صفحه : 1
الحمد لله ألذي شيد أساس الدين ونور مناهج اليقين بمحمد سيد المرسلين و علي أمير المؤمنين والأبرار من عترتهما الغر الميامين صلوات الله عليهما وعليهم أبد الآبدين ولعنة الله علي أعدائهم دهر الداهرين . أما بعدفيقول خادم أخبار الأئمة الطاهرين وتراب أقدام شيعة مولي المؤمنين محمدباقر بن محمدتقي غفر الله لهما بشفاعة مواليهما المنتجبين هذا هوالمجلد التاسع من كتاب بحار الأنوار في بيان فضائل سيد الأخيار وإمام الأبرار وحجة الجبار وقسيم الجنة والنار وأشرف الوصيين ووصي سيد النبيين ويعسوب المسلمين علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ومناقبه ومعجزاته ومكارم أخلاقه وتواريخ أحواله والآيات النازلة في شأنه والنصوص عليه صلوات الله وسلامه عليه و علي أولاده الأطيبين
صفحه : 2
1- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ إِسحَاقَ وَ ابنُ شِهَابٍ أَنّهُ كَتَبَ حِليَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَن ثُبَيتٍ الخَادِمِ فَأَخَذَهَا عَمرُو بنُ العَاصِ فَزَمّ بِأَنفِهِ وَ قَطَعَهَا وَ كَتَبَ أَنّ أَبَا تُرَابٍ كَانَ شَدِيدَ الأُدمَةِ عَظِيمَ البَطنِ حَمشَ السّاقَينِ وَ نَحوَ ذَلِكَ فَلِذَا وَقَعَ الخِلَافُ فِي حِليَتِهِ
وَ ذَكَرَ فِي كِتَابِ الصّفّينِ وَ نَحوِهِ عَن جَابِرٍ وَ ابنِ الحَنَفِيّةِ أَنّهُ كَانَ عَلِيّ ع رَجُلًا دَحدَاحاً رَبعَ القَامَةِ أَذَجّ الحَاجِبَينِ أَدعَجَ العَينَينِ أَنجَلَ تَمِيلُ إِلَي الشّهلَةِ كَأَنّ وَجهَهُ القَمَرُ لَيلَةَ البَدرِ حُسناً وَ هُوَ إِلَي السّمرَةِ أَصلَعُ لَهُ حِفَافٌ مِن خَلفِهِ كَأَنّهُ إِكلِيلٌ وَ كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ وَ هُوَ أَرقَبُ ضَخمُ البَطنِ أَقرَأُ الظّهرِ عَرِيضُ الصّدرِ مَحضُ المَتنِ شَثنُ الكَفّينِ ضَخمُ الكُسُورِ لَا يَبِينُ عَضُدُهُ مِن سَاعِدِهِ قَد أُدمِجَت إِدمَاجاً عَبلُ الذّرَاعَينِ عَرِيضُ المَنكِبَينِ عَظِيمُ المُشَاشَينِ كَمُشَاشِ السّبُعِ الضاّريِ لَهُ لِحيَةٌ قَد زَانَت صَدرَهُ غَلِيظَ العَضُلَاتِ حَمشَ السّاقَينِ
قَالَ المُغِيرَةُ كَانَ عَلِيّ ع عَلَي هَيئَةِ الأَسَدِ غَلِيظاً مِنهُ مَا استَغلَظَ دَقِيقاً مِنهُ مَا استَدَقّ
بيان أحمش الساقين أي دقيقهما ويقال حمش الساقين أيضا بالتسكين والدحداح القصير السمين والمراد هنا غيرالطويل أوالسمين فقط بقرينة مابعده والزجج تقوّس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداده والدعج شدّة السواد في العين أوشدّة سوادها في شدّة بياضها والنجل سعة العين والشهلة بالضمّ أقلّ من الزرقة في الحدقة وأحسن منه أو أن تشرب الحدقة حمرة ليست خطوطا كالشكلة ولعل المراد هنا الثاني
صفحه : 3
والصّلَع انحسار شعر مقدّم الرأس والحفاف ككتاب الطرّة حول رأس الأصلع والإكليل شبه عصابة تزيّن بالجوهر والأرقب الغليظ الرقبة. و قال الجوهري والقراء الظهر وناقة قرواء طويلة السنام ويقال الشديدة الظهر بيّنة القري و لايقال جمل أقري . و قال الفيروزآبادي المقروري الطويل الظهر والمحض الخالص ومتنا الظهر مكتنفا الصلب عن يمين وشمال من عصب ولحم ولعله كناية عن الاستواء أو عن اندماج الأجزاء بحيث لايبين فيه المفاصل ويري قطعة واحدة. و قال الجزريّ في صفته شثن الكفين والقدمين أي أنّهما يميلان إلي الغلظ والقصر وقيل هو أن يكون في أنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأنه أشدّ لقبضهم ويذمّ في النساء. و قال الفيروزآبادي الكسر ويكسر الجزء من العضو أوالعضو الوافر أونصف العظم بما عليه من اللحم أوعظم ليس عليه كثير لحم والجمع أكسار وكسور والعبل الضخم من كل شيء. و قال الجزري في صفته جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين و قال الجوهري هي رءوس العظام الليّنة التي يمكن مضغها.أقول لعل المراد هنا منتهي عظم العضد من جانب المنكب . والسبع الضاري هو ألذي اعتاد بالصيد لايصبر عنه . قوله مااستغلظ أي من الأسد أو من الإنسان أي كلما كان في غيره غليظا ففيه كان أغلظ وكذا العكس
صفحه : 4
2- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الخَطِيبُ أَبُو المُؤَيّدِ الخوُارزَميِّ عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ لَقَد رَأَيتُ عَلِيّاً أَبيَضَ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ ضَخمَ البَطنِ رَبعَةً مِنَ الرّجَالِ
وذكر ابن مندة أنه كان شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن و هو إلي القصر أقرب أبيض الرأس واللحية وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته آدم اللون حسن الوجه ضخم الكراديس واشتهر ع بالأنزع البطين أما في الصورة فيقال رجل أنزع بين النزع و هو ألذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته وموضعه النزعة وهما النزعتان و لايقال لامرأة نزعاء ولكن زعراء والبطين الكبير البطن و أماالمعني فإن نفسه نزعت يقال نزع إلي أهله ينزع نزاعا اشتاق ونزع عن الأمور نزوعا انتهي عنها عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها ونزعت إلي اجتناب السيئات فسد عليها مذهبها ونزعت إلي اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها ونزعت إلي استصحاب الحسنات فارتدي بها وتجلببها وامتلأ علما فلقب بالبطين وأظهر بعضا وأبطن بعضا حسبما اقتضاه علمه ألذي عرف به الحق اليقين أما ماظهر من علومه فأشهر من الصباح وأسير في الآفاق من سري الرياح و أما مابطن فقد قال بل اندمجتُ علي مكنونِ علم لوبُحتُ به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطويّ البعيدة
صفحه : 5
وَ مِمّا وَرَدَ فِي صِفَتِهِ ع مَا أَورَدَهُ صَدِيقُنَا العِزّ المُحَدّثُ وَ ذَلِكَ حِينَ طَلَبَ مِنهُ السّعِيدُ بَدرُ الدّينِ لُؤلُؤٌ صَاحِبُ المَوصِلِ أَن يُخرِجَ أَحَادِيثَ صِحَاحاً وَ شَيئاً مِمّا وَرَدَ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ صِفَاتِهِ ع وَ كَتَبَ عَلَي أَتوَارِ الشّمعِ الاِثنيَ عَشَرَ التّيِ حُمِلَت إِلَي مَشهَدِهِ ع وَ أَنَا رَأَيتُهَا قَالَ كَانَ رَبعَةً مِنَ الرّجَالِ أَدعَجَ العَينَينِ حَسَنَ الوَجهِ كَأَنّهُ القَمَرُ لَيلَةَ البَدرِ حُسناً ضَخمَ البَطنِ عَرِيضَ المَنكِبَينِ شَثنَ الكَفّينِ أَغيَدَ كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ أَصلَعُ كَثّ اللّحيَةِ لِمَنكِبِهِ مُشَاشٌ كَمُشَاشِ السّبُعِ الضاّريِ لَا يَبِينُ عَضُدُهُ مِن سَاعِدِهِ وَ قَد أُدمِجَت إِدمَاجاً إِن أَمسَكَ بِذِرَاعِ رَجُلٍ أَمسَكَ بِنَفَسِهِ فَلَم يَستَطِع أَن يَتَنَفّسَ شَدِيدُ السّاعِدِ وَ اليَدِ إِذَا مَشَي إِلَي الحَربِ هَروَلَ ثَبتُ الجَنَانِ قوَيِّ شُجَاعٌ مَنصُورٌ عَلَي مَن لَاقَاهُ
بيان ذكر كمال الدين بن طلحة مثل ذلك في كتاب مطالب السئول والظاهر أن عليّ بن عيسي نقل عنه وكذا ذكره صاحب الفصول المهمّة سوي ماذكر في تفسير الأنزع البطين و رجل ربعة أي مربوع الخلق لاطويل و لاقصير والكراديس جمع الكردوس و هو كل عظمين التقيا في مفصل المنكبين والركبتين والوركين والغيد النعومة وكثّ الشيء أي كثف
3-يب وُلِدَ ع بِمَكّةَ فِي البَيتِ الحَرَامِ فِي يَومِ الجُمُعَةِ لِثَلَاثَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن رَجَبٍ بَعدَ عَامِ الفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وَ قُبِضَ ع قَتِيلًا بِالكُوفَةِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ لِتِسعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانِ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ لَهُ يَومَئِذٍ ثَلَاثٌ وَ سِتّونَ سَنَةً وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَوّلُ هاَشمِيِّ وُلِدَ فِي الإِسلَامِ مِن هَاشِمِيّينِ وَ قَبرُهُ باِلغرَيِّ مِن نَجَفِ الكُوفَةِ
صفحه : 6
بيان قوله أول هاشمي ليس بسديد إذ إخوته كانوا كذلك وكانوا أكبر منه كماسيأتي و قوله ولد في الإسلام لاينفع في ذلك بل هوأيضا لايستقيم إذ لو كان مراده بعدالبعثة فولادته ع كان قبله و لو كان مراده بعدولادة الرسول ص فإخوته أيضا كذلك مع أن هذاالاصطلاح غيرمعهود والأصوب أن يقول كما قال شيخه المفيد رحمه الله ويمكن أن تحمل الأوليّة علي الإضافيّة
4-كا،[الكافي]وُلِدَ ع بَعدَ عَامِ الفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وأُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَوّلُ هاَشمِيِّ وَلَدَهُ هَاشِمٌ مَرّتَينِ
5- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الفاَرسِيِّ عَن أَبِي حَنِيفَةَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الوَلِيدِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ جَاءَت إِلَي أَبِي طَالِبٍ لِتُبَشّرَهُ بِمَولِدِ النّبِيّص فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ اصبرِيِ سَبتاً آتِيكِ أُبَشّرُكِ بِمِثلِهِ إِلّا النّبُوّةَ وَ قَالَ السّبتُ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ كَانَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثُونَ سَنَةً
6- كا،[الكافي]بَعضُ أَصحَابِنَا عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الكلَبيِّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا وُلِدَ رَسُولُ اللّهِص فُتِحَ لِآمِنَةَ بَيَاضُ فَارِسَ وَ قُصُورُ الشّامِ فَجَاءَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَبِي طَالِبٍ ضَاحِكَةً مُستَبشِرَةً فَأَعلَمَتهُ مَا قَالَت آمِنَةُ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ وَ تَتَعَجّبِينَ مِن هَذَا إِنّكِ تَحبَلِينَ وَ تَلِدِينَ بِوَصِيّهِ وَ وَزِيرِهِ
7-مصبا،[المصباحين ]ذكر ابن عياش أن اليوم الثالث عشر من رجب كان مولد أمير المؤمنين
صفحه : 7
ع في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة وروي عن عتّاب بن أسيد أنه قال ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب وللنبيص ثمان وعشرون سنة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة
وَ رَوَي صَفوَانُ الجَمّالُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ وُلِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي يَومِ الأَحَدِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن شَعبَانَ
8-قل ،[إقبال الأعمال ]روُيَِ أَنّ يَومَ ثَالِثَ عَشَرَ شَهرِ رَجَبٍ كَانَ مَولِدَ مَولَانَا أَبِي الحَسَنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي الكَعبَةِ قَبلَ النّبُوّةِ باِثنتَيَ عَشَرَةَ سَنَةً
9-أَقُولُ قَالَ الشّهِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي الدّرُوسِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمٍ وَ طَالِبٌ وَ عَبدُ اللّهِ أَخَوَانِ لِلأَبَوَينِ وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ وَ هُوَ وَ إِخوَتُهُ أَوّلُ هاَشمِيِّ وُلِدَ بَينَ هَاشِمِيّينِ وُلِدَ يَومَ الجُمُعَةِ ثَالِثَ عَشَرَ شَهرِ رَجَبٍ وَ روُيَِ سَابِعَ شَهرِ شَعبَانَ بَعدَ مَولِدِ النّبِيّص بِثَلَاثِينَ سَنَةً انتَهَي
10-أقول و قدقيل إنه ع ولد في الثالث والعشرين من شعبان و قال علي بن محمدالمالكي في الفصول المهمة كان ولد أبوطالب طالبا و لاعقب له وعقيلا وجعفرا وعليا و كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين وأم هانئ واسمها فاختة وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد هكذا ذكر موفق بن أحمدالخوارزمي في كتاب المناقب ولد بمكة
صفحه : 8
المشرفة داخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة وقيل بخمس وعشرين وقبل المبعث باثنتي عشرة سنة وقيل بعشر سنين و لم يولد في بيت الحرام قبله أحد سواه وهي فضيلة خصه الله تعالي بهاإجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لكرامته و كان هاشميا من هاشميين وأول من ولده هاشم مرتين و كان مولده بعد أن دخل رسول الله ص بخديجة بثلاث سنين و كان عمر رسول الله ص يوم ولادة علي ثماني وعشرين سنة انتهي كلام المالكي
11- ع ،[علل الشرائع ] مع ،[معاني الأخبار]ني،[الغيبة للنعماني]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن ثَابِتِ بنِ دِينَارٍ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ قَالَ يَزِيدُ بنُ قَعنَبٍكُنتُ جَالِساً مَعَ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ فَرِيقٍ مِن عَبدِ العُزّي بِإِزَاءِ بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ إِذ أَقبَلَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَت حَامِلَةً بِهِ لِتِسعَةِ أَشهُرٍ وَ قَد أَخَذَهَا الطّلقُ فَقَالَت رَبّ إنِيّ مُؤمِنَةٌ بِكَ وَ بِمَا جَاءَ مِن عِندِكَ مِن رُسُلٍ وَ كُتُبٍ وَ إنِيّ مُصَدّقَةٌ بِكَلَامِ جدَيّ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ وَ إِنّهُ بَنَي البَيتَ العَتِيقَ فَبِحَقّ ألّذِي بَنَي هَذَا البَيتَ وَ بِحَقّ المَولُودِ ألّذِي فِي بطَنيِ لَمّا يَسّرتَ عَلَيّ ولِاَدتَيِ قَالَ يَزِيدُ بنُ قَعنَبٍ فَرَأَينَا البَيتَ وَ قَدِ انفَتَحَ عَن ظَهرِهِ وَ دَخَلَت فَاطِمَةُ فِيهِ وَ غَابَت عَن أَبصَارِنَا وَ التَزَقَ الحَائِطُ فَرُمنَا أَن يَنفَتِحَ لَنَا قُفلُ البَابِ فَلَم يَنفَتِح فَعَلِمنَا أَنّ ذَلِكَ أَمرٌ مِن أَمرِ اللّهِ عَزّ وَ
صفحه : 9
جَلّ ثُمّ خَرَجَت بَعدَ الرّابِعِ وَ بِيَدِهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ قَالَت إنِيّ فُضّلتُ عَلَي مَن تقَدَمّنَيِ مِنَ النّسَاءِ لِأَنّ آسِيَةَ بِنتَ مُزَاحِمٍ عَبَدَتِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سِرّاً فِي مَوضِعٍ لَا يُحِبّ أَن يُعبَدَ اللّهُ فِيهِ إِلّا اضطِرَاراً وَ إِنّ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ هَزّتِ النّخلَةَ اليَابِسَةَ بِيَدِهَا حَتّي أَكَلَت مِنهَا رُطَباً جَنِيّاً وَ إنِيّ دَخَلتُ بَيتَ اللّهِ الحَرَامَ فَأَكَلتُ مِن ثِمَارِ الجَنّةِ وَ أرواقها[أَرزَاقِهَا] فَلَمّا أَرَدتُ أَن أَخرُجَ هَتَفَ بيِ هَاتِفٌ يَا فَاطِمَةُ سَمّيهِ عَلِيّاً فَهُوَ عَلِيّ وَ اللّهُ العلَيِّ الأَعلَي يَقُولُ إنِيّ شَقَقتُ اسمَهُ مِنِ اسميِ وَ أَدّبتُهُ بأِدَبَيِ وَ وَقَفتُهُ عَلَي غَامِضِ علِميِ وَ هُوَ ألّذِي يَكسِرُ الأَصنَامَ فِي بيَتيِ وَ هُوَ ألّذِي يُؤَذّنُ فَوقَ ظَهرِ بيَتيِ وَ يقُدَسّنُيِ وَ يمُجَدّنُيِ فَطُوبَي لِمَن أَحَبّهُ وَ أَطَاعَهُ وَ وَيلٌ لِمَن أَبغَضَهُ وَ عَصَاهُ
ضه ،[روضة الواعظين ] عَن يَزِيدَ بنِ قَعنَبٍ مِثلَهُ
بيان وقفته علي ذنبه علي بناء المجرد أي أطلعته عليه
أَقُولُ رَوَي العَلّامَةُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كَشفِ اليَقِينِ وَ كَشفِ الحَقّ هَذِهِ الرّوَايَةَ مِن كِتَابِ بَشَائِرِ المُصطَفَي عَن يَزِيدَ بنِ قَعنَبٍمِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَت فَوَلَدَت عَلِيّاً وَ لِرَسُولِ اللّهِص ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ أَحَبّهُ رَسُولُ اللّهِص حُبّاً شَدِيداً وَ قَالَ لَهَا اجعلَيِ مَهدَهُ بِقُربِ فرِاَشيِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يلَيِ أَكثَرَ تَربِيَتِهِ وَ كَانَ يُطَهّرُ عَلِيّاً فِي وَقتِ غَسلِهِ
صفحه : 10
وَ يُؤجِرُهُ اللّبَنَ عِندَ شُربِهِ وَ يُحَرّكُ مَهدَهُ عِندَ نَومِهِ وَ يُنَاغِيهِ فِي يَقَظَتِهِ وَ يَحمِلُهُ عَلَي صَدرِهِ وَ يَقُولُ هَذَا أخَيِ وَ ولَيِيّ وَ ناَصرِيِ وَ صفَيِيّ وَ ذخُريِ وَ كهَفيِ وَ ظهَريِ وَ ظهَيِريِ وَ وصَيِيّ وَ زَوجُ كرَيِمتَيِ وَ أمَيِنيِ عَلَي وصَيِتّيِ وَ خلَيِفتَيِ وَ كَانَ يَحمِلُهُ دَائِماً وَ يَطُوفُ بِهِ جِبَالَ مَكّةَ وَ شِعَابَهَا وَ أَودِيَتَهَا
12-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّسَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن مِيلَادِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ آهِ آهِ لَقَد سأَلَتنَيِ عَن خَيرِ مَولُودٍ وُلِدَ بعَديِ عَلَي سُنّةِ المَسِيحِ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خلَقَنَيِ وَ عَلِيّاً مِن نُورٍ وَاحِدٍ قَبلَ أَن خَلَقَ الخَلقَ بِخَمسِمِائَةِ أَلفِ عَامٍ فَكُنّا نُسَبّحُ اللّهَ وَ نُقَدّسُهُ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ قَذَفَ بِنَا فِي صُلبِهِ وَ استَقرَرتُ أَنَا فِي جَنبِهِ الأَيمَنِ وَ عَلِيّ فِي الأَيسَرِ ثُمّ نَقَلَنَا مِن صُلبِهِ فِي الأَصلَابِ الطّاهِرَاتِ إِلَي الأَرحَامِ الطّيّبَةِ فَلَم نَزَل كَذَلِكَ حَتّي أطَلعَنَيَِ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فاَستوَدعَنَيِ خَيرَ رَحِمٍ وَ هيَِ آمِنَةُ ثُمّ أَطلَعَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلِيّاً مِن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ أَبُو طَالِبٍ وَ استَودَعَهُ خَيرَ رَحِمٍ وَ هيَِ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ ثُمّ قَالَ يَا جَابِرُ وَ مِن قَبلِ أَن وَقَعَ عَلِيّ فِي بَطنِ أُمّهِ كَانَ فِي زَمَانِهِ رَجُلٌ عَابِدٌ رَاهِبٌ يُقَالُ لَهُ المثرم بنُ دعيب بنِ الشيقتام وَ كَانَ مَذكُوراً فِي العِبَادَةِ قَد عَبَدَ اللّهَ مِائَةً وَ تِسعِينَ سَنَةً وَ لَم يَسأَلهُ حَاجَةً فَسَأَلَ رَبّهُ أَن يُرِيَهُ وَلِيّاً لَهُ فَبَعَثَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بأِبَيِ طَالِبٍ إِلَيهِ فَلَمّا أَن بَصُرَ بِهِ المثرم قَامَ إِلَيهِ فَقَبّلَ رَأسَهُ وَ أَجلَسَهُ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ مَن أَنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ قَالَ رَجُلٌ مِن تِهَامَةَ فَقَالَ مِن أَيّ تِهَامَةَ قَالَ مِن مَكّةَ قَالَ مِمّن قَالَ مِن عَبدِ مَنَافٍ قَالَ مِن أَيّ عَبدِ مَنَافٍ قَالَ مِن بنَيِ هَاشِمٍ فَوَثَبَ إِلَيهِ الرّاهِبُ وَ قَبّلَ رَأسَهُ ثَانِياً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أعَطاَنيِ مسَألَتَيِ وَ لَم يمُتِنيِ حَتّي أرَاَنيِ وَلِيّهُ ثُمّ قَالَ أَبشِر يَا هَذَا فَإِنّ العلَيِّ الأَعلَي قَد ألَهمَنَيِ إِلهَاماً فِيهِ بِشَارَتُكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ
صفحه : 11
وَ مَا هُوَ قَالَ وَلَدٌ يَخرُجُ مِن صُلبِكَ هُوَ ولَيِّ اللّهِ تَبَارَكَ اسمُهُ وَ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ هُوَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ وصَيِّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ فَإِن أَدرَكتَ ذَلِكَ الوَلَدَ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ قُل لَهُ إِنّ المثرم يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنّكَ وَصِيّهُ حَقّاً بِمُحَمّدٍ يَتِمّ النّبُوّةُ وَ بِكَ يَتِمّ الوَصِيّةُ قَالَ فَبَكَي أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ لَهُ مَا اسمُ هَذَا المَولُودِ قَالَ اسمُهُ عَلِيّ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إنِيّ لَا أَعلَمُ حَقِيقَةَ مَا تَقُولُهُ إِلّا بِبُرهَانٍ بَيّنٍ وَ دَلَالَةٍ وَاضِحَةٍ قَالَ المثرم فَمَا تُرِيدُ أَن أَسأَلَ اللّهَ لَكَ أَن يُعطِيَكَ فِي مَكَانِكَ مَا يَكُونُ دَلَالَةً لَكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ أُرِيدُ طَعَاماً مِنَ الجَنّةِ فِي وقَتيِ هَذَا فَدَعَا الرّاهِبُ بِذَلِكَ فَمَا استَتَمّ دُعَاؤُهُ حَتّي أتُيَِ بِطَبَقٍ عَلَيهِ مِن فَاكِهَةِ الجَنّةِ رُطَبَةٌ وَ عِنَبَةٌ وَ رُمّانٌ فَتَنَاوَلَ أَبُو طَالِبٍ مِنهُ رُمّانَةً وَ نَهَضَ فَرِحاً مِن سَاعَتِهِ حَتّي رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ فَأَكَلَهَا فَتَحَوّلَت مَاءً فِي صُلبِهِ فَجَامَعَ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ فَحَمَلَت بعِلَيِّ ع وَ ارتَجّتِ الأَرضُ وَ زَلزَلَت بِهِم أَيّاماً حَتّي لَقِيَت قُرَيشٌ مِن ذَلِكَ شِدّةً وَ فَزِعُوا وَ قَالُوا قُومُوا بِآلِهَتِكُم إِلَي ذِروَةِ أَبِي قُبَيسٍ حَتّي نَسأَلَهُم أَن يُسَكّنُوا مَا نَزَلَ بِكُم وَ حَلّ بِسَاحَتِكُم فَلَمّا اجتَمَعُوا عَلَي ذِروَةِ جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ فَجَعَلَ يَرتَجّ ارتِجَاجاً حَتّي تَدَكدَكَت بِهِم صُمّ الصّخُورِ وَ تَنَاثَرَت وَ تَسَاقَطَتِ الآلِهَةُ عَلَي وَجهِهَا فَلَمّا بَصُرُوا بِذَلِكَ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا بِمَا حَلّ بِنَا فَصَعِدَ أَبُو طَالِبٍ الجَبَلَ وَ هُوَ غَيرُ مُكتَرِثٍ بِمَا هُم فِيهِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد أَحدَثَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ حَادِثَةً وَ خَلَقَ فِيهَا خَلقاً إِن لَم تُطِيعُوهُ وَ لَم تُقِرّوا بِوَلَايَتِهِ وَ تَشهَدُوا بِإِمَامَتِهِ لَم يُسَكّن مَا بِكُم وَ لَا يَكُونُ لَكُم بِتِهَامَةَ مُسَكّنٌ فَقَالُوا
صفحه : 12
يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّا نَقُولُ بِمَقَالَتِكَ فَبَكَي أَبُو طَالِبٍ وَ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ إلِهَيِ وَ سيَدّيِ أَسأَلُكَ بِالمُحَمّدِيّةِ المَحمُودَةِ وَ بِالعَلَوِيّةِ العَالِيَةِ وَ بِالفَاطِمِيّةِ البَيضَاءِ إِلّا تَفَضّلتَ عَلَي تِهَامَةَ بِالرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَقَد كَانَتِ العَرَبُ تَكتُبُ هَذِهِ الكَلِمَاتِ فَتَدعُو بِهَا عِندَ شَدَائِدِهَا فِي الجَاهِلِيّةِ وَ هيَِ لَا تَعلَمُهَا وَ لَا تَعرِفُ حَقِيقَتَهَا فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ وُلِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَشرَقَتِ السّمَاءُ بِضِيَائِهَا وَ تَضَاعَفَ نُورُ نُجُومِهَا وَ أَبصَرَت مِن ذَلِكَ قُرَيشٌ عَجَباً فَهَاجَ بَعضُهَا فِي بَعضٍ وَ قَالُوا قَد أُحدِثَ فِي السّمَاءِ حَادِثَةٌ وَ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَ هُوَ يَتَخَلّلُ سِكَكَ مَكّةَ وَ أَسوَاقَهَا وَ يَقُولُ يَا أَيّهَا النّاسُ تَمّت حُجّةُ اللّهِ وَ أَقبَلَ النّاسُ يَسأَلُونَهُ عَن عِلّةِ مَا يَرَونَهُ مِن إِشرَاقِ السّمَاءِ وَ تَضَاعُفِ نُورِ النّجُومِ فَقَالَ لَهُم أَبشِرُوا فَقَد ظَهَرَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ ولَيِّ مِن أَولِيَاءِ اللّهِ يُكَمّلُ اللّهُ فِيهِ خِصَالَ الخَيرِ وَ يَختِمُ بِهِ الوَصِيّينَ وَ هُوَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ نَاصِرُ الدّينِ وَ قَامِعُ المُشرِكِينَ وَ غَيظُ المُنَافِقِينَ وَ زَينُ العَابِدِينَ وَ وصَيِّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ إِمَامُ هُدًي وَ نَجمُ عُلًا وَ مِصبَاحُ دُجًي وَ مُبِيدُ الشّركِ وَ الشّبُهَاتِ وَ هُوَ نَفسُ اليَقِينِ وَ رَأسُ الدّينِ فَلَم يَزَل يُكَرّرُ هَذِهِ الكَلِمَاتِ وَ الأَلفَاظَ إِلَي أَن أَصبَحَ فَلَمّا أَصبَحَ غَابَ عَن قَومِهِ أَربَعِينَ صَبَاحاً قَالَ جَابِرٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِلَي أَينَ غَابَ قَالَ إِنّهُ مَضَي يَطلُبُ المثرم كَانَ وَ قَد مَاتَ فِي جَبَلِ اللّكَامِ فَاكتُم يَا جَابِرُ فَإِنّهُ مِن أَسرَارِ اللّهِ المَكنُونَةِ وَ عُلُومِهِ
صفحه : 13
المَخزُونَةِ إِنّ المثرم كَانَ وَصَفَ لأِبَيِ طَالِبٍ كَهفاً فِي جَبَلِ اللّكَامِ وَ قَالَ لَهُ إِنّكَ تجَدِنُيِ هُنَاكَ حَيّاً أَو مَيّتاً فَلَمّا مَضَي أَبُو طَالِبٍ إِلَي ذَلِكَ الكَهفِ وَ دَخَلَ إِلَيهِ وَجَدَ المثرم مَيّتاً جَسَداً مَلفُوفَةً مِدرَعَةً مُسَجّي بِهَا إِلَي قِبلَتِهِ فَإِذَا هُنَاكَ حَيّتَانِ إِحدَاهُمَا بَيضَاءُ وَ الأُخرَي سَودَاءُ وَ هُمَا يَدفَعَانِ عَنهُ الأَذَي فَلَمّا بَصُرَتَا بأِبَيِ طَالِبٍ غَرَبَتَا فِي الكَهفِ وَ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَيهِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ولَيِّ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَأَحيَا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِقُدرَتِهِ المثرم فَقَامَ قَائِماً يَمسَحُ وَجهَهُ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنّ عَلِيّاً ولَيِّ اللّهِ وَ الإِمَامُ بَعدَ نبَيِّ اللّهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَبشِر فَإِنّ عَلِيّاً فَقَد طَلَعَ إِلَي الأَرضِ فَقَالَ مَا كَانَت عَلَامَةُ اللّيلَةِ التّيِ طَلَعَ فِيهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ لَمّا مَضَي مِنَ اللّيلِ الثّلُثُ أخذت [أَخَذَ]فَاطِمَةَ مَا يَأخُذُ النّسَاءَ عِندَ الوِلَادَةِ فَقُلتُ لَهَا مَا بَالُكِ يَا سَيّدَةَ النّسَاءِ قَالَت إنِيّ أَجِدُ وَهَجاً فَقَرَأتُ عَلَيهَا الِاسمَ ألّذِي فِيهِ النّجَاةُ فَسَكَنَت فَقُلتُ لَهَا إنِيّ أَنهَضُ فَآتِيكِ بِنِسوَةٍ مِن صَوَاحِبِكِ يُعِنّكِ عَلَي أَمرِكِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَقَالَت رَأيَكَ يَا أَبَا طَالِبٍ فَلَمّا قُمتُ لِذَلِكَ إِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ هَتَفَ مِن زَاوِيَةِ البَيتِ وَ هُوَ يَقُولُ أَمسِك يَا أَبَا طَالِبٍ فَإِنّ ولَيِّ اللّهِ لَا تَمَسّهُ يَدٌ نَجِسَةٌ وَ إِذَا أَنَا بِأَربَعِ نِسوَةٍ يَدخُلنَ عَلَيهَا وَ عَلَيهِنّ ثِيَابٌ كَهَيئَةِ الحَرِيرِ الأَبيَضِ وَ إِذَا رَائِحَتُهُنّ أَطيَبُ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ فَقُلنَ لَهَا السّلَامُ عَلَيكِ يَا وَلِيّةَ اللّهِ فَأَجَابَتهُنّ ثُمّ جَلَسنَ بَينَ يَدَيهَا وَ مَعَهُنّ جُؤنَةٌ مِن فِضّةٍ وَ أَنِسنَهَا حَتّي وُلِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
صفحه : 14
فَلَمّا وُلِدَ انتَهَيتُ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ كَالشّمسِ الطّالِعَةِ وَ قَد سَجَدَ عَلَي الأَرضِ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّاً وصَيِّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ بِمُحَمّدٍ يَختِمُ اللّهُ النّبُوّةَ وَ بيِ يُتِمّ الوَصِيّةَ وَ أَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَأَخَذَتهُ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ مِنَ الأَرضِ وَ وَضَعَتهُ فِي حَجرِهَا فَلَمّا نَظَرَ عَلِيّ فِي وَجهِهَا نَادَاهَا بِلِسَانٍ ذَلِقٍ ذَرِبٍ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أُمّاه فَقَالَت وَ عَلَيكَ يَا بنُيَّ فَقَالَ مَا خَبَرُ واَلدِيِ قَالَت فِي نِعَمِ اللّهِ يَنقَلِبُ وَ صُحبَتِهِ يَتَنَعّمُ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ لَمَا تَمَالَكتُ أَن قُلتُ يَا بنُيَّ أَ لَستُ بِأَبِيكَ قَالَ بَلَي وَ لكَنِيّ وَ إِيّاكَ مِن صُلبِ آدَمَ وَ هَذِهِ أمُيّ حَوّاءُ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ غَطّيتُ رأَسيِ برِدِاَئيِ وَ أَلقَيتُ نفَسيِ فِي زَاوِيَةِ البَيتِ حَيَاءً مِنهَا ثُمّ دَنَت أُخرَي وَ مَعَهَا جُؤنَةٌ فَأَخَذَت عَلِيّاً فَلَمّا نَظَرَ إِلَي وَجهِهَا قَالَ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أخُتيِ قَالَت وَ عَلَيكِ السّلَامُ يَا أخَيِ قَالَ فَمَا خَبَرُ عمَيّ قَالَت خَيرٌ وَ هُوَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ فَقُلتُ يَا بنُيَّ أَيّ أُختٍ هَذِهِ وَ أَيّ عَمّ هَذَا قَالَ هَذِهِ مَريَمُ ابنَةُ عِمرَانَ وَ عمَيّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ طَيّبَتهُ بِطِيبٍ كَانَ فِي الجُؤنَةِ فَأَخَذَتهُ أُخرَي مِنهُنّ فَأَدرَجَتهُ فِي ثَوبٍ كَانَ مَعَهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَقُلتُ لَو طَهّرنَاهُ لَكَانَ أَخَفّ عَلَيهِ وَ ذَلِكَ أَنّ العَرَبَ كَانَت تُطَهّرُ أَولَادَهَا فَقَالَت يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّهُ وُلِدَ طَاهِراً مُطَهّراً لَا يُذِيقُهُ حَرّ الحَدِيدِ فِي الدّنيَا إِلّا عَلَي يَدِ رَجُلٍ يُبغِضُهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ البِحَارُ وَ تَشتَاقُ إِلَيهِ النّارُ فَقُلتُ مَن هَذَا الرّجُلُ فَقُلنَ ابنُ مُلجَمٍ المرُاَديِّ لَعَنَهُ اللّهُ وَ هُوَ قَاتِلُهُ فِي الكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ مِن وَفَاةِ مُحَمّدٍص
صفحه : 15
قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَأَنَا كُنتُ فِي استِمَاعِ قَولِهِنّ ثُمّ أَخَذَهُ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ابنُ أخَيِ مِن يَدِهِنّ وَ وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ وَ تَكَلّمَ مَعَهُ وَ سَأَلَهُ عَن كُلّ شَيءٍ فَخَاطَبَ مُحَمّدٌص عَلِيّاً بِأَسرَارٍ كَانَت بَينَهُمَا ثُمّ غِبنَ النّسوَةُ فَلَم أَرَهُنّ فَقُلتُ فِي نفَسيِ لَو عَرَفتُ المَرأَتَينِ الأُخرَيَينِ فَأَلهَمَ اللّهُ عَلِيّاً فَقَالَ يَا أَبِي أَمّا المَرأَةُ الأُولَي فَكَانَت حَوّاءَ وَ أَمّا التّيِ أحَضنَتَنيِ فهَيَِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَالتّيِ أَحصَنَت فَرجَها وَ أَمّا التّيِ أدَرجَتَنيِ فِي الثّوبِ فهَيَِ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ وَ أَمّا صَاحِبَةُ الجُؤنَةِ فهَيَِ أُمّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ فَالحَق بِالمُثرِمِ الآنَ وَ بَشّرهُ وَ خَبّرهُ بِمَا رَأَيتَ فَإِنّهُ فِي كَهفِ كَذَا فِي مَوضِعِ كَذَا فَخَرَجتُ حَتّي أَتَيتُكَ وَ إِنّهُ وَصَفَ الحَيّتَينِ فَلَمّا فَرَغَ مِنَ المُنَاظَرَةِ مَعَ مُحَمّدٍ ابنِ أخَيِ وَ مِن منُاَظرَتَيِ عَادَ إِلَي طُفُولِيّتِهِ الأُولَي فَقُلتُ أَتَيتُكَ أُبَشّرُكَ بِمَا عَايَنتُهُ وَ شَاهَدتُ مِنِ ابنيِ عَلِيّ ع فَبَكَي المثرم ثُمّ سَجَدَ شُكراً لِلّهِ ثُمّ تَمَطّي فَقَالَ غطَنّيِ بمِدِرعَتَيِ فَغَطّيتُهُ فَإِذَا أَنَا بِهِ مَيّتٌ كَمَا كَانَ فَأَقَمتُ ثَلَاثاً أُكَلّمُ فَلَا أُجَابُ فَاستَوحَشتُ لِذَلِكَ وَ خَرَجَتِ الحَيّتَانِ فَقَالَتَا لِي السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا طَالِبٍ فَأَجَبتُهُمَا ثُمّ قَالَتَا لِي الحَق بوِلَيِّ اللّهِ فَإِنّكَ أَحَقّ بِصِيَانَتِهِ وَ حِفظِهِ مِن غَيرِكَ فَقُلتُ لَهُمَا مَن أَنتُمَا قَالَتَا نَحنُ عَمَلُهُ الصّالِحُ خَلَقَنَا اللّهُ مِن خَيرَاتِ عَمَلِهِ فَنَحنُ نَذُبّ عَنهُ الأَذَي إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فَإِذَا قَامَتِ السّاعَةُ كَانَ أَحَدُنَا قَائِدَهُ وَ الآخَرُ سَائِقَهُ وَ دَلِيلَهُ إِلَي الجَنّةِ ثُمّ انصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي مَكّةَ قَالَ جَابِرٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ اللّهُ أَكبَرُ النّاسُ يَقُولُونَ[ إِنّ] أَبَا طَالِبٍ مَاتَ كَافِراً قَالَ يَا جَابِرُ اللّهُ أَعلَمُ بِالغَيبِ إِنّهُ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ أسُريَِ بيِ فِيهَا إِلَي السّمَاءِ انتَهَيتُ إِلَي العَرشِ فَرَأَيتُ أَربَعَةَ أَنوَارٍ فَقُلتُ إلِهَيِ مَا هَذِهِ الأَنوَارُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذَا عَبدُ
صفحه : 16
المُطّلِبِ وَ هَذَا أَبُو طَالِبٍ وَ هَذَا أَبُوكَ عَبدُ اللّهِ وَ هَذَا أَخُوكَ طَالِبٌ فَقُلتُ إلِهَيِ وَ سيَدّيِ فَبِمَا نَالُوا هَذِهِ الدّرَجَةَ قَالَ بِكِتمَانِهِمُ الإِيمَانَ وَ إِظهَارِهِمُ الكُفرَ وَ صَبرِهِم عَلَي ذَلِكَ حَتّي مَاتُوا
يل ،[الفضائل لابن شاذان ] الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي العَطّارُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الفاَرسِيِّ عَن عُمَرَ بنِ رَوقٍ الخطَاّبيِّ عَنِ الحَجّاجِ بنِ مِنهَالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِمرَانَ عَن شَاذَانَ بنِ العَلَاءِ عَن عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ الصّمَدِ عَن سَالِمٍ عَن خَالِدِ بنِ السرّيِّ عَن جَابِرٍ مِثلَهُ
جع ،[جامع الأخبار]بِالإِسنَادِ الصّحِيحِ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ العَطّارِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ عَن جَابِرٍ مِثلَهُ
بيان قوله بعدي أي بحسب الرتبة ويحتمل الزمان و قوله علي سنة المسيح إما لخفاء ولادته وكون من حضر عند ذلك الحوريات والنساء المقدسات أو لماسيأتي من أنه يقال فيه ماقيل في عيسي ابن مريم قولها وهجا بالفتح والتحريك أي توقدا وحرارة والجؤنة بالضم سفط مغشي بجلد ظرف لطيب العطار أصله الهمز ويلين . و قوله لايذيقه حر الحديد أي في غيرالمحاربة أو غير مايختار سببه لوجه الله قوله وإنه وصف أي أمير المؤمنين ويحتمل أباطالب ثم إنه ينبغي أن يحمل الخبر علي أنه وقعت تلك الغرائب في جوف الكعبة لئلا ينافي الأخبار الأخر و إن كان بعيدا و أماذكر طالب وكونه أخا للرسول ص فهو أغرب ولعل المراد به أخا أمير المؤمنين ع فإنه سيأتي في بعض الأخبار أنه مات مسلما فالأخوة مجازية و في جوامع الأخبار مكان هذه الفقرة و هذا ابن عمك جعفر بن أبي طالب و فيه أيضا إشكال لأنه لم يكن يظهر الكفر بعدإسلامه
13-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ سَيّدُ
صفحه : 17
الوَصِيّينَ عَلَيهِ أَفضَلُ الصّلَوَاتِ وَ السّلَامِ كُنيَتُهُ أَبُو الحَسَنِ وُلِدَ بِمَكّةَ فِي البَيتِ الحَرَامِ يَومَ الجُمُعَةِ الثّالِثَ عَشَرَ مِن شَهرِ رَجَبِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ مِن عَامِ الفِيلِ وَ لَم يُولَد قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ مَولُودٌ فِي بَيتِ اللّهِ سِوَاهُ إِكرَاماً مِنَ اللّهِ جَلّ اسمُهُ لَهُ بِذَلِكَ وَ إِجلَالًا لِمَحَلّهِ فِي التّعظِيمِ وَ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ إِخوَتُهُ أَوّلَ مَن وَلَدَهُ هَاشِمٌ مَرّتَينِ وَ حَازَ بِذَلِكَ مَعَ النّشُوءِ فِي حَجرِ رَسُولِ اللّهِص وَ التّأَدّبِ بِهِ الشّرَفَينِ
أقول ذكر العلامة في كشف اليقين نحوه
14- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شَيخُ السّنّةِ القاَضيِ أَبُو عَمرٍو عُثمَانُ بنُ أَحمَدَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ رَأَتِ النّبِيّص يَأكُلُ تَمراً لَهُ رَائِحَةٌ تَزدَادُ عَلَي كُلّ الأَطَايِبِ مِنَ المِسكِ وَ العَنبَرِ مِن نَخلَةٍ لَا شَمَارِيخَ لَهَا فَقَالَت ناَولِنيِ أَنَل مِنهَا قَالَ لَا تَصلُحُ إِلّا أَن تشَهدَيِ معَيِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَشَهِدَتِ الشّهَادَتَينِ فَنَاوَلَهَا فَأَكَلَت فَازدَادَت رَغبَتُهَا وَ طَلَبَت أُخرَي لأِبَيِ طَالِبٍ فَعَاهَدَهَا أَن لَا تُعطِيَهُ إِلّا بَعدَ الشّهَادَتَينِ فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ اشتَمّ أَبُو طَالِبٍ نَسِيماً مَا اشتَمّ مِثلَهُ قَطّ فَأَظهَرَت مَا مَعَهَا فَالتَمَسَهُ مِنهَا فَأَبَت عَلَيهِ إِلّا أَن يَشهَدَ الشّهَادَتَينِ فَلَم يَملِك نَفسَهُ أَن شَهِدَ الشّهَادَتَينِ غَيرَ أَنّهُ سَأَلَهَا أَن تَكتُمَ عَلَيهِ لِئَلّا تُعَيّرَهُ قُرَيشٌ فَعَاهَدَتهُ عَلَي ذَلِكَ فَأَعطَتهُ مَا مَعَهَا وَ آوَي إِلَي زَوجَتِهِ فَعَلِقَت بعِلَيِّ ع فِي تِلكَ اللّيلَةِ وَ لَمّا حَمَلَت بعِلَيِّ ع ازدَادَ حُسنُهَا فَكَانَ يَتَكَلّمُ فِي بَطنِهَا فَكَانَت فِي الكَعبَةِ فَتَكَلّمَ عَلِيّ ع مَعَ جَعفَرٍ فغَشُيَِ عَلَيهِ فَالتَفّتِ الأَصنَامُ خَرّت عَلَي وُجُوهِهَا فَمَسَحَت عَلَي بَطنِهَا وَ قَالَت يَا قُرّةَ العَينِ سَجَدَتكَ الأَصنَامُ دَاخِلًا فَكَيفَ شَأنُكَ خَارِجاً وَ ذَكَرَت لأِبَيِ طَالِبٍ ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ ألّذِي قَالَ لِي أَسَدٌ فِي طَرِيقِ الطّائِفِ
وَ فِي رِوَايَةِ شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ رِوَايَةِ الحَسَنِ
صفحه : 18
بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الصّادِقِ ع وَ الحَدِيثُ مُختَصَرٌ أَنّهُ انفَتَحَ البَيتُ مِن ظَهرِهِ وَ دَخَلَت فَاطِمَةُ فِيهِ ثُمّ عَادَتِ الفَتحَةُ وَ التَصَقَت وَ بَقِيَت فِيهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَأَكَلَت مِن ثِمَارِ الجَنّةِ فَلَمّا خَرَجَت قَالَ عَلِيّ ع السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَه وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمّ تَنَحنَحَ وَ قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَالآيَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد أَفلَحُوا بِكَ أَنتَ وَ اللّهِ أَمِيرُهُم تَمِيرُهُم مِن عِلمِكَ فَيَمتَارُونَ وَ أَنتَ وَ اللّهِ دَلِيلُهُمُ وَ بِكَ وَ اللّهِ يَهتَدُونَ وَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص لِسَانَهُ فِي فِيهِ فَانفَجَرَت اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً قَالَ فسَمُيَّ ذَلِكَ اليَومُ يَومَ التّروِيَةِ فَلَمّا كَانَ مِن غَدِهِ وَ بَصُرَ عَلِيّ بِرَسُولِ اللّهِ سَلّمَ عَلَيهِ وَ ضَحِكَ فِي وَجهِهِ وَ جَعَلَ يُشِيرُ إِلَيهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَت فَاطِمَةُ عَرَفَهُ فسَمُيَّ ذَلِكَ اليَومُ عَرَفَةَ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ وَ كَانَ يَومَ العَاشِرِ مِن ذيِ الحَجّةِ أَذّنَ أَبُو طَالِبٍ فِي النّاسِ أَذَاناً جَامِعاً وَ قَالَ هَلُمّوا إِلَي وَلِيمَةِ ابنيِ عَلِيّ وَ نَحَرَ ثَلَاثَمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ وَ أَلفَ رَأسٍ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ اتّخَذُوا وَلِيمَةً وَ قَالَ هَلُمّوا وَ طُوفُوا بِالبَيتِ سَبعاً وَ ادخُلُوا وَ سَلّمُوا عَلَي عَلِيّ ولَدَيِ فَفَعَلَ النّاسُ ذَلِكَ وَ جَرَت بِهِ السّنّةُ وَضَعَتهُ أُمّهُ بَينَ يدَيَِ النّبِيّص فَفَتَحَ فَاهُ بِلِسَانِهِ وَ حَنّكَهُ وَ أَذّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ أَقَامَ فِي اليُسرَي فَعَرَفَ الشّهَادَتَينِ وَ وُلِدَ عَلَي الفِطرَةِ
أَبُو عَلِيّ بنِ هَمّامٍ رَفَعَهُ أَنّهُ لَمّا وُلِدَ عَلِيّ ع أَخَذَ أَبُو طَالِبٍ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّ عَلَي صَدرِهِ وَ خَرَجَ إِلَي الأَبطَحِ وَ نَادَي
يَا رَبّ يَا ذَا الغَسَقِ الدجّيِّ | وَ القَمَرِ المُبتَلِجِ المضُيِّ |
بَيّن لَنَا مِن حُكمِكَ المقَضيِّ | مَا ذَا تَرَي فِي اسمِ ذَا الصبّيِّ |
قَالَ فَجَاءَ شَيءٌ يَدِبّ عَلَي الأَرضِ كَالسّحَابِ حَتّي حَصَلَ فِي صَدرِ أَبِي طَالِبٍ
صفحه : 19
فَضَمّهُ مَعَ عَلِيّ إِلَي صَدرِهِ فَلَمّا أَصبَحَ إِذَا هُوَ بِلَوحٍ أَخضَرَ فِيهِ مَكتُوبٌ
خُصّصتُمَا بِالوَلَدِ الزكّيِّ | وَ الطّاهِرِ المُنتَجَبِ الرضّيِّ |
فَاِسمُهُ مِن شَامِخٍ عَلِيّ | عَلِيّ اشتُقّ مِنَ العلَيِّ |
قَالَ فَعَلّقُوا اللّوحَ فِي الكَعبَةِ وَ مَا زَالَ هُنَاكَ حَتّي أَخَذَهُ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ فَاجتَمَعَ أَهلُ البَيتِ فِي الزّاوِيَةِ الأَيمَنِ عَن نَاحِيَةِ البَيتِ فَالوَلَدُ الطّاهِرُ مِنَ النّسلِ الطّاهِرِ وُلِدَ فِي المَوضِعِ الطّاهِرِ فَأَينَ تُوجَدُ هَذِهِ الكَرَامَةُ لِغَيرِهِ فَأَشرَفُ البِقَاعِ الحَرَمُ وَ أَشرَفُ الحَرَمِ المَسجِدُ وَ أَشرَفُ بِقَاعِ المَسجِدِ الكَعبَةُ وَ لَم يُولَد فِيهِ مَولُودٌ سِوَاهُ فَالمَولُودُ فِيهِ يَكُونُ فِي غَايَةِ الشّرَفِ وَ لَيسَ المَولُودُ فِي سَيّدِ الأَيّامِ يَومِ الجُمُعَةِ فِي الشّهرِ الحَرَامِ فِي البَيتِ الحَرَامِ سِوَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
15-فض ،[ كتاب الروضة]ضه ،[روضة الواعظين ]روُيَِ عَن مُجَاهِدٍ عَن أَبِي عَمرٍو وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَاكُنّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ دَخَلَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِّ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ وَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشّهَادَتَينِ وَ أَبُو الطّفَيلِ عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ فَجَثَوا بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص وَ الحُزنُ ظَاهِرٌ فِي وُجُوهِهِم فَقَالُوا فَدَينَاكَ بِالآبَاءِ وَ الأُمّهَاتِ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا نَسمَعُ مِن قَومٍ فِي أَخِيكَ وَ ابنِ عَمّكَ مَا يَحزُنُنَا وَ إِنّا نَستَأذِنُكَ فِي الرّدّ عَلَيهِم فَقَالَص وَ مَا عَسَاهُم يَقُولُونَ فِي أخَيِ وَ ابنِ عمَيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا يَقُولُونَ أَيّ فَضلٍ لعِلَيِّ فِي سَبقِهِ إِلَي الإِسلَامِ وَ إِنّمَا أَدرَكَهُ الإِسلَامُ طِفلًا وَ نَحوَ هَذَا القَولِ فَقَالَص فَهَذَا يَحزُنُكُم قَالُوا إيِ وَ اللّهِ فَقَالَ بِاللّهِ أَسأَلُكُم هَل عَلِمتُم مِنَ الكُتُبِ السّالِفَةِ أَنّ اِبرَاهِيمَ هَرَبَ بِهِ أَبُوهُ مِنَ
صفحه : 20
المَلِكِ الطاّغيِ فَوَضَعَت بِهِ أُمّهُ بَينَ أَثلَالٍ بِشَاطِئِ نَهَرٍ يَتَدَفّقُ يُقَالُ لَهُ حزران مِن غُرُوبِ الشّمسِ إِلَي إِقبَالِ اللّيلِ فَلَمّا وَضَعَتهُ وَ استَقَرّ عَلَي وَجهِ الأَرضِ قَامَ مِن تَحتِهَا يَمسَحُ وَجهَهُ وَ رَأسَهُ وَ يُكثِرُ مِن شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثُمّ أَخَذَ ثَوباً وَ اتّشَحَ بِهِ وَ أُمّهُ تَرَاهُ فَذُعِرَت مِنهُ ذُعراً شَدِيداً ثُمّ هَروَلَ بَينَ يَدَيهَا مَادّاً عَينَيهِ إِلَي السّمَاءِ فَكَانَ مِنهُ مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ نرُيِ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ رَأي كَوكَباً قالَ هذا ربَيّ إِلَي قَولِهِإنِيّ برَيِءٌ مِمّا تُشرِكُونَ وَ عَلِمتُم أَنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ كَانَ فِرعَونُ فِي طَلَبِهِ يَبقُرُ بُطُونَ النّسَاءِ الحَوَامِلِ وَ يَذبَحُ الأَطفَالَ لِيَقتُلَ مُوسَي فَلَمّا وَلَدَتهُ أُمّهُ أَمَرَهَا أَن تَأخُذَهُ مِن تَحتِهَا وَ تَقذِفَهُ فِي التّابُوتِ وَ تلُقيَِ التّابُوتَ فِي اليَمّ فَقَالَت وَ هيَِ ذَعِرَةٌ مِن كَلَامِهِ يَا بنُيَّ إنِيّ أَخَافُ عَلَيكَ الغَرَقَ فَقَالَ لَا تحَزنَيِ إِنّ اللّهَ يرَدُنّيِ إِلَيكِ فَبَقِيَت حَيرَانَةً حَتّي كَلّمَهَا مُوسَي وَ قَالَ لَهُم يَا أُمّ اقذفِيِنيِ فِي التّابُوتِ وَ ألَقيِ التّابُوتَ فِي اليَمّ فَقَالَ فَفَعَلَت مَا أُمِرَت بِهِ فبَقَيَِ فِي اليَمّ إِلَي أَن قَذَفَهُ فِي السّاحِلِ وَ رَدّهُ إِلَي أُمّهِ بِرُمّتِهِ لَا يَطعَمُ طَعَاماً وَ لَا يَشرَبُ شَرَاباً مَعصُوماً وَ روُيَِ أَنّ المُدّةَ كَانَت سَبعِينَ يَوماً وَ روُيَِ سَبعَةَ أَشهُرٍ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي حَالِ طُفُولِيّتِهِ
صفحه : 21
وَ لِتُصنَعَ عَلي عيَنيِ إِذ تمَشيِ أُختُكَ فَتَقُولُ هَل أَدُلّكُم عَلي مَن يَكفُلُهُ فَرَجَعناكَ إِلي أُمّكَ كيَ تَقَرّ عَينُها وَ لا تَحزَنَالآيَةَ وَ هَذَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِفَناداها مِن تَحتِها أَلّا تحَزنَيِ قَد جَعَلَ رَبّكِ تَحتَكِ سَرِيّا إِلَي قَولِهِإِنسِيّافَكَلّمَ أُمّهُ وَقتَ مَولِدِهِ وَ قَالَ حِينَ أَشَارَت إِلَيهِ فَقالُوا كَيفَ نُكَلّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيّاإنِيّ عَبدُ اللّهِ آتانيَِ الكِتابَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَتَكَلّمَ ع فِي وَقتِ وِلَادَتِهِ وَ أعُطيَِ الكِتَابَ وَ النّبُوّةَ وَ أوُصيَِ بِالصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ فِي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن مَولِدِهِ وَ كَلّمَهُم فِي اليَومِ الثاّنيِ مِن مَولِدِهِ وَ قَد عَلِمتُم جَمِيعاً أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خلَقَنَيِ وَ عَلِيّاً مِن نُورٍ وَاحِدٍ إِنّا كُنّا فِي صُلبِ آدَمَ نُسَبّحُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ نَقَلَنَا إِلَي أَصلَابِ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ النّسَاءِ يُسمَعُ تَسبِيحُنَا فِي الظّهُورِ وَ البُطُونِ فِي كُلّ عَهدٍ وَ عَصرٍ إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ وَ إِنّ نُورَنَا كَانَ يَظهَرُ فِي وُجُوهِ آبَائِنَا وَ أُمّهَاتِنَا حَتّي تَبَيّنَ أَسمَاؤُنَا مَخطُوطَةً بِالنّورِ عَلَي جِبَاهِهِم ثُمّ افتَرَقَ نُورُنَا فَصَارَ نِصفُهُ فِي عَبدِ اللّهِ وَ نِصفُهُ فِي أَبِي طَالِبٍ عمَيّ فَكَانَ يُسمَعُ تَسبِيحُنَا مِن ظُهُورِهِمَا وَ كَانَ أَبِي وَ عمَيّ إِذَا جَلَسَا فِي مَلَإٍ مِن قُرَيشٍ تَلَألَأَ نُورٌ فِي وُجُوهِهِمَا مِن دُونِهِم حَتّي إِنّ الهَوَامّ وَ السّبَاعَ يُسَلّمَانِ عَلَيهِمَا لِأَجلِ نُورِهِمَا إِلَي أَن خَرَجنَا مِن أَصلَابِ أَبَوَينَا وَ بُطُونِ أُمّهَاتِنَا وَ لَقَد هَبَطَ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ فِي وَقتِ وِلَادَةِ عَلِيّ فَقَالَ يَا حَبِيبَ اللّهِ العلَيِّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يُهَنّئُكَ بِوِلَادَةِ أَخِيكَ عَلِيّ وَ يَقُولُ هَذَا أَوَانُ ظُهُورِ نُبُوّتِكَ وَ إِعلَانِ وَحيِكَ وَ كَشفِ رِسَالَتِكَ إِذ أَيّدتُكَ بِأَخِيكَ وَ وَزِيرِكَ وَ صِنوِكَ وَ خَلِيفَتِكَ وَ مَن شَدَدتُ بِهِ أَزرَكَ وَ أَعلَنتُ بِهِ ذِكرَكَ فَقُم إِلَيهِ وَ استَقبِلهُ بِيَدِكَ اليُمنَي فَإِنّهُ مِن أَصحَابِ اليَمِينِ وَ شِيعَتُهُ الغُرّ المُحَجّلُونَ فَقُمتُ مُبَادِراً فَوَجَدتُ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ أُمّ عَلِيّ وَ قَد جَاءَ لَهَا المَخَاضُ وَ هيَِ بَينَ النّسَاءِ وَ القَوَابِلُ حَولَهَا فَقَالَ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ نُسجِفُ بَينَهَا وَ بَينَكَ
صفحه : 22
سِجفاً فَإِذَا وَضَعَت بعِلَيِّ تَتَلَقّاهُ فَفَعَلتُ مَا أُمِرتُ بِهِ ثُمّ قَالَ لِي امدُد يَدَكَ يَا مُحَمّدُ فَمَدَدتُ يدَيَِ اليُمنَي نَحوَ أُمّهِ فَإِذَا أَنَا بعِلَيِّ عَلَي يدَيِ وَاضِعاً يَدَهُ اليُمنَي فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ هُوَ يُؤَذّنُ وَ يُقِيمُ بِالحَنِيفِيّةِ وَ يَشهَدُ بِوَحدَانِيّةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ برِسِاَلاَتيِ ثُمّ انثَنَي إلِيَّ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ قَالَ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ أَقرَأُ قُلتُ اقرَأ فَوَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَقَد ابتَدَأَ بِالصّحُفِ التّيِ أَنزَلَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي آدَمَ فَقَامَ بِهَا ابنُهُ شَيثٌ فَتَلاهَا مِن أَوّلِ حَرفٍ فِيهَا إِلَي آخِرِ حَرفٍ فِيهَا حَتّي لَو حَضَرَ شَيثٌ لَأَقَرّ لَهُ أَنّهُ أَحفَظُ لَهُ مِنهُ ثُمّ تَلَا صُحُفَ نُوحٍ ثُمّ صُحُفَ اِبرَاهِيمَ ثُمّ قَرَأَ تَورَاةَ مُوسَي حَتّي لَو حَضَرَ مُوسَي لَأَقَرّ لَهُ بِأَنّهُ أَحفَظُ لَهَا مِنهُ ثُمّ قَرَأَ زَبُورَ دَاوُدَ حَتّي لَو حَضَرَ دَاوُدُ لَأَقَرّ بِأَنّهُ أَحفَظُ لَهَا مِنهُ ثُمّ قَرَأَ إِنجِيلَ عِيسَي حَتّي لَو حَضَرَ عِيسَي لَأَقَرّ بِأَنّهُ أَحفَظُ لَهَا مِنهُ ثُمّ قَرَأَ القُرآنَ ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ عَلَيّ مِن أَوّلِهِ إِلَي آخِرِهِ فَوَجَدتُهُ يَحفَظُ كحَفِظيِ لَهُ السّاعَةَ مِن غَيرِ أَن أَسمَعَ مِنهُ آيَةً ثُمّ خاَطبَنَيِ وَ خَاطَبتُهُ بِمَا يُخَاطِبُ الأَنبِيَاءُ الأَوصِيَاءَ ثُمّ عَادَ إِلَي حَالِ طُفُولِيّتِهِ وَ هَكَذَا أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً مِن نَسلِهِ فَلِمَ تَحزَنُونَ وَ مَا ذَا عَلَيكُم مِن قَولِ أَهلِ الشّكّ وَ الشّركِ بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أنَيّ أَفضَلُ النّبِيّينَ وَ
صفحه : 23
أَنّ وصَيِيّ أَفضَلُ الوَصِيّينَ وَ أَنّ أَبِي آدَمَ لَمّا رَأَي اسميِ وَ اسمَ عَلِيّ وَ ابنتَيِ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ أَسمَاءَ أَولَادِهِم مَكتُوبَةً عَلَي سَاقِ العَرشِ بِالنّورِ قَالَ إلِهَيِ وَ سيَدّيِ هَل خَلَقتَ خَلقاً هُوَ أَكرَمُ عَلَيكَ منِيّ فَقَالَ يَا آدَمُ لَو لَا هَذِهِ الأَسمَاءُ لَمَا خَلَقتُ سَمَاءً مَبنِيّةً وَ لَا أَرضاً مَدحِيّةً وَ لَا مَلَكاً مُقَرّباً وَ لَا نَبِيّاً مُرسَلًا وَ لَا خَلَقتُكَ يَا آدَمُ فَلَمّا عَصَي آدَمُ رَبّهُ وَ سَأَلَهُ بِحَقّنَا أَن يَتَقَبّلَ تَوبَتَهُ وَ يَغفِرَ خَطِيئَتَهُ فَأَجَابَهُ وَ كُنّا الكَلِمَاتِ تَلَقّاهَا آدَمُ مِن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ فَتَابَ عَلَيهِ وَ غَفَرَ لَهُ فَقَالَ لَهُ يَا آدَمُ أَبشِر فَإِنّ هَذِهِ الأَسمَاءَ مِن ذُرّيّتِكَ وَ وُلدِكَ فَحَمِدَ آدَمُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ افتَخَرَ عَلَي المَلَائِكَةِ بِنَا وَ إِنّ هَذَا مِن فَضلِنَا وَ فَضلِ اللّهِ عَلَينَا فَقَامَ سَلمَانُ وَ مَن مَعَهُ وَ هُم يَقُولُونَ نَحنُ الفَائِزُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتُمُ الفَائِزُونَ وَ لَكُم خُلِقَتِ الجَنّةُ وَ لِأَعدَائِنَا وَ أَعدَائِكُم خُلِقَتِ النّارُ
بيان السجف بالفتح والكسر الستر وأسجفت الستر أي أرسلته
16- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وُلِدَ ع فِي البَيتِ الحَرَامِ يَومَ الجُمُعَةِ الثّالِثَ عَشَرَ مِن رَجَبٍ بَعدَ عَامِ الفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وَ رَوَي ابنُ هَمّامٍ بَعدَ تِسعٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً
17- ضه ،[روضة الواعظين ]رَوَي مُحَمّدُ بنُ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ ضَرَبَهَا الطّلقُ وَ هيَِ فِي الطّوَافِ فَدَخَلَتِ الكَعبَةَ فَوَلَدَت أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِيهَا
قال عمرو بن عثمان ذكرت هذاالحديث لسلمة بن الفضيل فقال حدثني محمد بن إسحاق عن عمه موسي بن بشار أن علي بن أبي طالب ع ولد في الكعبة
صفحه : 24
أقول سيأتي بعض أخبار حليته في الباب الآتي
18- يف ،[الطرائف ]رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ عَن زَاذَانَ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ قَالَ سَمِعتُ حبَيِبيِ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُوراً بَينَ يدَيَِ اللّهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِأَربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ قَسّمَ ذَلِكَ النّورَ جُزءَينِ فَجُزءٌ أَنَا وَ جُزءٌ عَلِيّ
وَ رَوَي هَذَا الحَدِيثَ ابنُ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ وَ ابنُ المغَاَزلِيِّ فِي المَنَاقِبِ قَالَا فِيهِ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ رَكّبَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَل فِي شَيءٍ وَاحِدٍ حَتّي افتَرَقَا فِي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ ففَيِّ النّبُوّةُ وَ فِي عَلِيّ الخِلَافَةُ
وَ رَوَاهُ ابنُ المغَاَزلِيِّ أَيضاً فِي طَرِيقٍ آخَرَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ النّبِيّص وَ قَالَ فِي آخِرِهِ حَتّي قَسَمَهُ جُزءَينِ فَجَعَلَ جُزءاً فِي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ جُزءاً فِي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ فأَخَرجَنَيِ نَبِيّاً وَ أَخرَجَ عَلِيّاً وَصِيّاً
فض ،[ كتاب الروضة] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَن سَلمَانَ مِثلَ رِوَايَةِ الفِردَوسِ
أقول أورد العلامة رحمه الله تلك الروايات بتلك الأسانيد في كتاب كشف الحق
19-يف ،[الطرائف ]رَوَي الثعّلبَيِّ فِي تَفسِيرِهِ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ كَانَ مِن نِعَمِ اللّهِ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَا صَنَعَ اللّهُ لَهُ وَ زَادَهُ مِنَ الخَيرِ أَنّ قُرَيشاً أَصَابَتهُم أَزمَةٌ شَدِيدَةٌ وَ أَبَا طَالِبٍ كَانَ ذَا عِيَالٍ كَثِيرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 25
ص لِلعَبّاسِ عَمّهِ وَ كَانَ مِن أَيسَرِ بنَيِ هَاشِمٍ يَا عَبّاسُ أَخُوكَ أَبُو طَالِبٍ كَثِيرُ العِيَالِ وَ قَد أَصَابَ النّاسَ مَا تَرَي مِن هَذِهِ الأَزمَةِ فَانطَلِق بِنَا فَلنُخَفّف عَنهُ عِيَالَهُ آخُذُ أَنَا مِن بَنِيهِ رَجُلًا وَ تَأخُذُ أَنتَ مِن بَنِيهِ رَجُلًا فَنَكفِيهِمَا عَنهُ مِن عِيَالِهِ قَالَ العَبّاسُ نَعَم فَانطَلَقَا حَتّي أَتَيَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالَا نُرِيدُ أَن نُخَفّفَ عَنكَ عِيَالَكَ حَتّي يَنكَشِفَ عَنِ النّاسِ مَا هُم فِيهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إِن تَرَكتُمَا لِي عَقِيلًا فَاصنَعَا مَا شِئتُمَا فَأَخَذَ النّبِيّص عَلِيّاً فَضَمّهُ إِلَيهِ وَ أَخَذَ العَبّاسُ جَعفَراً فَضَمّهُ إِلَيهِ فَلَم يَزَل عَلِيّ مَعَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي بَعَثَهُ اللّهُ نَبِيّاً وَ اتّبَعَهُ عَلِيّ ع فَآمَنَ بِهِ وَ صَدّقَهُ وَ لَم يَزَل جَعفَرٌ عِندَ العَبّاسِ حَتّي أَسلَمَ وَ استَغنَي عَنهُ
20- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ خُلِقَ النّاسُ مِن شَجَرٍ شَتّي وَ خُلِقتُ أَنَا وَ أَنتَ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ أَنَا أَصلُهَا وَ أَنتَ فَرعُهَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَغصَانُهَا وَ شِيعَتُنَا وَرَقُهَا فَمَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ
21- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ المُنعِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرٍ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ عَبدِ المُنعِمِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَ لَا أُبَشّرُكَ أَ لَا أَمنَحُكَ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فإَنِيّ خُلِقتُ أَنَا وَ أَنتَ مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ فَفَضَلَت مِنهَا فَضلَةٌ فَخُلِقَ مِنهَا شِيعَتُنَا فَإِذَا كَانَ
صفحه : 26
يَومُ القِيَامَةِ دعُيَِ النّاسُ بِأُمّهَاتِهِم إِلّا شِيعَتَكَ فَإِنّهُم يُدعَونَ بِأَسمَاءِ آبَائِهِم لِطِيبِ مَولِدِهِم
22-شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عِمرَانَ بنِ مُحَسّنٍ عَن يُونُسَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ كَامِلٍ ابنِ عَمّ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ عَنِ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ أَنّ المَنصُورَ كَانَ قَبلَ الدّولَةِ كَالمُنقَطِعِ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَسَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع عَلَي عَهدِ مَروَانَ الحِمَارِ عَن سَجدَةِ الشّكرِ التّيِ سَجَدَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا كَانَ سَبَبُهَا فحَدَثّنَيِ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَجّهَهُ فِي أَمرٍ مِن أُمُورِهِ فَحَسُنَ فِيهِ بَلَاؤُهُ وَ عَظُمَ عَنَاؤُهُ فَلَمّا قَدِمَ مِن وَجهِهِ ذَلِكَ أَقبَلَ إِلَي المَسجِدِ وَ رَسُولُ اللّهِص قَد خَرَجَ يصُلَيّ الصّلَاةَ فَصَلّي مَعَهُ فَلَمّا انصَرَفَ مِنَ الصّلَاةِ أَقبَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَاعتَنَقَهُ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ سَأَلَهُ عَن مَسِيرِهِ ذَلِكَ وَ مَا صَنَعَ فِيهِ فَجَعَلَ عَلِيّ ع يُحَدّثُهُ وَ أساير[أَسَارِيرُ وَجهِ] رَسُولِ اللّهِ تَلمَعُ سُرُوراً بِمَا حَدّثَهُ فَلَمّا أَتَي ع عَلَي حَدِيثِهِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُبَشّرُكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ فَدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ فَكَم مِن خَيرٍ بَشّرتَ بِهِ قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ هَبَطَ عَلَيّ فِي وَقتِ الزّوَالِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ هَذَا ابنُ عَمّكَ عَلِيّ وَارِدٌ عَلَيكَ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَبلَي المُسلِمِينَ بِهِ بَلَاءً حَسَناً وَ إِنّهُ كَانَ مِن صُنعِهِ كَذَا وَ كَذَا فحَدَثّنَيِ بِمَا أنَبأَتنَيِ بِهِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِنّهُ نَجَا مِن ذُرّيّةِ آدَمَ مَن تَوَلّي شَيثَ بنَ آدَمَ وصَيِّ أَبِيهِ آدَمَ بِشَيثٍ وَ نَجَا شَيثٌ بِأَبِيهِ آدَمَ وَ نَجَا آدَمُ بِاللّهِ يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي سَامَ بنَ نُوحٍ وصَيِّ أَبِيهِ نُوحٍ بِسَامٍ وَ نَجَا سَامٌ بِنُوحٍ وَ نَجَا نُوحٌ بِاللّهِ يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي إِسمَاعِيلَ بنَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ وصَيِّ أَبِيهِ اِبرَاهِيمَ بِإِسمَاعِيلَ وَ نَجَا إِسمَاعِيلُ بِإِبرَاهِيمَ وَ نَجَا اِبرَاهِيمُ بِاللّهِ يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي يُوشَعَ بنَ نُونٍ وصَيِّ مُوسَي بِيُوشَعَ وَ نَجَا يُوشَعُ بِمُوسَي وَ نَجَا مُوسَي بِاللّهِ
صفحه : 27
يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي شَمعُونَ الصّفَا وصَيِّ عِيسَي بِشَمعُونَ وَ نَجَا شَمعُونُ بِعِيسَي وَ نَجَا عِيسَي بِاللّهِ يَا مُحَمّدُ وَ نَجَا مَن تَوَلّي عَلِيّاً وَزِيرَكَ فِي حَيَاتِكَ وَ وَصِيّكَ عِندَ وَفَاتِكَ بعِلَيِّ وَ نَجَا عَلِيّ بِكَ وَ نَجَوتَ أَنتَ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ جَعَلَكَ سَيّدَ الأَنبِيَاءِ وَ جَعَلَ عَلِيّاً سَيّدَ الأَوصِيَاءِ وَ خَيرَهُم وَ جَعَلَ الأَئِمّةَ مِن ذُرّيّتِكُمَا إِلَي أَن يَرِثَ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا فَسَجَدَ عَلِيّ ع وَ جَعَلَ يُقَبّلُ الأَرضَ شُكراً لِلّهِ تَعَالَي وَ إِنّ اللّهَ جَلّ اسمُهُ خَلَقَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع أَشبَاحاً يُسَبّحُونَهُ وَ يُمَجّدُونَهُ وَ يُهَلّلُونَهُ بَينَ يدَيَ عَرشِهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِأَربَعَةَ عَشَرَ آلَافِ عَامٍ فَجَعَلَهُم نُوراً يَنقُلُهُم فِي ظُهُورِ الأَخيَارِ مِنَ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ الخَيرَاتِ المُطَهّرَاتِ وَ المُهَذّبَاتِ مِنَ النّسَاءِ مِن عَصرٍ إِلَي عَصرٍ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُبَيّنَ لَنَا فَضلَهُم وَ يُعَرّفَنَا مَنزِلَتَهُم وَ يُوجِبَ عَلَينَا حَقّهُم أَخَذَ ذَلِكَ النّورَ فَقَسَمَهُ قِسمَينِ جَعَلَ قِسماً فِي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَكَانَ مِنهُ مُحَمّدٌ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ خَاتَمُ المُرسَلِينَ وَ جَعَلَ فِيهِ النّبُوّةَ وَ جَعَلَ القِسمَ الثاّنيَِ فِي عَبدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَبُو طَالِبِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ فَكَانَ مِنهُ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ جَعَلَهُ رَسُولُ اللّهِ وَلِيّهُ وَ وَصِيّهُ وَ خَلِيفَتَهُ وَ زَوجَ ابنَتِهِ وَ قاَضيَِ دَينِهِ وَ كَاشِفَ كُربَتِهِ وَ مُنجِزَ وَعدِهِ وَ نَاصِرَ دِينِهِ
توضيح قال الجوهري السرر واحد أسرار الكهف والجبهة وهي خطوطها وجمع الجمع أسارير و في الحديث تبرق أسارير وجهه
23-يج ،[الخرائج والجرائح ] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ دَاهِرٍ عَنِ الحمَاّميِّ عَن مُحَمّدِ بنِ فَضلٍ عَن ثَورِ بنِ يَزِيدَ عَن خَالِدِ بنِ سَعدٍ عَن سَعدَانَ قَالَ قَالَ النّبِيّص
صفحه : 28
كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُوراً بَينَ يدَيَِ اللّهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِأَربَعَةَ عَشَرَ آلاف [أَلفَ]سَنَةٍ فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكَ النّورَ جُزءَينِ وَ رَكّبَهُ فِي صُلبِ آدَمَ وَ أَهبَطَهُ إِلَي الأَرضِ ثُمّ حَمَلَهُ فِي السّفِينَةِ فِي صُلبِ نُوحٍ ثُمّ قَذَفَهُ فِي النّارِ فِي صُلبِ اِبرَاهِيمَ فَجُزءٌ أَنَا وَ جُزءٌ عَلِيّ وَ النّورُ الحَقّ يَزُولُ مَعَنَا حَيثُ زُلنَا
كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مِن مَنَاقِبِ الخوُارزَميِّ عَن سَلمَانَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ جُزءٌ عَلِيّ
24-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن رِجَالِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ نُورَ مُحَمّدٍ مِنِ اختِرَاعِهِ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ وَ جَلَالِهِ وَ هُوَ نُورُ لَاهُوتِيّتِهِ ألّذِي تَبَدّي وَ تَجَلّي لِمُوسَي ع فِي طُورِ سَينَاءَ فَمَا استَقَرّ لَهُ وَ لَا أَطَاقَ مُوسَي لِرُؤيَتِهِ وَ لَا ثَبَتَ لَهُ حَتّي خَرّ صَعِقاً مَغشِيّاً عَلَيهِ وَ كَانَ ذَلِكَ النّورُ نُورَ مُحَمّدٍص فَلَمّا أَرَادَ أَن يَخلُقَ مُحَمّداً مِنهُ قَسَمَ ذَلِكَ النّورَ شَطرَينِ فَخَلَقَ مِنَ الشّطرِ الأَوّلِ مُحَمّداً وَ مِنَ الشّطرِ الآخَرِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ لَم يَخلُق مِن ذَلِكَ النّورِ غَيرَهُمَا خَلَقَهُمَا بِيَدِهِ وَ نَفَخَ فِيهِمَا بِنَفسِهِ لِنَفسِهِ وَ صَوّرَهُمَا عَلَي صُورَتِهِمَا وَ جَعَلَهُمَا أُمَنَاءَ لَهُ وَ شُهَدَاءَ عَلَي خَلقِهِ وَ خُلَفَاءَ عَلَي خَلِيقَتِهِ وَ عَيناً لَهُ عَلَيهِم وَ لِسَاناً لَهُ إِلَيهِم قَدِ استَودَعَ فِيهِمَا عِلمَهُ وَ عَلّمَهُمَا البَيَانَ وَ استَطلَعَهُمَا عَلَي غَيبِهِ وَ بِهِمَا فَتَحَ بَدءَ الخَلَائِقِ وَ بِهِمَا يَختِمُ المُلكَ وَ المَقَادِيرَ ثُمّ اقتَبَسَ مِن نُورِ مُحَمّدٍ فَاطِمَةَ ابنَتَهُ كَمَا اقتَبَسَ نُورَهُ مِنَ المَصَابِيحِ هُم خُلِقُوا مِنَ الأَنوَارِ وَ انتَقَلُوا مِن ظَهرٍ إِلَي ظَهرٍ وَ صُلبٍ إِلَي صُلبٍ وَ مِن رَحِمٍ إِلَي رَحِمٍ فِي الطّبَقَةِ العُليَا مِن غَيرِ نَجَاسَةٍ بَل نَقلٍ بَعدَ نَقلٍ لَا مِن مَاءٍ مَهِينٍ وَ لَا نُطفَةٍ خَشِرَةٍ كَسَائِرِ خَلقِهِ بَل أَنوَارٌ انتَقَلُوا مِن أَصلَابِ الطّاهِرِينَ إِلَي أَرحَامِ الطّاهِرَاتِ لِأَنّهُم صَفوَةُ الصّفوَةِ اصطَفَاهُم لِنَفسِهِ لِأَنّهُ لَا يُرَي وَ لَا يُدرَكُ وَ لَا تُعرَفُ كَيفِيّتُهُ وَ لَا إِنّيّتُهُ فَهَؤُلَاءِ النّاطِقُونَ المُبَلّغُونَ عَنهُ المُتَصَرّفُونَ فِي أَمرِهِ وَ نَهيِهِ فَبِهِم تَظهَرُ قُدرَتُهُ وَ مِنهُم تُرَي آيَاتُهُ وَ مُعجِزَاتُهُ وَ بِهِم وَ مِنهُم
صفحه : 29
عِبَادَةُ نَفسِهِ وَ بِهِم يُطَاعُ أَمرُهُ وَ لَولَاهُم مَا عُرِفَ اللّهُ وَ لَا يُدرَي كَيفَ يُعبَدُ الرّحمَنُ فَاللّهُ يجَريِ أَمرَهُ كَيفَ يَشَاءُ فِيمَا يَشَاءُلا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ وَ هُم يُسئَلُونَ
بيان الخُشارة الرديء من كل شيء
25-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ مَرفُوعاً إِلَي مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ قَالَسَأَلَ ابنُ مِهرَانَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيوَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ إِنّا كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَأَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا رَآهُ النّبِيّص تَبَسّمَ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ مَرحَباً بِمَن خَلَقَهُ اللّهُ قَبلَ آدَمَ بِأَربَعِينَ أَلفَ عَامٍ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ كَانَ الِابنُ قَبلَ الأَبِ قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ تَعَالَي خلَقَنَيِ وَ خَلَقَ عَلِيّاً قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِهَذِهِ المُدّةِ وَ خَلَقَ نُوراً فَقَسَمَهُ نِصفَينِ فخَلَقَنَيِ مِن نِصفِهِ وَ خَلَقَ عَلِيّاً مِنَ النّصفِ الآخَرِ قَبلَ الأَشيَاءِ كُلّهَا ثُمّ خَلَقَ الأَشيَاءَ فَكَانَت مُظلِمَةً فَنُورُهَا مِن نوُريِ وَ نُورِ عَلِيّ ثُمّ جَعَلَنَا عَن يَمِينِ العَرشِ ثُمّ خَلَقَ المَلَائِكَةَ فَسَبّحنَا فَسَبّحَتِ المَلَائِكَةُ وَ هَلّلنَا فَهَلّلَتِ المَلَائِكَةُ وَ كَبّرنَا فَكَبّرَتِ المَلَائِكَةُ فَكَانَ ذَلِكَ مِن تعَليِميِ وَ تَعلِيمِ عَلِيّ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي عِلمِ اللّهِ السّابِقِ أَن لَا يَدخُلَ النّارَ مُحِبّ لِي وَ لعِلَيِّ وَ لَا يَدخُلَ الجَنّةَ مُبغِضٌ لِي وَ لعِلَيِّ أَلَا وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ المَلَائِكَةَ بِأَيدِيهِم أَبَارِيقُ اللّجَينِ مَملُوءَةٌ مِن مَاءِ الحَيَاةِ مِنَ الفِردَوسِ فَمَا أَحَدٌ مِن شِيعَةِ عَلِيّ إِلّا وَ هُوَ طَاهِرُ الوَالِدَينِ تقَيِّ نقَيِّ مُؤمِنٌ بِاللّهِ فَإِذَا أَرَادَ أَبُو أَحَدِهِم أَن يُوَاقِعَ أَهلَهُ جَاءَ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ الّذِينَ بِأَيدِيهِم أَبَارِيقُ مِن مَاءِ الجَنّةِ فَيَطرَحُ مِن ذَلِكَ المَاءِ فِي آنِيَتِهِ التّيِ يَشرَبُ مِنهَا فَيَشرَبُ مِن ذَلِكَ المَاءِ وَ يُنبِتُ الإِيمَانَ فِي قَلبِهِ كَمَا يُنبِتُ الزّرعَ فَهُم عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِم وَ مِن نَبِيّهِم وَ مِن وَصِيّهِم عَلِيّ وَ مِنِ ابنتَيَِ الزّهرَاءِ ثُمّ الحَسَنِ ثُمّ الحُسَينِ ثُمّ الأَئِمّةِ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَنِ الأَئِمّةُ قَالَ إِحدَي عَشرَةَ منِيّ وَ أَبُوهُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
صفحه : 30
ثُمّ قَالَ النّبِيّص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ مَحَبّةَ عَلِيّ وَ الإِيمَانَ سَبَبَينِ
26- مد،[العمدة] مِن مَنَاقِبِ ابنِ المغَاَزلِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ التّبِيعِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَلّامٍ عَن عُمَرَ بنِ أَحمَدَ بنِ رُوحٍ الساّجيِّ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ المكَيّّ الداّرمِيِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ كُنتُ جَالِساً مَعَ أَبِي وَ نَحنُ نَزُورُ قَبرَ جَدّنَا ع وَ هُنَاكَ نِسوَانٌ كَثِيرَةٌ إِذ أَقبَلَتِ امرَأَةٌ مِنهُنّ فَقُلتُ لَهَا مَن أَنتِ رَحِمَكِ اللّهُ قَالَت أَنَا زَيدَةُ بِنتُ العَجلَانِ مِن بنَيِ سَاعِدَةَ فَقُلتُ لَهَا فَهَل عِندَكِ شَيءٌ تُحَدّثِينَا بِهِ قَالَت إيِ وَ اللّهِ حدَثّتَنيِ أمُيّ أُمّ عُمَارَةَ بِنتُ عُبَادَةَ بنِ فَضلِ بنِ مَالِكِ بنِ العَجلَانِ الساّعدِيِّ أَنّهَا كَانَت ذَاتَ يَومٍ فِي نِسَاءٍ مِنَ العَرَبِ إِذ أَقبَلَ أَبُو طَالِبٍ كَئِيباً حَزِيناً فَقُلتُ مَا شَأنُكَ يَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ فِي شِدّةِ المَخَاضِ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي وَجهِهِ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَ مُحَمّدٌ فَقَالَ مَا شَأنُكَ يَا عَمّ فَقَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ تشَتكَيِ المَخَاضَ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ وَ جَاءَا وَ قُمنَ مَعَهُ فَجَاءَ بِهَا إِلَي الكَعبَةِ فَأَجلَسَهَا فِي الكَعبَةِ ثُمّ قَالَ اجلسِيِ عَلَي اسمِ اللّهِ قَالَت فَطَلِقَت طَلقَةً فَوَلَدَت غُلَاماً مَسرُوراً نَظِيفاً مُنَظّفاً لَم أَرَ كَحُسنِ وَجهِهِ فَسَمّاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيّاً وَ حَمَلَهُ النّبِيّ حَتّي إِذَا أَدّاهُ إِلَي مَنزِلِهَا قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَوَ اللّهِ مَا سَمِعتُ بشِيَءٍ قَطّ إِلّا وَ هَذَا أَحسَنُ مِنهُ
صفحه : 31
يف ،[الطرائف ] مِن مَنَاقِبِ ابنِ المغَاَزلِيِّ مُرسَلًا مِثلَهُ
أَقُولُ وَ رَوَي فِي الفُصُولِ المُهِمّةِ مِثلَهُ وَ زَادَ بَعدَ قَولِهِ فَسَمّاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيّاً وَ قَالَ
سَمّيتُهُ بعِلَيِّ كيَ يَدُومَ لَهُ | عِزّ العُلُوّ وَ فَخرُ العِزّ أَدوَمُهُ |
27- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ وَ رِزقِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ وَ اللّفظُ لَهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الماَزدِيِّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ هَمّامٍ عَن أَبِيهِ عَن مِينَا مَولَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنَا الشّجَرَةُ وَ فَاطِمَةُ فَرعُهَا وَ عَلِيّ لِقَاحُهَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ثَمَرُهَا وَ زَادَ رِزقُ اللّهِ وَ شِيعَتُنَا وَرَقُهَا الشّجَرَةُ أَصلُهَا فِي جَنّةِ عَدنٍ وَ الفَرعُ وَ الوَرَقُ وَ الثّمَرُ فِي الجَنّةِ
28- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ البصَريِّ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الأَحمَرِ عَن نَصرِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الوَهّابِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن حُمَيدٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ عَلَي يَمِينِ العَرشِ نُسَبّحُ اللّهَ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بأِلَفيَ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ جَعَلَنَا فِي صُلبِهِ ثُمّ نَقَلَنَا مِن صُلبٍ إِلَي صُلبٍ فِي أَصلَابِ الطّاهِرِينَ وَ أَرحَامِ المُطَهّرَاتِ حَتّي انتَهَينَا إِلَي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَسَمَنَا قِسمَينِ فَجَعَلَ فِي عَبدِ اللّهِ نِصفاً وَ فِي أَبِي طَالِبٍ نِصفاً وَ جَعَلَ النّبُوّةَ وَ الرّسَالَةَ فِيّ وَ جَعَلَ الوَصِيّةَ وَ القَضِيّةَ فِي عَلِيّ ثُمّ اختَارَ لَنَا اسمَينِ اشتَقّهُمَا مِن أَسمَائِهِ فَاللّهُ مَحمُودٌ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ اللّهُ العلَيِّ وَ هَذَا عَلِيّ فَأَنَا لِلنّبُوّةِ وَ الرّسَالَةِ وَ عَلِيّ لِلوَصِيّةِ وَ القَضِيّةِ
29- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ حَشِيشٍ عَن عَلِيّ بنِ القَاسِمِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مُطَاعٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَسَنٍ القَوّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَلَمَةَ الواَسطِيِّ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَن
صفحه : 32
حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَرَكِبَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ بَغلَتَهُ فَانطَلَقَ إِلَي جَبَلِ آلِ فُلَانٍ وَ قَالَ يَا أَنَسُ خُذِ البَغلَةَ وَ انطَلِق إِلَي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا تَجِد عَلِيّاً جَالِساً يُسَبّحُ بِالحَصَي فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ احمِلهُ عَلَي البَغلَةِ وَ أتِ بِهِ إلِيَّ قَالَ أَنَسٌ فَذَهَبتُ فَوَجَدتُ عَلِيّاً ع كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَحَمَلتُهُ عَلَي البَغلَةِ فَأَتَيتُ بِهِ إِلَيهِ فَلَمّا أَن بَصُرَ بِرَسُولِ اللّهِص قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَبَا الحَسَنِ اجلِس فَإِنّ هَذَا مَوضِعٌ قَد جَلَسَ فِيهِ سَبعُونَ نَبِيّاً مُرسَلًا مَا جَلَسَ فِيهِ مِنَ الأَنبِيَاءِ أَحَدٌ إِلّا وَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ وَ قَد جَلَسَ فِي مَوضِعِ كُلّ نبَيِّ أَخٌ لَهُ مَا جَلَسَ مِنَ الإِخوَةِ أَحَدٌ إِلّا وَ أَنتَ خَيرٌ مِنهُ قَالَ أَنَسٌ فَنَظَرتُ إِلَي سَحَابَةٍ قَد أَظَلّتهُمَا وَ دَنَت مِن رُؤوسِهِمَا فَمَدّ النّبِيّص يَدَهُ إِلَي السّحَابَةِ فَتَنَاوَلَ عُنقُودَ عِنَبٍ فَجَعَلَهُ بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ وَ قَالَ كُل يَا أخَيِ فَهَذِهِ هَدِيّةٌ مِنَ اللّهِ تَعَالَي إلِيَّ ثُمّ إِلَيكَ قَالَ أَنَسٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ عَلِيّ أَخُوكَ قَالَ نَعَم عَلِيّ أخَيِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ صِف لِي كَيفَ عَلِيّ أَخُوكَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ مَاءً تَحتَ العَرشِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَامٍ وَ أَسكَنَهُ فِي لُؤلُؤَةٍ خَضرَاءَ فِي غَامِضِ عِلمِهِ إِلَي أَن يَخلُقَ آدَمَ فَلَمّا أَن خَلَقَ آدَمَ نَقَلَ ذَلِكَ المَاءَ مِنَ اللّؤلُؤَةِ فَأَجرَاهُ فِي صُلبِ آدَمَ إِلَي أَن قَبَضَهُ اللّهُ ثُمّ نَقَلَهُ فِي صُلبِ شَيثٍ فَلَم يَزَل ذَلِكَ المَاءُ يَنتَقِلُ مِن ظَهرٍ إِلَي ظَهرٍ حَتّي صَارَ فِي عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ شَقّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نِصفَينِ فَصَارَ نِصفُهُ فِي أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ نِصفُهُ فِي أَبِي طَالِبٍ فَأَنَا مِن نِصفِ المَاءِ وَ عَلِيّ مِنَ النّصفِ الآخَرِ فعَلَيِّ أخَيِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ ثُمّ قَرَأَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ
صفحه : 33
الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ كانَ رَبّكَ قَدِيراً
30- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الهاَشمِيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ البصَريِّ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُوراً بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِأَربَعَةِ آلَافِ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ سَلَكَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَلِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَنقُلُهُ مِن صُلبٍ إِلَي صُلبٍ حَتّي أَقَرّهُ فِي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ أَخرَجَهُ مِن صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَسَمَهُ قِسمَينِ فَصَيّرَ قسِميِ فِي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ قِسمَ عَلِيّ فِي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ فعَلَيِّ منِيّ وَ أَنَا مِن عَلِيّ لَحمُهُ مِن لحَميِ وَ دَمُهُ مِن دمَيِ فَمَن أحَبَنّيِ فبَحِبُيّ أَحَبّهُ وَ مَن أَبغَضَهُ فبَبِغُضيِ أَبغَضَهُ
كشف ،[كشف الغمة] مِن مَنَاقِبِ الخوُارزَميِّ بِالإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع مِثلَهُ
31- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ النيّساَبوُريِّ وَ مَا لَقِيتُ أَنصَبَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ عَن وَكِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسرَائِيلَ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ خُلِقتُ أَنَا وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبّحُ اللّهَ يَمنَةَ العَرشِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بأِلَفيَ عَامٍ فَلَمّا أَن خَلَقَ اللّهُ آدَمَ جَعَلَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد سَكَنَ الجَنّةَ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد هَمّ بِالخَطِيئَةِ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد رَكِبَ نُوحٌ فِي السّفِينَةِ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ قَد قُذِفَ اِبرَاهِيمُ فِي النّارِ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَل يَنقُلُنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن أَصلَابٍ طَاهِرَةٍ إِلَي أَرحَامٍ طَاهِرَةٍ حَتّي انتَهَي بِنَا إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ لَم يلُمِنّيِ السّفَاحُ قَطّ فَقَسَمَنَا بِنِصفَينِ فجَعَلَنَيِ فِي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ جَعَلَ
صفحه : 34
عَلِيّاً فِي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ وَ جَعَلَ فِيّ النّبُوّةَ وَ البَرَكَةَ وَ جَعَلَ فِي عَلِيّ الفَصَاحَةَ وَ الفُرُوسِيّةَ وَ شَقّ لَنَا اسمَينِ مِن أَسمَائِهِ فَذُو العَرشِ مَحمُودٌ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ اللّهُ الأَعلَي وَ هَذَا عَلِيّ
32- ع ،[علل الشرائع ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَارُونَ الهيَثمَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي الثّلجِ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن مُنذِرٍ الشراك عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عُلَيّةَ عَن أَسلَمَ بنِ مَيسَرَةَ العجِليِّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خلَقَنَيِ وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ قَبلَ أَن يَخلُقَ الدّنيَا بِسَبعَةِ آلَافِ عَامٍ قُلتُ فَأَينَ كُنتُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قُدّامَ العَرشِ نُسَبّحُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ نُحَمّدُهُ وَ نُقَدّسُهُ وَ نُمَجّدُهُ قُلتُ عَلَي أَيّ مِثَالٍ قَالَ أَشبَاحِ نُورٍ حَتّي إِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَخلُقَ صُوَرَنَا صَيّرَنَا عَمُودَ نُورٍ ثُمّ قَذَفَنَا فِي صُلبِ آدَمَ ثُمّ أَخرَجَنَا إِلَي أَصلَابِ الآبَاءِ وَ أَرحَامِ الأُمّهَاتِ وَ لَا يُصِيبُنَا نَجَسُ الشّركِ وَ لَا سِفَاحُ الكُفرِ يَسعَدُ بِنَا قَومٌ وَ يَشقَي بِنَا آخَرُونَ فَلَمّا صَيّرَنَا إِلَي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ أَخرَجَ ذَلِكَ النّورَ فَشَقّهُ نِصفَينِ فَجَعَلَ نِصفَهُ فِي عَبدِ اللّهِ وَ نِصفَهُ فِي أَبِي طَالِبٍ ثُمّ أَخرَجَ النّصفَ ألّذِي لِي إِلَي آمِنَةَ وَ النّصفَ ألّذِي لعِلَيِّ إِلَي فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ فأَخَرجَتَنيِ آمِنَةُ وَ أَخرَجَت فَاطِمَةُ عَلِيّاً ثُمّ أَعَادَ عَزّ وَ جَلّ العَمُودَ إلِيَّ فَخَرَجَت منِيّ فَاطِمَةُ ثُمّ أَعَادَ عَزّ وَ جَلّ العَمُودَ إِلَي عَلِيّ فَخَرَجَ مِنهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يعَنيِ مِنَ النّصفَينِ جَمِيعاً فَمَا كَانَ مِن نُورِ عَلِيّ فَصَارَ فِي وُلدِ الحَسَنِ وَ مَا كَانَ مِن نوُريِ فَصَارَ فِي وُلدِ الحُسَينِ فَهُوَ يَنتَقِلُ فِي الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
33- ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ الحَافِظُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ التمّيِميِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خُلِقتُ أَنَا وَ عَلِيّ مِن نُورٍ وَاحِدٍ
صفحه : 35
34- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِّ ع النّاسُ مِن أَشجَارٍ شَتّي وَ أَنَا وَ أَنتَ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ
35- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنذِرِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أخَرجَنَيِ وَ رَجُلًا معَيِ مِن ظَهرٍ إِلَي ظَهرٍ مِن صُلبِ آدَمَ حَتّي خَرَجنَا مِن صُلبِ أَبِينَا فَسَبَقتُهُ بِفَضلِ هَذِهِ عَلَي هَذِهِ وَ ضَمّ بَينَ السّبّابَةِ وَ الوُسطَي وَ هُوَ النّبُوّةُ فَقِيلَ لَهُ مَن هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
36- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ لِيَ النّبِيّص يَا عَلِيّ خلَقَنَيَِ اللّهُ تَعَالَي وَ أَنتَ مِن نُورِهِ حِينَ خَلَقَ آدَمَ فَأَفرَغَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ فَأَفضَي بِهِ إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ افتَرَقَا مِن عَبدِ المُطّلِبِ أَنَا فِي عَبدِ اللّهِ وَ أَنتَ فِي أَبِي طَالِبٍ لَا تَصلُحُ النّبُوّةُ إِلّا لِي وَ لَا تَصلُحُ الوَصِيّةُ إِلّا لَكَ فَمَن جَحَدَ وَصِيّتَكَ جَحَدَ نبُوُتّيِ وَ مَن جَحَدَ نبُوُتّيِ أَكَبّهُ اللّهُ عَلَي مَنخِرَيهِ فِي النّارِ
أقول أوردت بعض أخبار نوره في باب بدء خلقهم و باب مناقب أصحاب الكساء و باب فضائل النبي ص و باب أحوال أبي طالب و باب أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل بهم صلوات الله عليهم
37- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن
صفحه : 36
عَمرِو بنِ الحَسَنِ القاَضيِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي حَبِيبَةَ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَنِ الزهّريِّ عَن عَائِشَةَ قَالَ ابنُ شَاذَانَ وَ حدَثّنَيِ سَهلُ بنُ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الربّيِعيِّ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي عَن أَبِي دَاوُدَ عَن شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ ابنُ شَاذَانَ وَ حدَثّنَيِ اِبرَاهِيمُ بنُ عَلِيّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ يَزِيدُ بنُ قَعنَبٍ جَالِسَينِ مَا بَينَ فَرِيقِ بنَيِ هَاشِمٍ إِلَي فَرِيقِ عَبدِ العُزّي بِإِزَاءِ بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ إِذ أَتَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَت حَامِلَةً بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ تِسعَةَ أَشهُرٍ وَ كَانَ يَومَ التّمَامِ قَالَ فَوَقَفَت بِإِزَاءِ البَيتِ الحَرَامِ وَ قَد أَخَذَهَا الطّلقُ فَرَمَت بِطَرفِهَا نَحوَ السّمَاءِ وَ قَالَت أَي رَبّ إنِيّ مُؤمِنَةٌ بِكَ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِكَ الرّسُولُ وَ بِكُلّ نبَيِّ مِن أَنبِيَائِكَ وَ بِكُلّ كِتَابٍ أَنزَلتَهُ وَ إنِيّ مُصَدّقَةٌ بِكَلَامِ جدَيّ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ وَ إِنّهُ بَنَي بَيتَكَ العَتِيقَ فَأَسأَلُكَ بِحَقّ هَذَا البَيتِ وَ مَن بَنَاهُ وَ بِهَذَا المَولُودِ ألّذِي فِي أحَشاَئيِ ألّذِي يكُلَمّنُيِ وَ يؤُنسِنُيِ بِحَدِيثِهِ وَ أَنَا مُوقِنَةٌ أَنّهُ إِحدَي آيَاتِكَ وَ دَلَائِلِكَ لَمّا يَسّرتَ عَلَيّ ولِاَدتَيِ قَالَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ يَزِيدُ بنُ قَعنَبٍ فَلَمّا تَكَلّمَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ وَ دَعَت بِهَذَا الدّعَاءِ رَأَينَا البَيتَ قَدِ انفَتَحَ مِن ظَهرِهِ وَ دَخَلَت فَاطِمَةُ فِيهِ وَ غَابَت عَن أَبصَارِنَا ثُمّ عَادَتِ الفَتحَةُ وَ التَزَقَت بِإِذنِ اللّهِ فَرُمنَا أَن نَفتَحَ البَابَ لِتَصِلَ إِلَيهَا بَعضُ نِسَائِنَا فَلَم يَنفَتِحِ البَابُ فَعَلِمنَا أَنّ ذَلِكَ أَمرٌ مِن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي وَ بَقِيَت فَاطِمَةُ فِي البَيتِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ قَالَ وَ أَهلُ مَكّةَ يَتَحَدّثُونَ بِذَلِكَ فِي أَفوَاهِ السّكَكِ وَ تَتَحَدّثُ
صفحه : 37
المُخَدّرَاتُ فِي خُدُورِهِنّ قَالَ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ انفَتَحَ البَيتُ مِنَ المَوضِعِ ألّذِي كَانَت دَخَلَت فِيهِ فَخَرَجَت فَاطِمَةُ وَ عَلِيّ ع عَلَي يَدَيهَا ثُمّ قَالَت مَعَاشِرَ النّاسِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اختاَرنَيِ مِن خَلقِهِ وَ فضَلّنَيِ عَلَي المُختَارَاتِ مِمّن كُنّ قبَليِ وَ قَدِ اختَارَ اللّهُ آسِيَةَ بِنتَ مُزَاحِمٍ وَ إِنّهَا عَبَدَتِ اللّهَ سِرّاً فِي مَوضِعٍ لَا يَجِبُ أَن يُعبَدَ اللّهُ فِيهَا إِلّا اضطِرَاراً وَ إِنّ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ اختَارَهَا اللّهُ حَيثُ يَسّرَ عَلَيهَا وِلَادَةَ عِيسَي فَهَزّتِ الجِذعَ اليَابِسَ مِنَ النّخلَةِ فِي فَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ حَتّي تُسَاقِطَ عَلَيهَا رُطَباً جَنِيّاً وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي اختاَرنَيِ وَ فضَلّنَيِ عَلَيهِمَا وَ عَلَي كُلّ مَن مَضَي قبَليِ مِن نِسَاءِ العَالَمِينَ لأِنَيّ وَلَدتُ فِي بَيتِهِ العَتِيقِ وَ بَقِيتُ فِيهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ آكُلُ مِن ثِمَارِ الجَنّةِ وَ أرواقها[أَرزَاقِهَا] فَلَمّا أَرَدتُ أَن أَخرُجَ وَ ولَدَيِ عَلَي يدَيَّ هَتَفَ بيِ هَاتِفٌ وَ قَالَ يَا فَاطِمَةُ سَمِيّهِ عَلِيّاً فَأَنَا العلَيِّ الأَعلَي وَ إنِيّ خَلَقتُهُ مِن قدُرتَيِ وَ عِزّ جلَاَليِ وَ قِسطِ عدَليِ وَ اشتَقَقتُ اسمَهُ مِنِ اسميِ وَ أَدّبتُهُ بأِدَبَيِ وَ فَوّضتُ إِلَيهِ أمَريِ وَ وَقفتُهُ عَلَي غَامِضِ علِميِ وَ وُلِدَ فِي بيَتيِ وَ هُوَ أَوّلُ مَن يُؤَذّنُ فَوقَ بيَتيِ وَ يَكسِرُ الأَصنَامَ وَ يَرمِيهَا عَلَي وَجهِهَا وَ يعُظَمّنُيِ وَ يمُجَدّنُيِ وَ يهُلَلّنُيِ وَ هُوَ الإِمَامُ بَعدَ حبَيِبيِ وَ نبَيِيّ وَ خيِرَتَيِ مِن خلَقيِ مُحَمّدٍ رسَوُليِ وَ وَصِيّهُ فَطُوبَي لِمَن أَحَبّهُ وَ نَصَرَهُ وَ الوَيلُ لِمَن عَصَاهُ وَ خَذَلَهُ وَ جَحَدَ حَقّهُ قَالَ فَلَمّا رَآهُ أَبُو طَالِبٍ سُرّ وَ قَالَ عَلِيّ ع السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَه وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمّ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا دَخَلَ اهتَزّ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ضَحِكَ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ ثُمّ تَنَحنَحَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي وَ قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ الّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَ إِلَي آخِرِ الآيَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد أَفلَحُوا بِكَ وَ قَرَأَ تَمَامَ الآيَاتِ إِلَي قَولِهِأُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ
صفحه : 38
الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيها خالِدُونَ
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ وَ اللّهِ أَمِيرُهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ تَمِيرُهُم مِن عُلُومِهِم فَيَمتَارُونَ وَ أَنتَ وَ اللّهِ دَلِيلُهُمُ وَ بِكَ يَهتَدُونَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِفَاطِمَةَ اذهبَيِ إِلَي عَمّهِ حَمزَةَ فَبَشّرِيهِ بِهِ فَقَالَت وَ إِذَا خَرَجتُ أَنَا فَمَن يُرَوّيِهِ قَالَ أَنَا أُرَوّيهِ فَقَالَت فَاطِمَةُ أَنتَ تُرَوّيهِ قَالَ نَعَم فَوَضَعَ رَسُولُ اللّهِص لِسَانَهُ فِي فِيهِفَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قَالَ فسَمُيَّ ذَلِكَ اليَومُ يَومَ التّروِيَةِ فَلَمّا أَن رَجَعَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ رَأَت نُوراً قَدِ ارتَفَعَ مِن عَلِيّ إِلَي أَعنَانِ السّمَاءِ قَالَ ثُمّ شَدّتهُ وَ قَمّطَتهُ بِقِمَاطٍ فَبَتَرَ القِمَاطَ قَالَ فَأَخَذَت فَاطِمَةُ قِمَاطاً جَيّداً فَشَدّتهُ بِهِ فَبَتَرَ القِمَاطَ ثُمّ جَعَلَتهُ فِي قِمَاطَينِ فَبَتَرَهُمَا فَجَعَلَتهُ ثَلَاثَةً فَبَتَرَهَا فَجَعَلَتهُ أَربَعَةَ أَقمِطَةٍ مِن رَقّ مِصرَ لِصَلَابَتِهِ فَبَتَرَهَا فَجَعَلَتهُ خَمسَةَ أَقمِطَةِ دِيبَاجٍ لِصَلَابَتِهِ فَبَتَرَهَا كُلّهَا فَجَعَلَتهُ سِتّةً مِن دِيبَاجٍ وَ وَاحِداً مِنَ الأَدَمِ فَتَمَطّي فِيهَا فَقَطَعَهَا كُلّهَا بِإِذنِ اللّهِ ثُمّ قَالَ بَعدَ ذَلِكَ يَا أُمّه لَا تشَدُيّ يدَيَّ فإَنِيّ أَحتَاجُ أَن أُبَصبِصَ لرِبَيّ بإِصِبعَيِ قَالَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ عِندَ ذَلِكَ إِنّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأنٌ وَ نَبَأٌ قَالَ فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ عَلَي فَاطِمَةَ فَلَمّا بَصُرَ عَلِيّ بِرَسُولِ اللّهِص سَلّمَ عَلَيهِ وَ ضَحِكَ فِي وَجهِهِ وَ أَشَارَ إِلَيهِ أَن خذُنيِ إِلَيكَ وَ اسقنِيِ بِمَا سقَيَتنَيِ بِالأَمسِ قَالَ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَت فَاطِمَةُ عَرَفَهُ وَ رَبّ الكَعبَةِ قَالَ فَلِكَلَامِ فَاطِمَةَ سمُيَّ ذَلِكَ اليَومُ يَومَ عَرَفَةَ يعَنيِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَرَفَ رَسُولَ اللّهِص فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ وَ كَانَ العَاشِرَ مِن ذيِ الحِجّةِ أَذّنَ أَبُو طَالِبٍ فِي النّاسِ أَذَاناً جَامِعاً وَ قَالَ هَلُمّوا إِلَي وَلِيمَةِ ابنيِ عَلِيّ قَالَ وَ نَحَرَ
صفحه : 39
ثَلَاثَمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ وَ أَلفَ رَأسٍ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ اتّخَذَ وَلِيمَةً عَظِيمَةً وَ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ أَلَا مَن أَرَادَ مِن طَعَامِ عَلِيّ ولَدَيِ فَهَلُمّوا وَ طُوفُوا بِالبَيتِ سَبعاً سَبعاً وَ ادخُلُوا وَ سَلّمُوا عَلَي ولَدَيِ عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ شَرّفَهُ وَ لِفِعلِ أَبِي طَالِبٍ شُرّفَ يَومُ النّحرِ
بيان لايخفي مخالفة هذاالخبر لمامر من التواريخ ويمكن حمله علي النسيء ألذي كانت قريش ابتدعوه في الجاهلية بأن يكون ولادته ع في رجب أوشعبان وهم أوقعوا الحج في تلك السنة في أحدهما وبشعبان أوفق و الله يعلم
38-كَنزُ الكرَاَجكُيِّ،رَوَي المُحَدّثُونَ وَ سَطَرَ المُصَنّفُونَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ وَ امرَأَتَهُ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِمَا لَمّا كَفَلَا رَسُولَ اللّهِص استَبشَرَا بِغُرّتِهِ
صفحه : 40
وَ استَسعَدَا بِطَلعَتِهِ وَ اتّخَذَاهُ وَلَداً لِأَنّهُمَا لَم يَكُونَا رُزِقَا مِنَ الوَلَدِ أَحَداً ثُمّ إِنّهُ نَشَأَ أَحسَنَ نُشُوءٍ وَ أَحسَنَهُ وَ أَفضَلَهُ وَ أَيمَنَهُ فَرَأَي فَاطِمَةَ وَ رَغبَتَهَا فِي الوَلَدِ فَقَالَ لَهَا يَا أُمّه قرَبّيِ قُربَاناً لِوَجهِ اللّهِ تَعَالَي خَالِصاً وَ لَا تشُركِيِ مَعَهُ أَحَداً فَإِنّهُ يَرضَاهُ مِنكِ وَ يَتَقَبّلُهُ وَ يُعطِيكِ طَلِبَتَكِ وَ يُعَجّلُهُ فَامتَثَلَت فَاطِمَةُ أَمرَهُ وَ قَرّبَت قُربَاناً لِلّهِ تَعَالَي خَالِصاً وَ سَأَلَتهُ أَن يَرزُقَهَا وَلَداً ذَكَراً فَأَجَابَ اللّهُ تَعَالَي دُعَاءَهَا وَ بَلّغَ مُنَاهَا وَ رَزَقَهَا مِنَ الأَولَادِ خَمسَةً عَقِيلًا ثُمّ طَالِباً ثُمّ جَعفَراً ثُمّ عَلِيّاً ثُمّ أُختَهُم فَاخِتَةَ المَعرُوفَةَ بِأُمّ هَانِئٍ فَمِمّا جَاءَ مِن حَدِيثِهَا قَبلَ أَن تُرزَقَ أَولَادَهَا أَنّهَا جَلَسَت يَوماً تَتَحَدّثُ مَعَ عَجَائِزِ العَرَبِ وَ الفَوَاطِمِ مِن قُرَيشٍ مِنهُم فَاطِمَةُ ابنَةُ عَمرِو بنِ عَائِذِ بنِ عِمرَانَ بنِ مَخزُومٍ جَدّةُ رَسُولِ اللّهِص لِأَبِيهِ وَ فَاطِمَةُ ابنَةُ زَائِدَةَ بنِ الأَصَمّ أُمّ خَدِيجَةَ وَ فَاطِمَةُ ابنَةُ عَبدِ اللّهِ بنِ رِزَامٍ وَ فَاطِمَةُ ابنَةُ الحَارِثِ وَ تَمَامُ الفَوَاطِمِ التّيِ انتَمَي إِلَيهِنّ رَسُولُ اللّهِص أُمّ قصُيَّ وَ هيَِ ابنَةُ نَضرٍ فَإِنّهُنّ لَجُلُوسٌ إِذ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص بِنُورِهِ البَاهِرِ وَ سَعدِهِ الظّاهِرِ وَ قَد تَبِعَهُ بَعضُ الكُهّانِ يَنظُرُ إِلَيهِ وَ يُطِيلُ فِرَاسَتَهُ فِيهِ إِلَي أَن أَتَي إِلَيهِنّ فَسَأَلَهُنّ عَنهُ فَقُلنَ هَذَا مُحَمّدٌ ذُو الشّرَفِ البَاذِخِ وَ الفَضلِ الشّامِخِ فَأَخبَرَهُنّ الكَاهِنُ بِمَا يَعلَمُهُ مِن رَفِيعِ قَدرِهِ وَ بَشّرَهُنّ بِمَا سَيَكُونُ مِن مُستَقبَلِ أَمرِهِ وَ أَنّهُ سَيُبعَثُ نَبِيّاً وَ يَنَالُ مَنَالًا عَلِيّاً قَالَ وَ إِنّ التّيِ تَكفُلُهُ مِنكُنّ فِي صِغَرِهِ سَيَكفُلُ لَهَا وَلَداً يَكُونُ عُنصُرُهُ مِن عُنصُرِهِ يَختَصّهُ
صفحه : 41
بِسِرّهِ وَ بِصُحبَتِهِ وَ يَحبُوهُ بِمُصَافَاتِهِ وَ أُخُوّتِهِ فَقَالَت لَهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهَا أَنَا التّيِ كَفَلتُهُ وَ أَنَا زَوجَةُ عَمّهِ ألّذِي يَرجُوهُ وَ يُؤَمّلُهُ فَقَالَ إِن كُنتِ صَادِقَةً فَسَتَلِدِينَ غُلَاماً عَلّاماً مِطوَاعاً لِرَبّهِ هُمَاماً اسمُهُ عَلَي ثَلَاثَةِ أَحرُفٍ يلَيِ هَذَا النّبِيّ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَ يَنصُرُهُ فِي قَلِيلِهِ وَ كَثِيرِهِ حَتّي يَكُونَ سَيفَهُ عَلَي أَعدَائِهِ وَ بَابَهُ لِأَولِيَائِهِ يُفَرّجُ عَن وَجهِهِ الكُرُبَاتِ وَ يَجلُو عَنهُ حِندِسَ الظّلُمَاتِ تَهَابُ صَولَتُهُ أَطفَالَ المِهَادِ وَ تَرتَعِدُ مِن خِيفَتِهِ الفَرَائِصُ عَنِ الجِلَادِ لَهُ فَضَائِلُ شَرِيفَةٌ وَ مَنَاقِبُ مَعرُوفَةٌ وَ صِلَةٌ مَنِيعَةٌ وَ مَنزِلَةٌ رَفِيعَةٌ يُهَاجِرُ إِلَي النّبِيّ فِي طَاعَتِهِ وَ يُجَاهِدُ بِنَفسِهِ فِي نُصرَتِهِ وَ هُوَ وَصِيّهُ الدّافِنُ لَهُ فِي حُجرَتِهِ قَالَت أُمّ عَلِيّ ع فَجَعَلتُ أُفَكّرُ فِي قَولِ الكَاهِنِ فَلَمّا كَانَ اللّيلُ رَأَيتُ فِي منَاَميِ كَأَنّ جِبَالَ الشّامِ قَد أَقبَلَت تَدِبّ وَ عَلَيهَا جَلَابِيبُ الحَدِيدِ وَ هيَِ تَصِيحُ مِن صُدُورِهَا بِصَوتٍ مَهُولٍ فَأَسرَعَت فَأَقبَلَت نَحوَهَا جِبَالُ مَكّةَ وَ أَجَابَتهَا بِمِثلِ صِيَاحِهَا وَ أَهوَلَ وَ هيَِ تَتَهَيّجُ كَالشّرَدِ المُحمَرّ وَ أَبُو قُبَيسٍ يَنتَفِضُ كَالفَرَسِ وَ فِصَالُهُ تَسقُطُ عَن يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ يَلتَقِطُونَ ذَلِكَ فَلَقَطتُ مَعَهُم أَربَعَةَ أَسيَافٍ وَ بَيضَةً حَدِيدَةً مُذَهّبَةً فَأَوّلَ
صفحه : 42
مَا دَخَلتُ مَكّةَ سَقَطَت مِنهَا سَيفٌ فِي مَاءٍ فَغَيّرَ وَ طَارَ وَ الثاّنيِ فِي الجَوّ فَاستَمَرّ وَ سَقَطَ الثّالِثُ إِلَي الأَرضِ فَانكَسَرَ وَ بقَيَِ الرّابِعُ فِي يدَيِ مَسلُولًا فَبَينَا أَنَا بِهِ أَصُولُ إِذَا صَارَ السّيفُ شِبلًا فَتَبَيّنتُهُ فَصَارَ لَيثاً مَهُولًا فَخَرَجَ عَن يدَيِ وَ مَرّ نَحوَ الجِبَالِ يَجُوبُ بَلَاطِحَهَا وَ يَخرِقُ صَلَاطِحَهَا وَ النّاسُ مِنهُ مُشفِقُونَ وَ مِن خَوفِهِ حَذِرُونَ إِذ أَتَي مُحَمّدٌ فَقَبَضَ عَلَي رَقَبَتِهِ فَانقَادَ لَهُ كَالظّبيَةِ الأَلُوفِ فَانتَبَهتُ وَ قَد راَعنَيِ الزّمَعُ وَ الفَزَعُ فَالتَمَستُ المُفَسّرِينَ وَ طَلَبتُ القَائِفِينَ وَ المُخبِرِينَ فَوَجَدتُ كَاهِناً زَجَرَ لِي بحِاَليِ وَ أخَبرَنَيِ بمِنَاَميِ وَ قَالَ لِي أَنتِ تَلِدِينَ أَربَعَةَ أَولَادٍ ذُكُورٍ وَ بِنتاً بَعدَهُم وَ إِنّ أَحَدَ البَنِينَ يُغرَقُ وَ الآخَرُ يُقتَلُ فِي الحَربِ وَ الآخَرُ يَمُوتُ وَ يَبقَي لَهُ عَقِبٌ وَ الرّابِعُ يَكُونُ إِمَاماً لِلخَلقِ صَاحِبَ سَيفٍ وَ حَقّ ذَا فَضلٍ وَ بَرَاعَةٍ يُطِيعُ النّبِيّ المَبعُوثَ أَحسَنَ طَاعَةٍ فَقَالَت فَاطِمَةُ فَلَم أَزَل مُفَكّرَةً فِي ذَلِكَ وَ رُزِقتُ بنَيِّ الثّلَاثَةَ عَقِيلًا وَ طَالِباً وَ جَعفَراً ثُمّ حَمَلتُ بعِلَيِّ ع فِي عَشرِ ذيِ الحِجّةِ فَلَمّا كَانَ الشّهرُ ألّذِي وَلَدَتهُ فِيهِ وَ كَانَ شَهرَ رَمَضَانَ رَأَيتُ فِي منَاَميِ كَأَنّ عَمُودَ حَدِيدٍ قَدِ انتُزِعَ مِن أُمّ رأَسيِ ثُمّ سَطَعَ فِي الهَوَاءِ حَتّي بَلَغَ السّمَاءَ ثُمّ رُدّ إلِيَّ فَقُلتُ مَا هَذَا فَقِيلَ لِي هَذَا قَاتِلُ أَهلِ الكُفرِ وَ صَاحِبُ مِيثَاقِ النّصرِ بَأسُهُ شَدِيدٌ يُفزَعُ مِن خِيفَتِهِ وَ هُوَ مَعُونَةُ اللّهِ لِنَبِيّهِ وَ تَأيِيدُهُ عَلَي عَدُوّهِ قَالَت فَوَلَدتُ عَلِيّاً
صفحه : 43
وَ جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّهَا دَخَلَتِ الكَعبَةَ عَلَي مَا جَرَت بِهِ عَادَتُهَا فَصَادَفَ دُخُولُهَا وَقتَ وِلَادَتِهَا فَوَلَدَت أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع دَاخِلَهَا وَ كَانَ ذَلِكَ فِي النّصفِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ لِرَسُولِ اللّهِص ثَلَاثُونَ سَنَةً عَلَي الكَمَالِ فَتَضَاعَفَ ابتِهَاجُهُ بِهِ وَ تَمَامُ مَسَرّتِهِ وَ أَمَرَهَا أَن تَجعَلَ مَهدَهُ جَانِبَ فرشته [فِرَاشِهِ] وَ كَانَ يلَيِ أَكثَرَ تَربِيَتِهِ وَ يُرَاعِيهِ فِي نَومِهِ وَ يَقَظَتِهِ وَ يَحمِلُهُ عَلَي صَدرِهِ وَ كَتِفِهِ وَ يَحبُوهُ بِأَلطَافِهِ وَ تَحُفّهُ وَ يَقُولُ هَذَا أخَيِ وَ صفَيِيّ وَ ناَصرِيِ وَ وصَيِيّ فَلَمّا تَزَوّجَ النّبِيّص خَدِيجَةَ أَخبَرَهَا بِوَجدِهَا بعِلَيِّ ع وَ مَحَبّتِهِ فَكَانَت تَستَزِيدُهُ وَ تُزَيّنُهُ وَ تُحَلّيهِ وَ تُلبِسُهُ وَ تُرسِلُهُ مَعَ وَلَائِدِهَا وَ يَحمِلُهُ خَدَمُهَا فَيَقُولُ النّاسُ هَذَا أَخُو مُحَمّدٍ وَ أَحَبّ الخَلقِ إِلَيهِ وَ قُرّةُ عَينِ خَدِيجَةَ وَ مَنِ اشتَمَلَتِ السّعَادَةُ عَلَيهِ وَ كَانَت أَلطَافُ خَدِيجَةَ تُطرِقُ مَنزِلَ أَبِي طَالِبٍ لَيلًا وَ نَهَاراً وَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً ثُمّ إِنّ قُرَيشاً أَصَابَتهَا أَزمَةٌ مُهلِكَةٌ وَ سَنَةٌ مُجدِبَةٌ مُنهِكَةٌ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ ذَا مَالٍ يَسِيرٍ وَ عِيَالٍ كَثِيرٍ فَأَصَابَهُ مَا أَصَابَ قُرَيشاً مِنَ العُدمِ وَ الإِضَافَةِ وَ الجُهدِ وَ الفَاقَةِ فَعِندَ ذَلِكَ دَعَا رَسُولُ اللّهِ عَمّهُ العَبّاسَ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الفَضلِ إِنّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِيرُ العِيَالِ مُختَلّ الحَالِ ضَعِيفُ النّهضَةِ وَ العَزمَةِ وَ قَد نَالَهُ مَا نَزَلَ بِالنّاسِ مِن هَذِهِ الأَزمَةِ وَ ذُو الأَرحَامِ أَحَقّ بِالرّفدِ وَ أَولَي مَن حَمَلَ الكَلّ فِي سَاعَةِ الجُهدِ فَانطَلِق بِنَا إِلَيهِ لِنُعِينَهُ عَلَي مَا هُوَ عَلَيهِ فَلنَحمِل عَنهُ بَعضَ أَثقَالِهِ وَ نُخَفّفُ عَنهُ مِن عِيَالِهِ يَأخُذُ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا وَاحِداً مِن بَنِيهِ يَسهُلُ عَلَيهِ بِذَلِكَ مَا هُوَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ العَبّاسُ نِعمَ مَا رَأَيتَ وَ الصّوَابُ فِيمَا أَتَيتَ هَذَا وَ اللّهِ الفَضلُ الكَرِيمُ وَ الوَصلُ الرّحِيمُ
صفحه : 44
فَلَقِيَا أَبَا طَالِبٍ فَصَبّرَاهُ وَ لِفَضلِ آبَائِهِ ذَكَرَاهُ وَ قَالَا لَهُ إِنّا نُرِيدُ أَن نَحمِلَ عَنكَ بَعضَ الحَالِ فَادفَع إِلَينَا مِن أَولَادِكَ مَن يَخِفّ عَنكَ بِهِ الأَثقَالُ قَالَ أَبُو طَالِبٍ إِذَا تَرَكتُمَا لِي عَقِيلًا وَ طَالِباً فَافعَلَا مَا شِئتُمَا فَأَخَذَ العَبّاسُ جَعفَراً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَانتَجَبَهُ لِنَفسِهِ وَ اصطَفَاهُ لِمُهِمّ أَمرِهِ وَ عَوّلَ عَلَيهِ فِي سِرّهِ وَ جَهرِهِ وَ هُوَ مُسَارِعٌ لِمَرضَاتِهِ مُوَفّقٌ لِلسّدَادِ فِي جَمِيعِ حَالَاتِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي ابتِدَاءِ طُرُوقِ الوحَيِ إِلَيهِ كُلّمَا هَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ أَو سَمِعَ مِن حَولِهِ رَجفَةَ رَاجِفٍ أَو رَأَي رُؤيَا أَو سَمِعَ كَلَاماً يُخبِرُ بِذَلِكَ خَدِيجَةَ وَ عَلِيّاً ع وَ يَستَسِرّهُمَا هَذِهِ الحَالَ فَكَانَت خَدِيجَةُ تُثَبّتُهُ وَ تُصَبّرُهُ وَ كَانَ عَلِيّ ع يُهَنّئُهُ وَ يُبَشّرُهُ وَ يَقُولُ لَهُ وَ اللّهِ يَا ابنَ عَمّ مَا كَذَبَ عَبدُ المُطّلِبِ فِيكَ وَ لَقَد صَدَقَتِ الكُهّانُ فِيمَا نَسَبَتهُ إِلَيكَ وَ لَم يَزَل كَذَلِكَ إِلَي أَن أُمِرَص بِالتّبلِيغِ فَكَانَ أَوّلُ مَن آمَنَ بِهِ مِنَ النّسَاءِ خَدِيجَةَ وَ مِنَ الذّكُورِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ عُمُرُهُ يَومَئِذٍ عَشرُ سِنِينَ
بيان الشرد جمع شارد و هوالبعير النافر والمحمر الناقة يلتوي في بطنها ولدها وجاب يجوب جوبا خرق وقطع والبلطح المكان الواسع وكذا الصلطح وصلاطح بلاطح أتباع والزمع محركة شبه الرعدة تأخذ الإنسان والدهش والخوف والزجر العيافة والتكهن
صفحه : 45
1- مع ،[معاني الأخبار]الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الجلَوُديِّ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن رَجَاءِ بنِ سَلَمَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَخَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالكُوفَةِ بَعدَ مُنصَرَفِهِ مِنَ النّهرَوَانِ وَ بَلَغَهُ أَنّ مُعَاوِيَةَ يَسُبّهُ وَ يَلعَنُهُ وَ يَقتُلُ أَصحَابَهُ فَقَامَ خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ ذَكَرَ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ وَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ لَو لَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ مَا ذَكَرتُ مَا أَنَا ذَاكِرُهُ فِي مقَاَميِ هَذَا يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ عَلَي نِعَمِكَ التّيِ لَا تُحصَي وَ فَضلِكَ ألّذِي لَا يُنسَي يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ بلَغَنَيِ مَا بلَغَنَيِ وَ إنِيّ أرَاَنيِ قَدِ اقتَرَبَ أجَلَيِ وَ كأَنَيّ بِكُم وَ قَد جَهِلتُم أمَريِ وَ أَنَا تَارِكٌ فِيكُم مَا تَرَكَهُ رَسُولُ اللّهِص كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ وَ هيَِ عِترَةُ الهاَديِ إِلَي النّجَاةِ خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَ سَيّدِ النّجَبَاءِ وَ النّبِيّ المُصطَفَي يَا أَيّهَا النّاسُ لَعَلّكُم لَا تَسمَعُونَ قَائِلًا يَقُولُ مِثلَ قوَليِ بعَديِ إِلّا مُفتَرٍ وَ أَنَا أَخُو رَسُولِ اللّهِص وَ ابنُ عَمّهِ وَ سَيفُ نَقِمَتِهِ وَ عِمَادُ نُصرَتِهِ وَ بَأسُهُ وَ شِدّتُهُ أَنَا رَحَي جَهَنّمَ الدّائِرَةُ وَ أَضرَاسُهَا الطّاحِنَةُ أَنَا مُوتِمُ البَنِينَ وَ البَنَاتِ أَنَا قَابِضُ الأَروَاحِ وَ بَأسُ اللّهِ ألّذِي لَا يَرُدّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمِينَ أَنَا مُجَدّلُ الأَبطَالِ وَ قَاتِلُ الفُرسَانِ وَ مُبِيدُ مَن كَفَرَ بِالرّحمَنِ وَ صِهرُ خَيرِ الأَنَامِ أَنَا سَيّدُ الأَوصِيَاءِ وَ وصَيِّ خَيرِ الأَنبِيَاءِ أَنَا بَابُ مَدِينَةِ العِلمِ وَ خَازِنُ عِلمِ رَسُولِ اللّهِ وَ وَارِثُهُ وَ أَنَا زَوجُ البَتُولِ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَاطِمَةَ التّقِيّةِ الزّكِيّةِ البَرّةِ المَهدِيّةِ حَبِيبَةِ حَبِيبِ اللّهِ وَ خَيرِ بَنَاتِهِ وَ سُلَالَتِهِ وَ رَيحَانَةِ رَسُولِ اللّهِص سِبطَاهُ خَيرُ الأَسبَاطِ وَ ولَدَاَيَ خَيرُ الأَولَادِ هَل أَحَدٌ يُنكِرُ مَا أَقُولُ
صفحه : 46
أَينَ مُسلِمُو أَهلِ الكِتَابِ أَنَا اسميِ فِي الإِنجِيلِ إِليَا وَ فِي التّورَاةِ بريء وَ فِي الزّبُورِ أري وَ عِندَ الهِندِ كبكر وَ عِندَ الرّومِ بطريسا وَ عِندَ الفُرسِ حَبتَرٌ وَ عِندَ التّركِ بثير وَ عِندَ الزّنجِ حيتر وَ عِندَ الكَهَنَةَ بويء وَ عِندَ الحَبَشَةِ بثريك وَ عِندَ أمُيّ حَيدَرَةُ وَ عِندَ ظئِريِ مَيمُونٌ وَ عِندَ العَرَبِ عَلِيّ وَ عِندَ الأَرمَنِ فريق وَ عِندَ أَبِي ظَهِيرٌ أَلَا وَ إنِيّ مَخصُوصٌ فِي القُرآنِ بِأَسمَاءَ احذَرُوا أَن تَغلِبُوا عَلَيهَا فَتَضِلّوا فِي دِينِكُم يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّادِقِينَ أَنَا ذَلِكَ الصّادِقُ وَ أَنَا المُؤَذّنُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَأَذّنَ مُؤَذّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ أَنَا ذَلِكَ المُؤَذّنُ وَ قَالَوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِفَأَنَا ذَلِكَ الأَذَانُ وَ أَنَا المُحسِنُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ وَ أَنَا ذُو القَلبِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ فِي ذلِكَ لَذِكري لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ وَ أَنَا الذّاكِرُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِم وَ نَحنُ أَصحَابُ الأَعرَافِ أَنَا وَ عمَيّ وَ أخَيِ وَ ابنُ عمَيّ وَ اللّهِ فَالِقِ الحَبّ وَ النّوَي لَا يَلِجُ النّارَ لَنَا مُحِبّ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ لَنَا مُبغِضٌ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم وَ أَنَا الصّهرُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ أَنَا الأُذُنُ الوَاعِيَةُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ وَ أَنَا السّلَمُ لِرَسُولِ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ وَ مِن ولُديِ مهَديِّ هَذِهِ الأُمّةِ أَلَا وَ قَد جُعِلتُ مِحنَتَكُم ببِغُضيِ يُعرَفُ المُنَافِقُونَ وَ بمِحَبَتّيِ امتَحَنَ اللّهُ المُؤمِنِينَ هَذَا عَهدُ النّبِيّ الأمُيّّ إلِيَّ أَنّهُ لَا يُحِبّكَ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يُبغِضُكَ إِلّا مُنَافِقٌ وَ أَنَا صَاحِبُ لِوَاءِ رَسُولِ اللّهِص فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ رَسُولُ اللّهِ فرَطَيِ وَ أَنَا فَرَطُ شيِعتَيِ وَ اللّهُ لَا عَطِشَ محُبِيّ وَ لَا خَافَ ولَيِيّ أَنَا ولَيِّ المُؤمِنِينَ وَ اللّهُ ولَيِيّ حَسبُ محُبِيّ أَن يُحِبّوا مَا أَحَبّ
صفحه : 47
اللّهُ وَ حَسبُ مبُغضِيِ أَن يُبغِضُوا مَا أَحَبّ اللّهُ أَلَا وَ إِنّهُ بلَغَنَيِ أَنّ مُعَاوِيَةَ سبَنّيِ وَ لعَنَنَيِ أللّهُمّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلَيهِ وَ أَنزِلِ اللّعنَةَ عَلَي المُستَحِقّ آمِينَ رَبّ العَالَمِينَ رَبّ إِسمَاعِيلَ وَ بَاعِثَ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ثُمّ نَزَلَ عَن أَعوَادِهِ فَمَا عَادَ إِلَيهَا حَتّي قَتَلَهُ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ قَالَ جَابِرٌ سنَأَتيِ عَلَي تَأوِيلِ مَا ذَكَرنَا مِن أَسمَائِهِ أَمّا قَولُهُ أَنَا اسميِ فِي الإِنجِيلِ إِليَا فَهُوَ عَلِيّ بِلِسَانِ العَرَبِ وَ فِي التّورَاةِ بريء قَالَ برَيِءٌ مِنَ الشّركِ وَ عِندَ الكَهَنَةَ بوي ء فَهُوَ مَن تَبَوّأَ مَكَاناً وَ بَوّأَ غَيرَهُ مَكَاناً وَ هُوَ ألّذِي يبُوَّئُ الحَقّ مَنَازِلَهُ وَ يُبطِلُ البَاطِلَ وَ يُفسِدُهُ وَ فِي الزّبُورِ أري وَ هُوَ السّبُعُ ألّذِي يَدُقّ العَظمَ وَ يَفرِسُ اللّحمَ وَ عِندَ الهِندِ كبكر قَالَ يَقرَءُونَ فِي كُتُبٍ عِندَهُم فِيهَا ذِكرُ رَسُولِ اللّهِص وَ ذُكِرَ فِيهَا أَنّ نَاصِرَهُ كبكر وَ هُوَ ألّذِي إِذَا أَرَادَ شَيئاً لَجّ فِيهِ فَلَم يُفَارِقهُ حَتّي يَبلُغَهُ وَ عِندَ الرّومِ بطريسا قَالَ هُوَ مُختَلِسُ الأَروَاحِ وَ عِندَ الفُرسِ حبتر وَ هُوَ الباَزيِ ألّذِي يَصطَادُ وَ عِندَ التّركِ بثير قَالَ هُوَ النّمِرُ ألّذِي إِذَا وَضَعَ مِخلَبَهُ فِي شَيءٍ هَتَكَهُ وَ عِندَ الزّنجِ حيتر قَالَ هُوَ ألّذِي يَقطَعُ الأَوصَالَ وَ عِندَ الحَبَشَةِ بثريك قَالَ هُوَ المُدَمّرُ عَلَي كُلّ شَيءٍ أَتَي عَلَيهِ وَ عِندَ أمُيّ حَيدَرَةُ قَالَ هُوَ الحَازِمُ الرأّيِ الخَيرُ النّقَابُ النّظّارُ فِي دَقَائِقِ الأَشيَاءِ وَ عِندَ ظئِريِ مَيمُونٌ قَالَ جَابِرٌ أخَبرَنَيِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع قَالَ كَانَت ظِئرُ عَلِيّ ع التّيِ أَرضَعَتهُ امرَأَةً مِن بنَيِ هِلَالٍ خَلّفَتهُ فِي خِبَائِهَا وَ مَعَهُ أَخٌ لَهُ مِنَ الرّضَاعَةِ وَ كَانَ أَكبَرَ مِنهُ سِنّاً بِسَنَةٍ إِلّا أَيّاماً وَ كَانَ عِندَ الخِبَاءِ قَلِيبٌ فَمَرّ الصبّيِّ نَحوَ القَلِيبِ
صفحه : 48
وَ نَكّسَ رَأسَهُ فِيهِ فَحَبَا عَلِيّ ع خَلفَهُ فَتَعَلّقَت رِجلُ عَلِيّ ع بِطُنبِ الخَيمَةِ فَجَرّ الحَبلَ حَتّي أَتَي عَلَي أَخِيهِ فَتَعَلّقَ بِفَردِ قَدَمَيهِ وَ فَردِ يَدَيهِ أَمّا اليَدُ ففَيِ فِيهِ وَ أَمّا الرّجلُ ففَيِ يَدِهِ فَجَاءَتهُ أُمّهُ فَأَدرَكَتهُ فَنَادَت يَا للَحيَّ يَا للَحيَّ يَا للَحيَّ مِن غُلَامٍ مَيمُونٍ أَمسَكَ عَلَيّ ولَدَيِ فَأَخَذُوا الطّفلَ مِن عِندِ رَأسِ القَلِيبِ وَ هُم يَعجَبُونَ مِن قُوّتِهِ عَلَي صِبَاهُ وَ لِتَعَلّقِ رِجلِهِ بِالطّنبِ وَ لِجَرّهِ الطّفلَ حَتّي أَدرَكُوهُ فَسَمّتهُ أُمّهُ مَيمُوناً أَي مُبَارَكاً فَكَانَ الغُلَامُ فِي بنَيِ هِلَالٍ يُعرَفُ بِمُعَلّقِ مَيمُونٍ وَ وُلدُهُ إِلَي اليَومِ وَ عِندَ الأَرمَنِ فَرِيقٌ قَالَ الفَرِيقُ الجَسُورُ ألّذِي يَهَابُهُ النّاسُ وَ عِندَ أَبِي ظَهِيرٌ قَالَ كَانَ أَبُوهُ يَجمَعُ وُلدَهُ وَ وُلدَ إِخوَتِهِ ثُمّ يَأمُرُهُم بِالصّرَاعِ وَ ذَلِكَ خُلُقٌ فِي العَرَبِ فَكَانَ عَلِيّ ع يَحسِرُ عَن سَاعِدَينِ لَهُ غَلِيظَينِ قَصِيرَينِ وَ هُوَ طِفلٌ ثُمّ يُصَارِعُ كِبَارَ إِخوَتِهِ وَ صِغَارَهُم وَ كِبَارَ بنَيِ عَمّهِ وَ صِغَارَهُم فَيَصرَعُهُم فَيَقُولُ أَبُوهُ ظَهَرَ عَلِيّ فَسَمّاهُ ظَهِيراً وَ عِندَ العَرَبِ عَلِيّ قَالَ جَابِرٌ اختَلَفَ النّاسُ مِن أَهلِ المَعرِفَةِ لِمَ سمُيَّ عَلِيّ عَلِيّاً فَقَالَت طَائِفَةٌ لَم يُسَمّ أَحَدٌ مِن وُلدِ آدَمَ قَبلَهُ بِهَذَا الِاسمِ فِي العَرَبِ وَ لَا فِي العَجَمِ إِلّا أَن يَكُونَ الرّجُلُ مِنَ العَرَبِ يَقُولُ ابنيِ هَذَا عَلِيّ يُرِيدُ بِهِ مِنَ العُلُوّ لَا أَنّهُ اسمُهُ وَ إِنّمَا تُسَمّي النّاسُ بِهِ بَعدَهُ وَ فِي وَقتِهِ وَ قَالَت طَائِفَةٌ سمُيَّ عَلِيّ عَلِيّاً لِعُلُوّهِ عَلَي كُلّ مَن بَارَزَهُ وَ قَالَت طَائِفَةٌ سمُيَّ عَلِيّ عَلِيّاً لِأَنّ دَارَهُ فِي الجِنَانِ تَعلُو حَتّي تحُاَذيَِ مَنَازِلَ
صفحه : 49
الأَنبِيَاءِ وَ لَيسَ نبَيِّ يَعلُو مَنزِلُهُ مَنزِلَ عَلِيّ وَ قَالَت طَائِفَةٌ سمُيَّ عَلِيّ عَلِيّاً لِأَنّهُ عَلَا عَلَي ظَهرِ رَسُولِ اللّهِص بِقَدَمَيهِ طَاعَةً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَعلُ أَحَدٌ عَلَي ظَهرِ نبَيِّ غَيرُهُ عِندَ حَطّ الأَصنَامِ مِن سَطحِ الكَعبَةِ وَ قَالَت طَائِفَةٌ وَ إِنّمَا سمُيَّ عَلِيّاً لِأَنّهُ زُوّجَ فِي أَعلَي السّمَاوَاتِ وَ لَم يُزَوّج أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ غَيرُهُ وَ قَالَت طَائِفَةٌ إِنّمَا سمُيَّ عَلِيّ عَلِيّاً لِأَنّهُ كَانَ أَعلَي النّاسِ عِلماً بَعدَ رَسُولِ اللّهِص
ع ،[علل الشرائع ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن قَولِهِ اختَلَفَ النّاسُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
بيان قوله أنارحي جهنم أي صاحبها والحاكم عليها وموصل الكفار إليها ويحتمل أن يكون علي الاستعارة أي أنا في شدتي علي الكفار شبيه بها قوله أناقابض الأرواح أي أقتلها فأصير سببا لقبضها أوأحضر عندقبضها و يكون بإذني ويحتمل الحقيقة والأوسط أظهر ويقال طعنه فجدله أي رماه بالأرض والأبطال جمع البطل بالتحريك و هوالشجاع قوله أن تغلبوا عليها علي بناء المعلوم أي تغلبوني عليها بأن تدعوا أن ذلك لكم أو علي بناء المجهول أي يغلبكم الناس في المحاجة فتزعموا أني لست صاحبها فتضلوا و قال الجزري الوطء في الأصل الدوس بالقدم فسمي به الغزو والقتل لأن من يطأ علي الشيء برجله فقد استقصي في هلاكه وإهانته و منه الحديث أللهم اشدد وطأتك علي مضر أي خذهم أخذا شديدا. ثم اعلم أن الأسماء كلها سوي علي وبويء وظهير وميمون وحيدرة معانيها علي غيرلغة العرب و أمابريء فلعله من باب الاشتراك بين اللغتين قولها من غلام أي تعجبوا من غلام
2- ع ،[علل الشرائع ] الحُسَينُ بنُ يَحيَي بنِ ضُرَيسٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عُوَانَةَ عَن
صفحه : 50
مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ وَ هِشَامٌ الزواعي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ بَينَا أَنَا مَعَ النّبِيّص فِي نَخلِ المَدِينَةِ وَ هُوَ يَطلُبُ عَلِيّاً إِذَا انتَهَي إِلَي حَائِطٍ فَاطّلَعَ فِيهِ فَنَظَرَ إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ يَعمَلُ فِي الأَرضِ وَ قَدِ اغبَارّ فَقَالَ مَا أَلُومُ النّاسَ فِي أَن يَكنُوكَ أَبَا تُرَابٍ فَلَقَد رَأَيتُ عَلِيّاً تَمَغّرَ وَجهُهُ وَ تَغَيّرَ لَونُهُ وَ اشتَدّ ذَلِكَ عَلَيهِ فَقَالَ النّبِيّص أَ لَا أُرضِيكَ يَا عَلِيّ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ أَنتَ أخَيِ وَ وزَيِريِ وَ خلَيِفتَيِ بعَديِ فِي أهَليِ تقَضيِ ديَنيِ وَ تبُرِئُ ذمِتّيِ مَن أَحَبّكَ فِي حَيَاةٍ منِيّ فَقَد قضُيَِ لَهُ بِالجَنّةِ وَ مَن أَحَبّكَ فِي حَيَاةٍ مِنكَ بعَديِ خَتَمَ اللّهُ لَهُ بِالأَمنِ وَ الإِيمَانِ وَ مَن أَحَبّكَ بَعدَكَ وَ لَم يَرَكَ خَتَمَ اللّهُ لَهُ بِالأَمنِ وَ الإِيمَانِ وَ آمَنَهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ وَ مَن مَاتَ وَ هُوَ يُبغِضُكَ يَا عَلِيّ مَاتَ مِيتَةَ الجَاهِلِيّةِ يُحَاسِبُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِمَا عَمِلَ فِي الإِسلَامِ
3- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ العبَديِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُسلِمٍ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ صَلّي بِنَا رَسُولُ اللّهِص الفَجرَ ثُمّ قَامَ بِوَجهٍ كَئِيبٍ وَ قُمنَا مَعَهُ حَتّي صَارَ إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ ع فَأَبصَرَ عَلِيّاً نَائِماً بَينَ يدَيَِ البَابِ عَلَي الدّقعَاءِ فَجَلَسَ النّبِيّص فَجَعَلَ يَمسَحُ التّرَابَ عَن ظَهرِهِ وَ يَقُولُ قُم فَدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا أَبَا تُرَابٍ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ دَخَلَا مَنزِلَ فَاطِمَةَ فَمَكَثنَا[فَمَكَثَا]هُنَيئَةً ثُمّ سَمِعنَا ضَحِكاً عَالِياً ثُمّ خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص بِوَجهٍ مُشرِقٍ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلتَ بِوَجهٍ كَئِيبٍ وَ خَرَجتَ بِخِلَافِهِ فَقَالَ كَيفَ لَا أَفرَحُ وَ قَد أَصلَحتُ بَينَ اثنَينِ أَحَبّ أَهلِ الأَرضِ إِلَي أَهلِ السّمَاءِ
بيان الدقعاء التراب
صفحه : 51
4- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ قَالَ قُلتُ لِعَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ لِمَ كَنّي رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً أَبَا تُرَابٍ قَالَ لِأَنّهُ صَاحِبُ الأَرضِ وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي أَهلِهَا بَعدَهُ وَ بِهِ بَقَاؤُهَا وَ إِلَيهِ سُكُونُهَا وَ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ رَأَي الكَافِرُ مَا أَعَدّ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِشِيعَةِ عَلِيّ مِنَ الثّوَابِ وَ الزّلفَي وَ الكَرَامَةِ يَقُولُ يَا ليَتنَيِ كُنتُ تُرَابِيّاً أَي يَا ليَتنَيِ مِن شِيعَةِ عَلِيّ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَقُولُ الكافِرُ يا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً
مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِي قَتَادَةَ القمُيّّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ قَالَ حَدّثَنَا القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا إِلَي آخِرِ مَا رَوَينَا
بيان يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسميته ع بأبي تراب لأن شيعته لكثرة تذللهم له وانقيادهم لأوامره سموا ترابا كما في الآية الكريمة ولكونه ع صاحبهم وقائدهم ومالك أمورهم سمي أباتراب ويحتمل أن يكون استشهادا لتسميته ع بأبي تراب أولأنه وصف به علي جهة المدح لا علي مايزعمه النواصب لعنهم الله حيث كانوا يصفونه ع به استخفافا فالمراد في الآية ياليتني كنت أباترابيا والأب يسقط في النسبة مطردا و قديحذف الياء أيضا كمايقال تميم وقريش لبنيهما علي أنه يحتمل أن يكون في مصحفهم ع ترابيا كما في بعض نسخ الرواية ياليتني كنت ترابيا
5- لي ،[الأمالي للصدوق ] مع ،[معاني الأخبار] عَلِيّ بنُ عِيسَي المُجَاوِرُ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ المقُريِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن ثُوَيرِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ عِلَاقَةَ عَنِ الحَسَنِ البصَريِّ قَالَصَعِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِنبَرَ البَصرَةِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ انسبُوُنيِ فَمَن عرَفَنَيِ فلَينَسبُنيِ وَ إِلّا فَأَنَا أَنسُبُ نفَسيِ
صفحه : 52
أَنَا زَيدُ بنُ عَبدِ مَنَافِ بنِ عَامِرِ بنِ عَمرِو بنِ المُغِيرَةِ بنِ زَيدِ بنِ كِلَابٍ فَقَامَ إِلَيهِ ابنُ الكَوّاءِ فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا مَا نَعرِفُ لَكَ نَسَباً غَيرَ أَنّكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافِ بنِ قصُيَّ بنِ كِلَابٍ فَقَالَ لَهُ يَا لُكَعُ إِنّ أَبِي سمَاّنيِ زَيداً بِاسمِ جَدّهِ قصُيَّ وَ إِنّ اسمَ أَبِي عَبدُ مَنَافٍ فَغَلَبَتِ الكُنيَةُ عَلَي الِاسمِ وَ إِنّ اسمَ عَبدِ المُطّلِبِ عَامِرٌ فَغَلَبَ اللّقَبُ عَلَي الِاسمِ وَ اسمُ هَاشِمٍ عَمرٌو فَغَلَبَ اللّقَبُ عَلَي الِاسمِ وَ اسمُ عَبدِ مَنَافٍ المُغِيرَةُ فَغَلَبَ اللّقَبُ عَلَي الِاسمِ وَ إِنّ اسمَ قصُيَّ زَيدٌ فَسَمّتهُ العَرَبُ مُجَمّعاً لِجَمعِهِ إِيّاهَا مِنَ البَلَدِ الأَقصَي إِلَي مَكّةَ فَغَلَبَ اللّقَبُ عَلَي الِاسمِ
مع ،[معاني الأخبار] أَبُو حَامِدٍ أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَبدِ المُؤمِنِ بنِ خَلَفٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مِهرَانَ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي بَكرٍ الهذُلَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ البصَريِّ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَ وَ لِعَبدِ المُطّلِبِ عَشَرَةُ أَسمَاءَ مِنهَا عَبدُ المُطّلِبِ وَ شَيبَةُ وَ عَامِرٌ
بيان قوله لجمعه إياها كأنه إشارة إلي سبب التسمية بقصي أيضا
6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ قَد غَفَرَ لَكَ وَ لِأَهلِكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ محُبِيّ شِيعَتِكَ وَ محُبِيّ محُبِيّ شِيعَتِكَ فَأَبشِر فَإِنّكَ الأَنزَعُ البَطِينُ مَنزُوعٌ مِنَ الشّركِ بَطِينٌ مِنَ العِلمِ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِم ع مِثلَهُ
بيان قال الجزري الأنزع ألذي ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين
صفحه : 53
و في صفة علي الأنزع البطين كان أنزع الشعر له بطن وقيل معناه الأنزع من الشرك المملوء البطن من العلم والإيمان
7- ع ،[علل الشرائع ] مع ،[معاني الأخبار]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ عَنِ الأَنزَعِ البَطِينِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَدِ اختَلَفَ النّاسُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ أَيّهَا الرّجُلُ وَ اللّهِ لَقَد سَأَلتَ عَن رَجُلٍ مَا وَطِئَ الحَصَي بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَفضَلُ مِنهُ وَ إِنّهُ لَأَخُو رَسُولِ اللّهِ وَ ابنُ عَمّهِ وَ وَصِيّهُ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَي أُمّتِهِ وَ إِنّهُ لَأَنزَعُ مِنَ الشّركِ بَطِينٌ مِنَ العِلمِ وَ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَرَادَ النّجَاةَ غَداً فَليَأخُذ بِحُجزَةِ هَذَا الأَنزَعِ يعَنيِ عَلِيّاً
توضيح قال الجزري أصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة واحتجز الرجل بالإزار إذاشده علي وسطه فاستعير للاعتصام و منه الحديث و النبي آخذ بحجزة الله أي بسبب منه
8- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِّ بِإِسنَادٍ مُتّصِلٍ لَم أَحفَظهُ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً رَمَاهُ بِالصّلَعِ فَتَحَاتّ الشّعرُ عَن رَأسِهِ وَ هَا أَنَا ذَا
إيضاح تحات الورق سقطت
9- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدي[العدَوَيِّ] عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبِ بنِ عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَسَأَلَ رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع
صفحه : 54
فَقَالَ أَسأَلُكَ عَن ثَلَاثٍ هُنّ فِيكَ أَسأَلُكَ عَن قِصَرِ خَلقِكَ وَ كِبَرِ بَطنِكَ وَ عَن صَلَعِ رَأسِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يخَلقُنَيِ طَوِيلًا وَ لَم يخَلقُنَيِ قَصِيراً وَ لَكِن خلَقَنَيِ مُعتَدِلًا أَضرِبُ القَصِيرَ فَأَقُدّهُ وَ أَضرِبُ الطّوِيلَ فَأَقُطّهُ وَ أَمّا كِبَرُ بطَنيِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص علَمّنَيِ بَاباً مِنَ العِلمِ فَفَتَحَ لِي ذَلِكَ البَابُ أَلفَ بَابٍ فَازدَحَمَ فِي بطَنيِ فَنَفَجَت عَن ضلُوُعيِ
ل ،[الخصال ] مِثلَهُ وَ فِي آخِرِهِ فَنَفَجَت عَنهُ عضُويِ وَ أَمّا صَلَعُ رأَسيِ فَمِن إِدمَانِ لُبسِ البَيضِ وَ مُجَالَدَةِ الأَقرَانِ
بيان القد الشق طولا والقط القطع عرضا وانتفج جنبا البعير إذاارتفعا وعظما خلقه ونفجت الشيء فانتفج أي رفعته وعظمته كل ذلك ذكرها الفيروزآبادي و أماكون كثرة العلم سببا لذلك فيحتمل أن يكون لكثرة السرور والفرح بذلك فإنه ع لما كان مع كثرة رياضاته في الدين ومقاساته للشدائد وقلة أكله ونومه و مايلقاه من أعدائه من الآلام الجسمانية والروحانية بطينا لم يكن سببه إلا مايلحقه ويدركه من الفرح بحصول الفيوض القدسية والمعارف الربانية ويمكن أن يكون توفر العلوم والأسرار التي لايمكن إظهارها سببا لذلك ولعل التجربة أيضا شاهدة به و الله يعلم
10-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن عَمرِو بنِ البَرِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَنَا عِندَهُ يَومَئِذٍ إِذ قَالَ أَتَي رَسُولَ اللّهِص رَجُلٌ شِبهُ النّخلَةِ طَوِيلٌ ثُمّ حَدّثَ بِحَدِيثِ هَامٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع عَلّمهُ وَ ارفُق بِهِ فَقَالَ
صفحه : 55
هَامٌ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَذَا ألّذِي أَمَرتَهُ أَن يعُلَمّنَيِ وَ نَحنُ مَعشَرَ الجِنّ أُمِرنَا أَن لَا نُطِيعَ إِلّا نَبِيّاً أَو وصَيِّ نبَيِّ قَالَ النّبِيّ يَا هَامُ مَن وَجَدتُم وصَيِّ آدَمَ قَالَ شَيثُ بنُ آدَمَ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِّ نُوحٍ قَالَ ذَاكَ سَامُ بنُ نُوحٍ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِّ هُودٍ قَالَ ذَاكَ يَاسِرُ بنُ هُودٍ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِّ اِبرَاهِيمَ قَالَ ذَاكَ إِسحَاقُ بنُ اِبرَاهِيمَ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِّ مُوسَي قَالَ ذَاكَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ قَالَ فَمَن وَجَدتُم وصَيِّ عِيسَي قَالَ شَمعُونُ بنُ حَمّونَ الصّفَا ابنُ عَمّ مَريَمَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا هَامُ وَ لِمَ كَانُوا هَؤُلَاءِ أَوصِيَاءَ الأَنبِيَاءِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لِأَنّهُم كَانُوا أَزهَدَ النّاسِ فِي الدّنيَا وَ أَرغَبَهُم إِلَي اللّهِ فِي الآخِرَةِ فَقَالَ النّبِيّص فَمَن وَجَدتُم وصَيِّ مُحَمّدٍ فَقَالَ لَهُ هَامٌ ذَاكَ إِليَا ابنُ عَمّ مُحَمّدٍ فَقَالَ هُوَ عَلِيّ وَ هُوَ وصَيِيّ وَ أخَيِ وَ هُوَ أَزهَدُ النّاسِ فِي الدّنيَا وَ أَرغَبُهُم إِلَي اللّهِ فِي الآخِرَةِ قَالَ فَسَلّمَ هَامٌ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ تَعَلّمَ مِنهُ سُوَراً ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أخَبرِنيِ بِهَذِهِ السّوَرِ أصُلَيّ بِهَا قَالَ نَعَم يَا هَامُ قَلِيلُ القُرآنِ كَثِيرٌ فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ انصَرَفَ وَ لَم يُرَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي قُبِضَ فَلَمّا كَانَ يَومُ الهَرِيرِ أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي حَربِهِ فَقَالَ لَهُ يَا وصَيِّ مُحَمّدٍ إِنّا وَجَدنَا فِي كُتُبِ الأَنبِيَاءِ أَنّ الأَصلَعَ وصَيِّ مُحَمّدٍ خَيرُ النّاسِ اكشِف رَأسَكَ فَكَشَفَ عَن رَأسِهِ مِغفَرَهُ وَ قَالَ أَنَا وَ اللّهِ ذَلِكَ يَا هَامُ
11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَارِيخُ البلَاذرُيِّ قَالَ أَبُو سُخَيلَةَ مَرَرتُ أَنَا وَ سَلمَانُ بِالرّبَذَةِ عَلَي أَبِي ذَرّ فَقَالَ إِنّهُ سَيَكُونُ فِتنَةٌ فَإِن أَدرَكتُمُوهَا فَعَلَيكُم بِكِتَابِ اللّهِ وَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ أَوّلُ مَن آمَنَ بيِ وَ أَوّلُ مَن يصُاَفحِنُيِ يَومَ القِيَامَةِ
صفحه : 56
وَ هُوَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ أَنتَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ المَالُ يَعسُوبُ الظّالِمِينَ
أغاني أبي الفرج في حديث أن المعلي بن طريف قال ماعندكم في قوله تعالي وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِ فقال بشار النحل المعهود قال هيهات يا أبامعاذ النحل بنو هاشم يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِيعني العلم
الرّضَا ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ النّبِيّص عَلِيّ أَمِيرُهَا فسَمُيَّ أَمِيرَ النّحلِ وَ يُقَالُ إِنّ النّبِيّص وَجّهَ عَسكَراً إِلَي قَلعَةِ بنَيِ تغل [ثُعَلٍ]فَحَارَبَهُم أَهلُ القَلعَةِ حَتّي نَفِدَ أَسلِحَتُهُم فَأَرسَلُوا إِلَيهِم كِوَارَ النّحلِ فَعَجَزَ عَسكَرُ النّبِيّص عَنهَا فَجَاءَ عَلِيّ فَذَلّتِ النّحلُ لَهُ فَلِذَلِكَ سمُيَّ أَمِيرَ النّحلِ وَ روُيَِ أَنّهُ وُجِدَ فِي غَارِ نَحلٍ فَلَم يُطِيقُوا بِهِ فَقَصَدَهُ عَلِيّ ع وَ شَارَ مِنهُ عَسَلًا كَثِيراً فَسَمّاهُ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ النّحلِ وَ اليَعسُوبَ وَ يُقَالُ هُوَ يَعسُوبُ الآخِرَةِ وَ هَذَا فِي الشّرَفِ فِي أَقصَي ذِروَتِهِ وَ اليَعسُوبُ ذَكَرُ النّحلِ وَ سَيّدُهَا وَ يَتبَعُهُ سَائِرُ النّحلِ
بيان قال الجزري اليعسوب السيد والرئيس والمقدم وأصله فحل النحل
12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رأيت في مصحف ابن مسعود ثمانية مواضع اسم علي ورأيت في كتاب الكافي عشرة مواضع فيهااسمه تفصيلها
صفحه : 57
أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَي وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فِي وَلَايَةِ عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً هَكَذَا نَزَلَت
أَبُو بَصِيرٍ عَنهُ ع فِي قَولِهِفَسَتَعلَمُونَ مَن هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ يَا مَعشَرَ المُكَذّبِينَ حَيثُ أَتَاكُم رِسَالَةُ ربَيّ فِي عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ هَكَذَا أُنزِلَت
أَبُو بَصِيرٍ عَنهُ ع فِي قَولِهِ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلكَافِرِينَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ ثُمّ قَالَ لَهُ وَ اللّهِ نَزَلَ بِهَا جَبرَئِيلُ عَلَي مُحَمّدٍص
عَمّارُ بنُ مَروَانَ عَن مُنَخّلٍ عَنهُ ع قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا يَا أَيّهَا الّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزّلنَا عَلَي عَبدِنَا فِي عَلِيّ نُوراً مُبِيناً
جَابِرٌ عَنهُ ع نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ عَلَي مُحَمّدٍص هَكَذَا وَ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنَا عَلَي عَبدِنَا فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ
أَبُو حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا فَأَبَي أَكثَرُ النّاسِ بِوَلَايَةِ عَلِيّ إِلّا كُفُوراً
جَابِرٌ عَنهُ ع قَالَ هَكَذَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ لَو أَنّهُم فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ فِي عَلِيّ لَكَانَ خَيراً لَهُم
وَ عَنهُ ع وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا وَ قُل جَاءَ الحَقّ مِن رَبّكُم فِي وَلَايَةِ عَلِيّ فَمَن شَاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شَاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنَا لِلظّالِمِينَ لآِلِ مُحَمّدٍ نَاراً
وَ عَنهُ ع قَالَنَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا إِنّ الّذِينَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم
صفحه : 58
لَم يَكُنِ اللّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَ لَا لِيَهدِيَهُم طَرِيقاً إِلّا طَرِيقَ جَهَنّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيراً ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ قَد جَاءَكُمُ الرّسُولُ بِالحَقّ مِن رَبّكُم فِي وَلَايَةِ عَلِيّ فَآمِنُوا خَيراً لَكُم فَإِن تَكفُرُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ فَإِنّ لِلّهِ مَا فِي السّمَوَاتِ وَ الأَرضِ
مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَنِ الرّضَا ع فِي قَولِهِ كَبُرَ عَلَي المُشرِكِينَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ مَا تَدعُوهُم إِلَيهِ يَا مُحَمّدُ مِن وَلَايَةِ عَلِيّ هَكَذَا فِي الكِتَابِ مَخطُوطَةً
أَبُو الحَسَنِ الماَضيِ ع فِي قَولِهِ إِنّا نَحنُ نَزّلنَا عَلَيكَ القُرءَانَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ تَنزِيلًا
وَ وَجَدتُ فِي كِتَابِ المُنَزّلِ البَاقِرُ ع بِئسَ مَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِي عَلِيّ
وَ عَنهُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَي وَ إِذَا قِيلَ لَهُم مَا ذَا أَنزَلَ رَبّكُم فِي عَلِيّ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوّلِينَ
وَ عَنهُ ع وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَولِيَاؤُهُمُ الطّاغُوتُ قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ كَذَا
وَ عَنهُ ع فِي قَولِهِ إِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلنَا مِنَ البَيّنَاتِ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا
عيسي بن عبد الله عن أبيه عن جده في قوله ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك في علي و إن لم تفعل عذبتك عذابا أليما فطرح عدوي اسم علي التهذيب والمصباح في دعاء الغدير وأشهد أن الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين ألذي ذكرته في كتابك فقلت وَ إِنّهُ فِي أُمّ الكِتابِ لَدَينا لعَلَيِّ حَكِيمٌ
وَ رَوَي الصّادِقُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ يَوماً الثاّنيِ لِرَسُولِ اللّهِص إِنّكَ لَا تَزَالُ تَقُولُ لعِلَيِّ أَنتَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَقَد ذَكَرَ اللّهُ هَارُونَ فِي أُمّ القُرآنِ
صفحه : 59
وَ لَم يَذكُر عَلِيّاً فَقَالَ يَا غَلِيظُ يَا جَاهِلُ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ سُبحَانَهُ يَقُولُ هَذَا صِرَاطُ عَلِيّ مُستَقِيمٌ
مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع هَذَا صِرَاطُ عَلِيّ مُستَقِيمٌ وَ قرُِئَ مِثلُهُ فِي رِوَايَةِ جَابِرٍ
أبوبكر الشيرازي في كتابه بالإسناد عن شعبة عن قتادة قال سمعت الحسن البصري يقرأ هذاالحرف هذاصراط علي مستقيم قلت مامعناه قال هذاطريق علي بن أبي طالب ودينه طريق دين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لاعوج فيه
البَاقِرُ ع فِي قَولِهِإِنّ إِلَينا إِيابَهُم إِنّ إِلَينَا إِيَابَ هَذَا الخَلقِ وَ عَلَينَا حِسَابَهُم
أَبُو بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرٍ أَنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ قَد دَعَا اللّهَ أَن يَجعَلَ لَهُ لِسَانَ صِدقٍ فِي الآخِرِينَ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ كُلّا جَعَلنا نَبِيّا وَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيّايعَنيِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع
وَ فِي مُصحَفِ ابنِ مَسعُودٍ حَقِيقٌ عَلَي عَلِيّ أَن لَا يَقُولَ عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّ
وقيل لم يسم أحد من ولد آدم بهذا الاسم إلا أن الرجل من العرب كان يقول إن ابني هذا علي يريد به العلو لا أنه اسمه وقيل لأنه علا من ساطه في الحرب من قوله وَ أَنتُمُ الأَعلَونَ والعلي الفرس الشديد الجري والشديد من كل شديد.أقول ذكر الوجوه التي مرت في رواية جابر ثم قال وقيل لأنه مشتق من اسم الله قوله تعالي وَ هُوَ العلَيِّ العَظِيمُ وقيل لأن له علوا في كل شيء علي النسب علي الإسلام علي العلم علي الزهد علي السخاء علي الجهاد علي الأهل علي الولد علي الصهر
وَ فِي خَبَرٍ أَنّ النّبِيّص سَمّاهُ المُرتَضَي لِأَنّ جَبرَئِيلَ ع هَبَطَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَدِ ارتَضَي عَلِيّاً لِفَاطِمَةَ ع وَ ارتَضَي فَاطِمَةَ ع لعِلَيِّ ع
صفحه : 60
وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ كَانَ عليا[ عَلِيّ] ع يَتّبِعُ فِي جَمِيعِ أَمرِهِ مَرضَاةَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَلِذَلِكَ سمُيَّ المُرتَضَي
وَ قَالَ جَابِرٌ الجعُفيِّ الحَيدَرُ هُوَ الحَازِمُ النّظّارُ فِي دَقَائِقِ الأَشيَاءِ وَ قِيلَ هُوَ الأَسَدُ وَ قَالَ ع
َنَا ألّذِي سمَتّنيِ أمُيّ حَيدَرَةَ |
ابنُ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَكَلَ المُسلِمُونَ عَن مُقَارَعَةِ طَلحَةَ العبَدوَيِّ تَقَدّمَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ طَلحَةُ مَن أَنتَ فَحَسَرَ عَن لِثَامِهِ فَقَالَ أَنَا القَضمُ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
وَ رَأَيتُ فِي كِتَابِ الرّدّ عَلَي أَهلِ التّبدِيلِ أَنّ فِي مُصحَفِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَا ليَتنَيِ كُنتُ تُرَابِيّاً يعَنيِ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع
و في كتاب مانزل في أعداء آل محمد في قوله وَ يَومَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلي يَدَيهِ رجل من بني عدي ويعذبه علي ع فيعض علي يديه و يقول العاض و هو رجل من بني تميم يا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً أي شيعيا البخاري ومسلم والطبري و ابن البيع و أبونعيم و ابن مردويه أنه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد سب عليا فأبي فقال أما إذاأبيت فقل لعن الله أباتراب فقال و الله إنه إنما سماه رسول الله بذلك و هوأحب الأسماء إليه
البخُاَريِّ وَ الطبّرَيِّ وَ ابنُ مَردَوَيهِ وَ ابنُ شَاهِينٍ وَ ابنُ البَيّعِ فِي حَدِيثٍ أَنّ عَلِيّاً ع غَضِبَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ خَرَجَ فَوَجَدَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ قُم أَبَا تُرَابٍ قُم أَبَا تُرَابٍ
صفحه : 61
الطبّرَيِّ وَ ابنُ إِسحَاقَ وَ ابنُ مَردَوَيهِ أَنّهُ قَالَ عَمّارٌ خَرَجنَا مَعَ النّبِيّ فِي غَزوَةِ العَشِيرَةِ فَلَمّا نَزَلنَا مَنزِلًا نِمنَا فَمَا نَبّهَنَا إِلّا كَلَامُ رَسُولِ اللّهِص لعِلَيِّ ع يَا أَبَا تُرَابٍ لَمّا رَآهُ سَاجِداً مُعَفّراً وَجهَهُ فِي التّرَابِ أَ تَعلَمُ مَن أَشقَي النّاسِ أَشقَي النّاسِ اثنَانِ أُحَيمِرُ ثَمُودَ ألّذِي عَقَرَ النّاقَةَ وَ أَشقَاهَا ألّذِي يَخضِبُ هَذِهِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي لِحيَتِهِ
وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع وَ سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يبُاَهيِ بِمَن يَصنَعُ كَصَنِيعِكَ المَلَائِكَةَ وَ البِقَاعُ تَشهَدُ لَهُ قَالَ فَكَانَ ع يُعَفّرَ خَدّيهِ وَ يَطلُبُ الغَرِيبَ مِنَ البِقَاعِ لِتَشهَدَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ فَكَانَ إِذَا رَآهُ وَ التّرَابُ فِي وَجهِهِ يَقُولُ يَا أَبَا تُرَابٍ افعَل كَذَا وَ يُخَاطِبُهُ بِمَا يُرِيدُ
وَ حدَثّنَيِ أَبُو العَلَاءِ الهمَداَنيِّ بِالإِسنَادِ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي حَدِيثٍ أَنّ عَلِيّاً ع خَرَجَ مُغضَباً فَتَوَسّدَ ذِرَاعَهُ فَطَلَبَهُ النّبِيّص حَتّي وَجَدَهُ فَوَكَزَهُ بِرِجلِهِ فَقَالَ قُم فَمَا صَلَحتَ أَن تَكُونَ إِلّا أَبَا تُرَابٍ أَ غَضِبتَ عَلَيّ حِينَ آخَيتُ بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ لَم أُوَاخِ بَينَكَ وَ بَينَ أَحَدٍ مِنهُم أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي الخَبَرَ
وَ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ كنُيَّ ع بأِبَيِ تُرَابٍ لِأَنّ النّبِيّص قَالَ يَا عَلِيّ أَوّلُ مَن يَنفُضُ التّرَابَ مِن رَأسِهِ أَنتَ وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ يَقُولُ إِنّا كُنّا نَمدَحُ عَلِيّاً إِذَا قُلنَا لَهُ أَبَا تُرَابٍ وَ سَمّوهُ أَصلَعَ قُرَيشٍ مِن كَثرَةِ لُبسِ الخُوَذِ عَلَي الرّأسِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا سَيفُ اللّهِ عَلَي أَعدَائِهِ وَ رَحمَتُهُ عَلَي أَولِيَائِهِ
ابنُ البَيّعِ فِي أُصُولِ الحَدِيثِ وَ الخرَكوُشيِّ فِي شَرَفِ النّبِيّ وَ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ وَ اللّفظُ لَهُ بِأَسَانِيدِهِم أَنّهُ كَانَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص يَدعُوَانِهِ
صفحه : 62
يَا أَبَه وَ يَقُولُ الحَسَنُ لِأَبِيهِ يَا أَبَا الحُسَينِ وَ الحُسَينُ يَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَلَمّا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص دَعَوَاهُ يَا أَبَانَا
وَ فِي رِوَايَةٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا سمَاّنيِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يَا أَبَه حَتّي توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص
وقيل أبو الحسن مشتق من اسم الحسن النطنزي في الخصائص قال داود بن سليمان رأيت شيخا علي بغلة قداحتوشته الناس فقلت من هذاقالوا هذاشاه العرب هذا علي بن أبي طالب ع قال صاحب كتاب الأنوار إن له في كتاب الله ثلاثمائة اسم فأما في الأخبار فالله أعلم بذلك ويسمونه أهل السماء شمساطيل و في الأرض حمحائيل و علي اللوح قنسوم و علي القلم منصوم و علي العرش معين و عندرضوان أمين و عندالحور العين أصب و في صحف ابراهيم حزبيل وبالعبرانية بلقياطيس وبالسريانية شروحيل و في التوراة إيليا و في الزبور إريا و في الإنجيل بريا و في الصحف حجر العين و في القرآن عليا و عند النبي ناصرا و عندالعرب مليا و عندالهند كبكرا ويقال لنكرا و عندالروم بطريس و عندالأرمن فريق وقيل أطفاروس و عندالصقلاب فيروق و عندالفرس خير وقيل فيروز و عندالترك ثبيرا وعنيرا وقيل راج و عندالخزر برين و عندالنبط كريا و عندالديلم بني و عندالزنج حنين و عندالحبشة بتريك وقالوا كرقنا و عندالفلاسفة يوشع و عندالكهنة بويء و عندالجن حبين و عندالشياطين مدمر و عندالمشركين الموت الأحمر و عند المؤمنين السحابة البيضاء و عندوالده حرب
صفحه : 63
وقيل ظهير و عندأمه حيدرة وقيل أسد و عندظئره ميمون و عند الله علي وسأل المتوكل زيد بن حارثة البصري المجنون عن علي ع فقال علي حروف الهجاء علي هوالآمر عن الله بالعدل والإحسان الباقر لعلوم الأديان التالي لسور القرآن الثاقب لحجاب الشيطان الجامع لأحكام القرآن الحاكم بين الإنس والجان الخلي من كل زور وبهتان الدليل لمن طلب البيان الذاكر ربه في السر والإعلان الراهب ربه في الليالي إذااشتد الظلام الرائد الراجح بلا نقصان الساتر لعورات النسوان الشاكر لماأولي الواحد المنان الصابر يوم الضرب والطعان الضارب بحسامه رءوس الأقران الطالب بحق الله غيرمتوان و لاخوان الظاهر علي أهل الكفر والطغيان العالي علمه علي أهل الزمان الغالب بنصر الله للشجعان الفالق للرءوس والأبدان القوي الشديد الأركان الكامل الراجح بلا نقصان اللازم لأوامر الرحمن المزوج بخير النسوان النامي ذكره في القرآن الولي لمن والاه بالإيمان الهادي إلي الحق لمن طلب البيان اليسر السهل لمن طلبه بالإحسان
13-يف ،[الطرائف ]رَوَي الحمَيِديِّ فِي الجَمعِ بَينَ الصّحِيحَينِ فِي الحَدِيثِ الحاَديِ وَ العِشرِينَ مِنَ المُتّفَقِ عَلَيهِ مِن مُسنَدِ سَهلِ بنِ سَعدٍ أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي سَهلِ بنِ سَعدٍ فَقَالَ هَذَا فُلَانٌ أَمِيرُ المَدِينَةِ يَذكُرُ عَلِيّاً ع عِندَ المِنبَرِ قَالَ فَيَقُولُ مَا ذَا قَالَ يَقُولُ لَهُ أَبَا تُرَابٍ
صفحه : 64
فَضَحِكَ وَ قَالَ مَا سَمّاهُ بِهِ إِلّا النّبِيّص وَ مَا كَانَ لَهُ اسمٌ أَحَبّ إِلَيهِ مِنهُ فَاستَعظَمتُ الحَدِيثَ وَ قُلتُ يَا أَبَا عَبّاسٍ كَيفَ كَانَ ذَلِكَ قَالَ دَخَلَ عَلِيّ ع عَلَي فَاطِمَةَ ع ثُمّ خَرَجَ فَاضطَجَعَ فِي المَسجِدِ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي ابنَتِهِ فَاطِمَةَ ع وَ قَبّلَ رَأسَهَا وَ نَحَرَهَا وَ قَالَ لَهَا أَينَ ابنُ عَمّكِ قَالَت فِي المَسجِدِ فَخَرَجَ النّبِيّص فَوَجَدَ رِدَاءَهُ قَد سَقَطَ عَن ظَهرِهِ وَ خُلِطَ التّرَابُ إِلَي ظَهرِهِ فَجَعَلَ يَمسَحُ التّرَابَ عَن ظَهرِهِ وَ يَقُولُ اجلِس أَبَا تُرَابٍ مَرّتَينِ
14-مد،[العمدة] مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ أَحمَدَ عَن وَالِدِهِ عَن عَلِيّ بنِ بَحرٍ عَن عِيسَي بنِ يُونُسَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن يَزِيدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَيثَمٍ المحُاَربِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَيثَمِ بنِ زَيدٍ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَكُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ ع رَفِيقَينِ فِي غَزَاةِ ذيِ العَشِيرَةِ فَلَمّا نَزَلَهَا النّبِيّص فَأَقَامَ بِهَا رَأَينَا نَاساً مِن بنَيِ مَذحِجَ يَعمَلُونَ فِي عَينٍ لَهُم فِي نَخلٍ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا أَبَا اليَقظَانِ هَل لَكَ أَن نأَتيَِ هَؤُلَاءِ فَنَنظُرَ كَيفَ يَعمَلُونَ فَجِئنَاهُم فَنَظَرنَا إِلَي عَمَلِهِم سَاعَةً ثُمّ غَشِيَنَا النّومُ فَانطَلَقتُ أَنَا وَ عَلِيّ فَاضطَجَعنَا فِي صَورِ النّخلِ ثُمّ جَمَعنَا مِنَ التّرَابِ فَنِمنَا فَوَ اللّهِ مَا أَهَبّنَا إِلّا رَسُولُ اللّهِص يُحَرّكُنَا بِرِجلِهِ وَ يَبرِينَا مِن تِلكَ الدّقعَاءِ فَيَومَئِذٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع يَا أَبَا تُرَابٍ لِمَا عَلَيهِ مِنَ التّرَابِ قَالَ أَ لَا أُحَدّثُكُمَا بِأَشقَي النّاسِ رَجُلَينِ
صفحه : 65
قُلنَا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَخُو ثَمُودَ ألّذِي عَقَرَ النّاقَةَ وَ ألّذِي يَضرِبُكَ يَا عَلِيّ عَلَي هَذِهِ يعَنيِ قَرنَهُ حَتّي تَبُلّ مِنهُ هَذِهِ يعَنيِ لِحيَتَهُ
وَ مِنَ الجُزءِ الأَوّلِ مِن صَحِيحِ البخُاَريِّ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ عَن أَبِي حَازِمٍ عَن سَهلِ بنِ سَعدٍ مِثلَ مَا مَرّ فِي رِوَايَةِ السّيّدِ عَنِ الحمُيَديِّ
وَ مِن صَحِيحِ البخُاَريِّ أَيضاً فِي الجُزءِ الرّابِعِ مِنَ الأَجزَاءِ الثّمَانِيَةِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسلَمَةَ عَن عَبدِ العَزِيزِ مِثلَهُ
وَ مِن صَحِيحِ مُسلِمٍ فِي ثَالِثِ كُرّاسٍ مِنَ الجُزءِ الرّابِعِ مِن أَجزَاءٍ سِتّةٍ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ عَن سَهلِ بنِ سَعدٍ قَالَ كَانَ استُعمِلَ رَجُلٌ عَلَي المَدِينَةِ مِن آلِ مَروَانَ فَدَعَا سَهلَ بنَ سَعدٍ وَ أَمَرَهُ أَن يَشتِمَ عَلِيّاً ع قَالَ فَأَبَي سَهلٌ فَقَالَ أَمّا إِذَا أَبَيتَ فَقُل لَعَنَ اللّهُ أَبَا تُرَابٍ فَقَالَ سَهلٌ مَا كَانَ لعِلَيِّ ع اسمٌ أَحَبّ إِلَيهِ مِن أَبِي تُرَابٍ وَ إِن كَانَ لَيَفرَحُ إِذَا دعُيَِ بِهَا فَقَالَ لَهُ أَخبِرنَا عَن فَضِيلَتِهِ لِمَ سمُيَّ أَبَا تُرَابٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص بَيتَ فَاطِمَةَ فَلَم يَجِد عَلِيّاً فِي البَيتِ فَقَالَ أَينَ ابنُ عَمّكِ فَقَالَت كَانَ بيَنيِ وَ بَينَهُ شَيءٌ فغَاَضبَنَيِ فَخَرَجَ وَ لَم يَقِل عنِديِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِإِنسَانٍ انظُر أَينَ هُوَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ فِي المَسجِدِ رَاقِدٌ فَجَاءَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ مُضطَجِعٌ قَد سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَن شِقّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ يَمسَحُهُ عَنهُ وَ يَقُولُ قُم أَبَا تُرَابٍ
وَ لَو أَنصَفَت فِي حُكمِهَا أُمّ مَالِكٍ | إِذاً لَرَأَت تِلكَ المسَاَويَِ مَحَاسِنَا |
صفحه : 66
و من مناقب الفقيه أبي الحسن بن المغازلي روي الخبر الأول ألذي من مسند ابن حنبل عن أحمد بن محمد بن عبدالوهاب يرفعه إلي عمار والثاني ألذي رواه من البخاري موافقا لرواية السيد عن الحميدي فإنه رواه عن يحيي بن أبي طالب عن محمد بن الصلت والثالث ألذي رواه من صحيح مسلم فإنه روي عن القاضي أبويوسف بن رباح يرفعه إلي سهل بن سعد. أقول روي ابن الأثير في جامع الأصول ، عن الصحيحين مثل مامر برواية الحميدي في تسمية أبي تراب .بيان في القاموس الصور النخل الصغار أوالمجتمع وأصل النخل و قال الدقعاء التراب .
و قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، هو أبو الحسن علي بن أبي طالب واسمه عبدمناف بن عبدالمطلب واسمه شيبة بن هاشم واسمه عمرو بن عبدمناف بن قصي والغالب عليه من الكنية أبو الحسن و كان ابنه الحسن ع يدعوه في حياة رسول الله ص أبا الحسين ويدعوه الحسين ع أبا الحسن ويدعوان رسول الله أباهما فلما توفي النبي ص دعواه بأبيهما وكناه رسول الله أباتراب وجده نائما في تراب قدسقط عنه رداؤه وأصاب التراب جسده فجاء حتي جلس عندرأسه وأيقظه وجعل يمسح التراب عن ظهره و يقول له اجلس إنما أنت أبوتراب فكانت من أحب كناه صلوات الله عليه إليه و كان يفرح إذادعي بهافدعت بنو أمية خطباءها يسبوه بها علي المنابر وجعلوها نقيصة له ووصمة عليه فكأنما كسوه بهاالحلي والحلل كما قال الحسن البصري.
صفحه : 67
و كان اسمه الأول ألذي سمته به أمه حيدرة باسم أبيها أسد بن هاشم والحيدرة الأسد فغير أبوه اسمه وسماه عليا وقيل إن حيدرة اسم كانت قريش تسميه به والقول الأول أصح
يَدُلّ عَلَيهِ خَبَرُهُ يَومَ بَرَزَ إِلَيهِ مَرحَبٌ وَ ارتَجَزَ عَلَيهِ فَقَالَ
َنَا ألّذِي سمَتّنيِ أمُيّ مَرحَباً |
فَأَجَابَهُ
َنَا ألّذِي سمَتّنيِ أمُيّ حَيدَرَةَ |
وتزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله ص بأمير المؤمنين خاطبه بذلك جملة المهاجرين والأنصار و لم يثبت ذلك في أخبار المحدثين إلاأنهم قدرووا مايعطي هذاالمعني و إن لم يكن اللفظ بعينه
وَ هُوَ قَولُ رَسُولِ اللّهِص أَنتَ يَعسُوبُ الدّينِ وَ المَالُ يَعسُوبُ الظّلَمَةِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي هَذَا يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ
واليعسوب ذكر النحل وأميرها روي هاتين الروايتين أحمد بن حنبل في المسند و في كتابه فضائل الصحابة ورواهما أبونعيم الحافظ في حلية الأولياء ودعي بعدوفاة رسول الله ص بوصي رسول الله ص لوصايته إليه بما أراده وأصحابنا لاينكرون ذلك ولكن يقولون إنها لم تكن وصيته بالخلافة بل بكثير من المتجددات بعده أفضي بها إليه
صفحه : 68
أقول قدمر بعض فضائلهما في باب أحوال عبدالمطلب و باب أحوال عبد الله وآمنة
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ رَفَعَهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَمّهِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ مُسَجّي فَقَالَ يَا عَمّ كَفّلتَ يَتِيماً وَ رَبّيتَ صَغِيراً وَ نَصَرتَ كَبِيراً فَجَزَاكَ اللّهُ عنَيّ خَيراً ثُمّ أَمَرَ عَلِيّاً بِغُسلِهِ
2- لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجرُجاَنيِّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع أَوّلُ جَمَاعَةٍ كَانَت أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يصُلَيّ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَهُ إِذ مَرّ أَبُو طَالِبٍ بِهِ وَ جَعفَرٌ مَعَهُ قَالَ يَا بنُيَّ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَلَمّا أَحَسّهُ رَسُولُ اللّهِص تَقَدّمَهُمَا وَ انصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ مَسرُوراً وَ هُوَ يَقُولُ
إِنّ عَلِيّاً وَ جَعفَراً ثقِتَيِ | عِندَ مُلِمّ الزّمَانِ وَ الكَربِ |
وَ اللّهِ لَا أَخذُلُ النّبِيّ وَ لَا | يَخذُلُهُ مِن بنَيِّ ذُو حَسَبٍ |
لَا تَخذُلَا وَ انصُرَا ابنَ عَمّكُمَا | أخَيِ لأِمُيّ مِن بَينِهِم وَ أَبِي |
قَالَ فَكَانَت أَوّلُ جَمَاعَةٍ جُمّعَت ذَلِكَ اليَومَ
أَقُولُ رَوَي السّيّدُ فِي الطّرَائِفِ عَن أَبِي هِلَالٍ العسَكرَيِّ مِن كِتَابِ الأَوَائِلِ مِثلَهُ
صفحه : 69
بيان صل جناح ابن عمك كأنه بالتخفيف أمرا من تصل أي تمم جناحه فإن أمير المؤمنين ع كان أحد جناحيه و به كان يتم الجناحان ويحتمل التشديد أيضا فإن الجناح يكون بمعني الجانب والكنف والناحية والأول أبلغ وأظهر
3- ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ ذَاتَ يَومٍ جَالِساً فِي الرّحبَةِ وَ النّاسُ حَولَهُ مُجتَمِعُونَ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنتَ بِالمَكَانِ ألّذِي أَنزَلَكَ اللّهُ بِهِ وَ أَبُوكَ مُعَذّبٌ فِي النّارِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع مَه فَضّ اللّهُ فَاكَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَو شَفَعَ أَبِي فِي كُلّ مُذنِبٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ لَشَفّعَهُ اللّهُ فِيهِم أَبِي مُعَذّبٌ فِي النّارِ وَ ابنُهُ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ نُورَ أَبِي يَومَ القِيَامَةِ يُطفِئُ أَنوَارَ الخَلَائِقِ إِلّا خَمسَةَ أَنوَارٍ نُورَ مُحَمّدٍص وَ نوُريِ وَ نُورَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ نُورَ تِسعَةٍ مِن وُلدِ الحُسَينِ فَإِنّ نُورَهُ مِن نُورِنَا ألّذِي خَلَقَهُ اللّهُ تَعَالَي قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بأِلَفيَ عَامٍ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الهمَدَاَنيِّ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنهُ ع مِثلَهُ
بيان في رواية الشيخ بعد قوله ونوري ونور فاطمة و علي هذافالخمسة إما مبني إلي اتحاد نوري محمد و علي صلوات الله عليهما أواتحاد نوري الحسنين ع بقرينة عدم توسط النور في البين ويحتمل أن يكون قوله ونور تسعة معطوفا علي
صفحه : 70
الخمسة
4- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَأَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ذَاتَ يَومٍ إِلَي النّبِيّص بَاكِياً وَ هُوَ يَقُولُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَه يَا عَلِيّ فَقَالَ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَاتَت أمُيّ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ قَالَ فَبَكَي النّبِيّص ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ أُمّكَ يَا عَلِيّ أَمَا إِنّهَا إِن كَانَت لَكَ أُمّاً فَقَد كَانَت لِي أُمّاً خُذ عمِاَمتَيِ هَذِهِ وَ خُذ ثوَبيَّ هَذَينِ فَكَفّنهَا فِيهِمَا وَ مُرِ النّسَاءَ فَليُحسِنّ غُسلَهَا وَ لَا تُخرِجهَا حَتّي أجَيِءَ فإَلِيَّ أَمرُهَا قَالَ وَ أَقبَلَ النّبِيّص بَعدَ سَاعَةٍ وَ أُخرِجَت فَاطِمَةُ أُمّ عَلِيّ ع فَصَلّي عَلَيهَا النّبِيّص صَلَاةً لَم يُصَلّ عَلَي أَحَدٍ قَبلَهَا مِثلَ تِلكَ الصّلَاةِ ثُمّ كَبّرَ عَلَيهَا أَربَعِينَ تَكبِيرَةً ثُمّ دَخَلَ إِلَي القَبرِ فَتَمَدّدَ فِيهِ فَلَم يُسمَع لَهُ أَنِينٌ وَ لَا حَرَكَةٌ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ ادخُل يَا حُسنُ ادخُل فَدَخَلَا القَبرَ فَلَمّا فَرَغَ مِمّا احتَاجَ إِلَيهِ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ اخرُج يَا حَسَنُ اخرُج فَخَرَجَا ثُمّ زَحَفَ النّبِيّص حَتّي صَارَ عِندَ رَأسِهَا ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ أَنَا مُحَمّدٌ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ لَا فَخرَ فَإِن أَتَاكِ مُنكِرٌ وَ نَكِيرٌ فَسَأَلَاكِ مَن رَبّكِ فقَوُليِ اللّهُ ربَيّ وَ مُحَمّدٌ نبَيِيّ وَ الإِسلَامُ ديِنيِ وَ القُرآنُ كتِاَبيِ وَ ابنيِ إمِاَميِ وَ ولَيِيّ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ ثَبّت فَاطِمَةَبِالقَولِ الثّابِتِ ثُمّ خَرَجَ مِن قَبرِهَا وَ حَثَا عَلَيهَا حَثَيَاتٍ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ اليُمنَي عَلَي اليُسرَي فَنَفَضَهُمَا ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَقَد سَمِعَت فَاطِمَةُ تَصفِيقَ يمَيِنيِ عَلَي شمِاَليِ فَقَامَ إِلَيهِ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَقَالَ فَدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد صَلّيتَ عَلَيهَا صَلَاةً
صفحه : 71
لَم تُصَلّ عَلَي أَحَدٍ قَبلَهَا مِثلَ تِلكَ الصّلَاةِ فَقَالَ يَا أَبَا اليَقظَانِ وَ أَهلُ ذَلِكَ هيَِ منِيّ لَقَد كَانَ لَهَا مِن أَبِي طَالِبٍ وَلَدٌ كَثِيرٌ وَ لَقَد كَانَ خَيرُهُم كَثِيراً وَ كَانَ خَيرُنَا قَلِيلًا فَكَانَت تشُبعِنُيِ وَ تُجِيعُهُم وَ تكَسوُنيِ وَ تُعرِيهِم وَ تدُهَنّنُيِ وَ تُشَعّثُهُم قَالَ فَلِمَ كَبّرتَ عَلَيهَا أَربَعِينَ تَكبِيرَةً يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم يَا عَمّارُ التَفَتّ عَن يمَيِنيِ فَنَظَرتُ إِلَي أَربَعِينَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِ فَكَبّرتُ لِكُلّ صَفّ تَكبِيرَةً قَالَ فَتَمَدّدُكَ فِي القَبرِ وَ لَم يُسمَع لَكَ أَنِينٌ وَ لَا حَرَكَةٌ قَالَ إِنّ النّاسَ يُحشَرُونَ يَومَ القِيَامَةِ عُرَاةً وَ لَم أَزَل أَطلُبُ إِلَي ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَن يَبعَثَهَا سَتِيرَةً وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ مَا خَرَجتُ مِن قَبرِهَا حَتّي رَأَيتُ مِصبَاحَينِ مِن نُورٍ عِندَ رَأسِهَا وَ مِصبَاحَينِ مِن نُورٍ عِندَ يَدَيهَا وَ مِصبَاحَينِ مِن نُورٍ عِندَ رِجلَيهَا وَ مَلَكَيهَا المُوَكّلَينِ بِقَبرِهَا يَستَغفِرَانِ لَهَا إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ
ضه ،[روضة الواعظين ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ
قَالَ وَ روُيَِ فِي خَبَرٍ آخَرَ طَوِيلٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا عَمّارُ إِنّ المَلَائِكَةَ قَد مَلَأَتِ الأُفُقَ وَ فُتِحَ لَهَا بَابٌ مِنَ الجَنّةِ وَ مُهّدَ لَهَا مِهَادٌ مِن مِهَادِ الجَنّةِ وَ بُعِثَ إِلَيهَا بِرَيحَانٍ مِن رَيَاحِينِ الجَنّةِ فهَيَِ فِي رَوحٍ وَ رَيحَانٍ وَ جَنّةٍ وَ نَعِيمٍ وَ قَبرُهَا رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ
بيان الزحف العدو والأشعث المغبر الرأس
5- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللّهِص يَا ابنَ أَخِ اللّهُ أَرسَلَكَ قَالَ نَعَم قَالَ فأَرَنِيِ آيَةً قَالَ ادعُ لِي تِلكَ الشّجَرَةَ فَدَعَاهَا فَأَقبَلَت حَتّي سَجَدَت بَينَ يَدَيهِ ثُمّ انصَرَفَت فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ
صفحه : 72
أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ يَا عَلِيّ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ
قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ مِثلَهُ
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن ثَابِتِ بنِ دِينَارٍ الثمّاَليِّ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ أَنّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ عَمّ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ عَن أَبِي طَالِبٍ هَل كَانَ مُسلِماً فَقَالَ وَ كَيفَ لَم يَكُن مُسلِماً وَ هُوَ القَائِلُ
وَ قَد عَلِمُوا أَنّ ابنَنَا لَا مُكَذّبٌ | لَدَينَا وَ لَا يَعبَأُ بِقَولِ الأَبَاطِلِ |
إِنّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ أَصحَابِ الكَهفِ حِينَ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ
أقول رواه السيد فخار بن معد الموسوي عن شاذان بن جبرئيل بإسناده إلي ابن الوليد
7- لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَثَلُ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَهلِ الكَهفِ حِينَ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ
كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنهُ ع مِثلَهُ
صفحه : 73
8- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ القيَسيِّ عَن دُرُستَ بنِ أَبِي مَنصُورٍ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ أَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ مَحجُوجاً بأِبَيِ طَالِبٍ فَقَالَ ع لَا وَ لَكِن كَانَ مُستَودَعاً لِلوَصَايَا فَدَفَعَهَا إِلَيهِص قَالَ قُلتُ فَدَفَعَ إِلَيهِ الوَصَايَا عَلَي أَنّهُ مَحجُوجٌ بِهِ فَقَالَ لَو كَانَ مَحجُوجاً بِهِ مَا دَفَعَ إِلَيهِ الوَصِيّةَ قَالَ فَقُلتُ فَمَا كَانَ حَالُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ أَقَرّ باِلنبّيِّ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ وَ دَفَعَ إِلَيهِ الوَصَايَا وَ مَاتَ مِن يَومِهِ
بيان أي هل كان أبوطالب حجة علي رسول الله إماما له فأجاب ع بنفي ذلك معللا بأنه كان مستودعا للوصايا دفعها إليه لا علي أنه أوصي إليه وجعله خليفة له
صفحه : 74
ليكون حجة عليه بل كمايوصل المستودع الوديعة إلي صاحبها فلم يفهم السائل ذلك وأعاد السؤال و قال دفع الوصايا مستلزم لكونه حجة عليه فأجاب ع بأنه دفع إليه الوصايا علي وجه المذكور و هذا لايستلزم كونه حجة بل ينافيه . و قوله ع مات من يومه أي يوم الدفع لا يوم الإقرار ويحتمل تعلقه بهما و يكون المراد الإقرار الظاهر ألذي اطلع عليه غيره ص هذاأظهر الوجوه عندي في حل الخبر ويحتمل وجوها أخر.منها أن يكون المعني هل كان الرسول محجوجا مغلوبا في الحجة بسبب أبي طالب حيث قصر في هدايته إلي الإيمان و لم يؤمن فقال ع ليس الأمر كذلك لأنه كان قدآمن وأقر وكيف لا يكون كذلك والحال أن أباطالب كان من الأوصياء و كان أمينا علي وصايا الأنبياء وحاملا لها إليه ص فقال السائل هذاموجب لزيادة الحجة عليهما حيث علم نبوته بذلك و لم يقر فأجاب ع بأنه لو لم يكن مقرا لم يدفع الوصايا إليه . ومنها أن المعني لو كان محجوجا به وتابعا له لم يدفع الوصية إليه بل كان ينبغي أن تكون عند أبي طالب فالوصايا التي ذكرت بعد غيرالوصية الأولي واختلاف التعبير يدل عليه فدفع الوصية كان سابقا علي دفع الوصايا وإظهار الإقرار و إن دفعها كان في غيروقت مايدفع الحجة إلي المحجوج بأن كان متقدما عليه أو أنه بعددفعها اتفق موته والحجة يدفع إلي المحجوج عندالعلم بموته أودفع بقية الوصايا فأكمل الدفع يوم موته
9- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ] حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ
صفحه : 75
بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن جَدّهِ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ المقَدسِيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ رُستُمَ عَن أَبِي حَمزَةَ السكّوُنيِّ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَابِطٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص يَقُولُ لِعَقِيلٍ إنِيّ لَأُحِبّكَ يَا عَقِيلُ حُبّينِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لِحُبّ أَبِي طَالِبٍ لَكَ
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] قَد مَرّ فِي خَبَرِ الِاستِسقَاءِ أَنّ النّبِيّص لَمّا دَعَا فَاستُجِيبَ لَهُ ضَحِكَ وَ قَالَ لِلّهِ دَرّ أَبِي طَالِبٍ لَو كَانَ حَيّاً لَقَرّت عَينَاهُ مَن يُنشِدُنَا قَولَهُ فَقَامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ عَسَي أَرَدتَ يَا رَسُولَ اللّهِ
وَ مَا حَمَلَت مِن نَاقَةٍ فَوقَ ظَهرِهَا | أَبَرّ وَ أَوفَي ذِمّةً مِن مُحَمّدٍ |
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ هَذَا مِن قَولِ أَبِي طَالِبٍ هَذَا مِن قَولِ حَسّانِ بنِ ثَابِتٍ فَقَامَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ كَأَنّكَ أَرَدتَ يَا رَسُولَ اللّهِ
وَ أَبيَضَ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ | رَبِيعُ اليَتَامَي عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ |
تَلُوذُ بِهِ الهُلّاكُ مِن آلِ هَاشِمٍ | فَهُم عِندَهُ فِي نِعمَةٍ وَ فَوَاضِلِ |
كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ يُبزَي مُحَمّدٌ | وَ لَمّا نُمَاصِع دُونَهُ وَ نُقَاتِلُ |
وَ نُسلِمُهُ حَتّي نَصرَعَ حَولَهُ | وَ نَذهَلُ عَن أَبنَائِنَا وَ الحَلَائِلِ |
بيان الهلاك الفقراء جمع الهالك و قال الجزري في قصيدة أبي طالب يعاتب قريشا في أمر النبي ص
كذبتم وبيت الله يبزي محمد. | و لمانطاعن دونه ونناضل . |
يبزي أي يقهر ويغلب أراد لايبزي فحذف لا من جواب القسم وهي مرادة
صفحه : 76
أي لايقهر و لم نقاتل عنه وندافع و قال المماصعة المجادلة والمضاربة
11- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعبَدٍ بنِ العَبّاسِ عَن بَعضِ أَهلِهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ أَنّهُ قَالَ لَمّا حَضَرَت أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ قَالَ لَهُ نبَيِّ اللّهِص يَا عَمّ قُل كَلِمَةً وَاحِدَةً أَشفَع لَكَ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ لَو لَا أَن يَكُونَ عَلَيكَ وَ عَلَي بنَيِ أَبِيكَ غَضَاضَةٌ لَأَقرَرتُ عَينَيكَ وَ لَو سأَلَتنَيِ هَذِهِ فِي الحَيَاةِ لَفَعَلتُ قَالَ وَ عِندَهُ جَمِيلَةُ بِنتُ حَربٍ حَمّالَةُ الحَطَبِ وَ هيَِ تَقُولُ لَهُ يَا أَبَا طَالِبٍ مِتّ عَلَي دِينِ الأَشيَاخِ قَالَ فَلَمّا خَفَتَ صَوتُهُ فَلَم يَبقَ مِنهُ شَيءٌ قَالَ حَرّكَ شَفَتَيهِ قَالَ العَبّاسُ وَ أَصغَيتُ إِلَيهِ فَقَالَ قَولًا خَفِيفاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ العَبّاسُ للِنبّيِّص يَا ابنَ أخَيِ قَد وَ اللّهِ قَالَ ألّذِي سَأَلتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَم أَسمَعهُ
بيان الغضاضة بالفتح الذلة والمنقصة أقول لعل المنقصة من أجل أنه يقال كان في تمام عمره علي الباطل و لما كان عندالموت رجع عنه ولعله علي تقدير صحة الخبر إنما كلفه رسول الله ص إظهار الإسلام مع علمه بتحققه ليعلم القوم أنه مسلم وامتناعه من ذلك كان خوفا من أن يعيش بعد ذلك و لايمكنه نصره وإعانته فلما أيس من ذلك أظهر الإيمان
12- ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِّ عَن جَدّهِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص دَفَنَ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ وَ كَانَت مُهَاجِرَةً مُبَايِعَةً بِالرّوحَاءِ مُقَابِلَ حَمّامِ أَبِي قُطَيعَةَ قَالَ وَ كَفّنَهَا رَسُولُ اللّهِص فِي قَمِيصِهِ وَ نَزَلَ فِي قَبرِهَا وَ تَمَرّغَ فِي لَحدِهَا فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ أَبِي هَلَكَ
صفحه : 77
وَ أَنَا صَغِيرٌ فأَخَذَتَنيِ هيَِ وَ زَوجُهَا فَكَانَا يُوَسّعَانِ عَلَيّ وَ يؤُثرِاَنيّ عَلَي أَولَادِهِمَا فَأَحبَبتُ أَن يُوَسّعَ اللّهُ عَلَيهَا قَبرَهَا
13- ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ أَوصَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَبِلَ وَصِيّتَهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ أَرَدتُ أَن أُعتِقَ جاَريِتَيِ هَذِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَدّمتِ مِن خَيرٍ فَسَتَجِدِينَهُ فَلَمّا مَاتَت رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهَا نَزَعَ رَسُولُ اللّهِص قَمِيصَهُ وَ قَالَ كَفّنُوهَا فِيهِ وَ اضطَجَعَ فِي لَحدِهَا فَقَالَ أَمّا قمَيِصيِ فَأَمَانٌ لَهَا يَومَ القِيَامَةِ وَ أَمّا اضطجِاَعيِ فِي قَبرِهَا فَلِيُوَسّعَ اللّهُ عَلَيهَا
14- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ مُوسَي عَنِ الكلُيَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الفاَرسِيِّ عَن أَبِي حَنِيفَةَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الوَلِيدِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ رَحِمَهَا اللّهُ جَاءَت إِلَي أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللّهُ تُبَشّرُهُ بِمَولِدِ النّبِيّص فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ اصبرِيِ لِي سَبتاً آتِيكِ بِمِثلِهِ إِلّا النّبُوّةَ وَ قَالَ السّبتُ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ كَانَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثُونَ سَنَةً
بيان قال الفيروزآبادي السبت الدهر
15- مع ،[معاني الأخبار]المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ وَ الهمَداَنيِّ جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع آمَنَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الجُمّلِ
صفحه : 78
وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ ثُمّ قَالَ ع إِنّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصحَابِ الكَهفِ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ
16- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ أَسلَمَ بِحِسَابِ الجُمّلِ قَالَ بِكُلّ لِسَانٍ
17- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِمَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَسلَمَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الجُمّلِ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ
18- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ الوَكِيعِ قَالَ حدَثّنَيِ سُفيَانُ عَن مَنصُورٍ عَن اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ قَالَ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتّي أَسلَمَ بِلِسَانِ الحَبَشَةِ وَ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص أَ تَفقَهُ الحَبَشَةَ قَالَ يَا عَمّ إِنّ اللّهَ علَمّنَيِ جَمِيعَ الكَلَامِ قَالَ يَا مُحَمّدُ اسدن لمصافا قاطالاها يعَنيِ أَشهَدُ مُخلِصاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَبَكَي رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ إِنّ اللّهَ أَقَرّ عيَنيِ بأِبَيِ طَالِبٍ
بيان هذاالخبر يدل علي أن قوله ع في الخبر السابق بكل لسان رد لمايتوهم من ظاهر هذاالخبر أنه إنما أسلم بلسان الحبشة فقط ونفي ذلك فقال بل أسلم بكل لسان ويمكن حمل هذاالخبر علي أنه أظهر إسلامه في بعض المواطن لبعض المصالح بتلك اللغة فلاينافي كونه أظهر الإسلام بلغة أخري أيضا في مواطن أخر
19-ك ،[إكمال الدين ] مع ،[معاني الأخبار] أَبُو الفَرَجِ مُحَمّدُ بنُ المُظَفّرِ بنِ نَفِيسٍ المصِريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الداّودُيِّ عَن أَبِيهِ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي القَاسِمِ الحُسَينِ بنِ رَوحٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَا
صفحه : 79
مَعنَي قَولِ العَبّاسِ للِنبّيِّص إِنّ عَمّكَ أَبَا طَالِبٍ قَد أَسلَمَ بِحِسَابِ الجُمّلِ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثَةً وَ سِتّينَ فَقَالَ عَنَي بِذَلِكَ إِلَهٌ أَحَدٌ جَوَادٌ وَ تَفسِيرُ ذَلِكَ أَنّ الأَلِفَ وَاحِدٌ وَ اللّامَ ثَلَاثُونَ وَ الهَاءَ خَمسَةٌ وَ الأَلِفَ وَاحِدٌ وَ الحَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَ الدّالَ أَربَعَةٌ وَ الجِيمَ ثَلَاثَةٌ وَ الوَاوَ سِتّةٌ وَ الأَلفَ وَاحِدٌ وَ الدّالَ أَربَعَةٌ فَذَلِكَ ثَلَاثَةٌ وَ سِتّونَ
بيان لعل المعني أن أباطالب أظهر إسلامه للنبيص أولغيره بحساب العقود بأن أظهر الألف أولا بما يدل علي الواحد ثم اللام بما يدل علي الثلاثين وهكذا و ذلك لأنه كان يتقي من قريش كماعرفت وقيل يحتمل أن يكون العاقد هوالعباس حين أخبر النبي ص بذلك فظهر علي التقديرين أن إظهار إسلامه كان بحساب الجمل إذ بيان ذلك بالعقود لايتم إلابكون كل عدد مما يدل عليه العقود دالا علي حرف من الحروف بذلك الحساب . و قدقيل في حل أصل الخبر وجوه أخر منها أنه أشار بإصبعه المسبحة لاإله إلا الله محمد رسول الله فإن عقد الخنصر والبنصر وعقد الإبهام علي الوسطي يدل علي الثلاث والستين علي اصطلاح أهل العقود وكأن المراد بحساب الجمل هذا والدليل علي ماذكرته مَا وَرَدَ فِي رِوَايَةِ شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ نَنقُلُ مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ وَ هُوَ أَنّهُ لَمّا حَضَرَت أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ دَعَا رَسُولَ اللّهِص وَ بَكَي وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ أَخرُجُ مِنَ الدّنيَا وَ مَا لِي غَمّ إِلّا غَمّكَ إِلَي أَن قَالَص يَا عَمّ إِنّكَ تَخَافُ عَلَيّ أَذَي أعَاَديِّ وَ لَا تَخَافُ عَلَي نَفسِكَ عَذَابَ ربَيّ فَضَحِكَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ دعَوَتنَيِ وَ كُنتَ قُدماً أَمِيناً وَ عَقَدَ بِيَدِهِ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ عَقَدَ الخِنصِرَ وَ البِنصِرَ وَ عَقَدَ الإِبهَامَ عَلَي إِصبَعِهِ الوُسطَي وَ أَشَارَ بِإِصبَعِهِ المُسَبّحَةِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَقَامَ عَلِيّ ع وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد شَفّعَكَ فِي عَمّكَ وَ هَدَاهُ بِكَ فَقَامَ جَعفَرٌ وَ قَالَ لَقَد سُدتَنَا فِي الجَنّةِ يَا شيَخيِ كَمَا سُدتَنَا فِي الدّنيَا فَلَمّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَييا عبِاديَِ الّذِينَ آمَنُوا إِنّ أرَضيِ واسِعَةٌ فإَيِاّيَ فَاعبُدُونِ
رواه
صفحه : 80
ابن شهرآشوب في المناقب و هذاحل متين لكنه لم يعهد إطلاق الجمل علي حساب العقود. ومنها أنه أشار إلي كلمتي لا و إلا والمراد كلمة التوحيد فإن العمدة فيها والأصل النفي والإثبات . ومنها أن أباطالب و أبا عبد الله ع أمرا بالإخفاء اتقاء فأشار بحساب العقود إلي كلمة سبح من التسبيحة وهي التغطية أي غط واستر فإنه من الأسرار و هذا هوالمروي عن شيخنا البهائي طاب رمسه . ومنها أنه إشارة إلي أنه أسلم بثلاث وستين لغة و علي هذا كان الظرف في مرفوعة محمد بن عبد الله متعلقا بالقول . ومنها أن المراد أن أباطالب علم نبوة نبيناص قبل بعثته بالجفر والمراد بسبب حساب مفردات الحروف بحساب الجمل . ومنها أنه إشارة إلي سن أبي طالب حين أظهر الإسلام و لايخفي ما في تلك الوجوه من التعسف والتكلف سوي الوجهين الأولين المؤيدين بالخبرين والأول منهما أوثق وأظهر لأن المظنون أن الحسين بن روح لم يقل ذلك إلا بعدسماعه من الإمام ع وأقول في رواية السيد فخار كماسيأتي بكلام الجمل و هويقرب التأويل الثاني
20-فس ،[تفسير القمي]نَزَلَتِ النّبُوّةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَومَ الإِثنَينِ وَ أَسلَمَ عَلِيّ ع يَومَ الثّلَاثَاءِ ثُمّ أَسلَمَت خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ زَوجَةُ النّبِيّص ثُمّ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ يصُلَيّ وَ عَلِيّ بِجَنبِهِ وَ كَانَ مَعَ أَبِي طَالِبٍ جَعفَرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَوَقَفَ جَعفَرٌ عَلَي يَسَارِ رَسُولِ اللّهِص فَبَدَرَ رَسُولُ اللّهِص مِن بَينِهِمَا فَكَانَ يصُلَيّ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ خَدِيجَةُ إِلَي أَن أَنزَلَ اللّهُ
صفحه : 81
عَلَيهِفَاصدَع بِما تُؤمَرُالآيَةَ
21- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي سَارَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ أَظهَرَ الشّركَ وَ أَسَرّ الإِيمَانَ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص اخرُج مِنهَا فَلَيسَ لَكَ بِهَا نَاصِرٌ فَهَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ
22- ك ،[إكمال الدين ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الصّائِغُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن صَالِحِ بنِ أَسبَاطٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ السلّمَيِّ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ وَ اللّهِ مَا عَبَدَ أَبِي وَ لَا جدَيّ عَبدُ المُطّلِبِ وَ لَا هَاشِمٌ وَ لَا عَبدُ مَنَافٍ صَنَماً قَطّ قِيلَ فَمَا كَانُوا يَعبُدُونَ قَالَ كَانُوا يُصَلّونَ إِلَي البَيتِ عَلَي دِينِ اِبرَاهِيمَ ع مُتَمَسّكِينَ بِهِ
23-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن بَكرِ بنِ جَنَاحٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع جَاءَ عَلِيّ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ مَا لَكَ قَالَ أمُيّ مَاتَت قَالَ فَقَالَ النّبِيّص وَ أمُيّ وَ اللّهِ ثُمّ بَكَي وَ قَالَ وَا أُمّاه ثُمّ قَالَ لعِلَيِّ ع هَذَا قمَيِصيِ يكفنها[فَكَفّنهَا] فِيهِ وَ هَذَا ردِاَئيِ فَكَفّنهَا فِيهِ فَإِذَا فَرَغتُم فأَذنَوُنيِ فَلَمّا أُخرِجَت صَلّي عَلَيهَا النّبِيّص صَلَاةً لَم يُصَلّ قَبلَهَا وَ لَا بَعدَهَا عَلَي أَحَدٍ مِثلَهَا ثُمّ نَزَلَ عَلَي قَبرِهَا فَاضطَجَعَ فِيهِ ثُمّ قَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ قَالَت لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ فَهَل وَجَدتِ مَا وَعَدَ رَبّكِ حَقّاً قَالَت نَعَم فَجَزَاكَ اللّهُ خَيرَ جَزَاءٍ وَ طَالَت مُنَاجَاتُهُ فِي القَبرِ فَلَمّا خَرَجَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد صَنَعتَ بِهَا شَيئاً فِي تَكفِينِكَ إِيّاهَا ثِيَابَكَ وَ دُخُولِكَ فِي قَبرِهَا وَ طُولِ
صفحه : 82
مُنَاجَاتِكَ وَ طُولِ صَلَاتِكَ مَا رَأَينَاكَ صَنَعتَهُ بِأَحَدٍ قَبلَهَا قَالَ أَمّا تكَفيِنيِ إِيّاهَا فإَنِيّ لَمّا قُلتُ لَهَا يُعرَضُ النّاسُ عُرَاةً يَومَ يُحشَرُونَ مِن قُبُورِهِم فَصَاحَت وَ قَالَت وَا سَوأَتَاه فَأَلبَستُهَا ثيِاَبيِ وَ سَأَلتُ اللّهَ فِي صلَاَتيِ عَلَيهَا أَن لَا يبُليَِ أَكفَانَهَا حَتّي تَدخُلَ الجَنّةَ فأَجَاَبنَيِ إِلَي ذَلِكَ وَ أَمّا دخُوُليِ فِي قَبرِهَا فإَنِيّ قُلتُ لَهَا يَوماً إِنّ المَيّتَ إِذَا أُدخِلَ قَبرَهُ وَ انصَرَفَ النّاسُ عَنهُ دَخَلَ عَلَيهِ مَلَكَانِ مُنكِرٌ وَ نَكِيرٌ فَيَسأَلَانِهِ فَقَالَت وَا غَوثَاه بِاللّهِ فَمَا زِلتُ أَسأَلُ ربَيّ فِي قَبرِهَا حَتّي فُتِحَ لَهَا رَوضَةٌ مِن قَبرِهَا إِلَي الجَنّةِ وَ رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ
24- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] توُفُيَّ أَبُو طَالِبٍ عَمّ النّبِيّ وَ لَهُص سِتّ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ ثَمَانِيَةُ أَشهُرٍ وَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ يَوماً وَ الصّحِيحُ أَنّ أَبَا طَالِبٍ توُفُيَّ فِي آخِرِ السّنّةِ العَاشِرَةِ مِن مَبعَثِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَسَمّي رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ العَامَ عَامَ الحُزنِ
25-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ النّبِيّص لَمّا رَجَعَ مِنَ السّرَي نَزَلَ عَلَي أُمّ هَانِئٍ بِنتِ أَبِي طَالِبٍ فَأَخبَرَهَا فَقَالَت بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ وَ اللّهِ لَئِن أَخبَرتَ النّاسَ بِهَذَا لَيُكَذّبَنّكَ مَن صَدّقَكَ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ قَد فَقَدَهُ تِلكَ اللّيلَةَ فَجَعَلَ يَطلُبُهُ وَ جَمَعَ بنَيِ هَاشِمٍ ثُمّ أَعطَاهُمُ المُدَي وَ قَالَ إِذَا رأَيَتمُوُنيِ أَدخُلُ وَ لَيسَ معَيِ مُحَمّدٌ فَلتَضرِبُوا وَ ليَضرِب كُلّ رَجُلٍ مِنكُم جَلِيسَهُ وَ اللّهِ لَا نَعِيشُ نَحنُ وَ لَا هُم وَ قَد قَتَلُوا مُحَمّداً فَخَرَجَ فِي طَلَبِهِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا لَهَا عَظِيمَةً إِن لَم يُوَافِ رَسُولَ اللّهِ مَعَ الفَجرِ فَتَلَقّاهُ عَلَي بَابِ أُمّ هَانِئٍ حِينَ نَزَلَ مِنَ البُرَاقِ فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ انطَلِق فَادخُل فِي بَينِ يدَيَّ المَسجِدَ وَ سَلّ سَيفَهُ عِندَ الحَجَرِ وَ قَالَ يَا بنَيِ هَاشِمٍ أَخرِجُوا مُدَاكُم فَقَالَ لَو لَم أَرَهُ مَا بقَيَِ مِنكُم سَفرٌ وَ لَا عِشنَا فَاتّقَتهُ قُرَيشٌ مُنذُ يَومِ أَن
صفحه : 83
يَغتَالُوهُ ثُمّ حَدّثَهُم مُحَمّدٌ فَقَالُوا صِف لَنَا بَيتَ المَقدِسِ قَالَ إِنّمَا أُدخِلتُهُ لَيلًا فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ انظُر إِلَي هُنَاكَ فَنَظَرَ إِلَي البَيتِ فَوَصَفَهُ وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَيهِ ثُمّ نَعَتَ لَهُم مَا كَانَ لَهُم مِن عَيرٍ مَا بَينَهُم وَ بَينَ الشّامِ
بيان المدي بضم الميم وكسرها جمع المدية مثلثة وهي السكين العظيم قوله مابقي منكم سفر أي من يسافر في البلاد
26-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ أَنّهُ لَمّا ظَهَرَت أَمَارَةُ وَفَاةِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ لِأَولَادِهِ مَن يَكفُلُ مُحَمّداً قَالُوا هُوَ أَكيَسُ مِنّا فَقُل لَهُ يَختَارُ لِنَفسِهِ فَقَالَ عَبدُ المُطّلِبِ يَا مُحَمّدُ جَدّكَ عَلَي جَنَاحِ السّفَرِ إِلَي القِيَامَةِ أَيّ عُمُومَتِكَ وَ عَمّاتِكَ تُرِيدُ أَن يَكفُلَكَ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِهِم ثُمّ زَحَفَ إِلَي عِندِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ عَبدُ المُطّلِبِ يَا أَبَا طَالِبٍ إنِيّ قَد عَرَفتُ دِيَانَتَكَ وَ أَمَانَتَكَ فَكُن لَهُ كَمَا كُنتُ لَهُ قَالَت فَلَمّا توُفُيَّ أَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ وَ كُنتُ أَخدُمُهُ وَ كَانَ يدَعوُنيَِ الأُمّ وَ قَالَت وَ كَانَ فِي بُستَانِ دَارِنَا نَخَلَاتٌ وَ كَانَ أَوّلَ إِدرَاكِ الرّطَبِ وَ كَانَ أَربَعُونَ صَبِيّاً مِن أَترَابِ مُحَمّدٍص يَدخُلُونَ عَلَينَا كُلّ يَومٍ فِي البُستَانِ وَ يَلتَقِطُونَ مَا يَسقُطُ فَمَا رَأَيتُ قَطّ مُحَمّداً يَأخُذُ رُطَبَةً مِن يَدِ صبَيِّ سَبَقَ إِلَيهَا وَ الآخَرُونَ يَختَلِسُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ وَ كُنتُ كُلّ يَومٍ أَلتَقِطُ لِمُحَمّدٍص حَفنَةً فَمَا فَوقَهُ وَ كَذَلِكَ جاَريِتَيِ فَاتّفَقَ يَوماً أَن نَسِيتُ أَن أَلتَقِطَ لَهُ شَيئاً وَ نَسِيَت جاَريِتَيِ وَ كَانَ مُحَمّدٌ نَائِماً وَ دَخَلَ الصّبيَانُ وَ أَخَذُوا كُلّ مَا سَقَطَ مِنَ الرّطَبِ وَ انصَرَفُوا فَنِمتُ فَوَضَعتُ الكُمّ عَلَي وجَهيِ حَيَاءً مِن مُحَمّدٍ
صفحه : 84
إِذَا انتَبَهَ قَالَت فَانتَبَهَ مُحَمّدٌ وَ دَخَلَ البُستَانَ فَلَم يَرَ رُطَبَةً عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَانصَرَفَ فَقَالَت لَهُ الجَارِيَةُ إِنّا نَسِينَا أَن نَلتَقِطَ شَيئاً وَ الصّبيَانُ دَخَلُوا وَ أَكَلُوا جَمِيعَ مَا كَانَ قَد سَقَطَ قَالَت فَانصَرَفَ مُحَمّدٌ إِلَي البُستَانِ وَ أَشَارَ إِلَي نَخلَةٍ وَ قَالَ أَيّتُهَا الشّجَرَةُ أَنَا جَائِعٌ قَالَت فَرَأَيتُ الشّجَرَةَ قَد وَضَعَت أَغصَانَهَا التّيِ عَلَيهَا الرّطَبُ حَتّي أَكَلَ مِنهَا مُحَمّدٌ مَا أَرَادَ ثُمّ ارتَفَعَت إِلَي مَوضِعِهَا قَالَت فَاطِمَةُ فَتَعَجّبتُ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ قَد خَرَجَ مِنَ الدّارِ وَ كُلّ يَومٍ إِذَا رَجَعَ وَ قَرَعَ البَابَ كُنتُ أَقُولُ لِلجَارِيَةِ حَتّي تَفتَحَ البَابَ فَقَرَعَ أَبُو طَالِبٍ فَعَدَوتُ حَافِيَةً إِلَيهِ وَ فَتَحتُ البَابَ وَ حَكَيتُ لَهُ مَا رَأَيتُ فَقَالَ هُوَ إِنّمَا يَكُونُ نَبِيّاً وَ أَنتِ تَلِدِينَ لَهُ وَزِيراً بَعدَ يَأسٍ فَوَلَدَت عَلِيّاً ع كَمَا قَالَ
27- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَتِ السّبَاعُ تَهرُبُ مِن أَبِي طَالِبٍ فَاستَقبَلَهُ أَسَدٌ فِي طَرِيقِ الطّائِفِ وَ بَصبَصَ لَهُ وَ تَمَرّغَ قِبَلَهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ بِحَقّ خَالِقِكَ أَن تُبَيّنَ لِي حَالَكَ فَقَالَ الأَسَدُ إِنّمَا أَنتَ أَبُو أَسَدِ اللّهِ نَاصِرُ نبَيِّ اللّهِ وَ مُرَبّيهِ فَازدَادَ أَبُو طَالِبٍ فِي حُبّ النّبِيّص وَ الإِيمَانِ بِهِ وَ الأَصلُ فِي ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَنَا خُلِقتُ وَ عَلِيّ مِن نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبّحُ اللّهَ يَمنَةَ العَرشِ قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ آدَمَ بأِلَفيَ عَامٍ الخَبَرَ
28-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]القاَضيِ المُعتَمَدُ فِي تَفسِيرِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ وَقَعَ بَينَ أَبِي طَالِبٍ وَ بَينَ يهَوُديِّ كَلَامٌ وَ هُوَ بِالشّامِ فَقَالَ اليهَوُديِّ لِمَ تَفخَرُ عَلَينَا وَ ابنُ أَخِيكَ بِمَكّةَ يَسأَلُ النّاسَ فَغَضِبَ أَبُو طَالِبٍ وَ تَرَكَ تِجَارَتَهُ وَ قَدِمَ مَكّةَ فَرَأَي غِلمَاناً يَلعَبُونَ وَ مُحَمّدٌ فِيهِم مُختَلّ الحَالِ فَقَالَ لَهُ يَا غُلَامُ مَن أَنتَ وَ مَن أَبُوكَ قَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنَا يَتِيمٌ لَا أَبَ لِي وَ لَا أُمّ
صفحه : 85
فَعَانَقَهُ أَبُو طَالِبٍ وَ قَبّلَهُ ثُمّ أَلبَسَهُ جُبّةً مِصرِيّةً وَ دَهّنَ رَأسَهُ وَ شَدّ دِينَاراً فِي رِدَائِهِ وَ نَشَرَ قِبَلَهُ تَمراً فَقَالَ يَا غِلمَانُ هَلُمّوا فَكُلُوا ثُمّ أَخَذَ أَربَعَ تَمَرَاتٍ إِلَي أُمّ كَبشَةَ وَ قَصّ عَلَيهَا فَقَالَت فَلَعَلّهُ أَبُوكَ أَبُو طَالِبٍ قَالَ لَا أدَريِ رَأَيتُ شَيخاً بَارّاً إِذ مَرّ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَت يَا مُحَمّدُ كَانَ هَذَا قَالَ نَعَم قَالَت هَذَا أَبُوكَ أَبُو طَالِبٍ فَأَسرَعَ إِلَيهِ النّبِيّص وَ تَعَلّقَ بِهِ وَ قَالَ يَا أَبَه الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَرَانِيكَ لَا تخُلَفّنيِ فِي هَذِهِ البِلَادِ فَحَمَلَهُ أَبُو طَالِبٍ
29- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الأوَزاَعيِّ قَالَ كَانَ النّبِيّص فِي حَجرِ عَبدِ المُطّلِبِ فَلَمّا أَتَي عَلَيهِ اثنَانِ وَ مِائَةُ سَنَةٍ وَ رَسُولُ اللّهِص ابنُ ثَمَانِ سِنِينَ جَمَعَ بَنِيهِ وَ قَالَ مُحَمّدٌ يَتِيمٌ فآوُوهُ وَ عَائِلٌ فَأَغنُوهُ احفَظُوا وصَيِتّيِ فِيهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ أَنَا لَهُ فَقَالَ كُفّ شَرّكَ عَنهُ فَقَالَ العَبّاسُ أَنَا لَهُ فَقَالَ أَنتَ غَضبَانُ لَعَلّكَ تُؤذِيهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَنَا لَهُ فَقَالَ أَنتَ لَهُ يَا مُحَمّدُ أَطِع لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَه لَا تَحزَن فَإِنّ لِي رَبّاً لَا يضُيِعنُيِ فَأَمسَكَهُ أَبُو طَالِبٍ فِي حَجرِهِ وَ قَامَ بِأَمرِهِ يَحمِيهِ بِنَفسِهِ وَ مَالِهِ وَ جَاهِهِ فِي صِغَرِهِ مِنَ اليَهُودِ المُرصِدَةِ لَهُ بِالعَدَاوَةِ وَ مِن غَيرِهِم مِن بنَيِ أَعمَامِهِ وَ مِنَ العَرَبِ قَاطِبَةً الّذِينَ يَحسِدُونَهُ عَلَي مَا آتَاهُ اللّهُ مِنَ النّبُوّةِ وَ أَنشَأَ عَبدُ المُطّلِبِ
أُوصِيكَ يَا عَبدَ مَنَافٍ بعَديِ | بِمُوحَدٍ بَعدَ أَبِيهِ فَردٍ |
وَ قَالَ
وَصّيتُ مَن كَفَيتُهُ بِطَالِبٍ | عَبدِ مَنَافٍ وَ هوَ ذُو تَجَارِبٍ |
يَا ابنَ الحَبِيبِ أَكرَمَ الأَقَارِبِ | يَا ابنَ ألّذِي قَد غَابَ غَيرَ آئِبٍ |
فَتَمَثّلَ أَبُو طَالِبٍ وَ كَانَ سَمِعَ عَنِ الرّاهِبِ وَصفَهُ
لَا توُصنِيِ بِلَازِمٍ وَ وَاجِبٍ | إنِيّ سَمِعتُ أَعجَبَ العَجَائِبِ |
صفحه : 86
مِن كُلّ حَبرٍ عَالِمٍ وَ كَاتِبٍ | بَانَ بِحَمدِ اللّهِ قَولُ الرّاهِبِ |
30- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو سَعِيدٍ الوَاعِظُ فِي كِتَابِ شَرَفِ المُصطَفَي أَنّهُ لَمّا حَضَرَت عَبدَ المُطّلِبِ الوَفَاةُ دَعَا ابنَهُ أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَّ قَد عَلِمتَ شِدّةَ حبُيّ لِمُحَمّدٍ وَ وجَديِ بِهِ انظُر كَيفَ تحَفظَنُيِ فِيهِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ يَا أَبَه لَا توُصنِيِ بِمُحَمّدٍ فَإِنّهُ ابنيِ وَ ابنُ أخَيِ فَلَمّا توُفُيَّ عَبدُ المُطّلِبِ كَانَ أَبُو طَالِبٍ يُؤثِرُهُ بِالنّفَقَةِ وَ الكِسوَةِ عَلَي نَفسِهِ وَ عَلَي جَمِيعِ أَهلِهِ
31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الطبّرَيِّ وَ البلَاذرُيِّ أَنّهُ لَمّا نَزَلَفَاصدَع بِما تُؤمَرُصَدَعَ النّبِيّص وَ نَادَي قَومَهُ بِالإِسلَامِ فَلَمّا نَزَلَإِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِالآيَاتِ أَجمَعُوا عَلَي خِلَافِهِ فَحَدِبَ عَلَيهِ أَبُو طَالِبٍ وَ مَنَعَهُ فَقَامَ عُتبَةُ وَ الوَلِيدُ وَ أَبُو جَهلٍ وَ العَاصُ إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا إِنّ ابنَ أَخِيكَ قَد سَبّ آلِهَتَنَا وَ عَابَ دِينَنَا وَ سَفّهَ أَحلَامَنَا وَ ضَلّلَ آبَاءَنَا فَإِمّا أَن تَكُفّهُ عَنّا وَ إِمّا أَن تخُلَيَّ بَينَنَا وَ بَينَهُ فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ قَولًا رَقِيقاً وَ رَدّهُم رَدّاً جَمِيلًا فَمَضَي رَسُولُ اللّهِص عَلَي مَا هُوَ عَلَيهِ يُظهِرُ دِينَ اللّهِ وَ يَدعُو إِلَيهِ وَ أَسلَمَ بَعضُ النّاسِ فَاهتَمَشُوا إِلَي أَبِي طَالِبٍ مَرّةً أُخرَي فَقَالُوا إِنّ لَكَ سِنّاً وَ شَرَفاً وَ مَنزِلَةً وَ إِنّا قَدِ اشتَهَينَاكَ أَن تَنهَي ابنَ أَخِيكَ فَلَم يَنتَهِ وَ إِنّا وَ اللّهِ لَا نَصبِرُ عَلَي هَذَا مِن شَتمِ آبَائِنَا وَ تَسفِيهِ أَحلَامِنَا وَ عَيبِ آلِهَتِنَا حَتّي تَكُفّهُ عَنّا أَو نُنَازِلَهُ فِي ذَلِكَ حَتّي يَهلِكَ أَحَدُ الفَرِيقَينِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ للِنبّيِّص مَا بَالُ أَقوَامِكَ يَشكُونَكَ فَقَالَص إنِيّ أُرِيدُهُم عَلَي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقُولُونَهَا تَدِينُ لَهُم بِهَا العَرَبُ وَ تؤُدَيّ إِلَيهِم بِهَا العَجَمُ الجِزيَةَ فَقَالُوا كَلِمَةً وَاحِدَةً نَعَم وَ أَبِيكَ عَشراً قَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ أَيّ كَلِمَةٍ هيَِ يَا ابنَ أخَيِ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَامُوا يَنفُضُونَ ثِيَابَهُم وَ يَقُولُونَأَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنّ هذا لشَيَءٌ عُجابٌ إِلَي قَولِهِعَذابِ قَالَ ابنُ إِسحَاقَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لَهُ فِي السّرّ لَا تحَملِنيِ مِنَ الأَمرِ مَا لَا أُطِيقُ فَظَنّ رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ قَد بَدَا لِعَمّهِ وَ أَنّهُ خَاذِلُهُ وَ أَنّهُ قَد ضَعُفَ عَن
صفحه : 87
نُصرَتِهِ فَقَالَ يَا عَمّاه لَو وُضِعَتِ الشّمسُ فِي يمَيِنيِ وَ القَمَرُ فِي شمِاَليِ مَا تَرَكتُ هَذَا القَولَ حَتّي أُنفِذَهُ أَو أُقتَلَ دُونَهُ ثُمّ استَعبَرَ فَبَكَي ثُمّ قَامَ يوُلَيّ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ امضِ لِأَمرِكَ فَوَ اللّهِ لَا أَخذُلُكَ أَبَداً
وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ قَالَص إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ أَن أَدعُوَ إِلَي دِينِهِ الحَنِيفِيّةِ وَ خَرَجَ مِن عِندِهِ مُغضَباً فَدَعَاهُ أَبُو طَالِبٍ وَ طَيّبَ قَلبَهُ وَ وَعَدَهُ بِالنّصرِ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ
وَ اللّهِ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم | حَتّي أُوَسّدَ فِي التّرَابِ دَفِيناً |
فَاصدَع بِأَمرِكَ مَا عَلَيكَ غَضَاضَةٌ | وَ أَبشِر بِذَاكَ وَ قَرّ مِنكَ عُيُوناً |
وَ دعَوَتنَيِ وَ زَعَمتَ أَنّكَ نَاصِحٌ | فَلَقَد صَدَقتَ وَ كُنتَ قُدماً أَمِيناً |
وَ عَرَضتَ دِيناً قَد عَرَفتُ بِأَنّهُ | مِن خَيرِ أَديَانِ البَرِيّةِ دِيناً |
لَو لَا المَخَافَةُ أَن يَكُونَ مَعَرّةً | لوَجَدَتنَيِ سَمِحاً بِذَاكَ مُبِيناً |
الطبّرَيِّ وَ الواَحدِيِّ بِإِسنَادِهِمَا عَنِ السدّيّّ وَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ فِي كِتَابِ النّبُوّةِ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع أَنّهُ اجتَمَعَت قُرَيشٌ إِلَي أَبِي طَالِبٍ وَ رَسُولُ اللّهِص عِندَهُ فَقَالُوا نَسأَلُكَ مِنِ ابنِ أَخِيكَ النّصَفَ قَالَ وَ مَا النّصَفُ مِنهُ قَالُوا يَكُفّ عَنّا وَ نَكُفّ عَنهُ فَلَا يُكَلّمُنَا وَ لَا نُكَلّمُهُ وَ لَا يُقَاتِلُنَا وَ لَا نُقَاتِلُهُ إِلّا أَنّ هَذِهِ الدّعوَةَ قَد بَاعَدَت بَينَ القُلُوبِ وَ زَرَعَتِ الشّحنَاءَ وَ أَنبَتَتِ البَغضَاءَ فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ أَ سَمِعتَ قَالَ يَا عَمّ لَو أنَصفَنَيِ بَنُو عمَيّ لَأَجَابُوا دعَوتَيِ وَ قَبِلُوا نصَيِحتَيِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ أَن أَدعُوَ إِلَي دِينِهِ الحَنِيفِيّةِ مِلّةِ اِبرَاهِيمَ فَمَن أجَاَبنَيِ فَلَهُ عِندَ اللّهِ الرّضوَانُ وَ الخُلُودُ فِي الجِنَانِ وَ مَن عصَاَنيِ قَاتَلتُهُحَتّي يَحكُمَ اللّهُ بَينَنا وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ
صفحه : 88
فَقَالُوا قُل لَهُ يَكُفّ عَن شَتمِ آلِهَتِنَا فَلَا يَذكُرهَا بِسُوءٍ فَنَزَلَأَ فَغَيرَ اللّهِ تأَمرُوُنيّ أَعبُدُقَالُوا إِن كَانَ صَادِقاً فَليُخبِرنَا مَن يُؤمِنُ مِنّا وَ مَن يَكفُرُ فَإِن وَجَدنَاهُ صَادِقاً آمَنّا بِهِ فَنَزَلَما كانَ اللّهُ لِيَذَرَ المُؤمِنِينَقَالُوا وَ اللّهِ لَنَشتُمَنّكَ وَ إِلَهَكَ فَنَزَلَوَ انطَلَقَ المَلَأُ مِنهُمقَالُوا قُل لَهُ فَليَعبُد مَا نَعبُدُ وَ نَعبُدُ مَا يَعبُدُ فَنَزَلَت سُورَةُ الكَافِرِينَ فَقَالُوا قُل لَهُ أَرسَلَهُ اللّهُ إِلَينَا خَاصّةً أَم إِلَي النّاسِ كَافّةً قَالَ بَل إِلَي النّاسِ أُرسِلتُ كَافّةً إِلَي الأَبيَضِ وَ الأَسوَدِ وَ مَن عَلَي رُءُوسِ الجِبَالِ وَ مَن فِي لُجَجِ البِحَارِ وَ لَأَدعُوَنّ السّنَةَ فَارِسَ وَ الرّومَيا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم جَمِيعاًفَتَجَبّرَت قُرَيشٌ وَ استَكبَرَت وَ قَالَت وَ اللّهِ لَو سَمِعَت بِهَذَا فَارِسُ وَ الرّومُ لَاختَطَفَتنَا مِن أَرضِنَا وَ لَقَلَعَتِ الكَعبَةَ حَجَراً حَجَراً فَنَزَلَوَ قالُوا إِن نَتّبِعِ الهُدي مَعَكَ وَ قَولُهُأَ لَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبّكَ فَقَالَ المُطعِمُ بنُ عدَيِّ وَ اللّهِ يَا بَا طَالِبٍ لَقَد أَنصَفَكَ قَومُكَ وَ جَهَدُوا عَلَي أَن يَتَخَلّصُوا مِمّا تَكرَهُهُ فَمَا أَرَاكَ تُرِيدُ أَن تَقبَلَ مِنهُم شَيئاً فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ اللّهِ مَا أنَصفَوُنيِ وَ لَكِنّكَ قَد أَجمَعتَ عَلَي خذِلاَنيِ وَ مُظَاهَرَةِ القَومِ عَلَيّ فَاصنَع مَا بَدَا لَكَ فَوَثَبَ كُلّ قَبِيلَةٍ عَلَي مَا فِيهَا مِنَ المُسلِمِينَ يُعَذّبُونَهُم وَ يَفتِنُونَهُم عَن دِينِهِم وَ الِاستِهزَاءِ باِلنبّيِّص وَ مَنَعَ اللّهُ رَسُولَهُ بِعَمّهِ أَبِي طَالِبٍ مِنهُم وَ قَد قَامَ أَبُو طَالِبٍ حِينَ رَأَي قُرَيشاً تَصنَعُ مَا تَصنَعُ فِي بنَيِ هَاشِمٍ فَدَعَاهُم إِلَي مَا هُوَ عَلَيهِ مِن مَنعِ رَسُولِ اللّهِ وَ القِيَامِ دُونَهُ إِلّا أَبَا لَهَبٍ كَمَا قَالَ اللّهُوَ لَيَنصُرَنّ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ وَ قَدِمَ قَومٌ مِن قُرَيشٍ مِنَ الطّائِفِ وَ أَنكَرُوا ذَلِكَ وَ وَقَعَت فِتنَةٌ فَأَمَرَ النّبِيّص المُسلِمِينَ أَن يَخرُجُوا إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ ابنُ عَبّاسٍ دَخَلَ النّبِيّص الكَعبَةَ وَ افتَتَحَ الصّلَاةَ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ مَن يَقُومُ إِلَي هَذَا الرّجُلِ فَيُفسِدَ عَلَيهِ صَلَاتَهُ فَقَامَ ابنُ الزّبَعرَي وَ تَنَاوَلَ فَرثاً وَ دَماً وَ أَلقَي ذَلِكَ عَلَيهِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَد سَلّ سَيفَهُ فَلَمّا رَأَوهُ جَعَلُوا يَنهَضُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ لَئِن قَامَ أَحَدٌ جَلّلتُهُ
صفحه : 89
بسِيَفيِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ مَنِ الفَاعِلُ بِكَ قَالَ هَذَا عَبدُ اللّهِ فَأَخَذَ أَبُو طَالِبٍ فَرثاً وَ دَماً وَ أَلقَي عَلَيهِ
وَ فِي رِوَايَةٍ مُتَوَاتِرَةٍ أَنّهُ أَمَرَ عَبِيدَهُ أَن يُلقُوا السّلَي عَن ظَهرِهِ وَ يَغسِلُوهُ ثُمّ أَمَرَهُم أَن يَأخُذُوهُ فَيُمِرّوا عَلَي أَسبِلَةِ القَومِ بِذَلِكَ
الطبّرَيِّ وَ البلَاذرُيِّ وَ الضّحّاكُ قَالَ لَمّا رَأَت قُرَيشٌ حَمِيّةَ قَومِهِ وَ ذَبّ عَمّهِ أَبِي طَالِبٍ عَنهُ جَاءُوا إِلَيهِ وَ قَالُوا جِئنَاكَ بِفَتَي قُرَيشٍ جَمَالًا وَ جُوداً وَ شَهَامَةً عُمَارَةَ بنِ الوَلِيدِ نَدفَعُهُ إِلَيكَ يَكُونُ نَصرُهُ وَ مِيرَاثُهُ لَكَ وَ مَعَ ذَلِكَ مِن عِندِنَا مَالٌ وَ تَدفَعُ إِلَينَا ابنَ أَخِيكَ ألّذِي فَرّقَ جَمَاعَتَنَا وَ سَفّهَ أَحلَامَنَا فَنَقتُلَهُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أنَصفَتمُوُنيِ أَ تعُطوُننَيِ ابنَكُم أَغذُوهُ لَكُم وَ تَأخُذُونَ ابنيِ تَقتُلُونَهُ هَذَا وَ اللّهِ مَا لَا يَكُونُ أَبَداً أَ تَعلَمُونَ أَنّ النّاقَةَ إِذَا فَقَدَت وَلَدَهَا لَا تَحِنّ إِلَي غَيرِهِ ثُمّ نَهَرَهُم فَهَمّوا بِاغتِيَالِهِ فَمَنَعَهُم أَبُو طَالِبٍ مِن ذَلِكَ وَ قَالَ فِيهِ
حَمَيتُ الرّسُولَ رَسُولَ الإِلَهِ | بِبَيضٍ تَلَألَأُ مِثلَ البُرُوقِ |
أَذُبّ وَ أحَميِ رَسُولَ الإِلَهِ | حِمَايَةَ عَمّ عَلَيهِ شَفُوقٌ |
وَ أَنشَدَ
يَقُولُونَ لِي دَع نَصرَ مَن جَاءَ بِالهُدَي | وَ غَالِب لَنَا غَلّابَ كُلّ مُغَالِبِ |
وَ سَلّم إِلَينَا أَحمَدَ وَ اكفُلَنّ لَنَا | بَنِينَا وَ لَا تَحفِل بِقَولِ المُعَاتِبِ |
فَقُلتُ لَهُمُ اللّهُ ربَيّ وَ ناَصرِيِ | عَلَي كُلّ بَاغٍ مِن لؤُيَّ بنِ غَالِبِ |
مقاتل لمارأت قريش يعلو أمره قالوا لانري محمدا يزداد إلاكبرا وتكبرا و إن هو إلاساحر أومجنون وتوعدوه وتعاقدوا لئن مات أبوطالب ليجمعن قبائل قريش
صفحه : 90
كلها علي قتله وبلغ ذلك أباطالب فجمع بني هاشم وأحلافهم من قريش فوصاهم برسول الله و قال إن ابن أخي كما يقول أخبرنا بذلك آباؤنا وعلماؤنا أن محمدا نبي صادق وأمين ناطق و أن شأنه أعظم شأن ومكانه من ربه أعلي مكان فأجيبوا دعوته واجتمعوا علي نصرته وراموا عدوه من وراء حوزته فإنه الشرف الباقي لكم الدهر وأنشأ يقول
أوصي بنصر النبي الخير مشهده | عليا ابني وعم الخير عباسا |
وحمزة الأسد المخشي صولته | وجعفرا أن تذودوا دونه الناسا |
وهاشما كلها أوصي بنصرته | أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا |
كونوا فدي لكم نفسي و ماولدت | من دون أحمد عندالروع أتراسا |
بكل أبيض مصقول عوارضه | تخاله في سواد الليل مِقباسا |
وحض أخاه حمزة علي اتباعه إذ أقبل حمزة متوشحا بقوسه راجعا من قنص له فوجد النبي ص في دار أخته محموما وهي باكية فقال ماشأنك قالت ذل الحمي يابا عمارة لولقيت مالقي ابن أخيك محمدآنفا من أبي الحكم بن هشام وجده هاهنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه مايكره فانصرف ودخل المسجد وشج رأسه شجة منكرة فهم قرباؤه بضربه فقال أبوجهل دعوا أباعمارة لكيلا يسلم ثم عاد حمزة إلي النبي ص و قال عزبما صنع بك ثم أخبره بصنيعه فلم يرض النبي ص و قال ياعم لأنت منهم فأسلم حمزة فعرفت قريش أن رسول الله قد عز و أن حمزة سيمنعه
قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَنَزَلَأَ وَ مَن كانَ مَيتاً فَأَحيَيناهُ وَ سُرّ أَبُو طَالِبٍ بِإِسلَامِهِ وَ أَنشَأَ يَقُولُ
صَبراً أَبَا يَعلَي عَلَي دِينِ أَحمَدَ | وَ كُن مُظهِراً لِلدّينِ وُفّقتَ صَابِراً |
صفحه : 91
وَ حُط مَن أَتَي بِالدّينِ مِن عِندِ رَبّهِ | بِصِدقٍ وَ حَقّ لَا تَكُن حَمزَ كَافِراً |
فَقَد سرَنّيِ إِذ قُلتَ إِنّكَ مُؤمِنٌ | فَكُن لِرَسُولِ اللّهِ فِي اللّهِ نَاصِراً |
فَنَادِ قُرَيشاً باِلذّيِ قَد أَتَيتَهُ | جِهَاراً وَ قُل مَا كَانَ أَحمَدُ سَاحِراً |
وَ قَالَ لِابنِهِ طَالِبٍ
ابنيِ طَالِبُ إِنّ شَيخَكَ نَاصِحٌ | فِيمَا يَقُولُ مُسَدّدٌ لَكَ رَاتِقٌ |
فَاضرِب بِسَيفِكَ مَن أَرَادَ مَسَاءَهُ | حَتّي تَكُونَ لذِيِ المَنِيّةِ ذَائِقٌ |
هَذَا رجَاَئيِ فِيكَ بَعدَ منَيِتّيِ | لَا زِلتُ فِيكَ بِكُلّ رُشدٍ وَاثِقٌ |
فَاعضُد قُوَاهُ يَا بنُيَّ وَ كُن لَهُ | إنِيّ بِجَدّكَ لَا مَحَالَةَ لَاحِقٌ |
آهاً أُرَدّدُ حَسرَةً لِفِرَاِقِه | إِذ لَم أَرَاهُ قَد تَطَاوَلَ بَاسِقٌ |
أَ تَرَي أَرَاهُ وَ اللّوَاءُ أَمَامَهُ | وَ عَلِيّ ابنيِ لِلّوَاءِ مُعَانِقٌ |
أَ تَرَاهُ يَشفَعُ لِي وَ يَرحَمُ عبَرتَيِ | هَيهَاتَ إنِيّ لَا مَحَالَةَ رَاهِقٌ |
وَ كَتَبَ إِلَي النجّاَشيِّ«تَعَلّم أَبَيتَ اللّعنَ أَنّ مُحَمّداً»الأَبيَاتَ فَأَسلَمَ النجّاَشيِّ وَ كَانَ قَد سَمِعَ مُذَاكَرَةَ جَعفَرٍ وَ عَمرِو بنِ العَاصِ وَ نَزَلَ فِيهِوَ إِذا سَمِعُوا ما أُنزِلَ إِلَي الرّسُولِ إِلَي قَولِهِجَزاءُ المُحسِنِينَ
عِكرِمَةُ وَ عُروَةُ بنُ الزّبَيرِ وَ حَدِيثُهُمَا لَمّا رَأَت قُرَيشٌ أَنّهُ يَفشُو أَمرُهُ فِي القَبَائِلِ وَ أَنّ حَمزَةَ أَسلَمَ وَ أَنّ عَمرَو بنَ العَاصِ رُدّ فِي حَاجَتِهِ عِندَ النجّاَشيِّ فَأَجمَعُوا أَمرَهُم وَ مَكرَهُم عَلَي أَن يَقتُلُوا رَسُولَ اللّهِص عَلَانِيَةً فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ جَمَعَ بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ فَأَجمَعَ لَهُم أَمرَهُم عَلَي أَن يُدخِلُوا رَسُولَ اللّهِ شِعبَهُم فَاجتَمَعَ قُرَيشٌ فِي دَارِ النّدوَةِ وَ كَتَبُوا صَحِيفَةً عَلَي بنَيِ هَاشِمٍ أَن لَا يُكَلّمُوهُم وَ لَا يُزَوّجُوهُم وَ لَا يَتَزَوّجُوا إِلَيهِم وَ لَا يُبَايِعُوهُم
صفحه : 92
أَو يُسَلّمُوا إِلَيهِم رَسُولَ اللّهِص وَ خَتَمَ عَلَيهَا أَربَعُونَ خَاتَماً وَ عَلّقُوهَا فِي جَوفِ الكَعبَةِ وَ فِي رِوَايَةٍ عِندَ زَمعَةَ بنِ الأَسوَدِ فَجَمَعَ أَبُو طَالِبٍ بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ المُطّلِبِ فِي شِعبِهِ وَ كَانُوا أَربَعِينَ رَجُلًا مُؤمِنَهُم وَ كَافِرَهُم مَا خَلَا أَبَا لَهَبٍ وَ أَبَا سُفيَانَ فَظَاهَرَاهُم عَلَيهِ فَحَلَفَ أَبُو طَالِبٍ لَئِن شَاكَت مُحَمّداً شَوكَةٌ لَآَتِيَنّ عَلَيكُم يَا بنَيِ هَاشِمٍ وَ حَصّنَ الشّعبَ وَ كَانَ يَحرُسُهُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ
أَ لَم تَعلَمُوا أَنّا وَجَدنَا مُحَمّداً | نَبِيّاً كَمُوسَي خُطّ فِي أَوّلِ الكُتُبِ |
أَ لَيسَ أَبُونَا هَاشِمٌ شَدّ أَزرَهُ | وَ أَوصَي بَنِيهِ بِالطّعَاِن وَ بِالضّربِ |
وَ إِنّ ألّذِي عَلّقتُم مِن كِتَابِكُم | يَكُونُ لَكُم يَوماً كَرَاغِيَةِ السّقبِ |
أَفِيقُوا أَفِيقُوا قَبلَ أَن تُحفَرَ الزّبَي | وَ يُصبِحَ مَن لَم يَجنِ ذَنباً كذَيِ الذّنبِ |
وَ لَهُ
وَ قَالُوا خُطّةً جَوراً وَ حُمقاً | وَ بَعضُ القَولِ أَبلَجُ مُستَقِيمٌ |
لِتَخرُجَ هَاشِمٌ فَيَصِيرَ مِنهَا | بَلَاقِعُ بَطنِ مَكّةَ وَ الحَطِيمُ |
فَمَهلًا قَومَنَا لَا تَركَبُونَا | بِمَظلِمَةٍ لَهَا أَمرٌ وَخِيمٌ |
فَيَندَمَ بَعضُكُم وَ يَذِلّ بَعضٌ | وَ لَيسَ بِمُفلِحٍ أَبَداً ظَلُومٌ |
فَلَا وَ الرّاقِصَاتِ بِكُلّ خَرقٍ | إِلَي مَعمُورِ مَكّةَ لَا يَرِيمُ |
طُوَالَ الدّهرِ حَتّي تَقتُلُونَا | وَ نَقتُلَكُم وَ تلَتقَيَِ الخُصُومُ |
وَ يَعلَمَ مَعشَرٌ قَطَعُوا وَ عَقّوا | بِأَنّهُم هُمُ الجَدّ الظّلِيمُ |
أَرَادُوا قَتلَ أَحمَدَ ظَالِمِيهِ | وَ لَيسَ لِقَتلِهِ فِيهِم زَعِيمٌ |
وَ دُونَ مُحَمّدٍ فِتيَانُ قَومٍ | هُمُ العِرنِينُ وَ العُضوُ الصّمِيمُ |
وَ كَانَ أَبُو جَهلٍ وَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ وَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ بنِ كَلدَةَ وَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ يَخرُجُونَ إِلَي الطّرُقَاتِ فَمَن رَأَوهُ مَعَهُ مِيرَةٌ نَهَوهُ أَن يَبِيعَ مِن بنَيِ هَاشِمٍ شَيئاً وَ يُحَذّرُونَهُ
صفحه : 93
مِنَ النّهبِ فَأَنفَقَت خَدِيجَةُ عَلَي النّبِيّ فِيهِ مَالًا كَثِيراً وَ مِن قَصِيدَةٍ لأِبَيِ طَالِبٍ
فَأَمسَي ابنُ عَبدِ اللّهِ فِينَا مُصَدّقاً | عَلَي سَاخِطٍ مِن قَومِنَا غَيرِ مُعَتّبٍ |
فَلَا تَحسَبُونَا خَاذِلِينَ مُحَمّداً | لَدَي غُربَةٍ مِنّا وَ لَا مُتَقَرّبٍ |
سَتَمنَعُهُ مِنّا يَدٌ هَاشِمِيّةٌ | وَ مُرَكّبُهَا فِي النّاسِ أَحسَنُ مُرَكّبٍ |
فَلَا وَ ألّذِي تَخذَي لَهُ كُلّ نِضوَةٍ | طَلِيحٍ بجِنَبيَ نَخلَةَ فَالمُحَصّبِ |
يَمِيناً صَدَقنَا اللّهَ فِيهَا وَ لَم نَكُن | لِنَحلِفَ بُطلًا بِالعَتِيقِ المُحَجّبِ |
نُفَارِقُهُ حَتّي نُصرَعَ حَولَهُ | وَ مَا بَالُ تَكذِيبِ النّبِيّ المُقَرّبِ |
وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا أَخَذَ مَضجَعَهُ وَ نَامَتِ العُيُونُ جَاءَهُ أَبُو طَالِبٍ فَأَنهَضَهُ عَن مَضجَعِهِ وَ أَضجَعَ عَلِيّاً مَكَانَهُ وَ وَكّلَ عَلَيهِ وُلدَهُ وَ وُلدَ أَخِيهِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا أَبَتَاه إنِيّ مَقتُولٌ ذَاتَ لَيلَةٍ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ
اصبِرَنّ يَا بنُيَّ فَالصّبرُ أَحجَي | كُلّ حيَّ مَصِيرُهُ لِشَعُوبٍ |
قَد بَلَونَاكَ وَ البَلَاءُ شَدِيدٌ | لِفَدَاءِ النّجِيبِ وَ ابنِ النّجِيبِ |
لِفَدَاءِ الأَعَزّ ذيِ الحَسَبِ الثّاقِبِ | وَ البَاعِ وَ الفَنَاءِ الرّحِيبِ |
إِن تُصِبكَ المَنُونُ بِالنّبَلِ تَترَي | فَمُصِيبٌ مِنهَا وَ غَيرُ مُصِيبٍ |
كُلّ حيَّ وَ إِن تَتَطَاوَلُ عُمُراً | آخِذٌ مِن سِهَامِهَا بِنَصِيبٍ |
فَقَالَ عَلِيّ ع
أَ تأَمرُنُيِ بِالصّبرِ فِي نَصرِ أَحمَدَ | فَوَ اللّهِ مَا قُلتُ ألّذِي قُلتُ جَازِعاً |
وَ لكَنِنّيِ أَحبَبتُ أَن تَرَ نصُرتَيِ | وَ تَعلَمُ أنَيّ لَم أَزَل لَكَ طَائِعاً |
وَ سعَييِ لِوَجهِ اللّهِ فِي نَصرِ أَحمَدَ | نبَيِّ الهُدَي المَحمُودِ طِفلًا وَ يَافِعاً |
وَ كَانُوا لَا يَأمَنُونَ إِلّا فِي مَوسِمِ العُمرَةِ فِي رَجَبٍ وَ مَوسِمِ الحَجّ فِي ذيِ الحِجّةِ فَيَشتَرُونَ وَ يَبِيعُونَ فِيهِمَا وَ كَانَ النّبِيّص فِي كُلّ مَوسِمٍ يَدُورُ عَلَي قَبَائِلِ العَرَبِ فَيَقُولُ
صفحه : 94
لَهُم تَمنَعُونَ لِي جاَنبِيِ حَتّي أَتلُوَ عَلَيكُم كِتَابَ ربَيّ وَ ثَوَابُكُم عَلَي اللّهِ الجَنّةُ وَ أَبُو لَهَبٍ فِي أَثَرِهِ يَقُولُ إِنّهُ ابنُ أخَيِ وَ هُوَ كَذّابٌ سَاحِرٌ فَأَصَابَهُمُ الجَهدَ وَ بَعَثَت قُرَيشٌ إِلَي أَبِي طَالِبٍ ادفَع إِلَينَا مُحَمّداً حَتّي نَقتُلَهُ وَ نُمَلّكُكَ عَلَينَا فَأَنشَأَ أَبُو طَالِبٍ اللّامِيّةَ التّيِ يَقُولُ فِيهَا وَ أَبيَضَ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ فَلَمّا سَمِعُوا هَذِهِ القَصِيدَةَ أَيِسُوا مِنهُ فَكَانَ أَبُو العَاصِ بنُ الرّبِيعِ وَ هُوَ خَتَنُ رَسُولِ اللّهِص يجَيِءُ بِالعِيرِ بِاللّيلِ عَلَيهَا البُرّ وَ التّمرُ إِلَي بَابِ الشّعبِ ثُمّ يُصبِحُ بِهَا فَحَمِدَ النّبِيّص فِعلَهُ فَمَكَثُوا بِذَلِكَ أَربَعَ سِنِينَ وَ قَالَ ابنُ سِيرِينَ ثَلَاثَ سِنِينَ
وَ فِي كِتَابِ شَرَفِ المُصطَفَيفَبَعَثَ اللّهُ عَلَي صَحِيفَتِهِمُ الأَرَضَةَ فَلَحِسَهَا فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ فَأَخبَرَ النّبِيّص بِذَلِكَ فَأَخبَرَ النّبِيّص أَبَا طَالِبٍ فَدَخَلَ أَبُو طَالِبٍ عَلَي قُرَيشٍ فِي المَسجِدِ فَعَظّمُوهُ وَ قَالُوا أَرَدتَ مُوَاصَلَتَنَا وَ أَن تُسَلّمَ ابنَ أَخِيكَ إِلَينَا قَالَ وَ اللّهِ مَا جِئتُ لِهَذَا وَ لَكِنِ ابنُ أخَيِ أخَبرَنَيِ وَ لَم يكَذبِنيِ أَنّ اللّهَ قَد أَخبَرَهُ بِحَالِ صَحِيفَتِكُم فَابعَثُوا إلِيَّ صَحِيفَتِكُم فَإِن كَانَ حَقّاً فَاتّقُوا اللّهَ وَ ارجِعُوا عَمّا أَنتُم عَلَيهِ مِنَ الظّلمِ وَ قَطِيعَةِ الرّحِمِ وَ إِن كَانَ بَاطِلًا دَفَعتُهُ إِلَيكُم فَأَتَوا بِهَا وَ فَكّوا الخَوَاتِيمَ وَ إِذَا فِيهَا بِاسمِكَ أللّهُمّ وَ اسمِ مُحَمّدٍ فَقَط فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ اتّقُوا اللّهَ وَ كُفّوا عَمّا أَنتُم عَلَيهِ فَسَكَتُوا وَ تَفَرّقُوا فَنَزَلَادعُ إِلي سَبِيلِ رَبّكَ قَالَ كَيفَ أَدعُوهُم وَ قَد صَالَحُوا عَلَي تَركِ الدّعوَةِ فَنَزَلَيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُفَسَأَلَ النّبِيّص أَبَا طَالِبٍ الخُرُوجَ مِنَ الشّعبِ فَاجتَمَعَ سَبعَةُ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ عَلَي نَقضِهَا وَ هُم مَطعَمُ بنُ عدَيِّ بنِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ ألّذِي أَجَارَ النّبِيّص لَمّا انصَرَفَ مِنَ الطّائِفِ وَ زُهَيرُ بنُ أُمَيّةَ المخَزوُميِّ خَتَنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي ابنَتِهِ عَاتِكَةَ وَ هِشَامُ بنُ عَمرِو بنِ لؤُيَّ بنِ غَالِبٍ وَ أَبُو البخَترَيِّ بنُ هِشَامٍ وَ زَمعَةُ بنِ الأَسوَدِ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ السّبعَةُ أَحرَقَهَا اللّهُ وَ عَزَمُوا أَن يَقطَعُوا يَمِينَ كَاتِبِهَا وَ هُوَ مَنصُورُ بنُ عِكرِمَةَ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافِ بنِ عَبدِ الدّارِ فَوَجَدُوهَا شَلّا فَقَالُوا قَطَعَهَا اللّهُ
صفحه : 95
فَأَخَذَ النّبِيّص فِي الدّعوَةِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ
أَلَا هَل أَتَي نَجداً بِنَا صَنَعَ رَبّنَا | عَلَي نَأيِهِم وَ اللّهُ بِالنّاسِ أَرفَدُ |
فَيُخبِرَهُم أَنّ الصّحِيفَةَ مُزّقَت | وَ أَنّ كُلّ مَا لَم يَرضَهُ اللّهُ يُفسَدُ |
يُرَاوِحُهَا إِفكٌ وَ سِحرٌ مُجَمّعٌ | وَ لَم تَلقَ سِحراً آخَرَ الدّهرِ يَصعَدُ |
وَ لَهُ أَيضاً
وَ قَد كَانَ مِن أَمرِ الصّحِيفَةِ عِبرَةٌ | مَتَي مَا يُخبَرُ غَائِبُ القَومِ يُعجِبُ |
مَحَا اللّهُ مِنهَا كُفرَهُم وَ عُقُوقَهُم | وَ مَا نَقَمُوا مِن نَاطِقِ الحَقّ مُعرِبٌ |
وَ أَصبَحَ مَا قَالُوا مِنَ الأَمرِ بَاطِلًا | وَ مَن يَختَلِقُ مَا لَيسَ بِالحَقّ يَكذِبُ |
وَ أَمسَي ابنُ عَبدِ اللّهِ فِينَا مُصَدّقاً | عَلَي سَخَطٍ مِن قَومِنَا غَيرِ مُعَتّبٍ |
وَ لَهُ
تَطَاوَلَ ليَليِ بِهَمّ نَصَبٍ | وَ دمَعيِ كَسَحّ السّقَاءِ السّرِبِ |
لِلَعِبِ قصُيَّ بِأَحلَامِهَا | وَ هَل يَرجِعُ الحُلُمُ بَعدَ اللّعِبِ |
وَ نفَيِ قصُيَّ بنَيِ هَاشِمٍ | كنَفَيِ الطّهَاةِ لِطَافَ الحَطَبِ |
وَ قَالُوا لِأَحمَدَ أَنتَ امرُؤٌ | خُلُوفُ الحَدِيثِ ضَعِيفُ النّسَبِ |
أَلَا إِنّ أَحمَدَ قَد جَاءَهُم | بِحَقّ وَ لَم يَأتِهِم بِالكَذِبِ |
عَلَي أَنّ إِخوَانَنَا وَازَرُوا | بنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ المُطّلِبِ |
هُمَا أَخَوَانِ كَعَظمِ اليَمِينِ | أُمِرّا عَلَينَا كَعَقدِ الكَرَبِ |
فَيَا لقِصُيَّ أَ لَم تُخبَرُوا | بِمَا قَد خَلَا مِن شُئُونِ العَرَبِ |
فَلَا تُمسِكُنّ بِأَيدِيكُم | بَعِيدَ الأُنُوفِ بِعَجبِ الذّنَبِ |
وَ رُمتُم بِأَحمَدَ مَا رُمتُم | عَلَي الآصِرَاتِ وَ قُربِ النّسَبِ |
صفحه : 96
فَأَنّي وَ مَا حَجّ مِن رَاكِبٍ | وَ كَعبَةُ مَكّةَ ذَاتُ الحُجُبِ |
تَنَالُونَ أَحمَدَ أَو تَصطَلُوا | ظُبَاةَ الرّمَاحِ وَ حَدّ القُضُبِ |
وَ تَقتَرِفُوا بَينَ أَبيَاتِكُم | صُدُورَ العوَاَليِ وَ خَيلًا عُصَبَ |
بيان حدب عليه بالكسر أي تعطف ذكره الجوهري و قال قال ابن السكيت يقال للناس إذاكثروا بمكان فأقبلوا وأدبروا واختلطوا رأيتهم يهتمشون و قال يقال قدما كان كذا وكذا و هواسم من القدم قوله أن يكون معرة المعرة الإثم والأمر القبيح المكروه والأذي ولعل المعني لو لا أن يكون إظهاري للإسلام سببا للفتن والحروب وعدم تمكني من نصرتك لأظهرته والأمراس جمع المرس بفتح الراء أي الحبل أوجمع المرس بكسر الراء و هوالشديد ألذي مارس الأمور وجربها و ما في البيت يحتملهما قوله عوارضه أي نواصيه وصفحاته والمقباس بالكسر شعلة نار تقتبس من معظم النار والقنص بالتحريك الصيد قوله ذل الحمي الحمي بالكسر مايحمي ويدفع عنه و لايقرب أي ما كان يحمي ويدفع عنه من ساحة عزنا ذل وصار ذلولا من كثرة ورود من لايراعيه قوله عزبما صنع أي سل وصبر نفسك و في بعض النسخ تعز و هوأظهر قوله لامحالة راهق الرهق غشيان المحارم والمراد الشفاعة في القيامة و في بعض النسخ بالزاي المعجمة أي هالك ميت فالمراد الشفاعة في الدنيا حتي يري ماتمني و هذاأظهر. قوله و أباسفيان هو أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب . قوله شد أزره أي قواه بأن أوصي بنصره . قوله كراغية السقب السقب الولد الذكر من الناقة ولعله تمثيل لعدم
صفحه : 97
انتفاعهم بتلك الصحيفة كما لاينتفع برغاء السقب أولاضطرارهم وجزعهم يوما ما قوله قبل أن تحفر الزبي الزبي جمع الزبية و هو مايحفر للأسد و هوكناية عن تهيؤ الفتن والشرور لهم وكون من لم يجن ذنبا كذي الذنب إما لتوزع بالهم جميعا ودهشتهم أوالمراد بمن لاذنب له من ترك النصرة و لم يضر قوله وقالوا خطة القول هنا بمعني الفعل والخطة بالضم الأمر والقصة والجهل قوله والراقصات أي النوق الراقصة والخرق بالفتح الأرض الواسعة و قوله لايريم صفة لمعمور مكة أي لايبرح و قوله لانفي لماتقدم أي لايتهيأ لهم تلك الخطة طول الدهر بحق الراقصات حتي يقتلونا أوالنفي متعلق بيريم والقسم معترض و لاثانيا تأكيد وطول الدهر فاعل يريم والأصوب أنه لانريم بصيغة المتكلم كما هو في سائر النسخ للديوان وغيره فلاتأكيد وطوال منصوب والزعيم الكفيل وعرانين القوم سادتهم وصميم الشيء خالصه قوله غيرمعتب أي لايتيسر رضاؤه والمركب مصدر ميمي أي تركيبها والنضوة الناقة المهزولة وطلح البعير إذاعيي فهو طليح وناقة طليح أسفار إذاجهدها السير وهزلها والنخلة والمحصب اسمان لموضعين . قوله بطلا أي باطلا والعتيق المحجب الكعبة قوله أحجي أي أجدر وأولي والشعوب بالفتح والضم المنية قوله بنا صنع ربنا الظرف متعلق بالصنع و في بعض النسخ نبأ بتقديم النون قوله و مانقموا كلمة ماموصولة ومعرب خبرها والسح السيلان والسرب الجاري والطهاة الطباخون وإنهم لايعتنون بالأحطاب اللطيفة الدقيقة ويرمونها تحت القدر بسهولة قوله كعظم اليمين أي كعظمين متلاصقين تركب منهما الساعد قوله أمرا علينا يقال أمررت الحبل إذافتلته فتلا شديدا يقال فلان أمر عقدا من فلان أي أحكم أمرا منه وأوفي ذمة والكرب بالتحريك الحبل ألذي يشد في وسط العراقي ثم يثني ثم يثلث ليكون هو ألذي يلي الماء فلايعفن الحبل الكبير والعجب أصل الذنب كناية عن الأداني كما أن الأنوف
صفحه : 98
كناية عن الأشراف والآصرة ماعطفك علي رجل من رحم أوقرابة أوصهر أومعروف و قوله فأني استفهام للإنكار و ماحج قسم معترض أي أني تنالونه إلا أن تصطلوا نار الحرب وسيف قضيب أي قطاع والجمع قواضب وقضب .أقول روي السيد فخار بن معد الموسوي رحمه الله فيما صنفه في إيمان أبي طالب قصة إضجاع أمير المؤمنين ع مكان الرسول ص عن السيد عبدالحميد بن التقي بإسناده إلي الشريف أبي علي الموضح العلوي إلي آخر مامر وقصة تحريض حمزة علي الإسلام وأشعاره في ذلك عن ابن إدريس بإسناده إلي أبي الفرج الأصفهاني
32- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] خَطَبَ أَبُو طَالِبٍ فِي نِكَاحِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ وَ المَقَامِ الكَرِيمِ وَ المَشعَرِ وَ الحَطِيمِ ألّذِي اصطَفَانَا أَعلَاماً وَ سَدَنَةً وَ عُرَفَاءَ خُلَصَاءَ وَ حَجَبَةً بَهَالِيلَ أَطهَاراً مِنَ الخَنَي وَ الرّيبِ وَ الأَذَي وَ العَيبِ وَ أَقَامَ لَنَا المَشَاعِرَ وَ فَضّلَنَا عَلَي العَشَائِرِ نُحِبّ آلَ اِبرَاهِيمَ وَ صَفوَتَهُ وَ زَرعَ إِسمَاعِيلَ فِي كَلَامٍ لَهُ ثُمّ قَالَ وَ قَد تَزَوّجتُ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ وَ سُقتُ المَهرَ وَ نَفّذتُ الأَمرَ فَاسأَلُوهُ وَ اشهَدُوا فَقَالَ أَسَدٌ زَوّجنَاكَ وَ رَضِينَا بِكَ ثُمّ أَطعَمَ النّاسَ فَقَالَ أُمَيّةُ بنُ الصّلتِ
أَغمَرَنَا عُرسُ أَبِي طَالِبٍ | فَكَانَ عُرساً لَيّنَ الحَالِبِ |
إِقرَاؤُهُ البَدوَ بِأَقطَارِهِ | مِن رَاجِلِ خُفّ وَ مِن رَاكِبٍ |
فَنَازَلُوهُ سَبعَةً أُحصِيَت | أَيّامُهَا لِلرّجُلِ الحَاسِبِ |
بيان السدنة جمع السادن و هوخادم الكعبة والبهلول بالضم الضحاك والسيد الجامع لكل خير قوله نحب لعله علي البناء للمجهول وآل منصوب علي التخصيص كقوله نحن معاشر الأنبياء والأظهر أنه نخب بالخاء المعجمة
صفحه : 99
33-يل ،[الفضائل لابن شاذان ] الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي العَطّارُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الفاَروُسيِّ عَن عُمَرَ بنِ رَوقٍ الخطَاّبيِّ عَنِ الحَجّاجِ بنِ مِنهَالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِمرَانَ عَن شَاذَانَ بنِ العَلَاءِ عَن عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ الصّمَدِ عَن سَالِمٍ عَن خَالِدِ بنِ السرّيِّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ قَالَسَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن مِيلَادِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ آهِ آهِ سَأَلتَ عَجَباً يَا جَابِرُ عَن خَيرِ مَولُودٍ وُلِدَ فِي شِبهِ المَسِيحِ إِنّ اللّهَ خَلَقَ عَلِيّاً نُوراً مِن نوُريِ وَ خلَقَنَيِ نُوراً مِن نُورِهِ وَ كِلَانَا مِن نُورِهِ نُوراً وَاحِداً وَ خَلَقَنَا مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ سَمَاءً مَبنِيّةً وَ لَا أَرضاً مَدحِيّةً أَو طُولًا أَو عَرضاً أَو ظُلمَةً أَو ضِيَاءً أَو بَحراً إِلَي هَوَاءٍ بِخَمسِينَ أَلفَ عَامٍ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَبّحَ نَفسَهُ فَسَبّحنَاهُ وَ قَدّسَ ذَاتَهُ فَقَدّسنَاهُ وَ مَجّدَ عَظَمَتَهُ فَمَجّدنَاهُ فَشَكَرَ اللّهُ تَعَالَي ذَلِكَ لَنَا فَخَلَقَ مِن تسَبيِحيَِ السّمَاءَ فَسَمَكَهَا وَ الأَرضَ فَبَطَحَهَا وَ البِحَارَ فَعَمّقَهَا وَ خَلَقَ مِن تَسبِيحِ عَلِيّ المَلَائِكَةَ المُقَرّبِينَ فَكُلّمَا سَبّحَتِ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ مُنذُ أَوّلِ يَومٍ خَلَقَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةَ فَهُوَ لعِلَيِّ وَ شِيعَتِهِ يَا جَابِرُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ نَقَلَنَا فَقَذَفَ بِنَا فِي صُلبِ آدَمَ فَأَمّا أَنَا فَاستَقرَرتُ
صفحه : 100
فِي جَانِبِهِ الأَيمَنِ وَ أَمّا عَلِيّ فَاستَقَرّ فِي جَانِبِهِ الأَيسَرِ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَقَلَنَا مِن صُلبِ آدَمَ فِي الأَصلَابِ الطّاهِرَةِ فَمَا نقَلَنَيِ مِن صُلبٍ إِلّا نَقَلَ عَلِيّاً معَيِ فَلَم نَزَل كَذَلِكَ حَتّي أَطلَعَنَا اللّهُ تَعَالَي مِن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ ظَهرُ عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ نقَلَنَيِ عَن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ استوَدعَنَيِ خَيرَ رَحِمٍ وَ هيَِ آمِنَةُ فَلَمّا أَن ظَهَرتُ ارتَجّتِ المَلَائِكَةُ وَ ضَجّت وَ قَالَت إِلَهَنَا وَ سَيّدَنَا مَا بَالُ وَلِيّكَ عَلِيّ لَا نَرَاهُ مَعَ النّورِ الأَزهَرِ يَعنُونَ بِذَلِكَ مُحَمّداًص فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَأَقِرّوا أنَيّ أَعلَمُ بوِلَيِيّ وَ أَشفَقُ عَلَيهِ مِنكُم فَأَطلَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلِيّاً مِن ظَهرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ خَيرُ ظَهرٍ مِن بنَيِ هَاشِمٍ بَعدَ أَبِي وَ استَودَعَهُ خَيرَ رَحِمٍ وَ هيَِ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ فَمِن قَبلِ أَن صَارَ فِي الرّحِمِ كَانَ رَجُلٌ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ وَ كَانَ زَاهِداً عَابِداً يُقَالُ لَهُ المثرم بنُ رعيب بنِ الشيقيان وَ كَانَ مِن أَحَدِ العُبّادِ قَد عَبَدَ اللّهَ تَعَالَي مِائَتَينِ وَ سَبعِينَ سَنَةً لَم يَسأَلهُ حَاجَةً حَتّي إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَسكَنَ فِي قَلبِهِ الحِكمَةَ وَ أَلهَمَهُ لِحُسنِ طَاعَتِهِ لِرَبّهِ فَسَأَلَ اللّهَ تَعَالَي أَن يُرِيَهُ وَلِيّاً لَهُ فَبَعَثَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ بأِبَيِ طَالِبٍ فَلَمّا بَصُرَ بِهِ المثرم قَامَ إِلَيهِ وَ قَبّلَ رَأسَهُ وَ أَجلَسَهُ بَينَ يَدَيهِ ثُمّ قَالَ مَن أَنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن تِهَامَةَ فَقَالَ مِن أَيّ تِهَامَةَ فَقَالَ مِن عَبدِ مَنَافٍ فَقَالَ مِن أَيّ عَبدِ مَنَافٍ قَالَ مِن هَاشِمٍ فَوَثَبَ العَابِدُ وَ قَبّلَ رَأسَهُ ثَانِيَةً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ حَتّي أرَاَنيِ وَلِيّهُ
صفحه : 101
ثُمّ قَالَ أَبشِر يَا هَذَا فَإِنّ العلَيِّ الأَعلَي ألَهمَنَيِ إِلهَاماً فِيهِ بِشَارَتُكَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَا هُوَ قَالَ وَلَدٌ يُولَدُ مِن ظَهرِكَ هُوَ ولَيِّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ وصَيِّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ فَإِن أَنتَ أَدرَكتَ ذَلِكَ الوَلَدَ مِن ذَلِكَ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ قُل لَهُ إِنّ المثرم يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ بِهِ تَتِمّ النّبُوّةُ وَ بعِلَيِّ تَتِمّ الوَصِيّةُ قَالَ فَبَكَي أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ فَمَا اسمُ هَذَا المَولُودِ قَالَ اسمُهُ عَلِيّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ إنِيّ لَا أَعلَمُ حَقِيقَةَ مَا تَقُولُ إِلّا بِبُرهَانٍ مُبِينٍ وَ دَلَالَةٍ وَاضِحَةٍ قَالَ المثرم مَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَن أَعلَمَ أَنّ مَا تَقُولُهُ حَقّ وَ أَنّ رَبّ العَالَمِينَ أَلهَمَكَ ذَلِكَ قَالَ فَمَا تُرِيدُ أَن أَسأَلَ لَكَ اللّهَ تَعَالَي أَن يُطعِمَكَ فِي مَكَانِكَ هَذَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ أُرِيدُ طَعَاماً مِنَ الجَنّةِ فِي وقَتيِ هَذَا قَالَ فَدَعَا الرّاهِبُ رَبّهُ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمَا استَتَمّ المثرم الدّعَاءَ حَتّي أتُيَِ بِطَبَقٍ عَلَيهِ فَاكِهَةٌ مِنَ الجَنّةِ وَ عِذقٌ رَطبٌ وَ عِنَبٌ وَ رُمّانٌ فَجَاءَ بِهِ المثرم إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَتَنَاوَلَ مِنهُ رُمّانَةً فَنَهَضَ مِن سَاعَتِهِ إِلَي فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ فَلَمّا أَن نَحَي وَ استَودَعَهَا النّورَ ارتَجّتِ الأَرضُ وَ تَزَلزَلَت بِهِم سَبعَةَ أَيّامٍ حَتّي أَصَابَ قُرَيشاً مِن ذَلِكَ شِدّةٌ فَفَزِعُوا فَقَالُوا مُرّوا بِآلِهَتِكُم إِلَي ذِروَةِ جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ حَتّي نَسأَلَهُم يُسَكّنُونَ لَنَا مَا قَد نَزَلَ بِنَا وَ حَلّ بِسَاحَتِنَا فَلَمّا أَنِ اجتَمَعُوا إِلَي جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ وَ هُوَ يَرتَجّ ارتِجَاجاً وَ يَضطَرِبُ اضطِرَاباً فَتَسَاقَطَتِ الآلِهَةُ عَلَي وُجُوهِهَا فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي ذَلِكَ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا بِذَلِكَ ثُمّ صَعِدَ أَبُو طَالِبٍ الجَبَلَ وَ قَالَ لَهُم أَيّهَا النّاسُ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أَحدَثَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ
صفحه : 102
حَادِثاً وَ خَلَقَ فِيهَا خَلقاً أَن تُطِيعُوهُ وَ تُقِرّوا لَهُ بِالطّاعَةِ وَ تَشهَدُوا لَهُ بِالإِمَامَةِ المُستَحَقّةِ وَ إِلّا لَم يُسَكّن مَا بِكُم حَتّي لَا يَكُونَ بِتِهَامَةَ مُسَكّنٌ قَالُوا يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّا نَقُولُ بِمَقَالَتِكَ فَبَكَي وَ رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ إلِهَيِ وَ سيَدّيِ أَسأَلُكَ بِالمُحَمّدِيّةِ المَحمُودَةِ وَ العَلَوِيّةِ العَالِيَةِ وَ الفَاطِمِيّةِ البَيضَاءِ إِلّا تَفَضّلتَ عَلَي تِهَامَةَ بِالرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمَا استَتَمّ أَبُو طَالِبٍ الكَلَامَ حَتّي سَكَنَتِ الأَرضُ وَ الجِبَالُ وَ تَعَجّبَ النّاسُ مِن ذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ فَقَد كَانَتِ العَرَبُ تَكتُبُ هَذِهِ الكَلِمَاتِ فَيَدعُونَ بِهَا عِندَ شَدَائِدِهِم فِي الجَاهِلِيّةِ وَ هيَِ لَا تَعلَمُهَا وَ لَا تَعرِفُ حَقِيقَتَهَا حَتّي وُلِدَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ وُلِدَ فِيهَا عَلِيّ ع أَشرَقَتِ الأَرضُ وَ تَضَاعَفَتِ النّجُومُ فَأَبصَرَت قُرَيشٌ مِن ذَلِكَ عَجَباً فَصَاحَ بَعضُهُم فِي بَعضٍ وَ قَالُوا إِنّهُ قَد حَدَثَ فِي السّمَاءِ حَادِثٌ أَ تَرَونَ مِن إِشرَاقِ السّمَاءِ وَ ضِيَائِهَا وَ تَضَاعُفِ النّجُومِ بِهَا قَالَ فَخَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَ هُوَ يَتَخَلّلُ سِكَكَ مَكّةَ وَ مَوَاقِعَهَا وَ أَسوَاقَهَا وَ هُوَ يَقُولُ لَهُم أَيّهَا النّاسُ وُلِدَ اللّيلَ فِي الكَعبَةِ حُجّةُ اللّهِ تَعَالَي وَ ولَيِّ اللّهِ فبَقَيَِ النّاسُ يَسأَلُونَهُ عَن عِلّةِ مَا يَرَونَ مِن إِشرَاقِ السّمَاءِ فَقَالَ لَهُم أَبشِرُوا فَقَد وُلِدَ هَذِهِ اللّيلَةَ ولَيِّ مِن أَولِيَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَختِمُ بِهِ جَمِيعَ الخَيرِ وَ يَذهَبُ بِهِ جَمِيعَ الشّرّ وَ يَتَجَنّبُ الشّركَ وَ الشّبُهَاتِ وَ لَم يَزَل يَلزَمُ هَذِهِ الأَلفَاظَ حَتّي أَصبَحَ فَدَخَلَ الكَعبَةَ وَ هُوَ يَقُولُ هَذِهِ الأَبيَاتَ
يَا رَبّ رَبّ الغَسَقِ الدجّيِّ | وَ القَمَرِ المُبتَلِجِ المضُيِّ |
بَيّن لَنَا مِن حُكمِكَ المقَضيِّ | مَا ذَا تَرَي لِي فِي اسمِ ذَا الصبّيِّ |
قَالَ فَسَمِعَ هَاتِفاً يَقُولُ
خُصّصتُمَا بِالوَلَدِ الزكّيِّ | وَ الطّاهِرِ المُطَهّرِ الرضّيِّ |
صفحه : 103
إِنّ اسمَهُ مِن شَامِخٍ عَلِيّ | عَلِيّ اشتُقّ مِنَ العلَيِّ |
فَلَمّا سَمِعَ هَذَا خَرَجَ مِنَ الكَعبَةِ وَ غَابَ عَن قَومِهِ أَربَعِينَ صَبَاحاً قَالَ جَابِرٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ عَلَيكَ السّلَامُ إِلَي أَينَ غَابَ قَالَ مَضَي إِلَي المثرم لِيُبَشّرَهُ بِمَولِدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ كَانَ المثرم قَد مَاتَ فِي جَبَلِ لُكَامٍ لِأَنّهُ عَهِدَ إِلَيهِ إِذَا وُلِدَ هَذَا المَولُودُ أَن يَقصِدَ جَبَلَ لُكَامٍ فَإِن وَجَدَهُ حَيّاً بَشّرَهُ وَ إِن وَجَدَهُ مَيّتاً أَنذَرَهُ فَقَالَ جَابِرٌ يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ يَعرِفُ قَبرَهُ وَ كَيفَ يُنذِرُهُ مَيّتاً فَقَالَ يَا جَابِرُ اكتُم مَا تَسمَعُ فَإِنّهُ مِن سَرَائِرِ اللّهِ تَعَالَي المَكنُونَةِ وَ عُلُومِهِ المَخزُونَةِ إِنّ المثرم كَانَ قَد وَصَفَ لأِبَيِ طَالِبٍ كَهفاً فِي جَبَلِ لُكَامٍ وَ قَالَ لَهُ إِنّكَ تجَدِنُيِ هُنَاكَ حَيّاً أَو مَيّتاً فَلَمّا أَن مَضَي أَبُو طَالِبٍ إِلَي ذَلِكَ الكَهفِ وَ دَخَلَهُ فَإِذَا هُوَ بالمثرم مَيّتاً جَسَدُهُ مَلفُوفٌ فِي مِدرَعَتِهِ مُسَجّي بِهَا وَ إِذَا بِحَيّتَينِ إِحدَاهُمَا أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ القَمَرِ وَ الأُخرَي أَشَدّ سَوَاداً مِنَ اللّيلِ المُظلِمِ وَ هُمَا فِي الكَهفِ فَدَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيهِ فَأَحيَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المثرم فَقَامَ قَائِماً وَ مَسَحَ وَجهَهُ وَ هُوَ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ عَلِيّاً ولَيِّ اللّهِ هُوَ الإِمَامُ مِن بَعدِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ المثرم بشَرّنيِ يَا أَبَا طَالِبٍ فَقَد كَانَ قلَبيِ مُتَعَلّقاً بِكَ حَتّي مَنّ اللّهُ عَلَيّ بِقُدُومِكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ أَبشِر فَإِنّ عَلِيّاً قَد طَلَعَ إِلَي الأَرضِ قَالَ فَمَا كَانَ عَلَامَةُ اللّيلَةِ التّيِ وُلِدَ فِيهَا حدَثّنيِ بِأَتَمّ مَا رَأَيتَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ نَعَم شَاهَدتُهُ فَلَمّا مَرّ مِنَ اللّيلِ الثّلُثُ أَخَذَ فَاطِمَةَ بِنتَ أَسَدٍ مَا يَأخُذُ النّسَاءَ عِندَ الوِلَادَةِ فَقَرَأتُ عَلَيهَا الأَسمَاءَ التّيِ فِيهَا النّجَاةُ فَسَكَنَت بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَقُلتُ لَهَا أَنَا آتِيكِ بِنِسوَةٍ مِن
صفحه : 104
أَحِبّائِكِ ليعينوك [لِيُعِنّكِ] عَلَي أَمرِكِ قَالَتِ الرأّيُ لَكَ فَاجتَمَعَتِ النّسوَةُ عِندَهَا فَإِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ يَهتِفُ مِن وَرَاءِ البَيتِ أَمسِك عَنهُنّ يَا أَبَا طَالِبٍ فَإِنّ ولَيِّ اللّهِ لَا تَمَسّهُ إِلّا يَدٌ مُطَهّرَةٌ فَلَم يُتِمّ الهَاتِفُ فَإِذَا أَنَا بِأَربَعِ نِسوَةٍ فَدَخَلنَ عَلَيهَا وَ عَلَيهِنّ ثِيَابُ حَرِيرٍ بِيضٌ وَ إِذَا رَوَائِحُهُنّ أَطيَبُ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ فَقُلنَ لَهَا السّلَامُ عَلَيكِ يَا وَلِيّةَ اللّهِ فَأَجَابَتهُنّ بِذَلِكِ فَجَلَسنَ بَينَ يَدَيهَا وَ مَعَهُنّ جُؤنَةٌ مِن فِضّةٍ فَمَا كَانَ إِلّا قَلِيلٌ حَتّي وُلِدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَلَمّا أَن وُلِدَ أَتَيتُهُنّ فَإِذَا أَنَا بِهِ قَد طَلَعَ كَأَنّهُ الشّمسُ الطّالِعَةُ فَسَجَدَ عَلَي الأَرضِ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أنَيّ وصَيِّ نَبِيّهِ تُختَمُ بِهِ النّبُوّةُ وَ تُختَمُ بيَِ الوَصِيّةُ فَأَخَذَتهُ إِحدَاهُنّ مِنَ الأَرضِ وَ وَضَعَتهُ فِي حَجرِهَا فَلَمّا وَضَعَتهُ نَظَرَ إِلَي وَجهِهَا وَ نَادَي بِلِسَانٍ طَلِقٍ وَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أُمّاه فَقَالَت وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا بنُيَّ فَقَالَ كَيفَ واَلدِيِ قَالَت فِي نِعَمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَتَقَلّبُ وَ فِي خِيَرَتِهِ يَتَنَعّمُ فَلَمّا أَن سَمِعتُ ذَلِكَ لَم أَتَمَالَك أَن قُلتُ يَا بنُيَّ أَ وَ لَستُ أَبَاكَ فَقَالَ بَلَي وَ لَكِن أَنَا وَ أَنتَ مِن صُلبِ آدَمَ فَهَذِهِ أمُيّ حَوّاءُ فَلَمّا سَمِعتُ ذَلِكَ غَضَضتُ وجَهيِ وَ رأَسيِ وَ غَطّيتُهُ برِدِاَئيِ وَ أَلقَيتُ نفَسيِ حَيَاءً مِنهَا ع ثُمّ دَنَت أُخرَي وَ مَعَهَا جُؤنَةٌ مَملُوءَةٌ مِنَ المِسكِ فَأَخَذَت عَلِيّاً ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَي وَجهِهَا قَالَ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أخُتيِ فَقَالَت وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أخَيِ فَقَالَ مَا حَالُ عمَيّ فَقَالَت بِخَيرٍ وَ هُوَ
صفحه : 105
يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ فَقُلتُ يَا بنُيَّ مَن هَذِهِ وَ مَن عَمّكَ فَقَالَ هَذِهِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ عمَيّ عِيسَي ع فَضَمّخَتهُ بِطِيبٍ كَانَ مَعَهَا فِي الجُؤنَةِ مِنَ الجَنّةِ ثُمّ أَخَذَتهُ أُخرَي فَأَدرَجَتهُ فِي ثَوبٍ كَانَ مَعَهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَقُلتُ لَو طَهّرنَاهُ كَانَ أَخَفّ عَلَيهِ وَ ذَلِكَ أَنّ العَرَبَ تُطَهّرُ مَوَالِيدَهَا فِي يَومِ وِلَادَتِهَا فَقُلنَ إِنّهُ وُلِدَ طَاهِراً مُطَهّراً لِأَنّهُ لَا يُذِيقُهُ اللّهُ الحَدِيدَ إِلّا عَلَي يدَيَ رَجُلٍ يُبغِضُهُ اللّهُ تَعَالَي وَ مَلَائِكَتُهُ وَ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ الجِبَالُ وَ هُوَ أَشقَي الأَشقِيَاءِ فَقُلتُ لَهُنّ مَن هُوَ قُلنَ هُوَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ هُوَ قَاتِلُهُ بِالكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ مِن وَفَاةِ مُحَمّدٍص قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَأَنَا كُنتُ فِي استِمَاعِ قَولِهِنّ إِذ أَخَذَهُ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ابنُ أخَيِ مِن يَدِهِنّ وَ وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ وَ تَكَلّمَ مَعَهُ وَ سَأَلَهُ عَن كُلّ شَيءٍ فَخَاطَبَ مُحَمّدٌص عَلِيّاً ع وَ خَاطَبَ عَلِيّ ع مُحَمّداًص بِأَسرَارٍ كَانَت بَينَهُمَا ثُمّ غَابَتِ النّسوَةُ فَلَم أَرَهُنّ فَقُلتُ فِي نفَسيِ ليَتنَيِ كُنتُ أَعرِفُ الِامرَأَتَينِ الأَخِيرَتَينِ وَ كَانَ عَلِيّ أَعرَفَ منِيّ فَسَأَلتُهُ عَنهُنّ فَقَالَ لِي يَا أَبَتِ أَمّا الأُولَي فَكَانَت أمُيّ حَوّاءَ وَ أَمّا الثّانِيَةُ التّيِ ضمَخّتَنيِ بِالطّيبِ فَكَانَت مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ وَ أَمّا التّيِ أدَرجَتَنيِ فِي الثّوبِ فهَيَِ آسِيَةُ وَ أَمّا صَاحِبَةُ الجُؤنَةِ فَكَانَت أُمّ مُوسَي ع ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع الحَق بالمثرم يَا أَبَا طَالِبٍ وَ بَشّرهُ وَ أَخبِرهُ بِمَا رَأَيتَ فَإِنّكَ تَجِدُهُ فِي كَهفِ كَذَا فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَلَمّا فَرَغَ مِنَ المُنَاظَرَةِ مَعَ مُحَمّدٍ ابنِ أخَيِ وَ مِن منُاَظرَتَيِ عَادَ إِلَي طُفُولِيّتِهِ الأُولَي فَأَتَيتُكَ فَأَخبَرتُكَ وَ شَرَحتُ لَكَ القِصّةَ بِأَسرِهَا بِمَا عَايَنتُ وَ شَاهَدتُ مِنِ ابنيِ عَلِيّ يَا مثرم فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ فَلَمّا سَمِعَ المثرم ذَلِكَ منِيّ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً فِي ذَلِكَ وَ فَكّرَ سَاعَةً ثُمّ سَكَنَ وَ تَمَطّي ثُمّ غَطّي رَأسَهُ وَ قَالَ لِي غطَنّيِ بِفَضلِ مدِرعَتَيِ فَغَطّيتُهُ بِفَضلِ مِدرَعَتِهِ فَتَمَدّد فَإِذَا هُوَ مَيّتٌ كَمَا كَانَ فَأَقَمتُ عِندَهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ أُكَلّمُهُ فَلَم يجُبِنيِ
صفحه : 106
فَاستَوحَشتُ لِذَلِكَ فَخَرَجَتِ الحَيّتَانِ وَ قَالَتَا الحَق بوِلَيِّ اللّهِ فَإِنّكَ أَحَقّ بِصِيَانَتِهِ وَ كَفَالَتِهِ مِن غَيرِكَ فَقُلتُ لَهُمَا مَن أَنتُمَا قَالَتَا نَحنُ عَمَلُهُ الصّالِحُ خَلَقَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي الصّورَةِ التّيِ تَرَي وَ نَذُبّ عَنهُ الأَذَي لَيلًا وَ نَهَاراً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَإِذَا قَامَتِ السّاعَةُ كَانَت إِحدَانَا قَائِدَتَهُ وَ الأُخرَي سَائِقَتَهُ وَ دَلِيلَهُ إِلَي الجَنّةِ ثُمّ انصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي مَكّةَ قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص شَرَحتُ لَكَ مَا سأَلَتنَيِ وَ وَجَبَ عَلَيكَ الحِفظُ لَهَا فَإِنّ لعِلَيِّ عِندَ اللّهِ مِنَ المَنزِلَةِ الجَلِيلَةِ وَ العَطَايَا الجَزِيلَةِ مَا لَم يُعطَ أَحَدٌ مِنَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ لَا الأَنبِيَاءِ المُرسَلِينَ وَ حُبّهُ وَاجِبٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ فَإِنّهُ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ لَا يَجُوزُ أَحَدٌ عَلَي الصّرَاطِ إِلّا بِبَرَاءَةٍ مِن أَعدَاءِ عَلِيّ ع
كِتَابُ غُرَرِ الدّرَرِ،لِلسَيّدِ حَيدَرِ الحسُيَنيِّ عَنِ الشّيخِ جَمَالِ الدّينِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّشِيدِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ العَطّارِ الهمَدَاَنيِّ عَنِ الإِمَامِ رُكنِ الدّينِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الفاَرسِيِّ عَن فَارُوقٍ الخطَاّبيِّ عَن حَجّاجِ بنِ مِنهَالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِمرَانَ الفسَوَيِّ عَن شَاذَانَ بنِ العَلَاءِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ المكَيّّ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ مِثلَهُ
34-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ جَمَعَ وُجُوهَ قُرَيشٍ فَأَوصَاهُم فَقَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ أَنتُم صَفوَةُ اللّهِ مِن خَلقِهِ وَ قَلبُ العَرَبِ وَ أَنتُم خَزَنَةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ أَهلُ حَرَمِهِ فِيكُمُ السّيّدُ المُطَاعُ الطّوِيلُ الذّرَاعِ وَ فِيكُمُ المُقدِمُ الشّجَاعُ الوَاسِعُ البَاعِ اعلَمُوا أَنّكُم لَم تَترُكُوا لِلعَرَبِ فِي المَفَاخِرِ نَصِيباً إِلّا حُزتُمُوهُ وَ لَا شَرَفاً إِلّا أَدرَكتُمُوهُ فَلَكُم عَلَي النّاسِ بِذَلِكَ الفَضِيلَةُ وَ لَهُم بِهِ إِلَيكُمُ الوَسِيلَةُ وَ النّاسُ لَكُم حَربٌ وَ عَلَي
صفحه : 107
حَربِكُم أَلَبّ وَ إنِيّ مُوصِيكُم بِوَصِيّةٍ فَاحفَظُوهَا أُوصِيكُم بِتَعظِيمِ هَذِهِ البَنِيّةِ فَإِنّ فِيهَا مَرضَاةَ الرّبّ وَ قَوَاماً لِلمَعَاشِ وَ ثُبُوتاً لِلوَطأَةِ وَ صِلُوا أَرحَامَكُم ففَيِ صِلَتِهَا مَنسَاةٌ فِي الأَجَلِ وَ زِيَادَةٌ فِي العَدَدِ وَ اترُكُوا العُقُوقَ وَ البغَيَ فَفِيهِمَا هَلَكَتِ القُرُونُ قَبلَكُم أَجِيبُوا الداّعيَِ وَ أَعطُوا السّائِلَ فَإِنّ فِيهَا شَرَفاً لِلحَيَاةِ وَ المَمَاتِ عَلَيكُم بِصِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ فَإِنّ فِيهِمَا نَفياً لِلتّهَمَةِ وَ جَلَالَةً فِي الأَعيُنِ وَ اجتَنِبُوا الخِلَافَ عَلَي النّاسِ وَ تَفَضّلُوا عَلَيهِم فَإِنّ فِيهِمَا مَحَبّةً لِلخَاصّةِ وَ مَكرُمَةً لِلعَامّةِ وَ قُوّةً لِأَهلِ البَيتِ وَ إنِيّ أُوصِيكُم بِمُحَمّدٍ خَيراً فَإِنّهُ الأَمِينُ فِي قُرَيشٍ وَ الصّدّيقُ فِي العَرَبِ وَ هُوَ جَامِعٌ لِهَذِهِ الخِصَالِ التّيِ أُوصِيكُم بِهَا قَد جَاءَكُم بِأَمرٍ قَبِلَهُ الجَنَانُ وَ أَنكَرَهُ اللّسَانُ مَخَافَةَ الشّنَآنِ وَ ايمُ اللّهِ لكَأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي صَعَالِيكِ العَرَبِ وَ أَهلِ العِزّ فِي الأَطرَافِ وَ المُستَضعَفِينَ مِنَ النّاسِ قَد أَجَابُوا دَعوَتَهُ وَ صَدّقُوا كَلِمَتَهُ وَ عَظّمُوا أَمرَهُ فَخَاضَ بِهِم غَمَرَاتِ المَوتِ فَصَارَت رُؤَسَاءُ قُرَيشٍ وَ صَنَادِيدُهَا أَذنَاباً وَ دُورُهَا خَرَاباً وَ ضُعَفَاؤُهَا أَربَاباً وَ إِذَا أَعظَمُهُم عَلَيهِ أَحوَجُهُم إِلَيهِ وَ أَبعَدُهُم مِنهُ أَخطَأُهُم لَدَيهِ قَد مَحّضَتهُ العَرَبُ وِدَادَهَا وَ صَفّت لَهُ بِلَادَهَا وَ أَعطَتهُ قِيَادَهَا فَدُونَكُم يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ ابنَ أَبِيكُم وَ أُمّكُم كُونُوا لَهُ وُلَاةً وَ لِحَربِهِ حُمَاةً وَ اللّهِ لَا يَسلُكُ أَحَدٌ مِنكُم سَبِيلَهُ إِلّا رَشَدَ وَ لَا يَأخُذُ أَحَدٌ بِهُدَاهُ إِلّا سَعِدَ وَ لَو كَانَ لنِفَسيِ مُدّةٌ وَ فِي أجَلَيِ تَأخِيرٌ لَكَفَيتُهُ الكوَاَفيَِ وَ لَدَافَعتُ عَنهُ الدوّاَهيَِ
صفحه : 108
غَيرَ أنَيّ أَشهَدُ بِشَهَادَتِهِ وَ أُعَظّمُ مَقَالَتَهُ
بيان قال في القاموس ألب إليه القوم أتوه من كل جانب وهم عليه ألب وإلب واحد مجتمعون عليه بالظلم والعداوة قوله مخافة الشنآن هوبفتح النون وسكونها البغضاء أي لم أظهره باللسان مخافة عداوة القوم . و قال الجوهري الصعلوك الفقير وصعاليك العرب ذؤبانها.أقول روي بعض أرباب السير المعتبرة مثله ثم قال و في لفظ آخر لماحضرته الوفاة دعا بني عبدالمطلب فقال لن تزالوا بخير ماسمعتم من محمد و مااتبعتم أمره فأطيعوه ترشدوا. وأقول ألف السيد الفاضل السعيد شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي كتابا في إثبات إيمان أبي طالب وأورد فيه أخبارا كثيرة من طرق الخاصة والعامة و هو من أعاظم محدثينا وداخل في أكثر طرقنا إلي الكتب المعتبرة وسنورد طريقنا إليه في المجلد الآخر من هذاالكتاب إن شاء الله تعالي واستخرجنا من كتابه بعض الأخبار
35- قَالَ أخَبرَنَيِ شَيخُنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ طَحّانٍ عَن أَبِي عَلِيّ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن وَالِدِهِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن رِجَالِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مِسمَعِ كُردِينٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ شَفّعَكَ فِي سِتّةٍ بَطنٍ حَمَلَتكَ آمِنَةَ بِنتِ وَهبٍ وَ صُلبٍ أَنزَلَكَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ حَجرٍ كَفَلَكَ أبو[ أَبِي]طَالِبٍ وَ بَيتٍ آوَاكَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَخٍ كَانَ لَكَ فِي الجَاهِلِيّةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا كَانَ فِعلُهُ قَالَ كَانَ سَخِيّاً يُطعِمُ الطّعَامَ وَ يَجُودُ بِالنّوالِ وَ ثدَيٍ أَرضَعَتكَ حَلِيمَةَ بِنتِ أَبِي ذُؤَيبٍ
صفحه : 109
36- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ أَبُو عَبدِ اللّهِ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن رِجَالِهِ يَرفَعُونَهُ إِلَي إِدرِيسَ وَ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ جَمِيعاً قَالَا إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي النّبِيّص أنَيّ حَرّمتُ النّارَ عَلَي صُلبٍ أَنزَلَكَ وَ بَطنٍ حَمَلَكَ وَ حَجرٍ كَفَلَكَ وَ أَهلِ بَيتٍ آوَوكَ فَعَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ الصّلبُ ألّذِي أَخرَجَهُ وَ البَطنُ ألّذِي حَمَلَهُ آمِنَةُ بِنتُ وَهبٍ وَ الحَجرُ ألّذِي كَفَلَهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ وَ أَمّا أَهلُ البَيتِ الّذِينَ آوَوهُ فَأَبُو طَالِبٍ
37- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ أَبُو الفَضلِ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَعفَرِيّةِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَهرَيَارَ عَن وَالِدِهِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إنِيّ قَد حَرّمتُ النّارَ عَلَي صُلبٍ أَنزَلَكَ وَ عَلَي بَطنٍ حَمَلَكَ وَ حَجرٍ كَفَلَكَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ أَمّا الصّلبُ ألّذِي أَنزَلَكَ فَصُلبُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَمّا البَطنُ ألّذِي حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنتُ وَهبٍ وَ أَمّا الحَجرُ ألّذِي كَفَلَكَ فَعَبدُ مَنَافِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ
38- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ الطرّاَبلُسُيِّ عَنِ القاَضيِ عَبدِ العَزِيزِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عُثمَانَ الكرَاَجكُيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مَنصُورِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُلَاعِبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ جَندَلٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَربِ عَن زَيدِ بنِ الحَبّابِ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ أَنّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ مَا تَرجُو لأِبَيِ طَالِبٍ فَقَالَ كُلّ خَيرٍ أَرجُو
صفحه : 110
مِن ربَيّ عَزّ وَ جَلّ
39- وَ بِالإِسنَادِ عَنِ الكرَاَجكُيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ كَانَ جَالِساً فِي الرّحبَةِ وَ النّاسُ حَولَهُ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ بِالمَكَانِ ألّذِي أَنزَلَكَ اللّهُ وَ أَبُوكَ مُعَذّبٌ فِي النّارِ فَقَالَ مَه فَضّ اللّهُ فَاكَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَو شَفَعَ أَبِي فِي كُلّ مُذنِبٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ لَشَفّعَهُ اللّهُ فِيهِم أَبِي مُعَذّبٌ فِي النّارِ وَ ابنُهُ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ إِنّ نُورَ أَبِي طَالِبٍ لَيُطفِئُ أَنوَارَ الخَلَائِقِ إِلّا خَمسَةَ أَنوَارٍ نُورَ مُحَمّدٍ وَ نُورَ فَاطِمَةَ وَ نُورَ الحَسَنِ وَ نُورَ الحُسَينِ وَ نُورَ وُلدِهِ مِنَ الأَئِمّةِ أَلَا إِنّ نُورَهُ مِن نُورِنَا خَلَقَهُ اللّهُ مِن قَبلِ خَلقِ آدَمَ بأِلَفيَ عَامٍ
40- وَ بِالإِسنَادِ عَنِ الكرَاَجكُيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ هَمّامٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القمُيّّ عَن مُنجِحٍ الخَادِمِ عَن أَبَانِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ كَتَبتُ إِلَي الإِمَامِ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ شَكَكتُ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَكَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ مِن يَبتَغِغَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلّهِ ما تَوَلّي أَمَا إِنّكَ إِن لَم تُقِرّ بِإِيمَانِ أَبِي طَالِبٍ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَي النّارِ
41- وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن عُمَرَ بنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ
صفحه : 111
بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ بِإِسنَادٍ لَهُ أَنّ عَبدَ العَظِيمِ بنَ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِّ كَانَ مَرِيضاً فَكَتَبَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع عرَفّنيِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ عَنِ الخَبَرِ المرَويِّ أَنّ أَبَا طَالِبٍ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ يغَليِ مِنهُ دِمَاغُهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ الرّضَا ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ فَإِنّكَ إِن شَكَكتَ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبِ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَي النّارِ
42- وَ بِالإِسنَادِ إِلَي الكرَاَجكُيِّ عَن رِجَالِهِ عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَا يُونُسُ مَا يَقُولُ النّاسُ فِي أَبِي طَالِبٍ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَقُولُونَ هُوَ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ وَ فِي رِجلَيهِ نَعلَانِ مِن نَارٍ تغَليِ مِنهُمَا أُمّ رَأسِهِ فَقَالَ كَذَبَ أَعدَاءُ اللّهِ إِنّ أَبَا طَالِبٍ مِن رُفَقَاءِالنّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً
أقول روي الكراجكي تلك الأخبار في كتاب كنز الفوائد مع أشعار كثيرة دالة علي إيمانه تركناها مخافة التطويل والتكرار رجعنا إلي كلام السيد
43- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ أَبُو الفَضلِ بنُ الحُسَينِ الحلِيّّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَعفَرِيّةِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَهرِيَارَ عَن أَبِي الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ الماَلكِيِّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ فَقَالَ كَذَبُوا مَا بِهَذَا نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص قُلتُ وَ بِمَا نَزَلَ قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ فِي بَعضِ مَا كَانَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنّ أَصحَابَ الكَهفِ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الشّركَ فَآتَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ وَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ أَسَرّ الإِيمَانَ وَ أَظهَرَ الشّركَ فَآتَاهُ اللّهُ أَجرَهُ مَرّتَينِ وَ مَا خَرَجَ مِنَ الدّنيَا حَتّي
صفحه : 112
أَتَتهُ البِشَارَةُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي بِالجَنّةِ ثُمّ قَالَ ع كَيفَ يَصِفُونَهُ بِهَذَا وَ قَد نَزَلَ جَبرَئِيلُ لَيلَةَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اخرُج عَن مَكّةَ فَمَا لَكَ بِهَا نَاصِرٌ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ
44- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَبِي الحَسَنِ العرُيَضيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ طَحّانٍ عَن أَبِي عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الطوّسيِّ عَن رِجَالِهِ عَن لَيثٍ المرُاَديِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع سيَدّيِ إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّ أَبَا طَالِبٍ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ يغَليِ مِنهُ دِمَاغُهُ قَالَ ع كَذَبُوا وَ اللّهِ إِنّ إِيمَانَ أَبِي طَالِبٍ لَو وُضِعَ فِي كِفّةِ مِيزَانٍ وَ إِيمَانُ هَذَا الخَلقِ فِي كِفّةِ مِيزَانٍ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي إِيمَانِهِم ثُمّ قَالَ ع كَانَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَأمُرُ أَن يُحَجّ عَن أَبِ النّبِيّ وَ أُمّهِ وَ عَن أَبِي طَالِبٍ فِي حَيَاتِهِ وَ لَقَد أَوصَي فِي وَصِيّتِهِ بِالحَجّ عَنهُم بَعدَ مَمَاتِهِ
ثم قال قدس الله روحه فهذه الأخبار المختصة بذكر الضحضاح و ماشاكلها من روايات أهل الضلال وموضوعات بني أمية وأشياعهم وأحاديث الضحضاح جميعها تستند إلي المغيرة بن شعبة و هو رجل ضنين في حق بني هاشم لأنه معروف بعداوتهم وروي أنه شرب في بعض الأيام فلما سكر قيل له ماتقول في إمامة بني هاشم فقال و الله ماأردت لهاشمي قط خيرا و هو مع ذلك فاسق ثم ذكر قصة زناه بالبصرة وتعطيل عمر حده كماذكرناه في كتاب الفتن وذكر وجوها أخر لبطلان هذه الرواية تركناها روما للاختصار ثم قال
45- وَ أخَبرَنَيِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ يَرفَعُهُ إِلَي دَاوُدَ الرقّيّّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ لِي عَلَي رَجُلٍ دَينٌ وَ قَد خِفتُ تَوَاهُ فَشَكَوتُ ذَلِكَ إِلَيهِ فَقَالَ إِذَا مَرَرتَ بِمَكّةَ فَطُف عَن عَبدِ المُطّلِبِ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهُ رَكعَتَينِ وَ طُف عَن أَبِي طَالِبٍ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهُ رَكعَتَينِ وَ طُف عَن عَبدِ اللّهِ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهُ رَكعَتَينِ
صفحه : 113
وَ طُف عَن آمِنَةَ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهَا رَكعَتَينِ وَ طُف عَن فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ طَوَافاً وَ صَلّ عَنهَا رَكعَتَينِ ثُمّ ادعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يَرُدّ عَلَيكَ مَالَكَ قَالَ فَفَعَلتُ ذَلِكَ ثُمّ خَرَجتُ مِن بَابِ الصّفَا فَإِذَا غرَيِميِ وَاقِفٌ يَقُولُ يَا دَاوُدُ حبَسَتنَيِ تَعَالَ فَاقبِض حَقّكَ
46- وَ أخَبرَنَيِ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ الطوّسيِّ عَن رِجَالِهِ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ أخَبرَنَيِ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ أَنّ أَبَا طَالِبٍ شَهِدَ عِندَ المَوتِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ
47- وَ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن رِجَالِهِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتّي أَعطَي رَسُولَ اللّهِص مِن نَفسِهِ الرّضَا
48- وَ بِالإِسنَادِ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّا لَنَرَي أَنّ أَبَا طَالِبٍ أَسلَمَ بِكَلَامِ الجَمَلِ
أقول قال السيد رضي الله عنه قوله ع لنري معناه لنعتقد لأنه يقال فلان يري رأي فلان أي يعتقد اعتقاده و قوله ع بكلام الجمل يعني الجمل ألذي خاطب النبي ص وقصته معروفة ثم قال
49- وَ أخَبرَنَيِ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ يَرفَعُهُ إِلَي أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن رَبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي سَلّامِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ أَبِي حِينَ حَضَرَهُ المَوتُ شَهِدَهُ رَسُولُ اللّهِص فأَخَبرَنَيِ فِيهِ بشِيَءٍ أَحَبّ إلِيَّ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا
50- وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ التقّيِّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَلِيّ المُوضِحِ عَنِ الحَسَنِ السكّوُنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن اِبرَاهِيمَ المُنذِرِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عِمرَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي حَبِيبَةَ عَن دَاوُدَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ
صفحه : 114
قَالَ جَاءَ أَبُو بَكرٍ إِلَي النّبِيّص بأِبَيِ قُحَافَةَ يَقُودُهُ وَ هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ أَعمَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ بَكرٍ أَلّا تَرَكتَ الشّيخَ حَتّي نَأتِيَهُ فَقَالَ أَرَدتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَن يأَجرُنَيَِ اللّهُ أَمَا وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً لَأَنَا كُنتُ أَشَدّ فَرَحاً بِإِسلَامِ عَمّكَ أَبِي طَالِبٍ منِيّ بِإِسلَامِ أَبِي أَلتَمِسُ بِذَلِكَ قُرّةَ عَينِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص صَدَقتَ
وَ قَد رَوَي هَذَا الحَدِيثَ أَبُو الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِّ عَن أَبِي بِشرٍ عَنِ الغلَاَبيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ بَكّارٍ عَن أَبِي بَكرٍ الهذُلَيِّ عَن عِكرِمَةَ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ جَاءَ أَبُو بَكرٍ بأِبَيِ قُحَافَةَ إِلَي النّبِيّص وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ
51- وَ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي عَلِيّ المُوضِحِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ العلَوَيِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ بنِ الحَارِثِ عَن عُمَرَ بنِ أَبِي زَائِدَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي الصيّفيِّ عَنِ الشعّبيِّ يَرفَعُهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ كَانَ وَ اللّهِ أَبُو طَالِبٍ عَبدُ مَنَافِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ مُؤمِناً مُسلِماً يَكتُمُ إِيمَانَهُ مَخَافَةً عَلَي بنَيِ هَاشِمٍ أَن تُنَابِذَهَا قُرَيشٌ
قَالَ أَبُو عَلِيّ المُوضِحُ وَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي أَبِيهِ يَرثِيهِ يَقُولُ
أَبَا طَالِبٍ عِصمَةَ المُستَجِيرِ | وَ غَيثَ المُحُولِ وَ نُورَ الظّلَمِ |
لَقَد هَدّ فَقدُكَ أَهلَ الحِفَاظِ | فَصَلّي عَلَيكَ ولَيِّ النّعَمِ |
وَ لَقّاكَ رَبّكَ رِضوَانَهُ | فَقَد كُنتَ لِلطّهرِ مِن خَيرِ عَمّ |
فَلَو كَانَ مَاتَ كَافِراً مَا كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَرثِيهِ بَعدَ مَوتِهِ وَ يَدعُو لَهُ بِالرّضوَانِ
صفحه : 115
مِنَ اللّهِ تَعَالَي
52- وَ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي عَلِيّ المُوضِحِ قَالَ تَوَاتَرَتِ الأَخبَارُ بِهَذِهِ الرّوَايَةِ وَ بِغَيرِهَا عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن أَبِي طَالِبٍ أَ كَانَ مُؤمِناً فَقَالَ نَعَم فَقِيلَ لَهُ إِنّ هَاهُنَا قَوماً يَزعُمُونَ أَنّهُ كَافِرٌ فَقَالَ وَا عَجَبَاه أَ يَطعَنُونَ عَلَي أَبِي طَالِبٍ أَو عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَد نَهَاهُ اللّهُ أَن يُقِرّ مُؤمِنَةً مَعَ كَافِرٍ فِي غَيرِ آيَةٍ مِنَ القُرآنِ وَ لَا يَشُكّ أَحَدٌ أَنّ بِنتَ أَسَدٍ مِنَ المُؤمِنَاتِ السّابِقَاتِ وَ أَنّهَا لَم تَزَل تَحتَ أَبِي طَالِبٍ حَتّي مَاتَ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
53- وَ أخَبرَنَيِ الحَسَنُ بنُ مُعَيّةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الدوّريسَتيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ المعيدي[العبَديِّ] عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ للِنبّيِّص بِمَحضَرٍ مِن قُرَيشٍ لِيُرِيَهُم فَضلَهُ يَا ابنَ أخَيِ اللّهُ أَرسَلَكَ قَالَ نَعَم قَالَ إِنّ لِلأَنبِيَاءِ مُعجِزاً وَ خَرقَ عَادَةٍ فَأَرِنَا آيَةً قَالَ ادعُ تِلكَ الشّجَرَةَ وَ قُل لَهَا يَقُولُ لَكَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ أقَبلِيِ بِإِذنِ اللّهِ فَدَعَاهَا فَأَقبَلَت حَتّي سَجَدَت بَينَ يَدَيهِ ثُمّ أَمَرَهَا بِالِانصِرَافِ فَانصَرَفَت فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ ثُمّ قَالَ لِابنِهِ عَلِيّ يَا بنُيَّ الزَم ابنَ عَمّكَ
54- وَ أخَبرَنَيِ بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مَسعَدَةَ عَن عَمّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُعجِبُهُ أَن يُروَي شِعرُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَن يُدَوّنَ وَ قَالَ تَعَلّمُوهُ وَ عَلّمُوهُ أَولَادَكُم فَإِنّهُ كَانَ عَلَي دِينِ اللّهِ وَ فِيهِ عِلمٌ كَثِيرٌ
صفحه : 116
55- وَ أخَبرَنَيِ أَبُو الفَضلِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ عَنِ الكرَاَجكُيِّ عَن طَاهِرِ بنِ مُوسَي عَن مُزَاحِمِ بنِ عَبدِ الوَارِثِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَنِ العَبّاسِ بنِ الفَضلِ عَن إِسحَاقَ بنِ عِيسَي قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعتُ المُهَاجِرَ مَولَي بنَيِ نَوفَلٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا طَالِبِ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ يَقُولُ حدَثّنَيِ مُحَمّدٌص أَنّ رَبّهُ بَعَثَهُ بِصِلَةِ الرّحِمِ وَ أَن يُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ وَ لَا يُعبَدَ مَعَهُ غَيرُهُ وَ مُحَمّدٌ عنِديِ الصّادِقُ الأَمِينُ
56- وَ حدَثّنَيِ بِهَذَا الحَدِيثِ نَصرُ بنُ عَلِيّ عَن ذَاكِرِ بنِ كَامِلٍ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الحَدّادِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن أَحمَدَ بنِ فَارِسَ المعبدي[البرَقعَيِديِّ] عَن عَلِيّ بنِ سَرّاجٍ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبّادٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عِيسَي عَن مُهَاجِرٍ مَولَي بنَيِ نَوفَلٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا رَافِعٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ يَقُولُ حدَثّنَيِ مُحَمّدٌص أَنّ اللّهَ أَمَرَهُ بِصِلَةِ الأَرحَامِ وَ أَن يُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ وَ لَا يُعبَدَ مَعَهُ غَيرُهُ وَ مُحَمّدٌ عنِديِ المُصَدّقُ الأَمِينُ
57- وَ أَخبَرَنَا بِهِ أَيضاً مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ عِيسَي عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَنِ العَبّاسِ بنِ الفَضلِ عَن إِسحَاقَ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ المُهَاجِرَ مَولَي بنَيِ نَوفَلٍ يَقُولُ سَمِعنَا أَبَا رَافِعٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ يَقُولُ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنّ رَبّهُ بَعَثَهُ بِصِلَةِ الأَرحَامِ وَ أَن يُعبَدَ اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا يُعبَدَ سِوَاهُ وَ مُحَمّدٌ الصّدُوقُ الأَمِينُ
58- وَ أخَبرَنَيِ يَحيَي بنُ مُحَمّدِ بنِ أَبِي زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي الغَنَائِمِ عَنِ الشّرِيفِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الصوّفيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ البصَريِّ عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ هَمّامٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ عَن عِمرَانَ بنِ مُعَافَا عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَمَاتَ أَبُو طَالِبِ بنُ
صفحه : 117
عَبدِ المُطّلِبِ مُسلِماً مُؤمِناً وَ شِعرُهُ فِي دِيوَانِهِ يَدُلّ عَلَي إِيمَانِهِ ثُمّ مَحَبّتِهِ وَ تَربِيَتِهِ وَ نُصرَتِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعدَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ مُوَالَاةِ أَولِيَائِهِ وَ تَصدِيقِهِ إِيّاهُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن رَبّهِ وَ أَمرِهِ لِوَلَدَيهِ عَلِيّ وَ جَعفَرٍ بِأَن يُسلِمَا وَ يُؤمِنَا بِمَا يَدعُو إِلَيهِ وَ أَنّهُ خَيرُ الخَلقِ وَ أَنّهُ يَدعُو إِلَي الحَقّ وَ المِنهَاجِ المُستَقِيمِ وَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَثَبَتَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمَا فَحِينَ دَعَاهُمَا رَسُولُ اللّهِص أَجَابَاهُ فِي الحَالِ وَ مَا تَلَبّثَا لِمَا قَد قَرّرَهُ أَبُوهُمَا عِندَهُمَا مِن أَمرِهِ وَ كَانَا يَتَأَمّلَانِ أَفعَالَ رَسُولِ اللّهِص فَيَجِدَانِهَا كُلّهَا حَسَنَةً يَدعُو إِلَي سَدَادٍ وَ استِنَادٍ فَحَسبُكَ إِن كُنتَ مُنصِفاً مِنهُ هَذَا أَن يَسمَحَ بِمِثلِ عَلِيّ وَ جَعفَرٍ وَلَدَيهِ وَ كَانَا مِن قَلبِهِ بِالمَنزِلَةِ المَعرُوفَةِ المَشهُورَةِ لِمَا يَأخُذَانِ بِهِ أَنفُسَهُمَا مِنَ الطّاعَةِ لَهُ وَ الشّجَاعَةِ وَ قِلّةِ النّظِيرِ لَهُمَا أَن يُطِيعَا رَسُولَ اللّهِص فِيمَا يَدعُوهُمَا إِلَيهِ مِن دِينٍ وَ جِهَادٍ وَ بَذلِ أَنفُسِهِمَا وَ مُعَادَاةِ مَن عَادَاهُ وَ مُوَالَاةِ مَن وَالَاهُ مِن غَيرِ حَاجَةٍ إِلَيهِ لَا فِي مَالٍ وَ لَا فِي جَاهٍ وَ لَا غَيرِهِ لِأَنّ عَشِيرَتَهُ أَعدَاؤُهُ وَ أَمّا المَالُ فَلَيسَ لَهُ فَلَم يَبقَ إِلّا الرّغبَةُ فِيمَا جَاءَ بِهِ مِن رَبّهِ
أقول الظاهر أنه إلي هنا من الرواية لأنه رحمه الله قال بعد ذلك فهذا الحديث مروي عن الإمام أبي جعفرالباقر ع فلقد بين حال أبي طالب فيه أحسن تبيين ونبه علي إيمانه أجل تنبيه ولقد كان هذاالحديث كافيا في معرفة إيمان أبي طالب أسكنه الله جنته لمن كان منصفا لبيبا عاقلا أديبا و قَد كُنتُ سَمِعتُ جَمَاعَةً مِن أَصحَابِنَا العُلَمَاءِ مُذَاكَرَةً يَروُونَ عَنِ الأَئِمّةِ الرّاشِدِينَ مِن آلِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَنّهُم سُئِلُوا عَن قَولِ النّبِيّص المُتّفَقِ عَلَي رِوَايَتِهِ المُجمَعِ عَلَي صِحّتِهِ أَنَا وَ كَافِلُ اليَتِيمِ كَهَاتَينِ فِي الجَنّةِ
فَقَالُوا أَرَادَ بِكَافِلِ اليَتِيمِ عَمّهُ أَبَا طَالِبٍ لِأَنّهُ كَفَلَهُ يَتِيماً مِن أَبَوَيهِ وَ لَم يَزَل شَفِيقاً عَلَيهِ ثُمّ قَالَ قُدّسَ سِرّهُ
صفحه : 118
59- وَ أخَبرَنَيِ السّيّدُ عَبدُ الحَمِيدِ عَن عَبدِ السّمِيعِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن جَعفَرِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَلِيّ عَن جَدّهِ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الصوّفيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ يَحيَي بنِ الحَسَنِ يَرفَعُهُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِعَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَا أُحِبّكَ يَا عَقِيلُ حُبّينِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لأِبَيِ طَالِبٍ لِأَنّهُ كَانَ يُحِبّكَ
60- وَ أخَبرَنَيِ أَبُو الفَضلِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ عَنِ الكرَاَجكُيِّ يَرفَعُهُ قَالَأَصَابَت قُرَيشاً أَزمَةٌ مُهلِكَةٌ وَ سَنَةٌ مُجدِبَةٌ مُنهِكَةٌ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا مَالٍ يَسِيرٍ وَ عِيَالٍ كَثِيرٍ فَأَصَابَهُ مَا أَصَابَ قُرَيشاً مِنَ العُدمِ وَ الإِضَاقَةِ وَ الجَهدِ وَ الفَاقَةِ فَعِندَ ذَلِكَ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَمّهُ العَبّاسَ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الفَضلِ إِنّ أَخَاكَ كَثِيرُ العِيَالِ مُختَلّ الحَالِ ضَعِيفُ النّهضَةِ وَ العَزمَةِ وَ قَد نَزَلَ بِهِ مَا نَزَلَ مِن هَذِهِ الأَزمَةِ وَ ذَوُو الأَرحَامِ أَحَقّ بِالرّفدِ وَ أَولَي مَن حَمَلَ الكَلّ فِي سَاعَةِ الجَهدِ فَانطَلِق بِنَا إِلَيهِ لِنُعِينَهُ عَلَي مَا هُوَ عَلَيهِ فَلِنَحمِلَ بَعضَ أَثقَالِهِ وَ نُخَفّفَ عَنهُ مِن عِيَالِهِ يَأخُذُ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا وَاحِداً مِن بَنِيهِ لِيَسهُلَ بِذَلِكَ عَلَيهِ بَعضُ مَا هُوَ فِيهِ فَقَالَ العَبّاسُ نِعمَ مَا رَأَيتَ وَ الصّوَابُ فِيمَا أَتَيتَ هَذَا وَ اللّهِ الفَضلُ الكَرِيمُ وَ الوَصلُ الرّحِيمُ فَلَقِيَا أَبَا طَالِبٍ فَصَبّرَاهُ وَ لِفَضلِ آبَائِهِمَا ذَكَرَاهُ وَ قَالَا لَهُ إِنّا نُرِيدُ أَن نَحمِلَ عَنكَ بَعضَ الحَالِ فَادفَع إِلَينَا مِن أَولَادِكَ مَن تَخِفّ عَنكَ بِهِ الأَثقَالُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إِذَا تَرَكتُمَا لِي عَقِيلًا وَ طَالِباً فَافعَلَا مَا شِئتُمَا فَأَخَذَ العَبّاسُ جَعفَراً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَانتَجَبَهُ لِنَفسِهِ وَ اصطَفَاهُ لِمُهِمّ أَمرِهِ وَ عَوّلَ عَلَيهِ فِي سِرّهِ وَ جَهرِهِ
صفحه : 119
وَ هُوَ مُسَاِرعٌ لِمَوصُوفَاِتِه مُوَفّقٌ لِلسّدَادِ فِي جَمِيعِ حَالَاتِهِ
وَ قَد روُيَِ مِن طَرِيقٍ آخَرَ أَنّ العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ أَخَذَ جَعفَراً وَ أَخَذَ حَمزَةُ طَالِباً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً
وَ روُيَِ مِن طَرِيقٍ آخَرَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ للِنبّيِّص وَ العَبّاسِ حِينَ سَأَلَاهُ ذَلِكَ إِذَا خَلّيتُمَا لِي عَقِيلًا فَخُذَا مَن شِئتُمَا وَ لَم يَذكُر طَالِباً
61- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ الفَقِيهُ شَاذَانُ بِإِسنَادِهِ إِلَي الكرَاَجكُيِّ يَرفَعُهُ إِنّ أَبَا جَهلِ بنَ هِشَامٍ جَاءَ إِلَي النّبِيّص وَ مَعَهُ حَجَرٌ يُرِيدُ أَن يَرمِيَهُ بِهِ إِذَا سَجَدَ فَلَمّا سَجَدَ رَسُولُ اللّهِص رَفَعَ أَبُو جَهلٍ يَدَهُ فَيَبِسَت عَلَي الحَجَرِ فَرَجَعَ وَ قَدِ التَصَقَ الحَجَرُ بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ أَشيَاعُهُ مِنَ المُشرِكِينَ أَ خَشِيتَ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ رَأَيتُ بيَنيِ وَ بَينَهُ كَهَيئَةِ الفَحلِ يَخطُرُ بِذَنَبِهِ فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ أَرضَاهُ هَذِهِ الأَبيَاتَ
أَفِيقُوا بنَيِ عَمّنَا وَ انتَهُوا | عَنِ الغيَّ فِي بَعضِ ذَا المَنطِقِ |
وَ إِلّا فإَنِيّ إِذاً خَائِفٌ | بَوَائِقَ فِي دَارِكُم تلَتقَيِ |
تَكُونُ لِغَابِرِكُم عِبرَةً | وَ رَبّ المَغَارِبِ وَ المَشرِقِ |
كَمَا ذَاقَ مَن كَانَ مِن قَبلِكُم | ثَمُودُ وَ عَادٌ فَمَن ذَا بقَيَِ |
غَدَاةً أَتَتهُم بِهَا صَرصَرٌ | وَ نَاقَةُ ذيِ العَرشِ إِذ تسَتقَيِ |
فَحَلّ عَلَيهِم بِهَا سَخطَةٌ | مِنَ اللّهِ فِي ضَربَةِ الأَزرَقِ |
غَدَاةً يَعَضّ بِعُرقُوبِهَا | حُسَامٌ مِنَ الهِندِ ذُو رَونَقٍ |
وَ أَعجَبُ مِن ذَاكَ فِي أَمرِكُم | عَجَائِبُ فِي الحَجَرِ المُلصَقِ |
صفحه : 120
بِكَفّ ألّذِي قَامَ مِن حِينِهِ | إِلَي الصّابِرِ الصّادِقِ المتُقّيِ |
فَأَثبَتَهُ اللّهُ فِي كَفّهِ | عَلَي رَغمِ ذَا الخَائِنِ الأَحمَقِ |
وَ أَقُولُ رَوَي الكرَاَجكُيِّ رَحِمَهُ اللّهُ هَذَا الخَبَرَ بِعَينِهِ مُرسَلًا
62- ثُمّ قَالَ السّيّدُ وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ الحَمِيدِ بِإِسنَادِهِ إِلَي الشّرِيفِ المُوضِحِ يَرفَعُهُ قَالَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحُثّ ابنَهُ عَلِيّاً وَ يَحُضّهُ عَلَي نَصرِ النّبِيّص وَ قَالَ عَلِيّ ع قَالَ لِي يَا بنُيَّ الزَم ابنَ عَمّكَ فَإِنّكَ تَسلَمُ بِهِ مِن كُلّ بَأسٍ عَاجِلٍ وَ آجِلٍ ثُمّ قَالَ لِي
إِنّ الوَثِيقَةَ فِي لُزُومِ مُحَمّدٍ | فَاشدُد بِصُحبَتِهِ عَلَي يَدَيكَا |
63- وَ أخَبرَنَيِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ عَنِ الكرَاَجكُيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ صَخرٍ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَيفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ صِنوِ بنِ صَلصَالٍ قَالَ قَالَ كُنتُ أَنصُرُ النّبِيّص مَعَ أَبِي طَالِبٍ قَبلَ إسِلاَميِ فإَنِيّ يَوماً لَجَالِسٌ بِالقُربِ مِن مَنزِلِ أَبِي طَالِبٍ فِي شِدّةِ القَيظِ إِذ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إلِيَّ شَبِيهاً بِالمَلهُوفِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا الغَضَنفَرِ هَل رَأَيتَ هَذَينِ الغُلَامَينِ يعَنيِ النّبِيّ وَ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَقُلتُ مَا رَأَيتُهُمَا مُذ جَلَستُ فَقَالَ قُم بِنَا فِي الطّلَبِ لَهُمَا فَلَستُ آمَنُ قُرَيشاً أَن تَكُونَ اغتَالَتهُمَا قَالَ فَمَضَينَا حَتّي خَرَجنَا مِن أَبيَاتِ مَكّةَ ثُمّ صِرنَا إِلَي جَبَلٍ مِن جِبَالِهَا فَاستَرقَينَا إِلَي قُلّتِهِ فَإِذاً النّبِيّ وَ عَلِيّ عَن يَمِينِهِ وَ هُمَا قَائِمَانِ بِإِزَاءِ عَينِ الشّمسِ يَركَعَانِ وَ يَسجُدَانِ قَالَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِجَعفَرٍ ابنِهِ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَقَامَ إِلَي جَنبِ عَلِيّ فَأَحَسّ بِهِمَا
صفحه : 121
النّبِيّص فَتَقَدّمَهُمَا وَ أَقبَلُوا عَلَي أَمرِهِم حَتّي فَرَغُوا مِمّا كَانُوا فِيهِ ثُمّ أَقبَلُوا نَحوَنا فَرَأَيتُ السّرُورَ يَتَرَدّدُ فِي وَجهِ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ انبَعَثَ يَقُولُ
إِنّ عَلِيّاً وَ جَعفَراً ثقِتَيِ | عِندَ مُلِمّ الزّمَانِ وَ النّوَبِ |
لَا تَخذُلَا وَ انصُرا ابنَ عَمّكُمَا | أخَيِ لأِمُيّ مِن بَينِهِم وَ أَبِي |
وَ اللّهِ لَا أَخذُلُ النّبِيّ وَ لَا | يَخذُلُهُ مِن بنَيِّ ذُو حَسَبٍ |
64- وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ الحَمِيدِ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ قَالَ كَانَ وَ اللّهِ إِسلَامُ جَعفَرٍ بِأَمرِ أَبِيهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ مَرّ أَبُو طَالِبٍ وَ مَعَهُ ابنُهُ جَعفَرٌ بِرَسُولِ اللّهِص وَ عَلِيّ عَن يَمِينِهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِجَعفَرٍ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَجَاءَ جَعفَرٌ فَصَلّي مَعَ النّبِيّص فَلَمّا قَضَي صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ النّبِيّص يَا جَعفَرُ وَصَلتَ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ إِنّ اللّهَ يُعَوّضُكَ مِن ذَلِكَ جَنَاحَينِ تَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ فَأَنشَأَ أَبُو طَالِبٍ يَقُولُ
إِنّ عَلِيّاً وَ جَعفَراً ثقِتَيِ | إِلَي قَولِهِ ذُو حَسَبٍ |
حَتّي تَرَونَ الرّءُوسَ طَائِحَةً | مِنّا وَ مِنكُم هُنَاكَ بِالقُضُبِ |
نَحنُ وَ هَذَا النّبِيّ أَنصُرُهُ | نَضرِبُ عَنهُ الأَعدَاءَ كَالشّهُبِ |
إِن نِلتُمُوهُ بِكُلّ جَمعِكُم | فَنَحنُ فِي النّاسِ أَلأَمُ العَرَبِ |
65- وروي الواقدي بإسناد له أن رسول الله لماكثر أصحابه فظهر أمره اشتد ذلك علي قريش وأنكر بعضهم علي بعض وقالوا قدأفسد محمدبسحره سفلتنا وأخرجهم
صفحه : 122
عن ديننا فلتأخذ كل قبيلة من فيها من المسلمين فيأخذ الأخ أخاه و ابن العم ابن عمه فيشده ويوثقه كتافا ويضربه ويخوفه وهم لايرجعون فأنزل الله أَ لَم تَكُن أَرضُ اللّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيهافخرج جماعة من المسلمين إلي الحبشة يقدمهم جعفر بن أبي طالب فنزلوا علي النجاشي ملك الحبشة فأقاموا عنده في كرامة ورفيع منزلة وحسن جوار وعرفت قريش ذلك فأرسلوا إلي النجاشي عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي فخرج فلما قدم عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد في رهط من أصحابهما علي النجاشي تقدم عمرو بن العاص فقال أيها الملك إن هؤلاء قوم من سفهائنا صباة قدسحرهم محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب فادفعهم عنك فإن صاحبهم يزعم أنه نبي قدجاء بنسخ دينك ومحو ما أنت عليه فلم يلتفت النجاشي إلي قوله و لم يحفل بما أرسلت به قريش وجري علي إكرام جعفر وأصحابه وزاد في الإحسان إليهم وبلغ أباطالب ذلك فقال يمدح النجاشي
ألا ليت شعري كيف في الناس جعفر | وعمرو وأعداء النبي الأقارب |
وهل نال أفعال النجاشي جعفرا | وأصحابه أم عاق ذلك شاهب |
تعلم خيار الناس أنك ماجد | كريم فلايشقي لديك المجانب |
وتعلم بأن الله زادك بسطة | وأسباب خير كلها لك لازب |
فلما بلغت الأبيات النجاشي سر بهاسرورا عظيما و لم يكن يطمع أن يمدحه أبوطالب بشعر فزاد في إكرامهم وأكثر من إعظامهم فلما علم أبوطالب سرور النجاشي قال يدعوه إلي الإسلام ويحثه علي اتباع النبي عليه أفضل الصلاة و السلام
صفحه : 123
تعلم خيار الناس أن محمدا | وزير لموسي والمسيح ابن مريم |
أتي بالهدي مثل ألذي أتيا به | فكل بأمر الله يهدي ويعصم |
وإنكم تتلونه في كتابكم | بصدق حديث لاحديث الترجم |
فلاتجعلوا لله ندا وأسلموا | فإن طريق الحق ليس بمظلم |
وإنك مايأتيك منا عصابة | لقصدك إلاأرجعوا بالتكرم |
66- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُحَمّدٍ الجوَزيِّ وَ كَانَ مِمّن يَرَي كُفرَ أَبِي طَالِبٍ وَ يَعتَقِدُهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي الواَقدِيِّ قَالَ كَانَ أَبُو طَالِبِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ لَا يَغِيبُ صَبَاحَ النّبِيّص وَ مَسَاءَهُ وَ يَحرُسُهُ مِن أَعدَائِهِ وَ يَخَافُ أَن يَغتَالُوهُ فَلَمّا كَانَ ذَاتَ يَومٍ فَقَدَهُ وَ لَم يَرَهُ وَ جَاءَ المَسَاءَ فَلَم يَرَهُ وَ أَصبَحَ فَطَلَبَهُ فِي مَظَانّهِ فَلَم يَجِدهُ فَجَمَعَ وِلدَانَهُ وَ عَبِيدَهُ وَ مَن يَلزَمُهُ فِي نَفسِهِ فَقَالَ لَهُم إِنّ مُحَمّداً قَد فَقَدتُهُ فِي أَمسِنَا وَ يَومِنَا هَذَا وَ لَا أَظُنّ إِلّا أَنّ قُرَيشاً قَدِ اغتَالَتهُ وَ كَادَتهُ وَ قَد بقَيَِ هَذَا الوَجهُ مَا جِئتُهُ وَ بَعِيدٌ أَن يَكُونَ فِيهِ وَ اختَارَ مِن عَبِيدِهِ عِشرِينَ رَجُلًا فَقَالَ امضُوا وَ أَعِدّوا سَكَاكِينَ وَ ليَمضِ كُلّ رَجُلٍ مِنكُم وَ ليَجلِس إِلَي جَنبِ سَيّدٍ مِن سَادَاتِ قُرَيشٍ فَإِن أَتَيتُ وَ مُحَمّدٌ معَيِ فَلَا تُحدِثُنّ أَمراً وَ كُونُوا عَلَي رَسلِكُم حَتّي أَقِفَ عَلَيكُم وَ إِن جِئتُ وَ مَا مُحَمّدٌ معَيِ فَليَضرِب كُلّ رَجُلٍ مِنكُم الرّجُلَ ألّذِي إِلَي جَانِبِهِ مِن سَادَاتِ قُرَيشٍ فَمَضَوا وَ شَحَذُوا سَكَاكِينَهُم وَ مَضَي أَبُو طَالِبٍ فِي
صفحه : 124
الوَجهِ ألّذِي أَرَادَهُ وَ مَعَهُ رَهطٌ مِن قَومِهِ فَوَجَدَهُ فِي أَسفَلِ مَكّةَ قَائِماً يصُلَيّ إِلَي جَانِبِ صَخرَةٍ فَوَقَعَ عَلَيهِ وَ قَبّلَهُ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ قَالَ يَا ابنَ أَخِ قَد كِدتَ أَن تأَتيَِ عَلَي قَومِكَ سِر معَيِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَ جَاءَ إِلَي المَسجِدِ وَ قُرَيشٌ فِي نَادِيهِم جُلُوسٌ عِندَ الكَعبَةِ فَلَمّا رَأَوهُ قَد جَاءَ وَ يَدُهُ فِي يَدِ النّبِيّص قَالُوا هَذَا أَبُو طَالِبٍ قَد جَاءَكُم بِمُحَمّدٍ إِنّ لَهُ لَشَأناً فَلَمّا وَقَفَ عَلَيهِم وَ الغَضَبُ يُعرَفُ فِي وَجهِهِ قَالَ لِعَبِيدِهِ أَبرِزُوا مَا فِي أَيدِيكُم فَأَبرَزَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مَا فِي يَدِهِ فَلَمّا رَأَوُا السّكَاكِينَ قَالُوا مَا هَذَا يَا أَبَا طَالِبٍ قَالَ مَا تَرَونَ أنَيّ طَلَبتُ مُحَمّداً فَمَا أَرَاهُ مُنذُ يَومَينِ فَخِفتُ أَن تَكُونُوا كِدتُمُوهُ بِبَعضِ شَأنِكُم فَأَمَرتُ هَؤُلَاءِ أَن يَجلِسُوا إِلَي حَيثُ تَرَونَ وَ قُلتُ لَهُم إِن جِئتُ وَ مَا مُحَمّدٌ معَيِ فَليَضرِب كُلّ مِنكُم صَاحِبَهُ ألّذِي إِلَي جَنبِهِ وَ لَا يسَتأَذنِنُيِ فِيهِ وَ لَو كَانَ هَاشِمِيّاً فَقَالُوا وَ هَل كُنتَ فَاعِلًا فَقَالَ إيِ وَ رَبّ هَذِهِ وَ أَومَأَ إِلَي الكَعبَةِ فَقَالَ لَهُ مُطعِمُ بنُ عدَيِّ بنِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ كَانَ مِن أَحلَافِهِ لَقَد كِدتَ تأَتيِ عَلَي قَومِكَ قَالَ هُوَ ذَاكَ وَ مَضَي بِهِ وَ هُوَ يَرتَجِزُ
اذهَب بنُيَّ فَمَا عَلَيكَ غَضَاضَةٌ | اذهَب وَ قِرّ بِذَاكَ مِنكَ عُيُوناً |
وَ اللّهِ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم | حَتّي أُوَسّدَ فِي التّرَابِ دَفِيناً |
وَ دعَوَتنَيِ وَ عَلِمتُ أَنّكَ ناَصحِيِ | وَ لَقَد صَدَقتَ وَ كُنتَ قَبلُ أَمِيناً |
وَ ذَكَرتَ دِيناً لَا مَحَالَةَ إِنّهُ | مِن خَيرِ أَديَانِ البَرِيّةِ دِيناً |
قَالَ فَرَجَعَت قُرَيشٌ عَلَي أَبِي طَالِبٍ بِالعَتبِ وَ الِاستِعطَافِ وَ هُوَ لَا يَحفِلُ بِهِم وَ لَا يَلتَفِتُ إِلَيهِم
صفحه : 125
67- وَ أخَبرَنَيِ مشَاَيخِيِ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ وَ أَبُو الفَضلِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ وَ أَبُو العِزّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بِأَسَانِيدِهِم إِلَي الشّيخِ المُفِيدِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ يَرفَعُهُ قَالَ لَمّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَتَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّبِيّص فَآذَنَهُ بِمَوتِهِ فَتَوَجّعَ تَوَجّعاً عَظِيماً وَ حَزِنَ حُزناً شَدِيداً ثُمّ قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع امضِ يَا عَلِيّ فَتَوَلّ أَمرَهُ وَ تَوَلّ غُسلَهُ وَ تَحنِيطَهُ وَ تَكفِينَهُ فَإِذَا رَفَعتَهُ عَلَي سَرِيرَتِهِ فأَعَلمِنيِ فَفَعَلَ ذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا رَفَعَهُ عَلَي السّرِيرِ اعتَرَضَهُ النّبِيّص فَرَقّ وَ تَحَزّنَ وَ قَالَ وَصَلتَ رَحِماً وَ جُزِيتَ خَيراً يَا عَمّ فَلَقَد رَبّيتَ وَ كَفَلتَ صَغِيراً وَ نَصَرتَ وَ آزَرتَ كَبِيراً ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ وَ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَأَشفَعَنّ لعِمَيّ شَفَاعَةً يَعجَبُ بِهَا أَهلُ الثّقَلَينِ
68- وَ أخَبرَنَيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ عَن أَبِي بِشرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي حَفصٍ عَن عَمّهِ قَالَ قَالَ السبّيِعيِّ لَمّا فَقَدَت قُرَيشٌ رَسُولَ اللّهِص فِي القَبَائِلِ بِالمَوسِمِ وَ زَعَمُوا أَنّهُ سَاحِرٌ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
زَعَمَت قُرَيشٌ أَنّ أَحمَدَ سَاحِرٌ | كَذَبُوا وَ رَبّ الرّاقِصَاتِ إِلَي الحَرَمِ |
مَا زِلتُ أَعرِفُهُ بِصِدقِ حَدِيثِهِ | وَ هُوَ الأَمِينُ عَلَي الحَرَائِبِ وَ الحَرَمِ |
ليت شعري إذا كان مازال يعرفه بصدق الحديث ما ألذي يدعوه إلي تكذيبه أخذ الله له بحقه من الذين يفترون وينسبون الكفر إليه
69- وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ التقّيِّ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَسَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً ع يَقُولُ مَرّ رَسُولُ اللّهِص بِنَفَرٍ مِن قُرَيشٍ وَ قَد نَحَرُوا جَزُوراً وَ كَانُوا يُسَمّونَهَا الفَهِيرَةَ وَ يَجعَلُونَهَا عَلَي النّصُبِ فَلَم يُسَلّم عَلَيهِم فَلَمّا انتَهَي إِلَي دَارِ النّدوَةِ
صفحه : 126
قَالُوا يَمُرّ بِنَا يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ وَ لَم يُسَلّم فَأَيّكُم يَأتِيهِ فَيُفسِدُ عَلَيهِ مُصَلّاهُ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَعرَي السهّميِّ أَنَا أَفعَلُ فَأَخَذَ الفَرثَ وَ الدّمَ فَانتَهَي بِهِ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ سَاجِدٌ فَمَلَأَ بِهِ ثِيَابَهُ فَانصَرَفَ النّبِيّص حَتّي أَتَي عَمّهُ أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ يَا عَمّ مَن أَنَا فَقَالَ وَ لِمَ يَا ابنَ أَخِ فَقَصّ عَلَيهِ القِصّةَ فَقَالَ وَ أَينَ تَرَكتَهُم فَقَالَ بِالأَبطَحِ فَنَادَي فِي قَومِهِ يَا آلَ عَبدِ المُطّلِبِ يَا آلَ هَاشِمٍ يَا آلَ عَبدِ مَنَافٍ فَأَقبَلُوا إِلَيهِ مِن كُلّ مَكَانٍ مُلَبّينَ فَقَالَ كَم أَنتُم فَقَالُوا نَحنُ أَربَعُونَ قَالَ خُذُوا سِلَاحَكُم فَأَخَذُوا سِلَاحَهُم وَ انطَلَقَ بِهِم حَتّي انتَهَي إِلَيهِم فَلَمّا رَأَت قُرَيشٌ أَبَا طَالِبٍ أَرَادَت أَن تَتَفَرّقَ فَقَالَ لَهُم وَ رَبّ البَنِيّةِ لَا يَقُومُ مِنكُم أَحَدٌ إِلّا جَلّلتُهُ بِالسّيفِ ثُمّ أَتَي إِلَي صَفَاةٍ كَانَت بِالأَبطَحِ فَضَرَبَهَا ثَلَاثَ ضَرَبَاتٍ فَقَطَعَ مِنهَا ثَلَاثَةَ أَنهَارٍ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ سَأَلتَ مَن أَنتَ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ وَ يُومِئُ بِيَدِهِ إِلَي النّبِيّص
أَنتَ النّبِيّ مُحَمّدٌ | قَرمٌ أَغَرّ مُسَوّدٌ |
حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِ الأَبيَاتِ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ أَيّهُمُ الفَاعِلُ بِكَ فَأَشَارَ النّبِيّص إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَعرَي السهّميِّ الشّاعِرِ فَدَعَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَوَجَأَ أَنفَهُ حَتّي أَدمَاهَا ثُمّ أَمَرَ بِالفَرثِ وَ الدّمِ فَأَمَرّ عَلَي رُءُوسِ المَلَإِ كُلّهِم ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أَخِ أَ رَضِيتَ ثُمّ قَالَ
صفحه : 127
سَأَلتَ مَن أَنتَ أَنتَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ثُمّ نَسَبَهُ إِلَي آدَمَ ع ثُمّ قَالَ أَنتَ وَ اللّهِ أَشرَفُهُم حَيّاً وَ أَرفَعُهُم مَنصَباً يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ مَن شَاءَ مِنكُم يَتَحَرّكُ فَليَفعَل أَنَا ألّذِي تعَرفِوُنيّ فَأَنزَلَ تَعَالَي صَدراً مِن سُورَةِ الأَنعَامِوَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً
وَ روُيَِ مِن طَرِيقٍ آخَرَ أَنّهُص لَمَا رمُيَِ بِالسّلَي جَاءَتِ ابنَتُهُ ع فَأَمَاطَت عَنهُ بِيَدِهَا ثُمّ جَاءَت إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَت يَا عَمّ مَا حَسَبُ أَبِي فِيكُم فَقَالَ يَا بُنَيّةُ أَبُوكِ فِينَا السّيّدُ المُطَاعُ العَزِيزُ الكَرِيمُ فَمَا شَأنُكِ فَأَخبَرَتهُ بِصُنعِ القَومِ فَفَعَلَ مَا فَعَلَ بِالسّادَاتِ مِن قُرَيشٍ ثُمّ جَاءَ إِلَي النّبِيّص قَالَ هَل رَضِيتَ يَا ابنَ أَخِ ثُمّ أَتَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ يَا بُنَيّةُ هَذَا حَسَبُ أَبِيكِ فِينَا
70- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخَانِ أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ وَ أَبُو الفَضلِ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ بِإِسنَادِهِمَا إِلَي أَبِي الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو بِشرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سُئِلَ أَبُو الجَهمِ بنُ حُذَيفَةَ أَ صَلّي النّبِيّص عَلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ وَ أَينَ الصّلَاةُ يَومَئِذٍ إِنّمَا فُرِضَتِ الصّلَاةُ بَعدَ مَوتِهِ وَ لَقَد حَزِنَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمَرَ عَلِيّاً بِالقِيَامِ بِأَمرِهِ وَ حَضَرَ جَنَازَتَهُ وَ شَهِدَ لَهُ العَبّاسُ وَ أَبُو بَكرٍ بِالإِيمَانِ وَ أَشهَدُ عَلَي صِدقِهِمَا لِأَنّهُ كَانَ يَكتُمُ الإِيمَانَ وَ لَو عَاشَ إِلَي ظُهُورِ الإِسلَامِ لَأَظهَرَ إِيمَانَهُ
71- وَ ذَكَرَ الشّرِيفُ النّسّابَةُ العلَوَيِّ المَعرُوفُ بِالمُوضِحِ بِإِسنَادِهِ أَنّ أَبَا طَالِبٍ لَمّا مَاتَ مَا كَانَت نَزَلَتِ الصّلَاةُ عَلَي المَوتَي فَمَا صَلّي النّبِيّص عَلَيهِ وَ لَا عَلَي خَدِيجَةَ وَ
صفحه : 128
إِنّمَا اجتَازَت جَنَازَةُ أَبِي طَالِبٍ وَ النّبِيّص وَ عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ حَمزَةُ جُلُوسٌ فَقَامُوا فَشَيّعُوا جَنَازَتَهُ وَ استَغفَرُوا لَهُ فَقَالَ قَومٌ نَحنُ نَستَغفِرُ لِمَوتَانَا وَ أَقَارِبِنَا المُشرِكِينَ ظَنّاً مِنهُم أَنّ أَبَا طَالِبٍ مَاتَ مُشرِكاً لِأَنّهُ كَانَ يَكتُمُ إِيمَانَهُ فَنَفَي اللّهُ عَن أَبِي طَالِبٍ الشّركَ وَ نَزّهَ نَبِيّهُ وَ الثّلَاثَةَ المَذكُورِينَ عَنِ الخَطَإِ فِي قَولِهِما كانَ للِنبّيِّ وَ الّذِينَ آمَنُوا أَن يَستَغفِرُوا لِلمُشرِكِينَ وَ لَو كانُوا أوُليِ قُربي
72- وَ أخَبرَنَيِ شَيخُنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِّ عَن أَبِي بِشرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ المُبَارَكِ عَن أُسَيدِ بنِ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ قَالَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
قُل لِمَن كَانَ مِن كِنَانَةَ فِي العِزّ | وَ أَهلِ النّدَي وَ أَهلِ الفِعَالِ |
قَد أَتَاكُم مِنَ المَلِيكِ رَسُولٌ | فَاقبَلُوهُ بِصَالِحِ الأَعمَالِ |
وَ انصُرُوا أَحمَدَ فَإِنّ مِنَ اللّهِ | رِدَاءً عَلَيهِ غَيرَ مُدَالٍ |
73- وَ أخَبرَنَيِ السّيّدُ النّقِيبُ يَحيَي بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن وَالِدِهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي زَيدٍ عَن تَاجِ الشّرَفِ العلَوَيِّ البصَريِّ قَالَ أخَبرَنَيِ السّيّدُ النّسّابَةُ الثّقَةُ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ قَالَ أنَشدَنَيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ صَفِيّةَ الهَاشِمِيّةِ معُلَمّيِ بِالبَصرَةِ لأِبَيِ طَالِبٍ رَحِمَهُ اللّهُ
لَقَد كَرّمَ اللّهُ النّبِيّ مُحَمّداً | فَأَكرَمُ خَلقِ اللّهِ فِي النّاسِ أَحمَدُ |
وَ شَقّ لَهُ مِنِ اسمِهِ لِيُجِلّهُ | فَذُو العَرشِ مَحمُودٌ وَ هَذَا مُحَمّدٌ |
74- وَ أخَبرَنَيِ المَشِيخَةُ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ وَ شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الفوُيَقيِّ بِأَسَانِيدِهِم عَنِ الشّيخِ المُفِيدِ رَحِمَهُمُ اللّهُ يَرفَعُهُ إِنّ أَبَا طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ لَمّا أَرَادَ الخُرُوجَ
صفحه : 129
إِلَي بُصرَي الشّامِ تَرَكَ رَسُولَ اللّهِ إِشفَاقاً عَلَيهِ وَ لَم يَعمِد عَلَي استِصحَابِهِ فَلَمّا رَكِبَ تَعَلّقَ رَسُولُ اللّهِص بِزِمَامِ نَاقَتِهِ وَ بَكَي وَ نَاشَدَهُ فِي إِخرَاجِهِ فَظَلّمَتهُ الغَمَامُ وَ لَقِيَهُ بَحِيرَاءُ الرّاهِبُ فَأَخبَرَهُ بِنُبُوّتِهِ وَ ذَكَرَ لَهُ البِشَارَةَ فِي الكُتُبِ الأُولَي بِهِ وَ حَمَلَ لَهُ وَ لِأَصحَابِهِ الطّعَامَ وَ النّزُلَ وَ حَثّ أَبَا طَالِبٍ عَلَي الرّجُوعِ بِهِ إِلَي أَهلِهِ وَ قَالَ لَهُ إنِيّ أَخَافُ عَلَيهِ مِنَ اليَهُودِ فَإِنّهُم أَعدَاؤُهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي ذَلِكَ
إِنّ ابنَ آمِنَةَ النّبِيّ مُحَمّداً | عنِديِ بِمِثلِ مَنَازِلِ الأَولَادِ |
لَمّا تَعَلّقَ بِالزّمَامِ رَحِمتُهُ | وَ العِيسُ قَد قَلّصنَ بِالأَزوَادِ |
فَارفَضّ مِن عيَنيَّ دَمعٌ ذَارِفٌ | مِثلَ الجُمَانِ مُفَرّقِ الأَفرَادِ |
رَاعَيتُ فِيهِ قَرَابَةً مَوصُولَةً | وَ حَفِظتُ فِيهِ وَصِيّةَ الأَجدَادِ |
وَ أَمَرتُهُ بِالسّيرِ بَينَ عُمُومَةٍ | بِيضِ الوُجُوهِ مَصَالِتَ أَنجَادٍ |
سَارُوا لِأَبعَدِ طِيّةٍ مَعلُومَةٍ | وَ لَقَد تَبَاعَدَ طِيّةُ المُرتَادِ |
حَتّي إِذَا مَا القَومُ بُصرَي عَايَنُوا | لَاقُوا عَلَي شِركٍ مِنَ المِرصَادِ |
حَبراً فَأَخبَرَهُم حَدِيثاً صَادِقاً | عَنهُ وَ رَدّ مَعَاشِرُ الحُسّادِ |
فأما قوله وحفظت فيه وصية الأجداد فإن أبي معد بن فخار بن أحمدالعلوي الموسوي قال أخبرني النقيب محمد بن علي بن حمزة العلوي بإسناد له إلي الواقدي قال لماتوفي عبد الله بن عبدالمطلب أبو النبي ص و هوطفل يرضع وروي أن عبد الله توفي و النبي ص حمل و هذه الرواية أثبت فلما وضعته أمه كفله جده عبدالمطلب ثماني
صفحه : 130
سنين ثم احتضر للموت فدعا ابنه أباطالب فقال له يابني تكفل ابن أخيك مني فأنت شيخ قومك وعاقلهم و من أجد فيه الحجي دونهم و هذاالغلام ماتحدثت به الكهان و قدروينا في الأخبار أنه سيظهر من تهامة نبي كريم وروي فيه علامات قدوجدتها فيه فأكرم مثواه واحفظه من اليهود فإنهم أعداؤه فلم يزل أبوطالب لقول عبدالمطلب حافظا ولوصيته راعيا و قال رحمه الله أيضا
أ لم ترني من بعدهم هممته | بغزة خير الوالدين كرام |
بأحمد لما أن شددت مطيتي | لرحل و قدودعته بسلام |
بكي حزنا والعيس قدفصلت لنا | وجاذب بالكفين فضل زمام |
ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة | تفيض علي الخدين ذات سجام |
فقلت له رح راشدا في عمومة | مواسين في البأساء غيرلئام |
فلما هبطنا أرض بصري تشرفوا | لنا فوق دور ينظرون جسام |
فجاء بحيرا عند ذلك حاسرا | لنا بشراب طيب وطعام |
فقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا | فقلنا جمعنا القوم غيرغلام |
يتيم فقال ادعوه أن طعامنا | كثير عليه اليوم غيرحرام |
فلما رأوه مقبلا نحو داره | يوقيه حر الشمس ظل غمام |
وأقبل ركب يطلبون ألذي رأي | بحيرا من الأعلام وسط خيام |
فثار إليهم خشية لعرامهم | وكانوا ذوي دهي معا وغرام |
دريسا وتماما و قد كان فيهم | زبير و كل القوم غيرنيام |
فجاءوا و قدهموا بقتل محمد | فردهم عنه بحسن خصام |
صفحه : 131
بتأويله التوراة حتي تفرقوا | و قال لهم ماأنتم بطغام |
فذلك من إعلامه وبيانه | و ليس نهار واضح كظلام |
75- وَ أخَبرَنَيِ شَيخُنَا ابنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِّ يَرفَعُهُ قَالَ لَمّا رَأَي أَبُو طَالِبٍ مِن قَومِهِ مَا يَسُرّهُ مِن جَلَدِهِم مَعَهُ وَ حَدَبِهِم عَلَيهِ مَدَحَهُم وَ ذَكَرَ قَدِيمَهُم وَ ذَكَرَ النّبِيّص فَقَالَ
إِذَا اجتَمَعَت يَوماً قُرَيشٌ لِمَفخَرٍ | فَعَبدُ مَنَافٍ سِرّهَا وَ صَمِيمُهَا |
وَ إِن حَضَرَت أَشرَافُ عَبدِ مَنَافِهَا | ففَيِ هَاشِمٍ أَشرَافُهَا وَ قَدِيمُهَا |
فَفِيهِم نبَيِّ اللّهِ أعَنيِ مُحَمّداً | هُوَ المُصطَفَي مِن سِرّهَا وَ كَرِيمِهَا |
تَدَاعَت قُرَيشٌ غَثّهَا وَ سَمِينُهَا | عَلَينَا فَلَم تَظفَر وَ طَاشَت حُلُومُهَا |
76- وَ أخَبرَنَيِ شيَخيِ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادِهِ إِلَي الشّيخِ المُفِيدِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي رَافِعٍ مَولَي النّبِيّص وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا فِي قِصّةِ بَدرٍ إِلَي أَن قَالَ فَاحتُمِلَ عُبَيدَةُ مِنَ المَعرَكَةِ إِلَي مَوضِعِ رَحلِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَصحَابِهِ فَقَالَ عُبَيدَةُ رَحِمَ اللّهُ أَبَا طَالِبٍ لَو كَانَ حَيّاً لَرَأَي أَنّهُ صَدَقَ فِي قَولِهِ
وَ نُسلِمُهُ حَتّي نَصرَعَ حَولَهُ | وَ نَذهَلُ عَن أَبنَائِنَا وَ الحَلَائِلِ |
77- وَ أخَبرَنَيِ الشّيخُ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ بِإِسنَادٍ مُتّصِلٍ إِلَي الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ قُتَيبَةَ عَن صَالِحِ بنِ كَيسَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ رُومَانَ عَن يَزِيدَ بنِ الصّعِقِ عَن عُمَرَ بنِ خَارِجَةَ عَن عَرفَطَةَ قَالَبَينَا أَنَا بِأَصفَاِق مَكّةَ إِذ أَقبَلَت عِيرٌ مِن أَعلَي نَجدٍ حَتّي حَاذَتِ الكَعبَةَ وَ إِذَا غُلَامٌ قَد رَمَي بِنَفسِهِ عَن عَجُزِ بَعِيرٍ حَتّي أَتَي الكَعبَةَ
صفحه : 132
وَ تَعَلّقَ بِأَستَارِهَا ثُمّ نَادَي يَا رَبّ البَنِيّةِ أجَرِنيِ فَقَامَ إِلَيهِ شَيخٌ جَسِيمٌ وَسِيمٌ عَلَيهِ بَهَاءُ المُلُوكِ وَ وَقَارُ الحُكَمَاءِ فَقَالَ خَطبُكَ يَا غُلَامُ فَقَالَ إِنّ أَبِي مَاتَ وَ أَنَا صَغِيرٌ وَ إِنّ هَذَا الشّيخَ النجّديِّ استعَبدَنَيِ وَ قَد كُنتُ أَسمَعُ أَنّ لِلّهِ بَيتاً يَمنَعُ مِنَ الظّلمِ فَأَتَي النجّديِّ وَ جَعَلَ يَسحَبُهُ وَ يُخَلّصُ أَستَارَ الكَعبَةِ مِن يَدِهِ وَ أَجَارَهُ القرُشَيِّ وَ مَضَي النجّديِّ وَ قَد تَكَنّعَت يَدَاهُ قَالَ عُمَرُ بنُ خَارِجَةَ فَلَمّا سَمِعتُ الخَبَرَ قُلتُ إِنّ لِهَذَا الشّيخِ لَشَأناً فَصَوّبتُ رحَليِ نَحوَ تِهَامَةَ حَتّي وَرَدتُ الأَبطَحَ وَ قَد أَجدَبَتِ الأَنوَاءُ وَ أَخلَفَتِ العُوَاءُ وَ إِذَا قُرَيشٌ حِلَقٌ قَدِ ارتَفَعَت لَهُم ضَوضَاءٌ فَقَائِلٌ يَقُولُ استَجِيرُوا بِاللّاتِ وَ العُزّي وَ قَائِلٌ يَقُولُ بَلِ استَجِيرُوا بِمَنَاةَ الثّالِثَةِ الأُخرَي فَقَامَ رَجُلٌ مِن جُملَتِهِم يُقَالُ لَهُ وَرَقَةُ بنُ نَوفَلٍ عَمّ خَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ فَقَالَ فِيكُم بَقِيّةُ اِبرَاهِيمَ وَ سُلَالَةُ إِسمَاعِيلَ فَقَالُوا كَأَنّكَ عَنَيتَ أَبَا طَالِبٍ قَالَ إِنّهُ ذَلِكَ فَقَامُوا إِلَيهِ بِأَجمَعِهِم وَ قُمتُ مَعَهُم فَقَالُوا يَا أَبَا طَالِبٍ قَد أَقحَطَ الوَادِ وَ أَجدَبَ العِبَادُ فَهَلُمّ فَاستَسقِ لَنَا فَقَالَ رُوَيدَكُم دُلُوكَ
صفحه : 133
الشّمسِ وَ هُبُوبَ الرّيحِ فَلَمّا زَاغَتِ الشّمسُ أَو كَادَت وَافَي أَبُو طَالِبٍ قَد خَرَجَ وَ حَولَهُ أُغَيلِمَةٌ مِن بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ فِي وَسَطِهِم غُلَامٌ أَيفَعُ مِنهُم كَأَنّهُ شَمسُ دُجًي تَجَلّت عَنهُ غَمَامَةٌ قَتمَاءُ فَجَاءَ حَتّي أَسنَدَ ظَهرَهُ إِلَي الكَعبَةِ فِي مُستَجَارِهَا وَ لَاذَ بِإِصبَعِهِ وَ بَصبَصَتِ الأُغَيلِمَةُ حَولَهُ وَ مَا فِي السّمَاءِ قَزَعَةٌ فَأَقبَلَ السّحَابُ مِن هَاهُنَا وَ مِن هَاهُنَا حَتّي كَثّ وَ لَفّ وَ أَسحَمَ وَ أَقتَمَ وَ أَرعَدَ وَ أَبرَقَ وَ انفَجَرَ لَهُ الواَديِ فَلِذَلِكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ يَمدَحُ النّبِيّص
َ أَبيَضَ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ |
إِلَي آخِرِ الأَبيَاتِ
78- وأخبرني الشيخ محمد بن إدريس يرفعه قال قيل لتأبط شرا الشاعر واسمه ثابت بن جابر من سيد العرب فقال أخبركم سيد العرب أبوطالب بن عبدالمطلب وقيل للأحنف بن قيس التميمي من أين اقتبست هذه الحكم وتعلمت هذا
صفحه : 134
الحلم قال من حكيم عصره وحليم دهره قيس بن عاصم المنقري ولقد قيل لقيس حلم من رأيت فتحلمت وعلم من رأيت فتعلمت فقال من الحكيم ألذي لم ينفد قط حكمته أكثم بن صيفي التميمي ولقد قيل لأكثم ممن تعلمت الحكمة والرئاسة والحلم والسيادة فقال من حليف الحلم والأدب سيد العجم والعرب أبي طالب بن عبدالمطلب
79- وحدثني النقيب محمد بن الحسن بن معية العلوي عن سلار بن حبيش البغدادي
صفحه : 135
عن الأمير أبي الفوارس الشاعر قال حضرت مجلس الوزير يحيي بن هبيرة ومعي يومئذ جماعة من الأماثل و أهل العلم و كان في جملتهم الشيخ أبو محمد بن الخشاب اللغوي والشيخ أبوالفرج بن الجوزي وغيرهم فجري حديث شعر أبي طالب بن عبدالمطلب فقال الوزير ماأحسن شعره لو كان صدر عن إيمان فقلت و الله لأجيبن الجواب قربة إلي الله فقلت يامولانا و من أين لك أنه لم يصدر عن إيمان فقال لو كان صادرا عن إيمان لكان أظهره و لم يخفه فقلت لو كان أظهره لم يكن للنبيص ناصر قال فسكت و لم يحر جوابا وكانت لي عليه رسوم فقطعها وكانت لي فيه مدائح في مسودات فغسلتها جميعا بيان رونق السيف ماؤه وحسنه والشغب تهييج الشر والمجانب من كان في جنب الرجل والمباعد ضد واللزوب اللصوق وحديث مرجم لايوقف علي حقيقته والرجم الظن والغضاضة الذلة والمنقصة و قوله دينا تمييز مؤكد واستشهدوا بهذا البيت لذلك وحريبة الرجل ماله ألذي سلبه أوماله ألذي يعيش به قوله غيرمدال كان المعني لايغلب عليه فيؤخذ منه والعيس بالكسر الإبل البيض يخالط بياضها شقرة وقلصت الناقة قليصا استمرت في مضيها والمصلات والمصلت الرجل الماضي في الحوائج والأنجاد جمع نجد و هوالشجاع الماضي فيما يعجز غيره والطية بالكسر الضمير والنية والمنزل ألذي انتواه والشرك بالتحريك جمع شركة وهي كعظم الطريق ووسطه وسجم الدمع سجاما ككتاب سال وعرام الجيش كغراب حدهم وشدتهم وكثرتهم والغرام الولوع والشر الدائم والهلاك والعذاب والطغام بالفتح أوغار الناس ورذالهم والسر بالكسر جوف كل شيء ولبه ومحض النسب وأفضله كالسرار والغث المهزول والطيش النزق والخفة وذهاب العقل .
صفحه : 136
وكنع يده أشلها والصوب والتصوب المجيء من علو وزاغت الشمس أي مالت عن نصف النهار أوكادت أي قربت أن تميل والأقتم الأسود كالأسحم
80- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن عَلِيّ بنِ المُعَلّي عَن أَخِيهِ مُحَمّدٍ عَن دُرُستَ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا وُلِدَ النّبِيّص مَكَثَ أَيّاماً لَيسَ لَهُ لَبَنٌ فَأَلقَاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلَي ثدَيِ نَفسِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِ لَبَناً فَرَضَعَ مِنهُ أَيّاماً حَتّي وَقَعَ أَبُو طَالِبٍ عَلَي حَلِيمَةَ السّعدِيّةِ فَدَفَعَهُ إِلَيهَا
81- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِّ عَن إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قِيلَ لَهُ إِنّهُم يَزعُمُونَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ كَافِراً فَقَالَ كَذَبُوا كَيفَ يَكُونُ كَافِراً وَ هُوَ يَقُولُ أَ لَم تَعلَمُوا أَنّا وَجَدنَا مُحَمّداً نَبِيّاً كَمُوسَي خُطّ فِي أَوّلِ الكُتُبِ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ كَيفَ يَكُونُ أَبُو طَالِبٍ كَافِراً وَ هُوَ يَقُولُ
لَقَد عَلِمُوا أَنّ ابنَنَا لَا مُكَذّبٌ | لَدَينَا وَ لَا يَعبَأُ بِقَولِ الأَبَاطِلِ |
وَ أَبيَضُ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ | ثِمَالُ اليَتَامَي عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ |
82-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَينَا النّبِيّص فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ جُدُدٌ فَأَلقَي المُشرِكُونَ
صفحه : 137
عَلَيهِ سَلَي نَاقَةٍ فَمَلَئُوا ثِيَابَهُ بِهَا فَدَخَلَهُ مِن ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ فَذَهَبَ إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ يَا عَمّ كَيفَ تَرَي حسَبَيِ فِيكُم فَقَالَ مَا ذَاكَ يَا ابنَ أخَيِ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ حَمزَةَ وَ أَخَذَ السّيفَ وَ قَالَ لِحَمزَةَ خُذِ السّلَي ثُمّ تَوَجّه إِلَي القَومِ وَ النّبِيّص مَعَهُ فَأَتَي قُرَيشاً وَ هُم حَولَ الكَعبَةِ فَلَمّا رَأَوهُ عَرَفُوا الشّرّ فِي وَجهِهِ فَقَالَ لِحَمزَةَ أَمِرّ السّلَي عَلَي أَسبِلَتِهِم فَفَعَلَ ذَلِكَ حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِهِم ثُمّ التَفَتَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ هَذَا حَسَبُكَ فِينَا
83- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا توُفُيَّ أَبُو طَالِبٍ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اخرُج مِن مَكّةَ فَلَيسَ لَكَ فِيهَا نَاصِرٌ وَ ثَارَت قُرَيشٌ باِلنبّيِّص فَخَرَجَ هَارِباً حَتّي جَاءَ إِلَي جَبَلٍ بِمَكّةَ يُقَالُ لَهُ الحَجُونُ فَصَارَ إِلَيهِ
84- كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَسبَاطِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ حَيثُ طُلِقَت آمِنَةُ بِنتُ وَهبٍ وَ أَخَذَهَا المَخَاضُ باِلنبّيِّص حَضَرَتهَا فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ امرَأَةُ أَبِي طَالِبٍ فَلَم تَزَل مَعَهَا حَتّي وَضَعَت فَقَالَت إِحدَاهُمَا لِلأُخرَي هَل تَرَينَ مَا أَرَي فَقَالَت وَ مَا تَرَينَ قَالَت هَذَا النّورَ ألّذِي قَد سَطَعَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَبَينَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ عَلَيهِمَا أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا مِن أَيّ شَيءٍ تَعجَبَانِ فَأَخبَرَتهُ فَاطِمَةُ بِالنّورِ ألّذِي قَد رَأَت فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ أَ لَا أُبَشّرُكِ فَقَالَت بَلَي فَقَالَ أَمَا إِنّكِ سَتَلِدِينَ غُلَاماً يَكُونُ وصَيِّ هَذَا المَولُودِ
صفحه : 138
بيان أبوطالب اسمه عبدمناف و قال صاحب كتاب عمدة الطالب قيل إن اسمه عمران وهي رواية ضعيفة رواها أبوبكر محمد بن عبد الله الطرسوسي النسابة وقيل اسمه كنيته ويروي ذلك عن أبي علي محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن جعفرالأعرج وزعم أنه رأي خط أمير المؤمنين ع وكتب علي بن أبوطالب ولكن حدثني تاج الدين محمد بن القاسم النسابة وجدي لأمي محمد بن الحسين الأسدي أن ألذي كان في آخر ذلك المصحف علي بن أبي طالب ولكن الياء مشبهة بالواو في خط الكوفي. والصحيح أن اسمه عبدمناف وبذلك نطقت وصية أبيه عبدالمطلب حين أوصي إليه برسول الله ص و هو قوله
أوصيك يا عبدمناف بعدي. | بواحد بعد أبيه فرد |
.انتهي . و قدأجمعت الشيعة علي إسلامه و أنه قدآمن بالنبيص في أول الأمر و لم يعبد صنما قط بل كان من أوصياء ابراهيم ع واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتي أن المخالفين كلهم نسبوا ذلك إليهم وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك
صفحه : 139
وصنف كثير من علمائنا ومحدثينا كتابا مفردا في ذلك كما لايخفي علي من تتبع كتب الرجال . و قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول و ماأسلم من أعمام النبي ص غيرحمزة والعباس و أبي طالب عند أهل البيت ع و قال الطبرسي رحمه الله قدثبت إجماع أهل البيت ع علي إيمان أبي طالب وإجماعهم حجة لأنهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي ص بالتمسك بهما ثم نقل عن الطبري وغيره من علمائهم الأخبار والأشعار الدالة علي إيمانه . و قال يحيي بن الحسن بن بطريق في كتاب المستدرك بعدإيراد مامر ذكره في أحوال النبي ص من إخبار الأحبار والرهبان بنبوته ص وتأييد أبي طالب له في رسالته وأشعاره في تلك الأمور ناقلا عن أكابر علمائهم ومؤرخيهم كابن إسحاق صاحب كتاب المغازي وغيره قال فيدل علي إيمانه أشياء.منها لماعرفه بحيرا الراهب أمره قال إنه سيكون لابن أخيك هذاشأن فارجع به إلي موضعه واحفظه فلم يزل حافظا له إلي أن أعاده إلي مكة و قدذكر ذلك في شعره و قال
إن ابن آمنة النبي محمدا. | عندي بمثل منازل الأولاد. |
فأقر بنبوته كماتري . ومنها قوله لمارأي بحيرا الغمامة علي رأس رسول الله ص فقال فيه
فلما رآه مقبلا نحو داره . | يوقيه حر الشمس ظل غمام . |
حنا رأسه شبه السجود وضمه . | إلي نحره والصدر أي ضمام . |
إلي أن قال
و ذلك من أعلامه وبيانه . | و ليس نهار واضح كظلام . |
فافتخاره بذلك وجعله من أعلامه دليل علي إيمانه . ومنها قوله في رجوعه من عندبحيرا وذكر اليهود
لمارجعوا حتي رأوا من محمد. | أحاديث تجلو غم كل فؤاد. |
صفحه : 140
و حتي رأوا أحبار كل مدينة. | سجودا له من عصبة وفراد. |
و هذا من أدل دليل علي فرحه وسروره بمعجزاته وأخباره . وَ مِنهَا أَنّهُ أَرسَلَ إِلَيهِ عَقِيلًا وَ جَاءَ بِهِ فِي شِدّةِ الحَرّ لِمَا شَكَوا مِنهُ وَ قَالَ لَهُ إِنّ بنَيِ عَمّكَ هَؤُلَاءِ قَد زَعَمُوا أَنّكَ تُؤذِيهِم فِي نَادِيهِم وَ مَسجِدِهِم فَانتَهِ عَنهُم فَقَالَص لَهُم أَ تَرَونَ هَذِهِ الشّمسَ فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ فَمَا أَنَا بِأَقدَرَ عَلَي أَن أَدَعَ ذَلِكَ مِنكُم عَلَي أَن تُشعِلُوا مِنهَا شُعلَةً فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ وَ اللّهِ مَا كَذَبَ ابنُ أخَيِ قَطّ فَارجِعُوا عَنهُ
و هذاغاية التصديق . ومنها قوله في جواب ذلك في أبياته
فاصدع بأمرك ماعليك غضاضة | . وأبشر وقر بذاك منك عيونا. |
و هذاأمر له بإبلاغ ماأمره تعالي به علي أشق وجه و قوله في تمام الأبيات ودعوتني وزعمت أنك ناصحي. ولقد صدقت وكنت قبل أمينا.فصدقه في دعائه له إلي الإيمان وكونه أمينا و هذاغاية في قبول أمره له و فيها بعد هذاالبيت
وعرضت دينا قدعلمت بأنه . | من خير أديان البرية دينا. |
و هذا من أدل الدليل علي إيمانه . ومنها قوله
أ لم تعلموا أناوجدنا محمدا. | نبيا الأبيات و هذاالقول إيمان بلا خلاف . |
أقول ثُمّ ذَكَرَ قِصّةَ الصّحِيفَةِ إِلَي أَن قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ يَا ابنَ أخَيِ مَن حَدّثَكَ بِهَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أخَبرَنَيِ ربَيّ بِهَذَا فَقَالَ لَهُ عَمّهُ إِنّ رَبّكَ الحَقّ وَ أَنَا أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ
.
صفحه : 141
أقول ثم ذكر إتيانه القوم وإخباره إياهم بذلك ومباهلته معهم فقال فلو لاتصديقه لرسول الله ص عما بلغه عن الله تعالي لماسارع إلي القوم بالمباهلة بالنبي وتصديقه و ماباهل به إلا و لم يكن عنده شك في أنه هوالمنصور عليهم بما ثبت عنده من آيات الرسول ص وصدقه ومعجزاته . و قال
أ لم تعلموا أناوجدنا محمدا. | نبيا كموسي خط في أول الكتب |
.فأقر بنبوته وأكد ذلك بأن شبهه بموسي ع وزاد في التأكيد بقوله خط في أول الكتب فاعترف بأنه قدبشر بنبوته كل نبي له كتاب و هذاأمر لايعترف به إلا من قدسبق له قدم في الإسلام ثم وكد اعترافه أيضا بقوله
و إن عليه في العباد محبة | . و لاخير ممن خصه الله بالحب . |
فاعترف بمحبة الخلق له وبمحبة الله له وجعله خير الخلق بقوله و لاخير إلي آخره يعني لا يكون أحد خيرا ممن خصه الله بحبه بل هوخير من كل أحد. ثم ذكر الأبيات المتقدمة في ذلك واستدل بها علي إيمانه وذكر كثيرا من القصص والأشعار تركناها إيثارا للاختصار
85-مد،[العمدة] من مسند عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال علي بن أبي طالب واسم أبي طالب عبدمناف بن عبدالمطلب واسم عبدالمطلب شيبة الحمد بن هاشم واسم هاشم عمرو بن عبدمناف واسم عبدمناف المغيرة بن قصي واسم قصي زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن يشجب وقيل أشجب بن نبت بن قيدار بن إسماعيل وإسماعيل أول من فتق لسانه بالعربية المبينة التي نزل بهاالقرآن وأول من ركب الخيل وكانت وحوشا و هو ابن عرق الثري خليل الله ابراهيم بن تارخ بن ناخور وقيل الناخر بن ساروع بن أرغو بن قالع و هو
صفحه : 142
قاسم الأرض بين أهلها ابن عامر و هوهود النبي ع ابن شالخ بن أرفخشد و هوالرافد بن سام بن نوح بن مالك و هو في لغة العرب ملكان بن المتوشلخ و هوالمثوب بن أخنخ و هوإدريس النبي ع ابن يرد و هواليارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش و هوالطاهر بن شيث و هوهبة الله ويقال أيضا شاث بن آدم أبي البشر ع
أَقُولُ فِي الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ فِي مَرثِيَةِ أَبِي طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
أَرِقتُ لِنَوحٍ آخِرَ اللّيلِ غَرّدَا | لشِيَخيَِ يَنعَي وَ الرّئِيسَ المُسَوّدَا |
أَبَا طَالِبٍ مَأوَي الصّعَالِيكِ ذَا النّدَي | وَ ذَا الحِلمِ لَا خَلفاً وَ لَم يَكُ قُعدَداً |
أَخَا المُلكِ خَلّي ثُلمَةً سَيَسُدّهَا | بَنُو هَاشِمٍ أَو يُستَبَاحُ فَيُمهَدَا[BA]فَيُهمَدَا] |
فَأَمسَت قُرَيشٌ يَفرَحُونَ بِفَقدِهِ | وَ لَستُ أَرَي حَيّاً لشِيَءٍ مُخَلّداً |
أَرَادَت أُمُوراً زَيّنَتهَا حُلُومُهُم | سَتُورِدُهُم يَوماً مِنَ الغيَّ مَورِداً |
يُرَجّونَ تَكذِيبَ النّبِيّ وَ قَتلَهُ | وَ أَن يَفتَرُوا بَهتاً عَلَيهِ وَ مَحجَداً |
كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ حَتّي نُذِيقَكُم | صُدُورَ العوَاَليِ وَ الصّفِيحَ المُهَنّدَا |
وَ يَبدُوَ مِنّا مَنظَرٌ ذُو كَرِيهَةٍ | إِذَا مَا تَسَربَلنَا الحَدِيدَ المُسَرّدَا |
فَإِمّا تُبِيدُونَا وَ إِمّا نُبِيدُكُم | وَ إِمّا تَرَوا سِلمَ العَشِيرَةِ أَرشَدَا |
وَ إِلّا فَإِنّ الحيَّ دُونَ مُحَمّدٍ | بَنُو هَاشِمٍ خَيرُ البَرِيّةِ مَحتَداً |
وَ إِنّ لَهُ فِيكُم مِنَ اللّهِ نَاصِراً | وَ لَستُ بِلَاقٍ صَاحِبَ اللّهِ أَوحَدَا |
نبَيِّ أَتَي مِن كُلّ وحَيٍ بِخُطّةٍ | فَسَمّاهُ ربَيّ فِي الكِتَابِ مُحَمّداً |
أَغَرّ كَضَوءِ البَدرِ صُورَةُ وَجهِهِ | جَلَا الغَيمَ عَنهُ ضَوؤُهُ فَتَوَقّدَا |
أَمِينٌ عَلَي مَا استَودَعَ اللّهُ قَبلَهُ | وَ إِن كَانَ قَولًا كَانَ فِيهِ مُسَدّداً |
صفحه : 143
بيان أرقت بالكسر أي سهرت والغرد والتغريد التطريب والصعاليك جمع الصعلوك و هوالفقير والندي بالفتح الجود والخلف بالسكون قوم سوء يخلفون غيرهم و رجل قعدد وقعدد إذا كان قريب الآباء إلي الجد الأكبر ويمدح به من وجه لأن الولاء للكبر ويذم به من وجه لأنه من أولاد الهرمي وينسب إلي الضعف ذكره الجوهري والثلمة بالضم الخلل في الحائط وغيره و في الأساس أهمد فلان الأمر أماته و في الصحاح همدت النار تهمد همودا أي طفئت وذهبت البتة والهمدة السكتة وهمد الثوب بلي وأهمد في المكان أقام و في السير أسرع والبهت البهتان وعالية الرمح مادخل السنان إلي ثلثه والصفيحة السيف العريض والكريهة الشدة في الحرب وسرد الدروع إدخال حلقها بعضها في بعض وكذا التسريد والمحتد الأصل وصاحب الله النبي ص والأوحد ألذي ليس له ناصر والخطة بالضم الأمر والقصة والغرة بياض في جبهة الفرس ميمون
وَ مِنهُ فِي مَرثِيَةِ خَدِيجَةَ وَ أَبِي طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا
أَ عيَنيَّ جُودَا بَارَكَ اللّهُ فِيكُمَا | عَلَي هَالِكَينِ لَا تَرَي لَهُمَا مِثلًا |
عَلَي سَيّدِ البَطحَاءِ وَ ابنِ رَئِيسِهَا | وَ سَيّدَةِ النّسوَانِ أَوّلِ مَن صَلّي |
مُهَذّبَةٍ قَد طَيّبَ اللّهُ خِيمَهَا | مُبَارَكَةٍ وَ اللّهِ سَاقَ لَهَا الفَضلَا |
مُصَابُهُمَا أَدجَي إِلَي الجَوّ وَ الهَوَاءِ | فَبِتّ أقُاَسيِ مِنهُمُ الهَمّ وَ الثّكلَا |
لَقَد نَصَرَا فِي اللّهِ دِينَ مُحَمّدٍ | عَلَي مَن يعُاَفيِ الدّينَ قَد رَعَيَا إِلّا |
بيان الخيم بالكسر السجية والطبيعة لاواحد له من لفظه والإل بالكسر العهد
وَ مِنهُ فِي مَرثِيَةِ أَبِي طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
أَبَا طَالِبٍ عِصمَةَ المُستَجِيرِ | وَ غَيثَ المُحُولِ وَ نُورَ الظّلَمِ |
صفحه : 144
لَقَد هَدّ فَقدُكَ أَهلَ الحِفَاظِ | وَ قَد كُنتَ لِلمُصطَفَي خَيرَ عَمّ |
بيان روي السيد حيدر في الغرر هاتين المرثيتين وتلك المراثي دلائل علي كمال إيمان أبي طالب رضي الله عنه فإنه أجل وأتقي من أن يرثي ويمدح كافرا بأمثال تلك المدائح رعاية للنسب بل بعض أبياتها يدل كونه أفضل من حمزة رضي الله عنه . و قال السيد بن طاوس في كتاب الطرائف إني رأيت المخالفين تظاهروا بالشهادة علي أبي طالب عم نبيهم وكفيله بأنه مات كافرا وكذبوا الأخبار الصحيحة المتضمنة لإيمانه وردوا شهادة عترة نبيهم صلوات الله عليهم الذين رووا أنهم لايفارقون كتاب ربهم وإنني وجدت علماء هذه العترة مجمعين علي إيمان أبي طالب رضي الله عنه و مارأيت هؤلاء الأربعة المذاهب كابروا فيمن قيل عنه إنه مسلم مثل هذه المكابرة و مازال الناس يشهدون بالإيمان لمن يخبر عنه مخبر بذلك أوتري عليه صفة تقتضي الإيمان وسوف أورد لك بعض ماأوردوا في كتبهم وبرواية رجالهم من الأخبار الدالة لفظا أومعني تصريحا أوتلويحا بإيمان أبي طالب رضي الله عنه ويظهر لك أن شهادتهم عليه بالكفر عداوة لولده علي بن أبي طالب ع أولبني هاشم .فمن ذلك ماذكروه ورووه في كتاب أخبار أبي عمرو محمد بن عبدالواحد الزاهد الطبري اللغوي عن أبي العباس أحمد بن يحيي بن تغلب عن ابن الأعرابي ما هذالفظه وأخبرنا تغلب عن ابن الأعرابي قال العور الرديء من كل شيء والوعر الموضع المخيف الوحش قال ابن الأعرابي و من العور خبر ابن عباس قَالَ
لَمّا نَزَلَتوَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ قَالَ عَلِيّ ع وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ كَانَ النّبِيّص يُرَبّيهِ وَ عَبِقَ مِن سَمتِهِ وَ كَرَمِهِ وَ خَلَائِقِهِ مَا أَطَاقَ فَقَالَ لِيص يَا عَلِيّ قَد أُمِرتُ أَن أُنذِرَ عشَيِرتَيَِ الأَقرَبِينَ فَاصنَع لِي طَعَاماً وَ اطبُخ لِي لَحماً قَالَ عَلِيّ ع فَعَدَدتُهُم«بنَيِ هَاشِمٍ
صفحه : 145
بَحتاً»فَكَانُوا أَربَعِينَ قَالَ فَصَنَعتُ الطّعَامَ طَعَاماً يكَفيِ لِاثنَينِ أَو ثَلَاثَةٍ قَالَ فَقَالَ لِي المُصطَفَيص هَاتِهِ قَالَ فَأَخَذَ شَظِيّةً مِنَ اللّحمِ فَشَظَاهَا بِأَسنَانِهِ وَ جَعَلَهَا فِي الجَفنَةِ قَالَ وَ أَعدَدتُ لَهُم عُسّاً مِن لَبَنٍ قَالَ وَ مَضَيتُ إِلَي القَومِ فَأَعلَمتُهُم أَنّهُ قَد دَعَاهُم لِطَعَامٍ وَ شَرَابٍ قَالَ فَدَخَلُوا وَ أَكَلُوا وَ لَم يَستَتِمّوا نِصفَ الطّعَامِ حَتّي تَضَلّعُوا قَالَ وَ لعَهَديِ بِالوَاحِدِ مِنهُم يَأكُلُ مِثلَ ذَلِكَ الطّعَامِ وَحدَهُ قَالَ ثُمّ أَتَيتُ بِاللّبَنِ قَالَ فَشَرِبُوا حَتّي تَضَلّعُوا قَالَ وَ لعَهَديِ بِالوَاحِدِ مِنهُم وَحدَهُ يَشرَبُ مِثلَ ذَلِكَ اللّبَنِ قَالَ وَ مَا بَلَغُوا نِصفَ العُسّ قَالَ ثُمّ قَامَ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَتَكَلّمَ اعتَرَضَ عَلَيهِ أَبُو لَهَبٍ لَعَنَهُ اللّهُ فَقَالَ أَ لِهَذَا دَعَوتَنَا ثُمّ أَتبَعَ كَلَامَهُ بِكَلِمَةٍ ثُمّ قَالَ قُومُوا فَقَامُوا وَ انصَرَفُوا كُلّهُم قَالَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَالَ لِي يَا عَلِيّ أَصلِح لِي مِثلَ ذَلِكَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ قَالَ فَأَصلَحتُهُ وَ مَضَيتُ إِلَيهِم بِرِسَالَتِهِ قَالَ فَأَقبَلُوا إِلَيهِ فَلَمّا أَكَلُوا وَ شَرِبُوا قَامَ رَسُولُ اللّهِص لِيَتَكَلّمَ فَاعتَرَضَهُ أَبُو لَهَبٍ لَعَنَهُ اللّهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ اسكُت يَا أَعوَرُ مَا أَنتَ وَ هَذَا قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ لَا يَقُومَنّ أَحَدٌ قَالَ فَجَلَسُوا ثُمّ قَالَ للِنبّيِّص قُم يَا سيَدّيِ فَتَكَلّم بِمَا تُحِبّ وَ بَلّغ رِسَالَةَ رَبّكَ فَإِنّكَ الصّادِقُ المُصَدّقُ قَالَ فَقَالَص لَهُم أَ رَأَيتُم لَو قُلتُ لَكُم إِنّ وَرَاءَ هَذَا الجَبَلِ جَيشاً يُرِيدُ أَن يُغِيرَ عَلَيكُم أَ كُنتُم تصُدَقّوُنيّ قَالَ فَقَالُوا كُلّهُم نَعَم إِنّكَ لَأَنتَ الأَمِينُ الصّادِقُ قَالَ فَقَالَ لَهُم فَوَحّدُوا اللّهَ الجَبّارَ وَ اعبُدُوهُ وَحدَهُ بِالإِخلَاصِ وَ اخلَعُوا هَذَا الأَندَادَ الأَنجَاسَ وَ أَقِرّوا وَ اشهَدُوا بأِنَيّ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم وَ إِلَي الخَلقِ فإَنِيّ قَد جِئتُكُم بِعِزّ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ فَقَامُوا وَ انصَرَفُوا كُلّهُم وَ كَأَنّ المَوعِظَةَ قَد عَمِلَت فِيهِم
هذاآخر لفظة حديث أبي عمرو الزاهد.
صفحه : 146
قال السيد رضي الله عنه و لو لم يكن لأبي طالب رضي الله عنه إلا هذاالحديث و أنه سبب في تمكين النبي ص من تأدية رسالته وتصريحه بقوله وبلغ رسالة ربك فإنك الصادق المصدق لكفاه شاهدا بإيمانه وعظيم حقه علي أهل الإسلام وجلالة أمره في الدنيا ودار المقام و ما كان لنا حاجة إلي إيراد حديث سواه وإنما نورد الأحاديث استظهارا في الحجة لماذكرناه .فمن ذلك أيضا ماذكره الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين في مسند عبد الله بن عمر في الحديث الحادي عشر من إفراد البخاري تعليقا قال و قال عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه قال ربما ذكرت قول الشاعر و أناأنظر إلي وجه النبي ص و هويستسقي و ماينزل حتي يجيش كل ميزاب فمن ذلك
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه | ربيع اليتامي عصمة للأرامل |
و هوقول أبي طالب رضي الله عنه
وَ قَد أَخرَجَهُ بِالإِسنَادِ مِن حَدِيثِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ دِينَارٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ ابنَ عُمَرَ يَتَمَثّلُ بِشِعرِ أَبِي طَالِبٍ حَيثُ قَالَ وَ ذَكَرَ البَيتَ وَ هيَِ قَصِيدَةٌ مَشهُورَةٌ بَينَ الرّوَاةِ لأِبَيِ طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ هيَِ هَذِهِ
لعَمَريِ لَقَد كُلّفتُ وَجداً بِأَحمَدَ | وَ أَحبَبتُهُ حُبّ الحَبِيبِ المُوَاصِلِ |
إِلَي آخِرِ الأَبيَاتِ
و من ذلك مارواه الثعلبي في تفسيره قال في تفسير قوله تعالي وَ هُم يَنهَونَ عَنهُ وَ يَنأَونَ عَنهُ وَ إِن يُهلِكُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ عن عبد الله بن عباس قال اجتمعت قريش إلي أبي طالب رضي الله عنه وقالوا له يا أباطالب سلم إلينا محمدا فإنه قدأفسد أدياننا وسب آلهتنا و هذه أبناؤنا بين يديك تبن بأيهم شئت ثم دعوا بعمارة بن الوليد و كان مستحسنا فقال لهم هل رأيتم ناقة حنت إلي غيرفصيلها لا كان ذلك أبدا ثم نهض عنهم فدخل علي النبي ص فرآه كئيبا و قدعلم مقالة قريش فقال رضي الله
صفحه : 147
عنه يا محمد لاتحزن ثم قال
و الله لن يصلوا إليك بجمعهم | حتي أوسد في التراب دفينا |
فاصدع بأمرك ماعليك غضاضة | وابشر وقر بذاك منك عيونا |
ودعوتني وذكرت أنك ناصحي | ولقد نصحت وكنت قبل أمينا |
وذكرت دينا قدعلمت بأنه | من خير أديان البرية دينا |
وروي الثعلبي أنه قداتفق علي صحة نقل هذه الأبيات عن أبي طالب رضي الله عنه مقاتل و عبد الله بن عباس والقاسم بن محصرة وعطاء بن دينار
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ بِإِسنَادِهِ فِي كِتَابٍ اسمُهُ نِهَايَةُ الطّلُوبِ وَ غَايَةُ السّئُولِ فِي مَنَاقِبِ آلِ الرّسُولِ رَجُلٌ مِن عُلَمَائِهِم وَ فُقَهَائِهِم حنَبلَيِّ المَذهَبِ اسمُهُ اِبرَاهِيمُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الديّنوَرَيِّ يَرفَعُهُ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الأزَديِّ الفَقِيهِ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ صَالِحٍ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن عَبدِ الكَرِيمِ الجزَرَيِّ وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ المَذكُورُ وَ حَدّثَنَا أَيضاً عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ البرَقيِّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ الجزَرَيِّ عَن طَاوُسٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ يَقُولُ فِيهِ إِنّ النّبِيّص قَالَ لِلعَبّاسِ إِنّ اللّهَ قَد أمَرَنَيِ بِإِظهَارِ أمَريِ وَ قَد أنَبأَنَيِ وَ استنَبأَنَيِ فَمَا عِندَكَ فَقَالَ لَهُ العَبّاسُ يَا ابنَ أخَيِ تَعلَمُ أَنّ قُرَيشاً أَشَدّ النّاسِ حَسَداً لِوُلدِ أَبِيكَ وَ إِن كَانَت هَذِهِ الخَصلَةُ كَانَتِ الطّامّةَ الطّمّاءَ وَ الدّاهِيَةَ العَظِيمَةَ وَ رُمِينَا عَن قَوسٍ وَاحِدٍ وَ انتَسَفُونَا نَسفاً صَلتاً وَ لَكِن قَرّب إِلَي عَمّكَ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ كَانَ أَكبَرَ أَعمَامِكَ إِن لَا يَنصُركَ لَا يَخذُلكَ وَ لَا يُسلِمكَ فَأَتَيَاهُ فَلَمّا رَآهُمَا أَبُو طَالِبٍ قَالَ إِنّ لَكُمَا لَظِنّةً وَ خَبَراً مَا جَاءَ بِكُمَا فِي هَذَا الوَقتِ فَعَرّفَهُ العَبّاسُ مَا قَالَ لَهُ النّبِيّص وَ مَا أَجَابَهُ بِهِ العَبّاسُ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ قَالَ لَهُ اخرُج ابنَ أخَيِ فَإِنّكَ الرّفِيعُ كَعباً وَ المَنِيعُ حِزباً وَ الأَعلَي
صفحه : 148
أَباً وَ اللّهِ لَا يَسلُقُكَ لِسَانٌ إِلّا سَلَقَتهُ أَلسُنٌ حِدَادٌ وَ اجتَذَبَتهُ سُيُوفٌ حِدَادٌ وَ اللّهِ لَتَذِلّنّ لَكَ العَرَبُ ذُلّ البُهمِ لِحَاضِنِهَا وَ لَقَد كَانَ أَبِي يَقرَأُ الكِتَابَ جَمِيعاً وَ لَقَد قَالَ إِنّ مِن صلُبيِ لَنَبِيّاً لَوَدِدتُ أنَيّ أَدرَكتُ ذَلِكَ الزّمَانَ فَآمَنتُ بِهِ فَمَن أَدرَكَهُ مِن ولُديِ فَليُؤمِن بِهِ
ثم ذكر صفة إظهار نبيهم للرسالة عقيب كلام أبي طالب له وصورة شهادته و قدصلي وحده وجاءت خديجة فصلت معه ثم جاء علي فصلي معه . وزاد الزمخشري في كتاب الأكتاب بيتا آخر رواه عن أبي طالب رضي الله عنه
وعرضت دينا لامحالة إنه . | من خير أديان البرية دينا. |
لو لاالملامة أوحذاري سبه . | لوجدتني سمحا بذاك مبينا. |
وَ مِن ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ الحنَبلَيِّ صَاحِبُ الكِتَابِ المَذكُورِ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُغِيرَةَ بنِ مُعَقّبٍ قَالَفَقَدَ أَبُو طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رَسُولَ اللّهِص فَظَنّ أَنّ بَعضَ قُرَيشٍ اغتَالَهُ فَقَتَلَهُ فَبَعَثَ إِلَي بنَيِ هَاشِمٍ فَقَالَ يَا بنَيِ هَاشِمٍ أَظُنّ أَنّ بَعضَ قُرَيشٍ اغتَالَ مُحَمّداً فَقَتَلَهُ فَليَأخُذ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم حَدِيدَةً صَارِمَةً وَ ليَجلِس إِلَي جَنبِ عَظِيمٍ
صفحه : 149
مِن عُظَمَاءِ قُرَيشٍ فَإِذَا قُلتُ أبَغيِ مُحَمّداً قَتَلَ كُلّ رَجُلٍ مِنكُمُ الرّجُلَ ألّذِي إِلَي جَانِبِهِ وَ بَلَغَ رَسُولَ اللّهِص جَمعُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ فِي بَيتٍ عِندَ الصّفَا فَأَتَي أَبَا طَالِبٍ وَ هُوَ فِي المَسجِدِ فَلَمّا رَآهُ أَبُو طَالِبٍ أَخَذَ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ فَقَدتُ مُحَمّداً فَظَنَنتُ أَنّ بَعضَكُم اغتَالَهُ فَأَمَرتُ كُلّ فَتًي شَهِدَ مِن بنَيِ هَاشِمٍ أَن يَأخُذَ حَدِيدَةً وَ يَجلِسَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم إِلَي عَظِيمٍ مِنكُم فَإِذَا قُلتُ أبَغيِ مُحَمّداً قَتَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمُ الرّجُلَ ألّذِي إِلَي جَنبِهِ فَاكشِفُوا عَمّا فِي أَيدِيكُم يَا بنَيِ هَاشِمٍ فَكَشَفَ بَنُو هَاشِمٍ عَمّا فِي أَيدِيهِم فَنَظَرَت قُرَيشٌ إِلَي ذَلِكَ فَعِندَهَا هَابَت قُرَيشٌ رَسُولَ اللّهِص ثُمّ أَنشَأَ أَبُو طَالِبٍ يَقُولُ
أَلَا أَبلِغ قُرَيشاً حَيثُ حَلّت | وَ كُلّ سَرَائِرٍ مِنهَا غُرُورٌ |
فإَنِيّ وَ الضّوَابِحِ غَادِيَاتٍ | وَ مَا تَتلُو السّفَافِرَةُ الشّهُورُ |
لآِلِ مُحَمّدٍ رَاعٍ حَفِيظٌ | وَ وَدّ الصّدرُ منِيّ وَ الضّمِيرُ |
فَلَستُ بِقَاطِعٍ رحَمِيِ وَ ولُديِ | وَ لَو جَرّت مَظَالِمَهَا الجَزُورُ |
أَ يَأمُرُ جَمعُهُم أَبنَاءَ فِهرٍ | بِقَتلِ مُحَمّدٍ وَ الأَمرُ زُورٌ |
فَلَا وَ أَبِيكَ لَا ظَفِرَت قُرَيشٌ | وَ لَا لَقِيَت رَشَاداً إِذ تُشِيرُ |
بنَيِّ أخَيِ وَ نُوطَ القَلبِ منِيّ | وَ أَبيَضُ مَاؤُهُ غَدَقٌ كَثِيرٌ |
وَ يَشرَبُ بَعدَهُ الوِلدَانُ رِيّاً | وَ أَحمَدُ قَد تَضَمّنَهُ القُبُورُ |
أَيَا ابنَ الأَنفِ أَنفِ بنَيِ قصُيَّ | كَأَنّ جَبِينَكَ القَمَرُ المُنِيرُ |
أقول روي جامع الديوان نحو هذاالخبر مرسلا ثم ذكر الأشعار هكذا
َلَا أَبلِغ ... |
إلي قوله
كل سرائر منها غدور |
.
صفحه : 150
فإني والضوابح غاديات . | و ماتتلو السفافرة الشهور. |
إلي قوله جزور.
فيا لله در بني قصي. | لقد احتل عرصتهم ثبور. |
عشية ينتحون بأمر هزل . | ويستهوي حلومهم الغرور. |
فلا وأبيك إلي قوله إذ تشير أيأمر إلي قوله زور.
أ لاضلت حلومهم جميعا. | وأطلق عقل حرب لاتبور. |
أيرضي منكم الحلماء هذا. | و ماذاكم رضا لي أن تبوروا. |
بني أخي إلي قوله القبور.
فكيف يكون ذلكم قريشا. | و مامني الضراعة والفتور. |
علي دماء بدن عاطلات . | لئن هدرت بذلكم الهدور |
.لقام الضاربون بكل ثغر. | بأيديهم مهندة تمور. |
وتلقوني أمام الصف قدما. | أضارب حين تحزمه الأمور. |
أرادي مرة وأكر أخري . | حذارا أن تغور به الغرور. |
أذودهم بأبيض مشرفي. | إذا ماحاطه الأمر النكير. |
وجمعت الجموع أسود فهر. | و كان النقع فوقهم يثور. |
كأن الأفق محفوف بنار. | وحول النار آساد تزير. |
بمعترك المنايا في مكر. | تخال دماءه قدرا تفور. |
إذاسالت مجلجلة صدوق . | كأن زهاءها رأس كبير. |
وشظباها محل الموت حقا. | وحوض الموت فيهايستدير. |
هنالك أي بني يكون مني. | بوادر لايقوم لها الكثير. |
تدهدهت الصخور من الرواسي. | إذا ما الأرض زلزلها القدير. |
صفحه : 151
و لاقفل بقيلهم فإني. | و ماحلت بكعبته النذور. |
وفي دون نفسك إن أرادوا. | بهاالدهياء أوسالت بحور. |
أيا ابن الأنف إلي آخره .
لك الله الغداة وعهد عم . | تجنبه الفواحش والفجور. |
بتحفاظي ونصرة أريحي. | من الأعمام معضاد يصور. |
ثم قال السيد رضي الله عنه
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الحنَبلَيِّ صَاحِبُ كِتَابِ نِهَايَةِ الطّلُوبِ وَ غَايَةِ السّئُولِ بِإِسنَادِهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يَقُولُ حدَثّنَيِ مُحَمّدٌ ابنُ أخَيِ وَ كَانَ وَ اللّهِ صَدُوقاً قَالَ قُلتُ لَهُ بِمَ بُعِثتَ يَا مُحَمّدُ قَالَ بِصِلَةِ الأَرحَامِ وَ إِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ كِتَابِ نِهَايَةِ الطّلُوبِ وَ غَايَةِ السّئُولِ بِإِسنَادِهِ إِلَي عُروَةَ بنِ عُمَرَ الثقّفَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ سَمِعتُ ابنَ أخَيِ الأَمِينَ يَقُولُ اشكُر تُرزَق وَ لَا تَكفُر فَتُعَذّبَ
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ الكِتَابِ المَزبُورِ بِإِسنَادِهِ إِلَي سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَنّ أَبَا طَالِبٍ مَرِضَ فَعَادَهُ النّبِيّص
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَيضاً الحنَبلَيِّ فِي الكِتَابِ المُشَارِ إِلَيهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَطَاءِ بنِ أَبِي رِيَاحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ عَارَضَ النّبِيّص جَنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ وَصَلَتكَ رَحِمٌ وَ جَزَاكَ اللّهُ يَا عَمّ خَيراً
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي ثَابِتٍ البنُاَنيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تَرجُو لأِبَيِ طَالِبٍ قَالَ كُلّ خَيرٍ أَرجُوهُ مِن ربَيّ
و من عجيب مابلغت إليه العصبية علي أبي طالب من أعداء أهل البيت ع أنهم
صفحه : 152
زعموا أن المراد بقوله تعالي لنبيه ص إِنّكَ لا تهَديِ مَن أَحبَبتَأنها في أبي طالب رضي الله عنه و قدذكر أبوالمجد بن رشادة الواعظ الواسطي في مصنفه كتاب أسباب نزول القرآن ما هذالفظه قال قال الحسن بن مفضل في قوله عز و جل إِنّكَ لا تهَديِ مَن أَحبَبتَكيف يقال إنها نزلت في أبي طالب رضي الله عنه و هذه السورة من آخر مانزل من القرآن بالمدينة و أبوطالب مات في عنفوان الإسلام و النبي ص بمكة وإنما هذه الآية نزلت في الحارث بن نعمان بن عبدمناف و كان النبي ص يحب إسلامه فقال يوما للنبيص إنا نعلم أنك علي الحق و أن ألذي جئت به حق ولكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تتخطفنا من أرضنا لكثرتهم وقلتنا و لاطاقة لنا بهم فنزلت الآية و كان النبي ص يؤثر إسلامه لميله إليه . قال السيد رحمه الله فكيف استجاز أحد من المسلمين العارفين مع هذه الروايات ومضمون الأبيات أن ينكروا إيمان أبي طالب رضي الله عنه و قدتقدمت روايتهم لوصية أبي طالب أيضا لولده أمير المؤمنين علي ع بملازمة محمدص و قوله رضي الله عنه إنه لايدعو إلا إلي خير وقول نبيهم ص جزاك الله ياعم خيرا و قوله ص لو كان حيا قرت عيناه و لو لم يعلم نبيهم ص أن أباطالب رضي الله عنه مات مؤمنا مادعا له و لاكانت تقر عينه بنبيهم ص و لو لم يكن إلاشهادة عترة نبيهم ص له بالإيمان لوجب تصديقهم كماشهد نبيهم ص أنهم لايفارقون كتاب الله تعالي و لاريب أن العترة أعرف بباطن أبي طالب رضي الله عنه من الأجانب وشيعة أهل البيت ع مجمعون علي ذلك ولهم فيه مصنفات و مارأينا و لاسمعنا أن مسلما أخرجوا فيه إلي مثل ماأخرجوا في إيمان أبي طالب رضي الله عنه و ألذي نعرفه منهم أنهم يثبتون إيمان الكافر بأدني سبب وبأدني خبر واحد وبالتلويح فقد بلغت عداوتهم ببني هاشم إلي إنكار إيمان أبي طالب
صفحه : 153
رضي الله عنه مع تلك الحجج الثواقب إن هذا من جملة العجائب بيان عبق به الطيب كفرح لزق والشظية كل فلقة من شيء والجمع شظايا والتشظية التفريق والعس بالضم القدح العظيم وتضلع من الطعام امتلأ كأنه ملأ أضلاعه وبضع من الماء كمنع روي و في النهاية لم يكن أبولهب أعور ولكن العرب تقول للذي لم يكن له أخ من أبيه وأمه أعور وقيل إنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأمور والأخلاق أعور و قال في حديث الاستسقاء و ماينزل حتي يجيش كل ميزاب أي يتدفق ويجري بالماء ربيع اليتامي أي ينمون ويهتزون به كالنبات ينمو ويهتز في الربيع و في بعض النسخ ثمال اليتامي كما في النهاية و قال الثمال بالكسر الملجأ والغياث وقيل هوالمطعم في الشدة و في القاموس كلف به كفرح أولع وأكلفه غيره والتكليف الأمر بما يشق عليك و في النهاية كلفت بهذا الأمر أكلف به إذاولعت به وأحببته و قال يقال وجدت بفلانة وجدا إذاأحببتها حبا شديدا ودينا تمييز مؤكد والطامة الداهية تغلب ماسواها ونسف البناء ينسفه قلعه من أصله كانتسفه و في القاموس التقريب ضرب من العدو والشكاية والظنة بالكسر التهمة وكأنه هنا مجاز والبهم جمع البهمة بفتحهما وهي أولاد الضأن والمعز وحاضنها مربيها و في بعض النسخ بالخاء المعجمة يقال حضن ناقته حمل عليها وعض من بدنها وكمنبر من يهزل
صفحه : 154
الدواب ويذللها قوله فإني والضوابح في النهاية في حديث أبي طالب يمدح النبي ص