صفحه : 5

الجزء الثاني‌ والثلاثون

تتمة كتاب الفتن والمحن

أبواب ماجري بعدقتل عثمان من الفتن والوقائع والحروب وغيرها

باب 1- باب بيعة أمير المؤمنين ع و ماجري بعدها من نكث الناكثين إلي غزوة الجمل

1-أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ النّهجِ،[نهج البلاغة] قَالَ عَلِيّ ع لِلزّبَيرِ يَومَ بَايَعَهُ إنِيّ‌ لَخَائِفٌ أَن تَغدِرَ بيِ‌ فَتَنكُثَ بيَعتَيِ‌ قَالَ لَا تَخَافَنّ فَإِنّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ منِيّ‌ أَبَداً فَقَالَ عَلِيّ ع فلَيِ‌َ اللّهُ عَلَيكَ بِذَلِكَ رَاعٍ وَ كَفِيلٌ قَالَ نَعَم اللّهُ لَكَ عَلَيّ بِذَلِكَ رَاعٍ وَ كَفِيلٌ وَ لَمّا بُويِعَ ع كَتَبَ إِلَي مُعَاوِيَةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ النّاسَ قَتَلُوا عُثمَانَ عَن غَيرِ مَشُورَةٍ منِيّ‌ وَ باَيعَوُنيِ‌ عَن مَشُورَةٍ مِنهُم وَ اجتِمَاعٍ فَإِذَا أَتَاكَ كتِاَبيِ‌ فَبَايِع لِي وَ أَوفِد إلِيَ‌ّ[ في ]أَشرَافَ أَهلِ الشّامِ قِبَلَكَ فَلَمّا قَدِمَ رَسُولُهُ عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ قَرَأَ كِتَابَهُ بَعَثَ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ عَبسٍ وَ كَتَبَ مَعَهُ كِتَاباً إِلَي الزّبَيرِ بنِ العَوّامِ وَ فِيهِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ لِعَبدِ اللّهِ الزّبَيرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مِن مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ سَلَامٌ عَلَيكَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ قَد بَايَعتُ لَكَ أَهلَ الشّامِ فَأَجَابُوا وَ استَوثَقُوا الحَلفَ فَدُونَكَ الكُوفَةَ وَ البَصرَةَ لَا يَسبِقَنّكَ لَهَا ابنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ لَا شَيءَ بَعدَ


صفحه : 6

هَذَينِ المِصرَينِ وَ قَد بَايَعتُ لِطَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ مِن بَعدِكَ فَأَظهِرَا الطّلَبَ بِدَمِ عُثمَانَ وَ ادعُوَا النّاسَ إِلَي ذَلِكَ وَ ليَكُن مِنكُمَا الجِدّ وَ التّشمِيرُ أَظهَرَكُمَا اللّهُ وَ خَذَلَ مُنَاوِئَكُمَا فَلَمّا وَصَلَ هَذَا الكِتَابُ إِلَي الزّبَيرِ سُرّ بِهِ وَ أَعلَمَ بِهِ طَلحَةَ وَ أَقرَأَهُ إِيّاهُ فَلَم يَشُكّا فِي النّصحِ لَهُمَا مِن قِبَلِ مُعَاوِيَةَ وَ أَجمَعَا عِندَ ذَلِكَ عَلَي خِلَافِ عَلِيّ قَالَ وَ جَاءَ الزّبَيرُ وَ طَلحَةُ إِلَي عَلِيّ ع بَعدَ البَيعَةِ لَهُ بِأَيّامٍ فَقَالَا لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد رَأَيتَ مَا كُنّا فِيهِ مِنَ الجَفوَةِ فِي وَلَايَةِ عُثمَانَ كُلّهَا وَ عَلِمتَ أَنّ رأَي‌َ عُثمَانَ كَانَ فِي بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ قَد وَلّاكَ اللّهُ الخِلَافَةَ مِن بَعدِهِ فَوَلّنَا بَعضَ أَعمَالِكَ فَقَالَ لَهُمَا ارضَيَا بِقِسمِ اللّهِ لَكُمَا حَتّي أَرَي رأَييِ‌ وَ اعلَمَا أنَيّ‌ لَا أُشرِكُ فِي أمَاَنتَيِ‌ إِلّا مَن أَرضَي بِدِينِهِ وَ أَمَانَتِهِ مِن أصَحاَبيِ‌ وَ مَن قَد عَرَفتُ دَخِيلَهُ فَانصَرَفَا عَنهُ وَ قَد دَخَلَهُمَا اليَأسُ فَاستَأذَنَاهُ فِي العُمرَةِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُمَا طَلَبَا مِنهُ أَن يُوَلّيَهُمَا المِصرَينِ البَصرَةَ وَ الكُوفَةَ فَقَالَ حَتّي أَنظُرَ ثُمّ لَم يُوَلّهِمَا فَأَتَيَاهُ فَاستَأذَنَاهُ لِلعُمرَةِ فَقَالَ مَا العُمرَةَ تُرِيدَانِ فَحَلَفَا لَهُ بِاللّهِ مَا الخِلَافَ عَلَيهِ وَ لَا نَكثَ بَيعَتِهِ يُرِيدَانِ وَ مَا رَأيُهُمَا غَيرَ العُمرَةِ قَالَ لَهُمَا فَأَعِيدَا البَيعَةَ لِي ثَانِياً فَأَعادَاهَا بِأَشَدّ مَا يَكُونُ مِنَ الأَيمَانِ وَ المَوَاثِيقِ فَأَذِنَ لَهُمَا فَلَمّا خَرَجَا مِن عِندِهِ قَالَ لِمَن كَانَ حَاضِراً وَ اللّهِ لَا تَرَونَهُمَا إِلّا فِي فِئَةٍ يَقتَتِلَانِ فِيهَا قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَمُر بِرَدّهِمَا عَلَيكَ قَالَليِقَضيِ‌َ اللّهُ أَمراً كانَ مَفعُولًا فَلَمّا خَرَجَا إِلَي مَكّةَ لَم يَلقَيَا أَحَداً إِلّا وَ قَالَا لَهُ لَيسَ لعِلَيِ‌ّ فِي أَعنَاقِنَا بَيعَةٌ وَ إِنّمَا بَايَعنَاهُ مُكرَهَينِ فَبَلَغَ عَلِيّاً قَولُهُمَا فَقَالَ أَبعَدَهُمَا اللّهُ وَ أَغرَبَ دَارَهُمَا أَمَا وَ اللّهِ لَقَد عَلِمتُ أَنّهُمَا سَيَقتُلَانِ أَنفُسَهُمَا أَخبَثَ مَقتَلٍ وَ يَأتِيَانِ مَن وَرَدَا عَلَيهِ بِأَشأَمِ يَومٍ وَ اللّهِ مَا العُمرَةَ يُرِيدَانِ وَ لَقَد أتَيَاَنيِ‌ بوِجَهيِ‌ فَاجِرَينِ وَ رَجَعَا بوِجَهيِ‌ غَادِرَينِ نَاكِثَينِ وَ اللّهِ لَا يلَقيَاَننَيِ‌ بَعدَ اليَومِ إِلّا فِي كَتِيبَةٍ خَشنَاءَ يَقتُلَانِ فِيهَا أَنفُسَهُمَا فَبُعداً لَهُمَا وَ سُحقاً


صفحه : 7

2- وَ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ فِي الكَامِلِ لَمّا قُتِلَ عُثمَانُ اجتَمَعَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ فِيهِم طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فَأَتَوا عَلِيّاً فَقَالُوا لَهُ لَا بُدّ لِلنّاسِ مِن إِمَامٍ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي أَمرِكُم فَمَنِ اختَرتُم رَضِيتُ بِهِ فَقَالُوا مَا نَختَارُ غَيرَكَ وَ تَرَدّدُوا إِلَيهِ مِرَاراً وَ قَالُوا لَهُ فِي آخِرِ ذَلِكَ إِنّا لَا نَعلَمُ أَحَداً أَحَقّ بِهِ مِنكَ لَا أَقدَمَ سَابِقَةً وَ لَا أَقرَبَ قَرَابَةً مِن رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَا تَفعَلُوا فإَنِيّ‌ أَكُونُ وَزِيراً خَيرٌ مِن أَن أَكُونَ أَمِيراً فَقَالُوا وَ اللّهِ مَا نَحنُ بِفَاعِلِينَ حَتّي نُبَايِعَكَ قَالَ ففَيِ‌ المَسجِدِ فَإِنّ بيَعتَيِ‌ لَا يَكُونُ خَفِيّاً وَ لَا تَكُونُ إِلّا فِي المَسجِدِ وَ كَانَ فِي بَيتِهِ وَ قِيلَ فِي حَائِطٍ لبِنَيِ‌ عَمرِو بنِ مَبذُولٍ فَخَرَجَ إِلَي المَسجِدِ وَ عَلَيهِ إِزَارٌ وَ طَاقُ قَمِيصٍ وَ عِمَامَةُ خَزّ وَ نَعلَاهُ فِي يَدِهِ مُتَوَكّئاً عَلَي قَوسِهِ فَبَايَعَهُ النّاسُ وَ كَانَ أَوّلُ مَن بَايَعَهُ مِنَ النّاسِ طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ فَنَظَرَ إِلَيهِ حَبِيبُ بنُ ذُؤَيبٍ فَقَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَأَوّلُ مَن بَدَأَ بِالبَيعَةِ مِنَ النّاسِ يَدٌ شَلّاءُ لَا يَتِمّ هَذَا الأَمرُ فَبَايَعَهُ الزّبَيرُ وَ قَالَ لَهُمَا عَلِيّ إِن أَحبَبتُمَا أَن تُبَايِعَا لِي وَ إِن أَحبَبتُمَا بَايَعتُكُمَا فَقَالَا بَل نُبَايِعُكَ وَ قَالَا بَعدَ ذَلِكَ إِنّمَا صَنَعنَا ذَلِكَ خَشيَةً عَلَي أَنفُسِنَا وَ عَرَفنَا أَنّهُ لَا يُبَايِعُنَا وَ هَرَبَا إِلَي مَكّةَ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ بِأَربَعَةِ أَشهُرٍ وَ بَايَعَهُ النّاسُ بَعدَ مَا بَايَعَهُ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ جَاءُوا بِسَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ فَقَالَ عَلِيّ بَايِع قَالَ لَا حَتّي يُبَايِعَ النّاسُ وَ اللّهِ مَا عَلَيكَ منِيّ‌ بَأسٌ فَقَالَ خَلّوا سَبِيلَهُ وَ جَاءُوا بِابنِ عُمَرَ فَقَالُوا بَايِع فَقَالَ لَا حَتّي يُبَايِعَ النّاسُ قَالَ ائتنِيِ‌ بِكَفِيلٍ قَالَ لَا أَرَي كَفِيلًا قَالَ الأَشتَرُ


صفحه : 8

دعَنيِ‌ أَضرِب عُنُقَهُ قَالَ دَعُوهُ أَنَا كَفِيلُهُ إِنّكَ مَا عَلِمتُ لَسَيّئُ الخُلُقِ صَغِيراً وَ كَبِيراً وَ بَايَعَتِ الأَنصَارُ إِلّا نَفَراً يَسِيراً مِنهُم حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ وَ كَعبُ بنُ مَالِكٍ وَ سَلَمَةُ بنُ مَخلَدٍ وَ أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ مَسلَمَةَ وَ النّعمَانُ بنُ بَشِيرٍ وَ زَيدُ بنُ ثَابِتٍ وَ كَعبُ بنُ مَالِكٍ وَ رَافِعُ بنُ خَدِيجٍ وَ فَضَالَةُ بنُ عُبَيدٍ وَ كَعبُ بنُ عُجرَةَ وَ كَانُوا عُثمَانِيّةً فَأَمّا النّعمَانُ بنُ بَشِيرٍ فَإِنّهُ أَخَذَ أَصَابِعَ نَائِلَةَ امرَأَةِ عُثمَانَ التّيِ‌ قُطِعَت وَ قَمِيصَ عُثمَانَ ألّذِي قُتِلَ فِيهِ وَ هَرَبَ بِهِ فَلَحِقَ بِالشّامِ فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يُعَلّقُ قَمِيصَ عُثمَانَ وَ فِيهِ الأَصَابِعُ فَإِذَا رَأَوا ذَلِكَ أَهلُ الشّامِ ازدَادُوا غَيظاً وَ جَدّوا فِي أَمرِهِم وَ روُيِ‌َ أَنّهُم لَمّا أَتَوا عَلِيّاً لِيُبَايِعُوهُ قَالَ دعَوُنيِ‌ وَ التَمِسُوا غيَريِ‌ فَإِنّا مُستَقبِلُونَ أَمراً لَهُ وُجُوهٌ وَ لَهُ أَلوَانٌ لَا تَقُومُ لَهُ القُلُوبُ وَ لَا تَثبُتُ عَلَيهِ العُقُولُ فَقَالُوا نَنشُدُكَ اللّهَ أَ لَا تَرَي مَا نَحنُ فِيهِ أَ لَا تَرَي الإِسلَامَ أَ لَا تَرَي الفِتنَةَ أَ لَا تَخَافُ اللّهَ فَقَالَ قَد أَجَبتُكُم وَ اعلَمُوا أنَيّ‌ إِن أَجَبتُكُم أَركَبُ بِكُم مَا أَعلَمُ فَإِن ترَكَتمُوُنيِ‌ فَإِنّمَا أَنَا كَأَحَدِكُم إِلّا أنَيّ‌ مِن أَسمَعِكُم وَ أَطوَعِكُم لِمَن وَلّيتُمُوهُ ثُمّ افتَرَقُوا عَلَي ذَلِكَ وَ اتّعَدُوا الغَدَ فَلَمّا أَصبَحُوا يَومَ البَيعَةِ وَ هُوَ يَومُ الجُمُعَةِ حَضَرَ النّاسُ المَسجِدَ وَ جَاءَ عَلِيّ ع فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ عَن مَلَإٍ وَ إِذنٍ إِنّ هَذَا أَمرُكُم لَيسَ لِأَحَدٍ فِيهِ حَقّ إِلّا مَن أَمّرتُم وَ قَدِ افتَرَقنَا بِالأَمسِ عَلَي أَمرٍ وَ كُنتُ كَارِهاً لِأَمرِكُم فَأَبَيتُم إِلّا أَن أَكُونَ عَلَيكُم أَلَا وَ إِنّهُ لَيسَ لِي دُونَكُم إِلّا مَفَاتِيحُ مَا لَكُم معَيِ‌ وَ لَيسَ لِي أَن آخُذَ دِرهَماً دُونَكُم فَإِن شِئتُم قَعَدتُ لَكُم وَ إِلّا فَلَا آخُذُ عَلَي أَحَدٍ فَقَالُوا نَحنُ عَلَي مَا فَارَقنَاكَ عَلَيهِ بِالأَمسِ فَقَالَ أللّهُمّ اشهَد


صفحه : 9

وَ بُويِعَ يَومَ الجُمُعَةِ لِخَمسٍ بَقِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ سَنَةَ خَمسٍ وَ ثَلَاثِينَ مِنَ الهِجرَةِ وَ أَوّلُ خُطبَةٍ خَطَبَهَا عَلِيّ ع حِينَ استُخلِفَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ أَنزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيّنَ فِيهِ الخَيرَ وَ الشّرّ فَخُذُوا بِالخَيرِ وَ دَعُوا الشّرّ الفَرَائِضَ أَدّوهَا إِلَي اللّهِ تُؤَدّكُم إِلَي الجَنّةِ إِنّ اللّهَ حَرّمَ حُرُمَاتٍ غَيرَ مَجهُولَةٍ وَ فَضّلَ حُرمَةَ المُسلِمِ عَلَي الحُرَمِ كُلّهَا وَ شَدّ بِالإِخلَاصِ وَ التّوحِيدِ حُقُوقَ المُسلِمِينَ فَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَ يَدِهِ إِلّا بِالحَقّ وَ لَا يَحِلّ أَذَي امر‌ِئٍ مُسلِمٍ إِلّا بِمَا يَجِبُ بَادِرُوا أَمرَ العَامّةِ وَ خَاصّةَ أَحَدِكُم[ وَ هُوَ]المَوتُ فَإِنّ النّاسَ أَمَامَكُم وَ إِنّمَا خَلفَكُمُ السّاعَةُ تَحدُوكُم تَخَفّفُوا تَلحَقُوا فَإِنّمَا يَنتَظِرُ النّاسُ بِآخِرِكُم اتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ فِي عِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ إِنّكُم مَسئُولُونَ حَتّي عَنِ البِقَاعِ وَ البَهَائِمِ وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ لَا تَعصُوهُ فَإِذَا رَأَيتُمُ الخَيرَ فَخُذُوهُ وَ إِذَا رَأَيتُمُ الشّرّ فَدَعُوهُ

3-شا،[الإرشاد]رَوَتِ الخَاصّةُ وَ العَامّةُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عُبَيدَةَ مَعمَرُ بنُ المُثَنّي وَ غَيرُهُ مِمّن لَا يَتّهِمُهُ خُصُومُ الشّيعَةِ فِي رِوَايَتِهِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فِي أَوّلِ خُطبَةٍ خَطَبَهَا بَعدَ بَيعَةِ النّاسِ لَهُ عَلَي الأَمرِ وَ ذَلِكَ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ أَمّا بَعدُ فَلَا يُرعِيَنّ مُرعٍ إِلّا عَلَي نَفسِهِ شُغِلَ مَنِ الجَنّةُ وَ النّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ مُجتَهِدٌ وَ طَالِبٌ يَرجُو وَ مُقَصّرٌ فِي النّارِ ثَلَاثَةٌ وَ اثنَانِ مَلَكٌ طَارَ بِجَنَاحَيهِ وَ نبَيِ‌ّ أَخَذَ اللّهُ بِيَدَيهِ لَا سَادِسٌ هَلَكَ مَنِ ادّعَي وَ ردَيِ‌َ مَنِ اقتَحَمَ


صفحه : 10

اليَمِينُ وَ الشّمَالُ مَضَلّةٌ وَ الوُسطَي الجَادّةُ مَنهَجٌ عَلَيهِ باَقيِ‌ الكِتَابِ وَ السّنّةِ وَ آثَارِ النّبُوّةِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي دَاوَي هَذِهِ الأُمّةَ بِدَوَاءَينِ السّوطِ وَ السّيفِ لَا هَوَادَةَ عِندَ الإِمَامِ فِيهِمَا فَاستَتِرُوا بِبُيُوتِكُم وَ أَصلِحُوا فِيمَا بَينَكُم وَ التّوبَةُ مِن وَرَائِكُم مَن أَبدَي صَفحَتَهُ لِلحَقّ هَلَكَ قَد كَانَت أُمُورٌ لَم تَكُونُوا عنِديِ‌ فِيهَا مَعذُورِينَ أَمَا إنِيّ‌ لَو أَشَاءُ أَن أَقُولَ لَقُلتُعَفَا اللّهُ عَمّا سَلَفَسَبَقَ الرّجُلَانِ وَ قَامَ الثّالِثُ كَالغُرَابِ هِمّتُهُ بَطنُهُ وَيلَهُ[وَيحَهُ] لَو قُصّ جَنَاحَاهُ وَ قُطِعَ رَأسُهُ كَانَ خَيراً لَهُ انظُرُوا فَإِن أَنكَرتُم فَأَنكِرُوا وَ إِن عَرَفتُم فَبَادِرُوا[فَآزِرُوا]حَقّ وَ بَاطِلٌ وَ لِكُلّ أَهلٌ وَ لَئِن أَمِرَ البَاطِلُ فَلَقَدِيماً فَعَلَ وَ لَئِن قَلّ الحَقّ فَلَرُبّمَا وَ لَعَلّ وَ قَلّمَا أَدبَرَ شَيءٌ فَأَقبَلَ وَ لَئِن رَجَعَت إِلَيكُم أُمُورُكُم[نُفُوسُكُم]إِنّكُم لَسُعَدَاءُ وَ إنِيّ‌ لَأَخشَي أَن تَكُونُوا فِي فَترَةٍ وَ مَا عَلَيّ إِلّا الِاجتِهَادُ أَلَا وَ إِنّ أَبرَارَ عتِرتَيِ‌ وَ أَطَايِبَ أرُوُمتَيِ‌ أَحلَمُ النّاسِ صِغَاراً وَ أَعلَمُ النّاسِ كِبَاراً أَلَا وَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ مِن عِلمِ اللّهِ عَلِمنَا وَ بِحُكمِ اللّهِ حَكَمنَا وَ بِقَولٍ صَادِقٍ أَخَذنَا مِن قَولٍ صَادِقٍ سَمِعنَا فَإِن تَتّبِعُوا آثَارَنَا تَهتَدُوا بِبَصَائِرِنَا وَ إِن لَم تَفعَلُوا يُهلِككُمُ اللّهُ بِأَيدِينَا مَعَنَا رَايَةُ الحَقّ مَن تَبِعَهَا لَحِقَ وَ مَن تَأَخّرَ عَنهَا غَرِقَ أَلَا وَ بِنَا تُدرَكُ تِرَةُ كُلّ مُؤمِنٍ وَ بِنَا تُخلَعُ رِبقَةُ الذّلّ مِن أَعنَاقِكُم وَ بِنَا فَتَحَ اللّهُ لَا بِكُم وَ بِنَا يَختِمُ لَا بِكُم

4-أَقُولُ وَ فِي النّهجِ هَكَذَاشُغِلَ مَنِ الجَنّةُ وَ النّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا


صفحه : 11

وَ طَالِبٌ بطَيِ‌ءٌ رَجَا وَ مُقَصّرٌ فِي النّارِ هَوَي اليَمِينُ وَ الشّمَالُ مَضَلّةٌ وَ الطّرِيقُ الوُسطَي هيِ‌َ الجَادّةُ عَلَيهَا باَقيِ‌ الكِتَابِ وَ آثَارُ النّبُوّةِ وَ مِنهَا مَنفَذُ السّنّةِ وَ إِلَيهَا مَصِيرُ العَاقِبَةِ هَلَكَ مَنِ ادّعَي وَخابَ مَنِ افتَري مَن أَبدَي صَفحَتَهُ لِلحَقّ هَلَكَ عِندَ جَهَلَةِ النّاسِ وَ كَفَي بِالمَرءِ جَهلًا أَن لَا يَعرِفَ قَدرَهُ لَا يَهلِكُ عَلَي التّقوَي سِنخُ أَصلٍ وَ لَا يَظمَأُ عَلَيهَا زَرعُ[حَرثُ]قَومٍ فَاستَتِرُوا بِبُيُوتِكُم وَ أَصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم وَ التّوبَةُ مِن وَرَائِكُم فَلَا يَحمَد حَامِدٌ إِلّا رَبّهُ وَ لَا يَلُم لَائِمٌ إِلّا نَفسَهُ

11-5- رَوَي ابنُ أَبِي الحَدِيدِ عَنِ الجَاحِظِ مِن كِتَابِ البَيَانِ وَ التّبيِينِ عَن أَبِي عُبَيدَةَ مَعمَرِ بنِ المُثَنّي قَالَ أَوّلُ خُطبَةٍ خَطَبَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع بِالمَدِينَةِ فِي خِلَافَتِهِ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص ثُمّ قَالَ أَلَا لَا يُرعِيَنّ وَ سَاقَ الخُطبَةَ كَمَا مَرّ إِلَي قَولِهِ وَ مَا عَلَينَا إِلّا الِاجتِهَادُ ثُمّ قَالَ قَالَ الجَاحِظُ وَ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ زَادَ فِيهَا فِي رِوَايَةِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ أَلَا إِنّ أَبرَارَ عتِرتَيِ‌ إِلَي قَولِهِ وَ بِنَا يَختِمُ لَا بِكُم

قال ابن أبي الحديد قوله لايُرعين أي لايُبقين يقال أرعيت عليه أي أبقيت يقول من أبقي علي الناس فإنما أبقي علي نفسه والهوادة الرفق والصلح وأصله اللين والسهولة والتهويد المشي‌ رويدا وآزرت زيدا أعنته والترة الوتر والربقة الحبل يجعل في عنق الشاة وردي‌ هلك من الردي كقولك عمي‌ من العمي وشجي‌ من الشجا.


صفحه : 12

و قوله شغل من الجنة والنار أمامه يريد به أن من كانت هاتان الداران أمامه لفي‌ شغل عن أمور الدنيا إن كان رشيدا. و قوله ساع مجتهد إلي قوله لاسادس كلام تقديره المكلفون علي خمسة أقسام ساع مجتهد وطالب راج ومقصر هالك ثم قال ثلاثة أي فهو ثلاثة أقسام و هذاينظر إلي قوله تعالي ثُمّ أَورَثنَا الكِتابَ الّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَ مِنهُم مُقتَصِدٌ وَ مِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللّهِ. ثم ذكر القسمين الرابع والخامس فقال هما ملك طار بجناحيه ونبي‌ أخذ الله بيده يريد عصمة هذين النوعين من القبيح ثم قال لاسادس أي لم يبق في المكلفين قسم سادس . و قوله هلك من ادعي يريد هلك من ادعي وكذب لابد من تقدير ذلك لأن الدعوي يعم الصدق والكذب وكأنه يقول هلك من ادعي الإمامة وردي‌ من اقتحمها وولجها من غيراستحقاق لأن كلامه في هذه الخطبة كله كنايات عن الإمامة لا عن غيرها. و قوله اليمين والشمال مضلة مثال لأن السالك الطريق المنهج اللاحب ناج والعادل عنها يمينا وشمالا معرض للخطر. و قوله ص كالغراب يعني‌ في الحرص والجشع والغراب يقع علي الجيفة ويقع علي التمرة و علي الحبة و في المثل أشجع من غراب وأحرص من غراب . و قوله ويحه لوقص يريد لو كان قتل أومات قبل أن يتلبس بالخلافة لكان خيرا له من أن يعيش ويدخل فيها. ثم قال لهم افكروا فيما قد قلت فإن كان منكرا فأنكروه و إن كان حقا فأعينوا عليه . و قوله استتروا في بيوتكم نهي‌ لهم عن العصبية والاجتماع والتحزب فقد كان قوم بعدقتل عثمان تكلموا في قتله من شيعة بني‌ أمية بالمدينة.


صفحه : 13

و أما قوله قدكانت أمور فمراده أمر عثمان وتقديمه في الخلافة عليه . و من الناس من يحمل ذلك علي خلافة الشيخين أيضا ويبعد عندي‌ أن يكون أراده لأن المدة قدكانت طالت و لم يبق من يعاتبه ولسنا نمنع من أن يكون في كلامه الكثير من التوجد والتألم لصرف الخلافة بعدوفاة رسول الله ص عنه وإنما كلامنا الآن في هذه اللفظات التي‌ في هذه الخطبة علي أن قوله سبق الرجلان والاقتصار علي ذلك فيه كفاية في انحرافه عنهما. و أما قوله حق وباطل إلي آخر الفصل فمعناه كل أمر إما حق وإما باطل ولكل واحد من هذين أهل و مازال أهل الباطل أكثر من أهل الحق ولئن كان الحق قليلا فربما كثر ولعله ينتصر أهله ثم قال علي سبيل التضجر بنفسه وقلما أدبر شيءفأقبل استبعد ع أن تعود دولة قوم بعدزوالها عنهم . ثم قال ولئن رجعت إليكم أموركم أي إن ساعدني‌ الوقت وتمكنت من أن أحكم فيكم بحكم الله تعالي ورسوله وعادت إليكم أيام شبيهة بأيام رسول الله ص وسيرة مماثلة لسيرته في أصحابه إنكم لسعداء ثم قال وإني‌ لأخشي أن تكونوا في فترة الفترة هي‌ الأزمنة التي‌ بين الأنبياء إذاانقطعت الرسل فيهافيقول ع إني‌ لأخشي أن لاأتمكن من الحكم بكتاب الله تعالي فيكم فتكونوا كالأمم الذين في أزمنة الفترة لايرجعون إلي نبي‌ يشافههم بالشرائع والأحكام وكأنه ع قد كان يعلم أن الأمر سيضطرب عليه .


صفحه : 14

ثم قال و ماعلينا إلاالاجتهاد يقول أناأعمل بما يجب علي من الاجتهاد في القيام بالشريعة وعزل ولاة السوء عن المسلمين فإن تم ماأريده فذاك و إلاكنت قدأعذرت . و أماالتتمة المروية عن جعفر بن محمدعليهما السلام فواضحة الألفاظ و قوله في آخرها وبنا يختم لابكم إشارة إلي المهدي‌ ع ألذي يظهر في آخر الزمان من ولد فاطمة ع

6-أَقُولُ رَوَي ابنُ مِيثَمٍ رَحِمَهُ اللّهُ تَمَامَ الخُطبَةِ هَكَذَاالحَمدُ لِلّهِ أَحَقّ مَحمُودٍ بِالحَمدِ وَ أَولَاهُ بِالمَجدِ إِلَهاً وَاحِداً صَمَداً أَقَامَ أَركَانَ العَرشِ فَأَشرَقَ بِضَوئِهِ شُعَاعَ الشّمسِ خَلَقَ فَأَتقَنَ وَ أَقَامَ فَذَلّت لَهُ وَطأَةُ المُستَمكِنِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالنّورِ السّاطِعِ وَ الضّيَاءِ المُنِيرِ أَكرَمُ خَلقِ اللّهِ حَسَباً وَ أَشرَفُهُم نَسَباً لَم يَتَعَلّق عَلَيهِ مُسلِمٌ وَ لَا مُعَاهِدٌ بِمَظلِمَةٍ بَل كَانَ يُظلَمُ فَأَمّا بَعدُ فَإِنّ أَوّلَ مَن بَغَي عَلَي الأَرضِ عَنَاقُ ابنَةُ آدَمَ وَ كَانَ مَجلِسُهَا مِنَ الأَرضِ جَرِيباً وَ كَانَ لَهَا عِشرُونَ إِصبَعاً وَ كَانَ لَهَا ظُفُرَانِ كَالمِنجَلَينِ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهَا أَسَداً كَالفِيلِ وَ ذِئباً كَالبَعِيرِ وَ نَسراً كَالحِمَارِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي الخَلقِ الأَوّلِ فَقَتَلَهَا وَ قَد قَتَلَ اللّهُ الجَبَابِرَةَ عَلَي أَحسَنِ أَحوَالِهِم وَ إِنّ اللّهَ أَهلَكَ فِرعَونَ وَ هَامَانَ وَ قَتَلَ قَارُونَ بِذُنُوبِهِم أَلَا وَ إِنّ بَلِيّتَكُم قَد عَادَت كَهَيئَتِهَا يَومَ بَعَثَ اللّهُ نَبِيّكُمص وَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ لَتُبَلبَلُنّ بَلبَلَةً وَ لَتُغَربَلُنّ غَربَلَةً حَتّي يَعُودَ أَسفَلُكُم أَعلَاكُم وَ أَعلَاكُم أَسفَلَكُم وَ لَيَسبِقَنّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصّرُوا وَ لَيُقَصّرَنّ سَابِقُونَ


صفحه : 15

كَانُوا سَبَقُوا وَ اللّهِ مَا كَتَمتُ وَشمَةً وَ لَا كَذَبتُ كَذِبَةً وَ لَقَد نُبّئتُ بِهَذَا اليَومِ وَ هَذَا المَقَامِ أَلَا وَ إِنّ الخَطَايَا خَيلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَيهَا أَهلُهَا وَ خُلِعَت لُجُمُهَا فَتَقَحّمَت بِهِم فِي النّارِ فَهُم فِيهَا كَالِحُونَ أَلَا وَ إِنّ التّقوَي مَطَايَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَيهَا أَهلُهَا فَسَارَت بِهِم تَأَوّداً حَتّي إِذَا جَاءُوا ظِلّا ظَلِيلًافُتِحَت أَبوابُها وَ قالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلُوها خالِدِينَأَلَا وَ قَد سبَقَنَيِ‌ إِلَي هَذَا الأَمرِ مَن لَم أُشرِكهُ فِيهِ وَ مَن لَيسَت لَهُ مِنهُ تَوبَةٌ إِلّا بنِبَيِ‌ّ مَبعُوثٍ وَ لَا نبَيِ‌ّ بَعدَ مُحَمّدٍص أَشفَي مِنهُعَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَأَيّهَا النّاسُ كِتَابَ اللّهِ وَ سُنّةَ نَبِيّهِص لَا يرُعيِ‌ مُرعٍ إِلّا عَلَي نَفسِهِ شُغِلَ مَنِ الجَنّةُ وَ النّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ نَجَا وَ طَالِبٌ يَرجُو وَ مُقَصّرٌ فِي النّارِ وَ لِكُلّ أَهلٌ وَ لَئِن أَمِرَ البَاطِلُ فَقَدِيماً فَعَلَ وَ لَئِن قَلّ الحَقّ لَرُبّمَا وَ لَعَلّ وَ لَقَلّمَا أَدبَرَ شَيءٌ فَأَقبَلَ وَ لَئِن رُدّ أَمرُكُم عَلَيكُم إِنّكُم لَسُعَدَاءُ وَ مَا عَلَينَا إِلّا الجَهدُ قَد كَانَت أُمُورٌ مَضَت مِلتُم فِيهَا مَيلَةً كُنتُم عنِديِ‌ فِيهَا غَيرَ محَموُديِ‌ الرأّي‌ِ وَ لَو أَشَاءُ أَن أَقُولَ لَقُلتُعَفَا اللّهُ عَمّا سَلَفَسَبَقَ الرّجُلَانِ وَ قَامَ الثّالِثُ كَالغُرَابِ هَمّهُ بَطنُهُ وَيلَهُ لَو قُصّ جَنَاحَاهُ وَ قُطِعَ رَأسُهُ كَانَ خَيراً لَهُ شُغِلَ مَنِ الجَنّةُ وَ النّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ مُجتَهِدٌ وَ طَالِبٌ يَرجُو وَ مُقَصّرٌ فِي النّارِ ثَلَاثَةٌ وَ اثنَانِ خَمسَةٌ لَيسَ فِيهِم سَادِسٌ وَ مَلَكٌ طَارَ بِجَنَاحَيهِ وَ نبَيِ‌ّ أَخَذَ اللّهُ بِضَبعَيهِ[ أي بعضديه ]هَلَكَ مَنِ ادّعَي وَ خَابَ مَنِ افتَرَي اليَمِينُ وَ الشّمَالُ مَضَلّةٌ وَ وَسَطُ الطّرِيقِ المَنهَجُ عَلَيهِ باَقيِ‌ الكِتَابِ وَ آثَارُ النّبُوّةِ


صفحه : 16

أَلَا وَ إِنّ اللّهَ قَد جَعَلَ أَدَبَ هَذِهِ الأُمّةِ بِالسّوطِ وَ السّيفِ لَيسَ عِندَ إِمَامٍ فِيهِمَا هَوَادَةٌ فَاستَتِرُوا بِبُيُوتِكُم وَ أَصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم وَ التّوبَةُ مِن وَرَائِكُم مَن أَبدَي صَفحَتَهُ لِلحَقّ هَلَكَ أَلَا وَ إِنّ كُلّ قَطِيعَةٍ أَقطَعَهَا عُثمَانُ أَو مَالٍ أَخَذَهُ مِن بَيتِ مَالِ المُسلِمِينَ فَهُوَ مَردُودٌ عَلَيهِم فِي بَيتِ مَالِهِم وَ لَو وَجَدتُهُ قَد تُزُوّجَ بِهِ النّسَاءُ وَ فُرّقَ فِي البُلدَانِ فَإِنّهُ مَن لَم يَسَعهُ الحَقّ فَالبَاطِلُ أَضيَقُ عَلَيهِ أَقُولُ قوَليِ‌ هَذَا وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لِي وَ لَكُم

7- وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ النّهجِ نَقلًا عَن أَبِي جَعفَرٍ الإسِكاَفيِ‌ّ قَالَ لَمّا اجتَمَعَتِ الصّحَابَةُ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص فِي أَمرِ الإِمَامَةِ أَشَارَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ رِفَاعَةُ بنُ رَافِعٍ وَ مَالِكُ بنُ العَجلَانِ وَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ بعِلَيِ‌ّ ع وَ ذَكَرُوا فَضلَهُ وَ سَابِقَتَهُ وَ جِهَادَهُ وَ قَرَابَتَهُ فَأَجَابَهُمُ النّاسُ إِلَيهِ فَقَامَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم خَطِيباً يَذكُرُ فَضلَ عَلِيّ ع فَمِنهُم مَن فَضّلَهُ عَلَي أَهلِ عَصرِهِ خَاصّةً وَ مِنهُم مَن فَضّلَهُ عَلَي المُسلِمِينَ كُلّهِم كَافّةً ثُمّ بُويِعَ وَ صَعِدَ المِنبَرَ فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ مِن يَومِ البَيعَةِ وَ هُوَ يَومُ السّبتِ لِإِحدَي عَشرَةَ لَيلَةً بَقِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكَرَ مُحَمّداً فَصَلّي عَلَيهِ ثُمّ ذَكَرَ نِعمَةَ اللّهِ عَلَي أَهلِ الإِسلَامِ ثُمّ ذَكَرَ الدّنيَا فَزَهّدَهُم فِيهَا وَ ذَكَرَ الآخِرَةَ فَرَغّبَهُم إِلَيهَا ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص استَخلَفَ النّاسُ أَبَا بَكرٍ ثُمّ استَخلَفَ أَبُو بَكرٍ عُمَرَ فَعَمِلَ بِطَرِيقِهِ ثُمّ جَعَلَهَا شُورَي بَينَ سِتّةٍ


صفحه : 17

فَأَفضَي الأَمرُ مِنهُم إِلَي عُثمَانَ فَعَمِلَ مَا أَنكَرتُم وَ عَرَفتُم ثُمّ حُصِرَ وَ قُتِلَ ثُمّ جئِتمُوُنيِ‌ فَطَلَبتُم إلِيَ‌ّ وَ إِنّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنكُم لِي مَا لَكُم وَ عَلَيّ مَا عَلَيكُم وَ قَد فَتَحَ اللّهُ البَابَ بَينَكُم وَ بَينَ أَهلِ القِبلَةِ فَأَقبَلَتِ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ وَ لَا يَحمِلُ هَذَا الأَمرَ إِلّا أَهلُ الصّبرِ وَ البَصَرِ وَ العِلمِ بِمَوَاقِعِ الأَمرِ وَ إنِيّ‌ حَامِلُكُم عَلَي مَنهَجِ نَبِيّكُمص وَ مُنَفّذٌ فِيكُم مَا أُمِرتُ بِهِ إِنِ استقتم [استَقَمتُم] لِي وَ اللّهُ المُستَعَانُ أَلَا إِنّ موَضعِيِ‌ مِن رَسُولِ اللّهِص بَعدَ وَفَاتِهِ كمَوَضعِيِ‌ مِنهُ أَيّامَ حَيَاتِهِ فَامضُوا لِمَا تُؤمَرُونَ بِهِ وَ قِفُوا عِندَ مَا تُنهَونَ عَنهُ وَ لَا تَعجَلُوا فِي أَمرٍ حَتّي نُبَيّنَهُ لَكُم فَإِنّ لَنَا عَن كُلّ أَمرٍ مُنكَرٍ تُنكِرُونَهُ عُذراً أَلَا وَ إِنّ اللّهَ عَالِمٌ مِن فَوقِ سَمَائِهِ وَ عَرشِهِ أنَيّ‌ كُنتُ كَارِهاً لِلوَلَايَةِ عَلَي أُمّةِ مُحَمّدٍص حَتّي اجتَمَعَ رَأيُكُم عَلَي ذَلِكَ لأِنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَيّمَا وَالٍ ولَيِ‌َ الأَمرَ مِن بعَديِ‌ أُقِيمَ عَلَي حَدّ الصّرَاطِ وَ نَشَرَتِ المَلَائِكَةُ صَحِيفَتَهُ فَإِن كَانَ عَادِلًا أَنجَاهُ اللّهُ بِعَدلِهِ وَ إِن كَانَ جَائِراً انتَقَضَ بِهِ الصّرَاطُ حَتّي تَتَزَايَلَ مَفَاصِلُهُ ثُمّ يهَويِ‌ إِلَي النّارِ فَيَكُونُ أَوّلُ مَا يَتّقِيهَا بِهِ أَنفَهُ وَ حُرّ وَجهِهِ وَ لكَنِيّ‌ لَمّا اجتَمَعَ رَأيُكُم لَمَا يسَعَنُيِ‌ تَركُكُم ثُمّ التَفَتَ عَلَيهِ السّلَامُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَقَالَ أَلَا لَا يَقُولَنّ رِجَالٌ مِنكُم غَداً قَد غَمَرَتهُمُ الدّنيَا فَاتّخَذُوا العَقَارَ وَ فَجّرُوا الأَنهَارَ وَ رَكِبُوا الخُيُولَ الفَارِهَةَ وَ اتّخَذُوا الوَصَائِفَ الرّوقَةَ فَصَارَ ذَلِكَ عَلَيهِم عَاراً وَ شَنَاراً إِذَا مَا مَنَعتُهُم مَا كَانُوا يَخُوضُونَ فِيهِ وَ أَصَرتُهُم إِلَي حُقُوقِهِمُ التّيِ‌ يَعلَمُونَ فَيَنقِمُونَ ذَلِكَ وَ يَستَنكِرُونَ وَ يَقُولُونَ حَرَمَنَا ابنُ أَبِي طَالِبٍ حُقُوقَنَا أَلَا وَ أَيّمَا رَجُلٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص يَرَي أَنّ الفَضلَ لَهُ عَلَي مَن سِوَاهُ لِصُحبَتِهِ فَإِنّ لَهُ الفَضلَ النّيّرَ غَداً عِندَ اللّهِ وَ ثَوَابُهُ وَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ وَ أَيّمَا رَجُلٍ استَجَابَ لِلّهِ وَ لِلرّسُولِ فَصَدّقَ مِلّتَنَا وَ دَخَلَ فِي دِينِنَا وَ استَقبَلَ قِبلَتَنَا فَقَدِ استَوجَبَ حُقُوقَ الإِسلَامِ وَ حُدُودَهُ فَأَنتُم عِبَادُ اللّهِ وَ المَالُ مَالُ اللّهِ يُقسَمُ بَينَكُم بِالسّوِيّةِ لَا فَضلَ فِيهِ لِأَحَدٍ عَلَي


صفحه : 18

أَحَدٍ وَ لِلمُتّقِينَ عِندَ اللّهِ غَداً أَحسَنُ الجَزَاءِ وَ أَفضَلُ الثّوَابِ لَم يَجعَلِ اللّهُ الدّنيَا لِلمُتّقِينَ أَجراً[جَزَاءً] وَ لَا ثَوَاباًوَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ لِلأَبرارِ وَ إِذَا كَانَ غَداً إِن شَاءَ اللّهُ فَاغدُوا عَلَينَا فَإِنّ عِندَنَا مَالًا نَقسِمُهُ فِيكُم وَ لَا يَتَخَلّفَنّ أَحَدٌ مِنكُم عرَبَيِ‌ّ وَ لَا عجَمَيِ‌ّ كَانَ مِن أَهلِ العَطَاءِ أَو لَم يَكُن إِلّا حَضَرَ إِذَا كَانَ مُسلِماً حُرّاً أَقُولُ قوَليِ‌ هَذَا وَ أَستَغفِرُ اللّهَ العَظِيمَ لِي وَ لَكُم ثُمّ نَزَلَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ وَ كَانَ هَذَا أَوّلَ مَا أَنكَرُوهُ مِن كَلَامِهِ ع وَ أَورَثَهُمُ الضّغنَ عَلَيهِ وَ كَرِهُوا عَطَاءَهُ وَ قَسمَهُ بِالسّوِيّةِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ غَدَا وَ غَدَا النّاسُ لِقَبضِ المَالِ فَقَالَ لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبِهِ ابدَأ بِالمُهَاجِرِينَ فَنَادِهِم وَ أَعطِ كُلّ رَجُلٍ مِمّن حَضَرَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ثُمّ ثَنّ بِالأَنصَارِ فَافعَل مَعَهُم مِثلَ ذَلِكَ وَ مَن يَحضُر مِنَ النّاسِ كُلّهِمُ الأَحمَرِ وَ الأَسوَدِ فَاصنَع بِهِ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا غلُاَميِ‌ بِالأَمسِ وَ قَد أَعتَقتُهُ اليَومَ فَقَالَ نُعطِيهِ كَمَا نُعطِيكَ فَأَعطَي كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ وَ لَم يُفَضّل أَحَداً عَلَي أَحَدٍ وَ تَخَلّفَ عَن هَذَا القَسمِ يَومَئِذٍ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وَ سَعِيدُ بنُ العَاصِ وَ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ وَ رِجَالٌ مِن قُرَيشٍ وَ غَيرِهَا قَالَ وَ سَمِعَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ يَقُولُ لِأَبِيهِ وَ طَلحَةَ وَ مَروَانَ وَ سَعِيداً مَا خفَيِ‌َ عَلَينَا أَمسِ مِن كَلَامِ عَلِيّ مَا يُرِيدُ فَقَالَ سَعِيدُ بنُ العَاصِ وَ التَفَتَ إِلَي زَيدِ بنِ ثَابِتٍ إِيّاكِ أعَنيِ‌ وَ اسمعَيِ‌ يَا جَارَةِ فَقَالَ ابنُ أَبِي رَافِعٍ لِسَعِيدٍ وَ ابنِ الزّبَيرِ إِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ لكِنّ أَكثَرَكُم لِلحَقّ كارِهُونَ ثُمّ إِنّ ابنَ أَبِي رَافِعٍ أَخبَرَ عَلِيّاً ع بِذَلِكَ فَقَالَ وَ اللّهِ إِن بَقِيتُ وَ سَلِمتُ لَهُم لَأُقِيمَنّهُم عَلَي المَحَجّةِ البَيضَاءِ وَ الطّرِيقِ الوَاضِحِ قَاتَلَ اللّهُ ابنَ


صفحه : 19

العَاصِ لَقَد عَرَفَ مِن كلَاَميِ‌ وَ نظَرَيِ‌ إِلَيهِ أَمسِ أنَيّ‌ أُرِيدُهُ وَ أَصحَابَهُ مِمّن هَلَكَ فِيمَن هَلَكَ قَالَ فَبَينَا النّاسُ فِي المَسجِدِ بَعدَ الصّبحِ إِذ طَلَعَ الزّبَيرُ وَ طَلحَةُ فَجَلَسَا نَاحِيَةً عَن عَلِيّ ع ثُمّ طَلَعَ مَروَانُ وَ سَعِيدٌ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَجَلَسُوا إِلَيهِمَا ثُمّ جَاءَ قَومٌ مِن قُرَيشٍ فَانضَمّوا إِلَيهِم فَتَحَدّثُوا نَجِيّاً سَاعَةً ثُمّ قَامَ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ فَجَاءَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّكَ قَد وَتَرتَنَا جَمِيعاً أَمّا أَنَا فَقَتَلتَ أَبِي يَومَ بَدرٍ صَبراً وَ خَذَلتَ أخَيِ‌ يَومَ الدّارِ بِالأَمسِ وَ أَمّا سَعِيدٌ فَقَتَلتَ أَبَاهُ يَومَ بَدرٍ فِي الحَربِ وَ كَانَ ثَورَ قُرَيشٍ وَ أَمّا مَروَانُ فَسَخّفتَ أَبَاهُ عِندَ عُثمَانَ إِذ ضَمّهُ إِلَيهِ وَ نَحنُ إِخوَتُكَ وَ نُظَرَاؤُكَ مِن بنَيِ‌ عَبدِ مَنَافٍ وَ نَحنُ نُبَايِعُكَ اليَومَ عَلَي أَن تَضَعَ عَنّا مَا أَصَبنَاهُ مِنَ المَالِ فِي أَيّامِ عُثمَانَ وَ أَن تَقتُلَ قَتَلَتَهُ وَ إِنّا إِن خِفنَاكَ تَرَكتَنَا وَ التَحَقنَا بِالشّامِ فَقَالَ عَلَيهِ السّلَامُ أَمّا مَا ذَكَرتُم مِن وتَريِ‌ إِيّاكُم فَالحَقّ وَتَرَكُم وَ أَمّا وضَعيِ‌ عَنكُم مَا أَصَبتُم فَلَيسَ لِي أَن أَضَعَ حَقّ اللّهِ عَنكُم وَ لَا عَن غَيرِكُم وَ أَمّا قتَليِ‌ قَتَلَةَ عُثمَانَ فَلَو لزَمِنَيِ‌ قَتلُهُمُ اليَومَ لَقَتَلتُهُم أَمسِ وَ لَكِن لَكُم عَلَيّ إِن خفِتمُوُنيِ‌ أَن أُؤَمّنَكُم وَ إِن خِفتُكُم أَن أُسَيّرَكُم فَقَامَ الوَلِيدُ إِلَي أَصحَابِهِ فَحَدّثَهُم وَ افتَرَقُوا عَلَي إِظهَارِ العَدَاوَةِ وَ إِشَاعَةِ الخِلَافِ فَلَمّا ظَهَرَ ذَلِكَ مِن أَمرِهِم قَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ لِأَصحَابِهِ قُومُوا بِنَا إِلَي هَؤُلَاءِ النّفَرِ مِن إِخوَانِكُم فَإِنّهُ قَد بَلَغَنَا عَنهُم وَ رَأَينَا مِنهُم مَا نَكرَهُ مِنَ الخِلَافِ وَ الطّعنِ عَلَي إِمَامِهِم وَ قَد دَخَلَ أَهلُ الجَفَاءِ بَينَهُم وَ بَينَ الزّبَيرِ وَ الأَعسَرِ العَاقّ يعَنيِ‌ طَلحَةَ فَقَامَ أَبُو الهَيثَمِ وَ عَمّارٌ وَ أَبُو أَيّوبَ وَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ وَ جَمَاعَةٌ مَعَهُم فَدَخَلُوا عَلَي عَلِيّ ع فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ انظُر فِي أَمرِكَ وَ عَاتِب قَومَكَ هَذَا الحيَ‌ّ مِن قُرَيشٍ فَإِنّهُم قَد نَقَضُوا عَهدَكَ وَ أَخلَفُوا وَعدَكَ وَ قَد دَعَونَا فِي السّرّ إِلَي


صفحه : 20

رَفضِكَ هَدَاكَ اللّهُ لِرُشدِكَ وَ ذَاكَ لِأَنّهُم كَرِهُوا الأُسوَةَ وَ فَقَدُوا الأَثَرَةَ وَ لَمّا آسَيتَ بَينَهُم وَ بَينَ الأَعَاجِمِ أَنكَرُوا وَ استَشَارُوا عَدُوّكَ وَ عَظّمُوهُ وَ أَظهَرُوا الطّلَبَ بِدَمِ عُثمَانَ فُرقَةً لِلجَمَاعَةِ وَ تَأَلّفاً لِأَهلِ الضّلَالَةِ فَرَأيَكَ فَخَرَجَ عَلِيّ ع فَدَخَلَ المَسجِدَ وَ صَعِدَ المِنبَرَ مُرتَدِياً بِطَاقٍ مُؤتَزِراً بِبُردٍ قطِريِ‌ّ مُتَقَلّداً سَيفاً مُتَوَكّئاً عَلَي قَوسٍ فَقَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّا نَحمَدُ اللّهَ رَبّنَا وَ إِلَهَنَا وَ وَلِيّنَا وَ ولَيِ‌ّ النّعَمِ عَلَينَا ألّذِي أَصبَحَت نِعَمُهُ عَلَينَا ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً امتِنَاناً مِنهُ بِغَيرِ حَولٍ مِنّا وَ لَا قُوّةٍ لِيَبلُوَنَا أَ نَشكُرُ أَم نَكفُرُ فَمَن شَكَرَ زَادَهُ وَ مَن كَفَرَ عَذّبَهُ فَأَفضَلُ النّاسِ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً وَ أَقرَبُهُم مِنَ اللّهِ وَسِيلَةً أَطوَعُهُم لِأَمرِهِ وَ أَعمَلُهُم بِطَاعَتِهِ وَ أَتبَعُهُم لِسُنّةِ رَسُولِهِ وَ أَحيَاهُم لِكِتَابِهِ لَيسَ لِأَحَدٍ عِندَنَا فَضلٌ إِلّا بِطَاعَةِ اللّهِ وَ طَاعَةِ الرّسُولِ هَذَا كِتَابُ اللّهِ بَينَ أَظهُرِنَا وَ عَهدُ رَسُولِ اللّهِص وَ سِيرَتُهُ فِينَا لَا يَجهَلُ ذَلِكَ إِلّا جَاهِلٌ عَانِدٌ عَنِ الحَقّ مُنكِرٌ قَالَ اللّهُ تَعَالَييا أَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَ أُنثي وَ جَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم ثُمّ صَاحَ بِأَعلَي صَوتِهِ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّيتُم فَإِنّ اللّهَ لَا يُحِبّ الكَافِرِينَ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ أَ تَمُنّونَ عَلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ بِإِسلَامِكُمبَلِ اللّهُ يَمُنّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإِيمانِ إِن كُنتُم صادِقِينَ ثُمّ قَالَ أَنَا أَبُو الحَسَنِ وَ كَانَ يَقُولُهَا إِذَا غَضِبَ ثُمّ قَالَ أَلَا إِنّ هَذِهِ الدّنيَا التّيِ‌ أَصبَحتُم تَتَمَنّونَهَا وَ تَرغَبُونَ فِيهَا وَ أَصبَحَت تُغضِبُكُم وَ تُرضِيكُم لَيسَت بِدَارِكُم وَ لَا مَنزِلِكُمُ ألّذِي خُلِقتُم لَهُ فَلَا تَغُرّنّكُم فَقَد حُذّرتُمُوهَا وَ استَتِمّوا نِعَمَ اللّهِ عَلَيكُم بِالصّبرِ لِأَنفُسِكُم عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ الذّلّ لِحُكمِهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ فَأَمّا هَذَا الفيَ‌ءُ فَلَيسَ لِأَحَدٍ عَلَي أَحَدٍ فِيهِ أَثَرَةٌ فَقَد فَرَغَ اللّهُ مِن قِسمَتِهِ فَهُوَ مَالُ اللّهِ وَ أَنتُم عِبَادُ اللّهِ المُسلِمُونَ وَ هَذَا كِتَابُ اللّهِ بِهِ أَقرَرنَا وَ لَهُ أَسلَمنَا وَ عَهدُ نَبِيّنَا


صفحه : 21

بَينَ أَظهُرِنَا فَمَن لَم يَرضَ بِهِ فَليَتَوَلّ كَيفَ شَاءَ فَإِنّ العَامِلَ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ الحَاكِمَ بِحُكمِ اللّهِ لَا وَحشَةَ عَلَيهِ ثُمّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ فَصَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ بَعَثَ بِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حِسلٍ القرُشَيِ‌ّ إِلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ هُمَا فِي نَاحِيَةِ المَسجِدِ فَأَتَيَاهُمَا فَدَعَوَاهُمَا فَقَامَا حَتّي جَلَسَا إِلَيهِ ع فَقَالَ لَهُمَا نَشَدتُكُمَا اللّهَ هَل جئِتمُاَنيِ‌ طَائِعَينِ لِلبَيعَةِ وَ دعَوَتمُاَنيِ‌ إِلَيهَا وَ أَنَا كَارِهٌ لَهَا قَالَا نَعَم فَقَالَ غَيرَ مُجبَرَينِ وَ لَا مَقسُورَينِ فَأَسلَمتُمَا لِي بَيعَتَكُمَا وَ أعَطيَتمُاَنيِ‌ عَهدَكُمَا قَالَا نَعَم قَالَ فَمَا دَعَاكُمَا بَعدُ إِلَي مَا أَرَي قَالَا أَعطَينَاكَ بَيعَتَنَا عَلَي أَن لَا تقَضيِ‌َ فِي الأُمُورِ وَ لَا تَقطَعَهَا دُونَنَا وَ أَن تَستَشِيرَنَا فِي كُلّ أَمرٍ وَ لَا تَستَبِدّ بِذَلِكَ عَلَينَا وَ لَنَا مِنَ الفَضلِ عَلَي غَيرِنَا مَا قَد عَلِمتَ فَأَنتَ تَقسِمُ القِسمَ وَ تَقطَعُ الأَمرَ وَ تمُضيِ‌ الحُكمَ بِغَيرِ مُشَاوَرَتِنَا وَ لَا عِلمِنَا فَقَالَ لَقَد نَقَمتُمَا يَسِيراً وَ أَرجَأتُمَا كَثِيراً فَاستَغفِرَا اللّهَ يَغفِر لَكُمَا أَلَا تخُبرِاَننِيِ‌ أَ دَفَعتُكُمَا عَن حَقّ وَجَبَ لَكُمَا فَظَلَمتُكُمَا إِيّاهُ قَالَا مَعَاذَ اللّهِ قَالَ فَهَلِ استَأثَرتُ مِن هَذَا المَالِ لنِفَسيِ‌ بشِيَ‌ءٍ قَالَا مَعَاذَ اللّهِ قَالَ أَ فَوَقَعَ حُكمٌ أَو حَقّ لِأَحَدٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَجَهِلتُهُ أَو ضَعُفتُ عَنهُ قَالَا مَعَاذَ اللّهِ قَالَ فَمَا ألّذِي كَرِهتُمَا مِن أمَريِ‌ حَتّي رَأَيتُمَا خلِاَفيِ‌ قَالَا خِلَافَكَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ فِي القَسمِ إِنّكَ جَعَلتَ حَقّنَا فِي القَسمِ كَحَقّ غَيرِنَا وَ سَوّيتَ بَينَنَا وَ بَينَ مَن لَا يُمَاثِلُنَا فِيمَا أَفَاءَ اللّهُ تَعَالَي بِأَسيَافِنَا وَ رِمَاحِنَا وَ أَوجَفنَا عَلَيهِ بِخَيلِنَا وَ رَجِلِنَا وَ ظَهَرَت عَلَيهِ دَعَوتُنَا وَ أَخَذنَاهُ قَسراً وَ قَهراً مِمّن لَا يَرَي الإِسلَامَ إِلّا كَرهاً فَقَالَ ع أَمّا مَا ذَكَرتُمُوهُ مِنَ الِاستِشَارَةِ بِكُمَا فَوَ اللّهِ مَا كَانَت لِي فِي الوَلَايَةِ رَغبَةٌ وَ لَكِنّكُم دعَوَتمُوُنيِ‌ إِلَيهَا وَ جعَلَتمُوُنيِ‌ عَلَيهَا فَخِفتُ أَن أَرُدّكُم فَتَختَلِفَ الأُمّةُ فَلَمّا أَفضَت إلِيَ‌ّ نَظَرتُ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِهِ فَأَمضَيتُ مَا


صفحه : 22

دلَاّنيِ‌ عَلَيهِ وَ اتّبَعتُهُ وَ لَم أَحتَج إِلَي رَأيِكُمَا فِيهِ وَ لَا رأَي‌ِ غَيرِكُمَا وَ لَو وَقَعَ حُكمٌ لَيسَ فِي كِتَابِ اللّهِ بَيَانُهُ وَ لَا فِي السّنّةِ بُرهَانُهُ وَ احتِيجَ إِلَي المُشَاوَرَةِ فِيهِ لَشَاوَرتُكُمَا فِيهِ وَ أَمّا القَسمُ وَ الأُسوَةُ فَإِنّ ذَلِكَ أَمرٌ لَم أَحكُم فِيهِ باَد‌ِئَ بَدءٍ قَد وَجَدتُ أَنَا وَ أَنتُمَا رَسُولَ اللّهِص يَحكُمُ بِذَلِكَ وَ كِتَابُ اللّهِ نَاطِقٌ بِهِ وَ هُوَ الكِتَابُ ألّذِيلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَ أَمّا قَولُكُمَا جَعَلتَ فَيئَنَا وَ مَا أَفَاءَتهُ سُيُوفُنَا وَ رِمَاحُنَا سَوَاءً بَينَنَا وَ بَينَ غَيرِنَا فَقَدِيماً سَبَقَ إِلَي الإِسلَامِ قَومٌ وَ نَصَرُوهُ بِسُيُوفِهِم وَ رِمَاحِهِم فَلَم يُفَضّلهُم رَسُولُ اللّهِص فِي القَسمِ وَ لَا آثَرَهُم بِالسّبقِ وَ اللّهُ سُبحَانَهُ مُوَفّ السّابِقَ وَ المُجَاهِدَ يَومَ القِيَامَةِ أَعمَالَهُم وَ لَيسَ لَكُمَا وَ اللّهِ عنِديِ‌ وَ لَا لِغَيرِكُمَا إِلّا هَذَا أَخَذَ اللّهُ بِقُلُوبِنَا وَ قُلُوبِكُم إِلَي الحَقّ وَ أَلهَمَنَا وَ إِيّاكُمُ الصّبرَ ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ امرَأً رَأَي حَقّاً فَأَعَانَ عَلَيهِ وَ رَأَي جَوراً فَرَدّهُ وَ كَانَ عَوناً لِلحَقّ عَلَي مَن خَالَفَهُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فَإِن قُلتَ فَإِنّ أَبَا بَكرٍ قَسَمَ بِالسّوَاءِ وَ لَم يُنكِرُوا ذَلِكَ كَمَا أَنكَرُوهُ أَيّامَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قُلتُ إِنّ أَبَا بَكرٍ قَسَمَ مُحتَذِياً لِقَسمِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا ولُيّ‌َ عُمَرُ الخِلَافَةَ وَ نَفّلَ قَوماً عَلَي قَومٍ أَلِفُوا ذَلِكَ وَ نَسُوا تِلكَ القِسمَةَ الأُولَي وَ طَالَت أَيّامُ عُمَرَ وَ أُشرِبَت قُلُوبُهُم حُبّ المَالِ


صفحه : 23

وَ كَثرَةَ العَطَاءِ وَ أَمّا الّذِينَ اهتَضَمُوا فَقَنِعُوا وَ مَرَنُوا عَلَي القَنَاعَةِ فَلَمّا ولُيّ‌َ عُثمَانُ أَجرَي الأَمرَ عَلَي مَا كَانَ عُمَرُ يُجرِيهِ فَازدَادَ وُثُوقُ العَوَامّ بِذَلِكَ وَ مَن أَلِفَ أَمراً شَقّ عَلَيهِ فِرَاقُهُ فَلَمّا ولُيّ‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَرَادَ أَن يَرُدّ الأَمرَ إِلَي مَا كَانَ فِي أَيّامِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد نسُيِ‌َ ذَلِكَ وَ رُفِضَ وَ تَخَلّلَ بَينَ الزّمَانَينِ اثنَتَانِ وَ عِشرُونَ سَنَةً فَشَقّ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ أَنكَرُوهُ وَ أَكبَرُوهُ حَتّي حَدَثَ مَا حَدَثَ وَ لِلّهِ أَمرٌ هُوَ بَالِغُهُ

بيان قوله ع كنت كارها أي طبعا و إن أحبها شرعا أوكنت كارها قبل دعوتكم لعدم تحقق الشرائط والمراد بالوالي‌ الوالي‌ بغير الاستحقاق والعامل بغير أمر الله فيهافعلي الوجه الأول التعليل للكراهة طبعا لعسر العمل بأمر الله فيها و علي الوجه الثاني‌ التعليل لعدم التعرض قبل تحقق الشرائط لأنها تكون حينئذ ولاية جور أيضا. و قال الجوهري‌ راقني‌ الشي‌ء أعجبني‌ و منه قولهم غلمان روقة وجوار روقة أي حسان . ولعل مفعول القول محذوف أو هوحرمنا و قوله يقولون تأكيد للقول أولا. و قال الجوهري‌ الطاق ضرب من الثياب و قال القطر ضرب من البرود يقال لها القطرية

8- وَ رَوَي ابنُ أَبِي الحَدِيدِ أَيضاً عَنِ الطبّرَيِ‌ّ وَ غَيرِهِ أَنّ النّاسَ غَشُوهُ وَ تَكَاثَرُوا عَلَيهِ يَطلُبُونَ مُبَايَعَتَهُ وَ هُوَ يَأبَي ذَلِكَ وَ يَقُولُ دعَوُنيِ‌ وَ التَمِسُوا غيَريِ‌ فَإِنّا مُستَقبِلُونَ أَمراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلوَانٌ لَا تَثبُتُ عَلَيهِ العُقُولُ وَ لَا تَقُومُ لَهُ القُلُوبُ


صفحه : 24

قَالُوا لَهُ نَنشُدُكَ اللّهَ أَ لَا تَرَي الفِتنَةَ أَ لَا تَرَي إِلَي مَا حَدَثَ فِي الإِسلَامِ أَ لَا تَخَافُ اللّهَ فَقَالَ قَد أَجَبتُكُم لِمَا أَرَي مِنكُم وَ اعلَمُوا أنَيّ‌ إِن أَجَبتُكُم رَكِبتُ بِكُم مَا أَعلَمُ وَ إِن ترَكَتمُوُنيِ‌ فَإِنّمَا أَنَا كَأَحَدِكُم بَل أَنَا أَسمَعُكُم وَ أَطوَعُكُم لِمَن وَلّيتُمُوهُ أَمرَكُم فَقَالُوا مَا نَحنُ بِمُفَارِقِيكَ حَتّي نُبَايِعَكَ قَالَ إِن كَانَ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ ففَيِ‌ المَسجِدِ إِنّ بيَعتَيِ‌ لَا تَكُونُ خَفِيّاً وَ لَا تَكُونُ إِلّا عَن رِضَا المُسلِمِينَ وَ فِي مَلَإٍ وَ جَمَاعَةٍ فَقَامَ وَ النّاسُ حَولَهُ فَدَخَلَ المَسجِدَ وَ انثَالَ عَلَيهِ المُسلِمُونَ فَبَايَعُوهُ وَ فِيهِم طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ

قَالَ وَ رَوَي أَبُو عُثمَانَ الجَاحِظُ قَالَأَرسَلَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ إِلَي عَلِيّ ع قَبلَ خُرُوجِهِمَا إِلَي مَكّةَ مَعَ مُحَمّدِ بنِ طَلحَةَ وَ قَالَا لَا تَقُل لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ قُل لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ لَقَد فَالَ[ أي أخطأ]فِيكَ رَأَيُنَا وَ خَابَ[ أي لم ينجح ]ظَنّنَا أَصلَحنَا لَكَ الأَمرَ وَ وَطّدنَا لَكَ الإِمرَةَ وَ أَجلَبنَا عَلَي عُثمَانَ حَتّي قُتِلَ فَلَمّا طَلَبَكَ النّاسُ لِأَمرِهِم جِئنَاكَ وَ أَسرَعنَا إِلَيكَ وَ بَايَعنَاكَ وَ قُدنَا إِلَيكَ أَعنَاقَ العَرَبِ وَ وَطِئَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ أَعقَابَنَا فِي بَيعَتِكَ حَتّي إِذَا مَلَكتَ عِنَانَكَ استَبدَدتَ بِرَأيِكَ عَنّا وَ رَفَضتَنَا رَفضَ التّرِيكَةِ وَ مَلّكتَ أَمرَكَ الأَشتَرَ وَ حَكِيمَ بنَ جَبَلَةَ وَ غَيرَهُمَا مِنَ الأَعرَابِ وَ نُزّاعِ الأَمصَارِ فَكُنّا فِيمَا رَجَونَاهُ مِنكَ كَمَا قَالَ الأَوّلُ فَكُنتُ كَمُهرِيقِ ألّذِي فِي سِقَائِهِ لِرَقرَاقِ آلٍ فَوقَ رَابِيَةٍ صَلدٍ فَلَمّا جَاءَهُ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ وَ أَبلَغَهُ ذَلِكَ قَالَ ع اذهَب إِلَيهِمَا فَقُل لَهُمَا فَمَا ألّذِي يُرضِيكُمَا فَذَهَبَ وَ جَاءَ وَ قَالَ إِنّهُمَا يَقُولَانِ وَلّ أَحَدَنَا البَصرَةَ وَ الآخَرَ الكُوفَةَ فَقَالَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَا آمَنُهُمَا وَ هُمَا عنِديِ‌ بِالمَدِينَةِ فَكَيفَ آمَنُهُمَا وَ قَد وَلّيتُهُمَا العِرَاقَينِ اذهَب إِلَيهِمَا فَقُل أَيّهَا الشّيخَانِ احذَرَا مِنَ اللّهِ وَ نَبِيّهِ عَلَي أُمّتِهِ وَ لَا تَبغِيَا المُسلِمِينَ[لِلمُسلِمِينَ]غَائِلَةً وَ كَيداً وَ قَد سَمِعتُمَا قَولَ اللّهِتِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ


صفحه : 25

نَجعَلُها لِلّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّا فِي الأَرضِ وَ لا فَساداً وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَفَقَامَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ فَأَتَاهُمَا وَ لَم يَعُد إِلَيهِ وَ تَأَخّرَا عَنهُ أَيّاماً ثُمّ جَاءَاهُ فَاستَأذَنَاهُ فِي الخُرُوجِ إِلَي مَكّةَ لِلعُمرَةِ فَأَذِنَ لَهُمَا بَعدَ أَن أَحلَفَهُمَا أَن لَا يَنقُضَا بَيعَتَهُ وَ لَا يَغدِرَا بِهِ وَ لَا يَشُقّا عَصَا المُسلِمِينَ وَ لَا يُوقِعَا الفُرقَةَ بَينَهُم وَ أَن يَعُودَا بَعدَ العُمرَةِ إِلَي بُيُوتِهِمَا بِالمَدِينَةِ فَحَلَفَا عَلَي ذَلِكَ كُلّهِ ثُمّ خَرَجَا فَفَعَلَا مَا فَعَلَا قَالَ وَ لَمّا خَرَجَا قَالَ عَلِيّ ع لِأَصحَابِهِ وَ اللّهِ مَا يُرِيدَانِ العُمرَةَ وَ إِنّمَا يُرِيدَانِ الغَدرَةَفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ مَن أَوفي بِما عاهَدَ عَلَيهُ اللّهَ فَسَيُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً

وَ روُيِ‌َ عَنِ الطبّرَيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا بَايَعَ النّاسُ عَلِيّاً أَتَي الزّبَيرَ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ قَالَ أَبُو حَبِيبَةَ مَولَي الزّبَيرِ فَأَعلَمتُهُ بِهِ فَسَلّ السّيفَ وَ وَضَعَهُ تَحتَ فِرَاشِهِ وَ قَالَ ائذَن لَهُ فَأَذِنتُ لَهُ فَدَخَلَ فَسَلّمَ وَ هُوَ وَاقِفٌ ثُمّ خَرَجَ فَقَالَ الزّبَيرُ لَقَد دَخَلَ لِأَمرٍ مَا قَضَاهُ قُم مَقَامَهُ وَ انظُر هَل تَرَي مِنَ السّيفِ شَيئاً فَقُمتُ فِي مَقَامِهِ فَرَأَيتُ ذُبَابَ السّيفِ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ ذَاكَ

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ الصّلتِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُقدَةَ قَالَ حَدّثَنَا الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ مِن كِتَابِهِ فِي رَبِيعٍ الأَوّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ سَبعِينَ وَ أَحمَدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ الكَرِيمِ عَنِ القَاسِمِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ


صفحه : 26

وَ قَالَ ابنُ عُقدَةَ وَ حَدّثَنَاهُ القَاسِمُ بنُ الحَسَنِ الحسُيَنيِ‌ّ عَن أَبِي الصّلتِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ النّعجَةِ عَن أَبِي سُهَيلِ بنِ مَالِكٍ عَن مَالِكِ بنِ أَوسِ بنِ الحَدَثَانِ قَالَ لَمّا ولُيّ‌َ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَسرَعَ النّاسُ إِلَي بَيعَتِهِ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ جَمَاعَةُ النّاسِ لَم يَتَخَلّف عَنهُ مِن أَهلِ الفَضلِ إِلّا نَفَرٌ يَسِيرٌ خَذَلُوا وَ بَايَعَ النّاسُ وَ كَانَ عُثمَانُ قَد عَوّدَ قُرَيشاً وَ الصّحَابَةَ كُلّهُم وَ صُبّت عَلَيهِمُ الدّنيَا صَبّاً وَ آثَرَ بَعضَهُم عَلَي بَعضٍ وَ خَصّ أَهلَ بَيتِهِ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ جَعَلَ لَهُمُ البِلَادَ وَ خَوّلَهُمُ العِبَادَ فَأَظهَرُوا فِي الأَرضِ فَسَاداً وَ حَمَلَ أَهلَ الجَاهِلِيّةِ وَ المُؤَلّفَةَ قُلُوبُهُم عَلَي رِقَابِ النّاسِ حَتّي غَلَبُوهُ عَلَي أَمرِهِ فَأَنكَرَ النّاسُ مَا رَأَوا مِن ذَلِكَ فَعَاتَبُوهُ فَلَم يُعتِبهُم وَ رَاجَعُوهُ فَلَم يَسمَع مِنهُم وَ حَمَلَهُم عَلَي رِقَابِ النّاسِ حَتّي انتَهَي إِلَي أَن ضَرَبَ بَعضاً وَ نَفَي بَعضاً وَ حَرَمَ بَعضاً فَرَأَي أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص أَن يَدفَعُوهُ وَ قَالُوا إِنّمَا بَايَعنَاهُ عَلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص وَ العَمَلِ بِهِمَا فَحَيثُ لَم يَفعَل ذَلِكَ لَم تَكُن لَهُ عَلَيهِم طَاعَةٌ فَافتَرَقَ النّاسُ فِي أَمرِهِ عَلَي خَاذِلٍ وَ قَاتِلٍ فَأَمّا مَن قَاتَلَ فَرَأَي أَنّهُ حَيثُ خَالَفَ الكِتَابَ وَ السّنّةَ وَ استَأثَرَ باِلفيَ‌ءِ وَ استَعمَلَ مَن لَا يَستَأهِلُ رَأَوا أَنّ جِهَادَهُ جِهَادٌ وَ أَمّا مَن خَذَلَهُ فَإِنّهُ رَأَي أَنّهُ يَستَحِقّ الخِذلَانَ وَ لَم يَستَوجِبِ النّصرَةَ بِتَركِ أَمرِ اللّهِ حَتّي قُتِلَ وَ اجتَمَعُوا عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَبَايَعُوهُ فَقَامَ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ قَد كُنتُ كَارِهاً لِهَذِهِ الوِلَايَةِ يَعلَمُ اللّهُ فِي سَمَاوَاتِهِ وَ فَوقَ عَرشِهِ عَلَي أُمّةِ مُحَمّدٍص حَتّي اجتَمَعتُم عَلَي ذَلِكَ فَدَخَلتُ فِيهِ وَ ذَلِكَ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَيّمَا وَالٍ ولَيِ‌َ أَمرَ أمُتّيِ‌ مِن بعَديِ‌ أُقِيمَ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي حَدّ الصّرَاطِ وَ نَشَرَتِ المَلَائِكَةُ صَحِيفَتَهُ فَإِن نَجَا فَبِعَدلِهِ وَ إِن جَارَ انتَقَضَ بِهِ الصّرَاطُ انتِقَاضَةً تُزِيلُ مَا بَينَ مَفَاصِلِهِ حَتّي يَكُونَ بَينَ كُلّ عُضوٍ وَ عُضوٍ مِن أَعضَائِهِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ يَخرِقُ بِهِ الصّرَاطَ فَأَوّلُ مَا


صفحه : 27

يَلقَي بِهِ النّارَ أَنفُهُ وَ حُرّ وَجهِهِ وَ لكَنِيّ‌ لَمّا اجتَمَعتُم عَلَيّ نَظَرتُ فَلَم يسَعَنيِ‌ رَدّكُم حَيثُ اجتَمَعتُم أَقُولُ مَا سَمِعتُم وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لِي وَ لَكُم فَقَامَ إِلَيهِ النّاسُ فَبَايَعُوهُ فَأَوّلُ مَن قَامَ فَبَايَعَهُ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ ثُمّ قَامَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ سَائِرُ النّاسِ حَتّي بَايَعَهُ النّاسُ وَ كَانَ ألّذِي يَأخُذُ عَلَيهِمُ البَيعَةَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ هُمَا يَقُولَانِ نُبَايِعُكُم عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِهِص وَ إِن لَم نَفِ لَكُم فَلَا طَاعَةَ لَنَا عَلَيكُم وَ لَا بَيعَةَ فِي أَعنَاقِكُم وَ القُرآنُ إِمَامُنَا وَ إِمَامُكُم ثُمّ التَفَتَ عَلِيّ ع عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ وَ هُوَ يَقُولُ أَلَا لَا يَقُولَنّ رِجَالٌ مِنكُم غَداً قَد غَمَرَتهُمُ الدّنيَا فَاتّخَذُوا العَقَارَ وَ فَجّرُوا الأَنهَارَ وَ رَكِبُوا الخُيُولَ الفَارِهَةَ وَ اتّخَذُوا الوَصَائِفَ الرّوقَةَ فَصَارَ ذَلِكَ عَلَيهِم عَاراً وَ شَنَاراً إِن لَم يَغفِر لَهُمُ الغَفّارُ إِذَا مُنِعُوا مَا كَانُوا فِيهِ وَ صُيّرُوا إِلَي حُقُوقِهِم التّيِ‌ يَعلَمُونَ يَقُولُونَ حَرَمَنَا ابنُ أَبِي طَالِبٍ وَ ظَلَمَنَا حُقُوقَنَا وَ نَستَعِينُ بِاللّهِ وَ نَستَغفِرُهُ وَ أَمّا مَن كَانَ لَهُ فَضلٌ وَ سَابِقَةٌ مِنكُم فَإِنّمَا أَجرُهُ فِيهِ عَلَي اللّهِ فَمَنِ استَجَابَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ دَخَلَ فِي دِينِنَا وَ استَقبَلَ قِبلَتَنَا وَ أَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَقَدِ استَوجَبَ حُقُوقَ الإِسلَامِ وَ حُدُودَهُ فَأَنتُم أَيّهَا النّاسُ عِبَادُ اللّهِ المُسلِمُونَ وَ المَالُ مَالُ اللّهِ يُقسَمُ بَينَكُم بِالسّوِيّةِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَي أَحَدٍ فَضلٌ إِلّا بِالتّقوَي وَ لِلمُتّقِينَ عِندَ اللّهِ خَيرُ الجَزَاءِ وَ أَفضَلُ الثّوَابِ لَم يَجعَلِ اللّهُ الدّنيَا لِلمُتّقِينَ جَزَاءًوَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ لِلأَبرارِ وَ إِذَا كَانَ غَداً فَاغدُوا فَإِنّ عِندَنَا مَالًا اجتَمَعَ فَلَا يَتَخَلّفَنّ أَحَدٌ كَانَ فِي عَطَاءٍ أَو لَم يَكُن إِذَا كَانَ مُسلِماً حُرّاً احضُرُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ فَاجتَمَعُوا مِنَ الغَدِ وَ لَم يَتَخَلّف عَنهُ أَحَدٌ فَقَسَمَ بَينَهُم ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ لِكُلّ إِنسَانٍ الشّرِيفِ وَ الوَضِيعِ وَ الأَحمَرِ وَ الأَسوَدِ وَ لَم يُفَضّل أَحَداً وَ لَم يَتَخَلّف عَنهُ أَحَدٌ إِلّا هَؤُلَاءِ الرّهطُ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وَ سَعِيدُ بنُ العَاصِ وَ مَروَانُ بنُ حَكَمٍ وَ نَاسٌ مَعَهُم


صفحه : 28

فَسَمِعَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ وَ هُوَ كَاتِبُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ وَ هُوَ يَقُولُ لِلزّبَيرِ وَ طَلحَةَ وَ سَعِيدِ بنِ العَاصِ لَقَدِ التَفَتّ إِلَي زَيدِ بنِ ثَابِتٍ فَقُلتُ لَهُ إِيّاكِ أعَنيِ‌ وَ اسمعَيِ‌ يَا جَارَةِ فَقَالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ يَا سَعِيدَ بنَ العَاصِ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ إِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ أَكثَرُهُم لِلحَقّ كارِهُونَ قَالَ عُبَيدُ اللّهِ فَأَخبَرتُ عَلِيّاً فَقَالَ لَئِن سَلِمتُ لَأَحمِلَنّهُم عَلَي الطّرِيقِ قَاتَلَ اللّهُ ابنَ العَاصِ لَقَد عَلِمَ فِي كلَاَميِ‌ أنَيّ‌ أُرِيدُهُ وَ أَصحَابَهُ بكِلَاَميِ‌ وَ اللّهُ المُستَعَانُ قَالَ مَالِكُ بنُ أَوسٍ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَكثَرَ مَا يَسكُنُ القَنَاةَ فَبَينَا نَحنُ فِي المَسجِدِ بَعدَ الصّبحِ إِذ طَلَعَ الزّبَيرُ وَ طَلحَةُ فَجَلَسَا نَاحِيَةً عَن عَلِيّ ع ثُمّ طَلَعَ مَروَانُ وَ سَعِيدٌ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ وَ المِسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ فَجَلَسُوا وَ كَانَ عَلِيّ ع جَعَلَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ عَلَي الخَيلِ فَقَالَ لأِبَيِ‌ الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ وَ لِخَالِدِ بنِ زَيدٍ أَبِي أَيّوبَ وَ لأِبَيِ‌ حَيّةَ وَ لِرِفَاعَةَ بنِ رَافِعٍ فِي رِجَالٍ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص قُومُوا إِلَي هَؤُلَاءِ القَومِ فَإِنّهُ بَلَغَنَا عَنهُم مَا نَكرَهُ مِن خِلَافَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِمَامِهِم وَ الطّعنِ عَلَيهِ وَ قَد دَخَلَ مَعَهُم قَومٌ مِن أَهلِ الجَفَاءِ وَ العَدَاوَةِ فَإِنّهُم سَيَحمِلُونَهُم عَلَي مَا لَيسَ مِن رَأيِهِم فَقَالَ فَقَامُوا وَ قُمنَا مَعَهُم حَتّي جَلَسُوا إِلَيهِم فَتَكَلّمَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ فَقَالَ إِنّ لَكُم لَقِدَماً فِي الإِسلَامِ وَ سَابِقَةً وَ قَرَابَةً مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد بَلَغَنَا عَنكُم طَعنٌ وَ سَخَطٌ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَإِن يَكُن أَمرٌ لَكُمَا خَاصّةً فَعَاتِبَا ابنَ عَمّتِكُمَا وَ إِمَامَكُمَا وَ إِن كَانَ نَصِيحَةً لِلمُسلِمِينَ فَلَا تُؤَخّرَاهُ عَنهُ وَ نَحنُ عَونٌ لَكُمَا فَقَد عَلِمتُمَا أَنّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ لَن تَنصَحَكُمَا أَبَداً وَ قَد عَرَفتُمَا وَ قَالَ أَحمَدُ عَرَفتُم عَدَاوَتَهُم لَكُمَا وَ قَد شَرِكتُمَا فِي دَمِ عُثمَانَ وَ مَالَأتُمَا[ أي عاونتما]فَسَكَتَ الزّبَيرُ وَ تَكَلّمَ طَلحَةُ فَقَالَ افرُغُوا جَمِيعاً مِمّا تَقُولُونَ فإَنِيّ‌ قَد عَرَفتُ أَنّ فِي كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم خُطبَةً فَتَكَلّمَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللّهُ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص وَ قَالَ أَنتُمَا صَاحِبَا رَسُولِ اللّهِص وَ قَد


صفحه : 29

أَعطَيتُمَا إِمَامَكُمَا للطاعة[الطّاعَةَ] وَ المُنَاصَحَةَ وَ العَهدَ وَ المِيثَاقَ عَلَي العَمَلِ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ أَن يَجعَلَ كِتَابَ اللّهِ قَالَ أَحمَدُ وَ جَعَلَ كِتَابَ اللّهِ إِمَاماً فَفِيمَ السّخَطُ وَ الغَضَبُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَغَضَبُ الرّجَالِ لِلحَقّ انصُرَا نَصَرَكُمَا اللّهُ فَتَكَلّمَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَقَالَ لَقَد تَهَذّرتَ يَا أَبَا اليَقظَانِ فَقَالَ لَهُ عَمّارٌ مَا لَكَ تَتَعَلّقُ فِي مِثلِ هَذَا يَا أَعبَسُ ثُمّ أَمَرَ بِهِ فَأُخرِجَ فَقَامَ الزّبَيرُ فَقَالَ عَجّلتَ يَا أَبَا اليَقظَانِ عَلَي ابنِ أَخِيكَ رَحِمَكَ اللّهُ فَقَالَ عَمّارٌ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَنشُدُكَ اللّهَ أَن تَسمَعَ قَولَ مَن رَأَيتَ فَإِنّكُم مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ لَم يَهلِك مَن هَلَكَ مِنكُم حَتّي استَدخَلَ فِي أَمرِهِ المُؤَلّفَةَ قُلُوبُهُم فَقَالَ الزّبَيرُ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَسمَعَ مِنهُم فَقَالَ عَمّارٌ وَ اللّهِ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ لَو لَم يَبقَ أَحَدٌ إِلّا خَالَفَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع لَمَا خَالَفتُهُ وَ لَا زَالَت يدَيِ‌ مَعَ يَدِهِ وَ ذَلِكَ لِأَنّ عَلِيّاً لَم يَزَل مَعَ الحَقّ مُنذُ بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُص فإَنِيّ‌ أَشهَدُ أَنّهُ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَنّ يُفَضّلَ عَلَيهِ أَحَداً فَاجتَمَعَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ أَبُو الهَيثَمِ وَ رِفَاعَةُ وَ أَبُو أَيّوبَ وَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فَتَشَاوَرُوا أَن يَركَبُوا إِلَي عَلِيّ ع بِالقَنَاةِ فَيُخبِرُوهُ بِخَبَرِ القَومِ فَرَكِبُوا إِلَيهِ فَأَخبَرُوهُ بِاجتِمَاعِ القَومِ وَ مَا هُم فِيهِ مِن إِظهَارِ الشّكوَي وَ التّعظِيمِ لِقَتلِ عُثمَانَ وَ قَالَ لَهُ أَبُو الهَيثَمِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ انظُر فِي هَذَا الأَمرِ فَرَكِبَ بَغلَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ دَخَلَ المَدِينَةَ وَ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ اجتَمَعَ أَهلُ الخَيرِ وَ الفَضلِ مِنَ الصّحَابَةِ وَ المُهَاجِرِينَ فَقَالُوا لعِلَيِ‌ّ ع إِنّهُم قَد كَرِهُوا الأُسوَةَ وَ طَلَبُوا الأَثَرَةَ وَ سَخِطُوا لِذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع لَيسَ لِأَحَدٍ فَضلٌ فِي هَذَا المَالِ هَذَا كِتَابُ اللّهِ بَينَنَا وَ بَينَكُم وَ نَبِيّكُم مُحَمّدٌص وَ سِيرَتُهُ ثُمّ صَاحَ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ أَ تَمُنّونَ عَلَيّ بِإِسلَامِكُم بَل لِلّهِ وَ رَسُولِهِ المَنّ عَلَيكُم إِن كُنتُم صَادِقِينَ وَ قَالَ أَحمَدُ أَ تَمُنّونَ عَلَي اللّهِ بِإِسلَامِكُم أَنَا أَبُو الحَسَنِ القَرمُ


صفحه : 30

وَ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ وَ جَلَسَ نَاحِيَةَ المَسجِدِ وَ بَعَثَ إِلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ فَدَعَاهُمَا ثُمّ قَالَ لَهُمَا أَ لَم تأَتيِاَنيِ‌ وَ تبُاَيعِاَنيِ‌ طَائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ فَمَا أَنكَرتُم أَ جَورٌ فِي حُكمٍ أَوِ استِيثَارٌ فِي فيَ‌ءٍ قَالَا لَا قَالَ أَو فِي أَمرٍ دعَوَتمُاَنيِ‌ إِلَيهِ مِن أَمرِ المُسلِمِينَ فَقَصّرتُ عَنهُ قَالَا مَعَاذَ اللّهِ قَالَ فَمَا ألّذِي كَرِهتُمَا مِن أمَريِ‌ حَتّي رَأَيتُمَا خلِاَفيِ‌ قَالَا خِلَافَكَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ فِي القَسمِ وَ انتِقَاصِنَا حَقّنَا مِنَ الفيَ‌ءِ جَعَلتَ حَظّنَا فِي الإِسلَامِ كَحَظّ غَيرِنَا فِيمَا أَفَاءَ اللّهُ عَلَينَا بِسُيُوفِنَا مِمّن هُوَ لَنَا فيَ‌ءٌ فَسَوّيتَ بَينَنَا وَ بَينَهُم فَقَالَ عَلِيّ ع اللّهُ أَكبَرُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُشهِدُكَ وَ أُشهِدُ مَن حَضَرَ عَلَيهِمَا أَمّا مَا ذَكَرتُمَا مِنَ الِاستِيثَارِ فَوَ اللّهِ مَا كَانَت لِي فِي الوِلَايَةِ رَغبَةٌ وَ لَا لِي فِيهَا مَحَبّةٌ وَ لَكِنّكُم دعَوَتمُوُنيِ‌ إِلَيهَا وَ حمَلَتمُوُنيِ‌ عَلَيهَا فَكَرِهتُ خِلَافَكُم فَلَمّا أَفضَت إلِيَ‌ّ نَظَرتُ إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ مَا وَضَعَ وَ أَمَرَ فِيهِ بِالحُكمِ وَ قَسَمَ وَ سَنّ رَسُولُ اللّهِص فَأَمضَيتُهُ وَ لَم أَحتَج فِيهِ إِلَي رَأيِكُمَا وَ دُخُولِكُمَا معَيِ‌ وَ لَا غَيرِكُمَا وَ لَم يَقَع أَمرٌ جَهِلتُهُ فَأَتَقَوّي فِيهِ بِرَأيِكُمَا وَ مَشُورَتِكُمَا وَ لَو كَانَ ذَلِكَ لَم أَرغَب عَنكُمَا وَ لَا عَن غَيرِكُمَا إِذَا لَم يَكُن فِي كِتَابِ اللّهِ وَ لَا فِي سُنّةِ نَبِيّنَاص فَأَمّا مَا كَانَ فَلَا يُحتَاجُ فِيهِ إِلَي أَحَدٍ وَ أَمّا مَا ذَكَرتُمَا مِن أَمرِ الأُسوَةِ فَإِنّ ذَلِكَ أَمرٌ لَم أَحكُم أَنَا فِيهِ وَ وَجَدتُ أَنَا وَ أَنتُمَا قَد جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌص مِن كِتَابِ اللّهِ فَلَم أَحتَج فِيهِ إِلَيكُمَا قَد فَرَغَ مِن قَسمِهِ كِتَابُ اللّهِ ألّذِيلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَ أَمّا قَولُكُمَا جَعَلتَنَا فِيهِ كَمَن ضَرَبنَاهُ بِأَسيَافِنَا وَ أَفَاءَ اللّهُ عَلَينَا وَ قَد سَبَقَ رِجَالٌ رِجَالًا فَلَم يَضُرّهُم وَ لَم يَستَأثِرهُم عَلَيهِم مَن سَبَقَهُم لَم يَضُرّهُم[ في المصدر هكذا فَقَد سَبَقَ رِجَالٌ رِجَالًا فَلَم يُفَضّلهُم رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَستَأثِر عَلَيهِم مَن سَبَقَهُم وَ لَم يَضُرّهُم]حِينَ


صفحه : 31

استَجَابُوا لِرَبّهِم وَ اللّهِ مَا لَكُم وَ لَا لِغَيرِكُم إِلّا ذَلِكَ أَلهَمَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُمُ الصّبرَ عَلَيهِ فَذَهَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ يَتَكَلّمُ فَأَمَرَ بِهِ فَوُجِئَت عُنُقُهُ وَ أُخرِجَ مِنَ المَسجِدِ فَخَرَجَ وَ هُوَ يَصِيحُ وَ يَقُولُ اردُد إِلَيهِ بَيعَتَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع لَستُ مُخرِجَكُمَا مِن أَمرٍ دَخَلتُمَا فِيهِ وَ لَا مُدخِلَكُمَا فِي أَمرٍ خَرَجتُمَا مِنهُ فَقَامَا عَنهُ وَ قَالَا أَمَا إِنّهُ لَيسَ عِندَنَا أَمرٌ إِلّا الوَفَاءُ قَالَ فَقَالَ ع رَحِمَ اللّهُ عَبداً رَأَي حَقّاً فَأَعَانَ عَلَيهِ أَو رَأَي جَوراً فَرَدّهُ وَ كَانَ عَوناً لِلحَقّ عَلَي مَن خَالَفَهُ

بيان يخرق به الصراط أي من الأعوام التي‌ يخرق بهاالصراط أي يقطع بها. و في النهاية قناة واد من أودية المدينة عليه حرث ومال وزرع و قال في حديث علي ع أنا أبوحسن القرم أي المقدم في الرأي‌ والقرم فحل الإبل أي أنافيهم بمنزلة الفحل في الإبل . قال الخطابي‌ وأكثر الروايات القوم بالواو و لامعني له وإنما هوبالراء أي المقدم في المعرفة وتجارب الأمور

10- الكَافِيَةُ لِإِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ عِيسَي عَن زَيدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو مَيمُونَةَ عَن أَبِي بَشِيرٍ العاَئذِيِ‌ّ قَالَ كُنتُ بِالمَدِينَةِ حِينَ قُتِلَ عُثمَانُ فَاجتَمَعَ المُهَاجِرُونَ فِيهِم طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فَأَتَوا عَلِيّاً ع فَقَالُوا يَا أَبَا الحَسَنِ هَلُمّ نُبَايِعكَ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي أَمرِكُم أَنَا بِمَنِ اختَرتُم رَاضٍ قَالُوا مَا نَختَارُ غَيرَكَ وَ اختَلَفُوا إِلَيهِ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ مِرَاراً


صفحه : 32

11- وَ عَن إِسحَاقَ بنِ رَاشِدٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِي أَروَي قَالَ لَا أُحَدّثُكَ إِلّا بِمَا رَأَتهُ عيَناَي‌َ وَ سَمِعَتهُ أذُنُاَي‌َ لَمّا بَرَزَ النّاسُ لِلبَيعَةِ عِندَ بَيتِ المَالِ قَالَ عَلِيّ ع لِطَلحَةَ ابسُط يَدَكَ لِلبَيعَةِ فَقَالَ لَهُ طَلحَةُ أَنتَ أَحَقّ بِذَلِكَ منِيّ‌ وَ قَدِ استَجمَعَ لَكَ النّاسُ وَ لَم يَجتَمِعُوا لِي فَقَالَ عَلِيّ ع لِطَلحَةَ وَ اللّهِ مَا أَخشَي غَيرَكَ فَقَالَ طَلحَةُ لَا تَخشَي[تخَشنَيِ‌]فَوَ اللّهِ لَا تُؤتَي مِن قبَليِ‌ أَبَداً فَبَايَعَهُ وَ بَايَعَ النّاسُ

12- وَ عَن يَحيَي بنِ سَلَمَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ إِنّ أَوّلَ خَلقِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ضَرَبَ عَلَي يَدِ عَلِيّ بِالبَيعَةِ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ

13- و عن محمد بن عيسي النهدي‌ عن أبيه عن الصلت بن دينار عن الحسن قال بايع طلحة والزبير عليا ع علي منبر رسول الله صلي الله عليه وآله طائعين غيرمكرهين

14- وَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ بَايَعَا عَلِيّاً

15- وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُبَارَكٍ عَن بَكرِ بنِ عِيسَي قَالَ إِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ أَتَيَا عَلِيّاً ع بَعدَ مَا بَايَعَاهُ بِأَيّامٍ فَقَالَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد عَرَفتَ شِدّةَ مَئُونَةِ المَدِينَةِ وَ كَثرَةَ عِيَالِنَا وَ أَنّ عَطَاءَنَا لَا يَسَعُنَا قَالَ فَمَا تُرِيدَانِ نَفعَلُ قَالَا تُعطِينَا مِن هَذِهِ المَالِ مَا يَسَعُنَا فَقَالَ اطلُبَا إِلَي النّاسِ فَإِنِ اجتَمَعُوا عَلَي أَن يُعطُوكُمَا شَيئاً مِن حُقُوقِهِم فَعَلتُ قَالَا لَم نَكُن لِنَطلُبَ ذَلِكَ إِلَي النّاسِ وَ لَم يَكُونُوا يَفعَلُوا لَو طَلَبنَا إِلَيهِم قَالَ فَأَنَا وَ اللّهِ أَحرَي أَن لَا أَفعَلَ فَانصَرَفَا عَنهُ

16- وَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ أَتَيَا عَلِيّاً ع فَاستَأذَنَاهُ فِي العُمرَةِ فَقَالَ لَهُمَا لَعَلّكُمَا تُرِيدَانِ الشّامَ وَ البَصرَةَ فَقَالَا أللّهُمّ غَفراً مَا ننَويِ‌ إِلّا العُمرَةَ

17- و عن الحسين بن مبارك عن بكر بن عيسي أن عليا أخذ عليهما عهد الله وميثاقه وأعظم ماأخذ علي أحد من خلقه أن لايخالفا و لا


صفحه : 33

ينكثا و لايتوجها وجها غيرالعمرة حتي يرجعا إليها فأعطياه ذلك من أنفسهما ثم أذن لهما فخرجا

18- وَ عَن أُمّ رَاشِدٍ مَولَاةِ أُمّ هَانِئٍ أَنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ دَخَلَا عَلَي عَلِيّ ع فَاستَأذَنَاهُ فِي العُمرَةِ فَأَذِنَ لَهُمَا فَلَمّا وَلّيَا وَ نَزَلَا مِن عِندِهِ سَمِعتُهُمَا يَقُولَانِ لَا وَ اللّهِ مَا بَايَعنَاهُ بِقُلُوبِنَا إِنّمَا بَايَعنَاهُ بِأَيدِينَا قَالَت فَأَخبَرتُ عَلِيّاً ع بِمَقَالَتِهِمَا فَقَالَإِنّ الّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنّما يُبايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوقَ أَيدِيهِم فَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ مَن أَوفي بِما عاهَدَ عَلَيهُ اللّهَ فَسَيُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً

19- شا،[الإرشاد] وَ مِن كَلَامِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ حِينَ تَخَلّفَ عَن بَيعَتِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ مُحَمّدُ بنُ مَسلَمَةَ وَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ وَ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ مَا رَوَاهُ الشعّبيِ‌ّ قَالَ لَمّا اعتَزَلَ سَعدٌ وَ مَن سَمّينَاهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ تَوَقّفُوا عَن بَيعَتِهِ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم باَيعَتمُوُنيِ‌ عَلَي مَا بُويِعَ عَلَيهِ مَن كَانَ قبَليِ‌ وَ إِنّمَا الخِيَارُ لِلنّاسِ قَبلَ أَن يُبَايِعُوا فَإِذَا بَايَعُوا فَلَا خِيَارَ لَهُم وَ إِنّ عَلَي الإِمَامِ الِاستِقَامَةَ وَ عَلَي الرّعِيّةِ التّسلِيمَ وَ هَذِهِ بَيعَةٌ عَامّةٌ مَن رَغِبَ عَنهَا رَغِبَ عَن دِينِ الإِسلَامِ وَ اتّبَعَ غَيرَ سَبِيلَ أَهلِهِ وَ لَم تَكُن بَيعَتُكُم إيِاّي‌َ فَلتَةً وَ لَيسَ أمَريِ‌ وَ أَمرُكُم وَاحِداً وَ إنِيّ‌ أُرِيدُكُم لِلّهِ وَ أَنتُم ترُيِدوُننَيِ‌ لِأَنفُسِكُم وَ ايمُ اللّهِ لَأَنصَحَنّ لِلخَصمِ وَ لَأُنصِفَنّ لِلمَظلُومِ وَ قَد بلَغَنَيِ‌ عَن سَعدٍ وَ ابنِ مَسلَمَةَ وَ أُسَامَةَ وَ عَبدِ اللّهِ وَ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ أُمُورٌ كَرِهتُهَا وَ الحَقّ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم


صفحه : 34

بيان وإنما الخيار أي بزعمكم و علي ماتدعون من ابتناء الأمر علي البيعة لم تكن بيعتكم إياي‌ فلتة تعريض ببيعة أبي بكر 20- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] في جمل أنساب الأشراف أنه قال الشعبي‌ في خبر لماقتل عثمان أقبل الناس لعلي‌ ع ليبايعوه وقالوا إليه فمدوا يده فكفها وبسطوها فقبضها حتي بايعوه 21- و في سائر التواريخ أن أول من بايعه طلحة بن عبيد الله وكانت إصبعه أصيبت يوم أحد فشلت فبصرها أعرابي‌ حين بايع فقال ابتدأ هذاالأمر يد شلاء لايتم ثم بايعه الناس في المسجد ويروي أن الرجل كان عبيد بن ذويب فقال يد شلاء وبيعة لاتتم و هذاعني البرقي‌ في بيته


ولقد تيقن من تيقن غدرهم   إذ مد أولهم يدا شلاء

22- جَبَلَةُ بنُ سُحَيمٍ عَن أَبِيهِ أَنّهُ قَالَ لَمّا بُويِعَ عَلِيّ ع جَاءَ إِلَيهِ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ فَقَالَ إِنّ مُعَاوِيَةَ مَن قَد عَلِمتَ قَد وَلّاهُ الشّامَ مَن كَانَ قَبلَكَ فَوَلّهِ أَنتَ كَيمَا تَتّسِقَ عُرَي الإِسلَامِ ثُمّ اعزِلهُ إِن بَدَا لَكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ تَضمَنُ لِي عمُرُيِ‌ يَا مُغِيرَةُ فِيمَا بَينَ تَولِيَتِهِ إِلَي خَلعِهِ قَالَ لَا قَالَ لَا يسَألَنُيِ‌َ اللّهُ عَن تَولِيَتِهِ عَلَي رَجُلَينِ مِنَ المُسلِمِينَ لَيلَةً سَودَاءَ أَبَداًوَ ما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداًالخَبَرَ

و لمابويع علي ع أنشأ خزيمة بن ثابت يقول .


صفحه : 35


إذانحن بايعنا عليا فحسبنا   أبوحسن مما نخاف من الفتن

.وجدناه أولي الناس بالناس إنه .   أطب قريش بالكتاب وبالسنن .

و إن قريشا لاتشق غباره .   إذا ماجري يوما علي ضمر البدن .

ففيه ألذي فيهم من الخير كله .   و مافيهم مثل ألذي فيه من حسن .

وصي‌ رسول الله من دون أهله .   وفارسه قد كان في سالف الزمن .

وأول من صلي من الناس كلهم   .سوي خيرة النسوان و الله ذي‌ المنن .

وصاحب كبش القوم في كل وقعة.   يكون لها نفس الشجاع لدي الذقن .

فذاك ألذي تثني الخناصر باسمه .   إمامهم حتي أغيب بي‌[BA] في ]الكفن .

و قال أبوالعباس أحمد بن عطية.


رأيت عليا خير من وطئ الحصا.   وأكرم خلق الله من بعد أحمد.

وصي‌ رسول المرتضي و ابن عمه   . وفارسه المشهور في كل مشهد.

تخيره الرحمن من خير أسرة   لأطهر مولود وأطيب مولد.

إذانحن بايعنا عليا فحسبنا   .ببيعته بعد النبي محمد.

بيان أطب قريش أي أعلمهم و رجل طبّ بالفتح أي عالم تكون لها أي لشدة الواقعة نفس الشجاع وروحه للخوف منها عندالذقن أي مشرفة علي مفارقة البدن .أقول سيأتي‌ في أعمال يوم النيروز عن المعلي بن خنيس عن أبي عبد الله ع أن اليوم ألذي بويع فيه أمير المؤمنين ثانية كان يوم النيروز

23-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع لَمّا أُرِيدُ عَلَي البَيعَةِ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ دعَوُنيِ‌ وَ التَمِسُوا غيَريِ‌ فَإِنّا مُستَقبِلُونَ أَمراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلوَانٌ لَا يَقُومُ لَهُ القُلُوبُ وَ لَا تَثبُتُ عَلَيهِ العُقُولُ وَ إِنّ الآفَاقَ قَد أَغَامَت وَ الحُجّةَ[المَحَجّةَ] قَد تَنَكّرَت


صفحه : 36

وَ اعلَمُوا أنَيّ‌ إِن أَجَبتُكُم رَكِبتُ بِكُم مَا أَعلَمُ وَ لَم أُصغِ إِلَي قَولِ القَائِلِ وَ عَتبِ العَاتِبِ وَ إِن ترَكَتمُوُنيِ‌ فَأَنَا كَأَحَدِكُم وَ لعَلَيّ‌ أَسمَعُكُم وَ أَطوَعُكُم لِمَن وَلّيتُمُوهُ أَمرَكُم وَ أَنَا لَكُم وَزِيراً خَيرٌ لَكُم منِيّ‌ أَمِيراً

تبيين المخاطبون بهذا الخطاب هم الطالبون للبيعة بعدقتل عثمان و لما كان الناس نسوا سيرة النبي واعتادوا بما عمل فيهم خلفاء الجور من تفضيل الرؤساء والأشراف لانتظام أمورهم وأكثرهم إنما نقموا علي عثمان استبداده بالأموال كانوا يطمعون منه ع أن يفضلهم أيضا في العطاء والتشريف ولذا نكث طلحة والزبير في اليوم الثاني‌ من بيعته ونقموا عليه التسوية في العطاء وقالوا آسيت بيننا و بين الأعاجم وكذلك عبد الله بن عمر وسعيد بن العاص ومروان وأضرابهم و لم يقبلوا ماقسم لهم فهؤلاء القوم لماطلبوا البيعة بعدقتل عثمان قال ع دعوني‌ والتمسوا غيري‌ إتماما للحجة عليهم وأعلمهم باستقبال أمور لها وجوه وألوان لايصبرون عليها و أنه بعدالبيعة لايجيبهم إلي ماطمعوا فيه و لايصغي‌ إلي قول القائل وعتب العاتب بل يقيمهم علي المحجة البيضاء ويسير فيهم بسيرة رسول الله صلي الله عليه وآله . قوله و إن الآفاق قدأغامت أي أظلمت بغيم سنن أرباب البدع وخفاء شمس الحق تحت سحاب شبه أهل الباطل والمحجة جادة الطريق وتنكّرها تغيرها وخفاؤها قوله ع ركبت بكم أي جعلتكم راكبين وتركهم إياه عدم طاعتهم له واختيار غيره للبيعة حتي لاتتم شرائط الخلافة لعدم الناصر كقوله ع في الشقشقية لو لاحضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر لألقيت حبلها علي غاربها و ليس الغرض ردعهم عن البيعة الواجبة بل إتمام للحجة وإبطال لماعلم ع من ادعائهم الإكراه علي البيعة كمافعل طلحة والزبير بعدالنكث مع أن المرء حريص علي مامنع والطبع نافر عما سورع إلي إجابته والوزير من يحمل عن الملك ثقل التدبير.


صفحه : 37

و قال ابن أبي الحديد كما هودأبه أن يأتي‌ بالحق ثم عنه يحيد هذاالكلام يحمله أصحابنا علي ظاهره ويقولون إنه ع لم يكن منصوصا عليه بالإمامة و إن كان أولي الناس بهالأنه لو كان منصوصا عليه لماجاز أن يقول دعوني‌ والتمسوا غيري‌. ثم ذكر تأويل الإمامية منه أن يسير فيهم بسيرة الخلفاء ويفضل بعضهم علي بعض في العطاء أوبأن الكلام خرج مخرج التضجر والتسخط لأفعال الذين عدلوا عنه ع قبل ذلك للأغراض الدنيوية أوبأنه خرج مخرج التهكم كقوله تعالي ذُق إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ أي بزعمك ثم قال واعلم أن ماذكروه ليس ببعيد لودل عليه دليل فأما إذا لم يدل عليه دليل فلايجوز صرف اللفظ عن ظاهره . و لايخفي علي اللبيب أنه بعدالإغماض عن الأدلة القاهرة والنصوص المتواترة لافرق بين المذهبين في وجوب التأويل و لايستقيم الحمل علي ظاهره إلا علي القول بأن إمامته ع كانت مرجوحة و أن كونه وزيرا أولي من كونه أميرا و هوينافي‌ القول بالتفضيل ألذي قال به فإنه ع إذا كان أحق الإمامة وبطل تفضيل المفضول علي ما هوالحق واختاره أيضا كيف يجوز للناس أن يعدلوا عنه إلي غيره وكيف يجوز له ع أن يأمر الناس بتركه والعدول عنه إلي غيره مع عدم ضرورة تدعو إلي ترك الإمامة و مع وجود الضرورة كماجاز ترك الإمامة الواجبة بالدليل جاز ترك الإمامة المنصوص عليها فالتأويل واجب علي التقديرين و لانعلم أحدا قال بتفضيل غيره عليه ورجحان العدول إلي أحد سواه في ذلك الزمان .


صفحه : 38

علي أن الظاهر للمتأمل في أجزاء الكلام حيث علل الأمر بالتماس الغير باستقبال أمر لاتقوم له القلوب وتنكر المحجة و أنه إن أجابهم حملهم علي الحق هو أن السبب في ذلك المانع دون عدم النص و أنه لم يكن متعينا للإمامة أو لم يكن أحق وأولي به ونحو ذلك ولعل الوجه في قوله ع لعلي‌ أسمعكم وأطوعكم هو أنه إذاتولي الغير أمر الإمامة و لم تتم الشرائط في خلافته ع لم يكن ليعدل عن مقتضي التقية بخلاف سائر الناس حيث يجوز الخطأ عليهم . و أما قوله فأنا لكم وزيرا خير لكم مني‌ أميرا فلعل المراد بالخيرية فيه موافقة الغرض أوسهولة الحال في الدنيا فإنه ع علي تقدير الإمامة وبسط اليد لايجب عليه العمل بمحض الحق و هويصعب علي النفوس و لايحصل به آمال الطامعين بخلاف ما إذا كان وزيرا فإن الوزير يشير بالرأي‌ مع تجويز التأثير في الأمير وعدم الخوف ونحوه من شرائط الأمر بالمعروف ولعل الأمير ألذي يولونه الأمر يري في كثير من الأمور مايطابق آمال القوم ويوافق أطماعهم و لايعمل بما يشير به الوزير فيكون وزارته أوفق لمقصود القوم فالحاصل أن ماقصدتموه من بيعتي‌ لايتم لكم ووزارتي‌ أوفق لغرضكم والغرض إتمام الحجة كماعرفت

24- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ جَعفَرٍ البزَوَفرَيِ‌ّ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ صَالِحٍ الأنَماَطيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ لَمّا أَصبَحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ البَيعَةِ دَخَلَ بَيتَ المَالِ وَ دَعَي بِمَالٍ كَانَ قَدِ اجتَمَعَ فَقَسَمَهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ بَينَ مَن حَضَرَ مِنَ النّاسِ كُلّهِم فَقَامَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد أَعتَقتُ هَذَا الغُلَامَ فَأَعطَاهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ مِثلَ مَا أَعطَي سَهلَ بنَ حُنَيفٍ


صفحه : 39

25- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع قَد طَلَعَ طَالِعٌ وَ لَمَعَ لَامِعٌ وَ لَاحَ لَائِحٌ وَ اعتَدَلَ مَائِلٌ وَ استَبدَلَ اللّهُ بِقَومٍ قَوماً وَ بِيَومٍ يَوماً وَ انتَظَرنَا الغِيَرَ انتِظَارَ المُجدِبِ المَطَرَ وَ إِنّمَا الأَئِمّةُ قُوّامُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ عُرَفَاؤُهُ عَلَي عِبَادِهِ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَهُم وَ عَرَفُوهُ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَهُم وَ أَنكَرُوهُ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَصّكُم بِالإِسلَامِ وَ استَخلَصَكُم لَهُ وَ ذَلِكَ لِأَنّهُ اسمُ سَلَامَةٍ وَ جِمَاعُ كَرَامَةٍ اصطَفَي اللّهُ تَعَالَي مَنهَجَهُ وَ بَيّنَ حُجَجَهُ مِن ظَاهِرِ عِلمٍ وَ بَاطِنِ حُكمٍ لَا تَفنَي غَرَائِبُهُ وَ لَا تنَقضَيِ‌ عَجَائِبُهُ فِيهِ مَرَابِيعُ النّعَمِ وَ مَصَابِيحُ الظّلَمِ لَا تُفتَحُ الخَيرَاتُ إِلّا بِمَفَاتِيحِهِ وَ لَا تُكشَفُ الظّلُمَاتُ إِلّا بِمَصَابِيحِهِ قَد أَحمَي حِمَاهُ وَ أَرعَي مَرعَاهُ فِيهِ شِفَاءُ المشُتفَيِ‌ وَ كِفَايَةُ المكُتفَيِ‌

توضيح قيل هذه خطبة خطب بها ع بعدقتل عثمان وانتقال الخلافة إليه ويمكن أن يكون المراد بطلوع الطالع ظهور إمرته وخلافته ع و أن يشير بلموع اللامع إلي ظهورها من حيث هي‌ حق له وسطوع أنوار العدل بصيرورتها إليه وبلوح اللائح إلي الحروب والفتن الواقعة بعدانتقال الأمر إليه . وقيل المراد بالجميع واحد فيحتمل أن يكون المراد طلع ما كان طالعا فإن الخلافة كانت له ع حقيقة أي طلع ظاهرا ما كان طالعا حقيقة كقوله ع واعتدل مائل أي الخلافة التي‌ كانت مائلة عن مركزها أوأركان الدين القويم . ولعل انتظار الغير كناية عن العلم بوقوعه أوالرضي بما قضي الله من ذلك والمراد بالغير ماجري قبل ذلك من قتل عثمان وانتقال الأمر إليه ع أو ماسيأتي‌ من الحروب والوقائع والأول أنسب . قوله ع قوام الله أي يقومون بمصالحهم وقيم المنزل هو


صفحه : 40

المدبر له والعرفاء جمع عريف و هوالقيم بأمور القبيلة والجماعة يلي‌ أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم فعيل بمعني فاعل إلا من عرفهم أي بالإمامة وعرفوه أي بالتشيع والولاية ومنكرهم من لم يعرفهم و لم يقر بما أتوا به من ضروريات الدين فهو منكر لهم . قوله ع لأنه اسم سلامة أي الإسلام مشتق من السلامة و قال الجوهري‌ جماع الشي‌ء بالكسر جمعه يقال الخمر جماع الإثم والمرابيع الأمطار التي‌ تجي‌ء في أول الربيع فيكون سببا لظهور الكلإ ويقال أحميت المكان أي جعلته حمي . قال ابن أبي الحديد أحماه أي جعله عرضة لأن يحمي أي عرض الله سبحانه حماه ومحارمه لأن يجتنب وأرعي مرعاه لأن يرعي أي مكن من الانتفاع بمواعظه لأنه خاطبنا بلسان عربي‌ مبين . ويمكن أن يقال المعني جعل له حرمات ونهي عن انتهاكها أوارتكاب نواهيه وتعدي‌ حدوده ورخصا أباح للناس التمتع بها. أوالمراد بقوله ع قدأحمي حماه منع المغيرين من تغيير قواعده وبقوله أرعي مرعاه مكن المطيعين من طاعته التي‌ هي‌ الأغذية الروحانية للصالحين كما أن النبات غذاء للبهائم

26-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع فِي أَوّلِ خِلَافَتِهِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي أَنزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيّنَ فِيهِ الخَيرَ وَ الشّرّ فَخُذُوا نَهجَ الخَيرِ تَهتَدُوا وَ اصدِفُوا عَن سَمتِ الشّرّ تَقصِدُوا الفَرَائِضَ الفَرَائِضَ أَدّوهَا إِلَي اللّهِ تُؤَدّكُم إِلَي الجَنّةِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي حَرّمَ حَرَاماً غَيرَ مَجهُولٍ وَ أَحَلّ حَلَالًا غَيرَ مَدخُولٍ وَ فَضّلَ حُرمَةَ المُسلِمِ عَلَي الحُرَمِ كُلّهَا وَ شَدّ بِالإِخلَاصِ وَ التّوحِيدِ حُقُوقَ المُسلِمِينَ فِي مَعَاقِدِهَا فَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَ يَدِهِ إِلّا بِالحَقّ وَ لَا يَحِلّ أَذَي المُسلِمِ إِلّا بِمَا يَجِبُ


صفحه : 41

بَادِرُوا أَمرَ العَامّةِ وَ خَاصّةَ أَحَدِكُم وَ هُوَ المَوتُ فَإِنّ النّاسَ أَمَامَكُم وَ إِنّ السّاعَةَ تَحدُوكُم مِن خَلفِكُم تَخَفّفُوا تَلحَقُوا فَإِنّمَا يُنتَظَرُ بِأَوّلِكُم آخِرُكُم اتّقُوا اللّهَ فِي عِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ فَإِنّكُم مَسئُولُونَ حَتّي عَنِ البِقَاعِ وَ البَهَائِمِ أَطِيعُوا اللّهَ وَ لَا تَعصُوهُ وَ إِذَا رَأَيتُمُ الخَيرَ فَخُذُوا بِهِ وَ إِذَا رَأَيتُمُ الشّرّ فَأَعرِضُوا عَنهُ

بيان واصدفوا أي أعرضوا عن طريقه والقصد العدل ونصب الفرائض علي الإغراء. قوله ع وشد بالإخلاص أي ربط الحقوق بهافأوجب علي المخلصين الموحدين المحافظة علي حقوق المسلمين . قوله وخاصة أحدكم قال ابن أبي الحديد الموت و إن كان عاما لكل حيوان إلا أن له مع كل حيوان خصوصية وكيفية مخالفة مع غيره فإن الناس أمامكم أي سبقوكم إلي الموت و في بعض النسخ البأس بالباء الموحدة مع الهمزة أي الفتنة تحدوكم أي تسوقكم والحداء سوق الإبل والغناء لها تخففوا أي بالقناعة من الدنيا باليسير وترك الحرص عليها وارتكاب المأثم فإن المسافر الخفيف أحري بلحوق أصحابه وبالنجاة إنما ينتظر أي للبعث والنشور

27-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَخَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بَعدَ مَا بُويِعَ لَهُ بِخَمسَةِ أَيّامٍ خُطبَةً فَقَالَ وَ اعلَمُوا أَنّ لِكُلّ حَقّ طَالِباً وَ لِكُلّ دَمٍ ثَائِراً وَ الطّالِبُ كَقِيَامِ الثّائِرِ بِدِمَائِنَا وَ الحَاكِمُ فِي حَقّ نَفسِهِ هُوَ العَدلُ ألّذِي لَا يَحِيفُ وَ الحَاكِمُ ألّذِي لَا يَجُورُ وَ هُوَ اللّهُ الوَاحِدُ القَهّارُ


صفحه : 42

وَ اعلَمُوا أَنّ عَلَي كُلّ شَارِعِ بِدعَةٍ وِزرَهُ وَ وِزرَ كُلّ مُقتَدٍ بِهِ مِن بَعدِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ مِن أَوزَارِ العَامِلِينَ شَيئاً وَ سَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنَ الظّلَمَةِ مَأكَلٌ[مَأكَلًا]بِمَأكَلٍ وَ مَشرَبٌ[مَشرَباً]بِمَشرَبٍ مِن لُقَمِ العَلقَمِ وَ مَشَارِبِ الصّبِرِ الأَدهَمِ فَليَشرَبُوا الصّلبَ مِنَ الرّاحِ السّمّ المذاف [المُدَافَ] وَ ليَلبَسُوا دِثَارَ الخَوفِ دَهراً طَوِيلًا وَ لَهُم بِكُلّ مَا أَتَوا وَ عَمِلُوا مِن أَفَارِيقِ الصّبِرِ الأَدهَمِ فَوقَ مَا أَتَوا وَ عَمِلُوا أَمَا إِنّهُ لَم يَبقَ إِلّا الزّمهَرِيرُ مِن شِتَائِهِم وَ مَا لَهُم مِنَ الصّيفِ إِلّا رَقدَةٌ وَ يَحبِسُهُم[ و] مَا تَوَازَرُوا وَ جَمَعُوا عَلَي ظُهُورِهِم مِنَ الآثَامِ فَيَا مَطَايَا الخَطَايَا وَ يَا زَورَ الزّورِ وَ أَوزَارَ الآثَامِ مَعَ الّذِينَ ظَلَمُوا اسمَعُوا وَ اعقِلُوا وَ تُوبُوا وَ ابكُوا عَلَي أَنفُسِكُم فَسَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَفَأُقسِمُ ثُمّ أُقسِمُ لَتَحمِلَنّهَا بَنُو أُمَيّةَ مِن بعَديِ‌ وَ لَيَعرِفَنّهَا فِي دَارِ غَيرِهِم عَمّا قَلِيلٍ فَلَا يُبَعّدُ اللّهُ إِلّا مَن ظَلَمَ وَ عَلَي الباَديِ‌ يعَنيِ‌ الأَوّلَ مَا سَهّلَ لَهُم مِن سَبِيلِ الخَطَايَا مِثلُ أَوزَارِهِم وَ أَوزَارِ كُلّ مَن عَمِلَ بِوِزرِهِم إِلَي يَومِ القِيَامَةِوَ مِن أَوزارِ الّذِينَ يُضِلّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ

إيضاح والطالب كقيام الثائر أي طلب الطالب للحق كقيام الطالب بدمائنا والثأر بالهمز الدم والطلب به وقاتل حميمك والثائر من لايبقي علي شيء حتي يدرك ثأره ذكره الفيروزآبادي‌ والحاكم في حق نفسه ولعل المعني أن في قتلنا حقا لنا وحقا لله تعالي حيث قتلوا حجته ووليه والقائم يطلب حقنا و الله العادل يحكم في حق نفسه أن علي كل شارع بدعة وزره شرع لهم كمنع سن و قوله وزره اسم إن وخبره الظرف المقدم أي يلزم مبدع البدعة ومحدثها وزر نفسه ووزر كل من اقتدي به من لقم العلقم اللقم جمع اللقمة والعلقم الحنظل و كل شيءمر والأديم الأسود فليشربوا الصلب أي الشديد الغليظ فإن شربه أعسر أو هوتصحيف الصئب بالهمزة يقال صئب من الشراب كفرح إذاروي‌ وامتلأ والصبب بالباء محركة بمعني المصبوب والراح الخمر أطلق هنا تهكما والدوف الخلط والبل بماء ونحوه و قال الفيروزآبادي‌ الفرقة السقاء الممتلئ لايستطاع يمخض حتي يفرق والطائفة من الناس والجمع فرق وجمع الجمع أفاريق


صفحه : 43

إلاالزمهرير من شتائهم أي لم يبق من شدائد الدنيا إلا ماأصابهم من تلك الشدة و ليس لهم في ذلك أجر إلارقدة بالهاء أي إلانومة و في بعض النسخ بالفاء مع الضمير والرفد بالكسر العطاء وبالكسر والفتح القدح الضخم والحاصل أنه لم يبق لهم من راحة الدنيا إلاراحة قليلة ذهبت عنهم ويحبسهم ماتوازروا أي يحبسهم يوم القيامة أوزارهم و في بعض النسخ و ماتوازروا أي يحبسهم الله و يازور الزور قال في القاموس الزورة الناقة التي‌ تنظر بمؤخر عينها لشدتها ولعل في بعض الفقرات تصحيفات

28-شا،[الإرشاد]مَسعَدَةُ بنُ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّاسَ بِالمَدِينَةِ فَقَالَ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ لَم يَقصِم جبَاّريِ‌ دَهرٍ قَطّ إِلّا مِن بَعدِ تَمهِيلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَم يَجبُر كَسرَ عَظمِ أَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ إِلّا مِن بَعدِ أَزلٍ وَ بَلَاءٍ أَيّهَا النّاسُ وَ فِي دُونِ مَا استَقبَلتُم مِن خَطبٍ وَ استَدبَرتُم مِن عَتبٍ مُعتَبَرٌ وَ مَا كُلّ ذيِ‌ قَلبٍ بِلَبِيبٍ وَ لَا كُلّ ذيِ‌ سَمعٍ بِسَمِيعٍ وَ لَا كُلّ ذيِ‌ نَاظِرِ عَينٍ بِبَصِيرٍ أَلَا فَأَحسِنُوا النّظَرَ عِبَادَ اللّهِ فِيمَا يَعنِيكُم ثُمّ انظُرُوا إِلَي عَرَصَاتِ مَن قَد أَبَادَهُ اللّهُ بعلمه [بِعَمَلِهِ]كَانُوا عَلَي سُنّةٍ مِن آلِ فِرعَونَ أَهلَجَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍفَهَا هيِ‌َ عَرصَةُ المُتَوَسّمِينَوَ إِنّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍتُنذِرُ مَن يأتها[نَابَهَا] مِنَ الثّبُورِ بَعدَ النّضرَةِ وَ السّرُورِ وَ مُقِيلٌ مِنَ الأَمنِ وَ الحُبُورِ وَ لِمَن صَبَرَ مِنكُمُ العَاقِبَةُوَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِفَوَاهاً لِأَهلِ العُقُولِ كَيفَ أَقَامُوا بِمَدرَجَةِ السّيُولِ وَ استَضَافُوا غَيرَ مَأمُونٍ وَيساً لِهَذِهِ الأُمّةِ الجَائِرَةِ فِي قَصدِهَا الرّاغِبَةِ عَن رُشدِهَا لَا يَقتَفُونَ أَثَرَ نبَيِ‌ّ وَ لَا يَقتَدُونَ بِعَمَلِ وصَيِ‌ّ وَ لَا يُؤمِنُونَ بِغَيبٍ وَ لَا يَرعَوُونَ مِن عَيبٍ كَيفَ


صفحه : 44

وَ مَفزَعُهُم فِي المُبهَمَاتِ إِلَي قُلُوبِهِم وَ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم إِمَامُ نَفسِهِ أَخَذَ مِنهَا فِيمَا يَرَي بِعُرًي ثِقَاتٍ لَا يَألُونَ قَصداً وَ لَن يَزدَادُوا إِلّا بُعداً لِشِدّةِ أُنسِ بَعضِهِم بِبَعضِهِم وَ تَصدِيقِ بَعضِهِم بَعضاً حِيَاداً كُلّ ذَلِكَ عَمّا وَرّثَ الرّسُولُ وَ نُفُوراً عَمّا أدُيّ‌َ إِلَيهِ مِن فَاطِرِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ العَلِيمِ الخَبِيرِ فَهُم أَهلُ عَشَوَاتٍ وَ كُهُوفُ شُبُهَاتٍ قَادَةُ حَيرَةٍ وَ رِيبَةٍ مِمّن وُكّلَ إِلَي نَفسِهِ فَاغرَورَقَ فِي الأَضَالِيلِ هَذَا وَ قَد ضَمِنَ اللّهُ قَصدَ السّبِيلِلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ إِنّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌفَيَا مَا أَشبَهَهَا مِن أُمّةٍ صَدَرَت عَن وَلَائِهَا[صَدّت عَن وُلَاتِهَا] وَ رَغِبَت عَن رُعَاتِهَا وَ يَا أَسَفاً أَسَفاً يُكَلّمُ القَلبَ وَ يُدمِنُ الكَربَ مِن فَعَلَاتِ شِيعَتِنَا بَعدَ مهَلكِيِ‌ عَلَي قُربِ مَوَدّتِهَا وَ تَأَشّبِ أُلفَتِهَا كَيفَ يَقتُلُ بَعضُهَا بَعضاً وَ تَحَوّلَ أُلفَتُهَا بُغضاً فَلِلّهِ الأُسرَةُ المُتَزَحزِحَةُ غَداً عَنِ الأَصلِ المُخَيّمَةُ بِالفَرعِ المُؤَمّلَةُ الفَتحَ مِن غَيرِ جِهَتِهِ المُتَوَكّفَةُ الرّوحَ مِن غَيرِ مَطلَعِهِ كُلّ حِزبٍ مِنهُم مُعتَصِمٌ بِغُصنٍ آخِذٌ بِهِ أَينَمَا مَالَ الغُصنُ مَالَ مَعَهُ مَعَ أَنّ اللّهَ وَ لَهُ الحَمدُ سَيَجمَعُهُم كَقَزَعِ الخَرِيفِ وَ يُؤَلّفُ بَينَهُم وَ يَجعَلُهُم رُكَاماً كَرُكَامِ السّحَابِ يَفتَحُ اللّهُ لَهُم أَبوَاباً يَسِيلُونَ مِن مُستَشَارِهِم إِلَيهَا كَسَيلِ العَرِمِ حَيثُ لَم تَسلَم عَلَيهِ قَارَةٌ وَ لَم تَمنَع مِنهُ أَكَمَةٌ وَ لَم يَرُدّ رُكنُ طَودٍ سَنَنَهِ يَغرِسُهُمُ اللّهُ فِي بُطُونِ أَودِيَةٍ يُسلِكُهُم يَنَابِيعَ فِي الأَرضِ ينَفيِ‌ بِهِم عَن حُرُمَاتِ قَومٍ وَ يُمَكّنُ لَهُم فِي دِيَارِ قَومٍ لكِيَ‌ لَا يَغتَصِبُوا مَا غَصَبُوا يُضَعضِعُ اللّهُ بِهِم رُكناً وَ يَنقُضُ بِهِم عَلَي الجَندَلِ مِن إِرَمَ وَ يَملَأُ مِنهُم بُطنَانَ الزّيتُونِ


صفحه : 45

الخِيَرَةُ بَل لِلّهِ الخِيَرَةُ وَ الأَمرُ جَمِيعاً

بيان قوله ع إلي عرصات من قدأباده الله أي انظروا إلي ديار من قدأهلكه الله بعمله كالخلفاء الثلاثة خصوصا عثمان فها هي‌ أي عرصات هؤلاء عرصة المتوسمين والمتفكرين في الدنيا وعواقبها المعتبرين بهاوَ إِنّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ أي عرصاتهم ومنازلهم علي سبيلكم تنظرون إليها صباحا ومساء تنذر تلك العرصة من يأتها معتبرا بلسان الحال بالويل والثبور بعد ما كان أصحابها في النضرة والسرور والحبور كالسرور لفظا ومعني . واستضافوا أي طلبوا الضيافة أوقبلوها ممن لايؤمن من الغدر و هوالدنيا.ويسا لهذه الأمة قال الفيروزآبادي‌ في القاموس ويس كلمة تستعمل في موضع رأفة واستملاح للصبي‌ والويس الفقر. و في بعض النسخ و يالهذه الأمة أي ياقوم اعجبوا لهم لايألون قصدا أي لايقصرون في قصد الخيرات أو في طلب قصد السبيل ووسطه بزعمهم لكن لقصور علمهم لايزيدون إلابعدا. و في بعض النسخ لايأتون و هوأصوب و قدضمن الله إشارة إلي قوله تعالي وَ عَلَي اللّهِ قَصدُ السّبِيلِفيا ماأشبهها أي ياقوم ماأشبه هذه الأمة بأمة كذا تعريضا لهم وإعراضا عن التصريح بصدور هذه الأعمال منهم . والأظهر ما في الكافي‌ فما أشبه هؤلاء بأنعام قدغاب عنها رعاؤها و في الصحاح تأشب القوم اختلطوا وائتشبوا أيضا يقال جاء فلان فيمن تأشب


صفحه : 46

إليه أي انضم إليه و قال تزحزح تنحي و قال خيم بالمكان أي أقام والتوكف الترقب والانتظار والحاصل أنهم تفرقوا عن أئمة الحق و لم ينصروهم وتعلقوا بالأغصان والفروع التي‌ لاينفع التعلق بهاكمختار و أبي مسلم وزيد ويحيي و ابراهيم وأمثالهم . قوله ع سيجمعهم إشارة إلي اجتماعهم علي أبي مسلم لدفع بني‌ أمية والآنك بضم النون الأسرب . قوله ع ولعل الله يجمع شيعتي‌ إشارة إلي ظهور القائم ع و قدمر وسيأتي‌ مزيد توضيح للخطبة عندإيرادها بسند آخر

29- ني‌،[الغيبة للنعماني‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن يَعقُوبَ السّرّاجِ وَ عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا بُويِعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ مَقتَلِ عُثمَانَ صَعِدَ المِنبَرَ وَ خَطَبَ خُطبَةً ذَكَرَهَا يَقُولُ فِيهَا أَلَا إِنّ بَلِيّتَكُم قَد عَادَت كَهَيئَتِهَا يَومَ بَعَثَ اللّهُ نَبِيّكُم وَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ لَتُبَلبَلُنّ بَلبَلَةً وَ لَتُغَربَلُنّ غَربَلَةً حَتّي يَعُودَ أَسفَلُكُم أَعلَاكُم وَ أَعلَاكُم أَسفَلَكُم وَ لَيَسبِقَنّ سَبّاقُونَ كَانُوا قَصّرُوا وَ لَيُقَصّرَنّ سَبّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا وَ اللّهِ مَا كَتَمتُ وَشمَةً وَ لَا كَذَبتُ كِذبَةً وَ لَقَد نُبّئتُ بِهَذَا المَقَامِ وَ هَذَا اليَومِ


صفحه : 47

30- نهج ،[نهج البلاغة] ذمِتّيِ‌ بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ إِنّ مَن صَرّحَت لَهُ العِبَرُ عَمّا بَينَ يَدَيهِ مِنَ المَثُلَاتِ حَجَرَهُ التّقوَي عَن تَقَحّمِ الشّبُهَاتِ أَلَا وَ إِنّ بَلِيّتَكُم قَد عَادَت كَهَيئَتِهَا يَومَ بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُ لَهُ وَ لَتُسَاطُنّ سَوطَ القِدرِ حَتّي يَعُودَ أَسفَلُكُم أَعلَاكُم وَ أَعلَاكُم أَسفَلَكُم وَ لَيَسبِقَنّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصّرُوا وَ لَيُقَصّرَنّ سَبّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا وَ اللّهِ مَا كَتَمتُ وَشمَةً وَ لَا كَذَبتُ كِذبَةً وَ لَقَد نُبّئتُ بِهَذَا المَقَامِ وَ هَذَا اليَومِ أَلَا وَ إِنّ الخَطَايَا خَيلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَيهَا أَهلُهَا وَ خُلِعَت لُجُمُهَا فَتَقَحّمَت بِهِم فِي النّارِ أَلَا وَ إِنّ التّقوَي مَطَايَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَيهَا أَهلُهَا وَ أُعطُوا أَزِمّتَهَا فَأَورَدَتهُمُ الجَنّةَ حَقّ وَ بَاطِلٌ وَ لِكُلّ أَهلٌ فَلَئِن أَمِرَ البَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ وَ لَئِن قَلّ الحَقّ لَرُبّمَا وَ لَعَلّ وَ لَقَلّمَا أَدبَرَ شَيءٌ فَأَقبَلَ

بيان الزعيم الكفيل أن من صرحت أي كشفت والمثلات العقوبات وقحم في الأمر وتقحمه رمي بنفسه فيه والشبهات مااشتبه حقيته وحليته . وقيل أراد بالشبهات مايتوهم كونه حقا ثابتا باقيا من الأمور الزائلة الفانية و قدمر تفسير باقي‌ الكلام في باب شكايته ع


صفحه : 48

31- نهج ،[نهج البلاغة] وَ قَالَ ع وَ قَد قَالَ لَهُ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ نُبَايِعُكَ عَلَي أَنّا شُرَكَاؤُكَ فِي هَذَا الأَمرِ فَقَالَ ع لَا وَ لَكِنّكُمَا شَرِيكَانِ فِي القُوّةِ وَ الِاستِعَانَةِ وَ عَونَانِ عَلَي العَجزِ وَ الأَوَدِ

بيان قال ابن أبي الحديد أي إذاقوي‌ أمر الإسلام بي‌ قويتما أنتما أيضا والاستعانة هنا الفوز والظفر وعونان علي العجز والأود أي العوج . و قال ابن ميثم رحمه الله أي علي رفع مايعرض منهما أوحال وجودهما إذ كلمة علي تفيد الحال

وَ رَوَي ابنُ أَبِي الحَدِيدِ أَنّهُ قَالَ فِي جَوَابِهِمَا أَمّا المُشَارَكَةُ فِي الخِلَافَةِ فَكَيفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَ هَل يَصِحّ أَن يُدَبّرَ أَمرَ الرّعِيّةِ إِمَامَانِ وَ هَل يَجمَعُ السّيفَانِ وَيحَكَ فِي غِمدٍ

32-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع لَمّا عُوتِبَ عَلَي التّسوِيَةِ فِي العَطَاءِ أَ تأَمرُوُنيّ‌ أَن أَطلُبَ النّصرَ بِالجَورِ فِيمَن وُلّيتُ عَلَيهِ وَ اللّهِ لَا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ وَ مَا أَمّ نَجمٌ فِي السّمَاءِ نَجماً لَو كَانَ المَالُ لِي لَسَوّيتُ بَينَهُم فَكَيفَ وَ إِنّمَا المَالُ لَهُم فَكَيفَ وَ إِنّمَا المَالُ مَالُ اللّهِ ثُمّ قَالَ ع أَلَا وَ إِنّ إِعطَاءَ المَالِ فِي غَيرِ حَقّهِ تَبذِيرٌ وَ إِسرَافٌ وَ هُوَ يَرفَعُ صَاحِبَهُ فِي الدّنيَا وَ يَضَعُهُ فِي الآخِرَةِ وَ يُكرِمُهُ فِي النّاسِ وَ يُهِينُهُ عِندَ اللّهِ وَ لَم يَضَعِ امرُؤٌ مَالَهُ


صفحه : 49

فِي غَيرِ حَقّهِ وَ عِندَ غَيرِ أَهلِهِ إِلّا حَرَمَهُ اللّهُ شُكرَهُم وَ كَانَ لِغَيرِهِ وُدّهُم فَإِن زَلّت بِهِ النّعلُ يَوماً فَاحتَاجَ إِلَي مَعُونَتِهِم فَشَرّ خَدِينٍ وَ أَلأَمُ خَلِيلٍ

إيضاح قوله ع أتأمروني‌ أصله تأمرونني‌ فأسكنت الأولي وأدغمت لاأطور به أي لاأقربه أبدا و لاأدور حوله و قال الفيروزآبادي‌ في القاموس السمر محركة الليل وحديثه . و ماأفعله ماسمر السمير أي مااختلف الليل والنهار و ماأم نجم أي قصد أوتقدم لأن النجوم لاتزال يتبع بعضها بعضا فلابد فيها من تقدم وتأخر و لايزال يقصد بعضها بعضا فإن زلت به النعل أي إذاعثر وافتقر والخدين الصديق

33- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع لَم تَكُن بَيعَتُكُم إيِاّي‌َ فَلتَةً وَ لَيسَ أمَريِ‌ وَ أَمرُكُم وَاحِداً إنِيّ‌ أُرِيدُكُم لِلّهِ وَ أَنتُم ترُيِدوُننَيِ‌ لِأَنفُسِكُم أَيّهَا النّاسُ أعَيِنوُنيِ‌ عَلَي أَنفُسِكُم وَ ايمُ اللّهِ لَأُنصِفَنّ المَظلُومَ وَ لَأَقُودَنّ الظّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتّي أُورِدَهُ مَنهَلَ الحَقّ وَ إِن كَانَ كَارِهاً

إيضاح الفلتة الأمر يقع من غيرتدبر و لاروية و فيه تعريض ببيعة أبي بكر كماروت العامة عن عمر أنه قال كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي الله المسلمين شرها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه . و قوله ع إني‌ أريدكم الخطاب لغير الخواص من أصحابه ع والمعني أني‌ أريد إطاعتكم إياي‌ لله وتريدون أن تطيعوني‌ للمنافع الدنيوية. و قال الجوهري‌ خزمت البعير بالخزامة وهي‌ حلقة من شعر تجعل في وترة أنفه ليشد فيهاالزمام


صفحه : 50

34- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع كَلّمَ بِهِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ بَعدَ بَيعَتِهِ لِلخِلَافَةِ وَ قَد عَتَبَا[ عَلَيهِ] مِن تَركِ مَشُورَتِهِمَا وَ الِاستِعَانَةِ فِي الأُمُورِ بِهِمَا لَقَد نَقَمتُمَا يَسِيراً وَ أَرجَأتُمَا كَثِيراً أَلَا تخُبرِاَنيِ‌ أَيّ شَيءٍ لَكُمَا فِيهِ حَقّ دَفَعتُكُمَا عَنهُ وَ أَيّ قَسمٍ استَأثَرتُ عَلَيكُمَا بِهِ أَم أَيّ حَقّ رَفَعَهُ إلِيَ‌ّ أَحَدٌ مِنَ المُسلِمِينَ ضَعُفتُ عَنهُ أَم جَهِلتُهُ أَم أَخطَأتُ بَابَهُ وَ اللّهِ مَا كَانَت لِي فِي الخِلَافَةِ رَغبَةٌ وَ لَا فِي الوِلَايَةِ إِربَةٌ وَ لَكِنّكُم دعَوَتمُوُنيِ‌ إِلَيهَا وَ حمَلَتمُوُنيِ‌ عَلَيهَا فَلَمّا أَفضَت إلِيَ‌ّ نَظَرتُ إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ مَا وَضَعَ لَنَا وَ أَمَرَنَا بِالحُكمِ بِهِ فَاتّبَعتُهُ وَ مَا استَسَنّ النّبِيّص فَاقتَدَيتُهُ فَلَم أَحتَج فِي ذَلِكَ إِلَي رَأيِكُمَا وَ لَا رأَي‌ِ غَيرِكُمَا وَ لَم يَقَع حُكمٌ جَهِلتُهُ فَأَستَشِيرَكُمَا وَ إخِواَنيِ‌ مِنَ المُسلِمِينَ وَ لَو كَانَ ذَلِكَ لَم أَرغَب عَنكُمَا وَ لَا عَن غَيرِكُمَا وَ أَمّا مَا ذَكَرتُمَا مِن أَمرِ الأُسوَةِ فَإِنّ ذَلِكَ أَمرٌ لَم أَحكُم أَنَا فِيهِ برِأَييِ‌ وَ لَا وَلِيتُهُ هَوًي منِيّ‌ بَل وَجَدتُ أَنَا وَ أَنتُمَا مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص قَد فُرِغَ مِنهُ فَلَم أَحتَج إِلَيكُمَا فِيمَا قَد فَرَغَ اللّهُ مِن قَسمِهِ وَ أَمضَي فِيهِ حُكمَهُ فَلَيسَ لَكُمَا وَ اللّهِ عنِديِ‌ وَ لَا لِغَيرِكُمَا فِي هَذَا عُتبَي أَخَذَ اللّهُ بِقُلُوبِكُم وَ قُلُوبِنَا إِلَي الحَقّ وَ أَلهَمَنَا وَ إِيّاكُمُ الصّبرَ رَحِمَ اللّهُ رَجُلًا رَأَي حَقّاً فَأَعَانَ عَلَيهِ أَو رَأَي جَوراً فَرَدّهُ وَ كَانَ عَوناً بِالحَقّ عَلَي صَاحِبِهِ

توضيح قال ابن الأثير في النهاية نقم فلان إذابلغت به الكراهة حد السخط. و قال ابن أبي الحديد أي نقمتما من أحوالي‌ اليسير وتركتما الكثير ألذي


صفحه : 51

ليس لكما و لالغيركما فيه مطعن فلم تذكراه فهلا اغتفرتما اليسير للكثير و ليس هذااعترافا بأن مانقماه موضع الطعن والعيب ولكنه علي جهة الاحتجاج . و قال ابن ميثم أشار باليسير ألذي نقماه إلي ترك مشورتهما وتسويتهما لغيرهما في العطاء فإنه و إن كان عندهما صعبا فهو لكونه غيرحق في غاية السهولة والكثير ألذي أرجآه ماأخراه من حقه و لم يؤتياه إياه . وقيل يحتمل أن يريد أن ألذي أبدياه ونقماه بعض ما في أنفسهما و قددل ذلك علي أن في أنفسهما أشياء كثيرة لم يظهراه والاستيثار الانفراد بالشي‌ء ودفع الحق عنهما أعم من أن يصير إليه ع أو إلي غيره أو لم يصر إلي أحد بل بقي‌ بحاله في بيت المال والاستيثار عليهما به هو أن يأخذ حقهما لنفسه وجهل الحكم أن يكون الله قدحكم بحرمة شيءفأحله الإمام وجهل الباب أن يصيب في الحكم ويخطئ في الاستدلال أو يكون جهل الحكم بمعني التحير فيه و أن لايعلم كيف يحكم والخطأ في الباب أن يحكم بخلاف الواقع والإربة بالكسر الحاجة والأسوة بالضم والكسر القدوة أي أسوتكما بغيركما في العطاء ويقال للأمر ألذي لايحتاج إلي تكميل مفروغ منه والعتبي الرجوع من الذنب والإساءة

35- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي وَصفِ بَيعَتِهِ بِالخِلَافَةِ وَ بَسَطتُم يدَيِ‌ فَكَفَفتُهَا وَ مَدَدتُمُوهَا فَقَبَضتُهَا ثُمّ تَدَاكَكتُم عَلَيّ تَدَاكّ الإِبِلِ الهِيمِ عَلَي حِيَاضِهَا يَومَ وُرُودِهَا حَتّي انقَطَعَتِ النّعلُ وَ سَقَطَتِ الرّدَاءُ وَ وُطِئَ الضّعِيفُ وَ بَلَغَ مِن سُرُورِ النّاسِ بِبَيعَتِهِم إيِاّي‌َ أَنِ ابتَهَجَ بِهَا الصّغِيرُ وَ هَدَجَ إِلَيهَا الكَبِيرُ وَ تَحَامَلَ نَحوَهَا العَلِيلُ وَ حَسَرَت إِلَيهَا الكِعَابُ


صفحه : 52

بيان تداككتم أي ازدحمتم ازدحاما شديدا يدك بعضكم بعضا والدكّ الدق والهيم العطاش و قال الجوهري‌ الهدجان مشية الشيخ وهدج الظليم إذامشي في ارتعاش وحسرت أي كشفت عن وجهها حرصا علي حضور البيعة والكعاب بالفتح المرأة حين تبدو ثديها للنهود وهي‌ الكاعب وجمعها كواعب ذكره ابن الأثير في كتاب النهاية

36- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع يعَنيِ‌ بِهِ الزّبَيرَ فِي حَالٍ اقتَضَت ذَلِكَ يَزعُمُ أَنّهُ قَد بَايَعَ بِيَدِهِ وَ لَم يُبَايِع بِقَلبِهِ فَقَد أَقَرّ بِالبَيعَةِ وَ ادّعَي الوَلِيجَةَ فَليَأتِ عَلَيهَا بِأَمرٍ يُعرَفُ وَ إِلّا فَليَدخُل فِيمَا خَرَجَ مِنهُ

بيان الوليجة البطانة والأمر يسر ويكتم قال ابن أبي الحديد كان الزبير يقول بايعت بيدي‌ لابقلبي‌ و كان يدعي‌ تارة أنه أكره عليها وتارة يدعي‌ أنه وري في البيعة تورية فقال ع بعدالإقرار لايسمع دعوي بلا بينة و لابرهان

37- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع وَ قَد أَرعَدُوا وَ أَبرَقُوا وَ مَعَ هَذَينِ الأَمرَينِ الفَشَلُ وَ لَسنَا نُرعِدُ حَتّي نُوقِعَ وَ لَا نُسِيلُ حَتّي نُمطِرَ

بيان يقال أرعد الرجل وأبرق إذاتوعد وتهدد قوله ع حتي نوقع لعل المعني لسنا نهدد حتي نعلم أناسنوقع قوله ع حتي نمطر أي إذاأوقعنا بخصمنا أوعدنا حينئذ بالإيقاع غيره من خصومنا

38- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع أَلَا وَ إِنّ الشّيطَانَ قَد جَمَعَ حِزبَهُ وَ استَجلَبَ خَيلَهُ وَ رَجِلَهُ وَ إِنّ معَيِ‌ لبَصَيِرتَيِ‌ مَا لَبَستُ عَلَي نفَسيِ‌ وَ لَا لُبِسَ عَلَيّ وَ ايمُ اللّهِ لَأُفرِطَنّ لَهُم حَوضاً أَنَا مَاتِحُهُ لَا يَصدُرُونَ عَنهُ وَ لَا يَعُودُونَ إِلَيهِ


صفحه : 53

بيان قال ابن ميثم هذاالفصل ملتقط وملفق من خطبة له ع لمابلغه أن طلحة والزبير خلعا بيعته و هو غيرمنتظم و الرجل جمع راجل . و قال ابن أبي الحديد في قوله لأفرطن لهم من رواها بفتح الهمزة فأصله فرط ثلاثي‌ يقال فرط القوم سبقهم و رجل فرط يسبق القوم إلي البئر فيهيئ لهم الأرشية والدلاء و منه قوله أنافرطكم علي الحوض و يكون التقدير لأفرطن لهم إلي حوض فحذف الجار وعدي‌ الفعل بنفسه كقوله تعالي وَ اختارَ مُوسي قَومَهُ و يكون اللام في لهم إما للتقوية كقوله يؤمن للمؤمنين أي يؤمن المؤمنين أو يكون اللام للتعليل أي لأجلهم . و من رواها لأفرطن بضم الهمزة فهو من قولهم أفرط المزادة ملأها والماتح بالتاء المستقي‌ من قولهم متح يمتح بالفتح والمائح بالياء ألذي ينزل إلي البئر فيملأ الدلو و قال معني قوله أناماتحه أي أناخبير به كما يقول من يدعي‌ معرفة الدار أناباني‌ هذه الدار وحاصل المعني لأملأن لهم حياض حرب هي‌ من دربتي‌ وعادتي‌ أولأسبقنهم إلي حياض حرب أنامتدرب بهامجرب لها إذاوردوها لايصدرون عنها يعني‌ قتلهم وإزهاق أنفسهم و من فر منها لايعود إليها

39-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع أَلَا وَ إِنّ الشّيطَانَ قَد ذَمّرَ حِزبَهُ وَ استَجلَبَ جَلَبَهُ لِيَعُودَ الجَورُ إِلَي أَوطَانِهِ وَ يَرجِعَ البَاطِلُ فِي نِصَابِهِ وَ اللّهِ مَا أَنكَرُوا عَلَيّ مُنكَراً وَ لَا جَعَلُوا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم نَصَفاً[نِصفاً] وَ إِنّهُم لَيَطلُبُونَ


صفحه : 54

حَقّاً هُم تَرَكُوهُ وَ دَماً هُم سَفَكُوهُ فَلَئِن كُنتُ شَرِيكَهُم فِيهِ فَإِنّ لَهُم لَنَصِيبَهُم مِنهُ وَ لَئِن كَانُوا وَلُوهُ دوُنيِ‌ فَمَا التّبِعَةُ إِلّا عِندَهُم وَ إِنّ أَعظَمَ حُجّتِهِم لَعَلَي أَنفُسِهِم يَرتَضِعُونَ أُمّاً قَد فَطَمَت وَ يُحيُونَ بِدعَةً قَد أُمِيتَت يَا خَيبَةَ الداّعيِ‌ مَن دَعَا وَ إِلَي مَا[إِلَامَ]أُجِيبَ وَ إنِيّ‌ لَرَاضٍ بِحُجّةِ اللّهِ تَعَالَي عَلَيهِم وَ عِلمِهِ فِيهِم فَإِن أَبَوا أَعطَيتُهُم حَدّ السّيفِ وَ كَفَي بِهِ شَافِياً مِنَ البَاطِلِ وَ نَاصِراً لِلحَقّ وَ مِنَ العَجَبِ بَعثُهُم إلِيَ‌ّ أَن أَبرُزَ لِلطّعَانِ وَ أَن أَصبِرَ لِلجِلَادِ هَبِلَتهُمُ الهَبُولُ لَقَد كُنتُ وَ مَا أُهَدّدُ بِالحَربِ وَ لَا أُرهَبُ بِالضّربِ وَ إنِيّ‌ لَعَلَي يَقِينٍ مِن ربَيّ‌ وَ غَيرِ شُبهَةٍ مِن ديِنيِ‌

بيان قوله ع قدذمر يروي بالتخفيف والتشديد وأصله الحث والترغيب والجلب الجماعة من الناس وغيرهم يجمع ويؤلف . قوله ع ليعود الجور إلي أوطانه يروي ليعود الجور إلي قطابه والقطاب مزاج الخمر بالماء أي ليعود الجور ممتزجا بالعدل كما كان ويجوز أن يعني‌ بالقطاب قطاب الجيب و هومدخل الرأس فيه أي ليعود الجور إلي لباسه وثوبه والنصاب الأصل و ألذي أنكروه قتل عثمان والنّصف بالكسر الاسم من الإنصاف . قوله ع يرتضعون أما أي يطلبون الشي‌ء بعدفواته لأن الأم إذافطمت ولدها فقد انقضي رضاعها ولعل المراد به أن طلبهم لدم عثمان لغو لافائدة فيه .


صفحه : 55

و قال ابن ميثم استعار لفظة الأم للخلافة فبيت المال لبنها والمسلمون أولادها المرتضعون وكني بارتضاعهم لها عن طلبهم منه ع من الصلاة والتفضيلات مثل ما كان عثمان يصلهم وكونها قدفطمت عن منعه ع و قوله يحيون بدعة قدأميتت إشارة إلي ذلك التفضيل فيكون بمنزلة التأكيد للقرينة السابقة. ويحتمل أن يكون المراد بالأم التي‌ قدفطمت ما كان عادتهم في الجاهلية من الحمية والغضب وإثارة الفتن وبفطامها اندراسها بالإسلام فيكون مابعده كالتفسير له . والنداء في قوله ياخيبة الداعي‌ كالنداء في قوله تعالي يا حَسرَةً عَلَي العِبادِ أي ياخيبة احضري‌ فهذا أوانك والداعي‌ هوأحد الثلاثة طلحة والزبير وعائشة ثم قال علي سبيل الاستحقار لهم من دعا و إلي ماأجيب أي أحقر بقوم دعاهم هذاالداعي‌ وأقبح بالأمر ألذي أجابوه إليه فما أفحشه وأرذله . و قال الجوهري‌ هبلته أمه بكسر الباء أي ثكلته والهبول من النساء الثكول . قوله ع لقد كنت قال ابن أبي الحديد أي مازلت لاأهدد بالحرب والواو زائدة و هذه كلمة فصيحة كثيرا مايستعملها العرب و قدورد في القرآن العزيز كان بمعني مازال في قوله وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً

40-أَقُولُ قَالَ ابنُ مِيثَمٍ رَحِمَهُ اللّهُ بَعدَ إِيرَادِ تِلكَ الفِقَرَاتِ أَكثَرُ هَذَا الفَصلِ مِنَ الخُطبَةِ التّيِ‌ ذَكَرنَا أَنّهُ ع خَطَبَهَا حِينَ بَلَغَهُ أَنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ خَلَعَا


صفحه : 56

بَيعَتَهُ وَ فِيهِ زِيَادَةٌ وَ نُقصَانٌ وَ نَحنُ نُورِدُهَا بِتَمَامِهَا وَ هيِ‌َ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ وَ الصّلَاةِ عَلَي رَسُولِهِ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ افتَرَضَ الجِهَادَ فَعَظّمَهُ وَ جَعَلَهُ نُصرَتَهُ وَ نَاصِرَهُ وَ اللّهِ مَا صَلَحَت دِينٌ وَ لَا دُنيَا إِلّا بِهِ وَ قَد جَمَعَ الشّيطَانُ حِزبَهُ وَ استَجلَبَ خَيلَهُ وَ مَن أَطَاعَهُ لِيَعُودَ لَهُ دِينُهُ وَ سُنّتُهُ وَ[خُدَعُهُ] وَ قَد رَأَيتُ أُمُوراً قَد تَمَخّضَت وَ اللّهِ مَا أَنكَرُوا عَلَيّ مُنكَراً وَ لَا جَعَلُوا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم نَصَفاً[نِصفاً] وَ إِنّهُم لَيَطلُبُونَ حَقّاً تَرَكُوهُ وَ دَماً سَفَكُوهُ فَإِن كُنتُ شَرِيكَهُم فِيهِ فَإِنّ لَهُم لَنَصِيبَهُم مِنهُ وَ إِن كَانُوا لَوَلُوهُ دوُنيِ‌ فَمَا الطّلِبَةُ إِلّا قِبَلَهُم وَ إِنّ أَوّلَ عَدلِهِم لَعَلَي أَنفُسِهِم وَ لَا أَعتَذِرُ مِمّا فَعَلتُ وَ لَا أَتَبَرّأُ مِمّا صَنَعتُ وَ إِنّ معَيِ‌ لبَصَيِرتَيِ‌ مَا لَبَستُ وَ لَا لُبِسَ عَلَيّ وَ إِنّهَا لَلفِئَةُ البَاغِيَةُ فِيهَا الحَمّ وَ الحُمّةُ طَالَت جَلَبَتُهَا وَ انكَفّت جُونَتُهَا لَيَعُودَنّ البَاطِلُ إِلَي نِصَابِهِ يَا خَيبَةَ الداّعيِ‌ لَو قِيلَ مَا أَنكَرَ مِن ذَلِكَ وَ مَا إِمَامُهُ وَ فِيمَن سُنَنُهُ[ وَ فِيمَا سُنّتُهُ] وَ اللّهِ إِذاً لَزَاحَ البَاطِلُ عَن نِصَابِهِ وَ انقَطَعَ لِسَانُهُ وَ مَا أَظُنّ الطّرِيقَ لَهُ فِيهِ وَاضِحٌ حَيثُ نَهَجَ وَ اللّهِ مَا تَابَ مَن قَتَلُوهُ قَبلَ مَوتِهِ وَ لَا تَنَصّلَ عَن خَطِيئَتِهِ وَ مَا اعتَذَرَ إِلَيهِم فَعَذّرُوهُ وَ لَا دَعَا فَنَصَرُوهُ وَ ايمُ اللّهِ لَأُفرِطَنّ لَهُم حَوضاً أَنَا مَاتِحُهُ لَا يَصدُرُونَ عَنهُ برِيِ‌ّ وَ لَا يَعُبّونَ حَسوَةً أَبَداً وَ إِنّهَا لَطَيّبَةٌ نفَسيِ‌ بِحُجّةِ اللّهِ عَلَيهِم وَ عِلمِهِ فِيهِم وَ إنِيّ‌ دَاعِيهِم فَمُعَذّرٌ إِلَيهِم فَإِن تَابُوا وَ قَبِلُوا وَ أَجَابُوا وَ أَنَابُوا فَالتّوبَةُ مَبذُولَةٌ وَ الحَقّ مَقبُولٌ وَ لَيسَ عَلَيّ كَفِيلٌ وَ إِن أَبَوا أَعطَيتُهُم حَدّ السّيفِ وَ كَفَي بِهِ شَافِياً مِن بَاطِلٍ وَ نَاصِراً لِمُؤمِنٍ وَ مَعَ كُلّ صَحِيفَةٍ شَاهِدُهَا وَ كَاتِبُهَا وَ اللّهِ إِنّ الزّبَيرَ وَ طَلحَةَ وَ عَائِشَةَ لَيَعلَمُونَ أنَيّ‌ عَلَي الحَقّ وَ هُم مُبطِلُونَ

و قال رحمه الله تمخضت تحركت والتبعة مايلحق الإنسان من درك والحم بفتح وتشديد الميم بقية الألية التي‌ أذيبت وأخذ دهنها والحمة


صفحه : 57

السواد وهما استعارتان لأراذل الناس وعوامهم لمشابهتهم حم الألية و ماأسود منها في قلة المنفعة والخير والجلبة الأصوات وجونتها بالضم سوادها وانكفت واستكفت أي استدارت وزاح وانزاح تنحي وتنصل من الذنب تبرأ منه والعب الشرب من غيرمص والحسوة بضم الحاء قدر مايحسي مرة واحدة والجلاد المضاربة بالسيف والهبول الثكلي والهبل الثكل . واعلم أنه ع نبه أولا علي فضل الجهاد لأن غرضه استنفارهم لقتال أهل البصرة و قوله و قدرأيت أمورا إشارة إلي تعيين مايستنفرهم إليه و هو مايحس به من مخالفة القوم وأهبتهم لقتاله و قوله و الله ماأنكروا إشارة إلي بطلان ماادعوه منكرا ونسبوه إليه من قتل عثمان والسكوت عن النكير علي قاتليه فأنكر أولا إنكارهم عليه تخلفه عن عثمان ألذي زعموا أنه منكر و لما لم يكن منكرا كان ذلك الإنكار عليه هوالمنكر. و قوله وإنهم ليطلبون إشارة إلي طلبهم لدم عثمان مع كونهم شركاء فيه .روي الطبري‌ في تاريخه أن عليا كان في ماله بخيبر لماأراد الناس حصر عثمان فقدم المدينة و الناس مجتمعون علي طلحة في داره فبعث عثمان إليه يشكو أمر طلحة فقال أناأكفيكه فانطلق إلي دار طلحة وهي‌ مملوءة بالناس فقال له ياطلحة ما هذاالأمر ألذي صنعت بعثمان فقال طلحة يا أبا الحسن أبعد أن مس الحزام الطبيين .فانصرف علي ع إلي بيت المال فأمر بفتحه فلم يجدوا المفتاح فكسر الباب وفرق ما فيه علي الناس فانصرفوا من عندطلحة حتي بقي‌ وحده فسر عثمان بذلك وجاء طلحة إلي عثمان فقال له يا أمير المؤمنين إني‌ أردت


صفحه : 58

أمرا فحال الله بيني‌ وبينه و قدجئتك تائبا فقال و الله ماجئت تائبا ولكن جئت مغلوبا الله حسيبك ياطلحة. وروي الطبري‌ أيضا أنه كان لعثمان علي طلحة خمسون ألفا فقال له طلحة يوما قدتهيأ مالك فاقبضه فقال هو لك معونة علي مروتك فلما حصر عثمان قال علي ع لطلحة أنشدك الله إلاكففت عن عثمان فقال لا و الله حتي تعطي‌ بنو أمية الحق من أنفسها فكان علي بعد ذلك يقول لحا الله ابن الصعبة أعطاه عثمان مثل ماأعطاه وفعل به مافعل . وروي‌ أن الزبير لمابرز لعلي‌ ع يوم الجمل قال له ماحملك يا أبا عبد الله علي ماصنعت قال أطلب بدم عثمان فقال له أنت وطلحة وليتماه وإنما توبتك من ذلك أن تقدم نفسك وتسلمها إلي ورثته . وبالجملة فدخولهم في قتل عثمان ظاهر. قوله ع و إن أول عدلهم أي إن العدل ألذي يزعمون أنهم يقيمونه في الدم المطلوب ينبغي‌ أن يصنعوه أولا علي أنفسهم . قوله و لاأعتذر أي الاعتذار ألذي فعلته في وقت قتل عثمان لم يكن علي وجه تقصير في ألذي يوجب الاعتذار والتبرؤ منه . و قوله ع طالت جلبتها كناية عما ظهر من القوم من تهديدهم وتوعدهم بالقتال وانكفت جونتها أي استدار سوادها واجتمع كناية عن تجمع جماعتهم لمايقصدون . و قوله ع ليعودن توعد لهم بعود ماكانوا عليه من الباطل في الجاهلية واستنفار إلي القتال .


صفحه : 59

و قوله ع ياخيبة الداعي‌ خرج مخرج التعجب من عظم خيبة الدعاء إلي قتاله و من دعا و إلي ماأجيب استفهام علي سبيل الاستحقار للمدعوين لقتاله والمناصرين إذ كانوا عوام الناس ورعاعهم وللمدعو إليه و هوالباطل ألذي دعوا لنصرته . و قوله لوقيل إلي قوله وانقطع لسانه متصلة معناه و لوسأل سائل مجادلا لهؤلاء الدعاة إلي الباطل عما أنكروه من أمري‌ و عن إمامهم ألذي به يقتدون وفيمن سنتهم التي‌ إليها يرجعون لشهد لسان حالهم بأني‌ أناإمامهم و في سنتهم فانزاح باطلهم ألذي أتوا به وانقطع لسانه علي الاستعارة أوبحذف المضاف أي لسان صاحبه . و قوله و ماأظن عطف علي قوله وانقطع لسانه وواضح مبتدأ و فيه خبره والجملة في محل النصب مفعول ثان لأظن أي ماأظن لوسأل السائل عن ذاك أن الطريق ألذي يرتكبه المجيب له فيه مجال بين ومسلك واضح حيث سلك بل كيف توجه في الجواب انقطع و قوله و الله ماتاب إلي قوله فنصروه إشارة إلي عثمان وذم لهم من جهة طلبهم بدم من اعتذر إليهم قبل موته فلم يعذروه ودعاهم إلي نصرته في حصاره فلم ينصروه مع تمكنهم من ذلك . و قوله و لايعبون حسوة كناية عن عدم تمكينه لهم من هذاالأمر أو شيء منه . و قوله وإنها لطيبة نفسي‌ بحجة الله عليهم نفسي‌ منصوب بدلا من الضمير المتصل بأن أوبإضمار فعل تفسير له وحجة الله إشارة إلي الأوامر الصادرة بقتل الفئة الباغية كقوله تعالي فَقاتِلُوا التّيِ‌ تبَغيِ‌ أي إني‌ راض بقيام حجة الله عليهم وعلمه بما يصنعون . و قوله و ليس علي كفيل أي لاأحتاج فيما أبذله لهم من الصفح والأمان علي تقدير إنابتهم إلي ضامن وشافيا وناصرا منصوبان علي التميز.


صفحه : 60

و قوله و مع كل صحيفة الواو للحال أي إنهم إن لم يرجعوا أعطيتهم حد السيف والملائكة الكرام الكاتبون يكتب كل منهم أعمال من وكل به في صحيفته ويشهد بها في محفل القيامة انتهي . قوله أي ابن ميثم رحمه الله من اعتذر إليهم الظاهر أنه حمل الكلام علي الاستفهام الإنكاري‌ ويحتمل وجها آخر بأن يكون المراد نفي‌ توبته وتنصله واعتذاره ودعوته فيستحق النصرة لكن ماذكره أوفق بالأخبار والضمير في أنها يحتمل أن يكون للقصة

41-أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ رَوَي أَبُو مِخنَفٍ عَن مُسَافِرِ بنِ عَفِيفِ بنِ أَبِي الأَخنَسِ قَالَ لَمّا رَجَعَت رُسُلُ عَلِيّ ع مِن عِندِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ عَائِشَةَ يُؤذِنُونَهُ بِالحَربِ قَامَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ قَد رَاقَبتُ هَؤُلَاءِ القَومَ كيَ‌ يَرعَوُوا أَو يَرجِعُوا وَ وَبّختُهُم بِنَكثِهِم وَ عَرّفتُهُم بَغيَهُم فَلَم يَستَجِيبُوا وَ قَد بَعَثُوا إلِيَ‌ّ أَن أَبرُزَ لِلطّعَانِ وَ أَصبِرَ لِلجِلَادِ إِنّمَا تُمَنّيكَ نَفسُكَ أمَاَنيِ‌ّ البَاطِلِ وَ تَعِدُكَ الغُرُورَ أَلَا هَبِلَتهُمُ الهَبُولُ لَقَد كُنتُ وَ مَا أُهَدّدُ بِالحَربِ وَ لَا أُرهَبُ بِالضّربِ وَ لَقَد أَنصَفَ القَارَةَ مَن رَامَاهَا فَليُرعِدُوا وَ ليُبرِقُوا فَقَد رأَوَنيِ‌ قَدِيماً وَ عَرَفُوا نكِاَيتَيِ‌ فَقَد رأَوَنيِ‌ أَنَا أَبُو الحَسَنِ ألّذِي فَلَلتُ حَدّ المُشرِكِينَ وَ فَرّقتُ جَمَاعَتَهُم وَ بِذَلِكَ القَلبِ أَلقَي عدَوُيّ‌َ اليَومَ وَ إنِيّ‌ لَعَلَي مَا وعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ مِنَ النّصرِ وَ التّأيِيدِ وَ عَلَي يَقِينٍ مِن أمَريِ‌ وَ فِي غَيرِ شُبهَةٍ مِن ديِنيِ‌ أَيّهَا النّاسُ إِنّ المَوتَ لَا يَفُوتُهُ المُقِيمُ وَ لَا يُعجِزُهُ الهَارِبُ لَيسَ عَنِ المَوتِ مَحِيدٌ


صفحه : 61

وَ لَا مَحِيصٌ مَن لَم يُقتَل مَاتَ وَ إِنّ أَفضَلَ المَوتِ القَتلُ وَ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ لَأَلفُ ضَربَةٍ بِالسّيفِ أَهوَنُ مِن مَوتَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَي الفِرَاشِ أللّهُمّ إِنّ طَلحَةَ نَكَثَ بيَعتَيِ‌ وَ أَلّبَ عَلَي عُثمَانَ حَتّي قَتَلَهُ ثُمّ عضَهَنَيِ‌ بِهِ وَ رمَاَنيِ‌ أللّهُمّ فَلَا تُمهِلهُ أللّهُمّ إِنّ الزّبَيرَ قَطَعَ رحَمِيِ‌ وَ نَكَثَ بيَعتَيِ‌ وَ ظَاهَرَ عَلَيّ عدَوُيّ‌ فَاكفِنِيهِ اليَومَ بِمَا شِئتَ

42- قَالَ وَ رَوَي أَبُو الحَسَنِ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُنَادَةَ قَالَقَدِمتُ مِنَ الحِجَازِ أُرِيدُ العِرَاقَ فِي أَوّلِ إِمَارَةِ عَلِيّ فَمَرَرتُ بِمَكّةَ فَاعتَمَرتُ ثُمّ قَدِمتُ المَدِينَةَ فَدَخَلتُ مَسجِدَ رَسُولِ اللّهِص إِذَا نوُديِ‌َ الصّلَاةَ جَامِعَةً فَاجتَمَعَ النّاسُ وَ خَرَجَ عَلِيّ ع مُتَقَلّداً سَيفَهُ فَشَخَصَتِ الأَبصَارُ نَحوَهُ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ لَمّا قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُ قُلنَا نَحنُ أَهلُهُ وَ وَرَثَتُهُ وَ عِترَتُهُ وَ أَولِيَاؤُهُ دُونَ النّاسِ لَا يُنَازِعُنَا سُلطَانَهُ أَحَدٌ وَ لَا يَطمَعُ فِي حَقّنَا طَامِعٌ إِذَا تَنَزّي لَنَا قَومُنَا فَغَصَبُونَا سُلطَانَ نَبِيّنَا فَصَارَتِ الإِمرَةُ لِغَيرِنَا وَ صِرنَا سُوقَةً يَطمَعُ فِينَا الضّعِيفُ وَ يَتَعَزّزُ عَلَينَا الذّلِيلُ فَبَكَتِ الأَعيُنُ مِنّا لِذَلِكَ وَ خَشُنَتِ الصّدُورُ وَ جَزِعَتِ النّفُوسُ وَ ايمُ اللّهِ لَو لَا مَخَافَةُ الفُرقَةِ بَينَ المُسلِمِينَ وَ أَن يَعُودَ الكُفرُ وَ يَبُورَ الدّينُ لَكُنّا عَلَي غَيرِ مَا كُنّا لَهُم عَلَيهِ فوَلَيِ‌َ الأَمرَ وُلَاةٌ لَم يَألُوا النّاسَ خَيراً ثُمّ استخَرجَتمُوُنيِ‌ أَيّهَا النّاسُ مِن بيَتيِ‌ فبَاَيعَتمُوُنيِ‌ عَلَي شَنإٍ منِيّ‌ لِأَمرِكُم وَ فِرَاسَةٍ تصَدقُنُيِ‌ عَمّا فِي قُلُوبِ كَثِيرٍ مِنكُم وَ باَيعَنَيِ‌ هَذَانِ الرّجُلَانِ فِي أَوّلِ مَن بَايَعَ تَعلَمُونَ ذَلِكَ وَ قَد نَكَثَا وَ غَدَرَا وَ نَهَضَا إِلَي البَصرَةِ بِعَائِشَةَ لِيُفَرّقَا جَمَاعَتَكُم وَ يُلقِيَا بَأسَكُم بَينَكُم أللّهُمّ فَخُذهُمَا بِمَا عَمِلَا أَخذَةً رَابِيَةً وَ لَا تَنعَش لَهُمَا صَرعَةً وَ لَا تُقِلهُمَا عَثرَةً وَ لَا تُمهِلهُمَا فُوَاقاً فَإِنّهُمَا يَطلُبَانِ حَقّاً تَرَكَاهُ وَ دَماً سَفَكَاهُ


صفحه : 62

أللّهُمّ إنِيّ‌ اقتَضَيتُكَ وَعدَكَ فَإِنّكَ قُلتَ وَ قَولُكَ الحَقّ لِمَن بغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُ أللّهُمّ فَأَنجِز لِي موَعدِيِ‌ وَ لَا تكَلِنيِ‌ إِلَي نفَسيِ‌ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ ثُمّ نَزَلَ

43- وَ رَوَي الكلَبيِ‌ّ قَالَ لَمّا أَرَادَ عَلِيّ ع المَسِيرَ إِلَي البَصرَةِ قَامَ فَخَطَبَ النّاسَ فَقَالَ بَعدَ أَن حَمِدَ اللّهَ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِهِ إِنّ اللّهَ لَمّا قَبَضَ نَبِيّهُ استَأثَرَت عَلَينَا قُرَيشٌ بِالأَمرِ وَ دَفَعَتنَا عَن حَقّ نَحنُ أَحَقّ بِهِ مِنَ النّاسِ كَافّةً فَرَأَيتُ أَنّ الصّبرَ عَلَي ذَلِكَ أَفضَلُ مِن تَفرِيقِ كَلِمَةِ المُسلِمِينَ وَ سَفكِ دِمَائِهِم وَ النّاسُ حَدِيثُو عَهدٍ بِالإِسلَامِ وَ الدّينُ يُمخَضُ مَخضَ الوَطبِ يُفسِدُهُ أَدنَي وَهنٍ وَ يَعكِسُهُ أَقَلّ خَلَقٍ[خُلفٍ]فوَلَيِ‌َ الأَمرَ قَومٌ لَم يَألُوا فِي أَمرِهِم اجتِهَاداً ثُمّ انتَقَلُوا إِلَي دَارِ الجَزَاءِ وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ تَمحِيصِ سَيّئَاتِهِم وَ العَفوِ عَن هَفَوَاتِهِم فَمَا بَالُ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ لَيسَا مِن هَذَا الأَمرِ بِسَبِيلٍ لَم يَصبِرَا عَلَيّ حَولًا وَ لَا شَهراً حَتّي وَثَبَا وَ مَرَقَا وَ ناَزعَاَنيِ‌ أَمراً لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُمَا إِلَيهِ سَبِيلًا بَعدَ أَن بَايَعَا طَائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ يَرتَضِعَانِ أُمّاً قَد فَطَمَت وَ يُحيِيَانِ بِدعَةً قَد أُمِيتَت أَ دَمَ عُثمَانَ زَعَمَا يُطَالِبَانِ وَ اللّهِ مَا التّبِعَةُ إِلّا عِندَهُم وَ فِيهِم وَ إِنّ أَعظَمَ حُجّتِهِم لَعَلَي أَنفُسِهِم وَ أَنَا رَاضٍ بِحُجّةِ اللّهِ عَلَيهِم وَ عِلمِهِ فِيهِم فَإِن فَاءَا وَ أَنَابَا فَحَظّهُمَا أَحرَزَا وَ أَنفُسَهُمَا غَنّمَا وَ أَعظِم بِهَا غَنِيمَةً وَ إِن أَبَيَا أَعطَيتُهُمَا حَدّ السّيفِ وَ كَفَي بِهِ نَاصِراً لِحَقّ وَ شَافِياً مِن بَاطِلٍ ثُمّ نَزَلَ

44- وَ رَوَي أَبُو مِخنَفٍ عَن زَيدِ بنِ صُوحَانَ قَالَشَهِدتُ عَلِيّاً ع بذِيِ‌ قَارٍ وَ هُوَ مُعتَمّ بِعِمَامَةٍ سَودَاءَ مُلتَفّ بِسَاجٍ يَخطُبُ فَقَالَ فِي خُطبَتِهِ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي كُلّ أَمرٍ وَ حَالٍ فِي الغُدُوّ وَ الآصَالِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ ابتَعَثَهُ رَحمَةً لِلعِبَادِ وَ حَيّاهُ لِلبِلَادِ حِينَ امتَلَأَتِ الأَرضُ فِتنَةً وَ اضطَرَبَ حَبلُهَا وَ عُبِدَ الشّيطَانُ فِي أَكنَافِهَا وَ اشتَمَلَ عَدُوّ اللّهِ إِبلِيسُ عَلَي عَقَائِدِ أَهلِهَا فَكَانَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ ألّذِي أَطفَأَهَا[أَطفَأَ] اللّهُ بِهِ نِيرَانَهَا


صفحه : 63

وَ أَخمَدَ بِهِ شِرَارَهَا وَ نَزَعَ بِهِ أَوتَادَهَا وَ أَقَامَ بِهِ مَيلَهَا إِمَامَ الهُدَي وَ النّبِيّ المُصطَفَيص فَلَقَد صَدَعَ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ وَ بَلّغَ رِسَالَاتِ رَبّهِ فَأَصلَحَ اللّهُ بِهِ ذَاتَ البَينِ وَ آمَنَ بِهِ السّبُلَ وَ حَقَنَ بِهِ الدّمَاءَ وَ أَلّفَ بِهِ بَينَ ذوَيِ‌ الضّغَائِنِ الوَاغِرَةِ فِي الصّدُورِ حَتّي أَتَاهُ اليَقِينُ ثُمّ قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ حَمِيداً ثُمّ استَخلَفَ النّاسُ أَبَا بَكرٍ فَلَم يَألُ جُهدَهُ ثُمّ استَخلَفَ أَبُو بَكرٍ عُمَرَ فَلَم يَألُ جُهدَهُ ثُمّ استَخلَفَ النّاسُ عُثمَانَ فَنَالَ مِنكُم وَ نِلتُم مِنهُ حَتّي إِذَا كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ أتَيَتمُوُنيِ‌ لتِبُاَيعِوُنيِ‌ فَقُلتُ لَا حَاجَةَ فِي ذَلِكَ وَ دَخَلتُ منَزلِيِ‌ فاَستخَرجَتمُوُنيِ‌ فَقَبَضتُ يدَيِ‌ فَبَسَطتُمُوهَا وَ تَدَاكَكتُم عَلَيّ حَتّي ظَنَنتُ أَنّكُم قاَتلِيِ‌ وَ أَنّ بَعضَكُم قَاتِلُ بَعضٍ فبَاَيعَتمُوُنيِ‌ وَ أَنَا غَيرُ مَسرُورٍ بِذَلِكَ وَ لَا جَذِلٌ وَ قَد عَلِمَ اللّهُ سُبحَانَهُ أنَيّ‌ كُنتُ كَارِهاً لِلحُكُومَةِ بَينَ أُمّةِ مُحَمّدٍص وَ لَقَد سَمِعتُهُص يَقُولُ مَا مِن وَالٍ يلَيِ‌ شَيئاً مِن أَمرِ أمُتّيِ‌ إِلّا أتُيِ‌َ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ مَغلُولَةً يَدَاهُ إِلَي عُنُقِهِ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ ثُمّ يُنشَرُ كِتَابُهُ فَإِن كَانَ عَادِلًا نَجَا وَ إِن كَانَ جَائِراً هَوَي حَتّي اجتَمَعَ عَلَيّ مَلَأُكُم وَ باَيعَنَيِ‌ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ أَنَا أَعرِفُ الغَدرَ فِي أَوجُهِهِمَا وَ النّكثَ فِي أَعيُنِهِمَا ثُمّ استأَذنَاَنيِ‌ فِي العُمرَةِ فَأَعلَمتُهُمَا أَن لَيسَا العُمرَةَ يُرِيدَانِ فَسَارَا إِلَي مَكّةَ وَ استَخَفّا عَائِشَةَ وَ خَدَعَاهَا وَ شَخَصَ مَعَهُمَا أَبنَاءُ الطّلَقَاءِ فَقَدِمُوا البَصرَةَ فَقَتَلُوا بِهَا المُسلِمِينَ وَ فَعَلُوا المُنكَرَ وَ يَا عَجَباً لِاستِقَامَتِهِمَا لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ بَغيِهِمَا عَلَيّ وَ هُمَا يَعلَمَانِ أنَيّ‌ لَستُ دُونَ أَحَدِهِمَا وَ لَو شِئتُ أَن أَقُولَ لَقُلتُ وَ لَقَد كَانَ مُعَاوِيَةُ كَتَبَ إِلَيهِمَا مِنَ الشّامِ كِتَاباً يَخدَعُهُمَا فِيهِ فَكَتَمَاهُ عنَيّ‌ وَ خَرَجَا يُوهِمَانِ الطّغَامَ وَ الأَعرَابَ أَنّهُمَا يَطلُبَانِ بِدَمِ عُثمَانَ وَ اللّهِ مَا أَنكَرَا عَلَيّ مُنكَراً وَ لَا جَعَلَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم نَصَفاً[نِصفاً نَصِفاً] وَ إِنّ دَمَ عُثمَانَ لَمَعصُوبٌ بِهِمَا وَ مَطلُوبٌ مِنهُمَا يَا خَيبَةَ الداّعيِ‌ إِلَامَ دَعَا وَ بِمَاذَا أُجِيبَ وَ اللّهِ إِنّهُمَا لَعَلَي ضَلَالَةٍ صَمّاءَ وَ جَهَالَةٍ عَميَاءَ وَ إِنّ الشّيطَانَ قَد ذَمّرَ لَهُمَا حِزبَهُ وَ استَجلَبَ مِنهُمَا خَيلَهُ وَ رَجِلَهُ لِيُعِيدَ الجَورَ إِلَي أَوطَانِهِ وَ يَرُدّ البَاطِلَ إِلَي نِصَابِهِ


صفحه : 64

ثُمّ رَفَعَ يَدَيهِ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ قطَعَاَنيِ‌ وَ ظلَمَاَنيِ‌ وَ أَلّبَا عَلَيّ وَ نَكَثَا بيَعتَيِ‌ فَاحلُل مَا عَقَدَا وَ انكُث مَا أَبرَمَا وَ لَا تَغفِر لَهُمَا أَبَداً وَ أَرِهِمَا المَسَاءَةَ فِيمَا عَمِلَا وَ أَمّلَا قَالَ أَبُو مِخنَفٍ فَقَامَ إِلَيهِ الأَشتَرُ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَنّ عَلَينَا فَأَفضَلَ وَ أَحسَنَ إِلَينَا فَأَجمَلَ قَد سَمِعنَا كَلَامَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ لَقَد أَصَبتَ وَ وُفّقتَ وَ أَنتَ ابنُ عَمّ نَبِيّنَا وَ صِهرُهُ وَ وَصِيّهُ وَ أَوّلُ مُصَدّقٍ بِهِ وَ مُصَلّ مَعَهُ شَهِدتَ مَشَاهِدَهُ كُلّهَا فَكَانَ لَكَ الفَضلُ فِيهَا عَلَي جَمِيعِ الأُمّةِ فَمَنِ اتّبَعَكَ أَصَابَ حَظّهُ وَ استَبشَرَ بِفَلجِهِ وَ مَن عَصَاكَ وَ رَغِبَ عَنكَ فَإِلَي أُمّهِ الهَاوِيَةِ لعَمَريِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَمرُ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ عَائِشَةَ عَلَينَا بِمُخِيلٍ وَ لَقَد دَخَلَ الرّجُلَانِ فِيمَا دَخَلَا فِيهِ وَ فَارَقَا عَلَي غَيرِ حَدَثٍ أَحدَثتَ وَ لَا جَورٍ صَنَعتَ فَإِن زَعَمَا أَنّهُمَا يَطلُبَانِ بِدَمِ عُثمَانَ فَليُقِيدَا مِن أَنفُسِهِمَا فَإِنّهُمَا أَوّلُ مَن أَلّبَ عَلَيهِ وَ أَغرَي النّاسَ بِدَمِهِ وَ أُشهِدُ اللّهَ لَئِن لَم يَدخُلَا فِيمَا خَرَجَا مِنهُ لَنُلحِقَنّهُمَا بِعُثمَانَ فَإِنّ سُيُوفَنَا فِي عوائقنا[عَوَاتِقِنَا] وَ قُلُوبَنَا فِي صُدُورِنَا وَ نَحنُ اليَومَ كَمَا كُنّا أَمسِ ثُمّ قَعَدَ

توضيح ارعوي عن القبيح أي كف و قال الجوهري‌ القارة قبيلة سموا قارة لاجتماعهم والتقافهم لماأراد ابن الشداخ أن يفرقهم في بني‌ كنانة وهم رماة و في المثل أنصف القارة من راماها و قال الجوهري‌ نكيت في العدو نكاية إذاقتلت فيهم وجرحت و قال عضهه عضها رماه بالبهتان و قال التنزي‌ التوثب والتسرع و في بعض النسخ إذاانبري أي اعترض و هوأصوب والسوقة خلاف الملك قوله ع لم يألوا الناس خيرا فيه تقية ومصلحة قال الجوهري‌ ألا يألوا من باب دعا أي قصر وفلان لايألوك نصحا أي لايقصر في نصحك . و قال قال الفراء في قوله تعالي أَخذَةً رابِيَةً أي زائدة كقولك أربيت إذاأخذت أكثر مما أعطيت و قال الفواق ما بين الحلبتين من الوقت لأنهما تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب يقال ماأقام عنده إلافواقا قوله ع لمن بغي‌ عليه أي قال في حق من بغي‌ عليه والمقول لينصرنه الله والآية هكذاوَ مَن عاقَبَ بِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمّ


صفحه : 65

بغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُ والوطب بالفتح الزقّ ألذي يكون فيه السمن واللبن . والمراد بالخَلَق إما قدم اللبن ومضي‌ زمان عليه أوخلق الزقّ فإنه يفسد اللبن وأعظم بهاللتعجب أي ماأعظمها والجذل بالتحريك الفرح لمعصوب بهما أي مشدود عليهما

45- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي أَبِي مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ وَ هُوَ عَامِلُهُ عَلَي الكُوفَةِ وَ قَد بَلَغَهُ تَثبِيطُهُ النّاسَ عَنِ الخُرُوجِ إِلَيهِ لَمّا نَدَبَهُم لِحَربِ أَصحَابِ الجَمَلِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ‌ عَنكَ قَولٌ هُوَ لَكَ وَ عَلَيكَ فَإِذَا قَدِمَ عَلَيكَ رسَوُليِ‌ فَارفَع ذَيلَكَ وَ اشدُد مِئزَرَكَ وَ اخرُج مِن جُحرِكَ وَ اندُب مَن مَعَكَ فَإِن حَقّقتَ فَانفُذ وَ إِن تَفَشّلتَ فَابعُد وَ ايمُ اللّهِ لَتُؤتَيَنّ حَيثُ أَنتَ وَ لَا تُترَكُ حَتّي تَخلِطَ زُبدَكَ بِخَاثِرِكَ وَ ذَائِبَكَ بِجَامِدِكَ وَ حَتّي تُعجَلَ عَن قِعدَتِكَ وَ تَحذَرَ مِن أَمَامِكَ كَحَذَرِكَ مِن خَلفِكَ وَ مَا هيِ‌َ بِالهُوَينَا التّيِ‌ تَرجُو وَ لَكِنّهَا الدّاهِيَةُ الكُبرَي يُركَبُ جَمَلُهَا وَ يُذَلّ صَعبُهَا وَ يُسَهّلُ جَبَلُهَا فَاعقِل عَقلَكَ وَ املِك أَمرَكَ وَ خُذ نَصِيبَكَ وَ حَظّكَ فَإِن كَرِهتَ فَتَنَحّ إِلَي غَيرِ رَحبٍ وَ لَا فِي نَجَاةٍ فبَاِلحرَيِ‌ّ لَتُكفَيَنّ وَ أَنتَ نَائِمٌ حَتّي لَا يُقَالَ أَينَ فُلَانٌ وَ اللّهِ إِنّهُ لَحَقّ مَعَ مُحِقّ وَ مَا يبُاَليِ‌ مَا صَنَعَ المُلحِدُونَ وَ السّلَامُ

بيان هو لك وعليك قال ابن أبي الحديد فإن أبا موسي كان يقول لأهل الكوفة إن عليا إمام هدي وبيعته صحيحة إلا أنه لايجوز القتال معه لأهل القبلة انتهي . وأقول كون هذاالكلام له و عليه لاشتماله علي الحق والباطل والحق ينفعه والباطل يضره أوظاهر الكلام له تستحسنه العوام وباطنه حجة عليه إذ بعد


صفحه : 66

الإقرار بصحة البيعة لامجال للأمر بالمخالفة أوظن أن هذاالكلام ينفعه و في الواقع يضره أوينفعه في الدنيا ويضره في العقبي . والأمر برفع الذيل وشد المئزر كنايتان عن الاهتمام في الأمر والخروج من الجحر استهانة به حيث جعله ثعلبا أوضبعا والجُحر بالضم كل شيءتحفره السباع والهوام لأنفسها قوله ع فإن حققت أي أمرك مبني‌ علي الشك فإن حققت لزوم طاعتي‌ فانفذ أي فسر حتي تقدم علي و إن أقمت علي الشك فاعتزل العمل أو إن أنكرت الطاعة فأظهر إنكارك واعمل بمقتضاه . والخاثر اللبن الغليظ والزبد خلاصة اللبن وصفوته يقال للرجل إذاضرب حتي أثخن ضرب حتي خلط زبده بخاثره وذائبه بجامده كأنه خلط مارق ولطف من أخلاطه بما كثف وغلظ منها و هذامثل ومعناه ليفسدن حالك وليضطربن ما هوالآن منتظم من أمرك والقعدة بالكسر هيئة القعود كالحلبة والركبة. قوله وتحذر من أمامك قيل كناية عن غاية الخوف وإنما جعل ع الحذر من خلف أصلا في التشبيه لكون الإنسان من وراءه أشد خوفا وقيل حتي تخاف من الدنيا كماتخاف من الآخرة ويحتمل أن يكون المعني حتي تحذر من هذاالأمر ألذي أقبلت إليه وأقدمت عليه و هوتثبيط الناس عن الجهاد كماتحذر مما خلفته وراء ظهرك و لم تقدم عليه و هوالجهاد. و قال ابن أبي الحديد أي يأتيكم أهل البصرة مع طلحة ونأتيكم بأهل المدينة والحجاز فيجتمع عليكم سيفان من أمامكم و من خلفكم . و قال في قوله ع و مابالهوينا أي ليست هذه الداهية بالشي‌ء الهين ألذي ترجو اندفاعه بسهولة فإن قصد الجيوش الكوفة من كلا الجانبين أمر صعب المرام فإنه ليركبن أهل الحجاز و أهل البصرة هذاالأمر المستصعب لأنا نحن نطلب أن نملك الكوفة و أهل البصرة كذلك فيجتمع عليها الفريقان .


صفحه : 67

و قال ابن الأثير في النهاية الهون الرفق واللين والتثبت والهوينا تصغير الهوني تأنيث الأهون . و قوله فاعقل عقلك يحتمل المصدر وقيل هومفعول به وخذ نصيبك وحظك أي من طاعة الإمام وثواب الله وقيل أي لاتتجاوز إلي ما ليس لك فإن كرهت فتنح أي عن العمل فإني‌ قدعزلتك إلي غيررحب أي سعة بل يضيق عليك الأمر بعده و قال في النهاية بالحري‌ أن يكون كذا أي جدير. و قال ابن أبي الحديد أي جدير أن تكفي‌ هذه المئونة التي‌ دعيت إليها و أنت نائم أي لست معدودا عندنا و عند الناس من الرجال الذين يفتقر الحرب والتدبيرات إليهم فسيغني‌ الله عنك و لايقال أين فلان

46- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي بَعضِ أُمَرَاءِ جَيشِهِ فَإِن عَادُوا إِلَي ظِلّ الطّاعَةِ فَذَاكَ ألّذِي نُحِبّ وَ إِن تَوَافَتِ الأُمُورُ بِالقَومِ إِلَي الشّقَاقِ وَ العِصيَانِ فَانهَد بِمَن أَطَاعَكَ إِلَي مَن عَصَاكَ وَ استَغنِ بِمَنِ انقَادَ مَعَكَ عَمّن تَقَاعَسَ عَنكَ فَإِنّ المُتَكَارِهَ مَغِيبُهُ خَيرٌ مِن شُهُودِهِ وَ قُعُودُهُ أَغنَي مِن نُهُوضِهِ

توضيح قال ابن ميثم روي‌ أن الأمير ألذي كتب إليه عثمان بن حنيف عامله علي البصرة و ذلك حين انتهت أصحاب الجمل إليها وعزموا علي الحرب فكتب عثمان إليه يخبره بحالهم فكتب ع إليه كتابا فيه الفصل المذكور. و إن توافت الأمور أي تتابعت بهم المقادير وأسباب الشقاق والعصيان إليهما ويقال نهد القوم إلي عدوهم إذاصمدوا له وشرعوا في قتالهم


صفحه : 68

وتقاعس أبطأ وتأخر والمتكاره من يظهر الكراهة و لايطيع بقلبه والنهوض القيام

47- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ عِندَ مَسِيرِهِ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي البَصرَةِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ خَرَجتُ مِن حيَيّ‌ هَذَا إِمّا ظَالِماً وَ إِمّا مَظلُوماً وَ إِمّا بَاغِياً وَ إِمّا مَبغِيّاً عَلَيهِ وَ أَنَا أُذَكّرُ اللّهَ مَن بَلَغَهُ كتِاَبيِ‌ هَذَا لَمّا نَفَرَ إلِيَ‌ّ فَإِن كُنتُ مُحسِناً أعَاَننَيِ‌ وَ إِن كُنتُ مُسِيئاً استعَتبَنَيِ‌

بيان لمّا نفر بالتشديد بمعني إلا أي أذكره في كل وقت إلاوقت النفور كقولهم سألتك لمافعلت . و في بعض النسخ بالتخفيف فكلمة مازائدة كماقيل في قوله تعالي لَمّا عَلَيها حافِظٌفإنه قر‌ئ بالتخفيف والتشديد معا والاستعتاب طلب العتبي و هوالرجوع

48- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَن عَمّهِ القَاسِمِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي بَكرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي عُمرَةَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سمَاّنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص عَبدَ الرّحمَنِ قَالَ لَمّا بَلَغَ عَلِيّاً مَسِيرُ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ خَطَبَ النّاسَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص ثُمّ قَالَ


صفحه : 69

أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ‌ مَسِيرُ هَذَينِ الرّجُلَينِ وَ استِخفَافُهُمَا حَبِيسَ رَسُولِ اللّهِص وَ استِفزَازُهُمَا أَبنَاءَ الطّلَقَاءِ وَ تَلبِيسُهُمَا عَلَي النّاسِ بِدَمِ عُثمَانَ وَ هُمَا أَلّبَا عَلَيهِ وَ فَعَلَا بِهِ الأَفَاعِيلَ وَ خَرَجَا لِيَضرِبَا النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ أللّهُمّ فَاكفِ المُسلِمِينَ مَئُونَتَهُمَا وَ اجزِهِمَا الجوَاَزيِ‌َ وَ حَضّ النّاسَ عَلَي الخُرُوجِ فِي طَلَبِهِمَا فَقَامَ إِلَيهِ أَبُو مَسعُودٍ عُقبَةُ بنُ عَمرٍو فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ ألّذِي يَفُوتُكَ مِنَ الصّلَاةِ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ مَجلِسُكَ فِيمَا بَينَ قَبرِهِ وَ مِنبَرِهِ أَعظَمُ مِمّا تَرجُو مِنَ الشّامِ وَ العِرَاقِ فَإِن كُنتَ إِنّمَا تَسِيرُ لِحَربٍ فَقَد أَقَامَ عُمَرُ وَ كَفَاهُ سَعدٌ زَحفَ القَادِسِيّةِ وَ كَفَاهُ حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ زَحفَ نَهَاوَندَ وَ كَفَاهُ أَبُو مُوسَي زَحفَ تُستَرَ وَ كَفَاهُ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ زَحفَ الشّامِ فَإِن كُنتَ سَائِراً فَخَلّف عِندَنَا شِقّةً مِنكَ نَرعَاهُ فِيكَ وَ نَذكُرُكَ بِهِ ثُمّ قَالَ أَبُو مَسعُودٍ


بَكَتِ الأَرضُ وَ السّمَاءُ عَلَي الشّاخِصِ   مِنّا يُرِيدُ أَهلَ العِرَاقِ

يَا وَزِيرَ النّبِيّ قَد عَظُمَ الخَطبُ   وَ طَعمُ الفِرَاقِ مُرّ المَذَاقِ

وَ إِذَا القَومُ خَاصَمُوكَ فَقَومٌ   نَاكِسُو الطّرفِ خَاضِعُو الأَعنَاقِ

لَا يَقُولُونَ إِذ تَقُولُ وَ إِن   قُلتَ فَقَولُ المُبرَزِ السّبَاقِ

فَعُيُونُ الحجار[BA]الحِجَازِ]تَذرِفُ بِالدّمعِ   وَ تِلكَ القُلُوبُ عِندَ الترّاَقيِ‌

فَعَلَيكَ السّلَامُ مَا ذَرَت بِهِ الشّمسُ   وَ لَاحَ السّرَابُ بِالرّقرَاقِ

فَقَالَ قَيسُ بنُ سَعدٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا عَلَي الأَرضِ أَحَدٌ أَحَبّ إِلَينَا أَن يُقِيمَ فِينَا مِنكَ لِأَنّكَ نَجمُنَا ألّذِي نهَتدَيِ‌ بِهِ وَ مَفزَعُنَا ألّذِي نَصِيرُ إِلَيهِ وَ إِن فَقَدنَاكَ لَتُظلِمَنّ أَرضُنَا وَ سَمَاؤُنَا وَ لَكِن وَ اللّهِ لَو خَلّيتَ مُعَاوِيَةَ لِلمَكرِ لَيَرُومَنّ مِصرَ وَ لَيُفسِدَنّ اليَمَنَ وَ لَيَطمَعَنّ فِي العِرَاقِ وَ مَعَهُ قَومٌ يَمَانِيّونَ قَد أُشرِبُوا قَتلَ عُثمَانَ وَ قَدِ اكتَفَوا بِالظّنّ عَنِ العِلمِ وَ بِالشّكّ عَنِ اليَقِينِ وَ بِالهَوَي عَنِ الخَيرِ فَسِر بِأَهلِ الحِجَازِ وَ أَهلِ العِرَاقِ ثُمّ ارمِهِ بِأَمرٍ يَضِيقُ فِيهِ خِنَاقُهُ وَ يَقصُرُ لَهُ مِن نَفَسِهِ فَقَالَ أَحسَنتَ وَ اللّهِ يَا قَيسُ وَ أَجمَلتَ

وَ كَتَبَت أُمّ الفَضلِ بِنتُ الحَارِثِ إِلَي عَلِيّ ع تُخبِرُهُ بِمَسِيرِ عَائِشَةَ


صفحه : 70

وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ فَأَزمَعَ المَسِيرَ[ أي عزم عليه ]فَبَلَغَهُ تَثَاقُلُ سَعدٍ وَ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مَسلَمَةَ فَقَالَ سَعدٌ لَا أَشهَرُ سَيفاً حَتّي يُعرَفَ المُؤمِنُ مِنَ الكَافِرِ وَ قَالَ أُسَامَةُ لَا أُقَاتِلُ رَجُلًا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ لَو كُنتَ فِي زُبيَةِ الأَسَدِ لَدَخَلتُ فِيهِ مَعَكَ وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ مَسلَمَةَ أعَطاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص سَيفاً وَ قَالَ إِذَا اختَلَفَ المُسلِمُونَ فَاضرِب بِهِ عَرضَ أُحُدٍ وَ الزَم بَيتَكَ وَ تَخَلّفَ عَنهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ فَقَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ دَعِ القَومَ أَمّا عَبدُ اللّهِ فَضَعِيفٌ وَ أَمّا سَعدٌ فَحَسُودٌ وَ أَمّا مُحَمّدُ بنُ مَسلَمَةَ فَذَنبُكَ إِلَيهِ أَنّكَ قَتَلتَ بِأَخِيهِ مَرحَباً ثُمّ قَالَ عَمّارٌ لِمُحَمّدِ بنِ مَسلَمَةَ أَ مَا تُقَاتِلُ المُحَارِبِينَ فَوَ اللّهِ لَو مَالَ عَلِيّ جَانِباً لَمِلتُ مَعَ عَلِيّ وَ قَالَ كَعبُ بنُ مَالِكٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ بَلَغَكَ عَنّا مَعشَرَ الأَنصَارِ مَا لَو كَانَ غَيرُنَا لَم يَقُم مَعَكَ وَ اللّهِ مَا كُلّ مَا رَأَينَا حَلَالًا حَلَالٌ وَ لَا كُلّ مَا رَأَينَا حَرَاماً حَرَامٌ وَ فِي النّاسِ مَن هُوَ أَعلَمُ بِعُذرِ عُثمَانَ مِمّن قَتَلَهُ وَ أَنتَ أَعلَمُ بِحَالِنَا مِنّا فَإِن كَانَ قُتِلَ ظَالِماً قَبِلنَا قَولَكَ وَ إِن كَانَ قُتِلَ مَظلُوماً فَاقبَل قَولَنَا فَإِن وَكَلتَنَا فِيهِ إِلَي شُبهَةٍ فَعَجَبٌ لِيَقِينِنَا وَ شَكّكَ وَ قَد قُلتَ لَنَا عنِديِ‌ نَقضُ مَا اجتَمَعُوا عَلَيهِ وَ فَصلُ مَا اختَلَفُوا فِيهِ وَ قَالَ


كَانَ أَولَي أَهلِ المَدِينَةِ بِالنّصرِ   عَلِيّ[BA]عَلِيّاً] وَ آلَ عَبدِ مَنَافٍ

للِذّيِ‌ فِي يَدَيهِ مِن حَرَمِ اللّهِ   وَ قُربِ الوَلَاءِ بَعدَ التصّاَفيِ‌

صفحه : 71

وَ كَانَ كَعبُ بنُ مَالِكٍ مِن شِيعَةِ عُثمَانَ وَ قَامَ الأَشتَرُ إِلَي عَلِيّ ع فَكَلّمَهُ بِكَلَامٍ يَحُضّهُ عَلَي أَهلِ الوُقُوفِ فَكَرِهَ ذَلِكَ عَلِيّ ع حَتّي شَكَاهُ وَ كَانَ مِن رأَي‌ِ عَلِيّ ع أَن لَا يَذكُرَهُم بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ الأَشتَرُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا وَ إِن لَم نَكُن مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَإِنّا فِيهِم وَ هَذِهِ بَيعَةٌ عَامّةٌ وَ الخَارِجُ مِنهَا عَاصٍ وَ المُبطِئُ عَنهَا مُقَصّرٌ وَ إِنّ أَدَبَهُمُ اليَومَ بِاللّسَانِ وَ غَداً بِالسّيفِ وَ مَا مَن ثَقُلَ عَنكَ كَمَن خَفّ مَعَكَ وَ إِنّمَا أَرَادَكَ القَومُ لِأَنفُسِهِم فَأَرِدهُم لِنَفسِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا مَالِكُ دعَنيِ‌ وَ أَقبَلَ عَلِيّ ع عَلَيهِم فَقَالَ أَ رَأَيتُم لَو أَنّ مَن بَايَعَ أَبَا بَكرٍ أَو عُمَرَ أَو عُثمَانَ ثُمّ نَكَثَ بَيعَتَهُ أَ كُنتُم تَستَحِلّونَ قِتَالَهُم قَالُوا نَعَم قَالَ وَ كَيفَ تَحَرّجُونَ مِنَ القِتَالِ معَيِ‌ وَ قَد باَيعَتمُوُنيِ‌ قَالُوا إِنّا لَا نَزعُمُ أَنّكَ مُخطِئٌ وَ أَنّهُ لَا يَحِلّ لَكَ قِتَالُ مَن بَايَعَكَ ثُمّ نَكَثَ بَيعَتَكَ وَ لَكِن نَشُكّ فِي قِتَالِ أَهلِ الصّلَاةِ فَقَالَ الأَشتَرُ دعَنيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أُوقِع بِهَؤُلَاءِ الّذِينَ يَتَخَلّفُونَ عَنكَ فَقَالَ لَهُ كُفّ عنَيّ‌ فَانصَرَفَ الأَشتَرُ وَ هُوَ مُغضَبٌ ثُمّ إِنّ قَيسَ بنَ سَعدٍ لقَيِ‌َ مَالِكاً الأَشتَرَ فِي نَفَرٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَقَالَ قَيسٌ لِلأَشتَرِ يَا مَالِكُ كُلّمَا ضَاقَ صَدرُكَ بشِيَ‌ءٍ أَخرَجتَهُ وَ كُلّمَا استَبطَأتَ أَمراً استَعجَلتَهُ إِنّ أَدَبَ الصّبرِ التّسلِيمُ وَ أَدَبَ العَجَلَةِ الأَنَاةُ وَ إِنّ شَرّ القَولِ مَا ضَاهَي العَيبَ وَ شَرّ الرأّي‌ِ مَا ضَاهَي التّهَمَةَ فَإِذَا ابتُلِيتَ فَاسأَل وَ إِذَا أُمِرتَ فَأَطِع وَ لَا تَسأَل قَبلَ البَلَاءِ وَ لَا تَكَلّف قَبلَ أَن يَنزِلَ الأَمرُ فَإِنّ فِي أَنفُسِنَا مَا فِي نَفسِكَ فَلَا تَشُقّ عَلَي صَاحِبِكَ فَغَضِبَ الأَشتَرُ ثُمّ إِنّ الأَنصَارَ مَشَوا إِلَي الأَشتَرِ فِي ذَلِكَ فَرَضّوهُ مِن غَضَبِهِ فرَضَيِ‌َ فَلَمّا هَمّ عَلِيّ ع بِالشّخُوصِ قَامَ أَبُو أَيّوبَ خَالِدُ بنُ زَيدِ صَاحِبُ مَنزِلِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِن أَقَمتَ بِهَذِهِ البَلدَةِ فَإِنّهَا مُهَاجَرُ رَسُولِ اللّهِص وَ بِهَا قَبرُهُ وَ مِنبَرُهُ فَإِنِ


صفحه : 72

استَقَامَت لَكَ العَرَبُ كُنتَ كَمَن كَانَ قَبلَكَ وَ إِن وُكِلتَ إِلَي المَسِيرِ فَقَد أَعذَرتَ فَأَجَابَهُ ع بِعُذرِهِ فِي المَسِيرِ ثُمّ خَرَجَ لَمّا سَمِعَ تَوَجّهَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ إِلَي البَصرَةِ وَ تَمَكّثَ حَتّي عَظُمَ جَيشُهُ وَ أَغَذّ[ أي أسرع ]السّيرَ فِي طَلَبِهِم فَجَعَلُوا لَا يَرتَحِلُونَ مِن مَنزِلٍ إِلّا نَزَلَهُ حَتّي نَزَلَ بذِيِ‌ قَارٍ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّهُ ليَحَزنُنُيِ‌ أَن أَدخُلَ عَلَي هَؤُلَاءِ فِي قِلّةِ مَن معَيِ‌ فَأَرسَلَ إِلَي الكُوفَةِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع وَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ قَيسَ بنَ سَعدٍ وَ كَتَبَ إِلَيهِم كِتَاباً فَقَدِمُوا الكُوفَةَ فَخَطَبَ النّاسَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكَرَ عَلِيّاً وَ سَابِقَتَهُ فِي الإِسلَامِ وَ بَيعَةَ النّاسِ لَهُ وَ خِلَافَ مَن خَالَفَهُ ثُمّ أَمَرَ بِكِتَابِ عَلِيّ ع فقَرُ‌ِئَ عَلَيهِم بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أُخبِرُكُم عَن أَمرِ عُثمَانَ حَتّي يَكُونَ سَمعُهُ عِيَانَهُ إِنّ النّاسَ طَعَنُوا عَلَيهِ وَ كُنتُ رَجُلًا مِنَ المُهَاجِرِينَ أُكثِرُ استِعتَابَهُ وَ أُقِلّ عَيبَهُ وَ كَانَ هَذَانِ الرّجُلَانِ أَهوَنُ سَيرِهِمَا فِيهِ الوَجِيفُ وَ قَد كَانَ مِن أَمرِ عَائِشَةَ فَلتَةٌ عَلَي غَضَبٍ فَأُتِيحَ لَهُ قَومٌ فَقَتَلُوهُ ثُمّ إِنّ النّاسَ باَيعَوُنيِ‌ غَيرَ مُستَكرَهِينَ وَ كَانَ هَذَانِ الرّجُلَانِ أَوّلَ مَن فَعَلَ عَلَي مَا بُويِعَ عَلَيهِ مَن كَانَ قبَليِ‌ ثُمّ إِنّهُمَا استأَذنَاَنيِ‌ فِي العُمرَةِ وَ لَيسَا يُرِيدَانِهَا فَنَقَضَا العَهدَ وَ آذَنَا بِحَربٍ وَ أَخرَجَا عَائِشَةَ مِن بَيتِهَا لِيَتّخِذَانِهَا فِئَةً وَ قَد سَارَا إِلَي البَصرَةِ اختِيَاراً لَهَا وَ قَد سِرتُ إِلَيكُم اختِيَاراً لَكُم وَ لعَمَريِ‌ مَا إيِاّي‌َ تُجِيبُونَ مَا تُجِيبُونَ إِلّا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَن أُقَاتِلَهُم وَ فِي نفَسيِ‌ مِنهُم حَاجَةٌ وَ قَد بَعَثتُ إِلَيكُم بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ قَيسِ بنِ سَعدٍ


صفحه : 73

مُستَنفِرِينَ فَكُونُوا عِندَ ظنَيّ‌ بِكُم وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَلَمّا قرُ‌ِئَ الكِتَابُ عَلَي النّاسِ قَامَ خُطَبَاءُ الكُوفَةِ شُرَيحُ بنُ هاَنيِ‌ وَ غَيرُهُ فَقَالُوا وَ اللّهِ لَقَد أَرَدنَا أَن نَركَبَ إِلَي المَدِينَةِ حَتّي نَعلَمَ عِلمَ عُثمَانَ فَقَد أَنبَأَنَا اللّهُ بِهِ فِي بُيُوتِنَا ثُمّ بَذَلُوا السّمعَ وَ الطّاعَةَ وَ قَالُوا رَضِينَا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ نُطِيعُ أَمرَهُ وَ لَا نَتَخَلّفُ عَن دَعوَتِهِ وَ اللّهِ لَو لَم يَستَنصِرنَا لَنَصَرنَاهُ سَمعاً وَ طَاعَةً فَلَمّا سَمِعَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع ذَلِكَ قَامَ خَطِيباً فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ قَد كَانَ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ مَا تَكفِيكُم جُملَتُهُ وَ قَد أَتَينَاكُم مُستَنفِرِينَ لَكُم لِأَنّكُم جَبهَةُ الأَمصَارِ وَ رُؤَسَاءُ العَرَبِ وَ قَد كَانَ مِن نَقضِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ بَيعَتَهُمَا وَ خُرُوجِهِمَا بِعَائِشَةَ مَا قَد بَلَغَكُم وَ هُوَ ضَعفُ النّسَاءِ وَ ضَعفُ رَأيِهِنّ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيالرّجالُ قَوّامُونَ عَلَي النّساءِ وَ ايمُ اللّهِ لَو لَم يَنصُرهُ أَحَدٌ لَرَجَوتُ أَن يَكُونَ لَهُ فِيمَن أَقبَلَ مَعَهُ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ مَن يَبعَثُ اللّهُ لَهُ مِن نُجَبَاءِ النّاسِ كِفَايَةٌ فَانصُرُوا اللّهَ يَنصُركُم ثُمّ جَلَسَ وَ قَامَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَقَالَ يَا أَهلَ الكُوفَةِ إِن كَانَت غَابَت عَنكُم أَبدَانُنَا فَقَدِ انتَهَت إِلَيكُم أُمُورُنَا إِنّ قاَتلِيِ‌ عُثمَانَ لَا يَعتَذِرُونَ إِلَي النّاسِ وَ قَد جَعَلُوا كِتَابَ اللّهِ بَينَهُم وَ بَينَ مُحَاجّيهِم أَحيَا مَن أَحيَا وَ قَتَلَ مَن قَتَلَ وَ إِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ أَوّلُ مَن طَعَنَ وَ آخِرُ مَن أَمَرَ ثُمّ بَايَعَا أَوّلَ مَن بَايَعَ فَلَمّا أَخطَأَهُمَا مَا أَمّلَا نَكَثَا بَيعَتَهُمَا عَلَي غَيرِ حَدَثٍ كَانَ وَ هَذَا ابنُ الرّسُولِ يَستَنفِرُكُم فِي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَانصُرُوا يَنصُركُمُ اللّهُ وَ قَامَ قَيسُ بنُ سَعدٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ هَذَا الأَمرَ لَوِ استَقبَلنَا بِهِ الشّورَي لَكَانَ عَلِيّ أَحَقّ النّاسِ بِهِ فِي سَابِقَتِهِ وَ هِجرَتِهِ وَ عِلمِهِ وَ كَانَ قِتَالُ مَن أَبَي ذَلِكَ حَلَالًا وَ كَيفَ وَ الحُجّةُ قَامَت عَلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ قَد بَايَعَاهُ وَ خَلَعَاهُ حَسَداً


صفحه : 74

فَقَامَ خُطَبَاؤُهُم فَأَسرَعُوا الرّدّ بِالإِجَابَةِ فَقَالَ النجّاَشيِ‌ّ فِي ذَلِكَ


رَضِينَا بِقَسمِ اللّهِ إِذ كَانَ قَسمُنَا   عَلِيّ وَ أَبنَاءُ النّبِيّ مُحَمّدٍ

وَ قُلنَا لَهُ أَهلًا وَ سَهلًا وَ مَرحَباً   نُقَبّلُ يَدَيهِ مِن هَوًي وَ تَوَدّدٍ

فَمُرنَا بِمَا تَرضَي نُجِبكَ إِلَي الرّضَا   بِصَمّ العوَاَليِ‌ وَ الصّفِيحِ المُهَنّدِ

وَ تَسوِيدِ مَن سَوّدتَ غَيرَ مَدَافِعَ   وَ إِن كَانَ مَن سَوّدتَ غَيرَ مُسَوّدٍ

فَإِن نِلتَ مَا تَهوَي فَذَاكَ نُرِيدُهُ   وَ إِن تَخطَ مَا تَهوَي فَغَيرُ تَعَمّدٍ

وَ قَالَ قَيسُ بنُ سَعدٍ حِينَ أَجَابَ أَهلُ الكُوفَةِ


جَزَي اللّهُ أَهلَ الكُوفَةِ اليَومَ نُصرَةً   أَجَابُوا وَ لَم يَأتُوا بِخِذلَانِ مَن خَذَلَ

وَ قَالُوا عَلِيّ خَيرُ حَافٍ وَ نَاعِلٍ   رَضِينَا بِهِ مِن نَاقِضِ العَهدِ مِن بَدَلٍ

هُمَا أَبرَزَا زَوجَ النّبِيّ تَعَمّداً   يَسُوقُ بِهَا الحاَديِ‌ المُنِيخُ عَلَي جَمَلٍ

فَمَا هَكَذَا كَانَت وُصَاةُ نَبِيّكُم   وَ مَا هَكَذَا الإِنصَافُ أَعظَمَ بِذَا المَثَلِ

فَهَل بَعدَ هَذَا مِن مَقَالٍ لِقَائِلٍ   إِلّا قَبّحَ اللّهُ الأمَاَنيِ‌ّ وَ العِلَلَ

فَلَمّا فَرَغَ الخُطَبَاءُ وَ أَجَابَ النّاسُ قَامَ أَبُو مُوسَي فَخَطَبَ النّاسَ وَ أَمَرَهُم بِوَضعِ السّلَاحِ وَ الكَفّ عَنِ القِتَالِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ حَرّمَ عَلَينَا دِمَاءَنَا وَ أَموَالَنَا فَقَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَأكُلُوا أَموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ...وَ لا تَقتُلُوا أَنفُسَكُم إِنّ اللّهَ كانَ بِكُم رَحِيماً وَ قَالَوَ مَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنّمُ خالِداً فِيها يَا أَهلَ الكُوفَةِ

هذاتمام الحديث .بيان شقة الثوب والعصا بالكسر ماشق منه مستطيلا ولعلها كناية استعيرت هنا للأولاد وترقرق تحرك والشي‌ء لمع والشمس صارت كأنها تدور. قوله ع في نفسي‌ منهم حاجة أي لاأعلمهم مسلمين و لاأنتظر رجوعهم وعالية الرمح مادخل في السنان إلي ثلثه والصفيحة السيف العريض والمهند السيف المطبوع من حديد الهند


صفحه : 75

49- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع قَالَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ لَمّا أَنفَذَهُ إِلَي الزّبَيرِ يَستَفِيئُهُ إِلَي طَاعَتِهِ قَبلَ حَربِ الجَمَلِ لَا تَلقَيَنّ طَلحَةَ فَإِنّكَ إِن تَلقَهُ تَجِدهُ كَالثّورِ عَاقِصاً قَرنَهُ يَركَبُ الصّعبَ وَ يَقُولُ هُوَ الذّلُولُ وَ لَكِنِ القَ الزّبَيرَ فَإِنّهُ أَليَنُ عَرِيكَةً فَقُل لَهُ يَقُولُ لَكَ ابنُ خَالِكَ عرَفَتنَيِ‌ بِالحِجَازِ وَ أنَكرَتنَيِ‌ بِالعِرَاقِ فَمَا عَدَا مِمّا بَدَا

قال السيد رضي‌ الله عنه هو ع أول من سمعت منه هذه الكلمة أعني‌ فما عدا مما بدا.بيان يستفيئه أي يسترجعه إن تلقه تجده و في رواية إن تلفه تلفه بالفاء أي تجده عاقصا أي عاطفا قدالتوي قرناه علي أذنيه يقال عقص شعره أي ضفره وفتله والأعقص من التيوس وغيرها ماالتوي قرناه علي أذنيه من خلفه وعاقصا إما مفعول ثان لتجده أوحال عن الثور يركب الصعب أي يستهين المستصعب من الأمور والعريكة الطبيعة. والتعبير بابن الخال كقول هارون لموسي يا ابن أم للاستمالة بالإذكار بالنسب والرحم . قوله ع فما عدا مما بدا قال ابن أبي الحديد معني الكلام فما صرفك عما بدا منك أي ظهر أي ما ألذي صدّك عن طاعتي‌ بعدإظهارك لها و مِن هاهنا بمعني عن و قدجاءت في كثير من كلامهم وحذف ضمير المفعول كثير جدا. و قال الراوندي‌ له معنيان أحدهما ما ألذي منعك مما كان قدبدا منك من البيعة قبل هذه الحالة الثاني‌ ما ألذي عاقك من البداء ألذي يبدو


صفحه : 76

للإنسان و يكون المفعول الأول لعدا محذوفا يدل عليه الكلام أي ماعداك يريد مامنعك عما كان بدا لك من نصرتي‌. و قال ابن ميثم أقول هذه الوجوه و إن احتملت أن تكون تفسيرا إلا أن في كل منها عدولا عن الظاهر والحق أن يقال إن عدا بمعني جاوز و من لبيان الجنس والمراد ما ألذي جاوز لك عن بيعتي‌ مما بدا لك بعدها من الأمور التي‌ ظهرت لك وتبقي الألفاظ علي أوضاعها الأصلية مع استقامة المعني وحسنه . وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ سَأَلتُ ابنَ عَبّاسٍ عَن تِلكَ الرّسَالَةِ فَقَالَ بعَثَنَيِ‌ فَأَتَيتُ الزّبَيرَ فَقُلتُ لَهُ فَقَالَ إنِيّ‌ أُرِيدُ مَا تُرِيدُ كَأَنّهُ يَقُولُ المُلكَ وَ لَم يزَدِنيِ‌ عَلَي ذَلِكَ فَرَجَعتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَأَخبَرتُهُ

50- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع عِندَ خُرُوجِهِ لِقِتَالِ أَهلِ البَصرَةِ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ دَخَلتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بذِيِ‌ قَارٍ وَ هُوَ يَخصِفُ نَعلَهُ فَقَالَ لِي مَا قِيمَةُ هَذِهِ النّعلِ فَقُلتُ لَا قِيمَةَ لَهَا قَالَ وَ اللّهِ لهَيِ‌َ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن إِمرَتِكُم إِلّا أَن أُقِيمَ حَقّاً أَو أَدفَعَ بَاطِلًا ثُمّ خَرَجَ فَخَطَبَ النّاسَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمّداً صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ لَيسَ أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ يَقرَأُ كِتَاباً وَ لَا يدَعّيِ‌ نُبُوّةً فَسَاقَ النّاسَ حَتّي بَوّأَهُم مَحَلّتَهُم وَ بَلّغَهُم مَنجَاتَهُم فَاستَقَامَت قَنَاتُهُم وَ اطمَأَنّت صَفَاتُهُم أَمَا وَ اللّهِ إِن كُنتُ لفَيِ‌ سَاقَتِهَا حَتّي تَوَلّت بِحَذَافِيرِهَا مَا عَجَزتُ وَ لَا جَبُنتُ وَ إِنّ مسَيِريِ‌ هَذَا لِمِثلِهَا فَلَأَنقُبَنّ البَاطِلَ حَتّي يَخرُجَ الحَقّ مِن جَنبِهِ مَا لِي وَ لِقُرَيشٍ وَ اللّهِ لَقَد قَاتَلتُهُم كَافِرِينَ وَ لَأُقَاتِلَنّهُم مَفتُونِينَ وَ إنِيّ‌ لَصَاحِبُهُم بِالأَمسِ كَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ اليَومَ


صفحه : 77

بيان ذو قار موضع قريب من البصرة حتي بوّأهم أي أسكنهم محلتهم أي ضرب الناس بسيفه علي الإسلام حتي أوصلهم إليه . و قال ابن ميثم المراد بالقناة القوة والغلبة والدولة التي‌ حصلت لهم مجازا من باب إطلاق السبب علي المسبب فإن الرمح أوالظهر سبب للقوة والغلبة والصّفاة الحجارة الملساء أي كانوا قبل الإسلام متزلزلين في أحوالهم بالنهب والغارة وأمثالها. إن كنت لفي‌ ساقتها هي‌ جمع سائق كحائك وحاكة ثم استعملت للأخير لأن السائق إنما يكون في آخر الركب والجيش وشبه أمر الجاهلية إما بعجاجة ثائرة أوبكتيبة مقبلة للحرب فقال إني‌ طردتها فولت بين يدي‌ أطردها حتي لم يبق منها شيءلمثلها أي لمثل تلك الحالة التي‌ كنت عليها معهم في زمن الرسول ص فلأنقبن و في بعض النسخ لأبقرن الباطل حتي أخرج الحق من خاصرته شبه ع الباطل بحيوان ابتلع جوهرا ثمينا أعن منه فاحتيج إلي شق بطنه في استخلاص ماابتلع . و في نسخة ابن أبي الحديد بعد قوله ع صاحبهم اليوم و الله ماتنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيزنا كما قال الأول أدمت لعمري‌ شربك المحض صابحا. وأكلك بالزبد المقشرة البجرا. ونحن وهبناك العلاء و لم تكن .عليا وحطنا حولك الجرد والسمرا.أقول المقشرة التمرة التي‌ أخرج منها نواتها والبجر بالضم الأمر العظيم والعجب ولعله هنا كناية عن الكثرة أو الحسن أواللطافة ويحتمل أن يكون مكان المفعول المطلق يقال بجر كفرح فهو بجر امتلأ بطنه من اللبن والماء و لم يرو وتبجر النبيذ ألح في شربه وكثير بجير إتباع والجرد بالضم جمع الأجرد و هوالفرس ألذي رقت شعرته وقصرت و هومدح والسمر جمع الأسمر و هوالرمح


صفحه : 78

51- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي مَعنَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ اللّهِ مَا أَنكَرُوا عَلَيّ مُنكَراً وَ لَا جَعَلُوا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم نَصَفاً وَ إِنّهُم لَيَطلُبُونَ حَقّاً تَرَكُوهُ وَ دَماً سَفَكُوهُ فَإِن كُنتُ شَرِيكَهُم فِيهِ فَإِنّ لَهُم نَصِيبَهُم مِنهُ وَ إِن كَانُوا وَلُوهُ دوُنيِ‌ فَمَا الطّلِبَةُ إِلّا قِبَلَهُم وَ إِنّ أَوّلَ عَدلِهِم لَلحُكمُ عَلَي أَنفُسِهِم وَ إِنّ معَيِ‌ لبَصَيِرتَيِ‌ وَ اللّهِ مَا لَبَستُ وَ لَا لُبِسَ عَلَيّ وَ إِنّهَا لَلفِئَةُ البَاغِيَةُ فِيهَا الحَمَأُ وَ الحُمّةُ وَ الشّبهَةُ المُغدِفَةُ وَ إِنّ الأَمرَ لَوَاضِحٌ وَ قَد زَاحَ البَاطِلُ عَن نِصَابِهِ وَ انقَطَعَ لِسَانُهُ عَن شَغبِهِ وَ ايمُ اللّهِ لَأُفرِطَنّ لَهُم حَوضاً أَنَا مَاتِحُهُ لَا يَصدُرُونَ عَنهُ برِيِ‌ّ وَ لَا يَعُبّونَ بَعدَهُ فِي حسَي‌ٍ[حسِي‌ٍ]

وَ مِنهَا فَأَقبَلتُم إلِيَ‌ّ إِقبَالَ العُوذِ المَطَافِيلِ عَلَي أَولَادِهَا تَقُولُونَ البَيعَةَ البَيعَةَ قَبَضتُ كفَيّ‌ فَبَسَطتُمُوهَا وَ نَازَعتُكُم يدَيِ‌ فَجَاذَبتُمُوهَا أللّهُمّ إِنّهُمَا قطَعَاَنيِ‌ وَ ظلَمَاَنيِ‌ وَ نَكَثَا بيَعتَيِ‌ وَ أَلّبَا النّاسَ عَلَيّ فَاحلُل مَا عَقَدَا وَ لَا تُحكِم لَهُمَا مَا أَبرَمَا وَ أَرِهِمَا المَسَاءَةَ فِيمَا أَمّلَا وَ عَمِلَا وَ لَقَدِ استَثَبتُهُمَا قَبلَ القِتَالِ وَ استَأنَيتُ بِهِمَا أَمَامَ الوِقَاعِ فَغَمَطَا النّعمَةَ وَ رَدّا العَافِيَةَ

تبيين النصف بالكسر والتحريك الإنصاف والعدل أي إنصافا أوحكما ذا إنصاف ويقال ولي‌ أمرا أي قام به والطلِبة بكسر اللام ماطلبته من شيء و قال في النهاية لبست الأمر بالفتح إذاخلطت بعضه ببعض وربما شدد للتكثير. و قال ابن أبي الحديد الحماء الطين الأسود وحمة العقرب سمها أي في هذه الفئة الضلال والفساد ويروي الحمي بألف مقصورة و هوكناية عن الزبير


صفحه : 79

لأن كل من كان نسيب الرجل فهم الأحماء واحدهم حمي مثل قفا وأقفاء و ما كان نسيب المرأة فهم الأختان فأما الأصهار فيجمع الجهتين و كان الزبير ابن عمة رسول الله ص و قد كان النبي صلي الله عليه وآله أعلم عليا بأن فئة تبغي‌ عليه في أيام خلافته فيهابعض زوجاته وبعض أحمائه فكني ع عن الزوجة بالحمة وهي‌ سم للعقرب والحماء يضرب مثلا لغير الطيب الغير الصافي‌. و قال ابن ميثم المغدفة الخفية وأصله المرأة تغدف وجهها أي تستره وروي‌ المغذفة بكسر الذال من أغذف أي أظلم وهي‌ إشارة إلي شبهتهم في الطلب بدم عثمان و قدزاح الباطل أي بعد وذهب عن نصابه أي مركزه ومقره والشغب بالتسكين تهييج الشر و قديحرك والعب الشرب بلا مص والحسي‌ ماء كامن في رمل يحفر عنه فيستخرج و يكون باردا عذبا و هذه كناية عن الحرب والهيجاء وتهديد بهما و مايتعقبهما من القتل والهلاك . و قال الجوهري‌ العوذ حديثات النتائج من الظباء والخيل والإبل واحدها عائد مثل حائل وحول و ذلك إذاولدت عشرة أيام أوخمسة عشر يوما ثم هي‌ مطفل . و في القاموس المطفل كمحسن ذات الطفل من الأنس والوحش والجمع مطافيل . وقيل إن في الجمع بين الوصفين تجوز و علي ما في القاموس لايحتاج إلي ذلك وألّبا بتشديد اللام من التأليب و هوالتحريض قوله واستثبتهما استفعال من ثاب يثوب إذارجع أي طلبت منهما أن يرجعا وروي‌ بالتاء المثناة من التوبة واستأنيت أي انتظرت من الإناءة فغمطا بالكسر أي حقرا


صفحه : 80

52- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع فِي ذِكرِ أَهلِ البَصرَةِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا يَرجُو الأَمرَ لَهُ وَ يَعطِفُهُ عَلَيهِ دُونَ صَاحِبِهِ لَا يَمُتّانِ بِحَبلٍ وَ لَا يَمُدّانِ إِلَيهِ بِسَبَبٍ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبُ[حَامِلُ]ضَبّ لِصَاحِبِهِ وَ عَمّا قَلِيلٍ يُكشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ وَ اللّهِ لَئِن أَصَابُوا ألّذِي يُرِيدُونَ لَيَنتَزِعَنّ هَذَا نَفسَ هَذَا وَ لَيَأتِيَنّ هَذَا عَلَي هَذَا قَد قَامَتِ الفِئَةُ البَاغِيَةُ فَأَينَ المُحتَسِبُونَ وَ قَد سُنّت لَهُمُ السّنَنُ وَ قُدّمَ لَهُمُ الخَبَرُ وَ لِكُلّ ضَلّةٍ عِلّةٌ وَ لِكُلّ نَاكِثٍ شُبهَةٌ وَ اللّهِ لَا أَكُونُ كَمُستَمِعِ اللّدمِ يَسمَعُ الناّعيِ‌َ وَ يَحضُرُ الباَكيِ‌َ ثُمّ لَا يَعتَبِرُ

إيضاح قوله ع كل واحد منهما أي طلحة والزبير لايمتان قال في النهاية المت التوسل والتوصل بحرمة أوقرابة أو غير ذلك و قال السبب في الأصل الحبل ألذي يتوصل به إلي ماء ثم استعير لكل مايتوصل به إلي شيءكقوله تعالي وَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ أي الوصل والمودات و قال الضب الغضب والحقد والظاهر أن الضمير المجرور في قناعه راجع إلي كل واحد منهما والباء في به للسببية والضمير للضب يكشف قناعه ألذي استتر به ويظهر حاله بسبب حقده وبغضه فأين المحتسبون أي العاملون لله والطالبون للأجر ويقال أيضا احتسب عليه أي أنكر وتقديم الخبر هوإخبار النبي ص بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وضمير في قوله لهم في الموضعين للمحتسبين أوللفئة الباغية وعلة ضلتهم هي‌ البغي‌ والحسد وشبهتهم في نكث البيعة الطلب بدم


صفحه : 81

عثمان كماقيل أوالمعني أن لكل ضلالة غالبا علة ولكل ناكث شبهة بخلاف هؤلاء فإنهم يعدلون عن الحق مع وضوحه بغير عذر وشبهة. ومستمع اللدم الضبع واللدم هوصوت الحجر يضرب به الأرض أوحيلة يفعلها الصائد عند باب جحرها فتنام و لاتتحرك حتي يجعل الحبل في عرقوبها فيخرجها والمعني لاأغتر و لاأغفل عن كيد الأعداء فاستمع الناعي‌ بقتل طائفة من المسلمين ويحضر الباكي‌ علي قتلاهم فلاأحاربهم حتي يحيطوا بي‌. وقيل لاأكون كمن يسمع الضرب والبكاء ثم لايصدق حتي يجي‌ء لمشاهدة الحال . و قال الجوهري‌ اللدم ضرب المرأة صدرها وعضديها في النياحة

53- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع عِندَ مَسِيرِ أَصحَابِ الجَمَلِ إِلَي البَصرَةِ إِنّ اللّهَ بَعَثَ رَسُولًا هَادِياً بِكِتَابٍ نَاطِقٍ وَ أَمرٍ قَائِمٍ لَا يَهلِكُ عَنهُ إِلّا هَالِكٌ وَ إِنّ المُبتَدَعَاتِ المُشَبّهَاتِ هُنّ مِنَ المُهلِكَاتِ إِلّا مَا حَفِظَ اللّهُ مِنهَا[كَذَا] وَ إِنّ فِي سُلطَانِ اللّهِ عِصمَةً لِأَمرِكُم فَأَعطُوهُ طَاعَتَكُم غَيرَ مُلَوّمَةٍ وَ لَا مُستَكرَهٍ بِهَا وَ اللّهِ لَتَفعَلُنّ أَو لَيَنقُلَنّ اللّهُ عَنكُم سُلطَانَ الإِسلَامِ ثُمّ لَا يَنقُلُهُ إِلَيكُم أَبَداً حَتّي يَأرِزَ الأَمرُ إِلَي غَيرِكُم إِنّ هَؤُلَاءِ قَد تَمَالَئُوا عَلَي سَخطَةِ إمِاَرتَيِ‌ وَ سَأَصبِرُ مَا لَم أَخَف عَلَي جَمَاعَتِكُم فَإِنّهُم إِن تَمّمُوا عَلَي فَيَالَةِ هَذَا الرأّي‌ِ انقَطَعَ نِظَامُ المُسلِمِينَ وَ إِنّمَا طَلَبُوا هَذِهِ الدّنيَا حَسَداً لِمَن أَفَاءَهَا اللّهُ عَلَيهِ فَأَرَادُوا رَدّ الأُمُورِ عَلَي أَدبَارِهَا وَ لَكُم عَلَينَا العَمَلُ بِكِتَابِ اللّهِ تَعَالَي وَ سِيرَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ القِيَامُ بِحَقّهِ وَ النّعشُ لِسُنّتِهِ


صفحه : 82

بيان وأمر قائم أي باق وحكمه غيرمنسوخ وقيل أي مستقيم ليس بذي‌ عوج لايهلك عنه أي معرضا وعادلا عنه إلاهالك أي من بلغ الغاية في الهلاك والمشبهات بالفتح أي التي‌ أشبهت السنن وليست منها أوبالكسر أي التي‌ تشبه الأمر علي الناس . و قوله ع إلا ماحفظ الله استثناء من بعض متعلقات المهلكات أي أنها مهلكة في جميع الأحوال إلاحال حفظ الله بالعصمة عن ارتكابها أو كل أحد إلا من حفظه الله فما بمعني من . قوله ع و إن في سلطان الله أودين الله أوحجة الله أوالإمام أي في طاعته . قوله ع غيرملومة أي مخلصين غيرملوم صاحبها بأن ينسب إلي النفاق والرياء. و في بعض النسخ علي التفعيل للمبالغة ويروي غيرملوية أي غيرمعوجة من لويت العود إذاعطفته . قوله حتي يأرز أي ينقبض وينضم ويجتمع . إن هؤلاء أي طلحة والزبير وعائشة قدتمالئوا أي تساعدوا واجتمعوا أوتعاونوا والفيالة الضعف أي إن بقوا علي ضعف رأيهم قطعوا نظام المسلمين والفي‌ء الرجوع . قوله فأرادوا رد الأمور أي أرادوا انتزاع الأمر منه ع كماانتزع أولا والنعش الرفع والضميران في حقه وسنته راجعان إلي الرسول

54-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامِهِ ع فِي ذِكرِ السّائِرِينَ إِلَي البَصرَةِ لِحَربِهِ


صفحه : 83

ع فَقَدِمُوا عَلَي عمُاّليِ‌ وَ خُزّانِ بَيتِ مَالِ المُسلِمِينَ ألّذِي فِي يدَيَ‌ّ وَ عَلَي أَهلِ مِصرٍ كُلّهُم فِي طاَعتَيِ‌ وَ عَلَي بيَعتَيِ‌ فَشَتّتُوا كَلِمَتَهُم وَ أَفسَدُوا عَلَي جَمَاعَتِهِم وَ وَثَبُوا عَلَي شيِعتَيِ‌ فَقَتَلُوا طَاِئفَةً منهُم غَدراً وَ طَائِفَةٌ عَضّوا عَلَي أَسيَافِهِم فَضَارَبُوا حَتّي لَقُوا اللّهَ صَادِقِينَ

توضيح شتته فرقه و قال ابن الأثير في النهاية أصل العض اللزوم يقال عض عليه عضا وعضيضا إذالزمه انتهي أي طائفة من الشيعة لزموا سيوفهم ويروي طائفة بالنصب أي وقتلوا طائفة شأنهم ذلك

55- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع كَلّمَ بِهِ بَعضَ العَرَبِ وَ قَد أَرسَلَهُ قَومٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ لَمّا قَرُبَ ع مِنهَا يَعلَمُ لَهُم مِنهُ حَقِيقَةَ حَالِهِ مَعَ أَصحَابِ الجَمَلِ لِتَزُولَ الشّبهَةُ مِن نُفُوسِهِم فَبَيّنَ لَهُ ع مِن أَمرِهِ مَعَهُم مَا عَلِمَ بِهِ أَنّهُ عَلَي الحَقّ ثُمّ قَالَ لَهُ بَايِع فَقَالَ إنِيّ‌ رَسُولُ قَومٍ وَ لَا أُحدِثُ حَدَثاً حَتّي أَرجِعَ إِلَيهِم فَقَالَ ع أَ رَأَيتَ لَو أَنّ الّذِينَ وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً تبَتغَيِ‌ لَهُم مَسَاقِطَ الغَيثِ فَرَجَعتَ إِلَيهِم وَ أَخبَرتَهُم عَنِ الكَلَإِ وَ المَاءِ فَخَالَفُوكَ إِلَي المَعَاطِشِ وَ المَجَادِبِ مَا كُنتَ صَانِعاً قَالَ كُنتُ تَارِكَهُم وَ مُخَالِفَهُم إِلَي الكَلَإِ وَ المَاءِ فَقَالَ لَهُ ع فَامدُد إِذاً يَدَكَ فَقَالَ الرّجُلُ فَوَ اللّهِ مَا استَطَعتُ أَن أَمتَنِعَ عِندَ قِيَامِ الحُجّةِ عَلَيّ فَبَايَعتُهُ ع

و الرجل يعرف بكليب الجرمي‌.


صفحه : 84

بيان المجادب محال الجدب

56- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ عِندَ مَسِيرِهِ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي البَصرَةِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ جَبهَةِ الأَنصَارِ وَ سَنَامِ العَرَبِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أُخبِرُكُم فِي أَمرِ عُثمَانَ حَتّي يَكُونَ سَمعُهُ كَعِيَانِهِ إِنّ النّاسَ طَعَنُوا عَلَيهِ فَكُنتُ رَجُلًا مِنَ المُهَاجِرِينَ أُكثِرُ استِعتَابَهُ وَ أُقِلّ عِتَابَهُ وَ كَانَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ أَهوَنُ سَيرِهِمَا فِيهِ الوَجِيفُ وَ أَرفَقُ حِدَائِهِمَا العَنِيفُ وَ كَانَ مِن عَائِشَةَ فِيهِ فَلتَةُ غَضَبٍ فَأُتِيحَ لَهُ قَومٌ قَتَلُوهُ وَ باَيعَنَيِ‌ النّاسُ غَيرَ مُستَكرَهِينَ وَ لَا مُجبَرِينَ بَل طَائِعِينَ مُخَيّرِينَ وَ اعلَمُوا أَنّ دَارَ الهِجرَةِ قَد قَلَعَت بِأَهلِهَا وَ قَلَعُوا بِهَا وَ جَاشَت جَيشَ المِرجَلِ وَ قَامَتِ الفِتنَةُ عَلَي القُطبِ فَأَسرِعُوا إِلَي أَمِيرِكُم وَ بَادِرُوا جِهَادَ عَدُوّكُم إِن شَاءَ اللّهُ

57- وَ مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَيهِم بَعدَ فَتحِ البَصرَةِ وَ جَزَاكُمُ اللّهُ مِن أَهلِ مِصرٍ عَن أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم أَحسَنَ مَا يجَزيِ‌ العَامِلِينَ بِطَاعَتِهِ وَ الشّاكِرِينَ لِنِعمَتِهِ فَقَد سَمِعتُم وَ أَطَعتُم وَ دُعِيتُم فَأَجَبتُم

بيان أكثر استعتابه أي أكثر طلب العتبي منه والرجوع إلي مايرضي به القوم منه وأقل عتابه أي لائمته علي وجه الإذلال والمؤاخذة إما لعدم النفع أوللمصلحة والوجيف السير السريع قوله ع فلتة غضب أي فجاءة غضب والحاصل أن هؤلاء الثلاثة كانوا أشد الناس عليه فأتيح له أي قدر وهيئ وجاشت غلت والمرجل القدر من النحاس ودار الهجرة المدينة والغرض إعلامهم باضطراب حال المدينة وأهلها حين علموا بمسير القوم إلي البصرة للفتنة.


صفحه : 85

أقول قال ابن ميثم رحمه الله كتب ع كتاب الأول حين نزل بماء العذيب متوجها إلي البصرة وبعثه مع الحسن ع وعمار بن ياسر

58- وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي الشّرحِ رَوَي مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ يَسَارٍ القرُشَيِ‌ّ قَالَ لَمّا نَزَلَ عَلِيّ ع الرّبَذَةَ مُتَوَجّهاً إِلَي البَصرَةِ بَعَثَ إِلَي الكُوفَةِ مُحَمّدَ بنَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ مُحَمّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ وَ كَتَبَ إِلَيهِم هَذَا الكِتَابَ يعَنيِ‌ الكِتَابَ الأَوّلَ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ فحَسَبيِ‌ بِكُم إِخوَاناً وَ لِلدّينِ أَنصَاراً فَانفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا وَ جاهِدُوا بِأَموالِكُم وَ أَنفُسِكُم فِي سَبِيلِ اللّهِلَعَلّكُم تُفلِحُونَ

59- وَ رَوَي أَبُو مِخنَفٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الصّقعَبُ قَالَ سَمِعتُ عَبدَ اللّهِ بنَ جُنَادَةَ يُحَدّثُ أَنّ عَلِيّاً ع لَمّا نَزَلَ الرّبَذَةَ بَعَثَ هَاشِمَ بنَ عُتبَةَ بنِ أَبِي وَقّاصٍ إِلَي أَبِي مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ وَ هُوَ الأَمِيرُ يَومَئِذٍ عَلَي الكُوفَةِ لِيُنَفّرَ إِلَيهِ النّاسَ وَ كَتَبَ إِلَيهِ مَعَهُ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ بَعَثتُ إِلَيكَ هَاشِمَ بنَ عُتبَةَ لِتُشخِصَ إلِيَ‌ّ مَن قِبَلَكَ مِنَ المُسلِمِينَ لِيَتَوَجّهُوا إِلَي قَومٍ نَكَثُوا بيَعتَيِ‌ وَ قَتَلُوا شيِعتَيِ‌ وَ أَحدَثُوا فِي الإِسلَامِ هَذَا الحَدَثَ العَظِيمَ فَاشخَص بِالنّاسِ إلِيَ‌ّ مَعَهُ حِينَ يَقدَمُ عَلَيكَ فإَنِيّ‌ لَم أُوَلّكَ المِصرَ ألّذِي أَنتَ بِهِ وَ لَم أُقِرّكَ عَلَيهِ إِلّا لِتَكُونَ مِن أعَواَنيِ‌ عَلَي الحَقّ وَ أنَصاَريِ‌ عَلَي هَذَا الأَمرِ وَ السّلَامُ


صفحه : 86

60- وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ أَنّهُ لَمّا قَدِمَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ وَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ الكُوفَةَ استَنفَرَا النّاسَ فَمَنَعَهُم أَبُو مُوسَي فَلَحِقَا بعِلَيِ‌ّ ع فَأَخبَرَاهُ بِالخَبَرِ

61- وَ رَوَي أَبُو مِخنَفٍ أَنّ هَاشِمَ بنَ عُتبَةَ لَمّا قَدِمَ الكُوفَةَ دَعَا أَبَا مُوسَي فَقَالَ اتّبِع مَا كَتَبَ بِهِ إِلَيكَ فَأَبَي ذَلِكَ فَبَعَثَ إِلَي هَاشِمٍ يَتَوَعّدُهُ فَكَتَبَ إِلَي عَلِيّ بِامتِنَاعِهِ وَ أَنّهُ شَاقّ بَعِيدُ الوُدّ ظَاهِرُ الغِلّ وَ الشّنَآنِ وَ أَنّهُ هَدّدَهُ بِالسّجنِ وَ القَتلِ فَلَمّا وَرَدَ كِتَابُهُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد أَتَاهُ بِهِ المُحِلّ بنُ خَلِيفَةَ فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَدّي الحَقّ إِلَي أَهلِهِ وَ وَضَعَهُ مَوضِعَهُ فَكَرِهَ ذَلِكَ قَومٌ وَ قَد وَ اللّهِ كَرِهُوا نُبُوّةَ مُحَمّدٍص ثُمّ بَارَزُوهُ وَ جَاهَدُوهُ فَرَدّ اللّهُ كَيدَهُم فِي نُحُورِهِم وَ جَعَلَ دَائِرَةَ السّوءِ عَلَيهِم وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَنُجَاهِدَنّهُم مَعَكَ فِي كُلّ مَوطِنٍ حِفظاً لِرَسُولِ اللّهِص فِي أَهلِ بَيتِهِ إِذ صَارُوا أَعدَاءً لَهُم بَعدَهُ فَرَحّبَ بِهِ عَلِيّ ع وَ قَالَ لَهُ خَيراً ثُمّ أَجلَسَهُ إِلَي جَانِبِهِ وَ قَرَأَ كِتَابَ هَاشِمٍ وَ سَأَلَهُ عَنِ النّاسِ وَ عَن أَبِي مُوسَي فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَثِقُ بِهِ وَ لَا آمَنُهُ عَلَي خِلَافِكَ إِن وَجَدَ مَن يُسَاعِدُهُ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ مَا كَانَ عنِديِ‌ بِمُؤتَمَنٍ وَ لَا نَاصِحٍ وَ لَقَد أَرَدتُ عَزلَهُ فأَتَاَنيِ‌ الأَشتَرُ فسَأَلَنَيِ‌ أَن أُقِرّهُ وَ ذَكَرَ أَنّ أَهلَ الكُوفَةِ بِهِ رَاضُونَ فَأَقرَرتُهُ

وَ رَوَي أَبُو مِخنَفٍ قَالَ وَ بَعَثَ عَلِيّ ع مِنَ الرّبَذَةِ بَعدَ وُصُولِ المُحِلّ بنِ خَلِيفَةَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ وَ مُحَمّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ إِلَي أَبِي مُوسَي وَ كَتَبَ مَعَهُمَا مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ أَمّا بَعدُ يَا ابنَ الحَائِكِ


صفحه : 87

يَا عَاضّ أَيرِ أَبِيهِ فَوَ اللّهِ إِن كُنتُ لَأَرَي أَنّ بَعدَكَ مِن هَذَا الأَمرِ ألّذِي لَم يَجعَلكَ اللّهُ لَهُ أَهلًا وَ لَا جَعَلَ لَكَ فِيهِ نَصِيباً سَيَمنَعُكَ مِن رَدّ أمَريِ‌ وَ الِافتِرَاءِ عَلَيّ وَ قَد بَعَثتُ إِلَيكَ ابنَ عَبّاسٍ وَ ابنَ أَبِي بَكرٍ فَخَلّهِمَا وَ المِصرَ وَ أَهلَهُ وَ اعتَزِل عَمَلَنَا مَذءُوماً مَدحُوراً فَإِن فَعَلتَ وَ إِلّا فإَنِيّ‌ قَد أَمَرتُهُمَا أَن يُنَابِذَاكَ عَلَي سَوَاءٍ إِنّ اللّهَ لَا يهَديِ‌ كَيدَ الخَائِنِينَ فَإِذَا ظَهَرَا عَلَيكَ قَطَعَاكَ إِرباً إِرباً وَ السّلَامُ عَلَي مَن شَكَرَ النّعمَةَ وَ وَفَي بِالبَيعَةِ وَ عَمِلَ بِرَجَاءِ العَافِيَةِ قَالَ أَبُو مِخنَفٍ فَلَمّا أَبطَأَ ابنُ عَبّاسٍ وَ ابنُ أَبِي بَكرٍ عَن عَلِيّ ع وَ لَم يَدرِ مَا صَنَعَا رَحَلَ عَنِ الرّبَذَةِ إِلَي ذيِ‌ قَارٍ فَنَزَلَهَا قَالَ فَلَمّا نَزَلَ ذَا قَارٍ بَعَثَ إِلَي الكُوفَةِ الحَسَنَ ابنَهُ ع وَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ زَيدَ بنَ صُوحَانَ وَ قَيسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ مَعَهُم كِتَابٌ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ فَأَقبَلُوا حَتّي كَانُوا بِالقَادِسِيّةِ فَتَلَقّاهُمُ النّاسُ فَلَمّا دَخَلُوا الكُوفَةَ قَرَءُوا كِتَابَ عَلِيّ ع وَ هُوَ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي مَن بِالكُوفَةِ مِنَ المُسلِمِينَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ خَرَجتُ مخَرجَيِ‌ هَذَا إِمّا ظَالِماً وَ إِمّا مَظلُوماً وَ إِمّا بَاغِياً وَ إِمّا مَبغِيّاً عَلَيّ فَأَنشُدُ اللّهَ رَجُلًا بَلَغَهُ كتِاَبيِ‌ هَذَا إِلّا نَفَرَ إلِيَ‌ّ فَإِن كُنتُ مَظلُوماً أعَاَننَيِ‌ وَ إِن كُنتُ ظَالِماً استعَتبَنَيِ‌ وَ السّلَامُ قَالَ فَلَمّا دَخَلَ الحَسَنُ ع وَ عَمّارٌ الكُوفَةَ اجتَمَعَ إِلَيهِمَا النّاسُ فَقَامَ الحَسَنُ فَاستَقَرّ فَاستَنفَرَ النّاسَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّا جِئنَاكُم نَدعُوكُم إِلَي اللّهِ وَ إِلَي كِتَابِهِ وَ سُنّةِ رَسُولِهِ وَ إِلَي أَفقَهِ مَن تَفَقّهَ مِنَ المُسلِمِينَ وَ أَعدَلِ مَن تُعَدّلُونَ وَ أَفضَلِ مَن تُفَضّلُونَ وَ أَوفَي مَن


صفحه : 88

تُبَايِعُونَ مَن لَم يُعيِهِ القُرآنُ وَ لَم تُجَهّلهُ السّنّةُ وَ لَم تَقعُد بِهِ السّابِقَةُ إِلَي مَن قَرّبَهُ اللّهُ إِلَي رَسُولِهِ قَرَابَتَينِ قَرَابَةَ الدّينِ وَ قَرَابَةَ الرّحِمِ إِلَي مَن سَبَقَ النّاسَ إِلَي كُلّ مَأثُرَةٍ إِلَي مَن كَفَي اللّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَ النّاسُ مُتَخَاذِلُونَ فَقَرُبَ مِنهُ وَ هُم مُتَبَاعِدُونَ وَ صَلّي مَعَهُ وَ هُم مُشرِكُونَ وَ قَاتَلَ مَعَهُ وَ هُم مُنهَزِمُونَ وَ بَارَزَ مَعَهُ وَ هُم مُجمِحُونَ[مُحجِمُونَ] وَ صَدّقَهُ وَ هُم مُكَذّبُونَ إِلَي مَن لَم تُرَدّ لَهُ رَايَةٌ[رِوَايَةٌ] وَ لَا تُكَافِئ لَهُ سَابِقَةٌ وَ هُوَ يَسأَلُكُمُ النّصرَ وَ يَدعُوكُم إِلَي الحَقّ وَ يَسأَلُكُم بِالمَسِيرِ إِلَيهِ لِتُوَازِرُوهُ وَ تَنصُرُوهُ عَلَي قَومٍ نَكَثُوا بَيعَتَهُ وَ قَتَلُوا أَهلَ الصّلَاحِ مِن أَصحَابِهِ وَ مَثّلُوا بِعُمّالِهِ وَ انتَهَبُوا بَيتَ مَالِهِ فَاشخَصُوا إِلَيهِ رَحِمَكُمُ اللّهُ فَمُرُوا بِالمَعرُوفِ وَ انهَوا عَنِ المُنكَرِ وَ احضُرُوا بِمَا يَحضُرُ بِهِ[ من ]الصّالِحُونَ

قَالَ أَبُو مِخنَفٍ وَ حدَثّنَيِ‌ جَابِرُ بنُ يَزِيدَ عَن تَمِيمِ بنِ حِذيَمٍ قَالَقَدِمَ عَلَينَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ يَستَنفِرَانِ النّاسَ إِلَي عَلِيّ ع وَ مَعَهُمَا كِتَابُهُ فَلَمّا فَرَغَا مِن كِتَابِهِ قَامَ الحَسَنُ وَ هُوَ فَتًي حَدَثٌ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لأَرَثيِ‌ لَهُ مِن حَدَاثَةَ سِنّهِ وَ صُعُوبَةِ مَقَامِهِ فَرَمَاهُ النّاسُ بِأَبصَارِهِم وَ هُم يَقُولُونَ أللّهُمّ سَدّد مَنطِقَ ابنِ بِنتِ نَبِيّنَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي عَمُودٍ يَتَسَانَدُ إِلَيهِ وَ كَانَ عَلِيلًا مِن شَكوَي بِهِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ العَزِيزِ الجَبّارِ الوَاحِدِ القَهّارِ الكَبِيرِ المُتَعَالِ سَوَاءٌ مِنكُم مَن أَسَرّ القَولَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ وَ مَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللّيلِ وَ سَارِبٌ بِالنّهَارِ أَحمَدُهُ عَلَي حُسنِ البَلَاءِ وَ تَظَاهُرِ النّعمَاءِ وَ عَلَي مَا أَحبَبنَا وَ كَرِهنَا مِن شِدّةٍ وَ رَخَاءٍ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ امتَنّ عَلَينَا بِنُبُوّتِهِ وَ اختَصّهُ بِرِسَالَتِهِ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ وَحيَهُ وَ اصطَفَاهُ عَلَي جَمِيعِ خَلقِهِ وَ أَرسَلَهُ إِلَي الإِنسِ وَ الجِنّ حِينَ عُبِدَتِ الأَوثَانُ وَ أُطِيعَ الشّيطَانُ وَ جُحِدَ الرّحمَنُ فَصَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ جَزَاهُ أَفضَلَ مَا جَزَي المُرسَلِينَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ لَا أَقُولُ لَكُم إِلّا مَا تَعرِفُونَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ أَرشَدَ اللّهُ أَمرَهُ وَ أَعَزّ نَصرَهُ بعَثَنَيِ‌ إِلَيكُم يَدعُوكُم إِلَي الصّوَابِ وَ إِلَي العَمَلِ


صفحه : 89

بِالكِتَابِ وَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ إِن كَانَ فِي عَاجِلِ ذَاكَ مَا تَكرَهُونَ فَإِنّ فِي آجِلِهِ مَا تُحِبّونَ إِن شَاءَ اللّهُ وَ قَد عَلِمتُم أَنّ عَلِيّاً صَلّي مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَحدَهُ وَ أَنّهُ يَومَ صَدّقَ بِهِ لفَيِ‌ عَاشِرَةٍ مِن سِنّهِ ثُمّ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ جَمِيعَ مَشَاهِدِهِ وَ كَانَ مِنِ اجتِهَادِهِ فِي مَرضَاةِ اللّهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ آثَارِهِ الحَسَنَةِ فِي الإِسلَامِ مَا قَد بَلَغَكُم وَ لَم يَزَل رَسُولُ اللّهِص رَاضِياً عَنهُ حَتّي غَمّضَهُ بِيَدِهِ وَ غَسّلَهُ وَحدَهُ وَ المَلَائِكَةُ أَعوَانُهُ وَ الفَضلُ ابنُ عَمّهِ يَنقُلُ إِلَيهِ المَاءَ ثُمّ أَدخَلَهُ حُفرَتَهُ وَ أَوصَاهُ بِقَضَاءِ دَينِهِ وَ عِدَاتِهِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِن مَنّ اللّهِ عَلَيهِ ثُمّ وَ اللّهِ مَا دَعَاهُم إِلَي نَفسِهِ وَ لَقَد تَدَاكّ النّاسُ عَلَيهِ تَدَاكّ الإِبِلِ الهِيمِ عِندَ وُرُودِهَا فَبَايَعُوهُ طَائِعِينَ ثُمّ نَكَثَ مِنهُم نَاكِثُونَ بِلَا حَدَثٍ أَحدَثَهُ وَ لَا خِلَافٍ أَتَاهُ حَسَداً لَهُ وَ بَغياً عَلَيهِ فَعَلَيكُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَي اللّهِ وَ الجِدّ وَ الصّبرِ وَ الِاستِعَانَةِ بِاللّهِ وَ الخُفُوفِ[ أي السرعة] إِلَي مَا دَعَاكُم إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَصَمَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم بِمَا عَصَمَ بِهِ أَولِيَاءَهُ وَ أَهلَ طَاعَتِهِ وَ أَلهَمَنَا وَ إِيّاكُم تَقوَاهُ وَ أَعَانَنَا وَ إِيّاكُم عَلَي جِهَادِ أَعدَائِهِ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ العَظِيمَ لِي وَ لَكُم ثُمّ مَضَي إِلَي الرّحبَةِ فَهَيّأَ مَنزِلًا لِأَبِيهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ جَابِرٌ فَقُلتُ لِتَمِيمٍ كَيفَ أَطَاقَ هَذَا الغُلَامُ مَا قَد قَصَصتَهُ مِن كَلَامِهِ فَقَالَ وَ مَا سَقَطَ عنَيّ‌ مِن قَولِهِ أَكثَرُ وَ لَقَد حَفِظتُ بَعضَ مَا سَمِعتُ قَالَ أَبُو مِخنَفٍ وَ لَمّا فَرَغَ الحَسَنُ ع مِن خُطبَتِهِ قَامَ عَمّارٌ وَ خَطَبَ النّاسَ وَ استَنفَرَهُم فَلَمّا سَمِعَ أَبُو مُوسَي خُطبَتَهُمَا صَعِدَ المِنبَرَ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَنَا بِمُحَمّدٍ فَجَمَعَنَا بَعدَ الفُرقَةِ وَ جَعَلَنَا إِخوَاناً مُتَحَابّينَ بَعدَ العَدَاوَةِ وَ حَرّمَ عَلَينَا دِمَاءَنَا وَ أَموَالَنَا قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُلا تَأكُلُوا أَموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ وَ قَالَ تَعَالَيوَ مَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنّمُفَاتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ ضَعُوا أَسلِحَتَكُم وَ كُفّوا عَن قِتَالِ إِخوَانِكُم


صفحه : 90

إِلَي آخِرَ خُطبَتِهِ المَلعُونَةِ التّيِ‌ تَركُهَا أَولَي مِن ذِكرِهَا وَ تنُاَديِ‌ بِكُفرِ صَاحِبِهَا وَ نِفَاقِهِ قَالَ فَلَمّا أَتَتِ الأَخبَارُ عَلِيّاً بِاختِلَافِ النّاسِ بِالكُوفَةِ بَعَثَ الأَشتَرَ إِلَيهَا فَأَخرَجَهُ مِنهَا صَاغِراً قَالَ أَبُو مِخنَفٍ وَ لَمّا نَزَلَ عَلِيّ ع ذَا قَارٍ كَتَبَت عَائِشَةُ إِلَي حَفصَةَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أُخبِرُكِ أَنّ عَلِيّاً قَد نَزَلَ ذَا قَارٍ وَ أَقَامَ بِهَا مَرعُوباً خَائِفاً لِمَا بَلَغَهُ مِن عِدّتِنَا وَ جَمَاعَتِنَا فَهُوَ بِمَنزِلَةِ الأَشقَرِ إِن تَقَدّمَ عُقِرَ وَ إِن تَأَخّرَ نُحِرَ فَدَعَت حَفصَةُ جوَاَريِ‌َ لَهَا يَتَغَنّينَ وَ يَضرِبنَ بِالدّفُوفِ فَأَمَرَتهُنّ أَن يَقُلنَ فِي غِنَائِهِنّ مَا الخَبَرُ مَا الخَبَرُ عَلِيّ فِي السّفَرِ كَالفَرَسِ الأَشقَرِ إِن تَقَدّمَ عُقِرَ وَ إِن تَأَخّرَ نُحِرَ وَ جَعَلَت بَنَاتُ الطّلَقَاءِ يَدخُلنَ عَلَي حَفصَةَ وَ يَجتَمِعنَ لِسَمَاعِ ذَلِكَ الغِنَاءِ فَبَلَغَ أُمّ كُلثُومٍ بِنتَ عَلِيّ ع ذَلِكَ فَلَبِسَت جَلَابِيبَهَا وَ دَخَلَت عَلَيهِنّ فِي نِسوَةٍ مُتَنَكّرَاتٍ ثُمّ أَسفَرَت عَن وَجهِهَا فَلَمّا عَرَفَتهَا حَفصَةُ خَجِلَت وَ استَرجَعَت فَقَالَت أُمّ كُلثُومٍ لَئِن تَظَاهَرتُمَا عَلَيهِ اليَومَ لَقَد تَظَاهَرتُمَا عَلَي أَخِيهِ مِن قَبلُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِيكُمَا مَا أَنزَلَ فَقَالَت حَفصَةُ كفُيّ‌ رَحِمَكِ اللّهُ وَ أَمَرَت


صفحه : 91

بِالكِتَابِ فَمُزّقَ وَ استَغفَرَتِ اللّهَ فَقَالَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فِي ذَلِكَ


عَذَرنَا الرّجَالَ بِحَربِ الرّجَالِ   فَمَا لِلنّسَاءِ وَ مَا لِلسّبَابِ

أَ مَا حَسبُنَا مَا أَتَينَا بِهِ   لَكَ الخَيرُ مِن هَتكِ ذَاكَ الحِجَابِ

وَ مَخرَجُهَا اليَومَ مِن بَيتِهَا   يُعَرّفُهَا الذّنبَ نَبحُ الكِلَابِ

إِلَي أَن أَتَاهَا كِتَابٌ لَهَا   مَشُومٌ فَيَا قُبحَ ذَاكَ الكِتَابِ

أقول الأير الذكر و قال ابن الأثير في النهاية و فيه من تعزي بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه و لاتكنوا أي فقولوا له اعضض بأير أبيك و لاتكنوا بالأير عن الهن تنكيرا له وتأديبا. وأيضا قال في مادة أير في حديث علي ع من يطل أير أبيه ينطق به هذامثل ضربه أي من كثرت إخوته اشتد ظهره بهم انتهي . ولعل المعني هنا أخذه بسنة أبيه الكافر ولزومه بجهله وعصبيته ومعايبه أوقلة أعوانه وأنصاره ودناءته


صفحه : 92

62- وذكر المفيد قدس سره في كتاب الكافية قصة حفصة بسندين آخرين نحوا مما مر

63- الكَافِيَةُ فِي إِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ، رَوَوا أَنّهُ ع لَمّا بَلَغَهُ وَ هُوَ بِالرّبَذَةِ خَبَرُ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ قَتلِهِمَا حَكِيمَ بنَ جَبَلَةَ وَ رِجَالًا مِنَ الشّيعَةِ وَ ضَربِهِمَا عُثمَانَ بنَ حُنَيفٍ وَ قَتلِهِمَا السّبَابِجَةَ قَامَ عَلَي الغَرَائِرِ فَقَالَ إِنّهُ أتَاَنيِ‌ خَبَرٌ مُتَفَظّعٌ وَ نَبَأٌ جَلِيلٌ أَنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ وَرَدَا البَصرَةَ فَوَثَبَا عَلَي عاَملِيِ‌ فَضَرَبَاهُ ضَرباً مُبَرّحاً وَ تُرِكَ لَا يُدرَي أَ حيَ‌ّ هُوَ أَم مَيّتٌ وَ قَتَلَا العَبدَ الصّالِحَ حَكِيمَ بنَ جَبَلَةَ فِي عِدّةٍ مِن رِجَالِ المُسلِمِينَ الصّالِحِينَ لَقُوا اللّهَ مُوفُونَ بِبَيعَتِهِم مَاضِينَ عَلَي حَقّهِم وَ قَتَلَا السّبَابِجَةَ خُزّانَ بَيتِ المَالِ ألّذِي لِلمُسلِمِينَ قَتَلُوهُم[طَائِفَةً مِنهُم]صَبراً وَ قَتَلُوا طَائِفَةً منهُم غَدراً فَبَكَي النّاسُ بُكَاءً شَدِيداً وَ رَفَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَدَيهِ يَدعُو وَ يَقُولُ أللّهُمّ اجزِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ جَزَاءَ الظّالِمِ الفَاجِرِ وَ الخُفُورِ الغَادِرِ

64-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع فِي ذِكرِ أَصحَابِ الجَمَلِ فَخَرَجُوا يَجُرّونَ حُرمَةَ رَسُولِ اللّهِص كَمَا تُجَرّ الأَمَةُ عِندَ شِرَائِهَا مُتَوَجّهِينَ بِهَا البَصرَةَ فَحَبَسَا نِسَاءَهُمَا فِي بُيُوتِهِمَا وَ أَبرَزَا حَبِيسَ رَسُولِ اللّهِص لَهُمَا وَ لِغَيرِهِمَا فِي جَيشٍ مَا مِنهُم رَجُلٌ إِلّا وَ قَد أعَطاَنيِ‌َ الطّاعَةَ وَ سَمَحَ لِي بِالبَيعَةِ طَائِعاً غَيرَ مُكرَهٍ فَقَدِمُوا عَلَي عاَملِيِ‌ بِهَا وَ خُزّانِ بَيتِ مَالِ المُسلِمِينَ وَ غَيرِهِم مِن أَهلِهَا فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبراً وَ طَائِفَةً غَدراً فَوَ اللّهِ لَو لَم يُصِيبُوا مِنَ المُسلِمِينَ إِلّا رَجُلًا وَاحِداً مُعتَمِدِينَ لِقَتلِهِ بِلَا جُرمٍ جَرّهُ لَحَلّ لِي قَتلُ ذَلِكَ الجَيشِ كُلّهِ إِذ حَضَرُوهُ فَلَم يُنكِرُوهُ وَ لَم يَدفَعُوا بِلِسَانٍ وَ لَا بِيَدٍ دَع مَا إِنّهُم


صفحه : 93

قَد قَتَلُوا مِنَ المُسلِمِينَ مِثلَ العِدّةِ التّيِ‌ دَخَلُوا بِهَا عَلَيهِم

بيان الحرمة مايحرم انتهاكه والمراد بهاهنا الزوجة كالحبيس والضمير في حبسا راجع إلي طلحة والزبير و قوله ع صبرا أي بعدالأسر وغدرا أي بعدالأمان قوله ع جره أي جذبه أو من الجريرة قال في القاموس الجر الجذب والجريرة الذنب جر علي نفسه وغيره جريرة يجرها بالضم والفتح جرا. قال ابن ميثم فإن قلت المفهوم من هذاالكلام تعليل جواز قتله ع لذلك الجيش بعدم إنكارهم للمنكر فهل يجوز قتل من لم ينكر المنكر قلت أجاب ابن أبي الحديد عنه فقال يجوز قتلهم لأنهم اعتقدوا ذلك القتل مباحا كمن يعتقد إباحة الزنا وشرب الخمر. وأجاب الراوندي‌ رحمه الله بأن جواز قتلهم لدخولهم في عموم قوله تعالي إِنّما جَزاءُ الّذِينَ يُحارِبُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسعَونَ فِي الأَرضِ فَساداً أَن يُقَتّلُواالآية وهؤلاء قدحاربوا رسول الله لقوله ص يا علي حربك حربي‌ وسعوا في الأرض بالفساد. واعترض المجيب الأول عليه فقال الإشكال إنما هو في التعليل بعدم إنكار المنكر والتعليل بعموم الآية لاينفعه . وأقول الجواب الثاني‌ أسد والجواب الأول ضعيف لأن القتل و إن وجب علي من اعتقد إباحة ماعلم من الدين ضرورة لكن هؤلاء كان جميع مافعلوه من القتل والخروج بالتأويل و إن كان معلوم الفساد فظهر الفرق بين اعتقاد حل الخمر والزنا و بين اعتقاد هؤلاء إباحة مافعلوه .


صفحه : 94

و أماالاعتراض علي الجواب الثاني‌ فضعيف أيضا لأن له أن يقول إن قتل المسلم إذاصدر عن بعض الجيش و لم ينكر الباقون مع تمكنهم وحضورهم كان ذلك قرينة علي الرضا من جميعهم والراضي‌ بالقتل شريك القاتل خصوصا إذا كان معروفا بصحبته والاتحاد به لاتحاد بعض الجيش ببعض و كان خروج ذلك الجيش علي الإمام محاربة لله ولرسوله ص وسعيا في الأرض بالفساد و ذلك عين مقتضي الآية انتهي ملخص كلامه . ويمكن أن يجاب عن اعتراضه علي الجواب بأن هؤلاء كانوا مدعين لشبهة لم تكن شبهة محتملة لأنهم خرجوا علي الإمام بعدالبيعة طائعين غيرمكرهين كماذكره ع مع أن الاحتمال كاف له فتأمل . ويمكن الجواب عن أصل السؤال بأن التعليل ليس بعدم إنكار المنكر مطلقا بل بعدم إنكار هؤلاء لهذا المنكر الخاص أي قتل واحد من المسلمين المعاونين للإمام ع بالخروج عليه وربما يشعر بذلك قوله ع لحل لي قتل ذلك الجيش . ويمكن حمل كلام الراوندي‌ علي ذلك و أما ماذكره أخيرا من جواز قتل الراضي‌ بالقتل فإن أراد الحكم كليا فلايخفي إشكاله و إن أراد في هذه المادة الخاصة فصحيح . ويرد علي جواب ابن أبي الحديد مثل ماأورده هو علي الراوندي‌ رحمه الله بأن الإشكال إنما هو في التعليل بعدم إنكار المنكر لا في استحلال القتل و لوقدر في كلامه ع كأن يقول المراد إذ حضروه مستحلين فلم ينكروا لأمكن للراوندي‌ أن يقول إذ حضروه محاربين . و لوأجاب بأن الحضور مع عدم الإنكار هوالاستحلال فبطلانه ظاهر مع أن للراوندي‌ رحمه الله أن يقول الحضور في جيش قدقتل بعضهم أحدا من أتباع الإمام من حيث إنه من شيعته مع عدم الإنكار والدفع محاربة لله ولرسوله ص و لاريب أنه كذلك


صفحه : 95

65- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي مَعنَي طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ قَد كُنتُ وَ مَا أُهَدّدُ بِالحَربِ وَ لَا أُرهَبُ بِالضّربِ وَ أَنَا عَلَي مَا وعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ مِنَ النّصرِ وَ اللّهِ مَا استَعجَلَ مُتَجَرّداً لِلطّلَبِ بِدَمِ عُثمَانَ إِلّا خَوفاً مِن أَن يُطَالَبَ بِدَمِهِ لِأَنّهُ كَانَ مَظِنّتَهُ وَ لَم يَكُن فِي القَومِ أَحرَصُ عَلَيهِ مِنهُ فَأَرَادَ أَن يُغَالِطَ بِمَا أَجلَبَ فِيهِ لِيَلتَبِسَ الأَمرُ وَ يَقَعَ الشّكّ وَ وَ اللّهِ مَا صَنَعَ فِي أَمرِ عُثمَانَ وَاحِدَةً مِن ثَلَاثٍ لَئِن كَانَ ابنُ عَفّانَ ظَالِماً كَمَا كَانَ يَزعُمُ لَقَد كَانَ ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن يُؤَازِرَ قَاتِلِيهِ أَو يُنَابِذَ نَاصِرِيهِ وَ لَئِن كَانَ مَظلُوماً لَقَد كَانَ ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن يَكُونَ مِنَ المُنَهنِهِينَ عَنهُ وَ المُعَذّرِينَ فِيهِ وَ لَئِن كَانَ فِي شَكّ مِنَ الخَصلَتَينِ لَقَد كَانَ ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن يَعتَزِلَهُ وَ يَركُدَ جَانِباً وَ يَدَعَ النّاسَ مَعَهُ فَمَا فَعَلَ وَاحِدَةً مِنَ الثّلَاثِ وَ جَاءَ بِأَمرٍ لَم يُعرَف بَابُهُ وَ لَم يَسلَم مَعَاذِيرُهُ

بيان قوله ع قدكنت قال ابن أبي الحديد كان هاهنا تامة والواو للحال أي خلقت ووجدت بهذه الصفة ويجوز أن يكون الواو زائدة و كان ناقصة وخبرها ماأهدد وتجرد في الأرض أي جد فيه ذكره الجوهري‌. و قال ابن الأثير في مادة جلب من كتاب النهاية و في حديث علي ع أراد أن يغالط بما أجلب فيه يقال أجلبوا عليه إذاتجمعوا وتألبوا وأجلبه أي أعانه وأجلب عليه إذاصاحبه واستحثه . و قال الجوهري‌ لبست عليه الأمر ألبس خلطت و قال أعذر أي صار


صفحه : 96

ذا عذر و في النهاية فما نهنهها شيءدون العرش أي مامنعها وكفها عن الوصول إليه والركود السكون والثبات

66- نهج ،[نهج البلاغة] وَ قَالَ ع لِأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَ قَد كَانَ بَعَثَهُ إِلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ لَمّا جَاءَ إِلَي البَصرَةِ يُذَكّرُهُمَا شَيئاً مِمّا سَمِعَهُ مِن رَسُولِ اللّهِ فِي مَعنَاهُمَا فَلَوَي عَن ذَلِكَ فَرَجَعَ إِلَيهِ فَقَالَ إنِيّ‌ أُنسِيتُ ذَلِكَ الأَمرَ فَقَالَ ع لَهُ إِن كُنتَ كَاذِباً فَضَرَبَكَ اللّهُ بِهَا بَيضَاءَ لَامِعَةً لَا تُوَارِيهَا العِمَامَةُ يعَنيِ‌ البَرَصَ فَأَصَابَ أَنَساً هَذَا الدّاءُ فِيمَا بَعدُ فِي وَجهِهِ فَكَانَ لَا يُرَي إِلّا مُتَبَرقَعاً

67-ج ،[الإحتجاج ]احتِجَاجُهُ ع عَلَي النّاكِثِينَ فِي خُطبَةٍ خَطَبَهَا حِينَ نَكَثُوهَا فَقَالَ إِنّ اللّهَ ذُو[ذَا]الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ لَمّا خَلَقَ الخَلقَ وَ اختَارَ خِيَرَةً مِن خَلقِهِ وَ اصطَفَي صَفوَةً مِن عِبَادِهِ وَ أَرسَلَ رَسُولًا مِنهُم وَ أَنزَلَ عَلَيهِ كِتَابَهُ وَ شَرَعَ لَهُ دِينَهُ وَ فَرَضَ فَرَائِضَهُ فَكَانَتِ الجُملَةُ قَولَ اللّهِ جَلّ ذِكرُهُ حَيثُ أَمَرَ فَقَالَأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُمفَهُوَ لَنَا أَهلَ البَيتِ خَاصّةً دُونَ غَيرِنَا فَانقَلَبتُم عَلَي أَعقَابِكُم وَ ارتَدَدتُم وَ نَقَضتُمُ الأَمرَ وَ نَكَثتُمُ العَهدَ وَ لَم تَضُرّوا اللّهَ شَيئاً وَ قَد أَمَرَكُمُ اللّهُ أَن تَرُدّوا الأَمرَ إِلَي اللّهِ وَ إِلَي رَسُولِهِ وَ إِلَي أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُمُ المُستَنبِطِينَ لِلعِلمِ فَأَقرَرتُم ثُمّ جَحَدتُم وَ قَد قَالَ اللّهُ لَكُمأَوفُوا بعِهَديِ‌ أُوفِ بِعَهدِكُم وَ إيِاّي‌َ فَارهَبُونِ إِنّ أَهلَ الكِتَابِ وَ الحِكمَةِ وَ الإِيمَانِ وَ آلَ اِبرَاهِيمَ بَيّنَهُ اللّهُ لَهُم فَحَسَدُوهُ وَ أَنزَلَ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُأَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً فَمِنهُم مَن آمَنَ بِهِ وَ مِنهُم مَن صَدّ عَنهُ وَ كَفي بِجَهَنّمَ سَعِيراًفَنَحنُ آلُ اِبرَاهِيمَ فَقَد حُسِدنَا كَمَا حُسِدَ آبَاؤُنَا


صفحه : 97

وَ أَوّلُ مَن حُسِدَ آدَمُ ألّذِي خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِيَدِهِ وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ وَ أَسجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ عَلّمَهُ الأَسمَاءَ وَ اصطَفَاهُ عَلَي العَالَمِينَ فَحَسَدَهُ الشّيطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ ثُمّ حَسَدَ قَابِيلُ هَابِيلَ فَقَتَلَهُ فَكَانَ مِنَ الخَاسِرِينَ وَ نُوحٌ ع حَسَدَهُ قَومُهُ فَقَالُواما هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم يَأكُلُ مِمّا تَأكُلُونَ مِنهُ وَ يَشرَبُ مِمّا تَشرَبُونَ وَ لَئِن أَطَعتُم بَشَراً مِثلَكُم إِنّكُم إِذاً لَخاسِرُونَ وَ لِلّهِ الخِيَرَةُ يَختَارُ مَن يَشَاءُ وَيَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُيؤُتيِ‌ الحِكمَةَ وَ العِلمَ مَن يَشَاءُ ثُمّ حَسَدُوا نَبِيّنَاص أَلَا وَ نَحنُ أَهلُ البَيتِ الّذِينَ أَذهَبَ اللّهُ عَنّا الرّجسَ وَ نَحنُ المَحسُودُونَ كَمَا حُسِدَ آبَاؤُنَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ قَالَوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِفَنَحنُ أَولَي النّاسِ بِإِبرَاهِيمَ وَ نَحنُ وَرِثنَاهُ وَ نَحنُ أُولُو الأَرحَامِ الّذِينَ وَرِثنَا الكَعبَةَ وَ نَحنُ آلُ اِبرَاهِيمَ أَ فَتَرغَبُونَ عَن مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَمَن تبَعِنَيِ‌ فَإِنّهُ منِيّ‌ يَا قَومِ أَدعُوكُم إِلَي اللّهِ وَ إِلَي رَسُولِهِ وَ إِلَي كِتَابِهِ وَ إِلَي ولَيِ‌ّ أَمرِهِ وَ إِلَي وَصِيّهِ وَ إِلَي وَارِثِهِ مِن بَعدِهِ فَاستَجِيبُوا لَنَا وَ اتّبِعُوا آلَ اِبرَاهِيمَ وَ اقتَدُوا بِنَا فَإِنّ ذَلِكَ لَنَا آلَ اِبرَاهِيمَ فَرضاً وَاجِباً وَ الأَفئِدَةُ مِنَ النّاسِ تهَويِ‌ إِلَينَا وَ ذَلِكَ دَعوَةُ اِبرَاهِيمَ ع حَيثُ قَالَفَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ‌ إِلَيهِمفَهَل نَقَمتُم مِنّا إِلّا أَن آمَنّا بِاللّهِ وَ مَا أُنزِلَ عَلَينَا وَ لَا تَتَفَرّقُوا فَتَضِلّوا وَ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَيكُم وَ قَد أَنذَرتُكُم وَ دَعَوتُكُم وَ أَرشَدتُكُم ثُمّ أَنتُم وَ مَا تَختَارُونَهُ

68-ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَكُنتُ قَاعِداً عِندَ


صفحه : 98

عَلِيّ ع حِينَ دَخَلَ عَلَيهِ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فَاستَأذَنَاهُ فِي العُمرَةِ فَأَبَي أَن يَأذَنَ لَهُمَا وَ قَد قَالَ قَدِ اعتَمَرتُمَا فَأَعَادَا عَلَيهِ الكَلَامَ فَأَذِنَ لَهُمَا ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا يُرِيدَانِ العُمرَةَ قُلتُ فَلَا تَأذَن لَهُمَا فَرَدّهُمَا ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا تُرِيدَانِ العُمرَةَ وَ مَا تُرِيدَانِ إِلّا نَكثاً لِبَيعَتِكُمَا وَ إِلّا فُرقَةً لِأُمّتِكُمَا فَحَلَفَا لَهُ فَأَذِنَ لَهُمَا ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا يُرِيدَانِ العُمرَةَ قُلتُ فَلِمَ أَذِنتَ لَهُمَا قَالَ حَلَفَا لِي بِاللّهِ قَالَ فَخَرَجَا إِلَي مَكّةَ فَدَخَلَا عَلَي عَائِشَةَ فَلَم يَزَالَا بِهَا حَتّي أَخرَجَاهَا

69-شاج ،[الإرشاد والإحتجاج ] وَ روُيِ‌َ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ عِندَ تَوَجّهِهِمَا إِلَي مَكّةَ لِلِاجتِمَاعِ مَعَ عَائِشَةَ فِي التّألِيبِ عَلَيهِ بَعدَ أَن حَمِدَ اللّهَ تَعَالَي وَ أَثنَي عَلَيهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بَعَثَ مُحَمّداًص لِلنّاسِ كَافّةً وَ جَعَلَهُ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ فَصَدَعَ بِمَا أُمِرَ بِهِ وَ بَلّغَ رِسَالَةَ رَبّهِ فَلَمّ بِهِ الصّدعَ وَ رَتَقَ بِهِ الفَتقَ وَ آمَنَ بِهِ السّبُلَ وَ حَقَنَ بِهِ الدّمَاءَ وَ أَلّفَ بِهِ بَينَ ذوَيِ‌ الإِحَنِ وَ العَدَاوَةِ وَ الوَغرِ فِي الصّدُورِ وَ الضّغَائِنِ الرّاسِخَةِ فِي القُلُوبِ ثُمّ قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ حَمِيداً لَم يُقَصّر فِي الغَايَةِ التّيِ‌ إِلَيهَا أَدّي الرّسَالَةَ وَ لَا بَلّغَ شَيئاً كَانَ فِي التّقصِيرِ عَنهُ القَصدُ وَ كَانَ مِن بَعدِهِ مَا كَانَ مِنَ التّنَازُعِ فِي الإِمرَةِ فَتَوَلّي أَبُو بَكرٍ وَ بَعدَهُ عُمَرُ ثُمّ تَوَلّي عُثمَانُ فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ أتَيَتمُوُنيِ‌ فَقُلتُم بَايِعنَا فَقُلتُ لَا أَفعَلُ قُلتُم بَلَي فَقُلتُ لَا وَ قَبَضتُ يدَيِ‌ فَبَسَطتُمُوهَا وَ نَازَعتُكُم فَجَذَبتُمُوهَا وَ حَتّي تَدَاكَكتُم عَلَيّ كَتَدَاكُكِ الإِبِلِ الهِيمِ عَلَي حِيَاضِهَا يَومَ وُرُودِهَا حَتّي ظَنَنتُ أَنّكُم قاَتلِيِ‌ وَ أَنّ بَعضَكُم قَاتِلُ بَعضٍ وَ بَسَطتُ يدَيِ‌


صفحه : 99

فبَاَيعَتمُوُنيِ‌ مُختَارِينَ وَ باَيعَنَيِ‌ فِي أَوّلِكُم طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ طَائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ ثُمّ لَم يَلبَثَا أَنِ استأَذنَاَنيِ‌ فِي العُمرَةِ وَ اللّهُ يَعلَمُ أَنّهُمَا أَرَادَا الغَدرَةَ فَجَدّدتُ عَلَيهِمَا العَهدَ فِي الطّاعَةِ وَ أَن لَا يَبغِيَا الأُمّةَ الغَوَائِلَ فعَاَهدَاَنيِ‌ ثُمّ لَم يَفِيَا لِي وَ نَكَثَا بيَعتَيِ‌ وَ نَقَضَا عهَديِ‌ فَعَجَباً لَهُمَا مِنِ انقِيَادِهِمَا لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ خِلَافِهِمَا لِي وَ لَستُ بِدُونِ أَحَدِ الرّجُلَينِ وَ لَو شِئتُ أَن أَقُولَ لَقُلتُ أللّهُمّ اغضَب عَلَيهِمَا بِمَا صَنَعَا وَ أظَفرِنيِ‌ بِهِمَا

بيان اللم الإصلاح والجمع والإحن كعنب جمع إحنة بالكسر وهي‌ الحقد ويقال في صدره علي وغر بالتسكين أي ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ والمصدر بالتحريك قوله ع و لوشئت أن أقول لقلت كناية أبلغ من الصريح في ذم الرجلين وكفرهما

70- ج ،[الإحتجاج ] وَ قَالَ ع فِي أَثنَاءِ كَلَامٍ آخَرَ وَ هَذَا طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ لَيسَا مِن أَهلِ بَيتِ النّبُوّةِ وَ لَا مِن ذُرّيّةِ الرّسُولِ حِينَ رَأَيَا أَنّ اللّهَ قَد رَدّ عَلَينَا حَقّنَا بَعدَ أَعصُرٍ فَلَم يَصبِرَا حَولًا كَامِلًا وَ لَا شَهراً كَامِلًا حَتّي وَثَبَا عَلَي دَأبِ المَاضِينَ قَبلَهُمَا لِيَذهَبَا بحِقَيّ‌ وَ يُفَرّقَا جَمَاعَةَ المُسلِمِينَ عنَيّ‌ ثُمّ دَعَا عَلَيهِمَا

71- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ الضبّيّ‌ّ عَن حَمزَةَ بنِ نَصرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ رَجَاءٍ الزبّيَديِ‌ّ قَالَ لَمّا رَجَعَت رُسُلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِن عِندِ طَلحَةَ


صفحه : 100

وَ الزّبَيرِ وَ عَائِشَةَ يُؤذِنُونَهُ بِالحَربِ قَامَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي مُحَمّدٍص ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ قَد رَاقَبتُ هَؤُلَاءِ القَومَ كَيمَا يَرعَوُوا وَ يَرجِعُوا وَ قَد وَبّختُهُم بِنَكثِهِم وَ عَرّفتُهُم بَغيَهُم فَلَيسُوا يَستَجِيبُونَ أَلَا وَ قَد بَعَثُوا إلِيَ‌ّ أَن أَبرُزَ لِلطّعَانِ وَ أَصبِرَ لِلجِلَادِ فَإِنّمَا مَنّتكَ نَفسُكَ مِن أَنبَاءِ الأَبَاطِيلِ هَبِلَتهُمُ الهَبُولُ قَد كُنتُ وَ مَا أُهَدّدُ بِالحَربِ وَ لَا أُرهَبُ بِالضّربِ وَ أَنَا عَلَي مَا وعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ مِنَ النّصرِ وَ التّأيِيدِ وَ الظّفَرِ وَ إنِيّ‌ لَعَلَي يَقِينٍ مِن ربَيّ‌ وَ فِي غَيرِ شُبهَةٍ مِن أمَريِ‌ أَيّهَا النّاسُ إِنّ المَوتَ لَا يَفُوتُهُ المُقِيمُ وَ لَا يُعجِزُهُ الهَارِبُ لَيسَ عَنِ المَوتِ مَحِيصٌ مَن لَم يُقتَل يَمُت إِنّ أَفضَلَ المَوتِ القَتلُ وَ ألّذِي نَفسُ ابنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ لَأَلفُ ضَربَةٍ بِالسّيفِ لَأَهوَنُ عَلَيّ مِن مَوتٍ عَلَي فِرَاشٍ يَا عَجَباً لِطَلحَةَ أَلّبَ عَلَي ابنِ عَفّانَ حَتّي إِذَا قُتِلَ أعَطاَنيِ‌ صَفقَةَ يَمِينِهِ طَائِعاً ثُمّ نَكَثَ بيَعتَيِ‌ وَ طَفِقَ يَنعَي ابنَ عَفّانَ ظَالِماً وَ جَاءَ يطَلبُنُيِ‌ يَزعُمُ بِدَمِهِ وَ اللّهِ مَا صَنَعَ فِي أَمرِ عُثمَانَ وَاحِدَةً مِن ثَلَاثٍ لَئِن كَانَ ابنُ عَفّانَ ظَالِماً كَمَا كَانَ يَزعُمُ حِينَ حَصَرَهُ وَ أَلّبَ عَلَيهِ إِنّهُ كَانَ ليَنَبغَيِ‌ أَن يُؤَازِرَ قَاتِلِيهِ وَ أَن يُنَابِذَ نَاصِرِيهِ وَ إِن كَانَ فِي تِلكَ الحَالِ مَظلُوماً إِنّهُ ليَنَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ مَعَهُ وَ إِن كَانَ فِي شَكّ مِنَ الخَصلَتَينِ لَقَد كَانَ ينَبغَيِ‌ أَن يَعتَزِلَهُ وَ يَلزَمَ بَيتَهُ وَ يَدَعَ النّاسَ جَانِباً فَمَا فَعَلَ مِن هَذِهِ الخِصَالِ وَاحِدَةً وَ هَا هُوَ ذَا قَد أعَطاَنيِ‌ صَفقَةَ يَمِينِهِ غَيرَ مَرّةٍ ثُمّ نَكَثَ بَيعَتَهُ أللّهُمّ فَخُذهُ وَ لَا تُمهِلهُ أَلَا وَ إِنّ الزّبَيرَ قَطَعَ رحَمِيِ‌ وَ قرَاَبتَيِ‌ وَ نَكَثَ بيَعتَيِ‌ وَ نَصَبَ لِيَ الحَربَ وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ ظَالِمٌ لِي أللّهُمّ فَاكفِنِيهِ بِمَ شِئتَ


صفحه : 101

72-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ قَالَ سَمِعتُ جَابِرَ بنَ يَزِيدَ الجعُفيِ‌ّ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ قَالَ لَمّا تَوَجّهَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِنَ المَدِينَةِ إِلَي النّاكِثِينَ بِالبَصرَةِ نَزَلَ الرّبَذَةَ فَلَمّا ارتَحَلَ مِنهَا لَقِيَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ خَلِيفَةَ الطاّئيِ‌ّ وَ قَد نَزَلَ بِمَنزِلٍ يُقَالُ لَهُ قَائِدٌ فَقَرّبَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي رَدّ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ وَ وَضَعَهُ فِي مَوضِعِهِ كَرِهَ ذَلِكَ قَومٌ أَم سُرّوا بِهِ فَقَد وَ اللّهِ كَرِهُوا مُحَمّداًص وَ نَابَذُوهُ وَ قَاتَلُوهُ فَرَدّ اللّهُ كَيدَهُم فِي نُحُورِهِم وَ جَعَلَ دَائِرَةَ السّوءِ عَلَيهِم وَ اللّهِ لَنُجَاهِدَنّ مَعَكَ فِي كُلّ مَوطِنٍ حِفظاً لِرَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ فَرَحّبَ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَجلَسَهُ إِلَي جَنبِهِ وَ كَانَ لَهُ حَبِيباً وَ وَلِيّاً وَ أَخَذَ يُسَائِلُهُ عَنِ النّاسِ إِلَي أَن سَأَلَهُ عَن أَبِي مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أَنَا وَاثِقٌ بِهِ وَ مَا آمَنُ عَلَيكَ خِلَافَهُ إِن وَجَدَ مُسَاعِداً عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ مَا كَانَ عنِديِ‌ مُؤتَمَناً وَ لَا نَاصِحاً وَ لَقَد كَانَ الّذِينَ تقَدَمّوُنيِ‌ استَولَوا عَلَي مَوَدّتِهِ وَ وَلّوهُ وَ سَلّطُوهُ بِالإِمرَةِ عَلَي النّاسِ وَ لَقَد أَرَدتُ عَزلَهُ فسَأَلَنَيِ‌َ الأَشتَرُ فِيهِ وَ أَن أُقِرّهُ فَأَقرَرتُهُ عَلَي كُرهٍ منِيّ‌ لَهُ وَ عَمِلتُ عَلَي صَرفِهِ مِن بَعدُ قَالَ فَهُوَ مَعَ عَبدِ اللّهِ فِي هَذَا وَ نَحوِهِ إِذ أَقبَلَ سَوَادٌ كَثِيرٌ مِن قِبَلِ جِبَالِ


صفحه : 102

طيَ‌ّءٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع انظُرُوا مَا هَذَا السّوَادُ وَ قَد ذَهَبَتِ الخَيلُ تَركُضُ فَلَم تَلبَث أَن رَجَعَت فَقِيلَ هَذِهِ طيَ‌ّءٌ قَد جَاءَتكَ تَسُوقُ الغَنَمَ وَ الإِبِلَ وَ الخَيلَ فَمِنهُم مَن جَاءَكَ بِهَدَايَاهُ وَ كَرَامَتِهِ وَ مِنهُم مَن يُرِيدُ النّفُوذَ مَعَكَ إِلَي عَدُوّكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَزَي اللّهُ طَيّاً خَيراًوَ فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ عَلَي القاعِدِينَ أَجراً عَظِيماً فَلَمّا انتَهَوا إِلَيهِ سَلّمُوا عَلَيهِ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ خَلِيفَةَ فسَرَنّيِ‌ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ مِن جَمَاعَتِهِم وَ حُسنِ هَيئَتِهِم وَ تَكَلّمُوا فَأَقَرّوا وَ اللّهِ لعِيَنيِ‌ مَا رَأَيتُ خَطِيباً أَبلَغَ مِن خَطِيبِهِم وَ قَامَ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ الطاّئيِ‌ّ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ كُنتُ أَسلَمتُ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَدّيتُ الزّكَاةَ عَلَي عَهدِهِ وَ قَاتَلتُ أَهلَ الرّدّةِ مِن بَعدِهِ أَرَدتُ بِذَلِكَ مَا عِندَ اللّهِ وَ عَلَي اللّهِ ثَوَابُ مَن أَحسَنَ وَ اتّقَي وَ قَد بَلَغَنَا أَنّ رِجَالًا مِن أَهلِ مَكّةَ نَكَثُوا بَيعَتَكَ وَ خَالَفُوا عَلَيكَ ظَالِمِينَ فَأَتَينَاكَ لِنَنصُرَكَ بِالحَقّ فَنَحنُ بَينَ يَدَيكَ فَمُرنَا بِمَا أَحبَبتَ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ فَنَحنُ نَصَرنَا اللّهَ مِن قَبلِ ذَاكُم وَ أَنتَ بِحَقّ جِئتَنَا فَسَنَنصُرُ سَنَكفِيكَ دُونَ النّاسِ طُرّاً بِنَصرِنَا وَ أَنتَ بِهِ مِن سَائِرِ النّاسِ أَجدَرُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَزَاكُمُ اللّهُ مِن حيَ‌ّ عَنِ الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ خَيراً فَقَد أَسلَمتُم طَائِعِينَ وَ قَاتَلتُمُ المُرتَدّينَ وَ نَوَيتُم نَصرَ المُسلِمِينَ وَ قَامَ سَعِيدُ بنُ عُبَيدٍ البخَترَيِ‌ّ مِن بنَيِ‌ بَختَرٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ مِنَ النّاسِ مَن يَقدِرُ أَن يُعَبّرَ بِلِسَانِهِ عَمّا فِي قَلبِهِ وَ مِنهُم مَن لَا يَقدِرُ أَن يُبَيّنَ مَا يَجِدُهُ فِي نَفسِهِ بِلِسَانِهِ فَإِن تَكَلّفَ ذَلِكَ شَقّ عَلَيهِ وَ إِن سَكَتَ عَمّا فِي قَلبِهِ بَرِحَ بِهِ الهَمّ وَ البَرَمُ وَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا كُلّ مَا فِي نفَسيِ‌ أَقدِرُ أَن أُؤَدّيَهُ إِلَيكَ بلِسِاَنيِ‌ وَ لَكِن وَ اللّهِ لَأَجهَدَنّ عَلَي أَن أُبَيّنَ لَكَ وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ التّوفِيقِ أَمّا أَنَا فإَنِيّ‌ نَاصِحٌ لَكَ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَ مُقَاتِلٌ مَعَكَ الأَعدَاءَ فِي كُلّ مَوطِنٍ وَ أَرَي لَكَ مِنَ الحَقّ مَا لَم أَكُن أَرَاهُ لِمَن كَانَ قَبلَكَ وَ لَا لِأَحَدٍ اليَومَ مِن أَهلِ زَمَانِكَ لِفَضِيلَتِكَ فِي الإِسلَامِ وَ قَرَابَتِكَ مِنَ الرّسُولِ وَ لَن أُفَارِقَكَ أَبَداً حَتّي تَظفَرَ أَو أَمُوتَ بَينَ يَدَيكَ


صفحه : 103

فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَرحَمُكَ اللّهُ فَقَد أَدّي لِسَانُكَ مَا يَجِدُ[يَجُنّ يَكُنّ]ضَمِيرُكَ لَنَا وَ نَسأَلُ اللّهَ أَن يَرزُقَكَ العَافِيَةَ وَ يُثِيبَكَ الجَنّةَ وَ تَكَلّمَ نَفَرٌ مِنهُم فَمَا حَفِظتُ غَيرَ كَلَامِ هَذَينِ الرّجُلَينِ ثُمّ ارتَحَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ اتّبَعَهُ مِنهُم سِتّمِائَةِ رَجُلٍ حَتّي نَزَلَ ذَا قَارٍ فَنَزَلَهَا فِي أَلفٍ وَ ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ

73- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَنِ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ عَن قَيسِ بنِ مُسلِمٍ عَن طَارِقِ بنِ شِهَابٍ قَالَ لَمّا نَزَلَ عَلِيّ بِالرّبَذَةِ سَأَلتُ عَن قُدُومِهِ إِلَينَا فَقِيلَ خَالَفَ عَلَيهِ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَائِشَةُ وَ صَارُوا إِلَي البَصرَةِ فَخَرَجَ يُرِيدُهُم فَصِرتُ إِلَيهِ فَجَلَستُ حَتّي صَلّي الظّهرَ وَ العَصرَ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ قَامَ إِلَيهِ ابنُهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فَجَلَسَ بَينَ يَدَيهِ ثُمّ بَكَي وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ لَا أَستَطِيعُ أَن أُكَلّمَكَ وَ بَكَي فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لَا تَبكِ يَا بنُيَ‌ّ وَ تَكَلّم وَ لَا تَحِنّ حَنِينَ الجَارِيَةِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ القَومَ حَصَرُوا عُثمَانَ يَطلُبُونَهُ بِمَا يَطلُبُونَهُ إِمّا ظَالِمُونَ أَو مَظلُومُونَ فَسَأَلتُكَ أَن تَعتَزِلَ النّاسَ وَ تَلحَقَ بِمَكّةَ حَتّي تَؤُبّ[تَئُوبَ]العَرَبُ وَ تَعُودَ إِلَيهَا أَحلَامُهَا وَ تَأتِيَكَ وُفُودُهَا فَوَ اللّهِ لَو كُنتَ فِي جُحرِ ضَبّ لَضَرَبَت إِلَيكَ العَرَبُ آبَاطَ الإِبِلِ حَتّي تَستَخرِجَكَ مِنهُ


صفحه : 104

ثُمّ خَالَفَكَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فَسَأَلتُكَ أَن لَا تَتبَعَهُمَا وَ تَدَعَهُمَا فَإِنِ اجتَمَعَتِ الأُمّةُ فَذَاكَ وَ إِنِ اختَلَفَت رَضِيتَ بِمَا قَسَمَ اللّهُ وَ أَنَا اليَومَ أَسأَلُكَ أَن لَا تَقدَمَ العِرَاقَ وَ أَذكُرَكَ بِاللّهِ أَن لَا تُقتَلَ بِمَضِيعَةٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَمّا قَولُكَ إِنّ عُثمَانَ حُصِرَ فَمَا ذَاكَ وَ مَا عَلَيّ مِنهُ وَ قَد كُنتُ بِمَعزِلٍ عَن حَصرِهِ وَ أَمّا قَولُكَ ائتِ مَكّةَ فَوَ اللّهِ مَا كُنتُ لِأَكُونَ الرّجُلَ ألّذِي يُستَحَلّ بِهِ مَكّةُ وَ أَمّا قَولُكَ اعتَزِلِ العِرَاقَ وَ دَع طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ فَوَ اللّهِ مَا كُنتُ لِأَكُونَ كَالضّبُعِ تَنتَظِرُ حَتّي يَدخُلَ عَلَيهَا طَالِبُهَا فَيَضَعَ الحَبلَ فِي رِجلِهَا حَتّي يَقطَعَ عُرقُوبَهَا ثُمّ يُخرِجَهَا فَيُمَزّقَهَا إِرباً إِرباً وَ لَكِنّ أَبَاكَ يَا بنُيَ‌ّ يَضرِبُ بِالمُقبِلِ إِلَي الحَقّ المُدبِرَ عَنهُ وَ بِالسّامِعِ المُطِيعِ العاَصيِ‌َ المُخَالِفَ أَبَداً حَتّي يأَتيِ‌َ عَلَيّ يوَميِ‌ فَوَ اللّهِ مَا زَالَ أَبُوكَ مَدفُوعاً عَن حَقّهِ مُستَأثَراً عَلَيهِ مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُص حَتّي يَومِ النّاسِ هَذَا فَكَانَ طَارِقُ بنُ شِهَابٍ أَيّ وَقتٍ حَدّثَ بِهَذَا الحَدِيثِ بَكَي

74-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَبِي عَوَانَةَ مُوسَي بنِ يُوسُفَ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ عَاصِمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَمرِو بنِ أَبِي قَيسٍ عَن مَيسَرَةَ بنِ حَبِيبٍ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو قَالَ أخَبرَنَيِ‌ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ قَالَ V


صفحه : 105

كُنّا مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بذِيِ‌ قَارٍ وَ نَحنُ نَرَي أَنّا سَنُختَطَفُ فِي يَومِنَا فَسَمِعتُهُ يَقُولُ وَ اللّهِ لَنَظهَرَنّ عَلَي هَذِهِ الفِرقَةِ وَ لَنَقتُلَنّ هَذَينِ الرّجُلَينِ يعَنيِ‌ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ وَ لَنَستَبِيحَنّ عَسكَرَهُمَا قَالَ التمّيِميِ‌ّ فَأَتَيتُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ فَقُلتُ أَ مَا تَرَي إِلَي ابنِ عَمّكَ وَ مَا يَقُولُ فَقَالَ لَا تَعجَل حَتّي نَنظُرَ مَا يَكُونُ قَالَ فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِ البَصرَةِ مَا كَانَ أَتَيتُهُ فَقُلتُ لَا أَرَي ابنَ عَمّكَ إِلّا قَد صَدَقَ فَقَالَ وَيحَكَ إِنّا كُنّا نَتَحَدّثُ أَصحَابَ مُحَمّدٍ أَنّ النّبِيّص عَهِدَ إِلَيهِ ثَمَانِينَ عَهداً لَم يَعهَد شَيئاً مِنهَا إِلَي أَحَدٍ غَيرِهِ فَلَعَلّ هَذَا مِمّا عَهِدَ إِلَيهِ

75-ل ،[الخصال ]فِيمَا أَجَابَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اليهَوُديِ‌ّ السّائِلَ عَمّا فِيهِ مِن خِصَالِ الأَوصِيَاءِ قَالَ عَلِيّ ع وَ أَمّا الخَامِسَةُ يَا أَخَا اليَهُودِ فَإِنّ المُتَابِعِينَ لِي لَمّا لَم يَطمَعُوا فِي تِلكَ منِيّ‌ وَثَبُوا بِالمَرأَةِ عَلَيّ وَ أَنَا ولَيِ‌ّ أَمرِهَا وَ الوصَيِ‌ّ عَلَيهَا فَحَمَلُوهَا عَلَي الجَمَلِ وَ شَدّوهَا عَلَي الرّحَالِ وَ أَقبَلُوا بِهَا تَخبِطُ الفيَاَفيِ‌َ وَ تَقطَعُ البرَاَريِ‌َ وَ تَنبَحُ عَلَيهَا كِلَابُ الحَوأَبِ وَ تَظهَرُ لَهُم عَلَامَاتُ النّدَمِ فِي كُلّ سَاعَةٍ وَ عِندَ كُلّ حَالٍ فِي عُصبَةٍ قَد باَيعَوُنيِ‌ ثَانِيَةً بَعدَ بَيعَتِهِمُ الأُولَي فِي حَيَاةِ النّبِيّص حَتّي أَتَت أَهلَ بَلدَةٍ قَصِيرَةً أَيدِيهِم طَوِيلَةً لِحَاهُم قَلِيلَةً عُقُولُهُم عَازِبَةً آرَاؤُهُم وَ هُم جِيرَانُ بَدوٍ وَ وُرّادُ بَحرٍ فَأَخرَجَتهُم يَخبِطُونَ بِسُيُوفِهِم مِن غَيرِ عِلمٍ وَ يَرمُونَ بِسِهَامِهِم بِغَيرِ فَهمٍ فَوَقَفتُ مِن أَمرِهِم عَلَي اثنَتَينِ كِلتَاهُمَا فِي مَحَلّةِ المَكرُوهِ مِمّن إِن كَفَفتُ لَم يَرجِع وَ لَم يَعقِل[ لَم يَرجِعُوا وَ لَم يَقلَعُوا] وَ إِن أَقَمتُ كُنتُ قَد صِرتُ إِلَي التّيِ‌ كَرِهتُ فَقَدّمتُ الحُجّةَ بِالإِعذَارِ وَ الإِنذَارِ وَ دَعوَةِ المَرأَةِ إِلَي الرّجُوعِ إِلَي بَيتِهَا وَ القَومِ الّذِينَ حَمَلُوهَا عَلَي الوَفَاءِ بِبَيعَتِهِم لِي وَ التّركِ لِنَقضِهِم عَهدَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيّ وَ أَعطَيتُهُم مِن نفَسيِ‌ كُلّ ألّذِي قَدَرتُ عَلَيهِ وَ نَاظَرتُ بَعضَهُم فَرَجَعَ وَ ذَكّرتُ فَذَكَرَ ثُمّ أَقبَلتُ عَلَي النّاسِ بِمِثلِ ذَلِكَ


صفحه : 106

فَلَم يَزدَادُوا إِلّا جَهلًا وَ تَمَادِياً وَ غَيّاً فَلَمّا أَبَوا إِلّا هيِ‌َ رَكِبتُهَا مِنهُم فَكَانَت عَلَيهِمُ الدّبرَةُ وَ بِهِمُ الهَزِيمَةُ وَ لَهُمُ الحَسرَةُ وَ فِيهِمُ الفَنَاءُ وَ القَتلُ وَ حَمَلتُ نفَسيِ‌ عَلَي التّيِ‌ لَم أَجِد مِنهَا بُدّاً وَ لَم يسَعَنيِ‌ إِذ فَعَلتُ ذَلِكَ وَ أَظهَرتُهُ آخِراً مِثلُ ألّذِي وسَعِنَيِ‌ مِنهُ أَوّلًا مِنَ الإِغضَاءِ وَ الإِمسَاكِ وَ رأَيَتنُيِ‌ إِن أَمسَكتُ كُنتُ مُعِيناً لَهُم عَلَيّ بإِمِساَكيِ‌ عَلَي مَا صَارُوا إِلَيهِ وَ طَمِعُوا فِيهِ مِن تَنَاوُلِ الأَطرَافِ وَ سَفكِ الدّمَاءِ وَ قَتلِ الرّعِيّةِ وَ تَحكِيمِ النّسَاءِ النّوَاقِصِ العُقُولِ وَ الحُظُوظِ عَلَي كُلّ حَالٍ كَعَادَةِ بنَيِ‌ الأَصفَرِ وَ مَن مَضَي مِن مُلُوكِ سَبَإٍ وَ الأُمَمِ الخَالِيَةِ فَأَصِيرُ إِلَي مَا كَرِهتُ أَوّلًا وَ آخِراً وَ قَد أَهمَلتُ المَرأَةَ وَ جُندَهَا يَفعَلُونَ مَا وَصَفتُ بَينَ الفَرِيقَينِ مِنَ النّاسِ وَ لَم أَهجَم عَلَي الأَمرِ إِلّا بَعدَ مَا قَدّمتُ وَ أَخّرتُ وَ تَأَنّيتُ وَ رَاجَعتُ وَ أَرسَلتُ وَ سَافَرتُ[ وَ شَافَهتُ] وأَعذَرتُ وَ أَنذَرتُ وَ أَعطَيتُ القَومَ كُلّ شَيءٍ التَمَسُوهُ بَعدَ أَن عَرَضتُ عَلَيهِم كُلّ شَيءٍ لَم يَلتَمِسُوهُ فَلَمّا أَبَوا إِلّا تِلكَ أَقدَمتُ عَلَيهَا فَبَلَغَ اللّهُ بيِ‌ وَ بِهِم مَا أَرَادَ وَ كَانَ لِي عَلَيهِم بِمَا كَانَ منِيّ‌ إِلَيهِم شَهِيداً

76- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن ضُرَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا يَدخُلُونَ الجَنّةَ حَتّي يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ قَالَ نَزَلَت فِي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ الجَمَلُ جَمَلُهُم

77- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا ثُمّ ضَرَبَ اللّهُ فِيهِمَا مَثَلًا فَقَالَضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَ امرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما قَالَ وَ اللّهِ مَا عَنَي بِقَولِهِ[فَخانَتاهُما إِلّا الفَاحِشَةَ]


صفحه : 107

بيان المراد بفلان طلحة و هذا إن كان رواية فهي‌ شاذة مخالفة لبعض الأصول و إن كان قديبدو من طلحة مايدل علي أنه كان في ضميره الخبيث مثل ذلك لكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلا ونقلا وعرفا وعادة وترك التعرض لأمثاله أولي

78- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي كِتَابِهِ ألّذِي كَتَبَهُ إِلَي شِيعَتِهِ وَ يَذكُرُ فِيهِ خُرُوجَ عَائِشَةَ إِلَي البَصرَةِ وَ عِظَمَ خَطَإِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ فَقَالَ وَ أَيّ خَطِيئَةٍ أَعظَمُ مِمّا أَتَيَا أَخرَجَا زَوجَةَ رَسُولِ اللّهِص مِن بَيتِهَا وَ كَشَفَا عَنهَا حِجَاباً سَتَرَهُ اللّهُ عَلَيهَا وَ صَانَا حَلَائِلَهُمَا فِي بُيُوتِهِمَا مَا أَنصَفَا لَا لِلّهِ وَ لَا لِرَسُولِهِ مِن أَنفُسِهِمَا ثَلَاثُ خِصَالٍ مَرجِعُهَا عَلَي النّاسِ فِي كِتَابِ اللّهِ البغَي‌ُ وَ المَكرُ وَ النّكثُ قَالَ اللّهُيا أَيّهَا النّاسُ إِنّما بَغيُكُم عَلي أَنفُسِكُم وَ قَالَفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ قَالَوَ لا يَحِيقُ المَكرُ السّيّئُ إِلّا بِأَهلِهِ وَ قَد بَغَيَا عَلَينَا وَ نَكَثَا بيَعتَيِ‌ وَ مَكَرَا بيِ‌

79- فس ،[تفسير القمي‌] لَمّا أَنزَلَ اللّهُالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ حَرّمَ اللّهُ نِسَاءَ النّبِيّ عَلَي المُسلِمِينَ غَضِبَ طَلحَةُ فَقَالَ يُحَرّمُ مُحَمّدٌ عَلَينَا نِسَاءَهُ وَ يَتَزَوّجُ هُوَ بِنِسَائِنَا لَئِن أَمَاتَ اللّهُ مُحَمّداً لَنَركُضَنّ بَينَ خَلَاخِيلِ نِسَائِهِ كَمَا رَكَضَ بَينَ خَلَاخِيلِ نِسَائِنَا فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً إِنّ ذلِكُم كانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً إِلَي قَولِهِإِن تُبدُوا شَيئاً أَو تُخفُوهُ فَإِنّ اللّهَ كانَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماً


صفحه : 108

80- ل ،[الخصال ]سَمِعتُ شَيخَنَا مُحَمّدَ بنَ الحَسَنِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ يرَويِ‌ أَنّ الصّادِقَ ع قَالَ مَا زَالَ الزّبَيرُ مِنّا أَهلَ البَيتِ حَتّي أَدرَكَ فَرخُهُ فَنَفَاهُ عَن رَأيِهِ

81-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ قَالَ إِنّ عَائِشَةَ قَالَتِ التَمِسُوا لِي رَجُلًا شَدِيدَ العَدَاوَةِ لِهَذَا الرّجُلِ حَتّي أَبعَثَهُ إِلَيهِ قَالَ فَأُتِيَت بِهِ فَمُثّلَ بَينَ يَدَيهَا فَرَفَعَت إِلَيهِ رَأسَهَا فَقَالَت لَهُ مَا بَلَغَ مِن عَدَاوَتِكَ لِهَذَا الرّجُلِ قَالَ فَقَالَ لَهَا كَثِيراً مَا أَتَمَنّي عَلَي ربَيّ‌ أَنّهُ وَ أَصحَابَهُ فِي وسَطَيِ‌ فَضُرِبتُ ضَربَةً بِالسّيفِ يَسبِقُ السّيفُ الدّمَ قَالَت فَأَنتَ لَهُ فَاذهَب بكِتِاَبيِ‌ هَذَا فَادفَعهُ إِلَيهِ ظَاعِناً رَأَيتَهُ أَو مُقِيماً أَمَا إِنّكَ إِن رَأَيتَهُ ظَاعِناً رَأَيتَهُ رَاكِباً عَلَي بَغلَةِ رَسُولِ اللّهِص مُتَنَكّباً قَوسَهُ مُعَلّقاً كِنَانَتَهُ بِقَرَبُوسِ سَرجِهِ وَ أَصحَابُهُ خَلفَهُ كَأَنّهُم طَيرٌ صَوَافّ فَتُعطِيهِ كتِاَبيِ‌ هَذَا وَ إِن عَرَضَ عَلَيكَ طَعَامَهُ وَ شَرَابَهُ فَلَا تَنَاوَلَنّ مِنهُ شَيئاً فَإِنّ فِيهِ السّحرَ قَالَ فَاستَقبَلتُهُ رَاكِباً فَنَاوَلتُهُ الكِتَابَ فَفَضّ خَاتَمَهُ ثُمّ قَرَأَهُ فَقَالَ تَبلُغُ إِلَي مَنزِلِنَا فَتُصِيبُ مِن طَعَامِنَا وَ شَرَابِنَا وَ نَكتُبُ جَوَابَ كِتَابِكَ فَقَالَ هَذَا وَ اللّهِ مَا لَا يَكُونُ قَالَ فَسَاءَ خُلُقُهُ فَأَحدَقَ بِهِ أَصحَابُهُ ثُمّ قَالَ لَهُ أَسأَلُكَ قَالَ نَعَم قَالَ وَ تجُيِبنُيِ‌ قَالَ نَعَم قَالَ فَنَشَدتُكَ اللّهَ هَل قَالَت التَمِسُوا لِي رَجُلًا شَدِيداً عَدَاوَتُهُ لِهَذَا الرّجُلِ فَأتُوهَا بِكَ فَقَالَت لَكَ مَا بَلَغَ مِن عَدَاوَتِكَ هَذَا الرّجُلَ فَقُلتَ كَثِيراً مَا أَتَمَنّي عَلَي ربَيّ‌ أَنّهُ وَ أَصحَابَهُ فِي وسَطَيِ‌ وَ أنَيّ‌


صفحه : 109

ضُرِبتُ ضَربَةً بِالسّيفِ يَسبِقُ السّيفُ الدّمَ قَالَ أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَنَشَدتُكَ اللّهَ أَ قَالَت لَكَ اذهَب بكِتِاَبيِ‌ هَذَا فَادفَعهُ إِلَيهِ ظَاعِناً كَانَ أَو مُقِيماً أَمَا إِنّكَ إِن رَأَيتَهُ ظَاعِناً رَأَيتَهُ رَاكِباً عَلَي بَغلَةِ رَسُولِ اللّهِص مُتَنَكّباً قَوسَهُ مُعَلّقاً كِنَانَتَهُ بِقَرَبُوسِ سَرجِهِ وَ أَصحَابُهُ خَلفَهُ كَأَنّهُم طَيرٌ صَوَافّ فَقَالَ أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَنَشَدتُكَ بِاللّهِ هَل قَالَت لَكَ إِن عَرَضَ عَلَيكَ طَعَامَهُ وَ شَرَابَهُ فَلَا تَنَاوَلَنّ مِنهُ شَيئاً فَإِنّ فِيهِ السّحرَ قَالَ أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَمُبَلّغٌ أَنتَ عنَيّ‌ قَالَ أللّهُمّ نَعَم فإَنِيّ‌ قَد أَتَيتُكَ وَ مَا فِي الأَرضِ خَلقٌ أَبغَضَ إلِيَ‌ّ مِنكَ وَ أَنَا السّاعَةَ مَا فِي الأَرضِ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكَ فمَرُنيِ‌ بِمَا شِئتَ قَالَ ارجِع إِلَيهَا بكِتِاَبيِ‌ هَذَا وَ قُل لَهَا مَا أَطَعتِ اللّهَ وَ لَا رَسُولَهُ حَيثُ أَمَرَكِ اللّهُ بِلُزُومِ بَيتِكِ فَخَرَجتِ تُرَدّدِينَ فِي العَسَاكِرِ وَ قُل لَهُمَا مَا أَطَعتُمَا اللّهَ وَ لَا رَسُولَهُ حَيثُ خَلّفتُم[خَلّفتُمَا]حَلَائِلَكُم[حَلَائِلَكُمَا] فِي بُيُوتِكُم[بُيُوتِكُمَا] وَ أَخرَجتُم[أَخرَجتُمَا]حَلِيلَةَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَجَاءَ بِكِتَابِهِ حَتّي طَرَحَهُ إِلَيهَا وَ أَبلَغَهَا مَقَالَتَهُ ثُمّ رَجَعَ إِلَيهِ فَأُصِيبَ بِصِفّينَ فَقَالَت عَائِشَةُ مَا نَبعَثُ إِلَيهِ بِأَحَدٍ إِلّا أَفسَدَهُ عَلَينَا

82- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَلِيّ بنُ النّعمَانِ وَ مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ مِثلَهُ

83- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ النّعمَانِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَسَارٍ مِثلَهُ

بيان قوله فضربت علي بناء المجهول وحاصله أنه تمني أن يكونوا مشدودين علي وسطه فيضرب ضربة علي وسطه يكون فيهاهلاكهم وهلاكه وسبق السيف الدم كناية عن سرعة نفوذها وقوتها

84-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَمَرّ رَسُولُ اللّهِ يَوماً عَلَي عَلِيّ وَ الزّبَيرُ قَائِمٌ مَعَهُ يُكَلّمُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 110

مَا تَقُولُ لَهُ فَوَ اللّهِ لَتَكُونَنّ أَوّلَ العَرَبِ تَنكُثُ بَيعَتَهُ

85-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا رَجَعَ الأَمرُ إِلَيهِ أَمَرَ أَبَا الهَيثَمِ بنَ التّيّهَانِ وَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ أَبِي رَافِعٍ فَقَالَ اجمَعُوا النّاسَ ثُمّ انظُرُوا مَا فِي بَيتِ مَالِهِم وَ اقسِمُوا بَينَهُم بِالسّوِيّةِ فَوَجَدُوا نَصِيبَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَأَمَرَهُم يَقعُدُونَ لِلنّاسِ وَ يُعطُونَهُم قَالَ وَ أَخَذَ مِكتَلَهُ وَ مِسحَاتَهُ ثُمّ انطَلَقَ إِلَي بِئرِ المَلِكِ يَعمَلُ فِيهَا فَأَخَذَ النّاسُ ذَلِكَ القِسمَ حَتّي بَلَغُوا الزّبَيرَ وَ طَلحَةَ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ أَمسَكُوا بِأَيدِيهِم وَ قَالُوا هَذَا مِنكُم أَو مِن صَاحِبِكُم قَالُوا بَل هَذَا أَمرُهُ لَا نَعمَلُ إِلّا بِأَمرِهِ قَالُوا فَاستَأذِنُوا لَنَا عَلَيهِ قَالُوا مَا عَلَيهِ إِذنٌ هُوَ ذَا بِبِئرِ المَلِكِ يَعمَلُ فَرَكِبُوا دَوَابّهُم حَتّي جَاءُوا إِلَيهِ فَوَجَدُوهُ فِي الشّمسِ وَ مَعَهُ أَجِيرٌ لَهُ يُعِينُهُ فَقَالُوا لَهُ إِنّ الشّمسَ حَارّةٌ فَارتَفِع مَعَنَا إِلَي الظّلّ فَارتَفَعَ مَعَهُم إِلَيهِ فَقَالُوا لَهُ لَنَا قَرَابَةٌ مِن نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ سَابِقَةٌ وَ جِهَادٌ إِنّكَ أَعطَيتَنَا بِالسّوِيّةِ وَ لَم يَكُن عُمَرُ وَ لَا عُثمَانُ يُعطُونَنَا بِالسّوِيّةِ كَانُوا يُفَضّلُونَنَا عَلَي غَيرِنَا فَقَالَ عَلِيّ أَيّهُمَا عِندَكُم أَفضَلُ عُمَرُ أَو أَبُو بَكرٍ قَالُوا أَبُو بَكرٍ قَالَ فَهَذَا قَسمُ أَبِي بَكرٍ وَ إِلّا فَدَعُوا أَبَا بَكرٍ وَ غَيرَهُ وَ هَذَا كِتَابُ اللّهِ فَانظُرُوا مَا لَكُم مِن حَقّ فَخُذُوهُ قَالَا فَسَابِقَتُنَا قَالَ أَنتُمَا أَسبَقُ منِيّ‌ بسِاَبقِتَيِ‌ قَالُوا لَا قَالَا قَرَابَتُنَا باِلنبّيِ‌ّص قَالَ أَ هيِ‌َ أَقرَبُ مِن قرَاَبتَيِ‌ قَالُوا لَا قَالُوا فَجِهَادُنَا قَالَ أَعظَمُ مِن جهِاَديِ‌ قَالُوا لَا قَالَ فَوَ اللّهِ مَا أَنَا فِي هَذَا المَالِ وَ أجَيِريِ‌ هَذَا إِلّا بِمَنزِلَةٍ سَوَاءٍ قَالَا أَ فَتَأذَنُ لَنَا فِي العُمرَةِ قَالَ مَا العُمرَةَ تُرِيدَانِ وَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ أَمرَكُم


صفحه : 111

وَ شَأنَكُم فَاذهَبَا حَيثُ شِئتُمَا فَلَمّا وَلّيَا قَالَفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ

86-شا،[الإرشاد] مِن كَلَامِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا قَبَضَ نَبِيّهُص قُلنَا نَحنُ أَهلُ بَيتِهِ وَ عَصَبَتُهُ وَ وَرَثَتُهُ وَ أَولِيَاؤُهُ وَ أَحَقّ الخَلقِ بِهِ لَا نُنَازَعُ حَقّهُ وَ سُلطَانَهُ فَبَينَمَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ نَفَرَ المُنَافِقُونَ وَ انتَزَعُوا سُلطَانَ نَبِيّنَا مِنّا وَ وَلّوهُ غَيرَنَا فَبَكَت وَ اللّهِ لِذَلِكَ العُيُونُ وَ القُلُوبُ مِنّا جَمِيعاً مَعاً وَ خَشُنَت لَهُ الصّدُورُ وَ جَزِعَتِ النّفُوسُ مِنّا جَزَعاً أَرغَمَ وَ ايمُ اللّهِ لَو لَا مخَاَفتَيِ‌َ الفُرقَةُ بَينَ المُسلِمِينَ وَ أَن يَعُودَ أَكثَرُهُم إِلَي الكُفرِ وَ يُعوِزَ الدّينُ لَكُنّا قَد غَيّرنَا ذَلِكَ مَا استَطَعنَا وَ قَد باَيعَتمُوُنيِ‌ الآنَ وَ باَيعَنَيِ‌ هَذَانِ الرّجُلَانِ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ عَلَي الطّوعِ مِنهُمَا


صفحه : 112

وَ مِنكُم وَ الإِيثَارِ ثُمّ نَهَضَا يُرِيدَانِ البَصرَةَ لِيُفَرّقَا جَمَاعَتَكُم وَ يُلقِيَا بَأسَكُم بَينَكُم أللّهُمّ فَخُذهُمَا لِغِشّهِمَا لِهَذِهِ الأُمّةِ وَ سُوءِ نَظَرِهِمَا لِلعَامّةِ ثُمّ قَالَ انفِرُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ فِي طَلَبِ هَذَينِ النّاكِثَينِ القَاسِطَينِ البَاغِيَينِ قَبلَ أَن يَفُوتَ تَدَارُكُ مَا جَنَيَاهُ

أقول قدأوردناه بسند متصل مع زيادة في باب شكايته ع نقلا عن كتاب جا

87- وَ رَوَاهُ أَيضاً المُفِيدُ فِي كِتَابِ الكَافِيَةِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَتَبَت أُمّ الفَضلِ بِنتُ الحَارِثِ مَعَ عَطَاءٍ مَولَي ابنِ عَبّاسٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بَنَفِيرِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ عَائِشَةَ مِن مَكّةَ فِيمَن نَفَرَ مَعَهُم مِنَ النّاسِ فَلَمّا وَقَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي الكِتَابِ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ مَا لِلّذِينَ أَورَدُوا ثُمّ أَصدَرُوا غَدَاةَ الحِسَابِ مِن نَجَاةٍ وَ لَا عُذرٍ ثُمّ نوُديِ‌َ مِن مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص الصّلَاةَ جَامِعَةً فَخَرَجَ النّاسُ وَ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا قَبَضَ نَبِيّهُص إِلَي آخِرِ مَا مَرّ مِمّا رَوَاهُ فِي كِتَابِ شا[الإِرشَادِ]

88-شا،[الإرشاد] لَمّا اتّصَلَ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَسِيرُ عَائِشَةَ وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ مِن مَكّةَ إِلَي البَصرَةِ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ


صفحه : 113

قَد سَارَت عَائِشَةُ وَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ كُلّ مِنهُمَا يدَعّيِ‌ الخِلَافَةَ دُونَ صَاحِبِهِ وَ لَا يدَعّيِ‌ طَلحَةُ الخِلَافَةَ إِلّا أَنّهُ ابنُ عَمّ عَائِشَةَ وَ لَا يَدّعِيهَا الزّبَيرُ إِلّا أَنّهُ صِهرُ أَبِيهَا وَ اللّهِ لَئِن ظَفِرَا بِمَا يُرِيدَانِ لَيَضرِبَنّ الزّبَيرُ عُنُقَ طَلحَةَ وَ لَيَضرِبَنّ طَلحَةُ عُنُقَ الزّبَيرِ يُنَازِعُ هَذَا عَلَي المُلكِ هَذَا وَ لَقَد عَلِمتُ وَ اللّهِ أَنّ الرّاكِبَةُ الجَمَلَ لَا تَحُلّ عُقدَةً وَ لَا تَسِيرُ عَقَبَةً وَ لَا تَنزِلُ مَنزِلَةً إِلّا إِلَي مَعصِيَةِ اللّهِ حَتّي تُورِدَ نَفسَهَا وَ مَن مَعَهَا مَورِداً يُقتَلُ ثُلُثُهُم وَ يَهرُبُ ثُلُثُهُم وَ يَرجِعُ ثُلُثُهُم وَ اللّهِ إِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ لَيَعلَمَانِ أَنّهُمَا مُخطِئَانِ وَ مَا يَجهَلَانِ وَ لَرُبّ عَالِمٍ قَتَلَهُ جَهلُهُ وَ عِلمُهُ مَعَهُ لَا يَنفَعُهُ وَ اللّهِ لَتَنبَحَنّهَا كِلَابُ الحَوأَبِ فَهَل يَعتَبِرُ مُعتَبِرٌ وَ يَتَفَكّرُ مُتَفَكّرٌ لَقَد قَامَتِ الفِئَةُ البَاغِيَةُ فَأَينَ المُحسِنُونَ

89- أَقُولُ وَ رَوَاهُ أَيضاً مُرسَلًا فِي الكَافِيَةِ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ مَا لِي وَ قُرَيشٍ أَمَا وَ اللّهِ لَأَقتُلَنّهُم كَافِرِينَ وَ لَأَقتُلَنّهُم مَفتُونِينَ وَ إنِيّ‌ لَصَاحِبُهُم بِالأَمسِ وَ مَا لَنَا إِلَيهَا مِن ذَنبٍ غَيرُ أَنّا خُيّرنَا عَلَيهَا فَأَدخَلنَاهُم فِي خَيرِنَا أَمَا وَ اللّهِ لَا يُترَكُ البَاطِلُ حَتّي أُخرِجَ الحَقّ مِن خَاصِرَتِهِ إِن شَاءَ اللّهُ فَلتَضِجّ منِيّ‌ قُرَيشٌ ضَجِيجاً

90-شا،[الإرشاد] لَمّا تَوَجّهَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي البَصرَةِ نَزَلَ الرّبَذَةَ فَلَقِيَهُ بِهَا آخِرُ الحَاجّ فَاجتَمَعُوا لِيَسمَعُوا مِن كَلَامِهِ وَ هُوَ فِي خِبَائِهِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَأَتَيتُهُ فَوَجَدتُهُ يَخصِفُ نَعلًا فَقُلتُ لَهُ نَحنُ إِلَي أَن تُصلِحَ أَمرَنَا أَحوَجُ مِنّا إِلَي مَا تَصنَعُ فَلَم يكُلَمّنيِ‌ حَتّي فَرَغَ مِن نَعلِهِ ثُمّ ضَمّهَا إِلَي صَاحِبَتِهَا وَ قَالَ لِي قَوّمهُمَا فَقُلتُ لَيسَ لَهُمَا قِيمَةٌ قَالَ عَلَي ذَاكَ قُلتُ كَسرُ دِرهَمٍ


صفحه : 114

قَالَ وَ اللّهِ لَهُمَا أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَمرِكُم هَذَا إِلّا أَن أُقِيمَ حَقّاً أَو أَدفَعَ بَاطِلًا قُلتُ إِنّ الحَاجّ اجتَمَعُوا لِيَسمَعُوا مِن كَلَامِكَ فَتَأذَنُ لِي أَن أَتَكَلّمَ فَإِن كَانَ حَسَناً كَانَ مِنكَ وَ إِن كَانَ غَيرَ ذَلِكَ كَانَ منِيّ‌ قَالَ لَا أَنَا أَتَكَلّمُ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي صدَريِ‌ وَ كَانَ شَثنَ الكَفّينِ فآَلمَنَيِ‌ ثُمّ قَامَ فَأَخَذتُ بِثَوبِهِ وَ قُلتُ نَشَدتُكَ اللّهَ وَ الرّحِمَ قَالَ لَا تنَشدُنيِ‌ ثُمّ خَرَجَ فَاجتَمَعُوا عَلَيهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص وَ لَيسَ فِي العَرَبِ أَحَدٌ يَقرَأُ كِتَاباً وَ لَا يدَعّيِ‌ نُبُوّةً فَسَاقَ النّاسَ إِلَي مَنجَاتِهِم أَمَ وَ اللّهِ مَا زِلتُ فِي سَاقَتِهَا مَا غَيّرتُ وَ لَا بَدّلتُ وَ لَا خُنتُ حَتّي تَوَلّت بِحَذَافِيرِهَا مَا لِي وَ لِقُرَيشٍ أَمَ وَ اللّهِ لَقَد قَاتَلتُهُم كَافِرِينَ وَ لَأُقَاتِلَنّهُم مَفتُونِينَ وَ إِنّ مسَيِريِ‌ هَذَا عَن عَهدٍ إلِيَ‌ّ فِيهِ أَمَ وَ اللّهِ لَأَبقُرَنّ البَاطِلَ حَتّي يَخرُجَ الحَقّ مِن خَاصِرَتِهِ مَا تَنقِمُ مِنّا قُرَيشٌ إِلّا أَنّ اللّهَ اختَارَنَا عَلَيهِم فَأَدخَلنَاهُم فِي حَيّزِنَا[ فِي خَيرِنَا] وَ أَنشَدَ


أَدَمتَ لعَمَريِ‌ شُربَكَ المَحضَ خَالِصاً   وَ أَكلَكَ بِالزّبدِ المُقَشّرَةِ التّمرَا

وَ نَحنُ وَهَبنَاكَ العَلَاءَ وَ لَم تَكُن   عَلِيّاً وَ حُطنَا حَولَكَ الجُردَ وَ السّمرَا

91-شا،[الإرشاد] وَ لَمّا نَزَلَ ع بذِيِ‌ قَارٍ أَخَذَ البَيعَةَ عَلَي مَن حَضَرَهُ ثُمّ تَكَلّمَ فَأَكثَرَ مِنَ الحَمدِ لِلّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ وَ الصّلَاةِ عَلَي رَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ ثُمّ قَالَ قَد جَرَت أُمُورٌ صَبَرنَا عَلَيهَا وَ فِي أَعيُنِنَا القَذَي تَسلِيماً لِأَمرِ اللّهِ فِيمَا امتَحَنَنَا بِهِ رَجَاءَ الثّوَابِ عَلَي ذَلِكَ وَ كَانَ الصّبرُ عَلَيهَا أَمثَلَ مِن أَن يَتَفَرّقَ المُسلِمُونَ وَ يُسفَكَ دِمَاؤُهُم


صفحه : 115

نَحنُ أَهلُ البَيتِ وَ عِترَةُ الرّسُولِ وَ أَحَقّ الخَلقِ بِسُلطَانِ الرّسَالَةِ وَ مَعدِنِ الكَرَامَةِ التّيِ‌ ابتَدَأَ اللّهُ بِهَا هَذِهِ الأُمّةَ وَ هَذَا طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ لَيسَا مِن أَهلِ النّبُوّةِ وَ لَا مِن ذُرّيّةِ الرّسُولِ حِينَ رَأَيَا أَنّ اللّهَ قَد رَدّ عَلَينَا حَقّنَا بَعدَ أَعصُرٍ لَم يَصبِرَا حَولًا وَاحِداً وَ لَا شَهراً كَامِلًا حَتّي وَثَبَا عَلَي دَأبِ المَاضِينَ قَبلَهُمَا لِيَذهَبَا بحِقَيّ‌ وَ يُفَرّقَا جَمَاعَةَ المُسلِمِينَ عنَيّ‌ ثُمّ دَعَا ع عَلَيهِمَا

بيان قوله ع علي ذاك أي قوّمهما علي ذاك التحقير ألذي تظهره قوله نشدتك الله لعله نشده علي أن يدع الكلام إليه إذ كان يظن أن المصلحة في ذلك . و قال الجوهري‌ المحض اللبن الخالص و هو ألذي لم يخالطه الماء حلوا كان أوحامضا و قال الجرد فضاء لانبات فيه و قال السمرة بضم الميم شجر الطلح والجمع سمر وسمرات وأسمر

92-شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ الحَمِيدِ بنُ عِمرَانَ العجِليِ‌ّ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ قَالَ لَمّا التَقَي أَهلُ الكُوفَةِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بذِيِ‌ قَارٍ حَيّوا بِهِ ثُمّ قَالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَصّنَا بِجِوَارِكَ وَ أَكرَمَنَا بِنُصرَتِكَ فَقَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِيهِم خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ يَا أَهلَ الكُوفَةِ إِنّكُم مِن أَكرَمِ المُسلِمِينَ وَ أَقصَدِهِم تَقوِيماً وَ أَعدَلِهِم سُنّةً وَ أَفضَلِهِم سَهماً فِي الإِسلَامِ وَ أَجوَدِهِم فِي العَرَبِ مَركَباً وَ نِصَاباً أَنتُم أَشَدّ العَرَبِ وُدّاً للِنبّيِ‌ّص وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ إِنّمَا جِئتُكُم ثِقَةً بَعدَ اللّهِ بِكُم للِذّيِ‌ بَذَلتُم مِن أَنفُسِكُم عِندَ نَقضِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ خُلفِهِمَا[خَلعِهِمَا]طاَعتَيِ‌ وَ إِقبَالِهِمَا بِعَائِشَةَ لِلفِتنَةِ وَ إِخرَاجِهِمَا إِيّاهَا مِن بَيتِهَا حَتّي أَقدَمَاهَا البَصرَةَ فَاستَغوَوا طَغَامَهَا وَ غَوغَاءَهَا مَعَ أَنّهُ قَد بلَغَنَيِ‌ أَنّ أَهلَ الفَضلِ مِنهُم وَ خِيَارَهُم فِي الدّينِ قَدِ اعتَزَلُوا وَ كَرِهُوا مَا صَنَعَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ ثُمّ سَكَتَ ع


صفحه : 116

فَقَالَ أَهلُ الكُوفَةِ نَحنُ أَنصَارُكَ وَ أَعوَانُكَ عَلَي عَدُوّكَ وَ لَو دَعَوتَنَا إِلَي أَضعَافِهِم مِنَ النّاسِ احتَسَبنَا فِي ذَلِكَ الخَيرَ وَ رَجَونَاهُ فَدَعَا لَهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَثنَي عَلَيهِم ثُمّ قَالَ لَقَد عَلِمتُم مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ أَنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ باَيعَاَنيِ‌ طَائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ رَاغِبَينِ ثُمّ استأَذنَاَنيِ‌ فِي العُمرَةِ فَأَذِنتُ لَهُمَا فَسَارَا إِلَي البَصرَةِ فَقَتَلَا المُسلِمِينَ وَ فَعَلَا المُنكَرَ أللّهُمّ إِنّهُمَا قطَعَاَنيِ‌ وَ ظلَمَاَنيِ‌ وَ جنَيَاَنيِ‌ وَ نَكَثَا بيَعتَيِ‌ وَ أَلّبَا النّاسَ عَلَيّ فَاحلُل مَا عَقَدَا وَ لَا تُحكِم مَا أَبرَمَا وَ أَرِهِمَا المَسَاءَةَ فِيمَا عَمِلَا

بيان الطغام بالفتح أوغاد الناس الواحد والجمع فيه سواء والغوغاء الجراد بعدالدباء و به سمي‌ الغوغاء والغاغة من الناس وهم الكثر المختلطون ذكره الجوهري‌

93-شا،[الإرشاد] مِن كَلَامِهِ ع وَ قَد نَفَرَ مِن ذيِ‌ قَارٍ مُتَوَجّهاً إِلَي البَصرَةِ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ وَ الصّلَاةِ عَلَي رَسُولِ اللّهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي فَرَضَ الجِهَادَ وَ عَظّمَهُ وَ جَعَلَهُ نُصرَةً لَهُ وَ اللّهِ مَا صَلَحَت دُنيَا قَطّ وَ لَا دِينٌ إِلّا بِهِ وَ إِنّ الشّيطَانَ قَد جَمَعَ حِزبَهُ وَ استَجلَبَ خَيلَهُ وَ شَبّهَ فِي ذَلِكَ وَ خَدَعَ وَ قَد بَانَتِ الأُمُورُ وَ تَمَحّضَت وَ اللّهِ مَا أَنكَرُوا عَلَيّ مُنكَراً وَ لَا جَعَلُوا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم نَصَفاً[نَصِفاً] وَ إِنّهُم لَيَطلُبُونَ حَقّاً تَرَكُوهُ وَ دَماً سَفَكُوهُ وَ لَئِن كُنتُ شَرِكتُهُم فِيهِ إِنّ لَهُم نَصِيبَهُم مِنهُ وَ لَئِن كَانُوا وَلُوهُ دوُنيِ‌ فَمَا تَبِعتُهُ إِلّا قِبَلَهُم وَ إِنّ أَعظَمَ حُجّتِهِم لَعَلَي أَنفُسِهِم وَ إنِيّ‌ لَعَلَي بصَيِرتَيِ‌ مَا التَبَسَت عَلَيّ وَ إِنّهَا لَلفِئَةُ البَاغِيَةُ فِيهَا اللّحمُ وَ اللّحمَةُ قَد طَالَت هِينَتُهَا[هُلبَتُهَا] وَ أَمكَنَت دِرّتُهَا يَرضَعُونَ أُمّاً فَطَمَت وَ يُحيُونَ بَيعَةً تُرِكَت لِيَعُودَ الضّلَالُ إِلَي نِصَابِهِ مَا أَعتَذِرُ مِمّا فَعَلتُ وَ لَا أَتَبَرّأُ مِمّا صَنَعتُ


صفحه : 117

فَيَا خَيبَةً للِداّعيِ‌ وَ مَن دَعَا لَو قِيلَ لَهُ إِلَي مَن دَعوَتُكَ وَ إِلَي مَن أَجَبتَ وَ مَن إِمَامُكَ وَ مَا سُنّتُهُ إِذاً لَزَاحَ البَاطِلُ عَن مَقَامِهِ وَ لَصَمَتَ لِسَانُهُ فَمَا نَطَقَ وَ ايمُ اللّهِ لَأُفرِطَنّ لَهُم حَوضاً أَنَا مَاتِحُهُ وَ لَا يَصدُرُونَ عَنهُ وَ لَا يَلقَونَ بَعدَهُ رِيّاً أَبَداً وَ إنِيّ‌ لَرَاضٍ بِحُجّةِ اللّهِ عَلَيهِم وَ عُذرِهِ فِيهِم إِذ أَنَا دَاعِيهِم فَمُعَذّرٌ إِلَيهِم فَإِن تَابُوا وَ أَقبَلُوا فَالتّوبَةُ مَبذُولَةٌ وَ الحَقّ مَقبُولٌ وَ لَيسَ عَلَي اللّهِ كُفرَانٌ وَ إِن أَبَوا أَعطَيتُهُم حَدّ السّيفِ فَكَفَي بِهِ شَافِياً مِن بَاطِلٍ وَ نَاصِراً لِمُؤمِنٍ

بيان قوله ع فيهااللحم واللحمة لحم كل شيءلبه واللحمة بالضم القرابة أي فيها من يظن الناس أنهم لب الصحابة وفيهم من يدعي‌ قرابة الرسول كالزبير و في بعض النسخ الحمأ والحمة كمامر قدطالت هينتها الهينة والرفق والسكون شبه ع تلك الفئة وفتنتها بناقة طال سكونها وأمكنت من حلبها كناية عن استمرار الفتنة وتمكنها في أهل الجهل و في بعض النسخ هلبتها قال الجوهري‌ الهلبة ماغلظت من شعر الذنب وهلبة الزمان شدته

94-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]بَلَغَ عَائِشَةَ قَتلُ عُثمَانَ وَ بَيعَةُ عَلِيّ بِسَرِفٍ فَانصَرَفَت إِلَي مَكّةَ تَنتَظِرُ الأَمرَ فَتَوَجّهَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرِ بنِ كَرِيزٍ فَعَزَمُوا عَلَي قِتَالِ عَلِيّ وَ اختَارُوا عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ لِلإِمَامَةِ فَقَالَ أَ تلُقوُننَيِ‌ بَينَ مَخَالِبِ عَلِيّ وَ أَنيَابِهِ ثُمّ أَدرَكَهُم يَعلَي بنُ مُنَبّهٍ قَادِماً مِنَ اليَمَنِ وَ أَقرَضَهُم سِتّينَ أَلفَ دِينَارٍ وَ التَمَسَت عَائِشَةُ مِن أُمّ سَلَمَةَ الخُرُوجَ فَأَبَت وَ سَأَلَت حَفصَةَ فَأَجَابَت ثُمّ خَرَجَت عَائِشَةُ فِي أَوّلِ نَفرٍ فَكَتَبَ الوَلِيدُ بنُ عُتبَةَ


صفحه : 118


بنَيِ‌ هَاشِمٍ رُدّوا سِلَاحَ ابنِ أُختِكُم   وَ لَا تَهِبُوهُ لَا تَحِلّ مَوَاهِبُهُ

وَ أَيضاً أَنشَأَ الوَلِيدُ لَمّا ظَفَرَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع


أَلَا أَيّهَا النّاسُ عنِديِ‌ الخَبَرُ   بِأَنّ الزّبَيرَ أَخَاكُم غَدَرَ

وَ طَلحَةَ أَيضاً حَذَا فِعلَهُ   وَ يَعلَي بنَ مُنَبّهٍ فِيمَن نَفَرَ

فَأَنشَأَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَبيَاتاً مِنهَا


فِتَنٌ تَحُلّ بِهِم وَ هُنّ شَوَارِعُ   تُسقَي أَوَاخِرُهَا بِكَأسِ الأُوَلِ

فِتَنٌ إِذَا نَزَلَت بِسَاحَةِ أُمّةٍ   أَذِنَت بِعَدلٍ بَينَهُم مُتَنَفّلٍ

فَقَدِمَت عَائِشَةُ إِلَي الحَوأَبِ وَ هُوَ مَاءٌ نُسِبَ إِلَي الحَوأَبِ بِنتِ كُلَيبِ بنِ وَبَرَةَ فَصَاحَت كِلَابُهَا فَقَالَت إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ ردُوّنيِ‌

وَ ذَكَرَ الأَعثَمُ فِي الفُتُوحِ وَ الماَورَديِ‌ّ فِي أَعلَامِ النّبُوّةِ وَ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ وَ أَبُو يَعلَي فِي المُسنَدِ وَ ابنُ مَردَوَيهِ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ المُوَفّقُ فِي الأَربَعِينَ وَ شُعبَةُ وَ الشعّبيِ‌ّ وَ سَالِمُ بنُ أَبِي الجَعدِ فِي أَحَادِيثِهِم وَ البلَاذرُيِ‌ّ وَ الطبّرَيِ‌ّ فِي تَارِيخَيهِمَا أَنّ عَائِشَةَ لَمّا سَمِعَت نُبَاحَ الكِلَابِ قَالَت أَيّ مَاءٍ هَذَا فَقَالُوا الحَوأَبُ قَالَت إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ إنِيّ‌ لَهِيَه قَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ وَ عِندَهُ نِسَاؤُهُ يَقُولُ لَيتَ شعِريِ‌ أَيّتُكُنّ تَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ

وَ فِي رِوَايَةِ الماَورَديِ‌ّأَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ تَخرُجُ فَتَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ يُقتَلُ مِن يَمِينِهَا وَ يَسَارِهَا قَتلَي كَثِيرَةٌ تَنجُو بَعدَ مَا كَادَت تُقتَلُ فَلَمّا نَزَلَتِ الخُرَيبَةَ قَصَدَهُم عُثمَانُ بنُ حُنَيفٍ وَ حَارَبَهُم فَتَدَاعَوا إِلَي الصّلحِ فَكَتَبُوا بَينَهُم كِتَاباً أَنّ لِعُثمَانَ دَارَ الإِمَارَةِ وَ بَيتَ المَالِ وَ المَسجِدَ إِلَي أَن يَصِلَ إِلَيهِم عَلِيّ فَقَالَ طَلحَةُ لِأَصحَابِهِ فِي السّرّ وَ اللّهِ لَئِن قَدِمَ عَلِيّ البَصرَةَ لَنُؤخَذَنّ بِأَعنَاقِنَا فَأَتَوا عَلَي عُثمَانَ بَيَاتاً فِي لَيلَةٍ ظَلمَاءَ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ العِشَاءَ الآخِرَةَ وَ قَتَلُوا مِنهُم خَمسِينَ رَجُلًا وَ استَأسَرُوهُ وَ نَتَفُوا شَعرَهُ وَ حَلَقُوا رَأسَهُ وَ حَبَسُوهُ


صفحه : 119

فَبَلَغَ ذَلِكَ سَهلَ بنَ حُنَيفٍ فَكَتَبَ إِلَيهِمَا أعُطيِ‌ اللّهَ عَهداً لَئِن لَم تُخِلّوا سَبِيلَهُ لَأَبلُغَنّ مِن أَقرَبِ النّاسِ إِلَيكُمَا فَأَطلَقُوهُ ثُمّ بَعَثَا عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ فِي جَمَاعَةٍ إِلَي بَيتِ المَالِ فَقَتَلَ أَبَا سَالِمَةَ الزطّيّ‌ّ فِي خَمسِينَ رَجُلًا وَ بَعَثَت عَائِشَةُ إِلَي أَحنَفَ تَدعُوهُ فَأَبَي وَ اعتَزَلَ بِالجَلحَاءِ مِنَ البَصرَةِ فِي فَرسَخَينِ وَ هُوَ فِي سِتّةِ آلَافٍ فَأَمّرَ عَلِيّ سَهلَ بنَ حُنَيفٍ عَلَي المَدِينَةِ وَ قُثَمَ بنَ العَبّاسِ عَلَي مَكّةَ وَ خَرَجَ فِي سِتّةِ آلَافٍ إِلَي الرّبَذَةِ وَ مِنهَا إِلَي ذيِ‌ قَارٍ وَ أَرسَلَ الحَسَنَ وَ عَمّاراً إِلَي الكُوفَةِ وَ كَتَبَ إِلَيهِم مِن عَبدِ اللّهِ وَ وَلِيّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ جَبهَةِ الأَنصَارِ وَ سَنَامِ العَرَبِ ثُمّ ذَكَرَ فِيهِ قَتلَ عُثمَانَ وَ فِعلَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ عَائِشَةَ ثُمّ قَالَ إِنّ دَارَ الهِجرَةِ قَد قَلَعَت بِأَهلِهَا وَ قَلَعُوا بِهَا وَ جَاشَت جَيشَ المِرجَلِ وَ قَامَتِ الفِتنَةُ عَلَي القُطبِ فَأَسرِعُوا إِلَي أَمِيرِكُم وَ بَادِرُوا عَدُوّكُم فَلَمّا بَلَغَا الكُوفَةَ قَالَ أَبُو مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ يَا أَهلَ الكُوفَةِ اتّقُوا اللّهَوَ لا تَقتُلُوا أَنفُسَكُم إِنّ اللّهَ كانَ بِكُم رَحِيماًوَ مَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمّداًالآيَةَ فَسَكّنَهُ عَمّارٌ فَقَالَ أَبُو مُوسَي هَذَا كِتَابُ عَائِشَةَ تأَمرُنُيِ‌ أَن تَكُفّ أَهلَ الكُوفَةِ فَلَا تَكُونَنّ لَنَا وَ لَا عَلَينَا لِيَصِلَ إِلَيهِم صَلَاحُهُم فَقَالَ عَمّارٌ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَمَرَهَا بِالجُلُوسِ فَقَامَت وَ أَمَرَنَا بِالقِيَامِ لِنَدفَعَ الفِتنَةَ فَنَجلِسُ فَقَامَ زَيدُ بنَ صُوحَانَ وَ مَالِكٌ الأَشتَرُ فِي أَصحَابِهِمَا وَ تَهَدّدُوهُ فَلَمّا أَصبَحُوا قَامَ زَيدُ بنَ صُوحَانَ وَ قَرَأَالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَالآيَاتِ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ سِيرُوا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ انفِرُوا إِلَيهِ أَجمَعِينَ تصببوا[تُصِيبُوا]الحَقّ رَاشِدِينَ ثُمّ قَالَ عَمّارٌ هَذَا ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِ يَستَنفِرُكُم فَأَطِيعُوهُ فِي كَلَامٍ لَهُ


صفحه : 120

وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّص أَجِيبُوا دَعَوتَنَا وَ أَعِينُونَا عَلَي مَا بُلِينَا بِهِ فِي كَلَامٍ لَهُ فَخَرَجَ قَعقَاعُ بنُ عَمرٍو وَ هِندُ بنُ عَمرٍو وَ هَيثَمُ بنُ شِهَابٍ وَ زَيدُ بنَ صُوحَانَ وَ المُسَيّبُ بنُ نَجَبَةَ وَ يَزِيدُ بنُ قَيسٍ وَ حُجرُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ ابنُ مَخدُوجٍ وَ الأَشتَرُ يَومَ الثّالِثِ فِي تِسعَةِ آلَافٍ فَاستَقبَلَهُم عَلِيّ عَلَي فَرسَخٍ وَ قَالَ مَرحَباً بِكُم أَهلَ الكُوفَةِ وَ فِئَةَ الإِسلَامِ وَ مَركَزَ الدّينِ

فِي كَلَامٍ لَهُ وَ خَرَجَ إِلَي عَلِيّ مِن شِيعَتِهِ مِن أَهلِ البَصرَةِ مِن ربيعته [رَبِيعَةَ]ثَلَاثَةُ آلَافِ رَجُلٍ وَ بَعَثَ الأَحنَفُ إِلَيهِ إِن شِئتَ أَتَيتُكَ فِي ماِئتَيَ‌ فَارِسٍ فَكُنتُ مَعَكَ وَ إِن شِئتَ اعتَزَلتُ ببِنَيِ‌ سَعدٍ فَكَفَفتُ عَنكَ سِتّةَ آلَافِ سَيفٍ فَاختَارَ ع اعتِزَالَهُ

الأَعثَمُ فِي الفُتُوحِ أَنّهُ كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَيهِمَا أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ لَم أُرِدِ النّاسَ حَتّي أرَاَدوُنيِ‌ وَ لَم أُبَايِعهُم حَتّي أكَرهَوُنيِ‌ وَ أَنتُمَا مِمّن أَرَادَ بيَعتَيِ‌ ثُمّ قَالَ ع بَعدَ كَلَامٍ وَ دَفعُكُمَا هَذَا الأَمرَ قَبلَ أَن تَدخُلَا فِيهِ كَانَ أَوسَعَ لَكُمَا مِن خُرُوجِكُمَا مِنهُ بَعدَ إِقرَارِكُمَا

البلَاَذرُيِ‌ّ لَمّا بَلَغَ عَلِيّاً قَولُهُمَا مَا بَايَعنَاهُ إِلّا مُكرَهَينِ تَحتَ السّيفِ قَالَ أَبعَدَهُمَا اللّهُ أَقصَي دَارٍ وَ أَحَرّ نَارٍ

الأَعثَمُ وَ كَتَبَ إِلَي عَائِشَةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّكِ خَرَجتِ مِن بَيتِكِ عَاصِيَةً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِرَسُولِهِ مُحَمّدٍ تَطلُبِينَ أَمراً كَانَ عَنكِ مَوضُوعاً ثُمّ تَزعُمِينَ أَنّكِ تُرِيدِينَ الإِصلَاحَ بَينَ المُسلِمِينَ فخَبَرّيِنيِ‌ مَا لِلنّسَاءِ وَ قَودِ العَسَاكِرِ وَ الإِصلَاحِ بَينَ النّاسِ


صفحه : 121

وَ طَلَبتِ كَمَا زَعَمتِ بِدَمِ عُثمَانَ وَ عُثمَانُ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ أَنتِ امرَأَةٌ مِن بنَيِ‌ تَيمِ بنِ مُرّةَ وَ لعَمَريِ‌ إِنّ ألّذِي عَرَضَكِ لِلبَلَاءِ وَ حَمَلَكِ عَلَي العَصَبِيّةِ لَأَعظَمُ إِلَيكِ ذَنباً مِن قَتَلَةِ عُثمَانَ وَ مَا غَضِبتِ حَتّي أَغضَبتِ وَ لَا هِجتِ حَتّي هَيّجتِ فاَتقّيِ‌ اللّهَ يَا عَائِشَةُ وَ ارجعِيِ‌ إِلَي مَنزِلِكِ وَ أسَبلِيِ‌ عَلَيكِ سِترَكِ وَ قَالَت عَائِشَةُ قَد جَلّ الأَمرُ عَنِ الخِطَابِ احكُم كَمَا تُرِيدُ فَلَن نَدخُلَ فِي طَاعَتِكَ فَأَنشَأَ حَبِيبُ بنُ يِسَافٍ الأنَصاَريِ‌ّ


أَبَا حَسَنٍ أَيقَظتَ مَن كَانَ نَائِماً   وَ مَا كَانَ مَن يُدعَي إِلَي الحَقّ يَتبَعُ

وَ إِنّ رِجَالًا بَايَعُوكَ وَ خَالَفُوا   هَوَاكَ وَ أَجرَوا فِي الضّلَالِ وَ ضَيّعُوا

وَ طَلحَةُ فِيهَا وَ الزّبَيرُ قَرِينُهُ   وَ لَيسَ لِمَا لَا يَدفَعُ اللّهُ مَدفَعٌ

وَ ذِكرُهُم قَتلَ ابنِ عَفّانَ خُدعَةٌ   هُم قَتَلُوهُ وَ المُخَادِعُ يُخدَعُ

وَ سَأَلَ ابنُ الكَوّاءِ وَ قَيسُ بنُ عَبّادٍ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَن قِتَالِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ فَقَالَ إِنّهُمَا باَيعَاَنيِ‌ بِالحِجَازِ وَ خلَعَاَنيِ‌ بِالعِرَاقِ فَاستَحلَلتُ قِتَالَهُمَا لِنَكثِهِمَا بيَعتَيِ‌

تاَريِخيَ‌ِ الطبّرَيِ‌ّ وَ البلَاذرُيِ‌ّ أَنّهُ ذَكَرَ مجَيِ‌ءَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ إِلَي البَصرَةِ قَبلَ الحَسَنِ فَقَالَ يَا سُبحَانَ اللّهِ أَ مَا كَانَ لِلقَومِ عُقُولٌ أَن يَقُولُوا وَ اللّهِ مَا قَتَلَهُ غَيرُكُم


صفحه : 122

تاريخ الطبري‌ قال يونس النحوي‌ فكرت في أمر علي وطلحة والزبير إن كانا صادقين أن عليا قتل عثمان فعثمان هالك و إن كذبا عليه فهما هالكان تاريخ الطبري‌ قال رجل من بني‌ سعد


صنتم حلائلكم وقدتم أمكم   هذالعمري‌ قلة الإنصاف

أمرت بجر ذيولها في بيتها   فهوت تشق البيد بالإيجاف

عرضا يقاتل دونها أبناؤها   بالنبل والخطي‌ والأسياف

وأنفذ أمير المؤمنين زيد بن صوحان و عبد الله بن عباس فوعظاها وخوفاها

وَ فِي كِتَابِ رامش افزاي‌ أَنّهَا قَالَت لَا طَاقَةَ لِي بِحُجَجِ عَلِيّ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ لَا طَاقَةَ لَكِ بِحُجَجِ المَخلُوقِ فَكَيفَ طَاقَتُكِ بِحُجَجِ الخَالِقِ

95- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَعفَرِ بنِ مَروَانَ قَالَ إِنّ الزّبَيرَ اختَرَطَ سَيفَهُ يَومَ قُبِضَ النّبِيّص وَ قَالَ لَا أَغمِدُهُ حَتّي أُبَايِعَ لعِلَيِ‌ّ ثُمّ اختَرَطَ سَيفَهُ فَضَارَبَ عَلِيّاً ع وَ كَانَ مِمّن أُعِيرَ الإِيمَانَ فَمَشَي فِي ضَوءِ نُورِهِ ثُمّ سَلَبَهُ اللّهُ إِيّاهُ

96- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي الأَصبَغِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ يَسأَلُ عَن مُستَقَرّ وَ مُستَودَعٍ قَالَ مُستَقَرّ فِي الرّحِمِ وَ مُستَودَعٌ فِي الصّلبِ وَ قَد يَكُونُ مُستَودَعَ الإِيمَانِ ثُمّ يُنزَعُ مِنهُ وَ لَقَد مَشَي الزّبَيرُ فِي ضَوءِ الإِيمَانِ وَ نُورِهِ حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي مَشَي بِالسّيفِ وَ هُوَ يَقُولُ لَا نُبَايِعُ إِلّا عَلِيّاً


صفحه : 123

97- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عَمّارٌ وَ ابنُ عَبّاسٍ أَنّهُ لَمّا صَعِدَ عَلِيّ ع المِنبَرَ قَالَ لَنَا قُومُوا فَتَخَلّلُوا الصّفُوفَ وَ نَادُوا هَل مِن كَارِهٍ فَتَصَارَخَ النّاسُ مِن كُلّ جَانِبٍ أللّهُمّ قَد رَضِينَا وَ سَلّمنَا وَ أَطَعنَا رَسُولَكَ وَ ابنَ عَمّهِ فَقَالَ يَا عَمّارُ قُم إِلَي بَيتِ المَالِ فَأَعطِ النّاسَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ لِكُلّ إِنسَانٍ وَ ارفَع لِي ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَمَضَي عَمّارٌ وَ أَبُو الهَيثَمِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ المُسلِمِينَ إِلَي بَيتِ المَالِ وَ مَضَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَي مَسجِدِ قُبَاءَ يصُلَيّ‌ فِيهِ فَوَجَدُوا فِيهِ ثَلَاثَ مِائَةِ أَلفِ دِينَارٍ وَ وَجَدُوا النّاسَ مِائَةَ أَلفٍ فَقَالَ عَمّارٌ جَاءَ وَ اللّهِ الحَقّ مِن رَبّكُم وَ اللّهِ مَا عِلمَ بِالمَالِ وَ لَا بِالنّاسِ وَ إِنّ هَذِهِ لآَيَةٌ وَجَبَت عَلَيكُم بِهَا طَاعَةُ هَذَا الرّجُلِ فَأَبَي طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَقِيلٌ أَن يَقبَلُوهَا القِصّةَ

98- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلتُ الزّبَيرُ شَهِدَ بَدراً قَالَ نَعَم وَ لَكِنّهُ فَرّ يَومَ الجَمَلِ فَإِن كَانَ قَاتَلَ المُؤمِنِينَ فَقَد هَلَكَ بِقِتَالِهِ إِيّاهُم وَ إِن كَانَ قَاتَلَ كُفّاراً فَقَد بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ حِينَ وَلّاهُم دُبُرَهُ

99- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسمَاعِيلَ بنِ السرّيِ‌ّ عَن قَولِهِوَ اتّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصّةً قَالَ أُخبِرتُ أَنّهُم أَصحَابُ الجَمَلِ


صفحه : 124

100- جا،[المجالس للمفيد] عَلِيّ بنُ خَالِدٍ المرَاَغيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ يَزِيدَ عَن سُلَيمَانَ بنِ قَرمٍ عَن أَبِي الجَحّافِ عَن عَمّارٍ الدهّنيِ‌ّ عَن أَبِي عُثمَانَ مُؤَذّنِ بنَيِ‌ أَفصَي قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع حِينَ خَرَجَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ لِقِتَالِهِ يَقُولُ عذَيِريِ‌ مِن طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ باَيعَاَنيِ‌ طَائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ ثُمّ نَكَثَا بيَعتَيِ‌ مِن غَيرِ حَدَثٍ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ

101-جا،[المجالس للمفيد] مُحَمّدُ بنُ دَاوُدَ الحتَميِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ الأَشعَثِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ[عَبدَانَ] عَن اِبرَاهِيمَ الخوَليِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ دَاوُدَ بنِ الزّبَيرِ عَن مَالِكِ بنِ أَنَسٍ عَن أَبِي سَهلِ بنِ مَالِكٍ عَن أَبِيهِ قَالَإنِيّ‌ لَوَاقِفٌ مَعَ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ عِندَ نُهُوضِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ المَدِينَةِ إِلَي البَصرَةِ إِذ أَقبَلَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ هَل لَكَ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا مُغِيرَةُ فَقَالَ وَ أَينَ هُوَ يَا عَمّارُ قَالَ تَدخُلُ فِي هَذِهِ الدّعوَةِ فَتَلحَقُ بِمَن سَبَقَكَ وَ تَسُودُ مَن خَلَفَكَ


صفحه : 125

فَقَالَ لَهُ المُغِيرَةُ أَو خَيرٌ مِن ذَلِكَ يَا أَبَا اليَقظَانِ قَالَ عَمّارٌ وَ مَا هُوَ قَالَ نَدخُلُ بُيُوتُنَا وَ نُغلِقُ عَلَينَا أَبوَابَنَا حَتّي يضُيِ‌ءَ لَنَا الأَمرُ فَنَخرُجُ وَ نَحنُ مُبصِرُونَ وَ لَا نَكُونُ كَقَاطِعِ السّلسِلَةِ فَرّ مِنَ الضّحلِ فَوَقَعَ فِي الغَمرِ فَقَالَ لَهُ عَمّارٌ هَيهَاتَ هَيهَاتَ أَ جَهلٌ بَعدَ عِلمٍ وَ عَمًي بَعدَ استِبصَارٍ وَ لَكِنِ اسمَع لقِوَليِ‌ فَوَ اللّهِ لَن ترَاَنيِ‌ إِلّا فِي الرّعِيلِ الأَوّلِ قَالَ فَطَلَعَ عَلَيهِمَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَبَا اليَقظَانِ مَا يَقُولُ لَكَ الأَعوَرُ فَإِنّهُ وَ اللّهِ دَائِماً يَلبِسُ الحَقّ بِالبَاطِلِ وَ يُمَوّهُ فِيهِ وَ لَن يَتَعَلّقَ مِنَ الدّينِ إِلّا بِمَا يُوَافِقُ الدّنيَا وَيحَكَ يَا مُغِيرَةُ إِنّهَا دَعوَةٌ تَسُوقُ مَن يَدخُلُ فِيهَا إِلَي الجَنّةِ فَقَالَ لَهُ المُغِيرَةُ صَدَقتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِن لَم أَكُن مَعَكَ فَلَن أَكُونَ عَلَيكَ

102- كش ،[رجال الكشي‌]روُيِ‌َ أَنّ عَائِشَةَ كَتَبَت مِنَ البَصرَةِ إِلَي زَيدِ بنِ صُوحَانَ إِلَي الكُوفَةِ مِن عَائِشَةَ زَوجَةِ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ إِلَي ابنِهَا زَيدِ بنِ صُوحَانَ الخَالِصِ أَمّا بَعدُ إِذَا أَتَاكَ كتِاَبيِ‌ هَذَا فَاجلِس فِي بَيتِكَ وَ خَذّلِ النّاسَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ حَتّي يَأتِيَكَ أمَريِ‌ فَلَمّا قَرَأَ زَيدٌ كِتَابَهَا قَالَ أُمِرَت بِأَمرٍ وَ أُمرِنَا بِغَيرِهِ فَرَكِبَت مَا أُمِرنَا بِهِ وَ أَمَرَتنَا أَن نَركَبَ مَا أُمِرَت هيِ‌َ بِهِ أُمِرَت أَن تَقِرّ فِي بَيتِهَا وَ أُمِرنَا أَن نُقَاتِلَ حَتّي لَا تَكُونَ فِتنَةٌ وَ السّلَامُ

103-كشف ،[كشف الغمة] مِن غَزَوَاتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَقعَةُ الجَمَلِ وَ المُجتَمِعُونَ لَهَا لَمّا


صفحه : 126

رَفَضُوا عَلِيّاً وَ نَقَضُوا بَيعَتَهُ وَ نَكَثُوا عَهدَهُ وَ غَدَرُوا بِهِ وَ خَرَجُوا عَلَيهِ وَ جَمَعُوا النّاسَ لِقِتَالِهِ مُستَخِفّينَ بِعَقدِ بَيعَتِهِ التّيِ‌ لَزِمَهُم فَرضُ حُكمِهَا مُسِفّينَ إِلَي إِثَارَةِ فِتنَةٍ عَامّةٍ بَاءُوا بِإِثمِهَا لَم يَرَ إِلّا مُقَاتَلَتَهُم عَلَي مُسَارَعَتِهِم إِلَي نَكثِ بَيعَتِهِ وَ مُقَاتَلَتَهُم عَنِ الخُرُوجِ عَن حُكمِ اللّهِ وَ لُزُومِ طَاعَتِهِ وَ كَانَ مِنَ الدّاخِلِينَ فِي البَيعَةِ أَوّلًا وَ المُلتَزِمِينَ لَهَا ثُمّ مِنَ المُحَرّضِينَ ثَانِياً عَلَي نَكثِهَا وَ نَقضِهَا طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فَأَخرَجَا عَائِشَةَ وَ جَمَعَا مَنِ استَجَابَ لَهُمَا وَ خَرَجُوا إِلَي البَصرَةِ وَ نَصَبُوا لعِلَيِ‌ّ ع حَبَائِلَ الغَوَائِلِ وَ أَلّبُوا عَلَيهِ مُطِيعَهُم مِنَ الرّامِحِ وَ النّابِلِ مُظهِرِينَ المُطَالَبَةَ بِدَمِ عُثمَانَ مَعَ عِلمِهِم فِي البَاطِنِ أَنّ عَلِيّاً ع لَيسَ بِالآمِرِ وَ لَا القَاتِلِ وَ مِنَ العَجَبِ أَنّ عَائِشَةَ حَرّضَتِ النّاسَ عَلَي قَتلِ عُثمَانَ بِالمَدِينَةِ وَ قَالَتِ اقتُلُوا نَعثَلًا قَتَلَ اللّهُ نَعثَلًا فَلَقَد أَبلَي سُنّةَ رَسُولِ اللّهِ وَ هَذِهِ ثِيَابُهُ لَم تَبلَ وَ خَرَجَت إِلَي مَكّةَ وَ قُتِلَ عُثمَانُ وَ عَادَت إِلَي بَعضِ الطّرِيقِ فَسَمِعَت بِقَتلِهِ وَ أَنّهُم بَايَعُوا عَلِيّاً فَوَرِمَ أَنفُهَا وَ عَادَت وَ قَالَت لَأُطَالِبَنّ بِدَمِهِ فَقِيلَ لَهَا يَا أُمّ المُؤمِنِينَ أَنتِ أَمَرتِ بِقَتلِهِ وَ تَقُولِينَ هَذَا قَالَت لَم يَقتُلُوهُ حَيثُ قُلتُ وَ تَرَكُوهُ حَتّي تَابَ وَ عَادَ كَالسّبِيكَةِ مِنَ الفِضّةِ وَ قَتَلُوهُ وَ خَرَجَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ مِنَ المَدِينَةِ عَلَي خُفيَةٍ وَ وَصَلَا إِلَيهَا بِمَكّةَ وَ أَخرَجَاهَا إِلَي البَصرَةِ وَ رَحَلَ عَلِيّ ع مِنَ المَدِينَةِ يَطلُبُهُم فَلَمّا قَرُبَ مِنَ البَصرَةِ كَتَبَ إِلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ أَمّا بَعدُ فَقَد عَلِمتُمَا أنَيّ‌ لَم أُرِدِ النّاسَ حَتّي أرَاَدوُنيِ‌ وَ لَم أُبَايِعهُم حَتّي أكَرهَوُنيِ‌ وَ أَنتُمَا مِمّن أَرَادُوا بيَعتَيِ‌ وَ بَايَعُوا وَ لَم تُبَايِعَا لِسُلطَانٍ غَالِبٍ وَ لَا لِعَرَضٍ[غَرَضٍ]حَاضِرٍ فَإِن كُنتُمَا بَايَعتُمَا طَائِعَينِ فَتُوبَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَمّا أَنتُمَا عَلَيهِ وَ إِن كُنتُمَا بَايَعتُمَا مُكرَهَينِ فَقَد جَعَلتُمَا السّبِيلَ عَلَيكُمَا بِإِظهَارِكُمَا الطّاعَةَ وَ إِسرَارِكُمَا المَعصِيَةَ وَ أَنتَ يَا زُبَيرُ فَارِسُ قُرَيشٍ وَ أَنتَ يَا طَلحَةُ شَيخُ المُهَاجِرِينَ وَ دَفعُكُمَا هَذَا الأَمرَ قَبلَ أَن تَدخُلَا فِيهِ كَانَ أَوسَعَ لَكُمَا مِن خُرُوجِكُمَا مِنهُ بَعدَ إِقرَارِكُمَا بِهِ


صفحه : 127

وَ أَمّا قَولُكُمَا إنِيّ‌ قَتَلتُ عُثمَانَ بنَ عَفّانَ فبَيَنيِ‌ وَ بَينَكُمَا مَن تَخَلّفَ عنَيّ‌ وَ عَنكُمَا مِن أَهلِ المَدِينَةِ ثُمّ يُلزَمُ كُلّ امر‌ِئٍ بِقَدرِ مَا احتَمَلَ وَ هَؤُلَاءِ بَنُو عُثمَانَ إِن قُتِلَ مَظلُوماً كَمَا تَقُولَانِ أَولِيَاؤُهُ وَ أَنتُمَا رَجُلَانِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ قَد باَيعَتمُاَنيِ‌ وَ نَقَضتُمَا بيَعتَيِ‌ وَ أَخرَجتُمَا أُمّكُمَا مِن بَيتِهَا ألّذِي أَمَرَ اللّهُ أَن تَقِرّ فِيهِ وَ اللّهُ حَسِيبُكُمَا وَ السّلَامُ وَ كَتَبَ إِلَي عَائِشَةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّكِ خَرَجتِ مِن بَيتِكِ عَاصِيَةً لِلّهِ تَعَالَي وَ لِرَسُولِهِ تَطلُبِينَ أَمراً كَانَ عَنكِ مَوضُوعاً ثُمّ تَزعُمِينَ أَنّكِ تُرِيدِينَ الإِصلَاحَ بَينَ النّاسِ فخَبَرّيِنيِ‌ مَا لِلنّسَاءِ وَ قَودِ العَسَاكِرِ وَ زَعَمتِ أَنّكِ طَالِبَةٌ بِدَمِ عُثمَانَ وَ عُثمَانُ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ أَنتِ امرَأَةٌ مِن بنَيِ‌ تَيمِ بنِ مُرّةَ وَ لعَمَريِ‌ إِنّ ألّذِي عَرَضَكِ لِلبَلَاءِ وَ حَمَلَكِ عَلَي المَعصِيَةِ لَأَعظَمُ إِلَيكِ ذَنباً مِن قَتَلَةِ عُثمَانَ وَ مَا غَضِبتِ حَتّي أَغضَبتِ وَ لَا هِجتِ حَتّي هَيّجتِ فاَتقّيِ‌ اللّهَ يَا عَائِشَةُ وَ ارجعِيِ‌ إِلَي مَنزِلِكِ وَ أسَبلِيِ‌ عَلَيكِ سِترَكِ وَ السّلَامُ فَجَاءَ الجَوَابُ إِلَيهِ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ جَلّ الأَمرُ عَنِ العِتَابِ وَ لَن نَدخُلَ فِي طَاعَتِكَ أَبَداًفَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ وَ السّلَامُ

104- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي الطّفَيلِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ عَلِمَ المَحفُوظُونَ مِن أَصحَابِ مُحَمّدٍص وَ عَائِشَةُ بِنتُ أَبِي بَكرٍ أَنّ أَصحَابَ الجَمَلِ وَ أَصحَابَ النّهرَوَانِ مَلعُونُونَ عَلَي لِسَانِ النّبِيّص وَ لا يَدخُلُونَ الجَنّةَ حَتّي يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ


صفحه : 128

105-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن سَلَامِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن سَلَامِ بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ قَد سَمِعتُهُ عَنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَعَثَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ رَجُلًا مِن عَبدِ القَيسِ يُقَالُ لَهُ خِدَاشٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ قَالَا لَهُ إِنّا نَبعَثُكَ إِلَي رَجُلٍ طَالَمَا كُنّا نَعرِفُهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ بِالسّحرِ وَ الكِهَانَةِ وَ أَنتَ أَوثَقُ مَن بِحَضرَتِنَا مِن أَنفُسِنَا مِن أَن تَمتَنِعَ مِن ذَلِكَ مِنهُ وَ أَن تُحَاجّهُ لَنَا حَتّي تَقِفَهُ[تَفَقّهَ] عَلَي أَمرٍ مَعلُومٍ وَ اعلَم أَنّهُ أَعظَمُ النّاسِ دَعوًي فَلَا يَكسِرَنّكَ ذَلِكَ عَنهُ وَ مِنَ الأَبوَابِ التّيِ‌ يَخدَعُ النّاسَ بِهَا الطّعَامُ وَ الشّرَابُ وَ العَسَلُ وَ الدّهنُ وَ أَن يخُاَليِ‌َ الرّجُلَ فَلَا تَأكُل لَهُ طَعَاماً وَ لَا تَشرَب لَهُ شَرَاباً وَ لَا تَمَسّ لَهُ عَسَلًا وَ لَا دُهناً وَ لَا تَخلُ مَعَهُ وَ احذَر هَذَا كُلّهُ مِنهُ وَ انطَلِق عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ فَإِذَا رَأَيتَهُ فَاقرَأ آيَةَ السّخرَةِ وَ تَعَوّذ بِاللّهِ مِن كَيدِهِ وَ كَيدِ الشّيطَانِ فَإِذَا جَلَستَ إِلَيهِ فَلَا تُمَكّنهُ مِن بَصَرِكَ كُلّهِ وَ لَا تَستَأنِس بِهِ ثُمّ قُل لَهُ إِنّ أَخَوَيكَ فِي الدّينِ وَ ابنيَ‌ عَمّيكَ يُنَاشِدَانِكَ القَطِيعَةَ وَ يَقُولَانِ لَكَ أَ مَا تَعلَمُ أَنّا تَرَكنَا النّاسَ لَكَ وَ خَالَفنَا عَشَائِرَنَا فِيكَ مُنذُ قَبَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُحَمّداًص فَلَمّا نِلتَ أَدنَي مَنَالٍ ضَيّعتَ حُرمَتَنَا وَ قَطَعتَ رَجَاءَنَا ثُمّ قَد رَأَيتَ أَفعَالَنَا فِيكَ وَ قُدرَتَنَا عَلَي النأّي‌ِ عَنكَ وَ سَعَةَ[سَعَةِ]البِلَادِ دُونَكَ وَ أَنّ مَن كَانَ يَصرِفُكَ عَنّا وَ عَن صِلَتِنَا كَانَ أَقَلّ لَكَ نَفعاً وَ أَضعَفَ عَنكَ دَفعاً مِنّا وَ قَد وَضَحَ الصّبحُ لذِيِ‌ عَينَينِ وَ قَد بَلَغَنَا عَنكَ انتِهَاكٌ لَنَا وَ دُعَاءٌ عَلَينَا فَمَا ألّذِي يَحمِلُكَ عَلَي ذَلِكَ فَقَد كُنّا نَرَي أَنّكَ أَشجَعُ فُرسَانِ العَرَبِ أَ تَتّخِذُ اللّعنَ لَنَا دِيناً وَ تَرَي أَنّ ذَلِكَ يَكسِرُنَا عَنكَ


صفحه : 129

فَلَمّا أَتَي خِدَاشٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ صَنَعَ مَا أَمَرَاهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ هُوَ ينُاَجيِ‌ نَفسَهُ ضَحِكَ وَ قَالَ هَاهُنَا يَا أَبَا عَبدِ قَيسٍ وَ أَشَارَ لَهُ إِلَي مَجلِسٍ قَرِيبٍ مِنهُ فَقَالَ مَا أَوسَعَ المَكَانَ أُرِيدُ أَن أؤُدَيّ‌َ إِلَيكَ رِسَالَةً قَالَ بَل تَطعَمُ وَ تَشرَبُ وَ تخُلَيّ‌ ثِيَابَكَ وَ تَدّهِنُ ثُمّ تؤُدَيّ‌ رِسَالَتَكَ قُم يَا قَنبَرُ فَأَنزِلهُ قَالَ مَا بيِ‌ إِلَي شَيءٍ مِمّا ذَكَرتَ حَاجَةٌ قَالَ فَأَخلُو بِكَ قَالَ كُلّ سِرّ لِي عَلَانِيَةٌ قَالَ فَأَنشُدُكَ اللّهَ ألّذِي هُوَ أَقرَبُ إِلَيكَ مِن نَفسِكَ الحَائِلُ بَينَكَ وَ بَينَ قَلبِكَ ألّذِي يَعلَمُ خَائِنَةَ الأَعيُنِ وَ مَا تخُفيِ‌ الصّدُورُ أَ تَقَدّمَ لَكَ الزّبَيرُ بِمَا عَرَضتُ عَلَيكَ قَالَ أللّهُمّ نَعَم قَالَ لَو كَتَمتَ بَعدَ مَا سَأَلتُكَ مَا ارتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَ فَأَنشُدُكَ اللّهَ هَل عَلّمَكَ كَلَاماً تَقُولُهُ إِذَا أتَيَتنَيِ‌ قَالَ أللّهُمّ نَعَم قَالَ عَلِيّ ع آيَةَ السّخرَةِ قَالَ نَعَم قَالَ فَاقرَأهَا فَقَرَأَهَا وَ جَعَلَ عَلِيّ ع يُكَرّرُهَا عَلَيهِ وَ يُرَدّدُهَا وَ يَفتَحُ عَلَيهِ إِذَا أَخطَأَ حَتّي إِذَا قَرَأَهَا سَبعِينَ مَرّةً قَالَ الرّجُلُ مَا يَرَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَمرَهُ بِتَرَدّدِهَا سَبعِينَ مَرّةً قَالَ لَهُ أَ تَجِدُ قَلبَكَ اطمَأَنّ قَالَ إيِ‌ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ قَالَ فَمَا قَالَا لَكَ فَأَخبَرَهُ فَقَالَ قُل لَهُمَا كَفَي بِمَنطِقِكُمَا حُجّةً عَلَيكُمَا وَ لَكِنّ اللّهَ لَا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ زَعَمتُمَا أَنّكُمَا أخَوَاَي‌َ فِي الدّينِ وَ ابنَا عمَيّ‌ فِي النّسَبِ أَمّا النّسَبُ فَلَا أُنكِرُهُ وَ إِن كَانَ النّسَبُ مَقطُوعاً إِلّا مَا وَصَلَهُ اللّهُ بِالإِسلَامِ وَ أَمّا قَولُكُمَا إِنّكُمَا أخَوَاَي‌َ فَإِن كُنتُمَا صَادِقَينِ فَقَد فَارَقتُمَا كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عَصَيتُمَا أَمرَهُ بِأَفعَالِكُمَا فِي أَخِيكُمَا فِي الدّينِ وَ إِلّا فَقَد كَذَبتُمَا وَ افتَرَيتُمَا بِادّعَائِكُمَا أَنّكُمَا أخَوَاَي‌َ فِي الدّينِ وَ أَمّا مُفَارَقَتُكُمَا النّاسَ مُنذُ قَبَضَ اللّهُ مُحَمّداً فَإِن كُنتُمَا فَارَقتُمَاهُم بِحَقّ فَقَد نَقَضتُمَا ذَلِكَ الحَقّ بِفِرَاقِكُمَا إيِاّي‌َ أَخِيراً وَ إِن فَارَقتُمَاهُم بِبَاطِلٍ فَقَد وَقَعَ إِثمُ ذَلِكَ البَاطِلِ عَلَيكُمَا مَعَ الحَدَثِ ألّذِي أَحدَثتُمَا مَعَ أَنّ صَفقَتَكُمَا بِمُفَارَقَتِكُمَا النّاسَ لَم يَكُن إِلّا لِطَمَعِ الدّنيَا زَعَمتُمَا وَ ذَلِكَ قَولُكُمَا قَطَعتَ رَجَاءَنَا لَا تَعِيبَانِ بِحَمدِ اللّهِ عَلَيّ مِن ديِنيِ‌ شَيئاً


صفحه : 130

وَ أَمّا ألّذِي صرَفَنَيِ‌ عَن صِلَتِكُمَا فاَلذّيِ‌ صَرَفَكُمَا عَنِ الحَقّ وَ حَمَلَكُمَا عَلَي خَلعِهِ مِن رِقَابِكُمَا كَمَا يَخلَعُ الحَرُونُ لِجَامَهُ وَ هُوَ اللّهُ ربَيّ‌ لَا أُشرِكُ بِهِ شَيئاً فَلَا تَقُولَا هُوَ أَقَلّ نَفعاً وَ أَضعَفُ دَفعاً فَتَستَحِقّا اسمَ الشّركِ مَعَ النّفَاقِ وَ أَمّا قَولُكُمَا إنِيّ‌ أَشجَعُ فُرسَانِ العَرَبِ وَ هَربُكُمَا مِن لعَنيِ‌ وَ دعُاَئيِ‌ فَإِنّ لِكُلّ مَوقِفٍ عَمَلًا إِذَا اختَلَفَتِ الأَسِنّةُ وَ مَاجَت لُبُودُ الخَيلِ وَ مَلَأَ سَحرَاكُمَا أَجوَافَكُمَا فَثَمّ يكَفيِنيِ‌َ اللّهُ بِكَمَالِ القَلبِ وَ أَمّا إِذَا أَبَيتُمَا بأِنَيّ‌ أَدعُو اللّهَ فَلَا تَجزَعَا مِن أَن يَدعُوَ عَلَيكُمَا رَجُلٌ سَاحِرٌ مِن قَومٍ سَحَرَةٍ زَعَمتُمَا ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَقعِصِ الزّبَيرَ شَرّ قِتلَةٍ وَ اسفِك دَمَهُ عَلَي ضَلَالَةٍ وَ عَرّف طَلحَةَ المَذَلّةَ وَ ادّخِر لَهُمَا فِي الآخِرَةِ شَرّاً مِن ذَلِكَ إِن كَانَا ظلَمَاَنيِ‌ وَ افتَرَيَا عَلَيّ وَ كَتَمَا شَهَادَتَهُمَا وَ عصَيَاَنيِ‌ وَ عَصَيَا رَسُولَكَ فِيّ قُل آمِينَ قَالَ خِدَاشٌ آمِينَ ثُمّ قَالَ خِدَاشٌ لِنَفسِهِ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ لِحيَةً قَطّ أَبيَنَ خَطَأً مِنكَ حَامِلَ حُجّةٍ يَنقُضُ بَعضُهَا بَعضاً لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهَا سَمَاكاً أَنَا أَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِنهُمَا ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع ارجِع إِلَيهِمَا وَ أَعلِمهُمَا مَا قُلتُ قَالَ لَا وَ اللّهِ حَتّي تَسأَلَ اللّهَ أَن يرَدُنّيِ‌ إِلَيكَ عَاجِلًا وَ أَن يوُفَقّنَيِ‌ لِرِضَاهُ فِيكَ فَفَعَلَ فَلَم يَلبَث أَنِ انصَرَفَ وَ قُتِلَ مَعَهُ يَومَ الجَمَلِ رَحِمَهُ اللّهُ

توضيح خداش بكسر الخاء وتخفيف الدال وقول من أنفسنا بيان لمن أي من الذين هم منا و في بعض النسخ في أنفسنا و هوأظهر و قوله من أن تمتنع متعلق بقوله أوثق و من تعليلية و أن تحاجه معطوف علي أن تمتنع حتي تَفَقّهَ أي تتفقه بحذف إحدي التاءين وتضمين معني الاطلاع والأظهر تَقِفه من وقفته بمعني أطلعته و أن يخالي‌ الرجل أي يخلو به فلاتمكنه من بصرك أي لاتنظر إليه كثيرا وإنما نهياه عن ذلك لئلا


صفحه : 131

يري محاسن أخلاقه وآدابه فيميل إلي الحق وابني‌ عمك إنما قالا ذلك لكونهما من قريش يناشدانك القطيعة أي يقسمان عليك أن لاتقطع الرحم فلما نلت أدني منال أي أصبت أدني مقدرة وجاه أتتخذ اللعن لنا دينا غرضهما أن اللعن دأب العاجزين وكنا نظن أنك أشجع الفرسان وتخلي‌ ثيابك أي من القمل والأدناس و في بعض النسخ وتحل ولعله أظهر الحائل بينك و بين قلبك أي يعلم من قلبك ماتغفل عنه أو هوأملك لقلبك منك وخائنة الأعين نظرها إلي ما لاينبغي‌ ومسارقة النظر وتحريك الجفون للغمز ونحوه ماارتد إليك طرفك كناية عن الموت قال الرجل أي في نفسه متعجبا من أمره بتكريره الآية و كان ذلك لرفع سحرهما وشبههما عن قلبه وتنوير قلبه بالإيمان مع الحدث ألذي أحدثتما أي من إبراز زوجة النبي ص من بيتها وإحداث الفتنة بين المسلمين . أوالمعني أنكم تعلمون أني‌ علي الحق و أن ماأردتم بي‌ باطل فلزمكم الإثم من جهتين متناقضتين . أوالمراد نصرتهما له مع علمهما بكونه علي الباطل ولعل الأول أظهر زعمتما أي أنكما تصيبانها. و قال الجوهري‌ فرس حرون لاينقاد و إذااشتد به الجري‌ وقف . و هو الله ربي‌ أي ألذي صرفني‌ عن صلتكما هو الله تعالي فلاتقولا هوأقل نفعا وأضعف دفعا فتكفرا. أوصارفهما عن الحق أيضا هو الله مجازا لسلب توفيقه عنهما. أوالمراد أن صارفي‌ عن الصلة هوسوء عقيدتكم وسريرتكم ألذي حملكم علي نقض البيعة والصارف عن الصلة حقيقة هو الله تعالي لأنه نهي عن صلة الكافرين . وقيل الضمير للشأن و لايخفي ما فيه وهربكما في بعض النسخ وهزؤكما و هوأظهر واللبود جمع اللبد و هوالشعر المتراكم بين كتفي‌ الفرس .


صفحه : 132

والسحر بالضم والتحريك الرئة ويقال للجبان قدانتفخ سَحرُهُ ذكره الجوهري‌ و قال ضربه فأقعصه أي قتله مكانه مارأيت لحية أي ذا لحية أوالمراد بقوله منك من لحيتك

106- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُرِيدُ البَصرَةَ نَزَلَ بِالرّبَذَةِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِن مُحَارِبٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ تَحَمّلتُ فِي قوَميِ‌ حَمَالَةً وَ إنِيّ‌ سَأَلتُ فِي طَوَائِفَ مِنهُمُ المُوَاسَاةَ وَ المَعُونَةَ فَسَبَقَت إلِيَ‌ّ أَلسِنَتُهُم بِالنّكَدِ فَمُرهُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بمِعَوُنتَيِ‌ وَ حُثّهُم عَلَي موُاَساَتيِ‌ فَقَالَ أَينَ هُم فَقَالَ هَؤُلَاءِ فَرِيقٌ مِنهُم حَيثُ تَرَي قَالَ فَنَصّ رَاحِلَتَهُ فَادّلَفَت[فَادّلّفَت][فَأَدلَفَت]كَأَنّهَا ظَلِيمٌ فَادّلَفَ[فَادّلّفَ][فَأَدلَفَ]بَعضُ أَصحَابِهِ فِي طَلَبِهَا فَلَأياً بلِأَي‌ٍ مَا لُحِقَت[لَحِقَت]فَانتَهَي إِلَي القَومِ فَسَلّمَ عَلَيهِم وَ سَأَلَهُم مَا يَمنَعُهُم مِن مُوَاسَاةِ صَاحِبِهِم فَشَكَوهُ وَ شَكَاهُم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَصَلَ امرُؤٌ عَشِيرَتَهُ فَإِنّهُم أَولَي بِبِرّهِ وَ ذَاتِ يَدِهِ وَ وَصَلَتِ العَشِيرَةُ أَخَاهَا إِن عَثَرَ بِهِ دَهرٌ وَ أَدبَرَت عَنهُ دُنيَا فَإِنّ المُتَوَاصِلِينَ المُتَبَاذِلِينَ مَأجُورُونَ وَ إِنّ المُتَقَاطِعِينَ المُتَدَابِرِينَ مَوزُورُونَ قَالَ ثُمّ بَعَثَ رَاحِلَتَهُ وَ قَالَ حَل[خَلّ]

بيان الربذة قرية معروفة قرب المدينة ومحارب اسم قبيلة والحمالة بالفتح مايتحمله الإنسان من غيره من دية أوغرامة والنكد الشدة والعسر ونص راحلته استخرج أقصي ماعندها من السير ذكره الجوهري‌ و قال


صفحه : 133

الدلف المشي‌ الرويد يقال دلف الشي‌ء إذامشي وقارب الخطو ودلفت الكتيبة في الحرب إذاتقدمت . و قال الفيروزآبادي‌ في القاموس اندلف علي انصب وتدلف إليه تمشي‌ ودنا انتهي . والمراد هنا الركض والتقدم والظليم ذكر النعامة والضمير في طلبها راجع إلي الراحلة. و قال الجوهري‌ يقال فعل كذا بعدلأي‌ أي بعدشدة وإبطاء ولآي لأيا أي أبطأ. و قال في النهاية في حديث أم أيمن فبلأي‌ مااستغفر لهم أي بعدمشقة وجهد وإبطاء انتهي . و مازائدة للإبهام والمبالغة أي فلحقت راحلة بعض الأصحاب راحلته ع بعدإبطاء مع إبطاء وشدة فلأيا إما حال أومفعول مطلق من غيراللفظ ويمكن أن يقرأ لحقت علي بناء المفعول وصل امرؤ أمر في صورة الخبر والنكرة للعموم كقولهم أنجز حر ماوعد وذات يده أي ما في يده من الأموال و قال حَل بالحاء المهملة وتخفيف اللام و هوزجر للناقة كماذكره الجوهري‌ و في بعض النسخ بالخاء المعجمة وتشديد اللام فكان الرجل كان آخذا بزمام الناقة أوبغرزها فلما فرغ أمير المؤمنين من وعظهم قال للرجل خَلّ سبيل الناقة

107-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العقَبَيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَخَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ


صفحه : 134

أَيّهَا النّاسُ إِنّ آدَمَ لَم يَلِد عَبداً وَ لَا أَمَةً وَ إِنّ النّاسَ كُلّهُم أَحرَارٌ وَ لَكِنّ اللّهَ خَوّلَ بَعضَكُم بَعضاً فَمَن كَانَ لَهُ بَلَاءٌ فَصَبَرَ فِي الخَيرِ فَلَا يَمُنّ بِهِ عَلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ أَلَا وَ قَد حَضَرَ شَيءٌ وَ نَحنُ مُسَوّونَ فِيهِ بَينَ الأَسوَدِ وَ الأَحمَرِ فَقَالَ مَروَانُ لِطَلحَةَ وَ الزّبَيرِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُمَا قَالَ فَأَعطَي كُلّ وَاحِدٍ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ وَ أَعطَي رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ وَ جَاءَ بَعدَهُ غُلَامٌ أَسوَدُ فَأَعطَاهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَقَالَ الأنَصاَريِ‌ّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا غُلَامٌ أَعتَقتُهُ بِالأَمسِ تجَعلَنُيِ‌ وَ إِيّاهُ سَوَاءً فَقَالَ إنِيّ‌ نَظَرتُ فِي كِتَابِ اللّهِ فَلَم أَجِد لِوُلدِ إِسمَاعِيلَ عَلَي وُلدِ إِسحَاقَ فَضلًا

108- مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي مُسنَدِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَنهُ عَن أَبِيهِ عَن وَكِيعٍ عَن سُفيَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ حدَثّنَيِ‌ ابنُ عَبّاسٍ قَالَ أرَسلَنَيِ‌ عَلِيّ إِلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ يَومَ الجَمَلِ قَالَ فَقُلتُ لَهُمَا إِنّ أَخَاكُمَا يُقرِئُكُمَا السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكُمَا هَل وَجَدتُمَا عَلَيّ حَيفاً فِي حُكمٍ أَو فِي استِئثَارٍ فِي فيَ‌ءٍ أَو فِي كَذَا قَالَ فَقَالَ الزّبَيرُ لَا وَ لَا فِي وَاحِدَةٍ مِنهُمَا وَ لَكِن مَعَ الخَوفِ شِدّةُ المَطَامِعِ

109-مد،[العمدة] مِنَ الجَمعِ بَينَ الصّحَاحِ السّتّةِ لِرَزِينٍ العبَدرَيِ‌ّ مِن مُوَطّإِ


صفحه : 135

مَالِكٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي وَائِلٍ قَالَ دَخَلَ أَبُو وَائِلٍ وَ ابنُ مَسعُودٍ عَلَي عَمّارٍ حِينَ بَعَثَهُ عَلِيّ مَعَ الحَسَنِ ابنِهِ إِلَي الكُوفَةِ يَستَنفِرُهُم فَقَالَا لَهُ مَا رَأَينَاكَ أَتَيتَ أَمراً أَكرَهَ عِندَنَا مِن إِسرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمرِ مُنذُ أَسلَمتَ فَقَالَ لَهُمَا عَمّارٌ مَا رَأَيتُ مِنكُمَا مُنذُ أَسلَمتُمَا أَمراً أَكرَهَ عنِديِ‌ مِن إِبطَائِكُمَا عَن هَذَا الأَمرِ وَ كَسَاهُمَا ابنُ مَسعُودٍ حُلّةً حُلّةً

110- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع لَمّا أُشِيرُ عَلَيهِ بِأَن لَا يَتبَعَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ وَ لَا يَرصُدَ[يُصدِرَ]لَهُمَا القِتَالَ وَ اللّهِ لَا أَكُونُ كَالضّبُعِ تَنَامُ عَلَي طُولِ اللّدمِ حَتّي يَصِلَ إِلَيهَا طَالِبُهَا وَ يَختِلَهَا رَاصِدُهَا وَ لَكِن أَضرِبُ بِالمُقبِلِ إِلَي الحَقّ المُدبِرَ عَنهُ وَ بِالسّامِعِ المُطِيعِ العاَصيِ‌َ المُرِيبَ أَبَداً حَتّي يأَتيِ‌َ عَلَيّ يوَميِ‌ فَوَ اللّهِ مَا زِلتُ مَدفُوعاً عَن حقَيّ‌ مُستَأثَراً عَلَيّ مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُص حَتّي يَومِ النّاسِ هَذَا

بيان اللدم علي زنة اللطم والشتم صوت الحجر أوالعصاء أوغيرهما يضرب بها الأرض ضربا ليس بشديد يحكي أن الضبع يستغفل في جحرها بمثل ذلك فيسكن حتي يصاد ويضرب بهاالمثل في الحمق

111-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ مَعَ عِمرَانَ بنِ الحَصِينِ الخزُاَعيِ‌ّ ذَكَرَهُ أَبُو جَعفَرٍ الإسِكاَفيِ‌ّ فِي كِتَابِ المَقَامَاتِ أَمّا بَعدُ فَقَد عَلِمتُمَا وَ إِن كَتَمتُمَا أنَيّ‌ لَم أُرِدِ النّاسَ حَتّي أرَاَدوُنيِ‌ وَ لَم أُبَايِعهُم حَتّي باَيعَوُنيِ‌ وَ إِنّكُمَا مِمّن أرَاَدنَيِ‌ وَ باَيعَنَيِ‌ وَ إِنّ العَامّةَ لَم تبُاَيعِنيِ‌ لِسُلطَانٍ غَاصِبٍ


صفحه : 136

وَ لَا لِحِرصٍ حَاضِرٍ فَإِن كُنتُمَا باَيعَتمُاَنيِ‌ طَائِعَينِ فَارجِعَا وَ تُوبَا إِلَي اللّهِ مِن قَرِيبٍ وَ إِن كُنتُمَا باَيعَتمُاَنيِ‌ كَارِهَينِ فَقَد جَعَلتُمَا لِي عَلَيكُمَا السّبِيلَ بِإِظهَارِكُمَا الطّاعَةَ وَ إِسرَارِكُمَا المَعصِيَةَ وَ لعَمَريِ‌ مَا كُنتُمَا بِأَحَقّ المُهَاجِرِينَ بِالتّقِيّةِ وَ الكِتمَانِ وَ إِنّ دَفعَكُمَا هَذَا الأَمرَ قَبلَ أَن تَدخُلَا فِيهِ كَانَ أَوسَعَ عَلَيكُمَا مِن خُرُوجِكُمَا مِنهُ بَعدَ إِقرَارِكُمَا بِهِ وَ قَد زَعَمتُمَا أنَيّ‌ قَتَلتُ عُثمَانَ فبَيَنيِ‌ وَ بَينَكُمَا مَن تَخَلّفَ عنَيّ‌ وَ عَنكُمَا مِن أَهلِ المَدِينَةِ ثُمّ يُلزَمُ كُلّ امر‌ِئٍ بِقَدرِ مَا احتَمَلَ فَارجِعَا أَيّهَا الشّيخَانِ عَن رَأيِكُمَا فَإِنّ الآنَ أَعظَمَ أَمرِكُمَا العَارُ مِن قَبلِ أَن يَجتَمِعَ العَارُ وَ النّارُ وَ السّلَامُ

بيان قوله ع من قبل متعلق بقوله فارجعا

112- أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ النّهجِ قَالَ كُلّ مَن صَنّفَ مِن أَهلِ السّيَرِ وَ الأَخبَارِ إِنّ عَائِشَةَ كَانَت مِن أَشَدّ النّاسِ عَلَي عُثمَانَ حَتّي إِنّهَا أَخرَجَت ثَوباً مِن ثِيَابِ رَسُولِ اللّهِص فَنَصَبَتهُ فِي مَنزِلِهَا وَ كَانَت تَقُولُ لِلدّاخِلِينَ إِلَيهَا هَذَا ثَوبُ رَسُولِ اللّهِص لَم يَبلَ وَ عُثمَانُ قَد أَبلَي سُنّتَهُ وَ قَالُوا أَوّلُ مَن سَمّي عُثمَانَ نَعثَلًا عَائِشَةُ

والنعثل الكثير شعر اللحية والجسد

وَ كَانَت تَقُولُ اقتُلُوا نَعثَلًا قَتَلَ اللّهُ نَعثَلًا


صفحه : 137

وَ رَوَي المدَاَئنِيِ‌ّ فِي كِتَابِ الجَمَلِ قَالَ لَمّا قُتِلَ عُثمَانُ كَانَت عَائِشَةُ بِمَكّةَ وَ بَلَغَ قَتلُهُ إِلَيهَا وَ هيِ‌َ بِشَرَافِ فَلَم تَشُكّ فِي أَنّ طَلحَةَ صَاحِبُ الأَمرِ وَ قَالَت بُعداً لِنَعثَلٍ وَ سُحقاً إِيهِ ذَا الإِصبَعِ إِيهِ أَبَا شِبلٍ إِيهِ يَا ابنَ عَمّ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي إِصبَعِهِ وَ هُوَ يُبَايِعُ لَهُ حَنّوهَا لَا بَل وَ ذَعذَعُوهَا قَالَ وَ قَد كَانَ طَلحَةُ حِينَ قُتِلَ عُثمَانَ أَخَذَ مَفَاتِيحَ بَيتِ المَالِ وَ أَخَذَ نَجَائِبَ كَانَت لِعُثمَانَ فِي دَارِهِ ثُمّ فَسَدَ أَمرُهُ فَدَفَعَهَا إِلَي عَلِيّ ع

وَ قَالَ أَبُو مِخنَفٍ فِي كِتَابِهِ إِنّ عَائِشَةَ لَمّا بَلَغَهَا قَتلُ عُثمَانَ وَ هيِ‌َ بِمَكّةَ أَقبَلَت مُسرِعَةً وَ هيِ‌َ تَقُولُ إِيهِ ذَا الإِصبَعِ لِلّهِ أَبُوكَ أَمَا إِنّهُم وَجَدُوا طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ لَهَا كُفواً فَلَمّا انتَهَت إِلَي شَرَافِ استَقبَلَهَا عُبَيدُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَت لَهُ مَا عِندَكَ قَالَ قُتِلَ عُثمَانُ قَالَت ثُمّ مَا ذَا قَالَ ثُمّ جَارَت بِهِمُ الأُمُورُ إِلَي خَيرِ مَجَارٍ بَايَعُوا عَلِيّاً فَقَالَت لَوَدِدتُ أَنّ السّمَاءَ انطَبَقَت عَلَي الأَرضِ إِن تَمّ هَذَا انظُر مَا تَقُولُ قَالَ هُوَ مَا قُلتُ لَكِ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ فَوَلوَلَت فَقَالَ لَهَا مَا شَأنُكِ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ مَا أَعرِفُ بَينَ لَابَتَيهَا أَحَداً أَولَي بِهَا مِنهُ وَ لَا أَحَقّ وَ لَا أَرَي لَهُ نَظِيراً فِي جَمِيعِ حَالَاتِهِ فَلِمَاذَا تَكرَهِينَ وِلَايَتَهُ قَالَ فَمَا رَدّت جَوَاباً

و في رواية قيس بن أبي حازم ثم ردت ركائبها إلي مكة فرأيتها في مسيرها تخاطب نفسها قتلوا ابن عفان مظلوما فقلت لها ياأم المؤمنين أ لم أسمعك آنفا تقولين أبعده الله و قدرأيتك قبل أشد الناس عليه وأقبحهم فيه قولا فقالت لقد كان ذلك ولكني‌ نظرت في أمره فرأيتهم استتابوه حتي إذاتركوه كالفضة البيضاء أتوه صائما محرما في شهر حرام فقتلوه قال وكتب طلحة والزبير إلي عائشة وهي‌ بمكة كتابا أن خذلّي‌ الناس عن


صفحه : 138

بيعة علي وأظهري‌ الطلب بدم عثمان وحملا الكتاب مع ابن أختها عبد الله بن الزبير فلما قرأت الكتاب كاشفت وأظهرت الطلب بدم عثمان قال و لماعزمت عائشة علي الخروج إلي البصرة طلبوا لها بعيرا أيدا يحمل هودجها فجاءهم يعلي بن أمية[منية]ببعير يسمي عسكرا و كان عظيم الخلق شديدا فلما رأته أعجبها وأنشأ الجمال يحدثها بقوته وشدته و يقول في أثناء كلامه عسكر فلما سمعت هذه اللفظة استرجعت وقالت ردوه لاحاجة لي فيه وذكرت حيث سئلت أن رسول الله ص ذكر لها هذاالاسم ونهاها عن ركوبه وأمرت أن يطلب لها غيره فلم يوجد لها مايشبهه فغير لها بجلال غيرجلاله وقيل لها قدأصبنا لك أعظم منه خلقا وأشد منه قوة وأتيت به فرضيت قال أبومخنف وأرسلت إلي حفصة تسألها الخروج والمسير معها فبلغ ذلك عبد الله بن عمر فأتي أخته فعزم عليها فأقامت وحطت الرحال بعد ماهمت وكتب الأشتر من المدينة إلي عائشة وهي‌ بمكة أما بعدفإنك ظعينة رسول الله ص و قدأمرك أن تقري‌ في بيتك فإن فعلت فهو خير لك و إن أبيت إلا أن تأخذي‌ منسأتك وتلقي‌ جلبابك وتبدي‌ للناس شعيراتك قاتلتك حتي أردك إلي بيتك والموضع ألذي يرضاه لك ربك فكتبت إليه في الجواب أما بعدفإنك أول العرب شب الفتنة ودعا إلي الفرقة وخالف الأئمة وسعي في قتل الخليفة و قدعلمت أنك لن تعجز الله حتي يصيبك منه بنقمة ينتصر بهامنك للخليفة المظلوم و قدجاءني‌ كتابك


صفحه : 139

وفهمت ما فيه وسنكفيك و كل من أصبح مماثلا لك في غيك وضلالك إن شاء الله قال أبومخنف لماانتهت عائشة في مسيرها إلي الحوأب و هوماء لبني‌ عامر بن صعصعة نبحتها الكلاب حتي نفرت صعاب إبلها فقال قائل من أصحابها أ لاترون ماأكثر كلاب الحوأب و ماأشد نباحها فأمسكت زمام بعيرها وقالت وإنها لكلاب الحوأب ردوني‌ ردوني‌ فإني‌ سمعت رسول الله يقول وذكرت الخبر فقال لها قائل مهلا يرحمك الله فقد جزنا ماء الحوأب فقالت فهل من شاهد فلفقوا لها خمسين أعرابيا جعلوا لهم جعلا فحلفوا لها أن هذا ليس بماء الحوأب فسارت لوجهها و لماانتهوا إلي حفر أبي موسي قريبا من البصرة أرسل عثمان بن حنيف و هويومئذ عامل علي ع علي البصرة إلي القوم أباالأسود الدؤلي‌ يعلم له علمهم فجاء حتي دخل علي عائشة فسألها عن مسيرها فقالت أطلب بدم عثمان قال إنه ليس بالبصرة من قتلة عثمان أحد قالت صدقت ولكنهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة وجئت أستنهض أهل البصرة لقتاله أنغضب لكم من سوط عثمان و لانغضب لعثمان من سيوفكم فقال لها ما أنت من السوط والسيف إنما أنت حبيس رسول الله أمرك أن تقري‌ في بيتك وتتلي‌ كتاب ربك ليس علي النساء قتال و لالهن الطلب بالدماء و إن عليا لأولي بعثمان منك وأمس رحما فإنهما ابنا عبدمناف فقالت لست بمنصرفة حتي أمضي‌ لماقدمت له أفتظن يا أباالأسود أن أحدا يقدم علي قتالي‌ فقال أما و الله لتقاتلن قتالا أهونه الشديد ثم قام فأتي الزبير فقال يا أبا عبد الله عهد الناس بك و أنت يوم بويع أبوبكر آخذ بقائم سيفك تقول لاأحد أولي بهذا الأمر من ابن أبي طالب وأين هذاالمقام من ذاك فذكر له دم عثمان قال أنت وصاحبك وليتماه فيما بلغناه قال فانطلق إلي طلحة فاسمع ما يقول فذهب إلي طلحة فوجده


صفحه : 140

مصرا علي الحرب والفتنة فرجع إلي عثمان بن حنيف فقال إنها الحرب فتأهب لها قال و لمانزل علي ع البصرة كتبت عائشة إلي زيد بن صوحان العبدي‌ من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي إلي ابنها الخالص زيد بن صوحان أما بعدفأقم في بيتك وخذل عن علي وليبلغني‌ عنك ماأحب فإنك أوثق أهلي‌ عندي‌ و السلام فكتب إليها من زيد بن صوحان إلي عائشة بنت أبي بكر أما بعد فإن الله أمرك بأمر وأمرنا بأمر أمرك أن تقري‌ في بيتك وأمرنا أن نجاهد و قدأتاني‌ كتابك فأمرتني‌ أن أصنع خلاف ماأمرني‌ الله فأكون قدصنعت ماأمرك الله به وصنعت ماأمرني‌ الله به فأمرك عندي‌ غيرمطاع وكتابك غيرمجاب و السلام بيان حنوها أي جعلوا إصبعه منحنية للبيعة لابل وذعذعوها أي كسروها وبددوها لهجومهم علي البيعة والظعينة الامرأة في الهودج والمنسأة العصا تهمز و لاتهمز

113-الكَافِيَةُ فِي إِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن إِسحَاقَ قَالَدَعَا عُثمَانُ بنُ حُنَيفٍ عِمرَانَ بنَ الحُصَينِ الخزُاَعيِ‌ّ وَ كَانَ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَبَعَثَهُ وَ بَعَثَ مَعَهُ أَبَا الأَسوَدِ الدؤّلَيِ‌ّ إِلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ عَائِشَةَ فَقَالَ انطَلِقَا فَاعلَمَا مَا أَقدَمَ عَلَينَا هَؤُلَاءِ القَومُ وَ مَا يُرِيدُونَ قَالَ أَبُو الأَسوَدِ فَدَخَلنَا عَلَي عَائِشَةَ فَقَالَ لَهَا عِمرَانُ بنُ الحُصَينِ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ مَا أَقدَمَكِ بَلَدَنَا وَ لِمَ تَرَكتِ بَيتَ رَسُولِ اللّهِ ألّذِي فَارَقَكِ فِيهِ وَ قَد أَمَرَكِ


صفحه : 141

أَن تقَرِيّ‌ فِي بَيتِكِ وَ قَد عَلِمتِ أَنّكِ إِنّمَا أَصَبتِ الفَضِيلَةَ وَ الكَرَامَةَ وَ الشّرَفَ وَ سُمّيتِ أُمّ المُؤمِنِينَ وَ ضُرِبَ عَلَيكِ الحِجَابُ ببِنَيِ‌ هَاشِمٍ فَهُم أَعظَمُ النّاسِ عَلَيكِ مِنّةً وَ أَحسَنُهُم عِندَكِ يَداً وَ لَستِ مِنِ اختِلَافِ النّاسِ فِي شَيءٍ لَو لَا لَكِ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ وَ عَلِيّ أَولَي بِدَمِ عُثمَانَ فاَتقّيِ‌ اللّهَ وَ احفظَيِ‌ قَرَابَتَهُ وَ سَابِقَتَهُ فَقَد عَلِمتِ أَنّ النّاسَ بَايَعُوا أَبَاكِ فَمَا أَظهَرَ عَلَيهِ خِلَافاً وَ بَايَعَ أَبُوكِ عُمَرَ وَ جَعَلَ الأَمرَ لَهُ دُونَهُ فَصَبَرَ وَ سَلّمَ وَ لَم يَزَل بِهِمَا بَرّاً ثُمّ كَانَ مِن أَمرِكِ وَ أَمرِ النّاسِ وَ عُثمَانَ مَا قَد عَلِمتِ ثُمّ بَايَعتُم عَلِيّاً ع فَغِبنَا عَنكُم فَأَتَتنَا رُسُلُكُم بِالبَيعَةِ فَبَايَعنَا وَ سَلّمنَا فَلَمّا قَضَي كَلَامُهُ قَالَت عَائِشَةُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ لَقِيتَ أَخَاكَ أَبَا مُحَمّدٍ يعَنيِ‌ طَلحَةَ فَقَالَ لَهَا مَا لَقِيتُهُ بَعدُ وَ مَا كُنتُ لآِتيِ‌َ أَحَداً وَ لَا أَبدَأَ بِهِ قَبلَكِ قَالَت فَأتِهِ فَانظُر مَا ذَا يَقُولُ قَالَ فَأَتَينَاهُ فَكَلّمَهُ عِمرَانُ فَلَم يَجِد عِندَهُ شَيئاً مِمّا يُحِبّ فَخَرَجنَا مِن عِندِهِ فَأَتَينَا الزّبَيرَ وَ هُوَ مُتّكِئٌ وَ قَد بَلَغَهُ كَلَامُ عِمرَانَ وَ مَا قَالَ لِعَائِشَةَ فَلَمّا رَآنَا قَعَدَ وَ قَالَ أَ يَحسَبُ ابنُ أَبِي طَالِبٍ أَنّهُ حِينَ مَلَكَ لَيسَ لِأَحَدٍ مَعَهُ أَمرٌ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ عِمرَانُ لَم يُكَلّمهُ فَأَتَي عِمرَانُ عُثمَانَ فَأَخبَرَهُ

114- وَ عَن أسوس [أَشرَسَ]العبَديِ‌ّ عَن عَبدِ الجَلِيلِ بنِ اِبرَاهِيمَ إِنّ الأَحنَفَ بنَ قَيسٍ أَقبَلَ حِينَ نَزَلَت عَائِشَةُ أَوّلَ مَرحَلَةٍ مِنَ البَصرَةِ فَدَخَلَ عَلَيهَا فَقَالَ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ وَ مَا ألّذِي أَقدَمَكِ وَ مَا أَشخَصَكِ وَ مَا تُرِيدِينَ قَالَت يَا أَحنَفُ قَتَلُوا عُثمَانَ فَقَالَ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ مَرَرتُ بِكِ عَامَ أَوّلَ بِالمَدِينَةِ وَ أَنَا أُرِيدُ مَكّةَ وَ قَد أَجمَعَ النّاسُ عَلَي قَتلِ عُثمَانَ وَ رمُيِ‌َ بِالحِجَارَةِ وَ حِيلَ بَينَهُ وَ بَينَ المَاءِ فَقُلتُ لَكِ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ اعلمَيِ‌ أَنّ هَذَا الرّجُلَ مَقتُولٌ وَ لَو شِئتِ لَتَرُدّينَ عَنهُ وَ قُلتُ فَإِن قُتِلَ فَإِلَي مَن فَقُلتِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَت يَا أَحنَفُ صَفّوهُ حَتّي إِذَا جَعَلُوهُ مِثلَ الزّجَاجَةِ قَتَلُوهُ فَقَالَ لَهَا أَقبَلُ قَولَكِ فِي الرّضَا وَ لَا أَقبَلُ قَولَكِ فِي الغَضَبِ


صفحه : 142

ثُمّ أَتَي طَلحَةَ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا ألّذِي أَقدَمَكَ وَ مَا ألّذِي أَشخَصَكَ وَ مَا تُرِيدُ فَقَالَ قَتَلُوا عُثمَانَ قَالَ مَرَرتُ بِكَ عَاماً أَوّلَ بِالمَدِينَةِ وَ أَنَا أُرِيدُ العُمرَةَ وَ قَد أَجمَعَ النّاسُ عَلَي قَتلِ عُثمَانَ وَ رمُيِ‌َ بِالحِجَارَةِ وَ حِيلَ بَينَهُ وَ بَينَ المَاءِ فَقُلتُ لَكُم إِنّكُم أَصحَابُ مُحَمّدٍص لَو تَشَاءُونَ أَن تَرُدّوا عَنهُ فَعَلتُم فَقُلتَ دَبّر فَأُدَبّرُ فَقُلتُ لَكَ فَإِن قُتِلَ فَإِلَي مَن فَقُلتَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ مَا كُنّا نَرَي أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ يَرَي أَن يَأكُلَ الأَمرَ وَحدَهُ

115- وَ عَن حَرِيزِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي نَضرَةَ عَن رَجُلٍ مِن ضُبَيعَةَ قَالَ لَمّا قَدِمَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ نَزَلَا طَاحِيَةَ رَكِبتُ فرَسَيِ‌ فَأَتَيتُهُمَا فَقُلتُ لَهُمَا إِنّكُمَا رَجُلَانِ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَنَا أُصَدّقُكُمَا وَ أَثِقُ بِكُمَا خبَرّاَنيِ‌ عَن مَسِيرِكُمَا هَذَا شَيءٌ عَهِدَهُ إِلَيكُمَا رَسُولُ اللّهِص أَمّا طَلحَةُ فَنَكَسَ رَأسَهُ وَ أَمّا الزّبَيرُ فَقَالَ حُدّثنَا أَنّ هَاهُنَا دَرَاهِمَ كَثِيرَةً فَجِئنَا لِنَأخُذَ مِنهَا

وَ عَن أَشعَثَ عَنِ ابنِ سِيرِينَ عَن أَبِي الجَلِيلِ وَ كَانَ مِن خِيَارِ المُسلِمِينَ قَالَ دَخَلنَا عَلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ حِينَ قَدِمَا البَصرَةَ فَقُلنَا أَ رَأَيتُمَا مَقدَمَكُمَا هَذَا شَيءٌ عَهِدَ إِلَيكُمَا رَسُولُ اللّهِ أَم رأَي‌ٌ رَأَيتُمَاهُ فَقَالَا لَا وَ لَكِنّا أَرَدنَا أَن نُصِيبَ مِن دُنيَاكُم

116-أَقُولُ وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ أَعثَمَ الكوُفيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا قَضَت عَائِشَةُ حَجّهَا وَ تَوَجّهَت إِلَي المَدِينَةِ استَقبَلَهَا عُبَيدُ بنُ سَلَمَةَ الليّثيِ‌ّ وَ كَانَ يُسَمّي ابنَ أُمّ كِلَابٍ فَسَأَلَتهُ عَائِشَةُ عَنِ المَدِينَةِ وَ أَهلِهَا فَقَالَ قُتِلَ عُثمَانُ قَالَت فَمَا فَعَلُوا قَالَ بَايَعُوا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَت لَيتَ السّمَاءَ سَقَطَت عَلَي


صفحه : 143

الأَرضِ وَ لَم أَسمَع ذَلِكَ مِنكَ وَ اللّهِ لَقَد قُتِلَ عُثمَانُ مَظلُوماً وَ لَأَطلُبَنّ بِثَأرِهِ وَ وَ اللّهِ إِنّ يَوماً مِن عُمُرِ عُثمَانَ أَفضَلُ مِن حَيَاةِ عَلِيّ فَقَالَ عُبَيدٌ أَ مَا كُنتِ تَثنِينَ عَلَي عَلِيّ ع وَ تَقُولِينَ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَحَدٌ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَا بَدَا لَكِ إِذ لَم ترَضيَ‌ بِإِمَامَتِهِ وَ أَ مَا كُنتِ تُحَرّضِينَ النّاسَ عَلَي قَتلِ عُثمَانَ وَ تَقُولِينَ اقتُلُوا نَعثَلًا فَقَد كَفَرَ فَقَالَت عَائِشَةُ قَد كُنتُ قُلتُهُ وَ لكَنِيّ‌ عَلِمتُهُ خَيراً فَرَجَعتُ عَن قوَليِ‌ وَ قَدِ استَتَابُوهُ فَتَابَ وَ غُفِرَ لَهُ فَرَجَعَت عَائِشَةُ إِلَي مَكّةَ وَ كَانَ مِن أَمرِهَا مَا سُتِرَ

117- وَ رَوَي ابنُ الأَثِيرِ فِي الكَامِلِ أَنّهُ لَمّا أَخبَرَهَا عُبَيدُ بنُ سَلَمَةَ بِقَتلِ عُثمَانَ وَ اجتِمَاعِ النّاسِ عَلَي بَيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَت أَ يَتِمّ الأَمرُ لِصَاحِبِكَ ردُوّنيِ‌ ردُوّنيِ‌ فَانصَرَفَت إِلَي مَكّةَ وَ هيِ‌َ تَقُولُ قُتِلَ وَ اللّهِ عُثمَانُ مَظلُوماً وَ اللّهِ لَأَطلُبَنّ بِدَمِهِ فَقَالَ لَهَا لَقَد كُنتِ تَقُولِينَ اقتُلُوا نَعثَلًا فَقَد كَفَرَ فَقَالَت إِنّهُمُ استَتَابُوهُ ثُمّ قَتَلُوهُ وَ قَد قُلتُ وَ قَالُوا وَ قوَليِ‌ الأَخِيرُ خَيرٌ مِن قوَليِ‌ الأَوّلِ فَقَالَ لَهَا ابنُ أُمّ الكِلَابِ


فَمِنكِ البَدَاةُ وَ مِنكِ الغِيَرُ   وَ مِنكِ الرّيَاحُ وَ مِنكِ المَطَرُ

وَ أَنتِ أَمَرتِ بِقَتلِ الإِمَامِ   وَ قُلتِ لَنَا إِنّهُ قَد كَفَرَ

فَهَبنَا أَطَعنَاكِ فِي قَتلِهِ   وَ قَاتِلُهُ عِندَنَا مَن أَمَرَ

وَ لَم يَسقُطِ السّقفُ مِن فَوقِنَا   وَ لَم يَنكَسِف شَمسُنَا وَ القَمَرُ

صفحه : 144


وَ قَد بَايَعَ النّاسُ ذَا بَدرَةٍ   يُزِيلُ الشّبَا وَ يُقِيمُ الصّغَرَ

وَ تَلبَسُ لِلحَربِ أَثوَابَهَا   وَ مَا مَن وَفَي مِثلَ مَن قَد غَدَرَ

فَانصَرَفَت عَائِشَةُ إِلَي مَكّةَ فَقَصَدَتِ الحِجرَ فَاجتَمَعَ النّاسُ إِلَيهَا فَقَالَت أَيّهَا النّاسُ إِنّ الغَوغَاءَ مِن أَهلِ الأَمصَارِ وَ أَهلَ المِيَاهِ وَ عَبِيدَ أَهلِ المَدِينَةِ اجتَمَعُوا عَلَي هَذَا الرّجُلِ المَقتُولِ ظُلماً بِالأَمسِ وَ نَقَمُوا عَلَيهِ استِعمَالَ مَن حَدَثَ سِنّهُ وَ قَدِ استُعمِلَ أَمثَالُهُم مِن قَبلِهِ وَ مَوَاضِعَ مِنَ الحِمَي حَمَاهَا لَهُم فَتَابَعَهُم وَ نَزَعَ لَهُم عَنهَا فَلَمّا لَم يَجِدُوا حُجّةً وَ لَا عُذراً بَادَرُوا بِالعُدوَانِ فَسَفَكُوا الدّمَ الحَرَامَ وَ استَحَلّوا البَلَدَ الحَرَامَ وَ الشّهرَ الحَرَامَ وَ أَخَذُوا المَالَ الحَرَامَ وَ اللّهِ لَإِصبَعٌ مِن عُثمَانَ خَيرٌ مِن طِبَاقِ الأَرضِ أَمثَالَهُم وَ وَ اللّهِ لَو أَنّ ألّذِي اعتَدَوا بِهِ عَلَيهِ كَانَ ذَنباً لَخَلَصَ مِنهُ كَمَا يَخلُصُ الذّهَبُ مِن خَبَثِهِ وَ الثّوبُ مِن دَرَنِهِ إِذ مَاصُوهُ كَمَا يُمَاصُ الثّوبُ بِالمَاءِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرٍ الحضَرمَيِ‌ّ وَ كَانَ عَامِلَ عُثمَانَ عَلَي مَكّةَ هَا أَنَا أَوّلُ طَالِبٍ بِدَمِهِ فَكَانَ أَوّلَ مُجِيبٍ وَ تَبِعَهُ بَنُو أُمَيّةَ وَ كَانُوا هَرَبُوا مِنَ المَدِينَةِ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ إِلَي مَكّةَ فَرَفَعُوا رُءُوسَهُم وَ كَانَ أَوّلُ مَا تَكَلّمُوا بِالحِجَازِ وَ تَبِعَهُم سَعِيدُ بنُ العَاصِ وَ الوَلِيدُ بنُ عُتبَةَ وَ سَائِرُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ قَدِمَ عَلَيهِم عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرٍ مِنَ البَصرَةِ بِمَالٍ كَثِيرٍ وَ يَعلَي بنُ مُنيَةَ مِنَ اليَمَنِ وَ مَعَهُ سِتّ مِائَةِ بَعِيرٍ وَ سِتّةُ آلَافِ دِينَارٍ فَأَنَاخَ بِالأَبطَحِ


صفحه : 145

وَ قَدِمَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ مِنَ المَدِينَةِ وَ لَقِيَا عَائِشَةَ فَقَالَت مَا وَرَاءَكُمَا قَالَا إِنّا تَحَمّلنَا[ أي ارتحلنا]هُرّاباً مِنَ المَدِينَةِ مِن غَوغَاءَ وَ أَعرَابٍ وَ فَارَقنَا قَوماً حَيَارَي لَا يَعرِفُونَ حَقّاً وَ لَا يُنكِرُونَ بَاطِلًا وَ لَا يَمنَعُونَ أَنفُسَهُم فَقَالَتِ انهَضُوا إِلَي هَذِهِ الغَوغَاءِ فَقَالُوا نأَتيِ‌ الشّامَ فَقَالَ ابنُ عَامِرٍ كَفَاكُمُ الشّامَ مُعَاوِيَةُ فَأَتَوُا البَصرَةَ فَاستَقَامَ الرأّي‌ُ عَلَي البَصرَةِ وَ كَانَت أَزوَاجُ النّبِيّص مَعَهَا عَلَي قَصدِ المَدِينَةِ فَلَمّا تَغَيّرَ رَأيُهَا إِلَي البَصرَةِ تَرَكنَ ذَلِكَ وَ أَجَابَتهُم حَفصَةُ إِلَي المَسِيرِ مَعَهُم فَمَنَعَهَا أَخُوهَا عَبدُ اللّهِ وَ جَهّزَهُم يَعلَي بنُ مُنيَةَ بِسِتّمِائَةِ بَعِيرٍ وَ سِتّمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ وَ جَهّزَهُمُ ابنُ عَامِرٍ بِمَالٍ كَثِيرٍ وَ نَادَي مُنَادِيهَا إِنّ أُمّ المُؤمِنِينَ وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ شَاخِصُونَ إِلَي البَصرَةِ فَمَن أَرَادَ إِعزَازَ الإِسلَامِ وَ قِتَالَ المُستَحِلّينَ وَ الطّلَبَ بِثَأرِ عُثمَانَ وَ لَيسَ لَهُ مَركَبٌ فَليَأتِ فَحُمِلُوا عَلَي سِتّمِائَةِ بَعِيرٍ وَ سَارُوا فِي أَلفٍ وَ قِيلَ فِي تِسعِمِائَةٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ وَ مَكّةَ وَ لَحِقَهُمُ النّاسُ فَكَانُوا فِي ثَلَاثَةِ آلَافِ رَجُلٍ فَلَمّا بَلَغُوا ذَاتَ عِرقٍ بَكَوا عَلَي الإِسلَامِ فَلَم يُرَ يَومٌ كَانَ أَكثَرَ بَاكِياً مِن ذَلِكَ اليَومِ وَ كَانَ يُسَمّي يَومَ النّحِيبِ فَمَضَوا وَ مَعَهُم أَبَانٌ وَ الوَلِيدُ ابنَا عُثمَانَ وَ أَعطَي يَعلَي بنُ مُنيَةَ عَائِشَةَ جَمَلًا اسمُهُ عَسكَرٌ اشتَرَاهُ بمِاِئتَيَ‌ دِينَارٍ وَ يُقَالُ اشتَرَاهُ بِثَمَانِينَ دِينَاراً فَرَكِبَتهُ وَ قِيلَ كَانَ جَمَلُهَا لِرَجُلٍ مِن عُرَينَةَ قَالَ العرُنَيِ‌ّ بَينَمَا أَنَا أَسِيرُ عَلَي جَمَلٍ إِذ عَرَضَ لِي رَاكِبٌ فَقَالَ أَ تَبِيعُ جَمَلَكَ قُلتُ نَعَم قَالَ بِكَم قُلتُ بِأَلفِ دِرهَمٍ قَالَ أَ مَجنُونٌ أَنتَ قُلتُ وَ لِمَ وَ اللّهِ مَا طَلَبتُ عَلَيهِ أَحَداً إِلّا أَدرَكتُهُ وَ لَا طلَبَنَيِ‌ وَ أَنَا عَلَيهِ أَحَدٌ إِلّا فَتّهُ قَالَ لَو تَعلَمُ لِمَن نُرِيدُهُ إِنّمَا نُرِيدُهُ لِأُمّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ فَقُلتُ خُذهُ بِغَيرِ ثَمَنٍ قَالَ بَلِ ارجِع مَعَنَا إِلَي الرّحلِ فَنُعطِيَكَ نَاقَةً وَ دَرَاهِمَ قَالَ فَرَجَعتُ وَ أعَطوَنيِ‌ نَاقَةً مَهرِيّةً وَ أَربَعَمِائَةِ دِرهَمٍ أَو سِتّمِائَةٍ وَ قَالُوا لِي يَا أَخَا عُرَينَةَ هَل لَكَ دَلَالَةٌ بِالطّرِيقِ قُلتُ أَنَا مِن أَدَلّ النّاسِ قَالُوا فَسِر مَعَنَا فَسِرتُ مَعَهُم فَلَا أَمُرّ عَلَي وَادٍ إِلّا سأَلَوُنيِ‌ عَنهُ حَتّي طَرَقنَا الحَوأَبَ وَ هُوَ مَاءٌ فَنَبَحَتهَا كِلَابُهُ فَقَالُوا أَيّ مَاءٍ هَذَا فَقُلتُ هَذَا


صفحه : 146

مَاءُ الحَوأَبِ فَصَرَخَت عَائِشَةُ بِأَعلَي صَوتِهَا فَقَالَتإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَإنِيّ‌ لَهِيَه سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ يَقُولُ وَ عِندَهُ نِسَاؤُهُ لَيتَ شعِريِ‌ أَيّتُكُنّ تَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ ثُمّ ضَرَبَت عَضُدَ بَعِيرِهَا وَ أَنَاخَتهُ وَ قَالَت ردُوّنيِ‌ أَنَا وَ اللّهِ صَاحِبَةُ مَاءِ الحَوأَبِ فَأَنَاخُوا حَولَهَا يَوماً وَ لَيلَةً فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ إِنّهُ كَذَبَ وَ لَم يَزَل بِهَا وَ هيِ‌َ تَمتَنِعُ فَقَالَ لَهَا النّجَا النّجَا قَد أَدرَكَكُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَارتَحَلُوا نَحوَ البَصرَةِ انتَهَي كَلَامُ ابنِ الأَثِيرِ

118- وَ قَالَ الدمّيرَيِ‌ّ فِي حَيَاةِ الحَيَوَانِ رَوَي الحَاكِمُ عَن قَيسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ وَ ابنِ أَبِي شَيبَةَ مِن حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّ قَالَ لِنِسَائِهِ أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ تَسِيرُ أَو تَخرُجُ حَتّي تَنبَحَهَا كِلَابُ الحَوأَبِ

قال والحوأب نهر بقرب البصرة والأدبب الأدبّ و هوالكثير شعر الوجه . قال ابن دحية والعجب من ابن العربي‌ كيف أنكر هذاالحديث في كتاب العواصم والقواصم له وذكر أنه لايوجد له أصل و هوأشهر من فلق الصبح

وَ روُيِ‌َ أَنّ عَائِشَةَ لَمّا خَرَجَت مَرّت بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ الحَوأَبُ فَنَبَحَتهَا الكِلَابُ فَقَالَت ردُوّنيِ‌ ردُوّنيِ‌ فإَنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ يَقُولُ كَيفَ بِإِحدَاكُنّ إِذَا نَبَحَتهَا كِلَابُ الحَوأَبِ انتَهَي كَلَامُ الدمّيرَيِ‌ّ


صفحه : 147

119- وَ قَالَ السّيّدُ عَلَمُ الهُدَي فِي شَرحِ قَصِيدَةِ السّيّدِ الحمِيرَيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا روُيِ‌َ أَنّ عَائِشَةَ لَمّا نَبَحَتهَا كِلَابُ الحَوأَبِ وَ أَرَادَتِ الرّجُوعَ قَالُوا لَهَا لَيسَ هَذَا مَاءَ الحَوأَبِ فَأَبَت أَن تُصَدّقَهُم فَجَاءُوا بِخَمسِينَ شَاهِداً مِنَ العَرَبِ فَشَهِدُوا أَنّهُ لَيسَ بِمَاءِ الحَوأَبِ وَ حَلَفُوا لَهَا فَكَسَوهُم أَكسِيَةً وَ أَعطَوهُم دَرَاهِمَ قَالَ السّيّدُ وَ قِيلَ كَانَت هَذِهِ أَوّلَ شَهَادَةِ زُورٍ فِي الإِسلَامِ

120- وَ رَوَي الصّدُوقُ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي الفَقِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ أَوّلُ شَهَادَةٍ شُهِدَ بِهَا بِالزّورِ فِي الإِسلَامِ شَهَادَةُ سَبعِينَ رَجُلًا حِينَ انتَهَوا إِلَي مَاءِ الحَوأَبِ فَنَبَحَتهُم كِلَابُهَا فَأَرَادَت صَاحِبَتُهُمُ الرّجُوعَ وَ قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لِأَزوَاجِهِ إِنّ إِحدَاكُنّ تَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ فِي التّوَجّهِ إِلَي قِتَالِ وصَيِيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَشَهِدَ عِندَهَا سَبعُونَ رَجُلًا أَنّ ذَلِكَ لَيسَ بِمَاءِ الحَوأَبِ فَكَانَت أَوّلَ شَهَادَةٍ شُهِدَ بِهَا فِي الإِسلَامِ بِالزّورِ

121- كش ،[رجال الكشي‌]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ خُرّزَادَ عَنِ ابنِ مِهرَانَ عَن أَبَانِ بنِ جَنَاحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ بَلَغَ بِهِ قَالَ كَانَ سَلمَانُ إِذَا رَأَي الجَمَلَ ألّذِي يُقَالُ لَهُ عَسكَرٌ يَضرِبُهُ فَيُقَالُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا تُرِيدُ مِن هَذِهِ البَهِيمَةِ فَيَقُولُ مَا هَذَا بِبَهِيمَةٍ وَ لَكِن هَذَا عَسكَرُ بنُ كَنعَانَ الجنِيّ‌ّ يَا أعَراَبيِ‌ّ لَا يُنفِق جَمَلَكَ هَاهُنَا وَ لَكِنِ اذهَب بِهِ إِلَي الحَوأَبِ فَإِنّكَ تُعطَي بِهِ مَا تُرِيدُ

122- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ مِهرَانَ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ اشتَرَوا عَسكَراً بِسَبعِمِائَةِ دِرهَماً[دِرهَمٍ] وَ كَانَ شَيطَاناً


صفحه : 148

123- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع خَطَبَهَا بذِيِ‌ قَارٍ وَ هُوَ مُتَوَجّهٌ إِلَي البَصرَةِ ذَكَرَهَا الواَقدِيِ‌ّ فِي كِتَابِ الجَمَلِ فَصَدَعَ بِمَا أُمِرَ بِهِ وَ بَلّغَ رِسَالَةَ رَبّهِ فَلَمّ اللّهُ بِهِ الصّدعَ وَ رَتَقَ بِهِ الفَتقَ وَ أَلّفَ بِهِ بَينَ ذوَيِ‌ الأَرحَامِ بَعدَ العَدَاوَةِ الوَاغِرَةِ فِي الصّدُورِ وَ الضّغَائِنِ الفَادِحَةِ فِي القُلُوبِ


صفحه : 149

باب 2- باب احتجاج أم سلمة رضي‌ الله عنها علي عائشة ومنعها عن الخروج

124-ج ،[الإحتجاج ]رَوَي الشعّبيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مَسعُودٍ العبَديِ‌ّ قَالَكُنتُ بِمَكّةَ مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ فَأَرسَلَا إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ فَأَتَاهُمَا وَ أَنَا مَعَهُ فَقَالَا لَهُ إِنّ عُثمَانَ قُتِلَ مَظلُوماً وَ إِنّا نَخَافُ أَن يُنقَضَ أَمرُ أُمّةِ مُحَمّدٍص فَإِن رَأَت عَائِشَةُ أَن تَخرُجَ مَعَنَا لَعَلّ اللّهَ أَن يَرتُقَ بِهَا فَتقاً وَ يَشعَبَ بِهَا صَدعاً قَالَ فَخَرَجنَا نمَشيِ‌ حَتّي انتَهَينَا إِلَيهَا فَدَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ مَعَهَا فِي سِترِهَا فَجَلَستُ عَلَي البَابِ فَأَبلَغَهَا مَا أَرسَلَاهُ بِهِ فَقَالَت سُبحَانَ اللّهِ وَ اللّهِ مَا أُمِرتُ بِالخُرُوجِ وَ مَا يحَضرُنُيِ‌ مِن أُمّهَاتِ المُؤمِنِينَ إِلّا أُمّ سَلَمَةَ فَإِن خَرَجَت خَرَجتُ مَعَهَا فَرَجَعَ إِلَيهِمَا فَبَلّغَهُمَا ذَلِكَ فَقَالَا ارجِع إِلَيهَا فَلتَأتِهَا فهَيِ‌َ أَثقَلُ عَلَيهَا مِنّا فَرَجَعَ إِلَيهَا فَبَلّغَهَا فَأَقبَلَت حَتّي دَخَلَت عَلَي أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَت لَهَا أُمّ سَلَمَةَ مَرحَباً بِعَائِشَةَ وَ اللّهِ مَا كُنتِ لِي بِزَوّارَةٍ فَمَا بَدَا لَكِ قَالَت قَدِمَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فَخَبَرَا أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عُثمَانَ قُتِلَ مَظلُوماً قَالَ فَصَرَخَت أُمّ سَلَمَةَ صَرخَةً أَسمَعَت مَن فِي الدّارِ فَقَالَت يَا عَائِشَةُ أَنتِ بِالأَمسِ تَشهَدِينَ عَلَيهِ بِالكُفرِ وَ هُوَ اليَومَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قُتِلَ مَظلُوماً فَمَا تُرِيدِينَ قَالَت تَخرُجِينَ مَعَنَا فَلَعَلّ اللّهَ أَن يُصلِحَ بِخُرُوجِنَا أَمرَ أُمّةِ مُحَمّدٍص


صفحه : 150

قَالَت يَا عَائِشَةُ أَ تَخرُجِينَ وَ قَد سَمِعتِ مِن رَسُولِ اللّهِص مَا سَمِعنَا نَشَدتُكِ بِاللّهِ يَا عَائِشَةُ ألّذِي يَعلَمُ صِدقَكِ إِن صَدَقتِ أَ تَذكُرِينَ يَوماً يَومَكِ مِن رَسُولِ اللّهِ فَصَنَعتُ حَرِيرَةً فِي بيَتيِ‌ فَأَتَيتُهُ بِهَا وَ هُوَ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ يَقُولُ وَ اللّهِ لَا تَذهَبُ الليّاَليِ‌ وَ الأَيّامُ حَتّي تَتَنَابَحَ كِلَابُ مَاءٍ بِالعِرَاقِ يُقَالُ لَهُ الحَوأَبُ امرَأَةً مِن نسِاَئيِ‌ فِي فِئَةٍ بَاغِيَةٍ فَسَقَطَ الإِنَاءُ مِن يدَيِ‌ فَرَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ مَا لَكِ يَا أُمّ سَلَمَةَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَلَا يَسقُطُ الإِنَاءُ مِن يدَيِ‌ وَ أَنتَ تَقُولُ مَا تَقُولُ مَا يؤُمنِنُيِ‌ أَن يَكُونَ أَنَا هيِ‌َ فَضَحِكتِ أَنتِ فَالتَفَتَ إِلَيكِ فَقَالَ بِمَا تَضحَكِينَ يَا حَمرَاءَ السّاقَينِ إنِيّ‌ أَحسَبُكِ هيِ‌َ وَ نَشَدتُكِ بِاللّهِ يَا عَائِشَةُ أَ تَذكُرِينَ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بِنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص مِن مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا وَ هُوَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يُحَدّثُنَا فَأَدخَلتِ جَمَلَكِ فَحَالَ بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَرَفَعَ مِقرَعَةً كَانَت عِندَهُ يَضرِبُ بِهَا وَجهَ جَمَلِكِ وَ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ مَا يَومُهُ مِنكِ بِوَاحِدٍ وَ لَا بَلِيّتُهُ مِنكِ بِوَاحِدَةٍ أَمَا إِنّهُ لَا يُبغِضُهُ إِلّا مُنَافِقٌ كَذّابٌ وَ أَنشُدُكِ بِاللّهِ أَ تَذكُرِينَ مَرَضَ رَسُولِ اللّهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَأَتَاهُ أَبُوكِ يَعُودُهُ وَ مَعَهُ عُمَرُ وَ قَد كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَتَعَاهَدُ ثَوبَ رَسُولِ اللّهِص وَ نَعلَهُ وَ خُفّهُ وَ يُصلِحُ مَا وَهَي مِنهَا فَدَخَلَ قَبلَ ذَلِكِ فَأَخَذَ نَعلَ رَسُولِ اللّهِ وَ هيِ‌َ حَضرَمِيّةٌ وَ هُوَ يَخصِفُهَا خَلفَ البَيتِ فَاستَأذَنَا عَلَيهِ فَأَذِنَ لَهُمَا فَقَالَا يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ أَصبَحتَ فَقَالَ أَصبَحتُ أَحمَدُ اللّهَ قَالَا مَا بُدّ مِنَ المَوتِ قَالَ أَجَل لَا بُدّ مِنهُ قَالَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَهَلِ استَخلَفتَ أَحَداً قَالَ مَا خلَيِفتَيِ‌ فِيكُم إِلّا خَاصِفُ النّعلِ فَخَرَجَا فَمَرّا عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ يَخصِفُ نَعلَ رَسُولِ اللّهِص وَ كُلّ ذَلِكِ تَعرِفِينَهُ يَا عَائِشَةُ وَ تَشهَدِينَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ يَا عَائِشَةُ أَنَا أَخرُجُ عَلَي عَلِيّ ع بَعدَ ألّذِي سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَرَجَعَت عَائِشَةُ إِلَي مَنزِلِهَا وَ قَالَت يَا ابنَ الزّبَيرِ أَبلِغهُمَا أنَيّ‌ لَستُ بِخَارِجَةٍ


صفحه : 151

بَعدَ ألّذِي سَمِعتُهُ مِن أُمّ سَلَمَةَ فَرَجَعَ فَبَلّغَهُمَا قَالَ فَمَا انتَصَفَ اللّيلُ حَتّي سَمِعنَا رُغَاءَ إِبِلِهَا تَرتَحِلُ فَارتَحَلَت مَعَهُمَا

بيان نباح الكلب صياحه قاله الجوهري‌ ويقال وهي السقاء يهي‌ وهيا إذاتخرق وانشق والرغاء صوت الإبل

125-أقول روي السيد المرتضي رضي‌ الله عنه هذه الرواية في شرح قصيدة السيد الحميري‌ رحمه الله عن أبي عبدالرحمن المسعودي‌ عن السري‌ بن إسماعيل عن الشعبي‌ إلي آخرها ثم قال قدس سره و من العجائب أن يكون مثل هذاالخبر المتضمن للنص بالخلافة و كل فضيلة غريبة موجودا في كتب المخالفين وفيما يصححونه من رواياتهم ويصنفونه من سيرهم لكن القوم رووا وسمعوا وأودعوا كتبهم ماحفظوا ونقلوا و لم يتخيروا ليثبتوا ماوافق مذاهبهم دون ماخالفها وهكذا يفعل المسترسل المستسلم للحق انتهي كلامه رفع الله مقامه

126-ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَدَخَلَت أُمّ سَلَمَةَ بِنتُ أُمَيّةَ عَلَي عَائِشَةَ لَمّا أَزمَعَتِ الخُرُوجَ إِلَي البَصرَةِ فَحَمِدَتِ اللّهَ وَ صَلّت عَلَي نَبِيّهِص ثُمّ قَالَت يَا هَذِهِ أَنتِ سُدّةٌ بَينَ رَسُولِ اللّهِ وَ بَينَ أُمّتِهِ وَ حِجَابُهُ عَلَيكِ مَضرُوبٌ وَ عَلَي حُرمَتِهِ وَ قَد جَمَعَ القُرآنُ ذَيلَكِ فَلَا تَندَحِيهِ[ أي لاتوسعيه ] وَ ضُمّ ضَفرَكِ فَلَا تَنشُرِيهِ وَ اسكنُيِ‌ عُقَيرَتَكِ فَلَا تُصحِرِيهَا إِنّ اللّهَ مِن وَرَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ قَد عَلِمَ رَسُولُ اللّهِ مَكَانَكِ لَو أَرَادَ أَن يَعهَدَ إِلَيكِ فَعَلَ بِكِ فَقَد نَهَاكِ عَنِ الفُرطَةِ فِي البِلَادِ إِنّ عَمُودَ الدّينِ لَن يُثأَبَ بِالنّسَاءِ إِن مَالَ وَ لَا يُرأَبُ بِهِنّ إِنِ انصَدَعَ حُمَادَي النّسَاءِ غَضّ الأَطرَافِ وَ ضَمّ الذّيُولِ وَ الأَعطَافِ وَ مَا كُنتِ قَائِلَةً لَو أَنّ رَسُولَ اللّهِص عَارَضَكِ فِي بَعضِ هَذِهِ الفَلَوَاتِ وَ أَنتِ نَاصّةٌ قَعُوداً مِن مَنهَلٍ إِلَي مَنهَلٍ وَ مَنزِلٍ إِلَي مَنزِلٍ وَ لِغَيرِ اللّهِ


صفحه : 152

مَهوَاكِ وَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص تَرِدِينَ وَ قَد هَتَكتِ عَنكِ سِجَافَهُ وَ نَكَثتِ عَهدَهُ وَ بِاللّهِ أَحلِفُ لَو أَن سِرتُ مَسِيرَكِ ثُمّ قِيلَ لِيَ ادخلُيِ‌ الفِردَوسَ لَاستَحيَيتُ مِن رَسُولِ اللّهِ أَن أَلقَاهُ هَاتِكَةً حِجَاباً ضَرَبَهُ عَلَيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ فاَتقّيِ‌ اللّهَ وَ اجعَلِيهِ حِصناً وِقَاعَةَ السّترِ مَنزِلًا حَتّي تَلقَينَهُ أَطوَعَ مَا تَكُونِينَ لِرَبّكِ مَا قَصُرتِ عَنهُ وَ أَنصَحَ مَا تَكُونِينَ لِلّهِ مَا لَزِمتِيهِ وَ أَنصَرَ مَا تَكُونِينَ لِلدّينِ مَا قَعَدتِ عَنهُ وَ بِاللّهِ أَحلِفُ لَو حَدّثتُكِ بِحَدِيثٍ سَمِعتِهِ مِن رَسُولِ اللّهِص لنَهَشَتنِيِ‌ نَهشَ الرّقشَاءِ المُطرِقَةِ فَقَالَت لَهَا عَائِشَةُ مَا أعَرفَنَيِ‌ بِمَوعِظَتِكِ وَ أقَبلَنَيِ‌ لِنَصِيحَتِكِ لَيسَ مسَيِريِ‌ عَلَي مَا تَظُنّينَ مَا أَنَا بِالمُغتَرّةِ وَ لَنِعمَ المُطّلَعُ تَطَلّعتُ فِيهِ فَرّقتُ بَينَ فِئَتَينِ مُتَشَاجِرَتَينِ فَإِن أَقعُدُ ففَيِ‌ غَيرِ حَرَجٍ وَ إِن أَخرُجُ ففَيِ‌ مَا لَا غِنَاءَ عَنهُ مِنَ الِازدِيَادِ بِهِ فِي الأَجرِ قَالَ الصّادِقُ ع فَلَمّا كَانَ مِن نَدَمِهَا أَخَذَت أُمّ سَلَمَةَ تَقُولُ


لَو كَانَ مُعتَصِماً مِن زَلّةِ أَحَدٍ   كَانَت لِعَائِشَةَ الرّتبَي عَلَي النّاسِ

مِن زَوجَةٍ لِرَسُولِ اللّهِ فَاضِلَةٍ   وَ ذِكرُ آي‌ٍ مِنَ القُرآنِ مِدرَاسٌ

وَ حِكمَةٌ لَم تَكُن إِلّا لِهَاجِسِهَا   فِي الصّدرِ يُذهِبُ عَنهَا كُلّ وَسوَاسٍ

يَستَنزِعُ اللّهُ مِن قَومٍ عُقُولَهُم   حَتّي يَمُرّ ألّذِي يقَضيِ‌ عَلَي الرّأسِ

وَ يَرحَمُ اللّهُ أُمّ المُؤمِنِينَ لَقَد   تَبَدّلَت لِي إِيحَاشاً بِإِينَاسٍ

فَقَالَت لَهَا عَائِشَةُ شتَمَتيِنيِ‌ يَا أُختِ فَقَالَت لَهَا أُمّ سَلَمَةَ لَا وَ لَكِنّ الفِتنَةَ إِذَا أَقبَلَت غَطّت عَينَ البَصِيرِ وَ إِذَا أَدبَرَت أَبصَرَهَا العَاقِلُ وَ الجَاهِلُ

بيان قولها وضم ضفرك بالضاد قال الجوهري‌ الضفر نسج الشعر وغيره عريضا والضفيرة العقيصة يقال ضفرت المرأة شعرها ولها ضفيرتان وضفران أيضا أي عقيصتان انتهي . والعطاف بالكسر الرداء وعطفا كل شيءجانباه و قال الجوهري‌ في الصحاح القعود من الإبل هوالبكر حين يركب أي يمكن ظهره من الركوب و قال أبوعبيد القعود من البعير ألذي يقتعده الراعي‌ في كل حاجة


صفحه : 153

والسجاف ككتاب الستر ماقصرت عنه الظاهر أن كلمة مابمعني مادام فالضمير في عنه راجع إلي الأمر ألذي أرادته أو إلي الرب أو إلي ترك الخروج فيكون عن بمعني علي والضمير في لزمتيه إما راجع إلي الله أي طاعته أو إلي ترك الخروج ولزوم البيت والضمير في قولها ماقعدت عنه راجع إلي الدين أي نصره بالجهاد أو إلي النصر أو إلي الأمر ألذي أرادت بين فئتين متشاجرتين أي متنازعتين و في بعض النسخ متناجزتين و في بعضها متناحرتين والمناجزة في الحرب المبارزة والتناحر التقابل . و قال ابن أبي الحديد فئتان متناجزتان أي يسرع كل منهما إلي نفوس الأخري و من رواه متناحرتان أراد الحرب وطعن النحور بالأسنة رشقها بالسهام والرتبي فعلي من الرتبة بمعني الدرجة والمنزلة. و في بعض الروايات العتبي و هوالرجوع عن الإساءة و بعد ذلك في سائر الروايات


كم سنة لرسول الله دارسة   وتلو آي‌ من القرآن مدراس .

يقال درس الرسم يدرس دروسا أي عفا ودرسته الريح يتعدي و لايتعدي ودرست الكتاب درسا ودراسة والتلو كأنه مصدر بمعني التلاوة. والهاجس الخاطر يقال هجس في صدري‌ شيءيهجس أي حدث

127- مع ،[معاني‌ الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن أَبِي مِخنَفٍ لُوطِ بنِ يَحيَي عَن عُقبَةَ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِي الأَخنَسِ الأرجي‌ قَالَ


صفحه : 154

لَمّا أَرَادَت عَائِشَةُ الخُرُوجَ إِلَي البَصرَةِ كَتَبَت إِلَيهَا أُمّ سَلَمَةَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهَا زَوجَةُ النّبِيّص أَمّا بَعدُ فَإِنّكِ سُدّةٌ بَينَ رَسُولِ اللّهِ وَ بَينَ أُمّتِهِ وَ حِجَابُهُ المَضرُوبُ عَلَي حُرمَتِهِ وَ قَد جَمَعَ القُرآنُ ذَيلَكِ فَلَا تَندَحِيهِ وَ سَكّنَ عُقَيرَاكِ فَلَا تُصحِرِيهَا اللّهُ مِن وَرَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ وَ قَد عَلِمَ رَسُولُ اللّهِ مَكَانَكِ لَو أَرَادَ أَن يَعهَدَ إِلَيكِ لَفَعَلَ وَ قَد عَهِدَ فاَحفظَيِ‌ مَا عَهِدَ وَ لَا تخُاَلفِيِ‌ فَيُخَالَفَ بِكِ وَ اذكرُيِ‌ قَولَهُ فِي نُبَاحِ كِلَابِ الحَوأَبِ وَ قَولَهُ مَا لِلنّسَاءِ وَ الغَزوِ وَ قَولَهُ انظرُيِ‌ يَا حُمَيرَاءُ أَن لَا تكَوُنيِ‌ أَنتِ عُلتِ بَل قَد نَهَاكِ عَنِ الفُرطَةِ فِي البِلَادِ إِنّ عَمُودَ الإِسلَامِ لَن يُثأَبَ بِالنّسَاءِ إِن مَالَ وَ لَن يُرأَبَ بِهِنّ إِن صَدَعَ حُمَادَيَاتُ النّسَاءِ غَضّ الأَبصَارِ وَ خَفَرُ الأَعرَاضِ وَ قِصَرُ الوَهَازَةِ مَا كُنتِ قَائِلَةً لَو أَنّ رَسُولَ اللّهِ عَارَضَكِ بِبَعضِ الفَلَوَاتِ نَاصّةً قَلُوصاً مِن مَنهَلٍ إِلَي آخَرَ إِنّ بِعَينِ اللّهِ مَهوَاكِ وَ عَلَي رَسُولِهِ تَرِدِينَ وَ قَد وَجّهتِ سِدَافَتَهُ وَ تَرَكتِ عُهّيدَاهُ لَو سِرتُ مَسِيرَكِ هَذَا ثُمّ قِيلَ لِيَ ادخلُيِ‌ الفِردَوسَ لَاستَحيَيتُ أَن أَلقَي رَسُولَ اللّهِ هَاتِكَةً حِجَاباً قَد ضَرَبَهُ عَلَيّ فاَتقّيِ‌ اللّهَ وَ اجعلَيِ‌ حِصنَكِ بَيتَكِ وَ رِبَاعَةَ السّترِ قَبرَكِ حَتّي تَلقَيهِ وَ أَنتِ عَلَي تِلكِ الحَالِ أَطوَعَ مَا تَكُونِينَ لِلّهِ مَا لَزِمتِهِ وَ أَنصَرَ مَا تَكُونِينَ لِلدّينِ مَا جَلَستِ عَنهُ لَو ذَكّرتُكِ بِقَولٍ تَعرِفِينَهُ لَنَهِشتِ نَهشَ الرّقشَاءِ المُطرِقِ فَقَالَت عَائِشَةُ مَا أقَبلَنَيِ‌ لِوَعظِكِ وَ مَا أعَرفَنَيِ‌ بِنُصحِكِ وَ لَيسَ الأَمرُ عَلَي مَا تَظُنّينَ وَ لَنِعمَ المَسِيرُ مَسِيراً فَزِعَت إلِيَ‌ّ فِيهِ فِئَتَانِ مُتَشَاجِرَتَانِ إِن أَقعُدُ ففَيِ‌ غَيرِ حَرَجٍ وَ إِن أَنهَضُ فَإِلَي مَا لَا بُدّ مِنَ الِازدِيَادِ مِنهُ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ


لَو كَانَ مُعتَصِماً مِن زَلّةٍ أَحَدٌ   كَانَت لِعَائِشَةَ العُتبَي عَلَي النّاسِ

صفحه : 155


كَم سُنّةً لِرَسُولِ اللّهِ دَارِسَةً   وَ تِلوَ آي‌ٍ مِنَ القُرآنِ مِدرَاسٌ

قَد يَنزِعُ اللّهُ مِن قَومٍ عُقُولَهُم   حَتّي يَكُونَ ألّذِي يقَضيِ‌ عَلَي الرّأسِ

ثم قال رحمه الله تفسيره قولها رحمة الله عليها إنك سدة بين رسول الله ص أي إنك باب بينه و بين أمته فمتي أصيب ذلك الباب بشي‌ء فقد دخل علي رسول الله ص في حريمه وحوزته فاستبيح ماحماه فلاتكوني‌ أنت سبب ذلك بالخروج ألذي لايجب عليك فتحوجي‌ الناس إلي أن يفعلوا مثل ذلك . وقولها فلاتندحيه أي لاتفتحيه فتوسعيه بالحركة والخروج يقال ندحت الشي‌ء إذاأوسعته و منه يقال أنا في مندوحة عن كذا أي في سعة. وتريد بقولها قدجمع القرآن ذيلك قول الله عز و جل وَ قَرنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَ لا تَبَرّجنَ تَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولي. وقولها وسكن عقيراك من عقر الدار و هوأصلها و أهل الحجاز يضمون العين و أهل نجد يفتحونها فكانت عقيرا اسم مبني‌ من ذاك علي التصغير ومثله مما جاء مصغرا الثريا والحميا وهي‌ سورة الشراب و لم يسمع بعقيرا إلا في هذاالحديث . وقولها فلاتصحريها أي لاتبرزيها وتباعديها وتجعليها بالصحراء يقال أصحرنا إذاأتينا الصحراء كمايقال أنجدنا إذاأتينا نجدا. وقولها علت أي ملت إلي غيرالحق والعول الميل عن الشي‌ء والجور قال الله عز و جل ذلك أدني أن لاتعولوا يقال عال يعول إذاجار. وقولها بل قدنهاك عن الفرطة في البلاد أي عن التقدم والسبق في البلاد لأن الفرطة اسم في الخروج والتقدم مثل غُرفة وغَرفة يقال في فلان فرطة أي تقدم وسبق يقال فرطته في الماء أي سبقته . وقولها إن عمود الإسلام لن يثأب بالنساء إن مال أي لايرد بهن إلي استوائه يقال ثبت إلي كذا أي عدت إليه .


صفحه : 156

وقولها لن يرأب بهن إن صدع أي لايسد بهن يقال رأبت الصدع لأمته فانضم . وقولها حماديات النساء هي‌ جمع حمادي يقال قصاراك أن تفعل ذلك وحماداك كأنها تقول جهدك وغايتك وقولها غض الأبصار معروف . وقولها وخفر الأعراض الأعراض جماعة العرض و هوالجسد. والخفر الحياء أرادت أن محمدة النساء في غض الأبصار و في الستر للخفر ألذي هوالحياء وقصر الوهازة و هوالخطو تعني‌ بها أن تقل خطوهن . وقولها ناصة قلوصا من منهل إلي آخر أي رافعة لها في السير والنص سير مرفوع و منه يقال نصصت الحديث إلي فلان إذارفعه إليه و منه الحديث كان رسول الله يسير العنق فإذاوجد فجوة نص يعني‌ زاد في السير. وقولها إن بعين الله مهواك يعني‌ مرادك لايخفي علي الله . وقولها و علي رسول الله تردين أي لاتفعلي‌ فتخجلي‌ من فعلك و قدوجهت سدافته أي هتكت الستر لأن السدافة الحجاب والستر و هواسم مبني‌ من أسدف الليل إذاستر بظلمته ويجوز أن يكون أرادت من قولها وجهت سدافته يعني‌ أزلتيها من مكانها ألذي أمرت أن تلزميه وجعلتها أمامك . وقولها وتركت عهيداه تعني‌ بالعهيدة ألذي تعاهده ويعاهدك ويدل علي ذلك قولها لوقيل لي ادخلي‌ الفردوس لاستحييت أن ألقي رسول الله ص هاتكة حجابا قدضربه علي وقولها اجعلي‌


صفحه : 157

حصنك بيتك ورباعة الستر قبرك فالربع المنزل ورباعة الستر ماوراء الستر تعني‌ اجعلي‌ ماوراء الستر من المنزل قبرك و هذامعني مايروي ووقاعة الستر قبرك هكذا رواه القتيبي‌ وذكر أن معناه ووقاعة الستر موقعه من الأرض إذاأرسلت و في رواية القتيبي‌ لوذكرت قولا تعرفينه نهستني‌ نهس الرقشاء المطرق فذكر أن الرقشاء سميت بذلك لرقش في ظهرها وهي‌ النقط. و قال غيرالقتيبي‌ الرقشاء من الأفاعي‌ التي‌ في لونها سواد وكدورة قال والمطرق المسترخي جفون العين .توضيح كلامها رضي‌ الله عنها مع عائشة متواتر المعني رواه الخاصة والعامة بأسانيد جمة وفسروا ألفاظه في كتب اللغة ورواه ابن أبي الحديد في شرح المختار من النهج وشرحه و قال ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث . وَ رَوَاهُ أَحمَدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ فِي كِتَابِ بَلَاغَاتِ النّسَاءِ بِأَدنَي تَغيِيرٍ وَ قَالَ بَعدَ حِكَايَةِ كَلَامِ أُمّ سَلَمَةَ قَالَت عَائِشَةُ يَا أُمّ سَلَمَةَ مَا أقَبلَنَيِ‌ لِمَوعِظَتِكِ وَ أعَرفَنَيِ‌ بِنُصحِكِ لَيسَ الأَمرُ كَمَا تَقُولِينَ مَا أَنَا بِمُغتَمِرَةٍ[بِمُغتَمَرَةٍ] بَعدَ التّغرِيدِ وَ لَنِعمَ المُطّلَعُ مُطّلَعٌ أَصلَحتُ فِيهِ بَينَ فِئَتَينِ مُتَنَاجِزَتَينِ وَ اللّهُ المُستَعَانُ

. ورواه الزمخشري‌ في الفائق و قال بعدقولها سدافته وروي‌ سجافته و بعدقولها فئتان متناجزتان أومتناحرتان ثم قال السدة الباب تريد أنك من رسول الله بمنزلة سدة الدار من أهلها فإن نابك أحد بنائبة أونال منك نائل فقد ناب رسول الله ونال منه وترك مايجب فلاتعرضي‌ بخروجك أهل الإسلام لهتك حرمة رسول الله وترك مايجب عليهم من تعزيزه وتوقيره .


صفحه : 158

وندح الشي‌ء فتحه ووسعه وبدحه نحوه من البداح و هوالمتسع من الأرض والعقيري كأنها تصغير العقري فعلي من عقر إذابقي‌ مكانه لايتقدم و لايتأخر فزعا أوأسفا أوخجلا وأصله من عقرت به إذاأطلت حبسه كأنك عقرت راحلته فبقي‌ لايقدر علي البراح أرادت نفسها أي سكني‌ نفسك التي‌ صفتها أوحقها أن تلزم مكانها أو لاتبرح بيتها واعملي‌ بقوله تعالي وَ قَرنَ فِي بُيُوتِكُنّ. وأصحر أي خرج إلي الصحراء وأصحر به غيره و قدجاء هاهنا متعديا علي حذف الجار وإيصال الفعل . و قال ابن الأثير في مادة عال في النهاية في حديث أم سلمة قالت لعائشة لوأراد رسول الله ص أن يعهد إليك علت أي عدلت عن الطريق وملت . قال و قال القتيبي‌ وسمعت من يرويه بكسر العين فإن كان محفوظا فهو من عال في البلاد يعيل إذاذهب ويجوز أن يكون من عاله يعوله إذاغلبه أي غلبت علي رأيك و منه قولهم عيل صبرك وقيل جواب لومحذوف أي لوأراد فعل فتركته لدلالة الكلام عليه و يكون قولها علت كلاما مستأنفا. و قال في مادة فرط من كتاب النهاية في قولها إن رسول الله ص سلم نهاك عن الفرطة في الدين يعني‌ السبق والتقدم ومجاوزة الحد الفرطة بالضم اسم للخروج والتقدم وبالفتح المرة الواحدة. وأيضا قال في مادة رأب يقال رأب الصدع إذاشعبه ورأب الشي‌ء إذاجمعه وشده برفق و منه حديث أم سلمة لايرأب بهن إن صدع قال القتيبي‌ الرواية صدع فإن كان محفوظا فإنه يقال صدعت الزجاجة فصدعت كمايقال جبرت العظم فجبر و إلافإنه صدع أوانصدع . و قال في مادة حمد و في حديث أم سلمة حماديات النساء أي غاياتهن ومنتهي مايحمد منهن يقال حماداك أن تفعل أي جهدك وغايتك .


صفحه : 159

و قال في الفائق في غض الأطراف أورده القتيبي‌ هكذا وفسر الأطراف بجمع طرف و هوالعين ويدفع ذلك أمران أحدهما أن الأطراف في جمع طرف لم يرد به سماع بل ورد بردّه و هوقول الخليل إن الطرف لايثني و لايجمع و ذلك لأنه مصدر طرف إذاحرك جفونه في النظر. والثاني‌ أنه غيرمطابق لقولها خفر الأعراض و لاأكاد أشك أنه تصحيف والصواب غض الإطراق وخفر الإعراض والمعني أن يغضضن من أبصارهن مطرقات أي راميات بأبصارهن إلي الأرض ويتخفرن من السوء معرضات عنه . و قال في مادة طرف من النهاية و في حديث أم سلمة قالت لعائشة حماديات النساء غض الأطراف أرادت قبض اليد و الرجل عن الحركة والسعي‌ تعني‌ تسكين الأطراف وهي‌ الأعضاء ثم ذكر كلام القتيبي‌ والزمخشري‌ و قال في خفر الإعراض أي الحياء من كل مايكره لهن أن ينظرن إليه فأضافت الخفر إلي الإعراض أي ألذي تستعمل لأجل الإعراض . ويروي الأعراض بالفتح جمع العرض أي إنهن يستحيين ويتسترن لأجل أعراضهن وصونها انتهي .أقول والعرض و إن ورد بمعني الجسد لكن في هذاالمقام بعيد قال الفيروزآبادي‌ العرض بالكسر الجسد و كل موضع يعرق منه ورائحته رائحة طيبة كانت أوخبيثة والنفس وجانب الرجل ألذي يصونه من نفسه وحسبه أن ينتقض ويثلب . و قال في الفائق الوهازة الخطو يقال هويتوهز ويتوهس إذاوطئ وطئا ثقيلا. و قال ابن الأعرابي‌ الوهازة مشية الخفرات والأوهز الرجل الحسن المشية.


صفحه : 160

و قال ابن الأثير في النهاية النص التحريك حتي يستخرج أقصي سير الناقة وأصل النص أقصي الشي‌ء وغايته ثم سمي‌ به ضرب من السير سريع و منه حديث أم سلمة ناصة قلوصا أي دافعة لها في السير و قال القلوص الناقة والفجوة مااتسع من الأرض و قال الزمخشري‌ في الفائق السدافة والسجافة الستارة وتوجيهها هتكها وأخذ وجهها كقولك لأخذ قذي العين تقذيته أوتغييرها وجعلها لها وجها غيرالوجه الأول . و في النهاية العهيدي بالتشديد والقصر فعيلي من العهد كالجهيدي من الجهد والعجيلي من العجلة. و أما ماذكره الصدوق رحمه الله فكأنه قرأ علي فعيل مخففا قال الجوهري‌ عهيدك ألذي يعاهدك وتعاهده وأراد أنه مأخوذ من العهيد بهذا المعني . و في الفائق وقاعة الستر وموقعته موقعه علي الأرض إذاأرسلت ويروي وقاحة الستر أي وساحة الستر وموضعه . قوله و في رواية القتيبي‌ إلي قولها نهستني‌ نهس الرقشاء لعل الاختلاف بين الروايتين في السين المهملة والمعجمة وهما متقاربان معني إذ بالمهملة معناه أخذ اللحم بأطراف الأسنان وبالمعجمة لسع الحية والأخير أنسب و في بعض النسخ نهست ففيه اختلاف آخر. و قال في النهاية في حديث أم سلمة قالت لعائشة لوذكرتك قولا تعرفينه نهشته نهش الرقشاء المطرق الرقشاء الأفعي سميت به لترقيش في ظهرها وهي‌ خطوط ونقط وإنما قالت المطرق لأن الحية تقع علي الذكر والأنثي انتهي ولعله كناية عن سمنها وكثرة سمها أواستغفالها وأخذها دفعة. و في رواية أحمد بن أبي طاهر و قدسكن القرآن ذيلك فلاتبدحيه وهدأ من عقيرتك فلاتصحليها. و في مادة بدح من كتاب النهاية و في حديث أم سلمة قالت لعائشة قدجمع القرآن ذيلك فلاتبدحيه أي لاتوسعيه بالحركة والخروج والبدح العلانية وبدح بالأمر باح به ويروي بالنون انتهي . وهدأ علي التفعيل أي سكن والعقيرة علي فعيلة الصوت أو


صفحه : 161

صوت المغني‌ والباكي‌ والقاري‌. و قال في النهاية الصحل بالتحريك كالبحة و منه فإذا أنابهاتف يهتف بصوت صحل و منه أنه كان يرفع صوته بالتلبية حتي يصحل أي يبح . ثم في تلك الرواية الله من وراء هذه الأمة لوأراد أن يعهد فيك بله أن قدنهاك عن الفرطة في البلاد قال الجوهري‌ بله كلمة مبنية علي الفتح مثل كيف ومعناها دع ويقال معناها سوي . و قال الفيروزآبادي‌ بله ككيف اسم له كدع ومصدر بمعني الترك واسم مرادف لكيف و مابعدها منصوب علي الأول مخفوض علي الثاني‌ مرفوع علي الثالث وفتحها بناء علي الأول والثالث إعراب علي الثاني‌ والفراطة بالضم أيضا بمعني التقدم . ثم فيها ماكنت قائلة لو أن كان رسول الله ص عارضك بأطراف الفلوات ناصة قعودا من منهل إلي منهل إن بعين الله مثواك و علي رسول الله تعرضين و لوأمرت بدخول الفردوس لاستحييت أن ألقي محمدا هاتكة حجابا جعله الله علي فاجعليه سترك وقاعة البيت قبرك حتي تلقينه و هوعنك راض .قولها و ما أنابمغتمرة بعدالتغريد لعل المعني أني‌ بعد ماأعلنت العداوة وعلم الناس بخروجي‌ لاأرجع إلي إخفاء الأمر والإشارة بالعين والحاجب . ويمكن أن يقرأ بمغتمرة علي بناء المفعول أي لايطعن علي أحد بعدتغريدي‌ ورفعي‌ الصوت بأمري‌ قال الجوهري‌ فعلت شيئا فاغتمزه فلان أي طعن علي ووجد بذلك مغمزا. و قال الغَرَد بالتحريك التطريب في الصوت والغناء والتغريد مثله


صفحه : 162

128-ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي النحّويِ‌ّ أَبِي العَبّاسِ ثَعلَبٍ عَن أَحمَدَ بنِ سَهلٍ عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ قُتَيبَةَ عَن عَبدِ الحَكَمِ القتُيَبيِ‌ّ عَن أَبِي كبسة[كِيسَةَ] وَ يَزِيدَ بنِ رُومَانَ قَالَا لَمّا اجتَمَعَت عَائِشَةُ عَلَي الخُرُوجِ إِلَي البَصرَةِ أَتَت أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا وَ كَانَت بِمَكّةَ فَقَالَت يَا ابنَةَ أَبِي أُمَيّةَ كُنتِ كَبِيرَةَ أُمّهَاتِ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقمَأُ فِي بَيتِكِ وَ كَانَ يَقسِمُ لَنَا فِي بَيتِكِ وَ كَانَ يَنزِلُ الوحَي‌ُ فِي بَيتِكِ قَالَت لَهَا يَا بِنتَ أَبِي بَكرٍ لَقَد زرُتيِنيِ‌ وَ مَا كُنتِ زَوّارَةً وَ لِأَمرٍ مَا تَقُولِينَ هَذِهِ المَقَالَةَ قَالَت إِنّ ابنيِ‌ وَ ابنَ أخَيِ‌ أخَبرَاَنيِ‌ أَنّ الرّجُلَ قُتِلَ مَظلُوماً وَ أَنّ بِالبَصرَةِ مِائَةَ أَلفِ سَيفٍ يُطَاعُونَ فَهَل لَكِ أَن أَخرُجَ أَنَا وَ أَنتِ لَعَلّ اللّهَ أَن يُصلِحَ بَينَ فِئَتَينِ مُتَشَاجِرَتَينِ فَقَالَت يَا بِنتَ أَبِي بَكرٍ أَ بِدَمِ عُثمَانَ تَطلُبِينَ فَلَقَد كُنتِ أَشَدّ النّاسِ عَلَيهِ وَ إِن كُنتِ لَتَدعِينَهُ باِلتبّرَيّ‌ أَم أَمرَ ابنِ أَبِي طَالِبٍ تَنقُضِينَ فَقَد بَايَعَهُ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ إِنّكِ سُدّةٌ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ أُمّتِهِ وَ حِجَابُهُ مَضرُوبَةٌ[مَضرُوبَةً] عَلَي حَرَمِهِ وَ قَد جَمَعَ القُرآنُ ذَيلَكِ فَلَا تُبَذّخِيهِ وَ سكَنّيّ‌ عُقَيرَاكِ فَلَا تضَحيَ‌[ فَلَا تفَضحَيِ‌] بِهَا اللّهُ مِن وَرَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ قَد عَلِمَ رَسُولُ اللّهِص مَكَانَكِ وَ لَو أَرَادَ أَن يَعهَدَ إِلَيكِ فَعَلَ قَد نَهَاكِ رَسُولُ اللّهِص عَنِ الفَرَاطَةِ فِي البِلَادِ إِنّ عَمُودَ الإِسلَامِ لَا تَرأَبُهُ النّسَاءُ إِنِ انثَلَمَ وَ لَا يُشعَبُ بِهِنّ إِنِ انصَدَعَ حُمَادَيَاتُ النّسَاءِ غَضّ بِالأَطرَافِ وَ قِصَرُ الوَهَادَةِ وَ مَا كُنتِ قَائِلَةً لَو أَنّ رَسُولَ اللّهِص عَرَضَ لَكِ بِبَعضِ الفَلَوَاتِ وَ أَنتِ نَاصّةٌ قَلُوصاً مِن مَنهَلٍ إِلَي آخَرَ إِنّ بِعَينِ اللّهِ مَهوَاكِ وَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ تَرِدِينَ وَ قَد وَجّهتِ سِدَافَتَهُ وَ تَرَكتِ عُهّيدَاهُ أُقسِمُ بِاللّهِ لَو سِرتُ مَسِيرَكِ هَذَا ثُمّ قِيلَ لِي ادخلُيِ‌ الفِردَوسَ لَاستَحيَيتُ أَن أَلقَي مُحَمّداًص


صفحه : 163

هَاتِكَةً حِجَاباً قَد ضَرَبَهُ عَلَيّ اجعلَيِ‌ حِصنَكِ بَيتَكِ وَ قَاعَةَ[وِقَاعَةَ]السّترِ قَبرَكِ حَتّي تَلقَيهِ وَ أَنتِ عَلَي ذَلِكِ أَطوَعُ مَا تَكُونِينَ لِلّهِ مَا لَزِمتِهِ وَ أَنصَرُ مَا تَكُونِينَ لِلدّينِ مَا جَلَستِ عَنهُ ثُمّ قَالَت لَو ذَكّرتُكِ مِن رَسُولِ اللّهِص خَمساً فِي عَلِيّص لنَهَشَتنِيِ‌ نَهشَ الحَيّةِ الرّقشَاءِ المُطرِقَةِ ذَاتِ الخَبَبِ أَ تَذكُرِينَ إِذ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُقرِعُ بَينَ نِسَائِهِ إِذَا أَرَادَ سَفَراً فَأَقرَعَ بَينَهُنّ فَخَرَجَ سهَميِ‌ وَ سَهمُكِ فَبَينَا نَحنُ مَعَهُ وَ هُوَ هَابِطٌ مِن قُدَيدٍ وَ مَعَهُ عَلِيّص وَ يُحَدّثُهُ فَذَهَبتِ لتِهَجمُيِ‌ عَلَيهِ فَقُلتُ لَكِ رَسُولُ اللّهِص مَعَهُ ابنُ عَمّهِ وَ لَعَلّ لَهُ إِلَيهِ حَاجَةٌ فعَصَيَتنِيِ‌ وَ رَجَعتِ بَاكِيَةً فَسَأَلتُكِ فَقُلتِ بِأَنّكِ هَجَمتِ عَلَيهِمَا فَقُلتِ يَا عَلِيّ إِنّمَا لِي مِن رَسُولِ اللّهِص يَومٌ مِن تِسعَةِ أَيّامٍ وَ قَد شَغَلتَهُ عنَيّ‌ فأَخَبرَتيِنيِ‌ أَنّهُ قَالَ لَكِ أَ تُبغِضِينَهُ فَمَا يُبغِضُهُ أَحَدٌ مِن أهَليِ‌ وَ لَا مِن أمُتّيِ‌ إِلّا خَرَجَ مِنَ الإِيمَانِ أَ تَذكُرِينَ هَذَا يَا عَائِشَةُ قَالَت نَعَم وَ يَومَ أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص سَفَراً وَ أَنَا أَجُشّ لَهُ جَشِيشاً فَقَالَ لَيتَ شعِريِ‌ أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ تَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ فَرَفَعتُ يدَيِ‌ مِنَ الجَشِيشِ وَ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَكُونَهُ فَقَالَ وَ اللّهِ لَا بُدّ لِإِحدَاكُمَا أَن تَكُونَهُ اتقّيِ‌ اللّهَ يَا حُمَيرَاءُ أَن تَكُونِيهِ أَ تَذكُرِينَ هَذَا يَا عَائِشَةُ قَالَت نَعَم وَ يَومَ تَبَدّلنَا لِرَسُولِ اللّهِص فَلَبِستِ ثيِاَبيِ‌ وَ لَبِستُ ثِيَابَكِ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَجَلَسَ إِلَي جَنبِكِ فَقَالَ أَ تَظُنّينَ يَا حُمَيرَاءُ أنَيّ‌ لَا أَعرِفُكِ أَمَا إِنّ لأِمُتّيِ‌ مِنكِ يَوماً مُرّاً أَو يَوماً أَحمَرَ أَ تَذكُرِينَ هَذَا يَا عَائِشَةُ قَالَت نَعَم وَ يَومَ كُنتُ أَنَا وَ أَنتِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَجَاءَ أَبُوكِ وَ صَاحِبُهُ يَستَأذِنَانِ فَدَخَلنَا الخِدرَ فَقَالَا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا لَا ندَريِ‌ قَدرَ مُقَامِكَ فِينَا فَلَو جَعَلتَ لَنَا إِنسَاناً نَأتِيهِ بَعدَكَ قَالَ أَمَا إنِيّ‌ أَعرِفُ مَكَانَهُ وَ أَعلَمُ مَوضِعَهُ وَ لَو أَخبَرتُكُم بِهِ لَتَفَرّقتُم عَنهُ كَمَا تَفَرّقَت بَنُو إِسرَائِيلَ عَن عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَلَمّا


صفحه : 164

خَرَجَا خَرَجتُ إِلَيهِ أَنَا وَ أَنتِ وَ كُنتِ جَرِيئَةً عَلَيهِ فَقُلتِ مَن كُنتَ جَاعِلًا لَهُم فَقَالَ خَاصِفَ النّعلِ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍص يُصلِحُ نَعلَ رَسُولِ اللّهِص إِذَا تَخَرّقَت وَ يَغسِلُ ثَوبَهُ إِذَا اتّسَخَ فَقُلتِ مَا أَرَي إِلّا عَلِيّاً فَقَالَ هُوَ ذَاكِ أَ تَذكُرِينَ هَذَا يَا عَائِشَةُ قَالَت نَعَم قَالَت وَ يَومَ جَمَعَنَا رَسُولُ اللّهِ فِي بَيتِ مَيمُونَةَ فَقَالَ يَا نسِاَئيِ‌ اتّقِينَ اللّهَ وَ لَا يَسفُر بِكُنّ أَحَدٌ أَ تَذكُرِينَ هَذَا يَا عَائِشَةُ قَالَت نَعَم مَا أقَبلَنَيِ‌ لِوَعظِكِ وَ أسَمعَنَيِ‌ لِقَولِكِ فَإِن أَخرُج ففَيِ‌ غَيرِ حَرَجٍ وَ إِن أَقعُد ففَيِ‌ غَيرِ بَأسٍ فَخَرَجتُ مِن عِندِهَا فَخَرَجَ رَسُولُهَا فَنَادَي فِي النّاسِ مَن أَرَادَ أَن يَخرُجَ فَليَخرُج فَإِنّ أُمّ المُؤمِنِينَ غَيرُ خَارِجَةٍ فَدَخَلَ عَلَيهَا عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَنَفَثَ فِي أُذُنِهَا وَ قَلبِهَا فِي الذّروَةِ فَخَرَجَ رَسُولُهَا تنُاَديِ‌ مَن أَرَادَ أَن يَسِيرَ فَليَسِر فَإِنّ أُمّ المُؤمِنِينَ خَارِجَةٌ فَلَمّا كَانَ مِن نَدَمِهَا بَعدَ انقِضَاءِ حَربِ الجَمَلِ مَا كَانَ أَنشَأَت أُمّ سَلَمَةَ تَقُولُ


لَو أَنّ مُعتَصِماً مِن زَلّةِ أَحَدٍ   كَانَت لِعَائِشَةَ الرّتبَي عَلَي النّاسِ

كَم سُنّةً مِن رَسُولِ اللّهِ تَارِكَةٌ   وَ تِلوُ آي‌ٍ مِنَ القُرآنِ مِدرَاسٌ

قَد يَنزِعُ اللّهُ مِن نَاسٍ عُقُولَهُم   حَتّي يَكُونَ ألّذِي يقَضيِ‌ عَلَي النّاسِ

فَيَرحَمُ اللّهُ أُمّ المُؤمِنِينَ لَقَد   كَانَت تُبَدّلُ إِيحَاشاً بِإِينَاسٍ

قال أبوالعباس ثعلب قوله يقمأ في بيتك يعني‌ يأكل ويشرب و قدجمع القرآن ذيلك فلاتبذخيه البذخ النفخ والريا والكبر سكني‌ عقيراك مقامك وبذلك سمي‌ العقار لأنه أصل ثابت وعقر الدار أصلها وعقر المرأة ثمن بضعها فلاتضحي‌ بها قال الله عز و جل أَنّكَ لا تَظمَؤُا فِيها وَ لا تَضحي أي لاتبرز للشمس و قال النبي ص لرجل محرم اضح لمن أحرمت له أي اخرج إلي البراز والموضع الظاهر المنكشف من الأغطية والستور الفراطة في البلاد السعي‌ والذهاب لاترأبه النساء لاتضمه النساء وحمادي النساء مايحمد منهن غض


صفحه : 165

بالأطراف أي لايبسطن أطرافهن في الكلام قصر الوهادة هي‌ جمع وهد ووهاد والوهاد الموضع المنخفض ناصة قلوصا النص السوق بالعنف و من ذلك الحديث عن رسول الله ص أنه كان إذاوجد فجوة نص أي أسرع و من ذلك نص الحديث أي رفعه إلي أصله بسرعة من منهل إلي آخر المنهل ألذي يشرب منه الماء ومهواك الموضع ألذي تهوين وتستقرين فيه قال الله عز و جل وَ النّجمِ إِذا هَوي أي نزل سدافته من السدفة وهي‌ شدة الظلمة قاعة الستر وقاعة الدار صحنها والسدة الباب .إيضاح قال في النهاية فيه أنه ع كان يقمأ إلي منزل عائشة كثيرا أي يدخل وقمأت بالمكان قمأ دخلته وأقمت به كذا فسر في الحديث قال الزمخشري‌ و منه اقتمأ الشي‌ء إذاجمعه . و في القاموس قمأت الإبل بالمكان أقامت لخصبه فسمنت وتقمأ المكان وافقه فأقام به كقماء. وبذخ من باب تعب طال أوتكبر و لم أر في كتب اللغة مجي‌ء بذخ بمعني النفخ ولعله قر‌ئ علي بناء الإفعال واستعمل في هذاالمعني تجوزا أو كان هذا هوالأصل واستعمل في الكبر تجوزا ثم صار حقيقة فيه . والخبب محركة ضرب من العدو والقديد كزبير اسم واد وموضع قوله أجش له جشيشا بالجيم والشين المعجمة قال الفيروزآبادي‌ جشه دقه وكسره والجشيش السويق وحنطة تطحن جليلا فتجعل في قدر ويلقي فيه لحم أوتمر فيبطخ والتبذل ترك التزين ولبس ثياب المهنة والابتذال ضد الصيانة ولعل المراد هنا جعلهما نفسهما عرضة للطفه كأنهما خلقتا وابتذلتا كماورد في خبر آخر في كيفية معاشرة الزوجين و لم تبذل له تبذل الرجل و كان لفظ المصدر المأخوذ منه يحتمل الدال المهملة أيضا فالمراد الزينة وتغيير الثياب . أويوما أحمر أي يوما صعبا شديدا ويعبر عن الشدة بالحمرة يقال أحمر البأس أي اشتد إما لحمرة النار أولحمرة الدم .


صفحه : 166

قوله ص و لايسفر بكن أحد قال الجوهري‌ سفرت المرأة كشفت عن وجهها فهي‌ سافر ويقال سفرت أسفر سفورا خرجت إلي السفر فأنا سافر انتهي . والظاهر في الخبر المعني الأخير و إن كان المعني الأول أيضا محتملا. قوله في الذروة أي كان هذاالنفث حال كونه في ذروتها وراكبا علي سنامها كناية عن التسلط عليها ولعل فيه سقطا. قال في النهاية في حديث الزبير سأل عائشة الخروج إلي البصرة فأبت عليه فما زال يفتل في الذروة والغارب حتي أجابته جعل فتل وبر ذروة البعير وغاربه مثلا لإزالتها عن رأيها كمايفعل بالجمل النفور إذاأريد تأنيسه وإزالة نفاره انتهي . و لايخفي تصحيف الوهادة و بعد ماذكره ثعلب في السدافة و إن وردت في اللغة بهذا المعني . و قال ابن أبي الحديد قولها الله من وراء هذه الأمة أي محيط بهم وحافظ لهم وعالم بأحوالهم كقوله تعالي وَ اللّهُ مِن وَرائِهِم مُحِيطٌ. و قال إن بعين الله مهواك أي إن الله يري سيرك وحركتك والهوي الانحدار في السير من النجد إلي الغور و علي رسول الله تردين أي تقدمين في القيامة و قال وجهت سدافته أي نظمتها بالخرز والوجيهة خرزة معروفة وعادة العرب أن تنظم علي المحمل خرزات إذا كان للنساء. و قال وتركت عهيداه لفظة مصغرة مأخوذة من العهد مشابهة لقولها عقيراك .


صفحه : 167

قولها و أنت علي تلك أي علي تلك الحال .قولها أطوع ماتكونين أطوع مبتدأ و إذالزمته خبر المبتدإ والضمير في لزمته راجع إلي العهد والأمر ألذي أمرت به .قولها لنهشت به نهش الرقشاء المطرقة أي لعضك ونهشك ماأذكره لك وأذكرك به كماينهشك أفعي رقشاء والرقش في ظهرها هوالنقط والأفعي يوصف بالإطراق وكذلك الأسد والنمر و الرجل الشجاع و كان معاوية يقول في علي الشجاع المطرق

129-أَقُولُ وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ أَعثَمَ الكوُفيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ أَنّ عَائِشَةَ أَتَت أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَت لَهَا أَنتِ أَقرَبُ مَنزِلَةً مِن رَسُولِ اللّهِص فِي نِسَائِهِ وَ أَوّلُ مَن هَاجَرَ مَعَهُ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَبعَثُ إِلَي بَيتِكِ مَا يُتحَفُ لَهُ ثُمّ يَقسِمُهُ بَينَنَا وَ أَنتِ تَعلَمِينَ مَا نَالَ عُثمَانَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ مِنَ الظّلمِ وَ العُدوَانِ وَ لَا أُنكِرُ عَلَيهِم إِلّا أَنّهُمُ استَتَابُوهُ فَلَمّا تَابَ وَ رَجَعَ قَتَلُوهُ وَ قَد أخَبرَنَيِ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرٍ وَ كَانَ عَامِلَ عُثمَانَ عَلَي البَصرَةِ أَنّهُ قَدِ اجتَمَعَ بِالبَصرَةِ مِائَةُ أَلفٍ مِنَ الرّجَالِ يَطلُبُونَ بِثَأرِهِ وَ أَخَافُ الحَربَ بَينَ المُسلِمِينَ وَ سَفكَ الدّمَاءِ بِغَيرِ حِلّ فَعَزَمتُ عَلَي الخُرُوجِ لِأُصلِحَ بَينَهُم فَلَو خَرَجتِ مَعَنَا لَرَجَونَا أَن يُصلِحَ اللّهُ بِنَا أَمرَ هَذِهِ الأُمّةِ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ يَا بِنتَ أَبِي بَكرٍ أَ مَا كُنتِ تُحَرّضِينَ النّاسَ عَلَي قَتلِهِ وَ تَقُولِينَ اقتُلُوا نَعثَلًا فَقَد كَفَرَ وَ مَا أَنتِ وَ الطّلَبَ بِثَأرِهِ وَ هُوَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ عَبدِ مَنَافٍ وَ أَنتِ امرَأَةٌ مِن تَيمِ بنِ مُرّةَ مَا بَينَكِ وَ بَينَهُ قَرَابَةٌ وَ مَا أَنتِ وَ الخُرُوجَ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أخَيِ‌ رَسُولِهِص وَ قَدِ اتّفَقَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ عَلَي إِمَامَتِهِ


صفحه : 168

ثُمّ ذَكَرَت طَرَفاً مِن مَنَاقِبِهِ وَ عَدّت نُبذَةً مِن فَضَائِلِهِ وَ قَد كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ وَاقِفاً عَلَي البَابِ يَسمَعُ كَلَامَهَا فَنَادَاهَا يَا أُمّ سَلَمَةَ قَد عَلِمنَا بُغضَكِ لِآلِ الزّبَيرِ وَ مَا كُنتِ مُحِبّةً لَنَا وَ لَا تُحِبّينّا أَبَداً فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ أَ تُرِيدُ أَن نَخرُجَ عَلَي خَلِيفَةِ رَسُولِ اللّهِ وَ مَن عَلِمَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَلّاهُ أَمرَ هَذِهِ الأُمّةِ فَقَالَ مَا سَمِعنَا ذَلِكِ مِن رَسُولِ اللّهِ فَقَالَت إِن كُنتَ لَم تَسمَع فَقَد سَمِعَتهُ خَالَتُكَ هَذِهِ فَاسأَلِيهَا تُحَدّثكَ وَ قَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَنتَ خلَيِفتَيِ‌ فِي حيَاَتيِ‌ وَ بَعدَ موَتيِ‌ مَن عَصَاكَ فَقَد عصَاَنيِ‌ أَ هَكَذَا يَا عَائِشَةُ فَقَالَت نَعَم سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ أَشهَدُ بِهَا فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ فاَتقّيِ‌ اللّهَ يَا عَائِشَةُ وَ احذرَيِ‌ مَا سَمِعتِ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ قَد قَالَ لَكِ لَا تكَوُنيِ‌ صَاحِبَةَ كِلَابِ الحَوأَبِ وَ لَا يَغُرّنّكِ الزّبَيرُ وَ طَلحَةُ فَإِنّهُمَا لَا يُغنِيَانِ عَنكِ مِنَ اللّهِ شَيئاً فَقَامَت عَائِشَةُ مَغضَبَةً فَخَرَجَت مِن بَيتِهَا

130- وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ النّهجِ رَوَي هِشَامُ بنُ مُحَمّدٍ الكلَبيِ‌ّ فِي كِتَابِ الجَمَلِ أَنّ أُمّ سَلَمَةَ كَتَبَت إِلَي عَلِيّ ع مِن مَكّةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ وَ أَشيَاعَهُم أَشيَاعُ الضّلَالَةِ يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا بِعَائِشَةَ إِلَي البَصرَةِ وَ مَعَهُم عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرِ بنِ كَرِيزٍ وَ يَذكُرُونَ أَنّ عُثمَانَ قُتِلَ مَظلُوماً وَ أَنّهُم يَطلُبُونَ بِدَمِهِ وَ اللّهُ كَافِيهِم بِحَولِهِ وَ قُوّتِهِ وَ لَو لَا مَا نَهَانَا اللّهُ عَنهُ مِنَ الخُرُوجِ وَ أَمَرَنَا بِهِ مِن لُزُومِ البَيتِ لَم أَدَعِ الخُرُوجَ إِلَيكَ وَ النّصرَةَ لَكَ وَ لكَنِيّ‌ بَاعِثَةٌ نَحوَكَ ابنيِ‌ عِدلَ نفَسيِ‌ عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ فَاستَوصِ بِهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ خَيراً قَالَ فَلَمّا قَدِمَ عُمَرُ عَلَي عَلِيّ ع أَكرَمَهُ وَ لَم يَزَل مُقِيماً مَعَهُ حَتّي


صفحه : 169

شَهِدَ مَشَاهِدَهُ كُلّهَا وَ وَجّهَهُ عَلِيّ ع أَمِيراً عَلَي البَحرَينِ وَ قَالَ لِابنِ عَمّ لَهُ بلَغَنَيِ‌ أَنّ عُمَرَ يَقُولُ الشّعرَ فَابعَث إلِيَ‌ّ شَيئاً مِن شِعرِهِ فَبَعَثَ إِلَيهِ بِأَبيَاتٍ لَهُ أَوّلُهَا


جَزَتكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَرَابَةٌ   رَفَعتَ بِهَا ذكِريِ‌ جَزَاءً مُوَفّراً

فَعَجِبَ عَلِيّ ع مِن شِعرِهِ وَ استَحسَنَهُ

قَالَ وَ قَالَ أَبُو مِخنَفٍجَاءَت عَائِشَةُ إِلَي أُمّ سَلَمَةَ تُخَادِعُهَا عَلَي الخُرُوجِ لِلطّلَبِ بِدَمِ عُثمَانَ فَقَالَت لَهَا يَا بِنتَ أَبِي أُمَيّةَ أَنتِ أَوّلُ مُهَاجِرَةٍ مِن أَزوَاجِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَنتِ كَبِيرَةُ أُمّهَاتِ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقسِمُ لَنَا مِن بَيتِكِ وَ كَانَ جَبرَئِيلُ أَكثَرَ مَا يَكُونُ فِي مَنزِلِكِ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ لِأَمرٍ مَا قُلتِ هَذِهِ المَقَالَةَ فَقَالَت عَائِشَةُ إِنّ عَبدَ اللّهِ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ القَومَ استَتَابُوا عُثمَانَ فَلَمّا تَابَ قَتَلُوهُ صَائِماً فِي شَهرٍ حَرَامٍ وَ قَد عَزَمتُ الخُرُوجَ إِلَي البَصرَةِ وَ معَيِ‌َ الزّبَيرُ وَ طَلحَةُ فاَخرجُيِ‌ مَعَنَا لَعَلّ اللّهَ أَن يُصلِحَ هَذَا الأَمرَ عَلَي أَيدِينَا وَ بِنَا فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ إِنّكِ كُنتِ بِالأَمسِ تُحَرّضِينَ عَلَي عُثمَانَ وَ تَقُولِينَ فِيهِ أَخبَثَ القَولِ وَ مَا كَانَ اسمُهُ عِندَكِ إِلّا نَعثَلًا وَ إِنّكِ لَتَعرِفِينَ مَنزِلَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ مِن رَسُولِ اللّهِص أَ فَأُذَكّرُكِ قَالَت نَعَم قَالَت أَ تَذكُرِينَ يَومَ أَقبَلَ النّبِيّ ع وَ نَحنُ مَعَهُ حَتّي إِذَا هَبَطَ مِن قُدَيدٍ ذَاتَ الشّمَالِ خَلَا بعِلَيِ‌ّ يُنَاجِيهِ فَأَطَالَ فَأَرَدتِ أَن تهَجمُيِ‌ عَلَيهِمَا فَنَهَيتُكِ فعَصَيَتنِيِ‌ فَهَجَمتِ عَلَيهِمَا فَمَا لَبِثتِ أَن رَجَعتِ بَاكِيَةً فَقُلتُ مَا شَأنُكِ فَقُلتِ إنِيّ‌ هَجَمتُ عَلَيهِمَا وَ هُمَا تَتَنَاجَيَانِ فَقُلتُ لعِلَيِ‌ّ لَيسَ لِي مِن رَسُولِ اللّهِ إِلّا يَومٌ مِن تِسعَةِ أَيّامٍ فَمَا تدَعَنُيِ‌ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ وَ يوَميِ‌ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيّ وَ هُوَ غَضبَانُ مُحمَرّ الوَجهِ فَقَالَ ارجعِيِ‌ وَرَاءَكِ وَ اللّهِ لَا يُبغِضُهُ أَحَدٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ وَ لَا مِن غَيرِهِم مِنَ النّاسِ إِلّا وَ هُوَ خَارِجٌ مِنَ الإِيمَانِ فَرَجَعتِ نَادِمَةً سَاقِطَةً فَقَالَت عَائِشَةُ نَعَم أَذكُرُ ذَلِكِ


صفحه : 170

قَالَت وَ أُذَكّرُكِ أَيضاً كُنتُ أَنَا وَ أَنتِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَنتِ تَغسِلِينَ رَأسَهُ وَ أَنَا أَحِيسُ لَهُ حَيساً وَ كَانَ الحَيسُ يُعجِبُهُ فَرَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ لَيتَ شعِريِ‌ أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ تَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ فَتَكُونُ نَاكِبَةً عَنِ الصّرَاطِ فَرَفَعتُ يدَيِ‌ مِنَ الحَيسِ فَقُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ مِن ذَلِكَ ثُمّ ضَرَبَ عَلَي ظَهرِكِ وَ قَالَ إِيّاكِ أَن تَكُونِيهَا ثُمّ قَالَ يَا بِنتَ أَبِي أُمَيّةَ إِيّاكِ أَن تَكُونِيهَا ثُمّ قَالَ يَا حُمَيرَاءُ أَمَا إنِيّ‌ فَقَد أَنذَرتُكِ قَالَت عَائِشَةُ نَعَم أَذكُرُ هَذَا قَالَت وَ أُذَكّرُكِ أَيضاً كُنتُ أَنَا وَ أَنتِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي سَفَرٍ لَهُ وَ كَانَ عَلِيّ يَتَعَاهَدُ نعَليَ‌ رَسُولِ اللّهِ فَيَخصِفُهُمَا وَ يَتَعَاهَدُ أَثوَابَهُ فَيَغسِلُهَا فَنَقِبَت لَهُ نَعلٌ فَأَخَذَهَا يَومَئِذٍ يَخصِفُهَا فِي ظِلّ سَمُرَةٍ وَ جَاءَ أَبُوكِ وَ مَعَهُ عُمَرُ فَاستَأذَنَا عَلَيهِ فَقُمنَا إِلَي الحِجَابِ وَ دَخَلَا فَحَادَثَاهُ فِيمَا أَرَادَا ثُمّ قَالَا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا لَا ندَريِ‌ قَدرَ مَا تَصحَبُنَا فَلَو أَعلَمتَنَا مَن تَستَخلِفُ عَلَينَا لِيَكُونَ لَنَا بَعدَكَ مَفزَعاً فَقَالَ لَهُمَا أَمَا إنِيّ‌ قَد أَرَي مَكَانَهُ وَ لَو فَعَلتُ لَتَفَرّقتُم عَنهُ كَمَا تَفَرّقَت بَنُو إِسرَائِيلَ عَن هَارُونَ بنِ عِمرَانَ فَسَكَتَا ثُمّ خَرَجَا فَلَمّا خَرَجنَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص قُلتِ لَهُ وَ كُنتِ أَجرَأَ عَلَيهِ مِنّا مَن كُنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ مُستَخلِفاً عَلَيهِم فَقَالَ خَاصِفَ النّعلِ فَنَظَرنَا فَلَم نَرَ أَحَداً إِلّا عَلِيّاً فَقُلتُ[فَقُلتِ] يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَرَي إِلّا عَلِيّاً فَقَالَ هُوَ ذَاكِ فَقَالَت عَائِشَةُ نَعَم أَذكُرُ ذَلِكِ فَقَالَت فأَيَ‌ّ خُرُوجٍ تَخرُجِينَ بَعدَ هَذَا فَقَالَت إِنّمَا أَخرُجُ لِلإِصلَاحِ بَينَ النّاسِ وَ أَرجُو فِيهِ الأَجرَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَت أَنتِ وَ رَأيَكِ فَانصَرَفَت عَائِشَةُ عَنهَا وَ كَتَبَت أُمّ سَلَمَةَ بِمَا قَالَت وَ قِيلَ لَهَا إِلَي عَلِيّ ع


صفحه : 171

باب 3- باب ورود البصرة ووقعة الجمل و ماوقع فيها من الاحتجاج

131-شا،[الإرشاد] مِن كَلَامِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ حِينَ دَخَلَ البَصرَةَ وَ جَمَعَ أَصحَابَهُ فَحَرّضَهُم عَلَي الجِهَادِ وَ كَانَ مِمّا قَالَعِبَادَ اللّهِ انهَدُوا إِلَي هَؤُلَاءِ القَومِ مُنشَرِحَةً صُدُورُكُم بِقِتَالِهِم فَإِنّهُم نَكَثُوا بيَعتَيِ‌ وَ أَخرَجُوا ابنَ حُنَيفٍ عاَملِيِ‌ بَعدَ الضّربِ المُبَرّحِ وَ العُقُوبَةِ الشّدِيدَةِ وَ قَتَلُوا السّبَابِجَةَ وَ مَثّلُوا بِحَكِيمِ بنِ جَبَلَةَ العبَديِ‌ّ وَ قَتَلُوا رِجَالًا صَالِحِينَ ثُمّ تَتَبّعُوا مِنهُم مَن نَجَا يَأخُذُونَهُم فِي كُلّ حَائِطٍ وَ تَحتَ كُلّ رَابِيَةٍ ثُمّ يَأتُونَ بِهِم فَيَضرِبُونَ رِقَابَهُم صَبراً مَا لَهُم قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّي يُؤفَكُونَ انهَدُوا إِلَيهِم وَ كُونُوا أَشِدّاءَ عَلَيهِم وَ القَوهُم صَابِرِينَ مُحتَسِبِينَ تَعلَمُونَ أَنّكُم مُنَازِلُوهُم وَ مُقَاتِلُوهُم وَ لَقَد وَطّنتُم أَنفُسَكُم عَلَي الطّعنِ الدعّسيِ‌ّ وَ الضّربِ الطلّحَفيِ‌ّ وَ مُبَارَزَةِ الأَقرَانِ وَ أَيّ امر‌ِئٍ أَحَسّ مِن نَفسِهِ رِبَاطَةَ جَأشٍ عِندَ اللّقَاءِ وَ رَأَي مِن أَحَدٍ مِن


صفحه : 172

إِخوَانِهِ فَشَلًا فَليَذُبّ عَن أَخِيهِ ألّذِي فُضّلَ عَلَيهِ كَمَا يَذُبّ عَن نَفسِهِ فَلَو شَاءَ اللّهُ لَجَعَلَهُ مِثلَهُ

بيان نهد إلي العدو ينهد بالفتح أي نهض ذكره الجوهري‌ و قال برح به الأمر تبريحا أي جهده وضربه ضربا مبرحا و قال السبابجة قوم من السند كانوا بالبصرة جلاوزة وحراس السجن والدعسي‌ بفتح الدال والياء المشددة قال في القاموس الدعس شدة الوطء والطعن والطعان والمداعسة المطاعنة والطلحف بكسر الطاء وفتح اللام وسكون الحاء الشديد وسيأتي‌ شرح بعض الفقرات

132-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]جُمَلُ أَنسَابِ الأَشرَافِ أَنّهُ زَحَفَ عَلِيّ ع بِالنّاسِ غَدَاةَ يَومِ الجُمُعَةِ لِعَشرِ لَيَالٍ خَلَونَ مِن جُمَادَي الآخِرَةِ سَنَةَ سِتّ وَ ثَلَاثِينَ عَلَي مَيمَنَتِهِ الأَشتَرُ وَ سَعِيدُ بنُ قَيسٍ وَ عَلَي مَيسَرَتِهِ عَمّارٌ وَ شُرَيحُ بنُ هَانِئٍ وَ عَلَي القَلبِ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ وَ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ وَ عَلَي الجَنَاحِ زِيَادُ بنُ كَعبٍ وَ حُجرُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ عَلَي الكُمّينِ عَمرُو بنُ الحَمِقِ وَ جُندَبُ بنُ زُهَيرٍ وَ عَلَي الرّجّالَةِ أَبُو قَتَادَةَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَعطَي رَايَتَهُ مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ ثُمّ أَوقَفَهُم مِن صَلَاةِ الغَدَاةِ إِلَي صَلَاةِ الظّهرِ يَدعُوهُم وَ يُنَاشِدُهُم وَ يَقُولُ لِعَائِشَةَ إِنّ اللّهَ أَمَرَكِ أَن تقَرَيّ‌ فِي بَيتِكِ فاَتقّيِ‌ اللّهَ وَ ارجعِيِ‌ وَ يَقُولُ لِطَلحَةَ وَ الزّبَيرِ خَبَأتُمَا نِسَاءَكُمَا وَ أَبرَزتُمَا زَوجَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ استَفزَزتُمَاهَا فَيَقُولَانِ إِنّمَا جِئنَا لِلطّلَبِ بِدَمِ عُثمَانَ وَ أَن يُرَدّ الأَمرُ شُورَي وَ أُلبِسَت عَائِشَةُ دِرعاً وَ ضُرِبَت عَلَي هَودَجِهَا صَفَائِحُ الحَدِيدِ وَ أُلبِسَ الهَودَجُ


صفحه : 173

دِرعاً وَ كَانَ الهَودَجُ لِوَاءَ أَهلِ البَصرَةِ وَ هُوَ عَلَي جَمَلٍ يُدعَي عَسكَراً

رَوَي ابنُ مَردَوَيهِ فِي كِتَابِ الفَضَائِلِ مِن ثَمَانِيَةِ طُرُقٍ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لِلزّبَيرِ أَ مَا تَذكُرُ يَوماً كُنتَ مُقبِلًا بِالمَدِينَةِ تحُدَثّنُيِ‌ إِذ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ فَرَآكَ معَيِ‌ وَ أَنتَ تَتَبَسّمُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لَكَ يَا زُبَيرُ أَ تُحِبّ عَلِيّاً فَقُلتَ وَ كَيفَ لَا أُحِبّهُ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مِنَ النّسَبِ وَ المَوَدّةِ فِي اللّهِ مَا لَيسَ لِغَيرِهِ فَقَالَ إِنّكَ سَتُقَاتِلُهُ وَ أَنتَ ظَالِمٌ لَهُ فَقُلتَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن ذَلِكَ

وَ قَد تَظَاهَرَتِ الرّوَايَاتُ أَنّهُ قَالَ ع إِنّ النّبِيّص قَالَ لَكَ يَا زُبَيرُ تُقَاتِلُهُ ظُلماً وَ ضَرَبَ كَتِفَكَ قَالَ أللّهُمّ نَعَم قَالَ أَ فَجِئتَ تقُاَتلِنُيِ‌ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن ذَلِكَ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع دَع هَذَا باَيعَتنَيِ‌ طَائِعاً ثُمّ جِئتَ مُحَارِباً فَمَا عَدَا مِمّا بَدَا فَقَالَ لَا جَرَمَ وَ اللّهِ لَا قَاتَلتُكَ

حِليَةُ الأَولِيَاءِ قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي لَيلَي فَلَقِيَهُ عَبدُ اللّهِ ابنُهُ فَقَالَ جُبناً جُبناً فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ قَد عَلِمَ النّاسُ أنَيّ‌ لَستُ بِجَبَانٍ وَ لَكِن ذكَرّنَيِ‌ عَلِيّ شَيئاً سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَحَلَفتُ أَن لَا أُقَاتِلَهُ فَقَالَ دُونَكَ غُلَامَكَ فُلَانٌ أَعتِقهُ كَفّارَةً لِيَمِينِكَ

نُزهَةُ الأَبصَارِ عَنِ ابنِ مهَديِ‌ّ أَنّهُ قَالَ هَمّامٌ الثقّفَيِ‌ّ


أَ يُعتِقُ مَكحُولًا وَ يعَصيِ‌ نَبِيّهُ   لَقَد تَاهَ عَن قَصدِ الهُدَي ثُمّ عُوّقَ

لَشَتّانَ مَا بَينَ الضّلَالَةِ وَ الهُدَي   وَ شَتّانَ مَن يعَصيِ‌ الإِلَهَ وَ يُعتِقُ

صفحه : 174

وَ فِي رِوَايَةٍ قَالَت عَائِشَةُ لَا وَ اللّهِ بَل خِفتَ سُيُوفَ ابنِ أَبِي طَالِبٍ أَمَا إِنّهَا طُوَالٌ حُدَادٌ تَحمِلُهَا سَوَاعِدُ أَنجَادٌ وَ لَئِن خِفتَهَا فَلَقَد خَافَهَا الرّجَالُ مِن قَبلِكَ فَرَجَعَ إِلَي القِتَالِ فَقِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِنّهُ قَد رَجَعَ فَقَالَ دَعُوهُ فَإِنّ الشّيخَ مَحمُولٌ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ عَضّوا عَلَي نَوَاجِذِكُم وَ أَكثِرُوا مِن ذِكرِ رَبّكُم وَ إِيّاكُم وَ كَثرَةَ الكَلَامِ فَإِنّهُ فَشَلٌ وَ نَظَرَت عَائِشَةُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَجُولُ بَينَ الصّفّينِ فَقَالَتِ انظُرُوا إِلَيهِ كَأَنّ فِعلَهُ فِعلُ رَسُولِ اللّهِص يَومَ بَدرٍ أَمَا وَ اللّهِ لَا يَنتَظِرُ بِكَ إِلّا زَوَالَ الشّمسِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا عَائِشَةُ عَمّا قَلِيلٍ لَتُصبِحُنّ نَادِمِينَ فَجَدّ النّاسُ فِي القِتَالِ فَنَهَاهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعذَرتُ وَ أَنذَرتُ فَكُن لِي عَلَيهِم مِنَ الشّاهِدِينَ ثُمّ أَخَذَ المُصحَفَ وَ طَلَبَ مَن يَقرَؤُهُ عَلَيهِموَ إِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُماالآيَةَ فَقَالَ مُسلِمٌ المجُاَشعِيِ‌ّ هَا أَنَا ذَا فَخَوّفَهُ بِقَطعِ يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ وَ قَتلِهِ فَقَالَ لَا عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَهَذَا قَلِيلٌ فِي ذَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُ وَ دَعَاهُم إِلَي اللّهِ فَقُطِعَت يَدُهُ اليُمنَي فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ اليُسرَي فَقُطِعَت فَأَخَذَهُ بِأَسنَانِهِ فَقُتِلَ فَقَالَت أُمّهُ


يَا رَبّ إِنّ مُسلِماً أَتَاهُم   بِمُحكَمِ التّنزِيلِ إِذ دَعَاهُم

يَتلُو كِتَابَ اللّهِ لَا يَخشَاهُم   فَرَمّلُوهُ رُمّلَت لِحَاهُم

فَقَالَ ع الآنَ طَابَ الضّرَابُ[ أي حلّ القتال ] وَ قَالَ لِمُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ الرّايَةُ فِي يَدِهِ يَا بنُيَ‌ّ تَزُولُ الجِبَالُ وَ لَا تَزُل عَضّ عَلَي نَاجِذِكَ أَعِرِ اللّهَ جُمجُمَتَكَ تِد فِي الأَرضِ قَدَمَيكَ ارمِ بِبَصَرِكَ أَقصَي القَومِ وَ غُضّ بَصَرَكَ وَ اعلَم أَنّ النّصرَ مِنَ اللّهِ


صفحه : 175

ثُمّ صَبَرَ سُوَيعَةً فَصَاحَ النّاسُ مِن كُلّ جَانِبٍ مِن وَقعِ النّبَالِ فَقَالَ ع تَقَدّم يَا بنُيَ‌ّ فَتَقَدّمَ وَ طَعَنَ طَعناً مُنكَراً وَ قَالَ


اطعَن بِهَا طَعنَ أَبِيكَ تُحمَد   لَا خَيرَ فِي حَربٍ إِذَا لَم تُوقَد

باِلمشَرفَيِ‌ّ وَ القَنَا المُسَدّدِ   وَ الضّربِ باِلخطَيّ‌ّ وَ المُهَنّدِ

فَأَمَرَ الأَشتَرَ أَن يَحمِلَ فَحَمَلَ وَ قَتَلَ هِلَالَ بنَ وَكِيعٍ صَاحِبَ مَيمَنَةِ الجَمَلِ وَ كَانَ زَيدٌ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ


  يِنيِ‌ ديِنيِ‌ وَ بيَعيِ‌ وَ بيَعيِ‌

وَ جَعَلَ مِخنَفُ بنُ سُلَيمٍ يَقُولُ


قَد عِشتِ يَا نَفسِ وَ قَد غَنَيتِ   دَهراً وَ قَبلَ اليَومِ مَا عَيِيتِ

وَ بَعدَ ذَا لَا شَكّ قَد فَنِيتِ   أَ مَا مَلِلتِ طُولَ مَا حَيِيتِ

فَخَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ اليثَربِيِ‌ّ قَائِلًا


يَا رَبّ إنِيّ‌ طَالِبٌ أَبَا الحَسَنِ   ذَاكَ ألّذِي يُعرَفُ حَقّاً بِالفِتَنِ

فَبَرَزَ إِلَيهِ عَلِيّ ع قَائِلًا


إِن كُنتَ تبَغيِ‌ أَن تَرَي أَبَا الحَسَنِ   فَاليَومَ تَلقَاهُ مَلِيّاً فَاعلَمَن

وَ ضَرَبَهُ ضَربَةً مِجزَمَةً[مِجرَفَةً]فَخَرَجَ بَنُو ضَبّةَ وَ جَعَلَ يَقُولُ بَعضُهُم


نَحنُ بَنُو ضَبّةَ أَصحَابُ الجَمَلِ   وَ المَوتُ أَحلَي عِندَنَا مِنَ العَسَلِ

رُدّوا عَلَينَا شَيخَنَا بِمُرتَحَلٍ   إِنّ عَلِيّاً بَعدُ مِن شَرّ النّذَلِ

وَ قَالَ آخَرُ


نَحنُ بَنُو ضَبّةَ أَعدَاءُ عَلِيّ   ذَاكَ ألّذِي يُعرَفُ فِيهِم باِلوصَيِ‌ّ

صفحه : 176

وَ كَانَ عَمرُو بنُ اليثَربِيِ‌ّ يَقُولُ


إِن تنُكرِوُنيِ‌ فَأَنَا ابنُ اليثَربِيِ‌ّ   قَاتِلُ عِلبَاءٍ وَ هِندِ الجَمَلِ

  ثُمّ ابنِ صُوحَانَ عَلَي دِينِ عَلِيّ

فَبَرَزَ إِلَيهِ عَمّارٌ قَائِلًا


لَا تَبرَحِ العَرصَةَ يَا ابنَ اليثَربِيِ‌ّ   أَثبِت أُقَاتِلكَ عَلَي دِينِ عَلِيّ

فَطَعَنَهُ وَ أَردَاهُ عَن فَرَسِهِ وَ جَرّ بِرِجلِهِ إِلَي عَلِيّ فَقَتَلَهُ بِيَدِهِ فَخَرَجَ أَخُوهُ قَائِلًا


أَضرِبُكُم وَ لَو أَرَي عَلِيّاً   عَمّمتُهُ أَبيَضَ مَشرَفِيّاً

وَ أَسمَراً عَنَطنَطاً خَطّيّاً   أبَكيِ‌ عَلَيهِ الوَلَدَ وَ الوَلِيّا

فَخَرَجَ إِلَيهِ عَلِيّ ع مُتَنَكّراً وَ هُوَ يَقُولُ


يَا طَالِباً فِي حَربِهِ عَلِيّاً   يَمنَحُهُ أَبيَضَ مَشرَفِيّاً

أَثبِت سَتَلقَاهُ بِهَا مَلِيّاً   مُهَذّباً سَمَيدَعاً كَمِيّاً

فَضَرَبَهُ فَرَمَي نِصفَ رَأسِهِ فَنَادَاهُ عَبدُ اللّهِ بنُ خَلَفٍ الخزُاَعيِ‌ّ صَاحِبُ مَنزِلِ عَائِشَةَ بِالبَصرَةِ أَ تبُاَرزِنُيِ‌ فَقَالَ عَلِيّ ع مَا أَكرَهُ ذَلِكَ وَ لَكِن وَيحَكَ يَا ابنَ خَلَفٍ مَا رَاحَتُكَ فِي القَتلِ وَ قَد عَلِمتَ مَن أَنَا فَقَالَ ذرَنيِ‌ مِن بَذَخِكَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ قَالَ


إِن تَدنُ منِيّ‌ يَا عَلِيّ فِتراً   فإَنِنّيِ‌ دَانٍ إِلَيكَ شِبراً

بِصَارِمٍ يَسقِيكَ كَأساً مُرّاً   هَا إِنّ فِي صدَريِ‌ عَلَيكَ وَتراً

صفحه : 177

فَبَرَزَ عَلِيّ ع قَائِلًا


يَا ذَا ألّذِي يَطلُبُ منِيّ‌ الوَترَا   إِن كُنتَ تبَغيِ‌ أَن تَزُورَ القَبرَا

حَقّاً وَ تَصلَي بَعدَ ذَاكَ جَمراً   فَادنُ تجَدِنيِ‌ أَسَداً هِزَبراً

  َصعُطُكَ اليَومَ زُعَاقاً صَبراً

فَضَرَبَهُ فَطَيّرَ جُمجُمَتَهُ فَخَرَجَ مَازِنٌ الضبّيّ‌ّ قَائِلًا


لَا تَطمَعُوا فِي جَمعِنَا المُكَلّلِ   المَوتُ دُونَ الجَمَلِ المُجَلّلِ

فَبَرَزَ إِلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ نَهشَلٍ قَائِلًا


إِن تنُكرِوُنيِ‌ فَأَنَا ابنُ نَهشَلٍ   فَارِسُ هَيجَا وَ خَطِيبُ فَيصَلٍ

فَقَتَلَهُ وَ كَانَ طَلحَةُ يَحُثّ النّاسَ وَ يَقُولُ عِبَادَ اللّهِ الصّبرَ الصّبرَ فِي كَلَامٍ لَهُ البلَاذرُيِ‌ّ قَالَ إِنّ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ قَالَ وَ اللّهِ مَا أَطلُبُ ثاَريِ‌ بِعُثمَانَ بَعدَ اليَومِ أَبَداً فَرَمَي طَلحَةَ بِسَهمٍ فَأَصَابَ رُكبَتَهُ وَ التَفَتَ إِلَي أَبَانِ بنِ عُثمَانَ وَ قَالَ لَقَد كَفَيتُكَ أَحَدَ قَتَلَةِ أَبِيكَ مَعَارِفُ القتُيَبيِ‌ّ إِنّ مَروَانَ قَتَلَ طَلحَةَ يَومَ الجَمَلِ بِسَهمٍ فَأَصَابَ سَاقَهُ وَ قَالَ السّيّدُ الحمِيرَيِ‌ّ


صفحه : 178


وَ اختَلّ مِن طَلحَةَ المَزهُوّ جُنّتُهُ   سَهمٌ بِكَفّ قَدِيمِ الكُفرِ غَدّارٍ

فِي كَفّ مَروَانَ مَروَانَ اللّعِينِ أَرَي   رَهطَ المُلُوكِ مُلُوكِ غَيرِ أَخيَارٍ

وَ لَهُ


وَ اغتَرّ طَلحَةَ عِندَ مُختَلَفِ القَنَا   عَبلُ الذّرَاعِ شَدِيدُ أَصلِ المَنكِبِ

فَاختَلّ حَبّةَ قَلبِهِ بِمُدلِقٍ   رَيّانُ مِن دَمِ جَوفِهِ المُتَصَبّبُ

فِي مَارِقِينَ مِنَ الجَمَاعَةِ فَارَقُوا   بَابَ الهُدَي وَحياً الرّبِيعُ المُخصِبُ

وَ حَمَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي بنَيِ‌ ضَبّةَ فَمَا رَأَيتُهُم إِلّاكَرَمادٍ اشتَدّت بِهِ الرّيحُ فِي يَومٍ عاصِفٍفَانصَرَفَ الزّبَيرُ فَتَبِعَهُ عَمرُو بنُ جُرمُوزٍ وَ جَزّ رَأسَهُ وَ أَتَي بِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع القِصّةَ قَالَ السّيّدُ إِسمَاعِيلُ الحمِيرَيِ‌ّ


أَمّا الزّبَيرُ فَحَاصَ حِينَ بَدَت لَهُ   جَاءُوا بِبَرقٍ فِي الحَدِيدِ الأَشهَبِ

حَتّي إِذَا أَمِنَ الحُتُوفَ وَ تَحتَهُ   عاَريِ‌ النّوَاهِقِ ذُو نَجَاءٍ صهلب

أَثوَي ابنُ جُرمُوزٍ عُمَيرٌ شِلوَهُ   بِالقَاعِ مُنعَفِراً كَشِلوِ التّولَبِ

وَ قَالَ غَيرُهُ


طَارَ الزّبَيرُ عَلَي إِحصَارِ ذيِ‌ خَضِلٍ   عَبلُ الشّوَي لَاحِقُ المَتِينِ مِحصَارٌ

حَتّي أَتَي وَادِياً لَاقَي الحَمَامَ بِهِ   مِن كَفّ مُحتَبِسٍ كَالصّيدِ مِغوَارٌ

فَقَالُوا يَا عَائِشَةُ قُتِلَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ جُرِحَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرٍ كَذَا مِن يدَيَ‌ عَلِيّ فصَاَلحِيِ‌ عَلِيّاً


صفحه : 179

فَقَالَت كَبِرَ عَمرٌو عَنِ الطّوقِ وَ جَلّ أَمرٌ عَنِ العِتَابِ ثُمّ تَقَدّمَت فَحَزِنَ عَلِيّ ع وَ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَفَجَعَلَ يَخرُجُ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ وَ يَأخُذُ الزّمَامَ حَتّي قُتِلَ[قُطِعَ]ثَمَانٌ وَ تِسعُونَ رَجُلًا ثُمّ تَقَدّمَهُم كَعبُ بنُ سُورٍ الأزَديِ‌ّ وَ هُوَ يَقُولُ


يَا مَعشَرَ النّاسِ عَلَيكُم أُمّكُم   فَإِنّهَا صَلَاتُكُم وَ صَومُكُم

وَ الحُرمَةُ العُظمَي التّيِ‌ تَعُمّكُم   لَا تَفضَحُوا اليَومَ فِدَاكُم قَومُكُم

فَقَتَلَهُ الأَشتَرُ فَخَرَجَ ابنُ جُفَيرٍ الأزَديِ‌ّ يَقُولُ


قَد وَقَعَ الأَمرُ بِمَا لَم يُحذَر   وَ النّبلَ يَأخُذَن وَرَاءَ العَسكَرِ

  وَ أُمّنَا فِي خِدرِهَا المُشَمّرِ

فَبَرَزَ إِلَيهِ الأَشتَرُ قَائِلًا


اسمَع وَ لَا تَعجَل جَوَابَ الأَشتَرِ   وَ اقرُب تُلَاقِ كَأسَ مَوتٍ أَحمَرَ

  ُنسِيكَ ذِكرَ الجَمَلِ المُشَمّرِ

فَقَتَلَهُ ثُمّ قَتَلَ عُمَرَ الغنَوَيِ‌ّ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَتّابِ بنِ أَسِيدٍ ثُمّ جَالَ فِي المَيدَانِ جَولًا وَ هُوَ يَقُولُ


  َحنُ بَنُو المَوتِ بِهِ غُذّينَا

فَخَرَجَ إِلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ فَطَعَنَهُ الأَشتَرُ وَ أَردَاهُ وَ جَلَسَ عَلَي صَدرِهِ لِيَقتُلَهُ فَصَاحَ عَبدُ اللّهِ اقتلُوُنيِ‌ وَ مَالِكاً وَ اقتُلُوا مَالِكاً معَيِ‌ فَقَصَدَ إِلَيهِ مِن كُلّ جَانِبِ فَخَلّاهُ وَ رَكِبَ فَرَسَهُ فَلَمّا رَأَوهُ رَاكِباً تَفَرّقُوا عَنهُ وَ شَدّ رَجُلٌ مِنَ الأَزدِ عَلَي مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَعشَرَ الأَزدِ كُرّوا فَضَرَبَهُ ابنُ الحَنَفِيّةِ فَقَطَعَ يَدَهُ فَقَالَ يَا مَعشَرَ الأَزدِ فِرّوا


صفحه : 180

فَخَرَجَ الأَسوَدُ بنُ البخَترَيِ‌ّ السلّمَيِ‌ّ قَائِلًا


ارحَم إلِهَيِ‌ الكَلّ مِن سُلَيمٍ   وَ انظُر إِلَيهِ نَظرَةَ الرّحِيمِ

فَقَتَلَهُ عَمرُو بنُ الحَمِقِ فَخَرَجَ جَابِرٌ الأزَديِ‌ّ قَائِلًا


يَا لَيتَ أهَليِ‌ مِن عَمّارٍ حاَضرِيِ‌   مِن سَادَةِ الأَزدِ وَ كَانُوا ناَصرِيِ‌

فَقَتَلَهُ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ وَ خَرَجَ عَوفٌ القيَنيِ‌ّ قَائِلًا


يَا أُمّ يَا أُمّ خَلَا منِيّ‌ الوَطَنُ   لَا أبَتغَيِ‌ القَبرَ وَ لَا أبَغيِ‌ الكَفَنَ

فَقَتَلَهُ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ فَخَرَجَ بِشرٌ الضبّيّ‌ّ قَائِلًا


ضَبّةُ أبَديِ‌ لِلعِرَاقِ عَمعَمَةً   وَ أضَرمِيِ‌ الحَربَ العَوَانَ المُضرِمَةَ

فَقَتَلَهُ عَمّارٌ وَ كَانَت عَائِشَةُ تنُاَديِ‌ بِأَرفَعِ صَوتٍ أَيّهَا النّاسُ عَلَيكُم بِالصّبرِ فَإِنّمَا يَصبِرُ الأَحرَارُ فَأَجَابَهَا كوُفيِ‌ّ


يَا أُمّ يَا أُمّ عُقِقتِ فَاعلَمُوا   وَ الأُمّ تَغذُو وُلدَهَا وَ تَرحَمُ

أَ مَا تَرَي كَم مِن شُجَاعٍ يُكلَمُ   وَ تجَتلَيِ‌ هَامَتُهُ وَ المِعصَمُ

وَ قَالَ آخَرُ


قُلتُ لَهَا وَ هيِ‌َ عَلَي مَهوَاتٍ   إِنّ لَنَا سِوَاكَ أُمّهَاتٍ

  فِي مَسجِدِ الرّسُولِ ثَاوِيَاتٍ

صفحه : 181

فَقَالَ الحَجّاجُ بنُ عُمَرَ الأنَصاَريِ‌ّ


يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ قَد جَاءَ الأَجَلُ   إنِيّ‌ أَرَي المَوتَ عِيَاناً قَد نَزَلَ

فَبَادِرُوهُ نَحوَ أَصحَابِ الجَمَلِ   مَا كَانَ فِي الأَنصَارِ جُبنٌ وَ فَشَلٌ

  َكُلّ شَيءٍ مَا خَلَا اللّهَ جَلَلٌ

وَ قَالَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ


لَم يَغضَبُوا لِلّهِ إِلّا لِلجَمَلِ   وَ المَوتُ خَيرٌ مِن مُقَامٍ فِي خَمَلٍ

وَ المَوتُ أَحرَي مِن فِرَارٍ وَ فَشَلٍ   وَ القَولُ لَا يَنفَعُ إِلّا بِالعَمَلِ

وَ قَالَ شُرَيحُ بنُ هَانِئٍ


لَا عَيشَ إِلّا ضَربُ أَصحَابِ الجَمَلِ   مَا إِن لَنَا بَعدَ عَلِيّ مِن بَدَلٍ

وَ قَالَ هَانِئُ بنُ عُروَةَ المذَحجِيِ‌ّ


يَا لَكَ حَرباً جَثّهَا جِمَالُهَا   قَائِدَةً يَنقُصُهَا ضَلَالُهَا

  هَذَا عَلِيّ حَولَهُ أَقيَالُهَا

وَ قَالَ سَعِيدُ بنُ قَيسٍ الهمَداَنيِ‌ّ


قُل للِوصَيِ‌ّ اجتَمَعَت قَحطَانُهَا   إِن يَكُ حَربٌ أَضرَمَت نِيرَانُهَا

وَ قَالَ عَمّارٌ


إنِيّ‌ لَعَمّارٌ وَ شيَخيِ‌ يَاسِرٌ   صَاحٍ كِلَانَا مُؤمِنٌ مُهَاجِرٌ

طَلحَةُ فِيهَا وَ الزّبَيرُ غَادِرٌ   وَ الحَقّ فِي كَفّ عَلِيّ ظَاهِرٌ

وَ قَالَ الأَشتَرُ


هَذَا عَلِيّ فِي الدّجَي مِصبَاحٌ   نَحنُ بِذَا فِي فَضلِهِ فِصَاحٌ

وَ قَالَ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ


صفحه : 182


أَنَا عدَيِ‌ّ وَ نمَاَنيِ‌ حَاتِمٌ   هَذَا عَلِيّ بِالكِتَابِ عَالِمٌ

  لَم يَعصِهِ فِي النّاسِ إِلّا ظَالِمٌ

وَ قَالَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ


هَذَا عَلِيّ قَائِدٌ يُرضَي بِهِ   أَخُو رَسُولِ اللّهِ فِي أَصحَابِهِ

  مِن عُودِهِ الناّميِ‌ وَ مِن نِصَابِهِ

وَ قَالَ رِفَاعَةُ بنُ شَدّادٍ البجَلَيِ‌ّ


إِنّ الّذِينَ قَطَعُوا الوَسِيلَةَ   وَ نَازَعُوا عَلَي عَلِيّ الفَضِيلَةَ

  فِي حَربِهِ كَالنّعجَةِ الأَكِيلَةِ

وَ شَكّتِ السّهَامُ الهَودَجَ حَتّي كَأَنّهُ جَنَاحُ نَسرٍ أَو شَوكُ قُنفُذٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا أَرَاهُ يُقَاتِلُكُم غَيرُ هَذَا الهَودَجِ اعقِرُوا الجَمَلَ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَيعَرقِبُوهُ فَإِنّهُ شَيطَانٌ وَ قَالَ لِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ انظُر إِذَا عُرقِبَ الجَمَلُ فَأَدرِك أُختَكَ فَوَارِهَا فَعُرقِبَ رِجلٌ مِنهُ فَدَخَلَ تَحتَهُ رَجُلٌ ضبَيّ‌ّ ثُمّ عَرقَبَ[ رِجل]أُخرَي[ مِنهُ] عَبدُ الرّحمَنِ فَوَقَعَ عَلَي جَنبِهِ فَقَطَعَ عَمّارٌ نِسعَهُ فَأَتَاهُ عَلِيّ وَ دَقّ رُمحَهُ عَلَي الهَودَجِ وَ قَالَ يَا عَائِشَةُ أَ هَكَذَا أَمَرَكِ رَسُولُ اللّهِ ع أَن تفَعلَيِ‌ فَقَالَت يَا أَبَا الحَسَنِ ظَفِرتَ فَأَحسِن وَ مَلَكتَ فَأَسجِح فَقَالَ عَلِيّ لِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ شَأنَكَ وَ أُختَكَ فَلَا يَدنُو أَحَدٌ مِنهَا سِوَاكَ فَقَالَ مُحَمّدٌ فَقُلتُ لَهَا مَا فَعَلتِ بِنَفسِكِ عَصَيتِ رَبّكِ وَ هَتَكتِ سِترَكِ ثُمّ أَبَحتِ حُرمَتَكِ وَ تَعَرّضتِ لِلقَتلِ فَذَهَبَ بِهَا إِلَي دَارِ عَبدِ اللّهِ بنِ خَلَفٍ الخزُاَعيِ‌ّ فَقَالَت أَقسَمتُ عَلَيكَ أَن تَطلُبَ عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ جَرِيحاً كَانَ أَو قَتِيلًا


صفحه : 183

فَقَالَ إِنّهُ كَانَ هَدَفاً لِلأَشتَرِ فَانصَرَفَ مُحَمّدٌ إِلَي العَسكَرِ فَوَجَدَهُ فَقَالَ اجلِس يَا مَيشُومَ[مَشئُومَ] أَهلِ بَيتِهِ فَأَتَاهَا بِهِ فَصَاحَت وَ بَكَت ثُمّ قَالَت يَا أخَيِ‌ استَأمِن لَهُ مِن عَلِيّ فَأَتَي مُحَمّدٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَاستَأَمَنَ لَهُ مِنهُ فَقَالَ ع أَمِنتُهُ وَ أَمِنتُ جَمِيعَ النّاسِ وَ كَانَت وَقعَةُ الجَمَلِ بِالخُرَيبَةِ وَ وَقَعَ القِتَالُ بَعدَ الظّهرِ وَ انقَضَي عِندَ المَسَاءِ فَكَانَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عِشرُونَ أَلفَ رَجُلٍ مِنهُمُ البَدرِيّونَ ثَمَانُونَ رَجُلًا وَ مِمّن بَايَعَ تَحتَ الشّجَرَةِ مِائَتَانِ وَ خَمسُونَ وَ مِنَ الصّحَابَةِ أَلفٌ وَ خَمسُمِائَةِ رَجُلٍ وَ كَانَت عَائِشَةُ فِي ثَلَاثِينَ ألف [أَلفاً] أَو يَزِيدُونَ مِنهَا المَكّيّونَ سِتّ مِائَةِ رَجُلٍ

قَالَ قَتَادَةُ قُتِلَ يَومَ الجَمَلِ عِشرُونَ أَلفاً

وَ قَالَ الكلَبيِ‌ّ قُتِلَ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع أَلفُ رَاجِلٍ وَ سَبعُونَ فَارِساً مِنهُم زَيدُ بنُ صُوحَانَ وَ هِندٌ الجمَلَيِ‌ّ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ العبَديِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ رُقَيّةَ

وَ قَالَ أَبُو مِخنَفٍ وَ الكلَبيِ‌ّ قُتِلَ مِن أَصحَابِ الجَمَلِ مِنَ الأَزدِ خَاصّةً أَربَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ وَ مِن بنَيِ‌ عدَيِ‌ّ وَ مَوَالِيهِم تِسعُونَ رَجُلًا وَ مِن بنَيِ‌ بَكرِ بنِ وَائِلٍ ثَمَانُمِائَةِ رَجُلٍ وَ مِن بنَيِ‌ حَنظَلَةَ تِسعُمِائَةِ رَجُلٍ وَ مِن بنَيِ‌ نَاجِيَةَ أَربَعُمِائَةِ رَجُلٍ وَ الباَقيِ‌ مِن أَخلَاطِ النّاسِ إِلَي تَمَامِ تِسعَةِ آلَافٍ إِلّا تِسعِينَ رَجُلًا القُرَشِيّونَ مِنهُم طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَتّابِ بنِ أَسِيدٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ شَافِعِ بنِ طَلحَةَ وَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ الجمُحَيِ‌ّ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مَعدٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَعدٍ وَ عَرقَبَ الجَمَلَ أَوّلًا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ يُقَالُ المُسلِمُ بنُ عَدنَانَ وَ يُقَالُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ وَ يُقَالُ رَجُلٌ ذهُليِ‌ّ وَ قِيلَ لِعَبدِ الرّحمَنِ بنِ صُرَدٍ التنّوُخيِ‌ّ لِمَ عَرقَبتَ الجَمَلَ فَقَالَ


عَقَرتُ وَ لَم أَعقِر بِهَا لِهَوَانِهَا   عَلَيّ وَ لكَنِيّ‌ رَأَيتُ المَهَالِكَا

صفحه : 184

إِلَي قَولِهِ فَيَا ليَتنَيِ‌ عَرقَبتُهُ قَبلَ ذَلِكَا وَ قَالَ عُثمَانُ بنُ حُنَيفٍ


شَهِدتُ الحُرُوبَ فشَيَبّننَيِ‌   فَلَم أَرَ يَوماً كَيَومِ الجَمَلِ

أَشَدّ عَلَي مُؤمِنٍ فِتنَةً   وَ أَقتَلَ مِنهُم لِحَرقٌ بَطَلٌ

فَلَيتَ الظّعِينَةَ فِي بَيتِهَا   وَ يَا لَيتَ عَسكَرٌ لَم يَرتَحِل

بيان رحله بالدم أي لطخه والمشرفية سيوف نسب إلي مشارف وهي‌ قري من أرض العرب تدنو من الريف ذكره الجوهري‌ و قال المهند السيف المطبوع من حديد الهند و قال الفيروزآبادي‌ جرفه جرفا وجرفة ذهبت به كله والنذل الخسيس من الناس والأسمر الرمح والعنطنط الطويل والخط موضع باليمامة تنسب إليه الرماح الخطية لأنها تحمل من بلاد الهند فتقوم به والملئ بالهمز و قديخفف الثقة وبغير همز طائفة من الزمان والسميدع بالفتح السيد الموطوء الأكتاف والكمي‌ الشجاع المتكمي‌ في سلاحه لأنه كمي نفسه أي سترها بالدرع والبيضة والبذخ الكبر والفتر بالكسر ما بين طرف السبابة والإبهام إذافتحتهما والصارم السيف القاطع والوتر بالفتح والكسر الحقد وطلب الدم والهزبر الأسد وسعطه الدواء كمنعه ونصره وأسعطه أدخله في أنفه وأسعطه الرمح طعنه به في أنفه والسعيط دردي‌ الخمر وصعطه وأصعطه سعطه واختله بسهم أي انتظمه و رجل عبل الذراعين أي ضخمهما ودلق السيف من غمده أخرجه والحيا بالقصر الخصب والمطر قولها كبر عمرو عن الطوق أي لم يبق للصلح مجال


صفحه : 185

قال الزمخشري‌ في المستقصي هوعمرو بن عدي‌ بن أخت جذيمة قدطوق صغيرا ثم استهوته الجن مدة فلما عاد همت أمه بإعادة الطوق إليه فقال جذيمة ذلك وقيل إنها نظفته وطوقته وأمرته بزيارة خاله فلما رأي لحيته والطوق قال ذلك انتهي والعماعم الجماعات المتفرقة والعوان من الحرب التي‌ قوتل فيهامرة والجلل بالتحريك العظيم والهين و هو من الأضداد وشكه بالرمح انتظمه

133- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ دَخَلَ عَلَيّ أُنَاسٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ فسَأَلَوُنيِ‌ عَن طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ فَقُلتُ لَهُم كَانَا إِمَامَينِ مِن أَئِمّةِ الكُفرِ إِنّ عَلِيّاً يَومَ البَصرَةِ لَمّا صَفّ الخُيُولَ قَالَ لِأَصحَابِهِ لَا تَعجَلُوا عَلَي القَومِ حَتّي أُعذَرَ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ اللّهِ وَ بَينَهُم فَقَامَ إِلَيهِم فَقَالَ يَا أَهلَ البَصرَةِ هَل تَجِدُونَ عَلَيّ جَوراً فِي حُكمٍ قَالُوا لَا قَالَ فَحَيفاً فِي قَسمٍ قَالُوا لَا قَالَ فَرَغبَةٌ فِي دُنيَا أَصَبتُهَا لِي وَ لِأَهلِ بيَتيِ‌ دُونَكُم فَنَقَمتُم عَلَيّ فَنَكَثتُم عَلَيّ بيَعتَيِ‌ قَالُوا لَا قَالَ فَأَقَمتُ فِيكُمُ الحُدُودَ وَ عَطّلتُهَا عَن غَيرِكُم قَالُوا لَا قَالَ فَمَا بَالُ بيَعتَيِ‌ تُنكَثُ وَ بَيعَةُ غيَريِ‌ لَا تُنكَثُ إنِيّ‌ ضَرَبتُ الأَمرَ أَنفَهُ وَ عَينَيهِ وَ لَم أَجِد إِلّا الكُفرَ أَوِ السّيفَ ثُمّ ثَنَي إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ وَ اصطَفَي مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ إِنّهُم لَأَصحَابُ هَذِهِ الآيَةِ وَ مَا قُوتِلُوا مُنذُ نَزَلَت


صفحه : 186

134- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ وَ عَبدُ الصّمَدِ بنُ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

135- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي الطّفَيلِ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَومَ الجَمَلِ وَ هُوَ يُحَرّضُ النّاسَ عَلَي قِتَالِهِم وَ يَقُولُ وَ اللّهِ مَا رمُيِ‌َ أَهلُ هَذِهِ الآيَةِ بِكِنَانَةٍ قَبلَ اليَومِفَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَفَقُلتُ لأِبَيِ‌ الطّفَيلِ مَا الكِنَانَةُ قَالَ السّهمُ مَوضِعَ الحَدِيدِ فِيهِ عَظمٌ يُسَمّيهِ بَعضُ العَرَبِ الكِنَانَةَ

بيان الكنانة بهذا المعني غيرمعروف فيما عندنا من كتب اللغة

136-جا،[المجالس للمفيد]المرَاَغيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن إِسحَاقَ بنِ يَزِيدَ عَن خَالِدِ بنِ مُختَارٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ حُذَيفَةَ اليمَاَنيِ‌ّ قَبلَ أَن يُقتَلَ عُثمَانُ بنُ عَفّانَ بِسَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُكأَنَيّ‌ بِأُمّكُمُ الحُمَيرَاءِ قَد سَارَت يُسَاقَ بِهَا عَلَي جَمَلٍ وَ أَنتُم آخِذُونَ بِالشّوَي وَ الذّنَبِ مَعَهَا الأَزدُ أَدخَلَهُمُ اللّهُ النّارَ وَ أَنصَارُهَا بنَيِ‌ ضَبّةَ جَدّ اللّهُ أَقدَامَهُم قَالَ فَلَمّا كَانَ يَومُ الجَمَلِ وَ بَرَزَ النّاسُ بَعضُهُم لِبَعضٍ نَادَي منُاَديِ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَا يَبدَأَنّ أَحَدٌ مِنكُم بِقِتَالٍ حَتّي آمُرَكُم قَالَ فَرَمَوا فِينَا فَقُلنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد رُمِينَا فَقَالَ كُفّوا ثُمّ رَمَونَا فَقَتَلُوا مِنّا قُلنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد قَتَلُونَا فَقَالَ احمِلُوا عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ قَالَ فَحَمَلنَا عَلَيهِم فَأَنشَبَ بَعضُنَا فِي بَعضٍ الرّمَاحَ حَتّي لَو مَشَي مَاشٍ لَمَشَي عَلَيهَا ثُمّ نَادَي منُاَديِ‌ عَلِيّ ع عَلَيكُم بِالسّيُوفِ فَجَعَلنَا نَضرِبُ بِهَا البِيضَ فَتَنبُو لَنَا قَالَ فَنَادَي منُاَديِ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيكُم بِالأَقدَامِ قَالَ فَمَا رَأَينَا يَوماً كَانَ أَكثَرَ قَطعَ أَقدَامٍ مِنهُ قَالَ فَذَكَرتُ حَدِيثَ حُذَيفَةَ أَنصَارُهَا بنَيِ‌ ضَبّةَ جَدّ اللّهُ أَقدَامَهُم فَعَلِمتُ


صفحه : 187

أَنّهَا دَعوَةٌ مُستَجَابَةٌ ثُمّ نَادَي منُاَديِ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيكُم بِالبَعِيرِ فَإِنّهُ شَيطَانٌ قَالَ فَعَقَرَهُ رَجُلٌ بِرُمحِهِ وَ قَطَعَ إِحدَي يَدَيهِ رَجُلٌ آخَرُ فَبَرَكَ وَ رَغَا وَ صَاحَت عَائِشَةُ صَيحَةً شَدِيدَةً فَوَلّي النّاسُ مُنهَزِمِينَ فَنَادَي منُاَديِ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَا تُجِيزُوا عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا تَبتَغُوا مُدبِراً وَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَن أَلقَي سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ

بيان الشوي بفتح الشين اليدان والرجلان والرأس من الآدميين وشوي الفرس قوائمه ذكره الجوهري‌ و قال جددت الشي‌ء أجده جدا قطعته و قال نبأ السيف إذا لم يعمل في الضريبة و قال قال الأصمعي‌ أجهزت علي الجريح إذاأسرعت قتله وتممت عليه و لاتقل أجزت علي الجريح انتهي . والرواية مع ضبط النسخ تدل علي كونه فصيحا بهذا المعني

137- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] دَعَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ يَومَ الجَمَلِ فَأَعطَاهُ رُمحَهُ وَ قَالَ لَهُ اقصِد بِهَذَا الرّمحِ قَصدَ الجَمَلِ فَذَهَبَ فَمَنَعُوهُ بَنُو ضَبّةَ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي وَالِدِهِ انتَزَعَ الحَسَنُ رُمحَهُ مِن يَدِهِ وَ قَصَدَ قَصدَ الجَمَلِ وَ طَعَنَهُ بِرُمحِهِ وَ رَجَعَ إِلَي وَالِدِهِ وَ عَلَي رُمحِهِ أَثَرُ الدّمِ فَتَمَغّرَ وَجهُ مُحَمّدٍ مِن ذَلِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لَا تَأنَف فَإِنّهُ ابنُ النّبِيّ وَ أَنتَ ابنُ عَلِيّ

138-كش ،[رجال الكشي‌]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُوسَي بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ الواَسطِيِ‌ّ عَن وَاصِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ


صفحه : 188

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا صُرِعَ زَيدُ بنُ صُوحَانَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ الجَمَلِ جَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَتّي جَلَسَ عِندَ رَأسِهِ فَقَالَ رَحِمَكَ اللّهُ يَا زَيدُ قَد كُنتَ خَفِيفَ المَئُونَةِ عَظِيمَ المَعُونَةِ قَالَ فَرَفَعَ زَيدٌ رَأسَهُ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ وَ أَنتَ فَجَزَاكَ اللّهُ خَيراً يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَوَ اللّهِ مَا عَلِمتُكَ إِلّا بِاللّهِ عَلِيماً وَ فِي أُمّ الكِتَابِ عَلِيّاً حَكِيماً وَ إِنّ اللّهَ فِي صَدرِكَ لَعَظِيمٌ وَ اللّهِ مَا قَتَلتُ مَعَكَ عَلَي جَهَالَةٍ وَ لكَنِيّ‌ سَمِعتُ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَ النّبِيّ تَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ انصُر مَن نَصَرَهُ وَ اخذُل مَن خَذَلَهُ فَكَرِهتُ وَ اللّهِ أَن أَخذُلَكَ فيَخَذلُنَيِ‌َ اللّهُ

139- ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ وَ جَمَاعَةٌ مِن مَشَايِخِنَا عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الدّهقَانِ عَن وَاصِلٍ مِثلَهُ

140-كشف ،[كشف الغمة] لَمّا تَرَاءَي الجَمعَانِ وَ تَقَارَبَا وَ رَأَي عَلِيّ تَصمِيمَ عَزمِهِم عَلَي قِتَالِهِ فَجَمَعَ أَصحَابَهُ وَ خَطَبَهُم خُطبَةً بَلِيغَةً قَالَ فِيهَا وَ اعلَمُوا أَيّهَا النّاسُ أنَيّ‌ قَد تَأَنّيتُ هَؤُلَاءِ القَومَ وَ رَاقَبتُهُم وَ نَاشَدتُهُم كَيمَا يَرجِعُوا وَ يَرتَدِعُوا فَلَم يَفعَلُوا وَ لَم يَستَجِيبُوا وَ قَد بَعَثُوا إلِيَ‌ّ أَن أَبرُزَ إِلَي الطّعَانِ وَ أَثبُتَ لِلجِلَادِ وَ قَد كُنتُ وَ مَا أُهَدّدُ بِالحَربِ وَ لَا أُدعَي إِلَيهَا وَ قَد أَنصَفَ القَارَةَ مَن رَامَاهَا مِنهَا فَأَنَا أَبُو الحَسَنِ ألّذِي فَلَلتُ حَدّهُم وَ فَرّقتُ جَمَاعَتَهُم فَبِذَلِكَ القَلبِ أَلقَي عدَوُيّ‌ وَ أَنَا عَلَي بَيّنَةٍ مِن ربَيّ‌ لِمَا وعَدَنَيِ‌ مِنَ النّصرِ وَ الظّفَرِ وَ إنِيّ‌ لَعَلَي غَيرِ شُبهَةٍ مِن أمَريِ‌


صفحه : 189

أَلَا وَ إِنّ المَوتَ لَا يَفُوتُهُ المُقِيمُ وَ لَا يُعجِزُهُ الهَارِبُ وَ مَن لَم يُقتَل يَمُت فَإِنّ أَفضَلَ المَوتِ القَتلُ وَ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ لَأَلفُ ضَربَةٍ بِالسّيفِ أَهوَنُ عَلَيّ مِن مِيتَةٍ عَلَي الفِرَاشِ ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّ طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ أعَطاَنيِ‌ صَفقَةَ يَمِينِهِ طَائِعاً ثُمّ نَكَثَ بيَعتَيِ‌ أللّهُمّ فَعَاجِلهُ وَ لَا تُمهِلهُ وَ إِنّ الزّبَيرَ بنَ العَوّامِ قَطَعَ قرَاَبتَيِ‌ وَ نَكَثَ عهَديِ‌ وَ ظَاهَرَ عدَوُيّ‌ وَ نَصَبَ الحَربَ لِي وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ ظَالِمٌ لِي أللّهُمّ فَاكفِنِيهِ كَيفَ شِئتَ وَ أَنّي شِئتَ ثُمّ تَقَارَبُوا وَ تَعُبّوا لاَبسِيِ‌ سِلَاحِهِم وَ دُرُوعِهِم مُتَأَهّبِينَ لِلحَربِ كُلّ ذَلِكَ وَ عَلِيّ ع بَينَ الصّفّينِ عَلَيهِ قَمِيصٌ وَ رِدَاءٌ وَ عَلَي رَأسِهِ عِمَامَةٌ سَودَاءُ وَ هُوَ رَاكِبٌ عَلَي بَغلَةٍ فَلَمّا رَأَي أَنّهُ لَم يَبقَ إِلّا مُصَافَحَةُ الصّفَاحِ وَ المُطَاعَنَةُ بِالرّمَاحِ صَاحَ بِأَعلَي صَوتِهِ أَينَ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ فَليَخرُج إلِيَ‌ّ فَقَالَ النّاسُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ تَخرُجُ إِلَي الزّبَيرِ وَ أَنتَ حَاسِرٌ وَ هُوَ مُدَجّجٌ فِي الحَدِيدِ فَقَالَ ع لَيسَ عَلَيّ مِنهُ بَأسٌ ثُمّ نَادَي ثَانِيَةً فَخَرَجَ إِلَيهِ الزّبَيرُ وَ دَنَا مِنهُ حَتّي وَاقَفَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا صَنَعتَ فَقَالَ الطّلَبُ بِدَمِ عُثمَانَ فَقَالَ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ قَتَلتُمُوهُ فَيَجِبُ عَلَيكَ أَن تُقِيدَ مِن نَفسِكَ وَ لَكِن أَنشُدُكَ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ ألّذِي أَنزَلَ الفُرقَانَ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص أَ مَا تَذكُرُ يَوماً قَالَ لَكَ رَسُولُ اللّهِص يَا زُبَيرُ أَ تُحِبّ عَلِيّاً فَقُلتَ وَ مَا يمَنعَنُيِ‌ مِن حَبّهِ وَ هُوَ ابنُ خاَليِ‌ فَقَالَ لَكَ أَمَا أَنتَ فَسَتَخرُجُ عَلَيهِ يَوماً وَ أَنتَ لَهُ ظَالِمٌ فَقَالَ الزّبَيرُ أللّهُمّ بَلَي فَقَد كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع فَأَنشُدُكَ اللّهَ ألّذِي أَنزَلَ الفُرقَانَ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص أَ مَا تَذكُرُ يَوماً جَاءَ رَسُولُ اللّهِص مِن عِندِ ابنِ عَوفٍ وَ أَنتَ مَعَهُ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِكَ فَاستَقبَلتُهُ أَنَا فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَضَحِكَ فِي وجَهيِ‌ فَضَحِكتُ أَنَا إِلَيهِ فَقُلتَ أَنتَ لَا يَدَعُ ابنُ أَبِي طَالِبٍ زَهوَهُ أَبَداً فَقَالَ لَكَ النّبِيّص مَهلًا يَا زُبَيرُ فَلَيسَ بِهِ زَهوٌ وَ لَتَخرُجَنّ


صفحه : 190

عَلَيهِ يَوماً وَ أَنتَ ظَالِمٌ لَهُ فَقَالَ الزّبَيرُ أللّهُمّ بَلَي وَ لَكِن أُنسِيتُ فَأَمّا إِذَا ذكَرّتنَيِ‌ ذَلِكَ فَلَأَنصَرِفَنّ عَنكَ وَ لَو ذَكَرتُ هَذَا لَمَا خَرَجتُ عَلَيكَ ثُمّ رَجَعَ إِلَي عَائِشَةَ فَقَالَت مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فَقَالَ الزّبَيرُ وَ اللّهُ ورَاَئيِ‌ إنِيّ‌ مَا وَقَفتُ مَوقِفاً فِي شِركٍ وَ لَا إِسلَامٍ إِلّا وَ لِيَ فِيهِ بَصِيرَةٌ وَ أَنَا اليَومَ عَلَي شَكّ مِن أمَريِ‌ وَ مَا أَكَادُ أُبصِرُ مَوضِعَ قدَمَيِ‌ ثُمّ شَقّ الصّفُوفَ وَ خَرَجَ مِن بَينِهِم وَ نَزَلَ عَلَي قَومٍ مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ فَقَامَ إِلَيهِ عَمرُو بنُ جُرمُوزٍ المجُاَشعِيِ‌ّ فَقَتَلَهُ حِينَ نَامَ وَ كَانَ فِي ضِيَافَتِهِ فَنَفَذَت دَعوَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِيهِ وَ أَمّا طَلحَةُ فَجَاءَهُ سَهمٌ وَ هُوَ قَائِمٌ لِلقِتَالِ فَقَتَلَهُ ثُمّ التَحَمَ القِتَالُ وَ قَالَ عَلِيّ ع يَومَ الجَمَلِوَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ ثُمّ حَلَفَ حِينَ قَرَأَهَا أَنّهُ مَا قُوتِلَ عَلَيهَا مُنذُ نَزَلَت حَتّي اليَومِ وَ اتّصَلَ الحَربُ وَ كَثُرَ القَتلُ وَ الجُرُوحُ ثُمّ تَقَدّمَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ الجَمَلِ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ فَجَالَ بَينَ الصّفُوفِ وَ قَالَ أَينَ أَبُو الحَسَنِ فَخَرَجَ إِلَيهِ عَلِيّ وَ شَدّ عَلَيهِ وَ ضَرَبَهُ بِالسّيفِ فَأَسقَطَ عَاتِقَهُ وَ وَقَعَ قَتِيلًا فَوَقَفَ عَلَيهِ وَ قَالَ لَقَد رَأَيتَ أَبَا الحَسَنِ فَكَيفَ وَجَدتَهُ وَ لَم يَزَلِ القَتلُ يُؤَجّجُ نَارَهُ وَ الجَمَلُ يفُنيِ‌ أَنصَارَهُ حَتّي خَرَجَ رَجُلٌ مُدَجّجٌ يُظهِرُ بَأساً وَ يُعَرّضُ بعِلَيِ‌ّ[بِذِكرِ عَلِيّ] حَتّي قَالَ أَضرِبُكُم وَ لَو أَرَي عَلِيّاً عَمّمتُهُ أَبيَضَ مَشرَفِيّاً فَخَرَجَ إِلَيهِ عَلِيّ مُتَنَكّراً وَ ضَرَبَهُ عَلَي وَجهِهِ فَرَمَي بِنِصفِ قِحفِ رَأسِهِ ثُمّ انصَرَفَ فَسَمِعَ صَائِحاً مِن وَرَائِهِ فَالتَفَتَ فَرَأَي ابنَ أَبِي خَلَفٍ الخزُاَعيِ‌ّ مِن أَصحَابِ الجَمَلِ فَقَالَ هَل لَكَ يَا عَلِيّ فِي المُبَارَزَةِ فَقَالَ عَلِيّ مَا أَكرَهُ ذَلِكَ وَ لَكِن وَيحَكَ يَا ابنَ أَبِي خَلَفٍ مَا رَاحَتُكَ فِي القَتلِ وَ قَد عَلِمتَ مَن أَنَا فَقَالَ ذرَنيِ‌ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ مِن بَذَخِكَ بِنَفسِكَ وَ ادنُ منِيّ‌ لِتَرَي أَيّنَا يَقتُلُ صَاحِبَهُ


صفحه : 191

فَثَنّي عَلِيّ عِنَانَ فَرَسِهِ إِلَيهِ فَبَدَرَهُ ابنُ خَلَفٍ بِضَربَةٍ فَأَخَذَهَا عَلِيّ فِي جَحفَتِهِ ثُمّ عَطَفَ عَلَيهِ بِضَربَةٍ أَطَارَ بِهَا يَمِينَهُ ثُمّ ثَنّي بِأُخرَي أَطَارَ بِهَا قِحفَ رَأسِهِ وَ استَعَرّ[ أي فشا]الحَربُ حَتّي عُقِرَ الجَمَلُ فَسَقَطَ وَ قَدِ احمَرّتِ البَيدَاءُ بِالدّمَاءِ وَ خُذِلَ الجَمَلُ وَ حِزبُهُ وَ قَامَتِ النّوَادِبُ بِالبَصرَةِ عَلَي القَتلَي وَ كَانَ عِدّةُ مَن قُتِلَ مِن جُندِ الجَمَلِ سِتّةَ عَشَرَ أَلفاً وَ سَبعَمِائَةٍ وَ تِسعِينَ إِنسَاناً وَ كَانُوا ثَلَاثِينَ أَلفاً فَأَتَي القَتلُ عَلَي أَكثَرَ مِن نِصفِهِم وَ قُتِلَ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع أَلفٌ وَ سَبعُونَ رَجُلًا وَ كَانُوا عِشرِينَ أَلفاً وَ كَانَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ المَعرُوفُ بِالسّجّادِ قَد خَرَجَ مَعَ أَبِيهِ وَ أَوصَي عَلِيّ ع أَن لَا يَقتُلَهُ مَن عَسَاهُ أَن يَظفَرَ بِهِ وَ كَانَ شِعَارُ أَصحَابِ عَلِيّ ع حم فَلَقِيَهُ شُرَيحُ بنُ أَوفَي العبَسيِ‌ّ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع فَطَعَنَهُ فَقَالَ حم وَ قَد سَبَقَ كَمَا قِيلَ السّيفُ العَذَلَ فَأَتَي عَلَي نَفسِهِ وَ قَالَ شُرَيحٌ هَذَا


وَ أَشعَثُ قَوّامٌ بِآيَاتِ رَبّهِ   قَلِيلُ الأَذَي فِيمَا تَرَي العَينُ مُسلِمٌ

شَكَكتَ بِصَدرِ الرّمحِ حَبِيبَ قَمِيصِهِ   فَخَرّ صَرِيعاً لِليَدَينِ وَ لِلفَمِ

عَلَي غَيرِ شَيءٍ غَيرَ أَن لَيسَ تَابِعاً   عَلِيّاً وَ مَن لَم يَتبَعِ الحَقّ يَندَمُ

يذُكَرّنُيِ‌ حم وَ الرّمحُ شَاجِرٌ   فَهَلّا تَلَا حم قَبلَ التّقَدّمِ

وَ جَاءَ عَلِيّ حَتّي وَقَفَ عَلَيهِ وَ قَالَ هَذَا رَجُلٌ قَتَلَهُ بِرّهُ بِأَبِيهِ وَ كَانَ مَالِكٌ الأَشتَرُ قَد لقَيِ‌َ عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ فِي المَعرَكَةِ وَ وَقَعَ عَبدُ اللّهِ إِلَي الأَرضِ وَ الأَشتَرُ فَوقَهُ فَكَانَ ينُاَديِ‌ اقتلُوُنيِ‌ وَ مَالِكاً فَلَم يَنتَبِه أَحَدٌ مِن أَصحَابِ الجَمَلِ لِذَلِكَ وَ لَو عَلِمُوا أَنّهُ الأَشتَرُ لَقَتَلُوهُ ثُمّ أَفلَتَ عَبدُ اللّهِ مِن يَدِهِ وَ هَرَبَ فَلَمّا وَضَعَتِ الحَربُ أَوزَارَهَا وَ دَخَلَت عَائِشَةُ إِلَي البَصرَةِ دَخَلَ عَلَيهَا عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ مَعَهُ الأَشتَرُ فَقَالَت مَن مَعَكَ يَا أَبَا اليَقظَانِ فَقَالَ مَالِكٌ الأَشتَرُ فَقَالَت أَنتَ فَعَلتَ بِعَبدِ اللّهِ مَا فَعَلتَ فَقَالَ نَعَم وَ لَو لَا كوَنيِ‌ شَيخاً كَبِيراً وَ طَاوِياً لَقَتَلتُهُ وَ أَرَحتُ المُسلِمِينَ مِنهُ قَالَت أَ وَ مَا سَمِعتَ قَولَ النّبِيّ


صفحه : 192

ص إِنّ المُسلِمَ لَا يُقتَلُ إِلّا عَن كُفرٍ بَعدَ إِيمَانٍ أَو زِنًي بَعدَ إِحصَانٍ أَو قَتلِ النّفسِ التّيِ‌ حَرّمَ اللّهُ قَتلَهَا فَقَالَ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ عَلَي أَحَدِ الثّلَاثَةِ قَاتَلنَاهُ ثُمّ أَنشَدَ


أَ عَائِشَ لَو لَا أنَنّيِ‌ كُنتُ طَاوِياً   ثَلَاثاً لَأَلفَيتِ ابنَ أُختِكِ هَالِكاً

عَشِيّةَ يَدعُو وَ الرّجَالُ تَجُوزُهُ   بِأَضعَفِ صَوتٍ اقتلُوُنيِ‌ وَ مَالِكاً

فَلَم يَعرِفُوهُ إِذ دَعَاهُم وَ عَمّهُ   خِدَبّ عَلَيهِ فِي العَجَاجَةِ بَارِكاً

فَنَجّاهُ منِيّ‌ أَكلُهُ وَ شَبَابُهُ   وَ أنَيّ‌ شَيخٌ لَم أَكُن مُتَمَاسِكاً

بيان الحاسر ألذي لامغفر عليه و لادرع ذكره الجوهري‌ و قال رجل مُدَجّج ومُدَجّج أي شاك في السلاح تقول متنه مدجج في شكته أي دخل في سلاحه و قال الزهو الكبر والفخر قوله و قدسبق كماقيل قوله كماقيل معترضة بين المثل وأصل المثل سبق السيفُ العذلَ والعذل بالتحريك الملامة. قال الميداني‌ قاله ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر لمالامه الناس علي قتله قاتل ابنه في الحرم وذكر لذلك قصة طويلة. و قال الزمخشري‌ يضرب في الأمر ألذي لايقدر علي رده قال جريرة


تكلفني‌ رد الغرائب بعد ما   سبقن كسبق السيف ما قال عاذله .

وشجره بالرمح طعنه قوله قتله بره أي لم يكن يري الخروج جائزا لكن خرج لطاعة أبيه فقتل مع أنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق . قوله وعمه يعني‌ نفسه و رجل خِدَبّ بكسر الخاء وفتح الدال وتشديد الباء أي ضخم


صفحه : 193

141- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ أَخبَرَ جَبرَئِيلُ النّبِيّص أَنّ أُمّتَكَ سَيَختَلِفُونَ مِن بَعدِكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي النّبِيّص قُل رَبّ إِمّا ترُيِنَيّ‌ ما يُوعَدُونَ رَبّ فَلا تجَعلَنيِ‌ فِي القَومِ الظّالِمِينَ قَالَ أَصحَابُ الجَمَلِ قَالَ فَقَالَ النّبِيّص فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِوَ إِنّا عَلي أَن نُرِيَكَ ما نَعِدُهُم لَقادِرُونَ قَالَ فَلَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ جَعَلَ النّبِيّص لَا يَشُكّ أَنّهُ سَيَرَي ذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ بَينَمَا أَنَا جَالِسٌ إِلَي جَنبِ النّبِيّص وَ هُوَ بِمِنًي يَخطُبُ النّاسَ فَحَمِدَ اللّهَ تَعَالَي وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ أَ لَيسَ قَد بَلّغتُكُم قَالُوا بَلَي فَقَالَ أَلَا لَا أُلفِيَنّكُم تَرجِعُونَ بعَديِ‌ كُفّاراً يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعضٍ أَمَا لَئِن فَعَلتُم ذَلِكَ لتَعَرفِنُنّيِ‌ فِي كَتِيبَةٍ أَضرِبُ وُجُوهَكُم فِيهَا بِالسّيفِ فَكَأَنّهُ غُمِزَ مِن خَلفِهِ فَالتَفَتَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا مُحَمّدٌ فَقَالَ أَو عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع [المعني أويضرب علي بن أبي طالب ]فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ أَو نُرِيَنّكَ ألّذِي وَعَدناهُم فَإِنّا عَلَيهِم مُقتَدِرُونَ وَ هيِ‌َ وَاقِعَةُ الجَمَلِ

142-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ رَفَعَهُ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع خَطَبَ يَومَ الجَمَلِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ أَتَيتُ هَؤُلَاءِ القَومَ وَ دَعَوتُهُم وَ احتَجَجتُ عَلَيهِم فدَعَوَنيِ‌ إِلَي أَن أَصبِرَ لِلجِلَادِ وَ أَبرُزَ لِلطّعَانِ فَلِأُمّهِمُ الهَبَلُ وَ قَد كُنتُ وَ مَا أُهَدّدُ بِالحَربِ وَ لَا


صفحه : 194

أُرهَبُ بِالضّربِ أَنصَفَ القَارَةَ مَن رَامَاهَا فلَغِيَريِ‌ فَليُبرِقُوا وَ ليُرعِدُوا فَأَنَا أَبُو الحَسَنِ ألّذِي فَلَلتُ حَدّهُم وَ فَرّقتُ جَمَاعَتَهُم وَ بِذَلِكَ القَلبِ أَلقَي عدَوُيّ‌ وَ أَنَا عَلَي مَا وعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ مِنَ النّصرِ وَ التّأيِيدِ وَ الظّفَرِ وَ إنِيّ‌ لَعَلَي يَقِينٍ مِن ربَيّ‌ وَ غَيرِ شُبهَةٍ مِن أمَريِ‌ أَيّهَا النّاسُ إِنّ المَوتَ لَا يَفُوتُهُ المُقِيمُ وَ لَا يُعجِزُهُ الهَارِبُ لَيسَ عَنِ المَوتِ مَحِيصٌ وَ مَن لَم يُقتَل يَمُت وَ إِنّ أَفضَلَ المَوتِ القَتلُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَأَلفُ ضَربَةٍ بِالسّيفِ أَهوَنُ عَلَيّ مِن مِيتَةٍ عَلَي فرِاَشيِ‌ وَا عَجَبَا لِطَلحَةَ أَلّبَ النّاسَ عَلَي ابنِ عَفّانَ حَتّي إِذَا قُتِلَ أعَطاَنيِ‌ صَفقَتَهُ بِيَمِينِهِ طَائِعاً ثُمّ نَكَثَ بيَعتَيِ‌ أللّهُمّ خُذهُ وَ لَا تُمهِلهُ وَ إِنّ الزّبَيرَ نَكَثَ بيَعتَيِ‌ وَ قَطَعَ رحَمِيِ‌ وَ ظَاهَرَ عَلَيّ عدَوُيّ‌ فَاكفِنِيهِ اليَومَ بِمَا شِئتَ

143- مد،[العمدة]صَحِيحُ البخُاَريِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي الحَسَنِ بنِ أَبِي بَكرَةَ قَالَ لَقَد نفَعَنَيِ‌َ اللّهُ بِكَلِمَةٍ أَيّامَ الجَمَلِ لَمّا بَلَغَ النّبِيّص أَنّ فَارِساً مَلّكُوا ابنَةَ كِسرَي فَقَالَ لَن يُفلِحَ قَومٌ وَلّوا أَمرَهُمُ امرَأَةً

وَ بِإِسنَادِهِ أَيضاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ لَمّا سَارَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَائِشَةُ بَعَثَ عَلِيّ ع إِلَي عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ حَسَنِ بنِ عَلِيّ فَقَدِمَا عَلَينَا الكُوفَةَ فَصَعِدَا المِنبَرَ فَكَانَ الحَسَنُ فَوقَ المِنبَرِ فِي أَعلَاهُ وَ قَامَ عَمّارٌ أَسفَلَ مِنَ


صفحه : 195

الحَسَنِ فَاجتَمَعنَا إِلَيهِ فَسَمِعتُ عَمّاراً يَقُولُ إِنّ عَائِشَةَ سَارَت إِلَي البَصرَةِ وَ اللّهِ إِنّهَا لَزَوجَةُ نَبِيّكُمص فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ابتَلَاكُم بِهَا لِيَعلَمَ إِيّاهُ تُطِيعُونَ أَم هيِ‌َ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ اليَمَانِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ إِنّ المُنَافِقِينَ اليَومَ شَرّ مِنهُم عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانُوا يَومَئِذٍ يُسِرّونَ وَ اليَومَ يُجهِرُونَ

144- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامِهِ ع لِابنِهِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ لَمّا أَعطَاهُ الرّايَةَ يَومَ الجَمَلِ تَزُولُ الجِبَالُ وَ لَا تَزُل عَضّ عَلَي نَاجِذِكَ أَعِرِ اللّهَ جُمجُمَتَكَ تِد فِي الأَرضِ قَدَمَكَ ارمِ بِبَصَرِكَ أَقصَي القَومِ وَ غُضّ بَصَرَكَ وَ اعلَم أَنّ النّصرَ مِن عِندِ اللّهِ سُبحَانَهُ

بيان قوله ع تزول الجبال خبر فيه معني الشرط فالمعني إن زالت الجبال فلاتزل والنواجذ أقصي الأضراس وقيل الأضراس كلها. والعض علي الناجذ يستلزم أمرين .أحدهما رفع الرعدة والاضطراب في حال الخوف كمايشاهد ذلك في حال البرد. وثانيهما أن الضرب في الرأس لايؤثر مع ذلك كماذكر ع في موضع آخر و قال وعضوا علي النواجذ فإنه أنبي للسيوف عن الهام فيحتمل أن يراد به شدة الحنق والغيظ. قوله أعر الله أمر من الإعارة أي ابذلها في طاعة الله والجمجمة عظم الرأس المشتمل علي الدماغ .


صفحه : 196

قيل و في ذلك إشعار بأنه لايقتل في ذلك الحرب لأن العارية مردودة بخلاف ما لو قال بع الله جمجمتك . و هذاالوجه و إن كان لطيفا لكن الظاهر أن إطلاق الإعارة باعتبار الحياة عندربهم و في جنة النعيم . قوله ع تد أي أثبتها في الأرض كالوتد قوله ع ارم ببصرك أي اجعل سطح نظرك أقصي القوم و لاتقصر نظرك علي الأداني‌ واحمل عليهم فإذاحملت وعزمت فلاتنظر إلي شوكتهم وسلاحهم و لاتبال ماأمامك . قوله ع وغض بصرك أي عن بريق السيوف ولمعانها لئلا يحصل خوف بسببه 145- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن جبارة عن سعاد بن سلمان عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال شهد مع علي ع يوم الجمل ثمانون من أهل بدر وألف وخمسمائة من أصحاب رسول الله ص

146- الكَافِيَةُ لِإِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَاقَفَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ فِي يَومِ الجَمَلِ وَ خَاطَبَهُمَا فَقَالَ فِي كَلَامِهِ لَهُمَا لَقَد عَلِمَ المُستَحفِظُونَ مِن آلِ مُحَمّدٍ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مِن أَصحَابِ عَائِشَةَ ابنَةِ أَبِي بَكرٍ وَ هَا هيِ‌َ ذِهِ فَاسأَلُوهَا أَنّ أَصحَابَ الجَمَلِ مَلعُونُونَ عَلَي لِسَانِ النّبِيّص وَ قَد خَابَ مَنِ افتَرَي


صفحه : 197

فَقَالَ لَهُ طَلحَةُ سُبحَانَ اللّهُ تَزعُمُ أَنّا مَلعُونُونَ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَشَرَةٌ مِن أصَحاَبيِ‌ فِي الجَنّةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَذَا حَدِيثُ سَعِيدِ بنِ زَيدِ بنِ نُفَيلٍ فِي وَلَايَةِ عُثمَانَ سَمّوا إِلَي العَشَرَةِ[سَمّوا لِيَ العَشَرَةَ] قَالَ فَسَمّوا تِسعَةً وَ أَمسَكُوا عَن وَاحِدٍ فَقَالَ لَهُم فَمَنِ العَاشِرُ قَالُوا أَنتَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ أَمّا أَنتُم فَقَد شَهِدتُم لِي أنَيّ‌ مِن أَهلِ الجَنّةِ وَ أَنَا بِمَا قُلتُمَا مِنَ الكَافِرِينَ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَعَهِدَ النّبِيّ الأمُيّ‌ّص إلِيَ‌ّ أَنّ فِي جَهَنّمَ جُبّاً فِيهِ سِتّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ سِتّةٌ مِنَ الآخِرِينَ عَلَي رَأسِ ذَلِكَ الجُبّ صَخرَةٌ إِذَا أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي أَن يُسعِرَ جَهَنّمَ عَلَي أَهلِهَا أَمَرَ بِتِلكَ الصّخرَةِ فَرُفِعَت إِنّ فِيهِم أَو مَعَهُم لَنَفَراً مِمّن ذَكَرتُم وَ إِلّا فَأَظفَرَكُمُ اللّهُ بيِ‌ وَ إِلّا فأَظَفرَنَيِ‌َ اللّهُ بِكُمَا وَ قَتلِكُمَا بِمَن قَتَلتُمَا مِن شيِعتَيِ‌

147-ج ،[الإحتجاج ] عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ قَالَ لَمّا التَقَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَهلَ البَصرَةِ يَومَ الجَمَلِ نَادَي الزّبَيرَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ اخرُج إلِيَ‌ّ فَخَرَجَ الزّبَيرُ وَ مَعَهُ طَلحَةُ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّكُمَا لَتَعلَمَانِ وَ أُولُو العِلمِ مِن آلِ مُحَمّدٍ وَ عَائِشَةُ بِنتُ أَبِي بَكرٍ أَنّ أَصحَابَ الجَمَلِ مَلعُونُونَ عَلَي لِسَانِ مُحَمّدٍص وَ قَد خَابَ مَنِ افتَرَي قَالَ الزّبَيرُ كَيفَ نَكُونُ مَلعُونِينَ وَ نَحنُ أَهلُ الجَنّةِ فَقَالَ عَلِيّ ع لَو عَلِمتُ أَنّكُم مِن أَهلِ الجَنّةِ لَمَا استَحلَلتُ قِتَالَكُم فَقَالَ لَهُ الزّبَيرُ أَ مَا سَمِعتَ حَدِيثَ سَعِيدِ بنِ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ وَ هُوَ يرَويِ‌ أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَشَرَةٌ مِن قُرَيشٍ فِي الجَنّةِ قَالَ عَلِيّ ع سَمِعتُهُ يُحَدّثُ بِذَلِكَ عُثمَانَ فِي خِلَافَتِهِ فَقَالَ الزّبَيرُ أَ فَتَرَاهُ يَكذِبُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ ع لَستُ أُخبِرُكَ بشِيَ‌ءٍ حَتّي تُسَمّيَهُم قَالَ الزّبَيرُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ سَعِيدُ بنُ


صفحه : 198

عَمرِو بنِ نُفَيلٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع عَدّدتَ تِسعَةً فَمَنِ العَاشِرُ قَالَ أَنتَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع قَد أَقرَرتَ لِي بِالجَنّةِ وَ أَمّا مَا ادّعَيتَ لِنَفسِكَ وَ أَصحَابِكَ فَأَنَا بِهِ مِنَ الجَاحِدِينَ الكَافِرِينَ قَالَ الزّبَيرُ أَ فَتَرَاهُ كَذَبَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ مَا أَرَاهُ كَذَبَ وَ لَكِنّهُ وَ اللّهِ اليَقِينُ وَ وَ اللّهِ إِنّ بَعضَ مَن ذَكَرتَ لفَيِ‌ تَابُوتٍ فِي شِعبٍ فِي جُبّ فِي أَسفَلِ دَركٍ مِن جَهَنّمَ عَلَي ذَلِكَ الجُبّ صَخرَةٌ إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُسعِرَ جَهَنّمَ رَفَعَ تِلكَ الصّخرَةَ سَمِعتُ ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ إِلّا أَظفَرَكَ اللّهُ بيِ‌ وَ سَفَكَ دمَيِ‌ عَلَي يَدَيكَ وَ إِلّا أظَفرَنَيِ‌َ اللّهُ عَلَيكَ وَ عَلَي أَصحَابِكَ وَ عَجّلَ أَروَاحَكُم إِلَي النّارِ فَرَجَعَ الزّبَيرُ إِلَي أَصحَابِهِ وَ هُوَ يبَكيِ‌

148- ج ،[الإحتجاج ]رَوَي نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع حِينَ وَقَعَ القِتَالُ وَ قُتِلَ طَلحَةُ تَقَدّمَ عَلَي بَغلَةِ رَسُولِ اللّهِص الشّهبَاءِ بَينَ الصّفّينِ فَدَعَا الزّبَيرَ فَدَنَا إِلَيهِ حَتّي اختَلَفَ أَعنَاقُ دَابّتَيهِمَا فَقَالَ يَا زُبَيرُ أَنشُدُكَ بِاللّهِ أَ سَمِعتَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّكَ سَتُقَاتِلُ عَلِيّاً وَ أَنتَ لَهُ ظَالِمٌ قَالَ أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَلِمَ جِئتَ قَالَ جِئتُ لِأُصلِحَ بَينَ النّاسِ فَأَدبَرَ الزّبَيرُ وَ هُوَ يَقُولُ


تُركُ الأُمُورِ التّيِ‌ تُخشَي عَوَاقِبُهَا   لِلّهِ أَجمَلُ فِي الدّنيَا وَ فِي الدّينِ

نَادَي عَلِيّ بِأَمرٍ لَستُ أَذكُرُهُ   إِذ كَانَ عَمرُ أَبِيكَ الخَيرِ مُذ حِينٍ

فَقُلتُ حَسبُكَ مِن عَذلٍ أَبَا حَسَنٍ   فَبَعضُ مَا قُلتَهُ ذَا اليَومَ يكَفيِنيِ‌

فَاختَرتُ عَاراً عَلَي نَارٍ مُؤَجّجَةٍ   مَا إِن يَقُومُ لَهَا خَلقٌ مِنَ الطّينِ

أَخَاكَ طَلحَةَ وَسَطَ القَومِ مُنجَدِلًا   رُكنَ الضّعِيفِ وَ مَأوَي كُلّ مِسكِينٍ

قَد كُنتُ أَنصُرُ أَحيَاناً وَ ينَصرُنُيِ‌   فِي النّائِبَاتِ وَ يرَميِ‌ مَن يرُاَميِنيِ‌

حَتّي ابتُلِينَا بِأَمرٍ ضَاقَ مَصدَرُهُ   فَأَصبَحَ اليَومَ مَا يَعنِيهِ يعَنيِنيِ‌

قَالَ فَأَقبَلَ الزّبَيرُ عَلَي عَائِشَةَ فَقَالَ يَا أُمّه وَ اللّهِ مَا لِي فِي هَذَا بَصِيرَةٌ وَ أَنَا مُنصَرِفٌ قَالَت عَائِشَةُ أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ فَرَرتَ مِن سُيُوفِ ابنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ إِنّهَا وَ اللّهِ طِوَالٌ حِدَادٌ تَحمِلُهَا فِتيَةٌ أَنجَادٌ


صفحه : 199

ثُمّ خَرَجَ الزّبَيرُ رَاجِعاً فَمَرّ بوِاَديِ‌ السّبَاعِ وَ فِيهِ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ قَدِ اعتَزَلَ فِي بنَيِ‌ تَمِيمٍ فَأُخبِرَ الأَحنَفُ بِانصِرَافِهِ فَقَالَ مَا أَصنَعُ بِهِ إِن كَانَ الزّبَيرُ لَفّ بَينَ غَارَينِ[الغار الجمع الكثير] مِنَ المُسلِمِينَ وَ قُتِلَ أَحَدُهُمَا بِالآخَرِ ثُمّ هُوَ يُرِيدُ اللّحَاقَ بِأَهلِهِ فَسَمِعَهُ ابنُ جُرمُوزٍ فَخَرَجَ هُوَ وَ رَجُلَانِ مَعَهُ وَ قَد كَانَ لَحِقَ بِالزّبَيرِ رَجُلٌ مِن كَلبٍ وَ مَعَهُ غُلَامُهُ فَلَمّا أَشرَفَ ابنُ جُرمُوزٍ وَ صَاحِبَاهُ عَلَي الزّبَيرِ حَرّكَ الرّجُلَانِ رَوَاحِلَهُمَا وَ خَلّفَا الزّبَيرَ وَحدَهُ فَقَالَ لَهُمَا الزّبَيرُ مَا لَكُمَا هُم ثَلَاثَةٌ وَ نَحنُ ثَلَاثَةٌ فَلَمّا أَقبَلَ ابنُ جُرمُوزٍ قَالَ لَهُ الزّبَيرُ إِلَيكَ عنَيّ‌ فَقَالَ ابنُ جُرمُوزٍ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إنِنّيِ‌ جِئتُكَ أَسأَلُكَ عَن أُمُورِ النّاسِ قَالَ تَرَكتُ النّاسَ عَلَي الرّكبِ يَضرِبُ بَعضُهُم وُجُوهَ بَعضٍ بِالسّيفِ قَالَ ابنُ جُرمُوزٍ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَن أَشيَاءَ أَسأَلُكَ عَنهَا قَالَ هَاتِ قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن خَذلِكَ عُثمَانَ وَ عَن بَيعَتِكَ عَلِيّاً وَ عَن نَقضِكَ بَيعَتَهُ وَ عَن إِخرَاجِكَ أُمّ المُؤمِنِينَ وَ عَن صِلَاتِكَ خَلَفَ ابنِكَ وَ عَن هَذِهِ الحَربِ ألّذِي جَنَيتَهَا وَ عَن لُحُوقِكَ بِأَهلِكَ قَالَ أَمّا خذَليِ‌ عُثمَانَ فَأَمرٌ قَدّمَ اللّهُ فِيهِ الخَطِيئَةَ وَ أَخّرَ فِيهِ التّوبَةَ وَ أَمّا بيَعتَيِ‌ عَلِيّاً فَلَم أَجِد مِنهَا بُدّاً إِذ بَايَعَهُ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ أَمّا نقَضيِ‌ بَيعَتَهُ فَإِنّمَا بَايَعتُهُ بيِدَيِ‌ دُونَ قلَبيِ‌ وَ أَمّا إخِراَجيِ‌ أُمّ المُؤمِنِينَ فَأَرَدنَا أَمراً وَ أَرَادَ اللّهُ غَيرَهُ وَ أَمّا صلَاَتيِ‌ خَلفَ ابنيِ‌ فَإِنّ خَالَتَهُ قَدّمَتهُ فَتَنَحّي ابنُ جُرمُوزٍ وَ قَالَ قتَلَنَيِ‌َ اللّهُ إِن لَم أَقتُلكَ

توضيح قال ابن الأثير في مادة غور من كتاب النهاية في حديث علي ع يوم الجمل ماظنك بامر‌ئ جمع بين هذين الغارين أي


صفحه : 200

الجيشين والغار الجماعة هكذا أخرجه أبو موسي في الغين والواو وذكره الهروي‌ في الغين والياء و قال و منه حديث الأحنف قال في الزبير منصرفة من الجمل ماأصنع به إن كان جمع بين غارين ثم تركهم . والجوهري‌ ذكره في الواو والواو والياء متقاربان في الانقلاب

149- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّهُ جيِ‌ءَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بِرَأسِ الزّبَيرِ وَ سَيفِهِ فَتَنَاوَلَ سَيفَهُ وَ قَالَ طَالَمَا جَلَا بِهِ الكَربَ عَن وَجهِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَكِنّ الحَينَ وَ مَصَارِعَ السّوءِ

بيان الحين بالفتح الهلاك أي الهلاك المعنوي‌ أوأجل الموت

150- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّهُ ع لَمّا مَرّ عَلَي طَلحَةَ بَينَ القَتلَي قَالَ أَقعِدُوهُ فَأُقعِدَ فَقَالَ إِنّهُ كَانَت لَكَ سَابِقَةٌ لَكِنّ الشّيطَانَ دَخَلَ مَنخِرَيكَ فَأَورَدَكَ النّارَ

151- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّهُ مَرّ عَلَيهِ فَقَالَ هَذَا النّاكِثُ بيَعتَيِ‌ وَ المُنشِئُ لِلفِتنَةِ فِي الأُمّةِ وَ المُجلِبُ عَلَيّ وَ الداّعيِ‌ إِلَي قتَليِ‌ وَ قَتلِ عتِرتَيِ‌ أَجلِسُوا طَلحَةَ فَأُجلِسَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ لَقَد وَجَدتُ مَا وعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ حَقّاً فَهَل وَجَدتَ مَا وَعَدَكَ رَبّكَ حَقّاً ثُمّ قَالَ أَضجِعُوا طَلحَةَ وَ سَارَ فَقَالَ بَعضُ مَن كَانَ مَعَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ تُكَلّمُ طَلحَةَ بَعدَ قَتلِهِ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد سَمِعَ كلَاَميِ‌ كَمَا سَمِعَ أَهلُ القَلِيبِ كَلَامَ رَسُولِ اللّهِص يَومَ بَدرٍ وَ هَكَذَا فَعَلَ ع بِكَعبِ بنِ سُورٍ لَمّا مَرّ بِهِ قَتِيلًا وَ قَالَ هَذَا ألّذِي خَرَجَ عَلَينَا فِي عُنُقِهِ المُصحَفُ يَزعُمُ أَنّهُ نَاصِرُ أُمّهِ يَدعُو النّاسَ إِلَي مَا فِيهِ وَ هُوَ لَا يَعلَمُ مَا فِيهِ ثُمّ استَفتَحَوَ خابَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ أَمّا إِنّهُ دَعَا اللّهَ أَن يقَتلُنَيِ‌ فَقَتَلَهُ اللّهُ


صفحه : 201

152- الكَافِيَةُ فِي إِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ رَوَي خَالِدُ بنُ مَخلَدٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ مَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي طَلحَةَ وَ هُوَ صَرِيعٌ فَقَالَ أَجلِسُوهُ فَأُجلِسَ فَقَالَ أَمَ وَ اللّهِ لَقَد كَانَت لَكَ صُحبَةٌ وَ لَقَد شَهِدتَ وَ سَمِعتَ وَ رَأَيتَ وَ لَكِنّ الشّيطَانَ أَزَاغَكَ وَ أَمَالَكَ فَأَورَدَكَ جَهَنّمَ

أقول وأورد الأخبار السابقة بأسانيد عن الباقر ع وغيره تركناها حذرا عن الإطناب

153- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ هُوَ ألّذِي قَتَلَ طَلحَةَ بِسَهمٍ رَمَاهُ بِهِ وَ روُيِ‌َ أَيضاً أَنّ مَروَانَ يَومَ الجَمَلِ كَانَ يرَميِ‌ بِسِهَامِهِ فِي العَسكَرَينِ مَعاً وَ يَقُولُ مَن أَصَبتُ مِنهُمَا فَهُوَ فَتحٌ لِقِلّةِ دِينِهِ وَ تُهَمَتِهِ لِلجَمِيعِ وَ قِيلَ إِنّ اسمَ الجَمَلِ ألّذِي رَكِبَتهُ يَومَ الجَمَلِ عَائِشَةُ عَسكَرٌ وَ رئُيِ‌َ مِنهُ ذَلِكَ اليَومَ كُلّ عَجَبٍ لِأَنّهُ كُلّمَا أُبِينَ مِنهُ قَائِمَةٌ مِن قَوَائِمِهِ ثَبَتَ عَلَي أُخرَي حَتّي نَادَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ اقتُلُوا الجَمَلَ فَإِنّهُ شَيطَانٌ وَ تَوَلّي مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا عَقرَهُ بَعدَ طُولِ دُعَائِهِ

154-ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ الجَمَلِ وَ قَد رُشِقَ هَودَجُ عَائِشَةَ بِالنّبلِ قَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ مَا أرَاَنيِ‌ إِلّا مُطَلّقَهَا فَأَنشُدُ اللّهَ رَجُلًا سَمِعَ مِن رَسُولِ اللّهِص يَقُولُ يَا عَلِيّ أَمرُ نسِاَئيِ‌ بِيَدِكَ مِن بعَديِ‌ لَمّا قَامَ فَشَهِدَ فَقَامَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِم بَدرِيّانِ فَشَهِدُوا أَنّهُم سَمِعُوا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَا عَلِيّ أَمرُ نسِاَئيِ‌ بِيَدِكَ مِن بعَديِ‌


صفحه : 202

قَالَ فَبَكَت عَائِشَةُ عِندَ ذَلِكَ حَتّي سَمِعُوا بُكَاءَهَا فَقَالَ عَلِيّ ع لَقَد أنَبأَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص بِنَبَإٍ وَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ يَمُدّكَ بِخَمسَةِ آلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُسَوّمِينَ

بيان رشقه رماه بالسهام والنبل السهام العربية و لاواحد لها من لفظها فلايقال نبلة ذكرهما في النهاية

155- ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ كُنتُ وَاقِفاً مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الجَمَلِ فَجَاءَ رَجُلٌ حَتّي وَقَفَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَبّرَ القَومُ وَ كَبّرنَا وَ هَلّلَ القَومُ وَ هَلّلنَا وَ صَلّي القَومُ وَ صَلّينَا فَعَلَي مَا نُقَاتِلُهُم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي مَا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَيسَ كُلّ مَا أَنزَلَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ أَعلَمُهُ فَعَلّمنِيهِ فَقَالَ ع مَا أَنزَلَ اللّهُ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَيسَ كُلّ مَا أَنزَلَ اللّهُ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ أَعلَمُهُ فَعَلّمنِيهِ فَقَالَ ع هَذِهِ الآيَةُتِلكَ الرّسُلُ فَضّلنا بَعضَهُم عَلي بَعضٍ مِنهُم مَن كَلّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعضَهُم دَرَجاتٍ وَ آتَينا عِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّناتُ وَ لكِنِ اختَلَفُوا فَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلُوا وَ لكِنّ اللّهَ يَفعَلُ ما يُرِيدُفَنَحنُ ألّذِي آمَنّا وَ هُمُ الّذِينَ كَفَرُوا فَقَالَ الرّجُلُ كَفَرَ القَومُ وَ رَبّ الكَعبَةِ ثُمّ حَمَلَ فَقَاتَلَ حَتّي قُتِلَ رَحِمَهُ اللّهُ


صفحه : 203

156- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الدّلّالِ عَن يَحيَي بنِ إِسمَاعِيلَ المزُنَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمٍ عَن بُكَيرِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ الطّوِيلِ وَ عَمّارِ بنِ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَا حَدّثَنَا أَبُو عُثمَانَ البجَلَيِ‌ّ مُؤَذّنُ بنَيِ‌ قصُيَ‌ّ قَالَ بُكَيرٌ أَذّنَ لَنَا أَربَعِينَ سَنَةً قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ يَومَ الجَمَلِوَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ ثُمّ حَلَفَ حِينَ قَرَأَهَا أَنّهُ مَا قُوتِلَ أَهلُهَا مُنذُ نَزَلَت حَتّي اليَومِ قَالَ بُكَيرٌ فَسَأَلتُ عَنهَا أَبَا جَعفَرٍ ع فَقَالَ صَدَقَ الشّيخُ هَكَذَا قَالَ عَلِيّ ع هَكَذَا كَانَ

157- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن أَبِي دُرَيدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ الطلّحيِ‌ّ قَالَ قَالَ الأصَمعَيِ‌ّوَلّي عُمَرُ بنُ الخَطّابِ كَعبَ بنَ سُورٍ قَضَاءَ البَصرَةِ وَ كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنّهُ حَضَرَ مَجلِسَ عُمَرَ فَجَاءَتِ امرَأَةٌ فَقَالَت يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ زوَجيِ‌ صَوّامٌ قَوّامٌ فَقَالَ عُمَرُ إِنّ هَذَا الرّجُلُ صَالِحٌ ليَتنَيِ‌ كُنتُ كَذَا فَرَدّت عَلَيهِ القَولَ فَقَالَ عُمَرُ كَمَا قَالَ فَقَالَ كَعبُ بنُ سُورٍ الأزَديِ‌ّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهَا تَشكُو زَوجَهَا بِخَيرٍ وَ لَكِن تَقُولُ إِنّهَا لَا حَظّ لَهَا مِنهُ فَقَالَ عَلَيّ بِزَوجِهَا فأَتُيِ‌َ بِهِ فَقَالَ مَا بَالُهَا تَشكُوكَ وَ مَا رَأَيتُ أَكرَمَ شَكوَي مِنهَا قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ امرُؤٌ أفَزعَنَيِ‌ مَا قَد نَزَلَ فِي الحِجرِ وَ النّحلِ وَ فِي السّبعِ الطّوَالِ فَقَالَ لَهُ كَعبٌ إِنّ لَهَا عَلَيكَ حَقّاً يَا بَعلُ فَأَوفِهَا الحَقّ وَ صُم وَ صَلّ فَقَالَ عُمَرُ لِكَعبٍ اقضِ بَينَهُمَا قَالَ نَعَم أَحَلّ اللّهُ لِلرّجَالِ أَربَعاً فَأَوجَبَ لِكُلّ وَاحِدَةٍ لَيلَةً فَلَهَا مِن كُلّ أَربَعِ لَيَالٍ لَيلَةٌ وَ يَصنَعُ بِنَفسِهِ فِي الثّلَاثِ مَا شَاءَ فَأَلزَمَهُ ذَلِكَ


صفحه : 204

وَ قَالَ عُمَرُ لِكَعبٍ اخرُج قَاضِياً عَلَي البَصرَةِ فَلَم يَزَل عَلَيهَا حَتّي قُتِلَ عُثمَانَ فَلَمّا كَانَ يَومُ الجَمَلِ خَرَجَ مَعَ أَهلِ البَصرَةِ وَ فِي عُنُقِهِ مُصحَفٌ فَقُتِلَ هُوَ يَومَئِذٍ وَ ثَلَاثَةُ إِخوَةٍ لَهُ أَو أَربَعَةٌ فَجَاءَت أُمّهُم فَوَجَدَتهُم فِي القَتلَي فَحَمَلَتهُم وَ جَعَلَت تَقُولُ


أَيَا عَينُ أبَكيِ‌ بِدَمعٍ سَرَبٍ   عَلَي فِتيَةٍ مِن خِيَارِ العَرَبِ

فَمَا ضَرّهُم غَيرُ حَينِ النّفُوسِ   وَ أَيّ امر‌ِئٍ لِقُرَيشٍ غَلَبَ

158- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَخِيهِ عَن بَكرِ بنِ عِيسَي قَالَ لَمّا اصطَفّتِ النّاسُ لِلحَربِ بِالبَصرَةِ خَرَجَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فِي صَفّ أَصحَابِهِمَا فَنَادَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ الزّبَيرَ بنَ العَوّامِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ادنُ منِيّ‌ لأِفُضيِ‌َ إِلَيكَ بِسِرّ عنِديِ‌ فَدَنَا مِنهُ حَتّي اختَلَفَت أَعنَاقُ فَرَسَيهِمَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ نَشَدتُكَ اللّهَ إِن ذَكّرتُكَ شَيئاً فَذَكَرتَهُ أَ مَا تَعتَرِفُ بِهِ فَقَالَ لَهُ نَعَم فَقَالَ أَ مَا تَذكُرُ يَوماً كُنتَ مُقبِلًا عَلَيّ بِالمَدِينَةِ تحُدَثّنُيِ‌ إِذ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فَرَآكَ معَيِ‌ وَ أَنتَ تَبَسّمُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لَكَ يَا زُبَيرُ أَ تُحِبّ عَلِيّاً فَقُلتَ وَ كَيفَ لَا أُحِبّهُ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مِنَ النّسَبِ وَ المَوَدّةِ فِي اللّهِ مَا لَيسَ لِغَيرِهِ فَقَالَ إِنّكَ سَتُقَاتِلُهُ وَ أَنتَ لَهُ ظَالِمٌ فَقُلتَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن ذَلِكَ فَنَكَسَ الزّبَيرُ رَأسَهُ ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ أُنسِيتُ هَذَا المَقَامَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ دَع هَذَا أَ فَلَستَ باَيعَتنَيِ‌ طَائِعاً قَالَ بَلَي قَالَ أَ فَوَجَدتَ منِيّ‌ حَدَثاً يُوجِبُ مفُاَرقَتَيِ‌ فَسَكَتَ ثُمّ قَالَ لَا جَرَمَ وَ اللّهِ لَا قَاتَلتُكَ وَ رَجَعَ مُتَوَجّهاً نَحوَ البَصرَةِ فَقَالَ لَهُ طَلحَةُ مَا لَكَ يَا زُبَيرُ مَا لَكَ تَنصَرِفُ عَنّا سَحَرَكَ ابنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَا وَ لَكِن ذكَرّنَيِ‌ مَا كَانَ أَنسَانِيهِ الدّهرُ وَ احتَجّ عَلَيّ ببِيَعتَيِ‌ لَهُ فَقَالَ لَهُ طَلحَةُ لَا وَ لَكِن جَبُنتَ وَ انتَفَخَ سَحرُكَ[ أي رِئَتُك يقال ذلك للجبان ]


صفحه : 205

فَقَالَ الزّبَيرُ لَم أَجبُن وَ لَكِن أُذكِرتُ فَذَكَرتُ فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ يَا أَبَه جِئتَ بِهَذَينِ العَسكَرَينِ العَظِيمَينِ حَتّي إِذَا اصطَفّا لِلحَربِ قُلتَ أَترُكُهُمَا وَ أَنصَرِفُ فَمَا تَقُولُ قُرَيشٌ غَداً بِالمَدِينَةِ اللّهَ اللّهَ يَا أَبَتِ لَا تُشمِتِ الأَعدَاءَ وَ لَا تَشِن نَفسَكَ بِالهَزِيمَةِ قَبلَ القِتَالِ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ مَا أَصنَعُ وَ قَد حَلَفتُ لَهُ بِاللّهِ أَن لَا أُقَاتِلَهُ قَالَ لَهُ فَكَفّر عَن يَمِينِكَ وَ لَا تُفسِد أَمرَنَا فَقَالَ الزّبَيرُ عبَديِ‌ مَكحُولٌ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ كَفّارَةً ليِمَيِنيِ‌ ثُمّ عَادَ مَعَهُم لِلقِتَالِ فَقَالَ هَمّامٌ الثقّفَيِ‌ّ فِي فِعلِ الزّبَيرِ وَ مَا فَعَلَ وَ عِتقِهِ عَبدَهُ فِي قِتَالِ عَلِيّ ع


أَ يُعتِقُ مَكحُولًا وَ يعَصيِ‌ نَبِيّهُ   لَقَد تَاهَ عَن قَصدِ الهُدَي ثُمّ عُوّقَ

أَ ينَويِ‌ بِهَذَا الصّدقَ وَ البِرّ وَ التّقَي   سَيَعلَمُ يَوماً مَن يَبَرّ وَ يَصدُقُ

لَشَتّانَ مَا بَينَ الضّلَالِ وَ الهُدَي   وَ شَتّانَ مَن يعَصيِ‌ النّبِيّ وَ يُعتِقُ

وَ مَن هُوَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ مُشَمّرٌ   يُكَبّرُ بِرّاً رَبّهُ وَ يَصدُقُ

أَ فِي الحَقّ أَن يعَصيِ‌َ النّبِيّ سَفَاهَةً   وَ يُعتِقَ مِن عِصيَانِهِ وَ يُطَلّقَ

كَدَافِقِ مَاءٍ لِلسّرَابِ يَؤُمّهُ   أَلَا فِي ضَلَالٍ مَا يَصُبّ وَ يَدفُقُ

159- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ المحُمَدّيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ فُرَاتٍ عَنِ المسَعوُديِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العنَزَيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ ابنُ عمَيّ‌ أَبُو عَبدِ اللّهِ العنَزَيِ‌ّ قَالَ


صفحه : 206

إِنّا لَجُلُوسٌ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ الجَمَلِ إِذ جَاءَهُ النّاسُ يَهتِفُونَ بِهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد نَالَنَا النّبلُ وَ النّشّابُ فَسَكَتَ ثُمّ جَاءَ آخَرُونَ فَذَكَرُوا مِثلَ ذَلِكَ فَقَالُوا قَد جُرِحنَا فَقَالَ عَلِيّ ع يَا قَومِ مَن يعَذرِنُيِ‌ مِن قَومٍ يأَمرُوُننَيِ‌ بِالقِتَالِ وَ لَم يَنزِل بَعدُ المَلَائِكَةُ فَقَالَ العنَزَيِ‌ّ إِنّا لَجُلُوسٌ وَ مَا نَرَي رِيحاً وَ لَا نُحِسّهَا إِذ هَبّت رِيحٌ طَيّبَةٌ مِن خَلفِنَا وَ اللّهِ لَوَجَدتُ بَردَهَا بَينَ كتَفِيَ‌ّ مِن تَحتِ الدّرعِ وَ الثّيَابِ قَالَ فَلَمّا هَبّت صَبّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ دِرعَهُ ثُمّ قَامَ إِلَي القَومِ فَمَا رَأَيتُ فَتحاً كَانَ أَسرَعَ مِنهُ

160- يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الغنَوَيِ‌ّ مِثلَهُ

161- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن عَبّادِ بنِ سَعِيدٍ الجعُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ أَبِي البُهلُولِ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ عَن أَبِي سَعِيدٍ التيّميِ‌ّ عَن ثَابِتٍ مَولَي أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ شَهِدتُ مَعَ عَلِيّ يَومَ الجَمَلِ فَلَمّا رَأَيتُ عَائِشَةَ وَاقِفَةً دخَلَنَيِ‌ مِنَ الشّكّ بَعضُ مَا يَدخُلُ النّاسَ فَلَمّا زَالَتِ الشّمسُ كَشَفَ اللّهُ ذَلِكَ عنَيّ‌ فَقَاتَلتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثُمّ أَتَيتُ بَعدَ ذَلِكَ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ ورَحِمَهَا اللّهُ فَقَصَصتُ عَلَيهَا قصِتّيِ‌ فَقَالَت كَيفَ صَنَعتَ حِينَ طَارَتِ القُلُوبُ مَطَايِرَهَا قَالَ قُلتُ إِلَي أَحسَنِ ذَلِكِ وَ الحَمدُ لِلّهِ كَشَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عنَيّ‌ ذَلِكِ عِندَ زَوَالِ الشّمسِ فَقَاتَلتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قِتَالًا شَدِيداً فَقَالَت أَحسَنتَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ مَعَ القُرآنِ وَ القُرآنُ مَعَهُ لَا يَفتَرِقَانِ حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ


صفحه : 207

162- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ الأسَدَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ حَمّادِ بنِ طَلحَةَ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَن ثَابِتٍ مِثلَهُ

بيان قوله إلي أحسن ذلك أي آل أمري‌ ورجع إلي أحسن الأمور والأحوال .أقول قدسبق خبر اليهودي‌ ألذي سأل أمير المؤمنين عما فيه من خصال الأنبياء

163-شا،[الإرشاد] مِن كَلَامِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عِندَ تَطوَافِهِ عَلَي القَتلَي هَذِهِ قُرَيشٌ جَدَعتُ أنَفيِ‌ وَ شَفَيتُ نفَسيِ‌ فَقَد تَقَدّمتُ إِلَيكُم أُحَذّرُكُم عَضّ السّيفِ وَ كُنتُم أَحدَاثاً لَا عِلمَ لَكُم بِمَا تَرَونَ وَ لَكِنّهُ الحَينُ وَ سُوءُ المَصرَعِ وَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن سُوءِ المَصرَعِ ثُمّ مَرّ عَلَي مَعبَدِ بنِ المِقدَادِ فَقَالَ رَحِمَ اللّهُ أَبَا هَذَا أَمَا إِنّهُ لَو كَانَ حَيّاً لَكَانَ رَأيُهُ أَحسَنَ مِن رأَي‌ِ هَذَا فَقَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَوقَعَهُ وَ جَعَلَ خَدّهُ الأَسفَلَ إِنّا وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا نبُاَليِ‌ مَن عَنَدَ عَنِ الحَقّ مِن وَالِدٍ وَ وَلَدٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَحِمَكَ اللّهُ وَ جَزَاكَ عَنِ الحَقّ خَيراً قَالَ وَ مَرّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ دَرّاجٍ وَ هُوَ فِي القَتلَي وَ قَالَ هَذَا البَائِسُ مَا كَانَ أَخرَجَهُ أَ دِينٌ أَخرَجَهُ أَم نَصرٌ لِعُثمَانَ وَ اللّهِ مَا كَانَ رأَي‌ُ عُثمَانَ فِيهِ وَ لَا فِي أَبِيهِ بِحَسَنٍ


صفحه : 208

ثُمّ مَرّ بِمَعبَدِ بنِ زُهَيرِ بنِ أَبِي أُمَيّةَ فَقَالَ لَو كَانَتِ الفِتنَةُ بِرَأسِ الثّرَيّا لَتَنَاوَلَهَا هَذَا الغُلَامُ وَ اللّهِ مَا كَانَ فِيهَا بذِيِ‌ نَخِيرَةٍ وَ لَقَد أخَبرَنَيِ‌ مَن أَدرَكَهُ وَ إِنّهُ لَيُوَلوِلُ فَرَقاً مِنَ السّيفِ ثُمّ مَرّ بِمُسلِمِ بنِ قَرَظَةَ فَقَالَ البِرّ أَخرَجَ هَذَا وَ اللّهِ لَقَد كلَمّنَيِ‌ أَن أُكَلّمَ لَهُ عُثمَانَ فِي شَيءٍ كَانَ يَدّعِيهِ قِبَلَهُ بِمَكّةَ فَأَعطَاهُ عُثمَانُ وَ قَالَ لَو لَا أَنتَ مَا أَعطَيتُهُ إِنّ هَذَا مَا عَلِمتُ بِئسَ أَخُو العَشِيرَةِ ثُمّ جَاءَ المَشُومُ لِلحَينِ يَنصُرُ عُثمَانَ ثُمّ مَرّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ حُمَيدِ بنِ زُهَيرٍ فَقَالَ هَذَا أَيضاً مِمّن أَوضَعَ[أُوضِعَ] فِي قِتَالِنَا زَعَمَ يَطلُبُ اللّهَ بِذَلِكَ وَ لَقَد كَتَبَ إلِيَ‌ّ كُتُباً يؤُذيِ‌ عُثمَانَ فِيهَا فَأَعطَاهُ شَيئاً فرَضَيِ‌َ عَنهُ ثُمّ مَرّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ فَقَالَ هَذَا خَالَفَ أَبَاهُ فِي الخُرُوجِ وَ أَبُوهُ حِينَ لَم يَنصُرنَا قَد أَحسَنَ فِي بَيعَتِهِ لَنَا وَ إِن كَانَ قَد كَفّ وَ جَلَسَ حِينَ شَكّ فِي القِتَالِ مَا أَلوَمَ اليَومَ مَن كَفّ عَنّا وَ عَن غَيرِنَا وَ لَكِنّ المُلِيمَ ألّذِي يُقَاتِلُنَا ثُمّ مَرّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي عُثمَانَ بنِ الأَخنَسِ بنِ شَرِيقٍ فَقَالَ أَمّا هَذَا فَقُتِلَ أَبُوهُ يَومَ قُتِلَ عُثمَانُ فِي الدّارِ فَخَرَجَ مُغضَباً لِقَتلِ أَبِيهِ وَ هُوَ غُلَامٌ حَدَثٌ جَبُنَ لِقَتلِهِ ثُمّ مَرّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي عُثمَانَ بنِ الأَخنَسِ بنِ شَرِيقٍ فَقَالَ أَمّا هَذَا فكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ قَد أَخَذَتِ[أَخَذَ]القَومُ السّيُوفَ هَارِباً يَعدُو مِنَ الصّفّ فَنَهنَهتُ عَنهُ فَلَم يَسمَع مَن نَهنَهتُ حَتّي قَتَلَهُ وَ كَانَ هَذَا مِمّا خفَيِ‌َ عَلَي فِتيَانِ قُرَيشٍ أَغمَارٌ لَا عِلمَ لَهُم بِالحَربِ خُدِعُوا وَ استَنزَلُوا فَلَمّا وَقَفُوا لُحِجُوا فَقُتِلُوا


صفحه : 209

ثُمّ مَشَي قَلِيلًا فَمَرّ بِكَعبِ بنِ سُورٍ فَقَالَ هَذَا ألّذِي خَرَجَ عَلَينَا فِي عُنُقِهِ المُصحَفُ يَزعُمُ أَنّهُ نَاصِرُ أُمّهِ يَدعُو النّاسَ إِلَي مَا فِيهِ وَ هُوَ لَا يَعلَمُ مَا فِيهِ ثُمّ استَفتَحَ فَخَابَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ أَمَا إِنّهُ دَعَا اللّهَ أَن يقَتلُنَيِ‌ فَقَتَلَهُ اللّهُ أَجلِسُوا كَعبَ بنَ سُورٍ فَأُجلِسَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا كَعبُ لَقَد وَجَدتُ مَا وعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ حَقّاً فَهَل وَجَدتَ مَا وَعَدَكَ رَبّكَ حَقّاً ثُمّ قَالَ أَضجِعُوا كَعباً وَ مَرّ عَلَي طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ فَقَالَ هَذَا النّاكِثُ بيَعتَيِ‌ وَ المُنشِئُ الفِتنَةَ فِي الأُمّةِ وَ المُجلِبُ عَلَيّ وَ الداّعيِ‌ إِلَي قتَليِ‌ وَ قَتلِ عتِرتَيِ‌ أَجلِسُوا طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ فَأُجلِسَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَا طَلحَةُ قَد وَجَدتُ مَا وعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ حَقّاً فَهَل وَجَدتَ مَا وَعَدَكَ رَبّكَ حَقّاً ثُمّ قَالَ أَضجِعُوا طَلحَةَ وَ سَارَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ مَن كَانَ مَعَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ تُكَلّمُ كَعباً وَ طَلحَةَ بَعدَ قَتلِهِمَا فَقَالَ أَمَ وَ اللّهِ لَقَد سَمِعَا كلَاَميِ‌ كَمَا سَمِعَ أَهلُ القَلِيبِ كَلَامَ رَسُولِ اللّهِص يَومَ بَدرٍ

إيضاح جدعت أنفي‌ أي لم أكن أحب قتل هؤلاء وهم من قبيلتي‌ وعشيرتي‌ ولكن اضطررت إلي ذلك . قوله بذي‌ نخيرة النخير صوت بالأنف أي كان يقيم الفتنة لكن لم يكن له بعدقيامها صوت وحركة بل كان يخاف ويولول يقال ولولت المرأة إذااعولت و ماعلمت أي فيما علمت و في علمي‌ ممن أوضع علي بناء المعلوم أي ركض دابته وأسرع أو علي بناء المجهول قال الجوهري‌ يقال وضع الرجل في تجارته وأوضع علي ما لم يسم فاعله فيهما أي خسر فنهنهت عنه أي كففت وزجرت . و كان هذامما خفي‌ علي أي لم أعلم بوقت قتله .فتيان قريش مبتدأ والأغمار خبره و هوجمع الغمر بالضم وبضمتين و هو ألذي لم يجرب الأمور ذكره الجوهري‌ و قال لحج السيف وغيره بالكسر يلحج لحجا أي نشب في الغمد فلايخرج ومكان لحج أي ضيق .


صفحه : 210

ثم استفتح إشارة إلي قوله تعالي وَ استَفتَحُوا وَ خابَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ أي سألوا من الله الفتح علي أعدائهم أوالقضاء بينهم و بين أعدائهم من الفتاحة

164- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع إِنّ عَلِيّاً ع سَارَ فِي أَهلِ القِبلَةِ بِخِلَافِ سِيرَةِ رَسُولِ اللّهِص فِي أَهلِ الشّركِ قَالَ فَغَضِبَ ثُمّ جَلَسَ ثُمّ قَالَ سَارَ فِيهِم وَ اللّهِ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللّهِص يَومَ الفَتحِ إِنّ عَلِيّاً كَتَبَ إِلَي مَالِكٍ وَ هُوَ عَلَي مُقَدّمَتِهِ يَومَ البَصرَةِ بِأَن لَا يَطعُنَ فِي غَيرِ مُقبِلٍ وَ لَا يَقتُلَ مُدبِراً وَ لَا يُجهِزَ عَلَي جَرِيحٍ وَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَأَخَذَ الكِتَابَ فَوَضَعَهُ بَينَ يَدَيهِ عَلَي القَرَبُوسِ مِن قَبلِ أَن يَقرَأَهُ ثُمّ قَالَ اقتُلُوا فَقَتَلَهُم حَتّي أَدخَلَهُم سِكَكَ البَصرَةِ ثُمّ فَتَحَ الكِتَابَ فَقَرَأَهُ ثُمّ أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَي بِمَا فِي الكِتَابِ

165- ني‌،[الغيبة للنعماني‌] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَابُندَارَ عَن أَحمَدَ بنِ هُلَيلٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا التَقَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَهلُ البَصرَةِ نَشَرَ الرّايَةَ رَايَةَ رَسُولِ اللّهِص فَتَزَلزَلَت أَقدَامُهُم فَمَا اصفَرّتِ الشّمسُ حَتّي قَالُوا آمِنّا يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ لَا تَقتُلُوا الأُسَرَاءَ وَ لَا تُجهِزُوا عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا تَتبَعُوا مُوَلّياً وَ مَن أَلقَي سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ لَمّا كَانَ يَومُ صِفّينَ سَأَلُوهُ نَشرَ الرّايَةِ فَأَبَي عَلَيهِم فَتَحَمّلُوا عَلَيهِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ فَقَالَ لِلحَسَنِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ لِلقَومِ مُدّةً يَبلُغُونَهَا وَ إِنّ هَذِهِ رَايَةٌ لَا يَنشُرُهَا بعَديِ‌ إِلّا القَائِمُ ع


صفحه : 211

166-د،[العدد القوية] في تاريخ المفيد في النصف من جمادي الأول سنة ست وثلاثين من الهجرة كان فتح البصرة ونزول النصر من الله تعالي علي أمير المؤمنين ع و في كتاب التذكرة في هذه السنة أظهر معاوية الخلافة و فيهابايع جارية بن قدامة السعدي‌ لعلي‌ بالبصرة وهرب منها عبد الله بن عامر و فيهالحق الزبير بمكة وكانت عائشة معتمرة فأشار عليهم ابن عامر بقصد البصرة وجهزهم بألف ألف درهم ومائة بعير وقدم يعلي بن منية من البصرة فأعانهم بمائة ألف درهم وبعث إلي عائشة بالجمل ألذي اشتراه بمائتي‌ دينار وسار علي ع إليهم و كان معه سبعمائة من الصحابة وفيهم أربعمائة من المهاجرين والأنصار منهم سبعون بدريا وكانت وقعة الجمل بالخريبة يوم الخميس لخمس خلون من جمادي الآخرة قتل فيهاطلحة وقتل فيها محمد بن طلحة وكعب بن سور وأوقف علي الزبير ماسمعه من النبي ص و هوأنك تحاربه و أنت ظالم فقال أذكرتني‌ ماأنسانيه الدهر وانصرف راجعا فلحقه عمرو بن جرموز بوادي‌ السباع و هوقائم يصلي‌ فطعنه فقتله و هو ابن خمس وسبعين سنة وقيل إن عدة من قتل من أصحاب الجمل ثلاثة عشر ألفا و من أصحاب علي أربعة آلاف أوخمسة آلاف وسار أمير المؤمنين ع إلي الكوفة واستخلف علي البصرة عبد الله بن عباس وسير عائشة إلي المدينة


صفحه : 212

و في هذه السنة صالح معاوية الروم علي مال حمله إليهم لشغله بحرب علي ع

167- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع لَمّا مَرّ بِطَلحَةَ وَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَتّابِ بنِ أَسِيدٍ وَ هُمَا قَتِيلَانِ يَومَ الجَمَلِ لَقَد أَصبَحَ أَبُو مُحَمّدٍ بِهَذَا المَكَانِ غَرِيباً أَمَا وَ اللّهِ لَقَد كُنتُ أَكرَهُ أَن تَكُونَ قُرَيشٌ قَتلَي تَحتَ بُطُونِ الكَوَاكِبِ أَدرَكتُ وتَريِ‌ مِن بنَيِ‌ عَبدِ مَنَافٍ وَ أفَلتَتَنيِ‌ أَعيَانُ بنَيِ‌ جُمَحٍ لَقَد أَتلَعُوا أَعنَاقَهُم إِلَي أَمرٍ لَم يَكُونُوا أَهلَهُ فَوُقِصُوا دُونَهُ

بيان عبدالرحمن من التابعين وأبوه كان أميرمكة في زمن الرسول ص والوتر الجناية التي‌ يجنيها الرجل علي غيره من قتل أونهب أوسبي‌. وأعيان بني‌ جمح في بعض النسخ بالراي‌ أي ساداتهم أوجمع عير بمعني الحمار و هوذم لجماعة من بني‌ جمح حضروا الجمل وهربوا و لم يقتل منهم إلااثنان وأتلعوا أعناقهم أي رفعوها والوقص كسر العنق يقال واقص الرجل فهو موقوص 168- و قال ابن أبي الحديد ركبت عائشة يوم الحرب الجمل المسمي عسكرا في هودج قدألبس الرفوف ثم ألبس جلود النمر ثم ألبس فوق ذلك دروع الحديد وروي الشعبي‌ عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال لماقدم طلحة والزبير البصرة تقلدت سيفي‌ و أناأريد نصرهما فدخلت علي عائشة و إذاهي‌ تأمر وتنهي و إذاالأمر أمرها فذكرت حديثا كنت سمعته من رسول الله ص


صفحه : 213

لن يفلح قوم يدبر أمرهم امرأة فانصرفت واعتزلتهم و قدروي‌ هذاالخبر علي صورة أخري إن قوما يخرجون بعدي‌ في فئة رأسها امرأة لايفلحون أبدا و كان الجمل لواء عسكر البصرة لم يكن لواء غيره فلما تواقف الجمعان قال علي ع لاتقاتلوا القوم حتي يبدءوكم فإنكم بحمد الله علي حجة وكفكم عنهم حتي يبدءوكم حجة أخري و إذاقاتلتموهم فلاتجهزوا علي جريح فإذاهزمتموهم فلاتتبعوا مدبرا و لاتكشفوا عورة و لاتمثلوا بقتيل و إذاوصلتم إلي رحال القوم فلاتهتكوا سترا و لاتدخلوا دارا و لاتأخذوا من أموالهم شيئا و لاتهيجوا امرأة بأذي و إن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم فإنهن ضعفاء القوي والأنفس والعقول ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات و إن كان الرجل ليتناول المرأة بالهراوة والجريدة فيعير بها وعقبه من بعده قال وقتل بنو ضبة حول الجمل فلم يبق فيهم إلا من لانفع عنده وأخذت الأزد بخطامه فقالت عائشة من أنتم قالوا الأزد قالت صبرا فإنما يصبر الأحرار ورمي‌ الجمل بالنبل حتي صارت القبة عليه كهيئة القنفذ فقال علي ع لمافني‌ الناس علي خطام الجمل وقطعت الأيدي‌ وسالت النفوس ادعوا لي الأشتر وعمارا فجاءا فقال اذهبا فاعقرا هذاالجمل فإنهم قداتخذوه قبلة فذهبا ومعهما فتيان من مراد يعرف أحدهما بعمر بن عبد الله فما زالا يضربان الناس حتي خلصا إليه فضربه المرادي‌ علي عرقوبيه فأقعي و له رغاء ثم وقع لجنبه وفر الناس من حوله فنادي علي اقطعوا أنساع الهودج ثم قال لمحمد بن أبي بكر اكفني‌ أختك فحملها محمد حتي أنزلها دار عبد الله بن خلف الخزاعي‌

169-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ القاَساَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن فُضَيلِ بنِ عِيَاضٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَومَ البَصرَةِ نَادَي


صفحه : 214

فِيهِم لَا تَسبُوا لَهُم ذُرّيّةً وَ لَا تُجهِزُوا عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا تَتبَعُوا مُدبِراً وَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ وَ أَلقَي سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ

170- أَقُولُ قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ نَقلًا مِن كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي عَلِيّ بِرِوَايَةِ أَبِي بَكرٍ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الشاّفعِيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَاسِينَ عَن مُحَمّدِ بنِ الكند[كِندَةَ] عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن أَسبَاطِ بنِ عُروَةَ عَن سَعِيدِ بنِ كُرزٍ قَالَ كُنتُ مَعَ موَلاَي‌َ يَومَ الجَمَلِ مَعَ اللّوَاءِ فَأَقبَلَ فَارِسٌ فَقَالَ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ قَالَت عَائِشَةُ سَلُوهُ مَن هُوَ قِيلَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ قَالَت قُولُوا لَهُ مَا تُرِيدُ قَالَ أَنشُدُكِ بِاللّهِ ألّذِي أَخرَجَ الكِتَابَ عَلَي نَبِيّهِص فِي بَيتِكِ أَ تَعلَمِينَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ جَعَلَ عَلِيّاً وَصِيّهُ عَلَي أَهلِهِ قَالَتِ أللّهُمّ نَعَم

171-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن سَوّارٍ عَنِ الحَسَنِ قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع لَمّا هَزَمَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ أَقبَلَ النّاسُ مُنهَزِمِينَ فَمَرّوا بِامرَأَةٍ حَامِلٍ عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ فَفَزِعَت مِنهُم فَطَرَحَت مَا فِي بَطنِهَا حَيّاً فَاضطَرَبَ حَتّي مَاتَ ثُمّ مَاتَت أُمّهُ مِن بَعدِهِ فَمَرّ بِهَا عَلِيّ ع


صفحه : 215

وَ أَصحَابُهُ وَ هيِ‌َ مَطرُوحَةٌ وَ وَلَدُهَا عَلَي الطّرِيقِ فَسَأَلَهُم عَن أَمرِهَا فَقَالُوا لَهُ إِنّهَا كَانَت حُبلَي فَفَزِعَت حِينَ رَأَتِ القِتَالَ وَ الهَزِيمَةَ قَالَ فَسَأَلَهُم أَيّهُمَا مَاتَ قَبلَ صَاحِبِهِ فَقِيلَ إِنّ ابنَهَا مَاتَ قَبلَهَا قَالَ فَدَعَا بِزَوجِهَا أَبِي الغُلَامِ المَيّتِ فَوَرّثَهُ مِنِ ابنِهِ ثلُثُيَ‌ِ الدّيَةِ وَ وَرّثَ أُمّهُ ثُلُثَ الدّيَةِ ثُمّ وَرّثَ الزّوجَ أَيضاً مِنَ المَرأَةِ نِصفَ ثُلُثِ الدّيَةِ ألّذِي وَرِثَتهُ مِنِ ابنِهَا وَ وَرّثَ قَرَابَةَ المَرأَةِ المَيّتَةِ الباَقيِ‌َ ثُمّ وَرّثَ الزّوجَ أَيضاً مِن دِيَةِ امرَأَتِهِ المَيّتَةِ نِصفَ الدّيَةِ وَ هُوَ أَلفَانِ وَ خَمسُمِائَةِ دِرهَمٍ وَ وَرّثَ قَرَابَةَ المَرأَةِ المَيّتَةِ نِصفَ الدّيَةِ وَ هُوَ أَلفَانِ وَ خَمسُمِائَةِ دِرهَمٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يَكُن لَهَا وَلَدٌ غَيرُ ألّذِي رَمَت بِهِ حِينَ فَزِعَت قَالَ وَ أَدّي ذَلِكَ كُلّهُ مِن بَيتِ مَالِ البَصرَةِ

أقول شرح الخبر لايناسب هذاالمقام و قدشرحناه في موضعه

وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَ أَبَانٌ سَمِعتُ سُلَيماً يَقُولُشَهِدتُ يَومَ الجَمَلِ عَلِيّاً ع وَ كُنّا اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفاً وَ كَانَ أَصحَابُ الجَمَلِ زِيَادَةً عَلَي عِشرِينَ وَ مِائَةِ أَلفٍ وَ كَانَ مَعَ عَلِيّ ع مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ نَحوٌ مِن أَربَعَةِ آلَافٍ مِمّن شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص بَدراً وَ الحُدَيبِيَةَ وَ مَشَاهِدَهُ وَ سَائِرُ النّاسِ مِن أَهلِ الكُوفَةِ إِلّا مَن تَبِعَهُ مِن أَهلِ البَصرَةِ وَ الحِجَازِ لَيسَت لَهُ هِجرَةٌ مِمّن أَسلَمَ بَعدَ الفَتحِ وَ جُلّ الأَربَعَةِ آلَافٍ مِنَ الأَنصَارِ وَ لَم يُكرِه أَحَداً عَلَي البَيعَةِ وَ لَا عَلَي القِتَالِ إِنّمَا نَدَبَهُم فَانتَدَبُوا مِن أَهلِ بَدرٍ سَبعُونَ وَ مِائَةُ رَجُلٍ وَ جُلّهُم مِنَ الأَنصَارِ مِمّن شَاهَدَ أُحُداً وَ الحُدَيبِيَةَ وَ لَم يَتَخَلّف عَنهُ أَحَدٌ وَ لَيسَ أَحَدٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ إِلّا وَ هَوَاهُ مَعَهُ يَتَوَلّونَهُ وَ يَدعُونَ لَهُ بِالظّفَرِ وَ النّصرِ وَ يُحِبّونَ ظُهُورَهُ عَلَي مَن نَاوَاهُ وَ لَم يُخرِجهُم وَ لَا يُضَيّقُ عَلَيهِم وَ قَد بَايَعُوهُ وَ لَيسَ كُلّ أُنَاسٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الطّاعِنُ عَلَيهِ وَ المتُبَرَ‌ّئُ مِنهُ قَلِيلٌ مُستَتِرٌ عَنهُ مُظهِرٌ لَهُ الطّاعَةَ غَيرَ ثَلَاثَةِ رَهطٍ بَايَعُوهُ ثُمّ شَكّوا فِي القِتَالِ مَعَهُ وَ قَعَدُوا فِي بُيُوتِهِم وَ هُم مُحَمّدُ بنُ مَسلَمَةَ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ


صفحه : 216

وَ ابنُ عُمَرَ وَ أَمّا أساتر[أُسَامَةُ] بنُ زَيدٍ فَقَد سَلّمَ بَعدَ ذَلِكَ وَ رضَيِ‌َ وَ دَعَا لعِلَيِ‌ّ ع وَ استَغفَرَ لَهُ وَ برَ‌ِئَ مِن عَدُوّهِ وَ شَهِدَ أَنّهُ عَلَي الحَقّ وَ مَن خَالَفَهُ مَلعُونٌ حَلَالُ الدّمِ

قَالَ أَبَانٌ قَالَ سُلَيمٌ لَمّا التَقَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَهلُ البَصرَةِ يَومَ الجَمَلِ نَادَي عَلِيّ ع الزّبَيرَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ اخرُج إلِيَ‌ّ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَخرُجُ إِلَي الزّبَيرِ النّاكِثِ بَيعَتَهُ وَ هُوَ عَلَي فَرَسٍ شَاكٍ فِي السّلَاحِ وَ أَنتَ عَلَي بَغلَةٍ بِلَا سِلَاحٍ فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ عَلَيّ جُنّةً وَاقِيَةً لَن يَستَطِيعَ أَحَدٌ فِرَاراً مِن أَجلِهِ وَ إنِيّ‌ لَا أَمُوتُ وَ لَا أُقتَلُ إِلّا عَلَي يدَيَ‌ أَشقَاهَا كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللّهِ أَشقَي ثَمُودَ فَخَرَجَ إِلَيهِ الزّبَيرُ فَقَالَ أَينَ طَلحَةُ لِيَخرُج فَخَرَجَ طَلحَةُ فَقَالَ نَشَدتُكُمَا اللّهَ أَ تَعلَمَانِ وَ أُولُو العِلمِ مِن آلِ مُحَمّدٍ وَ عَائِشَةُ بِنتُ أَبِي بَكرٍ أَنّ أَصحَابَ الجَمَلِ وَ أَهلَ النّهرِ مَلعُونُونَ عَلَي لِسَانِ مُحَمّدٍ وَ قَد خَابَ مَنِ افتَرَي فَقَالَ الزّبَيرُ كَيفَ نَكُونُ مَلعُونِينَ وَ نَحنُ مِن أَهلِ الجَنّةِ قَالَ عَلِيّ ع لَو عَلِمتُ أَنّكُم مِن أَهلِ الجَنّةِ لَمَا استَحلَلتُ قِتَالَكُم فَقَالَ الزّبَيرُ أَ مَا سَمِعتَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَومَ أُحُدٍ أُوجِبَ طَلحَةَ الجَنّةُ وَ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي شَهِيدٍ يمَشيِ‌ عَلَي الأَرضِ حَيّاً فَليَنظُر إِلَي طَلحَةَ أَ وَ مَا سَمِعتَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَشَرَةٌ مِن قُرَيشٍ فِي الجَنّةِ فَقَالَ عَلِيّ ع فَسَمّهِم فَقَالَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ حَتّي عَدّ تِسعَةً فِيهِم أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ سَعِيدُ بنُ زَيدِ بنِ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ فَقَالَ عَلِيّ ع عَدّدتَ تِسعَةً فَمَنِ العَاشِرُ قَالَ الزّبَيرُ أَنتَ فَقَالَ أَمّا أَنتَ فَقَد أَقرَرتَ أنَيّ‌ مِن أَهلِ الجَنّةِ وَ أَمّا مَا ادّعَيتَ لِنَفسِكَ وَ أَصحَابِكَ فإَنِيّ‌ بِهِ لَمِنَ الجَاحِدِينَ وَ اللّهِ إِنّ بَعضَ مَن سَمّيتَ لفَيِ‌ تَابُوتٍ فِي جُبّ فِي أَسفَلِ دَركٍ مِن جَهَنّمَ عَلَي ذَلِكَ الجُبّ صَخرَةٌ إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُسعِرَ جَهَنّمَ رَفَعَ تِلكَ الصّخرَةَ فَأَسعَرَ جَهَنّمَ سَمِعتُ ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ إِلّا أَظفَرَكَ اللّهُ بيِ‌ وَ سَفَكَ دمَيِ‌ بِيَدِكَ وَ إِلّا فأَظَفرَنَيِ‌َ اللّهُ بِكَ وَ أَصحَابِكَ فَرَجَعَ الزّبَيرُ إِلَي أَصحَابِهِ وَ هُوَ يبَكيِ‌ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي طَلحَةَ فَقَالَ يَا طَلحَةُ مَعَكُمَا نِسَاؤُكُمَا قَالَ لَا قَالَ عَمَدتُمَا إِلَي امرَأَةٍ مَوضِعُهَا فِي كِتَابِ اللّهِ القُعُودُ فِي بَيتِهَا فَأَبرَزتُمَاهَا وَ صُنتُمَا


صفحه : 217

حَلَائِلَكُمَا فِي الخِيَامِ وَ الحِجَالِ مَا أَنصَفتُمَا رَسُولَ اللّهِص قَد أَمَرَ اللّهُ أَن لَا يُكَلّمنَ إِلّا مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أخَبرِنيِ‌ مِن صَلَاةِ ابنِ الزّبَيرِ بِكُمَا أَ مَا يَرضَي أَحَدُكُمَا بِصَاحِبِهِ أخَبرِنيِ‌ عَن دُعَائِكُمَا الأَعرَابَ إِلَي قتِاَليِ‌ مَا يَحمِلُكُمَا عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ طَلحَةُ يَا هَذَا كُنّا فِي الشّورَي سِتّةً مَاتَ مِنّا وَاحِدٌ وَ قُتِلَ آخَرُ فَنَحنُ اليَومَ أَربَعَةٌ كُلّنَا لَكَ كَارِهٌ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَيسَ ذَاكَ عَلَيّ قَد كُنّا فِي الشّورَي وَ الأَمرُ فِي يَدِ غَيرِنَا وَ هُوَ اليَومَ فِي يدَيِ‌ أَ رَأَيتَ لَو أَرَدتُ بَعدَ مَا بَايَعتُ عُثمَانَ أَن أَرُدّ هَذَا الأَمرَ شُورَي أَ كَانَ ذَلِكَ لِي قَالَ لَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّكَ بَايَعتَ طَائِعاً فَقَالَ عَلِيّ ع وَ كَيفَ ذَلِكَ وَ الأَنصَارُ مَعَهُمُ السّيُوفُ مُختَرَطَةً[ أي مسلولا]يَقُولُونَ لَئِن فَرَغتُم وَ بَايَعتُم وَاحِداً مِنكُم وَ إِلّا ضَرَبنَا أَعنَاقَكُم أَجمَعِينَ فَهَل قَالَ لَكَ وَ لِأَصحَابِكَ أَحَدٌ شَيئاً مِن هَذَا وَقتَ مَا باَيعَتمُاَنيِ‌ وَ حجُتّيِ‌ فِي الِاستِكرَاهِ فِي البَيعَةِ أَوضَحُ مِن حُجّتِكَ وَ قَد باَيعَتنَيِ‌ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ طَائِعِينَ غَيرَ مُكرَهِينَ وَ كُنتُمَا أَوّلَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ وَ لَم يَقُل أَحَدٌ لَتُبَايِعَانِ أَو لَنَقتُلُكُمَا فَانصَرَفَ طَلحَةُ وَ نَشِبَ القِتَالُ فَقُتِلَ طَلحَةُ وَ انهَزَمَ الزّبَيرُ

بيان قوله أ كان ذلك بي‌ أي بحسب معتقدكم أوهل كانوا يسمعون مني‌ ذلك . واعلم أن الدلائل علي بطلان ماادعوا من ورود الحديث ببشارة العشرة أنهم من أهل الجنة كثيرة قدمر بعضها وكفي بإنكاره ع ورده في بطلانه ومقاتلة بعضهم معه ع أدل دليل علي بطلانه للأخبار المتواترة بين الفريقين عن النبي ص كقوله ع لَا يُبغِضُكَ إِلّا مُنَافِقٌ و قوله حربك حربي‌ و غير ذلك مما مر وسيأتي‌ في المجلد التاسع والعشرة بزعمهم أمير المؤمنين ع و أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي‌ و عبدالرحمن بن عوف و أبوعبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح علي التسعة اللعنة.


صفحه : 218

تذنيب قال أبوالصلاح رحمه الله في تقريب المعارف تناصر الخبر من طريقي‌ الشيعة وأصحاب الحديث بأن عثمان وطلحة والزبير وسعدا و عبدالرحمن من جملة أصحاب العقبة الذين نفروا برسول الله ص و أن عثمان وطلحة القائلان أينكح محمدنساءنا و لاتنكح نساءه و الله لو قدمات لأجلنا علي نسائه بالسهام . وقول طلحة لأتزوجن أم سلمة فأنزل الله سبحانه وَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً. وقول عثمان لطلحة و قدتنازعا و الله إنك أول أصحاب محمدتزوج بيهودية فقال طلحة و أنت و الله لقد قلت مايحبسنا هاهنا إلانلحق بقومنا. و قدروي‌ من طريق موثوق به مايصحح قول عثمان لطلحة فروي‌ أن طلحة عشق يهودية فخطبها ليتزوجها فأبت إلا أن يتهود ففعل وقدحوا في نسبه بأن أباه عبيد الله كان عبدا راعيا بالبلقاء فلحق بمكة فادعاه عثمان بن عمرو بن كعب التيمي‌ فنكح الصعبة بنت دزمهر الفارسي‌ و كان بعث به كسري إلي اليمن فكان بحضرموت خرازا. و أماالزبير فكان أبوه ملاحا بجدة و كان جميلا فادعاه خويلد وزوجه عبدالمطلب صفية. و قال العلامة قدس الله روحه في كشف الحق ومؤلف كتاب إلزام النواصب وصاحب كتاب تحفة الطالب ذكر أبوالمنذر هشام بن محمدالكلبي‌


صفحه : 219

من علماء الجمهور أن من جملة البغايا وذوات الرايات صعبة بنت الحضرمي‌ كانت لها راية بمكة واستبضعت بأبي‌ سفيان فوقع عليها أبوسفيان وتزوجها عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم فجاءت بطلحة بن عبيد الله لستة أشهر فاختصم أبوسفيان وعبيد الله في طلحة فجعلا أمرهما إلي صعبة فألحقته بعبيد الله فقيل لها كيف تركت أباسفيان فقالت يد عبيد الله طلقة ويد أبي سفيان نكرة. و قال العلامة في كشف الحق أيضا وممن كان يلعب به ويتخنث عبيد الله أبوطلحة فهل يحل لعاقل المخاصمة مع هؤلاء لعلي‌ ع انتهي . و قال مؤلف كتاب إلزام النواصب وصاحب تحفة الطالب قدورد أن العوام كان عبدا لخويلد ثم أعتقه وتبنّاه و لم يكن من قريش و ذلك أن العرب في الجاهلية كان إذا كان لأحدهم عبد وأراد أن ينسب إلي نفسه ويلحق به نسبه أعتقه وزوجه كريمة من العرب فيلحق بنسبه و كان هذا من سنن العرب . ويصدق ذلك شعر عدي‌ بن حاتم في عبد الله بن الزبير بحضرة معاوية وعنده جماعة قريش وفيهم عبد الله بن الزبير فقال عبد الله لمعاوية يا أمير المؤمنين ذرنا نكلم عديا فقد زعم أن عنده جوابا فقال إني‌ أحذركموه فقال لاعليك دعنا وإياه فرضي‌ معاوية فقال يا أباطريف متي فقئت عينك فقال يوم فر أبوك وقتل شر قتلة وضربك الأشتر علي استك فوقعت هاربا من الزحف وأنشد يقول


صفحه : 220


أما و أبي يا ابن الزبير لوأنني‌   لقيتك يوم الزحف رمت مدي شحطا.

و كان أبي في طي‌ء و أبو أبي   صحيحين لم ينزع عروقهما القبطا.

قال معاوية قدحذرتكموه فأبيتم . و قوله صحيحين لم ينزع عروقهما القبطا تعريض بابن الزبير بأن أباه و أبا أبيه ليسا بصحيحي‌ النسب وأنهما من القبط و لم يستطع ابن الزبير إنكار ذلك في مجلس معاوية.أقول وروي صاحب كتاب تحفة الطالب الأبيات هكذا


أما و أبي يا ابن الزبير لوأنني‌   لقيتك يوم الزحف مارمت لي سخطا.

و لورمت شقي‌ عندعدل قضاؤه   لرمت به يا ابن الزبير مدي شحطا

صفحه : 221

باب 4-احتجاجه ع علي أهل البصرة وغيرهم بعدانقضاء الحرب وخطبه ع عند ذلك

173-ج ،[الإحتجاج ]رَوَي يَحيَي بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَخطُبُ بِالبَصرَةِ بَعدَ دُخُولِهَا بِأَيّامٍ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ مَن أَهلُ الجَمَاعَةِ وَ مَن أَهلُ الفُرقَةِ وَ مَن أَهلُ البِدعَةِ وَ مَن أَهلُ السّنّةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَيحَكَ أَمّا إِذَا سأَلَتنَيِ‌ فَافهَم عنَيّ‌ وَ لَا عَلَيكَ أَن لَا تَسأَلَ عَنهَا أَحَداً بعَديِ‌ أَمّا أَهلُ الجَمَاعَةِ فَأَنَا وَ مَنِ اتبّعَنَيِ‌ وَ إِن قَلّوا وَ ذَلِكَ الحَقّ عَن أَمرِ اللّهِ وَ عَن أَمرِ رَسُولِهِ


صفحه : 222

وَ أَمّا أَهلُ الفُرقَةِ فَالمُخَالِفُونَ لِي وَ لِمَنِ اتبّعَنَيِ‌ وَ إِن كَثُرُوا وَ أَمّا أَهلُ السّنّةِ فَالمُتَمَسّكُونَ بِمَا سَنّهُ اللّهُ لَهُم وَ رَسُولُهُ وَ إِن قَلّوا وَ أَمّا أَهلُ البِدعَةِ فَالمُخَالِفُونَ لِأَمرِ اللّهِ تَعَالَي وَ كِتَابِهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ العَامِلُونَ بِرَأيِهِم وَ أَهوَائِهِم وَ إِن كَثُرُوا وَ قَد مَضَي مِنهُمُ الفَوجُ الأَوّلُ وَ بَقِيَت أَفوَاجٌ وَ عَلَي اللّهِ فَضّهَا وَ استِيصَالُهَا عَن جَدَدِ الأَرضِ فَقَامَ إِلَيهِ عَمّارٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ النّاسَ يَذكُرُونَ الفيَ‌ءَ وَ يَزعُمُونَ أَنّ مَن قَاتَلَنَا فَهُوَ وَ مَالُهُ وَ وُلدُهُ فيَ‌ءٌ لَنَا فَقَامَ رَجُلٌ مِن بَكرِ بنِ وَائِلٍ يُدعَي عَبّادَ بنَ قَيسٍ وَ كَانَ ذَا عَارِضَةٍ وَ لِسَانٍ شَدِيدٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ مَا قَسَمتَ بِالسّوِيّةِ وَ لَا عَدَلتَ بِالرّعِيّةِ فَقَالَ وَ لِمَ وَيحَكَ قَالَ لِأَنّكَ قَسَمتَ مَا فِي العَسكَرِ وَ تَرَكتَ النّسَاءَ وَ الأَموَالَ وَ الذّرّيّةَ فَقَالَ ع أَيّهَا النّاسُ مَن كَانَت بِهِ جِرَاحَةٌ فَليُدَاوِهَا بِالسّمنِ فَقَالَ عَبّادٌ جِئنَا نَطلُبُ غَنَائِمَنَا فَجَاءَنَا بِالتّرّهَاتِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِن كُنتَ كَاذِباً فَلَا أَمَاتَكَ اللّهُ حَتّي يُدرِكَكَ غُلَامُ ثَقِيفٍ فَقِيلَ وَ مَن غُلَامُ ثَقِيفٍ فَقَالَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لِلّهِ حُرمَةً إِلّا انتَهَكَهَا فَقِيلَ أَ فَيَمُوتُ أَو يُقتَلُ فَقَالَ يَقصِمُهُ قَاصِمُ الجَبّارِينَ بِمَوتٍ فَاحِشٍ يَحتَرِقُ مِنهُ دُبُرُهُ لِكَثرَةِ مَا يجَريِ‌ مِن بَطنِهِ يَا أَخَا بَكرٍ أَنتَ امرُؤٌ ضَعِيفُ الرأّي‌ِ أَ وَ مَا عَلِمتَ أَنّا لَا نَأخُذُ الصّغِيرَ بِذَنبِ الكَبِيرِ وَ أَنّ الأَموَالَ كَانَت لَهُم قَبلَ الفُرقَةِ وَ تَزَوّجُوا عَلَي رِشدَةٍ وَ وُلِدُوا عَلَي فِطرَةٍ وَ إِنّمَا لَكُم مَا حَوَي عَسكَرُهُم وَ أَمّا مَا كَانَ فِي دُورِهِم فَهُوَ مِيرَاثٌ لِذُرّيّتِهِم فَإِن عَدَا عَلَينَا أَحَدٌ مِنهُم أَخَذنَاهُ بِذَنبِهِ وَ إِن كَفّ عَنّا لَم نَحمِل عَلَيهِ ذَنبَ غَيرِهِ يَا أَخَا بَكرٍ لَقَد حَكَمتُ فِيهِم بِحُكمِ رَسُولِ اللّهِص فِي أَهلِ مَكّةَ فَقَسَمَ مَا حَوَي العَسكَرُ وَ لَم يَتَعَرّض لِمَا سِوَي ذَلِكَ وَ إِنّمَا اتّبَعتُ أَثَرَهُ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ


صفحه : 223

يَا أَخَا بَكرٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ دَارَ الحَربِ يَحِلّ مَا فِيهَا وَ أَنّ دَارَ الهِجرَةِ يَحرُمُ مَا فِيهَا إِلّا بِحَقّ فَمَهلًا مَهلًا رَحِمَكُمُ اللّهُ فَإِن لَم تصُدَقّوُنيِ‌ وَ أَكثَرتُم[أَنكَرتُم] عَلَيّ وَ ذَلِكَ أَنّهُ تَكَلّمَ فِي هَذَا غَيرُ وَاحِدٍ فَأَيّكُم يَأخُذُ عَائِشَةَ بِسَهمِهِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَصَبتَ وَ أَخطَأنَا وَ عَلِمتَ وَ جَهِلنَا فَنَحنُ نَستَغفِرُ اللّهَ تَعَالَي وَ نَادَي النّاسُ مِن كُلّ جَانِبٍ أَصَبتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَصَابَ اللّهُ بِكَ الرّشَادَ وَ السّدَادَ فَقَامَ عَمّارٌ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ وَ اللّهِ إِنِ اتّبَعتُمُوهُ وَ أَطَعتُمُوهُ لَن يَضِلّ عَن مَنهَلِ نَبِيّكُم ع حَتّي قِيسُ شَعرَةٍ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ وَ قَدِ استَودَعَهُ رَسُولُ اللّهِص عِلمَ المَنَايَا وَ الوَصَايَا وَ فَصلَ الخِطَابِ عَلَي مَنهَجِ هَارُونَ ع وَ قَالَ لَهُ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ فَضلًا خَصّهُ اللّهُ بِهِ وَ إِكرَاماً مِنهُ لِنَبِيّهِص حَيثُ أَعطَاهُ مَا لَم يُعطِهِ أَحَداً مِن خَلقِهِ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ انظُرُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ مَا تُؤمَرُونَ بِهِ فَامضُوا لَهُ فَإِنّ العَالِمَ أَعلَمُ بِمَا يأَتيِ‌ بِهِ مِنَ الجَاهِلِ الخَسِيسِ الأَخَسّ فإَنِيّ‌ حَامِلُكُم إِن شَاءَ اللّهُ إِن أطَعَتمُوُنيِ‌ عَلَي سَبِيلِ النّجَاةِ وَ إِن كَانَت فِيهِ مَشَقّةٌ شَدِيدَةٌ وَ مَرَارَةٌ عَتِيدَةٌ وَ الدّنيَا حُلوَةُ الحَلَاوَةِ لِمَنِ اغتَرّ بِهَا مِنَ الشّقوَةِ وَ النّدَامَةِ عَمّا قَلِيلٍ ثُمّ إنِيّ‌ أُخبِرُكُم أَنّ جِيلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَمَرَهُم نَبِيّهُم أَن لَا يَشرَبُوا مِنَ النّهَرِ فَلَجّوا فِي تَركِ أَمرِهِ فَشَرِبُوا مِنهُ إِلّا قَلِيلًا مِنهُم فَكُونُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ مِن أُولَئِكَ الّذِينَ أَطَاعُوا نَبِيّهُم وَ لَم يَعصُوا رَبّهُم وَ أَمّا عَائِشَةُ فَأَدرَكَهَا رأَي‌ُ النّسَاءِ وَ لَهَا بَعدَ ذَلِكَ حُرمَتُهَا الأُولَي وَ الحِسَابُ عَلَي اللّهِ يَعفُو عَمّن يَشَاءُ وَ يُعَذّبُ مَن يَشَاءُ

بيان فلان ذو عارضة أي ذو جلد وصرامة وقدرة علي الكلام ذكره الجوهري‌ و قال قال الأصمعي‌ الترهات الطرق الصغار غيرالجادة تتشعب عنها الواحدة ترهة فارسي‌ معرب ثم استعير في الباطل و قال يقال بينهما قيس رمح وقاس رمح أي قدر رمح والعتيد الحاضر المهيأ


صفحه : 224

174- ج ،[الإحتجاج ] عَنِ المُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ عَن رَجُلٍ ذَكَرَهُ قَالَ أَتَي رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ الجَمَلِ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ رَأَيتُ فِي هَذِهِ الوَاقِعَةِ أَمراً هاَلنَيِ‌ مِن رُوحٍ قَد بَانَت وَ جُثّةٍ قَد زَالَت وَ نَفسٍ قَد فَاتَت لَا أَعرِفُ فِيهِم مُشرِكاً بِاللّهِ تَعَالَي فَاللّهَ اللّهَ فَمَا يحُلَلّنُيِ‌[يجُلَلّنُيِ‌] مِن هَذَا فَإِن يَكُ شَرّاً فَهَذَا يَتَلَقّي بِالتّوبَةِ وَ إِن يَكُ خَيراً ازدَدنَا أخَبرِنيِ‌ عَن أَمرِكَ هَذَا ألّذِي أَنتَ عَلَيهِ أَ فِتنَةٌ عُرِضَت لَكَ فَأَنتَ تَنفَحُ النّاسَ بِسَيفِكَ أَم شَيءٌ خَصّكَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِذاً أُخبِرُكَ إِذاً أُنَبّئُكَ إِذاً أُحَدّثُكَ إِنّ نَاساً مِنَ المُشرِكِينَ أَتَوا رَسُولَ اللّهِص وَ أَسلَمُوا ثُمّ قَالُوا لأِبَيِ‌ بَكرٍ استَأذِن لَنَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص حَتّي نأَتيِ‌َ قَومَنَا فَنَأخُذَ أَموَالَنَا ثُمّ نَرجِعَ فَدَخَلَ أَبُو بَكرٍ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَاستَأذَنَ لَهُم فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يُرجَعُ مِنَ الإِسلَامِ إِلَي الكُفرِ قَالَ وَ مَا عِلمُكَ يَا عُمَرُ أَن يَنطَلِقُوا فَيَأتُوا بِمِثلِهِم مَعَهُم مِن قَومِهِم ثُمّ إِنّهُم أَتَوا أَبَا بَكرٍ فِي العَامِ المُقبِلِ فَسَأَلُوهُ أَن يَستَأذِنَ لَهُم عَلَي النّبِيّص فَاستَأذَنَ لَهُم وَ عِندَهُ عُمَرُ فَقَالَ مِثلَ قَولِهِ فَغَضِبَ النّبِيّص ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا أَرَاكُم تَنتَهُونَ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ عَلَيكُم رَجُلًا مِن قُرَيشٍ يَدعُوكُم إِلَي اللّهِ فَتَختَلِفُونَ عَنهُ اختِلَافَ الغَنَمِ الشّرَدِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا هُوَ فَقَالَ لَا فَقَالَ عُمَرُ فَأَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَا قَالَ عُمَرُ فَمَن هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَومَي إلِيَ‌ّ وَ أَنَا أَخصِفُ نَعلَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ هُوَ خَاصِفُ النّعلِ عِندَكُمَا ابنُ عمَيّ‌ وَ أخَيِ‌ وَ صاَحبِيِ‌ وَ مبُرَ‌ّئُ ذمِتّيِ‌ وَ المؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ ديَنيِ‌ وَ عدُتّيِ‌ وَ المُبَلّغُ عنَيّ‌ رسِاَلتَيِ‌ وَ مُعَلّمُ النّاسِ مِن بعَديِ‌ وَ يُبَيّنُ لَهُم مِن تَأوِيلِ القُرآنِ مَا لَا يَعلَمُونَ فَقَالَ الرّجُلُ أكَتفَيِ‌ مِنكَ بِهَذَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا بَقِيتُ فَكَانَ ذَلِكَ الرّجُلُ أَشَدّ أَصحَابِ عَلِيّ ع فِيمَا بَعدُ عَلَي مَن خَالَفَهُ

بيان قال الجوهري‌ نفحه بالسيف تناوله من بعيد و في بعض النسخ تنصح بالصاد المهملة والأول أظهر قوله ع غنم الشرد من


صفحه : 225

قبيل إضافة الموصوف إلي الصفة و في بعض النسخ الغنم بالتعريف و هوأظهر والشّرَد إما بالتحريك جمع شارد كخَدَم وخادم أوبضمتين جمع شرود كزبور وزبر من شرد البعير إذانفر

175-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ لَمّا فَرَغَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن قِتَالِ أَهلِ البَصرَةِ وَضَعَ قَتَباً عَلَي قَتَبٍ ثُمّ صَعِدَ عَلَيهِ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ فَقَالَ يَا أَهلَ البَصرَةِ يَا أَهلَ المُؤتَفِكَةِ يَا أَهلَ الدّاءِ العُضَالِ يَا أَتبَاعَ البَهِيمَةِ يَا جُندَ المَرأَةِ رَغَا فَأَجَبتُم وَ عُقِرَ فَهَرَبتُم مَاؤُكُم زُعَاقٌ وَ دِينُكُم نِفَاقٌ وَ أَحلَامُكُم[أَخلَاقُكُم]دِقَاقٌ ثُمّ نَزَلَ يمَشيِ‌ بَعدَ فَرَاغِهِ مِن خُطبَتِهِ فَمَشَينَا مَعَهُ فَمَرّ بِالحَسَنِ البصَريِ‌ّ وَ هُوَ يَتَوَضّأُ فَقَالَ يَا حَسَنُ أَسبِغِ الوُضُوءَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد قَتَلتَ بِالأَمسِ أُنَاساً يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ يُصَلّونَ الخَمسَ وَ يُسبِغُونَ الوُضُوءَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَد كَانَ مَا رَأَيتَ فَمَا مَنَعَكَ أَن تُعِينَ عَلَينَا عَدُوّنَا فَقَالَ وَ اللّهِ لَأَصدُقَنّكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَقَد خَرَجتُ فِي أَوّلِ يَومٍ فَاغتَسَلتُ وَ تَحَنّطتُ وَ صَبَبتُ عَلَيّ سلِاَحيِ‌


صفحه : 226

وَ أَنَا لَا أَشُكّ فِي أَنّ التّخَلّفَ عَن أُمّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ هُوَ الكُفرُ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي مَوضِعٍ مِنَ الخُرَيبَةِ نَادَي مُنَادٍ يَا حَسَنُ ارجِع فَإِنّ القَاتِلَ وَ المَقتُولَ فِي النّارِ فَرَجَعتُ ذُعراً وَ جَلَستُ فِي بيَتيِ‌ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ لَم أَشُكّ أَنّ التّخَلّفَ عَن أُمّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ هُوَ الكُفرُ فَتَحَنّطتُ وَ صَبَبتُ عَلَيّ سلِاَحيِ‌ وَ خَرَجتُ أُرِيدُ القِتَالَ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي مَوضِعٍ مِنَ الخُرَيبَةِ فنَاَداَنيِ‌ مُنَادٍ مِن خلَفيِ‌ يَا حَسَنُ إِلَي أَينَ مَرّةً بَعدَ أُخرَي فَإِنّ القَاتِلَ وَ المَقتُولَ فِي النّارِ قَالَ عَلِيّ صَدَقتَ أَ فتَدَريِ‌ مَن ذَاكَ المنُاَديِ‌ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ أَخُوكَ إِبلِيسُ وَ صَدَقَكَ أَنّ القَاتِلَ وَ المَقتُولَ مِنهُم فِي النّارِ فَقَالَ الحَسَنُ البصَريِ‌ّ الآنَ عَرَفتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ القَومَ هَلكَي

بيان قال الفيروزآبادي‌ الخريبة كجهينة موضع بالبصرة تسمي البصرة الصغري

176- فس ،[تفسير القمي‌] وَ المُؤتَفِكَةَ أَهوي قَالَ المُؤتَفِكَةُ البَصرَةُ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَا أَهلَ البَصرَةِ وَ يَا أَهلَ المُؤتَفِكَةِ يَا جُندَ المَرأَةِ وَ أَتبَاعَ البَهِيمَةِ رَغَا فَأَجَبتُم وَ عُقِرَ فَهَرَبتُم مَاؤُكُم زُعَاقٌ وَ أَحلَامُكُم[أَخلَاقُكُم]دِقَاقٌ وَ فِيكُم خَتمُ النّفَاقِ وَ لُعِنتُم عَلَي لِسَانِ سَبعِينَ نَبِيّاً إِنّ رَسُولَ اللّهِ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ جَبرَئِيلَ أَخبَرَهُ أَنّهُ طَوَي لَهُ الأَرضَ فَرَأَي البَصرَةَ أَقرَبَ الأَرَضِينَ مِنَ المَاءِ وَ أَبعَدَهَا مِنَ السّمَاءِ وَ فِيهَا تِسعَةُ أَعشَارِ الشّرّ وَ الدّاءُ العُضَالُ المُقِيمُ فِيهَا مُذنِبٌ وَ الخَارِجُ مِنهَا بِرَحمَةٍ وَ قَدِ ائتَفَكَت بِأَهلِهَا مَرّتَينِ وَ عَلَي اللّهِ تَمَامُ الثّالِثَةِ وَ تَمَامُ الثّالِثَةِ فِي الرّجعَةِ


صفحه : 227

بيان قال البيضاوي‌ المؤتفكة القري التي‌ ائتفكت بأهلها أي انقلبت و قال في النهاية في حديث أنس البصرة إحدي المؤتفكات يعني‌ أنها غرقت مرتين فشبه غرقها بانقلابها و قال الجوهري‌ داء عضال أي شديد أعيا الأطباء

177- فس ،[تفسير القمي‌] وَ المُؤتَفِكاتُ بِالخاطِئَةِالمُؤتَفِكَاتُ البَصرَةُ وَ الخَاطِئَةُ فُلَانَةُ

بيان قال البيضاوي‌ بالخاطئة أي بالخطإ أوبالفعلة أوبالأفعال ذات الخطإ و أماالتأويل ألذي ذكره علي بن ابراهيم فَقَد رَوَاهُ مُؤَلّفُ تَأوِيلِ الآيَاتِ البَاهِرَةِ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَخِيهِ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن حُمرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقرَأُوَ جاءَ فِرعَونُيعَنيِ‌ الثّالِثَوَ مَن قَبلَهُيعَنيِ‌ الأَوّلَينِوَ المُؤتَفِكاتُ أَهلُ البَصرَةِبِالخاطِئَةِالحُمَيرَاءُ

فالمراد بمجي‌ء الأولين والثالث بعائشة أنهم أسسوا لها بما فعلوا من الجور علي أهل البيت ع أساسا به تيسر لها الخروج والاعتداء علي أمير المؤمنين ع و لو لا مافعلوا لم تكن تجتر‌ئ علي مافعلت والمراد بالمؤتفكات أهل المؤتفكات والجمع باعتبار البقاع والقري والمحلات

178- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَبِي الوَلِيدِ


صفحه : 228

الضبّيّ‌ّ عَن أَبِي بَكرٍ الهذُلَيِ‌ّ قَالَ دَخَلَ الحَارِثُ بنُ حَوطٍ الليّثيِ‌ّ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَرَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ وَ عَائِشَةَ أَضحَوا إِلّا عَلَي حَقّ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا حَارِ إِنّكَ نَظَرتَ تَحتَكَ وَ لَم تَنظُر فَوقَكَ جُزتَ عَنِ الحَقّ إِنّ الحَقّ وَ البَاطِلَ لَا يُعرَفَانِ بِالنّاسِ وَ لَكِنِ اعرِفِ الحَقّ بِاتّبَاعِ مَنِ اتّبَعَهُ وَ البَاطِلَ بِاجتِنَابِ مَنِ اجتَنَبَهُ قَالَ فَهَلّا أَكُونُ تَبَعاً لِعَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ وَ سَعدِ بنِ مَالِكٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِنّ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ وَ سَعداً خَذَلَا الحَقّ وَ لَم يَنصُرَا البَاطِلَ مَتَي كَانَا إِمَامَينِ فِي الخَيرِ فَيُتّبَعَانِ

بيان إنك نظرت تحتك لعله كناية عن الغفلة عن معالي‌ الأمور أو أنه اقتصر علي النظر إلي أمثاله و من هوأدون منه و لم يتبع من يجب اتباعه ممن هوفوقه

179- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الهذُلَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِيرِينَ قَالَ سَمِعتُ غَيرَ وَاحِدٍ مِن مَشِيخَةِ أَهلِ البَصرَةِ يَقُولُونَ لَمّا فَرَغَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِن حَربِ الجَمَلِ عُرِضَ لَهُ مَرَضٌ وَ حَضَرَتِ الجُمُعَةُ فَتَأَخّرَ عَنهَا وَ قَالَ لِابنِهِ الحَسَنِ انطَلِق يَا بنُيَ‌ّ فَاجمَع بِالنّاسِ فَأَقبَلَ الحَسَنُ إِلَي المَسجِدِ فَلَمّا استَقَلّ عَلَي المِنبَرِ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ تَشَهّدَ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ


صفحه : 229

أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ اختَارَنَا لِنُبُوّتِهِ وَ اصطَفَانَا عَلَي خَلقِهِ وَ أَنزَلَ عَلَينَا كِتَابَهُ وَ وَحيَهُ وَ ايمُ اللّهِ لَا يَنتَقِصُنَا أَحَدٌ مِن حَقّنَا شَيئاً إِلّا يَنقُصُهُ اللّهُ فِي عَاجِلِ دُنيَاهُ وَ آجِلِ آخِرَتِهِ وَ لَا يَكُونُ عَلَينَا دَولَةٌ إِلّا كَانَت لَنَا العَاقِبَةُوَ لَتَعلَمُنّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ ثُمّ جَمَعَ بِالنّاسِ وَ بَلَغَ أَبَاهُ كَلَامُهُ فَلَمّا انصَرَفَ إِلَي أَبِيهِ ع نَظَرَ إِلَيهِ فَمَا مَلَكَ عَبرَتَهُ أَن سَالَت عَلَي خَدّيهِ ثُمّ استَدنَاهُ إِلَيهِ فَقَبّلَ بَينَ عَينَيهِ وَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

180- مع ،[معاني‌ الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن سُفيَانَ الحرَيِريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَزَوّرِ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ لَمّا أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِنَ البَصرَةِ تَلَقّاهُ أَشرَافُ النّاسِ فَهَنّوهُ وَ قَالُوا إِنّا نَرجُو أَن يَكُونَ هَذَا الأَمرُ فِيكُم وَ لَا يُنَازِعَكُم فِيهِ أَحَدٌ أَبَداً فَقَالَ هَيهَاتَ فِي كَلَامٍ لَهُ أَنّي ذَلِكَ وَ لِمَا تَرمُونَ بِالصّلعَاءِ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا الصّلعَاءُ قَالَ يُؤخَذُ أَموَالُكُم قَهراً فَلَا تَمنَعُونَ[ فَلَا تَمتَنِعُونَ]

بيان قال في النهاية الصلعاء الأرض التي‌ لاتنبت و في حديث عائشة أنها قالت لمعاوية حين ادعي زيادا ركبت الصليعاء أي الداهية والأمر الشديد أوالسوءة الشنيعة البارزة المكشوفة

181-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي الصيّرفَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِن مُرَادٍ قَالَكُنتُ وَاقِفاً عَلَي رَأسِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَومَ البَصرَةِ إِذ أَتَاهُ ابنُ عَبّاسٍ بَعدَ القِتَالِ فَقَالَ إِنّ لِي إِلَيكَ حَاجَةً فَقَالَ ع مَا أعَرفَنَيِ‌ بِالحَاجَةِ التّيِ‌ جِئتَ فِيهَا تَطلُبُ الأَمَانَ لِابنِ الحَكَمِ قَالَ نَعَم أُرِيدُ أَن تُؤمِنَهُ قَالَ آمَنتُهُ


صفحه : 230

وَ لَكِنِ اذهَب إِلَيهِ وَ جئِنيِ‌ بِهِ وَ لَا تجَئِنيِ‌ بِهِ إِلّا رَدِيفاً فَإِنّهُ أَذَلّ لَهُ فَجَاءَ بِهِ ابنُ عَبّاسٍ رِدفاً خَلفَهُ فَكَأَنّهُ قِردٌ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَ تُبَايِعُ قَالَ نَعَم وَ فِي النّفسِ مَا فِيهَا قَالَ اللّهُ أَعلَمُ بِمَا فِي القُلُوبِ فَلَمّا بَسَطَ يَدَهُ لِيُبَايِعَهُ أَخَذَ كَفّهُ عَن كَفّ مَروَانَ فَتَرّهَا فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا إِنّهَا كَفّ يَهُودِيّةٌ لَو باَيعَنَيِ‌ بِيَدِهِ عِشرِينَ مَرّةً لَنَكَثَ بِاستِهِ ثُمّ قَالَ هِيهِ يَا ابنَ الحَكَمِ خِفتَ عَلَي رَأسِكَ أَن تَقَعَ فِي هَذِهِ المَعمَعَةِ كَلّا وَ اللّهِ حَتّي يَخرُجَ مِن صُلبِكَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ يَسُومُونَ هَذِهِ الأُمّةَ خَسفاً وَ يَسقُونَهُ كَأساً مُصَبّرَةً

بيان قوله فترها كذا في أكثر النسخ بالتاء والراء المهملة قال الفيروزآبادي‌ في القاموس تر العظم يتر ويتر علي زنة يمد ويفر ترا وترورا بان وانقطع وقطع كأتر وتر عن بلده تباعد والتترتر التزلزل والتقلقل وترتروا السكران حركوه وزعزعوه واستنكهوه حتي يوجد منه الريح . و في بعض النسخ فنثرها بالنون والثاء المثلثة أي نفضها و في بعضها بالنون والتاء المثناة من النتر و هوالجذب بقوة و قال في القاموس يقال لشي‌ء يطرد هيه هيه بالكسر وهي‌ كلمة استزادة أيضا و في النهاية المعامع شدة الموت والجد في القتال والمعمعة في الأصل صوت الحريق والمعمعان شدة الحر

182-شا،[الإرشاد] وَ مِن كَلَامِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِالبَصرَةِ حِينَ ظَهَرَ عَلَي القَومِ بَعدَ حَمدِ اللّهِ تَعَالَي وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ ذُو رَحمَةٍ وَاسِعَةٍ وَ مَغفِرَةٍ دَائِمَةٍ وَ عَفوٍ جَمّ وَ عِقَابٍ أَلِيمٍ قَضَي أَنّ رَحمَتَهُ وَ مَغفِرَتَهُ وَ عَفوَهُ لِأَهلِ طَاعَتِهِ مِن خَلقِهِ وَ بِرَحمَتِهِ اهتَدَي


صفحه : 231

المُهتَدُونَ وَ قَضَي أَنّ نَقِمَتَهُ وَ سَطَوَاتِهِ وَ عِقَابَهُ عَلَي أَهلِ مَعصِيَتِهِ مِن خَلقِهِ وَ بَعدَ الهُدَي وَ البَيّنَاتِ مَا ضَلّ الضّالّونَ فَمَا ظَنّكُم يَا أَهلَ البَصرَةِ وَ قَد نَكَثتُم بيَعتَيِ‌ وَ ظَاهَرتُم عَلَيّ عدَوُيّ‌ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ نَظُنّ خَيراً وَ نَرَاكَ قَد ظَهَرتَ وَ قَدَرتَ فَإِن عَاقَبتَ فَقَدِ اجتَرَمنَا[ أي أذنبنا] ذَلِكَ وَ إِن عَفَوتَ فَالعَفوُ أَحَبّ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ قَد عَفَوتُ عَنكُم فَإِيّاكُم وَ الفِتنَةَ فَإِنّكُم أَوّلُ الرّعِيّةِ نَكَثَ البَيعَةَ وَ شَقّ عَصَا هَذِهِ الأُمّةِ قَالَ ثُمّ جَلَسَ لِلنّاسِ بَايَعُوهُ ثُمّ كَتَبَ ع بِالفَتحِ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ سَلَامٌ عَلَيكُم فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكُمُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ حَكَمٌ عَدلٌلا يُغَيّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيّرُوا ما بِأَنفُسِهِم وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدّ لَهُ وَ ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن والٍأُخبِرُكُم عَنّا وَ عَمّن سِرنَا إِلَيهِ مِن جُمُوعِ أَهلِ البَصرَةِ وَ مَن تَأَشّبَ إِلَيهِم مِن قُرَيشٍ وَ غَيرِهِم مَعَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ نَكثِهِم صَفقَةَ أَيمَانِهِم فَنَهَضتُ مِنَ المَدِينَةِ حِينَ انتَهَي إلِيَ‌ّ خَبَرُ مَن سَارَ إِلَيهَا وَ جَمَاعَتِهِم وَ مَا فَعَلُوا بعِاَملِيِ‌ عُثمَانَ بنِ حُنَيفٍ حَتّي قَدِمتُ ذَا قَارٍ فَبَعَثتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ وَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ قَيسَ بنَ سَعدٍ فَاستَنفَرتُكُم بِحَقّ اللّهِ وَ حَقّ رَسُولِهِ وَ حقَيّ‌ فَأَقبَلَ إلِيَ‌ّ إِخوَانُكُم سِرَاعاً حَتّي قَدِمُوا عَلَيّ فَسِرتُ بِهِم حَتّي نَزَلتُ ظَهرَ البَصرَةِ فَأَعذَرتُ بِالدّعَاءِ وَ قُمتُ بِالحُجّةِ وَ أَقَلتُ العَثرَةَ وَ الزّلّةَ مِن أَهلِ الرّدّةِ مِن قُرَيشٍ وَ غَيرِهِم وَ استَتَبتُهُم مِن نَكثِهِم بيَعتَيِ‌ وَ عَهدَ اللّهِ عَلَيهِم فَأَبَوا إِلّا قتِاَليِ‌ وَ قِتَالِ مَن معَيِ‌ وَ التمّاَديِ‌ فِي الغيَ‌ّ فَنَاهَضتُهُم بِالجِهَادِ فَقَتَلَ اللّهُ مَن قُتِلَ مِنهُم نَاكِثاً وَ وَلّي مَن وَلّي إِلَي مِصرِهِم وَ قُتِلَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ عَلَي نَكثِهِمَا وَ شِقَاقِهِمَا وَ كَانَتِ المَرأَةُ عَلَيهِم أَشأَمَ مِن نَاقَةِ الحِجرِ فَخَذَلُوا وَ أَدبَرُوا وَ تَقَطّعَت بِهِمُ


صفحه : 232

الأَسبَابُ فَلَمّا رَأَوا مَا حَلّ بِهِم سأَلَوُنيِ‌َ العَفوَ عَنهُم فَقَبِلتُ مِنهُم وَ غَمَدتُ السّيفَ عَنهُم وَ أَجرَيتُ الحَقّ وَ السّنّةَ فِيهِم وَ استَعمَلتُ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ عَلَي البَصرَةِ وَ أَنَا سَائِرٌ إِلَي الكُوفَةِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي وَ قَد بَعَثتُ إِلَيكُم زَحرَ بنَ قَيسٍ الجعُفيِ‌ّ لِتُسَائِلُوهُ فَيُخبِرَكُم عَنّا وَ عَنهُم وَ رَدّهِمُ الحَقّ عَلَينَا وَ رَدّ اللّهِ لَهُم وَ هُم كَارِهُونَ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

توضيح كلمة ما في قوله ع ماضل زائدة أومصدرية والأول أظهر وشق العصا مثل يضرب لتفريق الجماعة وأصله من أن الأعرابيين إذااجتمعا كانت لهما عصا واحدة فإذاتفرقا شقا العصا وأخذ كل منهما شقا منها. و قال الجوهري‌ تأشب القوم اختلطوا وائتشبوا أيضا يقال جاء فلان فيمن تأشب إليه أي انضم إليه و قال ناهضته أي قاومته وتناهض القوم في الحرب إذانهض كل فريق إلي صاحبه و قال فولي عنه أي أعرض وولي هاربا أي أدبر والحجر بالكسر منازل ثمود قال تعالي كَذّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلِينَ

183-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ قَالَخَطَبَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي هَذَا المِنبَرِ وَ ذَلِكَ بَعدَ مَا فَرَغَ مِن أَمرِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ عَائِشَةَ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِهِص ثُمّ قَالَ


صفحه : 233

أَيّهَا النّاسُ وَ اللّهِ مَا قَاتَلتُ هَؤُلَاءِ بِالأَمسِ إِلّا بِآيَةٍ تَرَكتُهَا فِي كِتَابِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد عَهِدَ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لِي يَا عَلِيّ لَتُقَاتِلَنّ الفِئَةَ البَاغِيَةَ وَ الفِئَةَ النّاكِثَةَ وَ الفِئَةَ المَارِقَةَ

184- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الشعّبيِ‌ّ قَالَ قَرَأَ عَبدُ اللّهِوَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم إِلَي آخِرِ الآيَةِ ثُمّ قَالَ مَا قُوتِلَ أَهلُهَا بَعدُ فَلَمّا كَانَ يَومُ الجَمَلِ قَرَأَهَا عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ مَا قُوتِلَ أَهلُهَا مُنذُ يَومَ نَزَلَت حَتّي كَانَ اليَومُ

185- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي عُثمَانَ مَولَي بنَيِ‌ أَقصَي قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ عذَرَنَيِ‌َ اللّهُ مِن طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ باَيعَاَنيِ‌ طَائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ ثُمّ نَكَثَا بيَعتَيِ‌ مِن غَيرِ حَدَثٍ أَحدَثتُهُ وَ اللّهِ مَا قُوتِلَ أَهلُ هَذِهِ الآيَةِ مُذ نَزَلَت حَتّي قَاتَلتُهُموَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمالآيَةَ

186-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ نُعمَانَ أبو[ أَبِي] جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَن سَلَامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا انقَضَتِ القِصّةُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ عَائِشَةَ بِالبَصرَةِ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الدّنيَا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ تَفتِنُ النّاسَ بِالشّهَوَاتِ وَ تُزَيّنُ لَهُم


صفحه : 234

بِعَاجِلِهَا وَ ايمُ اللّهِ إِنّهَا لَتَغُرّ مَن أَمّلَهَا وَ تُخلِفُ مَن رَجَاهَا وَ سَتُورِثُ غَداً أَقوَاماً النّدَامَةَ وَ الحَسرَةَ بِإِقبَالِهِم عَلَيهَا وَ تَنَافُسِهِم فِيهَا وَ حَسَدِهِم وَ بَغيِهِم عَلَي أَهلِ الدّينِ وَ الفَضلِ فِيهَا ظُلماً وَ عُدوَاناً وَ بَغياً وَ أَشَراً وَ بَطَراً وَ بِاللّهِ إِنّهُ مَا عَاشَ قَومٌ قَطّ فِي غَضَارَةٍ مِن كَرَامَةِ نِعَمِ اللّهِ فِي مَعَاشِ دُنيَا وَ لَا دَائِمِ تَقوَي فِي طَاعَةِ اللّهِ وَ الشّكرِ لِنِعَمِهِ فَأَزَالَ ذَلِكَ عَنهُم إِلّا مِن بَعدِ تَغيِيرٍ مِن أَنفُسِهِم وَ تَحوِيلٍ عَن طَاعَةِ اللّهِ وَ الحَادِثِ مِن ذُنُوبِهِم وَ قِلّةِ مُحَافَظَةٍ وَ تَركِ مُرَاقَبَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ تَهَاوُنٍ بِشُكرِ نِعَمِ اللّهِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُإِنّ اللّهَ لا يُغَيّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيّرُوا ما بِأَنفُسِهِم وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدّ لَهُ وَ ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن والٍ وَ لَو أَنّ أَهلَ المعَاَصيِ‌ وَ كَسَبَةَ الذّنُوبِ إِذَا هُم حُذّرُوا زَوَالَ نِعَمِ اللّهِ وَ حُلُولَ نَقِمَتِهِ وَ تَحوِيلَ عَافِيَتِهِ أَيقَنُوا أَنّ ذَلِكَ مِنَ اللّهِ جَلّ ذِكرُهُ بِمَا كَسَبَت أَيدِيهِم فَأَقلَعُوا وَ تَابُوا وَ فَزِعُوا إِلَي اللّهِ جَلّ ذِكرُهُ بِصِدقٍ مِن نِيّاتِهِم وَ إِقرَارٍ مِنهُم بِذُنُوبِهِم وَ إِسَاءَتِهِم لَصَفَحَ لَهُم عَن كُلّ ذَنبٍ وَ إِذاً لَأَقَالَهُم كُلّ عَثرَةٍ وَ لَرَدّ عَلَيهِم كُلّ كَرَامَةِ نِعَمِهِ ثُمّ أَعَادَ لَهُم مِن صَالِحِ أَمرِهِم وَ مِمّا كَانَ أَنعَمَ بِهِ عَلَيهِم كُلّ مَا زَالَ عَنهُم وَ أَفسَدَ عَلَيهِم فَاتّقُوا اللّهَ أَيّهَا النّاسُ حَقّ تُقَاتِهِ وَ استَشعِرُوا خَوفَ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ وَ أَخلِصُوا النّفسَ[اليَقِينَ] وَ تُوبُوا إِلَيهِ مِن قَبِيحِ مَا استَنفَرَكُمُ الشّيطَانُ مِن قِتَالِ ولَيِ‌ّ الأَمرِ وَ أَهلِ العِلمِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا تَعَاوَنتُم عَلَيهِ مِن تَفرِيقِ الجَمَاعَةِ وَ تَشَتّتِ الأَمرِ وَ فَسَادِ صَلَاحِ ذَاتِ البَينِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقبَلُ التّوبَةَوَ يَعفُوا عَنِ السّيّئاتِ وَ يَعلَمُ ما تَفعَلُونَ

187-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع قَالَهُ لِمَروَانَ بنِ حَكَمٍ بِالبَصرَةِ


صفحه : 235

قَالُوا أُخِذَ مَروَانُ بنُ حَكَمٍ أَسِيراً يَومَ الجَمَلِ فَاستَشفَعَ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَكَلّمَاهُ فِيهِ فَخَلّي سَبِيلَهُ فَقَالَا لَهُ يُبَايِعُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع أَ وَ لَم يبُاَيعِنيِ‌ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ لَا حَاجَةَ لِي فِي بَيعَتِهِ إِنّهَا كَفّ يَهُودِيّةٌ لَو باَيعَنَيِ‌ بِيَدِهِ لَغَدَرَ بِسَبّتِهِ أَمَا إِنّ لَهُ إِمرَةً كَلَعقَةِ الكَلبِ أَنفَهُ وَ هُوَ أَبُو الأَكبُشِ الأَربَعَةِ وَ سَتَلقَي الأُمّةُ مِنهُ وَ مِن وُلدِهِ يَوماً أَحمَرَ

إيضاح الحكم بن أبي العاص أبومروان هو ألذي طرده رسول الله ص وآواه عثمان كمامر والضمير في أنها يعود إلي الكف المفهوم من البيعة لجريان العادة بأن يضع المبايع كفه في كف المبتاع والنسبة إلي اليهود لشيوع الغدر فيهم والسبة بالفتح الاست أي لوبايع في الظاهر لغدر في الباطن وذكر السبة إهانة له والإمرة بالكسر مصدر كالإمارة وقيل اسم ولَعِقَه كسمعه لحسه والغرض قصر مدة إمارته وكانت تسعة أشهر وقيل ستة أشهر وقيل أربعة أشهر وعشرة أيام . والكبش بالفتح الحمل إذاخرجت رباعيته وكبش القوم رئيسهم وفسر الأكثر الكبش ببني‌ عبدالملك الوليد وسليمان ويزيد وهشام و لم يل الخلافة من بني‌ أمية و لا من غيرهم أربعة إخوة إلاهؤلاء وقيل هم بنو مروان لصلبه عبدالملك ألذي ولي‌ الخلافة و عبدالعزيز ألذي ولي‌ مصر وبشر ألذي ولي‌ العراق و محمد ألذي ولي‌ الجزيرة ولكل منهم آثار مشهورة. والولد بالتحريك مفرد وجمع واليوم الأحمر الشديد و في بعض النسخ موتا أحمر و هوكناية عن القتل

188- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِهِ قَالَ خَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالبَصرَةِ فَقَالَ


صفحه : 236

يَا جُندَ المَرأَةِ وَ يَا أَصحَابَ البَهِيمَةِ رَغَا فَأَجَبتُم وَ عُقِرَ فَانهَزَمتُم اللّهُ أَمَرَكُم بجِهِاَديِ‌أَم عَلَي اللّهِ تَفتَرُونَ ثُمّ قَالَ يَا بَصرَةُ أَيّ يَومٍ لَكِ لَو تَعلَمِينَ وَ أَيّ قَومٍ لَكِ لَو تَعلَمِينَ أَنّ لَكِ مِنَ المَاءِ يَوماً عَظِيماً بَلَاؤُهُ وَ ذَكَرَ كَلَاماً كَثِيراً

189- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع أَنتُمُ الأَنصَارُ عَلَي الحَقّ وَ الإِخوَانُ فِي الدّينِ وَ الجُنَنُ يَومَ البَأسِ وَ البِطَانَةُ دُونَ النّاسِ بِكُم أَضرِبُ المُدبِرَ وَ أَرجُو طَاعَةَ المُقبِلِ فأَعَيِنوُنيِ‌ بِمُنَاصَحَةٍ خَلِيّةٍ مِنَ الغِشّ سَلِيمَةٍ مِنَ الرّيبِ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَولَي النّاسِ بِالنّاسِ

بيان قال ابن أبي الحديد قاله للأنصار بعدفراغه من حرب الجمل ذكره المدائني‌ والواقدي‌ في كتابيهما. وبطانة الرجل خاصته وأصحاب سره والمدبر من أدبر وأعرض عن الحق قوله ع وأرجو أي من أقبل إلي‌ إذارأي أخلاقكم الحميدة أطاعني‌ بصميم قلبه ويمكن أن يراد بالمقبل من كان من شأنه الإقبال والطاعة

190-شا،[الإرشاد] مِن كَلَامِهِ ع حِينَ قُتِلَ طَلحَةُ وَ انفَضّ جَمعُ أَهلِ البَصرَةِ


صفحه : 237

بِنَا تَسَنّمتُمُ الشّرَفَ وَ بِنَا انفَجَرتُم عَنِ السّرَارِ وَ بِنَا اهتَدَيتُم فِي الظّلمَاءِ وُقِرَ سَمعٌ لَم يَفقَهِ الوَاعِيَةَ وَ كَيفَ يرُاَعيِ‌ النّبأَةَ مَن أَصَمّتهُ الصّيحَةُ رُبِطَ جَنَانٌ لَم يُفَارِقهُ الخَفَقَانُ وَ مَا زِلتُ أَنتَظِرُ بِكُم عَوَاقِبَ الغَدرِ وَ أَتَوَسّمُكُم بِحِليَةِ المُغتَرّينَ ستَرَنَيِ‌ عَنكُم جِلبَابُ الدّينِ وَ بَصّرَنِيكُم صِدقُ النّيّةِ أَقَمتُ لَكُمُ الحَقّ حَيثُ تَعرِفُونَ وَ لَا دَلِيلَ وَ تَحتَفِرُونَ وَ لَا تُمِيهُونَ اليَومَ أُنطِقُ لَكُمُ العَجمَاءَ ذَاتَ البَيَانِ عَزَبَ فَهمُ امر‌ِئٍ تَخَلّفَ عنَيّ‌ مَا شَكَكتُ فِي الحَقّ مُنذُ رَأَيتُهُ كَانَ بَنُو يَعقُوبَ عَلَي المَحَجّةِ العُظمَي حَتّي عَقّوا أَبَاهُم وَ بَاعُوا أَخَاهُم وَ بَعدَ الإِقرَارِ كَانَ تَوبَتُهُم وَ بِاستِغفَارِ أَبِيهِم وَ أَخِيهِم غُفِرَ لَهُم

بيان هذاالكلام رواه السيد الرضي‌ في النهج بأدني تغيير وأوله بنا اهتديتم في الظلماء وتسنمتم العلياء وبنا انفجرتم عن السرار وقر سمع . إلي قوله أقمت لكم علي سنن الحق في جواد المضلة حيث تلتقون و لادليل إلي قوله ماشككت في الحق مذ أريته لم يوجس موسي خيفة علي نفسه أشفق من غلبة الجهال ودول الضلال .اليوم تواقفنا علي سبيل الحق والباطل من وثق بماء لم يظمأ قوله وتسنمتم العليا أي ركبتم سنامها وسنام كل شيءأعلاه أي بتلك الهداية علي قدركم وبنا انفجرتم وروي‌ أفجرتم .


صفحه : 238

قال ابن أبي الحديد هونحو أغد البعير أي صرتم ذوي‌ فجر و عن للمجاوزة أي متنقلين عن السرار والسرار الليلة والليلتان يستتر فيهما القمر في آخر الشهر.أقول و علي الرواية الأخري لعل المعني انفجرتم انفجار العين من الأرض أوالصبح من الليل وقر سمع دعاء علي السمع ألذي لم يفقه كلام الداعي‌ إلي الله بالثقل والصمم كيف يراعي‌ النبأة أي من أصمته الصيحة القوية فإنه لم يسمع الصوت الضعيف والمعني من لم ينتفع بالمواعظ الجلية كيف ينتفع بالعبر الضعيفة ولعله كناية عن ضعف دعائه بالنسبة إلي دعاء الله ورسوله ص .ربط جنان دعاء للقلوب الخائفة الوجلة التي‌ لاتزال تخفق من خشية الله والإشفاق من عذابه بالسكينة والثبات والاطمئنان والتقدير ربط جنان نفسه و من روي بضم الراء فالمعني ربط الله جنانا كانت كذلك و هوأظهر. والخفقان بالتحريك التحرك والاضطراب مازلت أنتظر بكم الخطاب لبقية أصحاب الجمل أو مع المقتولين أوالأخير فقط. وإضافة عواقب الغدر بيانية أولامية والتوسم التفرس أي كنت أتفرس منكم أنكم ستغترون بالشبه الباطلة.سترني‌ عنكم جلباب الدين أي الدين حال بيني‌ وبينكم فلم تعرفوا ماأقوي عليه من الغلظة عليكم وقتلكم وسترني‌ من عين قلوبكم ماوقفني‌ عليه الدين من الرفق والشفقة وسحب ذيل العفو علي الجرائم . ويحتمل أن يكون المعني إظهاركم شعار الإسلام عصمكم مني‌ مع علمي‌ بنفاقكم فأجريتكم مجري المخلصين و هذاأنسب بما رواه بعضهم ستركم عني‌ وبصرنيكم صدق النية أي جعلني‌ بصيرا بكم إخلاصي‌ لله تعالي و به صارت مرآة نفسي‌ صافية كما قال النبي ص المؤمن ينظر بنور الله ذكره ابن ميثم والراوندي‌.


صفحه : 239

ويحتمل أن يكون المراد بصدق النية العلم الصادق الحاصل له ع بنفاقهم من العلامات كما قال تعالي فَلَعَرَفتَهُم بِسِيماهُم وَ لَتَعرِفَنّهُم فِي لَحنِ القَولِ أي أنزلكم منزلة المخلصين لظاهر إسلامكم مع علمي‌ واقعا بنفاقكم . و قال الراوندي‌ رحمه الله ويحتمل وجها آخر و هو أن يكون المعني إنما أخفي رتبتي‌ ومنزلتي‌ عليكم ما أنامتباطئة من التخلق بأخلاق الديانة و هو أنه لايعرفهم نفسه بمفاخرها ومآثرها فيكون من باب قوله إن هاهنا علما جما لوأصبت له حملة و علي هذا يكون معناه أنكم إن صدقت نياتكم ونظرتم بعين صحيحة وأنصفتموني‌ أبصرتم منزلتي‌.أقمت لكم علي سنن الحق أي قمت لكم علي جادة طريق الحق حيث يضل من تنكب عنه و لادليل غيري‌ وحيث تحتفرون الآبار لتحصيل الماء و لاتميهون أي لاتجدون ماء.اليوم أنطق لكم العجماء كني بالعجماء ذات البيان عن العبر الواضحة و ماحل بقوم فسقوا عن أمر ربهم وعما هوواضح من كمال فضله ع و عن حال الدين ومقتضي أوامر الله تعالي فإن هذه الأمور عجماء لانطق لها مقالا ذات البيات حالا و لمابينها ع وعرفهم مايقوله لسان حالها فكأنه ع أنطقها لهم . وقيل العجماء صفة لمحذوف أي الكلمات العجماء والمراد بها ما في هذه الخطبة من الرموز التي‌ لانطق لها مع أنها ذات بيان عندأولي‌ الألباب .عزب أي بعد ويحتمل الإخبار والدعاء وأوجس في نفسه خيفة أضمر.اليوم تواقفنا أي أناواقف علي سبيل الحق وأنتم علي الباطل و من وثق بماء لعل المراد من كان علي الحق وأيقن ذلك واعتمد علي ربه لايبالي‌ بما وقع عليه كما أن من وثق بماء لم يفزعه عطشه .


صفحه : 240

و قال الشارحون أي إن سكنتم إلي قولي‌ ووثقتم به كنتم أبعد عن الضلال وأقرب إلي اليقين . و قال القطب الراوندي‌ رحمه الله في شرحه علي هذه الخطبة من نهج البلاغة أخبرنا بهذه الخطبة جماعة عن جعفرالدوريستي‌ عن أبيه محمد بن العباس عن محمد بن علي بن موسي عن محمد بن علي الأسترآبادي‌ عن علي بن محمد بن سيار عن أبيه عن الحسن العسكري‌ عن آبائه عن أمير المؤمنين

191- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع خَاطَبَ بِهِ أَهلَ البَصرَةِ عَلَي جِهَةِ اقتِصَاصِ المَلَاحِمِ فَمَنِ استَطَاعَ عِندَ ذَلِكَ أَن يَعتَقِلَ نَفسَهُ عَلَي اللّهِ فَليَفعَل فَإِن أطَعَتمُوُنيِ‌ فإَنِيّ‌ حَامِلُكُم إِن شَاءَ اللّهُ عَلَي سَبِيلِ الجَنّةِ وَ إِن كَانَ ذَا مَشَقّةٍ شَدِيدَةٍ عَظِيمَةٍ وَ مَذَاقَةٍ مَرِيرَةٍ وَ أَمّا فُلَانَةُ فَأَدرَكَهَا رأَي‌ُ النّسَاءِ وَ ضِغنٌ غَلَا فِي صَدرِهَا كَمِرجَلِ القَينِ وَ لَو دُعِيَت لِتَنَالَ مِن غيَريِ‌ مَا أَتَت إلِيَ‌ّ لَم تَفعَل وَ لَهَا بَعدُ حُرمَتُهَا الأُولَي وَ الحِسَابُ عَلَي اللّهِ

وَ مِنهُسَبِيلٌ أَبلَجُ المِنهَاجِ أَنوَرُ السّرَاجِ فَبِالإِيمَانِ يُستَدَلّ عَلَي الصّالِحَاتِ وَ بِالصّالِحَاتِ يُستَدَلّ عَلَي الإِيمَانِ وَ بِالإِيمَانِ يُعمَرُ العِلمُ وَ بِالعِلمِ يُرهَبُ المَوتُ وَ بِالمَوتِ تُختَمُ الدّنيَا وَ بِالدّنيَا تُحرَزُ الآخِرَةُ


صفحه : 241

وَ إِنّ الخَلقَ لَا مَقصَرَ لَهُم عَنِ القِيَامَةِ مُرقِلِينَ فِي مِضمَارِهَا إِلَي الغَايَةِ القُصوَي

وَ مِنهُ قَد شَخَصُوا مِن مُستَقَرّ الأَجدَاثِ وَ صَارُوا إِلَي مَصَايِرِ الغَايَاتِ لِكُلّ دَارٍ أَهلُهَا لَا يَستَبدِلُونَ بِهَا وَ لَا يُنقَلُونَ عَنهَا وَ إِنّ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌َ عَنِ المُنكَرِ لَخُلُقَانِ مِن خُلُقِ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ إِنّهُمَا لَا يُقَرّبَانِ مِن أَجَلٍ وَ لَا يَنقُصَانِ مِن رِزقٍ وَ عَلَيكُم بِكِتَابِ اللّهِ فَإِنّهُ الحَبلُ المَتِينُ وَ النّورُ المُبِينُ وَ الشّفَاءُ النّافِعُ وَ الريّ‌ّ النّاقِعُ وَ العِصمَةُ لِلمُتَمَسّكِ وَ النّجَاةُ لِلمُتَعَلّقِ لَا يَعوَجّ فَيُقَامَ وَ لَا يَزِيغُ فَيُستَعتَبَ وَ لَا تُخلِقُهُ كَثرَةُ الرّدّ وَ وُلُوجُ السّمعِ مَن قَالَ بِهِ صَدَقَ وَ مَن عَمِلَ بِهِ سَبَقَ وَ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَخبِرنَا عَنِ الفِتنَةِ وَ هَل سَأَلتَ عَنهَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ ع لَمّا أَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ قَولَهُالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَعَلِمتُ أَنّ الفِتنَةَ لَا تَنزِلُ بِنَا وَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ أَظهُرِنَا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الفِتنَةُ التّيِ‌ أَخبَرَكَ اللّهُ بِهَا فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ أمُتّيِ‌ سَيُفتَنُونَ مِن بعَديِ‌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ وَ لَيسَ قَد قُلتَ لِي يَومَ أُحُدٍ حَيثُ استُشهِدَ مَنِ استُشهِدَ مِنَ المُسلِمِينَ وَ حِيزَت عنَيّ‌ الشّهَادَةُ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَيّ فَقُلتَ لِي أَبشِر فَإِنّ الشّهَادَةَ مِن وَرَائِكَ فَقَالَ لِي إِنّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ فَكَيفَ صَبرُكَ إِذَن فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ هَذَا مِن مَوَاطِنِ الصّبرِ وَ لَكِن مِن مَوَاطِنِ البُشرَي وَ الشّكرِ وَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ القَومَ سَيُفتَنُونَ بِأَموَالِهِم وَ يَمُنّونَ بِدِينِهِم عَلَي رَبّهِم وَ يَتَمَنّونَ رَحمَتَهُ وَ يَأمَنُونَ سَطوَتَهُ وَ يَستَحِلّونَ حَرَامَهُ بِالشّبُهَاتِ الكَاذِبَةِ وَ الأَهوَاءِ السّاهِيَةِ فَيَستَحِلّونَ الخَمرَ بِالنّبِيذِ وَ السّحتَ بِالهَدِيّةِ وَ الرّبَا بِالبَيعِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فبَأِيَ‌ّ المَنَازِلِ أُنزِلُهُم عِندَ ذَلِكَ أَ بِمَنزِلَةِ رِدّةٍ أَم بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ فَقَالَ بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ


صفحه : 242

بيان قوله ع أن يعتقل أي يحبس نفسه علي طاعة الله وفلانة كناية عن عائشة ولعله من السيد رضي‌ الله عنه تقية. قوله ع وضغن أي حقد و كان من أسباب حقدها لأمير المؤمنين ع سد النبي ص باب أبيها من المسجد وفتح بابه وبعثه ع بسورة براءة بعدأخذها من أبي بكر وإكرام رسول الله ص لفاطمة ع وحسدها عليها إلي غير ذلك من الأسباب المعلومة. والمرجل كمنبر القدر والقين الحداد أي كغليان قدر من حديد قوله ع من غيري‌ يعني‌ به عمر كماقيل أوالأعم و هوأظهر أي لو كان عمر أوأحد من أضرابه و لي الخلافة بعدقتل عثمان علي الوجه ألذي قتل عليه ونسب إليه أنه كان يحرض الناس علي قتله ودعيت إلي أن تخرج عليه في عصابة تثير فتنة وتنقض البيعة لم تفعل و هذابيان لحقدها له ع . والبلوج الإضاءة قوله ع لامقصر أي لامحبس و لاغاية لهم دونه مرقلين أي مسرعين قدشخصوا أي خرجوا والأجداث القبور والخلق بالضم وبضمتين السجية والطبع والمروءة والدين و الرجل إذاروي‌ من الماء فتغير لونه يقال له نقع قوله ع لايزيغ فيستعتب أي لايميل فيطلب منه الرجوع . والعتبي الرجوع والمراد بكثرة الرد الترديد في الألسنة. قوله ع لاتنزل بنا قال ابن أبي الحديد لقوله تعالي وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وحيزت عني‌ أي منعت والأهواء الساهية أي الغافلة قوله ع بمنزلة فتنة أي لايجري‌ عليهم في الظاهر أحكام الكفر و إن كانوا باطنا من أخبث الكفار.


صفحه : 243

أَقُولُ قَالَ ابنُ مِيثَمٍ وَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ هَذَا الخَبَرُ رَوَاهُ كَثِيرٌ مِنَ المُحَدّثِينَ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِي إِنّ اللّهَ كَتَبَ عَلَيكَ جِهَادَ المَفتُونِينَ كَمَا كَتَبَ عَلَيّ جِهَادَ المُشرِكِينَ قَالَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الفِتنَةُ التّيِ‌ كُتِبَ عَلَيّ فِيهَا الجِهَادُ قَالَ قَومٌ يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ هُم مُخَالِفُونَ لِلسّنّةِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَعَلَامَ أُقَاتِلُهُم وَ هُم يَشهَدُونَ كَمَا أَشهَدُ قَالَ عَلَي الإِحدَاثِ فِي الدّينِ وَ مُخَالَفَةِ الأَمرِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنتَ كُنتَ وعَدَتنَيِ‌ الشّهَادَةَ فَاسأَلِ اللّهَ أَنّ يُعَجّلَهَا لِي بَينَ يَدَيكَ قَالَ فَمَن يُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ أَمَا إنِيّ‌ قَد وَعَدتُكَ الشّهَادَةَ وَ سَتُستَشهَدُ تُضرَبُ عَلَي هَذِهِ فَتُخضَبُ هَذِهِ فَكَيفَ صَبرُكَ إِذاً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ هَذَا بِمَوطِنِ صَبرٍ هَذَا مَوطِنُ شُكرٍ قَالَ أَجَل أَصَبتَ فَأَعِدّ لِلخُصُومَةِ فَإِنّكَ تُخَاصَمُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَو بَيّنتَ لِي قَلِيلًا فَقَالَ إِنّ أمُتّيِ‌ سَتُفتَنُ مِن بعَديِ‌ فَتَتَأَوّلُ القُرآنَ وَ تَعمَلُ باِلرأّي‌ِ وَ تَستَحِلّ الخَمرَ بِالنّبِيذِ وَ السّحتَ بِالهَدِيّةِ وَ الرّبَا بِالبَيعِ وَ تُحَرّفُ الكِتَابَ عَن مَوَاضِعِهِ وَ تَغلِبُ كَلِمَةُ الضّلَالِ فَكُن حِلسَ بَيتِكَ حَتّي تُقَلّدَهَا فَإِذَا قُلّدتَهَا جَاشَت عَلَيكَ الصّدُورُ وَ قُلِبَت لَكَ الأُمُورُ فَقَاتِل حِينَئِذٍ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ فَلَيسَت حَالُهُمُ الثّانِيَةُ بِدُونِ حَالِهِمُ الأُولَي فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فبَأِيَ‌ّ المَنَازِلِ أُنزِلُ هَؤُلَاءِ المَفتُونِينَ أَ بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ أَم بِمَنزِلَةِ رِدّةٍ فَقَالَ أَنزِلهُم بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ يَعمَهُونَ فِيهَا إِلَي أَن يُدرِكَهُمُ العَدلُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يُدرِكُهُمُ العَدلُ مِنّا أَم مِن غَيرِنَا قَالَ بَل مِنّا فَبِنَا فَتَحَ اللّهُ وَ بِنَا يَختِمُ وَ بِنَا أَلّفَ بَينَ القُلُوبِ بَعدَ الفِتنَةِ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا وَهَبَ لَنَا مِن فَضلِهِ

.


صفحه : 244

بيان كن حلس أي ملازما له غيرمفارق بالخروج للقتال ودفع أهل الضلال والضمير في تقلدها وقلدتها علي المجهول فيهما راجع إلي الخلافة والإمارة والتقليد مأخوذ من عقد القلادة علي الاستعارة وتقليدهم إطاعتهم وتركهم العناد وجاش القدر بالهمز وغيره غلا وقلبت لك الأمور أي دبروا أنواع المكايد والحيل لدفعك

192- نهج ،[نهج البلاغة]قِيلَ إِنّ الحَارِثَ بنَ حَوطٍ أَتَاهُ ع فَقَالَ أَ ترَاَنيِ‌ أَظُنّ أَصحَابَ الجَمَلِ كَانُوا عَلَي ضَلَالَةٍ فَقَالَ يَا حَارِ إِنّكَ نَظَرتَ تَحتَكَ وَ لَم تَنظُر فَوقَكَ فَحِرتَ إِنّكَ لَم تَعرِفِ الحَقّ فَتَعرِفَ أَهلَهُ وَ لَم تَعرِفِ البَاطِلَ فَتَعرِفَ مَن أَتَاهُ فَقَالَ الحَارِثُ فإَنِيّ‌ أَعتَزِلُ مَعَ سَعدِ بنِ مَالِكٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ فَقَالَ إِنّ سَعداً وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ لَم يَنصُرَا الحَقّ وَ لَم يَخذُلَا البَاطِلَ

بيان نظرت تحتك أي نظرت في أعمال الناكثين بظاهر الإسلام الذين هم دونك في الرتبة لبغيهم علي إمام الحق فاغتررت بشبهتهم واقتديت بهم و لم تنظر إلي من هوفوقك و هوإمامك الواجب الطاعة و من تبعه من المهاجرين والأنصار و لاسمعت حكمهم بكون خصومهم علي الباطل فكان ذلك سبب حيرتك . ويحتمل أن يكون معني نظره تحته كناية عن نظره إلي باطل هؤلاء وشبههم المكتسبة عن محبة الدنيا ونظره فوقه كناية عن نظره إلي الحق وتلقيه من الله . أوالمعني نظرت إلي هذاالأمر ألذي يستولي‌ عليه فكرك و هوخطر قتال أهل القبلة و لم تنظر إلي الأمر العالي‌ ألذي هوفوق نظرك من وجوب قتالهم لبغيهم وفسادهم وخروجهم علي الإمام العادل


صفحه : 245

193- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع لَمّا أَظفَرَهُ اللّهُ بِأَصحَابِ الجَمَلِ وَ قَد قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ وَدِدتُ أَنّ أخَيِ‌ فُلَاناً كَانَ شَاهِدَنَا لِيَرَي مَا نَصَرَكَ اللّهُ بِهِ عَلَي أَعدَائِكَ فَقَالَ ع أَ هَوَي أَخِيكَ مَعَنَا قَالَ نَعَم قَالَ فَقَد شَهِدَنَا وَ لَقَد شَهِدَنَا فِي عَسكَرِنَا هَذَا قَومٌ فِي أَصلَابِ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ النّسَاءِ سَيَرعَفُ بِهِمُ الزّمَانُ وَ يَقوَي بِهِمُ الإِيمَانُ

بيان سيرعف بهم الزمان الرعاف الدم الخارج من أنف الإنسان والمعني سيخرجهم الزمان من العدم إلي الوجود و هذا من قبيل الإسناد إلي الظرف أوالشرط

194- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي ذَمّ البَصرَةِ وَ أَهلِهَا كُنتُم جُندَ المَرأَةِ وَ أَتبَاعَ البَهِيمَةِ رَغَا فَأَجَبتُم وَ عُقِرَ فَهَزَمتُم أَخلَاقُكُم رِقَاقٌ وَ عَهدُكُم شِقَاقٌ وَ دِينُكُم نِفَاقٌ وَ مَاؤُكُم زُعَاقٌ المُقِيمُ بَينَ أَظهُرِكُم مُرتَهَنٌ بِذَنبِهِ وَ الشّاخِصُ عَنكُم مُتَدَارَكٌ بِرَحمَةٍ مِن رَبّهِ كأَنَيّ‌ بِمَسجِدِكُم كَجُؤجُؤِ سَفِينَةٍ قَد بَعَثَ اللّهُ عَلَيهَا العَذَابَ مِن فَوقِهَا وَ مِن تَحتِهَا وَ غَرِقَ مَن فِي ضِمنِهَا

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَ ايمُ اللّهِ لَتَغرَقَنّ بَلدَتُكُم حَتّي كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي مَسجِدِهَا كَجُؤجُؤِ سَفِينَةٍ أَو نَعَامَةٍ جَاثِمَةٍ


صفحه : 246

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي كَجُؤجُؤِ طَيرٍ فِي لُجّةِ بَحرٍ أَرضُكُم قَرِيبَةٌ مِنَ المَاءِ بَعِيدَةٌ مِنَ السّمَاءِ خُفّفَت عُقُولُكُم وَ سَفِهَت حُلُومُكُم[أَحلَامُكُم]فَأَنتُم غَرَضٌ لَنَا بَل وَ أُكلَةٌ لِآكِلٍ وَ فَرِيسَةٌ لِصَائِدٍ[لِصَائِلٍ]

بيان إنما قال ع وأتباع البهيمة لأن جمل عائشة كان راية عسكر البصرة والرغا صوت الإبل قوله ع أخلاقكم دقاق قال ابن أبي الحديد الدق من كل شيءحقيره وصغيره يصفهم باللؤم و في الحديث أن رجلا قال يا رسول الله إني‌ أحب أن أنكح فلانة إلا أن في أخلاق أهلها دقة فقال له إياك وخضراء الدمن . والشقاق الخلاف والافتراق والزعاق المالح وسبب ملوحة مائهم قربهم من البحر وامتزاج مائه بمائهم .قيل ذكرها في معرض ذمهم لعله من سوء اختيارهم هذاالموضع أوكونها سببا لسوء المزاج والبلادة و غير ذلك كماتقوله الأطباء. قوله ع بين أظهركم أي بينكم علي وجه الاستظهار والاستناد إليكم و أماكونه مرتهنا بذنبه فلأن المقيم بينهم لابد و أن ينخرط في سلكهم ويكتسب من رذائل أخلاقهم فيكون موثقا بذنوبه أو أن كونه بينهم يجري‌ مجري العقوبة بذنبه والخارج من بينهم لحقه رحمة الله فوفقه لذلك . وجؤجؤ السفينة صدرها ويقال جثم الطائر جثوما و هوبمنزلة البرك للإبل . و قال ابن ميثم أماوقوع المخبر عنه فالمنقول أنها غرقت في أيام القادر بالله و في أيام القائم بالله غرقت بأجمعها وغرق من في ضمنها وخربت دورها و لم يبق إلامسجدها الجامع ثم . قال ويمكن أن يكون المراد بقربها من الماء وبعدها من السماء كون موضعها هابطا قريبا من البحر.


صفحه : 247

وقيل المراد ببعدها من السماء كونها بعيدة من دائرة معدل النهار فإن الإرصاد دلت علي أن أبعد موضع في المعمورة عن معدل النهار الأبلة قصبة البصرة. وقيل المراد من بعدها عن سماء الرحمة كونها مستعدة لنزول العذاب انتهي . ولعل مراده أنها أبعد بلاد العرب عن المعدل و إلافظاهر أن الأبلة ليست أبعد موضع في المعمورة والأبلة بضم الهمزة والباء وتشديد اللام المفتوحة إحدي الجنات الأربع وهي‌ الموضع ألذي فيه الدور والأبنية الآن . والسفه رذيلة مقابل الحلم والنابل ذو النبل والأكلة المأكول والفريسة مايفترسه السبع والصولة الحملة والوثبة

195- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي بَيَانِ بَعضِ شُئُونِ النّسَاءِ مَعَاشِرَ النّاسِ إِنّ النّسَاءَ نَوَاقِصُ الإِيمَانِ نَوَاقِصُ الحُظُوظِ نَوَاقِصُ العُقُولِ فَأَمّا نُقصَانُ إِيمَانِهِنّ فَقُعُودُهُنّ عَنِ الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ فِي أَيّامِ حَيضِهِنّ وَ أَمّا نُقصَانُ عُقُولِهِنّ فَشَهَادَةُ امرَأَتَينِ مِنهُنّ كَشَهَادَةِ الرّجُلِ الوَاحِدِ وَ أَمّا نُقصَانُ حُظُوظِهِنّ فَمَوَارِيثُهُنّ عَلَي الأَنصَافِ مِن مَوَارِيثِ الرّجَالِ فَاتّقُوا شِرَارَ النّسَاءِ وَ كُونُوا مِن خِيَارِهِنّ عَلَي حَذَرٍ وَ لَا تُطِيعُوهُنّ فِي المَعرُوفِ حَتّي لَا يَطمَعنَ فِي المُنكَرِ


صفحه : 248

توضيح الغرض ذم عائشة وتوبيخ من تبعها وإرشاد الناس إلي ترك طاعة النساء. ونقصان الإيمان بالقعود عن الصلاة والصيام لعله مبني‌ علي أن الأعمال أجزاء الإيمان وقعودهن و إن كان بأمر الله تعالي إلا أن سقوط التكليف لنوع من النقص فيهن وكذا الحال في الشهادة والميراث . وترك طاعتهن في المعروف إما بالعدول إلي فرد آخر منه أوفعله علي وجه يظهر أنه ليس لطاعتهن بل لكونه معروفا أوترك بعض المستحبات فيكون الترك حينئذ مستحبا كماورد تركها في بعض الأحوال كحال الملال

196- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع فِتَنٌ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ لَا تَقُومُ لَهَا قَائِمَةٌ وَ لَا تُرَدّ لَهَا رَايَةٌ تَأتِيكُم مَزمُومَةً مَرحُولَةً يَحفِزُهَا قَائِدُهَا وَ يَجهَدُهَا رَاكِبُهَا أَهلُهَا قَومٌ شَدِيدٌ كَلَبُهُم قَلِيلٌ سَلَبُهُم يُجَاهِدُهُم فِي اللّهِ قَومٌ أَذِلّةٌ عِندَ المُتَكَبّرِينَ فِي الأَرضِ مَجهُولُونَ وَ فِي السّمَاءِ مَعرُوفُونَ فَوَيلٌ لَكِ يَا بَصرَةُ عِندَ ذَلِكِ مِن جَيشٍ مِن نِقَمِ اللّهِ لَا رَهَجَ لَهُ وَ لَا حَسّ وَ سَيُبتَلَي أَهلُكِ بِالمَوتِ الأَحمَرِ وَ الجُوعِ الأَغبَرِ

إيضاح قطع الليل جمع قطع بالكسر و هوالظلمة قال تعالي فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللّيلِكذا ذكره ابن أبي الحديد ولعله سهو منه والظاهر أنه جمع قطعة. لاتقوم لها قائمة أي لاتنهض لحربها فئة ناهضة أوقائمة من قوائم الخيل أوقلعة أوبنية قائمة بل تنهدم يعني‌ لاسبيل إلي قتال أهلها. و لاترد لها راية أي لاتنهزم راية من رايات تلك الفتنة بل تكون


صفحه : 249

غالبة دائما أو لاترجع لحربها راية من الرايات التي‌ هربت عنها مزمومة مرحولة عليها زمام ورحل أي تامة الأدوات يدفعها قائدها والحفز السوق الشديد ويجهدها أي يحمل عليها في السير فوق طاقتها قليل سلبهم أي ماسلبوه من الخصم أي همتهم القتل لاالسلب . وقيل إن هذه إشارة إلي صاحب الزنج وجيشه . و فيه أن الذين جاهدوهم لم يكونوا علي الأوصاف المذكورة إلا أن يقال لشقاوة الطرف الآخر أمدهم الله بالملائكة و هوبعيد. وقيل إشارة إلي ملحمة أخري في آخر الزمان لم تأت بعد و هوقريب والرهج الغبار. قال ابن أبي الحديد كني بهذا الجيش عن طاعون يصيبهم حتي يبيدهم . و قال ابن ميثم إشارة إلي فتنة الزنج وظاهر أنه لم يكن لهم غبار و لاأصوات إذ لم يكونوا أهل خيل و لاقعقعة لجم فإذن لارهج لهم و لاحس . و قال ابن أبي الحديد الموت الأحمر كناية عن الوباء والجوع الأغبر كناية عن المحل والحمرة كناية عن الشدة ووصف الجوع بالأغبر لأن الجائع يري الآفاق كأن عليها غبرة وظلاما. وقيل الموت الأحمر إشارة إلي قتلهم بالسيف . و قال ابن ميثم أقول قدفسره ع بهلاكهم من قبل الغرق كماسيأتي‌


صفحه : 250

197- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامِهِ ع فِيمَا يُخبِرُ بِهِ عَنِ المَلَاحِمِ بِالبَصرَةِ يَا أَحنَفُ كأَنَيّ‌ بِهِ وَ قَد سَارَ بِالجَيشِ ألّذِي لَا يَكُونُ لَهُ غُبَارٌ وَ لَا لَجَبٌ وَ لَا قَعقَعَةُ لُجُمٍ وَ لَا حَمحَمَةُ خَيلٍ يُثِيرُونَ الأَرضَ بِأَقدَامِهِم كَأَنّهَا أَقدَامُ النّعَامِ

قال الرضي‌ رحمه الله يومي‌ بذلك إلي صاحب الزنج

ثُمّ قَالَ ع وَيلٌ لِسِكَكِكُمُ العَامِرَةِ وَ الدّورِ المُزَخرَفَةِ التّيِ‌ لَهَا أَجنِحَةٌ كَأَجنِحَةِ النّسُورِ وَ خَرَاطِيمُ كَخَرَاطِيمِ الفِيَلَةِ مِن أُولَئِكَ الّذِينَ لَا يُندَبُ قَتِيلُهُم وَ لَا يُفقَدُ غَائِبُهُم أَنَا كَابّ الدّنيَا لِوَجهِهَا وَ قَادِرُهَا بِقَدرِهَا وَ نَاظِرُهَا بِعَينِهَا

وَ مِنهُيوُميِ‌ ع بِهِ إِلَي وَصفِ الأَترَاكِ كأَنَيّ‌ أَرَاهُم قَوماً كَأَنّ وُجُوهَهُمُ المَجَانّ المُطرَقَةُ[المُطَرّقَةُ]يَلبَسُونَ السّرَقَ وَ الدّيبَاجَ وَ يَعتَقِبُونَ الخَيلَ العِتَاقَ وَ يَكُونُ هُنَاكَ استِحرَارُ قَتلٍ حَتّي يمَشيِ‌َ المَجرُوحُ عَلَي المَقتُولِ وَ يَكُونَ المُفلِتُ أَقَلّ مِنَ المَأسُورِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ لَقَد أُعطِيتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عِلمَ الغَيبِ فَضَحِكَ ع وَ قَالَ لِلرّجُلِ وَ كَانَ كَلبِيّاً يَا أَخَا كَلبٍ لَيسَ هُوَ بِعِلمِ غَيبٍ وَ إِنّمَا هُوَ تَعَلّمٌ مِن ذيِ‌ عِلمٍ وَ إِنّمَا عِلمُ الغَيبِ عِلمُ السّاعَةِ وَ مَا عَدّدَهُ اللّهُ سُبحَانَهُ بِقَولِهِإِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِالآيَةَ فَيَعلَمُ سُبحَانَهُ مَا فِي الأَرحَامِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَي وَ قَبِيحٍ أَو جَمِيلٍ وَ سخَيِ‌ّ أَو بَخِيلٍ وَ شقَيِ‌ّ أَو سَعِيدٍ وَ مَن يَكُونُ فِي النّارِ حَطَباً أَو فِي الجِنَانِ لِلنّبِيّينَ مُرَافِقاً


صفحه : 251

فَهَذَا عِلمُ الغَيبِ ألّذِي لَا يَعلَمُهُ أَحَدٌ إِلّا اللّهُ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ فَعِلمٌ عَلّمَهُ اللّهُ نَبِيّهُ فَعَلّمَنِيهِ وَ دَعَا لِي بِأَن يَعِيَهُ صدَريِ‌ وَ تَضطَمّ عَلَيهِ جوَاَنحِيِ‌

بيان الملحمة الوقعة العظيمة في الفتنة والقتال واللجب الصوت . والقعقعة حكاية صوت السلاح ونحوه والحمحمة صوت الفرس دون الصهيل . قوله يثيرون الأرض أي التراب لأن أقدامهم في الخشونة كحوافر الخيل كذا قيل . و فيه أنه لايلائم قوله ع لا يكون له غبار ولعله كناية عن شدة وطئهم الأرض أويقال مع ذلك ليس غبارهم كالغبار ألذي يثار من الحوافر و لماكانت أقدام الزنج في الأغلب قصارا عراضا منتشرة الصدر مفرجات الأصابع أشبهت أقدام النعام في تلك الأوصاف والسكك جمع سكة بالكسر وهي‌ الزقاق والطريق المستوي‌ والطريقة المصطفة من النخل والمزخرفة المزينة المموهة بالزخرف و هوالذهب وأجنحة الدور التي‌ شبهها بأجنحة النسور رواشنها و مايعمل من الأخشاب والبواري‌ بارزة عن السقوف لوقاية الحيطان وغيرها عن الأمطار وشعاع الشمس وخراطيمها ميازيبها التي‌ تطلي بالقار يكون نحوا من خمسة أذرع أوأزيد تدلي من السطوح حفظا للحيطان والفيلة كغينة جمع الفيل . و أما قوله ع لايندب قتيلهم قيل إنه وصف لهم بشدة البأس والحرص علي القتال وأنهم لايبالون بالموت . وقيل لأنهم كانوا عبيدا غرباء لم يكن لهم أهل وولد ممن عادتهم الندبة وافتقاد الغائب . وقيل لايفقد غائبهم وصف لهم بالكرة و أنه إذاقتل منهم قتيل سد مسده غيره .


صفحه : 252

قوله أناكاب الدنيا يقال كببت فلانا علي وجهه أي تركته و لم ألتفت إليه . وقيل إنه كناية عن العلم ببواطنها وأسرارها كمايقال غلبت الأمر ظهرا لبطن . و قوله ع وقادرها بقدرها أي معامل لها بمقدارها وناظرها بعينها أي ناظر إليها بعين العبرة وانظر إليها نظرا يليق بهافيكون كالتفسير لقوله ع وقادرها بقدرها وحكي‌ عن عيسي ع أنه كان يقول أنا ألذي كببت الدنيا علي وجهها ليس لي زوجة تموت و لابيت يخرب وسادتي‌ الحجر وفراشي‌ المدر وسراجي‌ القمر.أقول سيأتي‌ شرح باقي‌ الخطبة مع سائر أخبار الآتية في بابه

198-الكَافِيَةُ فِي إِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ، عَن أَبِي مِخنَفٍ لُوطِ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَاصِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بَشِيرٍ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَوَرَدَ كِتَابُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مَعَ عُمَرَ بنِ سَلَمَةَ الأرجي‌[الأرَحبَيِ‌ّ] إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ فَكَبّرَ النّاسُ تَكبِيرَةً سَمِعَهَا عَامّةُ النّاسِ وَ اجتَمَعُوا لَهَا فِي المَسجِدِ وَ نوُديِ‌َ الصّلَاةَ جَمعاً فَلَم يَتَخَلّف أَحَدٌ وَ قَرَأَ الكِتَابَ فَكَانَ فِيهِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي قَرَظَةَ بنِ كَعبٍ وَ مَن قِبَلَهُ مِنَ المُسلِمِينَ سَلَامٌ عَلَيكُم فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكُمُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّا لَقِينَا القَومَ النّاكِثِينَ لِبَيعَتِنَا وَ المُفَارِقِينَ لِجَمَاعَتِنَا البَاغِينَ عَلَينَا فِي أُمّتِنَا فَحَجَجنَاهُم فَحَاكَمنَاهُم إِلَي اللّهِ فَأَدَالَنَا عَلَيهِم فَقُتِلَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ قَد


صفحه : 253

تَقَدّمتُ إِلَيهِمَا بِالمَعذِرَةِ وَ أَقبَلتُ إِلَيهِمَا بِالنّصِيحَةِ وَ استَشهَدتُ عَلَيهِمَا صُلَحَاءَ الأُمّةِ فَمَا أَطَاعَا المُرشِدِينَ وَ لَا أَجَابَا النّاصِحِينَ وَ لَاذَ أَهلُ البغَي‌ِ بِعَائِشَةَ فَقُتِلَ حَولَهَا مِن أَهلِ البَصرَةِ عَالَمٌ جَسِيمٌ وَ ضَرَبَ اللّهُ وَجهَ بَقِيّتِهِم فَأَدبَرُوا فَمَا كَانَت نَاقَةُ الحِجرِ بِأَشأَمَ عَلَيهِم مِنهَا عَلَي أَهلِ ذَلِكَ المِصرِ مَعَ مَا جَاءَت بِهِ مِنَ الحُوبِ الكَبِيرِ فِي مَعصِيَتِهَا رَبّهَا وَ نَبِيّهَا وَ اغتِرَارِهَا فِي تَفرِيقِ المُسلِمِينَ وَ سَفكِ دِمَاءِ المُؤمِنِينَ بِلَا بَيّنَةٍ وَ لَا مَعذِرَةٍ وَ لَا حُجّةٍ ظَاهِرَةٍ فَلَمّا هَزَمَهُمُ اللّهُ أَمَرتُ أَن لَا يُتبَعَ مُدبِرٌ وَ لَا يُجَازَ[ وَ لَا يُجهَزَ] عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا يُكشَفَ عَورَةٌ وَ لَا يُهتَكَ سِترٌ وَ لَا يُدخَلَ دَارٌ إِلّا بِإِذنٍ وَ آمَنتُ النّاسَ وَ قَدِ استُشهِدَ مِنّا رِجَالٌ صَالِحُونَ ضَاعَفَ اللّهُ حَسَنَاتِهِم وَ رَفَعَ دَرَجَاتِهِم وَ أَثَابَهُم ثَوَابَ الصّادِقِينَ الصّابِرِينَ وَ جَزَاكُمُ اللّهُ مِن أَهلِ مِصرٍ عَن أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم أَحسَنَ جَزَاءِ العَامِلِينَ بِطَاعَتِهِ وَ الشّاكِرِينَ لِنِعمَتِهِ فَقَد سَمِعتُم وَ أَطَعتُم وَ أَجَبتُم إِذَا دُعِيتُم فَنِعمَ الإِخوَانُ وَ الأَعوَانُ عَلَي الحَقّ أَنتُم وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ كَتَبَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتّ وَ ثَلَاثِينَ

199-أَقُولُ رَوَي كَمَالُ الدّينِ بنُ مِيثَمٍ البحَراَنيِ‌ّ مُرسَلًا أَنّهُ لَمّا فَرَغَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مِن أَمرِ الحَربِ لِأَهلِ الجَمَلِ أَمَرَ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ فِي أَهلِ البَصرَةِ أَنّ الصّلَاةَ الجَامِعَةَ لِثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن غَدٍ إِن شَاءَ اللّهُ وَ لَا عُذرَ لِمَن تَخَلّفَ إِلّا مِن حُجّةٍ أَو عِلّةٍ فَلَا تَجعَلُوا عَلَي أَنفُسِكُم سَبِيلًا


صفحه : 254

فَلَمّا كَانَ اليَومُ ألّذِي اجتَمَعُوا فِيهِ خَرَجَ ع فَصَلّي بِالنّاسِ الغَدَاةَ فِي المَسجِدِ الجَامِعِ فَلَمّا قَضَي صَلَاتَهُ قَامَ فَأَسنَدَ ظَهرَهُ إِلَي حَائِطِ القِبلَةِ عَن يَمِينِ المُصَلّي فَخَطَبَ النّاسَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص وَ استَغفَرَ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ المُسلِمِينَ وَ المُسلِمَاتِ ثُمّ قَالَ يَا أَهلَ البَصرَةِ يَا أَهلَ المُؤتَفِكَةِ وَ ائتَفَكَت بِأَهلِهَا ثَلَاثاً وَ عَلَي اللّهِ تَمَامُ الرّابِعَةِ يَا جُندَ المَرأَةِ وَ أَعوَانَ البَهِيمَةِ رَغَا فَأَجَبتُم وَ عُقِرَ فَانهَزَمتُم أَخلَاقُكُم دِقَاقٌ وَ دِينُكُم نِفَاقٌ وَ مَاؤُكُم زُعَاقٌ بِلَادُكُم أَنتَنُ بِلَادِ اللّهِ تُربَةً وَ أَبعَدُهَا مِنَ السّمَاءِ بِهَا تِسعَةُ أَعشَارِ الشّرّ المُحتَبَسُ فِيهَا بِذَنبِهِ وَ الخَارِجُ مِنهَا بِعَفوِ اللّهِ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي قَريَتِكُم هَذِهِ وَ قَد طَبّقَهَا المَاءُ حَتّي مَا يُرَي مِنهَا إِلّا شُرَفُ المَسجِدِ كَأَنّهُ جُؤجُؤُ طَيرٍ فِي لُجّةِ بَحرٍ فَقَامَ إِلَيهِ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ يَا أَبَا بَحرٍ إِنّكَ لَن تُدرِكَ ذَلِكَ الزّمَانَ وَ إِنّ بَينَكَ وَ بَينَهُ لَقُرُوناً وَ لَكِن لِيَبلُغِ الشّاهِدُ مِنكُمُ الغَائِبَ عَنكُم لكِيَ‌ يَبلُغُوا إِخوَانَهُم إِذَا هُم رَأَوُا البَصرَةَ قَد تَحَوّلَت أَخصَاصُهَا دُوراً وَ آجَامُهَا قُصُوراً فَالهَرَبَ الهَرَبَ فَإِنّهُ لَا بَصِيرَةَ[بَصرَةَ]لَكُم يَومَئِذٍ ثُمّ التَفَتَ عَن يَمِينِهِ فَقَالَ كَم بَينَكُم وَ بَينَ الأُبُلّةِ فَقَالَ لَهُ المُنذِرُ بنُ الجَارُودِ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ أَربَعَةُ فَرَاسِخَ قَالَ لَهُ صَدَقتَ فَوَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداًص وَ أَكرَمَهُ بِالنّبُوّةِ وَ خَصّهُ بِالرّسَالَةِ وَ عَجّلَ بِرُوحِهِ إِلَي الجَنّةِ لَقَد سَمِعتُ مِنهُ كَمَا تَسمَعُونَ منِيّ‌ أَن قَالَ لِي يَا عَلِيّ هَل عَلِمتَ أَنّ بَينَ التّيِ‌ تُسَمّي البَصرَةَ وَ التّيِ‌ تُسَمّي الأُبُلّةَ أَربَعَةَ فَرَاسِخَ وَ سَيَكُونُ التّيِ‌ تُسَمّي الأُبُلّةَ مَوضِعَ أَصحَابِ العُشُورِ وَ يُقتَلُ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ مِن أمُتّيِ‌ سَبعُونَ أَلفاً شَهِيدُهُم يَومَئِذٍ بِمَنزِلَةِ شُهَدَاءِ بَدرٍ فَقَالَ لَهُ المُنذِرُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَن يَقتُلُهُم فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ قَالَ


صفحه : 255

يَقتُلُهُم إِخوَانُ الجِنّ وَ هُم جِيلٌ كَأَنّهُمُ الشّيَاطِينُ سُودٌ أَلوَانُهُم مُنتِنَةٌ أَروَاحُهُم شَدِيدٌ كَلَبُهُم قَلِيلٌ سَلَبُهُم طُوبَي لِمَن قَتَلَهُم وَ طُوبَي لِمَن قَتَلُوهُ يَنفِرُ لِجِهَادِهِم فِي ذَلِكَ الزّمَانِ قَومٌ هُم أَذِلّةٌ عِندَ المُتَكَبّرِينَ مِن أَهلِ الزّمَانِ مَجهُولُونَ فِي الأَرضِ مَعرُوفُونَ فِي السّمَاءِ تبَكيِ‌ السّمَاءُ عَلَيهِم وَ سُكّانُهَا وَ الأَرضُ وَ سُكّانُهَا ثُمّ هَمَلَت عَينَاهُ بِالبُكَاءِ ثُمّ قَالَ وَيحَكِ يَا بَصرَةُ وَيلَكِ يَا بَصرَةُ مِن جَيشٍ لَا رَهَجَ لَهُ وَ لَا حَسّ فَقَالَ لَهُ المُنذِرُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا ألّذِي يُصِيبُهُم مِن قَبلِ الغَرَقِ مِمّا ذَكَرتَ وَ مَا الوَيحُ وَ مَا الوَيلُ فَقَالَ هُمَا بَابَانِ فَالوَيحُ بَابُ الرّحمَةِ وَ الوَيلُ بَابَ العَذَابِ يَا ابنَ الجَارُودِ نَعَم تَارَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنهَا عُصبَةٌ تَقتُلُ بَعضُهَا بَعضاً وَ مِنهَا فِتنَةٌ تَكُونُ بِهَا إِخرَابُ مَنَازِلَ وَ خَرَابُ دِيَارٍ وَ انتِهَاكُ أَموَالٍ وَ قَتلُ رِجَالٍ وَ سِبَاءُ نِسَاءٍ يُذبَحنَ ذَبحاً يَا وَيلٌ أَمرُهُنّ حَدِيثٌ عَجِيبٌ مِنهَا أَن يَستَحِلّ بِهَا الدّجّالُ الأَكبَرُ الأَعوَرُ المَمسُوخُ العَينُ اليُمنَي وَ الأُخرَي كَأَنّهَا مَمزُوجَةٌ بِالدّمِ لَكَأَنّهَا فِي الحُمرَةِ عَلَقَةٌ ناَتيِ‌ الحَدَقَةِ كَهَيئَةِ حَبّةِ العِنَبِ الطّافِيَةِ عَلَي المَاءِ فَيَتّبِعُهُ مِن أَهلِهَا عِدّةُ مَن قُتِلَ بِالأُبُلّةِ مِنَ الشّهَدَاءِ أَنَاجِيلُهُم فِي صُدُورِهِم يُقتَلُ مَن يُقتَلُ وَ يَهرُبُ مَن يَهرُبُ ثُمّ رَجَفَ ثُمّ قَذَفَ ثُمّ خُسِفَ ثُمّ مُسِخَ ثُمّ الجُوعُ الأَغبَرُ ثُمّ المَوتُ الأَحمَرُ وَ هُوَ الغَرَقُ يَا مُنذِرُ إِنّ لِلبَصرَةِ ثَلَاثَةَ أَسمَاءٍ سِوَي البَصرَةِ فِي الزّبُرِ الأُوَلِ لَا يَعلَمُهَا إِلّا العُلَمَاءُ مِنهَا الخُرَيبَةُ وَ مِنهَا تَدمُرُ وَ مِنهَا المُؤتَفِكَةُ يَا مُنذِرُ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَو أَشَاءُ لَأَخبَرتُكُم بِخَرَابِ العَرَصَاتِ عَرصَةً عَرصَةً مَتَي تُخرَبُ وَ مَتَي تُعمَرُ بَعدَ خَرَابِهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِنّ عنِديِ‌ مِن ذَلِكَ عِلماً جَمّاً وَ إِن تسَألَوُنيِ‌ تجَدِوُنيِ‌ بِهِ عَالِماً لَا أُخطِئُ مِنهُ


صفحه : 256

عَلَماً وَ لَا دَافِئاً[دَافِناً] وَ لَقَدِ استُودِعتُ عِلمَ القُرُونِ الأُولَي وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ يَا أَهلَ البَصرَةِ إِنّ اللّهَ لَم يَجعَل لِأَحَدٍ مِن أَمصَارِ المُسلِمِينَ خُطّةَ شَرَفٍ وَ لَا كَرَمٍ إِلّا وَ قَد جَعَلَ فِيكُم أَفضَلَ ذَلِكَ وَ زَادَكُم مِن فَضلِهِ بِمَنّهِ مَا لَيسَ لَهُم أَنتُم أَقوَمُ النّاسِ قِبلَةً قِبلَتُكُم عَلَي المَقَامِ حَيثُ يَقُومُ الإِمَامُ بِمَكّةَ وَ قَارِؤُكُم أَقرَأُ النّاسِ وَ زَاهِدُكُم أَزهَدُ النّاسِ وَ عَابِدُكُم أَعبَدُ النّاسِ وَ تَاجِرُكُم أَتجَرُ النّاسِ وَ أَصدَقُهُم فِي تِجَارَتِهِ وَ مُتَصَدّقُكُم أَكرَمُ النّاسِ صَدَقَةً وَ غَنِيّكُم أَشَدّ النّاسِ بَذلًا وَ تَوَاضُعاً وَ شَرِيفُكُم أَحسَنُ النّاسِ خُلُقاً وَ أَنتُم أَكرَمُ النّاسِ جِوَاراً وَ أَقَلّهُم تَكَلّفاً لِمَا لَا يَعنِيهِ وَ أَحرَصُهُم عَلَي الصّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ ثَمَرَتُكُم أَكثَرُ الثّمَارِ وَ أَموَالُكُم أَكثَرُ الأَموَالِ وَ صِغَارُكُم أَكيَسُ الأَولَادِ وَ نِسَاؤُكُم أَقنَعُ النّسَاءِ وَ أَحسَنُهُنّ تَبَعّلًا سَخّرَ لَكُمُ المَاءَ يَغدُو عَلَيكُم وَ يَرُوحُ صَلَاحاً لِمَعَاشِكُم وَ البَحرَ سَبَباً لِكَثرَةِ أَموَالِكُم فَلَو صَبَرتُم وَ استَقَمتُم لَكَانَت شَجَرَةُ طُوبَي لَكُم مَقِيلًا وَ ظِلّا ظَلِيلًا[ و] غَيرَ أَنّ حُكمَ اللّهِ فِيكُم مَاضٍ وَ قَضَاءَهُ نَافِذٌ لَا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ يَقُولُ اللّهُوَ إِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكُوها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ أَو مُعَذّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الكِتابِ مَسطُوراً وَ أُقسِمُ لَكُم يَا أَهلَ البَصرَةِ مَا ألّذِي ابتَدَأتُكُم بِهِ مِنَ التّوبِيخِ إِلّا تَذكِيرٌ وَ مَوعِظَةٌ لِمَا بَعدُ لكِيَ‌ لَا تَسَرّعُوا إِلَي الوُثُوبِ فِي مِثلِ ألّذِي وَثَبتُم وَ قَد قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِوَ ذَكّر فَإِنّ الذّكري تَنفَعُ المُؤمِنِينَ وَ لَا ألّذِي


صفحه : 257

ذَكَرتُ فِيكُم مِنَ المَدحِ وَ التّطرِيَةِ بَعدَ التّذكِيرِ وَ المَوعِظَةِ رَهبَةٌ منِيّ‌ لَكُم وَ لَا رَغبَةٌ فِي شَيءٍ مِمّا قِبَلَكُم فإَنِيّ‌ لَا أُرِيدُ المُقَامَ بَينَ أَظهُرِكُم إِن شَاءَ اللّهُ لِأُمُورٍ تحَضرُنُيِ‌ قَد يلَزمَنُيِ‌ القِيَامُ بِهَا فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ اللّهِ لَا عُذرَ لِي فِي تَركِهَا وَ لَا عِلمَ لَكُم بشِيَ‌ءٍ مِنهَا حَتّي يَقَعَ مِمّا أُرِيدُ أَن أَخُوضَهَا مُقبِلًا وَ مُدبِراً فَمَن أَرَادَ أَن يَأخُذَ بِنَصِيبِهِ مِنهَا فَليَفعَل فلَعَمَريِ‌ إِنّهُ لَلجِهَادُ الصاّفيِ‌ صَفّاهُ لَنَا كِتَابُ اللّهِ وَ لَا ألّذِي أَرَدتُ بِهِ مِن ذِكرِ بِلَادِكُم مَوجِدَةٌ منِيّ‌ عَلَيكُم لِمَا شاَققَتمُوُنيِ‌ غَيرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِي يَوماً وَ لَيسَ مَعَهُ غيَريِ‌ إِنّ جَبرَئِيلَ الرّوحَ الأَمِينَ حمَلَنَيِ‌ عَلَي مَنكِبِهِ الأَيمَنِ حَتّي أرَاَنيِ‌ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا وَ أعَطاَنيِ‌ أَقَالِيدَهَا وَ علَمّنَيِ‌ مَا فِيهَا وَ مَا قَد كَانَ عَلَي ظَهرِهَا وَ مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لَم يَكبُر ذَلِكَ عَلَيّ كَمَا لَم يَكبُر عَلَي أَبِي آدَمَ عَلّمَهُ الأَسمَاءَ كُلّهَا وَ لَم يَعلَمهَا المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ وَ إنِيّ‌ رَأَيتُ بُقعَةً عَلَي شَاطِئِ البَحرِ تُسَمّي البَصرَةَ فَإِذَا هيِ‌َ أَبعَدُ الأَرضِ مِنَ السّمَاءِ وَ أَقرَبُهَا مِنَ المَاءِ وَ إِنّهَا لَأَسرَعُ الأَرضِ خَرَاباً وَ أَخشَنُهَا تُرَاباً وَ أَشَدّهَا عَذَاباً وَ لَقَد خُسِفَ بِهَا فِي القُرُونِ الخَالِيَةِ مِرَاراً وَ لَيَأتِيَنّ عَلَيهَا زَمَانٌ وَ إِنّ لَكُم يَا أَهلَ البَصرَةِ وَ مَا حَولَكُم مِنَ القُرَي مِنَ المَاءِ لَيَوماً عَظِيماً بَلَاؤُهُ وَ إنِيّ‌ لَأَعرِفُ مَوضِعَ مُنفَجَرِهِ مِن قَريَتِكُم هَذِهِ ثُمّ أُمُورٌ قَبلَ ذَلِكَ تَدهَمُكُم أَخفَيتُ عَنكُم وَ عَلِمنَاهُ فَمَن خَرَجَ مِنهَا عِندَ دُنُوّ غَرَقِهَا فَبِرَحمَةٍ مِنَ اللّهِ سَبَقَت لَهُ وَ مَن بقَيِ‌َ فِيهَا غَيرَ مُرَابِطٍ بِهَا فَبِذَنبِهِ وَ مَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ مِن أَهلِ الجَمَاعَةِ وَ مِن أَهلِ الفُرقَةِ وَ مِن أَهلِ البِدعَةِ وَ مِن أَهلِ السّنّةِ فَقَالَ إِذَا سأَلَتنَيِ‌ فَافهَم عنَيّ‌ وَ لَا عَلَيكَ أَن لَا تَسأَلَ أَحَداً بعَديِ‌ أَمّا أَهلُ الجَمَاعَةِ فَأَنَا وَ مَنِ اتبّعَنَيِ‌ وَ إِن قَلّوا وَ ذَلِكَ الحَقّ عَن أَمرِ اللّهِ وَ أَمرِ رَسُولِهِص وَ أَمّا أَهلُ الفُرقَةِ فَالمُخَالِفُونَ لِي وَ لِمَنِ اتبّعَنَيِ‌ وَ إِن كَثُرُوا


صفحه : 258

وَ أَمّا أَهلُ السّنّةِ فَالمُستَمسِكُونَ بِمَا سَنّهُ اللّهُ لَهُم وَ رَسُولُهُ وَ إِن قَلّوا وَ أَمّا أَهلُ البِدعَةِ فَالمُخَالِفُونَ لِأَمرِ اللّهِ وَ لِكِتَابِهِ وَ رَسُولِهِ العَامِلُونَ بِرَأيِهِم وَ أَهوَائِهِم وَ إِن كَثُرُوا وَ قَد مَضَي الفَوجُ الأَوّلُ وَ بَقِيَت أَفوَاجٌ وَ عَلَي اللّهِ قَصمُهَا وَ استِيصَالُهَا عَن جَدَدِ الأَرضِ وَ بِاللّهِ التّوفِيقُ

تبيين أقول ذكر ابن ميثم رحمه الله هذه الخطبة متفرقة فجمعنا ماوجدنا منها في كتابه ولنوضح بعض فقراتها قوله ع لثلاثة أيام أي الصلاة التي‌ يلزمكم حضورها بأمير المؤمنين بعدثلاثة أيام من غد واللام للاختصاص . قال الشيخ الرضي‌ رضي‌ الله عنه الاختصاص علي ثلاثة أضرب إما أن يختص الفعل بالزمان لوقوعه فيه نحو كتبت لغرة كذا. أويختص به لوقوعه بعده نحو لليلة خلت . أويختص به لوقوعه قبله نحو لليلة بقيت و ذلك بحسب القرينة انتهي . والكلام إخبار في معني الأمر أي احضروا جميعا للصلاة يوم كذا والصلاة الموعودة هي‌ غداة الرابع .


صفحه : 259

والمؤتفكة المنقلبة إما حقيقة أوكناية عن الغرق كمامر و قدطبقها الماء أي غطاها وعمها. والأحنف بالمهملة هو ألذي كان معتزلا عن الفريقين يوم الجمل ويكني أبابحر بالباء الموحدة والحاء المهملة واسمه الضحاك بن قيس من تميم . والأخصاص جمع خص بالضم بيت يعمل من الخشب والقصب . والأبلة بضم الهمزة والباء وتشديد اللام الموضع ألذي به اليوم مدينة البصرة و كان من قراها وبساتينها يومئذ وكانوا يعدونه إحدي الجنات الأربع و في الأبلة اليوم موضع العشارين حسب ماأخبر به أمير المؤمنين ع . والجيل بالكسر الصنف من الناس وقيل كل قوم يختصون بلغة فهم جيل . والأرواح جمع ريح أي الرائحة والكلب بالتحريك الشر والأذي وشبه جنون يعرض للإنسان من عض الكلب . والسلب بالتحريك مايأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها ينفر لجهادهم أي يخرج إلي قتالهم وهملت عينه كنصرت وضربت أي فاضت بالدمع . والرهج بالتحريك الغبار والحس بالكسر وكذلك الحسيس الصوت الخفي‌ وكأنه إشارة إلي خروج صاحب الزنج و كان جيشه مشاة حفاة لم يكن لهم قعقعة لجم و لاحمحمة خيل والتارات جمع تارة أي مرات والمعني ترد عليهم فتن عظيمة مرة بعدأخري . والعصبة إما بالضم بمعني الجماعة أو ما بين العشرة إلي العشرين . وإما بالتحريك بمعني الأقرباء وعصبة الرجل بنوه وقرابته لأبيه


صفحه : 260

وانتهاك الأموال أخذها بما لايحل وسباء النساء بالكسر والمد أسرهن أن يستحل بهاالدجال أي يتخذها مسكنا وينزلها من حل بالمكان إذانزل ووصف الدجال بالأكبر يدل علي تعدد من يدعي‌ بالأباطيل كماروي‌ في بعض الأخبار والأعور ألذي ذهبت إحدي عينيه والعلقة بالتحريك القطعة من الدم الغليظ والناتي‌ المرتفع وطفا علي الماء يطفو إذاعلا و لم يرسب والرجف بالفتح الزلزلة والاضطراب والقذف الرمي‌ بالحجارة ونحوها والخسف الذهاب في الأرض وخسف المكان أن يغيب في الأرض . و هذاالخسف يحتمل أن يكون خسف جيش أوطائفة بالبصرة أوخسف مدينتهم وبعض مساكنهم وأماكنهم . ووصف الجوع بالأغبر إما لأن الجوع غالبا تكون في السنين المجدبة وسنو الجدب تسمي غبرا لاغبرار آفاقها من قلة الأمطار وأرضيها لعدم النبات . وإما لأن وجه الجائع يشبه الوجه المغبر. والمراد بالجوع الأغبر الجوع الكامل ألذي يظهر لكل أحد. والموت الأحمر فسره ع بالغرق ويعبر عنه غالبا عن القتل بالسيف وإراقة الدماء وبالأبيض عن الطاعون وسيأتي‌ التفسيران في الحديث عن الصادق ع . والزبر بضمتين جمع الزبور بالفتح و هوالكتاب فعول بمعني مفعول من الزبر بمعني الكتابة وتدمر من الدمار بمعني الهلاك والجم بالفتح الكثير والعلم بالتحريك الجبل والراية ودافن الأمر داخله وذكره في القاموس أي لاأخطئ منه ظاهرا و لاخفيا والخطة بالضم الأمر والقضية والكيس بالفتح خلاف الحمق والتبعل مصاحبة الزوجية. وغدو الماء ورواحه إليه كناية عن الجزر والمد في الوقتين فإن نهر البصرة والأنهار المقارنة له يمد في كل يوم وليلة مرتين ويدور في اليوم والليلة و لايخص وقتا كطلوع الشمس وغروبها وارتفاعها وانخفاضها ويسمي ذلك بالمد اليومي‌


صفحه : 261

و يكون المد عندزيادة نور القمر أشد ويسمي ذلك بالمد الشهري‌. وأشار هذه الفقرة إلي فائدة المد والجزر إذ لو كان الماء دائما علي حد النقصان و لم يصل إلي حد المد لماسقي‌ زرعهم ونخيلهم و لو كان دائما علي حد الزيادة لغرقت أراضيهم بأنهارهم و في نقص الأنهار بعدزيادتها فائدة غسل الأقذار وإزالة الخبائث عن شاطئها و فيهافوائد أخري كحركة السفن ونحوها. والمقيل موضع القائلة والظل والظليل القوي‌ الكامل و من عادة العرب وصف الشي‌ء بمثل لفظه للمبالغة. وقيل أي الظل الدائم ألذي لاتنسخه الشمس كما في الدنيا. وقيل أي الظل ألذي لاحر فيه و لابرد. ولعل المعني لوصبرتم واستقمتم علي منهاج الحق لكان ظل شجرة طوبي لكم مقيلا وظلا ظليلا. والتعقيب رد الشي‌ء بعدفصله و منه قولهم عقب العقاب علي صيده إذارد الكرور عليه بعدفصله منه وقيل المعقب ألذي يعقب الشي‌ء بالإبطال وغيره و منه قيل لصاحب الحق معقب لأنه يقفو غريمه بالاقتضاء. وفسر الكتاب في الآية باللوح المحفوظ والمسطور المكتوب . و في إيراد الآية نوع استرضاء لهم وتسكين لقلوبهم فإن البلية إذاعمت طابت . والتطرية المبالغة في المدح والشائع فيه الإطراء والمقام مصدر بمعني القيام . والخوض الدخول في الماء وخضت العمرة اقتحمتها والخوض في تلك الأمور مقبلا ومدبرا مبالغة في نفي‌ الاستنكاف عنها وتوطين النفس علي القيام بها. وصفاه لنا كتاب الله أي جعله خالصا من الشكوك والشوائب والآثام .


صفحه : 262

والموجدة بكسر الجيم الغضب والمشاقة والشقاق الخلاف والعداوة. والأقاليد جمع إقليد بالكسر و هوالمفتاح . قوله ع و لم يكبر ذلك علي أي قويت عليه أو لم أستعظمها من فعل ربي‌ والأول أظهر. والتنوين في زمان للتفخيم أي يأتي‌ عليها زمان شديد فظيع والظاهر أن القرية المشار إليها هي‌ الأبلة السابقة ذكرها وتدهمكم أي تفجأكم وتغشاكم والمرابطة الإرصاد لحفظ الثغر والقصم كسر الشي‌ء وإبانته والاستئصال قلع الشي‌ء وإزالته من أصله وجدد الأرض بالتحريك الأرض الصلبة المستوية و لايبعد أن يكون المراد هنا وجهها والمراد بالفوج الأول إما أصحاب الجمل أوالأعم منهم و من الخلفاء وأتباعهم

200- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حَفصٍ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُخَارِقٍ عَن هَاشِمِ بنِ مُسَاحِقٍ عَن أَبِيهِ أَنّهُ شَهِدَ يَومَ الجَمَلِ وَ أَنّ النّاسَ لَمّا انهَزَمُوا اجتَمَعَ هُوَ وَ نَفَرٌ مِن قُرَيشٍ فِيهِم مَروَانُ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ وَ اللّهِ لَقَد ظَلَمنَا هَذَا الرّجُلَ وَ نَكَثنَا بَيعَتَهُ عَلَي غَيرِ حَدَثٍ كَانَ مِنهُ ثُمّ لَقَد ظَهَرَ عَلَينَا فَمَا رَأَينَا رَجُلًا قَطّ كَانَ أَكرَمَ سِيرَةً وَ لَا أَحسَنَ عَفواً بَعدَ رَسُولِ اللّهِص مِنهُ فَتَعَالَوا فَلنَدخُل عَلَيهِ وَ لنَعتَذِر مِمّا صَنَعنَا قَالَ فَدَخَلنَا عَلَيهِ فَلَمّا


صفحه : 263

ذَهَبَ مُتَكَلّمُنَا يَتَكَلّمُ قَالَ أَنصِتُوا أَكفِكُم إِنّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنكُم فَإِن قُلتُ حَقّاً فصَدَقّوُنيِ‌ وَ إِن قُلتُ غَيرَ ذَلِكَ فَرُدّوهُ عَلَيّ ثُمّ قَالَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قُبِضَ وَ أَنَا أَولَي النّاسِ بِرَسُولِ اللّهِ وَ بِالنّاسِ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ فَبَايَعتُم أَبَا بَكرٍ وَ عَدَلتُم عنَيّ‌ فَبَايَعتُ أَبَا بَكرٍ كَمَا بَايَعتُمُوهُ وَ كَرِهتُ أَن أَشُقّ عَصَا المُسلِمِينَ وَ أَن أُفَرّقَ بَينَ جَمَاعَتِهِم ثُمّ إِنّ أَبَا بَكرٍ جَعَلَهَا لِعُمَرَ مِن بَعدِهِ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ أنَيّ‌ أَولَي النّاسِ بِرَسُولِ اللّهِص وَ بِالنّاسِ مِن بَعدِهِ فَبَايَعتُ عُمَرَ كَمَا بَايَعتُمُوهُ فَوَفَيتُ لَهُ بِبَيعَتِهِ وَ أَرِدَنّهُ عَلَي المَاءِ حَتّي لَمّا قُتِلَ جعَلَنَيِ‌ سَادِسَ سِتّةٍ فَدَخَلتُ فِيمَا أدَخلَنَيِ‌ وَ كَرِهتُ أَن أُفَرّقَ جَمَاعَةَ المُسلِمِينَ وَ أَشُقّ عَصَاهُم فَبَايَعتُم عُثمَانَ فَبَايَعتُهُ ثُمّ طَعَنتُم عَلَي عُثمَانَ فَقَتَلتُمُوهُ وَ أَنَا جَالِسٌ فِي بيَتيِ‌ ثُمّ أتَيَتمُوُنيِ‌ غَيرَ دَاعٍ لَكُم وَ لَا مُستَكرِهٍ لِأَحَدٍ مِنكُم فبَاَيعَتمُوُنيِ‌ كَمَا بَايَعتُم أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ فَمَا جَعَلَكُم أَحَقّ أَن تَفُوا لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ بِبَيعَتِهِم مِنكُم ببِيَعتَيِ‌ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كُن كَمَا قَالَ العَبدُ الصّالِحُلا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ فَقَالَ عَلِيّ ع كَذَلِكَ أَقُولُ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ مَعَ أَنّ فِيكُم رَجُلًا لَو باَيعَنَيِ‌ بِيَدِهِ لَنَكَثَ بِاستِهِ يعَنيِ‌ مَروَانَ


صفحه : 265

باب 5- باب أحوال عائشة بعدالجمل

201- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البخُاَريِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ المُتَوَكّلِ عَن سُلَيمَانَ بنِ أَبِي شَيخٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَكَمِ عَن عَوَانَةَ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ الجَمَلِ لِعَائِشَةَ كَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللّهِ بِكِ يَا حُمَيرَاءُ فَقَالَت لَهُ مَلَكتَ فَأَسجِح تعَنيِ‌ تَكَرّم

تأييد قال في النهاية الأسجح السهل و منه حديث عائشة قالت لعلي‌ ع يوم الجمل حين ظهر ملكت فأسجح أي قدرت فسهل وأحسن العفو و هومثل سائر


صفحه : 266

202- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الأسَلمَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ لَمّا انهَزَمَ أَهلُ البَصرَةِ أَمَرَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَن تَنزِلَ عَائِشَةُ قَصرَ ابنِ أَبِي خَلَفٍ فَلَمّا نَزَلَت جَاءَهَا عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ يَا أُمّه كَيفَ رَأَيتِ ضَربَ بَنِيكِ دُونَ دِينِهِم بِالسّيفِ فَقَالَتِ استَبصَرتَ يَا عَمّارُ مِن أَنّكَ غَلَبتَ فَقَالَ أَنَا أَشَدّ استِبصَاراً مِن ذَلِكِ أَمَ وَ اللّهِ لَو ضَرَبتُمُونَا حَتّي تَبلُغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمنَا أَنّا عَلَي الحَقّ وَ أَنّكُم عَلَي البَاطِلِ فَقَالَت لَهُ عَائِشَةُ هَكَذَا يُخَيّلُ إِلَيكَ اتّقِ اللّهَ يَا عَمّارُ فَإِنّ سِنّكَ قَد كَبِرَت وَ دَقّ عَظمُكَ وَ فنَيِ‌َ أَجَلُكَ وَ أَذهَبتَ دِينَكَ لِابنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ عَمّارٌ رَحِمَهُ اللّهُ إنِيّ‌ وَ اللّهِ اختَرتُ لنِفَسيِ‌ فِي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ فَرَأَيتُ عَلِيّاً أَقرَأَهُم لِكِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَعلَمَهُم بِتَأوِيلِهِ وَ أَشَدّهُم تَعظِيماً لِحُرمَتِهِ وَ أَعرَفَهُم بِالسّنّةِ مَعَ قَرَابَتِهِ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ عِظَمِ عَنَائِهِ وَ بَلَائِهِ فِي الإِسلَامِ فَسَكَتَت

203- ج ،[الإحتجاج ]رَوَي الواَقدِيِ‌ّ أَنّ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ لَمّا دَخَلَ عَلَي عَائِشَةَ قَالَ كَيفَ رَأَيتِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهَا يَا عَمّارُ اتّقِ اللّهَ أَذهَبتَ دِينَكَ لِابنِ أَبِي طَالِبٍ ع

بيان قال في مادة سعف من النهاية في حديث عمار لوضربونا حتي يبلغوا بنا سعفات هجر السعفات جمع سعفة بالتحريك وهي‌ أغصان النخيل وقيل إذايبست سميت سعفة و إذاكانت رطبة فهي‌ شطبة وإنما خص هجر للمباعدة في المسافة ولأنها موصوفة بكثرة النخل .


صفحه : 267

و قال الفيروزآبادي‌ في القاموس هجر محركة بلدة باليمن واسم لجميع أرض البحرين

204- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّ ابنَ عَبّاسٍ قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حِينَ أَبَت عَائِشَةُ مِنَ الرّجُوعِ دَعهَا فِي البَصرَةِ وَ لَا تُرَحّلهَا فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّهَا لَا تَألُو شَرّاً وَ لَكِن أَرُدّهَا إِلَي بَيتِهَا

بيان لاتألو شرا أي لاتقصر فيه 205- ج ،[الإحتجاج ]روي محمد بن إسحاق أن عائشة لماوصلت إلي المدينة راجعة من البصرة لم تزل تحرض الناس علي أمير المؤمنين وكتبت إلي معاوية و أهل الشام مع الأسود بن البختري‌ تحرضهم عليه ع بيان قال الجوهري‌ التحريض علي القتال الحث والإحماء عليه انتهي و في بعض النسخ ضبط لفظة تحرص بالمهملة في الموضعين

206- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّ عَمرَو بنَ العَاصِ قَالَ لِعَائِشَةَ لَوَدِدتُ أَنّكِ قُتِلتِ يَومَ الجَمَلِ فَقَالَت وَ لِمَ لَا أَبَا لَكَ قَالَ كُنتِ تَمُوتِينَ بِأَجَلِكِ وَ تَدخُلِينَ الجَنّةَ وَ نَجعَلُكِ أَكبَرَ التّشنِيعِ عَلَي عَلِيّ

207-ج ،[الإحتجاج ] فِي رِوَايَةِ سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ القَائِمِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ يَا مَولَانَا وَ ابنَ مَولَانَا روُيِ‌َ لَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص جَعَلَ طَلَاقَ نِسَائِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ حَتّي أَنّهُ بَعَثَ يَومَ الجَمَلِ رَسُولًا إِلَي عَائِشَةَ وَ قَالَ إِنّكِ أدَخلَتيِ‌ الهَلَاكَ عَلَي الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ بِالغِشّ ألّذِي حَصَلَ مِنكِ وَ أوَردَتيِ‌ أَولَادَكِ فِي مَوضِعِ الهَلَاكِ لِلجَهَالَةِ فَإِنِ امتَنَعتِ وَ إِلّا طَلّقتُكِ فَأَخبِرنَا يَا موَلاَي‌َ عَن مَعنَي الطّلَاقِ ألّذِي فَوّضَ حُكمَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ ع إِنّ اللّهَ تَقَدّسَ اسمُهُ عَظّمَ شَأنَ نِسَاءِ النّبِيّ فَخَصّهُنّ بِشَرَفِ الأُمّهَاتِ


صفحه : 268

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ هَذَا شَرَفٌ بَاقٍ مَا دُمنَ لِلّهِ عَلَي طَاعَةٍ فَأَيّتُهُنّ عَصَتِ اللّهَ بعَديِ‌ فِي الأَزوَاجِ بِالخُرُوجِ عَلَيكَ فَطَلّقهَا وَ أَسقِطهَا مِن شَرَفِ أُمّهَاتِ المُؤمِنِينَ

208- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابن الصلت عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف عن عبيد الله بن موسي عن جعفرالأحمر عن الشيباني‌ عن جميع بن عمير قال قالت عمتي‌ لعائشة و أناأسمع أنت مسيرك إلي علي ع ما كان قالت دعينا منك إنه ما كان من الرجال أحب إلي رسول الله من علي و لا من النساء أحب إليه من فاطمة ع

209-جا،[المجالس للمفيد]الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُستَورِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُنِيرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ وَزِيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ بنِ عَطَاءٍ مَولَي مُزَينَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ابنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ كَانَ اللّوَاءُ معَيِ‌ يَومَ الجَمَلِ وَ كَانَ أَكثَرُ القَتلَي فِي بنَيِ‌ ضَبّةَ فَلَمّا انهَزَمَ النّاسُ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مَعَهُ


صفحه : 269

عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا فَانتَهَي إِلَي الهَودَجِ وَ كَأَنّهُ شَوكُ القُنفُذِ مِمّا فِيهِ مِنَ النّبلِ فَضَرَبَهُ بِعَصًا ثُمّ قَالَ هِيهِ يَا حُمَيرَاءُ أَرَدتِ أَن تقَتلُيِنيِ‌ كَمَا قَتَلتِ ابنَ عَفّانَ أَ بِهَذَا أَمَرَكِ اللّهُ أَو عَهِدَ إِلَيكِ بِهِ رَسُولُ اللّهِص قَالَت مَلَكتَ فَأَسجِح فَقَالَ لِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ انظُر هَل نَالَهَا شَيءٌ مِنَ السّلَاحِ فَوَجَدَهَا قَد سَلِمَت لَم يَصِل إِلَيهَا إِلّا سَهمٌ خَرَقَ فِي ثَوبِهَا خَرقاً وَ خَدَشَهَا خَدشاً لَيسَ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ ابنُ أَبِي بَكرٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد سَلِمَت مِنَ السّلَاحِ إِلّا سَهماً خَلَصَ إِلَي ثَوبِهَا فَخَدَشَ مِنهُ شَيئاً فَقَالَ عَلِيّ ع احتَمِلهَا فَأَنزِلهَا دَارَ ابنِ أَبِي خَلَفٍ الخزُاَعيِ‌ّ ثُمّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ ينُاَديِ‌ لَا يُدَفّف عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا يُتبَع مُدبِرٌ وَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ

بيان قال الفيروزآبادي‌ في القاموس أدففته أجهزت عليه كدففته و منه داف ابن مسعود أباجهل يوم بدر

210-كش ،[رجال الكشي‌] جَعفَرُ بنُ مَعرُوفٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِيهِ عَن مُعَاذِ بنِ مَطَرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ بَعضُ أشَياَخيِ‌ قَالَ لَمّا هَزَمَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَصحَابَ الجَمَلِ بَعَثَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا إِلَي عَائِشَةَ يَأمُرُهَا بِتَعجِيلِ الرّحِيلِ وَ قِلّةِ العُرجَةِ[ أي الإقامة] قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَأَتَيتُهَا وَ هيِ‌َ فِي قَصرِ بنَيِ‌ خَلَفٍ فِي جَانِبِ البَصرَةِ قَالَ فَطَلَبتُ الإِذنَ عَلَيهَا فَلَم تَأذَن فَدَخَلتُ عَلَيهَا مِن غَيرِ إِذنِهَا فَإِذَا بَيتٌ قِفَارٌ لَم يُعَدّ لِي فِيهِ مَجلِسٌ فَإِذَا هيِ‌َ مِن وَرَاءِ سِترَينِ قَالَ فَضَرَبتُ ببِصَرَيِ‌ فَإِذَا فِي جَانِبِ البَيتِ رَحلٌ عَلَيهِ طِنفِسَةٌ قَالَ فَمَدَدتُ الطّنفِسَةَ فَجَلَستُ عَلَيهَا فَقَالَت مِن وَرَاءِ السّترِ يَا ابنَ عَبّاسٍ أَخطَأتَ السّنّةَ دَخَلتَ بَيتَنَا بِغَيرِ إِذنِنَا وَ جَلَستَ عَلَي مَتَاعِنَا بِغَيرِ إِذنِنَا فَقَالَ لَهَا ابنُ عَبّاسٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ نَحنُ أَولَي بِالسّنّةِ مِنكِ وَ نَحنُ عَلّمنَاكِ السّنّةَ وَ إِنّمَا بَيتُكِ ألّذِي خَلّفَكِ فِيهِ رَسُولُ اللّهِ فَخَرَجتِ مِنهُ


صفحه : 270

ظَالِمَةً لِنَفسِكِ غَاشّةً لِدِينِكِ عَاتِيَةً عَلَي رَبّكِ عَاصِيَةً لِرَسُولِ اللّهِ فَإِذَا رَجَعتِ إِلَي بَيتِكِ لَم نَدخُلهُ إِلّا بِإِذنِكِ وَ لَم نَجلِس عَلَي مَتَاعِكِ إِلّا بِأَمرِكِ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع بَعَثَ إِلَيكِ يَأمُرُكِ بِالرّحِيلِ إِلَي المَدِينَةِ وَ قِلّةِ العُرجَةِ فَقَالَت رَحِمَ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ذَلِكَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ هَذَا وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ إِن تَرَبّدَت فِيهِ وُجُوهٌ وَ رُغِمَت فِيهِ مَعَاطِسُ أَمَا وَ اللّهِ لَهُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَمَسّ بِرَسُولِ اللّهِ رَحِماً وَ أَقرَبُ قَرَابَةً وَ أَقدَمُ سَبقاً وَ أَكثَرُ عِلماً وَ أَعلَي مَنَاراً وَ أَكثَرُ آثَاراً مِن أَبِيكِ وَ مِن عُمَرَ فَقَالَت أَبَيتُ ذَلِكَ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ إِن كَانَ إِبَاؤُكِ فِيهِ لَقَصِيرَ المُدّةِ عَظِيمَ التّبِعَةِ ظَاهِرَ الشّومِ بَيّنَ النّكَدِ وَ مَا كَانَ إِبَاؤُكِ فِيهِ إِلّا حَلَبَ[حَلبَ]شَاةٍ حَتّي صِرتِ مَا تَأمُرِينَ وَ لَا تَنهَينَ وَ لَا تَرفَعِينَ وَ لَا تَضَعِينَ وَ مَا كَانَ مَثَلُكِ إِلّا كَمَثَلِ الحضَرمَيِ‌ّ بنِ نَجمَانَ أخَيِ‌ بنَيِ‌ أَسَدٍ حَيثُ يَقُولُ


مَا زَالَ إِهدَاءُ القَصَائِدِ بَينَنَا   شَتمَ الصّدِيقِ وَ كَثرَةَ الأَلقَابِ

حَتّي تَرَكتُهُم كَأَنّ قُلُوبَهُم   فِي كُلّ مَجمَعَةٍ طَنِينُ ذُبَابٍ

قَالَ فَأَرَاقَت دَمعَهَا وَ أَبدَت عَوِيلَهَا وَ تَبَدّا نَشِيجُهَا ثُمّ قَالَت أَخرُجُ وَ اللّهِ عَنكُم فَمَا فِي الأَرضِ بَلَدٌ أَبغَضَ إلِيَ‌ّ مِن بَلَدٍ تَكُونُونَ فِيهِ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ رَحِمَهُ اللّهُ فَلِمَ وَ اللّهِ مَا ذَا بَلَاءَنَا عِندَكِ وَ لَا بِصَنِيعِنَا إِلَيكِ إِنّا جَعَلنَاكِ لِلمُؤمِنِينَ أُمّاً وَ أَنتِ بِنتُ أُمّ رُومَانَ وَ جَعَلنَا أَبَاكِ صِدّيقاً وَ هُوَ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ حَامِلُ قِصَاعِ الوَدَكِ لِابنِ جُذعَانَ إِلَي أَضيَافِهِ فَقَالَت يَا ابنَ عَبّاسٍ تَمَنّونَ عَلَيّ بِرَسُولِ اللّهِ فَقَالَ وَ لِمَ لَا يُمَنّ عَلَيكِ بِمَن لَو كَانَ مِنكِ قُلَامَةٌ مِنهُ مَنَنتِنَا بِهِ وَ نَحنُ لَحمُهُ وَ دَمُهُ وَ مِنهُ وَ إِلَيهِ وَ مَا أَنتِ إِلّا حَشِيّتُهُ مِن تِسعِ حَشَايَا خَلّفَهُنّ بَعدَهُ لَستِ بِأَبيَضِهِنّ لَوناً وَ لَا بِأَحسَنِهِنّ وَجهاً وَ لَا بِأَرشَحِهِنّ عَرَقاً وَ لَا بِأَنضَرِهِنّ وَرَقاً وَ لَا بِأَطرَاهُنّ أَصلًا فَصِرتِ تَأمُرِينَ فَتُطَاعِينَ وَ تَدعِينَ فَتُجَابِينَ وَ مَا مَثَلُكِ إِلّا كَمَا قَالَ أَخُو بنَيِ‌ فِهرٍ


مَنَنتُ عَلَي قوُميِ‌ فَأَبدَوا عَدَاوَةً   فَقُلتُ لَهُم كُفّوا العَدَاوَةَ وَ الشّكرَا

فَفِيهِ رِضًا مِن مِثلِكُم لِصَدِيقِهِ   وَ أَحَجّ بِكُم أَن تَجمَعُوا البغَي‌َ وَ الكُفرَا

قَالَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ نَهَضتُ وَ أَتَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَأَخبَرتُهُ بِمَقَالَتِهَا وَ مَا رَدَدتُ عَلَيهَا


صفحه : 271

فَقَالَ أَنَا كُنتُ أَعلَمَ بِكَ حَيثُ بَعَثتُكَ

بيان رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج ورواه الشيخ المفيد رحمه الله في الكافية بسندين أحدهما من طريق العامة والآخر من طريق الخاصة باختلاف يسير في بعض الألفاظ. و قال الجوهري‌ التعريج علي الشي‌ء الإقامة عليه يقال عرج فلان علي المنزل إذاحبس مطيته عليه وأقام وكذلك التعرج ويقال ما لي عليه عرجة و لاتعريج و لاتعرج وأيضا قال الجوهري‌ القفر مفازة لانبات فيها و لاماء والجمع قِفَار يقال أرض قفر ومفازة قفر وقفرة أيضا والقَفَار بالفتح الخبز بلا أدم يقال أخذ خبزة قفارا. و قال الفيروزآبادي‌ الطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس واحدة الطنافس يقال للبسط والثياب والحصير من سعف عرضه ذراع . و قال الجوهري‌ تربد وجه فلان أي تغير من الغضب و قال المعطس مثال المجلس الأنف وربما جاء بفتح الطاء و قال نكد عيشهم بالكسر ينكد نكدا إذااشتد و رجل نكد أي عسر والعويل رفع الصوت بالبكاء ونشج الباكي‌ ينشج نشيجا إذاغص بالبكاء في حلقه من غيرانتحاب ونشج بصوته نشيجا ردده في صدره . قوله ماذا بلاءنا عندك كلمة مانافية أي ليس هذاجزاء نعمتنا عندك قوله مننتنا أي مننت علينا علي الحذف والإيصال و في بعض النسخ منيتنا من المنية بمعني الموت أي قتلتنا والحشية كمنية الفراش المحشو والجمع حشايا كني عن النساء والتعبير عنهن بالفرش شائع . قوله و لابأرشحهن بالشين المعجمة والحاء المهملة من الرشح و هونضح الماء و في بعض النسخ بالسين المهملة والخاء المعجمة من الرسوخ بمعني الثبات . قوله و لابأطراهن من الطراوة.


صفحه : 272

قوله وأحج بكم أي هوألزم لحجتكم و في بعض النسخ أحجي و هوأصوب أي أولي وأقرب إلي العقل والحجي

211- كشف ،[كشف الغمة] مِن رَبِيعِ الأَبرَارِ للِزمّخَشرَيِ‌ّ قَالَ قَالَ جَمِيعُ بنُ عُمَيرٍ دَخَلتُ عَلَي عَائِشَةَ فَقُلتُ مَن كَانَ أَحَبّ النّاسِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت فَاطِمَةُ ع قُلتُ إِنّمَا أَسأَلُكِ عَنِ الرّجَالِ قَالَت زَوجُهَا وَ مَا يَمنَعُهُ فَوَ اللّهِ إِن كَانَ لَصَوّاماً قَوّاماً وَ لَقَد سَالَت نَفسُ رَسُولِ اللّهِص فِي يَدِهِ فَرَدّهَا إِلَي فِيهِ فَقُلتُ فَمَا حَمَلَكِ عَلَي مَا كَانَ فَأَرسَلَت خِمَارَهَا عَلَي وَجهِهَا وَ بَكَت وَ قَالَت أَمرٌ قضُيِ‌َ عَلَيّ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ قِيلَ لَهَا قَبلَ مَوتِهَا أَ نَدفَنُكِ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت لَا إنِيّ‌ أَحدَثتُ بَعدَهُ

212-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَصبَغَ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ لَمّا هَزَمنَا أَهلَ البَصرَةِ جَاءَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع حَتّي استَنَدَ إِلَي حَائِطٍ مِن حِيطَانِ البَصرَةِ فَاجتَمَعنَا حَولَهُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ رَاكِبٌ وَ النّاسُ نُزُولٌ فَيَدعُو الرّجُلَ بِاسمِهِ فَيَأتِيهِ ثُمّ يَدعُو الرّجُلَ بِاسمِهِ فَيَأتِيهِ ثُمّ يَدعُو الرّجُلَ بِاسمِهِ فَيَأتِيهِ حَتّي وَافَاهُ مِنّا سِتّونَ شَيخاً كُلّهُم قَد صَغّرُوا اللّحَي وَ عَقَصُوهَا وَ أَكثَرُهُم يَومَئِذٍ مِن هَمدَانَ فَأَخَذَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طَرِيقاً مِن طُرُقِ البَصرَةِ وَ نَحنُ مَعَهُ وَ عَلَينَا الدّرعُ وَ المَغَافِرُ متُقَلَدّيِ‌ السّيُوفِ متُنَكَبّيِ‌ الأَترِسَةِ حَتّي انتَهَي إِلَي دَارٍ قَورَاءَ فَدَخَلنَا فَإِذَا فِيهَا نِسوَةٌ يَبكِينَ فَلَمّا رَأَينَهُ صِحنَ صَيحَةً وَاحِدَةً وَ قُلنَ هَذَا قَاتِلُ الأَحِبّةِ


صفحه : 273

فَأَمسَكَ عَنهُنّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَ أَينَ مَنزِلُ عَائِشَةَ فَأَومَأنَ إِلَي حُجرَةٍ فِي الدّارِ فَحَمَلنَا عَلِيّاً عَن دَابّتِهِ فَأَنزَلنَاهُ فَدَخَلَ عَلَيهَا فَلَم أَسمَع مِن قَولِ عَلِيّ شَيئاً إِلّا أَنّ عَائِشَةَ كَانَتِ امرَأَةً عَالِيَةَ الصّوتِ فَسَمِعنَا قَولَهَا كَهَيئَةِ المَعَاذِيرِ إنِيّ‌ لَم أَفعَل ثُمّ خَرَجَ عَلَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَحَمَلنَاهُ عَلَي دَابّتِهِ فَعَارَضَتهُ امرَأَةٌ مِن قِبَلِ الدّارِ فَقَالَ أَينَ صَفِيّةُ قَالَت لَبّيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَلَا تَكُفّينَ عنَيّ‌ هَؤُلَاءِ الكَلَبَاتِ التّيِ‌ يَزعُمنَ أنَيّ‌ قَاتِلُ الأَحِبّةِ لَو قَتَلتُ الأَحِبّةَ لَقَتَلتُ مَن فِي تِلكِ الدّارِ وَ أَومَي بِيَدِهِ إِلَي ثَلَاثِ حُجَرٍ فِي الدّارِ قَالَ فَضَرَبنَا بِأَيدِينَا عَلَي قَوَائِمِ السّيُوفِ وَ ضَرَبنَا بِأَبصَارِنَا إِلَي الحُجَرِ التّيِ‌ أَومَي إِلَيهَا فَوَ اللّهِ مَا بَقِيَت فِي الدّارِ بَاكِيَةٌ إِلّا سَكَنَت وَ لَا قَائِمَةٌ إِلّا جَلَسَت قُلتُ يَا أَبَا القَاسِمِ فَمَن كَانَ فِي تِلكَ الثّلَاثِ حُجَرٍ قَالَ أَمّا وَاحِدَةٌ فَكَانَ فِيهَا مَروَانُ بنُ الحَكَمِ جَرِيحاً وَ مَعَهُ شَبَابُ قُرَيشٍ جَرحَي وَ أَمّا الثّانِيَةُ فَكَانَ فِيهَا عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَيرِ وَ مَعَهُ آلُ الزّبَيرِ جَرحَي وَ أَمّا الثّالِثَةُ فَكَانَ فِيهَا رَئِيسُ أَهلِ البَصرَةِ يَدُورُ مَعَ عَائِشَةَ أَينَ مَا دَارَت قُلتُ يَا أَبَا القَاسِمِ هَؤُلَاءِ أَصحَابُ القَرحَةِ فَهَلّا مِلتُم عَلَيهِم بِهَذِهِ السّيُوفِ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ كَانَ أَعلَمَ مِنكَ وَسِعَهُم أَمَانُهُ إِنّا لَمّا هَزَمنَا القَومَ نَادَي مُنَادِيهِ لَا يُدَفّف عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا يُتبَع مُدبِرٌ وَ مَن أَلقَي سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ سُنّةٌ يُستَنّ بِهَا بَعدَ يَومِكُم هَذَا ثُمّ مَضَي وَ مَضَينَا مَعَهُ حَتّي انتَهَينَا إِلَي المُعَسكَرِ فَقَامَ إِلَيهِ نَاسٌ مِن أَصحَابِ النّبِيّص مِنهُم أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ قَيسُ بنُ سَعدٍ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ أَبُو لَيلَي فَقَالَ أَ لَا أُخبِرُكُم بِسَبعَةٍ هُم مِن أَفضَلِ الخَلقِ يَومَ يَجمَعُهُمُ اللّهُ تَعَالَي قَالَ أَبُو أَيّوبَ بَلَي وَ اللّهِ فَأَخبِرنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِنّكَ كُنتَ تَشهَدُ وَ نَغِيبُ قَالَ فَإِنّ أَفضَلَ الخَلقِ يَومَ يَجمَعُهُمُ اللّهُ تَعَالَي سَبعَةٌ مِن بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ لَا يُنكِرُ فَضلَهُم إِلّا كَافِرٌ وَ لَا يَجحَدُ إِلّا جَاحِدٌ قَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ مَا اسمُهُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَلِنَعرِفَنّهُم[لِنَعرِفَهُم]


صفحه : 274

قَالَ إِنّ أَفضَلَ النّاسِ يَومَ يَجمَعُ اللّهُ الخَلقَ وَ الرّسُلَ مُحَمّدٌ وَ إِنّ مِن أَفضَلِ الرّسُلِ مُحَمّداً عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ ثُمّ إِنّ أَفضَلَ كُلّ أُمّةٍ بَعدَ نَبِيّهَا وصَيِ‌ّ نَبِيّهَا حَتّي يُدرِكَهُ نبَيِ‌ّ وَ إِنّ أَفضَلَ الأَوصِيَاءِ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ عَلَيهِمَا الصّلَاةُ وَ السّلَامُ ثُمّ إِنّ أَفضَلَ النّاسِ بَعدَ الأَوصِيَاءِ الشّهَدَاءُ وَ إِنّ أَفضَلَ الشّهَدَاءِ حَمزَةُ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ذَا جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ لَم يُحَلّ بِحِليَتِهِ أَحَدٌ مِنَ الآدَمِيّينَ فِي الجَنّةِ شَيءٌ شَرّفَهُ اللّهُ بِهِ وَ السّبطَانِ الحَسَنَانِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ المهَديِ‌ّ يَجعَلُهُ اللّهُ مِن أَحَبّ مِنّا أَهلَ البَيتِ ثُمّ قَالَ أَبشِرُوا ثَلَاثاًمَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الفَضلُ مِنَ اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ عَلِيماً

بيان عقص الشعر ضفره وليه علي الرأس ذكره الجوهري‌ و قال تنكب القوس أي ألقاها علي منكبه و قال دار قَوراء واسعة

213-الكَافِيَةُ فِي إِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ، عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُروَةَ عَن ثَابِتٍ عَن أَبِيهِ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بَعَثَ إِلَي عَائِشَةَ مُحَمّداً أَخَاهَا رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ[ و] أَنِ ارتحَلِيِ‌ وَ ألَحقِيِ‌ بَيتَكِ ألّذِي تَرَكَكِ فِيهِ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَت وَ اللّهِ لَا أَرِيمُ عَن هَذَا البَلَدِ أَبَداً فَرَجَعَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَخبَرَاهُ بِقَولِهَا فَغَضِبَ ثُمّ رَدّهُمَا إِلَيهَا وَ بَعَثَ مَعَهُمَا الأَشتَرَ فَقَالَ وَ اللّهِ لِتَخرُجَنّ أَو لِتَحمِلَنّ احتِمَالًا ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَا مَعشَرَ عَبدِ القَيسِ اندُبُوا إِلَي


صفحه : 275

الحُرّةِ الخِيَرَةَ مِن نِسَائِكُم فَإِنّ هَذِهِ المَرأَةَ مِن نِسَائِكُم فَإِنّهَا قَد أَبَت أَن تَخرُجَ لِتَحمِلُوهَا احتِمَالًا فَلَمّا عَلِمَت بِذَلِكَ قَالَت لَهُم قُولُوا فلَيجُهَزّنيِ‌ فَأَتَوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ فَجَهّزَهَا وَ بَعَثَ مَعَهَا بِالنّسَاءِ

214- وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَبِيعٍ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو بَكرِ بنِ عَيّاشٍ عَن مِحصَنِ بنِ زِيَادٍ الضبّيّ‌ّ قَالَ سَمِعتُ الأَحنَفَ بنَ قَيسٍ يَقُولُ بَعَثَ عَلِيّ إِلَي عَائِشَةَ أَنِ ارجعِيِ‌ إِلَي الحِجَازِ فَقَالَت لَا أَفعَلُ فَقَالَ لَهَا لَئِن لَم تفَعلَيِ‌ لَأُرسِلَنّ إِلَيكِ نِسوَةً مِن بَكرِ بنِ وَائِلٍ بِسِفَارٍ[بِشِفَارٍ]حِدَادٍ يَأخُذنَكِ بِهَا قَالَ فَخَرَجَت حِينَئِذٍ

215- وَ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَشرَسَ العبَديِ‌ّ عَن عَبدِ الجَلِيلِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بَعَثَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللّهُ إِلَي عَائِشَةَ أَنِ ارتحَلِيِ‌ فَأَبَت عَلَيهِ فَبَعَثَ إِلَيهَا بِامرَأَتَينِ وَ امرَأَةٍ مِن رَبِيعَةَ مَعَهُنّ الإِبِلُ فَلَمّا رَأَتهُنّ ارتَحَلَت

216- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ نَصرٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ الأسَدَيِ‌ّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ دَخَلَ عَلَي عَائِشَةَ لَمّا أَبَتِ الخُرُوجَ فَقَالَ لَهَا يَا شُعَيرَاءُ ارتحَلِيِ‌ وَ إِلّا تَكَلّمتُ بِمَا تَعلَمِينَهُ فَقَالَت نَعَم أَرتَحِلُ فَجَهّزَهَا وَ أَرسَلَهَا وَ مَعَهَا أَربَعِينَ امرَأَةً مِن عَبدِ القَيسِ الحَدِيثَ بِطُولِهِ

217- وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ حَمّادٍ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الجَارُودِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ لِعَائِشَةَ ارجعِيِ‌ إِلَي بَيتِكِ ألّذِي تَرَكَكِ رَسُولُ اللّهِص وَ أَبُوكِ فِيهِ فَأَبَت فَقَالَ لَهَا ارجعِيِ‌ وَ إِلّا تَكَلّمتُ بِكَلِمَةٍ تَبرَئِينَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ رَسُولِهِ فَارتَحَلَت

218- وَ عَن مُطّلِبِ بنِ زِيَادٍ عَن كَثِيرٍ النّوّاءِ قَالَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ لِعَائِشَةَ السّلَامُ عَلَيكِ يَا أُمّه أَ لَسنَا وُلَاةَ بَعلِكِ أَ وَ لَيسَ قَد ضَرَبَ اللّهُ الحِجَابَ عَلَيكِ أَ وَ لَيسَ قَد أُوتِيتِ أَجرَكِ مَرّتَينِ قَالَت بَلَي قَالَ فَمَا أَخرَجَكِ عَلَينَا مَعَ منُاَفقِيِ‌ قُرَيشٍ قَالَت كَانَ قَدَراً يَا ابنَ عَبّاسٍ قَالَ وَ كَانَت أُمّنَا تُؤمِنُ بِالقَدَرِ


صفحه : 276

219- وَ عَن أَحمَدَ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَيّاشٍ عَن يَزِيدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِعَائِشَةَ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ لِمَ خَرَجتِ عَلَي عَلِيّ قَالَت لَهُ أَبُوكَ لِمَ تَزَوّجَ بِأُمّكَ قَدَراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ

220- وَ عَن فُضَيلِ بنِ مَرزُوقٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ كَانَت عَائِشَةُ إِذَا سُئِلَت عَن خُرُوجِهَا عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَت كَانَ شَيءٌ قَدّرَهُ اللّهُ عَلَيّ

221- البرُسيِ‌ّ فِي كِتَابِ مَشَارِقِ الأَنوَارِ قَالَ لَمّا قَدِمَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مِنَ الكُوفَةِ جَاءَتِ النّسوَةُ يُعَزّينَهُ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ دَخَلَت عَلَيهِ أَزوَاجُ النّبِيّص فَقَالَت عَائِشَةُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا فُقِدَ جَدّكَ إِلّا يَومَ فُقِدَ أَبُوكَ فَقَالَ لَهَا الحَسَنُ ع نَسِيتِ نَبشَكِ فِي بَيتِكِ لَيلًا بِغَيرِ قَبَسٍ بِحَدِيدَةٍ حَتّي ضَرَبَتِ الحَدِيدَةُ كَفّكِ فَصَارَت جُرحاً إِلَي الآنَ تَبغِينَ جِرَاراً خُضراً فِيهَا مَا جَمَعتِ مِن خِيَانَةٍ حَتّي أَخَذتِ مِنهَا أَربَعِينَ دِينَاراً عَدَداً لَا تَعلَمِينَ لَهَا وَزناً تفرقيها[تُفَرّقِينَهَا] فِي مبُغضِيِ‌ عَلِيّ مِن تَيمٍ وَ عدَيِ‌ّ قَد تَشَفّيتِ بِقَتلِهِ فَقَالَت قَد كَانَ ذَلِكَ


صفحه : 277

باب 6- باب نهي‌ الله تعالي ورسوله ص عائشة عن مقاتلة علي ع وإخبار النبي ص إياها بذلك

222- فس ،[تفسير القمي‌] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَن قَولِ اللّهِيا نِساءَ النّبِيّ مَن يَأتِ مِنكُنّ بِفاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ يُضاعَف لَهَا العَذابُ ضِعفَينِ قَالَ الفَاحِشَةُ الخُرُوجُ بِالسّيفِ

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب ذم عائشة وحفصة

223-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع فِي خَبَرِ الطّيرِ أَنّهُ جَاءَ عَلِيّ ع مَرّتَينِ فَرَدّتهُ عَائِشَةُ فَلَمّا دَخَلَ فِي الثّالِثَةِ وَ أُخبِرَ النّبِيّص بِهِ قَالَ النّبِيّص أَبَيتِ إِلّا أَن


صفحه : 278

يَكُونَ الأَمرُ هَكَذَا يَا حُمَيرَاءُ مَا حَمَلَكِ عَلَي هَذَا قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ اشتَهَيتُ أَن يَكُونَ أَبِي أَن يَأكُلَ مِنَ الطّيرِ فَقَالَ لَهَا مَا هُوَ أَوّلَ ضِغنٍ بَينَكِ وَ بَينَ عَلِيّ وَ قَد وَقَفتُ عَلَي مَا فِي قَلبِكِ لعِلَيِ‌ّ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي لَتُقَاتِلِينَهُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَ تَكُونُ النّسَاءُ يُقَاتِلنَ الرّجَالَ فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ إِنّكِ لَتُقَاتِلِينَ عَلِيّاً وَ يَصحَبُكِ وَ يَدعُوكِ إِلَي هَذَا نَفَرٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ وَ أصَحاَبيِ‌ فَيَحمِلُونَكِ عَلَيهِ وَ لَيَكُونَنّ فِي قِتَالِكِ أَمرٌ يَتَحَدّثُ بِهِ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ وَ عَلَامَةُ ذَلِكَ أَنّكِ تَركَبِينَ شَيطَاناً تُبتَلَينَ بِهِ قَبلَ أَن تبَلغُيِ‌ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي يُقصَدُ بِكِ إِلَيهِ فَتَنبَحُ عَلَيكِ كِلَابُ الحَوأَبِ فَتَسأَلِينَ الرّجُوعَ فَيَشهَدُ عِندَكِ قَسَامَةُ أَربَعِينَ رَجُلًا مَا هيِ‌َ كِلَابَ الحَوأَبِ فَتَصِيرِينَ إِلَي بَلَدٍ أَهلُهُ أَنصَارُكِ وَ هُوَ أَبعَدُ بِلَادٍ فِي الأَرضِ مِنَ السّمَاءِ وَ أَقرَبُهَا إِلَي المَاءِ وَ لَتُرجَعِنّ وَ أَنتِ صَاغِرَةٌ غَيرُ بَالِغَةٍ مَا تُرِيدِينَ وَ يَكُونُ هَذَا ألّذِي يَرُدّكِ مَعَ مَن يَثِقُ بِهِ مِن أَصحَابِهِ وَ إِنّهُ لَكِ خَيرٌ مِنكِ لَهُ وَ لَيُنذِرَنّكِ مَا يَكُونُ بِهِ الفِرَاقُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكِ فِي الآخِرَةِ وَ كُلّ مَن فَرّقَ عَلِيّ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ بَعدَ وفَاَتيِ‌ فَفِرَاقُهُ جَائِزٌ فَقَالَت لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ ليَتنَيِ‌ مِتّ قَبلَ أَن يَكُونَ مَا تعَدِنُيِ‌ قَالَ فَقَالَ لَهَا هَيهَاتَ هَيهَاتَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَيَكُونَنّ مَا قُلتُ حَتّي كأَنَيّ‌ أَرَاهُ

224- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي نُعَيمٍ عَن عِصَامِ بنِ قُدَامَةَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لِنِسَائِهِ لَيتَ شعِريِ‌ أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَذيَبِ[الأَدبَبِ]التّيِ‌ تَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ فَيُقتَلُ عَن يَمِينِهَا وَ عَن يَسَارِهَا قَتلَي كَثِيرٌ ثُمّ تَنجُو بَعدَ مَا كَادَت


صفحه : 279

قال الصدوق رحمه الله الحوأب ماء لبني‌ عامر والجمل الأذيب يقال إن الذئبة داء تأخذ الدواب يقال برذون مذءوب وأظن الجمل الأذيب مأخوذ من ذلك و قوله تنجو بعد ماكادت أي تنجو بعد ماكادت تهلك

225- الكَافِيَةُ، عَن عِصَامٍ مِثلَهُ ثُمّ قَالَ وَ رَوَاهُ أَبُو بَكرِ بنُ عَيّاشٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ رَوَي المسَعوُديِ‌ّ فِي حَدِيثِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِذَا أَدرَكتَهَا فَاضرِبهَا وَ اضرِب أَصحَابَهَا

226- سر،[السّرَائِرُ] قَالَ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ وَجَدتُ فِي الغَرِيبَينِ للِهرَوَيِ‌ّ هَذَا الحَدِيثَ وَ هُوَ بِالدّالِ غَيرِ المُعجِمَةِ مَعَ البَاءِ النقطة[المُنَقّطَةِ]تَحتَهَا نُقطَةً وَاحِدَةً قَالَ أَبُو عُبَيدٍ وَ فِي الحَدِيثِ لَيتَ شعِريِ‌ أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ تَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ

قيل أراد الأدبّ فأظهر التضعيف والأدبّ الكثير الوبر يقال جمل أدبّ إذا كان كثير الدبب والدبب كثرة شعر الوجه ودببه أنشدني‌ أبوبكر بن الأنباري‌


يمشقن كل غصن معلوش   مشق النساء دبب العروس

صفحه : 280

يمشقن يقطعن كل غصن كثير الورق كماتنتف النساء الشعر من وجه العروس قال محمد بن إدريس ووجدت أيضا في كتاب مجمل اللغة لابن فارس ماذكره أبوعبيد صاحب الغريبين قدأورد الحديث علي ماذكره وفسره علي مافسره وضعه في باب الدال غيرالمعجمة مع الباء والاعتماد علي أهل اللغة في ذلك فإنهم أقوم به وأظن أن شيخنا ابن بابويه تجاوز نظره في الحرف وزل فيه فأورده بالذال المعجمة والياء علي ما في كتابه واعتقد أن الجمل الأذيب مشتق من المذئبة ففسره علي مافسره و هذاتصحيف منه أقول قال ابن الأثير في النهاية بعدإيراد الرواية أراد الأدب فأظهر الإدغام لأجل الحوأب والأدب الكثير وبر الوجه . و قال السيوطي‌ في بعض تصانيفه إنه قديفك مااستحق الإدغام لاتباع كلمة أخري كحديث أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب فك الأدبب وقياسه الأدب اتباعا للحوأب

227-ل ،[الخصال ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الدّقّاقُ عَن حَمزَةَ بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ الجُنَيدِ الراّزيِ‌ّ عَن أَبِي عَوَانَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن أَبِيهِ عَن مِينَاءَ مَولَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قُلتُ للِنبّيِ‌ّص يَا رَسُولَ اللّهِ مَن يُغَسّلُكَ إِذَا مِتّ فَقَالَ يُغَسّلُ كُلّ نبَيِ‌ّ وَصِيّهُ قُلتُ فَمَن وَصِيّكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقُلتُ كَم يَعِيشُ بَعدَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 281

قَالَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَإِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي عَاشَ مِن بَعدِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ خَرَجَت عَلَيهِ صَفرَاءُ بِنتُ شُعَيبٍ زَوجُ مُوسَي فَقَالَت أَنَا أَحَقّ بِالأَمرِ مِنكَ فَقَاتَلَهَا فَقَتَلَ مُقَاتِلَهَا وَ أَسَرَهَا فَأَحسَنَ أَسرَهَا وَ إِنّ ابنَةَ أَبِي بَكرٍ سَتَخرُجُ عَلَي عَلِيّ فِي كَذَا وَ كَذَا أَلفاً مِن أمُتّيِ‌ فَيُقَاتِلُهَا فَيَقتُلُ مُقَاتِلَهَا وَ يَأسِرُهَا فَيُحسِنُ أَسرَهَا وَ فِيهَا أَنزَلَ اللّهُوَ قَرنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَ لا تَبَرّجنَ تَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولييعَنيِ‌ صَفرَاءَ بِنتَ شُعَيبٍ

228- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَيتَ شعِريِ‌ أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ فَتَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا أَقبَلَت عَائِشَةُ مِيَاهَ بنَيِ‌ عَامِرٍ لَيلًا نَبَحَتهَا كِلَابُ الحَوأَبِ فَقَالَت مَا هَذَا المَاءُ قَالُوا الحَوأَبُ قَالَت مَا أظَنُنّيِ‌ إِلّا رَاجِعَةً ردُوّنيِ‌ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَنَا ذَاتَ يَومٍ كَيفَ بِإِحدَاكُنّ إِذَا نَبَحَ عَلَيهَا كِلَابُ الحَوأَبِ

229-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ المَعرِفَةِ لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي إِدرِيسَ عَن نَافِعٍ مَولَي عَائِشَةَ قَالَكُنتُ خَادِماً لِعَائِشَةَ وَ أَنَا غُلَامٌ أُعَاطِيهِم إِذَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص عِندَهَا فَبَينَا رَسُولُ اللّهِ عِندَ عَائِشَةَ إِذ جَاءَ جَاءٍ فَدَقّ البَابَ فَخَرَجتُ إِلَيهِ فَإِذَا جَارِيَةٌ مَعَهَا إِنَاءٌ مُغَطّي فَرَجَعتُ إِلَي عَائِشَةَ فَأَخبَرتُهَا فَقَالَت أَدخِلهَا فَدَخَلَت فَوَضَعَتهُ بَينَ يدَيَ‌ عَائِشَةَ فَوَضَعَتهُ عَائِشَةُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَمَدّ يَدَهُ يَأكُلُ ثُمّ قَالَ لَيتَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ


صفحه : 282

وَ سَيّدَ المُسلِمِينَ كَانَ حَاضِراً كيَ‌ يَأكُلَ معَيِ‌ قَالَت عَائِشَةُ وَ مَن أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَسَكَتَ ثُمّ أَعَادَت فَسَأَلَت فَسَكَتَ ثُمّ جَاءَ جَاءٍ فَدَقّ البَابَ فَخَرَجتُ إِلَيهِ فَإِذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَرَجَعتُ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ أَدخِلهُ فَفَتَحتُ لَهُ البَابَ فَدَخَلَ فَقَالَ مَرحَباً وَ أَهلًا لَقَد تَمَنّيتُكَ حَتّي لَو أَبطَأتَ عَلَيّ لَسَأَلتُ اللّهَ أَن يجَيِ‌ءَ بِكَ اجلِس فَكُل فَجَلَسَ فَأَكَلَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَاتَلَ اللّهُ مَن يُقَاتِلُكَ وَ مَن يُعَادِيكَ فَسَكَتَ ثُمّ أَعَادَهَا فَقَالَت عَائِشَةُ مَن يُقَاتِلُهُ وَ مَن يُعَادِيهِ قَالَ أَنتِ وَ مَن مَعَكِ أَنتِ وَ مَن مَعَكِ

230- شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عِيسَي العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المُكَتّبِ عَن حُمَيدِ بنِ مِهرَانَ عَن عَبدِ العَظِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحسَنَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي إِدرِيسَ عَن نَافِعٍ مِثلَهُ

231- كَافِيَةُ،المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الزّيَادِ البَزّازِ عَن أَبِي إِدرِيسَ عَن نَافِعٍ مَولَي عَائِشَةَ مِثلَهُ

232- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ السدّيّ‌ّ نَزَلَ قَولُهُ تَعَالَيوَ اتّقُوا فِتنَةً فِي أَهلِ بَدرٍ خَاصّةً فَأَصَابَتهُم يَومَ الجَمَلِ فَاقتَتَلُوا

وَ عَنِ الصّادِقِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذا قِيلَ لَهُم لا تُفسِدُوا


صفحه : 283

فِي الأَرضِ قالُوا إِنّما نَحنُ مُصلِحُونَ أَلا إِنّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَ لكِن لا يَشعُرُونَ قَالَ مَا قُوتِلَ أَهلُ هَذِهِ يعَنيِ‌ البَصرَةَ إِلّا بِهَذِهِ الآيَةِ وَ قَرَأَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَومَ البَصرَةِوَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ ثُمّ قَالَ لَقَد عَهِدَ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ يَا عَلِيّ لَتُقَاتِلَنّ الفِئَةَ النّاكِثَةَ وَ الفِئَةَ البَاغِيَةَ وَ الفِرقَةَ المَارِقَةَ إِنّهُم لَا أَيمَانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ

الأَعمَشُ عَن شَقِيقٍ وَ زِرّ بنِ حُبَيشٍ عَن حُذَيفَةَ وَ ذَكَرَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ وَ الديّلمَيِ‌ّ فِي الفِردَوسِ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ اللّفظُ لَهُمَا فِي قَولِهِ فَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ يَا مُحَمّدُ مِن مَكّةَ إِلَي المَدِينَةِ فَإِنّا رَادّوكَ مِنهَا وَ مُنتَقِمُونَ مِنهُم بعِلَيِ‌ّ

و في تفسير الكلبي‌ يعني‌ في حرب الجمل

وَ عَن عَمّارٍ وَ حُذَيفَةَ وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ البَاقِرِ وَ الصّادِقِ ع أَنّهُ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا مَن يَرتَدّ مِنكُم عَن دِينِهِالآيَةَ

وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ يَومَ البَصرَةِ وَ اللّهِ مَا قُوتِلَ أَهلُ هَذِهِ الآيَةِ حَتّي اليَومِ وَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ

ابنُ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا عَلِمَ اللّهُ أَنّهُ سيَجَريِ‌ حَربُ الجَمَلِ قَالَ لِأَزوَاجِ النّبِيّص وَ قَرنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَ لا تَبَرّجنَ تَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولي وَ قَالَ تَعَالَييا نِساءَ النّبِيّ مَن يَأتِ مِنكُنّ بِفاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ يُضاعَف لَهَا العَذابُ ضِعفَينِ فِي حَربِهَا مَعَ عَلِيّ ع


صفحه : 284

شُعبَةُ وَ الشعّبيِ‌ّ وَ الأَعثَمُ وَ ابنُ مَردَوَيهِ وَ خَطِيبُ خُوارِزمَ فِي كُتُبِهِم بِالأَسَانِيدِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ ابنِ مَسعُودٍ وَ حُذَيفَةَ وَ قَتَادَةَ وَ قَيسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ مَيمُونَةَ وَ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ وَ اللّفظُ لَهُ أَنّهُ ذَكَرَ النّبِيّص خُرُوجَ بَعضِ نِسَائِهِ فَضَحِكَت عَائِشَةُ فَقَالَ انظرُيِ‌ يَا حُمَيرَاءُ لَا تَكُونِينَ هيِ‌َ ثُمّ التَفَتَ إِلَي عَلِيّ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِن وَلِيتَ مِن أَمرِهَا شَيئاً فَارفُق بِهَا

233- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حُذَيفَةُ قَالَ لَو أُحَدّثُكُم بِمَا سَمِعتُ مِن رَسُولِ اللّهِص لوَجَمَتمُوُنيِ‌ قَالُوا سُبحَانَ اللّهِ نَحنُ نَفعَلُ قَالَ لَو أُحَدّثُكُم أَنّ بَعضَ أُمّهَاتِكُم تَأتِيكُم فِي كَتِيبَةٍ كَثِيرٍ عَدَدُهَا شَدِيدٍ بَأسُهَا تُقَاتِلُكُم صَدّقتُم قَالُوا سُبحَانَ اللّهِ وَ مَن يُصَدّقُ بِهَذَا قَالَ تَأتِيكُم أُمّكُمُ الحُمَيرَاءُ فِي كَتِيبَةٍ يَسُوقُ بِهَا أَعلَاجُهَا مِن حَيثُ يَسُوؤُكُم وُجُوهُكُم

ابنُ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ يُقتَلُ حَولَهَا قَتلَي كَثِيرٌ بَعدَ أَن كَادَت

بيان لوجمتموني‌ يقال وجم الشي‌ء أي كرهه ووجم فلانا لكزه وكانت النسخة تحتمل الراء أيضا والأعلاج جمع العلج بالكسر و هو الرجل من كفار العجم وغيرهم


صفحه : 285

234- الكَافِيَةُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ لَمّا عُقِرَ الجَمَلُ وَقَفَ عَلِيّ ع عَلَي عَائِشَةَ فَقَالَ مَا حَمَلَكِ عَلَي مَا صَنَعتِ قَالَت ذَيتَ وَ ذَيتَ فَقَالَ أَمَا وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَقَد مَلَأتِ أُذُنَيكِ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَلعَنُ أَصحَابَ الجَمَلِ وَ أَصحَابَ النّهرَوَانِ أَمّا أَحيَاؤُهُم فَيُقتَلُونَ فِي الفِتنَةِ وَ أَمّا أَموَاتُهُم ففَيِ‌ النّارِ عَلَي مِلّةِ اليَهُودِ

235- وَ عَن أَبِي دَاوُدَ الطهّوَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ العاَمرِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ مُحَمّدِ بنِ بُدَيلٍ الخزُاَعيِ‌ّ قَالَ لِعَائِشَةَ أَنشُدُكِ بِاللّهِ أَ لَم نَسمَعكِ تَقُولِينَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ عَلَي الحَقّ وَ الحَقّ مَعَهُ لَن يَزِيلَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ قَالَت بَلَي قَالَ فَمَا بَدَا لَكِ قَالَت دعَوُنيِ‌ وَ اللّهِ لَوَدِدتُ أَنّهُم تَفَانَوا

236- وَ عَن يَحيَي بنِ مُسَاوِرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المهُريِ‌ّ قَالَ كَانَ عَبدُ المَلِكِ بنُ أَبِي رَافِعٍ نَازِلًا فِي بَيعَةِ كدُيَ‌ّ[كُدَي]يَتَحَدّثُ إِلَيهِ فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ سَأُحَدّثُكُم بِحَدِيثٍ سَمِعَتهُ أذُنُاَي‌َ لَا أُحَدّثُكُم عَن غيَريِ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ ع قَاتَلَ اللّهُ مَن قَاتَلَكَ وَ عَادَي اللّهُ مَن عَادَاكَ فَقَالَت عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن يُقَاتِلُهُ وَ يُعَادِيهِ قَالَ أَنتِ وَ مَن مَعَكِ أَنتِ وَ مَن مَعَكِ

237- وَ عَن عَلِيّ بنِ مُسهِرٍ مِن رِجَالِ الصّحَاحِ السّتّ عَن هِشَامِ بنِ عُروَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ رَأَيتُكِ فِي المَنَامِ مَرّتَينِ أَرَي جَمَلًا يَحمِلُكِ فِي سِدَافَةٍ مِن حَرِيرٍ فَقَالَ هَذِهِ امرَأَتُكِ فَاكشِفهَا فَإِذَا هيِ‌َ أَنتِ


صفحه : 286

بيان في القاموس ذيت وذيت مثلثة الآخر أي كيت وكيت وكدي‌[كدي ]جبل قريب من مكة والسدافة ككتابة الحجاب

238- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ الأَشَلّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كاَلتّيِ‌ نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوّةٍ أَنكاثاًعَائِشَةُ هيِ‌َ نَكَثَت أَيمَانَهَا

239- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدٌ البرَقيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَالِمِ بنِ مُكرَمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي قَولِهِ مَثَلُ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَ كَمَثَلِ العَنكَبُوتِ اتّخَذَت بَيتاً قَالَ هيِ‌َ الحُمَيرَاءُ

قال مؤلف الكتاب إنما كني عنها بالعنكبوت لأنه حيوان ضعيف اتخذت بيتا ضعيفا أوهن البيوت وكذلك الحميراء حيوان ضعيف لقلة حظها وعقلها ودينها اتخذت من رأيها الضعيف وعقلها السخيف في مخالفتها وعداوتها لمولاها بيتا مثل بيت العنكبوت في الوهن والضعف

240- وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ بنِ كَرّامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَ تدَريِ‌ مَا الفَاحِشَةُ المُبَيّنَةُ قُلتُ لَا قَالَ قِتَالُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يعَنيِ‌ أَهلَ الجَمَلِ


صفحه : 287

241- مد،[العمدة] مِن صَحِيحِ البخُاَريِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن نَافِعٍ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَ قَامَ النّبِيّص خَطِيباً وَ أَشَارَ نَحوَ مَسكَنِ عَائِشَةَ فَقَالَ هُنَا الفِتنَةُ ثَلَاثاً مِن حَيثُ يَطلُعُ قَرنُ الشّيطَانِ


صفحه : 289

باب 7- باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين و كل من قاتل عليا صلوات الله عليه و في بيان عقاب الناكثين

الآيات البقرةوَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّناتُ وَ لكِنِ اختَلَفُوا فَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلُوا وَ لكِنّ اللّهَ يَفعَلُ ما يُرِيدُالزخرف فَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ أَو نُرِيَنّكَ ألّذِي وَعَدناهُم فَإِنّا عَلَيهِم مُقتَدِرُونَالحجرات وَ إِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُما فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَي الأُخري فَقاتِلُوا التّيِ‌ تبَغيِ‌ حَتّي تفَيِ‌ءَ إِلي أَمرِ اللّهِ فَإِن فاءَت فَأَصلِحُوا بَينَهُما بِالعَدلِ وَ أَقسِطُوا إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَتفسيروَ لَو شاءَ اللّهُ قال الطبرسي‌ في تفسير جامع الجوامع أي مشيئة إلجاء وقسرمِن بَعدِهِم أي من بعدالرسل لاختلافهم في الدين وتكفير بعضهم بعضافَمِنهُم مَن آمَنَلالتزامه دين الأنبياءوَ مِنهُم مَن كَفَرَلإعراضه عنه وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلُواكرره للتأكيد.فَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ أي نتوفينك فَإِنّا مِنهُم أي من أمتك مُنتَقِمُونَ أَو نُرِيَنّكَ في حياتك ألّذِي وَعَدناهُم من العذاب فَإِنّا عَلَيهِم مُقتَدِرُونَ أي قادرون علي الانتقام منهم وعقوبتهم في حياتك و بعدوفاتك .


صفحه : 290

قال الطبرسي‌ في تفسير المجمع قال الحسن وقتادة إن الله أكرم نبيه ص بأن لم يره تلك النقمة و لم ير في أمته إلا ماقرت به عينه و قد كان بعده ع نقمة شديدة. و قدروي‌ أنه أري‌ مايلقي أمته بعده فما زال منقبضا و لم ينبسط ضاحكا حتي لقي‌ الله تعالي

242- رَوَي جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ إنِيّ‌ لَأَدنَاهُم مِن رَسُولِ اللّهِ فِي حَجّةِ الوَدَاعِ بِمِنًي فَسَمِعتُهُ قَالَ فِي خُطبَتِهِ لَا أُلفِيَنّكُم تَرجِعُونَ بعَديِ‌ كُفّاراً يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعضٍ وَ ايمُ اللّهِ لَئِن فَعَلتُمُوهَا لتَعَرفِنُنّيِ‌ فِي الكَتِيبَةِ التّيِ‌ تُضَارِبُكُم قَالَ ثُمّ التَفَتَ إِلَي خَلفِهِ ثُمّ قَالَ أَو عَلِيّ أَو عَلِيّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ قَالَ جَابِرٌ فَرَأَينَا أَنّ جَبرَئِيلَ غَمَزَهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي أَثَرِ ذَلِكَفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَبعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

وَ قِيلَ إِنّ النّبِيّص أرُيِ‌َ الِانتِقَامَ مِنهُم وَ هُوَ مَا كَانَ مِن نَقِمَةِ اللّهِ يَومَ بَدرٍ

والبغي‌ الاستطالة والظلم والفي‌ء الرجوع وأقسطوا أي اعدلوا أقول قدمر خبر أبي رافع وأخبار حذيفة بن اليمان في باب أحوال الصحابة و قدمضي في باب أنه باب مدينة العلم و باب جوامع المناقب وغيرها أنه أخبر النبي ص عليا أنه قاتل الفجرة


صفحه : 291

243- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ أخَيِ‌ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأُمّ سَلَمَةَ اشهدَيِ‌ عَلَي أَنّ عَلِيّاً يُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ

244- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ البَاقِرِ ع عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ إنِيّ‌ لَأَدنَاهُم مِن رَسُولِ اللّهِص فِي حَجّةِ الوَدَاعِ بِمِنًي فَقَالَ لَا عَرَفتُكُم تَرجِعُونَ بعَديِ‌ كُفّاراً يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعضٍ وَ ايمُ اللّهِ لَئِن فَعَلتُمُوهَا لتَعَرفِنُنّيِ‌ فِي الكَتِيبَةِ التّيِ‌ تُضَارِبُكُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي خَلفِهِ ثُمّ قَالَ أَو عَلِيّ أَو عَلِيّ أَو عَلِيّ قَالَ جَابِرٌ فَرَأَينَا أَنّ جَبرَئِيلَ غَمَزَهُ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَبعِلَيِ‌ّأَو نُرِيَنّكَ ألّذِي وَعَدناهُم فَإِنّا عَلَيهِم مُقتَدِرُونَ ثُمّ نَزَلَتقُل رَبّ إِمّا ترُيِنَيّ‌ ما يُوعَدُونَ رَبّ فَلا تجَعلَنيِ‌ فِي القَومِ الظّالِمِينَ وَ إِنّا عَلي أَن نُرِيَكَ ما نَعِدُهُم لَقادِرُونَ ادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ ثُمّ نَزَلَتفَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ مِن أَمرِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍإِنّكَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ إِنّ عَلِيّاً لَعِلمٌ لِلسّاعَةِ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ لَسَوفَ تُسأَلُونَ عَن مَحَبّةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

245-مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي مَنَاقِبِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ المَعرُوفِ بِابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ قَالَ


صفحه : 292

أَخبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ بنِ مُوسَي عَن هِلَالِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم عَن جَابِرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ مِثلَهُ

246- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ أَبَانٍ العاَمرِيِ‌ّ عَن عَبدِ الغَفّارِ بِإِسنَادٍ يَرفَعُهُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِثلَهُ

بيان و إن عليا لعلم للساعة هكذا جاء في نسخ جميع الكتب و في القرآن وَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ وبعده بورق في الآية 61- من السورة عندذكر عيسي ع وَ إِنّهُ لَعِلمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمتَرُنّ بِها وَ اتّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ و قدورد في الأخبار أنها أيضا نزلت في أمير المؤمنين ع فيمكن أن يكون في قراءتهم ع هكذا و أنه أشار هنا إلي نزول تلك الآية أيضا فيه والظاهر أنه سقط من الخبر شيء أوجري فيه تصحيف

247- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حَفصٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِسحَاقَ عَن حُسَينِ بنِ أَنَسٍ عَن يَحيَي بنِ سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن أَبِيهِ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَتيا أَيّهَا النّبِيّ جاهِدِ الكُفّارَ وَ المُنافِقِينَ قَالَ النّبِيّص لَأُجَاهِدَنّ العَمَالِقَةَ يعَنيِ‌ الكُفّارَ وَ المُنَافِقِينَ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ أَنتَ أَو عَلِيّ

248-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ القاَساَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ بنِ عِيَاضٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ


صفحه : 293

بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص بِخَمسَةِ أَسيَافٍ ثَلَاثَةٌ مِنهَا شَاهِرَةٌ وَ سَيفٌ مِنهَا مَكفُوفٌ وَ سَيفٌ مِنهَا مَغمُودٌ سَلّهُ إِلَي غَيرِنَا وَ حُكمُهُ إِلَينَا ثُمّ قَالَ وَ أَمّا السّيفُ المَكفُوفُ فَسَيفٌ عَلَي أَهلِ البغَي‌ِ وَ التّأوِيلِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ إِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُما فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَي الأُخري فَقاتِلُوا التّيِ‌ تبَغيِ‌ حَتّي تفَيِ‌ءَ إِلي أَمرِ اللّهِ فَلَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِنكُم مَن يُقَاتِلُ بعَديِ‌ عَلَي التّأوِيلِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي التّنزِيلِ فَسُئِلَ النّبِيّص مَن هُوَ فَقَالَ خَاصِفُ النّعلِ يعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ قَاتَلتُ بِهَذِهِ الرّايَةِ مَعَ النّبِيّص ثَلَاثاً وَ هَذِهِ الرّابِعَةُ وَ اللّهِ لَو ضَرَبُونَا حَتّي بَلَغُوا بِنَا السّعَفَاتِ مِن هَجَرَ لَعَلِمنَا أَنّا عَلَي الحَقّ وَ أَنّهُم عَلَي البَاطِلِ الخَبَرَ

249- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع أُمِرتُ بِقِتَالِ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ

250- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ زَكَرِيّا عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَقَامَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ الفَتحِ خَطِيباً فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ لَا أَعرِفَنّكُم تَرجِعُونَ بعَديِ‌ كُفّاراً يَضرِبُ


صفحه : 294

بَعضُكُم رِقَابَ بَعضٍ وَ لَئِن فَعَلتُم ذَلِكَ لتَعَرفِنُنّيِ‌ فِي كَتِيبَةٍ أَضرِبُكُم بِالسّيفِ ثُمّ التَفَتَ عَن يَمِينِهِ فَقَالَ النّاسُ لَقّنَهُ جَبرَئِيلُ شَيئاً فَقَالَ النّبِيّص هَذَا جَبرَئِيلُ يَقُولُ أَو عَلِيّ

251- ختص ،[الإختصاص ]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ مِثلَهُ

252- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن حَسَنِ بنِ حَسَنٍ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص فِي حَجّةِ الوَدَاعِ وَ ركُبتَيِ‌ تَمَسّ رُكبَتَهُ يَقُولُ لَا تَرجِعُوا بعَديِ‌ كُفّاراً يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعضٍ أَمَا إِن فَعَلتُم ذَلِكَ لتَعَرفِنُنّيِ‌ فِي نَاحِيَةِ الصّفّ قَالَ وَ أَشَارَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَالتَفَتَ إِلَيهِ فَقَالَ قُل إِن شَاءَ اللّهُ أَو عَلِيّ قَالَ إِن شَاءَ اللّهُ أَو عَلِيّ

253- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ عَنِ الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ العَلَاءِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي حَاتِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن عَمرِو بنِ حَمّادِ بنِ طَلحَةَ عَن أَسبَاطِ بنِ نَصرٍ عَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ إِنّ عَلِيّاً كَانَ يَقُولُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد


صفحه : 295

خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ اللّهِ لَا نَنقَلِبُ عَلَي أَعقَابِنَا بَعدَ إِذ هَدَانَا اللّهُ وَ اللّهِ لَئِن مَاتَ أَو قُتِلَ لَأُقَاتِلَنّ عَلَي مَا قَاتَلَ عَلَيهِ حَتّي أَمُوتَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَخُوهُ وَ ابنُ عَمّهِ وَ وَارِثُهُ فَمَن أَحَقّ بِهِ منِيّ‌

254- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ القطَوَاَنيِ‌ّ عَن مُنذِرٍ العبَديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي فَاطِمَةَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي بُردَةَ بنِ أَبِي مُوسَي وَ عِندَهُ العَيزَارُ بنُ جَروَلٍ التمّيِميِ‌ّ قَالَ أَبُو بُردَةَ إِنّ أَهلَ الكُوفَةِ كَانُوا يَدعُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يَنصُرَ المَظلُومَ فَنَصَرَ اللّهُ عَلِيّاً عَلَي أَهلِ الجَمَلِ فَقَالَ لَهُ العَيزَارُ بنُ جَروَلٍ أَ لَا أُحَدّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعتُهُ مِنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ أَبُو بُردَةَ بَلَي قَالَ سَمِعتُ ابنَ عَبّاسٍ يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كَيفَ أَنتُم يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ إِذَا كَفَرتُم وَ ضَرَبَ بَعضُكُم وَجهَ بَعضٍ بِالسّيفِ ثُمّ تعَرفِوُنيّ‌ أَضرِبُكُم فِي كَتِيبَةٍ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ أَنتَ إِن شَاءَ اللّهُ أَو عَلِيّ فَقَالَ أَبُو بُردَةَ سَمِعتَ ابنَ عَبّاسٍ يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص قَالَ نَعَم

255-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ مُعَنعَناً عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


صفحه : 296

قَالَ كُنتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي بَقِيعِ الغَرقَدِ فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ فِيكُم رَجُلًا يُقَاتِلُ النّاسَ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ المُشرِكِينَ عَلَي تَنزِيلِهِ وَ هُم فِي ذَلِكَ يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَفَيَكبُرُ قَتلُهُم عَلَي النّاسِ حَتّي يَطعَنُوا عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ يَسخَطُوا عَمَلَهُ كَمَا سَخِطَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ خَرقَ السّفِينَةِ وَ قَتلَ الغُلَامِ وَ إِقَامَةَ الجِدَارِ وَ كَانَ خَرقُ السّفِينَةِ وَ قَتلُ الغُلَامِ وَ إِقَامَةُ الجِدَارِ لِلّهِ رِضًا وَ سَخِطَ ذَلِكَ مُوسَي ع

بيان قال الجوهري‌ الغرقد شجر وبقيع الغرقد مقبرة بالمدينة

256- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عُمَرَ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ عَن أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ عَن فِطرِ بنِ خَلِيفَةَ وَ بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العجِليِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ رَجَاءٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ خَرَجَ إِلَينَا رَسُولُ اللّهِص وَ قَدِ انقَطَعَ شِسعُ نَعلِهِ فَدَفَعَهَا إِلَي عَلِيّ ع يُصلِحُهَا ثُمّ جَلَسَ وَ جَلَسنَا حَولَهُ كَأَنّمَا عَلَي رُءُوسِنَا الطّيرُ فَقَالَ إِنّ مِنكُم لَمَن يُقَاتِلُ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ النّاسَ عَلَي تَنزِيلِهِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا فَقَالَ عُمَرُ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَا وَ لَكِنّهُ خَاصِفُ النّعلِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَتَينَا عَلِيّاً ع نُبَشّرُهُ بِذَلِكَ فَكَأَنّهُ لَم يَرفَع بِهِ رَأساً فَكَأَنّهُ قَد سمعته [سَمِعَهُ]قَبلُ

قَالَ إِسمَاعِيلُ بنُ رَجَاءٍ فحَدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ أَبِي أمُيّ‌ خِزَامِ بنِ زُهَيرٍ أَنّهُ


صفحه : 297

كَانَ عِندَ عَلِيّ فِي الرّحبَةِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَل كَانَ فِي النّعلِ حَدِيثٌ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّهُ كَانَ مِمّا كَانَ يُسِرّهُ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص وَ أَشَارَ بِيَدَيهِ وَ رَفَعَهُمَا

257-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ البغَداَديِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ عَن عَلِيّ بنِ الأَزهَرِ عَن عَلِيّ بنِ صَالِحٍ المكَيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ لَمّا نَزَلَت عَلَي النّبِيّص إِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ قَالَ لِي يَا عَلِيّ لَقَد جَاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ فَإِذَارَأَيتَ النّاسَ يَدخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أَفواجاً فَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ وَ استَغفِرهُ إِنّهُ كانَ تَوّاباً يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ قَد كَتَبَ عَلَي المُؤمِنِينَ الجِهَادَ فِي الفِتنَةِ مِن بعَديِ‌ كَمَا كَتَبَ عَلَيهِم جِهَادَ المُشرِكِينَ معَيِ‌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الفِتنَةُ التّيِ‌ كُتِبَ عَلَينَا فِيهَا الجِهَادُ قَالَ فِتنَةُ قَومٍ يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ هُم مُخَالِفُونَ لسِنُتّيِ‌ وَ طَاعِنُونَ فِي ديِنيِ‌ فَقُلتُ فَعَلَامَ نُقَاتِلُهُم يَا رَسُولَ اللّهِ وَ هُم يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ عَلَي إِحدَاثِهِم فِي دِينِهِم وَ فِرَاقِهِم لأِمَريِ‌ وَ استِحلَالِهِم دِمَاءَ عتِرتَيِ‌ قَالَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ كُنتَ وعَدَتنَيِ‌ الشّهَادَةَ فَاسأَلِ اللّهَ تَعجِيلَهَا إلِيَ‌ّ فَقَالَ أَجَل قَد كُنتُ وَعَدتُكَ الشّهَادَةَ فَكَيفَ صَبرُكَ إِذَا خُضِبَت هَذِهِ مِن هَذَا وَ أَومَي إِلَي رأَسيِ‌ وَ لحِيتَيِ‌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَمّا إِذَا ثَبَتَ لِي مَا ثَبَتَ فَلَيسَ ذَلِكَ بِمَوطِنِ صَبرٍ لَكِنّهُ مَوطِنُ بُشرَي وَ شُكرٍ فَقَالَ أَجَل فَقَالَ فَأَعِدّ لِلخُصُومَةِ فَإِنّكَ مُخَاصِمٌ[مُخَاصَمُ]أمُتّيِ‌


صفحه : 298

فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أرَشدِنيِ‌ إِلَي الفَلجِ قَالَ إِذَا رَأَيتَ قَومَكَ قَد عَدَلُوا عَنِ الهُدَي إِلَي الضّلَالِ فَخَاصِمهُم فَإِنّ الهُدَي مِنَ اللّهِ وَ الضّلَالَ مِنَ الشّيطَانِ يَا عَلِيّ إِنّ الهُدَي هُوَ اتّبَاعُ أَمرِ اللّهِ دُونَ الهَوَي وَ الرأّي‌ِ وَ كَأَنّكَ بِقَومٍ قَد تَأَوّلُوا القُرآنَ وَ أَخَذُوا بِالشّبُهَاتِ وَ استَحَلّوا الخَمرَ بِالنّبِيذِ وَ البَخسَ بِالزّكَاةِ وَ السّحتَ بِالهَدِيّةِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا هُم إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَ هُم أَهلُ فِتنَةٍ أَم أَهلُ رِدّةٍ فَقَالَ هُم أَهلُ فِتنَةٍ يَعمَهُونَ فِيهَا إِلَي أَن يُدرِكَهُمُ العَدلَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ العَدلُ مِنّا أَم مِن غَيرِنَا فَقَالَ بَل مِنّا بِنَا فَتَحَ اللّهُ وَ بِنَا يَختِمُ اللّهُ وَ بِنَا أَلّفَ اللّهُ بَينَ القُلُوبِ بَعدَ الشّركِ وَ بِنَا يُؤَلّفُ اللّهُ بَينَ القُلُوبِ بَعدَ الفِتنَةِ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا وَهَبَ لَنَا مِن فَضلِهِ

بيان والبخس بالزكاة لعل المراد به أنهم يبخسون المكيال والميزان وأموال الناس ثم يتداركون ذلك بالزكوات والصدقات من المال الحرام و قوله والسحت بالهدية أي يأخذون الرشوة بالحكم ويسمونها الهدية

258- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِي آخِرِهِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِأُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ‌ وَ اشهدَيِ‌ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أخَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ أخَيِ‌ فِي الآخِرَةِ يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ‌ وَ اشهدَيِ‌ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وزَيِريِ‌ فِي الدّنيَا وَ وزَيِريِ‌ فِي الآخِرَةِ يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ‌ وَ اشهدَيِ‌ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ حَامِلُ لوِاَئيِ‌ فِي الدّنيَا وَ حَامِلُ لِوَاءِ الحَمدِ غَداً فِي القِيَامَةِ


صفحه : 299

يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ‌ وَ اشهدَيِ‌ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ مِن بعَديِ‌ وَ قاَضيِ‌ عدِاَتيِ‌ وَ الذّائِدُ عَن حوَضيِ‌ يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ‌ وَ اشهدَيِ‌ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ قَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَنِ النّاكِثُونَ قَالَ الّذِينَ يُبَايِعُونَهُ بِالمَدِينَةِ وَ يَنكُثُونَهُ بِالبَصرَةِ قُلتُ مَنِ القَاسِطُونَ قَالَ مُعَاوِيَةُ وَ أَصحَابُهُ مِن أَهلِ الشّامِ ثُمّ قُلتُ مَنِ المَارِقُونَ قَالَ أَصحَابُ النّهرَوَانِ

259- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ النّضرِ بنِ شُعَيبٍ عَن خَالِدِ بنِ زِيَادٍ القلَاَنسِيِ‌ّ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ عَلَي مِنبَرِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ائذَن لِي أَتَكَلّم بِمَا سَمِعتُ مِن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ يَروِيهِ عَن رَسُولِ اللّهِ قَالَ اتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَكذِبُوا عَلَي عَمّارٍ فَلَمّا قَالَ الرّجُلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع تَكَلّم قَالَ سَمِعتُ عَمّاراً يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنَا أُقَاتِلُ عَلَي التّنزِيلِ وَ عَلِيّ يُقَاتِلُ عَلَي التّأوِيلِ قَالَ صَدَقَ وَ رَبّ الكَعبَةِ إِنّ هَذِهِ عنِديِ‌ فِي الأَلفِ الكَلِمَةِ التّيِ‌ تَتبَعُ كُلّ كَلِمَةٍ أَلفُ كَلِمَةٍ

260-شا،[الإرشاد]رَوَي إِسمَاعِيلُ بنُ عَلِيّ العمَيّ‌ّ عَن نَائِلِ بنِ نَجِيحٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَانقَطَعَ شِسعُ نَعلِ النّبِيّص فَدَفَعَهَا إِلَي عَلِيّ ع


صفحه : 300

يُصلِحُهَا ثُمّ مَشَي فِي نَعلٍ وَاحِدَةٍ غَلوَةً أَو نَحوَهَا وَ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ وَ قَالَ إِنّ مِنكُم مَن يُقَاتِلُ عَلَي التّأوِيلِ كَمَا قَاتَلَ معَيِ‌ عَلَي التّنزِيلِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَنَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَا فَقَالَ عُمَرُ أَنَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا فَأَمسَكَ القَومُ وَ نَظَرَ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَكِنّهُ خَاصِفُ النّعلِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي عَلِيّ ع وَ إِنّهُ يُقَاتِلُ عَلَي التّأوِيلِ إِذَا تُرِكَت سنُتّيِ‌ وَ نُبِذَت وَ حُرّفَ كِتَابُ اللّهِ وَ تَكَلّمَ فِي الدّينِ مَن لَيسَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَيُقَاتِلُهُم عَلِيّ عَلَي إِحيَاءِ دِينِ اللّهِ تَعَالَي

261- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَحمَدُ فِي مُسنَدِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ خَاصِفُ النّعلِ

262- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]صَحِيحُ الترّمذِيِ‌ّ أَنّ النّبِيّ قَالَ يَومَ الحُدَيبِيَةِ لِسُهَيلِ بنِ عَمرٍو وَ قَد سَأَلَهُ رَدّ جَمَاعَةٍ فرَوُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ لِتَنتَهُنّ أَو لَيَبعَثَنّ اللّهُ عَلَيكُم مَن يَضرِبُ رِقَابَكُم عَلَي الدّينِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ بِالإِيمَانِ قَالُوا مَن هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُوَ خَاصِفُ النّعلِ وَ كَانَ أَعطَي عَلِيّاً ع نَعلَهُ يَخصِفُهَا


صفحه : 301

263- يف ،[الطرائف ] مِن مُسنَدِ أَحمَدَ لِتَنتَهُنّ مَعشَرَ قُرَيشٍ أَو لَيَبعَثَنّ اللّهُ عَلَيكُم وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

ثم قال ورووه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثالث من سنن أبي داود وصحيح الترمذي‌

264- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الخَطِيبُ فِي التّارِيخِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي الفَضَائِلِ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا تَنتَهُنّ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ رَجُلًا امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ بِالإِيمَانِ الحَدِيثَ سَوَاءً

وَ رَوَي ابنُ بُطّةَ فِي الإِبَانَةِ حَدِيثَ خَاصِفِ النّعلِ بِسَبعَةِ طُرُقٍ مِنهَا مَا رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِنكُم مَن يُقَاتِلُ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا قَالَ عُمَرُ أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ خَاصِفُ النّعلِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَابتَدَرنَا نَنظُرُ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ ع يَخصِفُ نَعلَ رَسُولِ اللّهِ


صفحه : 302

265- كشف ،[كشف الغمة] عَنِ البغَوَيِ‌ّ فِي شَرحِ السّنّةِ عَن أَبِي سَعِيدٍ مِثلَهُ

266- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ كاَتبَنَيِ‌ الخَطِيبُ فِي الأَربَعِينَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الخدُريِ‌ّ مَا رَوَينَاهُ بِأَسَانِيدَ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّ النّبِيّص انقَطَعَ شِسعُ نَعلِهِ فَدَفَعَهَا إِلَي عَلِيّ ع لِيُصلِحَهَا فَقَالَ إِنّ مِنكُم مَن يُقَاتِلُ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ فَاستَشرَفَ لَهَا القَومُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَنَا هُوَ قَالَ لَا قَالَ عُمَرُ أَنَا هُوَ قَالَ لَا وَ لَكِن هُوَ خَاصِفُ النّعلِ يعَنيِ‌ عَلِيّاً قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَخَرَجتُ فَبَشّرتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلَم يَكتَرِث بِهِ فَرَحاً كَأَنّهُ سَمِعَهُ

ذَكَرَهُ أَحمَدُ فِي الفَضَائِلِ وَ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ وَ لَفظُهُ لِمُسلِمٍ عَنِ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص [تُفَرّقُ أمُتّيِ‌]فِرقَتَانِ فَيَخرُجُ مِن بَينِهِمَا فِرقَةٌ ثَالِثَةٌ يلَيِ‌ قَتلَهُم أَولَاهُم بِالحَقّ


صفحه : 303

267- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو يَعلَي الموَصلِيِ‌ّ وَ الخَطِيبُ التاّريِخيِ‌ّ وَ أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ أُمِرتُ بِقِتَالِ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ

عُبدُوسُ بنُ عَبدِ اللّهِ الهمَداَنيِ‌ّ وَ أَبُو بَكرِ بنُ فَورَكَ الأصَفهَاَنيِ‌ّ وَ شِيرَوَيهِ الديّلمَيِ‌ّ وَ المُوَفّقُ الخوُارزِميِ‌ّ وَ أَبُو بَكرِ بنُ مَردَوَيهِ فِي كُتُبِهِم عَنِ الخدُريِ‌ّ فِي خَبَرٍ قَالَ فَقَالَ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ عَلَي مَا أُقَاتِلُ القَومَ قَالَ عَلَي الإِحدَاثِ فِي الدّينِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ قَالَ فَأَينَ الحَقّ يَومَئِذٍ قَالَ يَا عَلِيّ الحَقّ مَعَكَ وَ أَنتَ مَعَهُ قَالَ إِذاً لَا أبُاَليِ‌َ مَا أصَاَبنَيِ‌

شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ عَن وَهبِ بنِ صيَفيِ‌ّ وَ رَوَي غَيرُهُ عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ قَالَا قَالَ النّبِيّص أَنَا أُقَاتِلُ عَلَي التّنزِيلِ وَ عَلِيّ يُقَاتِلُ عَلَي التّأوِيلِ


صفحه : 304

268- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَنِ ابنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَلَغَ رَسُولَ اللّهِ عَن قَومٍ مِن قُرَيشٍ أَنّهُم قَالُوا يَرَي مُحَمّدٌ أَنّهُ قَد أَحكَمَ الأَمرَ فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ لَئِن مَاتَ لَنَعزِلَنّهَا عَنهُم وَ لَنَجعَلَنّهَا فِي سِوَاهُم فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي قَامَ فِي مَجمَعِهِم ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ كَيفَ بِكُم وَ قَد كَفَرتُم بعَديِ‌ ثُمّ رأَيَتمُوُنيِ‌ فِي كَتِيبَةٍ مِن أصَحاَبيِ‌ أَضرِبُ وُجُوهَكُم وَ رِقَابَكُم بِالسّيفِ فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فِي الحَالِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ قُل إِن شَاءَ اللّهُ أَو عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ إِن شَاءَ اللّهُ أَو عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَتَوَلّي ذَلِكَ مِنكُم

269- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ ابنُ طَلحَةَ قَالَ البغَوَيِ‌ّ فِي شَرحِ السّنّةِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فَأَتَي مَنزِلَ أُمّ سَلَمَةَ فَجَاءَهُ عَلِيّ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ سَلَمَةَ هَذَا وَ اللّهِ قَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ مِن بعَديِ‌ وَ عَن زِرّ أَنّهُ سَمِعَ عَلِيّاً ع يَقُولُ أَنَا فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ وَ لَو لَا أَنَا مَا قُتِلَ أَهلُ النّهرَوَانِ وَ أَهلُ الجَمَلِ وَ لَو لَا أنَنّيِ‌ أَخشَي أَن تَترُكُوا العَمَلَ لَأَنبَأتُكُم باِلذّيِ‌ قَضَي اللّهُ عَلَي لِسَانِ نَبِيّكُمص لِمَن قَاتَلَهُم مُستَبصِراً ضَلَالَهُم عَارِفاً لِلهُدَي ألّذِي نَحنُ عَلَيهِ


صفحه : 305

270-جش ،[الفهرست للنجاشي‌] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ نَائِمٌ أَو يُوحَي إِلَيهِ وَ إِذَا حَيّةٌ فِي جَانِبِ البَيتِ فَكَرِهتُ أَن أَقتُلَهَا فَأُوقِظَهُ فَاضطَجَعتُ بَينَهُ وَ بَينَ الحَيّةِ حَتّي إِن كَانَ مِنهَا سُوءٌ يَكُونُ لِي دُونَهُ فَاستَيقَظَ وَ هُوَ يَتلُو هَذِهِ الآيَةَإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكمَلَ لعِلَيِ‌ّ مِنّتَهُ وَ هَنِيئاً لعِلَيِ‌ّ بِتَفضِيلِ اللّهِ إِيّاهُ ثُمّ التَفَتَ فرَآَنيِ‌ إِلَي جَانِبِهِ فَقَالَ مَا أَضجَعَكَ هَاهُنَا يَا أَبَا رَافِعٍ فَأَخبَرتُهُ خَبَرَ الحَيّةِ فَقَالَ قُم إِلَيهَا فَاقتُلهَا فَقَتَلتُهَا ثُمّ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بيِدَيِ‌ فَقَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ كَيفَ أَنتَ وَ قَومٌ يُقَاتِلُونَ عَلِيّاً وَ هُوَ عَلَي الحَقّ وَ هُم عَلَي البَاطِلِ يَكُونُ فِي حَقّ اللّهِ جِهَادُهُم فَمَن لَم يَستَطِع جِهَادَهُم فَبِقَلبِهِ فَمَن لَم يَستَطِع فَلَيسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيءٌ


صفحه : 306

فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ لِي إِن أَدرَكتُهُم أَن يعُيِننَيِ‌َ اللّهُ وَ يقُوَيّنَيِ‌ عَلَي قِتَالِهِم فَقَالَ أللّهُمّ إِن أَدرَكَهُم فَقَوّهِ وَ أَعِنهُ ثُمّ خَرَجَ إِلَي النّاسِ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ مَن أَحَبّ أَن يَنظُرَ إِلَي أمَيِنيِ‌ عَلَي نفَسيِ‌ وَ أهَليِ‌ فَهَذَا أَبُو رَافِعٍ أمَيِنيِ‌ عَلَي نفَسيِ‌ قَالَ عَونُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ فَلَمّا بُويِعَ عَلِيّ ع وَ خَالَفَهُ مُعَاوِيَةُ بِالشّامِ وَ سَارَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ إِلَي البَصرَةِ قَالَ أَبُو رَافِعٍ هَذَا قَولُ رَسُولِ اللّهِص سَيُقَاتِلُ عَلِيّاً قَومٌ يَكُونُ حَقّاً فِي اللّهِ جِهَادُهُم فَبَاعَ أَرضَهُ بِخَيبَرَ وَ دَارَهُ ثُمّ خَرَجَ مَعَ عَلِيّ ع وَ هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ لَهُ خَمسٌ وَ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ لَقَد أَصبَحتُ وَ لَا أَحَدٌ بمِنَزلِتَيِ‌ لَقَد بَايَعتُ البَيعَتَينِ بَيعَةَ العَقَبَةِ وَ بَيعَةَ الرّضوَانِ وَ صَلّيتُ القِبلَتَينِ وَ هَاجَرتُ الهِجَرَ الثّلَاثَ قُلتُ وَ مَا الهِجَرُ الثّلَاثُ قَالَ هَاجَرتُ مَعَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ وَ هَاجَرتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ وَ هَذِهِ الهِجرَةُ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي الكُوفَةِ فَلَم يَزَل مَعَ عَلِيّ حَتّي استُشهِدَ عَلِيّ فَرَجَعَ أَبُو رَافِعٍ إِلَي المَدِينَةِ مَعَ الحَسَنِ ع وَ لَا دَارَ لَهُ بِهَا وَ لَا أَرضَ فَقَسَمَ لَهُ الحَسَنُ دَارَ عَلِيّ بِنِصفَينِ وَ أَعطَاهُ سِنخَ أَرضٍ أَقطَعَهُ إِيّاهَا فَبَاعَهَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ مِن مُعَاوِيَةَ بِمِائَةِ أَلفٍ وَ سَبعِينَ أَلفاً

271- ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ إِنّ فِي النّارِ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الحَصِينَةُ أَ فَلَا تسَألَوُنيّ‌ مَا فِيهَا فَقِيلَ وَ مَا فِيهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ فِيهَا أيَديِ‌ النّاكِثِينَ


صفحه : 307

272- كَافِيَةُ،المُفِيدِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأَجلَحِ عَن عِمرَانَ قَالَ قَالَ حُذَيفَةُ مَن أَرَادَ مِنكُم أَن يُقَاتِلَ شِيعَةَ الدّجّالِ فَليُقَاتِل أَهلَ النّاكِثِينَ وَ أَهلَ النّهرَوَانِ

273- أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ رَوَي اِبرَاهِيمُ بنُ دَيزِيلَ الهمَداَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ صِفّينَ عَن يَحيَي بنِ سُلَيمَانَ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ المَلِكِ بنِ حُمَيدِ بنِ أَبِي غُنيَةَ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ رَجَاءٍ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الأَعمَشِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ رَجَاءٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَانقَطَعَ شِسعُ نَعلِهِ فَأَلقَاهَا إِلَي عَلِيّ ع يُصلِحُهَا ثُمّ قَالَ إِنّ مِنكُم مَن يُقَاتِلُ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ ذَاكُم خَاصِفُ النّعلِ قَالَ وَ كَانَ يَدُ عَلِيّ ع عَلَي نَعلِ النّبِيّص يُصلِحُهَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَتَيتُ عَلِيّاً فَبَشّرتُهُ بِذَلِكَ فَلَم يَحفِل بِهِ كَأَنّهُ شَيءٌ قَد كَانَ عَلِمَهُ مِن قَبلُ


صفحه : 308

وَ رَوَي ابنُ دَيزِيلَ فِي هَذَا الكِتَابِ أَيضاً عَن يَحيَي بنِ سُلَيمَانَ عَنِ ابنِ فُضَيلٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الهجَرَيِ‌ّ عَن أَبِي صَادِقٍ قَالَ قَدِمَ عَلَينَا أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ العِرَاقَ فَأَهدَت لَهُ الأَزدُ جُزُراً فَبَعَثُوهَا معَيِ‌ فَدَخَلتُ إِلَيهِ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ لَهُ يَا أَبَا أَيّوبَ قَد كَرّمَكَ اللّهُ بِصُحبَةِ نَبِيّهِص وَ نُزُولِهِ عَلَيكَ فَمَا لِي أَرَاكَ تَستَقبِلُ النّاسَ بِسَيفِكَ تُقَاتِلُهُم هَؤُلَاءِ مَرّةً وَ هَؤُلَاءِ مَرّةً قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص عَهِدَ إِلَينَا أَن نُقَاتِلَ مَعَ عَلِيّ النّاكِثِينَ فَقَد قَاتَلنَاهُم وَ عَهِدَ إِلَينَا أَن نُقَاتِلَ مَعَهُ القَاسِطِينَ فَهَذَا وَجهُنَا إِلَيهِم يعَنيِ‌ مُعَاوِيَةَ وَ أَصحَابَهُ وَ عَهِدَ إِلَينَا أَن نُقَاتِلَ مَعَ عَلِيّ المَارِقِينَ وَ لَم أَرِهِم بَعدُ

274- وَ أَيضاً قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ رَوَي كَثِيرٌ مِنَ المُحَدّثِينَ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ قَد كَتَبَ عَلَيكَ جِهَادَ المَفتُونِينَ كَمَا كَتَبَ عَلَيّ جِهَادَ المُشرِكِينَ قَالَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الفِتنَةُ التّيِ‌ كُتِبَ عَلَيّ فِيهَا الجِهَادُ قَالَ قَومٌ يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ هُم مُخَالِفُونَ لِلسّنّةِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَعَلَامَ أُقَاتِلُهُم وَ هُم يَشهَدُونَ كَمَا أَشهَدُ قَالَ عَلَي الإِحدَاثِ فِي الدّينِ وَ مُخَالَفَةِ الأَمرِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ كُنتَ وعَدَتنَيِ‌ الشّهَادَةَ فَاسأَلِ اللّهَ أَن يُعَجّلَهَا لِي بَينَ يَدَيكَ قَالَ فَمَن يُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ أَمَا إنِيّ‌ وَعَدتُكَ بِالشّهَادَةِ وَ تُستَشهَدُ يُضرَبُ عَلَي هَذِهِ فَتُخضَبُ هَذِهِ فَكَيفَ صَبرُكَ إِذاً فَقُلتُ يَا


صفحه : 309

رَسُولَ اللّهِ لَيسَ ذَا بِمَوطِنِ صَبرٍ هَذَا مَوطِنُ شُكرٍ قَالَ أَجَل أَصَبتَ فَأَعِدّ لِلخُصُومَةِ فَإِنّكَ مُخَاصَمٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَو بَيّنتَ لِي قَلِيلًا فَقَالَ إِنّ أمُتّيِ‌ سَتُفتَنُ مِن بعَديِ‌ فَتَتَأَوّلُ القُرآنَ وَ تَعمَلُ باِلرأّي‌ِ وَ تَستَحِلّ الخَمرَ بِالنّبِيذِ وَ السّحتَ بِالهَدِيّةِ وَ الرّبَا بِالبَيعِ وَ تُحَرّفُ الكِتَابَ عَن مَوَاضِعِهِ وَ تَغلِبُ كَلِمَةَ الضّلَالِ فَكُن حِلسَ بَيتِكَ حَتّي تُقَلّدَهَا فَإِذَا قَلّدتَهَا جَاشَت عَلَيكَ الصّدُورُ وَ قُلِبَت لَكَ الأُمُورُ تُقَاتِلُ حِينَئِذٍ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ فَلَيسَت حَالُهُمُ الثّانِيَةُ بِدُونِ حَالِهِمُ الأُولَي فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فبَأِيَ‌ّ المَنَازِلِ أُنزِلَ هَؤُلَاءِ المَفتُونِينَ مِن بَعدِكَ أَ بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ أَم بِمَنزِلَةِ رِدّةٍ فَقَالَ بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ يَعمَهُونَ فِيهَا إِلَي أَن يُدرِكَهُمُ العَدلُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يُدرِكُهُمُ العَدلُ مِنّا أَم مِن غَيرِنَا فَقَالَ بَل مِنّا بِنَا فَتَحَ اللّهُ وَ بِنَا يَختِمُ وَ بِنَا أَلّفَ اللّهُ بَينَ القُلُوبِ بَعدَ الشّركِ وَ بِنَا يُؤَلّفُ بَينَ القُلُوبِ بَعدَ الفِتنَةِ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا وَهَبَ لَنَا مِن فَضلِهِ

و قال عند قوله ع في الخطبة الشقشقية فَلَمّا نَهَضتُ بِالأَمرِ نَكَثَت طَائِفَةٌ وَ مَرَقَت أُخرَي وَ فَسَقَت آخَرُونَ ما هذالفظه فأما الطائفة الناكثة فهم أصحاب الجمل و أماالطائفة القاسطة فأصحاب صفين وسماهم رسول الله ص القاسطين و أماالطائفة المارقة فأصحاب النهروان وأشرنا نحن بقولنا سماهم رسول الله القاسطين إلي قوله ستقاتل بعدي‌ الناكثين والقاسطين والمارقين و هذاالخبر من دلائل نبوته صلوات الله عليه لأنه إخبار صريح بالغيب لايحتمل التمويه والتدليس كماتحتمله الأخبار المجملة. وصدق قوله ع والمارقين قوله أولا في الخوارج


صفحه : 310

يمرقون من الدين كمايمرق السهم من الرمية. وصدق قوله الناكثين كونهم نكثوا البيعة باد‌ئ بدء و قد كان يتلو وقت مبايعتهم و من نكث فإنما ينكث علي نفسه و أماأصحاب الصفين فإنهم عندأصحابنا مخلدون في النار لفسقهم فصح فيهم قوله تعالي وَ أَمّا القاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنّمَ حَطَباً

275-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، عَنِ القاَضيِ‌ أَسَدِ بنِ اِبرَاهِيمَ السلّمَيِ‌ّ وَ كَانَ مِنَ المُخَالِفِينَ المُعَانِدِينَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الحنَظلَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن أَحمَدَ بنِ مَضَاءٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ وَ مُعَاذِ بنِ حَكِيمٍ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَوفِ بنِ مَالِكٍ الماَزنِيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَرَأَيتُ أَبَا ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ مُتَعَلّقاً بِحَلقَةِ بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ وَ هُوَ يَقُولُ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ أَنبَأتُهُ باِسميِ‌ أَنَا جُندَبٌ الربّذَيِ‌ّ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ إنِيّ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِ فِي العَامِ الماَضيِ‌ وَ هُوَ آخِذٌ بِهَذِهِ الحَلقَةِ وَ هُوَ يَقُولُ أَيّهَا النّاسُ لَو صُمتُم حَتّي تَكُونُوا كَالأَوتَارِ وَ صَلّيتُم حَتّي تَكُونُوا كَالحَنَايَا وَ دَعَوتُم حَتّي تَقَطّعُوا إِرباً إِرباً ثُمّ أَبغَضتُم عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ أَكَبّكُمُ اللّهُ فِي النّارِ ثُمّ قَالَ قُم يَا أَبَا الحَسَنِ فَضَع خَمسَكَ فِي خمَسيِ‌ يعَنيِ‌ كَفّكَ فِي كفَيّ‌ فَإِنّ اللّهَ اختاَرنَيِ‌ وَ إِيّاكَ مِن شَجَرَةٍ أَنَا أَصلُهَا وَ أَنتَ فَرعُهَا فَمَن قَطَعَ فَرعَهَا أَكَبّهُ اللّهُ عَلَي وَجهِهِ فِي النّارِ ثُمّ قَالَ عَلِيّ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ يَقتُلُ النّاكِثِينَ وَ المَارِقِينَ وَ الجَاحِدِينَ


صفحه : 311

عَلِيّ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌

276- يف ،[الطرائف ]رَوَي مَحمُودٌ الخوُارزِميِ‌ّ فِي كِتَابِ الفَائِقِ فِي الأُصُولِ فِي بَابٍ قَالَ وَ قَالَ يعَنيِ‌ النّبِيّص فِي ذِكرِ بَيَانِ مُعجِزَاتِهِ يعَنيِ‌ مُعجِزَاتِ النّبِيّص قَالَ وَ قَالَ يعَنيِ‌ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع سَتُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ

ثم قال محمود الخوارزمي‌ فقاتل علي طلحة والزبير بعد مانكثا بيعته وقاتل معاوية وقومه وهم القاسطون أي الظالمون وقاتل الخوارج وهم المارقون . هذالفظ الخوارزمي‌. و من ذلك مارواه الخوارزمي‌ محمود في كتاب الفائق المذكور في باب ذكر سائر معجزاته ع من قصة ذي‌ الثدية ألذي قتل مع الخوارج

وَ قَد رَوَاهُ الحمَيِديِ‌ّ فِي الحَدِيثِ الرّابِعِ مِنَ المُتّفَقِ عَلَيهِ مِن مُسنَدِ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ فِي حَدِيثِ ذيِ‌ الثّدَيّةِ وَ أَصحَابِهِ الّذِينَ قَتَلَهُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ بِالنّهرَوَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَمرُقُ مَارِقَةٌ عِندَ فِرقَةٍ مِنَ المُسلِمِينَ يَقتُلُهَا أَولَي الطّائِفَتَينِ بِالحَقّ

و في رواية الأوزاعي‌ في صفة ذي‌ الثدية أن إحدي ثدييه مثل البيضة تدورت يخرجون علي خير فرقة من المسلمين

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّفَأَشهَدُ أنَيّ‌ سَمِعتُ هَذَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَاتِلُهُم وَ أَنَا مَعَهُ وَ أَمَرَ


صفحه : 312

بِذَلِكَ الرّجُلِ فَالتُمِسَ فَوُجِدَ فأَتُيِ‌َ بِهِ حَتّي نَظَرتُ إِلَيهِ عَلَي نَعتِ رَسُولِ اللّهِص ألّذِي نَعَتَ

قَالَ صَاحِبُ الطّرَائِفِ هَذَا لَفظُ مَا رَوَاهُ الحمَيِديِ‌ّ فِي حَدِيثِهِ وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الخوُارزِميِ‌ّ فِي كِتَابِ الفَائِقِ أَيضاً فِي بَابِ ذِكرِ سَائِرِ مُعجِزَاتِهِ ع قَالَ وَ قَالَ يعَنيِ‌ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَشقَي النّاسِ رَجُلَانِ أُحَيمِرُ ثَمُودَ وَ مَن يَضرِبُكَ يَا عَلِيّ عَلَي هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي قَرنِهِ فَيَبتَلّ مِنهُ هَذِهِ وَ أَخَذَ بِلِحيَتِهِ فَكَانَ كَمَا أَخبَرَ

هذالفظ الخوارزمي‌ وأحيمر ثمود عاقر ناقة صالح وقاتل علي ع هو عبدالرحمن بن ملجم عليه لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين

277- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن يَحيَي بنِ حَسَنِ بنِ فُرَاتٍ عَن مُصَبّحِ بنِ الهِلقَامِ العجِليِ‌ّ عَن أَبِي مَريَمَ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ عَن حُذَيفَةَ قَالَ فِي قَولِهِ تَعَالَيفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَيعَنيِ‌ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

278- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي النوّفلَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن يَحيَي بنِ حَسَنِ بنِ فُرَاتٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي حَربِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ الدؤّلَيِ‌ّ عَن عَمّهِ أَنّهُ قَالَ إِنّ النّبِيّص لَمّا نَزَلَ عَلَيهِ قَولُهُ تَعَالَيفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ قَالَ أَي بعِلَيِ‌ّ كَذَلِكَ حدَثّنَيِ‌ جَبرَئِيلُ


صفحه : 313

279- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الغَفّارِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مَنصُورِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن عدَيِ‌ّ بنِ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعتُ ابنَ عَبّاسٍ يَقُولُ مَا حَسَدَت قُرَيشٌ عَلِيّاً ع بشِيَ‌ءٍ مِمّا سَبَقَ لَهُ أَشَدّ مِمّا وَجَدَت عَلَيهِ يَوماً وَ نَحنُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ كَيفَ أَنتُم مَعشَرَ قُرَيشٍ لَو قَد كَفَرتُم مِن بعَديِ‌ فرَأَيَتمُوُنيِ‌ فِي كَتِيبَةٍ أَضرِبُ وُجُوهَكُم بِالسّيفِ فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ قُل إِن شَاءَ اللّهُ أَو عَلِيّ فَقَالَ إِن شَاءَ اللّهُ أَو عَلِيّ

280- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ وَ قَالَ اللّهُ انتَقَمَ بعِلَيِ‌ّ ع يَومَ البَصرَةِ وَ هُوَ ألّذِي وَعَدَ اللّهُ رَسُولَهُ

281- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ هِلَالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الرّبِيعِ قَالَ قَرَأتُ عَلَي يُوسُفَ الأَزرَقِ حَتّي انتَهَيتُ فِي الزّخرُفِ إِلَي قَولِهِفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَمسِك فَأَمسَكتُ فَقَالَ يُوسُفُ قَرَأتُ عَلَي الأَعمَشِ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ يَا يُوسُفُ أَ تدَريِ‌ فِيمَن نَزَلَت قُلتُ اللّهُ أَعلَمُ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم بعِلَيِ‌ّ مُنتَقِمُونَ مُحِيَت وَ اللّهِ مِنَ القُرآنِ وَ اختُلِسَت وَ اللّهِ مِنَ القُرآنِ

282-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ المُنذِرِ بنِ جَعفَرِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِيهِ عَن مَنصُورِ بنِ المُعتَمِرِ عَن ربِعيِ‌ّ بنِ حراش [خِرَاشٍ] قَالَخَطَبَنَا عَلِيّ فِي الرّحبَةِ ثُمّ قَالَ إِنّهُ لَمّا كَانَ فِي زَمَانِ الحُدَيبِيَةِ خَرَجَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أُنَاسٌ مِن قُرَيشٍ مِن أَشرَافِ أَهلِ مَكّةَ فِيهِم سُهَيلُ بنُ عَمرٍو فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ أَنتَ جَارُنَا وَ حَلِيفُنَا


صفحه : 314

وَ ابنُ عَمّنَا وَ لَقَد لَحِقَ بِكَ أُنَاسٌ مِن آبَائِنَا وَ إِخوَانِنَا وَ أَقَارِبِنَا لَيسَ بِهِمُ التّفَقّهُ فِي الدّينِ وَ لَا رَغبَةٌ فِيمَا عِندَكَ وَ لَكِن إِنّمَا خَرَجُوا فِرَاراً مِن ضِيَاعِنَا وَ أَعمَالِنَا وَ أَموَالِنَا فَاردُدهُم عَلَينَا فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ فَقَالَ لَهُ انظُر فِيمَا يَقُولُونَ فَقَالَ صَدَقُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنتَ جَارُهُم فَاردُدهُم عَلَيهِم قَالَ ثُمّ دَعَا عُمَرَ فَقَالَ مِثلَ قَولِ أَبِي بَكرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ عِندَ ذَلِكَ لَا تَنتَهُونَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ عَلَيكُم رَجُلًا امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلتّقوَي يَضرِبُ رِقَابَكُم عَلَي الدّينِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ خَاصِفُ النّعلِ وَ أَنَا كُنتُ أَخصِفُ نَعلَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ ثُمّ التَفَتَ إِلَينَا عَلِيّ ع فَقَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن كَذَبَ عَلَيّ مُتَعَمّداً فَليَتَبَوّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ

283- أَقُولُ رَوَي فِي المُستَدرَكِ مِن كِتَابِ فَضَائِلِ الصّحَابَةِ للِسمّعاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي ربِعيِ‌ّ مِثلَهُ

284-مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ مِن مُسنَدِهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ أَنّ عَلِيّاً كَانَ يَقُولُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ


صفحه : 315

وَ جَلّ قَالَأَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ اللّهِ لَا نَنقَلِبُ عَلَي أَعقَابِنَا بَعدَ إِذ هَدَانَا اللّهُ وَ لَئِن مَاتَ أَو قُتِلَ لَأُقَاتِلَنّ عَلَي مَا قَاتَلَ عَلَيهِ حَتّي أَمُوتَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَخُوهُ وَ وَلِيّهُ وَ ابنُ عَمّهِ وَ وَارِثُهُ وَ مَن أَحَقّ بِهِ منِيّ‌

285-مد،[العمدة] مِنَ الجُزءِ الثاّنيِ‌ مِن كِتَابِ الشّرِيعَةِ تَصنِيفِ الشّيخِ أَبِي بَكرٍ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ تِلمِيذِ أَبِي بَكرٍ وَلَدِ أَبِي دَاوُدَ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ نَاجِيَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الصوّفيِ‌ّ عَن حُسَينِ بنِ حَسَنٍ الأَشقَرِ عَن سَابِحٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ العبَديِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن اِبرَاهِيمَ عَن عَلقَمَةَ بنِ قَيسٍ وَ الأَسوَدِ بنِ يَزِيدَ قَالَاأَتَينَا أَبَا أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ فَقُلنَا لَهُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَكرَمَكَ بِمُحَمّدٍ إِذ أَوحَي إِلَي رَاحِلَتِهِ فَبَرَكَ عَلَي بَابِكَ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص ضَيفَكَ فَضّلَكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهَا ثُمّ خَرَجتَ تُقَاتِلُ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أَبُو أَيّوبَ مَرحَباً بِكُمَا وَ أَهلًا إنِنّيِ‌ أُقسِمُ لَكُمَا بِاللّهِ لَقَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع جَلَسَ عَن يَمِينِهِ وَ أَنَا قَائِمٌ بَينَ يَدَيهِ إِذ حَرّكَ البَابَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَنَسُ انظُر مَن بِالبَابِ فَخَرَجَ وَ نَظَرَ وَ رَجَعَ وَ قَالَ هَذَا عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو أَيّوبَ فَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَا أَنَسُ افتَح لِعَمّارٍ الطّيّبِ المُطَيّبِ فَفَتَحَ أَنَسٌ البَابَ فَدَخَلَ عَمّارٌ فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَرَدّ عَلَيهِ وَ رَحّبَ بِهِ وَ قَالَ يَا عَمّارُ إِنّهُ سَيَكُونُ فِي أمُتّيِ‌ بَعدَ هَنَاتٍ وَ اختِلَافٍ حَتّي يَختَلِفَ السّيفُ بَينَهُم حَتّي يَقتُلَ بَعضُهُم بَعضاً وَ تَتَبَرّأَ بَعضَهُم مِن


صفحه : 316

بَعضٍ فَإِذَا رَأَيتَ ذَلِكَ فَعَلَيكَ بِهَذَا ألّذِي عَن يمَيِنيِ‌ يعَنيِ‌ عَلِيّاً فَإِن سَلَكَ النّاسُ كُلّهُم وَادِياً وَ عَلِيّ وَادِياً فَاسلُك واَديِ‌َ عَلِيّ وَ خَلّ النّاسَ طُرّاً يَا عَمّارُ إِنّهُ لَا يُزِيلُكَ عَن هُدًي يَا عَمّارُ إِنّ طَاعَةَ عَلِيّ لَمِن طاَعتَيِ‌ وَ طاَعتَيِ‌ مِن طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

286- أَقُولُ وَ رَوَي فِي المُستَدرَكِ، مِن كِتَابِ حِليَةِ الأَولِيَاءِ بِإِسنَادِهِ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن زِرّ أَنّهُ سَمِعَ عَلِيّاً يَقُولُ أَنَا فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ وَ لَو لَا أَنَا مَا قُوتِلَ أَهلُ النّهرَوَانِ وَ أَهلُ الجَمَلِ وَ لَو لَا أنَنّيِ‌ أَخشَي أَن تَترُكُوا العَمَلَ لَأَنبَأتُكُم باِلذّيِ‌ قَضَي اللّهُ عَلَي لِسَانِ نَبِيّكُمص لِمَن قَاتَلَهُم مُبصِراً بِضَلَالَتِهِم عَارِفاً بِالهُدَي ألّذِي نَحنُ عَلَيهِ

287- وَ بِإِسنَادِهِ عَن ربِعيِ‌ّ بنِ[خِرَاشٍ]حراش قَالَخَطَبَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالمَدَائِنِ فَقَالَ جَاءَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ اردُد عَلَينَا أَبنَاءَنَا وَ أَرِقّاءَنَا فَإِنّمَا خَرَجُوا تَعَوّذاً بِالإِسلَامِ فَقَالَ النّبِيّص


صفحه : 317

لَا تَنتَهُونَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ حَتّي يَبعَثَ اللّهُ رَجُلًا امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ يَضرِبُ رِقَابَكُم عَلَي الدّينِ

288- وَ مِن كِتَابِ فَضَائِلِ الصّحَابَةِ للِسمّعاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ قَالَ لَمّا أُنزِلَت عَلَي النّبِيّص فَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ قَالَ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

أقول قدمر بعض الأخبار في باب شكايته ع


صفحه : 319

باب 8- باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه

289- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَن عَونِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَهلِ بنِ القَاسِمِ قَالَ سَمِعَ الرّضَا ع بَعضَ أَصحَابِهِ يَقُولُ لَعَنَ اللّهُ مَن حَارَبَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ قُل إِلّا مَن تَابَ وَ أَصلَحَ ثُمّ قَالَ لَهُ ذَنبُ مَن تَخَلّفَ عَنهُ وَ لَم يَتُب أَعظَمُ مِن ذَنبِ مَن قَاتَلَهُ ثُمّ تَابَ

290- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حُمَيدٍ اللحّميِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ الرّبِيعِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ قَالَ عَلِيّ بنُ بِلَالٍ وَ حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ أَسَدٍ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي الأسَلمَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَزَوّرِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ


صفحه : 320

المُؤمِنِينَ هَؤُلَاءِ القَومُ الّذِينَ نُقَاتِلُهُم الدّعوَةُ وَاحِدَةٌ وَ الرّسُولُ وَاحِدٌ وَ الصّلَاةُ وَاحِدَةٌ وَ الحَجّ وَاحِدٌ فَبِمَ نُسَمّيهِم قَالَ بِمَا سَمّاهُمُ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ فَقَالَ مَا كُلّ مَا فِي كِتَابِ اللّهِ أَعلَمُهُ فَقَالَ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِتِلكَ الرّسُلُ فَضّلنا بَعضَهُم عَلي بَعضٍ مِنهُم مَن كَلّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعضَهُم دَرَجاتٍ وَ آتَينا عِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّناتُ وَ لكِنِ اختَلَفُوا فَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ فَلَمّا وَقَعَ الِاختِلَافُ كُنّا نَحنُ أَولَي بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بِدِينِهِ وَ باِلنبّيِ‌ّص وَ بِالكِتَابِ وَ بِالحَقّ فَنَحنُ الّذِينَ آمَنُوا وَ هُمُ الّذِينَ كَفَرُوا وَ شَاءَ اللّهُ مِنّا قِتَالَهُم فَقَاتَلنَاهُم بِمَشِيّتِهِ وَ إِرَادَتِهِ

291- جا،[المجالس للمفيد] عَلِيّ بنُ بِلَالٍ مِثلَهُ

292-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]اختلفوا في محاربة علي ع فقالت الزيدية و من المعتزلة النظام وبشر بن المعتمر و من المرجئة أبوحنيفة و أبويوسف وبشر المريسي‌ و من قال بقولهم إنه كان مصيبا في حروبه بعد النبي ص و إن من قاتله ع كان علي خطإ و قال أبوبكر الباقلاني‌ و ابن إدريس من نازع عليا ع في خلافته فهو باغ


صفحه : 321

و في تلخيص الشافي‌ أنه قالت الإمامية من حارب أمير المؤمنين كان كافرا يدل عليه إجماع الفرقة و إن من حاربه كان منكرا لإمامته ودافعا لها ودفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما علي حد واحد وَ قَولُهُ ع مَن مَاتَ وَ لَم يَعرِف إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً

وميتة الجاهلية لاتكون إلا علي كفر. و قوله أللهم وال من والاه وعاد من عاداه و لاتجب عداوة أحد بالإطلاق دون الفساق . و من حاربه كان يستحل دمه ويتقرب إلي الله بذلك واستحلال دم المؤمن كفر بالإجماع و هوأعظم من استحلال جرعة من الخمر ألذي هوكفر بالاتفاق فكيف استحلال دم الإمام

وَ رَوَي عَنهُ المُخَالِفُ وَ المُؤَالِفُ يَا عَلِيّ حَربُكَ حرَبيِ‌ وَ سِلمُكَ سلِميِ‌

ومعلوم أنه ع إنما أراد أن أحكام حربك تماثل أحكام حربي‌ و لم يرد أن أحد الحربين هوالآخر لأن المعلوم خلاف ذلك و إذا كان حرب النبي كفرا وجب مثل ذلك في حربه

وَ رَوَي أَبُو عِيسَي فِي جَامِعِهِ وَ السمّعاَنيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ وَ ابنُ مَاجَه فِي سُنَنِهِ وَ أَحمَدُ فِي المُسنَدِ وَ الفَضَائِلِ وَ ابنُ بَطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ شِيرَوَيهِ فِي الفِردَوسِ وَ السدّيّ‌ّ فِي التّفسِيرِ وَ القاَضيِ‌ المحَاَملِيِ‌ّ كُلّهُم عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ أَبُو الجَحّافِ عَن مُسلِمِ بنِ صَبِيحٍ كُلّهُم عَنِ النّبِيّص أَنّهُ نَظَرَ إِلَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَالَ أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَكُم وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمَكُم

تَارِيخُ الطبّرَيِ‌ّ وَ أَربَعِينُ ابنِ المُؤَذّنِ قَالَا رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَكُم وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمَكُم


صفحه : 322

ابنُ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص لَهُ عَادَيتُ مَن عَادَاكَ وَ سَالَمتُ مَن سَالَمَكَ

الخرَكوُشيِ‌ّ فِي اللّوَامِعِ قَالَ قَالَ النّبِيّص مَن قاَتلَنَيِ‌ فِي الأُولَي وَ قَاتَلَ أَهلَ بيَتيِ‌ فِي الثّانِيَةِ فَأُولَئِكَ شِيعَةُ الدّجّالِ

293- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ ذَكَرَ الّذِينَ حَارَبَهُم عَلِيّ ع فَقَالَ أَمَا إِنّهُم أَعظَمُ جُرماً مِمّن حَارَبَ رَسُولَ اللّهِص قِيلَ لَهُ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ أُولَئِكَ كَانُوا أَهلَ جَاهِلِيّةٍ وَ هَؤُلَاءِ قَرَءُوا القُرآنَ وَ عَرَفُوا أَهلَ الفَضلِ فَأَتَوا مَا أَتَوا بَعدَ البَصِيرَةِ

294- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ بَزِيعٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَفَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ ثُمّ قَالَ هَؤُلَاءِ القَومُ هُم وَ رَبّ الكَعبَةِ يعَنيِ‌ أَهلَ صِفّينَ وَ البَصرَةِ وَ الخَوَارِجَ

295-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


صفحه : 323

قَالَ تَلَا رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ الآيَةَلا يسَتوَيِ‌ أَصحابُ النّارِ وَ أَصحابُ الجَنّةِ أَصحابُ الجَنّةِ هُمُ الفائِزُونَ ثُمّ قَالَ أَصحَابُ الجَنّةِ مَن أطَاَعنَيِ‌ وَ سَلّمَ لعِلَيِ‌ّ الوَلَايَةَ بعَديِ‌ وَ أَصحَابُ النّارِ مَن نَقَضَ البَيعَةَ وَ العَهدَ وَ قَاتَلَ عَلِيّاً بعَديِ‌ أَلَا إِنّ عَلِيّاً بَضعَةٌ منِيّ‌ فَمَن حَارَبَهُ فَقَد حاَربَنَيِ‌ ثُمّ دَعَا عَلِيّاً فَقَالَ يَا عَلِيّ حَربُكَ حرَبيِ‌ وَ سِلمُكَ سلِميِ‌ وَ أَنتَ العَلَمُ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ أمُتّيِ‌

296- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ وَ الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مَعاً عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن ضُرَيسٍ قَالَ تَمَارَي النّاسُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ بَعضُهُم حَربُ عَلِيّ شَرّ مِن حَربِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ بَعضُهُم حَربُ رَسُولِ اللّهِص شَرّ مِن حَربِ عَلِيّ ع

قَالَ فَسَمِعَهُم أَبُو جَعفَرٍ ع فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فَقَالُوا أَصلَحَكَ اللّهُ تَمَارَينَا فِي حَربِ رَسُولِ اللّهِص وَ فِي حَربِ عَلِيّ ع فَقَالَ بَعضُنَا حَربُ عَلِيّ شَرّ مِن حَربِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ بَعضُنَا حَربُ رَسُولِ اللّهِص شَرّ مِن حَربِ عَلِيّ ع فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا بَل حَربُ عَلِيّ أَشَرّ مِن حَربِ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ حَربُ عَلِيّ شَرّ مِن حَربِ رَسُولِ اللّهِ قَالَ نَعَم وَ سَأُخبِرُكَ عَن ذَلِكَ إِنّ حَربَ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 324

لَم يُقِرّوا بِالإِسلَامِ وَ إِنّ حَربَ عَلِيّ ع أَقَرّوا بِالإِسلَامِ ثُمّ جَحَدُوهُ

297- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ لِأَهلِ حَربِهِ إِنّا لَم نُقَاتِلهُم عَلَي التّكفِيرِ لَهُم وَ لَم نُقَاتِلهُم عَلَي التّكفِيرِ لَنَا وَ لَكِنّا رَأَينَا أَنّا عَلَي حَقّ وَ رَأَوا أَنّهُم عَلَي حَقّ

298- ب ،[قرب الإسناد]بِالإِسنَادِ قَالَ إِنّ عَلِيّاً لَم يَكُن يَنسُبُ أَحَداً مِن أَهلِ حَربِهِ إِلَي الشّركِ وَ لَا إِلَي النّفَاقِ وَ لَكِنّهُ كَانَ يَقُولُ هُم إِخوَانُنَا بَغَوا عَلَينَا

299- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المفيد عن أبي عبد الله المرزباني‌ قال وجدت بخط محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني‌ الحمدوني‌ الشاعر قال سمعت الرياشي‌ ينشد للسيد بن محمدالحميري‌


أن امرأ خصمه أبوحسن   لعازب الرأي‌ داحض الحجج

لايقبل الله منه معذرة   و لايلقنه حجة الفلج

300- كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَصَبَ عَلِيّاً ع عَلَماً بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ فَمَن عَرَفَهُ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن أَنكَرَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَن جَهِلَهُ كَانَ ضَالّا وَ مَن نَصَبَ مَعَهُ شَيئاً كَانَ مُشرِكاً وَ مَن جَاءَ بِوَلَايَتِهِ دَخَلَ الجَنّةَ

301- وَ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ عَلِيّاً


صفحه : 325

ع بَابٌ فَتَحَهُ اللّهُ فَمَن دَخَلَهُ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن خَرَجَ مِنهُ كَانَ كَافِراً وَ مَن لَم يَدخُل فِيهِ وَ لَم يَخرُج مِنهُ كَانَ فِي الطّبَقَةِ الّذِينَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِي فِيهِمُ المَشِيّةُ

302- وَ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ نَحنُ الّذِينَ فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَنَا لَا يَسَعُ النّاسَ إِلّا مَعرِفَتُنَا وَ لَا يُعذَرُ النّاسُ بِجَهَالَتِنَا مَن عَرَفَنَا كَانَ مُؤمِناً وَ مَن أَنكَرَنَا كَانَ كَافِراً وَ مَن لَم يَعرِفنَا وَ لَم يُنكِرنَا كَانَ ضَالّا حَتّي يَرجِعَ إِلَي الهُدَي ألّذِي افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ مِن طَاعَتِنَا الوَاجِبَةِ فَإِن يَمُت عَلَي ضَلَالَتِهِ يَفعَلِ اللّهُ بِهِ مَا يَشَاءُ

303- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ حُبّنَا إِيمَانٌ وَ بُغضُنَا كُفرٌ

304- وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ النّهجِ رَوَي نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ المسَعوُديِ‌ّ عَن يُوسُفَ بنِ الأَرقَمِ عَن عَوفِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَمرِو بنِ هِندٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا نَظَرَ عَلِيّ ع إِلَي أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ وَ أَهلِ الشّامِ قَالَ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا أَسلَمُوا وَ لَكِنِ استَسلَمُوا وَ أَسَرّوا الكُفرَ فَلَمّا وَجَدُوا عَلَيهِ أَعوَاناً رَجَعُوا إِلَي عَدَاوَتِهِم لَنَا إِلّا أَنّهُم لَم يَترُكُوا الصّلَاةَ

305- وَ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ سِيَاهٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ لَمّا كَانَ قِتَالُ صِفّينَ قَالَ رَجُلٌ لِعَمّارٍ يَا أَبَا اليَقظَانِ أَ لَم يَقُل رَسُولُ اللّهِص قَاتِلُوا النّاسَ حَتّي يُسلِمُوا فَإِذَا أَسلَمُوا عَصَمُوا منِيّ‌ دِمَاءَهُم وَ أَموَالَهُم قَالَ بَلَي وَ لَكِن وَ اللّهِ مَا أَسلَمُوا وَ لَكِنِ استَسلَمُوا وَ أَسَرّوا الكُفرَ حَتّي وَجَدُوا عَلَيهِ أَعوَاناً


صفحه : 326

306- وَ عَن حَبِيبٍ عَن مُنذِرٍ الثوّريِ‌ّ قَالَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ لَمّا أَتَاهُم رَسُولُ اللّهِص مِن أَعلَي الواَديِ‌ وَ مِن أَسفَلِهِ وَ مَلَأَ الأَودِيَةَ كَتَائِبُ يعَنيِ‌ يَومَ فَتحِ مَكّةَ استَسلَمُوا حَتّي وَجَدُوا أَعوَاناً

307- كِتَابُ الغَارَاتِ لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن فاَرقَنَيِ‌ فَقَد فَارَقَ اللّهَ وَ مَن فَارَقَ عَلِيّاً فَقَد فاَرقَنَيِ‌

308- الكَافِيَةُ فِي إِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ، عَن صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن كَثِيرٍ النّوّاءِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ عَن محُاَربِيِ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَ قَتَلَهُم وَ هُم مُؤمِنُونَ قَالَ إِذَا كَانَ يَكُونُ وَ اللّهِ أَضَلّ مِن بغَليِ‌ هَذَا

309- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِي الجَارُودِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ الشّاكّ فِي حَربِ عَلِيّ ع كَالشّاكّ فِي حَربِ رَسُولِ اللّهِص

310- و عن صالح بن أبي الأسود عن أخيه أسيد بن أبي الأسود قال سألت عبد الله بن الحسن عن محاربي‌ أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال ضلال فقلت ضلال مؤمنون قال لا و لاكرامة إنما هذاقول المرجئة الخبيثة

311- وَ عَن يُوسُفَ بنِ كُلَيبٍ المسَعوُديِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو مَالِكٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لُعِنَ أَهلُ الجَمَلِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِلّا مَن كَانَ مِنهُم مُؤمِناً فَقَالَ ع وَيلَكَ مَا كَانَ فِيهِم مُؤمِنٌ


صفحه : 327

ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ لَو أَنّ عَلِيّاً قَتَلَ مُؤمِناً وَاحِداً لَكَانَ شَرّاً عنِديِ‌ مِن حمِاَريِ‌ هَذَا وَ أَومَي بِيَدِهِ إِلَي حِمَارٍ بَينَ يَدَيهِ

312- وَ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن عَطِيّةَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ الشّاكّ فِي حَربِ عَلِيّ كَالشّاكّ فِي حَربِ رَسُولِ اللّهِص

313- وَ عَن يُونُسَ بنِ أَرقَمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ دِينَارٍ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مَن سَمِعَ طَلحَةَ يَومَ الجَمَلِ حَيثُ أَصَابَهُ السّهمُ وَ رَأَي النّاسَ قَدِ انهَزَمُوا أَقبَلَ عَلَي رَجُلٍ فَقَالَ مَا أَرَانَا بَقِيّةَ يَومِنَا إِلّا كُفّاراً

314- وَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن بَكرِ بنِ عِيسَي قَالَ قَالَ الزّبَيرُ يَومَ الجَمَلِ لِمَولًي لَهُ مَا أَرَانَا بَقِيّةَ يَومِنَا إِلّا كُفّاراً

315- وَ عَن مُصعَبِ بنِ سَلّامٍ عَن مُوسَي بنِ مُطَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أُمّ حَكِيمٍ بِنتِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي بَكرٍ قَالَ لَمّا نَزَلَ بِعَائِشَةَ المَوتُ قُلتُ لَهَا يَا أُمّتَاه نَدفَنُكِ فِي البَيتِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد كَانَ فِيهِ مَوضِعُ قَبرٍ تَدّخِرُهُ لِنَفسِهَا قَالَت لَا أَ لَا تَعلَمُونَ حَيثُ سِرتُ ادفنِوُنيِ‌ مَعَ صوَاَحبِيِ‌ فَلَستُ خَيرَهُنّ

316- وَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ عَن قَيسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ عَن عَائِشَةَ أَنّهَا قَالَت ادفنِوُنيِ‌ مَعَ أَزوَاجِ النّبِيّص فإَنِيّ‌ قَد أَحدَثتُ بَعدَهُ حَدَثاً

تذييل اعلم أنه اختلف في أحكام البغاة في مقامين الأول في كفرهم فذهب أصحابنا إلي كفرهم قال المحقق الطوسي‌ رحمه الله في التجريد محاربو علي كفرة ومخالفوه فسقة.أقول ولعل مراده أن مخالفيه في الحرب والذين لم ينصروه فسقة كمايومي‌ إليه بعض كلماته فيما بعد. وذهب الشافعي‌ إلي أن الباغي‌ ليس باسم ذم بل هواسم من اجتهد فأخطأ بمنزلة من خالف الفقهاء في بعض المسائل


صفحه : 328

و قال شارح المقاصد والمخالفون لعلي‌ ع بغاة لخروجهم علي إمام الحق بشبهة من ترك القصاص من قتلة عثمان . ولقوله ص لعمار تقتلك الفئة الباغية و قدقتل يوم صفين علي يد أهل الشام . ولقول علي ع إخواننا بغوا علينا. وليسوا كفارا و لافسقة وظلمة لمالهم من التأويل و إن كان باطلا فغاية الأمر أنهم أخطئوا في الاجتهاد و ذلك لايوجب التفسيق فضلا عن التكفير. وذهبت المعتزلة إلي أنه اسم ذم ويسمونهم فساقا.أقول والدلائل علي ماذهب إليه أصحابنا أكثر من أن تحصي و قدمضت الأخبار الدالة عليه وسيأتي‌ في أبواب حب أمير المؤمنين ع وبغضه وأبواب مناقبه وإيرادها هنا يوجب التكرار فبعضها صريح في كفر مبغض أهل البيت ع و لاريب في أن الباغي‌ مبغض . وبعضها يدل علي كفر من أنكر إمامة أمير المؤمنين ع وأبغضه . وبعضها يدل علي أن الجاحد له ع من أهل النار و لو عبد الله منذ خلق السماوات والأرضين في أشرف الأماكن وظاهر أن المؤمن مع تلك العبادة لا يكون من أهل النار. وبعضها يدل علي كفر من لم يعرف إمام زمانه و ذلك مما اتفقت عليه كلمة الفريقين والبغي‌ لايجامع في الغالب معرفة الإمام و لوفرض باغ علي الإمام لأمر دنيوي‌ من غيربغض له و لاإنكار لإمامته فهو كافر أيضا لعدم القائل بالفرق . ثم إن الظاهر أن قوله تعالي وَ إِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُما فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَي الأُخري فَقاتِلُوا التّيِ‌ تبَغيِ‌ حَتّي تفَيِ‌ءَ إِلي أَمرِ اللّهِ


صفحه : 329

فَإِن فاءَت فَأَصلِحُوا بَينَهُما بِالعَدلِ وَ أَقسِطُوا إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَ لايتعلق بقتال البغاة بالمعني المعروف لماعرفت من كفرهم وإطلاق المؤمن عليهم باعتبار ماكانوا عليه بعيد. وظاهر الآية الآتية وهي‌ قوله تعالي إِنّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحُوا بَينَ أَخَوَيكُم وَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَبقاء المذكورين في الآية السابقة علي الإيمان ولعله السر في خلو أكثر الأخبار عن الاحتجاج بهذه الآية في هذاالمقام فتكون الآية مسوقة لبيان حكم طائفتين من المؤمنين تعدي وبغت إحداهما علي الأخري لأمر دنيوي‌ أوغيرهما مما لايؤدي‌ إلي الكفر.المقام الثاني‌ فيما اغتنمه المسلمون من أموال البغاة فذهب بعض الأصحاب إلي أنه لايقسم أموالهم مطلقا. وذهب بعضهم إلي قسمة ماحواه العسكر دون غيره من أموالهم وتمسك الفريقان بسيرته ع في أهل البصرة. قال الأولون لوجاز الاغتنام لم يرد ع عليهم أموالهم و قَد روُيِ‌َ أَنّهُ ع نَادَي مَن وَجَدَ مَالَهُ فَلَهُ أَخذُهُ

فكان الرجل منهم يمر بمسلم يطبخ في قدره فيسأله أن يصبر حتي ينضج فلايصبر فيكفأها ويأخذها وإنه كان يعطي‌ من القوم من له بينة و من لم يكن له بينة فيحلفه ويعطيه . و قال الآخرون لو لاجوازه لماقسم ع أموالهم أولا بين المقاتلة و قد كان ردها عليهم بعد ذلك علي سبيل المن لاالاستحقاق كما من النبي ص علي كثير من المشركين و قدرووا عنه ع أنه قال مننت علي أهل البصرة كما من النبي ص علي أهل مكة ولذا ذهب بعض أصحابنا إلي جواز استرقاقهم كماجاز للرسول ص في أهل مكة والمشهور بين علمائنا عدمه . و ألذي نفهم من الأخبار أنهم واقعا في حكم المشركين وغنائمهم وسبيهم في حكم غنائم المشركين وسبيهم والقائم ع يجري‌ تلك الأحكام


صفحه : 330

عليهم و لماعلم أمير المؤمنين ع استيلاء المخالفين علي شيعته لم يجر هذه الأحكام عليهم لئلا يجروها علي شيعته وكذا الحكم بطهارتهم وجواز مناكحتهم وحل ذبيحتهم لاضطرار معاشرة الشيعة معهم في دولة المخالفين

317- وَ يَدُلّ عَلَيهِ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَسِيرَةُ عَلِيّ ع يَومَ البَصرَةِ كَانَت خَيراً لِشِيعَتِهِ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ إِنّهُ عَلِمَ أَنّ لِلقَومِ دَولَةً فَلَو سَبَاهُم لَسُبِيَت شِيعَتُهُ قُلتُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ القَائِمِ ع أَ يَسِيرُ بِسِيرَتِهِ قَالَ لَا إِنّ عَلِيّاً ع سَارَ فِيهِم بِالمَنّ لِلعِلمِ مِن دَولَتِهِم وَ إِنّ القَائِمَ ع يَسِيرُ فِيهِم بِخِلَافِ تِلكَ السّيرَةِ لِأَنّهُ لَا دَولَةَ لَهُم

و أما ما لم يحوها العسكر من أموالهم فنقلوا الإجماع علي عدم جواز تملكها وكذلك ماحواه العسكر إذارجعوا إلي طاعة الإمام وإنما الخلاف فيما حواه العسكر مع إصرارهم . و أمامدبرهم وجريحهم وأسيرهم فذو الفئة منهم يتبع ويجهز عليه ويقتل بخلاف غيره . و قدمضت الأخبار في ذلك وسيأتي‌ في باب سيره ع في حروبه .تكملة قال الشيخ قدس الله روحه في تلخيص الشافي‌ عندنا أن من حارب أمير المؤمنين ع وضرب وجهه ووجه أصحابه بالسيف كافر والدليل المعتمد في ذلك إجماع الفرقة المحقة الإمامية علي ذلك فإنهم لا


صفحه : 331

يختلفون في هذه المسألة علي حال من الأحوال و قددللنا علي أن إجماعهم حجة فيما تقدم . وأيضا فنحن نعلم أن من حاربه كان منكرا لإمامته ودافعا لها ودفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما علي حد واحد وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن مَاتَ وَ لَم يَعرِف إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً

وميتة الجاهلية لاتكون إلا علي كفر

وَ أَيضاً روُيِ‌َ عَنهُص أَنّهُ قَالَ حَربُكَ يَا عَلِيّ حرَبيِ‌ وَ سِلمُكَ يَا عَلِيّ سلِميِ‌

ومعلوم أنه إنما أراد أحكام حربك تماثل أحكام حربي‌ و لم يرد أن أحد الحربين هي‌ الأخري لأن المعلوم ضرورة خلاف ذلك فإن كان حرب النبي ص كفرا وجب مثل ذلك في حرب أمير المؤمنين ع لأنه جعله مثل حربه . ويدل علي ذلك أيضا قوله ص أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ونحن نعلم أنه لايجب عداوة أحد بالإطلاق إلاعداوة الكفار. وأيضا فنحن نعلم أن من كان يقاتله يستحل دمه ويتقرب إلي الله بذلك واستحلال دم امر‌ئ مسلم مؤمن كفر بالإجماع و هوأعظم من استحلال جرعة من الخمر ألذي هوكفر بالاتفاق . فإن قيل لوكانوا كفارا لوجب أن يسير فيهم بسيرة الكفار فيتبع موليهم ويجهز علي جريحهم ويسبي‌ ذراريهم فلما لم يفعل ذلك دل علي أنهم لم يكونوا كفارا.قلنا لايجب بالتساوي‌ في الكفر التساوي‌ في جميع أحكامه لأن أحكام الكفر مختلفة فحكم الحربي‌ خلاف حكم الذمي‌ وحكم أهل الكتاب خلاف حكم من لا كتاب له من عباد الأصنام فإن أهل الكتاب يؤخذ منهم الجزية ويقرون علي أديانهم و لايفعل ذلك بعبّاد الأصنام .


صفحه : 332

و عند من خالفنا من الفقهاء يجوز التزوج بأهل الذمة و إن لم يجز ذلك في غيرهم وحكم المرتد بخلاف حكم الجميع . و إذا كان أحكام الكفر مختلفة مع الاتفاق في كونه كفرا لايمتنع أن يكون من حاربه ع كافرا و إن سار فيهم بخلاف أحكام الكفار. و أماالمعتزلة وكثير من المنصفين من غيرهم فيقولون بفسق من حاربه ع ونكث بيعته ومرق عن طاعته ولكنهم إنما يدّعون أنهم تابوا بعد ذلك ويرجعون في ادعاء توبتهم إلي أمور غيرمقطوع بها و لامعلومة من أخبار الآحاد. والمعصية منهم معلومة مقطوع عليها و ليس يجوز الرجوع عن المعلوم إلابمعلوم مثله

318- وَ قَد رَوَي الواَقدِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا فَتَحَ البَصرَةَ كَتَبَ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ بِالفَتحِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ سَلَامٌ عَلَيكُم فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكُمُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ حَكَمٌ عَدلٌلا يُغَيّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيّرُوا ما بِأَنفُسِهِم وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدّ لَهُ وَ ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن والٍ وَ إنِيّ‌ أُخبِرُكُم عَنّا وَ عَمّن سِرنَا إِلَيهِ مِن جُمُوعِ أَهلِ البَصرَةِ وَ مَن تَأَشّبَ إِلَيهِم مِن قُرَيشٍ وَ غَيرِهِم مَعَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ نَكثِهِم صَفقَةَ أَيمَانِهِم وَ تَنَكّبِهِم


صفحه : 333

عَنِ الحَقّ فَنَهَضتُ مِنَ المَدِينَةِ حِينَ انتَهَي إلِيَ‌ّ خَبَرُهُم حِينَ سَارُوا إِلَيهَا فِي جَمَاعَتِهِم وَ مَا صَنَعُوا بعِاَملِيِ‌ عُثمَانَ بنِ حُنَيفٍ حَتّي قَدِمتُ ذَا قَارٍ فَبَعَثتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ وَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ قَيسَ بنَ سَعدٍ فَاستَنفَرتُكُم بِحَقّ اللّهِ وَ حَقّ رَسُولِهِ فَأَقبَلَ إلِيَ‌ّ إِخوَانُكُم سِرَاعاً حَتّي قَدِمُوا عَلَيّ فَسِرتُ بِهِم حَتّي نَزَلتُ ظَهرَ البَصرَةِ فَأَعذَرتُ بِالدّعَاءِ وَ قَدِمتُ بِالحُجّةِ وَ أَقَلتُ العَثرَةَ وَ الزّلّةَ وَ استَتَبتُهُم مِن نَكثِهِم بيَعتَيِ‌ وَ عَهدَ اللّهِ عَلَيهِم فَأَبَوا إِلّا قتِاَليِ‌ وَ قِتَالَ مَن معَيِ‌ وَ التمّاَديِ‌َ فِي الغيَ‌ّ فَنَاهَضتُهُم بِالجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَقَتَلَ اللّهُ مَن قُتِلَ مِنهُم نَاكِثاً وَ وَلّي مَن وَلّي إِلَي مِصرِهِم فسَأَلَوُنيِ‌ مَا دَعَوتُهُم إِلَيهِ قَبلَ القِتَالِ فَقَبِلتُ مِنهُم وَ أَغمَدتُ السّيفَ عَنهُم وَ أَخَذتُ بِالعَفوِ عَنهُم وَ أَجرَيتُ الحَقّ وَ السّنّةَ بَينَهُم وَ استَعمَلتُ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ عَلَي البَصرَةِ وَ أَنَا سَائِرٌ إِلَي الكُوفَةِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي وَ قَد بَعَثتُ إِلَيكُم زَحرَ بنَ قَيسٍ الجعُفيِ‌ّ لِتَسأَلُوهُ وَ لِيُخبِرَكُم عنَيّ‌ وَ عَنهُم وَ رَدّهِمُ الحَقّ عَلَينَا فَرَدّهُمُ اللّهُ وَ هُم كَارِهُونَ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ كَتَبَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ فِي جُمَيدَي[جُمَادَي]سَنَةَ سِتّ وَ ثَلَاثِينَ

فكيف يكون طلحة والزبير تائبين و قدصرح أمير المؤمنين ع بأنهما تماديا في الغي‌ حتي قتلا ناكثين . و قدروي أبومخنف لوط بن يحيي هذاالكتاب بخلاف هذه الألفاظ

319- وَ روُيِ‌َ فِي جُملَتِهِ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ وَ ذِكرِ بغَي‌ِ القَومِ وَ نَكثِهِم وَ حَاكَمنَاهُم إِلَي اللّهِ فَأَدَالَنَا عَلَيهِم فَقُتِلَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ قَد تَقَدّمتُ إِلَيهِمَا بِالمَعذِرَةِ وَ أَبلَغتُ إِلَيهِمَا فِي النّصِيحَةِ وَ استَشهَدتُ عَلَيهِمَا صُلَحَاءَ الأُمّةِ فَمَا أَطَاعَا المُرشِدِينَ وَ لَا أَجَابَا النّاصِحِينَ وَ لَاذَ أَهلُ البغَي‌ِ بِعَائِشَةَ فَقُتِلَ حَولَهَا عَالَمٌ جَمّ وَ ضَرَبَ اللّهُ وَجهَ بَقِيّتِهِم فَأَدبَرُوا فَمَا كَانَت نَاقَةُ الحِجرِ بِأَشأَمَ عَلَيهِم مِنهَا عَلَي أَهلِ ذَلِكَ المِصرِ مَعَ مَا جَاءَت مِنَ الحُوبِ الكَبِيرِ فِي مَعصِيَةِ رَبّهَا وَ نَبِيّهَا وَ اغتِرَارِهَا فِي تَفرِيقِ المُسلِمِينَ


صفحه : 334

وَ سَفكِ دِمَاءِ المُسلِمِينَ بِلَا بَيّنَةٍ وَ لَا مَعذِرَةٍ وَ لَا حُجّةٍ ظَاهِرَةٍ فَلَمّا هَزَمَهُمُ اللّهُ أَمَرتُ أَن لَا يُتبَعَ مُدبِرٌ وَ لَا يُجهَزَ عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا تُكشَفَ عَورَةٌ وَ لَا يُهتَكَ سِترٌ وَ لَا يُدخَلَ دَارٌ إِلّا بِإِذنٍ وَ آمَنتُ النّاسَ وَ قَدِ استُشهِدَ مِنّا رِجَالٌ صَالِحُونَ ضَاعَفَ اللّهُ حَسَنَاتِهِم وَ رَفَعَ دَرَجَاتِهِم وَ أَثَابَهُم ثَوَابَ الصّادِقِينَ الصّالِحِينَ الصّابِرِينَ

وليتعمق المنصفون في هذاالبيان ليتجلي لهم أنه ليست هذه أوصاف من تاب وقبض علي الطهارة والإنابة. و في تفريقه ع في الخبر بين قتلاه وقتلاهم ووصف من قتل من عسكره بالشهادة دون من قتل منهم ثم في دعائه لقتلي عسكره دون طلحة والزبير دلالة علي ماقلناه و لوكانا مضيا تائبين لكانا أحق الناس بالوصف بالشهادة والترحم والدعاء. وأيضا قدروي الواقدي‌ أيضا كتاب أمير المؤمنين ع إلي أهل المدينة و هوأيضا يتضمن مثل معاني‌ كتابه إلي أهل الكوفة وقريبا من ألفاظه ووصفهم بأنهم قتلوا علي النكث والبغي‌ و لو لاالإطالة لذكرناه بعينه

320- وَ أَيضاً رَوَي الواَقدِيِ‌ّ أَنّ ابنَ جُرمُوزٍ لَمّا قَتَلَ الزّبَيرَ نَزَلَ فَاجتَزّ رَأسَهُ وَ أَخَذَ سَيفَهُ ثُمّ أَقبَلَ حَتّي وَقَفَ عَلَي بَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ أَنَا رَسُولُ الأَحنَفِ فَتَلَا عَلَيهِ هَذِهِ الآيَةَالّذِينَ يَتَرَبّصُونَ بِكُم فَقَالَ هَذَا رَأسُ الزّبَيرِ وَ سَيفُهُ وَ أَنَا قَاتِلُهُ فَتَنَاوَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَيفَهُ وَ قَالَ طَالَمَا


صفحه : 335

جَلَا بِهِ الكَربَ عَن وَجهِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَكِنّ الحَينَ وَ مَصَارِعَ السّوءِ

و لو كان تائبا ما كان مصرعه مصرع سوء لاسيما و قدقتله غادرا به و هذه شهادة لو كان تائبا مقلعا عما كان عليه

321- وَ قَد رَوَي الشعّبيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ أَلَا إِنّ أَئِمّةَ الكُفرِ فِي الإِسلَامِ خَمسَةٌ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ مُعَاوِيَةُ وَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ أَبُو مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ وَ أَيضاً قَد روُيِ‌َ مِثلُ ذَلِكَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ

322- وَ قَد رَوَي نُوحُ بنُ دَرّاجٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع حِينَ بَرَزَ أَهلُ الجَمَلِ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللّهِ لَقَد عَلِمَت صَاحِبَةُ الهَودَجِ أَنّ أَهلَ الجَمَلِ مَلعُونُونَ عَلَي لِسَانِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّص وَ قَد خابَ مَنِ افتَري

و قدروي‌ هذاالمعني بهذا اللفظ أوبقريب منه من طرق مختلفة

323- وَ قَد رَوَي البلَاَذرُيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ بِإِسنَادِهِ عَن جُوَيرِيَةَ بنِ أَسمَاءَ أَنّهُ قَالَ بلَغَنَيِ‌ أَنّ الزّبَيرَ حِينَ وَلّي وَ لَم يَكُن بَسَطَ يَدَهُ بِسَيفٍ اعتَرَضَهُ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ بِالرّمحِ وَ قَالَ أَينَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ وَ اللّهِ مَا كُنتَ بِجَبَانٍ وَ لكَنِيّ‌ أَحسَبُكَ شَكَكتَ قَالَ هُوَ ذَاكَ وَ مَضَي حَتّي نَزَلَ بوِاَديِ‌ السّبَاعِ فَقَتَلَهُ ابنُ جُرمُوزٍ

واعترافه بالشك يدل علي خلاف التوبة لأنه لو كان تائبا لقال له في


صفحه : 336

الجواب ماشككت بل تحققت أنك وصاحبك علي الحق و أنا علي الباطل و قدندمت علي ما كان مني‌ و أي توبة لشاك غيرمتحقق .فهذه الأخبار و ماشاكلها تعارض أخبارهم لو كان لها ظاهر يشهد بالتوبة و إذاتعارضت الأخبار في التوبة والإصرار سقط الجميع وتمسكنا بما كنا عليه من أحكام فسقهم وعظيم ذنبهم . و ليس لهم أن يقولوا إن كل مارويتموه من طريق الآحاد و ذلك أن جميع أخبارهم بهذه المثابة وكثير مما رويناه أظهر مما رووه وأفشي فإن كان من طريق الآحاد فالأمران سيان . و أماتوبة طلحة فالأمر فيهاأضيق علي المخالف من الكلام في توبة الزبير لأن طلحة قتل بين الصفين و هومباشر للحرب مجتهد فيها و لم يرجع عنها حتي أصابه السهم فأتي علي نفسه . وادعاء توبة مثل هذامكابرة. فإن قيل أ ليس قدروي‌ أن أمير المؤمنين لماجاءه ابن جرموز برأس الزبير قال بشر قاتل ابن صفية بالنار فلو لم يكن تائبا لمااستحق النار بقتله .قيل لهم إن ابن جرموز غدر بالزبير وقتله بعد أن أعطاه الأمان و كان قتله علي وجه الغيلة والمكر و هذه منه معصية لاشبهة فيها و قدتظاهر الخبر بما ذكرناه حتي روي‌ أن عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وكانت تحت عبد الله بن أبي بكر فخلف عليها عمر ثم الزبير قالت في ذلك


غدر ابن جرموز بفارس بهمة.   يوم اللقاء و كان غيرمعرد.

ياعمرو لونبهته لوجدته .   لاطائشا رعش اللسان و لااليد.

فإنما استحق ابن جرموز النار بقتله إياه غدرا لالأن المقتول في الجنة.


صفحه : 337

و هذاالجواب يتضمن الكلام علي قولهم إن بشارته بالنار مع الإضافة إلي قتل الزبير يدل علي أنه إنما استحق النار بقتله لأنا قدبينا في الحوأب أنه من حيث قتله غدرا استحق النار. و قدقيل في هذاالخبر إن ابن جرموز كان من جملة الخوارج الخارجين علي أمير المؤمنين ع في النهروان و إن النبي ص قد كان أخبره بحالهم ودله علي جماعة منهم بأعيانهم وأوصافهم فلما جاءه برأس الزبير أشفق أمير المؤمنين من أن يظن به لعظيم مافعله الخير ويقطع له علي سلامة العاقبة و يكون قتله الزبير شبهة فيما يصير إليه من الخارجية قطع عليه بالنار لتزول الشبهة في أمره وليعلم أن هذاالفعل ألذي فعله لايساوي‌ شيئا مع مايرتكبه في المستقبل . وجري ذلك مجري شهادة النبي ص رجل من الأنصار يقال له قزمان أبلي‌ في يوم أحد بلاء شديدا وقتل بيده جماعة فبشره النبي ص بالنار فعجب من ذلك السامعون حتي كشفوا عن أمره فوجدوا أنه لماحمل جريحا إلي منزله ووجد ألم الجراح قتل نفسه بمشقص . وإنما شهد النبي ص بالنار عليه عقيب بلائه للوجه ألذي ذكرناه . و ألذي يدل علي أن بشارته بالنار لم تكن لكون الزبير تائبا مقلعا بل لبعض ماذكرناه هو أنه لو كان الأمر كماادعوه لأقاده أمير المؤمنين ع به و لماطل دمه و في عدوله ع من ذلك دلالة علي ماذكرناه .


صفحه : 338

فأما طلحة فقد بينا أنه تضيق إقامة العذر له لأنه قتل في المعركة في حال التوبة فيهابعيدة وظاهر الحال الإصرار. و ليس لأحد أن يقول إنه روي‌ عنه أنه قال بعد ماأصابه السهم


ندمت ندامة الكسعي‌ لما   رأت عيناه ماصنعت يداه .

لأن هذابعيد من الصواب والبيت المروي‌ بأن يدل علي خلاف التوبة أولي لأنه جعل ندامته مثل ندامة الكسعي‌ وخبر الكسعي‌ معروف لأنه ندم بحيث لاينفعه الندم وحيث فاته الأمر وخرج عن يده و لو كان ندم طلحة واقعا علي وجه التوبة الصحيحة لم يكن مثل ندامة الكسعي‌ بل كان شبيها لندامة من تلافي مافرط فيه علي وجه ينتفع به

324- وَ رَوَي حُسَينٌ الأَشقَرُ عَن يُوسُفَ البَزّازِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بِطَلحَةَ وَ هُوَ صَرِيعٌ فَقَالَ أَقعِدُوهُ فَأَقعَدُوهُ فَقَالَ لَقَد كَانَت لَكَ سَابِقَةٌ لَكِن دَخَلَ الشّيطَانُ فِي مَنخِرَيكَ فَأَدخَلَكَ النّارَ

ثُمّ رَوَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن اِبرَاهِيمَ مَولَي قُرَيشٍ أَنّ عَلِيّاً ع مَرّ بِطَلحَةَ قَتِيلًا يَومَ الجَمَلِ

وساق الحديث في التكلم معه و مع كعب بن سور مثل مامر. ثم قال رحمه الله بعدإيراد أسئلة وأجوبة تركناها حذرا من الإطناب فإن قيل قول النبي ص عشرة من أصحابي‌ في الجنة يدل علي أنهما تابا لأنهما من جملتهم بلا شك .قيل لهم قدبينا فيما تقدم الكلام علي بطلان هذاالخبر حيث تعلقوا به في فضائل أبي بكر وقلنا إنه لايجوز أن يعلم الله مكلفا ليس بمعصوم من الذنوب بأن عاقبته الجنة لأن ذلك يغريه بالقبيح و ليس يمكن أحدا ادعاء عصمة التسعة و لو لم يكن إلا ماوقع من طلحة والزبير من الكبيرة لكفي .


صفحه : 339

و قدذكرنا أن هذاالخبر لو كان صحيحا لاحتج به أبوبكر لنفسه واحتج له به في يوم السقيفة وغيرها وكذلك عمر وعثمان . ومما يبين أيضا بطلانه إمساك طلحة والزبير عن الاحتجاج به لمادعوا الناس إلي نصرتهما واستنفارهم إلي الحرب معهما و أي فضيلة أعظم وأفخم من الشهادة لهما بالجنة وكيف يعدلان مع العلم والحاجة عن ذكره إلالأنه باطل . ويمكن أن يسلم مسلم هذاالخبر ويحمله علي الاستحقاق في الحال لاالعاقبة فكأنه أراد أنهم يدخلون الجنة إن وافوا بما هم عليه الآن و يكون الفائدة في الخبر إعلامنا بأنهم يستحقون الثواب في الحال . و أماالكلام في توبة عائشة فما بيناه من الطرق الثلاث في توبة طلحة والزبير هي‌ معتمدة فيما يدعونه من توبة عائشة.أولها أن جميع مايروونه من الأخبار لايمكن ادعاء العلم فيها و لاالقطع علي صحتها وأحسن الأحوال فيها أن يوجب الظن و قدبينا أن المعلوم لايرجع عنه بالمظنون . والثاني‌ أنها معارضة بأخبار تزيد علي مارووه في القوة أوتساويه

فَمِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الواَقدِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن شُعبَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ أرَسلَنَيِ‌ عَلِيّ ع إِلَي عَائِشَةَ بَعدَ الهَزِيمَةِ وَ هيِ‌َ فِي دَارِ الخُزَاعِيّينَ فَأَمَرَهَا أَن تَرجِعَ إِلَي بِلَادِهَا.

وساق الحديث نحوا مما مر برواية الكشي‌ إلي قوله فبكت مرة أخري أشد من بكائها الأول ثم قالت و الله لئن لم يغفر الله لنا لنهلكن .


صفحه : 340

ثم ساق الحديث إلي آخره ثم قال فإن قيل ففي‌ هذاالخبر دليل علي التوبة وهي‌ قولها عقيب بكائها لئن لم يغفر الله لنا لنهلكن .قلنا قدكشف الأمر ماعقبت هذاالكلام به من اعترافها ببغض أمير المؤمنين ع وبغض أصحابه المؤمنين و قدأوجب الله عليها محبتهم وتعظيمهم و هذادليل علي الإصرار و أن بكائها إنما كان للخيبة لاللتوبة و ما كان في قولها لئن لم يغفر الله لنا لنهلكن من دليل التوبة و قد يقول المصرّ مثل ذلك إذا كان عارفا بخطائه فيما ارتكبه و ليس كل من ارتكب ذنبا يعتقد أنه حسن حتي لا يكون خائفا من العقاب عليه وأكثر مرتكبي‌ الذنوب يخافون العقاب مع الإصرار ويظهر منهم مثل ماحكي‌ عن عائشة و لا يكون توبة.

وَ رَوَي الواَقدِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ أَنّ عَمّاراً رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ استَأذَنَ عَلَي عَائِشَةَ بِالبَصرَةِ بَعدَ الفَتحِ فَأَذِنَت لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ يَا أُمّه كَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللّهِ حِينَ جَمَعَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ أَ لَم يُظهِرِ اللّهُ الحَقّ عَلَي البَاطِلِ وَ يُزهِقِ البَاطِلَ فَقَالَت إِنّ الحُرُوبَ دُوَلٌ وَ سِجَالٌ وَ قَد أُدِيلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ لَكِنِ انظُر يَا عَمّارُ كَيفَ تَكُونُ فِي عَاقِبَةِ أَمرِكَ

وَ رَوَي الطبّرَيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ أَنّهُ لَمّا انتَهَي إِلَي عَائِشَةَ قَتلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَت


فَأَلقَت عَصَاهَا وَ استَقَرّت بِهَا النّوَي   كَمَا قَرّ عَيناً بِالإِيَابِ المُسَافِرُ

صفحه : 341

فَمَن قَتَلَهُ فَقِيلَ رَجُلٌ مِن مُرَادٍ فَقَالَت


فَإِن يَكُ نَائِياً فَلَقَد نَعَاهُ   نعَي‌ٌ لَيسَ فِي فِيهِ التّرَابُ

فَقَالَت زَينَبُ بِنتُ أَبِي سَلَمَةَ أَ لعِلَيِ‌ّ تَقُولِينَ هَذَا فَقَالَت إنِيّ‌ أَنسَي فَإِذَا نَسِيتُ فذَكَرّوُنيِ‌

و هذه سخرية منها بزينب وتمويه خوفا من شناعتها ومعلوم أن الناسي‌ والساهي‌ لايتمثل بالشعر في الأغراض المطابقة و لم يكن ذلك منها إلا عن قصد ومعرفة

325- وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَمّا أَبَت عَائِشَةُ الرّجُوعَ إِلَي المَدِينَةِ أَرَي أَن تَدَعَهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِالبَصرَةِ وَ لَا تُرَحّلَهَا فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّهَا لَا تَألُو شَرّاً وَ لكَنِيّ‌ أَرُدّهَا إِلَي بَيتِهَا ألّذِي تَرَكَهَا فِيهِ رَسُولُ اللّهِص فَإِنّ اللّهَ بَالِغُ أَمرِهِ

326- وروي محمد بن إسحاق عن جنادة أن عائشة لماوصلت إلي المدينة راجعة من البصرة لم تزل تحرض الناس علي أمير المؤمنين ع وكتبت إلي معاوية و أهل الشام مع الأسود بن أبي البختري‌ تحرضهم عليه صلوات الله عليه

وَ روُيِ‌َ عَن مَسرُوقٍ أَنّهُ قَالَدَخَلتُ عَلَي عَائِشَةَ فَجَلَستُ إِلَيهَا فحَدَثّتَنيِ‌ وَ استَدعَت غُلَاماً لَهَا أَسوَدَ يُقَالُ لَهُ عَبدُ الرّحمَنِ فَجَاءَ حَتّي وَقَفَ فَقَالَت يَا


صفحه : 342

مَسرُوقُ أَ تدَريِ‌ لِمَ سَمّيتُهُ عَبدَ الرّحمَنِ فَقُلتُ لَا فَقَالَت حُبّاً منِيّ‌ لِعَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُلجَمٍ

فأما قصتها في دفن الحسن ع فمشهورة حتي قال لها عبد الله بن عباس يوما علي بغل ويوما علي جمل فقالت أ و مانسيتم يوم الجمل يا ابن عباس إنكم لذووا أحقاد. و لوذهبنا إلي تقصيّ‌ ماروي‌ عنها من الكلام الغليظ الشديد الدال علي بقاء العداوة واستمرار الحقد والضغينة لأطلنا وأكثرنا. و أما ماروي‌ عنها من التلهف والتحسر علي ماصدر عنها فلايدل علي التوبة إذ يجوز أن يكون ذلك من حيث خابت عن طلبتها و لم تظفر ببغيتها مع الذل ألذي لحقها وألحقها العار في الدنيا والإثم في الآخرة.بيان قال الجوهري‌ عرد الرجل تعريدا فر. و قال كُسَع حي‌ من اليمن و منه قولهم ندامة الكسُعَيِ‌ و هو رجل ربّي نبعة حتي أخذ منه قوسا فرمي الوحش عنها ليلا فأصابت وظن أنه أخطأ فكسر القوس فلما أصبح رأي ماأصمي من الصيد فندم قال الشاعر ندمت ندامة الكسعي‌ لما.رأت عيناه ماصنعت يداه


صفحه : 343

باب 9- باب احتجاجات الأئمة ع وأصحابهم علي الذين أنكروا علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه

327-ج ،[الإحتجاج ]جَاءَ رَجُلٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ إِنّ جَدّكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَتَلَ المُؤمِنِينَ فَهَمَلَت عَينُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ دُمُوعاً حَتّي امتَلَأَت كَفّهُ مِنهَا ثُمّ ضَرَبَ بِهَا عَلَي الحَصَي ثُمّ قَالَ يَا أَخَا أَهلِ البَصرَةِ لَا وَ اللّهِ مَا قَتَلَ عَلِيّ مُؤمِناً وَ لَا قَتَلَ مُسلِماً وَ مَا أَسلَمَ القَومُ وَ لَكِنِ استَسلَمُوا وَ كَتَمُوا الكُفرَ وَ أَظهَرُوا الإِسلَامَ فَلَمّا وَجَدُوا عَلَي الكُفرِ أَعوَاناً أَظهَرُوهُ وَ قَد عَلِمَت صَاحِبَةُ الجَمَلِ وَ المُستَحفِظُونَ مِن آلِ مُحَمّدٍ أَنّ أَصحَابَ الجَمَلِ وَ أَصحَابَ صِفّينَ وَ أَصحَابَ النّهرَوَانِ لُعِنُوا عَلَي لِسَانِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّص وَ قَد خابَ مَنِ افتَري فَقَالَ شَيخٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ إِنّ جَدّكَ كَانَ يَقُولُ


صفحه : 344

إِخوَانُنَا بَغَوا عَلَينَا فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ أَ مَا تَقرَأُ كِتَابَ اللّهِوَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداًفَهُم مِثلُهُم أَنجَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هُوداً وَ الّذِينَ مَعَهُ وَ أَهلَكَ عَاداً بِالرّيحِ العَقِيمِ

328- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ أَنّ سَالِماً دَخَلَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ جِئتُ أُكَلّمُكَ فِي أَمرِ هَذَا الرّجُلِ قَالَ أَيّمَا رَجُلٍ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فِي أَيّ أُمُورِهِ قَالَ فِي أَحدَاثِهِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع انظُر مَا استَقَرّ عِندَكَ مِمّا جَاءَت بِهِ الرّوَاةُ عَن آبَائِهِم قَالَ ثُمّ نَسَبَهُم ثُمّ قَالَ يَا سَالِمُ أَ بَلَغَكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ سَعدَ بنَ مُعَاذٍ بِرَايَةِ الأَنصَارِ إِلَي خَيبَرَ فَرَجَعَ مُنهَزِماً ثُمّ بَعَثَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ بِرَايَةِ المُهَاجِرِينَ فأَتُيِ‌َ بِسَعدٍ جَرِيحاً وَ جَاءَ عُمَرُ يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُونَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَكَذَا تَفعَلُ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ حَتّي قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ رَجُلًا لَيسَ بِفَرّارٍ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ قَالَ نَعَم وَ قَالَ القَومُ جَمِيعاً أَيضاً فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ يَا سَالِمُ إِن قُلتَ إِنّ اللّهَ أَحَبّهُ وَ هُوَ لَا يَعلَمُ مَا هُوَ صَانِعٌ فَقَد كَفَرتَ وَ إِن قُلتَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَبّهُ وَ هُوَ يَعلَمُ مَا هُوَ صَانِعٌ فأَيَ‌ّ حَدَثٍ تَرَي فَقَالَ فَأَعِد عَلَيّ فَأَعَادَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا سَالِمُ عَبَدتَ اللّهَ عَلَي ضَلَالَةٍ سَبعِينَ سَنَةً

بيان قوله فقال ياسالم أي فقال سالم مخاطبا لنفسه أو قال الإمام مخاطبا له والأول أظهر ويؤيده أن في بعض النسخ فقال سالم


صفحه : 345

329- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَحيَي بنِ المُسَاوِرِ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَقَالَ أَنتَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ قَالَ نَعَم قَالَ أَبُوكَ ألّذِي قَتَلَ المُؤمِنِينَ فَبَكَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ثُمّ مَسَحَ عَينَيهِ فَقَالَ وَيلَكَ كَيفَ قَطَعتَ عَلَي أَبِي أَنّهُ قَتَلَ المُؤمِنِينَ قَالَ لِقَولِهِ إِخوَانُنَا قَد بَغَوا عَلَينَا فَقَاتَلنَاهُم عَلَي بَغيِهِم فَقَالَ وَيلَكَ أَ مَا تَقرَأُ القُرآنَ قَالَ بَلَي قَالَ فَقَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباًوَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً أَ فَكَانُوا إِخوَانَهُم فِي دِينِهِم أَو فِي عَشِيرَتِهِم قَالَ لَهُ الرّجُلُ لَا بَل فِي عَشِيرَتِهِم قَالَ ع فَهَؤُلَاءِ إِخوَانُهُم فِي عَشِيرَتِهِم وَ لَيسُوا إِخوَانَهُم فِي دِينِهِم قَالَ فَرّجتَ عنَيّ‌ فَرّجَ اللّهُ عَنكَ

330- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ جَالِساً عَلَي شَفِيرِ زَمزَمَ يُحَدّثُ النّاسَ فَلَمّا فَرَغَ مِن حَدِيثِهِ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ إنِيّ‌ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ أَعوَانُ كُلّ ظَالِمٍ إِلّا مَن عَصَمَ اللّهُ مِنكُم سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ يَا


صفحه : 346

عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ إنِيّ‌ جِئتُكَ أَسأَلُكَ عَمّن قَتَلَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن أَهلِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ لَم يَكفُرُوا بِصَلَاةٍ وَ لَا بِحَجّ وَ لَا بِصَومِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ لَا بِزَكَاةٍ فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ ثَكِلَتكَ أُمّكَ سَل عَمّا يَعنِيكَ وَ دَع مَا لَا يَعنِيكَ فَقَالَ مَا جِئتُكَ أَضرِبُ إِلَيكَ مِن حِمصَ لِلحَجّ وَ لَا لِلعُمرَةِ وَ لكَنِيّ‌ أَتَيتُكَ لِتَشرَحَ لِي أَمرَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فِعَالَهُ فَقَالَ لَهُ وَيلَكَ إِنّ عِلمَ العَالِمِ صَعبٌ لَا تَحتَمِلُهُ وَ لَا تُقِرّ بِهِ[تَقرَبُهُ]قُلُوبُ الصدية[الصّدِئَةِ]أُخبِرُكَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ مَثَلُهُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ مُوسَي وَ العَالِمُ ع وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ فِي كِتَابِهِيا مُوسي إنِيّ‌ اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ برِسِالاتيِ‌ وَ بكِلَاميِ‌ فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍ وَ كَانَ مُوسَي يَرَي أَنّ جَمِيعَ الأَشيَاءِ قَد أُثبِتَت لَهُ كَمَا تَرَونَ أَنتُم أَنّ عُلَمَاءَكُم قَد أَثبَتُوا جَمِيعَ الأَشيَاءِ فَلَمّا انتَهَي مُوسَي إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فلَقَيِ‌َ العَالِمَ فَاستَنطَقَ بِمُوسَي لِيَصِلَ عِلمَهُ وَ لَم يَحسُدهُ كَمَا حَسَدتُم أَنتُم عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنكَرتُم فَضلَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَيهَل أَتّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمتَ رُشداًفَعَلِمَ العَالِمُ أَنّ مُوسَي لَا يُطِيقُ بِصُحبَتِهِ وَ لَا يَصبِرُ عَلَي عِلمِهِ فَقَالَ لَهُإِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً فَقَالَ لَهُ مُوسَيستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراًفَعَلِمَ العَالِمُ أَنّ مُوسَي لَا يَصبِرُ عَلَي عِلمِهِ فَقَالَفَإِنِ اتبّعَتنَيِ‌ فَلا تسَئلَنيِ‌ عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً قَالَ فَرَكِبَا فِي السّفِينَةِ فَخَرَقَهَا العَالِمُ فَكَانَ خَرقُهَا لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ سَخَطاً لِمُوسَي وَ لقَيِ‌َ الغُلَامَ فَقَتَلَهُ فَكَانَ قَتلُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ سَخِطَ ذَلِكَ مُوسَي وَ أَقَامَ الجِدَارَ فَكَانَ إِقَامَتُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ سَخِطَ مُوسَي ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَم يَقتُل إِلّا مَن كَانَ قَتلُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ لِأَهلِ الجَهَالَةِ مِنَ النّاسِ سَخَطاً اجلِس حَتّي أُخبِرَكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص تَزَوّجَ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ فَأَولَمَ فَكَانَت


صفحه : 347

وَلِيمَتُهُ الحَيسَ وَ كَانَ يَدعُو عَشَرَةً فَكَانُوا إِذَا أَصَابُوا طَعَامَ رَسُولِ اللّهِص استَأنَسُوا إِلَي حَدِيثِهِ وَ استَغنَمُوا النّظَرَ إِلَي وَجهِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يشَتهَيِ‌ أَن يَخِفّوا عَنهُ فَيَخلُوا لَهُ المَنزِلَ لِأَنّهُ حَدِيثُ عَهدٍ بِعُرسٍ وَ كَانَ يَكرَهُ أَذَي المُؤمِنِينَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ قُرآناً أَدَباً لِلمُؤمِنِينَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم إِلي طَعامٍ غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِن إِذا دُعِيتُم فَادخُلُوا فَإِذا طَعِمتُم فَانتَشِرُوا وَ لا مُستَأنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنّ ذلِكُم كانَ يؤُذيِ‌ النّبِيّ فيَسَتحَييِ‌ مِنكُم وَ اللّهُ لا يسَتحَييِ‌ مِنَ الحَقّ فَلَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ كَانَ النّاسُ إِذَا أَصَابُوا طَعَامَ نَبِيّهِمص لَم يَلبَثُوا أَن يَخرُجُوا قَالَ فَلَبِثَ رَسُولُ اللّهِص سَبعَةَ أَيّامٍ وَ لَيَالِيهِنّ عِندَ زَينَبَ بِنتِ جَحشٍ ثُمّ تَحَوّلَ إِلَي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ بِنتِ أَبِي أُمَيّةَ وَ كَانَ لَيلَتُهَا وَ صَبِيحَةُ يَومِهَا مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَلَمّا تَعَالَي النّهَارُ انتَهَي عَلِيّ ع إِلَي البَابِ فَدَقّهُ دَقّاً خَفِيفاً لَهُ عَرَفَ رَسُولُ اللّهِ دَقّهُ وَ أَنكَرَتهُ أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَ يَا أُمّ سَلَمَةَ قوُميِ‌ فاَفتحَيِ‌ لَهُ البَابَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَذَا ألّذِي يَبلُغُ مِن خَطَرِهِ أَن أَقُومَ لَهُ فَأَفتَحَ لَهُ البَابَ وَ قَد نَزَلَ فِينَا بِالأَمسِ مَا قَد نَزَلَ مِن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا سَأَلتُمُوهُنّ مَتاعاً فَسئَلُوهُنّ مِن وَراءِ حِجابٍفَمَن هَذَا ألّذِي بَلَغَ مِن خَطَرِهِ أَن أَستَقبِلَهُ بمِحَاَسنِيِ‌ وَ معَاَصمِيِ‌ قَالَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص كَهَيئَةِ المُغضَبِمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَقوُميِ‌ فاَفتحَيِ‌ لَهُ البَابَ فَإِنّ بِالبَابِ رَجُلًا لَيسَ بِالخَرِقِ وَ لَا بِالنّزِقِ وَ لَا بِالعَجُولِ فِي أَمرِهِ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لَيسَ بِفَاتِحِ البَابِ حَتّي يَتَوَارَي عَنهُ الوَطءُ فَقَامَت أُمّ سَلَمَةَ وَ هيِ‌َ لَا تدَريِ‌ مَن بِالبَابِ غَيرَ أَنّهَا قَد حَفِظَتِ النّعتَ وَ المَدحَ فَمَشَت نَحوَ البَابِ وَ هيِ‌َ تَقُولُ بَخ بَخ لِرَجُلٍ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَفَتَحَت لَهُ قَالَ فَأَمسَكَ عَلِيّ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ وَ لَم يَزَل قَائِماً حَتّي خفَيِ‌َ عَنهُ الوَطءُ


صفحه : 348

وَ دَخَلَت أَمّ سَلَمَةَ خِدرَهَا فَفَتَحَ البَابَ وَ دَخَلَ فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ يَا أُمّ سَلَمَةَ أَ تَعرِفِينَهُ قَالَت نَعَم وَ هَنِيئاً لَهُ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ صَدَقتِ يَا أُمّ سَلَمَةَ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَحمُهُ مِن لحَميِ‌ وَ دَمُهُ مِن دمَيِ‌ وَ هُوَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ‌ وَ اشهدَيِ‌ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ هُوَ عَيبَةُ علِميِ‌ وَ باَبيِ‌َ ألّذِي أُوتَي مِنهُ وَ هُوَ الوصَيِ‌ّ بعَديِ‌ عَلَي الأَموَاتِ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ وَ الخَلِيفَةُ عَلَي الأَحيَاءِ مِن أمُتّيِ‌ وَ أخَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ هُوَ معَيِ‌ فِي السّنَامِ الأَعلَي اشهدَيِ‌ يَا أُمّ سَلَمَةَ وَ احفظَيِ‌ أَنّهُ يُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ فَقَالَ الشاّميِ‌ّ فَرّجتَ عنَيّ‌ يَا عَبدَ اللّهِ وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ موَلاَي‌َ وَ مَولَي كُلّ مُسلِمٍ

331-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هِشَامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ نَسِيمٍ القرُشَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي عَنِ الأَعمَشِ


صفحه : 349

قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ دَاهِرٍ الراّزيِ‌ّ عَن أَبِيهِ دَاهِرِ بنِ يَحيَي عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

332- شف ،[كشف اليقين ]المُظَفّرُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُطّلِبِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ الراّزيِ‌ّ عَن دَاهِرٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ

بيان قال ابن الأثير في مادة صدأ من كتاب النهاية فيه إن هذه القلوب تصدأ كمايصدأ الحديد هو أن يركبها الرين بمباشرة المعاصي‌ والآثام فيذهب بجلائه كمايعلو الصدأ وجه المرآة والسيف ونحوهما. قوله فاستنطق بموسي أي أنطقه الله بسبب موسي ليضل علم موسي في جنب علمه ويقر موسي بالجهل فلم يحسده موسي . والحيس تمر يخلط بسمن وأقط. قوله و كان ليلتها أي كان زمان التحول الليلة والصبيحة التي‌ كانت نوبتها منه ص . قوله دقا خفيفا له أي دقا خفيفا كان مختصا به ع عرف بذلك أنه هوالداق . والخرق ترك الرفق في الأمر والنزق الخفة والطيش والخدر بالكسر ستر يمد للجارية في ناحية البيت وسنام كل شيءأعلاه

333-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المرَاَغيِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ الحَسَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ


صفحه : 350

نَجِيحٍ عَن جَندَلِ بنِ وَالِقٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن زَيدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ بَشِيرٍ عَن قَتَادَةَ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ قَالَ سَمِعتُ رَجُلًا يَسأَلُ ابنَ عَبّاسٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ صَلّي القِبلَتَينِ وَ بَايَعَ البَيعَتَينِ وَ لَم يَعبُد صَنَماً وَ لَا وَثَناً وَ لَم يُضرَب عَلَي رَأسِهِ بِزَلَمٍ وَ لَا قِدحٍ وُلِدَ عَلَي الفِطرَةِ وَ لَم يُشرِك بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ فَقَالَ الرّجُلُ إنِيّ‌ لَم أَسأَلكَ عَن هَذَا إِنّمَا أَسأَلُكَ عَن حَملِهِ سَيفَهُ عَلَي عَاتِقِهِ يَختَالُ بِهِ حَتّي أَتَي البَصرَةَ فَقَتَلَ بِهَا أَربَعِينَ أَلفاً ثُمّ سَارَ إِلَي الشّامِ فلَقَيِ‌َ حَوَاجِبَ العَرَبِ فَضَرَبَ بَعضَهُم بِبَعضٍ حَتّي قَتَلَهُم ثُمّ أَتَي النّهرَوَانَ وَ هُم مُسلِمُونَ فَقَتَلَهُم عَن آخِرِهِم فَقَالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ أَ عَلِيّ أَعلَمُ عِندَكَ أَم أَنَا فَقَالَ لَو كَانَ عَلِيّ أَعلَمَ عنِديِ‌ مِنكَ مَا سَأَلتُكَ قَالَ فَغَضِبَ ابنُ عَبّاسٍ حَتّي اشتَدّ غَضَبُهُ ثُمّ قَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ عَلِيّ علَمّنَيِ‌ وَ كَانَ عِلمُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِ عَلّمَهُ اللّهُ مِن فَوقِ عَرشِهِ فَعِلمُ النّبِيّص مِن عِلمِ اللّهِ وَ عِلمُ عَلِيّ مِن عِلمِ النّبِيّ وَ علِميِ‌ مِن عِلمِ عَلِيّ وَ عِلمُ أَصحَابِ مُحَمّدٍ كُلّهِم فِي عِلمِ عَلِيّ كَالقَطرَةِ الوَاحِدَةِ فِي سَبعَةِ أَبحُرٍ


صفحه : 351

باب 01- باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلي خروجه إلي الشام

334-شا،[الإرشاد] مِن كَلَامِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حِينَ قَدِمَ الكُوفَةَ مِنَ البَصرَةِ بَعدَ حَمدِ اللّهِ تَعَالَي وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ أَمّا بَعدُ فَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَصَرَ وَلِيّهُ وَ خَذَلَ عَدُوّهُ وَ أَعَزّ الصّادِقَ المُحِقّ وَ أَذَلّ الكَاذِبَ المُبطِلَ عَلَيكُم يَا أَهلَ هَذَا المِصرِ بِتَقوَي اللّهِ وَ طَاعَةِ مَن أَطَاعَ اللّهَ مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُمُ الّذِينَ هُم أَولَي بِطَاعَتِكُم مِنَ المُنتَحِلِينَ المُدّعِينَ القَائِلِينَ إِلَينَا يَتَفَضّلُونَ بِفَضلِنَا وَ يُجَاحِدُونّا أَمرَنَا وَ يُنَازِعُونّا حَقّنَا وَ يَدفَعُونّا عَنهُ وَ قَد ذَاقُوا وَبَالَ مَا اجتَرَحُوافَسَوفَ يَلقَونَ غَيّا


صفحه : 352

قَد قَعَدَ عَن نصُرتَيِ‌ مِنكُم رِجَالٌ وَ أَنَا عَلَيهِم عَاتِبٌ زَارٍ فَاهجُرُوهُم وَ أَسمِعُوهُم مَا يَكرَهُونَ حَتّي يُعتِبُونَا وَ نَرَي مِنهُم مَا نُحِبّ

بيان قال الجوهري‌ زريت عليه بالفتح إذاعتبت عليه و قال أعتبني‌ فلان إذاعاد إلي مسرتي‌ راجعا عن الإساءة

335-جا،[المجالس للمفيد]المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِي مِخنَفٍ لُوطِ بنِ يَحيَي عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عُبَيدٍ أَبِي الكَنُودِ قَالَقَدِمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَنِ البَصرَةِ إِلَي الكُوفَةِ لاِثنتَيَ‌ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن رَجَبٍ فَأَقبَلَ حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَصَرَ وَلِيّهُ وَ خَذَلَ عَدُوّهُ وَ أَعَزّ الصّادِقَ المُحِقّ وَ أَذَلّ الكَاذِبَ المُبطِلَ عَلَيكُم يَا أَهلَ هَذَا المِصرِ بِتَقوَي اللّهِ وَ طَاعَةِ مَن أَطَاعَ اللّهَ مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُمص الّذِينَ هُم أَولَي بِطَاعَتِكُم فِيمَا أَطَاعُوا اللّهَ فِيهِ مِنَ المُنتَحِلِينَ المُدّعِينَ الغَالِينَ الّذِينَ يَتَفَضّلُونَ بِفَضلِنَا وَ يُجَاحِدُونّاهُ وَ يُنَازِعُونّا حَقّنَا وَ يَدفَعُونّا عَنهُ وَ قَد ذَاقُوا وَبَالَ مَا اجتَرَمُوافَسَوفَ يَلقَونَ غَيّاإِنّهُ قَد قَعَدَ عَن نصَريِ‌ رِجَالٌ مِنكُم فَأَنَا عَلَيهِم عَاتِبٌ زَارٍ فَاهجُرُوهُم وَ أَسمِعُوهُم مَا يَكرَهُونَ حَتّي يُعتِبُوا أَو نَرَي مِنهُم مَا نَرضَي قَالَ فَقَامَ إِلَيهِ مَالِكُ بنُ حَبِيبٍ التمّيِميِ‌ّ ثُمّ اليرَبوُعيِ‌ّ وَ كَانَ صَاحِبَ شُرطَتِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَرَي الهَجرَ وَ إِسمَاعَ المَكرُوهِ لَهُم قَلِيلًا وَ اللّهِ لَئِن أَمَرتَنَا لَنَقتُلَنّهُم فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَا مَالِ جُزتَ المَدَي وَ عَدَوتَ الحَقّ وَ أَغرَقتَ فِي


صفحه : 353

النّزعِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَبَعضُ الغَشمِ أَبلَغُ فِي أُمُورٍ تَنُوبُكَ مِن مُهَادَنَةِ الأعَاَديِ‌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لَيسَ هَكَذَا قَضَاءَ اللّهِ يَا مَالِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيالنّفسَ بِالنّفسِفَمَا بَالُ بَعضِ الغَشمِ وَ قَالَ سُبحَانَهُوَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنّهُ كانَ مَنصُوراًفَقَامَ إِلَيهِ أَبُو بُردَةَ بنُ عَوفٍ الأزَديِ‌ّ وَ كَانَ عُثمَانِيّاً تَخَلّفَ عَنهُ يَومَ الجَمَلِ وَ حَضَرَ مَعَهُ صِفّينَ عَلَي ضَعفِ نِيّةٍ فِي نُصرَتِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ رَأَيتَ القَتلَي حَولَ عَائِشَةَ وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ بِمَ قُتِلُوا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قُتِلُوا بِمَا قَتَلُوا شيِعتَيِ‌ وَ عمُاّليِ‌ وَ بِقَتلِهِم أَخَا رَبِيعَةَ العبَديِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ فِي عِصَابَةٍ مِنَ المُسلِمِينَ قَالُوا لَا نَنكُثُ البَيعَةَ كَمَا نَكَثتُم وَ لَا نَغدِرُ كَمَا غَدَرتُم فَوَثَبُوا عَلَيهِم فَقَتَلُوهُم ظُلماً وَ عُدوَاناً فَسَأَلتُهُم أَن يَدفَعُوا إلِيَ‌ّ قَتَلَةَ إخِواَنيِ‌ مِنهُم لِنَقتُلَنّهُم بِهِم ثُمّ كِتَابُ اللّهِ حَكَمَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم فَأَبَوا عَلَيّ وَ قاَتلَوُنيِ‌ وَ فِي أَعنَاقِهِم بيَعتَيِ‌ وَ دِمَاءُ نَحوِ أَلفٍ مِن شيِعتَيِ‌ فَقَتَلتُهُم بِذَلِكَ أَ فِي شَكّ أَنتَ مِن ذَلِكَ فَقَالَ قَد كُنتُ فِي شَكّ فَأَمّا الآنَ فَقَد عَرَفتُ وَ استَبَانَ لِي خَطَأُ القَومِ وَ أَنّكَ أَنتَ المهُتدَيِ‌ المُصِيبُ ثُمّ إِنّ عَلِيّاً تَهَيّأَ لِيَنزِلَ فَقَامَ رِجَالٌ لِيَتَكَلّمُوا فَلَمّا رَأَوهُ قَد نَزَلَ جَلَسُوا وَ لَم يَتَكَلّمُوا قَالَ أَبُو الكَنُودِ وَ كَانَ أَبُو بُردَةَ مَعَ حُضُورِهِ صِفّينَ يُنَافِقُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ يُكَاتِبُ مُعَاوِيَةَ سِرّاً فَلَمّا ظَهَرَ مُعَاوِيَةُ أَقطَعَهُ قَطِيعَةً بِالفَلّوجَةِ وَ كَانَ عَلَيهِ كَرِيماً

336-الكَافِيَةُ فِي إِبطَالِ تَوبَةِ الخَاطِئَةِ، عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن


صفحه : 354

أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَمّا دَنَا إِلَي الكُوفَةِ مُقبِلًا مِنَ البَصرَةِ خَرَجَ النّاسُ مَعَ قَرَظَةَ بنِ كَعبٍ يَتَلَقّونَهُ فَلَقُوهُ دُونَ نَهَرِ النّضرِ بنِ زِيَادٍ فَدَنَوا مِنهُ يُهَنّئُونَهُ بِالفَتحِ وَ إِنّهُ لَيَمسَحُ العَرَقَ عَن جَبهَتِهِ فَقَالَ لَهُ قَرَظَةُ بنُ كَعبٍ الحَمدُ لِلّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ألّذِي أَعَزّ وَلِيّكَ وَ أَذَلّ عَدُوّكَ وَ نَصَرَكَ عَلَي القَومِ البَاغِينَ الطّاغِينَ الظّالِمِينَ فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ وَهبٍ الراّسبِيِ‌ّ إيِ‌ وَ اللّهِ إِنّهُمُ البَاغُونَ الظّالِمُونَ الكَافِرُونَ المُشرِكُونَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ مَا أَقوَاكَ بِالبَاطِلِ وَ أَجرَأَكَ عَلَي أَن تَقُولَ مَا لَم تَعلَم أَبطَلتَ يَا ابنَ السّودَاءِ لَيسَ القَومُ كَمَا تَقُولُ لَو كَانُوا مُشرِكِينَ سَبَينَا وَ غَنِمنَا أَموَالَهُم وَ مَا نَاكَحنَاهُم وَ لَا وَارَثنَاهُم

337- قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ النّهجِ قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفّينَدَخَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الكُوفَةَ بَعدَ رُجُوعِهِ مِنَ البَصرَةِ وَ مَعَهُ أَشرَافٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ وَ غَيرُهُم فَاستَقبَلَهُم أَهلُ الكُوفَةِ فِيهِم قُرّاؤُهُم وَ أَشرَافُهُم فَدَعَوا لَهُ وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَينَ تَنزِلُ أَ تَنزِلُ القَصرَ قَالَ لَا وَ لَكِن أَنزِلُ الرّحبَةَ فَنَزَلَهَا وَ أَقبَلَ حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ فَصَلّي فِيهِ رَكعَتَينِ ثُمّ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ يَا أَهلَ الكُوفَةِ فَإِنّ لَكُم فِي الإِسلَامِ فَضلًا مَا لَم تَبَدّلُوا أَو تَغَيّرُوا دَعَوتُكُم إِلَي الحَقّ فَأَجَبتُم وَ بَدَأتُم بِالمُنكَرِ فَغَيّرتُم أَلَا إِنّ فَضلَكُم فِيمَا بَينَكُم وَ بَينَ اللّهِ فَأَمّا فِي الأَحكَامِ وَ القَسمِ فَأَنتُم أُسوَةُ غَيرِكُم مِمّن أَجَابَكُم وَ دَخَلَ فِيمَا دَخَلتُم فِيهِ


صفحه : 355

أَلَا إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُمُ اتّبَاعُ الهَوَي وَ طُولُ الأَمَلِ أَمّا اتّبَاعُ الهَوَي فَيَصُدّ عَنِ الحَقّ وَ أَمّا طُولُ الأَمَلِ فيَنُسيِ‌ الآخِرَةَ أَلَا إِنّ الدّنيَا قَد تَرَحّلَت مُدبِرَةً وَ إِنّ الآخِرَةَ قَد تَرَحّلَت مُقبِلَةً وَ لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِن أَبنَاءِ الآخِرَةِ اليَومَ عَمَلٌ وَ لَا حِسَابَ وَ غَداً حِسَابٌ وَ لَا عَمَلَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَصَرَ وَلِيّهُ وَ خَذَلَ عَدُوّهُ وَ أَعَزّ الصّادِقَ المُحِقّ وَ أَذَلّ النّاكِثَ المُبطِلَ عَلَيكُم بِتَقوَي اللّهِ وَ طَاعَةِ مَن أَطَاعَ اللّهَ مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُمُ الّذِينَ هُم أَولَي بِطَاعَتِكُم فِيمَا أَطَاعُوا اللّهَ فِيهِ مِنَ المُستَحِلّينَ المُدّعِينَ القَالِينَ لَنَا يَتَفَضّلُونَ بِفَضلِنَا وَ يُجَاحِدُونَنَا أَمرَنَا وَ يُنَازِعُونَنَا حَقّنَا وَ يُبَاعِدُونَنَا عَنهُ فَقَد ذَاقُوا وَبَالَ مَا اجتَرَحُوافَسَوفَ يَلقَونَ غَيّاأَلَا إِنّهُ قَد قَعَدَ عَن نصُرتَيِ‌ رِجَالٌ مِنكُم وَ أَنَا عَلَيهِم عَاتِبٌ زَارٍ فَاهجُرُوهُم وَ أَسمِعُوهُم مَا يَكرَهُونَ لِيُعرَفَ بِذَلِكَ حِزبُ اللّهِ عِندَ الفُرقَةِ فَقَامَ إِلَيهِ مَالِكُ بنُ حَبِيبٍ اليرَبوُعيِ‌ّ وَ كَانَ صَاحِبَ شُرطَتِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَرَي الهَجرَ وَ إِسمَاعَ المَكرُوهِ لَهُم قَلِيلًا

إلي آخر مامر برواية المفيد رحمه الله ثم قال

قَالَ نَصرٌ وَ لَمّا قَدِمَ عَلِيّ ع الكُوفَةَ نَزَلَ عَلَي بَابِ المَسجِدِ فَدَخَلَ فَصَلّي ثُمّ تَحَوّلَ فَجَلَسَ إِلَيهِ النّاسُ فَسَأَلَ عَن رَجُلٍ مِنَ الصّحَابَةِ كَانَ نَزَلَ الكُوفَةَ فَقَالَ قَائِلٌ استَأثَرَ اللّهُ بِهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يَستَأثِرُ بِأَحَدٍ مِن خَلقِهِ إِنّمَا أَرَادَ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُ بِالمَوتِ إِعزَازَ نَفسِهِ وَ إِذلَالَ خَلقِهِ وَ قَرَأَوَ كُنتُم أَمواتاً فَأَحياكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم

قَالَ نَصرٌ فَلَمّا لَحِقَهُ ثَقَلُهُ ع قَالُوا لَهُ أَ تَنزِلُ القَصرَ قَالَ قَصرُ الخَبَالِ لَا تَنزِلُونِيهِ قَالَ وَ أَنّبَ ع جَمَاعَةً مِمّن أَبطَئُوا عَنهُ وَ لَم يَحضُرُوا القِتَالَ وَ قَالَ مَا بَطَأَ بِكُم عنَيّ‌ وَ أَنتُم أَشرَافُ قَومِكُم وَ اللّهِ إِن كَانَ مِن


صفحه : 356

ضَعفِ النّيّةِ وَ تَقصِيرِ البَصِيرَةِ فَإِنّكُم لَبُورٌ وَ إِن كَانَ مِن شَكّ فِي فضَليِ‌ وَ مُظَاهَرَةٍ عَلَيّ إِنّكُم لَعَدُوّ فَقَالُوا حَاشَ لِلّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ سِلمُكَ وَ حَربُ عَدُوّكَ ثُمّ اعتَذَرَ القَومُ

قَالَ نَصرٌ وَ أَتَمّ عَلِيّ ع صَلَاتَهُ يَومَ دَخَلَ الكُوفَةَ فَلَمّا كَانَتِ الجُمُعَةُ خَطَبَ النّاسَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ أَحمَدُهُ وَ أَستَعِينُهُ وَ أَستَهدِيهِ وَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الضّلَالَةِ مَن يهَديِ‌[يَهدِ] اللّهُ فَلَا مُضِلّ لَهُمَن يُضلِلِ اللّهُ فَلا هاديِ‌َ لَهُ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ انتَجَبَهُ لِأَمرِهِ وَ اختَصّهُ بِنُبُوّتِهِ أَكرَمُ خَلقِهِ عَلَيهِ وَ أَحَبّهُم إِلَيهِ فَبَلّغَ رِسَالَةَ رَبّهِ وَ نَصَحَ لِأُمّتِهِ وَ أَدّي ألّذِي عَلَيهِ أُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ فَإِنّ تَقوَي اللّهِ خَيرُ مَا تَوَاصَي بِهِ عِبَادُ اللّهِ وَ أَقرَبُهُ إِلَي رِضوَانِ اللّهِ وَ خَيرُهُ فِي عَوَاقِبِ الأُمُورِ عِندَ اللّهِ وَ بِتَقوَي اللّهِ أُمِرتُم وَ لِلإِحسَانِ وَ الطّاعَةِ خُلِقتُم فَاحذَرُوا مِنَ اللّهِ مَا حَذّرَكُم مِن نَفسِهِ فَإِنّهُ حَذّرَ بَأساً شَدِيداً وَ اخشَوُا اللّهَ خَشيَةً لَيسَت بِتَعذِيرٍ وَ اعمَلُوا فِي غَيرِ رِيَاءٍ وَ لَا سُمعَةٍ فَإِنّهُ مَن عَمِلَ لِغَيرِ اللّهِ وَكَلَهُ اللّهُ إِلَي مَن عَمِلَ لَهُ وَ مَن عَمِلَ لِلّهِ مُخلِصاً تَوَلّي اللّهُ ثَوَابَهُ وَ أَشفِقُوا مِن عَذَابِ اللّهِ فَإِنّهُ لَم يَخلُقكُم عَبَثاً وَ لَم يَترُك شَيئاً مِن أَمرِكُم سُدًي قَد سَمّي آثَارَكُم وَ عَلِمَ أَعمَالَكُم وَ كَتَبَ آجَالَكُم فَلَا تَغتَرّوا بِالدّنيَا فَإِنّهَا غَرّارَةٌ لِأَهلِهَا مَغرُورٌ مَنِ اغتَرّ بِهَا وَ إِلَي فَنَاءٍ مَا هيِ‌َ وَ إِنّ الآخِرَةَ هيِ‌َ دَارُ الحَيَوَانِ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ أَسأَلُ اللّهَ مَنَازِلَ الشّهَدَاءِ وَ مُرَافَقَةَ الأَنبِيَاءِ وَ مَعِيشَةَ السّعَدَاءِ فَإِنّمَا نَحنُ بِهِ وَ لَهُ


صفحه : 357

قَالَ نَصرٌ ثُمّ استَعمَلَ عَلِيّ ع العُمّالَ وَ فَرّقَهُم فِي البِلَادِ وَ كَتَبَ مَعَ جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ البجَلَيِ‌ّ كِتَاباً إِلَي مُعَاوِيَةَ يَدعُوهُ إِلَي البَيعَةِ

بيان قال في النهاية و في حديث ابن مسعود إن قوما بنوا مسجدا بظهر الكوفة فقال جئت لأفسد مسجد الخبال أي الفساد

أَقُولُ أَورَدَهُ نَصرٌ فِي كِتَابِهِ عَلَي وَجهِ البَسطِ ثُمّ قَالَ وَ بَعَثَ يَزِيدَ بنَ قَيسٍ الأرَحبَيِ‌ّ عَلَي المَدَائِنِ وَ مِخنَفَ بنَ سُلَيمٍ عَلَي أَصبَهَانَ وَ هَمَذَانَ وَ قَرَظَةَ بنَ كَعبٍ عَلَي البِهقُبَاذَاتِ وَ قُدَامَةَ بنَ مَظعُونٍ عَلَي كَسكَرَ وَ عدَيِ‌ّ بنَ حَاتِمٍ عَلَي مَدِينَةَ بَهُرَسِيرَ وَ آستَانِهَا وَ أَبَا حَسّانَ البكَريِ‌ّ عَلَي آستَانِ العاَليِ‌ وَ سَعدَ بنَ مَسعُودٍ الثقّفَيِ‌ّ عَلَي آستَانِ الزوّاَبيِ‌ وَ ربِعيِ‌ّ بنَ كاس عَلَي سِجِستَانَ وَ كاس أُمّهُ يُعرَفُ بِهَا وَ خليد[خُلَيداً] إِلَي خُرَاسَانَ فَسَارَ خُلَيدٌ حَتّي إِذَا دَنَا مِن نَيسَابُورَ بَلَغَهُ أَنّ أَهلَ خُرَاسَانَ قَد كَفَرُوا وَ نَزَعُوا يَدَهُم مِنَ الطّاعَةِ وَ قَدِمَ عَلَيهِم عُمّالُ كِسرَي مِن كَابُلَ فَقَاتَلَ أَهلَ نَيسَابُورَ فَهَزَمَهُم وَ حَصَرَ أَهلَهَا وَ بَعَثَ إِلَي عَلِيّ ع بِالفَتحِ وَ السبّي‌ِ ثُمّ صَمَدَ لِبَنَاتِ كِسرَي فَنَزَلنَ عَلَي أَمَانٍ فَبَعَثَ بِهِنّ إِلَي عَلِيّ ع فَلَمّا قَدِمنَ عَلَيهِ قَالَ أُزَوّجُكُنّ قُلنَ لَا إِلّا أَن تُزَوّجَنَا ابنَيكَ فَإِنّا لَا نَرَي لَنَا كُفُواً غَيرَهُمَا فَقَالَ عَلِيّ ع اذهَبَا حَيثُ شِئتُمَا فَقَامَ نَرسَا فَقَالَ مُر لِي بِهِنّ فَإِنّهَا مِنكَ كَرَامَةٌ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُنّ قَرَابَةٌ فَفَعَلَ


صفحه : 358

فَأَنزَلَهُنّ نَرسَا مَعَهُ وَ جَعَلَ يُطعِمُهُنّ وَ يَسقِيهِنّ فِي الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ يَكسُوهُنّ كِسوَةَ المُلُوكِ وَ يَبسُطُ لَهُنّ الدّيبَاجَ وَ بَعَثَ الأَشتَرَ عَلَي المَوصِلِ وَ نَصِيبِينَ وَ دَارَا وَ سِنجَارٍ وَ آمِدَ وَ هِيتَ وَ عَانَاتٍ وَ مَا غَلَبَ عَلَيهِ مِن تِلكَ الأَرَضِينَ مِن أَرضِ الجَزِيرَةِ وَ بَعَثَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ الضّحّاكَ بنَ قَيسٍ عَلَي مَا فِي سُلطَانِهِ مِن أَرضِ الجَزِيرَةِ وَ كَانَ فِي يَدَيهِ حَرّانُ وَ الرّقّةُ وَ الرّهَا وَ قِرقِيسَا وَ كَانَ مَن كَانَ بِالكُوفَةِ وَ بِالبَصرَةِ مِنَ العُثمَانِيّةِ قَد هَرَبُوا فَنَزَلُوا الجَزِيرَةَ فِي سُلطَانِ مُعَاوِيَةَ فَخَرَجَ الأَشتَرُ وَ هُوَ يُرِيدُ الضّحّاكَ بِحَرّانَ فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ الضّحّاكَ بَعَثَ إِلَي أَهلِ الرّقّةِ فَأَمَدّوهُ وَ كَانَ جُلّ أَهلِهَا عُثمَانِيّةً فَجَاءُوا وَ عَلَيهِم سِمَاكُ بنُ مَخرَمَةَ وَ أَقبَلَ الضّحّاكُ يَستَقبِلُ الأَشتَرَ فَالتَقَي الضّحّاكُ وَ سِمَاكٌ بَينَ حَرّانَ وَ الرّقّةِ وَ رَحَلَ الأَشتَرُ حَتّي نَزَلَ عَلَيهِم فَاقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً حَتّي كَانَ عِندَ المَسَاءِ فَرَجَعَ الضّحّاكُ بِمَن مَعَهُ فَسَارَ لَيلَتَهُ كُلّهَا حَتّي أَصبَحَ بِحَرّانَ فَدَخَلَهَا وَ أَصبَحَ الأَشتَرُ فَرَأَي مَا صَنَعُوا فَتَبِعَهُم حَتّي نَزَلَ عَلَيهِم بِحَرّانَ فَحَصَرَهُم وَ أَتَي الخَبَرُ مُعَاوِيَةَ فَبَعَثَ إِلَيهِم عَبدَ الرّحمَنِ بنَ خَالِدٍ فِي خَيلٍ يُغِيثُهُم فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ الأَشتَرَ كَتّبَ كَتَائِبَهُ وَ عَبّأَ جُنُودَهُ وَ خَيلَهُ ثُمّ نَادَاهُمُ الأَشتَرُ أَلَا إِنّ الحيَ‌ّ عَزِيزٌ أَلَا إِنّ الذّمَارَ مَنِيعٌ أَلَا تَنزِلُونَ أَيّهَا الثّعَالِبُ الرّوّاغَةُ احتَجَرتُمُ احتِجَارَ الضّبَابِ فَنَادَوا يَا عِبَادَ اللّهِ أَقِيمُوا قَلِيلًا عَلِمتُم وَ اللّهِ أَن قَد أُتِيتُم فَمَضَي الأَشتَرُ حَتّي مَرّ عَلَي أَهلِ الرّقّةِ فَتَحَرّزُوا مِنهُ ثُمّ مَضَي حَتّي مَرّ عَلَي أَهلِ قِرقِيسَا فَتَحَرّزُوا مِنهُ وَ بَلَغَ عَبدَ الرّحمَنِ بنَ خَالِدٍ انصِرَافُ الأَشتَرِ فَانصَرَفَ

338- وَ رَوَي نَصرٌ أَيضاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ كَردَمِ بنِ مَرثَدٍ قَالَ لَمّا قَدِمَ عَلِيّ ع حَشَرَ إِلَيهِ أَهلُ السّوَادِ فَلَمّا اجتَمَعُوا أَذِنَ لَهُم فَلَمّا رَأَي كَثرَتَهُم قَالَ إنِيّ‌ لَا أُطِيقُ كَلَامَكُم وَ لَا أَفقَهُ عَنكُم فَأَسنِدُوا أَمرَكُم إِلَي أَرضَاكُم فِي أَنفُسِكُم وَ أَعَمّهِ نَصِيحَةً لَكُم


صفحه : 359

قَالُوا نَرسَا مَا رضَيِ‌َ فَقَد رَضِينَاهُ وَ مَا سَخِطَ سَخِطنَاهُ فَتَقَدّمَ نَرسَا فَجَلَسَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا نَرسَا أخَبرِنيِ‌ عَن مُلُوكِ فَارِسَ كَم كَانُوا قَالَ كَانَت مُلُوكُهُم فِي هَذِهِ المَملَكَةِ الآخِرَةِ اثنَينِ وَ ثَلَاثِينَ مَلِكاً قَالَ فَكَيفَ كَانَت سِيرَتُهُم قَالَ مَا زَالَت سِيرَتُهُم فِي عِظَمِ أَمرِهِم وَاحِدَةً حَتّي مَلّكنَا كِسرَي بنَ هُرمُزَ فَاستَأثَرَ بِالمَالِ وَ الأَعمَالِ وَ خَالَفَ أَوّلِينَا وَ أَخرَبَ ألّذِي لِلنّاسِ وَ عَمّرَ ألّذِي لَهُ وَ استَخَفّ بِالنّاسِ وَ أَوغَرَ نُفُوسَ فَارِسَ حَتّي ثَارُوا إِلَيهِ فَقَتَلُوهُ فَأَرمَلَت نِسَاؤُهُ وَ يَتِمَ أَولَادُهُ فَقَالَ يَا نَرسَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ الخَلقَ بِالحَقّ وَ لَا يَرضَي مِن أَحَدٍ إِلّا بِالحَقّ وَ فِي سُلطَانِ اللّهِ تَذكِرَةٌ مِمّا خَوّلَ اللّهُ وَ إِنّهَا لَا تَقُومُ مَملَكَةٌ إِلّا بِتَدبِيرٍ وَ لَا بُدّ مِن إِمرَةٍ وَ لَا يَزَالُ أَمرُنَا مُتَمَاسِكاً مَا لَم يَشتِم آخِرُنَا أَوّلَنَا فَإِذَا خَالَفَ آخِرُنَا أَوّلَنَا وَ أَفسَدُوا هَلَكُوا وَ أَهلَكُوا ثُمّ أَمّرَ عَلَيهِم أُمَرَاءَهُم ثُمّ إِنّ عَلِيّاً بَعَثَ إِلَي العُمّالِ فِي الآفَاقِ وَ كَانَ أَهَمّ الوُجُوهِ إِلَيهِ الشّامَ

339- وَ روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ القرُشَيِ‌ّ عَنِ الجرُجاَنيِ‌ّ قَالَ لَمّا بُويِعَ عَلِيّ ع وَ كَتَبَ إِلَي العُمّالِ فِي الآفَاقِ كَتَبَ إِلَي جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ البجَلَيِ‌ّ وَ كَانَ عَامِلًا لِعُثمَانَ عَلَي ثَغرِ هَمَدَانَ مَعَ زَحرِ بنِ قَيسٍ الجعُفيِ‌ّ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ لا يُغَيّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيّرُوا ما بِأَنفُسِهِم وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدّ لَهُ وَ ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن والٍ وَ إنِيّ‌ أُخبِرُكَ عَمّن سِرنَا إِلَيهِ مِن جَمُوعِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ عِندَ نَكثِهِم بَيعَتَهُم وَ مَا صَنَعُوا بعِاَملِيِ‌ عُثمَانَ بنِ حُنَيفٍ أنَيّ‌ هَبَطتُ مِنَ المَدِينَةِ بِالمُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ


صفحه : 360

حَتّي إِذَا كُنتُ بِالعُذَيبِ بَعَثتُ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ قَيسِ بنِ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ فَاستَنفَرُوهُم فَأَجَابُوا فَسِرتُ بِهِم حَتّي نَزَلتُ بِظَهرِ البَصرَةِ فَأَعذَرتُ فِي الدّعَاءِ وَ أَقَلتُ العَثرَةَ وَ نَاشَدتُهُم عَقدَ بَيعَتِهِم فَأَبَوا إِلّا قتِاَليِ‌ فَاستَعَنتُ بِاللّهِ عَلَيهِم فَقُتِلَ مَن قُتِلَ وَ وَلّوا مُدبِرِينَ إِلَي مِصرِهِم فسَأَلَوُنيِ‌ مَا كُنتُ دَعَوتُهُم إِلَيهِ قَبلَ اللّقَاءِ فَقَبِلتُ العَافِيَةَ وَ رَفَعتُ عَنهُمُ السّيفَ وَ استَعمَلتُ عَلَيهِم عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ وَ سِرتُ إِلَي الكُوفَةِ وَ قَد بَعَثتُ إِلَيكُم زَحرَ بنَ قَيسٍ فَاسأَل عَمّا بَدَا لَكَ فَلَمّا قَرَأَ جَرِيرٌ الكِتَابَ قَامَ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ المَأمُونُ عَلَي الدّينِ وَ الدّنيَا وَ قَد كَانَ مِن أَمرِهِ وَ أَمرِ عَدُوّهِ مَا نَحمَدُ اللّهَ عَلَيهِ وَ قَد بَايَعَهُ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ التّابِعِينَ بِإِحسَانٍ وَ لَو جُعِلَ هَذَا الأَمرُ شُورَي بَينَ المُسلِمِينَ كَانَ أَحَقّهُم بِهَا أَلَا وَ إِنّ البَقَاءَ فِي الجَمَاعَةِ وَ الفَنَاءَ فِي الفُرقَةِ وَ عَلِيّ حَامِلُكُم عَلَي الحَقّ مَا استَقَمتُم فَإِن مِلتُم أَقَامَ مَيلَكُم فَقَالَ النّاسُ سَمعاً وَ طَاعَةً رَضِينَا رَضِينَا فَأَجَابَ جَرِيرٌ وَ كَتَبَ جَوَابَ كِتَابِهِ بِالطّاعَةِ ثُمّ قَامَ زَحرُ بنُ قَيسٍ خَطِيباً فَكَانَ مِمّا حُفِظَ مِن كَلَامِهِ أَن قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي اختَارَ الحَمدَ لِنَفسِهِ وَ تَوَلّاهُ دُونَ خَلقِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي الحَمدِ وَ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي المَجدِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ القَائِمُ الدّائِمُ إِلَهُ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ الوَاضِحِ وَ الكِتَابِ النّاطِقِ دَاعِياً إِلَي الخَيرِ وَ قَائِداً إِلَي الهُدَي ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ عَلِيّاً كَتَبَ إِلَيكُم كِتَاباً لَا يُقَالُ بَعدَهُ إِلّا رَجِيعٌ مِنَ القَولِ وَ لَكِن لَا بُدّ مِن رَدّ الكَلَامِ إِنّ النّاسَ بَايَعُوا عَلِيّاً بِالمَدِينَةِ غَيرَ مُحَابَاةٍ


صفحه : 361

بِبَيعَتِهِ لِعِلمِهِ بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنَنِ الحَقّ وَ إِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ نَقَضَا بَيعَتَهُ عَلَي غَيرِ حَدَثٍ وَ أَلّبَا عَلَيهِ النّاسَ ثُمّ لَم يَرضَيَا حَتّي نَصَبَا لَهُ الحَربَ وَ أَخرَجَا أُمّ المُؤمِنِينَ فَلَقِيَهُمَا فَأَعذَرَ فِي الدّعَاءِ وَ أَحسَنَ فِي البَقِيّةِ وَ حَمَلَ النّاسَ عَلَي مَا يَعرِفُونَ هَذَا عِيَانُ مَا غَابَ عَنكُم وَ إِن سَأَلتُمُ الزّيَادَةَ فَزِدنَاكُم وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ ثُمّ ذَكَرَ أَبيَاتاً مِن جَرِيرٍ وَ غَيرِهِ تَرَكنَاهَا رَوماً لِلِاختِصَارِ قَالَ ثُمّ أَقبَلَ جَرِيرٌ سَائِراً مِن ثَغرِ هَمَدَانَ حَتّي وَرَدَ عَلَي عَلِيّ ع بِالكُوفَةِ فَبَايَعَهُ وَ دَخَلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النّاسُ مِن طَاعَةِ عَلِيّ وَ اللّزُومِ لِأَمرِهِ

وَ قَالَ نَصرٌ أَخبَرَنَا مُحَمّدُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ الجرُجاَنيِ‌ّ قَالَ لَمّا بُويِعَ عَلِيّ ع وَ كَتَبَ إِلَي العُمّالِ كَتَبَ إِلَي الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ مَعَ زِيَادِ بنِ مَرحَبٍ الهمَداَنيِ‌ّ وَ الأَشعَثُ عَلَي آذَربِيجَانَ عَامِلٌ لِعُثمَانَ وَ قَد كَانَ عَمرُو بنُ عُثمَانَ تَزَوّجَ ابنَةَ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ قَبلَ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيهِ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فَلَو لَا هَنَاتٌ كُنّ فِيكَ كُنتَ المُقَدّمَ فِي هَذَا الأَمرِ قَبلَ النّاسِ وَ لَعَلّ أَمرَكَ يَحمِلُ بَعضُهُ بَعضاً إِنِ اتّقَيتَ اللّهَ ثُمّ إِنّهُ كَانَ مِن بَيعَةِ النّاسِ إيِاّي‌َ مَا قَد بَلَغَكَ وَ كَانَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ مِمّن باَيعَاَنيِ‌ ثُمّ نَقَضَا بيَعتَيِ‌ عَلَي غَيرِ حَدَثٍ وَ أَخرَجَا أُمّ المُؤمِنِينَ وَ صَارَا إِلَي البَصرَةِ فَسِرتُ إِلَيهِمَا فَالتَقَينَا فَدَعَوتُهُم إِلَي أَن يَرجِعُوا فِيمَا خَرَجُوا مِنهُ فَأَبَوا فَأَبلَغتُ فِي الدّعَاءِ وَ أَحسَنتُ فِي البَقِيّةِ


صفحه : 362

وَ إِنّ عَمَلَكَ لَيسَ لَكَ بِطُعمَةٍ وَ لَكِنّهُ أَمَانَةٌ وَ فِي يَدَيكَ مَالٌ مِن مَالِ اللّهِ وَ أَنتَ مِن خُزّانِ اللّهِ عَلَيهِ حَتّي تُسَلّمَهُ إلِيَ‌ّ وَ لعَلَيّ‌ أَن لَا أَكُونَ شَرّ وُلَاتِكَ لَكَ إِنِ استَقَمتَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَلَمّا قَرَأَ الكِتَابَ قَامَ زِيَادُ بنُ مَرحَبٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ مَن لَم يَكفِهِ القَلِيلُ لَم يَكفِهِ الكَثِيرُ إِنّ أَمرَ عُثمَانَ لَا يَنفَعُ فِيهِ العِيَانُ وَ لَا يشَفيِ‌ مِنهُ الخَبَرُ غَيرَ أَنّ مَن سَمِعَ بِهِ لَيسَ كَمَن عَايَنَهُ إِنّ النّاسَ بَايَعُوا عَلِيّاً رَاضِينَ بِهِ وَ إِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ نَقَضَا بَيعَتَهُ عَلَي غَيرِ حَدَثٍ ثُمّ أَذِنَا بِحَربٍ فَأَخرَجَا أُمّ المُؤمِنِينَ فَسَارَ إِلَيهِمَا فَلَم يُقَاتِلهُم وَ فِي نَفسِهِ مِنهُم حَاجَةٌ فَأَورَثَهُ اللّهُ الأَرضَ وَ جَعَلَ لَهُ عَاقِبَةَ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَامَ الأَشعَثُ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عُثمَانَ ولَاّنيِ‌ آذَربِيجَانَ فَهَلَكَ وَ هيِ‌َ فِي يدَيِ‌ وَ قَد بَايَعَ النّاسُ عَلِيّاً وَ طَاعَتُنَا لَهُ كَطَاعَةِ مَن كَانَ قَبلَهُ وَ قَد كَانَ مِن أَمرِهِ وَ أَمرِ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ مَا قَد بَلَغَكُم وَ عَلِيّ المَأمُونُ عَلَي مَا قَد غَابَ عَنّا وَ عَنكُم مِن ذَلِكَ الأَمرِ قَالَ فَلَمّا أَتَي مَنزِلَهُ دَعَا أَصحَابَهُ وَ قَالَ إِنّ كِتَابَ عَلِيّ قَد أوَحشَنَيِ‌ وَ هُوَ آخِذٌ بِمَالِ آذَربِيجَانَ وَ أَنَا لَاحِقٌ بِمُعَاوِيَةَ فَقَالَ القَومُ المَوتُ خَيرٌ لَكَ مِن ذَلِكَ أَ تَدَعُ مِصرَكَ وَ جَمَاعَةَ قَومِكَ وَ تَكُونُ ذَنَباً لِأَهلِ الشّامِ فَاستَحيَا الأَشعَثُ فَسَارَ حَتّي قَدِمَ عَلَي عَلِيّ ع قَالَ وَ إِنّهُ قَدِمَ عَلَي عَلِيّ ع بَعدَ قُدُومِهِ الكُوفَةَ الأَحنَفُ بنُ


صفحه : 363

قَيسٍ وَ جَارِيَةُ بنُ قُدَامَةَ وَ حَارِثُ بنُ زَيدٍ وَ زَيدُ بنُ جَبَلَةَ وَ أَعيَنُ بنُ ضُبَيعَةَ وَ عُظمُ النّاسِ بَنُو تَمِيمٍ وَ كَانَ فِيهِم أَشرَافٌ وَ لَم يَقدَمُ هَؤُلَاءِ عَلَي عَشِيرَةٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ فَقَامَ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَ جَارِيَةُ بنُ قُدَامَةَ وَ حَارِثَةُ بنُ بَدرٍ فَتَكَلّمَ الأَحنَفُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ إِن يَكُ بَنُو سَعدٍ لَم تَنصُركَ يَومَ الجَمَلِ فَإِنّهَا لَم تَنصُر عَلَيكَ وَ قَد عَجِبُوا أَمسِ مِمّن نَصَرَكَ وَ عَجِبُوا اليَومَ مِمّن خَذَلَكَ لِأَنّهُم شَكّوا فِي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ لَم يَشُكّوا فِي مُعَاوِيَةَ وَ عَشِيرَتُنَا فِي البَصرَةِ فَلَو بَعَثنَا إِلَيهِم فَقَدِمُوا إِلَينَا فَقَاتَلنَا بِهِمُ العَدُوّ وَ انتَصَفنَا بِهِم وَ أَدرَكُوا اليَومَ مَا فَاتَهُم أَمسِ فَقَالَ عَلِيّ لِجَارِيَةَ بنِ قُدَامَةَ وَ كَانَ رَجُلَ تَمِيمٍ بَعدَ الأَحنَفِ مَا تَقُولُ يَا جَارِيَةُ فَأَجَابَ بِمَا يَدُلّ عَلَي كَرَاهَتِهِ مِن إِشخَاصِ قَومِهِ عَنِ البَصرَةِ ثُمّ خَاطَبَ عَلِيّ ع حَارِثَةَ فَوَافَقَ الأَحنَفَ فِي رَأيِهِ فَقَالَ ع لِلأَحنَفِ اكتُب إِلَي قَومِكَ فَكَتَبَ إِلَيهِم يَحُثّهُم عَلَي الخُرُوجِ وَ المَسِيرِ إِلَيهِ وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بنُ صَعصَعَةَ وَ هُوَ ابنُ أخَيِ‌ الأَشعَثِ إِلَيهِم أَبيَاتاً فِي ذَلِكَ فَلَمّا انتَهَي كِتَابُ الأَحنَفِ وَ شِعرُ مُعَاوِيَةَ إِلَي بنَيِ‌ سَعدٍ سَارُوا بِجَمَاعَتِهِم حَتّي نَزَلُوا الكُوفَةَ فَعَزّت بِالكُوفَةِ وَ كَثُرَت ثُمّ قَدِمَت عَلَيهِم رَبِيعَةُ وَ لَهُم حَدِيثٌ

بيان قال في القاموس الأستان بالضم أربع كور ببغداد عالي‌ وأعلي وأوسط وأسفل انتهي . وبهرسير ربما يقرأ بالباء الموحدة المفتوحة والسين المهملة المفتوحة المعد للتنزه .


صفحه : 364

وربما يقرأ بالنون والشين المعجمة أي نهر اللبن ألذي أجراه فرهاد لشيرين . قوله ع و في سلطان الله لعل المعني أن في سلطنة الله علي عباده ولطفه بهم وشفقته عليهم وعفوه عنهم وعدم معاجلتهم بالمعاصي‌ مع غناه عنهم وكمال حاجتهم إليه مايتذكر من خوله الله سلطنته فيتبع سنة الله فيهم والرجيع الروث


صفحه : 365

باب 11- باب بغي‌ معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلي الشام للقائه إلي ابتداء غزوات صفين

340- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ مِنَ المَدِينَةِ فِي أَوّلِ مَا بُويِعَ لَهُ بِالخِلَافَةِ ذَكَرَهُ الواَقدِيِ‌ّ فِي كِتَابِ الجَمَلِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ أَمّا بَعدُ فَقَد عَلِمتَ إعِذاَريِ‌ فِيكُم وَ إعِراَضيِ‌ عَنكُم حَتّي كَانَ مَا لَا بُدّ مِنهُ وَ لَا دَفعَ لَهُ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ وَ الكَلَامُ كَثِيرٌ وَ قَد أَدبَرَ مَا أَدبَرَ وَ أَقبَلَ مَا أَقبَلَ فَبَايِع مَن قِبَلَكَ وَ أَقبِل إلِيَ‌ّ فِي وَفدٍ مِن أَصحَابِكَ وَ السّلَامُ

بيان قوله إعذاري‌ فيكم يحتمل أن يكون الخطاب لبني‌ أمية أولجميع الأمة واختار ابن أبي الحديد الأول و قال أي مع كوني‌ ذا عذر لوذممتكم وأسأت إليكم فلم أفعله بل أعرضت عن إساءتكم إلي‌ وضربت عنكم صفحا حتي كان ما لابد منه يعني‌ عثمان .


صفحه : 366

و قال ابن ميثم يعني‌ إعذاره إلي الله فيهم وإظهار عذره باجتهاده في نصيحة عثمان أولا ونصرة بني‌ أمية بالذب عنه ثانيا وإعراضه عنهم بعدإياسه عنهم من قبول عثمان نصيحته و من نصرته والدفع عنه حتي كان ما لابد منه و لادفع له من قبله انتهي .قيل ويحتمل أن يكون المراد بإعذاره ع استنكافه عن البيعة أولا و هوإعراضه عنهم و ما لابد منه و لادفع له هوخلافته ع و قدمر مثله في مخاطبة طلحة والزبير فالخطاب لجميع الأمة. قوله ع و قدأدبر ماأدبر أي أدبر ذلك الزمان وأقبل زمان آخر. و في بعض النسخ من أدبر أي بعض الناس أقبلوا إلي‌ وبعضهم أدبر كطلحة والزبير وأشباههما. و قال الجوهري‌ وفد فلان علي الأمير أي ورد رسولا فهو وافد والجمع وفد مثل صاحب وصحب

341- كِتَابُ الصّفّينِ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن نُمَيرِ بنِ وَعلَةَ عَن عَامِرٍ الشعّبيِ‌ّ أَنّ عَلِيّاً ع حِينَ قَدِمَ مِنَ البَصرَةِ نَزَعَ جَرِيراً عَن هَمَدَانَ فَجَاءَ حَتّي نَزَلَ الكُوفَةَ فَأَرَادَ عَلِيّ أَن يَبعَثَ إِلَي مُعَاوِيَةَ رَسُولًا فَقَالَ لَهُ جَرِيرٌ ابعثَنيِ‌ إِلَيهِ فَأَدعُوَهُ عَلَي أَن يُسَلّمَ لَكَ هَذَا الأَمرَ وَ يَكُونَ


صفحه : 367

أَمِيراً مِن أُمَرَائِكَ وَ أَدعُوَ أَهلَ الشّامِ إِلَي طَاعَتِكَ وَ جُلّهُم قوَميِ‌ وَ أَهلُ بلِاَديِ‌ وَ قَد رَجَوتُ أَن لَا يعَصوُنيِ‌ فَقَالَ لَهُ الأَشتَرُ لَا تَبعَثهُ وَ دَعهُ وَ لَا تُصَدّقهُ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَظُنّ هَوَاهُ هَوَاهُم وَ نِيّتَهُ نِيّتَهُم فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع دَعهُ حَتّي نَنظُرَ مَا يَرجِعُ بِهِ إِلَينَا فَبَعَثَهُ عَلِيّ ع وَ قَالَ لَهُ حِينَ أَرَادَ أَن يَبعَثَهُ إِنّ حوَليِ‌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص مِن أَهلِ الدّينِ وَ الرأّي‌ِ مَن قَد رَأَيتَ وَ قَدِ اختَرتُكَ عَلَيهِم لِقَولِ رَسُولِ اللّهِص فِيكَ مِن خَيرِ ذيِ‌ يَمَنٍ ائتِ مُعَاوِيَةَ بكِتِاَبيِ‌ فَإِن دَخَلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ المُسلِمُونَ وَ إِلّا فَانبِذ إِلَيهِ وَ أَعلِمهُ أنَيّ‌ لَا أَرضَي بِهِ أَمِيراً وَ أَنّ العَامّةَ لَا تَرضَي بِهِ خَلِيفَةً فَانطَلَقَ جَرِيرٌ حَتّي أَتَي الشّامَ وَ نَزَلَ بِمُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ يَا مُعَاوِيَةُ فَإِنّهُ قَدِ اجتَمَعَ لِابنِ عَمّكَ أَهلُ الحَرَمَينِ وَ أَهلُ المِصرَينِ وَ أَهلُ الحِجَازِ وَ أَهلُ اليَمَنِ وَ أَهلُ مِصرَ وَ أَهلُ العَرُوضِ وَ العَرُوضُ عُمَانُ وَ أَهلُ البَحرَينِ وَ اليَمَامَةِ فَلَم يَبقَ إِلّا أَهلُ هَذِهِ الحُصُونِ التّيِ‌ أَنتَ فِيهَا وَ لَو سَالَ عَلَيهَا سَيلٌ مِن أَودِيَتِهِ غَرِقَهَا وَ قَد أَتَيتُكَ أَدعُوكَ إِلَي مَا يُرشِدُكَ وَ يَهدِيكَ إِلَي مُبَايَعَةِ هَذَا الرّجُلِ وَ دَفَعَ إِلَيهِ كِتَابَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ بيَعتَيِ‌ لَزِمَتكَ بِالمَدِينَةِ وَ أَنتَ بِالشّامِ


صفحه : 368

لِأَنّهُ باَيعَنَيِ‌ الّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ عَلَي مَا بُويِعُوا عَلَيهِ فَلَم يَكُن لِلشّاهِدِ أَن يَختَارَ وَ لَا لِلغَائِبِ أَن يَرُدّ وَ إِنّمَا الشّورَي لِلمُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ إِذَا اجتَمَعُوا عَلَي رَجُلٍ فَسَمّوهُ إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ لِلّهِ رِضًا فَإِن خَرَجَ مِن أَمرِهِم خَارِجٌ بِطَعنٍ أَو رَغبَةٍ رَدّوهُ إِلَي مَا خَرَجَ مِنهُ فَإِن أَبَي قَاتَلُوهُ عَلَي اتّبَاعِهِ غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ وَ وَلّاهُ اللّهُ مَا تَوَلّي وَ يُصلِهِ جَهَنّمَ وَ سَاءَت مَصِيراً وَ إِنّ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ باَيعَاَنيِ‌ ثُمّ نَقَضَا بيَعتَيِ‌ فَكَانَ نَقضُهُمَا كَرِدّتِهِمَا فَجَاهَدتُهُمَا عَلَي ذَلِكَحَتّي جاءَ الحَقّ وَ ظَهَرَ أَمرُ اللّهِ وَ هُم كارِهُونَفَادخُل فِيمَا دَخَلَ فِيهِ المُسلِمُونَ فَإِنّ أَحَبّ الأُمُورِ إلِيَ‌ّ فِيكَ العَافِيَةُ إِلّا أَن تَتَعَرّضَ لِلبَلَاءِ فَإِن تَعَرّضتَ لَهُ قَاتَلتُكَ وَ استَعَنتُ بِاللّهِ عَلَيكَ وَ قَد أَكثَرتَ فِي قَتَلَةِ عُثمَانَ فَادخُل فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النّاسُ وَ حَاكِمِ القَومَ إلِيَ‌ّ أَحمِلكَ وَ إِيّاهُم عَلَي كِتَابِ اللّهِ فَأَمّا تِلكَ التّيِ‌ تُرِيدُهَا فهَيِ‌َ خُدعَةُ الصبّيِ‌ّ عَنِ اللّبَنِ وَ لعَمَريِ‌ لَئِن نَظَرتَ بِعَقلِكَ دُونَ هَوَاكَ لتَجَدِنَيّ‌ أَبرَأَ قُرَيشٍ مِن دَمِ عُثمَانَ وَ اعلَم أَنّكَ مِنَ الطّلَقَاءِ الّذِينَ لَا تَحِلّ لَهُمُ الخِلَافَةُ وَ لَا تُعرَضُ فِيهِمُ الشّورَي وَ قَد أَرسَلتُ إِلَيكَ وَ إِلَي مَن قِبَلَكَ جَرِيرَ بنَ عَبدِ اللّهِ وَ هُوَ مِن أَهلِ الإِيمَانِ وَ الهِجرَةِ فَبَايِع وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَلَمّا قَرَأَ الكِتَابَ قَامَ جَرِيرٌ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ أَمرَ عُثمَانَ قَد أَعيَا مَن شَهِدَهُ فَمَا ظَنّكُم بِمَن غَابَ عَنهُ وَ إِنّ النّاسَ بَايَعُوا عَلِيّاً غَيرَ وَاتِرٍ وَ لَا مَوتُورٍ وَ كَانَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ مِمّن بَايَعَهُ ثُمّ نَكَثَا بَيعَتَهُ عَلَي غَيرِ حَدَثٍ أَلَا وَ إِنّ هَذَا الدّينَ لَا يَحتَمِلُ الفِتَنَ أَلَا وَ إِنّ العَرَبَ لَا تَحتَمِلُ السّيفَ وَ قَد كَانَت بِالبَصرَةِ أَمسِ مَلحَمَةٌ إِن تُشفَعِ البَلَاءُ بِمِثلِهَا فَلَا نَبَأَ لِلنّاسِ وَ قَد بَايَعَتِ


صفحه : 369

العَامّةُ عَلِيّاً وَ لَو مَلِكنَا وَ اللّهِ أُمُورَنَا لَم نَختَر لَهَا غَيرَهُ وَ مَن خَالَفَ هَذَا استَعتَبَ فَادخُل يَا مُعَاوِيَةُ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النّاسُ فَإِن قُلتَ استعَملَنَيِ‌ عُثمَانُ ثُمّ لَم يعَزلِنيِ‌ فَإِنّ هَذَا أَمرٌ لَو جَازَ لَم يَقُم لِلّهِ دِينٌ وَ كَانَ لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا فِي يَدِهِ وَ لَكِنّ اللّهَ لَم يَجعَل لِلآخِرِ مِنَ الوُلَاةِ حَقّ الأَوّلِ وَ جَعَلَ تِلكَ أُمُوراً مُوَطّأَةً وَ حُقُوقاً يَنسَخُ بَعضُهَا بَعضاً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ انظُر وَ تَنَظّر وَ أَستَطلِعُ رأَي‌َ أَهلِ الشّامِ فَلَمّا فَرَغَ جَرِيرٌ مِن خُطبَتِهِ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ مُنَادِياً فَنَادَي الصّلَاةَ جَامِعَةً فَلَمّا اجتَمَعَ النّاسُ صَعِدَ المِنبَرَ وَ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ أَيّهَا النّاسُ قَد عَلِمتُم أنَيّ‌ خَلِيفَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ وَ أنَيّ‌ خَلِيفَةُ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ عَلَيكُم وَ أنَيّ‌ لَم أُقِم رَجُلًا مِنكُم عَلَي خَزَايَةٍ قَطّ وَ أنَيّ‌ ولَيِ‌ّ عُثمَانَ وَ قَد قُتِلَ مَظلُوماً وَ اللّهُ يَقُولُوَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنّهُ كانَ مَنصُوراً وَ أَنَا أُحِبّ أَن تعُلمِوُنيِ‌ ذَاتَ أَنفُسِكُم فِي قَتلِ عُثمَانَ فَقَامَ أَهلُ الشّامِ بِأَجمَعِهِم وَ أَجَابُوا إِلَي الطّلَبِ بِدَمِ عُثمَانَ وَ بَايَعُوهُ عَلَي ذَلِكَ وَ أَوثَقُوا لَهُ عَلَي أَن يَبذُلُوا أَنفُسَهُم وَ أَموَالَهُم أَو يُدرِكُوا ثَارَهُ أَو يفُنيِ‌َ اللّهُ أَروَاحَهُم


صفحه : 370

قَالَ فَلَمّا أَمسَي مُعَاوِيَةُ اغتَمّ بِمَا هُوَ فِيهِ

342- قال نصر وحدثني‌ محمد بن عبيد الله عن الجرجاني‌ قال واستحثه جرير بالبيعة فقال ياجرير إنها ليست بخلسة وإنه أمر له مابعده فأبلعني‌ ريقي‌ حتي أنظر ودعا ثقاته وشاورهم في الأمر فقال له عتبة بن أبي سفيان استعن علي هذاالأمر بعمرو بن العاص وأثمن له بدينه فإنه من قدعرفت و قداعتزل أمر عثمان في حياته و هولأمرك أشد اعتزالا إلا أن يري فرصة

343-فَرَوَي نَصرٌ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ قَالَاكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي عَمرٍو أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ قَد كَانَ مِن أَمرِ عَلِيّ وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ مَا قَد بَلَغَكَ وَ قَد سَقَطَ إِلَينَا مَروَانُ بنُ الحَكَمِ فِي رَافِضَةِ أَهلِ البَصرَةِ وَ قَدِمَ عَلَينَا جَرِيرُ بنُ عَبدِ اللّهِ فِي بَيعَةِ عَلِيّ وَ قَد حَبَستُ نفَسيِ‌ عَلَيكَ حَتّي تأَتيِنَيِ‌ أَقبِل أُذَاكِركَ أَمراً قَالَ فَلَمّا قرُ‌ِئَ الكِتَابُ عَلَي عَمرٍو استَشَارَ ابنَيهِ عَبدَ اللّهِ وَ مُحَمّداً فَقَالَ مَا تَرَيَانِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ أَرَي أَنّ نبَيِ‌ّ اللّهِ قُبِضَ وَ هُوَ عَنكَ رَاضٍ وَ الخَلِيفَتَانِ مِن بَعدِهِ وَ قُتِلَ عُثمَانُ وَ أَنتَ عَنهُ غَائِبٌ فَقِرّ فِي مَنزِلِكَ فَلَستَ مَجعُولًا خَلِيفَةً وَ لَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ حَاشِيَةً لِمُعَاوِيَةَ عَلَي دُنيَا قَلِيلَةٍ أَوشَكَ أَن تَهلِكَ فَتَشقَي فِيهَا وَ قَالَ مُحَمّدٌ أَرَي أَنّكَ شَيخُ قُرَيشٍ وَ صَاحِبُ أَمرِهَا وَ لن [ إِن]يُصرَم هَذَا الأَمرُ


صفحه : 371

وَ أَنتَ فِيهِ خَامِلٌ يَتَصَاغَر أَمرُكَ فَالحَق بِجَمَاعَةِ أَهلِ الشّامِ فَكُن يَداً مِن أَيدِيهَا وَ اطلُب بِدَمِ عُثمَانَ فَإِنّكَ قَدِ استَسلَمتَ فِيهِ إِلَي بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَقَالَ عَمرٌو أَمّا أَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ فأَمَرَتنَيِ‌ بِمَا هُوَ خَيرٌ لِي فِي ديِنيِ‌ وَ أَمّا أَنتَ يَا مُحَمّدُ فأَمَرَتنَيِ‌ بِمَا هُوَ خَيرٌ لِي فِي دنُياَي‌َ وَ أَنَا نَاظِرٌ فِيهِ فَلَمّا جَنّهُ اللّيلُ رَفَعَ صَوتَهُ يُنشِدُ أَبيَاتاً فِي ذَلِكَ يُرَدّدُهَا فَقَالَ عَبدُ اللّهِ تَرَحّلَ الشّيخُ قَالَ وَ دَعَا عَمرٌو غُلَاماً لَهُ يُقَالُ لَهُ وَردَانُ وَ كَانَ دَاهِياً مَارِداً فَقَالَ ارحَل يَا وَردَانُ ثُمّ قَالَ حُطّ يَا وَردَانُ فَقَالَ لَهُ وَردَانُ خَلَطتَ أَبَا عِبدِ اللّهِ أَمَا إِنّكَ إِن شِئتَ أَنبَأتُكَ بِمَا فِي نَفسِكَ قَالَ هَاتِ وَيحَكَ قَالَ اعتَرَكَتِ الدّنيَا وَ الآخِرَةُ عَلَي قَلبِكَ فَقُلتَ عَلِيّ مَعَهُ الآخِرَةُ فِي غَيرِ دُنيَا وَ فِي الآخِرَةِ عِوَضٌ مِنَ الدّنيَا وَ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الدّنيَا بِغَيرِ آخِرَةٍ وَ لَيسَ فِي الدّنيَا عِوَضٌ مِنَ الآخِرَةِ فَأَنتَ وَاقِفٌ بَينَهُمَا قَالَ عَمرٌو فَإِنّكَ وَ اللّهِ مَا أَخطَأتَ فَمَا تَرَي يَا وَردَانُ قَالَ أَرَي أَن تُقِيمَ فِي بَيتِكَ فَإِن ظَهَرَ أَهلُ الدّينِ عِشتَ فِي عَفوِ دِينِهِم وَ إِن ظَهَرَ أَهلُ الدّنيَا لَم يَستَغنُوا عَنكَ قَالَ الآنَ لَمّا شَهِدَتِ العَرَبُ مسَيِريِ‌ إِلَي مُعَاوِيَةَ


صفحه : 372

فَارتَحَلَ وَ سَارَ حَتّي قَدِمَ عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ عَرَفَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ فَبَاعَدَهُ وَ كَايَدَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ أَبَا عَبدِ اللّهِ طَرَقَتنَا فِي لَيلَتِنَا هَذِهِ ثَلَاثَةُ أَخبَارٍ لَيسَ فِيهَا وِردٌ وَ لَا صَدَرٌ قَالَ عَمرٌو وَ مَا ذَاكَ قَالَ ذَاكَ أَنّ مُحَمّدَ بنَ أَبِي حُذَيفَةَ قَد كَسَرَ سِجنَ مِصرَ فَخَرَجَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ وَ هُوَ مِن آفَاتِ هَذَا الدّينِ وَ مِنهَا أَنّ قَيصَرَ زَحَفَ بِجَمَاعَةِ الرّومِ إلِيَ‌ّ لِيَغلِبَ عَلَي الشّامِ وَ مِنهَا أَنّ عَلِيّاً نَزَلَ الكُوفَةَ مُتَهَيّئاً لِلمَسِيرِ إِلَينَا قَالَ عَمرٌو لَيسَ كُلّ مَا ذَكَرتَ عَظِيماً أَمّا أَمرُ ابنِ أَبِي حُذَيفَةَ فَمَا يُعظِمُكَ مِن رَجُلٍ خَرَجَ فِي أَشبَاهِهِ أَن تُخرِجَ إِلَيهِ الخَيلَ حَتّي تَقتُلَهُ أَو تَأتِيَكَ بِهِ وَ إِن فَاتَكَ لَا يَضُرّكَ وَ أَمّا قَيصَرُ فَاهدِ لَهُ مِن وُصَفَاءِ الرّومِ وَ وَصَائِفِهَا وَ آنِيَةِ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ سَلهُ المُوَادَعَةَ[ أي المصالحة]فَإِنّهُ إِلَيهَا سَرِيعٌ وَ أَمّا عَلِيّ فَلَا وَ اللّهِ يَا مُعَاوِيَةُ لَا تسُوَيّ‌ العَرَبُ بَينَكَ وَ بَينَهُ فِي شَيءٍ مِنَ الأَشيَاءِ وَ إِنّ لَهُ فِي الحَربِ لَحَظّاً مَا هُوَ لِأَحَدٍ مِن قُرَيشٍ وَ إِنّهُ لَصَاحِبُ مَا هُوَ فِيهِ إِلّا أَن تَظلِمَهُ


صفحه : 373

344- وَ رَوَي نَصرٌ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمرٍو يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إنِيّ‌ أَدعُوكَ إِلَي جِهَادِ هَذَا الرّجُلِ ألّذِي عَصَي رَبّهُ وَ شَقّ عَصَا المُسلِمِينَ وَ قَتَلَ الخَلِيفَةَ وَ أَظهَرَ الفِتنَةَ وَ فَرّقَ الجَمَاعَةَ وَ قَطَعَ الرّحِمَ قَالَ عَمرٌو إِلَي مَن قَالَ إِلَي جِهَادِ عَلِيّ قَالَ فَقَالَ عَمرٌو وَ اللّهِ يَا مُعَاوِيَةُ مَا أَنتَ وَ عَلِيّ بعِكِميَ‌ بَعِيرٍ مَا لَكَ هِجرَتُهُ وَ لَا سَابِقَتُهُ وَ لَا صُحبَتُهُ وَ لَا فِقهُهُ وَ لَا عِلمُهُ وَ وَ اللّهِ إِنّ لَهُ مَعَ ذَلِكَ جِدّاً وَ جُدُوداً وَ حَظّاً وَ حُظوَةً وَ بَلَاءً مِنَ اللّهِ حَسَناً فَمَا تَجعَلُ لِي إِن شَايَعتُكَ عَلَي مَا تُرِيدُ قَالَ حُكمَكَ قَالَ مِصرَ طُعمَةً قَالَ فَتَلَكّأَ عَلَيهِ مُعَاوِيَةُ

345- قَالَ نَصرٌ وَ فِي حَدِيثِ غَيرِ عُمَرَ قَالَ قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن تَحَدّثَ العَرَبُ أَنّكَ إِنّمَا دَخَلتَ فِي هَذَا الأَمرِ لِغَرَضِ دُنيَا قَالَ دعَنيِ‌ مِنكَ قَالَ مُعَاوِيَةُ إنِيّ‌ لَو شِئتُ أَن أُمَنّيَكَ وَ أَخدَعَكَ لَفَعَلتُ قَالَ عَمرٌو لَا لَعَمرُ اللّهِ مَا مثِليِ‌ يُخدَعُ وَ لَأَنَا أَكيَسُ مِن ذَلِكَ قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ ادنُ منِيّ‌ بِرَأسِكَ أُسَارّكَ قَالَ فَدَنَا مِنهُ عَمرٌو كيَ‌ يُسَارّهُ فَعَضّ مُعَاوِيَةُ أُذُنَهُ وَ قَالَ هَذِهِ خُدعَةٌ هَل تَرَي فِي البَيتِ أَحَداً غيَريِ‌ وَ غَيرَكَ ثُمّ رَجَعَ الكَلَامُ إِلَي حَدِيثِ عُمَرَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ لَم تَعلَم أَنّ مِصراً مِثلُ العِرَاقِ قَالَ بَلَي وَ لَكِنّهَا إِنّمَا تَكُونُ لِي إِذَا كَانَت لَكَ وَ إِنّمَا تَكُونُ لَكَ إِذَا غَلَبتَ عَلِيّاً عَلَي العِرَاقِ قَالَ فَدَخَلَ عَلَيهِ عُتبَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ فَقَالَ أَ مَا تَرضَي أَن تشَترَيِ‌َ عَمراً بِمِصرَ إِن هيِ‌َ صَفَت لَكَ فَلَيتَكَ لَا تَغلِبُ عَلَي الشّامِ


صفحه : 374

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا عُتبَةُ بِت عِندَنَا اللّيلَةَ قَالَ فَلَمّا جَنّ عَلَي عُتبَةَ اللّيلُ رَفَعَ صَوتَهُ لِيَسمَعَ مُعَاوِيَةُ بِأَبيَاتٍ يَحُثّهُ فِيهَا عَلَي إِرضَاءِ عَمرٍو فَلَمّا سَمِعَ مُعَاوِيَةُ ذَلِكَ أَرسَلَ إِلَي عَمرٍو وَ أَعطَاهَا إِيّاهُ قَالَ فَقَالَ عَمرٌو وَ لِيَ اللّهُ عَلَيكَ بِذَلِكَ شَاهِدٌ قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ نَعَم لَكَ اللّهُ عَلَيّ بِذَلِكَ لَئِن فَتَحَ اللّهُ عَلَينَا الكُوفَةَ قَالَ عَمرٌووَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ قَالَ فَخَرَجَ عَمرٌو مِن عِندِهِ فَقَالَ لَهُ ابنَاهُ مَا صَنَعتَ قَالَ أَعطَانَا مِصرَ فَقَالَا وَ مَا مِصرُ فِي مُلكِ العَرَبِ قَالَ لَا أَشبَعَ اللّهُ بُطُونَكُمَا إِن لَم يُشبِعكُمَا مِصرُ قَالَ فَأَعطَاهَا إِيّاهُ وَ كَتَبَ لَهُ كِتَاباً وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ عَلَي أَن لَا يَنقُضَ شَرطَ طَاعَةٍ فَكَتَبَ عَمرٌو عَلَي أَن لَا تَنقُضَ طَاعَتَهُ شَرطاً وَ كَايَدَ كُلّ مِنهُمَا صَاحِبَهُ


صفحه : 375

وَ كَانَ مَعَ عَمرٍو ابنُ عَمّ لَهُ فَتًي شَابّ وَ كَانَ دَاهِياً فَلَمّا جَاءَ عَمرٌو بِالكِتَابِ مَسرُوراً عَجِبَ الفَتَي وَ قَالَ أَ لَا تُخبِرُنَا يَا عَمرُو بأِيَ‌ّ رأَي‌ٍ تَعِيشُ فِي قُرَيشٍ أَعطَيتَ دِينَكَ وَ مَنّيتَ دُنيَا غَيرِكَ أَ تَرَي أَهلَ مِصرَ وَ هُم قَتَلَةُ عُثمَانَ يَدفَعُونَهَا إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ عَلِيّ حيَ‌ّ وَ تَرَاهَا إِن صَارَت إِلَي مُعَاوِيَةَ لَا يَأخُذُهَا بِالحَرفِ ألّذِي قَدّمَهُ فِي الكِتَابِ فَقَالَ عَمرٌو يَا ابنَ الأَخِ إِنّ الأَمرَ لِلّهِ دُونَ عَلِيّ وَ مُعَاوِيَةَ فَأَنشَدَ الفَتَي فِي ذَلِكَ شِعراً فَقَالَ لَهُ عَمرٌو يَا ابنَ أخَيِ‌ لَو كُنتُ مَعَ عَلِيّ وسَعِنَيِ‌ بيَتيِ‌ وَ لكَنِيّ‌ الآنَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ الفَتَي إِنّكَ إِن لَم تُرِد مُعَاوِيَةَ لَم يُرِدكَ وَ لَكِنّكَ تُرِيدُ دُنيَاهُ وَ يُرِيدُ دِينَكَ وَ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ قَولُ الفَتَي فَطَلَبَهُ فَهَرَبَ وَ لَحِقَ بعِلَيِ‌ّ فَحَدّثَهُ بِأَمرِ عَمرٍو وَ مُعَاوِيَةَ قَالَ فَسَرّ ذَلِكَ عَلِيّاً وَ قَرّبَهُ قَالَ وَ غَضِبَ مَروَانُ وَ قَالَ مَا باَليِ‌ لَا أُشتَرَي كَمَا اشترُيِ‌َ عَمرٌو قَالَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ إِنّمَا نَبتَاعُ الرّجَالَ لَكَ قَالَ فَلَمّا بَلَغَ عَلِيّاً مَا صَنَعَ مُعَاوِيَةُ وَ عَمرٌو قَالَ يَا عَجَبَا لَقَد سَمِعتُ مُنكَراً كَذِباً عَلَي اللّهِ يَشِيبُ الشّعَرَاءُ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ مِنَ الأَبيَاتِ فِي آخِرِ الأَبوَابِ

346- وروي نصر عن محمد بن عبيد الله عن الجرجاني‌ قال لمابات عمرو عند


صفحه : 376

معاوية وأصبح أعطاه مصر طعمة وكتب له بهاكتابا و قال ماتري قال أمض الرأي‌ الأول فبعث معاوية مالك بن هبيرة في طلب ابن أبي حذيفة فأدركه فقتله وبعث إلي قيصر بالهدايا فوادعه ثم قال معاوية لعمرو ماتري في علي قال أري فيه خيرا أتاك في هذه البيعة خير أهل العراق و من عندخير الناس في أنفس الناس ودعوتك أهل الشام إلي رد هذه البيعة خطر شديد ورأس أهل الشام شرحبيل بن السمط الكندي‌ و هوعدو لجرير فأرسل إليه ووطئ له ثقاتك فليفشوا في الناس أن عليا قتل عثمان وليكونوا أهل الرضا عندشرحبيل فإنها كلمة جامعة لك أهل الشام علي ماتحب و من تعلق بقلبه شيء لم يخرجه شيءأبدا فدعا معاوية يزيد بن لبيد وبسر بن أرطاة وعمرو بن سفيان ومخارق بن الحرث الزبيدي‌ وحمزة بن مالك وحابس بن سعيد الطائي‌ ثم كتب إلي شرحبيل أن جرير بن عبد الله قدم علينا من قبل علي بأمر فظيع فاقدم فاستشار شرحبيل أهل اليمن من أهل حمص فاختلفوا عليه فقام إليه عبدالرحمن بن غنم و هوصاحب معاذ وختنه و كان أفقه أهل الشام فنهاه عن المسير إلي معاوية ووعظه ونهاه أيضا عياض اليماني‌ و كان ناسكا فأبي شرحبيل إلا أن يسير إلي معاوية فلما قدم عليه تلقاه الناس فأعظموه ودخل علي معاوية فقال له معاوية ياشرحبيل إن جرير بن عبد الله يدعونا إلي بيعة علي و علي خير الناس لو لا أنه قتل عثمان وحبست نفسي‌ عليك وإنما أنا رجل من أهل الشام أرضي مارضوا وأكره ماكرهوا فقال شرحبيل اخرج فانظر فخرج فلقيه هؤلاء النفر الموطئون له كلهم يخبره بأن عليا قتل عثمان فرجع مغضبا إلي معاوية فقال يامعاوية أبي الناس إلا أن عليا قتل عثمان و الله لئن بايعت له لنخرجنك من الشام أولنقتلنك


صفحه : 377

قال معاوية ماكنت لأخالف عليكم ما أنا إلا رجل من أهل الشام قال فرد هذا الرجل إلي أصحابه إذن قال فعرف معاوية أن شرحبيل قدنفذت بصيرته في حرب أهل العراق و أن أهل الشام مع شرحبيل فخرج شرحبيل فأتي حصين بن نمير فقال ابعث إلي جرير فبعث إليه حصين أن زرنا فإن عندنا شرحبيل بن السمط فاجتمعا عنده فتكلم شرحبيل فقال ياجرير أتيتنا بأمر ملفق لتلقينا في لهوات الأسد وأردت أن تخلط الشام بالعراق وأطريت عليا و هوقاتل عثمان و الله سائلك عما قلت يوم القيامة فأقبل عليه جرير و قال ياشرحبيل أماقولك إني‌ جئت بأمر ملفف فكيف يكون أمرا ملففا و قداجتمع عليه المهاجرون والأنصار وقوتل علي رده طلحة والزبير و أماقولك إني‌ ألقيتك في لهوات الأسد ففي‌ لهواتها ألقيت نفسك و أماخلط العراق بالشام فخلطها علي حق خير من فرقتها علي باطل و أماقولك إن عليا قتل عثمان فو الله ما في يديك من ذلك إلاالقذف بالغيب من مكان بعيد ولكنك ملت إلي الدنيا و شيء كان في نفسك علي زمن سعد بن أبي وقاص فبلغ معاوية قول الرجلين فبعث إلي جرير وزجره وكتب جرير إلي شرحبيل أبياتا يعظه فيهافزعر شرحبيل وفكر فاستزله القوم ولفف له معاوية الرجال و لم ينفعه زجر قومه له و لاغيرهم حتي إنه بعثه معاوية إلي مدائن الشام يدعوهم إلي الطلب بدم عثمان فبدأ بأهل حمص فأجابوه إلانساك من أهل حمص فإنهم قاموا إليه فقالوا بيوتنا قبورنا ومساجدنا و أنت أعلم بما تري


صفحه : 378

وجعل شرحبيل يستنهض مدائن الشام حتي استفرغها لايأتي‌ علي قوم إلاقبلوا ماأتاهم به فآيس جرير عند ذلك من معاوية و من عوام الشام

347- قَالَ نَصرٌ وَ كَانَ مُعَاوِيَةُ قَد أَتَي جَرِيراً قَبلَ ذَلِكَ فِي مَنزِلِهِ فَقَالَ يَا جَرِيرُ إنِيّ‌ قَد رَأَيتُ رَأياً قَالَ هَاتِهِ قَالَ اكتُب إِلَي صَاحِبِكَ يَجعَل لِيَ الشّامَ وَ مِصرَ جِبَايَةً فَإِذَا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ لَم يَجعَل لِأَحَدٍ بَعدَهُ بَيعَةً فِي عنُقُيِ‌ وَ أُسَلّم لَهُ هَذَا الأَمرَ وَ أَكتُب إِلَيهِ بِالخِلَافَةِ فَقَالَ جَرِيرٌ اكتُب بِمَا أَرَدتَ وَ أَكتُبُ مَعَكَ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ بِذَلِكَ إِلَي عَلِيّ فَكَتَبَ عَلِيّ إِلَي جَرِيرٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّمَا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَن لَا يَكُونَ لِي فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ وَ أَن يَختَارَ مِن أَمرِهِ مَا أَحَبّ وَ أَرَادَ أَن يُرِيثَكَ حَتّي يَذُوقَ أَهلَ الشّامِ وَ إِنّ المُغِيرَةَ بنَ شُعبَةَ قَد كَانَ أَشَارَ عَلَيّ أَن أَستَعمِلَ مُعَاوِيَةَ عَلَي الشّامِ وَ أَنَا بِالمَدِينَةِ فَأَبَيتُ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ لَم يَكُنِ اللّهُ ليِرَاَنيِ‌ أَتّخِذُ المُضِلّينَ عَضُداً فَإِن بَايَعَكَ الرّجُلُ وَ إِلّا فَأَقبِل وَ فَشَا كِتَابُ مُعَاوِيَةَ فِي العَرَبِ

348- وَ فِي حَدِيثِ صَالِحِ بنِ صَدَقَةَ قَالَ أَبطَأَ جَرِيرٌ عِندَ مُعَاوِيَةَ حَتّي اتّهَمَهُ النّاسُ وَ قَالَ عَلِيّ وَقّتّ لرِسَوُليِ‌ وَقتاً لَا يُقِيمُ بَعدَهُ إِلّا مَخدُوعاً أَو عَاصِياً وَ أَبطَأَ عَلَي عَلِيّ ع حَتّي أَيِسَ مِنهُ

349- وَ فِي حَدِيثِ مُحَمّدٍ وَ صَالِحِ بنِ صَدَقَةَ قَالَا وَ كَتَبَ عَلِيّ ع إِلَي جَرِيرٍ أَمّا بَعدُ فَإِذَا أَتَاكَ كتِاَبيِ‌ هَذَا فَاحمِل مُعَاوِيَةَ عَلَي الفَصلِ ثُمّ خَيّرهُ وَ خُذهُ


صفحه : 379

بِالجَوَابِ بَينَ حَربٍ مُخزِيَةٍ أَو سِلمٍ مُحظِيَةٍ فَإِنِ اختَارَ الحَربَ فَانبِذ لَهُ وَ إِنِ اختَارَ السّلمَ فَخُذهُ بِبَيعَتِهِ فَلَمّا انتَهَي الكِتَابُ إِلَي جَرِيرٍ أَتَي بِهِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَأَقرَأَهُ الكِتَابَ وَ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ إِنّهُ لَا يُطبَعُ عَلَي قَلبٍ إِلّا بِذَنبٍ وَ لَا يَنشَرِحُ إِلّا بِتَوبَةٍ وَ لَا أَظُنّ قَلبَكَ إِلّا مَطبُوعاً أَرَاكَ قَد وَقَفتَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ كَأَنّكَ تَنتَظِرُ شَيئاً فِي يدَيَ‌ غَيرِكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَلقَاكَ بِالفَيصَلِ فِي أَوّلِ مَجلِسٍ إِن شَاءَ اللّهُ

350- فَلَمّا بَايَعَ مُعَاوِيَةَ أَهلُ الشّامِ وَ ذَاقَهُم قَالَ يَا جَرِيرُ الحَق بِصَاحِبِكَ وَ كَتَبَ إِلَيهِ بِالحَربِ فَأَجَابَهُ عَلِيّ ع مِن عَلِيّ إِلَي مُعَاوِيَةَ بنِ صَخرٍ أَمّا بَعدُ فَقَد أتَاَنيِ‌ كِتَابُ امر‌ِئٍ لَيسَ لَهُ بَصَرٌ يَهدِيهِ وَ لَا قَائِدٌ يُرشِدُهُ دَعَاهُ الهَوَي فَأَجَابَهُ وَ قَادَهُ الضّلَالُ فَاتّبَعَهُ


صفحه : 380

زَعَمتُ أَنّهُ إِنّمَا أَفسَدَ عَلَيكَ بيَعتَيِ‌ خطَيِئتَيِ‌ فِي عُثمَانَ وَ لعَمَريِ‌ مَا كُنتُ إِلّا رَجُلًا مِنَ المُهَاجِرِينَ أُورِدتُ كَمَا أُورِدُوا وَ أُصدِرتُ كَمَا أُصدِرُوا وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَجمَعَهُم عَلَي ضَلَالَةٍ وَ لَا لِيَضرِبَهُم بِالعَمَي وَ مَا أُمِرتُ فيَلَزمَنَيِ‌ خَطِيئَةُ الأَمرِ وَ لَا قَتَلتُ فَيَجِبَ عَلَيّ قِصَاصٌ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ أَهلَ الشّامِ هُمُ الحُكّامُ عَلَي أَهلِ الحِجَازِ فَهَاتِ رَجُلًا مِن قُرَيشِ الشّامِ يُقبَلُ فِي الشّورَي أَو تَحِلّ لَهُ الخِلَافَةُ فَإِن زَعَمتَ ذَلِكَ كَذّبَكَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ إِلّا أَتَيتُكَ بِهِ مِن قُرَيشِ الحِجَازِ وَ أَمّا قَولُكَ ادفَع إِلَينَا قَتَلَةَ عُثمَانَ فَمَا أَنتَ وَ عُثمَانُ إِنّمَا أَنتَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ بَنُو عُثمَانَ أَولَي بِذَلِكَ مِنكَ فَإِن زَعَمتَ أَنّكَ أَقوَي عَلَي دَمِ أَبِيهِم مِنهُم فَادخُل فِي طاَعتَيِ‌ ثُمّ حَاكِمِ القَومِ إلِيَ‌ّ أَحمِلكَ وَ إِيّاهُم عَلَي المَحَجّةِ وَ أَمّا تَميِيزُكَ بَينَ الشّامِ وَ البَصرَةِ وَ بَينَكَ وَ بَينَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ فلَعَمَريِ‌ مَا الأَمرُ فِيمَا هُنَاكَ إِلّا وَاحِدٌ لِأَنّهَا بَيعَةٌ عَامّةٌ لَا يُثَنّي فِيهَا النّظَرُ وَ لَا يُستَأنَفُ فِيهَا الخِيَارُ وَ أَمّا وَلُوعُكَ بيِ‌ فِي أَمرِ عُثمَانَ فَمَا قُلتَ ذَلِكَ عَن حَقّ العِيَانِ وَ لَا يَقِينٍ بِالخَبَرِ وَ أَمّا فضَليِ‌ بِالإِسلَامِ وَ قرَاَبتَيِ‌ مِنَ النّبِيّص وَ شرَفَيِ‌ فِي قُرَيشٍ فلَعَمَريِ‌ لَوِ استَطَعتَ دَفعَ ذَلِكَ لَدَفَعتَهُ

351-نَصرٌ عَن صَالِحِ بنِ صَدَقَةَ بِإِسنَادِهِ قَالَ لَمّا رَجَعَ جَرِيرٌ إِلَي عَلِيّ ع


صفحه : 381

كَثُرَ قَولُ النّاسِ فِي التّهَمَةِ لِجَرِيرٍ فِي أَمرِ مُعَاوِيَةَ فَاجتَمَعَ جَرِيرٌ وَ الأَشتَرُ عِندَ عَلِيّ ع فَقَالَ الأَشتَرُ أَمَا وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو كُنتَ أرَسلَتنَيِ‌ إِلَي مُعَاوِيَةَ لَكُنتُ خَيراً لَكَ مِن هَذَا ألّذِي أَرخَي مِن خِنَاقِهِ وَ أَقَامَ عِندَهُ حَتّي لَم يَدَع بَاباً يَرجُو رَوحَهُ إِلّا فَتَحَهُ أَو يَخَافُ غَمّهُ إِلّا سَدّهُ فَقَالَ جَرِيرٌ وَ اللّهِ لَو أَتَيتَهُم لَقَتَلُوكَ وَ خَوّفَهُ بِعَمرٍو وَ ذيِ‌ الكَلَاعِ وَ حَوشَبٍ وَ قَد زَعَمُوا أَنّكَ مِن قَتَلَةِ عُثمَانَ فَقَالَ الأَشتَرُ لَو أَتَيتُهُ وَ اللّهِ يَا جَرِيرُ لَم يعُييِنيِ‌ جَوَابُهَا وَ لَم يَثقُل عَلَيّ مَحمِلُهَا وَ لَحَمَلتُ مُعَاوِيَةَ عَلَي خُطّةٍ أُعجِلُهُ فِيهَا عَنِ الفِكرِ قَالَ فَأتِهِم إِذاً قَالَ الآنَ وَ قَد أَفسَدتَهُم وَ وَقَعَ بَينَنَا الشّرّ

352- وَ عَنِ الشعّبيِ‌ّ قَالَاجتَمَعَ جَرِيرٌ وَ الأَشتَرُ عِندَ عَلِيّ ع فَقَالَ الأَشتَرُ أَ لَيسَ قَد نَهَيتُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَن تَبعَثَ جَرِيراً وَ أَخبَرتُكَ بِعَدَاوَتِهِ وَ غِشّهِ وَ أَقبَلَ الأَشتَرُ يَشتِمُهُ وَ يَقُولُ يَا أَخَا بَجِيلَةَ إِنّ عُثمَانَ اشتَرَي مِنكَ دِينَكَ بِهَمَدَانَ وَ اللّهِ مَا أَنتَ بِأَهلِ أَن تمَشيِ‌َ فَوقَ الأَرضِ حَيّاً إِنّمَا أَتَيتَهُم لِتَتّخِذَ عِندَهُم يَداً بِمَسِيرِكَ إِلَيهِم ثُمّ رَجَعتَ إِلَينَا مِن عِندِهِم تُهَدّدُنَا بِهِم وَ أَنتَ وَ اللّهِ مِنهُم وَ لَا أَرَي سَعيَكَ إِلّا لَهُم وَ لَئِن أطَاَعنَيِ‌ فِيكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيَحبِسَنّكَ وَ أَشبَاهَكَ فِي مَحبِسٍ لَا تَخرُجُونَ مِنهُ حَتّي تَستَبِينَ مِن هَذِهِ الأُمُورِ وَ يُهلِكَ اللّهُ الظّالِمِينَ قَالَ فَلَمّا سَمِعَ جَرِيرٌ ذَلِكَ لَحِقَ بِقِرقِيسَا وَ لَحِقَ بِهِ أُنَاسٌ مِن قَيسٍ وَ لَم يَشهَد صِفّينَ مِن قَيسٍ غَيرُ تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَ لَكِنّ أَحمَسَ شَهِدَهَا مِنهُم سَبعُمِائَةِ رَجُلٍ


صفحه : 382

وَ خَرَجَ عَلِيّ ع إِلَي دَارِ جَرِيرٍ فَشَعّثَ مِنهَا وَ حَرَقَ مَجلِسَهُ وَ خَرَجَ أَبُو زُرعَةَ عَمرُو بنُ جَرِيرٍ وَ قَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ إِنّ فِيهَا أَيضاً لَغَيرَ جَرِيرٍ فَخَرَجَ عَلِيّ مِنهَا إِلَي دَارِ ثُوَيرِ بنِ عَامِرٍ فَحَرَقَهَا وَ هَدَمَ مِنهَا وَ كَانَ ثُوَيرٌ رَجُلًا شَرِيفاً وَ كَانَ قَد لَحِقَ بِجَرِيرٍ

353- وَ فِي حَدِيثِ صَالِحِ بنِ صَدَقَةَ قَالَ لَمّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ المَسِيرَ إِلَي صِفّينَ كَتَبَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ وَ أَهلِ المَدِينَةَ كِتَاباً يُذَكّرُهُم فِيهِ أَمرَ عُثمَانَ فَكَتَبَ إِلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ مُجِيباً لَهُ وَ لِابنِ العَاصِ أَمّا بَعدُ فَلَقَد أَخطَأتُمَا مَوضِعَ النّصرَةِ وَ تَنَاوَلتُمَا مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ وَ مَا زَادَ اللّهُ مَن شَكّ فِي هَذَا الأَمرِ بِكِتَابِكُمَا إِلّا شَكّاً وَ مَا أَنتُمَا وَ المَشُورَةُ[المَشُورَةَ] وَ مَا أَنتُمَا وَ الخِلَافَةُ[الخِلَافَةَ] وَ أَمّا أَنتَ يَا مُعَاوِيَةُ فَطَلِيقٌ وَ أَمّا أَنتَ يَا عَمرُو فَظَنُونٌ أَلَا فَكُفّا عَنّا أَنفُسَكُمَا فَلَيسَ لَكُمَا ولَيِ‌ّ وَ لَا نَصِيرٌ وَ أَجَابَهُ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ عُمَرَ لَم يُدخِل فِي الشّورَي إِلّا مَن تَحِلّ لَهُ الخِلَافَةُ مِن قُرَيشٍ فَلَم يَكُن أَحَدٌ مِنّا أَحَقّ مِن صَاحِبِهِ إِلّا بِاجتِمَاعِنَا عَلَيهِ غَيرَ أَنّ عَلِيّاً قَد كَانَ فِيهِ مَا فِينَا وَ لَم يَكُ فِينَا مَا فِيهِ وَ هَذَا أَمرٌ قَد كَرِهنَا أَوّلَهُ وَ كَرِهنَا آخِرَهُ وَ أَمّا طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فَلَو لَزِمَا بُيُوتَهُمَا كَانَ خَيراً لَهُمَا وَ اللّهُ يَغفِرُ لِأُمّ المُؤمِنِينَ مَا أَتَت بِهِ


صفحه : 383

354- وَ كَتَبَ إِلَيهِ مُحَمّدُ بنُ مَسلَمَةَ أَمّا بَعدُ فَقَدِ اعتَزَلَ هَذَا الأَمرَ مَن لَيسَ فِي يَدِهِ مِن رَسُولِ اللّهِص مِثلُ ألّذِي فِي يدَيِ‌ فَقَد أخَبرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص بِمَا هُوَ كَائِنٌ قَبلَ أَن يَكُونَ فَلَمّا كَانَ كَسَرتُ سيَفَيِ‌ وَ جَلَستُ فِي بيَتيِ‌ وَ اتّهَمتُ الرأّي‌َ عَلَي الدّينِ إِذَا لَم يَصلُح[يَصحُ] لِي مَعرُوفٌ آمُرُ بِهِ وَ لَا مُنكَرٌ أَنهَي عَنهُ وَ لعَمَريِ‌ مَا طَلَبتُ إِلّا الدّنيَا وَ لَا اتّبَعتُ إِلّا الهَوَي فَإِن تَنصُر عُثمَانَ مَيّتاً فَقَد خَذَلتَهُ حَيّاً فَمَا أخَرجَنَيِ‌َ اللّهُ مِن نِعمَةٍ وَ لَا صيَرّنَيِ‌ إِلَي شَكّ إِلَي آخِرِ مَا كَتَبَ

355- قَالَ وَ رَوَي صَالِحُ بنُ صَدَقَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ أَنّ عَلِيّاً ع قَدِمَ مِنَ البَصرَةِ مُستَهَلّ رَجَبٍ وَ أَقَامَ بِهَا سَبعَةَ عَشَرَ شَهراً يجَريِ‌ الكُتُبُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ مُعَاوِيَةَ وَ عَمرِو بنِ العَاصِ

356- و في حديث محمد بن عبيد الله عن الجرجاني‌ قال لماقدم عبيد الله بن عمر علي معاوية بالشام أرسل معاوية إلي عمرو بن العاص فقال ياعمرو إن الله قدأحيا لك عمر بن الخطاب بالشام بقدوم عبيد الله بن عمر و قدرأيت أن أقيمه خطيبا فيشهد علي علي بقتل عثمان وينال منه فقال الرأي‌ مارأيت فبعث إليه فأتاه فقال له يا ابن أخ إن لك اسم أبيك فانظر بمل ء عينيك وتكلم بكل فيك فأنت المأمون المصدق فاصعد المنبر فاشتم عليا واشهد عليه أنه قتل عثمان فقال يا أمير المؤمنين أماشتمي‌ له فإنه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم فما عسي أن أقول في حسبه و أمابأسه فهو الشجاع المطرق و أماأيامه فما قدعرفت ولكني‌ ملزمه دم عثمان فقال عمرو إذا و الله قدنكأت القرحة فلما خرج عبيد الله قال معاوية أما و الله لو لاقتلة الهرمزان ومخافة علي علي نفسه ماأتانا أبدا أ لم تر إلي تقريظه عليا فلما قام عبيد الله خطيبا تكلم بحاجته حتي إذاأتي إلي أمر علي


صفحه : 384

أمسك فعاتبه معاوية فاعتذر بأني‌ كرهت أن أقطع الشهادة علي رجل لم يقتل عثمان وعرفت أن الناس محتملوها عني‌ فهجره معاوية واستخف بحقه حتي أنشد شعرا في مدح عثمان وتصويب طلحة والزبير فأرضاه وقربه و قال حسبي‌ هذامنك بيان قوله ع من خير ذي‌ يمن إشارة إلي رواية وردت في مدحه قال ابن الأثير في مادة ذوي‌ من كتاب النهاية في حديث المهدي‌ قرشي‌ يمان ليس من ذي‌ و لاذو أي ليس في نسبه نسب أذواء اليمن وهم ملوك حمير منهم ذو يزن وذو رعين و قوله قرشي‌ يمان أي و هوقرشي‌ النسب يماني‌ المنشإ و منه حديث جرير يطلع عليكم رجل من ذي‌ يمن علي وجهه مسحة من ذي‌ ملك وكذا أورده أبوعمر الزاهد و قال ذي‌ هاهنا صلة أي زائدة انتهي . والعكم بالكسر العدل وعكمت المتاع شددته . قوله علي أن لاينقض قال ابن أبي الحديد تفسيره أن معاوية قال للكاتب اكتب علي أن لاينقض شرط طاعة يريد أخذ إقرار عمرو له أنه قدبايعه علي الطاعة بيعة مطلقة غيرمشروطة بشي‌ء و هذه مكايدة له لأنه لوكتب ذلك لكان لمعاوية أن يرجع عن مصر و لم يكن لعمرو أن يرجع عن طاعته ويحتج عليه برجوعه عن إعطائه مصر لأن مقتضي المشارطة المذكورة أن طاعة معاوية واجبة عليه مطلقا سواء كان مصر مسلمة إليه أو لا. فلما انتبه عمرو علي هذه المكيدة منع الكاتب من أن يكتب ذلك و قال بل اكتب علي أن لاتنقض طاعة شرطا يريد أخذ إقرار معاوية بأنه إذاأطاعه لاتنقض طاعته إياه ماشارطه عليه من تسليم مصر إليه و هذاأيضا مكايدة من عمرو لمعاوية. و في النهاية والصحاح نفضت المكان واستنفضته وتنفضته إذانظرت جميع ما فيه والنفضة بفتح الفاء وسكونها والنفيضة قوم يبعثون متجسسين هل


صفحه : 385

يرون عدوا أوخوفا. وقرقيسا بالكسر ويمد ويقصر بلد علي الفرات والتقريظ مدح الإنسان و هوحي‌ بحق أوباطل

357- البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ بَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُجَهّزُ أَصحَابَهُ إِلَي قِتَالِ مُعَاوِيَةَ إِذَا اختَصَمَ إِلَيهِ اثنَانِ فَلَغَي أَحَدُهُمَا فِي الكَلَامِ فَقَالَ لَهُ اخسَأ يَا كَلبُ فَعَوَي الرّجُلُ لِوَقتِهِ وَ صَارَ كَلباً فَبُهِتَ مَن حَولَهُ وَ جَعَلَ الرّجُلُ يُشِيرُ بِإِصبَعِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ يَتَضَرّعُ فَنَظَرَ إِلَيهِ وَ حَرّكَ شَفَتَيهِ فَإِذَا هُوَ بَشَرٌ سوَيِ‌ّ فَقَامَ إِلَيهِ بَعضُ أَصحَابِهِ وَ قَالَ لَهُ مَا لَكَ تُجَهّزُ العَسكَرَ وَ لَكَ مِثلُ هَذِهِ القُدرَةِ فَقَالَ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَو شِئتُ أَن أَضرِبَ برِجِليِ‌ هَذِهِ القَصِيرَةَ فِي هَذِهِ الفَلَوَاتِ حَتّي أَضرِبَ صَدرَ مُعَاوِيَةَ فَأَقلِبَهُ عَن سَرِيرِهِ لَفَعَلتُ وَ لَكِنّعِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ

358- ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع يَا أَبَانُ كَيفَ يُنكِرُ النّاسُ قَولَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَمّا قَالَ لَو شِئتُ لَرَفَعتُ رجِليِ‌ هَذِهِ فَضَرَبتُ بِهَا صَدرَ ابنِ أَبِي سُفيَانَ بِالشّامِ فَنَكَستُهُ عَن سَرِيرِهِ وَ لَا يُنكِرُونَ تَنَاوُلَ آصَفَ وصَيِ‌ّ سُلَيمَانَ عَرشَ بِلقِيسَ وَ إِتيَانَ سُلَيمَانَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيهِ طَرفُهُ أَ لَيسَ نَبِيّنَا أَفضَلَ الأَنبِيَاءِ وَ وَصِيّهُ أَفضَلَ الأَوصِيَاءِ أَ فَلَا جَعَلُوهُ كوَصَيِ‌ّ سُلَيمَانَ حَكَمَ اللّهُ بَينَنَا وَ بَينَ مَن جَحَدَ حَقّنَا وَ أَنكَرَ فَضلَنَا


صفحه : 386

359- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن عُمَرَ[عَمرِو] بنِ ثَابِتٍ عَن جَبَلَةَ بنِ سُحَيمٍ قَالَ لَمّا بُويِعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَلَغَهُ أَنّ مُعَاوِيَةَ قَد تَوَقّفَ عَن إِظهَارِ البَيعَةِ لَهُ وَ قَالَ إِن أقَرَنّيِ‌ عَلَي الشّامِ وَ أعَماَليِ‌َ التّيِ‌ وَلّانِيهَا عُثمَانُ بَايَعتُهُ فَجَاءَ المُغِيرَةُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ مُعَاوِيَةَ مَن قَد عَرَفتَ وَ قَد وَلّاهُ الشّامَ مَن كَانَ قَبلَكَ فَوَلّهِ أَنتَ كَيمَا تَتّسِقَ عُرَي الأُمُورِ ثُمّ اعزِلهُ إِن بَدَا لَكَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ تَضمَنُ لِي عمُرُيِ‌ يَا مُغِيرَةُ فِيمَا بَينَ تَولِيَتِهِ إِلَي خَلعِهِ قَالَ لَا قَالَ لَا يسَألَنُيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن تَولِيَتِهِ عَلَي رَجُلَينِ مِنَ المُسلِمِينَ لَيلَةً سَودَاءَ أَبَداًوَ ما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداًلَكِن أَبعَثُ إِلَيهِ وَ أَدعُوهُ إِلَي مَا فِي يدَيِ‌ مِنَ الحَقّ فَإِن أَجَابَ فَرَجُلٌ مِنَ المُسلِمِينَ لَهُ مَا لَهُم وَ عَلَيهِ مَا عَلَيهِم وَ إِن أَبَي حَاكَمتُهُ إِلَي اللّهِ فَوَلّي المُغِيرَةُ وَ هُوَ يَقُولُ فَحَاكِمهُ إِذاً فَحَاكِمهُ إِذاً فَأَنشَأَ يَقُولُ


نَصَحتُ عَلِيّاً فِي ابنِ حَربٍ نَصِيحَةً   فَرَدّ فَمَا منِيّ‌ لَهُ الدّهرَ ثَانِيَةٌ

وَ لَم يَقبَلِ النّصحَ ألّذِي جِئتُهُ بِهِ   وَ كَانَت لَهُ تِلكَ النّصِيحَةُ كَافِيَةً

وَ قَالُوا لَهُ مَا أَخلَصَ النّصحَ كُلّهُ   فَقُلتُ لَهُ إِنّ النّصِيحَةَ غَالِيَةٌ

فَقَامَ قَيسُ بنُ سَعدٍ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ المُغِيرَةَ أَشَارَ عَلَيكَ بِأَمرٍ لَم يُرِدِ اللّهَ بِهِ فَقَدّمَ فِيهِ رِجلًا وَ أَخّرَ فِيهِ أُخرَي فَإِن كَانَ لَكَ الغَلَبَةُ تَقَرّبَ إِلَيكَ بِالنّصِيحَةِ وَ إِن كَانَت لِمُعَاوِيَةَ تَقَرّبَ إِلَيهِ بِالمَشُورَةِ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


صفحه : 387


يَكَادُ وَ مَن أَرسَي ثَبِيراً مَكَانَهُ   مُغِيرَةُ أَن يقُوَيّ‌َ عَلَيكَ مُعَاوِيَةَ

وَ كُنتَ بِحَمدِ اللّهِ فِينَا مُوَفّقاً   وَ تِلكَ التّيِ‌ آرَاكَهَا غَيرُ كَافِيَةٍ

فَسُبحَانَ مَن عَلّا السّمَاءَ مَكَانَهَا   وَ الأَرضَ دَحَاهَا فَاستَقَرّت كَمَا هِيَه

بيان قوله الدهر منصوب علي الظرفية أي ليس مني‌ نصيحة ثانية مابقي‌ الدهر. قوله و من أرسي الواو للقسم أي بحق ألذي أثبت جبل ثبير المعروف بمني

360-شا،[الإرشاد] مِن كَلَامِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَمّا عَمَدَ المَسِيرَ إِلَي الشّامِ لِقِتَالِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ قَالَ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ وَ الصّلَاةِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص اتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ أَطِيعُوهُ وَ أَطِيعُوا إِمَامَكُم فَإِنّ الرّعِيّةَ الصّالِحَةَ تَنجُو بِالإِمَامِ العَادِلِ أَلَا وَ إِنّ الرّعِيّةَ الفَاجِرَةَ تُهلَكُ بِالإِمَامِ الفَاجِرِ وَ قَد أَصبَحَ مُعَاوِيَةُ غَاصِباً لِمَا فِي يَدَيهِ مِن حقَيّ‌ نَاكِثاً لبِيَعتَيِ‌ طَاعِناً فِي دِينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَد عَلِمتُم أَيّهَا المُسلِمُونَ مَا فَعَلَ النّاسُ بِالأَمسِ وَ جئِتمُوُنيِ‌ رَاغِبِينَ إلِيَ‌ّ فِي أَمرِكُم حَتّي استخَرجَتمُوُنيِ‌ مِن منَزلِيِ‌ لتِبُاَيعِوُنيِ‌ فَالتَوَيتُ عَلَيكُم لِأَبلُوَ مَا عِندَكُم فرَاَودَتمُوُنيِ‌ القَولَ مِرَاراً وَ رَاوَدتُكُم وَ تَكَأكَأتُم عَلَيّ تَكَأكُؤَ الإِبِلِ الهِيمِ عَلَي حِيَاضِهَا حِرصاً عَلَي بيَعتَيِ‌ حَتّي خِفتُ أَن يَقتُلَ بَعضُكُم بَعضاً فَلَمّا رَأَيتُ ذَلِكَ مِنكُم رَوّيتُ فِي أمَريِ‌ وَ أَمرِكُم وَ قُلتُ إِن أَنَا لَم أُجِبهُم إِلَي القِيَامِ بِأَمرِهِم لَم يُصِيبُوا أَحَداً يَقُومُ فِيهِم مقَاَميِ‌ وَ يَعدِلُ فِيهِم عدَليِ‌ وَ قُلتُ


صفحه : 388

وَ اللّهِ لَأَلِيَنّهُم وَ هُم يَعرِفُونَ حقَيّ‌ وَ فضَليِ‌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن يلَوُنيِ‌ وَ هُم لَا يَعرِفُونَ حقَيّ‌ وَ فضَليِ‌ فَبَسَطتُ لَكُم يدَيِ‌ فبَاَيعَتمُوُنيِ‌ يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ وَ فِيكُمُ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ التّابِعُونَ بِإِحسَانٍ فَأَخَذتُ عَلَيكُم عَهدَ بيَعتَيِ‌ وَ وَاجِبَ صفَقتَيِ‌ مِن عَهدِ اللّهِ وَ مِيثَاقِهِ وَ أَشَدّ مَا أَخَذَ عَلَي النّبِيّينَ مِن عَهدٍ وَ مِيثَاقٍ لِتَفُنّ لِي وَ لِتَسمَعُنّ لأِمَريِ‌ وَ لتِطُيِعوُنيِ‌ وَ تنُاَصحِوُنيِ‌ وَ تُقَاتِلُونَ[تُقَاتِلُو]معَيِ‌ كُلّ بَاغٍ أَو مَارِقٍ إِن مَرَقَ فَأَنعَمتُم لِي بِذَلِكَ جَمِيعاً فَأَخَذتُ عَلَيكُم عَهدَ اللّهِ وَ مِيثَاقَهُ وَ ذِمّةَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فأَجَبَتمُوُنيِ‌ إِلَي ذَلِكَ وَ أَشهَدتُ اللّهَ عَلَيكُم وَ أَشهَدتُ بَعضَكُم عَلَي بَعضٍ وَ قُمتُ فِيكُم بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص فَالعَجَبُ مِن مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ ينُاَزعِنُيِ‌ الخِلَافَةَ وَ يجَحدَنُيِ‌ الإِمَامَةَ وَ يَزعُمُ أَنّهُ أَحَقّ بِهَا منِيّ‌ جُرأَةً مِنهُ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ بِغَيرِ حَقّ لَهُ فِيهَا وَ لَا حُجّةٍ وَ لَم يُبَايِعهُ عَلَيهَا المُهَاجِرُونَ وَ لَا سَلّمَ لَهُ الأَنصَارُ وَ المُسلِمُونَ يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ جَمَاعَةِ مَن سَمِعَ كلَاَميِ‌ أَ وَ مَا أَوجَبتُم لِي عَلَي أَنفُسِكُمُ الطّاعَةَ أَ مَا باَيعَتمُوُنيِ‌ عَلَي الرّغبَةِ أَ لَم آخُذ عَلَيكُمُ العَهدَ بِالقَبُولِ لقِوَليِ‌ أَ مَا بيَعتَيِ‌ لَكُم يَومَئِذٍ أَوكَدَ مِن بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَمَا بَالُ مَن خاَلفَنَيِ‌ لَم يَنقُض عَلَيهِمَا حَتّي مَضَيَا وَ نَقَضَ عَلَيّ وَ لَم يَفِ لِي أَ مَا يَجِبُ لِي عَلَيكُم نصُحيِ‌ وَ يَلزَمُكُم أمَريِ‌ أَ مَا تَعلَمُونَ أَنّ بيَعتَيِ‌ تَلزَمُ الشّاهِدَ عَنكُم وَ الغَائِبَ فَمَا بَالُ مُعَاوِيَةَ وَ أَصحَابِهِ طَاعِنِينَ فِي بيَعتَيِ‌ وَ لِمَ لَم يَفُوا بِهَا لِي وَ أَنَا فِي قرَاَبتَيِ‌ وَ ساَبقِتَيِ‌ وَ صهِريِ‌ أَولَي بِالأَمرِ مِمّن تقَدَمّنّيِ‌ أَ مَا سَمِعتُم قَولَ رَسُولِ اللّهِص يَومَ الغَدِيرِ فِي ولَاَيتَيِ‌ وَ موُاَلاَتيِ‌ فَاتّقُوا اللّهَ أَيّهَا المُسلِمُونَ وَ تَحَاثّوا عَلَي جِهَادِ مُعَاوِيَةَ النّاكِثِ القَاسِطِ وَ أَصحَابِهِ القَاسِطِينَ وَ اسمَعُوا مَا أَتلُو عَلَيكُم مِن كِتَابِ اللّهِ المُنزَلِ عَلَي نَبِيّهِ المُرسَلِ لِتَتّعِظُوا فَإِنّهُ عِظَةٌ لَكُم فَانتَفِعُوا بِمَوَاعِظِ اللّهِ وَ ازدَجِرُوا عَن معَاَصيِ‌ اللّهِ فَقَد وَعَظَكُمُ اللّهُ بِغَيرِكُم فَقَالَ لِنَبِيّهِص أَ لَم تَرَ إِلَي المَلَإِ مِن بنَيِ‌


صفحه : 389

إِسرائِيلَ مِن بَعدِ مُوسي إِذ قالُوا لنِبَيِ‌ّ لَهُمُ ابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ قالَ هَل عَسَيتُم إِن كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ أَلّا تُقاتِلُوا قالُوا وَ ما لَنا أَلّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ قَد أُخرِجنا مِن دِيارِنا وَ أَبنائِنا فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ تَوَلّوا إِلّا قَلِيلًا مِنهُم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ وَ قالَ لَهُم نَبِيّهُم إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنّي يَكُونُ لَهُ المُلكُ عَلَينا وَ نَحنُ أَحَقّ بِالمُلكِ مِنهُ وَ لَم يُؤتَ سَعَةً مِنَ المالِ قالَ إِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ اللّهُ يؤُتيِ‌ مُلكَهُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ

يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ لَكُم فِي هَذِهِ الآيَاتِ عِبرَةً لِتَعلَمُوا أَنّ اللّهَ تَعَالَي جَعَلَ الخِلَافَةَ وَ الأَمرَ مِن بَعدِ الأَنبِيَاءِ فِي أَعقَابِهِم وَ أَنّهُ فَضّلَ طَالُوتَ وَ قَدّمَهُ عَلَي الجَمَاعَةِ بِاصطِفَائِهِ إِيّاهُ وَ زِيَادَتِهِ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ فَهَل تَجِدُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اصطَفَي بنَيِ‌ أُمَيّةَ عَلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ زَادَ مُعَاوِيَةَ عَلَيّ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ فَاتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ جَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ قَبلَ أَن يَنَالَكُم سَخَطُهُ بِعِصيَانِكُم لَهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُونَ كانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئسَ ما كانُوا يَفعَلُونَ وَ قَالَ تَعَالَيإِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ لَم يَرتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ وَ قَالَ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا هَل أَدُلّكُم عَلي تِجارَةٍ تُنجِيكُم مِن عَذابٍ أَلِيمٍ تُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموالِكُم وَ أَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَ يُدخِلكُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ مَساكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ


صفحه : 390

اتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ تَحَاثّوا عَلَي الجِهَادِ مَعَ إِمَامِكُم فَلَو كَانَ لِي مِنكُم عِصَابَةٌ بِعَدَدِ أَهلِ بَدرٍ إِذَا أَمَرتُهُم أطَاَعوُنيِ‌ وَ إِذَا استَنهَضتُهُم نَهَضُوا معَيِ‌ لَاستَغنَيتُ بِهِم عَن كَثِيرٍ مِنكُم وَ أَسرَعتُ النّهُوضَ إِلَي حَربِ مُعَاوِيَةَ وَ أَصحَابِهِ فَإِنّهُ الجِهَادُ المَفرُوضُ

بيان التكأكؤ التجمع والتوي عن الأمر تثاقل وروّي في الأمر تروية نظر وتفكر وأنعم له أي قبل قوله وأجاب بنعم . قوله ع إن الله جعل الخلافة فيه إشكال و هو أن المشهور بين المفسرين أن طالوت لم يكن من سبط النبوة و لا من سبط المملكة إذ النبوة كانت في سبط لاوي‌ والمملكة في سبط يهودا وقيل في سبط يوسف و هو كان من سبط بنيامين فالآيات تدل علي عدم لزوم كون الخلافة في أعقاب الأنبياء. ويمكن أن يجاب عنه بوجوه الأول القدح في تلك الأمور فإنها مستندة إلي أقوال المؤرخين والمفسرين من المخالفين فيمكن أن يكون طالوت من سبط النبوة أوالمملكة فيكون ادعاؤهم الأحقية من جهة المال فقط.الثاني‌ أن كونه من ولد يعقوب وإسحاق و ابراهيم كاف في ذلك .الثالث أن يكون الاستدلال من جهة مايفهم من الآية من كون النبوة في سبط مخصوص آباؤهم أنبياء فالمراد بالخلافة رئاسة الدين و إن اجتمعت رئاسة الدين والدنيا في تلك الأمة فلاينافي‌ الاستدلال بالبسطة في العلم والجسم فإنه إذااشترط في الرئاسة الدنيوية فقط البسطة في العلم والجسم فاشتراطهما في الرئاستين ثابت بطريق أولي

361-شا،[الإرشاد] وَ مِن كَلَامٍ ع وَ قَد بَلَغَهُ عَن مُعَاوِيَةَ وَ أَهلِ الشّامِ مَا يُؤذِيهِ مِنَ الكَلَامِ فَقَالَ


صفحه : 391

الحَمدُ لِلّهِ قَدِيماً وَ حَدِيثاً مَا عاَداَنيِ‌ الفَاسِقُونَ فَعَادَاهُمُ اللّهُ أَ لَم تَعجَبُوا إِنّ هَذَا لَهُوَ الخَطبُ الجَلِيلُ أَنّ فُسّاقاً غَيرَ مَرضِيّينَ وَ عَنِ الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ مُنحَرِفِينَ خَدَعُوا بَعضَ هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَشرَبُوا قُلُوبَهُم حُبّ الفِتنَةِ وَ استَمَالُوا أَهوَاءَهُم بِالإِفكِ وَ البُهتَانِ قَد نَصَبُوا لَنَا الحَربَ وَ هَبّوا فِي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ أللّهُمّ إِن رَدّوا الحَقّ فَاقضُض خِدمَتَهُم وَ شَتّت كَلِمَتَهُم وَ أَبسِلهُم بِخَطَايَاهُم فَإِنّهُ لَا يَذِلّ مَن وَالَيتَ وَ لَا يَعِزّ مَن عَادَيتَ

362- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع عِندَ عَزمِهِ عَلَي المَسِيرِ إِلَي الشّامِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ مِن وَعثَاءِ السّفَرِ وَ كَآبَةِ المُنقَلَبِ وَ سُوءِ المَنظَرِ فِي النّفسِ وَ الأَهلِ وَ المَالِ أللّهُمّ أَنتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ وَ أَنتَ الخَلِيفَةُ فِي الأَهلِ وَ لَا يَجمَعُهُمَا غَيرُكَ لِأَنّ المُستَخلَفَ لَا يَكُونُ مُستَصحَباً وَ المُستَصحَبُ لَا يَكُونُ مُستَخلَفاً

قال السيد رضي‌ الله عنه وابتداء هذاالكلام مروي‌ عن رسول الله ص و قدقفاه أمير المؤمنين ع بأبلغ كلام وتممه بأحسن تمام من قوله لايجمعهما غيرك إلي آخر الفصل .بيان قال ابن ميثم روي‌ أنه ع دعا بهذا الدعاء عندوضعه رجله في الركاب متوجها إلي حرب معاوية والوعثاء المشقة والكآبة


صفحه : 392

الحزن والمنقلب مصدر من قولهم انقلب منقلبا رجع وسوء المنظر هو أن يري في نفسه أوأهله أوماله مايكرهه

363- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ البجَلَيِ‌ّ لَمّا أَرسَلَهُ إِلَي مُعَاوِيَةَ أَمّا بَعدُ فَإِذَا أَتَاكَ كتِاَبيِ‌ فَاحمِل مُعَاوِيَةَ عَلَي الفَصلِ وَ خُذهُ بِالأَمرِ الجَزمِ ثُمّ خَيّرهُ بَينَ حَربٍ مُجلِيَةٍ أَو سِلمٍ مُخزِيَةٍ فَإِنِ اختَارَ الحَربَ فَانبِذ إِلَيهِ وَ إِنِ اختَارَ السّلمَ فَخُذ بَيعَتَهُ وَ السّلَامُ

تَبيِينٌ قَالَ ابنُ مِيثَمٍ روُيِ‌َ أَنّ جَرِيراً أَقَامَ عِندَ مُعَاوِيَةَ حِينَ أَرسَلَهُ ع حَتّي اتّهَمَهُ النّاسُ فَقَالَ عَلِيّ ع قَد وَقّتّ لِجَرِيرٍ وَقتاً لَا يُقِيمُ بَعدَهُ إِلّا مَخدُوعاً أَو عَاصِياً فَأَبطَأَ جَرِيرٌ حَتّي أَيِسَ مِنهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ هَذَا الكِتَابَ فَلَمّا انتَهَي إِلَيهِ أَتَي مُعَاوِيَةَ فَأَقرَأَهُ إِيّاهُ وَ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ إِنّهُ لَا يُطبَعُ عَلَي قَلبٍ إِلّا بِذَنبٍ وَ لَا يُشرَحُ إِلّا بِتَوبَةٍ وَ لَا أَظُنّ قَلبَكَ إِلّا مَطبُوعاً أَرَاكَ قَد وَقَفتَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ كَأَنّكَ تَنتَظِرُ شَيئاً فِي يَدِ غَيرِكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَلقَاكَ بِالفَصلِ فِي أَوّلِ مَجلِسٍ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ أَخَذَ فِي بَيعَةِ أَهلِ الشّامِ فَلَمّا انتَظَمَ أَمرُهُ لقَيِ‌َ جَرِيراً وَ قَالَ لَهُ الحَق بِصَاحِبِكَ وَ أَعلِمهُ بِالحَربِ فَقَدِمَ جَرِيرٌ إِلَي عَلِيّ ع

قال والبجلي‌ منسوب إلي بجيلة قبيلة والمجلية من الإجلاء و هوالإخراج عن الوطن قهرا والمخزية المهينة والمذلة وروي‌ مجزية بالجيم أي كافية والحرب والسلم مؤنثان لكونهما في معني المحاربة والمسالمة والنبذ الإلقاء والرمي‌ والمقصود أن يجهر له بذلك من غيرمداهنة كقوله تعالي وَ إِمّا


صفحه : 393

تَخافَنّ مِن قَومٍ خِيانَةً فَانبِذ إِلَيهِم عَلي سَواءٍ

364- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع وَ قَد أَشَارَ إِلَيهِ أَصحَابُهُ بِالِاستِعدَادِ لِلحَربِ بَعدَ إِرسَالِهِ جَرِيرَ بنَ عَبدِ اللّهِ إِلَي مُعَاوِيَةَ أَنّ استعِداَديِ‌ لِحَربِ أَهلِ الشّامِ وَ جَرِيرٌ عِندَهُم إِغلَاقٌ لِلشّامِ وَ صَرفٌ لِأَهلِهِ عَن خَيرٍ إِن أَرَادُوهُ وَ لَكِن قَد وَقّتّ لِجَرِيرٍ وَقتاً لَا يُقِيمُ بَعدَهُ إِلّا مَخدُوعاً أَو عَاصِياً وَ الرأّي‌ُ عنِديِ‌ مَعَ الأَنَاةِ فَأَروِدُوا وَ لَا أَكرَهُ لَكُمُ الِاستِعدَادَ لِحَربِ أَهلِ الشّامِ وَ لَقَد ضَرَبتُ أَنفَ هَذَا الأَمرِ وَ عَينَهُ وَ قَلّبتُ ظَهرَهُ وَ بَطنَهُ وَ لَم أَرَ لِي إِلّا القِتَالَ أَوِ الكُفرَ بِمَا أُنزِلَ عَلَي مُحَمّدٍص إِنّهُ قَد كَانَ عَلَي الأُمّةِ وَالٍ أَحدَثَ أَحدَاثاً وَ أَوجَدَ النّاسَ مَقَالًا فَقَالُوا ثُمّ نَقَمُوا فَغَيّرُوا

بيان جرير بن عبد الله البجلي‌ كان عاملا لعثمان علي ثغر همدان فلما صار الأمر إليه طلبه فأجاب بالسمع والطاعة وقدم إليه ع فأرسله إلي معاوية

365- وَ روُيِ‌َ أَنّهُ ع لَمّا أَرَادَ بَعثَهُ قَالَ جَرِيرٌ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَدّخِرُكَ مِن نصَريِ‌ شَيئاً وَ مَا أَطمَعُ لَكَ فِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ ع قصَديِ‌ حُجّةٌ أُقِيمُهَا ثُمّ كَتَبَ مَعَهُ فَإِنّ بيَعتَيِ‌ بِالمَدِينَةِ لَزِمَتكَ وَ أَنتَ بِالشّامِ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ بِرِوَايَةِ نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ


صفحه : 394

فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَةُ أَمّا بَعدُ فلَعَمَريِ‌ لَو بَايَعَكَ القَومُ الّذِينَ بَايَعُوكَ وَ أَنتَ برَيِ‌ءٌ مِن دَمِ عُثمَانَ كُنتَ كأَبَيِ‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ وَ لَكِنّكَ أَغرَيتَ بِعُثمَانَ وَ خَذَلتَ عَنهُ الأَنصَارَ فَأَطَاعَكَ الجَاهِلُ وَ قوَيِ‌َ بِكَ الضّعِيفُ وَ قَد أَبَي أَهلُ الشّامِ إِلّا قِتَالَكَ حَتّي تَدفَعَ إِلَيهِم قَتَلَةَ عُثمَانَ فَإِن فَعَلتَ كَانَت شُورَي بَينَ المُسلِمِينَ وَ لعَمَريِ‌ مَا حُجّتُكَ عَلَيّ كَحُجّتِكَ عَلَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ لِأَنّهُمَا بَايَعَاكَ وَ لَم أُبَايِعكَ وَ لَا حُجّتُكَ عَلَي أَهلِ الشّامِ كَحُجّتِكَ عَلَي أَهلِ البَصرَةِ لِأَنّهُم أَطَاعُوكَ وَ لَم يُطِعكَ أَهلُ الشّامِ فَأَمّا شَرَفُكَ فِي الإِسلَامِ وَ قَرَابَتُكَ مِنَ النّبِيّص وَ مَوضِعُكَ مِن قُرَيشٍ فَلَستُ أَدفَعُهُ وَ كَتَبَ فِي آخِرِ الكِتَابِ قَصِيدَةَ كَعبِ بنِ جُعَيلٍ أَرَي الشّامَ يَكرَهُ أَهلَ العِرَاقِ وَ أَهلُ العِرَاقِ لَهَا كَارِهُونَا

366- وَ يُروَي أَنّ الكِتَابَ ألّذِي كَتَبَهُ ع مَعَ جَرِيرٍ كَانَت صُورَتُهُ أنَيّ‌ قَد عَزَلتُكَ فَفَوّضِ الأَمرَ إِلَي جَرِيرٍ وَ السّلَامُ وَ قَالَ لِجَرِيرٍ صُن نَفسَكَ عَن خِدَاعِهِ فَإِن سَلّمَ إِلَيكَ الأَمرَ وَ تَوَجّهَ إلِيَ‌ّ فَأَقِم أَنتَ بِالشّامِ وَ إِن تَعَلّلَ بشِيَ‌ءٍ فَارجِع فَلَمّا عَرَضَ جَرِيرٌ الكِتَابَ عَلَي مُعَاوِيَةَ تَعَلّلَ بِمُشَاوَرَةِ أَهلِ الشّامِ وَ غَيرِ ذَلِكَ فَرَجَعَ جَرِيرٌ وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ فِي أَثَرِهِ فِي ظَهرِ كِتَابِ عَلِيّ ع مَن وَلّاكَ حَتّي تعَزلِنَيِ‌ وَ السّلَامُ


صفحه : 395

ويقال أغلق الباب إذاجعله بحيث يعسر فتحه والمراد بالخير الطاعة والأناة كالقناة اسم من التأني‌ وأرودوا علي صيغة الإفعال أي ارفقوا والإعداد التهيئة كالاستعداد. وربما يتوهم التنافي‌ بين ذكر مفسدة الاستعداد أولا وعدم كراهة الإعداد ثانيا. ودفع بوجوه منها أنه كره استعداد نفسه بجمع العسكر وعرضهم وتحريضهم علي القتال دون إعداد أصحابه بإصلاح كل منهم فرسه وأسلحته . ومنها أن المكروه إظهار الإعداد دون الإعداد سرا وتركنا بعض الوجوه لوهنها. وضرب الأنف والعين مثل للعرب يراد منه الاستقصاء في البحث والتأمل وقلب الظهر والبطن التأمل في ظاهر الأمر وباطنه . وإطلاق الكفر هنا علي المبالغة أوبالمعني ألذي يطلق علي ترك الفرائض وفعل الكبائر كماسيأتي‌ في أبواب الإيمان والكفر. ويحتمل علي بعداختصاص ذلك بالإمام والمراد بالوالي‌ عثمان وبالأحداث البدع والأمور المنكرة وأوجد الناس مقالا أي أبدي لهم طريقا إليه بأحداثه وتفسير أوجدها هنا بأغضب كماقيل غريب ونقموا كضربوا أي عتبوا وطعنوا عليه

367-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن وَصِيّةٍ لَهُ ع لِمَعقِلِ بنِ قَيسٍ الريّاَحيِ‌ّ حِينَ أَنفَذَهُ إِلَي الشّامِ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ مُقَدّمَةً لَهُ


صفحه : 396

اتّقِ اللّهَ ألّذِي لَا بُدّ لَكَ مِن لِقَائِهِ وَ لَا مُنتَهَي لَكَ دُونَهُ وَ لَا تُقَاتِلَنّ إِلّا مَن قَاتَلَكَ وَ سِرِ البَردَينِ وَ غَوّرِ النّاسَ وَ رَفّه فِي السّيرِ وَ لَا تَسِر أَوّلَ اللّيلِ فَإِنّ اللّهَ جَعَلَهُ سَكَناً وَ قَدّرَهُ مُقَاماً لَا ظَعناً فَأَرِح فِيهِ بَدَنَكَ وَ رَوّح ظَهرَكَ فَإِذَا وَقَفتَ حِينَ يَنبَطِحُ السّحَرُ أَو حِينَ يَنفَجِرُ الفَجرُ فَسِر عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ فَإِذَا لَقِيتَ العَدُوّ فَقِف مِن أَصحَابِكَ وَسَطاً وَ لَا تَدنُ مِنَ القَومِ دُنُوّ مَن يُرِيدُ أَن يُنشِبَ الحَربَ وَ لَا تَبَاعَد مِنهُم تَبَاعُدَ مَن يَهَابُ البَأسَ حَتّي يَأتِيَكَ أمَريِ‌ وَ لَا يَحمِلَنّكُم شَنَآنُهُم عَلَي قِتَالِهِم قَبلَ دُعَائِهِم وَ الإِعذَارِ إِلَيهِم

بيان قال ابن ميثم روي‌ أنه ع بعثه من المدائن و قال له امض علي الموصل حتي توافيني‌ بالرقة ثم أوصاه بذلك . والبردان الغداة والعشي‌ و قال الجوهري‌ التغوير القيلولة يقال غوروا أي انزلوا للقائلة قال أبوعبيد يقال للقائلة الغائرة والترفيه الإراحة والسكن مايسكن إليه والظعن الارتحال . و قال ابن الأثير في النهاية الظهر الإبل ألذي يحمل عليها ويركب . قوله ع فإذاوقفت قال ابن أبي الحديد أي إذاوقفت ثقلك وجملك لتسير فليكن ذلك حين ينبطح السحر أي حين يتسع ويمتد أي لا يكون السحر الأول بل ما بين السحر الأول و بين الفجر الأول وأصل الانبطاح السعة و منه الأبطح بمكة. و قال الجوهري‌ نشب الشي‌ء في الشي‌ء بالكسر نشوبا أي علق فيه وأنشبته أنا فيه ويقال نشب الحرب بينهم ثارت والشنآن البغض و في بعض النسخ شبابكم قبل دعائهم أي إلي الإسلام ويقال أعذر الرجل إذابلغ أقصي الغاية في العذر


صفحه : 397

368- نهج ،[نهج البلاغة] وَ قَالَ ع وَ قَد لَقِيَهُ عِندَ مَسِيرِهِ إِلَي الشّامِ دَهَاقِينُ الأَنبَارِ فَتَرَجّلُوا لَهُ وَ اشتَدّوا بَينَ يَدَيهِ مَا هَذَا ألّذِي صَنَعتُمُوهُ فَقَالُوا خُلُقٌ مِنّا نُعَظّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا فَقَالَ ع وَ اللّهِ مَا يَنتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُكُم وَ إِنّكُم لَتَشُقّونَ بِهِ عَلَي أَنفُسِكُم وَ تَشقَونَ بِهِ فِي آخِرَتِكُم وَ مَا أَخسَرَ المَشَقّةَ وَرَاءَهَا العِقَابُ وَ أَربَحَ الدّعَةَ مَعَهَا الأَمَانُ مِنَ النّارِ

بيان الدهقان بكسر الدال وضمها رئيس القرية والشد العدو واشتد عدا وتشقون به لعله لكون غرضهم التسلط علي الناس والجور عليهم للتقرب عندالإمام وإظهاره عند الناس أو يكون غرضه ع تعليمهم ونهيهم عن فعل ذلك مع غيره ع من أئمة الجور

369- كِتَابُ صِفّينَ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ رَوَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ قَالَ لَمّا أَرَادَ عَلِيّ ع المَسِيرَ إِلَي الشّامِ دَعَا مَن كَانَ مَعَهُ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَجَمَعَهُم ثُمّ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّكُم مَيَامِينُ الرأّي‌ِ مَرَاجِيحُ الحِلمِ[الحُكمِ]مُبَارِكُو الأَمرِ مَقَاوِيلُ بِالحَقّ وَ قَد عَزَمنَا عَلَي المَسِيرِ إِلَي عَدُوّنَا وَ عَدُوّكُم فَأَشِيرُوا عَلَينَا بِرَأيِكُم فَقَامَ هَاشِمُ بنُ عُتبَةَ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فَصَوّبُوا رَأيَهُ وَ بَذَلُوا إِلَيهِ نُصرَتَهُ

أقول وتركنا كلامهم مخافة التطويل والإسهاب


صفحه : 398

370- ثُمّ رَوَي نَصرٌ عَن مَعبَدٍ قَالَ قَامَ عَلِيّ ع عَلَي مِنبَرِهِ خَطِيباً فَكُنتُ تَحتَ المِنبَرِ أَسمَعُ تَحرِيضَهُ النّاسَ وَ أَمرَهُ لَهُم بِالمَسِيرِ إِلَي صِفّينَ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ سِيرُوا إِلَي أَعدَاءِ اللّهِ سِيرُوا إِلَي أَعدَاءِ القُرآنِ وَ السّنَنِ سِيرُوا إِلَي بَقِيّةِ الأَحزَابِ وَ قَتَلَةِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَعَارَضَهُ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ فَزَارَةَ وَ وَطّأَهُ النّاسُ بِأَرجُلِهِم وَ ضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِم حَتّي مَاتَ فَوَدَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مِن بَيتِ المَالِ فَقَامَ الأَشتَرُ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا يَهدِنكَ مَا رَأَيتَ وَ لَا يُؤيِسَنّكَ مِن نَصرِنَا مَا سَمِعتَ مِن مَقَالَةِ هَذَا الشقّيِ‌ّ الخَائِنِ إِلَي آخِرِ مَا قَالَ رَفَعَ اللّهُ مَقَامَهُ وَ بَالَغَ فِي إِظهَارِهِ الثّبَاتَ عَلَي الحَقّ وَ بَذلِ النّصرَةِ فَقَالَ ع الطّرِيقُ مُشتَرَكٌ وَ النّاسُ فِي الحَقّ سَوَاءٌ وَ مَنِ اجتَهَدَ رَأيَهُ فِي نَصِيحَةِ العَامّةِ فَقَد قَضَي مَا عَلَيهِ ثُمّ نَزَلَ ع عَنِ المِنبَرِ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ فَدَخَلَ عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ المُعتَمّ العبَسيِ‌ّ وَ حَنظَلَةُ بنُ الرّبِيعِ التمّيِميِ‌ّ وَ التَمَسَا مِنهُ ع أَن يسَتأَنيِ‌َ[ أي انتظر]بِالأَمرِ وَ يُكَاتِبَ مُعَاوِيَةَ وَ لَا يَعجَلَ فِي القِتَالِ فَتَكَلّمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ وَارِثُ العِبَادِ وَ البِلَادِ وَ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ يؤُتيِ‌ المُلكَ مَن يَشَاءُ وَ يَنزِعُ المُلكَ مِمّن يَشَاءُ وَ يُعِزّ مَن يَشَاءُ وَ يُذِلّ مَن يَشَاءَ أَمّا الدّبرَةُ فَإِنّهَا عَلَي الضّالّينَ العَاصِينَ ظَفِرُوا أَو ظُفِرَ بِهِم وَ ايمُ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَسمَعُ كَلَامَ قَومٍ مَا يَعرِفُونَ مَعرُوفاً وَ لَا يُنكِرُونَ مُنكَراً فَقَالَ الحَاضِرُونَ هُمَا مِن أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ وَ يُكَاتِبَانِهِ وَ كَثُرَ الكَلَامُ بَينَ أَصحَابِهِ فِي ذَلِكَ


صفحه : 399

371- وَ رَوَي نَصرٌ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ قَالَ خَرَجَ حُجرُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ يُظهِرَانِ البَرَاءَةَ مِن أَهلِ الشّامِ فَأَرسَلَ عَلِيّ ع إِلَيهِمَا أَن كُفّا عَمّا يبَلغُنُيِ‌ عَنكُمَا فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ لَسنَا مُحِقّينَ قَالَ بَلَي قَالَا فَلِمَ مَنَعتَنَا مِن شَتمِهِم قَالَ كَرِهتُ لَكُم أَن تَكُونُوا لَعّانِينَ شَتّامِينَ تَشتِمُونَ وَ تَبرَءُونَ وَ لَكِن لَو وَصَفتُم مسَاَو‌ِئَ أَعمَالِهِم فَقُلتُم مِن سِيرَتِهِم كَذَا وَ كَذَا وَ مِن أَعمَالِهِم كَذَا وَ كَذَا كَانَ أَصوَبَ فِي القَولِ وَ أَبلَغَ فِي العُذرِ وَ لَو قُلتُم مَكَانَ لَعنِكُم إِيّاهُم وَ بَرَاءَتِكُم مِنهُم أللّهُمّ احقُن دِمَاءَهُم وَ دِمَاءَنَا وَ أَصلِح ذَاتَ بَينِهِم وَ بَينِنَا وَ اهدِهِم مِن ضَلَالَتِهِم حَتّي يَعرِفَ الحَقّ مِنهُم مَن جَهِلَهُ وَ يرَعوَيِ‌َ عَنِ الغيَ‌ّ وَ العُدوَانِ مِنهُم مَن لَجّ بِهِ لَكَانَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ وَ خَيراً لَكُم فَقَالَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَقبَلُ عِظَتَكَ وَ نَتَأَدّبُ بِأَدَبِكَ

قَالَ نَصرٌ وَ قَالَ لَهُ عَمرُو بنُ الحَمِقِ يَومَئِذٍ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ مَا أَجَبتُكَ وَ لَا بَايَعتُكَ عَلَي قَرَابَةٍ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ لَا إِرَادَةِ مَالٍ تُؤتِينِيهِ وَ لَا إِرَادَةِ سُلطَانٍ تَرفَعُ بِهِ ذكِريِ‌ وَ لكَنِيّ‌ أَجَبتُكَ بِخِصَالٍ خَمسٍ إِنّكَ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ أَوّلُ مَن آمَنَ بِهِ وَ زَوجُ سَيّدَةِ نِسَاءِ الأُمّةِ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍ وَ وَصِيّهُ وَ أَبُو الذّرّيّةِ التّيِ‌ بَقِيَت فِينَا مِن رَسُولِ اللّهِ وَ أَسبَقُ النّاسِ إِلَي الإِسلَامِ وَ أَعظَمُ المُهَاجِرِينَ سَهماً فِي الجِهَادِ فَلَو أنَيّ‌ كُلّفتُ نَقلَ الجِبَالِ الروّاَسيِ‌ وَ نَزحَ البُحُورِ الطوّاَميِ‌ حَتّي يأَتيِ‌َ عَلَيّ يوَميِ‌ فِي أَمرٍ أقُوَيّ‌ بِهِ وَلِيّكَ وَ أُهِينُ بِهِ عَدُوّكَ مَا رَأَيتُ أنَيّ‌ قَد أَدّيتُ فِيهِ كُلّ ألّذِي يَحِقّ عَلَيّ مِن حَقّكَ فَقَالَ عَلِيّ ع أللّهُمّ نَوّر قَلبَهُ بِالتّقَي وَ اهدِهِ إِلَي صِرَاطِكَ المُستَقِيمِ لَيتَ أَنّ فِي جنُديِ‌ مِائَةً مِثلَكَ فَقَالَ حُجرٌ إِذاً وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَحّ جُندُكَ وَ قَلّ فِيهِم مَن يَغِشّكَ قَالَ وَ كَتَبَ عَلِيّ ع إِلَي عُمّالِهِ حِينَئِذٍ يَستَنفِرُهُم فَكَتَبَ إِلَي مِخنَفِ بنِ سُلَيمٍ سَلَامٌ عَلَيكَ فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكَ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ جِهَادَ


صفحه : 400

مَن صَدَفَ عَنِ الحَقّ رَغبَةً عَنهُ وَ هَبّ فِي نُعَاسِ العَمَي وَ الضّلَالِ اختِيَاراً لَهُ فَرِيضَةٌ عَلَي العَارِفِينَ إِنّ اللّهَ يَرضَي عَمّن أَرضَاهُ وَ يَسخَطُ عَلَي مَن عَصَاهُ وَ إِنّا قَد هَمَمنَا بِالمَسِيرِ إِلَي هَؤُلَاءِ القَومِ الّذِينَ عَمِلُوا فِي عِبَادِ اللّهِ[ فِي كِتَابِ اللّهِ]بِغَيرِ مَا أَنزَلَ اللّهُ وَ استَأثَرُوا باِلفيَ‌ءِ وَ عَطّلُوا الحُدُودَ وَ أَمَاتُوا الحَقّ وَ أَظهَرُوا فِي الأَرضِ الفَسَادَ وَ اتّخَذُوا الفَاسِقِينَ وَلِيجَةً مِن دُونَ المُؤمِنِينَ فَإِذَا ولَيِ‌ّ اللّهِ أَعظَمَ أَحدَاثَهُم أَبغَضُوهُ وَ أَقصَوهُ وَ حَرَمُوهُ وَ إِذَا ظَالِمٌ سَاعَدَهُم عَلَي ظُلمِهِم أَحَبّوهُ وَ أَدنَوهُ وَ بَرّوهُ فَقَد أَصَرّوا عَلَي الظّلمِ وَ أَجمَعُوا عَلَي الخِلَافِ وَ قَدِيماً مَا صَدّوا عَنِ الحَقّ وَ تَعَاوَنُوا عَلَي الإِثمِ وَ كَانُوا ظَالِمِينَ فَإِذَا أُتِيتَ بكِتِاَبيِ‌ هَذَا فَاستَخلِف عَلَي عَمَلِكَ أَوثَقَ أَصحَابِكَ فِي نَفسِكَ وَ أَقبِل إِلَينَا لَعَلّكَ تَلقَي مَعَنَا هَذَا العَدُوّ المُحِلّ فَتَأمُرَ بِالمَعرُوفِ وَ تَنهَي عَنِ المُنكَرِ وَ تُجَامِعَ المُحِقّ وَ تُبَايِنَ المُبطِلَ فَإِنّهُ لَا غَنَاءَ بِنَا وَ لَا بِكَ عَن أَجرِ الجِهَادِ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ وَ كَتَبَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ فِي سَنَةِ سَبعٍ وَ ثَلَاثِينَ قَالَ فَاستَعمَلَ مِخنَفٌ عَلَي أَصبَهَانَ الحَارِثَ بنَ أَبِي الحَارِثِ بنِ الرّبِيعِ وَ استَعمَلَ عَلَي هَمدَانَ سَعِيدَ بنَ وَهبٍ وَ أَقبَلَ حَتّي شَهِدَ مَعَ عَلِيّ ع صِفّينَ قَالَ وَ كَتَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ مِنَ البَصرَةِ إِلَي عَلِيّ يَذكُرُ لَهُ اختِلَافَ أَهلِ البَصرَةِ فَكَتَبَ عَلِيّ ع إِلَيهِ أَمّا بَعدُ فَقَد قَدِمَ عَلَيّ رَسُولُكَ وَ قَرَأتُ كِتَابَكَ تَذكُرُ فِيهِ حَالَ أَهلِ البَصرَةِ وَ اختِلَافَهُم بَعدَ انصرِاَفيِ‌ عَنهُم وَ سَأُخبِرُكَ عَنِ القَومِ هُم بَينَ مُقِيمٍ لِرَغبَةٍ يَرجُوهَا أَو خَائِفٍ مِن عُقُوبَةٍ يَخشَاهَا فَأَرغِب رَاغِبَهُم بِالعَدلِ عَلَيهِ وَ الإِنصَافِ لَهُ وَ الإِحسَانِ إِلَيهِ وَ احلُل عُقدَةَ الخَوفِ عَن قُلُوبِهِم وَ انتَهِ إِلَي أمَريِ‌ وَ أَحسِن إِلَي هَذَا الحيَ‌ّ مِن رَبِيعَةَ وَ كُلّ مَن قِبَلَكَ فَأَحسِن إِلَيهِم مَا استَطَعتَ إِن شَاءَ اللّهُ

قَالَ نَصرٌ وَ كَتَبَ إِلَي الأَسوَدِ بنِ قَصَبَةَ


صفحه : 401

أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ مَن لَم يَنتَفِع بِمَا وُعِظَ لَم يَحذَر مَا هُوَ غَابِرٌ وَ مَن أَعجَبَتهُ الدّنيَا رضَيِ‌َ بِهَا وَ لَيسَت بِثِقَةٍ فَاعتَبِر بِمَا مَضَي تَحذَر مَا بقَيِ‌َ وَ اطبُخ لِلمُسلِمِينَ قِبَلَكَ مِنَ الطّلَا مَا يَذهَبُ ثُلُثَاهُ وَ يَبقَي ثُلُثُهُ وَ أَكثِر لَنَا مِن لَطَفِ الجُندِ وَ اجعَلهُ مَكَانَ مَا عَلَيهِم مِن أَرزَاقِ الجُندِ فَإِنّ لِلوِلدَانِ عَلَينَا حَقّاً وَ فِي الذّرّيّةِ مَن يُخَافُ دُعَاؤُهُ وَ هُوَ لَهُم صَالِحٌ وَ السّلَامُ

وَ كَتَبَ إِلَي بَعضِ وُلَاتِهِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ خَيرَ النّاسِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَقوَمُهُم لِلّهِ بِالطّاعَةِ فِيمَا لَهُ وَ عَلَيهِ وَ أَقوَلُهُم بِالحَقّ وَ لَو كَانَ مُرّاً فَإِنّ الحَقّ بِهِ قَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ لتَكُن سَرِيرَتُكَ كَعَلَانِيَتِكَ وَ ليَكُن حُكمُكَ وَاحِداً وَ طَرِيقَتُكَ مُستَقِيمَةً فَإِنّ البَصرَةَ مَهبِطُ الشّيطَانِ فَلَا تَفتَحَنّ عَلَي يَدِ أَحَدٍ مِنهُم بَاباً لَا نُطِيقُ سَدّهُ نَحنُ وَ لَا أَنتَ وَ السّلَامُ

وَ كَتَبَ ع إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِبِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ


صفحه : 402

عَبّاسٍ أَمّا بَعدُ فَانظُر مَا اجتَمَعَ عِندَكَ مِن غُلَاةِ المُسلِمِينَ وَ فَيئِهِم فَاقسِمهُ عَلَي مَن قِبَلَكَ حَتّي تُغنِيَهِم وَ ابعَث إِلَينَا بِمَا فَضَلَ نَقسِمهُ فِيمَن قِبَلَنَا وَ السّلَامُ

وَ أَيضاً كَتَبَ ع إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ الإِنسَانَ قَد يَسُرّهُ دَركُ مَا لَم يَكُن لِيَفُوتَهُ وَ يَسُوؤُهُ فَوتُ مَا لَم يَكُن لِيُدرِكَهُ وَ إِن جَهَدَ فَليَكُن سُرُورُكَ فِيمَا قَدّمتَ مِن حُكمٍ أَو مَنطِقٍ أَو سِيرَةٍ وَ ليَكُن أَسَفُكَ عَلَي مَا فَرّطتَ لِلّهِ مِن ذَلِكَ وَ دَع مَا فَاتَكَ مِنَ الدّنيَا فَلَا تُكثِر بِهِ حَزَناً وَ مَا أَصَابَكَ فِيهَا فَلَا تَبغِ بِهِ سُرُوراً وَ ليَكُن هَمّكَ فِيمَا بَعدَ المَوتِ وَ السّلَامُ

أَقُولُ ثُمّ ذَكَرَ كِتَابَهُ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ جَوَابَهُ كَمَا سيَأَتيِ‌ ثُمّ قَالَ وَ كَتَبَ إِلَي عَمرِو بنِ العَاصِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ الدّنيَا مَشغَلَةٌ عَن غَيرِهَا وَ صَاحِبَهَا مَقهُورٌ فِيهَا لَم يُصِب مِنهَا شَيئاً قَطّ إِلّا فَتَحَت لَهُ حِرصاً وَ أَدخَلَت عَلَيهِ مَئُونَةً تَزِيدُهُ رَغبَةً فِيهَا وَ لَن يسَتغَنيِ‌َ صَاحِبُهَا بِمَا نَالَ عَمّا لَم يَبلُغهُ وَ مِن وَرَاءِ ذَلِكَ فِرَاقُ مَا جَمَعَ وَ السّعِيدُ مَن وُعِظَ بِغَيرِهِ فَلَا تُحبِط أَجرَكَ أَبَا عَبدِ اللّهِ وَ لَا تَجَارَيَنّ[تُجَارِيَنّ]مُعَاوِيَةَ فِي بَاطِلِهِ فَإِنّ مُعَاوِيَةَ غَمَصَ[ أي احتقر] النّاسَ وَ سَفِهَ[ أي جَهل]الحَقّ فَكَتَبَ إِلَيهِ عَمرُو بنُ العَاصِ مِن عَمرِو بنِ العَاصِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَمّا بَعدُ فَإِنّ ألّذِي فِيهِ صَلَاحُنَا وَ أُلفَةُ ذَاتِ بَينِنَا أَن تُنِيبَ إِلَي الحَقّ وَ أَن تُجِيبَ إِلَي مَا تُدعَونَ إِلَيهِ مِن شُورَي فَصَبّرَ الرّجُلُ مِنّا نَفسَهُ عَلَي الحَقّ وَ عَذّرَهُ النّاسُ بِالمُحَاجَزَةِ وَ السّلَامُ فَجَاءَ الكِتَابُ إِلَي عَلِيّ ع قَبلَ أَن يَرتَحِلَ مِنَ النّخَيلَةِ


صفحه : 403

قَالَ نَصرٌ رَوَي عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَن أَبِي رَوقٍ قَالَ قَالَ زِيَادُ بنُ النّضرِ الحاَرثِيِ‌ّ لِعَبدِ اللّهِ بُدَيلِ بنِ وَرقَاءَ إِنّ يَومَنَا وَ يَومَهُم لَيَومٌ عَصِيبٌ مَا يَصبِرُ عَلَيهِ إِلّا كُلّ قوَيِ‌ّ القَلبِ صَادِقِ النّيّةِ رَابِطِ الجَأشِ وَ ايمُ اللّهِ مَا أَظُنّ ذَلِكَ اليَومَ يَبقَي مِنّا وَ مِنهُم إِلّا رُذَالًا[رُذَالٌ] قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلٍ وَ أَنَا وَ اللّهِ أَظُنّ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع لِيَكُن هَذَا الكَلَامُ مَخزُوناً فِي صُدُورِكُمَا لَا تُظهِرَاهُ وَ لَا يَسمَعهُ مِنكُم سَامِعٌ إِنّ اللّهَ كَتَبَ القَتلَ عَلَي قَومٍ وَ المَوتَ عَلَي آخَرِينَ وَ كُلّ آتِيَةٌ مَنِيّتُهُ كَمَا كَتَبَ اللّهُ لَكُم فَطُوبَي لِلمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ المَقتُولِينَ فِي طَاعَتِهِ فَلَمّا سَمِعَ هَاشِمُ بنُ عُتبَةَ مَقَالَتَهُم حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ سِر بِنَا إِلَي هَؤُلَاءِ القَومِ القَاسِيَةِ قُلُوبُهُم الّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَ عَمِلُوا فِي عِبَادِ اللّهِ بِغَيرِ رِضَا اللّهِ فَأَحَلّوا حَرَامَهُ وَ حَرّمُوا حَلَالَهُ وَ استَهوَاهُمُ الشّيطَانُ وَ وَعَدَهُم الأَبَاطِيلَ وَ مَنّاهُمُ الأمَاَنيِ‌ّ حَتّي أَزَاغَهُم عَنِ الهُدَي وَ قَصَدَ بِهِم قَصدَ الرّدَي وَ حَبّبَ إِلَيهِمُ الدّنيَا فَهُم يُقَاتِلُونَ عَلَي دُنيَاهُم رَغبَةً فِيهَا كَرَغبَتِنَا فِي الآخِرَةِ إِنجَازُنَا مَوعُودُ رَبّنَا وَ أَنتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَقرَبُ النّاسِ مِن رَسُولِ اللّهِص رَحِماً وَ أَفضَلُ النّاسِ سَابِقَةً وَ قِدَماً وَ هُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَعلَمُونَ مِنكَ مِثلَ ألّذِي عَلِمنَا وَ لَكِن كُتِبَ عَلَيهِمُ الشّقَاءُ وَ مَالَت بِهِمُ الأَهوَاءُ وَ كَانُوا ظَالِمِينَ فَأَيدِينَا مَبسُوطَةٌ لَكَ بِالسّمعِ وَ الطّاعَةِ وَ قُلُوبُنَا مُنشَرِحَةٌ لَكَ بِبَذلِ النّصِيحَةِ وَ أَنفُسُنَا


صفحه : 404

بِنُورِكَ جَذِلَةٌ عَلَي مَن خَالَفَكَ وَ تَوَلّي الأَمرَ دُونَكَ وَ اللّهِ مَا أُحِبّ أَنّ لِي مَا عَلَي الأَرضِ مِمّا أَقَلّت وَ مَا تَحتَ السّمَاءِ مِمّا أَظَلّت وَ أنَيّ‌ وَالَيتُ عَدُوّاً لَكَ أَو عَادَيتُ وَلِيّاً لَكَ فَقَالَ عَلِيّ ع أللّهُمّ ارزُقهُ الشّهَادَةَ فِي سَبِيلِكَ وَ المُرَافَقَةَ لِنَبِيّكَ ثُمّ إِنّ عَلِيّاً صَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَ النّاسَ وَ دَعَاهُم إِلَي الجِهَادِ فَبَدَأَ بِحَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ قَد أَكرَمَكُم بِدِينِهِ وَ خَلَقَكُم لِعِبَادَتِهِ فَأَنصِبُوا أَنفُسَكُم فِي أَدَائِهَا وَ تَنَجّزُوا مَوعُودَهُ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ جَعَلَ أَمرَاسَ الإِسلَامِ مَتِينَةً وَ عُرَاهُ وَثِيقَةً ثُمّ جَعَلَ الطّاعَةَ حَظّ الأَنفُسِ وَ رِضَا الرّبّ وَ غَنِيمَةَ الأَكيَاسِ عِندَ تَفرِيطِ العَجَزَةِ وَ قَد حَمَلتُ أَمرَ أَسوَدِهَا وَ أَحمَرِهَا وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ نَحنُ سَائِرُونَ إِن شَاءَ اللّهُ إِلَي مَن سَفِهَ نَفسَهُ وَ تَنَاوَلَ مَا لَيسَ لَهُ وَ مَا لَا يُدرِكُهُ مُعَاوِيَةُ وَ جُندُهُ الفِئَةُ الطّاغِيَةُ البَاغِيَةُ يَقُودُهُم إِبلِيسُ وَ يُبَرّقُ لَهُم بَيَارِقَ تَسوِيفِهِ وَ يُدلِيهِم بِغُرُورِهِ وَ أَنتُم أَعلَمُ النّاسِ بِالحَلَالِ وَ الحَرَامِ فَاستَغنُوا بِمَا عَلِمتُم وَ احذَرُوا مَا حَذّرَكُمُ اللّهُ مِنَ الشّيطَانِ وَ ارغَبُوا فِيمَا هَيّأَ لَكُم عِندَهُ مِنَ الأَجرِ وَ الكَرَامَةِ وَ اعلَمُوا أَنّ المَسلُوبَ مَن سُلِبَ دِينُهُ وَ أَمَانَتُهُ وَ المَغرُورَ مَن آثَرَ الضّلَالَةَ عَلَي الهُدَي فَلَا أَعرِفَنّ أَحَداً مِنكُم تَقَاعَسَ عنَيّ‌ وَ قَالَ فِي غيَريِ‌ كِفَايَةٌ فَإِنّ الذّودَ إِلَي الذّودِ إِبِلٌ مَن لَا يَذُد عَن حَوضِهِ يُهَدّم


صفحه : 405

ثُمّ إنِيّ‌ آمُرُكُم بِالشّدّةِ فِي الأَمرِ وَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ أَن لَا تَغتَابُوا مُسلِماً وَ انتَظِرُوا النّصرَ العَاجِلَ مِنَ اللّهِ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَامَ ابنُهُ الحَسَنُ ع فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ لَا إِلَهَ غَيرُهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ثُمّ إِنّ مِمّا عَظّمَ اللّهُ عَلَيكُم مِن حَقّهِ وَ أَسبَغَ عَلَيكُم مِن نِعَمِهِ مَا لَا يُحصَي ذِكرُهُ وَ لَا يُؤَدّي شُكرُهُ وَ لَا يَبلُغُهُ قَولٌ وَ لَا صِفَةٌ وَ نَحنُ إِنّمَا غَضَبنَا لِلّهِ وَ لَكُم فَإِنّهُ مَنّ عَلَينَا بِمَا هُوَ أَهلُهُ أَن نَشكُرَ فِيهِ آلَاءَهُ وَ بَلَاءَهُ وَ نَعمَاءَهُ قَولٌ يَصعَدُ إِلَي اللّهِ فِيهِ الرّضَا وَ تَنتَشِرُ فِيهِ عَارِفَةُ الصّدقِ يُصَدّقُ اللّهُ فِيهِ قَولَنَا وَ نَستَوجِبُ فِيهِ المَزِيدَ مِن رَبّنَا قَولًا يَزِيدُ وَ لَا يَبِيدُ فَإِنّهُ لَم يَجتَمِع قَومٌ قَطّ عَلَي أَمرٍ وَاحِدٍ إِلّا اشتَدّ أَمرُهُم وَ استَحكَمَت عُقدَتُهُم فَاحتَشِدُوا فِي قِتَالِ عَدُوّكُم مُعَاوِيَةَ وَ جُنُودِهِ فَإِنّهُ قَد حَضَرَ وَ لَا تَخَاذَلُوا فَإِنّ الخِذلَانَ يَقطَعُ نِيَاطَ القُلُوبِ وَ إِنّ الإِقدَامَ عَلَي الأَسِنّةِ نَجدَةٌ وَ عِصمَةٌ لِأَنّهُ لَم يَمتَنِع قَومٌ قَطّ إِلّا دَفَعَ اللّهُ عَنهُمُ العِلّةَ وَ كَفَاهُم جَوَائِحَ الذّلّةِ وَ هَدَاهُم إِلَي مَعَالِمِ المِلّةِ ثُمّ أَنشَدَ


وَ الصّلحُ تَأخُذُ مِنهُ مَا رَضِيتَ بِهِ   وَ الحَربُ بكفيك [BA]يَكفِيكَ] مِن أَنفَاسِهَا جُرَعٌ

ثُمّ قَامَ الحُسَينُ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ وَ قَالَ يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَنتُمُ الأَحِبّةُ الكُرَمَاءُ وَ الشّعَارُ دُونَ الدّثَارِ فَجِدّوا فِي إِحيَاءِ مَا دَثَرَ بَينَكُم وَ تَسهِيلِ مَا تَوَعّرَ عَلَيكُم أَلَا إِنّ الحَربَ شَرّهَا ذَرِيعٌ وَ طَعمُهَا فَظِيعٌ وَ هيِ‌َ جُرَعٌ مستحساة[مُتَحَسّاةٌ]فَمَن أَخَذَ لَهَا أُهبَتَهَا وَ استَعَدّ لَهَا عُدّتَهَا وَ لَم يَألَم كُلُومَهَا عِندَ حُلُولِهَا فَذَاكَ صَاحِبُهَا وَ مَن عَاجَلَهَا قَبلَ أَوَانِ فُرصَتِهَا وَ استِبصَارِ سَعيِهِ فِيهَا فَذَاكَ قَمَنٌ أَن لَا يَنفَعَ قَومَهُ


صفحه : 406

وَ أَن يُهلِكَ نَفسَهُ نَسأَلُ اللّهَ بِقُوّتِهِ أَن يَدعَمَكُم بِالفِئَةِ ثُمّ نَزَلَ

قَالَ نَصرٌ فَأَجَابَ عَلِيّاً ع إِلَي المَسِيرِ جُلّ النّاسِ إِلّا أَنّ أَصحَابَ عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ أَتَوهُ وَ فِيهِم عَبِيدَةُ السلّماَنيِ‌ّ وَ أَصحَابُهُ فَقَالُوا لَهُ إِنّا نَخرُجُ مَعَكُم وَ لَا نَنزِلُ عَسكَرَكُم وَ نُعَسكِرُ عَلَي حِدَةٍ حَتّي نَنظُرَ فِي أَمرِكُم وَ أَمرِ أَهلِ الشّامِ فَمَن رَأَينَاهُ أَرَادَ مَا لَا يَحِلّ لَهُ أَو بَدَا لَنَا مِنهُ بغَي‌ٌ كُنّا عَلَيهِ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع مَرحَباً وَ أَهلًا هَذَا هُوَ الفِقهُ فِي الدّينِ وَ العِلمُ بِالسّنّةِ مَن لَم يَرضَ فَهُوَ خَائِنٌ جَائِرٌ وَ أَتَاهُ آخَرُونَ مِن أَصحَابِ عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ فِيهِم رَبِيعُ بنُ خُثَيمٍ وَ هُم يَومَئِذٍ أَربَعُمِائَةِ رَجُلٍ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا شَكَكنَا فِي هَذَا القِتَالِ عَلَي مَعرِفَتِنَا بِفَضلِكَ وَ لَا غَنَاءَ بِنَا وَ لَا بِكَ وَ لَا بِالمُسلِمِينَ عَمّن يُقَاتِلُ العَدُوّ فَوَلّنَا بَعضَ هَذِهِ الثّغُورِ نَكُونُ بِهِ نُقَاتِلُ عَن أَهلِهِ فَوَجّهَهُ عَلِيّ ع إِلَي ثَغرِ الريّ‌ّ فَكَانَ أَوّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ بِالكُوفَةِ لِوَاءَ رَبِيعِ بنِ خُثَيمٍ

372- نَصرٌ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ قَالَ دَعَا عَلِيّ ع بَاهِلَةَ فَقَالَ يَا مَعشَرَ بَاهِلَةَ أُشهِدُ اللّهَ أَنّكُم تبُغضِوُنيّ‌ وَ أُبغِضُكُم فَخُذُوا عَطَاءَكُم وَ أَخرِجُوا إِلَي الدّيلَمِ وَ كَانُوا قَد كَرِهُوا أَن يَخرُجُوا مَعَهُ إِلَي صِفّينَ

373- وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَوفٍ قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع لَم يَبرَحِ النّخَيلَةَ حَتّي


صفحه : 407

قَدِمَ عَلَيهِ ابنُ عَبّاسٍ بِأَهلِ البَصرَةِ قَالَ وَ كَانَ كَتَبَ عَلِيّ ع إِلَي ابنِ عَبّاسٍ أَمّا بَعدُ فَاشخَص إلِيَ‌ّ بِمَن قِبَلَكَ مِنَ المُسلِمِينَ وَ المُؤمِنِينَ وَ ذَكّرهُم بلَاَئيِ‌ عِندَهُم وَ عفَويِ‌ عَنهُم وَ استبِقاَئيِ‌ لَهُم وَ رَغّبهُم فِي الجِهَادِ وَ أَعلِمهُمُ ألّذِي لَهُم فِي ذَلِكَ مِنَ الفَضلِ وَ السّلَامُ قَالَ فَلَمّا وَصَلَ كِتَابُهُ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ بِالبَصرَةِ قَامَ فِي النّاسِ فَقَرَأَ عَلَيهِمُ الكِتَابَ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ استَعِدّوا لِلشّخُوصِ إِلَي إِمَامِكُم وَ انفِرُوا خِفَافاً وَ ثِقَالًا وَ جَاهِدُوا بِأَموَالِكُم وَ أَنفُسِكُم فَإِنّكُم تُقَاتِلُونَ المُحِلّينَ القَاسِطِينَ الّذِينَ لَا يَقرَءُونَ القُرآنَ وَ لَا يَعرِفُونَ حُكمَ الكِتَابِ وَ لَا يَدِينُونَ دِينَ الحَقّ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِص الآمِرِ بِالمَعرُوفِ وَ الناّهيِ‌ عَنِ المُنكَرِ وَ الصّادِعِ بِالحَقّ وَ القَيّمِ بِالهُدَي وَ الحَاكِمِ بِحُكمِ الكِتَابِ ألّذِي لَا يرَتشَيِ‌ فِي الحُكمِ وَ لَا يُداهِنُ الفُجّارَ وَ لَا تَأخُذُهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ فَقَامَ إِلَيهِ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ فَقَالَ نَعَم وَ اللّهِ لَنُجِيبَنّكَ وَ لَنَخرُجَنّ مَعَكَ عَلَي العُسرِ وَ اليُسرِ وَ الرّضَا وَ الكُرهِ نَحتَسِبُ فِي ذَلِكَ الخَيرَ وَ نَأمُلُ بِهِ مِنَ اللّهِ العَظِيمَ مِنَ الأَجرِ وَ قَامَ إِلَيهِ خَالِدُ بنُ مَعمَرٍ السدّوُسيِ‌ّ فَقَالَ سَمِعنَا وَ أَطَعنَا فَمَتَي استَنفَرتَنَا نَفَرنَا وَ مَتَي دَعَوتَنَا أَجَبنَا وَ قَامَ إِلَيهِ عَمرُو بنُ مَرحُومٍ العبَديِ‌ّ فَقَالَ وَفّقَ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ جَمَعَ لَهُ أَمرَ المُسلِمِينَ وَ لَعَنَ المُحِلّينَ القَاسِطِينَ الّذِينَ لَا يَقرَءُونَ القُرآنَ نَحنُ وَ اللّهِ عَلَيهِم حَنِقُونَ وَ لَهُم فِي اللّهِ مُفَارِقُونَ فَمَتَي أَرَدتَنَا صَحِبَكَ خَيلُنَا وَ رَجِلُنَا إِن شَاءَ اللّهُ فَأَجَابَ النّاسُ إِلَي المَسِيرِ وَ نَشِطُوا وَ خَفّوا وَ استَعمَلَ ابنُ عَبّاسٍ عَلَي البَصرَةِ أَبَا الأَسوَدِ الدؤّلَيِ‌ّ وَ خَرَجَ حَتّي قَدِمَ عَلَي عَلِيّ ع بِالنّخَيلَةِ


صفحه : 408

وَ أَمّرَ عَلِيّ الأَسبَاعَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ فَأَمّرَ سَعدَ بنَ مَسعُودٍ الثقّفَيِ‌ّ عَلَي قَيسٍ وَ عَبدِ القَيسِ وَ مَعقِلَ بنَ قَيسٍ اليرَبوُعيِ‌ّ عَلَي تَمِيمٍ وَ ضَبّةَ وَ الرّبَابِ وَ قُرَيشٍ وَ كِنَانَةَ وَ الأَسَدِ وَ مِخنَفَ بنَ سُلَيمٍ عَلَي الأَزدِ وَ بَجِيلَةَ وَ خَثعَمٍ وَ الأَنصَارِ وَ خُزَاعَةَ وَ حُجرَ بنَ عدَيِ‌ّ الكنِديِ‌ّ عَلَي كِندَةَ وَ حَضرَمَوتَ وَ قُضَاعَةَ وَ مَهرَةَ وَ زِيَادَ بنَ النّضرِ عَلَي مَذحِجٍ وَ الأَشعَرِيّينَ وَ سَعِيدَ بنَ قَيسِ بنِ مُرّةَ عَلَي هَمدَانَ وَ مَن مَعَهُم مِن حِميَرٍ وَ عدَيِ‌ّ بنَ حَاتِمٍ عَلَي طيَ‌ّءٍ

قَالَ نَصرٌ وَ أَمَرَ عَلِيّ ع الحَارِثَ الأَعوَرَ أَنّ ينُاَديِ‌َ فِي النّاسِ اخرُجُوا إِلَي مُعَسكَرِكُم بِالنّخَيلَةِ فَنَادَي بِذَلِكَ وَ استَخلَفَ عُقبَةَ بنَ عَمرٍو الأنَصاَريِ‌ّ عَلَي الكُوفَةِ ثُمّ خَرَجَ وَ خَرَجَ النّاسُ

بيان بقية الأحزاب أي أحزاب الشرك الذين تحزبوا علي رسول الله ص و قوله ع الطريق مشترك أي طريق الحق مشترك بيني‌ وبينكم يجب عليكم سلوكه كمايجب علي والدبرة بالتحريك الهزيمة في القتال أي هم المنهزمون عن الحق والمدبرون عنه و إن ظفروا أويلحقهم ضررها وعقابها. وطما البحر ارتفع بأمواجه والهب الانتباه من النوم ونشاط كل سائر وسرعته وهب يفعل كذا طفق ذكرها الفيروزآبادي‌ و قال رجل محل أي منتهك للحرام أو لايري للشهر الحرام حرمة. وأكثر لنا من لَطَف الجند أي ابعث الطلا إلينا كثيرا من جملة لطف الجند أي طعامهم قال في القاموس اللّطَف بالتحريك اليسير من الطعام وغيره وبهاء الهدية انتهي .


صفحه : 409

ويمكن أن يقرأ لنأمن علي الفعل من الأمن أي إذاعلم الجند أن أرزاق أولادهم موفرة لايخونوننا في لطفهم وعطفهم و هولهم صالح أي الطلا صالح للذرية والأطفال .غمص الناس أي احتقرهم و لم يرهم شيئا وسفه الحق أي جهله أوعده سفها و يوم عصيب وعصبصب شديد وفلان رابط الجأش شجاع و هوجذل بالذال أي فرح وبالرأي‌ أي صاحب رأي‌ جيد وشديد. والأمراس الحبال إلي من سفه نفسه أي جعلها سفيهة استعمل استعمال المتعدي‌ فهو في قوة سفه نفسا. و ما لايدركه أي الخلافة الواقعية وبرقت السماء لمعت أوجاءت تبرق والبارق سحاب ذو برق . و قال الجوهري‌ الذود من الإبل ما بين الثلاث إلي العشر وهي‌ مؤنثة لاواحد لها من لفظها والكثير أذواد و في المثل الذود إلي الذود إبل قولهم إلي بمعني مع أي إذاجمعت القليل مع القليل صار كثيرا. و قال الزمخشري‌ في المستقصي من لايزد عن حوضه يهدم من قول زهير


و من لايزد عن حوضه بسلاحه   يهدم و من لايظلم الناس يظلم

.يضرب مثلا في تهضم غيرالمدافع عن نفسه انتهي . و قال أبوعبيد أي من لايدفع الضيم عن نفسه يركب بالظلم

أَقُولُ رَوَي ابنُ أَبِي الحَدِيدِ أَكثَرَ مَا رَوَينَاهُ عَن نَصرٍ فَجَمَعنَا بَينَ الرّوَايَتَينِ


صفحه : 410

ثُمّ قَالَ نَصرٌ وَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ وَ دَعَا عَلِيّ ع زِيَادَ بنَ النّضرِ وَ شُرَيحَ بنَ هَانِئٍ وَ كَانَا عَلَي مَذحِجٍ وَ الأَشعَرِيّينَ فَقَالَ يَا زِيَادُ اتّقِ اللّهَ فِي كُلّ مُمسًي وَ مُصبَحٍ وَ خَف عَلَي نَفسِكَ الدّنيَا الغَرُورَ وَ لَا تَأمَنهَا عَلَي حَالٍ مِنَ البَلَاءِ وَ اعلَم أَنّكَ إِن لَم تَزَعهَا عَن كَثِيرٍ مِمّا تُحِبّ مَخَافَةَ مَكرُوهِهِ سَمَت بِكَ الأَهوَاءُ إِلَي كَثِيرٍ مِنَ الضّرَرِ فَكُن لِنَفسِكَ مَانِعاً وَازِعاً مِنَ البغَي‌ِ وَ الظّلمِ وَ العُدوَانِ فإَنِيّ‌ قَد وَلّيتُكَ هَذَا الجُندَ فَلَا تَستَطِيلَنّ عَلَيهِم إِنّ خَيرَكُم عِندَ اللّهِ أَتقَاكُم وَ تَعَلّم مِن عَالِمِهِم وَ عَلّم جَاهِلَهُم وَ احلُم عَن سَفِيهِهِم فَإِنّكَ إِنّمَا تُدرِكُ الخَيرَ بِالحِلمِ وَ كَفّ الأَذَي وَ الجَهلِ فَقَالَ زِيَادٌ أَوصَيتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَافِظاً لِوَصِيّتِكَ مُؤَدّباً بِأَدَبِكَ يَرَي الرّشدَ فِي نَفَاذِ أَمرِكَ وَ الغيَ‌ّ فِي تَضيِيعِ عَهدِكَ فَأَمَرَهُمَا أَن يَأخُذَا عَلَي طَرِيقٍ وَاحِدٍ وَ لَا يَختَلِفَا وَ بَعَثَهُمَا فِي اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفاً عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ كُلّ مِنهُمَا عَلَي جَمَاعَةٍ مِن هَذَا الجَيشِ فَلَمّا سَارَا اختَلَفَا وَ كَتَبَ كُلّ مِنهُمَا إِلَيهِ يَشكُو مِن صَاحِبِهِ فَكَتَبَ ع إِلَيهِمَا مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي زِيَادِ بنِ النّضرِ وَ شُرَيحِ بنِ هَانِئٍ سَلَامٌ عَلَيكُمَا فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكُمَا اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ وَلّيتُ زِيَادَ بنَ النّضرِ مقُدَمّتَيِ‌ وَ أَمّرتُهُ عَلَيهَا وَ شُرَيحٌ عَلَي طَائِفَةٍ مِنهَا أَمِيرٌ فَإِن جَمَعَكُمَا بَأسٌ فَزِيَادٌ عَلَي النّاسِ كُلّهِم وَ إِنِ افتَرَقتُمَا فَكُلّ وَاحِدٍ مِنكُمَا أَمِيرٌ عَلَي الطّائِفَةِ التّيِ‌ وَلّيتُهُ عَلَيهَا وَ اعلَمَا أَنّ مُقَدّمَةَ القَومِ عُيُونُهُم وَ عُيُونَ المُقَدّمَةِ طَلَائِعُهُم وَ إِذَا أَنتُمَا خَرَجتُمَا مِن بِلَادِكُمَا وَ دَنَوتُمَا مِن بِلَادِ عَدُوّكُمَا فَلَا تَسأَمَا مِن تَوجِيهِ الطّلَائِعِ وَ مِن نَفضِ الشّعَابِ وَ الشّجَرِ وَ الخَمَرِ فِي كُلّ جَانِبٍ كَيلَا يَعتَرِيَكُمَا عَدُوّ أَو يَكُونَ لَهُم


صفحه : 411

كَمِينٌ وَ لَا تُسَيّرَنّ الكَتَائِبَ مِن لَدُنِ الصّبَاحِ إِلَي المَسَاءِ إِلّا عَلَي تَعبِئَةٍ فَإِن دَهَمَكُم دَهمٌ أَو غَشِيَكُم مَكرُوهٌ كُنتُم قَد تَقَدّمتُم فِي التّعبِئَةِ فَإِذَا نَزَلتُم بِعَدُوّ أَو نَزَلَ بِكُم عَدُوّ فَليَكُن مُعَسكَرُكُم فِي قُبُلِ الأَشرَافِ أَو سِفَاحِ الجِبَالِ أَو أَثنَاءِ الأَنهَارِ كَيمَا يَكُونَ لَكُم رِدءاً وَ دُونَكُم مَرَدّاً وَ لتَكُن مُقَاتَلَتُكُم مِن وَجهٍ وَاحِدٍ أَوِ اثنَينِ وَ اجعَلُوا لَكُم رُقَبَاءَ فِي صيَاَصيِ‌ الجِبَالِ وَ مَنَاكِبِ الهِضَابِ لِئَلّا يَأتِيَكُمُ العَدُوّ مِن مَكَانِ مَخَافَةٍ أَو أَمنٍ وَ إِيّاكُم وَ التّفَرّقَ فَإِذَا نَزَلتُم فَانزِلُوا جَمِيعاً وَ إِذَا رَحَلتُم فَارحَلُوا جَمِيعاً وَ إِذَا غَشِيَكُمُ اللّيلُ فَنَزَلتُم فَحُفّوا عَسكَرَكُم بِالرّمَاحِ وَ التّرَسَةِ وَ لتَكُن رُمَاتُكُم مِن وَرَاءِ تِرَسَتِكُم وَ رِمَاحُكُم يَلُونَهُم وَ مَا أَقَمتُم فَكَذَلِكُم فَافعَلُوا كَيلَا تُصَابَ لَكُم غَفلَةٌ وَ لَا تُلفَي لَكُم غِرّةٌ فَمَا مِن قَومٍ يَحُفّونَ عَسكَرَهُم بِرِمَاحِهِم وَ تِرَسَتِهِم مِن لَيلٍ أَو نَهَارٍ إِلّا كَانُوا كَأَنّهُم فِي حُصُونٍ وَ احرُسَا عَسكَرَكُمَا بِأَنفُسِكُمَا وَ إِيّاكُمَا أَن تَذُوقَا نَوماً حَتّي تُصبِحَا إِلّا غِرَاراً أَو مَضمَضَةً ثُمّ ليَكُن ذَلِكَ شَأنَكُمَا وَ رَأيَكُمَا إِلَي أَن تَنتَهِيَا إِلَي عَدُوّكُمَا وَ ليَكُن عنِديِ‌ كُلّ يَومٍ خَبَرُكُمَا وَ رَسُولٌ مِن قِبَلِكُمَا فإَنِنّيِ‌ وَ لَا شَيءٌ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ حَثِيثُ السّيرِ فِي آثَارِكُمَا


صفحه : 412

وَ عَلَيكُمَا فِي حَربِكُمَا بِالتّوأَدَةِ وَ إِيّاكُمَا وَ العَجَلَةَ إِلّا أَن يُمكِنَكُمَا فُرصَةٌ بَعدَ الإِعذَارِ وَ الحُجّةِ وَ إِيّاكُمَا أَن تُقَاتِلَا حَتّي أَقدَمَ عَلَيكُمَا إِلّا أَن تُبدَءَا أَو يَأتِيَكُمَا أمَريِ‌ إِن شَاءَ اللّهُ

أقول أورد ابن ميثم هذاالمكتوب في شرحه وأورد السيد الرضي‌ رضي‌ الله عنه في النهج بعض هذاالمكتوب علي خلاف الترتيب وآخره و إذاغشيكم الليل فاجعلوا الرماح كفة و لاتذوقوا النوم إلاغرارا أومضمضة. و قال ابن ميثم العين الجاسوس وطليعة الجيش ألذي يبعث ليطلع علي حال العدو ونفض الشعاب استقراؤها.أقول قال في النهاية فيه أناأنفض لك ماحولك أي أحرسك وأطوف هل أري طلبا يقال نفضت المكان واستنفضته وتنفضته إذاأظهرت نظرت جميع ما فيه والنفضة والنفيضة قوم يبعثون متجسسين هل يرون عدوا أوخوفا. و قال ابن ميثم الخمر ماواراك من شجر أوجبل ونحوهما والكمين الواحد أوالجمع يستخفون في الحرب حيلة للإيقاع بالعدو والكتيبة الجيش وتعبئته جمعه وإعداده


صفحه : 413

وتكرير الاستثناء في عقيب النهي‌ عن تسيير الكتائب للحصر أماالأولي فيفيد حصر التسيير في الوقت المشار إليه و أماالثانية فيفيد حصره في حال التعبئة. ودهمه الأمر كمنع وسمع غشيه والدهم العدد الكثير والمعسكر بفتح الكاف موضع العسكر. و قال الجوهري‌ الأشراف الأماكن العالية و قال القبل والقبل نقيض الدبر والدبر يقال انزل بقبل هذاالجبل أي بسفحه و لي قبل فلان حق أي عنده وسفح الجبل أسفله حيث يسفح فيه الماء والثني‌ من الوادي‌ والجبل منعطفه ذكره الجوهري‌ والردء العون في المقاتلة قوله ع مردا أي حاجزا بينكم و بين العدو أي تكون تلك الأماكن حافظة لكم من ورائكم مانعة من العدو أن يأتيكم من تلك الجهة وبذلك كانت معينة لهم . ثم وصاهم بأن يكون مقاتلتهم من وجه واحد فإن لم يكن فمن وجهين حيث يحفظ بعضهم ظهر بعض و أماالمقاتلة من وجوه كثيرة فتستلزم التفرق والضعف . والرقباء الحفظة و قال الفيروزآبادي‌ في القاموس الرقيب الحافظ والمنتظر والحارس وأصل الصياصي‌ القرون ثم استعير للحصون لأنه يمتنع بها كمايمتنع ذو القرن بقرنه . و قال ابن ميثم صياصي‌ الجبال أعاليها وأطرافها ومناكب الهضاب أعاليها. و قال الجوهري‌ الهضبة الجبل المنبسط علي وجه الأرض والجمع هضب وهضاب . قوله ع كفة قال ابن أبي الحديد أي مستديرة حولكم و كل مااستدار فهو كفة بالكسر نحو كفة الميزان و كل مااستطال فهو كفة بالضم نحو كفة الثوب وهي‌ حاشيته وكفة الرمل وهي‌ ما كان منه كالحبل . و قال في النهاية غرار النوم قلته و قال في مادة مضمض نقلا عن


صفحه : 414

الهروي‌ في حديث علي لاتذوقوا النوم إلاغرارا أومضمضة لماجعل النوم ذوقا أمرهم أن لاينالوا منه إلابألسنتهم و لايسيغوه لشبهه بالمضمضة بالماء وإلقائه من الفم من غيرابتلاع انتهي . والترسة جمع الترس و قوله ع و لا شيء إلا ماشاء الله جملة معترضة بين اسم إن وخبره قوله ع إلا أن تبدءا علي بناء المجهول أي يبدؤكم العدو بالقتال

374- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي أَمِيرَينِ مِن أُمَرَاءِ جَيشِهِ وَ قَد أَمّرتُ عَلَيكُمَا وَ عَلَي مَن فِي حَيّزِكُمَا مَالِكَ بنَ الحَارِثِ الأَشتَرَ فَاسمَعَا لَهُ وَ أَطِيعَاهُ وَ اجعَلَاهُ دِرعاً وَ مِجَنّاً فَإِنّهُ مِمّن لَا يُخَافُ وَهنُهُ وَ لَا سَقطَتُهُ وَ لَا بُطؤُهُ عَمّا الإِسرَاعُ إِلَيهِ أَحزَمُ وَ لَا إِسرَاعُهُ إِلَي مَا البُطءُ عَنهُ أَمثَلُ

بيان قال ابن ميثم الأميران هما زياد بن النضر وشريح بن هانئ و ذلك أنه حين بعثهما مقدمة له في اثني‌ عشر ألفا لقيا أباالأعور السلمي‌ في جند من أهل الشام فكتبا إليه يعلمانه بذلك فأرسل إلي الأشتر فقال له يامالك إن زياد بن النضر وشريحا أرسلا إلي‌ يعلماني‌ أنهما لقيا أباالأعور السلمي‌ في جند من أهل الشام بسور الروم فنبأني‌ الرسول أنه تركهم متواقفين فالنجا إلي أصحابك النجا فإذاأتيتهم فأنت عليهم وإياك أن تبدأ القوم بقتال إلا أن يبدءوك حتي تلقاهم وتسمع منهم . و لايجرمنك شنآنهم علي قتالهم قبل دعائهم والإعذار إليهم مرة بعدمرة. واجعل علي ميمنتك زيادا و علي ميسرتك شريحا وقف من أصحابك وسطا


صفحه : 415

و لاتدن منهم دنو من يريد أن ينشب الحرب و لاتباعد منهم تباعد من يهاب البأس حتي أقدم إليك فإني‌ حثيث السير إليك إن شاء الله . وكتب إليهما أما بعدفإني‌ أمرت عليكما إلي آخر الكتاب . والحيز الناحية والسقطة الزلة والأمثل الأفضل

375- وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ وَ كَتَبَ ع إِلَي أُمَرَاءِ الأَجنَادِ وَ كَانَ قَد قَسّمَ عَسكَرَهُ أَسبَاعاً فَجَعَلَ عَلَي كُلّ سُبعٍ أَمِيراً أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكُم مِن مَعَرّةِ الجُنُودِ فَاعزِلُوا النّاسَ عَنِ الظّلمِ وَ العُدوَانِ وَ خُذُوا عَلَي أيَديِ‌ سُفَهَائِكُم وَ احرُسُوا أَن تَعمَلُوا أَعمَالًا لَا يَرضَي اللّهُ بِهَا عَنّا فَيَرُدّ بِهَا عَلَينَا وَ عَلَيكُم دُعَاءَنَا فَإِنّهُ تَعَالَي يَقُولُما يَعبَؤُا بِكُم ربَيّ‌ لَو لا دُعاؤُكُم وَ إِنّ اللّهَ إِذَا أَمقَتَ قَوماً مِنَ السّمَاءِ هَلَكُوا فِي الأَرضِ فَلَا تَألُوا أَنفُسَكُم خَيراً وَ لَا الجُندَ حُسنَ سِيرَةٍ وَ لَا الرّعِيّةَ مَعُونَةً وَ لَا دِينَ اللّهِ قُوّةً وَ أَبلُوهُ فِي سَبِيلِهِ مَا استَوجَبَ عَلَيكُم فَإِنّ اللّهَ قَدِ اصطَنَعَ عِندَنَا وَ عِندَكُم مَا يَجِبُ عَلَينَا أَن نَشكُرَهُ بِجُهدِنَا وَ أَن نَنصُرَهُ مَا بَلَغَت قُوّتُنَا وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ


صفحه : 416

376- قَالَ وَ كَتَبَ ع إِلَي جُنُودِهِ يُخبِرُهُم باِلذّيِ‌ لَهُم وَ عَلَيهِم أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ جَعَلَكُم فِي الحَقّ جَمِيعاً سَوَاءً أَسوَدَكُم وَ أَحمَرَكُم وَ جَعَلَكُم مِنَ الواَليِ‌ وَ جَعَلَ الواَليِ‌َ مِنكُم بِمَنزِلَةِ الوَلَدِ مِنَ الوَالِدِ وَ الوَالِدِ مِنَ الوَلَدِ فَجَعَلَ لَكُم عَلَيهِ إِنصَافَكُم وَ التّعدِيلَ بَينَكُم وَ الكَفّ عَن فَيئِكُم فَإِذَا فَعَلَ مَعَكُم ذَلِكَ وَجَبَت عَلَيكُم طَاعَتُهُ فِيمَا وَافَقَ الحَقّ وَ نُصرَتُهُ وَ الدّفعُ عَن سُلطَانِ اللّهِ فَإِنّكُم وَزَعَةُ اللّهِ فِي الأَرضِ فَكُونُوا لَهُ أَعوَاناً وَ لِدِينِهِ أَنصَاراً وَ لَا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلَاحِهَا إِنّ اللّهَ لَا يُحِبّ المُفسِدِينَ

377- قَالَ نَصرٌ وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع مَا يَقُولُ النّاسُ فِي هَذَا القَبرِ بِالنّخَيلَةِ وَ بِالنّخَيلَةِ قَبرٌ عَظِيمٌ يَدفِنُ اليَهُودُ مَوتَاهُم حَولَهُ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع يَقُولُونَ هَذَا قَبرُ هُودٍ لَمّا عَصَاهُ قَومُهُ جَاءَ فَمَاتَ هَاهُنَا فَقَالَ كَذَبُوا لَأَنَا أَعلَمُ بِهِ مِنهُم هَذَا قَبرُ يَهُودَ بنِ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ بِكرِ يَعقُوبَ ثُمّ قَالَ أَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِن مَهرَةَ فأَتُيِ‌َ بِشَيخٍ فَقَالَ أَينَ مَنزِلُكَ قَالَ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ قَالَ أَينَ أَنتَ مِنَ الجَبَلِ الأَحمَرِ قَالَ أَنَا قَرِيبٌ مِنهُ قَالَ فَمَا يَقُولُ قَومُكَ فِيهِ قَالَ يَقُولُونَ إِنّ فِيهِ قَبرَ سَاحِرٍ قَالَ كَذَبُوا ذَاكَ قَبرُ هُودٍ النّبِيّ ع وَ هَذَا قَبرُ يَهُودَا بنِ يَعقُوبَ[بِكرِهِ] ثُمّ قَالَ يُحشَرُ مِن ظَهرِ الكُوفَةِ سَبعُونَ أَلفاً عَلَي غُرّةِ الشّمسِ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِلَا حِسَابٍ

378- قال نصر فلما نزل علي النخيلة متوجها إلي الشام وبلغ معاوية خبره و هويومئذ بدمشق قدألبس منبر دمشق قميص عثمان مختضبا بالدم وحول المنبر سبعون ألف شيخ يبكون حوله فخطبهم وحثهم علي القتال فأعطوه الطاعة وانقادوا له وجمع إليه أطرافه واستعد للقاء علي ع بيان وجدت الحديث في كتاب صفين مثله . و قال في النهاية فيه أللهم إني‌ أبرأ إليك من معرة الجيش هو أن


صفحه : 417

ينزلوا بقوم فيأكلوا من زروعهم بغير علم . وقيل هوقتال الجيش بدون إذن الأمير والمعرة الأمر القبيح المكروه والأذي انتهي . والتعميم أولي أي إني‌ أبرأ إليكم من كل مافعلتموه وفعل جنودكم من الظلم والعدوان فإني‌ أنهاكم عنه وأعلمكم آداب السير والنزول فلاتألوا أنفسكم خيرا أي لاتقصروا في كسب الخير لأنفسكم و لا في أمر الجند بحسن السيرة و لا في إعانة الرعية و لا في تقوية الدين وأبلوه أي أعطوه . و في النهاية فيه أقيد من وزعة الله الوزعة جمع وازع و هو ألذي يكف الناس ويحبس أولهم علي آخرهم أراد أقيد من الذين يكفون الناس عن الإقدام علي الشر و منه حديث الحسن لماولي‌ القضاء قال لابد للناس من وزعة أي من يكف بعضهم عن بعض يعني‌ السلطان وأصحابه

379- وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ النّهجِ،[نهج البلاغة] قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفّينَ وَ وَجَدتُهُ فِي أَصلِ كِتَابِهِ أَيضاً قَالَ لَمّا وَضَعَ عَلِيّ ع رِجلَهُ فِي رِكَابِ دَابّتِهِ يَومَ خَرَجَ مِنَ الكُوفَةِ إِلَي صِفّينَ قَالَ بِسمِ اللّهِ فَلَمّا جَلَسَ عَلَي ظَهرِهَا قَالَسُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ مِن وَعثَاءِ السّفَرِ وَ كَآبَةِ المُنقَلَبِ وَ سُوءِ المَنظَرِ فِي الأَهلِ وَ المَالِ وَ الوَلَدِ وَ مِنَ الحَيرَةِ بَعدَ اليَقِينِ أللّهُمّ أَنتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ وَ أَنتَ الخَلِيفَةُ فِي الأَهلِ وَ لَا يَجمَعُهُمَا غَيرُكَ لِأَنّ المُستَخلَفَ لَا يَكُونُ مُستَصحَباً وَ المُستَصحَبَ لَا يَكُونُ مُستَخلَفاً قَالَ فَخَرَجَ ع حَتّي إِذَا جَازَ حَدّ الكُوفَةِ صَلّي رَكعَتَينِ

380- وَ روُيِ‌َ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع خَرَجَ وَ هُوَ يُرِيدُ صِفّينَ حَتّي إِذَا قَطَعَ النّهَرَ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَي بِالصّلَاةِ فَتَقَدّمَ فَصَلّي رَكعَتَينِ حَتّي إِذَا قَضَي الصّلَاةَ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ بِوَجهِهِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ


صفحه : 418

أَلَا مَن كَانَ مُشَيّعاً أَو مُقِيماً فَليُتِمّ الصّلَاةَ فَإِنّا قَومٌ سَفرٌ أَلَا وَ مَن صَحِبَنَا فَلَا يَصُومَنّ المَفرُوضَ وَ الصّلَاةُ المَفرُوضَةُ رَكعَتَانِ قَالَ نَصرٌ ثُمّ خَرَجَ حَتّي أَتَي دَيرَ أَبِي مُوسَي وَ هُوَ مِنَ الكُوفَةِ عَلَي فَرسَخَينِ فَلَمّا انصَرَفَ مِنَ الصّلَاةِ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ ذيِ‌ الطّولِ وَ النّعَمِ سُبحَانَ اللّهِ ذيِ‌ القُدرَةِ وَ الإِفضَالِ أَسأَلُهُ الرّضَا بِقَضَائِهِ وَ العَمَلَ بِطَاعَتِهِ وَ الإِنَابَةَ إِلَي أَمرِهِ إِنّهُ سَمِيعُ الدّعَاءِ ثُمّ خَرَجَ ع حَتّي نَزَلَ عَلَي شَاطِئِ نَرسٍ بَينَ مَسجِدِ حَمّامِ أَبِي بُردَةَ وَ حَمّامِ عُمَرَ فَصَلّي بِالنّاسِ المَغرِبَ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يُولِجُ اللّيلَ فِي النّهَارِ وَ يُولِجُ النّهَارَ فِي اللّيلِ وَ الحَمدُ لِلّهِ كُلّمَا وَقَبَ لَيلٌ وَ غَسَقَ وَ الحَمدُ لِلّهِ كُلّمَا لَاحَ نَجمٌ وَ خَفَقَ ثُمّ أَقَامَ حَتّي صَلّي الغَدَاةَ ثُمّ شَخَصَ حَتّي بَلَغَ إِلَي بِيعَةٍ إِلَي جَانِبِهَا نَخلٌ طِوَالٌ فَلَمّا رَآهَا قَالَوَ النّخلَ باسِقاتٍ لَها طَلعٌ نَضِيدٌفَنَزَلَهَا وَ مَكَثَ بِهَا قَدرَ الغِذَاءِ

381- قَالَ نَصرٌ وَ روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ مِخنَفٍ أَنّهُ قَالَ إنِيّ‌ لَأَنظُرُ إِلَي أَبِي وَ هُوَ يُسَايِرُ عَلِيّاً ع وَ هُوَ يَقُولُ إِنّ بَابِلَ أَرضٌ قَد خُسِفَ بِهَا فَحَرّكَ دَابّتَهُ وَ حَرّكَ النّاسُ دَوَابّهُم فِي أَثَرِهِ فَلَمّا جَازَ جِسرَ الصّرَاةِ نَزَلَ فَصَلّي بِالنّاسِ العَصرَ

382- قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ عُمَرُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ يَعلَي بنِ مُرّةَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ خَيرٍ قَالَكُنتُ مَعَ عَلِيّ ع أَسِيرُ فِي أَرضِ بَابِلَ قَالَ وَ حَضَرَتِ


صفحه : 419

الصّلَاةُ صَلَاةُ العَصرِ قَالَ فَجَعَلنَا لَا نأَتيِ‌ مَكَاناً إِلّا رَأَينَاهُ أَفيَحَ مِنَ الآخَرِ قَالَ حَتّي أَتَينَا عَلَي مَكَانٍ أَحسَنَ مَا رَأَينَا وَ قَد كَادَتِ الشّمسُ أَن تَغِيبَ قَالَ وَ نَزَلَ عَلِيّ ع وَ نَزَلتُ مَعَهُ قَالَ فَدَعَا اللّهَ فَرَجَعَتِ الشّمسُ كَمِقدَارِهَا مِن صَلَاةِ العَصرِ قَالَ فَصَلّينَا العَصرَ ثُمّ غَابَتِ الشّمسُ ثُمّ خَرَجَ حَتّي أَتَي دَيرَ كَعبٍ ثُمّ خَرَجَ مِنهُ فَبَاتَ بِسَابَاطَ فَأَتَاهُ دَهَاقِينُهَا يَعرِضُونَ عَلَيهِ النّزُلَ وَ الطّعَامَ فَقَالَ لَا لَيسَ ذَلِكَ لَنَا عَلَيكُم فَلَمّا أَصبَحَ وَ هُوَ بِمُظلَمِ سَابَاطَ قَالَأَ تَبنُونَ بِكُلّ رِيعٍ آيَةً تَعبَثُونَ

383- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا مَنصُورُ بنُ سَلّامٍ عَن حَيّانَ التيّميِ‌ّ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن هَرثَمَةَ بنِ سُلَيمٍ قَالَغَزَونَا مَعَ عَلِيّ ع صِفّينَ فَلَمّا نَزَلَ بِكَربَلَاءَ صَلّي بِنَا فَلَمّا سَلّمَ رَفَعَ إِلَيهِ مِن تُربَتِهَا فَشَمّهَا ثُمّ قَالَ وَاهاً لَكِ يَا تُربَةُ لَيُحشَرَنّ مَعَكِ قَومٌ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ قَالَ فَلَمّا رَجَعَ هَرثَمَةُ مِن غَزَاتِهِ إِلَي امرَأَتِهِ جَردَاءَ بِنتِ سُمَيرٍ وَ كَانَت مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع حَدّثَهَا هَرثَمَةُ فِيمَا حَدَثَ فَقَالَ لَهَا أَ لَا أُعجِبُكِ مِن صَدِيقِكِ أَبِي حَسَنٍ قَالَ لَمّا نَزَلنَا كَربَلَاءَ وَ قَد أَخَذَ حَفنَةً مِن تُربَتِهَا فَشَمّهَا وَ قَالَ وَاهاً لَكِ أَيّتُهَا التّربَةُ لَيُحشَرَنّ مِنكِ قَومٌ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ مَا عِلمُهُ بِالغَيبِ فَقَالَتِ المَرأَةُ لَهُ دَعنَا مِنكَ أَيّهَا الرّجُلُ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَم يَقُل إِلّا حَقّاً قَالَ فَلَمّا بَعَثَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ البَعثَ ألّذِي بَعَثَهُ إِلَي الحُسَينِ ع كُنتُ فِي الخَيلِ التّيِ‌ بَعَثَ إِلَيهِم فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي الحُسَينِ وَ أَصحَابِهِ عَرَفتُ المَنزِلَ ألّذِي نَزَلنَا فِيهِ مَعَ عَلِيّ وَ البُقعَةَ التّيِ‌ رُفِعَ مِن تُربَتِهَا وَ القَولَ ألّذِي قَالَهُ فَكَرِهتُ مسَيِريِ‌ فَأَقبَلتُ عَلَي فرَسَيِ‌ حَتّي وَقَفتُ عَلَي الحُسَينِ ع فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ حَدّثتُهُ باِلذّيِ‌ سَمِعتُ مِن أَبِيهِ فِي هَذَا المَنزِلِ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَ مَعَنَا أَم عَلَينَا فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَا مَعَكَ وَ لَا عَلَيكَ تَرَكتُ ولُديِ‌ وَ عيِاَليِ‌ وَ أَخَافُ عَلَيهِم مِنِ ابنِ زِيَادٍ فَقَالَ ع اذهَب حَتّي لَا تَرَي مَقتَلَنَا فَوَ ألّذِي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ لَا يَرَي اليَومَ أَحَدٌ مَقتَلَنَا


صفحه : 420

ثُمّ لَا يُعِينُنَا إِلّا دَخَلَ النّارَ قَالَ فَأَقبَلتُ فِي الأَرضِ أَشتَدّ هَرَباً حَتّي خفَيِ‌َ عَلَيّ مَقتَلُهُم

384- وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن سَعِيدِ بنِ وَهبٍ قَالَ بعَثَنَيِ‌ مِخنَفُ بنُ سُلَيمٍ إِلَي عَلِيّ ع عِندَ تَوَجّهِهِ إِلَي صِفّينَ فَأَتَيتُهُ بِكَربَلَاءَ فَوَجَدتُهُ يُشِيرُ بِيَدِهِ وَ يَقُولُ هَاهُنَا هَاهُنَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَ مَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ثَقَلٌ لِآلِ مُحَمّدٍ يَنزِلُ هَاهُنَا فَوَيلٌ لَهُم مِنكُم وَ وَيلٌ لَكُم مِنهُم فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ مَا مَعنَي هَذَا الكَلَامُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَيلٌ لَهُم مِنكُم تَقتُلُونَهُم وَ وَيلٌ لَكُم مِنهُم يُدخِلُكُمُ اللّهُ بِقَتلِهِم إِلَي النّارِ

قَالَ نَصرٌ وَ قَد روُيِ‌َ هَذَا الكَلَامُ عَلَي وَجهٍ آخَرَ قَالَ فَوَيلٌ لَكُم مِنهُم وَ وَيلٌ لَكُم عَلَيهِم فَقَالَ الرّجُلُ أَمّا وَيلٌ لَنَا مِنهُم فَقَد عَرَفنَاهُ فَوَيلٌ لَنَا عَلَيهِم مَا مَعنَاهُ فَقَالَ تَرَونَهُم يُقتَلُونَ وَ لَا تَستَطِيعُونَ نُصرَتَهُم

385- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا سَعِيدُ بنُ حَكِيمٍ العبَسيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع أَتَي كَربَلَاءَ فَوَقَفَ بِهَا فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذِهِ كَربَلَاءُ فَقَالَ نَعَم ذَاتُ كَربٍ وَ بَلَاءٍ ثُمّ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي مَكَانٍ آخَرَ فَقَالَ هَاهُنَا مَوضِعُ رِحَالِهِم وَ مُنَاخُ رِكَابِهِم ثُمّ أَومَي بِيَدِهِ إِلَي مَكَانٍ آخَرَ ثُمّ قَالَ هَاهُنَا مُرَاقُ دِمَائِهِم ثُمّ مَضَي إِلَي سَابَاطَ حَتّي انتَهَي إِلَي مَدِينَةِ بَهُرَسِيرَ

386-نهج ،[نهج البلاغة] مِن خُطبَةٍ لَهُ ع عِندَ المَسِيرِ إِلَي الشّامِ الحَمدُ لِلّهِ كُلّمَا وَقَبَ لَيلٌ وَ غَسَقَ وَ الحَمدُ لِلّهِ كُلّمَا لَاحَ نَجمٌ وَ خَفَقَ وَ الحَمدُ لِلّهِ غَيرَ مَفقُودِ الإِنعَامِ وَ لَا مُكَافَإِ الإِفضَالِ


صفحه : 421

أَمّا بَعدُ فَقَد بَعَثتُ مقُدَمّتَيِ‌ وَ أَمَرتُهُم بِلُزُومِ هَذَا المِلطَاطِ حَتّي يَأتِيَهُم أمَريِ‌ وَ قَد رَأَيتُ أَن أَقطَعَ هَذِهِ النّطفَةَ إِلَي شِرذِمَةٍ مِنكُم مُوَطّنِينَ أَكنَافَ دِجلَةَ فَأُنهِضَهُم مَعَكُم إِلَي عَدُوّكُم وَ أَجعَلَكُم مِن أَمدَادِ القُوّةِ لَكُم

قال السيد رضي‌ الله عنه يعني‌ بالملطاط السمت ألذي أمرهم بلزومه و هوشاطئ الفرات ويقال ذلك أيضا لشاطئ البحر وأصله مااستوي من الأرض ويعني‌ بالنطفة ماء الفرات و هو من غريب العبارات وعجيبها.بيان قال ابن ميثم روي‌ أنه ع خطب بها و هوبالنخيلة خارجا من الكوفة متوجها إلي صفين لخمس بقين من شوال سنة سبع وثلاثين . ووقب الليل أي دخل وغسق أي أظلم ولاح أي ظهر وخفق النجم وأخفق إذاانحط في الغرب أوغاب وكافأته مكافاة وكفاء أي جازيته و كل شيءساوي شيئا فهو مكافئ له والإفضال الإحسان ومقدمة الجيش بالكسر و قديفتح أوله ومتقدموه والنطفة بالضم الماء الصافي‌ قل أوكثر والشرذمة بالكسر القليل من الناس والجار متعلق بمحذوف أي متوجها إليهم وأوطن المكان ووطنه واستوطنه اتخذه وطنا والمراد قوم من أهل المدائن روي‌ أنهم كانوا ثمانمائة رجل والكنف بالتحريك الجانب والناحية ونهض كمنع قام وأنهضه غيره أقامه والأمداد جمع مدد بالتحريك و هوالمعين والناصر

وَ قَالَ ابنُ[ أَبِي]الحَدِيدِ وَ زَادَ أَصحَابُ السّيَرِ فِي هَذِهِ الخُطبَةِ وَ قَد أَمّرتُ


صفحه : 422

عَلَي المِصرِ عُقبَةَ بنَ عَمرٍو وَ لَم آلُكُم وَ لَا نفَسيِ‌ نُصحاً فَإِيّاكُم وَ التّخَلّفَ وَ التّرَبّصَ فإَنِيّ‌ قَد خَلّفتُ مَالِكَ بنَ حَبِيبٍ اليرَبوُعيِ‌ّ وَ أَمَرتُهُ أَن لَا يَترُكَ مُتَخَلّفاً إِلّا أَلحَقَهُ بِكُم عَاجِلًا إِن شَاءَ اللّهُ

وروي نصر بن مزاحم عوض قوله إلي عدوكم إلي عدو الله

387- أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ صِفّينَ،زِيَادَةً وَ هيِ‌َ الحَمدُ لِلّهِ غَيرَ مَفقُودِ النّعَمِ وَ لَا مُكَافَإِ الإِفضَالِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ نَحنُ عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَمّا بَعدُ

وَ قَالَ نَصرٌ فَقَامَ إِلَيهِ مَعقِلُ بنُ قَيسٍ الريّاَحيِ‌ّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ مَا يَتَخَلّفُ عَنكَ إِلّا ظَنِينٌ وَ لَا يَتَرَبّصُ بِكَ إِلّا مُنَافِقٌ فَمُر مَالِكَ بنَ حَبِيبٍ فَيَضرِبَ أَعنَاقَ المُتَخَلّفِينَ فَقَالَ قَد أَمَرتُهُ بأِمَريِ‌ وَ لَيسَ بِمُقَصّرٍ إِن شَاءَ اللّهُ

قَالَ وَ قَالَ مَالِكُ بنُ حَبِيبٍ وَ هُوَ آخِذٌ بِعِنَانِ دَابّتِهِ ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ تَخرُجُ بِالمُسلِمِينَ فَيُصِيبُوا أَجرَ الجِهَادِ وَ القِتَالِ وَ تخُلَفّنُيِ‌ فِي حَشرِ الرّجَالِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِنّهُم لَن يُصِيبُوا مِنَ الأَجرِ شَيئاً إِلّا كُنتَ شَرِيكَهُم فِيهِ وَ أَنتَ هَاهُنَا أَعظَمُ غَنَاءً مِنكَ عَنهُم لَو كُنتَ مَعَهُم قَالَ سَمعاً وَ طَاعَةً يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

قَالَ نَصرٌ ثُمّ سَارَ ع حَتّي انتَهَي إِلَي مَدِينَةِ بَهُرَسِيرَ وَ إِذَا رَجُلٌ


صفحه : 423

مِن أَصحَابِهِ يُقَالُ لَهُ جَرِيرُ بنُ سَهمٍ يَنظُرُ إِلَي آثَارِ كِسرَي وَ يَتَمَثّلُ بِقَولِ الأَسوَدِ بنِ يَعفُرَ جَرَتِ الرّيَاحُ عَلَي مَحَلّ دِيَارِهِم فَكَأَنّمَا كَانُوا عَلَي مِيعَادٍ فَقَالَ ع أَلّا قُلتَكَم تَرَكُوا مِن جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ وَ نَعمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَ أَورَثناها قَوماً آخَرِينَ فَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ إِنّ هَؤُلَاءِ كَانُوا وَارِثِينَ فَأَصبَحُوا مَورُوثِينَ إِنّ هَؤُلَاءِ لَم يَشكُرُوا النّعمَةَ فَسُلِبُوا دُنيَاهُم بِالمَعصِيَةِ إِيّاكُم وَ كُفرَ النّعَمِ لَا تَحُلّ بِكُمُ النّقَمُ ثُمّ قَالَ انزِلُوا بِهَذِهِ الفَجوَةِ

388- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَن مُسلِمٍ الأَعوَرِ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَأَمَرَ عَلِيّ ع الحَارِثَ الأَعوَرَ فَصَاحَ فِي أَهلِ المَدَائِنِ مَن كَانَ مِنَ المُقَاتِلَةِ فَليُوَافِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَاةَ العَصرِ فَوَافَوهُ فِي السّاعَةِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ قَد تَعَجّبتُ مِن تَخَلّفِكُم عَن دَعَوتِكُم وَ انقِطَاعِكُم عَن أَهلِ مِصرِكُم فِي هَذِهِ المَسَاكِنِ الظّالِمِ الهَالِكِ أَكثَرُ سَاكِنِيهَا لَا مَعرُوفٌ تَأمُرُونَ بِهِ وَ لَا مُنكَرٌ تَنهَونَ عَنهُ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كُنّا نَنتَظِرُ أَمرَكَ مُرنَا بِمَا أَحبَبتَ


صفحه : 424

فَسَارَ وَ خَلّفَ عَلَيهِم عدَيِ‌ّ بنَ حَاتِمٍ فَأَقَامَ عَلَيهِم ثَلَاثاً ثُمّ خَرَجَ فِي ثَمَانِمِائَةِ رَجُلٍ مِنهُم وَ خَلّفَ ابنَهُ زَيداً بَعدَهُ فَلَحِقَهُ فِي أَربَعِمِائَةِ رَجُلٍ مِنهُم وَ جَاءَ عَلِيّ ع حَتّي مَرّ بِالأَنبَارِ فَاستَقبَلَهُ بَنُو خُشنُوشَك دَهَاقِنَتُهَا

قال نصر الكلمة فارسية أصلها خش أي الطيب ونوشك راض يعني‌ بني‌ الطيب الراضي‌ بالفارسية

قَالَ فَلَمّا استَقبَلُوهُ نَزَلُوا عَن خُيُولِهِم ثُمّ جَاءُوا يَشتَدّونَ مَعَهُ وَ بَينَ يَدَيهِ وَ مَعَهُم بَرَاذِينُ قَد أَوقَفُوهَا فِي طَرِيقِهِ فَقَالَ مَا هَذِهِ الدّوَابّ التّيِ‌ مَعَكُم وَ مَا أَرَدتُم بِهَذَا ألّذِي صَنَعتُم قَالُوا أَمّا هَذَا ألّذِي صَنَعنَا فَهُوَ خُلُقٌ مِنّا نُعَظّمُ بِهِ الأُمَرَاءَ وَ أَمّا هَذِهِ البَرَاذِينُ فَهَدِيّةٌ لَكَ وَ قَد صَنَعنَا لِلمُسلِمِينَ طَعَاماً وَ هَيّأنَا لِدَوَابّكُم عَلَفاً كَثِيراً فَقَالَ ع أَمّا هَذَا ألّذِي زَعَمتُم أَنّهُ فِيكُم خُلُقٌ تُعَظّمُونَ بِهِ الأُمَرَاءَ فَوَ اللّهِ مَا يَنفَعُ ذَلِكَ الأُمَرَاءَ وَ إِنّكُم لَتَشُقّونَ بِهِ عَلَي أَنفُسِكُم وَ أَبدَانِكُم فَلَا تَعُودُوا لَهُ وَ أَمّا دَوَابّكُم هَذِهِ فَإِن أَحبَبتُم أَن آخُذَهَا مِنكُم وَ أَحسَبَهَا لَكُم مِن خَرَاجِكُم أَخَذنَاهَا مِنكُم وَ أَمّا طَعَامُكُمُ ألّذِي صَنَعتُم لَنَا فَإِنّا نَكرَهُ أَن نَأكُلَ مِن أَموَالِكُم إِلّا بِثَمَنٍ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ نُقَوّمُهُ ثُمّ نَقبَلُ ثَمَنَهُ قَالَ إِذاً لَا تُقَوّمُونَهُ قِيمَتَهُ نَحنُ نكَتفَيِ‌ بِمَا هُوَ دُونَهُ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِنّ لَنَا مِنَ العَرَبِ موَاَليِ‌َ وَ مَعَارِفَ أَ تَمنَعُنَا أَن نهُديِ‌َ لَهُم أَو تَمنَعُهُم أَن تقبلوا[يَقبَلُوا]مِنّا فَقَالَ كُلّ العَرَبِ لَكُم مَوَالٍ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِنَ المُسلِمِينَ أَن يَقبَلَ هَدِيّتَكُم وَ إِن غَصَبَكُم أَحَدٌ فَأَعلِمُونَا


صفحه : 425

قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا نُحِبّ أَن تَقبَلَ هَدِيّتَنَا وَ كَرَامَتَنَا قَالَ وَيحَكُم فَنَحنُ أَغنَي مِنكُم فَتَرَكَهُم وَ سَارَ

389- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَبدُ العَزِيزِ بنُ سِيَاهٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ التيّميِ‌ّ المَعرُوفِ بِعَقِيصَا قَالَكُنّا مَعَ عَلِيّ ع فِي مَسِيرِهِ إِلَي الشّامِ حَتّي إِذَا كُنّا بِظَهرِ الكُوفَةِ مِن جَانِبِ هَذَا السّوَادِ عَطِشَ النّاسُ وَ احتَاجُوا إِلَي المَاءِ فَانطَلَقَ بِنَا عَلِيّ ع حَتّي أَتَي إِلَي صَخرَةٍ مُضَرّسٍ فِي الأَرضِ كَأَنّهَا رُبضَةُ عَنزٍ فَأَمَرَنَا فَاقتَلَعنَاهَا فَخَرَجَ لَنَا تَحتَهَا مَاءٌ فَشَرِبَ النّاسُ مِنهُ حَتّي ارتَوَوا ثُمّ أَمَرَنَا فَأَكفَأنَاهَا عَلَيهِ وَ سَارَ النّاسُ حَتّي إِذَا مَضَي قَلِيلًا قَالَ ع أَ مِنكُم أَحَدٌ يَعلَمُ مَكَانَ هَذَا المَاءِ ألّذِي شَرِبتُم مِنهُ قَالُوا نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَانطَلِقُوا إِلَيهِ فَانطَلَقَ مِنّا رِجَالٌ رُكبَاناً وَ مُشَاةً فَاقتَصَصنَا الطّرِيقَ إِلَيهِ حَتّي انتَهَينَا إِلَي المَكَانِ ألّذِي نَرَي أَنّهُ فِيهِ فَطَلَبنَاهُ فَلَم نَقدِر عَلَي شَيءٍ إِذَا عِيلَ عَلَينَا انطَلَقنَا إِلَي دَيرٍ قَرِيبٍ مِنّا فَسَأَلنَاهُم أَينَ هَذَا المَاءُ ألّذِي عِندَكُم قَالُوا لَيسَ قُربَنَا مَاءٌ فَقُلنَا بَلَي إِنّا شَرِبنَا مِنهُ قَالُوا أَنتُم شَرِبتُم مِنهُ قُلنَا نَعَم


صفحه : 426

فَقَالَ صَاحِبُ الدّيرِ وَ اللّهِ مَا بنُيِ‌َ هَذَا الدّيرُ إِلّا بِذَلِكَ المَاءِ وَ مَا استَخرَجَهُ إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ

قَالَ ثُمّ مَضَي ع حَتّي نَزَلَ بِأَرضِ الجَزِيرَةِ فَاستَقبَلَهُ بَنُو تَغلِبَ وَ النّمِرُ بنُ قَاسِطٍ بِجُزُرٍ فَقَالَ ع لِيَزِيدَ بنِ قَيسٍ الأرَحبَيِ‌ّ يَا يَزِيدُ قَالَ لَبّيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ هَؤُلَاءِ قَومُكَ مِن طَعَامِهِم فَاطعَم وَ مِن شَرَابِهِم فَاشرَب قَالَ نَعَم ثُمّ سَارَ حَتّي الرّقّةِ وَ جُلّ أَهلِهَا عُثمَانِيّةٌ فَرّوا مِنَ الكُوفَةِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَأَغلَقُوا أَبوَابَهَا دُونَهُ فَتَحَصّنُوا وَ كَانَ رَئِيسُهُم سِمَاكَ بنَ مَخرَمَةَ الأسَدَيِ‌ّ بِالرّقّةِ فِي طَاعَةِ مُعَاوِيَةَ وَ قَد كَانَ فَارَقَ عَلِيّاً فِي نَحوٍ مِن مِائَةِ رَجُلٍ مِن بنَيِ‌ أَسَدٍ ثُمّ كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ وَ أَقَامَ بِالرّقّةِ حَتّي لَحِقَ بِهِ مِنهُم سَبعُمِائَةِ رَجُلٍ

قَالَ نَصرٌ فَرَوَي حَبّةُ أَنّ عَلِيّاً ع لَمّا نَزَلَ عَلَي الرّقّةِ نَزَلَ عَلَي مَوضِعٍ يُقَالُ لَهُ البَلِيخُ عَلَي جَانِبِ الفُرَاتِ فَنَزَلَ رَاهِبٌ هُنَاكَ مِن صَومَعَتِهِ فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ ع إِنّ عِندَنَا كِتَاباً تَوَارَثنَاهُ عَن آبَائِنَا كَتَبَهُ أَصحَابُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَعرِضُهُ عَلَيكَ قَالَ نَعَم فَقَرَأَ الرّاهِبُ الكِتَابَ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ ألّذِي قَضَي فِيمَا قَضَي وَ سَطَرَ فِيمَا كَتَبَ أَنّهُ بَاعِثٌ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم يُعَلّمُهُمُ الكِتَابَ وَ الحِكمَةَ وَ يَدُلّهُم عَلَي سَبِيلِ اللّهِ لَا فَظّ وَ لَا غَلِيظٌ وَ لَا صَخّابٌ فِي الأَسوَاقِ وَ لَا يجَزيِ‌ بِالسّيّئَةِ السّيّئَةَ بَل يَعفُو وَ يَصفَحُ أُمّتُهُ الحَمّادُونَ الّذِينَ يُحَمّدُونَ اللّهَ عَلَي كُلّ نَشرٍ وَ فِي كُلّ صُعُودٍ وَ هُبُوطٍ تَذِلّ أَلسِنَتُهُم بِالتّكبِيرِ وَ التّهلِيلِ وَ التّسبِيحِ وَ يَنصُرُهُ اللّهُ عَلَي مَن نَاوَاهُ


صفحه : 427

فَإِذَا تَوَفّاهُ اللّهُ اختَلَفَت أُمّتُهُ مِن بَعدِهِ ثُمّ اجتَمَعَت فَلَبِثَت مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ اختَلَفَت فَيَمُرّ رَجُلٌ مِن أُمّتِهِ بِشَاطِئِ هَذَا الفُرَاتِ يَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَي عَنِ المُنكَرِ وَ يقَضيِ‌ بِالحَقّ وَ لَا يَركُسُ فِي الحُكمِ الدّنيَا أَهوَنُ عَلَيهِ مِنَ الرّمَادِ فِي يَومَ عَصَفَت بِهِ الرّيحُ وَ المَوتُ أَهوَنُ عَلَيهِ مِن شُربِ المَاءِ عَلَي الظّمآنِ يَخَافُ اللّهَ فِي السّرّ وَ يَنصَحُ لَهُ فِي العَلَانِيَةِ وَ لَا يَخَافُ فِي اللّهِ لَومَةَ لَائِمٍ ثُمّ فَمَن أَدرَكَ ذَلِكَ النّبِيّص مِن أَهلِ هَذِهِ البِلَادِ فَآمَنَ بِهِ كَانَ ثَوَابُهُ رِضوَانَهُ وَ الجَنّةَ وَ مَن أَدرَكَ ذَلِكَ العَبدَ الصّالِحَ فَليَنصُرهُ فَإِنّ القَتلَ مَعَهُ شَهَادَةٌ ثُمّ قَالَ أَنَا مُصَاحِبُكَ فَلَا أُفَارِقُكَ حَتّي يصُيِبنَيِ‌ مَا أَصَابَكَ فَبَكَي عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم أَكُن عِندَهُ مَنسِيّاً الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي ذكَرَنَيِ‌ عِندَهُ فِي كُتُبِ الأَبرَارِ فَمَضَي الرّاهِبُ مَعَهُ فَكَانَ فِيمَا ذَكَرُوا يَتَغَدّي مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ يَتَعَشّي حَتّي أُصِيبَ يَومَ صِفّينَ فَلَمّا خَرَجَ النّاسُ يَدفِنُونَ قَتلَاهُم قَالَ ع اطلُبُوهُ فَلَمّا وَجَدَهُ صَلّي عَلَيهِ وَ دَفَنَهُ وَ قَالَ هَذَا مِنّا أَهلَ البَيتِ وَ استَغفَرَ لَهُ مِرَاراً


صفحه : 428

روي هذاالخبر نصر في أواسط الجزء الثالث من كتاب صفين عن عمر بن سعد عن مسلم الأعور عن حبة العرني‌ ورواه أيضا ابراهيم بن ديزيل الهمداني‌ بهذا الإسناد عن حبة أيضا في كتاب صفين

390- قَالَ نَصرٌ وَ حدَثّنَيِ‌ عُمَرُ بنُ سَعدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن عُمَيرِ بنِ وَعلَةَ عَن أَبِي الوَدّاكِ أَنّ عَلِيّاً ع بَعَثَ مِنَ المَدَائِنِ مَعقِلَ بنَ قَيسٍ الريّاَحيِ‌ّ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَ قَالَ لَهُ خُذ عَلَي المَوصِلِ ثُمّ نَصِيبِينَ ثُمّ القنَيِ‌ بِالرّقّةِ فإَنِيّ‌ مُوَافِيهَا وَ سَكّنِ النّاسَ وَ آمِنهُم وَ لَا تُقَاتِل إِلّا مَن قَاتَلَكَ وَ سِرِ البَردَينِ وَ غَوّر بِالنّاسِ أَقِمِ اللّيلَ وَ رَفّه فِي السّيرِ وَ لَا تَسِر أَوّلَ اللّيلِ فَإِنّ اللّهَ جَعَلَهُ سَكَناً أَرِح فِيهِ نَفسَكَ وَ جُندَكَ وَ ظَهرَكَ فَإِذَا كَانَ السّحَرُ أَو حِينَ يَنبَطِحُ الفَجرُ فَسِر عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ فَسَارَ مَعقِلٌ حَتّي أَتَي الحَدِيثَةَ وَ هيِ‌َ إِذ ذَاكَ مَنزِلُ النّاسِ إِنّمَا بَنَي مَدِينَةَ المَوصِلِ بَعدَ ذَلِكَ مُحَمّدُ بنُ مَروَانَ فَإِذَا بِكَبشَينِ يَنتَطِحَانِ وَ مَعَ مَعقِلِ بنِ قَيسٍ رَجُلٌ مِن خَثعَمٍ يُقَالُ لَهُ شَدّادُ بنُ أَبِي رَبِيعَةَ فَأَخَذَ يَقُولُ إِيهِ إِيهِ فَقَالَ مَعقِلٌ مَا تَقُولُ فَجَاءَ رَجُلَانِ نَحوَ الكَبشَينِ فَأَخَذَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا كَبشاً فَانصَرَفَا فَقَالَ الخثَعمَيِ‌ّ لَا تَغلِبُونَ وَ لَا تُغلَبُونَ قَالَ مَعقِلٌ مِن أَينَ عَلِمتَ قَالَ أَبصَرتُ الكَبشَينِ أَحَدُهُمَا مُشَرّقٌ وَ الآخَرُ مُغَرّبٌ التَقَيَا فَاقتَتَلَا وَ انتَطَحَا فَلَم يَزَل كُلّ وَاحِدٍ مِن صَاحِبِهِ مُنتَصِفاً حَتّي أَتَي كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ فَانطَلَقَ بِهِ فَقَالَ مَعقِلٌ أَو يَكُونُ خَيراً مِمّا تَقُولُ يَا أَخَا خَثعَمٍ


صفحه : 429

ثُمّ مَضَي مَعقِلٌ حَتّي وَافَي عَلِيّاً ع بِالرّقّةِ

قَالَ نَصرٌ وَ قَالَت طَائِفَةٌ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اكتُب إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ مَن قِبَلَهُ مِن قَومِكَ فَإِنّ الحُجّةَ لَا تَزدَادُ عَلَيهِم بِذَلِكَ إِلّا عَظماً فَكَتَبَ ع إِلَيهِم مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ مَن قِبَلَهُ مِن قُرَيشٍ سَلَامٌ عَلَيكُم فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكُمُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ لِلّهِ عِبَاداً آمَنُوا بِالتّنزِيلِ وَ عَرَفُوا التّأوِيلَ وَ فَقّهُوا فِي الدّينِ وَ بَيّنَ اللّهُ فَضلَهُم فِي القُرآنَ الحَكِيمِ وَ أَنتُم فِي ذَلِكَ الزّمَانِ أَعدَاءٌ لِلرّسُولِص مُكَذّبُونَ بِالكِتَابِ مُجمِعُونَ عَلَي حَربِ المُسلِمِينَ مَن ثَقَفتُم مِنهُم حَبَستُمُوهُ أَو عَذّبتُمُوهُ وَ قَتَلتُمُوهُ حَتّي أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي إِعزَازَ دِينِهِ وَ إِظهَارَ أَمرِهِ فَدَخَلَتِ العَرَبُ فِي الدّينِ أَفوَاجاً وَ أَسلَمَت هَذِهِ الأُمّةُ طَوعاً وَ كَرهاً فَكُنتُم فِيمَن دَخَلَ هَذَا الدّينَ إِمّا رَغبَةً وَ إِمّا رَهبَةً عَلَي حِينَ فَازَ أَهلُ السّبقِ بِسَبقِهِم وَ فَازَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ بِفَضلِهِم وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِمَن لَيسَت لَهُم مِثلُ سَوَابِقِهِم فِي الدّينِ وَ لَا فَضَائِلِهِم فِي الإِسلَامِ أَن يُنَازِعَهُمُ الأَمرَ ألّذِي هُم أَهلُهُ وَ أَولَي بِهِ فَيَحُوبَ وَ يَظلِمَ وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِمَن كَانَ لَهُ عَقلٌ أَن يَجهَلَ قَدرَهُ وَ لَا يَعدُوَ طَورَهُ وَ يَشقَي نَفسَهُ بِالتِمَاسِ مَا لَيسَ بِأَهلِهِ فَإِنّ أَولَي النّاسِ بِأَمرِ هَذَا الأُمّةِ قَدِيماً وَ حَدِيثاً أَقرَبُهَا مِنَ الرّسُولِ وَ أَعلَمُهَا بِالكِتَابِ وَ أَفقَهُهَا فِي الدّينِ أَوّلُهُم إِسلَاماً وَ أَفضَلُهُم جِهَاداً وَ أَشَدّهُم بِمَا تَحمِلُهُ الرّعِيّةُ مِن أَمرِ اللّهِ اضطِلَاعاً فَاتّقُوا اللّهَ ألّذِي إِلَيهِ تُرجَعُونَوَ لا تَلبِسُوا الحَقّ بِالباطِلِ وَ تَكتُمُوا الحَقّ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ وَ اعلَمُوا أَنّ خِيَارَ عِبَادِ اللّهِ الّذِينَ يَعمَلُونَ بِمَا يَعلَمُونَ وَ أَنّ شِرَارَهُمُ الجُهّالُ الّذِينَ يُنَازِعُونَ بِالجَهلِ أَهلَ العِلمِ فَإِنّ لِلعَالِمِ بِعِلمِهِ فَضلًا وَ إِنّ الجَاهِلَ لَا يَزدَادُ


صفحه : 430

بِمُنَازَعَتِهِ العَالِمَ إِلّا جَهلًا أَلَا وَ إنِيّ‌ أَدعُوكُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص وَ حَقنِ دِمَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ فَإِن قَبِلتُم أَصَبتُم رُشدَكُم وَ اهتَدَيتُم لِحَظّكُم وَ إِن أَبَيتُم إِلّا الفُرقَةَ وَ شَقّ عَصَا هَذِهِ الأُمّةِ لَن تَزدَادُوا مِنَ اللّهِ إِلّا بُعداً وَ لَن يَزدَادَ الرّبّ عَلَيكُم إِلّا سَخَطاً وَ السّلَامُ فَكَتَبَ إِلَيهِ مُعَاوِيَةُ جَوَابَ هَذَا الكِتَابِ سَطراً وَاحِداً وَ هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ


لَيسَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ قَيسٍ عِتَابٌ   غَيرُ طَعنِ الكُلَي وَ ضَربِ الرّقَابِ

فَقَالَ عَلِيّ ع لَمّا أَتَاهُ هَذَا الجَوَابُإِنّكَ لا تهَديِ‌ مَن أَحبَبتَ وَ لكِنّ اللّهَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ وَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ

391- قَالَ نَصرٌ أخَبرَنَيِ‌ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَنِ الحَجّاجِ بنِ أَرطَاةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمّارِ بنِ عَبدِ يَغُوثَ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لِأَهلِ الرّقّةِ جَسّرُوا لِي جِسراً أَعبُر عَلَيهِ مِن هَذَا المَكَانِ إِلَي الشّامِ فَأَبَوا وَ قَد كَانُوا ضَمّوا السّفُنَ إِلَيهِم فَنَهَضَ مِن عِندِهِم لِيَعبُرَ عَلَي جِسرِ مَنبِجٍ وَ خَلّفَ عَلَيهِمُ الأَشتَرَ فَنَادَاهُم فَقَالَ يَا أَهلَ هَذَا الحِصنِ إنِيّ‌ أُقسِمُ بِاللّهِ إِن مَضَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ لَم تَجسُرُوا لَهُ عِندَ مَدِينَتِكُم حَتّي يَعبُرَ مِنهَا لَأُجَرّدَنّ فِيكُمُ السّيفَ فَلَأَقتُلَنّ مُقَاتِلَتَكُم وَ لَأُخَرّبَنّ أَرضَكُم وَ لَآخُذَنّ أَموَالَكُم فلَقَيِ‌َ بَعضُهُم بَعضاً فَقَالُوا إِنّ الأَشتَرَ يفَيِ‌ بِمَا يَحلِفُ عَلَيهِ وَ إِنّمَا خَلّفَهُ عَلِيّ عِندَنَا لِيَأتِيَنَا بِشَرّ فَبَعَثُوا إِلَيهِ إِنّا نَاصِبُونَ لَكَ جِسراً فَأَقبَلُوا فَأَرسَلَ الأَشتَرُ إِلَي عَلِيّ ع فَجَاءَ وَ نَصَبُوا لَهُ الجِسرَ فَعَبّرُوا


صفحه : 431

الأَثقَالَ وَ الرّجَالَ وَ أَمَرَ الأَشتَرَ فَوَقَفَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافِ فَارِسٍ حَتّي لَم يَبقَ مِنَ النّاسِ أَحَدٌ إِلّا عَبَرَ ثُمّ عَبَرَ آخِرَ النّاسِ

قال الحجاج وازدحمت الخيل حين عبرت فسقطت قلنسوة عبد الله بن أبي الحصين فنزل فأخذها فركب ثم سقطت قلنسوة عبد الله بن الحجاج فنزل فأخذها ثم ركب فقال لصاحبه


فإن يك ظن الزاجري‌ الطير صادقا   كمازعموا أقتل وشيكا وتقتل

فقال عبد الله بن أبي الحصين ما شيءأحب إلي‌ مما ذكرت فقتلا معا يوم صفين قال نصر فلما قطع علي الفرات دعا زياد بن النضر وشريح بن هانئ فسرحهما أمامه نحو معاوية في اثني‌ عشر ألفا و قدكانا حين سرحهما من الكوفة مقدمة له أخذا علي شاطئ الفرات من قبل البر مما يلي‌ الكوفة حتي بلغا عانات فبلغهما أخذ علي ع طريق الجزيرة وعلما أن معاوية قدأقبل في جنود الشام من دمشق لاستقباله فقالا و الله ما هذابرأي‌ أن نسير وبيننا و بين أمير المؤمنين هذاالبحر و مالنا خير في أن نلقي جموع الشام في قلة من العدد منقطعين عن المدد فذهبوا ليعبروا من عانات فمنعهم أهلها وحبسوا عنهم السفن فأقبلوا راجعين حتي عبروا من هيت ولحقوا عليا ع بقرية دون قرقيسياء فلما لحقوا عليا ع عجب و قال مقدمتي‌ يأتي‌ من ورائي‌ فأخبره زياد وشريح بالرأي‌ ألذي رأيا فقال قدأصبتما رشدكما فلما عبر الفرات قدمهما أمامه نحو معاوية فلما انتهيا إلي معاوية لقيهما أبو


صفحه : 432

الأعور السلمي‌ في جنود من الشام و هو علي مقدمة معاوية فدعواه إلي الدخول في طاعة أمير المؤمنين ع فأبي فبعثوا إلي علي ع أنا قدلقينا أباالأعور السلمي‌ بسور الروم في جند من أهل الشام فدعوناه وأصحابه إلي الدخول في طاعتك فأبي علينا فمرنا بأمرك فأرسل علي ع إلي الأشتر فقال يامالك إن زيادا وشريحا أرسلا إلي‌

إِلَي آخِرِ مَا مَرّ بِرِوَايَةِ ابنِ مِيثَمٍ قَالَ وَ كَتَبَ عَلِيّ ع إِلَيهِمَا وَ كَانَ الرّسُولُ الحَارِثَ بنَ جُمهَانَ الجعُفيِ‌ّ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ قَد أَمّرتُ عَلَيكُمَا مَالِكاً فَاستَمِعَا لَهُ وَ أَطِيعَا أَمرَهُ فَإِنّهُ مَن لَا يُخَافُ رَهَقُهُ وَ لَا سِقَاطُهُ وَ لَا بُطؤُهُ عَمّا الإِسرَاعُ عَلَيهِ أَحزَمُ وَ لَا إِسرَاعُهُ إِلَي مَا البُطءُ عَنهُ أَمثَلُ وَ قَد أَمَرتُهُ بِمِثلِ ألّذِي أَمَرتُكُمَا أَن لَا يَبدَأَ القَومَ بِقِتَالٍ حَتّي يَلقَاهُم وَ يَدعُوَهُم وَ يُعذِرَ إِلَيهِم فَخَرَجَ الأَشتَرُ حَتّي قَدِمَ عَلَي القَومِ فَاتّبَعَ مَا أَمَرَهُ بِهِ عَلِيّ ع وَ كَفّ عَنِ القِتَالِ وَ لَم يَزَالُوا مُتَوَاقِفِينَ حَتّي إِذَا كَانَ عِندَ المَسَاءِ حَمَلَ عَلَيهِم أَبُو الأَعوَرِ فَثَبَتُوا لَهُ وَ اضطَرَبُوا سَاعَةً ثُمّ إِنّ أَهلَ الشّامِ انصَرَفُوا ثُمّ خَرَجَ إِلَيهِم هَاشِمُ بنُ عُتبَةَ فِي خَيلٍ وَ رِجَالٍ حَسّنَ عُدّتَهَا وَ عَدَدَهَا فَخَرَجَ إِلَيهِم أَبُو الأَعوَرِ فَاقتَتَلُوا يَومَهُم ذَلِكَ تَحمِلُ الخَيلُ عَلَي الخَيلِ وَ الرّجَالُ عَلَي الرّجَالِ وَ صَبَرَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ثُمّ انصَرَفُوا وَ بَكّرَ عَلَيهِمُ الأَشتَرُ فَقُتِلَ مِن أَهلِ الشّامِ عَبدُ اللّهِ بنُ المُنذِرِ التنّوُخيِ‌ّ قَتَلَهُ ظَبيَانُ بنُ عُمَارَةَ التمّيِميِ‌ّ وَ مَا هُوَ يَومَئِذٍ إِلّا فَتًي حَدِيثُ السّنّ وَ إِن كَانَ


صفحه : 433

الشاّميِ‌ّ لَفَارِسَ أَهلِ الشّامِ وَ أَخَذَ الأَشتَرُ يَقُولُ وَيحَكُم أرَوُنيِ‌ أَبَا الأَعوَرِ ثُمّ إِنّ أَبَا الأَعوَرِ دَعَا النّاسَ فَرَجَعُوا نَحوَهُ فَوَقَفَ عَلَي تَلّ مِن وَرَاءِ المَكَانِ ألّذِي كَانَ فِيهِ أَوّلَ مَرّةٍ وَ جَاءَ الأَشتَرُ حَتّي صَفّ أَصحَابَهُ فِي المَكَانِ ألّذِي كَانَ فِيهِ أَبُو الأَعوَرِ أَوّلَ مَرّةٍ فَقَالَ الأَشتَرُ لِسِنَانِ بنِ مَالِكٍ النخّعَيِ‌ّ انطَلِق إِلَي أَبِي الأَعوَرِ فَادعُهُ إِلَي المُبَارَزَةِ فَقَالَ إِلَي مبُاَرزَتَيِ‌ أَو مُبَارَزَتِكَ فَقَالَ الأَشتَرُ أَ وَ لَو أَمَرتُكَ بِمُبَارَزَتِهِ فَعَلتَ قَالَ نَعَم وَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ تَعَالَي لَو أمَرَتنَيِ‌ أَن أَعتَرِضَ صَفّهُم بسِيَفيِ‌ فَعَلتُهُ حَتّي أَضرِبَهُ بِالسّيفِ فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ أَطَالَ اللّهُ بَقَاءَكَ قَد وَ اللّهِ ازدَدتُ فِيكَ رَغبَةً لَا مَا أَمَرتُكَ بِمُبَارَزَتِهِ إِنّمَا أَمَرتُكَ أَن تَدعُوَهُ لمِبُاَرزَتَيِ‌ فَإِنّهُ لَا يُبَارِزُ إِن كَانَ ذَلِكَ مِن شَأنِهِ إِلّا ذوَيِ‌ الأَسنَانِ وَ الكَفَاءَةِ وَ الشّرَفِ وَ أَنتَ بِحَمدِ اللّهِ مِن أَهلِ الكَفَاءَةِ وَ الشّرَفِ وَ لَكِنّكَ حَدِيثُ السّنّ وَ لَيسَ يُبَارِزُ الأَحدَاثَ فَاذهَب فَادعُهُ إِلَي مبُاَرزَتَيِ‌ فَأَتَاهُم فَقَالَ أَنَا رَسُولٌ فأَمَنّوُنيِ‌ فَأَمّنُوهُ فَجَاءَ حَتّي انتَهَي إِلَي أَبِي الأَعوَرِ فَقَالَ لَهُ إِنّ الأَشتَرَ يَدعُوكَ إِلَي المُبَارَزَةِ قَالَ فَسَكَتَ عنَيّ‌ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ إِنّ خِفّةَ الأَشتَرِ وَ سُوءَ رَأيِهِ هُوَ ألّذِي دَعَاهُ إِلَي إِجلَاءِ عُمّالِ عُثمَانَ وَ افتِرَائِهِ عَلَيهِ يُقَبّحُ مَحَاسِنَهُ وَ يَجهَلُ حَقّهُ وَ يُظهِرُ عَدَاوَتَهُ وَ مِن خِفّةِ الأَشتَرِ أَنّهُ سَارَ إِلَي عُثمَانَ فِي دَارِهِ وَ قَرَارِهِ فَقَتَلَهُ فِيمَن قَتَلَهُ وَ أَصبَحَ مُتّبِعاً بِدَمِهِ لَا حَاجَةَ لِي فِي مُبَارَزَتِهِ فَقُلتُ إِنّكَ قَد تَكَلّمتَ فَاسمَع حَتّي أُجِيبَكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي جَوَابِكَ وَ لَا الِاستِمَاعِ مِنكَ اذهَب عنَيّ‌ وَ صَاحَ بيِ‌ أَصحَابُهُ فَانصَرَفتُ عَنهُ وَ لَو سَمِعَ لَأَسمَعتُهُ عُذرَ صاَحبِيِ‌ وَ حُجّتَهُ فَرَجَعتُ إِلَي الأَشتَرِ فَأَخبَرتُهُ أَنّهُ قَد أَبَي المُبَارَزَةَ فَقَالَ لِنَفسِهِ نَظرٌ قَالَ فَتَوَاقَفنَا حَتّي حَجَزَ بَينَنَا وَ بَينَهُمُ اللّيلُ وَ بِتنَا مُتَحَارِسِينَ فَلَمّا أَن أَصبَحنَا نَظَرنَا فَإِذَا هُمُ انصَرَفُوا


صفحه : 434

قَالَ وَ صَبّحَنَا عَلِيّ ع غُدوَةً سَائِراً نَحوَ مُعَاوِيَةَ فَإِذَا أَبُو الأَعوَرِ قَد سَبَقَ إِلَي سُهُولَةِ الأَرضِ وَ سَعَةِ المَنزِلِ وَ شَرِيعَةِ المَاءِ مَكَانٍ أَفيَحَ وَ كَانَ أَبُو الأَعوَرِ عَلَي مُقَدّمَةِ مُعَاوِيَةَ وَ اسمُهُ سُفيَانُ بنُ عَمرٍو وَ كَانَ وُصُولُ عَلِيّ ع إِلَي صِفّينَ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنَ المُحَرّمِ مِن سَنَةِ سَبعٍ وَ ثَلَاثِينَ

قَالَ نَصرٌ فَلَمّا انصَرَفَ أَبُو الأَعوَرِ عَنِ الحَربِ رَاجِعاً سَبَقَ إِلَي المَاءِ فَغَلَبَ عَلَيهِ فِي المَوضِعِ المَعرُوفِ بِقُنَاصِرِينَ إِلَي جَانِبِ صِفّينَ وَ سَاقَ الأَشتَرُ يَتبَعُهُ فَوَجَدَهُ غَالِباً عَلَي المَاءِ وَ كَانَ فِي أَربَعَةِ آلَافٍ مِن مسُتبَصرِيِ‌ أَهلِ العِرَاقِ فَصَدَمُوا أَبَا الأَعوَرِ وَ أَزَالُوهُ عَنِ المَاءِ فَأَقبَلَ مُعَاوِيَةُ فِي جَمِيعِ الفَيلَقِ بِقَضّهِ وَ قَضِيضِهِ فَلَمّا رَآهُمُ الأَشتَرُ انحَازَ إِلَي عَلِيّ ع وَ غَلَبَ مُعَاوِيَةُ وَ أَهلُ الشّامِ عَلَي المَاءِ وَ حَالُوا بَينَ أَهلِ العِرَاقِ وَ بَينَهُ وَ أَقبَلَ عَلِيّ ع فِي جُمُوعِهِ فَطَلَبَ مَوضِعاً لِعَسكَرِهِ وَ أَمَرَ النّاسَ أَن يَضَعُوا أَثقَالَهُم وَ هُم أَكثَرُ مِن مِائَةِ أَلفٍ فَلَمّا نَزَلُوا تَسَرّعَ فَوَارِسُ مِن فَوَارِسِ عَلِيّ ع عَلَي خُيُولِهِم إِلَي جِهَةِ مُعَاوِيَةَ يَطعَنُونَ وَ يَرمُونَ بِالسّهَامِ وَ مُعَاوِيَةُ بَعدُ لَم يَنزِل فَنَاوَشَهُم أَهلُ الشّامِ القِتَالَ فَاقتَتَلُوا هَوِيّاً

392- قَالَ نَصرٌ فحَدَثّنَيِ‌ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَفَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي عَلِيّ ع عَافَانَا اللّهُ وَ إِيّاكَ مَا أَحسَنَ العَدلَ


صفحه : 435

وَ الإِنصَافَ بِمَن عَمِلَ وَ أَقبَحَ الطّيشَ ثُمّ النّفشَ فِي الرّجُلِ وَ كَتَبَ بَعدَهُ


اربِط حِمَارَكَ لَا تَنزِع سَوِيّتَهُ   إِذًا يُرَدّ وَ قَيدُ العِيرِ مَكرُوبٌ

لَيسَت تَرَي السّيّدُ زَيداً فِي نُفُوسِهِم   كَمَا تَرَاهُ بَنُو كُوزٍ وَ مَرهُوبٍ

إِن تَسأَلُوا الحَقّ يُعطَ الحَقّ سَائِلُهُ   وَ الدّرعُ مُحقَبَةٌ وَ السّيفُ مَقرُوبٌ

أَو تَأنَفُونَ فَإِنّا مَعشَرَ أَنفٍ   لَا نَطعَمُ الضّيمَ إِنّ السّمّ مَشرُوبٌ

فَأَمَرَ عَلِيّ ع أَن يُوزَعَ النّاسُ عَنِ القِتَالِ حَتّي أَخَذَ أَهلُ الشّامِ مَصَافّهُم ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ هَذَا مَوقِفٌ مَن نَطِفَ فِيهِ نَطِفَ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن فَلَجَ فِيهِ فَلَجَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ لَمّا رَأَي نُزُولَ مُعَاوِيَةَ بِصِفّينَ


لَقَد أَتَانَا كَاشِراً عَن نَابِهِ   يُهَمّطُ النّاسَ عَلَي اعتِزَابِهِ

  َليَأتِنَا الدّهرُ بِمَا أَتَي بِهِ

قَالَ نَصرٌ وَ كَتَبَ عَلِيّ إِلَي مُعَاوِيَةَ جَوَابَ كِتَابِهِ أَمّا بَعدُ


فَإِنّ لِلحَربِ عُرَاماً شَرَراً   إِنّ عَلَيهَا قَائِداً عَشَنزَراً

يُنصِفُ مَن أَحجَرَ أَو تَنَمّرَا   عَلَي نَوَاحِيهَا مِزَجّاً زَمجَراً

  إِذَا وَنِينَ سَاعَةٍ تَغَشمَرَا

صفحه : 436

وَ كَتَبَ بَعدَهُ


أَ لَم تَرَ قوَميِ‌ إِذ دَعَاهُم أَخُوهُم   أَجَابُوا وَ إِن يَغضَب عَلَي القَومِ يَغضَبُوا

هُم حَفِظُوا غيَبيِ‌ كَمَا كُنتُ حَافِظاً   لقِوَميِ‌ أُخرَي مِثلِهَا إِذ تَغَيّبُوا

بَنُو الحَربِ لَم تَقعُد بِهِم أُمّهَاتُهُم   وَ آبَاؤُهُم آبَاءُ صِدقٍ فَأَنجَبُوا

قَالَ فَتَرَاجَعَ النّاسُ كُلّ مِنَ الفَرِيقَينِ إِلَي مُعَسكَرِهِ وَ ذَهَبَ شَبَابٌ مِنَ النّاسِ إِلَي المَاءِ لِيَستَقُوا فَمَنَعَهُم أَهلُ الشّامِ

قال ابن أبي الحديد قلت في هذه الألفاظ ماينبغي‌ أن يشرح قوله فاقتتلوا هويا بفتح الهاء أي قطعة من الزمان وذهب هوي‌ من الليل أي هزيع منه والنفش كثرة الكلام والدعاوي‌ وأصله من نفش الصوف والسوية كساء محشو بثمام ونحوه كالبرزعة وكربت القيد إذاضيقته علي المقيد وقيد مكروب أي ضيق يقول لاتنزع برزعة حمارك عنه واربطه وقيده و إلاأعيد إليك وقيده ضيق . و هذامثل ضربه لعلي‌ ع يأمره فيه بأن يردع جيشه عن التسرع والعجلة عندالحرب . وزيد المذكور في الشعر هوزيد بن حصين بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من بني‌ ضبة و هوالمعروف بزيد الخيل و كان فارسهم . وبنو السيد من ضبة أيضا وهم بنو السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة إلي آخر النسب وبنو السيد بنو عم زيد الفوارس


صفحه : 437

لأنه من بني‌ ذهل بن مالك وهؤلاء بنو السيد بن مالك وبينهم عداوة النسب يقول إن بني‌ السيد لايرون زيدا في نفوسهم كمايراه أهله الأدنون منه نسبا وهم بنو كوز وبنو مرهوب يقول نحن لانعظم زيدا و لانعتقد فيه من الفضيلة مايعتقده أهله وبنو عمه الأدنون . والمثل لعلي‌ ع أي نحن لانري في علي مايراه أهل العراق من تعظيمه وتبجيله . والدرع محقبة أي بحالها في حقابها و هو مايشد به في غلافها والسيف بحاله في قرابه و هوجفنه يقال حقبت الدرع وقربت السيف كلاهما ثلاثيان يقول إن سألتم الحق أعطيناكموه من غيرحاجة إلي الحرب بل نجيبكم إليه والدروع بحالها لم تلبس والسيوف في أجفانها لم تشهر. و أماإثبات النون في تأنفون فللشعر يقول و إن أنفتم وأبيتم إلاالحرب فإنا نأنف مثلكم أيضا لانطعم الضيم و لانقبله ثم قال إن السم مشروب أي إن السم قدنشربه و لانشرب الضيم أي نختار الموت علي الذلة. والشعر لعبد الله بن غنم الضبي‌ من بني‌ السيد.فأما قوله ع هذاموقف من نطف فيه نطف يوم القيامة


صفحه : 438

أي من تلطخ فيه بعيب من فرار أونكول عن العدو يقال نطف فلان بالكسر إذاتدنس بعيب ونطف أيضا إذاأفسد يقول من فسدت حاله اليوم في هذاالجهاد فسدت حاله غدا عند الله قوله من فلج فيه بفتح اللام أي من ظهر وفاز يقال فلج علي خصمه كنصر أي ظهرت حجته عليه . قوله ع يهمط الناس أي يقهرهم ويخبطهم وأصله الأخذ بغير تقدير. و قوله ع علي اعتزابه أي علي بعده عن الإمارة والولاية علي الناس . والعرام بالضم الشراسة والهوج والعشنزر الشديد القوي‌ ينصف من يظلم الناس وأحجر ظلم الناس حتي ألجأهم إلي أن دخلوا حجرهم أي بيوتهم وتنمر أي تنكر حتي صار كالنمر يقول هذاالقائد الشديد القوي‌ ينصف من يظلم الناس ويتنكر لهم أي ينصف منه فحذف حرف الجر كقوله تعالي وَ اختارَ مُوسي قَومَهُ أي من قومه . والمزج بكسر الميم السريع النفوذ وأصله الرمح القصير كالمزراق و رجل زمجر أي مانع حوزته والميم زائدة و من رواها زمخرا بالخاء عني به المرتفع العالي‌ الشأن وجعل الميم زائدة أيضا من زخر الوادي‌ أي علا وارتفع وغشمر السيل أقبل والغشمرة إتيان الأمر بغير تثبت يقول إذاأبطأن ساقهن سوقا عنيفا. والأبيات البائية لربيع بن مسروم الضبي‌.


صفحه : 439

وروي نصر عن عبد الله بن عوف قال لماقدمنا علي معاوية و أهل الشام بصفين وجدناهم قدنزلوا منزلا اختاروه مستويا بساطا واحدا وأخذوا الشريعة فهي‌ أيديهم و قدصف أبوالأعور عليها الخيل والرجالة وقدم المرامية ومعهم أصحاب الرماح والدرق و علي رءوسهم البيض و قدأجمعوا أن يمنعونا الماء ففزعنا إلي أمير المؤمنين ع فأخبرناه بذلك .فدعا صعصعة بن صوحان فقال ائت معاوية فقل له إنا سرنا إليك مسيرنا هذا و أناأكره قتالكم قبل الإعذار إليكم وإنك قدمت خيلك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك وبدأتنا بالحرب ونحن من رأينا الكف حتي ندعوك ونحتج عليك و هذه أخري قدفعلتموها قدحلتم بين الناس و بين الماء فخل بينهم وبينه حتي ننظر فيما بيننا وبينكم وفيما قدمنا له وقدمتم له و إن كان أحب إليك أن ندع ماجئنا له وندع الناس يقتتلون علي الماء حتي يكون الغالب هوالشارب فعلنا. فلما مضي صعصعة برسالته إلي معاوية قال معاوية لأصحابه ماترون فقال الوليد بن عقبة امنعهم الماء كمامنعوه ابن عفان حصروه أربعين يوما يمنعونه برد الماء ولين الطعام اقتلهم عطشا قتلهم الله . و قال عمرو بن العاص خل بين القوم و بين الماء فإنهم لن يعطشوا و أنت ريان ولكن لغير الماء فانظر فيما بينك وبينهم فأعاد الوليد مقالته . و قال عبد الله بن سعيد بن أبي سرح و كان أخا عثمان من الرضاعة امنعهم الماء إلي الليل فإنهم إن لم يقدروا عليه رجعوا و كان رجوعهم هزيمتهم امنعهم الماء منعهم الله يوم القيامة.


صفحه : 440

فقال صعصعة إنما يمنع الماء يوم القيامة الفجرة الكفرة شربة الخمر ضربك وضرب هذاالفاسق يعني‌ الوليد فتواثبوا إليه يشتمونه ويتهددونه فقال معاوية كفوا عن الرجل فإنما هو رسول . قال عبد الله بن عوف إن صعصعة لمارجع إلينا حدثنابما قال معاوية و ما كان منه و مارده علينا و قال لماأردت الانصراف من عنده قلت ماترد علي قال سيأتيكم رأيي‌ قال فو الله ماراعنا إلاتسوية الرجال والصفوف والخيل فأرسل إلي أبي الأعور امنعهم الماء فازدلفنا و الله إليهم فارتمينا وأطعنا بالرماح واضطر بنا بالسيوف فطال ذلك بيننا وبينهم حتي صار الماء في أيدينا فقلنا لا و الله لانسقيهم فأرسل علي ع أن خذوا من الماء حاجتكم وارجعوا معسكركم وخلوا بينهم و بين الماء فإن الله قدنصركم عليهم ببغيهم وظلمهم . و قال نصر قال عمرو بن العاص خل بينهم و بين الماء فإن عليا لم يكن ليظمأ و أنت ريان و في يده أعنة الخيل و هوينظر إلي الفرات حتي يشرب أويموت و أنت تعلم أنه الشجاع المطرق و قدسمعته أنامرارا و هو يقول لو أن معي‌ أربعين رجلا يوم فتش البيت يعني‌ بيت فاطمة لواستمكنت من أربعين رجلا يعني‌ في الأمر الأول . قال و لماغلب أهل الشام علي الفرات فرحوا بالغلبة و قال معاوية يا


صفحه : 441

أهل الشام هذا و الله أول الظفر لاسقاني‌ الله و لا أباسفيان إن شربوا منه أبدا حتي يقتلوا بأجمعهم عليه وتباشر أهل الشام .فقام إلي معاوية رجل من أهل الشام همداني‌ ناسك يقال له المعري‌ بن الأقبل فقال يامعاوية سبحان الله الآن سبقتم القوم إلي الفرات تمنعونهم الماء أما و الله لوسبقوكم إليه لسقوكم منه أ ليس أعظم ماتنالون من القوم أن تمنعونهم فرضة من الفرات فينزلون علي فرضة أخري فيجازونكم بما صنعتم . أ ماتعلمون أن فيهم العبد والأمة والأجير والضعيف و من لاذنب له هذا و الله أول الجهل فأغلظ له معاوية. قال نصر ثم سار الرجل الهمداني‌ في سواد الليل حتي لحق بعلي‌ ع ومكث أصحاب علي ع بغير ماء واغتم ع بما فيه أهل العراق من العطش فأتي الأشعث عليا فقال يا أمير المؤمنين أيمنعنا القوم ماء الفرات و أنت فينا والسيوف في أيدينا خل عنا و عن القوم فو الله لانرجع حتي نرده أونموت ومر الأشتر يعلو بخيله ويقف حيث تأمر فقال علي ع ذاك إليكم .فنادي الأشعث في الناس من كان يريد الماء أوالموت فميعاده موضع كذا فإني‌ ناهض فأتاه اثنا عشر ألفا من كندة وأفناء قحطان واضعي‌ سيوفهم علي عواتقهم فشد عليه سلاحه ونهض بهم حتي كاد أن يخالط أهل الشام وجعل يلقي‌ رمحه و يقول لأصحابه بأبي‌ وأمي‌ وأنتم تقدموا إليهم قاب رمحي‌ هذافلم يزل ذلك دأبه حتي خالط القوم وحسر عن رأسه ونادي أناالأشعث بن قيس خلوا عن الماء فنادي أبوالأعور أما و الله حتي لاتأخذنا وإياكم السيوف فلا فقال الأشعث قد و الله أظنها دنت منا ومنكم .


صفحه : 442

و كان الأشتر قد تعالي بخيله حيث أمره علي ع فبعث إليه الأشعث أقحم الخيل فأقحمها حتي وضعت بسنابكها في الفرات وأخذت أهل الشام السيوف فولوا مدبرين

393- قَالَ وَ حَدّثَنَا عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ زَيدِ بنِ الحَسَنِ قَالَا فَنَادَي الأَشعَثُ عَمرَو بنَ العَاصِ فَقَالَ وَيحَكَ يَا ابنَ العَاصِ خَلّ بَينَنَا وَ بَينَ المَاءِ فَوَ اللّهِ لَئِن لَم تَفعَل لَتَأخُذُنَا وَ إِيّاكُمُ السّيُوفُ فَقَالَ عَمرٌو وَ اللّهِ لَا نخُلَيّ‌ عَنهُ حَتّي تَأخُذَنَا السّيُوفُ وَ إِيّاكُم فَيَعلَمَ رَبّنَا سُبحَانَهُ أَيّنَا أَصبَرُ اليَومَ فَتَرَجّلَ الأَشعَثُ وَ الأَشتَرُ وَ ذَوُو البَصَائِرِ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع وَ تَرَجّلَ مَعَهُمَا اثنَا عَشَرَ أَلفاً فَحَمَلُوا عَلَي عَمرٍو وَ أَبِي الأَعوَرِ وَ مَن مَعَهُمَا مِن أَهلِ الشّامِ فَأَزَالُوهُم عَنِ المَاءِ حَتّي غُمِسَت خَيلُ عَلِيّ ع سَنَابِكُهَا فِي المَاءِ

قَالَ نَصرٌ فَرَوَي لَنَا عُمَرُ بنُ سَعدٍ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ ذَاكَ اليَومَ هَذَا يَومٌ نُصِرتُم فِيهِ بِالحَمِيّةِ

قَالَ نَصرٌ فَحَدّثَنَا عَمرٌو عَن جَابِرٍ قَالَ خَطَبَ عَلِيّ ع يَومَ المَاءِ فَقَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ القَومَ قَد بَدَءُوكُم بِالظّلمِ وَ فَاتَحُوكُم باِلبغَي‌ِ وَ استَقبَلُوكُم بِالعُدوَانِ وَ قَدِ استَطعَمُوكُمُ القِتَالَ حَيثُ مَنَعُوكُمُ المَاءَ فَأَقِرّوا عَلَي مَذَلّةٍ وَ تَأخِيرِ مَحَلّةِ أَو رَوّوا السّيُوفَ مِنَ الدّمَاءِ تَروَوا مِنَ المَاءِ فَالمَوتُ فِي حَيَاتِكُم مَقهُورِينَ وَ الحَيَاةُ فِي مَوتِكُم قَاهِرِينَ أَلَا وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً[لُمّةً] مِنَ الغُوَاةِ وَ عَمّسَ عَلَيهِمُ الخَبَرَ حَتّي جَعَلَ نُحُورَهُم أَغرَاضَ المَنِيّةِ


صفحه : 443

قَالَ نَصرٌ وَ دَعَا الأَشتَرُ بِالحَارِثِ بنِ هَمّامٍ النخّعَيِ‌ّ فَأَعطَاهُ لِوَاءَهُ ثُمّ صَاحَ الأَشتَرُ فِي أَصحَابِهِ فَدَتكُم نفَسيِ‌ شُدّوا شِدّةَ المُحَرّجِ الراّجيِ‌ لِلفَرَجِ فَإِذَا نَالَتكُمُ الرّمَاحُ التَوُوا فِيهَا فَإِذَا عَضّتكُمُ السّيُوفُ فَليَعَضّ الرّجُلُ عَلَي نَاجِذِهِ فَإِنّهُ أَشَدّ لِشُئُونِ الرّأسِ ثُمّ استَقبِلُوا القَومَ بِهَامِكُم

قال و كان الأشتر يومئذ علي فرس له محذوف أدهم كأنه حلك الغراب وقتل بيده من أهل الشام من فرسانهم وصناديدهم سبعة صالح بن فيروز العكي‌ ومالك بن أدهم السلماني‌ ورياح بن عتيك الغساني‌ والأجلح بن منصور الكندي‌ و كان فارس أهل الشام و ابراهيم بن وضاح الجمحي‌ وزامل بن عتيك الجذامي‌ و محمد بن روضة الجمحي‌ وسمع أمير المؤمنين مرثية بعض نساء القتلي فقال أماإنهم أضروا بنسائهم فتركوهن أيامي حزاني بائسات قاتل الله معاوية أللهم حمله آثامهم وأوزارا وأثقالا مع أثقاله أللهم لاتعف عنه و عن صعصعة قال أقبل الأشتر يوم الماء فضرب بسيفه جمهور أهل الشام حتي كشفهم عن الماء وحمل أبوالأعور وحمل الأشتر عليه فلم ينتصف أحدهما صاحبه

قَالَ وَ قَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ لِمُعَاوِيَةَ لَمّا مَلَكَ أَهلُ العِرَاقِ المَاءَ مَا ظَنّكَ يَا مُعَاوِيَةُ بِالقَومِ إِن مَنَعُوكَ المَاءَ كَمَا مَنَعتَهُم أَمسِ أَ تَرَاكَ تُضَارِبُهُم عَلَيهِ كَمَا ضَارَبُوكَ عَلَيهِ مَا أَغنَي عَنكَ أَن تَكشِفَ لَهُمُ السّوءَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ دَع عَنكَ مَا مَضَي فَمَا ظَنّكَ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ ظنَيّ‌ أَنّهُ لَا يَستَحِلّ مِنكَ مَا استَحلَلتَ مِنهُ وَ أَنّ ألّذِي جَاءَ لَهُ غَيرُ المَاءِ

قَالَ نَصرٌ فَقَالَ أَصحَابُ عَلِيّ ع لَهُ امنَعهُمُ المَاءَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَمَا مَنَعُوكَ فَقَالَ لَا خَلّوا بَينَهُم وَ بَينَهُ لَا أَفعَلُ مَا فَعَلَهُ الجَاهِلُونَ فَسَنَعرِضُ عَلَيهِمُ كِتَابَ اللّهِ وَ نَدعُوهُم إِلَي الهُدَي فَإِن أَجَابُوا وَ إِلّا ففَيِ‌ حَدّ السّيفِ مَا يغُنيِ‌ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا أَمسَي النّاسُ حَتّي رَأَوا سُقَاتَهُم وَ سُقَاةَ أَهلِ الشّامِ وَ رَوَايَاهُم وَ رَوَايَا أَهلِ الشّامِ يَزدَحِمُونَ عَلَي المَاءِ مَا يؤُذيِ‌ إِنسَانٌ إِنسَاناً


صفحه : 444

أقول رجعنا إلي أصل كتاب نصر فوجدناه مطابقا لمارواه ابن أبي الحديد عنه .توضيح قال الفيروزآبادي‌ منبج كمجلس موضع و قال زجر الطائر تفأل به والزجر العيافة والتكهن و قال الرهق محركة السفه والنوك والخفة وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم و قال السقاط الوقعة الشديدة والعثرة و قال بحر أفيح واسع والفيحاء الواسعة من الدور و قال الفيلق كصيقل الجيش و قال جاءوا قضهم بفتح الضاد وبضمها وفتح القاف وكسرها بقضيضهم وجاءوا قضهم وقضيضهم أي جميعهم أوالقض الحصي الصغار والقضيض الكبار أي جاءوا بالكبير والصغير أوالقض بمعني القاض والقضيض بمعني المقضوض قوله لواستمكنت لوللتمني‌ أوالجزاء محذوف والأمر الأول بيعة أبي بكر وقاب رمحي‌ أي قدر رمحي‌ قوله قداستطعموكم .أقول روي السيد في المختار من النهج من هذاالموضع إلي آخر الكلام أي طلبوا منكم القتال كأنهم اضطروكم إليه إذ لاطاقة لكم علي العطش فجعلوه مرغوبا لكم كمايرغب الإنسان إلي الطعام ألذي به قوام بدنه فأقروا علي مذلة أي اعترفوا بها وإنه لاقدرة لكم علي دفعهم واصبروا عليها أواسكنوا أنفسكم في مكان الذل والمقهورية وتأخير المحلة دناءة المرتبة أورووا السيوف أي اجعلوها ريا ضد عطشي وقاد الفرس ضد ساقه فالقود من أمام والسوق من خلف واللمة بالضم والتخفيف الجماعة


صفحه : 445

وقيل المثل في السن والترب وعمس بالمهملتين وتشديد الميم أي أبهم وأخفي ويظهر من ابن الأثير أنه بالتخفيف . ويروي بالغين المعجمة و هوموجود في بعض نسخ النهج لكن بالتشديد وغمسه في الماء أي مقله وغمس النجم أي غاب والغميس الليل المظلم والظلمة والشي‌ء ألذي لم يظهر للناس و لم يعرف بعد و في بعض النسخ ورمس عليهم بالتشديد والرمس كتمان الخبر والمراد بالخبر خزي‌ الدنيا أوعذاب الآخرة أوالأعم والغرض الهدف ألذي يرمي فيه والمنية الموت و قال الجوهري‌ الحلك السواد يقال أسود مثل حلك الغراب و هوسواده


صفحه : 447

باب 21- باب جمل ماوقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلي التحكيم

394- قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ مُوَافِقاً لِمَا وَجَدتُهُ فِي أَصلِ كِتَابِ صِفّينَ لِنَصرِ بنِ المُزَاحِمِ لَمّا مَلَكَ عَلِيّ ع المَاءَ بِصِفّينَ ثُمّ سَمَحَ لِأَهلِ الشّامِ بِالمُشَارَكَةِ فِيهِ وَ المُسَاهَمَةِ استِمَالَةً لِقُلُوبِهِم مَكَثَ أَيّاماً لَا يُرسِلُ إِلَي مُعَاوِيَةَ أَحَداً وَ لَا يَأتِيهِ مِن عِندِ مُعَاوِيَةَ أَحَدٌ وَ استَبطَأَ أَهلُ العِرَاقِ إِذنَهُ لَهُم فِي القِتَالِ وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ خَلّفنَا ذَرَارِيّنَا وَ نِسَاءَنَا بِالكُوفَةِ ائذَن لَنَا فِي قِتَالِ القَومِ فَإِنّ النّاسَ قَد قَالُوا قَالَ عَلِيّ ع مَا قَالُوا فَقَالَ مِنهُم قَائِلٌ إِنّهُم يَظُنّونَ أَنّكَ تَكرَهُ الحَربَ كَرَاهِيَةً لِلمَوتِ وَ مِنهُم مَن يَظُنّ أَنّكَ فِي شَكّ فِي قِتَالِ أَهلِ الشّامِ فَقَالَ ع وَ مَتَي كُنتُ كَارِهاً لِلحَربِ قَطّ إِنّ مِنَ العَجَبِ حبُيّ‌ لَهَا غُلَاماً وَ يَفَعاً وَ كرَاَهيِتَيِ‌ لَهَا شَيخاً بَعدَ نَفَادِ العُمُرِ وَ قُربِ الوَقتِ وَ أَمّا شكَيّ‌ فِي


صفحه : 448

القَومِ فَلَو شَكَكتُ فِيهِم لَشَكَكتُ فِي أَهلِ البَصرَةِ فَوَ اللّهِ لَقَد ضَرَبتُ هَذَا الأَمرَ ظَهراً وَ بَطناً فَمَا وَجَدتُ يسَعَنُيِ‌ إِلّا القِتَالُ أَو أَن أعَصيِ‌َ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لكَنِيّ‌ أسَتأَنيِ‌ بِالقَومِ عَسَي أَن يَهتَدُوا أَو يهَتدَيِ‌َ فِيهِم طَائِفَةٌ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِي يَومَ الخَيبَرِ لَأَن يهَديِ‌َ اللّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِداً خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ

قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍفَبَعَثَ عَلِيّ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ بِشرَ بنَ عَمرٍو وَ سَعِيدَ بنَ قَيسٍ وَ شَبَثَ بنَ ربِعيِ‌ّ فَقَالَ ائتُوا هَذَا الرّجُلَ فَادعُوهُ إِلَي الطّاعَةِ وَ الجَمَاعَةِ وَ إِلَي اتّبَاعِ أَمرِ اللّهِ سُبحَانَهُ فَقَالَ شَبَثٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ لَا نُطمِعُهُ فِي سُلطَانٍ تُوَلّيهِ إِيّاهُ وَ مَنزِلَةٍ يَكُونُ لَهُ بِهَا أَثَرَةٌ عِندَكَ إِن هُوَ بَايَعَكَ قَالَ ائتُوهُ الآنَ وَ القَوهُ وَ احتَجّوا عَلَيهِ وَ انظُرُوا مَا رَأيُهُ فِي هَذَا فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَابتَدَأَ بِشرُ بنُ عَمرِو بنِ مِحصَنٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أَمّا بَعدُ يَا مُعَاوِيَةُ فَإِنّ الدّنيَا عَنكَ زَائِلَةٌ وَ إِنّكَ رَاجِعٌ إِلَي الآخِرَةِ وَ إِنّ اللّهَ مُجَازِيكَ بِعَمَلِكَ وَ مُحَاسِبُكَ بِمَا قَدّمَت يَدَاكَ وَ إنِنّيِ‌ أَنشُدُكَ اللّهَ أَن تُفَرّقَ جَمَاعَةَ هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَن تَسفِكَ دِمَاءَهَا بَينَهَا فَقَطَعَ مُعَاوِيَةُ عَلَيهِ الكَلَامَ فَقَالَ فَهَلّا أَوصَيتَ صَاحِبَكَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ إِنّ صاَحبِيِ‌ لَا يُوصَي إِنّ صاَحبِيِ‌ لَيسَ مِثلَكَ صاَحبِيِ‌ أَحَقّ النّاسِ بِهَذَا الأَمرِ فِي الفَضلِ وَ الدّينِ وَ السّابِقَةِ فِي الإِسلَامِ وَ القَرَابَةِ مِنَ الرّسُولِ قَالَ مُعَاوِيَةُ فَتَقُولُ مَا ذَا قَالَ أَدعُوكَ إِلَي تَقوَي رَبّكَ وَ إِجَابَةِ ابنِ عَمّكَ إِلَي مَا يَدعُوكَ إِلَيهِ مِنَ الحَقّ فَإِنّهُ أَسلَمُ لَكَ فِي دِينِكَ وَ خَيرٌ لَكَ فِي عَاقِبَةِ أَمرِكَ قَالَ وَ يُطَلّ دَمُ عُثمَانَ لَا وَ الرّحمَنِ لَا أَفعَلُ ذَلِكَ أَبَداً فَذَهَبَ سَعِيدُ بنُ قَيسٍ لِيَتَكَلّمَ فَبَدَرَهُ شَبَثُ بنُ ربِعيِ‌ّ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ


صفحه : 449

ثُمّ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ قَد فَهِمتُ مَا رَدَدتَ عَلَي ابنِ مِحصَنٍ إِنّهُ لَا يَخفَي عَلَينَا مَا تَطلُبُ إِنّكَ لَا تَجِدُ شَيئاً تسَتغَويِ‌ بِهِ النّاسَ وَ تَستَمِيلُ بِهِ أَهوَاءَهُم إِلّا أَن قُلتَ لَهُم قُتِلَ إِمَامُكُم مَظلُوماً فَهَلُمّوا نَطلُب بِدَمِهِ فَاستَجَابَ لَكَ سَفِلَةٌ طَغَامٌ رُذَالٌ وَ قَد عَلِمنَا أَنّكَ أَبطَأتَ عَنهُ بِالنّصرِ وَ أَحبَبتَ لَهُ القَتلَ لِهَذِهِ المَنزِلَةِ التّيِ‌ تَطلُبُ وَ رُبّ مبُتغَي‌[مُبتَغٍ]أَمراً وَ طَالِبٍ لَهُ يَحُولُ اللّهُ دُونَهُ وَ رُبّمَا أوُتيِ‌َ المتُمَنَيّ‌ أُمنِيّتَهُ وَ رُبّمَا لَم يُؤتَهَا وَ وَ اللّهِ مَا لَكَ فِي وَاحِدَةٍ مِنهُمَا خَيرٌ وَ اللّهِ إِن أَخطَأَكَ مَا تَرجُو إِنّكَ لَشَرّ العَرَبِ حَالًا وَ لَئِن أَصَبتَ مَا تَتَمَنّاهُ لَا تُصِيبُهُ حَتّي تَستَحِقّ صَلَي النّارِ فَاتّقِ اللّهَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ دَع مَا أَنتَ عَلَيهِ وَ لَا تُنَازِعِ الأَمرَ أَهلَهُ فَحَمِدَ مُعَاوِيَةُ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ أَوّلَ مَا عَرَفتُ بِهِ سَفَهَكَ وَ خِفّةَ حِلمِكَ قَطعُكَ عَلَي هَذَا الحَسِيبِ الشّرِيفِ سَيّدِ قَومِهِ مَنطِقَهُ ثُمّ عَنّفتَ بَعدُ فِيمَا لَا عِلمَ لَكَ بِهِ وَ لَقَد كَذَبتَ وَ لَوّمتَ أَيّهَا الأعَراَبيِ‌ّ الجِلفُ الجاَفيِ‌ فِي كُلّ مَا وَصَفتَ انصَرِفُوا مِن عنِديِ‌ فَإِنّهُ لَيسَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم إِلّا السّيفُ وَ غَضِبَ فَخَرَجَ القَومُ وَ شَبَثٌ يَقُولُ أَ عَلَينَا تُهَوّلُ بِالسّيفِ أَمَا وَ اللّهِ لَنُعَجّلَنّهُ إِلَيكَ

قَالَ نَصرٌ وَ خَرَجَ قُرّاءُ أَهلِ العِرَاقِ وَ قُرّاءُ أَهلِ الشّامِ فَعَسكَرُوا فِي نَاحِيَةِ صِفّينَ فِي ثَلَاثِينَ أَلفاً

قَالَ وَ عَسكَرُ عَلِيّ ع عَلَي المَاءِ وَ عَسكَرُ مُعَاوِيَةَ فَوقَهُ عَلَي المَاءِ أَيضاً وَ مَشَتِ القُرّاءُ بَينَ عَلِيّ ع وَ مُعَاوِيَةَ مِنهُم عُبَيدَةُ السلّماَنيِ‌ّ وَ عَلقَمَةُ بنُ قَيسٍ النخّعَيِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُتبَةَ وَ عَمّارُ بنُ عَبدِ القَيسِ فَدَخَلُوا عَلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالُوا يَا مُعَاوِيَةُ مَا ألّذِي تَطلُبُ


صفحه : 450

قَالَ أَطلُبُ بِدَمِ عُثمَانَ قَالُوا مِمّن تَطلُبُ بِدَمِ عُثمَانَ قَالَ أَطلُبُهُ مِن عَلِيّ قَالُوا أَ وَ عَلِيّ قَتَلَهُ قَالَ نَعَم هُوَ قَتَلَهُ وَ آوَي قَتَلَتَهُ فَانصَرَفُوا مِن عِندِهِ فَدَخَلُوا عَلَي عَلِيّ ع وَ قَالُوا إِنّ مُعَاوِيَةَ زَعَمَ أَنّكَ قَتَلتَ عُثمَانَ قَالَ أللّهُمّ لَكَذَبَ عَلَيّ لَم أَقتُلهُ فَرَجَعُوا إِلَي مُعَاوِيَةَ فَأَخبَرُوهُ فَقَالَ إِن لَم يَكُن قَتَلَهُ بِيَدِهِ فَقَد أَمَرَ وَ مَالَأَ فَرَجَعُوا إِلَيهِ ع وَ قَالُوا يَزعُمُ أَنّكَ إِن لَم تَكُن قَتَلتَ بِيَدِكَ فَقَد أَمَرتَ وَ مَالَأتَ عَلَي قَتلِ عُثمَانَ فَقَالَ أللّهُمّ لَكَذَبَ فِيمَا قَالَ فَرَجَعُوا إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالُوا إِنّ عَلِيّاً يَزعُمُ أَنّهُ لَم يَفعَل فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إِن كَانَ صَادِقاً فَليُقِدنَا مِن قَتَلَةِ عُثمَانَ فَإِنّهُم فِي عَسكَرِهِ وَ جُندِهِ وَ أَصحَابُهُ وَ عَضُدُهُ فَرَجَعُوا إِلَي عَلِيّ ع فَقَالُوا إِنّ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ لَكَ إِن كُنتَ صَادِقاً فَادفَع إِلَينَا قَتَلَةَ عُثمَانَ أَو مَكّنّا مِنهُم فَقَالَ لَهُم إِنّ القَومَ تَأَوّلُوا عَلَيهِ القُرآنَ وَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ وَ قَتَلُوهُ فِي سُلطَانِهِ وَ لَيسَ عَلَي ضَربِهِم قَوَدٌ فَخَصَمَ عَلِيّ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُم مُعَاوِيَةُ إِن كَانَ الأَمرُ كَمَا تَزعُمُونَ فَلِمَ ابتَزّ الأَمرَ دُونَنَا عَلَي غَيرِ مَشُورَةٍ مِنّا وَ لَا مِمّن هَاهُنَا مَعَنَا فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ النّاسَ تَبَعُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ هُم شُهُودٌ لِلمُسلِمِينَ فِي البِلَادِ عَلَي وُلَاتِهِم وَ أُمَرَاءِ دِينِهِم فَرَضُوا بيِ‌ وَ باَيعَوُنيِ‌ وَ لَستُ أَستَحِلّ أَن أَدَعَ ضَربَ مُعَاوِيَةَ يَحكُمُ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ وَ يَركَبُهُم وَ يَشُقّ عَصَاهُم فَرَجَعُوا إِلَي مُعَاوِيَةَ فَأَخبَرُوهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَيسَ كَمَا يَقُولُ فَمَا بَالُ مَن هَاهُنَا مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ لَم يَدخُلُوا فِي هَذَا الأَمرِ فَانصَرَفُوا إِلَيهِ ع فَأَخبَرُوهُ بِقَولِهِ فَقَالَ وَيحَكُم هَذَا لِلبَدرِيّينَ دُونَ


صفحه : 451

الصّحَابَةِ وَ لَيسَ فِي الأَرضِ بدَريِ‌ّ إِلّا وَ قَد باَيعَنَيِ‌ وَ هُوَ معَيِ‌ أَو قَد أَقَامَ وَ رضَيِ‌َ فَلَا يَغُرّنّكُم مُعَاوِيَةُ مِن أَنفُسِكُم وَ دِينِكُم

قال نصر فتراسلوا بذلك ثلاثة أشهر ربيع الآخر وجماديين وهم مع ذلك يفزعون الفزعة فيما بينها ويزحف بعضهم إلي بعض ويحجز القراء بينهم قال ففزعوا في ثلاثة أشهر خمسا وثلاثين فزعة يزحف بعضهم إلي بعض ويحجز القراء بينهم

قَالَ نَصرٌ وَ خَرَجَ أَبُو أُمَامَةَ الباَهلِيِ‌ّ وَ أَبُو الدّردَاءِ فَدَخَلَا عَلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَا يَا مُعَاوِيَةُ عَلَامَ تُقَاتِلُ هَذَا الرّجُلَ فَوَ اللّهِ لَهُوَ أَقدَمُ مِنكَ سِلماً[إِسلَاماً] وَ أَحَقّ مِنكَ بِهَذَا الأَمرِ وَ أَقرَبُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَعَلَامَ تُقَاتِلُهُ قَالَ أُقَاتِلُهُ عَلَي دَمِ عُثمَانَ فَإِنّهُ آوَي قَتَلَتَهُ فَقُولُوا لَهُ فَليُقِدنَا مِن قَتَلَتِهِ وَ أَنَا أَوّلُ مَن بَايَعَهُ مِن أَهلِ الشّامِ فَانطَلَقُوا إِلَي عَلِيّ ع فَأَخبَرُوهُ فَقَالَ إِنّمَا يَطلُبُ الّذِينَ تَرَونَ فَخَرَجَ عِشرُونَ أَلفاً وَ أَكثَرُ مُتَسَربِلِينَ فِي الحَدِيدِ لَا يُرَي مِنهُم إِلّا الحَدَقُ فَقَالُوا كُلّنَا قَتَلَهُ فَإِن شَاءُوا فَليَرُومُوا ذَلِكَ مِنّا فَرَجَعَ أَبُو أُمَامَةَ وَ أَبُو الدّردَاءِ فَلَم يَشهَدَا شَيئاً مِنَ القِتَالِ حَتّي إِذَا كَانَ فِي رَجَبٍ وَ خشَيِ‌َ مُعَاوِيَةُ أَن يُبَايِعَ القُرّاءُ عَلِيّاً ع جَدّ فِي المَكرِ وَ كَتَبَ فِي سَهمٍ مِن عَبدِ اللّهِ النّاصِحِ أنَيّ‌ أُخبِرُكُم أَنّ مُعَاوِيَةَ يُرِيدُ أَن يَفجُرَ عَلَيكُمُ الفُرَاتَ فَيُغرِقَكُم فَخُذُوا حِذرَكُم ثُمّ رَمَي السّهمَ فِي عَسكَرِ عَلِيّ ع فَوَقَعَ السّهمُ فِي يَدِ رَجُلٍ فَقَرَأَهُ ثُمّ أَقرَأَ صَاحِبَهُ فَلَمّا قَرَأَهُ مَن أَقبَلَ وَ أَدبَرَ قَالُوا هَذَا أَخٌ لَنَا نَاصِحٌ كَتَبَ إِلَيكُم يُخبِرُكُم بِمَا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ فَلَم يَزَلِ السّهمُ يُقرَأُ وَ يُرتَفَعُ حَتّي رُفِعَ إِلَي عَلِيّ ع وَ بَعَثَ مُعَاوِيَةُ فَأَتَي رِجَالٌ مِنَ العَمَلَةِ إِلَي عَاقُولٍ مِنَ النّهَرِ بِأَيدِيهِمُ المُرُورُ وَ الزّبُلُ يَحفِرُونَ فِيهَا بِحِيَالِ عَسكَرِ


صفحه : 452

عَلِيّ ع فَقَالَ ع وَيحَكُم إِنّ ألّذِي يُعَالِجُ مُعَاوِيَةُ لَا يَستَقِيمُ لَهُ وَ لَا يَقوَي عَلَيهِ إِنّمَا يُرِيدُ أَن يُزِيلَكُم عَنِ مَكَانِكُم فَانتَهُوا عَنِ ذَلِكَ وَ دَعُوهُ فَقَالُوا لَهُ هُم وَ اللّهِ يَحفِرُونَ وَ اللّهِ لَنَرتَحِلَنّ وَ إِن شِئتَ فَأَقِم فَارتَحَلُوا وَ صَعِدُوا بِعَسكَرِهِم مَلِيّاً وَ ارتَحَلَ عَلِيّ ع فِي أُخرَيَاتِ النّاسِ وَ هُوَ يَقُولُ


فَلَو أنَيّ‌ أُطِعتُ عَصَبتُ قوُميِ‌   إِلَي رُكنِ اليَمَامَةِ أَو شَمَامٍ

وَ لكَنِيّ‌ مَتَي أَبرَمتُ أَمراً   مُنِيتُ[BA] أي ابتُليت]بِخُلفِ آرَاءِ الطّغَامِ

قَالَ فَارتَحَلَ مُعَاوِيَةُ حَتّي نَزَلَ بِمُعَسكَرِ عَلِيّ ع ألّذِي كَانَ فِيهِ فَدَعَا عَلِيّ ع الأَشتَرَ فَقَالَ أَ لَم تغَلبِنيِ‌ عَلَي رأَييِ‌ أَنتَ وَ الأَشعَثُ بِرَأيِكُمَا فَقَالَ الأَشعَثُ أَنَا أَكفِيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ سأَدُاَويِ‌ مَا أَفسَدتُ اليَومَ مِن ذَلِكَ فَجَمَعَ كِندَةَ فَقَالَ لَهُم يَا مَعشَرَ كِندَةَ لَا تفَضحَوُنيِ‌ اليَومَ وَ لَا تخُزوُنيِ‌ فَإِنّمَا أَنَا أُقَارِعُ بِكُم أَهلَ الشّامِ فَخَرَجُوا مَعَهُ رَجّالَةٌ يَمشُونَ وَ بِيَدِهِ رُمحٌ لَهُ يُلقِيهِ عَلَي الأَرضِ وَ يَقُولُ امشُوا قِيسَ رمُحيِ‌ هَذَا فَيَمشُونَ فَلَم يَزَل يَقِيسُ لَهُمُ الأَرضَ بِرُمحِهِ وَ يَمشُونَ مَعَهُ حَتّي أَتَي مُعَاوِيَةَ وَسَطَ بنَيِ‌ سُلَيمٍ وَاقِفاً عَلَي المَاءِ وَ قَد جَاءَهُ أدَاَنيِ‌ عَسكَرِهِ فَاقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً عَلَي المَاءِ سَاعَةً وَ انتَهَي أَوَائِلَ أَهلِ العِرَاقِ فَنَزَلُوا وَ أَقبَلَ الأَشتَرُ فِي جُندٍ مِن أَهلِ العِرَاقِ فَحَمَلَ عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ الأَشعَثُ يُحَارِبُ فِي نَاحِيَةٍ أُخرَي فَانحَازَ مُعَاوِيَةُ فِي بنَيِ‌ سُلَيمٍ فَرَدّوا وُجُوهَ إِبِلِهِ قَدرَ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ ثُمّ نَزَلَ وَ وَضَعَ أَهلُ الشّامِ أَثقَالَهُم وَ الأَشعَثُ يَهدِرُ وَ يَقُولُ أَرضَيتُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ قَالَ الأَشتَرُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد غَلَبَ اللّهُ لَكَ عَلَي المَاءِ


صفحه : 453

قال نصر و كان كل واحد من علي ومعاوية يخرج الرجل الشريف في جماعة ويقاتل مثله وكانوا يكرهون أن يزاحفوا بجميع الفيلق مخافة الاستيصال والهلاك فاقتتل الناس ذا الحجة كله فلما انقضي تداعوا إلي أن يكف بعضهم عن بعض إلي أن ينقضي‌ المحرم لعل الله أن يجري‌ صلحا أواجتماعا فكف الناس في المحرم بعضهم عن بعض قال نصر حدثناعمر بن سعد عن أبي المجاهد عن المحل بن خليفة قال لماتوادعوا في المحرم اختلف الرسل فيما بين الرجلين رجاء الصلح فأرسل علي ع إلي معاوية عدي‌ بن حاتم وشبث بن ربعي‌ ويزيد بن قيس وزياد بن خصفة فلما دخلوا عليه حمد الله تعالي عدي‌ بن حاتم وأثني عليه و قال أما بعدفقد أتيناك لندعوك إلي أمر يجمع الله به كلمتنا وأمتنا ويحقن دماء المسلمين ندعوك إلي أفضل الناس سابقة وأحسنهم في الإسلام آثارا و قداجتمع له الناس و قدأرشدهم الله بالذي‌ رأوا وأتوا فلم يبق أحد غيرك و غير من معك فانته يامعاوية من قبل أن يصيبك الله وأصحابك بمثل يوم الجمل فقال له معاوية كأنك إنما جئت متهددا و لم تأت مصلحا هيهات ياعدي‌ إني‌ لابن حرب مايقعقع لي بالشنان أما و الله إنك من المجلبين علي عثمان وإنك لمن قتلته وإني‌ لأرجو أن تكون ممن يقتله الله فقال له شبث بن ربعي‌ وزياد بن خصفة وتنازعا كلاما واحدا أتيناك فيما يصلحنا وإياك فأقبلت تضرب لنا الأمثال دع ما لاينفع من القول والفعل وأجبنا فيما يعمنا وإياك نفعه


صفحه : 454

وتكلم يزيد بن قيس فقال إنا لم نأتك إلالنبلغك ألذي بعثنا به إليك ولنؤدي‌ عنك ماسمعنا منك و لم ندع أن ننصح لك و أن نذكر ماظننا أن فيه عليك حجة أو أنه راجع بك إلي الأمة والجماعة إن صاحبنا من قدعرفت وعرف المسلمون فضله و لاأظنه يخفي عليك إن أهل الدين والفضل لايعدلونك بعلي‌ و لايساوون بينك وبينه فاتق الله يامعاوية و لاتخالف عليا فإنا و الله مارأينا رجلا قط أعلم بالتقوي و لاأزهد في الدنيا و لاأجمع لخصال الخير كلها منه فحمد معاوية الله وأثني عليه و قال أما بعدفإنكم دعوتم إلي الجماعة والطاعة فأما التي‌ دعوتهم إليها فنعما هي‌ و أماالطاعة لصاحبكم فإنه لانرضي به إن صاحبكم قتل خليفتنا وفرق جماعتنا وآوي ثارنا وقتلتنا وصاحبكم يزعم أنه لم يقتله فنحن لانرد ذلك عليه أرأيتم قتلة صاحبنا ألستم تعلمون أنهم أصحاب صاحبكم فليدفعهم إلينا فلنقتلنهم به ونحن نجيبكم إلي الطاعة والجماعة فقال له شبث أيسرك يامعاوية إن أمكنت من عمار بن ياسر فقتلته قال و مايمنعني‌ من ذلك و الله لوأمكنني‌ صاحبكم من ابن سمية ماأقتله بعثمان ولكن كنت أقتله بنائل مولي عثمان فقال شبث وإله السماء ماعدلت معدلا و لا و ألذي لاإله إلا هو لاتصل إلي قتل ابن ياسر حتي تندر الهام عن كواهل الرجال وتضيق الأرض الفضاء عليك برحبها فقال معاوية إذا كان ذلك كانت عليك أضيق ثم رجع القوم عن معاوية فبعث إلي زياد بن


صفحه : 455

خصفة من بينهم فأدخل عليه فحمد معاوية الله وأثني عليه ثم قال أما بعد ياأخا ربيعة فإن عليا قطع أرحامنا وقتل إمامنا وآوي قتلة صاحبنا وإني‌ أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك و لك علي عهد الله وميثاقه إذاظهرت أن أوليك أي المصرين أحببت قال زياد فلما قضي معاوية كلامه حمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت أما بعدفإني‌ لعلي بينة من ربي‌ وبما أنعم الله علي فَلَن أَكُونَ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَ ثم قمت فقال معاوية لعمرو بن العاص و كان إلي جانبه مالهم عضبهم الله ماقلبهم إلاقلب رجل واحد قال نصر وبعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري‌ إلي علي ع وبعث معه شرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد فدخلوا عليه ع فتكلم حبيب وحمد الله وأثني عليه و قال أما بعد فإن عثمان بن عفان كان خليفة مهديا يعمل بكتاب الله وينيب إلي أمر الله فاستثقلتم حياته واستبطأتم وفاته فعدوتم عليه فقتلتموه فادفع إلينا قتلة عثمان لنقتلهم به فإن قلت إنك لم تقتله فاعتزل أمر الناس فيكون أمرهم شوري بينهم يولي‌ الناس أمرهم من أجمع عليه رأيهم


صفحه : 456

فقال له علي ع و من أنت لاأم لك والولاية والعزل والدخول في هذاالأمر اسكت فإنك لست هناك و لابأهل لذاك فقام حبيب بن مسلمة و قال و الله لتريني‌ حيث تكره فقال له علي ع و ما أنت و لوأجلبت بخيلك ورجلك اذهب فصوب وصعد مابدا لك فلاأبقي الله عليك إن أبقيت فقال شرحبيل بن السمط إن كلمتك فلعمري‌ ماكلامي‌ لك إلانحو كلام صاحبي‌ فهل عندك جواب غير ألذي أجبته قال نعم قال فقله فحمد الله علي ع وأثني عليه ثم قال أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمداص فأنقذ به من الضلالة ونعش به من الهلكة وجمع به بعدالفرقة ثم قبضه الله إليه و قدأدي ما عليه فاستخلف الناس أبابكر ثم استخلف أبوبكر عمر فأحسنا السيرة وعدلا في الأمة و قدوجدنا عليهما أن توليا الأمر دوننا ونحن آل الرسول وأحق بالأمر فغفرنا ذلك لهما ثم ولي‌ أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه فسار إليه ناس فقتلوه ثم أتاني‌ الناس و أنامعتزل أمرهم فقالوا لي بايع فأبيت عليهم فقالوا لي بايع فإن الأمة لن ترضي إلابك وإنا نخاف إن لم تفعل أن يفترق الناس فبايعتهم فلم يرعني‌ إلاشقاق رجلين قدبايعاني‌ وخلاف معاوية إياي‌ ألذي لم يجعل الله له سابقة في الدين و لاسلف صدق في الإسلام طليق ابن طليق وحزب من الأحزاب لم يزل لله ولرسوله عدوا هو وأبوه حتي دخلا في الإسلام كارهين مكرهين فيا عجبا لكم ولانقيادكم له وتدعون آل نبيكم ألذي لاينبغي‌ لكم شقاقهم و لاخلافهم و لا أن تعدلوا بهم أحدا من الناس إني‌ أدعوكم إلي كتاب الله عز و جل وسنة نبيكم ص وإماتة الباطل وإحياء معالم الدين أقول قولي‌ هذا وأستغفر الله لنا ولكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة فقال له شرحبيل ومعن بن يزيد أتشهد أن عثمان قتل مظلوما فقال لهما


صفحه : 457

إني‌ لاأقول ذلك قالا فمن لايشهد أن عثمان قتل مظلوما فنحن برآء منه ثم قاما فانصرفا فقال علي ع إِنّكَ لا تُسمِعُ المَوتي وَ لا تُسمِعُ الصّمّ الدّعاءَ إِذا وَلّوا مُدبِرِينَ وَ ما أَنتَ بهِاديِ‌ العمُي‌ِ عَن ضَلالَتِهِم إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِآياتِنا فَهُم مُسلِمُونَ ثم أقبل علي أصحابه فقال لايكن هؤلاء في ضلالتهم بأولي بالجد منكم في حقكم وطاعة إمامكم ثم مكث الناس متوادعين إلي انسلاخ المحرم فلما انسلخ شهر المحرم واستقبل الناس صفر من سنة سبع وثلاثين من هجرة النبي بعث علي ع نفرا من أصحابه حتي إذاكانوا من عسكر معاوية حيث يسمعونهم الصوت قام يزيد بن الحارث فنادي عندغروب الشمس يا أهل الشام إن أمير المؤمنين عليا ع وأصحاب رسول الله ص يقولون لكم إنا و الله لم نكف عنكم شكا في أمركم و لابقيا عليكم وإنما كففنا عنكم لخروج المحرم و قدانسلخ وإنا قدنبذنا إليكم علي سواء فإن الله لايحب الخائنين قال فسار الناس إلي رؤسائهم وأمرائهم 395- قال نصر و أمارواية عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الزبير أن نداء ابن مرثد الخثعمي‌ كانت صورته يا أهل الشام ألا إن أمير المؤمنين ع يقول لكم إني‌ قداستأنيت بكم لتراجعوا الحق وتنيبوا إليه واحتججت عليكم بكتاب الله ودعوتكم إليه فلم تتناهوا عن طغيان و لم تجيبوا إلي حق فإني‌ قد


صفحه : 458

نبذت إليكم علي سواء إن الله لايحب الخائنين قال فسار الناس إلي رؤسائهم وخرج معاوية وعمرو بن العاص يكتبان الكتائب ويعبئان العساكر وأوقدوا النيران وجاءوا بالشموع وبات علي ع ليلته تلك كلها يعبئ الناس ويكتب الكتائب ويدور في الناس ويحرضهم قال نصر فخرجوا أول يوم من صفر سنة سبع وثلاثين و هو يوم الأربعاء فاقتتلوا قتالا شديدا جل النهار ثم تراجعوا و قدانتصف بعضهم من بعض ثم خرج في اليوم الثاني‌ هاشم بن عتبة في خيل ورجال حسن عددها وعدتها فخرج إليه من أهل الشام أبوالأعور السلمي‌ فاقتتلوا يومهم ذلك تحمل الخيل علي الخيل والرجال علي الرجال ثم انصرفوا و قدصبر القوم بعضهم لبعض وخرج في اليوم الثالث عمار بن ياسر وخرج إليه عمرو بن العاص فاقتتل الناس كأشد قتال كان وجعل عمار يقول يا أهل الإسلام أتريدون أن تنظروا إلي من عادي الله ورسوله وجاهدهما وبغي علي المسلمين وظاهر المشركين فلما أراد الله أن يظهر دينه وينصر رسوله أتي إلي النبي ص فأسلم و هو و الله فيما يري راهب غيرراغب ثم قبض الله رسوله وإنا و الله لنعرفه بعداوة المسلم ومودة المجرم ألا وإنه معاوية فقاتلوه والعنوة فإنه ممن يطفي‌ نور الله ويظاهر أعداء الله قال و كان مع عمار زياد بن النضر علي الخيل فأمره أن يحمل في الخيل


صفحه : 459

فحمل فصبروا له وشد عمار في الرجالة فأزال عمرو بن العاص عن موقفه ورجع الناس يومهم ذلك

396- قَالَ نَصرٌ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو عَبدِ الرّحمَنِ المسَعوُديِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ الأَرقَمِ عَمّن حَدّثَهُ مِن شُيُوخِ بَكرِ بنِ وَائِلٍ قَالَ كُنّا مَعَ عَلِيّ ع بِصِفّينَ فَرَفَعَ عَمرُو بنُ العَاصِ شُقّةً خَمِيصَةً سَودَاءَ فِي رَأسِ رُمحٍ فَقَالَ نَاسٌ هَذَا لِوَاءٌ عَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص فَلَم يَزَالُوا يَتَحَدّثُونَ حَتّي وَصَلَ ذَلِكَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ أَ تَدرُونَ مَا هَذَا اللّوَاءُ إِنّ عَمراً أَخرَجَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ الشّقّةَ فَقَالَ مَن يَأخُذُهَا بِمَا فِيهَا فَقَالَ عَمرٌو وَ مَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَا تُقَاتِل بِهَا مُسلِماً وَ لَا تُقَرّبهَا مِن كَافِرٍ فَأَخَذَهَا فَقَد وَ اللّهِ قَرّبَهَا مِنَ المُشرِكِينَ وَ قَاتَلَ بِهَا اليَومَ المُسلِمِينَ وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا أَسلَمُوا وَ لَكِنّهُمُ استَسلَمُوا وَ أَسَرّوا الكُفرَ فَلَمّا وَجَدُوا عَلَيهِ أَعوَاناً أَظهَرُوهُ

بيان قوله ع عصبت قومي‌ يقال عصبت الشجرة إذاضممت أغصانها ثم ضربتها ليسقط ورقها قال الحجاج لأعصبنكم عصب السلم واليمامة ناحية من الحجاز واليمن والشآم علي فعال الشامي‌ كاليمان و في الديوان المصرع الثاني‌ هكذا


ولكني‌ إذاأبرمت أمرا   تخالفني‌ أقاويل الطغام .

و قال الميداني‌ القعقعة تحريك الشي‌ء اليابس الصلب مع صوت مثل السلاح وغيره والشنان جمع شن وهي‌ القربة اليابسة وهم يحركونها إذاأرادوا حث الإبل علي السير لتفزع فتسرع قال النابغة


كأنك من جمال بني‌ أقيس   يقعقع خلف رجليه بشن .

يضرب لمن لايتضع لماتنزل به من حوادث الدهر و لايروعه ما لاحقيقة له .


صفحه : 460

و قال أيضا ابن أبي الحديد كماوجدته في أصل الكتاب كان أول أيام الحرب بصفين في صفر من سنة سبع وثلاثين

قَالَ نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ كَانَ عَلِيّ ع يَركَبُ بَغلَةً لَهُ قَبلَ أَن تلَتقَيِ‌َ الفِئَتَانِ بِصِفّينَ فَلَمّا حَضَرَتِ الحَربُ وَ بَاتَ تِلكَ اللّيلَةَ يُعَبّئُ الكَتَائِبَ حَتّي أَصبَحَ قَالَ ائتوُنيِ‌ بفِرَسَيِ‌ فأَتُيِ‌َ بِفَرَسٍ لَهُ أَدهَمَ يَبحَثُ الأَرضَ بِيَدَيهِ جَمِيعاً لَهُ حَمحَمَةٌ وَ صَهِيلٌ فَرَكِبَهُ وَ قَالَسُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

397- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ كَانَ عَلِيّ ع إِذَا سَارَ إِلَي قِتَالٍ ذَكَرَ اسمَ اللّهِ تَعَالَي حِينَ يَركَبُ كَانَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي نِعَمِهِ عَلَينَا وَ فَضلِهِ العَظِيمِسُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ ثُمّ يَستَقبِلُ القِبلَةَ وَ يَرفَعُ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ يَقُولُ أللّهُمّ إِلَيكَ نُقِلَتِ الأَقدَامُ وَ أُتعِبَتِ الأَبدَانُ وَ أَفضَتِ القُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الأيَديِ‌ وَ شَخَصَتِ الأَبصَارُرَبّنَا افتَح بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَ ثُمّ يَقُولُ سِيرُوا عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ ثُمّ يَقُولُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ يَا اللّهُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا رَبّ مُحَمّدٍ اكفُف عَنّا شَرّ الظّالِمِينَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ الرّحمنِ الرّحِيمِ مالِكِ يَومِ الدّينِ إِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُبِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ وَ كَانَت هَذِهِ الكَلِمَاتُ شِعَارَهُ بِصِفّينَ


صفحه : 461

398- قَالَ وَ رَوَي سَعدُ بنُ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ مَا كَانَ عَلِيّ فِي قِتَالٍ قَطّ إِلّا نَادَي يَاكهيعص

399- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا قَيسُ بنُ رَبِيعٍ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ حَسّانَ العجِليِ‌ّ عَمّن حَدّثَهُ عَن عَلِيّ أَنّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ يَومَ صِفّينَ أللّهُمّ إِلَيكَ رُفِعَتِ الأَبصَارُ وَ بُسِطَتِ الأيَديِ‌ وَ نُقِلَتِ الأَقدَامُ وَ دَعَتِ الأَلسُنُ وَ أَفضَتِ القُلُوبُ وَ إِلَيكَ التّحَاكُمُ فِي الأَعمَالِ فَاحكُم بَينَنَا وَ بَينَهُم بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الحَاكِمِينَ أللّهُمّ إِنّا نَشكُو إِلَيكَ غَيبَةَ نَبِيّنَا وَ كَثرَةَ عَدُوّنَا وَ قِلّةَ عَدَدِنَا وَ تَشَتّتَ أَهوَائِنَا وَ شِدّةَ الزّمَانِ وَ ظُهُورَ الفِتَنِ فَأَعِنّا عَلَي ذَلِكَ بِفَتحٍ تُعَجّلُهُ وَ نَصرٍ تُعِزّ بِهِ سُلطَانَ الحَقّ وَ تُظهِرُهُ

400- وَ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن سَلّامِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِهِوَ أَلزَمَهُم كَلِمَةَ التّقوي قَالَ هيِ‌َ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ فِي قَولِهِ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ هيِ‌َ آيَةُ النّصرِ

قَالَ نَصرٌ هَذِهِ كَانَت شِعَارَهُ يَقُولُهَا فِي الحَربِ ثُمّ يَحمِلُ فَيُورِدُ وَ اللّهِ مَنِ اتّبَعَهُ وَ مَن حَادّهُ حِيَاضَ المَوتِ

401- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ جُندَبٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا كَانَ غَدَاةَ الخَمِيسِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن شَهرِ صَفَرٍ سَنَةَ سَبعٍ وَ ثَلَاثِينَ صَلّي عَلِيّ ع الغَدَاةَ فَغَلّسَ مَا رَأَيتُ عَلِيّاً غَلّسَ بِالغَدَاةِ أَشَدّ مِن تَغلِيسِهِ يَومَئِذٍ وَ خَرَجَ بِالنّاسِ إِلَي أَهلِ الشّامِ فَزَحَفَ نَحوَهُم وَ كَانَ هُوَ يَبدَؤُهُم فَيَسِيرُ إِلَيهِم فَإِذَا رَأَوهُ قَد زَحَفَ استَقبَلُوهُ بِزُحُوفِهِم

402- وَ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ قَالَ لَمّا خَرَجَ عَلِيّ ع إِلَيهِم غَدَاةَ ذَلِكَ اليَومِ فَاستَقبَلُوهُ رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ


صفحه : 462

أللّهُمّ رَبّ هَذَا السّقفِ المَحفُوظِ المَكفُوفِ ألّذِي جَعَلتَهُ مَغِيضاً لِلّيلِ وَ النّهَارِ وَ جَعَلتَ فِيهِ مَجرًي لِلشّمسِ وَ القَمَرِ وَ مَنَازِلَ الكَوَاكِبِ وَ النّجُومِ وَ جَعَلتَ سُكّانَهُ سِبطاً مِنَ المَلَائِكَةِ لَا يَسأَمُونَ العِبَادَةَ وَ رَبّ هَذِهِ الأَرضِ التّيِ‌ جَعَلتَهَا قَرَاراً لِلأَنَامِ وَ الهَوَامّ وَ الأَنعَامِ وَ مَا لَا يُحصَي مِمّا يُرَي وَ مِمّا لَا يُرَي مِن خَلقِكَ العَظِيمِ وَ رَبّ الفُلكِ التّيِ‌ تجَريِ‌ فِي البَحرِ بِمَا يَنفَعُ النّاسَ وَ رَبّ السّحَابِ المُسَخّرِ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ رَبّ البَحرِ المَسجُورِ وَ المُحِيطِ بِالعَالَمِينَ وَ رَبّ الجِبَالِ الروّاَسيِ‌ التّيِ‌ جَعَلتَهَا لِلأَرضِ أَوتَاداً وَ لِلخَلقِ مَتَاعاً إِن أَظهَرتَنَا عَلَي عَدُوّنَا فَجَنّبنَا البغَي‌َ وَ سَدّدنَا لِلحَقّ وَ إِن أَظهَرتَهُم عَلَينَا فَارزُقنَا الشّهَادَةَ وَ اعصِم بَقِيّةَ أصَحاَبيِ‌ مِنَ الفِتنَةِ

قَالَ فَلَمّا رَأَوهُ قَد أَقبَلَ تَقَدّمُوا إِلَيهِ بِزُحُوفِهِم وَ كَانَ عَلَي مَيمَنَتِهِ يَومَئِذٍ عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلٍ وَ النّاسُ عَلَي رَايَاتِهِم وَ مَرَاكِزِهِم وَ عَلِيّ ع فِي القَلبِ فِي أَهلِ المَدِينَةِ جُمهُورُهُمُ الأَنصَارُ وَ مَعَهُ مِن خُزَاعَةَ وَ كِنَانَةَ عَدَدٌ حَسَنٌ

قَالَ نَصرٌ وَ رَفَعَ مُعَاوِيَةُ قُبّةً عَظِيمَةً وَ أَلقَي عَلَيهَا الكَرَابِيسَ وَ جَلَسَ تَحتَهَا وَ قَد كَانَ لَهُم قَبلَ هَذَا اليَومِ ثَلَاثَةُ أَيّامٍ وَ هُوَ اليَومُ الرّابِعُ مِن صَفَرٍ وَ خَرَجَ فِي هَذَا اليَومِ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ فِي جَمعٍ مِن أَهلِ العِرَاقِ فَخَرّجَ إِلَيهِ مُعَاوِيَةُ عُبَيدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فِي جَمعٍ مِن أَهلِ الشّامِ فَاقتَتَلُوا فَطَلَبَ عُبَيدُ اللّهِ مُحَمّداً إِلَي المُبَارَزَةِ فَلَمّا خَرَجَ إِلَيهِ دَعَاهُ عَلِيّ ع وَ خَرَجَ بِنَفسِهِ رَاجِلًا بِيَدِهِ سَيفُهُ وَ قَالَ أَنَا أُبَارِزُكَ فَهَلُمّ فَقَالَ عُبَيدُ اللّهِ لَا حَاجَةَ بيِ‌ إِلَي مُبَارَزَتِكَ فَرَجَعَ إِلَي صَفّهِ

قَالَ نَصرٌ وَ أَمّا اليَومَ الخَامِسَ فَإِنّهُ خَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ فَخَرَجَ إِلَيهِ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ وَ أَكثَرَ مِن سَبّ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَأَرسَلَ إِلَيهِ ابنُ عَبّاسٍ أَبرِز إلِيَ‌ّ فَأَبَي أَن يَفعَلَ وَ قَاتَلَ ابنُ عَبّاسٍ ذَلِكَ اليَومَ قِتَالًا شَدِيداً ثُمّ انصَرَفُوا وَ كُلّ غَيرُ غَالِبٍ


صفحه : 463

وَ خَرَجَ ذَلِكَ اليَومَ شِمرُ بنُ أَبرَهَةَ بنِ الصّبّاحِ الحمِيرَيِ‌ّ فَلَحِقَ بعِلَيِ‌ّ ع فِي نَاسٍ مِن قُرّاءِ أَهلِ الشّامِ فَفَتّ ذَلِكَ فِي عَضُدِ مُعَاوِيَةَ وَ عَمرِو بنِ العَاصِ وَ قَالَ عَمرٌو يَا مُعَاوِيَةُ إِنّكَ تُرِيدُ أَن تُقَاتِلَ بِأَهلِ الشّامِ رَجُلًا لَهُ مِن مُحَمّدٍص قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ وَ رَحِمٌ مَاسّةٌ وَ قِدَمٌ فِي الإِسلَامِ لَيسَ لِأَحَدٍ مِثلُهُ قَد سَارَ إِلَيكَ بِأَصحَابِ مُحَمّدٍ المَعدُودِينَ وَ فُرسَانِهِم وَ أَشرَافِهِم وَ مَهمَا نَسِيتَ فَلَا تَنسَ أَنّكَ عَلَي بَاطِلٍ وَ عَلِيّاً عَلَي الحَقّ فَبَادِرِ الأَمرَ قَبلَ اضطِرَابِهِ عَلَيكَ فَقَامَ مُعَاوِيَةُ فِي أَهلِ الشّامِ خَطِيباً وَ حَثّهُم عَلَي القِتَالِ فَخَطَبَ عَلِيّ ع أَصحَابَهُ قَالَ أَبُو سِنَانٍ الأسَلمَيِ‌ّ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ مُتّكِئاً عَلَي قَوسِهِ وَ قَد جَمَعَ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُم يَلُونَهُ كَأَنّهُ أَحَبّ أَن يَعلَمَ النّاسُ أَنّ الصّحَابَةَ مُتَوَافِرُونَ مَعَهُ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ اسمَعُوا مقَاَلتَيِ‌ وَ عُوا كلَاَميِ‌ فَإِنّ الخُيَلَاءَ مِنَ التّجَبّرِ وَ إِنّ النّخوَةَ مِنَ التّكَبّرِ وَ إِنّ الشّيطَانَ عَدُوّ حَاضِرٌ يَعِدُكُمُ البَاطِلَ أَلَا إِنّ المُسلِمَ أَخُو المُسلِمِ فَلَا تُنَابِذُوا وَ لَا تُجَادِلُوا


صفحه : 464

أَلَا إِنّ شَرَائِعَ الدّينِ وَاحِدَةٌ وَ سُبُلَهُ قَاصِدَةٌ مَن أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَ مَن فَارَقَهَا مُحِقَ وَ مَن تَرَكَهَا مَرَقَ لَيسَ المُسلِمُ بِالخَائِنِ إِذَا ائتُمِنَ وَ لَا بِالمُخلِفِ إِذَا وَعَدَ وَ لَا الكَاذِبِ إِذَا نَطَقَ نَحنُ أَهلُ بَيتِ الرّحمَةِ وَ قَولُنَا الصّدقُ وَ فِعلُنَا القَصدُ وَ مِنّا خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ فِينَا قَادَةُ الإِسلَامِ وَ فِينَا حَمَلَةُ الكِتَابِ إِلّا أَنّا نَدعُوكُم إِلَي اللّهِ وَ إِلَي رَسُولِهِ وَ إِلَي جِهَادِ عَدُوّهِ وَ الشّدّةِ فِي أَمرِهِ وَ ابتِغَاءِ مَرضَاتِهِ وَ إِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ وَ حَجّ البَيتِ وَ صِيَامِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ تَوفِيرِ الفيَ‌ءِ عَلَي أَهلِهِ أَلَا وَ إِنّ مِن أَعجَبِ العَجَائِبِ أَنّ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ الأمُوَيِ‌ّ وَ عَمرَو بنَ العَاصِ السهّميِ‌ّ أَصبَحَا يُحَرّضَانِ عَلَي طَلَبِ الدّينِ بِزَعمِهِمَا وَ لَقَد عَلِمتُم أنَيّ‌ لَم أُخَالِف رَسُولَ اللّهِص قَطّ وَ لَم أَعصِهِ فِي أَمرٍ قَطّ أَقِيهِ بنِفَسيِ‌ فِي المَوَاطِنِ التّيِ‌ تَنكِصُ فِيهَا الأَبطَالُ وَ تُرعَدُ فِيهَا الفَرَائِصُ نَجدَةً أكَرمَنَيِ‌َ اللّهُ سُبحَانَهُ بِهَا وَ لَهُ الحَمدُ وَ لَقَد قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ رَأسَهُ لفَيِ‌ حجَريِ‌ وَ لَقَد وَلِيتُ غُسلَهُ بيِدَيِ‌ وحَديِ‌ تُقَلّبُهُ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ معَيِ‌ وَ ايمُ اللّهِ مَا اختَلَفَت أُمّةٌ قَطّ بَعدَ نَبِيّهَا إِلّا ظَهَرَ أَهلُ بَاطِلِهَا عَلَي أَهلِ حَقّهَا إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ

قَالَ فَقَالَ أَبُو سِنَانٍ الأسَدَيِ‌ّ فَسَمِعتُ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ يَقُولُ أَمّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَقَد أَعلَمَكُم أَنّ الأُمّةَ لَم تَستَقِم عَلَيهِ أَوّلًا وَ أَنّهَا لَن تَستَقِيمَ عَلَيهِ آخِراً ثُمّ تَفَرّقَ النّاسُ وَ قَد نَفَذَت بَصَائِرُهُم

403- وَ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ حَتّي مَتَي لَا نُنَاهِضُ القَومَ بِأَجمَعِنَا فَقَامَ فِي النّاسِ عَشِيّةَ الثّلَاثَاءِ بَعدَ العَصرِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا يُبرِمُ مَا نَقَضَ وَ لَا يَنقُضُ مَا أَبرَمَ وَ لَو شَاءَ مَا اختَلَفَ


صفحه : 465

اثنَانِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَا مِن خَلقِهِ وَ لَا تَنَازَعَ البَشَرُ فِي شَيءٍ مِن أَمرِهِ وَ لَا جَحَدَ المَفضُولُ ذَا الفَضلِ فَضلَهُ وَ قَد سَاقَتنَا وَ هَؤُلَاءِ القَومَ اللأقدار[الأَقدَارُ] حَتّي لَفّت بَينَنَا فِي هَذَا المَوضِعِ وَ نَحنُ مِن رَبّنَا بِمَرأًي وَ مَسمَعٍ وَ لَو شَاءَ لَعَجّلَ النّقِمَةَ وَ لَكَانَ مِنهُ التّغيِيرُ حَتّي يُكَذّبَ اللّهُ الظّالِمَ وَ يُعلِمَ الحَقّ أَينَ مَصِيرُهُ وَ لَكِنّهُ جَعَلَ الدّنيَا دَارَ الأَعمَالِ وَ جَعَلَ الآخِرَةَ دَارَ الجَزَاءِ وَ القَرَارِليِجَزيِ‌َ الّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يجَزيِ‌َ الّذِينَ أَحسَنُوا بِالحُسنَيأَلَا إِنّكُم لَاقُو العَدُوّ غَداً إِن شَاءَ اللّهُ فَأَطِيلُوا اللّيلَةَ القِيَامَ وَ أَكثِرُوا تِلَاوَةَ القُرآنِ وَ اسأَلُوا اللّهَ الصّبرَ وَ النّصرَ وَ القَوهُم بِالجِدّ وَ الحَزمِ وَ كُونُوا صَادِقِينَ

قَالَفَوَثَبَ النّاسُ إِلَي رِمَاحِهِم وَ سُيُوفِهِم وَ نِبَالِهِم ليصلحونها[يُصلِحُونَهَا] وَ خَرَجَ ع وَ عَبّأَ النّاسَ لَيلَتَهُ تِلكَ كُلّهَا حَتّي أَصبَحَ وَ عَقَدَ الأَلوِيَةَ وَ أَمّرَ الأُمَرَاءَ وَ بَعَثَ إِلَي أَهلِ الشّامِ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ فِيهِمُ اغدُوا عَلَي مَصَافّكُم فَضَجّ أَهلُ الشّامِ فِي مُعَسكَرِهِم وَ اجتَمَعُوا إِلَي مُعَاوِيَةَ فَعَبّأَ خَيلَهُ وَ عَقَدَ أَلوِيَتَهُ وَ أَمّرَ أُمَرَاءَهُ وَ كَتّبَ كَتَائِبَهُ وَ كَانَ أَهلُ الشّامِ أَكثَرَ مِن أَهلِ العِرَاقِ بِالضّعفِ وَ نُصِبَ لِمُعَاوِيَةَ مِنبَرٌ فَقَعَدَ إِلَيهِ فِي قُبّةٍ ضَرَبَهَا عَظِيمَةٍ ألُقيِ‌َ عَلَيهَا الثّيَابُ وَ الدّرَانِكُ ثُمّ تَنَاهَضَ القَومُ يَومَ الأَربِعَاءِ سَادِسَ صَفَرٍ وَ اقتَتَلُوا إِلَي آخِرِ نَهَارِهِم وَ انصَرَفُوا عِندَ المَسَاءِ وَ كُلّ غَيرُ غَالِبٍ


صفحه : 466

فَأَمّا اليَومَ السّابِعَ فَكَانَ القِتَالُ فِيهِ شَدِيداً وَ الخَطبُ عَظِيماً وَ كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلٍ الخزُاَعيِ‌ّ عَلَي مَيمَنَةِ العِرَاقِ فَزَحَفَ نَحوَ حَبِيبِ بنِ مَسلَمَةَ وَ هُوَ عَلَي مَسِيرَةِ أَهلِ الشّامِ حَتّي اضطَرّهُم إِلَي قُبّةِ مُعَاوِيَةَ وَقتَ الظّهرِ

404- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَمرٍو عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع خَطَبَ هَذَا اليَومَ فَقَالَ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ استَشعِرُوا الخَشيَةَ

إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ بِطُولِهِ وَ بِالإِسنَادِ أَنّ عَلِيّاً خَطَبَ ذَلِكَ اليَومَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي ذِكرُهُ قَد دَلّكُمعَلي تِجارَةٍ تُنجِيكُم مِن عَذابٍ أَلِيمٍإِيمَانٍ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ

إلي آخر ماسيأتي‌ برواية المفيد رحمه الله ثم قام قيس بن سعد وخطب خطبة بليغة حث الناس فيها علي الجهاد. ثم قام الأشتر رضي‌ الله عنه بمثل ذلك وكذا يزيد بن قيس الأرحبي‌ وغيرهم

405- وَ روُيِ‌َ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ زَيدِ بنِ الحَسَنِ قَالَاطَلَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي عَمرِو بنِ العَاصِ أَن يسُوَيّ‌َ صُفُوفَ أَهلِ الشّامِ فَقَالَ لَهُم عَمرٌو يَا مَعشَرَ أَهلِ الشّامِ سَوّوا صُفُوفَكُم قَصّ الشّارِبِ وَ أَعِيرُونَا جَمَاجِمَكُم سَاعَةً فَإِنّهُ قَد بَلَغَ الحَقّ مَقطَعَهُ فَلَم يَبقَ إِلّا ظَالِمٌ أَو مَظلُومٌ


صفحه : 467

وَ أَقبَلَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ كَانَ مِن أَصحَابِ مُحَمّدٍص بَدرِيّاً عَقَبِيّاً يسُوَيّ‌ صُفُوفَ أَهلِ العِرَاقِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَعشَرَ أَهلِ العِرَاقِ إِنّهُ لَيسَ بَينَكُم وَ بَينَ الفَتحِ العَاجِلِ أَوِ الجَنّةِ فِي الآجِلِ إِلّا سَاعَةٌ مِنَ النّهَارِ فَأَرسُوا أَقدَامَكُم وَ سَوّوا صُفُوفَكُم وَ أَعِيرُوا رَبّكُم جَمَاجِمَكُم وَ استَعِينُوا بِاللّهِ رَبّكُموَ اصبِرُوا إِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ

406- وَ روُيِ‌َ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ أَنّ أَوّلَ فَارِسَينِ التَقَيَا فِي هَذَا اليَومِ وَ هُوَ اليَومُ السّابِعُ وَ كَانَ مِنَ الأَيّامِ العَظِيمَةِ حُجرُ بنُ عدَيِ‌ّ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع وَ ابنُ عَمّ حُجرٍ مِن أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ كِلَاهُمَا مِن كِندَةَ فَاطّعَنَا بِرُمحَيهِمَا وَ خَرَجَ خُزَيمَةُ الأسَدَيِ‌ّ مِن عَسكَرِ مُعَاوِيَةَ فَضَرَبَ حُجرَ بنَ عدَيِ‌ّ ضَربَةً بِرُمحِهِ فَحَمَلَ أَصحَابُ عَلِيّ ع فَقَتَلُوا خُزَيمَةَ وَ نَجَا ابنُ عَمّ حُجرٍ فَخَرَجَ رِفَاعَةُ الحمِيرَيِ‌ّ مِن صِفّ العِرَاقِ وَ قَتَلَ قَرنَ بنَ عدَيِ‌ّ ثُمّ إِنّ عَلِيّاً دَعَا أَصحَابَهُ إِلَي أَن يَذهَبَ وَاحِدٌ مِنهُم بِمُصحَفٍ كَانَ فِي يَدِهِ إِلَي أَهلِ الشّامِ فَقَالَ مَن يَذهَبُ إِلَيهِم فَيَدعُوَهُم إِلَي مَا فِي هَذَا المُصحَفِ فَسَكَتَ النّاسُ وَ أَقبَلَ فَتًي اسمُهُ سَعِيدٌ فَقَالَ أَنَا صَاحِبُهُ وَ قَالَ ثَانِياً وَ لَم يُجِب إِلّا الفَتَي فَقَبَضَهُ بِيَدِهِ ثُمّ أَتَاهُم فَنَاشَدَهُم وَ دَعَاهُم إِلَي مَا فِيهِ فَقَتَلُوهُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِعَبدِ اللّهِ بنِ بُدَيلٍ احمِل عَلَيهِمُ الآنَ فَحَمَلَ عَلَيهِم بِمَن مَعَهُ مِن أَهلِ المَيمَنَةِ وَ عَلَيهِ يَومَئِذٍ سَيفَانِ وَ دِرعَانِ فَجَعَلَ يَضرِبُ بِسَيفِهِ قُدُماً وَ يَرتَجِزُ فَلَم يَزَل يَحمِلُ حَتّي انتَهَي إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ الّذِينَ بَايَعُوهُ


صفحه : 468

عَلَي المَوتِ فَأَمَرَهُم أَن يَصمِدُوا لِابنِ بُدَيلٍ وَ بَعَثَ إِلَي حَبِيبِ بنِ مَسلَمَةَ الفهِريِ‌ّ وَ هُوَ فِي المَيسَرَةِ أَن يَحمِلَ عَلَيهِ بِجَمعٍ مِن أَصحَابِهِ وَ اختَلَطَ النّاسُ وَ اصطَدَمَ الصّفّانِ مَيمَنَةُ أَهلِ العِرَاقِ وَ مَيسَرَةُ أَهلِ الشّامِ وَ أَقبَلَ ابنُ بُدَيلٍ يَضرِبُ النّاسَ بِسَيفِهِ قُدُماً حَتّي أَزَالَ مُعَاوِيَةَ عَن مَوقِفِهِ وَ تَرَاجَعَ مُعَاوِيَةُ عَن مَكَانِهِ القَهقَرَي كَثِيراً وَ أَشفَقَ عَلَي نَفسِهِ وَ أَرسَلَ إِلَي حَبِيبِ بنِ مَسلَمَةَ مَرّةً ثَانِيَةً وَ ثَالِثَةً يَستَنجِدُهُ وَ يَستَصرِخُهُ وَ يَحمِلُ حَبِيبٌ حَملَةً شَدِيدَةً بِمَيسَرَةِ مُعَاوِيَةَ عَلَي مَيمَنَةِ العِرَاقِ فَكَشَفَهَا حَتّي لَم يَبقَ مَعَ ابنِ بُدَيلٍ إِلّا نَحوُ مِائَةِ إِنسَانٍ مِنَ القُرّاءِ فَاستَنَدَ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ يَحمُونَ أَنفُسَهُم وَ لَحِجَ ابنُ بُدَيلٍ فِي النّاسِ وَ صَمّمَ عَلَي قَتلِ مُعَاوِيَةَ وَ جَعَلَ يَطلُبُ مَوقِفَهُ حَتّي انتَهَي إِلَيهِ فَنَادَي مُعَاوِيَةُ فِي النّاسِ وَيلَكُم الصّخرَةَ وَ الحِجَارَةَ إِذَا عَجَزتُم عَنِ السّلَاحِ أَثخِنُوهُ فَرَضَخَهُ النّاسُ بِالحِجَارَةِ حَتّي أَثخَنُوهُ فَسَقَطَ فَأَقبَلُوا عَلَيهِ بِسُيُوفِهِم فَقَتَلُوهُ وَ جَاءَ مُعَاوِيَةُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرِ حَتّي وَقَفَا عَلَيهِ فَأَلقَي عَبدُ اللّهِ عِمَامَتَهُ عَلَي وَجهِهِ وَ تَرَحّمَ عَلَيهِ وَ كَانَ لَهُ أَخاً وَ صَدِيقاً مِن قَبلُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ اكشِف عَن وَجهِهِ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا يُمَثّلُ بِهِ وَ فِيّ رُوحٌ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ قَد وَهَبنَاهُ لَكَ فَكَشَفَ عَن وَجهِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ هَذَا كَبِيرُ القَومِ وَ رَبّ الكَعبَةِ أللّهُمّ ظفَرّنيِ‌ بِالأَشتَرِ النخّعَيِ‌ّ وَ الأَشعَثِ الكنِديِ‌ّ قَالَ فَاستَعلَي أَهلُ الشّامِ عِندَ قَتلِ ابنِ بُدَيلٍ عَلَي أَهلِ العِرَاقِ يَومَئِذٍ وَ انكَشَفَ أَهلُ العِرَاقِ مِن قِبَلِ المَيمَنَةِ وَ أَجفَلُوا إِجفَالًا شَدِيداً فَأَمَرَ عَلِيّ ع سَهلَ بنَ حُنَيفٍ فَاستَقدَمَ مِمّن كَانَ مَعَهُ لِيُرِيدَ المَيمَنَةَ بِعَقدِهَا فَاستَقبَلَهُم جُمُوعُ أَهلِ الشّامِ فِي خَيلٍ عَظِيمَةٍ فَحَمَلَت عَلَيهِم


صفحه : 469

فَأَحلَقَتهُم بِالمَيمَنَةِ وَ كَانَت مَيمَنَةُ أَهلِ العِرَاقِ مُتّصِلَةً بِمَوقِفِ عَلِيّ ع فِي القَلبِ فِي أَهلِ اليَمَنِ فَلَمّا انكَشَفُوا انتَهَتِ الهَزِيمَةُ إِلَي عَلِيّ ع فَانصَرَفَ يمَشيِ‌ نَحوَ المَيسَرَةِ فَانكَشَفَت عَنهُ مُضَرُ مِنَ المَيسَرَةِ فَلَم يَبقَ مَعَ عَلِيّ ع مِن أَهلِ العِرَاقِ إِلّا رَبِيعَةُ وَحدَهَا فِي المَيسَرَةِ

407- وَ روُيِ‌َ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ قَالَ لَقَد مَرّ عَلِيّ يَومَئِذٍ وَ مَعَهُ بَنُوهُ نَحوَ المَيسَرَةِ وَ مَعَهُ رَبِيعَةُ وَحدَهَا وَ إنِيّ‌ لَأَرَي النّبلَ يَمُرّ مِن بَينِ عَاتِقِهِ وَ مَنكِبِهِ وَ مَا مِن بَنِيهِ إِلّا يَقِيهِ بِنَفسِهِ فَيَكرَهُ عَلِيّ ذَلِكَ فَيَتَقَدّمُ عَلَيهِ وَ يَحُولُ بَينَهُ وَ بَينَ أَهلِ الشّامِ وَ يَأخُذُ بِيَدِهِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَيُلقِيهِ مِن وَرَائِهِ وَ بَصُرَ بِهِ أَحمَرُ مَولَي بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ كَانَ شُجَاعاً فَقَالَ عَلِيّ وَ رَبّ الكَعبَةِ قتَلَنَيِ‌َ اللّهُ إِن لَم أَقتُلكَ فَأَقبَلَ نَحوَهُ فَخَرَجَ إِلَيهِ كَيسَانُ مَولَي عَلِيّ ع فَاختَلَفَا ضَربَتَينِ فَقَتَلَهُ أَحمَرُ وَ خَالَطَ عَلِيّاً ع لِيَضرِبَهُ بِالسّيفِ فَمَدّ عَلِيّ يَدَهُ إِلَي جَيبِ دِرعِهِ فَجَذَبَهُ عَن فَرَسِهِ وَ حَمَلَهُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي رجِليَ‌ أَحمَرَ يَختَلِفَانِ عَلَي عُنُقِ عَلِيّ ثُمّ ضَرَبَ بِهِ الأَرضَ فَكَسَرَ مَنكِبَيهِ وَ عَضُدَيهِ وَ شَدّ أَبنَاءُ عَلِيّ حُسَينٌ وَ مُحَمّدٌ فَضَرَبَاهُ بِأَسيَافِهِمَا حَتّي بَرَدَ فكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي عَلِيّ ع قَائِماً وَ شِبلَاهُ يَضرِبَانِ الرّجُلَ حَتّي إِذَا أَتَيَا عَلَيهِ أَقبَلَا عَلَي أَبِيهِمَا ثُمّ إِنّ أَهلَ الشّامِ دَنَوا عَنهُ يُرِيدُونَهُ وَ اللّهِ مَا يَزِيدُهُ قُربُهُم مِنهُ وَ دُنُوّهُم سُرعَةً فِي مَشيِهِ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ مَا ضَرّكَ لَو أَسرَعتَ حَتّي تنَتهَيِ‌َ إِلَي الّذِينَ صَبَرُوا بَعدَكَ مِن أَصحَابِكَ قَالَ يعَنيِ‌ رَبِيعَةَ المَيسَرَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا بنُيَ‌ّ إِنّ لِأَبِيكَ يَوماً لَا يُبطِئُ بِهِ عَنهُ السعّي‌ُ وَ لَا يُقَرّبُهُ إِلَيهِ الوُقُوفُ إِنّ أَبَاكَ لَا يبُاَليِ‌ وَقَعَ عَلَي المَوتِ أَو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ


صفحه : 470

408- قَالَ نَصرٌ وَ رَوَي عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ خَرَجَ عَلِيّ ع يَوماً مِن أَيّامِ صِفّينَ وَ فِي يَدِهِ عَنَزَةٌ فَمَرّ عَلَي سَعِيدِ بنِ قَيسٍ الهمَداَنيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ أَ مَا تَخشَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَن يَغتَالَكَ أَحَدٌ وَ أَنتَ قُربَ عَدُوّكَ فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّهُ لَيسَ مِن أَحَدٍ إِلّا وَ عَلَيهِ مِنَ اللّهِ حَفَظَةٌ يَحفَظُونَهُ مِن أَن يَتَرَدّي فِي قَلِيبٍ أَو يَخرَبَ عَلَيهِ حَائِطٌ أَو تُصِيبَهُ آفَةٌ فَإِذَا جَاءَ القَدَرُ خَلّوا بَينَهُ وَ بَينَهُ

409- وَ عَن عَمرٍو عَن فُضَيلِ بنِ خَدِيجٍ عَن مَولَي الأَشتَرِ قَالَ لَمّا انهَزَمَت مَيمَنَةُ العِرَاقِ يَومَئِذٍ أَقبَلَ عَلِيّ نَحوَ المَيسَرَةِ يَركُضُ لِيَستَثِيبَ النّاسَ وَ يَستَوقِفَهُم وَ يَأمُرَهُم بِالرّجُوعِ نَحوَ الفَزَعِ فَمَرّ بِالأَشتَرِ فَقَالَ يَا مَالِكُ قَالَ لَبّيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ ائتِ هَؤُلَاءِ القَومَ فَقُل لَهُم أَينَ فِرَارُكُم عَنِ المَوتِ ألّذِي لَن تُعجِزُوهُ إِلَي الحَيَاةِ التّيِ‌ لَا تَبقَي لَكُم فَمَضَي الأَشتَرُ فَاستَقبَلَ النّاسَ مُنهَزِمِينَ فَقَالَ لَهُمُ الكَلِمَاتِ فَنَادَاهُم أَيّهَا النّاسُ أَنَا مَالِكُ بنُ الحَارِثِ فَلَم يَلتَفِت أَحَدٌ مِنهُم إِلَيهِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ أَنَا الأَشتَرُ فَأَقبَلَت إِلَيهِ طَائِفَةٌ وَ ذَهَبَت عَنهُ طَائِفَةٌ فَقَالَ عَضِضتُم بِهَنِ أَبِيكُم وَ مَا أَقبَحَ مَا قَاتَلتُمُ اليَومَ أَيّهَا النّاسُ غُضّوا الأَبصَارَ وَ عَضّوا عَلَي النّوَاجِذِ فَاستَقبِلُوا النّاسَ بِهَامِكُم وَ شُدّوا عَلَيهِم شِدّةَ قَومٍ مَوتُورِينَ بِآبَائِهِم وَ أَبنَائِهِم وَ إِخوَانِهِم حَنَقاً عَلَي عَدُوّهِم قَد وَطّنُوا عَلَي المَوتِ أَنفُسَهُم كَيلَا يُسبَقُوا بِثَأرٍ إِنّ هَؤُلَاءِ القَومَ وَ اللّهِ لَن يُقَاتِلُوكُم إِلّا عَن دِينِكُم لِيُطفِئُوا السّنّةَ وَ يُحيُوا البِدعَةَ وَ يُدخِلُوكُم


صفحه : 471

فِي دِينٍ قَد أَخرَجَكُمُ اللّهُ مِنهُ بِحُسنِ البَصِيرَةِ فَطِيبُوا عِبَادَ اللّهِ نَفساً بِدِمَائِكُم دُونَ دِينِكُم فَإِنّ الفِرَارَ فِيهِ سَلبُ العِزّ وَ الغَلَبَةِ عَلَي الفيَ‌ءِ وَ ذُلّ المَحيَا وَ المَمَاتِ وَ عَارُ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ سَخَطُ اللّهِ وَ أَلِيمُ عِقَابِهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ أَخلِصُوا إلِيَ‌ّ مَذحِجاً فَاجتَمَعُوا إِلَيهِ فَقَالَ عَضِضتُم بِصُمّ الجَندَلِ وَ اللّهِ مَا أَرضَيتُمُ اليَومَ رَبّكُم وَ لَا نَصَحتُم لَهُ فِي عَدُوّهِ وَ كَيفَ ذَلِكَ وَ أَنتُم أَبنَاءُ الحَربِ وَ أَصحَابُ الغَارَاتِ وَ فُرسَانُ الطّرَارِ وَ حُتُوفُ الأَقرَانِ وَ مَذحِجُ الطّعَانِ الّذِينَ لَم يَكُونُوا يُسبَقُونَ بِثَأرِهِم وَ لَم تُطَلّ دِمَاؤُهُم وَ لَم يُعرَفُوا فِي مَوطِنٍ مِنَ المَوَاطِنِ بِخَسَفٍ وَ أَنتُم سَادَةُ مِصرِكُم وَ أَعَزّ حيَ‌ّ فِي قَومِكُم وَ مَا تَفعَلُوا فِي هَذَا اليَومِ مَأثُورٌ بَعدَ اليَومِ فَاتّقُوا مَأثُورَ الحَدِيثِ فِي غَدٍ وَ اصدُقُوا عَدُوّكُمُ اللّقَاءَ فَإِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مَا مِن هَؤُلَاءِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي أَهلِ الشّامِ رَجُلٌ فِي مِثلِ جَنَاحِ البَعُوضَةِ مِن دِينِ اللّهِ[ وَ] اللّهِ مَا أَحسَنتُمُ اليَومَ القِرَاعَ أَجلُوا سَوَادَ وجَهيِ‌ يَرجِع فِي وجَهيِ‌ دمَيِ‌ وَ عَلَيكُم بِهَذَا السّوَادِ الأَعظَمِ فَإِنّ اللّهَ لَو قَد فَضّهُ تَبِعَهُ مَن بِجَانِبَيهِ كَمَا يَتبَعُ السّيلُ مَقدَمَهُ فَقَالُوا خُذ بِنَا حَيثُ أَحبَبتَ فَصَمَدَ بِهِم نَحوَ عَظمِهِم وَ استَقبَلَهُ سَنَامٌ مِن هَمدَانَ وَ هُم نَحوُ ثَمَانِ مِائَةِ مُقَاتِلٍ قَدِ انهَزَمُوا آخِرَ النّاسِ وَ كَانُوا قَد صَبَرُوا فِي مَيمَنَةِ عَلِيّ حَتّي قُتِلَ مِنهُم مِائَةٌ وَ ثَمَانُونَ رَجُلًا وَ أُصِيبَ مِنهُم أَحَدَ عَشَرَ رَئِيساً كُلّمَا قُتِلَ مِنهُم رَئِيسا[رَئِيسٌ]أَخَذَ الرّايَةَ آخَرُ فَانصَرَفُوا وَ هُم يَقُولُونَ لَيتَ لَنَا عَدِيداً مِنَ العَرَبِ يُحَالِفُونَنَا ثُمّ نَستَقدِمُ نَحنُ وَ هُم فَلَا نَنصَرِفُ حَتّي نَقتُلَ أَو نَظهَرَ


صفحه : 472

فَقَالَ لَهُمُ الأَشتَرُ إنِيّ‌ أُحَالِفُكُم وَ أُعَاقِدُكُم عَلَي أَن لَا نَرجِعَ أَبَداً حَتّي نَظفَرَ أَو نَهلِكَ فَوَقَفُوا مَعَهُ عَلَي هَذِهِ النّيّةِ وَ العَزِيمَةِ وَ زَحَفَ نَحوَ المَيمَنَةِ وَ ثَابَ إِلَيهِ نَاسٌ تَرَاجَعُوا مِن أَهلِ الصّبرِ وَ الوَفَاءِ وَ الحَيَاءِ فَأَخَذَ لَا يَصمِدُ لِكَتِيبَةٍ إِلّا كَشَفَهَا وَ لَا بِجَمعٍ إِلّا جَازَهُ وَ رَدّهُ

410- فرَوُيِ‌َ عَن مَولًي لِلأَشتَرِ قَالَ لَمّا اجتَمَعَ إِلَي الأَشتَرِ مَن كَانَ انهَزَمَ مِنَ المَيمَنَةِ حَمَلَ عَلَي صُفُوفِ أَهلِ الشّامِ حَتّي كَشَفَهُم فَأَلحَقَهُم بِمَضَارِبِ مُعَاوِيَةَ وَ ذَلِكَ بَينَ العَصرِ وَ المَغرِبِ

411- وَ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ أَنّ عَلِيّاً ع لَمّا رَأَي مَيمَنَتَهُ قَد عَادَت إِلَي مَوقِفِهَا وَ مَصَافّهَا وَ كَشَفَت مَن بِإِزَائِهَا أَقبَلَ حَتّي انتَهَي إِلَيهِم فَقَالَ قَد رَأَيتُ جَولَتَكُم وَ انحِيَازَكُم عَن صُفُوفِكُم تَحُوزُكُمُ الجُفَاةُ الطّغَامُ أَعرَابُ أَهلِ الشّامِ وَ أَنتُم لَهَامِيمُ العَرَبِ وَ السّنَامُ الأَعظَمُ وَ عُمّارُ اللّيلِ بِتِلَاوَةِ القُرآنِ وَ أَهلُ دَعوَةِ الحَقّ إِذ ضَلّ الخَاطِئُونَ فَلَو لَا قِتَالُكُم بَعدَ إِدبَارِكُم وَ كَرّكُم بَعدَ انحِيَازِكُم وَجَبَ عَلَيكُم مَا وَجَبَ عَلَي الموُلَيّ‌ يَومَ الزّحفِ وَ كُنتُم فِيمَا أَرَي مِنَ الهَالِكِينَ وَ لَقَد هَوّنَ عَلَيّ بَعضَ وجَديِ‌ وَ شَفَي بَعضَ لَاعِجِ نفَسيِ‌ أَن رَأَيتُكُم بِأَخَرَةٍ حُزتُمُوهُم كَمَا حَازُوكُم فَأَزَلتُمُوهُم عَن مَصَافّهِم كَمَا أَزَالُوكُم تُحِسّونَهُم بِالسّيفِ يَركَبُ أَوّلُهُم آخِرَهُم كَالإِبِلِ المَطرُودَةِ الهِيمِ فَالآنَ فَاصبِرُوا نَزَلَت عَلَيكُمُ السّكِينَةُ وَ ثَبّتَكُمُ اليَقِينُ وَ ليَعلَمِ المُنهَزِمُ أَنّهُ مُسخِطٌ رَبّهُ وَ مُوبِقٌ نَفسَهُ وَ فِي الفِرَارِ مَوجِدَةُ اللّهِ عَلَيهِ وَ الذّلّ لَازِمٌ عَلَيهِ وَ مَفسَدَةُ العَيشِ عَلَيهِ وَ أَنّ الفَارّ لَا يَزِيدُ الفِرَارُ فِي عُمُرِهِ وَ لَا يرُضيِ‌ رَبّهُ لَمَوتُ الرّجُلِ مُحِقّاً قَبلَ إِتيَانِ هَذِهِ الخِصَالِ خَيرٌ مِنَ الرّضَا


صفحه : 473

بِالتّلبِيسِ بِهَا وَ الإِصرَارِ عَلَيهَا

قَالَ نَصرٌ فَحَمَلَ أَبُو كَعبٍ الخثَعمَيِ‌ّ رَأسُ خَثعَمِ العِرَاقِ عَلَي خَثعَمِ الشّامِ وَ اقتَتَلُوا أَشَدّ قِتَالٍ فَجَعَلَ أَبُو كَعبٍ يَقُولُ لِأَصحَابِهِ يَا مَعشَرَ خَثعَمٍ خَذّمُوا أَيِ اضرِبُوا الخَذِمَةَ وَ هيِ‌َ الخَلخَالُ يعَنيِ‌ اضرِبُوهُم فِي سُوقِهِم فَحَمَلَ شِمرُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَلَي أَبِي كَعبٍ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ ثُمّ انصَرَفَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ رَحِمَكَ اللّهُ أَبَا كَعبٍ لَقَد قَتَلتُكَ فِي طَاعَةِ قَومٍ أَنتَ أَمَسّ إلِيَ‌ّ رَحِماً وَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنهُم نَفساً وَ لكَنِيّ‌ وَ اللّهِ لَا أدَريِ‌ مَا أَقُولُ وَ لَا أَرَي الشّيطَانَ إِلّا قَد فَتَنَنَا وَ لَا أَرَي قُرَيشاً إِلّا قَد لَعِبَت بِنَا فَوَثَبَ كَعبُ بنُ أَبِي كَعبٍ إِلَي رَايَةِ أَبِيهِ فَأَخَذَهَا فَفُقِئَت عَينُهُ وَ صُرِعَ ثُمّ أَخَذَهَا شُرَيحُ بنُ مَالِكٍ فَقَاتَلَ القَومُ تَحتَهَا حَتّي صُرِعَ مِنهُم حَولَ رَايَتِهِم نَحوُ ثَمَانِينَ رَجُلًا وَ أُصِيبَ مِن خَثعَمِ الشّامِ مِثلُ ذَلِكَ ثُمّ رَدّهَا شُرَيحٌ إِلَي كَعبِ بنِ أَبِي كَعبٍ

412- وَ قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرٌو قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ السّلَامِ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَابِرٍ إِنّ رَايَةَ بَجِيلَةَ فِي صِفّينَ مَعَ أَهلِ العِرَاقِ كَانَت فِي أَحمَسَ مَعَ أَبِي


صفحه : 474

شَدّادٍ فَقَالَت لَهُ بَجِيلَةُ خُذ رَايَتَنَا قَالَ غيَريِ‌ خَيرٌ لَكُم منِيّ‌ قَالُوا لَا نُرِيدُ غَيرَكَ قَالَ فَوَ اللّهِ لَئِن أُعطِيتُهَا لَا أنَتهَيِ‌ بِكُم دُونَ صَاحِبِ التّرسِ المُذَهّبِ ألّذِي هُوَ قَائِمٌ عَلَي رَأسِ مُعَاوِيَةَ يَستُرُهُ مِنَ الشّمسِ فَقَالُوا اصنَع مَا شِئتَ فَأَخَذَهَا ثُمّ زَحَفَ بِهَا وَ هُم حَولَهُ يَضرِبُونَ النّاسَ بِأَسيَافِهِم حَتّي انتَهَي إِلَي صَاحِبِ التّرسِ المُذَهّبِ وَ هُوَ فِي خَيلٍ عَظِيمَةٍ مِن أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ فَاقتَتَلَ النّاسُ هُنَاكَ قِتَالًا شَدِيداً وَ شَدّ أَبُو شَدّادٍ بِسَيفِهِ نَحوَ صَاحِبِ التّرسِ فَتَعَرّضَ لَهُ روُميِ‌ّ فَضَرَبَ قَدَمَ أَبِي شَدّادٍ فَقَطَعَهَا وَ ضَرَبَ أَبُو شَدّادٍ ذَلِكَ الروّميِ‌ّ فَقَتَلَهُ فَأُشرِعَت إِلَيهِ الأَسِنّةُ فَقُتِلَ فَأَخَذَ الرّايَةَ عَبدُ اللّهِ بنُ قَلعٍ الأحَمسَيِ‌ّ وَ قَاتَلَ حَتّي قُتِلَ فَأَخَذَهَا أَخُوهُ عَبدُ الرّحمَنِ فَقَاتَلَ حَتّي قُتِلَ ثُمّ أَخَذَهَا عَفِيفُ بنُ أَيَاسٍ فَلَم يَزَل بِيَدِهِ حَتّي تَحَاجَزَ النّاسُ فَحَمَلَ غَطَفَانُ العِرَاقِ عَلَي غَطَفَانِ الشّامِ وَ قُتِلَ مِنهُمَا كَثِيرٌ وَ كَذَا أَزدُ العِرَاقِ عَلَي أَزدِ الشّامِ وَ كَذَا كُلّ قَبِيلَةٍ عَلَي مَن بِإِزَائِهِم

413- قَالَ نَصرٌ وَ رَوَي عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن أَشيَاخِ النّمِرِ أَنّ عُتبَةَ بنَ جُوَيّةَ قَالَ يَومَ صِفّينَ أَنّ مَرعَي الدّنيَا قَد أَصبَحَ هَشِيماً وَ أَصبَحَ شَجَرُهَا حَصِيداً وَ جَدِيدُهَا سَمَلًا وَ حُلوُهَا مُرّ المَذَاقِ


صفحه : 475

أَلَا وَ إنِيّ‌ أُنَبّئُكُم نَبَأَ امر‌ِئٍ صَادِقٍ إنِيّ‌ سَئِمتُ الدّنيَا وَ عَزَفتُ نفَسيِ‌ عَنهَا وَ قَد كُنتُ أَتَمَنّي الشّهَادَةَ وَ أَتَعَرّضُ لَهَا فِي كُلّ حِينٍ فَأَبَي اللّهُ إِلّا أَن يبَلغُنَيِ‌ هَذَا اليَومَ أَلَا وَ إنِيّ‌ مُتَعَرّضٌ ساَعتَيِ‌ هَذِهِ لَهَا وَ قَد طَمِعتُ أَن لَا أُحرَمَهَا فَمَا تَنتَظِرُونَ عِبَادَ اللّهِ مِن جِهَادِ أَعدَاءِ اللّهِ أَ خَوفَ المَوتِ القَادِمِ عَلَيكُم الذّاهِبِ بِأَنفُسِكُم لَا مَحَالَةَ أَو مِن ضَربَةِ كَفّ أَو حِسّ بِالسّيفِ أَ تَستَبدِلُونَ الدّنيَا بِالنّظَرِ إِلَي وَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مُرَافَقَةِ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ الصّالِحِينَ فِي دَارِ القَرَارِ مَا هَذَا باِلرأّي‌ِ السّدِيدِ ثُمّ قَالَ يَا إِخوَتَاه إنِيّ‌ قَد بِعتُ هَذِهِ الدّارَ بِالدّارِ التّيِ‌ أَمَامَهَا وَ هَذَا وجَهيِ‌ إِلَيهِ لَا يُبرِحُ اللّهُ وُجُوهَكُم وَ لَا يَقطَعُ اللّهُ أَرحَامَكُم فَتَبِعَهُ أَخَوَاهُ عُبَيدُ اللّهِ وَ عَوفٌ وَ قَالَا لَا نَطلُبُ رِزقَ الدّنيَا بَعدَكَ قَبّحَ اللّهُ العَيشَ بَعدَكَ أللّهُمّ إِنّا نَحتَسِبُ أَنفُسَنَا عِندَكَ فَاستَقدَمُوا فَقَاتَلُوا حَتّي قُتِلُوا قَالَ فَاقتَتَلَ النّاسُ قِتَالًا شَدِيداً يَومَ الأَربِعَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع وَ اللّهِ لَأَحمِلَنّ عَلَي مُعَاوِيَةَ حَتّي أَقتُلَهُ فَأَخَذَ فَرَساً فَرَكِبَهُ ثُمّ ضَرَبَهُ حَتّي إِذَا قَامَ عَلَي سَنَابِكِهِ دَفَعَهُ فَلَم يُنَهنِههُ شَيءٌ عَنِ الوُقُوفِ عَلَي رَأسِ مُعَاوِيَةَ وَ دَخَلَ مُعَاوِيَةُ خِبَاءَهُ فَنَزَلَ الرّجُلُ عَن فَرَسِهِ وَ دَخَلَ عَلَيهِ فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الخِبَاءِ وَ طَلَعَ الرّجُلُ فِي أَثَرِهِ فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ فَأَحَاطَ بِهِ النّاسُ وَ قَالَ وَيحَكُم إِنّ السّيُوفَ لَم يُؤذَن لَهَا فِي هَذَا وَ لَو لَا ذَلِكَ لَم يَصِل إِلَيكُم عَلَيكُم بِالحِجَارَةِ فَرَضَخُوهُ بِالحِجَارَةِ حَتّي هَمَدَ الرّجُلُ ثُمّ عَادَ مُعَاوِيَةُ إِلَي مَجلِسِهِ

قَالَ نَصرٌ فَلَمّا انقَضَي هَذَا اليَومِ بِمَا فِيهِ أَصبَحُوا فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ وَ الفَيلَقَانِ مُتَقَابِلَانِ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَسَأَلَ المُبَارَزَةَ فَخَرَجَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ فَاقتَتَلَا قِتَالًا شَدِيداً ثُمّ إِنّ العرِاَقيِ‌ّ اعتَنَقَهُ فَوَقَعَا جَمِيعاً وَ عَادَ الفَرَسَانِ ثُمّ إِنّ العرِاَقيِ‌ّ قَهَرَهُ فَجَلَسَ عَلَي صَدرِهِ وَ كَشَفَ المِغفَرَ عَنهُ يُرِيدُ أَن يَذبَحَهُ فَإِذَا هُوَ أَخُوهُ لِأَبِيهِ فَصَاحَ بِهِ أَصحَابُ عَلِيّ ع وَيحَكَ أَجهِز عَلَيهِ قَالَ إِنّهُ أخَيِ‌ قَالُوا فَاترُكهُ قَالَ لَا وَ اللّهِ حَتّي يَأذَنَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَأُخبِرَ عَلِيّ ع بِذَلِكَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ أَن دَعهُ فَتَرَكَهُ وَ عَادَ إِلَي صَفّ مُعَاوِيَةَ


صفحه : 476

414- وَ عَنِ الجرُجاَنيِ‌ّ قَالَ كَانَ مُعَاوِيَةُ يَعُدّ لِكُلّ عَظِيمٍ حُرَيثاً مَولَاهُ وَ كَانَ يَلبَسُ سِلَاحَ مُعَاوِيَةَ مُتَشَبّهاً بِهِ فَإِذَا قَاتَلَ قَالَ النّاسُ ذَاكَ مُعَاوِيَةُ وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ دَعَاهُ وَ قَالَ يَا حُرَيثُ اتّقِ عَلِيّاً وَ ضَع رُمحَكَ حَيثُ شِئتَ فَأَتَاهُ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ قَالَ يَا حُرَيثُ إِنّكَ وَ اللّهِ لَو كُنتَ قُرَشِيّاً لَأَحَبّ لَكَ مُعَاوِيَةُ أَن تَقتُلَ عَلِيّاً وَ لَكِن كَرِهَ أَن يَكُونَ لَكَ حَظّهَا فَإِن رَأَيتَ فُرصَةً فَاقتَحِم وَ خَرَجَ عَلِيّ ع فِي هَذَا اليَومِ وَ كَانَ أَمَامَ الخَيلِ فَحَمَلَ عَلَيهِ حُرَيثٌ

وَ فِي رِوَايَةِ عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ بَرَزَ حُرَيثٌ مَولَي مُعَاوِيَةَ هَذَا اليَومَ وَ كَانَ شَدِيداً ذَا بَأسٍ لَا يُرَامُ فَصَاحَ يَا عَلِيّ هَل لَكَ فِي المُبَارَزَةِ فَأَقدِم أَبَا حَسَنٍ إِن شِئتَ فَأَقبَلَ عَلِيّ وَ هُوَ يَقُولُ


أَنَا عَلِيّ وَ ابنُ عَبدِ المُطّلِبِ   نَحنُ لَعَمرُ اللّهِ أَولَي بِالكُتُبِ

مِنّا النّبِيّ المُصطَفَي غَيرُ كَذِبٍ   أَهلُ اللّوَاءِ وَ المَقَامِ وَ الحُجُبِ

  َحنُ نَصَرنَاهُ عَلَي كُلّ العَرَبِ

ثُمّ خَالَطَهُ فَمَا أَمهَلَهُ أَن ضَرَبَهُ ضَربَةً وَاحِدَةً فَقَطَعَهُ نِصفَينِ فَجَزِعَ مُعَاوِيَةُ عَلَيهِ جَزَعاً شَدِيداً وَ عَابَ عَمراً فِي إِغرَائِهِ بعِلَيِ‌ّ فَلَمّا قُتِلَ حُرَيثٌ بَرَزَ عَمرُو بنُ الحُصَينِ السكّسكَيِ‌ّ فَنَادَي أَبَا حَسَنٍ هَلُمّ إِلَي المُبَارَزَةِ فَأَومَي عَلِيّ إِلَي سَعِيدِ بنِ قَيسٍ الهمَداَنيِ‌ّ فَبَارَزَهُ فَضَرَبَهُ بِالسّيفِ فَقَتَلَهُ

قَالَ نَصرٌ وَ كَانَ لِهَمدَانَ بَلَاءٌ عَظِيمٌ فِي نُصرَةِ عَلِيّ ع فِي صِفّينَ وَ مِنَ الشّعرِ ألّذِي لَا يُشَكّ أَنّ قَائِلَهُ عَلِيّ لِكَثرَةِ الرّوَايَةِ لَهُ


دَعَوتُ فلَبَاّنيِ‌ مِنَ القَومِ عُصبَةٌ   فَوَارِسُ مِن هَمدَانَ غَيرُ لِئَامٍ

بِكُلّ ردُيَنيِ‌ّ وَ عَضبٍ تَخَالُهُ   إِذَا اختَلَفَ الأَقوَامُ شُعَلَ ضَرَامٍ

لِهَمدَانَ أَخلَاقٌ كِرَامٌ يَزِينُهُم   وَ بَأسٌ إِذَا لَاقُوا وَ جَدّ خِصَامٍ

صفحه : 477


وَ جَدّ وَ صَدقٌ فِي الحُرُوبِ وَ نَجدَةٌ   وَ قَولٌ إِذَا قَالُوا بِغَيرِ أَثَامٍ

مَتَي تَأتِهِم فِي دَارِهِم تَستَضِيفُهُم   تَبِت نَاعِماً فِي خِدمَةٍ وَ طَعَامٍ

جَزَي اللّهُ هَمدَانَ الجِنَانَ فَإِنّهَا   سِمَامُ العِدَي فِي كُلّ يَومِ زِحَامٍ

فَلَو كُنتُ بَوّاباً عَلَي بَابِ جَنَةٍ   لَقُلتُ لِهَمدَانَ ادخُلُوا بِسَلَامٍ

415- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرُو بنُ شِمرٍ قَالَ ثُمّ قَامَ عَلِيّ بَينَ الصّفّينِ وَ نَادَي يَا مُعَاوِيَةُ يُكَرّرُهَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ سَلُوهُ مَا شَأنُهُ قَالَ أُحِبّ أَن يَظهَرَ لِي فَأُكَلّمَهُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَبَرَزَ مُعَاوِيَةُ وَ مَعَهُ عَمرُو بنُ العَاصِ فَلَمّا قَارَبَاهُ لَم يَلتَفِت إِلَي عَمرٍو وَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ وَيحَكَ عَلَامَ تَقتُلُ النّاسَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ يَقتُلُ بَعضُهُم بَعضاً ابرُز إلِيَ‌ّ فَأَيّنَا قُتِلَ فَالأَمرُ إِلَي صَاحِبِهِ فَالتَفَتَ مُعَاوِيَةُ إِلَي عَمرٍو فَقَالَ مَا تَرَي يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ قَد أَنصَفَكَ الرّجُلُ فَاعلَم أَنّكَ إِن نَكَلتَ عَنهُ لَم تَزَل سُبّةً عَلَيكَ وَ عَلَي عَقِبِكَ مَا بقَيِ‌َ عَلَي ظَهرِ الأَرضِ عرَبَيِ‌ّ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا ابنَ العَاصِ لَيسَ مثِليِ‌ يُخدَعُ عَن نَفسِهِ وَ اللّهِ مَا بَارَزَ ابنَ أَبِي طَالِبٍ شُجَاعٌ قَطّ إِلّا وَ سَقَي الأَرضَ بِدَمِهِ ثُمّ انصَرَفَ مُعَاوِيَةُ رَاجِعاً حَتّي انتَهَي إِلَي آخِرِ الصّفُوفِ وَ عَمرٌو مَعَهُ فَلَمّا رَأَي عَلِيّ ع ذَلِكَ ضَحِكَ وَ عَادَ إِلَي مَوقِفِهِ

قَالَ وَ حَقَدَهَا مُعَاوِيَةُ عَلَي عَمرٍو بَاطِناً

قَالَ نَصرٌ ثُمّ التَقَي النّاسُ وَ اقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً وَ حَارَبَت طيَ‌ّ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حُرُوباً عَظِيمَةً وَ قُتِلَ مِنهَا أَبطَالٌ كَثِيرُونَ وَ قَاتَلَتِ النّخَعُ أَيضاً مَعَهُ ذَلِكَ اليَومَ قِتَالًا شَدِيداً وَ قُطِعَت رِجلُ عَلقَمَةَ بنِ قَيسٍ النخّعَيِ‌ّ وَ قُتِلَ أَخُوهُ أُبَيّ بنُ قَيسٍ فَكَانَ عَلقَمَةُ يَقُولُ بَعدُ مَا أُحِبّ أَنّ رجِليِ‌ أَصَحّ مَا كَانَ لِمَا أَرجُو بِهَا الثّوَابَ وَ قَالَ رَأَيتُ أخَيِ‌ فِي نوَميِ‌ فَقُلتُ لَهُ مَا ألّذِي قَدِمتُم عَلَيهِ قَالَ التَقَينَا نَحنُ وَ أَهلُ الشّامِ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ سُبحَانَهُ فَاحتَجَجنَا عِندَهُ فَحَجَجنَا فَسُرِرتُ بِذَلِكَ


صفحه : 478

416- وَ روُيِ‌َ عَنِ الحُضَينِ[الحُصَينِ] بنِ المُنذِرِ أَنّهُ لَمّا تَصَافّ النّاسُ ذَلِكَ اليَومَ وَ حَمَلَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ وَ ضَعضَعَت مَيمَنَةُ أَهلِ العِرَاقِ فَجَاءَنَا عَلِيّ ع وَ مَعَهُ بَنُوهُ فَنَادَي بِصَوتٍ جَهرٍ لِمَن هَذِهِ الرّايَاتُ فَقُلنَا رَايَاتُ رَبِيعَةَ فَقَالَ بَل هيِ‌َ رَايَاتٌ عَصَمَ اللّهُ أَهلَهَا وَ صَبّرَهَا وَ ثَبّتَ أَقدَامَهَا ثُمّ قَالَ لِي وَ أَنَا حَامِلُ رَايَةِ رَبِيعَةَ يَا فَتَي أَ لَا تدُنيِ‌ رَايَتَكَ هَذِهِ ذِرَاعاً فَقُلتُ بَلَي وَ اللّهِ عَشَرَةَ أَذرُعٍ ثُمّ مِلتُ بِهَا هَكَذَا فَأَدنَيتُهَا فَقَالَ لِي حَسبُكَ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُم أُعطُوا الرّايَةَ الحُضَينَ[الحُصَينَ] بنَ المُنذِرِ الرقّاَشيِ‌ّ وَ هُوَ يَومَئِذٍ غُلَامٌ وَ هُوَ يَزحَفُ بِرَايَةِ رَبِيعَةَ وَ كَانَت حَمرَاءَ فَأَعجَبَ عَلِيّاً ع زَحفُهُ وَ ثَبَاتُهُ فَقَالَ


لِمَن رَايَةٌ حَمرَاءُ يَخفِقُ ظِلّهَا   إِذَا قِيلَ قَدّمهَا حُضَينُ[BA]حُصَينُ]تَقَدّمَا

وَ يَدنُو بِهَا فِي الصّفّ حَتّي يُدِيرَهَا   حَمّامُ المَنَايَا تَقطُرُ المَوتَ وَ الدّمَاءَ

جَزَي اللّهُ قَوماً صَابَرُوا فِي لِقَائِهِم   لَدَي البَأسِ حُرّاً مَا أَعَزّ وَ أَكرَمَا

وَ أَحزَمَ صَبراً يَومَ يُدعَي إِلَي الوَغَي   إِذَا كَانَ أَصوَاتُ الكُمَاةِ تَغَمغَمَا

رَبِيعَةَ أعَنيِ‌ إِنّهُم أَهلُ نَجدَةٍ وَ بَأسٍ   إِذَا لَاقُوا خَمِيساً عَرَمرَمَا

وَ قَد صَبَرَت عَكّ وَ لَخمٌ وَ حِميَرٌ   لِمَذحِجٍ حَتّي لَم تُفَارِق دَمٌ دَماً

وَ نَادَت جُذَامٌ يَا لَمَذحِجٍ وَيحَكُم   جَزَي اللّهُ شَرّاً أَيّنَا كَانَ أَظلَمَا

أَمَا تَتّقُونَ اللّهَ فِي حُرُمَاتِكُم   وَ مَا قَرّبَ الرّحمَنُ مِنهَا وَ عَظّمَا

أَذَقنَا ابنَ حَربٍ طَعنَنَا وَ ضِرَابَنَا   بِأَسيَافِنَا حَتّي تَوَلّي وَ أَحجَمَا

وَ مَرّ ينُاَديِ‌ الزّبرِقَانُ مَرَاطِمَ   وَ نَادَي كَلَاعاً وَ الكُرَيبَ وَ أَنعَمَا

صفحه : 479


وَ عَمراً وَ سُفيَاناً وَ جَهماً وَ مَالِكاً   وَ حَوشَبَ وَ الغاَويِ‌َ سُرَيحاً وَ أَظلَمَا

وَ كُرزَ بنَ نَبهَانَ وَ عَمرَو بنَ جَحدَرٍ   وَ صَبّاحاً العبَسيِ‌ّ يَدعُو وَ أَسلَمَا

قال نصر وأقبل ذو الكلاع في الحمير و من لف لفها ومعهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف من قراء أهل الشام فحملوا علي ربيعة وهم ميسرة أهل العراق وفيهم عبد الله بن العباس حملة شديدة فضعضعت رايات ربيعة ثم إن أهل الشام انصرفوا فلم يلبثوا إلاقليلا حتي كروا ثانية وعبيد الله بن عمر في أولهم يقول يا أهل الشام هذاالحي‌ من العراق قتلة عثمان وأنصار علي فإن هزمتم هذه القبيلة أدركتم ثاركم في عثمان فشدوا علي الناس شدة عظيمة فثبتت لهم ربيعة وصبرت صبرا حسنا إلاقليلا من الضعفاء واشتد القتال بين ربيعة وحمير وعبيد الله بن عمر وكثرت القتلي ثم خرج نحو خمس مائة فارس أوأكثر من أصحاب علي ع علي رءوسهم البيض وهم غائصون في الحديد لايري منهم إلاالحدق وخرج إليهم من أهل الشام نحوهم في العدة فاقتتلوا بين الصفين و الناس وقوف تحت راياتهم فلم يرجع من هؤلاء مخبر لاعراقي‌ و لاشامي‌ قتلوا جميعا بين الصفين و كان بصفين تل يلقي عليه الجماجم من الرجال فكان يدعي تل الجماجم قال نصر ثم ذهب هذااليوم بما فيه فأصبحوا من اليوم التاسع من صفر و قدخطب معاوية أهل الشام وحرضهم فحمل عبيد الله وقراء أهل الشام


صفحه : 480

ومعه ذو الكلاع في حمير علي ربيعة في ميسرة علي ع فقاتلوا قتالا شديدا فأتي زياد بن خصفة إلي عبدالقيس فقال لايكونن وائل بعداليوم إن ذا الكلاع وعبيد الله بن عمر قدأبادا ربيعة فانهضوا لهم و إلاهلكت فركبت عبدالقيس وجاءت كأنها غمامة سوداء فشدت أزر الميسرة وعظم القتال فقتل ذو الكلاع قتله رجل من بكر بن وائل اسمه خندف وتضعضعت أركان حمير وثبتت بعدذي‌ الكلاع تحارب مع عبيد الله بن عمر فأرسل عبيد الله إلي الحسن بن علي ع إن لي إليك حاجة فألقني‌ فلقيه الحسن ع فقال له عبيد الله إن أباك قدوتر قريشا أولا وآخرا و قدشنئه الناس فهل لك في خلعه و أن تتولي أنت هذاالأمر فقال كلا و الله ثم قال يا ابن الخطاب و الله لكأني‌ أنظر إليك مقتولا في يومك أو في غدك أما إن الشيطان قدزين لك وخدعك حتي أخرجك مخلقا بالخلوق تري نساء أهل الشام موقفك وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلا قال فو الله ما كان إلابياض النهار حتي قتل عبيد الله و هو في كتيبة رقطاء وكانت تدعي الخضرية كانوا أربعة آلاف عليهم ثياب مخضر فمر الحسن فإذا رجل متوسد رجل قتيل و قدركز رمحه في عينه وربط فرسه برجله فقال الحسن لمن معه انظروا إلي هذا و إذا رجل من همدان و إذاالقتيل عبيد الله بن عمر قدقتله الهمداني‌ في أول الليل وبات عليه حتي أصبح قال نصر و قداختلفت الرواة في قاتله فقالت همدان نحن قتلناه قتله هانئ بن الخطاب وقالت حضرموت نحن قتلناه قتله مالك بن عمرو و قال بكر بن وائل قتله منا محرز بن الصحصح وروي‌ أن قاتله حريث بن جابر بن الجعفي‌


صفحه : 481

417- قال نصر و حدثناعمرو بن شمر عن جابر قال لماحمل ذو الكلاع ذلك اليوم بالفيلق العظيم من حمير علي صفوف العراق ناداهم أبوشجاع الحميري‌ تبت أيديكم أترون معاوية خيرا من علي أسد الله أضل الله سعيكم ثم أنت ياذا الكلاع قدكنا نري أن لك نية في الدين فقال ذو الكلاع إيها يا أباشجاع و الله مامعاوية بأفضل من علي ولكني‌ أقاتل عن دم عثمان قال فأصيب ذو الكلاع حينئذ قتله خندف البكري‌ في المعركة

قَالَ نَصرٌ وَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لَمّا قُتِلَ ذُو الكَلَاعِ لَأَنَا أَشَدّ فَرَحاً بِقَتلِ ذيِ‌ الكَلَاعِ منِيّ‌ بِفَتحِ مِصرَ لَو فَتَحتُهَا قَالَ لِأَنّ ذَا الكَلَاعِ كَانَ يَحجُرُ عَلَي مُعَاوِيَةَ فِي أَشيَاءَ كَانَ يَأمُرُ بِهَا

قال نصر فلما قتل ذو الكلاع اشتدت الحرب وشد عك ولخم وجذام والأشعريون من أهل الشام علي مذحج من أهل العراق

418- وَ قَالَ نَصرٌ وَ حدَثّنَيِ‌ عَمرُو بنُ الزّبَيرِ قَالَ لَقَد سَمِعتُ الحُضَينَ[الحُصَينَ] بنَ المُنذِرِ يَقُولُ أعَطاَنيِ‌ عَلِيّ ذَلِكَ اليَومَ رَايَةَ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ سِر يَا حُضَينُ[حُصَينُ] وَ اعلَم أَنّهُ لَا تَخفِقُ عَلَي رَأسِكَ بِرَايَةٍ مِثلِهَا أَبَداً هَذِهِ رَايَةُ رَسُولِ اللّهِ

قَالَفَجَاءَ أَبُو عُرَفَاءَ جَبَلَةُ بنُ عَطِيّةَ الذهّليِ‌ّ إِلَي الحُضَينِ[الحُصَينِ] فَقَالَ هَل لَكَ أَن تعُطيِنَيِ‌ الرّايَةَ أَحمِلُهَا فَيَكُونَ لَكَ ذِكرُهَا وَ يَكُونَ لِي أَجرُهَا فَقَالَ الحُضَينُ[الحُصَينُ] وَ مَا غنِاَي‌َ يَا عَمّ عَن أَجرِهَا مَعَ ذِكرِهَا فَقَالَ إِنّهُ لَا غَنَاءَ بِكَ عَن ذَلِكَ وَ لَكِن أَعِرهَا عَمّكَ سَاعَةً فَمَا أَسرَعَ مَا تَرجِعُ إِلَيكَ قَالَ حُضَينٌ[حُصَينٌ]فَعَلِمتُ أَنّهُ قَدِ استَقتَلَ وَ أَنّهُ يُرِيدُ أَن يَمُوتَ مُجَاهِداً قَالَ فَقُلتُ لَهُ خُذهَا فَأَخَذَهَا ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ إِنّ عَمَلَ الجَنّةِ كَرهٌ كُلّهُ وَ ثَقِيلٌ وَ إِنّ عَمَلَ النّارِ خِفّ كُلّهُ وَ حَبِيبٌ إِنّ الجَنّةَ لَا يَدخُلُهَا إِلّا الصّابِرُونَ الّذِينَ صَبَرُوا أَنفُسَهُم عَلَي فَرَائِضِ اللّهِ وَ أَمرِهِ وَ لَيسَ شَيءٌ مِمّا افتَرَضَ اللّهُ عَلَي العِبَادِ أَشَدّ مِنَ الجِهَادِ هُوَ أَفضَلُ الأَعمَالِ ثَوَاباً عِندَ


صفحه : 482

اللّهِ فَإِذَا رأَيَتمُوُنيِ‌ قَد شَدَدتُ فَشُدّوا وَيحَكُم أَ مَا تَشتَاقُونَ إِلَي الجَنّةِ أَ مَا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللّهُ لَكُم فَشَدّ وَ شَدّوا مَعَهُ وَ قَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً فَقُتِلَ أَبُو عَرفَاءَ وَ شَدّت رَبِيعَةُ بَعدَهَا شِدّةً عَظِيمَةً عَلَي صُفُوفِ أَهلِ الشّامِ

و قال نصر فاضطرب الناس ذلك اليوم بالسيوف حتي قطعت وتكسرت وصارت كالمناجل وتطاعنوا بالرماح حتي تناثرت أسنتها ثم جثوا علي الركب فتحاثوا بالتراب ثم تعانقوا وتكادموا بالأفواه ثم تراموا بالصخرة والحجارة ثم تحاجزوا فكان الرجل من أهل العراق يمر علي أهل الشام فيقول كيف أصير إلي رايات بني‌ فلان فيقول هاهنا لاهداك الله ويمر الرجل من أهل الشام علي أهل العراق فيقول كيف أمضي‌ إلي رايات بني‌ فلان فيقولون هاهنا لاحفظك الله فلما أصبحوا في اليوم العاشر أصبحوا وربيعة محدقة بعلي‌ ع إحداق بياض العين بسوادها قال نصر وحدثني‌ عمرو أنه لماوقف ع تحت رايات ربيعة قال عتاب بن لقيط يامعشر ربيعة حاموا عن علي منذ اليوم فإن أصيب فيكم افتضحتم أ لاترونه قائما تحت راياتكم فقال لهم شقيق بن ثور يامعشر ربيعة ليس لكم عذر عندالعرب إن أصيب علي وفيكم رجل حي‌ فامنعوه اليوم واصدقوا عدوكم اللقاء فتعاقدت ربيعة وتحالفت بالأيمان العظيمة وتبايع منهم سبعة آلاف علي أن لاينظر رجل خلفه حتي يردوا سرادق معاوية فقاتلوا ذلك اليوم قتالا شديدا لم


صفحه : 483

يكن قبله مثله وأقبلوا نحو سرادق معاوية فلما نظر إليهم قدأقبلوا قال


إذا قلت قدولت ربيعة أقبلت   كتائب منها كالجبال تجالد

ثم قال لعمرو ياعمرو ماتري قال أري أن لاتحنث أخوالي‌ اليوم فقام معاوية وخلا لهم سرادقه ورحله وخرج فارا عنه لائذا ببعض مضارب العسكر في أخريات الناس وانتهبت ربيعة سرادقه ورحله وبعث إلي خالد بن المعمر أنك قدظفرت و لك إمرة خراسان إن لم تتم فقطع خالد القتال و لم يتمه و قال لربيعة قدبرت أيمانكم فحسبكم فلما كان عام الجماعة وبايع الناس معاوية أمره معاوية علي خراسان وبعثه إليها فمات قبل أن يبلغها

419- قَالَ نَصرٌ وَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ أَنّ عَلِيّاً ع صَلّي بِهِم هَذَا اليَومَ صَلَاةَ الغَدَاةِ ثُمّ زَحَفَ بِهِم فَلَمّا أَبصَرُوهُ استَقبَلُوهُ بِزُحُوفِهِم فَاقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً ثُمّ إِنّ خَيلَ الشّامِ حَمَلَت عَلَي خَيلِ العِرَاقِ فَاقتَطَعُوا مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع أَلفَ رَجُلٍ أَو أَكثَرَ فَأَحَاطُوا بِهِم وَ حَالُوا بَينَهُم وَ بَينَ أَصحَابِهِم فَلَم يَرَوهُم فَنَادَي عَلِيّ ع أَ لَا رَجُلٌ يشَريِ‌ نَفسَهُ لِلّهِ وَ يَبِيعُ دُنيَاهُ بِآخِرَتِهِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِن جُعفٍ يُقَالُ لَهُ عَبدُ العَزِيزِ بنُ الحَارِثِ عَلَي فَرَسٍ أَدهَمَ كَأَنّهُ غُرَابٌ مُقَنّعاً فِي الحَدِيدِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مرُنيِ‌ بِأَمرِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع


سَمَحتَ بِأَمرٍ لَا يُطَاقُ حَفِيظَةً   وَ صِدقاً وَ إِخوَانُ الحِفَاظِ قَلِيلٌ

صفحه : 484


جَزَاكَ إِلَهُ النّاسِ خَيراً فَقَد وَفَت   يَدَاكَ بِفَضلٍ مَا هُنَاكَ جَزِيلٌ

فَقَالَ ع يَا أَبَا الحَارِثِ شَدّ اللّهُ رُكنَكَ احمِل عَلَي أَهلِ الشّامِ حَتّي تأَتيِ‌َ أَصحَابَكَ فَتَقُولَ لَهُم إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقرَأُ عَلَيكُمُ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكُم هَلّلُوا وَ كَبّرُوا مِن نَاحِيَتِكُم وَ نُهَلّلُ وَ نُكَبّرُ مِن نَاحِيَتِنَا وَ احمِلُوا وَ نَحمِلُ عَلَيهِم فَضَرَبَ الجعُفيِ‌ّ فَرَسَهُ وَ قَاتَلَهُم حَتّي خَلَصَ إِلَي أَصحَابِهِ فَلَمّا رَأَوهُ استَبشَرُوا بِهِ وَ فَرِحُوا وَ قَالُوا مَا فَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَالَ صَالِحٌ يُقرِئُكُمُ السّلَامَ وَ يَقُولُ هَلّلُوا وَ كَبّرُوا وَ احمِلُوا حَملَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ نَحمِلُ مِن جَانِبِنَا فَفَعَلُوا مَا أَمَرَهُم بِهِ وَ هَلّلُوا وَ كَبّرُوا وَ هَلّلَ عَلِيّ وَ كَبّرَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ وَ حَمَلَ عَلَي أَهلِ الشّامِ وَ حَمَلُوهُم مِن وَسطِ أَهلِ الشّامِ فَانفَرَجَ القَومُ عَنهُم وَ خَرَجُوا وَ مَا أُصِيبَ مِنهُم رَجُلٌ وَاحِدٌ وَ لَقَد قُتِلَ مِن فُرسَانِ الشّامِ يَومَئِذٍ زُهَاءُ سَبعِمِائَةِ نَفَرٍ وَ كَانَ عَلِيّ ع مِن أَعظَمِ النّاسِ اليَومَ عَنَاءً قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ لَا يَعدِلُ بِرَبِيعَةَ أَحَداً مِنَ النّاسِ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي مُضَرَ وَ أَظهَرُوا لَهُمُ القَبِيحَ وَ أَبدَوا ذَاتَ أَنفُسِهِم فَقَامَ أَبُو الطّفَيلِ عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ وَ عُمَيرُ بنُ عُطَارِدٍ وَ قَبِيصَةُ بنُ جَابِرٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الطّفَيلِ فِي وُجُوهِ قَبَائِلِهِم فَأَتَوا عَلِيّاً ع فَتَكَلّمَ أَبُو الطّفَيلِ فَقَالَ إِنّا وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا نَحسُدُ قَوماً خَصّهُمُ اللّهُ مِنكَ بِخَيرٍ وَ إِنّ هَذَا الحيَ‌ّ مِن رَبِيعَةَ قَد ظَنّوا أَنّهُم أَولَي بِكَ مِنّا فَاعفُهُم عَنِ القِتَالِ أَيّاماً وَ اجعَل لِكُلّ امر‌ِئٍ مِنّا يَوماً نُقَاتِلُ فِيهِ فَإِنّا إِذَا اجتَمَعنَا اشتَبَهَ عَلَيكَ بَلَاؤُنَا فَقَالَ ع نَعَم أُعطِيكُم مَا طَلَبتُم وَ أَمَرَ رَبِيعَةَ أَن تَكُفّ عَنِ القِتَالِ وَ كَانَت بِإِزَاءِ اليَمَنِ مِن صُفُوفِ الشّامِ فَغَدَا أَبُو الطّفَيلِ فِي قَومِهِ مِن كِنَانَةَ وَ هُم جَمَاعَةٌ عَظِيمَةٌ فَتَقَدّمَ أَمَامَ الخَيلِ وَ اقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً ثُمّ انصَرَفَ إِلَي عَلِيّ ع وَ أَثنَي عَلَيهِ خَيراً


صفحه : 485

ثُمّ غَدَا فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ عُمَيرُ بنُ عُطَارِدٍ بِجَمَاعَةٍ مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ وَ هُوَ يَومَئِذٍ سَيّدُ مُضَرِ كُوفَةَ فَقَاتَلَ أَصحَابُهُ قِتَالًا شَدِيداً ثُمّ غَدَا فِي اليَومِ الثّالِثِ قَبِيصَةُ فِي بنَيِ‌ أَسَدٍ فَقَاتَلَ القَومَ إِلَي أَن دَخَلَ اللّيلُ ثُمّ غَدَا فِي اليَومِ الرّابِعِ عَبدُ اللّهِ بنُ الطّفَيلِ فِي جَمَاعَةِ هَوَازِنَ فَحَارَبَهُم حَتّي اللّيلِ فَانصَرَفُوا

قَالَ نَصرٌ وَ كَتَبَ عُقبَةُ بنُ مَسعُودٍ عَامِلُ عَلِيّ ع عَلَي الكُوفَةِ إِلَي سُلَيمَانَ بنِ صُرَدٍ الخزُاَعيِ‌ّ وَ هُوَ مَعَ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فَإِنّهُم إِن يَظهَرُوا عَلَيكُم يَرجُمُوكُم أَو يُعِيدُوكُم فِي مِلّتِهِم وَ لَن تُفلِحُوا إِذاً أَبَداًفَعَلَيكَ بِالجِهَادِ وَ الصّبرِ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ السّلَامُ

420- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عُمَرُ بنُ سَعدٍ وَ عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَقَامَ عَلِيّ ع فَخَطَبَ النّاسَ بِصِفّينَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي نِعَمِهِ الفَاضِلَةِ عَلَي جَمِيعِ مَن خَلَقَ مِنَ البَرّ وَ الفَاجِرِ وَ عَلَي حُجَجِهِ البَالِغَةِ عَلَي خَلقِهِ مَن أَطَاعَهُ مِنهُم وَ مَن عَصَاهُ إِن يَرحَم فَبِفَضلِهِ وَ مَنّهِ وَ إِن عَذّبَ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيهِموَ أَنّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ


صفحه : 486

أَحمَدُهُ عَلَي حُسنِ البَلَاءِ وَ تَظَاهُرِ النّعمَاءِ وَ أَستَعِينُهُ عَلَي مَا نَابَنَا مِن أَمرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ أَتَوَكّلُ عَلَيهِوَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًا ثُمّ إنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالهُدَي وَ دِينِ الحَقّ ارتَضَاهُ لِذَلِكَ وَ كَانَ أَهلَهُ وَ اصطَفَاهُ عَلَي جَمِيعِ العِبَادِ لِتَبلِيغِ رِسَالَتِهِ وَ جَعَلَهُ رَحمَةً مِنهُ عَلَي خَلقِهِ وَ كَانَ كَعِلمِهِ فِيهِ رَءُوفاً رَحِيماً أَكرَمَ خَلقِ اللّهِ حَسَباً وَ أَجمَلَهُ مَنظَراً وَ أَسخَاهُ نَفساً وَ أَبَرّهُ بِوَالِدٍ وَ أَوصَلَهُ لِرَحِمٍ وَ أَفضَلَهُ عِلماً وَ أَثقَلَهُ حِلماً وَ أَوفَاهُ بِعَهدٍ وَ آمَنَهُ عَلَي عَقدٍ لَم يَتَعَلّق عَلَيهِ مُسلِمٌ وَ لَا كَافِرٌ بِمَظلِمَةٍ قَطّ بَل كَانَ يُظلَمُ فَيَغفِرُ وَ يَقدِرُ فَيَصفَحُ فَيَعفُو حَتّي مَضَيص مُطِيعاً لِلّهِ صَابِراً عَلَي مَا أَصَابَهُ مُجَاهِداً فِي اللّهِ حَقّ جِهَادِهِ حَتّي أَتَاهُ اليَقِينُص فَكَانَ ذَهَابُهُ أَعظَمَ المُصِيبَةِ عَلَي جَمِيعِ أَهلِ الأَرضِ البَرّ وَ الفَاجِرِ ثُمّ إِنّهُ تَرَكَ فِيكُم كِتَابَ اللّهِ يَأمُرُكُم بِطَاعَةِ اللّهِ وَ يَنهَاكُم عَن مَعصِيَتِهِ وَ قَد عَهِدَ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص عَهداً فَلَستُ أَحِيدُ عَنهُ وَ قَد حَضَرتُم عَدُوّكُم وَ عَلِمتُم أَنّ رَئِيسَهُم مُنَافِقُ بنُ مُنَافِقٍ يَدعُوهُم إِلَي النّارِ وَ ابنُ عَمّ نَبِيّكُم مَعَكُم وَ بَينَ أَظهُرِكُم يَدعُوكُم إِلَي الجَنّةِ وَ إِلَي طَاعَةِ رَبّكُم وَ العَمَلِ بِسُنّةِ نَبِيّكُم وَ لَا سَوَاءَ مَن صَلّي قَبلَ كُلّ ذَكَرٍ لَم يسَبقِنيِ‌ بِالصّلَاةِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص أَحَدٌ وَ أَنَا مِن أَهلِ بَدرٍ وَ مُعَاوِيَةُ طَلِيقُ بنُ طَلِيقٍ وَ اللّهِ


صفحه : 487

إِنّا عَلَي الحَقّ وَ إِنّهُم عَلَي البَاطِلِ وَ لَا يَجتَمِعُنّ عَلَيهِ وَ تَتَفَرّقُوا عَن حَقّكُم حَتّي يَغلِبَ بَاطِلُهُم حَقّكُمقاتِلُوهُم يُعَذّبهُمُ اللّهُ بِأَيدِيكُم فَإِن لَم تَفعَلُوا لَيُعَذّبَنّهُمُ اللّهُ بأِيَديِ‌ غَيرِكُم فَقَامَ أَصحَابُهُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع انهَض بِنَا إِلَي عَدُوّنَا وَ عَدُوّكَ إِذَا شِئتَ فَوَ اللّهِ مَا نُرِيدُ بِكَ بَدَلًا بَل نَمُوتُ مَعَكَ وَ نَحيَا مَعَكَ فَقَالَ لَهُم وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَنَظَرَ إلِيَ‌ّ النّبِيّص وَ أَضرِبُ بَينَ يَدَيهِ بسِيَفيِ‌ هَذَا فَقَالَ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ مَوتُكَ وَ حَيَاتُكَ يَا عَلِيّ معَيِ‌ وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ وَ لَا ضَلَلتُ وَ لَا ضُلّ بيِ‌ وَ لَا نَسِيتُ مَا عَهِدَ إلِيَ‌ّ وَ إنِيّ‌ عَلَي بَيّنَةٍ مِن ربَيّ‌ وَ عَلَي الطّرِيقِ الوَاضِحِ أَلقُطُهُ لَقطاً ثُمّ نَهَضَ إِلَي القَومِ فَاقتَتَلُوا مِن حِينَ طَلَعَتِ الشّمسُ حَتّي غَابَ الشّفَقُ الأَحمَرُ وَ مَا كَانَت صَلَاةُ القَومِ فِي ذَلِكَ اليَومِ إِلّا تَكبِيراً

421- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَن صَعصَعَةَ بنِ صُوحَانَ قَالَبَرَزَ فِي أَيّامِ صِفّينَ رَجُلٌ اشتَهَرَ بِالبَأسِ وَ النّجدَةِ اسمُهُ كُرَيبُ بنُ الوَضّاحِ فَنَادَي مَن يُبَارِزُ فَخَرَجَ إِلَيهِ المُرتَفِعُ بنُ الوَضّاحِ فَقَتَلَهُ ثُمّ نَادَي مَن


صفحه : 488

يُبَارِزُ فَخَرَجَ إِلَيهِ الحَارِثُ بنُ الجَلّاحِ فَقَتَلَهُ ثُمّ نَادَي مَن يُبَارِزُ فَخَرَجَ إِلَيهِ عَائِذُ بنُ مَسرُوقٍ الهمَداَنيِ‌ّ فَقَتَلَهُ ثُمّ رَمَي بِأَجسَادِهِم بَعضَهَا فَوقَ بَعضٍ وَ نَادَي مَن يُبَارِزُ فَخَرَجَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ نَادَاهُ وَيحَكَ يَا كُرَيبُ إنِيّ‌ أُحَذّرُكَ اللّهَ وَ بَأسَهُ وَ نَقِمَتَهُ وَ أَدعُوكَ إِلَي سُنّةِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِهِ وَيحَكَ لَا يُدخِلَنّكَ مُعَاوِيَةُ النّارَ فَكَانَ جَوَابَهُ أَن قَالَ مَا أَكثَرَ مَا قَد سَمِعتُ مِنكَ هَذِهِ المَقَالَةَ وَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا أَقدِم إِذَا شِئتَ مَن يشَترَيِ‌ سيَفَيِ‌ وَ هَذَا أَثَرُهُ فَقَالَ عَلِيّ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ ثُمّ مَشَي إِلَيهِ فَلَم يُمهِلهُ أَن ضَرَبَهُ ضَربَةً خَرّ مِنهَا قَتِيلًا يَتَشَحّطُ فِي دَمِهِ ثُمّ نَادَي مَن يُبَارِزُ فَبَرَزَ إِلَيهِ الحَارِثُ بنُ وَدَاعَةَ الحمِيرَيِ‌ّ فَقَتَلَ الحَارِثَ ثُمّ نَادَي مَن يُبَارِزُ فَبَرَزَ إِلَيهِ المُطَاعُ بنُ المُطّلِبِ القيَنيِ‌ّ فَقَتَلَ مُطَاعاً ثُمّ نَادَي مَن يَبرُزُ فَلَم يَبرُز إِلَيهِ أَحَدٌ فَنَادَيالشّهرُ الحَرامُ بِالشّهرِ الحَرامِ وَ الحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدي عَلَيكُم وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَ يَا مُعَاوِيَةُ هَلُمّ إلِيَ‌ّ فبَاَرزِنيِ‌ وَ لَا يُقتَلَنّ النّاسُ فِيمَا بَينَنَا فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ اغتَنِمهُ مُنتَهِزاً قَد قَتَلَ ثَلَاثَةً مِن أَبطَالِ العَرَبِ وَ إنِيّ‌ أَطمَعُ أَن يُظفِرَكَ اللّهُ بِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ اللّهِ لَن تُرِيدَ إِلّا أَن أُقتَلَ فَتُصِيبَ الخِلَافَةَ بعَديِ‌ اذهَب إِلَيكَ فَلَيسَ مثِليِ‌ يُخدَعُ

قَالَ نَصرٌ وَ خَطَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ فِي هَذَا اليَومِ وَ قَالَ بَعدَ الحَمدِ وَ الثّنَاءِ وَ الشّهَادَةِ بِالتّوحِيدِ وَ الرّسَالَةِ وَ قَد سَاقَنَا قَدَرُ اللّهِ إِلَي مَا تَرَونَ حَتّي كَانَ مِمّا اضطَرَبَ مِن حَبلِ هَذِهِ الأُمّةِ وَ انتَشَرَ مِن أَمرِهَا أَنّ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ وَجَدَ مِن طَغَامِ النّاسِ أَعوَاناً عَلَي ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ صِهرِهِ وَ أَوّلِ ذَكَرٍ صَلّي مَعَهُ بدَريِ‌ّ قَد شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص كُلّ مَشَاهِدِهِ التّيِ‌ مِنهَا[ فِيهَا]الفَضلُ وَ مُعَاوِيَةُ مُشرِكٌ يَعبُدُ الأَصنَامَ وَ ألّذِي مَلَكَ المُلكَ وَحدَهُ وَ بَانَ بِهِ وَ كَانَ أَهلَهُ لَقَد قَاتَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ كَذَبَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ


صفحه : 489

فَعَلَيكُم بِتَقوَي اللّهِ وَ الجِدّ وَ الحَزمِ وَ الصّبرِ وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي حَقّ وَ إِنّ القَومَ لَعَلَي بَاطِلٍ فَلَا يَكُونَنّ أَولَي بِالجِدّ عَلَي بَاطِلِهِم مِنكُم فِي حَقّكُم وَ إِنّا لَنَعلَمُ أَن سَيُعَذّبَهُمُ اللّهُ بِأَيدِيكُم أَو بأِيَديِ‌ غَيرِكُم أللّهُمّ أَعِنّا وَ لَا تَخذُلنَا وَ انصُرنَا عَلَي عَدُوّنَا وَ لَا تَخلُ عَنّا وَافتَح بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَ

422- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرٌو عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ جُندَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَقَامَ عَمّارٌ يَومَ صِفّينَ فَقَالَ انهَضُوا معَيِ‌ عِبَادَ اللّهِ إِلَي قَومٍ يَزعُمُونَ أَنّهُم يَطلُبُونَ بِدَمِ الظّالِمِ لِنَفسِهِ الحَاكِمِ عَلَي عِبَادِ اللّهِ بِغَيرِ مَا فِي كِتَابِ اللّهِ إِنّمَا قَتَلَهُ الصّالِحُونَ المُنكِرُونَ لِلعُدوَانِ الآمِرُونَ بِالإِحسَانِ فَقَالُوا هَؤُلَاءِ الّذِينَ لَا يُبَالُونَ إِذَا سَلِمَت لَهُم دُنيَاهُم لَو دَرَسَ هَذَا الدّينُ لِمَ قَتَلتُمُوهُ فَقُلنَا لِأَحدَاثِهِ فَقَالُوا إِنّهُ لَم يُحدِث شَيئاً وَ ذَلِكَ لِأَنّهُ مَكّنَهُم مِنَ الدّنيَا فَهُم يَأكُلُونَهَا وَ يَرعَونَهَا وَ لَا يُبَالُونَ لَوِ انهَدَمَتِ الجِبَالُ وَ اللّهِ مَا أَظُنّهُم يَطلُبُونَ بِدَمٍ إِنّهُم لَيَعلَمُونَ إِنّهُ لَظَالِمٌ وَ لَكِنّ القَومَ دَانُوا لِلدّنيَا فَاستَحَبّوهَا وَ استَمرَءُوهَا وَ عَلِمُوا أَنّ صَاحِبَ الحَقّ لَو وَلِيَهُم لَحَالَ بَينَهُم وَ بَينَ مَا يَأكُلُونَ وَ يَرعَونَ مِنهَا إِنّ القَومَ لَم تَكُن لَهُم سَابِقَةٌ فِي الإِسلَامِ يَستَحِقّونَ بِهَا الطّاعَةَ وَ الوَلَايَةَ فَخَدَعُوا أَتبَاعَهُم بِأَن قَالُوا قُتِلَ إِمَامُنَا مَظلُوماً لِيَكُونُوا بِذَلِكَ جَبَابِرَةً وَ مُلُوكاً تِلكَ مَكِيدَةٌ قَد بَلَغُوا بِهَا مَا تَرَونَ وَ لَولَاهَا مَا بَايَعَهُم مِنَ النّاسِ رَجُلَانِ


صفحه : 490

أللّهُمّ إِن تَنصُرنَا فَطَالَ مَا نَصَرتَ وَ إِن تَجعَل لَهُمُ الأَمرَ فَادّخِر لَهُم بِمَا أَحدَثُوا لِعِبَادِكَ العَذَابَ الأَلِيمَ ثُمّ مَضَي وَ مَضَي مَعَهُ أَصحَابُهُ فَدَنَا مِن عَمرِو بنِ العَاصِ فَقَالَ يَا عَمرُو بِعتَ دِينَكَ بِمِصرَ فَتَبّاً لَكَ فَطَالَ مَا بَغَيتَ الإِسلَامَ عِوَجاً

وَ فِي كِتَابِ نَصرٍ ثُمّ نَادَي عَمّارٌ عُبَيدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ وَ ذَلِكَ قَبلَ مَقتَلِهِ فَقَالَ يَا ابنَ عُمَرَ صَرَعَكَ اللّهُ بِعتَ دِينَكَ بِالدّنيَا مِن عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّ الإِسلَامِ قَالَ كَلّا وَ لكَنِيّ‌ أَطلُبُ بِدَمِ عُثمَانَ الشّهِيدِ المَظلُومِ قَالَ كَلّا أَشهَدُ عَلَي علِميِ‌ فِيكَ أَنّكَ أَصبَحتَ لَا تَطلُبُ بشِيَ‌ءٍ مِن فِعلِكَ وَجهَ اللّهِ وَ أَنّكَ إِن لَم تُقتَلِ اليَومَ فَتَمُوتُ غَداً فَانظُر إِذَا أَعطَي اللّهُ العِبَادَ عَلَي نِيّاتِهِم مَا نِيّتُكَ

ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ تَعلَمُ أنَيّ‌ لَو أَعلَمُ أَنّ رِضَاكَ فِي أَن أَقذِفَ بنِفَسيِ‌ فِي هَذَا البَحرِ لَفَعَلتُ أللّهُمّ إِنّكَ تَعلَمُ أنَيّ‌ لَو أَعلَمُ أَنّ رِضَاكَ فِي أَن أَضَعَ ظُبَةَ سيَفَيِ‌ فِي بطَنيِ‌ ثُمّ أنَحنَيِ‌َ عَلَيهِ حَتّي يَخرُجَ مِن ظهَريِ‌ لَفَعَلتُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعلَمُ مِمّا علَمّتنَيِ‌ أنَيّ‌ لَا أَعمَلُ عَمَلًا اليَومَ هَذَا هُوَ أَرضَي لَكَ مِن جِهَادِ هَؤُلَاءِ القَاسِطِينَ وَ لَو أَعلَمُ اليَومَ عَمَلًا هُوَ أَرضَي لَكَ مِنهُ لَفَعَلتُهُ


صفحه : 491

423- وَ رَوَي ابنُ دَيزِيلَ فِي كِتَابِ صِفّينَ عَن سَيفٍ الضبّيّ‌ّ عَنِ الصّعبِ بنِ حَكِيمِ بنِ شَرِيكِ بنِ نَملَةَ المحُاَربِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ شَرِيكٍ قَالَ كَانَ النّاسُ مِن أَهلِ العِرَاقِ وَ أَهلِ الشّامِ يَقتَتِلُونَ أَيّامَ صِفّينَ وَ يَتَزَايَلُونَ فَلَا يَستَطِيعُ الرّجُلُ أَن يَرجِعَ إِلَي مَكَانِهِ حَتّي يُسفِرَ الغُبَارُ عَنهُ فَاقتَتَلُوا يَوماً وَ أَسفَرَ الغُبَارُ فَإِذَا عَلِيّ ع تَحتَ رَايَتِنَا يعَنيِ‌ بنَيِ‌ مُحَارِبٍ فَقَالَ هَل مِن مَاءٍ فَأَتَيتُهُ بِإِدَاوَةٍ فَخَنَثتُهَا لَهُ لِيَشرَبَ فَقَالَ لَا إِنّا نُهِينَا أَن نَشرَبَ مِن أَفوَاهِ الأَسقِيَةِ ثُمّ عَلّقَ سَيفَهُ وَ إِنّهُ لَمُخَضّبٌ بِالدّمِ مِن ظُبَتِهِ إِلَي قَائِمِهِ فَصَبَبتُ لَهُ عَلَي يَدَيهِ فَغَسَلَهُمَا حَتّي أَنقَاهُمَا ثُمّ شَرِبَ بِيَدَيهِ حَتّي إِذَا روَيِ‌َ رَفَعَ رَأسَهُ ثُمّ قَالَ أَينَ مُضَرَ فَقُلتُ أَنتَ فِيهِم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ مَن أَنتُم بَارَكَ اللّهُ فِيكُم فَقُلنَا نَحنُ بَنُو مُحَارِبٍ فَعَرَفَ مَوقِفَهُ ثُمّ رَجَعَ إِلَي مَوضِعِهِ

قال ابن أبي الحديد خنثت الإداوة إذاثنيت فاها إلي خارج وإنما نهي رسول الله ص عن اختناث الأسقية لأن رجلا اختنث سقاء فشرب فدخل إلي جوفه حية كانت في السقاء

424- قَالَ وَ رَوَي نَصرُ بنُ مُزَاحِمٍ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن زَيدِ بنِ أَبِي رَجَاءٍ عَن أَسمَاءَ بنِ حَكِيمٍ الفزَاَريِ‌ّ قَالَكُنّا بِصِفّينَ مَعَ عَلِيّ تَحتَ رَايَةِ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ ارتِفَاعَ الضّحَي وَ قَدِ استَظلَلنَا بِرِدَاءٍ أَحمَرَ إِذ أَقبَلَ رَجُلٌ فَقَالَ أَيّكُم عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَقَالَ أَنَا عَمّارٌ قَالَ أَبُو اليَقظَانِ قَالَ نَعَم قَالَ إِنّ لِي إِلَيكَ حَاجَةً فَأَنطِقُ بِهَا سِرّاً أَو


صفحه : 492

عَلَانِيَةً قَالَ اختَر لِنَفسِكَ أَيّهُمَا شِئتَ قَالَ لَا بَل عَلَانِيَةً قَالَ فَانطِق قَالَ إنِيّ‌ خَرَجتُ مِن أهَليِ‌ مُستَبصِراً فِي الحَقّ ألّذِي نَحنُ عَلَيهِ لَا أَشُكّ فِي ضَلَالَةِ هَؤُلَاءِ القَومِ وَ أَنّهُم عَلَي البَاطِلِ فَلَم أَزَل عَلَي ذَلِكَ مُستَبصِراً حَتّي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ فإَنِيّ‌ رَأَيتُ فِي مقَاَميِ‌ هَذَا تَقَدّمَ مُنَادِينَا فَقَامَ وَ أَذّنَ وَ شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ نَادَي بِالصّلَاةِ وَ الفَلَاحِ وَ نَادَي مُنَادِيهِم بِمِثلِ ذَلِكَ ثُمّ أُقِيمَتِ الصّلَاةُ فَصَلّينَا صَلَاةً وَاحِدَةً وَ تَلَونَا كِتَاباً وَاحِداً وَ دَعَونَا دَعوَةً وَاحِدَةً وَ رَسُولُنَا وَاحِدٌ فأَدَركَنَيِ‌ الشّكّ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ فَبِتّ بِلَيلَةٍ لَا يَعلَمُهَا إِلّا اللّهُ حَتّي أَصبَحتُ فَأَتَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَذَكَرتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ هَل لَقِيتَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ قُلتُ لَا قَالَ فَالقَهُ فَانظُر مَا يَقُولُ لَكَ فَاتّبِعهُ فَجِئتُكَ لِذَلِكَ فَقَالَ عَمّارٌ تَعرِفُ صَاحِبَ الرّايَةِ السّودَاءِ المُقَابِلَةِ لِي وَ أَومَأَ إِلَي رَايَةِ عَمرِو بنِ العَاصِ قَاتَلتُهَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص مَرّاتٍ وَ هَذِهِ الرّابِعَةُ فَمَا هيِ‌َ بِخَيرِهِنّ وَ لَا أَبَرّهِنّ بَل هيِ‌َ شَرّهُنّ وَ أَفجَرُهُنّ أَشهَدتُ بَدراً وَ أُحُداً وَ يَومَ حُنَينٍ أَ وَ شَهِدَهَا أَبٌ لَكَ فَيُخبِرَهَا لَكَ قَالَ لَا قَالَ فَإِنّ مَرَاكِزَنَا اليَومَ عَلَي مَرَاكِزِ رَايَاتِ رَسُولِ اللّهِص يَومَ بَدرٍ وَ يَومَ أُحُدٍ وَ يَومَ حُنَينٍ وَ إِنّ مَرَاكِزَ هَؤُلَاءِ عَلَي مَرَاكِزِ رَايَاتِ المُشرِكِينَ مِنَ الأَحزَابِ فَهَل تَرَي هَذَا العَسكَرَ وَ مَن فِيهِ وَ اللّهِ لَوَدِدتُ أَنّ جَمِيعَ مَن أَقبَلَ فِيهِ مَعَ مُعَاوِيَةَ مِمّن يُرِيدُ قِتَالَنَا مُفَارِقاً للِذّيِ‌ نَحنُ عَلَيهِ كَانُوا خَلقاً وَاحِداً فَقَطَعتُهُ وَ ذَبَحتُهُ وَ اللّهِ لَدِمَاؤُهُم جَمِيعاً أَحَلّ مِن دَمِ عُصفُورٍ أَ تَرَي دَمَ عُصفُورٍ حَرَاماً قَالَ لَا بَل حَلَالٌ قَالَ فَإِنّهُم حَلَالٌ كَذَلِكَ أَ ترَاَنيِ‌ بَيّنتُ قَالَ قَد بَيّنتَ قَالَ فَاختَر أَيّ ذَلِكَ أَحبَبتَ فَانصَرَفَ الرّجُلُ فَدَعَاهُ عَمّارٌ ثُمّ قَالَ سَيَضرِبُونَكُم بِأَسيَافِهِم حَتّي يَرتَابَ المُبطِلُونَ مِنكُم فَيَقُولُوا لَو لَم يَكُونُوا عَلَي حَقّ مَا ظَهَرُوا عَلَينَا وَ اللّهِ مَا هُم مِنَ الحَقّ عَلَي مَا يقُذَيّ‌ عَينَ ذُبَابٍ وَ اللّهِ لَو ضَرَبُونَا بِأَسيَافِهِم حَتّي يُبلِغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمنَا أَنّا عَلَي حَقّ وَ أَنّهُم عَلَي بَاطِلٍ


صفحه : 493

425- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا يَحيَي بنُ يَعلَي عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَؤُلَاءِ القَومُ الّذِينَ تُقَاتِلُهُم الدّعوَةُ وَاحِدَةٌ وَ الرّسُولُ وَاحِدٌ وَ الصّلَاةُ وَاحِدَةٌ وَ الحَجّ وَاحِدٌ فَمَا ذَا أُسَمّيهِم قَالَ سَمّهِم بِمَا سَمّاهُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ قَالَ مَا كُلّ مَا فِي الكِتَابِ أَعلَمُهُ قَالَ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ يَقُولُتِلكَ الرّسُلُ فَضّلنا بَعضَهُم عَلي بَعضٍ إِلَي قَولِهِوَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّناتُ وَ لكِنِ اختَلَفُوا فَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ فَلَمّا وَقَعَ الِاختِلَافُ كُنّا نَحنُ أَولَي بِاللّهِ وَ بِالكِتَابِ وَ باِلنبّيِ‌ّ وَ بِالحَقّ فَنَحنُ الّذِينَ آمَنُوا وَ هُمُ الّذِينَ كَفَرُوا وَ شَاءَ اللّهُ قِتَالَهُم فَقِتَالُنَا هَذَا بِمَشِيّةِ اللّهِ وَ إِرَادَتِهِ

توضيح الأدهم الأسود والحمحمة صوت الفرس إذاطلب العلف والصهيل صوته المعروف و ماكنا له مقرنين أي مطيقين وأفضت القلوب أي دنت وقربت ووصلت أوأفضت بسرها أوسرها فحذف المفعول أوظهرت لك بما فيها من عيوبها وأسرارها أوخرجت إلي فضاء رحمتك وساحة مغفرتك . قال الجوهري‌ أفضيت إذاخرجت إلي الفضاء وأفضيت إلي فلان سري‌ و قال الخليل في العين أفضي فلان إلي فلان أي وصل إليه وأصله أنه سار في فضاء. و قال الجوهري‌ شخص بصره فهو شاخص إذافتح عينيه وجعل لا


صفحه : 494

يطرف والمناع اسم جبل وأريد هنا مايمتنع به ويلجأ إليه . وسيأتي‌ أكثر الأدعية والخطب برواية أخري مع شرحها. و قال الفيروزآبادي‌ الفت الدق والكسر بالأصابع وفت في ساعده أضعفه . و قال الجوهري‌ نابذه الحرب كاشفه . قوله قص الشارب قص الشعر قطعه أي كمايسوي‌ القاص شعرات الشارب و قال ابن الأثير في مادة لحج من كتاب النهاية لحج في الأمر يلحج إذادخل فيه ونشب قوله عضضتم بهن أبيكم العض اللزوم وهن كناية عن الشي‌ء القبيح أي لزمتم عادات السوء التي‌ كانت لآبائكم والشدة بالفتح الحملة والموتور ألذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه والثأر بالهمزة و قديخفف طلب الدم وقاتل الحميم إلا عن دينكم أي بسببه أويزيلوكم عنه عضضتم بصم الجندل أي الحجارة الصلبة ولعله دعاء عليهم بالخيبة أوإخبار بأنهم خيبوا أنفسهم والحتوف جمع الحتف و هوالموت لم تطل أي لم تبطل فهو مأثور أي مذكور و قال الجوهري‌ الصدق بالفتح الصلب من الرماح ويقال المستوي‌ ويقال أيضا رجل صدق اللقاء ويقال للرجل الشجاع إنه لذو مصدق بالفتح أي صادق الحملة كأنه ذو صدق فيما يعدك من ذلك واستقبله سنام أي طائفة عظيمة علي المجاز قوله قدرأيت جولتكم

426-أَقُولُ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ أَنّهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حِينَ مَرّ بِرَايَةٍ لِأَهلِ الشّامِ أَصحَابُهَا لَا يَزَالُونَ عَن مَوَاضِعِهِم إِنّهُم لَن يَزَالُوا عَن مَوَاقِفِهِم دُونَ طَعنٍ دِرَاكٍ يَخرُجُ مِنهُ النّسِيمُ وَ ضَربٍ يَفلِقُ الهَامَ وَ يُطِيحُ العِظَامَ وَ تَسقُطُ مِنهُ المَعَاصِمُ وَ الأَكُفّ وَ حَتّي تَصَدّعَ جِبَاهُهُم بِعَمدِ الحَدِيدِ وَ تَنَشّرَ


صفحه : 495

حَوَاجِبُهُم عَلَي الصّدُورِ وَ الأَذقَانِ أَينَ أَهلُ الصّبرِ وَ طُلّابُ الأَجرِ وَ صَارَت إِلَيهِ عِصَابَةٌ مِنَ المُسلِمِينَ فَعَادَت مَيمَنَتُهُ إِلَي مَوقِفِهَا وَ مَصَافّهَا وَ كَشَفَت مَن بِإِزَائِهَا فَأَقبَلَ حَتّي انتَهَي إِلَيهِم وَ قَالَ ع إنِيّ‌ رَأَيتُ جَولَتَكُم وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحوَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ فَأَزَلتُمُوهُم مِن مَصَافّهِم كَمَا أَزَالُوكُم وَ أَنتُم تَضرِبُونَهُم بِالسّيُوفِ حَتّي رَكِبَ أَوّلُهُم آخِرَهُم كَالإِبِلِ المَطرُودَةِ الهِيمِ الآنّ فَاصبِرُوا نَزَلَت عَلَيكُمُ السّكِينَةُ وَ ثَبّتَكُمُ اللّهُ بِاليَقِينِ وَ ليَعلَمِ المُنهَزِمُ بِأَنّهُ مُسخِطٌ رَبّهُ وَ مُوبِقٌ نَفسَهُ إِنّ فِي الفِرَارِ مَوجِدَةَ اللّهِ وَ الذّلّ اللّازِمَ وَ العَارَ الباَقيِ‌َ وَ إِنّ الفَارّ لَغَيرُ مَزِيدٍ فِي عُمُرِهِ وَ لَا مَحجُوزٍ بَينَهُ وَ بَينَ يَومِهِ وَ لَا يرُضيِ‌ رَبّهُ وَ لَمَوتُ الرّجُلِ مُحِقّاً قَبلَ إِتيَانِ هَذِهِ الخِصَالِ خَيرٌ مِنَ الرّضَا بِالتّلَبّسِ بِهَا وَ الإِقرَارِ عَلَيهَا

427- وَ فِي النهج ،[نهج البلاغة] وَ أَنتُم لَهَامِيمُ العَرَبِ وَ يَآفِيخُ الشّرَفِ وَ الأَنفُ المُقَدّمُ وَ السّنَامُ الأَعظَمُ وَ لَقَد شَفَا وَحَاوِحَ صدَريِ‌ أَن رَأَيتُكُم بِأَخَرَةٍ تَحُوزُونَهُم كَمَا حَازُوكُم وَ تُزِيلُونَهُم عَن مَوَاقِفِهِم كَمَا أَزَالُوكُم حَسّاً بِالنّصَالِ وَ شَجراً بِالرّمَاحِ تَركَبُ أُولَاهُم آخِرَهُم كَالإِبِلِ الهِيمِ المَطرُودَةِ تُرمَي عَن حِيَاضِهَا وَ تُذَادُ عَن مَوَارِدِهَا

428- وَ قَد رَوَي المُفِيدُ فِي الإِرشَادِ الكَلَامَ الأَوّلَ إِلَي قَولِهِ أَينَ أَهلُ النّصرِ أَينَ طُلّابُ الأَجرِ وَ سيَأَتيِ‌ شَرحُهُ عِندَ إِيرَادِ مَا رَوَاهُ الرضّيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ

ويقال جال جولة أي طاف وانحاز عنه أي عدل وانحاز القوم أي تركوا مراكزهم والجفاة هم الذين بعدوا عن الآداب الحسنة والطغام الأراذل و في الكافي‌ الطغاة واللهاميم جمع لهموم و هوالجواد من الناس والخيل .


صفحه : 496

واليآفيخ جمع يافوخ و هوالموضع ألذي يتحرك من رأس الطفل ولعجه الضرب أي آلمه وأحرق جلده ويقال هوي لاعج لحرقة الفؤاد من الحب . والوحوحة صوت معه بحح يصدر عن المتألم و في الكافي‌ وشفي بعض حاج صدري‌ والحاج بالتخفيف جمع الحاجة وضرب من الشوك ويقال ما قدصدري‌ حوجاء و لالوجاء أي لامرية و لاشك بأخرة بالتحريك أي أخيرا والحوز الجمع والسوق اللين والشديد وحسناها حسا أي استأصلناهم قتلا والنصال جمع نصل السهم أوالسيف وغيرهما و في بعض النسخ النضال بالمعجمة و هومصدر ناضلته إذارميته وشجرت زيدا بالرمح طعنته والهيم بالكسر العطاش والذود الصد والمنع ومواردها المواضع التي‌ تردها للشرب والعار الباقي‌ أي في الأعقاب أوله بين الناس ويومه أجله المقدر لموته و في القاموس الخذمة محركة السير الغليظ المحكم مثل الحلقة يشد في رسغ البعير ويشد إليها سرائح نعلها والخلخال والساق والهشيم من النبات اليابس المتكسر والهمود الموت وطفؤ النار. قوله ع منا النبي ص .أقول في الديوان هكذا وبالنبي‌ المصطفي غيرالكذب و فيه رجز آخر مخاطبا لحريث


. أناالغلام العربي‌ المنتسب .   من غيرعود ومصاص المطلب .

ياأيها العبد اللئيم المنتدب .   إن كنت للموت محبا فاقترب .

واثبت رويدا أيها الكلب الكلب .   أو لافول هاربا ثم انقلب .

والعود بالفتح القديم من السؤدد وفلان مصاص قومه بالضم إذا كان أخلصهم نسبا وندبه لأمر أي دعاه وحثه له فانتدب أي أجاب و رجل كلب بكسر اللام شديد الحرص وكلب كلب أي مجنون يكلب بلحوم الناس . قوله ع أو لا أي أو لاتثبت وقيل أوبمعني بل .


صفحه : 497

ويروي أنه لماقتل حريث قال معاوية.


حريث أ لم تعلم وعلمك ضائر.   بأن عليا للفوارس قاهر

. و أن عليا لايبارز فارسا.   من الناس إلاأقصدته الأظافر.

أمرتك أمرا حازما فعصيتني‌.   فجدك إذ لم تقبل النصح عاثر.

فدلاك عمرو والحوادث جمة.   غرورا و ماجرت عليك المقادر.

وظن حريث أن عمرا نصيحة.   و قديهلك الإنسان إذ لايحاذر.

أيركب عمرو رأسه خوف نفسه .   ويصلي‌ حريثا إنه لمماكر.

وَ روُيِ‌َ فِي الدّيوَانِ أَبيَاتَهُ ع فِي مَدحِ هَمدَانَ هَكَذَا R


وَ لَمّا رَأَيتُ الخَيلَ تَقرَعُ بِالقَنَا   فَوَارِسُهَا حُمرُ العُيُونِ دوَاَميِ‌

وَ أَقبَلَ رَهَجٌ فِي السّمَاءِ كَأَنّهُ   غَمَامَةٌ جُنّ مَلبَسٌ بِقَتَامٍ

وَ نَادَي ابنُ هِندٍ ذَا الكَلَاعِ وَ يَحصِبَا   وَ كِندَةَ فِي لَخمٍ وَ حيَ‌ّ جُذَامٍ

تَيَمّمَت هَمدَانُ الّذِينَ هُم   إِذَا نَابَ أَمرُ جنُتّيِ‌ وَ سهِاَميِ‌

وَ نَادَيتُ فِيهِم دَعوَةً فأَجَاَبنَيِ‌   فَوَارِسُ مِن هَمدَانَ غَيرَ لِئَامٍ

فَوَارِسُ مِن هَمدَانَ لَيسُوا بِعُزّلٍ   غَدَاةَ الوَغَي مِن يَشكُرَ وَ شِبَامٍ

وَ مِن أَرحَبَ الشّمّ المَطَاعِينَ بِالقَنَا   وَ رُهمٍ وَ أَحيَاءِ السّبِيعِ وَ يَامٍ

وَ مِن كُلّ حيَ‌ّ قَد أتَتَنيِ‌ فَوَارِسُ   ذَوُو نَجدَاتٍ فِي اللّقَاءِ كِرَامٌ

بِكُلّ ردُيَنيِ‌ّ وَ عَصبٍ تَخَالُهُ   إِذَا اختَلَفَ الأَقوَامُ شُعَلَ ضَرَامٍ

يَقُودُهُم حاَميِ‌ الحَقِيقَةِ مِنهُم   سَعِيدُ بنُ قَيسٍ وَ الكَرِيمُ يحُاَميِ‌

فَخَاضُوا لَظَاهَا وَ اصطَلَوا بِشِرَارِهَا   وَ كَانُوا لَدَي الهَيجَاءِ كَشَربِ مُدَامٍ

جَزَي اللّهُ هَمدَانَ الجِنَانَ فَإِنّهُم   سِمَامُ العِدَي فِي كُلّ يَومٍ خِصَامٍ

لِهَمدَانَ أَخلَاقٌ وَ دِينٌ يَزِينُهُم   وَ لِينٌ إِذَا لَاقُوا وَ حُسنُ كَلَامٍ

مَتَي تَأتِهِم فِي دَارِهِم لِضِيَافَةٍ   تَبِت عِندَهُم فِي غِبطَةٍ وَ طَعَامٍ

صفحه : 498


أَلَا إِنّ هَمدَانَ الكِرَامَ أَعِزّةٌ   كَمَا عَن رُكنِ البَيتِ عِندَ مَقَامٍ

أُنَاسٌ يُحِبّونَ النّبِيّ وَ رَهطَهُ   سِرَاعٌ إِلَي الهَيجَاءِ غَيرَ كَهَامٍ

إِذَا كُنتُ بَوّاباً عَلَي بَابِ جَنّةٍ   أَقُولُ لِهَمدَانَ ادخُلُوا بِسَلَامٍ

429- قَالَ الشّارِحُ وَ رَوَي ابنُ أَعثَمَ أَنّ عَمرَو بنَ حُصَينٍ أَتَي عَلِيّاً ع مِن عَقِبِهِ لِيَغتَالَهُ بِسِنَانِ رُمحِهِ فَقَتَلَهُ سَعِيدُ بنُ قَيسٍ وَ قَالَ


أَ لَا أَبلُغُ مُعَاوِيَةَ بنَ صَخرٍ   وَ رَجمُ الغَيبِ يَكشِفُهُ الظّنُونُ

بِأَنّا لَا نَزَالُ لَكُم عَدُوّاً   طِوَالَ الدّهرِ مَا سَمِعَ الحَنِينَ

أَ لَم تَرَ أَنّ وَالِدَنَا عَلِيّ   أَبُو حَسَنٍ وَ نَحنُ لَهُ بَنُونٌ

وَ إِنّا لَا نُرِيدُ بِهِ سِوَاهُ   وَ ذَاكَ الرّشدُ وَ الحَظّ السّمِينُ

فَلَمّا سَمِعَهُ مُعَاوِيَةُ بَعَثَ ذَا الكَلَاعِ مَعَ كَثِيرٍ مِنَ القَبَائِلِ وَ قَالَ اخرُج وَ اقصِد بِحَربِكَ هَمدَانَ خَاصّةً فَلَمّا رَآهُم عَلِيّ قَالَ يَا لِهَمدَانَ عَلَيكُم بِهَذِهِ الخَيلِ فَإِنّ مُعَاوِيَةَ قَد قَصَدَكُم بِهَا خَاصّةً دُونَ غَيرِكُم فَأَقبَلَ عَلَيهِمُ ابنُ قَيسٍ مَعَ هَمدَانَ فَهَزَمَهُم فَقَالَ عَلِيّ ع لَهُم أَنتُم درِعيِ‌ وَ رمُحيِ‌ وَ سنِاَنيِ‌ وَ جنُتّيِ‌ وَ اللّهِ لَو كَانَتِ الجَنّةُ فِي يدَيِ‌ لَأُدخِلَنّكُم إِيّاهَا خَاصّةً يَا مَعشَرَ هَمدَانَ ثُمّ أَنشَأَ هَذِهِ الأَبيَاتَ

والدامي‌ الملطخ بالدم والرهج الغبار والدجن البأس الغيم السماء والقتام الغبار الأسود ويحصب بكسر الصاد حي‌ من يمن وكذا اللخم والجذام قبيلتان من يمن وتيممت أي قصدت والأعزل ألذي لاسلاح معه والعزل بالتشديد جمعه . ويشكر بضم الكاف وشبام بكسر الشين وأرحب بالحاء المهملة ورهم بضم المهملة وسبيع بفتح السين ويام بالمثناة التحتانية قبائل همدان والشم جمع الأشم و هوالسيد ذو الأنفة والمطاعين جمع المطعان و هوكثير الطعن .


صفحه : 499

و قال الجوهري‌ القناة الردينية والرمح الرديني‌ زعموا أنه منسوب إلي امرأة السمهري‌ تسمي ردينة وكانا يقومان القنا بخط هجر والعضب السيف القاطع والشرب بالفتح جمع شارب والمدام الخمر والسمام بالكسر جمع سم وفرس كهام أي بطي‌ء. قوله ع لمن راية حمراء

أَقُولُ فِي الدّيوَانِ هَكَذَا


لَنَا الرّايَةُ السّودَاءُ يَخفِقُ ظِلّهَا   إِذَا قِيلَ قَدّمهَا حُضَينُ[BA]حُصَينُ]تَقَدّمَا

فَيُورِدُهَا فِي الصّفّ حَتّي يُزِيرَهَا   حِيَاضُ المَنَايَا يَقطُرُ المَوتَ وَ الدّمَاءَ

تَرَاهُ إِذَا مَا كَانَ يَومُ كَرِيهَةٍ   أَبَي فِيهِ إِلّا عِزّةً وَ تَكَرّماً

وَ أَجمَلَ صَبراً حِينَ يُدعَي إِلَي الوَغَي   إِذَا كَانَ أَصوَاتُ الرّجَالِ تَغَمغُماً

وَ قَد صَبَرَت عَكّ وَ لَخمٌ وَ حِميَرٌ   لِمَذحِجٍ حَتّي أَورَثَتهَا تَنَدّماً

وَ نَادَي جُذَامٌ يَا لِمَذحِجٍ وَيحَكُم   جَزَي اللّهُ شَرّاً أَيّنَا كَانَ أَظلَمَا

أَ مَا تَتّقُونَ اللّهَ فِي حُرُمَاتِنَا   وَ مَا قَرّبَ الرّحمَنُ مِنّا وَ عَظّمَا

جَزَي اللّهُ قَوماً قَاتَلُوا فِي لِقَائِهِم   لَدَي المَوتِ قُدُماً مَا أَعَزّ وَ أَكرَمَا

رَبِيعَةَ أعَنيِ‌ أَنّهُم أَهلُ نَجدَةٍ   وَ بَأسٍ إِذَا لَاقُوا خَمِيساً عَرَمرَمَا

أَذَقنَا ابنَ هِندٍ طَعنَنَا وَ ضِرَابَنَا   بِأَسيَافِنَا حَتّي تَوَلّي وَ أَحجَمَا

وَ وَلّي ينُاَديِ‌ زِبرِقَانَ بنَ ظَالِمٍ   وَ ذَا كَلَعٍ يَدعُو كُرَيباً وَ أَنعَمَا

وَ عَمراً وَ نُعمَاناً وَ بُسراً وَ مَالِكاً   وَ حَوشَبَ وَ الداّعيِ‌ مُعَاوِ وَ أَظلَمَا

وَ كُرزَ بنَ نَبهَانَ وَ ابنيَ‌ مُحَرّقٍ   وَ حَرثاً وَ قَينِيّاً عُبَيداً وَ سُلّماً

. وخفقت الراية تخفق وتخفق علي زنة تضرب وتنصر اضطربت حتي يزيرها أي يذهب بها إلي الزيارة والكماة جمع الكمي‌ و هوالشجاع المتكمي‌ في سلاحه لأنه كمي نفسه أي سترها بالدرع والبيضة والغمغمة أصوات الأبطال عندالقتال والكلام ألذي لايبين كالتغمغم والعك واللخم بالخاء المعجمة وحمير كمنبر ومذحج بالذال المعجمة كمسجد وجذام بضم الجيم وإعجام الذال قبائل من اليمن واللام في قوله يالمذحج للاستغاثة والخميس الجيش والعرمرم الجيش الكثير والزبرقان بكسر الزاي‌ والراء ابن بدر الفزاري‌.


صفحه : 500

وذو كلع بفتح الكاف واللام وكريب مصغر كرب بن صباح الحميري‌ وعمرو بن العاص ونعمان بن بشير القيسي‌ وبسر ابن أرطاة ومالك بن مسهر القضاعي‌ وحوشب المكني‌ ذا الظليم وكرز بضم الكاف وتقديم المهملة ونبهان بالنون ثم الباء الموحدة ابنا محرق بالحاء المهملة والراء المشددة وحرث بالثاء المثلثة ابن وداع الحميري‌ والقيني‌ مطاع بن مطلب وعبيد الله بن عمر بن الخطاب وسلم أبوالأعور السلمي‌ كلهم أشقياء من أصحاب معاوية عليهم اللعنة وأنعم أي أجاب ومعاو مرخم معاوية للشعر وأظلم أي أتي بالظلم أو كان أشد ظلما أو كان مظلما ذا سواد وشقاوة. وقتل ذو الكلاع بصفين وقتل كريب بيد أمير المؤمنين بعد أن قتل مترقع بن وضاح الخولاني‌ وشرحبيل بن طارق وحرب بن الجلاج وعباد بن مسروق مبارزة وقتل مالك بسيف حجر بن عدي‌ وحوشب بسيف سليمان بن صرد الخزاعي‌ وحرث ومطاع بسيفه ع وعبيد الله بسيف عبد الله بن سوار أوحريث بن خالد أوهانئ بن خطاب أوهانئ بن عمر أومحرز بن صحصح . و قال الجوهري‌ وقولهم جاءوا و من لف لفهم أي و من عد فيهم وتأشب إليهم .

430-أقول ثم قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين ، بعد ماذكر قتل عمار وهاشم بن عتبة رضي‌ الله عنهما كماسيأتي‌ في الباب الآتي‌ وبعث علي ع خيلا ليحبسوا عن معاوية مادته فبعث معاوية الضحاك بن قيس الفهري‌ في خيل إلي تلك الخيل فأزالوها وجاءت عيون علي ع فأخبرته بما قد كان فقال ع لأصحابه فما ترون فيما هاهنا فاختلفوا فقال ع فاغدوا إلي القتال فأمرهم غدوة بالقتال فانهزم أهل الشام وانهزم عتبة بن أبي سفيان حتي أتي الشام


صفحه : 501

431- وَ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن سُلَيمَانَ الأَعمَشِ عَن اِبرَاهِيمَ الهجَرَيِ‌ّ عَنِ القَعقَاعِ بنِ الأَبرَدِ قَالَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَوَاقِفٌ قَرِيباً مِن عَلِيّ ع بِصِفّينَ يَومَ وَقعَةِ الخَمِيسِ وَ قَدِ التَقَت مَذحِجٌ وَ كَانُوا فِي مَيمَنَةِ عَلِيّ وَ عَكّ وَ جُذَامٌ وَ لَخمٌ وَ الأَشعَرِيّونَ وَ كَانُوا مُستَبصِرِينَ فِي قِتَالِ عَلِيّ ع فَلَقَد سَمِعتُ مِن قِتَالِهِم صَوتاً لَيسَت أَصوَاتُ هَدّ الجِبَالِ وَ لَا الصّوَاعِقِ بِأَعظَمَ هَولًا فِي الصّدُورِ مِن ذَلِكَ الصّوتِ وَ عَلِيّ ع يَقُولُ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ المُستَعَانُ اللّهُ ثُمّ نَهَضَ حِينَ قَامَ قَائِمُ الظّهِيرَةِ وَ هُوَ يَقُولُ رَبّنَا افتَح بَينَنَا وَ بَينَ قَومِنَا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الفَاتِحِينَ فَلَا وَ اللّهِ مَا حَجَزَ بَينَنَا وَ بَينَهُم إِلّا اللّهُ رَبّ العَالَمِينَ فِي قَرِيبٍ مِن ثُلُثِ اللّيلِ وَ قُتِلَت يَومَئِذٍ أَعلَامُ العَرَبِ وَ كَانَ فِي رَأسِ عَلِيّ ع ثَلَاثُ ضَرَبَاتٍ وَ فِي وَجهِهِ ضَربَتَانِ قَالَ وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ كِتَابَينِ أَحَدُهُمَا إِلَي أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ كَتَبَ فِيهِ لَا تَنسَي شَيبَاءُ أَبَا عُذرَتِهَا وَ لَا قَاتِلَ بِكرِهَا فَلَم يَدرِ أَبُو أَيّوبَ مَا هُوَ فَأَتَي بِهِ عَلِيّاً ع وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع إِنّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إلِيَ‌ّ بِكِتَابٍ لَا أدَريِ‌ مَا هُوَ فَقَالَ ع هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ لَكَ يَقُولُ مَا أَنسَي ألّذِي لَا تَنسَي الشّيبَاءُ هيِ‌َ لَا تَنسَي أَبَا عُذرَتِهَا الشّيبَاءُ المَرأَةُ البِكرُ لَيلَةَ افتِضَاضِهَا لَا تَنسَي بَعلَهَا ألّذِي افتَرَعَهَا أَبَداً وَ لَا تَنسَي قَاتِلَ بِكرِهَا وَ هُوَ أَوّلُ وَلَدِهَا كَذَلِكَ لَا أَنسَي أَنَا قَتَلَةَ عُثمَانَ وَ كَتَبَ الآخَرَ إِلَي زِيَادٍ ابنِ سُمَيّةَ وَ كَانَ عَامِلًا لعِلَيِ‌ّ عَلَي بَعضِ فَارِسَ فَكَتَبَ إِلَيهِ يَتَهَدّدُهُ وَ يُوعِدُهُ فَقَالَ زِيَادٌ ويَليِ‌ عَلَي ابنِ آكِلَةِ الأَكبَادِ وَ كَهفِ المُنَافِقِينَ وَ بَقِيّةِ الأَحزَابِ يتَهَدَدّنُيِ‌ وَ يوُعدِنُيِ‌ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ ابنُ عَمّ مُحَمّدٍص


صفحه : 502

مَعَهُ سَبعُونَ أَلفَ طَوَائِعَ سُيُوفُهُم عِندَ أَذقَانِهِم وَ لَا يَلتَفِتُ أَحَدٌ مِنهُم وَرَاءَهُ حَتّي يَمُوتَ أَمَا وَ اللّهِ لَو خَلَصَ الأَمرُ إلِيَ‌ّ ليَجَدِنُيِ‌ أَحمَرَ ضَرّاباً بِالسّيفِ وَ الأَحمَرُ يعَنيِ‌ أَنّهُ مَولًي فَلَمّا ادّعَاهُ مُعَاوِيَةُ صَارَ عَرَبِيّاً مُنَافِياً وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ فِي أَسفَلِ كِتَابِ أَبِي أَيّوبَ أَبيَاتاً فَأَجَابَهُ أَبُو أَيّوبَ بِأَبيَاتٍ رَدّهَا عَلَيهِ وَ كَانَ نَصّ كِتَابِهِ فِي جَوَابِ مُعَاوِيَةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّكَ كَتَبتَ إلِيَ‌ّ لَا تَنسَي الشّيبَاءُ ثُكلَ وَلَدِهَا وَ لَا أَبَا عُذرَتِهَا فَضَرَبتَهَا مَثَلًا بِقَتلِ عُثمَانَ وَ مَا نَحنُ وَ قَتلَ عُثمَانَ إِنّ ألّذِي تَرَبّصَ بِعُثمَانَ وَ ثَبّطَ يَزِيدُ بنُ أَسَدٍ وَ أَهلُ الشّامِ فِي نُصرَتِهِ لَأَنتَ وَ إِنّ الّذِينَ قَتَلُوهُ لَغَيرُ الأَنصَارِ فَلَمّا أتُيِ‌َ مُعَاوِيَةُ بِكِتَابِ أَبِي أَيّوبَ كَسَرَهُ

432- وَ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن مُجَالِدٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَن زِيَادِ بنِ النّضرِ الحاَرثِيِ‌ّ قَالَشَهِدتُ مَعَ عَلِيّ ع بِصِفّينَ فَاقتَتَلنَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ ثَلَاثَةَ لَيَالٍ حَتّي تَكَسّرَتِ الرّمَاحُ وَ نَفِدَتِ السّهَامُ ثُمّ صَارَت إِلَي المُسَايَفَةِ فَاجتَلَدنَا بِهَا إِلَي نِصفِ اللّيلِ حَتّي صِرنَا فِي أَهلِ الشّامِ فِي اليَومِ الثّالِثِ وَ عَانَقَ بَعضُنَا بَعضاً وَ لَقَد قَاتَلنَا بِجَمِيعِ السّلَاحِ فَلَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ السّلَاحِ إِلّا قَاتَلنَا بِهِ حَتّي تَحَاثَينَا بِالتّرَابِ وَ تَكَادُ مِنّا حَتّي صِرنَا قِيَاماً يَنظُرُ بَعضُنَا إِلَي بَعضٍ مَا يَستَطِيعُ وَاحِدٌ مِنَ


صفحه : 503

الفَرِيقَينِ يَنهَضُ إِلَي صَاحِبِهِ وَ لَا يُقَاتِلُ فَلَمّا كَانَ نِصفُ اللّيلِ انحَازَ مُعَاوِيَةُ وَ خَيلُهُ مِنَ الصّفّ مِنَ اللّيلَةِ الثّالِثَةِ وَ غَلَبَ عَلِيّ ع عَلَي القَتلَي تِلكَ اللّيلَةَ وَ أَقبَلَ عَلِيّ ع عَلَي أَصحَابِ مُحَمّدٍص فَدَفَنَهُم وَ قُتِلَ شِمرُ بنُ أَبرَهَةَ وَ قُتِلَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع يَومَئِذٍ

433- و عن ابن أبي شقيق أن عبد الله بن جعفرذا الجناحين كان يحمل علي الخيل بصفين إذ جاء رجل من خزيمة فقال هل من فرس قال نعم خذ أي الخيل شئت فلما ولي قال ابن جعفر إن يصيب [يصب ]أفضل الخيل يقتل قال فما عتم أن أخذ أفضل الخيل فركبه وحمل علي ألذي دعاه إلي البراز فقتله الشامي‌ وحمل غلامان من الأنصار جميعا أخوان حتي انتهيا إلي سرادق معاوية فقتلا عنده وأقبلت الكتائب بعضها نحو بعض فاقتتلت قياما علي الركب لايسمع السامعون إلاوقع السيوف علي البيض والدروع

قَالَ وَ جَاءَ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ يَلتَمِسُ عَلِيّاً مَا يَطَأُ إِلّا عَلَي إِنسَانٍ مَيّتٍ أَو قَدَمٍ أَو سَاعِدٍ فَوَجَدَهُ تَحتَ رَايَاتِ بَكرِ بنِ وَائِلٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ لَا نَقُومُ حَتّي نَمُوتَ فَقَالَ عَلِيّ ع ادنُه فَدَنَا حَتّي وَضَعَ أُذُنَهُ عِندَ أَنفِهِ فَقَالَ وَيحَكَ إِنّ عَامّةَ مَن معَيِ‌ يعَصيِنيِ‌ وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ فِيمَن يُطِيعُهُ وَ لَا يَعصِيهِ

قَالَ وَ كَتَبَ إِلَي مُعَاوِيَةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّكَ قَد ذُقتَ ضَرّاءَ الحَربِ وَ أَذَقتَهَا وَ إنِيّ‌ عَارِضٌ عَلَيكُم مَا عَرَضَ المُخَارِقُ عَلَي بنَيِ‌ فَالِجٍ


صفحه : 504


أَيَا رَاكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلّغَا   بنَيِ‌ فَالِجٍ حَيثُ استَقَرّ قَرَارَهَا

هَلُمّوا إِلَينَا لَا تَكُونُوا كَأَنّكُم   بَلَاقِعُ أَرضٍ طَارَ عَنهَا غُبَارُهَا

سُلَيمُ بنُ مَنصُورٍ أُنَاسٌ بِحَرّةَ   وَ أَرضُهُم أَرضٌ كَثِيرٌ وَبَارُهَا

فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَةُ مِن مُعَاوِيَةَ إِلَي عَلِيّ أَمّا بَعدُ عَافَانَا اللّهُ وَ إِيّاكَ فإَنِيّ‌ إِنّمَا قَاتَلتُ عَلَي دَمِ عُثمَانَ وَ كَرِهتُ التّدهِينَ فِي أَمرِهِ وَ إِسلَامِ حَقّهِ فَإِن أُدرِك بِهِ فَبِهَا وَ إِلّا فَإِنّ المَوتَ عَلَي الحَقّ أَجمَلُ مِنَ الحَيَاةِ عَلَي الضّيمِ ثُمّ تَمَثّلَ بِبَعضِ الأَبيَاتِ قَالَ وَ أَرسَلَ عَلِيّ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ أَنِ ابرُز لِي وَ اعفُ الفَرِيقَينِ مِنَ القِتَالِ فَأَيّنَا قَتَلَ صَاحِبَهُ كَانَ الأَمرُ لَهُ قَالَ عَمرٌو لَقَد أَنصَفَكَ الرّجُلُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إنِيّ‌ لَأَكرَهُ أَن أُبَارِزَ الأَهوَجَ الشّجَاعَ لَعَلّكَ طَمِعتَ فِيهَا يَا عَمرُو وَ قَالَ عَلِيّ ع وَا نَفسَاه أَ يُطَاعُ مُعَاوِيَةُ وَ أُعصَي مَا قَاتَلَت أُمّةٌ قَطّ أَهلَ بَيتِ نَبِيّهَا وَ هيِ‌َ مُقِرّ بِنَبِيّهَا إِلّا هَذِهِ الأُمّةُ ثُمّ إِنّ عَلِيّاً ع أَمَرَ النّاسَ أَن يَحمِلُوا عَلَي أَهلِ الشّامِ فَحَمَلَت خَيلُ عَلِيّ ع عَلَي صُفُوفِ أَهلِ الشّامِ فَقَوّضَت صُفُوفَهُم فَقَالَ عَمرٌو يَومَئِذٍ عَلَي مَن هَذَا الرّهَجُ فَقِيلَ عَلَي ابنَيكَ عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدٍ فَقَالَ عَمرٌو يَا وَردَانُ قَدّم لِوَاءَكَ فَتَقَدّمَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ مُعَاوِيَةُ أَنّهُ لَيسَ عَلَي ابنَيكَ بَأسٌ فَلَا تَنقُضِ الصّفّ وَ الزَم مَوقِفَكَ فَقَالَ عَمرٌو هَيهَاتَ


اللّيثُ يحَميِ‌ شِبلَيهِ   مَا خَيرُهُ بَعدَ ابنَيهِ

ثُمّ قَالَ إِنّكَ لَم تَلِدهُمَا إنِيّ‌ أَنَا وَلَدتُهُمَا


صفحه : 505

فَأَرسَلَ عَلِيّ ع إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ وَ أَهلِ البَصرَةِ أَنِ احمِلُوا فَحَمَلَ النّاسُ مِن كُلّ جَانِبٍ فَاقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً فَخَرَجَ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ مَن يُبَارِزُ فَخَرَجَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع فَاقتَتَلَا سَاعَةً ثُمّ إِنّ العرِاَقيِ‌ّ ضَرَبَ رِجلَ الشاّميِ‌ّ فَقَطَعَهَا فَقَاتَلَ سَاعَةً ثُمّ ضَرَبَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا فَرَمَي الشاّميِ‌ّ بِسَيفِهِ بِيَدِهِ اليُسرَي إِلَي أَهلِ الشّامِ ثُمّ قَالَ يَا أَهلَ الشّامِ دُونَكُم سيَفيِ‌ هَذَا فَاستَعِينُوا بِهِ عَلَي عَدُوّكُم فَأَخَذَهُ فَاشتَرَي مُعَاوِيَةُ ذَلِكَ السّيفَ مِن أَولِيَاءِ المَقتُولِ بِعَشَرَةِ آلَافٍ

434- قَالَ نَصرٌ وَ حدَثّنَيِ‌ رَجُلٌ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ أَنّ عَلِيّاً ع مَرّ عَلَي جَمَاعَةٍ مِن أَهلِ الشّامِ فِيهِمُ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ وَ هُم يَشتِمُونَهُ فَأَخبَرُوهُ بِذَلِكَ فَوَقَفَ فِي نَاسٍ مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ انهَدُوا إِلَيهِم وَ عَلَيكُم بِالسّكِينَةِ وَ سِيمَاءِ الصّالِحِينَ وَ وَقَارِ الإِسلَامِ وَ اللّهِ لَأَقرَبُ قَومٍ مِنَ الجَهلِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَومٌ قَائِدُهُم وَ مُؤَدّبُهُم مُعَاوِيَةُ وَ ابنُ النّابِغَةِ وَ أَبُو الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ وَ ابنُ أَبِي مُعَيطٍ شَارِبُ الحَرَامِ وَ المَجلُودُ حَدّاً فِي الإِسلَامِ وَ هُم أَولَي يَقُومُونَ فيَقَصبِوُنيِ‌ وَ يشَتمِوُنيِ‌ وَ قَبلَ اليَومِ مَا قاَتلَوُنيِ‌ وَ شتَمَوُنيِ‌ وَ أَنَا إِذ ذَاكَ أَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ هُم يدَعوُنيّ‌ إِلَي عِبَادَةِ الأَصنَامِ فَالحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ قَدِيماً مَا عاَداَنيِ‌ الفَاسِقُونَ


صفحه : 506

إِنّ هَذَا هُوَ الخَطبُ الجَلِيلُ أَنّ فُسّاقاً كَانُوا عِندَنَا غَيرَ مَرضِيّينَ وَ عَلَي الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ مُتَخَوّفِينَ أَصبَحُوا وَ قَد خَدَعُوا شَطرَ هَذِهِ الأُمّةِ فَأَشرَبُوا قُلُوبَهُم حُبّ الفِتنَةِ وَ استَمَالُوا أَهوَاءَهُم بِالإِفكِ وَ البُهتَانِ وَ قَد نَصَبُوا لَنَا الحَربَ وَ جَدّوا فِي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ أللّهُمّ فَإِنّهُم قَد رَدّوا الحَقّ فَافضُض جَمعَهُم وَ شَتّت كَلِمَتَهُم وَ أَبسِلهُم بِخَطَايَاهُم فَإِنّهُ لَا يَذِلّ مَن وَالَيتَ وَ لَا يَعِزّ مَن عَادَيتَ

435- وَ عَن نُمَيرِ بنِ وَعلَةَ عَن عَامِرٍ الشعّبيِ‌ّ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع مَرّ بِأَهلِ رَايَةٍ فَرَآهُم لَا يَزُولُونَ عَن مَوقِفِهِم فَحَرّضَ النّاسَ عَلَي قِتَالِهِم وَ ذُكِرَ أَنّهُم غَسّانُ فَقَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ القَومَ لَن يَزُولُوا عَن مَوقِفِهِم دُونَ طَعنٍ دِرَاكٍ يَخرُجُ مِنهُ النّسِيمُ وَ ضَربٍ يَفلِقُ الهَامَ وَ يُطِيحُ العِظَامَ وَ تَسقُطُ مِنهُ المَعَاصِمُ وَ الأَكُفّ حَتّي تَصَدّعَ جِبَاهُهُم وَ تَنَشّرَ حَوَاجِبُهُم عَلَي الصّدُورِ وَ الأَذقَانِ أَينَ أَهلُ الصّبرِ وَ طُلّابُ الخَيرِ أَينَ مَن يشَريِ‌ وَجهَهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَثَابَت[ أي اجتمعت ] إِلَيهِ عِصَابَةٌ مِنَ المُسلِمِينَ فَدَعَا ابنَهُ مُحَمّداً فَقَالَ لَهُ امشِ نَحوَ هَذِهِ الرّايَةِ مَشياً رُوَيداً عَلَي هِينَتِكَ حَتّي إِذَا أَشرَعتَ فِي صُدُورِهِمُ الرّمَاحَ فَأَمسِك يَدَكَ حَتّي يَأتِيَكَ أمَريِ‌ وَ رأَييِ‌ فَفَعَلَ وَ أَعَدّ عَلِيّ مِثلَهُم فَلَمّا دَنَا مِنهُم مُحَمّدٌ وَ أَشرَعَ الرّمَاحَ فِي صُدُورِهِم أَمَرَ عَلِيّ الّذِينَ أَعَدّ فَشَدّوا عَلَيهِم وَ نَهَضَ مُحَمّدٌ


صفحه : 507

فِي وُجُوهِهِم فَزَالُوا عَن مَوَاقِفِهِم وَ أَصَابُوا مِنهُم رِجَالًا وَ اقتَتَلَ النّاسُ بَعدَ المَغرِبِ قِتَالًا شَدِيداً فَمَا صَلّي كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ إِلّا إِيمَاءً

436- و عن شيخ من حضرموت قال كان منا رجل يدعي هاني‌ بن نمر فخرج رجل من أهل الشام يدعو إلي المبارزة فلم يخرج إليه أحد فقال سبحان الله مايمنعكم أن يخرج منكم إلي هذافلو لاأني‌ موعوك وأني‌ أجد لذلك ضعفا لخرجت إليه فما رد عليه رجل من أصحابه شيئا فوثب فقال أصحابه سبحان الله تخرج إليه و أنت موعوك قال و الله لأخرجن إليه و لوقتلني‌ فلما رآه عرفه و إذا الرجل من قومه يقال له معمر بن أسيد الحضرمي‌ وبينهما قرابة من قبل النساء فقال له ياهانئ ارجع إنه إن يخرج إلي غيرك أحب إلي‌ إني‌ لست أريد قتلك قال له هانئ ماخرجت إلا و أناموطن نفسي‌ علي القتل ماأبالي‌ أنت قتلتني‌ أوغيرك ثم مشي نحوه فقال أللهم في سبيلك وسبيل رسولك ونصرا لابن عم نبيك ثم اختلفا ضربتين فقتل هانئ صاحبه وشد أصحابه نحوه وشد أصحاب هانئ نحوهم ثم اقتتلوا وانفرجوا عن اثنين وثلاثين قتيلا ثم إن عليا ع أرسل إلي الناس أن احملوا فحمل الناس علي راياتهم كل قوم بحيالهم فتجالدوا بالسيوف وعمد الحديد لايسمع إلاأصوات الحديد ومرت الصلوات كلها و لم يصلوا إلاتكبيرا عندمواقيت الصلوات حتي تفانوا ورق الناس فخرج رجل بين الصفين فقال أخرج فيكم المحلقون قلنا لا قال إنهم سيخرجون ألسنتهم أحلي من العسل وقلوبهم أمر من الصبر لهم حمة كحمة الحيات ثم غاب الرجل فلم يعلم من هو


صفحه : 508

437- و عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي يحيي عن عبدالرحمن بن حاطب قال خرجت ألتمس أخي‌ في القتلي بصفين سويدا فإذا رجل قدأخذ بثوبي‌ صريع في القتلي فالتفت فإذابعبد الرحمن بن كلدة فقلت إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَهل لك في الماء قال لاحاجة لي في الماء قدأنفذ في السلاح وخرقني‌ ولست أقدر علي الشرب هل أنت مبلغ عني‌ أمير المؤمنين ع رسالة قلت نعم قال إذارأيته فأقرئه مني‌ السلام وقل يا أمير المؤمنين احمل جراحك إلي عسكرك حتي تجعلهم من وراء القتلي فإن الغلبة لمن فعل ذلك ثم لم أبرح حتي مات فخرجت حتي أتيت عليا ع فقلت له إن عبدالرحمن بن كلدة يقرأ عليك السلام قال و عليه أين هو قلت قد و الله يا أمير المؤمنين أنفذه السلاح وخرقه فلم أبرح حتي توفي‌ فاسترجع قلت قدأرسلني‌ إليك برسالة قال فما هي‌ فلما أبلغته الرسالة قال صدق و ألذي نفسي‌ بيده فنادي منادي‌ العسكر أن احملوا جرحاكم إلي عسكركم ففعلوا فلما أصبح نظر أهل الشام و قدملوا من الحرب وأصبح علي قدرحل الناس و هويريد أن ينزل علي أهل الشام في عسكرهم فقال معاوية فأخذت معرفة فرسي‌ ووضعت رجلي‌ في الركاب حتي ذكرت أبيات ابن الأطنابة


أبت لي عفتي‌ وأبي بلائي‌   وأخذي‌ الحمد بالثمن الربيح

إلي آخر الأبيات فعدت إلي مقعدي‌ فأصبت خير الدنيا و كان علي ع إذاأراد القتال هلل وكبر ثم قال


من أي يومي‌ من الموت أفر   يوم لم يقدر أم يوم قدر

وأقبل عبدالرحمن بن خالد بن الوليد ومعه لواء معاوية الأعظم مرتجزا فاستقبله جارية بن قدامة وأطعنا مليا ومضي عبدالرحمن وانصرف جارية و عبدالرحمن لايأتي‌ علي شيء إلاأهمده فغم ذلك عليا ع وأقبل عمرو بن العاص في خيل من بعده فقال أقحم يا ابن سيف الله فإنه الظفر


صفحه : 509

وأقبل الناس علي الأشتر فقالوا يوم من أيامك الأول و قدبلغ لواء معاوية حيث تري فأخذ الأشتر لواءه ثم حمل فضارب القوم حتي ردهم علي أعقابهم فرجعت خيل عمرو وذكروا أنه لمارد لواء معاوية ورجعت خيل عمرو انتدب لعلي‌ ع همام بن قبيصة و كان من أشتم الناس لعلي‌ ع و كان معه لواء هوازن فقصد المذحج فقال عدي‌ بن حاتم لصاحب لوائه ادن مني‌ فأخذه فحمل وطعن ساعة ثم رجع ثم حمل جندب بن زهير مرتجزا فلما رأي ابن العاص الشر استقبل فقال له معاوية ائت ببني‌ أبيك فقاتل بهم فأتي جماعة أهل اليمن فقال أنتم اليوم الناس وغدا لكم الشأن هذا يوم له مابعده من الأمر احملوا معي‌ علي هذاالجمع قالوا نعم فحملوا وحمل عمرو فقال عمرو بن الحمق دعوني‌ و الرجل فإن القوم قومي‌ فقال له ابن بديل دع القوم يلقي بعضهم بعضا فأبي عليه وحمل ثم طعنه في صدره فقتله وولت الخيل وأزال القوم عن مراكزهم ثم إن حوشبا ذا ظليم أقبل في جمعه وصاحب لوائه يرتجز فحمل عليه سليمان بن صرد الخزاعي‌ فطعنه فقتله واستدار القوم وقتل حوشب و ابن بديل وصبر بعضهم لبعض وفرح أهل الشام بقتل هاشم واختلط أمرهم حتي ترك أهل الرايات مراكزهم وأقحم أهل الشام من آخر النهار وتفرق الناس عن علي ع فأتي ربيعة و كان فيهم وتعاظم الأمر وأقبل عدي‌ بن حاتم يطلب عليا ع في موضعه ألذي تركه فيه فلم يجده فأصابه في مصاف ربيعة فقال يا أمير المؤمنين أما إذاكنت حيا فالأمر أمم مامشيت إليك إلا علي قتيل و ماأبقت هذه الواقعة لنا ولهم عميدا فقاتل حتي يفتح الله عليك فإن في الناس بقية بعد


صفحه : 510

وأقبل الأشعث يلهث جزعا فلما رأي عليا ع هلل وكبر و قال يا أمير المؤمنين خيل كخيل ورجال كرجال ولنا الفضل إلي ساعتنا هذه فعد إلي مقامك ألذي كنت فيه فإن الناس يظنونك حيث تركوك وأرسل سعيد بن قيس إلي أمير المؤمنين ع إنا مشتغلون بأمرنا مع القوم وفينا فضل فإن أردت أن نمد أحدا أمددناه وأقبل علي ع علي ربيعة فقال أنتم درعي‌ ورمحي‌ فقال عدي‌ بن حاتم إن قوما أنست بهم وكنت فيهم في هذه الجولة لعظيم حقهم علينا و الله إنهم لصبر عندالموت أشداء عندالقتال وركب علي فرسه ألذي كان لرسول الله ص و كان يقال له المرتجز ثم قدم علي بغلة رسول الله ص الشهباء فركبها ثم تعصب بعمامة رسول الله ص السوداء ثم نادي أيها الناس من يشري‌ نفسه لله يربح هذه يوم له مابعده إن عدوكم قدقرح كماقرحتم فانتدب له من بين العشرة آلاف إلي اثني‌ عشر ألفا وضعوا سيوفهم علي عواتقهم وتقدمهم علي ع علي بغلة رسول الله ص و هو يقول


دبوا دبيب النمل لاتفوتوا   وأصبحوا بحربكم وبيتوا

حتي تنالوا الثأر أوتموتوا   أو لافإني‌ طال ماعصيت

قدقلتم لوجئتنا فجئت   ليس لكم ماشئتم وشئت

  ل مايريد المحيي‌ المميت

صفحه : 511

وتبعه ابن عدي‌ بن حاتم مرتجزا وتقدم الأشتر مرتجزا وحمل الناس حملة واحدة فلم يبق لأهل الشام صف إلاانتفض وأهمدوا ماأتوا عليه حتي أفضي الأمر إلي مضرب معاوية و علي ع يضربهم بسيفه و يقول


أضربهم و لاأري معاوية   الأخزر العين العظيم الحاوية

  وت به في النار أم هاوية

فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه فوضع رجله في الركاب ثم ندم وتمثل بأبيات و قال يا ابن العاص اليوم صبر وغدا فخر فقال عمرو صدقت وانصرفوا و قدغلبوا وقهروا و كل قدكره صاحبه ثم إن معاوية لماأسرع أهل العراق في أهل الشام قال إن هذا يوم تمحيص إن القوم قدأسرع فيهم ماأسرع فيكم اصبروا يومكم هذا وخلاكم ذم وحض علي ع أصحابه فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين إنك جعلتني‌ علي شرطة الخميس وقدمتني‌ في الثقة دون الناس وإنك اليوم لاتفقد لي صبرا و لانصرا أما أهل الشام فقد هدهم ماأصبنا منهم و أمانحن ففينا بعض البقية فاطلب بنا أمرك وأذن لي في التقدم فقال له علي ع تقدم بسم الله وأقبل الأحنف بن قيس السعدي‌ فقال يا أهل العراق و الله لاتصيبون هذاالأمر أذل عنقا منه اليوم قدكشف القوم عنكم قناع الحياء و مايقاتلون علي دين و مايصبرون إلاحياء فتقدموا فقالوا إنا إن تقدمنا اليوم فقد تقدمنا أمس فما تقول يا أمير المؤمنين قال تقدموا في موضع التقدم وتأخروا في موضع التأخر تقدموا من قبل أن يتقدموا إليكم


صفحه : 512

وحمل أهل العراق وتلقاهم أهل الشام فاجتلدوا وحمل عمرو بن العاص معلما مرتجزا فاعترضه علي ع و هو يقول


قدعلمت ذات القرون الميل   والخصر والأنامل الطفول

إني‌ بنصل السيف خنشليل   أحمي‌ وأرمي‌ أول الرعيل

  صارم ليس بذي‌ فلول

ثم طعنه فصرعه واتقاه عمرو برجله فبدت عورته فصرف علي وجهه عنه وارتث فقال القوم أفلت الرجل يا أمير المؤمنين قال وهل تدرون من هوإنه عمرو بن العاص تلقاني‌ بعورته فصرفت وجهي‌ عنه فلما رجع عمرو إلي صفه قال له معاوية احمد الله وعورتك ثم ذكر نصر سعي‌ معاوية في افتتان الأشعث بن قيس و عبد الله بن العباس والمراسلة والمكاتبة إليهما وإجابتهما بما لم يرض به وندم ثم قال و لماتعاظمت الأمور علي معاوية دعا عمروا وبسرا وعبيد الله بن عمر عبدالرحمن بن خالد فقال لهم قدغمني‌ رجال من أصحاب علي منهم سعيد بن قيس في همدان والأشتر في قومه والمرقال وعدي‌ بن حاتم وقيس بن سعد في الأنصار و قدوقتكم بما نيتكم بأنفسها أياما كثيرة حتي لقد استحييت لكم وأنتم عدتهم من قريش و قدعبأت لكل رجل منهم رجلا منكم فاجعلوا ذلك إلي‌ فقالوا ذلك إليك قال فأنا أكفيكم سعيد بن قيس وقومه غدا و أنت ياعمرو لأعور بني‌ زهرة المرقال و أنت يابسر لقيس بن سعد و أنت ياعبيد الله للأشتر و أنت يا عبدالرحمن لعدي‌ بن حاتم ثم ليرد كل رجل منكم من حماة الخيل فجعلها نوائب في خمسة أيام لكل رجل منهم يوما فأصبح معاوية في غده فلم يدع فارسا إلادعاه ثم قصد لهمدان بنفسه وتقدم الخيل فطعن في أعراض الخيل مليا ثم إن همدان نادت بشعارها وأقحم سعيد بن قيس علي فرسه علي معاوية واشتد القتال وحجز بينهم الليل وذكرت همدان أن معاوية فاته ركضا فانصرف معاوية و لم يعمل شيئا


صفحه : 513

و إن عمرو بن العاص غدا في اليوم الثاني‌ في حماة الخيل نحو المرقال و مع المرقال لواء علي الأعظم في حماة الناس و كان عمرو من فرسان قريش فتقدم وارتجز وطعن في أعراض الخيل مزبدا فحمل هاشم مرتجزا وطعن عمروا حتي رجع واشتد القتال وانصرف الفريقان و لم يسر معاوية ذلك و إن بسرا غدا في اليوم الثالث في حماة الخيل فلقي‌ قيس بن سعد في كماة الأنصار كأنه فنيق مقرم فطعن في خيل بسر وبرز له بسر بعدملإ وطعن بسر قيسا فضربه قيس بالسيف فرده علي عقبه ورجع القوم جميعا ولقيس الفضل و إن عبيد الله بن عمر تقدم في اليوم الرابع و لم يترك شيئا وجمع من استطاع فقال له معاوية إنك تلقي أفاعي‌ أهل العراق فارفق واتئد فلقيه الأشتر أمام الخيل مزبدا و كان الأشتر إذاأراد القتال أزبد فرد الخيل فاستحيا عبيد الله فبرز أمام الخيل و كان فارسا فحمل عليه الأشتر فطعنه واشتد الأمر وانصرف القوم وللأشتر الفضل فغم ذلك معاوية و إن عبدالرحمن غدا في اليوم الخامس و كان أرجأهم عندمعاوية فقواه بالخيل والسلاح و كان يعده ولدا فلقيه عدي‌ بن حاتم في حماة مذحج وقضاعة فبرز عبدالرحمن أمام الخيل ثم حمل فطعن الناس وقصده عدي‌ بن حاتم وحمل في حماة الناس حتي تواروا في العجاج وفضح القوم ورجع عبدالرحمن إلي معاوية وانكسر معاوية و إن القرشيين استحيوا مما صنعوا وشمتت بهم اليمانية وعيرهم معاوية وأنبهم فانقطعوا عنه أياما ثم اعتذر إليهم معاوية في أبيات فأتوه واعتذروا إليه واستقاموا له علي مايحب


صفحه : 514

ثم إن معاوية ضاعف الفرائض والعطايا لعك والأشعريين وهم بذلوا جهدهم في القتال ووفي لهم بذلك فلم يبق من أهل العراق أحد في قلبه مرض إلاطمع في معاوية وشخص بصره إليه حتي فشا ذلك في الناس وبلغ عليا ع فساءه ذلك فقال المنذر بن أبي حميصة و كان فارس همدان وشاعرهم يا أمير المؤمنين إن عكا والأشعريين طلبوا إلي معاوية الفرائض والعطاء فأعطاهم فباعوا الدين بالدنيا و أنا قدرضينا بالآخرة من الدنيا وبالعراق من الشام وبك من معاوية و الله لآخرتنا خير من دنياهم ولعراقنا خير من شامهم ولإمامنا أهدي من إمامهم فامتحنا بالصبر واحملنا علي الموت فقال علي ع حسبك رحمك الله وأثني عليه و علي قومه خيرا و لماأصبح الناس غدوا علي مصافهم ونادي معاوية في أحياء اليمن فقال علي ع ياآل همدان فأجابه سعيد بن قيس فقال له احمل فحمل حتي خلط الخيل بالخيل واشتد القتال وحطمتهم همدان حتي ألحقوهم بمعاوية وأسرع في فرسان أهل الشام القتل وأثني علي ع علي همدان و قال أنتم درعي‌ ورمحي‌ ياهمدان مانصرتم إلا الله و لاأجبتم غيره فقال سعيد أجبنا الله وإياك ونصرنا نبي‌ الله ص في قبره وقاتلنا معك من ليس مثلك فارم بنا حيث أحببت فدعا معاوية مروان وأمره أن يخرج فأبي ثم دعا عمرو بن العاص وأمره بالخروج فلما خرج لقيه الأشتر أمام الخيل فلما غشيه الأشتر بالرمح راوغه عمرو فطعنه الأشتر في وجهه فلم يصنع شيئا ولوي عمرو عنان فرسه وجعل يده علي وجهه ورجع إلي العسكر فجاء ذو الكلاع إلي معاوية و قال تولي علينا من لايقاتل معنا ول رجلا منا و إلا فلاحاجة لنا بك فقال لهم معاوية لاأولي‌ عليكم بعديومي‌ هذا إلارجلا منكم


صفحه : 515

قال وحرض علي ع أصحابه فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين قدمني‌ في البقية من الناس فإنك لاتفقد لي اليوم صبرا و لانصرا قال ع تقدم باسم الله والبركة فتقدم وأخذ رايته فمضي بالراية مرتجزا فرجع و قدخضب سيفه ورمحه دما و كان شيخا ناسكا عابدا و كان إذالقي‌ القوم لايغمد سيفه و كان من ذخائر علي ع ممن قدبايعه علي الموت و كان من فرسان أهل العراق وكانوا قدثقلوا عن البراز حين عضتهم الحرب فقال الأشتر يا أهل العراق أ ما من رجل يشري‌ نفسه لله فخرج آثال بن حجل فنادي بين العسكرين هل من مبارز فدعا معاوية حجلا فقال دونك الرجل وكانا مستبصرين في رأيهما فبرز كل منهما إلي صاحبه فبدره الشيخ بطعنه فطعنه الغلام فانتسبا فإذا هوابنه فنزلا واعتنق كل منهما صاحبه وبكيا فقال له الأب أي آثال هلم إلي الدنيا فقال له الغلام ياأباه هلم إلي الآخرة و الله ياأبت لو كان من رأيي‌ الانصراف إلي أهل الشام لكان من رأيك لي أن تنهاني‌ وا سوأتاه فما يقول لي علي كن علي ما أنت عليه و أناأكون علي ما أنا عليه وانصرف كل منهما إلي أصحابهما ثم إن معاوية دعا النعمان بن بشير ومسلمة بن مخلد فقال ياهذان مالقيت من الأوس والخزرج صاروا واضعي‌ سيوفهم علي عواتقهم يدعون إلي النزال حتي و الله جبنوا أصحابي‌ الشجاع منهم والجبان حتي و الله ماأسأل عن فارس من أهل الشام إلاقالوا قتلته الأنصار أما و الله لاعبين لكل فارس منهم فارسا ينشب في حلقة ثم لألقينهم بأعدادهم من قريش رجال لم يغذهم التمر والطفيشل يقولون نحن الأنصار قد و الله آووا ونصروا ولكن أفسدوا حقهم بباطلهم


صفحه : 516

فغضب النعمان و قال يامعاوية لاتلومن الأنصار بسرعتهم في الحرب فإنهم كذلك كانوا في الجاهلية و أمادعاؤهم إلي النزال فقد رأيتهم مع رسول الله ص و أمالقاؤك إياهم في أعدادهم من قريش فإن لها وفاء به و أماالتمر والطفيشل فإن التمر كان لنا فلما أن ذقتموه شاركتمونا فيه و أماالطفيشل فكان لليهود فلما أكلناهم غلبناهم عليه كماغلبت قريش علي السخينة ثم تكلم مسلمة بنحو من ذلك و لم يكن مع معاوية غيرهذين الرجلين من الأنصار وانتهي الكلام إلي الأنصار فجمع قيس بن سعد الأنصار وقام خطيبا فيهم و قال إن معاوية قد قال مابلغكم وأجاب عنكم صاحباكم فلعمري‌ لئن غظتم معاوية اليوم لقد غظتموه أمس و إن وترتموه في الإسلام لقد وترتموه في الشرك و مالكم إليه من ذنب أعظم من نصر هذا ألذي أنتم عليه فجدوا اليوم جدا تنسونه ما كان أمس وجدوا غدا فتنسونه ما كان اليوم وأنتم مع هذااللواء ألذي كان يقاتل عن يمينه جبرئيل و عن يساره ميكائيل والقوم مع لواء أبي جهل والأحزاب و أماالتمر فإنا لم نغرسه ولكن غلبنا عليه من غرسه و أماالطفيشل فلو كان طعامنا سميناه اسما كماسميت قريش السخينة


صفحه : 517

وتحركت الخيل غدوة فظن قيس أن فيهامعاوية فحمل علي رجل يشبهه فقنعه بالسيف فإذا غيرمعاوية وحمل الثانية علي آخر يشبهه أيضا فضربه ثم انصرف ثم إن النعمان خرج حتي وقف بين الصفين فقال ياقيس أناالنعمان بن بشير قال قيس ماحاجتك قال ياقيس إنه قدأنصفكم من دعاكم إلي مارضي‌ لنفسه ألستم معشر الأنصار تعلمون أنكم أخطأتم في خذل عثمان يوم المدينة وقتلتم أنصاره يوم الجمل وإقحامكم علي خيولكم أهل الشام بصفين فلو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا ولكنكم خذلتم حقا ونصرتم باطلا ثم لم ترضوا أن تكونوا كالناس حتي أعلمتم في الحرب ودعوتم إلي البراز ثم لم ينزل بعلي‌ أمر قط إلا وهونتم عليه المصيبة ووعدتموه الظفر و قدأخذت الحرب منا ومنكم ما قدرأيتم فاتقوا الله في البقية قال فضحك قيس ثم قال ماكنت أراك يانعمان تجتر‌ئ علي هذه المقالة إنه لاينصح أخاه من غش نفسه و أنت و الله الغاش الضال المضل و أماذكرك عثمان فإن كانت الأخبار تكفيك فخذها مني‌ واحدة قتل عثمان من لست خيرا منه وخذله من هوخير منك و أماأصحاب الجمل فقاتلناهم علي النكث و أمامعاوية فو الله لئن اجتمعت عليه العرب لقاتلته الأنصار و أماقولك إنا لسنا كالناس فنحن في هذه الحروب كماكنا مع رسول الله ص نتقي‌ السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا حتي جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ولكن انظر يانعمان هل تري مع معاوية إلاطليقا أوأعرابيا أويمانيا مستدرجا بغرور


صفحه : 518

انظر أين المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان الذين رضي‌ الله عنهم ورضوا عنه ثم انظر هل تري مع معاوية أنصاريا غيرك و غيرصويحبك ولستما و الله ببدريين و لاعقبيين و لاأحديين و لالكما سابقة في الإسلام و لاآية في القرآن ولعمري‌ لئن شغبت علينا لقد شغب علينا أبوك

438- وذكروا أنه كان فارس أهل كوفة ألذي لاينازع رجلا يقال له العكبر بن جدير الأسدي‌ و كان فارس أهل الشام ألذي لاينازع عوف بن مجزأة المرادي‌ و كان العكبر له عبارة ولسان لايطاق فلما خرج الناس إلي مصافهم خرج المرادي‌ نادرا من الناس وكذلك كان يصنع و قد كان قتل قبل ذلك نفرا من أهل العراق مبارزة فنادي يا أهل العراق هل من رجل عصاه سيفه يبارزني‌ و لاأغركم من نفسي‌ فأنا عوف بن مجزأة فارس زوف فصاح الناس بالعكبر فخرج إليه منقطعا من أصحابه و الناس وقوف ووقف المرادي‌ مرتجزا فبرز إليه العكبر وارتجز فاطعنا فصرعه العكبر فقتله ومعاوية علي التل في أناس من قريش وأناس من الناس قليل فوجه العكبر فرسه فملأ فروجه ركضا ويضربه بالسوط مسرعا نحو التل فنظر إليه معاوية فقال إن هذا الرجل مغلوب علي عقله أومستأمن فاسألوه فأتاه رجل فناداه فلم يجبه فمضي حتي انتهي إلي معاوية وجعل يطعن في أعراض الخيل ورجا العكبر أن يفردوا له معاوية فقتل رجلا وقام القوم دون معاوية بالسيوف والرماح فلما لم يصل إلي معاوية نادي أولي لك يا ابن هند أناالغلام الأسدي‌ ورجع إلي علي ع فقال له علي ع ماذا دعاك إلي ماصنعت ياعكبر لاتلق نفسك إلي الهلكة قال أردت غرة ابن هند فحيل بيني‌ وبينه وانكسر أهل الشام لقتل المرادي‌ ونذر معاوية دم العكبر فقال العكبر يد الله فوق يد معاوية فأين دفاع الله عن المؤمنين


صفحه : 519

ثم إن عليا ع دعا قيس بن سعد فأثني عليه خيرا وسوده علي الأنصار و كان طلائع أهل الشام و أهل العراق يلتقون فيما بين ذلك ويتناشدون الأشعار ويفخر بعضهم علي بعض ويحدث بعضهم بعضا علي أمان 439- قال نصر وروي عمر بن سعد عن عبدالرحمن بن عبد الله أن عبد الله بن كعب قتل يوم صفين فمر به الأسود بن قيس و هوبآخر رمق فقال عز علي و الله مصرعك أما و الله لوشهدتك لآسيتك ولدافعت عنك و لوأعرف ألذي أشعرك لأحببت أن لايزايلني‌ حتي أقتله أويلحقني‌ بك ثم نزل إليه فقال و الله إن كان جارك ليأمن بوائقك و إن كنت من الذاكرين الله كثيرا أوصني‌ رحمك الله قال أوصيك بتقوي الله و أن تناصح أمير المؤمنين و أن تقاتل معه المحلين حتي يظهر الحق أوتلحق بالله وأبلغه عني‌ السلام وقل له قاتل علي المعركة حتي تجعلها خلف ظهرك فإنه من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب ثم لم يلبث أن مات فأقبل الأسود إلي علي ع فأخبره فقال يرحمه الله جاهد معنا عدونا في الحياة ونصح لنا في الوفاة ثم إن عليا ع غلس بالناس بصلاة الفجر ثم زحف بهم فخرج الناس علي راياتهم وأعلامهم وزحف إليهم أهل الشام 440- قال نصر وحدثني‌ عمرو بن شمر عن جابر عن عامر عن صعصعة بن صوحان والحارث بن أدهم

أن أبرهة بن الصباح قام فقال ويلكم يامعشر أهل اليمن و الله إني‌ لأظن الله آذن بفنائكم ويحكم خلوا بين هذين الرجلين فليقتتلا فأيهما قتل صاحبه ملنا معه جميعا و كان أبرهة من أصحاب معاوية


صفحه : 520

فبلغ ذلك عليا ع فقال صدق أبرهة بن الصباح و الله ماسمعت بخطبة منذ وردت الشام أنا بهاأشد سرورا مني‌ بهذه وبلغ معاوية كلام أبرهة فتأخر آخر الصفوف و قال لمن حوله و الله إني‌ لأظنه مصابا في عقله فارتج أهل الشام يقولون و الله إن أبرهة لأفضلنا دينا ورأيا وبأسا ولكن معاوية كره مبارزة علي ع وبرز يومئذ عروة بن داود الدمشقي‌ فقال إن كان معاوية كره مبارزتك يا أبا الحسن فهلم إلي‌ فتقدم إليه علي وحمل عليه وقتله ثم قال ياعروة اذهب فأخبر قومك أما و ألذي بعث محمداص بالحق لقد عاينت النار وأصبحت من النادمين فنظر إليه معاوية و كان واقفا علي التل فقال و الله لقد دعاني‌ علي إلي البراز حتي لقد استحييت من قريش وإنما أراد بذلك أن يبرز إليه بسر بن أرطاة فقبل بسر أن يبارزه ع ثم ندم واستحيا من الاستعفاء فغدا علي ع منقطعا من خيله ومعه الأشتر و هويريد التل فاستقبله بسر قريبا من التل فطعنه و هو لايعرفه فاتقاه بسر برجله فانكشف عورته فانصرف علي ع عنه وناداه الأشتر يا أمير المؤمنين إنه بسر قال دعه عليه لعنة الله


صفحه : 522

وحمل ابن عم لبسر علي علي ع فطعنه الأشتر فكسر صلبه وقام بسر من طعنة علي وولت خيله فقال له معاوية قدأدال الله عمروا منك فكان بسر بعد ذلك إذالقي‌ الخيل التي‌ فيها علي ع تنحي ناحية وتحامي فرسان أهل الشام عليا ع 441- و عن عمر بن سعد بإسناده قال كان من أهل الشام بصفين رجل يقال له الأصبغ بن ضرار و كان يكون طليعة ومسلحة لمعاوية فندب علي ع له الأشتر فأخذه أسيرا من غير أن يقاتل و كان علي ع ينهي عن قتل الأسير الكاف فجاء به ليلا وشد وثاقه وألقاه مع أضيافه ينتظر به الصباح فأنشد فيهاأشعار أثرت في الأشتر فغدا به الأشتر علي علي ع فقال يا أمير المؤمنين هذا رجل من المسلحة لقيته بالأمس فو الله لوعلمت أن قتله الحق قتلته و قدبات عندنا الليلة وحركنا بشعره فإن كان فيه القتل فاقتله و إن غضبنا فيه و إن كنت فيه بالخيار فهبه لنا قال هو لك يامالك فإذاأصبت أسيرا فلاتقتله فإن أسير أهل القبلة لايفادي و لايقتل فرجع به الأشتر إلي منزله و قال لك ماأخذنا منك ليس لك عندنا غيره وذكروا أن عليا ع أظهر أنه مصبح معاوية ومناجزه فبلغ ذلك معاوية ففزع أهل الشام لذلك وانكسروا لقوله فكتب معاوية إليه ع أما بعدفإني‌ أظنك أن لوعلمت أن الحرب تبلغ بنا وبك مابلغت إلي آخر ماسيأتي‌ برواية سليم الهلالي‌ و ماجري بين معاوية و بين عمرو في ذلك قال ثم إن عليا ع غلس بالناس صلاة الغداة ثم زحف إليهم فخرج الناس علي راياتهم وأعلامهم وزحف إليهم أهل الشام إلي آخر ماسيأتي‌


صفحه : 523

توضيح قوله لاتنسي شيباء هذامثل لمن وقع به من رجل سوء شديد وضرر عظيم فإنه لاينساها ويظهر من المثل أن مضربها امرأة تزوجت رجلا فلما كان ليلة الزفاف غلب علي زوجها رجل فقتله وأخذها قهرا فإنها لاتنسي تلك الواقعة أبدا فمثل بذلك قتل عثمان وأخذ الخلافة لأمير المؤمنين ع . قال الجوهري‌ باتت فلانة بليلة شيباء بالإضافة إذاافتضت وباتت بليلة حرة إذا لم تفتض . و قال الفيروزآبادي‌ باتت بليلة شيباء بالإضافة وبليلة الشيباء إذاغلبت علي نفسها ليلة هدائها و قال العذرة البكارة ومفتضها أبوعذرها. و في بعض الكتب يقال فلان أبوعذرة هذاالكلام أي هو ألذي اخترعه و لم يسبقه إليه أحد و هومستعار من قولهم أبوعذرتها أي هو ألذي افتض بكارتها ويقال إن المرأة لاتنسي أباعذرتها. و قال الميداني‌ في مجمع الأمثال لاتنسي المرأة أباعذرها وقاتل بكرها أي أول من ولدها يضرب في المحافظة علي الحقوق انتهي والأظهر هنا ماذكرنا. و قال ابن الأثير في مادة حمر من كتاب النهاية في حديث علي ع قيل له غلبتنا عليك هذه الحمراء يعنون العجم والروم والعرب تسمي‌ الموالي‌ الحمراء و في حديث عبدالملك أراك أحمر قرفا قال الحسن أحمر يعني‌ أن الحسن في الحمرة و منه قول الشاعر. و إذاظهرت تقنعي‌.بالحمر أن الحسن أحمر. وقيل كني‌ بالأحمر عن المشقة والشدة أي من أراد الحسن صبر علي أشياء يكرهها انتهي .


صفحه : 524

قوله وخضدت السهام الخضد الكسر والقطع و في بعض النسخ بالمهملتين علي الاستعارة. و قال الجوهري‌ العتم الإبطاء ويقال ماعتم أن فعل كذا بالتشديد أي مالبث و ماأبطأ. و قال في النهاية الأهوج المتسرع إلي الأمور كمايتفق وقيل الأحمق القليل الهداية انتهي . والتقويض الهدم والرهج بالتحريك الغبار ويقال قصبه يقصبه أي عابه وأبسلت فلانا أسلمته للهلكة. و قال في النهاية في حديث الحسن لايزال أمر هذه الأمة أمما ماثبتت الجيوش في أماكنها الأمم القرب واليسير. و قال الجوهري‌ قال ابن السكيت الأمم بين القريب والبعيد و هو من المقاربة والأمم الشي‌ء اليسير ويقال أخذت ذلك من أمم أي من قرب وداري‌ أمم داره أي مقابلتها والقرن الذؤابة والخصلة من الشعر وبالتحريك السيف والنبل والأول أنسب والحضر بالحاء المهملة محركة ضيق الصدر والعي‌ في المنطق وبالخاء المعجمة وسط الإنسان وكشح مخصر دقيق . و قال الجوهري‌ الطفل بالفتح الناعم يقال جارية طفلة وبنان طفل انتهي أي يعرف النساء المخدرات النواعم ذلك فكيف الرجال والخنشليل الماضي‌ والرعيل القطعة من الخيل ومقدمتها ويقال ارتث فلان علي ما لم يسم فاعله أي حمل من المعركة رثيثا أي جريحا و به رمق والفنيق الفحل المكرم والمقرم البعير لايحمل عليه و لايذلل . و قال في القاموس راغ الرجل والثعلب روغا وروغانا مال وحاد عن الشي‌ء والمراوغة المصارعة و أن يطلب بعض القوم بعضا و قال الطفيشل كسميدع نوع من المرق .


صفحه : 525

و في النهاية في حديث فاطمة أنها جاءت النبي ص ببرمة فيهاسخينة أي طعام حار وقيل طعام يتخذ من دقيق وسمن وقيل دقيق وتمر أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة وكانت قريش تكثر من أكلها فعيرت بها حتي سموا سخينة انتهي . والشغب تهييج الشر واطعنا علي بناء الافتعال أي طعن كل منهما صاحبه . و في النهاية و في حديث أبي جعفرالأنصاري‌ فملأت ما بين فروجي‌ جمع فرج و هو ما بين رجلين يقال للفرس ملأ فروجه وفرجه إذاعدا وأسرع و به سمي‌ فرج الرجل والمرأة لأنهما بين الرجلين و قال إشعار البدن هو أن يشق أحد جانبي‌ السنام حتي يسيل دمها ويجعل ذلك علامة يعرف بهاأنها هدي‌ و منه حديث مكحول لاسلب إلالمن أشعر علجا أوقتل أي طعنه حتي يدخل السنان جوفه

442-أقول ثم قال ابن أبي الحديد قال نصر بن مزاحم في الجزء من كتاب صفين و هوثقة ثبت صحيح النقل غيرمنسوب إلي هوي و لاإدغال و هو من رجال أصحاب الحديث حدثناعمرو بن شمر عن أبي ضرار عن عمار بن ربيعة قال غلس علي ع صلاة الغداة يوم الثلاثاء عاشر شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وقيل عاشر صفر ثم زحف إلي أهل الشام بعسكر العراق و الناس علي راياتهم وأعلامهم وزحف إليهم أهل الشام و قدكانت الحرب أكلت الفريقين ولكنها في أهل الشام أشد نكاية وأعظم وقعا قدملوا الحرب وكرهوا القتال وتضعضعت أركانهم


صفحه : 526

قال فخرج رجل من أهل العراق علي فرس كميت ذنوب عليه السلاح لايري منه إلاعيناه وبيده الرمح فجعل يضرب رءوس أهل العراق بالقناة و يقول سووا صفوفكم رحمكم الله حتي إذاعدل الصفوف والرايات استقبلهم بوجهه وولي أهل الشام ظهره ثم حمد الله وأثني عليه و قال الحمد لله ألذي جعل فينا ابن عم نبيه أقدمهم هجرة وأولهم إسلاما سيف من سيوف الله صبه الله علي أعدائه فانظروا إذاحمي‌ الوطيس وثار القتام وتكسر المران وجالت الخيل بالأبطال فلاأسمع إلاغمغمة أوهمهمة فاتبعوني‌ وكونوا في أثري‌ قال ثم حمل علي أهل الشام فكسر فيهم رمحه ثم رجع فإذا هوالأشتر قال وخرج رجل من أهل الشام ونادي بين الصفين يا أبا الحسن يا علي ابرز إلي‌ فخرج إليه علي ع حتي اختلفت أعناق دابتيهما بين الصفين فقال إن لك يا علي لقدما في الإسلام والهجرة فهل لك في أمر أعرضه عليك يكون فيه حقن هذه الدماء وتأخير هذه الحروب حتي تري رأيك قال و ما هو قال ترجع إلي عراقك فنخلي‌ بينك و بين العراق ونرجع نحن إلي شامنا فتخلي بيننا و بين الشام فقال علي ع قدعرفت ماعرضت إن هذه لنصيحه وشفقة ولقد أهمني‌ هذاالأمر وأسهرني‌ وضربت أنفه وعينه فلم أجد إلاالقتال أوالكفر بما أنزل الله علي محمدص إن الله تعالي ذكره لم يرض من أوليائه أن يعصي في الأرض وهم سكوت مذعنون لايأمرون بمعروف و لاينهون عن منكر فوجدت القتال أهون علي من معالجة الأغلال في جهنم قال فرجع الرجل و هويسترجع وزحف الناس بعضهم إلي بعض فارتموا بالنبل والحجارة حتي فنيت ثم تطاعنوا بالرماح حتي تكسرت واندقت ثم مشي القوم بعضهم إلي بعض بالسيوف وعمد الحديد فلم يسمع السامعون إلاوقع الحديد بعضه علي بعض لهو أشد هولا في صدور الرجال من الصواعق و من


صفحه : 527

جبال تهامة يدك بعضها بعضا وانكسفت الشمس بالنقيع وثار القطام والقسطل فضلت الألوية والرايات وأخذ الأشتر يسير فيما بين الميمنة والميسرة فيأمر كل قبيلة أوكتيبة من القراء بالإقدام علي التي‌ تليها فاجتلدوا بالسيوف وعمد الحديد من صلاة الغداة من اليوم المذكور إلي نصف الليل لم يصلوا لله صلاة فلم يزل الأشتر يفعل ذلك حتي أصبح والمعركة خلف ظهره وافترقوا علي سبعين ألف قتيل في ذلك اليوم وتلك الليلة وهي‌ ليلة الهرير المشهورة و كان الأشتر في ميمنة الناس علي ع في القلب و الناس يقتتلون ثم استمر القتال من نصف الليل الثاني‌ إلي ارتفاع الضحي والأشتر يقول لأصحابه و هويزحف بهم نحو أهل الشام ازحفوا قيد رمحي‌ هذا ويلقي‌ رمحه فإذافعلوا ذلك قال ازحفوا قاب هذه القوس فإذافعلوا ذلك سألهم مثل ذلك حتي مل أكثر الناس من الإقدام فلما رأي ذلك قال أعيذكم بالله أن ترضعوا الغنم سائر اليوم ثم دعا بفرسه وركز رايته وكانت مع حيان بن هوذة النخعي‌ وسار بين الكتائب و هو يقول أ لا من يشري‌ نفسه لله ويقاتل مع الأشتر حتي يظهر أمر الله أويلحق بالله فلايزال الرجل من الناس يخرج إليه فيقاتل معه

443- قَالَ نَصرٌ وَ حدَثّنَيِ‌ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَن أَبِي ضِرَارٍ عَن عَمّارِ بنِ رَبِيعَةَ قَالَ مَرّ بيِ‌َ الأَشتَرُ فَأَقبَلتُ مَعَهُ حَتّي رَجَعَ إِلَي المَكَانِ ألّذِي كَانَ بِهِ فَقَامَ فِي أَصحَابِهِ فَقَالَ شُدّوا فِدَاءً لَكُم عمَيّ‌ وَ خاَليِ‌ شِدّةً تُرضُونَ بِهَا اللّهَ وَ تُعِزّونَ بِهَا الدّينَ إِذَا أَنَا حَمَلتُ فَاحمِلُوا ثُمّ نَزَلَ يَضرِبُ وَجهَ دَابّتِهِ وَ قَالَ لِصَاحِبِ رَايَتِهِ اقدُم فَتَقَدّمَ بِهَا ثُمّ شَدّ عَلَي القَومِ وَ شَدّ مَعَهُ أَصحَابُهُ فَضَرَبَ أَهلَ الشّامِ حَتّي انتَهَي بِهِم إِلَي مُعَسكَرِهِم فَقَاتَلُوا عِندَ المُعَسكَرِ قِتَالًا شَدِيداً وَ قُتِلَ صَاحِبُ رَايَتِهِم وَ أَخَذَ عَلِيّ ع لَمّا رَأَي الظّفَرَ قَد جَاءَ مَن قِبَلَهُ يُمِدّهُ بِالرّجَالِ


صفحه : 528

444- وَ رَوَي نَصرٌ عَن رِجَالِهِ قَالَ لَمّا بَلَغَ القَومُ إِلَي مَا بَلَغُوا إِلَيهِ قَامَ عَلِيّ ع خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ قَد بَلَغَ بِكُمُ الأَمرُ وَ بِعَدُوّكُم مَا قَد رَأَيتُم وَ لَم يَبقَ مِنهُم إِلّا آخِرُ نَفَسٍ وَ إِنّ الأُمُورَ إِذَا أَقبَلَتِ اعتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوّلِهَا وَ قَد صَبَرَ لَكُمُ القَومُ عَلَي غَيرِ دِينٍ حَتّي بَلَغَنَا مِنهُم مَا بَلَغَنَا وَ أَنَا غَادٍ عَلَيهِم بِالغَدَاةِ أُحَاكِمُهُم إِلَي اللّهِ

قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَدَعَا عَمرَو بنَ العَاصِ وَ قَالَ يَا عَمرُو إِنّمَا هيِ‌َ اللّيلَةُ حَتّي يَغدُوَ عَلَينَا بِالفَضلِ فَمَا تَرَي قَالَ إِنّ رِجَالَكَ لَا يَقُومُونَ لِرِجَالِهِ وَ لَستَ مِثلَهُ وَ هُوَ يُقَاتِلُكَ عَلَي أَمرٍ وَ أَنتَ تُقَاتِلُهُ عَلَي غَيرِهِ أَنتَ تُرِيدُ البَقَاءَ وَ هُوَ يُرِيدُ الفَنَاءَ وَ أَهلُ العِرَاقِ يَخَافُونَ مِنكَ إِن ظَفِرتَ بِهِم وَ أَهلُ الشّامِ لَا يَخَافُونَ عَلِيّاً إِن ظَفِرَ بِهِم وَ لَكِن أَلقِ إِلَي القَومِ أَمراً إِن قَبِلُوهُ اختَلَفُوا وَ إِن رَدّوهُ اختَلَفُوا ادعُهُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ حَكَماً فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَهُم فَإِنّكَ بَالِغٌ بِهِ حَاجَتَكَ فِي القَومِ وَ إنِيّ‌ لَم أَزَل أَدّخِرُ هَذَا الأَمرَ لِوَقتِ حَاجَتِكَ إِلَيهِ فَعَرَفَ مُعَاوِيَةُ ذَلِكَ وَ قَالَ لَهُ صَدَقتَ

445- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرِ بنِ عُمَيرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ وَ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ أَسمَعُ عَلِيّاً ع يَومَ الهَرِيرِ وَ ذَلِكَ بَعدَ مَا طَحَنَت رَحَي مَذحِجٍ فِيمَا بَينَهَا وَ بَينَ عَكّ وَ لَخمٍ وَ جُذَامٍ وَ الأَشعَرِيّينَ بِأَمرٍ عَظِيمٍ تَشِيبُ مِنهُ النوّاَصيِ‌ حَتّي استَقَلّتِ الشّمسُ وَ قَامَ قَائِمُ الظّهِيرَةِ وَ عَلِيّ ع يَقُولُ لِأَصحَابِهِ حَتّي مَتَي نخُلَيّ‌ بَينَ هَذَينِ الحَيّينِ قَد فَنِيَا[فَنِيَتَا] وَ أَنتُم وُقُوفٌ تَنظُرُونَ أَ مَا تَخَافُونَ مَقتَ اللّهِ ثُمّ انفَتَلَ إِلَي القِبلَةِ وَ رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ نَادَي يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ يَا وَاحِدُ يَا صَمَدُ يَا اللّهُ يَا إِلَهَ مُحَمّدٍ إِلَيكَ أللّهُمّ نُقِلَتِ الأَقدَامُ وَ أَفضَتِ القُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الأيَديِ‌ وَ مُدّتِ الأَعنَاقُ وَ شَخَصَتِ الأَبصَارُ وَ طُلِبَتِ الحَوَائِجُ


صفحه : 529

أللّهُمّ إِنّا نَشكُو إِلَيكَ غَيبَةَ نَبِيّنَا وَ كَثرَةَ عَدُوّنَا وَ تَشَتّتَ أَهوَائِنَارَبّنَا افتَح بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَسِيرُوا عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ ثُمّ نَادَي لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ كَلِمَةُ التّقوَي

قَالَ فَلَا وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً مَا سَمِعنَا بِرَئِيسِ قَومٍ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ أَصَابَ بِيَدِهِ فِي يَومٍ وَاحِدٍ مَا أَصَابَ إِنّهُ قَتَلَ فِيمَا ذَكَرَ العَادّونَ زِيَادَةً عَلَي خَمسِمِائَةٍ مِن أَعلَامِ العَرَبِ يَخرُجُ بِسَيفِهِ مُنحَنِياً فَيَقُولُ مَعذِرَةً إِلَي اللّهِ وَ إِلَيكُم مِن هَذَا لَقَد هَمَمتُ مَرّاتٍ أَن أَفلِقَهُ وَ لَكِن يحَجزُنُيِ‌ عَنهُ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كَثِيراً لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ وَ أَنَا أُقَاتِلُ بِهِ دُونَهُ ع قَالَ فَكُنّا نَأخُذُهُ وَ نُقَوّمُهُ ثُمّ يَتَنَاوَلُهُ مِن أَيدِينَا فَيَقتَحِمُ بِهِ عَرضَ الصّفّ فَلَا وَ اللّهِ مَا لَيثٌ بِأَشَدّ نِكَايَةً مِنهُ فِي عَدُوّهِ

446- و عن عمرو بن شمر عن جابر عن تميم بن حذيم قال لماأصبحنا من ليلة الهرير نظرنا فإذاأشباه الرايات أمام أهل الشام في وسط الفيلق حيال موقف علي ع ومعاوية فلما أسفرنا إذاهي‌ المصاحف قدربطت في أطراف الرماح وهي‌ عظام مصاحف العسكر و قدشدوا ثلاثة رماح جميعا وربطوا عليها مصحف المسجد الأعظم يمسكه عشرة رهط


صفحه : 530

447- قَالَ نَصرٌ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ وَ أَبُو الطّفَيلِ استَقبَلُوا عَلِيّاً بِمِائَةِ مُصحَفٍ وَ وَضَعُوا فِي كُلّ مُجَنّبَةٍ ماِئتَيَ‌ مُصحَفٍ وَ كَانَ جَمِيعُهَا خَمسَمِائَةِ مُصحَفٍ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع ثُمّ قَامَ الطّفَيلُ بنُ أَدهَمَ حِيَالَ عَلِيّ ع وَ قَامَ أَبُو شُرَيحٍ حِيَالَ المَيمَنَةِ وَ وَرقَاءُ بنُ المُعتَمِرِ حِيَالَ المَيسَرَةِ ثُمّ نَادَوا يَا مَعشَرَ العَرَبِ اللّهَ اللّهَ فِي النّسَاءِ وَ البَنَاتِ وَ الأَبنَاءِ مِنَ الرّومِ وَ الأَترَاكِ وَ أَهلِ فَارِسَ غَداً إِذَا فَنِيتُم اللّهَ اللّهَ فِي دِينِكُم هَذَا كِتَابُ اللّهِ بَينَنَا وَ بَينَكُم فَقَالَ عَلِيّ ع أللّهُمّ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّهُم مَا الكِتَابَ يُرِيدُونَ فَاحكُم بَينَنَا وَ بَينَهُم إِنّكَ أَنتَ الحَكَمُ الحَقّ المُبِينُ فَاختَلَفَ أَصحَابُ عَلِيّ ع فِي الرأّي‌ِ فَطَائِفَةٌ قَالَتِ القِتَالُ وَ طَائِفَةٌ قَالَتِ المُحَاكَمَةُ إِلَي الكِتَابِ وَ لَا يَحِلّ لَنَا الحَربُ وَ قَد دُعِينَا إِلَي حُكمِ الكِتَابِ فَعِندَ ذَلِكَ بَطَلَتِ الحَربُ وَ وَضَعَت أَوزَارَهَا

448- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ لَمّا كَانَ اليَومُ الأَعظَمُ قَالَ أَصحَابُ مُعَاوِيَةَ وَ اللّهِ لَا نَبرَحُ اليَومَ العَرصَةَ حَتّي نَمُوتَ أَو يُفتَحَ لَنَا وَ قَالَ أَصحَابُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع مِثلَ ذَلِكَ فَبَاكَرُوا القِتَالَ غُدوَةً فِي يَومٍ مِن أَيّامِ الشّعرَي طَوِيلٍ شَدِيدِ الحَرّ فَتَرَامَوا حَتّي فَنِيَتِ النّبَالُ وَ تَطَاعَنُوا حَتّي تَقَصّفَتِ الرّمَاحُ ثُمّ نَزَلَ القَومُ عَن خُيُولِهِم وَ مَشَي بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ بِالسّيُوفِ حَتّي تَكَسّرَت جُفُونُهَا وَ قَامَ الفُرسَانُ فِي الرّكبِ ثُمّ اضطَرَبُوا بِالسّيُوفِ وَ عُمُدِ الحَدِيدِ فَلَم يَسمَعِ السّامِعُونَ إِلّا تَغَمغُمَ القَومِ وَ صَلِيلَ الحَدِيدِ فِي الهَامِ وَ تَكَادُمَ الأَفوَاهِ وَ كَسَفَتِ الشّمسُ وَ ثَارَ القَتَامُ وَ ضَلّتِ الأَلوِيَةُ وَ الرّايَاتُ وَ مَرّت مَوَاقِيتُ أَربَعِ صَلَوَاتٍ مَا يُسجَدُ فِيهِنّ لِلّهِ إِلّا تَكبِيراً وَ نَادَتِ المَشِيخَةُ فِي تِلكَ الغَمَرَاتِ يَا مَعشَرَ العَرَبِ اللّهَ اللّهَ فِي الحُرُمَاتِ مِنَ النّسَاءِ وَ البَنَاتِ قَالَ جَابِرٌ فَبَكَي أَبُو جَعفَرٍ ع وَ هُوَ يُحَدّثُنَا بِهَذَا الحَدِيثِ قَالَ وَ أَقبَلَ الأَشتَرُ عَلَي فَرَسٍ كُمَيتٍ مَحذُوفٍ قَد وَضَعَ مِغفَرَهُ عَلَي قَرَبُوسِ السّرجِ


صفحه : 531

وَ هُوَ يَقُولُ اصبِرُوا يَا مَعشَرَ المُؤمِنِينَ فَقَد حمَيِ‌َ الوَطِيسُ وَ رَجَعَتِ الشّمسُ مِنَ الكُسُوفِ وَ اشتَدّ القِتَالُ وَ أَخَذَتِ السّبَاعُ بَعضُهَا بَعضاً فَقَالَ رَجُلٌ فِي تِلكَ الحَالِ أَيّ رَجُلٍ هَذَا لَو كَانَت لَهُ نِيّةٌ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَ أَيّ نِيّةٍ أَعظَمُ مِن هَذِهِ ثَكِلَتكَ أُمّكَ وَ هَبِلَتكَ إِنّ رَجُلًا فِيمَا قَد تَرَي قَد سَبَحَ فِي الدّمَاءِ وَ مَا أَضجَرَتهُ الحَربُ وَ قَد غَلَت هَامُ الكُمَاةِ مِنَ الحَرّ وَ بَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَ هُوَ كَمَا تَرَاهُ جَذَعاً يَقُولُ هَذِهِ المَقَالَةَ أللّهُمّ لَا تُبقِنَا بَعدَ هَذَا

449- قَالَ نَصرٌ وَ رَوَي الشعّبيِ‌ّ عَن صَعصَعَةَ أَنّهُ بَدَرَ مِنَ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ لَيلَةَ الهَرِيرِ قَولٌ نَقَلَهُ النّاقِلُونَ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَاغتَنَمَهُ وَ بَنَا عَلَيهِ تَدبِيرَهُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ خَطَبَ أَصحَابَهُ مِن كِندَةَ تِلكَ اللّيلَةَ وَ قَالَ فِي خُطبَتِهِ قَد رَأَيتُم يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ مَا قَد كَانَ فِي يَومِكُم هَذَا الماَضيِ‌ وَ قَد فنَيِ‌َ فِيهِ مِنَ العَرَبِ فَوَ اللّهِ لَقَد بَلَغتُ مِنَ السّنّ مَا شَاءَ اللّهُ أَن أَبلُغَ فَمَا رَأَيتُ مِثلَ هَذَا اليَومِ قَطّ أَلَا فَليُبَلّغِ الشّاهِدُ الغَائِبَ وَ إِنّا إِن نَحنُ تَوَاقَفنَا غَداً إِنّهُ لَفَنَاءُ العَرَبِ وَ ضَيعَةُ الحُرُمَاتِ أَو قَالَ نَحوَ ذَلِكَ مِمّا يَخذُلُهُم عَنِ القِتَالِ فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ قَالَ أَصَابَ وَ رَبّ الكَعبَةِ فَدَبّرَ تِلكَ اللّيلَةَ مَا دَبّرَ مِن رَفعِ المَصَاحِفِ عَلَي الرّمَاحِ فَأَقبَلُوا بِالمَصَاحِفِ يُنَادُونَ كِتَابُ اللّهِ بَينَنَا وَ بَينَكُم


صفحه : 532

قَالَ فَجَاءَ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ لَم تُصِب مِنّا عُصبَةٌ إِلّا وَ قَد أُصِيبَ مِنهُم مِثلُهَا وَ كُلّ مَقرُوحٌ وَ لَكِنّا أَمثَلُ بَقِيّةً مِنهُم وَ قَد جَزِعَ القَومُ وَ لَيسَ بَعدَ الجَزَعِ إِلّا مَا تُحِبّ فَنَاجَزَهُم وَ قَامَ الأَشتَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ مُعَاوِيَةَ لَا خَلَفَ لَهُ مِن رِجَالِهِ وَ لَكَ بِحَمدِ اللّهِ الخَلَفُ وَ لَو كَانَ لَهُ مِثلُ رِجَالِكَ لَم يَكُن لَهُ مِثلُ صَبرِكَ وَ لَا نَصرِكَ فَاقرَعِ الحَدِيدَ بِالحَدِيدِ وَ استَعِن بِاللّهِ المَجِيدِ وَ قَالَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا وَ اللّهِ مَا أَجَبنَاكَ وَ لَا نَصَرنَاكَ عَلَي البَاطِلِ وَ لَا أَجَبنَا إِلّا اللّهَ وَ لَا طَلَبنَا إِلّا الحَقّ وَ لَو دَعَانَا غَيرُكَ إِلَي مَا دَعَوتَنَا إِلَيهِ لَاستَشرَي فِيهِ اللّجَاجُ وَ طَالَ فِيهِ النّجوَي وَ قَد بَلَغَ الحَقّ مَقطَعَهُ وَ لَيسَ لَنَا مَعَكَ رأَي‌ٌ فَقَامَ الأَشعَثُ مُغضَباً فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا لَكَ اليَومَ عَلَي مَا كُنّا عَلَيهِ أَمسِ وَ لَيسَ آخِرُ أَمرِنَا كَأَوّلِهِ وَ مَا مِنَ القَومِ أَحَدٌ أَحنَي عَلَي أَهلِ العِرَاقِ وَ لَا أَوتَرَ لِأَهلِ الشّامِ منِيّ‌ فَأَجِبِ القَومَ إِلَي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّكَ أَحَقّ بِهِ مِنهُم وَ قَد أَحَبّ النّاسُ البَقَاءَ وَ كَرِهُوا القِتَالَ فَقَالَ عَلِيّ ع هَذَا أَمرٌ يُنظَرُ فِيهِ وَ نَادَي النّاسُ مِن كُلّ جَانِبٍ المُوَادَعَةَ المُوَادَعَةَ

وَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ قَالَ لَمّا رَفَعَ أَهلُ الشّامِ المَصَاحِفَ عَلَي الرّمَاحِ قَالَ عَلِيّ ع أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ أَحَقّ مَن أَجَابَ إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ لَكِنّ مُعَاوِيَةَ وَ عَمرَو بنَ العَاصِ وَ ابنَ أَبِي مُعَيطٍ وَ ابنَ أَبِي سَرحٍ وَ ابنَ مَسلَمَةَ لَيسُوا بِأَصحَابِ دِينٍ وَ لَا قُرآنٍ إنِيّ‌ أَعرَفُ بِهِم مِنكُم صَحِبتُهُم صِغَاراً وَ رِجَالًا فَكَانُوا شَرّ صِغَارٍ وَ شَرّ رِجَالٍ وَيحَكُم إِنّهَا كَلِمَةُ حَقّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ إِنّهُم مَا رَفَعُوهَا وَ إِنّهُم يَعرِفُونَهَا وَ لَا يَعمَلُونَ بِهَا وَ لَكِنّهَا الخَدِيعَةُ وَ الوَهنُ وَ المَكِيدَةُ أعَيِروُنيِ‌ سَوَاعِدَكُم وَ جَمَاجِمَكُم سَاعَةً وَاحِدَةً فَقَد بَلَغَ الحَقّ مَقطَعَهُ وَ لَم يَبقَ إِلّا أَن يُقطَعَ دَابِرُ الظّالِمِينَ


صفحه : 533

فَجَاءَهُ مِن أَصحَابِهِ زُهَاءُ عِشرِينَ أَلفاً مُقَنّعِينَ فِي الحَدِيدِ شاَكيِ‌ السّلَاحِ سُيُوفُهُم عَلَي عَوَاتِقِهِم وَ قَدِ اسوَدّت جِبَاهُهُم مِنَ السّجُودِ يَتَقَدّمُهُم مِسعَرُ بنُ فدَكَيِ‌ّ وَ زَيدُ بنُ حُصَينٍ وَ عِصَابَةٌ مِنَ القُرّاءِ الّذِينَ صَارُوا خَوَارِجَ مِن بَعدُ فَنَادَوهُ بِاسمِهِ لَا بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ قَالُوا يَا عَلِيّ أَجِبِ القَومَ إِلَي كِتَابِ اللّهِ إِذَا دُعِيتَ إِلَيهِ وَ إِلّا قَتَلنَاكَ كَمَا قَتَلنَا ابنَ عَفّانَ فَوَ اللّهِ لَنَفعَلَنّهَا إِن لَم تُجِبهُم فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع وَيحَكُم أَنَا أَوّلُ مَن دَعَا إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ أَوّلُ مَن أَجَابَ إِلَيهِ وَ لَيسَ يَحِلّ لِي وَ لَا يسَعَنُيِ‌ فِي ديِنيِ‌ أَن أُدعَي إِلَي كِتَابِ اللّهِ فَلَا أَقبَلَهُ إنِيّ‌ إِنّمَا أُقَاتِلُهُم لِيَدِينُوا بِحُكمِ القُرآنِ فَإِنّهُم قَد عَصَوُا اللّهَ فِيمَا أَمَرَهُم وَ نَقَضُوا عَهدَهُ وَ نَبَذُوا كِتَابَهُ وَ لكَنِيّ‌ قَد أَعلَمتُكُم أَنّهُم قَد كَادُوكُم وَ أَنّهُم لَيسَ العَمَلَ بِالقُرآنِ يُرِيدُونَ قَالُوا فَابعَث إِلَي الأَشتَرِ لِيَأتِيَكَ وَ قَد كَانَ الأَشتَرُ صَبِيحَةَ لَيلَةِ الهَرِيرِ قَد أَشرَفَ عَلَي عَسكَرِ مُعَاوِيَةَ لِيَدخُلَهُ

450- قال نصر فحدثني‌ فضيل بن خديج قال سأل مصعب بن الزبير ابراهيم بن الأشتر عن الحال كيف كانت فقال كنت عند علي ع حين بعث إلي الأشتر ليأتيه و قد كان الأشتر أشرف علي عسكر معاوية ليدخله فأرسل إليه علي ع يزيد بن هانئ أن ائتني‌ فأتاه فأبلغه فقال له الأشتر آتيه فقل له ليس هذه الساعة التي‌ ينبغي‌ لك أن تزيلني‌ عن موقفي‌ إني‌ قدرجوت الفتح فلاتعجلني‌ فرجع يزيد إليه ع فأخبره فما هو إلا أن انتهي إلينا حتي ارتفع الرهج وعلت الأصوات من قبل الأشتر وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق ودلائل الخذلان والإدبار علي أهل الشام فقال القوم لعلي‌ّ مانراك أمرته إلابالقتال قال أرأيتموني‌ ساررت رسولي‌ إليه أ ليس إلاكلمته علي رءوسكم علانية وأنتم تسمعون قالوا فابعث إليه فليأتك و إلا و الله اعتزلناك فقال ويحك يايزيد قل له أقبل إلي‌ فإن


صفحه : 534

الفتنة قدوقعت فأتاه فأخبره فقال الأشتر أبرفع هذه المصاحف قال نعم قال أما و الله لقد ظننت أنها حين رفعت ستوقع اختلافا وفرقة إنها مشورة ابن النابغة ثم قال ليزيد بن هانئ ويحك أ لاتري إلي الفتح أ لاتري إلي مايلقون أ لاتري إلي ألذي يصنع الله لنا أينبغي‌ أن ندع هذا وننصرف عنه فقال له يزيد أتحب أنك ظفرت هاهنا و أن أمير المؤمنين ع بمكانه ألذي هو فيه يفرج عنه ويسلم إلي عدوه فقال سبحان الله لا و الله لاأحب ذلك قال فإنهم قدقالوا له وحلفوا عليه لترسلن إلي الأشتر فليأتينك أولنقتلنك بأسيافنا كماقتلنا عثمان أولنسلمنك إلي عدوك فأقبل الأشتر حتي انتهي إليهم فصاح يا أهل الذل والوهن أحين علوتم القوم وظنوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلي ما فيها و قد و الله تركوا ماأمر الله فيها وتركوا سنة من أنزلت عليه فلاتجيبوهم أمهلوني‌ فواقا فإني‌ قدأحسست بالفتح قالوا لانمهلك قال فأمهلوني‌ عدوة الفرس فإني‌ قدطمعت في النصر قالوا إذاندخل معك في خطيئتك قال فحدثوني‌ عنكم و قدقتل أماثلكم وبقي‌ أراذلكم متي كنتم محقين أحين كنتم تقتلون أهل الشام فأنتم الآن حين أمسكتم عن قتالهم مبطلون أم أنتم الآن في إمساككم عن القتال محقون فقتلاكم إذن الذين لاتنكرون فضلهم وأنهم خير منكم في النار قالوا دعنا منك ياأشتر قاتلناهم في الله وندع قتالهم في الله إنا لسنا نطيعك فاجتنبنا فقال خدعتم و الله فانخدعتم ودعيتم إلي وضع الحرب فأجبتم ياأصحاب الجباه السود كنا نظن صلاتكم زهادة في الدنيا وشوقا إلي لقاء الله فلاأري فراركم إلا إلي الدنيا من الموت ألا فقبحا ياأشباه النيب الجلالة ماأنتم براءين بعدها عزا أبدا فابعدوا كما بعدالقوم الظالمون فسبوه وسبهم وضربوا بسياطهم وجه دابته وضرب بسوطه وجوه دوابهم وصاح بهم علي ع فكفوا


صفحه : 535

و قال الأشتر يا أمير المؤمنين أحمل الصف علي الصف تصرع القوم فتصايحوا أن أمير المؤمنين قدقبل الحكومة ورضي‌ بحكم القرآن فقال الأشتر إن كان أمير المؤمنين قدقبل ورضي‌ فقد رضيت بما يرضي به أمير المؤمنين فأقبل الناس يقولون قدرضي‌ أمير المؤمنين ع قدقبل أمير المؤمنين ع و هوساكت لايفيض بكلمة مطرق إلي الأرض ثم قام فسكت الناس كلهم فقال أيها الناس إن أمري‌ لم يزل معكم علي ماأحب إلي أن أخذت منكم الحرب و قد و الله أخذت منكم وتركت وأخذت من عدوكم فلم تترك وإنها فيهم أنكي وأنهك ألا وإني‌ كنت أمس أمير المؤمنين فأصبحت اليوم مأمورا وكنت ناهيا فأصبحت منهيا و قدأحببتم البقاء و ليس لي أن أحملكم علي ماتكرهون ثم قعد ثم تكلم رؤساء القبائل فكل قال مايراه ويهواه إما من الحرب أو من السلم 451- قال ابن أبي الحديد وذكر ابن ديزيل في كتاب صفين قال خرج عبدالرحمن بن خالد بن الوليد ومعه لواء معاوية فارتجز فخرج إليه جارية بن قدامة ثم أطعنا فلم يصنعا شيئا وانصرف كل واحد منهما عن صاحبه فقال عمرو بن العاص لعبد الرحمن أقحم يا ابن سيف الله فتقدم عبدالرحمن بلوائه وتقدم أصحابه فأقبل علي ع علي الأشتر فقال له قدبلغ لواء معاوية حيث تري فدونك القوم فأخذ الأشتر لواء علي ع وارتجز وضارب القوم حتي ردهم فانتدب له همام بن قبيصة و كان مع معاوية فشد عليه في مذحج فانتصر عدي‌ بن حاتم للأشتر فحمل عليه في طي‌ فاشتد القتال جدا


صفحه : 536

فدعا علي ع ببغلة رسول الله ص فركبها ثم تعصب بعمامة رسول الله ص ونادي أيها الناس من يشري‌ نفسه لله إن هذا يوم له مابعده فانتدب معه ما بين عشرة آلاف إلي اثني‌ عشر ألفا فتقدم علي ع و قال


دبوا دبيب النمل لاتفوتوا   وأصبحوا في أمركم وبيتوا

  حتي تنالوا الثأر أوتموتوا

وحمل الناس كلهم حملة واحدة فلم يبق لأهل الشام صف إلاأزالوه حتي أفضوا إلي معاوية فدعا معاوية بفرسه ليفر عليه فكان معاوية بعد ذلك يحدث و يقول لماوضعت رجلي‌ في الركاب ذكرت قول عمرو بن الأطنابة


أبت لي عفتي‌ وأبي بلائي‌   وأخذي‌ الحمد بالثمن الربيح

وإقدامي‌ علي المكروه نفسي‌   وضربي‌ هامة البطل المشيح

وقولي‌ كلما جشأت وجاشت   مكانك تحمدي‌ أوتستريحي‌

فأخرجت رجلي‌ من الركاب وأقمت ونظرت إلي عمرو فقلت له اليوم صبر وغدا فخر فقال صدقت فكان ذلك يوم الهرير ورفعت المصاحف بعده وروي ابراهيم بن ديزيل عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط قال شهدنا صفين فمطرت السماء علينا دما عبيطا قال و في حديث الليث بن سعد

إن كانوا ليأخذونه بالصحاف والآنية و في حديث ابن لهيعة حتي إن الصحاف والآنية لتمتلئ ونهريقها و ذلك في يوم الهرير وفزع أهل الشام وهموا أن يتفرقوا فقام عمرو بن العاص فيهم فقال أيها الناس إنما هذه آية من آيات الله فأصلح امرؤ مابينه و بين الله ثم لا عليه أن ينتطح هذاالجبلان فأخذوا في القتال


صفحه : 537

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُعَاوِيَةُ أَنّهُ كَانَ يَومَئِذٍ قَد قُرّبَ إِلَيهِ فَرَسٌ لَهُ أُنثَي بَعِيدَةُ البَطنِ مِنَ الأَرضِ لِيَهرِبَ عَلَيهَا حَتّي أَتَاهُ آتٍ مِن أَهلِ العِرَاقِ فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ قَد تَرَكتُ أَصحَابَ عَلِيّ ع فِي مِثلِ لَيلَةِ الصّدَرِ مِن مِنًي فَأَقَمتُ

قَالَ نَصرٌ وَ اِبرَاهِيمُ أَيضاً وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ إِنّ هَذَا الأَمرَ قَد طَالَ بَينَنَا وَ بَينَكَ وَ كُلّ مِنّا يَرَي أَنّهُ عَلَي الحَقّ فِيمَا يَطلُبُ مِن صَاحِبِهِ وَ لَن يعُطيِ‌َ وَاحِدٌ مِنّا الطّاعَةَ لِلآخَرِ وَ قَد قُتِلَ فِيمَا بَينَنَا بَشَرٌ كَثِيرٌ وَ أَنَا أَتَخَوّفُ أَن يَكُونَ مَا بقَيِ‌َ أَشَدّ مِمّا مَضَي وَ إِنّا سَوفَ نُسأَلُ عَن هَذِهِ المَوَاطِنِ وَ لَا يُحَاسَبُ بِهِ غيَريِ‌ وَ غَيرُكَ وَ قَد دَعوَتُكَ إِلَي أَمرٍ لَنَا وَ لَكَ فِيهِ حَيَاةٌ وَ عُذرٌ وَ بَرَاءَةٌ وَ صَلَاحٌ لِلأُمّةِ وَ حَقنُ الدّمَاءِ وَ ذَهَابٌ لِلضّغَائِنِ وَ الفِتَنِ وَ أَن تُحَكّمَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ حَكَمَينِ مَرضِيّينَ أَحَدُهُمَا مِن أصَحاَبيِ‌ وَ الآخَرُ مِن أَصحَابِكَ فَيَحكُمَانِ بَينَنَا بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَهُوَ خَيرٌ لِي وَ لَكَ وَ أَقطَعُ لِهَذِهِ الفِتَنِ فَاتّقِ اللّهَ فِيمَا دُعِيتَ إِلَيهِ وَ ارضَ بِحُكمِ القُرآنِ إِن كُنتَ مِن أَهلِهِ وَ السّلَامُ

فَكَتَبَ إِلَيهِ عَلِيّ ع مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ أَفضَلَ مَا شَغَلَ بِهِ المَرءُ المُسلِمُ نَفسَهُ اتّبَاعُ مَا حَسّنَ بِهِ فِعلَهُ وَ استَوجَبَ فَضلَهُ وَ سَلِمَ مِن عَيبِهِ وَ إِنّ البغَي‌َ وَ الزّورَ يُزرِيَانِ بِالمَرءِ فِي دِينِهِ وَ دُنيَاهُ وَ يُبدِيَانِ مِن خَلَلِهِ عِندَ مَن يُغنِيهِ[يَعِيبُهُ] مَا استَرعَاهُ اللّهُ مَا لَا يغُنيِ‌ عَنهُ تَدبِيرَهُ فَاحذَرِ الدّنيَا فَإِنّهُ لَا فَرَحَ فِي شَيءٍ وَصَلتَ إِلَيهِ مِنهَا وَ لَقَد عَلِمتُ أَنّكَ غَيرُ مُدرِكٍ مَا قضُيِ‌َ فَوَاتُهُ وَ قَد رَامَ قَومٌ أَمراً بِغَيرِ الحَقّ وَ تَأَوّلُوهُ عَلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ فَأَكذَبَهُم وَ مَتّعَهُم قَلِيلًا ثُمّ اضطَرّهُم إِلَي عَذَابٍ غَلِيظٍ فَاحذَر يَوماً يَغتَبِطُ فِيهِ مَن أَحمَدَ عَاقِبَةَ عَمَلِهِ وَ يَندَمُ فِيهِ مَن أَمكَنَ الشّيطَانَ مِن قِيَادِهِ وَ لَم يُحَادّهُ وَ غَرّتهُ الدّنيَا وَ اطمَأَنّ إِلَيهَا


صفحه : 538

ثُمّ إِنّكَ قَد دعَوَتنَيِ‌ إِلَي حُكمِ القُرآنِ وَ قَد عَلِمتُ أَنّكَ لَستَ مِن أَهلِ القُرآنِ وَ لَا حُكمَهُ تُرِيدُ وَ المُستَعَانُ اللّهُ فَقَد أَجَبنَا القُرآنَ إِلَي حُكمِهِ وَ لَسنَا إِيّاكَ أَجَبنَا نَعَم فَبَينَنَا وَ بَينَكَ حُكمُ القُرآنِ وَ مَن لَم يَرضَ بِحُكمِ القُرآنِ فَقَد ضَلّ ضَلَالًا بَعِيداً

فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَمّا بَعدُ عَافَانَا اللّهُ وَ إِيّاكَ فَقَد آنَ لَكَ أَن تُجِيبَ إِلَي مَا فِيهِ صَلَاحُنَا وَ أُلفَةُ مَا بَينَنَا وَ قَد فَعَلتَ ألّذِي فَعَلتَ وَ أَنَا أَعرِفُ حقَيّ‌ وَ لكَنِيّ‌ اشتَرَيتُ بِالعَفوِ صَلَاحَ الأُمّةِ وَ لَم أُكثِر فَرَحاً بشِيَ‌ءٍ جَاءَ وَ لَا ذَهَبَ وَ إِنّمَا أدَخلَنَيِ‌ فِي هَذَا الأَمرِ القِيَامُ بِالحَقّ فِيمَا بَينَ الباَغيِ‌ وَ المبَغيِ‌ّ عَلَيهِ وَ الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌ُ مِنَ المُنكَرِ وَ دَعَوتَ إِلَي كِتَابِ اللّهِ فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَكَ فَإِنّهُ لَا يَجمَعُنَا وَ إِيّاكُم إِلّا هُوَ نحُييِ‌ مَا أَحيَا القُرآنُ وَ نُمِيتُ مَا أَمَاتَ القُرآنُ وَ السّلَامُ

قَالَ نَصرٌ فَكَتَبَ ع إِلَي عَمرِو بنِ العَاصِ يَعِظُهُ وَ يُرشِدُهُ أَمّا بَعدُ فَإِنّ الدّنيَا مَشغَلَةٌ عَن غَيرِهَا وَ لَن يُصِب صَاحِبُهَا مِنهَا شَيئاً إِلّا فَتَحَت لَهُ حِرصاً يَزِيدُهُ فِيهَا رَغبَةً وَ لَن يسَتغَنيِ‌َ صَاحِبُهَا بِمَا نَالَ عَمّا لَم يَبلُغ وَ مِن وَرَاءِ ذَلِكَ فِرَاقُ مَا جَمَعَ وَ السّعِيدُ مَن وُعِظَ بِغَيرِهِ فَلَا تُحبِط أَبَا عَبدِ اللّهِ أَجرَكَ وَ لَا تُجَارِ مُعَاوِيَةَ فِي بَاطِلِهِ وَ السّلَامُ

فَكَتَبَ إِلَيهِ عَمرُو بنُ العَاصِ الجَوَابَ أَمّا بَعدُ فاَلذّيِ‌ فِيهِ صَلَاحُنَا وَ أُلفَتُنَا الإِنَابَةُ إِلَي الحَقّ وَ قَد جَعَلنَا القُرآنَ بَينَنَا حَكَماً وَ أَجَبنَا إِلَيهِ فَصَبَرَ الرّجُلُ مِنّا نَفسَهُ عَلَي مَا حَكَمَ عَلَيهِ القُرآنُ وَ عَذَرَهُ النّاسُ بَعدَ المُحَاجَزَةِ وَ السّلَامُ


صفحه : 539

فَكَتَبَ إِلَيهِ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فَإِنّ ألّذِي أَعجَبَكَ مِنَ الدّنيَا مِمّا نَازَعَتكَ إِلَيهِ نَفسُكَ وَ وَثِقتَ بِهِ مِنهَا لَمُنقَلِبٌ عَنكَ وَ مُفَارِقٌ لَكَ فَلَا تَطمَئِنّ إِلَي الدّنيَا فَإِنّهَا غَرّارَةٌ وَ لَوِ اعتَبَرتَ بِمَا مَضَي لَحَفِظتَ مَا بقَيِ‌َ وَ انتَفَعتَ مِنهَا بِمَا وَعَظتَ بِهِ وَ السّلَامُ

فَأَجَابَهُ عَمرٌو أَمّا بَعدُ فَقَد أَنصَفَ مَن جَعَلَ القُرآنَ إِمَاماً وَ دَعَا النّاسَ إِلَي أَحكَامِهِ فَاصبِر أَبَا حَسَنٍ فَإِنّا غَيرُ مُنِيلِيكَ إِلّا مَا أَنَالَكَ القُرآنُ وَ السّلَامُ

قَالَ نَصرٌ وَ جَاءَ الأَشعَثُ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَرَي النّاسَ إِلّا وَ قَد رَضُوا وَ سَرّهُم أَن يُجِيبُوا القَومَ إِلَي مَا دَعَوهُم إِلَيهِ مِن حُكمِ القُرآنِ فَإِن شِئتَ أَتَيتُ مُعَاوِيَةَ فَسَأَلتُهُ مَا يُرِيدُ وَ نَظَرتُ مَا ألّذِي يَسأَلُ قَالَ ائتِهِ إِن شِئتَ فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ يَا مُعَاوِيَةُ لأِيَ‌ّ شَيءٍ رَفَعتُم هَذِهِ المَصَاحِفَ قَالَ لِنَرجِعَ نَحنُ وَ أَنتُم إِلَي مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ فِيهَا فَابعَثُوا رَجُلًا مِنكُم تَرضَونَ بِهِ وَ نَبعَثُ مِنّا رَجُلًا وَ نَأخُذُ عَلَيهِمَا أَن يَعمَلَا بِمَا فِي كِتَابِ اللّهِ وَ لَا يَعدُوَانِهِ ثُمّ نَتّبِعُ مَا اتّفَقَا عَلَيهِ فَقَالَ الأَشعَثُ هَذَا هُوَ الحَقّ وَ انصَرَفَ إِلَي عَلِيّ ع فَأَخبَرَهُ فَبَعَثَ عَلِيّ ع قُرّاءً مِن أَهلِ العِرَاقِ وَ بَعَثَ مُعَاوِيَةُ قُرّاءً مِن أَهلِ الشّامِ فَاجتَمَعُوا بَينَ الصّفّينِ وَ مَعَهُمُ المُصحَفُ فَنَظَرُوا فِيهِ وَ تَدَارَسُوهُ وَ اجتَمَعُوا عَلَي أَن يُحيُوا مَا أَحيَا القُرآنُ وَ يُمِيتُوا مَا أَمَاتَ القُرآنُ وَ رَجَعَ كُلّ فَرِيقٍ إِلَي صَاحِبِهِ فَقَالَ أَهلُ الشّامِ إِنّا قَد رَضِينَا وَ اختَرنَا عَمرَو بنَ العَاصِ وَ قَالَ الأَشعَثُ وَ القُرّاءُ الّذِينَ صَارُوا خَوَارِجَ فِيمَا بَعدُ وَ قَد رَضِينَا نَحنُ وَ اختَرنَا أَبَا مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع فإَنِيّ‌ لَا أَرضَي بأِبَيِ‌ مُوسَي وَ لَا أَرَي أَن أُوَلّيَهُ فَقَالَ الأَشعَثُ وَ زَيدُ بنُ حُصَينٍ وَ مِسعَرُ بنُ فدَكَيِ‌ّ فِي عِصَابَةٍ إِنّا لَا نَرضَي إِلّا بِهِ فَإِنّهُ قَد كَانَ حَذّرَنَا مَا وَقَعنَا فِيهِ فَقَالَ ع فَإِنّهُ لَيسَ لِي بِرِضًا وَ قَد فاَرقَنَيِ‌ وَ خَذَلَ النّاسَ عنَيّ‌ وَ هَرَبَ منِيّ‌ حَتّي آمَنتُهُ بَعدَ أَشهُرٍ وَ لَكِن هَذَا ابنُ عَبّاسٍ أُوَلّيهِ ذَلِكَ قَالُوا وَ اللّهِ مَا نبُاَليِ‌ أَ كُنتَ أَنتَ أَوِ ابنُ عَبّاسٍ وَ لَا نُرِيدُ إِلّا رَجُلًا هُوَ مِنكَ


صفحه : 540

وَ مِن مُعَاوِيَةَ سَوَاءٌ لَيسَ إِلَي وَاحِدٍ مِنكُمَا أَدنَي مِنَ الآخَرِ فَقَالَ عَلِيّ ع فإَنِيّ‌ أَجعَلُ الأَشتَرَ فَقَالَ الأَشعَثُ وَ هَل سَعّرَ الأَرضَ عَلَينَا إِلّا الأَشتَرُ وَ هَل نَحنُ إِلّا فِي حُكمِ الأَشتَرِ قَالَ عَلِيّ ع وَ مَا حُكمُهُ قَالَ حُكمُهُ أَن يَضرِبَ بَعضُنَا بَعضاً بِالسّيفِ حَتّي يَكُونَ مَا أَرَدتَ وَ مَا أَرَادَ

452- قَالَ نَصرٌ وَ حَدّثَنَا عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا أَرَادَ النّاسُ عَلِيّاً أَن يَضَعَ الحَكَمَينِ قَالَ لَهُم إِنّ مُعَاوِيَةَ لَم يَكُن لِيَضَعَ لِهَذَا الأَمرِ أَحَداً هُوَ أَوثَقُ بِرَأيِهِ وَ نَظَرِهِ مِن عَمرِو بنِ العَاصِ وَ إِنّهُ لَا يَصلَحُ للِقرُشَيِ‌ّ إِلّا القرُشَيِ‌ّ فَعَلَيكُم بِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ فَارمُوهُ بِهِ فَإِنّ عَمرواً لَا يَعقِدُ عُقدَةً إِلّا حَلّهَا عَبدُ اللّهِ وَ لَا يَحُلّ عُقدَةً إِلّا عَقَدَهَا وَ لَا يُبرِمُ أَمراً إِلّا نَقَضَهُ وَ لَا يَنقُضُ أَمراً إِلّا أَبرَمَهُ فَقَالَ الأَشعَثُ لَا وَ اللّهِ لَا يَحكُمُ فِينَا مُضَرِيّانِ حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ وَ لَكِن نَجعَلُ رَجُلًا مِن أَهلِ اليَمَنِ إِذ جَعَلُوا رَجُلًا مِن أَهلِ مُضَرَ فَقَالَ ع إنِيّ‌ أَخَافُ أَن يَخدَعَ يَمَنِيّكُم فَإِنّ عَمرواً لَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ إِذَا كَانَ لَهُ فِي أَمرٍ هَوًي فَقَالَ الأَشعَثُ وَ اللّهِ لَأَن يَحكُمَا بِبَعضِ مَا نَكرَهُ وَ أَحَدُهُمَا مِن أَهلِ اليَمَنِ أَحَبّ إِلَينَا مِن أَن يَكُونَ بَعضُ مَا نُحِبّ فِي حُكمِهِمَا وَ هُمَا مُضَرِيّانِ

قال وذكر الشعبي‌ أيضا مثل ذلك

قَالَ نَصرٌ وَ فِي حَدِيثِ عَمرٍو فَقَالَ عَلِيّ ع قَد أَبَيتُم إِلّا أَبَا مُوسَي قَالُوا نَعَم قَالَ فَاصنَعُوا مَا شِئتُم فَبَعَثُوا إِلَي أَبِي مُوسَي وَ هُوَ بِأَرضٍ مِن أَرضِ الشّامِ يُقَالُ لَهَا عُرضٌ قَدِ اعتَزَلَ القِتَالَ فَأَتَاهُ مَولًي لَهُ فَقَالَ إِنّ النّاسَ قَدِ اصطَلَحُوا قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ قَالَ وَ قَد جَعَلُوكَ حَكَماً فَقَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَفَجَاءَ أَبُو مُوسَي حَتّي دَخَلَ عَسكَرَ عَلِيّ ع


صفحه : 541

وَ جَاءَ الأَشتَرُ عَلِيّاً فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ألَزِنّيِ‌ بِعَمرِو بنِ العَاصِ فَوَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ غَيرُهُ لَئِن مُلِئَت عيَنيِ‌ مِنهُ لَأَقتُلَنّهُ وَ جَاءَ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ عَلِيّاً ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ قَد رُمِيتَ بِحَجَرِ الأَرضِ وَ مَن حَارَبَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أَنِفَ الإِسلَامَ وَ إنِيّ‌ قَد عَجَمتُ هَذَا الرّجُلَ يعَنيِ‌ أَبَا مُوسَي وَ حَلَبتُ أَشطُرَهُ فَوَجَدتُهُ كَلِيلَ الشّفرَةِ قَرِيبَ القَعرِ كَلِيلَ المُديَةِ وَ إِنّهُ لَا يَصلَحُ لِهَؤُلَاءِ القَومِ إِلّا رَجُلٌ يَدنُو مِنهُم حَتّي يَكُونَ فِي أَكُفّهِم وَ يَتَبَاعَدُ مِنهُم حَتّي يَكُونَ بِمَنزِلَةِ النّجمِ مِنهُم فَإِن شِئتَ أَن تجَعلَنَيِ‌ حَكَماً فاَجعلَنيِ‌ وَ إِن شِئتَ أَن تجَعلَنَيِ‌ ثَانِياً أَو ثَالِثاً فَإِنّ عَمرواً لَا يَعقِدُ عُقدَةً إِلّا عَقَدتُ لَكَ أَشَدّ مِنهَا فَعَرَضَ عَلِيّ ع ذَلِكَ عَلَي النّاسِ فَأَبَوهُ وَ قَالُوا لَا يَكُونُ إِلّا أَبُو مُوسَي فَبَعَثَ أَيمَنَ بنَ خُرَيمٍ[خُزَيمٍ]الأسَدَيِ‌ّ وَ كَانَ مُعتَزِلًا لِمُعَاوِيَةَ بِأَبيَاتٍ تَدُلّ عَلَي أَنّ صَلَاحَهُم فِي اختِيَارِ ابنِ عَبّاسٍ وَ تَركِ أَبِي مُوسَي فَطَارَت أَهوَاءُ قَومٍ مِن أَولِيَاءِ عَلِيّ ع وَ شِيعَتِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ وَ أَبَتِ القُرّاءُ إِلّا أَبَا مُوسَي قَالَ نَصرٌ فَلَمّا رضَيِ‌َ أَهلُ الشّامِ بِعَمرٍو وَ أَهلُ العِرَاقِ بأِبَيِ‌ مُوسَي أَخَذُوا فِي سَطرِ كِتَابِ المُوَادَعَةِ وَ كَانَت صُورَتُهُ هَذَا مَا تَقَاضَي عَلَيهِ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بِئسَ الرّجُلُ أَنَا إِن أَقرَرتُ أَنّهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَاتَلتُهُ وَ قَالَ عَمرٌو لَا بَل نَكتُبُ اسمَهُ وَ اسمَ أَبِيهِ إِنّمَا هُوَ أَمِيرُكُم فَأَمّا أَمِيرُنَا فَلَا فَلَمّا أُعِيدَ إِلَيهِ الكِتَابُ أَمَرَ بِمَحوِهِ فَقَالَ الأَحنَفُ لَا تَمحُ اسمَ إِمرَةِ المُؤمِنِينَ عَنكَ فإَنِيّ‌ أَتَخَوّفُ إِن مَحَوتَهَا أَن لَا تَرجِعَ إِلَيكَ أَبَداً فَلَا تَمحُهَا


صفحه : 542

فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ هَذَا اليَومَ كَيَومِ الحُدَيبِيَةِ حِينَ كَتَبتُ الكِتَابَ عَن رَسُولِ اللّهِص هَذَا مَا تَصَالَحَ عَلَيهِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص وَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو فَقَالَ سُهَيلٌ لَو أَعلَمُ إِنّكَ لَرَسُولُ اللّهِ لَم أُقَاتِلكَ وَ لَم أُخَالِفكَ إنِيّ‌ لَظَالِمٌ لَكَ إِن مَنَعتُكَ أَن تَطُوفَ بَيتَ اللّهِ وَ أَنتَ رَسُولُهُ وَ لَكِنِ اكتُب مِن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إنِيّ‌ لَرَسُولُ اللّهِ وَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ لَن يَمحُوَ عنَيّ‌ الرّسَالَةَ كتِاَبيِ‌ لَهُم مِن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ فَاكتُبهَا فَامحُ مَا أَرَادَ مَحوَهُ أَمَا إِنّ لَكَ مِثلَهَا سَتُعطِيهَا وَ أَنتَ مُضطَهَدٌ

453- قَالَ نَصرٌ وَ روُيِ‌َ أَنّ عَمرواً عَادَ بِالكِتَابِ إِلَيهِ ع وَ طَلَبَ أَن يَمحُوَ اسمَهُ مِن إِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَقَصّ عَلِيّ عَلَيهِ وَ عَلَي مَن حَضَرَ قِصّةَ صُلحِ الحُدَيبِيَةِ وَ قَالَ إِنّ ذَلِكَ الكِتَابَ أَنَا كَتَبتُهُ بَينَنَا وَ بَينَ المُشرِكِينَ وَ اليَومَ أَكتُبُهُ إِلَي أَبنَائِهِم كَمَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص كَتَبَهُ إِلَي آبَائِهِم شِبهاً وَ مِثلًا فَقَالَ عَمرٌو سُبحَانَ اللّهِ أَ تُشَبّهُنَا بِالكُفّارِ وَ نَحنُ مُسلِمُونَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا ابنَ النّابِغَةِ وَ مَتَي لَم تَكُن لِلكَافِرِينَ وَلِيّاً وَ لِلمُسلِمِينَ عُدّواً فَقَامَ عَمرٌو وَ قَالَ وَ اللّهِ لَا يَجمَعُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ مَجلِسٌ بَعدَ اليَومِ فَقَالَ عَلِيّ ع أَمَا وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن يَظهَرَ اللّهُ عَلَيكَ وَ عَلَي أَصحَابِكَ وَ جَاءَت عِصَابَةٌ قَد وَضَعَت سُيُوفَهَا عَلَي عَوَاتِقِهَا فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مُرنَا بِمَا شِئتَ فَقَالَ لَهُم سَهلُ بنُ حُنَيفٍ أَيّهَا النّاسُ اتّهِمُوا رَأيَكُم فَلَقَد شَهِدنَا صُلحَ رَسُولِ اللّهِص يَومَ الحُدَيبِيَةِ وَ لَو نَرَي قِتَالًا لَقَاتَلنَا


صفحه : 543

454- وَ رَوَي أَبُو إِسحَاقَ الشيّباَنيِ‌ّ أَنّهُ قِيلَ لعِلَيِ‌ّ ع حِينَ أَرَادَ أَن يَكتُبَ الكِتَابَ بَينَهُ وَ بَينَ مُعَاوِيَةَ وَ أَهلِ الشّامِ أَ تُقِرّ أَنّهُم مُؤمِنُونَ مُسلِمُونَ فَقَالَ عَلِيّ ع مَا أُقِرّ لِمُعَاوِيَةَ وَ لَا لِأَصحَابِهِ أَنّهُم مُؤمِنُونَ وَ لَا مُسلِمُونَ وَ لَكِن يَكتُبُ مُعَاوِيَةُ مَا شَاءَ وَ يُقِرّ بِمَا شَاءَ لِنَفسِهِ وَ لِأَصحَابِهِ وَ يسُمَيّ‌ نَفسَهُ بِمَا شَاءَ وَ أَصحَابَهُ فَكَتَبُوا هَذَا مَا تَقَاضَي عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ قَاضَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي أَهلِ العِرَاقِ وَ مَن كَانَ مَعَهُ مِن شِيعَتِهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُسلِمِينَ وَ قَاضَي مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ عَلَي أَهلِ الشّامِ وَ مَن كَانَ مَعَهُ مِن شِيعَتِهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُسلِمِينَ إِنّا نَنزِلُ عِندَ حُكمِ اللّهِ وَ كِتَابِهِ وَ لَا يَجمَعُ بَينَنَا إِلّا إِيّاهُ وَ أَنّ كِتَابَ اللّهِ سُبحَانَهُ بَينَنَا مِن فَاتِحَتِهِ إِلَي خَاتِمَتِهِ نحُييِ‌ مَا أَحيَا القُرآنُ وَ نُمِيتُ مَا أَمَاتَ القُرآنُ فَإِن وَجَدَ الحَكَمَانِ أَنّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّهِ اتّبَعنَاهُ وَ إِن لَم يَجِدَاهُ أَخَذَا بِالسّنّةِ العَادِلَةِ غَيرِ المُفَرّقَةِ وَ الحَكَمَانِ عَبدُ اللّهِ بنُ قَيسٍ وَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ قَد أَخَذَ الحَكَمَانِ مِن عَلِيّ وَ مُعَاوِيَةَ وَ مِنَ الجُندَينِ أَنّهُمَا آمِنَانِ عَلَي أَنفُسِهِمَا وَ أَموَالِهِمَا وَ أَهلِهِمَا وَ الأُمّةُ لَهُمَا أَنصَارٌ وَ عَلَي ألّذِي يَقضِيَانِ عَلَيهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ المُسلِمِينَ مِنَ الطّائِفَتَينِ عَهدُ اللّهِ أَن يَعمَلُوا بِمَا يَقضِيَانِ عَلَيهِ مِمّا وَافَقَ الكِتَابَ وَ السّنّةَ وَ أَنّ الأَمنَ وَ المُوَادَعَةَ وَ وَضعَ السّلَاحِ مُتّفَقٌ عَلَيهِ بَينَ الطّائِفَتَينِ إِلَي أَن يَقَعَ الحُكمُ وَ عَلَي كُلّ وَاحِدٍ مِنَ الحَكَمَينِ عَهدُ اللّهِ لِيَحكُمَنّ بَينَ الأُمّةِ بِالحَقّ لَا بِالهَوَي وَ أَجَلُ المُوَادَعَةِ سَنَةٌ كَامِلَةٌ فَإِن أَحَبّ الحَكَمَانِ أَن يُعَجّلَا الحُكمَ عَجّلَاهُ وَ إِن توُفُيّ‌َ أَحَدُهُمَا فَلِأَمِيرِ شِيعَتِهِ أَن يَختَارَ مَعَهُ رَجُلًا لَا يَألُو الحَقّ وَ العَدلَ وَ إِن توُفُيّ‌َ أَحَدُ الأَمِيرَينِ كَانَ نَصبُ غَيرِهِ إِلَي أَصحَابِهِ مِمّن يَرتَضُونَ أَمرَهُ وَ يَحمَدُونَ


صفحه : 544

طَرِيقَهُ أللّهُمّ إِنّا نَستَنصِرُكَ عَلَي مَن تَرَكَ مَا فِي هَذِهِ الصّحِيفَةِ وَ أَرَادَ فِيهَا إِلحَاداً أَو ظُلماً

455- قَالَ نَصرٌ هَذِهِ رِوَايَةُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ الشعّبيِ‌ّ وَ رَوَي جَابِرٌ عَن زَيدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ زِيَادَاتٍ عَلَي هَذِهِ النّسخَةِ أَقُولُ وَ ذَكَرَ تِلكَ الرّوَايَةَ وَ سَاقَهَا إِلَي أَن قَالَ وَ شَهِدَ فِيهِ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع عَشَرَةٌ وَ مِن أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ عَشَرَةٌ وَ تَارِيخُ كِتَابَتِهِ لِلَيلَةٍ بَقِيَت مِن صَفَرٍ سَنَةَ سَبعٍ وَ ثَلَاثِينَ قَالَ وَ لَمّا كَتَبتُ الصّحِيفَةَ دعُيِ‌َ لَهَا الأَشتَرُ لِيَشهَدَ مَعَ الشّهُودِ عَلَيهِ فَقَالَ لَا صحَبِتَنيِ‌ يمَيِنيِ‌ وَ لَا نفَعَتَنيِ‌ بَعدَهَا الشّمَالُ إِن كُتِبَ لِي فِي هَذِهِ الصّحِيفَةِ اسمٌ عَلَي صُلحٍ أَو مُوَادَعَةٍ أَ وَ لَستُ عَلَي بَيّنَةٍ مِن أمَريِ‌ وَ يَقِينٍ مِن ضَلَالِ عدَوُيّ‌ أَ وَ لَستُم قَد رَأَيتُمُ الظّفَرَ إِن لَم تَجمَعُوا عَلَي الخَوَرِ وَ جَرَي بَينَهُ وَ بَينَ الأَشعَثِ كَلَامٌ ثُمّ قَالَ وَ لكَنِيّ‌ قَد رَضِيتُ بِمَا يَرضَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ دَخَلتُ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ وَ خَرَجتُ مِمّا خَرَجَ مِنهُ فَإِنّهُ لَا يَدخُلُ إِلّا فِي الهُدَي وَ الصّوَابِ قَالَ فَلَمّا تَمّ الكِتَابُ خَرَجَ الأَشعَثُ وَ مَعَهُ نَاسٌ بِنُسخَةِ الكِتَابِ يَقرَأُهَا عَلَي النّاسِ وَ يَعرِضُهَا عَلَيهِم فَمَرّ بِهِ عَلَي صُفُوفٍ مِن أَهلِ الشّامِ وَ هُم عَلَي رَايَاتِهِم فَأَسمَعَهُم إِيّاهُ فَرَضُوا بِهِ ثُمّ مَرّ عَلَي صُفُوفٍ مِن أَهلِ العِرَاقِ وَ هُم عَلَي رَايَاتِهِم فَأَسمَعَهُم إِيّاهُ فَرَضُوا بِهِ حَتّي مَرّ بِرَايَاتِ عَنَزَةَ وَ كَانَ مَعَهُ ع مِنهُم أَربَعَةُ آلَافٍ فَقَالَ فَتَيَانِ مِنهُم لَا حُكمَ إِلّا لِلّهِ ثُمّ حَمَلَا عَلَي أَهلِ الشّامِ بِسُيُوفِهِمَا حَتّي قُتِلَا ثُمّ مَرّ بِهِ عَلَي مُرَادٍ فَقَالَ صَالِحُ بنُ شَقِيقٍ وَ كَانَ مِن رُءُوسِهِم لَا حُكمَ إِلّا لِلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ ثُمّ مَرّ عَلَي رَايَاتِ بنَيِ‌ رَاسِبٍ فَقَرَأَ عَلَيهِم فَقَالُوا لَا حُكمَ إِلّا لِلّهِ لَا نَرضَي وَ لَا نُحَكّمُ الرّجَالَ فِي دِينِ اللّهِ ثُمّ مَرّ عَلَي رَايَاتِ تَمِيمٍ فَقَارَأَهُ[فَقَرَأَهَا]عَلَيهِم فَقَالَ رَجُلٌ مِنهُم لَا حُكمَ إِلّا لِلّهِ يقَضيِ‌ بِالحَقّ وَ هُوَ خَيرُ الفَاصِلِينَ[ ثُمّ]شَدّ عَلَيهِ رَجُلٌ بِسَيفِهِ فَرَجَعَ إِلَي


صفحه : 545

عَلِيّ ع فَأَخبَرَهُ بِمَا جَرَي فَقَالَ ع هَل هيِ‌َ غَيرُ رَايَةٍ أَو رَايَتَينِ أَو نَبذٌ مِنَ النّاسِ قَالَ لَا قَالَ فَدَعهُم فَظَنّ ع أَنّهُم قَلِيلُونَ فَمَا رَاعَهُ إِلّا نِدَاءُ النّاسِ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ لَا حُكمَ إِلّا لِلّهِ الحُكمُ لِلّهِ يَا عَلِيّ لَا لَكَ لَا نَرضَي بِأَن نُحَكّمَ الرّجَالَ فِي دِينِ اللّهِ إِنّ اللّهَ قَد أَمضَي حُكمَهُ فِي مُعَاوِيَةَ وَ أَصحَابِهِ أَن يُقتَلُوا أَو يَدخُلُوا تَحتَ حُكمِنَا عَلَيهِم وَ قَد كُنّا زَلَلنَا حِينَ رَضِينَا بِالحَكَمَينِ وَ قَد بَانَ لَنَا زَلَلُنَا وَ خَطَؤُنَا فَرَجَعنَا إِلَي اللّهِ وَ تُبنَا فَارجِع أَنتَ يَا عَلِيّ كَمَا رَجَعنَا وَ تُب إِلَي اللّهِ كَمَا تُبنَا وَ إِلّا بَرِئنَا مِنكَ فَقَالَ ع وَيحَكُم أَ بَعدَ الرّضَا وَ المِيثَاقِ وَ العَهدِ نَرجِعُ أَ لَيسَ اللّهُ تَعَالَي قَد قَالَأَوفُوا بِالعُقُودِالمَائِدَةَ وَ قَالَأَوفُوا بِعَهدِ اللّهِ إِذا عاهَدتُم وَ لا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًاالنّحلَ فَأَبَي أَن يَرجِعَ وَ أَبَتِ الخَوَارِجُ إِلّا تَذلِيلَ التّحكِيمِ وَ الطّعنَ فِيهِ فَبَرِئُوا مِن عَلِيّ وَ برَ‌ِئَ مِنهُم عَلِيّ

456- وَ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِإِسنَادِهِ قَالَ أَتَي سُلَيمَانُ بنُ صُرَدٍ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ كِتَابِ الصّحِيفَةِ وَ وَجهُهُ مَضرُوبٌ بِالسّيفِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ عَلِيّ ع قَالَفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا وَ أَنتَ مِمّن يَنتَظِرُ وَ مِمّن لَم يُبَدّل فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَمَا لَو وَجَدتُ أَعوَاناً مَا كَتَبتُ هَذِهِ الصّحِيفَةَ أَبَداً أَمَا وَ اللّهِ لَقَد مَشَيتُ فِي النّاسِ لِيَعُودُوا إِلَي أَمرِهِمُ الأَوّلِ فَمَا وَجَدتُ أَحَداً عِندَهُ خَيراً إِلّا قَلِيلًا وَ قَامَ مُحرِزُ بنُ حويشٍ[جريشٍ] فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَ مَا إِلَي الرّجُوعِ عَن هَذَا الكِتَابِ سَبِيلٌ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَخَافُ أَن يُورِثَ ذُلّا فَقَالَ ع أَ بَعدَ أَن كَتَبنَاهُ نَنقُضُهُ إِنّ هَذَا لَا يَحِلّ


صفحه : 546

457- قَالَ نَصرٌ وَ حدَثّنَيِ‌ عَمرُو بنُ نُمَيرٍ عَن أَبِي الوَدّاكِ قَالَ لَمّا كَتَبتُ صَحِيفَةَ الصّلحِ وَ التّحكِيمِ قَالَ عَلِيّ ع إِنّمَا فَعَلتَ مَا فَعَلتَ لِمَا بَدَا فِيكُم مِنَ الخَوَرِ وَ الفَشَلِ عَنِ الحَربِ فَجَاءَت إِلَيهِ هَمدَانُ كَأَنّهَا رُكنُ حَصِيرٍ فِيهِم سَعِيدُ بنُ قَيسٍ وَ ابنُهُ عَبدُ الرّحمَنِ فَقَالَ سَعِيدٌ هَا أَنَا ذَا وَ قوُميِ‌ لَا نَرُدّ أَمرَكَ فَقُل مَا شِئتَ نَعمَلهُ فَقَالَ أَمَا لَو كَانَ هَذَا قَبلَ سَطرِ الصّحِيفَةِ لَأَزَلتُهُم عَن عَسكَرِهِم أَو تَنفَرِدَ ساَلفِتَيِ‌ وَ لَكِنِ انصَرِفُوا رَاشِدِينَ فلَعَمَريِ‌ مَا كُنتُ لِأَعرِضَ قَبِيلَةً وَاحِدَةً لِلنّاسِ

458- قَالَ نَصرٌ وَ رَوَي الشعّبيِ‌ّ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ يَومَ صِفّينَ حِينَ أَقَرّ النّاسُ بِالصّلحِ إِنّ هَؤُلَاءِ القَومَ لَم يَكُونُوا لِيُنِيبُوا إِلَي الحَقّ وَ لَا لِيُجِيبُوا إِلَي كَلِمَةٍ سَوَاءٍ حَتّي يُرمَوا بِالمَنَاسِرِ تَتبَعُهَا العَسَاكِرُ وَ حَتّي يُرجَمُوا بِالكَتَائِبِ تَقفُوهَا الجَلَائِبُ وَ حَتّي تَجُرّ بِبِلَادِهِمُ الخَمِيسُ يَتلُوهُ الخَمِيسُ وَ حَتّي تَدعَقَ الخُيُولُ فِي نوَاَحيِ‌ أَرضِهِم وَ بِأَعنَانِ مَسَارِبِهِم وَ مَسَارِحِهِم وَ حَتّي تَشُنّ عَلَيهِمُ الغَارَاتُ مِن كُلّ فَجّ وَ حَتّي تَتَلَقّاهُم قَومٌ صُدّقٌ صُبّرٌ لَا يَزِيدُهُم هَلَاكُ مَن هَلَكَ مِن قَتلَاهُم وَ مَوتَاهُم فِي سَبِيلِ اللّهِ إِلّا جِدّاً فِي طَاعَةِ اللّهِ وَ حِرصاً عَلَي لِقَاءِ اللّهِ وَ لَقَد كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص نَقتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبنَاءَنَا وَ أَخوَالَنَا وَ أَعمَامَنَا لَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلّا إِيمَاناً وَ تَسلِيماً وَ مُضِيّاً عَلَي أَمَضّ الأَلَمِ وَ جِدّاً عَلَي جِهَادِ العَدُوّ وَ الِاستِقلَالِ بِمُبَارَزَةِ الأَقرَانِ وَ لَقَد كَانَ الرّجُلُ مِنّا وَ الآخَرُ مِن عَدُوّنَا


صفحه : 547

يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الفَحلَينِ وَ يَتَخَالَسَانِ أَنفُسَهُمَا أَيّهُمَا يسَقيِ‌ صَاحِبَهُ كَأسَ المَنُونِ فَمَرّةً لَنَا مِن عَدُوّنَا وَ مَرّةً لِعَدُوّنَا مِنّا فَلَمّا رَآنَا اللّهُ صُدُقاً صُبُراً أَنزَلَ بِعَدُوّنَا الكَبتَ وَ أَنزَلَ عَلَينَا النّصرَ وَ لعَمَريِ‌ لَو كُنّا نأَتيِ‌ مِثلَ هَذَا ألّذِي أَتَيتُم مَا قَامَ الدّينُ وَ لَا عَزّ الإِسلَامُ وَ ايمُ اللّهِ لَتَحلِبُنّهَا دَماً فَاحفَظُوا مَا أَقُولُ لَكُم يعَنيِ‌ الخَوَارِجَ

459- وَ رَوَي نَصرٌ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن فُضَيلِ بنِ خَدِيجٍ قَالَ قِيلَ لعِلَيِ‌ّ ع لَمّا كَتَبَ الصّحِيفَةَ إِنّ الأَشتَرَ لَم يَرضَ بِمَا فِي الصّحِيفَةِ وَ لَا يَرَي إِلّا قِتَالَ القَومِ فَقَالَ عَلِيّ ع بَلَي إِنّ الأَشتَرَ لَيَرضَي إِذَا رَضِيتُ وَ رَضِيتُم وَ لَا يَصلَحُ الرّجُوعُ بَعدَ الرّضَا وَ لَا التّبدِيلُ بَعدَ الإِقرَارِ إِلّا أَن يُعصَي اللّهُ وَ يُتَعَدّي مَا فِي كِتَابِهِ وَ أَمّا ألّذِي ذَكَرتُم مِن تَركِهِ أمَريِ‌ وَ مَا أَنَا عَلَيهِ فَلَيسَ مِن أُولَئِكَ وَ لَا أَعرِفُهُ عَلَي ذَلِكَ وَ لَيتَ فِيكُم مِثلَهُ اثنَانِ بَل لَيتَ فِيكُم مِثلَهُ وَاحِدٌ يَرَي فِي عدَوُيّ‌ مِثلَ رَأيِهِ إِذاً لَخَفّت مَئُونَتُكُم عَلَيّ وَ رَجَوتُ أَن يَستَقِيمَ لِي بَعضُ أَوَدِكُم وَ أَمّا القَضِيّةُ فَقَد استَوثَقنَا لَكُم فِيهَا وَ قَد طَمِعتُ أَن لَا تَضِلّوا إِن شَاءَ اللّهُ رَبّ العَالَمِينَ وَ كَانَ الكِتَابُ فِي صَفَرٍ وَ الأَجَلُ فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِثَمَانِيَةِ أَشهُرٍ يلَتقَيِ‌ الحَكَمَانِ ثُمّ إِنّ النّاسَ أَقبَلُوا عَلَي قَتلَاهُم يَدفِنُونَهُم


صفحه : 548

إيضاح الوطيس شبه التنور أوالضراب في الحرب أوحجارة مدورة حيث لم يقدر أحد يطؤها عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها علي ساق و قدمر مرارا والقتام الغبار والمران كعثمان رماح القنا والغمغمة أصوات الأبطال عندالقتال والكلام ألذي لايبين والنقع والقسطل الغبار والمجنبة بفتح النون المقدمة والمجنبتان بالكسر الميمنة والميسرة. و قال الجوهري‌ صل المسمار وغيره يصل صليلا أي صوت و قال الكدم العض بأدني الفم كمايكدم الحمار وأصحرته الشمس المت دماغه . و في القاموس لزه لزا ولززا شده وألصقه كألزه واللز الطعن ولزوم الشي‌ء بالشي‌ء وإلزامه به . و قال في النهاية فيه وعجمتك الأمور أي جربتك من العجم العض يقال عجمت العود إذاعضضته لتنظر أصلب هوأم رخو. و قال و في حديث الأحنف إني‌ قدعجمت الرجل وحلبت أشطره الأشطر جمع شطر و هوخلف الناقة وقيل للناقة أربعة أخلاف كل خلفين منها شطر وجعل الأشطر موضع الشطرين كماتجعل الحواجب موضع الحاجبين يقال حلب فلان الدهر أشطره أي اختبر ضروبه من خيره وشره تشبها بحلب جميع أخلاف الناقة ما كان منها حفلا و غيرحفل ودارا و غيردار والمدية السكين . و قال و في حديث الحديبية لأقاتلنهم علي أمري‌ حتي تنفرد سالفتي‌ هي‌ صفحة العنق ومجمعها وهما سالفتان من جانبيه وكني بانفرادها عن الموت لأنها لاتنفرد عن مايليها إلابالموت وقيل أراد حتي يفرق بين رأسي‌ وجسدي‌


صفحه : 549

460- شا،[الإرشاد] وَ مِن كَلَامِهِ ع أَنّ هَؤُلَاءِ القَومَ لَم يَكُونُوا لِيُنِيبُوا إِلَي الحَقّ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ بِرِوَايَةِ ابنِ أَبِي الحَدِيدِ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ وَ ايمُ اللّهِ لَتَحتَلِبُنّهَا دَماً عَبِيطاً فَاحفَظُوا مَا أَقُولُ

بيان السواء العدل والوسط والمعني إلي كلمة حق نساوي‌ نحن وهم فيه كما قال تعالي إِلي كَلِمَةٍ سَواءٍ بَينَنا وَ بَينَكُم والمنسر قطعة من الجيش يكون أمام الجيش الأعظم والكتيبة طائفة من الجيش وأجلبوا إذاجاءوا من كل أوب للنصرة والأعناق النواحي‌ وأحناء الوادي‌ جمع حنو بالكسر و هومنعطفه والمسارب المراعي‌ والمسرح أيضا المرعي والفرق بينهما أن السروح إنما يكون في أول النهار و ليس ذلك بشرط في السروب

461- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع وَ لَقَد كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص نَقتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبنَاءَنَا وَ إِخوَانَنَا وَ أَعمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلّا إِيمَاناً وَ تَسلِيماً وَ مُضِيّاً عَلَي اللّقَمِ وَ صَبراً عَلَي مَضَضِ الأَلَمِ وَ جِدّاً فِي جِهَادِ العَدُوّ وَ لَقَد كَانَ الرّجُلُ مِنّا وَ الآخَرُ مِن عَدُوّنَا يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الفَحلَينِ يَتَخَالَسَانِ أَنفُسَهُمَا أَيّهُمَا يسَقيِ‌ صَاحِبَهُ كَأسَ المَنُونِ فَمَرّةً لَنَا مِن عَدُوّنَا وَ مَرّةً لِعَدُوّنَا مِنّا فَلَمّا رَأَي اللّهُ صِدقَنَا أَنزَلَ بِعَدُوّنَا الكَبتَ وَ أَنزَلَ عَلَينَا النّصرَ حَتّي استَقَرّ الإِسلَامُ مُلقِياً جِرَانَهُ وَ مُتَبَوّأً أَوطَانَهُ وَ لعَمَريِ‌ لَو كُنّا نأَتيِ‌ مَا أَتَيتُم مَا قَامَ لِلدّينِ عَمُودٌ وَ لَا اخضَرّ لِلإِيمَانِ عُودٌ وَ ايمُ اللّهِ لَتَحتَلِبُنّهَا دَماً وَ لَتُتبِعُنّهَا نَدَماً


صفحه : 550

توضيح اللقم منهج الطريق والمضض حرقة الألم يتصاولان أي يحمل كل من القرنين علي صاحبه والتخالس التسالب أنفسهما أي كل منهما يختلس نفس صاحبه أونفسه من يد صاحبه والأول أظهر والمنون الموت والكبت الإذلال والصرف والجران مقدم عنق البعير من منحره إلي مذبحه وإلقاؤه كناية عن استقراره في قلوب عباد الله كالبعير ألذي أخذ مكانه واستقر فيه وتبوأ وطنه سكن فيه ولعله شبه الإسلام بالرجل الخائف المتزلزل ألذي استقر في وطنه بعدخوفه لتحتلبنها الضمير المؤنث مبهم يرجع في المعني إلي أفعالهم وكذا في قوله لتتبعنها شبهها بالناقة التي‌ أصيب ضرعها بآفة من تفريط صاحبها فيها والمقصود عدم انتفاعهم بتلك الأفعال عاجلا وآجلا

462- كِتَابُ الصّفّينِ، قَالَ نَصرٌ حدَثّنَيِ‌ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ جُندَبٍ قَالَ لَمّا أَقبَلَ عَلِيّ ع مِن صِفّينَ أَقبَلنَا مَعَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع آئِبُونَ عَائِدُونَ لِرَبّنَا حَامِدُونَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ مِن وَعثَاءِ السّفَرِ وَ كَآبَةِ المُنقَلَبِ وَ سُوءِ المَنظَرِ فِي المَالِ وَ الأَهلِ قَالَ ثُمّ أَخَذَ بِنَا طَرِيقَ البَرّ عَلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ حَتّي انتَهَينَا إِلَي هِيتَ وَ أَخَذنَا عَلَي صَندَودَا فَخَرَجَ الأَنمَارِيّونَ بَنُو سَعدِ بنِ حَزِيمٍ وَ استَقبَلُوا عَلِيّاً


صفحه : 551

فَعَرَضُوا عَلَيهِ النّزُلَ فَلَم يَقبَل فَبَاتَ بِهَا ثُمّ غَدَا وَ أَقبَلنَا مَعَهُ حَتّي جُزنَا النّخَيلَةَ وَ رَأَينَا بُيُوتَ الكُوفَةِ فَإِذَا نَحنُ بِشَيخٍ جَالِسٍ فِي ظِلّ بَيتٍ عَلَي وَجهِهِ أَثَرُ المَرَضِ فَأَقبَلَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ نَحنُ مَعَهُ حَتّي سَلّمَ وَ سَلّمنَا عَلَيهِ قَالَ فَرَدّ رَدّاً حَسَناً ظَنَنّا أَن قَد عَرَفَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ مَا لِي أَرَي وَجهَكَ مُنكَفِئاً أَ مِن مَرَضٍ قَالَ نَعَم قَالَ فَلَعَلّكَ كَرِهتَهُ فَقَالَ مَا أُحِبّ أَنّهُ بغِيَريِ‌ قَالَ أَ لَيسَ احتِسَاباً لِلخَيرِ فِيمَا أَصَابَكَ مِنهُ قَالَ بَلَي أَبشِر بِرَحمَةِ رَبّكَ وَ غُفرَانِ ذَنبِكَ فَمَن أَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ قَالَ أَنَا صَالِحُ بنُ سُلَيمٍ قَالَ أَنتَ مِمّن قَالَ أَمّا الأَصلُ فَمِن سَلَامَانَ بنِ طيَ‌ّءٍ وَ أَمّا الجِوَارُ وَ الدّعوَةُ فَمِن بنَيِ‌ سُلَيمِ بنِ مَنصُورٍ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ مَا أَحسَنَ اسمَكَ وَ اسمَ أَبِيكَ وَ اسمَ أَدعِيَائِكَ وَ اسمَ مَنِ اعتَزَيتَ إِلَيهِ هَل شَهِدتَ مَعَنَا غَزَاتَنَا هَذِهِ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا شَهِدتُهَا وَ لَقَد أَرَدتُهَا وَ لَكِن مَا تَرَي فِيّ مِن لَجَبِ الحُمّي خذَلَنَيِ‌ عَنهَا قَالَ عَلِيّ ع لَيسَ عَلَي الضّعَفاءِ وَ لا عَلَي المَرضي وَ لا عَلَي الّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلّهِ وَ رَسُولِهِ ما عَلَي المُحسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌأخَبرِنيِ‌ مَا يَقُولُ النّاسُ فِيمَا كَانَ بَينَنَا وَ بَينَ أَهلِ الشّامِ قَالَ مِنهُمُ المَسرُورُ فِيمَا كَانَ بَينَكَ وَ بَينَهُم وَ أُولَئِكَ أَغِشّاءُ النّاسِ وَ مِنهُمُ المَكبُوتُ الآسِفُ لِمَا كَانَ مِن ذَلِكَ وَ أُولَئِكَ نُصَحَاءُ النّاسِ لَكَ فَذَهَبَ لِيَنصَرِفَ فَقَالَ صَدَقتَ


صفحه : 552

جَعَلَ اللّهُ مَا كَانَ مِن شَكوَاكَ حَطّاً لِسَيّئَاتِكَ فَإِنّ المَرَضَ لَا أَجرَ فِيهِ وَ لَكِن لَا يَدَعُ لِلعَبدِ ذَنباً إِلّا حَطّهُ إِنّمَا الأَجرُ فِي القَولِ بِاللّسَانِ وَ العَمَلِ بِاليَدِ وَ الرّجلِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُدخِلُ بِصِدقِ النّيّةِ وَ السّرِيرَةِ الصّالِحَةِ عَالَماً جَمّاً مِن عِبَادِهِ الجَنّةَ ثُمّ مَضَي غَيرَ بَعِيدٍ فَلَقِيَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ وَدِيعَةَ الأنَصاَريِ‌ّ فَدَنَا مِنهُ وَ سَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ مَا سَمِعتَ النّاسَ يَقُولُونَ فِي أَمرِنَا هَذَا قَالَ مِنهُمُ المُعجَبُ بِهِ وَ مِنهُمُ المُكَارِهُ لَهُ وَ النّاسُ كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ فَقَالَ لَهُ فَمَا يَقُولُ ذَوُو الرأّي‌ِ قَالَ يَقُولُونَ إِنّ عَلِيّاً كَانَ لَهُ جَمعٌ عَظِيمٌ فَفَرّقَهُ وَ حِصنٌ حَصِينٌ فَهَدَمَهُ فَحَتّي مَتَي يبَنيِ‌ مِثلَ مَا هَدَمَ وَ حَتّي مَتَي يَجمَعُ مِثلَ مَا قَد فَرّقَ فَلَو أَنّهُ كَانَ مَضَي بِمَن أَطَاعَهُ إِذ عَصَاهُ مَن عَصَاهُ فَقَاتَلَ حَتّي يُظهِرَهُ اللّهُ أَو يَهلِكَ إِذًا كَانَ ذَلِكَ هُوَ الحَزمَ فَقَالَ ع أَنَا هَدَمتُ أَم هُم هَدَمُوا أَم أَنَا فَرّقتُ أَم هُم تَفَرّقُوا وَ أَمّا قَولُهُم لَو أَنّهُ كَانَ مَضَي بِمَن أَطَاعَهُ إِذ عَصَاهُ مَن عَصَاهُ فَقَاتَلَ حَتّي يَظفَرَ أَو يَهلِكَ إِذًا كَانَ ذَلِكَ هُوَ الحَزمَ فَوَ اللّهِ مَا غبَيِ‌َ عنَيّ‌ ذَلِكَ الرأّي‌ُ وَ إِن كُنتُ لَسَخِيّاً بنِفَسيِ‌ عَنِ الدّنيَا طَيّبَ النّفسِ بِالمَوتِ ع وَ لَقَد هَمَمتُ بِالإِقدَامِ فَنَظَرتُ إِلَي هَذَينِ قَدِ استقَدمَاَنيِ‌ فَعَلِمتُ أَنّ هَذَينِ إِن هَلَكَا انقَطَعَ نَسَبُ مُحَمّدٍص مِن هَذِهِ الأُمّةِ فَكَرِهتُ ذَلِكَ وَ أَشفَقتُ عَلَي هَذَينِ أَن يَهلِكَا وَ لَقَد عَلِمتُ أَن لَو لَا مكَاَنيِ‌ لَم يَستَقدِمَا يعَنيِ‌ بِذَلِكَ ابنَيهِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ ايمُ اللّهِ لَئِن لَقِيتُهُم بَعدَ يوَميِ‌ لَأَلقَيَنّهُم وَ لَيسَ هُمَا معَيِ‌ فِي عَسكَرٍ وَ لَا دَارٍ


صفحه : 553

قَالَ ثُمّ مَضَي حَتّي جُزنَا دُورَ بنَيِ‌ عَوفٍ فَإِذَا نَحنُ عَن أَيمَانِنَا بِقُبُورٍ سَبعَةٍ أَو ثَمَانِيَةٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا هَذِهِ القُبُورُ فَقَالَ لَهُ قُدَامَةُ بنُ العَجلَانِ الأزَديِ‌ّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ خَبّابَ بنَ الأَرَتّ توُفُيّ‌َ بَعدَ مَخرَجِكَ فَأَوصَي أَن يُدفَنَ فِي الظّهرِ وَ كَانَ النّاسُ يُدفَنُونَ فِي دُورِهِم وَ أَفنِيَتِهِم فَدُفِنَ النّاسُ إِلَي جَنبِهِ فَقَالَ رَحِمَ اللّهُ خَبّاباً فَقَد أَسلَمَ رَاغِباً وَ هَاجَرَ طَائِعاً وَ عَاشَ مُجَاهِداً وَ ابتلُيِ‌َ فِي جَسَدِهِ أَحوَالًا وَ لَن يُضِيعَ اللّهُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا فَجَاءَ حَتّي وَقَفَ عَلَيهِم ثُمّ قَالَ عَلَيكُمُ السّلَامُ يَا أَهلَ الدّيَارِ المُوحِشَةِ وَ المَحَالّ المُقفِرَةِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ المُسلِمِينَ وَ المُسلِمَاتِ أَنتُم لَنَا سَلَفٌ وَ فَرَطٌ وَ نَحنُ لَكُم تَبَعٌ وَ بِكُم عَمّا قَلِيلٍ لَاحِقُونَ أللّهُمّ اغفِر لَنَا وَ لَهُم وَ تَجَاوَز عَنّا وَ عَنهُم ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ الأَرضَ كِفَاتاً أَحيَاءً وَ أَموَاتاً الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ مِنهَا خَلقَنَا وَ فِيهَا يُعِيدُنَا وَ عَلَيهَا يَحشُرُنَا طُوبَي لِمَن ذَكَرَ المَعَادَ وَ عَمِلَ لِلحِسَابِ وَ قَنِعَ بِالكَفَافِ وَ رضَيِ‌َ عَنِ اللّهِ بِذَلِكَ ثُمّ أَقبَلَ حَتّي دَخَلَ سِكّةَ الثّورِيّينَ فَقَالَ خُشّوا بَينَ هَذِهِ الأَبيَاتِ

وَ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَاصِمِ الفاَئشِيِ‌ّ قَالَ لَمّا مَرّ عَلِيّ ع بِالثّورِيّينَ يعَنيِ‌ ثَورَ هَمدَانَ سَمِعَ البُكَاءَ فَقَالَ مَا هَذِهِ الأَصوَاتُ قِيلَ هَذَا البُكَاءُ عَلَي مَن قُتِلَ بِصِفّينَ قَالَ أَمَا إنِيّ‌ شَهِيدٌ لِمَن قُتِلَ مِنهُم صَابِراً مُحتَسِباً بِالشّهَادَةِ ثُمّ مَرّ بِالفَائِشِيّينَ فَسَمِعَ الأَصوَاتَ فَقَالَ ذَلِكَ


صفحه : 554

ثُمّ مَرّ بِالشّامِيّينَ فَسَمِعَ رَنّةً شَدِيدَةً وَ صَوتاً مُرتَفِعاً عَالِياً فَخَرَجَ إِلَيهِ حَربُ بنُ شُرَحبِيلَ الشاّميِ‌ّ فَقَالَ عَلِيّ ع أَ تَغلِبُكُم نِسَاؤُكُم أَ لَا تَنهَونَهُنّ عَن هَذَا الصّيَاحِ وَ الرّنِينِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو كَانَت دَاراً أَو دَارَينِ أَو ثَلَاثَةً قَدَرنَا عَلَي ذَلِكَ وَ لَكِن مِن هَذَا الحيَ‌ّ ثَمَانُونَ وَ مِائَةُ قَتِيلٍ فَلَيسَ مِن دَارٍ إِلّا وَ فِيهَا بُكَاءٌ أَمّا نَحنُ مَعَاشِرَ الرّجَالِ فَإِنّا لَا نبَكيِ‌ وَ لَكِن نَفرَحُ لَهُم بِالشّهَادَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع رَحِمَ اللّهُ قَتلَاكُم وَ مَوتَاكُم وَ أَقبَلَ يمَشيِ‌ مَعَهُ وَ عَلِيّ رَاكِبٌ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع ارجِع فَإِنّ مشَي‌َ مِثلِكَ مَعَ مثِليِ‌ فِتنَةٌ للِواَليِ‌ وَ مَذَلّةٌ لِلمُؤمِنِ ثُمّ مَضَي حَتّي مَرّ بِالنّاعِطِيّينَ فَسَمِعَ رَجُلًا مِنهُم يُقَالُ لَهُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مَرثَدٍ فَقَالَ مَا صَنَعَ عَلِيّ وَ اللّهِ شَيئاً ذَهَبَ ثُمّ انصَرَفَ فِي غَيرِ شَيءٍ فَلَمّا نَظَرَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَبلَسَ فَقَالَ ع لِأَصحَابِهِ قَومٌ فَارَقتُهُم آنِفاً خَيرٌ مِن هَؤُلَاءِ ثُمّ قَالَ


أَخُوكَ ألّذِي إِن أَجهَضَتكَ مُلِمّةٌ   مِنَ الدّهرِ لَم يَبرَح لِبَثّكَ وَاجِماً

وَ لَيسَ أَخُوكَ باِلذّيِ‌ إِن تَشَعّبَت   عَلَيكَ أُمُورٌ ظَلّ يَلحَاكَ لَائِماً

ثُمّ مَضَي فَلَم يَزَل يَذكُرُ اللّهَ حَتّي دَخَلَ الكُوفَةَ

بيان قال في النهاية فيه أنه انكفأ لونه عام الرمادة أي تغير عن حاله و منه حديث الأنصاري‌ ما لي أري لونك منكفئا قال من الجوع انتهي والإجهاض الغلبة و لم يبرح أي لم يزل . والواجم ألذي اشتد حزنه حتي أمسك عن الكلام والتشعب التفرق


صفحه : 555

463- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فَتَدَاكّوا عَلَيّ تَدَاكّ الإِبِلِ الهِيمِ يَومَ وُرُودِهَا قَد أَرسَلَهَا رَاعِيهَا وَ خُلِعَت مَثَانِيهَا حَتّي ظَنَنتُ أَنّهُم قاَتلِيِ‌ّ أَو بَعضُهُم قَاتِلُ بَعضٍ لدَيَ‌ّ وَ قَد قَلّبتُ هَذَا الأَمرَ بَطنَهُ وَ ظَهرَهُ حَتّي منَعَنَيِ‌ النّومَ فَمَا وجَدَتنُيِ‌ يسَعَنُيِ‌ إِلّا قِتَالُهُم أَوِ الجُحُودُ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌص فَكَانَت مُعَالَجَةُ القِتَالِ أَهوَنَ عَلَيّ مِن مُعَالَجَةِ العِقَابِ وَ مَوتَاتُ الدّنيَا أَهوَنَ عَلَيّ مِن مَوتَاتِ الآخِرَةِ

بيان قال ابن ميثم هذاإشارة إلي صفة أصحابه بصفين لماطال منعه لهم من قتال أهل الشام كما هوالظاهر من آخر الكلام لكن كثير من الشواهد تدل علي أنه لبيان حالة البيعة بعدهلاك عثمان كماسيأتي‌ بعضها لاسيما ما كان في نسخة ابن أبي الحديد فإنه ذكر العنوان هكذا و من كلام له ع في ذكر البيعة. قوله ع تداكوا أي دك بعضهم بعضا والدك هوالدق وقيل أصله الكسر والهيم العطاش والورد بالكسر النصيب من الماء والإشراف عليه و في بعض النسخ ورودها و هوحضورها لشرب الماء وأرسلها أي أهملها وأطلقها والمثاني‌ جمع مثناة بفتح الميم وكسرها وهي‌ حبل من صوف أوشعر أوغيره تثني‌ ويعقل بهاالبعير وقاتلي‌ علي صيغة الجمع مضافة إلي ياء المتكلم وجملة يسعني‌ مفعول ثان والضمير في قتالهم يعود إلي معاوية وأصحابه علي الأول و إلي الناكثين علي الثاني‌. والمعالجة المزاولة وموتات الدنيا شدائدها وأهوالها ومتاعبها بقرينة موتات الآخرة. ويحتمل أن يراد بالأولي أنواع الموت وبالثانية الشدائد التي‌ هي‌ أشد من الموت


صفحه : 556

464- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع وَ قَدِ استَبطَأَ أَصحَابُهُ إِذنَهُ لَهُم فِي القِتَالِ بِصِفّينَ أَمّا قَولُكُم كُلّ[ كُلّ] ذَلِكَ كَرَاهِيَةَ المَوتِ فَوَ اللّهِ مَا أبُاَليِ‌ دَخَلتُ إِلَي المَوتِ أَو خَرَجَ المَوتُ إلِيَ‌ّ وَ أَمّا قَولُكُم شَكّاً فِي أَهلِ الشّامِ فَوَ اللّهِ مَا دَفَعتُ الحَربَ يَوماً إِلّا وَ أَنَا أَطمَعُ أَن تَلحَقَ بيِ‌ طَائِفَةٌ فتَهَتدَيِ‌َ بيِ‌ وَ تَعشُوَ إِلَي ضوَئيِ‌ وَ ذَلِكَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَقتُلَهَا عَلَي ضَلَالِهَا وَ إِن كَانَت تَبُوءُ بِآثَامِهَا

توضيح استبطأه أي عده بطيئا وزعم أن المصلحة في التعجيل . رَوَي ابنُ مِيثَمٍ أَنّهُ ع لَمّا مَلَكَ المَاءَ بِصِفّينَ وَ سَمَحَ بِأَهلِ الشّامِ فِي المُشَارَكَةِ كَمَا سَبَقَ مَكَثَ أَيّاماً لَا يُرسِلُ إِلَي مُعَاوِيَةَ أَحَداً وَ لَا يَأتِيهِ مِن عِندِهِ أَحَدٌ قَالَ لَهُ أَهلُ العِرَاقِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ خَلفَنَا نِسَاؤُنَا وَ ذَرَارِيّنَا بِالكُوفَةِ وَ جِئنَا إِلَي أَطرَافِ الشّامِ لِنَتّخِذَهَا وَطَناً فَأذَن لَنَا فِي القِتَالِ فَإِنّ النّاسَ يَظُنّونَ أَنّكَ تَكرَهُ الحَربَ كَرَاهِيَةَ المَوتِ وَ مِنهُم مَن يَظُنّ أَنّكَ فِي شَكّ مِن قِتَالِ أَهلِ الشّامِ فَأَجَابَهُم ع بِذَلِكَ.

و كل مرفوع وكراهيته منصوب في أكثر النسخ وروي‌ كل ذلك بالنصب و هومفعول فعل مقدر أي تفعل كل ذلك وكراهية منصوب بأنه مفعول لأجله و من رواه بالرفع أجاز في كراهية الرفع والنصب أماالرفع فبالخبرية و أماالنصب فلكونه مفعولا له للخبر المحذوف . وعشي النار وإليها عشوا وعشوا رآها ليلا من بعيد ببصر ضعيف فقصدها


صفحه : 557

ويقال لكل قاصد عاش و فيه تعريض بضعف بصائر أهل الشام وتبوء بآثامها أي ترجع إلي ربها متلبسة بمعاصيها

465- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي بَعضِ أَيّامِ صِفّينَ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ استَشعِرُوا الخَشيَةَ وَ تَجَلبَبُوا السّكِينَةَ وَ عَضّوا عَلَي النّوَاجِذِ فَإِنّهُ أَنبَي لِلسّيُوفِ عَنِ الهَامِ وَ أَكمِلُوا اللّأمَةَ وَ قَلقِلُوا السّيُوفَ فِي أَغمَادِهَا قَبلَ سَلّهَا وَ الحَظُوا الخَزرَ وَ اطعُنُوا الشّزرَ وَ نَافِحُوا بِالظّبَي وَ صِلُوا السّيُوفَ بِالخُطَي وَ اعلَمُوا أَنّكُم بِعَينِ اللّهِ مَعَ ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِ فَعَاوِدُوا الكَرّ وَ استَحيُوا مِنَ الفَرّ فَإِنّهُ عَارٌ فِي الأَعقَابِ وَ نَارٌ يَومَ الحِسَابِ وَ طِيبُوا عَن أَنفُسِكُم نَفساً وَ امشُوا إِلَي المَوتِ مَشياً سُجُحاً وَ عَلَيكُم بِهَذَا السّوَادِ الأَعظَمِ وَ الرّوَاقِ المُطَنّبِ فَاضرِبُوا ثَبَجَهُ فَإِنّ الشّيطَانَ كَامِنٌ فِي كِسرِهِ قَد قَدّمَ لِلوَثبَةِ يَداً وَ أَخّرَ لِلنّكُوصِ رِجلًا فَصَمداً صَمداً حَتّي ينَجلَيِ‌َ لَكُم عَمُودُ الحَقّوَ أَنتُمُ الأَعلَونَ وَ اللّهُ مَعَكُم وَ لَن يَتِرَكُم أَعمالَكُم

إيضاح قال بعض الشارحين هذاالكلام خطب به أمير المؤمنين عليه . و في رواية نصر بن مزاحم أنه خطب به أول أيام الحرب بصفين و ذلك في صفر من سنة سبع وثلاثين . والمعشر الجماعة واستشعار الخشية أن يجعلوا الخوف من الله عز و جل ملازما لهم كالشعار و هو من اللباس مايلي‌ شعر الجسد ويحتمل علي بعد أن يراد به إخفاء الخوف عن العدو إذا لم يمكن سلبه عن النفس والجلباب بالكسر القميص أوثوب واسع للمرأة دون الملحفة أوالملحفة أوالخمار أوثوب كالمقنعة تغطي‌ به المرأة رأسها وظهرها وصدرها وتجلبب أي اتخذه جلبابا والسكينة الوقار والتأني‌ في الحركة والسير والنواجذ أقاصي‌ الأضراس وهي‌


صفحه : 558

أربعة بعدالأرحاء وقيل هي‌ الضواحك التي‌ تبدوا عندالضحك وقيل الأنياب وقيل التي‌ تليها وقيل الأضراس كلها. ونبا السيف عن الضريبة إذا لم يعمل فيها والهام جمع هامة وهي‌ رأس كل شيء. والأمر إما محمول علي الحقيقة لأن هذاالعض يصلب الأعصاب والعضلات فيكون تأثير السيف في الرأس أقل أوكناية عن شدة الاهتمام بأمر الحرب أوالصبر وتسكين القلب وترك الاضطراب فإنه أشد إبعادا لسيف العدو عن الرأس وأقرب إلي النصر. والضمير في قوله فإنه يعود إلي المصدر ألذي دل عليه عضوا كقولك من أحسن كان خيرا له واللأمة بفتح اللام والهمزة الساكنة الدرع وقيل جميع آلات الحرب والسلاح وإكمال اللأمة علي الأول أن يزاد البيضة والسواعد ونحوهما أواتخاذها كاملة شاملة للجسد والقلقلة التحريك والغمد بالكسر جفن السيف وسل السيف إخراجه من الغمد وقبل سلها أي قبل وقت الحاجة إلي سلها واللحظ النظر بمؤخر العين . والخزر بسكون الزاي‌ النظر بلحظ العين والشزر بالفتح الطعن عن اليمين والشمال وقيل أكثر مايستعمل في الطعن عن اليمين خاصة. و قال ابن الأثير في النهاية في حديث علي ع الحظوا الشزر واطعنوا اليسر والشزر النظر بمؤخر العين و هونظر الغضبان واليسر بالفتح الطعن حذاء الوجه والخزر والشزر صفتان لمصدرين محذوفين أي الحظوا لحظا خزرا واطعنوا طعنا شزرا واللام للعهد. وفائدة الأمر الأول واضحة فإن النظر بمؤخر بالعين يهيج الحمية والغضب ويدفع طمع العدو ويغفله عن التعرض وبملاء العين يورث الجبن وعلامة له عندالعدو ويصير سببا لتحرزه وأخذ أهبته والتوجه إلي القرن .


صفحه : 559

و أماالأمر الثاني‌ فقيل إنه يوسع المجال علي الطاعن وأكثر المناقشة للخصم في الحرب تكون عن يمينه و عن شماله ويمكن أن تكون الفائدة أن احتراز العدو عن الطعن حذاء الوجه أسهل والغفلة عنه أقل هذا علي ما في الأصل و ما في النهاية يخالفه . والمنافحة المضاربة والمدافعة والظبي جمع ظبة بالضم فيهما وهي‌ طرف السيف وحده ويطلق علي حد السيف والسنان قيل المعني قاتلوا بالسيوف وأصله أن يقرب أحد المتقاتلين إلي الآخر بحيث يصل نفح كل منهما أي ريحه ونفسه إلي صاحبه وقيل أي ضاربوا بأطراف السيوف وفائدته أن مخالطة العدو والقرب الكثير منه يشغل عن التمكن من حربه وأيضا لايؤثر الضرب كماينبغي‌ مع القرب المفرط قوله ع وصلوا السيوف بالخطي وصل الشي‌ء بالشي‌ء جعله متصلا به والخطي جمع خطوة بالضم فيهما والمعني إذاقصرت السيوف عن الضريبة فتقدموا تلحقوا و لاتصبروا حتي يلحقكم العدو و هذاالتقدم يورث إلقاء الرعب في قلب العدو. وروي‌ أنه قيل له ع في بعض الغزوات ماأقصر سيفك فقال أطوله بخطوة. و في رواية ابن الأثير صلوا السيوف بالخطي والرماح بالنبل أي إذا لم تلحقهم بالرماح فارموهم بالسهام . والمراد بكونهم بعين الله أنه سبحانه يراهم ويعلم أعمالهم والباء مثلها في قولك أنت بمرأي مني‌ ومسمع أي بحيث أراك وأسمع كلامك فيكون تمهيدا للنهي‌ عن الفرار و أنه سبحانه يحفظهم وينصرهم لكونهم علي الحق كمايناسب كونهم مع ابن عم الرسول ص . والكر الرجوع والحملة ومعاودته عندالتحرف للقتال أوالتحيز إلي فئة أو عندالفرار جبنا لو كان أوالمراد لاتقصروا علي حمله لليأس عن حصول الغرض بل عاودوا واحملوا كرة بعدأخري .


صفحه : 560

والأعقاب جمع عقب بالضم وبضمتين أي العاقبة والمعني أن الفرار عار في عاقبة أمركم و مايتحدث به الناس في مستقبل الزمان علي ماقيل أوجمع عقب ككتف أوعقب بالفتح أي الولد وولد الولد والمعني أن الفرار مما يعير به أولادكم . وطاب نفسي‌ بالشي‌ء وطيب به نفسا إذا لم يكرهك عليه أحد والتعدية بعن لتضمين معني التجافي‌ والتجاوز ونفسا منصوب علي التميز وإفراده مع عدم اللبس أولي ولعل المعني وطنوا أنفسكم علي بذلها في سبيل الله وارضوا به للحياة الباقية واللذات الدائمة. والسجح بضمتين السهل وسواد الناس عامتهم والمراد معظم القوم المجتمعين علي معاوية. والرواق ككتاب الفسطاط والقبة وقيل هو ما بين يدي‌ البيت . والمطنب المشدود بالأطناب والمراد مضرب معاوية و كان في قبة عالية وحوله صناديد أهل الشام . وثبج الشي‌ء بالتحريك وسطه ومعظمه وكمن كنصر وسمع أي استخفي وكسر الخباء بالكسر الشقة السفلي يرفع أحيانا ويرخي أخري والوثبة الطفرة ونكص كنصر وضرب أي رجع والشيطان هوإبليس لامعاوية كماقيل لأنه كان بارزا في الصدر لاكامنا في الكسر إلا أن يكون ذلك لبيان جبنه وتقديم اليد للوثبة وتأخير الرجل للنكوص لاينافي‌ إرادة إبليس فإنه كان من رفقاء معاوية وأصحابه يثب بوثوبهم ويرجع برجوعهم . ويمكن أن يراد بوثبته طمعه في غلبة أصحاب معاوية وتحريضهم علي القتال وبالنكوص مايقابله . ويحتمل أن يراد بالشيطان عمرو بن العاص والأول أظهر وحمله علي القوة الوهمية كماقيل من الأوهام الفاسدة.


صفحه : 561

والصمد بالفتح القصد وناصبه محذوف والتأكيد للتحريص علي قصد العدو والصبر علي الجهاد أوالتقرب إلي الله تعالي وإخلاص النية في الأعمال التي‌ من جملتها الجهاد. وانجلي الشي‌ء وتجلي أي انكشف وظهر وعمود الحق لعله للتشبيه بالفجر الأول و فيه إشعار بعدم الظهور لأكثر القوم كماينبغي‌ وأنتم الأعلون الواو للحال أي الغالبون علي الأعداء بالظفر أوبأنكم علي الحق و الله معكم أي بالنصر والحياطة أولأنكم أنصاره ولن يتركم أي لاينقصكم الله جزاء أعمالكم بل يوفيكم أجوركم وقيل أي لايضيع أعمالكم من وترت الرجل إذاقتلت له حميما ولعل حاصل المعني اقصدوا ربكم بأعمالكم التي‌ منها جهاد أعدائكم وأخلصوا نياتكم حتي ينجلي‌ لكم أنكم علي الحق كما قال تعالي وَ الّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهدِيَنّهُم سُبُلَنا وَ إِنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ والجملة الحالية تفيد أنهم علي الحق و من أنصار الله وحزبه . أواقصدوا أعداءكم بتصميم العزم حتي يظهر آية النصر وينجز الله لكم ماوعد من الظفر ووعده الحق . ويمكن أن يراد بالحق الطريقة المستقيمة و أن يكون الظفر سببا لظهوره للقوم

466- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع وَ قَد سَمِعَ قَوماً مِن أَصحَابِهِ يَسُبّونَ أَهلَ الشّامِ أَيّامَ حَربِهِم بِصِفّينَ إنِيّ‌ أَكرَهُ لَكُم أَن تَكُونُوا سَبّابِينَ وَ لَكِنّكُم لَو وَصَفتُم أَعمَالَهُم وَ ذَكَرتُم حَالَهُم كَانَ أَصوَبَ فِي القَولِ وَ أَبلَغَ فِي العُذرِ فَقُلتُم مَكَانَ سَبّكُم إِيّاهُم أللّهُمّ احقِن دِمَاءَنَا وَ دِمَاءَهُم وَ أَصلِح ذَاتَ بَينِنَا وَ بَينِهِم وَ اهدِهِم مِن ضَلَالَتِهِم حَتّي يَعرِفَ الحَقّ مَن جَهِلَهُ وَ يرَعوَيِ‌َ عَنِ الغيَ‌ّ وَ العُدوَانِ مَن لَهِجَ بِهِ

بيان قوله ع وأبلغ في العذر أي العذر في القتال معهم أو في إتمام الحجة عليهم وإبداء عذر الله تعالي في عقابهم .


صفحه : 562

و في النهاية حقنت له دمه إذامنعت من قتله وإراقته أي جمعته له وحبسته عليه ويرعوي‌ أي يرجع ويكف واللهج بالشي‌ء الولع به و قدلهج بالكسر أغري به

467- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي بَعضِ أَيّامِ صِفّينَ وَ قَد رَأَي الحَسَنَ يَتَسَرّعُ إِلَي الحَربِ املِكُوا عنَيّ‌ هَذَا الغُلَامَ لَا يهَدُنّيِ‌ فإَنِيّ‌ أَنفَسُ بِهَذَينِ يعَنيِ‌ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع عَلَي المَوتِ لِئَلّا يَنقَطِعَ بِهِمَا نَسلُ رَسُولِ اللّهِص

قال السيد الرضي‌ و قوله ع املكوا عني‌ هذاالغلام من أعلي الكلام وأفصحه .بيان في أكثر النسخ أملكوا بفتح الهمزة و قال ابن أبي الحديد الألف في املكوا ألف وصل لأن الماضي‌ ثلاثي‌ من ملكت الفرس والدار أملك بالكسر أي احجروا عليه كمايحجر المالك علي مملوكه و عن متعلقة بمحذوف وتقديره استولوا عليه وأبعدوه عني‌ و لما كان الملك سبب الحجر عبر بالسبب عن المسبب . ووجه علو هذاالكلام وفصاحته أنه لما كان في أملكوا معني البعد أعقبه بعن و ذلك أنهم لايملكونه دونه إلا و قدأبعدوه عنه قوله لايهدني‌ أي لئلا يهدني‌ وهد البناء كسره ونفست به بالكسر أي بخلت به

468-كا،[الكافي‌] فِي حَدِيثِ مَالِكِ بنِ أَعيَنَ قَالَحَرّضَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّاسَ بِصِفّينَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد دَلّكُمعَلي تِجارَةٍ تُنجِيكُم مِن


صفحه : 563

عَذابٍ أَلِيمٍ وَ تشُفيِ‌ بِكُم عَلَي الخَيرِ وَ الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ جَعَلَ ثَوَابَهُ مَغفِرَةً لِلذّنبِوَ مَساكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ عَدنٍ وَ قَالَ جَلّ وَ عَزّإِنّ اللّهَ يُحِبّ الّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّا كَأَنّهُم بُنيانٌ مَرصُوصٌالصّفّ فَسَوّوا صُفُوفَكُم كَالبُنيَانِ المَرصُوصِ فَقَدّمُوا الدّارِعَ وَ أَخّرُوا الحَاسِرَ وَ عَضّوا عَلَي النّوَاجِذِ فَإِنّهُ أَنبَي لِلسّيُوفِ عَنِ الهَامِ وَ التَوُوا عَلَي أَطرَافِ الرّمَاحِ فَإِنّهُ أَموَرُ لِلأَسِنّةِ وَ غُضّوا الأَبصَارَ فَإِنّهُ أَربَطُ لِلجَأشِ وَ أَسكَنُ لِلقُلُوبِ وَ أَمِيتُوا الأَصوَاتَ فَإِنّهُ أَطرَدُ لِلفَشَلِ وَ أَولَي بِالوَقَارِ وَ لَا تَمِيلُوا بِرَايَاتِكُم وَ لَا تُزِيلُوهَا وَ لَا تَجعَلُوهَا إِلّا مَعَ شُجعَانِكُم فَإِنّ المَانِعَ لِلذّمَارِ وَ الصّابِرَ عِندَ نُزُولِ الحَقَائِقِ هُم أَهلُ الحِفَاظِ وَ لَا تَمثُلُوا بِقَتِيلٍ وَ إِذَا وَصَلتُم إِلَي رِحَالِ القَومِ فَلَا تَهتِكُوا سِتراً وَ لَا تَدخُلُوا دَاراً وَ لَا تَأخُذُوا شَيئاً مِن أَموَالِهِم إِلّا مَا وَجَدتُم فِي عَسكَرِهِم وَ لَا تَهِيجُوا امرَأَةً بِأَذًي وَ إِن شَتَمنَ أَعرَاضَكُم وَ سَبَبنَ أُمَرَاءَكُم وَ صُلَحَاءَكُم فَإِنّهُنّ ضِعَافُ القُوَي وَ الأَنفُسِ وَ العُقُولِ وَ قَد كُنّا نُؤمَرُ بِالكَفّ عَنهُنّ وَ هُنّ مُشرِكَاتٌ وَ إِن كَانَ الرّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ المَرأَةَ فَيُعَيّرُ بِهَا وَ عَقِبُهُ مِن بَعدِهِ وَ اعلَمُوا أَنّ أَهلَ الحِفَاظِ هُمُ الّذِينَ يَحُفّونَ بِرَايَاتِكُم وَ يَكتَنِفُونَهَا وَ يَصبِرُونَ[يَصِيرُونَ]حِفَافَيهَا وَ وَرَاءَهَا وَ أَمَامَهَا وَ لَا يُضَيّعُونَهَا لَا يَتَأَخّرُونَ عَنهَا فَيُسلِمُوهَا وَ لَا يَتَقَدّمُونَ عَلَيهَا فَيُفرِدُوهَا رَحِمَ اللّهُ امرَأً وَاسَي أَخَاهُ بِنَفسِهِ وَ لَم يَكِل قِرنَهُ إِلَي أَخِيهِ فَيَجتَمِعَ عَلَيهِ قِرنُهُ وَ قِرنُ أَخِيهِ فَيَكتَسِبَ بِذَلِكَ اللّائِمَةَ وَ يأَتيِ‌َ بِدَنَاءَةٍ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ وَ هُوَ يُقَاتِلُ الِاثنَينِ وَ هَذَا مُمسِكٌ يَدَهُ قَد خَلّي قِرنَهُ عَلَي أَخِيهِ هَارِباً يَنظُرُ إِلَيهِ وَ هَذَا فَمَن يَفعَلهُ يَمقُتهُ اللّهُ فَلَا تَعَرّضُوا لِمَقتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّمَا مَمَرّكُم إِلَي اللّهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلَن يَنفَعَكُمُ الفِرارُ إِن فَرَرتُم مِنَ المَوتِ أَوِ القَتلِ وَ إِذاً لا تُمَتّعُونَ إِلّا قَلِيلًا وَ ايمُ اللّهِ لَئِن فَرَرتُم مِن سُيُوفِ العَاجِلَةِ لَا تَسلَمُونَ مِن سُيُوفِ الآجِلَةِ فَاستَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّدقِ فَإِنّمَا يَنزِلُ النّصرُ بَعدَ الصّبرِ فَجاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهادِهِ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ


صفحه : 564

469- وَ فِي كَلَامٍ آخَرَ لَهُ قَالَ ع وَ إِذَا لَقِيتُم هَؤُلَاءِ القَومَ غَداً فَلَا تُقَاتِلُوهُم حَتّي يُقَاتِلُوكُم فَإِذَا بَدَءُوا بِكُم فَانهُدُوا إِلَيهِم وَ عَلَيكُمُ السّكِينَةَ وَ الوَقَارَ وَ عَضّوا عَلَي الأَضرَاسِ فَإِنّهُ أَنبَي لِلسّيُوفِ عَنِ الهَامِ وَ غُضّوا الأَبصَارَ وَ مُدّوا جِبَاهَ الخُيُولِ وَ وُجُوهَ الرّجَالِ وَ أَقِلّوا الكَلَامَ فَإِنّهُ أَطرَدُ لِلفَشَلِ وَ أَذهَبُ بِالوَهَلِ وَ وَطّنُوا أَنفُسَكُم عَلَي المُبَارَزَةِ وَ المُنَازَلَةِ وَ المُجَادَلَةِ وَ اثبُتُوا وَ اذكُرُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَثِيراً فَإِنّ المَانِعَ لِلذّمَارِ عِندَ نُزُولِ الحَقَائِقِ هُم أَهلُ الحِفَاظِ الّذِينَ يَحُفّونَ بِرَايَاتِهِم وَ يَضرِبُونَ حَافَتَيهَا وَ أَمَامَهَا وَ إِذَا حَمَلتُم فَافعَلُوا فِعلَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ عَلَيكُم باِلتحّاَميِ‌ فَإِنّ الحَربَ سِجَالٌ لَا يَشتَدّنّ عَلَيكُم كَرّةً بَعدَ فَرّةٍ وَ لَا حَملَةً بَعدَ جَولَةٍ وَ مَن أَلقَي إِلَيكُمُ السّلَامَ فَاقبَلُوا مِنهُ وَ استَعِينُوا بِالصّبرِ فَإِنّ بَعدَ الصّبرِ النّصرَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ

بيان قال الجوهري‌ رصصت الشي‌ء رصا ألصقت بعضه ببعض و منه بنيان مرصوص والدارع لابس الدرع والحاسر ألذي لامغفر عليه و لادرع . قوله ع والتووا علي أطراف الرماح في القاموس تلوي انعطف كالتوي والمور التحرك والاضطراب أي إذاوصلت إليكم أطراف الرماح فانعطفوا ليزلق ويتحرك فلاينفذ. وحمله ابن ميثم علي الالتواء عندإرسال الرمح ورميه إلي العدو بأن يميل صدره ويده فإن ذلك أنفذ و فيه بعد. و قال الجوهري‌ الجأش جأش القلب و هورواعه إذااضطرب عندالفزع يقال فلان رابط الجأش أي ربط نفسه عن الفرار لشجاعته .


صفحه : 565

ومثله في القاموس وزاد ونفس الإنسان و قد لايهمز وجمعه جؤش . وإنما أمرهم ع بغض الأبصار لئلا يروا مايهولهم لئلا يري العدو منهم جبنا وكذا قلة الكلام وترك رفع الأصوات علامة الشجاعة فإن الجبان يصيح ويرعد ويبرق . و قال الجوهري‌ قولهم فلان حامي‌ الذمار أي إذازمر وغضب وحمي‌ ويقال الذمار ماوراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه لأنهم قالوا حامي‌ الذمار كماقالوا حامي‌ الحقيقة وسمي‌ ذمارا لأنه يحق علي أهله الدفع عنها.فالأظهر أن الحقائق هنا جمع الحقيقة بمعني مايحق للرجل أن يحميه والمراد بنزول الحقائق نزولها به أونزوله بها و مايعرض للإنسان في الحرب هي‌ حالة تحق أن يحمي‌ عنها. ويحتمل أن يكون جمع الحقيقة بمعني الراية كماذكره الجوهري‌ والفيروزآبادي‌. و قال ابن ميثم أي الشدائد الحقة المتيقنة و أما ماذكره ابن أبي الحديد وتبعه غيره من أن الحقائق جمع حاقة وهي‌ الأمر الصعب الشديد ففي‌ كونه جمعا لها نظر والحفاظ بالكسر الذب عن المحارم و قوله ع حفافيها متعلق بقوله يكتنفونها أوبقوله يصبرون [يصيرون ]أيضا علي التنازع والحفافان اليمين واليسار. و في بعض النسخ وراءها بدون العطف فهما الأمام والوراء. قوله ع من سيوف الآجلة سمي‌ عقاب الله علي فرارهم وتخاذلهم سيفا علي الاستعارة أومجاز المشاكلة و في القاموس نهد الرجل نهض ولعدوه صمد لهم . قوله ع ومدوا جباه الخيول ووجوه الرجال لعل المراد بهما تسوية الصفوف وإقامتها راكبين وراجلين أوكناية عن تحريكها وتوجيهها إلي جانب العدو والوهن الضعف والفزع و في النهاية فيه والحرب بيننا سجال أي مرة لنا ومرة علينا وأصله أن المتسقين بالسجل يكون لكل واحد منهم سجل والسجل الدلو الملأي ماء.


صفحه : 566

و السلام الاستسلام و قدمر شرح بعض أجزاء الخبرين وسيأتي‌ بعضها

470- شا،[الإرشاد] مِن كَلَامِهِ ع فِي تَحضِيضِهِ عَلَي القِتَالِ يَومَ صِفّينَ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ عِبَادَ اللّهِ اتّقُوا اللّهَ وَ غُضّوا الأَبصَارَ وَ اخفِضُوا الأَصوَاتَ وَ أَقِلّوا الكَلَامَ وَ وَطّنُوا أَنفُسَكُم عَلَي المُنَازَلَةِ وَ المُجَادَلَةِ وَ المُبَارَزَةِ وَ المُبَالَطَةِ وَ المُبَالَدَةِ وَ المُعَانَقَةِ وَ المُكَادَمَةِ وَ اثبُتُواوَ اذكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلّكُم تُفلِحُونَ وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفشَلُوا وَ تَذهَبَ رِيحُكُم وَ اصبِرُوا إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ أللّهُمّ أَلهِمهُمُ الصّبرَ وَ أَنزِل عَلَيهِمُ النّصرَ وَ أَعظِم لَهُمُ الأَجرَ

إيضاح قال الفيروزآبادي‌ في القاموس بالط القوم تجالدوا بالسيف كتبالطوا. وبني‌ فلان نازلوهم بالأرض و قال المبالدة المبالطة بالسيوف والعصي‌.كدمه يكدمه ويكدمه كضرب ونصر عضه بأدني فمه أوأثر فيه بحديدة وكمعظم المعضض واكدم الأسير بالضم استوثق منه و قال الريح الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة

471-شا،[الإرشاد] وَ مِن كَلَامِهِ ع أَيضاً فِي هَذَا المَعنَيمَعشَرَ النّاسِ إِنّ اللّهَ قَد دَلّكُم عَلَيتِجارَةٍ تُنجِيكُم مِن عَذابٍ أَلِيمٍ وَ تشُفيِ‌ بِكُم عَلَي الخَيرِ العَظِيمِ الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِص وَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ وَ جَعَلَ ثَوَابَهُ مَغفِرَةَ الذّنُوبِ وَمَساكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ عَدنٍ ثُمّ أَخبَرَكُم أَنّهُيُحِبّ الّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّا كَأَنّهُم بُنيانٌ مَرصُوصٌفَقَدّمُوا الدّارِعَ وَ أَخّرُوا الحَاسِرَ وَ عَضّوا عَلَي الأَضرَاسِ فَإِنّهُ أَنبَي


صفحه : 567

لِلسّيُوفِ عَنِ الهَامِ وَ التَوُوا فِي أَطرَافِ الرّمَاحِ فَإِنّهُ أَموَرُ لِلأَسِنّةِ وَ غُضّوا الأَبصَارَ فَإِنّهُ أَربَطُ لِلجَأشِ وَ أَسكَنُ لِلقُلُوبِ وَ أَمِيتُوا الأَصوَاتَ فَإِنّهُ أَطرَدُ لِلفَشَلِ وَ أَولَي بِالوَقَارِ وَ رَايَتَكُم فَلَا تُمِيلُوهَا وَ لَا تُخِلّوهَا وَ لَا تَجعَلُوهَا إِلّا فِي أيَديِ‌ شُجعَانِكُم فَإِنّ المَانِعِينَ لِلذّمَارِ الصّابِرِينَ عَلَي نُزُولِ الحَقَائِقِ هُم أَهلُ الحِفَاظِ الّذِينَ يَحُفّونَ بِرَايَاتِهِم وَ يَكتَنِفُونَهَا رَحِمَ اللّهُ امرَأً مِنكُم آسَي أَخَاهُ بِنَفسِهِ وَ لَم يَكِل قِرنَهُ إِلَي أَخِيهِ فَيَجمَعَ عَلَيهِ قِرنَهُ وَ قِرنَ أَخِيهِ فَتُكتَسَبَ بِذَلِكَ لَائِمَةٌ[فَيَكتَسِبَ بِذَلِكَ لَائِمَةً] وَ يأَتيِ‌َ بِهِ دَنَاءَةً فَلَا تَعَرّضُوا لِمَقتِ اللّهِ وَ لَا تَفِرّوا مِنَ المَوتِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُقُل لَن يَنفَعَكُمُ الفِرارُ إِن فَرَرتُم مِنَ المَوتِ أَوِ القَتلِ وَ إِذاً لا تُمَتّعُونَ إِلّا قَلِيلًا وَ ايمُ اللّهِ لَئِن فَرَرتُم مِن سَيفِ العَاجِلَةِ لَا تَسلَمُونَ مِن سَيفِ الآجِلَةِ فَاستَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلَاةِ وَ الصّدقِ فِي النّيّةِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي بَعدَ الصّبرِ يُنزِلُ النّصرَ

بيان في رواية ابن أبي الحديدفِي جَنّاتِ عَدنٍ وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ أَكبَرُ ثم أخبركم بالذي‌ يحب فقال إن الله يحب و فيه إلابأيدي‌ شجعانكم المانعي‌ الذمار والصبر عندنزول الحقائق أهل الحفاظ الذين يحفون برايتكم ويكتنفونها يضربون خلفها وأمامها وهلا أجزأ كل امر‌ئ منكم قرنه واسي أخاه إلي قوله ويأتي‌ دناءة أني هذا وكيف يكون هذا و هذايقاتل اثنين و هذاممسك يده قدخلي قرنه علي أخيه هاربا منه أوقائما ينظر إليه من يفعل هذايمقته الله فلاتعرضوا لمقت الله فإنما مردكم إلي الله قال الله تعالي لقوم عابهم لَن يَنفَعَكُمُ الفِرارُ إِن فَرَرتُم مِنَ المَوتِ أَوِ القَتلِ وَ إِذاً لا تُمَتّعُونَ إِلّا قَلِيلًا إلي قوله استعينوا بالصدق والصبر فإنه بعدالصبر ينزل النصر. وسيأتي‌ شرحه في رواية السيد رضي‌ الله عنه


صفحه : 568

472- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ الحَسَنِ وَ السدّيّ‌ّ وَ وَكِيعٍ وَ الثعّلبَيِ‌ّ وَ مُسنَدُ أَحمَدَ أَنّهُ قَالَ الزّبَيرُ فِي قَولِهِوَ اتّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصّةًلَقَد لَبِثنَا أَزمَاناً وَ لَا نَرَي أَنّا مِن أَهلِهَا فَإِذَا نَحنُ المَعنِيّونَ

قَالَ السدّيّ‌ّ فِي قَولِهِفَلا عُدوانَ إِلّا عَلَي الظّالِمِينَنَزَلَت فِي حَربَينِ فِي يَومِ صِفّينَ وَ يَومِ الجَمَلِ فَسَمّي اللّهُ أَصحَابَ الجَمَلِ وَ صِفّينَ ظَالِمِينَ ثُمّ قَالَوَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَبِالنّصرِ وَ الحَقّ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَصحَابِهِ

بعض المفسرين في قوله قُل لِلمُخَلّفِينَ مِنَ الأَعرابِ سَتُدعَونَ أي فيما بعدإِلي قَومٍ أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍأنهم أهل صفين و ذلك أن النبي ص قال للأعراب الذين تخلفوا عنه بالحديبية وعزموا علي خيبرقُل لَن تَتّبِعُونا كَذلِكُم قالَ اللّهُ مِن قَبلُ

أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ قَالَا فِي قَولِهِ تَعَالَيثُمّ إِنّكُم يَومَ القِيامَةِ عِندَ رَبّكُم تَختَصِمُونَكُنّا نَقُولُ رَبّنَا وَاحِدٌ وَ نَبِيّنَا وَاحِدٌ وَ دِينُنَا وَاحِدٌ فَمَا هَذِهِ الخُصُومَةُ فَلَمّا كَانَ حَربُ صِفّينَ وَ شَدّ بَعضُنَا عَلَي بَعضٍ بِالسّيُوفِ قُلنَا نَعَم هُوَ هَذَا

قَالَ البَاقِرُ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يُقَاتِلُ مُعَاوِيَةَفَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَالآيَاتِ هُم هَؤُلَاءِ وَ رَبّ الكَعبَةِ

ابنُ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص أَئِمّةُ الكُفرِ مُعَاوِيَةُ وَ عَمرٌو


صفحه : 569

وَ لَمّا فَرَغَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن حَربِ الجَمَلِ نَزَلَ فِي الرّحبَةِ السّادِسَ مِن رَجَبٍ وَ خَطَبَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَصَرَ وَلِيّهُ وَ خَذَلَ عَدُوّهُ وَ أَعَزّ الصّادِقَ المُحِقّ وَ أَذَلّ النّاكِثَ المُبطِلَ ثُمّ إِنّهُ دَعَا الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ مِن ثَغرِ آذَربِيجَانَ وَ الأَحنَفَ بنَ قَيسٍ مِنَ البَصرَةِ وَ جَرِيرَ بنَ عَبدِ اللّهِ البجَلَيِ‌ّ مِن هَمدَانَ فَأَتَوهُ إِلَي الكُوفَةِ فَوَجّهَ جَرِيراً إِلَي مُعَاوِيَةَ يَدعُوهُ إِلَي طَاعَتِهِ فَلَمّا بَلَغَهَا تَوَقّفَ مُعَاوِيَةُ فِي ذَلِكَ حَتّي قَدِمَ بِطَلَبٍ مِنهُ شُرَحبِيلُ الكنِديِ‌ّ ثُمّ خَطَبَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ قَد عَلِمتُم أنَيّ‌ خَلِيفَةُ عُمَرَ وَ خَلِيفَةُ عُثمَانَ وَ قَد قُتِلَ عُثمَانُ مَظلُوماً وَ أَنَا وَلِيّهُ وَ ابنُ عَمّهِ وَ أَولَي النّاسِ بِطَلَبِ دَمِهِ فَمَا ذَا رَأيُكُم فَقَالُوا نَحنُ طَالِبُونَ بِدَمِهِ فَدَعَا عَمرَو بنَ العَاصِ عَلَي أَن يُطعِمَهُ مِصرَ فَكَانَ عَمرٌو يَأمُرُ بِالحَملِ وَ الحَطّ مِرَاراً فَقَالَ لَهُ غُلَامُهُ وَردَانُ تَفَكّر إِنّ الآخِرَةَ مَعَ عَلِيّ ع وَ الدّنيَا مَعَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ عَمرٌو


لَا قَاتَلَ اللّهُ وَردَاناً وَ فِطنَتَهُ   أَبدَي لعَمَريِ‌ مَا فِي الصّدرِ وَردَانَ

فَلَمّا ارتَحَلَ قَالَ ابنُ عَمرٍو لَهُ


أَلَا يَا عَمرُو مَا أَحرَزتُ نَصراً   وَ لَا أَنتَ الغَدَاةَ إِلَي رَشَادٍ

أَ بِعتَ الدّينَ بِالدّنيَا خَسَاراً   وَ أَنتَ بِذَاكَ مِن شَرّ العِبَادِ

فَانصَرَفَ جَرِيرٌ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي أَهلِ المَدِينَةِ أَنّ عُثمَانَ قُتِلَ مَظلُوماً وَ عَلِيّ آوَي قَتَلَتَهُ فَإِن دَفَعَهُم إِلَينَا كَفَفنَا عَنهُ وَ جَعَلنَا هَذَا الأَمرَ شُورَي بَينَ المُسلِمِينَ كَمَا جَعَلَهُ عُمَرُ عِندَ وَفَاتِهِ فَانهَضُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ مَعَنَا إِلَي حَربِهِ فَأَجَابُوهُ بِكِتَابٍ فِيهِ


صفحه : 570


معُاَويِ‌َ إِنّ الحَقّ أَبلَجُ وَاضِحٌ   وَ لَيسَ كَمَا رَبَصتَ أَنتَ وَ لَا عَمرٌو

نَصَبتَ لَنَا اليَومَ ابنَ عَفّانَ خُدعَةً   كَمَا نَصَبَ الشّيخَانِ إِذ زُخرُفَ الأَمرِ

رَمَيتُم عَلِيّاً باِلذّيِ‌ لَم يَضُرّهُ   وَ لَيسَ لَهُ فِي ذَاكَ نهَي‌ٌ وَ لَا أَمرٌ

وَ مَا ذَنبُهُ إِن نَالَ عُثمَانَ مَعشَرٌ   أَتَوهُ مِنَ الأَحيَاءِ تَجمَعُهُم مِصرُ

وَ كَانَ عَلِيّ لَازِماً قَعرَ بَيتِهِ   وَ هِمّتُهُ التّسبِيحُ وَ الحَمدُ وَ الذّكرُ

فَمَا أَنتُمَا لَا دَرّ دَرّ أَبِيكُمَا   وَ ذِكرُكُمُ الشّورَي وَ قَد وَضَحَ الأَمرُ

فَمَا أَنتُمَا وَ النّصرُ مِنّا وَ أَنتُمَا   طَلِيقَا أُسَارَي مَا تَبُوحُ بِهَا الخَمرُ

وَ جَاءَ أَبُو مُسلِمٍ الخوَلاَنيِ‌ّ بِكِتَابٍ مِن عِندِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَذكُرُ فِيهِ وَ كَانَ أَنصَحُهُم لِلّهِ خَلِيفَتَهُ ثُمّ خَلِيفَةَ خَلِيفَتِهِ ثُمّ الخَلِيفَةَ الثّالِثَ المَقتُولَ ظُلماً فَكُلّهُم حَسَدتَ وَ عَلَي كُلّهِم بَغَيتَ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فَلَمّا وَصَلَ الخوَلاَنيِ‌ّ وَ قَرَأَ عَلَي النّاسِ كِتَابَ مُعَاوِيَةَ قَالُوا كُلّنَا لَهُ قَاتِلُونَ وَ لِأَفعَالِهِ مُنكِرُونَ فَكَانَ جَوَابُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ بَعدُ فإَنِيّ‌ رَأَيتُ قَد أَكثَرتَ فِي قَتَلَةِ عُثمَانَ فَادخُل فِيمَا دَخَلَ فِيهِ المُسلِمُونَ مِن بيَعتَيِ‌ ثُمّ حَاكِمِ القَومَ إلِيَ‌ّ أَحمِلكُم عَلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ أَمّا ألّذِي تُرِيدُهَا فَإِنّهَا خُدعَةُ الصبّيِ‌ّ عَنِ اللّبَنِ وَ لعَمَريِ‌ لَئِن نَظَرتَ بِعَقلِكَ لَعَلِمتَ أنَيّ‌ مِن أَبرَإِ النّاسِ مِن دَمِ عُثمَانَ وَ قَد عَلِمتَ أَنّكَ مِن أَبنَاءِ الطّلَقَاءِ الّذِينَ لَا تَحِلّ لَهُمُ الخِلَافَةُ وَ أَجمَعَ ع عَلَي المَسِيرِ وَ حَضّ النّاسَ عَلَي ذَلِكَ

قَالَ ابنُ مَردَوَيهِ قَالَ ابنُ حَازِمٍ التمّيِميِ‌ّ وَ أَبُو وَائِلٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع انفِرُوا إِلَي بَقِيّةِ الأَحزَابِ أَولِيَاءِ الشّيطَانِ انفِرُوا إِلَي مَن يَقُولُ كَذَبَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ


صفحه : 571

وَ جَاءَ رَجُلٌ مِن عَبسٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِكِتَابٍ مِن مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَ مَا الخَبَرُ فَقَالَ إِنّ فِي الشّامِ يَلعَنُونَ قاَتلِيِ‌ عُثمَانَ وَ يَبكُونَ عَلَي قَمِيصِهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَا قَمِيصُ عُثمَانَ بِقَمِيصِ يُوسُفَ وَ لَا بُكَاؤُهُم إِلّا كَبُكَاءِ أَولَادِ يَعقُوبَ فَلَمّا فَتَحَ الكِتَابَ وَجَدَهُ بَيَاضاً فَحَولَقَ فَقَالَ قَيسُ بنُ سَعدٍ


وَ لَستُ بِنَاجٍ مِن عَلِيّ وَ صَحبِهِ   وَ إِن تَكُ فِي جَابَلَقَ لَم تَكُ نَاجِياً

وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَيتَ القِيَامَةَ قَد قَامَت فَتَرَي المُحِقّ مِنَ المُبطِلِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي جَوَابِهِيَستَعجِلُ بِهَا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِها فَقَالَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ اكتُب إِنّ بيَعتَيِ‌ شَمِلَتِ الخَاصّ وَ العَامّ وَ إِنّمَا الشّورَي لِلمُؤمِنِينَ مِنَ المُهَاجِرِينَ الأَوّلِينَ السّابِقِينَ بِالإِحسَانِ مِنَ البَدرِيّينَ وَ إِنّمَا أَنتَ طَلِيقُ بنُ طَلِيقٍ لَعِينُ بنُ لَعِينٍ وَثَنُ بنُ وَثَنٍ لَيسَت لَكَ هِجرَةٌ وَ لَا سَابِقَةٌ وَ لَا مَنقَبَةٌ وَ لَا فَضِيلَةٌ وَ كَانَ أَبُوكَ مِنَ الأَحزَابِ الّذِينَ حَارَبُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَنَصَرَ اللّهُ عَبدَهُ وَ صَدَقَ وَعدَهُ وَ هَزَمَ الأَحزَابَ ثُمّ وَقَعَ فِي آخِرِ الكَلَامِ


أَ لَم تَرَ قوَميِ‌ إِذ دَعَاهُم أَخُوهُم   أَجَابُوا وَ إِن يَغضَب عَلَي القَومِ يَغضَب

وَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ اتّقِ اللّهَ يَا عَلِيّ وَ ذَرِ الحَسَدَ فَطَالَمَا لَم يَنتَفِع بِهِ أَهلُهُ إِلَي آخِرِ كِتَابِهِ اللّعِينِ فَأَجَابَهُ ع بَعدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ عظِتَيِ‌ لَا تَنفَعُ مَن حَقّت عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذَابِ وَ لَم يَخَفِ العِقَابَ وَ لَا يَرجُو لِلّهِ وَقَاراً وَ لَم يَخَف لَهُ حِذَاراً فَشَأنَكَ وَ مَا أَنتَ عَلَيهِ مِنَ الضّلَالَةِ وَ الحَيرَةِ وَ الجَهَالَةِ تَجِدُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي ذَلِكَ بِالمِرصَادِ


صفحه : 572

ثُمّ قَالَ فِي آخِرِهِ فَأَنَا أَبُو الحَسَنِ قَاتِلُ جَدّكَ عُتبَةَ وَ عَمّكَ شَيبَةَ وَ أَخِيكَ حَنظَلَةَ الّذِينَ سَفَكَ اللّهُ دِمَاءَهُم عَلَي يدَيِ‌ فِي يَومِ بَدرٍ وَ بِذَلِكَ السّيفِ معَيِ‌ وَ بِذَلِكَ القَلبِ أَلقَي عدَوُيّ‌ فَنَهَاهُ عَمرٌو عَن مُكَاتَبَتِهِ وَ لَم يَكتُب إِلّا بَيتاً


لَيسَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ قَيسٍ عِتَابٌ   غَيرَ طَعنِ الكُلَي وَ ضَربِ الرّقَابِ

قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَاتَلتُ النّاكِثِينَ وَ هَؤُلَاءِ القَاسِطِينَ وَ سَأُقَاتِلُ المَارِقِينَ ثُمّ رَكِبَ فَرَسَ النّبِيّص وَ قَصَدَهُ فِي تِسعِينَ أَلفاً

قَالَ سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ مِنهَا تِسعَةُ مِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ وَ ثَمَانُمِائَةٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي لَيلَي سَبعُونَ رَجُلًا مِن أَهلِ بَدرٍ وَ يُقَالُ مِائَةٌ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا وَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ فِي مِائَةٍ وَ عِشرِينَ أَلفاً يَتَقَدّمُهُم مَروَانُ وَ قَد تَقَلّدَ بِسَيفِ عُثمَانَ فَنَزَلَ صِفّينَ فِي المُحَرّمِ عَلَي شَرِيعَةِ الفُرَاتِ وَ قَالَ


أَتَاكُمُ الكَاشِرُ عَن أَنيَابِهِ   لَيثُ العَرِينِ جَاءَ فِي أَصحَابِهِ

وَ مَنَعُوا عَلِيّاً ع وَ أَصحَابَهُ المَاءَ فَأَنفَذَ عَلِيّ ع شَبَثَ بنَ ربِعيِ‌ّ الريّاَحيِ‌ّ وَ صَعصَعَةَ بنَ صُوحَانَ فَقَالَا فِي ذَلِكَ لُطفاً وَ عُنفاً فَقَالَ أَنتُم قَتَلتُم عُثمَانَ عَطَشاً فَقَالَ عَلِيّ ع رَوّوا السّيُوفَ مِنَ الدّمَاءِ تَروَوا مِنَ المَاءِ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ


صفحه : 573

فَرَجَزَ الأَشتَرُ وَ الأَشعَثُ وَ حَمَلَا فِي سَبعَةَ عَشَرَ ألفا[أَلفَ] رَجُلٍ حَملَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَفَرّقَ بَعضُهُم وَ انهَزَمَ البَاقُونَ فَأَمَرَ عَلِيّ ع أَن لَا يَمنَعُوهُمُ المَاءَ وَ كَانَ نُزُولُهُ ع بِصِفّينَ للِيّاَليِ‌ بَقِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ سَنَةَ سِتّ وَ ثَلَاثِينَ وَ أَنفَذَ سَعِيدَ بنَ قَيسٍ الهمَداَنيِ‌ّ وَ بِشرَ بنَ عَمرٍو الأنَصاَريِ‌ّ إِلَي مُعَاوِيَةَ لِيَدعُوَهُ إِلَي الحَقّ فَانصَرَفَا بَعدَ مَا احتَجّا عَلَيهِ ثُمّ أَنفَذَ شَبَثَ بنَ ربِعيِ‌ّ الريّاَحيِ‌ّ وَ عدَيِ‌ّ بنَ حَاتِمٍ الطاّئيِ‌ّ وَ يَزِيدَ بنَ قَيسٍ الأرَحبَيِ‌ّ وَ زِيَادَ بنَ حَفصٍ بِمِثلِ ذَلِكَ فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ سَلّمُوا إلِيَ‌ّ قَتَلَةَ عُثمَانَ لِأَقتُلَنّهُم بِهِ ثُمّ نَعتَزِلَ الأَمرَ حَتّي يَكُونَ شُورَي فَتَقَاتَلُوا فِي ذيِ‌ الحِجّةِ وَ أَمسَكُوا فِي المُحَرّمِ فَلَمّا استَهَلّ صَفَرُ سَنَةَ سَبعٍ وَ ثَلَاثِينَ أَمَرَ عَلِيّ ع فنَوُديِ‌َ فِي أَهلِ الشّامِ بِالإِعذَارِ وَ الإِنذَارِ ثُمّ عَبّأَ عَسكَرَهُ فَجَعَلَ عَلَي مَيمَنَتِهِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ وَ مُسلِمَ بنَ عَقِيلٍ وَ عَلَي مَيسَرَتِهِ مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ وَ مُحَمّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ وَ هَاشِمَ بنَ عُتبَةَ المِرقَالَ وَ عَلَي القَلبِ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ وَ عَبّاسَ بنَ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ وَ الأَشتَرَ وَ الأَشعَثَ وَ عَلَي الجَنَاحِ سَعِيدَ بنَ قَيسٍ الهمَداَنيِ‌ّ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ بُدَيلِ بنِ وَرقَاءَ الخزُاَعيِ‌ّ وَ رِفَاعَةَ بنَ شَدّادٍ البجَلَيِ‌ّ وَ عدَيِ‌ّ بنَ حَاتِمٍ وَ عَلَي الكُمّينِ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ عَمرَو بنَ الحَمِقِ وَ عَامِرَ بنَ وَاثِلَةَ الكنِاَنيِ‌ّ وَ قَبِيصَةَ بنَ جَابِرٍ الأسَدَيِ‌ّ


صفحه : 574

وَ جَعَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَي مَيمَنَتِهِ ذَا الكَلَاعِ الحمِيرَيِ‌ّ وَ حَوشَبَ ذَا الظّلِيمِ وَ عَلَي المَيسَرَةِ عَمرَو بنَ العَاصِ وَ حَبِيبَ بنَ مَسلَمَةَ وَ عَلَي القَلبِ الضّحّاكَ بنَ قَيسٍ الفهِريِ‌ّ وَ عَبدَ الرّحمَنِ بنَ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ وَ عَلَي السّاقَةِ بُسرَ بنَ أَرطَاةَ الفهِريِ‌ّ وَ عَلَي الجَنَاحِ عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعَدَةَ الفزَاَريِ‌ّ وَ هَمّامَ بنَ قَبِيصَةَ النمّرِيِ‌ّ وَ عَلَي الكُمّينِ أَبَا الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ وَ حَابِسَ بنَ سَعدٍ الطاّئيِ‌ّ فَبَعَثَ عَلِيّ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ أَنِ اخرُج إلِيَ‌ّ أُبَارِزكَ فَلَم يَفعَل وَ قَد جَرَي بَينَ العَسكَرَينِ أَربَعُونَ وَقعَةً يَغلِبُهَا أَهلُ العِرَاقِ أَوّلُهَا يَومَ الأَربِعَاءِ بَينَ الأَشتَرِ وَ حَبِيبِ بنِ مَسلَمَةَ وَ الثاّنيِ‌ بَينَ المِرقَالِ وَ أَبِي الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ وَ الثّالِثُ بَينَ عَمّارٍ وَ عَمرِو بنِ العَاصِ وَ الرّابِعُ بَينَ ابنِ الحَنَفِيّةِ وَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ وَ الخَامِسُ بَينَ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وَ الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ وَ السّادِسُ بَينَ سَعِيدِ بنِ قَيسٍ وَ ذيِ‌ الكَلَاعِ إِلَي تَمَامِ الأَربَعِينَ وَقعَةً آخِرُهَا لَيلَةُ الهَرِيرِ وَ خَرَجَ عَوفُ بنُ عَونٍ الحاَرثِيِ‌ّ قَائِلًا


إنِيّ‌ أَنَا عَوفٌ أَخُو الحُرُوبِ   صَاحِبُهَا وَ لَستُ بِالهَيُوبِ

فَبَارَزَهُ عَلقَمَةُ بنُ عَمرٍو قَائِلًا


يَا عَوفُ لَو كُنتَ امرَأً حَازِماً   لَم تَبرُزِ الدّهرَ إِلَي عَلقَمَةَ

لَقِيتَ لَيثاً أَسَداً بَاسِلًا   يَأخُذُ بِالأَنفَاسِ وَ الغَلصَمَةِ

وَ خَرَجَ أَحمَرُ مَولَي عُثمَانَ قَائِلًا


إِنّ الكَتِيبَةَ عِندَ كُلّ تَصَادُمٍ   تبَكيِ‌ فَوَارِسُهَا عَلَي عُثمَانَ

فَأَجَابَهُ كَيسَانُ مَولَي عَلِيّ ع


عُثمَانُ وَيحَكَ قَد مَضَي لِسَبِيلِهِ   فَاثبُت لِحَدّ مُهَنّدٍ وَ سِنَانٍ

صفحه : 575

فَقَتَلَهُ الأَحمَرُ فَقَالَ ع قتَلَنَيِ‌َ اللّهُ إِن لَم أَقتُلكَ وَ أَخَذَ بِجِرِبّانِ دِرعِهِ وَ رَفَعَهُ وَ ضَرَبَهُ عَلَي الأَرضِ وَ جَعَلَ يَجُولُ فِي المَيَدَانِ وَ يَقُولُ


لَهفَ نفَسيِ‌ وَ قَلِيلٌ مَا أَسَرّ   مَا أَصَابَ النّاسَ مِن خَيرٍ وَ شَرّ

لَم أُرِد فِي الدّهرِ يَوماً حَربَهُم   وَ هُمُ السّاعُونَ فِي الشّرّ الشّمِرّ

فَحَثّ مُعَاوِيَةُ غُلَامَهُ حُرَيثاً أَن يَغتَالَ عَلِيّاً فِي قَتلِهِ فَطَيّرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قِحفَهُ فِي الهَوَاءِ وَ جَعَلَ يَجُولُ وَ يَقُولُ


أَلَا احذَرُوا فِي حَربِكُم أَبَا الحَسَنِ   فَلَا تَرُومُوهُ فَذَا مِنَ الغَبَنِ

فَإِنّهُ يَدُقّهُ دَقّ الطّحَنِ   فَلَا يَخَافُ فِي الهِيَاجِ مَن وَ مَن

وَ خَرَجَ عَمرُو بنُ العَاصِ مُرتَجِزاً يَقُولُ


لَا عَيشَ إِن لَم أَلقَ يوَميِ‌ هَاشِماً   ذَاكَ ألّذِي جشَمّنَيِ‌ المُجَاشِمَا

ذَاكَ ألّذِي يَشتِمُ عرِضيِ‌ ظَالِماً   ذَاكَ ألّذِي لَم يَنجُ منِيّ‌ سَالِماً

فَبَرَزَ هَاشِمٌ مُرتَجِزاً


ذَاكَ ألّذِي نَذَرتُ فِيهِ النّذرَا   ذَاكَ ألّذِي أَعذَرتُ فِيهِ العُذرَا

ذَاكَ ألّذِي مَا زَالَ ينَويِ‌ الغَدرَا   أَو يُحدِثَ اللّهُ لِأَمرٍ أَمراً

فَضَرَبَهُ هَاشِمٌ وَ خَرَجَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ خَالِدِ بنِ وَلِيدٍ يَقُولُ


قُل لعِلَيِ‌ّ هَكَذَا الوَعِيدُ   أَنَا ابنُ سَيفِ اللّهِ لَا مَزِيدٌ

وَ خَالِدٌ تَربِيَةُ الوَلِيدِ   قَدِ افتَرّ الحَربَ فَزِيدُوا زِيدُوا

فَبَرَزَ الأَشتَرُ مُرتَجِزاً يَقُولُ


بِالضّربِ أوُفيِ‌ مِيتَةً مُؤَخّرَةً   يَا رَبّ جنَبّنيِ‌ سَبِيلَ الفَجَرَةِ

وَ لَا تخُيَبّنيِ‌ ثَوَابَ البَرَرَةِ   وَ اجعَل وفَاَتيِ‌ بِأَكُفّ الكَفَرَةِ

فَضَرَبَهُ الأَشتَرُ فَانصَرَفَ قَائِلًا أَفنَانَا دَمُ عُثمَانَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ هَذِهِ قَاشِرَةُ الصّبَاةِ فِي اللّعِبِ فَاصبِر فَإِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ وَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ يُشِيرُ إِلَي هَمدَانَ وَ هُوَ يَقُولُ


صفحه : 576


لَا عَيشَ إِلّا فَلقُ قِحفِ الهَامِ   مِن أَرحَبَ وَ يَشكُرَ شِبَامٍ

قَومٌ هُم أَعدَاءُ أَهلِ الشّامِ   كَم مِن كَرِيمٍ بَطَلٍ هُمَامٍ

وَ كَم قَتِيلٍ وَ جَرِيحٍ داَميِ‌   كَذَاكَ حَربُ السّادَةِ الكِرَامِ

فَبَرَزَ سَعِيدُ بنُ قَيسٍ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ


لَاهُمّ رَبّ الحِلّ وَ الحَرَامِ   لَا تَجعَلِ المُلكَ لِأَهلِ الشّامِ

فَحَمَلَ وَ هُوَ مُشرِعٌ رُمحَهُ فَوَلّي مُعَاوِيَةُ هَارِباً وَ دَخَلَ فِي غُمَارِ القَومِ وَ جَعَلَ قَيسٌ يَقُولُ


يَا لَهفَ نفَسيِ‌ فاَتنَيِ‌ مُعَاوِيَةُ   عَلَي طِمِرّ كَالعُقَابِ هَاوِيَةً

وَ الرّاقِصَاتُ لَا يَعُودُ ثَانِيَةً   إِلّا هَوَي مُعَفّراً فِي الهَاوِيَةِ

وَ بَرَزَ أَبُو الطّفَيلِ الكنِاَنيِ‌ّ قَائِلًا


تَحَامَت كِنَانَةُ فِي حَربِهَا   وَ حَامَت تَمِيمٌ وَ حَامَت أَسَدٌ

وَ حَامَت هَوَازِنُ مِن بَعدِهَا   فَمَا حَامَ مِنهَا وَ مِنهُم أَحَدٌ

طَحَنّا الفَوَارِسَ يَومَ العَجَاجِ   وَ سُقنَا الأَرَاذِلَ سَوقَ النّكَدِ

وَ جَالَ عَلِيّ ع فِي المَيَدَانِ قَائِلًا


أَنَا عَلِيّ فاَسألَوُنيِ‌ تُخبَرُوا   ثُمّ ابرُزُوا لِي فِي الوَغَي وَ ابدُرُوا

سيَفَيِ‌ حُسَامٌ وَ سنِاَنيِ‌ يَزهَرُ   مِنّا النّبِيّ الطّاهِرُ المُطَهّرُ

وَ حَمزَةُ الخَيرُ وَ مِنّا جَعفَرٌ   وَ فَاطِمُ عرِسيِ‌ وَ فِيهَا مَفخَرٌ

هَذَا لِهَذَا وَ ابنُ هِندٍ مُحجَرٌ   مُذَبذَبٌ مُطَرّدٌ مُؤَخّرٌ

فَاستَخلَفَهُ عَمرُو بنُ الحُصَينِ بنِ السكّوُنيِ‌ّ عَلَي أَن يَطعُنَهُ فَرَآهُ سَعِيدُ بنُ قَيسٍ فَطَعَنَهُ وَ أَنشَدَ


أَقُولُ لَهُ وَ فِي رمُحيِ‌ حِنّاهُ   وَ قَد قَرّت بِمَصرَعِهِ العُيُونُ

أَلَا يَا عَمرُو عَمرَو بنَيِ‌ حُصَينٍ   وَ كُلّ فَتًي سَتُدرِكُهُ المَنُونُ

أَ تَطمَعُ أَن تَنَالَ أَبَا حُسَينٍ   بِمُعضِلَةٍ وَ ذَا مَا لَا يَكُونُ

صفحه : 577

وَ أَنفَذَ مُعَاوِيَةُ ذَا الكَلَاعِ إِلَي بنَيِ‌ هَمدَانَ فَاشتَبَكَتِ الحَربُ بَينَهُم إِلَي اللّيلِ ثُمّ انهَزَمَ أَهلُ الشّامِ ثُمّ أَنشَأَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَبيَاتاً مِنهَا


فَوَارِسُ مِن هَمدَانَ لَيسُوا بِعُزّلٍ   غَدَاةُ الوَغَي مِن شَاكِرٍ وَ شِبَامٍ

يَقُودُهُم حاَميِ‌ الحَقِيقَةِ مَاجِدٌ   سَعِيدُ بنُ قَيسٍ وَ الكَرِيمُ محُاَميِ‌

جَزَي اللّهُ هَمدَانَ الجِنَانَ فَإِنّهُم   سِمَامُ العِدَي فِي كُلّ يَومٍ حَمَامٍ

وَ بَرَزَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ فَنَكَلُوا عَنهُ فَحَاذَي مُعَاوِيَةَ حَتّي دَخَلَ فُسطَاطَهُ فَتَرَفّعَ ابنُ مَنصُورٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع


وَ عَلّمَنَا الحَربَ آبَاؤُنَا   وَ سَوفَ نُعَلّمُ أَيضاً بيننا[BA]بَنِينَا]

وَ خَرَجَ رَجُلٌ فِي بِرَازِ رَجُلٍ كوُفيِ‌ّ فَصَرَعَهُ الكوُفيِ‌ّ فَإِذَا هُوَ أَخُوهُ فَقَالُوا خَلّهِ فَأَبَي أَن يُطلِقَهُ إِلّا بِأَمرِ عَلِيّ فَأَذِنَ لَهُ بِذَلِكَ وَ بَرَزَ عَبدُ اللّهِ بنُ خَلِيفَةَ الطاّئيِ‌ّ فِي جَمَاعَةٍ مِن طيَ‌ّءٍ وَ ارتَجَزَ


يَا طيَ‌ّ طيَ‌ّ السّهلِ وَ الأَجبَالِ   أَلَا اثبُتُوا بِالبِيضِ وَ العوَاَليِ‌

  َقَاتِلُوا أَئِمّةَ الضّلَالِ

وَ خَرَجَ مِنَ العَسكَرَينِ زُهَاءُ أَلفِ رَجُلٍ فَاقتَتَلُوا حَتّي لَم يَبقَ مِنهُم أَحَدٌ وَ فِيهِم يَقُولُ شَبَثُ بنُ ربِعيِ‌ّ


وَ قَاتَلَتِ الأَبطَالُ مِنّا وَ مِنهُم   وَ قَامَت نِسَاءٌ حَولَنَا بِنَحِيبٍ

وَ خَرَجَ بُسرُ بنُ أَرطَاةَ مُرتَجِزاً


أَكرِم بِجُندٍ طَيّبِ الأَردَانِ   جَاءُوا يَكُونُوا أَولِيَاءَ الرّحمَنِ

إنِيّ‌ أتَاَنيِ‌ خَبَرٌ شجَاَنيِ‌   أَنّ عَلِيّاً نَالَ مِن عُثمَانَ

فَبَرَزَ إِلَيهِ سَعِيدُ بنُ قَيسٍ قَائِلًا


بُؤساً لِجُندٍ ضَائِعِ الإِيمَانِ   أَسلَمَهُم بُسرٌ إِلَي الهَوَانِ

صفحه : 578


  ِلَي سُيُوفٍ لبِنَيِ‌ هَمدَانَ

فَانصَرَفَ بُسرٌ مِن طَعنَتِهِ مَجرُوحاً وَ خَرَجَ أَدهَمُ بنُ لَأمٍ القضُاَعيِ‌ّ مُرتَجِزاً


أَثبِت لِوَقعِ الصّارِمِ الصّقِيلِ   فَأَنتَ لَا شَكّ أَخُو قَتِيلٍ

فَقَتَلَهُ حُجرُ بنُ عدَيِ‌ّ فَخَرَجَ الحَكَمُ بنُ الأَزهَرِ قَائِلًا


يَا حُجرُ حُجرَ بنَيِ‌ عدَيِ‌ّ الكنِديِ‌ّ   اثبُت فإَنِيّ‌ لَيسَ مثِليِ‌ بعَديِ‌

فَخَرَجَ إِلَيهِ مَالِكُ بنُ مُسهِرٍ القضُاَعيِ‌ّ يَقُولُ


أَنَا ابنُ مَالِكِ بنِ مُسهِرٍ   أَنَا ابنُ عَمّ الحَكَمِ بنِ الأَزهَرِ

فَأَجَابَهُ حُجرٌ


إنِيّ‌ حُجرٌ وَ أَنَا ابنُ مِسعَرٍ   أَقدِم إِذَا شِئتَ وَ لَا تُؤَخّر

وَ بَرَزَ عَلقَمَةُ فَأُصِيبَ فِي رِجلِهِ وَ قُتِلَ مِن أَهلِ العِرَاقِ عُمَيرُ بنُ عُبَيدٍ المحُاَربِيِ‌ّ وَ بَكرُ بنُ هَوذَةَ النخّعَيِ‌ّ وَ ابنُهُ حَيّانُ وَ سَعِيدُ بنُ نُعَيمٍ وَ أَبَانُ بنُ قَيسٍ فَحَمَلَ عَلِيّ ع فَهَزَمَهُم فَقَالَ مُعَاوِيَةُ كُنتُ أَرجُو اليَومَ ظَفَراً وَ بَرَزَ الأَشتَرُ وَ جَعَلَ يَقتُلُ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ فِي ذَلِكَ فَبَرَزَ عَمرُو بنُ العَاصِ فِي أَربَعِمِائَةِ فَارِسٍ إِلَيهِ وَ تَبِعَ الأَشتَرَ مِائَتَا رَجُلٍ مِن نَخَعٍ وَ مَذحِجٍ وَ حَمَلَ الأَشتَرُ عَلَيهِ فَوَقَعَتِ الطّعنَةُ فِي القَرَبُوسِ فَانكَسَرَ وَ خَرّ عَمرٌو صَرِيعاً وَ سَقَطَت ثَنَايَاهُ فَاستَأمَنَهُ وَ بَرَزَ الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ قَائِلًا


حَتّي مَتَي تَرجُو البَقَا يَا أَصبَغُ   إِنّ الرّجَاءَ لِلقُنُوطِ يَدمَغُ

صفحه : 579

وَ قَاتَلَ حَتّي حَرّكَ مُعَاوِيَةَ مِن مَقَامِهِ وَ خَرَجَ عَوفٌ المرُاَديِ‌ّ قَائِلًا


أَنَا المرُاَديِ‌ّ وَ اسميِ‌ عَوفٌ   هَل مِن عرِاَقيِ‌ّ عَصَاهُ سَيفٌ

فَبَرَزَ إِلَيهِ كعيرٌ[كعبرٌ]الأسَدَيِ‌ّ مُرتَجِزاً فَقَتَلَهُ وَ رَأَي مُعَاوِيَةَ عَلَي تَلّ فَقَصَدَ نَحوَهُ فَلَمّا قَرُبَ مِنهُ حَمَلَ عَلَيهِ مُرتَجِزاً


ويَليِ‌ عَلَيكَ يَا بنَيِ‌ هِندٍ   أَنَا الغُلَامُ الأسَدَيِ‌ّ حَمدِ

فَأَخَذَهُ أَهلُ الشّامِ بِالطّعَاِن وَ الضّرَابِ فَانسَلّ مِن بَينِهِم قَائِلًا


فَلَو نِلتُهُ نِلتُ ألّذِي لَيسَ بَعدَهَا   مِنَ الأَمرِ شَيئاً غَيرَ مَينٍ مَقَالٌ

وَ لَو مِتّ مِن نيَليِ‌ لَهُ أَلفَ مِيتَةٍ   لَقُلتُ لِمَا قَد نِلتُ لَيسَ أبُاَليِ‌

وَ خَرَجَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ فَبَرَزَ إِلَيهِ حَارِثَةُ بنُ قُدَامَةَ السعّديِ‌ّ فَقَتَلَهُ فَخَرَجَ أَبُو الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ فَانصَرَفَ مِن طَعنَتِهِ زِيَادُ بنُ كَعبٍ الهمَداَنيِ‌ّ مَجرُوحاً وَ قَتَلَ بَنُو هَمدَانَ خَلقاً كَثِيراً مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بَنُو هَمدَانَ أَعدَاءُ عُثمَانَ وَ بَرَزَ عُمَيرُ بنُ عُطَارِدٍ التمّيِميِ‌ّ فِي قَومِهِ قَائِلًا


قَد صَابَرَت فِي حَربِهَا تَمِيمٌ   لَهَا حَدِيثٌ وَ لَهَا قَدِيمٌ

صفحه : 580


  ِينٌ قَدِيمٌ وَ هُدًي قَدِيمٌ

فَقَاتَلُوا إِلَي اللّيلِ وَ بَرَزَ قَيسُ بنُ سَعدٍ وَ قَالَ


أَنَا ابنُ سَعدٍ وَ أَبِي عُبَادَةَ   وَ الخَزرَجِيّونَ رِجَالٌ سَادَةٌ

حَتّي مَتَي أنَثنَيِ‌ إِلَي الوِسَادَةِ   يَا ذَا الجَلَالِ لقَنّيّ‌ الشّهَادَةَ

فَخَرَجَ بُسرُ بنُ أَرطَاةَ الفهِريِ‌ّ وَ ارتَجَزَ


أَنَا ابنُ أَرطَاةَ الجَلِيلِ القَدرِ   فِي أُسرَةٍ مِن غَالِبٍ وَ فِهرٍ

إِن أَرجِعِ اليَومَ بِغَيرِ وَترٍ   فَقَد قَضَيتُ فِي ابنِ سَعدٍ نذَريِ‌

فَانصَرَفَ مَجرُوحاً مِن ضَربَةِ قَيسٍ وَ خَرَجَ المُخَارِقُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ فَقَتَلَ المرُاَديِ‌ّ وَ مُسلِمَ الأزَديِ‌ّ وَ رَجُلَينِ آخَرَينِ فَبَرَزَ إِلَيهِ عَلِيّ ع مُتَنَكّراً فَقَتَلَهُ وَ قَتَلَ سَبعَةً بَعدَهُ وَ خَرَجَ كُرَيبُ بنُ الصّبّاحِ فَقَتَلَ مُبَرقَعاً الخوَلاَنيِ‌ّ وَ شُرَحبِيلَ البكَريِ‌ّ وَ الحَارِثَ الحكَيِميِ‌ّ وَ عَبدَ الرّحمَنِ الهمَداَنيِ‌ّ فَقَتَلَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَتَلَ الحَارِثَ بنَ وَدَاعٍ وَ المُطَاعَ بنَ المُطّلِبِ وَ عُروَةَ بنَ دَاوُدَ وَ خَرَجَ مَولًي لِمُعَاوِيَةَ مُرتَجِزاً


إنِيّ‌ أَنَا الحَارِثُ مَا بيِ‌ مِن خَوَرٍ   مَولَي ابنِ صَخرٍ وَ بِهِ قَدِ انتَصَرَ

فَقَتَلَهُ قَنبَرٌ وَ خَرَجَ يَزِيدُ الكلَبيِ‌ّ فَقَتَلَهُ الأَشتَرُ وَ خَرَجَ مشجعٌ الجذُاَميِ‌ّ فَطَعَنَهُ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ وَ نَادَي خَالِدُ بنُ مَعمَرٍ السدّوُسيِ‌ّ مَن يبُاَيعِنُيِ‌ عَلَي المَوتِ فَأَجَابَهُ تِسعَةُ آلَافٍ فَقَاتَلُوا حَتّي بَلَغُوا فُسطَاطَ مُعَاوِيَةَ فَهَرَبَ مُعَاوِيَةُ فَنَهَبُوا فُسطَاطَهُ


صفحه : 581

وَ أَنفَذَ مُعَاوِيَةُ إِلَيهِ فَقَالَ يَا خَالِدُ لَكَ عنِديِ‌ إِمرَةُ خُرَاسَانَ مَتَي ظَفِرتُ فَاقصُر وَيحَكَ عَن فِعَالِكَ هَذَا فَنَكَلَ عَنهَا فَتَفَلَ أَصحَابُهُ فِي وَجهِهِ وَ حَارَبُوا إِلَي اللّيلِ وَ فِيهِ يَقُولُ النجّاَشيِ‌ّ


وَ فَرّ ابنُ حَربٍ غَيّرَ اللّهُ وَجهَهُ   وَ ذَاكَ قَلِيلٌ مِن عُقُوبَةِ قَادِرٍ

وَ خَرَجَ حَمزَةُ بنُ مَالِكٍ الهمَداَنيِ‌ّ فَقَتَلَهُ المِرقَالُ فَهَجَمُوا عَلَي المِرقَالِ فَقَتَلُوهُ فَأَخَذَ سُفيَانُ بنُ الثّورِ رَايَتَهُ فَقَاتَلَ حَتّي قُتِلَ ثُمّ أَخَذَهَا عُتبَةُ بنُ المِرقَالِ فَقَاتَلَ حَتّي قُتِلَ فَأَخَذَهَا أَبُو الطّفَيلِ الكنِاَنيِ‌ّ مُرتَجِزاً


يَا هَاشِمُ الخَيرُ دَخَلتَ الجَنّةَ   قَتَلتَ فِي اللّهِ عَدُوّ السّنّةِ

فَقَاتَلَ حَتّي جُرِحَ فَرَجَعَ القَهقَرَي وَ أَخَذَهَا عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلِ بنِ وَرقَاءَ الخزُاَعيِ‌ّ مُرتَجِزاً


أَضرِبُكُم وَ لَا أَرَي مُعَاوِيَةَ   الأَبرَحَ العَينُ العَظِيمَ الحَاِويَةَ

هَوَت بِهِ فِي النّارِ أُمّ هَاوِيَةٍ   جَاوَرَهُ فِيهَا كِلَابٌ عَاوِيَةٌ

فَهَجَمُوا عَلَيهِ وَ قَتَلُوهُ فَأَخَذَهَا عَمرُو بنُ الحَمِقِ قَائِلًا


جَزَي اللّهُ فِينَا عُصبَةً أَيّ عُصبَةٍ   حِسَانَ وُجُوهٍ صُرِعُوا حَولَ هَاشِمٍ

وَ قَاتَلَ أَشَدّ قِتَالٍ فَخَرَجَ ذُو الظّلِيمِ قَائِلًا


أَهلَ العِرَاقِ نَاسَبُوا وَ انتَسَبُوا   أَنَا اليمَاَنيِ‌ّ وَ اسميِ‌ حَوشَبُ

  مِن ذيِ‌ الظّلِيمِ أَينَ أَينَ المَهرَبُ

فَبَرَزَ إِلَيهِ سُلَيمَانُ بنُ صُرَدٍ الخزُاَعيِ‌ّ قَائِلًا


يَا أَيّهَا الحيَ‌ّ ألّذِي تَذَبذَبَا   لَسنَا نَخَافُ ذَا الظّلِيمِ حَوشَبَا

فَحَمَلَتِ الأَنصَارُ حَملَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ قَتَلُوا ذَا الكَلَاعِ وَ ذَا الظّلِيمِ وَ سَارُوا إِلَيهِم وَ كَادَ يُؤخَذُ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ الأنَصاَريِ‌ّ


معُاَويِ‌َ مَا أَفلَتّ إِلّا بِجُرعَةٍ   مِنَ المَوتِ حَتّي تَحسَبَ الشّمسَ كَوكَباً

صفحه : 582


فَإِن تَفرَحُوا بِابنِ البَدِيلِ وَ هَاشِمٍ   فَإِنّا قَتَلنَا ذَا الكَلَاعِ وَ حَوشَبَا

وَ خَرَجَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وَ دَعَا مُحَمّدَ ابنَ الحَنَفِيّةِ فَنَهَضَ مُحَمّدٌ فَنَهَاهُ أَبُوهُ وَ بَرَزَ هُوَ ع إِلَيهِ رَاجِلًا فَتَقَهقَرَ عُبَيدُ اللّهِ فَقَتَلَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ سَوّارٍ وَ يُقَالُ حُرَيثُ بنُ خَالِدٍ وَ يُقَالُ هَانِئُ بنُ عَمرٍو وَ يُقَالُ مُحَمّدُ بنُ الصَبِيحِ فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ بِتَقدِيمِ سَبعِينَ رَايَةً وَ بَرَزَ عَمّارٌ فِي رَايَاتٍ فَقُتِلَ مِن أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ سَبعُمِائَةِ رَجُلٍ وَ مِن أَصحَابِ عَلِيّ مِائَتَا رَجُلٍ وَ خَرَجَ عَلِيّ ع فِي مُقَاتِلَةِ هَمدَانَ وَ قَالَ بَعضُهُم بَركَ الجَمَلِ بَركَ الجَمَلِ فَبَرَكُوا وَ بَرَكَت أَيضاً هَمدَانُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع


قَد حَمَلَ القَومُ فَبَركاً بَركاً   لَا يَدخُلُ القَومُ عَلَي مَا شَكّا

وَ خَرَجَ عَمرُو بنُ العَاصِ مُرتَجِزاً فَقَصَدَهُ الأَشتَرُ مُرتَجِزاً


إنِيّ‌ أَنَا الأَشتَرُ مَعرُوفُ السّيَرِ   إنِيّ‌ أَنَا الأَفعَي العرِاَقيِ‌ّ الذّكَرُ

فَهَزَمَهُم وَ جَرَحَ عَمراً وَ خَرَجَ الفَرَازُ بنُ الأَدهَمِ وَ دَعَا العَبّاسَ بنَ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَتَلَهُ العَبّاسُ فَنَهَاهُ عَلِيّ ع عَنِ المُبَارَزَةِ


صفحه : 583

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَن قَتَلَ العَبّاسَ فَلَهُ عنِديِ‌ مَا يَشَاءُ فَخَرَجَ رَجُلَانِ لَخمِيّانِ فَدَعَاهُ أَحَدُهُمَا فَقَالَ إِن أَذِنَ لِي سيَدّيِ‌ أُبَارِزُكَ وَ أَتَي عَلِيّاً ع فَبَرَزَ عَلِيّ فِي سِلَاحِ العَبّاسِ وَ فَرَسِهِ مُتَنَكّراً فَقَالَ الرّجُلُ آذَنَكَ سَيّدُكَ فَقَالَ ع أُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوافَقَتَلَهُ وَ تَقَدّمَ الآخَرُ فَقَتَلَهُ وَ خَرَجَ قَبِيصَةُ النمّيَريِ‌ّ وَ كَانَ يَشتِمُ عَلِيّاً وَ يَرتَجِزُ


أُقدِمُ إِقدَامَ الهِزَبرِ العاَليِ‌   فِي نَصرِ عُثمَانَ وَ لَا أبُاَليِ‌

فَبَرَزَ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ قَائِلًا


يَا صَاحِبَ الصّوتِ الرّفِيعِ العاَليِ‌   نفَديِ‌ عَلِيّاً ولَدَيِ‌ وَ ماَليِ‌

وَ خَرَجَ حَجلُ بنُ أُثَالٍ العبَسيِ‌ّ فَطَلَبَ البِرَازَ فَبَرَزَ إِلَيهِ ابنُهُ أُثَالٌ فَلَمّا رَآهُ قَالَ انصَرِف إِلَي الشّامِ فَإِنّ فِيهَا أَموَالًا جُمّةً فَقَالَ ابنُهُ يَا أَبَتِ انصَرِف إِلَينَا وَ جَنّةُ الخُلدِ مَعَ عَلِيّ وَ عَبّأَ مُعَاوِيَةُ أَربَعَةَ صُفُوفٍ فَتَقَدّمَ أَبُو الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ يُحَرّضُهُم وَ يَقُولُ يَا أَهلَ الشّامِ إِيّاكُم وَ الفِرَارَ فَإِنّهَا سُبّةٌ وَ عَارٌ فَدَقّوا عَلَي أَهلِ العِرَاقِ فَإِنّهُم أَهلُ فِتنَةٍ وَ نِفَاقٍ فَبَرَزَ سَعِيدُ بنُ قَيسٍ وَ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ وَ الأَشتَرُ وَ الأَشعَثُ فَقَتَلُوا مِنهُم ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَ نَيّفاً وَ انهَزَمَ البَاقُونَ وَ خَرَجَ كَعبُ بنُ جُعَيلٍ شَاعِرُ مُعَاوِيَةَ قَائِلًا


ابرُز إلِيَ‌ّ الآنَ يَا نجَاَشيِ‌ّ   فإَنِنّيِ‌ لَيثٌ لَدَي الهِرَاشِ

فَأَجَابَهُ النجّاَشيِ‌ّ شَاعِرُ عَلِيّ ع وَ بَرَزَ إِلَيهِ


اربَع قَلِيلًا فَأَنَا النجّاَشيِ‌ّ   لَستُ أَبِيعُ الدّينَ بِالمَعَاشِ

أَنصُرُ خَيرَ رَاكِبٍ وَ مَاشٍ   ذَاكَ عَلِيّ بَيّنُ الرّيَاشِ

صفحه : 584

وَ بَرَزَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ فِي أَلفِ رَجُلٍ فَقَتَلَ خَلقاً حَتّي استَغَاثَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ أَتَي أُوَيسٌ القرَنَيِ‌ّ مُتَقَلّداً بِسَيفَينِ وَ يُقَالُ كَانَ مَعَهُ مِرمَاةٌ وَ مِخلَاةٌ مِنَ الحَصَي فَسَلّمَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ وَدّعَهُ وَ بَرَزَ مَعَ رِجَالِهِ رَبِيعَةَ فَقُتِلَ مِن يَومِهِ فَصَلّي عَلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ دَفَنَهُ ثُمّ إِنّ عَمّاراً جَعَلَ يُقَاتِلُ وَ يَقُولُ


نَحنُ ضَرَبنَاكُم عَلَي تَنزِيلِهِ   ضَرباً يُزِيلُ الهَامَ عَن مَقِيلِهِ

وَ يَذهَلُ الخَلِيلَ عَن خَلِيلِهِ   أَو يُرجِعُ الحَقّ إِلَي سَبِيلِهِ

فَلَم يَزَل يُقَاتِلُ حَتّي قُتِلَ وَ بَرَزَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ دَعَا مُعَاوِيَةَ وَ قَالَ أَسأَلُكَ أَن تَحقُنَ الدّمَاءَ وَ تَبرُزَ إلِيَ‌ّ وَ أَبرُزَ إِلَيكَ فَيَكُونَ الأَمرُ لِمَن غَلَبَ فَبُهِتَ مُعَاوِيَةُ وَ لَم يَنطِق بِحَرفٍ فَحَمَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي المَيمَنَةِ فَأَزَالَهَا ثُمّ حَمَلَ عَلَي المَيسَرَةِ فَطَحَنَهَا ثُمّ حَمَلَ عَلَي القَلبِ وَ قَتَلَ مِنهُم جَمَاعَةً وَ أَنشَدَ


فَهَل لَكَ فِي أَبِي حَسَنٍ عَلِيّ   لَعَلّ اللّهُ يُمكِنُ مَن قَفَاكَا

دَعَاكَ إِلَي البِرَازِ فعكتَ[BA]فَكِعتَ] عَنهُ   وَ لَو بَارَزتَهُ تَرِبَت يَدَاكَا

فَانصَرَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ بَرَزَ مُتَنَكّراً فَخَرَجَ عَمرُو بنُ العَاصِ مُرتَجِزاً


يَا قَادَةَ الكُوفَةِ مِن أَهلِ الفِتَنِ   يَا قاَتلِيِ‌ عُثمَانَ ذَاكَ المُؤتَمَنِ

كَفَي بِهَذَا حَزَناً مِنَ الحَزَنِ   أَضرِبُكُم وَ لَا أَرَي أَبَا الحَسَنِ

فَتَنَاكَلَ عَنهُ عَلِيّ ع حَتّي تَبِعَهُ عَمرٌو ثُمّ ارتَجَزَ


صفحه : 585


أَنَا الغُلَامُ القرُشَيِ‌ّ المُؤتَمَنُ   المَاجِدُ الأَبيَضُ لَيثٌ كَالشّطَنِ

يَرضَي بِهِ السّادَةُ مِن أَهلِ اليَمَنِ   أَبُو الحُسَينِ فَاعلَمَن أَبُو الحَسَنِ

فَوَلّي عَمرٌو هَارِباً فَطَعَنَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَوَقَعَت فِي ذَيلِ دِرعِهِ فَاستَلقَي عَلَي قَفَاهُ وَ أَبدَي عَورَتَهُ فَصَفَحَ عَنهُ استِحيَاءً وَ تَكَرّماً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ احمَدِ اللّهَ ألّذِي عَافَاكَ وَ احمَدِ استَكَ ألّذِي وَقَاكَ قَالَ أَبُو نُوَاسٍ


فَلَا خَيرَ فِي دَفعِ الرّدَي بِمَذَلّةٍ   كَمَا رَدّهَا يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمرٌو

وَ قَالَ حَيصَ بَيصَ


قُبحُ مَخَازِيكَ هَازِمُ شرَفَيِ‌   سَوءَةُ عَمرٍو ثَنَت سِنَانَ عَلِيّ

وَ بَرَزَ عَلِيّ ع وَ دَعَا مُعَاوِيَةَ فَنَكَلَ عَنهُ وَ خَرَجَ بُسرُ بنُ أَرطَاةَ يَطمَعُ فِي عَلِيّ ع فَصَرَعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَاستَلقَي عَلَي قَفَاهُ وَ كَشَفَ عَن عَورَتِهِ فَانصَرَفَ عَنهُ عَلِيّ ع فَقَالَ وَيلَكُم يَا أَهلَ الشّامِ أَ مَا تَستَحيُونَ مِن مُعَامَلَةَ المَخَانِيثِ لَقَد عَلّمَكُم رَأسُ المَخَانِيثِ عَمرٌو وَ لَقَد روُيِ‌َ عَن هَذِهِ السّيرَةِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ فِي كَشفِ الأَستَاهِ وَسطَ عَرصَةِ الحُرُوبِ فَخَرَجَ غُلَامُهُ لَاحِقٌ ثُمّ قَالَ


أَردَيتَ بُسراً وَ الغُلَامُ ثَائِرُهُ   وَ كُلّ آبَ مَن عَلَيهِ قَادِرُهُ

فَطَعَنَهُ الأَشتَرُ قَائِلًا


صفحه : 586


فِي كُلّ يَومٍ رِجلُ شَيخٍ بَارِزَةٌ   وَ عَورَةٌ وَسطَ العَجَاجِ ظَاهِرَةٌ

أَبرَزَهَا طَعنَةُ كَفّ فَاتِرَةٍ   عَمرٌو وَ بُسرٌ رَهَبَا بِالقَاهِرَةِ

فَلَمّا رَأَي مُعَاوِيَةُ كَثرَةَ بِرَازِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَخَذَ فِي الخَدِيعَةِ فَأَنفَذَ عَمرٌو إِلَي رَبِيعَةَ خَالَاتِهِ فَوَقَعُوا فِيهِ فَقَالَ اكتُب إِلَي ابنِ عَبّاسٍ وَ غُرّهُ فَكَانَ فِيمَا كَتَبَ


طَالَ البَلَاءُ فَمَا ندَريِ‌ لَهُ آسيِ‌[BA]آسٍ]   بَعدَ الإِلَهِ سِوَي رِفقِ ابنِ عَبّاسٍ

فَكَانَ جَوَابُ ابنِ عَبّاسٍ


يَا عَمرُو حَسبُكَ مِن خَدعٍ وَ وَسوَاسٍ   فَاذهَب فَمَا لَكَ فِي تَركِ الهُدَي آسيِ‌[BA]آسٍ]

إِلّا بَوَادِرَ طُعِنَ فِي نُحُورِكُم   تَشجَي النّفُوسُ لَهُ فِي النّقعِ إِفلَاسٌ

إِن عَادَتِ الحَربُ عُدنَا وَ التَمِس هَرَباً   فِي الأَرضِ أَو سُلّماً فِي الأُفُقِ يَا قاَسيِ‌

ثُمّ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَيهِ يَذكُرُ فِيهِ إِنّمَا بقَيِ‌َ مِن قُرَيشٍ سِتّةٌ أَنَا وَ عَمرٌو بِالشّامِ نَاصِبَانِ وَ سَعدٌ وَ ابنُ عُمَرَ بِالحِجَازِ وَ عَلِيّ وَ أَنتَ بِالعِرَاقِ عَلَي خَطبٍ عَظِيمٍ وَ لَو بُويِعَ لَكَ بَعدَ عُثمَانَ لَأَسرَعنَا فِيهِ فَأَجَابَهُ ابنُ عَبّاسٍ


دَعَوتَ ابنَ عَبّاسٍ إِلَي السّلمِ خُدعَةً   وَ لَيسَ لَهَا حَتّي تَمُوتَ بِخَادِعٍ

وَ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ لِابنِ خَدِيجٍ الكنِديِ‌ّ أَن يُكَاتِبَ الأَشعَثَ وَ النّعمَانِ بنِ بَشِيرٍ أَن يُكَاتِبَ قَيسَ بنَ سَعدٍ فِي الصّلحِ ثُمّ أَنفَذَ عَمراً وَ عُتبَةَ وَ حَبِيبَ بنَ مَسلَمَةَ وَ الضّحّاكَ بنَ قَيسٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا كَلّمُوهُ قَالَ أَدعُوكُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص فَإِن تُجِيبُوا إِلَي ذَلِكَ فَلِلرّشدِ أَصَبتُم وَ لِلخَيرِ وُفّقتُم وَ إِن تَأَبّوا لَم تَزدَادُوا مِنَ اللّهِ إِلّا بُعداً فَقَالُوا قَد رَأَينَا أَن تَنصَرِفَ عَنّا فنَخُلَيّ‌َ بَينَكُم وَ بَينَ


صفحه : 587

عِرَاقِكُم وَ تُخَلّونَ بَينَنَا وَ بَينَ شَامِنَا فَنَحنُ نَحقُنُ دِمَاءَ المُسلِمِينَ فَقَالَ ع لَم أَجِد إِلّا القِتَالَ أَوِ الكُفرَ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مُحَمّدٍص ثُمّ بَرَزَ الأَشتَرُ وَ قَالَ سَوّوا صُفُوفَكُم وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَيّهَا النّاسُ مَن يَبِع يَربَح فِي هَذَا اليَومِ فِي كَلَامٍ لَهُ أَلَا إِنّ خِضَابَ النّسَاءِ الحِنّاءُ وَ خِضَابَ الرّجَالِ الدّمَاءُ وَ الصّبرُ خَيرٌ فِي عَوَاقِبِ الأُمُورِ أَلَا إِنّهَا إِحَنٌ بَدرِيّةٌ وَ ضَغَائِنُ أُحُدِيّةٌ وَ أَحقَادٌ جَاهِلِيّةٌ وَ قَرَأَفَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَفَتَقَدّمَ وَ هُوَ يَرتَجِزُ


دِبّوا دَبِيبَ النّملِ لَا تَفُوتُوا   وَ أَصبِحُوا فِي حَربِكُم وَ بِيتُوا

كَيمَا تَنَالُوا الدّينَ أَو تَمُوتُوا   أَو لَا فإَنِيّ‌ طَالَ مَا عُصِيتُ

  قَد قُلتُم لَو جِئتَنَا فَجِئتُ

وَ حَمَلَ فِي سَبعَةَ عَشَرَ أَلفَ رَجُلٍ فَكَسَرُوا الصّفُوفَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمرٍو اليَومَ صَبرٌ وَ غَداً فَخرٌ فَقَالَ عَمرٌو صَدَقتَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ لَكِنّ المَوتَ حَقّ وَ الحَيَاةَ بَاطِلٌ وَ لَو حَمَلَ عَلِيّ فِي أَصحَابِهِ حَملَةً أُخرَي فَهُوَ البَوَارُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَمَا انتِظَارُكُم إِن كُنتُم تُرِيدُونَ الجَنّةَ فَبَرَزَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ قَائِلًا


أَحمَدُ ربَيّ‌ فَهُوَ الحَمِيدُ   ذَاكَ ألّذِي يَفعَلُ مَا يُرِيدُ

  ِينٌ قَوِيمٌ وَ هُوَ الرّشِيدُ

فَقَاتَلَ حَتّي قُتِلَ وَ بَرَزَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ قَائِلًا


كَم ذَا يُرجَي أَن يَعِيشَ المَاكِثُ   وَ النّاسُ مَورُوثٌ وَ فِيهِم وَارِثٌ

  هَذَا عَلَي مَن عَصَاهُ نَاكِثٌ

فَقَاتَلَ حَتّي قُتِلَ


صفحه : 588

وَ بَرَزَ عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ قَائِلًا


أَ بَعدَ عَمّارٍ وَ بَعدَ هَاشِمٍ   وَ ابنِ بُدَيلٍ صَاحِبِ المَلَاحِمِ

  َرجُو البَقَاءَ مِن بَعدُ يَا ابنَ حَاتِمٍ

فَمَا زَالَ يُقَاتِلُ حَتّي فُقِئَ عَينُهُ وَ بَرَزَ الأَشتَرُ مُرتَجِزاً


سِيرُوا إِلَي اللّهِ وَ لَا تَعَرّجُوا   دِينٌ قَوِيمٌ وَ سَبِيلٌ مَنهَجٌ

وَ قَتَلَ جُندَبَ بنَ زُهَيرٍ فَلَم يَزَالُوا يُقَاتِلُونَ حَتّي دَخَلَ وَقعَةُ الخَمِيسِ وَ هيِ‌َ لَيلَةُ الهَرِيرِ وَ كَانَ أَصحَابُ عَلِيّ ع يَضرِبُونَ الطّبُولَ مِن أَربَعِ جَوَانِبِ عَسكَرِ مُعَاوِيَةَ وَ يَقُولُونَ عَلِيّ المَنصُورُ وَ هُوَ يَرفَعُ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ وَ يَقُولُ أللّهُمّ إِلَيكَ نُقِلَتِ الأَقدَامُ وَ إِلَيكَ أَفضَتِ القُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الأيَديِ‌ وَ مُدّتِ الأَعنَاقُ وَ طُلِبَتِ الحَوَائِجُ وَ شَخَصَتِ الأَبصَارُ أللّهُمّافتَح بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَ وَ كَانَ يُنشِدُ


اللّيلُ دَاجٍ وَ الكِبَاشُ تَنتَطِحُ   نِطَاحَ أُسدٍ مَا أَرَاهَا تَصطَلِحُ

أُسدُ عَرِينٍ فِي اللّقَاءِ قَد مَرِحَ   مِنهَا قِيَامٌ وَ فَرِيقٌ مُنبَطِحٌ

  َمَن نَجَا بِرَأسِهِ فَقَد رَبِحَ

وَ كَانَ يَحمِلُ عَلَيهِم مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ وَ يَدخُلُ فِي غُمَارِهِم وَ يَقُولُ اللّهَ اللّهَ فِي البَقِيّةِ اللّهَ اللّهَ فِي الحَرَمِ وَ الذّرّيّةِ فَكَانُوا يُقَاتِلُونَ أَصحَابَهُم بِالجَهلِ فَلَمّا أَصبَحَ كَانَ قَتلَي عَسكَرِهِ أَربَعَةَ آلَافِ رَجُلٍ وَ قَتلَي عَسكَرِ مُعَاوِيَةَ اثنَينِ وَ ثَلَاثِينَ أَلفَ رَجُلٍ فَصَاحُوا يَا مُعَاوِيَةُ هَلَكَتِ العَرَبُ فَاستَغَاثَ هُوَ بِعَمرٍو فَأَمَرَهُ بِرَفعِ المَصَاحِفِ


صفحه : 589

قَالَ قَتَادَةُ القَتلَي يَومَ صِفّينَ سِتّونَ أَلفاً

وَ قَالَ ابنُ سِيرِينَ سَبعُونَ أَلفاً وَ هُوَ المَذكُورُ فِي أَنسَابِ الأَشرَافِ وَضَعُوا عَلَي كُلّ قَتِيلٍ قَصَبَةً ثُمّ عَدّوا القَصَبَ

بيان سَتُدعَونَ إِلي قَومٍ قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل هم هوازن وخيبر وقيل هم هوازن وثقيف وقيل هم بنو حنيفة مع مسيلمة وقيل أهل فارس وقيل الروم وقيل هم أهل صفين أصحاب معاوية انتهي . واستدل علي كونهم أصحاب معاوية بأن الله تعالي أخبر عن المتخلفين بأنهم لن يتبعوا الرسول أبدا فلابد أن يكون بعده ص وبعده أصحاب معاوية أظهر من غيرهم أوالغرض محض نفي‌ قول من قال إنها فيما وقع في حياته ص . و قال الفيروزآبادي‌ ربص بفلان ربصا انتظر به خيرا أوشرا يحل به كتربص ويقال ربصني‌ أمر و أنامربوص . والمراد بالشيخين طلحة والزبير. و في القاموس الدر النفس واللبن وكثرته ولله دره أي عمله و لادر دره لازكا عمله ودر العرق سال قوله ماتبوح بهاالخمر باح بسره أظهره والضمير راجع إلي الخمر أي مادام الخمر تظهر نفسها و لايمكن كتمانها والباسل البطل كشجاع والعلقمة المرارة وجربان القميص بضم الجيم والراء وتشديد الباء معرب گريبان شمر بكسر الشين والميم وتشديد الراء أي شديد. قوله ع من و من أي من هو و من هو و في الديوان وشر


صفحه : 590

من وهن وبعده و قدغذي‌ بالبأس في وقت اللبن والغبن بالتسكين في البيع وبالتحريك في الرأي‌ والطحن بالكسر الدقيق ولعل التحريك من ضرورة الشعر والوهن بالفتح و قديحرك الضعف في العمل وجشمته الأمر تجشيما كلفته وفرس طمر بكسر الطاء والميم وتشديد الراء هوالمستقر للوثب والعدو قوله كالعقاب هاوية أي كالعقاب في وقت هويها فإنها أسرع ونكد عيشهم اشتد و رجل نكد أي عسر. قوله ع ومنها جعفر في الديوان وتربي‌ جعفر والترب بالكسر من ولد معك هذالهذا أي هذاالفخر لهذا اليوم ولعله عذر للمفاخرة وتقول أجحرته إذاألجأته إلي أن دخل جحره والتذبذب التحرك والمذبذب المتردد بين أمرين أكرم بجند أي ماأكرمهم والأردان جمع الردن بالضم أصل الكم وطهارتها كناية عن كرم الأخلاق والأمانة وشجاني‌ أي أحزنني‌ والمين الكذب . قوله الأبرح العين أقول نسب في الديوان هذاالرجز إليه ع و فيه الأخزر العين أي الضيق العين والحاوية البطن كله أوالمعاء والهاوية الهواة والمرأة الثاكلة ولطفها هنا ظاهر. قوله ع أناالغلام القرشي‌ في الديوان أناالإمام القرشي‌ و فيه كالشطن وزاد بعد قوله من أهل اليمن من ساكني‌ نجد و من أهل عدن . أبوحسين فاعلمن و أبوحسن . والأبلج المشرق الوجه أومنفصل الحاجبين والقطن بالتحريك جبل لبني‌ أسد والشطن بالتحريك الحبل الطويل قوله يافاسي‌ من الفسوة ويحتمل القاف . قوله ع أولا أي بل لاتقبلون قولي‌ فإني‌ كثيرا ماعصيت و ماكافة أومصدرية. قوله ع لوجئتنا لوللتمني‌ وزاد في الديوان في آخره


صفحه : 591

ليس لكم ماشئتم وشئت .بل مايريد المحيي‌ المميت . و في الديوان في الرجز الآخر بعد قوله ع تصطلح أسد عرين في اللقاء قدمرح . والعرين مأوي الأسد والعدول في مرح من الجمع إلي المفرد لضرورة الشعر وللإشعار بأنها لاجتماعها كأسد واحد كماقيل في قوله تعالي وَ هُم لَكُم عَدُوّ ويقال بطحه أي ألقاه علي وجهه فانبطح قوله ع الله الله أي اتقوه واذكروه

473- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي الأَغَرّ التمّيِميِ‌ّ قَالَ إنِيّ‌ لَوَاقِفٌ يَومَ صِفّينَ إِذ مَرّ بيِ‌َ العَبّاسُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ شَاكٍ فِي السّلَاحِ عَلَي رَأسِهِ مِغفَرٌ وَ بِيَدِهِ صَفِيحَةٌ يَمَانِيّةٌ يَقلِبُهَا وَ هُوَ عَلَي فَرَسٍ لَهُ أَدهَمَ وَ كَأَنّ عَينَيهِ عَينَا أَفعَي فَبَينَا هُوَ يَرُوضُ فَرَسَهُ وَ يَلِينُ فِي عَرِيكَتِهِ إِذ هَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ مِن أَهلِ الشّامِ يُقَالُ لَهُ عِرَارُ بنُ أَدهَمَ يَا عَبّاسُ هَلُمّ إِلَي البِرَازِ قَالَ فَالنّزُولُ إِذاً فَإِنّهُ أَيأَسُ مِنَ القُفُولِ قَالَ فَنَزَلَ الشاّميِ‌ّ وَ وَجَدَ وَ هُوَ يَقُولُ


إِن تَركَبُوا فَرُكُوبُ الخَيلِ عَادَتُنَا   أَو تَنزِلُونَ فَإِنّا مَعشَرٌ نُزُلٌ

قَالَ وَ ثَنّي عَبّاسٌ رِجلَهُ وَ هُوَ يَقُولُ


صفحه : 592


وَ يَصُدّ عَنكَ مَخِيلَةُ الرّجُلِ   العِرّيضِ مُوضِحَةً عَنِ العَظمِ

بِحُسَامِ سَيفِكَ أَو لِسَانِكَ   وَ الكَلِمُ الأَصِيلُ كَأَرعَبِ الكَلمِ

ثُمّ عَصَبَ فَضَلَاتِ دِرعِهِ فِي حُجزَتِهِ وَ دَفَعَ فَرَسَهُ إِلَي غُلَامٍ يُقَالُ لَهُ أَسلَمُ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي قَلَاقُلِ شَعرِهِ وَ دَلَفَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا إِلَي صَاحِبِهِ قَالَ فَذَكَرتُ قَولَ أَبِي ذُوَيبٍ


فَتَنَازَلَا وَ تَوَاقَفَت خَيلَاهُمَا   وَ كِلَاهُمَا بَطَلُ اللّقَاءِ مُخَدّعٌ

قَالَ ثُمّ تَكَافَحَا بِسَيفِهِمَا مَلِيّاً مِن نَهَارِهِمَا لَا يَصِلُ وَاحِدٌ مِنهُمَا إِلَي صَاحِبِهِ لِكَمَالِ لَأمَتِهِ إِلَي أَن لَحَظَ العَبّاسُ وَهياً[وَهناً خ ل ] فِي دِرعِ الشاّميِ‌ّ فَأَهوَي إِلَيهِ بِيَدِهِ فَهَتَكَهُ إِلَي ثُندُوَتِهِ ثُمّ عَاوَدَ لِمُحَاوَلَتِهِ وَ قَد أَصحَرَ لَهُ مَفتَقَ الدّرعِ فَضَرَبَهُ العَبّاسُ ضَربَةً بِالسّيفِ فَانتَظَمَ بِهِ جَوَانِحُ صَدرِهِ وَ خَرّ الشاّميِ‌ّ صَرِيعاً بِخَدّهِ وَ سَمَا العَبّاسُ فِي النّاسِ وَ كَبّرَ النّاسُ تَكبِيرَةً ارتَجّت لَهَا الأَرضُ فَسَمِعتُ قَائِلًا يَقُولُ مِن ورَاَئيِ‌قاتِلُوهُم يُعَذّبهُمُ اللّهُ بِأَيدِيكُم وَ يُخزِهِم وَ يَنصُركُم عَلَيهِم وَ يَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَ وَ يُذهِب غَيظَ قُلُوبِهِم وَ يَتُوبُ اللّهُ عَلي مَن يَشاءُفَالتَفَتّ فَإِذَا هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَبَا الأَغَرّ مَنِ المُبَارِزُ لِعَدُوّنَا قُلتُ هَذَا ابنُ شَيخِكُمُ العَبّاسِ بنِ رَبِيعَةَ قَالَ عَلِيّ ع يَا عَبّاسُ قَالَ لَبّيكَ قَالَ أَ لَم أَنهَكَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ أَن تُخَلّوا بِمَركَزٍ أَو تُبَاشِرُوا حَدَثاً قَالَ إِنّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ قَالَ فَمَا عَدَا مِمّا بَدَا قَالَ أَ فَأُدعَي إِلَي البِرَازِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَلَا أُجِيبُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ نَعَم طَاعَةُ إِمَامِكَ أَولَي بِكَ مِن إِجَابَةِ عَدُوّكَ وَدّ مُعَاوِيَةُ أَنّهُ مَا بقَيِ‌َ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ نَافِخُ ضَرمَةٍ إِلّا طُعِنَ فِي نَيطِهِ إِطفَاءً لِنُورِ اللّهِوَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُوَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ أَمَا وَ اللّهِ لَيُهلِكَنّهُم مِنّا رِجَالٌ وَ رِجَالٌ يَسُومُونَهُمُ الخَسفَ حَتّي يَتَكَفّفُوا بِأَيدِيهِم وَ يَحفِرُوا الآبَارَ ثُمّ قَالَ إِن عَادُوا لَكَ فَعُد لِي قَالَ وَ نَمَي الخَبَرُ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ[ وَ] اللّهِ دَمٌ عَرَارٌ أَ لَا رَجُلٌ يَطلُبُ بِدَمٍ عَرَارٍ قَالَ فَانتَدَبَ لَهُ رَجُلَانِ مِن لَخمٍ فَقَالَا نَحنُ لَهُ قَالَ اذهَبَا فَأَيّكُمَا قَتَلَ العَبّاسَ بِرَازاً فَلَهُ كَذَا وَ كَذَا فَأَتَيَاهُ فَدَعَوَاهُ إِلَي البِرَازِ فَقَالَ إِنّ لِي سَيّداً أُؤَامِرُهُ


صفحه : 593

قَالَ فَأَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَأَخبَرَهُ فَقَالَ ناَقلِنيِ‌ سِلَاحَكَ بسِلِاَحيِ‌ فَنَاقَلَهُ قَالَ وَ رَكِبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي فَرَسِ العَبّاسِ وَ دَفَعَ فَرَسَهُ وَ بَرَزَ إِلَي الشّامِيّينِ فَلَم يَشُكّا أَنّهُ العَبّاسُ فَقَالَا لَهُ أَذِنَ لَكَ سَيّدُكَ فَتَحَرّجَ أَن يَقُولَ نَعَم فَقَالَأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ قَالَ فَبَرَزَ إِلَيهِ أَحَدُهُمَا فَكَأَنّمَا اختَطَفَهُ ثُمّ بَرَزَ إِلَيهِ الثاّنيِ‌ فَأَلحَقَهُ بِالأَوّلِ وَ انصَرَفَ وَ هُوَ يَقُولُالشّهرُ الحَرامُ بِالشّهرِ الحَرامِ وَ الحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدي عَلَيكُم ثُمّ قَالَ يَا عَبّاسُ خُذ سِلَاحَكَ وَ هَاتِ سلِاَحيِ‌ قَالَ وَ نَمَي الخَبَرُ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ قَبّحَ اللّهُ اللّجَاجَ إِنّهُ لَقَعُودٌ مَا رَكِبتُهُ قَطّ إِلّا خُذِلتُ فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ المَخذُولُ وَ اللّهِ اللّخمِيّانِ لَا أَنتَ قَالَ اسكُت أَيّهَا الشّيخُ فَلَيسَ هَذِهِ مِن سَاعَاتِكَ قَالَ فَإِن لَم يَكُن فَرَحِمَ اللّهُ اللّخمِيّينِ وَ مَا أَرَاهُ يَفعَلُ قَالَ ذَلِكَ وَ اللّهِ أَضيَقُ لحجرك [لِجُحرِكَ] وَ أَخسَرُ لِصَفقَتِكَ قَالَ أَجَل وَ لَو لَا مِصرُ لَقَد كَانَتِ المَنجَاةُ مِنهَا فَقَالَ هيِ‌َ وَ اللّهِ أَعمَتكَ وَ لَولَاهَا لَأُلفِيتَ بَصِيراً

بيان ورواه ابن أبي الحديد عن ابن قتيبة من كتاب عيون الأخبار عن أبي الأغر بأدني تغيير وزاد بعد قوله من إجابة عدوك ثم تغيظ واستطار حتي قلت الساعة الساعة ثم سكن وتطامن ورفع يديه مبتهلا و قال أللهم اشكر للعباس مقامه واغفر له ذنبه وساق الخبر إلي قوله فقال علي فو الله لود معاوية. والمخيلة الظن والكبر والعريض كسكيت من يتعرض للناس بالشر أي يمنع عنك ظن المتعرض للشر وكبره وخيلاءه ضربة أوشجة موضحة عن العظم أوكلام بلسانك فإن الكلام الأصيل في التأثير كأرعب الكلم أي الجرح و في بعض النسخ قارعة الكلم بالقاف أوالفاء أي تفوقه وتزيد عليه والأول أظهر والعصب الطي‌ الشديد والقلاقل بالضم السريع التحرك ودلف مشي بتثاقل كمشي‌ الشيخ ودلفت الكتيبة في الحرب تقدمت .


صفحه : 594

و قال الجوهري‌ قال الأصمعي‌ كافحوهم إذااستقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترس و قال مضي ملي‌ من النهار أي ساعة طويلة. و قال الجوهري‌ اللأمة الدرع اللأمة. و قوله ع فما عدا مما بدا أي ماصرفك عما ظهر لك و قدمر سابقا. و قال الجوهري‌ الضرمة السعفة أوالشحة في طرفها نار يقال ما بهانافخ ضرمة أي أحد. و قال في النهاية في حديث علي ع و الله لود معاوية أنه مابقي‌ من بني‌ هاشم نافخ ضرمة إلاطعن في نيطه الضرمة بالتحريك النار و هذايقال عندالمبالغة في الهلاك لأن النار ينفخها الصغير والكبير والذكر والأنثي أي مابقي‌ أحد منهم . ويقال طعن في نيطه أي في جنازته و من ابتدأ في شيء أودخله فقد طعن فيه ويروي طعن علي ما لم يسم فاعله والنيط نياط القلب و هوعلاقته . و قال في مادة نيط يقال طعن في نيطه وجنازته إذامات والقياس النوط لأنه من ناط ينوط إذاعلق غير أن الواو تعاقب الياء في حروف كثيرة. وقيل النيط نياط القلب و هوالعرق ألذي القلب معلق به . و قال الجوهري‌ سامه خسفا أي أولاه ذلا ويقال كلفه المشقة والذل و قال استكف وتكفف بمعني و هو أن يمد كفه يسأل الناس يقال فلان يتكفكف الناس و قال القعود من الإبل هوالبكر حين يركب أي يمكن ظهره من الركوب . قوله أضيق لجحرك أي إقرارك ببطلان أمرنا يضيق الأمر عليك ويجعل صفقتك أي بيعتك لي خاسرة بائرة


صفحه : 595

474-جا،[المجالس للمفيد]التّمّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِي نُعَيمٍ عَن صَالِحِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي مِخنَفٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِ‌ّ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع خَطَبَ ذَاتَ يَومٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ اسمَعُوا مقَاَلتَيِ‌ وَ عُوا كلَاَميِ‌ إِنّ الخُيَلَاءَ مِنَ التّجَبّرِ وَ النّخوَةَ مِنَ التّكَبّرِ وَ إِنّ الشّيطَانَ عَدُوّ حَاضِرٌ يَعِدُكُمُ البَاطِلَ أَلَا إِنّ المُسلِمَ أَخُو المُسلِمِ فَلَا تَنَابَزُوا وَ لَا تَخَاذَلُوا فَإِنّ شَرَائِعَ الدّينِ وَاحِدَةٌ وَ سُبُلَهُ قَاصِدَةٌ مَن أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَ مَن تَرَكَهَا مَرَقَ وَ مَن فَارَقَهَا مُحِقَ لَيسَ المُسلِمُ بِالخَائِنِ إِذَا ائتُمِنَ وَ لَا بِالمُخلِفِ إِذَا وَعَدَ وَ لَا بِالكَذُوبِ إِذَا نَطَقَ نَحنُ أَهلُ بَيتِ الرّحمَةِ وَ قَولُنَا الحَقّ وَ فِعلُنَا القِسطُ وَ مِنّا خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ فِينَا قَادَةُ الإِسلَامِ وَ أُمَنَاءُ الكِتَابِ نَدعُوكُم إِلَي اللّهِ وَ إِلَي رَسُولِهِ وَ إِلَي جِهَادِ عَدُوّهِ وَ الشّدّةِ فِي أَمرِهِ وَ ابتِغَاءِ مَرضَاتِهِ وَ إِلَي إِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ وَ حَجّ البَيتِ وَ صِيَامِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ تَوفِيرِ الفيَ‌ءِ لِأَهلِهِ أَلَا وَ إِنّ مِن أَعجَبِ العَجَبِ أَنّ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ الأمُوَيِ‌ّ وَ عَمرَو بنَ العَاصِ السهّميِ‌ّ يُحَرّضَانِ النّاسَ عَلَي طَلَبِ دَمِ ابنِ عَمّهِمَا وَ قَد عَلِمتُم أنَيّ‌ وَ اللّهِ لَم أُخَالِف رَسُولَ اللّهِص قَطّ وَ لَم أَعصِهِ فِي أَمرِهِ قَطّ أَقِيهِ بنِفَسيِ‌ فِي المَوَاطِنِ التّيِ‌ تَنكُصُ فِيهَا الأَبطَالُ وَ تُرعَدُ مِنهَا الفَرَائِصُ بِقُوّةٍ أكَرمَنَيِ‌َ اللّهُ بِهَا فَلَهُ الحَمدُ وَ لَقَد قُبِضَ النّبِيّص وَ إِنّ رَأسَهُ لفَيِ‌ حجَريِ‌ وَ لَقَد وُلّيتُ غُسلَهُ بيِدَيِ‌ تُقَلّبُهُ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ معَيِ‌ وَ ايمُ اللّهِ مَا اختَلَفَت أُمّةٌ بَعدَ نَبِيّهَا إِلّا ظَهَرَ بَاطِلُهَا عَلَي حَقّهَا إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ


صفحه : 596

قَالَ فَقَامَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ أَمّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَقَد أَعلَمَكُم أَنّ الأُمّةَ لَم يَستَقِم عَلَيهِ قَالَ فَتَفَرّقَ النّاسُ وَ قَد نَفَذَت بَصَائِرُهُم

475-كشف ،[كشف الغمة]خَرَجَ مِن عَسكَرِ مُعَاوِيَةَ المِخرَاقُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ وَ طَلَبَ البِرَازَ فَخَرَجَ إِلَيهِ مِن عَسكَرِ عَلِيّ ع المُؤَمّلُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ المرُاَديِ‌ّ فَقَتَلَهُ الشاّميِ‌ّ فَنَزَلَ فَجَزّ رَأسَهُ وَ حَكّ وَجهَهُ بِالأَرضِ وَ كَبّهُ عَلَي وَجهِهِ فَخَرَجَ إِلَيهِ فَتًي مِنَ الأَزدِ اسمُهُ مُسلِمُ بنُ عَبدِ رَبّهِ فَقَتَلَهُ الشاّميِ‌ّ وَ فَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ فَلَمّا رَأَي عَلِيّ ع ذَلِكَ تَنَكّرَ وَ الشاّميِ‌ّ وَاقِفٌ يَطلُبُ البِرَازَ فَخَرَجَ إِلَيهِ وَ هُوَ لَا يَعرِفُهُ فَطَلَبَهُ فَبَدَرَهُ عَلِيّ ع بِضَربَةٍ عَلَي عَاتِقِهِ فَرَمَي بِشِقّهِ فَنَزَلَ فَاجتَزّ رَأسَهُ وَ قَلّبَ وَجهَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ رَكِبَ وَ نَادَي هَل مِن مُبَارِزٍ فَخَرَجَ إِلَيهِ فَارِسٌ فَقَتَلَهُ وَ فَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ وَ رَكِبَ وَ نَادَي هَل مِن مُبَارِزٍ فَخَرَجَ إِلَيهِ فَارِسٌ فَقَتَلَهُ وَ فَعَلَ كَمَا فَعَلَ كَذَا إِلَي أَن قَتَلَ سَبعَةً فَأَحجَمَ عَنهُ النّاسُ وَ لَم يَعرِفُوهُ وَ كَانَ لِمُعَاوِيَةَ عَبدٌ يُسَمّي حَرباً وَ كَانَ شُجَاعاً فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَيلَكَ يَا حَربُ اخرُج إِلَي هَذَا الفَارِسِ فاَكفنِيِ‌ أَمرَهُ فَقَد قَتَلَ مِن أصَحاَبيِ‌ مَا قَد رَأَيتَ فَقَالَ لَهُ حَربٌ إنِيّ‌ وَ اللّهِ أَرَي مَقَامَ فَارِسٍ لَو نَزَلَ إِلَيهِ أَهلُ عَسكَرِكَ لَأَفنَاهُم عَن آخِرِهِم فَإِن شِئتَ بَرَزتُ إِلَيهِ وَ اعلَم أَنّهُ قاَتلِيِ‌ وَ إِن شِئتَ فاَستبَقِنيِ‌ لِغَيرِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَا وَ اللّهِ مَا أُحِبّ أَن تُقتَلَ فَقِف مَكَانَكَ حَتّي يَخرُجَ إِلَيهِ غَيرُكَ وَ جَعَلَ عَلِيّ ع يُنَادِيهِم وَ لَا يَخرُجُ إِلَيهِ أَحَدٌ فَرَفَعَ المِغفَرَ عَن رَأسِهِ وَ رَجَعَ إِلَي عَسكَرِهِ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِن أَبطَالِ الشّامِ اسمُهُ كُرَيبُ بنُ الصّبّاحِ فَطَلَبَ البِرَازَ فَخَرَجَ إِلَيهِ المُرَقّعُ الخوَلاَنيِ‌ّ فَقَتَلَهُ الشاّميِ‌ّ وَ خَرَجَ إِلَيهِ آخَرُ فَقَتَلَهُ أَيضاً فَرَأَي عَلِيّ ع فَارِساً بَطَلًا فَخَرَجَ إِلَيهِ عَلِيّ ع بِنَفسِهِ فَوَقَفَ قُبَالَتَهُ وَ قَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا كُرَيبُ بنُ الصّبّاحِ الحمِيرَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع


صفحه : 597

وَيحَكَ يَا كُرَيبُ إنِيّ‌ أُحَذّرُكَ اللّهَ فِي نَفسِكَ وَ أَدعُوكَ إِلَي كِتَابِهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِ فَقَالَ كُرَيبٌ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَاللّهَ اللّهَ فِي نَفسِكَ فإَنِيّ‌ أَرَاكَ فَارِساً بَطَلًا فَيَكُونُ لَكَ مَا لَنَا وَ عَلَيكَ مَا عَلَينَا وَ تَصُونُ نَفسَكَ مِن عَذَابِ اللّهِ وَ لَا يُدخِلَنّكَ مُعَاوِيَةُ نَارَ جَهَنّمَ فَقَالَ كُرَيبٌ ادنُ منِيّ‌ إِن شِئتَ وَ جَعَلَ يُلَوّحُ بِسَيفِهِ فَمَشَي إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ التَقَيَا بِضَربَتَينِ وَ فَبَدَرَهُ عَلِيّ ع فَقَتَلَهُ فَخَرَجَ إِلَيهِ الحَارِثُ بنُ الحمِيرَيِ‌ّ فَقَتَلَهُ وَ آخَرُ فَقَتَلَهُ حَتّي قَتَلَ أَربَعَةً وَ هُوَ يَقُولُالشّهرُ الحَرامُ بِالشّهرِ الحَرامِ وَ الحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدي عَلَيكُم وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَ ثُمّ صَاحَ عَلِيّ ع يَا مُعَاوِيَةُ هَلُمّ إِلَي مبُاَرزَتَيِ‌ وَ لَا تَفنَيَنّ العَرَبُ بَينَنَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ فَقَد قَتَلتَ أَربَعَةً مِن سِبَاعِ العَرَبِ فَحَسبُكَ فَصَاحَ شَخصٌ مِن أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ اسمُهُ عُروَةُ بنُ دَاوُدَ يَا عَلِيّ إِن كَانَ مُعَاوِيَةُ قَد كَرِهَ مُبَارَزَتَكَ فَهَلُمّ إِلَي مبُاَرزَتَيِ‌ فَذَهَبَ عَلِيّ ع نَحوَهُ فَبَدَرَهُ عُروَةُ بِضَربَةٍ فَلَم يَعمَل شَيئاً وَ ضَرَبَهُ عَلِيّ فَأَسقَطَهُ قَتِيلًا ثُمّ قَالَ انطَلِق إِلَي النّارِ وَ كَبُرَ عَلَي أَهلِ الشّامِ قَتلُ عُروَةَ وَ جَاءَ اللّيلُ وَ خَرَجَ عَلِيّ ع فِي يَومٍ آخَرَ مُتَنَكّراً فَطَلَبَ البِرَازَ فَخَرَجَ إِلَيهِ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ هُوَ لَا يَعرِفُ أَنّهُ عَلِيّ وَ عَرَفَهُ عَلِيّ ع فَاطّرَدَ بَينَ يَدَيهِ لِيُبَعّدَهُ عَن عَسكَرِهِ فَتَبِعَهُ عَمرٌو مُرتَجِزاً


يَا قَادَةَ الكُوفَةِ يَا أَهلَ الفِتَنِ   أَضرِبُكُم وَ لَا أَرَي أَبَا الحَسَنِ

فَرَجَعَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَقُولُ


أَبُو الحُسَينِ فَاعلَمَنّ وَ الحَسَنِ   جَاءَكَ يَقتَادُ العِنَانَ وَ الرّسَنَ

فَعَرَفَهُ عَمرٌو فَوَلّي رَكضاً وَ لَحِقَهُ عَلِيّ فَطَعَنَهُ طَعنَةً وَقَعَ الرّمحُ فِي فُضُولِ دِرعِهِ فَسَقَطَ إِلَي الأَرضِ وَ خشَيِ‌َ أَن يَقتُلَهُ فَرَفَعَ رِجلَيهِ فَبَدَت سَوأَتُهُ فَصَرَفَ عَلِيّ ع وَجهَهُ وَ انصَرَفَ إِلَي عَسكَرِهِ


صفحه : 598

وَ جَاءَ عَمرٌو وَ مُعَاوِيَةُ يَضحَكُ مِنهُ فَقَالَ مِمّ تَضحَكُ وَ اللّهِ لَو بَدَا لعِلَيِ‌ّ مِن صَفحَتِكَ مَا بَدَا لَهُ مِن صفَحتَيِ‌ إِذاً لَأَوجَعَ قَذَالَكَ وَ أَيتَمَ عِيَالَكَ وَ أَنهَبَ مَالَكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَو كُنتَ تَحتَمِلُ مِزَاحاً لَمَازَحتُكَ فَقَالَ عَمرٌو وَ مَا أحَملَنَيِ‌ لِلمِزَاحِ وَ لَكِن إِذَا لقَيِ‌َ الرّجُلُ رَجُلًا فَصَدّ عَنهُ وَ لَم يَقتُلهُ أَ تَقطُرُ السّمَاءُ دَماً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَا وَ لَكِنّهَا تُعقِبُ فَضِيحَةَ الأَبَدِ حِيناً وَ حِيناً أَمَا وَ اللّهِ لَو عَرَفتَهُ لَمَا أَقدَمتَ عَلَيهِ وَ كَانَ فِي أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ فَارِسٌ مَشهُورٌ بِالشّجَاعَةِ اسمُهُ بُسرُ بنُ أَرطَاةَ فَلَمّا سَمِعَ بُسرٌ عَلِيّاً ع يَدعُو مُعَاوِيَةَ إِلَي البِرَازِ وَ مُعَاوِيَةُ يَمتَنِعُ قَالَ قَد عَزَمتُ عَلَي مُبَارَزَةِ عَلِيّ فلَعَلَيّ‌ أَقتُلُهُ فَأَذهَبَ بِشُهرَتِهِ فِي العَرَبِ وَ شَاوَرَ غُلَاماً يُقَالُ لَهُ لَاحِقٌ فَقَالَ إِن كُنتَ وَاثِقاً مِن نَفسِكَ وَ إِلّا فَلَا تُبَارِز إِلَيهِ فَإِنّهُ وَ اللّهِ الشّجَاعُ المُطرِقُ وَ أَنشَدَ


فَأَنتَ لَهُ يَا بُسرُ إِن كُنتَ مِثلَهُ   وَ إِلّا فَإِنّ اللّيثَ لِلضّبُعِ آكِلٌ

مَتَي تَلقَهُ فَالمَوتُ فِي رَأسِ رُمحِهِ   وَ فِي سَيفِهِ شُغُلٌ لِنَفسِكَ شَاغِلٌ

فَقَالَ وَيحَكَ هَل هيِ‌َ إِلّا المَوتُ وَ لَا بُدّ مِن لِقَاءِ اللّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ إِمّا بِمَوتٍ أَو قَتلٍ ثُمّ خَرَجَ بُسرٌ إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ سَاكِتٌ بِحَيثُ لَا يَعرِفُهُ عَلِيّ ع لِحَالَةٍ كَانَت صَدَرَت مِنهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ عَلِيّ ع حَمَلَ عَلَيهِ فَسَقَطَ بُسرٌ عَن فَرَسِهِ عَلَي قَفَاهُ وَ رَفَعَ رِجلَيهِ وَ انكَشَفَت سَوأَتُهُ فَصَرَفَ عَلِيّ ع وَجهَهُ عَنهُ وَ وَثَبَ بُسرٌ قَائِماً وَ سَقَطَ المِغفَرُ عَن رَأسِهِ فَصَاحَ أَصحَابُ عَلِيّ ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ بُسرُ بنُ أَرطَاةَ فَقَالَ عَلِيّ ع ذَرُوهُ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ فَضَحِكَ مُعَاوِيَةُ مِن بُسرٍ وَ قَالَ لَا عَلَيكَ فَقَد نَزَلَ بِعَمرٍو مِثلُهَا


صفحه : 599

وَ صَاحَ فَتًي مِن أَهلِ الكُوفَةِ وَيلَكُم يَا أَهلَ الشّامِ أَ مَا تَستَحيُونَ لَقَد عَلّمَكُمُ ابنُ عَاصٍ كَشفَ الأَستَاهِ فِي الحُرُوبِ وَ أَنشَدَ


أَ فِي كُلّ يَومٍ فَارِسٌ ذُو كَرِيهَةٍ   لَهُ عَورَةٌ وَسطَ العَجَاجَةِ بَادِيَةٌ

يَكُفّ بِهَا عَنهُ عَلِيّ سِنَانَهُ   وَ يَضحَكُ مِنهُ فِي الخَلَاءِ مُعَاوِيَةُ

فَقُولَا لِعَمرٍو وَ ابنِ أَرطَاةَ أَبصِرَا   سَبِيلَكُمَا لَا تَلقَيَا اللّيثَ ثَانِيَةً

فَلَا تَحمَدَا إِلّا الحَيَاءَ وَ خُصَاكُمَا   هُمَا كَانَتَا وَ اللّهِ لِلنّفسِ وَاقِيَةً

فَلَولَاهُمَا لَم تَنجُوَا مِن سِنَانِهِ   وَ تِلكَ بِمَا فِيهَا مِنَ العَودِ ثَانِيَةً

وَ كَانَ بُسرٌ يَضحَكُ مِن عَمرٍو فَعَادَ عَمرٌو يَضحَكُ مِنهُ وَ تَحَامَي أَهلُ الشّامِ عَلِيّاً فَخَافُوهُ خَوفاً شَدِيداً وَ كَانَ لِعُثمَانَ مَولًي اسمُهُ أَحمَرُ فَخَرَجَ يَطلُبُ البِرَازَ فَخَرَجَ إِلَيهِ كَيسَانُ مَولَي عَلِيّ ع فَحَمَلَ عَلَيهِ فَقَتَلَهُ فَقَالَ ع قتَلَنَيِ‌َ اللّهُ إِن لَم أَقتُلكَ ثُمّ حَمَلَ عَلَيهِ فَاستَقبَلَهُ بِالسّيفِ فَاتّقَي عَلِيّ ع ضَربَتَهُ بِالحَجَفَةِ ثُمّ قَبَضَ ثَوبَهُ وَ اقتَلَعَهُ مِن سَرجِهِ وَ ضَرَبَ بِهِ الأَرضَ فَكَسَرَ مَنكِبَيهِ وَ عَضُدَيهِ وَ دَنَا مِنهُ أَهلُ الشّامِ فَمَا زَادَهُ قُربُهُم إِسرَاعاً فَقَالَ لَهُ ابنُهُ الحَسَنُ ع مَا ضَرّكَ لَو سَعَيتَ حَتّي تنَتهَيِ‌َ إِلَي أَصحَابِكَ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ لِأَبِيكَ يَوماً لم [لَن]يَعدُوَهُ وَ لَا بِهِ تُبطِئُ عَنهُ السعّي‌ُ وَ لَا يَعجَلُ بِهِ إِلَيهِ المشَي‌ُ وَ إِنّ أَبَاكَ وَ اللّهِ لَا يبُاَليِ‌ أَ وَقَعَ عَلَي المَوتِ أَم وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ وَ كَانَ لِمُعَاوِيَةَ عَبدٌ اسمُهُ حُرَيثٌ وَ كَانَ فَارِساً بَطَلًا فَحَذّرَهُ مُعَاوِيَةُ مِنَ التّعَرّضِ لعِلَيِ‌ّ فَخَرَجَ وَ تَنَكّرَ لَهُ فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ لِحُرَيثٍ لَا يَفُوتُكَ هَذَا الفَارِسُ وَ عَرَفَ عَمرٌو أَنّهُ عَلِيّ ع فَحَمَلَ حُرَيثٌ فَدَاخَلَهُ عَلِيّ وَ ضَرَبَهُ ضَربَةً أَطَارَ بِهَا قِحفَ رَأسِهِ فَسَقَطَ قَتِيلًا وَ اغتَمّ مُعَاوِيَةُ عَلَيهِ غَمّاً شَدِيداً وَ قَالَ لِعَمرٍو أَنتَ قَتَلتَ حُرَيثاً وَ غَرّرتَهُ


صفحه : 600

وَ خَرَجَ العَبّاسُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ الهاَشمِيِ‌ّ فَأَبلَي وَ خَرَجَ إِلَيهِ فَارِسٌ مِن أَصحَابِ مُعَاوِيَةَ فَتَنَازَلَا وَ تَضَارَبَا وَ نَظَرَ العَبّاسُ إِلَي وَهنٍ فِي دِرعِ الشاّميِ‌ّ فَضَرَبَهُ العَبّاسُ عَلَي ذَلِكَ الوَهنِ فَقَدّهُ بِاثنَتَينِ فَكَبّرَ جَيشُ عَلِيّ ع وَ رَكِبَ العَبّاسُ فَرَسَهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَن خَرَجَ إِلَي هَذَا فَقَتَلَهُ فَلَهُ كَذَا وَ كَذَا فَوَثَبَ رَجُلَانِ مِن لَخمٍ مِنَ اليَمَنِ فَقَالَا نَحنُ نَخرُجُ إِلَيهِ فَقَالَ اخرُجَا فَأَيّكُمَا سَبَقَ إِلَي قَتلِهِ فَلَهُ مِنَ المَالِ مَا ذَكَرتُ وَ لِلآخَرِ مِثلُ ذَلِكَ فَخَرَجَا إِلَي مَقَرّ المُبَارَزَةِ وَ صَاحَا بِالعَبّاسِ وَ دَعَوَاهُ إِلَي القِتَالِ فَقَالَ أَستَأذِنُ صاَحبِيِ‌ وَ أَعُودُ إِلَيكُمَا وَ جَاءَ إِلَي عَلِيّ ع لِيَستَأذِنَهُ فَقَالَ لَهُ أعَطنِيِ‌ ثِيَابَكَ وَ سِلَاحَكَ وَ فَرَسَكَ وَ لَبِسَهَا وَ رَكِبَ الفَرَسَ وَ خَرَجَ إِلَيهِمَا فَظَنّا أَنّهُ عَلَي العَبّاسِ فَقَالَا استَأذَنتَ صَاحِبَكَ فَتَحَرّجَ مِنَ الكَذِبِ فَقَرَأَأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌفَتَقَدّمَ إِلَيهِ أَحَدُ الرّجُلَينِ فَالتَقَيَا ضَربَتَينِ ضَرَبَهُ عَلِيّ ع عَلَي مَرَاقّ بَطنِهِ قَطَعَهُ بِاثنَتَينِ فَظَنّ أَنّهُ أَخطَأَهُ فَلَمّا تَحَرّكَ الفَرَسُ سَقَطَ قِطعَتَينِ وَ غَارَ فَرَسُهُ وَ صَارَ إِلَي عَسكَرِ عَلِيّ ع وَ تَقَدّمَ الآخَرُ فَضَرَبَهُ عَلِيّ ع فَأَلحَقَهُ بِصَاحِبِهِ ثُمّ جَالَ عَلَيهِم جَولَةً وَ رَجَعَ إِلَي مَوضِعِهِ وَ عَلِمَ مُعَاوِيَةُ أَنّهُ عَلِيّ فَقَالَ قَبّحَ اللّهُ اللّجَاجَ إِنّهُ لَقَعُودٌ مَا رَكِبتُهُ إِلّا خُذِلتُ فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ المَخذُولُ وَ اللّهِ اللّخمِيَانِ لَا أَنتَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ اسكُت أَيّهَا الإِنسَانُ لَيسَ هَذِهِ السّاعَةُ مِن سَاعَتِكَ فَقَالَ عَمرٌو فَإِن لَم تَكُن مِن ساَعاَتيِ‌ فَرَحِمَ اللّهُ اللّخمِيّينِ وَ لَا أَظُنّهُ يَفعَلُ وَ قَالَ فِي وَصفِ لَيلَةِ الهَرِيرِ فَمَا لقَيِ‌َ ع شُجَاعاً إِلّا أَرَاقَ دَمَهُ وَ لَا بَطَلًا إِلّا زَلزَلَ قَدَمَهُ وَ لَا مُرِيداً إِلّا أَعدَمَهُ وَ لَا قَاسِطاً إِلّا قَصَرَ عُمُرَهُ وَ أَطَالَ نَدَمَهُ وَ لَا جُمِعَ نِفَاقٌ إِلّا فَرّقَهُ وَ لَا بِنَاءُ ضَلَالٍ إِلّا هَدَمَهُ وَ كَانَ كُلّمَا قَتَلَ فَارِساً أَعلَنَ بِالتّكبِيرِ فَأَحصَيتُ تَكبِيرَاتِهِ لَيلَةَ الهَرِيرِ فَكَانَت خَمسَمِائَةٍ وَ ثَلَاثاً وَ عِشرِينَ تَكبِيرَةً بِخَمسِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةٍ وَ عِشرِينَ قَتِيلًا مِن أَصحَابِ السّعِيرِ


صفحه : 601

وَ قِيلَ إِنّهُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ فَتَقَ نَيفَقَ دِرعِهِ لِثِقَلِ مَا كَانَ يَسِيلُ مِنَ الدّمِ عَلَي ذِرَاعِهِ وَ قِيلَ إِنّ قَتلَاهُ عُرِفُوا فِي النّهَارِ فَإِنّ ضَرَبَاتِهِ كَانَت عَلَي وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ إِن ضَرَبَ طُولًا قَدّ أَو عَرضاً قَطّ وَ كَانَت كَأَنّهَا مِكوَاةٌ بِالنّارِ

بيان قال الجوهري‌ القَذال جماع مؤخر الرأس و في القاموس نَيفَق السراويل بالفتح الموضع المتسع منه

476-بشا،[بشارة المصطفي ] اِبرَاهِيمُ بنُ الحُسَينِ البصَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ عُتبَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ مَخلَدٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَعقِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ مَولَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَعَقِمَ[عَقِمَتِ]النّسَاءُ أَن يَأتِينَ بِمِثلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَا كَشَفَتِ النّسَاءُ ذُيُولَهُنّ عَن مِثلِهِ لَا وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ فَارِساً مُحدَثاً يُوزَنُ بِهِ لَرَأَيتُهُ يَوماً وَ نَحنُ مَعَهُ بِصِفّينَ وَ عَلَي رَأسِهِ عِمَامَةٌ سَودَاءُ وَ كَأَنّ عَينَيهِ سِرَاجَا سَلِيطٍ يَتَوَقّدَانِ مِن تَحتِهِمَا يَقِفُ عَلَي شِرذِمَةٍ شِرذِمَةٍ يَحُضّهُم حَتّي انتَهَي إِلَي نَفَرٍ أَنَا فِيهِم وَ طَلَعَت خَيلٌ لِمُعَاوِيَةَ تُدعَي بِالكَتِيبَةِ الشّهبَاءِ عَشَرَةُ آلَافِ دَارِعٍ عَلَي عَشَرَةِ آلَافِ أَشهَبَ فَاقشَعَرّ النّاسُ لَهَا لَمّا رَأَوهَا وَ انحَازَ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِيمَ النّخَعُ وَ الخَنَعُ يَا أَهلَ العِرَاقِ هَل هيِ‌َ إِلّا أَشخَاصٌ مَاثِلَةٌ فِيهَا قُلُوبٌ طَائِرَةٌ لَو مَسّهَا سُيُوفُ قُلُوبِ أَهلِ الحَقّ لَرَأَيتُمُوهَا كَجَرَادٍ بِقِيعَةٍ سَفّتهُ الرّيحُ فِي يَومٍ عَاصِفٍ


صفحه : 602

أَلَا فَاستَشعِرُوا الخَشيَةَ وَ تَجَلبَبُوا السّكِينَةَ وَ ادرَعُوا الصّبرَ وَ غُضّوا الأَصوَاتَ وَ قَلقِلُوا الأَسيَافَ فِي الأَغمَادِ قَبلَ السّلّةِ وَ انظُرُوا الشّزرَ وَ اطعُنُوا الوَجرَ وَ كَافِحُوا بِالظّبَي وَ صِلُوا السّيُوفَ بِالخُطَي وَ النّبَالَ بِالرّمَاحِ وَ عَاوِدُوا الكَرّ وَ استَحيُوا مِنَ الفَرّ فَإِنّهُ عَارٌ فِي الأَعقَابِ وَ نَارٌ يَومَ الحِسَابِ وَ طِيبُوا عَن أَنفُسِكُم نَفساً وَ امشُوا إِلَي المَوتِ مَشيَةً سُجُحاً فَإِنّكُم بِعَينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَعَ أخَيِ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَيكُم بِهَذَا السّرَادِقِ الأَدلَمِ وَ الرّوَاقِ المُظلِمِ فَاضرِبُوا ثَبَجَهُ فَإِنّ الشّيطَانَ رَاقِدٌ فِي كِسرِهِ نَافِجٌ حِضنَيهِ مُفتَرِشٌ ذِرَاعَيهِ قَد قَدّمَ لِلوَثبَةِ يَداً وَ أَخّرَ لِلنّكُوصِ رِجلًا فَصَمداً صَمداً حَتّي ينَجلَيِ‌َ لَكُم عَمُودُ الحَقّوَ أَنتُمُ الأَعلَونَ وَ اللّهُ مَعَكُم وَ لَن يَتِرَكُم أَعمالَكُمهَا أَنَا شَادّ فَشُدّوا بِسمِ اللّهِ حم لَا يُنصَرُونَ ثُمّ حَمَلَ عَلَيهِم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ عَلَي ذُرّيّتِهِ حَملَتَهُ وَ تَبِعَهُ خُوَيلَةُ لَم يَبلُغِ المِائَةَ فَارِسٍ فَأَجَالَهُم فِيهَا جَوَلَانَ الرّحَي المُسَرّحَةِ بِثِقَالِهَا فَارتَفَعَت عَجَاجَةٌ منَعَتَنيِ‌ النّظَرَ ثُمّ انجَلَت فَأَثبَتّ النّظَرَ فَلَم نَرَ إِلّا رَأساً نَادِراً وَ يَداً طَائِحَةً فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ أَن وَلّوا مُدبِرِينَكَأَنّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ فَرّت مِن قَسوَرَةٍ فَإِذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَد أَقبَلَ وَ سَيفُهُ يَنطُفُ وَ وَجهُهُ كَشُقّةِ القَمَرِ وَ هُوَ يَقُولُفَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ

قَالَ عِكرِمَةُ وَ كَانَ ابنُ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ يُحَدّثُ قَالَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً بِقِتَالِ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ وَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّكَ لَمُقَاتِلٌ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ

بيان قال في القاموس نخع لي بحقي‌ كمنع أقر والذبيحة جاوز منتهي الذبح فأصاب نخاعها وفلان الود والنصيحة أخلصهما له وأنخع الأسماء أذلها وأقهرها ونخع العود كفرح جري فيه الماء و قال الخانع المريب الفاجر و قدخنع كمنع والخنعة الفجرة والريبة وكصبور الغادر ألذي يحيد عنك وبالضم الخضوع والذل والخنع التجميش واللين .


صفحه : 603

قوله ع ماثلة أي قائمة أومتمثلة مشبهة بالإنسان و قال الفيروزآبادي‌ في القاموس مثل قام منتصبا كمثل بالضم ولطأ بالأرض ضد زال عن موضعه وفلان فلانا صار مثله و في بعض النسخ مائلة من الميل أي عادلة عن الحق فيهاقلوب طائرة أي من الخوف والقيعة بالكسر الأرض المستوي‌ أوجمع القاع واطعنوا الوجر بالجيم والراء المهملة قال في القاموس أوجره بالرمح طعنه به في فيه و في النهاية في حديث عبد الله بن أنيس فوجرته بالسيف وجرا أي طعنته والمعروف في الطعن أوجرته الرمح ولعله لغة فيه . أوبالحاء المهملة و هوالحقد والغيظ أوبالخاء والراي‌ و هوالطعن بالرمح وغيره لا يكون نافذا و لايناسب إلابتكلف أوبالجيم والزاي‌ و هوالسريع الحركة و قدمر علي وجه آخر. والمكافحة المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه كالمنافحة ويروي بهما والنبال بالرماح أي ارموهم بالنبال فإذاقربتم فاستعملوا الرماح والعكس أظهركما سيأتي‌ أي إذا لم تصل الرماح فاستعملوا النبال كأنكم وصلتموها بهافيكون أنسب بالفقرة السابقة وكذا في النهاية أيضا و قدمر والأدلم الأسود صورة أومعني كالمظلم . قوله ع نافج حضنيه الحضن بالكسر مادون الإبط إلي الكشح أوالصدر أوالعضدين أو مابينهما ونفجت الشي‌ء أي رفعته وعظمته قال في النهاية كني‌ به عن التعظم والتكبر والخيلاء و في بعض النسخ نافش بالشين و لايناسب المقام و قال في مادة بيت من النهاية في حديث الجهاد إذابيتم فقولوا حم لاينصرون قيل معناه أللهم لاينصرون ويريد به الخبر لاالدعاء وإنه لو كان دعاء لقال لاينصروا مجزوما فكأنه قال و الله


صفحه : 604

لاينصرون وقيل إن السور التي‌ أولها حم سور لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به علي استنزال النصر من الله و قوله لاينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال قولوا حم قيل ماذا يكون إذاقلناها فقال لاينصرون والخويلة كأنه تصغير الخيل و إن لم يساعده القياس أوتصغير الخول بمعني الخدم والحشم . و قال في النهاية في حديث علي ع تدقهم الفتن دق الرحي بثفالها الثفال بالكسر جلدة تبسط تحت رحي اليد ليقع عليها الدقيق ويسمي الحجر الأسفل ثفالا بها والمعني أنها تدقهم دق الرحي للحب إذاكانت مثفلة و لاتثفل إلا عندالطحن انتهي . والعجاجة بالفتح الغبار وندر بالشي‌ء سقط وطاح يطوح ويطيح هلك وأشرف علي الهلاك وذهب وسقط وطوحته الطوائح قذفته القواذف . والقسورة الأسد وسيفه ينطف أي يقطر و في النهاية نطف الماء ينطف وينطف إذاقطر قليلا قليلا و منه صفة المسيح ينطف رأسه ماء والشقة بالكسر القطعة المشقوقة ونصف الشي‌ء إذاشق . قوله ص علي تأويل القرآن أي ليقبلوا منك تأويل القرآن أو إن آيات قتال المشركين والكافرين ظاهرها قتال من قاتلهم رسول الله ص وباطنها يشتمل قتال من قاتلهم أمير المؤمنين ع . و أماآيةوَ إِن طائِفَتانِفليست بنازلة فيهم لعدم إيمان هؤلاء و إن كان ع قرأها في بعض المواطن إلزاما عليهم مع أنه يحتاج إجراؤها في ابتداء قتالهم إلي استدلال ونظر و قدمر شرح سائر أجزاء الخبر في رواية النهج


صفحه : 605

477- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ وَ فُضَيلٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي صَلَاةِ الخَوفِ عِندَ المُطَارَدَةِ وَ المُنَاوَشَةِ يصُلَيّ‌ كُلّ إِنسَانٍ مِنهُم بِالإِيمَاءِ حَيثُ كَانَ وَجهُهُ وَ إِن كَانَتِ المُسَايَفَةُ وَ المُعَانَقَةُ وَ تَلَاحُمُ القِتَالِ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع صَلّي لَيلَةَ صِفّينَ وَ هيِ‌َ لَيلَةُ الهَرِيرِ لَم تَكُن صَلَوَاتُهُم الظّهرُ وَ العَصرُ وَ المَغرِبُ وَ العِشَاءُ عِندَ كُلّ وَقتِ صَلَاةٍ إِلّا التّكبِيرَ وَ التّهلِيلَ وَ التّسبِيحَ وَ التّحمِيدَ وَ الدّعَاءَ فَكَانَت تِلكَ صَلَوَاتِهِم لَم يَأمُرهُم بِإِعَادَةِ الصّلَاةِ

478-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] اِبرَاهِيمُ بنُ بُنَانٍ الخثَعمَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ الباَهلِيِ‌ّ عَن ضَرَارِ بنِ الأَزوَرِ أَنّ رَجُلًا مِنَ الخَوَارِجِ سَأَلَ ابنَ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَعرَضَ عَنهُ ثُمّ سَأَلَهُ فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يُشبِهُ القَمَرَ الزّاهِرَ وَ الأَسَدَ الخَادِرَ وَ الفُرَاتَ الزّاخِرَ وَ الرّبِيعَ البَاكِرَ فَأَشبَهَ مِنَ القَمَرِ ضَوءَهُ وَ بَهَاءَهُ وَ مِنَ الأَسَدِ شَجَاعَتَهُ وَ مَضَاءَهُ وَ مِنَ الفُرَاتِ جُودَهُ وَ سَخَاءَهُ وَ مِنَ الرّبِيعِ خَصبَهُ وَ حَيَاءَهُ عَقِمَتِ النّسَاءُ أَن يَأتِينَ بِمِثلِ عَلِيّ بَعدَ النّبِيّ وَ اللّهِ مَا سَمِعتُ وَ لَا رَأَيتُ إِنسَاناً مُحَارِباً مِثلَهُ وَ قَد رَأَيتُهُ يَومَ صِفّينَ وَ عَلَيهِ عِمَامَةٌ بَيضَاءُ وَ كَأَنّ عَينَيهِ سِرَاجَانِ وَ هُوَ يَتَوَقّفُ عَلَي شِرذِمَةٍ شِرذِمَةٍ يَحُضّهُم وَ يَحُثّهُم إِلَي أَنِ انتَهَي إلِيَ‌ّ وَ أَنَا فِي كَنَفٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَقَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ استَشعِرُوا الخَشيَةَ وَ أَمِيتُوا الأَصوَاتَ وَ تَجَلبَبُوا بِالسّكِينَةِ وَ أَكمِلُوا اللّأمَةَ وَ قَلقِلُوا السّيُوفَ فِي الغِمدِ قَبلَ السّلّةِ وَ الحَظُوا الشّزرَ وَ اطعُنُوا الخَزرَ وَ نَافِجُوا بِالظّبَي وَ صِلُوا السّيُوفَ بِالخُطَي وَ الرّمَاحَ بِالنّبَالِ فَإِنّكُم بِعَينِ اللّهِ وَ مَعَ ابنِ عَمّ نَبِيّكُم وَ عَاوِدُوا الكَرّ وَ استَحيُوا مِنَ الفَرّ فَإِنّهُ عَارٌ بَاقٍ فِي الأَعقَابِ وَ نَارٌ


صفحه : 606

يَومَ الحِسَابِ فَطِيبُوا عَن أَنفُسِكُم أَنفُساً وَ اطوُوا عَنِ الحَيَاةِ كَشحاً وَ امشُوا إِلَي المَوتِ مَشياً وَ عَلَيكُم بِهَذَا السّوَادِ الأَعظَمِ وَ الرّوَاقِ المُطَنّبِ فَاضرِبُوا ثَبَجَهُ فَإِنّ الشّيطَانَ عَلَيهِ اللّعنَةُ رَاكِدٌ فِي كَسرِهِ نَافِجٌ حِضنَيهِ وَ مُفتَرِشٌ ذِرَاعَيهِ قَد قَدّمَ لِلوَثبَةِ يَداً وَ أَخّرَ لِلنّكُوصِ رِجلًا فَصَمداً حَتّي ينَجلَيِ‌َ لَكُم عَمُودُ الحَقّ وَ أَنتُمُ الأَعلَونَ وَ اللّهُ مَعَكُم وَ لَن يَتِرَكُم أَعمَالُكُم قَالَ وَ أَقبَلَ مُعَاوِيَةُ فِي الكَتِيبَةِ الشّهبَاءِ وَ هيِ‌َ زُهَاءُ عَشَرَةِ آلَافٍ بِجَيشٍ شَاكّينَ فِي الحَدِيدِ لَا يُرَي مِنهُم إِلّا الحَدَقُ تَحتَ المَغَافِرِ فَقَالَ ع مَا لَكُم تَنظُرُونَ بِمَا تَعجَبُونَ إِنّمَا هُم جُثَثٌ مَاثِلَةٌ فِيهَا قُلُوبٌ طَائِرَةٌ مُزَخرَفَةٌ بِتَموِيهِ الخَاسِرِينَ وَ رِجلُ جَرَادٍ زَفّت بِهِ رِيحُ صَبَا وَ لَفِيفٌ سَدَاهُ وَ لَحمَتُهُ الضّلَالَةُ وَ صَرَخَ بِهِم نَاعِقُ البِدعَةِ وَ فِيهِم خَوَرُ البَاطِلِ وَ ضَحضَحَةُ المُكَاثِرِ فَلَو قَد مَسّهَا سُيُوفُ أَهلِ الحَقّ لَتَهَافَتَت تَهَافُتَ الفَرَاشِ فِي النّارِ أَلَا فَسَوّوا بَينَ الرّكَبِ وَ عَضّوا عَلَي النّوَاجِذِ وَ اضرِبُوا القَوَابِضَ بِالصّوَارِمِ وَ أَشرِعُوا الرّمَاحَ فِي الجَوَانِحِ وَ شُدّوا فإَنِيّ‌ شَادّ حم لَا يُنصَرُونَ فَحَمَلُوا حَملَةَ ذيِ‌ لِبَدٍ فَأَزَالُوهُم عَن مَصَافّهِم وَ دَفَعُوهُم عَن أَمَاكِنِهِم وَ رَفَعُوهُم عَن مَرَاكِبِهِم وَ ارتَفَعَ الرّهَجُ وَ خَمَدَتِ الأَصوَاتُ فَلَا يُسمَعُ إِلّا صَلصَلَةُ الحَدِيدِ وَ غَمغَمَةُ الأَبطَالِ وَ لَا يُرَي إِلّا رَأسٌ نَادِرٌ وَ يَدٌ طَائِحَةٌ وَ أَنَا كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن مَوضِعٍ يُرِيدُ أَن ينَجلَيِ‌َ مِنَ الغُبَارِ وَ يُنفِذَ العَلَقَ مِن ذِرَاعَيهِ سَيفُهُ يَقطُرُ الدّمَاءَ وَ قَدِ انحَنَي كَقَوسِ النّازِعِ وَ هُوَ يَتلُو هَذِهِ الآيَةَوَ إِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُما فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَي الأُخري فَقاتِلُوا التّيِ‌ تبَغيِ‌ حَتّي تفَيِ‌ءَ إِلي أَمرِ اللّهِفَمَا رَأَيتُ قِتَالًا أَشَدّ مِن ذَلِكَ اليَومِ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَرَي المَوتَ لَا يُقلَعُ وَ مَن مَضَي لَا يَرجِعُ وَ مَن بقَيِ‌َ فَإِلَيهِ يُنزَعُ إنِيّ‌ أُوصِيكَ بِوَصِيّةٍ فَاحفَظهَا وَ اتّقِ اللّهَ وَ ليَكُن أَولَي الأَمرِ بِكَ الشّكرَ لِلّهِ فِي


صفحه : 607

السّرّ وَ العَلَانِيَةِ فَإِنّ الشّكرَ خَيرُ زَادٍ

بيان قال في القاموس الخدر أجمة الأسد و منه أسد الخادر والربيع الباكر أي أول مادخل فإنه أكثر مطرا وأظهر آثارا و كل من بادر إلي شيءفقد أبكر إليه وبكر أي وقت كان والباكورة أول الفاكهة ذكره الجوهري‌ و قال مضي الأمر مضاء نفذ و قال الحياء مقصورا الخصب والمطر و أنا في كنف أي في ناحية وجانب و في بعض النسخ في كتيبة و هوأظهر و الرجل الجماعة الكثيرة من الجراد خاصة والخور الضعف وضحضحة المكاثر هي‌ التوهيم والتهديد ألذي يأتي‌ به المكاثر ويدعيه و لاأصل له قال في القاموس ضحضح السراب ترقرق والضحضحة جري‌ السراب . واضربوا القوانص أي الأعناق والصدور تشبيها بقانصة الطير أوالفرق التي‌ يريدون اصطيادكم من قنصه أي صاده ويحتمل القوابض بالباء والضاد المعجمة أي الأيدي‌ القابضة والصارم السيف القاطع وأشرعت الرمح قبله أي سددت وكذا شرعت والجوانح الأضلاع التي‌ تلي‌ الصدر والشدة بالفتح الحملة في الحرب والرهج بالتحريك الغبار والغمغمة أصوات الأبطال في القتال و في القاموس اللبدة بالكسر شعر زبرة الأسد وكنيته ذو لبدة

479-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامِهِ ع لَمّا عَزَمَ عَلَي لِقَاءِ القَومِ بِصِفّينَ أللّهُمّ رَبّ السّقفِ المَرفُوعِ وَ الجَوّ المَكفُوفِ ألّذِي جَعَلتَهُ مَغِيضاً لِلّيلِ وَ النّهَارِ وَ مَجرًي لِلشّمسِ وَ القَمَرِ وَ مُختَلَفاً لِلنّجُومِ السّيّارَةِ وَ جَعَلتَ سُكّانَهُ سِبطاً مِن مَلَائِكَتِكَ لَا يَسأَمُونَ عَن عِبَادَتِكَ وَ رَبّ هَذِهِ الأَرضِ التّيِ‌ جَعَلتَهَا قَرَاراً لِلأَنَامِ وَ مَدرَجاً لِلهَوَامّ وَ الأَنعَامِ وَ مَا لَا يُحصَي مِمّا يُرَي وَ مَا لَا يُرَي وَ رَبّ الجِبَالِ الروّاَسيِ‌ التّيِ‌ جَعَلتَهَا لِلأَرضِ أَوتَاداً وَ لِلخَلقِ اعتِمَاداً إِن أَظهَرتَنَا عَلَي عَدُوّنَا فَجَنّبنَا البغَي‌َ وَ سَدّدنَا لِلحَقّ وَ إِن أَظهَرتَهُم عَلَينَا فَارزُقنَا الشّهَادَةَ وَ اعصِمنَا مِنَ الفِتنَةِ


صفحه : 608

أَينَ المَانِعُ لِلذّمَارِ وَ الغَائِرُ عِندَ نُزُولِ الحَقَائِقِ مِن أَهلِ الحِفَاظِ العَارُ وَرَاءَكُم وَ الجَنّةُ أَمَامَكُم

بيان الجو ما بين السماء و الأرض والهواء وغاض الماء غيضا نضب وقل والمراد هنا بالسقف المرفوع السماء أيضا من كفه أي جمعه وضم بعضه إلي بعض أوالهواء لكونه مضموما بالسماء محفوظا عن الانتشار كماورد في الدعاء وسد الهواء بالسماء لكن يأبي عنه وصفه بكونه مجري للشمس والقمر ومختلفا للنجوم السيارة وكونه مغيضا لليل والنهار لأن الفلك بحركته المستلزمة لحركة الشمس علي وجه الأرض يكون سببا لغيبوبة الليل و عن وجهها لغيبوبة النهار فكان كالمغيض لهما وقيل المغيض الغيضة وهي‌ في الأصل الأجمة يجتمع إليها الماء فيسمي غيضة ومغيضا وينبت فيهاالشجر وكذلك الليل والنهار يتولدان من جريان الفلك فكان كالغيضة لهما والاختلاف التردد قوله ع سبطا أي قبيلة قوله ع قرارا أي موضع استقرارهم ومدرجا أي موضع سيرها وحركاتها والهوام الحشرات قوله ع وللخلق اعتمادا لأنهم يجعلونها مساكن لهم ويستغنون عن بناء جدار مثلا ولأنها من أمهات العيون ومنابع المياه و فيهاالمعادن والأشجار والثمار والأعشاب فهي‌ معتمد للخلق في مرافقهم ومنافعهم وذمار الرجل كل شيءيلزمه الدفع عنه و إن ضيعه لزمه الذم أي اللوم والحقائق الأمور الشديدة العار وراءكم أي يسوقكم إلي الحرب ويمنعكم من الهرب و في بعض النسخ النار بهذا الوجه أولأن الهارب مصيره إليها

480-نهج ،[نهج البلاغة]رَوَي ابنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي الفَقِيهِ وَ كَانَ مِمّن خَرَجَ لِقِتَالِ الحَجّاجِ مَعَ ابنِ الأَشعَثِ أَنّهُ قَالَ فِيمَا كَانَ يَحُضّ بِهِ النّاسَ عَلَي الجِهَادِ إنِيّ‌ سَمِعتُ عَلِيّاً ع رَفَعَ اللّهُ دَرَجَتَهُ فِي


صفحه : 609

الصّالِحِينَ وَ أَثَابَهُ ثَوَابَ الشّهَدَاءِ وَ الصّدّيقِينَ يَقُولُ يَومَ لَقِينَا أَهلَ الشّامِ أَيّهَا المُؤمِنُونَ إِنّهُ مَن رَأَي عُدوَاناً يُعمَلُ بِهِ وَ مُنكَراً يُدعَي إِلَيهِ فَأَنكَرَهُ بِقَلبِهِ فَقَد سَلِمَ وَ برَ‌ِئَ وَ مَن أَنكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَد أُجِرَ وَ هُوَ أَفضَلُ مِن صَاحِبِهِ وَ مَن أَنكَرَهُ بِالسّيفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللّهِ هيِ‌َ العُليَا وَ كَلِمَةُ الظّالِمِينَ السّفلَي فَذَلِكَ ألّذِي أَصَابَ سَبِيلَ الهُدَي وَ قَامَ عَلَي الطّرِيقِ وَ نَوّرَ فِي قَلبِهِ اليَقِينُ

بيان قوله ع فقد سلم وبر‌ئ أي من العذاب المترتب علي فعل المنكر والرضا به لأنه خرج بمجرد ذلك عن العهدة. و قال ابن ميثم إنما خصصه بالسلامة والبراءة من العذاب لأنه لم يحمل إثما وإنما لم يذكر له أجرا و إن كان كل واجب يثاب عليه لأن غاية إنكار المنكر دفعه والإنكار بالقلب ليس له في الظاهر تأثير في دفع المنكر فكأنه لم يفعل مايستحق به أجرا انتهي و فيه ما فيه

481- كِتَابُ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ، عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَنهُ قَالَسَأَلتُ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ هَل شَهِدتَ صِفّينَ قَالَ نَعَم قُلتُ هَل شَهِدتَ يَومَ الهَرِيرِ قَالَ نَعَم قُلتُ كَم كَانَ أَتَي عَلَيكَ مِنَ السّنّ قَالَ أَربَعُونَ سَنَةً قُلتُ فحَدَثّنيِ‌ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ نَعَم مَهمَا نَسِيتُ مِنَ شَيءٍ مِنَ الأَشيَاءِ فَلَا أَنسَي هَذَا الحَدِيثَ ثُمّ بَكَي وَ قَالَ صَفّوا وَ صَفَفنَا فَخَرَجَ مَالِكٌ الأَشتَرُ عَلَي فَرَسٍ أَدهَمَ وَ سِلَاحُهُ مُعَلّقٌ عَلَي فَرَسِهِ وَ بِيَدِهِ الرّمحُ وَ هُوَ يَقرَعُ بِهِ رُءُوسَنَا وَ يَقُولُ أَقِيمُوا صُفُوفَكُم فَلَمّا كَتّبَ الكَتَائِبَ وَ أَقَامَ الصّفُوفَ أَقبَلَ عَلَي فَرَسِهِ حَتّي قَامَ بَينَ الصّفّينِ فَوَلّي أَهلَ الشّامِ ظَهرَهُ وَ أَقبَلَ عَلَينَا بِوَجهِهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص ثُمّ قَالَ


صفحه : 610

أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ كَانَ مِن قَضَاءِ اللّهِ وَ قَدَرِهِ اجتِمَاعُنَا فِي هَذِهِ البُقعَةِ مِنَ الأَرضِ لِآجَالٍ قَدِ اقتَرَبَت وَ أُمُورٍ تَصَرّمَت يَسُوسُنَا فِيهَا سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ خَيرُ الوَصِيّينَ وَ ابنُ عَمّ نَبِيّنَا وَ أَخُوهُ وَ وَارِثُهُ وَ سَيفٌ مِن سُيُوفِ اللّهِ وَ رَئِيسُهُمُ ابنُ آكِلَةِ الأَكبَادِ وَ كَهفُ النّفَاقِ وَ بَقِيّةُ الأَحزَابِ يَسُوقُهُم إِلَي الشّقَاءِ وَ النّارِ وَ نَحنُ نَرجُو بِقِتَالِهِم مِنَ اللّهِ الثّوَابَ وَ هُم يَنتَظِرُونَ العِقَابَ فَإِذَا حمَيِ‌َ الوَطِيسُ وَ ثَارَ القَتَامُ وَ جَالَتِ الخَيلُ بِقَتلَانَا وَ قَتلَاهُم رَجَونَا بِقِتَالِهِمُ النّصرَ مِنَ اللّهِ فَلَا أَسمَعَنّ إِلّا غَمغَمَةً أَو هَمهَمَةً أَيّهَا النّاسُ غُضّوا الأَبصَارَ وَ عَضّوا عَلَي النّوَاجِذِ مِنَ الأَضرَاسِ فَإِنّهَا أَشَدّ لِصُرَرِ الرّأسِ وَ استَقبِلُوا القَومَ بِوُجُوهِكُم وَ خُذُوا قَوَائِمَ سُيُوفِكُم بِأَيمَانِكُم فَاضرِبُوا الهَامَ وَ اطعُنُوا بِالرّمَاحِ مِمّا يلَيِ‌ الشّرسُوفَ فَإِنّهُ مَقتَلٌ وَ شُدّوا شِدّةَ قَومٍ مَوتُورِينَ بِآبَائِهِم وَ بِدِمَاءِ إِخوَانِهِم حَنِقِينَ عَلَي عَدُوّهِم قَد وَطّنُوا أَنفُسَهُم عَلَي المَوتِ لِكَيلَا تَذِلّوا وَ لَا يَلزَمَكُم فِي الدّنيَا عَارٌ ثُمّ التَقَي القَومُ فَكَانَ بَينَهُم أَمرٌ عَظِيمٌ فَتَفَرّقُوا عَن سَبعِينَ أَلفَ قَتِيلٍ مِن جَحَاجِحَةِ العَرَبِ وَ كَانَتِ الوَقعَةُ يَومَ الخَمِيسِ مِن حَيثُ استَقَلّتِ الشّمسُ حَتّي ذَهَبَ ثُلُثُ اللّيلِ الأَوّلُ مَا سُجِدَ لِلّهِ فِي ذَينِكَ العَسكَرَينِ سَجدَةٌ حَتّي مَرّت مَوَاقِيتُ الصّلَوَاتِ الأَربَعِ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ

قَالَ سُلَيمٌ ثُمّ إِنّ عَلِيّاً ع قَامَ خَطِيباً فَقَالَأَيّهَا النّاسُ إِنّهُ قَد بَلَغَ بِكُم مَا قَد رَأَيتُم بِعَدُوّكُم فَلَم يَبقَ مِنهُم إِلّا آخِرُ نَفَسٍ وَ إِنّ الأُمُورَ إِذَا أَقبَلَتِ اعتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوّلِهَا وَ قَد صَبَرَ لَكُمُ القَومُ عَلَي غَيرِ دِينٍ حَتّي بَلَغُوا فِيكُم مَا قَد بَلَغُوا وَ أَنَا غَادٍ عَلَيهِم بِالغَدَاةِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ مُحَاكِمُهُم إِلَي اللّهِ


صفحه : 611

فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَفَزِعَ فَزَعاً شَدِيداً وَ انكَسَرَ هُوَ وَ جَمِيعُ أَصحَابِهِ وَ أَهلُ الشّامِ كَذَلِكَ فَدَعَا عَمرَو بنَ العَاصِ فَقَالَ يَا عَمرُو إِنّمَا هُوَ اللّيلَةُ حَتّي يَغدُوَ عَلَينَا فَمَا تَرَي قَالَ أَرَي الرّجَالَ قَد قَلّوا وَ مَا بقَيِ‌َ فَلَا يَقُومُونَ لِرِجَالِهِ وَ لَستَ مِثلَهُ وَ إِنّمَا يُقَاتِلُكَ عَلَي أَمرٍ وَ أَنتَ تُقَاتِلُهُ عَلَي غَيرِهِ أَنتَ تُرِيدُ البَقَاءَ وَ هُوَ يُرِيدُ الفَنَاءَ وَ لَيسَ يَخَافُ أَهلُ الشّامِ عَلِيّاً إِن ظَفِرَ بِهِم مَا يَخَافُ أَهلُ العِرَاقِ إِن ظَفِرتَ بِهِم وَ لَكِن أَلقِ إِلَيهِم أَمراً فَإِن رَدّوهُ اختَلَفُوا وَ إِن قَبِلُوهُ اختَلَفُوا ادعُهُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ ارفَعِ المَصَاحِفَ عَلَي رُءُوسِ الرّمَاحِ فَإِنّكَ بَالِغٌ حَاجَتَكَ فإَنِيّ‌ لَم أَزَل أَدّخِرُهَا لَكَ فَعَرَفَهَا مُعَاوِيَةُ وَ قَالَ صَدَقتَ وَ لَكِن قَد رَأَيتُ رَأياً أَخدَعُ بِهِ عَلِيّاً طلَبَيِ‌ إِلَيهِ الشّامَ عَلَي المُوَادَعَةِ وَ هُوَ الشيّ‌ءُ الأَوّلُ ألّذِي ردَنّيِ‌ عَنهُ فَضَحِكَ عَمرٌو وَ قَالَ أَينَ أَنتَ يَا مُعَاوِيَةُ مِن خَدِيعَةِ عَلِيّ وَ إِن شِئتَ أَن تَكتُبَ فَاكتُب قَالَ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي عَلِيّ ع كِتَاباً مَعَ رَجُلٍ مِن أَهلِ السّكَاسِكِ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عُقبَةَ أَمّا بَعدُ فَإِنّكَ لَو عَلِمتَ أَنّ الحَربَ تَبلُغُ بِنَا وَ بِكَ مَا بَلَغَت وَ عَلِمنَاهُ نَحنُ لَم يَجُنّهَا بَعضُنَا عَلَي بَعضٍ وَ إِنّا إِن كُنّا قَد غُلِبنَا عَلَي عُقُولِنَا فَقَد بقَيِ‌َ مِنهَا مَا يُزَمّ بِهِ مَا بقَيِ‌َ وَ قَد كُنتُ سَأَلتُكَ الشّامَ عَلَي أَن لَا يلَزمَنَيِ‌ لَكَ طَاعَةٌ وَ لَا بَيعَةٌ فَأَبَيتَ ذَلِكَ عَلَيّ فأَعَطاَنيِ‌َ اللّهُ مَا مَنَعتَ وَ أَنَا أَدعُوكَ اليَومَ إِلَي مَا دَعوَتُكَ إِلَيهِ أَمسِ فَإِنّكَ لَا تَرجُو مِنَ البَقَاءِ إِلّا مَا أَرجُوهُ وَ لَا تَخَافُ مِنَ الفَنَاءِ إِلّا مَا أَخَافُ وَ قَد وَ اللّهِ رَقّتِ الأَكبَادُ وَ ذَهَبَتِ الرّجَالُ وَ نَحنُ بَنُو عَبدِ مَنَافٍ وَ لَيسَ لِبَعضِنَا عَلَي بَعضٍ فَضلٌ يُستَذَلّ بِهِ عَزِيزٌ وَ لَا يُستَرَقّ بِهِ ذَلِيلٌ وَ السّلَامُ قَالَ سُلَيمٌ فَلَمّا قَرَأَ عَلِيّ ع كِتَابَهُ ضَحِكَ وَ قَالَ العَجَبُ مِن مُعَاوِيَةَ وَ خَدِيعَتِهِ لِي فَدَعَا كَاتِبَهُ عُبَيدَ اللّهِ بنَ أَبِي رَافِعٍ فَقَالَ لَهُ اكتُب


صفحه : 612

أَمّا بَعدُ فَقَد جاَءنَيِ‌ كِتَابُكَ تَذكُرُ فِيهِ أَنّكَ لَو عَلِمتَ وَ عَلِمنَا أَنّ الحَربَ تَبلُغُ بِنَا وَ بِكَ إِلَي مَا بَلَغَت لَم يَجُنّهَا بَعضُنَا عَلَي بَعضٍ وَ أَنَا وَ إِيّاكَ يَا مُعَاوِيَةُ عَلَي غَايَةٍ مِنهَا لَم نَبلُغهَا بَعدُ وَ أَمّا طَلَبُكَ إلِيَ‌ّ الشّامَ فإَنِيّ‌ لَم أُعطِكَ اليَومَ مَا مَنَعتُكَ أَمسِ وَ أَمّا استِوَاؤُنَا فِي الخَوفِ وَ الرّجَاءِ فَإِنّكَ قُلتَ لَستَ بِأَمضَي عَلَي الشّكّ منِيّ‌ عَلَي اليَقِينِ وَ لَيسَ أَهلُ الشّامِ أَحرَصَ عَلَي الدّنيَا مِن أَهلِ العِرَاقِ عَلَي الآخِرَةِ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّا بَنُو عَبدِ مَنَافٍ لَيسَ لِبَعضِنَا فَضلٌ عَلَي بَعضٍ فَكَذَلِكَ نَحنُ وَ لَكِن لَيسَ أُمَيّةُ كَهَاشِمٍ وَ لَا حَربٌ كَعَبدِ المُطّلِبِ وَ لَا أَبُو سُفيَانَ كأَبَيِ‌ طَالِبٍ وَ لَا الطّلِيقُ كَالمُهَاجِرِ وَ لَا المُنَافِقُ كَالمُؤمِنِ وَ لَا المُحِقّ كَالمُبطِلِ وَ فِي أَيدِينَا فَضلُ النّبُوّةِ التّيِ‌ مَلِكنَا بِهَا العَرَبَ وَ استَعبَدنَا بِهَا العَجَمَ وَ السّلَامُ فَلَمّا انتَهَي كِتَابُ عَلِيّ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ كَتَمَهُ عَمراً ثُمّ دَعَاهُ فَأَقرَأَهُ فَشَمِتَ بِهِ عَمرٌو وَ قَد كَانَ نَهَاهُ وَ لَم يَكُن أَحَدٌ مِن قُرَيشٍ أَشَدّ تَعظِيماً لعِلَيِ‌ّ ع مِنَ عَمرٍو بَعدَ اليَومِ ألّذِي صَرَعَهُ عَن دَابّتِهِ فَقَالَ عَمرٌو


أَلَا لِلّهِ دَرّكَ يَا ابنَ هِندٍ   وَ دَرّ المرُديِ‌ الحَالِ المَسُودِ

أَ تَطمَعُ لَا أَبَا لَكَ فِي عَلِيّ   وَ قَد قَرَعَ الحَدِيدَ عَلَي الحَدِيدِ

وَ تَرجُو أَن تُخَادِعَهُ بِشَكّ   وَ تَرجُو أَن يَهَابّكَ بِالوَعِيدِ

وَ قَد كَشَفَ القِنَاعَ وَ جَرّ حَرباً   يَشِيبُ لِهَولِهَا رَأسُ الوَلِيدِ

لَهُ جَأوَاهُ مُظلِمَةٌ طُحُونٌ   فَوَارِسُهَا تَلهَبُ كَالأُسُودِ

يَقُولُ لَهَا إِذَا رَجَعَت إِلَيهِ   بِقَتلٍ بِالطّعَانِ اليَومَ عوُديِ‌

فَإِن وَرَدَت فَأَوّلُهَا وُرُوداً   وَ إِن صَدَرَت فَلَيسَ بذِيِ‌ وُرُودٍ

وَ مَا هيِ‌َ مِن أَبِي حَسَنٍ بِنُكرٍ   وَ مَا هيِ‌َ مِن مَسَاتِكَ بِالبَعِيدِ

وَ قُلتَ لَهُ مُقَالَةَ مُستَكِينٍ   ضَعِيفِ القَلبِ مُنقَطِعِ الوَرِيدِ

صفحه : 613


طَلَبتَ الشّامَ حَسبُكَ يَا ابنَ هِندٍ   مِنَ السّوآةِ وَ الرأّي‌ِ الزّهِيدِ

وَ لَو أَعطَاكَهَا مَا ازدَدتَ عِزّاً   وَ مَا لَكَ فِي استِزَادِكَ مِن مَزِيدٍ

فَلَم تَكسِر بِهَذَا الرأّي‌ِ عُوداً   سِوَي مَا كَانَ لَا بَل رَقّ عُودٍ

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ اللّهِ لَقَد عَلِمتُ مَا أَرَدتَ بِهَذَا قَالَ عَمرٌو وَ مَا أَرَدتُ بِهِ قَالَ عَيبَكَ رأَييِ‌ فِي خِلَافِكَ وَ مَعصِيَتِكَ وَ العُجبَ لَكَ تُفَيّلُ رأَييِ‌ وَ تُعَظّمُ عَلِيّاً وَ قَد فَضَحَكَ فَقَالَ أَمّا تفَييِليِ‌ رَأيَكَ فَقَد كَانَ وَ أَمّا إعِظاَميِ‌ عَلِيّاً فَإِنّكَ بِإِعظَامِهِ أَشَدّ مَعرِفَةً منِيّ‌ وَ لَكِنّكَ تَطوِيهِ وَ أَنشُرُهُ وَ أَمّا فضَيِحتَيِ‌ فَلَن يَفتَضِحَ رَجُلٌ بَارَزَ عَلِيّاً فَإِن شِئتَ أَن تَبلُوَهَا أَنتَ مِنهُ فَافعَل فَسَكَتَ مُعَاوِيَةُ وَ فَشَا أَمرُهُمَا فِي أَهلِ الشّامِ قَالَ أَبَانٌ قَالَ سُلَيمٌ وَ مَرّ عَلِيّ ع بِجَمَاعَةٍ مِنَ أَهلِ الشّامِ فِيهِمُ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ وَ هُم يَشتِمُونَهُ فَأُخبِرَ بِذَلِكَ فَوَقَفَ فِيمَن يَلِيهِم مِن أَصحَابِهِ وَ قَالَ لَهُم انهَضُوا إِلَيهِم وَ عَلَيكُمُ السّكِينَةُ وَ سِيمَاءُ الصّالِحِينَ وَ وَقَارُ الإِسلَامِ أَقرَبُنَا مِنَ الجَهلِ بِاللّهِ وَ الجُرأَةِ عَلَيهِ وَ الِاغتِرَارِ لَقَومٌ رَئِيسُهُم مُعَاوِيَةُ وَ ابنُ النّابِغَةِ وَ أَبُو الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ وَ ابنُ أَبِي مُعَيطٍ شَارِبُ الخَمرِ وَ المَجلُودُ الحَدّ فِي الإِسلَامِ وَ الطّرِيدُ مَروَانُ وَ هُم هَؤُلَاءِ يُقَرّبُونَ وَ يَشتِمُونَ وَ قَبلَ اليَومِ مَا قاَتلَوُنيِ‌ وَ شتَمَوُنيِ‌ وَ أَنَا إِذ ذَاكَ أَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ هُم يدَعوُنيّ‌ إِلَي عِبَادَةِ الأَوثَانِ فَالحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا عاَداَنيِ‌ الفَاسِقُونَ إِنّ هَذَا الخَطبَ جَلِيلٌ إِنّ فُسّاقاً مُنَافِقِينَ كَانُوا عِندَنَا غَيرَ مُؤتَمَنِينَ وَ عَلَي الإِسلَامِ مُنحَرِفِينَ مُتَخَوّفِينَ خَدَعُوا شَطرَ هَذِهِ الأُمّةِ وَ أَشرَبُوا قُلُوبَهُم حُبّ الفِتنَةِ وَ استَمَالُوا أَهوَاءَهُم إِلَي البَاطِلِ فَقَد نَصَبُوا لَنَا الحَربَ


صفحه : 614

وَ جَدّوا فِي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِوَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ ثُمّ حَرّضَ عَلَيهِم وَ قَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ لَا يَزُولُونَ عَن مَوقِفِهِم هَذَا دُونَ طَعنٍ دِرَاكٍ تَطِيرُ مِنهُ القُلُوبُ وَ ضَربٌ تَفلِقُ الهَامَ وَ تَطِيحُ مِنهُ الأُنُوفُ وَ العِظَامُ وَ يَسقُطُ مِنهُ المَعَاصِمُ وَ حَتّي تُقرَعَ جِبَاهُهُم بِعَمدِ الحَدِيدِ وَ تُنشَرَ حَوَاجِبُهُم عَلَي صُدُورِهِم وَ الأَذقَانِ وَ النّحُورِ أَينَ أَهلُ الدّينِ وَ طُلّابُ الأَجرِ قَالَ فَثَارَت عَلَيهِ عِصَابَةٌ نَحوُ أَربَعَةِ آلَافٍ فَدَعَا مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ امشِ نَحوَ هَذِهِ الرّايَةِ مَشياً وَئِيداً عَلَي هِينَتِكَ حَتّي إِذَا أَشرَعتَ فِي صُدُورِهِمُ الأَسِنّةَ فَأَمسِك حَتّي يَأتِيَكَ رأَييِ‌ فَفَعَلَ وَ أَعَدّ عَلِيّ مِثلَهُم فَلَمّا دَنَا مُحَمّدٌ وَ أَشرَعَ الرّمَاحَ فِي صُدُورِهِم أَمَرَ عَلَي الّذِينَ كَانَ أَعَدّهُم أَن يَحمِلُوا مَعَهُ فَشَدّوا عَلَيهِم وَ نَهَضَ مُحَمّدٌ وَ مَن مَعَهُ فِي وُجُوهِهِم فَأَزَالُوهُم عَن مَوَاقِفِهِم وَ قَتَلُوا عَامّتَهُم

بيان لصرر الرأس كأنه جمع صرة علي الاستعارة فشبه خرائط الدماغ وأوعية الرأس بالصرة التي‌ تجعل فيهاالدراهم . و قال الجوهري‌ الشراسيف مقاط الأضلاع وهي‌ أطرافها التي‌ تشرف علي البطن ويقال الشرسوف غضروف معلق بكل ضلع مثل غضروف الكتف و قال الموتور ألذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه و قال الجحجاح السيد والجمع الجحاجح وجمع الجحاجح جحاجحة. قوله ودر المردي‌ الحال كذا.


صفحه : 615

أقول روي ابن أبي الحديد عن نصر بن مزاحم كتاب معاوية وجوابه ع و ماجري بين معاوية و بين عمرو في ذلك و في الأبيات اختلاف و فيها ودر الآمرين لك الشهود والمسود الرعية لسيد يقال ساد قومه يسودهم و فيها


وترجو أن تحيره بشك   وتأمل أن يهابك بالوعيد.

والوليد الطفيل . و قال الجوهري‌ كتيبة جأوا بينة الجأي‌ وهي‌ التي‌ يعلوها لون السواد لكثرة الدروع و فيهاأيضا


يقول لها إذارجعت إليه   و قدملت طعان القوم عودي‌.

والضمير في لها راجع إلي الجأواء. وبدل قوله و إن صدرت في الرواية و إن صدت فليس بذي‌ صدود. و فيهاأيضا


و لوأعطاكها ماازددت عزا   و لا لك لوأجابك من مزيد.

فلم تكسر بذاك الرأي‌ عودا   لركته و لا مادون عود.

والدق بالكسر الدقيق والركة الرقة والضعف و قال الجوهري‌ فيل رأيه ضعفه و قال مشي مشيا وئيدا أي علي تؤدة و قال يقال امش علي هينتك أي علي رسلك و قدمر شرح سائر أجزاء الخبر و لم أبال بالتكرار للاختلاف الكثير بين الرويات .أقول وروي نصر بن مزاحم في كتاب صفين هذه المراسلة مع ماجري فيه بين معاوية وعمرو والأبيات باختلاف و قدأشرنا إلي بعضه

482- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الحَافِظُ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ بنِ الجَعدِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ


صفحه : 616

صَالِحٍ عَن شُعَيبِ بنِ رَاشِدٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَقَامَ عَلِيّ ع يَخطُبُ النّاسَ بِصِفّينَ يَومَ جُمُعَةٍ وَ ذَلِكَ قَبلَ لَيلَةِ الهَرِيرِ بِخَمسَةِ أَيّامٍ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي نِعَمِهِ الفَاضِلَةِ عَلَي جَمِيعِ خَلقِهِ البَرّ وَ الفَاجِرِ وَ عَلَي حُجَجِهِ البَالِغَةِ عَلَي خَلقِهِ مَن عَصَاهُ أَو أَطَاعَهُ إِن يَعفُ فَبِفَضلٍ مِنهُ وَ إِن يُعَذّب فَبِمَا قَدّمَت أَيدِيهِم وَ مَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ أَحمَدُهُ عَلَي حُسنِ البَلَاءِ وَ تَظَاهُرِ النّعمَاءِ وَ أَستَعِينُهُ عَلَي مَا نَابَنَا مِن أَمرِ دِينِنَا وَ أُومِنُ بِهِ وَ أَتَوَكّلُ عَلَيهِ وَ كَفَي بِاللّهِ وَكِيلًا ثُمّ إنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالهُدَي وَ دِينِهِ ألّذِي ارتَضَاهُ وَ كَانَ أَهلَهُ وَ اصطَفَاهُ عَلَي جَمِيعِ العِبَادِ بِتَبلِيغِ رِسَالَتِهِ وَ حُجَجِهِ عَلَي خَلقِهِ وَ كَانَ كَعِلمِهِ فِيهِ رَءُوفاً رَحِيماً أَكرَمَ خَلقِ اللّهِ حَسَباً وَ أَجمَلَهُم مَنظَراً وَ أَشجَعَهُم نَفساً وَ أَبَرّهُم بِوَالِدٍ وَ آمَنَهُم عَلَي عَقدٍ لَم يَتَعَلّق عَلَيهِ مُسلِمٌ وَ لَا كَافِرٌ بِمَظلِمَةٍ قَطّ بَل كَانَ يَظلِمُ فَيَغفِرُ وَ يَقدِرُ فَيَصفَحُ وَ يَعفُو حَتّي مَضَي مُطِيعاً لِلّهِ صَابِراً عَلَي مَا أَصَابَهُ مُجَاهِداً فِي اللّهِ حَقّ جِهَادِهِ عَابِداً لِلّهِ حَتّي أَتَاهُ اليَقِينُ فَكَانَ ذَهَابُهُ ع أَعظَمَ المُصِيبَةِ عَلَي جَمِيعِ أَهلِ الأَرضِ البَرّ وَ الفَاجِرِ ثُمّ تَرَكَ فِيكُم كِتَابَ اللّهِ يَأمُرُكُم بِطَاعَةِ اللّهِ وَ يَنهَاكُم عَن مَعصِيَتِهِ وَ قَد عَهِدَ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص عَهداً لَن أَخرُجَ عَنهُ وَ قَد حَضَرَكُم عَدُوّكُم وَ قَد عَرَفتُم مِن رَئِيسِهِم يَدعُوهُم إِلَي بَاطِلٍ وَ ابنُ عَمّ نَبِيّكُمص بَينَ أَظهُرِكُم يَدعُوكُم إِلَي طَاعَةِ رَبّكُم وَ العَمَلِ بِسُنّةِ نَبِيّكُم وَ لَا سَوَاءَ مَن صَلّي قَبلَ كُلّ ذَكَرٍ لَم يسَبقِنيِ‌ بِالصّلَاةِ غَيرُ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ أَنَا وَ اللّهِ مِن أَهلِ بَدرٍ وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي الحَقّ وَ إِنّ القَومَ لَعَلَي البَاطِلِ فَلَا يَصبِرِ القَومُ عَلَي بَاطِلِهِم وَ يَجتَمِعُوا عَلَيهِ وَ تَتَفَرّقُوا عَن حَقّكُم قَاتِلُوهُم يُعَذّبهُمُ اللّهُ بِأَيدِيكُم فَإِن لَم تَفعَلُوا لَيُعَذّبَنّهُمُ اللّهُ بأِيَديِ‌ غَيرِكُم


صفحه : 617

فَأَجَابَهُ أَصحَابُهُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ انهَض بِنَا إِلَي القَومِ إِذَا شِئتَ فَوَ اللّهِ مَا نبَغيِ‌ بِكَ بَدَلًا نَمُوتُ مَعَكَ وَ نَحيَا مَعَكَ فَقَالَ لَهُم مُجِيباً لَهُم وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَنَظَرَ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا أَضرِبُ قُدّامَهُ بسِيَفيِ‌ فَقَالَ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ ثُمّ قَالَ لِي يَا عَلِيّ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي غَيرَ أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ حَيَاتُكَ يَا عَلِيّ وَ مَوتُكَ معَيِ‌ فَوَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ[كُذّبتُ] وَ لَا ضَلَلتُ وَ لَا ضُلّ بيِ‌ وَ لَا نَسِيتُ مَا عَهِدَ إلِيَ‌ّ إنِيّ‌ إِذاً لنَسَيِ‌ءٌ وَ إنِيّ‌ لَعَلَي بَيّنَةٍ مِن ربَيّ‌ بَيّنَهَا لِنَبِيّهِص فَبَيّنَهَا لِي وَ إنِيّ‌ لَعَلَي الطّرِيقِ الوَاضِحِ أَلقُطُهُ لَقطاً ثُمّ نَهَضَ إِلَي القَومِ يَومَ الخَمِيسِ فَاقتَتَلُوا مِن حِينَ طَلَعَتِ الشّمسُ حَتّي غَابَ الشّفَقُ مَا كَانَت صَلَاةُ القَومِ يَومَئِذٍ إِلّا تَكبِيراً عِندَ مَوَاقِيتِ الصّلَاةِ فَقَتَلَ عَلِيّ ع يَومَئِذٍ بِيَدِهِ خَمسَمِائَةٍ وَ سِتّةَ نَفَرٍ مِن جَمَاعَةِ القَومِ فَأَصبَحَ أَهلُ الشّامِ يُنَادُونَ يَا عَلِيّ اتّقِ اللّهَ فِي البَقِيّةِ وَ رَفَعُوا المَصَاحِفَ عَلَي أَطرَافِ القَنَا

بيان وموتك معي‌ أي بعدالموت معي‌ و أناحاضر عندك ونصري‌ وتأييدي‌ معك في حياتك و بعدموتك أوحياتك كحياتي‌ وموتك كموتي‌. قوله ع ألفظه لفظا[ألقطه لقطا] أي أقول هذاالكلام جهرا و لاأبالي‌ أن أبينه للناس و قال الجوهري‌ القنا جمع قناة وهي‌ الرمح ويجمع علي قنوات وقني علي فعول وقناء

483- فس ،[تفسير القمي‌]هَارُونُ بنُ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ رَجُلٌ مِن وُلدِ عدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ وَ كَانَ مَعَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي حُرُوبِهِ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لَيلَةَ الهَرِيرِ بِصِفّينَ حِينَ التَقَي مَعَ مُعَاوِيَةَ رَافِعاً صَوتَهُ يُسمِعُ أَصحَابَهُ لَأَقتُلَنّ مُعَاوِيَةَ وَ أَصحَابَهُ ثُمّ قَالَ فِي آخِرِ قَولِهِ إِن شَاءَ اللّهُ يَخفِضُ بِهِ صَوتَهُ وَ كُنتُ مِنهُ قَرِيباً فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ حَلَفتَ عَلَي مَا قُلتَ ثُمّ استَثنَيتَ فَمَا أَرَدتَ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنّ الحَربَ خُدعَةٌ وَ أَنَا عِندَ أصَحاَبيِ‌ صَدُوقٌ فَأَرَدتُ أَن أُطمِعَ أصَحاَبيِ‌ فِي قوَليِ‌ كيَ‌ لَا يَفشَلُوا وَ لَا يَفِرّوا فَافهَم فَإِنّكَ تَنتَفِعُ بِهَا بَعدُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي


صفحه : 618

484- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ هَارُونَ الفاَميِ‌ّ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ شَهِدَ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ التّابِعِينَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ بِصِفّينَ شَهِدَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص بِالجَنّةِ وَ لَم يَرَهُم أُوَيسٌ القرَنَيِ‌ّ وَ زَيدُ بنُ صُوحَانَ العبَديِ‌ّ وَ جُندَبُ الخَيرِ الأزَديِ‌ّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم

بيان قال الشيخ في رجاله جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي‌ ويقال جندب الخير وجندب الفارق ويظهر من ابن عبدالبر أن الفارق و هوجندب بن كعب الأزدي‌ ألذي قتل الساحر بين يدي‌ الوليد بن عقبة كمامر في مطاعن عثمان ولذا لقب بالفارق لأنه فرق بضربة بين الحق والباطل وذكر أنه شهد مع علي ع بصفين ولعله المذكور في الخبر

485- مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي صَحِيحِ مُسلِمٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي شَقِيقٍ قَالَ سَمِعتُ سَهلَ بنَ حُنَيفٍ يَقُولُ بِصِفّينَ اتّهِمُوا رَأيَكُم عَلَي دِينِكُم وَ اللّهِ لَقَد رأَيَتنُيِ‌ يَومَ أَبِي جَندَلٍ وَ لَو أنَيّ‌ أَستَطِيعُ أَن أَرُدّ أَمرَ رَسُولِ اللّهِص لَرَدَدتُهُ وَ اللّهِ مَا وَضَعنَا سُيُوفَنَا عَلَي عَوَاتِقِنَا إِلَي أَمرٍ قَطّ إِلّا سَهّلَ[أَسهَلَ]بِنَا إِلَي أَمرٍ نَعرِفُهُ إِلّا أَمرَكُم هَذَا

بيان أسهل بنا كناية عن انتهاء الأمر ورفع الحرب من قولهم أسهل إذاصار إلي السهل من الأرض ضد الحزن وقصة أبي جندل واشتباه الأمر فيها علي


صفحه : 619

الصحابة قدمر في باب الحديبية وغرضه أن هذاالأمر شبيه بذاك فلاتنكروه

486- مد،[العمدة] مِن تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ قَالَ رَوَي خَلَفُ بنُ أَبِي خَلِيفَةَ عَن أَبِي هَاشِمٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ كُنّا نَقُولُ رَبّنَا وَاحِدٌ وَ دِينُنَا وَاحِدٌ فَمَا هَذِهِ الخُصُومَةُ فَلَمّا كَانَ يَومُ صِفّينَ وَ شَدّدَ بَعضُنَا عَلَي بَعضٍ بِالسّيفِ قُلنَا نَعَم هُوَ هَذَا

487- نهج ،[نهج البلاغة]روُيِ‌َ أَنّهُ ع لَمّا وَرَدَ الكُوفَةَ قَادِماً مِن صِفّينَ مَرّ بِالشّامِيّينَ فَسَمِعَ بُكَاءَ النّسَاءِ عَلَي قَتلَي صِفّينَ وَ خَرَجَ إِلَيهِ حَربُ بنُ شُرَحبِيلَ الشاّميِ‌ّ وَ كَانَ مِن وُجُوهِ قَومِهِ فَقَالَ لَهُ أَ يَغلِبُكُم نِسَاؤُكُم عَلَي مَا أَسمَعُ أَ لَا تَنهَونَهُنّ عَن هَذَا الأَنِينِ[الرّنِينِ] وَ أَقبَلَ يمَشيِ‌ مَعَهُ وَ هُوَ ع رَاكِبٌ فَقَالَ لَهُ ارجِع فَإِنّ مشَي‌َ مِثلِكَ مَعَ مثِليِ‌ فِتنَةٌ للِواَليِ‌ وَ مَذَلّةٌ لِلمُؤمِنِ

488- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع وَ قَد رَجَعَ مِن صِفّينَ فَأَشرَفَ عَلَي القُبُورِ بِظَاهِرِ الكُوفَةِ يَا أَهلَ الدّيَارِ المُوحِشَةِ وَ المَحَالّ المُقفِرَةِ وَ القُبُورِ المُظلِمَةِ يَا أَهلَ التّربَةِ يَا أَهلَ الغُربَةِ يَا أَهلَ الوَحدَةِ يَا أَهلَ الوَحشَةِ أَنتُم لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ وَ نَحنُ لَكُم تَبَعٌ لَاحِقٌ أَمّا الدّورُ فَقَد سُكِنَت وَ أَمّا الأَزوَاجُ فَقَد نُكِحَت وَ أَمّا الأَموَالُ فَقَد قُسِمَت هَذَا خَبَرُ مَا عِندَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِندَكُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ أَمَا لَو أُذِنَ لَهُم فِي الكَلَامِ لَأَخبَرُوكُم أَنّ خَيرَ الزّادِ التّقوَي