صفحه : 1

الجزء الثامن والعشرون

كتاب الفتن والمحن

بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحمد لله ألذي أوضح لنا مسالك الدين بأعلامه ونور لنا بمصابيح اليقين لياليه كأيامه فمن اهتدي فقد اقتدي بحجته وإمامه و من ضل فقد باء بأوزاره وآثامه وصلي الله علي من بعثه بشرائعه وأحكامه محمدالمخصوص من بين سائر الرسل بمزيد إكرامه و أهل بيته الأطهرين الذين بهم أفاض علي الخلق سوابغ إنعامه وبهم ينجو من نجا يوم يدعي كل أناس بإمامه . أما بعد هذا هوالمجلد من كتاب بحار الأنوار مما ألفه أحوج الخلق إلي رحمة الكريم الغفار ابن محمدالتقي‌[محمدتقي‌]حشره الله تعالي مع الأئمة الأبرار محمدالمدعو بباقر رزقه الله العثور علي خفايا الأسرار وصانه عن الخطإ والزلل في معارج الأنظار ومناهج الأفكار و هومشتمل علي ماوقع من الجور والظلم والبغي‌ والعدوان علي أئمة الدين و أهل بيت سيد المرسلين بعدوفاته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين وتوضيح كفر المنافقين والمرتدين الغاصبين للخلافة من أهلها والنازعين لها من مقرها وأعوانهم من الملحدين وبيان كفر الناكثين والقاسطين والمارقين الذين اقتدوا بمن كان قبلهم من الظالمين وحاربوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و علي أولاده الطاهرين وأنكروا حقه مع وضوحه علي العالمين و ماجري


صفحه : 2

في تلك الغزوات و مالحقها وبيان أحوال بعض الممدوحين والمذمومين من الصحابة والتابعين مقتصرا في جميع ذلك علي نقل الأخبار وتوضيحها والإيماء إلي بعض الحجج من غيرتعرض لبسط القول فيها وتنقيحها وإيراد الشبه وتزييفها وتقبيحها فإن ذلك مما يكبر به حجم الكتاب ويورث إعراض الناس عنه وتعريضهم بالإطناب والإسهاب و الله الموفق للصواب

باب 1-افتراق الأمة بعد النبي ص علي ثلاث وسبعين فرقة و أنه يجري‌ فيهم ماجري في غيرهم من الأمم وارتدادهم عن الدين

الآيات الأحزاب سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبدِيلًافاطرفَهَل يَنظُرُونَ إِلّا سُنّتَ الأَوّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنّتِ اللّهِ تَبدِيلًا وَ لَن تَجِدَ لِسُنّتِ اللّهِ تَحوِيلًاالإنشقاق فَلا أُقسِمُ بِالشّفَقِ وَ اللّيلِ وَ ما وَسَقَ وَ القَمَرِ إِذَا اتّسَقَ لَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍتفسير سنة الله تعالي طريقته وعادته الجارية المستمرة وهي‌ جارية


صفحه : 3

في الآخرين كماجرت في الأولين في المصالح المشتركة التي‌ لاتتبدل بتبدل الأزمان و هوالمراد هنا لاجميع السنن والأحكام ليدل علي عدم النسخ قوله تعالي وَ ما وَسَقَ أي ماجمعه وستره من الدواب وغيرها أوطردها إلي أماكنها قوله تعالي اتّسَقَ أي اجتمع وتم بدرا قوله طَبَقاً عَن طَبَقٍ قال أكثر المفسرين أي حالا بعدحال مطابقة لأختها في الشدة أومراتب من الشدة بعدالمراتب وهي‌ الموت ومواطن القيامة وأهوالها أوهي‌ و ماقبلها من الدواهي‌ وسيظهر من أخبارهم ع أنهم فسروها بما ارتكبت هذه الأمة من الضلالة والارتداد والتفرق مطابقة لماصدر عن الأمم السالفة

1- ل ،[الخصال ] ابنُ بُندَارَ عَن مُجَاهِدِ بنِ أَعيَنَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلَالٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ تَفَرّقَت عَلَي عِيسَي ع إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً فَهَلَكَ سَبعُونَ فِرقَةً وَ تَخَلّصَ فِرقَةٌ وَ إِنّ أمُتّيِ‌ سَتَفَرّقُ عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً فَتَهلِكُ إِحدَي وَ سَبعُونَ وَ تَتَخَلّصُ فِرقَةٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَن تِلكَ الفِرقَةُ قَالَ الجَمَاعَةُ الجَمَاعَةُ

قال الصدوق رحمه الله الجماعة أهل الحق و إن قلوا وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ المُؤمِنُ وَحدَهُ حُجّةٌ وَ المُؤمِنُ وَحدَهُ جَمَاعَةٌ

2-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ تَفَرّقَت أُمّةُ مُوسَي ع عَلَي إِحدَي وَ سَبعِينَ مِلّةً سَبعُونَ مِنهَا فِي النّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ تَفَرّقَت أُمّةُ عِيسَي ع عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً إِحدَي وَ سَبعُونَ فِرقَةً فِي النّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ تَعلُو أمُتّيِ‌ عَلَي الفِرقَتَينِ جَمِيعاً بِمِلّةٍ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ ثِنتَانِ وَ سَبعُونَ فِي النّارِ قَالُوا مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الجَمَاعَاتُ الجَمَاعَاتُ

قَالَ يَعقُوبُ بنُ زَيدٍ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِذَا حَدّثَ هَذَا الحَدِيثَ عَن رَسُولِ اللّهِص تَلَا فِيهِ قُرآناًوَ لَو أَنّ أَهلَ الكِتابِ آمَنُوا وَ اتّقَوا لَكَفّرنا عَنهُم


صفحه : 4

سَيّئاتِهِم إِلَي قَولِهِساءَ ما يَعمَلُونَ وَ تَلَا أَيضاًوَ مِمّن خَلَقنا أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَيعَنيِ‌ أُمّةَ مُحَمّدٍص

3- ل ،[الخصال ]العجِليِ‌ّ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ أُمّةَ مُوسَي ع افتَرَقَت بَعدَهُ عَلَي إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً فِرقَةٌ مِنهَا نَاجِيَةٌ وَ سَبعُونَ فِي النّارِ وَ افتَرَقَت أُمّةُ عِيسَي ع بَعدَهُ عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً فِرقَةٌ مِنهَا نَاجِيَةٌ وَ إِحدَي وَ سَبعُونَ فِي النّارِ وَ إِنّ أمُتّيِ‌ سَتَفَرّقُ بعَديِ‌ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً فِرقَةٌ مِنهَا نَاجِيَةٌ وَ اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ فِي النّارِ

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ التمّيِميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِدرِيسَ الشاّميِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ إِسرَائِيلَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ المحُاَربِيِ‌ّ عَنِ الإفِريِقيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سيَأَتيِ‌ عَلَي أمُتّيِ‌ مَا أَتَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَثَلٌ بِمَثَلٍ وَ إِنّهُم تَفَرّقُوا عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ مِلّةً وَ سَتَفَرّقُ أمُتّيِ‌ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ مِلّةً تَزِيدُ عَلَيهِم وَاحِدَةً كُلّهَا فِي النّارِ غَيرَ وَاحِدَةٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا تِلكَ الوَاحِدَةُ قَالَ هُوَ مَا نَحنُ عَلَيهِ اليَومَ أَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ‌

5-ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ لِرَأسِ اليَهُودِ عَلَي كَمِ افتَرَقتُم قَالَ عَلَي كَذَا وَ كَذَا فِرقَةً فَقَالَ ع كَذَبتَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَو ثُنِيَت لِيَ الوِسَادَةُ لَقَضَيتُ بَينَ أَهلِ التّورَاةِ بِتَورَاتِهِم وَ بَينَ أَهلِ الإِنجِيلِ بِإِنجِيلِهِم وَ بَينَ أَهلِ القُرآنِ بِقُرآنِهِم افتَرَقَتِ اليَهُودُ عَلَي إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً سَبعُونَ مِنهَا فِي


صفحه : 5

النّارِ وَ وَاحِدَةٌ نَاجِيَةٌ فِي الجَنّةِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ اتّبَعَت يُوشَعَ بنَ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي ع وَ افتَرَقَتِ النّصَارَي عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً إِحدَي وَ سَبعُونَ فِي النّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ اتّبَعَت شَمعُونَ وصَيِ‌ّ عِيسَي ع وَ تَفتَرِقُ هَذِهِ الأُمّةُ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ فِرقَةً فِي النّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ اتّبَعَت وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍص وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ ثَلَاثَ عَشرَةَ فِرقَةً مِنَ الثّلَاثِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً كُلّهَا تَنتَحِلُ موَدَتّيِ‌ وَ حبُيّ‌ وَاحِدَةٌ مِنهَا فِي الجَنّةِ وَ هُمُ النّمَطُ الأَوسَطُ وَ اثنَتَا عَشرَةَ فِي النّارِ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بإسناد المجاشعي‌ عن الصادق ع عن آبائه ع مثله أقول وجدت في كتاب سليم بن قيس عن أبان عنه عليه الصلاة و السلام

مثله سواء بيان ثني‌ الوسادة كناية عن التمكن في الأمر لأن الناس يثنون الوسائد للأمراء والسلاطين ليجلسوا عليها و قدمر مرارا. والنمط بالتحريك ضرب من البسط معروف والطريقة والنوع من الشي‌ء وجماعة أمرهم واحد و في بعض المعاني‌ لابد من استعارة أوتقدير وأوسط الأنماط في المجالس معد لأشارف أهلها وأوسط كل شيءأعدله وأفضله

7-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي الصّهبَانِ البكَريِ‌ّ قَالَسَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد دَعَا رَأسَ الجَالُوتِ وَ أُسقُفّ النّصَارَي فَقَالَ إنِيّ‌ سَائِلُكُمَا عَن أَمرٍ وَ أَنَا أَعلَمُ بِهِ مِنكُمَا فَلَا تكَتمُاَنيِ‌ يَا رَأسَ الجَالُوتِ باِلذّيِ‌ أَنزَلَ التّورَاةَ عَلَي مُوسَي ع وَ أَطعَمَكُمُ المَنّ وَ السّلوَي وَ ضَرَبَ لَكُم فِي البَحرِ طَرِيقاً يَبَساً وَ فَجّرَ لَكُم مِنَ الحَجَرِ الطوّريِ‌ّ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ عَيناً لِكُلّ سِبطٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَيناً إِلّا مَا أخَبرَتنَيِ‌ عَلَي كَمِ افتَرَقَت بَنُو إِسرَائِيلَ بَعدَ مُوسَي فَقَالَ وَ لَا إِلّا فِرقَةً وَاحِدَةً فَقَالَ كَذَبتَ وَ ألّذِي لَا إِلَهَ


صفحه : 6

غَيرُهُ لَقَدِ افتَرَقَت عَلَي إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً كُلّهَا فِي النّارِ إِلّا وَاحِدَةً فَإِنّ اللّهَ يَقُولُوَ مِن قَومِ مُوسي أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَفَهَذِهِ التّيِ‌ تَنجُو

8- شي‌،[تفسير العياشي‌] أَبُو الصّهبَانِ البكَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتَفَرّقَنّ هَذِهِ الأُمّةُ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً كُلّهَا فِي النّارِ إِلّا فِرقَةًوَ مِمّن خَلَقنا أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَفَهَذِهِ التّيِ‌ تَنجُو مِن هَذِهِ الأُمّةِ

9- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مِمّن خَلَقنا أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ قَالَ يعَنيِ‌ أُمّةَ مُحَمّدٍص

بيان لعل المعني أن هذه الآية في أمّة محمدص أوالمراد بقوله تعالي يَهدُونَ أي بعضهم قال الطبرسي‌ رحمه الله تعالي رَوَي ابنُ جُرَيجٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ هيِ‌َ لأِمُتّيِ‌ بِالحَقّ يَأخُذُونَ وَ بِالحَقّ يُعطَونَ وَ قَد أعُطيِ‌َ القَومُ بَينَ أَيدِيكُم مِثلَهَاوَ مِن قَومِ مُوسي أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ

وَ قَالَ الرّبِيعُ بنُ أَنَسٍ قَرَأَ النّبِيّص هَذِهِ الآيَةَ فَقَالَ إِنّ مِن أمُتّيِ‌ قَوماً عَلَي الحَقّ حَتّي يَنزِلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ

ثُمّ قَالَ وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهَما قَالَا نَحنُ هُم

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي مَعشَرٍ عَن سَعِيدٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَتَأخُذُونَ


صفحه : 7

كَمَا أَخَذَتِ الأُمَمُ مِن قِبلِكُم ذِرَاعاً بِذِرَاعِ وَ شِبراً بِشِبرٍ وَ بَاعاً بِبَاعٍ حَتّي لَو أَنّ أَحَداً مِن أُولَئِكَ دَخَلَ جُحرَ ضَبّ لَدَخَلتُمُوهُ

قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ وَ إِن شِئتُم فَاقرَءُوا القُرآنَكَالّذِينَ مِن قَبلِكُم كانُوا أَشَدّ مِنكُم قُوّةً وَ أَكثَرَ أَموالًا وَ أَولاداً فَاستَمتَعُوا بِخَلاقِهِم قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ وَ الخَلَاقُ الدّينُفَاستَمتَعتُم بِخَلاقِكُم كَمَا استَمتَعَ الّذِينَ مِن قَبلِكُم بِخَلاقِهِم حَتّي فَرَغَ مِنَ الآيَةِ قَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَمَا صَنَعَتِ اليَهُودُ وَ النّصَارَي قَالَ وَ مَا النّاسُ إِلّا هُم

بيان تفسير الخلاق بالدين غريب والمشهور في اللغة والتفسير أنه بمعني النصيب ولعل المعني أنهم جعلوا ماأصابهم من الدين وسيلة لتحصيل اللذات الفانية الدنيوية. قال الطبرسي‌ رحمه الله تعالي فَاستَمتَعُوا بِخَلاقِهِم أي بنصيبهم وحظهم من الدنيا أي صرفوها في شهواتهم المحرمة عليهم وفيما نهاهم الله عنه ثم أهلكواوَ خُضتُم أي دخلتم في الباطل . وَ قَالَ وَرَدَتِ الرّوَايَةُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ مَا أَشبَهَ اللّيلَةَ بِالبَارِحَةِ كَالّذِينَ مِن قَبلِكُم هَؤُلَاءِ بَنُو إِسرَائِيلُ شُبّهنَا بِهِم لَا أَعلَمُ إِلّا أَنّهُ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتَتّبَعُنّهُم حَتّي لَو دَخَلَ الرّجُلُ مِنهُم جُحرَ ضَبّ لَدَخَلتُمُوهُ.


صفحه : 8

وَ روُيِ‌َ مِثلُ ذَلِكَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَتَأخُذُنّ كَمَا أَخَذَتِ الأُمَمُ مِن قَبلِكُم ذِرَاعاً بِذِرَاعٍ وَ شِبراً بِشِبرٍ وَ بَاعاً بِبَاعٍ حَتّي لَو أَنّ أَحَداً مِن أُولَئِكَ دَخَلَ جُحرَ ضَبّ لَدَخَلتُمُوهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ كَمَا صَنَعَت فَارِسُ وَ الرّومُ وَ أَهلُ الكِتَابِ قَالَ فَهَلِ النّاسُ إِلّا هُم

وَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ أَنتُم أَشبَهُ الأُمَمِ ببِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ سَمتاً وَ هَدياً تَتّبِعُونَ عَمَلَهُم حَذوَ القُذّةِ بِالقُذّةِ غَيرَ أنَيّ‌ لَا أدَريِ‌ أَ تَعبُدُونَ العِجلَ أَم لَا

قَالَ حُذَيفَةُ المُنَافِقُونَ الّذِينَ فِيكُمُ اليَومَ شَرّ مِنَ المُنَافِقِينَ الّذِينَ كَانُوا عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص قُلنَا وَ كَيفَ قَالَ أُولَئِكَ كَانُوا يُخفُونَ نِفَاقَهُم وَ هَؤُلَاءِ أَعلَنُوهُ

أورد جميعها الثعلبي‌ في تفسيره

11- فس ،[تفسير القمي‌] لَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ يَقُولُ حَالًا بَعدَ حَالٍ لَتَركَبُنّ سُنّةَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ لَا تُخطِئُونَ طَرِيقَهُم وَ لَا يُخطِئُ شِبرٌ بِشِبرٍ وَ ذِرَاعٌ بِذِرَاعٍ وَ بَاعٌ بِبَاعٍ حَتّي أَن لَو كَانَ مَن قَبلَكُم دَخَلَ جُحرَ ضَبّ لَدَخَلتُمُوهُ قَالُوا اليَهُودَ وَ النّصَارَي تعَنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَمَن أعَنيِ‌ لَتَنقُضُنّ عُرَي الإِسلَامِ عُروَةً عُروَةً فَيَكُونُ أَوّلُ مَا تَنقُضُونَ مِن دِينِكُمُ الأَمَانَةَ وَ آخِرُهُ الصّلَاةَ

.. بيان قال في النهاية القذذ ريش السهم و منه الحديث لَتَركَبُنّ سَنَنَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ القُذّةِ بِالقُذّةِ أي كمايقدر كل واحدة منها علي قدر صاحبتها


صفحه : 9

وتقطع يضرب مثلا للشيئين يستويان و لايتفاوتان

12- جا،[المجالس للمفيد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ الجوَاّنيِ‌ّ عَنِ المُظَفّرِ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن نُصَيرِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ حَفصٍ عَن خَالِدٍ القطَوَاَنيِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ أَرقَمَ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي الخَنسَاءِ عَن زِيَادِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ فَروَةَ الظفّاَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ سَلمَانَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَفتَرِقُ أمُتّيِ‌ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرقَةٌ عَلَي الحَقّ لَا يَنقُصُ البَاطِلُ مِنهُ شَيئاً يحُبِوّننَيِ‌ وَ يُحِبّونَ أَهلَ بيَتيِ‌ مَثَلُهُم كَمَثَلِ الذّهَبِ الجَيّدِ كُلّمَا أَدخَلتَهُ النّارَ فَأَوقَدتَ عَلَيهِ لَم يَزِدهُ إِلّا جَودَةً وَ فِرقَةٌ عَلَي البَاطِلِ لَا يَنقُصُ الحَقّ مِنهُ شَيئاً يبُغضِوُننَيِ‌ وَ يُبغِضُونَ أَهلَ بيَتيِ‌ مَثَلُهُم مَثَلُ الحَدِيدِ كُلّمَا أَدخَلتَهُ النّارَ فَأَوقَدتَ عَلَيهِ لَم يَزِدهُ إِلّا شَرّاً وَ فِرقَةٌ مُدَهدَهَةٌ عَلَي مِلّةِ الساّمرِيِ‌ّ لَا يَقُولُونَلا مِساسَلَكِنّهُم يَقُولُونَ لَا قِتَالَ إِمَامُهُم عَبدُ اللّهِ بنُ قَيسٍ الأشَعرَيِ‌ّ

بيان دهدهت الحجر أي دحرجته ولعله كناية عن اضطرابهم في الدين وتزلزلهم بشبهات المضلين

13- فس ،[تفسير القمي‌] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ قَالَ يَا زُرَارَةُ أَ وَ لَم تَركَب هَذِهِ الأُمّةُ بَعدَ نَبِيّهَا طَبَقاً عَن طَبَقٍ فِي أَمرِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ

14- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَارِدٍ عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ أَعيَنَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ حَدِيثٌ يَروِيهِ النّاسُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ حَدّث عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ لَا حَرَجَ قَالَ نَعَم قُلتُ فَنُحَدّثُ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِمَا سَمِعنَاهُ وَ لَا حَرَجَ عَلَينَا قَالَ أَ مَا سَمِعتَ مَا قَالَ كَفَي بِالمَرءِ كَذِباً أَن يُحَدّثَ بِكُلّ مَا سَمِعَ


صفحه : 10

فَقُلتُ وَ كَيفَ هَذَا قَالَ مَا كَانَ فِي الكِتَابِ أَنّهُ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يحدث [فَحَدّث] أَنّهُ كَائِنٌ فِي هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَا حَرَجَ

15- ك ،[إكمال الدين ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ مَا كَانَ فِي الأُمَمِ السّالِفَةِ فَإِنّهُ يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مِثلُهُ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ

16- شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ أَحمَدَ بنِ مَردَوَيهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن جَندَلِ بنِ وَالِقٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَبِيبٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مَسعُودٍ عَن عُلَيمٍ عَن سَلمَانَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ أَيضاً مِن كِتَابِ أَخطَبِ خُوارِزمَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ البغَداَديِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الزيّنبَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَاذَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مُرّةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العاَصمِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَارِبِ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن سَلمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَفتَرِقُ أمُتّيِ‌ بعَديِ‌ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرقَةٌ أَهلُ حَقّ لَا يَشُوبُونَهُ بِبَاطِلٍ مَثَلُهُم كَمَثَلِ الذّهَبِ كُلّمَا فَتَنتَهُ بِالنّارِ ازدَادَ جَودَةً وَ طِيباً وَ إِمَامُهُم هَذَا لَأَحَدُ الثّلَاثَةِ وَ هُوَ ألّذِي أَمَرَ اللّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِإِماماً وَ رَحمَةً وَ فِرقَةٌ أَهلُ بَاطِلٍ لَا يَشُوبُونَهُ بِحَقّ مَثَلُهُم كَمَثَلِ خَبَثِ الحَدِيدِ كُلّمَا فتنتهم [فَتَنتَهُ]بِالنّارِ ازدَادَ خَبَثاً وَ نَتناً وَ إِمَامُهُم هَذَا لَأَحَدُ الثّلَاثَةِ وَ فِرقَةٌ أَهلُ ضَلَالَةٍ مُذَبذَبِينَلا إِلي هؤُلاءِ وَ لا إِلي هؤُلاءِإِمَامُهُم هَذَا لَأَحَدُ الثّلَاثَةِ قَالَ فَسَأَلتُهُ عَن أَهلِ الحَقّ وَ إِمَامِهِم فَقَالَ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ أَمسَكَ عَنِ الِاثنَينِ فَجَهَدتُ أَن يُسَمّيَهُمَا فَلَم يَفعَل

17-جا،[المجالس للمفيد]المرَاَغيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ بُهلُولٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ


صفحه : 11

الضّرِيرِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن يُونُسَ بنِ أَرقَمَ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن أَبِي عَقِيلٍ قَالَ كُنّا عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَتَفَرّقَنّ هَذِهِ الأُمّةُ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ الفِرَقَ كُلّهَا ضَالّةٌ إِلّا مَنِ اتبّعَنَيِ‌ وَ كَانَ مِن شيِعتَيِ‌

18- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُهَاجِرٍ عَن اِبرَاهِيمَ قَالَ ارتَدّ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ وَ نَاسٌ مِنَ العَرَبِ لَمّا مَاتَ نبَيِ‌ّ اللّهِص فَقَالُوا نصُلَيّ‌ وَ لَا نؤُدَيّ‌ الزّكَاةَ فَأَبَي عَلَيهِم أَبُو بَكرٍ ذَلِكَ وَ قَالَ لَا أَحُلّ عُقدَةً عَقَدَهَا رَسُولُ اللّهِ وَ لَا أَنقُصُكُم شَيئاً مِمّا أَخَذَ مِنكُم نبَيِ‌ّ اللّهِص وَ لَأُجَاهِدَنّكُم وَ لَو منَعَتمُوُنيِ‌ عِقَالًا مِمّا أَخَذَ مِنكُم نبَيِ‌ّ اللّهِص لَجَاهَدتُكُم عَلَيهِ ثُمّ قَرَأَوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ حَتّي فَرَغَ مِنَ الآيَةِ فَتَحَصّنَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ هُوَ وَ نَاسٌ مِن قَومِهِ فِي حِصنٍ وَ قَالَ الأَشعَثُ اجعَلُوا لِسَبعِينَ مِنّا أَمَاناً فَجَعَلَ لَهُم وَ نَزَلَ فَعَدّ سَبعِينَ وَ لَم يُدخِل نَفسَهُ فِيهِم فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ إِنّهُ لَا أَمَانَ لَكَ إِنّا قَاتِلُوكَ قَالَ أَ فَلَا أَدُلّكَ عَلَي خَيرٍ مِن ذَلِكَ تَستَعِينُ بيِ‌ عَلَي عَدُوّكَ وَ تزُوَجّنُيِ‌ أُختَكَ فَفَعَلَ

أقول قال السيد بن طاوس ره ذكر العباس بن عبدالرحيم المروزي‌ في تاريخه لم يلبث الإسلام بعدفوت النبي ص في طوائف العرب إلا في أهل المدينة و أهل مكة و أهل الطائف وارتد سائر الناس ثم قال ارتدت بنو تميم والرباب


صفحه : 12

واجتمعوا علي مالك بن نويرة اليربوعي‌ وارتدت ربيعة كلها وكانت لهم ثلاثة عساكر عسكر باليمامة مع مسيلمة الكذاب وعسكر مع معرور الشيباني‌ و فيه بنو شيبان وعامة بكر بن أوائل وعسكر مع الحطيم العبدي‌ وارتد أهل اليمن ارتد الأشعث بن قيس في كندة وارتد أهل مأرب مع الأسود العنسي‌ وارتدت بنو عامر إلاعلقمة بن علاثة

19- وَ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ رَحِمَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُم وَ كانُوا شِيَعاًبِإِسنَادِهِ عَن ذَاذَانَ أَبِي عُمَرَ قَالَ قَالَ لِي عَلِيّ ع أَبَا عُمَرَ أَ تدَريِ‌ كَمِ افتَرَقَتِ اليَهُودُ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ افتَرَقَت عَلَي إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً كُلّهَا فِي الهَاوِيَةِ إِلّا وَاحِدَةً هيِ‌َ نَاجِيَةٌ أَ تدَريِ‌ عَلَي كَمِ افتَرَقَتِ النّصَارَي قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ افتَرَقَت عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً كُلّهَا فِي الهَاوِيَةِ إِلّا وَاحِدَةً هيِ‌َ النّاجِيَةُ أَ تدَريِ‌ عَلَي كَم تَفتَرِقُ هَذِهِ الأُمّةُ قُلتُ اللّهُ أَعلَمُ قَالَ تَفتَرِقُ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً كُلّهَا فِي الهَاوِيَةِ إِلّا وَاحِدَةً هيِ‌َ النّاجِيَةُ وَ أَنتَ مِنهُم يَا أَبَا عُمَرَ


صفحه : 13

20- يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ النّاسُ حَولَهُ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ رَأسُ اليَهُودِ وَ رَأسُ النّصَارَي فَسَلّمَا وَ جَلَسَا فَقَالَ الجَمَاعَةُ بِاللّهِ عَلَيكَ يَا مَولَانَا اسأَلهُم حَتّي نَنظُرَ مَا يَعمَلُونَ قَالَ ع لِرَأسِ اليَهُودِ يَا أَخَا اليَهُودِ قَالَ لَبّيكَ قَالَ عَلَي كَمِ انقَسَمَت أُمّةُ نَبِيّكُم قَالَ هُوَ عنِديِ‌ فِي كِتَابٍ مَكنُونٍ قَالَ ع قَاتَلَ اللّهُ قَوماً أَنتَ زَعِيمُهُم يُسأَلُ عَن أَمرِ دِينِهِ فَيَقُولُ هُوَ عنِديِ‌فِي كِتابٍ مَكنُونٍ ثُمّ التَفَتَ إِلَي رَأسِ النّصَارَي وَ قَالَ لَهُ كَمِ انقَسَمَت أُمّةُ نَبِيّكُم قَالَ عَلَي كَذَا وَ كَذَا فَأَخطَأَ فَقَالَ ع لَو قُلتَ مِثلَ قَولِ صَاحِبِكَ لَكَانَ خَيراً لَكَ مِن أَن تَقُولَ وَ تُخطِئَ وَ لَا تَعلَمُ ثُمّ أَقبَلَ ع عِندَ ذَلِكَ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ أَنَا أَعلَمُ مِن أَهلِ التّورَاةِ بِتَورَاتِهِم وَ أَعلَمُ مِن أَهلِ الإِنجِيلِ بِإِنجِيلِهِم وَ أَعلَمُ مِن أَهلِ القُرآنِ بِقُرآنِهِم أَنَا أَعرَفُ كَمِ انقَسَمَتِ الأُمَمُ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ أخَيِ‌ وَ حبَيِبيِ‌ وَ قُرّةُ عيَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص حَيثُ قَالَ افتَرَقَتِ اليَهُودُ عَلَي إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً سَبعُونَ فِرقَةً فِي النّارِ وَ فِرقَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ اتّبَعَت وَصِيّهُ وَ افتَرَقَتِ النّصَارَي عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً فَإِحدَي وَ سَبعُونَ فِرقَةً فِي النّارِ وَ فِرقَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ اتّبَعَت وَصِيّهُ وَ سَتَفَرّقُ أمُتّيِ‌ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ فِي النّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ اتّبَعَت وصَيِيّ‌ وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي منَكبِيِ‌ ثُمّ قَالَ اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ فِرقَةً حَلّت عُقَدَ الإِلَهِ فِيكَ وَ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ اتّخَذَت مَحَبّتَكَ وَ هُم شِيعَتُكَ

21-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَل يَستَوِيانِ مَثَلًا قَالَ أَمّا


صفحه : 14

ألّذِي فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ فُلَانٌ الأَوّلُ يُجمِعُ المُتَفَرّقُونَ وِلَايَتَهُ وَ هُم فِي ذَلِكَ يَلعَنُ بَعضُهُم بَعضاً وَ يَبرَأُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ فَأَمّا رَجُلٌ سَلَمٌ لِرَجُلٍ فَإِنّهُ الأَوّلُ حَقّاً وَ شِيعَتُهُ ثُمّ قَالَ إِنّ اليَهُودَ تَفَرّقُوا مِن بَعدِ مُوسَي عَلَي إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً مِنهَا فِرقَةٌ فِي الجَنّةِ وَ سَبعُونَ فِرقَةً فِي النّارِ وَ تَفَرّقَتِ النّصَارَي بَعدَ عِيسَي عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً فِرقَةٌ مِنهَا فِي الجَنّةِ وَ إِحدَي وَ سَبعُونَ فِي النّارِ وَ تَفَرّقَت هَذِهِ الأُمّةُ بَعدَ نَبِيّهَاص عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ فِرقَةً فِي النّارِ وَ فِرقَةٌ فِي الجَنّةِ وَ مِنَ الثّلَاثِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً ثَلَاثَ عَشرَةَ فِرقَةً تَنتَحِلُ وَلَايَتَنَا وَ مَوَدّتَنَا اثنَتَا عَشرَةَ فِرقَةً مِنهَا فِي النّارِ وَ فِرقَةٌ فِي الجَنّةِ وَ سِتّونَ فِرقَةً مِن سَائِرِ النّاسِ فِي النّارِ

22- أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ، عَن سَلمَانَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَتَركَبُنّ أمُتّيِ‌ سُنّةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ حَذوَ القُذّةِ بِالقُذّةِ شِبراً بِشِبرٍ وَ ذِرَاعاً بِذِرَاعٍ وَ بَاعاً بِبَاعٍ حَتّي لَو دَخَلُوا جُحراً لَدَخَلُوا فِيهِ مَعَهُم إِنّ التّورَاةَ وَ القُرآنَ كَتَبَتهُ يَدٌ وَاحِدَةٌ فِي رَقّ وَاحِدٍ بِقَلَمٍ وَاحِدٍ وَ جَرَتِ الأَمثَالُ وَ السّنَنُ سَوَاءً

ثُمّ قَالَ أَبَانٌ قَالَ سُلَيمٌ وَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ إِنّ الأُمّةَ سَتَفَرّقُ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ فِرقَةً فِي النّارِ وَ فِرقَةٌ فِي الجَنّةِ وَ ثَلَاثَ عَشرَةَ فِرقَةً مِنَ الثّلَاثِ وَ سَبعِينَ تَنتَحِلُ مَحَبّتَنَا أَهلَ البَيتَ وَاحِدَةٌ مِنهَا فِي الجَنّةِ وَ اثنَتَا عَشرَةَ فِي النّارِ وَ أَمّا الفِرقَةُ النّاجِيَةُ المَهدِيّةُ المُؤمِنَةُ المُسلِمَةُ المُوَفّقَةُ المُرشَدَةُ فهَيِ‌َ المُؤتَمّةُ بيِ‌ المُسلِمَةُ لأِمَريِ‌ المُطِيعَةُ لِي المُتَبَرّئَةُ مِن عدَوُيّ‌ المُحِبّةُ لِي المُبغِضَةُ لعِدَوُيّ‌ التّيِ‌ قَد عَرَفَت حقَيّ‌ وَ إمِاَمتَيِ‌ وَ فَرضَ طاَعتَيِ‌ مِن كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِ فَلَم تَرتَدّ وَ لَم تَشُكّ لِمَا قَد نَوّرَ اللّهُ فِي قَلبِهَا مِن مَعرِفَةِ حَقّنَا وَ عَرّفَهَا مِن فَضلِنَا وَ أَلهَمَهَا وَ أَخَذَ بِنَوَاصِيهَا فَأَدخَلَهَا فِي شِيعَتِنَا حَتّي اطمَأَنّت


صفحه : 15

قُلُوبُهَا وَ استَيقَنَت يَقِيناً لَا يُخَالِطُهُ شَكّ أنَيّ‌ أَنَا وَ أوَصيِاَئيِ‌ بعَديِ‌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ هُدَاةٌ مُهتَدُونَ الّذِينَ قَرَنَهُمُ اللّهُ بِنَفسِهِ وَ نَبِيّهِ فِي آي‌ٍ مِن كِتَابِ اللّهِ كَثِيرَةٍ وَ طَهّرَنَا وَ عَصَمَنَا وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَي خَلقِهِ وَ حُجّتَهُ فِي أَرضِهِ وَ خُزّانَهُ عَلَي عِلمِهِ وَ مَعَادِنَ حُكمِهِ وَ تَرَاجِمَةَ وَحيِهِ وَ جَعَلَنَا مَعَ القُرآنِ وَ القُرآنَ مَعَنَا لَا نُفَارِقُهُ وَ لَا يُفَارِقُنَا حَتّي نَرِدَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص حَوضَهُ كَمَا قَالَ وَ تِلكَ الفِرقَةُ الوَاحِدَةُ مِنَ الثّلَاثِ وَ السّبعِينَ فِرقَةً هيِ‌َ النّاجِيَةُ مِنَ النّارِ وَ مِن جَمِيعِ الفِتَنِ وَ الضّلَالَاتِ وَ الشّبُهَاتِ هُم مِن أَهلِ الجَنّةِ حَقّاً هُميَدخُلُونَ الجَنّةَ...بِغَيرِ حِسابٍ وَ جَمِيعُ تِلكَ الفِرَقِ الِاثنَتَينِ وَ السّبعِينَ فِرقَةً هُمُ المُتَدَيّنُونَ بِغَيرِ الحَقّ النّاصِرُونَ دِينَ الشّيطَانِ الآخِذُونَ عَن إِبلِيسَ وَ أَولِيَائِهِ هُم أَعدَاءُ اللّهِ وَ أَعدَاءُ رَسُولِهِ وَ أَعدَاءُ المُؤمِنِينَ يَدخُلُونَ النّارَ بِغَيرِ حِسَابٍ بَرَءُوا مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ وَ أَشرَكُوا بِاللّهِ وَ كَفَرُوا بِهِ وَ عَبَدُوا غَيرَ اللّهِ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَوَ هُم يَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاًيَقُولُونَ يَومَ القِيَامَةِوَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَيَحلِفُونَ لِلّهِكَما يَحلِفُونَ لَكُم وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم عَلي شَيءٍ أَلا إِنّهُم هُمُ الكاذِبُونَ قَالَ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ رَأَيتَ مَن قَد وَقَفَ فَلَم يَأتَمّ بِكُم وَ لَم يُضَادّكُم وَ لَم يَنصِب لَكُم وَ لَم يَتَوَلّكُم وَ لَم يَتَبَرّأ مِن عَدُوّكُم وَ قَالَ لَا أدَريِ‌ وَ هُوَ صَادِقٌ قَالَ لَيسَ أُولَئِكَ مِنَ الثّلَاثِ وَ السّبعِينَ فِرقَةً إِنّمَا عَنَي رَسُولُ اللّهِص بِالثّلَاثِ وَ السّبعِينَ فِرقَةً البَاغِينَ النّصّابِينَ الّذِينَ قَد شَهَرُوا أَنفُسَهُم وَ دَعَوا إِلَي دِينِهِم فَفِرقَةٌ وَاحِدَةٌ مِنهَا تَدِينُ بِدِينِ الرّحمَنِ وَ اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ تَدِينُ بِدِينِ الشّيطَانِ وَ تَتَوَلّي عَلَي قَبُولِهَا وَ تَتَبَرّأُ مِمّن خَالَفَهَا فَأَمّا مَن وَحّدَ اللّهَ وَ آمَنَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ لَم يَعرِف وَلَايَتَنَا وَ لَا ضَلَالَةَ عَدُوّنَا وَ لَم يَنصِب شَيئاً وَ لَم يُحِلّ وَ لَم يُحَرّم وَ أَخَذَ بِجَمِيعِ مَا لَيسَ بَينَ المُختَلِفِينَ مِنَ الأُمّةِ خِلَافٌ فِي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ بِهِ أَو نَهَي عَنهُ وَ كَفّ عَمّا بَينَ المُختَلِفِينَ مِنَ الأُمّةِ خِلَافٌ فِي أَنّ اللّهَ أَمَرَ بِهِ أَو نَهَي عَنهُ فَلَم يَنصِب شَيئاً وَ لَم يُحَلّل وَ لَم يُحَرّم وَ لَا يَعلَمُ وَ رَدّ عِلمَ مَا أَشكَلَ عَلَيهِ إِلَي اللّهِ فَهَذَا نَاجٍ وَ هَذِهِ الطّبَقَةُ بَينَ المُؤمِنِينَ وَ بَينَ المُشرِكِينَ هُم أَعظَمُ النّاسِ وَ جُلّهُم وَ هُم أَصحَابُ الحِسَابِ وَ المَوَازِينِ


صفحه : 16

وَ الأَعرَافِ وَ الجَهَنّمِيّونَ الّذِينَ يَشفَعُ لَهُمُ الأَنبِيَاءُ وَ المَلَائِكَةُ وَ المُؤمِنُونَ وَ يُخرَجُونَ مِنَ النّارِ فَيُسَمّونَ الجَهَنّمِيّينَ فَأَمّا المُؤمِنُونَ فَيُنجَونَ وَيَدخُلُونَ الجَنّةَ...بِغَيرِ حِسابٍ وَ إِنّمَا الحِسَابُ عَلَي أَهلِ هَذِهِ الصّفَاتِ بَينَ المُؤمِنِينَ وَ المُشرِكِينَ وَ المُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم وَ المُقتَرِفَةِ وَ الّذِينَخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً وَ المُستَضعَفِينَ الّذِينَلا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا لَا يَستَطِيعُونَ حِيلَةَ الكُفرِ وَ الشّركِ وَ لَا يُحسِنُونَ أَن يَنصِبُوا وَ لَا يَهتَدُونَ سَبِيلًا إِلَي أَن يَكُونُوا مُؤمِنِينَ عَارِفِينَ فَهُم أَصحَابُ الأَعرَافِ وَ هَؤُلَاءِ كُلّهُم لِلّهِ فِيهِمُ المَشِيّةُ إِن أَدخَلَ أَحَدَهُمُ النّارَ فَبِذَنبِهِ وَ إِن تَجَاوَزَ عَنهُ فَبِرَحمَتِهِ قُلتُ أَ يَدخُلُ النّارَ المُؤمِنُ العَارِفُ الداّعيِ‌ قَالَ لَا قُلتُ أَ يَدخُلُ الجَنّةَ مَن لَا يَعرِفُ إِمَامَهُ قَالَ لَا إِلّا أَن يَشَاءَ اللّهُ قُلتُ أَ يَدخُلُ النّارَ إِلّا كَافِرٌ أَو مُشرِكٌ قَالَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا كَافِرٌ إِلّا أَن يَشَاءَ اللّهُ قُلتُ فَمَن لقَيِ‌َ اللّهَ مُؤمِناً عَارِفاً بِإِمَامِهِ مُطِيعاً لَهُ أَ مِن أَهلِ الجَنّةِ هُوَ قَالَ نَعَم إِذَا لقَيِ‌َ اللّهَ وَ هُوَ مُؤمِنٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِالّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَالّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ قُلتُ فَمَن لقَيِ‌َ اللّهَ مِنهُم عَلَي الكَبَائِرِ قَالَ هُوَ فِي مَشِيّتِهِ إِن عَذّبَهُ فَبِذَنبِهِ وَ إِن تَجَاوَزَ عَنهُ فَبِرَحمَتِهِ قُلتُ فَيُدخِلُهُ النّارَ وَ هُوَ مُؤمِنٌ قَالَ نَعَم بِذَنبِهِ لِأَنّهُ لَيسَ مِنَ المُؤمِنِينَ الّذِينَ عَنَي أَنّهُ لَهُم ولَيِ‌ّ وَ أَنّهُلا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَهُمُ المُؤمِنُونَ الّذِينَ يَتّقُونَ اللّهَ وَالّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ وَ الّذِينَلَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ

وَ عَن أَبَانٍ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ يَقُولُونَإِنّا لَقُعُودٌ عِندَ رَسُولِ اللّهِص مَا مَعَنَا غَيرُنَا إِذَا رَهطٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ كُلّهُم بَدرِيّونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص تَفتَرِقُ أمُتّيِ‌ بعَديِ‌ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرقَةٌ عَلَي الحَقّ مَثَلُهُم كَمَثَلِ الذّهَبِ كُلّمَا سَبَكتَهُ عَلَي النّارِ ازدَادَ طِيباً وَ جَودَةً إِمَامُهُم هَذَا أَحَدُ الثّلَاثَةِ وَ فِرقَةٌ أَهلُ بَاطِلٍ مَثَلُهُم كَمَثَلِ الحَدِيدِ كُلّمَا أَدخَلتَهُ النّارَ ازدَادَ خَبَثاً وَ نَتناً إِمَامُهُم هَذَا أَحَدُ


صفحه : 17

الثّلَاثَةِ وَ فِرقَةٌ مُذَبذَبِينَ ضُلّالًالا إِلي هؤُلاءِ وَ لا إِلي هؤُلاءِإِمَامُهُم هَذَا أَحَدُ الثّلَاثَةِ فَسَأَلتُهُم عَنِ الثّلَاثَةِ فَقَالُوا إِمَامُ الحَقّ وَ الهُدَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ سَعدٌ إِمَامُ المُذَبذَبِينَ وَ حَرَصتُ أَن يُسَمّوا لِيَ الثّالِثَ فَأَبَوا عَلَيّ وَ عَرّضُوا لِي حَتّي عَرَفتُ مَن يَعنُونَ

23- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُعَاذٍ عَن زَكَرِيّا بنِ عدَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلَي المِنبَرِ مَا بَالُ أَقوَامٍ يَقُولُونَ إِنّ رَحِمَ رَسُولِ اللّهِص لَا يشفع [تَشفَعُ] يَومَ القِيَامَةِ بَلَي وَ اللّهِ إِنّ رحَمِيِ‌ لَمَوصُولَةٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ إنِيّ‌ أَيّهَا النّاسُ فَرَطُكُم يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الحَوضِ فَإِذَا جِئتُم قَالَ الرّجُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ فَأَقُولُ أَمّا النّسَبُ فَقَد عَرَفتُهُ وَ لَكِنّكُم أَخَذتُم بعَديِ‌ ذَاتَ الشّمَالِ وَ ارتَدَدتُم عَلَي أَعقَابِكُمُ القَهقَرَي

بيان قال الجزري‌ فيه أنافرطكم علي الحوض أي متقدمكم إليه يقال فرط يفرط فهو فارط وفرط إذاتقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والأرشية

24- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَ تَزعُمُونَ أَنّ رَحِمَ نبَيِ‌ّ اللّهِ لَا يشفع [تَشفَعُ]قَومَهُ يَومَ


صفحه : 18

القِيَامَةِ بَلَي وَ اللّهِ إِنّ رحَمِيِ‌ لَمَوصُولَةٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَنَا فَرَطُكُم عَلَي الحَوضِ فَإِذَا جِئتُ قَامَ رِجَالٌ يَقُولُونَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ وَ قَالَ آخَرُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ وَ قَالَ آخَرُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ فَأَقُولُ أَمّا النّسَبَ فَقَد عَرَفتُ وَ لَكِنّكُم أَحدَثتُم بعَديِ‌ وَ ارتَدَدتُمُ القَهقَرَي

25- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَشّارٍ عَن مُجَاهِدِ بنِ مُوسَي عَن عَبّادِ بنِ عَبّادٍ عَن مُجَالِدِ بنِ سَعِيدٍ عَن خَيرِ بنِ نَوفٍ أَبِي الوَدّاكِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ اللّهِ مَا يأَتيِ‌ عَلَينَا عَامٌ إِلّا وَ هُوَ شَرّ مِنَ الماَضيِ‌ وَ لَا أَمِيرٌ إِلّا وَ هُوَ شَرّ مِمّن كَانَ قَبلَهُ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص يَقُولُ مَا تَقُولُ وَ لَكِن سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا يَزَالُ بِكُمُ الأَمرُ حَتّي يُولَدَ فِي الفِتنَةِ وَ الجَورِ مَن لَا يُعرَفُ عَدَدُهَا حَتّي تُملَأَ الأَرضُ جَوراً فَلَا يَقدِرُ أَحَدٌ يَقُولُ اللّهَ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَجُلًا منِيّ‌ وَ مِن عتِرتَيِ‌ فَيَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مَلَأَهَا مَن كَانَ قَبلَهُ جَوراً وَ يُخرِجُ لَهُ الأَرضُ أَفلَاذَ كَبِدِهَا وَ يَحثُو المَالَ حَثواً وَ لَا يَعُدّهُ عَدّاً وَ ذَلِكَ حِينَ يَضرِبُ الإِسلَامُ بِجِرَانِهِ

بيان قال في النهاية في أشراط الساعة وتقي‌ء الأرض أفلاذ كبدها أي تخرج كنوزها المدفونة فيها و هواستعارة والأفلاذ جمع فلذ والفلذ جمع فلذة وهي‌ القطعة المقطوعة طولا والحثو رمي‌ التراب ونحوه و هوكناية عن كثرة العطاء و قال في النهاية و منه حتي ضرب الحق بجرانه أي قر قراره واستقام كما أن البعير إذابرك واستراح مد عنقه علي الأرض

26-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ نَصرٍ الراّزيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَسُئِلَ الرّضَا ع عَن قَولِ النّبِيّص


صفحه : 19

أصَحاَبيِ‌ كَالنّجُومِ بِأَيّهِمُ اقتَدَيتُمُ اهتَدَيتُم وَ عَن قَولِهِص دَعُوا لِي أصَحاَبيِ‌ فَقَالَ هَذَا صَحِيحٌ يُرِيدُ مَن لَم يُغَيّر بَعدَهُ وَ لَم يُبَدّل قِيلَ وَ كَيفَ نَعلَمُ أَنّهُم قَد غَيّرُوا وَ بَدّلُوا قَالَ لِمَا يَروُونَهُ مِن أَنّهُص قَالَ لَيُذَادَنّ رِجَالٌ مِن أصَحاَبيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ عَن حوَضيِ‌ كَمَا تُذَادُ غَرَائِبُ الإِبِلِ عَنِ المَاءِ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ لِي إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ فَيُؤخَذُ بِهِم ذَاتَ الشّمَالِ فَأَقُولُ بُعداً لَهُم وَ سُحقاً أَ فَتَرَي هَذَا لِمَن لَم يُغَيّر وَ لَم يُبَدّل

بيان قال في النهاية في الحديث فليذادن رجال عن حوضي‌ أي ليطردن


صفحه : 20

27- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ العَامّةَ تَزعُمُ أَنّ بَيعَةَ أَبِي بَكرٍ حَيثُ اجتَمَعَ لَهَا النّاسُ كَانَت رِضًا لِلّهِ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَفتِنَ أُمّةَ مُحَمّدٍ مِن بَعدِهِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ مَا يَقرَءُونَ كِتَابَ اللّهِ أَ لَيسَ اللّهُ يَقُولُوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُمالآيَةَ قَالَ فَقُلتُ لَهُ إِنّهُم يُفَسّرُونَ هَذَا عَلَي وَجهٍ آخَرَ قَالَ فَقَالَ أَ وَ لَيسَ قَد أَخبَرَ اللّهُ عَنِ الّذِينَ مِن قَبلِهِم مِنَ الأُمَمِ أَنّهُمُ اختَلَفُوا مِن بَعدِ مَا جَاءَتهُمُ البَيّنَاتُ حِينَ قَالَوَ آتَينا عِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ إِلَي قَولِهِفَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَالآيَةَ ففَيِ‌ هَذَا مَا يُستَدَلّ بِهِ عَلَي أَنّ أَصحَابَ مُحَمّدٍ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ قَدِ اختَلَفُوا مِن بَعدِهِفَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ

بيان الآية هكذاتِلكَ الرّسُلُ فَضّلنا بَعضَهُم عَلي بَعضٍ مِنهُم مَن كَلّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعضَهُم دَرَجاتٍ وَ آتَينا عِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّناتُ وَ لكِنِ اختَلَفُوا فَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلُوا وَ لكِنّ اللّهَ يَفعَلُ ما يُرِيدُ والاستدلال بها من وجهين الأول شمولها لأمة نبيناص . والثاني‌ بانضمام ماتواتر عن النبي ص أن كل ماوقع في الأمم السالفة يقع في هذه الأمة ويحتمل أيضا أن يكون الغرض دفع الاستبعاد عن وقوعه في تلك الأمة كما هوظاهر الخبر

28-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَبدُ الصّمَدِ بنُ بَشِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَتَدرُونَ مَاتَ النّبِيّص أَو قُتِلَ إِنّ اللّهَ يَقُولُأَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُمفَسُمّ


صفحه : 21

قَبلَ المَوتِ إِنّهُمَا سَمّتَاهُ فَقُلنَا إِنّهُمَا وَ أَبَوَيهِمَا شَرّ مَن خَلَقَ اللّهُ

29- شي‌،[تفسير العياشي‌] الحُسَينُ بنُ المُنذِرِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِأَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُمالقَتلُ أَمِ المَوتُ قَالَ يعَنيِ‌ أَصحَابَهُ الّذِينَ فَعَلُوا مَا فَعَلُوا


صفحه : 22

30- جا،[المجالس للمفيد]الجعِاَبيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي مُوسَي عِيسَي بنِ مِهرَانَ المستعطفي‌[المُستَعطِفِ] عَن عَفّانَ بنِ مُسلِمٍ عَن وُهَيبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُثمَانَ عَنِ ابنِ أَبِي مُلَيكَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إنِيّ‌ عَلَي الحَوضِ أَنظُرُ مَن يَرِدُ عَلَيّ مِنكُم وَ لَيُقطَعَنّ بِرِجَالٍ دوُنيِ‌ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا عَمِلُوا بَعدَكَ إِنّهُم مَا زَالُوا يَرجِعُونَ عَلَي أَعقَابِهِمُ القَهقَرَي

31- جا،[المجالس للمفيد]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عِيسَي عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن شَقِيقٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ زَوجِ النّبِيّص قَالَ دَخَلَ عَلَيهَا عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ فَقَالَ يَا أُمّه قَد خِفتُ أَن يهُلكِنَيِ‌ كَثرَةُ ماَليِ‌ أَنَا أَكثَرُ قُرَيشٍ مَالًا قَالَت يَا بنُيَ‌ّ فَأَنفِق فإَنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مِن أصَحاَبيِ‌ مَن لَا يرَاَنيِ‌ بَعدَ أَن أُفَارِقَهُ قَالَ فَخَرَجَ عَبدُ الرّحمَنِ فلَقَيِ‌َ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ فَأَخبَرَهُ باِلذّيِ‌ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَجَاءَ يَشتَدّ حَتّي دَخَلَ عَلَيهَا فَقَالَ بِاللّهِ يَا أُمّه أَنَا مِنهُم فَقَالَت لَا أَعلَمُ وَ لَن أبُر‌ِئَ بَعدَكَ أَحَداً

32-كشف ،[كشف الغمة] عَن كِفَايَةِ الطّالِبِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّكُم مَحشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرلًا ثُمّ قَرَأَكَما بَدَأنا أَوّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ وَعداً عَلَينا إِنّا كُنّا فاعِلِينَأَلَا وَ إِنّ أَوّلَ مَن يُكسَي اِبرَاهِيمُ ع أَلَا وَ إِنّ نَاساً مِن أصَحاَبيِ‌ يُؤخَذُ بِهِم ذَاتَ الشّمَالِ فَأَقُولُ أصُيَحاَبيِ‌ أصُيَحاَبيِ‌ قَالَ


صفحه : 23

فَيُقَالُ إِنّهُم لَم يَزَالُوا مُرتَدّينَ عَلَي أَعقَابِهِم مُذ فَارَقتَهُم فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبدُ الصّالِحُ عِيسَي ع وَ كُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم إِلَي قَولِهِالعَزِيزُ الحَكِيمُ

قلت هذاحديث صحيح متفق علي صحته من حديث المغيرة بن النعمان رواه البخاري‌ في صحيحه عن محمد بن كثير عن سفيان ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن بشار بن بندار عن محمد بن جعفرغندر عن شعبة

ورزقناه بحمد الله عاليا من هذاالطريق هذاآخر كلامه بيان الغرل بضم الغين المعجمة ثم الراء المهملة جمع الأغرل و هوالأغلف

33-أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيَجِيئَنّ قَومٌ مِن أصَحاَبيِ‌ مِن أَهلِ العِليَةِ وَ المَكَانَةِ منِيّ‌ لِيَمُرّوا


صفحه : 24

عَلَي الصّرَاطِ فَإِذَا رَأَيتُهُم وَ رأَوَنيِ‌ وَ عَرَفتُهُم وَ عرَفَوُنيِ‌ اختَلَجُوا دوُنيِ‌ فَأَقُولُ أَي رَبّ أصَحاَبيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ مَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ إِنّهُمارتَدّوا عَلي أَدبارِهِمحَيثُ فَارَقتَهُم فَأَقُولُ بُعداً وَ سُحقاً

بيان قال الجوهري‌ يقال فلان من علية الناس و هوجمع رجل علي أي شريف رفيع مثل صبي‌ وصبية والعلية الغرفة و في القاموس علا السطح يعليه عليا وعليا صعده و قال في النهاية الخلج الجذب والنزع و منه الحديث لَيَرِدَنّ عَلَيّ الحَوضَ أَقوَامٌ ثُمّ لَيَختَلِجَنّ دوُنيِ‌ أي يجتذبون ويقتطعون و قال في حديث الحوض فَأَقُولُ سُحقاً سُحقاً أي بعدا بعدا ومَكانٍ سَحِيقٍبعيد

34- مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي الثعّلبَيِ‌ّ مِن تَفسِيرِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ شِهَابٍ عَنِ ابنِ المُسَيّبِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّهُ كَانَ يُحَدّثُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ يَرِدُ عَلَيّ يَومَ القِيَامَةِ رَهطٌ مِن أصَحاَبيِ‌ فَيُحَلّئُونَ عَنِ الحَوضِ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا عِلمَ لَكَ بِمَا أَحدَثُواارتَدّوا عَلي أَدبارِهِمالقَهقَرَي

بيان قال في النهاية فيه يَرِدُ عَلَيّ يَومَ القِيَامَةِ رَهطٌ فَيُحَلّئُونَ عَنِ الحَوضِ أي يصدون عنه ويمنعون من وروده

35-يف ،[الطرائف ]مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِمَا إِلَي صحَيِحيَ‌ِ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٍ وَ الجَمعِ بَينَ


صفحه : 25

الصّحِيحَينِ بِإِسنَادِهِم إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم مَحشُورُونَ إِلَي اللّهِ عُرَاةً حُفَاتاً غُرلًا ثُمّ تَلَاكَما بَدَأنا أَوّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ وَعداً عَلَينا إِنّا كُنّا فاعِلِينَ ثُمّ قَالَ أَلَا وَ إِنّ أَوّلَ الخَلَائِقِ يُكسَي يَومَ القِيَامَةِ اِبرَاهِيمُ وَ إِنّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِن أمُتّيِ‌ فَيُؤخَذُ بِهِم ذَاتَ الشّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبدُ الصّالِحُوَ كُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَمّا توَفَيّتنَيِ‌ كُنتَ أَنتَ الرّقِيبَ عَلَيهِم وَ أَنتَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌفَيُقَالُ إِنّ هَؤُلَاءِ لَم يَزَالُوا مُرتَدّينَ عَلَي أَعقَابِهِم مُنذُ فَارَقتَهُم

قَالَ مُسلِمٌ وَ فِي حَدِيثِ وَكِيعٍ وَ مُعَاذٍ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ

36- مد،[العمدة] مِنَ الجَمعِ بَينَ الصّحِيحَينِ مِنَ المُتّفَقِ عَلَيهِ بَينَ الصّحِيحَينِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَأَذُودَنّ رِجَالًا عَن حوَضيِ‌ كَمَا تُذَادُ الغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلِ عَنِ الحَوضِ

قَالَ وَ أَخرَجَهُ البخُاَريِ‌ّ مِن حَدِيثِ الزهّريِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ أَنّهُ كَانَ يُحَدّثُ عَن بَعضِ أَصحَابِ النّبِيّص قَالَيَرِدُ عَلَيّ الحَوضَ يَومَ القِيَامَةِ رَهطٌ مِن أصَحاَبيِ‌ فَيُحَلّئُونَ عَنِ الحَوضِ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ إِنّهُ لَا عِلمَ لَكَ بِمَا


صفحه : 26

أَحدَثُوا بَعدَكَ إِنّهُمُ ارتَدّوا عَلَي أَعقَابِهِمُ القَهقَرَي

فقال قال البخاري‌ و قال شعيب عن الزهري‌ كان أبوهريرة يحدث عن النبي ص فيجلون و قال عقيل فيحلئون

37- أَقُولُ رَوَي ابنُ الأَثِيرِ فِي كِتَابِ جَامِعِ الأُصُولِ مِمّا أَخرَجَهُ مِن صَحِيحِ البخُاَريِ‌ّ وَ صَحِيحِ مُسلِمٍ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا فَرَطُكُم عَلَي الحَوضِ وَ لَيُرفَعَنّ إلِيَ‌ّ رِجَالٌ مِنكُم حَتّي إِذَا أَهوَيتُ إِلَيهِم لِأُنَاوِلَهُمُ اختَلَجُوا دوُنيِ‌ فَأَقُولُ أَي رَبّ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ

وَ مِنَ الصّحِيحَينِ أَيضاً عَن أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَيَرِدَنّ عَلَيّ الحَوضَ رِجَالٌ مِمّن صاَحبَنَيِ‌ حَتّي إِذَا رَأَيتُهُم وَ رُفِعُوا إلِيَ‌ّ اختَلَجُوا دوُنيِ‌ فَلَأَقُولَنّ أَي رَبّ أصَحاَبيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَلَيُقَالَنّ لِي إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ

وَ زِيدَ فِي بَعضِ الرّوَايَاتِ قَولُهُ فَأَقُولُ سُحقاً لِمَن بَدّلَ بعَديِ‌

وَ أَيضاً مِنَ الصّحِيحَينِ عَن أَبِي حَازِمٍ عَن سَهلِ بنِ سَعدٍ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ أَنَا فَرَطُكُم عَلَي الحَوضِ مَن وَرَدَ شَرِبَ وَ مَن شَرِبَ لَم يَظمَأ أَبَداً وَ لَيَرِدَنّ عَلَيّ أَقوَامٌ أَعرِفُهُم وَ يعَرفِوُننَيِ‌ ثُمّ يُحَالُ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَ النّعمَانُ بنُ أَبِي عَيّاشٍ وَ أَنَا أُحَدّثُهُم بِهَذَا الحَدِيثِ فَقَالَ هَكَذَا سَمِعتَ سَهلًا يَقُولُ فَقُلتُ نَعَم قَالَ وَ أَنَا أَشهَدُ عَلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ سَمِعتُهُ يَزِيدُ


صفحه : 27

فَيَقُولُ فَإِنّهُم منِيّ‌ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ فَأَقُولُ سُحقاً سُحقاً لِمَن بَدّلَ بعَديِ‌

وَ أَيضاً مِنَ الصّحِيحَينِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ يَرِدُ عَلَيّ يَومَ القِيَامَةِ رَهطٌ مِن أصَحاَبيِ‌ أَو قَالَ مِن أمُتّيِ‌ فَيُحَلّئُونَ عَنِ الحَوضِ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ فَيَقُولُ لَا عِلمَ لَكَ بِمَا أَحدَثُوا بَعدَكَ إِنّهُمُ ارتَدّوا عَلَي أَعقَابِهِمُ القَهقَرَي وَ فِي رِوَايَةٍ فَيُجلَونَ

وَ مِنَ البخُاَريِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ بَينَا أَنَا قَائِمٌ عَلَي الحَوضِ إِذَا زُمرَةٌ حَتّي إِذَا عَرَفتُهُم خَرَجَ رَجُلٌ مِن بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم فَقَالَ لَهُم هَلُمّ قُلتُ إِلَي أَينَ قَالَ إِلَي النّارِ وَ اللّهِ فَقُلتُ وَ مَا شَأنُهُم قَالَ إِنّهُم قَدِارتَدّوا عَلي أَدبارِهِمالقَهقَرَي ثُمّ إِذَا زُمرَةٌ أُخرَي حَتّي إِذَا عَرَفتُهُم خَرَجَ رَجُلٌ مِن بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم فَقَالَ لَهُم هَلُمّ فَقُلتُ إِلَي أَينَ قَالَ إِلَي النّارِ وَ اللّهِ قُلتُ مَا شَأنُهُم قَالَ إِنّهُم قَدِارتَدّوا عَلي أَدبارِهِم فَلَا أُرَاهُ يَخلُصُ مِنهُم إِلّا مِثلُ هَمَلِ النّعَمِ


صفحه : 28

وَ عَن مُسلِمٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ تَرِدُ عَلَيّ أمُتّيِ‌َ الحَوضَ وَ أَنَا أَذُودُ النّاسَ كَمَا يَذُودُ الرّجُلُ إِبِلَ الرّجُلِ عَن إِبِلِهِ قَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ تَعرِفُنَا قَالَ نَعَم لَكُم سِيمَاءُ لَيسَت لِأَحَدٍ غَيرِكُم تَرِدُونَ عَلَيّ غُرّاً مُحَجّلِينَ مِن آثَارِ الوُضُوءِ وَ لَيُصَدّنّ عنَيّ‌ طَائِفَةٌ مِنكُم فَلَا يَصِلُونَ فَأَقُولُ يَا رَبّ هَؤُلَاءِ مِن أصَحاَبيِ‌ فيَجَيِئنُيِ‌ مَلَكٌ فَيَقُولُ وَ هَل تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ

وَ مِن صَحِيحِ مُسلِمٍ أَيضاً عَن عَائِشَةَ قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ وَ هُوَ بَينَ ظهَراَنيَ‌ أَصحَابِهِ إنِيّ‌ عَلَي الحَوضِ أَنتَظِرُ مَن يَرِدُ عَلَيّ مِنكُم فَلَيُقتَطَعَنّ دوُنيِ‌ رِجَالٌ فَلَأَقُولَنّ أَي رَبّ منِيّ‌ وَ مِن أمُتّيِ‌ فَيَقُولُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ مَا زَالُوا يَرجِعُونَ عَلَي أَعقَابِهِم

وَ مِنَ الصّحِيحَينِ عَن أَسمَاءَ بِنتِ أَبِي بَكرٍ قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ عَلَي الحَوضِ أَنظُرُ مَن يَرِدُ عَلَيّ مِنكُم وَ سَيُؤخَذُ نَاسٌ دوُنيِ‌ فَأَقُولُ يَا رَبّ منِيّ‌ وَ مِن أمُتّيِ‌ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَأَقُولُ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ هَل شَعَرتَ مَا عَمِلُوا بَعدَكَ وَ اللّهِ مَا بَرِحُوا يَرجِعُونَ عَلَي أَعقَابِهِم

وَ مِن صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ


صفحه : 29

إنِيّ‌ لَكُم فَرَطٌ عَلَي الحَوضِ فإَيِاّي‌َ لَا يَأتِيَنّ أَحَدُكُم فَيُذَبّ عنَيّ‌ كَمَا يُذَبّ البَعِيرُ الضّالّ فَأَقُولَ فِيمَ هَذَا فَيُقَالَ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ فَأَقُولَ سُحقاً

وَ مِنَ البخُاَريِ‌ّ عَنِ ابنِ المُسَيّبِ أَنّهُ كَانَ يُحَدّثُ عَن أَصحَابِ النّبِيّص أَنّ النّبِيّ قَالَ يَرِدَنّ عَلَيّ الحَوضَ رِجَالٌ مِن أصَحاَبيِ‌ فَيُحَلّئُونَ عَنهُ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ فَيَقُولُ إِنّكَ لَا عِلمَ لَكَ بِمَا أَحدَثُوا بَعدَكَ إِنّهُمُارتَدّوا عَلي أَدبارِهِمالقَهقَرَي

وَ مِنَ الصّحِيحَينِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَأَذُودَنّ رِجَالًا عَن حوَضيِ‌ كَمَا تُذَادُ الغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلِ عَنِ الحَوضِ

وَ مِنهُمَا عَن حُذَيفَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ حوَضيِ‌ لَأَبعَدُ مِن أَيلَةَ إِلَي عَدَنٍ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَأَذُودَنّ عَنهُ الرّجَالَ كَمَا يَذُودُ الرّجُلُ الإِبِلَ الغَرِيبَةَ عَن حَوضِهِ

وَ روُيِ‌َ مِن سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ تَفَرّقَتِ اليَهُودُ عَلَي إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً أَوِ اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ وَ النّصَارَي مِثلَ ذَلِكَ وَ سَتَفتَرِقُ أمُتّيِ‌ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً

وَ مِن صَحِيحِ الترّمذِيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَمرِو بنِ العَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص 


صفحه : 30

لَيَأتِيَنّ عَلَي أمُتّيِ‌ مَا أَتَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ حَتّي إِن كَانَ مِنهُم مَن أَتَي أُمّهُ عَلَانِيَةً لَيَكُونَنّ فِي أمُتّيِ‌ مَن يَصنَعُ ذَلِكَ وَ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ تَفَرّقَت عَلَي ثِنتَينِ وَ سَبعِينَ مِلّةً وَ سَتَفتَرِقُ أمُتّيِ‌ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ مِلّةً كُلّهَا فِي النّارِ إِلّا مِلّةً وَاحِدَةً قَالُوا مَن هيِ‌َ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَن كَانَ عَلَي مَا أَنَا عَلَيهِ وَ أصَحاَبيِ‌

وَ مِن صَحِيحِ الترّمذِيِ‌ّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتَركَبُنّ سَنَنَ مَن كَانَ قَبلَكُم وَ زَادَ رَزِينٌ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ حَتّي إِن كَانَ فِيهِم مَن أَتَي أُمّهُ يَكُونُ فِيكُم فَلَا أدَريِ‌ أَ تَعبُدُونَ العِجلَ أَم لَا

وَ مِنَ الصّحِيحَينِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ مَن كَانَ قَبلَكُم شِبراً بِشِبرٍ وَ ذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتّي لَو دَخَلُوا جُحرَ ضَبّ لَتَبِعتُمُوهُم قُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ اليَهُودَ وَ النّصَارَي قَالَ فَمَن

وَ مِن صَحِيحِ البخُاَريِ‌ّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَا تَقُومُ السّاعَةُ


صفحه : 31

حَتّي تَأخُذَ أمُتّيِ‌ مَأخَذَ القُرُونِ قَبلَهَا شِبراً بِشِبرٍ وَ ذِرَاعاً بِذِرَاعٍ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ كَفَارِسَ وَ الرّومِ قَالَ مَنِ النّاسُ إِلّا أُولَئِكَ

وَ مِنَ الترّمذِيِ‌ِ وَ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أمُتّيِ‌ عَلَي الحَقّ

انتهي ماأخرجناه من جامع الأصول وروي السيد في الطرائف هذه الأخبار من الجمع بين الصحيحين للحميدي‌ ورواها ابن البطريق في العمدة من صحاحهم و لاحاجة لنا إلي إيرادها لأنا أخرجناها من أصولها. و قال السيد روي الحميدي‌ في الجمع بين الصحيحين من مسند أبي الدرداء في الحديث الأول من صحيح البخاري‌ قالت أم الدرداء.دخل علي أبوالدرداء و هومغضب فقلت ماأغضبك فقال و الله ماأعرف من أمر محمدص شيئا إلاأنهم يصلون جميعا. وروي‌ أيضا من صحيح البخاري‌ من مسند أنس بن مالك عن الزهري‌ قال .دخلت علي أنس بن مالك بدمشق و هويبكي‌ فقلت مايبكيك قال لاأعرف شيئا


صفحه : 32

مما أدركت إلا هذه الصلاة و هذه الصلاة قدضيعت . و في حديث آخر منه . ماأعرف شيئا مما كان علي عهد رسول الله ص قيل الصلاة قال أ ليس ضيعتم ماضيعتم فيها. وَ رَوَي الحمُيِديِ‌ّ أَيضاً مِن مُسنَدِ أَبِي مَالِكٍ وَ أَبِي عَامِرٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَوّلُ دِينِكُم نُبُوّةٌ وَ رَحمَةٌ ثُمّ مُلكٌ وَ رَحمَةٌ ثُمّ مُلكٌ وَ جَبرِيّةٌ ثُمّ مُلكٌ عَضّ يُستَحَلّ فِيهِ الخَزّ وَ الحَرِيرُ

وَ مِنَ المُتّفَقِ عَلَيهِ مِن مُسنَدِ أَبِي هُرَيرَةَ عَنهُص فِي أَوَاخِرِ الحَدِيثِ المَذكُورِ إِنّ مثَلَيِ‌ كَمَثَلِ رَجُلٍ استَوقَدَ نَاراً فَلَمّا أَضَاءَت مَا حَولَهُ جَعَلَ الفَرَاشُ وَ هَذِهِ الدّوَابّ التّيِ‌ تَقَعُ فِي النّارِ تَقَعُ فِيهَا وَ جَعَلَ يَحجُزُهُنّ فَيَغلِبنَ وَ يَقتَحِمنَ فِيهَا قَالَ وَ ذَلِكَ مثَلَيِ‌ وَ مَثَلُكُم أَنَا آخِذٌ بِحُجزَتِكُم هَلُمّوا عَنِ النّارِ هَلُمّوا عَنِ النّارِ فتَغَلبِوُننَيِ‌ وَ تَقتَحِمُونَ فِيهَا

وَ مِن مُسنَدِ ثَوبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا أَخَافُ عَلَي أمُتّيِ‌ الأَئِمّةَ المُضِلّينَ وَ إِذَا وَقَعَ عَلَيهِمُ السّيفُ لَم يُرفَع عَنهُم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لَا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّي يَلحَقَ حيَ‌ّ مِن أمُتّيِ‌ بِالمُشرِكِينَ وَ حَتّي تُعبَدَ فِي أمُتّيِ‌َ الأَوثَانُ

.


صفحه : 33

ثم قال السيد هذه بعض أحاديثهم الصحاح مما ذكروه عن صحابة نبيهم و عن أمته و مايقع منهم من الضلال بعدوفاته وسأذكر فيما بعدطرفا من أحاديثهم


صفحه : 34

الصحاح المتضمنة لمخالفتهم له وذمه لهم في حياته . فإذا كان قدشهد علي جماعة من أصحابه بالضلال والهلاك وأنهم ممن كان يحسن ظنه بهم في حياته ولحسن ظنه بهم قال أي رب أصحابي‌ ثم يكون ضلالهم قدبلغ إلي حد لاتقبل شفاعة نبيهم فيهم ويختلجون دونه وتارة يبلغ غضب نبيهم عليهم إلي أن يقول سحقا سحقا وتارة يقال إنهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم وتارة يشهد عليهم أبوالدرداء وأنس بن مالك وهما من أعيان الصحابة عندهم بأنه مابقي‌ من شريعة محمدص إلاالاجتماع في الصلاة ثم يقول أنس و قدضيعوا الصلاة وتارة يشهد نبيهم أن بعدوفاته يكون دينهم ملكا ورحمة وملكا وجبرية علي عادة الملوك المتغلبين ففيهم الرحيم والمتجبر وتارة يشهد علي قوم من أصحابه أنه يشفق عليهم ويأخذ بحجزهم عن النار وينهاهم مرارا بلسان الحال والمقال فيغلبونه ويسقطون فيها وتارة يخاف علي أمته من أئمة مضلين ينزلون عليهم وتارة يشهد باتباع ماأتي به القرون السالفة في الضلال واختلال الأحوال . ثم قدأدوا عنه بغير خلاف من المسلمين أن أمة موسي افترقت بعده إحدي وسبعين فرقة واحدة ناجية والباقون في النار وأمة عيسي افترقت اثنتين وسبعين فرقة واحدة ناجية والباقون في النار وأمته تفترق ثلاثا وسبعين فرقة واحدة ناجية واثنتان وسبعون في النار و قدتضمن كتابهم وَ مِمّن حَولَكُم مِنَ الأَعرابِ مُنافِقُونَ وَ مِن أَهلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَي النّفاقِ لا تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم سَنُعَذّبُهُم مَرّتَينِفكيف يجوز لمسلم أن يرد شهادة الله وشهادة رسوله عندهم بضلال


صفحه : 35

كثير من صحابة نبيهم وهلاك أكثر أمته واختلال أموره بعدوفاته وهل يرد ذلك من المسلمين إلا من هوشاك في قول الله وقول نبيه أومكابر للعيان وكيف يلام أويذم من صدق الله ورسوله في ذم بعض أصحابه وأكثر أمته


صفحه : 36

أواعتقاد ضلال بعضهم وكيف استحسنوا لأنفسهم أن يرووا مثل هذه الأخبار الصحاح ثم ينكروا علي الفرقة المعروفة بالرافضة ماأقروا لهم بأعظم منه وكيف يرغب ذو بصيرة في اتباع هؤلاء الأربعة المذاهب .بيان اعلم أن أكثر العامة علي أن الصحابة كلهم عدول وقيل هم كغيرهم مطلقا وقيل هم كغيرهم إلي حين ظهور الفتن بين علي ع ومعاوية و أمابعدها فلايقبل الداخلون فيهامطلقا وقالت المعتزلة هم عدول إلا من علم أنه قاتل عليا ع فإنه مردود وذهبت الإمامية إلي أنهم كسائر الناس من أن فيهم المنافق والفاسق والضال بل كان أكثرهم كذلك و لاأظنك ترتاب بعدملاحظة تلك الأخبار المأثورة من الجانبين المتواترة بالمعني في صحة هذاالقول وسينفعك تذكرها في المطالب المذكورة في الأبواب الآتية إن شاء الله تعالي


صفحه : 37

باب 2-إخبار الله تعالي نبيه وإخبار النبي ص أمته بما جري علي أهل بيته صلوات الله عليهم من الظلم والعدوان

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَومٍ إِذَا أَقبَلَ الحَسَنُ ع فَلَمّا رَآهُ بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَ‌ّ إلِيَ‌ّ يَا بنُيَ‌ّ فَمَا زَالَ يُدنِيهِ حَتّي أَجلَسَهُ عَلَي فَخِذِهِ اليُمنَي ثُمّ أَقبَلَ الحُسَينُ ع فَلَمّا رَآهُ بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَ‌ّ إلِيَ‌ّ يَا بنُيَ‌ّ فَمَا زَالَ يُدنِيهِ حَتّي أَجلَسَهُ عَلَي فَخِذِهِ اليُسرَي ثُمّ أَقبَلَت فَاطِمَةُ ع فَلَمّا رَآهَا بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَ‌ّ إلِيَ‌ّ يَا بُنَيّةُ فَأَجلَسَهَا بَينَ يَدَيهِ ثُمّ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا رَآهُ بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَ‌ّ إلِيَ‌ّ يَا أخَيِ‌ فَمَا زَالَ يُدنِيهِ حَتّي أَجلَسَهُ إِلَي جَنبِهِ الأَيمَنِ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا تَرَي وَاحِداً مِن هَؤُلَاءِ إِلّا بَكَيتَ أَ وَ مَا فِيهِم مَن تُسَرّ بِرُؤيَتِهِ فَقَالَ ع وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالنّبُوّةِ وَ اصطفَاَنيِ‌ عَلَي جَمِيعِ البَرِيّةِ إنِيّ‌ وَ إِيّاهُم لَأَكرَمُ الخَلقِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ نَسَمَةٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنهُم أَمّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّهُ أخَيِ‌ وَ شقَيِقيِ‌ وَ صَاحِبُ الأَمرِ بعَديِ‌ وَ صَاحِبُ لوِاَئيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ صَاحِبُ حوَضيِ‌ وَ شفَاَعتَيِ‌ وَ هُوَ مَولَي كُلّ


صفحه : 38

مُسلِمٍ وَ إِمَامُ كُلّ مُؤمِنٍ وَ قَائِدُ كُلّ تقَيِ‌ّ وَ هُوَ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَي أهَليِ‌ وَ أمُتّيِ‌ فِي حيَاَتيِ‌ وَ بَعدَ موَتيِ‌ مُحِبّهُ محُبِيّ‌ وَ مُبغِضُهُ مبُغضِيِ‌ وَ بِوَلَايَتِهِ صَارَت أمُتّيِ‌ مَرحُومَةً وَ بِعَدَاوَتِهِ صَارَتِ المُخَالِفَةُ لَهُ مِنهَا مَلعُونَةً وَ إنِيّ‌ بَكَيتُ حِينَ أَقبَلَ لأِنَيّ‌ ذَكَرتُ غَدَرَ الأُمّةِ بِهِ بعَديِ‌ حَتّي إِنّهُ لَيُزَالُ عَن مقَعدَيِ‌ وَ قَد جَعَلَهُ اللّهُ لَهُ بعَديِ‌ ثُمّ لَا يَزَالُ الأَمرُ بِهِ حَتّي يُضرَبَ عَلَي قَرنِهِ ضَربَةً تُخضَبُ مِنهَا لِحيَتُهُ فِي أَفضَلِ الشّهُورِشَهرُ رَمَضانَ ألّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُديً لِلنّاسِ وَ بَيّناتٍ مِنَ الهُدي وَ الفُرقانِ وَ أَمّا ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ فَإِنّهَا سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ هيِ‌َ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ هيِ‌َ نُورُ عيَنيِ‌ وَ هيِ‌َ ثَمَرَةُ فؤُاَديِ‌ وَ هيِ‌َ روُحيِ‌َ التّيِ‌ بَينَ جنَبيَ‌ّ وَ هيِ‌َ الحَورَاءُ الإِنسِيّةُ مَتَي قَامَت فِي مِحرَابِهَا بَينَ يدَيِ‌ رَبّهَا جَلّ جَلَالُهُ زَهَرَ نُورُهَا لِمَلَائِكَةِ السّمَاءِ كَمَا يَزهَرُ نُورُ الكَوَاكِبِ لِأَهلِ الأَرضِ وَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمَلَائِكَتِهِ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ انظُرُوا إِلَي أمَتَيِ‌ فَاطِمَةَ سَيّدَةِ إمِاَئيِ‌ قَائِمَةً بَينَ يدَيِ‌ّ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهَا مِن خيِفتَيِ‌ وَ قَد أَقبَلَت بِقَلبِهَا عَلَي عبِاَدتَيِ‌ أُشهِدُكُم أنَيّ‌ قَد آمَنتُ شِيعَتَهَا مِنَ النّارِ وَ أنَيّ‌ لَمّا رَأَيتُهَا ذَكَرتُ مَا يُصنَعُ بِهَا بعَديِ‌ كأَنَيّ‌ بِهَا وَ قَد دَخَلَ الذّلّ بَيتَهَا وَ انتُهِكَت حُرمَتُهَا وَ غُصِبَت حَقّهَا وَ مُنِعَت إِرثَهَا وَ كُسِرَت جَنبَتُهَا وَ أَسقَطَت جَنَينَهَا وَ هيِ‌َ تنُاَديِ‌ يَا مُحَمّدَاه فَلَا تُجَابُ وَ تَستَغِيثُ فَلَا تُغَاثُ فَلَا تَزَالُ بعَديِ‌ مَحزُونَةً مَكرُوبَةً بَاكِيَةً تَتَذَكّرُ انقِطَاعَ الوحَي‌ِ عَن بَيتِهَا مَرّةً وَ تَتَذَكّرُ فرِاَقيِ‌ أُخرَي وَ تَستَوحِشُ إِذَا جَنّهَا اللّيلُ لِفَقدِ صوَتيِ‌َ ألّذِي كَانَت تَستَمِعُ إِلَيهِ إِذَا تَهَجّدتُ بِالقُرآنِ ثُمّ تَرَي نَفسَهَا ذَلِيلَةً بَعدَ أَن كَانَت فِي أَيّامِ أَبِيهَا عَزِيزَةً فَعِندَ ذَلِكَ يُؤنِسُهَا اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ بِالمَلَائِكَةِ فَنَادَتهَا بِمَا نَادَت بِهِ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ فَتَقُولُ يَا فَاطِمَةُإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ يَا فَاطِمَةُاقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌


صفحه : 39

وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَ

ثُمّ يبَتدَ‌ِئُ بِهَا الوَجَعُ فَتَمرَضُ فَيَبعَثُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهَا مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ تُمَرّضُهَا وَ تُؤنِسُهَا فِي عِلّتِهَا فَتَقُولُ عِندَ ذَلِكَ يَا رَبّ إنِيّ‌ سَئِمتُ الحَيَاةَ وَ تَبَرّمتُ بِأَهلِ الدّنيَا فأَلَحقِنيِ‌ بأِبَيِ‌ فَيُلحِقُهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بيِ‌ فَتَكُونُ أَوّلَ مَن يلَحقَنُيِ‌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ فَتَقدَمُ عَلَيّ مَحزُونَةً مَكرُوبَةً مَغمُومَةً مَغصُوبَةً مَقتُولَةً فَأَقُولُ عِندَ ذَلِكَ أللّهُمّ العَن مَن ظَلَمَهَا وَ عَاقِب مَن غَصَبَهَا وَ ذَلّل مَن أَذَلّهَا وَ خَلّد فِي نَارِكَ مَن ضَرَبَ جَنبَيهَا حَتّي أَلقَت وَلَدَهَا فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ عِندَ ذَلِكَ آمِينَ وَ أَمّا الحَسَنُ ع فَإِنّهُ ابنيِ‌ وَ ولَدَيِ‌ وَ منِيّ‌ وَ قُرّةُ عيَنيِ‌ وَ ضِيَاءُ قلَبيِ‌ وَ ثَمَرَةُ فؤُاَديِ‌ وَ هُوَ سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي الأُمّةِ أَمرُهُ أمَريِ‌ وَ قَولُهُ قوَليِ‌ مَن تَبِعَهُ فَإِنّهُ منِيّ‌ وَ مَن عَصَاهُ فَلَيسَ منِيّ‌ وَ إنِيّ‌ لَمّا نَظَرتُ إِلَيهِ تَذَكّرتُ مَا يجَريِ‌ عَلَيهِ مِنَ الذّلّ بعَديِ‌ فَلَا يَزَالُ الأَمرُ بِهِ حَتّي يُقتَلَ بِالسّمّ ظُلماً وَ عُدوَاناً فَعِندَ ذَلِكَ تبَكيِ‌ المَلَائِكَةُ وَ السّبعُ الشّدَادُ لِمَوتِهِ وَ يَبكِيهِ كُلّ شَيءٍ حَتّي الطّيرُ فِي جَوّ السّمَاءِ وَ الحِيتَانُ فِي جَوفِ المَاءِ فَمَن بَكَاهُ لَم تَعمَ عَينُهُ يَومَ تَعمَي العُيُونُ وَ مَن حَزِنَ عَلَيهِ لَم يَحزَن قَلبُهُ يَومَ تَحزَنُ القُلُوبُ وَ مَن زَارَهُ فِي بَقِيعِهِ ثَبَتَت قَدَمُهُ عَلَي الصّرَاطِ يَومَ تَزِلّ فِيهِ الأَقدَامُ وَ أَمّا الحُسَينُ ع فَإِنّهُ منِيّ‌ وَ هُوَ ابنيِ‌ وَ ولَدَيِ‌ وَ خَيرُ الخَلقِ بَعدَ أَخِيهِ وَ هُوَ إِمَامُ المُسلِمِينَ وَ مَولَي المُؤمِنِينَ وَ خَلِيفَةُ رَبّ العَالَمِينَ وَ غِيَاثُ المُستَغِيثِينَ وَ كَهفُ المُستَجِيرِينَ وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ أَجمَعِينَ وَ هُوَ سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ بَابُ نَجَاةِ الأُمّةِ أَمرُهُ أمَريِ‌ وَ طَاعَتُهُ طاَعتَيِ‌ مَن تَبِعَهُ فَإِنّهُ منِيّ‌ وَ مَن عَصَاهُ فَلَيسَ منِيّ‌ وَ إنِيّ‌ لَمّا رَأَيتُهُ تَذَكّرتُ مَا يُصنَعُ بِهِ بعَديِ‌ كأَنَيّ‌ بِهِ وَ قَدِ استَجَارَ بحِرَمَيِ‌ وَ قرُبيِ‌ فَلَا يُجَارُ فَأَضُمّهُ فِي منَاَميِ‌ إِلَي صدَريِ‌ وَ آمُرُهُ بِالرّحلَةِ عَن دَارِ هجِرتَيِ‌ وَ أُبَشّرُهُ بِالشّهَادَةِ فَيَرتَحِلُ عَنهَا إِلَي أَرضِ مَقتَلِهِ وَ مَوضِعِ مَصرَعِهِ أَرضِ


صفحه : 40

كَربٍ وَ بَلَاءٍ وَ قَتلٍ وَ فَنَاءٍ تَنصُرُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُسلِمِينَ أُولَئِكَ مِن سَادَةِ شُهَدَاءِ أمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ قَد رمُيِ‌َ بِسَهمٍ فَخَرّ عَن فَرَسِهِ صَرِيعاً ثُمّ يُذبَحُ كَمَا يُذبَحُ الكَبشُ مَظلُوماً ثُمّ بَكَي رَسُولُ اللّهِص وَ بَكَي مَن حَولَهُ وَ ارتَفَعَت أَصوَاتُهُم بِالضّجِيجِ ثُمّ قَامَ ع وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَشكُو إِلَيكَ مَا يَلقَي أَهلُ بيَتيِ‌ بعَديِ‌ ثُمّ دَخَلَ مَنزِلَهُ

بيان قال في النهاية فِي الحَدِيثِ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌

بالفتح القطعة من اللحم و قدتكسر أي أنها جزء مني‌ و في القاموس التمريض حسن القيام علي المريض و قال الصرع الطرح علي الأرض كالمصرع كمقعد و هوموضعه أيضا

2- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيلٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ مِنقَرٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ قَالَ حَدّثَنَا شُرَحبِيلُ عَن أُمّ الفَضلِ بنِ العَبّاسِ قَالَت لَمّا ثَقُلَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيّ‌َ فِيهِ أَفَاقَ إِفَاقَةً وَ نَحنُ نبَكيِ‌ فَقَالَ مَا ألّذِي يُبكِيكُم قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهُ نبَكيِ‌ لِغَيرِ خَصلَةٍ نبَكيِ‌ لِفِرَاقِكَ إِيّانَا وَ لِانقِطَاعِ خَبَرِ السّمَاءِ عَنّا وَ نبَكيِ‌ الأُمّةَ مِن بَعدِكَ فَقَالَص أَمَا إِنّكُمُ المَقهُورُونَ وَ المُستَضعَفُونَ مِن بعَديِ‌

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي الحَارِثِ شُرَيحٍ عَنِ الوَلِيدِ بنِ مُسلِمٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ سُلَيمَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَبِيبٍ عَن أَبِي أُمَامَةَ الباَهلِيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَتُنقَضَنّ عُرَي الإِسلَامِ عُروَةً عُروَةً كُلّمَا نُقِضَت عُروَةٌ تَشَبّثَ النّاسُ باِلتّيِ‌ تَلِيهَا فَأَوّلُهُنّ نَقضُ


صفحه : 41

الحُكمِ وَ آخِرُهُنّ الصّلَاةُ

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَ لَمّا حَضَرَت رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ بَكَي حَتّي بَلّت دُمُوعُهُ لِحيَتَهُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُبكِيكَ فَقَالَ أبَكيِ‌ لذِرُيّتّيِ‌ وَ مَا تَصنَعُ بِهِم شِرَارُ أمُتّيِ‌ مِن بعَديِ‌ كأَنَيّ‌ بِفَاطِمَةَ بنِتيِ‌ وَ قَد ظُلِمَت بعَديِ‌ وَ هيِ‌َ تنُاَديِ‌ يَا أَبَتَاه يَا أَبَتَاه فَلَا يُعِينُهَا أَحَدٌ مِن أمُتّيِ‌ فَسَمِعَت ذَلِكَ فَاطِمَةُ ع فَبَكَت فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص لَا تَبكِيَنّ يَا بُنَيّةُ فَقَالَت لَستُ أبَكيِ‌ لِمَا يُصنَعُ بيِ‌ مِن بَعدِكَ وَ لكَنِيّ‌ أبَكيِ‌ لِفِرَاقِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهَا أبَشرِيِ‌ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ بِسُرعَةِ اللّحَاقِ بيِ‌ فَإِنّكِ أَوّلُ مَن يَلحَقُ بيِ‌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الجعُفيِ‌ّ عَن عَبّادِ بنِ سَعِيدٍ الجعُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ أَبِي البُهلُولِ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ عَن سَالِمٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ قَالَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ هُوَ فِي الرّحبَةِ جَالِسٌ انتَدِبُوا وَ هُوَ عَلَي المَسِيرِ مِنَ السّوَادِ فَانتَدَبُوا نحو[نَحواً] مِن مِائَةٍ فَقَالَ وَ رَبّ السّمَاءِ وَ الأَرضِ لَقَد حدَثّنَيِ‌ خلَيِليِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَنّ الأُمّةَ سَتَغدِرُ بيِ‌ مِن بَعدِهِ عَهداً مَعهُوداً وَ قَضَاءً مَقضِيّاًوَ قَد خابَ مَنِ افتَري

بيان انتدب أجاب

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَن قَتَادَةَ عَن نَصرِ بنِ عَاصِمٍ الليّثيِ‌ّ عَن خَالِدِ بنِ خَالِدٍ اليشَكرُيِ‌ّ قَالَخَرَجتُ سَنَةَ فَتحِ تُستَرَ حَتّي قَدِمتُ الكُوفَةَ فَدَخَلتُ المَسجِدَ


صفحه : 42

فَإِذَا أَنَا بِحَلقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ جَهمٌ مِنَ الرّجَالِ فَقُلتُ مَن هَذَا فَقَالَ القَومُ أَ مَا تَعرِفُهُ فَقُلتُ لَا فَقَالُوا هَذَا حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَقَعَدتُ إِلَيهِ فَحَدّثَ القَومَ فَقَالَ كَانَ النّاسُ يَسأَلُونَ رَسُولَ اللّهِص عَنِ الخَيرِ وَ كُنتُ أَسأَلُهُ عَنِ الشّرّ فَأَنكَرَ ذَلِكَ القَومُ عَلَيهِ فَقَالَ سَأُحَدّثُكُم بِمَا أَنكَرتُم إِنّهُ جَاءَ أَمرُ الإِسلَامِ فَجَاءَ أَمرٌ لَيسَ كَأَمرِ الجَاهِلِيّةِ وَ كُنتُ أُعطِيتُ مِنَ القُرآنِ فِقهاً وَ كَانَ رِجَالٌ يَجِيئُونَ فَيَسأَلُونَ النّبِيّص فَقُلتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يَكُونُ بَعدَ هَذَا الخَيرِ شَرّ قَالَ نَعَم قُلتُ فَمَا العِصمَةُ مِنهُ قَالَ السّيفُ قَالَ قُلتُ وَ مَا بَعدَ السّيفِ بَقِيّةٌ قَالَ نَعَم يَكُونُ إِمَارَةٌ[جَمَاعَةٌ] عَلَي أَقذَاءٍ وَ هُدنَةٌ عَلَي دَخَنٍ قَالَ قُلتُ ثُمّ مَا ذَا قَالَ ثُمّ تَفشُو رُعَاةُ الضّلَالَةِ فَإِن رَأَيتَ يَومَئِذٍ خَلِيفَةَ عَدلٍ فَالزَمهُ وَ إِلّا فَمُت عَاضّاً عَلَي جِذلِ شَجَرَةٍ

بيان الجهم العاجز الضعيف وَ رَوَي الحُسَينُ بنُ مَسعُودٍ الفَرّاءُ فِي شَرحِ السّنّةِ هَذِهِ الرّوَايَةَ عَنِ اليشَكرُيِ‌ّ هَكَذَاخَرَجتُ زَمَنَ فُتِحَت تُستَرُ حَتّي قَدِمتُ الكُوفَةَ وَ دَخَلتُ المَسجِدَ فَإِذَا أَنَا بِحَلقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ صَدَعٌ مِنَ الرّجَالِ حَسَنُ الثّغرِ يُعرَفُ فِيهِ أَنّهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ الحِجَازِ قَالَ فَقُلتُ مَنِ الرّجُلُ فَقَالَ القَومُ أَ وَ مَا تَعرِفُهُ قُلتُ لَا قَالُوا هَذَا حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَقَعَدتُ وَ حَدّثَ القَومَ فَقَالَ إِنّ النّاسَ كَانُوا يَسأَلُونَ النّبِيّص عَنِ الخَيرِ وَ كُنتُ أَسأَلُهُ عَنِ الشّرّ فَأَنكَرَ ذَلِكَ القَومُ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُم سَأُخبِرُكُم بِمَا أَنكَرتُم مِن ذَلِكَ جَاءَ الإِسلَامُ حِينَ جَاءَ فَجَاءَ أَمرٌ لَيسَ كَأَمرِ الجَاهِلِيّةِ فَكُنتُ قَد أُعطِيتُ فَهماً فِي القُرآنِ فَكَانَ رِجَالٌ يَجِيئُونَ وَ يَسأَلُونَ عَنِ الخَيرِ وَ كُنتُ أَسأَلُهُ عَنِ الشّرّ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يَكُونُ بَعدَ هَذَا الخَيرِ شَرّ كَمَا كَانَ قَبلَهُ شَرّ قَالَ نَعَم قُلتُ فَمَا العِصمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص السّيفُ قُلتُ وَ هَل بَعدَ السّيفِ بَقِيّةٌ قَالَ نَعَم إِمَارَةٌ عَلَي أَقذَاءٍ وَ هُدنَةٌ عَلَي دَخَنٍ قَالَ قُلتُ ثُمّ مَا ذَا قَالَ ثُمّ يَنشَأُ رُعَاةُ الضّلَالَةِ فَإِن كَانَ لِلّهِ فِي الأَرضِ


صفحه : 43

خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهرَكَ وَ أَخَذَ مَالَكَ فَالزَمهُ وَ إِلّا فَمُت وَ أَنتَ عَاضّ عَلَي جِذلِ شَجَرَةٍ قُلتُ ثُمّ مَا ذَا قَالَ ثُمّ يَخرُجُ الدّجّالُ بَعدَ ذَلِكَ مَعَهُ نَهرٌ وَ نَارٌ فَمَن وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجرُهُ وَ حُطّ وِزرُهُ وَ مَن وَقَعَ فِي نَهرِهِ وَجَبَ وِزرُهُ وَ حُطّ أَجرُهُ قَالَ قُلتُ ثُمّ مَا ذَا قَالَ يُنتَجُ المُهرُ فَلَا يُركَبُ حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ

. ثم قال الصدع مفتوحة الدال من الرجال الشاب المعتدل ويقال الصدع الربعة في خلقة الرجل بين الرجلين و قوله هدنة علي دخن معناه صلح علي بقايا من الضغن و ذلك أن الدخان أثرَ النارِ يدل علي بقية منها و قال أبوعبيد أصل الدخن أن يكون في لون الدابة أوالثوب أوغيره ذلك كدورة إلي سواد

وَ فِي


صفحه : 44

بَعضِ الرّوَايَاتِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ الهُدنَةُ عَلَي الدّخَنِ مَا هيِ‌َ قَالَ لَا يَرجِعُ قُلُوبُ أَقوَامٍ عَلَي ألّذِي كَانَت عَلَيهِ

ويروي جماعة علي أقذاء يقول يكون اجتماعهم علي فساد من القلوب شبهه بإقذاء العين انتهي . وأقول رواه في جامع الأصول بأسانيد عن البخاري‌ ومسلم و أبي داود و في بعض رواياته وهل للسيف من تقية و في بعضها قلت و بعدالسيف قال تقية علي أقذاء وهدنة علي دخن و في شرح السنة وغيره بقية بالباء الموحدة والمعاني‌ متقاربة أي هل بعدالسيف شيءيتقي به من الفتنة أويتقي ويشفق به علي النفس وجذل الشجرة بالكسر أصلها والمعني مت معتزلا عن الخلق حتي تموت و لواحتجت إلي أن تأكل أصول الأشجار ويحتمل أن يكون كناية عن شدة الغيظ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي الفَضلِ عَن مُسَدّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن إِسحَاقَ بنِ يَسَارٍ عَنِ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ عَن مَطَرِ بنِ خَلِيفَةَ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ


صفحه : 45

مُرشِدٍ الحمِاّنيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَعَهِدَ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ إلِيَ‌ّ أَنّ الأُمّةَ سَتَغدِرُ بِكَ بعَديِ‌

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الخَزّازِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الهاَشمِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ عَن عُثمَانَ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي قِلَابَةَ عَن بِشرِ بنِ عُمَرَ عَن مَالِكِ بنِ أَنَسٍ عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي مَريَمَ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي قَالَ قَالَ أَبِي دَفَعَ النّبِيّص الرّايَةَ يَومَ خَيبَرَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَفَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَوقَفَهُ يَومَ غَدِيرِ خُمّ فَأَعلَمَ النّاسَ أَنّهُ مَولَي كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنكَ وَ قَالَ لَهُ تُقَاتِلُ عَلَي التّأوِيلِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي التّنزِيلِ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ قَالَ لَهُ أَنَا سِلمٌ لِمَن سَالَمتَ وَ حَربٌ لِمَن حَارَبتَ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ العُروَةُ الوُثقَي وَ قَالَ لَهُ أَنتَ تُبَيّنُ لَهُم مَا اشتَبَهَ عَلَيهِم بعَديِ‌ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ إِمَامُ كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ وَ ولَيِ‌ّ كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ بعَديِ‌ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ فِيهِوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ الآخِذُ بسِنُتّيِ‌ وَ الذّابّ عَن ملِتّيِ‌ وَ قَالَ لَهُ أَنَا أَوّلُ مَن تَنشَقّ الأَرضُ عَنهُ وَ أَنتَ معَيِ‌ وَ قَالَ لَهُ أَنَا عِندَ الحَوضِ وَ أَنتَ معَيِ‌ وَ قَالَ لَهُ أَنَا أَوّلُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ وَ أَنتَ بعَديِ‌ تَدخُلُهَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ ع وَ قَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ أَوحَي إلِيَ‌ّ بِأَن أَقُومَ بِفَضلِكَ فَقُمتُ بِهِ فِي النّاسِ وَ بَلّغتُهُم مَا أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ بِتَبلِيغِهِ وَ قَالَ لَهُ اتّقِ الضّغَائِنَ التّيِ‌ لَكَ فِي صُدُورِ مَن لَا يُظهِرُهَا إِلّا بَعدَ موَتيِ‌أُولئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَ يَلعَنُهُمُ اللّاعِنُونَ ثُمّ بَكَي النّبِيّص فَقِيلَ مِمّ بُكَاؤُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع أَنّهُم يَظلِمُونَهُ وَ يَمنَعُونَهُ حَقّهُ وَ يُقَاتِلُونَهُ وَ يَقتُلُونَ وُلدَهُ وَ يَظلِمُونَهُم بَعدَهُ وَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع عَن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ ذَلِكَ يَزُولُ إِذَا قَامَ قَائِمُهُم وَ عَلَت كَلِمَتُهُم وَ أَجمَعَتِ الأُمّةُ عَلَي مَحَبّتِهِم وَ كَانَ


صفحه : 46

الشّانِئُ لَهُم قَلِيلًا وَ الكَارِهُ لَهُم ذَلِيلًا وَ كَثُرَ المَادِحُ لَهُم وَ ذَلِكَ حِينَ تَغَيّرِ البِلَادِ وَ تَضَعّفِ العِبَادِ وَ الإِيَاسِ مِنَ الفَرَجِ وَ عِندَ ذَلِكَ يَظهَرُ القَائِمُ فِيهِم قَالَ النّبِيّص اسمُهُ كاَسميِ‌ وَ اسمُ أَبِيهِ كَاسمِ ابني‌[ أَبِي] وَ هُوَ مِن وُلدِ ابنتَيِ‌ يُظهِرُ اللّهُ الحَقّ بِهِم وَ يُخمِدُ البَاطِلَ بِأَسيَافِهِم وَ يُتبِعُهُمُ النّاسُ بَينَ رَاغِبٍ إِلَيهِم وَ خَائِفٍ لَهُم قَالَ وَ سَكَنَ البُكَاءُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَعَاشِرَ المُؤمِنِينَ أَبشِرُوا بِالفَرَجِ فَإِنّ وَعدَ اللّهِ لَا يُخلَفُ وَ قَضَاءَهُ لَا يُرَدّوَ هُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ فَإِنّ فَتحَ اللّهِ قَرِيبٌ أللّهُمّ إِنّهُم أهَليِ‌ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً أللّهُمّ اكلَأهُم وَ احفَظهُم وَ ارعَهُم وَ كُن لَهُم


صفحه : 47

وَ انصُرهُم وَ أَعِنهُم وَ أَعِزّهُم وَ لَا تُذِلّهُم وَ اخلفُنيِ‌ فِيهِمإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حَفصٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن عَمرِو بنِ شَاكِرٍ مِن أَهلِ المَصّيصَةِ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ الصّابِرُ مِنهُم عَلَي دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَي الجَمرِ

بيان الجمر بالفتح جمع الجمرة وهي‌ النار المتقدة

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ النّبِيّص قَالَ يأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ الصّابِرُ مِنهُم عَلَي دِينِهِ لَهُ أَجرُ خَمسِينَ مِنكُم قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص أَجرُ خَمسِينَ مِنّا قَالَ نَعَم أَجرُ خَمسِينَ مِنكُم قَالَهَا ثَلَاثاً

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الثقّفَيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ أَبِي إِسرَائِيلَ عَن جَعفَرِ بنِ أَبِي سُلَيمَانَ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَأَخبَرَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع بِمَا يَلقَي بَعدَهُ فَبَكَي عَلِيّ ع وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص أَسأَلُكَ بحِقَيّ‌ عَلَيكَ وَ حَقّ قرَاَبتَيِ‌ وَ حَقّ صحُبتَيِ‌ لَمّا دَعَوتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يقَبضِنَيِ‌ إِلَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 48

تسَألَنُيِ‌ أَن أَدعُوَ ربَيّ‌ لِأَجَلٍ مُؤَجّلٍ قَالَ فَعَلَي مَا أُقَاتِلُهُم قَالَ عَلَي الإِحدَاثِ فِي الدّينِ

بيان قوله ص لأجل مؤجل أي لأمر محتوم لايمكن تغييره

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُعبَةَ عَن سَالِمِ بنِ جُنَادَةَ عَن وَكِيعٍ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ كُنّا جُلُوساً عِندَ النّبِيّص وَ هُوَ نَائِمٌ وَ رَأسُهُ فِي حجَريِ‌ فَتَذَاكَرنَا الدّجّالَ فَاستَيقَظَ النّبِيّص مُحمَرّاً وَجهُهُ فَقَالَ لَغَيرُ الدّجّالِ أَخوَفُ عَلَيكُم مِنَ الدّجّالِ الأَئِمّةُ المُضِلّونَ وَ سَفكُ دِمَاءِ عتِرتَيِ‌ مِن بعَديِ‌ أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ المجُاَشعِيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ يَذُوبُ فِيهِ قَلبُ المُؤمِنِ فِي جَوفِهِ كَمَا يَذُوبُ الآنُكُ فِي النّارِ يعَنيِ‌ الرّصَاصَ وَ مَا ذَاكَ إِلّا لِمَا يَرَي مِنَ البَلَاءِ وَ الإِحدَاثِ فِي دِينِهِم لَا يَستَطِيعُ لَهُ غِيَراً

بيان قال في القاموس غيره جعله غير ما كان وحوله وبدله والاسم الغير و غيرالدهر كعنب أحداثه المغيرة

14- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَيهِ قَبَاءٌ أَسوَدُ وَ مِنطَقَةٌ فِيهَا خَنجَرٌ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذَا الزيّ‌ّ قَالَ زيِ‌ّ وُلدِ عَمّكَ العَبّاسِ يَا مُحَمّدُ وَيلٌ لِوُلدِكَ مِن وُلدِ العَبّاسِ فَجَزِعَ النّبِيّص فَقَالَ يَا عَمّ وَيلٌ لوِلُديِ‌ مِن وُلدِكَ فَقَالَ


صفحه : 49

يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فَأَجُبّ نفَسيِ‌ قَالَ جَفّ القَلَمُ بِمَا فِيهِ

بيان الجب استيصال الخصية ولعل المراد بجف القلم جريان القضاء والحكم


صفحه : 50

الإلهي‌ بعدم معاقبة رجل لفعل آخر وعدم المعاقبة قبل صدور الذنب أو أنه ولد عبد الله ألذي يكون هذاالنسل الخبيث منه فلاينفع الجب وبالجملة إنه من أسرار القضاء والقدر التي‌ تحير فيهاعقول أكثر البشر

15- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لبِنَيِ‌ هَاشِمٍ أَنتُمُ المُستَضعَفُونَ بعَديِ‌

16- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع إِذَا مِتّ ظَهَرَت لَكَ ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ قَومٍ يَتَمَالَئُونَ عَلَيكَ وَ يَمنَعُونَكَ حَقّكَ

بيان في القاموس ملأه علي الأمر ساعده وشايعه كمالأه وتمالئوا عليه اجتمعوا

17- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع إِنّ أمُتّيِ‌ سَتَغدِرُ بِكَ بعَديِ‌ وَ يَتّبِعُ ذَلِكَ بَرّهَا وَ فَاجِرُهَا


صفحه : 51

18- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ لَا يحَفظَنُيِ‌ فِيكَ إِلّا الأَتقِيَاءُ الأَبرَارُ الأَصفِيَاءُ وَ مَا هُم فِي أمُتّيِ‌ إِلّا كَالشّعرَةِ البَيضَاءِ فِي الثّورِ الأَسوَدِ فِي اللّيلِ الغَابِرِ

بيان في الليل الغابر أي ألذي مضي كثير منه واشتد لذلك ظلامه

19- فس ،[تفسير القمي‌] وَ ما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَ فَإِن مِتّ فَهُمُ الخالِدُونَفَإِنّهُ لَمّا أَخبَرَ اللّهُ نَبِيّهُ بِمَا يُصِيبُ أَهلَ بَيتِهِ بَعدَهُ وَ ادّعَاءِ مَنِ ادّعَي الخِلَافَةَ دُونَهُم اغتَمّ رَسُولُ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَ فَإِن مِتّ فَهُمُ الخالِدُونَ كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ نَبلُوكُم بِالشّرّ وَ الخَيرِ فِتنَةً أَي نَختَبِرُهُموَ إِلَينا تُرجَعُونَفَأَعلَمَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص أَنّهُ لَا بُدّ أَن يَمُوتَ كُلّ نَفسٍ

20- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُتبَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ بَينَا أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذِ التَفَتَ إِلَينَا فَبَكَي فَقُلتُ مَا يُبكِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أبَكيِ‌ مِمّا يُصنَعُ بِكُم بعَديِ‌ فَقُلتُ وَ مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أبَكيِ‌ مِن ضَربَتِكَ عَلَي القَرنِ وَ لَطمِ فَاطِمَةَ خَدّهَا وَ طَعنَةِ الحَسَنِ فِي الفَخِذِ وَ السّمّ ألّذِي يُسقَي وَ قَتلِ الحُسَينِ قَالَ فَبَكَي أَهلُ البَيتِ جَمِيعاً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا خَلَقَنَا رَبّنَا إِلّا لِلبَلَاءِ قَالَ أَبشِر يَا عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد عَهِدَ إلِيَ‌ّ أَنّهُ لَا يُحِبّكَ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يُبغِضُكَ إِلّا مُنَافِقٌ


صفحه : 52

21-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَكُنتُ جَالِساً بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فِي مَرضَتِهِ التّيِ‌ قُبِضَ فِيهَا فَدَخَلَت فَاطِمَةُ ع فَلَمّا رَأَت مَا بِأَبِيهَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ مِنَ الضّعفِ بَكَت حَتّي جَرَت دُمُوعُهَا عَلَي خَدّيهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مَا يُبكِيكِ يَا فَاطِمَةُ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أَخشَي الضّيعَةَ عَلَي نفَسيِ‌ وَ ولُديِ‌ بَعدَكَ فَاغرَورَقَت عَينَا رَسُولِ اللّهِص بِالبُكَاءِ ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ أَ مَا عَلِمتِ أَنّا أَهلُ بَيتٍ اختَارَ اللّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَي الدّنيَا وَ أَنّهُ حَتَمَ الفَنَاءَ عَلَي جَمِيعِ خَلقِهِ وَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فاَختاَرنَيِ‌ مِنهُم وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّاً وَ اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً ثَانِيَةً فَاختَارَ مِنهَا زَوجَكِ فَأَوحَي اللّهُ إلِيَ‌ّ أَن أُزَوّجَكِ إِيّاهُ وَ أَن أَتّخِذَهُ وَلِيّاً وَ وَزِيراً وَ أَن أَجعَلَهُ خلَيِفتَيِ‌ فِي أمُتّيِ‌ فَأَبُوكِ خَيرُ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ بَعلُكِ خَيرُ الأَوصِيَاءِ وَ أَنتِ أَوّلُ مَن يَلحَقُ بيِ‌ مِن أهَليِ‌ ثُمّ اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً ثَالِثَةً فَاختَارَكِ وَ وُلدَكِ وَ أَنتِ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ وَ ابنَاكِ حَسَنٌ وَ حُسَينٌ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبنَاءُ بَعلِكِ أوَصيِاَئيِ‌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ كُلّهُم هَادُونَ مَهدِيّونَ وَ الأَوصِيَاءُ بعَديِ‌ أخَيِ‌ عَلِيّ ثُمّ حَسَنٌ وَ حُسَينٌ ثُمّ تِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ فِي درَجَتَيِ‌ وَ لَيسَ فِي الجَنّةِ دَرَجَةٌ أَقرَبُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن درَجَتَيِ‌ وَ دَرَجَةِ أوَصيِاَئيِ‌ وَ أَبِي اِبرَاهِيمَ أَ مَا تَعلَمِينَ يَا بُنَيّةُ أَنّ مِن كَرَامَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِيّاكِ زَوّجَكِ خَيرَ أمُتّيِ‌ وَ خَيرَ أَهلِ بيَتيِ‌ أَقدَمَهُم سِلماً وَ أَعظَمَهُم حِلماً وَ أَكثَرَهُم عِلماً فَاستَبشَرَت فَاطِمَةُ ع وَ فَرِحَت بِمَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ لَهَا يَا بُنَيّةُ إِنّ لِبَعلِكِ مَنَاقِبَ إِيمَانَهُ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ قَبلَ كُلّ


صفحه : 53

أَحَدٍ لَم يَسبِقهُ إِلَي ذَلِكَ أَحَدٌ مِن أمُتّيِ‌ وَ عِلمَهُ بِكِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ سنُتّيِ‌ وَ لَيسَ أَحَدٌ مِن أمُتّيِ‌ يَعلَمُ جَمِيعَ علِميِ‌ غَيرُ عَلِيّ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ علَمّنَيِ‌ عِلماً لَا يَعلَمُهُ غيَريِ‌ وَ عَلّمَ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ عِلماً وَ كُلّمَا عَلّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ فَأَنَا أَعلَمُ بِهِ وَ أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن أُعَلّمَهُ إِيّاهُ فَفَعَلتُ فَلَيسَ أَحَدٌ مِن أمُتّيِ‌ يَعلَمُ جَمِيعَ علِميِ‌ وَ فهَميِ‌ وَ حكِمَيِ‌ غَيرُهُ وَ إِنّكِ يَا بُنَيّةُ زَوجَتُهُ وَ ابنَاهُ سبِطاَي‌َ حَسَنٌ وَ حُسَينٌ وَ هُمَا سِبطَا أمُتّيِ‌ وَ أَمرُهُ بِالمَعرُوفِ وَ نَهيُهُ عَنِ المُنكَرِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ آتَاهُالحِكمَةَ وَ فَصلَ الخِطابِ يَا بُنَيّةُ إِنّا أَهلُ بَيتٍ أَعطَانَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ سَبعَ خِصَالٍ لَم يُعطِهَا أَحَداً مِنَ الأَوّلِينَ كَانَ قَبلَكُم وَ لَا يُعطِيهَا أَحَداً مِنَ الآخِرِينَ غَيرَنَا نَبِيّنَا سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِيّنَا سَيّدُ الأَوصِيَاءِ وَ هُوَ بَعلُكِ وَ شَهِيدُنَا سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ هُوَ عَمّ أَبِيكِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَ هُوَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ الّذِينَ قُتِلُوا مَعَكَ قَالَ لَا بَل سَيّدُ شُهَدَاءِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مَا خَلَا الأَنبِيَاءَ وَ الأَوصِيَاءَ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ذُو الجَنَاحَينِ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ وَ ابنَاكِ حَسَنٌ وَ حُسَينٌ سِبطَا أمُتّيِ‌ وَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ مِنّا وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مهَديِ‌ّ هَذِهِ الأُمّةِ ألّذِي يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً قَالَت فأَيَ‌ّ هَؤُلَاءِ الّذِينَ سَمّيتَ أَفضَلُ قَالَ عَلِيّ بعَديِ‌ أَفضَلُ أمُتّيِ‌ وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ أَفضَلُ أَهلِ بيَتيِ‌ بَعدَ عَلِيّ ع وَ بَعدَكِ وَ بَعدَ ابنيَ‌ّ وَ سبِطيَ‌ّ حَسَنٍ وَ حُسَينٍ وَ بَعدَ الأَوصِيَاءِ مِن وُلدِ ابنيِ‌ هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي الحُسَينِ وَ مِنهُمُ المهَديِ‌ّ إِنّا أَهلُ بَيتٍ اختَارَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَنَا الآخِرَةَ عَلَي الدّنيَا ثُمّ نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهَا وَ إِلَي بَعلِهَا وَ إِلَي ابنَيهَا فَقَالَ يَا سَلمَانُ أُشهِدُ اللّهَ أنَيّ‌ سِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم وَ حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم أَمَا إِنّهُم معَيِ‌ فِي الجَنّةِ ثُمّ أَقبَلَ


صفحه : 54

عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أخَيِ‌ إِنّكَ سَتَبقَي بعَديِ‌ وَ سَتَلقَي مِن قُرَيشٍ شِدّةً مِن تَظَاهُرِهِم عَلَيكَ وَ ظُلمِهِم لَكَ فَإِن وَجَدتَ عَلَيهِم أَعوَاناً فَقَاتِل مَن خَالَفَكَ بِمَن وَافَقَكَ وَ إِن لَم تَجِد أَعوَاناً فَاصبِر وَ كُفّ يَدَكَ وَ لَا تَلقَ بِهَا إِلَي التّهلُكَةِ فَإِنّكَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ لَكَ بِهَارُونَ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ إِذِ استَضعَفَهُ قَومُهُ وَ كَادُوا يَقتُلُونَهُ فَاصبِر لِظُلمِ قُرَيشٍ إِيّاكَ وَ تَظَاهُرِهِم عَلَيكَ فَإِنّكَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ مَنِ اتّبَعَهُ وَ هُم بِمَنزِلَةِ العِجلِ وَ مَنِ اتّبَعَهُ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد قَضَي الفُرقَةَ وَ الِاختِلَافَ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَو شَاءَلَجَمَعَهُم عَلَي الهُدي حَتّي لَا يَختَلِفَ اثنَانِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَا يُنَازَعَ فِي شَيءٍ مِن أَمرِهِ وَ لَا يَجحَدَ المَفضُولُ ذَا الفَضلِ فَضلَهُ وَ لَو شَاءَ لَعَجّلَ النّقِمَةَ وَ التّغيِيرَ حَتّي يُكَذّبَ الظّالِمُ وَ يُعلَمَ الحَقّ أَينَ مَصِيرُهُ وَ لَكِنّهُ جَعَلَ الدّنيَا دَارَ الأَعمَالِ وَ جَعَلَ الآخِرَةَ دَارَ القَرَارِليِجَزيِ‌َ الّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يجَزيِ‌َ الّذِينَ أَحسَنُوا بِالحُسنَي فَقَالَ عَلِيّ ع الحَمدُ لِلّهِ شُكراً عَلَي نَعمَائِهِ وَ صَبراً عَلَي بَلَائِهِ

22-أَقُولُ وَجَدتُ فِي أَصلِ كِتَابِ الهلِاَليِ‌ّ،مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ لَكَ بِهَارُونَ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ إِذ قَالَ لِأَخِيهِ مُوسَيإِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ قَالَ سُلَيمٌ وَ حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَ كُنتُ أمَشيِ‌ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي بَعضِ طُرُقِ المَدِينَةِ فَأَتَينَا عَلَي حَدِيقَةٍ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهَا مِن حَدِيقَةٍ قَالَص مَا أَحسَنَهَا وَ لَكَ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا ثُمّ أَتَينَا عَلَي حَدِيقَةٍ أُخرَي فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهَا مِن حَدِيقَةٍ قَالَ مَا أَحسَنَهَا وَ لَكَ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا حَتّي أَتَينَا عَلَي سَبعِ حَدَائِقَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا أَحسَنَهَا وَ يَقُولُ لَكَ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا فَلَمّا خَلَا لَهُ الطّرِيقُ اعتنَقَنَيِ‌ ثُمّ أَجهَشَ بَاكِياً وَ قَالَ بأِبَيِ‌ الوَحِيدُ الشّهِيدُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُبكِيكَ فَقَالَ ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقوَامٍ لَا يُبدُونَهَا لَكَ إِلّا مِن


صفحه : 55

بعَديِ‌ أَحقَادُ بَدرٍ وَ تِرَاتُ أُحُدٍ قُلتُ فِي سَلَامَةٍ مِن ديَنيِ‌ قَالَ فِي سَلَامَةٍ مِن دِينِكَ فَأَبشِر يَا عَلِيّ فَإِنّ حَيَاتَكَ وَ مَوتَكَ معَيِ‌ وَ أَنتَ أخَيِ‌ وَ أَنتَ وصَيِيّ‌ وَ أَنتَ صفَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ واَرثِيِ‌ وَ المؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ وَ أَنتَ تقَضيِ‌ ديَنيِ‌ وَ تُنجِزُ عدِاَتيِ‌ عنَيّ‌ وَ أَنتَ تبُر‌ِئُ ذمِتّيِ‌ وَ تؤُدَيّ‌ أمَاَنتَيِ‌ وَ تُقَاتِلُ عَلَي سنُتّيِ‌ النّاكِثِينَ مِن أمُتّيِ‌ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ وَ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ لَكَ بِهَارُونَ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ إِذِ استَضعَفَهُ قَومُهُ وَ كَادُوا يَقتُلُونَهُ فَاصبِر لِظُلمِ قُرَيشٍ إِيّاكَ وَ تَظَاهُرِهِم عَلَيكَ فَإِنّكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ مَن تَبِعَهُ وَ هُم بِمَنزِلَةِ العِجلِ وَ مَن تَبِعَهُ وَ إِنّ مُوسَي أَمَرَ هَارُونَ حِينَ استَخلَفَهُ عَلَيهِم إِن ضَلّوا فَوَجَدَ أَعوَاناً أَن يُجَاهِدَهُم بِهِم وَ إِن لَم يَجِد أَعوَاناً أَن يَكُفّ يَدَهُ وَ يَحقِنَ دَمَهُ وَ لَا يُفَرّقَ بَينَهُم يَا عَلِيّ مَا بَعَثَ اللّهُ رَسُولًا إِلّا وَ أَسلَمَ مَعَهُ قَومُهُ طَوعاً وَ قَومٌ آخَرُونَ كَرهاً فَسَلّطَ اللّهُ الّذِينَ أَسلَمُوا كَرهاً عَلَي الّذِينَ أَسلَمُوا طَوعاً فَقَتَلُوهُم لِيَكُونَ أَعظَمَ لِأُجُورِهِم يَا عَلِيّ إِنّهُ مَا اختَلَفَت أُمّةٌ بَعدَ نَبِيّهَا إِلّا ظَهرَ أَهلُ بَاطِلِهَا عَلَي أَهلِ حَقّهَا وَ إِنّ اللّهَ قَضَي الفُرقَةَ وَ الِاختِلَافَ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ وَ سَاقَ الخَبَرَ إِلَي قَولِهِ وَ صَبراً عَلَي بَلَائِهِ وَ تَسلِيماً وَ رِضًا بِقَضَائِهِ

بيان قال الجزري‌ الجهش أن يفزع الإنسان إلي الإنسان ويلجأ إليه و هو مع ذلك يريد البكاء كمايفزع الصبي‌ إلي أمه يقال جهشت وأجهشت

23-مل ،[كامل الزيارات ]عُبَيدُ اللّهِ بنُ الفَضلِ بنِ مُحَمّدِ بنِ هِلَالٍ عَن سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ


صفحه : 56

بنِ سَلّامٍ الكوُفيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الواَسطِيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ أَبِي شَيبَةَ القاَضيِ‌ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن قُدَامَةَ بنِ زَائِدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع بلَغَنَيِ‌ يَا زَائِدَةُ أَنّكَ تَزُورُ قَبرَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَحيَاناً فَقُلتُ إِنّ ذَلِكَ لَكَمَا


صفحه : 57

بَلَغَكَ فَقَالَ لِي فَلِمَا ذَا تَفعَلُ ذَلِكَ وَ لَكَ مَكَانٌ عِندَ سُلطَانِكَ ألّذِي لَا يَحتَمِلُ أَحَداً عَلَي مَحَبّتِنَا وَ تَفضِيلِنَا وَ ذِكرِ فَضَائِلِنَا وَ الوَاجِبِ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ مِن حَقّنَا فَقُلتُ وَ اللّهِ مَا أُرِيدُ بِذَلِكَ إِلّا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَا أَحفِلُ بِسَخَطِ مَن سَخِطَ وَ لَا يَكبُرُ فِي صدَريِ‌ مَكرُوهٌ ينَاَلنُيِ‌ بِسَبَبِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ يَقُولُهَا ثَلَاثاً وَ أَقُولُهَا ثَلَاثاً فَقَالَ أَبشِر ثُمّ أَبشِر ثُمّ أَبشِر فَلَأُخبِرَنّكَ بِخَبَرٍ كَانَ عنِديِ‌ فِي النّخَبِ المَخزُونَةِ إِنّهُ لَمّا أَصَابَنَا بِالطّفّ مَا أَصَابَنَا وَ قُتِلَ أَبِي ع وَ قُتِلَ مَن كَانَ مَعَهُ مِن وُلدِهِ وَ إِخوَتِهِ وَ سَائِرِ أَهلِهِ وَ حُمِلَت حَرَمُهُ وَ نِسَاؤُهُ عَلَي الأَقتَابِ يُرَادُ بِنَا الكُوفَةَ فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَيهِم صَرعَي وَ لَم يُوَارَوا فَيُعظُمُ ذَلِكَ فِي صدَريِ‌ وَ يَشتَدّ لِمَا أَرَي مِنهُم قلَقَيِ‌ فَكَادَت نفَسيِ‌ تَخرُجُ وَ تَبَيّنَت ذَلِكَ منِيّ‌ عمَتّيِ‌ زَينَبُ بِنتُ عَلِيّ الكُبرَي فَقَالَت مَا لِي أَرَاكَ تَجُودُ بِنَفسِكَ يَا بَقِيّةَ جدَيّ‌ وَ أَبِي وَ إخِوتَيِ‌ فَقُلتُ وَ كَيفَ لَا أَجزَعُ وَ لَا أَهلَعُ وَ قَد أَرَي سيَدّيِ‌ وَ إخِوتَيِ‌ وَ عمُوُمتَيِ‌ وَ وُلدَ عمَيّ‌ وَ أهَليِ‌ مُصرَعِينَ بِدِمَائِهِم مُرَمّلِينَ بِالعَرَاءِ مُسلَبِينَ لَا يُكَفّنُونَ وَ لَا يُوَارَونَ وَ لَا يُعَرّجُ عَلَيهِم أَحَدٌ وَ لَا يَقرَبُهُم بَشَرٌ كَأَنّهُم أَهلُ بَيتٍ مِنَ الدّيلَمِ وَ الخَزَرِ فَقَالَت لَا يُجزِعَنّكَ مَا تَرَي فَوَ اللّهِ إِنّ ذَلِكَ لَعَهدٌ مِن رَسُولِ اللّهِص إِلَي جَدّكَ وَ أَبِيكَ وَ عَمّكَ وَ لَقَد أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ أُنَاسٍ مِن هَذِهِ الأُمّةِ لَا تَعرِفُهُم فَرَاعِنَةُ هَذِهِ الأَرضِ وَ هُم مَعرُوفُونَ فِي أَهلِ السّمَاوَاتِ أَنّهُم يَجمَعُونَ هَذِهِ الأَعضَاءَ المُتَفَرّقَةَ فَيُوَارُونَهَا وَ هَذِهِ الجُسُومَ المُضَرّجَةَ وَ يَنصِبُونَ لِهَذَا الطّفّ عَلَماً لِقَبرِ أَبِيكَ سَيّدِ الشّهَدَاءِ ع لَا يَدرُسُ أَثَرُهُ وَ لَا يَعفُو رَسمُهُ عَلَي كُرُورِ الليّاَليِ‌ وَ الأَيّامِ وَ لَيَجتَهِدَنّ أَئِمّةُ الكُفرِ وَ أَشيَاعُ الضّلَالَةِ فِي مَحوِهِ وَ تَطمِيسِهِ فَلَا يَزدَادُ أَثَرُهُ إِلّا ظُهُوراً وَ أَمرُهُ إِلّا عُلُوّاً فَقُلتُ وَ مَا هَذَا العَهدُ وَ مَا هَذَا الخَبَرُ فَقَالَت حدَثّتَنيِ‌ أُمّ أَيمَنَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص زَارَ مَنزِلَ فَاطِمَةَ ع فِي يَومٍ مِنَ الأَيّامِ فَعَمِلتُ لَهُ حَرِيرَةً صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا وَ أَتَاهُ عَلِيّ ع بِطَبَقٍ فِيهِ تَمرٌ ثُمّ قَالَت أُمّ أَيمَنَ فَأَتَيتُهُم بِعُسّ فِيهِ لَبَنٌ


صفحه : 58

وَ زَبدٌ فَأَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع مِن تِلكَ الحَرِيرَةِ وَ شَرِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ شَرِبُوا مِن ذَلِكَ اللّبَنِ ثُمّ أَكَلَ وَ أَكَلُوا مِن ذَلِكَ التّمرِ وَ الزّبَدِ ثُمّ غَسَلَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ وَ عَلِيّ ع يَصُبّ عَلَيهِ المَاءَ فَلَمّا فَرَغَ مِن غَسلِ يَدِهِ مَسَحَ وَجهَهُ ثُمّ نَظَرَ إِلَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع نَظَراً عَرَفنَا فِيهِ السّرُورَ فِي وَجهِهِ ثُمّ رَمَقَ بِطَرفِهِ نَحوَ السّمَاءِ مَلِيّاً ثُمّ وَجّهَ وَجهَهُ نَحوَ القِبلَةِ وَ بَسَطَ يَدَيهِ وَ دَعَا ثُمّ خَرّ سَاجِداً وَ هُوَ يَنشِجُ فَأَطَالَ النّشُوجَ وَ عَلَا نَحِيبُهُ وَ جَرَت دُمُوعُهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ أَطرَقَ إِلَي الأَرضِ وَ دُمُوعُهُ تَقطُرُ كَأَنّهَا صَوبُ المَطَرِ فَحَزِنَت فَاطِمَةُ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ حَزِنتُ مَعَهُم لِمَا رَأَينَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ هِبنَاهُ أَن نَسأَلَهُ حَتّي إِذَا طَالَ ذَلِكَ قَالَ لَهُ عَلَيّ وَ قَالَت لَهُ فَاطِمَةُ مَا يُبكِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَيكَ فَقَد أَقرَحَ قُلُوبَنَا مَا نَرَي مِن حَالِكَ فَقَالَ يَا أخَيِ‌ سُرِرتُ بِكُم سُرُوراً مَا سُرِرتُ مِثلَهُ قَطّ وَ إنِيّ‌ لَأَنظُرُ إِلَيكُم وَ أَحمَدُ اللّهَ عَلَي نِعمَتِهِ عَلَيّ فِيكُم إِذ هَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اطّلَعَ عَلَي مَا فِي نَفسِكَ وَ عَرَفَ سُرُورَكَ بِأَخِيكَ وَ ابنَتِكَ وَ سِبطَيكَ فَأَكمَلَ لَكَ النّعمَةَ وَ هُنَاكَ العَطِيّةُ بِأَن جَعَلَهُم وَ ذُرّيّاتِهِم وَ مُحِبّيهِم وَ شِيعَتَهُم مَعَكَ فِي الجَنّةِ لَا يُفَرّقُ بَينَكَ وَ بَينَهُم يُحبَونَ كَمَا تُحبَي وَ يُعطَونَ كَمَا تُعطَي حَتّي تَرضَي وَ فَوقَ الرّضَا عَلَي بَلوَي كَثِيرَةٍ تَنَالُهُم فِي الدّنيَا وَ مَكَارِهَ تُصِيبُهُم بأِيَديِ‌ أُنَاسٍ يَنتَحِلُونَ مِلّتَكَ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُم مِن أُمّتِكَ بِرَاءً مِنَ اللّهِ وَ مِنكَ خَبَطاً خَبَطاً وَ قَتلًا قَتلًا شَتّي مَصَارِعُهُم نَائِيَةً قُبُورُهُم خِيَرَةٌ مِنَ اللّهِ لَهُم وَ لَكَ فِيهِم فَاحمَدِ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ عَلَي خِيَرَتِهِ وَ ارضَ بِقَضَائِهِ فَحَمِدتُ اللّهَ وَ رَضِيتُ بِقَضَائِهِ بِمَا اختَارَهُ لَكُم ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ إِنّ أَخَاكَ مُضطَهَدٌ بَعدَكَ مَغلُوبٌ عَلَي أُمّتِكَ مَتعُوبٌ مِن أَعدَائِكَ ثُمّ مَقتُولٌ بَعدَكَ يَقتُلُهُ أَشَرّ الخَلقِ وَ الخَلِيقَةِ وَ أَشقَي البَرِيّةِ نَظِيرُ


صفحه : 59

عَاقِرِ النّاقَةِ بِبَلَدٍ تَكُونُ إِلَيهِ هِجرَتُهُ وَ هُوَ مَغرِسُ شِيعَتِهِ وَ شِيعَةِ وُلدِهِ وَ فِيهِ عَلَي كُلّ حَالٍ يَكثُرُ بَلوَاهُم وَ يَعظُمُ مُصَابُهُم وَ إِنّ سِبطَكَ هَذَا وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي الحُسَينِ ع مَقتُولٌ فِي عِصَابَةٍ مِن ذُرّيّتِكَ وَ أَهلِ بَيتِكَ وَ أَخيَارٍ مِن أُمّتِكَ بِضَفّةِ الفُرَاتِ بِأَرضٍ تُدعَي كَربَلَاءَ مِن أَجلِهَا يَكثُرُ الكَربُ وَ البَلَاءُ عَلَي أَعدَائِكَ وَ أَعدَاءِ ذُرّيّتِكَ فِي اليَومِ ألّذِي لَا ينَقضَيِ‌ كَربُهُ وَ لَا تَفنَي حَسرَتُهُ وَ هيِ‌َ أَطهَرُ بِقَاعِ الأَرضِ وَ أَعظَمُهَا حُرمَةً وَ إِنّهَا لَمِن بَطحَاءِ الجَنّةَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ اليَومُ ألّذِي يُقتَلُ فِيهِ سِبطُكَ وَ أَهلُهُ وَ أَحَاطَت بِهِم كَتَائِبُ أَهلِ الكُفرِ وَ اللّعنَةِ تَزَعزَعَتِ الأَرضُ مِن أَقطَارِهَا وَ مَادَتِ الجِبَالُ وَ كَثُرَ اضطِرَابُهَا وَ اصطَفَقَتِ البِحَارُ بِأَموَاجِهَا وَ مَاجَتِ السّمَاوَاتُ بِأَهلِهَا غَضَباً لَكَ يَا مُحَمّدُ وَ لِذُرّيّتِكَ وَ استِعظَاماً لِمَا يُنتَهَكُ مِن حُرمَتِكَ وَ لِشَرّ مَا تُكَافَي بِهِ فِي ذُرّيّتِكَ وَ عِترَتِكَ وَ لَا يَبقَي شَيءٌ مِن ذَلِكَ إِلّا استَأذَنَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي نُصرَةِ أَهلِكَ المُستَضعَفِينَ المَظلُومِينَ الّذِينَ هُم حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ بَعدَكَ فيَوُحيِ‌ اللّهُ إِلَي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ الجِبَالِ وَ البِحَارِ وَ مَن فِيهِنّ أنَيّ‌ أَنَا اللّهُ المَلِكُ القَادِرُ ألّذِي لَا يَفُوتُهُ هَارِبٌ وَ لَا يُعجِزُهُ مُمتَنِعٌ وَ أَنَا أَقدَرُ فِيهِ عَلَي الِانتِصَارِ وَ الِانتِقَامِ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأُعَذّبَنّ مَن وَتَرَ رسَوُليِ‌ وَ صفَيِيّ‌ وَ انتَهَكَ حُرمَتَهُ وَ قَتَلَ عِترَتَهُ وَ نَبَذَ عَهدَهُ وَ ظَلَمَ أَهلَهُعَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَفَعِندَ ذَلِكَ يَضِجّ كُلّ شَيءٍ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ بِلَعنِ مَن ظَلَمَ عِترَتَكَ وَ استَحَلّ حُرمَتَكَ فَإِذَا بَرَزَت تِلكَ العِصَابَةُ إِلَي مَضَاجِعِهَا تَوَلّي اللّهُ جَلّ وَ عَزّ قَبضَ أَروَاحِهَا بِيَدِهِ وَ هَبَطَ إِلَي الأَرضِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السّمَاءِ السّابِعَةِ مَعَهُم آنِيَةٌ مِنَ اليَاقُوتِ وَ الزّمُرّدِ مَملُوءَةٌ مِن مَاءِ الحَيَاةِ وَ حُلَلٌ مِن حُلَلِ الجَنّةِ وَ طِيبٌ مِن طِيبِ الجَنّةِ فَغَسّلُوا جُثَثَهُم بِذَلِكَ المَاءِ وَ أَلبَسُوهَا الحُلَلَ وَ حَنّطُوهَا بِذَلِكَ الطّيبِ وَ صَلّي المَلَائِكَةُ صَفّاً صَفّاً عَلَيهِم ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ قَوماً مِن أُمّتِكَ لَا يَعرِفُهُمُ الكُفّارُ لَم يَشرَكُوا فِي تِلكَ الدّمَاءِ بِقَولٍ وَ لَا فِعلٍ وَ لَا نِيّةٍ فَيُوَارُونَ أَجسَامَهُم وَ يُقِيمُونَ رَسماً لِقَبرِ سَيّدِ الشّهَدَاءِ بِتِلكَ


صفحه : 60

البَطحَاءِ يَكُونُ عَلَماً لِأَهلِ الحَقّ وَ سَبَباً لِلمُؤمِنِينَ إِلَي الفَوزِ وَ تَحُفّهُ مَلَائِكَةٌ مِن كُلّ سَمَاءٍ مِائَةُ أَلفِ مَلَكٍ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ وَ يُصَلّونَ عَلَيهِ وَ يُسَبّحُونَ اللّهَ عِندَهُ وَ يَستَغفِرُونَ اللّهَ لِزُوّارِهِ وَ يَكتُبُونَ أَسمَاءَ مَن يَأتِيهِ زَائِراً مِن أُمّتِكَ مُتَقَرّباً إِلَي اللّهِ وَ إِلَيكَ بِذَلِكَ وَ أَسمَاءَ آبَائِهِم وَ عَشَائِرِهِم وَ بُلدَانِهِم وَ يُسَمّونَ فِي وُجُوهِهِم بِمِيسَمِ نُورِ عَرشِ اللّهِ هَذَا زَائِرُ قَبرِ خَيرِ الشّهَدَاءِ وَ ابنِ خَيرِ الأَنبِيَاءِ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ سَطَعَ فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ ذَلِكَ المِيسَمِ نُورٌ تُغشَي مِنهُ الأَبصَارُ يَدُلّ عَلَيهِم وَ يُعرَفُونَ بِهِ وَ كأَنَيّ‌ بِكَ يَا مُحَمّدُ بيَنيِ‌ وَ بَينَ مِيكَائِيلَ وَ عَلِيّ أَمَامَنَا وَ مَعَنَا مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ مَا لَا يُحصَي عَدَدُهُ وَ نَحنُ نَلتَقِطُ مَن ذَلِكَ المِيسَمُ فِي وَجهِهِ مِن بَينِ الخَلَائِقِ حَتّي يُنجِيَهُمُ اللّهُ مِن هَولِ ذَلِكَ اليَومِ وَ شَدَائِدِهِ وَ ذَلِكَ حُكمُ اللّهِ وَ عَطَاؤُهُ لِمَن زَارَ قَبرَكَ يَا مُحَمّدُ أَو قَبرَ أَخِيكَ أَو قَبرَ سِبطَيكَ لَا يُرِيدُ بِهِ غَيرَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ سَيَجِدّ أُنَاسٌ حَقّت عَلَيهِم مِنَ اللّهِ اللّعنَةُ وَ السّخطُ أَن يَعفُوا رَسمَ ذَلِكَ القَبرِ وَ يَمحُوا أَثَرَهُ فَلَا يَجعَلُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَهُم إِلَي ذَلِكَ سَبِيلًا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَهَذَا أبَكاَنيِ‌ وَ أحَزنَنَيِ‌ قَالَت زَينَبُ فَلَمّا ضَرَبَ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَهُ اللّهُ أَبِي ع وَ رَأَيتُ أَثَرَ المَوتِ مِنهُ قُلتُ لَهُ يَا أَبَه حدَثّتَنيِ‌ أُمّ أَيمَنَ بِكَذَا وَ كَذَا وَ قَد أَحبَبتُ أَن أَسمَعَهُ مِنكَ فَقَالَ يَا بُنَيّةُ الحَدِيثُ كَمَا حَدّثَتكَ أُمّ أَيمَنَ وَ كأَنَيّ‌ بِكِ وَ بِبَنَاتِ أَهلِكِ سَبَايَا بِهَذَا البَلَدِ أَذِلّاءَ خَاشِعِينَتَخافُونَ أَن يَتَخَطّفَكُمُ النّاسُفَصَبراً فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا لِلّهِ عَلَي الأَرضِ يَومَئِذٍ ولَيِ‌ّ غَيرُكُم وَ غَيرُ مُحِبّيكُم وَ شِيعَتِكُم وَ لَقَد قَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِص حِينَ أَخبَرَنَا بِهَذَا الخَبَرِ أَنّ إِبلِيسَ فِي ذَلِكَ اليَومِ يَطِيرُ فَرَحاً فَيَجُولُ الأَرضَ كُلّهَا فِي شَيَاطِينِهِ وَ عَفَارِيتِهِ فَيَقُولُ يَا مَعشَرَ الشّيَاطِينِ قَد أَدرَكنَا مِن ذُرّيّةِ آدَمَ الطّلِبَةَ وَ بَلَغنَا فِي هَلَاكِهِمُ الغَايَةَ وَ أَورَثنَاهُمُ السّوءَ إِلّا مَنِ اعتَصَمَ بِهَذِهِ العِصَابَةِ فَاجعَلُوا شُغُلَكُم بِتَشكِيكِ النّاسِ فِيهِم وَ حَملِهِم عَلَي عَدَاوَتِهِم وَ إِغرَائِهِم بِهِم وَ بِأَولِيَائِهِم حَتّي تَستَحكِمَ ضَلَالَةُ الخَلقِ وَ كُفرُهُم وَ لَا


صفحه : 61

يَنجُوَ مِنهُم نَاجٍوَ لَقَد صَدّقَ عَلَيهِم إِبلِيسُ ظَنّهُ وَ هُوَ كَذُوبٌ إِنّهُ لَا يَنفَعُ مَعَ عَدَاوَتِكُم عَمَلٌ صَالِحٌ وَ لَا يَضُرّ مَعَ مَحَبّتِكُم وَ مُوَالَاتِكُم ذَنبٌ غَيرُ الكَبَائِرِ قَالَ زَائِدَةُ ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع بَعدَ أَن حدَثّنَيِ‌ بِهَذَا الحَدِيثِ خُذهُ إِلَيكَ أَمَا لَو ضَرَبتَ فِي طَلَبِهِ آبَاطَ الإِبِلِ حَولًا لَكَانَ قَلِيلًا

بيان الطف اسم لكربلاء قال الفيروزآبادي‌ الطف موضع قرب الكوفة والصرع الطرح علي الأرض والتصريع الصرع بشدة ورمل الثوب لطخه بالدم وأَرمَلَ السّهمُ تلطخ بالدم والعراء الفضاء لايستر فيه بشي‌ء والتعريج علي الشي‌ء الإقامة عليه وتضرج بالدم أي تلطخ وضرج أنفه بدم بالتشديد أي أدماه ودرس الرسم دروسا عفا ودرسته الريح لازم ومتعد والحريرة دقيق يطبخ بلبن والعس بالضم القدح العظيم ورمق بطرفه أي نظر ونشج الباكي‌ كضرب نشيجا إذاغص بالبكاء في حلقه من غيرانتحاب ونشج بصوته نشيجا ردده في صدره والصوب الانصباب ومجي‌ء السماء بالمطر وخبطه ضربه شديدا والقوم بسيفه جلدهم والمضطهد بالفتح المقهور المضطر وضفة النهر بالكسر[ والفتح هوالراجح في كتب اللغة فراجع ]جانبه والكتيبة الجيش والتزعزع التحرك وكذلك الميد والاصطفاق الاضطراب والموتور من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه وضرب آباط الإبل كناية عن الركض والاستعجال . ثم اعلم أن رواية سيد الساجدين ع هذاالخبر عن عمته واستماعه لها لاينافي‌ كونه ع عالما بذلك قبله إذ قدتكون في الرواية عن الغير مصلحة و قد يكون للاستماع إلي حديث يعرفه الإنسان تأثير جديد في أحوال الحزن مع أنه يحتمل أن يكون الاستماع لتطييب قلب عمته رضي‌ الله عنها

24-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ الأَصَمّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ باِلنبّيِ‌ّص قِيلَ لَهُ إِنّ اللّهَ مُختَبِرُكَ فِي ثَلَاثٍ لِيَنظُرَ


صفحه : 62

كَيفَ صَبرُكَ قَالَ أُسلِمُ لِأَمرِكَ يَا رَبّ وَ لَا قُوّةَ لِي عَلَي الصّبرِ إِلّا بِكَ فَمَا هُنّ قِيلَ أَوّلُهُنّ الجُوعُ وَ الأَثَرَةُ عَلَي نَفسِكَ وَ عَلَي أَهلِكَ لِأَهلِ الحَاجَةِ قَالَ قَبِلتُ يَا رَبّ وَ رَضِيتُ وَ سَلّمتُ وَ مِنكَ التّوفِيقُ وَ الصّبرُ وَ أَمّا الثّانِيَةُ فَالتّكذِيبُ وَ الخَوفُ الشّدِيدُ وَ بَذلُكَ مُهجَتَكَ فِيّ وَ مُحَارَبَةُ أَهلِ الكُفرِ بِمَالِكَ وَ نَفسِكَ وَ الصّبرُ عَلَي مَا يُصِيبُكَ مِنهُم مِنَ الأَذَي وَ مِن أَهلِ النّفَاقِ وَ الأَلَمِ فِي الحَربِ وَ الجِرَاحِ قَالَ يَا رَبّ قَبِلتُ وَ رَضِيتُ وَ سَلّمتُ وَ مِنكَ التّوفِيقُ وَ الصّبرُ وَ أَمّا الثّالِثَةُ فَمَا يَلقَي أَهلُ بَيتِكَ مِن بَعدِكَ مِنَ القَتلِ أَمّا أَخُوكَ فَيَلقَي مِن أُمّتِكَ الشّتمَ وَ التّعنِيفَ وَ التّوبِيخَ وَ الحِرمَانَ وَ الجَهدَ وَ الظّلمَ وَ آخِرُ ذَلِكَ القَتلُ فَقَالَ يَا رَبّ سَلّمتُ وَ قَبِلتُ وَ مِنكَ التّوفِيقُ وَ الصّبرُ وَ أَمّا ابنَتُكَ فَتُظلَمُ وَ تُحرَمُ وَ يُؤخَذُ حَقّهَا غَصباً ألّذِي تَجعَلُهُ لَهَا وَ تُضرَبُ وَ هيِ‌َ حَامِلٌ وَ يُدخَلُ عَلَي حَرِيمِهَا وَ مَنزِلِهَا بِغَيرِ إِذنٍ ثُمّ يَمَسّهَا هَوَانٌ وَ ذُلّ ثُمّ لَا تَجِدُ مَانِعاً وَ تَطرَحُ مَا فِي بَطنِهَا مِنَ الضّربِ وَ تَمُوتُ مِن ذَلِكَ الضّربِ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَقَبِلتُ يَا رَبّ وَ سَلّمتُ وَ مِنكَ التّوفِيقُ وَ الصّبرُ وَ يَكُونُ لَهَا مِن أَخِيكَ ابنَانِ يُقتَلُ أَحَدُهُمَا غَدراً وَ يُسلَبُ وَ يُطعَنُ يَفعَلُ بِهِ ذَلِكَ أُمّتُكَ قَالَ قَبِلتُ يَا رَبّ وَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وَ سَلّمتُ وَ مِنكَ التّوفِيقُ وَ الصّبرُ وَ أَمّا ابنُهَا الآخَرُ فَتَدعُوهُ أُمّتُكَ إِلَي الجِهَادِ ثُمّ يَقتُلُونَهُ صَبراً وَ يَقتُلُونَ وُلدَهُ وَ مَن مَعَهُ مِن أَهلِ بَيتِهِ ثُمّ يَسلُبُونَ حَرَمَهُ فَيَستَعِينُ بيِ‌ وَ قَد مَضَي القَضَاءُ منِيّ‌ فِيهِ بِالشّهَادَةِ لَهُ وَ لِمَن مَعَهُ وَ يَكُونُ قَتلُهُ حُجّةً عَلَي مَن بَينَ قُطرَيهَا فَتَبكِيهِ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ جَزَعاً عَلَيهِ وَ تَبكِيهِ مَلَائِكَةٌ لَم يُدرِكُوا نُصرَتَهُ ثُمّ أُخرِجُ مِن صُلبِهِ ذَكَراً بِهِ أَنصُرُكَ وَ إِنّ شَبَحَهُ عنِديِ‌ تَحتَ العَرشِ وَ فِي نُسخَهٍ أُخرَي ثُمّ أُخرِجُ مِن صُلبِهِ ذَكَراً أَنتَصِرُ لَهُ بِهِ وَ إِنّ شَبَحَهُ عنِديِ‌ تَحتَ العَرشِ يَملَأُ الأَرضَ بِالعَدلِ وَ يُطفِئُهَا بِالقِسطِ يَسِيرُ مَعَهُ الرّعبُ يَقتُلُ حَتّي يُسأَلَ[يُشَكّ] فِيهِ قُلتُ إِنّا لِلّهِ


صفحه : 63

فَقِيلَ ارفَع رَأسَكَ فَنَظَرتُ إِلَي رَجُلٍ مِن أَحسَنِ النّاسِ صُورَةً وَ أَطيَبِهِ رِيحاً وَ النّورُ يَسطَعُ مِن فَوقِهِ وَ مِن تَحتِهِ فَدَعَوتُهُ فَأَقبَلَ إلِيَ‌ّ وَ عَلَيهِ ثِيَابُ النّورِ وَ سِيمَاءُ كُلّ خَيرٍ حَتّي قَبّلَ بَينَ عيَنيَ‌ّ وَ نَظَرتُ إِلَي مَلَائِكَةٍ قَد حَفّوا بِهِ لَا يُحصِيهِم إِلّا اللّهُ جَلّ وَ عَزّ فَقُلتُ يَا رَبّ لِمَن يَغضَبُ هَذَا وَ لِمَن أَعدَدتَ هَؤُلَاءِ وَ قَد وعَدَتنَيِ‌ النّصرَ فِيهِم فَأَنَا أَنتَظِرُهُ مِنكَ فَهَؤُلَاءِ أهَليِ‌ وَ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ قَد أخَبرَتنَيِ‌ بِمَا يَلقَونَ مِن بعَديِ‌ وَ لَو شِئتَ لأَعَطيَتنَيِ‌ النّصرَ فِيهِم عَلَي مَن بَغَي عَلَيهِم وَ قَد سَلّمتُ وَ قَبِلتُ وَ رَضِيتُ وَ مِنكَ التّوفِيقُ وَ الرّضَا وَ العَونُ عَلَي الصّبرِ فَقِيلَ لِي أَمّا أَخُوكَ فَجَزَاؤُهُ عنِديِ‌ جَنّةُ المَأوَي نُزُلًا بِصَبرِهِ أُفلِجُ حُجّتَهُ عَلَي الخَلَائِقِ يَومَ البَعثِ وَ أُوَلّيهِ حَوضَكَ يسَقيِ‌ مِنهُ أَولِيَاءَكُم وَ يَمنَعُ مِنهُ أَعدَاءَكُم وَ أَجعَلُ جَهَنّمَ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً يَدخُلُهَا فَيُخرِجُ مَن كَانَ فِي قَلبِهِ مِثقَالُ ذَرّةٍ مِنَ المَوَدّةِ وَ أَجعَلُ مَنزِلَتَكُم فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الجَنّةِ وَ أَمّا ابنُكَ المَقتُولُ المَخذُولُ وَ ابنُكَ المَغدُورُ المَقتُولُ صَبراً فَإِنّهُمَا مِمّا أُزَيّنُ بِهِمَا عرَشيِ‌ وَ لَهُمَا مِنَ الكَرَامَةِ سِوَي ذَلِكَ مَا لَا يَخطُرُ عَلَي قَلبِ بَشَرٍ لِمَا أَصَابَهُمَا مِنَ البَلَاءِ وَ لِكُلّ مَن أَتَي قَبرَهُ مِنَ الخَلقِ لِأَنّ زُوّارَهُ زُوّارُكَ وَ زُوّارُكَ زوُاّريِ‌ وَ عَلَيّ كَرَامَةُ زاَئرِيِ‌ وَ أَنَا أُعطِيهِ مَا سَأَلَ وَ أَجزِيهِ جَزَاءً يَغبِطُهُ مَن نَظَرَ إِلَي تعَظيِميِ‌ لَهُ وَ مَا أَعدَدتُ لَهُ مِن كرَاَمتَيِ‌ وَ أَمّا ابنَتُكَ فإَنِيّ‌ أُوقِفُهَا عِندَ عرَشيِ‌ فَيُقَالُ لَهَا إِنّ اللّهَ قَد حَكّمَكِ فِي خَلقِهِ فَمَن ظَلَمَكِ وَ ظَلَمَ وُلدَكِ فاَحكمُيِ‌ فِيهِ بِمَا أَحبَبتِ فإَنِيّ‌ أُجِيزُ حُكُومَتَكِ فِيهِم فَتَشهَدُ العَرصَةَ فَإِذَا أُوقِفَ مَن ظَلَمَهَا أَمَرَت بِهِ إِلَي النّارِ فَيَقُولُ الظّالِمُ وَا حَسرَتَاهعَلي ما


صفحه : 64

فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِ

وَ يَتَمَنّي الكَرّةَ وَيَعَضّ الظّالِمُ عَلي يَدَيهِ يَقُولُ يا ليَتنَيِ‌ اتّخَذتُ مَعَ الرّسُولِ سَبِيلًا يا وَيلَتي ليَتنَيِ‌ لَم أَتّخِذ فُلاناً خَلِيلًا وَ قَالَحَتّي إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرِينُ وَ لَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكُونَفَيَقُولُ الظّالِمُأَنتَ تَحكُمُ بَينَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ أَوِ الحُكمُ لِغَيرِكَ فَيُقَالُ لهما[لَهُم]أَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ الّذِينَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ يَبغُونَها عِوَجاً وَ هُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرُونَ وَ أَوّلُ مَن يُحكَمُ فِيهِ مُحَسّنُ بنُ عَلِيّ ع فِي قَاتِلِهِ ثُمّ فِي قُنفُذٍ فَيُؤتَيَانِ هُوَ وَ صَاحِبُهُ فَيُضرَبَانِ بِسِيَاطٍ مِن نَارٍ لَو وَقَعَ سَوطٌ مِنهَا عَلَي البِحَارِ لَغَلَت مِن مَشرِقِهَا إِلَي مَغرِبِهَا وَ لَو وُضِعَت عَلَي جِبَالِ الدّنيَا لَذَابَت حَتّي تَصِيرَ رَمَاداً فَيُضرَبَانِ بِهَا ثُمّ يَجثُو أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ لِلخُصُومَةِ مَعَ الرّابِعِ وَ تُدخَلُ الثّلَاثَةُ فِي جُبّ فَيُطبَقُ عَلَيهِم لَا يَرَاهُم أَحَدٌ وَ لَا يَرَونَ أَحَداً فَيَقُولُ الّذِينَ كَانُوا فِي وَلَايَتِهِمرَبّنا أَرِنَا الّذَينِ أَضَلّانا مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ نَجعَلهُما تَحتَ أَقدامِنا لِيَكُونا مِنَ الأَسفَلِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكُونَفَعِندَ ذَلِكَ يُنَادُونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ وَ يَأتِيَانِ الحَوضَ يَسأَلَانِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ مَعَهُم حَفَظَةٌ فَيَقُولَانِ اعفُ عَنّا وَ اسقِنَا وَ خَلّصنَا فَيُقَالُ لَهُمفَلَمّا رَأَوهُ زُلفَةً سِيئَت وُجُوهُ الّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا ألّذِي كُنتُم بِهِ تَدّعُونَبِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ ارجِعُوا ظِمَاءً مُظمَئِينَ إِلَي النّارِ فَمَا شَرَابُكُم إِلّا الحَمِيمُ وَ الغِسلِينُ وَ مَا تَنفَعُكُم شَفَاعَةُ الشّافِعِينَ

بيان قوله يطفيها لعل الضمير راجع إلي الأرض و في الإسناد تجوز أي يطفئ نيران فتنتها وظلمها أو إلي الفتن بقرينة المقام و في بعض النسخ ويطبقها أي يعمها و هوأظهر قوله و حتي يسأل فيه أي يقتل الناس كثيرا


صفحه : 65

حتي يسأله الناس عن سبب كثرة القتل فالضمير راجع إلي القتل والضمير في قوله ولكل من أتي قبره إلي الحسين ع ولعله سقط من الخبر شيء

25- شا،[الإرشاد]رَوَي إِسمَاعِيلُ بنُ سَالِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي إِدرِيسَ الأوَديِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ إِنّ فِيمَا عَهِدَ إلِيَ‌ّ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ أَنّ الأُمّةَ سَتَغدِرُ بِكَ مِن بعَديِ‌


صفحه : 66

26-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد جاءَكُم مُوسي بِالبَيّناتِ ثُمّ اتّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَ أَنتُم ظالِمُونَ قَالَ الإِمَامُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِليَهُودِ الّذِينَ تَقَدّمَ ذِكرُهُموَ لَقَد جاءَكُم مُوسي بِالبَيّناتِالدّالّاتِ عَلَي نُبُوّتِهِ وَ عَلَي مَا وَصَفَهُ مِن فَضلِ مُحَمّدٍ وَ شَرَفِهِ عَلَي الخَلَائِقِ وَ أَبَانَ عَنهُ مِن خِلَافَةِ عَلِيّ ع وَ وَصِيّتِهِ وَ أَمرِ خُلَفَائِهِ بَعدَهُثُمّ اتّخَذتُمُ العِجلَإِلَهاًمِن بَعدِهِ بَعدَ انطِلَاقِهِ إِلَي الجَبَلِ وَ خَالَفتُم خَلِيفَتَهُ ألّذِي نَصّ عَلَيهِ وَ تَرَكَهُ عَلَيكُم وَ هُوَ هَارُونُوَ أَنتُم ظالِمُونَكَافِرُونَ بِمَا فَعَلتُم مِن ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد مَرّ مَعَهُ بِحَدِيقَةٍ حَسَنَةٍ فَقَالَ عَلِيّ ع مَا أَحسَنَهَا مِن حَدِيقَةٍ فَقَالَ يَا عَلِيّ لَكَ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا إِلَي أَن مَرّ بِسَبعِ حَدَائِقَ كُلّ ذَلِكَ عَلِيّ ع يَقُولُ مَا أَحسَنَهَا وَ يَقُولُ رَسُولُ اللّهِص لَكَ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا ثُمّ بَكَي رَسُولُ اللّهِص بُكَاءً شَدِيداً فَبَكَي عَلِيّ ع لِبُكَائِهِ ثُمّ قَالَ مَا يُبكِيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ يَا أخَيِ‌ يَا أَبَا الحَسَنِ ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ قَومٍ يُبدُونَهَا لَكَ بعَديِ‌ قَالَ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ فِي سَلَامَةٍ مِن ديَنيِ‌ قَالَ فِي سَلَامَةٍ مِن دِينِكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِذَا سَلِمَ لِي ديِنيِ‌ فَمَا يسَوُؤنُيِ‌ ذَلِكَ


صفحه : 67

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِذَلِكَ جَعَلَكَ اللّهُ لِمُحَمّدٍ تَالِياً وَ إِلَي رِضوَانِهِ وَ غُفرَانِهِ دَاعِياً وَ عَن أَولَادِ الرّشدَةِ وَ البغَي‌ِ بِحُبّهِم لَكَ وَ بُغضِهِم مُنبِئاً وَ لِلِوَاءِ مُحَمّدٍص يَومَ القِيَامَةِ حَامِلًا وَ لِلأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ الصّائِرِينَ تَحتَ لوِاَئيِ‌ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ قَائِداً يَا عَلِيّ إِنّ أَصحَابَ مُوسَي اتّخَذُوا بَعدَهُ عِجلًا فَخَالَفُوا خَلِيفَتَهُ وَ سَتَتّخِذُ أمُتّيِ‌ بعَديِ‌ عِجلًا ثُمّ عِجلًا ثُمّ عِجلًا وَ يُخَالِفُونَك وَ أَنتَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَي هَؤُلَاءِ يُضَاهِئُونَ أُولَئِكَ فِي اتّخَاذِهِمُ العِجلَ أَلَا فَمَن وَافَقَكَ وَ أَطَاعَكَ فَهُوَ مَعَنَا فِي الرّفِيقِ الأَعلَي وَ مَنِ اتّخَذَ بعَديِ‌َ العِجلَ وَ خَالَفَكَ وَ لَم يَتُب فَأُولَئِكَ مَعَ الّذِينَ اتّخَذُوا العِجلَ زَمَانَ


صفحه : 68

مُوسَي وَ لَم يَتُوبُوا فِي نَارِ جَهَنّمَ خَالِدِينَ مُخَلّدِينَ

27- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو طَالِبٍ الهرَوَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عَلقَمَةَ وَ أَبِي أَيّوبَ أَنّهُ لَمّا نَزَلَالم أَ حَسِبَ النّاسُالآيَاتِ قَالَ النّبِيّص لِعَمّارٍ إِنّهُ سَيَكُونُ بعَديِ‌ هَنَاتٌ حَتّي يَختَلِفَ السّيفَ فِيمَا بَينَهُم وَ حَتّي يَقتُلَ بَعضُهُم بَعضاً وَ حَتّي يَتَبَرّأَ بَعضُهُم مِن بَعضٍ فَإِذَا رَأَيتَ ذَلِكَ فَعَلَيكَ بِهَذَا الأَصلَعِ عَن يمَيِنيِ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِن سَلَكَ النّاسُ كُلّهُم وَادِياً وَ سَلَكَ عَلِيّ وَادِياً فَاسلُك واَديِ‌َ عَلِيّ وَ خَلّ عَنِ النّاسِ يَا عَمّارُ إِنّ عَلِيّاً لَا يَرُدّكَ عَن هُدًي وَ لَا يَرُدّكَ إِلَي رَدًي يَا عَمّارُ طَاعَةُ عَلِيّ طاَعتَيِ‌ وَ طاَعتَيِ‌ طَاعَةُ اللّهِ

وَ فِي رِوَايَةِ النّاصِرِ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ وَ ظَرِيفٍ العبَديِ‌ّ وَ أَبِي عَبدِ


صفحه : 69

الرّحمَنِ قَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ نَزَلَت هَذِهِ الآيَاتُ فِيّ وَ فِي شيِعتَيِ‌ وَ فِي عدَوُيّ‌ وَ فِي أَشيَاعِهِم

28- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا نَزَلَتالم أَ حَسِبَ النّاسُالآيَاتِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الفِتنَةُ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّكَ مُبتَلًي وَ مُبتَلًي بِكَ وَ إِنّكَ مُخَاصَمٌ فَأَعِدّ لِلخُصُومَةِ

29- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]جَابِرٌ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع كَيفَ بِكَ يَا عَلِيّ إِذَا وَلّوهَا مِن بعَديِ‌ فُلَاناً قَالَ هَذَا سيَفيِ‌ أَحُولُ بَينَهُم وَ بَينَهَا قَالَ النّبِيّ أَو تَكُونُ صَابِراً مُحتَسِباً فَهُوَ خَيرٌ لَكَ مِنهَا قَالَ عَلِيّ ع فَإِذَا كَانَ خَيراً لِي فَأَصبِرُ وَ أَحتَسِبُ ثُمّ ذَكَرَ فُلَاناً وَ فُلَاناً كَذَلِكَ ثُمّ قَالَ كَيفَ بِكَ إِذَا بُويِعتَ ثُمّ خُلِعتَ فَأَمسَكَ عَلِيّ ع فَقَالَ اختَر يَا عَلِيّ السّيفَ أَوِ النّارَ قَالَ عَلِيّ ع فَمَا زِلتُ أَضرِبُ أمَريِ‌ ظَهراً لِبَطنٍ فَمَا يسَعَنُيِ‌ إِلّا جِهَادُ القَومِ وَ قِتَالُهُم


صفحه : 70

30- جا،[المجالس للمفيد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ المقُريِ‌ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن زَيدِ بنِ المُعَدّلِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيّ‌َ فِيهِ رَأسَهُ فِي حَجرِ أُمّ الفَضلِ وَ أغُميِ‌َ عَلَيهِ فَقَطَرَت قَطرَةٌ مِن دُمُوعِهَا عَلَي خَدّيهِ فَفَتَحَ عَينَيهِ وَ قَالَ لَهَا مَا لَكِ يَا أُمّ الفَضلِ قَالَت نَعَيتَ إِلَينَا نَفسَكَ وَ أَخبَرتَنَا أَنّكَ مَيّتٌ فَإِن يَكُنِ الأَمرُ لَنَا فَبَشّرنَا وَ إِن يَكُن فِي غَيرِنَا فَأَوصِ بِنَا قَالَ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص أَنتُمُ المَقهُورُونَ المُستَضعَفُونَ بعَديِ‌

بيان النعي‌ خبر الموت

31-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] ابنُ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الديّنوَرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن عَمِيرَةَ بِنتِ أَوسٍ قَالَت حدَثّنَيِ‌ جدَيّ‌ الخَضِرُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَ يَوماً لِحُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ يَا حُذَيفَةُ لَا تُحَدّثِ النّاسَ بِمَا لَا يَعلَمُونَ فَيَطغَوا وَ يَكفُرُوا إِنّ مِنَ العِلمِ صَعباً شَدِيداً مَحمَلُهُ لَو حَمّلتَهُ الجِبَالَ عَجَزَت عَن حَملِهِ إِنّ عِلمَنَا


صفحه : 71

أَهلَ البَيتِ يُستَنكَرُ وَ يُبطَلُ وَ يُقتَلُ رُوَاتُهُ وَ يُسَاءُ إِلَي مَن يَتلُوهُ بَغياً وَ حَسَداً لِمَا فَضّلَ اللّهُ بِهِ عِترَةَ الوصَيِ‌ّ وصَيِ‌ّ النّبِيّص يَا ابنَ اليَمَانِ إِنّ النّبِيّص تَفَلَ فِي فمَيِ‌ وَ أَمَرّ يَدَهُ عَلَي صدَريِ‌ وَ قَالَ أللّهُمّ أَعطِ خلَيِفتَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ قاَضيِ‌َ ديَنيِ‌ وَ مُنجِزَ وعَديِ‌ وَ أمَاَنتَيِ‌ وَ ولَيِيّ‌ وَ ولَيِ‌ّ حوَضيِ‌ وَ ناَصرِيِ‌ عَلَي عَدُوّكَ وَ عدَوُيّ‌ وَ مُفَرّجَ الكَربِ عَن وجَهيِ‌ مَا أَعطَيتَ آدَمَ مِنَ العِلمِ وَ مَا أَعطَيتَ نُوحاً مِنَ الحِلمِ وَ مَا أَعطَيتَ اِبرَاهِيمَ مِنَ العِترَةِ الطّيّبَةِ وَ السّمَاحَةِ وَ مَا أَعطَيتَ أَيّوبَ مِنَ الصّبرِ عِندَ البَلَاءِ وَ مَا أَعطَيتَ دَاوُدَ مِنَ الشِدّةِ عِندَ مُنَازَلَةِ الأَقرَانِ وَ مَا أَعطَيتَ سُلَيمَانَ مِنَ الفَهمِ لَا تُخفِ عَن عَلِيّ شَيئاً مِنَ الدّنيَا حَتّي تَجعَلَهَا كُلّهَا بَينَ عَينَيهِ مِثلَ المَائِدَةِ الصّغِيرَةِ بَينَ يَدَيهِ أللّهُمّ أَعطِهِ جَلَادَةَ مُوسَي وَ اجعَل فِي نَسلِهِ شَبِيهَ عِيسَي أللّهُمّ إِنّكَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيهِ وَ عَلَي عِترَتِهِ وَ ذُرّيّتِهِ الطّيّبَةِ المُطَهّرَةِ التّيِ‌ أَذهَبتَ عَنهَا الرّجسَ وَ النّجسَ وَ صَرَفتَ عَنهَا مُلَامَسَةَ الشّيطَانِ أللّهُمّ إِن بَغَت قُرَيشٌ عَلَيهِ وَ قَدّمَت غَيرَهُ عَلَيهِ فَاجعَلهُ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ إِذ غَابَ عَنهُ مُوسَي ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ كَم مِن[ فِي]وُلدِكَ مِن وَلَدٍ فَاضِلٍ يُقتَلُ وَ النّاسُ قِيَامٌ يَنظُرُونَ لَا يَغِيرُونَ فَقَبُحَت أُمّةٌ تَرَي أَولَادَ نَبِيّهَا يُقتَلُونَ ظُلماً وَ لَا يَغِيرُونَ إِنّ القَاتِلَ وَ الآمِرَ وَ المُسَاعِدَ ألّذِي لَا يَغِيرُ كُلّهُم فِي الإِثمِ وَ اللّعَانِ مُشتَرِكُونَ يَا ابنَ اليَمَانِ إِنّ قُرَيشاً لَا تَنشَرِحُ صُدُورُهَا وَ لَا تَرضَي قُلُوبُهَا وَ لَا تجَريِ‌ أَلسِنَتُهَا بِبَيعَةِ عَلِيّ ع وَ مُوَالَاتِهِ إِلّا عَلَي الكُرهِ وَ العَمَي وَ الطّغيَانِ يَا ابنَ اليَمَانِ سَتُبَايِعُ قُرَيشٌ عَلِيّاً ثُمّ تَنكُثُ عَلَيهِ وَ تُحَارِبُهُ وَ تُنَاضِلُهُ وَ تَرمِيهِ بِالعَظَائِمِ وَ بَعدَ عَلِيّ يلَيِ‌ الحَسَنُ وَ سَيُنكَثُ عَلَيهِ ثُمّ يلَيِ‌ الحُسَينُ ع فَيُقتَلُ فَلُعِنَت أُمّةٌ تَقتُلُ ابنَ بِنتِ نَبِيّهَا وَ لَا تَعِزّ مِن أُمّةٍ وَ لُعِنَ القَائِدُ لَهَا وَ المُرَتّبُ لِجَيشِهَا فَوَ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ لَا تَزَالُ هَذِهِ الأُمّةُ بَعدَ قَتلِ الحُسَينِ ابنيِ‌ فِي ضَلَالٍ وَ ظُلمَةٍ وَ عِسَفَةٍ[عَسفٍ] وَ جَورٍ وَ اختِلَافٍ فِي الدّينِ وَ تَغيِيرٍ وَ تَبدِيلٍ لِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ إِظهَارِ البِدَعِ وَ إِبطَالِ السّنَنِ وَ اختِلَافٍ وَ قِيَاسِ مُشتَبِهَاتٍ وَ تَركِ مُحكَمَاتٍ حَتّي


صفحه : 72

تَنسَلِخَ مِنَ الإِسلَامِ وَ تَدخُلَ فِي العَمَي وَ التّلَدّدِ وَ التّسَكّعِ مَا لَكَ يَا بنَيِ‌ أُمَيّةَ لَا هُدِيتَ يَا بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ مَا لَكَ يَا بنَيِ‌ فُلَانٍ لَكَ الإِتعَاسُ فَمَا فِي بنَيِ‌ فُلَانٍ إِلّا ظَالِمٌ مُعتَدٍ مُتَمَرّدٌ عَلَي اللّهِ باِلمعَاَصيِ‌ قَتّالٌ لوِلُديِ‌ هَتّاكٌ لِسَترِ حرُمتَيِ‌ فَلَا تَزَالُ هَذِهِ الأُمّةُ جَبّارِينَ يَتَكَالَبُونَ عَلَي حَرَامِ الدّنيَا مُنغَمِسِينَ فِي بِحَارِ الهَلَكَاتِ فِي أَودِيَةِ الدّمَاءِ حَتّي إِذَا غَابَ المُتَغَيّبُ مِن ولُديِ‌ عَن عُيُونِ النّاسِ وَ مَاجَ النّاسُ بِفَقدِهِ أَو بِقَتلِهِ أَو بِمَوتِهِ أَطلَعَتِ الفِتنَةُ وَ نَزَلَتِ البَلِيّةُ وَ أُتِيحَتِ العَصَبِيّةُ وَ غَلَا النّاسُ فِي دِينِهِم وَ اجتَمَعُوا عَلَي أَنّ الحُجّةَ ذَاهِبَةٌ وَ الإِمَامَةَ بَاطِلَةٌ وَ يَحُجّ حَجِيجُ النّاسِ فِي تِلكَ السّنَةِ مِن شِيعَةِ عَلِيّ وَ نَوَاصِبِهِم لِلتّمَكّنِ وَ التّجَسّسِ عَن خَلَفِ الخَلَفِ فَلَا يُرَي لَهُ أَثَرٌ وَ لَا يُعرَفُ لَهُ خَلَفٌ فَعِندَ ذَلِكَ سُبّت شِيعَةُ عَلِيّ سَبّهَا أَعدَاؤُهَا وَ غَلَبَت عَلَيهَا الأَشرَارُ وَ الفُسّاقُ بِاحتِجَاجِهَا حَتّي إِذَا تَعِبَتِ الأُمّةُ وَ تَدَلّهَت أَكثَرَت فِي قَولِهَا إِنّ الحُجّةَ هَالِكَةٌ وَ الإِمَامَةَ بَاطِلَةٌ فَوَ رَبّ عَلِيّ إِنّ حُجّتَهَا عَلَيهَا قَائِمَةٌ مَاشِيَةٌ فِي طُرُقَاتِهَا دَاخِلَةٌ فِي دُورِهَا وَ قُصُورِهَا جَوّالَةٌ فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا يَسمَعُ الكَلَامَ وَ يُسَلّمُ عَلَي الجَمَاعَةِ يَرَي وَ لَا يُرَي إِلَي يَومِ الوَقتِ وَ الوَعدِ وَ نِدَاءِ المنُاَديِ‌ مِنَ السّمَاءِ ذَلِكَ يَومُ سُرُورِ وُلدِ عَلِيّ وَ شِيعَةِ عَلِيّ ع

بيان محمله علي بناء المجهول من باب الإفعال أوالتفعيل أي لايمكن حمله إلابإعانة من الله تعالي و إلابمشقة قال في القاموس تحامل في الأمر و به تكلفه علي مشقة و عليه كلفه ما لايطيقه وأحمله الحمل أعانه عليه وحمله فعل ذلك به انتهي والمعني أنه يحتمل وجوها من التأويل [ هذا ولكن ألذي يخطر بالبال وتؤيده القرينة الموجودة في المقال أن محمله في قوله ع مصدر ميمي‌ علي زنة مَذهَبٍ مرفوع بصعبا وشديدا علي الفاعلية و قدتنازعا فيه والدليل علي ماذكرنا قوله ع عجزت عن حمله و الله العالم ] قوله ع ببيعة علي هذاالفصل و مابعده إما من كلام أمير المؤمنين ع أيضا جري علي وجه الالتفات أو من كلام الرسول ص قال لحذيفة في وقت آخر فألحقه بهذا الخبر


صفحه : 73

و قال الجوهري‌ فلان يتلدد أي يلتفت يمينا وشمالا و رجل ألد بين اللدد و هوالشديد الخصومة و قال التسكع التمادي‌ في الباطل و قال التعس الهلاك انتهي والمراد ببني‌ فلان بنو العباس ويقال يتكالبون علي كذا أي يتواثبون عليه . قوله ع ويحج حجيج الناس أي تذهب الشيعة والنواصب في تلك السنة إلي الحج لتفحص الحجة والتمكن منه فالتمكن والتجسس نشر علي خلاف اللف و قوله سبها أعداؤها إما مصدر أي يسب المخالفون الشيعة كماكانت الشيعة يسبونهم أوفعل وأعداؤها مرفوع وغلبة الأشرار عليهم بالاحتجاج أريد بهاالغلبة عندالعوام لأنهم يحتجون عليهم بأنكم تدّعون عدم خلو الزمان من الحجة و في هذاالزمان لاتعرفون حجتكم ولذا ينسبونهم بالبطلان والكذب والافتراء والتدله ذهاب العقل من الهوي يقال دلهه الحب أي حيره وأدهشه فتدله

32-فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي سُلَيمِ بنِ قَيسٍ أَنّهُ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بَكَي ابنُ عَبّاسٍ بُكَاءً شَدِيداً ثُمّ قَالَ مَا لَقِيَت هَذِهِ الأُمّةُ بَعدَ نَبِيّهَا أللّهُمّ إنِيّ‌ أُشهِدُكَ أنَيّ‌ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ لِوُلدِهِ ولَيِ‌ّ وَ لِعَدُوّهِ عَدُوّ وَ مِن عَدُوّ وُلدِهِ برَيِ‌ءٌ وَ أنَيّ‌ سِلمٌ لِأَمرِهِم وَ لَقَد دَخَلتُ عَلَي ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِص بذِيِ‌ قَارٍ فَأَخرَجَ لِي صَحِيفَةً وَ قَالَ لِي يَا ابنَ عَبّاسٍ هَذِهِ صَحِيفَةٌ أَملَاهَا رَسُولُ اللّهِص وَ خطَيّ‌ بيِدَيِ‌ قَالَ فَأَخرَجَ لِيَ الصّحِيفَةَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اقرَأهَا عَلَيّ فَقَرَأَهَا وَ إِذَا فِيهَا كُلّ شَيءٍ مُنذُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ كَيفَ يُقتَلُ الحُسَينُ وَ مَن يَقتُلُهُ وَ مَن يَنصُرُهُ وَ مَن يُستَشهَدُ مَعَهُ وَ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً وَ أبَكاَنيِ‌ وَ كَانَ فِيمَا قَرَأَهُ كَيفَ يُصنَعُ بِهِ وَ كَيفَ تُستَشهَدُ فَاطِمَةُ ع وَ كَيفَ يُستَشهَدُ الحَسَنُ ع وَ كَيفَ تَغدِرُ بِهِ الأُمّةُ فَلَمّا قَرَأَ مَقتَلَ الحُسَينِ ع وَ مَن يَقتُلُهُ أَكثَرَ البُكَاءَ ثُمّ أَدرَجَ الصّحِيفَةَ وَ فِيهَا مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ كَانَ فِيمَا قَرَأَ أَمرُ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ وَ كَم يَملِكُ كُلُ إِنسَانٍ مِنهُم وَ


صفحه : 74

كَيفَ يَقَعُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ وَقعَةُ الجَمَلِ وَ مَسِيرُ عَائِشَةَ وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ وَقعَةُ صِفّينَ وَ مَن يُقتَلُ بِهَا وَ وَقعَةُ النّهرَوَانِ وَ أَمرُ الحَكَمَينِ وَ مُلكُ مُعَاوِيَةَ وَ مَن يَقتُلُ مِنَ الشّيعَةِ وَ مَا تَصنَعُ النّاسُ بِالحَسَنِ وَ أَمرُ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ حَتّي انتَهَي إِلَي قَتلِ الحُسَينِ ع فَسَمِعتُ ذَلِكَ فَكَانَ كَمَا قَرَأَ لَم يَزِد وَ لَم يَنقُص وَ رَأَيتُ خَطّهُ فِي الصّحِيفَةِ لَم يَتَغَيّر وَ لَم يَعفَر فَلَمّا أَدرَجَ الصّحِيفَةَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو كُنتَ قَرَأتَ عَلَيّ بَقِيّةَ الصّحِيفَةِ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ‌ أُحَدّثُكَ بِمَا فِيهَا مِن أَمرِ بَيتِكَ وَ وُلدِكَ وَ هُوَ أَمرٌ فَضِيحٌ مِن قَتلِهِم لَنَا وَ عَدَاوَتِهِم لَنَا وَ سُوءِ مُلكِهِم وَ شُومِ قُدرَتِهِم فَأَكرَهُ أَن تَسمَعَهُ فَتَغتَمّ وَ لكَنِيّ‌ أُحَدّثُكَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ مَوتِهِ بيِدَيِ‌ فَفَتَحَ لِي أَلفَ بَابٍ مِنَ العِلمِ فَفَتَحَ لِي مِن كُلّ بَابٍ أَلفَ بَابٍ وَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ يَنظُرَانِ إلِيَ‌ّ وَ هُوَ يُشِيرُ إلِيَ‌ّ بِذَلِكَ فَلَمّا خَرَجتُ قَالَا لِي مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللّهِص فَحَدّثتُهُمَا بِمَا قَالَ لِي فَحَرّكَا أَيدِيَهُمَا ثُمّ حَكَيَا قوَليِ‌ ثُمّ وَلّيَا يَا ابنَ عَبّاسٍ إِنّ مُلكَ بنَيِ‌ أُمَيّةَ إِذَا زَالَ أَوّلُ مَن يَملِكُ وُلدُكَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَيَفعَلُونَ الأَفَاعِيلَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ لَئِن نسَخَنَيِ‌ ذَلِكَ الكِتَابَ كَانَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ


صفحه : 75

بيان و لم يعفر أي لم يظهر فيه أثر التراب والغبار يقال عفره كضربه وبالتشديد في التراب أي مرغه و في بعض النسخ و لم يصفر

33- كشف ،[كشف الغمة] مِن مَنَاقِبِ الخوُارزِميِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ كُنتُ أمَشيِ‌ مَعَ النّبِيّص فِي بَعضِ طُرُقِ المَدِينَةِ فَأَتَينَا عَلَي حَدِيقَةٍ وَ هيِ‌َ الرّوضَةُ ذَاتُ الشّجَرِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَ هَذِهِ الحَدِيقَةَ فَقَالَص مَا أَحسَنَهَا وَ لَكَ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا ثُمّ أَتَينَا عَلَي حَدِيقَةٍ أُخرَي فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهَا مِن حَدِيقَةٍ فَقَالَ لَكَ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا حَتّي أَتَينَا عَلَي سَبعِ حَدَائِقَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهَا فَيَقُولُ لَكَ فِي الجَنّةِ أَحسَنُ مِنهَا فَلَمّا خَلَا لَهُ الطّرِيقُ اعتنَقَنَيِ‌ وَ أَجهَشَ بَاكِياً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُبكِيكَ قَالَ ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقوَامٍ لَا يُبدُونَهَا إِلّا بعَديِ‌ فَقُلتُ فِي سَلَامَةٍ مِن ديِنيِ‌ قَالَ فِي سَلَامَةٍ مِن دِينِكَ

يف ،[الطرائف ] من مناقب ابن مردويه عن ابن عباس مثله بطريقين

يف ،[الطرائف ] عَنِ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع


صفحه : 76

إِنّ الأُمّةَ سَتَغدِرُ بِكَ بعَديِ‌

34- كشف ،[كشف الغمة]رَوَي جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ دَخَلَت فَاطِمَةُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي سَكَرَاتِ المَوتِ فَانكَبّت عَلَيهِ تبَكيِ‌ فَفَتَحَ عَينَهُ وَ أَفَاقَ ثُمّ قَالَ يَا بُنَيّةُ أَنتِ المَظلُومَةُ بعَديِ‌ وَ أَنتِ المُستَضعَفَةُ بعَديِ‌ فَمَن آذَاكِ فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن غَاظَكِ فَقَد غاَظنَيِ‌ وَ مَن سَرّكِ فَقَد سرَنّيِ‌ وَ مَن بَرّكِ فَقَد برَنّيِ‌ وَ مَن جَفَاكِ فَقَد جفَاَنيِ‌ وَ مَن وَصَلَكِ فَقَد وصَلَنَيِ‌ وَ مَن قَطَعَكِ فَقَد قطَعَنَيِ‌ وَ مَن أَنصَفَكِ فَقَد أنَصفَنَيِ‌ وَ مَن ظَلَمَكِ فَقَد ظلَمَنَيِ‌ لِأَنّكِ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنكِ وَ أَنتِ بَضعَةٌ منِيّ‌ وَ روُحيِ‌َ التّيِ‌ بَينَ جنَبيَ‌ّ ثُمّ قَالَ ع إِلَي اللّهِ أَشكُو ظَالِمِيكِ مِن أمُتّيِ‌ ثُمّ دَخَلَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَانكَبّا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُمَا يَبكِيَانِ وَ يَقُولَانِ أَنفُسُنَا لِنَفسِكَ الفِدَاءُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَذَهَبَ عَلِيّ ع لِيُنَحّيَهُمَا عَنهُ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ دَعهُمَا يَا أخَيِ‌ يشَمَاّنيّ‌[يشَمَاّنيِ‌] وَ أَشَمّهُمَا[أَشَمّهُمَا] وَ يَتَزَوّدَانِ[يَتَزَوّدَا]منِيّ‌ وَ أَتَزَوّدُ[أَتَزَوّد]مِنهُمَا فَإِنّهُمَا مَقتُولَانِ بعَديِ‌ ظُلماً وَ عُدوَاناً فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَي مَن يَقتُلُهُمَا ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ المَظلُومُ بعَديِ‌ وَ أَنَا خَصمٌ لِمَن أَنتَ خَصمُهُ يَومَ القِيَامَةِ

35-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ عِيسَي بنِ هَارُونَ مُعَنعَناً عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَكُنّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَ عَلِيّ ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ النّبِيّص قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَلا شَرِيكَ لَهُ قَالَ قُلنَا صَدَقتَ يَا رَسُولَ اللّهِالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَلا شَرِيكَ لَهُ قَد ظَنَنّا أَنّكَ لَم تَقُلهَا إِلّا لِعَجَبٍ مِن شَيءٍ رَأَيتَهُ قَالَ نَعَم لَمّا رَأَيتُ عَلِيّاً مُقبِلًا ذُكّرتُ حَدِيثاً حدَثّنَيِ‌ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ ع قَالَ قَالَ إنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَجتَمِعَ الأُمّةُ عَلَيهِ فَأَبَي عَلَيهِ إِلّا أَن يَبلُوَ بَعضَهُم بِبَعضٍ حَتّي يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ وَ أَنزَلَ عَلَيّ بِذَلِكَ كِتَاباًالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ وَ لَقَد فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعلَمَنّ الكاذِبِينَ أَمَا إِنّهُ قَد عَوّضَهُ مَكَانَهُ بِسَبعِ خِصَالٍ يلَيِ‌


صفحه : 77

سَترَ عَورَتِكَ وَ يقَضيِ‌ دَينَكَ وَ عِدَاتِكَ وَ هُوَ مَعَكَ عَلَي عُقرِ حَوضِكَ وَ هُوَ مُتّكَأٌ لَكَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَن يَرجِعَ كَافِراً بَعدَ إِيمَانٍ وَ لَا زَانِياً بَعدَ إِحصَانٍ فَكَم مِن ضِرسٍ قَاطِعٍ لَهُ فِي الإِسلَامِ مَعَ القَدَمِ فِي الإِسلَامِ وَ العِلمِ بِكَلَامِ اللّهِ وَ الفِقهِ فِي دِينِ اللّهِ مَعَ الصّهرِ وَ القَرَابَةِ وَ النّجدَةِ فِي الحَربِ وَ بَذلِ المَاعُونِ وَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌ِ عَنِ المُنكَرِ وَ الوَلَايَةِ لوِلَيِيّ‌ وَ العَدَاوَةِ لعِدَوُيّ‌ وَ بَشّرهُ يَا مُحَمّدُ بِذَلِكَ وَ قَالَ السدّيّ‌ّالّذِينَ صَدَقُوا عَلِيّ وَ أَصحَابُهُ

36- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَلِيّ بنِ عِيسَي القَمّاطِ عَن عَمّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أرُيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص فِي مَنَامِهِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ يَصعَدُونَ عَلَي مِنبَرِهِ مِن بَعدِهِ وَ يُضِلّونَ النّاسَ عَنِ الصّرَاطِ القَهقَرَي فَأَصبَحَ كَئِيباً حَزِيناً قَالَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً قَالَ يَا جَبرَئِيلُ إنِيّ‌ رَأَيتُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ يَصعَدُونَ منِبرَيِ‌ مِن بعَديِ‌ يُضِلّونَ النّاسَ عَنِ الصّرَاطِ القَهقَرَي فَقَالَ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ هَذَا شَيءٌ مَا اطّلَعتُ عَلَيهِ فَعَرَجَ إِلَي السّمَاءِ فَلَم يَلبَث أَن نَزَلَ عَلَيهِ بآِي‌ٍ مِنَ القُرآنِ يُؤنِسُهُ بِهَا قَالَأَ فَرَأَيتَ إِن مَتّعناهُم سِنِينَ ثُمّ جاءَهُم ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغني عَنهُم ما كانُوا يُمَتّعُونَ وَ أَنزَلَ عَلَيهِإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ ما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَيلَةَ القَدرِ لِنَبِيّهِص خَيراً مِن أَلفِ شَهرِ مُلكِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ


صفحه : 78

37- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن يُونُسَ مِثلَهُ

38- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ حُمدُونٍ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن فَرَجٍ عَن مَسعَدَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ أَتَي رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ وَ يَدُهُ فِي يَدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا فُلَانُ لَا تَسُبّوا عَلِيّاً فَإِنّ مَن سَبّهُ فَقَد سبَنّيِ‌ وَ مَن سبَنّيِ‌ سَبّهُ اللّهُ وَ اللّهِ يَا فُلَانُ إِنّهُ لَا يُؤمِنُ بِمَا يَكُونُ مِن عَلِيّ وَ وُلدِ عَلِيّ فِي آخِرِ الزّمَانِ إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو عَبدٌ قَدِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ يَا فُلَانُ إِنّهُ سَيُصِيبُ وُلدَ عَبدِ المُطّلِبِ بَلَاءٌ شَدِيدٌ وَ أُثرَةٌ وَ قَتلٌ وَ تَشرِيدٌ فَاللّهَ اللّهَ يَا فُلَانُ فِي أصَحاَبيِ‌ وَ ذرُيّتّيِ‌ وَ ذمِتّيِ‌ فَإِنّ لِلّهِ يَوماً يَنتَصِفُ فِيهِ لِلمَظلُومِ مِنَ الظّالِمِ


صفحه : 79

39-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الخَزّازِ الهمَداَنيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن زَيدٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ قَد أَدرَكَ سِتّةً أَو سَبعَةً مِن أَصحَابِ النّبِيّص قَالُوا لَمّا نَزَلَتإِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ يَا فَاطِمَةُ قَد جَاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ وَ رَأَيتُالنّاسَ يَدخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أَفواجاًفَأُسَبّحُ ربَيّ‌ بِحَمدِهِ وَ أَستَغفِرُ ربَيّ‌إِنّهُ كانَ تَوّاباً يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ قَضَي الجِهَادَ عَلَي المُؤمِنِينَ فِي الفِتنَةِ مِن بعَديِ‌ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ نُجَاهِدُ المُؤمِنِينَ الّذِينَ يَقُولُونَ فِي فِتنَتِهِم آمَنّا قَالَ يُجَاهِدُونَ عَلَي الأَحدَاثِ فِي الدّينِ إِذَا عَمِلُوا باِلرأّي‌ِ فِي الدّينِ وَ لَا رأَي‌َ فِي الدّينِ


صفحه : 80

إِنّمَا الدّينُ مِنَ الرّبّ أَمرُهُ وَ نَهيُهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ قَد قُلتَ لِي حِينَ خُزِلَت عنَيّ‌ الشّهَادَةُ وَ استُشهِدَ مَنِ استُشهِدَ مِنَ المُؤمِنِينَ يَومَ أُحُدٍ الشّهَادَةُ مِن وَرَائِكَ قَالَ فَكَيفَ صَبرُكَ إِذَا خُضِبَت هَذِهِ مِن هَذَا وَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ وَ لِحيَتِهِ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ حِينَئِذٍ هُوَ مِن مَوَاطِنِ الصّبرِ وَ لَكِن مِن مَوَاطِنِ البُشرَي يَومَ القِيَامَةِ قَالَ يَا عَلِيّ أَعِدّ خُصُومَتَكَ فَإِنّكَ مُخَاصِمٌ قَومَكَ يَومَ القِيَامَةِ

بيان خزلت علي المجهول أي قطعت

40- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حبُشيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ


صفحه : 81

المُؤمِنِينَ ع زَارَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ قَد أَهدَت لَنَا أُمّ أَيمَنَ لَبَناً وَ زَبَداً وَ تَمراً فَقَدّمنَاهُ فَأَكَلَ مِنهُ ثُمّ قَامَ النّبِيّص زَاوِيَةَ البَيتِ وَ صَلّي رَكَعَاتٍ فَلَمّا أَن كَانَ فِي آخِرِ سُجُودِهِ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً فَلَم يَسأَلهُ أَحَدٌ مِنّا إِجلَالًا لَهُ فَقَامَ الحُسَينُ ع فَقَعَدَ فِي حَجرِهِ وَ قَالَ لَهُ يَا أَبَه لَقَد دَخَلتَ بَيتَنَا فَمَا سُرِرنَا بشِيَ‌ءٍ كَسُرُورِنَا بِذَلِكَ ثُمّ بَكَيتَ بُكَاءً غَمّنَا فَلِمَ بَكَيتَ فَقَالَ بنُيَ‌ّ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ آنِفاً فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّكُم قَتلَي وَ أَنّ مَصَارِعَكُم شَتّي فَقَالَ يَا أَبَه فَمَا لِمَن يَزُورُ قُبُورَنَا عَلَي تَشَتّتِهَا فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ أُولَئِكَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ‌ يَزُورُونَكُم يَلتَمِسُونَ بِذَلِكَ البَرَكَةَ وَ حَقِيقٌ عَلَيّ أَن آتِيَهُم يَومَ القِيَامَةِ حَتّي أُخَلّصَهُم مِن أَهوَالِ السّاعَةِ مِن ذُنُوبِهِم وَ يُسكِنَهُمُ اللّهُ الجَنّةَ

41- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ العلَوَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ دَاوُدَ النّجّارِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ جَمَعَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ أَغلَقَ عَلَيهِمُ البَابَ وَ قَالَ يَا أهَليِ‌ وَ يَا أَهلَ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقرَأُ عَلَيكُمُ السّلَامَ وَ هَذَا جَبرَئِيلُ مَعَكُم فِي البَيتِ وَ يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ إنِيّ‌ قَد جَعَلتُ عَدُوّكُم لَكُم فِتنَةً فَمَا تَقُولُونَ قَالُوا نَصبِرُ يَا رَسُولَ اللّهِ لِأَمرِ اللّهِ وَ مَا نَزَلَ مِن قَضَائِهِ حَتّي نَقدَمَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ نَستَكمِلَ جَزِيلَ ثَوَابِهِ فَقَد سَمِعنَاهُ يَعِدُ الصّابِرِينَ الخَيرَ كُلّهُ فَبَكَي رَسُولُ اللّهِص حَتّي سُمِعَ نَحِيبُهُ مِن خَارِجِ البَيتِ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ جَعَلنا بَعضَكُم لِبَعضٍ فِتنَةً أَ تَصبِرُونَ وَ كانَ رَبّكَ بَصِيراًأَنّهُم سَيَصبِرُونَ أَي سَيَصبِرُونَ كَمَا قَالُوا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم

42-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِ‌ّ عَن إِدرِيسَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ


صفحه : 82

فَسّر لِي قَولَهُ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ حَرِيصاً عَلَي أَن يَكُونَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن بَعدِهِ عَلَي النّاسِ وَ كَانَ عِندَ اللّهِ خِلَافُ ذَلِكَ فَقَالَ وَ عَنَي بِذَلِكَ قَولَهُ عَزّ وَ جَلّالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ وَ لَقَد فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعلَمَنّ الكاذِبِينَ قَالَ فرَضَيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

43- كِتَابُ المُحتَضَرِ،لِلحَسَنِ بنِ سُلَيمَانَ نَقلًا مِن كِتَابِ الدّرّ المُنتَقَي فِي مَنَاقِبِ أَهلِ التّقَي يَرفَعُهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ جَالِساً إِذ أَقبَلَ الحَسَنُ ع فَلَمّا رَآهُ بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَ‌ّ يَا بنُيَ‌ّ فَمَا زَالَ يُدنِيهِ حَتّي أَجلَسَهُ عَلَي فَخِذِهِ اليُمنَي ثُمّ أَقبَلَ الحُسَينُ ع فَلَمّا رَآهُ بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَ‌ّ يَا بنُيَ‌ّ فَمَا زَالَ يُدنِيهِ حَتّي أَجلَسَهُ عَلَي فَخِذِهِ اليُسرَي ثُمّ أَقبَلَت فَاطِمَةُ ع فَلَمّا رَآهُ بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَ‌ّ يَا بُنَيّةُ فَمَا زَالَ يُدنِيهَا حَتّي أَجلَسَهَا بَينَ يَدَيهِ ثُمّ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا رَآهُ بَكَي ثُمّ قَالَ إلِيَ‌ّ يَا أخَيِ‌ فَمَا زَالَ يُدنِيهِ حَتّي أَجلَسَهُ إِلَي جَنبِهِ الأَيمَنِ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تَرَي وَاحِداً مِن هَؤُلَاءِ إِلّا بَكَيتَ قَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ لَو أَنّ المَلَائِكَةَ المُقَرّبِينَ وَ الأَنبِيَاءَ وَ المُرسَلِينَ اجتَمَعُوا عَلَي بُغضِهِ وَ لَن يَفعَلُوا لَعَذّبَهُمُ اللّهُ بِالنّارِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل يُبغِضُهُ أَحَدٌ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ نَعَم قَومٌ يَذكُرُونَ أَنّهُم مِن أمُتّيِ‌ لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُم فِي الإِسلَامِ نَصِيباً يَا ابنَ عَبّاسٍ إِنّ مِن عَلَامَةِ بُغضِهِم لَهُ تَفضِيلَ مَن هُوَ دُونَهُ عَلَيهِ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا خَلَقَ اللّهُ


صفحه : 83

نَبِيّاً أَكرَمَ عَلَيهِ منِيّ‌ وَ مَا خَلَقَ وَصِيّاً أَكرَمَ عَلَيهِ مِن وصَيِيّ‌ عَلِيّ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَلَم أَزَل لَهُ كَمَا أمَرَنَيِ‌ بِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ وصَاّنيِ‌ بِمَوَدّتِهِ وَ أَنّهُ لَأَكبَرُ عَمَلٍ عِندَهُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ قَضَي مِنَ الزّمَانِ وَ حَضَرَت رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ فَحَضَرتُهُ فَقُلتُ لَهُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد دَنَا أَجَلُكَ فَمَا تأَمرُنُيِ‌ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ خَالِف مَن خَالَفَ عَلِيّاً وَ لَا تَكُونَنّ عَلَيهِ ظَهِيراً وَ لَا وَلِيّاً قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَلِمَ لَا تَأمُرُ النّاسَ بِتَركِ مُخَالَفَتِهِ قَالَ فَبَكَيص حَتّي أغُميِ‌َ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ سَبَقَ الكِتَابُ فِيهِم وَ عِلمُ ربَيّ‌ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَا يَخرُجُ أَحَدٌ مِمّن خَالَفَهُ وَ أَنكَرَ حَقّهُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يُغَيّرَ اللّهُ مَا بِهِ مِن نِعمَةٍ يَا ابنَ عَبّاسٍ إِن أَرَدتَ وَجهَ اللّهِ وَ لِقَاءَهُ وَ هُوَ عَنكَ رَاضٍ فَاسلُك طَرِيقَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ مِل مَعَهُ حَيثُ مَا مَالَ وَ ارضَ بِهِ إِمَاماً وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ وَالِ مَن وَالَاهُ يَا ابنَ عَبّاسٍ احذَر أَن يَدخُلَكَ شَكّ فِيهِ فَإِنّ الشّكّ فِي عَلِيّ كُفرٌ

أَقُولُ وَجَدتُ مَنقُولًا مِن خَطّ شَيخِنَا الشّهِيدِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ رَوَي الداّرقَطُنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعدٍ القاَضيِ‌ الراّزيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي حَربٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ


صفحه : 84

بنِ أُسَامَةَ مِن وُلدِ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ هِندٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَن خَدِيجَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ اللّهَ أعَطاَنيِ‌ فِي عَلِيّ خِصَالًا تِسعاً ثَلَاثاً فِي الدّنيَا وَ ثَلَاثاً فِي الآخِرَةِ وَ ثَلَاثاً اثنَتَانِ أَنَا مِنهُمَا آمِنٌ وَ وَاحِدَةٌ أَنَا مِنهَا وَجِلٌ قَالَت خَدِيجَةُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أخَبرِنيِ‌ بِهَذِهِ التّسعَةِ مَا هيِ‌َ قَالَ لَهَا النّبِيّص أَمّا الثّلَاثُ التّيِ‌ فِي الدّنيَا يقَضيِ‌ ديَنيِ‌ وَ يُنجِزُ موَعدِيِ‌ وَ يَستُرُ عوَرتَيِ‌ وَ أَمّا الثّلَاثُ التّيِ‌ فِي الآخِرَةِ فمَتُكّئَيِ‌ يَومَ تَحِلّ شفَاَعتَيِ‌ وَ القَائِمُ عَلَي حوَضيِ‌ وَ قَائِدُ أمُتّيِ‌ إِلَي الجَنّةِ وَ أَمّا الِاثنَتَانِ التّيِ‌ أَنَا مِنهُمَا آمِنٌ فَلَا يَرجِعُ ضَالّا بَعدَ هُدًي وَ لَا يَمُوتُ حَتّي يعُطيِنَيِ‌ ربَيّ‌ فِيهِ ألّذِي وعَدَنَيِ‌ وَ أَمّا الوَاحِدَةُ التّيِ‌ أَنَا مِنهَا وَجِلٌ فَمَا يَصنَعُ بِهِ قُرَيشٌ بعَديِ‌


صفحه : 85

باب 3-تمهيد غصب الخلافة وقصة الصحيفة الملعونة

1- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن سُفيَانَ بنِ اِبرَاهِيمَ الجرَيِريِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كُنتُ دَخَلتُ مَعَ أَبِي الكَعبَةَ فَصَلّي عَلَي الرّخَامَةِ الحَمرَاءِ بَينَ العَمُودَينِ فَقَالَ فِي هَذَا المَوضِعِ تَعَاقَدَ القَومُ إِن مَاتَ رَسُولُ اللّهِص أَن لَا يَرُدّوا هَذَا الأَمرَ فِي أَحَدٍ مِن أَهلِ بَيتِهِ أَبَداً قَالَ قُلتُ وَ مَن كَانَ قَالَ الأَوّلُ وَ الثاّنيِ‌ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ سَالِمُ بنُ الحَبِيبَةِ

2- فس ،[تفسير القمي‌] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ وَ بَكرِ بنِ أَبِي بَكرٍ قَالَا حَدّثَنَا سُلَيمَانُ بنُ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِإِنّمَا النّجوي مِنَ الشّيطانِ قَالَ الثاّنيِ‌ قَولُهُما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم قَالَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ أَبُو فُلَانٍ أَمِينُهُم حِينَ اجتَمَعُوا وَ دَخَلُوا الكَعبَةَ فَكَتَبُوا بَينَهُم كِتَاباً إِن مَاتَ مُحَمّدٌ أَن لَا يَرجِعَ الأَمرُ فِيهِم أَبَداً


صفحه : 86

بيان أبوفلان أبوعبيدة

3-إِرشَادُ القُلُوبِ،بِحَذفِ الأَسنَادِ قَالَ لَمّا استُخلِفَ عُثمَانُ بنُ


صفحه : 87

عَفّانَ آوَي إِلَيهِ عَمّهُ الحَكَمَ بنَ العَاصِ وَ وَلَدَهُ مَروَانَ وَ الحَارِثَ بنَ الحَكَمِ وَ وَجّهَ عُمّالَهُ فِي الأَمصَارِ وَ كَانَ فِيمَن وَجّهَ عُمَرُ بنُ سُفيَانَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيّةَ إِلَي مُشكَانَ وَ الحَارِثُ بنُ الحَكَمِ إِلَي المَدَائِنِ فَأَقَامَ فِيهَا مُدّةً يَتَعَسّفُ أَهلَهَا وَ يسُيِ‌ءُ مُعَامَلَتَهُم فَوَفَدَ مِنهُم إِلَي عُثمَانَ وَفدٌ شَكَوا إِلَيهِ وَ أَعلَمُوهُ بِسُوءِ مَا يُعَامِلُهُم بِهِ وَ أَغلَظُوا عَلَيهِ فِي القَولِ فَوَلّي حُذَيفَةَ بنَ اليَمَانِ عَلَيهِم وَ ذَلِكَ فِي آخِرِ أَيّامِهِ فَلَم يَنصَرِف حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ مِنَ المَدَائِنِ إِلَي أَن قُتِلَ عُثمَانُ وَ استُخلِفَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَقَامَ حُذَيفَةَ عَلَيهَا وَ كَتَبَ إِلَيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ سَلَامٌ عَلَيكَ فإَنِيّ‌ وَلّيتُكَ مَا كُنتَ تَلِيهِ لِمَن كَانَ قَبلُ مِن حَرفِ المَدَائِنِ وَ قَد جَعَلتُ إِلَيكَ أَعمَالَ الخَرَاجِ وَ الرّستَاقِ وَ جِبَايَةَ أَهلِ الذّمّةِ فَاجمَع إِلَيكَ ثِقَاتِكَ وَ مَن أَحبَبتَ مِمّن تَرضَي دِينَهُ وَ أَمَانَتَهُ وَ


صفحه : 88

استَعِن بِهِم عَلَي أَعمَالِكَ فَإِنّ ذَلِكَ أَعَزّ لَكَ وَ لِوَلِيّكَ وَ أَكبَتُ لِعَدُوّكَ وَ إنِيّ‌ آمُرُكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ طَاعَتِهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ فَاحذَر عِقَابَهُ فِي المَغِيبِ وَ المَشهَدِ وَ أَتَقَدّمُ إِلَيكَ بِالإِحسَانِ إِلَي المُحسِنِ وَ الشّدّةِ عَلَي المُعَانِدِ وَ آمُرُكَ بِالرّفقِ فِي أُمُورِكَ وَ اللّينِ وَ العَدلِ فِي رَعِيّتِكَ فَإِنّكَ مَسئُولٌ عَن ذَلِكَ وَ إِنصَافِ المَظلُومِ وَ العَفوِ عَنِ النّاسِ وَ حُسنِ السّيرَةِ مَا استَطَعتَ فَاللّهُ يجَزيِ‌ المُحسِنِينَ وَ آمُرُكَ أَن تجَبيِ‌َ خَرَاجَ الأَرَضِينَ عَلَي الحَقّ وَ النّصَفَةِ وَ لَا تَتَجَاوَز مَا تَقَدّمتُ بِهِ إِلَيكَ وَ لَا تَدَع مِنهُ شَيئاً وَ لَا تَبتَدِع فِيهِ أَمراً ثُمّ اقسِمهُ بَينَ أَهلِهِ بِالسّوِيّةِ وَ العَدلِ وَ اخفِض لِرَعِيّتِكَ جَنَاحَكَ وَ وَاسِ بَينَهُم فِي مَجلِسِكَ وَ ليَكُنِ القَرِيبُ وَ البَعِيدُ عِندَكَ فِي الحَقّ سَوَاءً وَ احكُمبَينَ النّاسِ بِالحَقّ وَ أَقِم فِيهِم بِالقِسطِوَ لا تَتّبِعِ الهَوي وَ لَا تَخَف فِي اللّهِ لَومَةَ لَائِمٍ فَإِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَوا وَ الّذِينَ هُم مُحسِنُونَ وَ قَد وَجّهتُ إِلَيكَ كِتَاباً لِتَقرَأَهُ عَلَي أَهلِ مَملَكَتِكَ لِيَعلَمُوا رَأيَنَا فِيهِم وَ فِي جَمِيعِ المُسلِمِينَ فَأَحضِرهُم وَ اقرَأ عَلَيهِم وَ خُذِ البَيعَةَ لَنَا عَلَي الصّغِيرِ وَ الكَبِيرِ مِنهُم إِنِ شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَلَمّا وَصَلَ عَهدُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي حُذَيفَةَ جَمَعَ النّاسَ فَصَلّي بِهِم ثُمّ أَمَرَ بِالكِتَابِ فقَرُ‌ِئَ عَلَيهِم وَ هُوَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي مَن بَلَغَهُ كتِاَبيِ‌ هَذَا مِنَ المُسلِمِينَ سَلَامٌ عَلَيكُم فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكُمُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ أَسأَلُهُ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ فَأَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي اختَارَ الإِسلَامَ دِيناً لِنَفسِهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِحكَاماً لِصُنعِهِ وَ حُسنِ تَدبِيرِهِ وَ نَظَراً مِنهُ لِعِبَادِهِ وَ خَصّ مِنهُ مَن أَحَبّ مِن خَلقِهِ فَبَعَثَ إِلَيهِم مُحَمّداًص فَعَلّمَهُمُ الكِتَابَ وَ الحِكمَةَ إِكرَاماً وَ تَفَضّلًا لِهَذِهِ الأُمّةِ وَ أَدّبَهُم لكِيَ‌ يَهتَدُوا وَ جَمَعَهُم لِئَلّا يَتَفَرّقُوا وَ فَقّهَهُم لِئَلّا يَجُورُوا فَلَمّا قَضَي مَا كَانَ عَلَيهِ مِن ذَلِكَ مَضَي إِلَي رَحمَةِ رَبّهِ حَمِيداً مَحمُوداً ثُمّ إِنّ بَعضَ المُسلِمِينَ أَقَامُوا بَعدَهُ رَجُلَينِ رَضُوا بِهَديِهِمَا وَ سِيرَتِهِمَا قَامَا


صفحه : 89

مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ تَوَفّاهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ وَلّوا بَعدَهُمَا الثّالِثَ فَأَحدَثَ أَحدَاثاً وَ وَجَدَتِ الأُمّةُ عَلَيهِ فِعَالًا فَاتّفَقُوا عَلَيهِ ثُمّ نَقَمُوا مِنهُ فَغَيّرُوا ثُمّ جاَءوُنيِ‌ كَتَتَابُعِ الخَيلِ فبَاَيعَوُنيِ‌ فَأَنَا أسَتهَديِ‌ اللّهَ بِهُدَاهُ وَ أَستَعِينُهُ عَلَي التّقوَي أَلَا وَ إِنّ لَكُم عَلَينَا العَمَلَ بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِ وَ القِيَامَ بِحَقّهِ وَ إِحيَاءَ سُنّتِهِ وَ النّصحَ لَكُم بِالمَغِيبِ وَ المَشهَدِ وَ بِاللّهِ نَستَعِينُ عَلَي ذَلِكَ وَ هُوَ حَسبُنَاوَ نِعمَ الوَكِيلُ وَ قَد وَلّيتُ أُمُورَكُم حُذَيفَةَ بنَ اليَمَانِ وَ هُوَ مِمّن أرَتضَيِ‌ بهداه [بِهَديِهِ] وَ أَرجُو صَلَاحَهُ وَ قَد أَمَرتُهُ بِالإِحسَانِ إِلَي مُحسِنِكُم وَ الشّدّةِ عَلَي مُرِيبِكُم وَ الرّفقِ بِجَمِيعِكُم أَسأَلُ اللّهَ لَنَا وَ لَكُم حُسنَ الخِيَرَةِ وَ الإِحسَانَ وَ رَحمَتَهُ الوَاسِعَةَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ ثُمّ إِنِ حُذَيفَةَ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَحيَا الحَقّ وَ أَمَاتَ البَاطِلَ وَ جَاءَ بِالعَدلِ وَ أَدحَضَ الجَورَ وَ كَبَتَ الظّالِمِينَ أَيّهَا النّاسُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ حَقّاً حَقّاً وَ خَيرُ مَن نَعلَمُهُ بَعدَ نَبِيّنَا مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ أَولَي النّاسِ بِالنّاسِ وَ أَحَقّهُم بِالأَمرِ وَ أَقرَبُهُم إِلَي الصّدقِ وَ أَرشَدُهُم إِلَي العَدلِ وَ أَهدَاهُم سَبِيلًا وَ أَدنَاهُم إِلَي اللّهِ وَسِيلَةً وَ أَمَسّهُم بِرَسُولِ اللّهِص رَحِماً أَنِيبُوا إِلَي طَاعَةِ أَوّلِ النّاسِ سِلماً وَ أَكثَرِهِم عِلماً وَ أَقصَدِهِم طَرِيقاً وَ أَسبَقِهِم إِيمَاناً وَ أَحسَنِهِم يَقِيناً وَ أَكثَرِهِم مَعرُوفاً وَ أَقدَمِهِم جِهَاداً وَ أَعَزّهِم مَقَاماً أخَيِ‌ رَسُولِ اللّهِ وَ ابنِ عَمّهِ وَ أَبِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ زَوجِ الزّهرَاءِ البَتُولِ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَقُومُوا أَيّهَا النّاسُ فَبَايِعُوا عَلَي كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِص فَإِنّ لِلّهِ فِي ذَلِكَ رِضًي وَ لَكُم مَقنَعٌ وَ صَلَاحٌ وَ السّلَامُ فَقَامَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم فَبَايَعُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَحسَنَ بَيعَةٍ وَ أَجمَعَهَا فَلَمّا استَتَمّتِ البَيعَةُ قَامَ إِلَيهِ فَتًي مِن أَبنَاءِ العَجَمِ وَ وُلَاةِ الأَنصَارِ لِمُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ بنِ التّيّهَانِ أخو أبو[أخَيِ‌ أَبِي]الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ يُقَالُ لَهُ مُسلِمٌ مُتَقَلّداً سَيفاً فَنَادَاهُ مِن أَقصَي النّاسِ أَيّهَا الأَمِيرُ إِنّا سَمِعنَاكَ تَقُولُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِيرُ


صفحه : 90

المُؤمِنِينَ حَقّاً حَقّاً تَعرِيضاً بِمَن كَانَ قَبلَهُ مِنَ الخُلَفَاءِ أَنّهُم لَم يَكُونُوا أُمَرَاءَ المُؤمِنِينَ حَقّاً فَعَرّفنَا ذَلِكَ أَيّهَا الأَمِيرُ رَحِمَكَ اللّهُ وَ لَا تَكتُمنَا فَإِنّكَ مِمّن شَهِدَ وَ عَايَنَ وَ نَحنُ مُقَلّدُون ذَلِكَ أَعنَاقَهُم وَ اللّهُ شَاهِدٌ عَلَيكُم فِيمَا تَأتُونَ بِهِ مِنَ النّصِيحَةِ لِأُمّتِكُم وَ صِدقِ الخَبَرِ عَن نَبِيّكُمص فَقَالَ حُذَيفَةُ أَيّهَا الرّجُلُ أَمّا إِذَا سَأَلتَ وَ فَحَصتَ هَكَذَا فَاسمَع وَ افهَم مَا أُخبِرُكَ بِهِ أَمّا مَن تَقَدّمَ مِنَ الخُلَفَاءِ قَبلَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِمّن تَسَمّي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِنّهُم تَسَمّوا بِذَلِكَ فَسَمّاهُمُ النّاسُ بِذَلِكَ وَ أَمّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّ جَبرَئِيلَ ع سَمّاهُ بِهَذَا الِاسمِ عَنِ اللّهِ تَعَالَي وَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص عَن سَلَامِ جَبرَئِيلَ ع لَهُ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَدعُونَهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ قَالَ الفَتَي خَبّرنَا كَيفَ كَانَ ذَلِكَ يَرحَمُكَ اللّهُ قَالَ حُذَيفَةُ إِنّ النّاسَ كَانُوا يَدخُلُونَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَبلَ الحِجَابِ إِذَا شَاءُوا فَنَهَاهُم رَسُولُ اللّهِص أَن يَدخُلَ أَحَدٌ إِلَيهِ وَ عِندَهُ دِحيَةُ بنُ خَلِيفَةَ الكلَبيِ‌ّ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُرَاسِلُ قيصرا[قَيصَرَ]مَلِكَ الرّومِ وَ بنَيِ‌ حَنِيفَةَ وَ مُلُوكَ بنَيِ‌ غَسّانَ عَلَي يَدِهِ وَ كَانَ جَبرَئِيلُ ع يَهبِطُ عَلَي صُورَتِهِ وَ لِذَلِكَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يَدخُلَ المُسلِمُونَ عَلَيهِ إِذَا كَانَ عِندَهُ دِحيَةُ قَالَ حُذَيفَةُ وَ إنِيّ‌ أَقبَلتُ يَوماً لِبَعضِ أمُوُريِ‌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مُهَجّراً رَجَاءَ أَن أَلقَاهُ خَالِياً فَلَمّا صِرتُ بِالبَابِ فَإِذَا أَنَا بِالشّملَةِ قَد سُدِلَت عَلَي البَابِ فَرَفَعتُهَا وَ هَمَمتُ بِالدّخُولِ وَ كَذَلِكَ كُنّا نَصنَعُ فَإِذَا أَنَا بِدِحيَةَ قَاعِدٌ عِندَ رَسُولِ اللّهِ وَ النّبِيّ نَائِمٌ وَ رَأسُهُ فِي حَجرِ دِحيَةَ فَلَمّا رَأَيتُهُ انصَرَفتُ فلَقَيِنَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِي بَعضِ الطّرِيقِ فَقَالَ يَا ابنَ اليَمَانِ مِن أَينَ أَقبَلتَ قُلتُ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ وَ مَا ذَا صَنَعتَ عِندَهُ قُلتُ أَرَدتُ الدّخُولَ عَلَيهِ فِي كَذَا وَ كَذَا فَذَكَرتُ الأَمرَ ألّذِي جِئتُ لَهُ فَلَم يَتَهَيّأ لِي ذَلِكَ قَالَ وَ لِمَ قُلتُ كَانَ عِندَهُ دِحيَةُ الكلَبيِ‌ّ وَ سَأَلتُ عَلِيّاً ع معَوُنتَيِ‌ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي ذَلِكَ قَالَ فَارجِع معَيِ‌ فَرَجَعتُ مَعَهُ


صفحه : 91

فَلَمّا صِرنَا إِلَي بَابِ بالدار[الدّارِ]جَلَستُ بِالبَابِ وَ رَفَعَ عَلِيّ الشّملَةَ وَ دَخَلَهُ وَ سَلّمَ فَسَمِعتُ دِحيَةَ يَقُولُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمّ قَالَ اجلِس فَخُذ رَأسَ أَخِيكَ وَ ابنِ عَمّكِ مِن حجَريِ‌ فَأَنتَ أَولَي النّاسِ بِهِ فَجَلَسَ عَلِيّ ع وَ أَخَذَ رَأسَ رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَهُ فِي حَجرِهِ وَ خَرَجَ دِحيَةُ مِنَ البَيتِ فَقَالَ عَلِيّ ادخُل يَا حُذَيفَةُ فَدَخَلتُ وَ جَلَستُ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ أَنِ انتَبَهَ رَسُولُ اللّهِص فَضَحِكَ فِي وَجهِ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ مِن حَجرِ مَن أَخَذتَ رأَسيِ‌ فَقَالَ مِن حَجرِ دِحيَةَ الكلَبيِ‌ّ فَقَالَ ذَلِكَ جَبرَئِيلُ ع فَمَا قُلتَ لَهُ حِينَ دَخَلتَ وَ مَا قَالَ لَكَ قَالَ دَخَلتُ فَسَلّمتُ فَقَالَ لِي وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ سَلّمَت عَلَيكَ مَلَائِكَةُ اللّهِ وَ سُكّانُ سَمَاوَاتِهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ مِن قَبلِ أَن يُسَلّمَ عَلَيكَ أَهلُ الأَرضِ يَا عَلِيّ إِنّ جَبرَئِيلَ ع فَعَلَ ذَلِكَ مِن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي وَ قَد أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ عَن ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ مِن قَبلِ دُخُولِكَ أَن أَفرِضَ ذَلِكَ عَلَي النّاسِ وَ أَنَا فَاعِلٌ ذَلِكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي نَاحِيَةِ فَدَكَ فِي حَاجَةٍ فَلَبِثتُ أَيّاماً فَقَدِمتُ فَوَجَدتُ النّاسَ يَتَحَدّثُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ النّاسَ أَن يُسَلّمُوا عَلَي عَلِيّ ع بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَاهُ بِذَلِكَ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقُلتُ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا قَد سَمِعتُ جَبرَئِيلَ ع يُسَلّمُ عَلَي عَلِيّ ع بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ حَدّثتُهُمُ الحَدِيثَ فسَمَعِنَيِ‌ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ أَنَا أُحَدّثُ النّاسَ فِي المَسجِدِ فَقَالَ لِي أَنتَ رَأَيتَ جَبرَئِيلَ وَ سَمِعتَهُ اتّقِ القَولَ فَقَد قُلتَ قَولًا عَظِيماً أَو قَد خُولِطَ بِكَ فَقُلتُ نَعَم أَنَا سَمِعتُ ذَلِكَ وَ رَأَيتُهُ فَأَرغَمَ اللّهُ أَنفَ مَن رَغَمَ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ لَقَد رَأَيتَ وَ سَمِعتَ عَجَباً قَالَ حُذَيفَةُ وَ سمَعِنَيِ‌ بُرَيدَةُ بنُ الحَصِيبِ الأسَلمَيِ‌ّ وَ أَنَا أُحَدّثُ بِبَعضِ


صفحه : 92

مَا رَأَيتُ وَ سَمِعتُ فَقَالَ لِي وَ اللّهِ يَا ابنَ اليمَاَنيِ‌ّ لَقَد أَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص بِالسّلَامِ عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ قُلتُ يَا بُرَيدَةُ أَ كُنتَ شَاهِداً ذَلِكَ اليَومَ فَقَالَ نَعَم مِن أَوّلِهِ إِلَي آخِرِهِ فَقُلتُ لَهُ حدَثّنيِ‌ بِهِ يَرحَمُكَ اللّهُ تَعَالَي فإَنِيّ‌ كُنتُ عَن ذَلِكَ اليَومِ غَائِباً فَقَالَ بُرَيدَةُ كُنتُ أَنَا وَ عَمّارٌ أخَيِ‌ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي نَخِيلِ بنَيِ‌ النّجّارِ فَدَخَلَ عَلَينَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَسَلّمَ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ ردنا[رَدَدنَا] ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ اجلِس هُنَاكَ فَجَلَسَ وَ دَخَلَ رِجَالٌ فَأَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص بِالسّلَامِ عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَسَلّمُوا وَ مَا كَادُوا ثُمّ دَخَلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَسَلّمَا فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللّهِص سَلّمَا عَلَي عَلِيّ ع بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَقَالَا إِنّ الأَمرَ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَقَالَ نَعَم ثُمّ دَخَلَ طَلحَةُ وَ سَعدُ بنُ مَالِكٍ فَسَلّمَا فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللّهِص سَلّمَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَقَالَا أَمرٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَقَالَ نَعَم قَالَاسَمِعنا وَ أَطَعنا ثُمّ دَخَلَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا فَسَلّمَا فَرَدّ عَلَيهِمَا السّلَامَ ثُمّ قَالَ سَلّمَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَسَلّمَا وَ لَم يَقُولَا شَيئاً ثُمّ دَخَلَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ وَ أَبُو الهَيثَمِ التّيّهَانُ فَسَلّمَا فَرَدّ عَلَيهِمَا السّلَامَ ثُمّ قَالَ سَلّمَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَسَلّمَا وَ لَم يَقُولَا شَيئاً ثُمّ دَخَلَ عَمّارٌ وَ المِقدَادُ فَسَلّمَا فَرَدّ عَلَيهِمَا السّلَامَ وَ قَالَ سَلّمَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَفَعَلَا وَ لَم يَقُولَا شَيئاً ثُمّ دَخَلَ عُثمَانُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ فَسَلّمَا فَرَدّ عَلَيهِمَا السّلَامَ ثُمّ قَالَ سَلّمَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ قَالَا عَنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ نَعَم ثُمّ دَخَلَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ عَدّ جَمَاعَةً مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللّهِص سَلّمُوا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَبَعضٌ يُسَلّمُ وَ لَا يَقُولُ شَيئاً وَ بَعضٌ يَقُولُ للِنبّيِ‌ّ أَ عَنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَيَقُولُ نَعَم حَتّي غَصّ المَجلِسُ بِأَهلِهِ وَ امتَلَأَتِ الحُجرَةُ وَ جَلَسَ بَعضٌ عَلَي البَابِ وَ فِي الطّرِيقِ وَ كَانُوا يَدخُلُونَ فَيُسَلّمُونَ وَ يَخرُجُونَ ثُمّ قَالَ لِي وَ لأِخَيِ‌ قُم يَا بُرَيدَةُ أَنتَ وَ أَخُوكَ فَسَلّمَا عَلَي عَلِيّ ع بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ


صفحه : 93

فَقُمنَا وَ سَلّمنَا ثُمّ عُدنَا إِلَي مَوَاضِعِنَا قَالَ ثُمّ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيهِم جَمِيعاً فَقَالَ اسمَعُوا وَ عُوا إنِيّ‌ أَمَرتُكُم أَن تُسَلّمُوا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ إِنّ رِجَالًا سأَلَوُنيِ‌ أَ ذَلِكَ عَن أَمرِ اللّهِ وَ أَمرِ رَسُولِهِ مَا كَانَ لِمُحَمّدٍ أَن يأَتيِ‌َ أَمراً مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ بَل بوِحَي‌ِ رَبّهِ وَ أَمرِهِ أَ فَرَأَيتُم وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَئِن أَبَيتُم وَ نَقَضتُمُوهُ لَتَكفُرُنّ وَ لَتُفَارِقُنّ مَا بعَثَنَيِ‌ بِهِ ربَيّ‌فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر قَالَ بُرَيدَةُ فَلَمّا خَرَجنَا سَمِعتُ بَعضَ أُولَئِكَ الّذِينَ أُمِرُوا بِالسّلَامِ عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ وَ قَدِ التَفَتَ بِهِمَا طَائِفَةٌ مِنَ الجُفَاةِ البِطَاءِ عَنِ الإِسلَامِ مِن قُرَيشٍ أَ مَا رَأَيتَ مَا صَنَعَ مُحَمّدٌص بِابنِ عَمّهِ مِن عُلُوّ المَنزِلَةِ وَ المَكَانِ وَ لَو يَستَطِيعُ وَ اللّهِ لَجَعَلَهُ نَبِيّاً مِن بَعدِهِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ أَمسِك لَا يَكبُرَنّ عَلَيكَ هَذَا الأَمرُ فَلَو أَنّا فَقَدنَا مُحَمّداً لَكَانَ فِعلُهُ هَذَا تَحتَ أَقدَامِنَا فَقَالَ حُذَيفَةُ وَ مَضَي بُرَيدَةُ إِلَي بَعضِ طُرُقِ الشّامِ وَ رَجَعَ وَ قَد قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ بَايَعَ النّاسُ أَبَا بَكرٍ فَأَقبَلَ بُرَيدَةُ وَ قَد دَخَلَ المَسجِدَ وَ أَبُو بَكرٍ عَلَي المِنبَرِ وَ عُمَرُ دُونَهُ بِمِرقَاةٍ فَنَادَاهُمَا مِن نَاحِيَةِ المَسجِدِ يَا أَبَا بَكرٍ وَ يَا عُمَرُ قَالَا وَ مَا لَكَ يَا بُرَيدَةُ أَ جُنِنتَ فَقَالَ لَهُمَا وَ اللّهِ مَا جُنِنتُ وَ لَكِن أَينَ سَلَامُكُمَا بِالأَمسِ عَلَي عَلِيّ ع بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ يَا بُرَيدَةُ الأَمرُ يَحدُثُ بَعدَهُ الأَمرُ وَ إِنّكَ غِبتَ وَ شَهِدنَا وَ الشّاهِدُ يَرَي مَا لَا يَرَي الغَائِبُ فَقَالَ لَهُمَا رَأَيتُمَا مَا لَم يَرَهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ وَفَي لَكَ صَاحِبُكَ بِقَولِهِ لَو فَقَدنَا مُحَمّداً لَكَانَ قَولُهُ هَذَا تَحتَ أَقدَامِنَا أَلَا إِنّ المَدِينَةَ حَرَامٌ عَلَيّ أَن أَسكُنَهَا أَبَداً حَتّي أَمُوتَ فَخَرَجَ بُرَيدَةُ بِأَهلِهِ وَ وُلدِهِ فَنَزَلَ بَينَ قَومِهِ بنَيِ‌ أَسلَمَ فَكَانَ يَطلُعُ فِي الوَقتِ دُونَ الوَقتِ فَلَمّا أَفضَي الأَمرُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع سَارَ إِلَيهِ وَ كَانَ مَعَهُ حَتّي قَدِمَ العِرَاقَ فَلَمّا أُصِيبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صَارَ إِلَي خُرَاسَانَ فَنَزَلَهَا وَ لَبِثَ هُنَاكَ إِلَي أَن مَاتَ بِرَحمَةِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ حُذَيفَةُ فَهَذَا نَبَأُ مَا سأَلَتنَيِ‌ عَنهُ فَقَالَ الفَتَي لَا جَزَي اللّهُ الّذِينَ شَهِدُوا رَسُولَ اللّهِص وَ سَمِعُوهُ يَقُولُ هَذَا القَولَ فِي عَلِيّ خَيراً فَقَد خَانُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ


صفحه : 94

وَ أَزَالُوا الأَمرَ عَن وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص وَ أَقَرّوهُ فِيمَن لَم يَرَهُ اللّهُ وَ لَا رَسُولُهُ لِذَلِكَ أَهلًا لَا جَرَمَ وَ اللّهِ لَن يُفلِحُوا بَعدَهَا أَبَداً فَنَزَلَ حُذَيفَةُ مِن مِنبَرِهِ فَقَالَ يَا أَخَا الأَنصَارِ إِنّ الأَمرَ كَانَ أَعظَمَ مِمّا تَظُنّ أَنّهُ عَزَبَ وَ اللّهِ البَصَرُ وَ ذَهَبَ اليَقِينُ وَ كَثُرَ المُخَالِفُ وَ قَلّ النّاصِرُ لِأَهلِ الحَقّ فَقَالَ لَهُ الفَتَي فَهَلّا انتَضَيتُم أَسيَافَكُم وَ وَضَعتُمُوهَا عَلَي رِقَابِكُم وَ ضَرَبتُم بِهَا الزّائِلِينَ عَنِ الحَقّ قَدَماً قَدَماً حَتّي تَمُوتُوا أَو تُدرِكُوا الأَمرَ ألّذِي تُحِبّونَهُ مِن طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ فَقَالَ لَهُ أَيّهَا الفَتَي إِنّهُ أُخِذَ وَ اللّهِ بِأَسمَاعِنَا وَ أَبصَارِنَا وَ كَرِهنَا المَوتَ وَ زُيّنَت عِندَنَا الدّنيَا وَ سَبَقَ عِلمُ اللّهِ بِإِمرَةِ الظّالِمِينَ وَ نَحنُ نَسأَلُ اللّهَ التّغَمّدَ لِذُنُوبِنَا وَ العِصمَةَ فِيمَا بقَيِ‌َ مِن آجِلِنَا فَإِنّهُ مَالِكٌ رَحِيمٌ ثُمّ انصَرَفَ حُذَيفَةُ إِلَي مَنزِلِهِ وَ تَفَرّقَ النّاسُ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَمَةَ فَبَينَا أَنَا ذَاتَ يَومٍ عِندَ حُذَيفَةَ أَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ ألّذِي مَاتَ فِيهِ وَ قَد كَانَ يَومَ قَدِمَت فِيهِ مِنَ الكُوفَةِ مِن قَبلِ قُدُومِ عَلِيّ ع إِلَي العِرَاقِ فَبَينَمَا أَنَا عِندَهُ إِذ جَاءَ الفَتَي الأنَصاَريِ‌ّ فَدَخَلَ عَلَي حُذَيفَةَ فَرَحّبَ بِهِ وَ أَدنَاهُ وَ قَرّبَهُ مِن مَجلِسِهِ وَ خَرَجَ مَن كَانَ عِندَ حُذَيفَةَ مِن عُوّادِهِ وَ أَقبَلَ عَلَيهِ الفَتَي فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ سَمِعتُكَ يَوماً تُحَدّثُ عَن بُرَيدَةَ بنِ الحَصِيبِ الأسَلمَيِ‌ّ أَنّهُ سَمِعَ بَعضَ القَومِ الّذِينَ أَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص أَن يُسَلّمَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ أَ مَا رَأَيتَ القوم [اليَومَ] مَا صَنَعَ مُحَمّدٌ بِابنِ عَمّهِ مِنَ التّشرِيفِ وَ عُلُوّ المَنزِلَةِ حَتّي لَو قَدَرَ أَن يَجعَلَهُ نَبِيّاً لَفَعَلَ فَأَجَابَهُ صَاحِبُهُ فَقَالَ لَا يَكبُرَنّ عَلَيكَ فَلَو فَقَدنَا مُحَمّداً لَكَانَ قَولُهُ تَحتَ أَقدَامِنَا وَ قَد ظَنَنتُ نِدَاءَ بُرَيدَةَ لَهُمَا وَ هُمَا عَلَي المِنبَرِ أَنّهُمَا صَاحِبَا القَولِ قَالَ حُذَيفَةُ أَجَل القَائِلُ عُمَرُ وَ المُجِيبُ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ الفَتَيإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَهَلَكَ وَ اللّهِ القَومُ وَ بَطَلَت أَعمَالُهُم قَالَ حُذَيفَةُ وَ لَم يَزَلِ القَومُ عَلَي ذَلِكَ الِارتِدَادِ وَ مَا يَعلَمُ اللّهُ مِنهُم أَكثَرُ


صفحه : 95

قَالَ الفَتَي قَد كُنتُ أُحِبّ أَن أَتَعَرّفَ هَذَا الأَمرَ مِن فِعلِهِم وَ لكَنِيّ‌ أَجِدُكَ مَرِيضاً وَ أَنَا أَكرَهُ أَن أَمَلّكَ بحِدَيِثيِ‌ وَ مسَألَتَيِ‌ وَ قَامَ لِيَنصَرِفَ فَقَالَ حُذَيفَةُ لَا بَلِ اجلِس يَا ابنَ أخَيِ‌ وَ تَلَقّ منِيّ‌ حَدِيثَهُم وَ إِن كرَبَنَيِ‌ ذَلِكَ فَلَا أحَسبَنُيِ‌ إِلّا مُفَارِقَكُم إنِيّ‌ لَا أُحِبّ أَن تَغتَرّ بِمَنزِلَتِهِمَا فِي النّاسِ فَهَذَا مَا أَقدِرُ عَلَيهِ مِنَ النّصِيحَةِ لَكَ وَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِنَ الطّاعَةِ لَهُ وَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ ذِكرِ مَنزِلَتِهِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ حدَثّنيِ‌ بِمَا عِندَكَ مِن أُمُورِهِم لِأَكُونَ عَلَي بَصِيرَةٍ مِن ذَلِكَ فَقَالَ حُذَيفَةُ إِذاً وَ اللّهِ لَأُخبِرَنّكَ بِخَبَرٍ سَمِعتُهُ وَ رَأَيتُهُ وَ لَقَد وَ اللّهِ دَلّنَا عَلَي ذَلِكَ مِن فِعلِهِم عَلَي أَنّهُم وَ اللّهِ مَا آمَنُوا بِاللّهِ وَ لَا بِرَسُولِهِ طَرفَةَ عَينٍ وَ أُخبِرُكَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي أَمَرَ رَسُولَهُ فِي سَنَةِ عَشرٍ مِن مُهَاجَرَتِهِ مِن مَكّةَ إِلَي المَدِينَةِ أَن يَحُجّ هُوَ وَ يَحُجّ النّاسُ مَعَهُ فَأَوحَي إِلَيهِ بِذَلِكَوَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ يَأتُوكَ رِجالًا وَ عَلي كُلّ ضامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍفَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص المُؤَذّنِينَ فَأَذّنُوا فِي أَهلِ السّافِلِ وَ العَالِيَةِ أَلَا إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد عَزَمَ عَلَي الحَجّ فِي عَامِهِ هَذَا لِيُفَهّمَ النّاسَ حَجّهُم وَ يُعَلّمَهُم مَنَاسِكَهُم فَيَكُونَ سُنّةً لَهُم إِلَي آخِرِ الدّهرِ قَالَ فَلَم يَبقَ أَحَدٌ مِمّن دَخَلَ فِي الإِسلَامِ إِلّا حَجّ مَعَ رَسُولِ اللّهِص لِسَنَةِ عَشرٍ لِيَشهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم وَ يُعَلّمَهُم حَجّهُم وَ يُعَرّفَهُم مَنَاسِكَهُم وَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص بِالنّاسِ وَ خَرَجَ بِنِسَائِهِ مَعَهُ وَ هيِ‌َ حَجّةُ الوَدَاعِ فَلَمّا استَتَمّ حَجّهُم وَ قَضَوا مَنَاسِكَهُم وَ عَرّفَ النّاسَ جَمِيعَ مَا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ وَ أَعلَمَهُم أَنّهُ قَد أَقَامَ لَهُم مِلّةَ اِبرَاهِيمَ ع وَ قَد أَزَالَ عَنهُم جَمِيعَ مَا أَحدَثَهُ المُشرِكُونَ بَعدَهُ وَ رَدّ الحَجَرَ[الحَجّ] إِلَي حَالَتِهِ الأُولَي وَ دَخَلَ مَكّةَ فَأَقَامَ بِهَا يَوماً وَاحِداً فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع بِأَوّلِ سُورَةِ العَنكَبُوتِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ وَ لَقَد فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعلَمَنّ الكاذِبِينَ أَم حَسِبَ الّذِينَ يَعمَلُونَ السّيّئاتِ أَن يَسبِقُونا ساءَ ما يَحكُمُونَ فَقَالَ


صفحه : 96

رَسُولُ اللّهِص يَا جَبرَئِيلُ وَ مَا هَذِهِ الفِتنَةُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إنِيّ‌ مَا أَرسَلتُ نَبِيّاً قَبلَكَ إِلّا أَمَرتُهُ عِندَ انقِضَاءِ أَجَلِهِ أَن يَستَخلِفَ عَلَي أُمّتِهِ مِن بَعدِهِ مَن يَقُومُ مَقَامَهُ وَ يحُييِ‌ لَهُم سُنّتَهُ وَ أَحكَامَهُ فَالمُطِيعُونَ لِلّهِ فِيمَا يَأمُرُهُم بِهِ رَسُولُ اللّهِ هُمُ الصّادِقُونَ وَ المُخَالِفُونَ عَلَي أَمرِهِ الكَاذِبُونَ وَ قَد دَنَا يَا مُحَمّدُ مَصِيرُكَ إِلَي رَبّكَ وَ جَنّتِهِ وَ هُوَ يَأمُرُكَ أَن تَنصِبَ لِأُمّتِكَ مِن بَعدِكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ تَعهَدَ إِلَيهِ فَهُوَ الخَلِيفَةُ القَائِمُ بِرَعِيّتِكَ وَ أُمّتِكَ إِن أَطَاعُوهُ وَ إِن عَصَوهُ وَ سَيَفعَلُونَ ذَلِكَ وَ هيِ‌َ الفِتنَةُ التّيِ‌ تَلَوتُ الآي‌َ فِيهَا وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَأمُرُكَ أَن تُعَلّمَهُ جَمِيعَ مَا عَلّمَكَ وَ تَستَحفِظَهُ جَمِيعَ مَا حَفّظَكَ وَ استَودَعَكَ فَإِنّهُ الأَمِينُ المُؤتَمَنُ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ اختَرتُكَ مِن عبِاَديِ‌ نَبِيّاً وَ اختَرتُهُ لَكَ وَصِيّاً قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع يَوماً فَخَلَا بِهِ يَومَ ذَلِكَ وَ لَيلَتَهُ وَ استَودَعَهُ العِلمَ وَ الحِكمَةَ التّيِ‌ آتَاهُ إِيّاهَا وَ عَرّفَهُ مَا قَالَ جَبرَئِيلُ ع وَ كَانَ ذَلِكَ فِي يَومِ عَائِشَةَ بِنتِ أَبِي بَكرٍ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد طَالَتِ استِخلَاؤُكَ بعِلَيِ‌ّ ع مُنذُ اليَومِ قَالَ فَأَعرَضَ عَنهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَت لِمَ تُعرِضُ عنَيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ بِأَمرٍ لَعَلّهُ يَكُونُ لِي صَلَاحاً فَقَالَ صَدَقتِ وَ ايمُ اللّهِ إِنّهُ لَأَمرٌ صَلَاحٌ لِمَن أَسعَدَهُ اللّهُ بِقَبُولِهِ وَ الإِيمَانِ بِهِ وَ قَد أُمِرتُ بِدُعَاءِ النّاسِ جَمِيعاً إِلَيهِ وَ سَتَعلَمِينَ ذَلِكَ إِذَا أَنَا قُمتُ بِهِ فِي النّاسِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لِمَ لَا تخُبرِنُيِ‌ بِهِ الآنَ لِأَتَقَدّمَ بِالعَمَلِ بِهِ وَ الأَخذِ بِمَا فِيهِ الصّلَاحُ قَالَ سَأُخبِرُكِ بِهِ فَاحفَظِيهِ إِلَي أَن أُومَرَ بِالقِيَامِ بِهِ فِي النّاسِ جَمِيعاً فَإِنّكِ إِن حَفِظتِيهِ حَفِظَكِ اللّهُ فِي العَاجِلَةِ وَ الآجِلَةِ جَمِيعاً وَ كَانَت لَكِ الفَضِيلَةُ بِالسّبقَةِ وَ المُسَارَعَةِ إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِن أَضَعتِهِ وَ تَرَكتِ رِعَايَةَ مَا ألُقيِ‌ إِلَيكِ مِنهُ كَفَرتِ بِرَبّكِ وَ حَبِطَ أَجرُكِ وَ بَرِئَت مِنكِ ذِمّةُ اللّهِ وَ ذِمّةُ رَسُولِهِ وَ كُنتِ مِنَ الخَاسِرِينَ وَ لَن يَضُرّ اللّهَ ذَلِكِ وَ لَا رَسُولَهُ فَضَمِنَت لَهُ حِفظَهُ وَ الإِيمَانَ بِهِ وَ رِعَايَتَهُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أخَبرَنَيِ‌ أَنّ عمُرُيِ‌ قَدِ انقَضَي وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَنصِبَ عَلِيّاً لِلنّاسِ عَلَماً وَ أَجعَلَهُ فِيهِم إِمَاماً وَ أَستَخلِفَهُ


صفحه : 97

كَمَا استَخلَفَ الأَنبِيَاءُ مِن قبَليِ‌ أَوصِيَاءَهُم وَ إنِيّ‌ صَائِرٌ إِلَي أَمرِ ربَيّ‌ وَ آخِذٌ فِيهِ بِأَمرِهِ فَليَكُنِ الأَمرُ مِنكِ تَحتَ سُوَيدَاءِ قَلبِكِ إِلَي أَن يَأذَنَ اللّهُ بِالقِيَامِ بِهِ فَضَمِنَت لَهُ ذَلِكَ وَ قَدِ اطّلَعَ اللّهُ نَبِيّهُ عَلَي مَا يَكُونُ مِنهَا فِيهِ وَ مِن صَاحِبَتِهَا حَفصَةَ وَ أَبَوَيهِمَا فَلَم تَلبَث أَن أَخبَرَت حَفصَةَ وَ أَخبَرَت كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا أَبَاهَا فَاجتَمَعَا وَ أَرسَلَا إِلَي جَمَاعَةِ الطّلَقَاءِ وَ المُنَافِقِينَ فَخَبّرَاهُم بِالأَمرِ فَأَقبَلَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ وَ قَالُوا إِنّ مُحَمّداً يُرِيدُ أَن يَجعَلَ هَذَا الأَمرَ فِي أَهلِ بَيتِهِ كَسُنّةِ كِسرَي وَ قَيصَرَ إِلَي آخِرِ الدّهرِ وَ لَا وَ اللّهِ مَا لَكُم فِي الحَيَاةِ مِن حَظّ إِن أَفضَي هَذَا الأَمرُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ إِنّ مُحَمّداً عَامَلَكُم عَلَي ظَاهِرِكُم وَ إِنّ عَلِيّاً يُعَامِلُكُم عَلَي مَا يَجِدُ فِي نَفسِهِ مِنكُم فَأَحسِنُوا النّظَرَ لِأَنفُسِكُم فِي ذَلِكَ وَ قَدّمُوا رَأيَكُم فِيهِ وَ دَارَ الكَلَامُ فِيمَا بَينَهُم وَ أَعَادُوا الخِطَابَ وَ أَجَالُوا الرأّي‌َ فَاتّفَقُوا عَلَي أَن يَنفِرُوا باِلنبّيِ‌ّص نَاقَتَهُ عَلَي عَقَبَةِ هَرشَي وَ قَد كَانُوا عَمِلُوا مِثلَ ذَلِكَ فِي غَزوَةِ تَبُوكَ فَصَرَفَ اللّهُ الشّرّ عَن نَبِيّهِص فَاجتَمَعُوا فِي أَمرِ رَسُولِ اللّهِص مِنَ القَتلِ وَ الِاغتِيَالِ وَ إِسقَاءِ السّمّ عَلَي غَيرِ وَجهٍ وَ قَد كَانَ اجتَمَعَ أَعدَاءُ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 98

مِنَ الطّلَقَاءِ مِن قُرَيشٍ وَ المُنَافِقِينَ مِنَ الأَنصَارِ وَ مَن كَانَ فِي قَلبِهِ الِارتِدَادُ مِنَ العَرَبِ فِي المَدِينَةِ وَ مَا حَولَهَا فَتَعَاقَدُوا وَ تَحَالَفُوا عَلَي أَن يَنفِرُوا بِهِ نَاقَتَهُ وَ كَانُوا أَربَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَ كَانَ مِن عَزمِ رَسُولِ اللّهِص أَن يُقِيمَ عَلِيّاً ع وَ يَنصِبَهُ لِلنّاسِ بِالمَدِينَةِ إِذَا قَدِمَ فَسَارَ رَسُولُ اللّهِص يَومَينِ وَ لَيلَتَينِ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع بِآخِرِ سُورَةِ الحَجرِ فَقَالَ اقرَأفَوَ رَبّكَ لَنَسئَلَنّهُم أَجمَعِينَ عَمّا كانُوا يَعمَلُونَ فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ قَالَ وَ رَحَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَغَذّ السّيرَ مُسرِعاً عَلَي دُخُولِهِ المَدِينَةَ لِيَنصِبَ عَلِيّاً ع عَلَماً لِلنّاسِ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ الرّابِعَةُ هَبَطَ جَبرَئِيلُ فِي آخِرِ اللّيلِ فَقَرَأَ عَلَيهِيا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلّغتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الكافِرِينَ وَ هُمُ الّذِينَ هَمّوا بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا ترَاَنيِ‌ يَا جَبرَئِيلُ أُغِذّ السّيرَ مُجِدّاً فِيهِ لِأَدخُلَ المَدِينَةَ فَأَفرِضَ وَلَايَتَهُ عَلَي الشّاهِدِ وَ الغَائِبِ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَفرِضَ وَلَايَتَهُ غَداً إِذَا نَزَلتَ مَنزِلَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص نَعَم يَا جَبرَئِيلُ غَداً أَفعَلُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِالرّحِيلِ مِن وَقتِهِ وَ سَارَ النّاسُ مَعَهُ حَتّي نَزَلَ بِغَدِيرِ خُمّ وَ صَلّي بِالنّاسِ وَ أَمَرَهُم أَن يَجتَمِعُوا إِلَيهِ وَ دَعَا عَلِيّاً ع وَ رَفَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَ عَلِيّ اليُسرَي بِيَدِهِ اليُمنَي وَ رَفَعَ صَوتَهُ بِالوَلَاءِ لعِلَيِ‌ّ ع عَلَي النّاسِ أَجمَعِينَ وَ فَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَيهِم وَ أَمَرَهُم أَن لَا يَتَخَلّفُوا عَلَيهِ بَعدَهُ وَ خَبّرَهُم أَنّ ذَلِكَ عَن أَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ لَهُم أَ لَستُ أَولَي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَمَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ انصُر مَن نَصَرَهُ وَ اخذُل مَن خَذَلَهُ ثُمّ أَمَرَ النّاسَ أَن يُبَايِعُوهُ فَبَايَعَهُ النّاسُ


صفحه : 99

جَمِيعاً وَ لَم يَتَكَلّم مِنهُم أَحَدٌ وَ قَد كَانَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ تَقَدّمَا إِلَي الجُحفَةِ فَبَعَثَ وَ رَدّهُمَا ثُمّ قَالَ لَهُمَا النّبِيّص مُتَهَجّماً يَا ابنَ أَبِي قُحَافَةَ وَ يَا عُمَرُ بَايِعَا عَلِيّاً بِالوَلَايَةِ مِن بعَديِ‌ فَقَالَا أَمرٌ مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ فَقَالَ وَ هَل يَكُونُ مِثلُ هَذَا عَن غَيرِ أَمرِ اللّهِ نَعَم أَمرٌ مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ فَقَالَ وَ بَايَعَا ثُمّ انصَرَفَا وَ سَارَ رَسُولُ اللّهِص باَقيِ‌َ يَومِهِ وَ لَيلَتِهِ حَتّي إِذَا دَنَوا مِن عَقَبَةِ هَرشَي تَقَدّمَهُ القَومُ فَتَوَارَوا فِي ثَنِيّةِ العَقَبَةِ وَ قَد حَمَلُوا مَعَهُم دِبَاباً وَ طَرَحُوا فِيهَا الحَصَا فَقَالَ حُذَيفَةُ فدَعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ دَعَا عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ أَمَرَهُ أَن يَسُوقَهَا وَ أَنَا أَقُودُهَا حَتّي إِذَا صِرنَا رَأسَ العَقَبَةِ ثَارَ القَومُ مِن وَرَائِنَا وَ دَحرَجُوا الدّبَابَ بَينَ قَوَائِمِ النّاقَةِ فَذُعِرَت وَ كَادَت أَن تَنفِرَ بِرَسُولِ اللّهِص فَصَاحَ بِهَا النّبِيّص أَنِ اسكنُيِ‌ وَ لَيسَ عَلَيكِ بَأسٌ فَأَنطَقَهَا اللّهُ تَعَالَي بِقَولٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍ فَصِيحٍ فَقَالَت وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِص لَا أَزَلتُ يَداً عَن مُستَقَرّ يَدٍ وَ لَا رِجلًا عَن مَوضِعِ رِجلٍ وَ أَنتَ عَلَي ظهَريِ‌ فَتَقَدّمَ القَومُ إِلَي النّاقَةِ لِيَدفَعُوهَا فَأَقبَلتُ أَنَا وَ عَمّارٌ نَضرِبُ وُجُوهَهُم بِأَسيَافِنَا وَ كَانَت لَيلَةً مُظلِمَةً فَزَالُوا عَنّا وَ أَيِسُوا مِمّا ظَنّوا وَ قَدّرُوا وَ دَبّرُوا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَؤُلَاءِ القَومُ الّذِينَ يُرِيدُونَ مَا تَرَي فَقَالَص يَا حُذَيفَةُ هَؤُلَاءِ المُنَافِقُونَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَقُلتُ أَ لَا تَبعَثُ إِلَيهِم يَا رَسُولَ اللّهِ رَهطاً فَيَأتُوا بِرُءُوسِهِم فَقَالَ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُعرِضَ عَنهُم فَأَكرَهُ أَن تَقُولَ النّاسُ إِنّهُ دَعَا أُنَاساً مِن قَومِهِ وَ أَصحَابِهِ إِلَي دِينِهِ فَاستَجَابُوا فَقَاتَلَ بِهِم حَتّي إِذَا ظَهرَ عَلَي عَدُوّهِ أَقبَلَ عَلَيهِم فَقَتَلَهُم وَ لَكِن دَعهُم يَا حُذَيفَةُ فَإِنّ اللّهَ لَهُم بِالمِرصَادِ وَ سَيُمهِلُهُم قَلِيلًا ثُمّ يَضطَرّهُمإِلي عَذابٍ غَلِيظٍفَقُلتُ وَ مَن هَؤُلَاءِ القَومُ المُنَافِقُونَ يَا رَسُولَ اللّهِص أَ مِنَ المُهَاجِرِينَ أَم مِنَ الأَنصَارِ فَسَمّاهُم لِي رَجُلًا رَجُلًا حَتّي فَرَغَ مِنهُم وَ قَد كَانَ فِيهِم أُنَاسٌ أَنَا كَارِهٌ


صفحه : 100

أَن يَكُونُوا فِيهِم فَأَمسَكتُ عِندَ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا حُذَيفَةُ كَأَنّكَ شَاكّ فِي بَعضِ مَن سَمّيتُ لَكَ ارفَع رَأسَكَ إِلَيهِم فَرَفَعتُ طرَفيِ‌ إِلَي القَومِ وَ هُم وُقُوفٌ عَلَي الثّنِيّةِ فَبَرَقَت بَرقَةٌ فَأَضَاءَت جَمِيعَ مَا حَولَنَا وَ ثَبَتَتِ البَرقَةُ حَتّي خِلتُهَا شَمساً طَالِعَةً فَنَظَرتُ وَ اللّهِ إِلَي القَومِ فَعَرَفتُهُم رَجُلًا رَجُلًا فَإِذَا هُم كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَدَدُ القَومِ أَربَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا تِسعَةٌ مِن قُرَيشٍ وَ خَمسَةٌ مِن سَائِرِ النّاسِ فَقَالَ لَهُ الفَتَي سَمّهِم لَنَا يَرحَمُكَ اللّهُ تَعَالَي قَالَ حُذَيفَةُ هُم وَ اللّهِ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ طَلحَةُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ وَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ هَؤُلَاءِ مِن قُرَيشٍ وَ أَمّا الخَمسَةُ الأُخَرُ فَأَبُو مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ وَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ الثقّفَيِ‌ّ وَ أَوسُ بنُ الحَدَثَانِ البصَريِ‌ّ


صفحه : 101

وَ أَبُو هُرَيرَةَ وَ أَبُو طَلحَةَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ حُذَيفَةُ ثُمّ انحَدَرنَا مِنَ العَقَبَةِ وَ قَد طَلَعَ الفَجرُ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص فَتَوَضّأَ وَ انتَظَرَ أَصحَابَهُ حَتّي انحَدَرُوا مِنَ العَقَبَةِ وَ اجتَمَعُوا فَرَأَيتُ القَومَ بِأَجمَعِهِم وَ قَد دَخَلُوا مَعَ النّاسِ وَ صَلّوا خَلفَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا انصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ التَفَتَ فَنَظَرَ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ أَبِي عُبَيدَةَ يَتَنَاجَونَ فَأَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَي فِي النّاسِ لَا تَجتَمِع ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ النّاسِ يَتَنَاجَونَ فِيمَا بَينَهُم بِسِرّ وَ ارتَحَلَ رَسُولُ اللّهِص بِالنّاسِ مِن مَنزِلِ العَقَبَةِ فَلَمّا نَزَلَ المَنزِلَ الآخَرَ رَأَي سَالِمٌ مَولَي حُذَيفَةَ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ أَبَا عُبَيدَةَ يَسَارّ بَعضُهُم بَعضاً فَوَقَفَ عَلَيهِم وَ قَالَ أَ لَيسَ قَد أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَن لَا تَجتَمِعَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ النّاسِ عَلَي سِرّ وَاحِدٍ وَ اللّهِ لتَخُبرِوُنيّ‌ فِيمَا أَنتُم وَ إِلّا أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص حَتّي أُخبِرَهُ بِذَلِكَ مِنكُم فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا سَالِمُ عَلَيكَ عَهدُ اللّهِ وَ مِيثَاقُهُ لَئِن خَبّرنَاكَ باِلذّيِ‌ نَحنُ فِيهِ وَ بِمَا اجتَمَعنَا لَهُ إِن أَحبَبتَ أَن تَدخُلَ مَعَنَا فِيهِ دَخَلتَ وَ كُنتَ رَجُلًا مِنّا وَ إِن كَرِهتَ ذَلِكَ كَتَمتَهُ عَلَينَا فَقَالَ سَالِمٌ لَكُم ذَلِكَ وَ أَعطَاهُم بِذَلِكَ عَهدَهُ وَ مِيثَاقَهُ وَ كَانَ سَالِمٌ شَدِيدَ البُغضِ وَ العَدَاوَةِ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد عَرَفُوا ذَلِكَ مِنهُ فَقَالُوا لَهُ إِنّا قَدِ اجتَمَعنَا عَلَي أَن نَتَحَالَفَ وَ نَتَعَاقَدَ عَلَي أَن لَا نُطِيعَ مُحَمّداً فِيمَا فَرَضَ عَلَينَا مِن وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بَعدَهُ فَقَالَ لَهُم سَالِمٌ عَلَيكُم عَهدُ اللّهِ وَ مِيثَاقُهُ إِنّ فِي هَذَا الأَمرِ كُنتُم تَخُوضُونَ وَ تَتَنَاجَونَ قَالُوا أَجَل عَلَينَا عَهدُ اللّهِ وَ مِيثَاقُهُ إِنّا إِنّمَا كُنّا فِي هَذَا الأَمرِ بِعَينِهِ لَا فِي شَيءٍ سِوَاهُ قَالَ سَالِمٌ وَ أَنَا وَ اللّهِ أَوّلُ مَن يُعَاقِدُكُم عَلَي هَذَا الأَمرِ وَ لَا يُخَالِفُكُم عَلَيهِ إِنّهُ وَ اللّهِ مَا طَلَعَتِ الشّمسُ عَلَي أَهلِ بَيتٍ أَبغَضَ إلِيَ‌ّ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ لَا فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَبغَضُ إلِيَ‌ّ وَ لَا أَمقَتُ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَاصنَعُوا فِي


صفحه : 102

هَذَا الأَمرِ مَا بَدَا لَكُم فإَنِيّ‌ وَاحِدٌ مِنكُم فَتَعَاقَدُوا مِن وَقتِهِم عَلَي هَذَا الأَمرِ ثُمّ تَفَرّقُوا فَلَمّا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص المَسِيرَ أَتَوهُ فَقَالَ لَهُم فِيمَا كُنتُم تَتَنَاجَونَ فِي يَومِكُم هَذَا وَ قَد نَهَيتُكُم عَنِ النّجوَي فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا التَقَينَا غَيرَ وَقتِنَا هَذَا فَنَظَرَ إِلَيهِمُ النّبِيّص مَلِيّاً قَالَ لَهُمأَنتُم أَعلَمُ أَمِ اللّهُ وَ مَن أَظلَمُ مِمّن كَتَمَ شَهادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ ثُمّ سَارَ حَتّي دَخَلَ المَدِينَةَ وَ اجتَمَعَ القَومُ جَمِيعاً وَ كَتَبُوا صَحِيفَةً بَينَهُم عَلَي ذِكرِ مَا تَعَاهَدُوا عَلَيهِ فِي هَذَا الأَمرِ وَ كَانَ أَوّلُ مَا فِي الصّحِيفَةِ النّكثَ لِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَنّ الأَمرَ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ أَبِي عُبَيدَةَ وَ سَالِمٍ مَعَهُم لَيسَ بِخَارِجٍ مِنهُم وَ شَهِدَ بِذَلِكَ أَربَعَةٌ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا هَؤُلَاءِ أَصحَابُ العَقَبَةِ وَ عِشرُونَ رَجُلًا آخَرَ وَ استَودَعُوا الصّحِيفَةَ أَبَا عُبَيدَةَ بنَ الجَرّاحِ وَ جَعَلُوهُ أَمِينَهُم عَلَيهَا قَالَ فَقَالَ الفَتَي يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ يَرحَمُكَ اللّهُ هَبنَا نَقُولُ إِنّ هَؤُلَاءِ القَومَ رَضُوا بأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ أَبِي عُبَيدَةَ لِأَنّهُم مِن مَشِيخَةِ قُرَيشٍ فَمَا بِالُهُم رَضُوا بِسَالِمٍ وَ هُوَ لَيسَ مِن قُرَيشٍ وَ لَا مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ لَا مِنَ الأَنصَارِ وَ إِنّمَا هُوَ عَبدٌ لِامرَأَةٍ مِنَ الأَنصَارِ قَالَ حُذَيفَةُ يَا فَتَي إِنّ القَومَ أَجمَعَ تَعَاقَدُوا عَلَي إِزَالَةِ هَذَا الأَمرِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَسَداً مِنهُم لَهُ وَ كَرَاهَةً لِأَمرِهِ وَ اجتَمَعَ لَهُم مَعَ ذَلِكَ مَا كَانَ فِي قُلُوبِ قُرَيشٍ مِن سَفكِ الدّمَاءِ وَ كَانَ خَاصّةً رَسُولُ اللّهِص وَ كَانُوا يَطلُبُونَ الثّأرَ ألّذِي أَوقَعَهُ رَسُولُ اللّهِ بِهِم مِن عَلِيّ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَإِنّمَا كَانَ العَقدُ عَلَي إِزَالَةِ الأَمرِ عَن عَلِيّ ع مِن هَؤُلَاءِ الأَربَعَةَ عَشَرَ وَ كَانُوا يَرَونَ أَنّ سَالِماً رَجُلٌ مِنهُم فَقَالَ الفَتَي فخَبَرّنيِ‌ يَرحَمُكَ اللّهُ عَمّا كَتَبَ جَمِيعُهُم فِي الصّحِيفَةِ لِأَعرِفَهُ فَقَالَ حُذَيفَةُ حدَثّتَنيِ‌ بِذَلِكَ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةُ امرَأَةُ أَبِي بَكرٍ أَنّ القَومَ اجتَمَعُوا فِي مَنزِلِ أَبِي بَكرٍ فَتَآمَرُوا فِي ذَلِكَ وَ أَسمَاءُ تَسمَعُهُم وَ تَسمَعُ جَمِيعَ مَا يُدَبّرُونَهُ فِي ذَلِكَ حَتّي اجتَمَعَ رَأيُهُم عَلَي ذَلِكَ فَأَمَرُوا سَعِيدَ بنَ العَاصِ الأمُوَيِ‌ّ


صفحه : 103

فَكَتَبَ هُوَ الصّحِيفَةَ بِاتّفَاقٍ مِنهُم وَ كَانَت نُسخَةُ الصّحِيفَةِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا اتّفَقَ عَلَيهِ المَلَأُ مِن أَصحَابِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ الّذِينَ مَدَحَهُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِص اتّفَقُوا جَمِيعاً بَعدَ أَن أَجهَدُوا فِي رَأيِهِم وَ تَشَاوَرُوا فِي أَمرِهِم وَ كَتَبُوا هَذِهِ الصّحِيفَةَ نَظَراً مِنهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ عَلَي غَابِرِ الأَيّامِ وَ باَقيِ‌ الدّهُورِ ليِقَتدَيِ‌َ بِهِم مَن يأَتيِ‌ مِنَ المُسلِمِينَ مِن بَعدِهِم أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ بِمَنّهِ وَ كَرَمِهِ بَعَثَ مُحَمّداًص رَسُولًا إِلَي النّاسِ كَافّةً بِدِينِهِ ألّذِي ارتَضَاهُ لِعِبَادِهِ فَأَدّي مِن ذَلِكَ وَ بَلّغَ مَا أَمَرَهُ اللّهُ بِهِ وَ أَوجَبَ عَلَينَا القِيَامَ بِجَمِيعِهِ حَتّي إِذَا أَكمَلَ الدّينَ وَ فَرَضَ الفَرَائِضَ وَ أَحكَمَ السّنَنَ اختَارَ اللّهُ لَهُ مَا عِندَهُ فَقَبَضَهُ إِلَيهِ مُكرَماً مَحبُوراً مِن غَيرِ أَن يَستَخلِفَ أَحَداً مِن بَعدِهِ وَ جَعَلَ الِاختِيَارَ إِلَي المُسلِمِينَ يَختَارُونَ لِأَنفُسِهِم مَن وَثِقُوا بِرَأيِهِ وَ نُصحِهِ لَهُم وَ إِنّ لِلمُسلِمِينَ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةً حَسَنَةً قَالَ اللّهُ تَعَالَيلَقَد كانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُوا اللّهَ وَ اليَومَ الآخِرَ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَستَخلِف أَحَداً لِئَلّا يجَريِ‌َ ذَلِكَ فِي أَهلِ بَيتٍ وَاحِدٍ فَيَكُونَ إِرثاً دُونَ سَائِرِ المُسلِمِينَ وَ لِئَلّا يَكُونَ دُولَةً بَينَ الأَغنِيَاءِ مِنهُم وَ لِئَلّا يَقُولَ المُستَخلَفُ إِنّ هَذَا الأَمرَ بَاقٍ فِي عَقِبِهِ مِن وَالِدٍ إِلَي وَلَدٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ ألّذِي يَجِبُ عَلَي المُسلِمِينَ عِندَ مضُيِ‌ّ خَلِيفَةٍ مِنَ الخُلَفَاءِ أَن يَجتَمِعَ ذَوُو الرأّي‌ِ وَ الصّلَاحِ فَيَتَشَاوَرُوا فِي أُمُورِهِم فَمَن رَأَوهُ مُستَحِقّاً لَهَا وَلّوهُ أُمُورَهُم وَ جَعَلُوهُ القَيّمَ عَلَيهِم فَإِنّهُ لَا يَخفَي عَلَي أَهلِ كُلّ زَمَانٍ مَن يَصلُحُ مِنهُم لِلخِلَافَةِ فَإِنِ ادّعَي مُدّعٍ مِنَ النّاسِ جَمِيعاً أَنّ رَسُولَ اللّهِص استَخلَفَ رَجُلًا بِعَينِهِ نَصَبَهُ لِلنّاسِ وَ نَصّ عَلَيهِ بِاسمِهِ وَ نَسَبِهِ فَقَد أَبطَلَ فِي قَولِهِ وَ أَتَي بِخِلَافِ مَا يَعرِفُهُ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص وَ خَالَفَ عَلَي جَمَاعَةِ المُسلِمِينَ وَ إِنِ ادّعَي مُدّعٍ أَنّ خِلَافَةَ رَسُولِ اللّهِص إِرثٌ وَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 104

يُورِثُ فَقَد أَحَالَ فِي قَولِهِ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَحنُ مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ لَا نُورِثُ مَا تَرَكنَاهُ صَدَقَةٌ وَ إِنِ ادّعَي مُدّعٍ أَنّ الخِلَافَةَ لَا تَصلُحُ إِلّا لِرَجُلٍ وَاحِدٍ مِن بَينِ النّاسِ وَ أَنّهَا مَقصُورَةٌ فِيهِ وَ لَا تنَبغَيِ‌ لِغَيرِهِ لِأَنّهَا تَتلُو النّبُوّةَ فَقَد كَذَبَ لِأَنّ النّبِيّص قَالَ أصَحاَبيِ‌ كَالنّجُومِ بِأَيّهِمُ اقتَدَيتُمُ اهتَدَيتُم وَ إِنِ ادّعَي مُدّعٍ أَنّهُ مُستَحِقّ لِلخِلَافَةِ وَ الإِمَامَةِ بِقُربِهِ مِن رَسُولِ اللّهِص ثُمّ هيِ‌َ مَقصُورَةٌ عَلَيهِ وَ عَلَي عَقِبِهِ يَرِثُهَا الوَلَدُ مِنهُم عَن وَالِدِهِ ثُمّ هيِ‌َ كَذَلِكَ فِي كُلّ عَصرٍ وَ زَمَانٍ لَا تَصلُحُ لِغَيرِهِم وَ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ لِأَحَدٍ سِوَاهُم إِلَي أَن يَرِثَ اللّهُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا فَلَيسَ لَهُ وَ لَا لِوُلدِهِ وَ إِن دَنَا مِنَ النّبِيّ نَسَبُهُ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُ وَ قَولُهُ القاَضيِ‌ عَلَي كُلّ أَحَدٍإِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ ذِمّةَ المُسلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسعَي بِهَا أَدنَاهُم وَ كُلّهُم يَدٌ عَلَي مَن سِوَاهُم فَمَن آمَنَ بِكِتَابِ اللّهِ وَ أَقَرّ بِسُنّةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَدِ استَقَامَ وَ أَنَابَ وَ أَخَذَ بِالصّوَابِ وَ مَن كَرِهَ ذَلِكَ مِن فِعَالِهِم فَقَد خَالَفَ الحَقّ وَ الكِتَابَ وَ فَارَقَ جَمَاعَةَ المُسلِمِينَ فَاقتُلُوهُ فَإِنّ فِي قَتلِهِ صَلَاحاً لِلأُمّةِ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن جَاءَ إِلَي أمُتّيِ‌ وَ هُم جَمِيعٌ فَفَرّقَهُم فَاقتُلُوهُ وَ اقتُلُوا الفَردَ كَائِناً مَن كَانَ مِنَ النّاسِ فَإِنّ الِاجتِمَاعَ رَحمَةٌ وَ الفُرقَةَ عَذَابٌ وَ لَا تَجتَمِعُ أمُتّيِ‌ عَلَي الضّلَالِ أَبَداً وَ إِنّ المُسلِمِينَ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَي مَن سِوَاهُم وَ إِنّهُ لَا يَخرُجُ مِن جَمَاعَةِ المُسلِمِينَ إِلّا مُفَارِقٌ وَ مُعَانِدٌ لَهُم وَ مُظَاهِرٌ عَلَيهِم أَعدَاءَهُم فَقَد أَبَاحَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ دَمَهُ وَ أَحَلّ قَتلَهُ وَ كَتَبَ سَعِيدُ بنُ العَاصِ بِاتّفَاقٍ مِمّن أَثبَتَ اسمَهُ وَ شَهَادَتَهُ آخِرَ هَذِهِ الصّحِيفَةِ فِي المُحَرّمِ سَنَةَ عَشَرَةٍ مِنَ الهِجرَةِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ ثُمّ دُفِعَتِ الصّحِيفَةُ إِلَي أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ فَوَجّهَ بِهَا إِلَي مَكّةَ فَلَم تَزَلِ الصّحِيفَةُ


صفحه : 105

فِي الكَعبَةِ مَدفُونَةً إِلَي أَوَانِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَاستَخرَجَهَا مِن مَوضِعِهَا وَ هيِ‌َ الصّحِيفَةُ التّيِ‌ تَمَنّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَمّا توُفُيّ‌َ عُمَرُ فَوَقَفَ بِهِ وَ هُوَ مُسَجّي بِثَوبِهِ قَالَ مَا أَحَبّ إلِيَ‌ّ أَن أَلقَي اللّهَ بِصَحِيفَةِ هَذَا المُسَجّي ثُمّ انصَرَفُوا وَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص بِالنّاسِ صَلَاةَ الفَجرِ ثُمّ جَلَسَ فِي مَجلِسِهِ يَذكُرُ اللّهَ تَعَالَي حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ فَالتَفَتَ إِلَي أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ فَقَالَ لَهُ بَخ بَخ مَن مِثلُكَ وَ قَد أَصبَحتَ أَمِينَ هَذِهِ الأُمّةِ ثُمّ تَلَافَوَيلٌ لِلّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتابَ بِأَيدِيهِم ثُمّ يَقُولُونَ هذا مِن عِندِ اللّهِ لِيَشتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيلٌ لَهُم مِمّا كَتَبَت أَيدِيهِم وَ وَيلٌ لَهُم مِمّا يَكسِبُونَلَقَد أَشبَهَ هَؤُلَاءِ رِجَالٌ فِي هَذِهِ الأُمّةِيَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ وَ لا يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَ هُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيّتُونَ ما لا يَرضي مِنَ القَولِ وَ كانَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطاً


صفحه : 106

ثُمّ قَالَ لَقَد أَصبَحَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ فِي يوَميِ‌ هَذَا قَومٌ ضَاهُوهُم فِي صَحِيفَتِهِمُ التّيِ‌ كَتَبُوهَا عَلَينَا فِي الجَاهِلِيّةِ وَ عَلّقُوهَا فِي الكَعبَةِ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُمَتّعُهُم لِيَبتَلِيَهُم وَ يبَتلَيِ‌َ مَن يأَتيِ‌ بَعدَهُم تَفرِقَةً بَينَ الخَبِيثِ وَ الطّيّبِ وَ لَو لَا أَنّهُ سُبحَانَهُ أمَرَنَيِ‌ بِالإِعرَاضِ عَنهُم لِلأَمرِ ألّذِي هُوَ بَالِغُهُ لَقَدّمتُهُم فَضَرَبتُ أَعنَاقَهُم قَالَ حُذَيفَةُ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَينَا هَؤُلَاءِ النّفَرَ عِندَ قَولِ رَسُولِ اللّهِص هَذِهِ المَقَالَةَ وَ قَد أَخَذَتهُمُ الرعد[الرّعدَةُ]فَمَا يَملِكُ أَحَدٌ مِنهُم مِن نَفسِهِ شَيئاً وَ لَم يَخفَ عَلَي أَحَدٍ مِمّن حَضَرَ مَجلِسَ رَسُولِ اللّهِص ذَلِكَ اليَومَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص إِيّاهُم عَنَي بِقَولِهِ وَ لَهُم ضَرَبَ تِلكَ الأَمثَالَ بِمَا تَلَا مِنَ القُرآنِ قَالَ وَ لَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص مِن سَفَرِهِ ذَلِكَ نَزَلَ مَنزِلَ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَتِهِ فَأَقَامَ بِهَا شَهراً لَا يَنزِلُ مَنزِلًا سِوَاهُ مِن مَنَازِلِ أَزوَاجِهِ كَمَا كَانَ يَفعَلُ قَبلَ ذَلِكَ قَالَ فَشَكَت عَائِشَةُ وَ حَفصَةُ ذَلِكَ إِلَي أَبَوَيهِمَا فَقَالَا لَهُمَا إِنّا لَنَعلَمُ لِمَ صَنَعَ ذَلِكَ وَ لأِيَ‌ّ شَيءٍ هُوَ امضِيَا إِلَيهِ فَلَاطِفَاهُ فِي الكَلَامِ وَ خَادِعَاهُ عَن نَفسِهِ فَإِنّكُمَا تَجِدَانِهِ حَيِيّاً


صفحه : 107

كَرِيماً فَلَعَلّكُمَا تَسُلّانِ مَا فِي قَلبِهِ وَ تَستَخرِجَانِ سَخِيمَتَهُ قَالَ فَمَضَت عَائِشَةُ وَحدَهَا إِلَيهِ فَأَصَابَتهُ فِي مَنزِلِ أُمّ سَلَمَةَ وَ عِندَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهَا النّبِيّ مَا جَاءَ بِكِ يَا حُمَيرَاءُ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أَنكَرتُ تَخَلّفَكَ عَن مَنزِلِكَ هَذِهِ المَرّةَ وَ أَنَا أَعُوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَو كَانَ الأَمرُ كَمَا تَقُولِينَ لَمَا أَظهَرتِ سِرّاً أَوصَيتُكِ بِكِتمَانِهِ لَقَد هَلَكتِ وَ أَهلَكتِ أُمّةً مِنَ النّاسِ قَالَ ثُمّ أَمَرَ خَادِمَةً لِأُمّ سَلَمَةَ فَقَالَ اجمعَيِ‌ هَؤُلَاءِ يعَنيِ‌ نِسَاءَهُ فَجَمَعَتهُنّ فِي مَنزِلِ أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهُنّ اسمَعنَ مَا أَقُولُ لَكُنّ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُنّ هَذَا أخَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ واَرثِيِ‌ وَ القَائِمُ فِيكُنّ وَ فِي الأُمّةِ مِن بعَديِ‌ فَأَطِعنَهُ فِيمَا يَأمُرُكُنّ بِهِ وَ لَا تَعصِينَهُ فَتَهلُكنَ بِمَعصِيَتِهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أُوصِيكَ بِهِنّ فَأَمسِكهُنّ مَا أَطعَنَ اللّهَ وَ أَطَعنَكَ وَ أَنفِق عَلَيهِنّ مِن مَالِكَ وَ مُرهُنّ بِأَمرِكَ وَ انهَهُنّ عَمّا يَرِيبُكَ وَ خَلّ سَبِيلَهُنّ إِن عَصَينَكَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهُ إِنّهُنّ نِسَاءٌ وَ فِيهِنّ الوَهنُ وَ ضَعفُ الرأّي‌ِ فَقَالَ ارفُق بِهِنّ مَا كَانَ الرّفقُ أَمثَلَ بِهِنّ فَمَن عَصَاكَ مِنهُنّ فَطَلّقهَا طَلَاقاً يَبرَأُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِنهَا قَالَ وَ كُلّ نِسَاءِ النّبِيّ قَد صَمَتنَ فَلَم يَقُلنَ شَيئاً فَتَكَلّمَت عَائِشَةُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ مَا كُنّا لِتَأمُرَنَا بشِيَ‌ءٍ فَنُخَالِفَهُ بِمَا سِوَاهُ فَقَالَ لَهَا بَلَي يَا حُمَيرَاءُ قَد خَالَفتِ أمَريِ‌ أَشَدّ خِلَافٍ وَ ايمُ اللّهِ لَتُخَالِفِنّ قوَليِ‌ هَذَا وَ لَتَعصِنّهُ بعَديِ‌ وَ لَتَخرُجِنّ مِنَ البَيتِ ألّذِي أُخَلّفُكِ فِيهِ مُتَبَرّجَةً قَد حَفّ بِكِ فِئَامٌ مِنَ النّاسِ فَتُخَالِفِينَهُ ظَالِمَةً لَهُ عَاصِيَةً لِرَبّكِ وَ لَتَنبِحَنّكِ فِي طَرِيقِكِ كِلَابُ الحَوأَبِ أَلَا إِنّ ذَلِكِ كَائِنٌ ثُمّ قَالَ قُمنَ فَانصَرِفنَ إِلَي مَنَازِلِكُنّ قَالَ فَقُمنَ فَانصَرَفنَ قَالَ ثُمّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص جَمَعَ أُولَئِكَ النّفَرَ وَ مَن مَالَأَهُم عَلَي عَلِيّ ع وَ طَابَقَهُم عَلَي عَدَاوَتِهِ وَ مَن كَانَ مِنَ الطّلَقَاءِ وَ المُنَافِقِينَ وَ كَانُوا زُهَاءَ أَربَعَةِ آلَافِ رَجُلٍ فَجَعَلَهُم تَحتَ يدَيَ‌ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ مَولَاهُ وَ أَمّرَهُ عَلَيهِم وَ أَمَرَهُ بِالخُرُوجِ إِلَي نَاحِيَةٍ مِنَ الشّامِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا قَدِمنَا مِن سَفَرِنَا ألّذِي كُنّا فِيهِ مَعَكَ


صفحه : 108

وَ نَحنُ نَسأَلُكَ أَن تَأذَنَ لَنَا فِي المَقَامِ لِنُصلِحَ مِن شَأنِنَا مَا يُصلِحُنَا فِي سَفَرِنَا قَالَ فَأَمَرَهُم أَن يَكُونُوا فِي المَدِينَةِ رَيثَمَا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ وَ أَمَرَ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ فَعَسكَرَ بِهِم عَلَي أَميَالٍ مِنَ المَدِينَةِ فَأَقَامَ بِمَكَانِهِ ألّذِي حَدّ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مُنتَظِراً لِلقَومِ أَن يُوَافُوهُ إِذَا فَرَغُوا مِن أُمُورِهِم وَ قَضَاءِ حَوَائِجِهِم وَ إِنّمَا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص بِمَا صَنَعَ مِن ذَلِكَ أَن تَخلُوَ المَدِينَةُ مِنهُم وَ لَا يَبقَي بِهَا أَحَدٌ مِنَ المُنَافِقِينَ قَالَ فَهُم عَلَي ذَلِكَ مِن شَأنِهِم وَ رَسُولُ اللّهِص رَائِبٌ يَحُثّهُم وَ يَأمُرُهُم بِالخُرُوجِ وَ التّعجِيلِ إِلَي الوَجهِ ألّذِي نَدَبَهُم إِلَيهِ إِذ مَرِضَ رَسُولُ اللّهِص مَرَضَهُ ألّذِي توُفُيّ‌َ فِيهِ فَلَمّا رَأَوا ذَلِكَ تَبَاطَئُوا عَمّا أَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص مِنَ الخُرُوجِ فَأَمَرَ قَيسَ[ بنَ سَعدِ] بنَ عُبَادَةَ وَ كَانَ سَبّاقَ[سَيّافَ] رَسُولِ اللّهِص وَ الحُبَابَ بنَ المُنذِرِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنصَارِ يَرحَلُوا بِهِم إِلَي عَسكَرِهِم فَأَخرَجَهُم قَيسُ بنُ سَعدٍ وَ الحُبَابُ بنُ المُنذِرِ حَتّي أَلحَقَاهُم بِعَسكَرِهِم وَ قَالَا لِأُسَامَةَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ لَم يُرَخّص لَكَ فِي التّخَلّفِ فَسِر مِن وَقتِكَ هَذَا لِيَعلَمَ رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ فَارتَحَلَ بِهِم أُسَامَةُ وَ انصَرَفَ قَيسٌ وَ الحُبَابُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَعلَمَاهُ بِرِحلَةِ القَومِ فَقَالَ لَهُمَا إِنّ القَومَ غَيرُ سَائِرِينَ قَالَ فَخَلَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بِأُسَامَةَ وَ جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ فَقَالُوا إِلَي أَينَ نَنطَلِقُ وَ نخُلَيّ‌ المَدِينَةَ وَ نَحنُ أَحوَجُ مَا كُنّا إِلَيهَا وَ إِلَي المُقَامِ بِهَا فَقَالَ لَهُم وَ مَا ذَلِكَ قَالُوا إِنّ رَسُولَ اللّهِ قَد نَزَلَ بِهِ المَوتُ وَ وَ اللّهِ لَئِن خَلّينَا المَدِينَةَ لَتَحدُثَنّ بِهَا أُمُورٌ لَا يُمكِنُ إِصلَاحُهَا نَنظُرُ مَا يَكُونُ مِن أَمرِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ المَسِيرُ بَينَ أَيدِينَا قَالَ فَرَجَعَ القَومُ إِلَي المُعَسكَرِ الأَوّلِ وَ أَقَامُوا بِهِ وَ بَعَثُوا رَسُولًا يَتَعَرّفُ لَهُم أَمرَ رَسُولِ اللّهِص فَأَتَي الرّسُولُ إِلَي عَائِشَةَ فَسَأَلَهَا عَن ذَلِكَ سِرّاً فَقَالَت امضِ إِلَي أَبِي وَ عُمَرَ وَ مَن مَعَهُمَا وَ قُل لَهُمَا إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد ثَقُلَ فَلَا يَبرَحَنّ أَحَدٌ مِنكُم وَ أَنَا أُعلِمُكُم بِالخَبَرِ وَقتاً بَعدَ وَقتٍ وَ اشتَدّت عِلّةُ رَسُولِ اللّهِص فَدَعَت عَائِشَةُ صُهَيباً فَقَالَت امضِ إِلَي أَبِي


صفحه : 109

بَكرٍ وَ أَعلِمهُ أَنّ مُحَمّداً فِي حَالٍ لَا يُرجَي فَهَلُمّ إِلَينَا أَنتَ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ مَن رَأَيتُم أَن يَدخُلَ مَعَكُم وَ ليَكُن دُخُولُكُم فِي اللّيلِ سِرّاً قَالَ فَأَتَاهُمُ الخَبَرُ فَأَخَذُوا بِيَدِ صُهَيبٍ فَأَدخَلُوهُ إِلَي أُسَامَةَ فَأَخبَرُوهُ الخَبَرَ وَ قَالُوا لَهُ كَيفَ ينَبغَيِ‌ لَنَا أَن نَتَخَلّفَ عَن مُشَاهَدَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ استَأذَنُوهُ فِي الدّخُولِ فَأَذِنَ لَهُم وَ أَمَرَهُم أَن لَا يَعلَمَ بِدُخُولِهِم أَحَدٌ وَ إِن عوُفيِ‌َ رَسُولُ اللّهُ رَجَعتُم إِلَي عَسكَرِكُم وَ إِن حَدَثَ حَادِثُ المَوتِ عَرّفُونَا ذَلِكَ لِنَكُونَ فِي جَمَاعَةِ النّاسِ فَدَخَلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ لَيلًا المَدِينَةَ وَ رَسُولُ اللّهِص قَد ثَقُلَ فَأَفَاقَ بَعضَ الإِفَاقَةِ فَقَالَ لَقَد طَرَقَ لَيلَتَنَا هَذِهِ المَدِينَةَ شَرّ عَظِيمٌ فَقِيلَ لَهُ وَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إِنّ الّذِينَ كَانُوا فِي جَيشِ أُسَامَةَ قَد رَجَعَ مِنهُم نَفَرٌ يُخَالِفُونَ عَن أمَريِ‌ أَلَا إنِيّ‌ إِلَي اللّهِ مِنهُم برَيِ‌ءٌ وَيحَكُم نَفّذُوا جَيشَ أُسَامَةَ فَلَم يَزَل يَقُولُ ذَلِكَ حَتّي قَالَهَا مَرّاتٍ كَثِيرَةً قَالَ وَ كَانَ بِلَالٌ مُؤَذّنُ رَسُولِ اللّهِص يُؤَذّنُ بِالصّلَاةِ فِي كُلّ وَقتِ صَلَاةٍ فَإِن قَدَرَ عَلَي الخُرُوجِ تَحَامَلَ وَ خَرَجَ وَ صَلّي بِالنّاسِ وَ إِن هُوَ لَم يَقدِر عَلَي الخُرُوجِ أَمَرَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَصَلّي بِالنّاسِ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ لَا يُزَايِلَانِهِ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ فَلَمّا أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص مِن لَيلَتِهِ تِلكَ التّيِ‌ قَدِمَ فِيهَا القَومُ الّذِينَ كَانُوا تَحتَ يدَيَ‌ أُسَامَةَ أَذّنَ بِلَالٌ ثُمّ أَتَاهُ يُخبِرُهُ كَعَادَتِهِ فَوَجَدَهُ قَد ثَقُلَ فَمُنِعَ مِنَ الدّخُولِ إِلَيهِ فَأَمَرَت عَائِشَةُ صُهَيباً أَن يمَضيِ‌َ إِلَي أَبِيهَا فَيُعلِمَهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَد ثَقُلَ فِي مَرَضِهِ وَ لَيسَ يُطِيقُ النّهُوضَ إِلَي المَسجِدِ وَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَد شَغَلَ بِهِ وَ بِمُشَاهَدَتِهِ عَنِ الصّلَاةِ بِالنّاسِ فَاخرُج أَنتَ إِلَي المَسجِدِ فَصَلّ بِالنّاسِ فَإِنّهَا حَالَةٌ تَهنِئُكَ وَ حُجّةٌ لَكَ بَعدَ اليَومِ قَالَ فَلَم يَشعُرِ النّاسُ وَ هُم فِي المَسجِدِ يَنتَظِرُونَ رَسُولَ اللّهِص أَو عَلِيّاً ع يصُلَيّ‌ بِهِم كَعَادَتِهِ التّيِ‌ عَرَفُوهَا فِي مَرَضِهِ إِذ دَخَلَ أَبُو بَكرٍ المَسجِدَ وَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد ثَقُلَ وَ قَد أمَرَنَيِ‌ أَن أصُلَيّ‌َ بِالنّاسِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَنّي لَكَ ذَلِكَ وَ أَنتَ فِي جَيشِ أُسَامَةَ وَ لَا وَ اللّهِ لَا أَعلَمُ أَحَداً بَعَثَ إِلَيكَ وَ لَا أَمَرَكَ بِالصّلَاةِ


صفحه : 110

ثُمّ نَادَي النّاسَ بِلَالٌ فَقَالَ عَلَي رِسلِكُم رَحِمَكُمُ اللّهُ لِأَستَأذِنَ رَسُولَ اللّهِص فِي ذَلِكَ ثُمّ أَسرَعَ حَتّي أَتَي البَابَ فَدَقّهُ دَقّاً شَدِيداً فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ مَا هَذَا الدّقّ العَنِيفُ فَانظُرُوا مَا هُوَ قَالَ فَخَرَجَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ فَفَتَحَ البَابَ فَإِذَا بِلَالٌ فَقَالَ مَا وَرَاءَكَ يَا بِلَالُ فَقَالَ إِنّ أَبَا بَكرٍ قَد دَخَلَ المَسجِدَ وَ قَد تَقَدّمَ حَتّي وَقَفَ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللّهِص وَ زَعَمَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَهُ بِذَلِكَ قَالَ أَ وَ لَيسَ أَبُو بَكرٍ مَعَ جَيشِ أُسَامَةَ هَذَا هُوَ وَ اللّهِ الشّرّ العَظِيمُ ألّذِي طَرَقَ البَارِحَةَ المَدِينَةَ لَقَد أَخبَرَنَا رَسُولُ اللّهِص بِذَلِكَ وَ دَخَلَ الفَضلُ وَ أَدخَلَ بِلَالًا مَعَهُ فَقَالَ مَا وَرَاءَكَ يَا بِلَالُ فَأَخبَرَ رَسُولَ اللّهِ الخَبَرَ فَقَالَ أقَيِموُنيِ‌ أقَيِموُنيِ‌ أَخرِجُوا بيِ‌ إِلَي المَسجِدِ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ قَد نَزَلَت بِالإِسلَامِ نَازِلَةٌ وَ فِتنَةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ الفِتَنِ ثُمّ خَرَجَ مَعصُوبَ الرّأسَ يَتَهَادَي بَينَ عَلِيّ وَ الفَضلِ بنِ العَبّاسِ وَ رِجلَاهُ تُجَرّانِ فِي الأَرضِ حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ وَ أَبُو بَكرٍ قَائِمٌ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد أَطَافَ بِهِ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ سَالِمٌ وَ صُهَيبٌ وَ النّفَرُ الّذِينَ دَخَلُوا وَ أَكثَرُ النّاسِ قَد وَقَفُوا عَنِ الصّلَاةِ يَنتَظِرُونَ مَا يأَتيِ‌ بِلَالٌ فَلَمّا رَأَي النّاسُ رَسُولَ اللّهِص قَد دَخَلَ المَسجِدَ وَ هُوَ بِتِلكَ الحَالَةِ العَظِيمَةِ مِنَ المَرَضِ أَعظَمُوا ذَلِكَ وَ تَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص فَجَذَبَ أَبَا بَكرٍ مِن وَرَائِهِ فَنَحّاهُ عَنِ المِحرَابِ وَ أَقبَلَ أَبُو بَكرٍ وَ النّفَرُ الّذِينَ كَانُوا مَعَهُ فَتَوَارَوا خَلفَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَقبَلَ النّاسُ فَصَلّوا خَلفَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ جَالِسٌ وَ بِلَالٌ يُسمِعُ النّاسَ التّكبِيرَ حَتّي قَضَي صَلَاتَهُ ثُمّ التَفَتَ فَلَم يَرَ أَبَا بَكرٍ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ أَ لَا تَعجَبُونَ مِنِ ابنِ أَبِي قُحَافَةَ وَ أَصحَابِهِ الّذِينَ أَنفَذتُهُم وَ جَعَلتُهُم تَحتَ يدَيَ‌ أُسَامَةَ وَ أَمَرتُهُم بِالمَسِيرِ إِلَي الوَجهِ ألّذِي وُجّهُوا إِلَيهِ فَخَالَفُوا ذَلِكَ وَ رَجَعُوا إِلَي المَدِينَةِ ابتِغَاءَ الفِتنَةِ أَلَا وَ إِنّ اللّهَ قَد أَركَسَهُم فِيهَا اعرُجُوا بيِ‌ إِلَي المِنبَرِ فَقَامَ وَ هُوَ مَربُوطٌ حَتّي قَعَدَ عَلَي أَدنَي مِرقَاةٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ


صفحه : 111

أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ قَد جاَءنَيِ‌ مِن أَمرِ ربَيّ‌ مَا النّاسُ إِلَيهِ صَائِرُونَ وَ إنِيّ‌ قَد تَرَكتُكُم عَلَي الحُجّةِ الوَاضِحَةِ لَيلُهَا كَنَهَارِهَا فَلَا تَختَلِفُوا مِن بعَديِ‌ كَمَا اختَلَفَ مَن كَانَ قَبلَكُم مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَا أُحِلّ لَكُم إِلّا مَا أَحَلّهُ القُرآنُ وَ لَا أُحَرّمُ عَلَيكُم إِلّا مَا حَرّمَهُ القُرآنُ وَ إنِيّ‌ مُخلِفٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ مَا إِن تَمَسّكتُم بِهِمَا لَن تَضِلّوا وَ لَن تَزِلّوا كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ أَهلَ بيَتيِ‌ هُمَا الخَلِيفَتَانِ فِيكُم وَ إِنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ فَأُسَائِلُكُم بِمَا ذَا خلَفَتمُوُنيِ‌ فِيهِمَا وَ لَيُذَادَنّ يَومَئِذٍ رِجَالٌ عَن حوَضيِ‌ كَمَا تُذَادُ الغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلَ فَتَقُولُ رِجَالٌ أَنَا فُلَانٌ وَ أَنَا فُلَانٌ فَأَقُولُ أَمّا الأَسمَاءَ فَقَد عَرَفتُ وَ لَكِنّكُمُ ارتَدَدتُم مِن بعَديِ‌ فَسُحقاً لَكُم سُحقاً ثُمّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ وَ عَادَ إِلَي حُجرَتِهِ وَ لَم يَظهَر أَبُو بَكرٍ وَ لَا أَصحَابُهُ حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَ مِنَ الأَنصَارِ وَ سَعدٍ مِنَ السّقِيفَةِ مَا كَانَ فَمَنَعُوا أَهلَ بَيتِ نَبِيّهِم حُقُوقَهُمُ التّيِ‌ جَعَلَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم وَ أَمّا كِتَابُ اللّهِ فَمَزّقُوهُ كُلّ مُمَزّقٍ وَ فِيمَا أَخبَرتُكَ يَا أَخَا الأَنصَارِ مِن خَطبٍ مُعتَبَرٍ لِمَن أَحَبّ اللّهُ هِدَايَتَهُ فَقَالَ الفَتَي سَمّ لِيَ القَومَ الآخَرِينَ الّذِينَ حَضَرُوا الصّحِيفَةَ وَ شَهِدُوا فِيهَا فَقَالَ حُذَيفَةُ أَبُو سُفيَانَ وَ عِكرِمَةُ بنُ أَبِي جَهلٍ وَ صَفوَانُ بنُ أُمَيّةَ بنِ خَلَفٍ وَ سَعِيدُ بنُ العَاصِ وَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ وَ عَيّاشُ بنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ وَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو وَ حَكِيمُ بنُ حِزَامٍ وَ صُهَيبُ بنُ سِنَانٍ وَ أَبُو الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ وَ مُطِيعُ بنُ الأَسوَدِ المدَرَيِ‌ّ وَ جَمَاعَةٌ مِن هَؤُلَاءِ مِمّن سَقَطَ عنَيّ‌ إِحصَاءُ عَدَدِهِم فَقَالَ الفَتَي يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ فِي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي قَدِ انقَلَبَ النّاسُ أَجمَعُونَ بِسَبَبِهِم فَقَالَ حُذَيفَةُ إِنّ هَؤُلَاءِ رُءُوسُ القَبَائِلِ وَ أَشرَافُهَا وَ مَا مِن رَجُلٍ مِن هَؤُلَاءِ إِلّا وَ مَعَهُ مِنَ النّاسِ خَلقٌ عَظِيمٌ يَسمَعُونَ لَهُ وَ يُطِيعُونَ وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِم مِن حُبّ أَبِي بَكرٍ كَمَا أُشرِبَ قُلُوبُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِن حُبّ العِجلِ وَ الساّمرِيِ‌ّ حَتّي تَرَكُوا هَارُونَ وَ استَضعَفُوهُ


صفحه : 112

قَالَ الفَتَي فإَنِيّ‌ أُقسِمُ بِاللّهِ حَقّاً حَقّاً أنَيّ‌ لَا أَزَالُ لَهُم مُبغِضاً وَ إِلَي اللّهِ مِنهُم وَ مِن أَفعَالِهِم مُتَبَرّئاً وَ لَا زِلتُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُتَوَالِياً وَ لِأَعَادِيهِ مُعَادِياً وَ لَأَلحَقَنّ بِهِ وَ إنِيّ‌ لَأُؤَمّلُ أَن أُرزَقَ الشّهَادَةَ مَعَهُ وَشِيكاً إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي ثُمّ وَدّعَ حُذَيفَةَ وَ قَالَ هَذَا وجَهيِ‌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَخَرَجَ إِلَي المَدِينَةِ وَ استَقبَلَهُ وَ قَد شَخَصَ مِنَ المَدِينَةِ يُرِيدُ العِرَاقَ فَسَارَ مَعَهُ إِلَي البَصرَةِ فَلَمّا التَقَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَعَ أَصحَابِ الجَمَلِ كَانَ ذَلِكَ الفَتَي أَوّلَ مَن قُتِلَ مِن أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا صَافّ القَومُ وَ اجتَمَعُوا عَلَي الحَربِ أَحَبّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَن يَستَظهِرَ عَلَيهِم بِدُعَائِهِم إِلَي القُرآنِ وَ حُكمِهِ فَدَعَا بِمُصحَفٍ وَ قَالَ مَن يَأخُذُ هَذَا المُصحَفَ يَعرِضُهُ عَلَيهِم وَ يَدعُوهُم إِلَي مَا فِيهِ فيَحُييِ‌َ مَا أَحيَاهُ وَ يُمِيتَ مَا أَمَاتَهُ قَالَ وَ قَد شَرَعَتِ الرّمَاحُ بَينَ العَسكَرَينِ حَتّي لَو أَرَادَ امرُؤٌ أَن يمَشيِ‌َ عَلَيهَا لَمَشَي قَالَ فَقَامَ الفَتَي فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا آخُذُهُ وَ أَعرِضُهُ عَلَيهِم وَ أَدعُوهُم إِلَي مَا فِيهِ قَالَ فَأَعرَضَ عَنهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ نَادَي الثّانِيَةَ مَن يَأخُذُ هَذَا المُصحَفَ فَيَعرِضَهُ عَلَيهِم وَ يَدعُوَهُم إِلَي مَا فِيهِ فَلَم يَقُم إِلَيهِ أَحَدٌ فَقَامَ الفَتَي وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا آخُذُهُ وَ أَعرِضُهُ عَلَيهِم وَ أَدعُوهُم إِلَي مَا فِيهِ قَالَ فَأَعرَضَ عَنهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ نَادَي الثّالِثَةَ فَلَم يَقُم إِلَيهِ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ إِلّا الفَتَي وَ قَالَ أَنَا آخُذُهُ وَ أَعرِضُهُ عَلَيهِم وَ أَدعُوهُم إِلَي مَا فِيهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّكَ إِن فَعَلتَ ذَلِكَ فَإِنّكَ لَمَقتُولٌ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مَا شَيءٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أُرزَقَ الشّهَادَةَ بَينَ يَدَيكَ وَ أَن أُقتَلَ فِي طَاعَتِكَ فَأَعطَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُصحَفَ فَتَوَجّهَ بِهِ نَحوَ عَسكَرِهِم فَنَظَرَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ إِنّ الفَتَي مِمّن حَشَا اللّهُ قَلبَهُ نُوراً وَ إِيمَاناً وَ هُوَ مَقتُولٌ وَ لَقَد أَشفَقتُ عَلَيهِ مِن ذَلِكَ وَ لَن يُفلِحَ القَومُ بَعدَ قَتَلِهِم إِيّاهُ فَمَضَي الفَتَي بِالمُصحَفِ حَتّي وَقَفَ بِإِزَاءِ عَسكَرِ عَائِشَةَ وَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ حِينَئِذٍ عَن يَمِينِ الهَودَجِ وَ شِمَالِهِ وَ كَانَ لَهُ صَوتٌ فَنَادَي بِأَعلَا صَوتِهِ مَعَاشِرَ النّاسِ هَذَا كِتَابُ اللّهِ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يَدعُوكُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ الحُكمِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ فَأَنِيبُوا


صفحه : 113

إِلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ العَمَلِ بِكِتَابِهِ قَالَ وَ كَانَت عَائِشَةُ وَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ يَسمَعُونَ قَولَهُ فَأَمسَكُوا فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ أَهلُ عَسكَرِهِم بَادَرُوا إِلَي الفَتَي وَ المُصحَفُ فِي يَمِينِهِ فَقَطَعُوا يَدَهُ اليُمنَي فَتَنَاوَلَ المُصحَفَ بِيَدِهِ اليُسرَي وَ نَادَاهُم بِأَعلَا صَوتِهِ مِثلَ نِدَائِهِ أَوّلَ مَرّةٍ فَبَادَرُوا إِلَيهِ وَ قَطَعُوا يَدَهُ اليُسرَي فَتَنَاوَلَ المُصحَفَ وَ احتَضَنَهُ وَ دِمَاؤُهُ تجَريِ‌ عَلَيهِ وَ نَادَاهُم مِثلَ ذَلِكَ فَشَدّوا عَلَيهِ فَقَتَلُوهُ وَ وَقَعَ مَيّتاً فَقَطَعُوهُ إِرباً إِرباً وَ لَقَد رَأَينَا شَحمَ بَطنِهِ أَصفَرَ قَالَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَاقِفٌ يَرَاهُم فَأَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ وَ قَالَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا كُنتُ فِي شَكّ وَ لَا لَبسٍ مِن ضَلَالَةِ القَومِ وَ بَاطِلِهِم وَ لَكِن أَحبَبتُ أَن يَتَبَيّنَ لَكُم جَمِيعاً ذَلِكَ مِن بَعدِ قَتلِهِمُ الرّجُلَ الصّالِحَ حَكِيمَ بنَ جَبَلَةَ العبَديِ‌ّ فِي رِجَالٍ صَالِحِينَ مَعَهُ وَ تَضَاعُفُ ذُنُوبِهِم بِهَذَا الفَتَي وَ هُوَ يَدعُوهُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ الحُكمِ بِهِ وَ العَمَلِ بِمُوجَبِهِ فَثَارُوا إِلَيهِ فَقَتَلُوهُ وَ لَا يَرتَابُ بِقَتلِهِم مُسلِمٌ وَ وَقَدَتِ الحَربُ وَ اشتَدّت فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع احمِلُوا بِأَجمَعِكُم عَلَيهِم بِسمِ اللّهُحم لَا يُنصَرُونَ وَ حَمَلَ هُوَ بِنَفسِهِ وَ الحَسَنَانِ وَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص مَعَهُ فَغَاصَ فِي القَومِ بِنَفسِهِ فَوَ اللّهِ مَا كَانَ إِلّا سَاعَةٌ مِن نَهَارٍ حَتّي رَأَينَا القَومَ كُلّهُ شَلَايَا يَمِيناً وَ شِمَالًا صَرعَي تَحتَ سَنَابِكِ الخَيلِ وَ رَجَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مُؤَيّداً مَنصُوراً وَ فَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ وَ مَنَحَهُ أَكتَافَهُم وَ أَمَرَ بِذَلِكَ الفَتَي وَ جَمِيعِ مَن قُتِلَ مَعَهُ فَلُفّوا فِي ثِيَابِهِم بِدِمَائِهِم لَم تُنزَع عَنهُم ثِيَابُهُم وَ صَلّي عَلَيهِم وَ دَفَنَهُم وَ أَمَرَهُم أَن لَا يُجهِزُوا عَلَي جَرِيحٍ وَ لَا يَتّبِعُوا لَهُم مُدبِراً وَ أَمَرَ بِمَا حَوَي العَسكَرُ فَجُمِعَ لَهُ فَقَسَمَهُ بَينَ أَصحَابِهِ وَ أَمَرَ مُحَمّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ أَن يُدخِلَ أُختَهُ البَصرَةَ فَيُقِيمَ بِهَا أَيّاماً ثُمّ يُرَحّلَهَا إِلَي مَنزِلِهَا بِالمَدِينَةِ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَمَةَ كُنتُ مِمّن شَهِدَ حَربَ أَهلِ الجَمَلِ فَلَمّا وَضَعَتِ الحَربُ أَوزَارَهَا رَأَيتُ أُمّ ذَلِكَ الفَتَي وَاقِفَةً عَلَيهِ فَجَعَلَت تبَكيِ‌ عَلَيهِ وَ تُقَبّلُهُ وَ أَنشَأَت تَقُولُ


صفحه : 114


يَا رَبّ إِنّ مُسلِماً أَتَاهُم   يَتلُو كِتَابَ اللّهِ لَا يَخشَاهُم

يَأمُرُهُم بِالأَمرِ مِن مَولَاهُم   فَخَضَبُوا مِن دَمِهِ قَنَاهُم

وَ أُمّهُم قَائِمَةٌ تَرَاهُم   تَأمُرُهُم باِلغيَ‌ّ لَا تَنهَاهُم

توضيح قوله ع من حرف المدائن في بعض النسخ بالحاء المهملة أي من كسب المدائن من قولهم حرف لعياله أي كسب أو هوبمعني الطرف والذروة لكونه في جانب من بلاد العراق أو من أعالي‌ البلاد و في بعضها بالجيم قال في القاموس الجرف المال من الناطق والصامت والخصب والكلاء الملتف وبالكسر و قديضم المكان ألذي لايأخذه السيل وبالضم ماتجرفته السيول وأكلته من الأرض و لايخفي مناسبة أكثرها للمقام ويقال كبت الله العدو أي صرفه وأذله قوله ع أحمدإليكم الله ولعله ضمن معني الإنهاء أي أحمد الله منهيا إليكم نعمه قال في النهاية في كتابه ص أما بعدفإني‌ أحمدإليك الله أي أحمده معك فأقام إلي مقام مع وقيل معناه أحمدإليك نعمة الله بتحديثك إياها انتهي والإدحاض الإبطال والتهجير والتهجر السير في الهاجرة وهي‌ نصف النهار عنداشتداد الحر والشملة كساء يشتمل به . قوله و ماكادوا أي ماكادوا يفعلون ذلك لعسره عليهم كما قال تعالي فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفعَلُونَ ويحتمل أن يكون من الكيد أي لم يسألوا شيئا كماسأل المنافقون بعد ذلك كيدا ومكرا وبطؤ ككرم ضد أسرع كأبطأ فالبطاء جمع الباطي‌ ويقال مللته و منه أي سئمته وأملني‌ وأمل علي أبرمني‌ وكربه الغم


صفحه : 115

أحزنه و قال الجزري‌ فيه ذكر العالية والعوالي‌ في غيرموضع وهي‌ أماكن بأعلا أراضي‌ المدينة علي أربعة أميال وأبعدها من جهة نجد ثمانية. قوله تعالي فَلَيَعلَمَنّ اللّهُ أي علما حاليا متعلقا بالموجود و به يكون الثواب والعقاب . قوله تعالي أَن يَسبِقُونا أي يفوتونا فلانقدر أن نجازيهم علي مساويهم و قال الجوهري‌ حفظته الكتاب حملته علي حفظه واستحفظته سألته أن يحفظه قوله وأغذ بالمعجمتين أي أسرع قال القاموس وأغذ السير و فيه أسرع و قال جهمه استقبله بوجه كريه كتجهمه و قال هرشي كسكري ثنية قرب الجحفة والحبرة النعمة الحسنة والدولة بالضم ماتتداوله الأغنياء وتدور بينهم وأبطل أتي بالباطل وتكلم به كأحال أي أتي بالمحال . قوله يسعي بهاأدناهم أي يجب علي المسلمين إمضاء أمان أدناهم لآحاد المشركين قوله وكلهم يد أي هم مجتمعون علي دفع أعدائهم لايسع التخاذل بينهم بل يعاون بعضهم بعضا علي جميع الأديان والملل كأنه جعل أيديهم يدا واحدة وفعلهم فعلا واحدا. قوله أحب أن ألقي الله أي أحب أن أخاصمه عند الله بسبب صحيفته التي‌ كتبها و في بعض النسخ ماأحب إلي‌ أن ألقي الله بصيغة التعجب والمسجي بالتشديد علي بناء المفعول المغطي بثوب والرعدة بالكسر والفتح الاضطراب و في النهاية والرأب الجمع والشد يقال رأب الصدع إذاشعبه ورأب الشي‌ء إذاجمعه وشده برفق والرسل بالكسر الهنيئة والتأني‌ يقال افعل كذا علي رسلك أي اتّئد فيه و قال في الحديث إنه خرج في مرضه يتهادي بين رجلين أي يمشي‌ بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله من تهادت المرأة في مشيتها إذاتمايلت و كل من فعل ذلك بأحد فهو يهاديه قوله و هومربوط أي مشدود الرأس معصوب والتمزيق التخريق والمزق أيضا مصدر والحضن بالكسر مادون الإبط إلي


صفحه : 116

الكشح أوالصدر والعضدان و مابينهما وحضن الشي‌ء واحتضنه جعله في حضنه قوله فشدوا أي حملوا عليه والإرب بالكسر العضو واللبس بالضم الشبهة. قوله ووقدت الحرب كوعد أي التهبت نار الحرب و قال الجزري‌ في حديث الجهاد إذ أبيتم فقولواحم لاينصرون قيل معناه أللهم لاينصرون ويريد به الخبر لاالدعاء لأنه لو كان دعاء لقال لاينصروا مجزوما فكأنه قال و الله لاينصرون وقيل إن السور التي‌ أولهاحم سور لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به علي استنزال النصر من الله و قوله لاينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال قولواحم قيل ماذا يكون إذاقلناها فقال لاينصرون . و في القاموس الشلو بالكسر العضو والجسد من كل شيءكالشلا و كل مسلوخ أكل منه شيء وبقيت منه بقية والجمع أشلاء والشلية الفدرة وبقية المال انتهي قوله ومنحه أكتافهم لعله كناية عن تسلطه ع كأنه ركب أكتافهم أو عن انهزامهم وتعاقب عسكره ع لهم كمامر في حديث بدر و إلافاركبوا أكتافهم أي اتبعوهم أو عن الظفر عليهم مكتوفين قولها قناهم هي‌ جمع القناة وهي‌ الرمح

4- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَنِ البَاقِرِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيكَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم إِذَا عَايَنُوا عِندَ المَوتِ مَا أُعِدّ لَهُم مِنَ العَذَابِ الأَلِيمِ وَ هُم أَصحَابُ الصّحِيفَةِ التّيِ‌ كَتَبُوا عَلَي مُخَالَفَةِ عَلِيّوَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ

وَ عَنهُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا بِطانَةًأَعلَمَهُم


صفحه : 117

بِمَا فِي قُلُوبِهِم وَ هُم أَصحَابُ الصّحِيفَةِ

5- مع ،[معاني‌ الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن مَعنَي قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَمّا نَظَرَ إِلَي الثاّنيِ‌ وَ هُوَ مُسَجّي بِثَوبِهِ مَا أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ أَن أَلقَي اللّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِن هَذَا المُسَجّي فَقَالَ عَنَي بِهَا صَحِيفَتَهُ التّيِ‌ كُتِبَت فِي الكَعبَةِ


صفحه : 118

بيان هذامما عد الجمهور من مناقب [رمع ]زعما منهم أنه ع أراد بالصحيفة كتاب أعماله وبملاقاة الله بها أن يكون أعماله مثل أعماله المكتوبة


صفحه : 119

فيه فبين ع أنه ص أراد بالصحيفة العهد ألذي كتبوا ردا علي الله و علي رسوله في خلافة أمير المؤمنين ع أن لايمكنوه منها وبالملاقاة بهامخاصمة أصحابها عند الله تعالي فيها.


صفحه : 122

و قال في الصراط المستقيم ويعضده ماأسنده سليم إلي معاذ بن جبل أنه عندوفاته دعا علي نفسه بالويل والثبور فقيل له لم ذاك قال لموالاتي‌ عتيقا و[رمع ] علي أن أزوي‌ خلافة رسول الله ص عن علي ع وروي‌ مثل ذلك عن ابن عمر أن أباه قاله عندوفاته وكذا[عتيق ] و قال هذا رسول الله ص ومعه علي بيده الصحيفة التي‌ تعاهدنا عليها في الكعبة و هو يقول و قدوفيت بها وتظاهرت علي ولي‌ الله أنت وأصحابك فأبشر بالنار في أسفل السافلين ثم لعن ابن صُهاك و قال هو ألذي صدني‌ عن الذكر بعدإذ جاءني‌. قال العباس بن الحارث لماتعاقدوا عليها نزلت إِنّ الّذِينَ ارتَدّوا عَلي أَدبارِهِم و قدذكرها أبوإسحاق في كتابه و ابن حنبل في مسنده والحافظ في حليته والزمخشري‌ في فائقه ونزل وَ مَكَرُوا مَكراً وَ مَكَرنا مَكراًالآيتان . و عن الصادق ع نزلت أَم أَبرَمُوا أَمراً فَإِنّا مُبرِمُونَالآيتان ولقد وبخهما النبي ص لمانزلت فأنكرا فنزلت يَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِالآية. ورووا أن [رمع ]أودعها أباعبيدة فقال له النبي ص أصبحت أمين هذه الأمة


صفحه : 123

وروته العامة أيضا. و قال [رمع ] عندموته ليتني‌ خرجت من الدنيا كفافا لا علي و لا لي فقال ابنه تقول هذا فقال دعني‌ نحن أعلم بما صنعنا أنا وصاحبي‌ و أبوعبيدة ومعاذ. و كان أُبَيّ يصيح في المسجد ألا هلك أهل العقدة فيسأل عنهم فيقول ماذكرناه ثم قال لئن عشت إلي الجمعة لأبينن للناس أمرهم فمات قبلها

6-كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم وَ لا خَمسَةٍ إِلّا هُوَ سادِسُهُم وَ لا أَدني مِن ذلِكَ وَ لا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُم أَينَ ما كانُوا ثُمّ يُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا يَومَ القِيامَةِ إِنّ اللّهَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ وَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ وَ سَالِمٍ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ وَ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ حَيثُ كَتَبُوا الكِتَابَ بَينَهُم وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَافَقُوا لَئِن مَضَي مُحَمّدٌص لَا تَكُونُ الخِلَافَةُ فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ لَا النّبُوّةُ أَبَداً فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِم هَذِهِ الآيَةَ قَالَ قُلتُ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَم أَبرَمُوا أَمراً فَإِنّا مُبرِمُونَ أَم يَحسَبُونَ أَنّا لا نَسمَعُ سِرّهُم وَ نَجواهُم بَلي وَ رُسُلُنا لَدَيهِم يَكتُبُونَ قَالَ وَ هَاتَانِ الآيَتَانِ نَزَلَتَا فِيهِم ذَلِكَ اليَومَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَعَلّكَ تَرَي أَنّهُ كَانَ يَومٌ يُشبِهُ يَومَ كَتبِ الكِتَابِ إِلّا[مركب من إن الشرطية و لا أي إن لايكن ] يَومُ قَتلِ الحُسَينِ ع وَ هَكَذَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ألّذِي أَعلَمَهُ رَسُولَ اللّهِص أَن إِذَا كُتِبَ الكِتَابُ قُتِلَ الحُسَينُ ع وَ خَرَجَ المُلكُ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ


صفحه : 124

فَقَد كَانَ ذَلِكَ كُلّهُ الحَدِيثَ

7-أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ، عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَنهُ قَالَشَهِدتُ أَبَا ذَرّ مَرِضَ مَرَضاً عَلَي عَهدِ عُمَرَ فِي إِمَارَتِهِ فَدَخَلَ عَلَيهِ عُمَرُ يَعُودُهُ وَ عِندَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ قَد أَوصَي أَبُو ذَرّ إِلَي عَلِيّ ع وَ كَتَبَ وَ أَشهَدَ فَلَمّا خَرَجَ عُمَرُ قَالَ رَجُلٌ مِن أَهلِ أَبِي ذَرّ مِن بنَيِ‌ عَمّهِ بنَيِ‌ غِفَارٍ مَا مَنَعَكَ أَن توُصيِ‌َ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ قَالَ قَد أَوصَيتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَقّاً أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ ثَمَانُونَ رَجُلًا أَربَعُونَ رَجُلًا مِنَ العَرَبِ وَ أَربَعُونَ رَجُلًا مِنَ العَجَمِ فَسَلّمنَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فِينَا هَذَا القَائِمُ ألّذِي سَمّيتَهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ وَ لَا مِنَ الموَاَليِ‌ العَجَمِ رَاجَعَ رَسُولَ اللّهِص إِلّا هَذَا وَ صُوَيحَبُهُ ألّذِي استَخلَفَهُ فَإِنّهُمَا قَالَا أَ حَقّ مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ قَالَ أللّهُمّ نَعَم حَقّ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ بِذَلِكَ فَآمُرُكُم بِهِ قَالَ سُلَيمٌ فَقُلتُ يَا أَبَا الحَسَنِ وَ أَنتَ يَا سَلمَانُ وَ أَنتَ يَا مِقدَادُ تَقُولُونَ كَمَا قَالَ أَبُو ذَرّ قَالُوا نَعَم صَدَقَ قُلتُ أَربَعَةُ عُدُولٍ وَ لَو لَم يحُدَثّنيِ‌ غَيرُ وَاحِدٍ مَا شَكَكتُ فِي صِدقِهِ وَ لَكِنّ أَربَعَتَكُم أَشَدّ لنِفَسيِ‌ وَ بصَيِرتَيِ‌ قُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ أَ تُسَمّونَ الثّمَانِينَ مِنَ العَرَبِ وَ الموَاَليِ‌ فَسَمّاهُم سَلمَانُ رَجُلًا رَجُلًا فَقَالَ عَلِيّ ع وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ صَدَقَ سَلمَانُ رَحمَةُ اللّهِ وَ مَغفِرَتُهُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم فَكَانَ مِمّن سَمّي أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ سَالِمٌ وَ الخَمسَةُ مِنَ الشوّريَ‌ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَ الخَمسَةُ أَصحَابُ الصّحِيفَةِ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ وَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ وَ الباَقيِ‌ مِن صَحَابَةِ العَقَبَةِ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ النّقَبَاءُ مِن أَصحَابِ العَقَبَةِ وَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ جُلّهُم وَ عُظمُهُم مِن أَهلِ بَدرٍ وَ عُظمُهُم مِنَ الأَنصَارِ فِيهِم أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ خَالِدُ بنُ زَيدٍ أَبُو أَيّوبَ وَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ قَالَ سُلَيمٌ فأَظَنُنّيِ‌ قَد لَقِيتُ عِليَتَهُم فَسَأَلتُهُم وَ خَلَوتُ بِهِم رَجُلًا رَجُلًا فَمِنهُم مَن سَكَتَ عنَيّ‌ فَلَم يجُبِنيِ‌


صفحه : 125

بشِيَ‌ءٍ وَ كتَمَنَيِ‌ وَ مِنهُم مَن حدَثّنَيِ‌ ثُمّ قَالَ أَصَابَتنَا فِتنَةٌ أَخَذَت بِقُلُوبِنَا وَ أَسمَاعِنَا وَ أَبصَارِنَا وَ ذَلِكَ لَمّا ادّعَي أَبُو بَكرٍ أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ بَعدَ ذَلِكَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ أَكرَمَنَا اللّهُ وَ اختَارَ لَنَا الآخِرَةَ عَلَي الدّنيَا وَ إِنّ اللّهَ أَبَي أَن يَجمَعَ لَنَا أَهلَ البَيتِ النّبُوّةَ وَ الخِلَافَةَ فَاحتَجّ بِذَلِكَ أَبُو بَكرٍ عَلَي عَلِيّ ع حِينَ جيِ‌ءَ بِهِ لِلبَيعَةِ


صفحه : 126

وَ صَدّقَهُ وَ شَهِدَ لَهُ أَربَعَةٌ كَانُوا عِندَنَا خِيَاراً غَيرَ مُتّهَمِينَ مِنهُم أَبُو عُبَيدَةَ وَ سَالِمٌ وَ عُمَرُ وَ مُعَاذٌ وَ ظَنَنّا أَنّهُم قَد صَدَقُوا فَلَمّا بَايَعَ عَلِيّ ع خَبّرَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَا قَالَهُ وَ أَخبَرَ أَنّ هَؤُلَاءِ الخَمسَةَ كَتَبُوا بَينَهُم كِتَاباً تَعَاهَدُوا عَلَيهِ وَ تَعَاقَدُوا فِي ظِلّ الكَعبَةِ إِن مَاتَ مُحَمّدٌ أَو قُتِلَ أَن يَتَظَاهَرُوا عَلَيّ فَيَزوُوا هَذَا الأَمرَ وَ استَشهَدَ أَربَعَةً سَلمَانَ وَ أَبَا ذَرّ وَ المِقدَادَ وَ الزّبَيرَ وَ شَهِدُوا لَهُ بَعدَ مَا وَجَبَت فِي أَعنَاقِنَا لأِبَيِ‌ بَكرٍ بَيعَتُهُ المَلعُونَةُ الضّالّةُ فَعَلِمنَا أَنّ عَلِيّاً ع لَم يَكُن ليِرَويِ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِص بَاطِلًا وَ شَهِدَ لَهُ الأَخيَارُ مِن أَصحَابِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ فَقَالَ جُلّ مَن قَالَ هَذِهِ المَقَالَةَ إِنّا تَدَبّرنَا الأَمرَ بَعدَ ذَلِكَ فَذَكَرنَا قَولَ نبَيِ‌ّ اللّهِ ع وَ نَحنُ نَسمَعُ إِنّ اللّهَ يُحِبّ أَربَعَةً مِن


صفحه : 127

أصَحاَبيِ‌ وَ أمَرَنَيِ‌ بِحُبّهِم وَ إِنّ الجَنّةَ تَشتَاقُ إِلَيهِم فَقُلنَا مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أخَيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ واَرثِيِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أمُتّيِ‌ وَ ولَيِ‌ّ كُلّ مُؤمِنٍ مِن بعَديِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ قَالَ أَلَا إِنّ عَلِيّاً مِنهُم ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ أَلَا إِنّ عَلِيّاً مِنهُم ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ أَلَا إِنّ عَلِيّاً مِنهُم وَ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ إِنّا نَستَغفِرُ اللّهَ وَ نَتُوبُ إِلَيهِ مِمّا رَكِبنَاهُ وَ مِمّا أَتَينَاهُ قَد سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ قَولًا لَم نَعلَم تَأوِيلَهُ وَ مَعنَاهُ إِلّا خَيراً قَالَ لَيَرِدَنّ عَلَيّ الحَوضَ أَقوَامٌ مِمّن صحَبِنَيِ‌ وَ مِن أَهلِ المَكَانَةِ منِيّ‌ وَ المَنزِلَةِ عنِديِ‌ حَتّي إِذَا وُقِفُوا عَلَي مَرَاتِبِهِمُ اختُلِسُوا دوُنيِ‌ وَ فِي رِوَايَةٍ اختُلِجُوا دوُنيِ‌ وَ أُخِذَ بِهِم ذَاتَ الشّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ وَ إِنّهُم لَم يَزَالُوا مُرتَدّينَ عَلَي أَدبَارِهِمُ القَهقَرَي مُنذُ فَارَقتَهُم وَ لَعَمرُنَا لَو أَنّا حِينَ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص سَلّمنَا الأَمرَ إِلَي عَلِيّ ع فَأَطَعنَاهُ وَ تَابَعنَاهُ وَ بَايَعنَاهُ لَرَشَدنَا وَ اهتَدَينَا وَ وُفّقنَا وَ لَكِنّ اللّهَ قَضَي الِاختِلَافَ وَ الفُرقَةَ وَ البَلَاءَ فَلَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ مَا عَلِمَ اللّهُ وَ قَضَي وَ قَدّرَ سُلَيمُ بنُ قَيسٍ قَالَ فَشَهِدتُ أَبَا ذَرّ بِالرّبَذَةِ حِينَ سَيّرَهُ عُثمَانُ وَ أَوصَي إِلَي عَلِيّ ع فِي أَهلِهِ وَ مَالِهِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ لَو كُنتَ أَوصَيتَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثمَانَ فَقَالَ قَد أَوصَيتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ سَلّمنَا عَلَيهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِص قَالَص لَنَا سَلّمُوا عَلَي أخَيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ واَرثِيِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أمُتّيِ‌ وَ ولَيِ‌ّ كُلّ مُؤمِنٍ بعَديِ‌ بِإِمرَةِ


صفحه : 128

المُؤمِنِينَ فَإِنّهُ زِرّ الأَرضِ ألّذِي تَسكُنُ إِلَيهِ وَ لَو قَد فَقَدتُمُوهُ أَنكَرتُمُ الأَرضَ وَ أَهلَهَا فَرَأَيتُ عِجلَ هَذِهِ الأُمّةِ وَ سَامِرِيَهَا رَاجَعَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَا حَقّ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ حَقّ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ أمَرَنَيِ‌ بِذَلِكَ فَلَمّا سَلّمَا عَلَيهِ أَقبَلَا عَلَي أَصحَابِهِمَا سَالِمٍ وَ أَبِي عُبَيدَةَ حِينَ خَرَجَا مِن بَيتِ عَلِيّ ع مِن بَعدِ مَا سَلّمَا عَلَيهِ فَقَالَا لَهُم مَا بَالُ هَذَا الرّجُلِ مَا زَالَ رَفَعَ خَسِيسَةَ ابنِ عَمّهِ وَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنّهُ أَمّرَ ابنَ عَمّهِ وَ قَالَ الجَمِيعُ مَا لَنَا عِندَهُ خَيرٌ مَا بقَيِ‌َ عَلِيّ قَالَ فَقُلتُ يَا أَبَا ذَرّ هَذَا التّسلِيمُ بَعدَ حَجّةِ الوَدَاعِ أَو قَبلَهَا قَالَ أَمّا التّسلِيمَةُ الأَولَي قَبلَ حَجّةِ الوَدَاعِ وَ أَمّا التّسلِيمَةُ الأُخرَي فَبَعدَ حَجّةِ الوَدَاعِ قُلتُ فَمُعَاقَدَةُ هَؤُلَاءِ الخَمسَةِ مَتَي كَانَ قَالَ فِي حَجّةِ الوَدَاعِ قُلتُ أخَبرِنيِ‌ أَصلَحَكَ اللّهُ عَنِ الاِثنيَ‌ عَشَرَ أَصحَابِ العَقَبَةِ المُتَلَثّمِينَ الّذِينَ أَرَادُوا أَن يَنفِرُوا بِرَسُولِ اللّهِص النّاقَةَ مَتَي كَانَ ذَلِكَ قَالَ بِغَدِيرِ خُمّ مَقفَلَ رَسُولِ اللّهِص قُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ تَعرِفُهُم قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ كُلّهُم قُلتُ مِن أَينَ تَعرِفُهُم وَ قَد أَسَرّهُم رَسُولُ اللّهِص إِلَي حُذَيفَةَ قَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ كَانَ قَائِداً وَ حُذَيفَةُ سَائِقاً فَأَمَرَ حُذَيفَةَ بِالكِتمَانِ وَ لَم يَأمُر بِذَلِكَ عَمّاراً قُلتُ تُسَمّيهِم لِي قَالَ خَمسَةٌ أَصحَابُ الصّحِيفَةِ وَ الخَمسَةُ أَصحَابُ الشّورَي وَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ مُعَاوِيَةُ قُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ كَيفَ تَرَدّدَ عَمّارٌ وَ حُذَيفَةُ فِي أَمرِهِم بَعدَ رَسُولِ اللّهِص حِينَ رَأَيَاهُم وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَكَيفَ نَزَلَ عَمّارٌ وَ حُذَيفَةُ فِي أَمرِهِم بَعدَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِنّهُم أَظهَرُوا التّوبَةَ وَ النّدَامَةَ بَعدَ ذَلِكَ


صفحه : 129

وَ ادّعَي عِجلُهُم مَنزِلَةً وَ شَهِدَ لَهُ سَامِرِيهِم وَ الثّلَاثَةُ مَعَهُ بِأَنّهُم سَمِعُوا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ ذَلِكَ فَقَالُوا لعِلَيِ‌ّ ع هَذَا أَمرٌ حَدَثَ بَعدَ الأَوّلِ فَشَكّ مَن شَكّ مِنهُم إِلّا أَنّهُمَا تَابَا وَ عَرَفَا وَ سَلّمَا قَالَ سُلَيمُ بنُ قَيسٍ فَلَقِيتُ عَمّاراً فِي خِلَافَةِ عُثمَانَ بَعدَ مَا مَاتَ أَبُو ذَرّ فَأَخبَرتُهُ بِمَا قَالَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ صَدَقَ أخَيِ‌ إِنّهُ لَأَبَرّ وَ أَصدَقُ مِن أَن يُحَدّثَ عَن عَمّارٍ بِمَا لَا يَسمَعُ مِنهُ فَقُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ وَ بِمَا تُصَدّقُ أَبَا ذَرّ قَالَ أَشهَدُ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ مِن ذيِ‌ لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ وَ لَا أَبَرّ قُلتُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ لَا أَهلِ بَيتِكَ قَالَ إِنّمَا أعَنيِ‌ غَيرَهُم مِنَ النّاسِ ثُمّ لَقِيتُ حُذَيفَةَ بِالمَدَائِنِ رَحَلتُ إِلَيهِ مِنَ الكُوفَةِ فَذَكَرتُ لَهُ مَا قَالَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ أَبُو ذَرّ أَصدَقُ وَ أَبَرّ مِن أَن يُحَدّثَ عَن رَسُولِ اللّهِص بِغَيرِ مَا قَالَ

بيان قال في النهاية في حديث أبي ذر قال يصف عليا ع وإنه لعالم الأرض وزرها ألذي تسكن إليه أي قوامها وأصله من زر القلب و هوعظم صغير يكون قوام القلب به وأخرج الهروي‌ هذاالحديث عن سلمان و قال يقال رفعت خسيسته و من خسيسته إذافعلت به فعلا يكون فيه رفعته


صفحه : 130

تبيين وتتميم

اعلم أنه لما كان أمر الصلاة عمدة مايصول به المخالفون في خلافة أبي بكر وظهر من تلك الأخبار أنه حجة عليهم لالهم أردت أن أوضح ذلك بنقل أخبارهم والإشارة إلي بطلان حججهم .فمن جملة الأخبار التي‌ رووه في هذا ماأسندوه في صحاحهم إلي عائشة


صفحه : 135

1-رَوَي فِي جَامِعِ الأُصُولِ عَنهَا، أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ فِي مَرَضِهِ مُرُوا أَبَا بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ قَالَت عَائِشَةُ قُلتُ إِنّ أَبَا بَكرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَم يُسمِعِ النّاسَ مِنَ البُكَاءِ فَمُر عُمَرَ فَليُصَلّ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكرٍ فَليُصَلّ بِالنّاسِ فَقَالَت عَائِشَةُ فَقُلتُ لِحَفصَةَ قوُليِ‌ لَهُ إِنّ أَبَا بَكرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَم يُسمِعِ النّاسَ مِنَ البُكَاءِ فَمُر عُمَرَ فَليُصَلّ بِالنّاسِ فَفَعَلَت حَفصَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّكُنّ لَأَنتُنّ صَوَاحِبُ


صفحه : 136

يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكرٍ فَليُصَلّ بِالنّاسِ فَقَالَت حَفصَةُ لِعَائِشَةَ مَا كُنتُ لِأُصِيبَ مِنكِ خَيراً

2- وَ رَوَي فِي البَابِ المَذكُورِ أَيضاً عَنهَا أَنّهَا قَالَت أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ أَن يصُلَيّ‌َ بِالنّاسِ فِي مَرَضِهِ وَ كَانَ يصُلَيّ‌ بِهِم قَالَ عُروَةُ فَوَجَدَ رَسُولُ اللّهِص مِن نَفسِهِ خِفّةً فَخَرَجَ فَإِذَا أَبُو بَكرٍ يَؤُمّ النّاسَ فَلَمّا رَآهُ أَبُو بَكرٍ استَأخَرَ فَأَشَارَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص أَن كَمَا أَنتَ فَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِص حِذَاءَ أَبِي بَكرٍ إِلَي جَنبِهِ وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللّهِص وَ النّاسُ يُصَلّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكرٍ


صفحه : 137

3- قَالَ صَاحِبُ جَامِعِ الأُصُولِ وَ فِي رِوَايَةٍ قَالَ الأَسوَدُ بنُ يَزِيدَ كُنّا عِندَ عَائِشَةَ فَذَكَرنَا المُوَاظَبَةَ عَلَي الصّلَاةِ وَ التّعظِيمَ لَهَا قَالَت لَمّا مَرِضَ رَسُولُ اللّهِص مَرَضَهُ ألّذِي مَاتَ فِيهِ فَحَضَرَتِ الصّلَاةُ فَأَذّنَ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكرٍ فَليُصَلّ بِالنّاسِ فَقِيلَ لَهُ إِنّ أَبَا بَكرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَم يَستَطِع أَن يصُلَيّ‌َ بِالنّاسِ فَأَعَادَهَا فَأَعَادُوا فَأَعَادَ الثّالِثَةَ فَقَالَ إِنّكُنّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكرٍ فَليُصَلّ بِالنّاسِ فَخَرَجَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ فَوَجَدَ النّبِيّص مِن نَفسِهِ خِفّةً فَخَرَجَ يهُاَديِ‌ بَينَ رَجُلَينِ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ رِجلَيهِ تَخُطّانِ مِنَ الوَجَعِ فَأَرَادَ أَبُو بَكرٍ أَن يَتَأَخّرَ فَأَومَأَ إِلَيهِ النّبِيّص أَن مَكَانَكَ ثُمّ أَتَيَا بِهِ حَتّي جَلَسَ إِلَي جَنبِهِ فَقِيلَ لِلأَعمَشِ فَكَانَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ وَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِصَلَاتِهِ وَ النّاسُ يُصَلّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكرٍ فَقَالَ بِرَأسِهِ نَعَم قَالَ البخُاَريِ‌ّ وَ زَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ جَلَسَ عَن يَسَارِ أَبِي بَكرٍ وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ قَائِماً


صفحه : 138

4- وَ فِي رِوَايَةٍ للِبخُاَريِ‌ّ وَ فِيهِجَاءَ بِلَالٌ يُؤذِنُهُ لِلصّلَاةِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ قَالَت فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أَبَا بَكرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِنّهُ مَتَي يَقُومُ مَقَامَكَ لَا


صفحه : 139

يُسمِعُ النّاسَ فَلَو أَمَرتَ عُمَرَ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ ثُمّ ذَكَرَ قَولَهَا لِحَفصَةَ وَ قَولَ النّبِيّص إِنّكُنّ لَأَنتُنّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ وَ أَنّهُ وَجَدَ مِن نَفسِهِ خِفّةً فَخَرَجَ ثُمّ ذَكَرَ إِلَي قَولِهِ حَتّي جَلَسَ عَن يَسَارِ أَبِي بَكرٍ فَكَانَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ قَائِماً وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ قَاعِداً يقَتدَيِ‌ أَبُو بَكرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللّهِص وَ النّاسُ يَقتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكرٍ وَ فِي أُخرَي نَحوَهُ وَ فِيهِ إِنّ أَبَا بَكرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِن يَقُم مَقَامَكَ يَبكِ فَلَا يَقدِرُ عَلَي القِرَاءَةِ وَ لَم يَذكُر قَولَهَا لِحَفصَةَ وَ فِي آخِرِهِ فَتَأَخّرَ أَبُو بَكرٍ وَ قَعَدَ النّبِيّص إِلَي جَنبِهِ وَ أَبُو بَكرٍ يُسمِعُ النّاسَ التّكبِيرَ

5- وَ فِي أُخرَي لَهُمَا أَنّ عَائِشَةَ قَالَت لَقَد رَاجَعتُ رَسُولَ اللّهِص فِي ذَلِكَ وَ مَا حمَلَنَيِ‌ عَلَي كَثرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلّا أَنّهُ لَم يَقَع فِي قلَبيِ‌ أَن يُحِبّ النّاسُ بَعدَهُ رَجُلًا قَامَ مَقَامَهُ أَبَداً وَ إنِيّ‌ كُنتُ أَرَي أَنّهُ لَن يَقُومَ مَقَامَهُ أَحَدٌ إِلّا تَشَاءَمَ النّاسُ بِهِ فَأَرَدتُ أَن يَعدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص عَن أَبِي بَكرٍ

6- وَ فِي أُخرَي لَهُمَا قَالَت لَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص بيَتيِ‌ قَالَ مُرُوا


صفحه : 140

أَبَا بَكرٍ فَليُصَلّ بِالنّاسِ قَالَت فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أَبَا بَكرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ القُرآنَ لَا يَملِكُ دَمعَهُ فَلَو أَمَرتَ غَيرَ أَبِي بَكرٍ قَالَت وَ اللّهِ مَا بيِ‌ إِلّا كَرَاهَةُ أَن يَتَشَاءَمَ النّاسُ بِأَوّلِ مَن يَقُومُ مَقَامَ رَسُولِ اللّهِص قَالَت فَرَاجَعتُهُ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً فَقَالَ لِيُصَلّ بِالنّاسِ أَبُو بَكرٍ فَإِنّكُنّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ قَالَ صَاحِبُ جَامِعِ الأُصُولِ فِي بَابِ فَضلِ أَبِي بَكرٍ بَعدَ ذِكرِ تِلكَ الرّوَايَاتِ هَذِهِ رِوَايَاتُ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٍ وَ سيَجَيِ‌ءُ لَهُمَا رِوَايَاتٌ فِي مَرَضِ النّبِيّص وَ مَوتِهِ فِي كِتَابِ المَوتِ مِن حَرفِ المِيمِ قَالَ وَ أَخرَجَ المُوَطّأُ الرّوَايَةَ الأُولَي وَ أَخرَجَ الرّوَايَةَ الثّانِيَةَ عَن عُروَةَ مُرسَلًا وَ أَخرَجَ الترّمذِيِ‌ّ الرّوَايَةَ الأُولَي وَ أَخرَجَ النسّاَئيِ‌ّ الأَولَي وَ الثّانِيَةَ

7- وَ لَهُ فِي أُخرَي قَالَت إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ أَبَا بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ وَ قَالَت وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ يدَيَ‌ أَبِي بَكرٍ يصُلَيّ‌ قَاعِداً وَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ وَ النّاسُ خَلفَ أَبِي بَكرٍ

8- وَ فِي أُخرَي لَهُ قَالَت إِنّ أَبَا بَكرٍ صَلّي لِلنّاسِ وَ رَسُولُ اللّهِص فِي الصّفّ

9- وَ أَخرَجَ أَيضاً هَاتَينِ الرّوَايَتَينِ حَدِيثاً وَاحِداً وَ قَالَ فِيهِ إِنّ أَبَا بَكرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَم يُسمِع وَ قَالَ فِي آخِرِهِ فَقَامَ فَكَانَ عَن يَسَارِ أَبِي بَكرٍ جَالِساً وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ جَالِساً وَ النّاسُ يَقتَدُونَ بِصَلَاةِ


صفحه : 141

أَبِي بَكرٍ هَذَا مَا ذَكَرَهُ فِي جَامِعِ الأُصُولِ مِن رِوَايَاتِ عَائِشَةَ فِي بَابِ فَضلِ أَبِي بَكرٍ

10- وَ رَوَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَائِشَةَ فِي بَابِ مَرَضِ النّبِيّص وَ مَوتِهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي عَائِشَةَ فَقُلتُ لَهَا أَ لَا تحُدَثّيِنيِ‌ عَن مَرَضِ رَسُولِ اللّهِص قَالَت بَلَي ثَقُلَ النّبِيّص فَقَالَ أَ صَلّي النّاسُ قُلنَا لَا هُم يَنتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ ضَعُوا لِي مَاءً فِي المِخضَبِ قَالَ فَفَعَلنَا فَاغتَسَلَ ثُمّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فأَغُميِ‌َ عَلَيهِ ثُمّ أَفَاقَ فَقَالَ أَ صَلّي النّاسُ فَقُلنَا لَا هُم يَنتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ ضَعُوا لِي مَاءً فِي المِخضَبِ فَاغتَسَلَ ثُمّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فأَغُميِ‌َ عَلَيهِ ثُمّ أَفَاقَ فَقَالَ أَ صَلّي النّاسُ فَقُلنَا لَا وَ هُم يَنتَظِرُونَكَ قَالَت وَ النّاسُ عُكُوفٌ فِي المَسجِدِ يَنتَظِرُونَ رَسُولَ اللّهِص لِصَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ قَالَت فَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَبِي بَكرٍ أَن يصُلَيّ‌َ بِالنّاسِ فَأَتَاهُ الرّسُولُ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ يَأمُرُكَ أَن تصُلَيّ‌َ بِالنّاسِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ وَ كَانَ رَجُلًا رَقِيقاً يَا عُمَرُ صَلّ بِالنّاسِ فَقَالَ عُمَرُ أَنتَ أَحَقّ بِذَلِكَ قَالَت فَصَلّي بِهِم أَبُو بَكرٍ تِلكَ الأَيّامَ ثُمّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص وَجَدَ فِي نَفسِهِ خِفّةً فَخَرَجَ بَينَ رَجُلَينِ أَحَدُهُمَا العَبّاسُ لِصَلَاةِ الظّهرِ وَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ فَلَمّا رَآهُ أَبُو بَكرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخّرَ فَأَومَأَ إِلَيهِ النّبِيّص أَن لَا يَتَأَخّرَ فَقَالَ لَهُمَا أجَلسِاَنيِ‌ إِلَي جَنبِهِ فَأَجلَسَاهُ إِلَي جَنبِ أَبِي بَكرٍ فَكَانَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ يَأتَمّ بِصَلَاةِ النّبِيّص وَ النّاسُ يُصَلّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكرٍ وَ النّبِيّص قَاعِدٌ قَالَ عُبَيدُ اللّهِ دَخَلتُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ فَقُلتُ أَ لَا أَعرِضُ عَلَيكَ مَا حدَثّتَنيِ‌


صفحه : 142

عَائِشَةُ عَن مَرَضِ النّبِيّص قَالَ هَاتِ فَعَرَضتُ حَدِيثَهَا عَلَيهِ فَمَا أَنكَرَ مِنهُ شَيئاً غَيرَ أَنّهُ قَالَ أَ سَمّت لَكَ الرّجُلَ ألّذِي كَانَ مَعَ العَبّاسِ قُلتُ لَا قَالَ هُوَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ هَذَا الخَبَرُ رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ وَ رَوَاهُ فِي المِشكَاةِ فِي الفَصلِ الثّالِثِ مِن بَابِ مَا عَلَي المَأمُومِ مِنَ المُتَابَعَةِ وَ عَدّهُ مِنَ المُتّفَقِ عَلَيهِ

11- وَ رَوَي فِي جَامِعِ الأُصُولِ، فِي فُرُوعِ الِاقتِدَاءِ عَن عَائِشَةَ قَالَت صَلّي النّبِيّص خَلفَ أَبِي بَكرٍ فِي مَرَضِهِ ألّذِي مَاتَ فِيهِ قَاعِداً قَالَ أَخرَجَهُ الترّمذِيِ‌ّ

12- قَالَ وَ قَالَ وَ قَد روُيِ‌َ عَنهَا أَنّ النّبِيّص خَرَجَ فِي مَرَضِهِ وَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ فَصَلّي إِلَي جَنبِ أَبِي بَكرٍ النّاسُ يَأتَمّونَ بأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ أَبُو بَكرٍ يَأتَمّ باِلنبّيِ‌ّص فَهَذِهِ رِوَايَاتٌ ينَتهَيِ‌ سَنَدُهَا إِلَي عَائِشَةَ

13- وَ مِن جُملَةِ مَا روُيِ‌َ فِي أَمرِ الصّلَاةِ مَا أَسنَدُوهُ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ فَمِنهَا مَا رَوَاهُ فِي جَامِعِ الأُصُولِ فِي فُرُوعِ الِاقتِدَاءِ عَنهُ قَالَصَلّي رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ خَلفَ أَبِي بَكرٍ قَاعِداً فِي ثَوبٍ مُتَوَشّحاً بِهِ قَالَ أَخرَجَهُ الترّمذِيِ‌ّ وَ أَخرَجَهُ النسّاَئيِ‌ّ وَ لَم يَذكُر قَاعِداً وَ قَالَ فِي ثَوبٍ وَاحِدٍ وَ إِنّهَا آخِرُ صَلَاةٍ


صفحه : 143

صَلّاهَا

14- وَ رَوَي عَن أَنَسٍ فِي بَابِ فَضلِ أَبِي بَكرٍ أَنّ أَبَا بَكرٍ كَانَ يصُلَيّ‌ بِهِم فِي وَجَعِ النّبِيّ ألّذِي توُفُيّ‌َ فِيهِ حَتّي إِذَا كَانَ يَومُ الإِثنَينِ وَ هُم صُفُوفٌ فِي الصّلَاةِ كَشَفَ رَسُولُ اللّهِص سِترَ الحُجرَةِ فَنَظَرَ إِلَينَا وَ هُوَ قَائِمٌ كَأَنّ وَجهَهُ وَرَقَةُ مُصحَفٍ ثُمّ تَبَسّمَ فَضَحِكَ فَهَمَمنَا أَن نَفتَتِنَ مِنَ الفَرَحِ بِرُؤيَةِ النّبِيّص فَنَكَصَ أَبُو بَكرٍ عَلَي عَقِبِهِ لَيَصِلَ الصّفّ وَ ظَنّ أَنّ النّبِيّص خَارِجٌ إِلَي الصّلَاةِ فَأَشَارَ إِلَينَا النّبِيّص أَن أَتِمّوا صَلَاتَكُم وَ أَرخَي السّترَ فتَوُفُيّ‌َ مِن يَومِهِ

15- قَالَ وَ فِي أُخرَي لَم يَخرُج رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثاً وَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ فَأُقِيمَتِ الصّلَاةُ فَذَهَبَ أَبُو بَكرٍ يَتَقَدّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بِالحِجَابِ فَرَفَعَهُ فَلَمّا وَضَحَ وَجهُ رَسُولِ اللّهِص مَا نَظَرنَا مَنظَراً كَانَ أَعجَبَ إِلَينَا مِن رَسُولِ اللّهِص حِينَ وَضَحَ لَنَا فَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي أَبِي بَكرٍ أَن يَتَقَدّمَ وَ أَرخَي الحِجَابَ فَلَم نَقدِر عَلَيهِ حَتّي مَاتَ


صفحه : 144

16- قَالَ وَ فِي أُخرَي بَينَا هُم فِي صَلَاةِ الفَجرِ مِن يَومِ الإِثنَينِ وَ أَبُو بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِهِم لَم يَفجَأهُم إِلّا رَسُولُ اللّهِص قَد كَشَفَ سِترَ حُجرَةِ عَائِشَةَ فَنَظَرَ إِلَيهِم وَ هُم فِي صُفُوفٍ ثُمّ تَبَسّمَ يَضحَكُ فَنَكَصَ أَبُو بَكرٍ عَلَي عَقِبَيهِ لِيَصِلَ الصّفّ وَ ظَنّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يُرِيدُ أَن يَخرُجَ إِلَي الصّلَاةِ قَالَ أَنَسٌ وَ هَمّ المُسلِمُونَ أَن يَفتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِم فَرَحاً بِرَسُولِ اللّهِص فَأَشَارَ إِلَيهِم بِيَدِهِ أَن أَتِمّوا صَلَاتَكُم ثُمّ دَخَلَ الحُجرَةَ وَ أَرخَي السّترَ

17- قَالَ وَ فِي أُخرَي قَالَ آخِرُ نَظرَةٍ نَظَرتُهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص كَشَفَ السّتَارَةَ يَومَ الإِثنَينِ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ وَ ألّذِي قَبلَهُ أَتَمّ

18- وَ أَخرَجَ النسّاَئيِ‌ّ هَذِهِ الأَخِيرَةَ وَ هَذَا لَفظُهُ قَالَ آخِرُ نَظرَةٍ نَظَرتُهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص كَشَفَ السّتَارَةَ وَ النّاسُ صُفُوفٌ خَلفَ أَبِي بَكرٍ فَأَرَادَ أَبُو بَكرٍ أَن يَرتَدّ فَأَشَارَ إِلَيهِم أَنِ امكُثُوا وَ أَلقَي السّجفَ وَ توُفُيّ‌َ مِن آخِرِ ذَلِكَ اليَومِ يَومَ الإِثنَينِ هَذِهِ رِوَايَاتُهُ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ

19- وَ مِن جُملَةِ رِوَايَاتِهِم فِي أَمرِ الصّلَاةِ مَا رَوَاهُ فِي جَامِعِ الأُصُولِ فِي البَابِ


صفحه : 145

المَذكُورِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَمعَةَ قَالَ لَمّا استَعَزّ بِرَسُولِ اللّهِص وَجَعُهُ وَ أَنَا عِندَهُ فِي نَفَرٍ مِنَ النّاسِ دَعَاهُ بِلَالٌ إِلَي الصّلَاةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مُرُوا أَبَا بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ قَالَ فَخَرَجنَا فَإِذَا عُمَرُ فِي النّاسِ وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ غَائِباً فَقُلتُ يَا عُمَرُ فَقُم فَصَلّ بِالنّاسِ فَتَقَدّمَ وَ كَبّرَ فَلَمّا سَمِعَ رَسُولُ اللّهِص صَوتَهُ وَ كَانَ عُمَرُ رَجُلًا مِجهَراً قَالَ فَأَينَ أَبُو بَكرٍ يَأبَي اللّهُ ذَلِكَ وَ المُسلِمُونَ[يَأبَي اللّهُ ذَلِكَ وَ المُسلِمُونَ يَأبَي اللّهُ ذَلِكَ وَ المُسلِمُونَ]فَبَعَثَ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَجَاءَ بَعدَ أَن صَلّي عُمَرُ تِلكَ الصّلَاةَ فَصَلّي بِالنّاسِ

20- وَ زَادَ فِي رِوَايَةٍ قَالَ لَمّا أَن سَمِعَ النّبِيّص صَوتَ عُمَرَ خَرَجَ النّبِيّ حَتّي أَطلَعَ رَأسَهُ مِن حُجرَتِهِ ثُمّ قَالَ لَا لَا لَا لِيُصَلّ بِالنّاسِ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ يَقُولُ ذَلِكَ مُغضَباً قَالَ أَخرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ

21- وَ مِن جُملَتِهَا مَا رَوَاهُ فِي البَابِ المَذكُورِ عَن أَبِي مُوسَي قَالَمَرِضَ النّبِيّص فَاشتَدّ مَرَضُهُ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكرٍ فَليُصَلّ بِالنّاسِ قَالَت عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَم يَستَطِع أَن يصُلَيّ‌َ بِالنّاسِ فَقَالَص مُرُوا أَبَا بَكرٍ فَليُصَلّ بِالنّاسِ فَعَاوَدَتهُ فَقَالَ مُرُوهُ فَليُصَلّ بِالنّاسِ فَإِنّكُنّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ فَأَتَاهُ الرّسُولُ فَصَلّي بِالنّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 146

قَالَ أَخرَجَهُ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ

22- وَ مِن جُملَتِهَا مَا رَوَاهُ فِي البَابِ المَذكُورِ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ لَمّا اشتَدّ بِرَسُولِ اللّهِص وَجَعُهُ قِيلَ لَهُ فِي الصّلَاةِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكرٍ فَليُصَلّ بِالنّاسِ قَالَت عَائِشَةُ إِنّ أَبَا بَكرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ قَالَ مُرُوهُ فَليُصَلّ إِنّكُنّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ قَالَ أَخرَجَهُ البخُاَريِ‌ّ

23- وَ مِن جُملَتِهَا مَا رَوَاهُ ابنُ عَبدِ البِرّ فِي الإِستِيعَابِ قَالَ رَوَي الحَسَنُ البصَريِ‌ّ عَن قَيسِ بنِ عَبّادٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مَرِضَ ليَاَليِ‌َ وَ أَيّاماً يُنَادَي بِالصّلَاةِ فنقول [فَيَقُولُ]مُرُوا أَبَا بَكرٍ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص نَظَرتُ فَإِذَا الصّلَاةُ عَلَمُ الإِسلَامِ وَ قِوَامُ الدّينِ فَرَضِينَا لِدُنيَانَا مَن رضَيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص لِدِينِنَا فَبَايَعنَا أَبَا بَكرٍ

فهذه ماوقفت عليه من أخبارهم في هذاالباب بعدالتصفح ولنوضح بعض


صفحه : 147

ألفاظها قال في النهاية رجل أسيف أي سريع البكاء والحزن وقيل هوالرقيق و قال المخضب بالكسر شبه المركن وهي‌ إجانة يغسل فيهاالثياب و قال ناء ينوء


صفحه : 148

نوءا نهض قوله أن نفتتن أي نقطع الصلاة مفتونين برؤيته والسجف بالفتح والكسر الستر و في النهاية في حديث مرض النبي فاستعز برسول الله أي اشتد به


صفحه : 149

المرض وأشرف علي الموت يقال عزيعز بالفتح إذااشتد به المرض وغيره واستعز عليه إذااشتد عليه وغلبه ثم يبني الفعل للمفعول به ألذي هوالجار والمجرور و قال في حديث عمر إنه كان مجهرا أي صاحب جهر ورفع لصوته يقال جهر بالقول إذارفع به صوته فهو جهر وأجهر فهو مجهر إذاعرف بشدة الصوت و قال الجوهري‌ رجل مجهر بكسر الميم إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه أقول فإذ قدتبينت لك تلك الأخبار فلنشرع في الكلام عليها وإبطال التمسك بهافنقول . أماالجواب عنها علي وجه الإجمال فهو أنها أخبار آحاد لم تبلغ حد التواتر و قدوردت من جانب الخصوم وتعارضها رواياتنا الواردة عن أهل البيت ع و قدتقدم بعضها فلاتعويل عليها. و أما علي التفصيل فإن أكثر الروايات المذكورة تنتهي‌ إلي عائشة وهي‌ امرأة لم تثبت لها العصمة بالاتفاق وتوثيقها محل الخلاف بيننا و بين المخالفين وسيأتي‌ في أخبارنا من ذمها والقدح فيها وأنها كانت ممن يكذب علي رسول الله ص ما فيه كفاية للمستبصر و مع ذلك يقدح في رواياتها تلك بخصوصها أن فيهاالتهمة من وجهين .أحدهما بغضها لأمير المؤمنين ع كماستطلع عليه من الأخبار الواردة في ذلك من طرق أصحابنا والمخالفين . وذكر السيد الأجل رضي‌ الله عنه في الشافي‌ أن محمد بن إسحاق روي أن


صفحه : 150

عائشة لماوصلت إلي المدينة راجعة من البصرة لم تزل تحرض الناس علي أمير المؤمنين ع وكتبت إلي معاوية و أهل الشام مع الأسود بن أبي البختري‌ تحرضهم عليه . قال وروي‌ عن مسروق أنه قال دخلت علي عائشة فجلست إليها فحدثتني‌ واستدعت غلاما لها أسود يقال له عبدالرحمن فجاء حتي وقف فقالت يامسروق أتدري‌ لم سميته عبدالرحمن فقلت لاقالت حبا مني‌ لعبد الرحمن بن ملجم . و في رواية عبيد الله بن عبد الله التي‌ ذكرناها في هذاالمقام دلالة واضحة لأولي‌ البصائر علي بغضها حيث سمت أحد الرجلين اللذين خرج رسول الله ص معتمدا عليهما وتركت تسمية الآخر و ليس ذلك إلاإخفاء لقربه هذا من الرسول ص وفضله و قدأشعر سؤال ابن عباس بذلك فلاتغفل . وبالجملة بغضها لأمير المؤمنين ع أولا وآخرا هوأشهر من كفر إبليس فلايؤمن عليها التدليس وكفي حجة قاطعة عليه قتالها وخروجها عليه


صفحه : 151

كما أنه كاف في الدلالة علي كفرها ونفاقها المانعين من قبول روايتها مطلقا وسيأتي‌ في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع من الأخبار العامية وغيرها الدالة علي كفر مبغضه ع ما فيه كفاية و لوقبلنا من المخالفين دعواهم الباطل في توبتها ورجوعها فمن أين لهم إثبات ورود تلك الأخبار بعدها فبطل التمسك بها.


صفحه : 152

وثانيهما جر النفع في الروايات المذكورة للفخر بخلافة أبيها إذ أمر الصلاة كماستطلع عليه إن شاء الله تعالي كان عمدة أسباب انعقاد الخلافة لأبيها كمارووه في أخبارهم وأيضا في أسانيد تلك الروايات جماعة من النواصب المبغضين المنحرفين عن أمير المؤمنين ع و في بعضها مكحول و قدروي‌ في كتاب الإختصاص عن سعيد بن عبدالعزيز قال كان الغالب علي مكحول عداوة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و كان إذاذكر عليا ع لايسميه و يقول أبوزينب .


صفحه : 153

و بعدالتنزل عن هذاالمقام نقول رواياتها تشتمل علي أنواع من الاختلاف فكثير منها تدل علي أنه لماجاء رسول الله ص جلس إلي جنب أبي بكر وبعضها يدل علي أنه كان بين يدي‌ أبي بكر يصلي‌ قاعدا و أبوبكر يصلي‌ بالناس و الناس خلف أبي بكر وبعضها يدل علي أن رسول الله ص كان في الصف ولعل عائشة في بعض المواطن استحيت في حضور طائفة من العارفين بصورة الواقعة فقربت كلامها إلي مارواه أصحابنا من أنه ص تقدمه في الصلاة وعزله عن الإمامة و في الجهلة البالغين غايته قالت كان في صف هذا هوالصحيح في وجه الجمع بين تلك الأخبار. و من جملة وجوه اختلافها أن كثيرا منها يدل علي أن الناس كانوا يصلون بصلاة أبي بكر و في بعض تصريح بأنهم كانوا يأتمون بأبي‌ بكر و في بعضها أنه يسمعهم التكبير وتفطن لذلك شارح المواقف ففسر بعد ماذكر رواية البخاري‌ عن عروة عن أبيه عن عائشة المشتملة علي أن الناس كانوا يصلون بصلاة أبي بكر قال أي بتكبيره والصحيح في وجه الجمع هو ماذكرنا. و من جملتها أن في بعض الأخبار أن أبابكر أراد أن يتأخر فأشار إليه رسول الله ص أن لايتأخر ويبعد من ديانة أبي بكر أن يخالف أمره و في بعضها تصريح بأنه تأخر وقعد رسول الله ص إلي جنبه .


صفحه : 154

و من جملتها أن أكثرها صريحة في اقتداء أبي بكر بالنبي‌ص و في رواية الترمذي‌ التي‌ ذكرها في جامع الأصول في فروع الاقتداء تصريح بأنه ص في مرضه ألذي مات فيه صلي قاعدا خلف أبي بكر و هذا غير ماذكرنا من اختلافها في جلوسه ص و في اقتداء الناس به فلاتغفل . و من جملتها أن بعضها يدل علي أن قول الرسول ص إنكن صواحب يوسف كان لمعاودتها القول بأن أبابكر رجل أسيف لايقدر علي القراءة و لايملك نفسه من البكاء و في بعضها أن ذلك كان لبعث حفصة إلي عمر أن يصلي‌ بالناس وأنها قالت لعائشة ماكنت لأصيب منك خيرا وليت شعري‌ إذا كان أبوبكر لايملك نفسه من البكاء و لايستطيع القراءة لقيامه مقام رسول الله ص في حياته و لاريب أن حزنه وبكاءه كان لاحتمال أن يكون ذلك مرض موته ع فكيف ملك نفسه في السعي‌ إلي السقيفة لعقدة البيعة و لم يمنعه الحزن والأسف عن الحيل والتدابير في جلب الخلافة إلي نفسه و عن القيام مقامه ص في الرئاسة العامة مع أن جسده الطاهر المطهر كان بين أظهرهم لم ينقل إلي مضجعه .فهذه وجوه التخالف في أخبار عائشة مع قطع النظر عن مخالفتها لمارواه غيرها. و أماروايات أنس فأول ما فيها أن أنسا من الثلاثة الكذابين كماسبق في كتاب أحوال النبي ص وسيأتي‌ و هو ألذي دعا عليه أمير المؤمنين ع لماأنكر حديث الغدير فابتلاه الله بالبرص و بعدقطع النظر عن حاله وحال من روي عنه .


صفحه : 155

فمن رواياته ماصرحت بأن رسول الله لم يخرج إلي الصلاة في مرض موته لأنه قال لم يخرج رسول الله ثلاثا و أبوبكر يصلي‌ بالناس وأقيمت الصلاة فذهب أبوبكر يتقدم فرفع رسول الله الحجاب فأومأ إلي أبي بكر أن يتقدم وأرخي الحجاب فلم نقدر عليه حتي مات وسوق الكلام في بعض رواياته الأخر أيضا يدل علي ذلك وهي‌ مخالفة لروايات عائشة و هوظاهر ولروايته المذكورة أولا الدالة علي أنه ص صلي خلف أبي بكر في مرضه وأنها كانت آخِر صلاة صلاها ولعل السر في وضع أنس تلك الأخبار الدالة علي أنه ع لم يخرج إلي الصلاة أنه أراد إبطال ماكانت الشيعة يتمسكون به من أنه ص لماسمع صوته خرج إلي الصلاة وأخره عن المحراب فتفطن . و من وجوه تخالفها أنه قوله فذهب أبوبكر يتقدم و قوله فأومأ بيده إلي أبي بكر أن يتقدم صريح في أن رفع الحجاب والإيماء كان قبل الصلاة وقبل أن يتقدم أبوبكر و قوله في الرواية الأخري بينما هم في صلاة الفجر و أبوبكر يصلي‌ بهم و قوله في الرواية الأخري وهَمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم و قوله أن أتموا صلاتكم يدل علي أنه كان بعداشتغالهم بالصلاة والتأويلات البعيدة ظاهرة البطلان . و أمارواية عبد الله بن زمعة فكونه من رجال أهل الخلاف واضح وذكره ابن الأثير وغيره في كتبهم و لم يذكروا له توثيقا و لامدحا قالوا عبد الله بن


صفحه : 156

زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزي بن قصي‌ القرشي‌ الأسدي‌ عداده في المدنيين روي عنه عروة بن الزبير و أبوبكر بن عبدالرحمن وروايته تخالف رواية عبيد الله بن عبد الله لدلالتها علي أنه لما قال رسول الله ص مروا أبابكر يصلي‌ بالناس وجاء الرسول كان أبوبكر غائبا فقام عمر فصلي بالناس تلك الصلاة و لماسمع الرسول ص صوت عمر قال يأبي الله ذلك والمسلمون وكرر ذلك القول وبعث إلي أبي بكر فجاء بعد ماصلي عمر ودلالة رواية عبيد الله علي أنه لماأمر رسول الله ص أبابكر بالصلاة فجاء الرسول خاطب أبابكر فقال أبوبكر ياعمر صل بالناس فقال عمر أنت أحق بذلك فدلت علي أن أبابكر كان حاضرا حينئذ. و من القرائن علي وضع هذه الرواية هذاالتكرير المذكور وتكرير لفظة لاثلاثا ولقد تنبه لذلك صاحب الإستيعاب فحذف هذه التكريرات لئلا يظن الكذب بهذا الراوي‌ تعصبا وترويجا للباطل بقدر الإمكان والرواية علي ماذكره في الإستيعاب في ترجمة أبي بكر توافق مارواه أصحابنا من أنه لم يأمر رسول الله ص أبابكر علي الخصوص بالصلاة بل قال مروا من يصلي‌ بالناس و أناأذكرها بلفظها ليتضح هذاالمعني . قَالَ رَوَي الزهّريِ‌ّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَمعَةَ بنِ الأَسوَدِ قَالَ كُنتُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ عَلِيلٌ فَدَعَاهُ بِلَالٌ إِلَي الصّلَاةِ فَقَالَ لَنَا مُرُوا مَن يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ قَالَ فَخَرَجتُ فَإِذَا عُمَرُ فِي النّاسِ وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ غَائِباً فَقُلتُ قُم يَا عُمَرُ فَصَلّ بِالنّاسِ فَقَامَ عُمَرُ فَلَمّا كَبّرَ سَمِعَ رَسُولُ اللّهِص صَوتَهُ وَ كَانَ مِجهَراً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَينَ أَبُو بَكرٍ يَأبَي اللّهُ ذَلِكَ وَ المُسلِمُونَ فَبَعَثَ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَجَاءَ بَعدَ أَن صَلّي عُمَرُ تِلكَ الصّلَاةَ فَصَلّي بِالنّاسِ طُولَ عِلّتِهِ حَتّي مَاتَص

.


صفحه : 157

ثم إن هاهنا نكتة لاينبغي‌ الغفلة عنها وهي‌ أنه إذا كان رسول الله ص أمر أولا علي وجه العموم الشامل لكل بر وفاجر أن يصلي‌ بالناس أحد ثم سمع صوت عمر و قال يأبي الله ذلك والمسلمون مرة واحدة علي ما في هذه الرواية أوكرر هذاالقول أو قال لا لا لاثلاثا و قال ليصل بالناس ابن أبي قحافة مغضبا و قد كان رضي‌ بصلاة عبدالرحمن بن عوف بالناس بل صلي بنفسه خلفه علي ماأطبقت عليه رواياتهم و كان إمامة الصلاة دليلا علي استحقاق الخلافة كماسيجي‌ء في رواياتهم إن شاء الله تعالي من أنه باحتجاج عمر بأمر الصلاة تمت بيعة أبي بكر لكان ذلك دليلا علي عدم استحقاق عمر للخلافة. و لوتنزلنا عن ذلك فهل يبقي لأحد ريب بعد ذلك في أن عبدالرحمن بن عوف ألذي صلي رسول الله ص خلفه و لوركعة واحدة كماذكره بعضهم كان أولي بالخلافة من عمر بن الخطاب فيكف نص أبوبكر علي عمر في الخلافة وترك عبدالرحمن بن عوف . وكيف كان يقول لطلحة لماخوفه من سؤال الله يوم القيامة أبالله تخوفني‌ إذالقيت ربي‌ فساءلني‌ قلت استخلفت عليهم خير أهلك فقال طلحة أعمر خير الناس ياخليفة رسول الله فاشتد غضبه و قال إي‌ و الله هوخيرهم و أنت شرهم . وكيف قال لعثمان لوتركت عمر لماعدوتك ياعثمان و قد كان عبدالرحمن بن عوف حاضرا عنده و هوممن شاوره أبوبكر في تعيين الخليفة فعاب عمر بالغلظة ثم لماحكم أبوبكر صريحا بأن طلحة شر الناس وجعل عثمان خير الناس وأولي بالخلافة بعدعمر كيف جعل عمر طلحة وعثمان عدلين في الخلافة والشوري وهل كان مافعلوه إلاخبطا في خبط و لاينفع ابتناء الكلام علي جواز تفضيل


صفحه : 158

المفضول إذ كلام أبي بكر صريح في أن خروجه عن عهدة السؤال يوم القيامة يكون باستخلافه الأفضل .فظهر أنه لايخلو الحال عن أحد الأمرين إما أن لايدل التقديم في الصلاة علي فضل فانهدم أساس خلافتهم أو كان تصريحا أوتلويحا يجري‌ مجري التصريح باستحقاق الخلافة كماصرح به صاحب الإستيعاب فكان أبوبكر يري رأي‌ رسول الله ص باطلا ولذا لم يعد عبدالرحمن في أمر الخلافة شيئا و كان يجوز مخالفة الرسول ص في اجتهاده كمازعموه و مع ذلك كان يثب علي عمر بن الخطاب ويجر لحيته لماأشار بعزل أسامة للمصلحة كماسيجي‌ء إن شاء الله تعالي و كان يقول له ثكلتك أمك يا ابن الخطاب لواختطفتني‌ الطير كان أحب إلي‌ من أن أرد قضاء قضي به رسول الله ص فانظر بعين البصيرة حتي يتضح لك أن القوم لم يسلكوا في غيهم مسلكا واحدا بل تاهوا في حيرتهم شمالا ويمينا وخسروا خسرانا مبينا. و أما أبو موسي و ابن عمر فحالهما في عداوة أمير المؤمنين ع ظاهر لايحتاج إلي البيان والظاهر أن روايتهما علي وجه الإرسال عن عائشة و علي تقدير ادعائهما الحضور لاينتهض قولهما حجة لكونهما من أهل الخلاف و من المجروحين . و أمارواية صاحب الإستيعاب عن الحسن البصري‌ ففيها أن الحسن ممن ورد في ذمه من طرق العامة والخاصة كقول أمير المؤمنين ع فيه هذاسامري‌ هذه الأمة وكدعائه عليه لازلت مسوءا لماطعن علي أمير المؤمنين بإراقة دماء المسلمين و غير ذلك مما سيأتي‌ في أبواب أصحاب أمير المؤمنين ع و قدعده ابن أبي


صفحه : 159

الحديد من المنحرفين عن علي ع وحكي أبوالمعالي‌ الجويني‌ علي ماذكره بعض الأصحاب عن الشافعي‌ أنه قال بعدذكر الحسن و فيه كلام . و بعدالتنزل عن كونه خصما مجروحا وتسليم أن الطريق إليه حسن نقول إذا كان ذلك من كلام أمير المؤمنين ع فلما ذا ترك بيعة أبي بكر ستة أشهر أوأقل حتي يقاد بأعنف العنف ويهدد بالقتل بعدظهور أماراته وكيف كان يتظلم ويبث الشكوي منهم في كل مشهد ومقام كماسيأتي‌ في باب الشكوي وإسناد الكذب إلي الحسن أحسن من إسناد التناقض إلي كلامه ع وغرضه من الوضع علي لسانه ع إلزام الشيعة وإتمام الحجة عليهم و إلافإنكاره ع لصدور الأمر بالصلاة من الرسول ص وتعيينه أبابكر من المشهورات و قدروي ابن أبي الحديد عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني‌ أن عليا ع كان ينسب عائشة إلي أنها أمرت بلالا أن يأمر أبابكر بأن يصلي‌ بالناس و أن رسول الله ص قال ليصل بهم رجل و لم يعين أحدا فقالت مر أبابكر يصلي‌ بالناس و كان ع يذكر ذلك لأصحابه في خلواته كثيرا و يقول إنه لم يقل ص إنّكن كصويحبات يوسف إلاإنكارا لهذه الحال وغضبا منه لأنها وحفصة تبادرتا إلي تعيين أبيهما و أنه استدركها رسول الله ص بخروجه وصرفه عن المحراب انتهي .


صفحه : 160

فاتضح لك ضعف التمسك بهذه الأخبار سيما في أركان الدين . و قال السيد الأجل رضي‌ الله عنه في موضع من الشافي‌ ذكر فيه تمسك


صفحه : 161

قاضي‌ القضاة بحكاية الصلاة إن خبر الصلاة خبر واحد والإذن فيهاورد من جهة عائشة و ليس بمنكر أن يكون الإذن صدر من جهتها لا من جهة الرسول ص و قداستدل أصحابنا علي ذلك بشيئين أحدهما بقول النبي ص علي ماأتت به الرواية لماعرف تقدم أبي بكر في الصلاة وسمع قراءته في المحراب إنّكن كصويحبات يوسف وبخروجه متحاملا من الضعف معتمدا علي أمير المؤمنين والفضل بن العباس إلي المسجد وعزله لأبي‌ بكر عن المقام وإقامة الصلاة بنفسه و هذايدل دلالة واضحة علي أن الإذن في الصلاة لم يكن منه ص .


صفحه : 162

و قال بعض المخالفين أن السبب في قوله إن كن صويحبات يوسف إنه ص لماأوذن بالصلاة و قال مروا أبابكر ليصلي‌ بالناس فقالت له عائشة إن أبابكر رجل أسيف لايحتمل قلبه أن يقوم مقامك في الصلاة ولكن تأمر عمر أن يصلي‌ بالناس فقال عند ذلك إنّكن صويحبات يوسف و هذا ليس بشي‌ء لأن النبي لايجوز أن يكون أمثاله إلاوفقا لأغراضه و قدعلمنا أن صويحبات يوسف لم يكن منهن خلاف علي يوسف و لامراجعة له في شيءأمرهن به وإنما افتتن بأسرهن بحسنه وأرادت كل واحدة منهن مثل ماأرادته صاحبتها فأشبهت حالهن حال عائشة في تقديمها أباها للصلاة للتجمل والشرف بمقام رسول الله ص و لمايعود بذلك عليها و علي أبيها من الفخر وجميل الذكر. و لاعبرة بمن حمل نفسه من المخالفين علي أن يدعي‌ أن الرسول ص لماخرج إلي المسجد لم يعزل أبابكر عن الصلاة وأقره في مقامه لأن هذا من قائله غلط فظيع من حيث يستحيل أن يكون النبي ص و هوالإمام المتبع في سائر الدين متبعا مأموما في حال من الأحوال وكيف يجوز أن يتقدم علي


صفحه : 163

النبي ص غيره في الصلاة و قددلت الأخبار علي أنه لايتقدم فيها إلاالأفضل علي الترتيب والتنزيل المعروف . وأقول ذلك من مذهب أصحابنا معلوم لايحتاج إلي بيان و قدورد من صحاح الأخبار عندالمخالفين مايدل عليه رَوَي مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَؤُمّ القَومَ أَقرَؤُهُم لِكِتَابِ اللّهِ فَإِن كَانُوا فِي القِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعلَمُهُم بِالسّنّةِ فَإِن كَانُوا فِي السّنّةِ سَوَاءً فَأَقدَمُهُم هِجرَةً فَإِن كَانُوا فِي الهِجرَةِ سَوَاءً فَأَقدَمُهُم سِنّاً وَ لَا يَؤُمّنّ الرّجُلُ الرّجُلَ فِي سُلطَانِهِ وَ لَا يَقعُدُ فِي بَيتِهِ عَلَي تَكرِمَتِهِ إِلّا بِإِذنِهِ وَ فِي رِوَايَةٍ لَهُ وَ لَا يَؤُمّنّ الرّجُلُ الرّجُلَ فِي أَهلِهِ

. وروي في جامع الأصول مايدل علي هذاالمعني بتغيير في اللفظ عن مسلم


صفحه : 164

والترمذي‌ والنسائي‌ و أبي داود و قال قال شعبة قلت لإسماعيل ماتكرمته قال فراشه .

وَ رَوَي مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ أَيضاً عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَص إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً فَليَؤُمّهُم أَحَدُهُم وَ أَحَقّهُم بِالإِمَامَةِ أَقرَؤُهُم وَ رَوَي أَبُو دَاوُدَ فِي صَحِيحِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص لِيُؤَذّن لَكُم خِيَارُكُم وَ ليَؤُمّكُم قَرّاؤُكُم

. و قدذكر في المشكاة هذه الروايات علي الوجه ألذي ذكرناها. و قد قال بالترتيب في الإمامة جمهور العامة وإنما اختلفوا في تقدم الفقه أوالقراءة فذهب أصحاب أبي حنيفة إلي تقدم القراءة لظاهر الخبر والشافعي‌ ومالك إلي تقدم الفقه علي القراءة فلو دل التقدم علي الأفضلية فتقدم أحد علي الرسول ص مما لانزاع في بطلانه و لو لم يدل عليها وجاز تقديم المفضول و كان من قبيل ترك الأولي فسقط الاحتجاج بتقدم أبي بكر وأضرابه إذ يجوز حينئذ أن يكون مفضولا بالنسبة إلي كل واحد من مؤتميه و هوواضح . و أنت بعداطلاعك علي أخبارهم السالفة لاترتاب في بطلان القول بأنه ص صلي خلف أبي بكر إذ بعض روايات عائشة صريحة في أنه جلس بين يدي‌ أبي بكر وبعضها صريحة في أنه اقتدي أبوبكر بصلاته ص و إن كان جلس إلي جنب أبي بكر وبعض روايات أنس دلت علي عدم خروجه في مرضه إلي الصلاة كماسبق فكان منافيا لمادل علي اقتدائه بأبي‌ بكر وتلك


صفحه : 165

الروايات أكثر فلايصلح مادلت علي أنه ص صلي خلف أبي بكر معارضة لها و لوسلمنا كونها صالحة للمعارضة لها فإذاتعارضتا تساقطتا فبقي‌ مارواه أصحابنا سليما عن معارض و قدصرح الثقات عندهم من أرباب السير كصاحب الكامل وغيره بأنه كان يصلي‌ بصلاة رسول الله ص وكفاك شاهدا علي بطلانه اعتراف قاضي‌ القضاة ألذي يتشبث بكل رطب ويابس فلو لا أنه رأي القول بذلك فظيعا ظاهر البطلان لمافاته التمسك به .فظهر أن ماذكره المتعصبون من متأخريهم كصاحب المواقف وشارحه والشارح الجديد للتجريد من أنه ص صلي خلفه و أن الروايات الصحيحة متعاضدة علي ذلك إنما نشأ من فرط الجهل والطغيان في العصبية ولقد أحال السيد حيث أورد في بيان تعاضد الروايات الصحيحة روايتين مجهولتين غيرمسندتين إلي أصل أو كتاب قال روي‌ عن ابن عباس أنه قال لم يصل النبي ص خلف أحد من أمته إلاخلف أبي بكر وصلي خلف عبدالرحمن بن عوف في سفر ركعة واحدة. قال وروي‌ عن رافع بن عمرو بن عبيد عن أبيه أنه قال لماثقل النبي ص عن الخروج أمر أبابكر أن يقوم مقامه فكان يصلي‌ بالناس وربما خرج النبي ص بعد مادخل أبوبكر في الصلاة فصلي خلفه و لم يصل خلف أحد غيره إلا أنه صلي خلف عبدالرحمن بن عوف ركعة واحدة في سفر. ثم ذكر رواية أنس الدالة علي أنه رفع الستر فنظر إلي صلاتهم وتبسم كماسبق ثم قال و أما ماروي البخاري‌ عن عروة عن أبيه عن عائشة وذكر الرواية السابقة إلي قولها فكان أبوبكر يصلي‌ بصلاة رسول الله ص و الناس يصلون بصلاة أبي بكر ثم فسره فقال أي بتكبيره وجمع بينها و بين الخبرين السابقين


صفحه : 166

بأن هذاإنما كان في وقت آخر. وليت شعري‌ إذاكانت الروايتان صحيحتين فلم لم يسندهما إلي كتاب أوأصل معروف كماأسند رواية عروة عن عائشة و لو كان رسول الله ص صلي خلفه في مرضه فلم كانت عائشة مع حرصها علي إثبات فضل لأبيها تارة تروي‌ اقتداء الناس بأبي‌ بكر واقتداء أبي بكر بصلاته ص وتارة جلوسه بين يدي‌ أبي بكر و لم لم يقل عُمَرُ يوم السقيفة أيكم تطيب نفسه أن يتقدم علي من فضله رسول الله ص علي نفسه وصلي خلفه . والعجب من السيد الشريف أنه ترك التمسك برواية الترمذي‌ عن عائشة وروايته ورواية النسائي‌ عن أنس وتمسك بهاتين لها فعجز عن إسنادهما إلي أصل . و أما ماذكره في وجه الجمع فظاهر البطلان إذ لو كان المراد بوقت آخر غيرمرض موته ص فكثير من الروايات السابقة مع اتفاق كلمة أرباب السير يشهد بخلافه و لو كان المراد وقوع الأمرين كليهما في مرض الموت كل في وقت فسوق رواية عبيد الله بن عبد الله عن عائشة التي‌ رواها البخاري‌ ومسلم وعدوها من المتفق عليه وسوق كلام أرباب السير أيضا ينادي‌ بفساده و لو كان المراد أن ماتضمنه خبر رافع بن عمرو بن عبيد عن أبيه كان في غيرمرض موته ص فواضح البطلان إذ لم يذكر أحد من أرباب السير والرواة أنه أمرص أبابكر أن يصلي‌ بالناس إلا في تلك الحال و لم يكن أحد يفهم من قولهم لماثقل النبي ص عن الخروج و من حكايتهم الصلاة في مرضه وأمره أبابكر بالصلاة إلامرض الموت مع أن رواية الترمذي‌ والنسائي‌ صريحة في وقوعه حينئذ.


صفحه : 167

علي أن التمسك بصلاته ص خلف أبي بكر في إثبات الفضل لأبي‌ بكر حماقة عجيبة إذ هو من قبيل الاستدلال بمقدمة مع الاعتراف بنقيضها فإن التقدم في الصلاة لودل علي فضل الإمام لكان أبوبكر أفضل من الرسول ص و إلافانقلع الأساس من أصله و قدنبهناك عليه فلاتغفل . ثم قال السيد رضي‌ الله عنه ومما يدل علي بطلان هذه الدعوي أنه ص لو لم يعزله عندخروجه عن الصلاة لما كان فيما وردت به الرواية من الاختلاف في أنه ص لماصلي بالناس ابتدأ من القرآن من حيث ابتدأ أبوبكر أو من حيث انتهي معني علي أنا لانعلم لوتجاوزنا عن جميع ماذكرناه وجها يكون منه خبر الصلاة شبهة في النص مع تسليم أن النبي ص أمر بهاأيضا لأن الصلاة ولاية مخصوصة في حالة مخصوصة لاتعلق لها بالإمامة لأن الإمامة تشتمل علي ولايات كثيرة من جملتها الصلاة ثم هي‌ مستمرة في الأوقات كلها فأي‌ نسبة مع ماذكرناه بين الأمرين . علي أنه لوكانت الصلاة دالة علي النص لم يخل من أن يكون دالة من حيث كانت تقديما في الصلاة أو من حيث اختصت مع أنها تقديم فيهابحال المرض فإن دلت من الوجه الأول وجب أن يكون جميع من قدمه الرسول في طول حياته للصلاة إماما للمسلمين و قدعلمنا أنه ص قدولّي الصلاة جماعة لايجب شيء من هذافيهم و إن دلت من الوجه الثاني‌ فالمرض لاتأثير له في إيجاب الإمامة فلو دل تقديمه في الصلاة في حال المرض علي الإمامة لدل علي مثله التقديم في حال الصحة و لو كان للمرض تأثير لوجب أن يكون تأميره أسامة بن زيد وتأكيده أمره في حال المرض مع أن ولايته تشتمل علي الصلاة وغيرها موجبا للإمامة لأنه لاخلاف في أن النبي ص كان يقول إلي أن فاضت نفسه الكريمة صلوات الله عليه وآله نَفّذُوا جيش أسامة ويكرر ذلك ويردده . فإن قيل لم تدل الصلاة علي الإمامة من الوجهين اللذين أفسدتموهما لكن


صفحه : 168

من حيث كان النبي ص مُؤتَمّاً بأبي‌ بكر في الصلاة ومصليا خلفه قلنا قدمضي مايبطل هذاالظن فكيف يجعل ما هومستحيل في نفسه حجة علي أن الرسول ص عندمخالفينا قدصلي خلف عبدالرحمن بن عوف و لم يكن ذلك مُوجِباً له الإمامةَ وخبر صلاة عبدالرحمن بن عوف أثبت عندهم وأظهر فيهم من صلاته خلف أبي بكر لأن الأكثر منهم يعترف بعزله عن الصلاة عندخروجه ص و قدبينا أن المرض لاتأثير له فليس لهم أن يفرقوا بين صلاته خلف عبدالرحمن وبينها خلف أبي بكر للمرض انتهي أقول ماذكره السيد رضي‌ الله تعالي عنه من عزله عن الصلاة فقد عرفت اشتمال رواياتهم عليه إذ في بعض روايات عائشة أن رسول الله ص كان بين يدي‌ أبي بكر يصلي‌ قاعدا وظهر من رواياتها الأخري التي‌ رواها مسلم والبخاري‌ أن أبابكر كان يُسمِعُ الناسَ التكبيرَ و قدعرفت اعتراف شارح المواقف بذلك وتأويله ما في الروايات الأخر من أن الناس كانوا يصلّون بصلاة أبي بكر بأن المراد يصلّون بتكبيره و لابد لهم من هذاالجمع و إلالتناقضت رواياتهم الصحيحة و قدصرح بهذا التأويل بعض فقهائهم بناء علي عدم جواز إمامة المأموم ولعله لم يقل أحد بصحة الصلاة علي هذاالوجه وظاهر المقام أيضا ذلك إذ مابال أبي بكر يقتدي‌ برسول الله ص و الناس يقتدون بأبي‌ بكر مع حضوره ص و لم يدل دليل علي عدم جواز العدول في نية الاقتداء بإمام إلي الايتمام بإمام آخر سيما الرسول ص وجواز العدول من الإمامة إلي الايتمام حتي يجوز اقتداء أبي بكر بصلاته ص و لايجوز اقتداء الناس . علي أن علم عائشة بأن الناس كانوا يأتمون بأبي‌ بكر لايخلو عن غرابة إذ يبعد أن تكون عائشة سألت الناس واحدا واحدا فأجابوا بأنا اقتدينا بأبي‌ بكر ومجرد تأخر أفعالهم عن أفعاله علي تقدير وقوعه لايدل علي ايتمامهم به و إلالكان الناس خلف كل إمام مؤتمين بمن يرفع صوته بالتكبير مع أن أكثر الناس


صفحه : 169

كانوا لايرون رسول الله ص لكونه جالسا فكانوا ينتظرون سماع صوت بالتكبير ونحوه و لايخفي أن العزل عن الصلاة ليس إلا هذافعلي تقدير مساعدتهم علي أنه أمر أبابكر بالصلاة نقول إنه ص أمر أبابكر أولا أن يصلي‌ بالناس فلما وجد من نفسه خفة خرج فعزله عنها فظهر أنه قدجرت قصة الصلاة مجري قصة البراءة والحمد لله وحده . و أما ماذكره السيد رضوان الله عليه من أنه ص ولّي الصلاةَ جماعةً فمنهم سالم مولي أبي حذيفة علي مارواه البخاري‌ و أبوداود في صحيحيهما وحكاه عنهما في جامع الأصول في صفة الإمام وذكره في المشكاة في الفصل الثالث من باب الإمامة عن ابن عمر قال لماقدم المهاجرون الأولون المدينة كان يؤمهم سالم مولي أبي حذيفة وفيهم عمر و أبوسلمة بن عبدالأسد. قال في جامع الأصول و في رواية أخري نحوه و فيها وفيهم عمر و أبوسلمة وزيد وعامر بن ربيعة أخرجه البخاري‌ و أبوداود والظاهر أنه كان علي وجه الاستمرار كمايدل عليه لفظة كان و أنه كان بأمره ص عموما أوخصوصا و إلالعزله و لم يصلّ الأصحاب خلفه . ومنهم ابن أم مكتوم علي مارواه أبوداود في صحيحه وذكره في جامع الأصول في صفة الإمام وأورده في المشكاة في الفصل الثاني‌ من الباب المذكور عن أنس قال استخلف رسول الله ص ابن أم مكتوم يؤم الناس و هوأعمي واستدلوا بهذا الخبر علي إمامة الأعمي . و قال في مصباح الأنوار أمر رسول الله ص ابن عبدالمنذر في غزاة بدر أن يصلي‌ بالناس فلم يزل يصلي‌ بهم حتي انصرف النبي ص واستخلف عام الفتح ابن أم مكتوم الأعمي فلم يزل يصلي‌ بالناس في المدينة واستخلف في غزاة حنين كلثوم بن حصين أحد بني‌ غِفار واستخلف عام خيبر أباذر الغفاري‌ّ و في غزاة الحديبية ابنَ عُرفُطَةَ واستخلف عَتّابَ بن أُسَيد علي مكة و رسول الله ص


صفحه : 170

مقيم بالأبطح وأمره أن يصلي‌ بمكة الظهر والعصر والعشاء الآخرة و كان النبي ص يصلي‌ بهم الفجر والمغرب واستخلف في غزاة ذات السلاسل سعد بن عبادة واستخلف في طلب كرز بن جابر الفهري‌ زيد بن حارثة واستخلف في غزاة سعد العشيرة أباسلم بن عبدالأسد المخزومي‌ واستخلف في غزاة الأُكَيدَر ابن أم مكتوم واستخلف في غزاة بدر الموعد عبد الله بن رواحة فما ادعي أحد منهم الخلافة و لاطمع في الإمرة والولاية انتهي . و قدذكر ابن عبدالبر في الإستيعاب استخلاف كلثوم بن حصين الغفاري‌ علي المدينة مرتين مرة في عمرة القضاء ومرة عام الفتح في خروجه إلي مكة وحنين والطائف واستعمال عَتّابِ بن أَسِيد علي مكة عام الفتح حين خرج إلي حنين و أنه أقام للناس الحج تلك السنة وهي‌ سنة ثمان قال فلم يزل عتّاب أميرا علي مكة حتي قبض ص وأقره أبوبكر عليها إلي أن مات واستعمال زيد بن حارثة و عبد الله بن رواحة. و أما ماذكره السيد رضوان الله عليه من أنهم زعموا أنه ص صلي خلف عبدالرحمن فيدل عليه رواياتهم وكلام علمائهم و قدروي في جامع الأصول في باب إمامة الصلاة و في كتاب الطهارة روايات عديدة حكاها عن البخاري‌ ومسلم و أبي داود والنسائي‌ و عن الموطإ لافائدة في ذكرها بلفظها و قداعترف بها من المخالفين من ادعي صلاته ع خلف أبي بكر كشارح المواقف و من اعترف منهم بأنه ص لم يصل خلف أبي بكر كقاضي‌ القضاة. و قدذكر ابن عبدالبر صلاته ص خلف عبدالرحمن بن عوف و لم يذكر


صفحه : 171

ماذكره في المغني‌ من ضيق الوقت وكذا ليس ذلك في رواياتهم التي‌ أشرنا إليها و لايذهب عليك أنه اعتذار سخيف إذ علي تقدير ضيق الوقت كان يجوز له ص أن يصلي‌ منفردا أويقوم إلي جانب عبدالرحمن ويصلي‌ حتي يصلي‌ عبدالرحمن بصلاته ص و الناس بصلاة عبدالرحمن كمادلت عليه كثير من رواياتهم التي‌ اعتمدوا عليها في صلاة أبي بكر أويصلوا جميعا بصلاة رسول الله ص فصلاة عبدالرحمن أبلغ وأقوي في الدلالة علي الخلافة علي مازعموه مع أنه لم يقل أحد بخلافة عبدالرحمن و لاادعاها هو وحينئذ فنقول إذاصلي رسول الله ص خلف عبدالرحمن علي مازعموه و لم يصل خلف أبي بكر فليس ذلك إلاإزالة لهذه الشبهة الضعيفة و إن كان لوصلي لم يدل علي استحقاقه للإمامة كما لم يدل في حق عبدالرحمن . و أماالفرق بين التقدم في الصلاة والإمامة فغير منحصر فيما ذكره السيد رضي‌ الله عنه أما علي مذهب الأصحاب من اشتراط العصمة والتنصيص فواضح و أما علي زعم المخالفين فلإطباقهم بل لاتفاق المسلمين علي أن الإمامة لاتكون إلا في قريش قال صاحب المغني‌ قداستدل شيوخنا علي ذلك بما روي‌ عنه ص أن الأئمة من قريش . وروي‌ عنه ص أنه قال هذاالأمر لايصلح إلا في هذاالحي‌ من قريش وقووا ذلك بما كان يوم السقيفة من كون ذلك سببا لصرف الأنصار عما كانوا عزموا عليه لأنهم عند هذه الرواية انصرفوا عن ذلك وتركوا الخوض فيه وقووا ذلك بأن أحدا لم ينكره في تلك الحال فإن أبابكر استشهد في ذلك بالحاضرين فشهدوا حتي صار خارجا عن باب خبر الواحد إلي الاستفاضة وقووا ذلك بأن ماجري هذاالمجري إذاذكر في ملإ من الناس وادعي عليه المعرفة فتركهم النكير يدل علي صحة الخبر المذكور. ثم حكي في فصل آخر عن أبي علي أنه قال إذا لم يوجد في قريش من يصلح للإمامة يجوز أن ينصب من غيرهم و أما علي تقدير وجوده في قريش فلا


صفحه : 172

خلاف في عدم جواز العدول عنهم إلي غيرهم و لاخلاف بين الأمة في أن إمام الصلاة لايشترط فيه أن يكون قرشيا فالاستدلال بصلوح الرجل لإمامة الصلاة علي كونه صالحا للخلافة باطل باتفاق الكل . وأيضا اتفق الكل علي اشتراط العدالة في الإمام وجوزت العامة أن يتقدم في الصلاة كل بر وفاجر وَ مِمّا رَوَوهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الأَخبَارِ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي صَحِيحِهِ وَ رَوَاهُ فِي المِشكَاةِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ النّبِيّص الجِهَادُ وَاجِبٌ عَلَيكُم مَعَ كُلّ أَمِيرٍ بَرّاً كَانَ أَو فَاجِراً وَ إِن عَمِلَ الكَبَائِرَ وَ الصّلَاةُ وَاجِبَةٌ عَلَيكُم خَلفَ كُلّ مُسلِمٍ بَرّاً كَانَ أَو فَاجِراً وَ إِن عَمِلَ الكَبَائِرَ

. وأيضا يشترط في الإمام الحرية بالاتفاق بخلاف المتقدم في الصلاة فقد اختلف الأصحاب في اشتراطها وذهب أكثر العامة إلي جواز الاقتداء بالعبد من غيركراهة واستدل عليه في شرح الوجيز بأن عائشة كان يؤمها عبدلها يكني أباعمر وذهب أبوحنيفة إلي أنه يكره إمامة العبد وأيضا يشترط في الإمام أن يكون بالغا بالاتفاق وجوز الشافعي‌ الاقتداء بالصبي‌ المميز واستدلوا عليه بأن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه علي عهد رسول الله ص و هو ابن سبع ومنع أبوحنيفة ومالك و أحمد من الاقتداء به في الفريضة و في النافلة اختلف الرواية عنهم .


صفحه : 173

وأيضا يشترط في الإمام بالاتفاق نوع من العلم فيما يتعلق بحقوق الناس والسياسات و لم يشترط ذلك في المتقدم في الصلاة بالاتفاق فظهر أن الإمامة بمراحل عن تولي‌ الصلاة و مع ذلك فقد تم بما تمسك به عمر بن الخطاب يوم السقيفة من إمامة أبي بكر في الصلاة أمر بيعته وانصرف الأنصار بذلك عن دعواهم روي ابن عبدالبر في الإستيعاب بإسناده عن عبد الله بن مسعود قال كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني‌ ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب نشدتكم الله هل تعلمون أن رسول الله ص أمر أبابكر أن يصلي‌ بالناس قالوا أللهم نعم قال فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقام أقامه فيه رسول الله ص فقالوا كلنا لاتطيب نفسه ونستغفر الله و قدروي هذاالمعني كثير من الثقات عندهم ونقلة آثارهم .فانظر أيها العاقل بعين الإنصاف كيف استزلهم الشيطان وقادهم إلي النار بكلام عمر بن الخطاب كمااستهوي قوم موسي بخوار العجل وأنساهم مانطق به الرسول الأمين ص من النصوص الصريحة في أمير المؤمنين ع كماأغفل بني‌


صفحه : 174

إسرائيل عن آيات رب العالمين فنبذوا الحق وَراءَ ظُهُورِهِم وَ اشتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئسَ ما يَشتَرُونَوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ. و قدأورد السيد بن طاوس رضي‌ الله تعالي عنه في كتاب الطرائف فصلا طويلا في ذلك تركناه حذرا من التكرار والإطناب وفيما أوردناه غنية لأولي‌ الألباب


صفحه : 175

باب 4

1-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي المُفَضّلِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الشيّباَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ الصّحِيحِ عَن رِجَالِهِ


صفحه : 176

ثِقَةً عَن ثِقَةٍ أَنّ النّبِيّص خَرَجَ فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيّ‌َ فِيهِ إِلَي الصّلَاةِ مُتَوَكّياً عَلَي الفَضلِ بنِ العَبّاسِ وَ غُلَامٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ثَوبَانُ وَ هيِ‌َ الصّلَاةُ التّيِ‌ أَرَادَ التّخَلّفَ عَنهَا لِثِقَلِهِ ثُمّ حَمَلَ عَلَي نَفسِهِص وَ خَرَجَ فَلَمّا صَلّي عَادَ إِلَي مَنزِلِهِ فَقَالَ لِغُلَامِهِ اجلِس عَلَي البَابِ وَ لَا تَحجُب أَحَداً مِنَ الأَنصَارِ وَ تَجَلّاهُ الغشَي‌ُ وَ جَاءَتِ الأَنصَارُ


صفحه : 177

فَأَحدَقُوا بِالبَابِ وَ قَالُوا ائذَن لَنَا عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ هُوَ مغَشيِ‌ّ عَلَيهِ وَ عِندَهُ نِسَاؤُهُ فَجَعَلُوا يَبكُونَ فَسَمِعَ رَسُولُ اللّهِص البُكَاءَ فَقَالَ مَن هَؤُلَاءِ قَالُوا الأَنصَارُ فَقَالَص مَن هَاهُنَا مِن أَهلِ بيَتيِ‌ قَالُوا عَلِيّ وَ العَبّاسُ فَدَعَاهُمَا وَ خَرَجَ مُتَوَكّئاً عَلَيهِمَا فَاستَنَدَ إِلَي جَذَعٍ مِن أَسَاطِينِ مَسجِدِهِ وَ كَانَ الجَذَعُ جَرِيدُ نَخلَةٍ فَاجتَمَعَ النّاسُ وَ خَطَبَ وَ قَالَ فِي كَلَامِهِ إِنّهُ لَم يَمُت نبَيِ‌ّ قَطّ إِلّا خَلّفَ تَرِكَةً وَ قَد خَلّفتُ فِيكُمُ الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ أَهلَ بيَتيِ‌ فَمَن ضَيّعَهُم ضَيّعَهُ اللّهُ أَلَا وَ إِنّ الأَنصَارَ كرَشِيِ‌َ التّيِ‌ آويِ‌ إِلَيهَا وَ إنِيّ‌ أُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ وَ الإِحسَانِ إِلَيهِم فَاقبَلُوا مِن مُحسِنِهِم وَ تَجَاوَزُوا عَن مُسِيئِهِم


صفحه : 178

ثُمّ دَعَا أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ فَقَالَ سِر عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ وَ النّصرِ وَ العَافِيَةِ حَيثُ أَمَرتُكَ بِمَن أَمّرتُكَ عَلَيهِ وَ كَانَص قَد أَمّرَهُ عَلَي جَمَاعَةٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فِيهِم أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ الأَوّلِينَ وَ أَمَرَهُ أَن يُغِيرُوا عَلَي مُؤتَةَ وَادٍ فِي فِلَسطِينَ فَقَالَ لَهُ أُسَامَةُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تَأذَنُ لِي فِي المُقَامِ أَيّاماً حَتّي يَشفِيَكَ اللّهُ فإَنِيّ‌ مَتَي خَرَجتُ وَ أَنتَ عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ خَرَجتُ وَ فِي قلَبيِ‌ مِنكَ قَرحَةٌ فَقَالَ أَنفِذ يَا أُسَامَةُ فَإِنّ القُعُودَ عَنِ الجِهَادِ لَا يَجِبُ فِي حَالٍ مِنَ الأَحوَالِ فَبَلَغَ رَسُولَ اللّهِص أَنّ النّاسَ طَعَنُوا فِي عَمَلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بلَغَنَيِ‌ أَنّكُم طَعَنتُم فِي عَمَلِ أُسَامَةَ وَ فِي عَمَلِ أَبِيهِ مِن قَبلُ وَ ايمُ اللّهِ إِنّهُ لَخَلِيقٌ بِالإِمَارَةِ وَ إِنّ أَبَاهُ كَانَ خَلِيقاً بِهَا وَ إِنّهُ مِن أَحَبّ النّاسِ إلِيَ‌ّ فَأُوصِيكُم بِهِ خَيراً فَلَئِن قُلتُم فِي إِمَارَتِهِ فَقَد قَالَ قَائِلُكُم فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ ثُمّ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي بَيتِهِ وَ خَرَجَ أُسَامَةُ مِن يَومِهِ حَتّي عَسكَرَ عَلَي رَأسِ فَرسَخٍ مِنَ المَدِينَةِ وَ نَادَي منُاَديِ‌ رَسُولِ اللّهِص أَن لَا يَتَخَلّف عَن أُسَامَةَ أَحَدٌ مِمّن أَمّرتُهُ عَلَيهِ فَلَحِقَ النّاسُ بِهِ وَ كَانَ أَوّلَ مَن سَارَعَ إِلَيهِ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ فَنَزَلُوا فِي زُقَاقٍ وَاحِدٍ مَعَ جُملَةِ أَهلِ العَسكَرِ قَالَ وَ ثَقُلَ رَسُولُ اللّهِص فَجَعَلَ النّاسُ مِمّن لَم يَكُن فِي بَعثِ أُسَامَةَ يَدخُلُونَ عَلَيهِ أَرسَالًا وَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ شَاكّ فَكَانَ لَا يَدخُلُ أَحَدٌ مِنَ الأَنصَارِ عَلَي النّبِيّص إِلّا انصَرَفَ إِلَي سَعدٍ يَعُودُهُ قَالَ وَ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَقتَ الضّحَي مِن يَومِ الإِثنَينِ بَعدَ خُرُوجِ أُسَامَةَ إِلَي مُعَسكَرِهِ بِيَومَينِ فَرَجَعَ أَهلُ العَسكَرِ وَ المَدِينَةُ قَد رَجَفَت بِأَهلِهَا فَأَقبَلَ


صفحه : 179

أَبُو بَكرٍ عَلَي نَاقَةٍ لَهُ حَتّي وَقَفَ عَلَي بَابِ المَسجِدِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ مَا لَكُم تَمُوجُونَ إِن كَانَ مُحَمّدٌ قَد مَاتَ فَرَبّ مُحَمّدٍص لَم يَمُتوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً ثُمّ اجتَمَعَتِ الأَنصَارُ إِلَي سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ جَاءُوا بِهِ إِلَي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ


صفحه : 180

فَلَمّا سَمِعَ بِذَلِكَ عُمَرُ أَخبَرَ بِهِ أَبَا بَكرٍ وَ مَضَيَا مُسرِعَينِ إِلَي السّقِيفَةِ وَ مَعَهُمَا أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ فِي السّقِيفَةِ خَلقٌ كَثِيرٌ مِنَ الأَنصَارِ وَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ بَينَهُم مَرِيضٌ فَتَنَازَعُوا الأَمرَ بَينَهُم فَآلُ الأَمرُ إِلَي أَن قَالَ أَبُو بَكرٍ فِي آخِرِ كَلَامِهِ لِلأَنصَارِ إِنّمَا أَدعُوكُم إِلَي أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ أَو إِلَي عُمَرَ وَ كِلَاهُمَا قَد رَضِيتُ لِهَذَا الأَمرِ وَ كِلَاهُمَا أَرَاهُ لَهُ أَهلًا فَقَالَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ مَا ينَبغَيِ‌ لَنَا أَن نَتَقَدّمَكَ يَا أَبَا بَكرٍ أَنتَ أَقدَمُنَا إِسلَاماً وَ أَنتَ صَاحِبُ الغَارِ وَ ثاَنيِ‌َ اثنَينِ فَأَنتَ أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ وَ أَولَانَا بِهِ فَقَالَتِ الأَنصَارُ نَحذَرُ أَن يَغلِبَ عَلَي هَذَا الأَمرِ مَن لَيسَ مِنّا وَ لَا مِنكُم فَنَجعَلُ مِنّا أَمِيراً وَ مِنكُم أَمِيراً وَ نَرضَي بِهِ عَلَي أَنّهُ إِن هَلَكَ اختَرنَا آخَرَ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ بَعدَ أَن مَدَحَ المُهَاجِرِينَ وَ أَنتُم مَعَاشِرَ الأَنصَارِ مِمّن لَا يُنكَرُ فَضلُهُم وَ لَا نِعمَتُهُم العَظِيمَةُ فِي الإِسلَامِ رَضِيَكُم اللّهُ أَنصَاراً لِدِينِهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ


صفحه : 181

جَعَلَ إِلَيكُم مُهَاجَرَتَهُ وَ فِيكُم مَحَلّ أَزوَاجِهِ فَلَيسَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ بَعدَ المُهَاجِرِينَ الأَوّلِينَ بِمَنزِلَتِكُم فَهُمُ الأُمَرَاءُ وَ أَنتُمُ الوُزَرَاءُ فَقَامَ الحُبَابُ بنُ المُنذِرِ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ أَملِكُوا عَلَي أَيدِيكُم وَ إِنّمَا النّاسُ فِي فَيئِكُم وَ ظِلَالِكُم وَ لَن يجَترَ‌ِئَ مجُترَ‌ِئٌ عَلَي خِلَافِكُم وَ لَن يَصدُرَ النّاسُ إِلّا عَن رَأيِكُم وَ أَثنَي عَلَي الأَنصَارِ ثُمّ قَالَ فَإِن أَبَي هَؤُلَاءِ تَأمِيرَكُم عَلَيهِم فَلَسنَا نَرضَي تَأمِيرَهُم عَلَينَا وَ لَا نَقنَعُ بِدُونِ أَن يَكُونَ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنهُم أَمِيرٌ فَقَامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ هَيهَاتَ لَا يَجتَمِعُ سَيفَانِ فِي غِمدٍ وَاحِدٍ إِنّهُ لَا تَرضَي العَرَبُ أَن تُؤَمّرَكُم وَ نَبِيّهَا مِن غَيرِكُم وَ لَكِنّ العَرَبَ لَا تَمتَنِعُ أَن توُلَيّ‌َ أَمرَهَا مَن كَانَتِ النّبُوّةُ فِيهِم وَ لَنَا بِذَلِكَ عَلَي مَن خَالَفَنَا الحُجّةُ الظّاهِرَةُ وَ السّلطَانُ البَيّنُ فَمَا يُنَازِعُنَا فِي سُلطَانِ مُحَمّدٍص وَ نَحنُ أَولِيَاؤُهُ وَ عَشِيرَتُهُ إِلّا مُدلٍ بِبَاطِلٍ أَو مُتَجَانِفٌ لِإِثمٍ أَو مُتَوَرّطٌ فِي الهَلَاكَةِ مُحِبّ لِلفِتنَةِ فَقَامَ الحُبَابُ بنُ المُنذِرِ ثَانِيَةً فَقَالَ يَا مَعَاشِرَ الأَنصَارِ أَمسِكُوا عَلَي أَيدِيكُم وَ لَا تَسمَعُوا مَقَالَةَ هَذَا الجَاهِلِ وَ أَصحَابِهِ فَيَذهَبُوا بِنَصِيبِكُم مِن هَذَا الأَمرِ وَ إِن أَبَوا أَن يَكُونَ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنهُم أَمِيرٌ فَأَجلُوهُم عَن بِلَادِكُم وَ تَوَلّوا هَذَا الأَمرَ عَلَيهِم فَأَنتُم وَ اللّهِ أَحَقّ بِهِ مِنهُم فَقَد دَانَ بِأَسيَافِكُم قَبلَ هَذَا الوَقتِ مَن لَم يَكُن يَدِينُ بِغَيرِهَا وَ أَنَا جُذَيلُهَا المُحَكّكُ وَ عُذَيقُهَا المُرَجّبُ وَ اللّهِ لَئِن رَدّ أَحَدٌ قوَليِ‌ لَأَحطِمَنّ أَنفَهُ بِالسّيفِ قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَلَمّا كَانَ الحُبَابُ هُوَ ألّذِي يجُيِبنُيِ‌ لَم يَكُن لِي مَعَهُ كَلَامٌ فَإِنّهُ جَرَت بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مُنَازَعَةٌ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص فنَهَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص عَن مُهَاتَرَتِهِ فَحَلَفتُ أَن لَا أُكَلّمَهُ أَبَداً ثُمّ قَالَ عُمَرُ لأِبَيِ‌ عُبَيدَةَ يَا أَبَا عُبَيدَةَ تَكَلّم فَقَامَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ تَكَلّمَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ ذَكَرَ فِيهِ فَضَائِلَ الأَنصَارِ فَكَانَ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ سَيّدَاً مِن سَادَاتِ الأَنصَارِ لَمّا رَأَي اجتِمَاعَ الأَنصَارِ عَلَي سَعدِ


صفحه : 182

بنِ عُبَادَةَ لِتَأمِيرِهِ حَسَدَهُ وَ سَعَي فِي إِفسَادِ الأَمرِ عَلَيهِ وَ تَكَلّمَ فِي ذَلِكَ وَ رضَيِ‌َ بِتَأمِيرِ قُرَيشٍ وَ حَثّ النّاسَ كُلّهُم لَا سِيّمَا الأَنصَارِ عَلَي الرّضَا بِمَا يَفعَلُهُ المُهَاجِرُونَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ هَذَا عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ شَيخَا قُرَيشٍ فَبَايِعُوا أَيّهُمَا شِئتُم فَقَالَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ مَا نَتَوَلّي هَذَا الأَمرَ عَلَيكَ امدُد يَدَكَ نُبَايِعكَ فَقَالَ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ وَ أَنَا ثَالِثُكُمَا وَ كَانَ سَيّدَ الأَوسِ وَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ سَيّدَ الخَزرَجِ فَلَمّا رَأَتِ الأَوسُ صَنِيعَ بَشِيرٍ وَ مَا دَعَت إِلَيهِ الخَزرَجُ مِن تَأمِيرِ سَعدٍ أَكَبّوا عَلَي أَبِي بَكرٍ بِالبَيعَةِ وَ تَكَاثَرُوا عَلَي ذَلِكَ وَ تَزَاحَمُوا فَجَعَلُوا يَطَئُونَ سَعداً مِن شِدّةَ الزّحمَةِ وَ هُوَ بَينَهُم عَلَي فِرَاشِهِ مَرِيضٌ فَقَالَ قتَلَتمُوُنيِ‌ قَالَ عُمَرُ اقتُلُوا سَعداً قَتَلَهُ اللّهُ فَوَثَبَ قَيسُ بنُ سَعدٍ فَأَخَذَ بِلِحيَةِ عُمَرَ وَ قَالَ وَ اللّهِ يَا ابنَ صُهَاكَ الجَبَانَ الفَرّارَ فِي الحُرُوبِ اللّيثَ فِي المَلَإِ وَ الأَمنِ لَو حَرّكتَ مِنهُ شَعرَةً مَا رَجَعتَ وَ فِي وَجهِكَ وَاضِحَةٌ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ مَهلًا يَا عُمَرُ فَإِنّ الرّفقَ أَبلَغُ وَ أَفضَلُ فَقَالَ سَعدٌ يَا ابنَ صُهَاكَ وَ كَانَت جَدّةَ عُمَرَ حَبَشِيّةً أَمَا وَ اللّهِ لَو أَنّ لِي قُوّةً عَلَي النّهُوضِ لَسَمِعتُمَا منِيّ‌ فِي سِكَكِهَا زَئِيراً يُزعِجُكَ وَ أَصحَابَكَ مِنهَا وَ لَأَلحَقتُكُمَا بِقَومٍ كُنتُم فِيهِم أَذنَاباً أَذِلّاءَ تَابِعَينِ غَيرَ مَتبُوعَينِ لَقَدِ اجتَرَأتُمَا يَا آلَ الخَزرَجِ احملِوُنيِ‌ مِن مَكَانِ الفِتنَةِ فَحَمَلُوهُ فَأَدخَلُوهُ مَنزِلَهُ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ذَلِكَ بَعَثَ إِلَيهِ أَبُو بَكرٍ أَن قَد بَايَعَ النّاسُ فَبَايِع فَقَالَ لَا وَ اللّهِ حَتّي أَرمِيَكُم بِكُلّ سَهمٍ فِي كنِاَنتَيِ‌ وَ أَخضِبَ مِنكُم سِنَانَ رمُحيِ‌ وَ أَضرِبَكُم بسِيَفيِ‌ مَا أَقَلّت يدَيِ‌ فَأُقَاتِلُكُم بِمَن تبَعِنَيِ‌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ وَ عشَيِرتَيِ‌ ثُمّ وَ ايمُ اللّهِ لَوِ اجتَمَعَ


صفحه : 183

الجِنّ وَ الإِنسُ عَلَيّ مَا بَايَعتُكُمَا أَيّهَا الغَاصِبَانِ حَتّي أُعرَضَ عَلَي ربَيّ‌ وَ أَعلَمَ مَا حسِاَبيِ‌ فَلَمّا جَاءَهُم كَلَامُهُ قَالَ عُمَرُ لَا بُدّ مِن بَيعَتِهِ فَقَالَ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ إِنّهُ قَد أَبَي وَ لَجّ وَ لَيسَ بِمُبَايِعٍ أَو يُقتَلَ وَ لَيسَ بِمَقتُولٍ حَتّي تُقتَلَ مَعَهُ الخَزرَجُ وَ الأَوسُ فَاترُكُوهُ وَ لَيسَ تَركُهُ بِضَائِرٍ فَقَبِلُوا قَولَهُ وَ تَرَكُوا سَعداً وَ كَانَ سَعدٌ لَا يصُلَيّ‌ بِصَلَاتِهِم وَ لَا يقَضيِ‌ بِقَضَائِهِم وَ لَو وَجَدَ أَعوَاناً لَصَالَ بِهِم وَ لَقَاتَلَهُم فَلَم يَزَل كَذَلِكَ فِي وِلَايَةِ أَبِي بَكرٍ حَتّي هَلَكَ أَبُو بَكرٍ ثُمّ ولُيّ‌َ عُمَرُ فَكَانَ كَذَلِكَ فخَشَيِ‌َ سَعدٌ غَائِلَةَ عُمَرَ فَخَرَجَ إِلَي الشّامِ فَمَاتَ بِحَورَانَ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ وَ لَم يُبَايِع أَحَداً وَ كَانَ سَبَبُ مَوتِهِ أَن رمُيِ‌َ بِسَهمٍ فِي اللّيلِ فَقَتَلَهُ وَ زُعِمَ أَنّ الجِنّ رَمَوهُ وَ قِيلَ أَيضاً إِنّ مُحَمّدَ بنَ مَسلَمَةَ الأنَصاَريِ‌ّ تَوَلّي قَتلَهُ بِجُعلٍ جُعِلَت لَهُ عَلَيهِ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ تَوَلّي ذَلِكَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ قَالَ وَ بَايَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَنصَارِ وَ مَن حَضَرَ مِن غَيرِهِم وَ عَلِيّ


صفحه : 184

بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مَشغُولٌ بِجَهَازِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا فَرَغَ مِن ذَلِكَ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص وَ النّاسُ يُصَلّونَ عَلَيهِ مَن بَايَعَ أَبَا بَكرٍ وَ مَن لَم يُبَايِع جَلَسَ فِي المَسجِدِ فَاجتَمَعَ إِلَيهِ بَنُو هَاشِمٍ وَ مَعَهُ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ وَ اجتَمَعَت بَنُو أُمَيّةَ إِلَي عُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ بَنُو زُهرَةَ إِلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ فَكَانُوا فِي المَسجِدِ مُجتَمِعِينَ إِذ أَقبَلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ فَقَالُوا مَا لَنَا نَرَاكُم حَلَقاً شَتّي قُومُوا فَبَايِعُوا أَبَا بَكرٍ فَقَد بَايَعَهُ الأَنصَارُ وَ النّاسُ فَقَامَ عُثمَانُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ مَن مَعَهُمَا فَبَايَعُوا وَ انصَرَفَ عَلِيّ ع وَ بَنُو هَاشِمٍ إِلَي مَنزِلِ عَلِيّ ع وَ مَعَهُمُ الزّبَيرُ قَالَ فَذَهَبَ إِلَيهِم عُمَرُ فِي جَمَاعَةٍ مِمّن بَايَعَ فِيهِم أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ سَلَمَةُ بنُ سَلَامَةَ فَأَلفَوهُم مُجتَمِعِينَ فَقَالُوا لَهُم بَايِعُوا أَبَا بَكرٍ فَقَد بَايَعَهُ النّاسُ فَوَثَبَ الزّبَيرُ إِلَي سَيفِهِ فَقَالَ عُمَرُ عَلَيكُم بِالكَلبِ فَاكفُونَا شَرّهُ فَبَادَرَ سَلَمَةُ بنُ سَلَامَةَ فَانتَزَعَ السّيفَ مِن يَدِهِ فَأَخَذَهُ عُمَرُ فَضَرَبَ بِهِ الأَرضَ فَكَسَرَهُ وَ أَحدَقُوا بِمَن كَانَ


صفحه : 185

هُنَاكَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ مَضَوا بِجَمَاعَتِهِم إِلَي أَبِي بَكرٍ فَلَمّا حَضَرُوا قَالُوا بَايِعُوا أَبَا بَكرٍ فَقَد بَايَعَهُ النّاسُ وَ ايمُ اللّهِ لَئِن أَبَيتُم ذَلِكَ لَنُحَاكِمَنّكُم بِالسّيفِ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ بَنُو هَاشِمٍ أَقبَلَ رَجُلٌ رَجُلٌ فَجَعَلَ يُبَايِعُ حَتّي لَم يَبقَ مِمّن حَضَرَ إِلّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ بَايِع أَبَا بَكرٍ فَقَالَ عَلِيّ أَنَا أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنهُ وَ أَنتُم أَولَي بِالبَيعَةِ لِي أَخَذتُم هَذَا الأَمرَ مِنَ الأَنصَارِ وَ احتَجَجتُم عَلَيهِم بِالقَرَابَةِ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ تَأخُذُونَهُ مِنّا أَهلَ البَيتِ غَصباً أَ لَستُم زَعَمتُم لِلأَنصَارِ أَنّكُم أَولَي بِهَذَا الأَمرِ مِنهُم لِمَكَانِكُم مِن رَسُولِ اللّهِص فَأَعطَوكُمُ المَقَادَةَ وَ سَلّمُوا لَكُمُ الإِمَارَةَ وَ أَنَا أَحتَجّ عَلَيكُم بِمِثلِ مَا احتَجَجتُم عَلَي الأَنصَارِ أَنَا أَولَي بِرَسُولِ اللّهِ حَيّاً وَ مَيّتاً وَ أَنَا وَصِيّهُ وَ وَزِيرُهُ وَ مُستَودَعُ سِرّهِ وَ عِلمِهِ وَ أَنَا الصّدّيقُ الأَكبَرُ أَوّلُ مَن آمَنَ بِهِ وَ صَدّقَهُ وَ أَحسَنُكُم بَلَاءً فِي جِهَادِ المُشرِكِينَ وَ أَعرَفُكُم بِالكِتَابِ وَ السّنّةِ وَ أَفقَهُكُم فِي الدّينِ وَ أَعلَمُكُم بِعَوَاقِبِ الأُمُورِ وَ أَذرَبُكُم لِسَاناً وَ أَثبَتُكُم جِنَاناً فَعَلَامَ تُنَازِعُونّا هَذَا الأَمرَ أَنصِفُونَا إِن كُنتُم تَخَافُونَ اللّهَ مِن أَنفُسِكُم وَ اعرِفُوا لَنَا مِنَ الأَمرِ مِثلَ مَا عَرَفَتهُ الأَنصَارُ لَكُم وَ إِلّا فَبُوءُوا بِالظّلمِ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ فَقَالَ عُمَرُ أَ مَا لَكَ بِأَهلِ بَيتِكِ أُسوَةٌ فَقَالَ عَلِيّ ع سَلُوهُم عَن ذَلِكَ فَابتَدَرَ القَومُ الّذِينَ بَايَعُوا مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَقَالُوا مَا بَيعَتُنَا بِحُجّةٍ عَلَي عَلِيّ ع وَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَقُولَ إِنّا نُوَازِيهِ فِي الهِجرَةِ وَ حُسنِ الجِهَادِ وَ المَحَلّ مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عُمَرُ إِنّكَ لَستَ مَترُوكاً حَتّي تُبَايِعَ طَوعاً أَو كَرهاً فَقَالَ عَلِيّ ع احلُب حَلباً لَكَ شَطرُهُ اشدُد لَهُ اليَومَ لِيَرُدّ عَلَيكَ غَداً إِذاً وَ اللّهِ لَا أَقبَلَ قَولَكَ وَ لَا أَحفِلَ بِمَقَامِكَ وَ لَا أُبَايِعَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ مَهلًا يَا أَبَا الحَسَنِ مَا نُشَدّدُ عَلَيكَ وَ لَا نُكرِهُكَ فَقَامَ أَبُو عُبَيدَةَ إِلَي عَلِيّ فَقَالَ يَا ابنَ عَمّ لَسنَا نَدفَعُ قَرَابَتَكَ وَ لَا سَابِقَتَكَ وَ لَا عِلمَكَ وَ لَا نُصرَتَكَ وَ لَكِنّكَ حَدَثُ السّنّ وَ كَانَ لعِلَيِ‌ّ ع يَومَئِذٍ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ أَبُو بَكرٍ شَيخٌ مِن مَشَايِخِ قَومِكَ وَ هُوَ أَحمَلُ لِثِقَلِ هَذَا الأَمرِ وَ قَد مَضَي الأَمرُ بِمَا فِيهِ فَسَلّم


صفحه : 186

لَهُ فَإِن عَمّرَكَ اللّهُ لَسَلّمُوا هَذَا الأَمرَ إِلَيكَ وَ لَا يَختَلِفُ عَلَيكَ اثنَانِ بَعدَ هَذَا إِلّا وَ أَنتَ بِهِ خَلِيقٌ وَ لَهُ حَقِيقٌ وَ لَا تَبعَثِ الفِتنَةَ قَبلَ أَوَانِ الفِتنَةِ قَد عَرَفتَ مَا فِي قُلُوبِ العَرَبِ وَ غَيرِهِم عَلَيكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا مَعَاشِرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ اللّهَ اللّهَ لَا تَنسَوا عَهدَ نَبِيّكُم إِلَيكُم فِي أمَريِ‌ وَ لَا تُخرِجُوا سُلطَانَ مُحَمّدٍ مِن دَارِهِ وَ قَعرِ بَيتِهِ إِلَي دُورِكُم وَ قَعرِ بُيُوتِكُم وَ تَدفَعُوا أَهلَهُ عَن حَقّهِ وَ مَقَامِهِ فِي النّاسِ يَا مَعَاشِرَ الجَمعِ إِنّ اللّهَ قَضَي وَ حَكَمَ وَ نَبِيّهُ أَعلَمُ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ إِنّا أَهلَ البَيتِ أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنكُم أَ مَا كَانَ مِنّا القاَر‌ِئُ لِكِتَابِ اللّهِ الفَقِيهُ فِي دِينِ اللّهِ المُضطَلِعُ بِأَمرِ الرّعِيّةِ وَ اللّهِ إِنّهُ لَفِينَا لَا فِيكُم فَلَا تَتّبِعُوا الهَوَي فَتَزدَادُوا مِنَ الحَقّ بُعداً وَ تُفسِدُوا قَدِيمَكُم بِشَرّ مِن حَدِيثِكُم فَقَالَ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ الأنَصاَريِ‌ّ ألّذِي وَطّأَ الأَمرَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ قَالَت جَمَاعَةُ الأَنصَارِ يَا أَبَا الحَسَنِ لَو كَانَ هَذَا الكَلَامَ سَمِعَتهُ الأَنصَارُ مِنكَ قَبلَ الِانضِمَامِ لأِبَيِ‌ بَكرٍ مَا اختَلَفَ فِيكَ اثنَانِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا هَؤُلَاءِ أَ كُنتُ أَدَعُ رَسُولَ اللّهِص مُسَجّي لَا أُوَارِيهِ وَ أَخرُجُ أُنَازِعُ فِي سُلطَانِهِ وَ اللّهِ مَا خِفتُ أَحَداً يَسمُو لَهُ وَ يُنَازِعُنَا أَهلَ البَيتِ فِيهِ وَ يَستَحِلّ مَا استَحلَلتُمُوهُ وَ لَا عَلِمتُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص تَرَكَ


صفحه : 187

يَومَ غَدِيرِ خُمّ لِأَحَدٍ حُجّةً وَ لَا لِقَائِلٍ مَقَالًا فَأَنشُدُ اللّهَ رَجُلًا سَمِعَ النّبِيّص يَومَ غَدِيرِ خُمّ يَقُولُ مَن كُنتُ مَولَاهُ فَهَذَا عَلِيّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ انصُر مَن نَصَرَهُ وَ اخذُل مَن خَذَلَهُ أَن يَشهَدَ بِمَا سَمِعَ قَالَ زَيدُ بنُ أَرقَمَ فَشَهِدَ اثنَا عَشَرَ رَجُلًا بَدرِيّاً بِذَلِكَ وَ كُنتُ مِمّن سَمِعَ القَولَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَكَتَمتُ الشّهَادَةَ يَومَئِذٍ فَذَهَبَ بصَرَيِ‌ قَالَ وَ كَثُرَ الكَلَامُ فِي هَذَا المَعنَي وَ ارتَفَعَ الصّوتُ وَ خشَيِ‌َ عُمَرُ أَن


صفحه : 188

يُصغَي إِلَي قَولِ عَلِيّ ع فَفَسَخَ المَجلِسَ وَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُقَلّبُ القُلُوبَ وَ الأَبصَارَ وَ لَا يَزَالُ يَا أَبَا الحَسَنِ تَرغَبُ عَن قَولِ الجَمَاعَةِ فَانصَرَفُوا يَومَهُم ذَلِكَ

بيان قال في القاموس الكرش بالكسر ككتف لكل مجتر بمنزلة المعدة للإنسان مؤنثة وعيال الرجل وصغار ولده والجماعة و في النهاية فيه الأنصار كرشي‌ وعيبتي‌ أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته والذين يعتمد عليهم في أمره واستعار الكرش والعيبة لذلك لأن المجتر يجمع علفه في كرشه و الرجل يضع ثيابه في عيبته وقيل أراد بالكرش الجماعة أي جماعتي‌ وصحابتي‌ يقال عليه كرش من الناس أي جماعة انتهي و في القاموس الرسل محركة القطيع من كل شيء والجمع أرسال و قال أدلي بحجته أظهرها وتجانف تمايل و في النهاية ماتجانفنا لإثم أي لم نمل فيه لارتكاب الإثم انتهي والتورط الدخول في المهالك و ماتعسر النجاة منه . و قال في النهاية في حديث السقيفة أناجذيلها المحكك هوتصغير جذل و هوالعود ألذي ينصب للإبل لتحتك به و هوتصغير تعظيم أي أناممن يستشفي برأيه كماتستشفي الإبل الجربي بالاحتكاك بهذا العود و قال في المحكك بعدذكر هذاالمعني والعود المحكك هو ألذي كثر الاحتكاك به وقيل أراد أنه شديد البأس صلب الكسر كالجذل المحكك وقيل معناه أنادون الأنصار جذل حكاك فبي‌ تقرن الصعبة و قال الرجبة هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أوخشب


صفحه : 189

إذاخيف عليها لطولها أوكثرة حملها أن تقع ورجبتها فهي‌ مرجبة والعذيق تصغير العذق بالفتح و هوتصغير تعظيم و قد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقي إليها و من الترجيب أن تعمد بخشبة ذات شعبتين وقيل أراد بالترجيب التعظيم يقال رجب فلان مولاه أي عظمه انتهي .أقول فعلي الأول التشبيه بالعُذَيق المخصوص إما لرفعته وكثرة حمله لماينفع الناس من الآراء المتينة بزعمه أولأنه يحتاج إلي من يعينه لينتفع به ويقال حطمه أي ضرب أنفه وهاتره سابه بالباطل والواضحة الأسنان تبدو عندالضحك ويقال زأر الأسد زئيرا إذاصاح وغضب وحوران بالفتح موضع بالشام و في القاموس أعطاه مقادته انقاد له والذرابة حدة اللسان وباء إليه رجع وبذنبه بوءا احتمله واعترف به وفلان مضطلع علي الأمر أي قوي‌ عليه

2-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ هَل كَانَ أَحَدٌ فِي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص أَنكَرَ عَلَي أَبِي بَكرٍ فِعلَهُ وَ جُلُوسَهُ مَجلِسَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ نَعَم كَانَ ألّذِي أَنكَرَ عَلَي أَبِي بَكرٍ اثنيَ‌ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ المُهَاجِرِينَ خَالِدُ بنُ سَعِيدِ بنِ العَاصِ وَ كَانَ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ بُرَيدَةُ الأسَلمَيِ‌ّ وَ مِنَ الأَنصَارِ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ سَهلٌ وَ عُثمَانُ ابنَا حُنَيفٍ وَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشّهَادَتَينِ وَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ وَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ فَلَمّا صَعِدَ أَبُو بَكرٍ المِنبَرَ تَشَاوَرُوا بَينَهُم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ وَ اللّهِ لَنَأتِيَنّهُ وَ لَنُنزِلَنّهُ عَن مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ الآخَرُونَ مِنهُم وَ اللّهِ لَئِن فَعَلتُم ذَلِكَ إِذاً لَأَعَنتُم عَلَي أَنفُسِكُم وَ قَد قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ لا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلَي التّهلُكَةِفَانطَلَقُوا بِنَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لِنَستَشِيرَهُ وَ نَستَطلِعَ رَأيَهُ فَانطَلَقَ


صفحه : 190

القَومُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بِأَجمَعِهِم فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَرَكتَ حَقّاً أَنتَ أَحَقّ بِهِ وَ أَولَي مِنهُ لِأَنّا سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ مَعَ الحَقّ وَ الحَقّ مَعَ عَلِيّ يَمِيلُ


صفحه : 191

مَعَ الحَقّ كَيفَ مَالَ وَ لَقَد هَمَمنَا أَن نَصِيرَ إِلَيهِ فَنُنزِلَهُ عَن مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص فَجِئنَاكَ نَستَشِيرُكَ وَ نَستَطلِعُ رَأيَكَ فِيمَا[فَمَا]تَأمُرُنَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ايمُ اللّهِ لَو فَعَلتُم ذَلِكَ لَمَا كُنتُم لَهُم إِلّا حَرباً وَ لَكِنّكُم كَالمِلحِ فِي الزّادِ وَ كَالكُحلِ فِي العَينِ وَ ايمُ اللّهِ لَو فَعَلتُم ذَلِكَ لأَتَيَتمُوُنيِ‌ شَاهِرِينَ أَسيَافَكُم مُستَعِدّينَ لِلحَربِ وَ القِتَالِ إِذَا لأتوني‌[أتَوَنيِ‌]فَقَالُوا لِي بَايِع وَ إِلّا قَتَلنَاكَ فَلَا بُدّ مِن أَن أَدفَعَ القَومَ عَن نفَسيِ‌ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَوعَزَ إلِيَ‌ّ قَبلَ وَفَاتِهِ قَالَ لِي يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ الأُمّةَ سَتَغدِرُ بِكَ بعَديِ‌ وَ تَنقُضُ فِيكَ عهَديِ‌ وَ إِنّكَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ إِنّ الأُمّةَ مِن بعَديِ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ وَ مَنِ اتّبَعَهُ وَ الساّمرِيِ‌ّ وَ مَنِ اتّبَعَهُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا تَعهَدُ إلِيَ‌ّ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ إِن وَجَدتَ أَعوَاناً فَبَادِر إِلَيهِم وَ جَاهِدهُم وَ إِن لَم تَجِد أَعوَاناً كُفّ يَدَكَ وَ احقُن دَمَكَ حَتّي تَلحَقَ بيِ‌ مَظلُوماً وَ لَمّا توُفُيّ‌َ رَسُولُ اللّهِص اشتَغَلتُ بِغُسلِهِ وَ تَكفِينِهِ وَ الفَرَاغِ مِن شَأنِهِ ثُمّ آلَيتُ يَمِيناً أَن لَا أرَتدَيِ‌َ إِلّا لِلصّلَاةِ حَتّي أَجمَعَ القُرآنَ فَفَعَلتُ ثُمّ أَخَذتُ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَ ابنيَ‌ّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَدُرتُ عَلَي أَهلِ بَدرٍ وَ أَهلِ السّابِقَةِ فَنَاشَدتُهُم حقَيّ‌ وَ دَعَوتُهُم إِلَي نصُرتَيِ‌ فَمَا أجَاَبنَيِ‌ مِنهُم إِلّا أَربَعَةُ رَهطٍ مِنهُم سَلمَانُ وَ عَمّارٌ وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ وَ لَقَد رَاوَدتُ فِي ذَلِكَ تَقيِيدَ بيَنّتَيِ‌ فَاتّقُوا اللّهَ عَلَي السّكُوتِ لِمَا عَلِمتُم


صفحه : 192

مِن وَغرِ صُدُورِ القَومِ وَ بُغضِهِم لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَهلِ بَيتِ نَبِيّهِص فَانطَلِقُوا بِأَجمَعِكُم إِلَي الرّجُلِ فَعَرّفُوهُ مَا سَمِعتُم مِن قَولِ رَسُولِكُمص لِيَكُونَ ذَلِكَ أَوكَدَ لِلحُجّةِ وَ أَبلَغَ لِلعُذرِ وَ أَبعَدَ لَهُم مِن رَسُولِ اللّهِص إِذَا وَرَدُوا عَلَيهِ فَسَارَ القَومُ حَتّي أَحدَقُوا بِمِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ فَلَمّا صَعِدَ أَبُو بَكرٍ المِنبَرَ قَالَ المُهَاجِرُونَ لِلأَنصَارِ تَقَدّمُوا فَتَكَلّمُوا وَ قَالَ الأَنصَارُ لِلمُهَاجِرِينَ بَل تَكَلّمُوا أَنتُم فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَدنَاكُم فِي كِتَابِهِ إِذ قَالَ اللّهُ لَقَد تَابَ اللّهُ باِلنبّيِ‌ّ عَلَي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ قَالَ أَبَانٌ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ العَامّةَ لَا تَقرَأُ كَمَا عِندَكَ فَقَالَ وَ كَيفَ تَقرَأُ يَا أَبَانُ قَالَ قُلتُ إِنّهَا تَقرَأُلَقَد تابَ اللّهُ عَلَي النّبِيّ وَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ فَقَالَ وَيلَهُم وَ أَيّ ذَنبٍ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص حَتّي تَابَ اللّهُ عَلَيهِ مِنهُ إِنّمَا تَابَ اللّهُ بِهِ عَلَي أُمّتِهِ فَأَوّلُ مَن تَكَلّمَ بِهِ خَالِدُ بنُ سَعِيدِ بنِ العَاصِ ثُمّ باَقيِ‌ المُهَاجِرِينَ ثُمّ مِن بَعدِهِمُ الأَنصَارُ وَ روُيِ‌َ أَنّهُم كَانُوا غُيّباً عَن وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَدِمُوا وَ قَد تَوَلّي أَبُو بَكرٍ وَ هُم يَومَئِذٍ أَعلَامُ مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص فَقَامَ خَالِدُ بنُ سَعِيدِ بنِ العَاصِ وَ قَالَ


صفحه : 193

اتّقِ اللّهَ يَا أَبَا بَكرٍ فَقَد عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ وَ نَحنُ مُحتَوِشُوهُ يَومَ قُرَيظَةَ حِينَ فَتَحَ اللّهُ لَهُ وَ قَد قَتَلَ عَلِيّ يَومَئِذٍ عِدّةً مِن صَنَادِيدِ رِجَالِهِم وَ أوُليِ‌ البَأسِ وَ النّجدَةِ مِنهُم يَا مَعَاشِرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ إنِيّ‌ مُوصِيكُم بِوَصِيّةٍ فَاحفَظُوهَا وَ مُودِعُكُم أَمراً فَاحفَظُوهُ أَلَا إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع أَمِيرُكُم بعَديِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِيكُم بِذَلِكَ أوَصاَنيِ‌ ربَيّ‌ أَلَا وَ إِنّكُم إِن لَم تَحفَظُوا فِيهِ وصَيِتّيِ‌ وَ تُوَازِرُوهُ وَ تَنصُرُوهُ اختَلَفتُم فِي أَحكَامِكُم وَ اضطَرَبَ عَلَيكُم أَمرُ دِينِكُم وَ وَلِيَكُم شِرَارُكُم أَلَا إِنّ أَهلَ بيَتيِ‌ هُمُ الوَارِثُونَ لأِمَريِ‌ وَ العَالِمُونَ بِأَمرِ أمُتّيِ‌ مِن بعَديِ‌ أللّهُمّ مَن أَطَاعَهُم مِن أمُتّيِ‌ وَ حَفِظَ فِيهِم وصَيِتّيِ‌ فَاحشُرهُم فِي زمُرتَيِ‌ وَ اجعَل لَهُم نَصِيباً مِن مرُاَفقَتَيِ‌ يُدرِكُونَ بِهِ نُورَ الآخِرَةِ أللّهُمّ وَ مَن أَسَاءَ خلِاَفتَيِ‌ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ فَاحرِمهُ الجَنّةَ التّيِ‌عَرضُها كَعَرضِ السّماءِ وَ الأَرضِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ اسكُت يَا خَالِدُ فَلَستَ مِن أَهلِ المَشُورَةِ وَ لَا مِمّن يُقتَدَي بِرَأيِهِ فَقَالَ خَالِدٌ اسكُت يَا ابنَ الخَطّابِ فَإِنّكَ تَنطِقُ عَن لِسَانِ غَيرِكَ وَ ايمُ اللّهِ لَقَد عَلِمَت قُرَيشٌ أَنّكَ مِن أَلأَمِهَا حَسَباً وَ أَدنَاهَا مَنصَباً وَ أَخَسّهَا قَدراً وَ أَخمَلِهَا ذِكراً وَ أَقَلّهِم غَنَاءً عَنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِنّكَ لَجَبَانٌ فِي الحُرُوبِ بَخِيلٌ بِالمَالِ لَئِيمُ العُنصُرِ مَا لَكَ فِي قُرَيشٍ مِن فَخَرٍ وَ لَا فِي الحُرُوبِ مِن ذِكرٍ وَ إِنّكَ فِي هَذَا الأَمرِ بِمَنزِلَةِالشّيطانِ إِذ قالَ لِلإِنسانِ اكفُر فَلَمّا كَفَرَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكَ إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنّهُما فِي النّارِ خالِدَينِ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَفَأَبلَسَ عُمَرُ وَ جَلَسَ خَالِدُ بنُ سَعِيدٍ

2- ثُمّ قَامَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ وَ قَالَ كرديد ونكرديد وندانيد چه


صفحه : 194

كرديد أَي فَعَلتُم وَ لَم تَفعَلُوا وَ مَا عَلِمتُم مَا فَعَلتُم وَ امتَنَعَ مِنَ البَيعَةِ قَبلَ ذَلِكَ حَتّي وُجِئَ عُنُقُهُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ إِلَي مَن تُسنِدُ أَمرَكَ إِذَا نَزَلَ بِكَ مَا لَا تَعرِفُهُ


صفحه : 195

وَ إِلَي مَن تَفزَعُ إِذَا سُئِلتَ عَمّا لَا تَعلَمُهُ وَ مَا عُذرُكَ فِي تَقَدّمِ مَن هُوَ أَعلَمُ مِنكَ وَ أَقرَبُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَعلَمُ بِتَأوِيلِ كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ سُنّةِ نَبِيّهِ وَ مَن قَدّمَهُ النّبِيّص فِي حَيَاتِهِ وَ أَوصَاكُم بِهِ عِندَ وَفَاتِهِ فَنَبَذتُم قَولَهُ وَ تَنَاسَيتُم وَصِيّتَهُ وَ أَخلَفتُمُ الوَعدَ وَ نَقَضتُمُ العَهدَ وَ حَلَلتُمُ العَقدَ ألّذِي كَانَ عَقَدَهُ عَلَيكُم مِنَ النّفُوذِ تَحتَ رَايَةِ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ حَذَراً مِن مِثلِ مَا أَتَيتُمُوهُ وَ تَنبِيهاً لِلأُمّةِ عَلَي عَظِيمِ مَا اجتَرَحتُمُوهُ مِن مُخَالَفَةِ أَمرِهِ فَعَن قَلِيلٍ يَصفُو لَكَ الأَمرُ وَ قَد أَثقَلَكَ الوِزرُ وَ نُقِلتَ إِلَي قَبرِكَ وَ حَمَلتَ مَعَكَ مَا اكتَسَبَت يَدَاكَ فَلَو رَاجَعتَ الحَقّ مِن قُربٍ وَ تَلَافَيتَ نَفسَكَ وَ تُبتَ إِلَي اللّهِ مِن عَظِيمِ مَا اجتَرَمتَ كَانَ ذَلِكَ أَقرَبَ إِلَي نَجَاتِكَ يَومَ تَفَرّدُ فِي حُفرَتِكَ وَ يُسَلّمُكَ ذَوُو نُصرَتِكَ فَقَد سَمِعتَ كَمَا سَمِعنَا وَ رَأَيتَ كَمَا رَأَينَا فَلَم يَردَعكَ ذَلِكَ عَمّا أَنتَ مُتَشَبّثٌ بِهِ مِن هَذَا الأَمرِ ألّذِي لَا عُذرَ لَكَ فِي تَقَلّدِهِ وَ لَا حَظّ لِلدّينِ وَ المُسلِمِينَ فِي قِيَامِكَ بِهِ فَاللّهَ اللّهَ فِي نَفسِكَ فَقَد أَعذَرَ مَن أَنذَرَ وَ لَا تَكُن كَمَن أَدبَرَ وَ استَكبَرَ

3- ثُمّ قَامَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ يَا مَعَاشِرَ قُرَيشٍ أَصَبتُم قَبَاحَةً وَ تَرَكتُم قَرَابَةً وَ اللّهِ لَتَرتَدّنّ جَمَاعَةٌ مِنَ العَرَبِ وَ لَتَشُكّنّ فِي هَذَا الدّينِ وَ لَو جَعَلتُمُ الأَمرَ فِي أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم مَا اختَلَفَ عَلَيكُم سَيفَانِ وَ اللّهِ لَقَد صَارَت لِمَن غَلَبَ وَ لَتَطمَحَنّ


صفحه : 196

إِلَيهَا عَينُ مَن لَيسَ مِن أَهلِهَا وَ لَيُسفَكَنّ فِي طَلَبِهَا دِمَاءٌ كَثِيرَةٌ فَكَانَ كَمَا قَالَ أَبُو ذَرّ ثُمّ قَالَ لَقَد عَلِمتُم وَ عَلِمَ خِيَارُكُم أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ الأَمرُ بعَديِ‌ لعِلَيِ‌ّ ثُمّ لاِبنيَ‌ّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ثُمّ لِلطّاهِرِينَ مِن ذرُيّتّيِ‌ فَاطّرَحتُم قَولَ نَبِيّكُم وَ تَنَاسَيتُم مَا عَهِدَ بِهِ إِلَيكُم فَأَطَعتُمُ الدّنيَا الفَانِيَةَ وَ بِعتُمُ الآخِرَةَ البَاقِيَةَ التّيِ‌ لَا يَهرَمُ شَبَابُهَا وَ لَا يَزُولُ نَعِيمُهَا وَ لَا يَحزَنُ أَهلُهَا وَ لَا تَمُوتُ سُكّانُهَا بِالحَقِيرِ التّافِهِ الفاَنيِ‌ الزّائِلِ وَ كَذَلِكَ الأُمَمُ مِن قَبلِكُم كَفَرَت بَعدَ أَنبِيَائِهَا وَ نَكَصَت عَلَي أَعقَابِهَا وَ غَيّرَت وَ بَدّلَت وَ اختَلَفَت فَسَاوَيتُمُوهُم حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ وَ عَمّا قَلِيلٍ تَذُوقُونَ وَبَالَ أَمرِكُم وَ تُجزَونَ بِمَا قَدّمَت أَيدِيكُم وَ مَا اللّهُبِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ

4- ثُمّ قَامَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ قَالَ ارجِع يَا أَبَا بَكرٍ عَن ظُلمِكَ وَ تُب إِلَي رَبّكَ وَ الزَم بَيتَكَ وَ ابكِ عَلَي خَطِيئَتِكَ وَ سَلّمِ الأَمرَ لِصَاحِبِهِ ألّذِي هُوَ أَولَي بِهِ مِنكَ فَقَد عَلِمتَ مَا عَقَدَهُ رَسُولُ اللّهِص فِي عُنُقِكَ مِن بَيعَتِهِ وَ أَلزَمَكَ مِنَ النّفُوذِ تَحتَ رَايَةِ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ وَ هُوَ مَولَاهُ وَ نَبّهَ عَلَي بُطلَانِ وُجُوبِ هَذَا الأَمرِ لَكَ وَ لِمَن عَضَدَكَ عَلَيهِ بِضَمّهِ لَكُمَا إِلَي عَلَمِ النّفَاقِ وَ مَعدِنِ الشّنَآنِ وَ الشّقَاقِ عَمرِو بنِ العَاصِ ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِ عَلَي نَبِيّهِص إِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ فَلَا اختِلَافَ بَينَ أَهلِ العِلمِ أَنّهَا نَزَلَت فِي عَمرٍو وَ هُوَ كَانَ أَمِيراً عَلَيكُمَا وَ عَلَي سَائِرِ المُنَافِقِينَ فِي الوَقتِ ألّذِي أَنفَذَهُ رَسُولُ اللّهِص فِي غَزَاةِ ذَاتِ السّلَاسِلِ وَ أَنّ عَمراً قَلّدَكُمَا حَرسَ عَسكَرِهِ فَمِنَ الحَرسِ إِلَي الخِلَافَةِ اتّقِ اللّهَ وَ بَادِرِ الِاستِقَالَةَ قَبلَ فَوتِهَا فَإِنّ


صفحه : 197

ذَلِكَ أَسلَمُ لَكَ فِي حَيَاتِكَ وَ بَعدَ وَفَاتِكَ وَ لَا تَركَن إِلَي دُنيَاكَ وَ لَا تَغرُركَ قُرَيشٌ وَ غَيرُهَا فَعَن قَلِيلٍ تَضمَحِلّ عَنكَ دُنيَاكَ ثُمّ تَصِيرُ إِلَي رَبّكَ فَيَجزِيكَ بِعَمَلِكَ وَ قَد عَلِمتَ وَ تَيَقّنتَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَسَلّمَهُ إِلَيهِ بِمَا جَعَلَهُ اللّهُ لَهُ فَإِنّهُ أَتَمّ لِسَترِكَ وَ أَخَفّ لِوِزرِكَ فَقَد وَ اللّهِ نَصَحتُ لَكَ إِن قَبِلتَ نصُحيِ‌وَ إِلَي اللّهِ تُرجَعُ الأُمُورُ

5- ثُمّ قَامَ بُرَيدَةُ الأسَلمَيِ‌ّ فَقَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ مَا ذَا لقَيِ‌َ


صفحه : 198

الحَقّ مِنَ البَاطِلِ يَا أَبَا بَكرٍ أَ نَسِيتَ أَم تَنَاسَيتَ أَم خَدَعَتكَ نَفسُكَ سَوّلَت لَكَ الأَبَاطِيلَ أَ وَ لَم تَذكُر مَا أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللّهِص مِن تَسمِيَةِ عَلِيّ ع بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ النّبِيّ بَينَ أَظهُرِنَا وَ قَولَهُ فِي عِدّةِ أَوقَاتٍ هَذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَاتِلُ القَاسِطِينَ فَاتّقِ اللّهَ وَ تَدَارَك نَفسَكَ قَبلَ أَن لَا تُدرِكَهَا وَ أَنقِذهَا مِمّا يُهلِكُهُا وَ اردُدِ الأَمرَ إِلَي مَن هُوَ أَحَقّ بِهِ مِنكَ وَ لَا تَتَمَادَ فِي اغتِصَابِهِ وَ رَاجِع وَ أَنتَ تَستَطِيعُ أَن تَرَاجَعَ فَقَد مَحَضتُكَ النّصحَ وَ دَلَلتُكَ عَلَي طَرِيقِ النّجَاةِ فَلَا تَكُونَنّ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَ

6- ثُمّ قَامَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَقَالَ يَا مَعَاشِرَ قُرَيشٍ يَا مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ إِن كُنتُم عَلِمتُم وَ إِلّا فَاعلَمُوا أَنّ أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم أَولَي بِهِ وَ أَحَقّ بِإِرثِهِ وَ أَقوَمُ بِأُمُورِ الدّينِ وَ آمَنُ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ أَحفَظُ لِمِلّتِهِ وَ أَنصَحُ لِأُمّتِهِ فَمُرُوا صَاحِبَكُم فَليَرُدّ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ قَبلَ أَن يَضطَرِبَ حَبلُكُم وَ يَضعُفَ أَمرُكُم وَ يَظفَرَ عَدُوّكُم وَ يَظهَرَ شَتَاتُكُم وَ تُعظُمَ الفِتنَةُ بِكُم وَ تَختَلِفُونَ فِيمَا بَينَكُم وَ يَطمَعَ فِيكُم عَدُوّكُم فَقَد عَلِمتُم أَنّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَولَي بِهَذَا الأَمرِ مِنكُم وَ عَلِيّ مِن بَينِهِم وَلِيّكُم بِعَهدِ اللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ فَرقٌ ظَاهِرٌ قَد عَرَفتُمُوهُ فِي حَالٍ بَعدَ حَالٍ عِندَ سَدّ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ أَبوَابَكُمُ التّيِ‌ كَانَت إِلَي المَسجِدِ فَسَدّهَا كُلّهَا غَيرَ بَابِهِ وَ إِيثَارِهِ إِيّاهُ بِكَرِيمَتِهِ فَاطِمَةَ دُونَ


صفحه : 199

سَائِرِ مَن خَطَبَهَا إِلَيهِ مِنكُم وَ قَولِهِص أَنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَ عَلِيّ بَابُهَا فَمَن أَرَادَ الحِكمَةَ فَليَأتِهَا مِن بَابِهَا وَ أَنتُم جَمِيعاً مُصطَرِخُونَ فِيمَا أَشكَلَ عَلَيكُم مِن أُمُورِ دِينِكُم إِلَيهِ وَ هُوَ مُستَغنٍ عَن كُلّ أَحَدٍ مِنكُم إِلَي مَا لَهُ مِنَ السّوَابِقِ التّيِ‌ لَيسَت لِأَفضَلِكُم عِندَ نَفسِهِ فَمَا بَالُكُم تَحِيدُونَ عَنهُ وَ تُغِيرُونَ عَلَي حَقّهِ وَ تُؤثِرُونَ الحَيَاةَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِبِئسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًاأَعطُوهُ مَا جَعَلَهُ اللّهُ لَهُ وَ لَا تَتَوَلّوا عَنهُ مُدبِرِينَ وَ لَا تَرتَدّوا عَلَي أَعقَابِكُمفَتَنقَلِبُوا خاسِرِينَ

7- ثُمّ قَامَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ لَا تَجحَد حَقّاً جَعَلَهُ اللّهُ لِغَيرِكَ


صفحه : 200

وَ لَا تَكُن أَوّلَ مَن عَصَي رَسُولَ اللّهِص فِي وَصِيّهِ وَ صَفِيّهِ وَ صَدَفَ عَن أَمرِهِ اردُدِ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ تَسلَم وَ لَا تَتَمَادَ فِي غَيّكَ فَتَندَمَ وَ بَادِرِ الإِنَابَةَ يَخِفّ وِزرُكَ وَ لَا تُخَصّص بِهَذَا الأَمرِ ألّذِي لَم يَجعَلهُ اللّهُ لَكَ نَفسَكَ فَتَلقَي وَبَالَ عَمَلِكَ فَعَن قَلِيلٍ تُفَارِقُ مَا أَنتَ فِيهِ وَ تَصِيرُ إِلَي رَبّكَ فَيَسأَلُكَ عَمّا جَنَيتَوَ ما رَبّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ

8- ثُمّ قَامَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ أَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ قَبِلَ شهَاَدتَيِ‌ وحَديِ‌ وَ لَم يُرِد معَيِ‌ غيَريِ‌ قَالُوا بَلَي قَالَ فَأَشهَدُ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ يَقُولُ أَهلُ بيَتيِ‌ يَفرُقُونَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ هُمُ الأَئِمّةُ الّذِينَ يُقتَدَي بِهِم وَ قَد قُلتُ مَا عَلِمتُوَ ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُ

9- ثُمّ قَامَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ فَقَالَ وَ أَنَا أَشهَدُ عَلَي نَبِيّنَاص أَنّهُ أَقَامَ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ يعَنيِ‌ فِي يَومِ غَدِيرِ خُمّ فَقَالَتِ الأَنصَارُ مَا أَقَامَهُ إِلّا لِلخِلَافَةِ وَ قَالَ بَعضُهُم مَا أَقَامَهُ إِلّا لِيَعلَمَ النّاسُ أَنّهُ مَولَي مَن كَانَ رَسُولُ اللّهِص مَولَاهُ وَ أَكثَرُوا الخَوضَ فِي ذَلِكَ فَبَعَثنَا رِجَالًا مِنّا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ قُولُوا لَهُم عَلِيّ ع ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَ بعَديِ‌ وَ أَنصَحُ النّاسِ لأِمُتّيِ‌ وَ قَد شَهِدتُ بِمَا حضَرَنَيِ‌فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُرإِنّ يَومَ الفَصلِ كانَ مِيقاتاً

10- ثُمّ قَامَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ اشهَدُوا عَلَيّ أنَيّ‌ أَشهَدُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَد رَأَيتُهُ فِي هَذَا المَكَانِ يعَنيِ‌ الرّوضَةَ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ أَيّهَا


صفحه : 201

النّاسُ هَذَا عَلِيّ إِمَامُكُم مِن بعَديِ‌ وَ وصَيِيّ‌ فِي حيَاَتيِ‌ وَ بَعدَ وفَاَتيِ‌ وَ قاَضيِ‌ ديَنيِ‌ وَ مُنجِزُ وعَديِ‌ وَ أَوّلُ مَن يصُاَفحِنُيِ‌ عَلَي حوَضيِ‌ فَطُوبَي لِمَن تَبِعَهُ وَ نَصَرَهُ وَ الوَيلُ لِمَن تَخَلّفَ عَنهُ وَ خَذَلَهُ

11- وَ قَامَ مَعَهُ أَخُوهُ عُثمَانُ بنُ حُنَيفٍ فَقَالَ سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَهلُ بيَتيِ‌ نُجُومُ الأَرضِ فَلَا تَتَقَدّمُوهُم وَ قَدّمُوهُم فَهُمُ الوُلَاةُ بعَديِ‌ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَيّ أَهلِ بَيتِكَ فَقَالَص عَلَيّ وَ الطّاهِرُونَ مِن وُلدِهِ وَ قَد بَيّنَ ع فَلَا تَكُن يَا أَبَا بَكرٍأَوّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُم وَ أَنتُم تَعلَمُونَ

12- ثُمّ قَامَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ اتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ فِي أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم وَ رُدّوا إِلَيهِم حَقّهُمُ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لَهُم فَقَد سَمِعتُم مِثلَ مَا سَمِعَ إِخوَانُنَا فِي مَقَامٍ بَعدَ مَقَامٍ لِنَبِيّنَا ع وَ مَجلِسٍ بَعدَ مَجلِسٍ يَقُولُ أَهلُ بيَتيِ‌ أَئِمّتُكُم بعَديِ‌ وَ يُومِئُ إِلَي عَلِيّ ع وَ يَقُولُ هَذَا أَمِيرُ البَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الكَفَرَةِ مَخذُولٌ مَن خَذَلَهُ مَنصُورٌ مَن نَصَرَهُ فَتُوبُوا إِلَي اللّهِ مِن ظُلمِكُمإِنّ اللّهَ تَوّابٌ رَحِيمٌ وَ لَا تَتَوَلّوا عَنهُ مُدبِرِينَ وَ لَا تَتَوَلّوا عَنهُ مُعرِضِينَ قَالَ الصّادِقُ ع فَأُفحِمَ أَبُو بَكرٍ عَلَي المِنبَرِ حَتّي لَم يُحِر جَوَاباً ثُمّ قَالَ وَلِيتُكُم وَ لَستُ بِخَيرِكُم أقَيِلوُنيِ‌ أقَيِلوُنيِ‌ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ انزِل عَنهَا يَا لُكَعُ


صفحه : 202

إِذَا كُنتَ لَا تَقُومُ بِحُجَجِ قُرَيشٍ لِمَ أَقَمتَ نَفسَكَ هَذَا المَقَامَ وَ اللّهِ لَقَد هَمَمتُ أَن أَخلَعَكَ وَ أَجعَلَهَا فِي سَالِمٍ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ قَالَ فَنَزَلَ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ انطَلَقَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ بَقُوا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ لَا يَدخُلُونَ مَسجِدَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الرّابِعِ جَاءَهُم خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ وَ مَعَهُ أَلفُ رَجُلٍ وَ قَالَ لَهُم مَا جُلُوسُكُم فَقَد طَمَعَ فِيهَا وَ اللّهِ بَنُو هَاشِمٍ وَ جَاءَهُم سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ وَ مَعَهُ أَلفُ رَجُلٍ وَ جَاءَهُم مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ وَ مَعَهُ أَلفُ رَجُلٍ فَمَا زَالَ يَجتَمِعُ رَجُلٌ رَجُلٌ حَتّي اجتَمَعَ أَربَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ فَخَرَجُوا شَاهِرِينَ أَسيَافَهُم يَقدُمُهُم عُمَرُ بنُ الخَطّابِ حَتّي وَقَفُوا بِمَسجِدِ النّبِيّص فَقَالَ عُمَرُ وَ اللّهِ يَا صَحَابَةَ عَلِيّ لَئِن ذَهَبَ الرّجُلُ مِنكُم يَتَكَلّمُ باِلذّيِ‌ تَكَلّمَ بِهِ بِالأَمسِ لَنَأخُذَنّ ألّذِي فِيهِ عَينَاهُ فَقَامَ إِلَيهِ خَالِدُ بنُ سَعِيدِ بنِ العَاصِ وَ قَالَ يَا ابنَ صُهَاكَ الحَبَشِيّةِ أَ بِأَسيَافِكُم تُهَدّدُونّا أَم بِجَمعِكُم تُفزِعُونّا وَ اللّهِ إِنّ أَسيَافَنَا أَحَدّ مِن أَسيَافِكُم وَ إِنّا لَأَكثَرُ مِنكُم وَ إِن كُنّا قَلِيلِينَ لِأَنّ حُجّةَ اللّهِ فِينَا وَ اللّهِ لَو لَا أنَيّ‌ أَعلَمُ أَنّ طَاعَةَ إمِاَميِ‌ أَولَي بيِ‌ لَشَهَرتُ سيَفَيِ‌ وَ لَجَاهَدتُكُم فِي اللّهِ إِلَي أَن أبُليِ‌َ عذُريِ‌ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ اجلِس يَا خَالِدُ فَقَد عَرَفَ اللّهُ مَقَامَكَ وَ شَكَرَ لَكَ سَعيَكَ فَجَلَسَ وَ قَامَ إِلَيهِ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ إِلّا صَمّتَا يَقُولُ بَينَا أخَيِ‌ وَ ابنُ عمَيّ‌ جَالِسٌ فِي مسَجدِيِ‌ مَعَ نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ إِذ يَكبِسُهُ جَمَاعَةٌ مِن كِلَابِ أَهلِ النّارِ يُرِيدُونَ قَتلَهُ وَ قَتلَ مَن مَعَهُ وَ لَستُ أَشُكّ إِلّا وَ إِنّكُم هُم فَهَمّ بِهِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَوَثَبَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوبِهِ ثُمّ جَلَدَ بِهِ الأَرضَ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ صُهَاكَ الحَبَشِيّةِ لَو لَا كِتَابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ وَ عَهدٌ مِن رَسُولِ اللّهِص تَقَدّمَ لَأَرَيتُكَ أَيّنَاأَضعَفُ ناصِراً وَ أَقَلّ عَدَداً ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ انصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ فَوَ اللّهِ لَا دَخَلتُ المَسجِدَ إِلّا كَمَا دَخَلَ أخَوَاَي‌َ مُوسَي وَ هَارُونَ إِذ قَالَ لَهُ أَصحَابُهُفَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ وَ اللّهِ


صفحه : 203

لَا أَدخُلُ إِلّا لِزِيَارَةِ رَسُولِ اللّهِص أَو لِقَضِيّةٍ أَقضِيهَا فَإِنّهُ لَا يَجُوزُ لِحُجّةٍ أَقَامَهُ رَسُولُ اللّهِص أَن يُترَكَ النّاسُ فِي حَيرَةٍ

بيان أوعز إليه في كذا تقدم قوله ع ولقد راودت في ذلك تقييد بينّتي‌ كذا في أكثر النسخ ولعل فيه تصحيفا و علي تقديره لعل المعني أني‌ كنت أعلم أن ذلك لاينفع ولكن أردت بذلك أن لاتضيع وتضمحل حجتي‌ عليهم وتكون مقيدة محفوظة مر الدهور ليعلموا بذلك أني‌ مابايعت طوعا أولضبط حجتي‌ عند الله تعالي و في بعض النسخ ولقد راودت في ذلك نفسي‌ فيكون كناية عن التدبر والتأمل . قوله ع لقد تاب الله بالنبي‌.أقول قدمر الكلام في هذه الآية وروي الطبرسي‌ تلك القراءة عن الرضا عليه السلام والصنديد بالكسر السيد الشجاع والنجدة الشجاعة ويقال مايغني‌ عنك هذا أي مايجدي‌ عنك و لاينفعك والإبلاس الانكسار والحزن يقال أبلس فلان إذاسكت غما ويقال وجأت عنقه وجاء أي ضربته ويقال تناساه إذاأري من نفسه أنه نسيه قوله حذرا تعليل للعقد قوله يصفو لك الأمر لعل المعني يظهر لك الحق صريحا من غيرشبهة قوله فالله أي اتق الله والقسم بعيد قوله فقد أعذر أي صار ذا عذر و بين عذره و قوله فكان كما قال كلام الصادق ع والتافه الحقير اليسير قوله فمن الحرس إلي الخلافة هواستفهام إنكار إلي أتنتهي‌ أوتترقي من حراسة الجند التي‌ هي‌ أخس الأمور إلي الخلافة الكبري قوله وفرق بالجر عطفا علي العهد أوبالرفع بتقدير أي له فرق ظاهر والاستصراخ الاستغاثة وصدف عنه أعرض وأفحم علي بناء المفعول سكت فلم يطق جوابا ويقال ماأحار جوابا أي مارد واللكع كصرد اللئيم و


صفحه : 204

الأحمق و من لايتجه لمنطق و لاغيره ويقال أبلاه عذرا أي أداه إليه فقبله

3-ج ،[الإحتجاج ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ ثُمّ إِنّ عُمَرَ احتَزَمَ بِإِزَارِهِ وَ جَعَلَ يَطُوفُ بِالمَدِينَةِ وَ ينُاَديِ‌ أَنّ أَبَا بَكرٍ قَد بُويِعَ لَهُ فَهَلُمّوا إِلَي البَيعَةِ فَيَنثَالُ النّاسُ فَيُبَايِعُونَ فَعَرَفَ أَنّ جَمَاعَةً فِي بُيُوتٍ مُستَتِرُونَ فَكَانَ يَقصِدُهُم فِي جَمعٍ فَيَكبِسُهُم وَ يُحضِرُهُم فِي المَسجِدِ فَيُبَايِعُونَ حَتّي إِذَا مَضَت أَيّامٌ أَقبَلَ فِي جَمعٍ كَثِيرٍ إِلَي مَنزِلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَطَالَبَهُ بِالخُرُوجِ فَأَبَي فَدَعَا عُمَرُ بِحَطَبٍ وَ نَارٍ وَ قَالَ وَ ألّذِي نَفسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَيَخرُجَنّ أَو لَأُحرِقَنّهُ عَلَي مَا فِيهِ فَقِيلَ لَهُ إِنّ فِيهِ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص وَ وُلدَ رَسُولِ اللّهِ وَ آثَارَ رَسُولِ اللّهِ فَأَنكَرَ النّاسُ ذَلِكَ مِن قَولِهِ فَلَمّا عَرَفَ إِنكَارَهُم قَالَ مَا بَالُكُم أَ ترَوَنيِ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ إِنّمَا أَرَدتُ التّهوِيلَ فَرَاسَلَهُم عَلِيّ أَن لَيسَ إِلَي خرُوُجيِ‌ حِيلَةٌ لأِنَيّ‌ فِي جَمعِ كِتَابِ اللّهِ ألّذِي قَد نَبَذتُمُوهُ وَ أَلهَتكُمُ الدّنيَا عَنهُ وَ قَد حَلَفتُ أَن لَا أَخرُجَ مِن بيَتيِ‌ وَ لَا أَضَعَ ردِاَئيِ‌ عَلَي عاَتقِيِ‌ حَتّي


صفحه : 205

أَجمَعَ القُرآنَ قَالَ وَ خَرَجَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص إِلَيهِم فَوَقَفَت عَلَي البَابِ ثُمّ قَالَت لَا عَهدَ لِي بِقَومٍ أَسوَأَ مَحضَراً مِنكُم تَرَكتُم رَسُولَ اللّهِ جِنَازَةً بَينَ أَيدِينَا وَ قَطَعتُم أَمرَكُم فِيمَا بَينَكُم فَلَم تُؤَمّرُونَا وَ لَم تَرَوا لَنَا حَقّنَا كَأَنّكُم لَم تَعلَمُوا مَا قَالَ يَومَ غَدِيرِ خُمّ وَ اللّهِ لَقَد عَقَدَ لَهُ يَومَئِذٍ الوَلَاءَ لِيَقطَعَ مِنكُم بِذَلِكَ مِنهَا الرّجَاءَ وَ لَكِنّكُم قَطَعتُمُ الأَسبَابَ بَينَكُم وَ بَينَ نَبِيّكُم وَ اللّهُ حَسِيبٌ بَينَنَا وَ بَينَكُم فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادٍ سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ أَحوَالِ إِبلِيسَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّهُ قَالَ تَمَثّلَ إِبلِيسُ فِي أَربَعِ صُوَرٍ تَصَوّرَ يَومَ قُبِضَ النّبِيّص فِي صُورَةِ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ لَا تَجعَلُوهَا كِسرَوَانِيّةً وَ لَا قَيصَرَانِيّةً وَسّعُوهَا تَتّسِع فَلَا تَرُدّوهَا فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَيُنتَظَرَ بِهَا الحَبَالَي

بيان أي حتي لايخرجوها منهم بحيث إذا كان منهم حمل في بطن أمه انتظروا


صفحه : 206

خروجه و لم يجوزوا لغيره

5- ج ،[الإحتجاج ]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا استُخرِجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مِن مَنزِلِهِ خَرَجَت فَاطِمَةُ ع فَمَا بَقِيَت هَاشِمِيّةٌ إِلّا خَرَجَت مَعَهَا حَتّي انتَهَت قَرِيباً مِنَ القَبرِ فَقَالَت خَلّوا عَنِ ابنِ عمَيّ‌ فَوَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ لَئِن لَم تُخَلّوا عَنهُ لَأَنشُرَنّ شعَريِ‌ وَ لَأَضَعَنّ قَمِيصَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي رأَسيِ‌ وَ لَأَصرُخَنّ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَمَا نَاقَةُ صَالِحٍ بِأَكرَمَ عَلَي اللّهِ منِيّ‌ وَ لَا الفَصِيلُ بِأَكرَمَ عَلَي اللّهِ مِن ولُديِ‌ قَالَ سَلمَانُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ كُنتُ قَرِيباً مِنهَا فَرَأَيتُ وَ اللّهِ أَسَاسَ حِيطَانِ المَسجِدِ مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص تَقَلّعَت مِن أَسفَلِهَا حَتّي لَو أَرَادَ رَجُلٌ أَن يَنفُذَ مِن تَحتِهَا نَفَذَ فَدَنَوتُ مِنهَا فَقُلتُ يَا سيَدّتَيِ‌ وَ موَلاَتيِ‌ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَعَثَ أَبَاكِ رَحمَةً فَلَا تكَوُنيِ‌ نَقِمَةً فَرَجَعَت وَ رَجَعتِ الحِيطَانُ حَتّي سَطَعَتِ الغَبَرَةُ مِن أَسفَلِهَا فَدَخَلَت فِي خَيَاشِيمِنَا

6-ل ،[الخصال ]فِيمَا ذَكَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي جَوَابِ ألّذِي سَأَلَ عَمّا فِيهِ مِن خِصَالِ الأَوصِيَاءِ قَالَ ع وَ أَمّا الثّانِيَةُ يَا أَخَا اليَهُودِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص أمَرّنَيِ‌ فِي حَيَاتِهِ عَلَي جَمِيعِ أُمّتِهِ وَ أَخَذَ عَلَي جَمِيعِ مَن حَضَرَهُ مِنهُمُ البَيعَةَ وَ السّمعَ وَ الطّاعَةَ لأِمَريِ‌ وَ أَمَرَهُم أَن يُبَلّغَ الشّاهِدُ الغَائِبَ ذَلِكَ فَكُنتُ المؤُدَيّ‌َ إِلَيهِم عَن رَسُولِ اللّهِص أَمرَهُ إِذَا حَضَرتُهُ وَ الأَمِيرَ عَلَي مَن حضَرَنَيِ‌ مِنهُم إِذَا فَارَقتُهُ لَا تَختَلِجُ فِي نفَسيِ‌ مُنَازَعَةُ أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ لِي فِي شَيءٍ مِنَ الأَمرِ فِي حَيَاةِ النّبِيّص وَ لَا بَعدَ وَفَاتِهِ ثُمّ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِتَوجِيهِ الجَيشِ ألّذِي وَجّهَهُ مَعَ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ عِندَ ألّذِي أَحدَثَ اللّهُ بِهِ مِنَ المَرَضِ ألّذِي تَوَفّاهُ فِيهِ فَلَم يَدَعِ النّبِيّص أَحَداً مِن أَفنَاءِ العَرَبِ


صفحه : 207

وَ لَا مِنَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ وَ غَيرِهِم مِن سَائِرِ النّاسِ مِمّن يَخَافُ عَلَي نَقضِهِ وَ مُنَازَعَتِهِ وَ لَا أَحَداً مِمّن يرَاَنيِ‌ بِعَينِ البَغضَاءِ مِمّن قَد وَتَرتُهُ بِقَتلِ أَبِيهِ أَو أَخِيهِ أَو حَمِيمِهِ إِلّا وَجّهَهُ فِي ذَلِكَ الجَيشِ وَ لَا مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ المُسلِمِينَ وَ غَيرِهِم وَ المُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم وَ المُنَافِقِينَ لِتَصفُوَ قُلُوبُ مَن يَبقَي معَيِ‌ بِحَضرَتِهِ وَ لِئَلّا يَقُولَ قَائِلٌ شَيئاً مِمّا أَكرَهُهُ وَ لَا يدَفعَنَيِ‌ دَافِعٌ عَنِ الوِلَايَةِ وَ القِيَامِ بِأَمرِ رَعِيّتِهِ مِن بَعدِهِ ثُمّ كَانَ آخِرَ مَا تَكَلّمَ بِهِ فِي شَيءٍ مِن أَمرِ أُمّتِهِ أَن يمَضيِ‌َ جَيشُ أُسَامَةَ وَ لَا يَتَخَلّفَ عَنهُ أَحَدٌ مِمّن أَنهَضَ مَعَهُ وَ تَقَدّمَ فِي ذَلِكَ أَشَدّ التّقَدّمِ وَ أَوعَزَ فِيهِ أَبلَغَ الإِيعَازِ وَ أَكّدَ فِيهِ أَكثَرَ التّأكِيدِ فَلَم أَشعُر بَعدَ أَن قُبِضَ النّبِيّص إِلّا بِرِجَالٍ مِن بَعثِ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ وَ أَهلِ عَسكَرِهِ قَد تَرَكُوا مَرَاكِزَهُم وَ أَخلَوا بِمَوَاضِعِهِم وَ خَالَفُوا أَمرَ رَسُولِ اللّهِص فِيمَا أَنهَضَهُم لَهُ وَ أَمَرَهُم بِهِ وَ تَقَدّمَ إِلَيهِم مِن مُلَازَمَةِ أَمِيرِهِم وَ السّيرِ مَعَهُ تَحتَ لِوَائِهِ حَتّي يُنفَذَ لِوَجهِهِ ألّذِي أَنفَذَهُ إِلَيهِ فَخَلّفُوا أَمِيرَهُم مُقِيماً فِي عَسكَرِهِ وَ أَقبَلُوا يَتَبَادَرُونَ عَلَي الخَيلِ رَكضاً إِلَي حَلّ عُقدَةٍ عَقَدَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولُهُ لِي فِي أَعنَاقِهِم فَحَلّوهَا وَ عَهدٍ عَاهَدُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَنَكَثُوهُ وَ عَقَدُوا لِأَنفُسِهِم عَقداً ضَجّت بِهِ أَصوَاتُهُم وَ اختَصّت بِهِ آرَاؤُهُم مِن غَيرِ مُنَاظَرَةٍ لِأَحَدٍ مِنّا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ أَو مُشَارَكَةٍ فِي رأَي‌ٍ أَوِ استِقَالَةٍ لِمَا فِي أَعنَاقِهِم مِن بيَعتَيِ‌ فَعَلُوا ذَلِكَ وَ أَنَا بِرَسُولِ اللّهِ مَشغُولٌ وَ بِتَجهِيزِهِ عَن سَائِرِ الأَشيَاءِ مَصدُودٌ فَإِنّهُ كَانَ أَهَمّهَا وَ أَحَقّ مَا بدُ‌ِئَ بِهِ مِنهَا فَكَانَ هَذَا يَا أَخَا اليَهُودِ أَقرَحَ مَا وَرَدَ عَلَي قلَبيِ‌ مَعَ ألّذِي أَنَا فِيهِ مِن عَظِيمِ الرّزِيّةِ وَ فَاجِعِ المُصِيبَةِ وَ فَقدِ مَن لَا خَلَفَ مِنهُ إِلّا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَصَبَرتُ عَلَيهَا إِذ أَتَت بَعدَ أُختِهَا عَلَي تَقَارُبِهَا وَ سُرعَةِ اتّصَالِهَا ثُمّ التَفَتَ ع إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ أَ لَيسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 208

بيان قال الجوهري‌ يقال هو من أفناء الناس إذا لم يعلم ممن هو

7-ل ،[الخصال ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ النهّيِكيِ‌ّ عَن خَلَفِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن شُعبَةَ عَن عُثمَانَ بنِ المُغِيرَةِ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ قَالَ كَانَ الّذِينَ أَنكَرُوا عَلَي أَبِي بَكرٍ جُلُوسَهُ فِي الخِلَافَةِ وَ تَقَدّمَهُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع اثنيَ‌ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ كَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ خَالِدُ بنِ سَعِيدِ بنِ العَاصِ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ وَ بُرَيدَةُ الأسَلمَيِ‌ّ وَ كَانَ مِنَ الأَنصَارِ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشّهَادَتَينِ وَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ وَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ غَيرُهُم فَلَمّا صَعِدَ المِنبَرَ تَشَاوَرُوا بَينَهُم فِي أَمرِهِ فَقَالَ بَعضُهُم هَلّا نَأتِيهِ فَنُنزِلَهُ عَن


صفحه : 209

مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ آخَرُونَ إِن فَعَلتُم ذَلِكَ أَعَنتُم عَلَي أَنفُسِكُم وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلَي التّهلُكَةِ وَ لَكِنِ امضُوا بِنَا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع نَستَشِيرُهُ وَ نَستَطلِعُ أَمرَهُ فَأَتَوا عَلِيّاً ع فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ضَيّعتَ نَفسَكَ وَ تَرَكتَ حَقّاً أَنتَ أَولَي بِهِ وَ قَد أَرَدنَا أَن نأَتيِ‌َ الرّجُلَ فَنُنزِلَهُ عَن مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص فَإِنّ الحَقّ حَقّكَ وَ أَنتَ أَولَي بِالأَمرِ مِنهُ فَكَرِهنَا أَن نُنزِلَهُ مِن دُونِ مُشَاوَرَتِكَ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع لَو فَعَلتُم ذَلِكَ مَا كُنتُم إِلّا حَرباً لَهُم وَ لَا كُنتُم إِلّا كَالكُحلِ فِي العَينِ أَو كَالمِلحِ فِي الزّادِ وَ قَدِ اتّفَقَت عَلَيهِ الأُمّةُ التّارِكَةُ لِقَولِ نَبِيّهَا وَ الكَاذِبَةُ


صفحه : 210

عَلَي رَبّهَا وَ لَقَد شَاوَرتُ فِي ذَلِكَ أَهلَ بيَتيِ‌ فَأَبَوا إِلّا السّكُوتَ لِمَا يَعلَمُونَ مِن وَغرِ صُدُورِ القَومِ وَ بُغضِهِم لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِأَهلِ بَيتِ نَبِيّهِ وَ أَنّهُم يُطَالِبُونَ بِثَأرَاتِ الجَاهِلِيّةِ وَ اللّهِ لَو فَعَلتُم ذَلِكَ لَشَهَرُوا سُيُوفَهُم مُستَعِدّينَ لِلحَربِ وَ القِتَالِ كَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ حَتّي قهَرَوُنيِ‌ وَ غلَبَوُنيِ‌ عَلَي نفَسيِ‌ وَ لبَبّوُنيِ‌ وَ قَالُوا لِي بَايِع وَ إِلّا قَتَلنَاكَ فَلَم أَجِد حِيلَةً إِلّا أَن أَدفَعَ القَومَ عَن نفَسيِ‌ وَ ذَاكَ أنَيّ‌ ذَكَرتُ قَولَ رَسُولِ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ القَومَ نَقَضُوا أَمرَكَ وَ استَبَدّوا بِهَا دُونَكَ وَ عصَوَنيِ‌ فِيكَ فَعَلَيكَ بِالصّبرِ حَتّي يُنزِلَ اللّهُ الأَمرَ وَ إِنّهُم سَيَغدِرُونَ بِكَ لَا مَحَالَةَ فَلَا تَجعَل لَهُم سَبِيلًا إِلَي إِذلَالِكَ وَ سَفكِ دَمِكَ فَإِنّ الأُمّةَ سَتَغدِرُ بِكَ بعَديِ‌ كَذَلِكَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع مِن ربَيّ‌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ لَكِنِ ائتُوا الرّجُلَ فَأَخبِرُوهُ بِمَا سَمِعتُم مِن نَبِيّكُم وَ لَا تَدَعُوهُ فِي الشّبهَةِ مِن أَمرِهِ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعظَمَ لِلحُجّةِ عَلَيهِ وَ أَبلَغَ فِي عُقُوبَتِهِ إِذَا أَتَي رَبّهُ وَ قَد عَصَي نَبِيّهُ وَ خَالَفَ أَمرَهُ قَالَ فَانطَلَقُوا حَتّي حَفّوا بِمِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص يَومَ جُمُعَةٍ فَقَالُوا لِلمُهَاجِرِينَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بَدَأَ بِكُم فِي القُرآنِ فَقَالَلَقَد تابَ اللّهُ عَلَي النّبِيّ وَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِفَبِكُم بَدَأَ

1-فَكَانَ أَوّلُ مَن بَدَأَ وَ قَامَ خَالِدَ بنَ سَعِيدِ بنِ العَاصِ بِإِدلَالِهِ ببِنَيِ‌ أُمَيّةَ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ اتّقِ اللّهَ فَقَد عَلِمتَ مَا تَقَدّمَ لعِلَيِ‌ّ مِن رَسُولِ اللّهِص أَ لَا تَعلَمُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَنَا وَ نَحنُ مُحتَوِشُوهُ فِي يَومِ بنَيِ‌ قُرَيظَةَ وَ قَد أَقبَلَ عَلَي رِجَالٍ مِنّا ذوَيِ‌ قَدرٍ فَقَالَ مَعَاشِرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ أُوصِيكُم بِوَصِيّةٍ فَاحفَظُوهَا وَ إنِيّ‌ مُؤَدّ إِلَيكُم أَمراً فَاقبَلُوهُ أَلَا إِنّ عَلِيّاً ع أَمِيرُكُم مِن بعَديِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِيكُم أوَصاَنيِ‌ بِذَلِكَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم وَ إِنّكُم إِن لَم تَحفَظُوا وصَيِتّيِ‌ فِيهِ وَ تُؤوُوهُ وَ تَنصُرُوهُ اختَلَفتُم فِي أَحكَامِكُم وَ اضطَرَبَ عَلَيكُم أَمرُ دِينِكُم وَ ولَيِ‌َ عَلَيكُمُ الأَمرَ شِرَارُكُم أَلَا وَ إِنّ أَهلَ بيَتيِ‌ هُمُ الوَارِثُونَ أمَريِ‌ القَائِمُونَ بِأَمرِ أمُتّيِ‌ أللّهُمّ فَمَن حَفِظَ فِيهِم وصَيِتّيِ‌ فَاحشُرهُ فِي زمُرتَيِ‌ وَ اجعَل لَهُ مِن مرُاَفقَتَيِ‌ نَصِيباً يُدرِكُ بِهِ فَوزَ الآخِرَةِ أللّهُمّ وَ مَن أَسَاءَ خلِاَفتَيِ‌ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ فَاحرِمهُ الجَنّةَ التّيِ‌عَرضُهَا السّماواتُ


صفحه : 211

وَ الأَرضُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ اسكُت يَا خَالِدُ فَلَستَ مِن أَهلِ الشّورَي وَ لَا مِمّن يُرضَي بِقَولِهِ فَقَالَ خَالِدٌ بَل اسكُت أَنتَ يَا ابنَ الخَطّابِ فَوَ اللّهِ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّكَ لَتَنطِقُ بِغَيرِ لِسَانِكَ وَ تَعتَصِمُ بِغَيرِ أَركَانِكَ وَ اللّهِ إِنّ قُرَيشاً لَتَعلَمُ أَنّكَ أَلأَمُهَا حَسَباً وَ أَقَلّهَا أَدَباً وَ أَخمَلُهَا ذِكراً وَ أَقَلّهَا غَنَاءً عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عَن رَسُولِهِ وَ إِنّكَ لَجَبَانٌ عِندَ الحَربِ بَخِيلٌ فِي الجَدبِ لَئِيمُ العُنصُرِ مَا لَكَ فِي قُرَيشٍ مَفخَرٌ قَالَ فَأَسكَتَهُ خَالِدٌ فَجَلَسَ

2- ثُمّ قَامَ أَبُو ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ بَعدَ أَن حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ أَمّا بَعدُ يَا مَعَاشِرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ لَقَد عَلِمتُم وَ عَلِمَ خِيَارُكُم أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ الأَمرُ لعِلَيِ‌ّ ع بعَديِ‌ ثُمّ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ثُمّ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع فَاطّرَحتُم قَولَ نَبِيّكُم وَ تَنَاسَيتُم مَا أَوعَزَ إِلَيكُم وَ اتّبَعتُمُ الدّنيَا وَ تَرَكتُم نَعِيمَ الآخِرَةِ البَاقِيَةِ التّيِ‌ لَا يُهدَمُ بُنيَانُهَا وَ لَا يَزُولُ نَعِيمُهَا وَ لَا يَحزَنُ أَهلُهَا وَ لَا يَمُوتُ سُكّانُهَا وَ كَذَلِكَ الأُمَمُ التّيِ‌ كَفَرَت بَعدَ أَنبِيَائِهَا فَبَدّلَت وَ غَيّرَت فَحَاذَيتُمُوهَا حَذوَ القُذّةِ بِالقُذّةِ وَ النّعلِ بِالنّعلِ فَعَمّا قَلِيلٍ تَذُوقُونَ وَبَالَ أَمرِكُم وَ مَا اللّهُبِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ

3- ثُمّ قَامَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ إِلَي مَن تُسنِدُ أَمرَكَ إِذَا نَزَلَ بِكَ القَضَاءُ وَ إِلَي مَن تَفزَعُ إِذَا سُئِلتَ عَمّا لَا تَعلَمُ وَ فِي القَومِ مَن هُوَ أَعلَمُ مِنكَ وَ أَكثَرُ فِي الخَيرِ أَعلَاماً وَ مَنَاقِبَ مِنكَ وَ أَقرَبُ مِن رَسُولِ اللّهِص قَرَابَةً


صفحه : 212

وَ قِدمَةً فِي حَيَاتِهِ وَ قَد أَوعَزَ إِلَيكُم فَتَرَكتُم قَولَهُ وَ تَنَاسَيتُم وَصِيّتَهُ فَعَمّا قَلِيلٍ يَصفُو لَكَ الأَمرُ حِينَ تَزُورُ القُبُورَ وَ قَد أَثقَلتَ ظَهرَكَ مِنَ الأَوزَارِ لَو حُمِلتَ إِلَي قَبرِكَ لَقَدِمتَ عَلَي مَا قَدّمتَ فَلَو رَاجَعتَ الحَقّ وَ أَنصَفتَ أَهلَهُ لَكَانَ ذَلِكَ نَجَاةً لَكَ يَومَ تَحتَاجُ إِلَي عَمَلِكَ وَ تَفَرّدُ فِي حُفرَتِكَ بِذُنُوبِكَ وَ قَد سَمِعتَ كَمَا سَمِعنَا وَ رَأَيتَ كَمَا رَأَينَا فَلَم يَردَعكَ ذَلِكَ عَمّا أَنتَ لَهُ فَاعِلٌ فَاللّهَ اللّهَ فِي نَفسِكَ فَقَد أَعذَرَ مَن أَنذَرَ

4- ثُمّ قَامَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ ره فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ اربَع عَلَي نَفسِكَ وَ قِس شِبرَكَ بِفِترِكَ وَ الزَم بَيتَكَ وَ ابكِ عَلَي خَطِيئَتِكَ فَإِنّ ذَلِكَ أَسلَمُ لَكَ فِي حَيَاتِكَ وَ مَمَاتِكَ وَ رُدّ هَذَا الأَمرَ إِلَي حَيثُ جَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولُهُص وَ لَا تَركَن إِلَي الدّنيَا وَ لَا يَغُرّنّكَ مَن قَد تَرَي مِن أَوغَادِهَا فَعَمّا قَلِيلٍ تَضمَحِلّ دُنيَاكَ ثُمّ تَصِيرُ إِلَي رَبّكَ فَيَجزِيكَ بِعَمَلِكَ وَ قَد عَلِمتَ أَنّ هَذَا الأَمرَ لعِلَيِ‌ّ وَ هُوَ صَاحِبُهُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نصُحيِ‌

5- ثُمّ قَامَ بُرَيدَةُ الأسَلمَيِ‌ّ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ نَسِيتَ أَم تَنَاسَيتَ أَم خَادَعَتكَ نَفسُكَ أَ مَا تَذكُرُ إِذ أَمَرَنَا رَسُولُ اللّهِص فَسَلّمنَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ نَبِيّنَا بَينَ أَظهُرِنَا فَاتّقِ اللّهَ رَبّكَ وَ أَدرِك نَفسَكَ قَبلَ أَن لَا تُدرِكَهَا وَ أَنقِذهَا مِن هَلَكَتِهَا وَ دَع هَذَا الأَمرَ وَ كِلهُ إِلَي مَن هُوَ أَحَقّ بِهِ مِنكَ وَ لَا تَمَادَ فِي غَيّكَ وَ ارجِع وَ أَنتَ تَستَطِيعُ الرّجُوعَ وَ قَد مَنَحتُكَ نصُحيِ‌ وَ بَذَلتُ لَكَ مَا عنِديِ‌ وَ إِن قَبِلتَ وُفّقتَ وَ رَشِدتَ

6- ثُمّ قَامَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ فَقَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ قَد عَلِمتُم وَ عَلِمَ خِيَارُكُم أَنّ أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم أَقرَبُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مِنكُم وَ إِن كُنتُم إِنّمَا تَدّعُونَ هَذَا الأَمرَ بِقَرَابَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ تَقُولُونَ إِنّ السّابِقَةَ لَنَا فَأَهلُ بَيتِ نَبِيّكُم أَقرَبُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مِنكُم وَ أَقدَمُ سَابِقَةً مِنكُم وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ بَعدَ نَبِيّكُم فَأَعطُوهُ مَا جَعَلَهُ اللّهُ لَهُ وَ لَا تَرتَدّوا عَلَي أَعقَابِكُمفَتَنقَلِبُوا خاسِرِينَ


صفحه : 213

7- ثُمّ قَامَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ ره فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ لَا تَجعَل لِنَفسِكَ حَقّاً جَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِغَيرِكَ وَ لَا تَكُن أَوّلَ مَن عَصَي رَسُولَ اللّهِ وَ خَالَفَهُ فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ اردُدِ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ يَخِفّ ظَهرُكَ وَ يَقِلّ وِزرُكَ وَ تَلقَي رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ عَنكَ رَاضٍ ثُمّ تَصِيرُ إِلَي الرّحمَنِ فَيُحَاسِبُكَ بِعَمَلِكَ وَ يَسأَلُكَ عَمّا فَعَلتَ

8- ثُمّ قَامَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشّهَادَتَينِ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ أَ لَستَ تَعلَمُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَبِلَ شهَاَدتَيِ‌ وحَديِ‌ وَ لَم يُرِد معَيِ‌ غيَريِ‌ قَالَ نَعَم قَالَ فَأَشهَدُ بِاللّهِ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَهلُ بيَتيِ‌ يَفرُقُونَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ هُمُ الأَئِمّةُ الّذِينَ يُقتَدَي بِهِم

9- ثُمّ قَامَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ فَقَالَ أَنَا أَشهَدُ عَلَي النّبِيّ أَنّهُ أَقَامَ عَلِيّاً فَقَالَتِ الأَنصَارُ مَا أَقَامَهُ إِلّا لِلخِلَافَةِ وَ قَالَ بَعضُهُم مَا أَقَامَهُ إِلّا لِيُعلِمَ النّاسَ أَنّهُ ولَيِ‌ّ مَن كَانَ رَسُولُ اللّهِص مَولَاهُ فَقَالَ ع إِنّ أَهلَ بيَتيِ‌ نُجُومُ أَهلِ الأَرضِ فَقَدّمُوهُم وَ لَا تَقَدّمُوهُم

10- ثُمّ قَامَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فَقَالَ أَشهَدُ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص قَالَ عَلَي المِنبَرِ إِمَامُكُم مِن بعَديِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ أَنصَحُ النّاسِ لأِمُتّيِ‌

11- ثُمّ قَامَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ اتّقُوا اللّهَ فِي أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم وَ رُدّوا هَذَا الأَمرَ إِلَيهِم فَقَد سَمِعتُم كَمَا سَمِعنَا فِي مَقَامٍ بَعدَ مَقَامٍ مِن نبَيِ‌ّ اللّهِص أَنّهُم أَولَي بِهِ مِنكُم ثُمّ جَلَسَ

12- ثُمّ قَامَ زَيدُ بنُ وَهبٍ فَتَكَلّمَ وَ قَامَ جَمَاعَةٌ بَعدَهُ فَتَكَلّمُوا بِنَحوِ هَذَا فَأَخبَرَ الثّقَةُ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص أَنّ أَبَا بَكرٍ جَلَسَ فِي بَيتِهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ أَتَاهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ وَ عُثمَانُ بنُ عَفّانَ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ مَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم عَشَرَةُ رِجَالٍ مِن عَشَائِرِهِم شَاهِرِينَ لِلسّيُوفِ فَأَخرَجُوهُ مِن مَنزِلِهِ وَ عَلَا المِنبَرَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنهُم وَ اللّهِ لَئِن عَادَ مِنكُم أَحَدٌ فَتَكَلّمَ بِمِثلِ ألّذِي تَكَلّمَ بِهِ لَنَملَأَنّ أَسيَافَنَا مِنهُ


صفحه : 214

فَجَلَسُوا فِي مَنَازِلِهِم وَ لَم يَتَكَلّم أَحَدٌ بَعدَ ذَلِكَ

8-شف ،[كشف اليقين ]فيما نذكره عن أحمد بن محمدالطبري‌ المعروف بالخليلي‌ من رواتهم ورجالهم فيما رواه من إنكار اثني‌ عشر نفسا علي أبي بكر بصريح مقالهم عقيب ولايته علي المسلمين و ماذكره بعضهم بما عرف من رسول الله ص أَنّ عَلِيّاً أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ورواه أيضا محمد بن جرير الطبري‌ صاحب التاريخ في كتاب مناقب أهل البيت ع ويزيد بعضهم علي بعض في روايته اعلم أن هذاالحديث روته الشيعة متواترين و لوكانت هذه الرواية برجال الشيعة مانقلناه لأنهم عندمخالفيهم متهمون ولكن نذكره حيث هو من طريقهم ألذي يعتمدون عليه ودرك ذلك علي من رواه وصنفه في كتاب المشار إليه فقال أحمد بن محمدالطبري‌ ما هذالفظه خبر الاثني‌ عشر الذين أنكروا علي أبي بكر جلوسه في مجلس رسول الله ص حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن النحاس الكوفي‌ العدل الأسدي‌ قال حدثنا أحمد بن أبي الحسين العامري‌ قال حدثني‌ عمي‌ أبومعمر شعبة بن خيثم


صفحه : 215

الأسدي‌ قال حدثني‌ عثمان الأعشي عن زيد بن وهب

وذكر مثله إلي آخر الخبر مع تغيير يسير بيان في شف [كشف اليقين ]عمرو بن سعيد مكان خالد بن سعيد وهما أخوان من بني‌ أمية أسلما بمكة وهاجرا إلي الحبشة ولعل ما في شف [كشف اليقين ]أظهر لأن ابن الأثير وغيره ذكروا أنه كان عندوفاة النبي باليمن عاملا علي صدقاته و إن أمكن أن يكون جاء في هذاالوقت . وأيضا في شف [كشف اليقين ] لم يذكر عبد الله بن مسعود وعدّ أبي بن كعب من الأنصار وذكر في الأنصار عثمان بن حنيف أيضا فعدّ من كل من المهاجرين والأنصار ستة و فيه و قال آخرون إنكم إن أتيتموه لتنزلوه عن منبر رسول الله ص أعنتم علي أنفسكم و قد قال رسول الله ص لاينبغي‌ للمؤمن أن يذل نفسه ولكن امضوا بنا. و فيه ونعلمه أن الحق حقك وأنك أولي بالأمر منه وكرهنا أن نركب أمرا من دون مشاورتك و فيه أهل بيتي‌ وصالح المؤمنين فأبوا و فيه وايم


صفحه : 216

الله لوفعلتم لكنتم كأنا إذ أتوني‌ و قدشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال حتي قهروني‌. و قال الجوهري‌ لبّبت الرجل تلبيبا إذاجمعت ثيابه عندصدره ونحره في الخصومة ثم جررته و قال هويدل بفلان أي يثق به و في شف [كشف اليقين ]فقالوا يامعاشر المهاجرين إن الله قدقدمكم فقال لَقَد تابَ اللّهُ عَلَي النّبِيّ وَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ و قال وَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِفكان أول من تكلم عمرو بن سعيد بن العاص إلي قوله ونحن محتوشوه يوم بني‌ قريظة إذ فتح الله علي رسول الله ص و قدقتل علي ع عشرة من رجالهم وأولي‌ النجدة منهم فقال رسول الله ص يامعشر المهاجرين ويقال احتوش القوم علي فلان أي جَعَلُوهُ وَسطَهُم. و في شف [كشف اليقين ]وليكم شراركم و فيه هم الوارثون لأمري‌ القائمون بأمر أمتي‌ من بعدي‌ أللهم فمن أطاعني‌ من أمتي‌ وحفظ و فيه و من أساء خلافتي‌ فيهم و فيه اسكت ياعمرو و فيه فقال له عمرو. قوله تنطق بغير لسانك أي تنطق بما ليس من شأنك التكلم به أولأجل غيرك والأول أظهر وكذا الثانية و في شف [كشف اليقين ]ألأمها حسبا وأدناها منصبا قوله فأسكته في شف [كشف اليقين ] قال فسكت عمر وجعل يقرع سنه بأنامله قوله لايهدم بنيانها في شف [كشف اليقين ] لايهرم شبابها إلي قوله و لايموت ساكنها بقليل من الدنيا فَانٍ وكذلك الأمم من قبلكم كفرت قوله قرابة وقدمه في شف [كشف اليقين ]قرابة منك قدقدمه في حياته وأوعز إليكم عندوفاته فنبذتم قوله إلي قوله وحملت معك إلي قبرك ماقدمت يداك فإن راجعت قوله اربع علي نفسك في شف [كشف اليقين ] علي ظلعك إلي قوله و قدعلمت أن عليا ع صاحب هذاالأمر من بعد رسول الله ص فاجعله له فإن ذلك أسلم لك وأحسن لذكرك وأعظم لأجرك و قدنصحت لك إن قبلت نصحي‌ و إلي الله ترجع بخير كان أوبشر و قال الجوهري‌ ربع الرجل يربع إذا


صفحه : 217

وقف وتحبس و منه قولهم اربع علي نفسك واربع علي ظلعك أي ارفق بنفسك وكف و لاتحمل عليها أكثر مما تطيق و قال الجزري‌ في الحديث فإنه لايربع علي ظلعك من ليس يحزنه أمرك الظلع بالكسر العرج و قدظلع يظلع ظلعا فهو ظالع والمعني لايقيم عليك في حال ضعفك وعرجك إلا من يهتم لأمرك وشأنك ويحزنه أمرك انتهي . والفتر بالكسر ما بين طرف الإبهام وطرف المسبحة أي كما أن فترك لايمكن أن يكون بقدر شبرك فكذا مراتب الرجال تختلف بحسب القابلية و لايمكن للأدني الترقي‌ إلي درجة الأعلي والأوغاد جمع وغد و هو الرجل الدني‌ ألذي يخدم بطعام بطنه قوله وأدرك نفسك في شف [كشف اليقين ] وتدارك نفسك قبل أن لاتداركها وادفع هذاالأمر إلي من هوأحق به منك و ليس فيه قول عبد الله بن مسعود وعدم كون ابن مسعود بين هؤلاء أظهر وأوفق بسائر مانقل في أحواله


صفحه : 218

ولنذكر بعد ذلك تتمة رواية السيد للاختلاف الكثير بين الروايتين و هوهكذا. ثُمّ قَامَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَقَالَ مَعَاشِرَ قُرَيشٍ هَل عَلِمتُم أَنّ أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنكُم فَمُرُوا صَاحِبَكُم فَليَرُدّ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ قَبلَ أَن يَضطَرِبَ حَبلُكُم وَ يَضعُفَ مَسلَكُكُم وَ تَختَلِفُوا فِيمَا بَينَكُم فَقَد عَلِمتُم أَنّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَولَي بِهَذَا الأَمرِ مِنكُم وَ أَقرَبُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ إِن قُلتُم إِنّ السّابِقَةَ لَنَا فَأَهلُ بَيتِ نَبِيّكُم أَقدَمُ مِنكُم سَابِقَةً وَ أَعظَمُ غَنَاءً مِن صَاحِبِهِم وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ مِن بَعدِ نَبِيّكُم فَأَعطُوهُ مَا جَعَلَهُ اللّهُ لَهُوَ لا تَرتَدّوا عَلي أَدبارِكُم فَتَنقَلِبُوا خاسِرِينَ. ثُمّ قَامَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ لَا تَجحَد حَقّاً مَا جَعَلَهُ اللّهُ لَكَ وَ لَا تَكُن أَوّلَ مَن عَصَي رَسُولَ اللّهِص فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ أَدّ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ يَخَفّ ظَهرُكَ وَ يَقِلّ وِزرُكَ وَ تَلقَي رَسُولَ اللّهِ رَاضِياً وَ لَا تَختَصّ بِهِ نَفسَكَ فَعَمّا قَلِيلٍ ينَقضَيِ‌ عَنكَ مَا أَنتَ فِيهِ ثُمّ تَصِيرُ إِلَي المَلِكِ الرّحمَنِ فَيُحَاسِبُكَ بِعَمَلِكَ وَ يَسأَلُكَ عَمّا جِئتَ لَهُ وَ مَا اللّهُبِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ. ثُمّ قَامَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشّهَادَتَينِ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ أَ لَستَ تَعلَمُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَبِلَ شهَاَدتَيِ‌ وحَديِ‌ وَ لَم يُرِد معَيِ‌ غيَريِ‌ قَالَ نَعَم قَالَ فَأَشهَدُ بِاللّهِ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ إِمَامُكُم بعَديِ‌. قَالَ وَ قَامَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ أَشهَدُ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 219

ص يَقُولُ أَهلُ بيَتيِ‌ يَفرُقُونَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ هُمُ الأَئِمّةُ الّذِينَ يُقتَدَي بِهِم وَ قَامَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ فَقَالَ وَ أَنَا أَشهَدُ عَلَي نَبِيّنَا مُحَمّدٍص أَنّهُ أَقَامَ عَلِيّاً لِنُسَلّمَ لَهُ فَقَالَ بَعضُهُم مَا أَقَامَهُ إِلّا لِلخِلَافَةِ وَ قَالَ بَعضُهُم مَا أَقَامَهُ إِلّا لِيُعلِمَ النّاسَ أَنّهُ مَولَي مَن كَانَ رَسُولُ اللّهِص مَولَاهُ فَتَشَاجَرُوا فِي ذَلِكَ فَبَعَثُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص رَجُلًا يَسأَلُهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ وَلِيّكُم بعَديِ‌ وَ أَنصَحُ النّاسِ لَكُم بَعدَ وفَاَتيِ‌ وَ قَامَ عُثمَانُ بنُ حُنَيفٍ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَهلُ بيَتيِ‌ نُجُومُ الأَرضِ وَ نُورُ الأَرضِ فَلَا تَقَدّمُوهُم وَ قَدّمُوهُم فَهُمُ الوُلَاةُ بعَديِ‌ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص وَ أَيّ أَهلِ بَيتِكَ أَولَي بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ وَ وُلدُهُ وَ قَامَ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ اتّقُوا اللّهَ فِي أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم وَ رُدّوا إِلَيهِم حَقّهُمُ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لَهُم فَقَد سَمِعنَا مِثلَ مَا سَمِعَ إِخوَانُنَا فِي مَقَامٍ بَعدَ مَقَامٍ لِنَبِيّنَاص وَ مَجلِسٍ بَعدَ مَجلِسٍ يَقُولُ أَهلُ بيَتيِ‌ أَئِمّتُكُم بعَديِ‌. قَالَ فَجَلَسَ أَبُو بَكرٍ فِي بَيتِهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَأَتَاهُ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ طَلحَةُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ سَعِيدُ بنُ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ فَأَتَاهُ كُلّ مِنهُم مُتَسَلّحاً فِي قَومِهِ حَتّي أَخرَجُوهُ مِن بَيتِهِ ثُمّ أَصعَدُوهُ المِنبَرَ وَ قَد سَلّوا سُيُوفَهُم فَقَالَ قَائِلٌ مِنهُم وَ اللّهِ لَئِن عَادَ أَحَدٌ مِنكُم بِمِثلِ مَا تَكَلّمَ بِهِ رَعَاعٌ مِنكُم بِالأَمسِ لَنَملَأَنّ سُيُوفَنَا مِنهُ فَأَحجَمَ وَ اللّهِ القَومُ وَ كَرِهُوا المَوتَ.

أقول الرعاع الأحداث الأراذل . واعلم أن الظاهر من سائر الأخبار عدم دخول الزبير في هؤلاء كما لم يدخل في رواية السيد فإنه كان في أول الأمر مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه . ثم اعلم أن في رواية الصدوق اشتباها بينا حيث ذكر في الإجمال أبي بن كعب و لم يذكره في التفصيل وأورد في التفصيل زيد بن وهب و لم يورده في الإجمال مع أنه هوالراوي‌ للخبر وذكره بهذا الوجه بعيد ولعله وقع اشتباه من النساخ


صفحه : 220

أو من الرواة و إن كان قوله عندالإجمال وغيرهم مما يومي‌ إلي وجه بعيد لتصحيحه فلاتغفل

9- فس ،[تفسير القمي‌] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ وَ البَحرِ بِما كَسَبَت أيَديِ‌ النّاسِ قَالَ ذَلِكَ وَ اللّهِ يَومَ قَالَتِ الأَنصَارُ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنكُم أَمِيرٌ

10- ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن رَبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المسُليِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أُخرِجَ بعِلَيِ‌ّ ع مُلَبّباً وَقَفَ عِندَ قَبرِ النّبِيّص قَالَ يَاابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ قَالَ فَخَرَجَت يَدٌ مِن قَبرِ رَسُولِ اللّهِص يَعرِفُونَ أَنّهَا يَدُهُ وَ صَوتٌ يَعرِفُونَ أَنّهُ صَوتُهُ نَحوَ أَبِي بَكرٍ يَا هَذَاأَ كَفَرتَ باِلذّيِ‌ خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمّ مِن نُطفَةٍ ثُمّ سَوّاكَ رَجُلًا

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن عبد الله مثله d

11-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ[ بنُ] مُحَمّدٍ يَرفَعُهُ بِإِسنَادٍ لَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا استُخلِفَ أَبُو بَكرٍ أَقبَلَ عُمَرُ عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ أَبَا بَكرٍ قَدِ استُخلِفَ قَالَ عَلِيّ ع فَمَن جَعَلَهُ كَذَلِكَ قَالَ المُسلِمُونَ رَضُوا بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ لَأَسرَعَ مَا خَالَفُوا رَسُولَ اللّهِص وَ نَقَضُوا عَهدَهُ وَ لَقَد سَمّوهُ بِغَيرِ اسمِهِ وَ اللّهِ مَا استَخلَفَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ عُمَرُ كَذَبتَ فَعَلَ اللّهُ بِكَ وَ فَعَلَ فَقَالَ


صفحه : 221

عَلِيّ ع إِن شِئتَ أَن أُرِيَكَ بُرهَاناً عَلَي ذَلِكَ فَعَلتُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَا تَزَالُ تَكذِبُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي حَيَاتِهِ وَ بَعدَ مَوتِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع انطَلِق بِنَا لِنَعلَمَ أَيّنَا الكَذّابُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي حَيَاتِهِ وَ بَعدَ مَوتِهِ فَانطَلَقَ مَعَهُ حَتّي أَتَي إِلَي القَبرِ فَإِذَا كَفّ فِيهَا مَكتُوبٌأَ كَفَرتَ يَا عُمَرُباِلذّيِ‌ خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمّ مِن نُطفَةٍ ثُمّ سَوّاكَ رَجُلًا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَ رَضِيتَ وَ اللّهِ لَقَد جَحَدتَ اللّهَ[فَضَحَكَ اللّهُ] فِي حَيَاتِهِ وَ بَعدَ وَفَاتِهِ

ختص ،[الإختصاص ] ابن عيسي عن علي بن الحكم عن خالد القلانسي‌ و محمد بن حماد عن الطيالسي‌ عن أبيه عن أبي عبد الله ع مثله

12- شف ،[كشف اليقين ] مِن أَصلٍ عَتِيقٍ مِن رِوَايَةِ المُخَالِفِينَ بِإِسنَادِهِ قَالَ ثُمّ قَامَ بُرَيدَةُ الأسَلمَيِ‌ّ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ أَ تَنَاسَيتَ أَم تَعَاشَيتَ أَم خَادَعَتكَ نَفسُكَ أَ مَا تَذكُرُ إِذ أَمَرَنَا رَسُولُ اللّهِ فَسَلّمنَا عَلَي عَلِيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ هُوَ بَينَ أَظهُرِنَا فَاتّقِ اللّهَ وَ تَدَارَك نَفسَكَ قَبلَ أَن لَا تُدرِكَهَا وَ أَنقِذهَا مِن هَلَكَتِهَا وَ ادفَع هَذَا الأَمرَ إِلَي مَن هُوَ أَحَقّ بِهِ مِنكَ مِن أَهلِهِ وَ لَا تَمَادَ فِي اغتِصَابِهِ وَ ارجِع وَ أَنتَ تَستَطِيعُ أَن تَرجِعَ فَقَد مَحَضتُ نَصِيحَتَكَ وَ بَذَلتُ لَكَ مَا عنِديِ‌ مَا إِن فَعَلتَهُ وُفّقتَ وَ رَشِدتَ

13-شف ،[كشف اليقين ] مِن أَصلٍ عَتِيقٍ مِن رِوَايَةِ المُخَالِفِينَ بِإِسنَادِهِ عَن يَحيَي بنِ


صفحه : 222

عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا خَطَبَ أَبُو بَكرٍ قَامَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ يَومَ جُمُعَةٍ وَ كَانَ أَوّلَ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ فَقَالَ يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ الّذِينَ هَاجَرُوا وَ اتّبَعُوا مَرضَاةَ الرّحمَنِ وَ أَثنَي اللّهُ عَلَيهِم فِي القُرآنِ وَ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِالّذِينَ تَبَوّؤُا الدّارَ وَ الإِيمانَ وَ أَثنَي اللّهُ عَلَيهِم فِي القُرآنِ تَنَاسَيتُم أَم نَسِيتُم أَم بَدّلتُم أَم غَيّرتُم أَم خَذَلتُم أَم عَجّزتُم أَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَامَ فِينَا مَقَاماً أَقَامَص لَنَا عَلِيّاً فَقَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ وَ مَن كُنتُ نَبِيّهُ فَهَذَا أَمِيرُهُ أَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي طَاعَتُكَ وَاجِبَةٌ عَلَي مَن بعَديِ‌ أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أُوصِيكُم بِأَهلِ بيَتيِ‌ خَيراً فَقَدّمُوهُم وَ لَا تَتَقَدّمُوهُم وَ أَمّرُوهُم وَ لَا تَأَمّرُوا عَلَيهِم أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَهلُ بيَتيِ‌ الأَئِمّةُ مِن بعَديِ‌ أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَهلُ بيَتيِ‌ مَنَارُ الهُدَي وَ المُدِلّونَ عَلَي اللّهِ أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ الهاَديِ‌ لِمَن ضَلّ أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ المحُييِ‌ لسِنُتّيِ‌ وَ مُعَلّمُ أمُتّيِ‌ وَ القَائِمُ بحِجُتّيِ‌ وَ خَيرُ مَن أُخَلّفُ بعَديِ‌ وَ سَيّدُ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ أَحَبّ النّاسِ إلِيَ‌ّ طَاعَتُهُ مِن بعَديِ‌ كطَاَعتَيِ‌ عَلَي أمُتّيِ‌ أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ لَم يُوَلّ عَلَي عَلِيّ ع أَحَداً مِنكُم وَ وَلّاهُ فِي كُلّ غَيبَةٍ عَلَيكُم أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّهُمَا كَانَا مَنزِلَتُهُمَا وَاحِداً وَ أَمرُهُمَا وَاحِداً أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّهُ قَالَ إِذَا غِبتُ عَنكُم وَ خَلّفتُ فِيكُم عَلِيّاً فَقَد خَلّفتُ فِيكُم رَجُلًا كنَفَسيِ‌ أَ وَ لَستُم تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهُ جَمَعَنَا قَبلَ مَوتِهِ فِي بَيتِ ابنَتِهِ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَنَا إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي مُوسَي أَنِ اتّخِذ أَخاً مِن أَهلِكَ أَجعَلهُ نَبِيّاً وَ أَجعَل أَهلَهُ لَكَ وُلداً وَ أُطَهّرهُم مِنَ الآفَاتِ وَ أَخلَعهُم مِنَ الذّنُوبِ فَاتّخَذَ مُوسَي هَارُونَ وَ وُلدَهُ وَ كَانُوا أَئِمّةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِن بَعدِهِ وَ الّذِينَ يَحِلّ لَهُم فِي مَسَاجِدِهُم مَا يَحِلّ لِمُوسَي


صفحه : 223

أَلَا وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إلِيَ‌ّ أَنِ اتّخِذ عَلِيّاً أَخاً كَمُوسَي اتّخَذَ هَارُونَ أَخاً وَ اتّخِذهُ وُلداً فَقَد طَهّرتُهُم كَمَا طَهّرتُ وُلدَ هَارُونَ أَلَا وَ إنِيّ‌ خَتَمتُ بِكَ النّبِيّينَ فَلَا نبَيِ‌ّ بَعدَكَ فَهُمُ الأَئِمّةُ أَ فَمَا تَفقَهُونَ أَ مَا تُبصِرُونَ أَ مَا تَسمَعُونَ ضُرِبَت عَلَيكُمُ الشّبُهَاتُ فَكَانَ مَثَلُكُم كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي سَفَرٍ أَصَابَهُ عَطَشٌ شَدِيدٌ حَتّي خشَيِ‌َ أَن يَهلِكَ فلَقَيِ‌َ رَجُلًا هَادِياً بِالطّرِيقِ فَسَأَلَهُ عَنِ المَاءِ فَقَالَ أَمَامَكَ عَينَانِ إِحدَاهُمَا مَالِحَةٌ وَ الأُخرَي عَذبَةٌ فَإِن أَصَبتَ مِنَ المَالِحَةِ ضَلَلتَ وَ هَلَكتَ وَ إِن أَصَبتَ مِنَ العَذبَةِ هُدِيتَ وَ رَوِيتَ فَهَذَا مَثَلُكُم أَيّتُهَا الأُمّةُ المُهمَلَةُ كَمَا زَعَمتُم وَ ايمُ اللّهِ مَا أُهمِلتُم لَقَد نُصِبَ لَكُم عَلَمٌ يُحِلّ لَكُمُ الحَلَالَ وَ يُحَرّمُ عَلَيكُمُ الحَرَامَ وَ لَو أَطَعتُمُوهُ مَا اختَلَفتُم وَ لَا تَدَابَرتُم وَ لَا تَعَلّلتُم وَ لَا برَ‌ِئَ بَعضُكُم مِن بَعضٍ فَوَ اللّهِ إِنّكُم بَعدَهُ لَمُختَلِفُونَ فِي أَحكَامِكُم وَ إِنّكُم بَعدَهُ لَنَاقِضُونَ عَهدَ رَسُولِ اللّهِص وَ إِنّكُم عَلَي عِترَتِهِ لَمُختَلِفُونَ وَ مُتَبَاغِضُونَ إِن سُئِلَ هَذَا عَن غَيرِ مَا عَلِمَ أَفتَي بِرَأيِهِ وَ إِن سُئِلَ هَذَا عَمّا يَعلَمُ أَفتَي بِرَأيِهِ فَقَد تَحَارَيتُم وَ زَعَمتُم أَنّ الِاختِلَافَ رَحمَةٌ هَيهَاتَ أَبَي كِتَابُ اللّهِ ذَلِكَ عَلَيكُم يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ تَفَرّقُوا وَ اختَلَفُوا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ البَيّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ وَ أَخبَرَنَا بِاختِلَافِهِم فَقَالَوَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم أَي لِلرّحمَةِ وَ هُم آلُ مُحَمّدٍ وَ شِيعَتُهُم وَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 224

ص يَقُولُ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَي الفِطرَةِ وَ النّاسُ مِنهَا بَرَاءٌ فَهَلّا قَبِلتُم مِن نَبِيّكُم كَيفَ وَ هُوَ يُخبِرُكُم بِانتِكَاصِكُم وَ يَنهَاكُم عَن خِلَافِ وَصِيّهِ وَ أَمِينِهِ وَ وَزِيرِهِ وَ أَخِيهِ وَ وَلِيّهِ أَطهَرِكُم قَلباً وَ أَعلَمِكُم عِلماً وَ أَقدَمِكُم إِسلَاماً وَ أَعظَمِكُم غَنَاءً عَن رَسُولِ اللّهِص أَعطَاهُ تُرَاثَهُ وَ أَوصَاهُ بِعِدَاتِهِ وَ استَخلَفَهُ


صفحه : 225

عَلَي أُمّتِهِ وَ وَضَعَ عِندَهُ رَأسَهُ فَهُوَ وَلِيّهُ دُونَكُم أَجمَعِينَ وَ أَحَقّ بِهِ مِنكُم أَكتَعِينَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ أَفضَلُ المُتّقِينَ وَ أَطوَعُ الأُمّةِ لِرَبّ العَالَمِينَ وَ سُلّمَ عَلَيهِ بِخِلَافَةِ المُؤمِنِينَ فِي حَيَاةِ سَيّدِ النّبِيّينَ وَ خَاتَمِ المُرسَلِينَ قَد أَعذَرَ مَن أَنذَرَ وَ أَدّي النّصِيحَةَ مَن وَعَظَ وَ بَصّرَ مَن عمَيِ‌َ وَ تَعَاشَي وَ


صفحه : 226

ردَيِ‌َ فَقَد سَمِعتُم كَمَا سَمِعنَا وَ رَأَيتُم كَمَا رَأَينَا وَ شَهِدتُم كَمَا شَهِدنَا فَقَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فَقَالُوا اقعُد يَا أُبَيّ أَصَابَكَ خَبَلٌ أَم أَصَابَتكَ جُنّةٌ فَقَالَ بَلِ الخَبَلُ فِيكُم كُنتُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَأَلفَيتُهُ يُكَلّمُ رَجُلًا وَ أَسمَعُ كَلَامَهُ وَ لَا أَرَي وَجهَهُ فَقَالَ فِيمَا يُخَاطِبُهُ مَا أَنصَحَهُ لَكَ وَ لِأُمّتِكَ وَ أَعلَمَهُ بِسُنّتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَ فَتَرَي أمُتّيِ‌ تَنقَادُ لَهُ مِن بعَديِ‌ قَالَ يَا مُحَمّدُ يَتبَعُهُ مِن أُمّتِكَ أَبرَارُهَا وَ يُخَالِفُ عَلَيهِ مِن أُمّتِكَ فُجّارُهَا وَ كَذَلِكَ أَوصِيَاءُ النّبِيّينَ مِن قَبلِكَ يَا مُحَمّدُ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ أَوصَي إِلَي يُوشَعَ بنِ نُونٍ وَ كَانَ أَعلَمَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَخوَفَهُم لِلّهِ وَ أَطوَعَهُم لَهُ وَ أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَتّخِذَهُ وَصِيّاً كَمَا اتّخَذتَ عَلِيّاً وَصِيّاً وَ كَمَا أُمِرتَ بِذَلِكَ فَحَسَدَهُ بَنُو إِسرَائِيلَ سِبطُ مُوسَي خَاصّةً فَلَعَنُوهُ وَ شَتَمُوهُ وَ عَنّفُوهُ وَ وَضَعُوا مِنهُ فَإِن أَخَذَت أُمّتُكَ سُنَنَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَذّبُوا وَصِيّكَ وَ جَحَدُوا أَمرَهُ وَ ابتَزّوا خِلَافَتَهُ وَ غَالَطُوهُ فِي عِلمِهِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ ينُبَئّنُيِ‌ أَنّ أمُتّيِ‌ تَختَلِفُ عَلَي وصَيِيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ إنِيّ‌ أُوصِيكَ يَا أُبَيّ بِوَصِيّةٍ إِن حَفِظتَهَا لَم تَزَل بِخَيرٍ يَا أُبَيّ عَلَيكَ بعِلَيِ‌ّ فَإِنّهُ الهاَديِ‌ المهَديِ‌ّ النّاصِحُ لأِمُتّيِ‌ المحُييِ‌ لسِنُتّيِ‌ وَ هُوَ إِمَامُكُم بعَديِ‌ فَمَن رضَيِ‌َ بِذَلِكَ لقَيِنَيِ‌ عَلَي مَا فَارَقتُهُ عَلَيهِ يَا أُبَيّ وَ مَن غَيّرَ أَو بَدّلَ لقَيِنَيِ‌ نَاكِثاً لبِيَعتَيِ‌ عَاصِياً أمَريِ‌ جَاحِداً لنِبُوُتّيِ‌ لَا أَشفَعُ لَهُ عِندَ ربَيّ‌ وَ لَا أَسقِيهِ مِن حوَضيِ‌ فَقَامَت إِلَيهِ رِجَالٌ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالُوا اقعُد رَحِمَكَ اللّهُ يَا أُبَيّ فَقَد أَدّيتَ مَا سَمِعتَ وَ وَفَيتَ بِعَهدِكَ

بيان الأعشي هو ألذي لايبصر بالليل يقال تعاشي إذاأري من نفسه أنه


صفحه : 227

أعشي والنكوص الإحجام وأكتعون وأبتعون وأبصعون أتباع لأجمعين لايأتي‌ مفردا علي المشهور بين أهل اللغة.أقول وجدت الخبر هكذا ناقصا فأوردته كماوجدته

13- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها قَالَ إِنّ الأَرضَ كَانَت فَاسِدَةً فَأَصلَحَهُ اللّهُ بِنَبِيّهِ فَقَالَلا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ مَا أَتَي عَلَي عَلِيّ ع يَومٌ قَطّ أَعظَمُ مِن يَومَينِ أَتَيَاهُ فَأَمّا أَوّلُ يَومٍ فَيَومَ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمّا اليَومُ الثاّنيِ‌ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَجَالِسٌ فِي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ عَن يَمِينِ أَبِي بَكرٍ وَ النّاسُ يُبَايِعُونَهُ إِذ قَالَ لَهُ عُمَرُ يَا هَذَا لَيسَ فِي يَدَيكَ شَيءٌ مِنهُ مَا لَم يُبَايِعكَ عَلِيّ فَابعَث إِلَيهِ حَتّي يَأتِيَكَ فَيُبَايِعَكَ فَإِنّمَا هَؤُلَاءِ رَعَاعٌ فَبَعَثَ إِلَيهِ قُنفُذاً فَقَالَ لَهُ اذهَب فَقُل لعِلَيِ‌ّ أَجِب خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِص فَذَهَبَ قُنفُذٌ فَمَا لَبِثَ أَن رَجَعَ فَقَالَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ قَالَ لَكَ مَا خَلّفَ رَسُولُ اللّهِص أَحَداً غيَريِ‌ قَالَ ارجِع إِلَيهِ فَقُل أَجِب فَإِنّ النّاسَ قَد أَجمَعُوا عَلَي بَيعَتِهِم إِيّاهُ وَ هَؤُلَاءِ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ يُبَايِعُونَهُ وَ قُرَيشٌ وَ إِنّمَا أَنتَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمِينَ لَكَ مَا لَهُم وَ عَلَيكَ مَا عَلَيهِم وَ ذَهَبَ إِلَيهِ قُنفُذٌ فَمَا لَبِثَ أَن رَجَعَ فَقَالَ قَالَ لَكَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِي وَ أوَصاَنيِ‌ إِذَا وَارَيتُهُ فِي حُفرَتِهِ أَن لَا أَخرُجَ مِن بيَتيِ‌ حَتّي أُؤَلّفَ كِتَابَ اللّهِ فَإِنّهُ فِي جَرَائِدِ النّخلِ وَ فِي أَكتَافِ الإِبِلِ قَالَ قَالَ عُمَرُ قُومُوا بِنَا إِلَيهِ فَقَامَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ خَالِدُ بنِ الوَلِيدِ وَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ وَ قُنفُذٌ وَ قُمتُ مَعَهُم فَلَمّا انتَهَينَا إِلَي البَابِ فَرَأَتهُم فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا أَغلَقَتِ البَابَ فِي وُجُوهِهِم وَ هيِ‌َ لَا تَشُكّ أَن لَا يُدخَلَ عَلَيهَا إِلّا بِإِذنِهَا فَضَرَبَ عُمَرُ البَابَ بِرِجلِهِ فَكَسَرَهُ وَ كَانَ مِن سَعَفٍ ثُمّ دَخَلُوا فَأَخرَجُوا عَلِيّاً ع مُلَبّباً فَخَرَجَت فَاطِمَةُ ع فَقَالَت يَا أَبَا بَكرٍ


صفحه : 228

أَ تُرِيدُ أَن ترُملِنَيِ‌ مِن زوَجيِ‌ وَ اللّهِ لَئِن لَم تَكُفّ عَنهُ لَأَنشُرَنّ شعَريِ‌ وَ لَأَشُقّنَ جيَبيِ‌ وَ لَآَتِيَنّ قَبرَ أَبِي وَ لَأَصِيحَنّ إِلَي ربَيّ‌ فَأَخَذَت بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ خَرَجَت تُرِيدُ قَبرَ النّبِيّص فَقَالَ عَلِيّ ع لِسَلمَانَ أَدرِك ابنَةَ مُحَمّدٍ فإَنِيّ‌ أَرَي جنَبتَيَ‌ِ المَدِينَةِ تُكفَئَانِ وَ اللّهِ إِن نَشَرَت شَعرَهَا وَ شَقّت جَيبَهَا وَ أَتَت قَبرَ أَبِيهَا وَ صَاحَت إِلَي رَبّهَا لَا يُنَاظَرُ بِالمَدِينَةِ أَن يُخسَفَ بِهَا وَ بِمَن فِيهَا فَأَدرَكَهَا سَلمَانُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ إِنّ اللّهَ بَعَثَ أَبَاكِ رَحمَةً فاَرجعِيِ‌ فَقَالَت يَا سَلمَانُ يُرِيدُونَ قَتلَ عَلِيّ مَا عَلَيّ صَبرٌ فدَعَنيِ‌ حَتّي آتيِ‌َ قَبرَ أَبِي فَأَنشُرَ شعَريِ‌ وَ أَشُقّ جيَبيِ‌ وَ أَصِيحَ إِلَي ربَيّ‌ فَقَالَ سَلمَانُ إنِيّ‌ أَخَافُ أَن يُخسَفَ بِالمَدِينَةِ وَ عَلِيّ بعَثَنَيِ‌ إِلَيكِ يَأمُرُكِ أَن ترَجعِيِ‌ لَهُ إِلَي بَيتِكِ وَ تنَصرَفِيِ‌ فَقَالَت إِذاً أَرجِعُ وَ أَصبِرُ وَ أَسمَعُ لَهُ وَ أُطِيعُ قَالَ فَأَخرَجُوهُ مِن مَنزِلِهِ مُلَبّباً وَ مَرّوا بِهِ عَلَي قَبرِ النّبِيّص قَالَ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ يَاابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ وَ جَلَسَ أَبُو بَكرٍ فِي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ وَ قَدِمَ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بَايِع فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع فَإِن أَنَا لَم أَفعَل فَمَه فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إِذاً أَضرِبَ وَ اللّهِ عُنُقَكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ إِذاً وَ اللّهِ


صفحه : 229

أَكُونَ عَبدَ اللّهِ المَقتُولَ وَ أَخَا رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عُمَرُ أَمّا عَبدُ اللّهِ المَقتُولُ فَنَعَم وَ أَمّا أَخُو رَسُولِ اللّهِص فَلَا حَتّي قَالَهَا ثَلَاثاً فَبَلَغَ ذَلِكَ العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ فَأَقبَلَ مُسرِعاً يُهَروِلُ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ ارفُقُوا بِابنِ أخَيِ‌ وَ لَكُم عَلَيّ أَن يُبَايِعَكُم فَأَقبَلَ العَبّاسُ وَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ ع فَمَسَحَهَا عَلَي يَدِ أَبِي بَكرٍ ثُمّ خَلّوهُ مُغضَباً فَسَمِعتُهُ يَقُولُ وَ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ أللّهُمّ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّ النّبِيّص قَد قَالَ لِي إِن تَمّوا عِشرِينَ فَجَاهِدهُم وَ هُوَ قَولُكَ فِي كِتَابِكَإِن يَكُن مِنكُم عِشرُونَ صابِرُونَ يَغلِبُوا مِائَتَينِ قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أللّهُمّ وَ إِنّهُم لَم يَتِمّوا عِشرِينَ حَتّي قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمّ انصَرَفَ

15- ختص ،[الإختصاص ]أخَبرَنَيِ‌ عُبَيدُ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الفَضلِ بنِ عَامِرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الفَرَزدَقِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَمرَوَيهِ الوَرّاقِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ مِثلَهُ وَ زَادَ بَعدَ قَولِهِ فَأَخرَجُوهُ مِن مَنزِلِهِ مُلَبّباً قَالَ وَ أَقبَلَ الزّبَيرُ مُختَرِطاً سَيفَهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَعشَرَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ أَ يُفعَلُ هَذَا بعِلَيِ‌ّ ع وَ أَنتُم أَحيَاءٌ وَ شَدّ عَلَي عُمَرَ لِيَضرِبَهُ بِالسّيفِ فَرَمَاهُ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ بِصَخرَةٍ فَأَصَابَت قَفَاهُ وَ سَقَطَ السّيفُ مِن يَدِهِ فَأَخَذَهُ عُمَرُ وَ ضَرَبَهُ عَلَي صَخرَةٍ فَانكَسَرَ وَ مَرّ عَلِيّ عَلَي قَبرِ النّبِيّص فَقَالَ يَا ابنَ أُمّ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

بيان قولها ع أن ترملني‌ ليس فيما عندنا من كتب اللغة أرمل أورمل متعديا بل قالوا الأرملة المرأة التي‌ ليس لها زوج يقال أرملت ورملت قوله تكفئان بصيغة المجهول من باب الإفعال أوكمنع أوالمعلوم من باب التفعل بحذف إحدي التاءين أي تتحركان وتنقلبان وتضطربان يقال كفأت الإناء وأكفأته أي قلبته قوله ع يا ابن أمّ إنما قال ع ذلك للمواخاة الروحانية التي‌ جددت يوم المؤاخاة فكأنه ابن أمّه مع أنه لايبعد استعارة الأم للطينة المقدسة التي‌ أخذا


صفحه : 230

منها أولأن فاطمة بنت أسد ربته ص فكانت أمامربية ولذا قال ص حين أخبره أمير المؤمنين بموتها و قال ماتت أمي‌ بل أمي‌ أو أنه ع قرأ الآية إشارة إلي مشابهة الواقعتين والأوسط أظهر

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَحَدِهِمَا قَالَ إِنّ اللّهَ قَضَي الِاختِلَافَ عَلَي خَلقِهِ وَ كَانَ أَمراً قَد قَضَاهُ فِي عِلمِهِ كَمَا قَضَي عَلَي الأُمَمِ مِن قَبلِكُم وَ هيِ‌َ السّنَنُ وَ الأَمثَالُ يجَريِ‌ عَلَي النّاسِ فَجَرَت عَلَينَا كَمَا جَرَت عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنَا وَ قَولُ اللّهِ حَقّ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمُحَمّدٍص سُنّةَ مَن قَد أَرسَلنا قَبلَكَ مِن رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنّتِنا تَحوِيلًا وَ قَالَفَهَل يَنظُرُونَ إِلّا سُنّتَ الأَوّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنّتِ اللّهِ تَبدِيلًا وَ لَن تَجِدَ لِسُنّتِ اللّهِ تَحوِيلًا وَ قَالَفَهَل يَنتَظِرُونَ إِلّا مِثلَ أَيّامِ الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِهِم قُل فَانتَظِرُوا إنِيّ‌ مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ وَ قَالَ ع لَا تَبدِيلَ لِقَولِ اللّهِ وَ قَد قَضَي اللّهُ عَلَي مُوسَي ع وَ هُوَ مَعَ قَومِهِ يُرِيهِمُ الآيَاتِ وَ النّذُرَ ثُمّ مَرّوا عَلَي قَومٍ يَعبُدُونَ أَصنَاماًقالُوا يا مُوسَي اجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ قالَ إِنّكُم قَومٌ تَجهَلُونَفَاستَخلَفَ مُوسَي هَارُونَ فَنَصَبُواعِجلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي وَ تَرَكُوا هَارُونَ فَقَالَيا قَومِ إِنّما فُتِنتُم بِهِ وَ إِنّ رَبّكُمُ الرّحمنُ فاَتبّعِوُنيِ‌ وَ أَطِيعُوا أمَريِ‌ قالُوا لَن نَبرَحَ عَلَيهِ عاكِفِينَ حَتّي يَرجِعَ إِلَينا مُوسي


صفحه : 231

فَضَرَبَ لَكُم أَمثَالَهُم وَ بَيّنَ لَكُم كَيفَ صَنَعَ بِهِم وَ قَالَ إِنّ نبَيِ‌ّ اللّهِص لَم يُقبَض حَتّي أَعلَمَ النّاسَ أَمرَ عَلِيّ ع فَقَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ وَ قَالَ إِنّهُ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي غَيرَ أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ رَسُولِ اللّهِص فِي المَوَاطِنِ كُلّهَا وَ كَانَ مَعَهُ فِي المَسجِدِ يَدخُلُهُ عَلَي كُلّ حَالٍ وَ كَانَ أَوّلَ النّاسِ إِيمَاناً بِهِ فَلَمّا قُبِضَ نبَيِ‌ّ اللّهِص كَانَ ألّذِي كَانَ لِمَا قَد قضُيِ‌َ مِنَ الِاختِلَافِ وَ عَمَدَ عُمَرُ فَبَايَعَ أَبَا بَكرٍ وَ لَم يُدفَن رَسُولُ اللّهِص بَعدُ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ عَلِيّ ع وَ رَأَي النّاسَ قَد بَايَعُوا أَبَا بَكرٍ خشَيِ‌َ أَن يَفتَتِنَ النّاسُ فَفَرَغَ إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ أَخَذَ يَجمَعُهُ فِي مُصحَفٍ فَأَرسَلَ أَبُو بَكرٍ إِلَيهِ أَن تَعَالَ فَبَايِع فَقَالَ عَلِيّ ع لَا أَخرُجُ حَتّي أَجمَعَ القُرآنَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ مَرّةً أُخرَي فَقَالَ لَا أَخرُجُ حَتّي أَفرُغَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ الثّالِثَةَ عُمَرُ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ قُنفُذٌ فَقَامَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا تَحُولُ بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ ع فَضَرَبَهَا فَانطَلَقَ قُنفُذٌ وَ لَيسَ مَعَهُ عَلِيّ فخَشَيِ‌َ أَن يَجمَعَ عَلِيّ النّاسَ فَأَمَرَ بِحَطَبٍ فَجَعَلَ حوَاَليَ‌ بَيتِهِ ثُمّ انطَلَقَ عُمَرُ بِنَارٍ فَأَرَادَ أَن يُحرِقَ عَلَي عَلِيّ بَيتَهُ وَ عَلَي فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَلَمّا رَأَي ع ذَلِكَ خَرَجَ فَبَايَعَ كَارِهاً غَيرَ طَائِعٍ

17-جا،[المجالس للمفيد]الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن سَعِيدِ بنِ عُفَيرٍ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي هِلَالٍ عَن مَروَانَ بنِ عُثمَانَ قَالَ لَمّا بَايَعَ النّاسُ أَبَا بَكرٍ دَخَلَ عَلِيّ ع وَ الزّبَيرُ وَ المِقدَادُ بَيتَ فَاطِمَةَ ع وَ أَبَوا أَن يَخرُجُوا فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ أَضرِمُوا عَلَيهِمُ البَيتَ نَاراً فَخَرَجَ الزّبَيرُ وَ مَعَهُ سَيفُهُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ عَلَيكُم بِالكَلبِ فَقَصَدُوا نَحوَهُ فَزَلّت قَدَمُهُ وَ سَقَطَ عَلَي الأَرضِ وَ وَقَعَ السّيفُ مِن يَدِهِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ اضرِبُوا بِهِ الحَجَرَ فَضُرِبَ بِهِ الحَجَرَ حَتّي انكَسَرَ وَ خَرَجَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع نَحوَ العَالِيَةِ فَلَقِيَهُ ثَابِتُ بنُ قَيسِ بنِ شَمّاسٍ فَقَالَ


صفحه : 232

مَا شَأنُكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ أَرَادُوا أَن يُحرِقُوا عَلَيّ بيَتيِ‌ وَ أَبُو بَكرٍ عَلَي المِنبَرِ يُبَايَعُ لَهُ لَا يَدفَعُ عَن ذَلِكَ وَ لَا يُنكِرُ فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ وَ لَا تُفَارِقُ كفَيّ‌ يَدَكَ أَبَداً حَتّي أُقتَلَ دُونَكَ فَانطَلَقَا جَمِيعاً حَتّي عَادَ[عَادَا] إِلَي المَدِينَةِ وَ فَاطِمَةُ ع وَاقِفَةٌ عَلَي بَابِهَا وَ قَد خَلَت دَارُهَا مِن أَحَدٍ مِنَ القَومِ وَ هيِ‌َ تَقُولُ لَا عَهدَ لِي بِقَومٍ أَسوَأَ مَحضَراً مِنكُم تَرَكتُم رَسُولَ اللّهِص جِنَازَةً بَينَ أَيدِينَا وَ قَطَعتُم أَمرَكُم بَينَكُم لَم تَستَأمِرُونّا وَ صَنَعتُم بِنَا مَا صَنَعتُم وَ لَم تَرَوا لَنَا حَقّاً

18- جا،[المجالس للمفيد]الكَاتِبُ عَنِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ العَطّارِ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَن أَبِي الأَسوَدِ عَن عُروَةَ بنِ الزّبَيرِ قَالَ لَمّا بَايَعَ النّاسُ أَبَا بَكرٍ خَرَجَت فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص فَوَقَفَت عَلَي بَابِهَا وَ قَالَت مَا رَأَيتُ كَاليَومِ قَطّ حَضَرُوا أَسوَأَ مَحضَرٍ وَ تَرَكُوا نَبِيّهُمص جِنَازَةً بَينَ أَظهُرِنَا وَ استَبَدّوا بِالأَمرِ دُونَنَا

19- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَضَائِلُ السمّعاَنيِ‌ّ وَ أَبِي السّعَادَاتِ وَ تَارِيخُ الخَطِيبِ وَ اللّفظُ للِسمّعاَنيِ‌ّ قَالَ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ جَاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ هُوَ عَلَي مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ انزِل عَن مَجلِسِ أَبِي قَالَ صَدَقتَ إِنّهُ مَجلِسُ أَبِيكَ ثُمّ أَجلَسَهُ فِي حَجرِهِ وَ بَكَي فَقَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ مَا كَانَ هَذَا عَن أمَريِ‌ فَقَالَ صَدّقتُكَ وَ اللّهِ مَا اتّهَمتُكَ

وَ فِي رِوَايَةِ الخَطِيبِ أَنّهُ قَالَ الحُسَينُ ع قُلتُ لِعُمَرَ انزِل عَن مِنبَرِ أَبِي وَ اذهَب إِلَي مِنبَرِ أَبِيكَ فَقَالَ عُمَرُ لَم يَكُن لأِبَيِ‌ مِنبَرٌ وَ أخَذَنَيِ‌ وَ أجَلسَنَيِ‌ مَعَهُ ثُمّ سأَلَنَيِ‌ مَن عَلّمَكَ هَذَا فَقُلتُ وَ اللّهِ مَا علَمّنَيِ‌ أَحَدٌ


صفحه : 233

20-مَأخُوذٌ مِن مَنَاقِبِ ابنِ الجوَزيِ‌ّ،خُطبَةٌ خَطَبَ بِهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص رَوَي مُجَاهِدٌ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا دُفِنَ رَسُولُ اللّهِص جَاءَ العَبّاسُ وَ أَبُو سُفيَانَ بنُ حَربٍ وَ نَفَرٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالُوا مُدّ يَدَكَ نُبَايِعكَ وَ هَذَا اليَومُ ألّذِي قَالَ فِيهِ أَبُو سُفيَانَ إِن شِئتَ مَلَأتُهَا خَيلًا وَ رَجِلًا وَ حَرّضُوهُ فَامتَنَعَ وَ قَالَ لَهُ العَبّاسُ أَنتَ وَ اللّهِ بَعدَ أَيّامٍ عَبدُ العَصَا فَخَطَبَ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ شُقّوا أَموَاجَ الفِتَنِ بِسُفُنِ النّجَاةِ وَ عَرّجُوا عَن طَرِيقِ


صفحه : 234

المُنَافَرَةِ وَ ضَعُوا تِيجَانَ المُفَاخَرَةِ فَقَد فَازَ مَن نَهَضَ بِجَنَاحٍ أَوِ استَسلَمَ فَارتَاحَ مَاءٌ آجِنٌ وَ لُقمَةٌ يَغَصّ بِهَا آكِلُهَا أَجدَرُ بِالعَاقِلِ مِن لُقمَةٍ تُخشَي[تُحشَي]بِزُنبُورٍ وَ مِن شَربَةٍ تَلَذّ بِهَا شَارِبُهَا مَعَ تَركِ النّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الأُمُورِ فَإِن أَقُل يَقُولُوا حَرَصَ عَلَي المُلكِ وَ إِن أَسكُت يَقُولُوا جَزِعَ مِنَ المَوتِ هَيهَاتَ هَيهَاتَ بَعدَ اللّتَيّا وَ التّيِ‌ وَ اللّهِ لَابنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالمَوتِ مِنَ الطّفلِ بثِدَي‌ِ أُمّهِ وَ مِنَ الرّجُلِ بِأَخِيهِ وَ عَمّهِ وَ لَقَدِ اندَمَجتُ عَلَي عِلمٍ لَو بُحتُ بِهِ لَاضطَرَبتُمُ اضطِرَابَ الأَرشِيَةِ فِي الطوّيِ‌ّ البَعِيدَةِ وَ ذَكَرَ كَلَاماً كَثِيراً

بيان هذاالكلام أورده السيد رضي‌ الله عنه في نهج البلاغة بأدني تغيير و قال ابن ميثم رحمه الله سبب هذاالكلام ماروي‌ أنه لماتم في السقيفة أمر البيعة لأبي‌ بكر أراد أبوسفيان أن يوقع الحرب بين المسلمين فمضي إلي العباس فقال له إن هؤلاء ذهبوا بهذا الأمر من بني‌ هاشم وإنه ليحكم فينا غدا هذااللفظ الغليظ من بني‌ عدي‌ فقم بنا إلي علي ع حتي نبايعه بالخلافة و أنت عم رسول الله ص و أنا رجل مقبول القول في قريش فإن دافعونا قاتلناهم وقتلناهم فأتيا أمير المؤمنين ع فأجابهم صلوات الله عليه بهذا الكلام . قوله ع شقوا أي أخرجوا من بين أمواج الفتن بما يوجب النجاة منها من المصالح الواقعية لابما يورث تكثير الفتنة فشبه الفتن بالأمواج والسفن بما يوجب النجاة منها وقيل أريد بالسفن هنا أهل البيت ع ومتابعتهم كما قال ص مثل أهل بيتي‌ كمثل سفينة نوح قوله وعرجوا التعريج علي الشي‌ء الإقامة عليه و عن الشي‌ء تركه والمراد بوضع تيجان المفاخرة ترك لبسها كناية عن ترك التعظم والتكبر والتوجه إلي ما هوصلاح الدين والمسلمين قوله فقد فاز في النهج أفلح من نهض بجناح أواستسلم فأراح و قال ابن أبي


صفحه : 235

الحديد استعار النهوض بالجناح للاعتزال أي نفض يديه كطائر ينهض بجناحيه واعتزل عن الناس وساح في الأرض أوفارق الدنيا ومات و لوبقي‌ فيهم ترك المنازعة و لايخفي بعدهما بل الأظهر في الروايتين أن المعني فاز من قام بطلب الحق إذاتهيأت أسبابه أوانقاد لمايجري‌ عليه مع فقدها. و بعد ذلك في النهج ماء آجن ولقمة يغص بهاآكلها ومجتني‌ الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه فعلي رواية ابن الجوزي‌ الغرض ظاهر أي الصبر علي الشدة والمذلة أولا مع حسن العاقبة أحسن من ارتكاب أمر يوجب اشتداد البلية وسوء العاقبة و علي الرواية الأخري الأظهر أنه يعود إلي هذاالمعني أي ماتدعوني‌ إليه وتحملوني‌ عليه ماء آجن أي متغير الطعم والرائحة ولقمة يغص بفتح الغين أي ينشب في حلق آكلها و لايمكنه إساغتها. وذهب شارحوا النهج إلي أن المعني أن الخلافة والإمارة مطلقا كالماء واللقمة تستتبع المتاعب والمشاق في الدنيا أوعاجلا لو كان حقا وعاجلا وآجلا مع بطلانها وقيل إشارة إلي ماانعقد في السقيفة واجتني الثمرة قطفها أي من اجتني ثمرة في غيروقته لاينتفع بهاكزارع أرض لايقدر علي الإقامة فيها أويخرجه عنها مالكها ولعله ع شبه طلبه في هذاالوقت بمن يجتني‌ ثمرته مع عدم إيناعها وشبه اختيار الملعون الخلافة بمن زرع في غيرأرضه فيفيد ماتقدم مع كمال التشبيه في الفقرتين . واللتيا بفتح اللام وتشديد الياء تصغير التي‌ وجوز الضم أيضا واللتيا والتي‌ من أسماء الداهية فاللتيا للصغيرة والتي‌ للكبير قيل تزوج رجل امرأة قصيرة سيئة الخلق فقاسي منها شدائد ثم طلقها وتزوج طويلة فقاسي منها أضعاف القصيرة فطلقها و قال بعداللتيا والتي‌ لاأتزوج أبدا فصار مثلا فالمعني ماأبعد ظن جزع الموت في حقي‌ بعد ماارتكبته من الشدائد و ليس قوله و من الرجل بأخيه وعمه في النهج والاندماج الانطواء وباح بالشي‌ء أعلنه وأظهره


صفحه : 236

والأرشية جمع الرشاء بالكسر والمد و هوالحبل والطوي‌ بفتح الطاء وكسر الواو وتشديد الياء البئر المطوية

21- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن وَهبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَاءَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ غَيرُهُم بَعدَ ذَلِكَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالُوا لَهُ أَنتَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنتَ وَ اللّهِ أَحَقّ النّاسِ وَ أَولَاهُم باِلنبّيِ‌ّص هَلُمّ يَدَكَ نُبَايِعكَ فَوَ اللّهِ لَنَمُوتَنّ قُدّامَكَ فَقَالَ عَلِيّ ع إِن كُنتُم صَادِقِينَ فَاغدُوا عَلَيّ غَداً مُحَلّقِينَ فَحَلّقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ حَلّقَ سَلمَانُ وَ حَلّقَ مِقدَادُ وَ حَلّقَ أَبُو ذَرّ وَ لَم يُحَلّق غَيرُهُم ثُمّ انصَرَفُوا فَجَاءُوا مَرّةً أُخرَي بَعدَ ذَلِكَ فَقَالُوا لَهُ أَنتَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنتَ أَحَقّ النّاسِ وَ أَولَاهُم باِلنبّيِ‌ّص هَلُمّ يَدَكَ نُبَايِعكَ وَ حَلَفُوا فَقَالَ إِن كُنتُم صَادِقِينَ فَاغدُوا عَلَيّ مُحَلّقِينَ فَمَا حَلّقَ إِلّا هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ قُلتُ فَمَا كَانَ فِيهِم عَمّارٌ فَقَالَ لَا قُلتُ فَعَمّارٌ مِن أَهلِ الرّدّةِ فَقَالَ إِنّ عَمّاراً قَد قَاتَلَ مَعَ عَلِيّ ع بَعدُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أبوبصير عنه ع مثله

22-كش ،[رجال الكشي‌] أَبُو الحَسَنِ وَ أَبُو إِسحَاقَ حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ ابنَا نُصَيرٍ قَالَا حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ عُثمَانَ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ النّاسُ أَهلَ رِدّةٍ بَعدَ النّبِيّص إِلّا ثَلَاثَةً فَقُلتُ وَ مَنِ الثّلَاثَةُ فَقَالَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ ثُمّ عَرَفَ النّاسُ بَعدَ يَسِيرٍ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ دَارَت عَلَيهِمُ الرّحَي وَ أَبَوا أَن يُبَايِعُوا حَتّي جَاءُوا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُكرَهاً فَبَايَعَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ


صفحه : 237

أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُمالآيَةَ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن حنان مثله بيان قوله ع بعديسير يمكن أن يقرأ بعدبالفتح والضم ويسير بالرفع والجر فلاتغفل ودوران الرحي كناية عن قرار الإيمان والإسلام وفائدة نصب الإمام أوبقاء النظام وعدم نزول العذاب عليهم

23- كش ،[رجال الكشي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ القتُيَبيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الراّزيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَمّا مَرّوا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ فِي رَقَبَتِهِ حَبلٌ إِلَي زُرَيقٍ ضَرَبَ أَبُو ذَرّ بِيَدِهِ عَلَي الأُخرَي فَقَالَ لَيتَ السّيُوفَ قَد عَادَت بِأَيدِينَا ثَانِيَةً وَ قَالَ مِقدَادُ لَو شَاءَ لَدَعَا عَلَيهِ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ سَلمَانُ موَلاَي‌َ أَعلَمُ بِمَا هُوَ فِيهِ

بيان لعله عبر عن [الأول ]بزريق تشبيها له بطائر يسمي بذلك في بعض أخلاقه الردية أولأن الزرقة مما يتشاءم به العرب أو من الزرق بمعني العمي و في القرآن يَومَئِذٍ زُرقاً. و في بعض النسخ آل زريق بإضافة الحبل إليه وبنو زريق خلق من الأنصار و هذا و إن كان هنا أوفق لكن التعبير عن أحد الملعونين بهذه الكناية كثير في الأخبار كمامر وسيأتي‌


صفحه : 238

24- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ وَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ قَالَ سَمِعتُ عَبدَ المَلِكِ بنَ أَعيَنَ يَسأَلُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَلَم يَزَل يَسأَلُهُ حَتّي قَالَ لَهُ فَهَلَكَ النّاسُ إِذاً قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ يَا ابنَ أَعيَنَ هَلَكَ النّاسُ أَجمَعُونَ قُلتُ مَن فِي الشّرقِ وَ مَن فِي الغَربِ قَالَ فَقَالَ إِنّهَا فُتِحَت عَلَي الضّلَالِ إيِ‌ وَ اللّهِ هَلَكُوا إِلّا ثَلَاثَةً ثُمّ لَحِقَ أَبُو سَاسَانَ وَ عَمّارٌ وَ شُتَيرَةُ وَ أَبُو عَمرَةَ فَصَارُوا سَبعَةً

25- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع ارتَدّ النّاسُ إِلّا ثَلَاثَةٌ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَأَينَ أَبُو سَاسَانَ وَ أَبُو عَمرَةَ الأنَصاَريِ‌ّ

بيان أي هذان لم يستمرا علي الردة أو لم يصدر منهما غيرالشك


صفحه : 239

26- كش ،[رجال الكشي‌] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع ارتَدّ النّاسُ إِلّا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ قَالَ قُلتُ فَعَمّارٌ قَالَ قَد كَانَ حَاصَ حَيصَةً ثُمّ رَجَعَ قَالَ إِن أَرَدتَ ألّذِي لَم يَشُكّ وَ لَم يَدخُلهُ شَيءٌ فَالمِقدَادُ فَأَمّا سَلمَانُ فَإِنّهُ عَرَضَ فِي قَلبِهِ عَارِضٌ أَنّ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ وَ لَو تَكَلّمَ بِهِ لَأَخَذَتهُمُ الأَرضُ وَ هُوَ هَكَذَا فَلُبّبَ وَ وُجِئَت عُنُقُهُ حَتّي تُرِكَت كَالسّلعَةِ فَمَرّ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ هَذَا مِن ذَلِكَ بَايِع فَبَايَعَ وَ أَمّا أَبُو ذَرّ فَأَمَرَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالسّكُوتِ وَ لَم يَكُن يَأخُذُهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ فَأَبَي إِلّا أَن يَتَكَلّمَ فَمَرّ بِهِ عُثمَانُ فَأَمَرَ بِهِ ثُمّ أَنَابَ النّاسُ بَعدُ وَ كَانَ أَوّلَ مَن أَنَابَ أَبُو سَاسَانَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَبُو عَمرَةَ وَ شُتَيرَةُ وَ كَانُوا سَبعَةً فَلَم يَكُن يَعرِفُ حَقّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلّا هَؤُلَاءِ السّبعَةُ

بيان قوله حاص في أكثر النسخ بالمهملتين يقال حاص عنه يحيص حيصا وحيصة أي عدل وحاد و في بعض النسخ بالجيم والصاد المهملة بهذا المعني و في بعضها بالمعجمتين بهذا المعني أيضا و قال الفيروزآبادي‌ السلعة بالكسر كالغدة في الجسد ويفتح ويحرك وكعنبة أوخراج في العنق أوغدة فيها قوله فمر به عثمان فأمر به أي فتكلم أو هويتكلم في شأنه فأمر به فأخرج من المدينة. ثم اعلم أنه رواه في الإختصاص عن علي بن الحسين بن يوسف عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم مثله و فيه أن عندذا يعني‌ أمير المؤمنين ع و فيه فمر به من عثمان مامر به و فيه و أبوعمرة وفلان حتي عقد سبعة

27-كا،[الكافي‌] فِي الرّوضَةِ، مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَعمَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن


صفحه : 240

عَبدِ اللّهِ بنِ أَيّوبَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَمرٍو الأوَزاَعيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن أَبِي الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع خَطَبَ النّاسَ بِالمَدِينَةِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ كَانَ حَيّاً بِلَا كَيفٍ وَ لَم يَكُن لَهُ كَانَ وَ لَا كَانَ لِكَانَهُ كَيفٌ وَ لَا كَانَ لَهُ أَينٌ وَ لَا كَانَ فِي شَيءٍ وَ لَا كَانَ عَلَي شَيءٍ وَ لَا ابتَدَعَ لِكَانَهُ مَكَاناً وَ لَا قوَيِ‌َ بَعدَ مَا كَوّنَ شَيئاً وَ لَا كَانَ ضَعِيفاً قَبلَ أَن يُكَوّنَ شَيئاً وَ لَا كَانَ مُستَوحِشاً قَبلَ أَن يَبتَدِعَ شَيئاً وَ لَا يُشبِهُ شَيئاً وَ لَا كَانَ خِلواً مِن المُلكِ قَبلَ إِنشَائِهِ وَ لَا يَكُونُ خِلواً مِنهُ بَعدَ ذَهَابِهِ كَانَ إِلَهاً حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ وَ مَالِكاً قَبلَ أَن يُنشِئَ شَيئاً وَ مَالِكاً بَعدَ إِنشَائِهِ لِلكَونِ وَ لَيسَ يَكُونُ لِلّهِ كَيفٌ وَ لَا أَينٌ وَ لَا حَدّ يُعرَفُ وَ لَا شَيءٌ يُشبِهُهُ وَ لَا يَهرَمُ لِطُولِ بَقَائِهِ وَ لَا يَضعُفُ لِذُعرِهِ وَ لَا يَخَافُ كَمَا يَخَافُ خَلِيقَتُهُ مِن شَيءٍ وَ لَكِن سَمِيعٌ بِغَيرِ سَمعٍ وَ بَصِيرٌ بِغَيرِ بَصَرٍ وَ قوَيِ‌ّ بِغَيرِ قُوّةٍ مِن خَلقِهِ لَا تُدرِكُهُ حَدَقُ النّاظِرِينَ وَ لَا يُحِيطُ بِسَمعِهِ سَمعُ السّامِعِينَ إِذَا أَرَادَ شَيئاً كَانَ بِلَا مَشُورَةٍ وَ لَا مُظَاهَرَةٍ وَ لَا مُخَابَرَةٍ وَ لَا يَسأَلُ أَحَداً عَن شَيءٍ مِن خَلقِهِ أَرَادَهُلا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَ هُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وَ هُوَ اللّطِيفُ الخَبِيرُ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُبِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَفَبَلّغَ الرّسَالَةَ وَ أَنهَجَ الدّلَالَةَص أَيّهَا الأُمّةُ التّيِ‌ خُدِعَت فَانخَدَعَت وَ عَرَفَت خَدِيعَةَ مَن خَدَعَهَا فَأَصَرّت عَلَي مَا عَرَفَت وَ اتّبَعَت أَهوَاءَهَا وَ ضَرَبَت فِي عَشوَاءِ غوائها[غَوَايَتِهَا] وَ قَدِ استَبَانَ لَهَا الحَقُ فَصَدَعَت عَنهُ وَ الطّرِيقُ الوَاضِحُ فَتَنَكّبَتهُ أَمَا وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَوِ اقتَبَستُمُ العِلمَ مِن مَعدِنِهِ وَ شَرِبتُمُ المَاءَ بِعُذُوبَتِهِ وَ ادّخَرتُمُ الخَيرَ مِن مَوضِعِهِ وَ أَخَذتُم مِنَ الطّرِيقِ وَاضِحَهُ وَ سَلَكتُم مِنَ الحَقّ نَهجَهُ لَنَهَجَت بِكُمُ السّبُلُ وَ بَدَت لَكُمُ الأَعلَامُ وَ أَضَاءَ لَكُمُ الإِسلَامُ فَأَكَلتُم رَغَداً وَ مَا عَالَ فِيكُم عَائِلٌ وَ لَا ظُلِمَ مِنكُم مُسلِمٌ وَ لَا


صفحه : 241

مُعَاهَدٌ وَ لَكِن سَلَكتُم سَبِيلَ الظّلَامِ فَأَظلَمَت عَلَيكُم دُنيَاكُم بِرُحبِهَا وَ سُدّت عَلَيكُم أَبوَابُ العِلمِ فَقُلتُم بِأَهوَائِكُم وَ اختَلَفتُم فِي دِينِكُم فَأَفتَيتُم فِي دِينِ اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ اتّبَعتُمُ الغُوَاةَ فَأَغوَتكُم وَ تَرَكتُمُ الأَئِمّةَ فَتَرَكُوكُم فَأَصبَحتُم تَحكُمُونَ بِأَهوَائِكُم إِذَا ذُكِرَ الأَمرُ سَأَلتُم أَهلَ الذّكرِ فَإِذَا أَفتَوكُم قُلتُم هُوَ العِلمُ بِعَينِهِ فَكَيفَ وَ قَد تَرَكتُمُوهُ وَ نَبَذتُمُوهُ وَ خَالَفتُمُوهُ رُوَيداً عَمّا قَلِيلٍ تَحصُدُونَ جَمِيعَ مَا زَرَعتُم وَ تَجِدُونَ وَخِيمَ مَا اجتَرَمتُم وَ مَا اجتَلَبتُم وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَقَد عَلِمتُم أنَيّ‌ صَاحِبُكُم وَ ألّذِي بِهِ أُمِرتُم وَ إنِيّ‌ عَالِمُكُم وَ ألّذِي بِعِلمِهِ نَجَاتُكُم وَ وصَيِ‌ّ نَبِيّكُمص وَ خِيَرَةُ رَبّكُم وَ لِسَانُ نُورِكُم وَ العَالِمُ بِمَا يُصلِحُكُم فَعَن قَلِيلٍ رُوَيداً يَنزِلُ بِكُم مَا وُعِدتُم وَ مَا نَزَلَ بِالأُمَمِ قَبلَكُم وَ سَيَسأَلُكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن أَئِمّتِكُم مَعَهُم تُحشَرُونَ وَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ غَداً تَصِيرُونَ أَمَا وَ اللّهِ لَو كَانَ لِي عِدّةُ أَصحَابِ طَالُوتَ أَو عِدّةُ أَهلِ بَدرٍ وَ هُم أَعدَاؤُكُم لَضَرَبتُكُم بِالسّيفِ حَتّي تَئُولُوا إِلَي الحَقّ وَ تُنِيبُوا لِلصّدقِ فَكَانَ أَرتَقَ لِلفَتقِ وَ آخَذَ بِالرّفقِ أللّهُمّ فَاحكُم بَينَنَا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الحَاكِمِينَ قَالَ ثُمّ خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فَمَرّ بِصِيرَةٍ فِيهَا نَحوٌ مِن ثَلَاثِينَ شَاةً فَقَالَ وَ اللّهِ لَو أَنّ لِي رِجَالًا يَنصَحُونَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِرَسُولِ اللّهِص بِعَدَدِ هَذِهِ الشّيَاهِ لَأَزَلتُ ابنَ آكِلَةِ الذّبّانِ عَن مُلكِهِ قَالَ فَلَمّا أَمسَي بَايَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ رَجُلًا عَلَي المَوتِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اغدُوا بِنَا إِلَي أَحجَارِ الزّيتِ مُحَلّقِينَ وَ حَلّقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَمَا وَافَي مِنَ القَومِ مُحَلّقاً إِلّا أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ جَاءَ سَلمَانُ فِي آخِرِ القَومِ فَرَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّإِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ كَمَا استَضعَفَ بَنُو إِسرَائِيلَ هَارُونَ أللّهُمّ فَإِنّكَ تَعلَمُ ما نخُفيِ‌ وَ ما نُعلِنُ وَ مَا يَخفَي عَلَيكَ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَ لَا فِي السّمَاءِتوَفَنّيِ‌ مُسلِماً وَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَ


صفحه : 242

أَمَا وَ البَيتِ وَ المفُضيِ‌ إِلَي البَيتِ وَ فِي النّسخَةِ وَ المُزدَلِفَةِ وَ الخِفَافِ إِلَي التّجمِيرِ لَو لَا عَهدٌ عَهِدَهُ إلِيَ‌ّ النّبِيّص لَأَورَدتُ المُخَالِفِينَ خَلِيجَ المَنِيّةِ وَ لَأَرسَلتُ عَلَيهِم شَآبِيبَ صَوَاعِقِ المَوتِ وَ عَن قَلِيلٍ سَيَعلَمُونَ

تبيين

كان حيا بلا كيف أي بلا حياة زائدة يتكيف بها و لاكيفية من الكيفيات التي‌ تتبع الحياة في المخلوقين بل حياته علمه وقدرته وهما غيرزائدتين علي ذاته و لم يكن له كان الظاهر أن كان اسم لم يكن فنفي ع مايوهمه لفظ كان من الزمانية أوالحدوث و لا كان لكانه كيف يحتمل أن يكون المراد لكونه و يكون القلب علي لغة بني‌ الحارث بن كعب حيث جوز قلب الواو والياء الساكنين أيضا مع انفتاح ماقبلهما ألفا أي ليس له وجود زائد يتكيف به الذات أو ليس وجوده كوجود الممكنات مقرونا بالكيفيات و قدمر في رواية أخري لمكانه مكانا ويحتمل أن يكون من الأفعال الناقصة أي ليس بزماني‌ أو ليس وجوده مقرونا بالكيفيات المتغيرة الزائدة وإدخال اللام والإضافة بتأويل الجملة مفردا أي هذااللفظ كقولك لزيد قائم معني و لا كان له أين أي مكان و لا كان في شيء أي لاكون الجزئي‌ في الكلي‌ و لاكون الجزء في الكل و لاكون الحال في المحل و لاكون المتمكن في المكان و لا كان علي شيء هونفي‌ المكان العرفي‌ كالسرير مثلا و لاابتدع لكانه في الرواية المتقدمة لمكانه و لا كان خلوا من الملك قبل إنشائه الملك بالضم والكسر يكون بمعني


صفحه : 243

السلطنة والمالكية والعظمة وبمعني مايملك والضم في الأول أشهر فيحتمل أن يكون المراد عندذكره و عندإرجاع الضمير إليه معا هوالأول ويمكن إرادة الأول عندالذكر والثاني‌ عندالإرجاع علي الاستخدام ويمكن إرجاع الضمير إليه تعالي لتكون الإضافة إلي الفاعل لكنه لايلائم مابعدها والحاصل علي التقادير أن سلطنته تعالي ليس بخلق الأشياء لغناه عنها بل بقدرته علي خلقها وخلق أضعافها وهي‌ لاتنفك عنه تعالي و فيه رد علي القائلين بالقدم ودلالة هذه الفقرات علي الحدوث ظاهرة بلا حياة أي زائدة بل بذاته و لاحد أي من الحدود الجسمية يوصف ويعرف بها أو من الحدود العقلية المركبة من الجنس والفصل ليعرف به إذ كنه الأشياء يعرف بحدودها كما هوالمشهور ففيه استدلال علي عدم إمكان معرفة كنهه تعالي والأول أظهر. و لايضعف و في بعض النسخ و لايصعق قال الجوهري‌ صعق الرجل أي غشي‌ عليه والذعر بالضم الخوف وبالتحريك الدهش بغير قوة من خلقه أي بأن يتقوي بمخلوقاته كمايتقوي الملوك بجيوشهم وخزائنهم وبغير قوة زائدة قائمة به و هذه القوة تكون مخلوقة له فيكون محتاجا إلي مخلوق ممكن و هوينافي‌ وجوب الوجود حدق الناظرين قال الجوهري‌ حدقة العين سوادها الأعظم والجمع حدق وحداق و لايحيط بسمعه كأنه مصدر مضاف إلي المفعول والمعني أنه تعالي ليس من المسموعات كما أن الفقرة السابقة دلت علي أنه ليس من المبصرات ويمكن أن يراد أنه لايحيط سمع جميع السامعين بمسموعاته و لامظاهرة أي معاونة و لامخابرة المخابرة في اللغة المزارعة علي النصف ولعل المراد نفي‌ المشاركة أي لم يشاركه أحد في الخلق ويحتمل أن يكون مشتقا من الخبر بمعني العلم أوالاختبار.أرسله بِالهُدي أي بالحجج والبينات والدلائل والبراهين وَ دِينِ الحَقّ و هوالإسلام و ماتضمنه من الشرائع لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِالضمير في ليظهره للدين الحق أي ليعلي‌ دين الإسلام علي جميع الأديان بالحجة والغلبة والقهر


صفحه : 244

لها وللرسول أي يجعله غالبا علي جميع أهل الأديان و قدمر في الأخبار الكثيرة أنه يكون تمام هذاالوعد عندقيام القائم ع وأنهج الدلالة أي أوضحها وضربت في عشواء غوائها و في بعض النسخ غوايتها و هوأصوب والضرب في الأرض السير فيها والعشواء بالفتح ممدود الظلمة والناقة التي‌ لاتبصر أمامها فهي‌ تخبط بيديها كل شيء وركب فلان العشواء إذاخبط في أمره ويقال أيضا خبط خبط عشواء وظاهر أن المراد هنا الظلمة أي صارت الأمة في ظلمة غوايتها وضلالتها و إن كان بالمعني الثاني‌ فيحتمل أن يكون في بمعني علي أي سارت راكبة علي عشواء غوايتها فصدعت في بعض النسخ فصدت والصد المنع ويقال صدع عنه أي صرفه فلق الحبة أي شقها وأخرج منها أنواع النبات وبرأ النسمة أي خلق ذوات الأرواح والتخصيص بهذين لأنهما عمدة المخلوقات المحسوسة المشاهدة ويظهر آثار الصنع فيهما أكثر منها في غيرهما. لواقتبستم العلم من معدنه يقال اقتبست النار والعلم أي استفدته وشربتم الماء بعذوبته شبه العلم والإيمان بالماء لكونهما سببين للحياة المعنوية وعذوبته كناية عن خلوصه عن التحريفات والبدع والجهالات وسلكتم من الحق نهجه قال الفيروزآبادي‌ النهج الطريق الواضح كالنهج والمنهاج وأنهج وضح وأوضح ونهج كمنع وضح وأوضح والطريق [أَوضَحَ الطّرِيقَ]سلكه واستنهج الطريقُ صار نَهجاً كأنهج و في بعض النسخ لنهجت بكم السبل أي وضحت بكم أوبسببكم أي كنتم هداة للخلق و في بعضها لتنهجت و هوقريب مما سبق أي اتضحت و في بعضها لابتهجت والابتهاج السرور أي كانت سبل الحق راضية عنكم مسرورة بكم حيث سلكتموها حق سلوكها وأضاء يتعدي و لايتعدي وكلاهما مناسب .فأكلتم رغدا قال الجوهري‌ عيشة رغد أي واسعة طيبة و ماعال يقال عال يعيل عيلة وعيولا إذاافتقر و لامعاهد بفتح الهاء أي من هو في عهد وأمان كأهل الذمة دنياكم برحبها دنياكم فاعل أظلمت والرحب بالضم السعة أي مع سعتها فكيف و قدتركتموه أي كيف ينفعكم هذاالإقرار والإذعان و قدتركتم متابعة قائله أوكيف


صفحه : 245

تقولون هذا مع أنه مخالف لأفعالكم والضمائر إما راجعة إلي الإمام أو إلي علمه رويدا أي مهلا عما قليل أي بعدزمان قليل و مازائدة لتوكيد معني القلة أونكرة موصوفة وخيم مااجترمتم قال في النهاية يقال هذاالأمر وخيم العاقبة أي ثقيل رد‌ئ والاجترام اكتساب الجرم والذنب والاجتلاب جلب الشي‌ء إلي النفس و في بعض النسخ اجتنيتم من اجتناء الثمرة أوبمعني كسب الجرم والجناية والأخير أنسب لكنه لم يرد في اللغة صاحبكم أي إمامكم و ألذي به أمرتم أي بمتابعته وخيرة ربكم بكسر الخاء وفتح الياء وسكونها أي مختاره من بين سائر الخلق بعد النبي ص ولسان نوركم المراد بالنور إما الرسول أوالهداية والعلم أونور الأنوار تعالي شأنه .عدة أصحاب طالوت أي الذين لم يشربوا الماء وحضروا لجهاد جالوت و قدمر مرويا عن الصادق ع أنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر فكلمة أوبمعني الواو أوللتفسير وهم أعداؤكم أي لم يكونوا مثلكم منافقين بل كانوا ناصرين للحق محبين له معاندين لكم لكفركم و في بعض النسخ وهم أعدادكم و لم أعرف له معني ولعله كان أعدادهم أي أصحاب بدر كانوا بعدد أصحاب طالوت وإنما كررت للتوضيح فصحف حتي تئولوا أي ترجعوا ولتنيبوا من الإنابة وهي‌ الرجوع و في بعض النسخ وتنبئوا علي البناء للمفعول أي تخبروا بالصدق وتذعنوا به فكان أرتق للفتق الفتق الشق والرتق ضده أي كان يسد الخلال والفرج التي‌ حدثت في الدين و كان الأخذ بالرفق واللطف للناس أكثر فمر بصيرة الصيرة بالكسر حظيرة الغنم لأزلت ابن آكلة الذباب و في بعض النسخ الذبان بكسر الذال وتشديد الباء جمع الذباب والمراد به أبوبكر ولعله إشارة إلي واقعة كان اشتهر بها ويحتمل أن يكون كناية عن دناءة أصله ورداءة نسبه وحسبه علي الموت أي علي أن يلتزموا الموت ويقتلوا في نصره و قال الفيروزآبادي‌ أحجار الزيت موضع بالمدينة.


صفحه : 246

أما والبيت والمفضي‌ إلي البيت قال الجوهري‌ الفضاء الساحة و مااتسع من الأرض يقال أفضيت إذاخرجت إلي الفضاء وأفضيت إلي فلان سري‌ وأفضي الرجل إلي امرأته باشرها وأفضي بيده إلي الأرض إذامسها بباطن راحته في سجوده انتهي .فيحتمل أن يكون المراد القسم بمن يدخل في الفضاء أي الصحراء متوجها إلي البيت أي الحاج والمعتمر أو من يفضي‌ أسراره إلي البيت أي إلي ربه ويدعو الله عندالبيت أو من يفضي‌ الناس إلي البيت ويوصلهم إلي الله و هو الله تعالي أو علي صيغة المفعول أي الحاج الواصلين إلي البيت أو من الإفضاء علي بناء الفاعل بمعني مس الأرض بالراحة أي المستلمين بأحجار البيت أو من يفضي‌ إلي الأرض بالسجود في أطراف الأرض متوجها إلي البيت و قال في النهاية في حديث دعائه للنابغة لايفضي‌ الله فاك ومعناه أن لايجعله فضاء لاسن فيه والفضاء الخالي‌ الفارغ الواسع من الأرض انتهي .فيحتمل أن يكون المراد من جعل من أربعة جوانب فضاء غيرمعمور إلي البيت ليشق علي الناس قطعها فيكثر ثوابهم و هو الله تعالي والخفاف إلي التجمير التجمير رمي‌ الجمار والخفاف إما جمع الخف أي خف الإنسان إذ خف البعير لايجمع علي الخفاف بل علي أخفاف والمراد أثر الخفاف وأثر أقدام الماشين إلي التجمير أوجمع الخفيف أي السائرين بخفة وشوق إلي التجمير و فيه دلالة علي جواز الحلف بشعائر الله وحرماته وسيأتي‌ الكلام فيه في كتاب الإيمان إن شاء الله تعالي . لو لاعهد عهده هو ماورد في الأخبار المتواترة أن النبي ص أوصي إليه ع أنك إن لم تجد ناصرا فوادعهم وصالحهم حتي تجد أعوانا وأيضا


صفحه : 247

نزل كتاب من السماء مختوم بخواتيم بعدة الأئمة كان يعمل كل منهم بما يخصه خليج المنية الخليج شعبة من البحر والنهر والمنية الموت والشآبيب جمع شؤبوب بالضم مهموزا و هوالدفعة من المطر وغيره

28- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ بَزِيعٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي رَجَاءٍ العطُاَردِيِ‌ّ قَالَ لَمّا بَايَعَ النّاسُ لأِبَيِ‌ بِكرٍ دَخَلَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ المَسجِدَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌفَأَهلُ بَيتَ نَبِيّكُم هُمُ الآلُ مِن اِبرَاهِيمَ وَ الصّفوَةُ وَ السّلَالَةُ مِن إِسمَاعِيلَ وَ العِترَةُ الهَادِيَةُ مِن مُحَمّدٍص فَبِمُحَمّدٍ شُرّفَ شَرِيفُهُم فَاستَوجَبُوا حَقّهُم وَ نَالُوا الفَضِيلَةَ مِنَ رَبّهِم كَالسّمَاءِ المَبنِيّةِ وَ الأَرضِ المَدحِيّةِ وَ الجِبَالِ المَنصُوبَةِ وَ الكَعبَةِ المَستُورَةِ وَ الشّمسِ الضّاحِيَةِ وَ النّجُومِ الهَادِيَةِ وَ الشّجَرَةِ النّبَوِيّةِ أَضَاءَ زَيتُهَا وَ بُورِكَ مَا حَولَهَا فَمُحَمّدٌص وصَيِ‌ّ آدَمَ وَ وَارِثُ عِلمِهِ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ تَأوِيلُ القُرآنِ العَظِيمِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ الفَارُوقُ الأَعظَمُ وَ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍص وَ وَارِثُ عِلمِهِ وَ أَخُوهُ فَمَا بَالُكُم أَيّتُهَا الأُمّةُ المُتَحَيّرَةُ بَعدَ نَبِيّهَا لَو قَدّمتُم مَن قَدّمَ اللّهُ وَ خَلّفتُمُ الوِلَايَةَ لِمَن خَلّفَهَا لَهُ النّبِيّ وَ اللّهِ لَمَا عَالَ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ لَا اختَلَفَ اثنَانِ فِي حُكمِ اللّهِ وَ لَا سَقَطَ سَهمٌ مِن فَرَائِضِ اللّهِ وَ لَا تَنَازَعَت هَذِهِ الأُمّةُ فِي شَيءٍ مِن أَمرِ دِينِهَا إِلّا وَجَدتُم عِلمَ ذَلِكَ عِندَ أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِ العَزِيزِالّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَتلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِفَذُوقُوا وَبَالَ مَا فَرّطتُموَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

29- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جا،[المجالس للمفيد] عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ مهَديِ‌ّ إِملَاءً مِن


صفحه : 248

كِتَابِهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ لَمّا أَتَي أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ إِلَي مَنزِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ خَاطَبَاهُ فِي أَمرِ البَيعَةِ وَ خَرَجَا مِن عِندِهِ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي المَسجِدِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ بِمَا اصطَنَعَ عِندَهُم أَهلَ البَيتِ إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولًا مِنهُم وَ أَذهَبَ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم تَطهِيراً ثُمّ قَالَ إِنّ فُلَاناً وَ فُلَاناً أتَيَاَنيِ‌ وَ طاَلبَاَنيِ‌ بِالبَيعَةِ لِمَن سَبِيلُهُ أَن يبُاَيعِنَيِ‌ أَنَا ابنُ عَمّ النّبِيّ وَ أَبُو بَنِيهِ وَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِص لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ غيَريِ‌ إِلّا كَاذِبٌ وَ أَسلَمتُ وَ صَلّيتُ قَبلَ كُلّ أَحَدٍ وَ أَنَا وَصِيّهُ وَ زَوجُ ابنَتِهِ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍ وَ أَبُو حَسَنٍ وَ حُسَينٍ سبِطيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ نَحنُ أَهلُ بَيتِ الرّحمَةِ بِنَا هَدَاكُمُ اللّهُ وَ بِنَا استَنقَذَكُم مِنَ الضّلَالَةِ وَ أَنَا صَاحِبُ يَومِ الدّوحِ وَ فِيّ نَزَلَت سُورَةٌ مِنَ القُرآنِ وَ أَنَا الوصَيِ‌ّ عَلَي الأَموَاتِ مِن أَهلِ بَيتِهِص وَ


صفحه : 249

أَنَا بَقِيّتُهُ عَلَي الأَحيَاءِ مِن أُمّتِهِ فَاتّقُوا اللّهَيُثَبّت أَقدامَكُم وَيُتِمّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم


صفحه : 250

ثُمّ رَجَعَ إِلَي بَيتِهِ

30- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا إِنّ فَاطِمَةَ ع لَمّا كَانَ مِن أَمرِهِم مَا كَانَ أَخَذَت بِتَلَابِيبِ عُمَرَ فَجَذَبَتهُ إِلَيهَا ثُمّ قَالَت أَمَا وَ اللّهِ يَا ابنَ الخَطّابِ لَو لَا أنَيّ‌ أَكرَهُ أَن يُصِيبَ البَلَاءُ مَن لَا ذَنبَ لَهُ لَعَلِمتَ سَأُقسِمُ عَلَي اللّهِ ثُمّ أَجِدُهُ سَرِيعَ الإِجَابَةِ

بيان اللبب المنحر والتلبيب ما في موضع اللبب من الثياب

31- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ وَ البَحرِ بِما كَسَبَت أيَديِ‌ النّاسِ قَالَ ذَاكَ وَ اللّهِ حِينَ قَالَتِ الأَنصَارُ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنكُم أَمِيرٌ

32- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها قَالَ فَقَالَ يَا مُيَسّرُ إِنّ الأَرضَ كَانَت فَاسِدَةً فَأَصلَحَهَا اللّهُ بِنَبِيّهِص فَقَالَوَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها


صفحه : 251

33- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سَدِيرٍ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَذَكَرنَا مَا أَحدَثَ النّاسُ بَعدَ نَبِيّهِمص وَ استِذلَالَهُم أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ أَصلَحَكَ اللّهُ فَأَينَ كَانَ عِزّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ العَدَدِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ مَن كَانَ بقَيِ‌َ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِنّمَا كَانَ جَعفَرٌ وَ حَمزَةُ فَمَضَيَا وَ بقَيِ‌َ مَعَهُ رَجُلَانِ ضَعِيفَانِ ذَلِيلَانِ حَدِيثَا عَهدٍ بِالإِسلَامِ عَبّاسٌ وَ عَقِيلٌ وَ كَانَا مِنَ الطّلَقَاءِ أَمَا وَ اللّهِ لَو أَنّ حَمزَةَ وَ جَعفَراً كَانَا بِحَضرَتِهِمَا مَا وَصَلَا إِلَيهِ وَ لَو كَانَا شَاهِدَيهِمَا لَأَتلَفَا نَفسَيهِمَا

بيان الضمير في نفسيهما راجع إلي حمزة و جعفر وإرجاعه إلي أبي بكر وعمر بعيد

34- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُصَينِ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ القمُيّ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ حَسِبُوا أَلّا تَكُونَ فِتنَةٌ قَالَ حَيثُ كَانَ النّبِيّص بَينَ أَظهُرِهِمفَعَمُوا وَ صَمّواحَيثُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ تابَ اللّهُ عَلَيهِمحَيثُ قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَثُمّ عَمُوا وَ صَمّوا إِلَي السّاعَةِ


صفحه : 252

35- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي هَاشِمٍ قَالَ لَمّا أُخرِجَ بعِلَيِ‌ّ ع خَرَجَت فَاطِمَةُ ع وَاضِعَةً قَمِيصَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي رَأسِهَا آخِذَةً بيِدَيَ‌ِ ابنَيهَا فَقَالَت مَا لِي وَ لَكَ يَا أَبَا بَكرٍ تُرِيدُ أَن تُؤَتّمَ ابنيَ‌ّ وَ ترُملِنَيِ‌ مِن زوَجيِ‌ وَ اللّهِ لَو لَا أَن يَكُونَ[تَكُونَ]سَيّئَةٌ لَنَشَرتُ شعَريِ‌ وَ لَصَرَختُ إِلَي ربَيّ‌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ مَا تُرِيدُ إِلَي هَذَا ثُمّ أَخَذَت بِيَدِهِ فَانطَلَقَت بِهِ

وَ بِالإِسنَادِ عَن أَبَانٍ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ الحَمِيدِ الطاّئيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ اللّهِ لَو نَشَرَت شَعرَهَا مَاتُوا طُرّاً

بيان المشهور في كتب اللغة أن الإيتام ينسب إلي المرأة يقال أيتمت المرأة أي صار أولادها يتامي والتيتيم جعله يتيما والأرملة المرأة التي‌ لازوج لها وقولها ع أن تكون سيئة أي مكافاة السيئة بالسيئة وليست من عادة الكرام فيكون إطلاق السيئة عليها مجازا أوأريد بهامطلق الإضرار ويمكن أن يراد بهاالمعصية أي نهيت عن ذلك و لايجوز لي فعله قوله ماتريد إلي هذالعل فيه تضمين معني القصد أي قال مخاطبا لأبي‌ بكر أوعمر ماتريد بقصدك إلي هذاالفعل أتريد أن تنزل العذاب علي هذه الأمة ويحتمل أن يكون إلي هذااستفهاما آخر أي أتنتهي‌ إلي هذاالحد من الشدة والفضيحة قوله ع طرا أي


صفحه : 253

جميعا و هومنصوب علي المصدر أوالحال

36- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ العِدّةُ عَن سَهلٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ العَامّةَ يَزعُمُونَ أَنّ بَيعَةَ أَبِي بَكرٍ حَيثُ اجتَمَعَ النّاسُ كَانَت رِضًا لِلّهِ عَزّ ذِكرُهُ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَفتِنَ أُمّةَ مُحَمّدٍص مِن بَعدِهِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَ وَ مَا يَقرَءُونَ كِتَابَ اللّهِ أَ وَ لَيسَ اللّهُ يَقُولُوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً وَ سيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَ قَالَ فَقُلتُ لَهُ إِنّهُم يُفَسّرُونَ عَلَي وَجهٍ آخَرَ فَقَالَ أَ وَ لَيسَ قَد أَخبَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنِ الّذِينَ مِن قَبلِهِم مِنَ الأُمَمِ أَنّهُم قَدِ اختَلَفُوا مِن بَعدِ مَا جَاءَتهُمُ البَيّنَاتُ حَيثُ قَالَوَ آتَينا عِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّناتُ وَ لكِنِ اختَلَفُوا فَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ وَ لَو شاءَ اللّهُ مَا اقتَتَلُوا وَ لكِنّ اللّهَ يَفعَلُ ما يُرِيدُ وَ فِي هَذَا مَا يُستَدَلّ بِهِ عَلَي أَنّ أَصحَابَ مُحَمّدٍص قَدِ اختَلَفُوا مِن بَعدِهِفَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ

بيان قوله ليفتن أي يمتحن ويضل قوله إنهم يفسرون علي وجه آخر أي يقولون إن هذاكلام علي وجه الاستفهام و لايدل علي وقوع ذلك و كان غرضه ع أنه تعالي عرض للقوم بما صدر عنهم بعده ص بهذا الكلام و هذا لاينافي‌ الاستفهام بل التهديد بالعقوبة وبيان أن ارتدادهم لايضره تعالي ظاهر في أنه تعالي إنما وبخهم بما علم صدوره منهم و لماغفل السائل عن هذه الوجوه و لم يكن نصا في الاحتجاج علي الخصم أعرض ع عن ذلك واستدل عليه بآية أخري وهي‌ قوله تعالي تِلكَ الرّسُلُ فَضّلنا بَعضَهُم عَلي بَعضٍ مِنهُم مَن كَلّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعضَهُم دَرَجاتٍ وَ آتَيناالآية.


صفحه : 254

ويمكن الاستدلال بها من وجوه الأول أن ضمير الجمع في قوله تعالي مِن بَعدِهِمراجع إلي الرسل فيدل بعمومه علي أن جميع الرسل يقع الاختلاف بعدهم فيكون فيهم كافر ومؤمن ونبيناص منهم فيلزم صدور ذلك من أمته .الثاني‌ أن الآية تدل علي وقوع الاختلاف والارتداد بعدعيسي وكثير من الأنبياء ع في أممهم و قد قال تعالي وَ لَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبدِيلًا و قال النبي ص في ذلك ما قال كمامر فيلزم صدور مثل ذلك عن هذه الأمة أيضا.الثالث أن يكون الغرض رفع الاستبعاد ألذي بني القائل كلامه عليه بأنه إذاجاز وقوع ذلك بعدكثير من الأنبياء ع فلم لم يجز وقوعه بعدنبيناص فيكون سندا لمنع المقدمة التي‌ أوردها بقوله و ما كان الله ليفتن أمة محمد ولعل هذا بعدالثاني‌ أظهر

37- كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِ‌ّ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ وَ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن زَكَرِيّا النّقّاضِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ النّاسُ صَارُوا بَعدَ رَسُولِ اللّهِص بِمَنزِلَةِ مَنِ اتّبَعَ هَارُونَ ع وَ مَنِ اتّبَعَ العِجلَ وَ إِنّ أَبَا بَكرٍ دَعَا فَأَبَي عَلِيّ ع إِلّا القُرآنَ وَ إِنّ عُمَرَ دَعَا فَأَبَي عَلِيّ ع إِلّا القُرآنَ وَ إِنّ عُثمَانَ دَعَا فَأَبَي عَلِيّ ع إِلّا القُرآنَ وَ إِنّهُ لَيسَ مِن أَحَدٍ يَدعُو إِلَي أَن يَخرُجَ الدّجّالُ إِلّا سَيَجِدُ مَن يُبَايِعُهُ وَ مَن رَفَعَ رَايَةَ ضَلَالٍ فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ

بيان قوله و إن أبابكر دعا أي عليا ع إلي موافقته أوجميع الناس إلي بيعته وموافقته فلم يعمل أمير المؤمنين ع في زمانه إلابالقرآن و لم يوافقه في بدعه

38-كا،[الكافي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبَانٍ عَنِ الفُضَيلِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ


صفحه : 255

ع قَالَ إِنّ النّاسَ لَمّا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا إِذ بَايَعُوا أَبَا بَكرٍ لَم يُمنَع أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن أَن يَدعُوَ إِلَي نَفسِهِ إِلّا نَظَراً لِلنّاسِ وَ تَخَوّفاً عَلَيهِم أَن يَرتَدّوا عَنِ الإِسلَامِ فَيَعبُدُوا الأَوثَانَ وَ لَا يَشهَدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ كَانَ الأَحَبّ إِلَيهِ أَن يُقِرّهُم عَلَي مَا صَنَعُوا مِن أَن يَرتَدّوا عَنِ الإِسلَامِ وَ إِنّمَا هَلَكَ الّذِينَ رَكِبُوا مَا رَكِبُوا فَأَمّا مَن لَم يَصنَع ذَلِكَ وَ دَخَلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النّاسُ عَلَي غَيرِ عِلمٍ وَ لَا عَدَاوَةٍ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّ ذَلِكَ لَا يُكفِرُهُ وَ لَا يُخرِجُهُ مِنَ الإِسلَامِ فَلِذَلِكَ كَتَمَ عَلِيّ ع أَمرَهُ وَ بَايَعَ مُكرَهاً حَيثُ لَم يَجِد أَعوَاناً

بيان قوله ع من أن يرتدوا عن الإسلام أي عن ظاهره والتكلم بالشهادتين فإبقاؤهم علي ظاهر الإسلام كان صلاحا للأمة ليكون لهم ولأولادهم طريق إلي قبول الحق و إلي الدخول في الإيمان في كرور الأزمان و هذا لاينافي‌ مامر وسيأتي‌ أن الناس ارتدوا إلاثلاثة لأن المراد فيهاارتدادهم عن الدين واقعا و هذامحمول علي بقائهم علي صورة الإسلام وظاهره و إن كانوا في أكثر الأحكام الواقعية في حكم الكفار وخص ع هذابمن لم يسمع النص علي أمير المؤمنين ع و لم يبغضه و لم يعاده فإن من فعل شيئا من ذلك فقد أنكر قول النبي ص وكفر ظاهرا أيضا و لم يبق له شيء من أحكام الإسلام ووجب قتله

39-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ النّاسَ يَفزَعُونَ إِذَا قُلنَا إِنّ النّاسَ ارتَدّوا فَقَالَ يَا عَبدَ الرّحِيمِ إِنّ النّاسَ عَادُوا بَعدَ مَا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص أَهلَ جَاهِلِيّةٍ إِنّ الأَنصَارَ


صفحه : 256

اعتَزَلَت فَلَم تَعتَزِل بِخَيرٍ جَعَلُوا يُبَايِعُونَ سَعداً وَ هُم يَرتَجِزُونَ ارتِجَازَ الجَاهِلِيّةِ


يَا سَعدُ أَنتَ المُرَجّي   وَ شَعرُكَ المُرَجّلُ

  وَ فَحلُكَ المُرَجّمُ

بيان قوله فلم تعتزل بخير أي لم يكن اعتزالهم لاختيار الحق أولترك الباطل بل اختاروا باطلا مكان باطل آخر للحمية والعصبية فقال الفيروزآبادي‌ الرجز بالتحريك ضرب من الشعر وزنه مستفعل ست مرات سمي‌ به لتقارب أجزائه وقلة حروفه وزعم الخليل أنه ليس بشعر وإنما هوأنصاف أبيات وأثلاث قوله


  فحلك المرجم

أي خصمك مرجوم مطرود و قدمر بوجه آخر

40-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ اليمَاَنيِ‌ّ عَن مَنِيعِ بنِ الحَجّاجِ عَن صَبّاحٍ الحَذّاءِ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِ عَلِيّ ع يَومَ الغَدِيرِ صَرَخَ إِبلِيسُ فِي جُنُودِهِ صَرخَةً فَلَم يَبقَ مِنهُم أَحَدٌ فِي بَرّ وَ لَا بَحرٍ إِلّا أَتَاهُ فَقَالُوا


صفحه : 257

يَا سَيّدَهُم وَ مَولَاهُم مَا ذَا دَهَاكَ فَمَا سَمِعنَا لَكَ صَرخَةً أَوحَشَ مِن صَرخَتِكَ هَذِهِ فَقَالَ لَهُم فَعَلَ هَذَا النّبِيّ فِعلًا إِن تَمّ لَم يُعصَ اللّهُ أَبَداً فَقَالُوا يَا سَيّدَهُم أَنتَ كُنتَ لِآدَمَ فَلَمّا قَالَ المُنَافِقُونَ إِنّهُ يَنطِقُ عَنِ الهَوَي وَ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَ مَا تَرَي عَينَيهِ تَدُورَانِ فِي رَأسِهِ كَأَنّهُ مَجنُونٌ يَعنُونَ رَسُولَ اللّهِص صَرَخَ إِبلِيسُ صَرخَةً يَطرَبُ فَجَمَعَ أَولِيَاءَهُ فَقَالَ أَ مَا عَلِمتُم أنَيّ‌ كُنتُ لآِدَمَ مِن قَبلُ قَالُوا نَعَم قَالَ آدَمُ نَقَضَ العَهدَ وَ لَم يَكفُر بِالرّبّ وَ هَؤُلَاءِ نَقَضُوا العَهدَ وَ كَفَرُوا بِالرّسُولِص فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَقَامَ النّاسُ غَيرَ عَلِيّ لَبِسَ إِبلِيسُ تَاجَ المُلكِ وَ نَصَبَ مِنبَراً وَ قَعَدَ فِي الزّينَةِ وَ جَمَعَ خَيلَهُ وَ رَجِلَهُ ثُمّ قَالَ لَهُم اطرَبُوا لَا يُطَاعُ اللّهُ حَتّي يَقُومَ إِمَامٌ وَ تَلَا أَبُو جَعفَرٍ ع وَ لَقَد صَدّقَ عَلَيهِم إِبلِيسُ ظَنّهُ فَاتّبَعُوهُ إِلّا فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع كَانَ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ الظّنّ مِن إِبلِيسَ حِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللّهِص إِنّهُ يَنطِقُ عَنِ الهَوَي فَظَنّ بِهِم إِبلِيسُ ظَنّاً فَصَدّقُوا ظَنّهُ

توضيح قوله ياسيدهم أي قالوا ياسيدنا ومولانا وإنما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه و هذاشائع في كلام البلغاء في نقل أمر لايرضي القائل لنفسه كقوله تعالي أَنّ لَعنَتَ اللّهِ عَلَيهِ إِن كانَ مِنَ الكاذِبِينَ قوله ماذا دهاك يقال دهاه إذاأصابته داهية قوله أحدهما لصاحبه يعني‌ أبابكر وعمر قوله في الزينة في بعض النسخ الوثبة أي الوسادة

41-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَأَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً كَئِيباً حَزِيناً فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع مَا لِي أَرَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَئِيباً حَزِيناً فَقَالَ وَ كَيفَ لَا أَكُونُ كَذَلِكَ وَ قَد رَأَيتُ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ أَنّ بنَيِ‌ تَيمٍ وَ بنَيِ‌ عدَيِ‌ّ وَ بنَيِ‌ أُمَيّةَ يَصعَدُونَ


صفحه : 258

منِبرَيِ‌ هَذَا يَرُدّونَ النّاسَ عَنِ الإِسلَامِ القَهقَرَي فَقُلتُ يَا رَبّ فِي حيَاَتيِ‌ أَو بَعدَ موَتيِ‌ فَقَالَ بَعدَ مَوتِكَ


صفحه : 259

42- ختص ،[الإختصاص ]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ النّبِيّص لَمّا قُبِضَ ارتَدّ النّاسُ عَلَي أَعقَابِهِمُ كُفّاراً إِلّا ثَلَاثَةٌ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ إِنّهُ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص جَاءَ أَربَعُونَ رَجُلًا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالُوا لَا وَ اللّهِ لَا نعُطيِ‌ أَحَداً طَاعَةً بَعدَكَ أَبَداً قَالَ وَ لِمَ قَالُوا إِنّا سَمِعنَا مِن رَسُولِ اللّهِص فِيكَ يَومَ غَدِيرٍ قَالَ وَ تَفعَلُونَ قَالُوا نَعَم قَالَ فأَتوُنيِ‌ غَداً مُحَلّقِينَ قَالَ فَمَا أَتَاهُ إِلّا هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ قَالَ وَ جَاءَهُ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ بَعدَ الظّهرِ فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ مَا آنَ لَكَ أَن تَستَيقِظَ مِن نَومَةِ الغَفلَةِ ارجِعُوا فَلَا حَاجَةَ لِي فِيكُم أَنتُم لَم تطُيِعوُنيِ‌ فِي حَلقِ الرّأسِ فَكَيفَ تطُيِعوُنيِ‌ فِي قِتَالِ جِبَالِ الحَدِيدِ ارجِعُوا فَلَا حَاجَةَ لِي فِيكُم

43-ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ المُؤمِنُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي يَرفَعُهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ سَلمَانَ كَانَ مِنهُ إِلَي ارتِفَاعِ النّهَارِ


صفحه : 260

فَعَاقَبَهُ اللّهُ أَن وُجِئَ فِي عُنُقِهِ حَتّي صُيّرَت كَهَيئَةِ السّلعَةِ حَمرَاءَ وَ أَبُو ذَرّ كَانَ مِنهُ إِلَي وَقتِ الظّهرِ فَعَاقَبَهُ اللّهُ إِلَي أَن سَلّطَ عَلَيهِ عُثمَانَ حَتّي حَمَلَهُ عَلَي قَتَبٍ وَ أُكِلَ لَحمُ أَليَتَيهِ وَ طَرَدَهُ عَن جِوَارِ رَسُولِ اللّهِص فَأَمّا ألّذِي لَم يَتَغَيّر مُنذُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي فَارَقَ الدّنيَا طَرفَةَ عَينٍ فَالمِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ لَم يَزَل


صفحه : 261

قَائِماً قَابِضاً عَلَي قَائِمِ السّيفِ عَينَاهُ فِي عيَنيَ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَنتَظِرُ مَتَي يَأمُرُهُ فيَمَضيِ‌َ

44- ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن كَرّامٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا بَايَعَ النّاسُ أَبَا بَكرٍ أتُيِ‌َ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُلَبّباً لِيُبَايِعَ قَالَ سَلمَانُ أَ يُصنَعُ ذَا بِهَذَا وَ اللّهِ لَو أَقسَمَ عَلَي اللّهِ لَانطَبَقَت ذِه عَلَي ذِه قَالَ وَ قَالَ أَبُو ذَرّ وَ قَالَ المِقدَادُ وَ اللّهِ هَكَذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يَكُونَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ المِقدَادُ أَعظَمَ النّاسِ إِيمَاناً تِلكَ السّاعَةَ

45-أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ،بِرِوَايَةِ أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَنهُ مُوَافِقاً لِمَا رَوَاهُ الطبّرسِيِ‌ّ ره عَنهُ فِي الإِحتِجَاجِ سُلَيمُ بنُ قَيسٍ قَالَ سَمِعتُ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ ره قَالَ لَمّا أَن قُبِضَ النّبِيّص وَ صَنَعَ النّاسُ مَا صَنَعُوا جَاءَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ فَخَاصَمُوا الأَنصَارَ فَخَصَمُوهُم بِحُجّةِ عَلِيّ فَقَالُوا يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ قُرَيشٌ أَحَقّ بِالأَمرِ مِنكُم لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص مِن قُرَيشٍ وَ المُهَاجِرُونَ خَيرٌ مِنكُم لِأَنّ اللّهَ بَدَأَ بِهِم فِي كِتَابِهِ وَ فَضّلَهُم قَالَ رَسُولُ اللّهِص الأَئِمّةُ مِن قُرَيشٍ


صفحه : 262

وَ قَالَ سَلمَانُ فَأَتَيتُ عَلِيّاً وَ هُوَ يُغَسّلُ رَسُولَ اللّهِص وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَوصَي عَلِيّاً ع أَن لَا يلَيِ‌َ غُسلَهُ غَيرُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص مَن يعُيِننُيِ‌ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ فَكَانَ عَلِيّ ع لَا يُرِيدُ عُضواً إِلّا قُلّبَ لَهُ فَلَمّا غَسّلَهُ وَ حَنّطَهُ وَ كَفّنَهُ أدَخلَنَيِ‌ وَ أَدخَلَ أَبَا ذَرّ وَ المِقدَادَ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَتَقَدّمَ وَ صَفَفنَا خَلفَهُ وَ صَلّي عَلَيهِ وَ العَائِشَةُ فِي الحُجرَةِ لَا تَعلَمُ قَد أَخَذَ اللّهُ بِبَصَرِهَا ثُمّ أَدخَلَ عَشَرَةً مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ عَشَرَةً مِنَ الأَنصَارِ فَكَانُوا يَدخُلُونَ وَ يَدعُونَ وَ يَخرُجُونَ حَتّي لَم يَبقَ أَحَدٌ شَهِدَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ إِلّا صَلّي عَلَيهِ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَأَخبَرتُ عَلِيّاً ع وَ هُوَ يُغَسّلُ رَسُولَ اللّهِص بِمَا صَنَعَ القَومُ وَ قُلتُ إِنّ أَبَا بَكرٍ السّاعَةَ لَعَلَي مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص مَا يَرضَونَ أَن يُبَايِعُوا لَهُ بِيَدٍ وَاحِدَةٍ وَ إِنّهُم لَيُبَايِعُونَهُ بِيَدَيهِ جَمِيعاً بِيَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا سَلمَانُ وَ هَل تدَريِ‌ مَن أَوّلُ مَن بَايَعَهُ عَلَي مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِ قُلتُ لَا إِلّا أنَيّ‌ رَأَيتُهُ فِي ظُلّةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ حِينَ خَصَمَتِ الأَنصَارَ وَ كَانَ أَوّلُ مَن بَايَعَهُ المُغِيرَةَ بنَ شُعبَةَ ثُمّ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ ثُمّ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ ثُمّ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ ثُمّ سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ وَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ قَالَ لَستُ أَسأَلُكَ عَن هَؤُلَاءِ وَ لَكِن تدَريِ‌ مَن أَوّلُ مَن بَايَعَهُ حِينَ صَعِدَ


صفحه : 263

المِنبَرَ قُلتُ لَا وَ لَكِن رَأَيتُ شَيخاً كَبِيراً يَتَوَكّأُ عَلَي عَصَاهُ بَينَ عَينَيهِ سَجّادَةٌ شَدِيدُ التّشمِيرِ صَعِدَ المِنبَرَ أَوّلَ مَن صَعِدَ وَ خَرّ وَ هُوَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي رَأَيتُكَ فِي هَذَا المَكَانِ ابسُط يَدَكَ فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ ثُمّ قَالَ يَومٌ كَيَومِ آدَمَ ثُمّ نَزَلَ فَخَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا سَلمَانُ أَ تدَريِ‌ مَن هُوَ قُلتُ لَا وَ لَقَد ساَءتَنيِ‌ مَقَالَتُهُ كَأَنّهُ شَامِتٌ بِمَوتِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ عَلِيّ ع فَإِنّ ذَلِكَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ أخَبرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَنّ إِبلِيسَ وَ رُؤَسَاءَ أَصحَابِهِ شَهِدُوا نَصبَ رَسُولِ اللّهِص إيِاّي‌َ يَومَ غَدِيرِ خُمّ بِمَا أَمَرَهُ اللّهُ فَأَخبَرَهُم بأِنَيّ‌ أَولَي بِهِم مِن أَنفُسِهِم وَ أَمَرَهُم أَن يُبَلّغَ الشّاهِدُ الغَائِبَ فَأَقبَلَ إِلَي إِبلِيسَ أَبَالِسَتُهُ وَ مَرَدَةُ أَصحَابِهِ فَقَالُوا إِنّ هَذِهِ الأُمّةَ أُمّةٌ مَرحُومَةٌ مَعصُومَةٌ فَمَا لَكَ وَ لَا لَنَا عَلَيهِم سَبِيلٌ وَ قَد أُعلِمُوا مَفزَعَهُم وَ إِمَامَهُم بَعدَ نَبِيّهِم فَانطَلَقَ إِبلِيسُ كَئِيباً حَزِيناً وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فأَخَبرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَن لَو قُبِضَ أَنّ النّاسَ سَيُبَايِعُونَ أَبَا بَكرٍ فِي ظُلّةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ بَعدَ تَخَاصُمِهِم بِحَقّنَا وَ حُجّتِنَا ثُمّ يَأتُونَ المَسجِدَ فَيَكُونُ أَوّلُ مَن يُبَايِعُهُ عَلَي منِبرَيِ‌ إِبلِيسَ فِي صُورَةِ شَيخٍ كَبِيرٍ مُشَمّرٍ يَقُولُ كَذَا وَ كَذَا ثُمّ يَخرُجُ فَيَجمَعُ شَيَاطِينَهُ وَ أَبَالِسَتَهُ فَيَخِرّونَ سُجّداً وَ يَقُولُونَ يَا سَيّدَهُم وَ يَا كَبِيرَهُم أَنتَ ألّذِي أَخرَجتَ آدَمَ مِنَ الجَنّةِ فَيَقُولُ أَيّ أُمّةٍ لَم تَضِلّ بَعدَ نَبِيّهَا كَلّا زَعَمتُم أَن لَيسَ لِي عَلَيهِم سَبِيلٌ فَكَيفَ رأَيَتمُوُنيِ‌ صَنَعتُ بِهِم حِينَ تَرَكُوا مَا أَمَرَهُمُ اللّهُ بِهِ مِن طَاعَتِهِ وَ أَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ لَقَد صَدّقَ عَلَيهِم إِبلِيسُ ظَنّهُ فَاتّبَعُوهُ إِلّا فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ


صفحه : 264

قَالَ سَلمَانُ فَلَمّا أَن كَانَ اللّيلُ حَمَلَ عَلِيّ ع فَاطِمَةَ ع عَلَي حِمَارٍ وَ أَخَذَ بِيَدِ ابنَيهِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَلَم يَدَع أَحَداً مِن أَهلِ بَدرٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ لَا مِنَ الأَنصَارِ إِلّا أَتَاهُ فِي مَنزِلِهِ فَذَكّرَهُم حَقّهُ وَ دَعَاهُم إِلَي نُصرَتِهِ فَمَا استَجَابَ لَهُ مِنهُم إِلّا أَربَعَةٌ وَ أَربَعُونَ رَجُلًا فَأَمَرَهُم أَن يُصبِحُوا بُكرَةً مُحَلّقِينَ رُءُوسَهُم مَعَهُم سِلَاحُهُم لِيُبَايِعُوهُ عَلَي المَوتِ فَأَصبَحُوا فَلَم يُوَافِ مِنهُم أَحَدٌ إِلّا أَربَعَةٌ فَقُلتُ لِسَلمَانَ مَنِ الأَربَعَةُ فَقَالَ أَنَا وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ ثُمّ أَتَاهُم عَلِيّ ع مِنَ اللّيلَةِ المُقبِلَةِ فَنَاشَدَهُم فَقَالُوا نُصبِحُكَ بُكرَةً فَمَا مِنهُم أَحَدٌ أَتَاهُ غَيرُنَا ثُمّ أَتَاهُمُ اللّيلَةَ الثّالِثَةَ فَمَا أَتَاهُ غَيرُنَا فَلَمّا رَأَي عَلِيّ ع غَدرَهُم وَ قِلّةَ وَفَائِهِم لَهُ لَزِمَ بَيتَهُ وَ أَقبَلَ عَلَي القُرآنِ يُؤَلّفُهُ وَ يَجمَعُهُ فَلَم يَخرُج مِن بَيتِهِ حَتّي جَمَعَهُ وَ كَانَ فِي الصّحُفِ وَ الشّظَاظِ وَ الأَكتَافِ وَ الرّقَاعِ فَلَمّا جَمَعَهُ كُلّهُ وَ كَتَبَهُ بِيَدِهِ تَنزِيلَهُ وَ تَأوِيلَهُ وَ النّاسِخَ مِنهُ وَ المَنسُوخَ بَعَثَ إِلَيهِ أَبُو بَكرٍ اخرُج فَبَايِع فَبَعَثَ إِلَيهِ عَلِيّ ع أنَيّ‌ مَشغُولٌ وَ قَد آلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ يَمِيناً أَن لَا أرَتدَيِ‌َ بِرِدَاءٍ إِلّا لِلصّلَاةِ حَتّي أُؤَلّفَ القُرآنَ وَ أَجمَعَهُ


صفحه : 265

فَسَكَتُوا عَنهُ أَيّاماً فَجَمَعَهُ فِي ثَوبٍ وَاحِدٍ وَ خَتَمَهُ ثُمّ خَرَجَ إِلَي النّاسِ وَ هُم مُجتَمِعُونَ مَعَ أَبِي بَكرٍ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص فَنَادَي عَلِيّ ع بِأَعلَا صَوتِهِ أَيّهَا النّاسُ أنَيّ‌ لَم أَزَل مُنذُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص مَشغُولًا بِغُسلِهِ ثُمّ بِالقُرآنِ حَتّي جَمَعتُهُ كُلّهُ فِي هَذَا الثّوبِ الوَاحِدِ فَلَم يُنزِلِ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ آيَةً مِنهُ إِلّا وَ قَد جَمَعتُهَا وَ لَيسَت مِنهُ آيَةٌ إِلّا وَ قَد أَقرَأَنِيهَا رَسُولُ اللّهِص وَ علَمّنَيِ‌ تَأوِيلَهَا ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع لِئَلّا تَقُولُوا غَداًإِنّا كُنّا عَن هذا غافِلِينَ ثُمّ قَالَ لَهُم عَلِيّ ع لَا تَقُولُوا يَومَ القِيَامَةِ إنِيّ‌ لَم أَدعُكُم إِلَي نصُرتَيِ‌ وَ لَم أُذَكّركُم حقَيّ‌ وَ لَم أَدعُكُم إِلَي كِتَابِ اللّهِ مِن فَاتِحَتِهِ إِلَي خَاتِمَتِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ


صفحه : 266

مَا أَغنَانَا بِمَا مَعَنَا مِنَ القُرآنِ عَمّا تَدعُونَا إِلَيهِ ثُمّ دَخَلَ عَلِيّ ع بَيتَهُ وَ قَالَ عُمَرُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ أَرسِل إِلَي عَلِيّ فَليُبَايِع فَإِنّا لَسنَا فِي شَيءٍ حَتّي يُبَايِعَ وَ لَو قَد بَايَعَ أَمِنّاهُ فَأَرسَلَ إِلَيهِ أَبُو بَكرٍ أَجِب خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِص فَأَتَاهُ الرّسُولُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع سُبحَانَ اللّهِ مَا أَسرَعَ مَا كَذَبتُم عَلَي رَسُولِ اللّهِص إِنّهُ لَيَعلَمُ وَ يَعلَمُ الّذِينَ حَولَهُ أَنّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَم يَستَخلِفَا غيَريِ‌ وَ ذَهَبَ الرّسُولُ فَأَخبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ فَقَالَ اذهَب فَقُل لَهُ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَبَا بَكرٍ فَأَتَاهُ فَأَخبَرَهُ بِمَا قَالَ فَقَالَ عَلِيّ ع سُبحَانَ اللّهِ مَا وَ اللّهِ طَالَ العَهدُ فَيَنسَي وَ اللّهِ إِنّهُ لَيَعلَمُ أَنّ هَذَا الِاسمَ لَا يَصلُحُ إِلّا لِي وَ لَقَد أَمَرَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ سَابِعُ سَبعَةٍ فَسَلّمُوا عَلَيّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَاستَفهَمَ هُوَ وَ صَاحِبُهُ مِن بَينِ السّبعَةِ فَقَالَا أَمرٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص نَعَم حَقّاً مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِنّهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ صَاحِبُ لِوَاءِ الغُرّ المُحَجّلِينَ يُقعِدُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ


صفحه : 267

عَلَي الصّرَاطِ فَيُدخِلُ أَولِيَاءَهُ الجَنّةَ وَ أَعدَاءَهُ النّارَ فَانطَلَقَ الرّسُولُ فَأَخبَرَهُ بِمَا قَالَ فَسَكَتُوا عَنهُ يَومَهُم ذَلِكَ قَالَ فَلَمّا كَانَ اللّيلُ حَمَلَ عَلِيّ ع فَاطِمَةَ ع عَلَي حِمَارٍ وَ أَخَذَ بِيَدِ ابنَيهِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَلَم يَدَع أَحَداً مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص إِلّا أَتَاهُ فِي مَنزِلِهِ فَنَاشَدَهُمُ اللّهَ حَقّهُ وَ دَعَاهُم إِلَي نُصرَتِهِ فَمَا استَجَابَ مِنهُم رَجُلٌ غَيرُنَا أَربَعَةٌ فَإِنّا


صفحه : 268

حَلّقنَا رُءُوسَنَا وَ بَذَلنَا لَهُ نُصرَتَنَا وَ كَانَ الزّبَيرُ أَشَدّنَا بَصِيرَةً فِي نُصرَتِهِ فَلَمّا أَن رَأَي عَلِيّ ع خِذلَانَ النّاسِ إِيّاهُ وَ تَركَهُم نُصرَتَهُ وَ اجتِمَاعَ كَلِمَتِهِم مَعَ أَبِي بَكرٍ وَ تَعظِيمَهُم إِيّاهُ لَزِمَ بَيتَهُ فَقَالَ عُمَرُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ مَا يَمنَعُكَ أَن تَبعَثَ إِلَيهِ فَيُبَايِعَ فَإِنّهُ لَم يَبقَ أَحَدٌ إِلّا وَ قَد بَايَعَ غَيرَهُ وَ غَيرَ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةِ وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ أَرَقّ الرّجُلَينِ وَ أَرفَقَهُمَا وَ أَدهَاهُمَا وَ أَبعَدَهُمَا غَوراً وَ الآخَرُ أَفَظّهُمَا وَ أَغلَظَهُمَا وَ أَجفَاهُمَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ مَن نُرسِلُ إِلَيهِ فَقَالَ عُمَرُ نُرسِلُ إِلَيهِ قُنفُذاً فَهُوَ رَجُلٌ فَظّ غَلِيظٌ جَافٍ مِنَ الطّلَقَاءِ أَحَدُ بنَيِ‌ عدَيِ‌ّ بنِ كَعبٍ فَأَرسَلَهُ وَ أَرسَلَ مَعَهُ أَعوَاناً وَ انطَلَقَ فَاستَأذَنَ عَلَي عَلِيّ ع فَأَبَي أَن يَأذَنَ لَهُم فَرَجَعَ أَصحَابُ قُنفُذٍ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ هُمَا جَالِسَانِ فِي المَسجِدِ وَ النّاسُ حَولَهُمَا فَقَالُوا لَم يُؤذَن لَنَا فَقَالَ عُمَرُ اذهَبُوا فَإِن أَذِنَ لَكُم وَ إِلّا فَادخُلُوا بِغَيرِ إِذنٍ فَانطَلَقُوا فَاستَأذَنُوا فَقَالَت فَاطِمَةُ ع أُحَرّجُ عَلَيكُم أَن تَدخُلُوا عَلَي بيَتيِ‌ بِغَيرِ إِذنٍ فَرَجَعُوا وَ ثَبَتَ قُنفُذٌ المَلعُونُ فَقَالُوا إِنّ فَاطِمَةَ قَالَت كَذَا وَ كَذَا فَتُحَرّجُنَا أَن نَدخُلَ بَيتَهَا بِغَيرِ إِذنٍ فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ مَا لَنَا وَ لِلنّسَاءِ ثُمّ أَمَرَ أُنَاساً حَولَهُ بِتَحصِيلِ الحَطَبِ وَ حَمَلُوا


صفحه : 269

الحَطَبَ وَ حَمَلَ مَعَهُم عُمَرُ فَجَعَلُوهُ حَولَ مَنزِلِ عَلِيّ ع وَ فِيهِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ ابنَاهُمَا ع ثُمّ نَادَي عُمَرُ حَتّي أَسمَعَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ اللّهِ لَتَخرُجَنّ يَا عَلِيّ وَ لَتُبَايِعَنّ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ وَ إِلّا أَضرَمتُ عَلَيكَ النّارَ فَقَامَت فَاطِمَةُ ع فَقَالَت يَا عُمَرُ مَا لَنَا وَ لَكَ فَقَالَ افتحَيِ‌ البَابَ وَ إِلّا أَحرَقنَا عَلَيكُم بَيتَكُم فَقَالَت يَا عُمَرُ أَ مَا تتَقّيِ‌ اللّهَ تَدخُلُ عَلَي بيَتيِ‌ فَأَبَي أَن يَنصَرِفَ وَ دَعَا عُمَرُ بِالنّارِ فَأَضرَمَهَا فِي البَابِ ثُمّ دَفَعَهُ فَدَخَلَ فَاستَقبَلَتهُ فَاطِمَةُ ع وَ صَاحَت يَا أَبَتَاه يَا رَسُولَ اللّهِ فَرَفَعَ عُمَرُ السّيفَ وَ هُوَ فِي غِمدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنبَهَا فَصَرَخَت يَا أَبَتَاه فَرَفَعَ السّوطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَنَادَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَبِئسَ مَا خَلَفَكَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَوَثَبَ عَلِيّ ع فَأَخَذَ بِتَلَابِيهِ فَصَرَعَهُ وَ وَجَأَ أَنفَهُ وَ رَقَبَتَهُ وَ هَمّ بِقَتلِهِ فَذُكّرَ قَولَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا أَوصَاهُ بِهِ فَقَالَ وَ ألّذِي كَرّمَ مُحَمّداًص بِالنّبُوّةِ يَا ابنَ صَهّاكَ لَو لَا كِتَابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ وَ عَهدٌ عَهِدَ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص لَعَلِمتَ أَنّكَ لَا تَدخُلُ بيَتيِ‌ فَأَرسَلَ عُمَرُ يَستَغِيثُ فَأَقبَلَ النّاسُ حَتّي دَخَلُوا الدّارَ وَ ثَارَ عَلِيّ ع إِلَي سَيفِهِ فَرَجَعَ قُنفُذٌ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ هُوَ يَتَخَوّفُ أَن يَخرُجَ عَلِيّ ع بِسَيفِهِ لِمَا قَد عَرَفَ مِن بَأسِهِ وَ شَدّتِهِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ لِقُنفُذٍ ارجِع فَإِن خَرَجَ فَاقتَحِم عَلَيهِ بَيتَهُ فَإِنِ امتَنَعَ فَأَضرِم عَلَيهِم بَيتَهُمُ النّارَ فَانطَلَقَ قُنفُذٌ المَلعُونُ فَاقتَحَمَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ بِغَيرِ إِذنٍ


صفحه : 270

وَ ثَارَ عَلِيّ ع إِلَي سَيفِهِ فَسَبَقُوهُ إِلَيهِ وَ كَاثَرُوهُ فَتَنَاوَلَ بَعضَ سُيُوفِهِم فَكَاثَرُوهُ فَأَلقَوا فِي عُنُقِهِ حَبلًا وَ حَالَت بَينَهُم وَ بَينَهُ فَاطِمَةُ ع عِندَ بَابِ البَيتِ فَضَرَبَهَا قُنفُذٌ المَلعُونُ بِالسّوطِ فَمَاتَت حِينَ مَاتَت وَ إِنّ فِي عَضُدِهَا مِثلَ الدّملُجِ مِن ضَربَتِهِ لَعَنَهُ اللّهُ ثُمّ انطَلَقُوا بعِلَيِ‌ّ ع يُتَلّ حَتّي انتهُيِ‌َ بِهِ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرُ قَائِمٌ بِالسّيفِ عَلَي رَأسِهِ وَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ وَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ وَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ وَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ وَ سَائِرُ النّاسِ حَولَ أَبِي بَكرٍ عَلَيهِمُ السّلَاحُ قَالَ قُلتُ لِسَلمَانَ أَ دَخَلُوا عَلَي فَاطِمَةَ بِغَيرِ إِذنٍ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ وَ مَا عَلَيهَا خِمَارٌ فَنَادَت يَا أَبَتَاه يَا رَسُولَ اللّهِ فَلَبِئسَ مَا خَلَفَكَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عَينَاكَ لَم تَتَفَقّأ فِي قَبرِكَ تنُاَديِ‌ بِأَعلَي صَوتِهَا فَلَقَد رَأَيتُ أَبَا بَكرٍ وَ مَن حَولَهُ يَبكُونَ مَا فِيهِم إِلّا بَاكٍ غَيرَ عُمَرَ وَ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ وَ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ وَ عُمَرُ يَقُولُ إِنّا لَسنَا مِنَ النّسَاءِ وَ رَأيِهِنّ فِي شَيءٍ قَالَ فَانتَهَوا بعِلَيِ‌ّ ع إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ هُوَ يَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ لَو وَقَعَ سيَفيِ‌ فِي يدَيِ‌ لَعَلِمتُم أَنّكُم لَم[لَن]تَصِلوا إِلَي هَذَا أَبَداً أَمَا وَ اللّهِ مَا أَلومُ نفَسيِ‌ فِي جِهَادِكُم وَ لَو كُنتُ أَستَمسِكُ مِن أَربَعِينَ رَجُلًا لَفَرّقتُ جَمَاعَتَكُم وَ لَكِن لَعَنَ اللّهُ أَقوَاماً باَيعَوُنيِ‌ ثُمّ خذَلَوُنيِ‌ وَ لَمّا أَن بَصُرَ بِهِ أَبُو بَكرٍ صَاحَ خَلّوا سَبِيلَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا أَبَا بَكرٍ مَا أَسرَعَ مَا تَوَثّبتُم عَلَي رَسُولِ اللّهِص بأِيَ‌ّ حَقّ وَ بأِيَ‌ّ مَنزِلَةٍ دَعَوتَ النّاسَ إِلَي بَيعَتِكَ أَ لَم تبُاَيعِنيِ‌ بِالأَمسِ بِأَمرِ اللّهِ وَ أَمرِ رَسُولِ اللّهِ وَ قَد كَانَ قُنفُذٌ لَعَنَهُ اللّهُ ضَرَبَ فَاطِمَةَ ع بِالسّوطِ حِينَ حَالَت بَينَهُ وَ بَينَ زَوجِهَا وَ أَرسَلَ إِلَيهِ عُمَرُ إِن حَالَت بَينَكَ وَ بَينَهُ فَاطِمَةُ فَاضرِبهَا فَأَلجَأَهَا قُنفُذٌ إِلَي عِضَادَةِ بَيتِهَا وَ دَفَعَهَا فَكَسَرَ ضِلعاً مِن جَنبِهَا فَأَلقَت جَنِيناً


صفحه : 271

مِن بَطنِهَا فَلَم تَزَل صَاحِبَةَ فِرَاشٍ حَتّي مَاتَت صَلّي اللّهُ عَلَيهَا مِن ذَلِكَ شَهِيدَةً قَالَ وَ لَمّا انتهُيِ‌َ بعِلَيِ‌ّ ع إِلَي أَبِي بَكرٍ انتَهَرَهُ عُمَرُ وَ قَالَ لَهُ بَايِع وَ دَع عَنكَ هَذِهِ الأَبَاطِيلَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع فَإِن لَم أَفعَل فَمَا أَنتُم صَانِعُونَ قَالُوا نَقتُلُكَ ذُلّا وَ صِغَاراً فَقَالَ إِذًا تَقتُلُونَ[تَقتُلُوا] عَبدَ اللّهِ وَ أَخَا رَسُولِ اللّهِص قَالَ أَبُو بَكرٍ أَمّا عَبدُ اللّهِ فَنَعَم وَ أَمّا أَخُو رَسُولِ اللّهِص فَمَا نُقِرّ لَكَ بِهَذَا قَالَ أَ تَجحَدُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص آخَي بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ قَالَ نَعَم فَأَعَادَ ذَلِكَ عَلَيهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ


صفحه : 272

ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِم عَلِيّ ع فَقَالَ يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ وَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ


صفحه : 273

أَنشُدُكُمُ اللّهَ أَ سَمِعتُم رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَومَ غَدِيرِ خُمّ كَذَا وَ كَذَا وَ فِي غَزوَةِ تَبُوكَ كَذَا وَ كَذَا فَلَم يَدَع عَلِيّ ع شَيئاً قَالَهُ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص عَلَانِيَةً لِلعَامّةِ إِلّا


صفحه : 274

ذَكّرَهُم إِيّاهُ فَقَالُوا أللّهُمّ نَعَم فَلَمّا تَخَوّفَ أَبُو بَكرٍ أَن يَنصُرَهُ النّاسُ وَ أَن يَمنَعُوهُ بَادَرَهُم فَقَالَ كُلّ مَا قُلتَ حَقّ قَد سَمِعنَاهُ بِآذَانِنَا وَ وَعَتهُ قُلُوبُنَا وَ لَكِن قَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ بَعدَ هَذَا إِنّا أَهلُ بَيتٍ اصطَفَانَا اللّهُ وَ أَكرَمَنَا وَ اختَارَ لَنَا الآخِرَةَ عَلَي الدّنيَا وَ إِنّ اللّهَ لَم يَكُن لِيَجمَعَ لَنَا أَهلَ البَيتِ النّبُوّةَ وَ الخِلَافَةَ فَقَالَ عَلِيّ ع هَل أَحَدٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص شَهِدَ هَذَا مَعَكَ فَقَالَ عُمَرُ صَدَقَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِ قَد سَمِعنَا هَذَا مِنهُ كَمَا قَالَ وَ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ وَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ قَد سَمِعنَا ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ ع لَقَد وَفَيتُم بِصَحِيفَتِكُم المَلعُونَةِ التّيِ‌ قَد تَعَاقَدتُم عَلَيهَا فِي الكَعبَةِ إِن قَتَلَ اللّهُ مُحَمّداً أَو مَاتَ لَتَزوُنّ هَذَا الأَمرَ عَنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ فَمَا عِلمُكَ بِذَلِكَ مَا أَطلَعنَاكَ عَلَيهَا فَقَالَ عَلِيّ ع أَنتَ يَا زُبَيرُ وَ أَنتَ يَا سَلمَانُ وَ أَنتَ يَا أَبَا ذَرّ وَ أَنتَ يَا مِقدَادُ أَسأَلُكُم بِاللّهِ وَ بِالإِسلَامِ أَ مَا سَمِعتُم رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ ذَلِكَ وَ أَنتُم تَسمَعُونَ إِنّ فُلَاناً وَ فُلَاناً حَتّي عَدّ هَؤُلَاءِ الخَمسَةَ قَد كَتَبُوا بَينَهُم كِتَاباً وَ تَعَاهَدُوا فِيهِ وَ تَعَاقَدُوا عَلَي مَا صَنَعُوا فَقَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَد سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ ذَلِكَ لَكَ إِنّهُم قَد تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا عَلَي مَا صَنَعُوا وَ كَتَبُوا بَينَهُم كِتَاباً إِن قُتِلتُ أَو مِتّ أَن يَزوُوا عَنكَ هَذَا يَا عَلِيّ فَقُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا تأَمرُنُيِ‌ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَن أَفعَلَ فَقَالَ لَكَ إِن وَجَدتَ عَلَيهِم أَعوَاناً فَجَاهِدهُم وَ نَابِذهُم وَ إِن لَم تَجِد أَعوَاناً فَبَايِعهُم وَ أَحقِن دَمَكَ فَقَالَ


صفحه : 275

عَلِيّ ع أَمَا وَ اللّهِ لَو أَنّ أُولَئِكَ الأَربَعِينَ رَجُلًا الّذِينَ باَيعَوُنيِ‌ وَفَوا لِي لَجَاهَدتُكُم فِي اللّهِ وَ لَكِن أَمَا وَ اللّهِ لَا يَنَالُهَا أَحَدٌ مِن عَقِبِكُمَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ فِيمَا يُكَذّبُ قَولَكُم عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَولُ اللّهِأَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماًفَالكِتَابُ النّبُوّةُ وَ الحِكمَةُ السّنّةُ وَ المُلكُ الخِلَافَةُ وَ نَحنُ آلُ اِبرَاهِيمَ فَقَامَ المِقدَادُ فَقَالَ يَا عَلِيّ بِمَا تَأمُرُ وَ اللّهِ إِن أمَرَتنَيِ‌ لَأَضرِبَنّ بسِيَفيِ‌ وَ إِن أمَرَتنَيِ‌ كَفَفتُ فَقَالَ عَلِيّ ع كُفّ يَا مِقدَادُ وَ اذكُر عَهدَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا أَوصَاكَ بِهِ ثُمّ قُمتُ وَ قُلتُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو أنَيّ‌ أَعلَمُ أنَيّ‌ أَدفَعُ ضَيماً وَ أُعِزّ لِلّهِ دِيناً لَوَضَعتُ سيَفيِ‌ عَلَي عنُقُيِ‌ ثُمّ ضَرَبتُ بِهِ قُدُماً أَ تَثِبُونَ عَلَي أخَيِ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ وَصِيّهِ وَ خَلِيفَتِهِ فِي أُمّتِهِ وَ أَبِي وُلدِهِ فَأَبشِرُوا بِالبَلَاءِ وَ اقنَطُوا مِنَ الرّخَاءِ وَ قَامَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ أَيّتُهَا الأُمّةُ المُتَحَيّرَةُ بَعدَ نَبِيّهَا المَخذُولَةُ بِعِصيَانِهَا إِنّ اللّهَ يَقُولُإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وَ آلُ مُحَمّدٍص الأَخلَافُ مِن نُوحٍ وَ آلُ اِبرَاهِيمَ مِن اِبرَاهِيمَ وَ الصّفوَةُ وَ السّلَالَةُ مِن إِسمَاعِيلَ وَ عِترَةُ النّبِيّص مُحَمّدٍ أَهلُ بَيتِ النّبُوّةِ وَ مَوضِعُ الرّسَالَةِ وَ مُختَلَفُ المَلَائِكَةِ وَ هُم كَالسّمَاءِ المَرفُوعَةِ وَ الجِبَالِ المَنصُوبَةِ وَ الكَعبَةِ المَستُورَةِ وَ العَينِ الصّافِيَةِ وَ النّجُومِ الهَادِيَةِ وَ الشّجَرَةِ المُبَارَكَةِ أَضَاءَ نُورُهَا وَ بُورِكَ زَيتُهَا مُحَمّدٌ خَاتَمُ الأَنبِيَاءِ وَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ عَلِيّ وصَيِ‌ّ الأَوصِيَاءِ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ هُوَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ الفَارُوقُ الأَعظَمُ وَ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍص وَ وَارِثُ عِلمِهِ وَ أَولَي النّاسِ بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ أُولُوا الأَرحامِ


صفحه : 276

بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ

فَقَدّمُوا مَن قَدّمَ اللّهُ وَ أَخّرُوا مَن أَخّرَ اللّهُ وَ اجعَلُوا الوِلَايَةَ وَ الوِزَارَةَ لِمَن جَعَلَ اللّهُ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ هُوَ جَالِسٌ فَوقَ المِنبَرِ مَا يُجلِسُكِ فَوقَ المِنبَرِ وَ هَذَا جَالِسٌ مُحَارِبٌ لَا يَقُومُ فَيُبَايِعَكَ أَ وَ تَأمُرُ بِهِ فَنَضرِبَ عُنُقَهُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع قَائِمَانِ فَلَمّا سَمِعَا مَقَالَةَ عُمَرَ بَكَيَا فَضَمّهُمَا إِلَي صَدرِهِ فَقَالَ لَا تَبكِيَا فَوَ اللّهِ مَا يَقدِرَانِ عَلَي قَتلِ أَبِيكُمَا وَ أَقبَلَت أُمّ أَيمَنَ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ[فَقَالَت] يَا أَبَا بَكرٍ مَا أَسرَعَ مَا أَبدَيتُم حَسَدَكُم وَ نِفَاقَكُم فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ فَأُخرِجَت مِنَ المَسجِدِ وَ قَالَ مَا لَنَا وَ لِلنّسَاءِ وَ قَامَ بُرَيدَةُ الأسَلمَيِ‌ّ وَ قَالَ يَا عُمَرُ أَ تَثِبُ عَلَي أخَيِ‌ رَسُولِ اللّهِ وَ أَبِي وُلدِهِ وَ أَنتَ ألّذِي نَعرِفُكَ فِي قُرَيشٍ بِمَا نَعرِفُكَ أَ لَستُمَا اللّذَينِ قَالَ لَكُمَا رَسُولُ اللّهِص انطَلِقَا إِلَي عَلِيّ ع وَ سَلّمَا عَلَيهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَقُلتُمَا أَ عَن أَمرِ اللّهِ وَ أَمرِ رَسُولِهِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ أَبُو بَكرٍ قَد كَانَ ذَلِكَ وَ لَكِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ بَعدَ ذَلِكَ لَا يَجتَمِعُ لِأَهلِ بيَتيِ‌ الخِلَافَةُ وَ النّبُوّةُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللّهِص وَ اللّهِ لَا سَكَنتُ فِي بَلدَةٍ أَنتَ فِيهَا أَمِيرٌ فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ فَضُرِبَ وَ طُرِدَ ثُمّ قَالَ قُم يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ فَبَايِع فَقَالَ ع فَإِن لَم أَفعَل قَالَ إِذاً وَ اللّهِ نَضرِبَ عُنُقَكَ فَاحتَجّ عَلَيهِم ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ مَدّ يَدَهُ مِن غَيرِ أَن يَفتَحَ كَفّهُ فَضَرَبَ عَلَيهَا أَبُو بَكرٍ وَ رضَيِ‌َ بِذَلِكَ مِنهُ فَنَادَي عَلِيّ ع قَبلَ أَن يُبَايِعَ وَ الحَبلُ فِي عُنُقِهِ يَا ابنَ أُمّإِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ وَ قِيلَ لِلزّبَيرِ بَايِع فَأَبَي فَوَثَبَ عُمَرُ وَ خَالِدٌ وَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ فِي أُنَاسٍ فَانتَزَعُوا سَيفَهُ فَضَرَبُوا بِهِ الأَرضَ حَتّي كَسَرُوهُ ثُمّ لَبّبُوهُ فَقَالَ الزّبَيرُ وَ عُمَرُ عَلَي صَدرِهِ يَا ابنَ صُهَاكَ أَمَا وَ اللّهِ لَو أَنّ سيَفيِ‌ فِي يدَيِ‌ لَحِدتَ عنَيّ‌ فَبَايَعَ قَالَ سَلمَانُ ثُمّ أخَذَوُنيِ‌ فَوَجَئُوا عنُقُيِ‌ حَتّي تَرَكُوهَا كَالسّلعَةِ ثُمّ أَخَذُوا يدَيِ‌ وَ فَتَلُوهَا فَبَايَعتُ مُكرَهاً ثُمّ بَايَعَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ مُكرَهَينِ وَ مَا بَايَعَ أَحَدٌ مِنَ الأُمّةِ


صفحه : 277

مُكرَهاً غَيرُ عَلِيّ وَ أَربَعَتِنَا وَ لَم يَكُن مِنّا أَحَدٌ أَشَدّ قَولًا مِنَ الزّبَيرِ فَإِنّهُ لَمّا بَايَعَ قَالَ يَا ابنَ صُهَاكَ أَمَا وَ اللّهِ لَو لَا هَؤُلَاءِ الطّغَاةُ الّذِينَ أَعَانُوكَ لَمَا كُنتَ تُقدِمُ عَلَيّ وَ معَيِ‌ سيَفيِ‌ لِمَا أَعرِفُ مِن جُبنِكَ وَ لُؤمِكَ وَ لَكِن وَجَدتَ طُغَاةً تَقوَي بِهِم وَ تَصُولُ فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ أَ تَذكُرُ صهاكا[صُهَاكَ] فَقَالَ وَ مَن صُهَاكُ وَ مَا يمَنعَنُيِ‌ مِن ذِكرِهَا وَ قَد كَانَت صُهَاكُ زَانِيَةً أَ وَ تُنكِرُ ذَلِكَ أَ وَ لَيسَ قَد كَانَت أَمَةً حَبَشِيّةً لجِدَيّ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَزَنَي بِهَا جَدّكَ نُفَيلٌ فَوَلَدَت أَبَاكَ الخَطّابَ فَوَهَبَهَا عَبدُ المُطّلِبِ لَهُ بَعدَ مَا زَنَي بِهَا فَوَلَدَتهُ وَ إِنّهُ لَعَبدُ جدَيّ‌ وَلَدُ زِنًا فَأَصلَحَ بَينَهُمَا أَبُو بَكرٍ وَ كَفّ كُلّ وَاحِدٍ


صفحه : 278

مِنهُمَا عَن صَاحِبِهِ قَالَ سُلَيمٌ فَقُلتُ لِسَلمَانَ فَبَايَعتَ أَبَا بَكرٍ يَا سَلمَانُ وَ لَم تَقُل شَيئاً قَالَ قَد قُلتُ بَعدَ مَا بَايَعتُ تَبّاً لَكُم سَائِرَ الدّهرِ أَ وَ تَدرُونَ مَا صَنَعتُم بِأَنفُسِكُم أَصَبتُم وَ أَخطَأتُم أَصَبتُم سُنّةَ مَن كَانَ قَبلَكُم مِنَ الفُرقَةِ وَ الِاختِلَافِ وَ أَخطَأتُم سُنّةَ نَبِيّكُمص حَتّي أَخرَجتُمُوهَا مِن مَعدِنِهَا وَ أَهلِهَا فَقَالَ عُمَرُ يَا سَلمَانُ أَمّا إِذ بَايَعَ صَاحِبُكَ وَ بَايَعتَ فَقُل مَا شِئتَ وَ افعَل مَا بَدَا لَكَ وَ ليَقُل صَاحِبُكَ مَا بَدَا لَهُ قَالَ سَلمَانُ فَقُلتُ إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ عَلَيكَ وَ عَلَي صَاحِبِكَ ألّذِي بَايَعتَهُ مِثلَ ذُنُوبِ أُمّتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ مِثلَ عَذَابِهِم جَمِيعاً فَقَالَ قُل مَا شِئتَ أَ لَيسَ قَد بَايَعتَ وَ لَم يُقِرّ اللّهُ عَينَكَ بِأَن يَلِيَهَا صَاحِبُكَ فَقُلتُ أَشهَدُ أنَيّ‌ قَد قَرَأتُ فِي بَعضِ كُتُبِ اللّهِ المُنزَلَةِ أَنّهُ بِاسمِكَ وَ نَسَبِكَ وَ صِفَتِكَ بَابٌ مِن أَبوَابِ جَهَنّمَ فَقَالَ لِي قُل مَا شِئتَ أَ لَيسَ قَد أَزَالَهَا اللّهُ عَن أَهلِ البَيتِ الّذِينَ اتّخَذتُمُوهُم أَربَاباً مِن دُونِ اللّهِ فَقُلتُ لَهُ أَشهَدُ أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ وَ سَأَلتُهُ عَن هَذِهِ الآيَةِفَيَومَئِذٍ لا يُعَذّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌفأَخَبرَنَيِ‌ أَنّكَ


صفحه : 279

أَنتَ هُوَ فَقَالَ لِي عُمَرُ اسكُت أَسكَتَ اللّهُ نَأمَتَكَ أَيّهَا العَبدُ ابنَ اللّخنَاءِ فَقَالَ لِي عَلِيّ ع أَقسَمتُ عَلَيكَ يَا سَلمَانُ لَمّا سَكَتّ فَقَالَ سَلمَانُ وَ اللّهِ لَو لَم يأَمرُنيِ‌ عَلِيّ ع بِالسّكُوتِ لَخَبّرتُهُ بِكُلّ شَيءٍ نَزَلَ فِيهِ وَ كُلّ شَيءٍ سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِ فِيهِ وَ فِي صَاحِبِهِ فَلَمّا رآَنيِ‌ عُمَرُ قَد سَكَتّ قَالَ إِنّكَ لَهُ لَمُطِيعٌ مُسَلّمٌ فَلَمّا أَن بَايَعَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ لَم يَقُولَا شَيئاً قَالَ عُمَرُ يَا سَلمَانُ أَ لَا تَكُفّ كَمَا كَفّ صَاحِبَاكَ وَ اللّهِ مَا أَنتَ بِأَشَدّ حُبّاً لِأَهلِ هَذَا البَيتِ مِنهُمَا وَ لَا أَشَدّ تَعظِيماً لِحَقّهِم مِنهُمَا وَ قَد كَفّا كَمَا تَرَي وَ بَايَعَا قَالَ أَبُو ذَرّ أَ فَتُعَيّرُنَا يَا عُمَرُ بِحُبّ آلِ مُحَمّدٍص وَ تَعظِيمِهِم لَعَنَ اللّهُ وَ قَد فَعَلَ مَن أَبغَضَهُم وَ افتَرَي عَلَيهِم وَ ظَلَمَهُم حَقّهُم وَ حَمَلَ النّاسَ عَلَي رِقَابِهِم وَ رَدّ هَذِهِ الأُمّةَ القَهقَرَي عَلَي أَدبَارِهَا فَقَالَ عُمَرُ آمِينَ لَعَنَ اللّهُ مَن ظَلَمَهُم حُقُوقَهُم لَا وَ اللّهِ مَا لَهُم فِيهَا حَقّ وَ مَا هُم فِيهَا وَ عُرضُ النّاسِ إِلّا سَوَاءً قَالَ أَبُو ذَرّ فَلِمَ خَاصَمتُمُ الأَنصَارَ بِحَقّهِم وَ حُجّتِهِم فَقَالَ عَلِيّ ع لِعُمَرَ يَا ابنُ صُهَاكَ فَلَيسَ لَنَا فِيهَا حَقّ وَ هيِ‌َ لَكَ وَ لِابنِ آكِلَةِ الذّبّانِ قَالَ عُمَرُ كُفّ الآنَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِذ بَايَعتَ فَإِنّ العَامّةَ رَضُوا بصِاَحبِيِ‌ وَ لَم يَرضَوا بِكَ فَمَا ذنَبيِ‌ قَالَ عَلِيّ ع وَ لَكِنّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَم يَرضَيَا إِلّا بيِ‌ فَأَبشِر أَنتَ وَ صَاحِبُكَ وَ مَنِ اتّبَعَكُمَا وَ وَازَرَكُمَا بِسَخَطٍ مِنَ اللّهِ وَ عَذَابِهِ وَ خِزيِهِ وَيلَكَ يَا ابنَ الخَطّابِ لَو تدَريِ‌ مِمّا خَرَجتَ وَ فِيمَا دَخَلتَ وَ مَا ذَا جَنَيتَ عَلَي نَفسِكَ وَ عَلَي صَاحِبِكَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا عُمَرُ أَمّا إِذ قَد بَايَعَنَا وَ أَمِنّا شَرّهُ وَ فَتكَهُ وَ غَائِلَتَهُ فَدَعهُ يَقُولُ مَا شَاءَ فَقَالَ عَلِيّ ع لَستُ بِقَائِلٍ غَيرَ شَيءٍ وَاحِدٍ أُذَكّرُكُم اللّهَ أَيّهَا الأَربَعَةُ قَالَ لِسَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ الزّبَيرِ وَ المِقدَادِ أَ سَمِعتُم رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ فِي النّارِ لَتَابُوتاً مِن نَارٍ أَرَي فِيهِ اثنيَ‌ عَشَرَ رَجُلًا سِتّةً مِنَ الأَوّلِينَ وَ سِتّةً مِنَ الآخِرِينَ فِي جُبّ فِي قَعرِ جَهَنّمَ فِي تَابُوتٍ مُقَفّلٍ عَلَي ذَلِكَ الجُبّ صَخرَةٌ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يَسعَرَ جَهَنّمَ كَشَفَ تِلكَ الصّخرَةَ عَن ذَلِكَ الجُبّ فَاستَعَرَت جَهَنّمُ مِن وَهجِ ذَلِكَ الجُبّ وَ مِن حَرّهِ قَالَ عَلِيّ ع فَسَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَنهُم وَ أَنتُم شُهُودٌ فَقَالَص أَمّا


صفحه : 280

الأَوّلُونَ فَابنُ آدَمَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ فِرعَونُ الفَرَاعِنَةِ وَألّذِي حَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ وَ رَجُلَانِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بَدّلَا كِتَابَهُم وَ غَيّرَا سُنّتَهُم أَمّا أَحَدُهُمَا فَهَوّدَ اليَهُودَ وَ الآخَرُ نَصّرَ النّصَارَي وَ إِبلِيسُ سَادِسُهُم وَ الدّجّالُ فِي الآخِرِينَ وَ هَؤُلَاءِ الخَمسَةُ أَصحَابُ الصّحِيفَةِ الّذِينَ تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا عَلَي عَدَاوَتِكَ يَا أخَيِ‌ وَ تَظَاهَرُوا عَلَيكَ بعَديِ‌ هَذَا وَ هَذَا حَتّي سَمّاهُم وَ عَدّهُم لَنَا قَالَ سَلمَانُ فَقُلنَا صَدَقتَ نَشهَدُ أَنّا سَمِعنَا ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عُثمَانُ يَا أَبَا الحَسَنِ أَ مَا عِندَ أَصحَابِكَ هَؤُلَاءِ حَدِيثٌ فِيّ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع بَلَي سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَلعَنُكَ ثُمّ لَم يَستَغفِرِ اللّهَ لَكَ بَعدَ مَا لَعَنَكَ فَغَضِبَ عُثمَانُ


صفحه : 281

ثُمّ قَالَ مَا لِي وَ مَا لَكَ لَا تدَعَنُيِ‌ عَلَي حاَليِ‌ عَلَي عَهدِ النّبِيّص وَ لَا بَعدَهُ


صفحه : 282

فَقَالَ الزّبَيرُ نَعَم فَأَرغَمَ اللّهُ أَنفَكَ فَقَالَ عُثمَانُ فَوَ اللّهِ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ الزّبَيرَ يُقتَلُ مُرتَدّاً عَنِ الإِسلَامِ قَالَ سَلمَانُ فَقَالَ لِي عَلِيّ ع فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ صَدَقَ عُثمَانُ وَ ذَلِكَ أَنّ الزّبَيرَ يبُاَيعِنُيِ‌ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ فَيَنكُثُ بيَعتَيِ‌ فَيُقتَلُ مُرتَدّاً قَالَ سُلَيمٌ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ سَلمَانُ فَقَالَ إِنّ النّاسَ كُلّهُم ارتَدّوا بَعدَ رَسُولِ اللّهِص غَيرَ أَربَعَةٍ إِنّ النّاسَ صَارُوا بَعدَ رَسُولِ اللّهِص بِمَنزِلَةِ هَارُونَ وَ مَن تَبِعَهُ وَ مَنزِلَةِ العِجلِ وَ مَن تَبِعَهُ فعَلَيِ‌ّ فِي سُنّةِ هَارُونَ وَ عَتِيقٌ فِي سُنّةِ العِجلِ وَ عُمَرُ فِي سُنّةِ الساّمرِيِ‌ّ وَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لتَجَيِ‌ءُ قَومٌ مِن أصَحاَبيِ‌ مِن أَهلِ العِليَةِ وَ المَكَانَةِ منِيّ‌ لِيَمُرّوا عَلَي الصّرَاطِ فَإِذَا رَأَيتُهُم وَ رأَوَنيِ‌ وَ عَرَفتُهُم وَ عرَفَوُنيِ‌ اختُلِجُوا دوُنيِ‌ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَيُقَالُ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ إِنّهُمارتَدّوا عَلي أَدبارِهِمحَيثُ فَارَقتَهُم فَأَقُولُ بُعداً وَ سُحقاً وَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَتَركَبَنّ أمُتّيِ‌ سُنّةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ حَذوَ القُذّةِ بِالقُذّةِ شِبراً بِشِبرٍ وَ ذِرَاعاً بِذِرَاعٍ وَ بَاعاً بِبَاعٍ إِذِ التّورَاةُ وَ القُرآنُ كَتَبَهُ يَدٌ وَاحِدَةٌ فِي رَقّ بِقَلَمٍ وَاحِدٍ وَ جَرَتِ الأَمثَالُ وَ السّنَنُ سَوَاءً

بيان روي الكليني‌ صدر الخبر عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن ابراهيم بن عمر اليماني‌ عن سليم بن قيس إلي قولهم ثُمّ يَخرُجُ فَيَجمَعُ شَيَاطِينَهُ وَ أَبَالِسَتَهُ فَيَنخُرُ وَ يَكسَعُ وَ يَقُولُ كَلّا زَعَمتُم أَن لَيسَ لِي عَلَيهِم سَبِيلٌ فَكَيفَ رَأَيتُم مَا صَنَعتُ بِهِم حَتّي تَرَكُوا أَمرَ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ وَ طَاعَتَهُ وَ مَا أَمَرَهُم بِهِ رَسُولُ


صفحه : 283

اللّهِص .

و قال الجوهري‌ الظلة بالضم كهيئة الصفة و قال السجادة أثر السجود في الجبهة و قال شمر إزاره تشميرا رفعه يقال شمر عن ساقه وشمر في أمره أي خف أقول أريد هنا أنه كان يري من ظاهر حاله الاهتمام بالعبادة قوله ثم قال يوم كيوم آدم هذه الفقرة لم يذكرها في الإحتجاج والكافي‌ والمراد بها أن مافعلت في هذااليوم شبيه بما فعلت بآدم وأخرجته من الجنة في الغرابة وحسن التدبير والنخير صوت الأنف وكسعه كمنعه ضرب دبره بيده أوبصدر قدمه والشظاظ بالكسر العود ألذي يدخل في عروة الجوالق . و في الإحتجاج فلم يخرج حتي جمعه كله فكتبه علي تنزيله والناسخ والمنسوخ فبعث إلي قوله فقد آليت بيمين إلي قوله وأعلمني‌ تأويلها ثم دخل بيته فقال عمر إلي قوله فقال عمر أرسل إليه قنفذا و كان رجلا فظا غليظا جافيا من الطلقاء أحد بني‌ تيم إلي قوله ثم أمر أناسا حوله فحملوا حطبا وحمل معهم عمر وجعلوه حول منزله و فيه علي وفاطمة وابناهما ع ثم نادي عمر حتي أسمع عليا ع و الله لتخرجن ولتبايعن خليفة رسول الله أولأضرمن عليك بيتك نارا ثم رجع قنفذ إلي أبي بكر و هويخاف أن يخرج علي ع بسيفه لماعرف من بأسه وشدته ثم قال لقنفذ إن خرج و إلافاقتحم عليه فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم نارا فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن وثار علي إلي سيفه فسبقوه إليه فتناول بعض سيوفهم فكثروا عليه فضبطوه وألقوا في عنقه حبلا وحالت فاطمة ع بين زوجها وبينهم عند باب البيت فضربها قنفذ بالسوط علي عضدها و إن بعضدها مثل الدملوج من ضرب قنفذ إياها فأرسل أبوبكر إلي قنفذ اضربها فألجأها إلي عضادة باب بيتها فدفعها فكسر ضلعا من جنبها وألقت جنينا من بطنها فلم تزل صاحبة فراش حتي ماتت من ذلك شهيدة صلوات


صفحه : 284

الله عليها ثم انطلقوا بعلي‌ ع ملببا يتل . إلي قوله وسائر الناس قعود حول أبي بكر عليهم السلاح ودخل علي ع و هو يقول أما و الله لووقع سيفي‌ بيدي‌ لعلمتم أنكم لم تصلوا إلي هذامني‌ وبالله ماألوم نفسي‌ في جهد و لوكنت في أربعين رجلا لفرقت جماعتكم فلعن الله قوما بايعوني‌ ثم خذلوني‌ فانتهره عمر فقال بايع . و قال في القاموس كاثروهم فكثروهم غالبوهم في الكثرة فغلبوهم قال الدملج كجندب في لغتيه وزنبور المعضد و قال تله صرعه أوألقاه علي عنقه وخده والتلتلة التحريك والإقلاق والزعزعة والزلزلة والسير الشديد والسوق العنيف وأتله ارتبطه واقتاده . قوله ع من عقبكما في الإحتجاج من عقبكم إلي يوم القيامة ثم نادي قبل أن يبايع ياابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ إلي قوله أصبتم وأخطأتم أصبتم سنة الأولين وأخطأتم سنة نبيكم . قوله أسكت الله نأمتك قال الجوهري‌ النأمة بالتسكين الصوت يقال أسكت الله نأمته أي نغمته وصوته ويقال أيضا نامّته بتشديد الميم فيجعل من المضاعف و قال سعرت النار هيجتها وألهبتها واستعرت النار وتسعرت أي توقدت . قوله وإبليس سادسهم أقول هكذا في الإحتجاج و في كتاب سليم هكذا وعاقر الناقة وقاتل يحيي بن زكريا و في الآخرين الدجال وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة والكتاب وجبتهم وطاغوتهم ألذي تعاهدوا عليه وتعاقدوا علي عداوتك و لايستقيم إلابتكلف تام . قوله قال سليم في الإحتجاج هكذا ثم أَقبَلَ عَلَيّ سَلمَانُ فقال إن القوم ارتدوا بعدوفاة رسول الله ص إلا من عصمه الله بآل محمد إن الناس بعد رسول الله ص بمنزلة هارون إلي قوله في سُنّةِ السامري‌ وسمعت رسول الله ص يقول لتركبن إلي قوله وباعا بباع

46- وَ أَيضاً وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ، أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ البَرَاءَ


صفحه : 285

بنَ عَازِبٍ يَقُولُكُنتُ أُحِبّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ حُبّاً شَدِيداً فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص وَ بَعدَ وَفَاتِهِ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص أَوصَي عَلِيّاً ع أَن لَا يلَيِ‌َ غُسلَهُ غَيرُهُ وَ أَنّهُ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يَرَي عَورَتَهُ غَيرُهُ وَ أَنّهُ لَيسَ أَحَدٌ يَرَي عَورَةَ رَسُولِ اللّهِص إِلّا ذَهَبَ بَصَرُهُ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَن يعُيِننُيِ‌ عَلَي غُسلِكَ قَالَ جَبرَئِيلُ ع فِي جُنُودٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَكَانَ عَلِيّ ع يُغَسّلُهُ وَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ مَربُوطَ العَينَينِ يَصُبّ المَاءَ وَ المَلَائِكَةُ يُقَلّبُونَهُ لَهُ كَيفَ شَاءَ وَ لَقَد أَرَادَ عَلِيّ ع أَن يَنزِعَ قَمِيصَ رَسُولِ اللّهِص فَصَاحَ بِهِ صَائِحٌ لَا تَنزِع قَمِيصَ نَبِيّكَ يَا عَلِيّ فَأَدخَلَ يَدَهُ تَحتَ القَمِيصِ فَغَسّلَهُ ثُمّ حَنّطَهُ وَ كَفّنَهُ ثُمّ نَزَعَ القَمِيصَ عِندَ تَكفِينِهِ وَ تَحنِيطِهِ قَالَ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص تَخَوّفتُ أَن يَتَظَاهَرَ قُرَيشٌ عَلَي إِخرَاجِ هَذَا الأَمرِ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَلَمّا صَنَعَ النّاسُ مَا صَنَعُوا مِن بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ أخَذَنَيِ‌ مَا يَأخُذُ الوَالِهَ الثّكُولَ مَعَ مَا بيِ‌ مِنَ الحُزنِ لِوَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلتُ أَتَرَدّدُ وَ أَرمُقُ وُجُوهَ النّاسِ وَ قَد خَلَا الهَاشِمِيّونَ بِرَسُولِ اللّهِص لِغُسلِهِ وَ تَحنِيطِهِ وَ قَد بلَغَنَيِ‌ ألّذِي كَانَ مِن قَولِ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ مَنِ اتّبَعَهُ مِن جُملَةِ أَصحَابِهِ فَلَم أَحفِل بِهِم وَ عَلِمتُ أَنّهُ لَا يَئُولُ إِلَي شَيءٍ فَجَعَلتُ أَتَرَدّدُ بَينَهُم وَ بَينَ المَسجِدِ وَ أَتَفَقّدُ وُجُوهَ قُرَيشٍ وَ كأَنَيّ‌ لَكَذَلِكَ


صفحه : 286

إِذ فَقَدتُ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ ثُمّ لَم أَلبَث حَتّي إِذَا أَنَا بأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ أَبِي عُبَيدَةَ قَد أَقبَلُوا فِي أَهلِ السّقِيفَةِ وَ هُم مُحتَجِزُونَ بِالأُزُرِ الصّنعَانِيَةِ لَا يَمُرّ بِهِم أَحَدٌ إِلّا خَبَطُوهُ فَإِذَا عَرَفُوهُ مَدّوا يَدَهُ عَلَي يَدِ أَبِي بَكرٍ شَاءَ ذَلِكَ أَم أَبَي فَأَنكَرتُ عِندَ ذَلِكَ عقَليِ‌ جَزَعاً مِنهُ مَعَ المُصِيبَةِ بِرَسُولِ اللّهِص فَخَرَجتُ مُسرِعاً حَتّي أَتَيتُ المَسجِدَ ثُمّ أَتَيتُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ البَابُ مُغلَقٌ دُونَهُم فَضَرَبتُ البَابَ ضَرباً عَنِيفاً وَ قُلتُ يَا أَهلَ البَيتِ فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ فَقُلتُ قَد بَايَعَ النّاسُ أَبَا بَكرٍ فَقَالَ العَبّاسُ قَد تَرِبَت أَيدِيكُم مِنهَا آخِرَ الدّهرِ أَمَا إنِيّ‌ قَد أَمَرتُكُم فعَصَيَتمُوُنيِ‌


صفحه : 287

فَمَكَثتُ أُكَابِدُ مَا فِي نفَسيِ‌ فَلَمّا كَانَ اللّيلُ خَرَجتُ إِلَي المَسجِدِ فَلَمّا صِرتُ فِيهِ تَذَكّرتُ أنَيّ‌ كُنتُ أَسمَعُ هَمهَمَةَ رَسُولِ اللّهِص بِالقُرآنِ فَانبَعَثتُ مِن مكَاَنيِ‌


صفحه : 288

فَخَرَجتُ نَحوَ الفَضَاءِ فَوَجَدتُ نَفَراً يَتَنَاجَونَ فَلَمّا دَنَوتُ مِنهُم سَكَتُوا فَانصَرَفتُ


صفحه : 289

عَنهُم فعَرَفَوُنيِ‌ وَ مَا عَرَفتُهُم فدَعَوَنيِ‌ فَأَتَيتُهُم وَ إِذَا المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ


صفحه : 290

وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ وَ حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ وَ الزّبَيرُ بنُ


صفحه : 291

العَوّامِ وَ حُذَيفَةُ يَقُولُ وَ اللّهِ لَيَفعَلُنّ مَا أَخبَرتُكُم بِهِ فَوَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ لَا كُذِبتُ وَ إِذَا القَومُ يُرِيدُونَ أَن يُعِيدُوا الأَمرَ شُورَي بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَقَالَ حُذَيفَةُ انطَلِقُوا بِنَا إِلَي أُبَيّ بنِ كَعبٍ فَقَد عَلِمَ مِثلَ مَا عَلِمتُ فَانطَلَقُوا إِلَي أُبَيّ بنِ كَعبٍ وَ ضَرَبنَا عَلَيهِ بَابَهُ فَأَتَي حَتّي صَارَ خَلفَ البَابِ ثُمّ قَالَ مَن أَنتُم فَكَلّمَهُ المِقدَادُ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ فَقَالَ افتَح فَإِنّ الأَمرَ ألّذِي جِئنَا فِيهِ أَعظَمُ مِن أَن يجَريِ‌َ وَرَاءَ البَابِ فَقَالَ مَا أَنَا بِفَاتِحٍ باَبيِ‌ وَ قَد عَلِمتُ مَا جِئتُم لَهُ وَ مَا أَنَا بِفَاتِحٍ باَبيِ‌ كَأَنّكُم أَرَدتُمُ النّظَرَ فِي هَذَا العَقدِ فَقُلنَا نَعَم فَقَالَ أَ فِيكُم حُذَيفَةُ فَقُلنَا نَعَم فَقَالَ القَولُ مَا قَالَ حُذَيفَةُ فَأَمّا أَنَا فَلَا أَفتَحُ باَبيِ‌ حَتّي يجَريِ‌َ عَلَيّ مَا هُوَ جَارٍ عَلَيهِ وَ مَا يَكُونُ بَعدَهَا شَرّ مِنهَا وَ إِلَي اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ المُشتَكَي قَالَ فَرَجَعُوا ثُمّ دَخَلَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ بَيتَهُ قَالَ وَ بَلَغَ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ الخَبَرُ فَأَرسَلَا إِلَي أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ وَ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ فَسَأَلَاهُمَا الرأّي‌َ فَقَالَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ أَرَي أَن تَلقُوا العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ فَتُطمِعُوهُ فِي أَن يَكُونَ لَهُ فِي هَذَا الأَمرِ نَصِيبٌ يَكُونُ لَهُ وَ لِعَقِبِهِ مِن بَعدِهِ فَتَقطَعُوهُ بِذَلِكَ عَنِ ابنِ أَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّ العَبّاسَ لَو صَارَ مَعَكُم كَانَتِ الحُجّةُ


صفحه : 292

عَلَي النّاسِ وَ هَانَ عَلَيكُم أَمرُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَحدَهُ قَالَ فَانطَلَقَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ حَتّي دَخَلُوا عَلَي العَبّاسِ فِي اللّيلَةِ الثّانِيَةِ مِن وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَتَكَلّمَ أَبُو بَكرٍ فَحَمِدَ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ ابتَعَثَ مُحَمّداًص نَبِيّاً وَ لِلمُؤمِنِينَ وَلِيّاً فَمَنّ اللّهُ عَلَيهِم بِكَونِهِ بَينَ ظَهرَانَيهِم حَتّي اختَارَ لَهُ مَا عِندَهُ وَ تَرَكَ لِلنّاسِ أَمرَهُم لِيَختَارُوا لِأَنفُسِهِم مَصلَحَتَهُم مُتّفِقِينَ لَا مُختَلِفِينَ فاَختاَروُنيِ‌ عَلَيهِم وَالِياً وَ لِأُمُورِهِم رَاعِياً فتَوَلَوّنيِ‌ ذَلِكَ وَ مَا أَخَافُ بِعَونِ اللّهِ وَهناً وَ لَا حَيرَةً وَ لَا جُبناًوَ ما توَفيِقيِ‌ إِلّا بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ إِلَيهِ أُنِيبُ غَيرَ أنَيّ‌ لَا أَنفَكّ مِن طَاعِنٍ يبَلغُنُيِ‌ فَيَقُولُ بِخِلَافِ قَولِ العَامّةِ فَيَتّخِذُكُم لَجَأً فَتَكُونُونَ حِصنَهُ المَنِيعَ وَ خَطبَهُ البَدِيعَ فَإِمّا دَخَلتُم مَعَ النّاسِ فِيمَا اجتَمَعُوا عَلَيهِ أَو صَرَفتُمُوهُم عَمّا مَالُوا إِلَيهِ فَقَد جِئنَاكَ وَ نَحنُ نُرِيدُ أَن نَجعَلَ لَكَ فِي هَذَا الأَمرِ نَصِيباً يَكُونُ لَكَ وَ لِعَقِبِكَ مِن بَعدِكَ إِذ كُنتَ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ إِن كَانَ النّاسُ قَد رَأَوا مَكَانَكَ وَ مَكَانَ صَاحِبِكَ فَعَدَلُوا بِهَذَا الأَمرِ عَنكُمَا فَقَالَ عُمَرُ إيِ‌ وَ اللّهِ وَ أُخرَي يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ عَلَي رِسلِكُم فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص مِنّا وَ مِنكُم وَ لَم نَأتِكَ حَاجَةً مِنّا إِلَيكُم وَ لَكِن كَرِهنَا أَن يَكُونَ الطّعنُ فِيمَا اجتَمَعَ عَلَيهِ المُسلِمُونَ فَيَتَفَاقَمَ الخَطبُ بِكُم وَ بِهِم فَانظُرُوا لِأَنفُسِكُم وَ لِلعَامّةِ فَتَكَلّمَ العَبّاسُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ ابتَعَثَ مُحَمّداًص نَبِيّاً وَ لِلمُؤمِنِينَ وَلِيّاً فَإِن


صفحه : 293

كُنتَ بِرَسُولِ اللّهِص طَلَبتَ هَذَا الأَمرَ فَحَقّنَا أَخَذتَ وَ إِن كُنتَ بِالمُؤمِنِينَ طَلَبتَ فَنَحنُ مِنهُم مَا تَقَدّمَ رَأيُنَا فِي أَمرِكَ وَ لَا شُوّرنَا وَ لَا نُحِبّ لَكَ ذَلِكَ إِذ كُنّا مِنَ المُؤمِنِينَ وَ كُنّا لَكَ كَارِهِينَ وَ أَمّا قَولُكَ أَن تَجعَلَ لِي فِي هَذَا الأَمرِ نَصِيباً فَإِن كَانَ هَذَا الأَمرُ لَكَ خَاصّةً فَأَمسِك عَلَيكَ فَلَسنَا مُحتَاجِينَ إِلَيكَ وَ إِن كَانَ حَقّ المُؤمِنِينَ فَلَيسَ لَكَ أَن تَحكُمَ فِي حَقّهِم وَ إِن كَانَ حَقّنَا فَإِنّا لَا نَرضَي بِبَعضِهِ دُونَ بَعضٍ وَ أَمّا قَولُكَ يَا عُمَرُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مِنّا وَ مِنكُم فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص شَجَرَةٌ نَحنُ أَغصَانُهَا وَ أَنتُم جِيرَانُهَا فَنَحنُ أَولَي بِهِ مِنكُم وَ أَمّا قَولُكَ إني‌[إِنّا]نَخَافُ تَفَاقُمَ الخَطبِ بِكُم فَهَذَا ألّذِي فَعَلتُمُوهُ أَوَائِلُ ذَلِكَوَ اللّهُ المُستَعانُفَخَرَجُوا مِن عِندِهِ وَ أَنشَأَ العَبّاسُ يَقُولُ


مَا كُنتُ أَحسَبُ هَذَا الأَمرَ مُنحَرِفاً   عَن هَاشِمٍ ثُمّ مِنهَا عَن أَبِي حَسَنٍ

أَ لَيسَ أَوّلَ مَن صَلّي لِقِبلَتِكُم   وَ أَعلَمَ النّاسِ بِالآثَارِ وَ السّنَنِ

وَ أَقرَبَ النّاسِ عَهداً باِلنبّيِ‌ّ وَ مَن   جِبرِيلُ عَونٌ لَهُ بِالغُسلِ وَ الكَفَنِ

مَن فِيهِ مَا فِي جَمِيعِ النّاسِ كُلّهِم   وَ لَيسَ فِي النّاسِ مَا فِيهِ مِنَ الحَسَنِ

مَن ذَا ألّذِي رَدّكُم عَنهُ فَنَعرِفَهُ   هَا إِنّ بَيعَتَكُم مِن أَوّلِ الفِتَنِ

بيان روي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة هذاالخبر عن البراء بن عازب أنه قال لم أزل لبني‌ هاشم محبا فلما قبض رسول الله ص خفت أن تتمالي قريش علي إخراج هذاالأمر من بني‌ هاشم فأخذني‌ مايأخذ الواله العجول وساق


صفحه : 294

الحديث إلي قوله و إن كان المسلمون قدرأوا مكانك من رسول الله ص ومكان أهلك ثم عدلوا بهذا الأمر عنكم و علي رسلكم بني‌ هاشم فإن رسول الله ص منا ومنكم فاعترض كلامه عمر وخرج إلي مذهبه في الخشونة والوعيد وإتيان الأمر من أصعب جهاته فقال إي‌ و الله وأخري أنا لم نأتكم حاجة إليكم ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم وساق الحديث إلي قوله و إن كنت بالمؤمنين طلبت فنحن منهم ماتقدمنا في أمركم فرطا و لاحللنا منكم وسطا و لابرحنا شحطا فإن كان هذاالأمر يجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين و ماأبعد قولك إنهم طعنوا عليك من قولك إنهم مالوا إليك و أما مابذلت لنا فإن يكن حقك أعطيتناه فأمسكه عليك إلي قوله وَ اللّهُ المُستَعانُ. قال الفيروزآبادي‌ ترب كفرح خسر وافتقر ويداه لاأصاب خيرا و قال خبطه يخبطه ضربه شديدا والقوم بسيفه جلدهم والشيطان فلانا مسه و قال الجزري‌ الرسل بالكسر التؤدة والتأني‌ يقال افعل كذا وكذا علي رسلك بالكسر أي اتئد فيه قوله ماتقدمنا في أمركم فَرَطاً أي لم نختر لكم رأيا وأمرا كالفَرَطِ ألذي يتقدم القوم يرتاد لهم المكان و لاحللنا وسط مجالسكم عندالمشاورة والمحاورة و لابرحنا شحطا أي مازلنا كنا مبعدين عنكم و عن رأيكم من شحط كمنع وفرح أي بعد و في بعض النسخ و لانزحنا بالنون والزاي‌ المعجمة فهو إما من نزح بمعني بعد والشحط بمعني السبق أي لم نتكلم معكم حتي نسبقكم في الرأي‌ ونبعد عنكم فيه أو من الشحط بمعني البعد أيضا أي لم نكن منكم في مكان بعيد يكون ذلك عذرا لكم في ترك مشورتنا أو من نزح البئر والشحط بمعني الدلو المملو من قولهم شحط الإناء أي ملأه أي لم نعمل في أمركم رأيا مصيبا و في بعضها بالتاء والراء المهملة أي لم نحزن و لم نهتم لمفارقتكم عنا وتباعدكم منا


صفحه : 295

و علي هذايحتمل أن يكون سخطا بالسين المهملة والخاء المعجمة ولعل النسخة الأولي أصوب

47- وَ وَجَدتُ أَيضاً فِي كِتَابِ سُلَيمٍ، فِي مَوضِعٍ آخَرَ قَالَ أَبَانُ بنُ أَبِي عَيّاشٍ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع مَا لَقِينَا أَهلَ البَيتِ مِن ظُلمِ قُرَيشٍ وَ تَظَاهُرِهِم عَلَينَا وَ قَتلِهِم إِيّانَا وَ مَا لَقِيَت شِيعَتُنَا وَ مُحِبّونَا مِنَ النّاسِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قُبِضَ وَ قَد قَامَ بِحَقّنَا وَ أَمَرَ بِطَاعَتِنَا وَ فَرَضَ وَلَايَتَنَا وَ مَوَدّتَنَا وَ أَخبَرَهُم بِأَنّا أَولَي بِهِم مِن أَنفُسِهِم وَ أَمَرَ أَن يُبَلّغَ الشّاهِدُ الغَائِبَ فَتَظَاهَرُوا عَلَي عَلِيّ ع فَاحتَجّ عَلَيهِم بِمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِيهِ وَ مَا سَمِعتِ العَامّةُ فَقَالُوا صَدَقتَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَكِن قَد نَسَخَهُ فَقَالَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ أَكرَمَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ اصطَفَانَا وَ لَم يَرضَ لَنَا بِالدّنيَا وَ إِنّ اللّهَ لَا يَجمَعُ لَنَا النّبُوّةَ وَ الخِلَافَةَ فَشَهِدَ


صفحه : 296

لَهُ بِذَلِكَ أَربَعَةُ نَفَرٍ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ وَ سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ فَشَبّهُوا عَلَي العَامّةِ وَ صَدّقُوهُم وَ رَدّوهُم عَلَي أَدبَارِهِم وَ أَخرَجُوهَا مِن مَعدِنِهَا حَيثُ جَعَلَهَا اللّهُ وَ احتَجّوا عَلَي الأَنصَارِ بِحَقّنَا فَعَقَدُوهَا لأِبَيِ‌ بَكرٍ ثُمّ رَدّهَا أَبُو بَكرٍ إِلَي عُمَرَ يُكَافِيهِ بِهَا ثُمّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَي بَينَ سِتّةٍ ثُمّ جَعَلَهَا ابنُ عَوفٍ لِعُثمَانَ عَلَي أَن يَرُدّهَا عَلَيهِ فَغَدَرَ بِهِ عُثمَانُ وَ أَظهَرَ ابنُ عَوفٍ كُفرَهُ وَ جَهلَهُ وَ طُعِنَ فِي حَيَاتِهِ وَ زَعَمَ أَنّ عُثمَانَ سَمّهُ فَمَاتَ ثُمّ قَامَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ فَبَايَعَا عَلِيّاً ع طَائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ ثُمّ نَكَثَا وَ غَدَرَا


صفحه : 297

وَ ذَهَبَا بِعَائِشَةَ مَعَهُمَا إِلَي البَصرَةِ ثُمّ دَعَا مُعَاوِيَةُ طُغَاةَ أَهلِ الشّامِ إِلَي الطّلَبِ بِدَمِ عُثمَانَ وَ نَصَبَ لَنَا الحَربَ ثُمّ خَالَفَهُ أَهلُ حَرُورَاءَ عَلَي أَن يَحُكّمَ كِتَابَ اللّهِ وَ سُنّةَ نَبِيّهِص فَلَو كَانَا حَكَمَا بِمَا شُرِطَ عَلَيهِمَا لَحَكَمَا أَنّ عَلِيّاً أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي كِتَابِ اللّهِ وَ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِص وَ فِي سُنّتِهِ فَخَالَفَهُ أَهلُ النّهرَوَانِ وَ قَاتَلُوهُ

أقول سيأتي‌ تمامه في باب ماوقع من الظلم علي أهل البيت ع في كتاب الإمامة

48-أَقُولُ وَجَدتُ أَيضاً فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنُ قَيسٍ،بِرِوَايَةِ ابنِ أَبِي عَيّاشٍ عَنهُ قَالَكُنتُ عِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ فِي بَيتِهِ وَ مَعَنَا جَمَاعَةٌ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع فَحَدّثَنَا فَكَانَ فِيمَا حَدّثَنَا أَن قَالَ يَا إخِوتَيِ‌ توُفُيّ‌َ رَسُولُ اللّهِص يَومَ توُفُيّ‌َ فَلَم يُوضَع فِي حُفرَتِهِ حَتّي نَكَثَ النّاسُ وَ ارتَدّوا وَ أَجمَعُوا عَلَي الخِلَافِ وَ اشتَغَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِرَسُولِ اللّهِص حَتّي فَرَغَ مِن غُسلِهِ وَ تَكفِينِهِ وَ تَحنِيطِهِ وَ وَضَعَهُ فِي حُفرَتِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي تَألِيفِ القُرآنِ وَ شَغَلَ عَنهُم بِوَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَم يَكُن هِمّتُهُ المُلكَ لِمَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَخبَرَهُ عَنِ القَومِ فَافتَتَنَ النّاسُ باِلذّيِ‌ افتَتَنُوا بِهِ مِنَ الرّجُلَينِ فَلَم يَبقَ إِلّا عَلِيّ ع وَ بَنُو هَاشِمٍ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ سَلمَانُ فِي أُنَاسٍ مَعَهُم يَسِيرٍ فَقَالَ عُمَرُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ يَا هَذَا إِنّ النّاسَ أَجمَعِينَ قَد بَايَعُوكَ مَا خَلَا هَذَا الرّجُلَ وَ أَهلَ بَيتِهِ وَ هَؤُلَاءِ النّفَرَ فَابعَث إِلَيهِ فَبَعَثَ إِلَيهِ ابنُ عَمّ لِعُمَرَ يُقَالُ لَهُ قُنفُذٌ فَقَالَ لَهُ يَا قُنفُذُ انطَلِق إِلَي عَلِيّ فَقُل لَهُ أَجِب خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهُ فَانطَلَقَ فَأَبلَغَهُ


صفحه : 298

فَقَالَ عَلِيّ ع مَا أَسرَعَ مَا كَذَبتُم عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ ارتَدَدتُم وَ اللّهِ مَا استَخلَفَ رَسُولُ اللّهِص غيَريِ‌ فَارجِع يَا قُنفُذُ فَإِنّمَا أَنتَ رَسُولٌ فَقُل لَهُ قَالَ لَكَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ مَا استَخلَفَكَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّكَ لَتَعلَمُ مَن خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِ فَأَقبَلَ قُنفُذٌ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَبَلّغَهُ الرّسَالَةَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ صَدَقَ عَلِيّ مَا استخَلفَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَغَضِبَ عُمَرُ وَ وَثَبَ وَ قَامَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ اجلِس ثُمّ قَالَ لِقُنفُذٍ اذهَب إِلَيهِ فَقُل لَهُ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَبَا بَكرٍ فَأَقبَلَ قُنفُذٌ حَتّي دَخَلَ عَلَي عَلِيّ ع فَأَبلَغَهُ الرّسَالَةَ فَقَالَ كَذَبَ وَ اللّهِ انطَلِق إِلَيهِ فَقُل لَهُ لَقَد تَسَمّيتَ بِاسمٍ لَيسَ لَكَ فَقَد عَلِمتَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ غَيرُكَ فَرَجَعَ قُنفُذٌ فَأَخبَرَهُمَا فَوَثَبَ عُمَرُ غَضبَانَ فَقَالَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَعَارِفٌ بِسَخفِهِ وَ ضَعفِ رَأيِهِ وَ إِنّهُ لَا يَستَقِيمُ لَنَا أَمرٌ حَتّي نَقتُلَهُ فخَلَنّيِ‌ آتِيكَ بِرَأسِهِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ اجلِس فَأَبَي فَأَقسَمَ عَلَيهِ فَجَلَسَ ثُمّ قَالَ يَا قُنفُذُ انطَلِق فَقُل لَهُ أَجِب أَبَا بَكرٍ فَأَقبَلَ قُنفُذٌ فَقَالَ يَا عَلِيّ أَجِب أَبَا بَكرٍ فَقَالَ عَلِيّ ع إنِيّ‌ لفَيِ‌ شُغُلٍ عَنهُ وَ مَا كُنتُ باِلذّيِ‌ أَترُكُ وَصِيّةَ


صفحه : 299

خلَيِليِ‌ وَ أخَيِ‌ وَ انطَلِق إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ مَا اجتَمَعتُم عَلَيهِ مِنَ الجَورِ فَانطَلَقَ قُنفُذٌ فَأَخبَرَ أَبَا بَكرٍ فَوَثَبَ عُمَرُ غَضبَانَ فَنَادَي خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ وَ قُنفُذاً فَأَمَرَهُمَا أَن يَحمِلَا حَطَباً وَ نَاراً ثُمّ أَقبَلَ حَتّي انتَهَي إِلَي بَابِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ ع قَاعِدَةٌ خَلفَ البَابِ قَد عَصَبَت رَأسَهَا وَ نَحَلَ جِسمُهَا فِي وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَأَقبَلَ عُمَرُ حَتّي ضَرَبَ البَابَ ثُمّ نَادَي يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ افتَحِ البَابَ فَقَالَت فَاطِمَةُ ع يَا عُمَرُ مَا لَنَا وَ لَكَ لَا تَدَعُنَا وَ مَا نَحنُ فِيهِ قَالَ افتحَيِ‌ البَابَ وَ إِلّا أَحرَقنَا عَلَيكُم فَقَالَت يَا عُمَرُ أَ مَا تتَقّيِ‌ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ تَدخُلُ عَلَي بيَتيِ‌ وَ تَهجُمُ عَلَي داَريِ‌ فَأَبَي أَن يَنصَرِفَ ثُمّ عَادَ عُمَرُ بِالنّارِ فَأَضرَمَهَا فِي البَابِ فَأَحرَقَ البَابَ ثُمّ دَفَعَهُ عُمَرُ فَاستَقبَلَتهُ فَاطِمَةُ ع وَ صَاحَت يَا أَبَتَاه يَا رَسُولَ اللّهِ فَرَفَعَ السّيفَ وَ هُوَ فِي غِمدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنبَهَا فَصَرَخَت فَرَفَعَ السّوطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَصَاحَت يَا أَبَتَاه فَوَثَبَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخَذَ بَتَلَابِيبِ عُمَرَ ثُمّ هَزّهُ فَصَرَعَهُ وَ وَجَأَ أَنفَهُ وَ رَقَبَتَهُ وَ هَمّ بِقَتلِهِ فَذُكّرَ قَولَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا أَوصَي بِهِ مِنَ الصّبرِ وَ الطّاعَةِ فَقَالَ وَ ألّذِي كَرّمَ مُحَمّداًص بِالنّبُوّةِ يَا ابنَ صَهّاكَ لَو لَا كِتَابٌ مِنَ اللّهُ سَبَقَ لَعَلِمتَ أَنّكَ لَا تَدخُلُ بيَتيِ‌ فَأَرسَلَ عُمَرُ يَستَغِيثُ فَأَقبَلَ النّاسُ حَتّي دَخَلُوا الدّارَ وَ سَلّ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ السّيفَ لِيَضرِبَ بِهِ عَلِيّاً ع فَحَمَلَ عَلِيّ عَلَيهِ بِسَيفِهِ فَأَقسَمَ عَلَي عَلِيّ فَكَفّ وَ أَقبَلَ المِقدَادُ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ عَمّارٌ وَ بُرَيدَةُ الأسَلمَيِ‌ّ حَتّي دَخَلُوا الدّارَ أَعوَاناً لعِلَيِ‌ّ ع حَتّي كَادَت تَقَعُ فِتنَةٌ فَأُخرِجَ عَلِيّ ع وَ تَبِعَهُ النّاسُ وَ اتّبَعَهُ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ وَ بُرَيدَةُ وَ هُم يَقُولُونَ مَا أَسرَعَ مَا خُنتُم رَسُولَ اللّهِص وَ أَخرَجتُمُ الضّغَائِنَ التّيِ‌ فِي


صفحه : 300

صُدُورِكُم وَ قَالَ بُرَيدَةُ بنُ الحَصِيبِ الأسَلمَيِ‌ّ يَا عُمَرُ أَتَيتَ عَلَي أخَيِ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ وَصِيّهِ وَ عَلَي ابنَتِهِ فَتَضرِبُهَا وَ أَنتَ ألّذِي تَعرِفُكَ قُرَيشٌ بِمَا تَعرِفُكَ بِهِ فَرَفَعَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ السّيفَ لِيَضرِبَ بُرَيدَةَ وَ هُوَ فِي غِمدِهِ فَتَعَلّقَ بِهِ عُمَرُ وَ مَنَعَهُ مِن ذَلِكَ فَانتَهُوا بعِلَيِ‌ّ ع إِلَي أَبِي بَكرٍ مُلَبّباً فَلَمّا نَظَرَ بِهِ أَبُو بَكرٍ صَاحَ خَلّوا سَبِيلَهُ فَقَالَ مَا أَسرَعَ مَا تَوَثّبتُم عَلَي أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم يَا أَبَا بَكرٍ بأِيَ‌ّ حَقّ وَ بأِيَ‌ّ مِيرَاثٍ وَ بأِيَ‌ّ سَابِقَةٍ تَحُثّ النّاسَ إِلَي بَيعَتِكَ أَ لَم تبُاَيعِنيِ‌ بِالأَمسِ بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ عُمَرُ دَع هَذَا عَنكَ يَا عَلِيّ فَوَ اللّهِ إِن لَم تُبَايِع لَنَقتُلَنّكَ فَقَالَ عَلِيّ ع إِذاً وَ اللّهِ أَكُونَ عَبدَ اللّهِ وَ أَخَا رَسُولِهِ المَقتُولَ فَقَالَ عُمَرُ أَمّا عَبدُ اللّهِ المَقتُولُ فَنَعَم وَ أَمّا أَخُو رَسُولِ اللّهِ فَلَا فَقَالَ عَلِيّ ع أَمَا وَ اللّهِ لَو لَا قَضَاءٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ وَ عَهدٌ عَهِدَهُ إلِيَ‌ّ خلَيِليِ‌ لَستُ أَجُوزُهُ لَعَلِمتَ أَيّنَا أَضعَفُ نَاصِراً وَ أَقَلّ عَدَداً وَ أَبُو بَكرٍ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلّمُ فَقَامَ بُرَيدَةُ فَقَالَ يَا عُمَرُ أَ لَستُمَا اللّذَينِ قَالَ لَكُمَا رَسُولُ اللّهِص انطَلِقَا إِلَي عَلِيّ ع فَسَلّمَا عَلَيهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ فَقُلتُمَا أَ عَن أَمرِ اللّهِ وَ أَمرِ رَسُولِهِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ أَبُو بَكرٍ قَد كَانَ ذَلِكَ يَا بُرَيدَةُ وَ لَكِنّكَ غِبتَ وَ شَهِدنَا وَ الأَمرُ يَحدُثُ بَعدَهُ الأَمرُ فَقَالَ عُمَرُ مَا أَنتَ وَ هَذَا يَا بُرَيدَةُ وَ مَا يُدخِلُكَ فِي هَذَا قَالَ بُرَيدَةُ وَ اللّهِ لَا سَكَنتُ فِي بَلدَةٍ أَنتُم فِيهَا أُمَرَاءُ فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ فَضُرِبَ وَ أُخرِجَ ثُمّ قَامَ سَلمَانُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ اتّقِ اللّهَ وَ قُم عَن هَذَا المَجلِسِ وَ دَعهُ لِأَهلِهِ يَأكُلُوا بِهِ رَغَداً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لَا يَختَلِف عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ سَيفَانِ فَلَم يُجِبهُ أَبُو بَكرٍ فَأَعَادَ سَلمَانُ فَقَالَ مِثلَهَا فَانتَهَرَهُ عُمَرُ وَ قَالَ مَا لَكَ وَ هَذَا الأَمرِ وَ مَا يُدخِلُكَ فِيمَا هَاهُنَا فَقَالَ مَهلًا يَا عُمَرُ قُم يَا أَبَا بَكرٍ عَن هَذَا المَجلِسِ وَ دَعهُ لِأَهلِهِ يَأكُلُوا بِهِ وَ اللّهِ خُضراً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِن أَبَيتُم لَتَحلَبُنّ بِهِ دَماً وَ لَيَطمَعَنّ فِيهَا الطّلَقَاءُ وَ


صفحه : 301

الطّرَدَاءُ وَ المُنَافِقُونَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَو أَعلَمُ أنَيّ‌ أَدفَعُ ضَيماً أَو أُعِزّ لِلّهِ دِيناً لَوَضَعتُ سيَفيِ‌ عَلَي عنُقُيِ‌ ثُمّ ضَرَبتُ بِهِ قُدُماً أَ تَثِبُونَ عَلَي وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهُ فَأَبشِرُوا بِالبَلَاءِ وَ اقنَطُوا مِنَ الرّخَاءِ ثُمّ قَامَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ فَقَالُوا لعِلَيِ‌ّ ع مَا تَأمُرُ وَ اللّهِ إِن أَمَرتَنَا لَنَضرِبَنّ بِالسّيفِ حَتّي نُقتَلَ فَقَالَ عَلِيّ ع كُفّوا رَحِمَكُمُ اللّهُ وَ اذكُرُوا عَهدَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا أَوصَاكُم بِهِ فَكَفّوا فَقَالَ عُمَرُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ هُوَ جَالِسٌ فَوقَ المِنبَرِ مَا يُجلِسُكَ فَوقَ المِنبَرِ وَ هَذَا جَالِسٌ مُحَارِبٌ لَا يَقُومُ فَيُبَايِعَكَ أَ وَ تَأمُرُ بِهِ فَنَضرِبَ عُنُقَهُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع قَائِمَانِ عَلَي رَأسِ عَلِيّ ع فَلَمّا سَمِعَا مَقَالَةَ عُمَرَ بَكَيَا وَ رَفَعَا أَصوَاتَهُمَا يَا جَدّاه يَا رَسُولَ اللّهُ فَضَمّهُمَا عَلِيّ ع إِلَي صَدرِهِ وَ قَالَ لَا تَبكِيَا فَوَ اللّهِ لَا يَقدِرَانِ عَلَي قَتلِ أَبِيكُمَا هُمَا أَذَلّ وَ أَدخَرُ مِن ذَلِكَ وَ أَقبَلَت أُمّ أَيمَنَ النّوبِيّةُ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَتَا يَا عَتِيقُ مَا أَسرَعَ مَا أَبدَيتُم حَسَدَكُم لِآلِ مُحَمّدٍ فَأَمَرَ بِهِمَا عُمَرُ أَن تُخرَجَا مِنَ المَسجِدِ وَ قَالَ مَا لَنَا وَ لِلنّسَاءِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ قُم بَايِع فَقَالَ عَلِيّ ع إِن لَم أَفعَل قَالَ إِذاً وَ اللّهِ نَضرِبَ عُنُقَكَ قَالَ كَذَبتَ وَ اللّهِ يَا ابنَ صُهَاكَ لَا تَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ أَنتَ أَلأَمُ وَ أَضعَفُ مِن ذَلِكَ فَوَثَبَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ وَ اختَرَطَ سَيفَهُ وَ قَالَ وَ اللّهِ لَئِن لَم تَفعَل لَأَقتُلَنّكَ فَقَامَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ أَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوبِهِ ثُمّ دَفَعَهُ حَتّي أَلقَاهُ عَلَي قَفَاهُ وَ وَقَعَ السّيفُ مِن يَدِهِ فَقَالَ عُمَرُ قُم يَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَبَايِع قَالَ فَإِن لَم أَفعَل قَالَ إِذَن وَ اللّهِ نَقتُلَكَ وَ احتَجّ عَلَيهِم عَلِيّ ع ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ مَدّ يَدَهُ مِن غَيرِ أَن يَفتَحَ كَفّهُ فَضَرَبَ عَلَيهَا أَبُو بَكرٍ وَ رضَيِ‌َ بِذَلِكَ ثُمّ تَوَجّهَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ تَبِعَهُ النّاسُ


صفحه : 302

قَالَ ثُمّ إِنّ فَاطِمَةَ ع بَلَغَهَا أَنّ أَبَا بَكرٍ قَبَضَ فَدَكاً[فَدَكَ]فَخَرَجَت فِي نِسَاءِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ حَتّي دَخَلَت عَلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَت يَا أَبَا بَكرٍ تُرِيدُ أَن تَأخُذَ منِيّ‌ أَرضاً جَعَلَهَا لِي رَسُولُ اللّهِص وَ تَصَدّقَ بِهَا عَلَيّ مِنَ الوَجِيفِ ألّذِي لَم يُوجَفِ المُسلِمُونَ عَلَيهِ بِخَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ أَ مَا كَانَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المَرءُ يُحفَظُ فِي وُلدِهِ وَ قَد عَلِمتَ أَنّهُص لَم يَترُك لِوُلدِهِ شَيئاً غَيرَهَا فَلَمّا سَمِعَ أَبُو بَكرٍ مَقَالَتَهَا وَ النّسوَةُ مَعَهَا دَعَا بِدَوَاةٍ لِيَكتُبَ بِهِ لَهَا فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِص لَا تَكتُب لَهَا حَتّي تُقِيمَ البَيّنَةَ بِمَا تدَعّيِ‌ فَقَالَت فَاطِمَةُ ع نَعَم أُقِيمُ البَيّنَةَ قَالَ مَن قَالَت عَلِيّ وَ أُمّ أَيمَنَ فَقَالَ عُمَرُ وَ لَا تُقبَلُ شَهَادَةُ امرَأَةٍ أَعجَمِيّةٍ لَا تُفصِحُ وَ أَمّا عَلِيّ فَيَجُرّ النّارَ


صفحه : 303

إِلَي قُرصَتِهِ فَرَجَعَت فَاطِمَةُ ع وَ قَد دَخَلَهَا مِنَ الغَيظِ مَا لَا يُوصَفُ فَمَرِضَت وَ كَانَ عَلِيّ ع يصُلَيّ‌ فِي المَسجِدِ الصّلَوَاتِ الخَمسَ فَلَمّا صَلّي قَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ كَيفَ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ إِلَي أَن ثَقُلَت فَسَأَلَا عَنهَا وَ قَالَا قَد كَانَ بَينَنَا وَ بَينَهَا مَا قَد عَلِمتَ فَإِن رَأَيتَ أَن تَأذَنَ لَنَا لِنَعتَذِرَ إِلَيهَا مِن ذَنبِنَا قَالَ ذَلِكَ إِلَيكُمَا فَقَامَا فَجَلَسَا بِالبَابِ وَ دَخَلَ عَلِيّ ع عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَهَا أَيّتُهَا الحُرّةُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ بِالبَابِ يُرِيدَانِ أَن يُسَلّمَا عَلَيكِ فَمَا تَرَينَ قَالَت البَيتُ بَيتُكَ وَ الحُرّةُ زَوجَتُكَ افعَل مَا تَشَاءُ فَقَالَ سدَيّ‌ قِنَاعَكِ فَسَدّت قِنَاعَهَا وَ حَوّلَت وَجهَهَا إِلَي الحَائِطِ فَدَخَلَا وَ سَلّمَا وَ قَالَا ارضيَ‌ عَنّا رضَيِ‌َ اللّهُ عَنكِ فَقَالَت مَا دَعَاكُمَا إِلَي هَذَا فَقَالَا اعتَرَفنَا بِالإِسَاءَةِ وَ رَجَونَا أَن تعَفيِ‌ عَنّا وَ تخُرجِيِ‌ سَخِيمَتَكِ فَقَالَت إِن كُنتُمَا صَادِقَينِ فأَخَبرِاَنيِ‌ عَمّا أَسأَلُكُمَا عَنهُ فإَنِيّ‌ لَا أَسأَلُكُمَا عَن أَمرٍ إِلّا أَنَا عَارِفَةٌ بِأَنّكُمَا تَعلَمَانِهِ فَإِن صَدَقتُمَا عَلِمتُ أَنّكُمَا صَادِقَانِ فِي مَجِيئِكُمَا قَالَا سلَيِ‌ عَمّا بَدَا لَكِ قَالَت نَشَدتُكُمَا بِاللّهِ هَل سَمِعتُمَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ قَالَا نَعَم فَرَفَعَت يَدَهَا إِلَي السّمَاءِ فَقَالَت أللّهُمّ إِنّهُمَا قَد آذيَاَنيِ‌ فَأَنَا أَشكُوهُمَا إِلَيكَ وَ إِلَي رَسُولِكَ لَا وَ اللّهِ لَا أَرضَي عَنكُمَا أَبَداً حَتّي أَلقَي أَبِي رَسُولَ اللّهِص فَأُخبِرَهُ بِمَا صَنَعتُمَا فَيَكُونَ هُوَ الحَاكِمَ فِيكُمَا قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ دَعَا أَبُو


صفحه : 304

بَكرٍ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ وَ جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً فَقَالَ عُمَرُ تَجزَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ مِن قَولِ امرَأَةٍ قَالَ فَبَقِيَت فَاطِمَةُ ع بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهَا رَسُولِ اللّهِ أَربَعِينَ لَيلَةً فَلَمّا اشتَدّ بِهَا الأَمرُ دَعَت عَلِيّاً ع وَ قَالَت يَا ابنَ عَمّ مَا أرَاَنيِ‌ إِلّا لِمَا بيِ‌ وَ أَنَا أُوصِيكَ أَن تَتَزَوّجَ أُمَامَةَ بِنتَ أخُتيِ‌ زَينَبَ تَكُونُ لوِلُديِ‌ مثِليِ‌ وَ اتّخِذ لِي نَعشاً فإَنِيّ‌ رَأَيتُ المَلَائِكَةَ يَصِفُونَهُ لِي وَ أَن لَا تُشهِدَ أَحَداً مِن أَعدَاءِ اللّهِ جنِاَزتَيِ‌ وَ لَا دفَنيِ‌ وَ لَا الصّلَاةَ عَلَيّ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ هُوَ قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَشيَاءُ لَم أَجِد إِلَي تَركِهِنّ سَبِيلًا لِأَنّ القُرآنَ بِهَا أُنزِلَ عَلَي قَلبِ مُحَمّدٍص قِتَالُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ ألّذِي أوَصاَنيِ‌ وَ عَهِدَ إلِيَ‌ّ خلَيِليِ‌ رَسُولُ اللّهِص بِقِتَالِهِم وَ تَزوِيجُ أُمَامَةَ بِنتِ زَينَبَ أوَصتَنيِ‌ بِهَا فَاطِمَةُ ع قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَقُبِضَت فَاطِمَةُ ع مِن يَومِهَا فَارتَجّتِ المَدِينَةُ بِالبُكَاءِ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ دَهِشَ النّاسُ كَيَومٍ قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص فَأَقبَلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ يُعَزّيَانِ عَلِيّاً ع وَ يَقُولَانِ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ لَا تَسبِقنَا بِالصّلَاةِ عَلَي ابنَةِ رَسُولِ اللّهِ فَلَمّا كَانَ فِي اللّيلِ دَعَا عَلِيّ العَبّاسَ وَ الفَضلَ وَ المِقدَادَ وَ سَلمَانَ وَ أَبَا ذَرّ وَ عَمّاراً فَقَدّمَ العَبّاسَ فَصَلّي عَلَيهَا وَ دَفَنُوهَا فَلَمّا أَصبَحَ النّاسُ أَقبَلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ النّاسُ يُرِيدُونَ الصّلَاةَ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ المِقدَادُ قَد دَفَنّا فَاطِمَةَ البَارِحَةَ


صفحه : 305

فَالتَفَتَ عُمَرُ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَ لَم أَقُل لَكَ إِنّهُم سَيَفعَلُونَ قَالَ العَبّاسُ إِنّهَا أَوصَت أَن لَا تُصَلّيَا عَلَيهَا فَقَالَ عُمَرُ لَا تَترُكُونَ يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ حَسَدَكُمُ القَدِيمَ لَنَا أَبَداً إِنّ هَذِهِ الضّغَائِنَ التّيِ‌ فِي صُدُورِكُم لَن تَذهَبَ وَ اللّهِ لَقَد هَمَمتُ أَن أَنبُشَهَا فأَصُلَيّ‌َ عَلَيهَا فَقَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ لَو رُمتَ ذَاكَ يَا ابنَ صُهَاكَ لَا رَجَعَت إِلَيكَ يَمِينُكَ لَئِن سَلَلتُ سيَفيِ‌ لَا غَمَدتُهُ دُونَ إِزهَاقِ نَفسِكَ فَرُم ذَلِكَ فَانكَسَرَ عُمَرُ وَ سَكَتَ وَ عَلِمَ أَنّ عَلِيّاً ع إِذَا حَلَفَ صَدَقَ ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع يَا عُمَرُ أَ لَستَ ألّذِي هَمّ بِكَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَرسَلَ إلِيَ‌ّ فَجِئتُ مُتَقَلّداً بسِيَفيِ‌ ثُمّ أَقبَلتُ نَحوَكَ لِأَقتُلَكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنّما نَعُدّ لَهُم عَدّا قَالَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ إِنّهُم تَآمَرُوا وَ تَذَاكَرُوا فَقَالُوا لَا يَستَقِيمُ لَنَا أَمرٌ مَا دَامَ هَذَا الرّجُلُ حَيّاً فَقَالَ أَبُو بَكرٍ مَن لَنَا بِقَتلِهِ فَقَالَ عُمَرُ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فَأَرسَلَا إِلَيهِ فَقَالَا يَا خَالِدُ مَا رَأيُكَ فِي أَمرٍ نَحمِلُكَ عَلَيهِ قَالَ احملِاَنيِ‌ عَلَي مَا شِئتُمَا فَوَ اللّهِ إِن حمَلَتمُاَنيِ‌ عَلَي قَتلِ ابنِ أَبِي طَالِبٍ لَفَعَلتُ فَقَالَا وَ اللّهِ مَا نُرِيدُ غَيرَهُ قَالَ فإَنِيّ‌ لَهُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ إِذَا قُمتُمَا فِي الصّلَاةِ صَلَاةِ الفَجرِ فَقُم إِلَي جَانِبِهِ وَ مَعَكَ السّيفُ فَإِذَا سَلّمتُ فَاضرِب عُنُقَهُ قَالَ نَعَم فَافتَرَقُوا عَلَي ذَلِكَ ثُمّ إِنّ أَبَا بَكرٍ تَفَكّرَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ مِن قَتلِ عَلِيّ ع وَ عَرَفَ إِن فَعَلَ ذَلِكَ وَقَعَت حُرُوبٌ شَدِيدَةٌ وَ بَلَاءٌ طَوِيلٌ فَنَدِمَ عَلَي مَا أَمَرَ بِهِ فَلَم يَنَم لَيلَتَهُ تِلكَ حَتّي أَتَي المَسجِدَ وَ قَد أُقِيمَتِ الصّلَاةُ فَتَقَدّمَ وَ صَلّي بِالنّاسِ مُفَكّراً لَا يدَريِ‌ مَا يَقُولُ وَ أَقبَلَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ مُتَقَلّداً بِالسّيفِ حَتّي قَامَ إِلَي جَانِبِ عَلِيّ ع وَ قَد فَطَنَ عَلِيّ ع بِبَعضِ ذَلِكَ فَلَمّا فَرَغَ أَبُو بَكرٍ مِن تَشَهّدِهِ صَاحَ قَبلَ أَن يُسَلّمَ يَا خَالِدُ لَا تَفعَل مَا أَمَرتُكَ


صفحه : 306

فَإِن فَعَلتَ قَتَلتُكَ ثُمّ سَلّمَ عَن يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ فَوَثَبَ عَلِيّ ع فَأَخَذَ بَتَلَابِيبِ خَالِدٍ وَ انتَزَعَ السّيفَ مِن يَدِهِ ثُمّ صَرَعَهُ وَ جَلَسَ عَلَي صَدرِهِ وَ أَخَذَ سَيفَهُ لِيَقتُلَهُ وَ اجتَمَعَ عَلَيهِ أَهلُ المَسجِدِ لِيُخَلّصُوا خَالِداً فَمَا قَدَرُوا عَلَيهِ فَقَالَ العَبّاسُ حَلّفُوهُ بِحَقّ القَبرِ لَمّا كَفَفتَ فَحَلّفُوهُ بِالقَبرِ فَتَرَكُوهُ فَتَرَكَهُ وَ قَامَ فَانطَلَقَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ جَاءَ الزّبَيرُ وَ العَبّاسُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ بَنُو هَاشِمٍ وَ اختَرَطُوا السّيُوفَ وَ قَالُوا وَ اللّهِ لَا يَنتَهُونَ حَتّي يَتَكَلّمَ وَ يَفعَلَ وَ اختَلَفَ النّاسُ وَ مَاجُوا وَ اضطَرَبُوا وَ خَرَجَت نِسوَةُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَصَرَخنَ وَ قُلنَ يَا أَعدَاءَ اللّهِ مَا أَسرَعَ مَا أَبدَيتُمُ العَدَاوَةَ لِرَسُولِ اللّهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ لَطَالَ مَا أَرَدتُم هَذَا مِن رَسُولِ اللّهِ فَلَم تَقدِرُوا عَلَيهِ فَقَتَلتُمُ ابنَتَهُ بِالأَمسِ ثُمّ تُرِيدُونَ اليَومَ أَن تَقتُلُوا أَخَاهُ وَ ابنَ عَمّهِ وَ وَصِيّهُ وَ أَبَا وُلدِهِ كَذَبتُم وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ مَا كُنتُم تَصِلُونَ إِلَي قَتلِهِ حَتّي تَخَوّفَ النّاسُ أَن تَقَعَ فِتنَةٌ


صفحه : 307

عَظِيمَةٌ

بيان حلب الدم كناية عن فعل مايورث الندم وجلب مايضر جالبه وجر النار إلي القرصة[كناية] عن جلب النفع أي هويجر النفع بشهادته فلاتسمع

49- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ جَاءَ العَبّاسُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ انطَلِق نُبَايِع لَكَ النّاسَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ تَرَاهُم فَاعِلِينَ قَالَ نَعَم قَالَ فَأَينَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ وَ لَقَد فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعلَمَنّ الكاذِبِينَ

بَيَانُ التّنزِيلِ،لِابنِ شَهرَآشُوبَ عَنِ العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع مِثلَهُ

50-أَقُولُ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ المسَعوُديِ‌ّ فِي كِتَابِ الوَصِيّةِ،قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِأَمرِ اللّهِ جَلّ وَ عَلَا وَ عُمُرُهُ خَمسٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ اتّبَعَهُ المُؤمِنُونَ وَ قَعَدَ عَنهُ المُنَافِقُونَ وَ نَصَبُوا لِلمُلكِ وَ أَمرِ الدّنيَا رَجُلًا اختَارُوهُ لِأَنفُسِهِم دُونَ مَنِ اختَارَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولُ اللّهِص .فَرَوَي أَنّ العَبّاسَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ صَارَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ امدُد يَدَكَ أُبَايِعكَ فَقَالَ وَ مَن يَطلُبُ هَذَا الأَمرَ وَ مَن يَصلُحُ لَهُ غَيرُنَا وَ صَارَ إِلَيهِ نَاسٌ مِنَ المُسلِمِينَ مِنهُمُ الزّبَيرُ وَ أَبُو سُفيَانَ صَخرُ بنُ حَربٍ فَأَبَي وَ اختَلَفَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ فَقَالَتِ الأَنصَارُ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنكُم أَمِيرٌ فَقَالَ قَومٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ الخِلَافَةُ فِي قُرَيشٍ فَسَلّمَتِ الأَنصَارُ لِقُرَيشٍ بَعدَ أَن دَاسُوا سَعدَ بنَ عُبَادَةَ وَ وَطِئُوا بَطنَهُ وَ بَايَعَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ أَبَا بَكرٍ وَ صَفَقَ عَلَي يَدَيهِ ثُمّ بَايَعَهُ قَومُهُ مِمّن قَدِمَ المَدِينَةَ ذَلِكَ الوَقتَ مِنَ


صفحه : 308

الأَعرَابِ وَ المُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم وَ تَابَعَهُم عَلَي ذَلِكَ غَيرُهُم. وَ اتّصَلَ الخَبَرُ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ فَرَاغِهِ مِن غُسلِ رَسُولِ اللّهِص وَ تَحنِيطِهِ وَ تَكفِينِهِ وَ تَجهِيزِهِ وَ دَفنِهِ بَعدَ الصّلَاةِ عَلَيهِ مَعَ مَن حَضَرَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ قَومٍ مِن صَحَابَتِهِ مِثلِ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ وَ عَمّارٍ وَ حُذَيفَةَ وَ أُبَيّ بنِ كَعبٍ وَ جَمَاعَةٍ نَحوَ أَربَعِينَ رَجُلًا فَقَامَ خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِن كَانَتِ الإِمَامَةُ فِي قُرَيشٍ فَأَنَا أَحَقّ قُرَيشٍ بِهَا وَ إِن لَا تَكُن فِي قُرَيشٍ فَالأَنصَارُ عَلَي دَعوَاهُم ثُمّ اعتَزَلَهُم وَ دَخَلَ بَيتَهُ فَأَقَامَ فِيهِم وَ مَنِ اتّبَعَهُ مِنَ المُسلِمِينَ وَ قَالَ إِنّ لِي فِي خَمسَةٍ مِنَ النّبِيّينَ أُسوَةً نُوحٍ إِذ قَالَأنَيّ‌ مَغلُوبٌ فَانتَصِر وَ اِبرَاهِيمَ إِذ قَالَوَ أَعتَزِلُكُم وَ ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَ لُوطٍ إِذ قَالَلَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ وَ مُوسَي إِذ قَالَفَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم وَ هَارُونَ إِذ قَالَإِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ ثُمّ أَلّفَ ع القُرآنَ وَ خَرَجَ إِلَي النّاسِ وَ قَد حَمَلَهُ فِي إِزَارٍ مَعَهُ وَ هُوَ يَئِطّ مِن تَحتِهِ فَقَالَ لَهُم هَذَا كِتَابُ اللّهِ قَد أَلّفتُهُ كَمَا أمَرَنَيِ‌ وَ أوَصاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص كَمَا أُنزِلَ فَقَالَ لَهُ بَعضُهُم اترُكهُ وَ امضِ فَقَالَ لَهُم إِنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَكُم إنِيّ‌ مُخَلّفٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ فَإِن قَبِلتُمُوهُ فاَقبلَوُنيِ‌ مَعَهُ أَحكُم بَينَكُم بِمَا فِيهِ مِن أَحكَامِ اللّهِ فَقَالُوا لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ وَ لَا فِيكَ فَانصَرِف بِهِ مَعَكَ لَا تُفَارِقهُ فَانصَرَفَ عَنهُم.فَأَقَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مَن مَعَهُ مِن شِيعَتِهِ فِي مَنَازِلِهِم بِمَا عَهِدَهُ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَوَجّهُوا إِلَي مَنزِلِهِ فَهَجَمُوا عَلَيهِ وَ أَحرَقُوا بَابَهُ وَ استَخرَجُوهُ مِنهُ كَرهاً وَ ضَغَطُوا سَيّدَةَ النّسَاءِ بِالبَابِ حَتّي أَسقَطَت مُحَسّناً وَ أَخَذُوهُ


صفحه : 309

بِالبَيعَةِ فَامتَنَعَ وَ قَالَ لَا أَفعَلُ فَقَالُوا نَقتُلُكَ فَقَالَ إِن تقَتلُوُنيِ‌ فإَنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ بَسَطُوا يَدَهُ فَقَبَضَهَا وَ عَسُرَ عَلَيهِم فَتحُهَا فَمَسَحُوا عَلَيهِ وَ هيِ‌َ مَضمُومَةٌ. ثُمّ لقَيِ‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بَعدَ هَذَا الفِعلِ بِأَيّامٍ أَحَدَ القَومِ فَنَاشَدَهُ اللّهَ وَ ذَكّرَهُ بِأَيّامِ اللّهِ وَ قَالَ لَهُ هَل لَكَ أَن أَجمَعَ بَينَكَ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ حَتّي يَأمُرَكَ وَ يَنهَاكَ فَقَالَ لَهُ نَعَم فَخَرَجَا إِلَي مَسجِدِ قُبَاءَ فَأَرَاهُ رَسُولَ اللّهِص قَاعِداً فِيهِ فَقَالَ لَهُ يَا فُلَانُ عَلَي هَذَا عاَهدَتمُوُنيِ‌ فِي تَسلِيمِ الأَمرِ إِلَي عَلِيّ وَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَرَجَعَ وَ قَد هَمّ بِتَسلِيمِ الأَمرِ إِلَيهِ فَمَنَعَهُ صَاحِبُهُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ هَذَا سِحرٌ مُبِينٌ مَعرُوفٌ مِن سِحرِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَ وَ مَا تَذكُرُ يَومَ كُنّا مَعَ ابنِ أَبِي كَبشَةَ فَأَمَرَ شَجَرَتَينِ فَالتَقَتَا فَقَضَي حَاجَتَهُ خَلفَهُمَا ثُمّ أَمَرَهُمَا فَتَفَرّقَتَا وَ عَادَتَا إِلَي حَالِهِمَا فَقَالَ لَهُ أَمَا إِن ذكَرّتنَيِ‌ هَذَا فَقَد كُنتُ مَعَهُ فِي الكَهفِ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي وجَهيِ‌ ثُمّ أَهوَي بِرِجلِهِ فأَرَاَنيِ‌ البَحرَ ثُمّ أرَاَنيِ‌ جَعفَراً وَ أَصحَابَهُ فِي سَفِينَةٍ تَعُومُ فِي البَحرِ.فَرَجَعَ عَمّا كَانَ عَزَمَ عَلَيهِ وَ هَمّوا بِقَتلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ تَوَاصَوا وَ تَوَاعَدُوا بِذَلِكَ وَ أَن يَتَوَلّي قَتلَهُ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فَبَعَثَت أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بِجَارِيَةٍ لَهَا فَأَخَذَت بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ وَ نَادَتإِنّ المَلَأَ يَأتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ فَاخرُج إنِيّ‌ لَكَ مِنَ النّاصِحِينَفَخَرَجَ ع مُشتَمِلًا بِسَيفِهِ وَ كَانَ الوَعدُ فِي قَتلِهِ أَن يُسَلّمَ إِمَامُهُم فَيَقُومَ خَالِدٌ إِلَيهِ بِسَيفِهِ فَأَحَسّوا بَأسَهُ فَقَالَ الإِمَامُ قَبلَ أَن يُسَلّمَ لَا تَفعَلَنّ خَالِدُ مَا أَمَرتُ بِهِ. ثُمّ كَانَ مِن أَقَاصِيصِهِم مَا رَوَاهُ النّاسُ. وَ فِي سَنَتَينِ وَ شَهرَينِ وَ سَبعَةِ أَيّامٍ مِن إِمَامَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مَاتَ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ وَ هُوَ عَتِيقُ بنُ عُثمَانَ وَ أَوصَي بِالأَمرِ بَعدَهُ إِلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ لِعَهدٍ كَانَ بَينَهُمَا وَ اعتَزَلَهُ


صفحه : 310

أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَاعتِزَالِهِ لِصَاحِبِهِ قَبلَهُ إِلّا بِمَا لَم يَجِد مِنهُ بُدّاً وَ لَا يَنهَي إِلّا عَمّا لَم يَجِد مِنَ النهّي‌ِ عَنهُ بُدّاً وَ هُم فِي خِلَالِ ذَلِكَ يَسأَلُونَهُ وَ يَستَفتُونَهُ فِي حَلَالِهِم وَ حَرَامِهِم وَ فِي تَأوِيلِ الكِتَابِ وَ فَصلِ الخِطَابِ.

بيان قال الجوهري‌ الأَطِيطُ صوت الرحل والإبل من ثقل أحمالها 51- وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ عِندَ شَرحِ قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَنَظَرتُ فَإِذَا لَيسَ لِي مُعِينٌ إِلّا أَهلُ بيَتيِ‌ فَضَنِنتُ بِهِم عَنِ المَوتِ فَأَغضَيتُ عَلَي القَذَي وَ شَرِبتُ عَلَي الشّجَا وَ صَبَرتُ عَلَي أَخذِ الكَظَمِ وَ عَلَي أَمَرّ مِن طَعمِ العَلقَمِ

ما هذالفظه اختلفت الروايات في قصة السقيفة فالذي‌ تقوله الشيعة و قد قال قوم من المحدثين بعضه ورووا كثيرا منه أن عليا امتنع من البيعة حتي أخرج كرها و أن الزبير بن العوام امتنع من البيعة و قال لاأبايع إلاعليا وكذلك أبوسفيان بن حرب وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبدشمس والعباس بن عبدالمطلب وبنوه و أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب وجميع بني‌ هاشم وقالوا إن الزبير شهر سيفه فلما جاء عمر ومعه جماعة من الأنصار وغيرهم قال في جملة ما قال خذوا سيف هذافاضربوا به الحجر ويقال إنه أخذ السيف من يد الزبير فضرب به حجرا فكسره وساقهم كلهم بين يديه إلي أبي بكر فحملهم علي بيعته و لم يتخلف إلا عَلِيّ وحده فإنه اعتصم ببيت فاطمة ع فتحاموا إخراجه منه قسرا فقامت فاطمة ع إلي باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه فتفرقوا وعلموا


صفحه : 311

أنه بمفرده لايضر شيئا فتركوه وقيل إنهم أخرجوه فيمن أخرج وحمل إلي أبي بكر فبايعه و قدروي أبو جعفر محمد بن جرير الطبري‌ كثيرا من هذافأما حديث التحريق و ماجري مجراه من الأمور الفظيعة وقول من قال إنهم أخذوا عليا ع يقاد بعمامته و الناس حوله فأمر بعيد والشيعة تنفرد به علي أن جماعة من أهل الحديث قدرووا نحوه وسنذكر ذلك . و قال أبو جعفر إن الأنصار لمافاتها ماطلبت من الخلافة قالت أو قال بعضها لانبايع إلاعليا.


صفحه : 312

وذكر نحو هذا علي بن عبدالكريم المعروف بابن الأثير الموصلي‌ في تاريخه فأما قوله لم يكن لي معين إلا أهل بيتي‌ فضننت بهم عن الموت فنقول مازال علي ع يقوله ولقد قاله عقيب وفاة رسول الله ص قال لووجدت أربعين ذوي‌ عزم ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب صفين وذكره كثير من أرباب السيرة و أما ألذي يقوله جمهور المحدثين وأعيانهم فإنه ع امتنع من البيعة ستة أشهر ولزم بيته فلم يبايع حتي ماتت فاطمة ع فلما ماتت بايع طوعا.

وَ فِي صحَيِحيَ‌ مُسلِمٍ وَ البخُاَريِ‌ّ كَانَت وُجُوهُ النّاسِ إِلَيهِ وَ فَاطِمَةُ لَم تَمُت بَعدُ فَلَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ ع انصَرَفَت وُجُوهُ النّاسِ عَنهُ وَ خَرَجُوا مِن بَيتِهِ فَبَايَعَ أَبَا بَكرٍ وَ كَانَت مُدّةُ بَقَائِهَا بَعدَ أَبِيهَا عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ سِتّةَ أَشهُرٍ.


صفحه : 313

قَالَ أَيضاً رَوَي أَحمَدُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ الجوَهرَيِ‌ّ قَالَ لَمّا بُويِعَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ كَانَ الزّبَيرُ وَ المِقدَادُ يَختَلِفَانِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النّاسِ إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ فِي بَيتِ فَاطِمَةَ فَيَتَشَاوَرُونَ وَ يَتَرَاجَعُونَ أُمُورَهُم فَخَرَجَ عُمَرُ حَتّي دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ قَالَ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِص مَا مِن أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ أَحَبّ إِلَينَا مِن أَبِيكِ وَ مَا مِن أَحَدٍ أَحَبّ إِلَينَا مِنكِ بَعدَ أَبِيكِ وَ ايمُ اللّهِ مَا ذَاكِ بمِاَنعِيِ‌ إِنِ اجتَمَعَ هَؤُلَاءِ النّفَرُ عِندَكِ أَن آمُرَ بِتَحرِيقِ البَيتِ عَلَيهِم فَلَمّا خَرَجَ عُمَرُ جَاءُوهَا فَقَالَت تَعلَمُونَ أَنّ عُمَرَ جاَءنَيِ‌ وَ حَلَفَ لِي بِاللّهِ إِن عُدتُم لَيُحرِقَنّ عَلَيكُمُ البَيتَ وَ ايمُ اللّهِ لَيُمضِيَنّ لِمَا حَلَفَ لَهُ فَانصَرِفُوا عَنّا رَاشِدِينَ فَلَم يَرجِعُوا إِلَي بَيتِهَا وَ ذَهَبُوا فَبَايَعُوا لأِبَيِ‌ بَكرٍ.

ثم قال و من كلام معاوية المشهور إلي علي ع وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا علي حمار ويداك في يدي‌ ابنيك حسن وحسين يوم بويع أبوبكر فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق إلادعوتهم إلي نفسك ومشيت إليهم بامرأتك وأدليت إليهم بابنيك واستنصرتهم علي صاحب رسول الله ص فلم يجبك منهم إلاأربعة أوخمسة ولعمري‌ لوكنت محقا لأجابوك ولكنك ادعيت باطلا و قلت ما لايعرف ورمت ما لايدرك ومهما نسيت فلاأنسي قولك لأبي‌ سفيان لماحركك وهيجك لووجدت أربعين ذوي‌ عزم منهم لناهضت القوم فما يوم المسلمين منك بواحد. و

رَوَي أَيضاً مِن كِتَابِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن جَرِيرِ بنِ المُغِيرَةِ أَنّ سَلمَانَ وَ الزّبَيرَ وَ الأَنصَارَ كَانَ هَوَاهُم أَن يُبَايِعُوا عَلِيّاً ع بَعدَ النّبِيّص فَلَمّا بُويِعَ أَبُو بَكرٍ قَالَ سَلمَانُ أَصَبتُمُ الخِيَرَةَ وَ أَخطَأتُمُ المَعدِنَ.


صفحه : 314

و عن حبيب بن أبي ثابت قال قال سلمان يومئذ أصبتم ذا السن منكم وأخطأتم أهل بيت نبيكم لوجعلتموها فيهم مااختلف عليكم اثنان ولأكلتموها رغدا. وروي‌ أيضا عن غسان بن عبدالحميد قال لماأكثر في تخلف علي ع عن بيعة أبي بكر واشتد أبوبكر وعمر عليه في ذلك خرجت أم مسطح بن أثاثة فوقفت عندالقبر وقالت


كَانَت أُمُورٌ وَ أَنبَاءٌ وَ هَنبَثَةٌ.   لَو كُنتَ شَاهِدَهَا لَم تَكثُرِ الخُطَبُ.

إلي آخر الأبيات المعروفة. وروي‌ أيضا منه عن أبي الأسود قال غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة وغضب علي ع والزبير فدخلا بيت فاطمة ع معهما السلاح فجاء عمر في عصابة منهم أسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني‌ عبدالأشهل فصاحت فاطمة ع وناشدتهم الله فأخذوا سيفي‌ علي والزبير فضربوا بهما الجدار حتي كسروهما ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتي بايعا ثم قام أبوبكر فخطب الناس واعتذر إليهم و قال إن بيعتي‌ كانت فلتة وقي الله شرها وخشيت الفتنة وايم الله ماحرصت عليها يوما قط ولقد قلدت أمرا عظيما ما لي به طاقة و لايدان ولوددت أن أقوي الناس عليه مكاني‌ وجعل يعتذر إليهم فقبل المهاجرون عذره


صفحه : 315

إلي آخر مارواه . و قدروي‌ بإسناد آخر ذكره أن ثابت بن قيس بن شماس كان مع الجماعة الذين حضروا مع عمر في بيت فاطمة ع قال وروي سعد بن ابراهيم أن عبدالرحمن بن عوف كان مع عمر ذلك اليوم و أن محمد بن مسلمة كان معهم و أنه هو ألذي كسر سيف الزبير وَ رَوَي أَيضاً مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ بِإِسنَادِهِ إِلَي سَلَمَةَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ لَمّا جَلَسَ أَبُو بَكرٍ عَلَي المِنبَرِ كَانَ عَلِيّ ع وَ الزّبَيرُ وَ أُنَاسٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فِي بَيتِ فَاطِمَةَ ع فَجَاءَ عُمَرُ إِلَيهِم فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتَخرُجُنّ إِلَي البَيعَةِ أَو لَأُحرِقَنّ البَيتَ عَلَيكُم فَخَرَجَ الزّبَيرُ مُصلِتاً سَيفَهُ فَاعتَنَقَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ وَ زِيَادُ بنُ لَبِيدٍ فَدَقّ بِهِ فَنَدَرَ السّيفُ فَصَاحَ بِهِ أَبُو بَكرٍ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ اضرِب بِهِ الحَجَرَ قَالَ أَبُو عَمرِو بنِ حِمَاسٍ فَلَقَد رَأَيتُ الحَجَرَ فِيهِ تِلكَ الضّربَةُ وَ يُقَالُ هَذِهِ ضَربَةُ سَيفِ الزّبَيرِ ثُمّ قَالَ أَبُو بَكرٍ دَعُوهُم فسَيَأَتيِ‌ اللّهُ بِهِم قَالَ فَخَرَجُوا إِلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ فَبَايَعُوهُ.

قَالَ الجوَهرَيِ‌ّ وَ قَد روُيِ‌َ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ كَانَ مَعَهُم فِي بَيتِ فَاطِمَةَ ع وَ المِقدَادَ بنَ الأَسوَدِ أَيضاً وَ أَنّهُم اجتَمَعُوا عَلَي أَن يُبَايِعُوا عَلِيّاً ع فَأَتَاهُم عُمَرُ لِيُحرِقَ عَلَيهِمُ البَيتَ فَخَرَجَ إِلَيهِ الزّبَيرُ بِالسّيفِ وَ خَرَجَت فَاطِمَةُ ع تبَكيِ‌ وَ تَصِيحُ فَنَهنَهَت مِنَ النّاسِ وَ قَالُوا لَيسَ عِندَنَا مَعصِيَةٌ وَ لَا خِلَافٌ فِي خَيرٍ اجتَمَعَ عَلَيهِ النّاسُ وَ إِنّمَا اجتَمَعنَا لِنُؤَلّفَ القُرآنَ فِي مُصحَفٍ وَاحِدٍ فَبَايَعُوا


صفحه : 316

أَبَا بَكرٍ فَاستَمَرّ الأَمرُ وَ اطمَأَنّ النّاسُ.

وَ رَوَي الجوَهرَيِ‌ّ أَيضاً عَن دَاوُدَ بنِ المُبَارَكِ قَالَ أَتَينَا عَبدَ اللّهِ بنَ مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ نَحنُ رَاجِعُونَ مِنَ الحَجّ فِي جَمَاعَةٍ فَسَأَلنَاهُ عَن مَسَائِلَ وَ كُنتُ أَحَدَ مَن سَأَلَ فَسَأَلتُهُ عَن أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَقَالَ أُجِيبُكَ بِمَا أَجَابَ بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ فَإِنّهُ سُئِلَ عَنهُمَا فَقَالَ كَانَت أُمّنَا فَاطِمَةَ ع صِدّيقَةً ابنَةَ نبَيِ‌ّ مُرسَلٍ وَ مَاتَت وَ هيِ‌َ غَضبَي عَلَي قَومٍ فَنَحنُ غِضَابٌ لِغَضَبِهَا.

وَ رَوَي أَيضاً بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ لِي عُمَرُ أَمَا وَ اللّهِ إِن كَانَ صَاحِبُكَ أَولَي النّاسِ بِالأَمرِ بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص إِلّا أَنّا خِفنَاهُ عَلَي اثنَتَينِ فَقُلتُ مَا هُمَا قَالَ خَشِينَاهُ عَلَي حَدَاثَةِ سِنّهِ وَ حُبّهِ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ.


صفحه : 317

ثم قال ابن أبي الحديد فأما امتناع علي ع من البيعة حتي أخرج علي الوجه ألذي أخرج عليه فقد ذكره المحدثون ورواه السير و قدذكرنا ماقاله الجوهري‌ في هذاالباب من رجال الحديث و من الثقات المأمونين و قدذكر غيره من هذاالنحو ما لايحصي كثرة.فأما الأمور الشنيعة المستهجنة التي‌ يذكرها الشيعة من إرسال قنفذ إلي بيت فاطمة ع و أنه ضربها بالسوط فصار في عضدها كالدملج وبقي‌ أثره إلي أن ماتت و أن عمر أضغطها بين الباب والجدار فصاحت وا أبتاه يا رسول الله ص وألقت جنينا ميتا وجعل في عنق علي ع حبلا يقاد به و هويعتل و


صفحه : 318

فاطمة خلفه تصرخ وتنادي‌ بالويل والثبور وابناه حسن وحسين ع معهما يبكيان و أن عليا ع لماأحضر سألوه البيعة فامتنع فهدد بالقتل فقال


صفحه : 319

إذاتقتلون عبد الله وأخا رسول الله فقالوا أما عبد الله فنعم و أماأخو رسول الله فلا و أنه طعن فيهم في أوجههم بالنفاق وسطر صحيفة الغدر التي‌ اجتمعوا عليها وبأنهم أرادوا أن ينفروا ناقة رسول الله ليلة العقبة فكله لاأصل له عندأصحابنا


صفحه : 321

و لايثبته أحد منهم وإنما هو شيءتنفرد الشيعة بنقله .أقول عدم ثبوت تلك الأخبار عندمتعصبي‌ أصحابه لايدل علي بطلانها مع نقل محدثيهم الذين يعتمدون علي نقلهم موافقا لروايات الإمامية كمااعترف به مع أن فيما ذكره من الأخبار التي‌ صححها لنا كفاية و مارواه مخالفا لروايتنا فمما تفردوا بنقله و لايتم الاحتجاج إلابالمتفق عليه بين الفريقين

52- وَ رَوَي ابنُ أَبِي الحَدِيدِ أَيضاً فِي الكِتَابِ المَذكُورِ مِن كِتَابِ السّقِيفَةِ للِجوَهرَيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو زَيدٍ عُمَرُ بنُ شَبّةَ عَن رِجَالِهِ قَالَجَاءَ عُمَرُ إِلَي بَيتِ فَاطِمَةَ فِي رِجَالٍ مِنَ الأَنصَارِ وَ نَفَرٍ قَلِيلٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتَخرُجُنّ إِلَي البَيعَةِ أَو لَأُحرِقَنّ البَيتَ عَلَيكُم فَخَرَجَ الزّبَيرُ مُصلِتاً بِالسّيفِ فَاعتَنَقَهُ زِيَادُ بنُ لَبِيدٍ الأنَصاَريِ‌ّ وَ رَجُلٌ آخَرُ فَنَدَرَ السّيفُ مِن يَدِهِ فَضَرَبَ بِهِ عُمَرُ الحَجَرَ


صفحه : 322

فَكَسَرَهُ ثُمّ أَخرَجَهُم بِتَلَابِيبِهِم يُسَاقَونَ سَوقاً عَنِيفاً حَتّي بَايَعُوا أَبَا بَكرٍ

قَالَ أَبُو زَيدٍ رَوَي النّضرُ بنُ شُمَيلٍ قَالَ حُمِلَ سَيفُ الزّبَيرِ لَمّا نَدَرَ مِن يَدِهِ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ يَخطُبُ فَقَالَ اضرِبُوا بِهِ الحَجَرَ وَ قَالَ أَبُو عَمرِو بنِ حِمَاسٍ وَ لَقَد رَأَيتُ الحَجَرَ وَ فِيهِ تِلكَ الضّربَةُ وَ النّاسُ يَقُولُونَ هَذَا أَثَرُ ضَربَةِ سَيفِ الزّبَيرِ

وَ رَوَي أَيضاً عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرٍ الباَهلِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُجَالِدٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو بَكرٍ يَا عُمَرُ أَينَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ قَالَ هُوَ هَذَا فَقَالَ انطَلِقَا إِلَيهِمَا يعَنيِ‌ عَلِيّاً ع وَ الزّبَيرَ فأَتيِاَنيِ‌ بِهِمَا فَدَخَلَ عُمَرُ وَ وَقَفَ خَالِدٌ عَلَي البَابِ مِن خَارِجٍ فَقَالَ عُمَرُ لِلزّبَيرِ مَا هَذَا السّيفُ قَالَ أَعدَدتُهُ لِأُبَايِعَ عَلِيّاً قَالَ وَ كَانَ فِي البَيتِ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنهُمُ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ جُمهُورُ الهَاشِمِيّينَ فَاختَرَطَ عُمَرُ السّيفَ فَضَرَبَ بِهِ صَخرَةً فِي البَيتِ فَكَسَرَهُ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ الزّبَيرِ فَأَقَامَهُ ثُمّ دَفَعَهُ فَأَخرَجَهُ وَ قَالَ يَا خَالِدُ دُونَكَ هَذَا فَأَمسَكَهُ خَالِدٌ وَ كَانَ فِي الخَارِجِ مَعَ خَالِدٍ جَمعٌ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ أَرسَلَهُم أَبُو بَكرٍ رِدءاً لَهُمَا ثُمّ دَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ ع قُم فَبَايِع فَتَلَكّأَ وَ احتَبَسَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ قُم فَأَبَي أَن يَقُومَ فَحَمَلَهُ وَ دَفَعَهُ كَمَا دَفَعَ الزّبَيرَ ثُمّ أَمسَكَهُمَا خَالِدٌ وَ سَاقَهُمَا عُمَرُ وَ مَن مَعَهُ سَوقاً عَنِيفاً وَ اجتَمَعَ النّاسُ يَنظُرُونَ وَ امتَلَأَت شَوَارِعُ المَدِينَةِ بِالرّجَالِ وَ رَأَت فَاطِمَةُ ع مَا صَنَعَ عُمَرُ فَصَرَخَت وَ وَلوَلَت وَ اجتَمَعَت مَعَهَا نِسوَةٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الهَاشِمِيّاتِ وَ غَيرِهِنّ فَخَرَجَت إِلَي بَابِ حُجرَتِهَا وَ نَادَت يَا أَبَا بَكرٍ مَا أَسرَعَ مَا أَغَرتُم عَلَي أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ وَ اللّهِ لَا أُكَلّمُ عُمَرَ حَتّي أَلقَي اللّهَ قَالَ فَلَمّا بَايَعَ عَلِيّ ع وَ الزّبَيرُ وَ هَدَأَت تِلكَ الفَورَةُ مَشَي إِلَيهَا أَبُو بَكرٍ بَعدَ ذَلِكَ فَشَفَعَ لِعُمَرَ وَ طَلَبَ إِلَيهَا فَرَضِيَت عَنهُ

قال ابن أبي الحديد بعدإيراد تلك الأخبار والصحيح عندي‌ أنها ماتت وهي‌ واجدة[ أي غضبي ] علي أبي بكر وعمر وأنها أوصت أن لايصليا عليها و ذلك عندأصحابنا من الصغائر المغفورة لهما و كان الأولي بهما إكرامها واحترام منزلتها لكنهما خافا


صفحه : 323

الفرقة وأشفقا الفتنة ففعلا ما هوالأصلح بحسب ظنهما وكانا من الدين وقوة اليقين بمكان مكين ومثل هذا لوثبت كونه خطأ لم تكن كبيرة بل كان من باب الصغائر التي‌ لايقتضي‌ التبري‌ و لايوجب التولي‌

53- و قال في موضع آخر من الكتاب المذكور بعدذكر قصة هبار بن الأسود و أن رسول الله ص أباح دمه يوم فتح مكة لأنه روع زينب بنت رسول الله ص بالرمح وهي‌ في الهودج وكانت حاملا فرأت دما وطرحت ذا بطنها قال قرأت هذاالخبر علي النقيب أبي جعفر فقال إذا كان رسول الله ص أباح دم هبار لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها فظاهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة ع حتي ألقت ذا بطنها فقلت أروي‌ عنك مايقوله قوم إن فاطمة ع رُوّعَت فألقت المحسن فقال لاتروه عني‌ و لاترو عني‌ بطلانه فإني‌ متوقف في هذاالموضع لتعارض الأخبار عندي‌ فيه


صفحه : 324

54- وروي في موضع آخر عن محمد بن جرير الطبري‌ أن رسول الله ص لماقبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بني‌ ساعدة وأخرجوا سعد بن عبادة ليولوه الخلافة و كان مريضا فخطبهم ودعاهم إلي إعطائه الرئاسة والخلافة فأجابوه ثم ترادوا الكلام فقالوا فإن أبي المهاجرون وقالوا نحن أولياؤه وعترته فقال قوم من الأنصار نقول منا أمير ومنكم أمير فقال سعد فهذا أول الوهن وسمع عمر الخبر فأتي منزل رسول الله ص و فيه أبوبكر فأرسل إليه أن اخرج إلي‌ فأرسل أني‌ مشغول فأرسل عمر إليه أن اخرج فقد حدث أمر لابد أن تحضره فخرج فأعلمه الخبر فمضيا مسرعين نحوهم ومعهما أبوعبيدة


صفحه : 325

فتكلم أبوبكر فذكر قرب المهاجرين من رسول الله ص وأنهم أولياؤه وعترته ثم قال نحن الأمراء وأنتم الوزراء لانفتات عليكم بمشورة و لانقضي‌ دونكم الأمور فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال يامعشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في ظلكم ولن يجتر‌ئ مجتر‌ئ علي خلافكم و لايصدر أحد إلا عن رأيكم أنتم أهل العزة والمنعة وأولو العدد والكثرة وذوو البأس والنجدة وإنما ينظر الناس ماتصنعون فلاتختلفوا فتفسد عليكم أموركم فإن أبي هؤلاء إلا ماسمعتم فمنا أمير ومنهم أمير فقال عمر هيهات لايجتمع سيفان في غمد و الله لاترضي العرب أن تؤمركم ونَبِيّهَا من غيركم و لاتمنع العرب أن تولي‌ أمرها من كانت النبوة منهم من ينازعنا سلطان محمد ونحن أولياؤه وعشيرته فقال الحباب بن المنذر يامعشر الأنصار املكوا أيديكم و لاتسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذاالأمر فإن أبوا عليكم فأجلوهم من هذه البلاد فأنتم أحق بهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان الناس بهذا الدين أَنَا جُذَيلُهَا المُحَكّكُ وَ عُذَيقُهَا المُرَجّبُ أنا أبوشبل في عريسة الأسد و الله إن شئتم لنعيدها جذعة فقال عمر إذن يقتلَك الله فقال بل إياك يقتل فقال أبوعبيدة يامعشر الأنصار إنكم أول من نصر فلاتكونوا أول من بدل أو غيرفقام بشير بن سعد والد النعمان بن بشير فقال يامعشر الأنصار ألا إن محمدا من قريش وقومه أولي به وايم الله لايراني‌ الله أنازعهم هذاالأمر فقال أبوبكر هذاعمر و أبوعبيدة بايعوا أيهما شئتم فقالا و الله لانتولي هذاالأمر عليك و أنت أفضل المهاجرين وخليفة رسول الله ص في الصلاة وهي‌ أفضل الدين ابسط يدك فلما بسط يده ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يابشير


صفحه : 326

عَقّتكَ عِقَاقٌ[ أي شَقّتكَ سُيُوفٌ وعِقَاقٌ جمع عَقِيقَةٍ ككِرَامٍ في كَرِيمَةٍ وطِوَالٍ في طَوِيلَةٍ وهي‌ البرق شَبّهَ السيوفَ بالبُرُوقِ في لَمَعانِها] أَ نَفِستَ علي ابن عمك الإمارةَ فقال أسيد بن حضير رئيس الأوس لأصحابه و الله لئن لم تبايعوا ليكونن للخزرج عليكم الفضيلة أبدا فقاموا فبايعوا أبابكر فانكسر علي سعد بن عبادة والخزرج مااجتمعوا عليه وأقبل الناس يبايعون أبابكر من كل جانب ثم حمل سعد بن عبادة إلي داره فبقي‌ أياما فأرسل إليه أبوبكر ليبايع فقال لا و الله حتي أرميكم بما في كنانتي‌ وأخضب سنان رمحي‌ وأضرب بسيفي‌ ماأطاعني‌ وأقاتلكم بأهل بيتي‌ و من تبعني‌ و لواجتمع معكم الجن والإنس مابايعتكم حتي أُعرَضَ علي ربي‌ فقال عمر لاتدعه حتي يبايع فقال بشير بن سعد إنه قدلج و ليس بمبايع لكم حتي يقتل و ليس بمقتول حتي يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته و لايضركم تركه إنما هو رجل واحد فتركوه وجاءت أسلم فبايعت فقويت بهم جانب أبي بكر وبايعه الناس

ثم قال وروي أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز عن أحمد بن إسحاق بن صالح عن عبد الله بن عمر عن حماد بن زيد عن يحيي بن سعيد عن القاسم بن محمد قال لماتوفي‌ النبي ص اجتمعت الأنصار إلي سعد بن عبادة فأتاهم أبوبكر وعمر و أبوعبيدة فقال الحباب بن المنذر منا أمير ومنكم أميرإنا و الله لانَنفَسُ هذاالأمرَ عليكم أيها الرهط ولكنا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم فقال عمر بن الخطاب إذا كان ذلك فمت إن استطعت فتكلم أبوبكر فقال نحن الأمراء وأنتم الوزراء والأمر بيننا نصفان كَقَدّ الأُبلُمَةِ فبويع و كان أول من بايعه بشير بن سعد والد النعمان بن بشير فلما اجتمع الناس علي أبي بكر قسم قسما بين نساء المهاجرين والأنصار فبعث إلي امرأة من بني‌ عدي‌ بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت فقالت ما هذا


صفحه : 327

قال قسم قسمه أبوبكر للنساء قالت أتراشوني‌ عن ديني‌ و الله لاأقبل منه شيئا فردته عليه ثم قال ابن أبي الحديد قرأت هذاالخبر علي أبي جعفريحيي بن محمدالعلوي‌ قال لقد صدقت فراسة الحباب بن المنذر فإن ألذي خافه وقع يوم الحَرّةِ وأخذ من الأنصار ثأر المشركين يوم بدر ثم قال لي رحمه الله و من هذاخاف أيضا رسول الله ص علي ذريته وأهله فإنه كان ع قدوتر الناس وعلم أنه إن مات وترك ابنته وولدها سُوقَةً ورَعِيّةً تحت أيدي‌ الولاة كانوا بعرض خطر عظيم فما زال يقرر لابن عمه قاعدة الأمر بعده حفظا لدمه ودماء أهل بيته فإنهم إذاكانوا ولاة الأمر كانت دماؤهم أقرب إلي الصيانة والعصمة مما إذاكانوا سُوقَةً تحت يد وال من غيرهم فلم يساعده القضاء والقدر و كان من الأمر ما كان ثم أفضي أمر ذريته فيما بعد إلي ما قدعلمت

قَالَ وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عُمَرَ بنِ شَبّةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَنصُورٍ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مَالِكِ بنِ دِينَارٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص قَد بَعَثَ أَبَا سُفيَانَ سَاعِياً فَرَجَعَ مِن سِعَايَتِهِ وَ قَد مَاتَ رَسُولُ اللّهِص فَلَقِيَهُ قَومٌ فَسَأَلَهُم فَقَالُوا مَاتَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ مَن ولُيّ‌َ بَعدَهُ قِيلَ أَبُو بَكرٍ قَالَ أَبُو الفَصِيلِ قَالُوا نَعَم قَالَ فَمَا فَعَلَ المُستَضعَفَانِ عَلِيّ وَ العَبّاسُ أَمَا وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَأَرفَعَنّ لَهُمَا مِن أَعضَادِهِمَا قَالَ أَبُو بَكرٍ أَحمَدُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ وَ ذَكَرُ جَعفَرُ بنُ سُلَيمَانَ أَنّ أَبَا سُفيَانَ قَالَ شَيئاً آخَرَ لَم تَحفَظهُ الرّوَاةُ فَلَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ قَالَ إنِيّ‌ لَأَرَي عَجَاجَةً لَا يُطفِيهَا إِلّا الدّمُ قَالَ فَكَلّمَ عُمَرُ أَبَا بَكرٍ فَقَالَ إِنّ أَبَا سُفيَانَ قَد قَدِمَ وَ إِنّا لَا نَأمَنُ مِن شَرّهِ فَدَع


صفحه : 328

لَهُ مَا فِي يَدِهِ فَتَرَكَهُ فرَضَيِ‌َ

55- و قال ابن أبي الحديد في موضع آخر لماقبض رسول الله ص واشتغل علي ع بغسله ودفنه وبويع أبوبكر خلا الزبير و أبوسفيان وجماعة من المهاجرين بعلي‌ ع والعباس لإجالة الرأي‌ وتكلموا بكلام يقتضي‌ الاستنهاض والتهييج فقال العباس رضي‌ الله عنه قدسمعنا قولكم فلالِقِلّةٍ نستعين بكم و لالِظِنّةٍ نترك آراءكم فأمهلونا نراجع الفكر فَإِن يَكُن لَنَا مِنَ الإِثمِ مُخرَجٌ يَصِرّ بِنَا وَ بِهِمُ الحَقّ صَرِيرَ الجُدجُدِ وَ نَبسُط إِلَي المَجدِ أَكُفّاً لَا نَقبِضُهَا أَو نَبلُغَ المَدَي وَ إِن تَكُنِ الأُخرَي فَلَا لِقِلّةٍ فِي العَدَدِ وَ لَا لِوَهنٍ فِي الأَيدِ و الله لو لا أن الإسلام قيد الفتك لتدكدكت جنادل صخر يسمع اصطكاكها من المحل العلي‌ فحل عَلِيّ ع حبوته و قال الصبر حلم والتقوي دين والحجة محجة والطريق الصراط أيها الناس شقوا أمواج الفتن إلي آخر مانقلنا سابقا ثم نهض فدخل إلي منزله وافترق القوم

وَ قَالَ أَيضاً فِي شَرحِ هَذَا الكَلَامِ مِنهُ ع لَمّا اجتَمَعَ المُهَاجِرُونَ عَلَي بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ أَقبَلَ أَبُو سُفيَانَ وَ هُوَ يَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَرَي عَجَاجَةً لَا يُطفِيهَا إِلّا الدّمُ يَا لِعَبدِ مَنَافٍ فِيمَ أَبُو بَكرٍ مِن أَمرِكُم أَينَ المُستَضعَفَانِ أَينَ الأَذَلّانِ يعَنيِ‌ عَلِيّاً ع وَ العَبّاسَ مَا بَالُ هَذَا الأَمرِ فِي أَقَلّ حيَ‌ّ مِن قُرَيشٍ ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع ابسُط يَدَكَ أُبَايِعكَ فَوَ اللّهِ إِن شِئتَ لَأَملَأَنّهَا عَلَي أَبِي فَصِيلٍ ... خَيلًا وَ رَجِلًا فَامتَنَعَ عَلَيهِ عَلِيّ ع فَلَمّا يَئِسَ مِنهُ قَامَ عَنهُ وَ هُوَ يُنشِدُ شِعرَ المُتَلَمّسِ


وَ لَا يُقِيمُ عَلَي ضَيمٍ يُرَادُ بِهِ   إِلّا الأَذَلّانِ عَيرُ الحيَ‌ّ وَ الوَتَدُ

هَذَا عَلَي الخَسفِ مَربُوطٌ بِرُمّتِهِ   وَ ذَا يُشَجّ فَلَا يرَثيِ‌ لَهُ أَحَدٌ

صفحه : 329

وَ قِيلَ لأِبَيِ‌ قُحَافَةَ يَومَ ولُيّ‌َ الأَمرَ ابنُهُ قَد ولُيّ‌َ ابنُكَ الخِلَافَةَ فَقَرَأَقُلِ أللّهُمّ مالِكَ المُلكِ تؤُتيِ‌ المُلكَ مَن تَشاءُ وَ تَنزِعُ المُلكَ مِمّن تَشاءُ ثُمّ قَالَ لِمَ وَلّوهُ قَالُوا لِسِنّهِ قَالَ فَأَنَا أَسَنّ مِنهُ

وَ قَالَ أَيضاً عِندَ مَا ذَكَرَ تَنفِيذَ جَيشِ أُسَامَةَ كَمَا سَنَذكُرُهُ حَيثُ قَالَ فَلَمّا رَكِبَ يعَنيِ‌ أُسَامَةَ جَاءَهُ رَسُولُ أُمّ أَيمَنَ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَمُوتُ فَأَقبَلَ وَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ فَانتَهَوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص حِينَ زَالَتِ الشّمسُ مِن يَومِ الإِثنَينِ وَ قَد مَاتَ وَ اللّوَاءُ مَعَ بُرَيدَةَ بنِ الخَصِيبِ فَدَخَلَ بِاللّوَاءِ فَرَكَزَهُ عِندَ بَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مُغلَقٌ وَ عَلِيّ ع وَ بَعضُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ مُشتَغِلُونَ بِإِعدَادِ جَهَازِهِ وَ غُسلِهِ فَقَالَ العَبّاسُ لعِلَيِ‌ّ ع وَ هُمَا فِي الدّارِ امدُد يَدَكَ أُبَايِعكَ فَيَقُولَ النّاسُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص بَايَعَ ابنَ عَمّ رَسُولِ اللّهِ فَلَا يَختَلِفَ عَلَيكَ اثنَانِ فَقَالَ لَهُ أَ وَ يَطمَعُ يَا عَمّ فِيهَا طَامِعٌ غيَريِ‌ قَالَ سَتَعلَمُ فَلَم يَلبَثَا أَن جَاءَتهُمَا الأَخبَارُ بِأَنّ الأَنصَارَ أَقعَدَت سَعداً لِتُبَايِعَهُ وَ أَنّ عُمَرَ جَاءَ بأِبَيِ‌ بَكرٍ فَبَايَعَهُ وَ سَبَقَ الأَنصَارُ بِالبَيعَةِ فَنَدِمَ عَلِيّ ع عَلَي تَفرِيطِهِ فِي أَمرِ البَيعَةِ وَ تَقَاعُدِهِ عَنهَا وَ أَنشَدَهُ العَبّاسُ قَولَ دُرَيدٍ


أَمَرتُهُم أمَريِ‌ بِمُنعَرَجِ اللّوَي   فَلَم يَستَبِينُوا النّصحَ إِلّا ضُحَي الغَدِ

صفحه : 330

56- وَ رَوَي الشّيخُ قُدّسَ سِرّهُ فِي تَلخِيصِ الشاّفيِ‌، عَن هِشَامِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي


صفحه : 331

مِخنَفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عُمرَةَ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّ النّبِيّص لَمّا قُبِضَ اجتَمَعَتِ الأَنصَارُ فِي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ فَقَالُوا نوُلَيّ‌ هَذَا الأَمرَ مِن بَعدِ مُحَمّدٍص سَعدَ بنَ عُبَادَةَ وَ أَخرَجُوا سَعداً إِلَيهِم وَ هُوَ مَرِيضٌ قَالَ فَلَمّا اجتَمَعُوا قَالَ لِابنِهِ أَو لِبَعضِ بنَيِ‌ عَمّهِ إنِيّ‌ لَا أَقدِرُ لشِكَواَي‌َ أَن أُسمِعَ القَومَ كُلّهُم كلَاَميِ‌ وَ لَكِن تَلَقّ منِيّ‌ قوَليِ‌ فَأَسمِعهُم فَكَانَ يَتَكَلّمُ وَ يَحفَظُ الرّجُلُ قَولَهُ فَيَرفَعُ بِهِ صَوتَهُ وَ يُسمِعُ بِهِ أَصحَابَهُ فَقَالَ بَعدَ أَن حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ إِنّ لَكُم سَابِقَةً فِي الدّينِ وَ فَضِيلَةً فِي الإِسلَامِ لَيسَت لِقَبِيلَةٍ مِنَ العَرَبِ إِنّ مُحَمّداًص لَبِثَ بِضعَ عَشرَةَ سَنَةً فِي قَومِهِ يَدعُوهُم إِلَي عِبَادَةِ الرّحمَنِ وَ خَلعِ الأَوثَانِ فَمَا آمَنَ بِهِ مِن قَومِهِ إِلّا رِجَالٌ قَلِيلٌ وَ اللّهِ مَا كَانُوا يَقدِرُونَ عَلَي أَن يَمنَعُوا رَسُولَهُ وَ لَا أَن يُعِزّوا دِينَهُ وَ لَا أَن يَدفَعُوا عَن أَنفُسِهِم ضَيماً عُمّوا بِهِ حَتّي إِذَا أَرَادَ بِكُم رَبّكُمُ الفَضِيلَةَ وَ سَاقَ إِلَيكُمُ الكَرَامَةَ وَ خَصّكُم بِالنّعمَةِ وَ رَزَقَكُمُ الإِيمَانَ بِهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ المَنعَ لَهُ وَ لِأَصحَابِهِ وَ الإِعزَازَ لَهُ وَ لِدِينِهِ وَ الجِهَادَ لِأَعدَائِهِ وَ كُنتُم أَشَدّ النّاسِ عَلَي عَدُوّهِ مِنهُم وَ أَثقَلَهُ[أَثقَلَهُم] عَلَي عَدُوّهِ مِن غَيرِكُم حَتّي استَقَامَتِ العَرَبُ لِأَمرِ اللّهِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ أَعطَي البَعِيدُ المَقَادَةَ صَاغِراً دَاخِراً وَ حَتّي أَثخَنَ اللّهُ لِرَسُولِهِ بِكُمُ الأَرضَ وَ دَانَت بِأَسيَافِكُم لَهُ العَرَبُ وَ تَوَفّاهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ هُوَ عَنكُم رَاضٍ وَ بِكُم قَرِيرُ عَينٍ استَبِدّوا بِهَذَا الأَمرِ دُونَ النّاسِ فَإِنّهُ لَكُم دُونَ النّاسِ فَأَجَابُوهُ بِأَجمَعِهِم بِأَن قَد وُفّقتَ فِي الرأّي‌ِ وَ أَصَبتَ فِي القَولِ وَ لَن نَعدُوَ مَا رَأَيتَ نُوَلّيكَ هَذَا الأَمرَ فَإِنّكَ فِينَا مُتّبَعٌ وَ لِصَالِحِ المُؤمِنِينَ رِضًا ثُمّ إِنّهُم تَرَادّوا الكَلَامَ فَقَالُوا فَإِن أَبَت مُهَاجِرَةُ قُرَيشٍ فَقَالُوا نَحنُ المُهَاجِرُونَ وَ صَحَابَةُ رَسُولِ اللّهِ الأَوّلُونَ وَ نَحنُ عَشِيرَتُهُ وَ أَولِيَاؤُهُ فَعَلَامَ تُنَازِعُونَنَا الأَمرَ مِن بَعدِهِ فَقَالَت طَائِفَةٌ مِنهُم فَإِنّا نَقُولُ إِذاً مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنكُم أَمِيرٌ وَ لَن نَرضَي بِدُونِ هَذَا أَبَداً فَقَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ حِينَ سَمِعَهَا هَذَا أَوّلُ الوَهنِ وَ أَتَي عُمَرَ الخَبَرُ فَأَقبَلَ إِلَي مَنزِلِ النّبِيّص فَأَرسَلَ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ أَبُو بَكرٍ


صفحه : 332

فِي الدّارِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع دَائِبٌ فِي جَهَازِ النّبِيّص فَأَرسَلَ إِلَي أَبِي بَكرٍ أَنِ اخرُج إلِيَ‌ّ فَأَرسَلَ إِلَيهِ أنَيّ‌ مُشتَغِلٌ فَأَرسَلَ إِلَيهِ أَنّهُ قَد حَدَثَ أَمرٌ لَا بُدّ لَكَ مِن حُضُورِهِ فَخَرَجَ إِلَيهِ فَقَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الأَنصَارَ قَدِ اجتَمَعَت فِي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ يُرِيدُونَ أَن يُوَلّوا هَذَا الأَمرَ سَعدَ بنَ عُبَادَةَ وَ أَحسَنُهُم مَقَالَةً مَن يَقُولُ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِن قُرَيشٍ أَمِيرٌ فَمَضَيَا مُسرِعَينِ نَحوَهُم فَلَقِيَا أَبَا عُبَيدَةَ فَتَمَاشَوا إِلَيهِم فَلَقِيَهُم عَاصِمُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ عُوَيمُ بنُ سَاعِدَةَ فَقَالَا لَهُم ارجِعُوا فَإِنّهُ لَا يَكُونُ إِلّا مَا تُحِبّونَ فَقَالُوا


صفحه : 333

لَا تَفعَل فَجَاءَهُم وَ هُم مُجتَمِعُونَ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ أَتَينَاهُم وَ قَد كُنتُ زَوّرتُ كَلَاماً


صفحه : 334

أَرَدتُ أَن أَقُومَ بِهِ فِيهِم فَلَمّا اندَفَعتُ إِلَيهِم ذَهَبتُ لأِبَتدَ‌ِئَ المَنطِقَ فَقَالَ لِي أَبُو بَكرٍ رُوَيداً حَتّي أَتَكَلّمَ ثُمّ انطِق بَعدُ مَا أَحبَبتَ فَنَطَقَ فَقَالَ عُمَرُ فَمَا شَيءٌ كُنتُ أُرِيدُ أَن أَقُولَ بِهِ إِلّا وَ قَد أَتَي بِهِ أَو زَادَ عَلَيهِ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ فَبَدَأَ أَبُو بَكرٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص رَسُولًا إِلَي خَلقِهِ وَ شَهِيداً عَلَي أُمّتِهِ لِيَعبُدُوا اللّهَ وَ يُوَحّدُوهُ وَ هُم يَعبُدُونَ مِن دُونِهِ آلِهَةً شَتّي يَزعُمُونَ أَنّهَا لِمَن عَبَدَهَا شَافِعَةٌ وَ لَهُم نَافِعَةٌ وَ إِنّمَا هيِ‌َ مِن حَجَرٍ مَنحُوتٍ وَ خَشَبٍ مَنجُورٍ ثُمّ قَرَأَوَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرّهُم وَ لا يَنفَعُهُم وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِندَ اللّهِ وَ قَالُواما نَعبُدُهُم إِلّا


صفحه : 335

لِيُقَرّبُونا إِلَي اللّهِ زُلفي

فَعَظُمَ عَلَي العَرَبِ أَن يَترُكُوا دِينَ آبَائِهِم فَخَصّ اللّهُ المُهَاجِرِينَ الأَوّلِينَ مِن قَومِهِ بِتَصدِيقِهِ وَ الإِيمَانِ بِهِ وَ المُوَاسَاةِ لَهُ وَ الصّبرِ مَعَهُ عَلَي شِدّةِ أَذَي قَومِهِم لَهُم وَ تَكذِيبِهِم إِيّاهُ وَ كُلّ النّاسِ لَهُم مُخَالِفٌ وَ عَلَيهِم زَارٍ فَلَم يَستَوحِشُوا لِقِلّةِ عَدَدِهِم وَ تَشَذّبِ النّاسِ عَنهُم وَ إِجمَاعِ قَومِهِم عَلَيهِم فَهُم أَوّلُ مَن عَبَدَ اللّهَ فِي الأَرضِ وَ آمَنَ بِاللّهِ وَ بِالرّسُولِ وَ هُم أَولِيَاؤُهُ وَ عَشِيرَتُهُ وَ أَحَقّ النّاسِ بِهَذَا الأَمرِ مِن بَعدِهِ وَ لَا يُنَازِعُهُم فِي ذَلِكَ إِلّا ظَالِمٌ وَ أَنتُم يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ مَن لَا يُنكَرُ فَضلُهُم فِي الدّينِ وَ لَا سَابِقَتُهُمُ العَظِيمَةُ فِي الإِسلَامِ رَضِيَكُمُ اللّهُ أَنصَاراً لِدِينِهِ وَ رَسُولِهِ وَ جَعَلَ إِلَيكُم هِجرَتَهَ وَ فِيكُم جُلّةُ أَزوَاجِهِ وَ أَصحَابِهِ وَ لَيسَ بَعدَ المُهَاجِرِينَ الأَوّلِينَ عِندَنَا بِمَنزِلَتِكُم فَنَحنُ الأُمَرَاءُ وَ أَنتُمُ الوُزَرَاءُ لَا تَفتَاتُونَ بِمَشُورَةٍ وَ لَا يُقضَي دُونَكُمُ الأُمُورُ فَقَامَ المُنذِرُ بنُ الحُبَابِ بنِ الجَمُوحِ هَكَذَا رَوَي الطبّرَيِ‌ّ وَ ألّذِي رَوَاهُ غَيرُهُ أَنّهُ الحُبَابُ بنُ المُنذِرِ فَقَالَ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ املِكُوا عَلَي أَيدِيكُم وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحواً مِمّا رَوَاهُ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ عَنِ الطبّرَيِ‌ّ إِلَي قَولِهِ فَقَامُوا إِلَيهِ فَبَايَعُوهُ فَانكَسَرَ عَلَي سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ عَلَي الخَزرَجِ مَا كَانُوا اجتَمَعُوا لَهُ مِن أَمرِهِم ثُمّ قَالَ قَالَ هِشَامٌ قَالَ أَبُو مِخنَفٍ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الخزُاَعيِ‌ّ أَنّ أَسلَمَ أَقبَلَت بِجَمَاعَتِهَا حَتّي تَضَايَقَت بِهِمُ السّكَكُ لِيُبَايِعُوا أَبَا بَكرٍ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ مَا هُوَ إِلّا أَن رَأَيتُ أَسلَمَ فَأَيقَنتُ بِالنّصرِ


صفحه : 336

قَالَ هِشَامٌ عَن أَبِي مِخنَفٍ قَالَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ فَأَقبَلَ النّاسُ مِن كُلّ جَانِبٍ يُبَايِعُونَ أَبَا بَكرٍ وَ كَادُوا يَطَئُونَ سَعدَ بنَ عُبَادَةَ فَقَالَ نَاسٌ مِن أَصحَابِ سَعدٍ اتّقُوا سَعداً لَا تَطَئُوهُ فَقَالَ عُمَرُ اقتُلُوهُ قَتَلَهُ اللّهُ ثُمّ قَامَ عَلَي رَأسِهِ فَقَالَ لَقَد هَمَمتُ أَن أَطَأَكَ حَتّي تَندُرَ عَضُدُكَ فَأَخَذَ قَيسُ بنُ سَعدٍ بِلِحيَةِ عُمَرَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ لَئِن حَصحَصتَ مِنهُ شَعرَةً مَا رَجَعتَ وَ فِي فِيكَ وَاضِحَةٌ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ مَهلًا يَا عُمَرُ الرّفقُ هَاهُنَا أَبلَغُ فَأَعرَضَ عَنهُ وَ قَالَ سَعدٌ أَمَا وَ اللّهِ لَو أَرَي مِن قُوّةٍ مَا أَقوَي عَلَي النّهُوضِ لَسَمِعتُم منِيّ‌ بِأَقطَارِهَا وَ سِكَكِهَا زَئِيراً يَحجُرُكَ وَ أَصحَابَكَ أَمَا وَ اللّهِ إِذاً لَأُلحِقَنّكَ بِقَومٍ كُنتَ فِيهِم تَابِعاً غَيرَ مَتبُوعٍ احملِوُنيِ‌ مِن هَذَا المَكَانِ فَحَمَلُوهُ فَأَدخَلُوهُ دَارَهُ وَ تُرِكَ أَيّاماً ثُمّ بُعِثَ إِلَيهِ أَن أَقبِل فَبَايِع فَقَد بَايَعَ النّاسُ وَ بَايَعَ قَومُكَ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ حَتّي أَرمِيَكُم بِمَا فِي كنِاَنتَيِ‌ مِن نَبلٍ وَ أَخضِبَ مِنكُم سِنَانَ رمُحيِ‌ وَ أَضرِبَكُم بسِيَفيِ‌ مَا مَلَكَتهُ يدَيِ‌ وَ أُقَاتِلَكُم بِأَهلِ بيَتيِ‌ وَ مَن أطَاَعنَيِ‌ مِن قوَميِ‌ وَ لَا أَفعَلُ وَ ايمُ اللّهِ لَو أَنّ الجِنّ اجتَمَعَت لَكُم مَعَ الإِنسِ مَا بَايَعتُكُم حَتّي أُعرَضَ عَلَي ربَيّ‌ وَ أَعلَمَ مَا حسِاَبيِ‌ فَلَمّا أتُيِ‌َ أَبُو بَكرٍ بِذَلِكَ قَالَ لَهُ عُمَرُ لَا تَدَعهُ حَتّي يُبَايِعَ فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ إِنّهُ قَد لَجّ وَ أَبَي فَلَيسَ يُبَايِعُكُم حَتّي يُقتَلَ وَ لَيسَ بِمَقتُولٍ حَتّي يُقتَلَ مَعَهُ وُلدُهُ وَ أَهلُ بَيتِهِ وَ طَائِفَةٌ مِن عَشِيرَتِهِ فَلَيسَ تَركُهُ بِضَارّكُم إِنّمَا هُوَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَرَكُوهُ وَ قَبِلُوا مَشُورَةَ بَشِيرِ بنِ سَعدٍ وَ استَنصَحُوهُ لِمَا بَدَا لَهُم مِنهُ وَ كَانَ سَعدٌ لَا يصُلَيّ‌


صفحه : 337

بِصَلَاتِهِم وَ لَا يَجمَعُ مَعَهُم وَ يَحُجّ وَ لَا يَحُجّ مَعَهُم وَ يُفِيضُ فَلَا يُفِيضُ مَعَهُم بِإِفَاضَتِهِم فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي هَلَكَ أَبُو بَكرٍ

57-أقول قال السيد رضي‌ الله عنه بعدإيراد هذاالخبر فهذا الخبر يتضمن من شرح أمر السقيفة ما فيه للناظرين معتبر ويستفيد الواقف عليه أشياء منها خلوه من احتجاج قريش علي الأنصار بجعل النبي ص الإمامة فيهم لأنه تضمن من احتجاجهم عليهم مايخالف ذلك وأنهم إنما ادعوا كونهم أحق بالأمر من حيث كانت النبوة فيهم و من حيث كانوا أقرب إلي النبي ص نسبا وأولهم له اتباعا ومنها أن الأمر إنما بني‌ في السقيفة علي المغالبة والمخالسة و أن كلا منهم كان يجذبه بما اتفق له و عن حق وباطل وقوي‌ وضعيف ومنها أن سبب ضعف الأنصار وقوة المهاجرين عليهم انحياز بشير بن سعد حسدا لسعد بن عبادة وانحياز الأوس بانحيازه عن الأنصار ومنها أن خلاف سعد وأهله وقومه كان باقيا لم يرجعوا عنه وإنما أقعدهم عن الخلاف فيه بالسيف قلة الناصر انتهي كلامه رفع الله مقامه

58- و قال ابن الأثير في الكامل ، لماتوفي‌ رسول الله ص اجتمع الأنصار في سقيفة بني‌ ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة فبلغ ذلك أبابكر فأتاهم ومعه عمر و أبوعبيدة بن الجراح فقال ما هذافقالوا منا أمير ومنكم أمير فقال أبوبكر منا الأمراء ومنكم الوزراء ثم قال أبوبكر قدرضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر و أبوعبيدة أمين هذه الأمة فقال عمر أيكم يطيب نفسه أن يُخَلّفَ قَدَمَينِ قَدّمَهُمَا


صفحه : 338

النبيّص فبايعه عمر وبايعه الناس فقالت الأنصار أوبعضهم لانبايع إلاعليا قال وتخلف عليّ وبنو هاشم والزبير وطلحة عن البيعة قال الزبير لاأغمد سيفي‌ حتي يبايع عليّ فقال عمر خذوا سيفه واضربوا به الحجر ثم أتاهم عمر فأخذهم للبيعة ثم ذكر مامر من قصة أبي سفيان والعباس

ثُمّ رَوَي عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ حَدِيثاً طَوِيلًا وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ لَمّا رَجَعَ عُمَرُ مِنَ الحَجّ إِلَي المَدِينَةِ جَلَسَ عَلَي المِنبَرِ وَ قَالَ بلَغَنَيِ‌ أَنّ قَائِلًا مِنكُم يَقُولُ لَو مَاتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ بَايَعتُ فُلَاناً فَلَا يَغُرّنّ امرَأً أَن يَقُولَ إِنّ بَيعَةَ أَبِي بَكرٍ كَانَت فَلتَةً فَقَد كَانَت كَذَلِكَ وَ لَكِنّ اللّهَ وَقَي شَرّهَا وَ لَيسَ مِنكُم مَن تَقَطّعُ إِلَيهِ الأَعنَاقُ مِثلَ أَبِي بَكرٍ وَ إِنّهُ كَانَ حَرِيّاً حِينَ توُفُيّ‌َ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ عَلِيّاً ع وَ الزّبَيرَ وَ مَن مَعَهُمَا تَخَلّفُوا عَنّا فِي بَيتِ فَاطِمَةَ ع وَ تَخَلّفَ عَنّا الأَنصَارُ وَ اجتَمَعَ المُهَاجِرُونَ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ سَاقَ قِصّةَ السّقِيفَةِ نَحواً مِمّا مَرّ

ثُمّ رَوَي عَن أَبِي عَمرَةَ الأنَصاَريِ‌ّ مِثلَ مَا أَخرَجنَاهُ مِن تَلخِيصِ الشاّفيِ‌ وَ سَاقَ الكَلَامَ إِلَي أَن قَالَ وَ قَالَ الزهّريِ‌ّ بقَيِ‌َ عَلِيّ ع وَ بَنُو هَاشِمٍ وَ الزّبَيرُ سِتّةَ أَشهُرٍ لَم يُبَايِعُوا أَبَا بَكرٍ حَتّي مَاتَت فَاطِمَةُ ع فَبَايَعُوهُ فَلَمّا كَانَ الغَدُ مِن بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ جَلَسَ عَلَي المِنبَرِ وَ بَايَعَهُ النّاسُ بَيعَةً عَامّةً انتَهَي

59- وَ قَالَ العَلّامَةُ قُدّسَ سِرّهُ فِي كِتَابِ كَشفِ الحَقّ،رَوَي الطبّرَيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ قَالَأَتَي عُمَرُ بنُ الخَطّابِ مَنزِلَ عَلِيّ ع فَقَالَ وَ اللّهِ لَأُحرِقَنّ عَلَيكُم أَو لَتَخرُجُنّ


صفحه : 339

لِلبَيعَةِ

وَ رَوَي الواَقدِيِ‌ّ أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ جَاءَ إِلَي عَلِيّ ع فِي عِصَابَةٍ فِيهِم أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ سَلَمَةُ بنُ أَسلَمَ فَقَالَ اخرُجُوا أَو لَنُحرِقَنّهَا عَلَيكُم

وَ رَوَي ابنُ خِنزَابَةَ فِي غُرَرِهِ قَالَ زَيدُ بنُ أَسلَمَ كُنتُ مِمّن حَمَلَ الحَطَبَ مَعَ عُمَرَ إِلَي بَابِ فَاطِمَةَ ع حِينَ امتَنَعَ عَلِيّ ع وَ أَصحَابُهُ عَنِ البَيعَةِ فَقَالَ عُمَرُ لِفَاطِمَةَ أخَرجِيِ‌ مَن فِي البَيتِ أَو لَأُحرِقَنّهُ وَ مَن فِيهِ قَالَ وَ فِي البَيتِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ النّبِيّص فَقَالَت فَاطِمَةُ ع أَ تُحرِقُ عَلِيّاً وَ ولُديِ‌ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ أَو لَيَخرُجَنّ وَ لَيُبَايِعَنّ

وَ قَالَ ابنُ عَبدِ رَبّهِ وَ هُوَ مِن أَعيَانِهِم فَأَمّا عَلِيّ ع وَ العَبّاسُ فَقَعَدَا فِي بَيتِ فَاطِمَةَ ع وَ قَالَ أَبُو بَكرٍ لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ إِن أَبَيَا فَقَاتِلهُمَا فَأَقبَلَ بِقَبَسٍ مِن نَارٍ عَلَي أَن يُضرِمَ عَلَيهِمَا النّارَ فَلَقِيَتهُ فَاطِمَةُ ع فَقَالَت يَا ابنَ الخَطّابِ أَ جِئتَ لِتُحرِقَ دَارَنَا قَالَ نَعَم


صفحه : 340

ونحوه روي مصنف كتاب المحاسن وأنفاس الجواهر انتهي مارواه العلامة رحمه الله تعالي

60- وَ رَوَي ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ فِي أَوّلِ المُجَلّدِ السّادِسِ مِن كِتَابِ السّقِيفَةِ لِأَحمَدَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَحمَدَ بنِ سَيّارٍ عَن سَعِيدِ بنِ كَثِيرٍ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّ النّبِيّص لَمّا قُبِضَ اجتَمَعَتِ الأَنصَارُ فِي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ فَقَالُوا إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد قُبِضَ فَقَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ لِابنِهِ قَيسٍ أَو لِبَعضِ بَنِيهِ إنِيّ‌ لَا أَستَطِيعُ أَن أُسمِعَ النّاسَ كلَاَميِ‌ لمِرَضَيِ‌ وَ لَكِن تَلَقّ منِيّ‌ قوَليِ‌ فَأَسمِعهُم فَكَانَ سَعدٌ يَتَكَلّمُ وَ يَسمَعُ ابنُهُ يَرفَعُ بِهِ صَوتَهُ لِيُسمِعَ قَومَهُ فَكَانَ مِن قَولِهِ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ أَن قَالَ. إِنّ لَكُم سَابِقَةً إِلَي الدّينِ وَ فَضِيلَةً فِي الإِسلَامِ لَيسَت لِقَبِيلَةٍ مِنَ العَرَبِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَبِثَ فِي قَومِهِ بِضعَ عَشرَةَ سَنَةً يَدعُوهُم إِلَي عِبَادَةِ الرّحمَنِ وَ خَلعِ الأَوثَانِ فَمَا آمَنَ بِهِ مِن قَومِهِ إِلّا قَلِيلٌ وَ اللّهِ مَا كَانُوا يَقدِرُونَ أَن يَمنَعُوا رَسُولَ اللّهِص وَ لَا يُعِزّوا دِينَهُ وَ لَا يَدفَعُوا عَنهُ عَدَاهُ حَتّي أَرَادَ اللّهُ بِكُم خَيرَ الفَضِيلَةِ وَ سَاقَ إِلَيكُمُ الكَرَامَةَ وَ خَصّكُم بِدِينِهِ وَ رَزَقَكُمُ الإِيمَانَ بِهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ الإِعزَازَ لِدِينِهِ وَ الجِهَادَ لِأَعدَائِهِ فَكُنتُم أَشَدّ النّاسِ عَلَي مَن تَخَلّفَ عَنهُ مِنكُم وَ أَثقَلَهُم عَلَي عَدُوّهِ مِن غَيرِكُم حَتّي استَقَامُوا لِأَمرِ اللّهِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ أَعطَي البَعِيدُ المَقَادَةَ بِأَسيَافِكُم صَاغِراً دَاحِضاً حَتّي أَنجَزَ اللّهُ لِنَبِيّكُمُ الوَعدَ وَ دَانَت لِأَسيَافِكُمُ العَرَبُ ثُمّ تَوَفّاهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ هُوَ عَنكُم رَاضٍ وَ بِكُم قَرِيرُ العَينِ فَشُدّوا أَيدِيَكُم بِهَذَا الأَمرِ فَإِنّكُم أَحَقّ النّاسِ وَ أَولَاهُم بِهِ.


صفحه : 341

فَأَجَابُوا جَمِيعاً أَن وُفّقتَ فِي الرأّي‌ِ وَ أَصَبتَ فِي القَولِ وَ لَن نَعدُوَ مَا أَمَرتَ نُوَلّيكَ هَذَا الأَمرَ فَأَنتَ لَنَا مَقنَعٌ[المَقنَعُ بفتح الميم العدل من الشهود يقال فُلَانٌ شَاهِدٌ مَقنَعٌ أَي رِضًا يُقنَعُ بِهِ] وَ لِصَالِحِ المُؤمِنِينَ رِضًي.


صفحه : 342

ثُمّ إِنّهُم تَرَادّوا الكَلَامَ بَينَهُم فَقَالُوا إِن أَبَت مُهَاجِرُو قُرَيشٍ فَقَالُوا نَحنُ المُهَاجِرُونَ وَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص الأَوّلُونَ وَ نَحنُ عَشِيرَتُهُ وَ أَولِيَاؤُهُ فَعَلَامَ تُنَازِعُونّا هَذَا الأَمرَ مِن بَعدِهِ.فَقَالَت طَائِفَةٌ مِنهُم إِذاً نَقُولَ مِنّا أَمِيرٌ وَ مِنكُم أَمِيرٌ لَن نَرضَي بِدُونِ هَذَا أَبَداً لَنَا فِي الإِيوَاءِ وَ النّصرَةِ مَا لَهُم فِي الهِجرَةِ وَ لَنَا فِي كِتَابِ اللّهِ مَا لَهُم فَلَيسُوا يَعُدّونَ شَيئاً إِلّا وَ نَعُدّ مِثلَهُ وَ لَيسَ مِن رَأيِنَا الِاستِيثَارُ عَلَيهِم فَمِنّا أَمِيرٌ وَ مِنهُم أَمِيرٌ. فَقَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ هَذَا أَوّلُ الوَهنِ. وَ أَتَي الخَبَرُ عُمَرَ فَأَتَي مَنزِلَ رَسُولِ اللّهِص فَوَجَدَ أَبَا بَكرٍ فِي الدّارِ وَ عَلِيّاً فِي جَهَازِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ ألّذِي أَتَاهُ بِالخَبَرِ مَعنَ بنَ عدَيِ‌ّ فَأَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ وَ قَالَ


صفحه : 343

قُم فَقَالَ عُمَرُ إنِيّ‌ عَنكَ مَشغُولٌ فَقَالَ إِنّهُ لَا بُدّ مِن قِيَامٍ فَقَامَ مَعَهُ فَقَالَ لَهُ إِنّ هَذَا الحيَ‌ّ مِنَ الأَنصَارِ قَدِ اجتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ مَعَهُم سَعدُ بنُ عُبَادَةَ يَدُورُونَ حَولَهُ أَنتَ المُرَجّي وَ نَجلُكَ المُرَجّي وَ ثَمّ أُنَاسٌ مِن أَشرَافِهِم وَ قَد خَشِيتُ الفِتنَةَ فَانظُر يَا عُمَرُ مَا ذَا تَرَي وَ اذكُر لِإِخوَتِكَ وَ احتَالُوا لِأَنفُسِكُم فإَنِيّ‌ أَنظُرُ إِلَي بَابِ فِتنَةٍ قَد فُتِحَ السّاعَةَ إِلّا أَن يُغلِقَهُ اللّهُ.فَفَزِعَ عُمَرُ أَشَدّ الفَزَعِ حَتّي أَتَي أَبَا بَكرٍ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ قُم فَقَالَ أَبُو بَكرٍ إنِيّ‌ عَنكَ مَشغُولٌ فَقَالَ عُمَرُ لَا بُدّ مِن قِيَامٍ وَ سَنَرجِعُ إِن شَاءَ اللّهُ فَقَامَ أَبُو بَكرٍ مَعَ عُمَرَ فَحَدّثَهُ الحَدِيثَ فَفَزِعَ أَبُو بَكرٍ أَشَدّ الفَزَعِ وَ خَرَجَا مُسرِعَينِ إِلَي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ وَ فِيهَا رِجَالٌ مِن أَشرَافِ الأَنصَارِ وَ مَعَهُم سَعدُ بنُ عُبَادَةَ وَ هُوَ مَرِيضٌ بَينَ أَظهُرِهِم فَأَرَادَ عُمَرُ أَن يَتَكَلّمَ وَ يُمَهّدَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ قَالَ خَشِيتُ أَن يَقصُرَ أَبُو بَكرٍ عَن بَعضِ الكَلَامِ فَلَمّا ابتَدَأَ عُمَرُ كَفّهُ أَبُو بَكرٍ وَ قَالَ عَلَي رِسلِكَ فَتَلَقّ الكَلَامَ ثُمّ تَكَلّم بَعدَ كلَاَميِ‌ بِمَا بَدَا لَكَ.فَتَشَهّدَ أَبُو بَكرٍ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ بَعَثَ مُحَمّداً بِالهُدَي وَ دِينِ الحَقّ فَدَعَا إِلَي الإِسلَامِ فَأَخَذَ اللّهُ بِقُلُوبِنَا وَ نَوَاصِينَا إِلَي مَا دَعَانَا إِلَيهِ وَ كُنّا مَعَاشِرَ المُهَاجِرِينَ أَوّلَ النّاسِ إِسلَاماً وَ النّاسُ لَنَا فِي ذَلِكَ تَبَعٌ وَ نَحنُ عَشِيرَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ أَوسَطُ العَرَبِ أَنسَاباً لَيسَ مِن قَبَائِلِ العَرَبِ قَبِيلَةٌ إِلّا وَ لِقُرَيشٍ فِيهَا وِلَادَةٌ وَ أَنتُم أَنصَارُ اللّهِ وَ أَنتُم نَصَرتُم رَسُولَ اللّهِص ثُمّ أَنتُم وُزَرَاءُ رَسُولِ اللّهِص وَ إِخوَانُنَا فِي كِتَابِ اللّهِ وَ شُرَكَاؤُنَا فِي الدّينِ وَ فِيمَا كُنّا فِيهِ مِن خَيرٍ فَأَنتُم أَحَبّ النّاسِ إِلَينَا وَ أَكرَمُهُم عَلَينَا وَ أَحَقّ النّاسِ بِالرّضَا بِقَضَاءِ اللّهِ وَ التّسلِيمِ لِمَا سَاقَ اللّهُ إِلَي إِخوَانِكُم مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ أَحَقّ النّاسِ أَن لَا تَحسُدُوهُم فَأَنتُمُ المُؤثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِم حِينَ الخَصَاصَةِ وَ أَحَقّ النّاسِ أَن لَا يَكُونَ


صفحه : 344

انتِقَاضُ هَذَا الأَمرِ وَ اختِلَاطُهُ عَلَي أَيدِيكُم وَ أَنَا أَدعُوكُم إِلَي أَبِي عُبَيدَةَ وَ عُمَرَ فَكِلَاهُمَا قَد رَضِيتُ لِهَذَا الأَمرِ وَ كِلَاهُمَا أَرَاهُ لَهُ أَهلًا. فَقَالَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ مَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِنَ النّاسِ أَن يَكُونَ فَوقَكَ أَنتَ صَاحِبُ الغَارِ ثاَنيِ‌ اثنَينِ وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِص بِالصّلَاةِ فَأَنتَ أَحَقّ النّاسِ بِهَذَا الأَمرِ فَقَالَ الأَنصَارُ وَ اللّهِ مَا نَحسُدُكُم عَلَي خَيرٍ سَاقَهُ اللّهُ إِلَيكُم وَ لَا أَحَدَ أَحَبّ إِلَينَا وَ لَا أَرضَي عِندَنَا مِنكُم وَ لَكُنّا نُشفِقُ مِمّا بَعدَ هَذَا اليَومِ وَ نَحذَرُ أَن يَغلِبَ عَلَي هَذَا الأَمرِ مَن لَيسَ مِنّا وَ لَا مِنكُم فَلَو جَعَلتُمُ اليَومَ رَجُلًا مِنكُم بَايَعنَا وَ رَضِينَا عَلَي أَنّهُ إِذَا هَلَكَ اختَرنَا وَاحِداً مِنَ الأَنصَارِ فَإِذَا هَلَكَ كَانَ آخَرُ مِنَ المُهَاجِرِينَ أَبَداً مَا بَقِيَت هَذِهِ الأُمّةُ كَانَ ذَلِكَ أَجدَرَ أَن يُعدَلَ[نَعدِلَ][ قوله أَن يُعدَلَ أي مَخَافَةَ أَن يُعدَلَ أي يُوجَدَ المَيلُ وَ الِانحِرَافُ] فِي أُمّةِ مُحَمّدٍص فَيُشفِقَ الأنَصاَريِ‌ّ أَن يَزِيغَ فَيَقبِضَ عَلَيهِ القرُشَيِ‌ّ وَ يُشفِقَ القرُشَيِ‌ّ أَن يَزِيغَ فَيَقبِضَ عَلَيهِ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَامَ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا بُعِثَ عَظُمَ عَلَي العَرَبِ أَن يَترُكُوا دِينَ آبَائِهِم فَخَالَفُوهُ وَ شَاقّوهُ وَ خَصّ اللّهُ المُهَاجِرِينَ الأَوّلِينَ بِتَصدِيقِهِ وَ الإِيمَانِ بِهِ وَ المُوَاسَاةِ لَهُ وَ الصّبرِ مَعَهُ عَلَي شِدّةِ أَذَي قَومِهِ وَ لَم يَستَوحِشُوا لِكَثرَةِ عَدُوّهِم فَهُم أَوّلُ مَن عَبَدَ اللّهَ فِي الأَرضِ وَ هُم أَوّلُ مَن آمَنَ بِرَسُولِ اللّهِ وَ هُم أَولِيَاؤُهُ وَ عِترَتُهُ وَ أَحَقّ النّاسِ بِالأَمرِ بَعدَهُ لَا يُنَازِعُهُم فِيهِ إِلّا ظَالِمٌ وَ لَيسَ أَحَدٌ بَعدَ المُهَاجِرِينَ يُعَدّ فَضلًا وَ قَدَماً فِي الإِسلَامِ مِثلَكُم فَنَحنُ الأُمَرَاءُ وَ أَنتُمُ الوُزَرَاءُ لَا نَفتَاتُ دُونَكُم بِمَشُورَةٍ وَ لَا نقَضيِ‌ دُونَكُمُ الأُمُورَ.فَقَامَ الحُبَابُ بنُ المُنذِرِ بنِ الجَمُوحِ فَقَالَ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ املِكُوا عَلَيكُم أَيدِيَكُم إِنّمَا النّاسُ فِي فَيئِكُم وَ ظِلّكُم وَ لَن يجَترَ‌ِئَ مجُترَ‌ِئٌ عَلَي خِلَافِكُم وَ لَا يَصدُرُ النّاسُ إِلّا عَن أَمرِكُم أَنتُم أَهلُ الإِيوَاءِ وَ النّصرَةِ وَ إِلَيكُم كَانَتِ الهِجرَةُ وَ أَنتُم أَصحَابُ الدّارِ وَ الإِيمَانِ وَ اللّهِ مَا عُبِدَ اللّهُ عَلَانِيَةً إِلّا عِندَكُم وَ فِي بِلَادِكُم وَ لَا جُمِعَتِ الصّلَاةُ إِلّا فِي مَسَاجِدِكُم وَ لَا عُرِفَ الإِيمَانُ إِلّا مِن أَسيَافِكُم فَاملِكُوا عَلَيكُم أَمرَكُم فَإِن أَبَي هَؤُلَاءِ إِلّا مَا سَمِعتُم فَمِنّا أَمِيرٌ وَ مِنهُم أَمِيرٌ.


صفحه : 345

فَقَالَ عُمَرٌ هَيهَاتَ لَا يَجتَمِعُ سَيفَانِ فِي غِمدٍ إِنّ العَرَبَ لَا تَرضَي أَن تُؤَمّرَكُم وَ نَبِيّهَا مِن غَيرِكُم وَ لَيسَ تَمتَنِعُ العَرَبُ أَن توُلَيّ‌َ أَمرَهَا مَن كَانَتِ النّبُوّةُ فِيهِم وَ أَوّلُ الأَمرِ مِنهُم لَنَا بِذَلِكَ الحُجّةُ الظّاهِرَةُ عَلَي مَن خَالَفَنَا وَ السّلطَانُ المُبِينُ عَلَي مَن نَازَعَنَا مَن ذَا يُخَاصِمُنَا فِي سُلطَانِ مُحَمّدٍ وَ مِيرَاثِهِ وَ نَحنُ أَولِيَاؤُهُ وَ عَشِيرَتُهُ إِلّا مُدِلّ بِبَاطِلٍ أَو مُتَجَانِفٌ لِإِثمٍ أَو مُتَوَرّطٌ فِي هَلَكَةٍ.فَقَامَ الحُبَابُ وَ قَالَ يَا مَعَاشِرَ الأَنصَارِ لَا تَسمَعُوا مَقَالَةَ هَذَا وَ أَصحَابِهِ فَيَذهَبُوا بِنَصِيبِكُم مِنَ الأَمرِ فَإِن أَبَوا عَلَيكُم مَا أَعطَيتُمُوهُم فَأَجلُوهُم عَن بِلَادِكُم وَ تَوَلّوا هَذَا الأَمرَ عَلَيهِم فَأَنتُم أَولَي النّاسِ بِهَذَا الأَمرِ إِنّهُ دَانَ لِهَذَا الأَمرِ بِأَسيَافِكُم مَن لَم يَكُن يَدِينُ لَهُ أَنَا جُذَيلُهَا المُحَكّكُ وَ عُذَيقُهَا المُرَجّبُ إِن شِئتُم لَنُعِيدَنّهَا جَذَعَةً وَ اللّهِ لَا يَرُدّ أَحَدٌ عَلَيّ مَا أَقُولُ إِلّا حَطَمتُ أَنفَهُ بِالسّيفِ. قَالَ فَلَمّا رَأَي بَشِيرُ بنُ سَعدٍ الخزَرجَيِ‌ّ مَا اجتَمَعَت عَلَيهِ الأَنصَارُ مِن أَمرِ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ وَ كَانَ حَاسِداً لَهُ وَ كَانَ مِن سَادَةِ الخَزرَجِ قَامَ فَقَالَ أَيّهَا الأَنصَارُ إِنّا وَ إِن كُنّا ذوَيِ‌ سَابِقَةٍ فَإِنّا لَم نُرِد بِجِهَادِنَا وَ إِسلَامِنَا إِلّا رِضَي رَبّنَا وَ طَاعَةَ نَبِيّنَا وَ لَا ينَبغَيِ‌ لَنَا أَن نَستَظهِرَ بِذَلِكَ عَلَي النّاسِ وَ لَا نبَتغَيِ‌ بِهِ عِوَضاً مِنَ الدّنيَا إِنّ مُحَمّداً رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ وَ قَومُهُ أَحَقّ بِمِيرَاثِ أَمرِهِ وَ ايمُ اللّهِ لَا يرَاَنيِ‌ اللّهُ أُنَازِعُهُم هَذَا الأَمرَ فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا تُنَازِعُوهُم وَ لَا تُخَالِفُوهُم.فَقَامَ أَبُو بَكرٍ وَ قَالَ هَذَا عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بَايِعُوا أَيّهُمَا شِئتُم فَقَالَا وَ اللّهِ لَا نَتَوَلّي هَذَا الأَمرَ عَلَيكَ وَ أَنتَ أَفضَلُ المُهَاجِرِينَ وَ ثاَنيِ‌ اثنَينِ وَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِص عَلَي الصّلَاةِ وَ الصّلَاةُ أَفضَلُ الدّينِ ابسُط يَدَكَ نُبَايِعكَ


صفحه : 346

فَلَمّا بَسَطَ يَدَهُ وَ ذَهَبَا يُبَايِعَانِهِ سَبَقَهُمَا إِلَيهِ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ فَبَايَعَهُ.فَنَادَاهُ الحُبَابُ بنُ المُنذِرِ يَا بَشِيرُ عَقّتكَ عِقَاقٌ[ أي شَقّتكَ سُيُوفٌ وعِقَاقٌ جمع عَقِيقَةٍ ككِرَامٍ في كَرِيمَةٍ وطِوَالٍ في طَوِيلَةٍ وهي‌ البرق شَبّهَ السيوفَ بالبُرُوقِ في لَمَعانِها] وَ اللّهِ مَا اضطَرّكَ إِلَي هَذَا إِلّا الحَسَدُ لِابنِ عَمّكَ فَلَمّا رَأَتِ الأَوسُ أَنّ رَئِيساً مِن رُؤَسَاءِ الخَزرَجِ قَد بَايَعَ قَامَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ هُوَ رَئِيسُ الأَوسِ فَبَايَعَ حَسَداً لِسَعدٍ أَيضاً وَ مُنَافَسَةً لَهُ أَن يلَيِ‌َ الأَمرَ فَبَايَعَتِ الأَوسُ كُلّهَا لَمّا بَايَعَ أُسَيدٌ. وَ حُمِلَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ وَ هُوَ مَرِيضٌ فَأُدخِلَ إِلَي مَنزِلِهِ فَامتَنَعَ مِنَ البَيعَةِ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ فِيمَا بَعدَهُ وَ أَرَادَ عُمَرُ أَن يُكرِهَهُ عَلَيهَا فَأُشِيرَ عَلَيهِ أَن لَا يَفعَلَ وَ أَنّهُ لَا يُبَايِعُ حَتّي يُقتَلَ وَ أَنّهُ لَا يُقتَلُ حَتّي يُقتَلَ أَهلُهُ وَ لَا يُقتَلُ أَهلُهُ حَتّي يُقتَلَ الخَزرَجُ كُلّهَا وَ إِن حُورِبَتِ الخَزرَجُ كَانَتِ الأَوسُ مَعَهَا وَ فَسَدَ الأَمرُ فَتَرَكُوهُ فَكَانَ لَا يصُلَيّ‌ بِصَلَاتِهِم وَ لَا يُجَمّعُ[ أَي لَا يَحضُرُ الجُمُعَةَ]بِجَمَاعَتِهِم وَ لَا يقَضيِ‌ بِقَضَائِهِم وَ لَو وَجَدَ أَعوَاناً لَضَارَبَهُم وَ لَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي مَاتَ أَبُو بَكرٍ ثُمّ لقَيِ‌َ عُمَرَ فِي خِلَافَتِهِ وَ هُوَ عَلَي فَرَسٍ وَ عُمَرُ عَلَي بَعِيرٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ هَيهَاتَ يَا سَعدُ فَقَالَ سَعدٌ هَيهَاتَ يَا عُمَرُ فَقَالَ أَنتَ صَاحِبُ مَن أَنتَ صَاحِبُهُ قَالَ نَعَم أَنَا ذَاكَ ثُمّ قَالَ لِعُمَرَ وَ اللّهِ مَا جاَورَنَيِ‌ أَحَدٌ هُوَ أَبغَضُ إلِيَ‌ّ جِوَاراً مِنكَ قَالَ عُمَرُ فَإِنّهُ مَن كَرِهَ جِوَارَ رَجُلٍ انتَقَلَ عَنهُ فَقَالَ سَعدٌ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن أُخَلّيَهَا لَكَ عَاجِلًا إِلَي جِوَارِ مَن هُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ جِوَاراً مِنكَ وَ مِن أَصحَابِكَ فَلَم يَلبَث سَعدٌ بَعدَ ذَلِكَ إِلّا قَلِيلًا حَتّي خَرَجَ إِلَي الشّامِ فَمَاتَ فِيهَا


صفحه : 347

وَ لَم يُبَايِع لِأَحَدٍ لَا لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ لَا لِعُمَرَ وَ لَا لِغَيرِهِمَا. قَالَ وَ كَثُرَ النّاسُ عَلَي أَبِي بَكرٍ فَبَايَعَهُ مُعظَمُ المُسلِمِينَ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ اجتَمَعَت بَنُو هَاشِمٍ إِلَي بَيتِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَعَهُمُ الزّبَيرُ وَ كَانَ يَعُدّ نَفسَهُ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ كَانَ عَلِيّ يَقُولُ مَا زَالَ الزّبَيرُ مِنّا أَهلَ البَيتِ حَتّي نَشَأَ بَنُوهُ فَصَرَفُوهُ عَنّا وَ اجتَمَعَت بَنُو أُمَيّةَ إِلَي عُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ اجتَمَعَت بَنُو زُهرَةَ إِلَي


صفحه : 348

سَعدٍ وَ عَبدِ الرّحمَنِ فَأَقبَلَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَيدَةَ فَقَالَ مَا لِي أَرَاكُم حَلَقاً قُومُوا فَبَايِعُوا أَبَا بَكرٍ فَقَد بَايَعَ لَهُ النّاسُ وَ بَايَعَهُ الأَنصَارُ فَقَامَ عُثمَانُ وَ مَن مَعَهُ وَ قَامَ سَعدٌ وَ عَبدُ الرّحمَنِ وَ مَن مَعَهُمَا فَبَايَعُوا أَبَا بَكرٍ وَ ذَهَبَ عُمَرُ وَ مَعَهُ عِصَابَةٌ إِلَي بَيتِ فَاطِمَةَ ع مَعَهُم أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ سَلَمَةُ بنُ أَسلَمَ فَقَالَ لَهُمُ انطَلِقُوا فَبَايِعُوا فَأَبَوا عَلَيهِ وَ خَرَجَ الزّبَيرُ بِسَيفِهِ فَقَالَ عُمَرُ عَلَيكُمُ الكَلبَ فَوَثَبَ عَلَيهِ سَلَمَةُ بنُ أَسلَمَ فَأَخَذَ السّيفَ مِن يَدِهِ فَضَرَبَ بِهِ الجِدَارَ ثُمّ انطَلَقُوا بِهِ وَ بعِلَيِ‌ّ وَ مَعَهُمَا بَنُو هَاشِمٍ وَ عَلِيّ ع يَقُولُ أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِص حَتّي انتَهَوا بِهِ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقِيلَ لَهُ بَايِع فَقَالَ أَنَا أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنكُم لَا أُبَايِعُكُم وَ أَنتُم أَولَي بِالبَيعَةِ لِي أَخَذتُم هَذَا الأَمرَ مِنَ الأَنصَارِ وَ احتَجَجتُم عَلَيهِم بِالقَرَابَةِ مِن رَسُولِ اللّهِص فَأَعطَوكُمُ المَقَادَةَ وَ سَلّمُوا إِلَيكُمُ الإِمَارَةَ وَ أَنَا أَحتَجّ عَلَيكُم بِمِثلِ مَا احتَجَجتُم بِهِ عَلَي الأَنصَارِ فَأَنصِفُونَا إِن كُنتُم تَخَافُونَ اللّهَ مِن أَنفُسِكُم وَ اعرِفُوا لَنَا مِنَ الأَمرِ مِثلَ مَا عَرَفَتِ الأَنصَارُ لَكُم وَ إِلّا فَبُوءُوا بِالظّلمِ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ. فَقَالَ عُمَرُ إِنّكَ لَستَ مَترُوكاً حَتّي تُبَايِعَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع احلِب يَا عُمَرُ حَلباً لَكَ شَطرُهُ اشدُد لَهُ اليَومَ أَمرَهُ لِيَرُدّ عَلَيكَ غَداً لَا وَ اللّهِ لَا أَقبَلُ قَولَكَ وَ لَا أُبَايِعُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ فَإِن لَم تبُاَيعِنيِ‌ لَم أُكرِهكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيدَةَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّكَ حَدَثُ السّنّ وَ هَؤُلَاءِ مَشِيخَةُ قُرَيشٍ قَومِكَ لَيسَ لَكَ مِثلُ تَجرِبَتِهِم وَ مَعرِفَتِهِم بِالأُمُورِ وَ لَا أَرَي أَبَا بَكرٍ إِلّا أَقوَي عَلَي هَذَا الأَمرِ مِنكَ وَ أَشَدّ احتِمَالًا لَهُ وَ اضطِلَاعاً بِهِ فَسَلّم لَهُ هَذَا الأَمرَ وَ ارضَ بِهِ فَإِنّكَ إِن تَعِش وَ يَطُل عُمُرُكَ فَأَنتَ لِهَذَا الأَمرِ خَلِيقٌ وَ بِهِ حَقِيقٌ فِي فَضلِكَ وَ قَرَابَتِكَ وَ سَابِقَتِكَ وَ جِهَادِكَ. فَقَالَ عَلِيّ ع يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ اللّهَ اللّهَ لَا تُخرِجُوا سُلطَانَ مُحَمّدٍ عَن


صفحه : 349

دَارِهِ وَ بَيتِهِ إِلَي بُيُوتِكُم وَ دُورِكُم وَ لَا تَدفَعُوا أَهلَهُ عَن مَقَامِهِ فِي النّاسِ وَ حَقّهِ فَوَ اللّهِ يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ لَنَحنُ أَهلَ البَيتِ أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنكُم أَ مَا كَانَ مِنّا القاَريِ‌ لِكِتَابِ اللّهِ الفَقِيهُ فِي دِينِ اللّهِ العَالِمُ بِالسّنّةِ المُضطَلِعُ بِأَمرِ الرّعِيّةِ وَ اللّهِ إِنّهُ لَفِينَا فَلَا تَتّبِعُوا الهَوَي فَتَزدَادُوا مِنَ الحَقّ بُعداً. فَقَالَ بَشِيرُ بنُ سَعدٍ لَو كَانَ هَذَا الكَلَامُ سَمِعَتهُ مِنكَ الأَنصَارُ يَا عَلِيّ قَبلَ بَيعَتِهِم لأِبَيِ‌ بَكرٍ مَا اختَلَفَ عَلَيكَ اثنَانِ وَ لَكِنّهُم قَد بَايَعُوا وَ انصَرَفَ عَلِيّ ع إِلَي مَنزِلِهِ وَ لَم يُبَايِع وَ لَزِمَ بَيتَهُ حَتّي مَاتَت فَاطِمَةُ ع فَبَايَعَ ..

ثم قال ابن أبي الحديد هذاالحديث يدل علي أن الخبر المروي‌ في أبي بكر


صفحه : 350

في صحيحي‌ البخاري‌ ومسلم غيرصحيح و هو مَا روُيِ‌َ مِن قَولِهِ ع لِعَائِشَةَ فِي مَرَضِهِ


صفحه : 351

ادعيِ‌ لِي أَبَاكِ وَ أَخَاكِ حَتّي أَكتُبَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ كِتَاباً فإَنِيّ‌ أَخَافُ أَن يَقُولَ قَائِلٌ أَو يَتَمَنّي مُتَمَنّ وَ يَأبَي اللّهُ وَ المُؤمِنُونَ إِلّا أَبَا بَكرٍ.

ثُمّ رَوَي مِن كِتَابِ السّقِيفَةِ لِأَحمَدَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ


صفحه : 352

إِسحَاقَ عَنِ ابنِ عُفَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ عَلِيّاً ع حَمَلَ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا عَلَي حِمَارٍ وَ سَارَ بِهَا لَيلًا إِلَي بُيُوتِ الأَنصَارِ يَسأَلُهُمُ النّصرَةَ وَ تَسأَلُهُم فَاطِمَةُ ع الِانتِصَارَ لَهُ فَكَانُوا يَقُولُونَ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ قَد مَضَت بَيعَتُنَا لِهَذَا الرّجُلِ لَو كَانَ ابنُ عَمّكِ سَبَقَ إِلَينَا أَبَا بَكرٍ مَا عَدَلنَاهُ بِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع أَ كُنتُ أَترُكُ رَسُولَ اللّهِ مَيتاً فِي بَيتِهِ لَا أُجَهّزُهُ وَ أَخرُجُ إِلَي النّاسِ أُنَازِعُهُم فِي سُلطَانِهِ وَ قَالَت فَاطِمَةُ مَا صَنَعَ أَبُو الحَسَنِ إِلّا مَا كَانَ ينَبغَيِ‌ لَهُ وَ صَنَعُوا هُم مَا اللّهُ حَسِيبُهُم عَلَيهِ.

وَ رَوَي أَيضاً مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَن عُمَرَ بنِ شَبّةَ عَن أَبِي قَبِيصَةَ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ النّبِيّص وَ جَرَي فِي السّقِيفَةِ مَا جَرَي تَمَثّلَ عَلِيّ


وَ أَصبَحَ أَقوَامٌ يَقُولُونَ مَا اشتَهَوا.   وَ يَطغَونَ لَمّا غَالَ زَيداً غَوَائِلُهُ.

وَ قَالَ وَ رَوَي الزّبَيرُ بنُ بَكّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ أَنّ أَبَا بَكرٍ لَمّا بُويِعَ افتَخَرَت تَيمُ بنُ مُرّةَ قَالَ وَ كَانَ عَامّةُ المُهَاجِرِينَ وَ جُلّ الأَنصَارِ لَا يَشُكّونَ أَنّ عَلِيّاً ع هُوَ صَاحِبُ الأَمرِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الفَضلُ بنُ عَبّاسٍ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ وَ خُصُوصاً يَا بنَيِ‌ تَيمٍ إِنّكُم إِنّمَا أَخَذتُمُ الخِلَافَةَ بِالنّبُوّةِ وَ نَحنُ أَهلُهَا دُونَكُم وَ لَو طَلَبنَا هَذَا الأَمرَ ألّذِي نَحنُ أَهلُهُ لَكَانَت كَرَاهَةُ النّاسِ لَنَا أَعظَمَ مِن كَرَاهَتِهِم لِغَيرِنَا حَسَداً مِنهُم لَنَا وَ حِقداً عَلَينَا وَ إِنّا لَنَعلَمُ أَنّ عِندَ صَاحِبِنَا عَهداً هُوَ ينَتهَيِ‌ إِلَيهِ.

و قال بعض ولد أبي لهب بن عبدالمطلب شعرا


مَا كُنتُ أَحسَبُ أَنّ الأَمرَ مُنصرِفٌ.   عَن هَاشِمٍ ثُمّ مِنهَا عَن أَبِي حَسَنٍ.

أَ لَيسَ أَوّلَ مَن صَلّي لِقِبلَتِكُم.   وَ أَعلَمَ النّاسِ بِالآثَارِ وَ السّنَنِ.

وَ أَقرَبَ النّاسِ عَهداً باِلنبّيِ‌ّ وَ مَن.   جِبرِيلُ عَونٌ لَهُ فِي الغُسلِ وَ الكَفَنِ.

مَن فِيهِ مَا فِيهِم لَا يَمتَرُونَ بِهِ.   وَ لَيسَ فِي القَومِ مَا فِيهِ مِنَ الحَسَنِ.

صفحه : 353


مَا ذَا ألّذِي رَدّهُم عَنهُ فَنَعلَمَهُ.   هَا إِنّ ذَا غَبَنٌ مِن أَعظَمِ الغَبَنِ.

قَالَ الزّبَيرُ فَبَعَثَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ نَهَاهُ وَ أَمَرَهُ أَن لَا يَعُودَ وَ قَالَ سَلَامَةُ الدّينِ أَحَبّ إِلَينَا مِن غَيرِهِ.

ثُمّ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ وَ رَوَي البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ فِي الصّحِيحَينِ بِإِسنَادِهِمَا إِلَي عَائِشَةَ أَنّ فَاطِمَةَ وَ العَبّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكرٍ يَلتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنَ النّبِيّص وَ هُمَا يَطلُبَانِ أَرضَهُ مِن فَدَكَ وَ سَهمَهُ مِن خَيبَرَ فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكرٍ إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّا مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ لَا نُورِثُ مَا تَرَكنَاهُ صَدَقَةٌ إِنّمَا يَأكُلُ آلُ مُحَمّدٍ مِن هَذَا المَالِ وَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَا أَدَعُ أَمراً رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يَصنَعُهُ إِلّا صَنَعتُهُ فَهَجَرَتهُ فَاطِمَةُ وَ لَم تُكَلّمهُ فِي ذَلِكَ حَتّي مَاتَت فَدَفَنَهَا عَلِيّ ع لَيلًا وَ لَم يُؤذِن بِهَا أَبَا بَكرٍ وَ كَانَ لعِلَيِ‌ّ وَجهٌ مِنَ النّاسِ حَيَاةَ فَاطِمَةَ فَلَمّا تُوُفّيَت فَاطِمَةُ ع انصَرَفَت وُجُوهُ النّاسِ عَن عَلِيّ ع فَمَكَثَت فَاطِمَةُ ع سِتّةَ أَشهُرٍ ثُمّ تُوُفّيَت فَقَالَ رَجُلٌ للِزهّريِ‌ّ وَ هُوَ الراّويِ‌ لِهَذَا الخَبَرِ عَن عَائِشَةَ فَلَم يُبَايِعهُ إِلَي سِتّةِ أَشهُرٍ قَالَ وَ لَا أَحَدٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ حَتّي بَايَعَهُ عَلِيّ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ ضَرَعَ إِلَي مُبَايَعَةِ أَبِي بَكرٍ فَأَرسَلَ إِلَي أَبِي بَكرٍ أَنِ ائتِنَا وَ لَا يَأتِنَا مَعَكَ أَحَدٌ وَ كَرِهَ أَن يَأتِيَهُ عُمَرُ لِمَا عَرَفَ مِن شِدّتِهِ فَقَالَ عُمَرُ لَا تَأتِهِم وَحدَكَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ وَ اللّهِ لَآتِيَنّهُم وحَديِ‌ وَ مَا عَسَي أَن يَصنَعُوا بيِ‌ فَانطَلَقَ حَتّي دَخَلَ عَلَي عَلِيّ ع وَ قَد جَمَعَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ عِندَهُ فَقَامَ عَلِيّ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّا لَم يَمنَعنَا أَن نُبَايِعَكَ يَا أَبَا بَكرٍ إِنكَارٌ لِفَضلِكَ وَ لَا نَفَاسَةٌ لِخَيرٍ سَاقَهُ اللّهُ إِلَيكَ وَ لَكِنّا كُنّا نَرَي أَنّ لَنَا فِي هَذَا الأَمرِ حَقّاً فَاستَبدَدتُم بِهِ عَلَينَا وَ ذَكَرَ قَرَابَتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ حَقّهُ فَلَم يَزَل يَذكُرُ ذَلِكَ حَتّي بَكَي أَبُو بَكرٍ.


صفحه : 354

فَلَمّا صَمَتَ عَلِيّ ع تَشَهّدَ أَبُو بَكرٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدَ فَقَرَابَةُ رَسُولِ اللّهِص أَحَبّ إلِيَ‌ّ أَن أَصِلَهَا مِن قرَاَبتَيِ‌ وَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا آلُوكُم مِن هَذِهِ الأَموَالِ التّيِ‌ كَانَت بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم إِلّا الخَيرَ وَ لكَنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا نُورِثُ مَا تَرَكنَاهُ صَدَقَةٌ وَ إِنّمَا يَأكُلُ آلُ مُحَمّدٍص فِي هَذَا المَالِ وَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَا أَترُكُ أَمراً صَنَعَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلّا صَنَعتُهُ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ عَلِيّ ع مَوعِدُكَ العَشِيّةُ لِلبَيعَةِ فَلَمّا صَلّي أَبُو بَكرٍ الظّهرَ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ ثُمّ عَذّرَ عَلِيّاً بِبَعضِ مَا اعتَذَرَ بِهِ ثُمّ قَامَ عَلِيّ ع فَعَظّمَ مِن حَقّ أَبِي بَكرٍ وَ ذَكَرَ فَضلَهُ وَ سَابِقَتَهُ ثُمّ مَضَي إِلَي أَبِي بَكرٍ فَبَايَعَهُ فَأَقبَلَ النّاسُ إِلَي عَلِيّ فَقَالُوا أَصَبتَ وَ أَحسَنتَ

69-أَقُولُ رَوَي أَبُو مُحَمّدِ بنُ مُسلِمِ بنِ قُتَيبَةَ مِن أَعَاظِمِ عُلَمَاءِ المُخَالِفِينَ وَ مُؤَرّخُهُم فِي تَارِيخِهِ المَشهُورِ عَن أَبِي عُفَيرٍ عَن أَبِي عَونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأنَصاَريِ‌ّ قِصّةَ السّقِيفَةِ بِطُولِهَا نَحواً مِمّا رَوَاهُ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ مِن كِتَابِ السّقِيفَةِ إِلّا أَنّهُ قَالَ مَكَانَ بَشِيرِ بنِ سَعدٍ قَيسَ بنَ سَعدٍ فَسَاقَ الكَلَامَ إِلَي قَولِهِ فَلَمّا ذَهَبَا أَي أَبُو عُبَيدَةَ وَ عُمَرُ يُبَايِعَانِهِ سَبَقَهُمَا إِلَيهِ قَيسُ بنُ سَعدٍ فَبَايَعَهُ فَنَادَي الحُبَابُ بنُ المُنذِرِ يَا قَيسَ بنَ سَعدٍ عَاقَكَ عَائِقٌ مَا اضطَرّكَ إِلَي مَا صَنَعتَ حَسَدتَ ابنَ عَمّكَ عَلَي الإِمَارَةِ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ‌ كَرِهتُ أَن أُنَازِعَ قَوماً حَقّاً هُوَ لَهُم فَلَمّا رَأَتِ الأَوسُ مَا صَنَعَ قَيسٌ وَ هُوَ سَيّدُ الخَزرَجِ وَ مَا دُعُوا إِلَيهِ مِن قُرَيشٍ وَ مَا يَطلُبُ الخَزرَجُ مِن تَأمِيرِ سَعدٍ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ وَ فِيهِم أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ اللّهِ لَئِن وَلّيتُمُوهَا سَعداً عَلَيكُم مَرّةً وَاحِدَةً لَا زَالَت لَهُم بِذَلِكَ عَلَيكُمُ الفَضِيلَةُ وَ لَا جَعَلُوا لَكُم فِيهَا نَصِيباً أَبَداً فَقُومُوا فَبَايِعُوا أَبَا بَكرٍ فَقَامُوا إِلَيهِ فَبَايَعُوهُ فَقَامَ الحُبَابُ إِلَي سَيفِهِ فَأَخَذَهُ فَبَادَرُوا إِلَيهِ فَأَخَذُوا سَيفَهُ وَ جَعَلَ يَضرِبُ بِثَوبِهِ وُجُوهَهُم حَتّي فَرَغُوا مِنَ البَيعَةِ فَقَالَ فَعَلتُمُوهَا يَا مَعشَرَ


صفحه : 355

الأَنصَارِ أَمَا وَ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ بِأَبنَائِكُم عَلَي أَبوَابِ أَبنَائِهِم قَد وُقِفُوا يَسأَلُونَهُم بِأَكُفّهِم لَا يَسقُونَهُمُ المَاءَ. وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ فَقَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ أَمَا لَو أَنّ لِي مَا أَقوَي بِهِ عَلَي النّهُوضِ لَسَمِعتُم فِي أَقطَارِهَا وَ سِكَكِهَا زَئِيراً يُخرِجُكَ وَ أَصحَابَكَ وَ لَأَلحَقتُكَ بِقَومٍ كُنتَ فِيهِم تَابِعاً غَيرَ مَتبُوعٍ خَامِلًا غَيرَ عَزِيزٍ. ثُمّ ذَكَرَ أَنّ سَعداً لَم يُبَايِع وَ كَانَ لَا يصُلَيّ‌ بِصَلَاتِهِم وَ لَا يُجَمّعُ بِجُمَعِهِم وَ لَا يُفِيضُ بِإِفَاضَتِهِم وَ لَو يَجِدُ عَلَيهِم أَعوَاناً لَصَالَ بِهِم وَ لَو تَابَعَهُ أَحَدٌ عَلَي قِتَالِهِم لَقَاتَلَهُم فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي هَلَكَ أَبُو بَكرٍ وَ ولُيّ‌َ عُمَرُ فَخَرَجَ إِلَي الشّامِ وَ مَاتَ بِهَا وَ لَم يُبَايِع لِأَحَدٍ ره . ثُمّ ذَكَرَ امتِنَاعَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ مِنَ البَيعَةِ وَ اجتِمَاعَهُم إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَنّهُ ذَهَبَ عُمَرُ مَعَ جَمَاعَةٍ إِلَيهِم وَ خَرَجَ عَلَيهِمُ الزّبَيرُ بِسَيفِهِ وَ سَاقَ مَا مَرّ فِي رِوَايَةِ الجوَهرَيِ‌ّ إِلَي أَن قَالَ. ثُمّ إِنّ عَلِيّاً أتُيِ‌َ بِهِ أَبَا بَكرٍ وَ هُوَ يَقُولُ أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ فَقِيلَ لَهُ بَايِع أَبَا بَكرٍ فَقَالَ أَنَا أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنكُم لَا أُبَايِعُكُم وَ أَنتُم أَولَي بِالبَيعَةِ لِي أَخَذتُم هَذَا الأَمرَ مِنَ الأَنصَارِ وَ احتَجَجتُم عَلَيهِم بِالقَرَابَةِ مِنَ النّبِيّص وَ تَأخُذُونَهُ مِنّا أَهلَ البَيتَ غَصباً. ثُمّ ذَكَرَ مَا احتَجّ ع بِهِ نَحواً مِمّا مَرّ مَعَ زِيَادَاتٍ تَرَكنَاهَا إِلَي أَن قَالَ وَ خَرَجَ عَلِيّ ع يَحمِلُ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي دَابّةٍ لَيلًا يَدُورُ فِي مَجَالِسِ الأَنصَارِ تَسأَلُهُمُ النّصرَةَ فَكَانُوا يَقُولُونَ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِص قَد مَضَت بَيعَتُنَا لِهَذَا الرّجُلِ وَ لَو أَنّ زَوجَكِ وَ ابنَ عَمّكِ سَبَقَ إِلَينَا أَبَا بَكرٍ مَا عَدَلنَا بِهِ فَيَقُولُ عَلِيّ ع أَ فَكُنتُ أَدَعُ رَسُولَ اللّهِص فِي بَيتِهِ لَم أَدفَنهُ وَ أَخرُجُ أُنَازِعُ النّاسَ سُلطَانَهُ فَقَالَت فَاطِمَةُ مَا صَنَعَ أَبُو الحَسَنِ إِلّا مَا كَانَ ينَبغَيِ‌ لَهُ وَ قَد صَنَعُوا مَا اللّهُ حَسِيبُهُم وَ طَالِبُهُم.


صفحه : 356

ثُمّ قَالَ وَ إِنّ أَبَا بَكرٍ أُخبِرَ بِقَومٍ تَخَلّفُوا عَن بَيعَتِهِ عِندَ عَلِيّ ع فَبَعَثَ إِلَيهِم عُمَرَ بنَ الخَطّابِ فَجَاءَ فَنَادَاهُم وَ هُم فِي دَارِ عَلِيّ ع فَأَبَوا أَن يَخرُجُوا فَدَعَا عُمَرُ بِالحَطَبِ فَقَالَ وَ ألّذِي نَفسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَتَخرُجُنّ أَو لَأُحرِقَنّهَا عَلَيكُم عَلَي مَن فِيهَا فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا حَفصٍ إِنّ فِيهَا فَاطِمَةَ فَقَالَ وَ إِن.فَخَرَجُوا فَبَايَعُوا إِلّا عَلِيّ فَإِنّهُ زُعِمَ أَنّهُ قَالَ حَلَفتُ أَن لَا أَخرُجَ وَ لَا أَضَعَ ثوَبيِ‌ عَلَي عاَتقِيِ‌ حَتّي أَجمَعَ القُرآنَ فَوَقَفَت فَاطِمَةُ ع عَلَي بَابِهَا فَقَالَت لَا عَهدَ لِي بِقَومٍ حَضَرُوا أَسوَأَ مَحضَرٍ مِنكُم تَرَكتُم جِنَازَةَ رَسُولِ اللّهِص بَينَ أَيدِينَا وَ قَطَعتُم أَمرَكُم بَينَكُم لَم تُشَاوِرُونَا وَ لَم تَرَوا لَنَا حَقّاً فَأَتَي عُمَرُ أَبَا بَكرٍ فَقَالَ لَهُ أَ لَا تَأخُذُ هَذَا المُتَخَلّفَ عَنكَ بِالبَيعَةِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا قُنفُذُ وَ هُوَ مَولًي لَهُ اذهَب فَادعُ عَلِيّاً قَالَ فَذَهَبَ قُنفُذٌ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ مَا حَاجَتُكَ قَالَ يَدعُوكَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ عَلِيّ ع لَسَرِيعٌ مَا كَذَبتُم عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَرَجَعَ قُنفُذٌ فَأَبلَغَ الرّسَالَةَ قَالَ فَبَكَي أَبُو بَكرٍ طَوِيلًا فَقَالَ عُمَرُ الثّانِيَةَ أَ لَا تَضُمّ هَذَا المُتَخَلّفَ عَنكَ بِالبَيعَةِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ لِقُنفُذٍ عُد إِلَيهِ فَقُل أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَدعُوكَ لِتُبَايِعَ فَجَاءَهُ قُنفُذٌ فَأَدّي مَا أُمِرَ بِهِ فَرَفَعَ عَلِيّ صَوتَهُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ لَقَدِ ادّعَي مَا لَيسَ لَهُ فَرَجَعَ قُنفُذٌ فَأَبلَغَ الرّسَالَةَ قَالَ فَبَكَي أَبُو بَكرٍ طَوِيلًا. ثُمّ قَامَ عُمَرُ فَمَشَي مَعَهُ جَمَاعَةٌ حَتّي أَتَوا بَابَ فَاطِمَةَ ع فَدَقّوا البَابَ فَلَمّا سَمِعَت أَصوَاتَهُم نَادَت بِأَعلَي صَوتِهَا بَاكِيَةً يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ذَا لَقِينَا بَعدَكَ مِنِ ابنِ الخَطّابِ وَ ابنِ أَبِي قُحَافَةَ فَلَمّا سَمِعَ القَومُ صَوتَهَا وَ بُكَاءَهَا انصَرَفُوا بَاكِينَ فَكَادَت قُلُوبُهُم تَتَصَدّعُ وَ أَكبَادُهُم تَتَفَطّرُ وَ بقَيِ‌َ عُمَرُ وَ مَعَهُ قَومٌ فَأَخرَجُوا عَلِيّاً وَ مَضَوا بِهِ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالُوا بَايِع فَقَالَ إِن أَنَا لَم أَفعَل فَمَه قَالُوا إِذاً وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ نَضرِبَ عُنُقَكَ قَالَ إِذاً تقتلون [تَقتُلُوا] عَبدَ اللّهِ وَ أَخَا رَسُولِهِ فَقَالَ عُمَرُ أَمّا عَبدُ اللّهُ فَنَعَم وَ أَمّا أَخَا رَسُولِهِ فَلَا وَ أَبُو بَكرٍ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلّمُ.


صفحه : 357

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَ لَا تَأمُرُ فِيهِ بِأَمرِكَ فَقَالَ لَا أُكرِهُهُ عَلَي شَيءٍ مَا كَانَت فَاطِمَةُ إِلَي جَنبِهِ فَلَحِقَ عَلِيّ بِقَبرِ رَسُولِ اللّهِص يَصِيحُ وَ يبَكيِ‌ وَ ينُاَديِ‌ يَاابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌. فَقَالَ عُمَرُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ انطَلِق بِنَا إِلَي فَاطِمَةَ فَإِنّا قَد أَغضَبنَاهَا فَانطَلَقَا جَمِيعاً فَاستَأذَنَا عَلَي فَاطِمَةَ فَلَم تَأذَن لَهُمَا فَأَتَيَا عَلِيّاً فَكَلّمَاهُ فَأَدخَلَهُمَا عَلَيهَا فَلَمّا قَعَدَا عِندَهَا حَوّلَت وَجهَهَا إِلَي الحَائِطِ فَسَلّمَا عَلَيهَا فَلَم تَرُدّ عَلَيهِمَا السّلَامَ فَتَكَلّمَ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ يَا حَبِيبَةَ رَسُولِ اللّهِ وَ اللّهِ إِنّ قَرَابَةَ رَسُولِ اللّهِ أَحَبّ إلِيَ‌ّ أَن أَصِلَ مِن قرَاَبتَيِ‌ وَ إِنّكِ لَأَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن عَائِشَةَ ابنتَيِ‌ وَ لَوَدِدتُ يَومَ مَاتَ أَبُوكِ أنَيّ‌ مِتّ وَ لَا أَبقَي بَعدَهُ أَ فتَرَاَنيِ‌ أَعرِفُكِ وَ أَعرِفُ فَضلَكِ وَ شَرَفَكِ وَ أَمنَعُكِ حَقّكِ وَ مِيرَاثَكِ مِن رَسُولِ اللّهِ إِلّا أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ نَحنُ مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ لَا نُورِثُ وَ مَا تَرَكنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ فَقَالَت أَ رَأَيتُكُمَا إِن حَدّثتُكُمَا حَدِيثاً مِن رَسُولِ اللّهِص أَ تَعرِفَانِهِ وَ تَعقِلَانِهِ قَالَا نَعَم فَقَالَت نَشَدتُكُمَا بِاللّهِ أَ لَم تَسمَعَا مِن رَسُولِ اللّهِص يَقُولُ رِضَا فَاطِمَةَ مِن رضِاَي‌َ وَ سَخَطُ فَاطِمَةَ مِن سخَطَيِ‌ وَ مَن أَحَبّ فَاطِمَةَ ابنتَيِ‌ فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَرضَي فَاطِمَةَ فَقَد أرَضاَنيِ‌ وَ مَن أَسخَطَ فَاطِمَةَ فَقَد أسَخطَنَيِ‌ قَالَا نَعَم سَمِعنَاهُ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَت فإَنِيّ‌ أُشهِدُ اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ أَنّكُمَا أسَخطَتمُاَنيِ‌ وَ مَا أرَضيَتمُاَنيِ‌ وَ لَئِن لَقِيتُ النّبِيّص لَأَشكُوَنّكُمَا إِلَيهِ قَالَ أَبُو بَكرٍ عَائِذاً بِاللّهِ مِن سَخَطِهِ وَ سَخَطِكِ يَا فَاطِمَةُ ثُمّ انتَحَبَ أَبُو بَكرٍ بَاكِياً يَكَادُ نَفسُهُ أَن تَزهَقَ وَ هيِ‌َ تَقُولُ وَ اللّهِ


صفحه : 358

لَأَدعُوَنّ اللّهَ عَلَيكَ فِي كُلّ صَلَاةٍ أُصَلّيهَا. ثُمّ خَرَجَ بَاكِياً فَاجتَمَعَ إِلَيهِ النّاسُ فَقَالَ لَهُم أَ يَبِيتُ كُلّ رَجُلٍ مِنكُم مُعَانِقاً لِحَلِيلَتِهِ مَسرُوراً بِأَهلِهِ وَ ترَكَتمُوُنيِ‌ وَ مَا أَنَا فِيهِ لَا حَاجَةَ لِي فِي بَيعَتِكُم أقَيِلوُنيِ‌ بيَعتَيِ‌ فَقَالُوا يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ هَذَا الأَمرَ لَا يَستَقِيمُ وَ أَنتَ أَعلَمُنَا بِذَلِكَ إِنّهُ إِن كَانَ هَذَا لَا يَقُم لِلّهِ دِينٌ فَقَالَ وَ اللّهِ لَو لَا ذَلِكَ وَ مَا أَخَافُ مِن رَخَاءِ هَذِهِ العُروَةِ مَا بِتّ لَيلَةً وَ لِي فِي عُنُقِ مُسلِمٍ بَيعَةٌ بَعدَ مَا سَمِعتُ وَ رَأَيتُ مِن فَاطِمَةَ قَالَ فَلَم يُبَايِع عَلِيّ حَتّي مَاتَت فَاطِمَةُ وَ لَم تَمكُث بَعدَ أَبِيهَا إِلّا خَمساً وَ سَبعِينَ لَيلَةً.

وَ لنُوضِح بَعضَ مَا رُبّمَا يَشتَبِهُ عَلَي النّاظِرِ فِيمَا أَورَدنَا مِنَ الأَخبَارِ السّالِفَةِ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ القَعِيدُ ألّذِي يُصَاحِبُكَ فِي قُعُودِكَ فَعِيلٌ بِمَعنَي فَاعِلٍ وَ قَالَ الفيِروُزآَباَديِ‌ّ أَدلَي فُلَانٌ بِرَحِمِهِ تَوَسّلَ وَ بِحُجّتِهِ أَحضَرَهَا وَ إِلَيهِ مَالَهُ دَفَعَهُ وَ قَالَ نَهنَهَهُ عَنِ الأَمرِ فَتَنَهنَهَ زَجَرَهُ فَكَفّ وَ قَالَ تَلَكّأَ عَلَيهِ اعتَلّ وَ عَنهُ أَبطَأَ وَ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ فِي النّهَايَةِ يُقَالُ تَفَوّتَ فُلَانٌ عَلَي فُلَانٍ فِي كَذَا وَ افتَاتَ عَلَيهِ إِذَا انفَرَدَ بِرَأيِهِ دُونَهُ فِي التّصَرّفِ فِيهِ وَ لَمّا ضُمّنَ مَعنَي التّغلِيبِ عدُيّ‌َ بِعَلَي وَ مِنهُ حَدِيثُ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي بَكرٍ أَ مثِليِ‌ يُفتَاتُ عَلَيهِ فِي بَنَاتِهِ هُوَ افتَعَلَ مِنَ الفَوتِ السّبقِ يُقَالُ لِكُلّ مَن أَحدَثَ شَيئاً فِي أَمرِكَ دُونَكَ قَدِ افتَاتَ عَلَيهِ فِيهِ. والشبل بالكسر ولد الأسد والعِرّيس والعِرّيسة بكسر العين وتشديد الراء فيهما مأوي الأسد قوله لنعيدها جذعة أي نعيد المحاربة التي‌ كانت في بدو الأمر مستأنفة جديدة قال الجوهري‌ قولهم فلان في هذاالأمر جذع إذا كان أخذ فيه حديثا قوله عفتك عفاة لعله دعاء له أي أتتك الأضياف دائما و عليه أي محا أثرك المصائب التي‌ تذهب بالديار والآثار قال الجوهري‌ عفت الريح المنزل درسته و قال أيضا العفاة طلاب المعروف وفلان تعفوه الأضياف و هوكثير العفاة و في أكثر النسخ غفتك غفاف بالغين المعجمة و لم أجد له معني مناسبا و في أكثر الكتب عقتك عقاق أي كماعققت الرحم وقطعتها عقتك أرحامك العاقة و في رواية ابن قتيبة عافك [عاقك ]


صفحه : 359

عائق . و قال الجزري‌ في حديث السقيفة الأمر بيننا وبينكم كقد الأبلمة الأبلمة بضم الهمزة وفتحها وكسرها خوصة المقلة وهمزتها زائدة يقول نحن وإياكم في الحكم سواء لافضل لأمير علي مأمور كالخوصة إذاشقت باثنتين متساويتين انتهي . وكانوا يكنون بأبي‌ الفصيل عن أبي بكر لقرب معني البكر والفصيل والعجاجة بالفتح الغبار و قال الجوهري‌ الجدجد بالضم صرار الليل و هوقفاز و فيه شبه من الجراد و قال الفتك أن يأتي‌ الرجل صاحبه و هوغار غافل حتي يشد عليه فيقتله و في الحديث قَيّدَ الإِيمَانُ الفَتكَ لَا يَفتِكُ مُؤمِنٌ. و قال تدكدكت الجبال أي صارت دكاوات وهي‌ رواب من طين والدكداك من الرمل ماالتبد منه بالأرض و لم يرتفع و قال الجندل الحجارة والصراط بالكسر السبيل الواضح والعير الحمار الوحشي‌ والأهلي‌ أيضا والخسف الذل والمشقة وشج الوتد كناية عن دقه ويقال رثا له أي رق له ومنعرج الوادي‌ منعطفه يمنة ويسرة واللوي كإلي ماالتوي من الرمل أي اعوج أومستدقه واستبان أي أوضح أووضح لازم ومتعد أي لم يعرفوا أني‌ ناصح إلاضحي الغد و قدجري ماجري في اليوم فلم تنفعهم معرفتهم والبيت من قصيدة في الحماسة وقصته مذكورة في مواضعها. والنجر نحت الخشب ويقال زري عليه زريا عابه وعاتبه والتشذب التفرق ويقال ندر الشي‌ء ندورا سقط والحص حلق الشعر والزئير صوت الأسد من صدره و في بعض النسخ بالباء الموحدة و هوكأمير الداهية و في النهاية ماتجانفنا فيه الإثم أي لم نمل فيه لارتكاب الإثم قوله فقال أنت صاحب من أنت صاحبه الظاهر أن القول لسعد أيضا والمعني أنك خليفة من جعلته خليفة.


صفحه : 360

تنبيه

اعلم أيها الطالب للحق واليقين بعد ماأحطت خُبرا بما أوردنا في قصة السقيفة من أخبارنا وآثار المخالفين أن الإجماع ألذي ادّعوه علي خلافة أبي بكر هذاحاله ولهذا انجر إلي خراب الدين مآله و قدذكر جل علماء الأصول من المخالفين أن الإجماع عبارة عن اتفاق جميع أهل الحل والعقد أي المجتهدين وعلماء المسلمين علي أمر من الأمور في وقت واحد والجمهور أنفسهم تكلموا علي تحقق الإجماع وشرائطه حسبما ذكر في شرح المختصر العضدي‌ وغيره بأن الإجماع أمر ممكن أومحال و علي تقدير إمكانه هل له تحقق أم لا و علي التقادير كلها هل هوحجة ودليل علي شيءأم لا و علي تقدير كونه حجة ودليلا هل هوكذلك ما لم يصل ثبوته إلي حد التواتر أو لا و في كل ذلك وقع بين علمائهم التشاجر والتنازع فلابد لهم من إثبات ذلك كله حتي تثبت إمامة أبي بكر. وليت شعري‌ أن من لم يقل منهم بذلك كله كيف يدعي‌ حقية إمامة أبي بكر ويتصدي لإثباتها ثم بعد ذلك خلاف آخر و هو أنه هل يشترط في حقيقة الإجماع أن لايتخلف و لايخالف أحد من المجمعين إلي أن يموت الكل أم لا وأيضا قداختلفوا في أن الإجماع وحده حجة أم لابد له من سند هوالحجة حقيقة والسند ألذي قدذكر في دعوي خلافة أبي بكر هوقياس فقهي‌ حيث قاسوا رئاسة الدين والدنيا بإمامة الصلاة في مرضه ص علي ماادعوه و قدعرفت حقيقته و لايخفي فساده علي من له أدني معرفة بالأصول لأن إثبات حجية القياس في غاية الإشكال وعلماء أهل البيت ع والظاهرية من أهل السنة وجمهور المعتزلة ينفون حجيته


صفحه : 361

ويقيمون علي مذهبهم حججا عقلية ونقلية ولغيرهم أيضا في أقسامه وشرائطه اختلاف كثير. و علي تقدير ثبوت جميع ذلك إنما يكون القياس فيما إذا كان هناك علة في الأصل و يكون الفرع مساويا للأصل في تلك العلة وهاهنا العلة مفقودة بل الفرق ظاهر لأن الصلاة خلف كل بر وفاجر جائز عندهم بخلاف الخلافة إذ شرطوا فيهاالعدالة والشجاعة والقرشية وغيرها وأيضا أمر إمامة الجماعة أمر واحد لايعتبر فيه العلم الكثير و لاالشجاعة والتدبير وغيرها مما يشترط عندهم في الخلافة فإنها لماكانت سلطنة وحكومة في جميع أمور الدين والدنيا تحتاج إلي علوم وشرائط كثيرة لم يكن شيءمنها موجودا في أبي بكر وأخويه فلايصح قياس هذابذاك . وقول بعضهم إن الصلاة من أمور الدين والخلافة من أمور الدنيا غلط ظاهر لأن المحققين منهم كالشارح الجديد للتجريد عرفوا الإمامة بالحكومة العامة في الدين والدنيا وظاهر أنه كذلك مع أن الأصل ليس بثابت لأن الشيعة ينكرون ذلك أشد الإنكار كماعرفت مما مضي من الأخبار وسيأتي‌ بعضها.

وَ قَالَ بَعضُهُم إِنّ النّبِيّص أَمَرَ النّاسَ فِي مَرَضِهِ بِالصّلَاةِ وَ لَم يُعَيّن


صفحه : 362

أَحَداً

فَقَالَت عَائِشَةُ بِنتُ أَبِي بَكرٍ لِبِلَالٍ إِنّهُص أَمَرَ أَنّ يَؤُمّ أَبُو بَكرٍ فِي الصّلَاةِ فَلَمّا اطّلَعَ النّبِيّ عَلَي تِلكَ الحَالِ وَضَعَ إِحدَي يَدَيهِ عَلَي مَنكِبِ عَلِيّ ع وَ الأُخرَي عَلَي مَنكِبِ الفَضلِ بنِ العَبّاسِ وَ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ وَ نَحّي أَبَا بَكرٍ عَنِ المِحرَابِ فَصَلّي بِالنّاسِ حَتّي لَا تَصِيرَ إِمَامَتُهُ مُوجِباً[مُوجِبَةً]لِلخَلَلِ فِي الدّينِ

مَا رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عُروَةَ فَوَجَدَ رَسُولُ اللّهِص مِن نَفسِهِ خِفّةً فَخَرَجَ إِلَي المِحرَابِ فَكَانَ أَبُو بِكرٍ يصُلَيّ‌ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللّهِص وَ النّاسُ يُصَلّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بِكرٍ أَي بِتَكبِيرِهِ انتَهَي.

وأيضا لو كان خبر تقديم أبي بكر في الصلاة صحيحا كمازعموا و كان مع صحته دالا علي إمامته لكان ذلك نصا من النبي ص بالإمامة ومتي حصل النص لايحتاج معه إلي غيره فكيف لم يجعل أبوبكر وأصحاب السقيفة ذلك دليلا علي إمامة أبي بكر وكيف لم يحتجوا به علي الأنصار فعلم أن ذلك ليس فيه حجة أصلا. وأيضا ظاهر أن الإمامة من الأصول فلايصح إثباته بالقياس علي تقدير تحقق القياس الصحيح فإنه علي تقدير تسليم حجيته إنما يجري‌ في الفروع و لو كان


صفحه : 363

ظن المجتهد كافيا في مسألة الإمامة كما في الفروع الفقهية لزم عدم جواز تخطئة المجتهد ألذي ظن أن أبابكر لم يكن إماما و كان تقليد ذلك المجتهد جائزا مع أنهم لايقولون به . وأيضا الاستخلاف لايقتضي‌ الدوام إذ الفعل لادلالة له علي التكرار والدوام إن ثبت خلافته بالفعل و إن ثبت بالقول فكذلك كيف و قدجرت العادة بالتبعية مدة غيبته المستخلفة والانعزال بعدحضوره . وأيضا ذلك معارض بأنه ص استخلف عليا ع في غزوة تبوك في المدينة و لم يعزله و إذا كان خليفة علي المدينة كان خليفة في سائر وظائف الأمة لأنه لاقائل بالفصل والترجيح معنا لأن استخلافه ع علي المدينة أقرب إلي الإمامة الكبري لأنه متضمن لأمور الدين والدنيا بخلاف الاستخلاف في الصلاة كمامر. و بعدتسليم ذلك كله نقول إن إجماع الأمة بأجمعهم علي إمامة أبي بكر لم يتحقق في وقت واحد و هذاواضح مع قطع النظر عن عدم حضور أهل البيت ع وسعد بن عبادة سيد الأنصار وأولاده وأصحابه ولذا قال صاحب المواقف وشارحه السيد الشريف و إذاثبت حصول الإمامة بالاختيار والبيعة فاعلم أن ذلك الحصول لايفتقر إلي الإجماع من جميع أهل الحل والعقد إذ لم يقم عليه دليل من العقل والسمع بل الواحد والاثنان من أهل الحل والعقد كاف في ثبوت الإمامة ووجوب اتباع الإمام علي أهل الإسلام و ذلك لعلمنا بأن الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا في عقد الإمامة بذلك كعقد عمر لأبي‌ بكر وعقد عبدالرحمن بن عوف لعثمان و لم يشترطوا في عقدها اجتماع من في المدينة من أهل الحل والعقد فضلا عن إجماع الأمة من علماء الأمصار هذا و لم ينكر عليهم أحد و عليه أي علي الاكتفاء بالواحد والاثنين في عقد الإمامة انطوت


صفحه : 364

الأعصار بعدهم إلي وقتنا هذاانتهي . و قال التفتازاني‌ في شرح المقاصد محتجا علي إمامة أبي بكر لنا وجوه الأول و هوالعمدة إجماع أهل الحل والعقد علي ذلك و إن كان من البعض بعدتردد وتوقف علي ماروي‌ أن الأنصار قالوا منا أمير ومنكم أمير و إن أباسفيان قال أرضيتم يابني‌ عبدمناف أن يلي‌ عليكم تيم و الله لأملأن الوادي‌ خَيلًا ورَجِلًا وذكر في صحيح البخاري‌ وغيره من كتب الأصحاب أن بيعة علي كانت بعدتوقف و في إرسال أبي بكر وعمر أباعبيدة بن الجراح إلي علي ع رسالة لطيفة روتها الثقات بإسناد صحيح يشتمل علي كلام كثير من الجانبين وقليل غلظة من عمر و علي أن عليا ع جاء إليهما ودخل فيما دخلت فيه الجماعة و قال حين قام من المجلس بارك الله فيما ساءني‌ وسركم فما روي‌ أنه لمابويع لأبي‌ بكر وتخلف علي ع والزبير ومقداد وسلمان و أبوذر أرسل أبوبكر من الغد إلي علي ع فأتاه مع أصحابه فبايعه وسائر المتخلفين محل نظر انتهي . و قال في موضع آخر من الكتاب المذكور وتنعقد الإمامة بطرق أحدها بيعة أهل الحل والعقد من العلماء والرؤساء ووجوه الناس من غيراشتراط عدد و لااتفاق الكل من سائر البلاد بل لوبايع واحد مطاع كفت بيعته ثم قال فيه طريق ثبوت الإمامة عندنا و عندالمعتزلة والخوارج والصالحية خلافا للشيعة اختيار أهل الحل والعقد وبيعتهم من غير أن يشترط إجماعهم علي ذلك و لاعدد محدود بل ينعقد بعقد واحد منهم ولهذا لم يتوقف أبوبكر إلي انتشار الأخبار في الأقطار و لم ينكر عليه أحد و قال عمر لأبي‌ عبيدة ابسط يدك لأبايعك فقال أتقول هذا و أبوبكر حاضر فبايع أبابكر و هذامذهب الأشعري‌ إلا أنه يشترط أن يكون ذلك العقد بمشهد من الشهود لئلا يدعي‌ الآخر عقدا سرا متقدما علي هذاالعقد انتهي .


صفحه : 365

واعترف إمامهم الرازي‌ في كتاب نهاية العقول بأنه لم ينعقد الإجماع علي خلافة أبي بكر في زمانه بل إنما تم انعقاده بموت سعد بن عبادة و كان ذلك في خلافة عمر.فعلي أحكام هؤلاء السفهاء المدعين للانخراط في سلك العلماء فليضحك الضاحكون و في وقاحتهم وقلة حيائهم فليتحير المتحيرون أخزاهم الله ماذا يصنعون بعهد الله وكيف يلعبون بدين الله وهل يذعن عاقل بأنه يكفي‌ لرئاسة الدين والدنيا والتصرف في نفوس جميع الأمة وأموالهم وأعراضهم بيعة واحد أواثنين من آحاد الأمة ممن لايجري‌ حكمه علي نفسه و لم يثبت عصمته و لاتقبل شهادته في درهم و لا في نصف درهم . فإن قيل إن لم يتحقق الإجماع علي خلافة أبي بكر في يوم السقيفة لكنه بعد ذلك إلي ستة أشهر قدتحقق اتفاق الكل علي خلافته ورضوا بإمامته فتم


صفحه : 366

الإجماع قلنا ذلك أيضا ممنوع لماعرفت من عدم بيعة علي ع وأصحابه له بعدستة أشهر أيضا و لوسلم أنه صفق علي يده كمايفعله أهل البيعة فلاريب في أن سعد بن عبادة وأولاده لم يتفقوا علي ذلك و لم يبايعوا أبابكر و لاعمر كما قال ابن عبدالبر في الإستيعاب في ترجمة أبي بكر إنه بويع له بالخلافة في اليوم ألذي قبض فيه رسول الله ص في سقيفة بني‌ ساعدة ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وفرقة من قريش . وروي أيضا ابن عبدالبر في الكتاب المذكور و ابن حجر العسقلاني‌ في الإصابة أن سعدا لم يبايع أحدا من أبي بكر وعمر و لم يقدروا علي إلزامه كإلزامهم لغيره لكثرة أقوامه من الخزرج فاحترزوا عن فتنتهم و لماوصل حكومة أهل الإسلام إلي عمر مر ذات يوم سعد علي سوق المدينة فوقع عليه نظر عمر و قال له ادخل ياسعد في بيعتنا أواخرج من هذاالبلد فقال سعد حرام علي أن أكون في بلد أنت أميره ثم خرج من المدينة إلي الشام وكانت له قبيلة كثيرة في نواحي‌ دمشق كان يعيش في كل أسبوع عندطائفة منهم ففي‌ تلك الأيام كان يذهب يوما من قرية إلي أخري فرموه من وراء بستان كان علي طريقه بسهم فقتل . و قال صاحب روضة الصفا مامعناه إن سعدا لم يبايع أبابكر وخرج إلي الشام وقتل بعدمدة فيهابتحريك بعض العظماء. و قال البلاذري‌ في تاريخه إن عمر بن الخطاب أشار إلي خالد بن الوليد و محمد[ بن ]


صفحه : 367

مسلمة الأنصاري‌ بقتل سعد فرماه كل منهما بسهم فقتل ثم أوقعوا في أوهام الناس أن الجن قتلوه ووضعوا هذاالشعر علي لسانهم .


قدقتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة.   فرميناه بسهمين فلم نخط فؤاده .

و لوسلم فنقول قداعتبر في تعريف الإجماع اتفاق أهله علي أمر واحد في وقت واحد إذ لو لم يقع ذلك في وقت واحد احتمل رجوع المتقدم قبل موافقة المتأخر فلامعني لحصول الإجماع علي خلافة أبي بكر تدريجا والحاصل أنهم أرادوا بوقوع الإجماع علي خلافته حصول الاتفاق علي ذلك بعد النبي ص بلا فصل أو في زمان قليل فهو معلوم البطلان و إن أرادوا تحققه بعدتطاول المدة فمع تسليمه مخالف لمااعتبر في حقيقة الإجماع من اتحاد الوقت وأيضا لايقوم حجة إلا إذا


صفحه : 368

دخل الباقون طوعا أما إذااستظهر الأكثر وخاف الأقل ودخلوا فيما دخل فيه الأكثر خوفا وكرها فلا. و لاأظنك تستريب بعدالاطلاع علي ماأوردنا سابقا من روايات الخاصة والعامة أن الحال كانت كذلك و أن بني‌ هاشم لم يبايعوا أولا ثم قهروا وبايعوا بعدستة أشهر حتي أن معاوية كتب إلي علي ع يُؤَنّبُهُ بذلك حيث يقول إنك كنت تقاد كمايقاد الجمل المخشوش وكتب ع في جوابه و قلت إني‌ كنت أُقَادُ كمايقاد الجمل المخشوش حتي أبايع ولعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت و أن تفضح فافتضحت و ما علي المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه أومرتابا في يقينه و هذه حجتي‌ عليك و علي غيرك وسيأتي‌ في باب شكواه عن المتقدمين المتغلبين ما فيه كفاية للمعتبرين . و من الغرائب أنهم اتفقوا جميعا علي صحة الحديث

عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ عَلِيّ مَعَ الحَقّ وَ الحَقّ مَعَ عَلِيّ يَدُورُ مَعَهُ حَيثُ مَا دَارَ

و قداعترف ابن أبي الحديد بصحته و قال الغزالي‌ مع شدة تعصبه في كتاب الإحياء لم يذهب ذو بصيرة ما إلي تخطئة علي ع قط و من المتفق علي روايته في صحاحهم وأصولهم كان


صفحه : 369

علي ديان هذه الأمة بعدنبيها. و قال الزمخشري‌ و ابن الأثير عندذكر الرواية الديان القهار وقيل القاضي‌ والحاكم و قدنقلنا ماأوردوه في صحاحهم من أخبار السفينة والمنزلة والثقلين وغيرها في أبواب النصوص عليه ع وأبواب فضائله و مع ذلك لايبالون بمخالفته في إمامة خلفائهم بلي مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِن نُورٍ


صفحه : 370

تتميم

أحببت أن أورد هاهنا فصلا من كتاب تلخيص الشافي‌ يتضمن كثيرا مما أجاب به السيد رضي‌ الله عنه في الشافي‌ عن شبه المخالفين وأخبارا جمة مأخوذة من كتبهم يؤيد ماأسلفناه من الأخبار حيث قال في الكلام في خلافة أبي بكر. والطريقة الثانية بنوها علي الإجماع وادعوا أن الأمة أجمعت علي إمامته واختياره ولهم في ترتيب الإجماع طرق .منها أن يقولوا انتهي الأمر في إمامته إلي إن لم يكن في الزمان إلاراض بإمامته وكاف عن النكير فلو لم يكن حقا لم يصح ذلك و لافرق بين أن نبين ذلك في أول الأمر أو في بعض الأوقات وإنما يذكرون ذلك لادعائهم من أن ماظهر من العباس والزبير و أبي سفيان ووقع من تأخر أمير المؤمنين ع عن بيعته و من غيره زال كل ذلك . والآخر أن يقول إن كل من يدعي‌ عليه الخلاف قدثبت عنه فعلا وقولا الرضا والبيعة ممن يعتمد عليه ويذكرون أن سعد بن عبادة لم يبق علي الخلاف أو لايعتد بخلافه . والثالث أن يقولوا إن إجماعهم علي فرع لأصل يتضمن تثبيت الأصل و قداستقر الإجماع في أيام عمر علي إمامته وهي‌ فرع لإمامة أبي بكر فيجب بصحتها صحة ذلك أونبين أن أحدا لم يقل بصحة إمامة أحدهما دون الآخر ففي‌ ثبوت أحدهما ثبوت الآخر من جهة الإجماع الثاني‌.قالوا والكلام في هذاأوضح لأن أيام عمر امتدت وظهر للناس الطاعة له والقبول من قبله وحضور مجلسه والمعاضدة له في الأمور لأن سعد بن عبادة مات في أوائل أيام عمر فاستقر الإجماع بعده بغير شبهة. ولنا في الكلام علي إبطال هذه الطريقة وجهان من الكلام .


صفحه : 371

أحدهما أن نبين أن ترك المنازعة والإمساك عن النكير اللّذَينِ توصلوا بهما إلي الرضا والإجماع لم يكونا في وقت من الأوقات . والثاني‌ أن نسلم أن الخلاف في إمامته بعدظهوره انقطع غير أنه لم ينقطع علي وجه يوجب الرضا و إن السخط ممن كان مظهرا للنكير ثم كف عنه باق في المستقبل و إن كف عن معاذير يذكرها.فأما الكلام في الوجه الأول فبأن الخلاف ظهر في أول الأمر ظهورا لايمكن دفعه من أمير المؤمنين ع والعباس رضي‌ الله عنه وجماعة بني‌ هاشم ثم من الزبير حتي روي‌ عنه أنه خرج شاهرا سيفه واستُلِبَ من يده فَضُرِبَ بِهِ الصّفَا ثم من سلمان وخالد بن سعيد و أبي سفيان صخر بن حرب فكل هؤلاء قدظهر من خلافهم ماشهرته تغني‌ عن ذكره وخلاف سعد وولده وأهله أيضا معروف و كل هذا كان ظاهرا في ابتداء الأمر. ثم إن الخلاف من بعض من ذكرنا بقي‌ واستمر و إن لم يكن ظاهرا منه في المستقبل علي حد ظهوره في الماضي‌ إلا أنه منقول معروف فمن أين للمخالف أن الخلاف انقطع و أن الإجماع وقع في حال من الأحوال فما نراه عَوّلَ في ذلك إلا علي الدعوي . فإن قال أماالخلاف في الابتداء فقد عرفته وأقررت به و ماتَدّعُونَهُ من استمراره باطل لأنه غيرمنقول و لامعروف فعلي من ادعي استمرار الخلاف أن يبين ذلك فإني‌ أنكره .قيل له لامعتبر بإنكارك مانذكره في هذاالباب لأنك بين أمرين إما أن تكون منكرا لكونه مرويا في الجملة وتدعي‌ أن أحدا لم يرو استمرار الخلاف علي وجه من الوجوه أوتعترف بأنّ قوماً رووه غيرُ ثقاتٍ عندك و لم يظهر ظهور الخلاف و لم ينقله كل من نقل ذلك . فإن أردت ماذكرناه ثانيا فقد سبقناك إلي الاعتراف به لأنا لم ندع في الاستمرار ماحصل في الابتداء من الظهور و لاندفع أنك لاتوثق أيضا كل من


صفحه : 372

روي ذلك إلا أن أقل ما في هذاالباب أن يمنعك هذا من القطع علي أن النكير زال وارتفع والرضا حصل وثبت و إن أردت ماذكرناه أولا فهو يجري‌ مجري المشاهدات لأن وجودها في الرواية أظهر من أن يدفع و لم يزل أمير المؤمنين ع متظلّما متألّما منذ قبض الرسول ص إلي أن توفاه الله إلي جنته و لم يزل أهله وشيعته يتظلمون له من دفعه عن حقه و كان ذلك منه ع ومنهم يخفي ويظهر ويترتب في الخفاء والظهور ترتب الأوقات في شدتها وسهولتها فكان ع يظهر من كلامه في هذاالباب في أيام أبي بكر ما لم يكن ظاهرا في أيام عمر ثم قوَيِ‌َ كلامُهُ وصرّح بكثير مما في نفسه في أيام عثمان ثم ازداد قوة في أيام تسليم الأمر إليه و من عني بقراءة الآثار علم أن الأمر جري علي ماذكرناه .

رَوَي أَبُو إِسحَاقَ اِبرَاهِيمُ بنُ سَعِيدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ العبَسيِ‌ّ عَن خَالِدٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن خَالِدٍ الحَذّاءِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي بَكرَةَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع عَلَي المِنبَرِ يَقُولُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَا مِنَ النّاسِ أَحَدٌ أَولَي بِهَذَا الأَمرِ منِيّ‌

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ الثقّفَيِ‌ّ قَالَ أَخبَرَنَا عُثمَانُ بنُ أَبِي شَيبَةَ وَ أَبُو نُعَيمٍ الفَضلُ بنُ دُكَينٍ عَن فِطرِ بنِ خَلِيفَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ 


صفحه : 373

مَا زِلتُ مَظلُوماً مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُص إِلَي يَومِ النّاسِ هَذَا

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ الحمِاّنيِ‌ّ وَ عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ الأسَدَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن مُسَيّبِ بنِ نَجَبَةَ قَالَ بَينَمَا عَلِيّ ع يَخطُبُ وَ أعَراَبيِ‌ّ يَقُولُ وَا مَظلِمَتَاه فَقَالَ عَلِيّ ع ادنُ فَدَنَا فَقَالَ لَقَد ظُلِمتُ عَدَدَ المَدَرِ وَ الوَبَرِ

وَ فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ قَالَ جَاءَ أعَراَبيِ‌ّ يَتَخَطّي فَنَادَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَظلُومٌ قَالَ عَلِيّ ع وَيحَكَ وَ أَنَا مَظلُومٌ ظُلِمتُ عَدَدَ المَدَرِ وَ الوَبَرِ

وَ رَوَي أَبُو نُعَيمٍ الفَضلُ بنُ دُكَينٍ عَن عُمَرَ بنِ أَبِي مُسلِمٍ قَالَ كُنّا جُلُوساً عِندَ جَعفَرِ بنِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ واَلدِيِ‌ أَنّ عَلِيّاً ع لَم يَقُم مَرّةً عَلَي المِنبَرِ إِلّا قَالَ فِي آخِرِ كَلَامِهِ قَبلَ أَن يَنزِلَ مَا زِلتُ مَظلُوماً مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُص

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ عَنِ القَنّادِ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِي الجَحّافِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ ثَعلَبَةَ قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي المَسجِدِ وَ عَلِيّ ع يصُلَيّ‌ أَمَامَهُ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرّ أَ لَا تحُدَثّنُيِ‌ بِأَحَبّ النّاسِ إِلَيكَ فَوَ اللّهِ لَقَد عَلِمتُ أَنّ


صفحه : 374

أَحَبّهُم إِلَيكَ أَحَبّهُم إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ أَجَل وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ أَحَبّهُم إلِيَ‌ّ لَأَحَبّهُم إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ هَذَا الشّيخُ المَظلُومُ المُضطَهَدُ حَقّهُ

وَ قَد روُيِ‌َ مِن طُرُقٍ كَثِيرَةٍ أَنّهُ ع كَانَ يَقُولُ أَنَا أَوّلُ مَن يُحشَرُ لِلخُصُومَةِ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَولُهُ ع يَا عَجَباً بَينَمَا يَستَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعدَ وَفَاتِهِ مَشهُورٌ

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ عَن إِسمَاعِيلَ عَن عُثمَانَ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ عَائِشٍ عَن أَبِي الجَحّافِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ ثَعلَبَةَ أَنّهُ قَالَ أَ لَا أُحَدّثُكَ حَدِيثاً لَا يَختَلِطُ قُلتُ بَلَي قَالَ مَرِضَ أَبُو ذَرّ مَرَضاً شَدِيداً فَأَوصَي إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ بَعضُ مَن يَدخُلُ عَلَيهِ لَو أَوصَيتَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ كَانَ أَجمَلَ مِن وَصِيّتِكَ إِلَي عَلِيّ ع قَالَ وَ اللّهِ قَد أَوصَيتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَقّاً

وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ جَبَلَةَ الكنِاَنيِ‌ّ عَن ذَرِيحٍ المحُاَربِيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ بُرَيدَةَ كَانَ غَائِباً بِالشّامِ فَقَدِمَ وَ قَد بَايَعَ النّاسُ أَبَا بَكرٍ فَأَتَاهُ فِي مَجلِسِهِ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ هَل نَسِيتَ تَسلِيمَنَا عَلَي عَلِيّ ع بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَاجِبَةً مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ يَا بُرَيدَةُ إِنّكَ غِبتَ وَ شَهِدنَا وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُحدِثُ الأَمرَ بَعدَ الأَمرِ وَ لَم يَكُنِ اللّهُ لِيَجمَعَ لِأَهلِ هَذَا البَيتِ النّبُوّةَ وَ المُلكَ

. و قدروي‌ خطاب بريدة لأبي‌ بكر بهذا المعني في ألفاظ مختلفة من طرق كثيرة.


صفحه : 375

و قدروي‌ أيضا من طرق مختلفة وبألفاظ متقاربة المعاني‌ خطاب سلمان الفارسي‌ رضي‌ الله عنه للقوم وإنكاره مافعلوه و قوله أصبتم وأخطأتم أصبتم سُنّةَ الأولين وأخطأتم أهل بيت نبيكم ص و قوله ماأدري‌ أنسيتم أم تناسيتم أوجهلتم أم تجاهلتم و قوله و الله لوأعلم أني‌ أعز لله دينا أوأمنع لله ضيما لضربت بسيفي‌ قدما قدما. و لم نذكر أسانيد هذه الأخبار وطرقها بألفاظها لئلا يطول به الكتاب و من أراده أخذه من مظانه و هذاالخلاف من سلمان وبريدة لاينفع فيه أن يقال رضي‌ سلمان بعده وتولّي الولايات وأمسك بريدة وسلّم وبايع لأن تصريحهم بسبب الخلاف يقتضي‌ أن الرضا لايقع منهما أبدا وأنهما و إن كفّا في المستقبل عن الإنكار لفقد النّصّار والخوف عن النفس فإن قلوبهم منكرة ولكن ليس لمضطر اختيار.

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ الثقّفَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ الحمِاّنيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ حُرَيثٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ يَزِيدَ الحمِاّنيِ‌ّ عَن عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ كَانَ فِيمَا عَهِدَ إلِيَ‌ّ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ أَنّ الأُمّةَ سَتَغدِرُ بِكَ

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَمرٍو البجَلَيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا هُشَيمُ بنُ بَشِيرٍ الواَسطِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَالِمٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَبِي إِدرِيسَ الأوَديِ‌ّ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَأَن أَخِرّ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ فتَخَطفَنَيِ‌ الطّيرُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَقُولَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ لَم أَسمَعهُ قَالَ لِي يَا عَلِيّ سَتَغدِرُ بِكَ الأُمّةُ بعَديِ‌

وَ رَوَي زَيدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُبَايَعَ النّاسُ وَ اللّهِ أَبَا بَكرٍ وَ أَنَا أَولَي بِهِم منِيّ‌ بقِمَيِصيِ‌ هَذَا فَكَظَمتُ غيَظيِ‌ وَ انتَظَرتُ أمَريِ‌ وَ أَلزَقتُ كلَكلَيِ‌ بِالأَرضِ ثُمّ إِنّ أَبَا بَكرٍ هَلَكَ وَ استَخلَفَ عُمَرَ وَ قَد وَ اللّهِ أعلم [عَلِمَ]أنَيّ‌ أَولَي بِالنّاسِ منِيّ‌ بقِمَيِصيِ‌ هَذَا فَكَظَمتُ غيَظيِ‌ وَ انتَظَرتُ أمَريِ‌ ثُمّ إِنّ عُمَرَ هَلَكَ وَ جَعَلَهَا شُورَي


صفحه : 376

وَ جعَلَنَيِ‌ فِيهِم سَادِسَ سِتّةٍ كَسَهمِ الجَدّةِ فَقَالَ اقتُلُوا الأَقَلّ فَكَظَمتُ غيَظيِ‌ وَ انتَظَرتُ أمَريِ‌ وَ أَلزَقتُ كلَكلَيِ‌ بِالأَرضِ حَتّي مَا وَجَدتُ إِلّا القِتَالَ أَوِ الكُفرَ بِاللّهِ

. و قوله ع ماوجدت إلاالقتال أوالكفر بالله منبها بذلك علي سبب قتاله لطلحة والزبير ومعاوية وكفه عمن تقدم لأنه لماوجد الأعوان والأنصار لزمه الأمر وتعين عليه فرض القتال والدفاع حتي لم يجد إلاالقتال أوالخلاف لله و في الحال الأولي كان معذورا لفقد النّصّارِ والأعوان . وروي جميع أهل السّيَر أن أمير المؤمنين ع والعباس لماتنازعا في الميراث وتخاصما إلي عمر قال عمر من يعذرني‌ من هذين ولي‌ أبوبكر فقالا عقّ وظلم و الله يعلم أنه كان برا تقيا ثم وليت فقالا عقّ وظلم و هذاالكلام من أصح دليل علي أن تظلمه ع عن القوم كان ظاهرا و غيرخاف عليهم وإنما كانوا يجاملونه ويجاملهم .

وَ رَوَي الواَقدِيِ‌ّ فِي كِتَابِ الجَمَلِ بِإِسنَادِهِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع حِينَ بُويِعَ خَطَبَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ حَقّ وَ بَاطِلٌ وَ لِكُلّ أَهلٌ وَ لَئِن أَمِرَ البَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ وَ لَئِن قَلّ الحَقّ لَرُبّمَا وَ لَعَلّ وَ لَقَلّمَا أَدبَرَ شَيءٌ فَأَقبَلَ وَ إنِيّ‌ لَأَخشَي أَن


صفحه : 377

تَكُونُوا فِي فَترَةٍ وَ مَا عَلَيّ إِلّا الِاجتِهَادُ وَ قَد كَانَت أُمُورٌ مَضَت فَمِلتُم فِيهَا مَيلَةً كَانَت عَلَيكُم مَا كُنتُم فِيهَا عنِديِ‌ بِمَحمُودِينَ أَمَا إنِيّ‌ لَو أَشَاءُ لَقُلتُعَفَا اللّهُ عَمّا سَلَفَسَبَقَ الرّجُلَانِ وَ قَامَ الثّالِثُ كَالغُرَابِ هِمّتُهُ بَطنُهُ يَا وَيلَهُ لَو قُصّ جَنَاحَاهُ وَ قُطِعَ رَأسُهُ لَكَانَ خَيراً لَهُ فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ بَعدَهَا

و قدرويت هذه الخطبة عن الواقدي‌ من طرق مختلفة


صفحه : 378

ثم روي الخطبة الشقشقية ثم قال و ألذي ذكرناه قليل من كثير و لوتقصينا جميع ماروي‌ في هذاالباب عنه ع و عن أهله وولده وشيعته لم يتسع جميع حجم كتابنا له و في بعض ماذكرناه أوضح دلالة علي أن الخلاف مازال و أنه كان مستمرا و أن الرضا لم يحصل في حال من الأحوال . فإن قيل جميع مارويتموه أخبار آحاد لاتوجب علما و لايرجع بمثلها عن المعلوم والمعلوم أن الخلاف لم يظهر علي حد ظهوره في الأول و لم يروها أيضا إلامتعصب غيرموثوق بأمانته .قلنا أما هذه الأخبار و إن كانت علي التفصيل أخبار آحاد فمعناها متواتر لأنه قدرواه عدد كثير وجم غفير و إن كان اللفظ في التفصيل آحادا ثم لوسلمنا علي اقتراحكم أنها آحاد ليس يجب أن يكون مانعة من القطع علي ارتفاع النكير وادعاء العلم بأن الخلاف قدزال وارتفع لأنه لايمكن مع هذه الأخبار وهي‌ توجب الظن إن لم توجب العلم أن يدعي العلم بزوال الخلاف .فأما قول السائل إنا لانرجع بها عن المعلوم فأي‌ معلوم هاهنا رجعنا بهذه


صفحه : 379

الأخبار عنه فإن أراد الإجماع وزوال الخلاف فكل ذلك لايثبت إلا مع فقد ما هوأضعف من هذه الأخبار وزوال الخلاف لا يكون معلوما مع وجداننا رواية واردة به وإنما يتوصل إلي الرضا والإجماع بالكف عن النكير وزوال الخلاف و إذا كان الخلاف والنكير مرويين من جهة ضعيفة أوقوية كيف يقطع علي ارتفاعهما أوزوالهما و أماالقدح في الرواة فأول ما فيه أن أكثر مارويناه هاهنا وارد من طرق العامة ومسند إلي من لايتهمونه و لايجرحونه و من تأمل ذلك علمه ثم ليس يقنع في جرح الرواة بمحض الدعوي دون أن يشار إلي أمور معروفة وأسباب ظاهرة و إذارَوَي الخبرَ مَن ظاهرُهُ العدالةُ والتدينُ لم يقدح فيه ماجري هذاالمجري من القدح . فإن قيل هذايؤدي‌ إلي الشك في ارتفاع كل خلاف .قلنا إن كان الطريق فيما تشيرون إليه يجري‌ مجري مانتكلم عليه في هذاالباب فلاسبيل إلي القطع علي انتفائه فكيف يقطع علي انتفاء أمر و هومروي‌ منقول وإنما نقطع علي ذلك في الموضع ألذي لايُوجَدُ فيه نقلٌ بخلاف و لاروايةٌ لنكير. فإن قيل الشي‌ء إذا كان مما يجب ظهوره إذا كان فإنا نستدل بانتفاء ظهوره علي انتفائه و لانحتاج إلي أكثر من ذلك ولهذا نقول لو كان القرآن عورض لوجب أن تظهر معارضته علي حد ظهور القرآن فإذا لم نجدها ظاهرة قطعنا علي انتفائها و لورَوَي لنا راوٍ من طريق الآحاد أن معارضته وقعت لم نلتفت إلي روايته و هذه سبيل ماتَدّعُونَهُ من النكير ألذي لم يثبت و لم يظهر.قلنا قدشرطت شرطا كان ينبغي‌ أَن تُرَاعِيَهُ وتُوجِدَنَاهُ فيما اختلفنا فيه لأنك قلت إن كل أمر لو كان وجب ظهوره ومتي لم يظهر يجب القطع علي انتفائه و هذاصحيح و به تبطل معارضة القرآن علي ماذكرت لأن الأمر في أنها لوكانت لوجب ظهورها واضح و عليه بني‌ الكلام و ليس هذاموجودا في النكير علي أصحاب الاختيار لأنك لاتقدر علي أن تدل علي أن نكيرهم يجب ظهوره لو كان و أن الداعي‌ إليه داع إلي إظهاره بل الأمر بخلاف ذلك لأن الإنكار علي مالك الحل والعقد و


صفحه : 380

الأمر والنهي‌ والنفع والضر ألذي قدمال إليه أكثر المسلمين ورضي‌ بإمامته أكثر الأنصار والمهاجرين يجب طيه وستره و لايجوز إذاعته ونشره والدواعي‌ كلها متوفرة إلي إخفائه وترك إعلانه فأين هذا من المعارضة. و لوجوزنا في المعارضة أوغيرها من الأمور أن يكون و لاتدعو الدواعي‌ إلي إظهاره بل إلي طيه ونشره لم يجب القطع علي انتفائه من حيث لم يظهر للكل و لم ينقله الجميع ولكنا متي وجدنا أيسر رواية في ذلك نمنع لأجلها من القطع علي انتفاء ذلك الأمر و علي أنه لم يكن وسنشبع الكلام في السبب المانع من إظهار الخلاف وإعلان النكير فيما يأتي‌ بمشية الله .فأما قولهم إن كل من يدعي‌ عليه الخلاف فإنه ثبت عنه قولا وفعلا الرضا بالبيعة و قدبينا وسنبين أن الأمر بخلافه و أن ألذي اعتمدوه من الكف عن النزاع ليس بدلالة علي الرضا لأنه وقع عن أسباب ملجئة وكذلك سائر مايدعي من ولاية من تولي من قبل القوم ممن كان مقيما علي خلافهم ومنكرا لأمرهم . و أمابناؤهم العقد الأول علي الثاني‌ و أنه لماظهر في الثاني‌ من الرضا والانقياد لطول الأيام وتماديها ما لم يظهر في الأول جاز أن يجعل أصلا له فالكلام علي العقد الأول ألذي ذكرناه مستمر في الثاني‌ بعينه لأن خلاف من حكينا خلافه وروينا عنه ماروينا هوخلاف في العقدين جميعا. ثم لوسلمنا ارتفاع الخلاف علي مايقترحونه لكان ذلك لايدل علي الرضا إذابينا ماأحوج إليه وألجأ إلي استعماله .فأما قولهم إن سعدا لايعتد بخلافه من حيث طلب الإمامة لنفسه و كان مبطلا في ذلك واستمر علي هذه الطريقة فلااعتبار بخلافه فليس بشي‌ء يعول عليه لأن أول ما في ذلك أن ألذي ادعوه من أن الأئمة من قريش ليس بمقطوع به و لارواه أحد من أهل السير وخلاف سعد في الإمامة والأنصار خلاف واحد ونحن نبين ماذكره أهل السير من خبر السقيفة ليعلم أن ماادعوه


صفحه : 381

لاأصل له . ثم روي ماروينا منه سابقا من أخبار السقيفة فقال و قدروي الطبري‌ وغيره خبر السقيفة من طرق مختلفة خالية كلها من ذكر الاحتجاج بالخبر المروي‌ أن الأئمة من قريش ويدل علي ضعفه ماروي‌ عن أبي بكر من قوله عندموته


صفحه : 382

ليتني‌ كنت سألت رسول الله ص عن ثلاثة أشياء ذكر من جملتها ليتني‌ كنت


صفحه : 383

سألته هل للأنصار في هذاالأمر حق فكيف يقول هذاالقول من يروي‌ عنه ع أن الأئمة من قريش و أن هذاالأمر لايصلح إلالهذا الحي‌ من قريش ويدل علي ضعفه أيضا ماروي‌ أن عمر قال عندموته لو كان سالم حيا ماتخالجني‌ فيه الشكوك بعد أن ذكر أهل الشوري وطعن علي واحد واحد وسالم لم يكن من قريش فكيف يجوز أن يقول هذا و قدسمع أبابكر روي هذاالخبر.

وَ رَوَي الطبّرَيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ عَن شُيُوخِهِ مِن طُرُقٍ مُختَلِفَةٍ أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ لَمّا طُعِنَ قِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَوِ استَخلَفتَ قَالَ مَن أَستَخلِفُ لَو كَانَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ حَيّاً لَاستَخلَفتُهُ فَإِن سأَلَنَيِ‌ ربَيّ‌ قُلتُ سَمِعتُ نَبِيّكَص يَقُولُ إِنّهُ أَمِينُ هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَو كَانَ سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ حَيّاً استَخلَفتُهُ فَإِن سأَلَنَيِ‌ ربَيّ‌ قُلتُ سَمِعتُ نَبِيّكَ يَقُولُ إِنّ سَالِماً شَدِيدُ الحُبّ لِلّهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَدُلّكَ عَلَيهِ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ فَقَالَ قَاتَلَكَ اللّهُ وَ اللّهِ مَا أَرَدتُ اللّهَ بِهَذَا وَيحَكَ كَيفَ أَستَخلِفُ رَجُلًا عَجَزَ عَن طَلَاقِ امرَأَتِهِ.

وَ رَوَي البلَاذرُيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ المَعرُوفِ بِتَارِيخِ الأَشرَافِ عَن عَفّانَ بنِ مُسلِمٍ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن عَلِيّ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي رَافِعٍ أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ كَانَ مُستَنِداً إِلَي ابنِ عَبّاسٍ وَ عِندَهُ ابنُ عُمَرَ وَ سَعِيدُ بنُ زَيدٍ فَقَالَ اعلَمُوا أنَيّ‌ لَم أَقُل فِي الكَلَالَةِ شَيئاً وَ لَم أَستَخلِف بعَديِ‌ أَحَداً وَ أَنّهُ مَن أَدرَكَ وفَاَتيِ‌ مِن سبَي‌ِ العَرَبِ فَهُوَ حُرّ مِن مَالِ اللّهِ قَالَ سَعِيدُ بنُ زَيدٍ أَمَا إِنّكَ لَو أَشَرتَ بِرَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ ائتَمَنَكَ النّاسُ فَقَالَ عُمَرُ


صفحه : 384

لَقَد رَأَيتُ مِن أصَحاَبيِ‌ حِرصاً سَيّئاً وَ أَنَا جَاعِلٌ هَذَا الأَمرَ إِلَي النّفَرِ السّتّةِ الّذِينَ مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ عَنهُم رَاضٍ ثُمّ قَالَ لَو أدَركَنَيِ‌ أَحَدُ رَجُلَينِ لَجَعَلتُ هَذَا الأَمرَ إِلَيهِ وَ لَوَثِقتُ بِهِ سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَأَينَ أَنتَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ قَاتَلَكَ اللّهُ وَ اللّهِ مَا أَرَدتُ اللّهَ بِهَذَا أَستَخلِفُ رَجُلًا لَم يُحسِن أَن يُطَلّقَ امرَأَتَهُ قَالَ عَفّانُ يعَنيِ‌ بِالرّجُلِ ألّذِي أَشَارَ إِلَيهِ بِعَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ المُغِيرَةَ بنَ شُعبَةَ.

و هذا كماتري تصريح بأن تمني‌ سالم إنما كان لأن يستخلفه كما أنه تمني أباعبيدة لذلك فأي‌ تأويل يبقي مع هذاالشرح . والعجب من أن يكون بحضرته مثل أمير المؤمنين ومنزلته في خلال الفضل منزلته وباقي‌ أهل الشوري الذين كانوا في الفضل الظاهر علي أعلي طبقاته ثم يتمني مع ذلك حضور سالم تمني‌ من لايجد منه عوضا و إن ذلك لدليل قوي‌ علي سوء رأيه في الجماعة و لو كان تمنيه للرأي‌ والمشورة كان يكون أيضا الخطب جليلا لأنا نعلم أنه لم يكن في هذه الجماعة التي‌ ذكرناها إلا مَن مَولَاهُ يسُاَويِ‌ سَالِماً إن لم يَفضُلهُ في الرأي‌ وجودة التحصيل فكيف يرغب عنهم في الرأي‌ واختيار من لايصلح للأمر ويتلهف علي حضور من لايدانيهم في علم و لارأي‌ و كل هذه الأخبار إذاسُلّمَت وأَحسَنّا الظنّ بعمر دلت علي أن الخبر ألذي رووه بأن الأئمة من قريش لاأصل له . فإن قيل كيف تدفعون هذاالخبر وأنتم تقولون بمثل ذلك .


صفحه : 385

قلنا نحن لانرجع في ثبوت إمامة من نقول بإمامته إلي أمثال هذه الأخبار بل لنا علي ذلك أدلة واضحة وحجج بينة وإنما أوردنا خبر السقيفة ليعلم أن خلاف سعد وذويه كان قادحا. ثم لوسلمنا أنه كان مُبطِلًا في طلب الإمامة لنفسه علي مايقترحونه لم لايعتد بخلافه و هوخالف في أمرين أحدهما أنه اعتقد أن الإمامة تجوز للأنصار والآخر أنه لم يرض بإمامة أبي بكر و لابايعه وهذان خلافان ليس كونه مبطلا في أحدهما يقتضي‌ أن يكون مبطلا في الآخر و ليس أحدهما مبنيا علي صاحبه فيكون في إبطال الأصل إبطال الفرع لأن من ذهب إلي جواز الإمامة في غيرقريش لايمنع من جوازها في قريش فكيف يجعل امتناعه من بيعة قريش مبنيا علي أصله في أن الإمامة تجوز في غيرقريش دليلا علي أنه مبطل في امتناعه من بيعة إنسان بعينه . و ليس لأحد أن يقول إن سعدا وحده لا يكون محقا و لا يكون خروجه عما عليه الأمة مؤثرا في الإجماع و ذلك أن هذااستبعاد لاوجه له لأن سعدا مثل غيره من الصحابة الذين إذاخالفوا في شيءأثر خلافهم في الإجماع و لايعد إجماعا. فإن قيل إن خلاف واحد واثنين لايعتد به لأنه لا يكون سبيلا للمؤمنين وقول الجماعة يصح ذلك فيه .قيل أول ما فيه أنه كان لسعد من الأولاد من يجوز أن يتناوله الكناية عن الجماعة لأن أقل من يتناوله اللفظ ثلاثة فصاعدا و بعد فإذا كان لفظ المؤمنين يفيد الاستغراق علي وجه الحقيقة فمن حمله علي جماعة دون الاستغراق كان مجازا و إذاجاز حمله علي هذاالضرب من المجاز جاز أن يحمل علي الواحد لأنه قديعبر عن الواحد بلفظ الجماعة مجازا علي أنا قدبينا فيما تقدم أن هذه الآيات لادلالة فيها علي صحة التعلق بالإجماع و في ذلك إسقاط هذاالسؤال . و أماالطريقة الثانية فهي‌ أن نسلم لهم ترك النكير وإظهار البيعة و


صفحه : 386

نقول ما ألذي يدل علي أنهم كانوا راضين بها والرضا من أفعال القلوب لايعلمه إلا الله تعالي ثم يقال لهم قدعلمنا أن أمير المؤمنين ع تأخر عن البيعة وامتنع منها علما لايتخالجنا فيه الشك واختلف الناس في مدة تأخرها فمنهم من قال ستةَ أشهر ومنهم من قال أربعين يوما ومنهم من قال أقل وأكثر و ذلك يدل علي إنكاره للبيعة وتسخطه لها فمن ادعي أنه بايع بعد ذلك مختارا راضيا بالبيعة فعليه الدلالة. فإن قيل لو لم يكن راضيا بهالأنكر لأنه كان يتعين عليه الإنكار من حيث إن ماارتكبوه قبيح و من حيث إنه دفع عن مقامه واستحقاقه فلما لم ينكر دل علي أنه كان راضيا.قيل و لم زعمتم أنه لاوجه لترك النكير إلاالرضا دون غيره لأنه إذا كان ترك النكير قديقع و يكون الداعي‌ إليه غيرالرضا كما قديدعو إليه الرضا فليس لأحد أن يجعل فقده دليل الرضا والنكير قديرتفع لأمور منها التقية والخوف علي النفس و ماجري مجراها ومنها العلم أوالظن بأنه يعقب من النكير ما هوأعظم من المنكر ألذي يراد إنكاره ومنها الاستغناء منه بنكير تقدم وأمور ظهرت ترفع اللبس والإبهام في الرضا بمثله ومنها أن يكون للرضا و إذا كان ترك النكير منقسما لم يكن لأحد أن يخصه بوجه واحد وإنما يكون ترك النكير دلالة علي الرضا في الموضع ألذي لا يكون له وجه سوي الرضا فمن أين لهم أنه لا


صفحه : 387

وجه لترك النكير هاهنا إلاالرضا. فإن قيل ليس الرضا أكثر من ترك النكير فمتي علمنا ارتفاع النكير علمنا الرضا.قلنا هذامما قدبينا فساده وبينا أن ترك النكير ينقسم إلي الرضا وغيره و بعدفما الفرق بين من قال هذا و بين من قال و ليس السخط أكثر من ارتفاع الرضا فمتي لم أعلم الرضا وأتحققه قطعت علي السخط فيجب علي من ادعي أن أمير المؤمنين ع كان راضيا أن ينقل مايوجب كونه كذلك و لايعتمد في أنه كان راضيا علي أن نكيره ارتفع فإن للمقابل أن يقابل ذلك بما قدمنا ذكره ويجعل دليل كونه ساخطا ارتفاع رضاه . فإن قال ليس يجب علينا أن ننقل مايدل علي رضاه أكثر من بيعته وترك نكيره لأن الظاهر من ذلك يقتضي‌ ماذكرناه و علي من ادعي خلافه و أنه كان مبطنا لخلاف الرضا أن يدل علي ذلك فإنه خلاف الظاهر.قيل له ليس الأمر علي ماقدرته لأن سخط أمير المؤمنين ع هوالأصل لأنه لاخلاف بين الأمة في أنه ع سخط الأمر وأباه ونازع فيه وتأخر عن البيعة ثم لاخلاف أنه في المستقبل أظهر البيعة و لم يقم علي ما كان عليه من إظهار الخلاف والنكير فنقلنا عن أحد الأصلين اللذين كان عليهما من الامتناع عن البيعة وإظهار الخلاف أمر معلوم و لم ينقلنا عن الأصل الآخر ألذي هوالسخط والكراهة شيءفيجب علي من ادعي تغير الحال أن يدل علي تغيرها ويذكر أمرا معلوما يقتضي‌ ذلك و لايرجع علينا فيلزمنا أن ندل علي ماذكرنا لأنا علي مابيناه متمسكون بالأصل المعلوم وإنما تجب الدلالة علي من ادعي تغيير الحال . و ليس له أن يجعل البيعة وترك النكير دلالة الرضا لأنا قدبينا أن ذلك منقسم و لاينقل من المعلوم المتحقق بأمر محتمل . فإن قيل هذه الطريقة التي‌ سلكتموها توجب الشك في كل إجماع وتمنع


صفحه : 388

من أن نقطع علي رضا أحد بشي‌ء من الأشياء لأنا إنما نعلم الرضا في كل موضع نثبته فيه بمثل هذه الطريقة وبما هوأضعف منها.قيل له إن كان لاطريق إلي معرفة الإجماع ورضي الناس بالأمر إلا ماأدعيته فلاطريق إذا إليه لكن الطريق إلي ذلك واضح و هو أن يعلم أن النكير لم يرتفع إلاللرضا و أنه لاوجه هناك سواه و هذا قديعلم ضرورة من شاهد الحال و قديعلم من غاب عنها بالنقل وغيره حتي لايرتاب بأن الرضا هوالداعي‌ إلي ترك النكير أ لاتري أنانعلم كلنا علما لايعترضه شك أن بيعة عمر و أبي عبيدة وسالم لأبي‌ بكر كانت عن رضي وموافقة ومبايعة في الظاهر والباطن و أنه لاوجه لماأظهروه من البيعة والموافقة إلاالرضا و لانعلم ذلك في أمير المؤمنين ع و من جري مجراه فلو كان الطريق واحدا لعلمنا الأمرين علي سواء. و هذاأحد مايمكن الاعتماد عليه في هذاالموضع فيقال لو كان أمير المؤمنين ع راضيا وظاهره كباطنه في الكف عن النكير لوجب أن نعلم ذلك من حاله كماعلمناه من حال عمر و أبي عبيدة فلما لم يكن ذلك معلوما دل علي اختلاف الحال فيه . وكيف يشكل علي منصف أن بيعة أمير المؤمنين ع لم تكن عن رضا والأخبار متظاهرة من كل من روي السير بما يقتضي‌ ذلك حتي أن من تأمل ماروي‌ في هذاالباب لم يبق عليه شك في أنه ع أُلجِئَ إلي البيعة وصار إليها بعدالمدافعة والمحاجزة لأمور اقتضت ذلك ليس من جملتها الرضا.

فَقَد رَوَي أَبُو الحَسَنِ أَحمَدُ بنُ يَحيَي بنِ جَابِرٍ البلَاذرُيِ‌ّ وَ حَالُهُ فِي الثّقَةِ عِندَ العَامّةِ وَ البُعدِ عَن مُقَارَبَةِ الشّيعَةِ وَ الضّبطِ لِمَا يَروِيهِ مَعرُوفَةٌ قَالَ حدَثّنَيِ‌ بَكرُ بنُ الهَيثَمِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مُعَمّرٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَبَعَثَ أَبُو بَكرٍ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ إِلَي عَلِيّ ع حِينَ قَعَدَ عَن بَيعَتِهِ وَ قَالَ ائتنِيِ‌ بِهِ بِأَعنَفِ العُنفِ فَلَمّا أَتَاهُ جَرَي بَينَهُمَا كَلَامٌ فَقَالَ لَهُ احلِب حَلباً لَكَ شَطرُهُ وَ اللّهِ


صفحه : 389

مَا حِرصُكَ عَلَي إِمَارَتِهِ اليَومَ إِلّا لِيُؤَمّرَكَ غَداً وَ مَا نَنفَسُ عَلَي أَبِي بَكرٍ هَذَا الأَمرَ وَ لَكِنّا أَنكَرنَا تَركَكُم مُشَاوَرَتَنَا وَ قُلنَا إِنّ لَنَا حَقّاً لَا تَجهَلُونَهُ ثُمّ أَتَاهُ فَبَايَعَهُ.

و هذاالخبر يتضمن ماجرت عليه الحال و ماتقوله الشيعة بعينه و قدأنطق الله به رواتهم .

وَ قَد رَوَي البلَاذرُيِ‌ّ عَنِ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن مَسلَمَةَ بنِ مُحَارِبٍ عَن سُلَيمَانَ التيّميِ‌ّ عَنِ ابنِ عَونٍ أَنّ أَبَا بَكرٍ أَرسَلَ عُمَرَ إِلَي عَلِيّ ع يُرِيدُهُ إِلَي البَيعَةِ فَلَم يُبَايِع فَجَاءَ عُمَرُ وَ مَعَهُ قَبَسٌ فَتَلَقّتهُ فَاطِمَةُ ع عَلَي البَابِ فَقَالَت يَا ابنَ الخَطّابِ أَ تَرَاكَ مُحرِقاً عَلَيّ باَبيِ‌ قَالَ نَعَم وَ ذَلِكِ أَقوَي فِيمَا جَاءَ بِهِ أَبُوكِ وَ جَاءَ عَلِيّ ع فَبَايَعَ.

و هذاالخبر قدروته الشيعة من طرق كثيرة وإنما الطريف أن يرويه شيوخ محدثي‌ العامة لكنهم كانوا يروون ماسمعوا بالسلامة وربما تنبهوا علي ما في بعض مايروونه عليهم فكفوا عنه و أي اختيار لمن يحرق عليه بابه حتي يبايع .


صفحه : 390

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ بنُ سَعِيدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَمرٍو البجَلَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ حَبِيبٍ العاَمرِيِ‌ّ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ وَ اللّهِ مَا بَايَعَ عَلِيّ حَتّي رَأَي الدّخَانَ قَد دَخَلَ بَيتَهُ.

وَ رَوَي المدَاَئنِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي عَونٍ قَالَ لَمّا ارتَدّتِ العَرَبُ مَشَي عُثمَانُ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا ابنَ عَمّ إِنّهُ لَا يَخرُجُ أَحَدٌ إِلَي قِتَالِ هَذَا العَدُوّ وَ أَنتَ لَم تُبَايِع وَ لَم يَزَل بِهِ حَتّي مَشَي إِلَي أَبِي بَكرٍ فَسُرّ المُسلِمُونَ بِذَلِكَ وَ جَدّ


صفحه : 391

النّاسُ فِي القِتَالِ.

وَ رَوَي البلَاذرُيِ‌ّ عَنِ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي جزي‌ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عُروَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَت لَم يُبَايِع عَلِيّ أَبَا بَكرٍ حَتّي مَاتَت فَاطِمَةُ ع بَعدَ سِتّةِ أَشهُرٍ فَلَمّا مَاتَت ضَرَعَ إِلَي صُلحِ أَبِي بَكرٍ فَأَرسَلَ إِلَيهِ أَن يَأتِيَهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَا تَأتِهِ وَحدَكَ قَالَ فَمَا ذَا يَصنَعُونَ بيِ‌ فَأَتَاهُ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ اللّهِ مَا نَفِسنَا عَلَيكَ مَا سَاقَ اللّهُ إِلَيكَ مِن فَضلٍ وَ خَيرٍ وَ لَكِنّا كُنّا نَرَي أَنّ لَنَا فِي هَذَا الأَمرِ نَصِيباً استُبِدّ بِهِ عَلَينَا فَقَالَ أَبُو بَكرٍ وَ اللّهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللّهِص أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن قرَاَبتَيِ‌ فَلَم يَزَل عَلِيّ يَذكُرُ حَقّهُ وَ قَرَابَتَهُ حَتّي بَكَي أَبُو بَكرٍ فَقَالَ مِيعَادُكَ العَشِيّةُ فَلَمّا صَلّي أَبُو بَكرٍ الظّهرَ خَطَبَ فَذَكَرَ عَلِيّاً ع وَ بَيعَتَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع إنِيّ‌ لَم يحَبسِنيِ‌ عَن بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ أَلّا أَكُونَ عَارِفاً بِحَقّهِ لَكِنّا كُنّا نَرَي أَنّ لَنَا فِي هَذَا الأَمرِ نَصِيباً استُبِدّ بِهِ عَلَينَا ثُمّ بَايَعَ أَبَا بَكرٍ فَقَالَ المُسلِمُونَ أَصَبتَ وَ أَحسَنتَ.


صفحه : 392

و من تأمل هذه الأخبار علم كيف وقعت هذه البيعة و ماالداعي‌ إليها و لوكانت الحال سليمة والنيات صافية والتهمة مرتفعة لمامنع عمر أبابكر من أن يصير إلي أمير المؤمنين ع وحده .

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَرَ عَن أَبِيهِ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن عُقبَةَ بنِ سِنَانٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ قَالَ مَا بَايَعَ عَلِيّ ع إِلّا بَعدَ سِتّةِ أَشهُرٍ وَ مَا اجترُ‌ِئَ عَلَيهِ إِلّا بَعدَ مَوتِ فَاطِمَةَ ع .

وَ رَوَي الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَاصِمِ بنِ عَامِرٍ البجَلَيِ‌ّ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن سُفيَانَ بنِ فَروَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ جَاءَ بُرَيدَةُ حَتّي رَكَزَ رَايَتَهُ فِي وَسَطِ أَسلَمَ ثُمّ قَالَ لَا أُبَايِعُ حَتّي يُبَايِعَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ عَلِيّ ع يَا بُرَيدَةُ ادخُل فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النّاسُ فَإِنّ اجتِمَاعَهُم أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنِ اختِلَافِهِمُ اليَومَ.

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لَهُم بَايِعُوا فَإِنّ هَؤُلَاءِ خيَرّوُنيِ‌ أَن يَأخُذُوا مَا لَيسَ لَهُم أَو أُقَاتِلَهُم وَ أُفَرّقَ أَمرَ المُسلِمِينَ.

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ عَن قَلِيبِ بنِ حَمّادٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ قَالَأَبَت أَسلَمُ أَن تُبَايِعَ فَقَالُوا مَا كُنّا نُبَايِعُ حَتّي يُبَايِعَ بُرَيدَةُ لِقَولِ النّبِيّص لِبُرَيدَةَ عَلِيّ وَلِيّكُم مِن بعَديِ‌ قَالَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا هَؤُلَاءِ إِنّ هَؤُلَاءِ خَيّرُونّا أَن يظَلمِوُنيِ‌ حقَيّ‌ وَ أُبَايِعَهُم فَارتَدّ النّاسُ حَتّي بَلَغَتِ


صفحه : 393

الرّدّةُ أَحَداً فَاختَرتُ أَن أُظلَمَ حقَيّ‌ وَ إِن فَعَلُوا مَا فَعَلُوا

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن عَاصِمِ بنِ عَامِرٍ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن دَاوُدَ بنِ يَزِيدَ الأوَديِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ مَا رَحِمتُ أَحَداً رحَمتَيِ‌ عَلِيّاً حِينَ أتُيِ‌َ بِهِ مُلَبّباً فَقِيلَ لَهُ بَايِع قَالَ فَإِن لَم أَفعَل قَالُوا إِذاً نَقتُلَكَ قَالَ إِذاً تَقتُلُونَ[تَقتُلُوا] عَبدَ اللّهِ وَ أَخَا رَسُولِ اللّهِ ثُمّ بَايَعَ كَذَا وَ ضَمّ يَدَهُ اليُمنَي.

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن خَالِدِ بنِ مَخلَدٍ البجَلَيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ يَزِيدَ الأوَديِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ إنِيّ‌ لَجَالِسٌ عِندَ أَبِي بَكرٍ إِذ جيِ‌ءَ بعِلَيِ‌ّ ع فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ بَايِع فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع فَإِن أَنَا لَم أُبَايِع قَالَ أَضرِبُ ألّذِي فِيهِ عَينَاكَ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ اشهَد ثُمّ مَدّ يَدَهُ فَبَايَعَهُ.

و قدروي‌ هذاالمعني من طرق مختلفة وبألفاظ متقاربة المعني و إن اختلف لفظها و أنه ع كان يقول في ذلك اليوم لَمّا أُكرِهَ علي البيعة وحذر من التقاعد عنها ياابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ فَلا تُشمِت بيِ‌َ الأَعداءَ وَ لا تجَعلَنيِ‌ مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ ويردد ذلك ويكرره وذكر أكثر ماروي‌ في هذاالمعني يطول فضلا عن ذكر جميعه وفيما أشرنا إليه كفاية ودلالة علي أن البيعة لم تكن عن رضا واختيار. فإن قيل كل مارويتموه في هذاالمعني أخبار آحاد لاتوجب علما.قلنا كل خبر مما ذكرناه و إن كان واردا من طريق الآحاد فإن معناه ألذي تضمنه متواتر والمعول علي المعني دون اللفظ و من استقري الأخبار وجد معني إكراهه ع علي البيعة و أنه دخل فيهامستدفعا للشر وخوفا من تفرق كلمة المسلمين و قدوردت به أخبار كثيرة من طرق مختلفة تخرج عن حد الآحاد


صفحه : 394

إلي التواتر و بعدفأدون منزلة هذه الأخبار إذاكانت آحادا أن تقتضي‌ الظن وتمنع من القطع علي أنه لم يكن هناك خوف و لاإكراه و إذاكنا لانعلم أن البيعة وقعت عن رضا واختيار مع التجويز لأن يكون هناك أسباب إكراه فأولي أن لانقطع علي الرضا والاختيار مع الظن لأسباب الإكراه والخوف فإن قيل التقية لاتكون إلا عن خوف شديد و لابد له من أسباب وأمارات تظهر فمتي لم تظهر أسبابه لم يسغ تجويزه و إذا كان غيرجائز فلاتقية قلنا و أي أسباب وأمارات هي‌ أظهر مما ذكرناه ورويناه هذا إن أردتم بالظهور النقل والرواية علي الجملة و إن أردتم بالظهور أن ينقله جميع الأمة ويعلموه و لايرتابوا به فذاك اقتراح منكم لاترجعون فيه إلي حجة ولنا أن نقول لكم من أين أوجبتم ذلك و ماالمانع من أن ينقل أسباب التقية قوم ويعرض عن نقلها آخرون لأغراض لهم وصوارف تصرفهم عن النقل و لاخفاء بما في هذه الدعوي وأمثالها. علي أن الأمر في ظهور أسباب التقية أوضح من أن يحتاج فيه إلي رواية خبر ونقل لفظ مخصوص لأنكم تعلمون أن أمير المؤمنين ع تأخر عن البيعة تأخرا علم وارتفع الخلاف فيه ثم بايع بعدزمان متراخ و إن اختلف في مدته و لم تكن بيعته وإمساكه عن النكير ألذي كان وقع منه إلا بعد أن استقر الأمر لمن عقد له وبايعه الأنصار والمهاجرون وأجمع عليه في الظاهر المسلمون وشاع بينهم أن بيعته انعقدت بالإجماع والاتفاق و أن من خالف عليه كان شاقا لعصا المسلمين مبتدعا في الدين رادا علي الله و علي رسوله وبهذا بعينه احتجوا علي من قعد عن البيعة وتأخر عنها فأي‌ سبب للخوف أظهر مما ذكرناه . وكيف يراد سبب له و لا شيءيذكر في هذاالباب إلا و هوأضعف مما أشرنا إليه وكيف يمكن أميرَ المؤمنين ع المقامُ علي خلاف من بايعه جميع المسلمين وأظهروا الرضا به والسكون إليه و أن مخالفه مبتدع خارج عن الملة. وإنما يصح أن يقال إن الخوف لابد له من أمارة وأسباب تظهر و إن نفيه


صفحه : 395

واجب عندارتفاع أسبابه و لو كان أمير المؤمنين ع بايع في الابتداء من الأمر مبتدئا بالبيعة طالبا لها راغبا فيها من غيرتقاعد و من غير أن تأخذه الألسن باللوم والعذل فيقول واحد حسدت الرجل و يقول آخر أردت الفرقة ووقوع الاختلاف بين المسلمين و يقول آخر متي أقمت علي هذا لم يقاتل أحد أهل الرّدّة ويطمع المرتدون في المسلمين و من غير أن يتلوم أويتربص حتي يجتمع المتفرقون ويدخل الخارجون و لايبقي إلاراض أومتظاهر بالرضا فَأَمّا وَ الأَمرُ جَرَي عَلَي خِلَافِ ذَلِكَ فَالظّاهِرُ ألذي لاإشكال فيه أنه ع بايع مستدفعا للشر وفرارا من الفتنة و بعد أن لم يبق عنده بقية و لاعذر في المحاجزة والمدافعة. هذا إذاعوّلنا في إمساكه عن النكير علي الخوف المقتضي‌ للتقية و قديجوز أن يكون سبب إمساكه عن النكير غيرالخوف إما منفردا أومضموما إليه و ذلك أنه لاخلاف بيننا و بين من خالفنا في هذه المسألة أن المنكر إنما يجب إنكاره بشرائط منها أن لايغلب في الظن أنه يؤدي‌ إلي منكر هوأعظم منه و أنه متي غلب في الظن ماذكرناه لم يجز إنكاره ولعل هذه كانت حال أمير المؤمنين في ترك النكير. والشيعة لاتقتصر في هذاالباب علي التجويز بل تروي‌ روايات كثيرة أن النبي ص عهد إلي أمير المؤمنين ع بذلك وأنذره بأن القوم يدفعونه عن الأمر ويغلبونه عليه و أنه متي نازعهم فيه أدي ذلك إلي الرّدّة ورجوع الحرب جذعة وأمره بالإغضاء والإمساك إلي أن يتمكن من القيام بالأمر والتجويز في هذاالباب لماذكرنا كاف . فإن قيل هذايؤدي‌ إلي أن يجوز في كل من ترك إنكار منكر هذاالوجه بعينه فلانذمه علي ترك نكيره و لانقطع علي رضاه به .قلنا لاشك في أن من رأيناه كافّاً عن نكير منكر ونحن نجوّز أن يكون إنما كفّ عن نكيره لظنه أنه يعقب ما هوأعظم منه فإنا لانذمه و لانرميه أيضا


صفحه : 396

بالرضا به وإنما نفعل ذلك عندعلمنا بارتفاع سائر الأعذار وحصول شرائط جميع إنكار المنكر و مانعلم بيننا وبينكم خلافا في هذا ألذي ذكرناه علي الجملة وإنما يقع التناسي‌ للأصول إذابلغ الكلام إلي الإمامة. و ليس لأحد أن يقول إن غلبة الظن بأن إنكار المنكر يؤدي‌ إلي ما هوأعظم منه لابد فيه من أمارات تظهر وتنقل و في فقد علمنا بذلك دلالة علي أنه لم يكن و ذلك أن الأمارات إنما يجب أن تكون ظاهرة لمن شاهد الحال وغلب في ظنه ماذكرناه دون من لم تكن هذه حاله ونحن خارجون عن ذلك والأمارات الظاهرة في تلك الحال لمن غلب في ظنه مايقتضيه ليست مما يُنقَلُ ويُروَي وإنما يُعرَفُ بشاهد الحال وربما ظهرت أيضا لبعض الحاضرين دون بعض . علي أن كل هذاالكلام إنما نتكلفه متي لم نبن كلامنا علي صحة النص علي أمير المؤمنين ع ومتي بنينا الكلام في أسباب ترك النكير علي ماقدمناه من صحة النص ظهر الأمر ظهورا يرفع الشبهة لأنه إذا كان هو ع المنصوصَ عليه بالإمامة والمشارَ إليه من بينهم بالخلافة ثم رآهم بعدوفاة الرسول ص تنازعوا الأمرَ بينهم تَنَازُعَ من لم يسمعوا فيه نصّا و لاأعطوا فيه عهدا وصاروا إلي إحدي الجهتين بطريقة الاختيار وصمموا علي أن ذلك هوالواجب ألذي لامعدل عنه و لاحق سواه علم صلي الله عليه أن ذلك مويس من نزوعهم ورجوعهم ومخيف من ناحيتهم وأنهم إذااستجازوا إطراح عهد الرسول واتباع الشبهة فيه فهم بأن يطرحوا إنكار غيره ويعرضوا عن وعظه وتذكيره أولي وأحري . و لاشبهة علي عاقل في أن النص إن كان حقا علي مانقوله ودفع ذلك الدفع فإن النكير هناك لاينجع و لاينفع وإنه مؤد إلي غاية مكروه فاعليه . فإن قالوا إنما تأخر ع استيحاشا من استبدادهم بالأمر دون مشاورته ومطالعته أولاشتغاله بتجهيز الرسول ص ثم بأمر


صفحه : 397

فاطمة ع .قيل هذا لايصح علي مذهبكم لأن مشاورته لاتجب عليهم وعقد الإمامة يتم بمن عقدها و لايفتقر في صحته وتمامه إلي حضوره ع و ماتدّعونه من خوف الفتنة فهو ع كان أعلم به وأخوف له فكيف يتأخر ع عما يجب عليه من أجل أنهم لم يفعلوا ما لايجب عليهم وكيف يستوحش ممن عدل عن مشاورته وهي‌ غيرواجبة عندهم في حال السلم والأمن وهل هذا إلاسوء ثناء علي أمير المؤمنين ع ونسبة له إلي مايتنزه قدره ودينه عنه . فإن قيل إن هذايجري‌ مجري امرأة لها إخوة كبار وصغار فتولي أمرها الصغار في التزويج فإنه لابد أن يستوحش الكبار من ذلك .قيل له إن الكبير متي كان دَيّناً خائفا من الله تعالي فإن استيحاشه وثقل مايجري‌ علي طبعه لايجوز أن يبلغ به إلي إظهار الكراهة للعقد والخلاف فيه وإيهام أنه غيرمُمضًي و لاصوابٍ و كل هذاجري من أمير المؤمنين ع فيكف يضاف إليه مع المعلوم من خشونة أمير المؤمنين في الدين وغضبه له الاستيحاش من الحق والغضب مما يورد إليه تحرزا عن الفتنة وتلافيا للفرقة. و أماالاشتغال بالنبي‌ص فإنه كان ساعة من نهار والتأخر كان شهورا والمقلل قال أياما وتلك الساعة أيضا كان يمكن فيهاإظهار الرضا والمراسلة به بدلا من إظهار السخط والخلاف . و أمافاطمة ع فإنها توفيت بعدأشهر فكيف يشتغل بوفاتها عن البيعة المتقدمة مع تراخيها وعندهم أيضا أنه تأخر عن البيعة أياما يسيرة ومكثرهم يقول أربعين يوما فكيف يشتغل ما يكون بعدأشهر عما كان قبلها و من أدل دليل علي أن كفه عن النكير وإظهار الرضا لم يكن اختيارا وإيثارا بل كان لبعض


صفحه : 398

ماذكرناه أنه لاوجه لمبايعته بعدالإباء إلا ماذكرناه بعينه فإن إباءه المتقدم لايخلو من وجوه إما أن يكون لاشتغاله بالنبي‌ وابنته صلوات الله وسلامه عليهما أواستيحاشا من ترك مشاورته و قدأبطلنا ذلك بما لازيادة عليه أولأنه كان ناظرا في الأمر ومرتئيا في صحة العقد إما بأن يكون ناظرا في صلاح المعقود له الإمامة أو في تكامل شرائط عقد إمامته ووقوعه علي وجه المصلحة فكل ذلك لايجوز أن يخفي علي أمير المؤمنين ع و لاملتبسا بل كان به أعلم و إليه أسبق و لوجاز أن يخفي عليه مثله وقتا ووقتين لماجاز أن يستمر عليه الأوقاتَ ويتراخي المدد في خفائه . وكيف يشكل عليه صلاح أبي بكر للإمامة وعندهم أن ذلك كان معلوما ضرورة لكل أحد وكذلك عندهم صفات العاقدين وعددهم وشروط العقد الصحيح مما نص النبي ص عليه وأعلم الجماعة به علي سبيل التفصيل فلم يبق شيءيرتئي‌ فيه مثل أمير المؤمنين ع وينظر في إصابته النظر الطويل و لم يبق وجه يحمل عليه إباؤه وامتناعه من البيعة في الأول إلا مانذكره من أنها وقعت في غيرحقها ولغير مستحقها و ذلك يقتضي‌ أن رجوعه إليها لم يكن إلالضرب من التدبير. فإن استدلوا علي رضاه بما ادعوه من إظهار المعاونة والمعاضدة وإشارته عليه بقتال أهل الردة فكل ذلك قدمضي الجواب عنه و قدبينا أن ذلك دعوي لايعلم منه ع معاضدة و لامشورة و أن الفتيا يجب عليه من حيث لايجوز للعالم إذااستفتي‌ عن شيء أن لايجيب عنه و مايروي من دفاعه عن المدينة فإنما فعل لوجوب ذلك عليه و علي كل مسلم لالمكانهم وأمرهم بل لأنه دفع عن حريمه وحرم النبي ص و ليس لهم أن يقولوا إنه لوادعي الحق لوجد أنصارا كالعباس والزبير و أبي سفيان وخالد بن سعيد لأنه لانصرة فيمن ذكر و لا في أضعافهم إذا كان الجمهور علي خلافه و هذاأظهر من أن يخفي . و ليس لأحد أن يقول كيف يجوز مع شجاعته و ماخصه الله به من القوة الخارقة للعادة أن يخاف منهم و لايقدم علي قتالهم لو لاأنهم كانوا محقين و ذلك


صفحه : 399

أن شجاعته و إن كانت علي ماذكرت وأفضل فلاتبلغ إلي أن يغلب جميع الخلق ويحارب سائر الناس و هو مع الشجاعة بشر يقوي ويضعف ويخاف ويأمن والتقية جائزة علي البشر الذين يضعفون عن دفع المكروه عنهم . فإن قيل أ ليس الحسين ع أظهر النكير علي بني‌ أمية من يزيد وغيره و كان يجب أن لاينقص نكيره عن نكيره و لم يكن فزعه من أبي بكر إلادون فزعه من يزيد.قيل هذابعيد من الصواب لأنا قدبينا الأسباب المانعة من النكير و ليس الخوف في تلك الحال كالخوف من يزيد وبني‌ أمية وكيف يكون الخوف من مظهر للفسوق والخَلَاعَة والمَجَانَة متهتك لامُسكَةَ عنده و لاشبهة في أن إمامته ملك وغلبة و أنه لاشرط من شرائط الإمامة فيه كالخوف من مقدم معظم جميل الظاهر يري أكثر الأمة أن الإمامة له دونه وأنها أدني منازله و ماالجامع بين الأمرين إلاكالجامع بين الضدين . علي أن القوم الذين امتنعوا من بيعة يزيد قدعرف ماجري عليهم من القتل والمكروه فيه . علي أن الحسين ع أظهر الخلاف لماوجد بعض الأعوان عليه وطمع في معاونة من خذله وقعد عنه ثم إن حاله آلت مع اجتهاده ع واجتهاد من اجتهد معه في نصرته إلي ماآلت إليه . و ليس لأحد أن يقول إنه كان بعيدا من التقية لماانتهت الإمامة إليه وحين ناضل أهل البصرة وصفين كان واجد الأنصار فكان يجب أن يظهر النكير و ذلك أن كثيرا من التقية و إن كان زال في أيامه فقد بقي‌ كثير منها لأن أكثر من كان معه كان يعتقد إمامة المتقدمين عليه و أن إمامته ثبتت كماثبتت إمامة من تقدم بالاختيار فلأجل ذلك لم يتمكن من إظهار جميع ما في نفسه و لم ينقض أحكام القوم وأمر قضاته علي أن يحكموا بما كانوا يحكمون و قدبينا ذلك فيما تقدم علي وجه لايخفي علي من أمعن النظر وأنصف من نفسه


صفحه : 400

فإن قيل لوجاز التقية مع فقد أسباب التقية لم نأمن في أكثر ماظهر من النبي ص أن يكون علي سبيل التقية.قيل هذاباطل لأنا قدبينا أن أسباب التقية كانت ظاهرة لم تكن مفقودة فأما الرسول ص فإنما لم تجز التقية عليه لأن الشريعة لاتعرف إلا من جهته و لايوصل إليها إلابقوله فمتي جازت التقية عليه لم يكن لنا إلي العلم بما كُلّفنَاهُ طريقٌ و ليس العلم بأن الإمام منصوص عليه موقوفا علي قول الإمام و لايعلم إلا من جهته حتي يكون تقيته دافعة لطريق العلم فَبَانَ الفرقُ بين الأمرين . ثم يقال له و قد كان فيمن أنكر وامتنع من البيعة مثل خالد بن سعيد بن العاص وسلمان و قوله كرديد ونكرديد ومثل أبي ذر وعمار والمقداد


صفحه : 401

وغيرهم وأقوالهم في ذلك معروفة. فإن قالوا كل هؤلاء بايعوا وتولوا الأمور من قبله و من قبل غيره فلم يبق منهم خلاف .قيل نحن نسلم أنهم بايعوا فمن أين أنهم رضوا به لأنا قدبينا في ذلك ما فيه مقنع و إذا كان أمير المؤمنين ع مع عظم قدره وعلو منزلته قدألجأته الحال إلي البيعة فأولي أن تلجئ غيره ممن لايدانيه في أفعاله . فإن قيل المروي‌ عن سلمان أنه قال كرديد ونكرديد و ليس بمقطوع به .قلنا إن كان خبر السقيفة وشرح ماجري فيها من الأقوال والأفعال مقطوعا به فقول سلمان مقطوع به لأن كل من روي السقيفة رواه و ليس هذامما يختص الشيعة بنقله فيتهمونهم فيه و ليس لهم أن يقولوا كيف خاطبهم بالفارسية وهم عرب و إن كان فيهم من فهم الفارسية لا يكون إلاآحادا لايجب قبول قولهم و ذلك أن سلمان و إن تكلم بالفارسية فقد فسره بقوله أصبتم وأخطأتم أصبتم سنة الأولين وأخطأتم أهل بيت رسول الله ص و قوله أَمَا و الله لووضعتموها حيث وضعها الله لأكلتم من فوق رءوسكم وتحت أرجلكم رغدا أما و الله حيث عدلتم بها عن أهل بيت نبيكم ليطمعن فيهاالطلقاء وأبناء الطلقاء حتي روي‌ عن ابن عمر أنه قال ماأبغضت أحدا كبغضي‌ سلمان يوم قال هذاالقول وإني‌ قلت يريد شق عصا المسلمين ووقوع الخلاف بينهم و لاأحببت أحدا كحبي‌ له يوم رأيت مروان بن الحكم علي منبر رسول الله ص فقلت رحم الله سلمان لقد طمع فيه الطلقاء وأبناء الطلقاء و غير ذلك من الألفاظ المنقولة عنه . و قديجوز أن يجمع في إنكاره بين الفارسية والعربية ليفهم إنكاره أهل اللغتين معا فَلَم يُخَاطِب عَلَي هَذَا العَرَبَ بِالفَارسِيّةِ فأما قول السائل إِنّ راوِيَهُ واحدٌ من حيث لايجوز أن يرويه إلا من فهم الفارسية فطريف [ أي غريب نادر]لأن الشي‌ء قديرويه من لايعرف معناه فلعل الناقلين لهذا الكلام كانوا جميعا أو كان أكثرهم لايفهم معناه


صفحه : 402

غيرأنهم نقلوا ماسمعوا وفهم معناه من عرف اللغة أوأخبره عنه من يعرفها. فإن قالوا قوله كرديد ونكرديد فيه تثبيت لإمامته قيل هذاباطل لأنه أراد بقوله كرديد فعلتم وبقوله نكرديد لم تفعلوا والمعني أنكم عقدتم لمن لايصلح للأمر و لايستحقه وعدلتم عن المستحق و هذه عادة الناس في إنكار مايجري‌ علي غيروجهه لأنهم يقولون فعل فلان و لم يفعل والمراد ماذكرناه و قدصرح سلمان ره بذلك في قوله أصبتم سنة الأولين وأخطأتم أهل بيت نبيكم و قدفسر بالعربية معني كلامه . فإن قالوا أراد أصبتم الحق وأخطأتم المعدن لأن عادة الفرس أن لايزيل المُلك عن أهل بيت المَلِك.قيل ألذي يبطل هذاالكلام تفسير سلمان لكلام نفسه فهو أعرف بمعناه علي أن سلمان رحمة الله عليه كان أتقي لله وأعرف به من أن يريد من المسلمين أن يسلكوا سنن الأكاسرة والجبابرة ويعدلوا عما شرعه لهم نبيهم ص فإن قيل فقد تولي سلمان لعمر المدائن فلو لا أنه كان راضيا بذلك لم يتول ذلك .قيل ذلك أيضا محمول علي التقية و مااقتضي إظهار البيعة والرضا يقتضيه و ليس لهم أن يقولوا و أي تقية في الولايات لأنه غيرممتنع أن يعرض عليه هذه الولايات ليمتحن بها ويغلب في ظنه أنه إن عدل عنها وأباها نسب إلي الخلاف واعتقدت فيه العداوة و لم يأمن المكروه و هذه حال توجب عليه أن يتولي ماعرض عليه وكذلك الكلام في تولي‌ عمار رحمة الله عليه الكوفة ونفوذ المقداد في بعوث القوم . علي أنه يجوز عندنا تولي‌ الأمر من قبل من لايستحقه إذاظن أنه يقوم بما أمر الله تعالي ويضع الأشياء في مواضعها من الأمر بالمعروف والنهي‌ عن المنكر ولعل القوم علموا ذلك أوظنوه .


صفحه : 403

و أماأقوال أبي ذر تصريحا وتلويحا فمعروفة مذكورة و ليس لهم أن يقولوا إنه روي‌ عنه تعظيم القوم ومدحهم و ذلك أن ذلك يمكن إذاسلم حمله علي التقية والخوف كماقلناه فيما رووه عن أمير المؤمنين ع . ثم يقال للمعتزلة مااعتبرتموه من الإجماع في إمامة أبي بكر يلزم عليه القول بإمامة معاوية لأن الناس بعدصلح الحسن ع بين نفسين مظهر للرضا ببيعته و بين كافّ عن النكير فيجب أن يكون ذلك دلالة علي إمامته وهم لايقولون بهافإما أن يقولوا بذلك أويتركوا الاعتماد علي هذاالضرب من الاستدلال . فإن قالوا إن معاوية لم يصلح للإمامة لماظهر منه من الفسق نحو استلحاقه زيادا وقتله حجرا وشقه العصا في أيام أمير المؤمنين ع ومقاتلته إياه إلي غير ذلك مما لايحصي كثرة فلايصح والحال هذه أن يدعي الإجماع لأن الإجماع إنما يدعي فيما يصح فأما ما لايصح فلايدعي فيه الإجماع و لوثبت الإجماع علي ماقالوه لعلمنا أنه علي سبيل القهر كمايقع من الملوك علي أنه قدصح واشتهر الخلاف في ذلك بل ربما كانوا يظهرون الخلاف بحضرته فلاينكره و قد كان الحسن و الحسين ع و محمد بن علي و ابن عباس وإخوته وغيرهم من قريش يظهرون ذمه والوقيعة فيه فكيف يدعي الإجماع في ذلك مع علمنا ضرورة من حال من ذكرناه أنه كان لا يقول بإمامته و لايدين بها.قيل هذاتعليل للنقض لأنه إذا كان لايصلح للإمامة و قدوجدنا في الاتفاق عليه والكف عن منازعته ومخالفته ماوجدناه فيمن تقدم فيجب إما أن يكون إماما أو أن تكون هذه الطريقة ليست مرضية في تصحيح الإجماع و كل شيءيبين به أنه لايصلح للإمامة يؤكد الإلزام ويؤيده . وقول السائل إن الإجماع إنما يدل علي ثبوت مايصح صحيح إلا أنه كان يجب أن يبين أن الإجماع لم يقع هاهنا باعتبار يقتضي‌ أن شروطه لم تتكامل و لايرجع في أنه لم يقع مع تكامل شروطه وأسبابه إلي أن المجمع عليه


صفحه : 404

لايصلح للإمامة لأن ذلك مناقضة و إن رضوا بهذا القول فالشيعة أيضا يقولون إن من تقدم علي أمير المؤمنين ع لايصلح للإمامة والإجماع يجب أن يقع علي مايصح دون ما لايصح مثل ماقلتموه فأما ادعاء القهر والغلبة فمما لا يقول لهم المخالف لهم في إمامة معاوية بمثل ماقالوه لنا فيما تقدم من أن القهر والغلبة لابد لهما من أسباب تظهر وتنقل وتعلم فلو كانت هناك غلبة لعلمها الناس كلهم علي سواء ومتي ادعوا شيئا مما نقل في هذاالمعني لم يلتفت إليه مخالفهم و قال لهم لو كان ذلك صحيحا لنقل إلي‌ وعلمته كماعلمتموه وقابلهم في هذاالموضع بمثل مايقابلنا السائل في إمامة من تقدم حذو النعل بالنعل ولهذا يقول من ينسب إلي السنة منهم إن إبطال إمامة معاوية والوقيعة فيه طريق مهيع لأهل الرفض إلي القدح في إمامة من تقدمه وقولهم إن معاوية كالحلقة للباب يريدون بذلك أن قرع الباب طريق إلي الولوج وسبب للدخول .فأما ماادعوه من اشتهار الخلاف من الحسن و الحسين ع وفلان وفلان وأنهم كانوا يظهرون ذمه والوقيعة فيه فيقال لهم من أين علمتم هذا ألذي ادعيتموه أبضرورة أم باستدلال فإن كان بالضرورة قلنا و مابال علم الضرورة يخصك دون مخالفك وهم أكثر عددا منك وآنس بالأخبار ونقلة الآثار و ليس جاز لك أن تدعي‌ علي مخالفك في هذاالباب علم الضرورة مع علمك بكثرة عددهم وتدين أكثرهم إلا وتجوزون للشيعة التي‌ تخالفك في إمامة من تقدم أن تدعي‌ الضرورة عليك في العلم بإنكار أمير المؤمنين ع وأهله وشيعته ظاهرا وباطنا علي المتقدمين عليه و أنه كان يتظلم ويتألم من سلب حقه والدفع له عن مقامه وهيهات أن يقع بين الأمرين فصل و إن قال أعلم ذلك باستدلال .قلنا اذكر أيّ طريق شئت في تصحيح ماأدعيته من إنكار من سميته ووصفته حتي نبين بمثله صحة مارويناه من الإنكار علي من تقدم فإنك لاتقدر إلا أن تروي‌ أخبارا نقلتها أنت و من وافقك ويدفعها مخالفك ويدعي‌ أنها من رواية


صفحه : 405

أهل الرفض ودسيس من قصده الطعن في السلف و يقول فيمن يروي‌ هذه الأخبار ويقبلها أكثر مما تقول أنت وأصحابك فيمن يروي‌ ماذكرناه من الأخبار. علي أن الظاهر ألذي لايمكن دفعه من القوم الذين أشاروا إليهم أنهم كانوا يفتخرون عليه بالنسب و ماجري مجراه وكانت تجري‌ بينهم مفاضلة ومفاخرة لاذكر للإمامة فيها و ما كان يكون ذلك إلابتعرض من معاوية فإنه كان رجلا عريضا يريد أن يتحدث عنه بالحلم و كان دأبه أن يتحكك بمن يعلم أنه لايحتمله حتي يصدر منه من الكلام مايغُضيِ‌ عليه ويعرض عنه فيكون ذلك داعيا إلي وصفه بالحلم و ما كان في جميع من ذكره ممن كان يقابله بغليظ الكلام وشديد إلا من يخاطبه بإمرة المؤمنين في الحال ويأخذ عطاءه ويتعرض لجوائزه ونوافله فأي‌ إنكار كان مع ماذكرناه . ومما يعارض جميع من خالفنا إجماعهم علي قتل عثمان لأن الناس كانوا بين فريقين أحدهما المؤلب عليه والمتولي‌ لمغالبته ومطالبته بالخلع حتي أدي ذلك إلي قتله والآخر ممسك عنهم غيرمنكر عليهم و ذلك دال عندهم علي الإجماع . فإن قالوا كيف يدعي الإجماع في هذاالباب و قدحصل هناك أمران يمنعان من النكير أحدهما أنه كان غلبة والثاني‌ ما كان من منع عثمان من القتال فكيف يقابل ماقلناه و قدثبت أيضا بالنقل ما كان من أمير المؤمنين ع من الإنكار حتي بعث الحسن و الحسين ع وقنبرا علي ماروي‌ في ذلك وكيف يدعي في ذلك الإجماع وعثمان نفسه مع شيعته وأقاربه خارجون منه .قيل ليس الغلبة أكثر من استيلاء الجمع الكثير الذين يخشي سطوتهم ويخاف بادرتهم و هذه كانت حال من عقد الإمامة لأبي‌ بكر لأن أكثر الأمة تولاها ومال إليها واعتقد أنها السنة و مايخالفها البدعة فأي‌ غلبة أوضح مما ذكرناه


صفحه : 406

وكيف يدعي الغلبة في قتل عثمان وعندهم أن الذين تولوا قتله وباشروا حربه نفر من أهل مصر التف إليهم قوم من أوباش المدينة ممن يريد الفتنة ويكره الجماعة و أن أكابر المسلمين ووجوه الصحابة والمهاجرين وهم أكثر أهل المدينة وعليهم مدار أمرها وبهم يتم الحل والعقد فيهاكانوا لذلك كارهين و علي من أتاه منكرين فأي‌ غلبة يكون من القليل علي الكثير والصغير علي الكبير لو لا أن أصحابنا يدفعون الكلام في الإمامة بما يسنح ويعرض من غيرنكير في عواقبه ونتائجه فأما منع عثمان من القتال فعجيب و أي عذر في منع عثمان لمن قعد عن نصرته وخلا بينه و بين الباغين عليه والنهي‌ عن المنكر واجب وكيف لم يمتنع من القتال لأجل منع عثمان منه من كان معه في الدار من أقاربه وعبيده وهم له أطوع وبأن ينتهوا إلي أمره أولي وكيف لم يطعه في المنع من المنكر والصبر علي إيقاع الفتنة إلاالمهاجرون والأنصار دون أهله وعبيده . و أماذكره إنكار أمير المؤمنين لذلك وبعثه الحسن و الحسين للنصرة والمعاونة فالمعروف أن أمير المؤمنين ع كان ينكر قتله ويبرأ من ذلك في أقوال محفوظة معروفة لأن قتله منكر لاشك فيه و لم يكن لمن تولاه أن يقوم به فأما حصره ومطالبته بخلع نفسه وتسليم من كان سبب الفتنة ممن كان في جهته فما يحفظ عن أمير المؤمنين في ذلك إنكار بل الظاهر أنه كان بذلك راضيا وبخلافه ساخطا وكيف لا يكون كذلك و هو ألذي قام بأمره في الدفعة الأولي وتوسط حتي جري الأمر علي إرادته بعد أن كاد يخرج الأمر إلي ماخرج إليه في المرة الثانية وضمن عنه لخصومه الإعتاب الجميل فكان ذلك سببا لتهمته له ع ومشافهته بأنه لايتهم سواه فمضي ع من فوره وجلس في بيته وأغلق بابه .فأما بعث الحسن و الحسين فلانعرفه في جملة مايدعي و ألذي كان يدعي أنه بعث الحسن ع و في ذلك نظر و لوسلم لكان إما بعثه للمنع من الانتهاء بالرجل إلي القتل أولأنهم كانوا حصروه ومنعوه الطعام والشراب و في داره حرم وأطفال


صفحه : 407

و من لاتعلق له بهذا الأمر و هذامنكر يجب علي مثل أمير المؤمنين ع دفعه و لو كان أمير المؤمنين وطلحة والزبير وفلان وفلان كارهين لكل ماجري لماوقع شيء منه ولكانوا متمكنين من دفعه باليد واللسان والسيف .فأما قول السائل وكيف يدعي الإجماع وعثمان وشيعته وأقاربه خارجون منه فطريف لأنه إن لم يكن في هذاالإجماع إلاخروج عثمان عنه فبإزائه خروج سعد بن عبادة وولده وأهله من الإجماع علي إمامة أبي بكر ممن يقول خصومنا أنا لانعتد بهم إذا كان في مقابلته جميع الأمة فأما من كان معه في الدار فلم يكن معه من أهله إلاظاهر الفسق عدو لله تعالي كمروان بن الحكم وذويه ممن لايعتبر بخروجه عن الإجماع لارتفاع الشبهة في أمره أوعبيد أوباش طغام لايَفرُقُونَ بين الحق والباطل و لا يكون خلاف مثلهم قادحا في الإجماع و إذابلغنا في هذاالباب إلي أن لانجد منكرا من جميع الأمة إلاعبيد عثمان والنفر من أقاربه الذين حصروا في الدار فقد سهلت القضية و لم يبق فيهاشبهة. و ليس لأحد أن يقول إن هذاطريق إلي إبطال الإجماع في كل موضع و ذلك أنا قدبينا أن الأمر علي خلاف ماظنوه و أن الإجماع يثبت ويصح بطرق صحيحة ليست موجودة فيما ادعوه و لاطائل في إعادة مامضي .انتهي ملخص تلخيصه قدس سره وكلام أصحابنا في هذاالباب كثير لايناسب ذكره في هذاالكتاب وفيما أوردنا كفاية لأولي‌ الألباب .تكملة إذاعرفت أن ماادعوه من الإجماع ألذي هوعمدة الدليل علي إمامة إمامهم لم يثبت بما أوردوه في ذلك من الأخبار نرجع ونقول نثبت بتلك الأخبار التي‌ أوردوها لإثبات ذلك عدم استحقاقهم للإمامة بل كفرهم ونفاقهم ووجوب


صفحه : 408

لعنهم إذ تبين بالمتفق عليه من أخبارهم وأخبارنا أن عمر هم بإحراق بيت فاطمة ع بأمر أبي بكر أوبرضاه و قد كان فيه أمير المؤمنين وفاطمة والحسنان صلوات الله عليهم و


صفحه : 409

هددهم وآذاهم مع أن رفعة شأنهم عند الله و عندرسوله ص مما لاينكره إلا من خرج عن الإسلام و قداستفاض في رواياتنا بل في رواياتهم أيضا أنه روع فاطمة


صفحه : 410

حتي ألقت ما في بطنها و قدسبق في الروايات المتواترة وسيأتي‌ أن إيذاءها صلوات الله عليها إيذاء للرسول ص وآذَيَا عليا ع و

قَد تَوَاتَرَ فِي رِوَايَاتِ الفَرِيقَينِ قَولُ النّبِيّص مَن آذَي عَلِيّاً فَقَد آذاَنيِ‌

و قد قال الله تعالي إِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ أَعَدّ لَهُم عَذاباً مُهِيناً وهل يجوّز عاقل خلافة من كان هذاحاله وماله .


صفحه : 411

وأجاب عن ذلك قاضي‌ القضاة بأنا لانصدّق ذلك و لانجوّزه و لوصح لم يكن طعناً علي عمر لأن له أن يهدّد من امتنع من المبايعة إرادة للخلاف علي المسلمين لكنه غيرثابت لأن أمير المؤمنين ع قدبايع وكذلك الزبير والمقداد والجماعة و قدبينا أن التمسك بما تواتر به الخبر من بيعتهم أولي من هذه الروايات الشاذة. ورد عليه السيد رضي‌ الله عنه في الشافي‌ أولا بأن خبر الإحراق قدرواه غيرالشيعة ممن لايتهم علي القوم و أن دفع الروايات من غيرحجة لايجدي‌ شيئا فروي البلاذري‌ وحاله في الثقة عندالعامة والبعد عن مقاربة الشيعة والضبط لمايرويه معروفة عن المدائني‌ عن سلمة بن محارب عن سليمان التيمي‌ عن ابن عون أن أبابكر أرسل إلي علي ع يريده علي البيعة فلم يبايع فجاء عمر ومعه قَبَسٌ فَلَقِيَتهُ فَاطِمَةُ ع عَلَي البَابِ فَقَالَت يَا ابنَ الخَطّابِ أَ تَرَاكَ مُحرِقاً عَلَيّ داَريِ‌ قَالَ نَعَم وَ ذَلِكَ أَقوَي فِيمَا جَاءَ بِهِ أَبُوكِ وَ جَاءَ عَلِيّ ع فَبَايَعَ. و هذاالخبر قدروته الشيعة من طرق كثيرة وإنما الطريف أن يرويه شيوخ محدثي‌ العامة.

وَ رَوَي اِبرَاهِيمُ بنُ سَعِيدٍ الثقّفَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ وَ اللّهِ مَا بَايَعَ عَلِيّ ع حَتّي رَأَي الدّخَانَ قَد دَخَلَ بَيتَهُ

. وثانيا بأن مااعتذر به من حديث الإحراق إذاصح طريف و أي عذر لمن أراد أن يحرق علي أمير المؤمنين وفاطمة ع منزلهما وهل يكون في ذلك علة تصغي إليه وإنما يكون مخالفا للمسلمين وخارقا لإجماعهم إذا كان الإجماع قدتقرر وثبت وإنما يصح لهم الإجماع متي كان أمير المؤمنين و من قعد عن البيعة ممن انحاز إلي بيت فاطمة ع داخلا فيه و غيرخارج عنه و أي إجماع يصح مع خلاف أمير المؤمنين ع وحده فضلا عن أن يتابعه غيره و هذه زلّته من صاحب


صفحه : 412

المغني‌ وممن حكي‌ احتجاجه . و بعد فلافرق بين أن يهدد بالإحراق للعلة التي‌ ذكرها و بين ضرب فاطمة ع لمثل هذه العلة فإن إحراق المنازل أعظم من ضربها و مايحسن الكبير بمن أراد الخلاف علي المسلمين أولي بأن يحسن الصغير فلاوجه لامتعاض صاحب الكتاب من ضربها بالسوط وتكذيب ناقله واعتذاره في غيره بمثل هذاالاعتذار