد بعينه وروي


صفحه : 196

أبوبكر الرازي‌ في كتاب أحكام القرآن علي ماحكاه المغربي‌ عنه والرماني‌ والطبري‌ أنها نزلت في علي ع حين تصدق بخاتمه و هوراكع و هوقول مجاهد والسدي‌ و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع وجميع علماء أهل البيت ع و قال الكلبي‌ نزل في عبد الله بن سلام وأصحابه لماأسلموا فقطعت اليهود فنزلت الآية و في رواية عطاء قال عبد الله بن سلام أنارأيت عليا ع تصدق بخاتمه و هوراكع فنحن نتولاه

16-كشف ،[كشف الغمة]نَقَلتُ مِن مَنَاقِبِ أَبِي المُؤَيّدِ الخوُارزَميِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَأَقبَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ وَ مَعَهُ نَفَرٌ مِن قَومِهِ مِمّن قَد آمَنُوا باِلنبّيِ‌ّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ مَنَازِلَنَا بَعِيدَةٌ لَيسَ لَنَا مَجلِسٌ وَ لَا مُتَحَدّثٌ دُونَ هَذَا المَجلِسِ وَ إِنّ قَومَنَا لَمّا رَأَونَا آمَنّا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ صَدّقنَاهُ رَفَضُونَا وَ آلُوا عَلَي أَنفُسِهِم أَن لَا يُجَالِسُونَا وَ لَا يُنَاكِحُونَا وَ لَا يُكَلّمُونَا فَشَقّ ذَلِكَ عَلَينَا فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّص إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ ثُمّ إِنّ النّبِيّص خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ وَ النّاسُ بَينَ قَائِمٍ وَ رَاكِعٍ وَ بَصُرَ بِسَائِلٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص هَل أَعطَاكَ أَحَدٌ شَيئاً قَالَ نَعَم خَاتَماً مِن ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَن أَعطَاكَهُ قَالَ ذَاكَ القَائِمُ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع فَقَالَص عَلَي أَيّ حَالٍ أَعطَاكَ قَالَ أعَطاَنيِ‌ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَكَبّرَ النّبِيّص ثُمّ قَرَأَوَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَفَأَنشَأَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ يَقُولُ


صفحه : 197


أَبَا حَسَنٍ تَفدِيكَ نفَسيِ‌ وَ مهُجتَيِ‌   وَ كُلّ بطَيِ‌ءٍ فِي الهُدَي وَ مُسَارِعٍ

أَ يَذهَبُ مدَحيِ‌ وَ المُحَبّرُ ضَائِعٌ   وَ مَا المَدحُ فِي جَنبِ الإِلَهِ بِضَائِعٍ

فَأَنتَ ألّذِي أَعطَيتَ إِذ كُنتَ رَاكِعاً   فَدَتكَ نُفُوسُ القَومِ يَا خَيرَ رَاكِعٍ

فَأَنزَلَ فِيكَ اللّهُ خَيرَ وَلَايَةٍ   وَ بَينَهَا فِي مُحكَمَاتِ الشّرَائِعِ

بيان تحبير الخط والشعر وغيرهما تحسينه .فأقول رواه علي بن عيسي في كشف الغمة عن ابن مردويه بأسانيد عن ابن عباس وروي السيوطي‌ في الدر المنثور عن ابن مردويه من طريق الكلبي‌ عن أبي صالح عن ابن عباس وروي‌ أيضا ابن بطريق من كتاب مانزل من القرآن في أمير المؤمنين ع تأليف الحافظ أبي نعيم الأصفهاني‌ بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس ورواه الطبرسي‌ عن السيد أبي الحمد عن الحسكاني‌ بإسناده إلي أبي صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه قال خاتم من فضة

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِهُمُ الغالِبُونَ وَ زَادَ بَعدَهُ فَقَالَ النّبِيّص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَهَا فِيّ وَ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ قَالَ وَ كَانَ فِي خَاتَمِهِ ألّذِي أَعطَاهُ السّائِلَ سُبحَانَ مَن فخَريِ‌ بأِنَيّ‌ لَهُ عَبدٌ

17-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن ثَعلَبَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ ظَرِيفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَكُنّا عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع جُلُوساً صَفّينِ وَ هُوَ عَلَي السّرِيرِ وَ قَد دَرّ عَلَينَا بِالحَدِيثِ وَ فِينَا مِنَ السّرُورِ وَ قُرّةِ العَينِ مَا شَاءَ اللّهُ فَكَأَنّا


صفحه : 198

فِي الجَنّةِ فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذَا بِالآذِنِ فَقَالَ سَلّامٌ الجعُفيِ‌ّ بِالبَابِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع ائذَن لَهُ فَدَخَلَنَا هَمّ وَ غَمّ وَ مَشَقّةّ كَرَاهِيَةَ أَن يَكُفّ عَنّا مَا كُنّا فِيهِ فَدَخَلَ وَ سَلّمَ عَلَيهِ فَرَدّ أَبُو جَعفَرٍ ع عَلَيهِ السّلَامَ ثُمّ قَالَ سَلّامٌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ حدَثّنَيِ‌ عَنكَ خَيثَمَةُ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا إِنّ الآيَةَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ صَدَقَ خَيثَمَةُ

18- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ مُعَنعَناً عَن جَعفَرٍ ع إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوانَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

19- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ المِنهَالِ قَالَ سَأَلتُ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُواقَالَا فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

20- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يصُلَيّ‌ ذَاتَ يَومٍ فِي مَسجِدِهِ فَمَرّ بِهِ فَقِيرٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص هَل تُصُدّقَ عَلَيكَ بشِيَ‌ءٍ قَالَ نَعَم مَرَرتُ بِرَجُلٍ رَاكِعٍ فأَعَطاَنيِ‌ خَاتَمَهُ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ فَإِذَا هُوَ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ وَلِيّكُم مِن بعَديِ‌

وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع خَاصّةً وَ قَولُهُوَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

21-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]زَيدُ بنُ حَمزَةَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ زِيَادٍ القَصّارُ مُعَنعَناً عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ


صفحه : 199

عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ مَن أَحَبّ اللّهَ أَحَبّ النّبِيّص وَ مَن أَحَبّ النّبِيّ أَحَبّنَا وَ مَن أَحَبّنَا أَحَبّ شِيعَتَنَا فَإِنّ النّبِيّص وَ نَحنُ وَ شِيعَتُنَا مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ وَ نَحنُ فِي الجَنّةِ لَا نُبغِضُ مَن يُحِبّنَا وَ لَا نُحِبّ مَن أَبغَضَنَا اقرَءُوا إِن شِئتُمإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا إِلَي آخِرِ الآيَةِ قَالَ الحَارِثُ صَدَقَ اللّهُ مَا نَزَلَت إِلّا فِيهِ

22- يف ،[الطرائف ] مِن كِتَابِ الجَمعِ بَينَ الصّحَاحِ السّتّةِ مِن صَحِيحِ النسّاَئيِ‌ّ عَنِ ابنِ سَلّامٍ قَالَ أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص فَقُلتُ إِنّ قَومَنَا حَادّونَا لِمَا صَدّقنَا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ أَقسَمُوا أَن لَا يُكَلّمُونَا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُواالآيَةَ ثُمّ أَذّنَ بِلَالٌ لِصَلَاةِ الظّهرِ فَقَامَ النّاسُ يُصَلّونَ فَمِن بَينِ سَاجِدٍ وَ رَاكِعٍ وَ سَائِلٌ إِذاً سَأَلَ فَأَعطَي عَلِيّ خَاتَمَهُ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَأَخبَرَ السّائِلُ رَسُولَ اللّهِص فَقَرَأَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَي قَولِهِالغالِبُونَ

وَ رَوَاهُ الشاّفعِيِ‌ّ ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ مِن خَمسِ طُرُقٍ فَمِنهَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ مَرّ سَائِلٌ باِلنبّيِ‌ّص وَ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ قَالَ مَن أَعطَاكَ هَذَا الخَاتَمَ قَالَ ذَاكَ الرّاكِعُ وَ كَانَ عَلِيّ يصُلَيّ‌ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَهَا فِيّ وَ فِي أَهلِ بيَتيِ‌

وَ مِن رِوَايَاتِ الشاّفعِيِ‌ّ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ فِي المَعنَي يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ عَابِسٍ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ أَبُو مَريَمَ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ فَقَالَ أَبُو مَريَمَ كُنتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع جَالِساً إِذ مَرّ ابنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا ابنُ ألّذِي عِندَهُ عِلمُ الكِتَابِ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ صَاحِبُكُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ألّذِي نَزَلَت فِيهِ آيَاتٌ مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ

وَ ذَكَرَ السدّيّ‌ّ فِي


صفحه : 200

تَفسِيرِهِ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

أقول روي ابن بطريق في العمدة مامر في روايات السيد وغيره بأسانيد جمة من صحاحهم فمن أراد تحقيق أسانيدها فليرجع إليها

23- وَ أَقُولُ روُيِ‌َ فِي جَامِعِ الأُصُولِ مِن صَحِيحِ النسّاَئيِ‌ّ عَنِ ابنِ سَلّامٍ مِثلَ الخَبَرِ الأَوّلِ ألّذِي رَوَاهُ السّيّدُ إِلّا أَنّهُ قَالَ أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ رَهطٌ مِن قوَميِ‌ فَقُلنَا إِنّ قَومَنَا إِلَي قَولِهِ بَينَ سَاجِدٍ وَ رَاكِعٍ وَ سَائِلٌ إِذاً سَأَلَ فَأَعطَاهُ عَلِيّ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

وَ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ أَيضاً فِي المُستَدرَكِ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن زَيدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ يَقُولُ وَقَفَ لعِلَيِ‌ّ سَائِلٌ وَ هُوَ رَاكِعٌ فِي صَلَاةِ تَطَوّعٍ فَنَزَعَ خَاتَمَهُ فَأَعطَاهُ فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص فَأَعلَمَهُ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوايُرِيدُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا رَأَيتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع تَصَدّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ عَلَي مُحتَاجٍ فَنَحنُ نَتَوَلّاهُ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص يَتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ فَنَزَلَ عَلَيهِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُالآيَةَ فَتَوَجّهَ النّبِيّص وَ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ


صفحه : 201

فَاستَقبَلَ سَائِلًا فَقَالَ مَن تَرَكتَ فِي المَسجِدِ فَقَالَ لَهُ رَجُلًا تَصَدّقَ عَلَيّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَدَخَلَ النّبِيّص فَإِذَا هُوَ عَلِيّ ع

وَ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ قَالَ جَاءَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ وَ أُنَاسٌ مَعَهُ يَسأَلُونَ مُجَانَبَةَ الإِنسِ إِيّاهُم مُنذُ أَسلَمُوا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ابغُوا إلِيَ‌ّ سَائِلًا فَدَخَلنَا المَسجِدَ فَدَنَا سَائِلٌ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَعطَاكَ أَحَدٌ شَيئاً قَالَ نَعَم مَرَرتُ بِرَجُلٍ رَاكِعٍ فأَعَطاَنيِ‌ خَاتَمَهُ قَالَ فَاذهَب فَأَرِهِ لِي فَقَالَ فَذَهَبنَا فَإِذَا عَلِيّ قَائِمٌ فَقَالَ هَذَا فَنَزَلَتإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآيَةَ

وَ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي عَبدِ الوَهّابِ بنِ مُجَاهِدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ قَولَ اللّهِ تَعَالَيإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُنَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

وَ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي مُوسَي بنِ قَيسٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ قَالَ تَصَدّقَ عَلِيّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَنَزَلَتإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآيَةَ

24-أَقُولُ قَالَ السّيّدُ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ رَأَيتُ فِي تَفسِيرِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيّ بنِ مَروَانَ أَنّهُ رَوَي نُزُولَ آيَةِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ فِي عَلِيّ ع مِن تِسعِينَ طَرِيقاً بِأَسَانِيدَ مُتّصِلَةٍ كُلّهَا أَو جُلّهَا مِن رِجَالِ المُخَالِفِينَ لِأَهلِ البَيتِ ع مِنهُم عَلِيّ ع وَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ عُثمَانُ وَ زُبَيرٌ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ طَلحَةُ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ أَبُو رَافِعٍ وَ جَابِرٌ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَبُو ذَرّ وَ الخَلِيلُ بنُ مُرّةَ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ البَاقِرُ وَ الصّادِقُ ع وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ مُجَاهِدٌ وَ مُحَمّدُ بنُ سرَيِ‌ّ وَ عَطَاءُ بنُ السّائِبِ وَ مُحَمّدُ بنُ السّائِبِ وَ عَبدُ الرّزّاقِ فَمِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِسحَاقَ الراّشدِيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن عَونِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ نَائِمٌ أَو يُوحَي إِلَيهِ فَإِذَا حَيّةٌ فِي جَانِبِ البَيتِ


صفحه : 202

فَكَرِهتُ أَن أَقتُلَهَا فَأُوقِظَهُ وَ ظَنَنتُ أَنّهُ يُوحَي إِلَيهِ فَاضطَجَعتُ بَينَهُ وَ بَينَ الحَيّةِ لَئِن كَانَ مِنهَا سُوءٌ يَكُونُ فِي دُونِهِ قَالَ فَاستَيقَظَ النّبِيّص وَ هُوَ يَتلُو هَذِهِ الآيَةَإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكمَلَ لعِلَيِ‌ّ نِعَمَهُ وَ هَنِيئاً لعِلَيِ‌ّ بِتَفضِيلِ اللّهِ قَالَ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ مَا يُضجِعُكَ هَاهُنَا فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ فَقَالَ لِي قُم إِلَيهَا فَاقتُلهَا ثُمّ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بيِدَيِ‌ فَقَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ لِيَكُونَنّ عَلِيّ مِنكَ بمِنَزلِتَيِ‌ غَيرَ أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ إِنّهُ سَيُقَاتِلُهُ قَومٌ يَكُونُ حَقّاً فِي اللّهِ جِهَادُهُم فَمَن لَم يَستَطِع جِهَادَهُم بِيَدِهِ فَجَاهَدَهُم بِلِسَانِهِ فَإِن لَم يَستَطِع بِلِسَانِهِ فَجَاهَدَهُم بِقَلبِهِ لَيسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيءٌ وَ هُوَ عَلَي الحَقّ وَ هُم عَلَي البَاطِلِ قَالَ ثُمّ خَرَجَ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن كَانَ يُحِبّ أَن يَنظُرَ إِلَي أمَيِنيِ‌ فَهَذَا أمَيِنيِ‌ يعَنيِ‌ أَبَا رَافِعٍ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ فَلَمّا بُويِعَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ سَارَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ إِلَي البَصرَةِ وَ خَالَفَهُ مُعَاوِيَةُ وَ أَهلُ الشّامِ قَالَ أَبُو رَافِعٍ هَذَا قَولُ رَسُولِ اللّهِص إِنّهُ سَيُقَاتِلُ عَلِيّاً قَومٌ يَكُونُ حَقّاً فِي اللّهِ جِهَادُهُم فَمَن لَم يَستَطِع جِهَادَهُم بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ وَ مَن لَم يَستَطِع بِلِسَانِهِ فَبِقَلبِهِ لَيسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيءٌ فَبَاعَ أَبُو رَافِعٍ دَارَهُ وَ أَرضَهُ بِخَيبَرَ ثُمّ خَرَجَ مَعَ عَلِيّ بِقَبِيلَتِهِ وَ عِيَالِهِ وَ هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ ابنُ خَمسٍ وَ ثَمَانِينَ سَنَةً ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ لَقَد أَصبَحتُ وَ مَا أَعلَمُ أَحَداً بمِنَزلِتَيِ‌ لَقَد بَايَعتُ البَيعَتَينِ بَيعَةَ العَقَبَةِ وَ بَيعَةَ الرّضوَانِ وَ لَقَد صَلّيتُ القِبلَتَينِ وَ هَاجَرتُ الهِجَرَ الثّلَاثَ فَقِيلَ لَهُ مَا الهِجَرُ الثّلَاثُ قَالَ هِجرَةٌ مَعَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَي أَرضِ النجّاَشيِ‌ّ إِذ بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِ وَ هِجرَةٌ إِلَي المَدِينَةِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هَذِهِ هِجرَةٌ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي الكُوفَةِ ثُمّ لَم يَزَل مَعَهُ حَتّي استُشهِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ رَجَعَ أَبُو رَافِعٍ مَعَ الحَسَنِ ع إِلَي المَدِينَةِ وَ لَا دَارَ لَهُ وَ لَا أَرضَ فَقَسَمَ لَهُ الحَسَنُ ع دَارَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ نِصفَينِ وَ أَعطَاهُ بِيَنبُعَ أَرضاً أَقطَعَهَا إِيّاهُ


صفحه : 203

فَبَاعَهَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ بَعدُ مِن مُعَاوِيَةَ بمِاِئتَيَ‌ أَلفِ دِرهَمٍ وَ سِتّينَ أَلفاً

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن عَبدِ الرّزّاقِ قَالَ كَانَ خَاتَمُ عَلِيّ ع ألّذِي تَصَدّقَ بِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ حَلقَةَ فِضّةٍ فِيهَا مِثقَالٌ عَلَيهَا مَنقُوشٌ المُلكُ لِلّهِ

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ يَزِيدَ عَن عَبدِ الوَهّابِ عَن مَخلَدٍ عَنِ المُبَارَكِ عَنِ الحَسَنِ قَالَ قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ أَخرَجتُ مِن مَالِ صَدَقَةٍ يُتَصَدّقُ بِهَا عنَيّ‌ وَ أَنَا رَاكِعٌ أَربَعاً وَ عِشرِينَ مَرّةً عَلَي أَن يَنزِلَ فِيّ مَا نَزَلَ فِي عَلِيّ فَمَا نَزَلَ

تذنيب اعلم أن الاستدلال بالآية الكريمة علي إمامته ص يتوقف علي بيان أمور.الأول أن الآية خاصة وليست بعامة لجميع المؤمنين وبيانه أنه تعالي خص الحكم بالولاية بالمؤمنين المتصفين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في حال الركوع وظاهر أن تلك الأوصاف غيرشاملة لجميع المؤمنين و ليس لأحد أن يقول إن المراد بقوله وَ هُم راكِعُونَ أن هذه شيمتهم وعادتهم و لا يكون حالا عن إيتاء الزكاة و ذلك لأن قوله يُقِيمُونَ الصّلاةَ قددخل فيه الركوع فلو لم يحمل علي الحالية لكان كالتكرار والتأويل المفيد أولي من البعيد ألذي لايفيد و أماحمل الركوع علي غيرالحقيقة الشرعية بحمله علي الخضوع من غيرداع إليه سوي العصبية فلايرضي به ذو فطنة رضية مع أن الآية علي أي حال تنادي‌ بسياقها علي الاختصاص . و قدقيل وجه آخر هو أن قوله تعالي إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُخطاب عام لجميع المؤمنين ودخل في الخطاب النبي ص وغيره ثم قال وَ رَسُولُهُفأخرج النبي ص من جملتهم لكونهم مضافين إلي ولايته ثم قال وَ الّذِينَ آمَنُوا


صفحه : 204

فوجب أن يكون ألذي خوطب بالآية غير ألذي جعلت له الولاية و إلاأدي إلي أن يكون المضاف هوالمضاف إليه بعينه و إلي أن يكون كل واحد من المؤمنين ولي‌ نفسه و ذلك محال و فيه ضعف والأول أولي .الثاني‌ أن المراد بالولي‌ هنا الأولي بالتصرف و ألذي يلي‌ تدبير الأمر كمايقال فلان ولي‌ المرأة وولي‌ الطفل وولي‌ الدم والسلطان ولي‌ أمر الرعية ويقال لمن يقيمه بعده هوولي‌ عهد المسلمين و قال الكميت يمدح عليا.


ونعم ولي‌ الأمر بعدوليه .   ومنتجع التقوي ونعم المؤدب .

و قال المبرد في كتاب العبارة عن صفات الله أصل الولي‌ ألذي هوأولي أي أحق والولي‌ و إن كان يستعمل في مكان آخر كالمحب والناصر لكن لايمكن إرادة غيرالأولي بالتصرف والتدبير هاهنا لأن لفظة إنما يفيد التخصيص و لايرتاب فيه من تتبع اللغة وكلام الفصحاء وموارد الاستعمالات وتصريحات القوم والتخصيص ينافي‌ حمله علي المعاني‌ الأخر إذ سائر المعاني‌ المحتملة في باد‌ئ الرأي‌ لايختص شيءمنها ببعض المؤمنين دون بعض كما قال تعالي وَ المُؤمِنُونَ وَ المُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وبعض الأصحاب استدل علي ذلك بأن الظاهر من الخطاب أن يكون عاما لجميع المكلفين من المؤمنين وغيرهم كما في قوله تعالي كُتِبَ عَلَيكُمُ الصّيامُ و غير ذلك فإذادخل الجميع تحته استحال أن يكون المراد باللفظة الموالاة في الدين لأن هذه الموالاة يختص بهاالمؤمنون دون غيرهم فلابد إذا من حملها علي مايصح دخول الجميع فيه و هومعني الإمام ووجوب الطاعة و فيه كلام .


صفحه : 205

الثالث أن الآية نازلة فيه ع و قدعرفت بما أوردنا من الأخبار تواترها من طريق المخالف والمؤالف مع أن ماتركناه مخافة الإطناب وحجم الكتاب أكثر مما أوردناه و عليه إجماع المفسرين و قدرواها الزمخشري‌ والبيضاوي‌ والرازي‌ في تفاسيرهم مع شدة تعصبهم وكثرة اهتمامهم في إخفاء فضائله ع إذ كان هذا في الاشتهار كالشمس في رائعة النهار فإخفاء ذلك مما يكشف الأستار عن ألذي انطوت عليه ضمائرهم الخبيثة من بغض الحيدر الكرار. و قدروي الرازي‌ عن ابن عباس برواية عكرمة و عن أبي ذر نحو مما مر من روايتهما و قدعرفت مانقل في ذلك أكابر المفسرين والمحدثين من قدماء المخالفين الذين عليهم مدار تفاسيرهم . و أماإطلاق الجمع علي الواحد تعظيما فهو شائع ذائع في اللغة والعرف و قدذكر المفسرون هذاالوجه في كثير من الآيات الكريمة كما قال تعالي وَ السّماءَ بَنَيناها بِأَيدٍ وإِنّا أَرسَلنا نُوحاً وإِنّا نَحنُ نَزّلنَا الذّكرَ و قوله الّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم مع أن القائل كان واحدا وأمثالها كثيرة و من خطاب الملوك والرؤساء فعلنا كذا وأمرنا بكذا و من الخطاب الشائع في عرف العرب والعجم إذاخاطبوا واحدا فعلتم كذا وقلتم كذا تعظيما له . و قال الزمخشري‌ فإن قلت كيف صح أن يكون لعلي‌ واللفظ لفظ جماعة قلت جي‌ء به علي لفظ الجمع و إن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه ولينبه علي أن سجية المؤمنين تجب أن يكون علي هذه


صفحه : 206

الغاية من الحرص علي البر والإحسان وتفقد الفقراء حتي إن لزمهم أمر لايقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخروه إلي الفراغ منها انتهي . علي أنه يظهر من بعض روايات الشيعة أن المراد به جميع الأئمة ع وأنهم قدوفقوا جميعا لمثل ذلك الفضيلة وأيضا كل من قال بأن المراد بالولي‌ في هذه الآية مايرجع إلي الإمامة قائل بأن المقصود بها علي ع و لاقائل بالفرق فإذاثبت الأول ثبت الثاني‌ هذاملخص استدلال القوم و أماتفاصيل القول فيه ودفع الشبه الواردة عليه فموكول إلي مظانه كالشافي‌ وغيره و ليس وظيفتنا في هذاالكتاب إلانقل الأخبار و لوأردنا التعرض لأمثال ذلك لكان كل باب كتابا و ماأوردته كاف لمن أراد صوابا

باب 5-آية التطهير

1-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي رَسُولِ


صفحه : 207

اللّهِص وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ ذَلِكَ فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَةِ النّبِيّص دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع ثُمّ أَلبَسَهُم كِسَاءً لَهُ خَيبَرِيّاً وَ دَخَلَ مَعَهُم فِيهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌َ الّذِينَ وعَدَتنَيِ‌ فِيهِم مَا وعَدَتنَيِ‌ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مَعَهُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أبَشرِيِ‌ يَا أُمّ سَلَمَةَ فَإِنّكِ إِلَي خَيرٍ قَالَ أَبُو الجَارُودِ وَ قَالَ زَيدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ إِنّ جُهّالًا مِنَ النّاسِ يَزعُمُونَ أَنّمَا أَرَادَ اللّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ أَزوَاجَ النّبِيّص وَ قَد كَذَبُوا وَ أَثِمُوا وَ ايمُ اللّهِ لَو عَنَي بِهَا أَزوَاجَ النّبِيّص لَقَالَ لِيُذهِبَ عَنكُنّ الرّجسَ وَ يُطَهّرَكُنّ تَطهِيراً وَ لَكَانَ الكَلَامُ مُؤَنّثاً كَمَا قَالَوَ اذكُرنَ ما يُتلي فِي بُيُوتِكُنّوَ لا تَبَرّجنَ وَلَستُنّ كَأَحَدٍ مِنَ النّساءِ

2- فس ،[تفسير القمي‌] وَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها فَإِنّ اللّهَ أَمَرَهُ أَن يَخُصّ أَهلَهُ دُونَ النّاسِ لِيَعلَمَ النّاسُ أَنّ لِأَهلِ مُحَمّدٍص عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً خَاصّةً لَيسَت لِلنّاسِ إِذ أَمَرَهُم مَعَ النّاسِ عَامّةً ثُمّ أَمَرَهُم خَاصّةً فَلَمّا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَةَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يجَيِ‌ءُ كُلّ يَومٍ عِندَ صَلَاةِ الفَجرِ حَتّي يأَتيِ‌َ بَابَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَيَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَيَقُولُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمّ يَأخُذُ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ وَ يَقُولُ الصّلَاةَ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًفَلَم يَزَل يَفعَلُ ذَلِكَ كُلّ يَومٍ إِذَا شَهِدَ المَدِينَةَ حَتّي فَارَقَ الدّنيَا وَ قَالَ أَبُو الحَمرَاءِ خَادِمُ النّبِيّص أَنَا شَهِدتُهُ يَفعَلُ ذَلِكَ

3-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي بنِ أَبِي مُوسَي عَن


صفحه : 208

عُبدُوسِ بنِ مُحَمّدٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ فُرَاتٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأتِينَا كُلّ غَدَاةٍ فَيَقُولُ الصّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللّهُ الصّلَاةَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن هِلَالِ بنِ أَيّوبَ عَن عَطِيّةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَن قَولِهِ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً قَالَ نَزَلَت فِي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع

5- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن نَضرِ بنِ شُعَيبٍ عَن عَبدِ الغَفّارِ الجاَزيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً قَالَ الرّجسُ هُوَ الشّكّ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ أخَيِ‌ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي بيَتيِ‌ وَ فِي يوَميِ‌ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص عنِديِ‌ فَدَعَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ جَاءَ جَبرَئِيلُ فَمَدّ عَلَيهِم كِسَاءً فَدَكِيّاً ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً قَالَ جَبرَئِيلُ وَ أَنَا مِنكُم يَا مُحَمّدُ فَقَالَ النّبِيّص وَ أَنتَ مِنّا يَا جَبرَئِيلُ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا مِن أَهلِ بَيتِكَ وَ جِئتُ لِأَدخُلَ مَعَهُم فَقَالَ كوُنيِ‌ مَكَانَكِ يَا أُمّ سَلَمَةَ إِنّكِ إِلَي خَيرٍ أَنتِ مِن أَزوَاجِ نبَيِ‌ّ اللّهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ اقرَأ يَا مُحَمّدُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً فِي النّبِيّ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ


صفحه : 209

عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُعِينٍ مَولَي أُمّ سَلَمَةَ عَن أُمّ سَلَمَةَ زَوجِ النّبِيّص أَنّهَا قَالَت نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي بَيتِهَاإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًأمَرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَن أُرسِلَ إِلَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَلَمّا أَتَوهُ اعتَنَقَ عَلِيّاً بِيَمِينِهِ وَ الحَسَنَ بِشِمَالِهِ وَ الحُسَينَ عَلَي بَطنِهِ وَ فَاطِمَةَ عِندَ رِجلَيهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌ وَ عتِرتَيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً قَالَهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ قُلتُ فَأَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إِنّكِ عَلَي خَيرٍ إِن شَاءَ اللّهُ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ النّورِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ قَرمٍ عَن أَبِي الحَجّافِ وَ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفصَةَ عَن نَقِيعِ بنِ أَبِي دَاوُدَ عَن أَبِي الحَمرَاءِ قَالَ شَهِدتُ النّبِيّص أَربَعِينَ صَبَاحاً يجَيِ‌ءُ إِلَي بَابِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع فَيَأخُذُ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ ثُمّ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

9- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ المُؤَدّبِ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُخَوّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ الجَبّارِ بنِ العَبّاسِ عَن عَمّارِ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَن عَمرَةَ ابنَةِ أَفعَي قَالَت سَمِعتُ أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا تَقُولُ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي بيَتيِ‌إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًقَالَت وَ فِي البَيتِ سَبعَةٌ رَسُولُ اللّهِ وَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع قَالَت وَ أَنَا عَلَي البَابِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ مِن أَهلِ البَيتِ قَالَ إِنّكِ مِن أَزوَاجِ النّبِيّ وَ مَا قَالَ إِنّكِ مِن أَهلِ البَيتِ


صفحه : 210

قال الصدوق رحمة الله عليه في الخصال هذاحديث غريب لاأعرفه إلابهذا الطريق والمعروف أن أهل البيت الذين نزلت فيهم الآية خمسة وسادسهم جبرئيل ع فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحسين بن الحكم معنعنا عن أم سلمة مثله أقول روي ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن أم سلمة

مثله قال وروي سليمان بن قرم عن عبدالجبارمثله

10- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِالإِسنَادِ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ خِرَاشٍ عَنِ العَوّامِ بنِ الحَوشَبِ عَنِ التيّميِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَائِشَةَ فَحَدّثَتنَا أَنّهَا رَأَت رَسُولَ اللّهِص دَعَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً

11- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ عَلِيّاً وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ وَ زَوجَتَهُ فَاطِمَةَ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ ابنتَيِ‌ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ ولَدَاَي‌َ مَن وَالَاهُم فَقَد واَلاَنيِ‌ وَ مَن عَادَاهُم فَقَد عاَداَنيِ‌ وَ مَن نَاوَاهُم فَقَد ناَواَنيِ‌ وَ مَن جَفَاهُم فَقَد جفَاَنيِ‌ وَ مَن بَرّهُم فَقَد برَنّيِ‌ وَصَلَ اللّهُ مَن وَصَلَهُم وَ قَطَعَ مَن قَطَعَهُم وَ نَصَرَ مَن نَصَرَهُم وَ أَعَانَ مَن أَعَانَهُم وَ خَذَلَ مَن خَذَلَهُم أللّهُمّ مَن كَانَ لَهُ مِن أَنبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ ثَقَلٌ وَ أَهلُ بَيتٍ فعَلَيِ‌ّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ ثقَلَيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُم قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قُلتُ لَهُ


صفحه : 211

إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ لَنَا فَمَا مَنَعَهُ أَن يسُمَيّ‌َ عَلِيّاً وَ أَهلَ بَيتِهِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع قُولُوا لَهُم إِنّ اللّهَ أَنزَلَ عَلَي رَسُولِهِ الصّلَاةَ وَ لَم يُسَمّ ثَلَاثاً وَ لَا أَربَعاً حَتّي كَانَ رَسُولُ اللّهِ هُوَ ألّذِي فَسّرَ ذَلِكَ لَهُم وَ نَزّلَ عَلَيهِ الزّكَاةَ وَ لَم يُسَمّ لَهُم مِن كُلّ أَربَعِينَ دِرهَماً حَتّي كَانَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنزَلَ الحَجّ فَلَم يُنزِل طُوفُوا أُسبُوعاً حَتّي فَسّرَ ذَلِكَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص وَ أَنزَلَأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُمنَزَلَت فِي عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ قَالَص فِي عَلِيّ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أُوصِيكُم بِكِتَابِ اللّهِ وَ أَهلِ بيَتيِ‌ إنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ أَن لَا يُفَرّقَ بَينَهُمَا حَتّي يُورِدَهُمَا عَلَيّ الحَوضَ فأَعَطاَنيِ‌ ذَلِكَ فَلَا تُعَلّمُوهُم فَإِنّهُم أَعلَمُ مِنكُم إِنّهُم لَن يُخرِجُوكُم مِن بَابِ هُدًي وَ لَن يُدخِلُوكُم فِي بَابِ ضَلَالٍ وَ لَو سَكَتَ رَسُولُ اللّهِ وَ لَم يُبَيّن أَهلَهَا لَادّعَاهَا آلُ عَبّاسٍ وَ آلُ عَقِيلٍ وَ آلُ فُلَانٍ وَ آلُ فُلَانٍ وَ لَكِن أَنزَلَ اللّهُ فِي كِتَابِهِإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًفَكَانَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ ع تَأوِيلَ هَذِهِ الآيَةِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَأَدخَلَهُم تَحتَ الكِسَاءِ فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّ لِكُلّ نبَيِ‌ّ ثَقَلًا وَ أَهلًا فَهَؤُلَاءِ ثقَلَيِ‌ وَ أهَليِ‌ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ أَ لَستُ مِن أَهلِكَ قَالَ إِنّكِ إِلَي خَيرٍ وَ لَكِنّ هَؤُلَاءِ ثقَلَيِ‌ وَ أهَليِ‌ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص كَانَ عَلِيّ ع أَولَي النّاسِ بِهَا لِكِبَرِهِ وَ لِمَا بَلّغَ رَسُولُ اللّهِ فَأَقَامَهُ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ فَلَمّا حُضِرَ عَلِيّ ع لَم يَستَطِع وَ لَم يَكُن لِيَفعَلَ أَن يُدخِلَ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ وَ لَا العَبّاسَ بنَ عَلِيّ وَ لَا أَحَداً مِن وُلدِهِ إِذاً لَقَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَنزَلَ اللّهُ فِينَا كَمَا أَنزَلَ فِيكَ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ بَلّغَ رَسُولُ اللّهِ فِينَا كَمَا بَلّغَ فِيكَ وَ أَذهَبَ عَنّا الرّجسَ كَمَا أَذهَبَهُ عَنكَ فَلَمّا مَضَي عَلِيّ ع كَانَ الحَسَنُ أَولَي بِهَا لِكِبَرِهِ فَلَمّا حُضِرَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ لَم يَستَطِع وَ لَم يَكُن لِيَفعَلَ أَن يَقُولَأُولُوا الأَرحامِ


صفحه : 212

بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍفَيَجعَلَهَا لِوُلدِهِ إِذاً لَقَالَ الحُسَينُ أَنزَلَهُ اللّهُ فِيّ كَمَا أَنزَلَ فِيكَ وَ فِي أَبِيكَ وَ أَمَرَ بطِاَعتَيِ‌ كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ أَبِيكَ وَ أَذهَبَ الرّجسَ عنَيّ‌ كَمَا أَذهَبَ عَنكَ وَ عَن أَبِيكَ فَلَمّا أَن صَارَت إِلَي الحُسَينِ لَم يَبقَ أَحَدٌ يَستَطِيعُ أَن يدَعّيِ‌َ كَمَا يدَعّيِ‌ هُوَ عَلَي أَبِيهِ وَ عَلَي أَخِيهِ فَلَمّا أَن صَارَت إِلَي الحُسَينِ جَرَي تَأوِيلُ قَولِهِ تَعَالَيأُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ثُمّ صَارَت مِن بَعدِ الحُسَينِ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ثُمّ مِن بَعدِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع الرّجسُ هُوَ الشّكّ وَ اللّهِ لَا نَشُكّ فِي دِينِنَا أَبَداً

13- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن قَولِ اللّهِ وَ ذَكَرَ نَحوَ هَذَا الحَدِيثِ وَ قَالَ فِيهِ زِيَادَةً فَنَزَلَت عَلَيهِ الزّكَاةُ فَلَم يُسَمّ اللّهُ مِن كُلّ أَربَعِينَ دِرهَماً دِرهَماً حَتّي كَانَ رَسُولُ اللّهِ هُوَ ألّذِي فَسّرَ ذَلِكَ لَهُم وَ ذَكَرَ فِي آخِرِهِ فَلَمّا أَن صَارَت إِلَي الحُسَينِ لَم يَكُن أَحَدٌ مِن أَهلِهِ يَستَطِيعُ أَن يدَعّيِ‌َ عَلَيهِ كَمَا كَانَ هُوَ يدَعّيِ‌ عَلَي أَخِيهِ وَ عَلَي أَبِيهِ لَو أَرَادَا أَن يَصرِفَا الأَمرَ عَنهُ وَ لَم يَكُونَا لِيَفعَلَا ثُمّ صَارَت حِينَ أُفضِيَت إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ فَجَرَي تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ثُمّ صَارَت مِن بَعدِ الحُسَينِ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ثُمّ صَارَت مِن بَعدِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّص

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الزهّريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ

14-فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَنِ النّبِيّص فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًأُنزِلَت فِي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ حِينَ جَمَعَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ثُمّ أَدَارَ عَلَيهِمُ الكِسَاءَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً وَ كَانَت أُمّ


صفحه : 213

سَلَمَةَ قَائِمَةً بِالبَابِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا مِنهُم فَقَالَ وَ أَنتِ عَلَي خَيرٍ

15- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]فُرَاتُ بنُ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قَالَ أَتَيتُ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَةَ النّبِيّص لِأُسَلّمَ عَلَيهَا فَقُلتُ أَ مَا رَأَيتِ هَذِهِ الآيَةَ يَا أُمّ المُؤمِنِينَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًقَالَت أَنَا وَ رَسُولُ اللّهِ عَلَي مَنَامَةٍ لَنَا تَحتَ كِسَاءٍ خيَبرَيِ‌ّ فَجَاءَت فَاطِمَةُ ع وَ مَعَهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَ أَينَ ابنُ عَمّكِ قَالَت فِي البَيتِ قَالَ فاَذهبَيِ‌ فَادعِيهِ قَالَت فَدَعَتهُ فَأَخَذَ الكِسَاءَ مِن تَحتِنَا فَعَطَفَهُ فَأَخَذَ جَمِيعَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً وَ أَنَا جَالِسَةٌ خَلفَ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ فَأَنَا قَالَ إِنّكِ عَلَي خَيرٍ وَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي النّبِيّ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ التّحِيّةُ وَ الإِكرَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

16- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ كَانَ النّبِيّص يأَتيِ‌ بَابَ عَلِيّ أَربَعِينَ صَبَاحاً حَيثُ بَنَي بِفَاطِمَةَ فَيَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَهلَ البَيتِإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبتُم وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمتُم

بيان البناء الدخول بالزوجة

17-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ الثقّفَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً


صفحه : 214

فَأَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ‌ مُطَهّرُونَ مِنَ الآفَاتِ وَ الذّنُوبِ أَلَا وَ إِنّ إلِهَيِ‌ اختاَرنَيِ‌ فِي ثَلَاثَةٍ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ عَلَي جَمِيعِ أمُتّيِ‌ أَنَا سَيّدُ الثّلَاثَةِ وَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لَا فَخرَ فَقَالَ أَهلُ السّدّةِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد ضَمِنّا أَن نُبَلّغَ فَسَمّ لَنَا هَذِهِ الثّلَاثَةَ نَعرِفهُم فَبَسَطَ رَسُولُ اللّهِص كَفّهُ المُبَارَكَةَ الطّيّبَةَ ثُمّ حَلَقَ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ اختاَرنَيِ‌ وَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمزَةَ وَ جَعفَراً كُنّا رُقُوداً لَيسَ مِنّا إِلّا مُسَجّي بِثَوبِهِ عَلِيّ عَن يمَيِنيِ‌ وَ جَعفَرٌ عَن يسَاَريِ‌ وَ حَمزَةُ عِندَ رجِليِ‌ فَمَا نبَهّنَيِ‌ عَن رقَدتَيِ‌ غَيرُ حَفِيفِ أَجنِحَةِ المَلَائِكَةِ وَ بَردُ ذرِاَعيِ‌ تَحتَ خدَيّ‌ فَانتَبَهتُ مِن رقَدتَيِ‌ وَ جَبرَئِيلُ ع فِي ثَلَاثَةِ أَملَاكٍ فَقَالَ لَهُ بَعضُ الثّلَاثَةِ أَملَاكٍ أَخبِرنَا إِلَي أَيّهِم أُرسِلتَ فضَرَبَنَيِ‌ بِرِجلِهِ فَقَالَ إِلَي هَذَا وَ هُوَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ ثُمّ قَالُوا مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ حَمزَةُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ جَعفَرٌ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ حَيثُ يَشَاءُ وَ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ سَيّدُ الوَصِيّينَ

18- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي الحَمرَاءِ قَالَ خَدَمتُ رَسُولَ اللّهِص تِسعَةَ أَشهُرٍ أَو عَشَرَةَ أَشهُرٍ فَأَمّا التّسعَةُ فَلَستُ أَشُكّ فِيهَا وَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ مِن طُلُوعِ الفَجرِ فيَأَتيِ‌ بَابَ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَيَأخُذُ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ فَيَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُ قَالَ فَيَقُولُونَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِص إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً


صفحه : 215

أَقُولُ رَوَي العَلّامَةُ فِي كَشفِ الحَقّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن أَبِي الحَمرَاءِ مِثلَهُ

19- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَائِشَةَ فَقُلتُ أَينَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما يُرِيدُ اللّهُقَالَت نَزَلَت فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ لَو سَأَلتَ عَائِشَةَ لَحَدّثَتكَ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي بيَتيِ‌ قَالَت بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص إِذ قَالَ لَو كَانَ أَحَدٌ يَذهَبُ فَيَدعُو لَنَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ ابنَيهَا قَالَ قُلتُ مَا أَحَدٌ غيَريِ‌ قَالَت فَدَفَعتُ[ قَد قَنّعتُ]فَجِئتُ بِهِم جَمِيعاً فَجَلَسَ عَلِيّ بَينَ يَدَيهِ وَ جَلَسَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عَن يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ وَ أَجلَسَ فَاطِمَةَ خَلفَهُ ثُمّ تَجَلّلَ بِثَوبٍ خيَبرَيِ‌ّ ثُمّ قَالَ نَحنُ جَمِيعاً إِلَيكَ فَأَشَارَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَ مَرّاتٍ إِلَيكَ لَا إِلَي النّارِ ذاَتيِ‌ وَ عتِرتَيِ‌ وَ أَهلُ بيَتيِ‌ مِن لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ أدَخلِنيِ‌ مَعَهُم قَالَ يَا أُمّ سَلَمَةَ إِنّكِ مِن صَالِحَاتِ أزَواَجيِ‌ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

بيان قال الجزري‌ فيه أنه دفع من عرفات أي ابتدأ السير أودفع نفسه منها ونحاها أودفع ناقته وحملها علي السير

20-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ قِرَاءَةً عَلَيهِ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَمّا بَنَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بِفَاطِمَةَ ع اختَلَفَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي بَابِهَا أَربَعِينَ صَبَاحاً


صفحه : 216

كُلّ غَدَاةٍ يَدُقّ البَابَ ثُمّ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ النّبُوّةِ وَ مَعدِنَ الرّسَالَةِ وَ مُختَلَفَ المَلَائِكَةِ الصّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً ثُمّ قَالَ يَدُقّ دَقّاً أَشَدّ مِن ذَلِكَ وَ يَقُولُ أَنَا سِلمٌ لِمَن سَالَمتُم وَ حَربٌ لِمَن حَارَبتُم

21- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحَسَنُ بنُ حُبَاشِ بنِ يَحيَي الدّهقَانُ مُعَنعَناً عَن عَمرَةَ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت قُلتُ مَا تَقُولُ فِي هَذَا ألّذِي قَد أَكثَرَ النّاسُ فِي شَأنِهِ مِن بَينِ حَامِدٍ وَ ذَامّ قَالَت وَ أَنتِ مِمّن يَحمَدُهُ أَو يَذُمّهُ قُلتُ مِمّن يَحمَدُهُ قَالَت يَكُونُ كَذَلِكَ فَوَ اللّهِ لَقَد كَانَ عَلَي الحَقّ مَا غَيّرَ وَ مَا بَدّلَ حَتّي قُتِلَ وَ سَأَلتُهَا عَن هَذِهِ الآيَةِ قَولِهِ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًقَالَت نَزَلَت فِي بيَتيِ‌ وَ فِي البَيتِ سَبعَةٌ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع جَبرَئِيلُ يَحمِلُ عَلَي النّبِيّ وَ النّبِيّ يَحمِلُ عَلَي عَلِيّ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ

22- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحَسَنُ مُعَنعَناً عَن عَمرَةَ الهَمدَانِيّةِ قَالَت قَالَت أُمّ سَلَمَةَ أَنتِ عَمرَةُ قَالَت نَعَم قَالَت عَمرَةُ أَ لَا تخُبرِيِنيِ‌ عَن هَذَا الرّجُلِ ألّذِي أُصِيبَ بَينَ ظَهرَانَيكُم فَمُحِبّ وَ مُبغِضٌ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَتُحِبّينَهُ قَالَت لَا أُحِبّهُ وَ لَا أُبغِضُهُ تُرِيدُ عَلِيّاً قَالَت أُمّ سَلَمَةَ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً وَ مَا فِي البَيتِ إِلّا جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ أَنَا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا مِن أَهلِ البَيتِ فَقَالَ مِن صَالِحِ نسِاَئيِ‌ يَا عَمرَةُ فَلَو كَانَ قَالَ نَعَم كَانَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا تَطلُعُ عَلَيهِ الشّمسُ


صفحه : 217

23- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الجعُفيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت فِي بيَتيِ‌ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص جَلّلَهُم فِي مَسجِدِهِ بِكِسَاءٍ ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ فَنَصَبَهَا عَلَي الكِسَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ إِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ كَمَا أَذهَبتَ عَن آلِ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ وَ طَهّرهُم مِنَ الرّجسِ كَمَا طَهّرتَ آلَ لُوطٍ وَ آلَ عِمرَانَ وَ آلَ هَارُونَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَا أَدخُلُ مَعَكُم قَالَ إِنّكِ عَلَي خَيرٍ وَ إِنّكِ مِن أَزوَاجِ النّبِيّ قَالَت بِنتُهُ سَمّيهِم يَا أُمّه قَالَت فَاطِمَةُ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع

24-يف ،[الطرائف ]رَوَي أَحمَدُ فِي مُسنَدِهِ وَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ بِإِسنَادِهِمَا إِلَي شَدّادِ بنِ عَمّارٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي وَاثِلَةَ بنِ الأَسقَعِ وَ عِندَهُ قَومٌ فَذَكَرُوا عَلِيّاً فَشَتَمُوهُ فَشَتَمتُهُ مَعَهُم فَلَمّا قَالُوا قَالَ لِي لِمَ شَتَمتَ هَذَا الرّجُلَ قُلتُ رَأَيتُ القَومَ يَشتُمُونَهُ فَشَتَمتُهُ مَعَهُم فَقَالَ أَ لَا أُخبِرُكَ بِمَا رَأَيتُ مِن رَسُولِ اللّهِ قُلتُ بَلَي قَالَ أَتَيتُ فَاطِمَةَ أَسأَلُهَا عَن عَلِيّ ع فَقَالَت تَوَجّهَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَجَلَستُ أَنتَظِرُ حَتّي جَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَجَلَسَ وَ مَعَهُ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع أَخَذَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِيَدِهِ حَتّي دَخَلَ فَأَدنَي عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ فَأَجلَسَهُمَا بَينَ يَدَيهِ فَأَجلَسَ حَسَناً وَ حُسَيناً كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَي فَخِذِهِ ثُمّ لَفّ عَلَيهِم ثَوبَهُ أَو قَالَ كِسَاءً ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ


صفحه : 218

الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ أَهلُ بيَتيِ‌ أَحَقّ

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن وَالِدِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُصعَبٍ عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن شَدّادِ بنِ عَمّارٍ مِثلَهُ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُصعَبٍ عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن شَدّادِ بنِ عَمّارٍ مِثلَهُ

25- يف ،[الطرائف ] وَ مِن ذَلِكَ فِي المَعنَي مَا يَدُلّ عَلَي أَنّ وَاثِلَةَ بنَ الأَسقَعِ رَأَي ذَلِكَ مِنَ النّبِيّص دَفَعَاتٍ فَمِن رِوَايَةِ وَاثِلَةَ بنِ الأَسقَعِ فِي دَفعَةٍ أُخرَي مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي وَاثِلَةَ بنِ الأَسقَعِ قَالَ طَلَبتُ عَلِيّاً ع فِي مَنزِلِهِ فَقَالَت فَاطِمَةُ ذَهَبَ يأَتيِ‌ بِرَسُولِ اللّهِص فَجَاءَا جَمِيعاً فَدَخَلَا وَ دَخَلتُ مَعَهُمَا فَأَجلَسَ عَلِيّاً عَن يَسَارِهِ وَ فَاطِمَةَ عَن يَمِينِهِ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ بَينَ يَدَيهِ ثُمّ التَفَعَ عَلَيهِم بِثَوبِهِ وَ قَالَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

وَ مِن ذَلِكَ فِي المَعنَي دَفعَةً أُخرَي عَن وَاثِلَةَ مِمّا رَوَاهُ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي شَدّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن وَاثِلَةَ بنِ الأَسقَعِ قَالَرأَيَتنُيِ‌ ذَاتَ يَومٍ وَ قَد جِئتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ فَجَاءَ الحَسَنُ فَأَجلَسَهُ عَلَي فَخِذِهِ اليُمنَي وَ قَبّلَهُ وَ جَاءَ الحُسَينُ فَأَجلَسَهُ عَلَي فَخِذِهِ اليُسرَي وَ قَبّلَهُ ثُمّ جَاءَت فَاطِمَةُ فَأَجلَسَهَا


صفحه : 219

بَينَ يَدَيهِ ثُمّ دَعَا عَلِيّاً فَجَاءَ ثُمّ أَغدَفَ عَلَيهِم كِسَاءً خَيبَرَيّاً كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ فَقَالَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن سُلَيمِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الوَلِيدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن شَدّادِ بنِ عَمّارٍ عَن وَاثِلَةَ مِثلَ الحَدِيثِ الأَوّلِ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحنَفَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ يُونُسَ عَن سُلَيمَانَ بنِ أَبِي سُلَيمٍ عَن أَبِي كَثِيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَمرٍو عَن شَدّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِثلَ الحَدِيثِ الثاّنيِ‌

26- يف ،[الطرائف ] وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَتهُ أُمّ سَلَمَةَ فِي تَعيِينِ أَهلِ بَيتِ النّبِيّص وَ أَنّهُص ذَكَرَ أَسمَاءَهُم وَ حَقّقَهُم لِأُمّتِهِ فِي عِدّةِ مَجَالِسَ وَ عِدّةِ أَوقَاتٍ فَمِن ذَلِكَ مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَطِيّةَ الطفّاَويِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أُمّ سَلَمَةَ حَدّثَتهُ قَالَت بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص فِي بيَتيِ‌ يَوماً إِذ قَالَ الخَادِمُ إِنّ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ فِي السّدّةِ قَالَت فَقَالَ لِي قوُميِ‌ فتَنَحَيّ‌ لِي عَن أَهلِ بيَتيِ‌ قَالَت فَقُمتُ فَتَنَحّيتُ فِي البَيتِ قَرِيباً فَدَخَلَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ هُمَا صَبِيّانِ صَغِيرَانِ قَالَت فَأَخَذَ الصّبِيّينِ فَوَضَعَهُمَا فِي حَجرِهِ فَقَبّلَهُمَا وَ اعتَنَقَ عَلِيّاً بِإِحدَي يَدَيهِ وَ فَاطِمَةَ بِاليَدِ الأُخرَي وَ قَبّلَ فَاطِمَةَ وَ أَغدَفَ عَلَيهِم خَمِيصَةً سَودَاءَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِلَيكَ لَا إِلَي النّارِ أَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ‌ قَالَت قُلتُ وَ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَنتِ عَلَي خَيرٍ

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَوفِ بنِ العَدلِ عَن عَطِيّةَ مِثلَهُ


صفحه : 220

27- يف ،[الطرائف ] وَ مِن ذَلِكَ فِي المَعنَي مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ دَفعَةً أُخرَي عَن عَطَاءِ بنِ أَبِي رِيَاحٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مَن سَمِعَ أُمّ سَلَمَةَ تَذكُرُ أَنّ النّبِيّص كَانَ فِي بَيتِهَا فَأَتَت فَاطِمَةُ بِبُرمَةٍ فِيهَا حَرِيرَةٌ فَدَخَلَت بِهَا عَلَيهِ قَالَ ادعيِ‌ لِي زَوجَكِ وَ ابنَيكِ قَالَت فَجَاءَ عَلِيّ وَ حَسَنٌ وَ حُسَينٌ فَدَخَلُوا وَ جَلَسُوا يَأكُلُونَ مِن تِلكَ الحَرِيرَةِ وَ هُوَ وَ هُم عَلَي مَنَامَةٍ لَهُ وَ لِي وَ كَانَ تَحتَهُ كِسَاءٌ خيَبرَيِ‌ّ قَالَت وَ أَنَا فِي الحُجرَةِ أصُلَيّ‌ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَةَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًقَالَت فَأَخَذَ فَضلَ الكِسَاءِ وَ كَسَاهُم بِهِ ثُمّ أَخرَجَ يَدَهُ فَأَلوَي بِهَا إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ حاَمتّيِ‌ أللّهُمّ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً قَالَت فَأَدخَلتُ رأَسيِ‌َ البَيتَ وَ قُلتُ وَ أَنَا مَعَكُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّكِ لَعَلَي خَيرٍ إِنّكِ لَعَلَي خَيرٍ

أقول وروي الطبرسي‌ رحمه الله مثله عن أبي حمزة الثمالي‌ في تفسيره عن شهر بن حوشب عن أم سلمة. ثم قال السيد وروي الثعلبي‌ هذاالحديث بهذه الألفاظ والمعاني‌ في تفسير هذه الآية غيرالرواية المتقدمة

28- وَ مِن ذَلِكَ مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ فِي المَعنَي قَولُ النّبِيّص دَفعَةً أُخرَي بِإِسنَادِهِ إِلَي شَهرِ بنِ حَوشَبٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ ايتيِنيِ‌ بِزَوجِكِ وَ ابنَيكِ فَجَاءَت بِهِم فَأَلقَي عَلَيهِم كِسَاءً فَدَكِيّاً ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِم وَ قَالَ


صفحه : 221

إِنّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمّدٍ فَاجعَل صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَرَفَعتُ الكِسَاءَ لِأَدخُلَ مَعَهُم فَجَذَبَهُ مِن يدَيِ‌ وَ قَالَ إِنّكِ لَعَلَي خَيرٍ

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن نُمَيرٍ عَن عَبدِ المَلِكِ عَن عَطَاءٍ مِثلَ الحَدِيثِ الأَوّلِ

ثُمّ قَالَ قَالَ عَبدُ المَلِكِ وَ حدَثّنَيِ‌ بِهَا أَبُو سَلَمَةَ مِثلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ

وَ حدَثّنَيِ‌ دَاوُدُ بنُ أَبِي عَوفِ بنِ الحَجّافِ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ وَ ذَكَرَ مِثلَ الحَدِيثِ الثاّنيِ‌

29- يف ،[الطرائف ] وَ مِن ذَلِكَ قَولُهُ دَفعَةً أُخرَي مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي سَهلٍ قَالَ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ زَوجَةُ النّبِيّص حِينَ جَاءَ نعَي‌ُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ لَعَنَت أَهلَ العِرَاقِ وَ قَالَت قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللّهُ غَرّوهُ وَ أَذَلّوهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فإَنِيّ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ قَد جَاءَتهُ فَاطِمَةُ غَدَاةً بِبُرمَةٍ قَد صَنَعَت فِيهَا عَصِيدَةً تَحمِلُهَا فِي طَبَقٍ حَتّي وَضَعَتهَا بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهَا أَينَ ابنُ عَمّكِ قَالَت هُوَ فِي البَيتِ قَالَ اذهبَيِ‌ فَادعِيهِ فأَتيِنيِ‌ بِابنَيهِ قَالَت وَ جَاءَت تَقُودُ ابنَيهَا كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِيَدٍ وَ عَلِيّ يمَشيِ‌ فِي أَثَرِهَا حَتّي دَخَلُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَجلَسَهُمَا فِي حَجرِهِ وَ جَلَسَ عَلِيّ عَن يَمِينِهِ وَ جَلَسَت فَاطِمَةُ عَن يَسَارِهِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَاجتَذَبَ مِن تحَتيِ‌ كِسَاءً خَيبَرِيّاً كَانَ بِسَاطاً لَنَا عَلَي المَثَابَةِ فِي المَدِينَةِ فَلَفّهُ رَسُولُ اللّهِص وَ أَخَذَ بطِرَفَيَ‌ِ الكِسَاءِ وَ أَلوَي بِيَدِهِ اليُمنَي إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ أَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ مِن أَهلِكَ قَالَ بَلَي قَالَت[ قُلتُ]فأَدَخلَنَيِ‌ فِي الكِسَاءِ بَعدَ مَا قَضَي دُعَاءَهُ لِابنِ عَمّهِ عَلِيّ وَ ابنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ ابنَيهَا ع


صفحه : 222

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي النّصرِ هَاشِمِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ بَهرَامَ عَن سَهلٍ مِثلَهُ

30- يف ،[الطرائف ] وَ مِن ذَلِكَ فِي المَعنَي فِي تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي خَمسَةٍ فِيّ وَ فِي عَلِيّ وَ فِي حَسَنٍ وَ حُسَينٍ وَ فَاطِمَةَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

وَ رَوَاهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الواَحدِيِ‌ّ فِي الجُزءِ الرّابِعِ مِنَ التّفسِيرِ الوَسِيطِ بَينَ المَقبُوضِ وَ البَسِيطِ وَ هُوَ مُعتَبَرٌ عِندَهُم عِندَ تَفسِيرِهِ لِآَيَةِ الطّهَارَةِ وَ هُوَ مِن عُلَمَاءِ المُخَالِفِينَ لِأَهلِ البَيتِ ع وَ مِن ذَلِكَ فِي المَعنَي أَيضاً مِن تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ أَيضاً بِإِسنَادِهِ إِلَي مُجَمّعِ بنِ الحَارِثِ بنِ تَيمِ اللّهِ قَالَ دَخَلتُ مَعَ أمُيّ‌ عَلَي عَائِشَةَ فَسَأَلَتهَا أمُيّ‌ قَالَت أَ رَأَيتِ خُرُوجَكِ يَومَ الجَمَلِ قَالَت إِنّهُ كَانَ قَدَراً مِنَ اللّهِ تَعَالَي فَسَأَلَتهَا عَن عَلِيّ ع قَالَت سأَلَتنِيِ‌ عَن أَحَبّ النّاسِ كَانَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص لَقَد رَأَيتُ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً ع وَ قَد جَمَعَ رَسُولُ اللّهِ يُغدِفُ عَلَيهِم ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ حاَمتّيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً

أَقُولُ رَوَاهُ الطبّرسِيِ‌ّ مِن تَفسِيرِ الثمّاَليِ‌ّ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَت فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا مِن أَهلِكَ قَالَ تنَحَيّ‌ فَإِنّكِ إِلَي خَيرٍ

وَ فِيمَا عِندَنَا مِن تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ بَعدَ قَولِهَا‌« كَانَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ»‌« وَ زَوجِ أَحَبّ النّاسِ إِلَي رَسُولِ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ» إِلَي آخِرِهِ

ثُمّ قَالَ السّيّدُ وَ مِن ذَلِكَ فِي المَعنَي فِي تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَأوِيلِ هَذِهِ الآيَةِ بِإِسنَادِهِ إِلَي جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ الطّيّارِ قَالَ لَمّا نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الرّحمَةِ هَابِطَةً مِنَ السّمَاءِ قَالَ مَن يَدعُو مَرّتَينِ قَالَت زَينَبُ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ ادعيِ‌ لِي عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قَالَ فَجَعَلَ حَسَناً عَن يَمِينِهِ وَ حُسَيناً عَن شِمَالِهِ وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ تُجَاهَهُ


صفحه : 223

ثُمّ غَشِيَهُم كِسَاءً خَيبَرِيّاً ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّ لِكُلّ نبَيِ‌ّ أَهلًا وَ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًفَقَالَت زَينَبُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَا أَدخُلُ مَعَكُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَكَانَكِ فَإِنّكِ إِلَي خَيرٍ إِن شَاءَ اللّهُ

وَ مِن ذَلِكَ فِي المَعنَي فِي تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ أَيضاً فِي تَأوِيلِ هَذِهِ الآيَةِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي دَاوُدَ عَن أَبِي الحَمرَاءِ قَالَ أَقَمتُ بِالمَدِينَةِ تِسعَةَ أَشهُرٍ كَيَومٍ وَاحِدٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يجَيِ‌ءُ كُلّ غَدَاةٍ فَيَقُومُ عَلَي بَابِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع فَيَقُولُ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

وَ مِن ذَلِكَ فِي المَعنَي مِن صَحِيحِ أَبِي دَاوُدَ وَ هُوَ مِن كِتَابِ السّنَنِ وَ مُوَطّإِ مَالِكٍ عَن أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَمُرّ بِبَابِ فَاطِمَةَ إِذَا خَرَجَ إِلَي صَلَاةِ الفَجرِ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَرِيباً مِن سِتّةِ أَشهُرٍ يَقُولُ الصّلَاةَ يَا أَهلَ البَيتِإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

أقول روي ابن بطريق رحمه الله هذه الأخبار وغيرها مما سيأتي‌ بأسانيد جمة في كتاب العمدة تركنا إيرادها حذرا عن الإكثار والتكرار

34- وَ رَوَي السّيّدُ أَيضاً فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ مِن تَفسِيرِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مُوسَي عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدِ بنِ صَاعِدٍ عَن عَمّارِ بنِ خَالِدٍ التّمّارِ عَن إِسحَاقَ بنِ يُوسُفَ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيمَانَ عَن أَبِي لَيلٍ الكنِديِ‌ّ عَن أُمّ سَلَمَةَ زَوجِ النّبِيّص أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي بَيتِهَا عَلَي مَنَامَةٍ لَهَا عَلَيهِ كِسَاءٌ خيَبرَيِ‌ّ فَجَاءَت فَاطِمَةُ بِبُرمَةٍ فِيهَا حَرِيرَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ادعيِ‌ لِي زَوجَكِ وَ ابنَيهِ حَسَناً وَ حُسَيناً فَدَعَتهُم فَبَينَمَا هُم يَأكُلُونَ إِذ نَزَلَت عَلَي النّبِيّص هَذِهِ الآيَةُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًقَالَت فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِفَضلِ


صفحه : 224

الكِسَاءِ فَغَشِيَهُم إِيّاهُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ خاَصتّيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً قَالَهَا النّبِيّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَأَدخَلتُ رأَسيِ‌ فِي الكِسَاءِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا مَعَكُم فَقَالَ إِنّكِ إِلَي خَيرٍ

قَالَ عَبدُ المَلِكِ بنُ سُلَيمَانَ وَ أَبُو لَيلٍ سَمِعتُهُ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَ عَبدُ المَلِكِ وَ حَدّثَنَا دَاوُدُ بنُ أَبِي عَوفٍ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ بِمِثلِهِ

قَالَ عَبدُ المَلِكِ وَ حَدّثَنَا عَطَاءُ بنُ أَبِي رِيَاحٍ عَمّن سَمِعَ أُمّ سَلَمَةَ بِمِثلِهِ

أقول روي‌ تخصيص آية الطهارة لهم ع من أحد عشر طريقا من رجال المخالف غيرالأربع الطرق التي‌ أشرنا إليها. ولنوضح بعض ألفاظ الروايات المتقدمة اللفاع ككتاب الملحفة والكساء والتفع التحف و في النهاية فيه أنه أغدف علي علي وفاطمة سترا أي أرسله وأسبله و قال فيه إنه قيل له هذا علي وفاطمة قائمين بالسدة فأذن لهما السدة كالظلة علي باب لتقي‌ الباب من المطر وقيل هي‌ الباب نفسه وقيل هي‌ الساحة بين يديه و قال الخميصة ثوب خز أوصوف معلم وقيل لاتسمي خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة والبرمة القدر مطلقا أو من الحجارة. و في النهاية الحريرة الحسا المطبوخ من الدقيق والدسم والماء و قال في حديث علي ع دخل علي رسول الله ص و أنا علي المنامة هي‌ هاهنا الدكان التي‌ ينام عليها و في غير هذاهي‌ القطيفة و قال فيه إن جبرئيل رفع أرض قوم لوط ثم ألوي بها حتي سمع أهل السماء ضغاء كلابهم أي ذهب بهايقال ألوت به العنقاء أي أطارته و قال العصيدة دقيق يلت بالسمن ثم يطبخ . وأقول في أكثر نسخ الطرائف في حديث سهل كان بساطا لنا علي المثابة و في


صفحه : 225

بعضها علي المنامة و هوأظهر لكن قال بعدإتمام الخبر رأيت في بعض رواية هذاالحديث عن أم سلمة وقالت وكنا علي منامة فلاأعلم أيهما أصح منامة أوالمثابة انتهي . و في النهاية المثابة المنزل و في الصحاح المثابة الموضع ألذي يثاب إليه أي يرجع إليه مرة بعدأخري وإنما قيل للمنزل مثابة لأن أهله يتصرفون في أمورهم ثم يثوبون إليه وأقول لوكانت الرواية صحيحة استعير هنا للدكان أوالطنفسة ونحوها.تتميم اعلم أن هذه الآية مما يدل علي عصمة أصحاب الكساء ع لأن الأمة بأجمعها اتفقت علي أن المراد بأهل البيت أهل بيت نبيناص و إن اختلف في تعيينهم فقال عكرمة من المفسرين وكثير من المخالفين أن المراد بأهل البيت زوجات النبي ص وذهب طائفة منهم إلي أن المراد به علي بن أبي طالب وفاطمة و الحسن و الحسين ع وزوجاته وقيل المراد أقارب الرسول ص ممن تحرم عليهم الصدقة وذهب أصحابنا رضوان الله عليهم وكثير من الجمهور كمايظهر مما سبق وسيأتي‌ من رواياتهم إلي أنها نزلت في علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع لايشاركهم فيهاغيرهم فأما ماينفي‌ سوي ماذهب إليه أصحابنا ويثبته فما مر من أخبار الخاصة والعامة و فيهاكفايةلِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَي السّمعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ ولنذكر لمزيد التشييد والتأكيد بعض مااستخرجته من كتب المخالفين أواستخرجه أصحابنا من صحاحهم وأصولهم التي‌ عليها مدارهم .فَمِنهَا مَا رَوَاهُ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَ ابنُ الأَثِيرِ فِي جَامِعِ الأُصُولِ فِي حَرفِ الفَاءِ وَ صَاحِبُ المِشكَاةِ فِي الفَصلِ الأَوّلِ مِن بَابِ فَضَائِلِ أَهلِ البَيتِ ع عَن عَائِشَةَ قَالَتخَرَجَ النّبِيّص غَدَاةً وَ عَلَيهِ مِرطٌ مُرَحّلٌ أَسوَدُ فَجَاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ فَأَدخَلَهُ ثُمّ جَاءَ الحُسَينُ فَأَدخَلَهُ ثُمّ جَاءَت فَاطِمَةُ فَأَدخَلَهَا ثُمّ جَاءَ عَلِيّ فَأَدخَلَهُ ثُمّ قَالَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ


صفحه : 226

الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

وَ رَوَاهُ فِي الطّرَائِفِ عَنِ البخُاَريِ‌ّ عَن عَائِشَةَ وَ عَنِ الجَمعِ بَينَ الصّحِيحَينِ للِحمُيَديِ‌ّ فِي الحَدِيثِ الرّابِعِ وَ السّتّينَ مِن إِفرَادِ مُسلِمٍ مِن طَرِيقِهِ وَ عَن صَحِيحِ أَبِي دَاوُدَ فِي بَابِ مَنَاقِبِ الحَسَنَينِ ع وَ مَوضِعٍ آخَرَ مِثلَهُ

وَ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٍ مِثلَهُ

و قدأشار إليها ابن الأثير في النهاية قال فيه إن رسول الله خرج ذات غداة و عليه مرط مرحل و قال المرط أي بالكسر كساء يكون من صوف وربما كان من خز أوغيره و قال المرحل هو ألذي قدنقش فيه تصاوير الرحال و قال في جامع الأصول المرحل الموشي المنقوش وقيل هوإزار خز فيه علم

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ الترّمذِيِ‌ّ فِي صَحِيحِهِ وَ رَوَاهُ فِي جَامِعِ الأُصُولِ فِي المَوضِعِ المَذكُورِ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت إِنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي بَيتِهَاإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًقَالَت وَ أَنَا جَالِسَةٌ عِندَ البَابِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ مِن أَهلِ البَيتِ فَقَالَ إِنّكِ إِلَي خَيرٍ أَنتِ مِن أَزوَاجِ رَسُولِ اللّهِ قَالَت وَ فِي البَيتِ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَجَلّلَهُم بِكِسَاءٍ وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً

قَالَ صَاحِبُ جَامِعِ الأُصُولِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ النّبِيّص جَلّلَ عَلَي حَسَنٍ وَ حُسَينٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ثُمّ قَالَ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ حاَمتّيِ‌ أَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مِنهُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّكِ إِلَي خَيرٍ

قَالَ أَخرَجَهُ الترّمذِيِ‌ّ وَ قَالَ ابنُ عَبدِ البِرّ فِي الإِستِيعَابِ لَمّا نَزَلَتإِنّما يُرِيدُ


صفحه : 227

اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًدَعَا رَسُولُ اللّهِ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّاً وَ حَسَناً وَ حُسَيناً فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ الترّمذِيِ‌ّ وَ صَاحِبُ جَامِعِ الأُصُولِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي النّبِيّص إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ فَدَعَا النّبِيّ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً فَجَلّلَهُم بِكِسَاءٍ وَ عَلِيّ خَلفَ ظَهرِهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ أَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً قَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مِنهُم يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ أَنتِ عَلَي مَكَانِكِ وَ أَنتِ عَلَي خَيرٍ

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ الترّمذِيِ‌ّ وَ صَاحِبُ جَامِعِ الأُصُولِ عَن أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَمُرّ بِبَابِ فَاطِمَةَ إِذَا خَرَجَ إِلَي الصّلَاةِ حِينَ نَزَلَ هَذِهِ الآيَةُ قَرِيباً مِن سِتّةِ أَشهُرٍ يَقُولُ الصّلَاةَ أَهلَ البَيتِإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَ صَاحِبُ المِشكَاةِ فِي الفَصلِ الأَوّلِ مِنَ البَابِ المَذكُورِ عَن سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُنَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُمدَعَا رَسُولُ اللّهِ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌

وَ قَد روُيِ‌َ هَذِهِ الرّوَايَةُ فِي جَامِعِ الأُصُولِ إِلّا أَنّهُ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌ قَالَ أَخرَجَهُ الترّمذِيِ‌ّ

وَ رَوَي يَحيَي بنُ الحَسَنِ بنِ بِطرِيقٍ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ عَن عَامِرِ بنِ سَعدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ نَزَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص الوحَي‌ُ فَدَعَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً فَقَالَ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌

قَالَ وَ قَالَ أَبُو نُعَيمٍ وَ رَوَاهُ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ يَرفَعُهُ إِلَي قُتَيبَةَ مِثلَهُ

قَالَ وَ رَوَي أَبُو نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ أَنّ أُمّ سَلَمَةَ حَدّثَتهُ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي بَيتِهَاإِنّما


صفحه : 228

يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًقَالَت وَ أَنَا جَالِسَةٌ عِندَ بَابِ البَيتِ قَالَت قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ مِن أَهلِ البَيتِ قَالَ أَنتِ عَلَي خَيرٍ أَنتِ مِن أَزوَاجِ النّبِيّ قَالَت وَ رَسُولُ اللّهِ فِي البَيتِ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع

وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت جَاءَت فَاطِمَةُ ع بِبُرمَةٍ لَهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَد صَنَعَت لها[ لَهُ]حساة[حَسَاءً]حَمَلَتهَا عَلَي طَبَقٍ فَوَضَعَتهَا بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهَا أَينَ ابنُ عَمّكِ وَ ابنَاكِ قَالَت فِي البَيتِ قَالَ اذهبَيِ‌ فَادعِيهِم فَجَاءَت إِلَي عَلِيّ فَقَالَت أَجِب رَسُولَ اللّهِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَجَاءَ عَلِيّ يمَشيِ‌ آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فَاطِمَةُ تمَشيِ‌ مَعَهُم فَلَمّا رَآهُم مُقبِلِينَ مَدّ يَدَهُ إِلَي كِسَاءٍ كَانَ عَلَي المَنَامَةِ فَبَسَطَهُ فَأَجلَسَهُم عَلَيهِ فَأَخَذَ أَطرَافَ الكِسَاءِ الأَربَعَةَ بِشِمَالِهِ فَضَمّهُ فَوقَ رُءُوسِهِم وَ أَهوَي بِيَدِهِ اليُمنَي إِلَي رَبّهِ فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً

وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَائِشَةَ فَسَأَلتُهَا عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَت ائتِ أُمّ سَلَمَةَ ثُمّ أَتَيتُ فَأَخبَرتُهَا بِقَولِ عَائِشَةَ فَقَالَت صَدَقَت فِي بيَتيِ‌ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ مَن يَدعُو لِي عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ ابنَيهِمَا الحَدِيثَ

وَ رَوَي مُوَفّقُ بنُ أَحمَدَ الخوُارزَميِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أُمّ سَلَمَةَ قَالَت إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ ائتيِنيِ‌ بِزَوجِكِ وَ ابنَيكِ فَجَاءَت بِهِم فَأَلقَي عَلَيهِم كِسَاءً خَيبَرِيّاً فَدَكِيّاً قَالَت ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِم وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ مُحَمّدٍ فَاجعَل صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَرَفَعتُ الكِسَاءَ لِأَدخُلَ مَعَهُم فَجَذَبَهُ مِن يدَيِ‌ وَ قَالَ إِنّكِ إِلَي خَيرٍ

وَ رَوَي مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَن يَزِيدَ بنِ حَيّانَ وَ رَوَاهُ فِي جَامِعِ الأُصُولِ عَنهُ قَالَانطَلَقتُ أَنَا وَ حُصَينُ بنُ سَبرَةَ وَ عُمَرُ بنُ مُسلِمٍ إِلَي زَيدِ بنِ أَرقَمَ فَلَمّا جَلَسنَا إِلَيهِ قَالَ لَهُ


صفحه : 229

حُصَينٌ لَقَد لَقِيتَ يَا زَيدُ خَيراً كَثِيراً رَأَيتَ رَسُولَ اللّهِ وَ سَمِعتَ حَدِيثَهُ وَ غَزَوتَ مَعَهُ وَ صَلّيتَ خَلفَهُ لَقِيتَ يَا زَيدُ خَيراً كَثِيراً حَدّثنَا يَا زَيدُ مَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ وَ اللّهِ يَا ابنَ أخَيِ‌ لَقَد كَبِرَت سنِيّ‌ وَ قَدِمَ عهَديِ‌ وَ نَسِيتُ بَعضَ ألّذِي كُنتُ أعَيِ‌ مِن رَسُولِ اللّهِ فَمَا حَدّثتُكُم فَاقبَلُوا وَ مَا لَا أُحَدّثُكُم فَلَا تُكَلّفُونِيهِ ثُمّ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللّهِ فِينَا يَوماً خَطِيباً بِمَاءٍ يُدعَي خُمّاً بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ وَعَظَ وَ ذَكَرَ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ أَلَا يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَن يأَتيِنَيِ‌ رَسُولُ ربَيّ‌ فَأُجِيبَ وَ إنِيّ‌ تَارِكٌ فِيكُم ثَقَلَينِ أَوّلُهُمَا كِتَابُ اللّهِ فِيهِ الهُدَي وَ النّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللّهِ وَ استَمسِكُوا بِهِ فَحَثّ عَلَي كِتَابِ اللّهِ فَرَغّبَ فِيهِ ثُمّ قَالَ وَ أَهلَ بيَتيِ‌ أُذَكّرُكُمُ اللّهَ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ أُذَكّرُكُمُ اللّهَ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ فَقَالَ لَهُ حُصَينٌ وَ مَن أَهلُ بَيتِهِ يَا زَيدُ أَ لَيسَ نِسَاؤُهُ مِن أَهلِ بَيتِهِ قَالَ أَهلُ بَيتِهِ مَن حَرُمَ عَلَيهِ الصّدَقَةُ بَعدَهُ قَالَ وَ مَن هُم قَالَ هُم آلُ عَلِيّ وَ آلُ عَقِيلٍ وَ آلُ جَعفَرٍ وَ آلُ عَبّاسٍ قَالَ كُلّ هَؤُلَاءِ حَرُمَ عَلَيهِمُ الصّدَقَةُ قَالَ نَعَم

قال صاحب جامع الأصول وزاد في رواية كتاب الله فيه الهدي والنور


صفحه : 230

من استمسك به وأخذ به كان علي الهدي و من أخطأه ضل و في أخري نحوه غير أنه قال ألا وإني‌ تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله و هوحبل الله من اتبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي الضلالة و فيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لاايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلي أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده قال أخرجه مسلم . و قدحكي هذه الرواية يحيي بن الحسن بن بطريق عن الجمع بين الصحيحين للحميدي‌ من الحديث الخامس من إفراد مسلم من مسند ابن أبي أوفي بإسناده و عن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري‌ من صحيح أبي داود السجستاني‌ وصحيح الترمذي‌ عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد بن أرقم لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا الحديث .

وَ رَوَي الترّمذِيِ‌ّ فِي صَحِيحِهِ وَ صَاحِبُ جَامِعِ الأُصُولِ عَن بُرَيدَةَ قَالَ كَانَ أَحَبّ النّسَاءِ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَاطِمَةُ وَ مِنَ الرّجَالِ عَلِيّ قَالَ اِبرَاهِيمُ يعَنيِ‌ مِن أَهلِ بَيتِهِ.

وَ رَوَي البخُاَريِ‌ّ فِي صَحِيحِهِ فِي بَابِ مَرَضِ النّبِيّص وَ قَولِهِ تَعَالَيإِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَ وَ رَوَاهُ فِي المِشكَاةِ عَن عَائِشَةَ قَالَت

كُنّا أَزوَاجَ النّبِيّ عِندَهُ فَأَقبَلَت فَاطِمَةُ مَا تُخطِئُ مِشيَتُهَا مِن مِشيَةِ رَسُولِ اللّهِ شَيئاً فَلَمّا رَآهَا رَحّبَ بِهَا قَالَ مَرحَباً يَا بنِتيِ‌ ثُمّ أَجلَسَهَا عَن يَمِينِهِ ثُمّ سَارّهَا فَبَكَت بُكَاءً شَدِيداً فَلَمّا رَأَي حُزنَهَا سَارّهَا الثّانِيَةَ فَإِذَا هيِ‌َ تَضحَكُ فَقُلتُ لَهَا خَصّكِ رَسُولُ اللّهِ مِن بَينِ نِسَائِهِ بِالسّرَارِ ثُمّ أَنتِ تَبكِينَ فَلَمّا قَامَ رَسُولُ اللّهِ سَأَلتُهَا عَمّا سَارّكِ قَالَت مَا كُنتُ لأِفُشيِ‌َ عَلَي رَسُولِ اللّهِ سِرّهُ قَالَت فَلَمّا توُفُيّ‌َ قُلتُ عَزَمتُ عَلَيكِ بِمَا لِي مِنَ الحَقّ عَلَيكِ لَمّا أخَبرَتنِيِ‌ مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللّهِ قَالَت أَمّا الآنَ فَنَعَم أَمّا حِينَ ساَرنّيِ‌ فِي المَرّةِ الأُولَي فَإِنّهُ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ جَبرَئِيلَ كَانَ يعُاَرضِنُيِ‌ القُرآنَ كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَ أَنّهُ عاَرضَنَيِ‌ بِهِ الآنَ مَرّتَينِ وَ


صفحه : 231

إنِيّ‌ لَا أَرَي الأَجَلَ إِلّا قَدِ اقتَرَبَ فاَتقّيِ‌ اللّهَ وَ اصبرِيِ‌ فإَنِيّ‌ نِعمَ السّلَفُ أَنَا لَكِ فَبَكَيتُ بكُاَئيِ‌َ ألّذِي رَأَيتِ فَلَمّا رَأَي جزَعَيِ‌ ساَرنّيِ‌ الثّانِيَةَ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرضَينَ أَن تكَوُنيِ‌ سَيّدَةَ نِسَاءِ المُؤمِنِينَ أَو سَيّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ كَذَا فِي جَامِعِ الأُصُولِ ثُمّ قَالَ وَ فِي رِوَايَةِ مُسلِمٍ وَ الترّمذِيِ‌ّ أَ مَا تَرضَينَ أَن تكَوُنيِ‌ سَيّدَةَ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ أَو نِسَاءِ المُؤمِنِينَ وَ فِي رِوَايَةٍ فسَاَرنّيِ‌ فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّهُ يُقبَضُ فِي وَجَعِهِ فَبَكَيتُ ثُمّ ساَرنّيِ‌ فأَخَبرَنَيِ‌ أنَيّ‌ أَوّلُ أَهلِ بَيتِهِ أَتبَعُهُ فَضَحِكتُ

و قال ابن حجر في صواعقه إن أكثر المفسرين علي أن الآية نزلت في علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع لتذكير ضمير عنكم . و قال الفخر الرازي‌ في التفسير الكبير اختلف الأقوال في أهل البيت والأولي أن يقال هم أولاده وأزواجه و الحسن و الحسين منهم و علي منهم لأنه كان من أهل بيته بسبب معاشرته بيت النبي وملازمته للنبي‌ص . و قال شيخ الطائفة في التبيان روي أبوسعيد الخدري‌ وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة وواثلة بن الأسقع أن الآية نزلت في النبي و علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع قال

وَ روُيِ‌َ عَن أُمّ سَلَمَةَ أَنّهَا قَالَت إِنّ النّبِيّ كَانَ فِي بيَتيِ‌ فَاستَدعَي عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ جَلّلَهُم بِعَبَاءٍ خَيبَرِيّةٍ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً فَأَنزَلَ اللّهُ قَولَهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًفَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل أَنَا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنّكِ إِلَي خَيرٍ

و قال الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي‌ في مجمع البيان قال أبوسعيد الخدري‌ وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وعائشة وأم سلمة أن الآية مختصة برسول الله و علي وفاطمة


صفحه : 232

و الحسن و الحسين ع قال

وَ ذَكَرَ أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي خَمسَةٍ فِيّ وَ فِي عَلِيّ وَ حَسَنٍ وَ حُسَينٍ وَ فَاطِمَةَ

وَ أَخبَرَنَا السّيّدُ أَبُو الحَمدِ قَالَ حَدّثَنَا الحَاكِمُ أَبُو القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرٍ السبّيِعيِ‌ّ عَن أَبِي عُروَةَ الحرَاّنيِ‌ّ عَنِ ابنِ مصُغيِ‌ عَن عَبدِ الرّحِيمِ بنِ وَاقِدٍ عَن أَيّوبَ بنِ سَيّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن جَابِرٍ قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي النّبِيّص وَ لَيسَ فِي البَيتِ إِلّا فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَلِيّ ع إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌

وَ حَدّثَنَا السّيّدُ أَبُو الحَمدِ عَن أَبِي القَاسِمِ بِإِسنَادِهِ عَن زَاذَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت آيَةُ التّطهِيرِ جَمَعَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ إِيّاهُ فِي كِسَاءٍ لِأُمّ سَلَمَةَ خيَبرَيِ‌ّ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ عتِرتَيِ‌

والروايات في هذاكثيرة من طرق العامة والخاصة لوقصدنا إلي إيرادها لطال الكتاب وفيما أوردناه كفاية انتهي . و قدروي رواية البرمة موفق بن أحمدالخوارزمي‌ في مسنده عن أم سلمة.

وَ قَالَ صَاحِبُ كِتَابِ إِحقَاقِ الحَقّ رَحِمَهُ اللّهُ ذَكَرَ سَيّدُ المُحَدّثِينَ جَمَالُ المِلّةِ وَ الدّينِ عَطَاءُ اللّهِ الحسُيَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ تُحفَةِ الأَحِبّاءِ نَقلًا عَن كِتَابِ المَصَابِيحِ فِي بَيَانِ شَأنِ النّزُولِ لأِبَيِ‌ العَبّاسِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ المُفَسّرِ الضّرِيرِ الأسَفرَاَينِيِ‌ّ مَا تَضَمّنَ أَنّهُص لَمّا أَدخَلَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ سِبطَيهِ فِي العَبَاءِ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ أَطهَارُ عتِرتَيِ‌ وَ أَطَايِبُ أرَوُمتَيِ‌ مِن لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ إِلَيكَ لَا إِلَي النّارِ أَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً وَ كَرّرَ هَذَا الدّعَاءَ ثَلَاثاً قَالَت أُمّ سَلَمَةَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا مَعَهُم قَالَ إِنّكِ إِلَي خَيرٍ وَ أَنتِ مِن خَيرِ أزَواَجيِ‌ انتَهَي

.


صفحه : 233

أَقُولُ وَ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ وَ الأَعمَشِ عَن عَطِيّةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ نَزَلَتإِنّما يُرِيدُ اللّهُالآيَةَ فِي خَمسَةٍ رَسُولِ اللّهِ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع

و قدمضي بعض الأخبار في باب معني الآل والعترة و باب المباهلة وسائر أبواب الإمامة وسيأتي‌ في تضاعيف الأبواب وفيما ذكرناه كفاية.فأقول قدظهر من تلك الأخبار المتواترة من الجانبين بطلان القول بأن أزواج النبي ص داخلة في الآية وكذا القول بعمومها لجميع الأقارب و لاعبرة بما قاله زيد بن أرقم من نفسه مع معارضته بالأخبار المتواترة ويدل أيضا علي بطلان القول بالاختصاص بالأزواج العدول عن خطابهن إلي صيغة الجمع المذكر وسيظهر بطلانه عندتقرير دلالة الآية علي عصمة من تناولته إذ لم يقل أحد من الأمة بعصمتهن بالمعني المتنازع فيه وكذا القولان الآخران و هوواضح . إذاتمهد هذافنقول المراد بالإرادة في الآية إما الإرادة المستتبعة للفعل أعني‌ إذهاب الرجس حتي يكون الكلام في قوة أن يقال إنما أذهب الله عنكم الرجس أوالإرادة المحضة التي‌ لايتبعها الفعل حتي يكون المعني أمركم الله باجتناب المعاصي‌ يا أهل البيت فعلي الأول ثبت المدعي و أماالثاني‌ فباطل من وجوه .الأول أن كلمة إنما تدل علي التخصيص كماقرر في محله والإرادة المذكور تعم سائر المكلفين حتي الكفار لاشتراك الجميع في التكليف و قد قال سبحانه وَ ما خَلَقتُ الجِنّ وَ الإِنسَ إِلّا لِيَعبُدُونِ فلاوجه للتخصيص بأهل البيت ع .


صفحه : 234

الثاني‌ أن المقام يقتضي‌ المدح والتشريف لمن نزلت الآية فيه حيث جللهم بالكساء و لم يدخل فيه غيرهم وخصصهم بدعائه فقال أللهم هؤلاء أهل بيتي‌ وحامتي‌ علي ماسبق في الأخبار وكذا التأكيد في الآية حيث أعاد التطهير بعدبيان إذهاب الرجس والمصدر بعده منونا بتنوين التعظيم و قدأنصف الرازي‌ في تفسيره حيث قال في قوله تعالي لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أي يزيل عنكم الذنوب وَ يُطَهّرَكُم أي يلبسكم خلع الكرامة انتهي و لامدح و لاتشريف فيما دخل فيه الفساق والكفار.الثالث أن الآية علي مامر في بعض الروايات إنما نزلت بعددعوة النبي لهم و أن يعطيه ماوعده فيهم و قدسأل الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم لا أن يريد ذلك منهم ويكلفهم بطاعته فلو كان المراد هذاالنوع من الإرادة لكان نزول الآية في الحقيقة ردا لدعوته ص لاإجابة لها وبطلانه ظاهر. وأجاب المخالفون عن هذاالدليل بوجوه الأول أنا لانسلم أن الآية نزلت فيهم بل المراد بهاأزواجه لكون الخطاب في سابقها ولاحقها متوجها إليهن ويرد عليه أن هذاالمنع بمجرده بعدورود تلك الروايات المتواترة من المخالف والمؤالف غيرمسموع و أماالسند فمردود بما ستقف عليه في كتاب القرآن مما سننقل من روايات الفريقين أن ترتيب القرآن ألذي بيننا ليس من فعل المعصوم حتي لايتطرق إليه الغلط مع أنه روي البخاري‌ والترمذي‌ وصاحب جامع الأصول عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول فقدت آية في سورة الأحزاب حين نسخت الصحف قدكنت أسمع رسول الله يقرأ بهافالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري‌مِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِفألحقناها في سورتها من المصحف فلعل آية التطهير أيضا وضعوها في موضع زعموا أنها تناسبه أوأدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية و قدظهر من الأخبار عدم ارتباطها بقصتهن فالاعتماد في هذاالباب علي النظم والترتيب ظاهر البطلان .


صفحه : 235

و لوسلم عدم التغيير في الترتيب فنقول سيأتي‌ أخبار مستفيضة بأنه سقط من القرآن آيات كثيرة فلعله سقط مما قبل الآية و مابعدها آيات لوثبتت لم يفت الربط الظاهري‌ بينها و قدوقع في سورة الأحزاب بعينها مايشبه هذا فإن الله سبحانه بعد ماخاطب الزوجات بآيات مصدرة بقوله تعالي يانساء النبي إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنياالآية عدل إلي مخاطبة المؤمنين بما لاتعلق له بالزوجات بآيات كثيرة ثم عاد إلي الأمر بمخاطبتهن وعيرهن بقوله سبحانه يا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنّ مِن جَلَابِيبِهِنّ و قدعرفت اعتراف الخصم فيما رووا أنه كان قدسقط منها آية فألحقت فلايستبعد أن يكون الساقط أكثر من آية و لم يلحق غيرها.

وَ رَوَي الصّدُوقُ فِي كِتَابِ ثَوَابِ الأَعمَالِ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع سُورَةُ الأَحزَابِ فِيهَا فَضَائِحُ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ مِن قُرَيشٍ وَ غَيرِهِم يَا ابنَ سِنَانٍ إِنّ سُورَةَ الأَحزَابِ فَضَحَت نِسَاءَ قُرَيشٍ مِنَ العَرَبِ وَ كَانَت أَطوَلَ مِن سُورَةِ البَقَرَةِ وَ لَكِن نَقَصُوهَا وَ حَرّفُوهَا

و لوسلم عدم السقوط أيضا كماذهب إليه جماعة قلنا لايرتاب من راجع التفاسير أن مثل ذلك كثير في الآيات غيرعزيز إذ قدصرحوا في مواضع عديدة في سورة مكية أن آية أوآيتين أوأكثر من بينها مدنية وبالعكس و إذا لم يكن ترتيب الآيات علي وفق نزولها لم يتم لهم الاستدلال بنظم القرآن علي نزولها في شأن الزوجات مع أن النظم والسياق لوكانا حجتين فإنما يكونان حجتين لوبقي‌ الكلام علي أسلوبه السابق والتغيير فيهالفظا ومعني ظاهر إما لفظا فتذكير الضمير وإما معني فلان مخاطبة الزوجات مشوبة بالمعاتبة والتأنيب والتهديد ومخاطبة أهل البيت ع محلاة بأنواع التلطف والمبالغة في الإكرام و لايخفي بعدإمعان النظر المباينة التامة في السياق بينها و بين ماقبلها و مابعدها علي ذوي‌ الأفهام .الثاني‌ أن الآية لاتدل علي أن الرجس قدذهب بل إنما دل علي أن الله


صفحه : 236

سبحانه أراد إذهابه عنهم فلعل ماأراده لم يتحقق و قدعرفت جوابه في تقرير الدليل مع أن الإرادة بالمعني ألذي يصح تخلف المراد عنه إذاأطلق عليه تعالي يكون بمعني رضاه بما يفعله غيره أوتكليفه إياه به و هومجاز لايصار إليه إلابدليل .الثالث أن إذهاب الرجس لا يكون إلا بعدثبوته وأنتم قدقلتم بعصمتهم من أول العمر إلي انقضائه ودفع بأن الإذهاب والصرف كمايستعمل في إزالة الأمر الموجود يستعمل في المنع عن طريان أمر علي محل قابل له كقوله تعالي كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَ الفَحشاءَ وتقول في الدعاء صرف الله عنك كل سوء وأذهب عنك كل محذور علي أنانقول إذاسلم الخصم منا دلالة الآية علي العصمة في الجملة كفي في ثبوت مطلوبنا إذ القول بعصمتهم في بعض الأوقات خرق للإجماع المركب .الرابع أن لفظةيُرِيدُ من صيغ المضارع فلم تدل علي أن مدلولها قدوقع وأجيب بأن استعمال المضارع فيما وقع غيرعزيز في الكلام المجيد وغيره بل غالب مااستعملت الإرادة علي صيغة المضارع في أمثاله في القرآن إنما أريد به ذلك كقوله تعالي يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ اليُسرَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّفَ عَنكُميُرِيدُونَ أَن يُبَدّلُوا كَلامَ اللّهِإِنّما يُرِيدُ الشّيطانُ أَن يُوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَوَ يُرِيدُ الشّيطانُ أَن يُضِلّهُم و غير ذلك وظاهر سياق الآية النازلة علي وجه التشريف والإكرام قرينة عليه علي أن الوقوع في الجملة كاف كماعرفت .الخامس أن قوله تعالي لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ لايفيد العموم لكون المعرف بلام الجنس في سياق الإثبات وأجيب بأن الكلام في قوة النفي‌ إذ لامعني لإذهاب الرجس إلارفعه ورفع الجنس يفيد نفي‌ جميع أفراده


صفحه : 237

باب 6-نزول هل أتي

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن شُعَيبِ بنِ وَاقِدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ بَهرَامَ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي الجلَوُديِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مِهرَانَ عَن مَسلَمَةَ بنِ خَالِدٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّيُوفُونَ بِالنّذرِقَالَا مَرِضَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ هُمَا صَبِيّانِ صَغِيرَانِ فَعَادَهُمَا رَسُولُ اللّهِص وَ مَعَهُ رَجُلَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا يَا أَبَا الحَسَنِ لَو نَذَرتَ فِي ابنَيكَ نَذراً إِنّ اللّهَ عَافَاهُمَا فَقَالَ أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَذَلِكَ قَالَت فَاطِمَةُ ع وَ قَالَ الصّبِيّانِ وَ نَحنُ أَيضاً نَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ كَذَلِكَ قَالَت جَارِيَتُهُم فِضّةُ فَأَلبَسَهُمَا اللّهُ عَافِيَتَهُ فَأَصبَحُوا صِيَاماً وَ لَيسَ عِندَهُم طَعَامٌ فَانطَلَقَ عَلِيّ ع إِلَي جَارٍ لَهُ مِنَ اليَهُودِ يُقَالُ لَهُ شَمعُونُ يُعَالِجُ الصّوفَ فَقَالَ هَل لَكَ أَن تعُطيِنَيِ‌ جِزّةً مِن صُوفٍ تَغزِلُهَا لَكَ ابنَةُ مُحَمّدٍ بِثَلَاثَةِ أَصوُعٍ مِن شَعِيرٍ قَالَ نَعَم فَأَعطَاهُ فَجَاءَ بِالصّوفِ وَ الشّعِيرِ وَ أَخبَرَ فَاطِمَةَ ع فَقَبِلَت وَ أَطَاعَت ثُمّ عَمَدَت فَغَزَلَت ثُلُثَ الصّوفِ ثُمّ أَخَذَت صَاعاً مِنَ الشّعِيرِ فَطَحَنَتهُ وَ عَجَنَتهُ وَ خَبَزَت مِنهُ خَمسَةَ أَقرَاصٍ لِكُلّ وَاحِدٍ قُرصاً وَ صَلّي عَلِيّ ع مَعَ النّبِيّص المَغرِبَ ثُمّ أَتَي مَنزِلَهُ فَوُضِعَ الخِوَانُ وَ جَلَسُوا خَمسَتُهُم فَأَوّلُ لُقمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيّ ع إِذَا مِسكِينٌ قَد وَقَفَ بِالبَابِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ أَنَا مِسكِينٌ مِن مَسَاكِينِ المُسلِمِينَ أطَعمِوُنيِ‌ مِمّا تَأكُلُونَ أَطعَمَكُمُ اللّهُ عَلَي مَوَائِدِ الجَنّةِ فَوَضَعَ اللّقمَةَ مِن يَدِهِ ثُمّ قَالَ


فَاطِمُ ذَاتَ المَجدِ وَ اليَقِينِ   يَا بِنتَ خَيرِ النّاسِ أَجمَعِينَ

صفحه : 238


أَ مَا تَرَينَ البَائِسَ المِسكِينَ   جَاءَ إِلَي البَابِ لَهُ حَنِينٌ

يَشكُو إِلَي اللّهِ وَ يَستَكِينُ   يَشكُو إِلَينَا جَائِعاً حَزِينٌ

كُلّ امر‌ِئٍ بِكَسبِهِ رَهِينٌ   مَن يَفعَلِ الخَيرَ يَقِف سَمِينٌ

مَوعِدُهُ فِي جَنّةٍ دَهِينٌ   حَرّمَهَا اللّهُ عَلَي الضّنِينِ

وَ صَاحِبُ البُخلِ يَقِف حَزِينٌ   تهَويِ‌ بِهِ النّارُ إِلَي سِجّينٍ

  َرَابُهُ الحَمِيمُ وَ الغِسلِينُ

فَأَقبَلَت فَاطِمَةُ ع تَقُولُ


أَمرُكَ سَمعٌ يَا ابنَ عَمّ وَ طَاعَةٌ   مَا بيِ‌َ مِن لُؤمٍ وَ لَا رَضَاعَةٍ

غَدّيتُ بِاللّبّ وَ بِالبَرَاعَةِ   أَرجُو إِذَا أَشبَعتُ مِن مَجَاعَةٍ

أَن أَلحَقَ الأَخيَارَ وَ الجَمَاعَةَ   وَ أَدخُلَ الجَنّةَ فِي شَفَاعَةٍ

وَ عَمَدَت إِلَي مَا كَانَ عَلَي الخِوَانِ فَدَفَعَتهُ إِلَي المِسكِينِ وَ بَاتُوا جِيَاعاً وَ أَصبَحُوا صِيَاماً لَم يَذُوقُوا إِلّا المَاءَ القَرَاحَ ثُمّ عَمَدَت إِلَي الثّلُثِ الثاّنيِ‌ مِنَ الصّوفِ فَغَزَلَتهُ ثُمّ أَخَذَت صَاعاً مِنَ الشّعِيرِ وَ طَحَنَتهُ وَ عَجَنَتهُ وَ خَبَزَت مِنهُ خَمسَةَ أَقرِصَةٍ لِكُلّ وَاحِدٍ قُرصاً وَ صَلّي عَلِيّ المَغرِبَ مَعَ النّبِيّص ثُمّ أَتَي مَنزِلَهُ فَلَمّا وُضِعَ الخِوَانُ بَينَ يَدَيهِ وَ جَلَسُوا خَمسَتُهُم فَأَوّلُ لُقمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيّ ع إِذَا يَتِيمٌ مِن يَتَامَي المُسلِمِينَ قَد وَقَفَ بِالبَابِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ أَنَا يَتِيمٌ مِن يَتَامَي المُسلِمِينَ أطَعمِوُنيِ‌ مِمّا تَأكُلُونَ أَطعَمَكُمُ اللّهُ عَلَي مَوَائِدِ الجَنّةِ فَوَضَعَ عَلِيّ ع اللّقمَةَ مِن يَدِهِ ثُمّ قَالَ


فَاطِمُ بِنتَ السّيّدِ الكَرِيمِ   بِنتَ نبَيِ‌ّ لَيسَ بِالزّنِيمِ

صفحه : 239


قَد جَاءَنَا اللّهُ بِذَا اليَتِيمِ   مَن يَرحَمِ اليَومَ هُوَ الرّحِيمُ

مَوعِدُهُ فِي جَنّةِ النّعِيمِ   حَرّمَهَا اللّهُ عَلَي اللّئِيمِ

وَ صَاحِبُ البُخلِ يَقِف ذَمِيمٌ   تهَويِ‌ بِهِ النّارُ إِلَي الجَحِيمِ

  َرَابُهُ الصّدِيدُ وَ الحَمِيمُ

فَأَقبَلَت فَاطِمَةُ ع وَ هيِ‌َ تَقُولُ


فَسَوفَ أُعطِيهِ وَ لَا أبُاَليِ‌   وَ أُؤثِرُ اللّهَ عَلَي عيِاَليِ‌

أَمسَوا جِيَاعاً وَ هُم أشَباَليِ‌   أَصغَرُهُم يُقتَلُ فِي القِتَالِ

بِكَربَلَاءَ يُقتَلُ بِاغتِيالٍ   لِقَاتِلِيهِ الوَيلُ مَع وَبَالٍ

يهَويِ‌ بِهِ النّارُ إِلَي سَفَالٍ   كُبُولُهُ زَادَت عَلَي الأَكبَاِل

ثُمّ عَمَدَت فَأَعطَتهُ ع جَمِيعَ مَا عَلَي الخِوَانِ وَ بَاتُوا جِيَاعاً لَم يَذُوقُوا إِلّا المَاءَ القَرَاحَ وَ أَصبَحُوا صِيَاماً وَ عَمَدَت فَاطِمَةُ ع فَغَزَلَتِ الثّلُثَ الباَقيِ‌َ مِنَ الصّوفِ وَ طَحَنَتِ الصّاعَ الباَقيِ‌َ وَ عَجَنَتهُ وَ خَبَزَت مِنهُ خَمسَةَ أَقرَاصٍ لِكُلّ وَاحِدٍ قُرصاً وَ صَلّي عَلِيّ ع المَغرِبَ مَعَ النّبِيّص ثُمّ أَتَي مَنزِلَهُ فَقَرّبَ إِلَيهِ الخِوَانَ وَ جَلَسُوا خَمسَتُهُم فَأَوّلُ لُقمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيّ ع إِذَا أَسِيرٌ مِن أُسَرَاءِ المُشرِكِينَ قَد وَقَفَ بِالبَابِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ تَأسِرُونَنَا وَ تَشُدّونَنَا وَ لَا تُطعِمُونَنَا فَوَضَعَ عَلِيّ ع اللّقمَةَ مِن يَدِهِ ثُمّ قَالَ


فَاطِمُ يَا بِنتَ النّبِيّ أَحمَدَ   بِنتَ نبَيِ‌ّ سَيّدٍ مُسَوّدٍ

قَد جَاءَكِ الأَسِيرُ لَيسَ يهَتدَيِ‌   مُكَبّلًا فِي غُلّهِ مُقَيّدٌ

يَشكُو إِلَينَا الجُوعَ قَد تَقَدّدَ   مَن يُطعِمِ اليَومَ يَجِدهُ فِي غَدٍ

عِندَ العلَيِ‌ّ الوَاحِدِ المُوَحّدِ   مَا يَزرَعُ الزّارِعُ سَوفَ يَحصُدُ

  َأَعطِيهِ لَا تَجعَلِيهِ يَنكُدُ

فَأَقبَلَت فَاطِمَةُ ع وَ هيِ‌َ تَقُولُ


صفحه : 240


لَم يَبقَ مِمّا كَانَ غَيرُ صَاعٍ   قَد دَبّرَت كفَيّ‌ مَعَ الذّرَاعِ

شبِلاَي‌َ وَ اللّهِ هُمَا جِيَاعٌ   يَا رَبّ لَا تَترُكهُمَا ضِيَاعٌ

أَبُوهُمَا لِلخَيرِ ذُو اصطِنَاعٍ   عَبلُ الذّرَاعَينِ طَوِيلُ البَاعِ

وَ مَا عَلَي رأَسيِ‌َ مِن قِنَاعٍ   إِلّا عَبَا نَسَجتُهَا بِصَاعٍ

وَ عَمَدُوا إِلَي مَا كَانَ عَلَي الخِوَانِ فَأَعطَوهُ وَ بَاتُوا جِيَاعاً وَ أَصبَحُوا مُفطِرِينَ وَ لَيسَ عِندَهُم شَيءٌ قَالَ شُعَيبٌ فِي حَدِيثِهِ وَ أَقبَلَ عَلِيّ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع نَحوَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُمَا يَرتَعِشَانِ كَالفَرخِ مِن شِدّةِ الجُوعِ فَلَمّا بَصُرَ بِهِمُ النّبِيّص قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ شَدّ مَا يسَوُؤنُيِ‌ مَا أَرَي بِكُم انطَلِق إِلَي ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ فَانطَلَقُوا إِلَيهَا وَ هيِ‌َ فِي مِحرَابِهَا قَد لَصِقَ بَطنُهَا بِظَهرِهَا مِن شِدّةِ الجُوعِ وَ غَارَت عَينَاهَا فَلَمّا رَآهَا رَسُولُ اللّهِص ضَمّهَا إِلَيهِ وَ قَالَ وَا غَوثَاه بِاللّهِ أَنتُم مُنذُ ثَلَاثٍ فِيمَا أَرَي فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ خُذ مَا هَيّأَ اللّهُ لَكَ فِي أَهلِ بَيتِكَ قَالَ وَ مَا آخُذُ يَا جَبرَئِيلُ قَالَهَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدّهرِ حَتّي إِذَا بَلَغَإِنّ هذا كانَ لَكُم جَزاءً وَ كانَ سَعيُكُم مَشكُوراً وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ مِهرَانَ فِي حَدِيثِهِ فَوَثَبَ النّبِيّص حَتّي دَخَلَ مَنزِلَ فَاطِمَةَ ع فَرَأَي مَا بِهِم فَجَمَعَهُم ثُمّ انكَبّ عَلَيهِم يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ أَنتُم مُنذُ ثَلَاثٍ فِيمَا أَرَي وَ أَنَا غَافِلٌ عَنكُم فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَاتِإِنّ الأَبرارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيناً يَشرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجّرُونَها تَفجِيراً قَالَ هيِ‌َ عَينٌ فِي دَارِ النّبِيّص يُفَجّرُ إِلَي دُورِ الأَنبِيَاءِ وَ المُؤمِنِينَيُوفُونَ بِالنّذرِيعَنيِ‌ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ جَارِيَتَهُموَ يَخافُونَ يَوماً كانَ شَرّهُ مُستَطِيراً يَكُونُ عَابِساً كَلُوحاًوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ يَقُولُ عَلَي شَهوَتِهِم لِلطّعَامِ وَ إِيثَارِهِم لَهُ


صفحه : 241

مِسكِيناً مِن مَسَاكِينِ المُسلِمِينَوَ يَتِيماً مِن يَتَامَي المُسلِمِينَوَ أَسِيراً مِن أُسَارَي المُشرِكِينَ وَ يَقُولُونَ إِذَا أَطعَمُوهُمإِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً قَالَ وَ اللّهِ مَا قَالُوا هَذَا لَهُم وَ لَكِنّهُم أَضمَرُوهُ فِي أَنفُسِهِم فَأَخبَرَ اللّهُ بِإِضمَارِهِم يَقُولُونَ لَا نُرِيدُ جَزَاءً تُكَافُونَنَا بِهِ وَ لَا شُكُوراً تُثنُونَ عَلَينَا بِهِ وَ لَكِن إِنّمَا أَطعَمنَاكُم لِوَجهِ اللّهِ وَ طَلَبِ ثَوَابِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُفَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ وَ لَقّاهُم نَضرَةً فِي الوُجُوهِوَ سُرُوراً فِي القُلُوبِوَ جَزاهُم بِما صَبَرُوا جَنّةًيَسكُنُونَهَاوَ حَرِيراًيَفتَرِشُونَهُ وَ يَلبَسُونَهُمُتّكِئِينَ فِيها عَلَي الأَرائِكِ وَ الأَرِيكَةُ السّرِيرُ عَلَيهِ الحَجَلَةُلا يَرَونَ فِيها شَمساً وَ لا زَمهَرِيراً قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَبَينَا أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ إِذَا رَأَوا مِثلَ الشّمسِ قَد أَشرَقَت لَهَا الجِنَانُ فَيَقُولُ أَهلُ الجَنّةِ يَا رَبّ إِنّكَ قُلتَ فِي كِتَابِكَلا يَرَونَ فِيها شَمساًفَيُرسِلُ اللّهُ جَلّ اسمُهُ إِلَيهِم جَبرَئِيلَ فَيَقُولُ لَيسَ هَذِهِ بِشَمسٍ وَ لَكِنّ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ضَحِكَا فَأَشرَقَتِ الجِنَانُ مِن نُورِ ضَحِكِهِمَا وَ نَزَلَتهَل أَتيفِيهِم إِلَي قَولِهِ تَعَالَيوَ كانَ سَعيُكُم مَشكُوراً

2-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رَوَي أَبُو صَالِحٍ وَ مُجَاهِدٌ وَ الضّحّاكُ وَ الحَسَنُ وَ عَطَاءٌ وَ قَتَادَةُ وَ مُقَاتِلٌ وَ اللّيثُ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ ابنُ مَسعُودٍ وَ ابنُ جُبَيرٍ وَ عَمرُو بنُ شُعَيبٍ وَ الحَسَنُ بنُ مِهرَانَ وَ النّقّاشُ وَ القشُيَريِ‌ّ وَ الثعّلبَيِ‌ّ وَ الواَحدِيِ‌ّ فِي تَفَاسِيرِهِم وَ صَاحِبُ أَسبَابِ النّزُولِ وَ الخَطِيبُ المكَيّ‌ّ فِي الأَربَعِينَ وَ أَبُو بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ فِي نُزُولِ القُرآنِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأشُنهَيِ‌ّ فِي اعتِقَادِ أَهلِ السّنّةِ وَ أَبُو بَكرٍ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الفَضلِ النحّويِ‌ّ فِي العَرُوسِ فِي الزّهدِ وَ رَوَي أَهلُ البَيتِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ وَ غَيرِهِ عَنِ البَاقِرِ ع وَ اللّفظُ لَهُ ثُمّ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ وَ أَصبَحُوا مُفطِرِينَ لَيسَ عِندَهُم شَيءٌ ثُمّ قَالَ فَرَآهُم النّبِيّص جِيَاعاً فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ مَعَهُ صَحفَةٌ مِنَ الذّهَبِ مُرَصّعَةٌ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ مَملُوءَةٌ مِنَ الثّرِيدِ وَ عُرَاقٍ يَفُوحُ مِنهُ رَائِحَةُ المِسكِ وَ الكَافُورِ فَجَلَسُوا وَ أَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا وَ لَم تَنقُص مِنهَا لُقمَةٌ وَاحِدَةٌ وَ خَرَجَ الحُسَينُ ع وَ مَعَهُ قِطعَةُ عُرَاقٍ فَنَادَتهُ امرَأَةٌ يَهُودِيّةٌ يَا أَهلَ بَيتِ الجُوعِ مِن أَينَ لَكُم هَذَا أَطعِمنِيهَا فَمَدّ يَدَهُ الحُسَينُ لِيُطعِمَهَا فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ وَ أَخَذَهَا مِن يَدِهِ وَ رَفَعَ الصّحفَةَ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ النّبِيّ


صفحه : 242

ص لَو لَا مَا أَرَادَ الحُسَينُ مِن إِطعَامِ الجَارِيَةِ تِلكَ القَصعَةَ لَبَرَكَت تِلكَ الصّحفَةُ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ يَأكُلُونَ مِنهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لَا تَنقُصُ لُقمَةٌ وَ نَزَلَيُوفُونَ بِالنّذرِ وَ كَانَتِ الصّدَقَةُ فِي لَيلَةِ خَمسٍ وَ عِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ نَزَلَ هَل أَتَي فِي يَومِ الخَامِسِ وَ العِشرِينَ مِنهُ

بيان قال الجوهري‌ الجزة صوف شاة في السنة انتهي و قوله ع دهين كناية عن النضارة والطراوة كأنه صب عليه الدهن ويقال قوم مدهنون عليهم آثار النعم واللؤم بالضم مهموزا الشح و قال الجوهري‌ قولهم لئيم راضع أصله زعموا رجل كان يرضع إبله أوغنمه و لايحلبها لئلا يسمع صوت حلبه فيطلب منه ثم قالوا رضع الرجل بالضم كأنه كالشي‌ء يطبع عليه و في بعض الروايات و لاضراعة وهي‌ الذل والاستكانة والضعف والزنيم اللئيم ألذي يعرف بلؤمه والأشبال جمع الشبل و هوولد الأسد والكبل القيد و قال الجزري‌ القديد اللحم المملوح المجفف في الشمس و في حديث الأوزاعي‌ لايسهم من الغنيمة للعبد والأجير و لاالقديديين قيل هو من التقدد التقطع والتفرق لأنهم يتفرقون في البلاد للحاجة وتمزق ثيابهم و قال الفيروزآبادي‌ نكد عيشهم كفرح اشتد وعسر والبئر قل ماؤها ونكد الغراب كنصر استقصي في شحيجه وفلانا منعه ماسأله أقول فظهر أنه يمكن أن يقرأ علي المعلوم والمجهول و إن كان الأول أظهر والدبر الجرح ألذي يكون في ظهر البعير يقال دبر البعير بالكسر والمراد هنا الجرح وصلابة اليد من العمل و رجل عبل الزارعين أي ضخمهما قوله يقول عابسا كلوحا الكلوح العبوس ولعله كان تفسير قوله تعالي يَوماً عَبُوساً قَمطَرِيراًفاشتبه علي الراوي‌ ويحتمل أن يكون المراد أن هذااليوم هو ذلك اليوم ألذي سيوصف بعد ذلك بالعبوس قوله علي شهوتهم هذاأحد الوجهين اللذين ذكرهما المفسرون والوجه الآخر أن يكون المعني علي


صفحه : 243

حب الله وقيل علي حب الإطعام والعراق بالفتح العظم ألذي أخذ عنه معظم اللحم والجمع عراق بالضم و هذاالجمع نادر ولعل المعني هنا العضو ألذي يصير بعدالأكل عراقا مجازا يقال عرقت اللحم واعترقته وتعرقته إذاأخذت عنه اللحم بأسنانك

3- فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيوَ يُطعِمُونَ الطّعامَحدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عِندَ فَاطِمَةَ ع شَعِيرٌ فَجَعَلُوهُ عَصِيدَةً فَلَمّا أَنضَجُوهَا وَ وَضَعُوهَا بَينَ أَيدِيهِم جَاءَ مِسكِينٌ فَقَالَ المِسكِينُ رَحِمَكُمُ اللّهُ أَطعِمُونَا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ فَقَامَ عَلِيّ ع فَأَعطَاهُ ثُلُثَهَا وَ لَم يَلبَث أَن جَاءَ يَتِيمٌ فَقَالَ اليَتِيمُ رَحِمَكُمُ اللّهُ فَقَامَ عَلِيّ ع فَأَعطَاهُ ثُلُثَهَا ثُمّ جَاءَ أَسِيرٌ فَقَالَ الأَسِيرُ رَحِمَكُمُ اللّهُ فَأَعطَاهُ عَلِيّ ع الثّلُثَ الباَقيِ‌َ وَ مَا ذَاقُوهَا فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِم هَذِهِ الآيَةَ إِلَي قَولِهِوَ كانَ سَعيُكُم مَشكُوراً وَ هيِ‌َ جَارِيَةٌ فِي كُلّ مُؤمِنٍ فَعَلَ مِثلَ ذَلِكَ

4-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ مَرِضَا فَنَذَرَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع صِيَامَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَلَمّا عَافَاهُمَا اللّهُ وَ كَانَ الزّمَانُ قَحطاً أَخَذَ عَلِيّ مِن يهَوُديِ‌ّ ثَلَاثَ جِزّاتٍ صُوفاً لِتَغزِلَهَا فَاطِمَةُ ع وَ ثَلَاثَةَ أَصوَاعٍ شَعِيراً فَصَامُوا وَ غَزَلَت فَاطِمَةُ جِزّةً ثُمّ طَحَنَت صَاعاً مِنَ الشّعِيرِ فَخَبَزَتهُ فَلَمّا كَانَ عِندَ الإِفطَارِ أَتَي مِسكِينٌ فَأَعطَوهُ طَعَامَهُم وَ لَم يَذُوقُوا إِلّا المَاءَ ثُمّ غَزَلَت جِزّةً أُخرَي مِنَ الغَدِ ثُمّ طَحَنَت صَاعاً فَخَبَزَتهُ فَلَمّا كَانَ عِندَ المَسَاءِ أَتَي يَتِيمٌ فَأَعطَوهُ وَ لَم يَذُوقُوا إِلّا المَاءَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ غَزَلَتِ الجِزّةَ البَاقِيَةَ


صفحه : 244

ثُمّ طَحَنَتِ الصّاعَ وَ خَبَزَتهُ وَ أَتَي أَسِيرٌ عِندَ المَسَاءِ فَأَعطَوهُ وَ كَانَ مَضَي عَلَي رَسُولِ اللّهِ أَربَعَةُ أَيّامٍ وَ الحَجَرُ عَلَي بَطنِهِ وَ قَد عَلِمَ بِحَالِهِم فَخَرَجَ وَ دَخَلَ حَدِيقَةَ المِقدَادِ وَ لَم يَبقَ عَلَي نَخَلَاتِهَا ثَمَرَةٌ وَ مَعَهُ عَلِيّ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ خُذِ السّلّةَ وَ انطَلِق إِلَي النّخلَةِ وَ أَشَارَ إِلَي وَاحِدَةٍ فَقُل لَهَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص سَأَلتُكِ عَنِ اللّهِ أَطعِمِينَا مِن ثَمَرِكِ قَالَ عَلِيّ ع وَ لَقَد تَطَأطَأَت بِحِملٍ مَا نَظَرَ النّاظِرُونَ إِلَي مِثلِهَا وَ التَقَطتُ مِن أَطَايِبِهَا وَ حَمَلتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَكَلَ وَ أَكَلتُ فَأَطعَمَ المِقدَادَ وَ جَمِيعَ عِيَالِهِ وَ حَمَلَ إِلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فَاطِمَةَ ع مَا كَفَاهُم فَلَمّا بَلَغَ المَنزِلَ إِذَا فَاطِمَةُ ع يَأخُذُهَا الصّدَاعُ فَقَالَص أبَشرِيِ‌ وَ اصبرِيِ‌ فَلَن تنَاَليِ‌ مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِالصّبرِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَل أَتَي

5-كشف ،[كشف الغمة]رَوَي الواَحدِيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ أَنّ عَلِيّاً ع آجَرَ نَفسَهُ لَيلَةً إِلَي الصّبحِ يسَقيِ‌ نَخلًا بشِيَ‌ءٍ مِن شَعِيرٍ فَلَمّا قَبَضَهُ طَحَنَ ثُلُثَهُ وَ اتّخَذُوا مِنهُ طَعَاماً فَلَمّا تَمّ أَتَي مِسكِينٌ فَأَخرَجُوا إِلَيهِ الطّعَامَ وَ عَمِلُوا الثّلُثَ الثاّنيِ‌َ فَأَتَاهُم يَتِيمٌ فَأَخرَجُوهُ إِلَيهِ وَ عَمِلُوا الثّلُثَ الثّالِثَ فَأَتَاهُم أَسِيرٌ فَأَخرَجُوا الطّعَامَ إِلَيهِ وَ طَوَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ عَلِمَ اللّهُ حُسنَ مَقصَدِهِم وَ صِدقَ نِيّاتِهِم وَ أَنّهُم إِنّمَا أَرَادُوا بِمَا فَعَلُوهُ وَجهَهُ وَ طَلَبُوا بِمَا أَتَوا مَا عِندَهُ وَ التَمَسُوا الجَزَاءَ مِنهُ عَزّ وَ جَلّ فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِم قُرآناً وَ أَولَاهُم


صفحه : 245

مِن لَدُنهُ إِحسَاناً وَ نَشَرَ لَهُم بَينَ العَالَمِينَ دِيوَاناً وَ عَوّضَهُم عَمّا بَذَلُوا جِنَاناً وَ حُوراً وَ وِلدَاناً فَقَالَوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِلَي آخِرِهَا وَ هَذِهِ مَنقَبَةٌ لَهَا عِندَ اللّهِ مَحَلّ كَرِيمٌ وَ جُودُهُم بِالطّعَامِ مَعَ شِدّةِ الحَاجَةِ إِلَيهِ أَمرٌ عَظِيمٌ وَ لِهَذَا تَتَابَعَ فِيهَا وَعدُهُ سُبحَانَهُ بِفُنُونِ الأَلطَافِ وَ ضُرُوبِ الإِنعَامِ وَ الإسعَافِ

وقيل إن الضمير في حُبّهِيعود إلي الله تعالي و هوالظاهر وقيل إلي الطعام

6- كشف ،[كشف الغمة] مِن مَنَاقِبِ الخوُارزَميِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ قَد ذَكَرَهُ الثعّلبَيِ‌ّ وَ غَيرُهُ مِن مفُسَرّيِ‌ القُرآنِ المَجِيدِ فِي قَولِهِ تَعَالَييُوفُونَ بِالنّذرِ وَ يَخافُونَ يَوماً كانَ شَرّهُ مُستَطِيراً قَالَ مَرِضَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَعَادَهُمَا جَدّهُمَا رَسُولُ اللّهِص وَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عَادَهُمَا عَامّةُ العَرَبِ فَقَالُوا يَا أَبَا الحَسَنِ لَو نَذَرتَ عَلَي وَلَدَيكَ نَذراً وَ كُلّ نَذرٍ لَا يَكُونُ لَهُ وَفَاءٌ فَلَيسَ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ عَلِيّ ع إِن بَرَأَ ولَدَاَي‌َ مِمّا بِهِمَا صُمتُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ شُكراً وَ قَالَت فَاطِمَةُ ع إِن بَرَأَ ولَدَاَي‌َ مِمّا بِهِمَا صُمتُ لِلّهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ شُكراً وَ قَالَت جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا فِضّةُ إِن بَرَأَ سيَدّاَي‌َ مِمّا بِهِمَا صُمتُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ شُكراً فَأُلبِسَ الغُلَامَانِ العَافِيَةَ وَ لَيسَ عِندَ آلِ مُحَمّدٍ قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ فَانطَلَقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَي شَمعُونَ الخيَبرَيِ‌ّ وَ كَانَ يَهُودِيّاً فَاستَقرَضَ مِنهُ ثَلَاثَةَ أَصوَاعٍ مِن شَعِيرٍ

وَ فِي حَدِيثِ المزُنَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مِهرَانَ الباَهلِيِ‌ّفَانطَلَقَ إِلَي جَارٍ لَهُ مِنَ اليَهُودِ يُعَالِجُ الصّوفَ يُقَالُ لَهُ شَمعُونُ بنُ حَانَا فَقَالَ هَل لَكَ أَن تعُطيِنَيِ‌ جِزّةً مِن صُوفٍ تَغزِلُهَا لَكَ بِنتُ مُحَمّدٍ بِثَلَاثَةِ أَصوُعٍ مِن شَعِيرٍ قَالَ نَعَم فَأَعطَاهُ فَجَاءَ بِالصّوفِ وَ الشّعِيرِ فَأَخبَرَ فَاطِمَةَ بِذَلِكَ فَقَبِلَت وَ أَطَاعَت قَالُوا فَقَامَت فَاطِمَةُ ع إِلَي صَاعٍ فَطَحَنَتهُ وَ اختَبَزَت مِنهُ خَمسَةَ أَقرَاصٍ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم قُرصٌ وَ صَلّي عَلِيّ المَغرِبَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ أَتَي المَنزِلَ


صفحه : 246

فَوَضَعَ الطّعَامَ بَينَ يَدَيهِ إِذ أَتَاهُم مِسكِينٌ فَوَقَفَ بِالبَابِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ مِسكِينٌ مِن مَسَاكِينِ المُسلِمِينَ أطَعمِوُنيِ‌ أَطعَمَكُمُ اللّهُ مِن مَوَائِدِ الجَنّةِ فَسَمِعَهُ عَلِيّ ع فَقَالَ


فَاطِمُ ذَاتَ المَجدِ وَ اليَقِينِ   يَا بِنتَ خَيرِ النّاسِ أَجمَعِينَ

أَ مَا تَرَينَ البَائِسَ المِسكِينَ   قَد قَامَ بِالبَابِ لَهُ حَنِينٌ

يَشكُو إِلَي اللّهِ وَ يَستَكِينُ   يَشكُو إِلَينَا جَائِعاً حَزِينٌ

كُلّ امر‌ِئٍ بِكَسبِهِ رَهِينٌ   وَ فَاعِلُ الخَيرَاتِ يَستَبِينُ

مَوعِدُهُ جَنّةُ عِلّيّينَ   حَرّمَهَا اللّهُ عَلَي الضّنِينِ

وَ لِلبَخِيلِ مَوقِفٌ مَهِينٌ   تهَويِ‌ بِهِ النّارُ إِلَي سِجّينٍ

  َرَابُهُ الحَمِيمُ وَ الغِسلِينُ

فَقَالَت فَاطِمَةُ ع


أَمرُكَ سَمعٌ يَا ابنَ عَمّ وَ طَاعَةٌ   مَا بيِ‌َ مِن لُؤمٍ وَ لَا ضَرَاعَةٍ

وَ أَعطَوهُ الطّعَامَ وَ مَكَثُوا لَيلَتَهُم لَم يَذُوقُوا إِلّا المَاءَ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ طَحَنَت فَاطِمَةُ ع صَاعاً وَ اختَبَزَتهُ وَ أَتَي عَلِيّ ع مِنَ الصّلَاةِ وَ وَضَعَ الطّعَامُ بَينَ يَدَيهِ فَأَتَاهُم يَتِيمٌ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ يَتِيمٌ مِن أَولَادِ المُهَاجِرِينَ استُشهِدَ واَلدِيِ‌ يَومَ العَقَبَةِ أطَعمِوُنيِ‌ أَطعَمَكُمُ اللّهُ عَلَي مَوَائِدِ الجَنّةِ فَسَمِعَهُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ ع فَأَعطَوهُ الطّعَامَ وَ مَكَثُوا يَومَينِ وَ لَيلَتَينِ لَم يَذُوقُوا إِلّا المَاءَ القَرَاحَ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ قَامَت فَاطِمَةُ ع إِلَي الصّاعِ الباَقيِ‌ فَطَحَنَتهُ وَ اختَبَزَتهُ وَ صَلّي عَلِيّ مَعَ النّبِيّص المَغرِبَ ثُمّ أَتَي المَنزِلَ فَوَضَعَ الطّعَامَ بَينَ يَدَيهِ إِذ أَتَاهُم أَسِيرٌ فَوَقَفَ بِالبَابِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ تَأسِرُونَنَا وَ لَا تُطعِمُونَنَا أطَعمِوُنيِ‌ فإَنِيّ‌ أَسِيرُ مُحَمّدٍ أَطعَمَكُمُ اللّهُ عَلَي مَوَائِدِ الجَنّةِ فَسَمِعَهُ عَلِيّ ع فَأَتَوهُ وَ آثَرُوهُ وَ مَكَثُوا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ


صفحه : 247

لَم يَذُوقُوا سِوَي المَاءِ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الرّابِعِ وَ قَد قَضَوا نَذرَهُم أَخَذَ عَلِيّ الحَسَنَ بِيَدِهِ اليُمنَي وَ الحُسَينَ بِاليُسرَي وَ أَقبَلَ نَحوَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُم يَرتَعِشُونَ كَالفِرَاخِ مِن شِدّةِ الجُوعِ فَلَمّا بَصُرَ بِهِ النّبِيّص قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا أَشَدّ مَا يسَوُؤنُيِ‌ مَا أَرَي بِكُم انطَلِق إِلَي ابنتَيِ‌ فَانطَلَقُوا إِلَيهَا وَ هيِ‌َ فِي مِحرَابِهَا تصُلَيّ‌ قَد لَصِقَ بَطنُهَا بِظَهرِهَا مِن شِدّةِ الجُوعِ وَ غَارَت عَينَاهَا فَلَمّا رَآهَا النّبِيّص قَالَ وَا غَوثَاه بِاللّهِ يَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ تَمُوتُونَ جُوعاً فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ خُذ يَا مُحَمّدُ هَنّأَكَ اللّهُ فِي أَهلِ بَيتِكَ قَالَ وَ مَا آخُذُ يَا جَبرَئِيلُ فَأَقرَأَهُهَل أَتي عَلَي الإِنسانِ إِلَي قَولِهِإِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً إِلَي آخِرِ السّورَةِ

قَالَ الخَطِيبُ الخوُارزَميِ‌ّ حَاكِياً عَنهُ وَ عَنِ البرَاَويِ‌ّ وَ زاَدنَيِ‌ ابنُ مِهرَانَ الباَهلِيِ‌ّ فِي هَذَا الحَدِيثِ فَوَثَبَ النّبِيّص حَتّي دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَلَمّا رَأَي مَا بِهِم انكَبّ عَلَيهِم يبَكيِ‌ وَ قَالَ أَنتُم مُنذُ ثَلَاثٍ فِيمَا أَرَي وَ أَنَا غَافِلٌ عَنكُم فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَاتِإِنّ الأَبرارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيناً يَشرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجّرُونَها تَفجِيراً قَالَ هيِ‌َ عَينٌ فِي دَارِ النّبِيّص يُفَجّرُ إِلَي دُورِ الأَنبِيَاءِ وَ المُؤمِنِينَ

وَ رَوَي الخَطِيبُ فِي هَذَا رِوَايَةً أُخرَي وَ قَالَ فِي آخِرِهَا فَنَزَلَ فِيهِموَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ أَي عَلَي شِدّةِ شَهوَةٍمِسكِيناًقُرصَ مَلّةٍ وَ المَلّةُ الرّمَادُوَ يَتِيماًخَزِيرَةًوَ أَسِيراًحِيساًإِنّما نُطعِمُكُميُخبِرُ عَن ضَمَائِرِهِملِوَجهِ اللّهِ يَقُولُ إِرَادَةَ مَا عِندَ اللّهِ مِنَ الثّوَابِلا نُرِيدُ مِنكُميعَنيِ‌ فِي الدّنيَاجَزاءًثَوَاباًوَ لا شُكُوراً


صفحه : 248

بيان قال علي بن عيسي هذه السورة نزلت في هذه القضية بإجماع الأمة لاأعرف أحدا خالف فيها.أقول قوله قرص ملة أي قرص خبز في الملة وهي‌ الرماد الحار والخزيرة شبه عصيدة بلحم والحيس تمر يخلط بسمن وإقط فيعجن شديدا ثم يندر منه نواة وربما جعل فيه سويق

يف ،[الطرائف ]الثعّلبَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ إِلَي آخِرِ السّورَةِ

وترك فيهاالأبيات ثم قال وزاد محمد بن علي الغزالي‌ علي ماذكره الثعلبي‌ في كتابه المعروف بالبلغة أنهم نزلت عليهم مائدة من السماء فأكلوا منها سبعة أيام قال وحديث المائدة ونزولها عليهم مذكور في سائر الكتب ثم قال السيد روي أخطب خوارزم حديث المائدة في كتابه وروي الواحدي‌ حديث نزول السورة كمامر في تفسيره .أقول وروي الزمخشري‌ أيضا في الكشاف نحوا من ذلك مع اختصار وكذا البيضاوي‌

وَ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي العُمدَةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ الشيّباَنيِ‌ّ العَدلِ عَن أَبِي حَامِدٍ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ المرَوزَيِ‌ّ عَن مَحبُوبِ بنِ حُمَيدٍ القصَريِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مِهرَانَ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ وَ أَخبَرَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ حَامِدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ المزُنَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 249

أَحمَدَ الباَهلِيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ فَهدِ بنِ هِلَالٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الصّائِبِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ مِهرَانَ وَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ زَكَرِيّا البصَريِ‌ّ عَن شُعَيبِ بنِ وَاقِدٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مِهرَانَ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ ثُمّ هَبَطَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَاتِ

ثم قال وزاد محمد بن علي صاحب الغزالي‌ علي ماذكره الثعلبي‌ في كتابه المعروف بالبلغة أنهم نزل عليهم مائدة من السماء فأكلوا منها سبعة أيام ونزولها عليهم مذكور في سائر الكتب ثم ساق الحديث في تفسير الآيات إلي آخر مامر في رواية الصدوق رحمه الله

7-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَمَرِضَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع مَرَضاً شَدِيداً فَعَادَهُمَا سَيّدُ وُلدِ آدَمَ مُحَمّدٌص وَ عَادَهُمَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَ عُمَرُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَا أَبَا الحَسَنِ إِن نَذَرتَ لِلّهِ نَذراً وَاجِباً فَإِنّ كُلّ نَذرٍ لَا يَكُونُ لِلّهِ فَلَيسَ فِيهِ وَفَاءٌ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِن عَافَي اللّهُ ولَدَيَ‌ّ مِمّا بِهِمَا صُمتُ لِلّهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مُتَوَالِيَاتٍ وَ قَالَتِ الزّهرَاءُ ع مِثلَ مَا قَالَ زَوجُهَا وَ كَانَت لَهُمَا جَارِيَةٌ بَربَرِيّةٌ تُدعَي فِضّةَ قَالَت إِن عَافَي اللّهُ سيَدّيَ‌ّ مِمّا بِهِمَا صُمتُ لِلّهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحواً مِمّا مَرّ إِلَي أَن قَالَ وَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع أَخَذَ بِيَدِ الغُلَامَينِ وَ هُمَا كَالفَرخَينِ لَا رِيشَ لَهُمَا يَرتَعِشَانِ مِنَ الجُوعِ فَانطَلَقَ بِهِمَا إِلَي مَنزِلِ النّبِيّص فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِمَا النّبِيّص اغرَورَقَت عَينَاهُ بِالدّمُوعِ وَ أَخَذَ بِيَدِ الغُلَامَينِ فَانطَلَقَ بِهِمَا إِلَي فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهَا رَسُولُ اللّهِص وَ قَد تَغَيّرَ لَونُهَا وَ إِذَا بَطنُهَا لَاصِقٌ بِظَهرِهَا


صفحه : 250

انكَبّ عَلَيهَا يُقَبّلُ بَينَ عَينَيهَا وَ نَادَتهُ بَاكِيَةً وَا غَوثَاه بِاللّهِ ثُمّ بِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ مِنَ الجُوعِ قَالَ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ أَشبِع آلَ مُحَمّدٍ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأ قَالَ وَ مَا أَقرَأُ قَالَ اقرَأإِنّ الأَبرارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً إِلَي آخِرِ ثَلَاثِ آيَاتٍ ثُمّ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مَضَي مِن فَورِهِ ذَلِكَ حَتّي أَتَي أَبَا جَبَلَةَ الأنَصاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا جَبَلَةَ هَل مِن قَرضِ دِينَارٍ قَالَ نَعَم يَا أَبَا الحَسَنِ أُشهِدُ اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ أَنّ شَطرَ ماَليِ‌ لَكَ حَلَالٌ مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي شَيءٍ مِن ذَلِكَ إِن يَكُ قَرضاً قَبِلتُهُ قَالَ فَدَفَعَ إِلَيهِ دِينَاراً وَ مَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَتَخَرّقُ أَزِقّةَ المَدِينَةِ لِيَبتَاعَ بِالدّينَارِ طَعَاماً فَإِذَا هُوَ بِمِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ الكنِديِ‌ّ قَاعِدٌ عَلَي الطّرِيقِ فَدَنَا مِنهُ وَ سَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ يَا مِقدَادُ مَا لِي أَرَاكَ فِي هَذَا المَوضِعِ كَئِيباً حَزِيناً فَقَالَ أَقُولُ كَمَا قَالَ العَبدُ الصّالِحُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُرَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ قَالَ وَ مُنذُ كَم يَا مِقدَادُ قَالَ مُنذُ أَربَعٍ فَرَجَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَلِيّاً ثُمّ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ آلُ مُحَمّدٍ مُنذُ ثَلَاثٍ وَ أَنتَ يَا مِقدَادُ أَربَعٍ أَنتَ أَحَقّ بِالدّينَارِ منِيّ‌ قَالَ فَدَفَعَ إِلَيهِ الدّينَارَ وَ مَضَي حَتّي دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص رَآهُ قَد سَجَدَ فَلَمّا انفَتَلَ رَسُولُ اللّهِ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي كَتِفِهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ انهَض بِنَا إِلَي مَنزِلِكَ لَعَلّنَا نُصِيبُ طَعَاماً فَقَد بَلَغَنَا أَخذُكَ الدّينَارَ مِن أَبِي جَبَلَةَ قَالَ فَمَضَي وَ


صفحه : 251

أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مسُتحَي‌ٍ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِص رَابِطٌ عَلَي بَطنِهِ حَجَراً مِنَ الجُوعِ حَتّي قَرَعَا عَلَي فَاطِمَةَ البَابَ فَلَمّا نَظَرَت فَاطِمَةُ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَد أَثّرَ الجُوعُ فِي وَجهِهِ وَلّت هَارِبَةً قَالَت وَا سَوأَتَاه مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ كَأَنّ أَبَا الحَسَنِ مَا عَلِمَ أَن لَم يَكُن عِندَنَا شَيءٌ مُذ ثَلَاثٍ ثُمّ دَخَلَ مَخدَعاً لَهَا فَصَلّت رَكعَتَينِ ثُمّ نَادَت يَا إِلَهَ مُحَمّدٍ هَذَا مُحَمّدٌ نَبِيّكَ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ نَبِيّكَ وَ عَلِيّ خَتَنُ نَبِيّكَ وَ ابنُ عَمّهِ وَ هَذَانِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سِبطَا نَبِيّكَ أللّهُمّ فَإِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ سَأَلُوكَ أَن تُنزِلَ عَلَيهِم مَائِدَةً مِنَ السّمَاءِ فَأَنزَلتَهَا عَلَيهِم وَ كَفَرُوا بِهَا أللّهُمّ فَإِنّ آلَ مُحَمّدٍ لَا يَكفُرُونَ بِهَا ثُمّ التَفَتَت مُسَلّمَةً فَإِذَا هيِ‌َ بِصَحفَةٍ مَملُوءَةٍ مِن ثَرِيدٍ وَ عُرَاقٍ فَاحتَمَلَتهَا وَ وَضَعَتهَا بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَأَهوَي بِيَدِهِ إِلَي الصّحفَةِ فَسَبّحَتِ الصّحفَةُ وَ الثّرِيدُ وَ العُرَاقُ فَتَلَا النّبِيّص وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبّحُ بِحَمدِهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ كُل مِن جَوَانِبِ القَصعَةِ وَ لَا تَهدِمُوا ذِروَتَهَا فَإِنّ فِيهَا البَرَكَةَ فَأَكَلَ النّبِيّ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ يَأكُلُ النّبِيّص وَ يَنظُرُ إِلَي عَلِيّ ع مُتَبَسّماً وَ عَلِيّ يَأكُلُ وَ يَنظُرُ إِلَي فَاطِمَةَ مُتَعَجّباً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص كُل يَا عَلِيّ وَ لَا تَسأَل فَاطِمَةَ الزّهرَاءَ عَن شَيءٍ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ مَثَلَكَ وَ مَثَلَهَا مَثَلَ مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ وَ زَكَرِيّاكُلّما دَخَلَ عَلَيها زَكَرِيّا المِحرابَ وَجَدَ عِندَها رِزقاً قالَ يا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ يَا عَلِيّ هَذَا بِالدّينَارِ ألّذِي أَقرَضتَهُ لَقَد أَعطَاكَ اللّيلَةَ خَمساً وَ عِشرِينَ جُزءاً مِنَ المَعرُوفِ فَأَمّا جُزءٌ وَاحِدٌ فَجَعَلَ لَكَ فِي دُنيَاكَ أَن أَطعَمَكَ مِن جَنّتِهِ وَ أَمّا أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ جُزءاً فَذَخَرَهَا لَكَ لآِخِرَتِكَ


صفحه : 252

8-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ مُعَنعَناً عَن زَيدِ بنِ رَبِيعٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَشُدّ عَلَي بَطنِهِ الحَجَرَ مِنَ الغَرَثِ يعَنيِ‌ الجُوعَ فَظَلّ يَوماً صَائِماً لَيسَ عِندَهُ شَيءٌ فَأَتَي بَيتَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَلَمّا أَتَي رَسُولُ اللّهِ تَسَلّقَا إِلَي مَنكِبِهِ وَ هُمَا يَقُولَانِ يَا بَابَاه قُل لِمَامَاه تُطعِمنَا نَانَاه فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِفَاطِمَةَ أطَعمِيِ‌ ابنيَ‌ّ قَالَت مَا فِي بيَتيِ‌ شَيءٌ إِلّا بَرَكَةُ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَشَغَلَهُمَا رَسُولُ اللّهِص بِرِيقِهِ حَتّي شَبِعَا وَ نَامَا فَاقتَرَضنَا لِرَسُولِ اللّهِ ثَلَاثَةَ أَقرَاصٍ مِن شَعِيرٍ فَلَمّا أَفطَرَ رَسُولُ اللّهِص وَضَعنَاهُ بَينَ يَدَيهِ فَجَاءَ سَائِلٌ وَ قَالَ يَا أَهلَ بَيتِ النّبُوّةِ وَ مَعدِنَ الرّسَالَةِ أطَعمِوُنيِ‌ مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ أَطعَمَكُمُ اللّهُ مِن مَوَائِدِ الجَنّةِ فإَنِيّ‌ مِسكِينٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ بِنتَ مُحَمّدٍ قَد جَاءَكِ المِسكِينُ فَلَهُ حَنِينٌ قُم يَا عَلِيّ وَ أَعطِهِ قَالَ فَأَخَذتُ قُرصاً فَقُمتُ فَأَعطَيتُهُ وَ رَجَعتُ قَد حَبَسَ رَسُولُ اللّهِ يَدَهُ ثُمّ جَاءَ ثَانٍ فَقَالَ يَا أَهلَ بَيتِ النّبُوّةِ وَ مَعدِنَ الرّسَالَةِ إنِيّ‌ يَتِيمٌ فأَطَعمِوُنيِ‌ مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ أَطعَمَكُمُ اللّهُ مِن مَوَائِدِ الجَنّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ بِنتَ مُحَمّدٍ قَد جَاءَكِ اليَتِيمُ وَ لَهُ حَنِينٌ قُم يَا عَلِيّ وَ أَعطِهِ قَالَ فَأَخَذتُ قُرصاً وَ أَعطَيتُهُ ثُمّ رَجَعتُ وَ قَد حَبَسَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ قَالَ فَجَاءَ ثَالِثٌ وَ قَالَ يَا أَهلَ بَيتِ النّبُوّةِ وَ مَعدِنَ الرّسَالَةِ


صفحه : 253

إنِيّ‌ أَسِيرٌ فأَطَعمِوُنيِ‌ مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ أَطعَمَكُمُ اللّهُ مِن مَوَائِدِ الجَنّةِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ بِنتَ مُحَمّدٍ قَد جَاءَكِ الأَسِيرُ وَ لَهُ حَنِينٌ قُم يَا عَلِيّ فَأَعطِهِ قَالَ فَأَخَذتُ قُرصاً وَ أَعطَيتُهُ وَ بَاتَ رَسُولُ اللّهِص طَاوِياً وَ بِتنَا طَاوِينَ مَجهُودِينَ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً

9- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ بِإِسنَادِهِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ صَنَعَ حُذَيفَةُ طَعَاماً وَ دَعَا عَلِيّاً فَجَاءَ وَ هُوَ صَائِمٌ فَتَحَدّثَ عِندَهُ ثُمّ انصَرَفَ فَبَعَثَ إِلَيهِ حُذَيفَةُ بِنِصفِ الثّرِيدَةِ فَقَسَمَهَا عَلَي أَثلَاثٍ ثُلُثٍ لَهُ وَ ثُلُثٍ لِفَاطِمَةَ وَ ثُلُثٍ لِخَادِمِهِم ثُمّ خَرَجَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَلَقِيَتهُ امرَأَةٌ مَعَهَا يَتَامَي فَشَكَتِ الحَاجَةَ وَ ذَكَرَت حَالَ أَيتَامِهَا فَدَخَلَ وَ أَعطَاهَا ثُلُثَهُ لِأَيتَامِهَا ثُمّ فَجَأَهُ سَائِلٌ وَ شَكَا إِلَيهِ الحَاجَةَ وَ الجُوعَ فَدَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ وَ قَالَ هَل لَكِ فِي الطّعَامِ وَ هُوَ خَيرٌ لَكِ مِن هَذَا الطّعَامِ طَعَامِ الجَنّةِ عَلَي أَن تعُطيِنَيِ‌ حِصّتَكِ مِن هَذَا الطّعَامِ قَالَت خُذهُ فَأَخَذَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَي ذَلِكَ المِسكِينِ ثُمّ مَرّ بِهِ أَسِيرٌ يَشكُو إِلَيهِ الحَاجَةَ وَ شِدّةَ حَالِهِ فَدَخَلَ وَ قَالَ لِخَادِمَتِهِ مِثلَ ألّذِي قَالَ لِفَاطِمَةَ وَ سَأَلَهَا حِصّتَهَا مِن ذَلِكَ الطّعَامِ قَالَت خُذهُ فَأَخَذَهُ فَدَفَعَهُ إِلَي ذَلِكَ الأَسِيرِ فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِم هَذِهِ الآيَةَوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِلَي قَولِهِوَ كانَ سَعيُكُم مَشكُوراً

10-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَولُهُ تَعَالَي


صفحه : 254

وَ يُطعِمُونَ الطّعامَ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ جَارِيَةٍ لَهَا وَ ذَلِكَ أَنّهُم زَارُوا رَسُولَ اللّهِص فَأَعطَي كُلّ إِنسَانٍ مِنهُم صَاعاً مِنَ الطّعَامِ فَلَمّا انصَرَفُوا إِلَي مَنَازِلِهِم جَاءَ سَائِلٌ يَسأَلُ فَأَعطَي عَلِيّ صَاعَهُ ثُمّ دَخَلَ عَلَيهِ يَتِيمٌ مِنَ الجِيرَانِ فَأَعطَتهُ فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ ع صَاعَهَا فَقَالَ لَهَا عَلِيّ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقُولُ قَالَ اللّهُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَا يُسَكّنُ بُكَاءَهُ اليَومَ عَبدٌ إِلّا أَسكَنتُهُ مِنَ الجَنّةِ حَيثُ يَشَاءُ ثُمّ جَاءَ أَسِيرٌ مِنَ أُسَرَاءِ أَهلِ الشّركِ فِي أيَديِ‌ المُسلِمِينَ يَستَطعِمُ فَأَمَرَ عَلِيّ السّودَاءَ خَادِمَهُم فَأَعطَتهُ صَاعَهَا فَنَزَلَت فِيهِمُ الآيَةُوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً

11- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَولُهُ تَعَالَييُدخِلُ مَن يَشاءُ فِي رَحمَتِهِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

12- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي قَولِهِ تَعَالَي وَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراًنَزَلَت فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ ع أَصبَحَا وَ عِندَهُم ثَلَاثَةُ أَرغِفَةٍ فَأَطعَمُوا مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً فَبَاتُوا جِيَاعاً فَنَزَلَت فِيهِم ع

13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي تَفسِيرِ أَهلِ البَيتِ ع أَنّ قَولَهُهَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدّهرِيعَنيِ‌ بِهِ عَلِيّاً ع وَ تَقدِيرُ الكَلَامِ مَا أَتَي عَلَي الإِنسَانِ زَمَانٌ مِنَ الدّهرِ إِلّا وَ كَانَ فِيهِ شَيئاً مَذكُوراً وَ كَيفَ لَم يَكُن مَذكُوراً وَ إِنّ اسمَهُ مَكتُوبٌ عَلَي سَاقِ العَرشِ


صفحه : 255

وَ عَلَي بَابِ الجَنّةِ وَ الدّلِيلُ عَلَي هَذَا القَولِ قَولُهُإِنّا خَلَقنَا الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ وَ مَعلُومٌ أَنّ آدَمَ ع لَم يُخلَق مِنَ النّطفَةِ

14- قل ،[إقبال الأعمال ] فِي لَيلَةِ خَمسٍ وَ عِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ تَصَدّقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ ع وَ فِي اليَومِ الخَامِسِ وَ العِشرِينَ مِنهُ نَزَلَت فِيهِمَا وَ فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع سُورَةُ هَل أَتَي ثُمّ سَاقَ الحَدِيثَ نَحواً مِمّا مَرّ فِي خَبَرِ عَلِيّ بنِ عِيسَي ثُمّ رَوَي نُزُولَ المَائِدَةِ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ وَ الخوُارزَميِ‌ّ ثُمّ قَالَ وَ ذَكَرَ حَدِيثَ نُزُولِ المَائِدَةِ الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي الكَشّافِ وَ لَكِنّهُ لَم يَذكُر نُزُولَهَا فِي الوَقتِ ألّذِي ذَكَرنَاهُ قَالَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ جَاعَ فِي قَحطٍ فَأَهدَت لَهُ فَاطِمَةُ ع رَغِيفَينِ وَ بَضعَةَ لَحمٍ آثَرَتهُ بِهَا فَرَجَعَ بِهَا إِلَيهَا فَقَالَ هلَمُيّ‌ يَا بُنَيّةِ وَ كَشَفَت عَنِ الطّبَقِ فَإِذَا هُوَ مَملُوءٌ خُبزاً وَ لَحماً فَبُهِتَت وَ عَلِمَت أَنّهَا نَزَلَت مِن عِندِ اللّهِ فَقَالَص لَهَاأَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ فَقَالَص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَكِ شَبِيهَ سَيّدَةِ نِسَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ثُمّ جَمَعَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ جَمِيعَ أَهلِ بَيتِهِ ع حَتّي شَبِعُوا وَ بقَيِ‌َ الطّعَامُ كَمَا هُوَ وَ أَوسَعَت فَاطِمَةُ ع عَلَي جِيرَانِهَا

15- كشف ،[كشف الغمة] أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ قَولُهُ تَعَالَيوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِنَزَلَ فِي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع

بيان أقول بعد ماعرفت من إجماع المفسرين والمحدثين علي نزول هذه السورة في أصحاب الكساء ع علمت أنه لايريب أريب و لالبيب في أن مثل هذاالإيثار لايتأتي إلا من الأئمة الأخيار و أن نزول هذه السورة مع المائدة عليهم يدل علي جلالتهم ورفعتهم ومكرمتهم لدي العزيز الجبار و أن اختصاصهم بتلك المكرمة مع سائر


صفحه : 256

المكارم التي‌ اختصوا بهايوجب قبح تقديم غيرهم عليهم ممن ليس لهم مكرمة واحدة يبدونها عندالفخار و أماتشكيك بعض النواصب بأن هذه السورة مكية فكيف نزلت عندوقوع القضية التي‌ وقعت في المدينة فمدفوع بما ذكره الشيخ أمين الدين الطبرسي‌ قدس الله روحه بعد أن روي القصة بطولها ونزول الآية فيها عن ابن عباس ومجاهد و أبي صالح حيث يقول . قال أبوحمزة الثمالي‌ في تفسيره حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ الحَسَنِ أَنّهَا مَدَنِيّةٌ نَزَلَت فِي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع السّورَةُ كُلّهَا

ثُمّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَمدِ مهَديِ‌ّ بنُ نَزَارِ الحسُيَنيِ‌ّ القاَئنِيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحسَكاَنيِ‌ّ عَن أَبِي نَصرٍ المُفَسّرِ عَن عَمّهِ أَبِي حَامِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ مُحَمّدٍ المقُريِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ السلّمَيِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ أَبِي مُوسَي عَن عَمرِو بنِ هَارُونَ عَن عُثمَانَ بنِ عَطَاءٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ أَوّلُ مَا أُنزِلَ بِمَكّةَاقرَأ بِاسمِ رَبّكَ ثُمّ ذَكَرَ السّوَرَ المَكّيّةَ بِتَمَامِهَا خَمساً وَ ثَمَانِينَ سُورَةً قَالَ ثُمّ أُنزِلَت بِالمَدِينَةِ البَقَرَةُ ثُمّ الأَنفَالُ ثُمّ آلُ عِمرَانَ ثُمّ الأَحزَابُ ثُمّ المُمتَحَنَةُ ثُمّ النّسَاءُ ثُمّ إِذَا زُلزِلَت ثُمّ الحَدِيدُ ثُمّ سُورَةُ مُحَمّدٍص ثُمّ الرّعدُ ثُمّ سُورَةُ الرّحمَنِ ثُمّ هَل أَتَي ثُمّ الطّلَاقُ ثُمّ لَم يَكُن ثُمّ الحَشرُ ثُمّ إِذَا جَاءَ نَصرُ اللّهِ ثُمّ النّورُ ثُمّ الحَجّ ثُمّ المُنَافِقُونَ ثُمّ المُجَادَلَةُ ثُمّ الحُجُرَاتُ ثُمّ التّحرِيمُ ثُمّ الجُمُعَةُ ثُمّ التّغَابُنُ ثُمّ سُورَةُ الصّفّ ثُمّ الفَتحُ ثُمّ المَائِدَةُ ثُمّ سُورَةُ التّوبَةِ فَهَذِهِ ثمَاَنيِ‌ وَ عِشرُونَ سُورَةً

وَ قَد رَوَاهُ الأُستَاذُ أَحمَدُ الزّاهِدُ بِإِسنَادِهِ عَن عُثمَانَ بنِ عَطَاءٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي كِتَابِ الإِيضَاحِ وَ زَادَ فِيهِ وَ كَانَت إِذَا نَزَلَت فَاتِحَةُ سُورَةٍ بِمَكّةَ كُتِبَت بِمَكّةَ ثُمّ يَزِيدُ اللّهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ بِالمَدِينَةِ

وبإسناده عن عكرمة و الحسن بن أبي الحسن البصري‌ أنهما عدا هل أتي فيما نزلت بالمدينة بعدأربع عشرة سورة

وَ بِإِسنَادِهِ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَ سَأَلتُ النّبِيّص عَن ثَوَابِ القُرآنِ فأَخَبرَنَيِ‌ بِثَوَابِ سُورَةٍ سُورَةٍ عَلَي نَحوِ مَا نَزَلَت مِنَ السّمَاءِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن عَدّ سُورَةَ هَل أَتَي فِي السّوَرِ المَدَنِيّةِ بَعدَ إِحدَي عَشَرَةَ سُورَةً

انتهي .


صفحه : 257

و أما ماذكره معاند آخر خذله الله بأنه هل يجوز أن يبالغ الإنسان في الصدقة إلي هذاالحد ويجوع نفسه وأهله حتي يشرف علي الهلاك فقد بالغ في النصب والعناد وفضح نفسه وسيفضحه الله علي رءوس الأشهاد أ لم يقرأ قوله تعالي وَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ أ و لم تكف هذه الأخبار المتواترة في نزول هذه السورة الكريمة دليلا علي كون ماصدر عنهم فضيلة لايساويها فضل و أما مايعارضها من ظواهر الآيات فسيأتي‌ عن الصادق ع وجه الجمع بينها حيث قال مامعناه كان صدور مثل ذلك الإيثار ونزول تلك الآيات في صدر الإسلام ثم نسخت بآيات آخر وسيأتي‌ بسط القول في ذلك في كتاب مكارم الأخلاق

باب 7-آية المباهلة

قَالَ الشّيخُ المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ الفُصُولِ قَالَ المَأمُونُ يَوماً لِلرّضَا ع أخَبرِنيِ‌ بِأَكبَرِ فَضِيلَةٍ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَدُلّ عَلَيهَا القُرآنُ قَالَ فَقَالَ الرّضَا ع فَضِيلَةٌ فِي المُبَاهَلَةِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفَدَعَا رَسُولُ اللّهِص الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَكَانَا ابنَيهِ وَ دَعَا فَاطِمَةَ ع فَكَانَت فِي هَذَا المَوضِعِ نِسَاءَهُ وَ دَعَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَكَانَ نَفسَهُ بِحُكمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَد ثَبَتَ أَنّهُ لَيسَ أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهُ تَعَالَي أَجَلّ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ أَفضَلَ فَوَاجِبٌ أَن لَا يَكُونَ أَحَدٌ أَفضَلَ مِن نَفسِ رَسُولِ اللّهِ بِحُكمِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ قَالَ


صفحه : 258

فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ أَ لَيسَ قَد ذَكَرَ اللّهُ الأَبنَاءَ بِلَفظِ الجَمعِ وَ إِنّمَا دَعَا رَسُولُ اللّهِص ابنَيهِ خَاصّةً وَ ذَكَرَ النّسَاءَ بِلَفظِ الجَمعِ وَ إِنّمَا دَعَا رَسُولُ اللّهِص ابنَتَهُ وَحدَهَا فَأَلّا جَازَ أَن يُذكَرَ الدّعَاءُ لِمَن هُوَ نَفسُهُ وَ يَكُونَ المُرَادُ نَفسَهُ فِي الحَقِيقَةِ دُونَ غَيرِهِ فَلَا يَكُونَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا ذَكَرتَ مِنَ الفَضلِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع لَيسَ يَصِحّ مَا ذَكَرتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ الداّعيِ‌َ إِنّمَا يَكُونُ دَاعِياً لِغَيرِهِ كَمَا أَنّ الآمِرَ آمِرٌ لِغَيرِهِ وَ لَا يَصِحّ أَن يَكُونَ دَاعِياً لِنَفسِهِ فِي الحَقِيقَةِ كَمَا لَا يَكُونُ آمِراً لَهَا فِي الحَقِيقَةِ وَ إِذَا لَم يَدعُ رَسُولُ اللّهِص فِي المُبَاهَلَةِ رَجُلًا إِلّا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَد ثَبَتَ أَنّهُ نَفسُهُ التّيِ‌ عَنَاهَا اللّهُ سُبحَانَهُ فِي كِتَابِهِ وَ جَعَلَ حُكمَهُ ذَلِكَ فِي تَنزِيلِهِ قَالَ فَقَالَ المَأمُونُ إِذَا وَرَدَ الجَوَابُ سَقَطَ السّؤَالُ

وَ قَالَ الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي كِتَابِ الكَشّافِروُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا دَعَاهُم إِلَي المُبَاهَلَةِ قَالُوا حَتّي نَرجِعَ وَ نَنظُرَ فَنَأتِيَكَ غَداً فَلَمّا تَخَالَوا قَالُوا لِلعَاقِبِ وَ كَانَ ذَا رَأيِهِم يَا عَبدَ المَسِيحِ مَا تَرَي فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد عَرَفتُم يَا مَعشَرَ النّصَارَي أَنّ مُحَمّداً نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَقَد جَاءَكُم بِالفَصلِ مِن أَمرِ صَاحِبِكُم وَ اللّهِ مَا بَاهَلَ قَومٌ نَبِيّاً قَطّ فَعَاشَ كَبِيرُهُم وَ لَا نَبَتَ صَغِيرُهُم وَ لَئِن فَعَلتُم لَتَهلِكُنّ فَإِن أَبَيتُم إِلّا إِلفَ دِينِكُم وَ الإِقَامَةَ عَلَي مَا أَنتُم عَلَيهِ فَوَادِعُوا الرّجُلَ وَ انصَرِفُوا إِلَي بِلَادِكُم فَأَتَوا رَسُولَ اللّهِص وَ قَد غَدَا مُحتَضِناً الحُسَينَ آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وَ فَاطِمَةُ تمَشيِ‌ خَلفَهُ وَ عَلِيّ خَلفَهَا وَ هُوَ يَقُولُ إِذَا أَنَا دَعَوتُ فَأَمّنُوا فَقَالَ أُسقُفُ


صفحه : 259

نَجرَانَ يَا مَعشَرَ النّصَارَي إنِيّ‌ لَأَرَي وُجُوهاً لَو شَاءَ اللّهُ أَن يُزِيلُ جَبَلًا مِن مَكَانِهِ لَأَزَالَهُ بِهَا فَلَا تُبَاهِلُوا فَتَهلِكُوا فَلَم يَبقَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ نصَراَنيِ‌ّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقَالُوا يَا أَبَا القَاسِمِ رَأَينَا أَن لَا نُبَاهِلَكَ وَ أَن نُقِرّكَ عَلَي دِينِكَ وَ نَثبُتَ عَلَي دِينِنَا قَالَص فَإِذَا أَبَيتُمُ المُبَاهَلَةَ فَأَسلِمُوا يَكُن لَكُم مَا لِلمُسلِمِينَ وَ عَلَيكُم مَا عَلَيهِم فَأَبَوا قَالَ فإَنِيّ‌ أُنَاجِزُكُم فَقَالُوا مَا لَنَا بِحَربِ العَرَبِ طَاقَةٌ وَ لَكِن نُصَالِحُكَ عَلَي أَن لَا تَغزُوَنَا وَ لَا تُخِيفَنَا وَ لَا تَرُدّنَا عَن دِينِنَا عَلَي أَن نؤُدَيّ‌َ إِلَيكَ كُلّ عَامٍ ألَفيَ‌ حُلّةٍ أَلفاً فِي صَفَرٍ وَ أَلفاً فِي رَجَبٍ وَ ثَلَاثِينَ دِرعاً عَادِيَةً مِن حَدِيدٍ فَصَالَحَهُمُ النّبِيّص عَلَي ذَلِكَ وَ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ الهَلَاكَ قَد تَدَلّي عَلَي أَهلِ نَجرَانَ وَ لَو لَاعَنُوا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ وَ لَاضطَرَمَ عَلَيهِمَا الواَديِ‌ نَاراً وَ لَاستَأصَلَ اللّهُ نَجرَانَ وَ أَهلَهُ حَتّي الطّيرَ عَلَي رُءُوسِ الشّجَرِ وَ لَمَا حَالَ الحَولُ عَلَي النّصَارَي كُلّهِم حَتّي يَهلِكُوا وَ عَن عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ وَ عَلَيهِ مِرطٌ مُرَحّلٌ مِن شَعرٍ أَسوَدَ فَجَاءَ الحَسَنُ فَأَدخَلَهُ ثُمّ جَاءَ الحُسَينُ فَأَدخَلَهُ ثُمّ جَاءَ فَاطِمَةُ ثُمّ عَلِيّ ثُمّ قَالَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

فإن قلت ما كان دعاؤه إلي المباهلة إلاليتبين الكاذب منه و من خصمه و ذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه فما معني ضم الأبناء والنساء قلت كان ذلك آكد للدلالة علي ثقته بحاله واستيقانه بصدقه حيث استجرأ علي تعريض أعزته وأفلاذ كبده


صفحه : 260

وأحب الناس إليه لذلك و لم يقتصر علي تعريض نفسه له و علي ثقته أيضا بكذب خصمه حتي يهلك مع أحبته وأعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة وخص الأبناء والنساء لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتي يقتل و من ثم كانوا يسوقون مع أنفسهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ويسمون الذادة عنها حماة الحقائق وقدمهم في الذكر علي الأنفس لينبه علي لطف مكانهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنهم مقدمون علي الأنفس مفدون بها و فيه دليل لا شيءأقوي منه علي فضل أصحاب الكساء ع و فيه برهان واضح علي صحة نبوة النبي ص لأنه لم يرو أحد من موافق و لامخالف أنهم أجابوا إلي ذلك انتهي كلام الزمخشري‌. وَ قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ فِي الطّرَائِفِ ذَكَرَ النّقّاشُ فِي تَفسِيرِهِ شِفَاءِ الصّدُورِ مَا هَذَا لَفظُهُ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم قَالَ أَبُو بَكرٍ جَاءَتِ الأَخبَارُ بِأَنّ رَسُولَ اللّهِص أَخَذَ بِيَدِ الحَسَنِ وَ حَمَلَ الحُسَينَ ع عَلَي صَدرِهِ وَ يُقَالُ بِيَدِهِ الأُخرَي وَ عَلِيّ ع مَعَهُ وَ فَاطِمَةُ ع مِن وَرَائِهِم فَحَصَلَت هَذِهِ الفَضِيلَةُ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع مِن بَينِ جَمِيعِ أَبنَاءِ أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَبنَاءِ أُمّتِهِ وَ حَصَلَت هَذِهِ الفَضِيلَةُ لِفَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص مِن بَينِ بَنَاتِ النّبِيّ وَ بَنَاتِ أَهلِ بَيتِهِ وَ بَنَاتِ أُمّتِهِ وَ حَصَلَت هَذِهِ الفَضِيلَةُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع مِن بَينِ أَقَارِبِ رَسُولِ اللّهِ وَ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ أُمّتِهِ بِأَن جَعَلَهُ رَسُولُ اللّهِص كَنَفسِهِ يَقُولُوَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم

.جرير عن الأعمش قال كانت المباهلة ليلة إحدي وعشرين من ذي‌ الحجة و كان


صفحه : 261

تزويج فاطمة لعلي‌ بن أبي طالب ع يوم خمسة وعشرين من ذي‌ الحجة و كان يوم غدير خم يوم ثمانية عشر من ذي‌ الحجة هذاآخر كلام النقاش و قدذكر الخطيب في تاريخ بغداد فضل أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش وكثرة رجاله و أن الدارقطني‌ وغيره رووا عنه وذكر أنه قال عندموته لِمِثلِ هذا فَليَعمَلِ العامِلُونَ ثم مات في الحال . و من ذلك مارواه مسلم في صحيحه من طرق فمنها في الجزء الرابع في باب فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في ثالث كراس من أوله من الكتاب ألذي نقل الحديث منه في تفسير قوله تعالي فَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ

فَرَفَعَ مُسلِمٌ الحَدِيثَ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ طَوِيلٌ يَتَضَمّنُ عِدّةَ فَضَائِلَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع خَاصّةً يَقُولُ فِي آخِرِهِ وَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌

. ورواه أيضا مسلم في أواخر الجزء المذكور علي حد كراسين من النسخة المنقول منها ورواه أيضا الحميدي‌ في الجمع بين الصحيحين في مسند سعد بن أبي وقاص في الحديث السادس من إفراد مسلم ورواه الثعلبي‌ في تفسير هذه الآية عن مقاتل والكلبي‌.أقول ثم ساق الحديث مثل مامر في الرواية الأولي للزمخشري‌ ثم قال السيد رحمه الله ورواه أيضا أبوبكر بن مردويه بأجمل من هذه الألفاظ و هذه المعاني‌ عن ابن عباس و الحسن والشعبي‌ والسدي‌

وَ فِي رِوَايَةِ الثعّلبَيِ‌ّ زِيَادَةٌ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ وَ هيِ‌َ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ العَذَابَ قَد تَدَلّي عَلَي أَهلِ نَجرَانَ وَ لَو لَاعَنُوا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ وَ لَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الواَديِ‌ نَاراً وَ لَاستَأصَلَ اللّهُ نَجرَانَ وَ أَهلَهُ حَتّي الطّيرَ عَلَي الشّجَرِ وَ لَمَا حَالَ الحَولُ عَلَي النّصَارَي كُلّهِم حَتّي هَلَكُوا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيإِنّ هذا لَهُوَ القَصَصُ الحَقّ


صفحه : 262

وَ ما مِن إِلهٍ إِلّا اللّهُ وَ إِنّ اللّهَ لَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ فَإِن تَوَلّوا فَإِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالمُفسِدِينَ

وَ رَوَاهُ الشاّفعِيِ‌ّ بنُ المغَاَزلِيِ‌ّ فِي كِتَابِ المَنَاقِبِ عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَدِمَ وَفدُ النّجرَانِ عَلَي النّبِيّص العَاقِبُ وَ الطّيّبُ فَدَعَاهُمَا إِلَي الإِسلَامِ فَقَالَا أَسلَمنَا يَا مُحَمّدُ قَبلَكَ قَالَ كَذَبتُمَا إِن شِئتُمَا أَخبَرتُكُمَا مَا يَمنَعُكُمَا مِنَ الإِسلَامِ قَالَا هَاتِ قَالَ حُبّ الصّلِيبِ وَ شُربُ الخَمرِ وَ أَكلُ الخِنزِيرِ فَدَعَاهُمَا إِلَي المُلَاعَنَةِ فَوَاعَدَاهُ أَن يُغَادِيَاهُ بِالغُدوَةِ فَغَدَا رَسُولُ اللّهِص وَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع ثُمّ أَرسَلَ إِلَيهِمَا فَأَبَيَا أَن يُجِيبَا فَأَقَرّا بِالخَرَاجِ فَقَالَ النّبِيّص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَو فَعَلَا لَأَمطَرَ اللّهُ عَلَيهِمَا الواَديِ‌َ نَاراً قَالَ جَابِرٌ فِيهِم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُنَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمالآيَةَ قَالَ الشعّبيِ‌ّأَبناءَنا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَنِساءَنافَاطِمَةُ وَأَنفُسَنا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

أَقُولُ وَ قَالَ السيّوُطيِ‌ّ فِي الدّرّ المَنثُورِ أَخرَجَ الحَاكِمُ وَ صَحّحَهُ وَ ابنُ مَردَوَيهِ وَ أَبُو نُعَيمٍ فِي الدّلَائِلِ عَن جَابِرٍ قَالَ قَدِمَ عَلَي النّبِيّص العَاقِبُ وَ السّيّدُ فَدَعَاهُمَا إِلَي الإِسلَامِ وَ ذَكَرَ نَحوَ مَا مَرّ وَ قَالَ فِي آخِرِهِ قَالَ جَابِرٌأَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَأَبناءَنا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَنِساءَنافَاطِمَةُ ع

قَالَ وَ أَخرَجَ البيَهقَيِ‌ّ فِي الدّلَائِلِ مِن طَرِيقِ سَلَمَةَ بنِ عَبدِ يَشُوعَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَتَبَ إِلَي أَهلِ نَجرَانَ قَبلَ أَن يَنزِلَ عَلَيهِ طس سُلَيمَانُ بِسمِ إِلَهِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إِلَي أُسقُفِ نَجرَانَ وَ أَهلِ نَجرَانَ إِن أَسلَمتُم فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكُم إِلَهَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أَدعُوكُم إِلَي عِبَادَةِ


صفحه : 263

اللّهِ مِن عِبَادَةِ العِبَادِ وَ أَدعُوكُم إِلَي وَلَايَةِ اللّهِ مِن وَلَايَةِ العِبَادِ فَإِن أَبَيتُم فَالجِزيَةُ وَ إِن أَبَيتُم فَقَد أُوذِنتُم بِحَربٍ وَ السّلَامُ فَلَمّا قَرَأَ الأُسقُفُ الكِتَابَ فَظِعَ بِهِ وَ ذُعِرَ ذُعراً شَدِيداً فَبَعَثَ إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ نَجرَانَ يُقَالُ لَهُ شُرَحبِيلُ بنُ وَادِعَةَ فَدَفَعَ إِلَيهِ كِتَابَ رَسُولِ اللّهِص فَقَرَأَهُ فَقَالَ لَهُ الأُسقُفُ مَا رَأيُكَ فَقَالَ شُرَحبِيلُ قَد عَلِمتَ مَا وَعَدَ اللّهُ اِبرَاهِيمَ فِي ذُرّيّةِ إِسمَاعِيلَ مِنَ النّبُوّةِ فَمَا يُؤمَنُ مِن أَن يَكُونَ ذَلِكَ الرّجُلَ لَيسَ لِي فِي النّبُوّةِ رأَي‌ٌ لَو كَانَ أَمرٌ مِن أَمرِ الدّنيَا أَشَرتُ عَلَيكَ فِيهِ وَ جَهَدتُ لَكَ فَبَعَثَ الأُسقُفُ إِلَي وَاحِدٍ بَعدَ وَاحِدٍ مِن أَهلِ نَجرَانَ فَكُلّهُم قَالَ مِثلَ قَولِ شُرَحبِيلَ فَاجتَمَعَ رَأيُهُم عَلَي أَن يَبعَثُوا شُرَحبِيلَ بنَ وَادِعَةَ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ شُرَحبِيلَ وَ جَبّارَ بنَ فَيضٍ فَيَأتُونَهُم بِخَبَرِ رَسُولِ اللّهِص فَانطَلَقَ الوَفدُ حَتّي أَتَوا رَسُولَ اللّهِص فَسَأَلَهُم وَ سَأَلُوهُ فَلَم تَنزِل بِهِ وَ بِهِمُ المَسأَلَةُ حَتّي قَالُوا لَهُ مَا تَقُولُ فِي عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا عنِديِ‌ فِيهِ شَيءٌ يوَميِ‌ هَذَا فَأَقِيمُوا حَتّي أُخبِرَكُم بِمَا يُقَالُ لِي فِي عِيسَي صُبحَ الغَدَاةِ فَأَنزَلَ اللّهُإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ إِلَي قَولِهِفَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفَأَبَوا أَن يُقِرّوا بِذَلِكَ فَلَمّا أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص الغَدَ بَعدَ مَا أَخبَرَهُم الخَبَرَ أَقبَلَ مُشتَمِلًا عَلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فِي خَمِيلَةٍ لَهُ وَ فَاطِمَةُ تمَشيِ‌ عِندَ ظَهرِهِ لِلمُلَاعَنَةِ وَ لَهُ يَومَئِذٍ عِدّةُ نِسوَةٍ فَقَالَ شُرَحبِيلُ لِصَاحِبَيهِ إنِيّ‌ أَرَي امرَأً مُقبِلًا إِن كَانَ هَذَا الرّجُلُ نَبِيّاً مُرسَلًا فَنُلَاعِنَهُ لَا يَبقَي عَلَي وَجهِ الأَرضِ مِنّا شَعرٌ وَ لَا ظُفُرٌ إِلّا هَلَكَ فَقَالَا لَهُ مَا رَأيُكَ فَقَالَ رأَييِ‌ أَن أُحَكّمَهُ


صفحه : 264

فإَنِيّ‌ أَرَي رَجُلًا مُقبِلًا لَا يَحكُمُ شَطَطاً أَبَداً فَقَالَ لَهُ أَنتَ وَ ذَاكَ فَتَلَقّي شُرَحبِيلُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ إنِيّ‌ قَد رَأَيتُ خَيراً مِن مُلَاعَنَتِكَ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ أُحَكّمُكَ اليَومَ إِلَي اللّيلِ وَ لَيلَتَكَ إِلَي الصّبَاحِ فَمَهمَا حَكَمتَ فِينَا فَهُوَ جَائِزٌ فَرَجَعَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يُلَاعِنهُم وَ صَالَحَهُم عَلَي الجِزيَةِ

وَ أَخرَجَ أَبُو نُعَيمٍ فِي الدّلَائِلِ مِن طَرِيقِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ وَفدَ نَجرَانَ مِنَ النّصَارَي قَدِمُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَ هُم أَربَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِن أَشرَافِهِم مِنهُمُ السّيّدُ وَ هُوَ الكَبِيرُ وَ العَاقِبُ وَ هُوَ ألّذِي يَكُونُ بَعدَهُ صَاحِبَ رَأيِهِم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَسلِمَا قَالَا أَسلَمنَا قَالَ مَا أَسلَمتُمَا قَالَا بَلَي قَد أَسلَمنَا قَبلَكَ قَالَ كَذَبتُمَا يَمنَعُكُمَا مِنَ الإِسلَامِ ثَلَاثٌ فِيكُمَا عِبَادَتُكُمَا الصّلِيبَ وَ أَكلُكُمَا الخِنزِيرَ وَ زَعمُكُمَا أَنّ لِلّهِ وَلَداً فَنَزَلَإِنّ مَثَلَ عِيسيالآيَةَ فَلَمّا قَرَأَهَا عَلَيهِم قَالُوا مَا نَعرِفُ مَا تَقُولُ فَنَزَلَفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ يَقُولُ مَن جَادَلَكَ فِي أَمرِ عِيسَي مِن بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ القُرآنِفَقُل تَعالَوا إِلَي قَولِهِثُمّ نَبتَهِل يَقُولُ نَجتَهِدُ فِي الدّعَاءِ أَنّ ألّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌ هُوَ الحَقّ وَ أَنّ ألّذِي يَقُولُونَ هُوَ البَاطِلُ فَقَالَ لَهُم إِنّ اللّهَ قَد أمَرَنَيِ‌ إِن لَم تَقبَلُوا هَذَا أَن أُبَاهِلَكُم فَقَالُوا يَا أَبَا القَاسِمِ بَل نَرجِعُ فَنَنظُرُ فِي أَمرِنَا ثُمّ نَأتِيكَ فَخَلَا بَعضُهُم بِبَعضٍ فَيُصَادِقُوا فِيمَا بَينَهُم قَالَ السّيّدُ لِلعَاقِبِ قَد وَ اللّهِ عَلِمتُم أَنّ الرّجُلَ نبَيِ‌ّ فَلَو لَاعَنتُمُوهُ لَاستُؤصِلتُم وَ مَا لَاعَنَ قَومٌ قَطّ نَبِيّاً فَعَاشَ كَبِيرُهُم وَ نَبَتَ صَغِيرُهُم فَإِن أَنتُم لَم تَتّبِعُوهُ وَ أَبَيتُم إِلّا إِلفَ دِينِكُم فَوَادِعُوهُ وَ ارجِعُوا إِلَي بِلَادِكُم وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص خَرَجَ وَ مَعَهُ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن أَنَا دَعَوتُ فَأَمّنُوا أَنتُم فَأَبَوا أَن يُلَاعِنُوهُ وَ صَالَحُوهُ عَلَي الجِزيَةِ


صفحه : 265

وَ أَخرَجَ ابنُ أَبِي شَيبَةَ وَ سَعِيدُ بنُ مَنصُورٍ وَ عَبدُ بنُ حُمَيدٍ وَ ابنُ جَرِيرٍ وَ أَبُو نُعَيمٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ فَوَاعِدُوهُ لِغَدٍ فَغَدَا النّبِيّص وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ ع فَأَبَوا أَن يُلَاعِنُوهُ وَ صَالَحُوهُ عَلَي الجِزيَةِ فَقَالَ النّبِيّص لَقَد أتَاَنيِ‌ البِشرُ بِهَلَكَةِ أَهلِ نَجرَانَ حَتّي الطّيرِ عَلَي الشّجَرِ لَو تَمّوا عَلَي المُلَاعَنَةِ

وَ أَخرَجَ مُسلِمٌ وَ الترّمذِيِ‌ّ وَ ابنُ المُنذِرِ وَ الحَاكِمُ وَ البيَهقَيِ‌ّ فِي سُنَنِهِ عَن سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌

وَ أَخرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عَن عِلبَاءِ بنِ أَحمَرَ اليشَكرُيِ‌ّ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمالآيَةَ أَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ ابنَيهَا الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ دَعَا اليَهُودَ لِيُلَاعِنَهُم فَقَالَ شَابّ مِنَ اليَهُودِ وَيحَكُم أَ لَيسَ عَهِدَكُم بِالأَمسِ إِخوَانُكُمُ الّذِينَ مُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ لَا تُلَاعِنُوا فَانتَهَوا

.بيان قطع به علي بناء الفاعل أي جزم بحقيته ويقال قطع كفرح وكرم إذا لم يقدر علي الكلام أو علي بناء المفعول أي عجز أوحيل بينه و بين مايؤمله والخميلة القطيفة و كل ثوب له خمل .أقول روي ابن بطريق في العمدة نزول آية المباهلة فيهم بأسانيد من صحيح مسلم وتفسير الثعلبي‌ ومناقب ابن المغازلي‌

وَ رَوَي ابنُ الأَثِيرِ فِي جَامِعِ الأُصُولِ مِن صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُنَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌

.


صفحه : 266

و قال الطبرسي‌ رحمه الله أجمع المفسرون علي أن المراد بأبنائنا الحسن و الحسين ع قال أبوبكر الرازي‌ هذايدل علي أن الحسن و الحسين ابنا رسول الله و أن ولد الابنة ابن علي الحقيقة و قال ابن أبي علان و هوأحد أئمة المعتزلة هذايدل علي أن الحسن و الحسين ع كانا مكلفين في تلك الحال لأن المباهلة لاتجوز إلا مع البالغين و قال أصحابنا إن صغر السن ونقصانها عن حد بلوغ الحلم لاينافي‌ كمال العقل وإنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الأحكام الشرعية و كان سنهم في تلك الحال سنا لايمتنع معها أن يكونا كاملي‌ العقل علي أن عندنا يجوز أن يخرق الله العادات للأئمة ويخصهم بما لايشركهم فيه غيرهم فلو صح أن كمال العقل غيرمعتاد في تلك السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم ودلالة علي مكانهم من الله تعالي واختصاصهم به

وَ مِمّا يُؤَيّدُهُ مِنَ الأَخبَارِ قَولُ النّبِيّص ابناَي‌َ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَو قَعَدَا

وَ نِساءَنااتفقوا علي أن المراد به فاطمة ع لأنه لم يحضر المباهلة غيرها من النساء و هذايدل علي تفضيل الزهراء علي جميع النساءوَ أَنفُسَنايعني‌ عليا خاصة و لايجوز أن يكون المعني‌ به النبي ص لأنه هوالداعي‌ و لايجوز أن يدعو الإنسان نفسه وإنما يصح أن يدعو غيره و إذا كان قوله وَ أَنفُسَنا لابد أن يكون إشارة إلي غيرالرسول وجب أن يكون إشارة إلي علي ع لأنه لاأحد يدعي‌ دخول غير أمير المؤمنين ع وزوجته وولديه ع في المباهلة و هذايدل علي غاية الفضل وعلو الدرجة والبلوغ منه إلي حيث لايبلغه أحد إذ جعله الله سبحانه نفس الرسول و هذا ما لايدانيه أحد و لايقاربه انتهي .

أَقُولُ وَ يَدُلّ عَلَي كَونِ المُرَادِ بِأَنفُسِنَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مَا رَوَاهُ ابنُ حَجَرٍ فِي


صفحه : 267

صَوَاعِقِهِ رِوَايَةً عَنِ الداّرقَطُنيِ‌ّ أَنّ عَلِيّاً ع يَومَ الشّورَي احتَجّ عَلَي أَهلِهَا فَقَالَ لَهُم أَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل فِيكُم أَحَدٌ أَقرَبُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي الرّحِمِ منِيّ‌ وَ مَن جَعَلَهُ نَفسَهُ وَ أَبنَاءَهُ أَبنَاءَهُ وَ نِسَاءَهُ نِسَاءَهُ غيَريِ‌ قَالُوا أللّهُمّ لَا

انتهي . و لايخفي أن تخصيص هؤلاء من بين جميع أقاربه ص للمباهلة دون عباس وعقيل و جعفر وغيرهم لا يكون إلالأحد شيئين إما لكونهم أقرب الخلق إلي الله بعده حيث استعان بهم في الدعاء علي العدو دون غيرهم وإما لكونهم أعز الخلق عليه حيث عرضهم للمباهلة إظهارا لوثوقه علي حقيته حيث لم يبال بأن يدعو الخصم عليهم مع شدة حبه لهم وظاهر أن حبه ص لم يكن من جهة البشرية والأمور الدنيوية بل لم يكن يحب إلا من يحبه الله و لم يكن حبه إلاخالصا لله كيف لا و قدذم الله تعالي ورسوله ذلك في كثير من الآيات والأخبار و كل من يدعي‌ درجة نازلة من الولاية والمحبة يتبرأ من حب الأولاد والنساء والأقارب لمحض القربة أوللأغراض الفاسدة و قدنري كثيرا من الناس يذمهم العقلاء بأنهم يحبون بعض أولادهم مع أن غيرهم أعلم وأصلح وأتقي وأورع منهم وأيضا معلوم من سيرته ص أنه كان يعادي‌ كثيرا من عشائره لكونهم أعداء الله ويقاتلهم و كان يحب ويقرب الأباعد و من ليس له نسب و لاحسب لكونهم أولياء الله

كَمَا قَالَ سَيّدُ السّاجِدِينَ وَ وَالَي فِيكَ الأَبعَدِينَ وَ عَادَي فِيكَ الأَقرَبِينَ

.أيضا استدل المخالفون بخبرهم الموضوع المفتري لوكنت متخذا خليلا لاتخذت أبابكر خليلا علي فضله وكيف يثبت له فضل لوكانت خلته منوطة بالأغراض الدنيوية فإذاثبت ذلك فيرجع


صفحه : 268

هذاأيضا إلي كونهم أقرب الخلق وأحبهم إلي الله فيكونون أفضل من غيرهم فيقبح عقلا تقديم غيرهم عليهم وأيضا لماثبت أنه المقصود بنفس الرسول ص في هذه الآية و ليس المراد النفسية الحقيقية لامتناع اتحاد الاثنين وأقرب المجازات إلي الحقيقة اشتراكهما في الصفات والكمالات وخرجت النبوة بالدليل فبقي‌ غيرها و من جملتها وجوب الطاعة والرئاسة العامة والفضل علي من سواه وسائر الفضائل و لوتنزلنا عن ذلك فالمجاز الشائع الذائع في استعمال هذااللفظ كون الرجل عزيزا علي غيره وأحب الخلق إليه كنفسه فيدل أيضا علي أفضليته وإمامته بما مر من التقرير.أقول وذكر إمامهم الرازي‌ في التفسير والأربعين الاستدلال بهذه علي كون أمير المؤمنين ع أفضل من الأنبياء وسائر الصحابة عن بعض الإمامية بما مر لكن علي وجه مبسوط ثم قال في الجواب كما أن الإجماع انعقد علي أن النبي أفضل من الأنبياء فكذلك انعقد الإجماع علي أن الأنبياء أفضل من غيرهم وأعرض عن ذكر الصحابة لأنه لم يكن عنده فيهم جواب و ماذكره في الجواب عن الأنبياء فهو في غاية الوهن لأن الإجماع ألذي ادعاه إن أراد به إجماعهم فحجيته عندالإمامية ممنوعة و إن أراد إجماع الأمة فتحققه عندهم ممنوع لأن أكثر الإمامية قائلون بكون أئمتنا ع أفضل


صفحه : 269

من سائر الأنبياء وأخبارهم الدالة علي ذلك مستفيضة عندهم و لم يتصرف في سائر المقدمات و لم يتعرض لمنعها ودفعها مع أنه إمام المشككين عندهم لغاية متانتها ووضوحها ولنتعرض لدفع بعض الشبه الواهية والمنوع الباردة التي‌ يمكن أن يخطر ببال بعض المتعسفين فنقول إن قال قائل يمكن أن تكون الدعوة متعلقة بالنفس مجازا و ماارتكبتموه من التجوز ليس بأولي من هذاالمجاز فنقول يمكن الجواب عنه بوجهين الأول أن التجوز في النفس أشهر وأشيع عندالعرب والعجم فيقول أحدهم لغيره ياروحي‌ و يانفسي‌ و في خصوص هذه المادة وردت روايات كثيرة بهذا المعني من الجانبين كماسنذكره في باب اختصاصه ع به

وَ قَد وَرَدَ فِي صِحَاحِهِم أَنّهُص قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع أَنتَ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنكَ وَ قَالَ عَلِيّ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ رأَسيِ‌ مِن جسَدَيِ‌ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي بِمَنزِلَةِ روُحيِ‌ مِن جسَدَيِ‌ وَ قَولُهُص لَأَبعَثَنّ إِلَيكُم رَجُلًا كنَفَسيِ‌

وأمثال ذلك كثيرة فكل ذلك قرينة مرجحة لهذا المجاز. والثاني‌ أن نقول الآية علي جميع محتملاتها تدل علي فضله ع وكونه أولي بالإمامة لأن قوله تعالي نَدعُبصيغة التكلم إما باعتبار دخول المخاطبين أوللتعظيم أولدخول الأمة أوالصحابة و علي الأخيرين يكون المعني ندع أبناءنا وتدعوا أبناءكم و لايخفي أن الأول أظهر و هوأيضا في باد‌ئ النظر يحتمل الوجهين الأول أن يكون المعني يدعو كل منا ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه الثاني‌ أن يكون المعني يدعو كل منا ومنكم أبناء الجانبين وهكذا والأول أظهر كماصرح به أكثر المفسرين و هذه الاحتمالات لامدخل لها فيما نحن بصدده وسيظهر حالها فيما سنورده في الوجوه الآتية و أماجمعية الأبناء والنساء والأنفس فيحتمل أن تكون للتعظيم أولدخول الأمة أو


صفحه : 270

الصحابة فيها أولدخول المخاطبين فيهافيكون التقدير أبناءنا وإياكم و يكون إعادة الأبناء لمرجوحية العطف علي الضمير المجرور بدون إعادة الجار أوتكون الجمعية باعتبار أنه بظاهر الحال كان يحتمل أن يكون من يصلح للمباهلة جماعة من كل صنف فلما لم يجد من يصلح لذلك من جانبه سوي هؤلاء اقتصر عليهم وتعيين الجماعة قبل تحقيق المباهلة لم يكن ضرورا وكذا جمعية الضمير في أبناءنا ونساءنا وأنفسنا تحتمل ماسوي الوجه الثالث والوجه الثالث في الأول أيضا بعيد جدا لأنه معلوم أن دعوة كل منهما تختص بفريقه .فنرجع ونقول لوكانت الجمعية للتعظيم و كان المراد نفس من تصدي للمباهلة و كان المتصدي‌ لها من هذاالجانب الرسول فلاوجه لإدخال أمير المؤمنين ع في ذلك مع أنه كان داخلا باتفاق الفريقين ورواياتهم و كان للنصاري أن يقول لم أتيت به و هو لم يكن داخلا فيمن شرطنا إلا أن يقولوا كان لشدة الاختصاص والتناسب وقرب المنزلة بمنزلة نفسه فلذا أتي به و هو مع بعده لوارتكبته كان مستلزما لمقصودنا علي أتم وجه بل هوأدعي لمطلوبنا من الوجه ألذي دفعتم فقد وقعتم فيما منه فررتم . و أماالوجه الثاني‌ فنقول لوكانت الأمة والصحابة داخلين في المباهلة فلم لم يأت بجميع من حضر منهم إلا أن يقال إحضار الجميع لما كان موجبا للغوغاء العام وموهما لعدم اعتماده علي حقيته بل كان اعتماده علي كثرة الناس ليرهب به العدو أوليتكل علي دعائهم فلذلك أتي بنفسه لأنه كان نبيهم وأولي بهم وضامنا لصحة معتقدهم وبعلي‌ ع لأنه كان إمامهم وقائدهم وأولي بهم والشاهد علي صحة نبوة نبيهم والتالي‌ له في الفضل ولاتحاد أبنائهما وانتساب فاطمة ع إليهما فأتي كل منهما مع


صفحه : 271

أبنائه ونسائه نيابة عن جميع الأمة و إلا فلاوجه لتخصيصه ع من بين سائر الصحابة فهذا أصرح في مقصودنا وأقوي في إثبات مطلوبنا وكذا الوجه الرابع يتضمن ثبوت المدعي إذ لو لم يكن في جميع الأمة والصحابة من يصلح للمباهلة غيرهم فهم أقرب الخلق إلي الله والرسول وأولي بالإمامة وسائر المنازل الشريفة من سائر الصحابة. فإن قيل الحمل علي أقرب المجازات إنما يكون متعينا لو لم يكن معني آخر شائعا ومعلوم أن إطلاق النفس علي الغير في مقام إظهار غاية المحبة والاختصاص شائع قلنا مامر من الأخبار بعدالتأمل فيهاكانت أقوي القرائن علي هذاالمعني و لوسلم فدلالته علي الأولوية في الإمامة والخلافة ثابتة بهذا الوجه أيضا كماعرفت و هومقصودنا الأهم في هذاالمقام . و أماالفضل علي الأنبياء فهو ثابت بأخبارنا المستفيضة و لاحاجة لنا إلي الاستدلال بالآية و إن كانت عندالمنصف ظاهرة الدلالة و في المقام تحقيقات ظريفة وكلمات شريفة أسلفناها مع جل الأخبار المتعلقة بهذا المطلوب في كتاب النبوة وإنما أوردنا هاهنا قليلا من كثير لئلا يخلو هذاالمجلد عن جملة منهاوَ اللّهُ المُستَعانُ


صفحه : 272

باب 8- قوله تعالي وَ النّجمِ إِذا هَوي

ونزول الكوكب في داره ع

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ سَعِيدٍ عَن فُرَاتٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ عَن عَاصِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جُوَيبِرٍ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَصَلّينَا العِشَاءَ الآخِرَةَ ذَاتَ لَيلَةٍ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا سَلّمَ أَقبَلَ عَلَينَا بِوَجهِهِ ثُمّ قَالَ أَمَا إِنّهُ سَيَنقَضّ كَوكَبٌ مِنَ السّمَاءِ مَعَ طُلُوعِ الفَجرِ فَيَسقُطُ فِي دَارِ أَحَدِكُم فَمَن سَقَطَ ذَلِكَ الكَوكَبُ فِي دَارِهِ فَهُوَ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ وَ الإِمَامُ بعَديِ‌ فَلَمّا كَانَ قُربُ الفَجرِ جَلَسَ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا فِي دَارِهِ يَنتَظِرُ سُقُوطَ الكَوكَبِ فِي دَارِهِ وَ كَانَ أَطمَعَ القَومِ فِي ذَلِكَ أَبِي العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فَلَمّا طَلَعَ الفَجرُ انقَضّ الكَوكَبُ مِنَ الهَوَاءِ فَسَقَطَ فِي دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ يَا عَلِيّ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالنّبُوّةِ لَقَد وَجَبَت لَكَ الوَصِيّةُ وَ الخِلَافَةُ وَ الإِمَامَةُ بعَديِ‌ فَقَالَ المُنَافِقُونَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ وَ أَصحَابُهُ لَقَد ضَلّ مُحَمّدٌ فِي مَحَبّةِ ابنِ عَمّهِ وَ غَوَي وَ مَا يَنطِقُ فِي شَأنِهِ إِلّا بِالهَوَي فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ النّجمِ إِذا هَوي يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ خَالِقِ النّجمِ إِذَا هَوَيما ضَلّ صاحِبُكُميعَنيِ‌ فِي مَحَبّةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ


صفحه : 273

عَنِ الهَوييعَنيِ‌ فِي شَأنِهِإِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي

وَ حدَثّنَيِ‌ بِهَذَا الحَدِيثِ شَيخٌ لِأَهلِ الريّ‌ّ يُقَالُ لَهُ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الصّقرِ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ بَسّامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الهَيثَمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن أَبِي إِسحَاقَ الفزَاَريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع عَنِ ابنِ عَبّاسٍ بِمِثلِ ذَلِكَ إِلّا أَنّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ يهَويِ‌ كَوكَبٌ مِنَ السّمَاءِ مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ فَيَسقُطُ فِي دَارِ أَحَدِكُم

وَ حَدّثَنَا أَيضاً القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الكوُفيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ السجّزيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ الحُسَينِ المشَهدَيِ‌ّ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن رَبِيعَةَ السعّديِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ ابنَ عَبّاسٍ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ النّجمِ إِذا هَوي قَالَ هُوَ النّجمُ ألّذِي هَوَي مَعَ طُلُوعِ الفَجرِ فَسَقَطَ فِي حُجرَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ كَانَ أَبِي العَبّاسُ يُحِبّ أَن يَسقُطَ ذَلِكَ النّجمُ فِي دَارِهِ فَيَحُوزَ الوَصِيّةَ وَ الخِلَافَةَ وَ الإِمَامَةَ وَ لَكِن أَبَي اللّهُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ غَيرَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مَنصُورِ بنِ الأَسوَدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ لَمّا مَرِضَ النّبِيّص مَرَضَهُ ألّذِي قَبَضَهُ اللّهُ فِيهِ اجتَمَعَ عَلَيهِ أَهلُ بَيتِهِ وَ أَصحَابُهُ وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِن حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَمَن لَنَا بَعدَكَ وَ مَنِ القَائِمُ فِينَا بِأَمرِكَ فَلَم يُجِبهُم جَوَاباً وَ سَكَتَ عَنهُم فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ أَعَادُوا عَلَيهِ القَولَ فَلَم يُجِبهُم عَن شَيءٍ مِمّا سَأَلُوهُ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ قَالُوا لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِن حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَمَن لَنَا مِن بَعدِكَ وَ مَنِ القَائِمُ فِينَا بِأَمرِكَ فَقَالَ لَهُم إِذَا كَانَ غَداً هَبَطَ نَجمٌ مِنَ السّمَاءِ فِي دَارِ رَجُلٍ مِن أصَحاَبيِ‌ فَانظُرُوا مَن هُوَ فَهُوَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيكُم مِن بعَديِ‌ وَ القَائِمُ فِيكُم بأِمَريِ‌ وَ لَم يَكُن فِيهِم أَحَدٌ إِلّا وَ هُوَ يَطمَعُ أَن يَقُولَ لَهُ أَنتَ القَائِمُ مِن بعَديِ‌ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الرّابِعُ جَلَسَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم فِي حُجرَتِهِ يَنتَظِرُ هُبُوطَ النّجمِ إِذَا انقَضّ نَجمٌ مِنَ السّمَاءِ قَد غَلَبَ نُورُهُ عَلَي ضَوءِ الدّنيَا حَتّي وَقَعَ فِي حُجرَةِ


صفحه : 274

عَلِيّ ع فَهَاجَ القَومُ وَ قَالُوا وَ اللّهِ لَقَد ضَلّ هَذَا الرّجُلُ وَ غَوَي وَ مَا يَنطِقُ فِي ابنِ عَمّهِ إِلّا بِالهَوَي فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي ذَلِكَوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي إِلَي آخِرِ السّورَةِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَنهُ ع مِثلَهُ ثُمّ قَالَ وَ يُقَالُ وَ نَزَلَفَكُلّما جاءَكُم رَسُولٌ بِما لا تَهوي أَنفُسُكُمُ

وَ فِي رِوَايَةِ نَوفٍ البكِاَليِ‌ّ أَنّهُ سَقَطَ فِي مَنزِلِ عَلِيّ نَجمٌ أَضَاءَت لَهُ المَدِينَةُ وَ مَا حَولَهَا وَ النّجمُ كَانَتِ الزّهرَةَ وَ قِيلَ بَلِ الثّرَيّا

3-يل ،[الفضائل لابن شاذان ] قَالَ بَعضُ الثّقَاتِاجتَمَعَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص فِي عَامِ فَتحِ مَكّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِن شَأنِ الأَنبِيَاءِ إِذَا استَقَامَ أَمرُهُم أَن يَدُلّوا عَلَي وصَيِ‌ّ مِن بَعدِهِم يَقُومُ بِأَمرِهِم فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد وعَدَنَيِ‌ أَن يُبَيّنَ لِي هَذِهِ اللّيلَةَ وَصِيّاً مِن بعَديِ‌ وَ الخَلِيفَةَ ألّذِي يَقُومُ بأِمَريِ‌ بِآيَةٍ تَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ فَلَمّا فَرَغَ النّاسُ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ مِن تِلكَ اللّيلَةِ وَ دَخَلُوا البُيُوتَ وَ كَانَت لَيلَةَ ظَلَامٍ لَا قَمَرٍ فَإِذَا نَجمٌ قَد نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ بدِوَيِ‌ّ عَظِيمٍ وَ شُعَاعٍ هَائِلٍ حَتّي وَقَفَ عَلَي ذِروَةِ حُجرَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ صَارَتِ الحُجرَةُ كَالنّهَارِ أَضَاءَتِ الدّورُ بِشُعَاعِهِ فَفَزِعَ النّاسُ وَ جَاءُوا يُهرَعُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ يَقُولُونَ إِنّ الآيَةَ التّيِ‌ وَعَدتَنَا بِهَا قَد نَزَلَت وَ هُوَ نَجمٌ


صفحه : 275

وَ قَد نَزَلَ عَلَي ذِروَةِ دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ النّبِيّص فَهُوَ الخَلِيفَةُ مِن بعَديِ‌ وَ القَائِمُ مِن بعَديِ‌ وَ الوصَيِ‌ّ مِن بعَديِ‌ وَ الولَيِ‌ّ بِأَمرِ اللّهِ تَعَالَي فَأَطِيعُوهُ وَ لَا تُخَالِفُوهُ فَخَرَجُوا مِن عِندِهِ فَقَالَ الأَوّلُ للِثاّنيِ‌ مَا يَقُولُ فِي ابنِ عَمّهِ إِلّا بِالهَوَي وَ قَد رَكِبَتهُ الغَوَايَةُ فِيهِ حَتّي لَو يُرِيدُ أَن يَجعَلَهُ نَبِيّاً مِن بَعدِهِ لَفَعَلَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي وَ قَالَ فِي ذَلِكَ العوَنيِ‌ّ شِعراً


مَن صَاحِبُ الدّارِ التّيِ‌ انقَضّ بِهَا   نَجمٌ مِنَ الأُفقِ فَأَنكَرتُم لَهَا

فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الهاَديِ‌ عَن آبَائِهِ ع عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ مِثلَهُ بِأَدنَي تَغيِيرٍ

4- فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ أَنّهُ قَالَ أعُطيِ‌َ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ خَمسَ خِصَالٍ لَو كَانَ لِي وَاحِدَةٌ لَكَانَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالُوا وَ مَا هيِ‌َ يَا عُمَرُ قَالَ الأُولَي تَزوِيجُهُ بِفَاطِمَةَ ع وَ فَتحُ بَابِهِ إِلَي المَسجِدِ حِينَ سُدّت أَبوَابُنَا وَ انقِضَاضُ النّجمِ فِي حُجرَتِهِ وَ يَومَ خَيبَرَ قَولُ رَسُولِ اللّهِص لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ يَفتَحُ اللّهُ عَلَي يَدِهِ وَ اللّهِ لَقَد كُنتُ أَرجُو أَن يَكُونَ لِي ذَلِكَ


صفحه : 276

5-إِرشَادُ القُلُوبِ،بِالإِسنَادِ إِلَي البَاقِرِ ع قَالَ لَمّا كَثُرَ قَولُ المُنَافِقِينَ وَ حُسّادُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِيمَا يُظهِرُهُ رَسُولُ اللّهِص مِن فَضلِ عَلِيّ ع وَ يَنُصّ عَلَيهِ وَ يَأمُرُ بِطَاعَتِهِ وَ يَأخُذُ البَيعَةَ لَهُ عَلَي كُبَرَائِهِم وَ مَن لَا يُؤمِنُ غَدَرَهُ وَ يَأمُرُهُم بِالتّسلِيمِ عَلَيهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ يَقُولُ لَهُم إِنّهُ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ وَ قاَضيِ‌ ديَنيِ‌ وَ مُنجِزُ عدِتَيِ‌ وَ الحُجّةُ لِلّهِ عَلَي خَلقِهِ مِن بعَديِ‌ مَن أَطَاعَهُ سَعِدَ وَ مَن خَالَفَهُ ضَلّ وَ شقَيِ‌َ قَالَ المُنَافِقُونَ لَقَد ضَلّ مُحَمّدٌ فِي ابنِ عَمّهِ عَلِيّ وَ غَوَي وَ جُنّ وَ اللّهِ مَا أَفتَنَهُ فِيهِ وَ حَبّبَهُ إِلَيهِ إِلّا قَتلُ الشّجعَانِ وَ الأَقرَانِ وَ الفُرسَانِ يَومَ بَدرٍ وَ غَيرِهَا مِن قُرَيشٍ وَ سَائِرِ العَرَبِ وَ اليَهُودِ وَ إِنّ كُلّ مَا يَأتِينَا بِهِ وَ يُظهِرُ فِي عَلِيّ مِن هَوَاهُ وَ كُلّ ذَلِكَ يَبلُغُ رَسُولَ اللّهِص حَتّي اجتَمَعَتِ التّسعَةُ المُفسِدُونَ فِي الأَرضِ فِي دَارِ الأَقرَعِ بنِ حَابِسٍ التمّيِميِ‌ّ وَ كَانَ يَسكُنُهَا فِي ذَلِكَ الوَقتِ صُهَيبٌ الروّميِ‌ّ وَ هُمُ التّسعَةُ الّذِينَ إِذَا عُدّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَعَهُم كَانَ عِدّتُهُم عَشَرَةً وَ هُم أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ سَعدٌ وَ سَعِيدٌ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ الزهّريِ‌ّ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ فَقَالُوا لَقَد أَكثَرَ مُحَمّدٌ فِي حَقّ عَلِيّ حَتّي لَو أَمكَنَهُ أَن يَقُولَ لَنَا اعبُدُوهُ لَقَالَ فَقَالَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ لَيتَ مُحَمّداً أَتَانَا فِيهِ بِآيَةٍ مِنَ السّمَاءِ كَمَا آتَاهُ اللّهُ فِي نَفسِهِ مِنَ الآيَاتِ مِثلَ انشِقَاقِ القَمَرِ وَ غَيرِهِ فَبَاتُوا تِلكَ لَيلَتَهُم فَنَزَلَ نَجمٌ مِنَ السّمَاءِ حَتّي صَارَ فِي ذِروَةٍ بِجِدَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُتَعَلّقاً يضُيِ‌ءُ فِي سَائِرِ المَدِينَةِ حَتّي دَخَلَ ضِيَاؤُهُ فِي البُيُوتِ وَ فِي الآبَارِ وَ فِي المَغَارَاتِ وَ فِي المَوَاضِعِ المُظلِمَةِ مِن بُيُوتِ النّاسِ فَذُعِرَ أَهلُ المَدِينَةِ ذُعراً شَدِيداً وَ خَرَجُوا وَ هُم لَا يَعلَمُونَ ذَلِكَ النّجمَ عَلَي دَارِ مَن نَزَلَ وَ لَا أَينَ هُوَ


صفحه : 277

مُتَعَلّقٌ وَ لَكِن يَرَونَهُ عَلَي بَعضِ مَنَازِلِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا سَمِعَ رَسُولُ اللّهِص ضَجِيجَ النّاسِ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ وَ نَادَي فِي النّاسِ مَا ألّذِي أَرعَبَكُم وَ أَخَافَكُم هَذَا النّجمُ عَلَي دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَ فَلَا تَقُولُونَ لِمُنَافِقِيكُمُ التّسعَةِ الّذِينَ اجتَمَعُوا فِي أَمسِكُم فِي دَارِ صُهَيبٍ الروّميِ‌ّ فَقَالُوا فِيّ وَ فِي عَلِيّ أخَيِ‌ مَا قَالُوهُ وَ قَالَ قَائِلٌ مِنهُم لَيتَ مُحَمّداً أَتَانَا فِيهِ بِآيَةٍ مِنَ السّمَاءِ كَمَا أَتَانَا بِآيَةٍ فِي نَفسِهِ مِن شَقّ القَمَرِ وَ غَيرِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذَا النّجمَ مُتَعَلّقاً عَلَي مَشرَبَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ بقَيِ‌َ إِلَي أَن غَابَ كُلّ نَجمٍ فِي السّمَاءِ وَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص صَلَاةَ الفَجرِ مُغَلّساً وَ أَقبَلَ النّاسُ يَقُولُونَ مَا بقَيِ‌َ نَجمٌ فِي السّمَاءِ وَ هَذَا النّجمُ مُعَلّقٌ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص هَذَا حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ قَد أَنزَلَ عَلَي هَذَا النّجمِ قُرآناً تَسمَعُونَهُ ثُمّ قَرَأَوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي ثُمّ ارتَفَعَ النّجمُ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهِ وَ الشّمسُ قَد بَزَغَت وَ غَابَ النّجمُ فِي السّمَاءِ فَقَالَ بَعضُ المُنَافِقِينَ لَو شَاءَ اللّهُ لَأَمَرَ هَذِهِ الشّمسَ فَنَادَت بِاسمِ عَلِيّ وَ قَالَت هَذَا رَبّكُم فَاعبُدُوهُ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَخَبّرَ النّبِيّ بِمَا قَالُوا وَ كَانَ ذَلِكَ فِي لَيلَةِ الخَمِيسِ وَ صَبِيحَتِهِ فَأَقبَلَ بِوَجهِهِ الكَرِيمِ عَلَي النّاسِ وَ قَالَ استَدعَوا لِي عَلِيّاً مِن مَنزِلِهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ قَوماً مِن منُاَفقِيِ‌ أمُتّيِ‌ مَا قَنِعُوا بِآيَةِ النّجمِ حَتّي قَالُوا لَو شَاءَ مُحَمّدٌ لَأَمَرَ الشّمسَ أَن تنُاَديِ‌َ بِاسمِ عَلِيّ وَ يَقُولَ هَذَا رَبّكُم فَاعبُدُوهُ فَإِنّكَ يَا عَلِيّ فِي غَدٍ بَعدَ صَلَاةِ الفَجرِ تَخرُجُ معَيِ‌ إِلَي بَقِيعِ الغَرقَدِ فَقِف نَحوَ مَطلَعِ الشّمسِ فَإِذَا بَزَغَتِ الشّمسُ فَادعُ بِدَعَوَاتٍ


صفحه : 278

أَنَا أُلَقّنُكَ إِيّاهَا وَ قُل لِلشّمسِ السّلَامُ عَلَيكِ يَا خَلقَ اللّهِ الجَدِيدَ وَ اسمَع مَا تَقُولُ لَكَ وَ مَا تَرُدّ عَلَيكَ وَ انصَرِف إلِيَ‌ّ بِهِ فَسَمِعَ النّاسُ مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ سَمِعَ التّسعَةُ المُفسِدُونَ فِي الأَرضِ فَقَالَ بَعضُهُم لَا تَزَالُونَ تُغرُونَ مُحَمّداً بِأَن يُظهِرَ فِي ابنِ عَمّهِ عَلِيّ كُلّ آيَةٍ وَ لَيسَ مِثلُ مَا قَالَ مُحَمّدٌ فِي هَذَا اليَومِ فَقَالَ اثنَانِ مِنهُم وَ أَقسَمَا بِاللّهِ جَهدَ أَيمَانِهِمَا وَ هُمَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ إِنّهُمَا لَيَحضُرَانِ البَقِيعَ حَتّي يَنظُرَا وَ يَسمَعَا مَا يَكُونُ مِن عَلِيّ وَ الشّمسِ فَلَمّا صَلّي رَسُولُ اللّهِص الفَجرَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَعَهُ فِي الصّلَاةِ أَقبَلَ عَلَيهِ وَ قَالَ قُم يَا أَبَا الحَسَنِ إِلَي مَا أَمَرَكَ اللّهُ بِهِ وَ رَسُولُهُ فَأتِ البَقِيعَ حَتّي تَقُولَ لِلشّمسِ مَا قُلتُ لَكَ وَ أَسَرّ إِلَيهِ سِرّاً كَانَ فِيهِ الدّعَوَاتُ التّيِ‌ عَلّمَهُ إِيّاهَا فَخَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَسعَي إِلَي البَقِيعِ حَتّي بَزَغَتِ الشّمسُ فَهَمهَمَ بِذَلِكَ الدّعَاءِ هَمهَمَةً لَم يَعرِفُوهَا وَ قَالُوا هَذِهِ الهَمهَمَةُ مَا عَلّمَهُ مُحَمّدٌ مِن سِحرِهِ وَ قَالَ لِلشّمسِ السّلَامُ عَلَيكِ يَا خَلقَ اللّهِ الجَدِيدَ فَأَنطَقَهَا اللّهُ بِلِسَانٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍ وَ قَالَت السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ وَ وَصِيّهُ أَشهَدُ أَنّكَ الأَوّلُ وَ الآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ البَاطِنُ وَ أَنّكَ عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ حَقّاً فَارتَعَدُوا وَ اختَلَطَت عُقُولُهُم وَ انكَفَئُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص مُسوَدّةً وُجُوهُهُم تَفِيضُ أَنفُسُهُم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا العَجَبُ العَجِيبُ لَم نَسمَع مِنَ الأَوّلِينَ وَ لَا مِنَ المُرسَلِينَ وَ لَا فِي الأُمَمِ الغَابِرَةِ القَدِيمَةِ كُنتَ تَقُولُ لَنَا إِنّ عَلِيّاً لَيسَ بِبَشَرٍ وَ هُوَ رَبّكُم فَاعبُدُوهُ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 279

بِمَحضَرٍ مِنَ النّاسِ فِي مَسجِدِهِ تَقُولُونَ مَا قَالَتِ الشّمسُ وَ تَشهَدُونَ بِمَا سَمِعتُم قَالُوا يَحضُرُ عَلِيّ فَيَقُولُ فَنَسمَعُ وَ نَشهَدُ بِمَا قَالَ لِلشّمسِ وَ مَا قَالَت لَهُ الشّمسُ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص لَا بَل تَقُولُونَ فَقَالُوا قَالَ عَلِيّ لِلشّمسِ السّلَامُ عَلَيكِ يَا خَلقَ اللّهِ الجَدِيدَ بَعدَ أَن هَمهَمَ هَمهَمَةً تَزَلزَلَت مِنهَا البَقِيعُ فَأَجَابَتهُ الشّمسُ وَ قَالَت وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ وَ وَصِيّهُ أَشهَدُ أَنّكَ الأَوّلُ وَ الآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ البَاطِنُ وَ أَنّكَ عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِ حَقّاً فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَصّنَا بِمَا تَجهَلُونَ وَ أَعطَانَا مَا لَا تَعلَمُونَ ثُمّ قَالَ قَد تَعلَمُونَ أنَيّ‌ وَاخَيتُ عَلِيّاً دُونَكُم وَ أَشهَدتُكُم أَنّهُ وصَيِيّ‌ فَمَا ذَا أَنكَرتُم عَسَاكُم تَقُولُونَ مَا قَالَت لَهُ الشّمسُ إِنّكَالأَوّلُ وَ الآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ الباطِنُقَالُوا نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ لِأَنّكَ أَخبَرتَنَا بِأَن اللّهَهُوَ الأَوّلُ وَ الآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ الباطِنُ فِي كِتَابِهِ المُنزَلِ عَلَيكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَيحَكُم وَ أَنّي لَكُم بِعِلمِ مَا قَالَت لَهُ الشّمسُ أَمّا قَولُهَا إِنّكَ الأَوّلُ فَصَدَقَت إِنّهُ أَوّلُ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ مِمّن دَعَوتُهُ إِلَي الإِيمَانِ مِنَ الرّجَالِ وَ خَدِيجَةُ مِنَ النّسَاءِ وَ أَمّا قَولُهَا الآخِرُ فَإِنّهُ آخِرُ الأَوصِيَاءِ وَ أَنَا خَاتَمُ الأَنبِيَاءِ وَ خَاتَمُ الرّسُلِ وَ أَمّا قَولُهَا الظّاهِرُ فَإِنّهُ ظَهَرَ عَلَي كُلّ مَا أعَطاَنيِ‌َ اللّهُ مِن عِلمِهِ فَمَا عَلِمَهُ معَيِ‌ غَيرُهُ وَ لَا يَعلَمُهُ بعَديِ‌ سِوَاهُ وَ مَنِ ارتَضَاهُ لِسِرّهِ مِن وُلدِهِ وَ أَمّا قَولُهَا البَاطِنُ فَهُوَ وَ اللّهِ البَاطِنُ عَلَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ سَائِرِ الكُتُبِ المُنزَلَةِ عَلَي النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ مَا زاَدنَيِ‌َ اللّهُ تَعَالَي مِن عِلمِ مَا لَم يَعلَمُوهُ وَ فَضلِ مَا لَم يُعطَوهُ فَمَا ذَا تُنكِرُونَ فَقَالُوا بِأَجمَعِهِم نَحنُ نَستَغفِرُ اللّهَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَو عَلِمنَا مَا تَعلَمُ لَسَقَطَ الإِقرَارُ بِالفَضلِ لَكَ


صفحه : 280

وَ لعِلَيِ‌ّ فَاستَغفِرِ اللّهَ لَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُسَواءٌ عَلَيهِم أَستَغفَرتَ لَهُم أَم لَم تَستَغفِر لَهُم لَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُم إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الفاسِقِينَ وَ هَذَا فِي سُورَةِ المُنَافِقِينَ فَهَذَا مِن دَلَائِلِهِ ع

بيان في القاموس الغرقد شجر عظام أوهي‌ العوسج إذاعظم وبقيع الغرقد مقبرة المدينة علي ساكنها السلام لأنه كان منبتها و قال انكفأ رجع

6- مد،[العمدة]مَنَاقِبُ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ عَنِ ابنِ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَن رَبِيعَةَ بنِ مُحَمّدٍ الطاّئيِ‌ّ عَن ثَوبَانَ عَن دَاوُدَ عَن مَالِكِ بنِ غَسّانَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ قَالَ انقَضّ كَوكَبٌ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص انظُرُوا إِلَي هَذَا الكَوكَبِ فَمَنِ انقَضّ فِي دَارِهِ فَهُوَ الخَلِيفَةُ مِن بعَديِ‌ فَنَظَرُوا فَإِذَا قَدِ انقَضّ فِي مَنزِلِ عَلِيّ ع فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ النّجمِ إِذا هَوي

7-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ مُعَنعَناً عَن عَائِشَةَ قَالَتبَينَا النّبِيّ جَالِسٌ إِذ قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ مَن أَخيَرُ النّاسِ بَعدَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَشَارَ إِلَي نَجمٍ فِي السّمَاءِ فَقَالَ مَن سَقَطَ هَذَا النّجمُ فِي دَارِهِ فَقَالَ القَومُ فَمَا بَرِحنَا حَتّي سَقَطَ النّجمُ فِي دَارِ عَلِيّ ع فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ بَعضُ أَصحَابِهِ مَا أَشَدّ مَا رَفَعَ بِضَبعِ ابنِ عَمّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ


صفحه : 281

تَعَالَيوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي مُحَمّدٌص وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي أَنَا أَوحَيتُهُ إِلَيهِ

8- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو الحَسَنِ أَحمَدُ بنُ صَالِحٍ الهمَداَنيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُرَيدٍ الأسَلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ انقَضّ نَجمٌ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ النّبِيّص مَن وَقَعَ هَذَا النّجمُ فِي دَارِهِ فَهُوَ الخَلِيفَةُ فَوَقَعَ النّجمُ فِي دَارِ عَلِيّ ع فَقَالَ قُرَيشٌ ضَلّ مُحَمّدٌ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي

9-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الشيّباَنيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن نَوفٍ البكِاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَجَاءَت جَمَاعَةٌ مِن قُرَيشٍ إِلَي النّبِيّص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ انصِب لَنَا عَلَماً يَكُونُ لَنَا مِن بَعدِكَ لنِهَتدَيِ‌َ وَ لَا نَضِلّ كَمَا ضَلّت بَنُو إِسرَائِيلَ بَعدَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ فَقَد قَالَ رَبّكَ سُبحَانَهُإِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَ وَ لَسنَا لِنَطمَعَ أَن تُعَمّرَ فِينَا مَا عُمّرَ نُوحٌ فِي قَومِهِ وَ قَد عَرَفتَ مُنتَهَي أَجَلِكَ وَ نُرِيدُ أَن نهَتدَيِ‌َ وَ لَا نَضِلّ قَالَ إِنّكُم قَرِيبُو عَهدٍ بِالجَاهِلِيّةِ وَ فِي قُلُوبِ أَقوَامٍ أَضغَانٌ وَ عَسَيتَ إِن فَعَلتَ أَن لَا تَقبَلُوا وَ لَكِن مَن كَانَ فِي مَنزِلِهِ اللّيلَةَ آيَةٌ مِن غَيرِ ضَيرٍ فَهُوَ صَاحِبُ الحَقّ قَالَ فَلَمّا صَلّي النّبِيّص العِشَاءَ وَ انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ سَقَطَ فِي منَزلِيِ‌ نَجمٌ أَضَاءَت لَهُ المَدِينَةُ وَ مَا حَولَهَا


صفحه : 282

وَ انفَلَقَ بِأَربَعِ فِلَقٍ وَ انشَعَبَ فِي كُلّ شِعبٍ فِلقَةٌ مِن غَيرِ ضَيرٍ قَالَ نَوفٌ قَالَ لِي جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ إِنّ القَومَ أَصَرّوا عَلَي ذَلِكَ وَ أَمسَكُوا فَلَمّا أَوحَي اللّهُ إِلَي نَبِيّهِ أَن ارفَع بِضَبعِ ابنِ عَمّكَ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ أَخَافُ مِن تَشَتّتِ قُلُوبِ القَومِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِيا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلّغتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِفَأَمَرَ النّبِيّص بِلَالًا أَن ينُاَديِ‌َ بِالصّلَاةِ جَامِعَةً فَاجتَمَعَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ تَعَالَي وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ لَكُمُ اليَومَ الشّرَفُ صُفّوا صُفُوفَكُم ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ العَرَبِ لَكُمُ اليَومَ الشّرَفُ صُفّوا صُفُوفَكُم ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ الموَاَليِ‌ لَكُمُ اليَومَ الشّرَفُ صُفّوا صُفُوفَكُم ثُمّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَ طِرسٍ فَأَمَرَ وَ كُتِبَ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ شَهِدتُم قَالُوا نَعَم قَالَ أَ فَتَعلَمُونَ أَنّ اللّهَ مَولَاكُم قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ أَ فَتَعلَمُونَ أنَنّيِ‌ مَولَاكُم قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَقَبَضَ عَلَي ضَبعِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَرَفَعَهُ فِي النّاسِ حَتّي تَبَيّنَ بَيَاضُ إِبطَيهِ ثُمّ قَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فَهَذَا عَلِيّ مَولَاهُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ انصُر مَن نَصَرَهُ وَ اخذُل مَن خَذَلَهُ وَ فِيهِ كَلَامٌ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحيفَأَوحَي إِلَيهِيا أَيّهَا الرّسُولُ


صفحه : 283

بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ

بيان الضبع بسكون الباء وسط العضد والطرس بالكسر الصحيفة

10- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي بنِ زَكَرِيّا مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ لَمّا أَقَامَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ غَدِيرِ خُمّ فَذَكَرَ كَلَاماً فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي لِسَانِ جَبرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ مُنزِلٌ غَداً ضَحوَةً نَجماً مِنَ السّمَاءِ يَغلِبُ ضَوؤُهُ عَلَي ضَوءِ الشّمسِ فَأَعلِم أَصحَابَكَ أَنّهُ مَن سَقَطَ ذَلِكَ النّجمُ فِي دَارِهِ فَهُوَ الخَلِيفَةُ مِن بَعدِكَ وَ أَعلَمَهُم رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ يَسقُطُ غَداً مِنَ السّمَاءِ نَجمٌ يَغلِبُ ضَوؤُهُ عَلَي ضَوءِ الشّمسِ فَمَن سَقَطَ النّجمُ فِي دَارِهِ فَهُوَ الخَلِيفَةُ مِن بعَديِ‌ فَجَلَسُوا كُلّهُم فِي مَنزِلِهِ يَتَوَقّعُ أَن يَسقُطَ النّجمُ فِي مَنزِلِهِ فَمَا لَبِثُوا أَن سَقَطَ النّجمُ فِي مَنزِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ ع فَاجتَمَعَ القَومُ وَ قَالُوا وَ اللّهِ مَا تَكَلّمَ فِيهِ إِلّا بِالهَوَي فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحيإلِيَ‌ّأَ فَتُمارُونَهُ عَلي ما يَري

11-يف ،[الطرائف ]كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي عَلِيّ بنُ المغَاَزلِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَكُنتُ جَالِساً مَعَ فِتيَةٍ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ عِندَ النّبِيّ إِذَا انقَضّ كَوكَبٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ انقَضّ هَذَا النّجمُ فِي مَنزِلِهِ فَهُوَ الوصَيِ‌ّ مِن بعَديِ‌ قَالَ فَقَامَ فِتيَةٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَنَظَرُوا قَدِ انقَضّ الكَوكَبُ فِي مَنزِلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ قَد غَوَيتَ فِي حُبّ ابنِ عَمّكَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي


صفحه : 284

مد،[العمدة] ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الدّهّانِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الخَلِيلِ عَن هَيثَمٍ عَن أَبِي بَشِيرٍ عَن سَعِيدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

بيان روي العلامة نحوه من طريق الجمهور عن ابن عباس ورواه أبوحامد الشافعي‌ في كتاب شرف المصطفي علي مارواه عنه صاحب إحقاق الحق فقد ثبت بنقل الخاص والعام نزول الآية فيه وبعض الأخبار صريح في إمامته وبعضها ظاهر بقرينة سؤال القوم وحسدهم عليه بعد ذلك حتي نسبوا نبيهم إلي الغواية فإنها تدل علي أن المراد بالوصاية الإمامة علي أنها تدل علي فضل تام يمنع تقديم غيره عليه

باب 9-نزول سورة براءة وقراءة أمير المؤمنين ع علي أهل مكة ورد أبي بكر و أن عليا هوالأذان يوم الحج الأكبر

1- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زُهَيرٍ عَن يُوسُفَ بنِ مُوسَي عَن مَالِكِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مَنصُورِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن كَثِيرٍ أَبِي إِسمَاعِيلَ عَن جُمَيعِ بنِ عُمَرَ قَالَصَلّيتُ فِي المَسجِدِ الجَامِعِ فَرَأَيتُ ابنَ عُمَرَ جَالِساً فَجَلَستُ إِلَيهِ فَقُلتُ حدَثّنيِ‌ عَن عَلِيّ


صفحه : 285

فَقَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ بِبَرَاءَةَ فَلَمّا أَتَي بِهِ ذَا الحُلَيفَةِ أَتبَعَهُ عَلِيّاً فَأَخَذَهَا مِنهُ قَالَ أَبُو بَكرٍ يَا عَلِيّ مَا لِي أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ لَا وَ لَكِنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ قَالَ فَرَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ لَا وَ لَكِن لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ قَالَ كَثِيرٌ قُلتُ لِجُمَيعٍ تَشهَدُ عَلَي ابنِ عُمَرَ بِهَذَا قَالَ نَعَم ثَلَاثاً

2- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الحَكَمِ بنِ مُقَسّمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ أَبَا بَكرٍ بِبَرَاءَةَ ثُمّ أَتبَعَهُ عَلِيّاً فَأَخَذَهَا مِنهُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا رَسُولَ اللّهِ حَيفٌ فِي شَيءٍ قَالَ لَا إِلّا أَنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو عَلِيّ وَ كَانَ ألّذِي بَعَثَ بِهِ عَلِيّ ع لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا نَفسٌ مُسلِمَةٌ وَ لَا يَحُجّ بَعدَ هَذَا العَامِ مُشرِكٌ وَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ مَن كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ عَهدٌ فَهُوَ إِلَي مُدّتِهِ

3- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن سُلَيمِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَلِيّ بنِ قَادِمٍ عَن إِسرَائِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ مَالِكٍ قَالَ خَرَجتُ إِلَي مَكّةَ فَلَقِيتُ سَعدَ بنَ مَالِكٍ فَقُلتُ لَهُ هَل سَمِعتَ لعِلَيِ‌ّ ع مَنقَبَةً قَالَ قَد شَهِدتُ لَهُ أَربَعَةً لَأَن يَكُونَ لِي إِحدَاهُنّ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنَ الدّنيَا أُعَمّرُ فِيهَا عُمرَ نُوحٍ أَحَدُهَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ أَبَا بَكرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَي مشُركِيِ‌ قُرَيشٍ فَسَارَ بِهَا يَوماً وَ لَيلَةً ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ أَتبِع أَبَا بَكرٍ فَبَلّغهَا وَ رُدّ أَبَا بَكرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ لَا إِلّا أَنّهُ لَا يَبلُغُ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌


صفحه : 286

4- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الديّنوَرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص بَعَثَ بِبَرَاءَةَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ مَعَ أَبِي بَكرٍ فَبَعَثَ عَلِيّاً ع وَ قَالَ لَا يَبلُغُهَا إِلّا رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌

5- ل ،[الخصال ] فِيمَا أَجَابَ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اليهَوُديِ‌ّ السّائِلَ مِن خِصَالِ الأَوصِيَاءِ قَالَ وَ أَمّا السّابِعَةُ يَا أَخَا اليَهُودِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا تَوَجّهَ لِفَتحِ مَكّةَ أَحَبّ أَن يُعذِرَ إِلَيهِم وَ يَدعُوهُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ آخِراً كَمَا دَعَاهُم أَوّلًا فَكَتَبَ إِلَيهِم كِتَاباً يُحَذّرُهُم فِيهِ وَ يُنذِرُهُم عَذَابَ اللّهِ وَ يَعِدُهُمُ الصّفحَ وَ يُمَنّيهِم مَغفِرَةَ رَبّهِم وَ نَسَخَ لَهُم فِي آخِرِهِ سُورَةَ بَرَاءَةَ لِتَقرَأَ عَلَيهِم ثُمّ عَرَضَ عَلَي جَمِيعِ أَصحَابِهِ المضُيِ‌ّ بِهِ إِلَيهِم فَكُلّهُم يَرَي التّثَاقُلَ فِيهِم فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ نَدَبَ مِنهُم رَجُلًا فَوَجّهَهُ بِهِ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَا يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ فأَنَبأَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص بِذَلِكَ وَ وجَهّنَيِ‌ بِكِتَابِهِ وَ رِسَالَتِهِ إِلَي مَكّةَ فَأَتَيتُ مَكّةَ وَ أَهلُهَا مَن قَد عَرَفتُم لَيسَ مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَ لَو قَدَرَ أَن يَضَعَ عَلَي كُلّ جَبَلٍ منِيّ‌ إِرباً لَفَعَلَ وَ لَو أَن يَبذُلَ فِي ذَلِكَ نَفسَهُ وَ أَهلَهُ وَ وُلدَهُ وَ مَالَهُ فَبَلّغتُهُم رِسَالَةَ النّبِيّص وَ قَرَأتُ عَلَيهِم كِتَابَهُ فَكُلّهُم يلَقاَنيِ‌ بِالتّهَدّدِ وَ الوَعِيدِ وَ يبُديِ‌ لِيَ البَغضَاءَ وَ يُظهِرُ الشّحنَاءَ مِن رِجَالِهِم وَ نِسَائِهِم فَكَانَ منِيّ‌ فِي ذَلِكَ مَا قَد رَأَيتُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ أَ لَيسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

6-قل ،[إقبال الأعمال ] قَالَ جدَيّ‌ أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ فِي أَوّلِ يَومٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ بَعَثَ النّبِيّص سُورَةَ بَرَاءَةَ حِينَ أُنزِلَت عَلَيهِ مَعَ أَبِي بَكرٍ ثُمّ نَزَلَ عَلَي النّبِيّص أَنّهُ


صفحه : 287

لَا يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ فَأَنفَذَ النّبِيّص عَلِيّاً حَتّي لَحِقَ أَبَا بَكرٍ فَأَخَذَهَا مِنهُ وَ رَدّهُ بِالرّوحَاءِ يَومَ الثّالِثِ مِنهُ ثُمّ أَدّاهَا عَنهُ إِلَي النّاسِ يَومَ عَرَفَةَ وَ يَومَ النّحرِ فَقَرَأَهَا عَلَيهِم فِي المَوسِمِ

وَ رَوَي حَسَنُ بنُ أَشنَاسَ عَنِ ابنِ أَبِي الثّلجِ الكَاتِبِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدَكَ الصوّفيِ‌ّ عَن طَرِيفٍ مَولَي مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي وَ عُبَيدِ بنِ يَسَارٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ الهمَداَنيِ‌ّ وَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا فَتَحَ مَكّةَ أَحَبّ أَن يُعذِرَ إِلَيهِم وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحواً مِمّا مَرّ

ثُمّ قَالَ وَ أَقُولُ وَ رَوَي الطبّرَيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ فِي حَوَادِثِ سَنَةِ سِتّ مِن هِجرَةِ النّبِيّص لَمّا أَرَادَ النّبِيّ القَصدَ لِمَكّةَ وَ مَنَعَهُ أَهلُهَا أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ كَانَ قَد أَمَرَهُ النّبِيّص أَن يمَضيِ‌َ إِلَي مَكّةَ فَلَم يَفعَل وَ اعتَذَرَ فَقَالَ الطبّرَيِ‌ّ مَا هَذَا لَفظُهُ ثُمّ دَعَا عُمَرَ بنَ الخَطّابِ لِيَبعَثَهُ إِلَي مَكّةَ فَيُبَلّغَ عَنهُ أَشرَافَ قُرَيشٍ مَا حَالُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ أَخَافُ قُرَيشاً عَلَي نفَسيِ‌

أقول فانظر حال مولانا علي ع من حال من تقدم عليه كيف كان يفدي‌ رسول الله ص بنفسه في كل مايشير به إليه وكيف كان غيره يؤثر عليه نفسه

وَ مِن ذَلِكَ شَرحٌ أَبسَطُ مِمّا ذَكَرنَاهُ رَوَاهُ حَسَنُ بنُ أَشنَاسَ فِي كِتَابِهِ أَيضاً عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن مَالِكِ بنِ اِبرَاهِيمَ النخّعَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا سَرّحَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ بِأَوّلِ سُورَةِ بَرَاءَةَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن لَا تَبعَثَ هَذَا وَ أَن تَبعَثَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنّهُ لَا يُؤَدّيهَا عَنكَ غَيرُهُ فَأَمَرَ النّبِيّص عَلِيّ بنَ


صفحه : 288

أَبِي طَالِبٍ ع فَلَحِقَهُ فَأَخَذَ مِنهُ الصّحِيفَةَ وَ قَالَ ارجِع إِلَي النّبِيّ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ هَل حَدَثَ فِيّ شَيءٌ فَقَالَ سَيُخبِرُكَ رَسُولُ اللّهِ فَرَجَعَ أَبُو بَكرٍ إِلَي النّبِيّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا كُنتَ تَرَي أنَيّ‌ مُؤَدّ عَنكَ هَذِهِ الرّسَالَةَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَبَي اللّهُ أَن يُؤَدّيَهَا إِلّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَكثَرَ أَبُو بَكرٍ عَلَيهِ مِنَ الكَلَامِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص كَيفَ تُؤَدّيهَا وَ أَنتَ صاَحبِيِ‌ فِي الغَارِ قَالَ فَانطَلَقَ عَلِيّ ع حَتّي قَدِمَ مَكّةَ ثُمّ وَافَي عَرَفَاتٍ ثُمّ رَجَعَ إِلَي جَمعٍ ثُمّ إِلَي مِنًي ثُمّ ذَبَحَ وَ حَلَقَ وَ صَعِدَ عَلَي الجَبَلِ المُشرِفِ المَعرُوفِ بِالشّعبِ فَأَذّنَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أَ لَا تَسمَعُونَ يَا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكُم ثُمّ قَالَبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ اعلَمُوا أَنّكُم غَيرُ معُجزِيِ‌ اللّهِ وَ أَنّ اللّهَ مخُزيِ‌ الكافِرِينَ وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي قَولِهِإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌتِسعَ آيَاتٍ مِن أَوّلِهَا ثُمّ لَمَعَ بِسَيفِهِ فَأَسمَعَ النّاسَ وَ كَرّرَهَا فَقَالَ النّاسُ مَن هَذَا ألّذِي ينُاَديِ‌ فِي النّاسِ فَقَالُوا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ قَالَ مَن عَرَفَهُ مِنَ النّاسِ هَذَا ابنُ عَمّ مُحَمّدٍ وَ مَا كَانَ ليِجَترَ‌ِئَ عَلَي هَذَا غَيرُ عَشِيرَةِ مُحَمّدٍ فَأَقَامَ أَيّامَ التّشرِيقِ ثَلَاثَةً ينُاَديِ‌ بِذَلِكَ وَ يَقرَأُ عَلَي النّاسِ غُدوَةً وَ عَشِيّةَ فَنَادَاهُ النّاسُ مِنَ المُشرِكِينَ أَبلِغ ابنَ عَمّكَ أَن لَيسَ لَهُ عِندَنَا إِلّا ضَرباً بِالسّيفِ وَ طَعناً بِالرّمَاحِ ثُمّ انصَرَفَ عَلِيّ ع إِلَي النّبِيّص يَقصِدُ فِي السّيرِ وَ أُبطِئَ الوحَي‌ُ عَن رَسُولِ اللّهِص فِي أَمرِ عَلِيّ ع وَ مَا كَانَ مِنهُ فَاغتَمّ النّبِيّص لِذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً حَتّي رئُيِ‌َ ذَلِكَ فِي وَجهِهِ وَ كَفّ عَنِ النّسَاءِ مِنَ الهَمّ وَ الغَمّ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَعَلّهُ قَد نُعِيَت إِلَيهِ نَفسُهُ أَو عَرَضَ لَهُ مَرَضٌ فَقَالُوا لأِبَيِ‌ ذَرّ قَد نَعلَمُ مَنزِلَتَكَ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ قَد تَرَي


صفحه : 289

مَا بِهِ فَنَحنُ نُحِبّ أَن تُعلِمَ لَنَا أَمرَهُ فَسَأَلَ أَبُو ذَرّ النّبِيّص عَن ذَلِكَ فَقَالَ النّبِيّص مَا نُعِيَت إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ وَ إنِيّ‌ لَمَيّتٌ وَ مَا وَجَدتُ فِي أمُتّيِ‌ إِلّا خَيراً وَ مَا بيِ‌ مِن مَرَضٍ وَ لَكِن مِن شِدّةِ وجَديِ‌ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ إِبطَاءِ الوحَي‌ِ عنَيّ‌ فِي أَمرِهِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أعَطاَنيِ‌ فِي عَلِيّ ع تِسعَ خِصَالٍ ثَلَاثَةً لدِنُياَي‌َ وَ اثنَتَانِ لآخِرِتَيِ‌ وَ اثنَتَانِ أَنَا مِنهُمَا آمِنٌ وَ اثنَتَانِ أَنَا مِنهُمَا خَائِفٌ وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا صَلّي الغَدَاةَ وَ استَقبَلَ القِبلَةَ بِوَجهِهِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ يَذكُرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ يَتَقَدّمُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع خَلفَ النّبِيّص وَ يَستَقبِلُ النّاسَ بِوَجهِهِ فَيَستَأذِنُونَ فِي حَوَائِجِهِم وَ بِذَلِكَ أَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا تَوَجّهَ عَلِيّ ع إِلَي ذَلِكَ الوَجهِ لَم يَجعَل رَسُولُ اللّهِص مَكَانَ عَلِيّ لِأَحَدٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا صَلّي وَ سَلّمَ استَقبَلَ النّاسَ بِوَجهِهِ فَأَذِنَ لِلنّاسِ فَقَامَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لِي حَاجَةٌ قَالَ انطَلِق فِي حَاجَتِكَ فَخَرَجَ أَبُو ذَرّ مِنَ المَدِينَةِ يَستَقبِلُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا كَانَ بِبَعضِ الطّرِيقِ إِذَا هُوَ بِرَاكِبٍ مُقبِلٍ عَلَي نَاقَتِهِ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ ع فَاستَقبَلَهُ وَ التَزَمَهُ وَ قَبّلَهُ وَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ اقصِد فِي مَسِيرِكَ حَتّي أَكُونَ أَنَا ألّذِي أُبَشّرُ رَسُولَ اللّهِص فَإِنّ رَسُولَ اللّهِ مِن أَمرِكَ فِي غَمّ شَدِيدٍ وَ هَمّ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع نَعَم فَانطَلَقَ أَبُو ذَرّ مُسرِعاً حَتّي أَتَي النّبِيّص فَقَالَ البُشرَي قَالَ وَ مَا بُشرَاكَ يَا أَبَا ذَرّ قَالَ قَدِمَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ لَكَ بِذَلِكَ الجَنّةُ ثُمّ رَكِبَ النّبِيّص وَ رَكِبَ مَعَهُ النّاسُ فَلَمّا رَآهُ أَنَاخَ نَاقَتَهُ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللّهِص فَتَلَقّاهُ وَ التَزَمَهُ وَ عَانَقَهُ وَ وَضَعَ خَدّهُ عَلَي مَنكِبِ عَلِيّ وَ بَكَي النّبِيّص فَرِحاً بِقُدُومِهِ وَ بَكَي عَلِيّ ع مَعَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَا صَنَعتَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ فَإِنّ الوحَي‌َ أُبطِئَ عَلَيّ فِي أَمرِكَ فَأَخبَرَهُ بِمَا صَنَعَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَعلَمَ بِكَ منِيّ‌ حِينَ أمَرَنَيِ‌ بِإِرسَالِكَ


صفحه : 290

وَ مِن كِتَابِ ابنِ أَشنَاسَ البَزّازِ مِن طَرِيقِ رِجَالِ أَهلِ الخِلَافِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّهُ لَمّا وَصَلَ مَولَانَا عَلِيّ ع إِلَي المُشرِكِينَ بِآيَاتِ بَرَاءَةَ لَقِيَهُ خِرَاشُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَخُو عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ وَ هُوَ ألّذِي قَتَلَهُ عَلِيّ ع مُبَارَزَةً يَومَ الخَندَقِ وَ شُعبَةُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَخُوهُ فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ ع عَلَي مَا تُسَيّرُنَا يَا عَلِيّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ بَل بَرِئنَا مِنكَ وَ مِنِ ابنِ عَمّكَ إِن شِئتَ إِلّا مِنَ الطّعنِ وَ الضّربِ وَ قَالَ شُعبَةُ لَيسَ بَينَنَا وَ بَينَ ابنِ عَمّكَ إِلّا السّيفُ وَ الرّمحُ وَ إِن شِئتَ بَدَأنَا بِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع أَجَل أَجَل إِن شِئتَ فَهَلُمّوا

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مِنَ الكِتَابِ قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ ع ينُاَديِ‌ فِي المُشرِكِينَ بِأَربَعٍ لَا يَدخُلُ مَكّةَ مُشرِكٌ بَعدَ مَأمَنِهِ وَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا نَفسٌ مُسلِمَةٌ وَ مَن كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ عَهدٌ فَعُهدَتُهُ إِلَي مُدّتِهِ

و قال في حديث آخر وكانت العرب في الجاهلية تطوف بالبيت عراة ويقولون لا يكون علينا ثوب حرام و لاثوب خالطه إثم و لانطوف إلا كماولدتنا أمهاتنا و قال بعض نقلة هذاالحديث إن قول النبي ص في الحديث الثاني‌ لأبي‌ بكر أنت صاحبي‌ في الغار لمااعتذر عن إنفاذه إلي الكفار ومعناه أنك كنت معي‌ في الغار فجزعت ذلك الجزع حتي أنني‌ سكنتك و قلت لك لاتحزن و ما كان قددنا شر لقاء المشركين و ما كان لك أسوة بنفسي‌ فكيف تقوي علي لقاء الكفار بسورة براءة و ما أنامعك و أنت وحدك و لم يكن النبي ص ممن يخاف علي أبي بكر من الكفار أكثر من خوفه علي علي ع لأن أبابكر ما كان جري منه أكثر من الهرب منهم و لم يعرف له قتيل فيهم و لاجريح وإنما كان علي ع هو ألذي يحتمل في المبيت علي الفراش حتي سلم النبي منهم و هو ألذي قتل منهم في كل حرب فكان الخوف علي علي ع من القتل أقرب إلي العقل


صفحه : 291

7- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ بَعدَ مَا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَزوَةِ تَبُوكَ فِي سَنَةِ تِسعٍ مِنَ الهِجرَةِ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا فَتَحَ مَكّةَ لَم يَمنَعِ المُشرِكِينَ الحَجّ فِي تِلكَ السّنَةِ وَ كَانَ سُنّةً مِنَ العَرَبِ فِي الحَجّ أَنّهُ مَن دَخَلَ مَكّةَ وَ طَافَ بِالبَيتِ فِي ثِيَابِهِ لَم يَحِلّ لَهُ إِمسَاكُهَا وَ كَانُوا يَتَصَدّقُونَ بِهَا وَ لَا يَلبَسُونَهَا بَعدَ الطّوَافِ فَكَانَ مَن وَافَي مَكّةَ يَستَعِيرُ ثَوباً وَ يَطُوفُ فِيهِ ثُمّ يَرُدّهُ وَ مَن لَم يَجِد عَارِيّةً اكتَرَي ثِيَاباً وَ مَن لَم يَجِد عَارِيّةً وَ لَا كَرًي وَ لَم يَكُن لَهُ إِلّا ثَوبٌ وَاحِدٌ طَافَ بِالبَيتِ عُريَاناً فَجَاءَتِ امرَأَةٌ مِنَ العَرَبِ وَسِيمَةً جَمِيلَةً فَطَلَبَت ثَوباً عَارِيّةً أَو كَرًي فَلَم تَجِدهُ فَقَالُوا لَهَا إِن طُفتِ فِي ثِيَابِكِ احتَجتِ أَن تتَصَدَقّيِ‌ بِهَا فَقَالَت وَ كَيفَ أَتَصَدّقُ وَ لَيسَ لِي غَيرُهَا فَطَافَت بِالبَيتِ عُريَانَةً وَ أَشرَفَ لَهَا النّاسُ فَوَضَعَت إِحدَي يَدَيهَا عَلَي قُبُلِهَا وَ الآخَرَ عَلَي دُبُرِهَا وَ قَالَت مُرتَجِزَةً


اليَومَ يَبدُو بَعضُهُ أَو كُلّهُ   فَمَا بَدَا مِنهُ فَلَا أُحِلّهُ

فَلَمّا فَرَغَت مِنَ الطّوَافِ خَطَبَهَا جَمَاعَةٌ فَقَالَت إِنّ لِي زَوجاً وَ كَانَت سِيرَةُ رَسُولِ اللّهِ قَبلَ نُزُولِ سُورَةِ بَرَاءَةَ أَن لَا يَقتُلَ إِلّا مَن قَتَلَهُ وَ لَا يُحَارِبَ إِلّا مَن حَارَبَهُ وَ أَرَادَهُ وَ قَد كَانَ نَزَلَ عَلَيهِ فِي ذَلِكَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِنِ اعتَزَلُوكُم فَلَم يُقاتِلُوكُم وَ أَلقَوا إِلَيكُمُ السّلَمَ فَما جَعَلَ اللّهُ لَكُم عَلَيهِم سَبِيلًافَكَانَ رَسُولُ اللّهِص لَا يُقَاتِلُ أَحَداً قَد تَنَحّي عَنهُ وَ اعتَزَلَهُ حَتّي نَزَلَت عَلَيهِ سُورَةُ بَرَاءَةَ وَ أَمَرَهُ بِقَتلِ المُشرِكِينَ مَنِ اعتَزَلَهُ وَ مَن لَم يَعتَزِلهُ إِلّا الّذِينَ قَد كَانَ عَاهَدَهُم رَسُولُ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ إِلَي مُدّةٍ مِنهُم صَفوَانُ بنُ أُمَيّةَ وَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ


صفحه : 292

المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ ثُمّ يُقتَلُونَ حَيثُ مَا وُجِدُوا فَهَذِهِ أَشهُرُ السّيَاحَةِ عِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ المُحَرّمَ وَ صَفَرَ وَ شَهرَ رَبِيعٍ الأَوّلَ وَ عَشراً مِن شَهرِ رَبِيعٍ الآخَرِ فَلَمّا نَزَلَتِ الآيَاتُ مِن أُولَي بَرَاءَةَ دَفَعَهَا رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ أَمَرَهُ أَن يَخرُجَ إِلَي مَكّةَ وَ يَقرَأَهَا عَلَي النّاسِ بِمِنًي يَومَ النّحرِ فَلَمّا خَرَجَ أَبُو بَكرٍ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَا يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا رَجُلٌ مِنكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي طَلَبِهِ فَلَحِقَهُ بِالرّوحَاءِ فَأَخَذَ مِنهُ الآيَاتِ فَرَجَعَ أَبُو بَكرٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن لَا يؤُدَيّ‌َ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌

قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص أمَرَنَيِ‌ عَنِ اللّهِ أَن لَا يَطُوفَ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَقرَبَ المَسجِدَ الحَرَامَ مُشرِكٌ بَعدَ هَذَا العَامِ وَ قَرَأَ عَلَيهِمبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍفَأَجّلَ اللّهُ لِلمُشرِكِينَ الّذِينَ حَجّوا تِلكَ السّنَةَ أَربَعَةَ أَشهُرٍ حَتّي يَرجِعُوا إِلَي مَأمَنِهِم ثُمّ يُقتَلُونَ حَيثُ مَا وُجِدُوا

قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي قَولِهِوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ الأَذَانُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُنتُ أَنَا الأَذَانَ فِي النّاسِ

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُغِيرَةَ النصّريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ فَقَالَ اسمٌ نَحَلَهُ اللّهُ


صفحه : 293

عَزّ وَ جَلّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مِنَ السّمَاءِ لِأَنّهُ هُوَ ألّذِي أَدّي عَن رَسُولِ اللّهِ بَرَاءَةَ وَ قَد كَانَ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِي بَكرٍ أَوّلًا فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يَقُولُ لَكَ إِنّهُ لَا يَبلُغُ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ ذَلِكَ عَلِيّاً ع فَلَحِقَ أَبَا بَكرٍ وَ أَخَذَ الصّحِيفَةَ مِن يَدِهِ وَ مَضَي بِهَا إِلَي مَكّةَ فَسَمّاهُ اللّهُ تَعَالَي أَذَاناً مِنَ اللّهِ إِنّهُ اسمٌ نَحَلَهُ اللّهُ مِنَ السّمَاءِ لعِلَيِ‌ّ ع

9- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ فَقَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُنتُ أَنَا الأَذَانَ قُلتُ فَمَا مَعنَي هَذِهِ اللّفظَةِ الحَجّ الأَكبَرِ قَالَ إِنّمَا سمُيّ‌َ الأَكبَرَ لِأَنّهَا كَانَت سَنَةً حَجّ فِيهِ المُسلِمُونَ وَ المُشرِكُونَ وَ لَم يَحُجّ المُشرِكُونَ بَعدَ تِلكَ السّنَةِ

10- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ الأَذَانُ عَلِيّ ع

شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَكِيمٍ مِثلَهُ

بيان الأذان الإعلان ويحتمل أن يكون المصدر بمعني اسم الفاعل أو يكون المعني أن المؤذن بذلك الأذان كان عليا ع

11-فس ،[تفسير القمي‌]قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَ أَبناؤُكُم وَ إِخوانُكُم وَ أَزواجُكُم وَ عَشِيرَتُكُم وَ أَموالٌ اقتَرَفتُمُوها أَي كَسَبتُمُوهَا لَمّا أَذّنَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِمَكّةَ أَن لَا يَدخُلَ المَسجِدَ الحَرَامَ مُشرِكٌ بَعدَ ذَلِكَ العَامِ جَزِعَت قُرَيشٌ جَزَعاً شَدِيداً وَ قَالُوا ذَهَبَت تِجَارَتُنَا


صفحه : 294

وَ ضَاعَت عِيَالُنَا وَ خَرِبَت دُورُنَا فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي ذَلِكَقُل يَا مُحَمّدُإِن كانَ آباؤُكُم وَ أَبناؤُكُم وَ إِخوانُكُم إِلَي قَولِهِوَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الفاسِقِينَ

12- ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ[ بنِ] مُحَمّدٍ اليمَاَنيِ‌ّ عَن مَنِيعٍ عَن يُونُسَ عَن عَلِيّ بنِ أَعيَنَ عَن أَخِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ لَمّا بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكرٍ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ تَترُكُ مَن نَاجَيتُهُ غَيرَ مَرّةٍ وَ تَبعَثُ مَن لَم أُنَاجِهِ فَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص فَأَخَذَ بَرَاءَةَ مِنهُ وَ دَفَعَهَا إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ عَلِيّ أوَصنِيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ يُوصِيكَ وَ يُنَاجِيكَ قَالَ فَنَاجَاهُ يَومَ بَرَاءَةَ قَبلَ صَلَاةِ الأُولَي إِلَي صَلَاةِ العَصرِ

13- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا وَجّهَ النّبِيّص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ إِلَي أَهلِ مَكّةَ قَالُوا بَعَثَ هَذَا الصبّيِ‌ّ وَ لَو بَعَثَ غَيرَهُ إِلَي أَهلِ مَكّةَ وَ فِي مَكّةَ صَنَادِيدُ قُرَيشٍ وَ رِجَالُهَا وَ اللّهِ الكُفرُ أَولَي بِنَا مِمّا نَحنُ فِيهِ فَسَارُوا وَ قَالُوا لَهُمَا وَ خَوّفُوهُمَا بِأَهلِ مَكّةَ وَ غَلّظُوا عَلَيهِمَا الأَمرَ فَقَالَ عَلِيّ ع حَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ فَمَضَيَا وَ لَمّا دَخَلَا مَكّةَ أَخبَرَ اللّهُ نَبِيّهُ بِقَولِهِم لعِلَيِ‌ّ وَ بِقَولِ عَلِيّ لَهُم فَأَنزَلَ اللّهُ بِأَسمَائِهِم فِي كِتَابِهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيالّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إِيماناً وَ قالُوا حَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ فَانقَلَبُوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضلٍ لَم يَمسَسهُم سُوءٌ وَ اتّبَعُوا رِضوانَ اللّهِ وَ اللّهُ ذُو فَضلٍ عَظِيمٍ وَ إِنّمَا نَزَلَت أَ لَم تَرَ إِلَي فُلَانٍ وَ فُلَانٍ لَقُوا عَلِيّاً وَ عَمّاراً فَقَالَا إِنّ أَبَا سُفيَانَ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَامِرٍ وَ أَهلَ مَكّةَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزَادَهُم إِيمَاناً وَ قَالُوا حَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ

14- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ الفَتحُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ بَرَاءَةُ فِي سَنَةِ تِسعَةٍ وَ حَجّةُ الوَدَاعِ فِي سَنَةِ عَشَرٍ


صفحه : 295

15- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ بَعَثَ أَبَا بَكرٍ مَعَ بَرَاءَةَ إِلَي المَوسِمِ لِيَقرَأَهَا عَلَي النّاسِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَا يُبَلّغُ عَنكَ إِلّا عَلِيّ ع فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَأَمَرَهُ أَن يَركَبَ نَاقَتَهُ العَضبَاءَ وَ أَمَرَهُ أَن يَلحَقَ أَبَا بَكرٍ فَيَأخُذَ مِنهُ بَرَاءَةَ وَ يَقرَأَهُ عَلَي النّاسِ بِمَكّةَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَ سَخطَةٌ فَقَالَ لَا إِلّا أَنّهُ أُنزِلَ عَلَيهِ أَنّهُ لَا يُبَلّغُ إِلّا رَجُلٌ مِنكَ فَلَمّا قَدِمَ عَلِيّ ع مَكّةَ وَ كَانَ يَومَ النّحرِ بَعدَ الظّهرِ وَ هُوَ يَومُ الحَجّ الأَكبَرِ قَامَ ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكُم فَقَرَأَهَا عَلَيهِمبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍعِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ المُحَرّمَ وَ صَفَرَ وَ شَهرَ رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ عَشراً مِن رَبِيعٍ الآخَرِ وَ قَالَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا عُريَانَةٌ وَ لَا مُشرِكٌ أَلَا مَن كَانَ لَهُ عَهدٌ عِندَ رَسُولِ اللّهِ فَمُدّتُهُ إِلَي هَذِهِ الأَربَعَةِ الأَشهُرِ

وَ فِي خَبَرِ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ فَقَالَ يَا عَلِيّ هَل نَزَلَ فِيّ شَيءٌ مُنذُ فَارَقتُ رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا وَ لَكِن أَبَي اللّهُ أَن يُبَلّغَ عَن مُحَمّدٍ إِلّا رَجُلٌ مِنهُ فَوَافَي المَوسِمَ فَبَلّغَ عَنِ اللّهِ وَ عَن رَسُولِهِ بِعَرَفَةَ وَ المُزدَلِفَةِ وَ يَومَ النّحرِ عِندَ الجِمَارِ وَ فِي أَيّامِ التّشرِيقِ كُلّهَا ينُاَديِ‌بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ لَا يَطُوفَنّ بِالبَيتِ عُريَانٌ

16- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا وَ اللّهِ مَا بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ بِبَرَاءَةَ لَهواً كَانَ يَبعَثُ بِهَا مَعَهُ ثُمّ يَأخُذُهَا مِنهُ وَ لَكِنّهُ استَعمَلَهُ عَلَي المَوسِمِ وَ بَعَثَ بِهَا عَلِيّاً ع بَعدَ مَا فَصَلَ أَبُو بَكرٍ عَنِ المَوسِمِ فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ حِينَ بَعَثَهُ إِنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا وَ أَنتَ


صفحه : 296

17- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خَطَبَ عَلَي النّاسِ وَ اختَرَطَ سَيفَهُ وَ قَالَ لَا يَطُوفَنّ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَحُجّنّ بِالبَيتِ مُشرِكٌ وَ لَا مُشرِكَةٌ وَ مَن كَانَت لَهُ مُدّةٌ فَهُوَ إِلَي مُدّتِهِ وَ مَن لَم يَكُن لَهُ مُدّةٌ فَمُدّتُهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ وَ كَانَ خَطَبَ يَومَ النّحرِ وَ كَانَت عِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ المُحَرّمَ وَ صَفَرَ وَ شَهرَ رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ عَشراً مِن شَهرِ رَبِيعٍ الآخِرِ وَ قَالَ يَومُ النّحرِ يَومُ الحَجّ الأَكبَرِ

وَ فِي خَبَرِ أَبِي الصّبّاحِ عَنهُ ع فَبَلّغَ عَنِ اللّهِ وَ عَن رَسُولِهِ بِعَرَفَةَ وَ المُزدَلِفَةِ وَ عِندَ الجِمَارِ فِي أَيّامِ المَوسِمِ كُلّهَا ينُاَديِ‌بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ لَا يَطُوفَنّ عُريَانٌ وَ لَا يَقرَبَنّ المَسجِدَ الحَرَامَ بَعدَ عَامِنَا هَذَا مُشرِكٌ

18- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَسَنٍ عَن عَلِيّ ع أَنّ النّبِيّص حِينَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ قَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ إنِيّ‌ لَستُ بِلَسِنٍ وَ لَا بِخَطِيبٍ قَالَ إِمّا أَن أَذهَبَ بِهَا أَو تَذهَبَ بِهَا أَنتَ قَالَ فَإِن كَانَ لَا بُدّ فَسَأَذهَبُ أَنَا قَالَ فَانطَلِق فَإِنّ اللّهَ يُثَبّتُ لِسَانَكَ وَ يهَديِ‌ قَلبَكَ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي فَمِهِ وَ قَالَ انطَلِق فَاقرَأهَا عَلَي النّاسِ وَ قَالَ النّاسُ سَيَتَقَاضَونَ إِلَيكَ فَإِذَا أَتَاكَ الخَصمَانِ فَلَا تَقضِ لِوَاحِدٍ حَتّي تَسمَعَ الآخَرَ فَإِنّهُ أَجدَرُ أَن تَعلَمَ الحَقّ

19-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَكِيمِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ وَ اللّهِ إِنّ لعِلَيِ‌ّ لَاسماً فِي القُرآنِ مَا يَعرِفُهُ النّاسُ قَالَ قُلتُ وَ أَيّ شَيءٍ تَقُولُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِيوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَ عَلِيّ ع هُوَ وَ اللّهِ المُؤَذّنَ فَأَذّنَ بِإِذنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ مِنَ المَوَاقِفِ كُلّهَا فَكَانَ مَا نَادَي بِهِ أَن لَا يَطُوفَ بَعدَ هَذَا العَامِ عُريَانٌ وَ لَا يَقرَبَ


صفحه : 297

المَسجِدَ الحَرَامَ بَعدَ هَذَا العَامِ مُشرِكٌ

20- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي الأَذَانِ هُوَ اسمٌ فِي كِتَابِ اللّهِ لَا يَعلَمُ ذَلِكَ أَحَدٌ غيَريِ‌

21-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ عَشرَ آيَاتٍ مِن سُورَةِ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ فِيهَا ذِكرُ نَبذِ العَهدِ إِلَي الكَافِرِينَ وَ تَحرِيمُ قُربِ مَكّةَ عَلَي المُشرِكِينَ وَ أَمَرَ أَبَا بَكرٍ عَلَي الحَجّ لِيَحِجّ بِمَن ضَمّهُ المَوسِمَ وَ يَقرَأَ عَلَيهِمُ الآيَاتِ فَلَمّا صَدَرَ عَنهُ أَبُو بَكرٍ جَاءَهُ المُطَوّقُ بِالنّورِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ يَا مُحَمّدُ لَا يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ فَابعَث عَلِيّاً لِيَتَنَاوَلَ الآيَاتِ فَيَكُونَ هُوَ ألّذِي يَنبِذُ العُهُودَ وَ يَقرَأُ الآيَاتِ وَ قَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ مَا أَمَرَكَ رَبّكَ بِدَفعِهَا إِلَي عَلِيّ وَ نَزعِهَا مِن أَبِي بَكرٍ سَهواً وَ لَا شَكّاً وَ لَا استِدرَاكاً عَلَي نَفسِهِ غَلَطاً وَ لَكِن أَرَادَ أَن يُبَيّنَ لِضُعَفَاءِ المُسلِمِينَ أَنّ المَقَامَ ألّذِي يُقَوّمُهُ أَخُوكَ عَلِيّ ع لَن يُقَوّمَهُ غَيرُهُ سِوَاكَ يَا مُحَمّدُ وَ إِن جَلّت فِي عُيُونِ هَؤُلَاءِ الضّعَفَاءِ مِن أُمّتِكَ مَرتَبَتُهُ وَ شَرُفَت عِندَهُم مَنزِلَتُهُ فَلَمّا انتَزَعَ عَلِيّ ع الآيَاتِ مِن يَدِهِ لقَيِ‌َ أَبُو بَكرٍ بَعدَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ لِمَوجِدَةٍ كَانَ نَزعُ هَذِهِ الآيَاتِ منِيّ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا وَ لَكِنّ العلَيِ‌ّ العَظِيمَ أمَرَنَيِ‌ أَن لَا يَنُوبَ عنَيّ‌ إِلّا مَن هُوَ منِيّ‌ وَ أَمّا أَنتَ فَقَد عَوّضَكَ اللّهُ بِمَا حَمّلَكَ مِن آيَاتِهِ وَ كَلّفَكَ مِن طَاعَاتِهِ الدّرَجَاتِ الرّفِيعَةَ وَ المَرَاتِبَ الشّرِيفَةَ أَمَا إِنّكَ إِن دُمتَ عَلَي مُوَالَاتِنَا وَ وَافَيتَنَا فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ وَفِيّاً بِمَا أَخَذنَا بِهِ عَلَيكَ مِن العُهُودِ وَ المَوَاثِيقِ فَأَنتَ مِن خِيَارِ شِيعَتِنَا وَ كِرَامِ أَهلِ مَوَدّتِنَا فَسَرَي بِذَلِكَ عَن أَبِي بَكرٍ


صفحه : 298

قَالَ فَمَضَي عَلِيّ ع لِأَمرِ اللّهِ وَ نَبذِ العُهُودِ إِلَي أَعدَاءِ اللّهِ وَ أَيِسَ المُشرِكُونَ مِنَ الدّخُولِ بَعدَ عَامِهِم ذَلِكَ إِلَي حَرَمِ اللّهِ وَ كَانُوا عَدَداً كَثِيراً وَ جَمّاً غَفِيراً غَشّاهُمُ اللّهُ نُورَهُ وَ كَسَاهُ فِيهِم هَيبَةً وَ جَلَالًا لَم يَجسُرُوا مَعَهَا عَلَي إِظهَارِ خِلَافٍ وَ لَا قَصدٍ بِسُوءٍ قَالَ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ مَن أَظلَمُ مِمّن مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ أَن يُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ فِي مَسَاجِدِ خِيَارِ المُؤمِنِينَ بِمَكّةَ لَمّا مَنَعُوهُم مِنَ التّعَبّدِ فِيهَا بِأَن أَلجَئُوا رَسُولَ اللّهِص إِلَي الخُرُوجِ عَن مَكّةَوَ سَعي فِي خَرابِهاخَرَابِ تِلكَ المَسَاجِدِ لِئَلّا يُقَامَ فِيهَا بِطَاعَةِ اللّهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيأُولئِكَ ما كانَ لَهُم أَن يَدخُلُوها إِلّا خائِفِينَ أَن يَدخُلُوا بِقَاعَ تِلكَ المَسَاجِدِ فِي الحَرَمِ إِلّا خَائِفِينَ مِن عَذَابِهِ وَ حُكمِهِ النّافِذِ عَلَيهِم أَن يَدخُلُوهَا كَافِرِينَ بِسُيُوفِهِ وَ سِيَاطِهِلَهُملِهَؤُلَاءِ المُشرِكِينَفِي الدّنيا خزِي‌ٌ وَ هُوَ طَردُهُ إِيّاهُم عَنِ الحَرَمِ وَ مَنعُهُم أَن يَعُودُوا إِلَيهِوَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ

22- كشف ،[كشف الغمة] مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ مَرفُوعاً إِلَي أَبِي بَكرٍ إِنّ النّبِيّص بَعَثَ بِبَرَاءَةَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ لَا يَحِجّ بَعدَ العَامِ مُشرِكٌ وَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا تَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا نَفسٌ مُسلِمَةٌ وَ مَن كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ مُدّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَي مُدّتِهِ وَ اللّهُبرَيِ‌ءٌ مِنَ المُشرِكِينَ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَسَارَ بِهَا ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ الحَقهُ فَرُدّ عَلَيّ أَبَا بَكرٍ وَ بَلّغهَا أَنتَ قَالَ فَفَعَلَ قَالَ فَلَمّا قَدِمَ عَلَي النّبِيّص أَبُو بَكرٍ بَكَي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ حَدَثَ فِيّ شَيءٌ قَالَ مَا حَدَثَ فِيكَ شَيءٌ وَ لَكِن أُمِرتُ أَن لَا يُبَلّغَهُ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌


صفحه : 299

أَقُولُ وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي بَكرِ بنِ مَردَوَيهِ مِثلَهُ

23- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ حَمدُونٍ مُعَنعَناً عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي كِتَابِ اللّهِ اسماً وَ لَكِن لَا يَعرِفُونَهُ قَالَ قُلتُ مَا هُوَ قَالَ أَ لَم تَسمَع إِلَي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ هُوَ وَ اللّهِ كَانَ الأَذَانَ

24- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ الزهّريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ الصّادِقَ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ أَبَا بَكرٍ بِبَرَاءَةَ فَسَارَ حَتّي بَلَغَ الجُحفَةَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فِي طَلَبِهِ فَأَدرَكَهُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ لعِلَيِ‌ّ ع أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ لَا وَ لَكِن لَا يُؤَدّيهِ إِلّا نَبِيّهُ أَو رَجُلٌ مِنهُ وَ أَخَذَ عَلِيّ ع الصّحِيفَةَ وَ أَتَي المَوسِمَ وَ كَانَ يَطُوفُ عَلَي النّاسِ وَ مَعَهُ السّيفُ وَ يَقُولُبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ فَلَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ بَعدَ عَامِهِ هَذَا وَ لَا مُشرِكٌ فَمَن فَعَلَ فَإِنّ مُعَاتَبَتَنَا إِيّاهُ بِالسّيفِ قَالَ وَ كَانَ يَبعَثَهُ إِلَي الأَصنَامِ فَيُكَسّرُهَا وَ يَقُولُ لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا وَ أَنتَ فَقَالَ لَهُ يَومَ لَحِقَهُ عَلِيّ ع بِالخَندَقِ فِي غَزوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ أَنتَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أهَليِ‌ وَ أَنّهُ لَا يَصلُحُ لَهَا إِلّا أَنَا وَ أَنتَ

25-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ العَبّاسِ البجَلَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَولُهُ تَعَالَيبَراءَةٌ مِنَ


صفحه : 300

اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ يَقُولُبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ مِنَ العَهدِإِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ غَيرَ أَربَعَةِ أَشهُرٍ فَلَمّا كَانَ بَينَ النّبِيّص وَ بَينَ المُشرِكِينَ وَلثٌ مِن عُقُودٍ فَأَمَرَ اللّهُ رَسُولَهُ أَن يَنبِذَ إِلَي كُلّ ذيِ‌ عَهدٍ عَهدَهُم إِلّا مَن أَقَامَ الصّلَاةَ وَ آتَي الزّكَاةَ فَلَمّا كَانَت غَزوَةُ تَبُوكَ وَ دَخَلَت سَنَةُ تِسعٍ فِي شَهرِ ذيِ‌ الحِجّةِ الحَرَامِ مِن مُهَاجَرَةِ رَسُولِ اللّهِص نَزَلَت هَذِهِ الآيَاتُ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ فَتَحَ مَكّةَ لَم يُؤمَر أَن يَمنَعَ المُشرِكِينَ أَن يَحُجّوا وَ كَانَ المُشرِكُونَ يَحُجّونَ مَعَ المُسلِمِينَ عَلَي سُنّتِهِم فِي الجَاهِلِيّةِ وَ عَلَي أُمُورِهِمُ التّيِ‌ كَانُوا عَلَيهَا فِي طَوَافِهِم بِالبَيتِ عُرَاةً وَ تَحرِيمِهِمُ الشّهُورَ الحُرُمَ وَ القَلَائِدَ وَ وُقُوفِهِم بِالمُزدَلِفَةِ فَأَرَادَ الحَجّ فَكَرِهَ أَن يَسمَعَ تَلبِيَةَ العَرَبِ لِغَيرِ اللّهِ وَ الطّوَافَ بِالبَيتِ عُرَاةً فَبَعَثَ النّبِيّص أَبَا بَكرٍ إِلَي المَوسِمِ وَ بَعَثَ مَعَهُ بِهَؤُلَاءِ الآيَاتِ مِن بَرَاءَةَ وَ أَمَرَهُ أَن يَقرَأَهَا عَلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ وَ أَمَرَهُ أَن يَرفَعَ الحَمسَ مِن قُرَيشٍ وَ كِنَانَةَ وَ خُزَاعَةَ إِلَي عَرَفَاتٍ فَسَارَ أَبُو بَكرٍ حَتّي نَزَلَ بذِيِ‌ الحُلَيفَةِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي النّبِيّص فَقَالَ إِنّ اللّهَ يَقُولُ إِنّهُ لَن يؤُدَيّ‌َ عنَيّ‌ غَيرُكَ أَو رَجُلٌ مِنكَ يعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَبَعَثَ النّبِيّ عَلِيّاً فِي أَثَرِ أَبِي بَكرٍ لِيَدفَعَ إِلَيهِ هَؤُلَاءِ الآيَاتِ مِن بَرَاءَةَ وَ أَمَرَهُ أَن ينُاَديِ‌َ بِهِنّ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ وَ هُوَ يَومُ النّحرِ وَ أَن يبُر‌ِئَ ذِمّةَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ مِن كُلّ أَهلِ عَهدٍ وَ حَمَلَهُ عَلَي نَاقَتِهِ العَضبَاءِ فَسَارَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي نَاقَةِ رَسُولِ اللّهِص فَأَدرَكَهُ بذِيِ‌


صفحه : 301

الحُلَيفَةِ فَلَمّا رَآهُ أَبُو بَكرٍ قَالَ أَمِيرٌ أَو مَأمُورٌ فَقَالَ عَلِيّ ع بعَثَنَيِ‌ النّبِيّص لِتَدفَعَ إلِيَ‌ّ بَرَاءَةَ قَالَ فَدَفَعَهَا إِلَيهِ وَ انصَرَفَ أَبُو بَكرٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لِي نَزَعتَ منِيّ‌ بَرَاءَةَ أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ فَقَالَ النّبِيّص إِنّ جَبرَئِيلَ نَزَلَ عَلَيّ فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّ اللّهَ يأَمرُنُيِ‌ أَنّهُ لَن يؤُدَيّ‌َ عنَيّ‌ غيَريِ‌ أَو رَجُلٌ منِيّ‌ فَأَنَا وَ عَلِيّ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَ النّاسُ مِن شَجَرٍ شَتّي أَ مَا تَرضَي يَا أَبَا بَكرٍ أَنّكَ صاَحبِيِ‌ فِي الغَارِ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فَلَمّا كَانَ يَومُ الحَجّ الأَكبَرِ وَ فَرَغَ النّاسُ مِن رمَي‌ِ الجَمرَةِ الكُبرَي قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عِندَ الجَمرَةِ فَنَادَي فِي النّاسِ فَاجتَمَعُوا إِلَيهِ فَقَرَأَ عَلَيهِمُ الصّحِيفَةَ بِهَؤُلَاءِ الآيَاتِبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ إِلَي قَولِهِفَخَلّوا سَبِيلَهُم ثُمّ نَادَي أَلَا لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَحِجّنّ مُشرِكٌ بَعدَ عَامِهِ هَذَا وَ إِنّ لِكُلّ ذيِ‌ عَهدٍ عَهدَهُ إِلَي مُدّتِهِ وَ إِنّ اللّهَ لَا يُدخِلُ الجَنّةَ إِلّا مَن كَانَ مُسلِماً وَ إِنّ أَجَلَكُم أَربَعَةُ أَشهُرٍ إِلَي أَن تَبلُغُوا بُلدَانَكُم فَهُوَ قَولُهُ تَعَالَيفَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ أَذّنَ النّاسَ كُلّهُم بِالقِتَالِ إِن لَم يُؤمِنُوا فَهُوَ قَولُهُوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ قَالَ إِلَي أَهلِ العَهدِ خُزَاعَةَ وَ بنَيِ‌ مُدلِجٍ وَ مَن كَانَ لَهُ عَهدٌ غَيرِهِميَومَ الحَجّ الأَكبَرِ قَالَ فَالأَذَانُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع النّدَاءُ ألّذِي نَادَي بِهِ قَالَ فَلَمّا قَالَفَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍقَالُوا وَ عَلَي مَا تُسَيّرُنَا أَربَعَةَ أَشهُرٍ فَقَد بَرِئنَا مِنكَ وَ مِنِ ابنِ عَمّكَ إِن شِئتَ الآنَ الطّعنُ وَ الضّربُ ثُمّ استَثنَي اللّهُ مِنهُم فَقَالَإِلّا الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَقَالَ العَهدُ مَن كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ النّبِيّص وَلثٌ مِن عُقُودٍ عَلَي المُوَادَعَةِ مِن خُزَاعَةَ وَ غَيرِهِم وَ أَمّا قَولُهُفَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍلكِيَ‌ يَتَفَرّقُوا عَن مَكّةَ وَ تِجَارَتِهَا فَيَبلُغُوا إِلَي أَهلِهِم ثُمّ إِن لَقُوهُم بَعدَ ذَلِكَ قَتَلُوهُم وَ الأَربَعَةُ الأَشهُرِ التّيِ‌ حَرّمَ اللّهُ فِيهَا دِمَاءَهُم عِشرُونَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ المُحَرّمُ وَ صَفَرُ وَ


صفحه : 302

رَبِيعٌ الأَوّلُ وَ عَشرٌ مِن رَبِيعٍ الآخَرِ فَهَذِهِ أَربَعَةُ أَشهُرٍ المُسَيّحَاتُ مِن يَومِ قِرَاءَةِ الصّحِيفَةِ التّيِ‌ قَرَأَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ قَالَوَ اعلَمُوا أَنّكُم غَيرُ معُجزِيِ‌ اللّهِ وَ أَنّ اللّهَ مخُزيِ‌ الكافِرِينَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ فَيُظهِرُ نَبِيّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ قَالَ ثُمّ استَثنَي فَنَسَخَ مِنهَا فَقَالَإِلّا الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَهَؤُلَاءِ بَنُو ضَمرَةَ وَ بَنُو مُدلِجٍ حَيّانَ مِن بنَيِ‌ كِنَانَةَ كَانُوا حُلَفَاءَ النّبِيّ فِي غَزوَةِ بنَيِ‌ العَشِيرَةِ مِن بَطنِ يَنبُعَثُمّ لَم يَنقُصُوكُم شَيئاً يَقُولُ لَم يَنقُضُوا عَهدَهُم بِغَدرٍوَ لَم يُظاهِرُوا عَلَيكُم أَحَداً قَالَ لَم يُظَاهِرُوا عَدُوّكُم عَلَيكُمفَأَتِمّوا إِلَيهِم عَهدَهُم إِلي مُدّتِهِم يَقُولُ أَجَلَهُمُ ألّذِي شَرَطتُم لَهُمإِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتّقِينَ قَالَ الّذِينَ يَتّقُونَ اللّهَ فِيمَا حَرّمَ عَلَيهِم وَ يُوفُونَ بِالعَهدِ قَالَ فَلَم يُعَاهِدِ النّبِيّص بَعدَ هَؤُلَاءِ الآيَاتِ أَحَداً قَالَ ثُمّ نُسِخَ ذَلِكَ فَأُنزِلَفَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ قَالَ هَذَا ألّذِي ذَكَرنَا مُنذُ يَومٍ قَرَأَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَيهِمُ الصّحِيفَةَ يَقُولُ فَإِذَا مَضَتِ الأَربَعَةُ الأَشهُرِ قَاتَلُوا الّذِينَ انقَضَي عَهدُهُم فِي الحِلّ وَ الحَرَمِحَيثُ وَجَدتُمُوهُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ قَالَ ثُمّ استَثنَي فَنَسَخَ مِنهُم فَقَالَوَ إِن أَحَدٌ مِنَ المُشرِكِينَ استَجارَكَ فَأَجِرهُ حَتّي يَسمَعَ كَلامَ اللّهِ قَالَ مَن بُعِثَ إِلَيكَ مِن أَهلِ الشّركِ يَسأَلُكَ لِتُؤمِنَهُ حَتّي يَلقَاكَ فَيَسمَعَ مَا تَقُولُ وَ يَسمَعَ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ فَهُوَ آمِنٌفَأَجِرهُ حَتّي يَسمَعَ كَلامَ اللّهِ وَ هُوَ كَلَامُكَ بِالقُرآنِثُمّ أَبلِغهُ مَأمَنَهُ يَقُولُ حَتّي يَبلُغَ مَأمَنَهُ مِن بِلَادِهِ ثُمّ قَالَكَيفَ يَكُونُ لِلمُشرِكِينَ عَهدٌ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ رَسُولِهِ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ هُمَا بَطنَانِ بَنُو ضَمرَةَ وَ بَنُو مُدلِجٍ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذَا فِيهِم حِينَ غَدَرُوا ثُمّ قَالَ تَعَالَيكَيفَ وَ إِن يَظهَرُوا عَلَيكُم لا يَرقُبُوا فِيكُم إِلّا وَ لا ذِمّةً إِلَي ثَلَاثِ آيَاتٍ قَالَ هُم قُرَيشٌ نَكَثُوا عَهدَ النّبِيّص يَومَ الحُدَيبِيَةِ وَ كَانُوا رُءُوسَ العَرَبِ فِي كُفرِهِم ثُمّ قَالَفَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِلَييَنتَهُونَ


صفحه : 303

بيان الولث العهد الغير الأكيد و في القاموس الحمس الأمكنة الصلبة جمع أحمس و به لقب قريش وكنانة وجديلة و من تابعهم في الجاهلية لتحمسهم في دينهم أولالتجائهم بالحمساء وهي‌ الكعبة لأن حجرها أبيض إلي السواد والإل بالكسر العهد وتفسير الآيات مذكور في مظانه لانطيل الكلام بذكره لخروجه عن مقصودنا

26- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]وَلّاهُ رَسُولُ اللّهِ فِي أَدَاءِ سُورَةِ بَرَاءَةَ وَ عَزَلَ بِهِ أَبَا بَكرٍ بِإِجمَاعِ المُفَسّرِينَ وَ نَقَلَةِ الأَخبَارِ وَ رَوَاهُ الطبّرَيِ‌ّ وَ البلَاذرِيِ‌ّ وَ الترّمذِيِ‌ّ وَ الواَقدِيِ‌ّ وَ الشعّبيِ‌ّ وَ السدّيّ‌ّ وَ الثعّلبَيِ‌ّ وَ الواَحدِيِ‌ّ وَ القرُظَيِ‌ّ وَ القشُيَريِ‌ّ وَ السمّعاَنيِ‌ّ وَ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ وَ ابنُ بُطّةَ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ وَ أَبُو يَعلَي الموَصلِيِ‌ّ وَ الأَعمَشُ وَ سِمَاكُ بنُ حَربٍ فِي كُتُبِهِم عَن عُروَةَ بنِ الزّبَيرِ وَ أَبِي هُرَيرَةَ وَ أَنَسٍ وَ أَبِي رَافِعٍ وَ زَيدِ بنِ نَقِيعٍ وَ ابنِ عُمَرَ وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ اللّفظُ لَهُ أَنّهُ لَمّا نَزَلَبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي تِسعِ آيَاتٍ أَنفَذَ النّبِيّص أَبَا بَكرٍ إِلَي مَكّةَ لِأَدَائِهَا فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ إِنّهُ لَا يُؤَدّيهَا إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ فَقَالَ النّبِيّص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ اركَب ناَقتَيِ‌َ العَضبَاءَ وَ الحَق أَبَا بَكرٍ وَ خُذ بَرَاءَةَ مِن يَدِهِ قَالَ وَ لَمّا رَجَعَ أَبُو بَكرٍ إِلَي النّبِيّص جَزِعَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ أهَلّتنَيِ‌ لِأَمرٍ طَالَتِ الأَعنَاقُ فِيهِ فَلَمّا تَوَجّهتُ لَهُ ردَدَتنَيِ‌ عَنهُ فَقَالَ الأَمِينُ هَبَطَ إلِيَ‌ّ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ وَ عَلِيّ منِيّ‌ وَ لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا عَلِيّ

وَ فِي خَبَرٍ أَنّ عَلِيّاً قَالَ لَهُ إِنّكَ خَطِيبٌ وَ أَنَا حَدِيثُ السّنّ فَقَالَ لَا بُدّ مِن أَن تَذهَبَ بِهَا أَو أَذهَبَ بِهَا قَالَ أَمّا إِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَنَا أَذهَبُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ اذهَب فَسَوفَ يُثَبّتُ اللّهُ لِسَانَكَ وَ يهَديِ‌ قَلبَكَ

أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَخَطَبَ عَلِيّ النّاسَ فَاختَرَطَ سَيفَهُ وَ قَالَ لَا يَطُوفَنّ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَحُجّنّ البَيتَ مُشرِكٌ وَ مَن كَانَ لَهُ مُدّةٌ فَهُوَ إِلَي مُدّتِهِ وَ مَن لَم يَكُن لَهُ مُدّةٌ فَمُدّتُهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ زِيَادَةٌ فِي مُسنَدِ الموَصلِيِ‌ّ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا نَفسٌ مُؤمِنَةٌ وَ هَذَا هُوَ ألّذِي أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ اِبرَاهِيمَ حِينَ قَالَوَ طَهّر بيَتيِ‌َ لِلطّائِفِينَ وَ


صفحه : 304

القائِمِينَ وَ الرّكّعِ السّجُودِفَكَانَ اللّهُ تَعَالَي أَمَرَ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلَ بِالنّدَاءِ أَوّلًا قَولُهُوَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ وَ أَمَرَ الولَيِ‌ّ بِالنّدَاءِ آخِراً قَولُهُوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ السدّيّ‌ّ وَ أَبُو مَالِكٍ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ زَينُ العَابِدِينَ ع الأَذَانُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي نَادَي بِهِ

تَفسِيرُ القشُيَريِ‌ّ أَنّ رَجُلًا قَالَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَمَن أَرَادَ مِنّا أَن يَلقَي رَسُولَ اللّهِ فِي بَعضِ الأَمرِ بَعدَ انقِضَاءِ الأَربَعَةِ فَلَيسَ لَهُ عَهدٌ قَالَ عَلِيّ ع بَلَي لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَوَ إِن أَحَدٌ مِنَ المُشرِكِينَ استَجارَكَ فَأَجِرهُ إِلَي آخِرِ الآيَاتِ

وَ فِي الحَدِيثِ عَنِ البَاقِرَينِ ع قَالَا قَامَ خِدَاشٌ وَ سَعِيدٌ أَخَوَا عَمرِو بنِ عَبدِ وُدّ فَقَالَا وَ عَلَي مَا تُسَيّرُنَا أَربَعَةَ أَشهُرٍ بَل بَرِئنَا مِنكَ وَ مِنِ ابنِ عَمّكَ وَ لَيسَ بَينَنَا وَ بَينَ ابنِ عَمّكَ إِلّا السّيفُ وَ الرّمحُ وَ إِن شِئتَ بَدَأنَا بِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع هَلُمّ ثُمّ قَالَفَاعلَمُوا أَنّكُم غَيرُ معُجزِيِ‌ اللّهِ إِلَي قَولِهِإِلي مُدّتِهِم

تَفسِيرُ الثعّلبَيِ‌ّ قَالَ المُشرِكُونَ نَحنُ نَبرَأُ مِن عَهدِكَ وَ عَهدِ ابنِ عَمّكَ إِلّا مِنَ الطّعنِ وَ الضّربِ وَ طَفِقُوا يَقُولُونَ أللّهُمّ إِنّا مُنِعنَا أَن نَبَرّكَ

وَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ النّسّابَةِ بنِ الصوّفيِ‌ّ أَنّ النّبِيّص قَالَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ إِنّ أخَيِ‌ مُوسَي نَاجَي رَبّهُ عَلَي جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ فَقَالَ فِي آخِرِ الكَلَامِ امضِ إِلَي فِرعَونَ وَ قَومِهِ القِبطِ وَ أَنَا مَعَكَ لَا تَخَف فَكَانَ جَوَابُهُ مَا ذَكَرَهُ اللّهُ تَعَالَيإنِيّ‌ قَتَلتُ مِنهُم نَفساً فَأَخافُ أَن يَقتُلُونِ وَ هَذَا عَلِيّ قَد أَنفَذتُهُ لِيَستَرجِعَ بَرَاءَةَ وَ يَقرَأَهَا عَلَي أَهلِ مَكّةَ وَ قَد قَتَلَ مِنهُم خَلقاً عَظِيماً فَمَا خَافَ وَ لَا تَوَقّفَ وَ لَم تَأخُذهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ


صفحه : 305

وَ فِي رِوَايَةٍ فَكَانَ أَهلُ المَوسِمِ يَتَلَهّفُوَن عَلَيهِ وَ مَا فِيهِم إِلّا مَن قَتَلَ أَبَاهُ أَو أَخَاهُ أَو حَمِيمَهُ فَصَدّهُمُ اللّهُ عَنهُ وَ عَادَ إِلَي المَدِينَةِ وَحدَهُ سَالِماً وَ كَانَ ع أَنفَذَهُ أَوّلَ يَومٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ سَنَةَ تِسعٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ أَدّاهَا إِلَي النّاسِ يَومَ عَرَفَةَ وَ يَومَ النّحرِ وَ أَمّا قَولُ الجَاحِظِ إِنّهُ كَانَ عَادَةُ العَرَبِ فِي عَقدِ الحَلفِ وَ حَلّ العَقدِ أَنّهُ كَانَ لَا يَتَوَلّي ذَلِكَ إِلّا السّيّدُ مِنهُم أَو رَجُلٌ مِن رَهطِهِ فَإِنّهُ أَرَادَ أَن يَذُمّهُ فَمَدَحَهُ

27- يف ،[الطرائف ]رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ مِن طُرُقِ جَمَاعَةٍ فَمِنهَا عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكرٍ إِلَي أَهلِ مَكّةَ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي ذيِ‌ الحُلَيفَةِ بَعَثَ إِلَيهِ فَرَدّهُ فَقَالَ لَا يَذهَبُ بِهَا إِلّا رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ فَبَعَثَ عَلِيّاً

وَ مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن سِمَاكٍ عَن حُبَيشٍ يَرفَعُهُ قَالَ لَمّا نَزَلَت عَشرُ آيَاتٍ مِن سُورَةِ بَرَاءَةَ عَلَي النّبِيّص دَعَا النّبِيّص أَبَا بَكرٍ فَبَعَثَهُ بِهَا لِيَقرَأَهَا عَلَي أَهلِ مَكّةَ ثُمّ دَعَا النّبِيّص عَلِيّاً ع فَقَالَ لَهُ أَدرِك أَبَا بَكرٍ فَحَيثُ مَا لَحِقتَهُ فَخُذِ الكِتَابَ مِنهُ فَاذهَب بِهِ إِلَي أَهلِ مَكّةَ وَ اقرَأهُ عَلَيهِم قَالَ فَلَحِقَهُ بِالجُحفَةِ فَأَخَذَ الكِتَابَ مِنهُ فَرَجَعَ أَبُو بَكرٍ إِلَي النّبِيّص وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ لَا وَ لَكِنّ جَبرَئِيلَ ع جاَءنَيِ‌ فَقَالَ لَم يَكُن يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ

أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَابِرٍ عَن حَبَشٍ عَن عَلِيّ ع مِثلَهُ


صفحه : 306

وَ بِالإِسنَادِ عَن أَنَسٍ قَالَ أَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ بِبَرَاءَةَ يَقرَؤُهَا عَلَي أَهلِ مَكّةَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي مُحَمّدٍ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَا يُبَلّغُ عَنِ اللّهِ تَعَالَي إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ فَلَحِقَهُ عَلِيّ ع فَأَخَذَهَا مِنهُ

أقول وروي ابن بطريق في الكتاب المذكور مايؤدي‌ هذاالمعني من أربعة طرق من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني‌ و كتاب المغازي‌ لمحمد بن إسحاق و من خمسة طرق من كتاب أحمد بن حنبل و من طريق من صحيح البخاري‌ وطريقين من تفسير الثعلبي‌ وطريقين من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري‌ وطريق من سنن أبي داود وطريق من صحيح الترمذي‌

28- يف ،[الطرائف ] وَ رَوَي البخُاَريِ‌ّ فِي صَحِيحِهِ فِي نِصفِ الجُزءِ الخَامِسِ فِي بَابِوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ أَنّ اللّهَ برَيِ‌ءٌ مِنَ المُشرِكِينَ وَ رَسُولُهُحَدِيثَ سُورَةِ بَرَاءَةَ وَ زَادَ فِيهِ فَأَذّنَ عَلِيّ فِي أَهلِ مِنًي يَومَ النّحرِ أَلَا لَا يَحِجّ بَعدَ العَامِ مُشرِكٌ وَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ

وَ رَوَاهُ أَيضاً فِي الجَمعِ بَينَ الصّحَاحِ السّتّةِ فِي الجُزءِ الثاّنيِ‌ فِي تَفسِيرِ سُورَةِ بَرَاءَةَ مِن صَحِيحِ أَبِي دَاوُدَ وَ صَحِيحِ الترّمذِيِ‌ّ فِي حَدِيثٍ يَرفَعُونَهُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ وَ أَمَرَهُ أَن ينُاَديِ‌َ فِي المَوسِمِ بِبَرَاءَةَ ثُمّ أَردَفَهُ عَلِيّاً فَبَينَا أَبُو بَكرٍ فِي بَعضِ الطّرِيقِ إِذ سَمِعَ رُغَاءَ نَاقَةِ رَسُولِ اللّهِص العَضبَاءِ فَقَامَ أَبُو بَكرٍ فَزِعاً فَظَنّ أَنّهُ حَدَثَ أَمرٌ فَدَفَعَ إِلَيهِ عَلِيّ كِتَاباً مِن رَسُولِ اللّهِص أَنّ عَلِيّاً ينُاَديِ‌ بِهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ فَإِنّهُ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يُبَلّغَ عنَيّ‌ إِلّا رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ فَانطَلَقَا فَقَامَ عَلِيّ أَيّامَ التّشرِيقِ ينُاَديِ‌ ذِمّةُ اللّهِ وَ رَسُولِهِ بَرِيئَةٌ مِن كُلّ مُشرِكٍ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ لَا يَحِجّنّ بَعدَ هَذَا العَامِ مُشرِكٌ وَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ بَعدَ العَامِ عُريَانٌ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا نَفسٌ مُؤمِنَةٌ

وَ رَوَاهُ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ فِي تَفسِيرِ سُورَةِ بَرَاءَةَ وَ شَرَحَ الثعّلبَيِ‌ّ كَيفَ نَقَضَ المُشرِكُونَ العَهدَ ألّذِي عَاهَدَهُمُ النّبِيّص فِي الحُدَيبِيَةِ ثُمّ قَالَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي أَوَاخِرِ حَدِيثِهِ مَا هَذَا


صفحه : 307

لَفظُهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ فِي تِلكَ السّنَةِ عَلَي المَوسِمِ لِيُقِيمَ لِلنّاسِ الحَجّ وَ بَعَثَ مَعَهُ أَربَعِينَ آيَةً مِن صَدرِ بَرَاءَةَ لِيَقرَأَهَا عَلَي أَهلِ المَوسِمِ فَلَمّا سَارَ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاًص فَقَالَ اخرُج بِهَذِهِ القِصّةِ وَ اقرَأ عَلَيهِم مِن صَدرِ بَرَاءَةَ وَ أَذّن بِذَلِكَ فِي النّاسِ إِذَا اجتَمَعُوا فَخَرَجَ عَلِيّ ع عَلَي نَاقَةِ رَسُولِ اللّهِص العَضبَاءِ حَتّي أَدرَكَ أَبَا بَكرٍ بذِيِ‌ الحُلَيفَةِ فَأَخَذَهَا مِنهُ فَرَجَعَ أَبُو بَكرٍ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَ نَزَلَ فِي شأَنيِ‌ شَيءٌ فَقَالَ لَا وَ لَكِن لَا يُبَلّغُ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌ ثُمّ ذَكَرَ الثعّلبَيِ‌ّ صُورَةَ نِدَاءِ عَلِيّ ع وَ إِبلَاغَهُ لِمَا أَمَرَهُ اللّهُ بِهِ وَ رَسُولُهُ

أقول روي ابن بطريق مارواه السيد وغيره من صحاحهم وتفاسيرهم في العمدة بأسانيده لانطيل الكلام بإيرادها

رَوَي السيّوُطيِ‌ّ فِي الدّرّ المَنثُورِ قَالَ أَخرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ فِي زَوَائِدِ المُسنَدِ وَ أَبُو الشّيخِ وَ ابنُ مَردَوَيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت عَشرُ آيَاتٍ مِن بَرَاءَةَ عَلَي النّبِيّص وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحوَ مَا مَرّ مِن رِوَايَةِ سِمَاكٍ

ثُمّ قَالَ وَ أَخرَجَ ابنُ أَبِي شَيبَةَ وَ أَحمَدُ وَ الترّمذِيِ‌ّ وَ أَبُو الشّيخِ وَ ابنُ مَردَوَيهِ عَن أَنَسٍ قَالَ بَعَثَ النّبِيّص بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكرٍ ثُمّ دَعَا فَقَالَ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يُبَلّغَ هَذَا إِلّا رَجُلٌ مِن أهَليِ‌ فَدَعَا عَلِيّاً فَأَعطَاهُ إِيّاهُ

وَ أَخرَجَ ابنُ مَردَوَيهِ عَن سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ أَبَا بَكرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ ثُمّ بَعَثَ عَلِيّاً ع عَلَي أَثَرِهِ فَأَخَذَهَا مِنهُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ وَجَدَ فِي نَفسِهِ فَقَالَ النّبِيّص يَا أَبَا بَكرٍ إِنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌

وَ أَخرَجَ أَحمَدُ وَ النسّاَئيِ‌ّ وَ ابنُ المُنذِرِ وَ ابنُ مَردَوَيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَكُنتُ مَعَ عَلِيّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَي مَكّةَ بِبَرَاءَةَ فَكَانَ ينُاَديِ‌ أَنّهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مُؤمِنٌ


صفحه : 308

وَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ مَن كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص عَهدٌ فَإِنّ أَجَلَهُ إِلَي أَربَعَةِ أَشهُرٍ فَإِذَا مَضَتِ الأَربَعَةُ الأَشهُرُ فَإِنّ اللّهَ برَيِ‌ءٌ مِنَ المُشرِكِينَ وَ رَسُولُهُ وَ لَا يَحِجّ هَذَا البَيتَ بَعدَ العَامِ مُشرِكٌ

وَ أَخرَجَ ابنُ مَردَوَيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص بَعَثَ أَبَا بَكرٍ بِسُورَةِ التّوبَةِ وَ بَعَثَ عَلِيّاً ع عَلَي أَثَرِهِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ لَعَلّ اللّهَ أَمَرَ نَبِيّهُ سَخَطاً عَلَيّ فَقَالَ عَلِيّ لَا إِنّ نبَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يُبَلّغَ عنَيّ‌ إِلّا رَجُلٌ منِيّ‌

وَ أَخرَجَ ابنُ حَيّانَ وَ ابنُ مَردَوَيهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ ذَكَرَ بَعثَ عَلِيّ ع عَلَي أَثَرِ أَبِي بَكرٍ وَ رَدّهُ وَ فِي آخِرِهِ لَا يُبَلّغُ غيَريِ‌ أَو رَجُلٌ منِيّ‌

وَ أَخرَجَ ابنُ مَردَوَيهِ عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَي المَوسِمِ فَأَتَي جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ إِنّهُ لَا يُؤَدّيهَا عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ فَبَعَثَ عَلِيّاً فِي أَثَرِهِ حَتّي لَحِقَهُ بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ فَأَخَذَهَا فَقَرَأَ عَلَي النّاسِ فِي المَوسِمِ

وَ أَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ عَن حَكِيمِ بنِ حُمَيدٍ قَالَ قَالَ لِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِنّ لعِلَيِ‌ّ فِي كِتَابِ اللّهِ اسماً وَ لَكِن لَا تَعرِفُونَهُ قُلتُ وَ مَا هُوَ قَالَ أَ لَم تَسمَع قَولَ اللّهِوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ هُوَ وَ اللّهِ الأَذَانُ انتَهَي مَا نَقَلنَاهُ عَنِ السيّوُطيِ‌ّ

و قال صاحب الصراط المستقيم في ذكر فضائل أمير المؤمنين ع منها توليته ص علي أداء سورة براءة بعدبعث النبي ص أبابكر بهافلحقه بالجحفة وأخذها منه ونادي في الموسم بهاذكر ذلك أحمد بن حنبل في مواضع من مسنده والثعلبي‌ في تفسيره والترمذي‌ في صحيحه و أبوداود في سننه ومقاتل في تفسيره والفراء في مصابيحه و


صفحه : 309

الجوزي‌ في تفسيره والزمخشري‌ في كشافه وذكره البخاري‌ في الجزء الأول من صحيحه في باب مايستر العورة و في الجزء الخامس في باب أذان من الله ورسوله وذكر الطبري‌ والبلاذري‌ والواقدي‌ والشعبي‌ والسدي‌ والواحدي‌ والقرطي‌ والقشيري‌ والسمعاني‌ والموصلي‌ و ابن بطة و ابن إسحاق والأعمش و ابن سماك في كتبهم انتهي

وَ ذَكَرَ ابنُ الأَثِيرِ فِي الكَامِلِ فِي أَحدَاثِ سَنَةِ تِسعٍ مِنَ الهِجرَةِ أَنّ فِيهَا حَجّ أَبُو بَكرٍ بِالنّاسِ وَ مَعَهُ عِشرُونَ بَدَنَةً لِرَسُولِ اللّهِص وَ لِنَفسِهِ خَمسُ بَدَنَاتٍ وَ كَانَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ فَلَمّا كَانَ بذِيِ‌ الحُلَيفَةِ أَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص فِي أَثَرِهِ عَلِيّاً ع وَ أَمَرَهُ بِقِرَاءَةِ سُورَةِ بَرَاءَةَ عَلَي المُشرِكِينَ فَعَادَ أَبُو بَكرٍ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ لَا وَ لَكِن لَا يُبَلّغُ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌ انتَهَي

وَ رَوَي صَاحِبُ جَامِعِ الأُصُولِ بِإِسنَادِهِ عَن أَنَسٍ قَالَ بَعَثَ النّبِيّص بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكرٍ ثُمّ دَعَاهُ فَقَالَ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يُبَلّغَ هَذَا إِلّا رَجُلٌ مِن أهَليِ‌ فَدَعَا عَلِيّاً ع فَأَعطَاهُ إِيّاهُ ثُمّ قَالَ وَ زَادَ رَزِينٌ وَ هُوَ العبَدرَيِ‌ّ فَإِنّهُ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يُبَلّغَ عنَيّ‌ إِلّا رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ ثُمّ اتّفَقَا وَ انطَلَقَا انتَهَي

أقول وروي نحوا مما أوردنا من الأخبار الطبرسي‌ رحمه الله وغيره وفيما أوردته غني عما تركته .تتميم أقول بعد ماأحطت علما بما تلوت عليك من أخبار الخاص والعام فاعلم أن أصحابنا رضوان الله عليهم استدلوا بها علي خلافة مولانا أمير المؤمنين ع وعدم استحقاق أبي بكر لها فقالوا إن النبي ص لم يول أبابكر شيئا من الأعمال مع أنه كان يوليها


صفحه : 310

غيره و لماأنفذه لأداء سورة براءة إلي أهل مكة عزله وبعث عليا ع ليأخذها منه ويقرأها علي الناس فمن لم يستصلح لأداء سورة واحدة إلي بلده كيف يستصلح للرئاسة العامة المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلي عموم الرعايا في سائر البلاد. وبعبارة أخري نقول لايخلو إما أن يكون بعث أبي بكر أولا بأمر الله تعالي كما هوالظاهر لقوله تعالي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي أوبعثة الرسول بغير وحي‌ منه تعالي فعلي الأول نقول لاريب في أنه تعالي منزه عن العبث والجهل فلا يكون بعثه وعزله قبل وصوله إلالبيان رفعة شأن أمير المؤمنين ع وفضله و أنه خاصة يصلح للتبليغ عن الرسول ص دون غيره و أن المعزول لايصلح لهذا و لا لما هوأعلي منه من الخلافة والرئاسة العامة و لو كان دفع براءة أولا إلي علي ع لجاز أن يجول بخواطر الناس أن في الجماعة غير علي من يصلح لذلك . و علي الثاني‌ فنقول إن الرسول ص إما أن يكون لم يتغير علمه حين بعث أبابكر أولا وحين عزله ثانيا بحال أبي بكر و ما هوالمصلحة في تلك الواقعة أوتغير علمه فعلي الأول عاد الكلام الأول بتمامه و علي الثاني‌ فنقول لايريب عاقل في أن الأمر المستور أولا لايجوز أن يكون شيئا من العادات والمصالح الظاهرة لاستحالة أن يكون خفي‌ علي الرسول ص مع وفور علمه و علي جميع الصحابة مثل ذلك فلابد أن يكون أمرا مستورا لايطلع عليه إلابالوحي‌ الإلهي‌ من سوء سريرة أبي بكر ونفاقه أو ماعلم الله من أنه سيدعي‌ الخلافة ظلما فيكون هذاحجة وبرهانا علي كذبه و أنه لايصلح لذلك و لوفرضنا في الشاهد أن سلطانا من السلاطين بعث رجلا لأمر ثم أرجعه


صفحه : 311

من الطريق وبعث غيره مكانه لايخطر ببال العقلاء في ذلك إلااحتمالان إما أن يكون أولا جاهلا بحال ذلك الشخص وعدم صلاحيته لذلك ثم بعدالعلم بدا له في ذلك أو كان عالما و كان غرضه الإشارة بكمال الثاني‌ وحط منزلة الأول . ونقول أيضا قدعرفت مرارا أنه إذااتفقت أخبار الفريقين في شيء وتفرد بعض أخبارهم بما يضاده فالتعويل إنما هو علي ماتوافقت فيه الروايتان و لايخفي أنك إذالاحظت المشترك بين أخبارنا وأخبارهم عرفت أنها دالة بصراحتها علي أن الباعث علي عزل أبي بكر لم يكن إلانقصه وحط مرتبته عن مثل ذلك و لم يكن السبب لبعث أمير المؤمنين ع ثانيا إلاكماله وكون استيهال التبليغ عن الله ورسوله ونيابة الرسول ص وخلافته في الأمور منحصرا فيه و لاأظنك بعداطلاعك علي ماقدمناه تحتاج إلي إعادتها والاستدلال بخصوص كل خبر علي ماذكرنا. و أماإنكار بعض متعصبيهم عزل أبي بكر و أنه كان أميرا للحاج وذهب إلي ماأمر به فلاترتاب بعد ماقرع سمعك من الأخبار أن ليس الداعي‌ إلي ذلك إلاالكفر والعصبية والعناد و قداعترف قاضي‌ القضاة في المغني‌ ببطلان ذلك الإنكار و قال ابن أبي الحديد روي طائفة عظيمة من المحدثين أنه لم يدفعها إلي أبي بكر لكن الأظهر الأكثر أنه دفعها إليه ثم أتبعه بعلي‌ ع فانتزعها منه انتهي .أقول ليت شعري‌ لم لم يذكر أحدا من تلك الطائفة العظيمة ليدفع عن نفسه ظن العصبية والكذب . و أما ماتمسك به بعضهم من لزوم النسخ قبل الفعل فعلي تقدير عدم جوازه له نظائر كثيرة فكل مايجري‌ فيها من التأويل فهو جار هاهنا و أمااعتذار الجبائي‌ والزمخشري‌ والبيضاوي‌ والرازي‌ وشارح التجريد وغيرهم بأنه كان من عادة العرب أن سيدا من سادات قبائلهم إذاعقد عهدا لقوم فإن ذلك العقد لاينحل إلا أن يحله هو أوبعض سادات قومه فعدل رسول الله ص عن أبي بكر إلي علي ع حذرا من أن لايعتبروا نبذ العهد من


صفحه : 312

أبي بكر لبعده في النسب فمردود بأن ذلك كذب صريح وافتراء علي أهل الجاهلية والعرب و لم يعرف في زمان من الأزمنة أن يكون الرسول سيما لنبذ العهد من سادات القوم وأقارب العاقد وإنما المعتبر فيه أن يكون موثوقا به و لوبانضمام القرائن و لم ينقل هذه العادة أحد من أرباب السير و لوكانت موجودة في رواية أو كتاب لعينوا موضعها كما هوالمعهود في مقام الاحتجاج و قداعترف ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بأن ذلك غيرمعروف من عادة العرب و أنه إنما هوتأويل تعول به متعصبو أبي بكر لانتزاع البراءة منه و ليس بشي‌ء و قدأشرنا في تقرير الدليل إلي بطلان ذلك إذ لو كان إرجاعه لهذه العلة كان لم يخف هذا علي الرسول وجميع الحاضرين في أول الأمر مع أن كثيرا من الأخبار صريحة في خلاف ذلك .فأما جواب بعضهم عما ذكره الأصحاب من أن الرسول ص لم يوله شيئا من الأمور بأن عدم توليته الأعمال كان لحاجة الرسول ص إليه و إلي عمر في الآراء والتدابير كماذكره قاضي‌ القضاة فأجاب السيد المرتضي في الشافي‌ عنه بأنا قدعلمنا من العادة أن من يرشح لكبار الأمور لابد من أن يدرج إليها بصغارها لأن من يريد بعض الملوك تأهيله للأمر بعده لابد من أن ينبه عليه بكل قول وفعل يدل علي ترشيحه لتلك المنزلة ويستكفيه من أموره وولاياته مايعلم عنده أويغلب في الظن صلاحه لمايريده له و أن من يري الملك مع حضوره وامتداد الزمان وتطاوله لايستكفيه شيئا من الولايات ومتي ولاه عزله وإنما يولي‌ غيره ويستكفي‌ سواه لابد أن يغلب في الظن أنه ليس بأهل للولاية و إن جوزنا أنه لم يوله بأسباب كثيرة سواه و أما من يدعي‌ أنه


صفحه : 313

لم يوله لافتقاره إليه بحضرته وحاجته إلي تدبيره ورأيه ففيه أن النبي لايستشير أحدا لحاجة منه إلي رأيه وفقر إلي تعليمه وتوقيفه لأنه ص الكامل الراجح المعصوم المؤيد بالملائكة وإنما كانت مشاورته أصحابه ليعلمهم كيف يعملون في أمورهم و قدقيل كان يستخرج بذلك دخائلهم وضمائرهم و بعدفكيف استمرت هذه الحاجة واتصلت منه إليهما حتي لم يستغن في زمان من الأزمان عن حضورهما فيوليهما وهل هذا إلاقدح في رأي‌ رسول الله ص ونسبة له إلي أنه كان ممن يحتاج إلي أن يلقن ويوقف علي كل شيء و قدنزهه الله تعالي عن ذلك .انتهي ماأردنا إيراده من كلامه قدس الله روحه ولنقتصر علي ذلك في توضيح المرام في هذاالمقام و من أراد زيادة الاستبصار فليرجع إلي ماألفه في ذلك وأشباهه علماؤنا الأخيار فإنا محترزون في كتابنا هذا عن زيادة الإكثار في غيرنقل الأخبار

باب 01- قوله تعالي وَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ اليعَقوُبيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ قَالَ الصّدُودُ فِي العَرَبِيّةِ الضّحِكُ

بيان ليس فيما عندنا من كتب اللغة المشهورة الصدود بهذا المعني و لايبعد أن


صفحه : 314

يكون ص عبر عن الضجيج الصادر عن الفرح بلازمه علي أن اللغات كلها غيرمحصورة في كتب اللغة لكن قال في مصباح اللغة صد عن كذا يصد من باب ضرب ضحك و قال في مجمع البيان قال بعض المفسرين معني يَصِدّونَيضحكون

2- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن يَحيَي بنِ عُمَيرٍ الحنَفَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ قَائِدٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ بَينَمَا النّبِيّص فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ إِذ قَالَ الآنَ يَدخُلُ عَلَيكُم نَظِيرُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ فِي أمُتّيِ‌ فَدَخَلَ أَبُو بَكرٍ فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ لَا فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ لَا فَدَخَلَ عَلِيّ ع فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ نَعَم فَقَالَ قَومٌ لَعِبَادَةُ اللّاتِ وَ العُزّي خَيرٌ مِن هَذَا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌالآيَةَ

3- وَ قَالَ أَيضاً حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ سَهلٍ العَطّارُ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الدّهقَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ جَاءَ قَومٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ كَانَ يحُييِ‌ المَوتَي فأَحَي‌ِ لَنَا المَوتَي فَقَالَ لَهُم مَن تُرِيدُونَ فَقَالُوا فُلَانٌ وَ إِنّهُ قَرِيبُ عَهدٍ بِمَوتٍ فَدَعَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَصغَي إِلَيهِ بشِيَ‌ءٍ لَا نَعرِفُهُ ثُمّ قَالَ لَهُ انطَلِق مَعَهُم إِلَي المَيّتِ فَادعُهُ بِاسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ فَمَضَي مَعَهُم حَتّي وَقَفَ عَلَي قَبرِ الرّجُلِ ثُمّ نَادَاهُ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ فَقَامَ المَيّتُ فَسَأَلُوهُ ثُمّ اضطَجَعَ فِي لَحدِهِ فَانصَرَفُوا وَ هُم يَقُولُونَ إِنّ هَذَا مِن أَعَاجِيبِ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ أَو نَحوِهِمَا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَةَ

4- وَ قَالَ أَيضاً حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ عَن شَرِيكٍ


صفحه : 315

عَن عُثمَانَ بنِ نُمَيرٍ البجَلَيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي قَالَ قَالَ لِي عَلِيّ ع مثَلَيِ‌ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مَثَلُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَحَبّهُ قَومٌ فَغَالُوا فِي حُبّهِ فَهَلَكُوا وَ أَبغَضَهُ قَومٌ فَهَلَكُوا وَ اقتَصَدَ فِيهِ قَومٌ فَنَجَوا

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الدّهّانِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ العرُيَضيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ بنِ جَنَاحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص نَظَرَ إِلَي عَلِيّ ع وَ أَصحَابُهُ حَولَهُ وَ هُوَ مُقبِلٌ فَقَالَ أَمَا إِنّ فِيكَ لَشَبَهاً مِن عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ لَو لَا مَخَافَةُ أَن تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ‌ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي عِيسَي ابنِ مَريَمَ لَقُلتُ فِيكَ اليَومَ مَقَالًا لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ النّاسِ إِلّا أَخَذُوا مِن تَحتِ قَدَمَيكَ التّرَابَ يَبتَغُونَ بِهِ البَرَكَةَ فَغَضِبَ مَن كَانَ حَولَهُ وَ تَشَاوَرُوا فِيمَا بَينَهُم وَ قَالُوا لَم يَرضَ مُحَمّدٌ إِلّا أَن يَجعَلَ ابنَ عَمّهِ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ فِي القُرآنِ بَنُو هَاشِمٍ قَالَ مُحِيَت وَ اللّهِ فِيمَا محُيِ‌َ وَ لَقَد قَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ عَلَي مِنبَرِ مِصرَ محُيِ‌َ مِنَ القُرآنِ أَلفُ حَرفٍ بِأَلفِ دِرهَمٍ وَ أَعطَيتُ ماِئتَيَ‌ أَلفِ دِرهَمٍ عَلَي أَن يُمحَيإِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُفَقَالُوا لَا يَجُوزُ ذَلِكَ فَكَيفَ جَازَ ذَلِكَ لَهُم وَ لَم يَجُز لِي فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ إِلَيهِ قَد بلَغَنَيِ‌ مَا قُلتَ عَلَي مِنبَرِ مِصرَ وَ لَستَ هُنَاكَ

أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ بِإِسنَادِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ إِلَي رَبِيعَةَ بنِ نَاجِدٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً يَقُولُ فِيّ أُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ


صفحه : 316

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]سَعِيدُ بنُ الحُسَينِ بنِ مَالِكٍ عَن عَبدِ الوَاحِدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ يَعلَي عَنِ الصّبّاحِ بنِ يَحيَي عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن رَبِيعَةَ مِثلَهُ

أَقُولُ وَ رَوَي السّيّدُ حَيدَرُ فِي الغُرَرِ مِن كِتَابِ مَنقَبَةِ المُطَهّرِينَ لأِبَيِ‌ نُعَيمٍ بِسَنَدَينِ عَن رَبِيعَةَ مِثلَهُ

5- يف ،[الطرائف ] أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ وَ ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ أَنّ النّبِيّص قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع إِنّ فِيكَ مَثَلًا مِن عِيسَي أَبغَضَهُ اليَهُودُ حَتّي بَهَتُوا أُمّهُ وَ أَحَبّهُ النّصَارَي حَتّي أَنزَلُوهُ المَنزِلَ ألّذِي لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ

6- كشف ،[كشف الغمة] ابنُ مَردَوَيهِ قَولُهُ تَعَالَيوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ فِيكَ مَثَلًا مِن عِيسَي أَحَبّهُ قَومٌ فَهَلَكُوا وَ أَبغَضَهُ قَومٌ فَهَلَكُوا فِيهِ فَقَالَ المُنَافِقُونَ أَ مَا رضَيِ‌َ لَهُ مَثَلًا إِلّا عِيسَي فَنَزَلَت

أَقُولُ وَ رَوَي العَلّامَةُ رَفَعَ اللّهُ مَقَامَهُ مِثلَهُ

7- مد،[العمدة] مِن مُسنَدِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي بنِ آدَمَ عَن مَالِكِ بنِ مُعَوّلٍ عَن أُكَيلٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ قَالَ لَقِيتُ عَلقَمَةَ قَالَ أَ تدَريِ‌ مَا مَثَلُ عَلِيّ فِي هَذِهِ الأُمّةِ قَالَ قُلتُ وَ مَا مَثَلُهُ قَالَ مَثَلُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَحَبّهُ قَومٌ حَتّي هَلَكُوا فِي حُبّهِ وَ أَبغَضَهُ قَومٌ حَتّي هَلَكُوا فِي بُغضِهِ


صفحه : 317

8- وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُفيَانَ عَن وَكِيعِ بنِ الجَرّاحِ بنِ مَلِيحٍ عَن خَالِدِ بنِ مَخلَدٍ عَن أَبِي غَيلَانَ الشيّباَنيِ‌ّ عَنِ الحَكَمِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن أَبِي صَادِقٍ عَن رَبِيعَةَ بنِ نَاجِدٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ دعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ إِنّ فِيكَ مَثَلًا مِن عِيسَي أَبغَضَتهُ يَهُودُ خَيبَرَ حَتّي بَهَتُوا أُمّهُ وَ أَحَبّتهُ النّصَارَي حَتّي أَنزَلُوهُ المَنزِلَ ألّذِي لَيسَ لَهُ أَلَا فَإِنّهُ يَهلِكُ فِيّ اثنَانِ مُحِبّ مُفرِطٌ يُفرِطُ بِمَا لَيسَ فِيّ وَ مُبغِضٌ يَحمِلُهُ شنَآَنيِ‌ عَن أَن يبَهتَنَيِ‌ أَلَا إنِيّ‌ لَستُ بنِبَيِ‌ّ وَ لَا يُوحَي إلِيَ‌ّ وَ لكَنِيّ‌ أَعمَلُ بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِ مَا استَطَعتُ فَمَا أَمَرتُكُم مِن طَاعَةِ اللّهِ فَحَقّ عَلَيكُم طاَعتَيِ‌ فِيمَا أَحبَبتُم أَو كَرِهتُم

وَ مِن مَنَاقِبِ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ عَن وَكِيعِ بنِ القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ الهَيثَمِ عَن أَبِي غَسّانَ مَالِكِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الحَكَمِ بنِ عَبدِ المَلِكِ مِثلَهُ

9- وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن وَكِيعٍ عَن شَرِيكٍ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي اليَقظَانِ عَن زَاذَانَ عَن عَلِيّ ع قَالَ مثَلَيِ‌ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَحَبّتهُ طَائِفَةٌ وَ أَفرَطَت فِي حُبّهِ فَهَلَكَت وَ أَبغَضَتهُ طَائِفَةٌ فَأَفرَطَت فِي بُغضِهِ فَهَلَكَت

10- وَ عَنهُ عَنِ ابنِ حَمّادٍ سِجَادَةَ عَن يَحيَي بنِ أَبِي يَعلَي عَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحِ بنِ حيَ‌ّ وَ جَعفَرِ بنِ زِيَادِ بنِ الأَحمَرِ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن عَلِيّ ع قَالَ يَهلِكُ فِيّ رَجُلَانِ مُحِبّ مُفرِطٌ وَ مُبغِضٌ مُفَرّطٌ

أقول روي‌ مثله بأسانيد سيأتي‌ ذكرها إن شاء الله

11-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ فِي احتِجَاجِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الشّورَي قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ احفَظِ البَابَ فَإِنّ زُوّاراً مِنَ المَلَائِكَةِ


صفحه : 318

تزَوُروُننَيِ‌ فَلَا تَأذَن لِأَحَدٍ فَجَاءَ عُمَرُ فَرَدَدتُهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ أَخبَرتُهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص مُحتَجِبٌ وَ عِندَهُ زُوّارٌ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ عِدّتُهُم كَذَا وَ كَذَا ثُمّ أَذِنتُ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ جِئتُ غَيرَ مَرّةٍ كُلّ ذَلِكَ يرَدُنّيِ‌ عَلِيّ وَ يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِ مُحتَجِبٌ وَ عِندَهُ زُوّارٌ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ عِدّتُهُم كَذَا وَ كَذَا فَكَيفَ عَلِمَ بِالعِدّةِ أَ عَايَنَهُم فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ قَد صَدَقَ كَيفَ عَلِمتَ بِعِدّتِهِم فَقُلتُ اختَلَفَتِ التّحِيّاتُ فَسَمِعتُ الأَصوَاتَ فَأَحصَيتُ العَدَدَ قَالَ صَدَقتَ فَإِنّ فِيكَ شَبَهاً مِن أخَيِ‌ عِيسَي فَخَرَجَ عُمَرُ وَ هُوَ يَقُولُ ضَرَبَهُ لِابنِ مَريَمَ مَثَلًا فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ قَالَ يَضِجّونَوَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَل هُم قَومٌ خَصِمُونَ إِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ وَ جَعَلناهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ لَو نَشاءُ لَجَعَلنا مِنكُم مَلائِكَةً فِي الأَرضِ يَخلُفُونَغيَريِ‌ قَالُوا أللّهُمّ لَا

12- يب ،[تهذيب الأحكام ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الدّعَاءِ بَعدَ صَلَاةِ الغَدِيرِ رَبّنَا أَجَبنَا دَاعِيَكَ النّذِيرَ المُنذِرَ مُحَمّداًص عَبدَكَ وَ رَسُولَكَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ألّذِي أَنعَمتَ عَلَيهِ وَ جَعَلتَهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَنّهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ مَولَاهُم وَ وَلِيّهُم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ يَومِ الدّينِ فَإِنّكَ قُلتَإِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ وَ جَعَلناهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ وَ عُثمَانَ بنِ سَعِيدٍ مَعاً عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن أَبِي صَادِقٍ عَن رَبِيعَةَ بنِ نَاجِدٍ عَن عَلِيّ ع قَالَدعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ فِيكَ شَبَهاً مِن عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَحَبّتهُ النّصَارَي حَتّي أَنزَلُوهُ بِمَنزِلَةٍ لَيسَ بِهَا وَ أَبغَضَهُ اليَهُودُ


صفحه : 319

حَتّي بَهَتُوا أُمّهُ قَالَ وَ قَالَ عَلِيّ ع يَهلِكُ فِيّ رَجُلَانِ مُحِبّ مُفرِطٌ بِمَا لَيسَ فِيّ وَ مُبغِضٌ يَحمِلُهُ شنَآَنيِ‌ عَلَي أَن يبَهتَنَيِ‌

وَ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحُسَينِ عَن حَسَنِ بنِ حَسَنٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ مِثلَهُ وَ لَم يَذكُرِ الصّبّاحَ

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن شُرَيحِ بنِ يُونُسَ وَ الحُسَينِ بنِ عَرَفَةَ عَن أَبِي حَفصٍ الأَبّارِ عَنِ الحَكَمِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ مِثلَهُ

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحسُيَنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ فِيكَ مَثَلًا مِن عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَحَبّهُ قَومٌ فَأَفرَطُوا فِي حُبّهِ فَهَلَكُوا فِيهِ وَ أَبغَضَهُ قَومٌ فَأَفرَطُوا فِي بُغضِهِ فَهَلَكُوا فِيهِ وَ اقتَصَدَ قَومٌ فَنَجَوا

15- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ لِيَ النّبِيّص فِيكَ مَثَلٌ مِن عِيسَي أَحَبّهُ النّصَارَي حَتّي كَفَرُوا وَ أَبغَضَهُ اليَهُودُ حَتّي كَفَرُوا فِي بُغضِهِ

16-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن وَكِيعٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن أَبِي صَادِقٍ عَن أَبِي الأَعَزّ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَبَينَمَا رَسُولُ اللّهِ جَالِسٌ فِي أَصحَابِهِ إِذ قَالَ إِنّهُ يَدخُلُ السّاعَةَ شَبِيهُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَخَرَجَ بَعضُ مَن كَانَ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللّهِ فَيَكُونَ هُوَ الدّاخِلَ فَدَخَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ الرّجُلُ لِبَعضِ أَصحَابِهِ أَ مَا رضَيِ‌َ مُحَمّدٌ أَن فَضّلَ عَلِيّاً عَلَينَا حَتّي يُشَبّهَهُ بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ اللّهِ لَآلِهَتُنَا التّيِ‌ كُنّا نَعبُدُهَا


صفحه : 320

فِي الجَاهِلِيّةِ أَفضَلُ مِنهُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَ المَجلِسِ وَ لَمّا ضَرَبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذَا قَومُكَ مِنهُ يَضِجّونَ فَحَرّفُوهَايَصِدّونَ وَ قَالُوا أَ آلِهَتُنَا خَيرٌ أَم هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَل هُم قَومٌ خَصِمُونَ إِن عَلِيّ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنَا عَلَيهِ وَ جَعَلنَاهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فمَحُيِ‌َ اسمُهُ وَ كُشِطَ عَن هَذَا المَوضِعِ ثُمّ ذَكَرَ اللّهُ خَطَرَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَوَ إِنّهُ لَعِلمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمتَرُنّ بِها وَ اتّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع

بيان علي هذاالتفسير الضمير في قوله وَ إِنّهُ لَعِلمٌ لِلسّاعَةِراجع إلي أمير المؤمنين ع و هوإشارة إلي أن رجعته ع من أشراط الساعة و أنه دابة الأرض كماسيأتي‌ والمفسرون أرجعوا الضمير إلي عيسي لأن حدوثه أونزوله من أشراط الساعة

17-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع لَمّا قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ لَو لَا أنَنّيِ‌ أَخَافُ أَن يَقُولَ فِيكَ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي المَسِيحِ لَقُلتُ اليَومَ فِيكَ مَقَالَةً لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ المُسلِمِينَ إِلّا أَخَذُوا التّرَابَ مِن تَحتِ قَدَمِكَ الخَبَرَ قَالَ الحَارِثُ بنُ عَمرٍو الفهِريِ‌ّ لِقَومٍ مِن أَصحَابِهِ مَا وَجَدَ مُحَمّدٌ لِابنِ عَمّهِ مَثَلًا إِلّا عِيسَي ابنَ مَريَمَ يُوشِكُ أَن يَجعَلَهُ نَبِيّاً مِن بَعدِهِ وَ اللّهِ إِنّ آلِهَتَنَا التّيِ‌ كُنّا نَعبُدُ خَيرٌ مِنهُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِلَي قَولِهِوَ إِنّهُ لَعِلمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمتَرُنّ بِها وَ اتّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ نَزَلَ أَيضاًإِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِالآيَةَ فَقَالَ النّبِيّص يَا حَارِثُ اتّقِ اللّهَ وَ ارجِع عَمّا قُلتَ مِنَ العَدَاوَةِ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ إِذَا كُنتَ رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 321

وَ عَلِيّ وَصِيّكَ مِن بَعدِكَ وَ فَاطِمَةُ بِنتُكَ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ابنَاكَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ حَمزَةُ عَمّكَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ جَعفَرٌ الطّيّارُ ابنُ عَمّكَ يَطِيرُ مَعَ المَلَائِكَةِ فِي الجَنّةِ وَ السّقَايَةُ لِلعَبّاسِ عَمّكَ فَمَا تَرَكتَ لِسَائِرِ قُرَيشٍ وَ هُم وُلدُ أَبِيكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَيلَكَ يَا حَارِثُ مَا فَعَلتُ ذَلِكَ ببِنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ لَكِنّ اللّهَ فَعَلَهُ بِهِم فَقَالَإِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِالآيَةَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ دَعَا رَسُولُ اللّهِص الحَارِثَ فَقَالَ إِمّا أَن تَتُوبَ أَو تَرحَلَ عَنّا قَالَ فَإِنّ قلَبيِ‌ لَا يطُاَوعِنُيِ‌ إِلَي التّوبَةِ لكَنِيّ‌ أَرحَلُ عَنكَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَلَمّا أَصحَرَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ طَيراً مِنَ السّمَاءِ فِي مِنقَارِهِ حَصَاةٌ مِثلُ العَدَسَةِ فَأَنزَلَهَا عَلَي هَامَتِهِ وَ خَرَجَت مِن دُبُرِهِ إِلَي الأَرضِ فَفَحَصَ بِرِجلِهِ وَ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي رَسُولِهِسَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍلِلكَافِرِينَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ قَالَ هَكَذَا نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع

18-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي بنِ زَكَرِيّا عَن يَحيَي بنِ الصّبّاحِ المزُنَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ عُمَيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً إِلَي شِعبٍ فَأَعظَمَ فِيهِ العَنَاءُ فَلَمّا أَن جَاءَ قَالَ يَا عَلِيّ قَد بلَغَنَيِ‌ نَبَؤُكَ وَ ألّذِي صَنَعتَ وَ أَنَا عَنكَ رَاضٍ قَالَ فَبَكَي عَلِيّ ع فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا يُبكِيكَ يَا عَلِيّ أَ فَرَحٌ أَم حُزنٌ قَالَ بَل فَرَحٌ وَ مَا لِي لَا أَفرَحُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنتَ عنَيّ‌ رَاضٍ قَالَ النّبِيّص أَمَا وَ إِنّ اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ عَنكَ رَاضُونَ أَمَا وَ اللّهِ لَو لَا أَن يَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِن


صفحه : 322

أمُتّيِ‌ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي عِيسَي ابنِ مَريَمَ لَقُلتُ اليَومَ فِيكَ قَولًا لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ مِنهُم قَلّوا أَو كَثُرُوا إِلّا قَامُوا إِلَيكَ يَأخُذُونَ التّرَابَ مِن تَحتِ قَدَمَيكَ يَلتَمِسُونَ فِي ذَلِكَ البَرَكَةَ قَالَ فَقَالَ قُرَيشٌ مَا رضَيِ‌َ حَتّي جَعَلَهُ مَثَلًا لِابنِ مَريَمَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ قَالَ يَضِجّونَ

19- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ يُوسُفَ عَن يُوسُفَ بنِ مُوسَي بنِ عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ جِئتُ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ فِي مَلَإٍ مِن قُرَيشٍ فَنَظَرَ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّمَا مَثَلُكَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَحَبّهُ قَومٌ فَأَفرَطُوا وَ أَبغَضَهُ قَومٌ فَأَفرَطُوا فَضَحِكَ المَلَأُ الّذِينَ عِندَهُ وَ قَالُوا انظُرُوا كَيفَ يُشَبّهُ ابنَ عَمّهِ بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ قَالَ فَنَزَلَ الوحَي‌ُوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ

20- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ القَاسِمِ قَالَ أَخبَرَنَا عُبَادَةُ يعَنيِ‌ ابنَ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن أَبِي صَادِقٍ عَن رَبِيعةَ بنِ نَاجِدٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ فِيكَ مَثَلًا مِن عِيسَي ابنِ مَريَمَ إِنّ اليَهُودَ أَبغَضُوهُ حَتّي بَهَتُوهُ وَ إِنّ النّصَارَي أَحَبّوهُ حَتّي جَعَلُوهُ إِلَهاً وَ يَهلِكُ فِيكَ رَجُلَانِ مُحِبّ مُطرٍ وَ مُبغِضٌ مُفتَرٍ وَ قَالَ المُنَافِقُونَ مَا قَالُوا لَمّا رَفَعَ بِضَبعِ ابنِ عَمّهِ جَعَلَهُ مَثَلًا لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ كَيفَ يَكُونُ هَذَا وَ ضَجّوا بِمَا قَالُوا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَةَوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ أَي يَضِجّونَ قَالَ وَ هيِ‌َ فِي قِرَاءَةِ أُبَيّ بنِ كَعبٍ يَضِجّونَ

21-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ هِندٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ الفرُقاَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ


صفحه : 323

لَنَا ابنُ المُبَارَكِ الصوّريِ‌ّ قَالَ النّبِيّص لأِبَيِ‌ ذَرّ مَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ وَ لَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ عَلَي ذيِ‌ لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ أَ لَم يَكُنِ النّبِيّ قَالَ قَالَ بَلَي قَالَ فَمَا القِصّةُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فِي ذَلِكَ قَالَ كَانَ النّبِيّ فِي نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ إِذ قَالَ يَطلُعُ عَلَيكُم مِن هَذَا الفَجّ رَجُلٌ يُشبِهُ بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ فَاستَشرَفَت قُرَيشٌ لِلمَوضِعِ فَلَم يَطلُع أَحَدٌ وَ قَامَ النّبِيّص لِبَعضِ حَاجَتِهِ إِذَا طَلَعَ مِن ذَلِكَ الفَجّ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا رَأَوهُ قَالُوا الِارتِدَادُ وَ عِبَادَةُ الأَوثَانِ أَيسَرُ عَلَينَا مِمّا يُشَبّهُ ابنَ عَمّهِ بنِبَيِ‌ّ فَقَالَ أَبُو ذَرّ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُم قَالُوا كَذَا وَ كَذَا فَقَالُوا بِأَجمَعِهِم كَذَبَ وَ حَلَفُوا عَلَي ذَلِكَ فَجَحَدَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أَبِي ذَرّ فَمَا بَرِحَ حَتّي نَزَلَ عَلَيهِ الوحَي‌ُوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ قَالَ يَضِجّونَوَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَل هُم قَومٌ خَصِمُونَ إِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ وَ جَعَلناهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ عَلَي ذيِ‌ لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ

22-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَبَينَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ جَالِساً إِذ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فِيكَ شَبَهاً مِن عِيسَي بنِ مَريَمَ لَو لَا أَن تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ‌ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي عِيسَي ابنِ مَريَمَ لَقُلتُ فِيكَ قَولًا لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ النّاسِ إِلّا أَخَذُوا التّرَابَ مِن


صفحه : 324

تَحتِ قَدَمَيكَ يَلتَمِسُونَ بِذَلِكَ البَرَكَةَ قَالَ فَغَضِبَ الأَعرَابِيّانِ وَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ وَ عِدّةٌ مِن قُرَيشٍ مَعَهُم فَقَالُوا مَا رضَيِ‌َ أَن يَضرِبَ لِابنِ عَمّهِ مَثَلًا إِلّا عِيسَي ابنَ مَريَمَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ فَقَالَوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَل هُم قَومٌ خَصِمُونَ إِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ وَ جَعَلناهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ لَو نَشاءُ لَجَعَلنا مِنكُميعَنيِ‌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍمَلائِكَةً فِي الأَرضِ يَخلُفُونَ قَالَ فَغَضِبَ الحَارِثُ بنُ عَمرٍو الفهِريِ‌ّ فَقَالَأللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ أَنّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ يَتَوَارَثُونَ هِرَقلًا بَعدَ هِرَقلٍفَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍفَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ مَقَالَةَ الحَارِثِ وَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا عَمرٍو إِمّا تُبتَ وَ إِمّا رَحَلتَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ بَل تَجعَلُ لِسَائِرِ قُرَيشٍ شَيئاً مِمّا فِي يَدَيكَ فَقَد ذَهَبَت بَنُو هَاشِمٍ بِمَكرُمَةِ العَرَبِ وَ العَجَمِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص لَيسَ ذَلِكَ إلِيَ‌ّ ذَلِكَ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ يَا مُحَمّدُ قلَبيِ‌ مَا يتُاَبعِنُيِ‌ عَلَي التّوبَةِ وَ لَكِن أَرحَلُ عَنكَ فَدَعَا بِرَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا فَلَمّا سَارَ بِظَهرِ المَدِينَةِ أَتَتهُ جَندَلَةٌ فَرَضّت هَامَتَهُ ثُمّ أَتَي الوحَي‌ُ إِلَي النّبِيّص فَقَالَسَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلكافِرينَبِوَلَايَةِ عَلِيّلَيسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذيِ‌ المَعارِجِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّا لَا نَقرَؤُهَا هَكَذَا فَقَالَ هَكَذَا نَزَلَ بِهَا جَبرَئِيلُ عَلَي مُحَمّدٍص وَ هَكَذَا هُوَ وَ اللّهِ مُثبَتٌ فِي مُصحَفِ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِمَن حَولَهُ مِنَ المُنَافِقِينَ انطَلِقُوا إِلَي صَاحِبِكُم فَقَد أَتَاهُ مَا استَفتَحَ بِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ استَفتَحُوا وَ خابَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ


صفحه : 325

تذنيب قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف في المراد علي وجوه أحدها أن معناه لماوصف ابن مريم شبيها في العذاب بالآلهة أي فيما قالوه و علي زعمهم و ذلك أنه لمانزل قوله إِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنّمَ قال المشركون قدرضينا أن تكون آلهتنا حيث يكون عيسي و ذلك قوله إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ أي يضجون ضجيج المجادلة حيث خاصموك و هو قوله وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ أي ليست آلهتنا خيرا من عيسي فإن كان عيسي في النار بأنه يعبد من دون الله فكذلك آلهتنا عن ابن عباس ومقاتل . وثانيها أن معناه لماضرب الله المسيح مثلا بآدم في قوله إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ أي من قدر علي أن ينشئ آدم من غيرأب وأم قادر علي إنشاء المسيح من غيرأب اعترض علي النبي ص بذلك قوم من كفار قريش فنزلت هذه الآية. وثالثها أن معناه أن النبي ص لمامدح المسيح وأمه و أنه كآدم في الخاصية قالوا إن محمدا يريد أن نعبده كماعبدت النصاري المسيح عن قتادة. ورابعها مارواه سادة أهل البيت عن علي ع ثم ذكر نحوا من الأخبار السابقة.أقول لايخفي أن ماروي‌ في أخبار الخاصة والعامة بطرق متعددة أوثق من المحتملات الغير المستندة إلي خبر مع أن ماذكرنا أشد انطباقا علي مجموع الآية مما ذكروه . ثم اعلم أنها تدل علي فضل جليل لايشبه شيئا من الفضائل وتدل علي أن النبي ص مع كثرة مامدحه وصدع بفضائله ص أخفي كثيرا منها خوفا


صفحه : 326

من غلو الغالين فكيف يجوز أن يتقدم علي من هذاشأنه حثالة من الجاهلين الناقصين الذين لم يعرفوا الغث من السمين و لم يعلموا شيئا من أحكام الدنيا والدين أعاذنا الله من عمه العامهين وحشرنا في الدنيا والآخرة مع الأئمة الطاهرين

باب 11- قوله تعالي وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ

1- كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن عَبدِ العَظِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحسَنَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا نَزَلَتوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هيِ‌َ أُذُنُكَ يَا عَلِيّ

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قَالَ دَعَوتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَي أَن يَجعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيّ

3- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قَالَ وَعَت أُذُنُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ

4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو نُعَيمٍ فِي الحِليَةِ رَوَي عُمَرُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِ ع وَ الواَحدِيِ‌ّ فِي أَسبَابِ نُزُولِ القُرآنِ عَن بُرَيدَةَ وَ أَبُو القَاسِمِ بنُ حَبِيبٍ فِي تَفسِيرِهِ عَن


صفحه : 327

زِرّ بنِ حُبَيشٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ اللّفظُ لَهُ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ضمَنّيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن أُدنِيَكَ وَ لَا أُقصِيَكَ وَ أَن تَسمَعَ وَ تعَيِ‌َ

تَفسِيرُ الثعّلبَيِ‌ّ فِي رِوَايَةِ بُرَيدَةَ وَ أَن أُعَلّمَكَ وَ تعَيِ‌َ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن تَسمَعَ وَ تعَيِ‌َ فَنَزَلَتوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ

ذَكَرَهُ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ أَخبَارِ أَبِي رَافِعٍ قَالَص إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ‌ أَن أُدنِيَكَ وَ لَا أُقصِيَكَ وَ أَن أُعَلّمَكَ وَ لَا أَجفُوَكَ وَ حَقّ عَلَيّ أَن أُطِيعَ ربَيّ‌ فِيكَ وَ حَقّ عَلَيكَ أَن تعَيِ‌َ

مُحَاضَرَاتُ الرّاغِبِ قَالَ الضّحّاكُ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ فِي أمَاَليِ‌ الطوّسيِ‌ّ قَالَ الصّادِقُ ع وَ فِي بَعضِ كُتُبِ الشّيعَةِ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالُوا وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌأُذُنُ عَلِيّ

البَاقِرُ ع قَالَ النّبِيّص لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ اللّهِ أُذُنَيكَ يَا عَلِيّ

كِتَابُ اليَاقُوتِ عَن أَبِي عَمرٍو غُلَامِ ثَعلَبٍ وَ الكَشفُ وَ البَيَانُ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ فِي كِتَابِ الكلُيَنيِ‌ّ وَ اللّفظُ لَهُ عَن مَيمُونِ بنِ مِهرَانَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص لَمّا نَزَلَتوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قُلتُ أللّهُمّ اجعَلهَا أُذُنَ عَلِيّ فَمَا سَمِعَ شَيئاً بَعدَهُ إِلّا حَفِظَهُ

سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ قَالَ قَالَ النّبِيّص مَا زِلتُ أَسأَلُ اللّهَ تَعَالَي مُنذُ أُنزِلَت أَن تَكُونَ أُذُنَيكَ يَا عَلِيّ

تَفسِيرُ القشُيَريِ‌ّ وَ غَرِيبُ الهرَوَيِ‌ّ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إنِيّ‌ دَعَوتُ اللّهَ أَن يَجعَلَ هَذِهِ أُذُنَكَ

جَابِرٌ الجعُفيِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحُسَينِ وَ مَكحُولٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ سَأَلتُ ربَيّ‌


صفحه : 328

أَن يَجعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيّ أللّهُمّ اجعَلهَا أُذُناً وَاعِيَةً أُذُنَ عَلِيّ فَفَعَلَ فَمَا نَسِيتُ شَيئاً سَمِعتُهُ بَعدُ

5- كشف ،[كشف الغمة] مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ يَرفَعُهُ بِسَنَدِهِ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع سَأَلتُ اللّهَ أَن يَجعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيّ قَالَ عَلِيّ فَمَا نَسِيتُ شَيئاً بَعدَ ذَلِكَ وَ مَا كَانَ لِي أَن أَنسَي

يف ،[الطرائف ]الثعّلبَيِ‌ّ وَ ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ مِثلَهُ

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي الثعّلبَيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَتحَوَيهِ عَن ابنِ حَنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ مِثلَهُ

6- كشف ،[كشف الغمة] وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ وَ الواَحدِيِ‌ّ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا يَرفَعُهُ بِسَنَدِهِ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ وَ الواَحدِيِ‌ّ فِي تَصنِيفِهِ المَوسُومِ بِأَسبَابِ النّزُولِ إِلَي بُرَيدَةَ الأسَلمَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ ع إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُدنِيَكَ وَ لَا أُقصِيَكَ وَ أَن أُعَلّمَكَ وَ أَن تعَيِ‌َ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن تعَيِ‌َ قَالَ فَنَزَلَتوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ

وَ رَوَي أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ عَن بُرَيدَةَ مِثلَهُ

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَتحَوَيهِ عَنِ ابنِ حُبشٍ عَن أَبِي القَاسِمِ بنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ غَالِبِ بنِ حَربٍ عَن بِشرِ بنِ آدَمَ عَن عَبدِ اللّهِ الأسَدَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ


صفحه : 329

هَيثَمٍ عَن بُرَيدَةَ مِثلَهُ

7- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] قَولُهُ تَعَالَيوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ

أَورَدَ فِيهِ مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ ثَلَاثِينَ حَدِيثاً عَنِ الخَاصّ وَ العَامّ فَمِمّا اختَرنَا مَا رَوَاهُ عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ القَطّانِ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَيرٍ الدّهقَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن أَبِي بُرَيدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ ربَيّ‌ أَن يَجعَلَ لعِلَيِ‌ّ ع أُذُناً وَاعِيَةً فَقِيلَ لِي قَد فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ

8- وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ المرَوزَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ صَالِحٍ عَن عَلِيّ بنِ حَوشَبٍ الفزَاَريِ‌ّ عَن مَكحُولٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَجعَلَهَا أُذُنَ عَلِيّ قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ مَا سَمِعتُ مِن رَسُولِ اللّهِص شَيئاً إِلّا حَفِظتُهُ وَ لَم أَنسَهُ

9- وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن سَالِمٍ الأَشَلّ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الأُذُنُ الوَاعِيَةُ أُذُنُ عَلِيّ ع

10- وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ بَشّارٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَاءَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ فِي مَنزِلِهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ نَزَلَت عَلَيّ اللّيلَةَ هَذِهِ الآيَةُوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ وَ إنِيّ‌ سَأَلتُ ربَيّ‌ أَن يَجعَلَهَا أُذُنَكَ أللّهُمّ اجعَلهَا أُذُنَ عَلِيّ أللّهُمّ اجعَلهَا أُذُنَ عَلِيّ فَفَعَلَ

أقول روي السيد في كتاب سعد السعود من تفسير محمد بن العباس بن مروان الخبر الثاني‌ وذكر أنه رواه بثلاثين طريقا

11-مد،[العمدة]الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِ ع


صفحه : 330

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ‌ أَن أُدنِيَكَ وَ أُعَلّمَكَ لتِعَيِ‌َ وَ أُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌفَأَنتَ الأُذُنُ الوَاعِيَةُ

12- وَ بِإِسنَادِهِ عَن مَكحُولٍ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قَالَ عَلِيّ ع قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص دَعَوتُ اللّهَ أَن يَجعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيّ

13- وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ قَالَ لَمّا نَزَلَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُذُنُ عَلِيّ

كشف ،[كشف الغمة] ابنُ مَردَوَيهِ عَن مَكحُولٍ مِثلَ مَا مَرّ

14- وَ بِالإِسنَادِ قَالَ فَسَأَلتُ ربَيّ‌ وَ قُلتُ أللّهُمّ اجعَلهَا أُذُنَ عَلِيّ وَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ مَا سَمِعتُ مِن نبَيِ‌ّ اللّهِ كَلَاماً إِلّا وَعَيتُهُ وَ حَفِظتُهُ فَلَم أَنسَهُ

أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ الغُرَرِ لِلسّيّدِ الجَلِيلِ حَيدَرَ الحسُيَنيِ‌ّ الآملُيِ‌ّ نَقلًا مِن كِتَابِ مَنقَبَةِ المُطَهّرِينَ لِلحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَسلَمَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ‌ أَن أُدنِيَكَ وَ أُعَلّمَكَ لتِعَيِ‌َ وَ أُنزِلَت عَلَيّوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌفَأَنتَ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ لِلعِلمِ

وَ رَوَي المَضَامِينَ المُتَقَدّمَةَ بِثَلَاثَةِ أَسَانِيدَ عَن مَكحُولٍ وَ رَوَي أَيضاً بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ قَالَ لَمّا نَزَلَتوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أذُنُيِ‌ وَ أُذُنُ عَلِيّ

بيان نزول هذه الآية في أمير المؤمنين ع مما قدأجمع عليه المفسرون قال الزمخشري‌أُذُنٌ واعِيَةٌ من شأنها أن تعي‌ وتحفظ ماسمعت به و لاتضيعه بترك العمل


صفحه : 331

و كل ماحفظته في نفسك فقد وعيته و ماحفظته في غيرك فقد أوعيته كقولك أوعيت الشي‌ء في الظرف وَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع عِندَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَجعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيّ قَالَ عَلِيّ ع فَمَا نَسِيتُ شَيئاً بَعدُ وَ مَا كَانَ لِي أَن أَنسَي

. فإن قلت لم قيل أذن واعية علي التوحيد والتنكير قلت للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة ولتوبيخ الناس بقلة من يعي‌ منهم وللدلالة علي أن الأذن الواحدة إذاوعت وعقلت عن الله فهي‌ السواد الأعظم عند الله و أن ماسواها لايبالي‌ بهم و إن ملئوا ما بين الخافقين انتهي ونحو ذلك ذكر الرازي‌ في تفسيره فدلت الآية باتفاق الفريقين علي كمال علمه واختصاصه من بين سائر الصحابة بذلك و لايريب عاقل في أن فضل الإنسان بالعلم و أن العمدة في الخلافة التي‌ هي‌ رئاسة الدين والدنيا العلم والآيات والأخبار المتواترة مشحونة بذلك و قداعترف المفسران المتعصبان بذلك كمانقلنا آنفا فثبت أنه ع أولي بالخلافة من سائر الصحابة و أنه لايجوز تفضيل غيره عليه وسيأتي‌ تمام القول في ذلك في باب علمه ع


صفحه : 332

باب 21- أنه ع السابق في القرآن و فيه نزلت ثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ قَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الوَرّاقِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ تَسنِيمٍ عَنِ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ فَقَالَ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ ذَلِكَ عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ هُمُ السّابِقُونَ إِلَي الجَنّةِ المُقَرّبُونَ مِنَ اللّهِ بِكَرَامَتِهِ لَهُم

2-كشف ،[كشف الغمة]العز المحدث الحنبلي‌ قوله تعالي وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ هو علي ع كان ينشد


سبقتكم إلي الإسلام طرا   صغيرا مابلغت أوان حلمي‌

3- فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ هُم لَها سابِقُونَ يَقُولُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَم يَسبِقهُ أَحَدٌ

4- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] أَبُو نُعَيمٍ الحَافِظُ مَرفُوعاً إِلَي ابنِ عَبّاسٍ أَنّ سَابِقَ هَذِهِ الأُمّةِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع


صفحه : 333

أَقُولُ وَ رَوَي السّيّدُ حَيدَرُ مِن كِتَابِ مَنقَبَةِ المُطَهّرِينَ لأِبَيِ‌ نُعَيمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

5- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَن حُمَيدِ بنِ الرّبِيعِ عَن حُسَينِ بنِ الحَسَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَنِ ابنِ أَبِي نَجِيحٍ عَن عَامِرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَبَقَ النّاسَ ثَلَاثَةٌ يُوشَعُ صَاحِبُ مُوسَي إِلَي مُوسَي وَ صَاحِبُ يس إِلَي عِيسَي وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي النّبِيّص

كشف ،[كشف الغمة] ابنُ مَردَوَيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

6- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي الشّيخُ المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بِإِسنَادِهِ إِلَي دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِهِوَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا أَرَادَ أَن يَخلُقَ الخَلقَ خَلَقَهُم مِن طِينٍ وَ رَفَعَ لَهُم نَاراً وَ قَالَ ادخُلُوهَا فَكَانَ أَوّلَ مَن دَخَلَهَا مُحَمّدٌ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ التّسعَةُ الأَئِمّةُ ع إِمَامٌ بَعدَ إِمَامٍ ثُمّ اتّبَعَهُم شِيعَتُهُم فَهُم وَ اللّهِ السّابِقُونَ

7- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ فُرَاتٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي هَذِهِ الآيَةِثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ ابنُ آدَمَ ألّذِي قَتَلَهُ أَخُوهُ وَ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ وَ حَبِيبٌ النّجّارُ صَاحِبُ يس وَ قَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

8- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ التمّيِميِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ الصرّميِ‌ّ عَن أَسبَاطٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المدَاَئنِيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِ تَعَالَيثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ ثُلّةٌ مِنَ الآخِرِينَ قَالَثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَمُؤمِنُ آلِ فِرعَونَوَ ثُلّةٌ مِنَ الآخِرِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

قال الكراجكي‌ ومعني الثلة الجماعة وإنما عبر عنه كذلك تفخيما لشأنه


صفحه : 334

ع كما قال تعالي إِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً و هوكثير في القرآن

9- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن يَحيَي بنِ صَالِحٍ عَنِ الحُسَينِ الأَشقَرِ عَن عِيسَي بنِ رَاشِدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ فَرَضَ اللّهُ الِاستِغفَارَ لعِلَيِ‌ّ ع فِي القُرآنِ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيرَبّنَا اغفِر لَنا وَ لِإِخوانِنَا الّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ وَ هُوَ سَابِقُ الأُمّةِ

10- كشف ،[كشف الغمة] ابنُ مَردَوَيهِ قَالَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ عَلِيّ ع وَ سَلمَانُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ

أقول روي العلامة رحمه الله مثله من طرقهم و إن نوقش في سبق إسلام سلمان فيمكن أن يكون المراد السبق بحسب الرتبة لابحسب الزمان أويقال إنه كان مؤمنا بالرسول ص قبل الوصول إليه كمامر في باب أحواله علي أنه قدقيل إنه وصل إليه وآمن به قبل البعثة ونقل عن بعض الكتب المعتبرة أنه كان واسطة في تقريب أبي بكر إلي النبي ص في مكة كماذكره صاحب كتاب إحقاق الحق

11- مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عِيسَي بنِ دَاوُدَ عَنِ الإِمَامِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ نَزَلَت فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ وُلدِهِ ع إِنّ الّذِينَ هُم مِن خَشيَةِ رَبّهِم مُشفِقُونَ وَ الّذِينَ هُم بِآياتِ رَبّهِم يُؤمِنُونَ وَ الّذِينَ هُم بِرَبّهِم لا يُشرِكُونَ وَ الّذِينَ يُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ أَنّهُم إِلي رَبّهِم راجِعُونَ أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ هُم لَها سابِقُونَ

12-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ سُبحَانَهُوَ الّذِينَ


صفحه : 335

يُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ أَنّهُم إِلي رَبّهِم راجِعُونَ يَقُولُ يُعطُونَ مَا أَعطَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌأُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ هُم لَها سابِقُونَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَم يَسبِقهُ أَحَدٌ

13-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي الجارود في تفسير قول الله تعالي إِنّ الّذِينَ هُم مِن خَشيَةِ رَبّهِم مُشفِقُونَ إلي سابِقُونَ قال نزلت في علي بن أبي طالب ع

14- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ السّابِقُونَ السّابِقُونَنَزَلَت فِيّ وَ قَالَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيأُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيها خالِدُونَ قَالَ فِيّ نَزَلَت

كشف ،[كشف الغمة] عن محمد بن طلحة قوله تعالي السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِقيل هم الذين صلوا إلي القبلتين وقيل السابقون إلي الطاعة وقيل إلي الهجرة وقيل إلي الإسلام وإجابة الرسول و كل ذلك موجود في أمير المؤمنين علي ع علي وجه التمام والكمال والغاية التي‌ لايقاربه فيهاأحد من الناس

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ فَقَالَ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ ذَاكَ عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ هُمُ السّابِقُونَ إِلَي الجَنّةِ المُقَرّبُونَ مِنَ اللّهِ بِكَرَامَتِهِ لَهُم

بيان كونه ع سابق هذه الأمة وأفضل من سباق الأمم وكونه من المقربين بل حصر المقرب في هذه الأمة فيه لقوله أُولئِكَ المُقَرّبُونَ كماصرح به المفسرون يأبي عن تقديم غيره وتفضيله عليه كمامر مرارا بيانه


صفحه : 336

باب 31- أنه ع المؤمن والإيمان والدين والإسلام والسنة و السلام وخير البرية في القرآن وأعداؤه الكفر والفسوق والعصيان

1- فس ،[تفسير القمي‌] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِحَبّبَ إِلَيكُمُ الإِيمانَ وَ زَيّنَهُ فِي قُلُوبِكُميعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ كَرّهَ إِلَيكُمُ الكُفرَ وَ الفُسُوقَ وَ العِصيانَالأَوّلَ وَ الثاّنيِ‌َ وَ الثّالِثَ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ سَأَلتُ الصّادِقَ ع عَن قَولِهِأَم نَجعَلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قَالَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ أَصحَابَهُكَالمُفسِدِينَ فِي الأَرضِحَبتَرٍ وَ زُرَيقٍ وَ أَصحَابِهِمَاأَم نَجعَلُ المُتّقِينَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ أَصحَابَهُكَالفُجّارِحَبتَرٍ وَ دُلَامٍ وَ أَصحَابِهِمَاكِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ مُبارَكٌ لِيَدّبّرُوا آياتِهِهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةُ ع وَ لِيَتَذَكّرَ أُولُوا الأَلبابِفَهُم أُولُو الأَلبَابِ قَالَ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَفتَخِرُ بِهَا وَ يَقُولُ مَا أعُطيِ‌َ أَحَدٌ قبَليِ‌ وَ لَا بعَديِ‌ مِثلَ مَا أُعطِيتُ

بيان الحبتر الثعلب وعبر به عن [الأول ]لكثرة خدعته ومكره وزريق كناية عن [الثاني‌]إما لزرقة عينه أولأن الزرقة مما يتشاءم به العرب كناية عن نحوسته والدلام أيضا كناية عنه .


صفحه : 337

قال الفيروزآبادي‌ الدلام كسحاب السواد والأسود قال الجزري‌ فيه أميركم رجل طوال أدلم الأدلم الأسود الطويل و منه الحديث فجاء رجل أدلم فاستأذن علي النبي ص قيل هو[الثاني‌]

2- فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ قَالَ وَ ذَلِكَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الوَلِيدَ بنَ عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ تَشَاجَرَا فَقَالَ الفَاسِقُ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ أَنَا وَ اللّهِ أَبسَطُ مِنكَ لِسَاناً وَ أَحَدّ مِنكَ سِنَاناً وَ أَمثَلُ مِنكَ حَشواً فِي الكَتِيبَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع اسكُت فَإِنّمَا أَنتَ فَاسِقٌ فَأَنزَلَ اللّهُأَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ أَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُم جَنّاتُ المَأوي نُزُلًا بِما كانُوا يَعمَلُونَفَهُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍوَ أَمّا الّذِينَ فَسَقُوا فَمَأواهُمُ النّارُ كُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُم ذُوقُوا عَذابَ النّارِ ألّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

3- وَ أَقُولُ وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ فِي كِتَابِ مَا نَزَلَ القُرآنُ فِي عَلِيّ ع بِأَسَانِيدِهِ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ ذَكَرَ وَلِيدُ بنُ عُقبَةَ عَلِيّاً ع عِندَ النّبِيّ بِمَا يَكرَهُ فَقَالَ أَنَا أَحَدّ مِنهُ سِنَاناً وَ أَملَأُ لِلكَتِيبَةِ غَنَاءً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ


صفحه : 338

4- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ المُظَفّرِ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّبِيعِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ صَالِحٍ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَن عَمرِو بنِ دِينَارٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِأَ فَمَن كانَ مُؤمِناًالآيَةَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَمّا المُؤمِنُ فعَلَيِ‌ّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَمّا الفَاسِقُ فَعُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ

5- وَ عَنِ ابنِ حَيّانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ الفَيضِ عَن سَلَمَةَ بنِ حَفصٍ عَن سُفيَانَ الجرَيِريِ‌ّ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي العَالِيَةِ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ

وَ بِإِسنَادٍ آخَرَ عَن حَبِيبٍ مِثلَهُ

6- وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ بُنَانٍ عَن حُبَيشِ بنِ مُبَشّرٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ أَبِي لَيلَي عَنِ الحَكَمِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ لعِلَيِ‌ّ ع أَنَا أَحَدّ مِنكَ سِنَاناً وَ أَبسَطُ مِنكَ لِسَاناً وَ أَملَأُ لِلكَتِيبَةِ مِنكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع اسكُت فَإِنّمَا أَنتَ فَاسِقٌ فَنَزَلَتأَ فَمَن كانَ مُؤمِناًالآيَةَ قَالَ يعَنيِ‌ بِالمُؤمِنِ عَلِيّاً ع وَ بِالفَاسِقِ الوَلِيدَ بنَ عُقبَةَ

7- وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ عَن أَبِي حَاتِمٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ مَعمَرِ بنِ مُثَنّي عَن يُونُسَ بنِ حَبِيبٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَمرٍو عَن تَلخِيصِ الآي‌ِ المكَيّ‌ّ وَ المدَنَيِ‌ّ مِنَ القُرآنِ فَقَالَ أَبُو عَمرٍو سَأَلتُ مُجَاهِداً كَمَا سأَلَتنَيِ‌ فَقَالَ سَأَلتُ ابنَ عَبّاسٍ ذَلِكَ فَقَالَ الم السّجدَةُ نَزَلَت بِمَكّةَ إِلّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنهَا نَزَلَت بِالمَدِينَةِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ شَجَرَ بَينَ عَلِيّ وَ الوَلِيدِ كَلَامٌ فَقَالَ لَهُ الوَلِيدُ أَنَا أَذرَبُ مِنكَ لِسَاناً وَ أَحَدّ مِنكَ سِنَاناً وَ أَدرَكُ لِلكَتِيبَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع اسكُت فَإِنّكَ فَاسِقٌ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الآيَةَ

وَ أَقُولُ قَالَ الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي الكَشّافِروُيِ‌َ فِي نُزُولِهَا أَنّهُ شَجَرَ بَينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ يَومَ بَدرٍ كَلَامٌ فَقَالَ لَهُ الوَلِيدُ اسكُت فَإِنّكَ صبَيِ‌ّ


صفحه : 339

أَنَا أَشَبّ مِنكَ شَبَاباً وَ أَجلَدُ مِنكَ جَلَداً وَ أَذرَبُ مِنكَ لِسَاناً وَ أَحَدّ مِنكَ سِنَاناً وَ أَشجَعُ مِنكَ جَنَاناً وَ أَملَأُ مِنكَ لِلكَتِيبَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع اسكُت فَإِنّكَ فَاسِقٌ فَنَزَلَت

وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لِلوَلِيدِ كَيفَ تَشتِمُ عَلِيّاً وَ قَد سَمّاهُ اللّهُ مُؤمِناً فِي عَشرِ آيَاتٍ وَ سَمّاكَ فَاسِقاً

8- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عِكرِمَةَ أَنّهُ قَالَ مَا أَنزَلَ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ رَأسُهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

9- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَنِ الحَكَمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ أَجرَمُوا كانُوا مِنَ الّذِينَ آمَنُوا يَضحَكُونَ قَالَ ذَلِكَ هُوَ الحَارِثُ بنُ قَيسٍ وَ أُنَاسٌ مَعَهُ كَانُوا إِذَا مَرّ بِهِم عَلِيّ ع قَالُوا انظُرُوا إِلَي هَذَا ألّذِي اصطَفَاهُ مُحَمّدٌص وَ اختَارَهُ مِن بَينِ أَهلِ بَيتِهِ فَكَانُوا يَسخَرُونَ وَ يَضحَكُونَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ فُتِحَ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ بَابٌ فعَلَيِ‌ّ ع يَومَئِذٍ عَلَي الأَرَائِكِ مُتّكِئٌ وَ يَقُولُ لَهُم هَلُمّ لَكُم فَإِذَا جَاءُوا يُسَدّ بَينَهُمُ البَابُ فَهُوَ كَذَلِكَ يَسخَرُ مِنهُم وَ يَضحَكُ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيفَاليَومَ الّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضحَكُونَ عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَ هَل ثُوّبَ الكُفّارُ ما كانُوا يَفعَلُونَ

10-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ


صفحه : 340

بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ أَجرَمُوا كانُوا مِنَ الّذِينَ آمَنُوا يَضحَكُونَ إِلَي آخِرِ السّورَةِ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع وَ فِي الّذِينَ استَهزَءُوا بِهِ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ ذَلِكَ أَنّ عَلِيّاً مَرّ عَلَي قَومٍ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ المُنَافِقِينَ فَسَخِرُوا مِنهُ

11- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا آباءَكُم وَ إِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبّوا الكُفرَ عَلَي الإِيمانِ قَالَ فَإِنّ الإِيمَانَ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

البَاقِرُ ع وَ زَيدُ بنُ عَلِيّ وَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ قَالَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع

البَاقِرُ وَ الصّادِقُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يُنادَونَ لَمَقتُ اللّهِ أَكبَرُ مِن مَقتِكُم أَنفُسَكُم إِذ تُدعَونَ إِلَي الإِيمانِ فَتَكفُرُونَقَالَا إِلَي وَلَايَةِ عَلِيّ ع

الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ وَ قَد رَوَي أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ أُبَيّ وَ أَصحَابَهُ تَمَلّقُوا مَعَ عَلِيّ ع فِي الكَلَامِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا عَبدَ اللّهِ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تُنَاِفق فَإِنّ المُنَافِقَ شَرّ خَلقِ اللّهِ فَقَالَ مَهلًا يَا أَبَا الحَسَنِ وَ اللّهِ إِنّ إِيمَانَنَا كَإِيمَانِكُم ثُمّ تَفَرّقُوا فَقَالَ عَبدُ اللّهِ كَيفَ رَأَيتُم مَا فَعَلتُ فَأَثنَوا عَلَيهِ فَنَزَلَوَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّاالآيَةَ

تفسير الهذيل ومقاتل عن محمد بن الحنفية في خبر طويل والحديث مختصرإِنّما نَحنُ مُستَهزِؤُنَبعلي‌ بن أبي طالب وأصحابه فقال الله تعالي اللّهُ يسَتهَز‌ِئُ بِهِميعني‌ يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بأمير المؤمنين ع قال ابن عباس و ذلك


صفحه : 341

أنه إذا كان يوم القيامة أمر الله الخلق بالجواز علي الصراط فيجوز المؤمنون إلي الجنة ويسقط المنافقون في جهنم فيقول الله يامالك استهز‌ئ بالمنافقين في جهنم فيفتح مالك بابا في جهنم إلي الجنة ويناديهم معشر المنافقين هاهنا هاهنا فاصعدوا من جهنم إلي الجنة فيسيح المنافقون في نار جهنم سبعين خريفا حتي إذابلغوا إلي ذلك الباب وهموا بالخروج أغلقه دونهم وفتح لهم بابا إلي الجنة في موضع آخر فيناديهم من هذاالباب فأخرجوا إلي الجنة فيسيحون مثل الأول فإذاوصلوا إليه أغلق دونهم ويفتح في موضع آخر وهكذا أبد الآبدين

البَاقِرُ ع فِي قَولِهِإِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ قَالَ التّسلِيمُ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِالوَلَايَةِ

البَاقِرُ وَ الصّادِقُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنّ الدّينَ لَواقِعٌقَالَا الدّينُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

البَاقِرُ ع إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قُلتُفَما يُكَذّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ قَالَ الدّينُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

وَ عَنهُ ع فِي قَولِهِإِنّ اللّهَ اصطَفي لَكُمُ الدّينَ فَلا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَلِوَلَايَةِ عَلِيّ ع

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ نَزَلَ فِيهِذلِكَ الدّينُ القَيّمُ وَ قَولُهُسُنّةَ مَن قَد أَرسَلنا قَبلَكَ


صفحه : 342

مِن رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنّتِنا تَحوِيلًا وَ مِن سُنّتِهِم إِقَامَةُ الوصَيِ‌ّ وَ قَالَ شَرِيكٌ وَ أَبُو حِصنٍ وَ جَابِرٌادخُلُوا فِي السّلمِ كَافّةً فِي وَلَايَةِ عَلِيّ ع

أَبُو جَعفَرٍ ادخُلُوا فِي السّلمِ كَافّةً فِي وَلَايَةِ عَلِيّ ع

12- فس ،[تفسير القمي‌] ادخُلُوا فِي السّلمِ كَافّةً قَالَ فِي وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ الصّمَدِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ فِي قَولِهِ تَعَالَيادخُلُوا فِي السّلمِ كَافّةً قَالَ فِي وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع وَ لا تَتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيطانِ وَ لَا تَتّبِعُوا غَيرَهُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]زَينُ العَابِدِينَ وَ جَعفَرٌ الصّادِقُ ع مِثلَهُ

14- فس ،[تفسير القمي‌] إِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم إِلَي قَولِهِلَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبّهِم وَ مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌفَإِنّهَا نَزَلَت فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَبِي ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادِ

15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الحَاكِمُ الحسَكاَنيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع œ


صفحه : 343

وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ قَالَ أَنَا ذَلِكَ الرّجُلُ السّالِمُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص

العيَاّشيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي خَالِدٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ الرّجُلُ السّالِمُ حَقّاً عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ

الحَسَنُ بنُ زَيدٍ عَن آبَائِهِ وَ رَجُلًا سَالِماً لِرَجُلٍ هَذَا مَثَلُنَا أَهلَ البَيتِ

16-كشف ،[كشف الغمة]مما خرجه العز الحنبلي‌ قوله تعالي أَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَالمؤمن علي والفاسق الوليد قال إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوا بِالحَقّ وَ تَواصَوا بِالصّبرِقيل إنها نزلت في علي ع وروي الحافظ أبوبكر بن مردويه بعدة طرق في قوله أَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاًالمؤمن علي والفاسق الوليد وروي الثعلبي‌ والواحدي‌

أنها نزلت في علي ع و في الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي‌ عثمان لأمه و ذلك أنه كان بينهما تنازع في شيء فقال الوليد لعلي‌ ع اسكت فإنك صبي‌ و أنا و الله أبسط منك لسانا وأحد سنانا وأملأ للكتيبة منك فقال له علي ع اسكت فإنك فاسق فأنزل الله سبحانه تصديقا لعلي‌ ع أَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاًيعني‌ بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد

أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ عَن أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي حَبِيبٍ وَ ابنِ عَبّاسٍمِثلَ الخَبَرَينِ الأَخِيرَينِ


صفحه : 344

مد،[العمدة]يف ،[الطرائف ] عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ مِثلَهُ

بيان قدثبت بنقل الخاص والعام نزول الآية فيه ع ويدل علي كمال إيمانه حيث قوبل بالفسق فالمراد به الإيمان ألذي لم يشب بفسق ويدل علي أنه لايجوز أن يساوي‌ المؤمن بالفاسق فكيف يجوز أن يقدم الفاسق عليه و لاريب أن من قدم عليه لم يكونوا معصومين وأنهم كانوا فاسقين و لوقبل الخلافة و قدمر الكلام فيه في كتاب الإمامة وأيضا يكفي‌ الدلالة علي كمال إيمانه في ثبوت فضل له و إذاانضم إلي سائر فضائله منع من تقديم غيره عليه عقلا

17- كشف ،[كشف الغمة] مِنَ المَنَاقِبِ عَن زَيدِ بنِ شَرَاحِيلَ الأنَصاَريِ‌ّ كَاتِبِ عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا مُسنِدُهُ إِلَي صدَريِ‌ فَقَالَ أَي عَلِيّ أَ لَم تَسمَع قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ وَ موَعدِيِ‌ وَ مَوعِدُكُمُ الحَوضُ إِذَا جَثَتِ الأُمَمُ لِلحِسَابِ تُدعَونَ غُرّاً مُحَجّلِينَ

بيان وروي‌ عن ابن مردويه أيضا مثله

وَ رَوَي الشّيخُ الطبّرسِيِ‌ّ طَيّبَ اللّهُ رَمسَهُ مِن كِتَابِ شَوَاهِدِ التّنزِيلِ لأِبَيِ‌ القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ قَالَ أَخبَرَنَا الحَاكِمُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِالإِسنَادِ المَرفُوعِ إِلَي زَيدِ بنِ شَرَاحِيلَ كَاتِبِ عَلِيّ ع مِثلَهُ قَالَ وَ فِيهِ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِأُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع وَ شِيعَتِهِ


صفحه : 345

وَ قَالَ العَلّامَةُ رَفَعَ اللّهُ فِي الآخِرَةِ مَقَامَهُ مِن طُرُقِ الجُمهُورِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هُم أَنتَ يَا عَلِيّ وَ شِيعَتُكَ تأَتيِ‌ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ يَومَ القِيَامَةِ رَاضِينَ مَرضِيّينَ وَ يأَتيِ‌ أَعدَاؤُكَ غِضَاباً مُقمَحِينَ انتَهَي

ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة أقول كونه وشيعته خير البرية يدل علي فضل عظيم وشرف جسيم علي جميع الصحابة وغيرهم والعقل يأبي أن يكون تابعا ورعية لمن هودونه بمراتب شتي

18- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الخَيرِ لعَلَيِ‌ّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا لَم يُقَل لِأَحَدٍ قَالَإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِفعَلَيِ‌ّ وَ اللّهِ خَيرُ البَرِيّةِ

وَ قَالَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَا يَختَلِفُ فِيهَا أَحَدٌ

19- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ العَطّارُ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ يَا عَلِيّ

20-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ عِيسَي بنِ هَارُونَ مُعَنعَناً عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَكُنّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ النّبِيّص قَالَ قَد أَتَاكُم أخَيِ‌ ثُمّ التَفَتَ إِلَي الكَعبَةِ فَقَالَ وَ رَبّ هَذَا البَيتِ إِنّ هَذَا وَ شِيعَتَهُ هُمُ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا بِوَجهِهِ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ إِنّهُ أَوّلُكُم إِيمَاناً بِاللّهِ وَ أَقوَمُكُم لِأَمرِ اللّهِ وَ أَوفَاكُم بِعَهدِ اللّهِ وَ أَقضَاكُم بِحُكمِ اللّهِ


صفحه : 346

وَ أَقسَمُكُم بِالسّوِيّةِ وَ أَعدَلُكُم فِي الرّعِيّةِ وَ أَعظَمُكُم عِندَ اللّهِ مَزِيّةً قَالَ جَابِرٌ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَةَإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ قَالَ جَابِرٌ فَكَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِذَا أَقبَلَ قَالَ أَصحَابُهُ قَد أَتَاكُم خَيرُ البَرِيّةِ بَعدَ النّبِيّص

وَ قَالَ النّبِيّص خَيرُ البَرِيّةِ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ رَاضِينَ مَرضِيّينَ

21- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الكَاتِبِ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُعَاوِيَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لِأَهلِ الشّورَي أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ يَومَ أَتَيتُكُم وَ أَنتُم جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ هَذَا أخَيِ‌ قَد أَتَاكُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي الكَعبَةِ وَ قَالَ وَ رَبّ الكَعبَةِ المَبنِيّةِ إِنّ هَذَا وَ شِيعَتَهُ هُمُ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيكُم وَ قَالَ أَمَا إِنّهُ أَوّلُكُم إِيمَاناً وَ أَقوَمُكُم بِأَمرِ اللّهِ وَ أَوفَاكُم بِعَهدِ اللّهِ وَ أَقضَاكُم بِحُكمِ اللّهِ وَ أَعدَلُكُم فِي الرّعِيّةِ وَ أَقسَمُكُم بِالسّوِيّةِ وَ أَعظَمُكُم عِندَ اللّهِ مَزِيّةً فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِفَكَبّرَ النّبِيّ وَ كَبّرتُم وَ هنَأّتمُوُنيِ‌ بِأَجمَعِكُم فَهَل تَعلَمُونَ أَنّ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم

22- وَ أَقُولُ وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ فِي كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي عَلِيّ ع بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ عَن تَمِيمِ بنِ حِذيَمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ قَالَ النّبِيّص


صفحه : 347

لعِلَيِ‌ّ ع وَ هُوَ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ تأَتيِ‌ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ يَومَ القِيَامَةِ رَاضِينَ مَرضِيّينَ وَ يأَتيِ‌ أَعدَاؤُكَ غِضَاباً مُقمَحِينَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن عدَوُيّ‌ قَالَ مَن تَبَرّأَ مِنكَ وَ لَعَنَكَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَالَ رَحِمَ اللّهُ عَلِيّاً يَرحَمُهُ اللّهُ

23- وَ بِإِسنَادِهِ عَن شَرِيكٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع نَحنُ أَهلُ بَيتٍ لَا يُقَاسُ بِنَا نَاسٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَأَتَي عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ عَلِيّ أَ وَ لَيسَ كاَلنبّيِ‌ّص لِلقِيَاسِ[لَايُقَاسُ]بِالنّاسِ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي عَلِيّ ع إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ

24- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن حَنَانِ بنِ عَلِيّ العنَزيِ‌ّ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ بَشّرِ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِالآيَةَ نَزَلَت فِي عَلِيّ وَ حَمزَةَ وَ جَعفَرٍ وَ عُبَيدَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ قَولُهُاركَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَنَزَلَت فِي رَسُولِ اللّهِ وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ خَاصّةً وَ هُمَا أَوّلُ مَن صَلّي وَ رَكَعَ

25- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرٍ الفزَاَريِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ وَ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ وَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَروَانَ عَن عَامِرٍ عَن رِيَاحِ بنِ أَبِي رِيَاحٍ عَن شَرِيكٍ فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ادخُلُوا فِي السّلمِ كَافّةً قَالَ فِي وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

26-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]القَاسِمُ بنُ حَمّادٍ عَن يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ وَ عِيسَي بنِ رَاشِدٍ عَن عَلِيّ بنِ نَدِيمَةَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا نَزَلَتيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا كَانَ


صفحه : 348

عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع رَأسَهَا وَ أَمِيرَهَا وَ شَرِيفَهَا وَ لَقَد عَاتَبَ اللّهُ أَصحَابَ النّبِيّص فَمَا ذَكَرَ عَلِيّاً إِلّا بِخَيرٍ

27- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن حَنَانِ بنِ عَلِيّ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَياستَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ وَ إِنّها لَكَبِيرَةٌ إِلّا عَلَي الخاشِعِينَالخَاشِعُ الذّلِيلُ فِي صَلَاتِهِ المُقبِلُ عَلَيهَا رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَنَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ خَاصّةً وَ هُوَ أَوّلُ مُؤمِنٍ وَ أَوّلُ مُصَلّ مَعَ النّبِيّص

28- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرٌ الفزَاَريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ قَالَ الإِيمَانُ فِي بَطنِ القُرآنِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَن كَفَرَ بِوَلَايَتِهِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ

29- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي كِتَابِ اللّهِ أَسمَاءَ لَا يَعرِفُهَا النّاسُ قُلنَا وَ مَا هيِ‌َ قَالَ سَمّاهُ الإِيمَانَ فَقَالَوَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ

30-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي مَريَمَ قَالَسَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيالّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَ هُم مُهتَدُونَ قَالَ يَا أَبَا مَريَمَ هَذِهِ وَ اللّهِ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ خَاصّةً مَا لَبَسَ


صفحه : 349

إِيمَانَهُ بِشِركٍ وَ لَا ظُلمٍ وَ لَا كَذِبٍ وَ لَا سَرِقَةٍ وَ لَا خِيَانَةٍ

31- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]الفزَاَريِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَولُهُ تَعَالَيأَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ قَالَأَ فَمَن كانَ مُؤمِناًيعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع كَمَن كانَ فاسِقاًيعَنيِ‌ مُنَافِقاً الوَلِيدَ بنَ عُقبَةَلا يَستَوُونَ عِندَ اللّهِ فِي الطّاعَةِ وَ الثّوَابِ يَومَ القِيَامَةِ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الزهّريِ‌ّ بِإِسنَادِهِمَا عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

32- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرٌ الفزَاَريِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ سَلَمٌ للِنبّيِ‌ّص

أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ عَن أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيأُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع

33- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَفَإِنّهُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللّهُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ شُرَكَائِهِ الّذِينَ ظَلَمُوهُ وَ غَصَبُوهُ حَقّهُ قَولُهُمُتَشاكِسُونَ أَي مُتَبَاغِضُونَ قَولُهُوَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَلَمٌ لِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَهَل يَستَوِيانِ مَثَلًا الحَمدُ لِلّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ

بيان قال البيضاوي‌ مثل المشرك علي مايقتضيه مذهبه من أن يدعي‌ كل واحد من معبوديه عبوديته ويتنازعوا فيه بعبد يتشارك فيه جمع يتجاذبونه ويتعاورونه في المهام المختلفة في تحيره وتوزع قلبه والموحد بمن خلص لواحد ليس


صفحه : 350

لغيره عليه سبيل والتشاكس الاختلاف . و قال الطبرسي‌ رحمه الله قرأ ابن كثير و أهل البصرة غيرسهل سالما بالألف والباقون سَلَماًبغير ألف واللام مفتوحة و في الشواذ قراءة سعيد بن جبير سلما بكسر السين وسكون اللام ثم قال رَوَي أَبُو القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ

أَنَا ذَلِكَ الرّجُلُ السّلَمُ لِرَسُولِ اللّهِص

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي خَالِدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الرّجُلُ السّلَمُ لِلرّجُلِ عَلِيّ حَقّاً وَ شِيعَتُهُ

.أقول الظاهر أن ما في الخبر بيان للمشبه به ويحتمل المشبه وسلم أمير المؤمنين صلوات الله عليه للرسول ص وانقياده له في جميع الأمور لايحتاج إلي بيان وكذا ثبوت نقيض ذلك لشركائه فإنهم كانوا منافقين يظهرون السلم له ظاهرا ويعبدون أصناما من دون الله ويطيعون طواغيت من أمثالهم باطنا34-كشف ،[كشف الغمة]مما أخرجه العز المحدث الحنبلي‌ قوله تعالي يَومَ لا يخُزيِ‌ اللّهُ النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُم يَسعي بَينَ أَيدِيهِم وَ بِأَيمانِهِمنزلت في علي وأصحابه بيان روي العلامة رفع الله مقامه في كشف الحق في هذه الآية قال ابن عباس علي وأصحابه . ويدل علي قوة إيمانه ورفعة درجته في الآخرة و أن المؤمن ليس إلا من تبعه ع و يكون من أصحابه و هذه فضيلة إذالوحظت مع غيرها تمنع تقديم غيره عليه بل إذالوحظت منفردة أيضا كما لايخفي علي المنصف

35-كشف ،[كشف الغمة] مِنَ المَنَاقِبِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَنزَلَ اللّهُ


صفحه : 351

آيَةً وَ فِيهَايا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ عَلِيّ رَأسُهَا وَ أَمِيرُهَا

36- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَما يُكَذّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

37- فس ،[تفسير القمي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ الرّحِيمِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِإِنّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌيعَنيِ‌ فِي عَلِيّ ع وَ إِنّ الدّينَ لَواقِعٌيعَنيِ‌ عَلِيّاً وَ عَلِيّ هُوَ الدّينُ

بيان الدين الجزاء ولعل المعني أنه ع يلي‌ الجزاء والحساب بأمره تعالي يوم القيامة ففيه تقدير مضاف أي صاحب الدين أوالمعني أن الدين والجزاء أنما هو علي ولايته وتركها فالمعني ولاية علي هوالدين و علي الأخير يحتمل أن يكون المراد بالدين مرادف الإسلام والإيمان

38- فس ،[تفسير القمي‌] إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قَالَ ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ أَي لَا يُمتَنّ عَلَيهِم بِهِ ثُمّ قَالَ لِنَبِيّهِفَما يُكَذّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ لَيسَ اللّهُ بِأَحكَمِ الحاكِمِينَ

بيان قيل غَيرُ مَمنُونٍ أي غيرمنقطع


صفحه : 352

39- أَقُولُ وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الحضَرمَيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ ضَحّاكٍ عَن عِيسَي بنِ رَاشِدٍ عَن عَلِيّ بنِ حُزَيمَةَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا أَنزَلَ اللّهُ سُورَةً فِي القُرآنِ إِلّا كَانَ عَلِيّ أَمِيرَهَا وَ شَرِيفَهَا وَ لَقَد عَاتَبَ اللّهُ أَصحَابَ مُحَمّدٍ وَ مَا قَالَ لعِلَيِ‌ّ إِلّا خَيراً

40- وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن مُحَمّدِ بنِ المُظَفّرِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي القَوّامِ عَن أَبِيهِ عَن نُوحِ بنِ مُحَمّدٍ القرُشَيِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ عَن حُذَيفَةَ أَنّ نَاساً تَذَاكَرُوا فَقَالُوا مَا نَزَلَت آيَةٌ فِي القُرآنِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا فِي أَصحَابِ مُحَمّدٍص فَقَالَ حُذَيفَةُ مَا نَزَلَت آيَةٌ فِي القُرآنِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا كَانَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لُبّهَا وَ لُبَابُهَا

41- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ غَالِبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ خَيثَمَةَ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُوسَي بنِ عُثمَانَ الحضَرمَيِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَنزَلَ اللّهُ آيَةً فِيهَايا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ عَلِيّ رَأسُهَا وَ أَمِيرُهَا

وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَسلَمَ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ مِثلَهُ

42- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ البَزّازِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ النسّاَئيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ عصر[عُمَرَ]العمُرَيِ‌ّ عَن عِصَامِ بنِ طَلِيقٍ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِن آيَةِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ عَلِيّ سَيّدُهَا وَ أَمِيرُهَا وَ شَرِيفُهَا

43- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَيمُونٍ عَن مُوسَي بنِ عُثمَانَ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا فِي القُرآنِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ عَلِيّ رَأسُهَا وَ قَائِدُهَا

44- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن خَلَفِ بنِ أَحمَدَ الشمّريِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ أَبِي شَيخٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَنِ السدّيّ‌ّ عَن أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا نَزَلَ مِن آيَةِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ عَلِيّ رَأسُهَا وَ سَيّدُهَا وَ شَرِيفُهَا


صفحه : 353

46- وَ عَنِ ابنِ حَبّانَ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ خِرَاشٍ الشيّباَنيِ‌ّ عَنِ العَوّامِ بنِ حَوشَبٍ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ مَا كَانَ فِي القُرآنِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ لعِلَيِ‌ّ سَابِقَةَ ذَلِكَ لِأَنّهُ سَبَقَهُم إِلَي الإِسلَامِ

47- وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا نَزَلَتيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ عَلِيّ سَيّدُهَا وَ شَرِيفُهَا

48- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ البَزّازِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ النسّاَئيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ عَنِ الهَيثَمِ بنِ عدَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي لَيلَي عَن دَاوُدَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا مِن آيَةِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُهَا وَ شَرِيفُهَا

49- وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِن آيَةِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ عَلِيّ أَمِيرُهَا وَ شَرِيفُهَا

وسيأتي‌ الأخبار الكثيرة في تأويل تلك الآيات في أكثر الأبواب لاسيما باب سبق إسلامه و باب أنه خير الخلق بعدالرسول ص

باب 41- قوله تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا

1- كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا قَالَ وَلَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ هيِ‌َ الوُدّ ألّذِي قَالَ اللّهُ تَعَالَي

2-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمّارِ بنِ سُوَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَدَعَا رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 354

لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي آخِرِ صَلَاتِهِ رَافِعاً بِهَا صَوتَهُ يُسمِعُ النّاسَ يَقُولُ أللّهُمّ هَب لعِلَيِ‌ّ المَوَدّةَ فِي صُدُورِ المُؤمِنِينَ وَ الهَيبَةَ وَ العَظَمَةَ فِي صُدُورِ المُنَافِقِينَ فَأَنزَلَ اللّهُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا إِلَي قَولِهِوُدّا قَالَ وَلَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ هيِ‌َ الوُدّ ألّذِي قَالَ اللّهُوَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدّابنَيِ‌ أُمَيّةَ فَقَالَ رُمَعُ وَ اللّهِ لَصَاعٌ مِن تَمرٍ فِي شَنّ بَالٍ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا سَأَلَ مُحَمّدٌ رَبّهُ أَ فَلَا سَأَلَ مَلَكاً يَعضُدُهُ أَو كَنزاً يَستَظهِرُ بِهِ عَلَي فَاقَتِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِ عَشرَ آيَاتٍ مِن هُودٍ أَوّلُهَافَلَعَلّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ

3- فس ،[تفسير القمي‌] حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيسَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّاهيِ‌َ الوُدّ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ قُلتُ قَولُهُفَإِنّما يَسّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشّرَ بِهِ المُتّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدّا قَالَ إِنّمَا يَسّرَ اللّهُ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِ حِينَ أَقَامَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَماً فَبَشّرَ بِهِ المُؤمِنِينَ وَ أَنذَرَ بِهِ الكَافِرِينَ وَ هُمُ القَومُ الّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللّهُقَوماً لُدّاكُفّاراً

4- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع كَانَ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ جَالِساً بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ قُل يَا عَلِيّ أللّهُمّ اجعَل لِي فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وُدّاً فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا

5-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو رَوقٍ عَنِ الضّحّاكِ وَ شُعبَةُ عَنِ الحَكَمِ عَن عِكرِمَةَ وَ الأَعمَشُ عَن


صفحه : 355

سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ وَ الغرُيَريِ‌ّ السجّسِتاَنيِ‌ّ فِي غَرِيبِ القُرآنِ عَن أَبِي عَمرٍو كُلّهُم عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِهِسَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا فَقَالَ نَزَلَ فِي عَلِيّ ع لِأَنّهُ مَا مِن مُسلِمٍ إِلّا وَ لعِلَيِ‌ّ فِي قَلبِهِ مَحَبّةٌ

أَبُو نُعَيمٍ الأصَفهَاَنيِ‌ّ وَ أَبُو المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ وَ ابنُ بُطّةَ العكُبرَيِ‌ّ وَ الإِسنَادُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ عَنِ البَاقِرِ ع فِي خَبَرٍ قَالَا لَا يُلفَي مُؤمِنٌ إِلّا وَ فِي قَلبِهِ وُدّ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ لِأَهلِ بَيتِهِ ع

زَيدُ بنُ عَلِيّ أَنّ عَلِيّاً ع أَخبَرَ رَسُولَ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ إنِيّ‌ أُحِبّكَ فِي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ لَعَلّكَ يَا عَلِيّ اصطَنَعتَ إِلَيهِ مَعرُوفاً قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا اصطَنَعتُ إِلَيهِ مَعرُوفاً فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ قُلُوبَ المُؤمِنِينَ تَتُوقُ إِلَيكَ بِالمَوَدّةِ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَاتُ

وَ رَوَي الشعّبيِ‌ّ وَ زَيدُ بنُ عَلِيّ وَ الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع وَ عَبدُ الكَرِيمِ الخَزّازُ وَ حَمزَةُ الزّيّاتُ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ كُلّهُم عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع قُلِ أللّهُمّ اجعَل لِي عِندَكَ عَهداً وَ اجعَل لِي فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وُدّاً فَقَالَهُمَا عَلِيّ ع وَ أَمّنَ رَسُولُ اللّهِص فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ

رَوَاهُ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وَ رَوَاهُ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ عَنِ البَرَاءِ وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع وَ فِي رِوَايَةٍ قَالَ ع إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا فَإِنّما يَسّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشّرَ بِهِ المُتّقِينَ وَ هُوَ عَلِيّوَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدّا قَالَ بَنُو أُمَيّةَ قَوماً ظَلَمَةً

6-فض ،[ كتاب الروضة]بِالأَسَانِيدِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِ عَلِيّ بنِ


صفحه : 356

أَبِي طَالِبٍ ع وَ صَلّي أَربَعَ رَكَعَاتٍ فَلَمّا أسلم [سَلّمَ]رَفَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ سَأَلَكَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ أَن تَشرَحَ لَهُ صَدرَهُ وَ تُيَسّرَ أَمرَهُ وَ تَحُلّ عُقدَةً مِن لِسَانِهِ يَفقَهُوا قَولَهُ وَ تَجعَلَ لَهُ وَزِيراً مِن أَهلِهِ تَشُدّ بِهِ أَزرَهُ وَ أَنَا مُحَمّدٌ أَسأَلُكَ أَن تَشرَحَ لِي صدَريِ‌ وَ تُيَسّرَ لِي أمَريِ‌ وَ تَحُلّ عُقدَةً مِن لسِاَنيِ‌ يَفقَهُوا قوَليِ‌ وَ تَجعَلَ لِي وَزِيراً مِن أهَليِ‌ تَشُدّ بِهِ أزَريِ‌ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ سَمِعتُ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ مِنَ السّمَاءِ يَا مُحَمّدُقَد أُوتِيتَ سُؤلَكَ فَقَالَ النّبِيّص ادعُ يَا أَبَا الحَسَنِ ارفَع يَدَكَ إِلَي السّمَاءِ وَ قُلِ أللّهُمّ اجعَل لِي عِندَكَ عَهداً وَ اجعَل لِي عِندَكَ وُدّاً فَلَمّا دَعَا نَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ اقرَأ يَا مُحَمّدُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّافَتَلَاهَا النّبِيّص فَتَعَجّبَ النّاسُ مِن سُرعَةِ الإِجَابَةِ فَقَالَ اعلَمُوا أَنّ القُرآنَ أَربَعَةُ أَربَاعٍ رُبُعٌ فِينَا أَهلَ البَيتِ وَ رُبُعٌ قِصَصٌ وَ أَمثَالٌ وَ رُبُعٌ فَضَائِلُ وَ إِنذَارٌ وَ رُبُعٌ أَحكَامٌ وَ اللّهُ أَنزَلَ فِي عَلِيّ كَرَائِمَ القُرآنِ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

7-كشف ،[كشف الغمة]مما أخرجه العز المحدث الحنبلي‌ قوله تعالي سَيَجعَلُ لَهُمُ


صفحه : 357

الرّحمنُ وُدّا قال ابن عباس نزلت في علي بن أبي طالب جعل الله له ودا في قلوب المؤمنين

وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ عَنِ البَرَاءِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ يَا عَلِيّ قُلِ أللّهُمّ اجعَل لِي عِندَكَ عَهداً وَ اجعَل لِي عِندَكَ وُدّاً وَ اجعَل لِي فِي صُدُورِ المُؤمِنِينَ مَوَدّةً فَنَزَلَت وَ قَد أَورَدَهُ بِذَلِكَ مِن عِدّةِ طَرِيقٍ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

وَ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ عَن عَبدِ الخَالِقِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي عَلِيّ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الصّوّافِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الفاَرسِيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ بَشِيرٍ الكوُفيِ‌ّ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ عَن حَمزَةَ الزّيّاتِ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِ‌ّ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ مِثلَهُ

8- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي شَيبَةَ عَن عَونِ بنِ سَلّامٍ عَن بِشرِ بنِ عُمَارَةَ الخثَعمَيِ‌ّ عَن أَبِي رَوقٍ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا قَالَ مَحَبّةً فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

9- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ عَن أَبِيهِ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ فِي قَلبِهِ حُبّ لعِلَيِ‌ّ ع


صفحه : 358

10- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ الأزَديِ‌ّ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ أَصبَحتُ وَ اللّهِ يَا عَلِيّ عَنكَ رَاضِياً وَ أَصبَحَ وَ اللّهِ رَبّكَ عَنكَ رَاضِياً وَ أَصبَحَ كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ عَنكَ رَاضِينَ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد نَعَيتَ إلِيَ‌ّ نَفسَكَ فَيَا لَيتَ نفَسيِ‌ المُتَوَفّاةُ قَبلَ نَفسِكَ قَالَ أَبَي اللّهُ فِي عِلمِهِ إِلّا مَا يُرِيدُ قَالَ فَادعُ اللّهَ لِي بِدَعَوَاتٍ يصُيِننُيِ‌ بَعدَ وَفَاتِكَ قَالَ يَا عَلِيّ ادعُ لِنَفسِكَ بِمَا تُحِبّ وَ تَرضَي حَتّي أُؤَمّنَ فَإِنّ تأَميِنيِ‌ لَكَ لَا يُرَدّ قَالَ فَدَعَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أللّهُمّ ثَبّت موَدَتّيِ‌ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص آمِينَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ادعُ فَدَعَا بِتَثبِيتِ مَوَدّتِهِ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ حَتّي دَعَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّمَا دَعَا دَعوَةً قَالَ النّبِيّص آمِينَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا إِلَي آخِرِ السّورَةِ فَقَالَ النّبِيّص المُتّقُونَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ شِيعَتُهُ

تتميم قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل فيه أقوال أحدها أنها خاصة في أمير المؤمنين ع فما من مؤمن إلا و في قلبه محبة لعلي‌ ع عن ابن عباس و في تفسير أبي حمزة الثمالي‌ عن الباقر ع نحو من رواية ابن مردويه وروي‌ نحوه عن جابر بن عبد الله والثاني‌ أنها عامة في جميع المؤمنين يجعل الله لهم المحبة والألفة في قلوب الصالحين والثالث أن معناه يجعل الله لهم محبة في قلوب أعدائهم ومخالفيهم ليدخلوا في دينهم و


صفحه : 359

يتعززوا بهم والرابع يجعل بعضهم يحب بعضا والخامس أن معناه سيجعل لهم ودا في الآخرة فيحب بعضهم بعضا كمحبة الوالد ولده انتهي . أقول ذكر النيسابوري‌ في تفسيره و ابن حجر في صواعقه أنها نزلت فيه و قال العلامة في كشف الحق روي الجمهور عن ابن عباس أنها نزلت فيه

11- وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ فِي كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي عَلِيّ ع عَن مُحَمّدِ بنِ المُظَفّرِ عَن زَيدِ بنِ مُحَمّدٍ المُبَارَكِ الكوُفيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُوسَي بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحُسَينِ بنِ ثَابِتِ بنِ عَمرٍو خَادِمِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَن أَبِيهِ عَن شُعبَةَ عَنِ الحَكَمِ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ أَخَذَ النّبِيّص وَ نَحنُ بِمَكّةَ بيِدَيَ‌ عَلِيّ ع فَصَلّي أَربَعَ رَكَعَاتٍ عَلَي ثَبِيرٍ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ لعِلَيِ‌ّ يَا أَبَا الحَسَنِ ارفَع يَدَيكَ إِلَي السّمَاءِ وَ ادعُ رَبّكَ وَ سَلهُ يُعطِكَ فَرَفَعَ عَلِيّ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ اجعَل لِي عِندَكَ عَهداً وَ اجعَل لِي عِندَكَ وُدّاً فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّافَتَلَا النّبِيّص عَلَي أَصحَابِهِ فَعَجِبُوا مِن ذَلِكَ عَجَباً شَدِيداً فَقَالَ النّبِيّص مِمّ تَعجَبُونَ إِنّ القُرآنَ أَربَعَةُ أَربَاعٍ فَرُبُعٌ فِينَا أَهلَ البَيتِ وَ رُبُعٌ فِي أَعدَائِنَا وَ رُبُعٌ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ وَ رُبُعٌ فَرَائِضُ وَ أَحكَامٌ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَنزَلَ فِي عَلِيّ كَرَائِمَ القُرآنِ

وسيأتي‌ في باب حبه ع أخبار في ذلك و إذاثبت بنقل المخالف والمؤالف أنها نزلت فيه دلت علي فضيلة عظيمة له ع ويمكن الاستدلال بها علي إمامته بوجوه .


صفحه : 360

الأول أن نزول تلك الآية بعد هذاالدعاء ألذي علمه الرسول ص يدل علي أنها مودة خاصة به ليس كمودة سائر الصالحين و هذه فضيلة اختص بها ليس لغيره مثلها فهو إمامهم لقبح تفضيل المفضول وأيضا ظواهر أكثر الأخبار في هذاالباب تدل علي أن حبه ع من لوازم الإيمان وأركانه ودعائمه .الثاني‌ أن الصالحات جمع مضاف يفيد العموم فيدل علي عصمته ع وهي‌ من لوازم الإمامة.الثالث أن بغض الفاسقين لفسقهم واجب فكون حبه في قلوب جميع المؤمنين وإخباره تعالي أنه سيجعل ذلك علي وجه التشريف يدل علي عصمته ويدل علي إمامته و كل منها و إن سلم أنه لم يصلح لكونه دليلا فهو يصلح لتأييد الدلائل الأخري

باب 51- قوله تعالي وَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً

1-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الجعُفيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيهُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً قَالَ خَلَقَ اللّهُ نُطفَةً بَيضَاءَ مَكنُونَةً فَجَعَلَهَا فِي صُلبِ آدَمَ ثُمّ نَقَلَهَا مِن صُلبِ آدَمَ إِلَي صُلبِ شَيثٍ وَ مِن صُلبِ شَيثٍ إِلَي صُلبِ أَنُوشَ وَ مِن صُلبِ أَنُوشَ إِلَي صُلبِ قَينَانَ حَتّي تَوَارَثَتهَا كِرَامُ الأَصلَابِ وَ مُطَهّرَاتُ الأَرحَامِ حَتّي جَعَلَهَا اللّهُ فِي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ قَسَمَهَا نِصفَينِ فَأَلقَي نِصفَهَا إِلَي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ نِصفَهَا إِلَي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ وَ هيِ‌َ سُلَالَةٌ فَوُلِدَ مِن عَبدِ اللّهِ مُحَمّدٌص وَ مِن أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 361

عَلِيّ ع فَذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراًزَوجَ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍ فعَلَيِ‌ّ مِن مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدٌ مِن عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ نَسَبٌ وَ عَلِيّ الصّهرُ

2-مد،[العمدة]بإسناده عن الثعلبي‌ عن أبي عبد الله القائني‌ عن أبي الحسن النصيبي‌ عن أبي بكر السبيعي‌ الحلبي‌ عن علي بن العباس المقانعي‌ عن جعفر بن محمد بن الحسين عن محمد بن عمرو عن حسين الأشقر عن أبي قتيبة التميمي‌ قال سمعت ابن سيرين في قوله تعالي وَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً قال نزلت في النبي و علي بن أبي طالب ع زوج فاطمة عليا ع و هو ابن عمه وزوج ابنته فكان نسبا وصهراوَ كانَ رَبّكَ قَدِيراً أي قادرا علي ماأراد

3- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَسَدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُعَمّرِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَن أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً قَالَ نَزَلَت فِي النّبِيّص حِينَ زَوّجَ عَلِيّاً ابنَتَهُ وَ هُوَ ابنُ عَمّهِ فَكَانَ لَهُ نَسَباً وَ صِهراً

4- وَ قَالَ أَيضاً حَدّثَنَا عَبدُ العَزِيزِ بنُ يَحيَي عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن رَجَاءِ بنِ سَلَمَةَ عَن نَائِلِ بنِ نَجِيحٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ وَ خَلَقَ نُطفَةً مِنَ المَاءِ فَمَزَجَهَا ثُمّ أَباً فَأَباً حَتّي أَودَعَهَا اِبرَاهِيمَ ع ثُمّ أُمّاً فَأُمّاً مِن طَاهِرِ الأَصلَابِ إِلَي مُطَهّرَاتِ الأَرحَامِ حَتّي


صفحه : 362

صَارَت إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ فَفَرّقَ ذَلِكَ النّورَ فِرقَتَينِ فِرقَةً إِلَي عَبدِ اللّهِ فَوَلَدَ مُحَمّداًص وَ فِرقَةً إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَ عَلِيّاً ع ثُمّ أَلّفَ اللّهُ النّكَاحَ بَينَهُمَا فَزَوّجَ اللّهُ عَلِيّاً بِفَاطِمَةَ ع فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ كانَ رَبّكَ قَدِيراً

5-كشف ،[كشف الغمة]مما رواه أبوبكر بن مردويه وَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً هو علي وفاطمة ع

6- ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نُطفَةً بَيضَاءَ مَكنُونَةً فَنَقَلَهَا مِن صُلبٍ إِلَي صُلبٍ حَتّي نُقِلَتِ النّطفَةُ إِلَي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ فَجُعِلَ نِصفَينِ فَصَارَ نِصفُهَا فِي عَبدِ اللّهِ وَ نِصفُهَا فِي أَبِي طَالِبٍ فَأَنَا مِن عَبدِ اللّهِ وَ عَلِيّ مِن أَبِي طَالِبٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراًالآيَةَ

وأقول قدمضي في ذلك أخبار في باب ولادته و باب أسمائه ع .بيان روي العلامة رحمه الله عن ابن سيرين مثله . و قال الطبرسي‌ برد الله مضجعه أي خلق من النطفة إنسانا وقيل أراد به آدم ع فإنه خلق من التراب ألذي خلق من الماء وقيل أراد به أولاد آدم ع فإنهم المخلوقون من الماءفَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً أي فجعله ذا نسب وصهر والصهر حرمة الختونة وقيل النسب ألذي لايحل نكاحه والصهر ألذي يحل نكاحه كبنات العم والخال عن الفراء وقيل النسب سبعة أصناف والصهر خمسة ذكرهم الله في قوله حُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وقيل النسب البنون والصهر البنات اللاتي‌ يستفيد الإنسان


صفحه : 363

بهن الأصهار فكأنه قال فجعل منه البنين والبنات و قال ابن سيرين نزلت في النبي و علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما زوج فاطمة عليا ع فهو ابن عمه وزوج ابنته فكان نسبا وصهراوَ كانَ رَبّكَ قَدِيراً أي قادرا علي ماأراد

باب 61- أنه ع السبيل والصراط والميزان في القرآن

1- فس ،[تفسير القمي‌] انظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سَبِيلًا قَالَ إِلَي وَلَايَةِ عَلِيّ وَ عَلِيّ هُوَ السّبِيلُيا ليَتنَيِ‌ اتّخَذتُ مَعَ الرّسُولِ سَبِيلًا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَقُولُ يَا ليَتنَيِ‌ اتّخَذتُ مَعَ الرّسُولِ عَلِيّاً

2- ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو مُحَمّدٍ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ البغَداَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع هَذَا صِرَاطُ عَلِيّ مُستَقِيمٌ قَالَ هُوَ وَ اللّهِ عَلِيّ ع هُوَ وَ اللّهِ الصّرَاطُ وَ المِيزَانُ

3- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُهُقَد جاءَكُم بُرهانٌ مِن رَبّكُم وَ أَنزَلنا إِلَيكُم نُوراً مُبِيناً قَالَ البُرهَانُ مُحَمّدٌ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ وَ النّورُ عَلِيّ ع قَالَ قُلتُ لَهُصِراطاً مُستَقِيماً قَالَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ عَلِيّ ع

4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]البَاقِرُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَضَلّوا فَلا يَستَطِيعُونَ إِلَي وَلَايَةِ عَلِيّ


صفحه : 364

سَبِيلًا وَ عَلِيّ هُوَ السّبِيلُ

جَعفَرٌ وَ أَبُو جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّ الّذِينَ كَفَرُوايعَنيِ‌ بنَيِ‌ أُمَيّةَوَ صَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ عَن وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

وَ فِي رِوَايَةٍ يعَنيِ‌ بِالسّبِيلِ عَلِيّاً ع وَ لَا يُنَالُ مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِوَلَايَتِهِ

هَارُونُ بنُ الجَهمِ وَ جَابِرٌ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَاغفِر لِلّذِينَ تابُوا مِن وَلَايَةِ جَمَاعَةِ بنَيِ‌ أُمَيّةَوَ اتّبَعُوا سَبِيلَكَآمَنُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع وَ عَلِيّ هُوَ السّبِيلُ

اِبرَاهِيمُ الثقّفَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي بُردَةَ الأسَلمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّ هذا صرِاطيِ‌ مُستَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَ لا تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِسَأَلتُ اللّهَ أَن يَجعَلَهَا لعِلَيِ‌ّ ع فَفَعَلَ

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَنِ الثقّفَيِ‌ّ مِثلَهُ

5- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو الحَسَنِ الماَضيِ‌ قَالَ إِذا جاءَكَ المُنافِقُونَبِوَلَايَةِ وَصِيّكَقالُوا نَشهَدُ إِنّكَ لَرَسُولُ اللّهِ وَ اللّهُ يَعلَمُ إِنّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللّهُ يَشهَدُ إِنّ المُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ اتّخَذُوا أَيمانَهُم جُنّةً فَصَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ السّبِيلُ هُوَ الوصَيِ‌ّإِنّهُم ساءَ ما كانُوا يَعمَلُونَذلِكَ بِأَنّهُم آمَنُوابِرِسَالَتِكَ وَكَفَرُوابِوَلَايَةِ وَصِيّكَ فَطَبَعَ اللّهُعَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَفقَهُونَوَ إِذا قِيلَ لَهُم تَعالَوا يَستَغفِر لَكُم رَسُولُ اللّهِارجِعُوا إِلَي وَلَايَةِ عَلِيّ يَستَغفِر لَكُمُ النّبِيّ مِن ذُنُوبِكُملَوّوا رُؤُسَهُم وَ رَأَيتَهُم يَصُدّونَ عَن وَلَايَةِ عَلِيّوَ هُم مُستَكبِرُونَ عَلَيهِ

أَبُو ذَرّ عَنِ النّبِيّص فِي خَبَرٍ فِي قَولِهِوَ اتّبَعُوا سَبِيلَكَيعَنيِ‌ عَلِيّاً ع


صفحه : 365

ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِفَمَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباًالآيَاتِ أَنّ سَبِيلَ اللّهِ فِي هَذَا المَوضِعِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَولُهُوَ إِنّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ فِي الخَبَرِ هُوَ الوصَيِ‌ّ بَعدَ النّبِيّص

البَاقِرَانِ ع اهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَقَالَا دِينُ اللّهِ ألّذِي نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ عَلَي مُحَمّدٍص صِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمفَهَدَيتَهُم بِالإِسلَامِ وَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَم تَغضَب عَلَيهِم وَ لَم يَضِلّواغَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِماليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ الشّكّاكِ الّذِينَ لَا يَعرِفُونَ إِمَامَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ لَا الضّالّينَ عَن إِمَامَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

و قال أبو جعفرالهاروني‌ في قوله وَ إِنّهُ فِي أُمّ الكِتابِ لَدَينا لعَلَيِ‌ّ حَكِيمٌ وأم الكتاب الفاتحة يعني‌ أن فيهاذكره قوله اهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَالسورة

عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ وَ زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ اللّهُ يَدعُوا إِلي دارِ السّلامِيعَنيِ‌ بِهِ الجَنّةَوَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍيعَنيِ‌ بِهِ وَلَايَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ جُبَيرٍ فِي نُخَبِ المَنَاقِبِ بِإِسنَادِهِ عَنهُمَا ع مِثلَهُ

6- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنّ النّبِيّص هَيّأَ أَصحَابَهُ عِندَهُ إِذ قَالَ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي عَلِيّ ع هَذَا صِرَاطٌ مُستَقِيمٌفَاتّبِعُوهُالآيَةَ فَقَالَ النّبِيّص كَفَاكَ يَا عدَوُيّ‌


صفحه : 366

ابنُ عَبّاسٍ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَحكُمُ وَ عَلِيّ بَينَ يَدَيهِ مُقَابَلَتَهُ وَ رَجُلٌ عَن يَمِينِهِ وَ رَجُلٌ عَن شِمَالِهِ فَقَالَ اليَمِينُ وَ الشّمَالُ مَضَلّةٌ وَ الطّرِيقُ المسُتوَيِ‌ الجَادّةُ ثُمّ أَشَارَ بِيَدِهِ وَ أَنّ هَذَا صِرَاطُ عَلِيّ مُستَقِيمٌ فَاتّبِعُوهُ

الحَسَنُ قَالَ خَرَجَ ابنُ مَسعُودٍ فَوَعَظَ النّاسَ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ أَينَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ فَقَالَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ طَرَفُهُ فِي الجَنّةِ وَ نَاحِيَتُهُ عِندَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ حَافَتَاهُ دُعَاةٌ فَمَنِ استَقَامَت لَهُ الجَادّةُ أَتَي مُحَمّداً وَ مَن زَاغَ عَنِ الجَادّةِ تَبِعَ الدّعَاةَ

الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ إِنّكَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قَالَ إِنّكَ عَلَي وَلَايَةِ عَلِيّ ع وَ هُوَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ وَ مَعنَي ذَلِكَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع الصّرَاطُ إِلَي اللّهِ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ بَابُ السّلطَانِ إِذَا كَانَ يُوصَلُ بِهِ إِلَي السّلطَانِ ثُمّ إِنّ الصّرَاطَ هُوَ ألّذِي عَلَيهِ عَلِيّ ع يَدُلّكَ وُضُوحاً عَلَي ذَلِكَ قَولُهُصِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِميعَنيِ‌ نِعمَةَ الإِسلَامِ لِقَولِهِوَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ وَ العِلمَوَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُ وَ الذّرّيّةَ الطّيّبَةَإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَالآيَةَ وَ إِصلَاحَ الزّوجَاتِ لِقَولِهِفَاستَجَبنا لَهُ وَ وَهَبنا لَهُ يَحيي وَ أَصلَحنا لَهُ زَوجَهُفَكَانَ عَلِيّ ع فِي هَذِهِ النّعَمِ فِي أَعلَي ذُرَاهَا

7- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ الصّلتِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن يُونُسَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن عُبَيدِ اللّهِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 367

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عُبَيدِ بنِ كَثِيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن عُبَيدِ بنِ يَحيَي بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّصِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ لَا الضّالّينَ قَالَ شِيعَةُ عَلِيّ ع الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لَم يَغضَب عَلَيهِم وَ لَم يَضِلّوا

9- فض ،[ كتاب الروضة]بِالأَسَانِيدِ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي نَبِيّهِفَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ إِنّكَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ فَقَالَ إلِهَيِ‌ مَا الصّرَاطُ المُستَقِيمُ قَالَ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فعَلَيِ‌ّ هُوَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ

10- فس ،[تفسير القمي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَي لِنَبِيّهِما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ وَ لكِن جَعَلناهُ نُوراًيعَنيِ‌ عَلِيّاً وَ عَلِيّ هُوَ النّورُ فَقَالَنهَديِ‌ بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنايعَنيِ‌ عَلِيّاً بِهِ هَدَي مَن هَدَي مِن خَلقِهِ وَ قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِوَ إِنّكَ لتَهَديِ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍيعَنيِ‌ أَنّكَ لَتَأمُرُ بِوَلَايَةِ عَلِيّ وَ تَدعُو إِلَيهَا وَ عَلِيّ هُوَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُصِراطِ اللّهِيعَنيِ‌ عَلِيّاًألّذِي لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِيعَنيِ‌ عَلِيّاً أَنّهُ جَعَلَهُ خَازِنَهُ عَلَي مَا فِي السّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الأَرضِ مِن شَيءٍ وَ ائتَمَنَهُ عَلَيهِأَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ

بيان علي هذاالتأويل لبطن الآية الكريمة يمكن أن يكون المراد بالكتاب أوالإيمان أوبهما معا أمير المؤمنين ع فتستقيم النظم وإرجاع الضمير و قدأوردنا


صفحه : 368

الأخبار الكثيرة في أنه الكتاب والإيمان في بطن القرآن وأيضا علي ما في الخبر الموصول في قوله تعالي ألّذِي لَهُ ما فِي السّماواتِصفة للصراط وضمير له راجع إليه

11- فس ،[تفسير القمي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ نَزَلَت هَاتَانِ الآيَتَانِ هَكَذَا قَولُ اللّهِ حَتّي إِذَا جَاءَانَا يعَنيِ‌ فُلَاناً وَ فُلَاناً يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ حِينَ يَرَاهُيا لَيتَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرِينُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي لِنَبِيّهِ قُل لِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ أَتبَاعِهِمَا لَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم أَنّكُم فِي العَذَابِ مُشتَرِكُونَ ثُمّ قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِأَ فَأَنتَ تُسمِعُ الصّمّ أَو تهَديِ‌ العمُي‌َ وَ مَن كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَيعَنيِ‌ مِن فُلَانٍ وَ فُلَانٍ ثُمّ أَوحَي اللّهُ إِلَي نَبِيّهِ فَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ فِي عَلِيّ إِنّكَ عَلَي صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ يعَنيِ‌ أَنّكَ عَلَي وَلَايَةِ عَلِيّ وَ عَلِيّ هُوَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله قرأ أهل العراق غير أبي بكرحَتّي إِذا جاءَنا علي الواحد والباقون جاءانا علي الاثنين انتهي .أقول قدمر في الآية السابقةوَ مَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرّحمنِ نُقَيّض لَهُ شَيطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ويظهر من بعض الأخبار أن الموصول كناية عن أبي بكر حيث عمي عن ذكر الرحمن يعني‌ أمير المؤمنين والشيطان المقيض له هوعمروَ إِنّهُم لَيَصُدّونَهُم أي الناس عَنِ السّبِيلِ و هو أمير المؤمنين ع وولايته وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم مُهتَدُونَ ثم قال بعد ذلك حتي إذاجاءانا يعني‌ العامي‌ عن الذكر وشيطانه أبابكر وعمرقالَ أبوبكر لعمريا لَيتَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ وَ يُؤَيّدُ أَنّ المُرَادَ بِالشّيطَانِ عُمَرُ مَا رَوَاهُ


صفحه : 369

عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا يَصُدّنّكُمُ الشّيطانُ إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌ قَالَ يعَنيِ‌ الثاّنيِ‌َ

عن أمير المؤمنين ع و قدمضت الأخبار في ذلك في كتاب الإمامة وغيره وسيأتي‌ بعضها

12- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ إِنّكَ لتَهَديِ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ أَي تَدعُو إِلَي الإِمَامَةِ المُستَوِيَةِ ثُمّ قَالَصِراطِ اللّهِ أَي حُجّةِ اللّهِألّذِي لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ

حدثني‌ محمد بن همام عن سعيد بن محمد عن عباد بن يعقوب عن عبد الله بن الهيثم عن صلت بن الحر قال كنت جالسا مع زيد بن علي فقرأإِنّكَ لتَهَديِ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قال هدي الناس ورب الكعبة إلي علي ص ضل عنه من ضل واهتدي به من اهتدي فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أحمد بن القاسم عن أحمد بن صبيح عن عبد الله بن الهيثم

مثله

13- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ النّضرِ عَن خَالِدِ بنِ حَمّادٍ وَ مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي نَبِيّهِص فَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ إِنّكَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قَالَ إِنّكَ عَلَي وَلَايَةِ عَلِيّ وَ عَلِيّ هُوَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ

14-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرٍ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ قَالَ تَفسِيرُهَا فِي بَطنِ القُرآنِ وَ مَن يَكفُر بِوَلَايَةِ عَلِيّ وَ عَلِيّ هُوَ الإِيمَانُ وَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ كانَ الكافِرُ عَلي رَبّهِ ظَهِيراً قَالَ


صفحه : 370

تَفسِيرُهَا فِي بَطنِ القُرآنِ عَلِيّ هُوَ رَبّهُ فِي الوَلَايَةِ وَ الطّاعَةِ وَ الرّبّ هُوَ الخَالِقُ ألّذِي لَا يُوصَفُ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ عَلِيّاً آيَةٌ لِمُحَمّدٍ وَ إِنّ مُحَمّداً يَدعُو إِلَي وَلَايَةِ عَلِيّ ع أَ مَا بَلَغَكَ قَولُ رَسُولِ اللّهِص مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ فَوَالَي اللّهُ مَن وَالَاهُ وَ عَادَي اللّهُ مَن عَادَاهُ وَ أَمّا قَولُهُإِنّكُم لفَيِ‌ قَولٍ مُختَلِفٍفَإِنّهُ يعَنيِ‌ أَنّهُ لَمُختَلَفٌ عَلَيهِ قَدِ اختَلَفَ هَذِهِ الأُمّةُ فِي وَلَايَتِهِ فَمَنِ استَقَامَ عَلَي وَلَايَةِ عَلِيّ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن خَالَفَ وَلَايَةَ عَلِيّ دَخَلَ النّارَ وَ أَمّا قَولُهُيُؤفَكُ عَنهُ مَن أُفِكَفَإِنّهُ يعَنيِ‌ عَلِيّاً ع مَن أُفِكَ عَن وَلَايَتِهِ أُفِكَ عَنِ الجَنّةِ فَذَلِكَ قَولُهُيُؤفَكُ عَنهُ مَن أُفِكَ وَ أَمّا قَولُهُوَ إِنّكَ لتَهَديِ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍإِنّكَ لَتَأمُرُ بِوَلَايَةِ عَلِيّ وَ تَدعُو إِلَيهَا وَ هُوَ عَلَي صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ وَ أَمّا قَولُهُفَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ فِي عَلِيّإِنّكَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍإِنّكَ عَلَي وَلَايَةِ عَلِيّ وَ هُوَ عَلَي الصّرَاطِ المُستَقِيمِ وَ أَمّا قَولُهُفَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِيعَنيِ‌ فَلَمّا تَرَكُوا وَلَايَةَ عَلِيّ وَ قَد أُمِرُوا بِهَافَتَحنا عَلَيهِم أَبوابَ كُلّ شَيءٍيعَنيِ‌ دَولَتَهُم فِي الدّنيَا وَ مَا بُسِطَ لَهُم فِيهَا


صفحه : 371

وَ أَمّا قَولُهُحَتّي إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذناهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُبلِسُونَيعَنيِ‌ قِيَامَ القَائِمِ ع

بيان قوله والرب هوالخالق ألذي لايوصف أي الرب بدون الإضافة لايطلق إلا علي الله و أمامعها فقد يطلق علي غيره تعالي كقول يوسف ع ارجِع إِلي رَبّكَ

15- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ لَئِن قُتِلتُم فِي سَبِيلِ اللّهِ أَو مُتّم قَالَ أَ تدَريِ‌ يَا جَابِرُ مَا سَبِيلُ اللّهِ فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ إِلّا أَن أَسمَعَهُ مِنكَ قَالَ سَبِيلُ اللّهِ عَلِيّ وَ ذُرّيّتُهُ فَمَن قُتِلَ فِي وَلَايَتِهِ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ مَن مَاتَ فِي وَلَايَتِهِ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لَيسَ مَن يُؤمِنُ مِن هَذِهِ الأُمّةِ إِلّا وَ لَهُ قِتلَةٌ وَ مِيتَةٌ قَالَ إِنّهُ مَن قُتِلَ يُنشَرُ حَتّي يَمُوتَ وَ مَن مَاتَ يُنشَرُ حَتّي يُقتَلَ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرٌ الفزَاَريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

16- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بُرَيدٍ العجِليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ أَنّ هذا صرِاطيِ‌ مُستَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَ لا تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ قَالَ أَ تدَريِ‌ مَا يعَنيِ‌ بِصرِاطيِ‌ مُستَقِيماً قُلتُ لَا قَالَ وَلَايَةَ عَلِيّ وَ الأَوصِيَاءِ قَالَ وَ تدَريِ‌ مَا يعَنيِ‌فَاتّبِعُوهُ قُلتُ لَا قَالَ يعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ وَ تدَريِ‌ مَا يعَنيِ‌وَ لا تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ قُلتُ لَا قَالَ وِلَايَةَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ قَالَ وَ تدَريِ‌ مَا يعَنيِ‌فَتَفَرّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ قَالَ يعَنيِ‌ سَبِيلَ عَلِيّ ع

17-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَولِهِ


صفحه : 372

وَ اللّهُ يَدعُوا إِلي دارِ السّلامِ وَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قَالَ إِلَي وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

18- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقُلتُ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أَشُقّ عَلَيكَ فَإِن أَذِنتَ لِي أَن أَسأَلَكَ سَأَلتُكَ فَقَالَ سلَنيِ‌ عَمّا شِئتَ قَالَ قُلتُ أَسأَلُكَ عَنِ القُرآنِ قَالَ نَعَم قَالَ قُلتُ مَا قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ قَالَ هَذَا صِرَاطُ عَلِيّ مُستَقِيمٌ قَالَ صِرَاطُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ صِرَاطُ عَلِيّ ع قَالَ صِرَاطُ عَلِيّ ع

19- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصّراطِ لَناكِبُونَ قَالَ عَن ولَاَيتَيِ‌

20-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيوَ إِنّهُ فِي أُمّ الكِتابِ لَدَينا لعَلَيِ‌ّ حَكِيمٌيعَنيِ‌


صفحه : 373

أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَكتُوبٌ فِي سُورَةِ الحَمدِ فِي قَولِهِاهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

21- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ قَالَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مَعرِفَتُهُ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِنّهُ فِي أُمّ الكِتابِ لَدَينا لعَلَيِ‌ّ حَكِيمٌ وَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي أُمّ الكِتَابِ فِي قَولِهِاهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ

22- فس ،[تفسير القمي‌] اللّهُ ألّذِي أَنزَلَ الكِتابَ بِالحَقّ وَ المِيزانَ قَالَ المِيزَانُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُ فِي سُورَةِ الرّحمَنِوَ السّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ المِيزانَ قَالَ يعَنيِ‌ الإِمَامَ

23- أَقُولُ قَالَ ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ قَولُهُ تَعَالَيوَ إِنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصّراطِ لَناكِبُونَ قَالَ أَبُو نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ ع عَن وَلَايَتِنَا

24-يف ،[الطرائف ]روي الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي‌ بإسناده إلي قتادة عن الحسن البصري‌ قال كان يقرأ هذاالحرف صراط علي مستقيم فقلت للحسن و مامعناه قال يقول هذاطريق علي بن أبي طالب ودينه طريق ودين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لاعوج فيه 25-كشف ،[كشف الغمة] ابنُ مَردَوَيهِ فِي

قَولِهِ تَعَالَيهَل يسَتوَيِ‌ هُوَ وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ هُوَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ هُوَ عَلِيّ ع


صفحه : 374

بيان روي نحوه العلامة رضي‌ الله عنه في كشف الحق و علي بن ابراهيم في تفسيره وأول الآيةوَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلَينِ أَحَدُهُما أَبكَمُ لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ وَ هُوَ كَلّ عَلي مَولاهُ أَينَما يُوَجّههُ لا يَأتِ بِخَيرٍ هَل يسَتوَيِ‌ هُوَ وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ هُوَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قال البيضاوي‌ أي ولد أخرس لايفهم و لاينطق و لايقدر علي شيء من الصنائع والتدابيروَ هُوَ كَلّعيال وثقل علي من يلي‌ أمره حيثما يرسله مولاه في أمر لايأتي‌ بنجح وكفاية مهم ثم قال هذاتمثيل ثان ضربه الله لنفسه وللأصنام لإبطال المشاركة بينه وبينها أوللمؤمن والكافر انتهي .أقول لايبعد أن يكون ظهورها للأصنام الظاهرة التي‌ عبدت من دون الله وبطنها للأصنام التي‌ نصبوها للخلافة في مقابل خليفة الله فإنه نوع من العبادة و قدسمي الله طاعة الطواغيت عبادة لهم في مواضع كمامر مرارا ويظهر من الخبر أن الرجل الأول من كان معارضا لأمير المؤمنين ع من عجلهم وسامريهم وأشباههما فإنهم كانوا بكما عن بيان الحق لايقدرون علي شيء من الخير و لايتأتي منهم شيء من أمور الدين وهداية المسلمين هل يستوون وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ هُوَ في جميع الأقوال والأحوال عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ و قدمضي تحقيق أنهم السبيل والصراط في كتاب الإمامة


صفحه : 375

باب 71- قوله تعالي أَمّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللّيلِ ساجِداً وَ قائِماً

الآية

1- فس ،[تفسير القمي‌] أَمّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللّيلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحذَرُ الآخِرَةَنَزَلَت فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ يَرجُوا رَحمَةَ رَبّهِ قُل يَا مُحَمّدُهَل يسَتوَيِ‌ الّذِينَ يَعلَمُونَ وَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ إِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِيعَنيِ‌ أوُليِ‌ العُقُولِ

2- كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذا مَسّ الإِنسانَ ضُرّ دَعا رَبّهُ مُنِيباً إِلَيهِ قَالَ نَزَلَت فِي أَبِي الفَصِيلِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ عِندَهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص سَاحِرٌ وَ إِذَا مَسّهُ الضّرّ يعَنيِ‌ السّقمَدَعا رَبّهُ مُنِيباً إِلَيهِيعَنيِ‌ تَائِباً إِلَيهِ مِن قَولِهِ فِي رَسُولِ اللّهِ سَاحِرٌ فَإِذا خَوّلَهُ نِعمَةً مِنهُيعَنيِ‌ العَافِيَةَنسَيِ‌َ ما كانَ يَدعُوا إِلَيهِ مِن قَبلُيعَنيِ‌ التّوبَةَ مِمّا كَانَ يَقُولُ فِي رَسُولِ اللّهِ بِأَنّهُ سَاحِرٌ وَ لِذَلِكَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّقُل تَمَتّع بِكُفرِكَ قَلِيلًا إِنّكَ مِن أَصحابِ النّارِيعَنيِ‌ بِإِمرَتِكَ عَلَي النّاسِ بِغَيرِ حَقّ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ إِنّ اللّهَ عَطَفَ القَولَ عَلَي عَلِيّ ع يُخبِرُ بِحَالِهِ وَ فَضلِهِ عِندَهُ فَقَالَأَمّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللّيلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحذَرُ الآخِرَةَ وَ يَرجُوا رَحمَةَ رَبّهِ قُل هَل يسَتوَيِ‌ الّذِينَ يَعلَمُونَ[ أَنّ]مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِوَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ بَل يَقُولُونَ إِنّهُساحِرٌ كَذّابٌإِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ وَ هُم شِيعَتُنَا ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا تَأوِيلُهُ يَا عَمّارُ

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الديّلمَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عَمّارٍ مِثلَهُ


صفحه : 376

باب 81-آية النجوي و أنه لم يعمل بهاغيره ع

1-كشف ،[كشف الغمة]أورد الثعلبي‌ والواحدي‌ وغيرهما من علماء التفسير أن الأغنياء أكثروا مناجاة النبي ص وغلبوا الفقراء علي المجالس عنده حتي كره رسول الله ص ذلك واستطالة جلوسهم وكثرة مناجاتهم فأنزل الله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةً ذلِكَ خَيرٌ لَكُم وَ أَطهَرُفأمر بالصدقة أمام المناجاة و أما أهل العسرة فلم يجدوا و أماالأغنياء فبخلوا وخف ذلك علي رسول الله ص وخف ذلك الزحام وغلبوا علي حبه والرغبة في مناجاته حب الحطام واشتد علي أصحابه فنزلت الآية التي‌ بعدها راشقة لهم بسهام الملام ناسخة بحكمها حيث أحجم من كان دأبه الإقدام

وَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ لآَيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ وَ لَا يَعمَلُ أَحَدٌ بِهَا بعَديِ‌ وَ هيِ‌َ آيَةُ المُنَاجَاةِ فَإِنّهَا لَمّا نَزَلَت كَانَ لِي دِينَارٌ فَبِعتُهُ بِدَرَاهِمَ وَ كُنتُ إِذَا نَاجَيتُ الرّسُولَ تَصَدّقتُ حَتّي فَنِيَت فَنُسِخَت بِقَولِهِأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقاتٍالآيَةَ


صفحه : 377

وَ نَقَلَ الثعّلبَيِ‌ّ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لَمّا نَزَلَت دعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ مَا تَرَي تَرَي دِينَاراً فَقُلتُ لَا يُطِيقُونَهُ قَالَ فَكَم قُلتُ حَبّةً أَو شَعِيرَةً قَالَ إِنّكَ لَزَهِيدٌ فَنَزَلَتأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُواالزّهِيدَ القَلِيلَ وَ كَأَنّهُ يُرِيدُ مُقَلّلٌ


إِذَا انسَكَبَت دُمُوعٌ فِي خُدُودٍ   تَبَيّنَ مَن بَكَي مِمّن تَبَاكَي

وَ قَالَ ابنُ عُمَرَ ثَلَاثٌ كُنّ لعِلَيِ‌ّ ع لَو أَنّ لِي وَاحِدَةً مِنهُنّ كَانَت أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن حُمُرِ النّعَمِ تَزوِيجُهُ بِفَاطِمَةَ وَ إِعطَاؤُهُ الرّايَةَ يَومَ خَيبَرَ وَ آيَةُ النّجوَي

يف ،[الطرائف ] مِنَ الجَمعِ بَينَ الصّحَاحِ السّتّةِ وَ مَنَاقِبِ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ وَ تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ عَن مُجَاهِدٍ إِلَي آخِرِ الأَخبَارِ

أَقُولُ رَوَي الطبّرسِيِ‌ّ مِثلَ تِلكَ الأَخبَارِ عَلَي هَذَا التّرتِيبِ ثُمّ قَالَ قَالَ مُجَاهِدٌ وَ قَتَادَةُ لَمّا نُهُوا عَن مُنَاجَاتِهِ حَتّي يَتَصَدّقُوا لَم يُنَاجِهِ إِلّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَدّمَ دِينَاراً فَتَصَدّقَ بِهَا ثُمّ نَزَلَتِ الرّخصَةُ

2-كشف ،[كشف الغمة]العز المحدث الحنبلي‌ قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةًنزلت في علي ع وروي مثله أبوبكر بن مردويه بعدة طرق

أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي العُمدَةِ تِلكَ الأَخبَارَ المَاضِيَةَ وَ الآتِيَةَ بِأَسَانِيدَ كَثِيرَةٍ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ وَ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ وَ رَزِينٍ العبَدرَيِ‌ّ وَ غَيرِهِم وَ روُيِ‌َ فِي المُستَدرَكِ عَن أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ قَالَ


صفحه : 378

إِنّ اللّهَ تَعَالَي حَرّمَ كَلَامَ رَسُولِ اللّهِص فَإِذَا أَرَادَ الرّجُلُ أَن يُكَلّمَهُ تَصَدّقَ بِدِرهَمٍ ثُمّ كَلّمَهُ بِمَا يُرِيدُ فَكَفّ النّاسُ عَن كَلَامِ رَسُولِ اللّهِ وَ بَخِلُوا أَن يَتَصَدّقُوا قَبلَ كَلَامِهِ قَالَ وَ تَصَدّقَ عَلِيّ ع وَ لَم يَفعَل ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ المُسلِمِينَ غَيرُهُ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فَمَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ غيَريِ‌ ثُمّ نُسِخَت

وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ عَلقَمَةَ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص مَا تَقُولُ فِي دِينَارٍ قُلتُ لَا يُطِيقُونَهُ قَالَ كَم قُلتُ شَعِيرَةً قَالَ إِنّكَ لَزَهِيدٌ فَنَزَلَتأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقاتٍالآيَةَ قَالَ فبَيِ‌ خَفّفَ اللّهُ عَن هَذِهِ الأُمّةِ فَلَم يَنزِل فِي أَحَدٍ قبَليِ‌ وَ لَم يَنزِل فِي أَحَدٍ بعَديِ‌

يف ،[الطرائف ] ابنُ مَردَوَيهِ فِي المَنَاقِبِ بِأَربَعِ طُرُقٍ أَحَدُهَا يَرفَعُهُ إِلَي سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ عَن عَلِيّ ع مِثلَهُ

3- فس ،[تفسير القمي‌] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةً قَالَ إِذَا سَأَلتُم رَسُولَ اللّهِ حَاجَةً فَتَصَدّقُوا بَينَ يدَيَ‌ِ حَاجَتِكُم لِيَكُونَ أَقضَي لِحَوَائِجِكُم فَلَم يَفعَل ذَلِكَ أَحَدٌ إِلّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَإِنّهُ تَصَدّقَ بِدِينَارٍ وَ نَاجَي رَسُولَ اللّهِ بِعَشرِ نَجَوَاتٍ

حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِإِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةً قَالَ قَدّمَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَينَ يدَيَ‌ نَجوَاهُ صَدَقَةً ثُمّ نَسَخَهَا قَولُهُأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقاتٍ

وَ حَدّثَنَا عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُحَمّدٍ الحسَنَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن عُبَيدِ بنِ خُنَيسٍ عَن صَبّاحٍ عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ


صفحه : 379

عَلَيهِ إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ لآَيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ وَ لَا يَعمَلُ بِهَا أَحَدٌ بعَديِ‌ آيَةَ النّجوَي إِنّهُ كَانَ لِي دِينَارٌ فَبِعتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَجَعَلتُ أُقَدّمُ بَينَ يدَيَ‌ كُلّ نَجوَةٍ أُنَاِجيهَا النّبِيّ دِرهَماً قَالَ فَنَسَخَتهَا قَولُهُأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقاتٍ إِلَي قَولِهِوَ اللّهُ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَ

4- عم ،[إعلام الوري ] عَن مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع آيَةٌ مِنَ القُرآنِ لَم يَعمَل أَحَدٌ بِهَا قبَليِ‌ وَ لَا يَعمَلُ بِهَا أَحَدٌ بعَديِ‌ آيَةُ النّجوَي كَانَ عنِديِ‌ دِينَارٌ فَبِعتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَكُلّمَا أَرَدتُ أَن أنُاَجيِ‌َ النّبِيّ تَصَدّقتُ بِدِرهَمٍ ثُمّ نُسِخَت بِقَولِهِفَإِن لَم تَجِدُوا فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي بيِ‌ خَفّفَ اللّهُ عَن هَذِهِ الأُمّةِ فَلَم يَنزِل فِي أَحَدٍ بعَديِ‌

وَ رَوَي السدّيّ‌ّ عَن أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ النّاسُ يُنَاجُونَ رَسُولَ اللّهِ فِي الخَلَإِ إِذَا كَانَت لِأَحَدِهِم حَاجَةٌ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي النّبِيّص فَفَرَضَ اللّهُ عَلَي مَن نَاجَاهُ سِرّاً أَن يَتَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ فَكَفّوا عَنهُ وَ شَقّ ذَلِكَ عَلَيهِم

5- يف ،[الطرائف ] فِي الجَمعِ بَينَ الصّحَاحِ السّتّةِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ البخُاَريِ‌ّ قَولُهُ تَعَالَيإِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةًنَسَخَتهَا آيَةٌفَإِذ لَم تَفعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيكُم قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع مَا عَمِلَ بِهَذِهِ الآيَةِ غيَريِ‌ وَ بيِ‌ خَفّفَ اللّهُ عَن هَذِهِ الأُمّةِ أَمرَ هَذِهِ الآيَةِ

وَ وَجَدتُ فِي كِتَابٍ عَتِيقٍ رِوَايَةَ أَبِي عُمَيرٍ الزّاهِدِ فِي تَفسِيرِ كَلَامٍ لعِلَيِ‌ّ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت آيَةُ الصّدَقَةِ مَعَ النّجوَي دَعَا النّبِيّص عَلِيّاً فَقَالَ مَا تُقَدّمُونَ مِنَ الصّدَقَةِ


صفحه : 380

بَينَ يدَيَ‌ِ النّجوَي قَالَ يُقَدّمُ أَحَدُهُم حَبّةً مِنَ الحِنطَةِ فَمَا فَوقَ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ المُصطَفَيص إِنّكَ لَزَهِيدٌ أَي فَقِيرٌ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَجَاءَ عَلِيّ فِي حَاجَةٍ بَعدَ ذَلِكَ الوَقتِ وَ النّاسُ قَدِ اجتَمَعُوا فَوَضَعَ دِينَاراً ثُمّ تَكَلّمَ وَ مَا كَانَ يَملِكُ غَيرُهُ قَالَ تَخَلّي النّاسُ ثُمّ خَفّفَ عَنهُم بِرَفعِ الصّدَقَةِ

6- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ مَعاً عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَكَمِ عَن حَسَنِ بنِ حُسَينٍ عَن حَنَانِ بنِ عَلِيّ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةً قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع خَاصّةً كَانَ لَهُ دِينَارٌ فَبَاعَهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَكَانَ كُلّمَا نَاجَاهُ قَدّمَ دِرهَماً حَتّي نَاجَاهُ عَشرَ مَرّاتٍ ثُمّ نُسِخَت فَلَم يَعمَل بِهَا أَحَدٌ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ

7- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عَبّاسٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ السدّيّ‌ّ عَن عَبدِ خَيرٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ كُنتُ أَوّلَ مَن نَاجَي رَسُولَ اللّهِص كَانَ عنِديِ‌ دِينَارٌ فَصَرَفتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَ كَلّمتُ رَسُولَ اللّهِ عَشرَ مَرّاتٍ كُلّمَا أَرَدتُ أَن أُنَاجِيَهُ تَصَدّقتُ بِدِرهَمٍ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ المُنَافِقُونَ مَا يَألُو مَا يَنجَشُ لِابنِ عَمّهِ حَتّي نَسَخَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقاتٍ إِلَي آخِرِ الآيَةِ ثُمّ قَالَ ع فَكُنتُ أَوّلَ مَن عَمِلَ بِهَذِهِ الآيَةِ وَ آخِرَ مَن عَمِلَ بِهَا فَلَم يَعمَل بِهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ وَ لَا بعَديِ‌

8-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن أَيّوبَ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةً قَالَ إِنّهُ


صفحه : 381

حَرّمَ كَلَامَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ رَخّصَ لَهُم فِي كَلَامِهِ بِالصّدَقَةِ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ الرّجُلُ أَن يُكَلّمَهُ تَصَدّقَ بِدِرهَمٍ ثُمّ كَلّمَهُ بِمَا يُرِيدُ قَالَ فَكَفّ النّاسُ عَن كَلَامِ رَسُولِ اللّهِص وَ بَخِلُوا أَن يَتَصَدّقُوا قَبلَ كَلَامِهِ فَتَصَدّقَ عَلِيّ ع بِدِينَارٍ كَانَ لَهُ فَبَاعَهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِي عَشرِ كَلِمَاتٍ سَأَلَهُنّ رَسُولَ اللّهِ وَ لَم يَفعَل ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ المُسلِمِينَ غَيرُهُ وَ بَخِلَ أَهلُ المَيسَرَةِ أَن يَفعَلُوا ذَلِكَ فَقَالَ المُنَافِقُونَ مَا صَنَعَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي صَنَعَ مِنَ الصّدَقَةِ إِلّا أَنّهُ أَرَادَ أَن يُرَوّجَ لِابنِ عَمّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةً ذلِكَ خَيرٌ لَكُم مِن إِمسَاكِهَاوَ أَطهَرُ يَقُولُ وَ أَزكَي لَكُم مِنَ المَعصِيَةِفَإِن لَم تَجِدُواالصّدَقَةَفَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَ أَشفَقتُم يَقُولُ الحَكِيمُ أَ أَشفَقتُم يَا أَهلَ المَيسَرَةِأَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم يَقُولُ قُدّامَ نَجوَاكُم يعَنيِ‌ كَلَامَ رَسُولِ اللّهِ صَدَقَةً عَلَي الفُقَرَاءِفَإِذ لَم تَفعَلُوا يَا أَهلَ المَيسَرَةِوَ تابَ اللّهُ عَلَيكُميعَنيِ‌ تَجَاوَزَ عَنكُم إِذ لَم تَفعَلُوافَأَقِيمُوا الصّلاةَ يَقُولُ أَقِيمُوا الصّلَوَاتِ الخَمسَوَ آتُوا الزّكاةَيعَنيِ‌ أَعطُوا الزّكَاةَ يَقُولُ تَصَدّقُوا فَنُسِخَت مَا أُمِرُوا بِهِ عِندَ المُنَاجَاةِ بِإِتمَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِوَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُبِالصّدَقَةِ فِي الفَرِيضَةِ وَ التّطَوّعِوَ اللّهُ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَ أَي بِمَا تُنفِقُونَ خَبِيرٌ

أقول قال الشيخ شرف الدين بعدنقل هذه الأخبار اعلم أن محمد بن العباس رحمه الله ذكر في تفسيره سبعين حديثا من طريق الخاصة والعامة يتضمن أن المناجي‌ للرسول هو أمير المؤمنين ع دون الناس أجمعين اخترنا منها هذه الثلاثة أحاديث ففيها غنية ونقلت من مؤلف شيخنا أبو جعفرالطوسي‌ رحمه الله هذاالحديث ذَكَرَهُ أَنّهُ فِي جَامِعِ الترّمذِيِ‌ّ وَ تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عَلقَمَةَ الأنَماَريِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَبيِ‌ خَفّفَ اللّهُ عَن هَذِهِ الأُمّةِ لِأَنّ اللّهَ امتَحَنَ الصّحَابَةَ بِهَذِهِ الآيَةِ فَتَقَاعَسُوا


صفحه : 382

عَن مُنَاجَاةِ الرّسُولِ وَ كَانَ قَدِ احتَجَبَ فِي مَنزِلِهِ مِن مُنَاجَاةِ كُلّ أَحَدٍ إِلّا مَن تَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ وَ كَانَ معَيِ‌ دِينَارٌ فَتَصَدّقتُ بِهِ فَكُنتُ أَنَا سَبَبَ التّوبَةِ مِنَ اللّهِ عَلَي المُسلِمِينَ حِينَ عَمِلتُ بِالآيَةِ وَ لَو لَم يَعمَل بِهَا أَحَدٌ لَنَزَلَ العَذَابُ لِامتِنَاعِ الكُلّ مِنَ العَمَلِ بِهَا

.بيان عمله صلوات الله عليه بآية النجوي دون غيره من الصحابة مما أجمع عليه المحدثون والمفسرون وسيأتي‌ الأخبار الكثيرة في ذلك في باب سخائه ع

9- وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ فِي كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي عَلِيّ ع بِسَنَدِهِ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ عَن مُقَاتِلٍ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَالآيَةَ لَم يَكُن أَحَدٌ يَقدِرُ أَن ينُاَجيِ‌َ رَسُولَ اللّهِص حَتّي يَتَصَدّقَ قَبلَ ذَلِكَ فَكَانَ أَوّلُ مَن تَصَدّقَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَصَرَفَ دِينَاراً بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَ تَصَدّقَ بِهَا وَ نَاجَي رَسُولَ اللّهِ بِعَشَرَةِ كَلِمَاتٍ

10- وَ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَرّمَ كَلَامَ الرّسُولِ فَإِذَا أَرَادَ الرّجُلُ أَن يُكَلّمَهُ تَصَدّقَ بِدِرهَمٍ ثُمّ تَكَلّمَهُ بِمَا يُرِيدُ فَكَفّ النّاسُ عَن كَلَامِ رَسُولِ اللّهِ وَ بَخِلُوا أَن يَتَصَدّقُوا قَبلَ كَلَامِهِ قَالَ وَ تَصَدّقَ عَلِيّ ع وَ لَم يَفعَل ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ المُسلِمِينَ غَيرُهُ فَقَالَ المُنَافِقُونَ مَا صَنَعَ عَلِيّ ألّذِي صَنَعَ مِنَ الصّدَقَةِ إِلّا أَنّهُ أَرَادَ أَن يُرَوّجَ لِابنِ عَمّهِ

11- وَ بِإِسنَادِهِ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص مَا تَقُولُ فِي دِينَارٍ قُلتُ لَا يُطِيقُونَهُ قَالَ كَم قُلتُ شَعِيرَةً قَالَ إِنّهُ لَزَهِيدٌ فَنَزَلَتأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقاتٍالآيَةَ قَالَ فبَيِ‌ خَفّفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن هَذِهِ الأُمّةِ فَلَم تَنزِل فِي أَحَدٍ قبَليِ‌ وَ لَم يَنزِل فِي أَحَدٍ بعَديِ‌

قال ورواه ابراهيم بن أبي الليث عن الأشجعي‌ ورواه القاسم الحرمي‌ عن الثوري‌

12- وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ فِي فَرَائِدِ السّمطَينِ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ نَاجَي


صفحه : 383

رَسُولَ اللّهِ عَشرَ مَرّاتٍ بِعَشرِ كَلِمَاتٍ قَدّمَهَا عَشرَ صَدَقَاتٍ فَسَأَلَ فِي الأُولَي مَا الوَفَاءُ قَالَ التّوحِيدُ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثُمّ قَالَ وَ مَا الفَسَادُ قَالَ الكُفرُ وَ الشّركُ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ وَ مَا الحَقّ قَالَ الإِسلَامُ وَ القُرآنُ وَ الوَلَايَةُ إِذَا انتَهَت إِلَيكَ قَالَ وَ مَا الحِيلَةُ قَالَ تَركُ الحِيلَةِ قَالَ وَ مَا عَلَيّ قَالَ طَاعَةُ اللّهِ وَ طَاعَةُ رَسُولِهِ قَالَ وَ كَيفَ أَدعُو اللّهَ تَعَالَي قَالَ بِالصّدقِ وَ اليَقِينِ قَالَ وَ مَا أَسأَلُ اللّهَ تَعَالَي قَالَ العَافِيَةَ قَالَ وَ مَا ذَا أَصنَعُ لِنَجَاةِ نفَسيِ‌ قَالَ كُل حَلَالًا وَ قُل صِدقاً قَالَ وَ مَا السّرُورُ قَالَ الجَنّةُ قَالَ وَ مَا الرّاحَةُ قَالَ لِقَاءُ اللّهِ تَعَالَي فَلَمّا فَرَغَ نُسِخَ حُكمُ الآيَةِ

أقول ثم روي المضامين السابقة بأسانيد جمة. و قال البيضاوي‌ و في هذاالأمر تعظيم الرسول وإنفاع الفقراء والنهي‌ عن الإفراط في السؤال والميز بين المؤمن المخلص والمنافق ومحب الآخرة ومحب الدنيا واختلف في أنه للندب أوللوجوب لكنه منسوخ بقوله أَ أَشفَقتُم و هو و إن اتصل به تلاوة لم يتصل به نزولا وَ عَن عَلِيّ ع إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ آيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ غيَريِ‌ كَانَ لِي دِينَارٌ فَصَرَفتُهُ فَكُنتُ إِذَا نَاجَيتُهُ تَصَدّقتُ بِدِرهَمٍ

و هو علي القول بالوجوب لايقدح في غيره فلعله لم يتفق للأغنياء مناجاة في مدة بقائه إذ روي‌ أنه لم يبق إلاعشرا وقيل إلاساعة انتهي .أقول لايخفي أن اختصاصه بتلك الفضيلة الدالة علي غاية حبه للرسول وزهده في الدنيا وإيثاره الآخرة عليها ومسارعته في الخيرات والطاعات يدل علي فضله علي سائر


صفحه : 384

الصحابة المستلزم لأحقيته للإمامة وقبح تقديم غيره عليه ويدل علي نقص عظيم وجرم جسيم لمن تقدم عليه في الخلافة لتقصيرهم في هذاالأمر الحقير ألذي كان يتأتي بأقل من درهم فاختاروا بذلك مفارقة الرسول ص وتركوا صحبته الشريفة وتقصيرهم في ذلك يدل علي تقصيرهم في الطاعات الجليلة والأمور العظيمة بطريق أولي فكم بين من يبذل نفسه لرسول الله لتحصيل رضاه و بين من يبخل بدرهم لإدراك سعادة نجواه بل يدل ترك إنفاقهم علي نفاقهم كمااعترف به البيضاوي‌ في أول الأمر و مااعتذر به أخيرا فلايخفي بعده ومخالفته لمايدعون من بذلهم الأموال الجزيلة في سبيل الله وكيف لايقدر من يبذل مثل تلك الأموال الجزيلة علي إنفاق بعض درهم بل شق تمرة في عشرة أيام كماذكره أكثر مفسريهم كالزمخشري‌ و ابن المرتضي وغيرهما وأعجب من ذلك مااعتذر به القاضي‌ عبدالجبار بتجويز عدم اتساع الوقت لذلك فإنه مع استحالته في نفسه عندالأكثر ينافيه أكثر الروايات الواردة في هذاالباب فإن أكثرها دلت علي أنه ناجاه عشر مرات قبل النسخ مع قطع النظر عن رواية عشرة أيام وأيضا ذكر التوبة بعد ذلك يدل علي تقصيرهم . وأفحش من ذلك ماذكره الرازي‌ الناصبي‌ حيث قال سلمنا أن الوقت قدوسع إلا أن الإقدام علي هذاالعمل مما يضيق قلب الفقير ألذي لايجد شيئا وينفر الرجل الغني‌ فلم يكن في تركه معرة لأن ألذي يكون سبب الألفة أولي عما يكون سببا للوحشة وأيضا الصدقة عندالمناجاة واجبة و أماالمناجاة فليست بواجبة و لامندوبة بل الأولي ترك المناجاة كمابينا من أنها لوكانت كانت سببا لسأمة النبي ص انتهي .


صفحه : 385

أقول لاأظن عاقلا يفهم من كلامه هذاسوي التعصب والعناد أويحتاج إلي بيان لخطائه لظهور الفساد ولعل النصب أعمي عينه عن سياق الآية و ماعاتب الله تعالي تاركي‌ ذلك بقوله أَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقاتٍ و قوله فَإِذ لَم تَفعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيكُم و عن افتخار أمير المؤمنين ع بذلك إذ علي مازعمه هذاالشقي‌ كان اللازم عليه صلوات الله عليه الاعتذار لاالافتخار و عن تمني‌ ابن صنمه ألذي سبق في الأخبار و عن أنه و إن فرض أنه يضيق قلب فقير لايقدر علي الإنفاق فهو يوسع قلب فقير آخر يصل إليه هذاالمال ويسره و عن أن الأنس برسول ربه يجبر وحشة هذاالغني‌ المطبوع علي قلبه لوسلم أن فيهامفسدة و لم يتفطن أن ذلك اعتراض علي الله في بعث هذاالحكم والخطاب و بعد أن يسقط بزعمه عن صنميه ومناتيه اللوم والعتاب لايبالي‌ بنسبة الخطأ إلي رب الأرباب إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عُجابٌ ولوضوح تعصبه في هذاالباب تعرض النيسابوري‌ أيضا للجواب و قال هذاالكلام لايخلو عن تعصب ما و من أين يلزمنا أن نثبت مفضولية علي ع في كل خصلة و لم لايجوز أن تحصل له فضيلة لم توجد لغيره من أكابر الصحابة ثم ذكر رواية ابن عمر وتمنيه ثبوت هذه الفضيلة له ثم قال وهل يجوز منصف أن مناجاة النبي منقصة علي أنه لم يرد في الآية النهي‌ عن المناجاة وإنما ورد تقديم الصدقة علي المناجاة فمن عمل بالآية حصلت له الفضيلة من جهتين من جهة سد خلة بعض الفقراء و من جهة محبة نجوي الرسول ص ففيها القربة منه وحل المسائل العويصة وإظهار أن نجواه أحب إلي المناجي‌ من المال انتهي


صفحه : 386

باب 91- أنه صلوات الله عليه الشهيد والشاهد والمشهود

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَنِ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قَالَ النّبِيّص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ مِثلَهُ

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ أخَيِ‌ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَومَ الجُمُعَةِ عَلَي المِنبَرِ يَخطُبُ فَقَالَ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا مِن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ جَرَت عَلَيهِ الموَاَسيِ‌ إِلّا وَ قَد نَزَلَت فِيهِ آيَةٌ مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَعرِفُهَا كَمَا أَعرِفُهُ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا آيَتُكَ التّيِ‌ نَزَلَت فِيكَ فَقَالَ إِذَا سَأَلتَ فَافهَم وَ لَا عَلَيكَ أَن لَا تَسأَلَ عَنهَا غيَريِ‌ أَ قَرَأتَ سُورَةَ هُودٍ قَالَ نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَ فَسَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ قَالَ نَعَم قَالَ فاَلذّيِ‌ عَلَي بَيّنَةٍ مِنهُ مُحَمّدٌص وَ ألّذِي يَتلُوهُ شَاهِدٌ مِنهُ وَ هُوَ الشّاهِدُ وَ هُوَ مِنهُ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنَا الشّاهِدُ وَ أَنَا مِنهُص


صفحه : 387

3- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا نَزَلَتأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُيعَنيِ‌ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع إِمَاماً وَ رَحمَةً وَ مِن قَبلِهِ كِتَابُ مُوسَي أُولَئِكَ يُؤمِنُونَ بِهِ فَقَدّمُوا وَ أَخّرُوا فِي التّألِيفِ

4- ج ،[الإحتجاج ] عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أخَبرِنيِ‌ بِأَفضَلِ مَنقَبَةٍ لَكَ قَالَ مَا أَنزَلَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ قَالَ وَ مَا أَنزَلَ فِيكَ قَالَأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ قَالَ أَنَا الشّاهِدُ مِن رَسُولِ اللّهِص الخَبَرَ

5-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَو كُسِرَت لِي وِسَادَةٌ فَقَعَدتُ عَلَيهَا لَقَضَيتُ بَينَ أَهلِ التّورَاةِ بِتَورَاتِهِم وَ أَهلِ الإِنجِيلِ بِإِنجِيلِهِم وَ أَهلِ الزّبُورِ بِزَبُورِهِم وَ أَهلِ الفُرقَانِ بِفُرقَانِهِم بِقَضَاءٍ يَصعَدُ إِلَي اللّهِ يَزهَرُ وَ اللّهِ مَا نَزَلَت آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ فِي لَيلٍ أَو نَهَارٍ إِلّا وَ قَد عَلِمتُ فِيمَن أُنزِلَت وَ لَا أَحَدٌ مِمّن مَرّ عَلَي رَأسِهِ الموَاَسيِ‌ مِن قُرَيشٍ إِلّا وَ قَد نَزَلَت فِيهِ آيَةٌ مِن كِتَابِ اللّهِ تَسُوقُهُ إِلَي الجَنّةِ أَو إِلَي النّارِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا الآيَةُ التّيِ‌ نَزَلَت فِيكَ قَالَ لَهُ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ يَقُولُأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَنَا


صفحه : 388

شَاهِدٌ لَهُ فِيهِ وَ أَتلُوهُ مَعَهُ

بيان المواسي‌ جمع موسي و هو مايحلق الشعر

6- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العجِليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ألّذِي عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي تَلَاهُ مِن بَعدِهِ الشّاهِدُ مِنهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ أَوصِيَاؤُهُ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ

7- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع وَ هُوَ يَقُولُ مَا مِن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ إِلّا وَ قَد أُنزِلَت فِيهِ آيَةٌ أَو آيَتَانِ مِن كِتَابِ اللّهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ فَمَا أُنزِلَ فِيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ أَ مَا تَقرَأُ الآيَةَ التّيِ‌ فِي هُودٍأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ مُحَمّدٌص عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَنَا الشّاهِدُ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي مِثلَهُ

8- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الطبّرَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ ع وَ رَوَي الأَصبَغُ وَ زَينُ العَابِدِينَ وَ البَاقِرُ وَ الصّادِقُ وَ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَص أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ مُحَمّدٌوَ يَتلُوهُ شاهِدٌ أَنَا

الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ بِثَلَاثَةِ طُرُقٍ عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأسَدَيِ‌ّ فِي خَبَرٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ رَسُولُ اللّهِص عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَنَا الشّاهِدُذَكَرَهُ النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ

حَمّادُ بنُ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ قَالَ هُوَ رَسُولُ اللّهِص وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ وَ اللّهِ لِسَانَ رَسُولِ اللّهِص

كتاب فصيح الخطيب أنه سأله ابن الكواء فقال و ماأنزل فيك قال قوله أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ وَ قَد رَوَي زَاذَانُ نَحواً مِن ذَلِكَ


صفحه : 389

الثعّلبَيِ‌ّ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُالشّاهِدُ عَلِيّ ع

وَ قَد رَوَاهُ القاَضيِ‌ أَبُو عَمرٍو عُثمَانُ بنُ أَحمَدَ وَ أَبُو نَصرٍ القشُيَريِ‌ّ فِي كِتَابَيهِمَا وَ الفلَكَيِ‌ّ المُفَسّرُ رَوَاهُ عَن مُجَاهِدٍ وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَدّادٍ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ عَن حَبِيبِ بنِ يَسَارٍ عَن زَاذَانَ وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ كِلَيهِمَا عَن عَلِيّ ع قَالَ أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُفَرَسُولُ اللّهِعَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ أَنَا وَ قَرَأَ ابنُ مَسعُودٍ أَ فَمَن أوُتيِ‌َ عِلمٌ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شَاهِدٌ مِنهُ عَلِيّ كَانَ شَاهِدَ النّبِيّ عَلَي أُمّتِهِ بَعدَهُ فَشَاهِدُ النّبِيّ يَكُونُ أَعدَلَ الخَلَائِقِ فَكَيفَ يُتَقَدّمُ عَلَيهِ دُونَهُ قَولُهُ تَعَالَيفَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداًفَالأَنبِيَاءُ شُهَدَاءُ عَلَي أُمَمِهِم وَ نَبِيّنَاص شَهِيدٌ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ عَلِيّ شَهِيدٌ للِنبّيِ‌ّص ثُمّ صَارَ فِي نَفسِهِ شَهِيداً قَولُهُ تَعَالَيقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُمالآيَةَ وَ قَد بَيّنّا صِحّتَهُ فِيمَا تَقَدّمَ

سُلَيمُ بنُ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ ع أَنّ اللّهَ تَعَالَي إِيّانَا عَنَي بِقَولِهِشُهَداءَ عَلَي النّاسِفَرَسُولُ اللّهِص شَاهِدٌ عَلَينَا وَ نَحنُ شُهَدَاءُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ حُجّتُهُ فِي أَرضِهِ وَ نَحنُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ وَ يَكُونَ الرّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداً وَ يُقَالُ إِنّهُ المعَنيِ‌ّ بِقَولِهِوَ جيِ‌ءَ بِالنّبِيّينَ وَ الشّهَداءِ

مَالِكُ بنُ أَنَسٍ عَن سمُيَ‌ّ بنِ أَبِي صَالِحٍ فِي قَولِهِوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ


صفحه : 390

مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ قَالَ الشّهَدَاءُ يعَنيِ‌ عَلِيّاً وَ جَعفَراً وَ حَمزَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع هَؤُلَاءِ سَادَاتُ الشّهَدَاءِوَ الصّالِحِينَيعَنيِ‌ سَلمَانَ وَ أَبَا ذَرّ وَ المِقدَادَ وَ عَمّاراً وَ بِلَالًا وَ خَبّاباًوَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًيعَنيِ‌ فِي الجَنّةِذلِكَ الفَضلُ مِنَ اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ عَلِيماً أَنّ مَنزِلَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ مَنزِلَ رَسُولِ اللّهِص وَاحِدٌ

9- جا،[المجالس للمفيد] عَلِيّ بنُ بِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَنِ الصّبّاحِ بنِ يَحيَي عَنِ الأَعمَشِ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَامَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِهِ تَعَالَيأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ قَالَ قَالَ ع رَسُولُ اللّهِ ألّذِي كَانَ عَلَي بَيّنَةٍ مِنهُ وَ أَنَا الشّاهِدُ لَهُ وَ مِنهُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مَا أَحَدٌ جَرَت عَلَيهِ الموَاَسيِ‌ مِن قُرَيشٍ إِلّا وَ قَد أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ مِن كِتَابِهِ طَائِفَةً وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَأَن يَكُونُوا يَعلَمُونَ مَا قَضَي اللّهُ لَنَا أَهلَ البَيتِ عَلَي لِسَانِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن يَكُونَ ملِ ءُ هَذِهِ الرّحبَةِ ذَهَباً وَ اللّهِ مَا مَثَلُنَا فِي هَذِهِ الأُمّةِ إِلّا كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ وَ كَبَابِ حِطّةٍ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي بنِ زَكَرِيّا الدّهقَانُ مُعَنعَناً عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِثلَهُ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِثلَهُ

10-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جعفر بن محمدالفزاري‌ معنعنا عن زاذان في قوله أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ


صفحه : 391

مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ قال كان رسول الله ص علي بينة من ربه و علي بن أبي طالب الشاهد منه التالي‌ له

11- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن زَاذَانَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ذَاتَ يَومٍ وَ اللّهِ مَا مِن قُرَيشٍ رَجُلٌ جَرَت عَلَيهِ الموَاَسيِ‌ وَ القُرآنُ يَنزِلُ إِلّا وَ قَد نَزَلَت فِيهِ آيَةٌ تَسُوقُهُ إِلَي الجَنّةِ أَو تَسُوقُهُ إِلَي النّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ فَمَا آيَتُكَ التّيِ‌ نَزَلَت فِيكَ قَالَ أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُفَرَسُولُ اللّهِ عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَنَا الشّاهِدُ مِنهُ أَتبَعُهُ

12- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ هِشَامٍ مُعَنعَناً عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ أَنّهُ ع حَمِدَ اللّهَ تَعَالَي وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ وَ أَنَا ألّذِي يَتلُوهُ

13- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ مُعَنعَناً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي مَسجِدِ النّبِيّص فَرَأَيتُ ابنَ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ جَالِساً فِي نَاحِيَةٍ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع زَعَمُوا أَنّ أَبَا هَذَا ألّذِي عِندَهُ عِلمُ الكِتَابِ فَقَالَ لَا إِنّمَا ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع نَزَلَ فِيهِأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُفاَلنبّيِ‌ّص عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ شَاهِدٌ مِنهُ

14-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن زَاذَانَ قَالَسَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَو ثُنِيَت لِيَ الوِسَادَةُ فَجَلَستُ عَلَيهَا لَحَكَمتُ بَينَ أَهلِ التّورَاةِ بِتَورَاتِهِم وَ بَينَ أَهلِ الإِنجِيلِ بِإِنجِيلِهِم وَ بَينَ أَهلِ الزّبُورِ بِزَبُورِهِم وَ بَينَ أَهلِ القُرآنِ بِقُرآنِهِم بِقَضَاءٍ يَصعَدُ إِلَي اللّهِ وَ اللّهِ مَا نَزَلَت آيَةٌ فِي لَيلٍ أَو نَهَارٍ وَ لَا سَهلٍ وَ لَا جَبَلٍ وَ لَا بَرّ وَ لَا بَحرٍ إِلّا وَ قَد


صفحه : 392

عَرَفتُ أَيّ سَاعَةٍ نَزَلَت وَ فِيمَن نَزَلَت وَ مَا مِن قُرَيشٍ رَجُلٌ جَرَي عَلَيهِ الموَاَسيِ‌ إِلّا وَ قَد نَزَلَت فِيهِ آيَةٌ مِن كِتَابِ اللّهِ تَسُوقُهُ إِلَي الجَنّةِ أَو تَقُودُهُ إِلَي النّارِ قَالَ فَقَالَ قَائِلٌ فَمَا نَزَلَت فِيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُفَمُحَمّدٌ عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَنَا الشّاهِدُ مِنهُ أَتلُو آثَارَهُ

15- كشف ،[كشف الغمة] أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ مَا مِن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ إِلّا قَد نَزَلَت فِيهِ آيَةٌ أَو آيَتَانِ فَقَالَ رَجُلٌ مِمّن تَحتَهُ فَمَا نَزَلَ فِيكَ أَنتَ فَغَضِبَ ثُمّ قَالَ أَمَا لَو لَم تسَألَنيِ‌ عَلَي رُءُوسِ القَومِ مَا حَدّثتُكَ وَيحَكَ هَل تَقرَأُ سُورَةَ هُودٍ ثُمّ قَرَأَ ع أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ رَسُولُ اللّهِص عَلَي بَيّنَةٍ وَ أَنَا شَاهِدٌ مِنهُ

أَقُولُ قَالَ ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَبّادٍ مِثلَهُ وَ رَوَي أَبُو مَريَمَ مِثلَهُ

وَ الصّبّاحُ بنُ يَحيَي وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ القُدّوسِ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو مِثلَهُ

16- أَقُولُ وَ رَوَي ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي الجُزءِ الثاّنيِ‌ مِن شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ عَمرٍو البجَلَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ مُوسَي عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع فِي المِنبَرِ مَا أَحَدٌ جَرَت عَلَيهِ الموَاَسيِ‌ إِلّا وَ قَد أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ قُرآناً فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن مُبغِضِيهِ فَقَالَ لَهُ فَمَا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِيكَ فَقَامَ النّاسُ إِلَيهِ يَضرِبُونَهُ فَقَالَ دَعُوهُ أَ تَقرَأُ سُورَةَ هُودٍ فَقَالَ نَعَم قَالَ فَقَرَأَ عَلَيهِأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ ثُمّ قَالَ ألّذِي كَانَ عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ مُحَمّدٌ وَ الشّاهِدُ ألّذِي يَتلُوهُ أَنَا


صفحه : 393

وَ روُيِ‌َ أَيضاً مِن كِتَابِ الغَارَاتِ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ مِثلَهُ

وروي موفق بن أحمدالخوارزمي‌ في مناقبه وصاحب كتاب فرائد السمطين كل منهما بأسانيد جمة نزول هذه الآية فيه ع والحافظ أبونعيم بإسناده إلي عباد

مثله وروي أبومريم مثله والصباح بن يحيي و عبد الله بن عبدالقدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرومثله

17- يف ،[الطرائف ] ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَاعَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ عَلِيّ الشّاهِدُ مِنهُ

18- أَقُولُ رَوَي السيّوُطيِ‌ّ فِي الدّرّ المَنثُورِ عَنِ ابنِ أَبِي حَاتِمٍ وَ ابنِ مَردَوَيهِ وَ أَبِي نُعَيمٍ فِي المَعرِفَةِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ مَا مِن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ إِلّا نَزَلَ فِيهِ طَائِفَةٌ مِنَ القُرآنِ فَقَالَ رَجُلٌ مَا نَزَلَ فِيكَ قَالَ أَ مَا تَقرَأُ سُورَةَ هُودٍأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ رَسُولُ اللّهِص عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَنَا شَاهِدٌ مِنهُ

وَ أَخرَجَ ابنُ مَردَوَيهِ وَ ابنُ عَسَاكِرَ عَن عَلِيّ ع فِي الآيَةِ قَالَ قَالَ ع رَسُولُ اللّهِص عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَنَا شَاهِدٌ مِنهُ

قَالَ وَ أَخرَجَ ابنُ مَردَوَيهِ مِن وَجهٍ آخَرَ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ أَنَاوَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ عَلِيّ

بيان أقول روي العلامة مثل ذلك من طريق الجمهور و قال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود

و قدروي‌ أن المقصود بقوله جل جلاله شاهِدٌ مِنهُ هو علي بن أبي طالب ع محمد بن العباس بن مروان في كتابه من ستة وستين طريقا بأسانيدها و قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل الشاهد منه علي بن أبي طالب ع يشهد للنبي‌ص


صفحه : 394

هو منه و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و علي بن موسي الرضا ع ورواه الطبري‌ بإسناده عن جابر بن عبد الله عن علي ع و قال فخرهم الرازي‌ قدذكروا في تفسير الشاهد وجوها أحدها أنه جبرئيل يقرأ القرآن علي محمدص وثانيها أن ذلك الشاهد لسان محمدص وثالثها أن المراد هو علي بن أبي طالب ع والمعني أنه يتلو تلك البينة و قوله مِنهُ أي هذاالشاهد من محمد وبعض منه والمراد منه تشريف هذاالشاهد بأنه بعض محمدص انتهي . وإذ قدثبت نزول الآية فيه ع فنقول لاريب أن شاهد النبي علي أمته يكون أعدل الخلق سيما إذاتشرف بكونه بعضا منه كماذكره الرازي‌ فكيف يتقدم عليه غيره و قوله وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ فيه بيان لكون أمير المؤمنين ع تاليا للرسول من غيرفصل فمن جعله تاليا بعدثلاثة فعليه الدلالة

باب 02- أنه نزل فيه صلوات الله عليه الذكر والنور والهدي والتقي في القرآن

1- فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِن يَكادُ الّذِينَ كَفَرُوا لَيُزلِقُونَكَ بِأَبصارِهِم لَمّا سَمِعُوا الذّكرَ قَالَ لَمّا أَخبَرَهُم رَسُولُ اللّهِص بِفَضلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالُوا هُوَ مَجنُونٌ فَقَالَ اللّهُ سُبحَانَهُوَ ما هُوَيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِمَجنُونٍ إِن هُوَإِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ


صفحه : 395

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ سَأَلَ المَأمُونُ الرّضَا ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ كانَت أَعيُنُهُم فِي غِطاءٍ عَن ذكِريِ‌ وَ كانُوا لا يَستَطِيعُونَ سَمعاً فَقَالَ ع إِنّ غِطَاءَ العَينِ لَا يَمنَعُ مِنَ الذّكرِ وَ الذّكرُ لَا يُرَي بِالعَينِ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ شَبّهَ الكَافِرِينَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِالعُميَانِ لِأَنّهُم كَانُوا يَستَثقِلُونَ قَولَ النّبِيّص فِيهِ وَ لَا يَستَطِيعُونَ لَهُ سَمعاً

3- فس ،[تفسير القمي‌] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَلِيّ بنِ غُرَابٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ مَن يُعرِض عَن ذِكرِ رَبّهِ قَالَ ذِكرُ رَبّهِ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

4- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَسَارٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يُعرِض عَن ذِكرِ رَبّهِ يَسلُكهُ عَذاباً صَعَداً قَالَ مَن أَعرَضَ عَن عَلِيّ يَسلُكهُ العَذَابَ الصّعَدَ وَ هُوَ أَشَدّ العَذَابِ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ وَ مَنصُورِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَنِ الأَعمَشِ عَن مِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع مَا نَزَلَت مِنَ القُرآنِ آيَةٌ إِلّا وَ قَد عَلِمتُ أَينَ نَزَلَت وَ فِيمَن نَزَلَت وَ فِي أَيّ شَيءٍ نَزَلَت وَ فِي سَهلٍ نَزَلَت أَم فِي جَبَلٍ نَزَلَت قِيلَ فَمَا نَزَلَ فِيكَ فَقَالَ لَو لَا أَنّكُم سأَلَتمُوُنيِ‌ مَا أَخبَرتُكُم نَزَلَت فِيّ الآيَةُإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ


صفحه : 396

فَرَسُولُ اللّهِ المُنذِرُ وَ أَنَا الهاَديِ‌ إِلَي مَا جَاءَ بِهِ

6- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الواَحدِيِ‌ّ فِي الوَسِيطِ وَ فِي الأَسبَابِ وَ النّزُولِ قَالَ عَطَاءٌ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَ فَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِن رَبّهِنَزَلَت فِي عَلِيّ وَ حَمزَةَفَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم فِي أَبِي جَهلٍ وَ وُلدِهِ

أَبُو جَعفَرٍ وَ جَعفَرٌ ع فِي قَولِهِلِيُخرِجَكُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ يَقُولُ مِنَ الكُفرِ إِلَي الإِيمَانِ يعَنيِ‌ إِلَي الوَلَايَةِ لعِلَيِ‌ّ ع

البَاقِرُ فِي قَولِهِوَ الّذِينَ كَفَرُوابِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍأَولِياؤُهُمُ الطّاغُوتُنَزَلَت فِي أَعدَائِهِ وَ مَن تَبِعَهُم أَخرَجُوا النّاسَ مِنَ النّورِ وَ النّورُ وَلَايَةُ عَلِيّ ع فَصَارُوا إِلَي الظّلمَةِ وَلَايَةِ أَعدَائِهِ وَ قَد نَزَلَ فِيهِمفَالّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتّبَعُوا النّورَ ألّذِي أُنزِلَ مَعَهُ وَ قَولُهُ تَعَالَييُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ

وَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الماَضيِ‌ يُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُاوَلَايَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِأَفواهِهِم وَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ اللّهُ مُتِمّ الإِمَامَةِ

مَالِكُ بنُ أَنَسٍ عَنِ ابنِ شِهَابٍ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ما يسَتوَيِ‌ الأَعمي أَبُو جَهلٍوَ البَصِيرُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَوَ لَا الظّلُماتُ أَبُو جَهلٍوَ لَا النّورُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَوَ لَا الظّلّيعَنيِ‌ ظِلّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فِي الجَنّةِوَ لَا الحَرُورُيعَنيِ‌ جَهَنّمَ ثُمّ جَمَعَهُم جَمِيعاً فَقَالَوَ ما يسَتوَيِ‌ الأَحياءُ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ الحَسَنُ


صفحه : 397

وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ وَ خَدِيجَةُ ع وَ لَا الأَمواتُكُفّارُ مَكّةَ

أَبُو بَكرٍ الشيّراَزيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ وَ أَبُو صَالِحٍ فِي تَفسِيرِهِ عَن مُقَاتِلٍ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيذلِكَ الكِتابُيعَنيِ‌ القُرآنَ وَ هُوَ ألّذِي وَعَدَ اللّهُ مُوسَي وَ عِيسَي أَنّهُ يَنزِلُ عَلَي مُحَمّدٍص فِي آخِرِ الزّمَانِ هُوَ هَذَالا رَيبَ فِيهِ أَي لَا شَكّ فِيهِ أَنّهُ مِن عِندِ اللّهِ نَزَلَهُديًيعَنيِ‌ تِبيَاناً وَ نَذِيراًلِلمُتّقِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي لَم يُشرِك بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ وَ أَخلَصَ لِلّهِ العِبَادَةَ يُبعَثُ إِلَي الجَنّةِ بِغَيرِ حِسَابٍ هُوَ وَ شِيعَتُهُ

أَبُو الحَسَنِ الماَضيِ‌ هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ قَالَ هُوَ ألّذِي أَمَرَ رَسُولَهُ بِالوَلَايَةِ لِوَصِيّهِ وَ الوَلَايَةُ هيِ‌َ دِينُ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الأَديَانِ عِندَ قِيَامِ القَائِمِ يَقُولُ اللّهُوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِوَلَايَةِ القَائِمِوَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَلِوَلَايَةِ عَلِيّ ع

وَ عَنهُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيلَمّا سَمِعنَا الهُدي آمَنّا بِهِ قَالَ الهُدَي الوَلَايَةُ آمِناً بِمَولَانَا فَمَن آمَنَ بِوَلَايَةِ مَولَاهُفَلا يَخافُ بَخساً وَ لا رَهَقاً

أَبُو الوَردِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ شَاقّوا الرّسُولَ مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الهُدي قَالَ فِي أَمرِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

كشف ،[كشف الغمة] أَبُو بَكرِ بنِ مَردَوَيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

أَقُولُ رَوَي العَلّامَةُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ مِن طَرِيقِهِم مِثلَهُ

وسيأتي‌ في رواية علي بن ابراهيم أيضا ّ


صفحه : 398

7-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الزمخشري‌ في الكشاف واللالكاني‌ في شرح حجج أهل السنة

يحكي‌ عن الحجاج أنه قال للحسن مارأيك في أبي تراب قال إن الله جعله من المهتدين قال هات لماتقوله برهانا قال إن الله تعالي يقول في كتابه وَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها إلي قوله إِلّا عَلَي الّذِينَ هَدَي اللّهُفكان علي هوأول من هدي الله مع النبي ص وروي‌ أنه نزل فيه وَ قالُوا إِن نَتّبِعِ الهُدي مَعَكَ و قوله وَ يَزِيدُ اللّهُ الّذِينَ اهتَدَوا هُديً وصنف أحمد بن محمد بن سعيد كتابا في قوله إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ علي أمير المؤمنين ع

الحسَكاَنيِ‌ّ فِي شَوَاهِدِ التّنزِيلِ وَ المرَزبُاَنيِ‌ّ فِيمَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَبُو بَرزَةَ دَعَا لَنَا رَسُولُ اللّهِص بِالطّهُورِ وَ عِندَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ بَعدَ مَا تَطَهّرَ فَأَلصَقَهَا بِصَدرِهِ ثُمّ قَالَ إِنّمَا أَنَا مُنذِرٌ ثُمّ رَدّهَا إِلَي صَدرِ عَلِيّ ثُمّ قَالَوَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ ثُمّ قَالَ أَنتَ مَنَارُ الأَنَامِ وَ رَايَةُ الهُدَي وَ أَمِينُ القُرآنِ وَ أَشهَدُ عَلَي ذَلِكَ أَنّكَ كَذَلِكَ

الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ بِثَلَاثَةِ طُرُقٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ قَالَ النّبِيّص إِن تَستَخلِفُوا عَلِيّاً وَ مَا أَرَاكُم فَاعِلِينَ تَجِدُوهُ هَادِياً مَهدِيّاً يَحمِلُكُم عَلَي المَحَجّةِ البَيضَاءِ

وَ عَنهُ فِيمَا نَزَلَ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِالإِسنَادِ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ عَن شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ اللّفظُ لأِبَيِ‌ نُعَيمٍ قَالَ


صفحه : 399

رَسُولُ اللّهِص أَنَا المُنذِرُ وَ الهاَديِ‌ عَلِيّ يَا عَلِيّ بِكَ يهَتدَيِ‌ المُهتَدُونَ

رواه الفلكي‌ المفسر

الثعّلبَيِ‌ّ فِي الكَشفِ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِ يَدَهُ عَلَي صَدرِهِ وَ قَالَ أَنَا المُنذِرُ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي مَنكِبٍ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَنتَ الهاَديِ‌ يَا عَلِيّ بِكَ يهَتدَيِ‌ المُهتَدُونَ بعَديِ‌

كشف ،[كشف الغمة]أَخرَجَهُ العِزّ المُحَدّثُ الحنَبلَيِ‌ّ مِثلَهُ

وَ الحَافِظُ أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ بِعِدّةِ طُرُقٍ مِثلَهُ

أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ السّائِبِ مِثلَهُ

8- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَنَا المُنذِرُ وَ أَنتَ الهاَديِ‌ لِكُلّ قَومٍ

سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ لِي هاَديِ‌ هَذِهِ الأُمّةِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

الثعّلبَيِ‌ّ عَنِ السدّيّ‌ّ عَن عَبدِ خَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ المُنذِرُ النّبِيّ وَ الهاَديِ‌ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ يعَنيِ‌ نَفسَهُ

الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ بِالإِسنَادِ عَن عَبدِ خَيرٍ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا المُنذِرُ وَ الهاَديِ‌ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ فِي الحِسَابِإِنّما أَنتَ مُنذِرٌوَزنُهُ خَاتَمُ الأَنبِيَاءِ الحُجَجِ مُحَمّدٌ المُصطَفَي عَدَدُ حُرُوفِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا أَلفٌ وَ خَمسُمِائَةٍ وَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ وَ باَقيِ‌ الآيَةِوَ لِكُلّ قَومٍ هادٍوَزنُهُ عَلِيّ وَ وُلدُهُ بَعدَهُ وَ عَدَدُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا مِائَتَانِ وَ اثنَانِ وَ أَربَعُونَ

أَبُو مُعَاوِيَةَ الضّرِيرُ عَنِ الأَعمَشِ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ مِمّن


صفحه : 400

خَلَقنا أُمّةٌيعَنيِ‌ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍص يعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَهدُونَ بِالحَقّيعَنيِ‌ يَدعُو بَعدَكَ يَا مُحَمّدُ إِلَي الحَقّوَ بِهِ يَعدِلُونَ فِي الخِلَافَةِ بَعدَكَ وَ مَعنَي الأُمّةِ العِلمُ فِي الخَيرِ لِقَولِهِإِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً

ثابت البناني‌ في قوله وَ إنِيّ‌ لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمّ اهتَدي قال إلي ولاية علي و أهل البيت ع

9- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ دَعَا رَسُولُ اللّهِص بِطَهُورٍ قَالَ فَلَمّا فَرَغَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَلزَمَهَا بِيَدِهِ ثُمّ قَالَإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ ثُمّ ضَمّ يَدَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي صَدرِهِ وَ قَالَوَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ أَصلُ الدّينِ وَ مَنَارُ الإِيمَانِ وَ غَايَةُ الهُدَي وَ أَمِيرُ الغُرّ المُحَجّلِينَ أَشهَدُ لَكَ بِذَلِكَ

ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ مِثلَهُ

10- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ البَرَاءِ بنِ عِيسَي التمّيِميِ‌ّ رَفَعَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع أَنَا المُنذِرُ وَ أَنتَ يَا عَلِيّ الهاَديِ‌ إِلَي أمَريِ‌

11-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الجعُفيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ لَم يَكُن بيَنيِ‌ وَ بَينَ ربَيّ‌ مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ مَا سَأَلتُ


صفحه : 401

ربَيّ‌ حَاجَةً إِلّا أعَطاَنيِ‌ خَيراً مِنهَا فَوَقَعَ فِي مسَاَمعِيِ‌إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍفَقُلتُ إلِهَيِ‌ أَنَا المُنذِرُ فَمَنِ الهاَديِ‌ فَقَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُ ذَاكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ غَايَةُ المُهتَدِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ مِن أُمّتِكَ برِحَمتَيِ‌ إِلَي الجَنّةِ

12- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُشرَوَيهِ القَطّانُ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخشَ اللّهَ وَ يَتّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

13- كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ المُنذِرُ وَ عَلِيّ الهاَديِ‌ يَا بَا مُحَمّدٍ هَل مِن هَادٍ اليَومَ فَقُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ مَا زَالَ مِنكُم هَادٍ مِن بَعدِ هَادٍ حَتّي دُفِعَت إِلَيكَ فَقَالَ رَحِمَكَ اللّهُ يَا بَا مُحَمّدٍ لَو كَانَت إِذَا نَزَلَت آيَةٌ عَلَي رَجُلٍ ثُمّ مَاتَ ذَلِكَ الرّجُلُ مَاتَتِ الآيَةُ مَاتَ الكِتَابُ لَكِنّهُ حيَ‌ّ يجَريِ‌ فِيمَن بقَيِ‌َ كَمَا جَرَي فِيمَن مَضَي

14-كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ المُنذِرُ وَ عَلِيّ الهاَديِ‌ أَمَا وَ اللّهِ


صفحه : 402

مَا ذَهَبَت بِنَا وَ مَا زَالَت فِينَا إِلَي السّاعَةِ

15- ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو يَزِيدَ عَنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي مَريَمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِ المُنذِرُ وَ بعِلَيِ‌ّ يهَتدَيِ‌ المُهتَدُونَ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ مُعَنعَناً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ مِثلَهُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَبدُ اللّهِ مِثلَهُ

16- ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن نَجمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ قَالَ المُنذِرُ رَسُولُ اللّهِص وَ الهاَديِ‌ عَلِيّ ع

17- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَنِ المُفَضّلِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُنذِرُ وَ عَلِيّ الهاَديِ‌

ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ النّضرُ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ عَنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ حَازِمٍ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

18- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فِيهِ قَالَ الكِتَابُ عَلِيّ لَا شَكّ فِيهِهُديً لِلمُتّقِينَ قَالَ ع تِبيَانٌ لِشِيعَتِنَا


صفحه : 403

19- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مَن أَعرَضَ عَن ذكِريِ‌ فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً أَي مَن تَرَكَ وَلَايَةَ عَلِيّ أَعمَاهُ اللّهُ وَ أَصَمّهُ عَنِ الهُدَي

كِتَابُ ابنِ رُمَيحٍ قُل ما أَسئَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ وَ ما أَنَا مِنَ المُتَكَلّفِينَ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِذِكراً رَسُولًا النّبِيّ ذِكرٌ مِنَ اللّهِ وَ عَلِيّ ذِكرٌ مِن مُحَمّدٍ كَمَا قَالَوَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ

البَاقِرُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيلَو أَنّ اللّهَ هدَانيِ‌ لَكُنتُ مِنَ المُتّقِينَ قَالَ لِوَلَايَةِ عَلِيّ ع فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِمبَلي قَد جاءَتكَ آياتيِ‌ فَكَذّبتَ بِها وَ استَكبَرتَ وَ كُنتَ مِنَ الكافِرِينَ

20- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِينَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا المُنذِرُ وَ أَنتَ الهاَديِ‌ يَا عَلِيّ

21-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ قَالَكُنتُ يَوماً مِنَ الأَيّامِ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ يَا عَبدَ الرّحِيمِ قُلتُ لَبّيكَ قَالَ قَولُ اللّهِإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍإِذ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا المُنذِرُ وَ عَلِيّ الهاَديِ‌ مَنِ الهاَديِ‌ اليَومَ قَالَ فَسَكَتّ طَوِيلًا ثُمّ رَفَعتُ رأَسيِ‌ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هيِ‌َ فِيكُم تَوَارَثُونَهَا رَجُلٌ فَرَجُلٌ حَتّي انتَهَت إِلَيكَ فَأَنتَ جُعِلتُ فِدَاكَ الهاَديِ‌ قَالَ صَدَقتَ يَا عَبدَ الرّحِيمِ إِنّ القُرآنَ حيَ‌ّ لَا يَمُوتُ وَ الآيَةَ حَيّةٌ لَا تَمُوتُ فَلَو كَانَتِ الآيَةُ إِذَا نَزَلَت فِي الأَقوَامِ مَاتُوا مَاتَتِ الآيَةُ لَمَاتَ القُرآنُ


صفحه : 404

وَ لَكِن هيِ‌َ جَارِيَةٌ فِي البَاقِينَ كَمَا جَرَت فِي المَاضِينَ وَ قَالَ عَبدُ الرّحِيمِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ القُرآنَ حيَ‌ّ لَم يَمُت وَ إِنّهُ يجَريِ‌ كَمَا يجَريِ‌ اللّيلُ وَ النّهَارُ وَ كَمَا يجَريِ‌ الشّمسُ وَ القَمَرُ وَ يجَريِ‌ عَلَي آخِرِنَا كَمَا يجَريِ‌ عَلَي أَوّلِنَا

22- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا المُنذِرُ وَ عَلِيّ الهاَديِ‌ وَ كُلّ إِمَامٍ هَادٍ لِلقَرنِ ألّذِي هُوَ فِيهِ

23- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا المُنذِرُ وَ فِي كُلّ زَمَانٍ إِمَامٌ مِنّا يَهدِيهِم إِلَي مَا جَاءَ بِهِ نبَيِ‌ّ اللّهِص وَ الهُدَاةُ مِن بَعدِهِ عَلِيّ وَ الأَوصِيَاءُ مِن بَعدِهِ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ أَمَا وَ اللّهِ مَا ذَهَبَت مِنّا وَ لَا زَالَت فِينَا إِلَي السّاعَةِ رَسُولُ اللّهِ المُنذِرُ وَ بعِلَيِ‌ّ يهَتدَيِ‌ المُهتَدُونَ

24- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص أَنَا المُنذِرُ وَ عَلِيّ الهاَديِ‌ إِلَي أمَريِ‌

25- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بُرَيدٍ العجِليِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِأَ وَ مَن كانَ مَيتاً فَأَحيَيناهُ وَ جَعَلنا لَهُ نُوراً يمَشيِ‌ بِهِ فِي النّاسِ قَالَ المَيّتُ ألّذِي لَا يَعرِفُ هَذَا الشّأنَ يعَنيِ‌ هَذَا الأَمرَوَ جَعَلنا لَهُ نُوراًإِمَاماً يَأتَمّ بِهِ يعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قُلتُ فَقَولُهُكَمَن مَثَلُهُ فِي الظّلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ مِنها فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا هَذَا الخَلقُ ألّذِي لَا يَعرِفُونَ شَيئاً

26- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ فِي قَولِ اللّهِفَالّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتّبَعُوا النّورَ ألّذِي أُنزِلَ مَعَهُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع النّورُ هُوَ عَلِيّ ع


صفحه : 405

27- فس ،[تفسير القمي‌] أَ فَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِن رَبّهِ قَالَ نَزَلَت فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

بيان قَالَ البيَضاَويِ‌ّ وَ غَيرُهُ إِنّهَا نَزَلَت فِي عَلِيّ وَ حَمزَةَ ع وَ تَتِمّةُ الآيَةِ فِي أَبِي لَهَبٍ وَ وُلدِهِ

28- مَنَاقِبُ ابنِ شَاذَانَ،روُيِ‌َ مِن طَرِيقِ العَامّةِ بِإِسنَادِهِم إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ بيِ‌ أُنذِرتُم وَ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ اهتَدَيتُم وَ قَرَأَإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ وَ بِالحَسَنِ أُعطِيتُمُ الإِحسَانَ وَ بِالحُسَينِ تَسعَدُونَ وَ بِهِ تَشَبّثُونَ أَلَا وَ إِنّ الحُسَينَ بَابٌ مِن أَبوَابِ الجَنّةِ مَن عَانَدَهُ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ رِيحَ الجَنّةِ

29-فرائد السمطين ،بإسناده عن علي بن أحمدالواحدي‌ قال من الآيات التي‌ فيها علي ع تلو النبي ص قوله تعالي إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ

أَقُولُ وَ رَوَي الأَخبَارَ المُتَقَدّمَةَ بِأَسَانِيدِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَبِي هُرَيرَةَ وَ رَوَي الماَلكِيِ‌ّ فِي الفُصُولِ المُهِمّةِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَ مَا مَرّ

وَ أَقُولُ قَالَ ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الّذِينَ آمَنُوا وَ تَطمَئِنّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ اللّهِ أَلا بِذِكرِ اللّهِ تَطمَئِنّ القُلُوبُ أَ تدَريِ‌ مَن هُم يَا ابنَ أُمّ سُلَيمٍ قُلتُ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَحنُ أَهلُ البَيتِ وَ شِيعَتُنَا

وَ أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ مَنقَبَةِ المُطَهّرِينَ لِلحَافِظِ بِهَذَا الإِسنَادِ مِثلَهُ

تبيان قال السيد رحمه الله في كتاب سعد السعود إنه روي الشيخ محمد بن العباس بن مروان في تفسيره كون الهادي‌ عليا في قوله تعالي وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍبخمسين طريقا ونحن نذكر منها واحدا

رَوَاهُ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن حَسَنِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ بَكرٍ وَ يَحيَي بنِ مُسَاوِرٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي دَاوُدَ السبّيِعيِ‌ّ


صفحه : 406

عَن أَبِي الأسَلمَيِ‌ّ عَنِ النّبِيّص إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي مَنكِبِ عَلِيّ فَقَالَ هَذَا الهاَديِ‌ مِن بعَديِ‌

وأقول إذاعرفت ذلك فاعلم أن قوله تعالي إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍيحتمل بحسب ظاهر اللفظ وجهين أحدهما أن يكون قوله هاد خبرا لقوله أنت أي أنت هاد لكل قوم والثاني‌ أن يكون هاد مبتدأ والظرف خبره فقيل إن المراد بالهادي‌ هو الله تعالي وقيل المراد كل نبي‌ في قومه والحق أن المعني أن لكل قوم في كل زمان إمام هاد يهديهم إلي مراشدهم نزلت في أمير المؤمنين ع ثم جرت في الأوصياء بعده كمادلت عليه الأخبار المستفيضة من الخاصة والعامة في هذاالباب و قدمر كثير منها في كتاب الإمامة. وروي الطبرسي‌ نزوله في علي ع عن ابن عباس وقتادة والزجاج و ابن زيد وروي‌ عن أبي القاسم الحسكاني‌ مثل مامر برواية ابن شهرآشوب و قال الرازي‌ في تفسيره ذكروا هاهنا أقوالا إلي أن قال والثالث المنذر النبي والهادي‌ علي قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِ يَدَهُ عَلَي صَدرِهِ فَقَالَ أَنَا المُنذِرُ وَ أَومَأَ إِلَي مَنكِبِ عَلِيّ وَ قَالَ أَنتَ الهاَديِ‌ يَا عَلِيّ بِكَ يهَتدَيِ‌ المُهتَدُونَ بعَديِ‌

انتهي . و لايخفي دلالة الآية بعدورود تلك الأخبار علي أنه لايخلو كل زمان من إمام هاد و أن أمير المؤمنين ع هوالهادي‌ والخليفة والإمام بعد النبي ص لاغيره بوجوه شتي .الأول مقابلته للنبي‌ بأنه منذر و علي هاد و لايريب عاقل عارف بأساليب الكلام أن هذايدل علي كونه بعده قائما بما كان يقوم به بل وأكثر لأنه نسب ص


صفحه : 407

محض الإنذار إلي نفسه والهداية التي‌ أقوي منه إليه .الثاني‌ الحصر المستفاد من قوله ص أنت الهادي‌ إذ تعريف الخبر باللام يدل علي الحصر وكذا في قوله ع و أناالهادي‌ إلي ماجاء به وكذا في قوله ص والهادي‌ علي فإن تعريف المبتدإ باللام أيضا يدل عليه .الثالث تقديم الظرف في قوله بك يهتدي‌ المهتدون الدال علي الحصر أيضا وكذا أمثاله من الألفاظ السابقة وبهذه الأخبار يظهر أن حديث أصحابي‌ كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم من مفترياتهم كمااعترف بكونه موضوعا شارح الشفاء وضعف رواته وكذا ابن حزم والحافظ زين الدين العراقي‌ وسيأتي‌ القول في ذلك إن شاء الله تعالي

باب 12- أنه صلوات الله عليه الصادق والمصدق والصديق في القرآن

1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عُلَمَاءُ أَهلِ البَيتِ البَاقِرُ وَ الصّادِقُ وَ الكَاظِمُ وَ الرّضَا ع وَ زَيدُ بنُ عَلِيّ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ صَدّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَقَالُوا هُوَ عَلِيّ ع

وَ رَوَتِ العَامّةُ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَنِ السدّيّ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ رَوَي عُبَيدَةُ بنُ حُمَيدٍ عَن مَنصُورٍ عَن مُجَاهِدٍ وَ رَوَي النطّنَزيِ‌ّ فِي الخَصَائِصِ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ وَ رَوَي الضّحّاكُ أَنّهُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَرَسُولُ اللّهِص جاءَ بِالصّدقِ وَ عَلِيّصَدّقَ بِهِ

الرّضَا ع قَالَ النّبِيّص وَ كَذّبَ بِالصّدقِالصّدقُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع


صفحه : 408

الصّادِقُ وَ الرّضَا ع قَالَا إِنّهُ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا

الكلَبيِ‌ّ وَ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ أَي كُونُوا مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

ذَكَرَهُ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ ذَكَرَهُ اِبرَاهِيمُ الثقّفَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ السدّيّ‌ّ وَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع

شَرَفُ النّبِيّ عَنِ الخرَكوُشيِ‌ّ وَ الكَشفُ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ قَالَا رَوَي الأصَمعَيِ‌ّ عَن أَبِي عَمرِو بنِ العَلَاءِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَنَحنُ الصّادِقُونَ عِترَتُهُ وَ أَنَا أَخُوهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

و في التفسير المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله تعالي في قوله رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ

عَمرُو بنُ ثَابِتٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَلِيّ ع قَالَ فِينَا نَزَلَترِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِفَأَنَا وَ اللّهِ المُنتَظِرُ وَ مَا بَدّلتُ تَبدِيلًا

أَبُو الوَردِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ قَالَ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ قَالَ عَهدُهُ وَ هُوَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌوَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

و قال المتكلمون و من الدلالة علي إمامة علي ع قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَفوجدنا عليا بهذه الصفة لقوله وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِيعني‌ الحرب أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَ


صفحه : 409

فوقع الإجماع بأن عليا أولي بالإمامة من غيره لأنه لم يفر من زحف قط كمافر غيره في غيرموضع

2- فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِمِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ لَا يُغَيّرُوا أَبَداًفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ أَي أَجَلَهُ وَ هُوَ حَمزَةُ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍوَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُأَجَلَهُ يعَنيِ‌ عَلِيّاً ع يَقُولُوَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا ليِجَزيِ‌َ اللّهُ الصّادِقِينَ بِصِدقِهِمالآيَةَ

3-كشف ،[كشف الغمة]مما أخرجه العز المحدث الحنبلي‌ قوله وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ قال ابن عباس كونوا مع علي وأصحابه قوله تعالي وَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ صَدّقَ بِهِ ألذي جاء بالصدق رسول الله ص و ألذي صدق به علي بن أبي طالب ع قاله مجاهد قوله وَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَداءُ عِندَ رَبّهِم لَهُم


صفحه : 410

أَجرُهُم وَ نُورُهُمنزلت في علي ع

وَ رَوَي أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ قَالَ مَعَ عَلِيّ ع

4- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَنِ الرّجَالِ الثّقَاتِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّدّيقُونَ ثَلَاثَةٌ حَبِيبٌ النّجّارُ وَ هُوَ مُؤمِنُ آلِ يس وَ خِربِيلُ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ أَفضَلُ الثّلَاثَةِ

وَ رَوَي أَيضاً بِحَذفِ الأَسَانِيدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ هَبَطَ عَلَي النّبِيّص مَلَكٌ لَهُ عِشرُونَ أَلفَ رَأسٍ فَوَثَبَ النّبِيّص يُقَبّلُ يَدَهُ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ مَهلًا مَهلًا يَا مُحَمّدُ فَأَنتَ وَ اللّهِ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِن أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ أَهلِ الأَرَضِينَ وَ المَلَكُ يُقَالُ لَهُ مَحمُودٌ فَإِذَا بَينَ مَنكِبَيهِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ الصّدّيقُ الأَكبَرُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص حبَيِبيِ‌ مَحمُودٌ مُنذُ كَم هَذَا مَكتُوبٌ بَينَ مَنكِبَيكَ قَالَ مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ اللّهُ آدَمَ أَبَاكَ باِثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ

5- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ عَن سَهلِ بنِ عَامِرٍ البجَلَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع كُنتُ عَاهَدتُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أَنَا وَ عمَيّ‌ حَمزَةُ وَ أخَيِ‌ جَعفَرٌ وَ ابنُ عمَيّ‌ عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ عَلَي أَمرٍ وَفَينَا بِهِ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ فتَقَدَمّنَيِ‌ أصَحاَبيِ‌ وَ خُلّفتُ بَعدَهُم لِمَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِينَامِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُحَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ عُبَيدَةُوَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًافَأَنَا المُنتَظِرُ وَ مَا بَدّلتُ تَبدِيلًا


صفحه : 411

ل ،[الخصال ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ فِي خِصَالِ الأَوصِيَاءِ التّيِ‌ يَمتَحِنُهُمُ اللّهُ بِهَا فِي حَيَاةِ الأَنبِيَاءِ وَ بَعدَ وَفَاتِهِم قَالَ ع وَ لَقَد كُنتُ عَاهَدتُ اللّهَ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ

6- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ أَسَدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ صَالِحٍ عَن مَالِكِ بنِ خَالِدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَدّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ مَا عَاهَدَ اللّهَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَن لَا يَفِرّوا فِي زَحفٍ أَبَداً فَتَمّوا كُلّهُم فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُحَمزَةُ استُشهِدَ يَومَ أُحُدٍ وَ جَعفَرٌ استُشهِدَ يَومَ مُؤتَةَوَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُيعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍوَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًايعَنيِ‌ ألّذِي عَاهَدُوا عَلَيهِ

7- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا نَزَلَتِ الآيَةُاتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَالتَفَتَ النّبِيّ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ أَ تَدرُونَ فِيمَن نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَالُوا لَا وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ندَريِ‌ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ كُلّنَا مِنَ الصّادِقِينَ قَد آمَنّا بِكَ وَ صَدّقنَاكَ قَالَ لَا يَا أَبَا دُجَانَةَ هَذِهِ نَزَلَت فِي ابنِ عمَيّ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ خَاصّةً دُونَ النّاسِ وَ هُوَ مِنَ الصّادِقِينَ

8- أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّاتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ قَالَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ ع

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ صَدّقَ بِهِجَاءَ بِالصّدقِ مُحَمّدٌص وَ صَدّقَ بِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ


صفحه : 412

قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ أَنَا الصّدّيقُ الأَكبَرُ لَا يَقُولُهَا بعَديِ‌ إِلّا كَذّابٌ صَلّيتُ قَبلَ النّاسِ سَبعَ سِنِينَ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ أَبِي لَيلَي عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّدّيقُونَ ثَلَاثَةٌ حَبِيبٌ النّجّارُ مُؤمِنُ آلِ يس وَ خِربِيلُ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ وَ يُروَي خِرقِيلُ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ أَفضَلُهُم

وَ مِنَ الجُزءِ الثاّنيِ‌ مِن كِتَابِ الفِردَوسِ لِابنِ شِيرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ بِلَالٍ مِثلَهُ سَوَاءً

ورواه عن أحمد بن حنبل من ثلاثة طرق وطريق من الثعلبي‌ و من مناقب ابن المغازلي‌ من ثلاثة طرق أقول روي تلك الأخبار في العمدة بأسانيدها فإن شئت فراجع إليه

يف ،[الطرائف ] أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ عَنِ ابنِ أَبِي لَيلَي عَن أَبِيهِ وَ ابنُ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ وَ ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ مِثلَهُ سَوَاءً

أَقُولُ رَوَي الفَخرُ الراّزيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ مِثلَهُ

9- يف ،[الطرائف ] ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ مُحَمّدٌص وَ صَدّقَ بِهِ عَلِيّ ع

10-يف ،[الطرائف ]روي الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي‌ في تفسير قوله تعالي وَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَداءُ عِندَ رَبّهِم لَهُم أَجرُهُم وَ نُورُهُمبإسناده عن قتادة عن الحسن عن ابن عباس وَ الّذِينَ آمَنُوايعني‌ صدقوابِاللّهِ أنه واحد علي وحمزة بن عبدالمطلب و جعفرالطيارأُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ قال رسول الله ص صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب و هوالصديق الأكبر والفاروق الأعظم ثم قال وَ الشّهَداءُ عِندَ رَبّهِم قال ابن عباس فهم صديقون وهم


صفحه : 413

شهداء الرسل علي أنهم قدبلغوا الرسالة ثم قال لَهُم أَجرُهُميعني‌ ثوابهم علي التصديق بالنبوة والرسالة لمحمدص وَ نُورُهُميعني‌ علي الصراط

بيان قَالَ العَلّامَةُ فِي كَشفِ الحَقّ رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ أَنّهَا نَزَلَت فِي عَلِيّ ع .

و قدمر في الأخبار الكثيرة أنه هوالصديق أي كثير الصدق في الأفعال والأقوال وكثير التصديق لماجاءت به الرسل و كل ذلك كان كاملا في أمير المؤمنين ع فكان أولي بالإمامة ممن هودونه لقبح تفضيل المفضول . و قال ابن بطريق رحمه الله في العمدة اعلم أن الصدق خلاف الكذب والصديق الملازم للصدق الدائم في صدقه والصديق من صدق عمله قوله ذكر ذلك أحمد بن فارس اللغوي‌ في مجمل اللغة والجوهري‌ في الصحاح و إذا كان هذا هومعني الصديق والصديق أيضا يكون ثلاثة أقسام صديق يكون نبيا وصديق يكون إماما وصديق يكون عبدا صالحا لانبيا و لاإماما فأما مايدل علي أول الأقسام قوله سبحانه وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِدرِيسَ إِنّهُ كانَ صِدّيقاً نَبِيّا و قوله تعالي يُوسُفُ أَيّهَا الصّدّيقُ و أما مايدل علي كون الصديق إماما قوله تعالي فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَفذكر النبيين ثم ثني بالصديقين لأنه ليس بعدالنبيين في الذكر أخص من الأئمة ع ويدل عليه هذه الأخبار لأنه لماذكره ع معهما و لم يكونا نبيين و لاإمامين فأراد إفراده عنهما بما لا يكون لهما وهي‌ الإمامة قال ص و هوأفضلهم و علي مامر من معني الصديق ينبغي‌ اختصاصه به لأنه لم يعص الله تعالي منذ خلق و لم يشرك بالله تعالي فقد لازم الصدق ودام عليه وصدق عمله قوله

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ عَن حَسَنِ بنِ حَمّادٍ


صفحه : 414

عَن أَبِيهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ قَالَ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]فُرَاتٌ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ بنِ عُتبَةَ وَ القَاسِمِ بنِ حَمّادٍ عَن جَندَلِ بنِ وَالِقٍ مُعَنعَناً عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع مِثلَهُ

12- فس ،[تفسير القمي‌] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ يَقُولُ كُونُوا مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ ع وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُ اللّهِمِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ هُوَ حَمزَةُوَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ اللّهُوَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا

13- ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ النّعمَانِ بنِ أَبِي الدلهاب [الدّلهَاثِ] عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي لَيلَي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّدّيقُونَ ثَلَاثَةٌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَبِيبٌ النّجّارُ وَ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ

أَقُولُ قَالَ السيّوُطيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ المُسَمّي بِالدّرّ المَنثُورِ أَخرَجَ ابنُ مَردَوَيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَياتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ قَالَ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

وَ أَخرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

14-كشف ،[كشف الغمة]مِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ عن ابن مردويه أنها نزلت في علي ع و عن ابن مردويه في قوله تعالي فَمَن أَظلَمُ مِمّن كَذَبَ عَلَي اللّهِ وَ كَذّبَ بِالصّدقِ


صفحه : 415

إِذ جاءَهُ عن موسي بن جعفر عن أبيه ع قال هو من رد قول رسول الله ص في علي ع بيان روي العلامة رحمه الله في كشف الحق من طريقهم مثله وظاهر أن ولايته ع من أعظم ماأتي الرسول به صادقا عن الله تعالي والتكذيب به من أعظم الظلم لأنه عمدة أركان الإيمان و لايتم شيءمنها إلا به فيحتمل أن تكون الآية نازلة فيه ثم جري في كل من كذب شيئا مما نزل من عند الله تعالي

15-فس ،[تفسير القمي‌]إِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَ ثُمّ إِنّكُم يَومَ القِيامَةِ عِندَ رَبّكُم تَختَصِمُونَيعني‌ أمير المؤمنين ع و من غصبه حقه ثم ذكر أيضا أعداء آل محمد و من كذب علي الله و علي رسوله وادعي ما لم يكن له فقال فَمَن أَظلَمُ مِمّن كَذَبَ عَلَي اللّهِ وَ كَذّبَ بِالصّدقِ إِذ جاءَهُيعني‌ لماجاء به رسول الله ص من الحق وولاية أمير المؤمنين ع ثم ذكر رسول الله و أمير المؤمنين ع فقال وَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ صَدّقَ بِهِيعني‌ أمير المؤمنين ع أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَ

16-كشف ،[كشف الغمة] عن أبي بكر بن مردويه قوله تعالي وَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ محمدص وَ ألذي صَدّقَ بِهِ علي بن أبي طالب ع

17- مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي الثعّلبَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الحَافِظِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ صَدّقَ بِهِ قَالَ جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌص وَ صَدّقَ بِهِ عَلِيّ ع


صفحه : 416

بيان قَالَ العَلّامَةُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كَشفِ الحَقّ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ صَدّقَ بِهِرَوَي الجُمهُورُ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

وروي‌ مثل ذلك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن أبي جعفر ع ورواه الشيخ الطبرسي‌ رحمه الله عن مجاهد قال ورواه الضحاك عن ابن عباس و هوالمروي‌ عن أئمة الهدي ع . وروي السيوطي‌ في الدر المنثور عن ابن عساكر عن مجاهد أنه قال ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ رسول الله ص وَ صَدّقَ بِهِ علي بن أبي طالب ع .أقول فقد صح بنقل المخالف والمؤالف نزول تلك الآية في أمير المؤمنين ع و لاعبرة بما يتفرد به شاذ من متعصبي‌ المخالفين كالرازي‌ أنها نزلت في أبي بكر لانتحالهم له لقب الصديق و قدعرفت بنقل الفريقين أن أمير المؤمنين ع هوالصديق في هذه الأمة ورأس جميع الصديقين و إذاورد نقل باتفاق الفريقين وآخر تفرد به أحدهما فلاشك في أن المعول علي مااتفقا عليه مع أنه سيأتي‌ في باب سبق إسلامه ع إثبات أنه لسبق إسلامه أولي بالوصف بالتصديق والصديق ممن عبدالصنم أزيد من أربعين سنة من عمره ثم صدق ظاهرا و كان يظهر منه كل يوم شواهد نفاق قلبه و أماتصحيح الآية علي وجه يوافق الأخبار فبوجهين .الأول أن يكون المراد بالموصول الجنس فيكون الرسول و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما داخلين في الموصول وإنما خص الرسول ص بالجزء الأول من الصلة لكونه فيه أظهر وأقوي وكذا خص الجزء الثاني‌ بأمير المؤمنين ع لأنه فيه أحوج إلي البيان .الثاني‌ أن يقدر الموصول في الثاني‌ كما هومختار الكوفيين قال الشيخ الرضي‌


صفحه : 417

رضي‌ الله عنه أجاز الكوفيون حذف غيرالألف واللام من الموصولات الاسمية خلافا للبصريين قالوا قوله تعالي وَ ما مِنّا إِلّا لَهُ مَقامٌ مَعلُومٌ أي إلا من له مقام معلوم ثم قال و لاوجه لمنع البصريين من ذلك من حيث القياس إذ قديحذف بعض حروف الكلمة و ليس الموصول بألزق منها انتهي . ثم اعلم أن اختصاصه بتلك الكرامة الدالة علي فضله في الإيمان والتصديق اللذين كلاهما مناط الشرف والفضل علي سائر الصحابة يدل علي أنه أولي بالإمامة والخلافة كمامر تقريره مرارا. و أما قوله تعالي وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ فقال العلامة رحمه الله روي الجمهور أنها نزلت في علي ع . و قال الشيخ الطبرسي‌وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ أي الذين يصدقون في أخبارهم و لايكذبون ومعناه كونوا علي مذهب من يستعمل الصدق في أقواله وأفعاله وصاحبوهم ورافقوهم كقولك أنا مع فلان في هذه المسألة أي أقتدي‌ به فيها و قدوصف الله الصادقين في سورة البقرة بقوله وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ إلي قوله أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَفأمر الله سبحانه بالاقتداء بهؤلاء وقيل المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله في كتابه و هو قوله رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُيعني‌ حمزة بن عبدالمطلب و جعفر بن أبي طالب وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُيعني‌ علي بن أبي طالب ع

وَ رَوَي الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ مَعَ عَلِيّ وَ أَصحَابِهِ

رَوَي جَابِرٌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ قَالَ مَعَ آلِ مُحَمّدٍ ع

وقيل مع النبيين والصديقين في الجنة بالعمل الصالح في الدنيا عن الضحاك وقيل مع محمد وأصحابه عن نافع وقيل مع الذين صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وأعمالهم وخرجوا مع رسول الله ص و لم يتخلفوا عنه عن ابن عباس


صفحه : 418

وقيل إن معني مع هاهنا معني من انتهي أقول الصادق هو من لايكذب في قوله و لافعله والصدق في قراءة سورة الحمد فقط يوجب العصمة لأنه يقول في كل يوم عشر مرات وأكثرإِيّاكَ نَعبُدُ و قدسمي الله طاعة الشيطان عبادة في مواضع و كل معصية طاعة للشيطان وقس علي ذلك قوله وَ إِيّاكَ نَستَعِينُ وسائر ما يقول الإنسان ويدعيه من الإيمان بالله واليوم الآخر وحب الله تعالي والإخلاص له والتوكل عليه و غير ذلك وأخبار الخاصة والعامة مشحونة بذلك فظهر أن الصادق حقيقة هوالمعصوم وسيأتي‌ تحقيق ذلك في كتاب مكارم الأخلاق وأيضا قدثبت بما مر في كتاب الإمامة في باب أنهم ع صادقون و في هذاالباب من أخبار الفريقين أنهم المراد بالصادقين في الآية و لاريب في أن المراد بالكون معهم الاقتداء بهم وطاعتهم ومتابعتهم إذ ظاهر أن ليس المراد محض الكون معهم بالجسم والبدن فيدل علي إمامتهم إذ لايجب متابعة غيرالإمام في كل ما يقول ويفعل بإجماع الأمة. و قال أبوالصلاح الحلبي‌ في كتاب تقريب المعارف بعدذكر الآية فأمر باتباع المذكورين و لم يخص جهة الكون بشي‌ء دون شيءفيجب اتباعهم في كل شيء و ذلك يقتضي‌ عصمتهم لقبح الأمر بطاعة الفاسق أو من يجوز منه الفسق و لاأحد ثبتت له العصمة و لاادعيت فيه غيرهم ع فيجب القطع علي إمامتهم واختصاصهم بالصفة الواجبة للإمامة ولأنه لاأحد فرق بين دعوي العصمة لهم والإمامة انتهي .

وَ أَمّا قَولُهُ تَعَالَيرِجالٌ صَدَقُوافَقَد رَوَي الطبّرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عَن أَبِي القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَلِيّ ع قَالَفِينَا نَزَلَت


صفحه : 419

رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِفَأَنَا وَ اللّهِ المُنتَظِرُ وَ مَا بَدّلتُ تَبدِيلًا

. وروي العلامة ومؤلف كتاب تنبيه الغافلين نحو ذلك والنحب النذر ألذي عاهدوا عليه في نصرة الدين وجهاد الكافرين ومعاونة سيد المرسلين أوالأجل ودلالة الآية علي فضله ع من جهات شتي غيرمستور علي أولي‌ النهي .تتميم قال السيد المرتضي رضوان الله عليه في كتاب الفصول سئل الشيخ المفيد قدس الله روحه عن قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَفقيل له فيمن نزلت هذه الآية فقال في أمير المؤمنين ع وجري حكمها في الأئمة من ذريته الصادقين ع قال الشيخ أدام الله عزه و قدجاءت آثار كثيرة في ذلك ويدل علي صحة هذاالتأويل ما أناذاكره بمشية الله وعونه . قدثبت أن الله سبحانه دعا المؤمنين إلي اتباع الصادقين في هذه الآية والكون معهم فيما يقتضيه الدين وثبت أن المنادي به يجب أن يكون غيرالمنادي إليه لاستحالة أن يدعي الإنسان إلي الكون مع نفسه واتباعها فلايخلو أن يكون الصادقون الذين دعا الله تعالي إليهم جميع من صدق و كان صادقا حتي يعمهم اللفظ ويستغرق جنسهم أو أن يكون بعض الصادقين و قدتقدم إفسادنا لمقال من يزعم أنه عم الصادقين لأن كل مؤمن فهو صادق بإيمانه فكان يجب بذلك أن يكون الدعاء للإنسان إلي اتباع نفسه و ذلك محال علي ماذكرناه و إن كانوا بعض المؤمنين دون بعض فلايخلو من أن يكونوا معهودين معروفين فتكون الألف واللام إنما دخلا للمعهود أويكونوا غيرمعهودين فإن كانوا معهودين فيجب أن يكونوا معروفين غيرمختلف فيهم فيأتي‌ الروايات بأسمائهم والإشارة إليهم خاصة وأنهم طائفة معروفة عند من سمع الخطاب من رسول الله ص و في عدم ذلك دليل علي بطلان مقال من ادعي أن هذه الآية نزلت في جماعة غير من ذكرناه كانوا معهودين و إن كانوا غيرمعهودين فلابد من الدلالة عليهم ليمتازوا ممن يدعي


صفحه : 420

مقامهم و إلابطلت الحجة لهم وسقط تكليف أتباعهم و إذاثبت أنه لابد من الدليل عليهم و لم يدع أحد من الفرق دلالة علي غير من ذكرناه ثبت أنها فيهم خاصة لفساد خلو الأمة كلها من تأويلها وعدم أن يكون القصد إلي أحد منهم بها. علي أن الدليل قائم علي أنها فيمن ذكرناه لأن الأمر ورد باتباعهم علي الإطلاق و ذلك يوجب عصمتهم وبراءة ساحتهم والأمان من زللهم بدلالة إطلاق الأمر باتباعهم والعصمة توجب النص علي صاحبها بلا ارتياب و إذااتفق مخالفونا علي نفي‌ العصمة والنص علي من ادعوا له تأويل هذه الآية فقد ثبت أنها في الأئمة ع لوجود النقل للنص عليهم و إلاخرج الحق عن أمة محمدص و ذلك فاسد. مع أن القرآن دليل علي ماذكرناه و هو أن الله سبحانه قال لَيسَ البِرّ أَن تُوَلّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ المَلائِكَةِ وَ الكِتابِ وَ النّبِيّينَ وَ آتَي المالَ عَلي حُبّهِ ذوَيِ‌ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينَ وَ ابنَ السّبِيلِ وَ السّائِلِينَ وَ فِي الرّقابِ وَ أَقامَ الصّلاةَ وَ آتَي الزّكاةَ وَ المُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذا عاهَدُوا وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِ أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَفجمع الله تبارك و تعالي هذه الخصال كلها ثم شهد لمن كملت فيه بالصدق والتقي علي الإطلاق فكان مفهوم معني الآيتين الأولي و هذه الثانية أن اتبعوا الصادقين الذين باجتماع هذه الخصال التي‌ عددناها فيهم استحقوا بالإطلاق اسم الصادقين و لم نجد أحدا من أصحاب رسول الله ص اجتمعت فيه هذه الخصال إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فوجب أنه ألذي عناه الله سبحانه بالآية وأمر فيهاباتباعه والكون معه فيما يقتضيه الدين و ذلك أنه ذكر الإيمان به جل اسمه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين و كان أمير المؤمنين ع أول الناس إيمانا به وبما وصف بالأخبار المتواترة


صفحه : 421

بأنه أول من أجاب رسول الله ص من الذكور

وَ بِقَولِ النّبِيّص لِفَاطِمَةَ ع زَوّجتُكِ أَقدَمَهُم سِلماً وَ أَكثَرَهُم عِلماً

وَ قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ لَم يَقُلهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ وَ لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ بعَديِ‌ إِلّا كَذّابٌ مُفتَرٍ صَلّيتُ قَبلَهُم سَبعَ سِنِينَ

وَ قَولِهِ ع أللّهُمّ إنِيّ‌ لَا أُقِرّ لِأَحَدٍ مِن هَذِهِ الأُمّةِ عَبَدَكَ قبَليِ‌

وَ قَولِهِ ع وَ قَد بَلَغَهُ مِنَ الخَوَارِجِ مَقَالٌ أَنكَرَهُ أَم يَقُولُونَ إِنّ عَلِيّاً يَكذِبُ فَعَلَي مَن أَكذِبُ أَ عَلَي اللّهِ فَأَنَا أَوّلُ مَن عَبَدَهُ أَم عَلَي رَسُولِهِ فَأَنَا أَوّلُ مَن آمَنَ بِهِ وَ صَدّقَهُ وَ نَصَرَهُ

وَ قَولِ الحَسَنِ ع صَبِيحَةَ اللّيلَةِ التّيِ‌ قُبِضَ فِيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَقَد قُبِضَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الأَوّلُونَ وَ لَا يُدرِكُهُ الآخِرُونَ

في أدلة يطول شرحها علي ذلك . ثم أردف الوصف ألذي تقدم الوصف بإيتاء المال علي حبه ذوي‌ القربي واليتامي والمساكين و ابن السبيل والسائلين و في الرقاب ووجدنا ذلك لأمير المؤمنين ع بالتنزيل وتواتر الأخبار فيه علي التفصيل قال الله تعالي وَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ واتفقت الرواة من الفريقين الخاصة والعامة علي أن هذه الآية بل السورة كلها نزلت في أمير المؤمنين وزوجته فاطمة ع و قال سبحانه الّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِم وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ وجاءت الرواية أيضا مستفيضة بأن المعني‌ بهذه أمير المؤمنين ع و لاخلاف في أنه صلوات الله عليه أعتق من كد يده جماعة لايحصون كثرة ووقف أراضي‌ كثيرة استخرجها وأحباها بعدموتها فانتظم


صفحه : 422

الصفات علي ماذكرناه . ثم أردف ذلك بقوله وَ أَقامَ الصّلاةَ وَ آتَي الزّكاةَفكان هوالمعني‌ بهابدلالة قوله تعالي إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ واتفق أهل النقل علي أنه ع هوالمزكي‌ في حال ركوعه في الصلاة فطابق هذاالوصف وصفه في الآية المتقدمة وشاركه في معناه . ثم أعقب ذلك بقوله عزاسمه وَ المُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذا عاهَدُوا و ليس أحد من الصحابة إلا من نقض عهده في الظاهر أوتقول ذلك عليه إلا أمير المؤمنين ع فإنه لايمكن أحدا أن يزعم أنه نقض ماعاهد عليه رسول الله ص من النصرة والمواساة فاختص أيضا بهذا الوصف . ثم قال سبحانه وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِ و لم يوجد أحد صبر مع رسول الله ص عندالشدائد غير أمير المؤمنين ع فإنه باتفاق وليه وعدوه لم يول دبرا و لافر من قرن و لاهاب في الحرب خصما فلما استكمل هذه الخصال بأسرها قال سبحانه أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَيعني‌ به أن المدعو إلي اتباعه من جملة الصادقين و هو من دل علي اجتماع الخصال فيه و ذلك أمير المؤمنين ع وإنما عبر عنه بحرف الجمع تعظيما له وتشريفا إذ العرب تضع لفظ الجمع علي الواحد إذاأرادت أن تدل علي نباهته وعلو قدره وشرفه ومحله و إن كان قديستعمل فيمن لايراد له ذلك إذا كان الخطاب يتوجه إليه ويعم غيره بالحكم


صفحه : 423

و لوجعلنا المعني‌ في لفظ الجمع بالعبارة عن علي أمير المؤمنين ع لكان ذلك وجها لأنه و إن خص بالذكر فإن الحكم جار فيمن يليه من الأئمة المهديين ع علي ماشرحناه و هذا بين نسأل الله توفيقا نصل به إلي الرشاد برحمته .بيان قوله فطابق هذاالوصف كأنه قدس سره حمل الواو في قوله وَ آتَي الزّكاةَ علي الحال لاالعطف بقرينة ذكر إيتاء المال الشامل للزكاة سابقا مع ذكر أكثر مصارفها والتأسيس أولي من التأكيد وتؤيده هذه الآية

باب 22- أنه صلوات الله عليه الفضل والرحمة والنعمة

1- فس ،[تفسير القمي‌] قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ قَالَ الفَضلُ رَسُولُ اللّهِص وَ الرّحمَةُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا قَالَ فَليَفرَح شِيعَتُنَا هُوَ خَيرٌ مِمّا أعُطيِ‌َ أَعدَاؤُنَا مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَبِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِبِفَضلِ اللّهِ النّبِيّص وَ بِرَحمَتِهِ عَلِيّ ع

3-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ فُضَيلٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي قَولِهِوَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم


صفحه : 424

وَ رَحمَتُهُ قَالَ الفَضلُ رَسُولُ اللّهِص وَ رَحمَتُهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

كشف ،[كشف الغمة] أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

أقول رواه العلامة من طريقهم

4- فس ،[تفسير القمي‌] وَ يُؤتِ كُلّ ذيِ‌ فَضلٍ فَضلَهُ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

5- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ يُؤتِ كُلّ ذيِ‌ فَضلٍ فَضلَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

وَ كَذَا كَانَ يَقرَأُ ابنُ مَسعُودٍ فَإِن تَوَلّوا أَعدَاؤُهُ وَ أَتبَاعُهُم فإَنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيهِم عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ

فِي تَارِيخِ بَغدَادَ أَنّهُ رَوَي السدّيّ‌ّ وَ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قُل بِفَضلِ اللّهِيعَنيِ‌ النّبِيّ وَ رَحمَتُهُ عَلِيّ ع

البَاقِرُ ع فَضلُ اللّهِ الإِقرَارُ بِرَسُولِ اللّهِص وَ رَحمَتُهُ الإِقرَارُ بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع

ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم وَ رَحمَتُهُفَضلُ اللّهِ مُحَمّدٌص وَ رَحمَتُهُ عَلِيّ ع وَ قِيلَ فَضلُ اللّهِ عَلِيّ ع وَ رَحمَتُهُ فَاطِمَةُ ع

البَاقِرُ ع يُدخِلُ مَن يَشاءُ فِي رَحمَتِهِالرّحمَةُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

البَاقِرُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ قَد عَرّفَهُم وَلَايَةَ عَلِيّ ع وَ أَمَرَهُم بِوَلَايَتِهِ ثُمّ أَنكَرُوا بَعدَ وَفَاتِهِ

مُجَاهِدٌ فِي قَولِهِأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراًكَفَرَت بَنُو أُمَيّةَ بِمُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ


صفحه : 425

تَفسِيرُ وَكِيعٍ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِأَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً عِندَ أَبِي طَالِبٍفَآوي إِلَي أَبِي طَالِبٍ يَحفَظُكَ وَ يُرَبّيكَ وَ وَجَدَكَ فِي قَومِ ضَلَالٍ فَهَدَاهُم بِكَ إِلَي التّوحِيدِوَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغنيبِمَالِ خَدِيجَةَفَأَمّا اليَتِيمَ فَلا تَقهَر وَ أَمّا السّائِلَ فَلا تَنهَر وَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّثأَظهِرِ القُرآنَ وَ حَدّثهُم بِمَا أَنعَمَ اللّهُ بِهِ عَلَيكَ

قال الحسن وَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث يا محمدحدث العباد بمنن أبي طالب عليك وحدثهم بفضائل علي في كتاب الله لكي‌ يعتقدوا ولايته

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو الفُتُوحِ الراّزيِ‌ّ فِي رَوضِ الجِنَانِ بِمَا ذَكَرَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ المرَزبُاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِنَزَلَت فِي رَسُولِ اللّهِص وَ فِي عَلِيّ ع

وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع المُرَادُ بِالفَضلِ فِيهِ النّبُوّةُ وَ فِي عَلِيّ الإِمَامَةُ

6- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرٌ الفزَاَريِ‌ّ رَفَعَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيقُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِالآيَةَ قَالَ فَضلُ اللّهِ النّبِيّص وَ رَحمَتُهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

7- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُبِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ فَقَالَ الإِقرَارُ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ الِائتِمَامُ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُ هَؤُلَاءِ فِي دُنيَاهُم

8- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن حَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن عُمَرَ بنِ جُبَيرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييُدخِلُ مَن يَشاءُ فِي رَحمَتِهِ قَالَ الرّحمَةُ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الظّالِمُونَ ما لَهُم مِن ولَيِ‌ّ وَ لا نَصِيرٍ


صفحه : 426

9- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَنِ النّبِيّص فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً مَا آمَنَ بيِ‌ مَن أَنكَرَكَ وَ لَا أَقَرّ بيِ‌ مَن جَحَدَكَ وَ مَا آمَنَ بِاللّهِ مَن كَفَرَ بِكَ إِنّ فَضلَكَ لَمِن فضَليِ‌ وَ إِنّ فضَليِ‌ لِفَضلِ اللّهِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل بِفَضلِ اللّهِالآيَةَ فَفَضلُ اللّهِ نُبُوّةُ نَبِيّكُم وَ رَحمَتُهُ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَبِذلِكَ قَالَ بِالنّبُوّةِ وَ الوَلَايَةِفَليَفرَحُوايعَنيِ‌ الشّيعَةَهُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَيعَنيِ‌ مُخَالِفِيهِم مِنَ المَالِ وَ الأَهلِ وَ الوَلَدِ فِي دَارِ الدّنيَا

أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي المُستَدرَكِ عَنِ الحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِيعَنيِ‌ الأَمنَ وَ الصّحّةَ وَ وَلَايَةَ عَلِيّ ع

وَ أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ مَنقَبَةِ المُطَهّرِينَ لأِبَيِ‌ نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَسلَمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ عَلِيّ بنِ نَجِيحٍ عَن حَسَنِ بنِ حُسَينٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الصّائِغِ عَنهُ ع مِثلَهُ

10- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ فِي قَولِهِ تَعَالَييُدخِلُ مَن يَشاءُ فِي رَحمَتِهِ قَالَ الرّحمَةُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

أَقُولُ رَوَي السيّوُطيِ‌ّ فِي الدّرّ المَنثُورِ عَنِ الخَطِيبِ وَ ابنِ عَسَاكِرَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قُل بِفَضلِ اللّهِ قَالَ النّبِيّص وَ بِرَحمَتِهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

وَ قَالَ فِي مَجمَعِ البَيَانِ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم وَ رَحمَتُهُ لَاتّبَعتُمُ


صفحه : 427

الشّيطانَ إِلّا قَلِيلًاروُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ فَضلَ اللّهِ وَ رَحمَتَهُ النّبِيّ وَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ قَالَ فِي قَولِهِ تَعَالَيقُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع فَضلُ اللّهِ رَسُولُ اللّهِص وَ رَحمَتُهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

وروي ذلك الكلبي‌ عن أبي صالح عن ابن عباس بيان لايخفي علي منصف أن كونه ع رحمة علي جميع الأمة لاسيما مع كونه عدلا للرسول في ذلك و في إيتاء الفضل ألذي يحسدهما عليه الناس والسؤال عن ولايته في القيامة دلائل علي إمامته

باب 32- أنه ع هوالإمام المبين

1- فس ،[تفسير القمي‌] وَ كُلّ شَيءٍ أَحصَيناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ أَي فِي كِتَابٍ مُبِينٍ فَهُوَ مُحكَمٌ

وَ ذَكَرَ ابنُ عَبّاسٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ أَنَا وَ اللّهِ الإِمَامُ المُبِينُ أُبَيّنُ الحَقّ مِنَ البَاطِلِ وَرِثتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الصّقرِ عَن عِيسَي بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ سَلّامٍ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَنِ الحَارِثِ بنِ الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كُلّ شَيءٍ أَحصَيناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍقَامَ أَبُو بَكرٍ


صفحه : 428

وَ عُمَرُ مِن مَجلِسِهِمَا فَقَالَا يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ التّورَاةُ قَالَ لَا قَالَا فَهُوَ الإِنجِيلُ قَالَ لَا قَالَا فَهُوَ القُرآنُ قَالَ لَا قَالَ فَأَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ هَذَا إِنّهُ الإِمَامُ ألّذِي أَحصَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِيهِ عِلمَ كُلّ شَيءٍ

قال الصدوق رضوان الله عليه سألت أبابشر اللغوي‌ بمدينة السلام عن معني الإمام فقال الإمام في لغة العرب هوالمتقدم بالناس والإمام هوالمطمر و هوالتر ألذي يبني عليه البناء والإمام هوالذهب ألذي يجعل في دار الضرب ليؤخذ عليه العيار والإمام هوالخيط ألذي يجمع حباه العقد والإمام هوالدليل في السفر في ظلمة الليل والإمام هوالسهم ألذي يجعل مثالا يعمل عليه السهام

3- ج ،[الإحتجاج ] فِي خُطبَةِ الغَدِيرِ مَعَاشِرَ النّاسِ مَا مِن عِلمٍ إِلّا وَ قَد أَحصَاهُ اللّهُ فِيّ وَ كُلّ عِلمٍ عُلّمتُهُ فَقَد أَحصَيتُهُ فِي المُتّقِينَ مِن وُلدِهِ وَ مَا مِن عِلمٍ إِلّا وَ قَد عَلّمتُهُ عَلِيّاً وَ هُوَ الإِمَامُ المُبِينُ

بيان ذهب المفسرون إلي أن المراد بالإمام المبين اللوح المحفوظ لأنه إمام لسائر الكتب و ما في الخبر هوالمعتمد


صفحه : 429

باب 42- أنه ع ألذي عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَن عَمرِو بنِ مُغَلّسٍ عَن خَلَفِ بنِ عَطِيّةَ العوَفيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن قَولِ اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُقالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ قَالَ ذَاكَ وصَيِ‌ّ أخَيِ‌ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ فَقُلتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ ذَاكَ أخَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

2- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ألّذِيعِندَهُ عِلمُ الكِتابِ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ سُئِلَ عَنِألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِأَعلَمُ أَمِ ألّذِيعِندَهُ عِلمُ الكِتابِ فَقَالَ مَا كَانَ عِلمُألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ عِندَ ألّذِيعِندَهُ عِلمُ الكِتابِ إِلّا بِقَدرِ مَا يَأخُذُ بَعُوضَةٌ بِجَنَاحِهَا مِن مَاءِ البَحرِ

3-ج ،[الإحتجاج ] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ السّمّانِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يَقُولُ النّاسُ فِي أوُليِ‌ العَزمِ وَ صَاحِبِكُم أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَ قُلتُ مَا يُقَدّمُونَ عَلَي أوُليِ‌ العَزمِ أَحَداً قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ لِمُوسَي ع وَ كَتَبنا


صفحه : 430

لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ لَم يَقُل كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ قَالَ لِعِيسَي ع وَ لِأُبَيّنَ لَكُم بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ وَ لَم يَقُل كُلّ شَيءٍ وَ قَالَ لِصَاحِبِكُم أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا رَطبٍ وَ لا يابِسٍ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وَ عِلمُ هَذَا الكِتَابِ عِندَهُ

4- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ النّضرِ بنِ شُعَيبٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

5- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ النّضرِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن فُضَيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ عَلِيّ ع

مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَنِ النّضرِ بنِ شُعَيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع مِثلَهُ

ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن نَجمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِعِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

6-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن نَجمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن


صفحه : 431

عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ صَاحِبُ عِلمِ الكِتَابِ عَلِيّ ع

7- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي المَسجِدِ أُحَدّثُهُ إِذ مَرّ بَعضُ وُلدِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا ابنُ ألّذِيعِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ لَا إِنّمَا ذَلِكَ عَلِيّ ع أُنزِلَت فِيهِ خَمسُ آيَاتٍ إِحدَاهَاقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

8- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَيّوبَ بنِ حُرّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ النّضرِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ النّضرِ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جَابِرٍ جَمِيعاً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

9- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قُلتُ أَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَمَن عَسَي أَن يَكُونَ غَيرَهُ

10- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ حَمزَةَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي مَريَمَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع هَذَا ابنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ يَزعُمُ أَنّ أَبَاهُ ألّذِي يَقُولُ اللّهُقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ كَذَبَ ذَاكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع


صفحه : 432

شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ عَنهُ ع مِثلَهُ

11- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ وَ ابنِ فَضّالٍ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَجلَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع إِنّهُ عَالِمُ هَذِهِ الأُمّةِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص

ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَمّن رَوَاهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن فُضَيلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الفُضَيلِ مِثلَهُ

12- ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو الفَضلِ العلَوَيِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ عِيسَي الكرُيَزيِ‌ّ البصَريِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن شَرِيكِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الأَعلَي الثعّلبَيِ‌ّ عَن أَبِي تَمَامٍ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ فَقَالَ أَنَا هُوَ ألّذِي عِندَهُ عِلمُ الكِتَابِ وَ قَد صَدّقَهُ اللّهُ وَ أَعطَاهُ الوَسِيلَةَ فِي الوَصِيّةِ وَ لَا يخُلَيّ‌ أُمّتَهُص مِن وَسِيلَتِهِ إِلَيهِ وَ إِلَي اللّهِ فَقَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ ابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ

13-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الزّيّاتِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَيّ شَيءٍ تَقُولُ الشّيعَةُ فِي عِيسَي وَ مُوسَي وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قُلتُ يَقُولُونَ إِنّ عِيسَي وَ مُوسَي أَفضَلُ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَ فَقَالَ يَزعُمُونَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد عَلِمَ مَا عَلِمَ رَسُولُ اللّهِ قُلتُ نَعَم وَ لَكِن لَا يُقَدّمُونَ عَلَي أوُليِ‌ العَزمِ مِنَ الرّسُلِ أَحَداً قَالَ


صفحه : 433

أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَخَاصِمهُم بِكِتَابِ اللّهِ قَالَ قُلتُ وَ فِي أَيّ مَوضِعٍ أُخَاصِمُهُم قَالَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمُوسَيوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍعَلِمنَا أَنّهُ لَم يَكتُب لِمُوسَي كُلّ شَيءٍ وَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِعِيسَيوَ لِأُبَيّنَ لَكُم بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ وَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمُحَمّدٍص وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداًوَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ

14- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِنَ الكُوفِيّينَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يَقُولُ أَصحَابُكَ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ عِيسَي وَ مُوسَي ع أَيّهُم أَعلَمُ قَالَ قُلتُ مَا يُقَدّمُونَ عَلَي أوُليِ‌ العَزمِ أَحَداً قَالَ أَمَا إِنّكَ لَو حَاجَجتَهُم بِكِتَابِ اللّهِ لَحَجَجتَهُم قَالَ قُلتُ وَ أَينَ هَذَا فِي كِتَابِ اللّهِ قَالَ إِنّ اللّهَ قَالَ فِي مُوسَيوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ لَم يَقُل كُلّ شَيءٍ وَ قَالَ فِي عِيسَيوَ لِأُبَيّنَ لَكُم بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ وَ لَم يَقُل كُلّ شَيءٍ وَ قَالَ فِي صَاحِبِكُمكَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

أقول قدمضي أخبار كثيرة في باب أنهم أعلم من الأنبياء ع

15- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ إِيّانَا عَنَي وَ عَلِيّ أَفضَلُنَا وَ أَوّلُنَا وَ خَيرُنَا بَعدَ النّبِيّص

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَجلَانِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِهِ


صفحه : 434

تَعَالَيقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ فِي الأَئِمّةِ بَعدَهُ وَ عَلِيّعِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

17-كشف ،[كشف الغمة]مما أخرجه العز المحدث الحنبلي‌ قوله تعالي قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قال محمد بن الحنفية رضي‌ الله عنه هو علي بن أبي طالب ع

18- مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ القاَئنِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ النصّيِبيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرٍ السبّيِعيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَنصُورٍ عَن جُنَيدٍ الراّزيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الإِسكَافِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُفَضّلٍ عَن جَندَلِ بنِ عَلِيّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَمعَانَ عَن أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ عَنِ ابنِ الحَنَفِيّةِ مِثلَهُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ السبّيِعيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجَصّاصِ عَن حُسَينِ بنِ الحَكَمِ عَن سَعِيدِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي مَريَمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي المَسجِدِ فَرَأَيتُ ابنَ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ فَقُلتُ هَذَا ابنُ ألّذِيعِندَهُ عِلمُ الكِتابِ فَقَالَ إِنّمَا ذَاكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

أَقُولُ رَوَي فِي المُستَدرَكِ عَن أَبِي نُعَيمٍ الحَافِظِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ الحَنَفِيّةِ مِثلَ الحَدِيثِ الأَوّلِ

ورأيت في تفسير الثعلبي‌ روايتي‌ أبي جعفر و ابن الحنفية بسنديه عن عبد الله بن عطاء وزاذان عنهما

19-يف ،[الطرائف ] ابنُ المغَاَزلِيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ عَابِسٍ قَالَدَخَلتُ أَنَا وَ أَبُو مَريَمَ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ أَبُو مَريَمَ حَدّث عَلِيّاً بِالحَدِيثِ ألّذِي حدَثّتنَيِ‌ بِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع جَالِساً إِذ مَرّ ابنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا ابنُ ألّذِيعِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ صَاحِبُكُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ألّذِي نَزَلَ فِيهِ آيَاتٌ مِن كِتَابِ اللّهِوَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن


صفحه : 435

رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآيَةَ

وَ ذَكَرَ السدّيّ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي عَلِيّ

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ مِن طَرِيقَينِ أَنّ المُرَادَ بِقَولِهِ تَعَالَيوَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ عَلِيّ ع

بيان قيل ألذي عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ ابن سلام وأضرابه ممن أسلموا من أهل الكتاب واعترض عليه بأن إثبات النبوة بقول الواحد والاثنين مع جواز الكذب علي أمثالهما لكونهم غيرمعصومين لايجوز و عن سعيد بن جبير أن السورة مكية و ابن سلام وأصحابه آمنوا بالمدينة بعدالهجرة كذا في تفسير النيسابوري‌ وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ بِطَرِيقَينِ أَحَدُهُمَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّمَا ذَلِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ

ونحوه روي السيوطي‌ في كتاب الإتقان و قال قال سعيد بن منصور حدثنا أبوعوانة عن أبي بشر قال سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالي وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ أ هو عبد الله بن سلام فقال وكيف و هذه السورة مكية وكذا رواه البغوي‌ في معالم التنزيل فإذاثبت بنقل المؤالف والمخالف نزول الآية فيه ع ثبت أنه العالم بعلم القرآن و مااشتمل عليه من الحلال والحرام والفرائض والأحكام فهو أولي بالخلافة وكونه مفزعا للأمة فيما يستشكل عليهم من القضايا والأحكام وأيضا قرنه الله تعالي بنفسه في الشهادة علي نبوة النبي ص و هذه منزلة عظيمة لايدانيها درجة


صفحه : 436

فبذلك كان أولي بالإمامة وأيضا الاكتفاء بشهادته في بيان حقية النبي ص يدل علي عصمته إذ لايثبت بالشاهد الواحد غيرالمعصوم شيء والعصمة والإمامة فيمن يمكن أن يثبت له ذلك متلازمان .أقول و قدمضت الأخبار الكثيرة في باب أنهم ع أفضل من الأنبياء عليهم التحية والإكرام وسيأتي‌ أيضا في باب علمه ع