صفحه : 1

الجزء الخامس والعشرون

تتمة كتاب الإمامة

أبواب خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم

باب 1-بدو أرواحهم وأنوارهم وطينتهم ع وأنهم من نور واحد

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن دَاوُدَ بنِ مُحَمّدٍ النهّديِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ دَخَلَ ابنُ أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَلَي الرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَبلَغَ اللّهُ مِن قَدرِكَ أَن تدَعّيِ‌َ مَا ادّعَي أَبُوكَ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ أَطفَأَ اللّهُ نُورَكَ وَ أَدخَلَ الفَقرَ بَيتَكَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي عِمرَانَ أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً فَوَهَبَ لَهُ مَريَمَ وَ وَهَبَ لِمَريَمَ عِيسَي فَعِيسَي مِن مَريَمَ وَ مَريَمُ مِن عِيسَي وَ مَريَمُ وَ عِيسَي شَيءٌ وَاحِدٌ وَ أَنَا مِن أَبِي وَ أَبِي منِيّ‌ وَ أَنَا وَ أَبِي شَيءٌ وَاحِدٌ

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن داود النهدي‌ قال دخل أبوسعيد المكاري‌ وذكر مثله

2-ختص ،[الإختصاص ]عَنهُم ع إِنّ اللّهَ خَلَقَنَا قَبلَ الخَلقِ بأِلَفيَ‌ أَلفِ عَامٍ فَسَبّحنَا فَسَبّحَتِ المَلَائِكَةُ لِتَسبِيحِنَا


صفحه : 2

3- كِتَابُ فَضَائِلِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ كُنّا جُلُوساً مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِإِبلِيسَأَستَكبَرتَ أَم كُنتَ مِنَ العالِينَفَمَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ الّذِينَ هُم أَعلَي مِنَ المَلَائِكَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَنَا وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ كُنّا فِي سُرَادِقِ العَرشِ نُسَبّحُ اللّهَ وَ تُسَبّحُ المَلَائِكَةُ بِتَسبِيحِنَا قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ أَمَرَ المَلَائِكَةَ أَن يَسجُدُوا لَهُ وَ لَم يَأمُرنَا بِالسّجُودِ فَسَجَدَتِ المَلَائِكَةُ كُلّهُم إِلّا إِبلِيسَ فَإِنّهُ أَبَي أَن يَسجُدَ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأَستَكبَرتَ أَم كُنتَ مِنَ العالِينَ أَي مِن هَؤُلَاءِ الخَمسِ المَكتُوبِ أَسمَاؤُهُم فِي سُرَادِقِ العَرشِ فَنَحنُ بَابُ اللّهِ ألّذِي يُؤتَي مِنهُ بِنَا يهَتدَيِ‌ المُهتَدُونَ فَمَن أَحَبّنَا أَحَبّهُ اللّهُ وَ أَسكَنَهُ جَنّتَهُ وَ مَن أَبغَضَنَا أَبغَضَهُ اللّهُ وَ أَسكَنَهُ نَارَهُ وَ لَا يُحِبّنَا إِلّا مَن طَابَ مَولِدُهُ

4-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن قَبِيصَةَ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ عِندَهُ الدّوسُ بنُ أَبِي الدّوسِ وَ ابنُ ظَبيَانَ وَ القَاسِمُ الصيّرفَيِ‌ّ فَسَلّمتُ وَ جَلَستُ وَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد أَتَيتُكَ مُستَفِيداً قَالَ سَل وَ أَوجِز قُلتُ أَينَ كُنتُم قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ سَمَاءً مَبنِيّةً وَ أَرضاً مَدحِيّةً أَو ظُلمَةً وَ نُوراً قَالَ يَا قَبِيصَةُ لِمَ سَأَلتَنَا عَن هَذَا الحَدِيثِ فِي مِثلِ هَذَا الوَقتِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ حُبّنَا قَدِ اكتُتِمَ وَ بُغضَنَا قَد فَشَا وَ أَنّ لَنَا أَعدَاءً مِنَ الجِنّ يُخرِجُونَ حَدِيثَنَا إِلَي أَعدَائِنَا مِنَ الإِنسِ وَ إِنّ الحِيطَانَ لَهَا آذَانٌ كَآذَانِ النّاسِ قَالَ قُلتُ قَد سَأَلتُ عَن ذَلِكَ قَالَ يَا قَبِيصَةُ كُنّا أَشبَاحَ نُورٍ حَولَ العَرشِ نُسَبّحُ اللّهَ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِخَمسَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ فَرّغَنَا فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَل يَنقُلُنَا مِن صُلبٍ طَاهِرٍ إِلَي رَحِمٍ مُطَهّرٍ حَتّي بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص فَنَحنُ عُروَةُ اللّهِ الوُثقَي مَنِ استَمسَكَ بِنَا نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنّا هَوَي لَا نُدخِلُهُ فِي بَابِ ضَلَالٍ وَ لَا نُخرِجُهُ مِن بَابِ هُدًي وَ نَحنُ رُعَاةُ شَمسِ اللّهِ وَ نَحنُ


صفحه : 3

عِترَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ نَحنُ القُبّةُ التّيِ‌ طَالَت أَطنَابُهَا وَ اتّسَعَ فِنَاؤُهَا مَن ضَوَي إِلَينَا نَجَا إِلَي الجَنّةِ وَ مَن تَخَلّفَ عَنّا هَوَي إِلَي النّارِ قُلتُ لِوَجهِ ربَيّ‌َ الحَمدُ

بيان رعاة شمس الله أي نرعيها ترقبا لأوقات الفرائض والنوافل ويحتمل أن يراد بها النبي ص وضوي إليه كرمي‌ أوي إليه وانضم

5-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ المِعرَاجِ، عَن رِجَالِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يُخَاطِبُ عَلِيّاً ع وَ يَقُولُ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَانَ وَ لَا شَيءَ مَعَهُ فخَلَقَنَيِ‌ وَ خَلَقَكَ رُوحَينِ مِن نُورِ جَلَالِهِ فَكُنّا أَمَامَ عَرشِ رَبّ العَالَمِينَ نُسَبّحُ اللّهَ وَ نُقَدّسُهُ وَ نُحَمّدُهُ وَ نُهَلّلُهُ وَ ذَلِكَ قَبلَ أَن يَخلُقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَخلُقَ آدَمَ خلَقَنَيِ‌ وَ إِيّاكَ مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ مِن طِينَةِ عِلّيّينَ وَ عَجَنَنَا بِذَلِكَ النّورِ وَ غَمَسَنَا فِي جَمِيعِ الأَنوَارِ وَ أَنهَارِ الجَنّةِ ثُمّ خَلَقَ آدَمَ وَ استَودَعَ صُلبَهُ تِلكَ الطّينَةَ وَ النّورَ فَلَمّا خَلَقَهُ استَخرَجَ ذُرّيّتَهُ مِن ظَهرِهِ فَاستَنطَقَهُم وَ قَرّرَهُم بِالرّبُوبِيّةِ فَأَوّلُ خَلقٍ إِقرَاراً بِالرّبُوبِيّةِ أَنَا وَ أَنتَ وَ النّبِيّونَ عَلَي قَدرِ مَنَازِلِهِم وَ قُربِهِم مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي صَدَقتُمَا وَ أَقرَرتُمَا يَا مُحَمّدُ وَ يَا عَلِيّ وَ سَبَقتُمَا خلَقيِ‌ إِلَي طاَعتَيِ‌ وَ كَذَلِكَ كُنتُمَا فِي سَابِقِ علِميِ‌ فِيكُمَا فَأَنتُمَا صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ وَ الأَئِمّةُ مِن ذُرّيّتِكُمَا وَ شِيعَتُكُمَا وَ كَذَلِكَ خَلَقتُكُم ثُمّ قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ فَكَانَتِ الطّينَةُ فِي صُلبِ آدَمَ وَ نوُريِ‌ وَ نُورُكَ بَينَ عَينَيهِ فَمَا زَالَ ذَلِكَ النّورُ يَنتَقِلُ بَينَ أَعيُنِ النّبِيّينَ وَ المُنتَجَبِينَ حَتّي وَصَلَ النّورُ وَ الطّينَةُ إِلَي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ فَافتَرَقَ نِصفَينِ فخَلَقَنَيِ‌َ اللّهُ مِن نِصفِهِ وَ اتخّذَنَيِ‌ نَبِيّاً وَ رَسُولًا وَ خَلَقَكَ مِنَ النّصفِ


صفحه : 4

الآخَرِ فَاتّخَذَكَ خَلِيفَةً وَ وَصِيّاً وَ وَلِيّاً فَلَمّا كُنتُ مِن عَظَمَةِ ربَيّ‌ كَقَابِقَوسَينِ أَو أَدني قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ مَن أَطوَعُ خلَقيِ‌ لَكَ فَقُلتُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ فَاتّخِذهُ خَلِيفَةً وَ وَصِيّاً فَقَدِ اتّخَذتُهُ صَفِيّاً وَ وَلِيّاً يَا مُحَمّدُ كَتَبتُ اسمَكَ وَ اسمَهُ عَلَي عرَشيِ‌ مِن قَبلِ أَن أَخلُقَ الخَلقَ مَحَبّةً منِيّ‌ لَكُمَا وَ لِمَن أَحَبّكُمَا وَ تَوَلّاكُمَا وَ أَطَاعَكُمَا فَمَن أَحَبّكُمَا وَ أطَاعَكُمَا وَ تَوَلّاكُمَا كَانَ عنِديِ‌ مِنَ المُقَرّبِينَ وَ مَن جَحَدَ وَلَايَتَكُمَا وَ عَدَلَ عَنكُمَا كَانَ عنِديِ‌ مِنَ الكَافِرِينَ الضّالّينَ ثُمّ قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ فَمَن ذَا يَلِجُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ أَنَا وَ أَنتَ مِن نُورٍ وَاحِدٍ وَ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَنتَ أَحَقّ النّاسِ بيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ وُلدُكَ ولُديِ‌ وَ شِيعَتُكُم شيِعتَيِ‌ وَ أَولِيَاؤُكُم أوَليِاَئيِ‌ وَ أَنتُم معَيِ‌ غَداً فِي الجَنّةِ

6- كِتَابُ المُحتَضَرِ،لِلحَسَنِ بنِ سُلَيمَانَ مِمّا رَوَاهُ مِن كِتَابِ المِعرَاجِ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ ظُهَيرٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَنِ الحُسَينِ بنِ رَاشِدٍ وَ الفَضلِ بنِ جَعفَرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ بِشرٍ عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ ثُمّ أُهبِطَ إِلَي الأَرضِ يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَانَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ مِثلَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ وَ وُلدُكَ ولُديِ‌ وَ شِيعَتُكَ شيِعتَيِ‌ وَ أَولِيَاؤُكَ أوَليِاَئيِ‌ وَ هُم مَعَكَ غَداً فِي الجَنّةِ جيِراَنيِ‌

7- وَ مِمّا رَوَاهُ مِن كِتَابِ مَنهَجِ التّحقِيقِ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ رَفَعَهُ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ أَربَعَةَ عَشَرَ نُوراً مِن نُورِ عَظَمَتِهِ قَبلَ خَلقِ آدَمَ بِأَربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ فهَيِ‌َ أَروَاحُنَا فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ عُدّهُم بِأَسمَائِهِم فَمَن هَؤُلَاءِ الأَربَعَةَ عَشَرَ نُوراً فَقَالَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ تِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ وَ تَاسِعُهُم قَائِمُهُم ثُمّ عَدّهُم بِأَسمَائِهِم


صفحه : 5

ثُمّ قَالَ نَحنُ وَ اللّهِ الأَوصِيَاءُ الخُلَفَاءُ مِن بَعدِ رَسُولِ اللّهِص وَ نَحنُ المثَاَنيِ‌ التّيِ‌ أَعطَاهَا اللّهُ نَبِيّنَا وَ نَحنُ شَجَرَةُ النّبُوّةِ وَ مَنبِتُ الرّحمَةِ وَ مَعدِنُ الحِكمَةِ وَ مَصَابِيحُ العِلمِ وَ مَوضِعُ الرّسَالَةِ وَ مُختَلَفُ المَلَائِكَةِ وَ مَوضِعُ سِرّ اللّهِ وَ وَدِيعَةُ اللّهِ جَلّ اسمُهُ فِي عِبَادِهِ وَ حَرَمُ اللّهِ الأَكبَرُ وَ عَهدُهُ المَسئُولُ عَنهُ فَمَن وَفَي بِعَهدِنَا فَقَد وَفَي بِعَهدِ اللّهِ وَ مَن خَفَرَهُ فَقَد خَفَرَ ذِمّةَ اللّهِ وَ عَهدَهُ عَرَفَنَا مَن عَرَفَنَا وَ جَهِلَنَا مَن جَهِلَنَا نَحنُ الأَسمَاءُ الحُسنَي التّيِ‌ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِنَ العِبَادِ عَمَلًا إِلّا بِمَعرِفَتِنَا وَ نَحنُ وَ اللّهِ الكَلِمَاتُ التّيِ‌ تَلَقّاهَاآدَمُ مِن رَبّهِفَتابَ عَلَيهِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَنَا فَأَحسَنَ خَلقَنَا وَ صَوّرَنَا فَأَحسَنَ صُوَرَنَا وَ جَعَلَنَا عَينَهُ عَلَي عِبَادِهِ وَ لِسَانَهُ النّاطِقَ فِي خَلقِهِ وَ يَدَهُ المَبسُوطَةَ عَلَيهِم بِالرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ وَ وَجهَهُ ألّذِي يُؤتَي مِنهُ وَ بَابَهُ ألّذِي يَدُلّ عَلَيهِ وَ خُزّانَ عِلمِهِ وَ تَرَاجِمَةَ وَحيِهِ وَ أَعلَامَ دِينِهِ وَ العُروَةَ الوُثقَي وَ الدّلِيلَ الوَاضِحَ لِمَنِ اهتَدَي وَ بِنَا أَثمَرَتِ الأَشجَارُ وَ أَينَعَتِ الثّمَارُ وَ جَرَتِ الأَنهَارُ وَ نَزَلَ الغَيثُ مِنَ السّمَاءِ وَ نَبَتَ عُشبُ الأَرضِ وَ بِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللّهُ وَ لَولَانَا مَا عُرِفَ اللّهُ وَ ايمُ اللّهِ لَو لَا وَصِيّةٌ سَبَقَت وَ عَهدٌ أُخِذَ عَلَينَا لَقُلتُ قَولًا يَعجَبُ مِنهُ أَو يَذهَلُ مِنهُ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ

8- وَ مِن كِتَابِ الآلِ،لِابنِ خَالَوَيهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ وَ حَوّاءَ ع تَبَختَرَا فِي الجَنّةِ فَقَالَ آدَمُ لِحَوّاءَ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً هُوَ أَحسَنُ مِنّا فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي جَبرَئِيلَ أَنِ ائتنِيِ‌ بعِبَدتَيِ‌َ التّيِ‌ فِي جَنّةِ الفِردَوسِ الأَعلَي فَلَمّا دَخَلَا الفِردَوسَ نَظَرَا إِلَي جَارِيَةٍ عَلَي دُرنُوكٍ مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ عَلَي رَأسِهَا تَاجٌ مِن نُورٍ وَ فِي أُذُنَيهَا قُرطَانِ مِن نُورٍ قَد أَشرَقَتِ الجِنَانُ مِن حُسنِ وَجهِهَا قَالَ آدَمُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ مَن هَذِهِ الجَارِيَةُ التّيِ‌ قَد أَشرَقَتِ الجِنَانُ مِن حُسنِ وَجهِهَا فَقَالَ هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص نبَيِ‌ّ مِن وُلدِكَ يَكُونُ فِي آخِرِ


صفحه : 6

الزّمَانِ قَالَ فَمَا هَذَا التّاجُ ألّذِي عَلَي رَأسِهَا قَالَ بَعلُهَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَمَا القُرطَانِ اللّذَانِ فِي أُذُنَيهَا قَالَ وَلَدَاهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ قَالَ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ أَ خُلِقُوا قبَليِ‌ قَالَ هُم مَوجُودُونَ فِي غَامِضِ عِلمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَبلَ أَن تُخلَقَ بِأَربَعَةِ آلَافِ سَنَةٍ

9- وَ مِن كِتَابِ السّيّدِ حَسَنِ بنِ كَبشٍ،مِمّا أَخَذَهُ مِنَ المُقتَضَبِ وَ وَجَدتُهُ فِي المُقتَضَبِ أَيضاً مُسنَداً عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ يَا سَلمَانُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَبعَث نَبِيّاً وَ لَا رَسُولًا إِلّا جَعَلَ لَهُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباً قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد عَرَفتُ هَذَا مِنَ الكِتَابَينِ قَالَ يَا سَلمَانُ فَهَل عَلِمتَ نقُبَاَئيِ‌َ الاِثنيَ‌ عَشَرَ الّذِينَ اختَارَهُمُ اللّهُ لِلإِمَامَةِ مِن بعَديِ‌ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ يَا سَلمَانُ خلَقَنَيِ‌َ اللّهُ مِن صَفَاءِ نُورِهِ فدَعَاَنيِ‌ فَأَطَعتُهُ وَ خَلَقَ مِن نوُريِ‌ عَلِيّاً فَدَعَاهُ إِلَي طَاعَتِهِ فَأَطَاعَهُ وَ خَلَقَ مِن نوُريِ‌ وَ نُورِ عَلِيّ ع فَاطِمَةَ فَدَعَاهَا فَأَطَاعَتهُ وَ خَلَقَ منِيّ‌ وَ مِن عَلِيّ وَ مِن فَاطِمَةَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَدَعَاهُمَا فَأَطَاعَاهُ فَسَمّانَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِخَمسَةِ أَسمَاءٍ مِن أَسمَائِهِ فَاللّهُ المَحمُودُ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ اللّهُ العلَيِ‌ّ وَ هَذَا عَلِيّ وَ اللّهُ فَاطِرٌ وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ اللّهُ الإِحسَانُ وَ هَذَا الحَسَنُ وَ اللّهُ المُحسِنُ وَ هَذَا الحُسَينُ ثُمّ خَلَقَ مِن نُورِ الحُسَينِ تِسعَةَ أَئِمّةٍ فَدَعَاهُم فَأَطَاعُوهُ قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ سَمَاءً مَبنِيّةً أَو أَرضاً مَدحِيّةً أَو هَوَاءً أَو مَاءً أَو مَلَكاً أَو بَشَراً وَ كُنّا بِعِلمِهِ أَنوَاراً نُسَبّحُهُ وَ نَسمَعُ لَهُ وَ نُطِيعُ فَقَالَ سَلمَانُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَا لِمَن عَرَفَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ يَا سَلمَانُ مَن عَرَفَهُم حَقّ مَعرِفَتِهِم وَ اقتَدَي بِهِم فَوَالَي وَلِيّهُم وَ تَبَرّأَ مِن عَدُوّهِم فَهُوَ وَ اللّهِ مِنّا يَرِدُ حَيثُ نَرِدُ وَ يَسكُنُ حَيثُ نَسكُنُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ يَكُونُ إِيمَانٌ بِهِم بِغَيرِ


صفحه : 7

مَعرِفَتِهِم وَ أَسمَائِهِم وَ أَنسَابِهِم فَقَالَ لَا يَا سَلمَانُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَنّي لِي بِهِم قَالَ قَد عَرَفتَ إِلَي الحُسَينِ ثُمّ سَيّدُ العَابِدِينَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ثُمّ ابنُهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بَاقِرُ عِلمِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ ثُمّ ابنُهُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ لِسَانُ اللّهِ الصّادِقُ ثُمّ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الكَاظِمُ غَيظَهُ صَبراً فِي اللّهِ ثُمّ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا لِأَمرِ اللّهِ ثُمّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الجَوَادُ المُختَارُ مِن خَلقِ اللّهِ ثُمّ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الهاَديِ‌ إِلَي اللّهِ ثُمّ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الصّامِتُ الأَمِينُ العسَكرَيِ‌ّ ثُمّ ابنُهُ حُجّةُ بنُ الحَسَنِ المهَديِ‌ّ النّاطِقُ القَائِمُ بِأَمرِ اللّهِ قَالَ سَلمَانُ فَسَكَتّ ثُمّ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي بِإِدرَاكِهِم قَالَ يَا سَلمَانُ إِنّكَ مُدرِكُهُم وَ أَمثَالُكَ وَ مَن تَوَلّاهُم بِحَقِيقَةِ المَعرِفَةِ قَالَ سَلمَانُ فَشَكَرتُ اللّهَ كَثِيراً ثُمّ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مُؤَجّلٌ فِيّ إِلَي أَن أُدرِكَهُم فَقَالَ يَا سَلمَانُ اقرَأفَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدّيارِ وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا ثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً قَالَ سَلمَانُ فَاشتَدّ بكُاَئيِ‌ وَ شوَقيِ‌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بِعَهدٍ مِنكَ فَقَالَ إيِ‌ وَ ألّذِي أَرسَلَ مُحَمّداً إِنّهُ بِعَهدٍ منِيّ‌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ تِسعَةِ أَئِمّةٍ وَ كُلّ مَن هُوَ مِنّا وَ مَظلُومٍ فِينَا إيِ‌ وَ اللّهِ يَا سَلمَانُ ثُمّ لَيُحضَرَنّ إِبلِيسُ وَ جُنُودُهُ وَ كُلّ مَن مَحَضَ الإِيمَانَ مَحضاً وَ مَحَضَ الكُفرَ مَحضاً حَتّي يُؤخَذَ بِالقِصَاصِ وَ الأَوثَارِ[الأَوتَارِ] وَ التّرَاثِ وَ لَا يَظلِمُ رَبّكَ أَحَداً وَ نَحنُ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيِ‌َ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ قَالَ سَلمَانُ فَقُمتُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِ


صفحه : 8

وَ مَا يبُاَليِ‌ سَلمَانُ مَتَي لقَيِ‌َ المَوتَ أَو لَقِيَهُ

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن فَضَالَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّا وَ شِيعَتَنَا خُلِقنَا مِن طِينَةٍ مِن عِلّيّينَ وَ خُلِقَ عَدُوّنَا مِن طِينَةِ خَبَالٍ مِن حَمَإٍ مَسنُونٍ

بيان قال الجزري‌ فيه من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة جاء تفسيره في الحديث أن الخبال عصارة أهل النار والخبال في الأصل الفساد و يكون في الأفعال والأبدان والعقول

11-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن بِشرِ بنِ أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ مُحَمّداًص مِن طِينَةٍ مِن جَوهَرَةٍ تَحتَ العَرشِ وَ إِنّهُ كَانَ لِطِينَتِهِ نَضجٌ فَجَبَلَ طِينَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِن نَضجِ طِينَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ لِطِينَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع نَضجٌ فَجَبَلَ طِينَتَنَا مِن فَضلِ طِينَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَانَت لِطِينَتِنَا نَضجٌ فَجَبَلَ طِينَةَ شِيعَتِنَا مِن نَضجِ طِينَتِنَا فَقُلُوبُهُم تَحِنّ إِلَينَا وَ قُلُوبُنَا تَعطِفُ عَلَيهِم تَعَطّفَ الوَالِدِ عَلَي الوَلَدِ وَ نَحنُ خَيرٌ لَهُم وَ هُم خَيرٌ لَنَا وَ رَسُولُ اللّهِ لَنَا خَيرٌ وَ نَحنُ لَهُ خَيرٌ

12-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن أَبِي الحَجّاجِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يَا أَبَا الحَجّاجِ إِنّ اللّهَ خَلَقَ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍص مِن طِينَةِ عِلّيّينَ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُم مِن طِينَةِ فَوقِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ شِيعَتَنَا مِن طِينَةِ دُونِ عِلّيّينَ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُم مِن طِينَةِ عِلّيّينَ فَقُلُوبُ شِيعَتِنَا مِن أَبدَانِ آلِ مُحَمّدٍ وَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ عَدُوّ آلِ مُحَمّدٍص مِن طِينِ سِجّينٍ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُم مِن طِينٍ أَخبَثَ مِن ذَلِكَ وَ خَلَقَ شِيعَتَهُم مِن طِينٍ دُونَ طِينِ سِجّينٍ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُم مِن طِينِ سِجّينٍ فَقُلُوبُهُم مِن أَبدَانِ أُولَئِكَ وَ كُلّ قَلبٍ يَحِنّ إِلَي بَدَنِهِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ سجين كسكين الدائم والشديد وموضع فيه


صفحه : 9

كتاب الفجار وواد في جهنم أعاذنا الله منها أوحجر في الأرض السابعة

13-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ النّضرِ بنِ شُعَيبٍ عَن عَبدِ الغَفّارِ الجاَزيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ المُؤمِنَ مِن طِينَةِ الجَنّةِ وَ خَلَقَ النّاصِبَ مِن طِينَةِ النّارِ وَ قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً طَيّبَ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ فَلَا يَسمَعُ شَيئاً مِنَ الخَيرِ إِلّا عَرَفَهُ وَ لَا يَسمَعُ شَيئاً مِنَ المُنكَرِ إِلّا أَنكَرَهُ قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الطّينَاتُ ثَلَاثَةٌ طِينَةُ الأَنبِيَاءِ وَ المُؤمِنُ مِن تِلكَ الطّينَةِ إِلّا أَنّ الأَنبِيَاءَ هُم صَفوَتُهَا وَ هُمُ الأَصلُ وَ لَهُم فَضلُهُم وَ المُؤمِنُونَ الفَرعُمِن طِينٍ لازِبٍكَذَلِكَ لَا يُفَرّقُ اللّهُ بَينَهُم وَ بَينَ شِيعَتِهِم وَ قَالَ طِينَةُ النّاصِبِمِن حَمَإٍ مَسنُونٍ وَ أَمّا المُستَضعَفُونَ فَمِن تُرابٍ لَا يَتَحَوّلُ مُؤمِنٌ عَن إِيمَانِهِ وَ لَا نَاصِبٌ عَن نَصبِهِ وَ لِلّهِ المَشِيّةُ فِيهِم جَمِيعاً

بيان الظاهر أن الضمير في قوله ع فيهم راجع إلي الجميع ويحتمل رجوعه إلي المستضعفين لأنه ع لماذكر حال الفريقين فالظاهر أن هذاحال الفريق الثالث لكن قوله جميعا يأبي عن ذلك و ليس في الكافي‌ ولعله زيد من النساخ . ثم اعلم أن هذاالخبر يدل علي وجه جمع بين الآيات الواردة في طينة آدم ع ووصفها مرة باللازب ومرة بالحمإ المسنون ومرة بالطين مطلقا بأن تكون تلك الطينات أجزاء لطينة آدم بسبب الاختلاف ألذي يكون في أولاده فاللازب طينة الشيعة من لزب بمعني لصق لأنها تلصق وتلحق بطينة أئمتهم ع أوبمعني صلب فإنهم المتصلبون في دينهم والحمأ المسنون أي الطين الأسود المتغير المنتن طينة الكفار والمخالفين والطين البحت طينة المستضعفين و قدمر القول في تلك الأخبار في كتاب العدل و كتاب قصص الأنبياء ع

14-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي نَهشَلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ


صفحه : 10

عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ خَلَقَنَا مِن أَعلَي عِلّيّينَ وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمّا خَلَقَنَا مِنهُ وَ خَلَقَ أَبدَانَهُم مِن دُونِ ذَلِكَ فَقُلُوبُهُم تهَويِ‌ إِلَينَا لِأَنّهَا خُلِقَت مِمّا خُلِقنَا مِنهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَكَلّا إِنّ كِتابَ الأَبرارِ لفَيِ‌ عِلّيّينَ وَ ما أَدراكَ ما عِلّيّونَ كِتابٌ مَرقُومٌ يَشهَدُهُ المُقَرّبُونَ وَ خَلَقَ عَدُوّنَا مِن سِجّينٍ وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِم مِمّا خَلَقَهُم مِنهُ وَ أَبدَانَهُم مِن دُونِ ذَلِكَ فَقُلُوبُهُم تهَويِ‌ إِلَيهِم لِأَنّهَا خُلِقَت مِمّا خُلِقُوا مِنهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَكَلّا إِنّ كِتابَ الفُجّارِ لفَيِ‌ سِجّينٍ وَ ما أَدراكَ ما سِجّينٌ كِتابٌ مَرقُومٌ

بيان اعلم أن المفسرين اختلفوا في تفسير عليين فقيل هي‌ مراتب عالية محفوفة بالجلالة أوالسماء السابعة أوسدرة المنتهي أوالجنة أولوح من زبرجد أخضر معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه و قال الفراء أي في ارتفاع بعدارتفاع لاغاية له والسجين الأرض السابعة أوأسفل منها أوجب في جهنم و قال أبوعبيدة هوفعيل من السجن .فالمعني أن كتابة أعمالهم أو مايكتب منها في عليين أي في دفتر أعمالهم أوالمراد أن دفتر أعمالهم في تلك الأمكنة الشريفة و علي الأخير فيه حذف مضاف أي و ماأدراك ما كتاب عليين هذا ماقيل في الآية و أمااستشهاده ع بهافهو إما لمناسبة كون كتاب أعمالهم في مكان أخذ منه طينتهم أو هومبني‌ علي كون المراد بكتابهم أرواحهم إذ هي‌ محل لارتسام علومهم

15-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن فَضَالَةَ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّا وَ شِيعَتَنَا خُلِقنَا مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ وَ خُلِقَ عَدُوّنَا مِن طِينَةِ خَبَالٍمِن حَمَإٍ مَسنُونٍ


صفحه : 11

16-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ هَيثَمٍ عَن إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ العبَديِ‌ّ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ كُنتُ مَعَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا جَابِرُ خُلِقنَا نَحنُ وَ مُحِبّينَا مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ بَيضَاءَ نَقِيّةٍ مِن أَعلَي عِلّيّينَ فَخُلِقنَا نَحنُ مِن أَعلَاهَا وَ خُلِقَ مُحِبّينَا[مُحِبّونَا(] مِن دُونِهَا فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ التَفّتِ العُليَا بِالسّفلَي وَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ ضَرَبنَا بِأَيدِينَا إِلَي حُجزَةِ نَبِيّنَا وَ ضَرَبَ أَشيَاعُنَا بِأَيدِيهِم إِلَي حُجزَتِنَا فَأَينَ تَرَي يُصَيّرُ اللّهُ نَبِيّهُ وَ ذُرّيّتَهُ وَ أَينَ تَرَي يُصَيّرُ ذُرّيّتُهُ مُحِبّيهَا فَضَرَبَ جَابِرٌ يَدَهُ عَلَي يَدِهِ فَقَالَ دَخَلنَاهَا وَ رَبّ الكَعبَةِ ثَلَاثاً

17-ير،[بصائر الدرجات ]عِمرَانُ بنُ مُوسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَجَنَ طِينَتَنَا وَ طِينَةَ شِيعَتِنَا فَخَلَطَنَا بِهِم وَ خَلَطَهُم بِنَا فَمَن كَانَ فِي خَلقِهِ شَيءٌ مِن طِينَتِنَا حَنّ إِلَينَا فَأَنتُم وَ اللّهِ مِنّا

18-ير،[بصائر الدرجات ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَيمُونٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَنَا مِن عِلّيّينَ وَ خَلَقَ مُحِبّينَا مِن دُونِ مَا خَلَقَنَا مِنهُ وَ خَلَقَ عَدُوّنَا مِن سِجّينٍ وَ خَلَقَ مُحِبّيهِم مِمّا خَلَقَهُم مِنهُ فَلِذَلِكَ يهَويِ‌ كُلّ إِلَي كُلّ

19-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ حَمّادٍ عَن أَخِيهِ أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن


صفحه : 12

أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ خَلَقَ اللّهُ الأَنبِيَاءَ وَ الأَوصِيَاءَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَخَذَ اللّهُ فِيهِ مِيثَاقَهُم وَ قَالَ خُلِقنَا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا مِن طِينَةٍ مَخزُونَةٍ لَا يَشِذّ مِنهَا شَاذّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

20-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع المُؤمِنُ مِن طِينَةِ الأَنبِيَاءِ ع قَالَ نَعَم

21-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ مُحَمّداً وَ عِترَتَهُ مِن طِينَةِ العَرشِ فَلَا يَنقُصُ مِنهُم وَاحِدٌ وَ لَا يَزِيدُ مِنهُم وَاحِدٌ

22-ير،[بصائر الدرجات ]يَعقُوبُ بنُ يَزِيدَ وَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن زِيَادٍ العبَديِ‌ّ عَنِ الفَضلِ بنِ عِيسَي الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنَا وَ أَبِي عِيسَي فَقَالَ لَهُ أَ مِن قَولِ رَسُولِ اللّهِص سَلمَانُ رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ أَي مِن وُلدِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ لَهُ أَي مِن وُلدِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ لَا أَعرِفُهُ فَقَالَ فَاعرِفهُ يَا عِيسَي فَإِنّهُ مِنّا أَهلَ البَيتِ ثُمّ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّ اللّهَ خَلَقَ طِينَتَنَا مِن عِلّيّينَ وَ خَلَقَ طِينَةَ شِيعَتِنَا مِن دُونِ ذَلِكَ فَهُم مِنّا وَ خَلَقَ طِينَةَ عَدُوّنَا مِن سِجّينٍ وَ خَلَقَ طِينَةَ شِيعَتِهِم مِن دُونِ ذَلِكَ وَ هُم مِنهُم وَ سَلمَانُ خَيرٌ مِن لُقمَانَ

23-ير،[بصائر الدرجات ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ مِن طِينَةِ عِلّيّينَ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُم مِن طِينَةِ فَوقِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ شِيعَتَهُم مِن طِينَةِ عِلّيّينَ وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِم مِن طِينَةِ فَوقِ عِلّيّينَ

24-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ قَالَ


صفحه : 13

أَبُو عَبدِ اللّهِ ع خَلَقَنَا مِن عِلّيّينَ وَ خَلَقَ أَروَاحَنَا مِن فَوقِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ أَروَاحَ شِيعَتِنَا مِن عِلّيّينَ وَ خَلَقَ أَجسَادَهُم مِن دُونِ ذَلِكَ فَمِن أَجَلِ تِلكَ القَرَابَةِ بَينَنَا وَ بَينَهُم قُلُوبُهُم تَحِنّ إِلَينَا

بيان الحنين الشوق وتوقان النفس تقول منه حن إليه يحن حنينا فهو حان ذكره الجوهري‌. و في الكافي‌ و من أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم

25-ير،[بصائر الدرجات ]عِمرَانُ بنُ مُوسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ وَ كَرّامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُضَارِبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَنَا مِن عِلّيّينَ وَ جَعَلَ أَروَاحَ شِيعَتِنَا مِمّا جَعَلَنَا مِنهُ وَ مِن ثَمّ تَحِنّ أَروَاحُهُم إِلَينَا وَ خَلَقَ أَبدَانَهُم مِن دُونِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ عَدُوّنَا مِن سِجّينٍ وَ خَلَقَ أَروَاحَ شِيعَتِهِم مِمّا خَلَقَهُم مِنهُ وَ خَلَقَ أَبدَانَهُم مِن دُونِ ذَلِكَ وَ مِن ثَمّ تهَويِ‌ أَروَاحُهُم إِلَيهِم

26-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ شُعَيبٍ عَن عِمرَانَ بنِ إِسحَاقَ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُخَلَقَنَا اللّهُ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ ثُمّ صَوّرَ خَلقَنَا مِن طِينَةٍ مَخزُونَةٍ مَكنُونَةٍ مِن تَحتِ العَرشِ فَأَسكَنَ ذَلِكَ النّورَ فِيهِ فَكُنّا نَحنُ خَلقاً وَ بَشَراً نُورَانِيّينَ لَم يَجعَل لِأَحَدٍ فِي مِثلِ ألّذِي خَلَقَنَا مِنهُ نَصِيباً وَ خَلَقَ أَروَاحَ شِيعَتِنَا مِن أَبدَانِنَا وَ أَبدَانَهُم مِن طِينَةٍ مَخزُونَةٍ مَكنُونَةٍ أَسفَلَ مِن ذَلِكَ


صفحه : 14

الطّينَةِ وَ لَم يَجعَلِ اللّهُ لِأَحَدٍ فِي مِثلِ ذَلِكَ ألّذِي خَلَقَهُم مِنهُ نَصِيباً إِلّا الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ فَلِذَلِكَ صِرنَا نَحنُ وَ هُمُ النّاسَ وَ سَائِرُ النّاسِ هَمَجاً فِي النّارِ وَ إِلَي النّارِ

توضيح في القاموس الهمج محركة ذباب صغير كالبعوض يسقط علي وجوه الغنم والحمير والغنم المهزولة والحمقي انتهي .أقول لعل وجه تشبيههم بالهمج ازدحامهم دفعة علي كل ناعق وتفرقهم عنه بأدني سبب كماأنها تتفرق بمذبة والمراد بالناس أولا الإنسان بحقيقة الإنسانية و به ثانيا مايطلق عليه الإنسان

27-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَكُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَأُحِبّكَ فِي اللّهِ وَ أُحِبّكَ فِي السّرّ كَمَا أُحِبّكَ فِي العَلَانِيَةِ وَ أَدِينُ اللّهَ بِوَلَايَتِكَ فِي السّرّ كَمَا أَدِينُ بِهَا فِي العَلَانِيَةِ وَ بِيَدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عُودٌ فَطَأطَأَ بِهِ رَأسَهُ ثُمّ نَكَتَ بِعُودِهِ فِي الأَرضِ سَاعَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص حدَثّنَيِ‌ بِأَلفِ حَدِيثٍ لِكُلّ حَدِيثٍ أَلفُ بَابٍ وَ إِنّ أَروَاحَ المُؤمِنِينَ تلَتقَيِ‌ فِي الهَوَاءِ فَتَشَامّ فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنهَا اختَلَفَ وَيحَكَ لَقَد كَذَبتَ فَمَا أَعرِفُ وَجهَكَ فِي الوُجُوهِ وَ لَا اسمَكَ فِي الأَسمَاءِ قَالَ ثُمّ دَخَلَ عَلَيهِ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ أُحِبّكَ فِي اللّهِ وَ أُحِبّكَ فِي السّرّ كَمَا أُحِبّكَ فِي العَلَانِيَةِ وَ أَدِينُ اللّهَ بِوَلَايَتِكَ فِي السّرّ كَمَا أَدِينُ اللّهَ بِهَا فِي العَلَانِيَةِ قَالَ فَنَكَتَ بِعُودِهِ الثّانِيَةَ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ إِنّ طِينَتَنَا طِينَةٌ مَخزُونَةٌ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهَا مِن صُلبِ آدَمَ فَلَم يَشِذّ مِنهَا شَاذّ وَ لَا يَدخُلُ مِنهَا دَاخِلٌ مِن غَيرِهَا اذهَب وَ اتّخِذ لِلفَقرِ جِلبَاباً فإَنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَا عَلِيّ وَ اللّهِ الفَقرُ أَسرَعُ


صفحه : 15

إِلَي مُحِبّينَا مِنَ السّيلِ إِلَي بَطنِ الواَديِ‌

بيان تشاما أي شم أحدهما الآخر وَ قَالَ فِي النّهَايَةِ فِي حَدِيثِ عَلِيّ ع مَن أَحَبّنَا أَهلَ البَيتِ فَليُعِدّ لِلفَقرِ جِلبَاباً

أي ليزهد في الدنيا وليصبر علي الفقر والقلة والجلباب الإزار والرداء وقيل هوكالمقنعة تغطي‌ به المرأة رأسها وظهرها وصدرها وجمعه جلابيب كني به عن الصبر لأنه يستر الفقر كمايستر الجلباب البدن . وقيل إنما كني بالجلباب عن اشتماله بالفقر أي فليلبس إزار الفقر و يكون منه علي حالة تعمه وتشمله لأن الغني من أحوال أهل الدنيا و لايتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت انتهي . و في القاموس الجلباب كسرداب وسنمار القميص وثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ماتغطي‌ به ثيابها من فوق كالملحفة أو هوالخمار

28-ك ،[إكمال الدين ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن أَبِي سَعِيدٍ العصُفرُيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ الأَئِمّةَ الأَحَدَ عَشَرَ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ أَروَاحاً فِي ضِيَاءِ نُورِهِ يَعبُدُونَهُ قَبلَ خَلقِ الخَلقِ يُسَبّحُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ يُقَدّسُونَهُ وَ هُمُ الأَئِمّةُ الهَادِيَةُ مِن آلِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ

29-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ سَمَاعَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ رِبَاطٍ عَن أَبِيهِ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ أَربَعَةَ عَشَرَ نُوراً قَبلَ خَلقِ الخَلقِ بِأَربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ فهَيِ‌َ أَروَاحُنَا فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَنِ الأَربَعَةَ عَشَرَ فَقَالَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الأَئِمّةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع آخِرُهُمُ القَائِمُ ألّذِي يَقُومُ


صفحه : 16

بَعدَ غَيبَتِهِ فَيَقتُلُ الدّجّالَ وَ يُطَهّرُ الأَرضَ مِن كُلّ جَورٍ وَ ظُلمٍ

30- مِن كِتَابِ رِيَاضِ الجِنَانِ،لِفَضلِ اللّهِ بنِ مَحمُودٍ الفاَرسِيِ‌ّ بِحَذفِ الأَسَانِيدِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَبَينَا رَسُولُ اللّهِص صَلّي صَلَاةَ الفَجرِ ثُمّ استَوَي فِي مِحرَابِهِ كَالبَدرِ فِي تَمَامِهِ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ إِن رَأَيتَ أَن تُفَسّرَ لَنَا هَذِهِ الآيَةَ قَولَهُ تَعَالَيفَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ فَقَالَ النّبِيّص أَمّا النّبِيّونَ فَأَنَا وَ أَمّا الصّدّيقُونَ فعَلَيِ‌ّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَمّا الشّهَدَاءُ فعَمَيّ‌ حَمزَةُ وَ أَمّا الصّالِحُونَ فاَبنتَيِ‌ فَاطِمَةُ وَ وَلَدَاهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَنَهَضَ العَبّاسُ مِن زَاوِيَةِ المَسجِدِ إِلَي بَينِ يَدَيهِص وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ أَنَا وَ أَنتَ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ مِن يَنبُوعٍ وَاحِدٍ قَالَص وَ مَا وَرَاءَ ذَلِكَ يَا عَمّاه قَالَ لِأَنّكَ لَم تذَكرُنيِ‌ حِينَ ذَكَرتَهُم وَ لَم تشُرَفّنيِ‌ حِينَ شَرّفتَهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَمّاه أَمّا قَولُكَ أَنَا وَ أَنتَ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ مِن يَنبُوعٍ وَاحِدٍ فَصَدَقتَ وَ لَكِن خَلَقَنَا اللّهُ نَحنُ حَيثُ لَا سَمَاءَ مَبنِيّةَ وَ لَا أَرضَ مَدحِيّةَ وَ لَا عَرشَ وَ لَا جَنّةَ وَ لَا نَارَ كُنّا نُسَبّحُهُ حِينَ لَا تَسبِيحَ وَ نُقَدّسُهُ حِينَ لَا تَقدِيسَ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ بَدءَ الصّنعَةِ فَتَقَ نوُريِ‌ فَخَلَقَ مِنهُ العَرشَ فَنُورُ العَرشِ مِن نوُريِ‌ وَ نوُريِ‌ مِن نُورِ اللّهِ وَ أَنَا أَفضَلُ مِنَ العَرشِ ثُمّ فَتَقَ نُورَ ابنِ أَبِي طَالِبٍ فَخَلَقَ مِنهُ المَلَائِكَةَ فَنُورُ المَلَائِكَةِ مِن نُورِ ابنِ أَبِي طَالِبٍ وَ نُورُ ابنِ أَبِي طَالِبٍ مِن نُورِ اللّهِ وَ نُورُ ابنِ أَبِي طَالِبٍ أَفضَلُ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ فَتَقَ نُورَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ مِنهُ فَخَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ فَنُورُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ مِن نُورِ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ وَ نُورُ فَاطِمَةَ مِن نُورِ اللّهِ وَ فَاطِمَةُ أَفضَلُ مِنَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ ثُمّ فَتَقَ نُورَ الحَسَنِ فَخَلَقَ مِنهُ الشّمسَ وَ القَمَرَ فَنُورُ الشّمسِ وَ القَمَرِ مِن نُورِ الحَسَنِ وَ نُورُ الحَسَنِ مِن نُورِ اللّهِ وَ الحَسَنُ أَفضَلُ مِنَ الشّمسِ وَ القَمَرِ ثُمّ فَتَقَ نُورَ الحُسَينِ فَخَلَقَ مِنهُ الجَنّةَ وَ الحُورَ العِينَ فَنُورُ الجَنّةِ وَ الحُورِ


صفحه : 17

العِينِ مِن نُورِ الحُسَينِ وَ نُورُ الحُسَينِ مِن نُورِ اللّهِ وَ الحُسَينُ أَفضَلُ مِنَ الجَنّةِ وَ الحُورِ العِينِ ثُمّ إِنّ اللّهَ خَلَقَ الظّلمَةَ بِالقُدرَةِ فَأَرسَلَهَا فِي سَحَائِبِ البَصَرِ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّنَا مُذ عَرَفنَا هَذِهِ الأَشبَاحَ مَا رَأَينَا سُوءاً فَبِحُرمَتِهِم إِلّا كَشَفتَ مَا نَزَلَ بِنَا فَهُنَالِكَ خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي قَنَادِيلَ الرّحمَةِ وَ عَلّقَهَا عَلَي سُرَادِقِ العَرشِ فَقَالَت إِلَهَنَا لِمَن هَذِهِ الفَضِيلَةُ وَ هَذِهِ الأَنوَارُ فَقَالَ هَذَا نُورُ أمَتَيِ‌ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ فَلِذَلِكَ سُمّيَت أمَتَيِ‌َ الزّهرَاءَ لِأَنّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ بِنُورِهَا ظَهَرَت وَ هيِ‌َ ابنَةُ نبَيِيّ‌ وَ زَوجَةُ وصَيِيّ‌ وَ حجُتّيِ‌ عَلَي خلَقيِ‌ أُشهِدُكُم يَا ملَاَئكِتَيِ‌ أنَيّ‌ قَد جَعَلتُ ثَوَابَ تَسبِيحِكُم وَ تَقدِيسِكُم لِهَذِهِ المَرأَةِ وَ شِيعَتِهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَعِندَ ذَلِكَ نَهَضَ العَبّاسُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ قَالَ يَا عَلِيّ لَقَد جَعَلَكَ اللّهُ حُجّةً بَالِغَةً عَلَي العِبَادِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

31- وَ بِإِسنَادِهِ مَرفُوعاً إِلَي جَابِرِ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ ع يَا جَابِرُ كَانَ اللّهُ وَ لَا شَيءَ غَيرَهُ وَ لَا مَعلُومَ وَ لَا مَجهُولَ فَأَوّلُ مَا ابتَدَأَ مِن خَلقٍ خَلَقَهُ أَن خَلَقَ مُحَمّداًص وَ خَلَقَنَا أَهلَ البَيتِ مَعَهُ مِن نُورِهِ وَ عَظَمَتِهِ فَأَوقَفَنَا أَظِلّةً خَضرَاءَ بَينَ يَدَيهِ حَيثُ لَا سَمَاءَ وَ لَا أَرضَ وَ لَا مَكَانَ وَ لَا لَيلَ وَ لَا نَهَارَ وَ لَا شَمسَ وَ لَا قَمَرَ يَفصِلُ نُورُنَا مِن نُورِ رَبّنَا كَشُعَاعِ الشّمسِ مِنَ الشّمسِ نُسَبّحُ اللّهَ تَعَالَي وَ نُقَدّسُهُ وَ نَحمَدُهُ وَ نَعبُدُهُ حَقّ عِبَادَتِهِ ثُمّ بَدَا لِلّهِ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ أَن يَخلُقَ المَكَانَ فَخَلَقَهُ وَ كَتَبَ عَلَي المَكَانِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ وَصِيّهُ بِهِ أَيّدتُهُ وَ نَصَرتُهُ ثُمّ خَلَقَ اللّهُ العَرشَ فَكَتَبَ عَلَي سُرَادِقَاتِ العَرشِ مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ خَلَقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ فَكَتَبَ عَلَي أَطرَافِهَا مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ خَلَقَ الجَنّةَ وَ النّارَ فَكَتَبَ عَلَيهَا مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ خَلَقَ


صفحه : 18

المَلَائِكَةَ وَ أَسكَنَهُمُ السّمَاءَ ثُمّ تَرَاءَي لَهُمُ اللّهُ[ اللّهَ] تَعَالَي وَ أَخَذَ عَلَيهِمُ المِيثَاقَ لَهُ بِالرّبُوبِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍص بِالنّبُوّةِ وَ لعِلَيِ‌ّ ع بِالوَلَايَةِ فَاضطَرَبَت فَرَائِصُ المَلَائِكَةِ فَسَخِطَ اللّهُ عَلَي المَلَائِكَةِ وَ احتَجَبَ عَنهُم فَلَاذُوا بِالعَرشِ سَبعَ سِنِينَ يَستَجِيرُونَ اللّهَ مِن سَخَطِهِ وَ يُقِرّونَ بِمَا أَخَذَ عَلَيهِم وَ يَسأَلُونَهُ الرّضَا فرَضَيِ‌َ عَنهُم بَعدَ مَا أَقَرّوا بِذَلِكَ وَ أَسكَنَهُم بِذَلِكَ الإِقرَارِ السّمَاءَ وَ اختَصّهُم لِنَفسِهِ وَ اختَارَهُم لِعِبَادَتِهِ ثُمّ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي أَنوَارَنَا أَن تُسَبّحَ فَسَبّحَت فَسَبّحُوا بِتَسبِيحِنَا وَ لَو لَا تَسبِيحُ أَنوَارِنَا مَا دَرَوا كَيفَ يُسَبّحُونَ اللّهَ وَ لَا كَيفَ يُقَدّسُونَهُ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ الهَوَاءَ فَكَتَبَ عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَصِيّهُ بِهِ أَيّدتُهُ وَ نَصَرتُهُ ثُمّ خَلَقَ اللّهُ الجِنّ وَ أَسكَنَهُمُ الهَوَاءَ وَ أَخَذَ المِيثَاقَ مِنهُم بِالرّبُوبِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍص بِالنّبُوّةِ وَ لعِلَيِ‌ّ ع بِالوَلَايَةِ فَأَقَرّ مِنهُم بِذَلِكَ مَن أَقَرّ وَ جَحَدَ مِنهُم مَن جَحَدَ فَأَوّلُ مَن جَحَدَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ فَخُتِمَ لَهُ بِالشّقَاوَةِ وَ مَا صَارَ إِلَيهِ ثُمّ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ أَنوَارَنَا أَن تُسَبّحَ فَسَبّحَت فَسَبّحُوا بِتَسبِيحِنَا وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا دَرَوا كَيفَ يُسَبّحُونَ اللّهَ ثُمّ خَلَقَ اللّهُ الأَرضَ فَكَتَبَ عَلَي أَطرَافِهَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَصِيّهُ بِهِ أَيّدتُهُ وَ نَصَرتُهُ فَبِذَلِكَ يَا جَابِرُ قَامَتِ السّمَاوَاتُ بِغَيرِ عَمَدٍ وَ ثَبَتَتِ الأَرضُ ثُمّ خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ ع مِن أَدِيمِ الأَرضِ فَسَوّاهُ وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ ثُمّ أَخرَجَ ذُرّيّتَهُ مِن صُلبِهِ فَأَخَذَ عَلَيهِمُ المِيثَاقَ لَهُ بِالرّبُوبِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍص بِالنّبُوّةِ وَ لعِلَيِ‌ّ ع بِالوَلَايَةِ أَقَرّ مِنهُم مَن أَقَرّ


صفحه : 19

وَ جَحَدَ مَن جَحَدَ فَكُنّا أَوّلَ مَن أَقَرّ بِذَلِكَ ثُمّ قَالَ لِمُحَمّدٍص وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ عُلُوّ شأَنيِ‌ لَولَاكَ وَ لَو لَا عَلِيّ وَ عِترَتُكُمَا الهَادُونَ المَهدِيّونَ الرّاشِدُونَ مَا خَلَقتُ الجَنّةَ وَ النّارَ وَ لَا المَكَانَ وَ لَا الأَرضَ وَ لَا السّمَاءَ وَ لَا المَلَائِكَةَ وَ لَا خَلقاً يعَبدُنُيِ‌ يَا مُحَمّدُ أَنتَ خلَيِليِ‌ وَ حبَيِبيِ‌ وَ صفَيِيّ‌ وَ خيِرَتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ أَحَبّ الخَلقِ إلِيَ‌ّ وَ أَوّلُ مَنِ ابتَدَأتُ إِخرَاجَهُ مِن خلَقيِ‌ ثُمّ مِن بَعدِكَ الصّدّيقُ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَصِيّكَ بِهِ أَيّدتُكَ وَ نَصَرتُكَ وَ جَعَلتُهُ العُروَةَ الوُثقَي وَ نُورَ أوَليِاَئيِ‌ وَ مَنَارَ الهُدَي ثُمّ هَؤُلَاءِ الهُدَاةُ المُهتَدُونَ مِن أَجلِكُم ابتَدَأتُ خَلقَ مَا خَلَقتُ وَ أَنتُم خِيَارُ خلَقيِ‌ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ خلَقيِ‌ خَلَقتُكُم مِن نُورِ عظَمَتَيِ‌ وَ احتَجتُ بِكُم عَمّن سِوَاكُم مِن خلَقيِ‌ وَ جَعَلتُكُم أُستَقبَلُ بِكُم وَ أُسأَلُ بِكُم فَكُلّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلّا وجَهيِ‌ وَ أَنتُم وجَهيِ‌ لَا تَبِيدُونَ وَ لَا تَهلِكُونَ وَ لَا يَبِيدُ وَ لَا يَهلِكُ مَن تَوَلّاكُم وَ مَنِ استقَبلَنَيِ‌ بِغَيرِكُم فَقَد ضَلّ وَ هَوَي وَ أَنتُم خِيَارُ خلَقيِ‌ وَ حَمَلَةُ سرِيّ‌ وَ خُزّانُ علِميِ‌ وَ سَادَةُ أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ أَهلِ الأَرضِ ثُمّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي هَبَطَ إِلَي الأَرضِ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَ المَلَائِكَةِ وَ أَهبَطَ أَنوَارَنَا أَهلَ البَيتِ مَعَهُ وَ أَوقَفَنَا نُوراً صُفُوفاً بَينَ يَدَيهِ نُسَبّحُهُ فِي أَرضِهِ كَمَا سَبّحنَاهُ فِي سَمَاوَاتِهِ وَ نُقَدّسُهُ فِي


صفحه : 20

أَرضِهِ كَمَا قَدّسنَاهُ فِي سَمَائِهِ وَ نَعبُدُهُ فِي أَرضِهِ كَمَا عَبَدنَاهُ فِي سَمَائِهِ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ إِخرَاجَ ذُرّيّةِ آدَمَ ع لِأَخذِ المِيثَاقِ سَلَكَ ذَلِكَ النّورَ فِيهِ ثُمّ أَخرَجَ ذُرّيّتَهُ مِن صُلبِهِ يُلَبّونَ فَسَبّحنَاهُ فَسَبّحُوا بِتَسبِيحِنَا وَ لَو لَا ذَلِكَ لَا دَرَوا كَيفَ يُسَبّحُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ تَرَاءَي لَهُم بِأَخذِ المِيثَاقِ مِنهُم لَهُ بِالرّبُوبِيّةِ وَ كُنّا أَوّلَ مَن قَالَبَلي عِندَ قَولِهِأَ لَستُ بِرَبّكُم ثُمّ أَخَذَ المِيثَاقَ مِنهُم بِالنّبُوّةِ لِمُحَمّدٍص وَ لعِلَيِ‌ّ ع بِالوَلَايَةِ فَأَقَرّ مَن أَقَرّ وَ جَحَدَ مَن جَحَدَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَنَحنُ أَوّلُ خَلقِ اللّهِ وَ أَوّلُ خَلقٍ عَبَدَ اللّهَ وَ سَبّحَهُ وَ نَحنُ سَبَبُ خَلقِ الخَلقِ وَ سَبَبُ تَسبِيحِهِم وَ عِبَادَتِهِم مِنَ المَلَائِكَةِ وَ الآدَمِيّينَ فَبِنَا عُرِفَ اللّهُ وَ بِنَا وُحّدَ اللّهُ وَ بِنَا عُبِدَ اللّهُ وَ بِنَا أَكرَمَ اللّهُ مَن أَكرَمَ مِن جَمِيعِ خَلقِهِ وَ بِنَا أَثَابَ مَن أَثَابَ وَ بِنَا عَاقَبَ مَن عَاقَبَ ثُمّ تَلَا قَولَهُ تَعَالَيوَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ قَولَهُ تَعَالَيقُل إِن كانَ لِلرّحمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوّلُ العابِدِينَفَرَسُولُ اللّهِص أَوّلُ مَن عَبَدَ اللّهَ تَعَالَي وَ أَوّلُ مَن أَنكَرَ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ أَو شَرِيكٌ ثُمّ نَحنُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ أَودَعَنَا بِذَلِكَ النّورِ صُلبَ آدَمَ ع فَمَا زَالَ ذَلِكَ النّورُ يَنتَقِلُ مِنَ الأَصلَابِ وَ الأَرحَامِ مِن صُلبٍ إِلَي صُلبٍ وَ لَا استَقَرّ فِي صُلبٍ إِلّا تَبَيّنَ عَنِ ألّذِي انتَقَلَ مِنهُ انتِقَالُهُ وَ شَرّفَ ألّذِي استَقَرّ فِيهِ حَتّي صَارَ فِي صُلبِ عَبدِ المُطّلِبِ فَوَقَعَ بِأُمّ عَبدِ اللّهِ فَاطِمَةَ فَافتَرَقَ النّورُ جُزءَينِ جُزءٌ فِي عَبدِ اللّهِ وَ جُزءٌ فِي أَبِي طَالِبٍ فَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَيعَنيِ‌ فِي أَصلَابِ النّبِيّينَ وَ أَرحَامِ نِسَائِهِم فَعَلَي هَذَا أَجرَانَا اللّهُ تَعَالَي فِي الأَصلَابِ وَ الأَرحَامِ وَ وَلّدَنَا الآبَاءُ وَ الأُمّهَاتُ مِن لَدُن آدَمَ ع


صفحه : 21

32- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اتّقُوا فِرَاسَةَ المُؤمِنِ فَإِنّهُ يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ قَالَ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَيفَ يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ ع لِأَنّا خُلِقنَا مِن نُورِ اللّهِ وَ خُلِقَ شِيعَتُنَا مِن شُعَاعِ نُورِنَا فَهُم أَصفِيَاءُ أَبرَارٌ أَطهَارٌ مُتَوَسّمُونَ نُورُهُم يضُيِ‌ءُ عَلَي مَن سِوَاهُم كَالبَدرِ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ

33- وَ رَوَي صَفوَانُ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا خَلَقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ استَوَي عَلَي العَرشِ فَأَمَرَ نُورَينِ مِن نُورِهِ فَطَافَا حَولَ العَرشِ سَبعِينَ مَرّةً فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ هَذَانِ نُورَانِ لِي مُطِيعَانِ فَخَلَقَ اللّهُ مِن ذَلِكَ النّورِ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ الأَصفِيَاءَ مِن وُلدِهِ ع وَ خَلَقَ مِن نُورِهِم شِيعَتَهُم وَ خَلَقَ مِن نُورِ شِيعَتِهِم ضَوءَ الأَبصَارِ

34- وَ سَأَلَ المُفَضّلُ الصّادِقَ ع مَا كُنتُم قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ قَالَ ع كُنّا أَنوَاراً حَولَ العَرشِ نُسَبّحُ اللّهَ وَ نُقَدّسُهُ حَتّي خَلَقَ اللّهُ سُبحَانَهُ المَلَائِكَةَ فَقَالَ لَهُم سَبّحُوا فَقَالُوا يَا رَبّنَا لَا عِلمَ لَنَا فَقَالَ لَنَا سَبّحُوا فَسَبّحنَا فَسَبّحَتِ المَلَائِكَةُ بِتَسبِيحِنَا أَلَا إِنّا خُلِقنَا مِن نُورِ اللّهِ وَ خُلِقَ شِيعَتُنَا مِن دُونِ ذَلِكَ النّورِ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ التَحَقَتِ السّفلَي بِالعُليَا ثُمّ قَرَنَ ع بَينَ إِصبَعَيهِ السّبّابَةِ وَ الوُسطَي وَ قَالَ كَهَاتَينِ ثُمّ قَالَ يَا مُفَضّلُ أَ تدَريِ‌ لِمَ سُمّيَتِ الشّيعَةُ شِيعَةً يَا مُفَضّلُ شِيعَتُنَا مِنّا وَ نَحنُ مِن شِيعَتِنَا أَ مَا تَرَي هَذِهِ الشّمسَ أَينَ تَبدُو قُلتُ مِن مَشرِقٍ وَ قَالَ إِلَي أَينَ تَعُودُ قُلتُ إِلَي مَغرِبٍ قَالَ ع هَكَذَا شِيعَتُنَا مِنّا بَدَءُوا وَ إِلَينَا يَعُودُونَ

35- وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُوراً بَينَ يدَيَ‌ِ الرّحمَنِ قَبلَ أَن يَخلُقَ عَرشَهُ بِأَربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ

36- وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابنُ بَابَوَيهِ مَرفُوعاً إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ المُبَارَكِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ نُورَ مُحَمّدٍص قَبلَ المَخلُوقَاتِ بِأَربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ سَنَةٍ وَ خَلَقَ مَعَهُ اثنيَ‌ عَشَرَ حِجَاباً وَ المُرَادُ بِالحُجُبِ الأَئِمّةُ ع

37- وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ قُلتُ لِرَسُولِ اللّهِص أَوّلُ


صفحه : 22

شَيءٍ خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي مَا هُوَ فَقَالَ نُورُ نَبِيّكَ يَا جَابِرُ خَلَقَهُ اللّهُ ثُمّ خَلَقَ مِنهُ كُلّ خَيرٍ ثُمّ أَقَامَهُ بَينَ يَدَيهِ فِي مَقَامِ القُربِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ جَعَلَهُ أَقسَاماً فَخَلَقَ العَرشَ مِن قِسمٍ وَ الكرُسيِ‌ّ مِن قِسمٍ وَ حَمَلَةَ العَرشِ وَ خَزَنَةَ الكرُسيِ‌ّ مِن قِسمٍ وَ أَقَامَ القِسمَ الرّابِعَ فِي مَقَامِ الحُبّ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ جَعَلَهُ أَقسَاماً فَخَلَقَ القَلَمَ مِن قِسمٍ وَ اللّوحَ مِن قِسمٍ وَ الجَنّةَ مِن قِسمٍ وَ أَقَامَ القِسمَ الرّابِعَ فِي مَقَامِ الخَوفِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ جَعَلَهُ أَجزَاءً فَخَلَقَ المَلَائِكَةَ مِن جُزءٍ وَ الشّمسَ مِن جُزءٍ وَ القَمَرَ وَ الكَوَاكِبَ مِن جُزءٍ وَ أَقَامَ القِسمَ الرّابِعَ فِي مَقَامِ الرّجَاءِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ جَعَلَهُ أَجزَاءً فَخَلَقَ العَقلَ مِن جُزءٍ وَ العِلمَ وَ الحِلمَ مِن جُزءٍ وَ العِصمَةَ وَ التّوفِيقَ مِن جُزءٍ وَ أَقَامَ القِسمَ الرّابِعَ فِي مَقَامِ الحَيَاءِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ نَظَرَ إِلَيهِ بِعَينِ الهَيبَةِ فَرَشَحَ ذَلِكَ النّورُ وَ قَطَرَت مِنهُ مِائَةُ أَلفٍ وَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفَ قَطرَةٍ فَخَلَقَ اللّهُ مِن كُلّ قَطرَةٍ رُوحَ نبَيِ‌ّ وَ رَسُولٍ ثُمّ تَنَفّسَت أَروَاحُ الأَنبِيَاءِ فَخَلَقَ اللّهُ مِن أَنفَاسِهَا أَروَاحَ الأَولِيَاءِ وَ الشّهَدَاءِ وَ الصّالِحِينَ

38- وَ يُؤَيّدُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ فِي تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيكُنتُم خَيرَ أُمّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ مَا خَلَقَ اللّهُ نوُريِ‌ ابتَدَعَهُ مِن نُورِهِ وَ اشتَقّهُ مِن جَلَالِ عَظَمَتِهِ فَأَقبَلَ يَطُوفُ بِالقُدرَةِ حَتّي وَصَلَ إِلَي جَلَالِ العَظَمَةِ فِي ثَمَانِينَ أَلفَ سَنَةٍ ثُمّ سَجَدَ لِلّهِ تَعظِيماً فَفَتَقَ مِنهُ نُورَ عَلِيّ ع فَكَانَ نوُريِ‌ مُحِيطاً بِالعَظَمَةِ وَ نُورُ عَلِيّ مُحِيطاً بِالقُدرَةِ ثُمّ خَلَقَ العَرشَ وَ اللّوحَ وَ الشّمسَ وَ ضَوءَ النّهَارِ وَ نُورَ الأَبصَارِ وَ العَقلَ وَ المَعرِفَةَ وَ أَبصَارَ العِبَادِ وَ أَسمَاعَهُم وَ قُلُوبَهُم مِن نوُريِ‌ وَ نوُريِ‌ مُشتَقّ مِن نُورِهِ فَنَحنُ الأَوّلُونَ وَ نَحنُ الآخِرُونَ وَ نَحنُ السّابِقُونَ وَ نَحنُ المُسَبّحُونَ وَ نَحنُ الشّافِعُونَ وَ نَحنُ كَلِمَةُ اللّهِ وَ نَحنُ خَاصّةُ اللّهِ وَ نَحنُ أَحِبّاءُ اللّهِ وَ نَحنُ وَجهُ اللّهِ وَ نَحنُ جَنبُ اللّهِ وَ نَحنُ يَمِينُ اللّهِ وَ نَحنُ أُمَنَاءُ اللّهِ وَ نَحنُ خَزَنَةُ وحَي‌ِ اللّهِ وَ سَدَنَةُ غَيبِ اللّهِ وَ نَحنُ مَعدِنُ التّنزِيلِ


صفحه : 23

وَ مَعنَي التّأوِيلِ وَ فِي أَبيَاتِنَا هَبَطَ جَبرَئِيلُ وَ نَحنُ مَحَالّ قُدسِ اللّهِ وَ نَحنُ مَصَابِيحُ الحِكمَةِ وَ نَحنُ مَفَاتِيحُ الرّحمَةِ وَ نَحنُ يَنَابِيعُ النّعمَةِ وَ نَحنُ شَرَفُ الأُمّةِ وَ نَحنُ سَادَةُ الأَئِمّةِ وَ نَحنُ نَوَامِيسُ العَصرِ وَ أَحبَارُ الدّهرِ وَ نَحنُ سَادَةُ العِبَادِ وَ نَحنُ سَاسَةُ البِلَادِ وَ نَحنُ الكُفَاةُ وَ الوُلَاةُ وَ الحُمَاةُ وَ السّقَاةُ وَ الرّعَاةُ وَ طَرِيقُ النّجَاةِ وَ نَحنُ السّبِيلُ وَ السّلسَبِيلُ وَ نَحنُ النّهجُ القَوِيمُ وَ الطّرِيقُ المُستَقِيمُ مَن آمَنَ بِنَا آمَنَ بِاللّهِ وَ مَن رَدّ عَلَينَا رَدّ عَلَي اللّهِ وَ مَن شَكّ فِينَا شَكّ فِي اللّهِ وَ مَن عَرَفَنَا عَرَفَ اللّهَ وَ مَن تَوَلّي عَنّا تَوَلّي عَنِ اللّهِ وَ مَن أَطَاعَنَا أَطَاعَ اللّهَ وَ نَحنُ الوَسِيلَةُ إِلَي اللّهِ وَ الوُصلَةُ إِلَي رِضوَانِ اللّهِ وَ لَنَا العِصمَةُ وَ الخِلَافَةُ وَ الهِدَايَةُ وَ فِينَا النّبُوّةُ وَ الوَلَايَةُ وَ الإِمَامَةُ وَ نَحنُ مَعدِنُ الحِكمَةِ وَ بَابُ الرّحمَةِ وَ شَجَرَةُ العِصمَةِ وَ نَحنُ كَلِمَةُ التّقوَي وَ المَثَلُ الأَعلَي وَ الحُجّةُ العُظمَي وَ العُروَةُ الوُثقَي التّيِ‌ مَن تَمَسّكَ بِهَا نَجَا

39-أَقُولُ رَوَي البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ، مِن كِتَابِ الوَاحِدَةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ تَفَرّدَ فِي وَحدَانِيّتِهِ ثُمّ تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَت نُوراً ثُمّ خَلَقَ مِن ذَلِكَ النّورِ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ عِترَتَهُ ع ثُمّ تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَت رُوحاً وَ أَسكَنَهَا فِي ذَلِكَ النّورِ وَ أَسكَنَهُ فِي أَبدَانِنَا فَنَحنُ رُوحُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ احتَجَبَ بِنَا عَن خَلقِهِ فَمَا زِلنَا فِي ظِلّ عَرشِهِ خَضرَاءَ مُسَبّحِينَ نُسَبّحُهُ وَ نُقَدّسُهُ حَيثُ لَا شَمسَ وَ لَا قَمَرَ وَ لَا عَينَ تَطرِفُ ثُمّ خَلَقَ شِيعَتَنَا وَ إِنّمَا سُمّوا شِيعَةً لِأَنّهُم خُلِقُوا


صفحه : 24

مِن شُعَاعِ نُورِنَا

40- وَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ دَخَلَت حَبَابَةُ الوَالِبِيّةُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَت أخَبرِنيِ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَيّ شَيءٍ كُنتُم فِي الأَظِلّةِ فَقَالَ ع كُنّا نُوراً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ قَبلَ خَلقِ خَلقِهِ فَلَمّا خَلَقَ الخَلقَ سَبّحنَا فَسَبّحُوا وَ هَلّلنَا فَهَلّلُوا وَ كَبّرنَا فَكَبّرُوا وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَن لَوِ استَقامُوا عَلَي الطّرِيقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقاًالطّرِيقَةُ حُبّ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ المَاءُ الغَدَقُ المَاءُ الفُرَاتُ وَ هُوَ وَلَايَةُ آلِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمُ السّلَامُ

41- وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ نَحنُ شَجَرَةُ النّبُوّةِ وَ مَعدِنُ الرّسَالَةِ وَ نَحنُ عَهدُ اللّهِ وَ نَحنُ ذِمّةُ اللّهِ لَم نَزَل أَنوَاراً حَولَ العَرشِ نُسَبّحُ فَيُسَبّحُ أَهلُ السّمَاءِ لِتَسبِيحِنَا فَلَمّا نَزَلنَا إِلَي الأَرضِ سَبّحنَا فَسَبّحَ أَهلُ الأَرضِ فَكُلّ عِلمٍ خَرَجَ إِلَي أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَمِنّا وَ عَنّا وَ كَانَ فِي قَضَاءِ اللّهِ السّابِقِ أَن لَا يَدخُلَ النّارَ مُحِبّ لَنَا وَ لَا يَدخُلَ الجَنّةَ مُبغِضٌ لَنَا لِأَنّ اللّهَ يَسأَلُ العِبَادَ يَومَ القِيَامَةِ عَمّا عَهِدَ إِلَيهِم وَ لَا يَسأَلُهُم عَمّا قَضَي عَلَيهِم

42- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَأَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَرحَباً بِمَن خَلَقَهُ اللّهُ قَبلَ أَبِيهِ بِأَربَعِينَ أَلفَ سَنَةٍ قَالَ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ أَ كَانَ الِابنُ قَبلَ الأَبِ فَقَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ خلَقَنَيِ‌ وَ عَلِيّاً مِن نُورٍ وَاحِدٍ قَبلَ خَلقِ آدَمَ بِهَذِهِ المُدّةِ ثُمّ قَسَمَهُ نِصفَينِ ثُمّ خَلَقَ الأَشيَاءَ مِن نوُريِ‌ وَ نُورِ عَلِيّ ع ثُمّ جَعَلَنَا عَن يَمِينِ العَرشِ فَسَبّحنَا فَسَبّحَتِ المَلَائِكَةُ فَهَلّلنَا فَهَلّلُوا وَ كَبّرنَا فَكَبّرُوا فَكُلّ مَن سَبّحَ اللّهَ وَ كَبّرَهُ فَإِنّ ذَلِكَ مِن تَعلِيمِ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ

43- قَالَ وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ بَابَوَيهِ مَرفُوعاً إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ المُبَارَكِ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ نُورَ مُحَمّدٍص قَبلَ خَلقِ المَخلُوقَاتِ كُلّهَا بِأَربَعِمِائَةِ أَلفِ سَنَةٍ وَ أَربَعَةٍ وَ عِشرِينَ أَلفَ سَنَةٍ


صفحه : 25

وَ خَلَقَ مِنهُ اثنيَ‌ عَشَرَ حِجَاباً وَ المُرَادُ بِالحُجُبِ الأَئِمّةُ ع

44- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع فَذَكَرتُ اختِلَافَ الشّيعَةِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ لَم يَزَل فَرداً مُتَفَرّداً فِي وَحدَانِيّتِهِ ثُمّ خَلَقَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ فَمَكَثُوا أَلفَ أَلفِ دَهرٍ ثُمّ خَلَقَ الأَشيَاءَ وَ أَشهَدَهُم خَلقَهَا وَ أَجرَي عَلَيهَا طَاعَتَهُم وَ جَعَلَ فِيهِم مِنهُ مَا شَاءَ وَ فَوّضَ أَمرَ الأَشيَاءِ إِلَيهِم فَهُم قَائِمُونَ مَقَامَهُ يُحَلّلُونَ مَا شَاءُوا وَ يُحَرّمُونَ مَا شَاءُوا وَ لَا يَفعَلُونَ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ فَهَذِهِ الدّيَانَةُ التّيِ‌ مَن تَقَدّمَهَا غَرِقَ وَ مَن تَأَخّرَ عَنهَا مُحِقَ خُذهَا يَا مُحَمّدُ فَإِنّهَا مِن مَخزُونِ العِلمِ وَ مَكنُونِهِ

45- وَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ خَلَقَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ الطّيّبِينَ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ وَ أَقَامَهُم أَشبَاحاً قَبلَ المَخلُوقَاتِ ثُمّ قَالَ أَ تَظُنّ أَنّ اللّهَ لَم يَخلُق خَلقاً سِوَاكُم بَلَي وَ اللّهِ لَقَد خَلَقَ اللّهُ أَلفَ أَلفِ آدَمَ وَ أَلفَ أَلفِ عَالَمٍ وَ أَنتَ وَ اللّهِ فِي آخِرِ تِلكَ العَوَالِمِ

أقول الأخبار المأخوذة من كتابي‌ الفارسي‌ والبرسي‌ ليست في مرتبة سائر الأخبار في الاعتبار و إن كان أكثرها موافقا لسائر الآثار و الله أعلم بأسرار الأئمة الأبرار والاختلافات الواردة في أزمنة سبق الأنوار يمكن حملها علي اختلاف معاني‌ الخلق ومراتب ظهوراتهم في العوالم المختلفة فإن الخلق يكون بمعني التقدير و قدينسب إلي الأرواح و إلي الأجساد المثالية و إلي الطينات ولكل منها مراتب شتي . مع أنه قديطلق العدد ويراد به الكثرة لاخصوص العدد و قديراعي في ذلك مراتب عقول المخاطبين وأفهامهم و قد يكون بعضها لعدم ضبط الرواة وسيأتي‌ بعض القول في ذلك في كتاب السماء والعالم إن شاء الله تعالي

46- وَ رَوَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ المسَعوُديِ‌ّ فِي كِتَابِ إِثبَاتِ الوَصِيّةِ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ


صفحه : 26

صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ هَذِهِ الخُطبَةَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي تَوَحّدَ بِصُنعِ الأَشيَاءِ وَ فَطَرَ أَجنَاسَ البَرَايَا عَلَي غَيرِ أَصلٍ وَ لَا مِثَالٍ سَبَقَهُ فِي إِنشَائِهَا وَ لَا إِعَانَةِ مُعِينٍ عَلَي ابتِدَاعِهَا بَلِ ابتَدَعَهَا بِلُطفِ قُدرَتِهِ فَامتَثَلَت فِي مَشِيّتِهِ خَاضِعَةً ذَلِيلَةً مُستَحدَثَةً لِأَمرِهِ الوَاحِدِ الأَحَدِ الدّائِمِ بِغَيرِ حَدّ وَ لَا أَمَدٍ وَ لَا زَوَالٍ وَ لَا نَفَادٍ وَ كَذَلِكَ لَم يَزَل وَ لَا يَزَالُ لَا تُغَيّرُهُ الأَزمِنَةُ وَ لَا تُحِيطُ بِهِ الأَمكِنَةُ وَ لَا تَبلُغُ صِفَاتِهِ الأَلسِنَةُ وَ لَا تَأخُذُهُ نَومٌ وَ لَا سِنَةٌ لَم تَرَهُ العُيُونُ فَتُخبِرَ عَنهُ بِرُؤيَةٍ وَ لَم تَهجُم عَلَيهِ العُقُولُ فَتَتَوَهّمَ كُنهَ صِفَتِهِ وَ لَم تَدرِ كَيفَ هُوَ إِلّا بِمَا أَخبَرَ عَن نَفسِهِ لَيسَ لِقَضَائِهِ مَرَدّ وَ لَا لِقَولِهِ مُكَذّبٌ ابتَدَعَ الأَشيَاءَ بِغَيرِ تَفَكّرٍ وَ لَا مُعِينٍ وَ لَا ظَهِيرٍ وَ لَا وَزِيرٍ فَطَرَهَا بِقُدرَتِهِ وَ صَيّرَهَا إِلَي مَشِيّتِهِ وَ صَاغَ أَشبَاحَهَا وَ بَرَأَ أَروَاحَهَا وَ استَنبَطَ أَجنَاسَهَا خَلقاً مَبرُوءاً مَذرُوءاً فِي أَقطَارِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ لَم يَأتِ بشِيَ‌ءٍ عَلَي غَيرِ مَا أَرَادَ أَن يأَتيِ‌َ عَلَيهِ ليِرُيِ‌َ عِبَادَهُ آيَاتِ جَلَالِهِ وَ آلَائِهِ فَسُبحَانَهُ لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الوَاحِدُ القَهّارُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ تَسلِيماً أللّهُمّ فَمَن جَهِلَ فَضلَ مُحَمّدٍص فإَنِيّ‌ مُقِرّ بِأَنّكَ مَا سَطَحتَ أَرضاً وَ لَا بَرَأتَ خَلقاً حَتّي أَحكَمتَ خَلقَهُ وَ أَتقَنتَهُ مِن نُورٍ سَبَقَت بِهِ السّلَالَةُ وَ أَنشَأتَ آدَمَ لَهُ جِرماً فَأَودَعتَهُ مِنهُ قَرَاراً مَكِيناً وَ مُستَودَعاً مَأمُوناً وَ أَعَذتَهُ مِنَ الشّيطَانِ وَ حَجَبتَهُ عَنِ الزّيَادَةِ وَ النّقصَانِ وَ حَصّلتَ لَهُ الشّرَفَ ألّذِي يسُاَميِ‌ بِهِ عِبَادُكَ[عِبَادَكَ]


صفحه : 27

فأَيَ‌ّ بَشَرٍ كَانَ مِثلَ آدَمَ فِيمَا سَابَقَت بِهِ الأَخبَارُ وَ عَرّفَتنَا كُتُبُكَ فِي عَطَايَاكَ أَسجَدتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ وَ عَرّفتَهُ مَا حَجَبتَ عَنهُم مِن عِلمِكَ إِذ تَنَاهَت بِهِ قُدرَتُكَ وَ تَمّت فِيهِ مَشِيّتُكَ دَعَاكَ بِمَا أَكنَنتَ فِيهِ فَأَجَبتَهُ إِجَابَةَ القَبُولِ فَلَمّا أَذِنتَ أللّهُمّ فِي انتِقَالِ مُحَمّدٍص مِن صُلبِ آدَمَ أَلّفتَ بَينَهُ وَ بَينَ زَوجٍ خَلَقتَهَا لَهُ سَكَناً وَ وَصَلتَ لَهُمَا بِهِ سَبَباً فَنَقَلتَهُ مِن بَينِهِمَا إِلَي شَيثٍ اختِيَاراً لَهُ بِعِلمِكَ فَإِنّهُ بَشَرٌ كَانَ اختِصَاصُهُ بِرِسَالَتِكَ ثُمّ نَقَلتَهُ إِلَي أَنُوشَ فَكَانَ خَلَفَ أَبِيهِ فِي قَبُولِ كَرَامَتِكَ وَ احتِمَالِ رِسَالَاتِكَ ثُمّ قَدّرتَ المَنقُولَ إِلَيهِ قَينَانَ وَ أَلحَقتَهُ فِي الحُظوَةِ بِالسّابِقِينَ وَ فِي المِنحَةِ بِالبَاقِينَ ثُمّ جَعَلتَ مَهلَائِيلَ رَابِعَ أَجرَامِهِ قُدرَةً تُودِعُهَا مِن خَلقِكَ مَن تَضرِبُ لَهُم بِسَهمِ النّبُوّةِ وَ شَرَفِ الأُبُوّةِ حَتّي إِذَا قَبِلَهُ بُردٌ عَن تَقدِيرِكَ تَنَاهَي بِهِ تَدبِيرُكَ إِلَي أَخنُوخَ فَكَانَ أَوّلَ مَن جَعَلتَ مِنَ الأَجرَامِ نَاقِلًا لِلرّسَالَةِ وَ حَامِلًا أَعبَاءَ النّبُوّةِ فَتَعَالَيتَ يَا رَبّ لَقَد لَطُفَ حِلمُكَ وَ جَلّ قُدرَتُكَ عَنِ التّفسِيرِ إِلّا بِمَا دَعَوتَ إِلَيهِ مِنَ الإِقرَارِ بِرُبُوبِيّتِكَ وَ أَشهَدُ أَنّ الأَعيُنَ لَا تُدرِكُكَ وَ الأَوهَامَ لَا تَلحَقُكَ وَ العُقُولَ لَا تَصِفُكَ وَ المَكَانَ لَا يَسَعُكَ وَ كَيفَ يَسَعُ مَن كَانَ قَبلَ المَكَانِ وَ مَن خَلَقَ المَكَانَ


صفحه : 28

أَم كَيفَ تُدرِكُهُ الأَوهَامُ وَ لَم تُؤَمّرِ[تُؤمَرِ]الأَوهَامُ عَلَي أَمرِهِ وَ كَيفَ تُؤَمّرُ[تُؤمَرُ]الأَوهَامُ عَلَي أَمرِهِ وَ هُوَ ألّذِي لَا نِهَايَةَ لَهُ وَ لَا غَايَةَ وَ كَيفَ تَكُونُ لَهُ نِهَايَةٌ وَ غَايَةٌ وَ هُوَ ألّذِي ابتَدَأَ الغَايَاتِ وَ النّهَايَاتِ أَم كَيفَ تُدرِكُهُ العُقُولُ وَ لَم يَجعَل لَهَا سَبِيلًا إِلَي إِدرَاكِهِ وَ كَيفَ يَكُونُ لَهُ إِدرَاكُهُ بِسَبَبٍ وَ قَد لَطُفَ بِرُبُوبِيّتِهِ عَنِ المَحَاسّةِ وَ المَجَاسّةِ وَ كَيفَ لَا يَلطُفُ عَنهُمَا مَن لَا يَنتَقِلُ عَن حَالٍ إِلَي حَالٍ وَ كَيفَ يَنتَقِلُ مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ وَ قَد جَعَلَ الِانتِقَالَ نَقصاً وَ زَوَالًا فَسُبحَانَكَ مَلَأتَ كُلّ شَيءٍ وَ بَايَنتَ كُلّ شَيءٍ فَأَنتَ ألّذِي لَا يَفقِدُكَ شَيءٌ وَ أَنتَ الفَعّالُ لِمَا تَشَاءُ تَبَارَكَ يَا مَن كُلّ مُدرَكٍ مِن خَلقِهِ وَ كُلّ مَحدُودٍ مِن صُنعِهِ أَنتَ ألّذِي لَا يسَتغَنيِ‌ عَنكَ المَكَانُ وَ لَا نَعرِفُكَ إِلّا بِانفِرَادِكَ بِالوَحدَانِيّةِ وَ القُدرَةِ وَ سُبحَانَكَ مَا أَبيَنَ اصطِفَاءَكَ لِإِدرِيسَ عَلَي مَن سَلَكَ مِنَ الحَامِلِينَ لَقَد جَعَلتَ لَهُ دَلِيلًا مِن كِتَابِكَ إِذ سَمّيتَهُ صِدّيقاً نَبِيّاً وَ رَفَعتَهُ مَكَاناً عَلِيّاً وَ أَنعَمتَ عَلَيهِ نِعمَةً حَرّمتَهَا عَلَي خَلقِكَ إِلّا مَن نَقَلتَ إِلَيهِ نُورَ الهَاشِمِيّينَ وَ جَعَلتَهُ أَوّلَ مُنذِرٍ مِن أَنبِيَائِكَ ثُمّ أَذِنتَ فِي انتِقَالِ مُحَمّدٍص مِنَ القَابِلِينَ لَهُ مُتَوَشلِخَ وَ لَمَكَ المُفضِيّينِ إِلَي نُوحٍ فأَيَ‌ّ آلَائِكَ يَا رَبّ عَلَي ذَلِكَ لَم تُوَلّهِ وَ أَيّ خَوَاصّ كَرَامَتِكَ لَم تُعطِهِ ثُمّ أَذِنتَ فِي إِيدَاعِهِ سَاماً دُونَ حَامٍ وَ يَافِثَ فَضُرِبَ لَهُمَا بِسَهمٍ فِي الذّلّةِ وَ جَعَلتَ مَا أَخرَجتَ


صفحه : 29

مِن بَينِهِمَا لِنَسلِ سَامٍ خَوَلًا ثُمّ تَتَابَعَ عَلَيهِ القَابِلُونَ مِن حَامِلٍ إِلَي حَامِلٍ وَ مُودِعٍ إِلَي مُستَودَعٍ مِن عِترَتِهِ فِي فَتَرَاتِ الدّهُورِ حَتّي قَبِلَهُ تَارُخُ أَطهَرُ الأَجسَامِ وَ أَشرَفُ الأَجرَامِ وَ نَقَلتَهُ مِنهُ إِلَي اِبرَاهِيمَ فَأَسعَدتَ بِذَلِكَ جَدّهُ وَ أَعظَمتَ بِهِ مَجدَهُ وَ قَدّستَهُ فِي الأَصفِيَاءِ وَ سَمّيتَهُ دُونَ رُسُلِكَ خَلِيلًا ثُمّ خَصَصتَ بِهِ إِسمَاعِيلَ دُونَ وُلدِ اِبرَاهِيمَ فَأَنطَقتَ لِسَانَهُ بِالعَرَبِيّةِ التّيِ‌ فَضّلتَهَا عَلَي سَائِرِ اللّغَاتِ فَلَم تَزَل تَنقُلُهُ مَحظُوراً عَنِ الِانتِقَالِ فِي كُلّ مَقذُوفٍ مِن أَبٍ إِلَي أَبٍ حَتّي قَبِلَهُ كِنَانَةُ عَن مُدرِكَةَ فَأَخَذتَ لَهُ مَجَامِعَ الكَرَامَةِ وَ مَوَاطِنَ السّلَامَةِ وَ أَجلَلتَ لَهُ البَلدَةَ التّيِ‌ قَضَيتَ فِيهَا مَخرَجَهُ فَسُبحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ أَيّ صُلبٍ أَسكَنتَهُ فِيهِ لَم تَرفَع ذِكرَهُ وَ أَيّ نبَيِ‌ّ بُشّرَ بِهِ فَلَم يَتَقَدّم فِي الأَسمَاءِ اسمُهُ وَ أَيّ سَاحَةٍ مِنَ الأَرضِ سَلَكتَ بِهِ لَم تُظهِر بِهَا قُدسَهُ حَتّي الكَعبَةِ التّيِ‌ جَعَلتَ مِنهَا مَخرَجَهُ غَرَستَ أَسَاسَهَا بِيَاقُوتَةٍ مِن جَنّاتِ عَدنٍ وَ أَمَرتَ المَلَكَينِ المُطَهّرَينِ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ فَتَوَسّطَا بِهَا أَرضَكَ وَ سَمّيتَهَا بَيتَكَ وَ اتّخَذتَهَا مَعمَداً لِنَبِيّكَ وَ حَرّمتَ وَحشَهَا وَ شَجَرَهَا وَ قَدّستَ حَجَرَهَا وَ مَدَرَهَا وَ جَعَلتَهَا مَسلَكاً لِوَحيِكَ وَ مَنسَكاً لِخَلقِكَ وَ مَأمَنَ المَأكُولَاتِ وَ حِجَاباً لِلآكِلَاتِ العَادِيَاتِ تُحَرّمُ عَلَي أَنفُسِهَا إِذعَارَ مَن أَجَرتَ ثُمّ أَذِنتَ لِلنّضرِ فِي قَبُولِهِ وَ إِيدَاعِهِ مَالِكاً ثُمّ مِن بَعدِ مَالِكٍ فِهراً ثُمّ خَصَصتَ مِن وُلِدَ فِهرٍ غَالِباً وَ جَعَلتَ كُلّ مَن تَنقُلُهُ إِلَيهِ أَمِيناً لِحَرَمِكَ حَتّي إِذَا قَبِلَهُ لؤُيَ‌ّ بنُ غَالِبٍ آنَ لَهُ حَرَكَةُ تَقدِيسٍ فَلَم تُودِعهُ مِن بَعدِهِ صُلباً إِلّا جَلّلتَهُ نُوراً تَأنَسُ بِهِ الأَبصَارُ وَ تَطمَئِنّ إِلَيهِ القُلُوبُ فَأَنَا يَا إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ المُقِرّ لَكَ بِأَنّكَ الفَردُ ألّذِي لَا يُنَازَعُ وَ لَا


صفحه : 30

يُغَالَبُ وَ لَا يُشَارَكُ سُبحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ مَا لِعَقلٍ مَولُودٍ وَ فَهمٍ مَفقُودٍ مُدحَقٍ مِن ظَهرٍ مَرِيجٍ نَبَعَ مِن عَينٍ مَشِيجٍ بِمَحِيضِ لَحمٍ وَ عَلَقٍ وَ دَرّ إِلَي فُضَالَةِ الحَيضِ وَ عُلَالَاتِ الطّعمِ وَ شَارَكَتهُ الأَسقَامُ وَ التَحَقَت عَلَيهِ الآلَامُ لَا يَقدِرُ عَلَي فِعلٍ وَ لَا يَمتَنِعُ مِن عِلّةٍ ضَعِيفِ التّركِيبِ وَ البَيّنَةِ مَا لَهُ وَ الِاقتِحَامَ عَلَي قُدرَتِكَ وَ الهُجُومَ عَلَي إِرَادَتِكَ وَ تَفتِيشَ مَا لَا يَعلَمُهُ غَيرُكَ سُبحَانَكَ أَيّ عَينٍ تَقُومُ نُصبَ بَهَاءِ نُورِكَ وَ تَرقَي إِلَي نُورِ ضِيَاءِ قُدرَتِكَ وَ أَيّ فَهمٍ يَفهَمُ مَا دُونَ ذَلِكَ إِلّا أَبصَارٌ كَشَفتَ عَنهَا الأَغطِيَةَ وَ هَتَكتَ عَنهَا الحُجُبَ العَمِيّةَ فَرَقَت أَروَاحُهَا إِلَي أَطرَافِ أَجنِحَةِ الأَروَاحِ فَنَاجَوكَ فِي أَركَانِكَ وَ أَلَحّوا بَينَ أَنوَارِ بَهَائِكَ وَ نَظَرُوا مِن مُرتَقَي التّربَةِ إِلَي مُستَوَي كِبرِيَائِكَ فَسَمّاهُم أَهلُ المَلَكُوتِ زُوّاراً وَ دَعَاهُم أَهلُ الجَبَرُوتِ عُمّاراً فَسُبحَانَكَ يَا مَن لَيسَ فِي البِحَارِ قَطَرَاتٌ وَ لَا فِي مُتُونِ الأَرضِ جَنَبَاتٌ وَ لَا فِي رِتَاجِ الرّيَاحِ حَرَكَاتٌ وَ لَا فِي قُلُوبِ العِبَادِ خَطَرَاتٌ وَ لَا فِي الأَبصَارِ لَمَحَاتٌ وَ لَا عَلَي مُتُونِ السّحَابِ نَفَحَاتٌ إِلّا وَ هيِ‌َ فِي قُدرَتِكَ مُتَحَيّرَاتٌ أَمّا السّمَاءُ فَتُخبِرُ عَن عَجَائِبِكَ وَ أَمّا الأَرضُ فَتَدُلّ عَلَي مَدَائِحِكَ وَ أَمّا الرّيَاحُ


صفحه : 31

فَتَنشُرُ فَوَائِدَكَ وَ أَمّا السّحَابُ فَتَهطِلُ مَوَاهِبَكَ وَ كُلّ ذَلِكَ يُحَدّثُ بِتَحَنّنِكَ وَ يُخبِرُ أَفهَامَ العَارِفِينَ بِشَفَقَتِكَ وَ أَنَا المُقِرّ بِمَا أَنزَلتَ عَلَي أَلسُنِ أَصفِيَائِكَ أَنّ أَبَانَا آدَمَ عِندَ اعتِدَالِ نَفسِهِ وَ فَرَاغِكَ مِن خَلقِهِ رَفَعَ وَجهَهُ فَوَاجَهَهُ مِن عَرشِكَ وَسمٌ فِيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ إلِهَيِ‌ مَنِ المَقرُونُ بِاسمِكَ فَقُلتَ مُحَمّدٌ خَيرُ مَن أَخرَجتُهُ مِن صُلبِكَ وَ اصطَفَيتُهُ بَعدَكَ مِن وُلدِكَ وَ لَولَاهُ مَا خَلَقتُكَ فَسُبحَانَكَ لَكَ العِلمُ النّافِذُ وَ القَدرُ الغَالِبُ لَم تَزَلِ الآبَاءُ تَحمِلُهُ وَ الأَصلَابُ تَنقُلُهُ كُلّمَا أَنزَلتَهُ سَاحَةَ صُلبٍ جَعَلتَ لَهُ فِيهَا صُنعاً يَحُثّ العُقُولَ عَلَي طَاعَتِهِ وَ يَدعُوهَا إِلَي مُتَابَعَتِهِ حَتّي نَقَلتَهُ إِلَي هَاشِمٍ خَيرِ آبَائِهِ بَعدَ إِسمَاعِيلَ فأَيَ‌ّ أَبٍ وَ جَدّ وَ وَالِدِ أُسرَةٍ وَ مُجتَمَعِ عِترَةٍ وَ مَخرَجِ طُهرٍ وَ مَرجِعِ فَخرٍ جَعَلتَ يَا رَبّ هَاشِماً لَقَد أَقَمتَهُ لَدُن بَيتِكَ وَ جَعَلتَ لَهُ المَشَاعِرَ وَ المَتَاجِرَ ثُمّ نَقَلتَهُ مِن هَاشِمٍ إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ فَأَنهَجتَهُ سَبِيلَ اِبرَاهِيمَ وَ أَلهَمتَهُ رُشداً لِلتّأوِيلِ وَ تَفصِيلِ الحَقّ وَ وَهَبتَ لَهُ عَبدَ اللّهِ وَ أَبَا طَالِبٍ وَ حَمزَةَ وَ فَدَيتَهُ فِي القُربَانِ بِعَبدِ اللّهِ كَسِمَتِكَ فِي اِبرَاهِيمَ بِإِسمَاعِيلَ وَ وَسَمتَ بأِبَيِ‌ طَالِبٍ فِي وُلدِهِ كَسِمَتِكَ فِي إِسحَاقَ بِتَقدِيسِكَ عَلَيهِم وَ تَقدِيمِ الصّفوَةِ لَهُم فَلَقَد بَلّغتَ إلِهَيِ‌ ببِنَيِ‌ أَبِي طَالِبٍ الدّرَجَةَ التّيِ‌ رَفَعتَ إِلَيهَا فَضلَهُم فِي الشّرَفِ ألّذِي مَدَدتَ بِهِ أَعنَاقَهُم وَ الذّكرِ ألّذِي حَلّيتَ بِهِ أَسمَاءَهُم وَ جَعَلتَهُم مَعدِنَ النّورِ وَ جَنّتَهُ وَ صَفوَةَ الدّينِ وَ ذِروَتَهُ وَ فَرِيضَةَ الوحَي‌ِ وَ سُنّتَهُ ثُمّ أَذِنتَ لِعَبدِ اللّهِ فِي نَبذِهِ


صفحه : 32

عِندَ مِيقَاتِ تَطهِيرِ أَرضِكَ مِن كُفّارِ الأُمَمِ الّذِينَ نَسُوا عِبَادَتَكَ وَ جَهِلُوا مَعرِفَتَكَ وَ اتّخَذُوا أَندَاداً وَ جَحَدُوا رُبُوبِيّتَكَ وَ أَنكَرُوا وَحدَانِيّتَكَ وَ جَعَلُوا لَكَ شُرَكَاءَ وَ أَولَاداً وَ صَبَوا إِلَي عِبَادَةِ الأَوثَانِ وَ طَاعَةِ الشّيطَانِ فَدَعَاكَ نَبِيّنَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِنُصرَتِهِ فَنَصَرتَهُ بيِ‌ وَ بِجَعفَرٍ وَ حَمزَةَ فَنَحنُ الّذِينَ اختَرتَنَا لَهُ وَ سَمّيتَنَا فِي دِينِكَ لِدَعوَتِكَ أَنصَاراً لِنَبِيّكَ قَائِدُنَا إِلَي الجَنّةِ خِيَرَتُكَ وَ شَاهِدُنَا أَنتَ رَبّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ جَعَلتَنَا ثَلَاثَةً مَا نَصَبَ لَنَا عَزِيزٌ إِلّا أَذلَلتَهُ بِنَا وَ لَا مَلِكٌ إِلّا طَحطَحتَهُأَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم تَراهُم رُكّعاً سُجّداً وَ وَصَفتَنَا يَا رَبّنَا بِذَلِكَ وَ أَنزَلتَ فِينَا قُرآناً جَلّيتَ بِهِ عَن وُجُوهِنَا الظّلَمَ وَ أَرهَبتَ بِصَولَتِنَا الأُمَمَ إِذَا جَاهَدَ مُحَمّدٌ رَسُولُكَ عَدُوّاً لِدِينِكَ تَلُوذُ بِهِ أُسرَتَهُ وَ تَحُفّ بِهِ عِترَتَهُ كَأَنّهُمُ النّجُومُ الزّاهِرَةُ إِذَا تَوَسّطَهُمُ القَمَرُ المُنِيرُ لَيلَةَ تَمة[تِمّهِ]فَصَلَوَاتُكَ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِكَ وَ نَبِيّكَ وَ صَفِيّكَ وَ خِيَرَتِكَ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ أَيّ مَنِيعَةٍ لَم تَهدِمهَا دَعوَتُهُ وَ أَيّ فَضِيلَةٍ لَم تَنَلهَا عِترَتُهُ جَعَلتَهُم خَيرَ أَئِمّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِكَ وَ يَتَوَاصَلُونَ بِدِينِكَ طَهّرتَهُم بِتَحرِيمِ المَيتَةِ وَ الدّمِ وَ لَحمِ الخِنزِيرِ وَ مَا أُهِلّ وَ نُسِكَ بِهِ لِغَيرِ اللّهِ تَشهَدُ لَهُم وَ مَلَائِكَتُكَ أَنّهُم بَاعُوكَ أَنفُسَهُم وَ ابتَذَلُوا مِن هَيبَتِكَ أَبدَانَهُم شَعِثَةً رُءُوسُهُم تَرِبَةً وُجُوهُهُم تَكَادُ الأَرضُ مِن طَهَارَتِهِم تَقبِضُهُم إِلَيهَا وَ مِن فَضلِهِم تَمِيدُ بِمَن عَلَيهَا رَفَعتَ شَأنَهُم بِتَحرِيمِ أَنجَاسِ المَطَاعِمِ وَ المَشَارِبِ مِن أَنوَاعِ المُسكِرِ فأَيَ‌ّ شَرَفٍ يَا رَبّ جَعَلتَهُ فِي مُحَمّدٍ وَ عِترَتِهِ فَوَ اللّهِ لَأَقُولَنّ قَولًا لَا يُطِيقُ أَن يَقُولَهُ أَحَدٌ مِن خَلقِكَ أَنَا عَلَمُ الهُدَي وَ كَهفُ


صفحه : 33

التّقَي وَ مَحَلّ السّخَاءِ وَ بَحرُ النّدَي وَ طَودُ النّهَي وَ مَعدِنُ العِلمِ وَ نُورٌ فِي ظُلَمِ الدّجَا وَ خَيرُ مَن آمَنَ وَ اتّقَي وَ أَكمَلُ مَن تَقَمّصَ وَ ارتَدَي وَ أَفضَلُ مَن شَهِدَ النّجوَي بَعدَ النّبِيّ المُصطَفَي وَ مَا أزُكَيّ‌ نفَسيِ‌ وَ لَكِن بِنِعمَةِ ربَيّ‌ أُحَدّثُ أَنَا صَاحِبُ القِبلَتَينِ وَ حَامِلُ الرّايَتَينِ فَهَل يوُاَزيِ‌ فِيّ أَحَدٌ وَ أَنَا أَبُو السّبطَينِ فَهَل يسُاَويِ‌ بيِ‌ بَشَرٌ وَ أَنَا زَوجُ خَيرِ النّسوَانِ فَهَل يفَوُقنُيِ‌ أَحَدٌ وَ أَنَا القَمَرُ الزّاهِرُ بِالعِلمِ ألّذِي علَمّنَيِ‌ ربَيّ‌ وَ الفُرَاتُ الزّاخِرُ أَشبَهتُ مِنَ القَمَرِ نُورَهُ وَ بَهَاءَهُ وَ مِنَ الفُرَاتِ بَذلَهُ وَ سَخَاءَهُ أَيّهَا النّاسُ بِنَا أَنَارَ اللّهُ السّبُلَ وَ أَقَامَ المَيَلَ وَ عُبِدَ اللّهُ فِي أَرضِهِ وَ تَنَاهَت إِلَيهِ مَعرِفَةُ خَلقِهِ وَ قَدّسَ اللّهَ جَلّ وَ تَعَالَي بِإِبلَاغِنَا الأَلسُنُ وَ ابتَهَلَت بِدَعوَتِنَا الأَذهَانُ فَتَوَفّي اللّهُ مُحَمّداًص سَعِيداً شَهِيداً هَادِياً مَهدِيّاً قَائِماً بِمَا استَكفَاهُ حَافِظاً لِمَا استَرعَاهُ تَمّمَ بِهِ الدّينَ وَ أَوضَحَ بِهِ اليَقِينَ وَ أَقَرّتِ العُقُولُ بِدَلَالَتِهِ وَ أَبَانَت حُجَجَ أَنبِيَائِهِ وَ اندَمَغَ البَاطِلُ زَاهِقاً وَ وَضّحَ العَدلَ نَاطِقاً وَ عَطّلَ مَظَانّ الشّيطَانِ وَ أَوضَحَ الحَقّ وَ البُرهَانَ أللّهُمّ فَاجعَل فَوَاضِلَ صَلَوَاتِكَ وَ نوَاَميِ‌َ بَرَكَاتِكَ وَ رَأفَتِكَ وَ رَحمَتِكَ عَلَي مُحَمّدٍ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ الطّاهِرِينَ

بيان قوله ع خلقه الظاهر أن الضمير راجع إلي النبي ص و قوله سبقت به السلالة لعل فيه تصحيفا ويحتمل أن يكون المراد أن السلالة إنما سبقت خلقته لأجل ذلك النور وليكون محلا له . والمراد بالسلالة آدم ع كما قال تعالي وَ لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ مِن طِينٍ ويحتمل أن يكون صغت فصحف و في القاموس الجرم بالكسر الجسد قوله بما أكننت أي دعاك مستشفعا بالنور ألذي سترته فيه و قوله قدرة إن لم يكن تصحيفا فهو حال عن ضمير أجرامه . وبرد هوالخامس من الآباء وقع هنا مكان زيادا وماردا وإيادا وأدد في الأخبار


صفحه : 34

الأخر و قوله أول من جعلت يدل علي أن من بينه و بين آدم لم يكونوا رسلا و لاينافي‌ كونهم أنبياء قوله و لم تؤمر الأوهام علي بناء التفعيل بصيغة المجهول أي لم تجعل الأوهام أميرا علي أمر معرفته أوبالتخفيف بتضمين أو يكون علي بمعني الباء أي لم يأمر الله الأوهام بمعرفته والظاهر لم يعثر كما في موضع آخر من العثور بمعني الاطلاع . و قوله من خلقه خبر كل قوله ع سلك أي مضي أوانسلك في سلك الحاملين لكن لايساعده اللغة قوله المفضيين أي قبل النور متوشلخ ثم لمك وأوصلاه إلي نوح ع قوله علي ذلك أي بسبب قبول النور وضميرا لم توله و لم تعطه راجعان إلي نوح . قوله محظورا أي ممنوعا من أن ينتقل إلي من يقذف بسوء و قوله من أب متعلق بقوله تنقله ومدركة اسم والد خزيمة وخزيمة والد كنانة قوله معمدا كمقصد بمعناه أي قبلة يتوجهون إليه في الصلاة أويقصدونه للحج والعمرة والإذعار التخويف . قوله ع إن له حركة تقديس أي صار النور بعد ذلك أظهر وتأثير الكرامة للآباء لقربهم أكثر و قال في القاموس دحقه كمنعه طرده وأبعده كأدحقه والرحم بالماء رمته و لم تقبله والمريج المختلط والمضطرب ويقال خوط مريج أي متداخل في الأغصان . والمشيج المختلط من كل شيء وجمعه أمشاج قوله بمحيض في المنقول منه بالحاء المهملة فيكون متعلقا بمشيج أي مختلط بالحيض ويحتمل أن يكون بالمعجمة من قولهم مخض اللبن إذاأخذ زبده فهو مخيض ومخض الشي‌ء حركه شديدا فالباء زائدة أوللملابسة أو علي التجريد. والحاصل أنه شبه النطفة بلبن مخيض إذ هي‌ تحصل من الحركة وهي‌ تخرج من اللحم وتنعقد من الدم و علي الأول لحم وعلق بدلان من قوله مدحق لبيان تغيراتها وانقلاباتها والفضالة بالضم البقية والعالة بالضم مايتعلل به وبقية


صفحه : 35

اللبن وغيره و قوله ما له تأكيد لقوله مالعقل . قوله الحجب العمية أي الكثيفة الحاجبة قال الجزري‌ في حديث الصوم فإن عمي‌ عليكم قيل هو من العماء السحاب الرقيق أي حال دونه ماأعمي الأبصار عن رؤيته و فيه من قتل تحت راية عمية قيل هو من فعيلة من العمي الضلالة قوله أجنحة الأرواح هوإما جمع الروح بمعني الرحمة أوالراحة أوجمع الريح بمعني الرحمة أوالغلبة والنصرة و كان يحتمل المنقول منه الدال المهملة جمع دوح و هوجمع دوحة الشجرة العظيمة والجنبات جمع جنبة بالتحريك و هو من الوادي‌ ناحيته . قوله ع و لا في رتاج الرياح الرتاج ككتاب الباب المغلق و لايناسب المقام إلابتكلف ويحتمل أن يكون من قولهم رتج البحر أي هاج وكثر ماؤه فغمر كل شيء ويحتمل أن يكون رجاج الرياح من الرج و هوالتحريك والتحرك والاهتزاز والرجرجة الاضطراب والهطل تتابع المطر والصنع بالضم المعروف . قوله في نبذه الضمير راجع إلي النور ويقال صبا إلي الشي‌ء إذاحن ومال و قوله قائدنا صفة لنبيك وكذا خيرتك ويحتمل أن يكون قائدنا مبتدأ وخيرتك خبره كما أن شاهدنا مبتدأ و أنت خبره ويقال نصب لفلان أي عاداه و له الحرب وضعها وكلما رفع واستقبل به شيءفقد نصب ذكره الفيروزآبادي‌ فيمكن أن يقرأ هنا علي المعلوم والمجهول ويقال طحطح أي كسر وفرق وبدد إهلاكا. قوله ع ليلة تمه بكسر التاء وفتحها وضمها أي تمامه قال الجوهري‌ قمر تمام وتمام إذاتم ليلة البدر وليلة التمام مكسور و هوأطول ليلة في السنة ويقال أبي قائلها إلاتما وتما وتما ثلاث لغات أي تماما ومضي علي قوله لم يرجع منه والكسر أفصح . قوله ع أي منيعة أي بنية رفيعة حصينة من أبنية الضلالة وابتذال الثوب


صفحه : 36

وغيره امتهانه تكاد الأرض أي كانت الأرض تحبهم بحيث تكاد تقبضهم إليها وتهتز بكونهم عليها بحيث يخاف أن تميد بمن عليها فرحا والسخاء ممدود ولعله قصره لرعاية السجع والندي بالقصر الجود والمطر والبلل والطود الجبل العظيم والنهي بضم النون جمع نهية وهي‌ العقل . قوله ع من شهد النجوي أي أفضل الأفاضل فإنهم يشهدون النجوي والمشورة أوأفضل من اطلع علي نجوي الخلق وأسرارهم بنور الإمامة قوله ع وأقام الميل لعله بالتحريك و هو ما كان من الميل والاعوجاج بحسب الخلقة فهو أوفق لفظا وأبلغ معني . قوله ع وتناهت يقال تناهي أي بلغ أي بنا اختبر الله الخلق واطلع علي أحوالهم اطلاعا يوجب الثواب والعقاب أوبنا عرف الخلق ربهم فانتهي معرفتهم إليهم واعلم أن النسخة كانت سقيمة جدا فصححناها بحسب الإمكان

باب 2-أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم و عندالولادة وبركات ولادتهم صلوات الله عليهم و فيه بعض غرائب علومهم وشئونهم

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُوسَي بنِ طَلحَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ يُولَدُ فِيهَا الإِمَامُ لَا يُولَدُ فِيهَا مَولُودٌ إِلّا كَانَ مُؤمِناً وَ إِن وُلِدَ فِي أَرضِ الشّركِ نَقَلَهُ اللّهُ إِلَي الإِيمَانِ بِبَرَكَةِ الإِمَامِ

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا خَلَقَ اللّهُ الإِمَامَ فِي بَطنِ أُمّهِ يَكتُبُ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً


صفحه : 37

وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ

3- وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ إِذَا أَحَبّ أَن يَخلُقَ الإِمَامَ أَخَذَ شَربَةً مِن تَحتِ العَرشِ فَأَعطَاهَا مَلَكاً فَسَقَاهَا إِيّاهَا فَمِن ذَلِكَ يَخلُقُ الإِمَامَ فَإِذَا وُلِدَ بَعَثَ اللّهُ ذَلِكَ المَلَكَ إِلَي الإِمَامِ فَكَتَبَ بَينَ عَينَيهِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا مَضَي ذَلِكَ الإِمَامُ ألّذِي قَبلَهُ رَفَعَ لَهُ مَنَاراً يُبصِرُ بِهِ أَعمَالَ العِبَادِ فَلِذَلِكَ يَحتَجّ بِهِ عَلَي خَلقِهِ

بيان قوله ع إياها أي أُم الإمام ع و في بعض النسخ إياه كما في الكافي‌ و في بعضها أباه بالموحدة ومفادهما واحد قوله فلذلك في بعض النسخ فبذلك أي يرفع المنار حيث يطلعه علي أعمالهم فيصير شاهدا عليهم يحتج به يوم القيامة عليهم و في الكافي‌ وفيما سيأتي‌ وبهذا يحتج الله علي خلقه أي بمثل هذا الرجل المتصف بتلك الأوصاف يحتج الله علي خلقه ويوجب علي الناس طاعته

4-ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ نُطفَةَ الإِمَامِ مِنَ الجَنّةِ وَ إِذَا وَقَعَ مِن بَطنِ أُمّهِ إِلَي الأَرضِ وَقَعَ وَ هُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ إِلَي الأَرضِ رَافِعٌ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ ع لِأَنّ مُنَادِياً يُنَادِيهِ مِن جَوّ السّمَاءِ مِن بُطنَانِ العَرشِ مِنَ الأُفُقِ الأَعلَي يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ اثبُت فَإِنّكَ صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ وَ عَيبَةُ علِميِ‌ وَ لَكَ وَ لِمَن تَوَلّاكَ أَوجَبتُ رحَمتَيِ‌ وَ مَنَحتُ جنِاَنيِ‌ وَ أُحِلّكَ جوِاَريِ‌ ثُمّ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأُصلِيَنّ مَن عَادَاكَ أَشَدّ عذَاَبيِ‌ وَ إِن أَوسَعتُ عَلَيهِم فِي دنُياَي‌َ مِن سَعَةِ رزِقيِ‌ قَالَ فَإِذَا انقَضَي صَوتُ المنُاَديِ‌ أَجَابَهُ هُوَشَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لا


صفحه : 38

إِلهَ إِلّا هُوَ وَ المَلائِكَةُ وَ أُولُوا العِلمِ قائِماً بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ فَإِذَا قَالَهَا أَعطَاهُ اللّهُ العِلمَ الأَوّلَ وَ العِلمَ الآخِرَ وَ استَحَقّ زِيَادَةَ[زِيَارَةَ]الرّوحِ فِي لَيلَةِ القَدرِ

بيان قال الجزري‌ فيه ينادي‌ مناد من بطنان العرش أي من وسطه وقيل من أصله وقيل البطنان جمع بطن و هوالغامض من الأرض يريد من دواخل العرش أقول لعل المراد بالعلم الأول علوم الأنبياء والأوصياء السابقين وبالعلم الآخر علوم خاتم الأنبياء أوبالأول العلم بأحوال المبدإ وأسرار التوحيد وعلم مامضي و ما هوكائن في النشأة الأولي والشرائع والأحكام وبالآخر العلم بأحوال المعاد والجنة والنار و ما بعدالموت من أحوال البرزخ و غير ذلك والأول أظهر

5-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ أَن يَخلُقَ الإِمَامَ أَنزَلَ قَطرَةً مِن مَاءِ المُزنِ فَيَقَعُ عَلَي كُلّ شَجَرَةٍ فَيَأكُلُ مِنهُ ثُمّ يُوَاقِعُ فَيَخلُقُ اللّهُ مِنهُ الإِمَامَ فَيَسمَعُ الصّوتَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا وَقَعَ عَلَي الأَرضِ رُفِعَ لَهُ مَنَارٌ مِن نُورٍ يَرَي أَعمَالَ العِبَادِ فَإِذَا تَرَعرَعَ كُتِبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ

بيان الأكثر فسروا المزن بالسحاب أوأبيضه أوذي‌ الماء ويظهر من الأخبار أنه اسم للماء ألذي تحت العرش

6-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُم عَلَي الإِمَامِ فَليَنظُر مَا يَتَكَلّمُ بِهِ فَإِنّ الإِمَامَ يَسمَعُ الكَلَامَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا هيِ‌َ وَضَعَتهُ سَطَعَ لَهَا نُورٌ سَاطِعٌ إِلَي السّمَاءِ وَ سَقَطَ وَ فِي عَضُدِهِ الأَيمَنِ مَكتُوبٌوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا هُوَ تَكَلّمَ رَفَعَ اللّهُ لَهُ عَمُوداً يُشرِفُ بِهِ عَلَي أَهلِ الأَرضِ يَعلَمُ بِهِ أَعمَالَهُم


صفحه : 39

7-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الإِمَامُ يَسمَعُ الصّوتَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا سَقَطَ إِلَي الأَرضِ كُتِبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا تَرَعرَعَ نَصَبَ لَهُ عَمُوداً[نُصِبَ لَهُ عَمُودٌ] مِن نُورٍ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ يَرَي بِهِ أَعمَالَ العِبَادِ

8-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ الهمَدَاَنيِ‌ّ وَ غَيرِهِ رَوَاهُ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يَقبِضَ رُوحَ إِمَامٍ وَ يَخلُقَ مِن بَعدِهِ إِمَاماً أَنزَلَ قَطرَةً مِن مَاءٍ تَحتَ العَرشِ إِلَي الأَرضِ فَيُلقِيهَا عَلَي ثَمَرَةٍ أَو عَلَي بَقلَةٍ فَيَأكُلُ تِلكَ الثّمَرَةَ أَو تِلكَ البَقلَةَ الإِمَامُ ألّذِي يَخلُقُ اللّهُ مِنهُ نُطفَةَ الإِمَامِ ألّذِي يَقُومُ مِن بَعدِهِ قَالَ فَيَخلُقُ اللّهُ مِن تِلكَ القَطرَةِ نُطفَةً فِي الصّلبِ ثُمّ يَصِيرُ إِلَي الرّحِمِ فَيَمكُثُ فِيهَا أَربَعِينَ لَيلَةً فَإِذَا مَضَي لَهُ أَربَعُونَ لَيلَةً سَمِعَ الصّوتَ فَإِذَا مَضَي لَهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ كُتِبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا خَرَجَ إِلَي الأَرضِ أوُتيِ‌َ الحِكمَةَ وَ زُيّنَ بِالعِلمِ وَ الوَقَارِ وَ أُلبِسَ الهَيبَةَ وَ جُعِلَ لَهُ مِصبَاحٌ مِن نُورٍ يَعرِفُ بِهِ الضّمِيرَ وَ يَرَي بِهِ أَعمَالَ العِبَادِ

ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد عن الأهوازي‌ عن مقاتل عن الحسين بن أحمد عن يونس بن ظبيان مثله ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن عبدالجبار عن ابن أبي نجران عن ابن محبوب عن مقاتل

مثله بتغيير ماأوردناه في باب صفات الإمام ع شي‌،[تفسير العياشي‌] عن يونس مثله

9-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا أَحَبّ أَن


صفحه : 40

يَخلُقَ الإِمَامَ أَمَرَ مَلَكاً أَن يَأخُذَ شَربَةً مِن مَاءٍ تَحتَ العَرشِ فَيَسقِيَهَا إِيّاهُ فَمِن ذَلِكَ يَخلُقُ الإِمَامَ وَ يَمكُثُ أَربَعِينَ يَوماً وَ لَيلَةً فِي بَطنِ أُمّهِ لَا يَسمَعُ الصّوتَ ثُمّ يَسمَعُ بَعدَ ذَلِكَ الكَلَامَ فَإِذَا وُلِدَ بَعَثَ ذَلِكَ المَلَكَ فَيَكتُبُ بَينَ عَينَيهِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا مَضَي الإِمَامُ ألّذِي كَانَ مِن قَبلِهِ رَفَعَ لِهَذَا مَنَاراً مِن نُورٍ يَنظُرُ بِهِ إِلَي أَعمَالِ الخَلَائِقِ فَبِهَذَا يَحتَجّ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ

10-ير،[بصائر الدرجات ]الهَيثَمُ بنُ أَبِي مَسرُوقٍ عَن مُحَمّدِ بنِ فُضَيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ الإِمَامَ مِنّا يَسمَعُ الكَلَامَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا وَقَعَ عَلَي الأَرضِ بَعَثَ اللّهُ مَلَكاً فَكَتَبَ عَلَي عَضُدِهِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ ثُمّ يُرفَعُ لَهُ عَمُودٌ مِن نُورٍ يَرَي بِهِ أَعمَالَ العِبَادِ

11-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَن أَبِي الحُسَينِ أَحمَدَ بنِ الحُصَينِ الحصُيَنيِ‌ّ وَ المُختَارِ بنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَن عَلِيّ بنِ أَبِي سُكَينَةَ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أُوَدّعُهُ فَقَالَ اجلِس شِبهَ المُغضَبِ ثُمّ قَالَ يَا إِسحَاقُ كَأَنّكَ تَرَي أَنّا مِن هَذَا الخَلقِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الإِمَامَ مِنّا بَعدَ الإِمَامِ يَسمَعُ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا وَضَعَتهُ أُمّهُ كَتَبَ اللّهُ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا شَبّ وَ تَرَعرَعَ نُصِبَ لَهُ عَمُودٌ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ يَنظُرُ بِهِ إِلَي أَعمَالِ العِبَادِ

بيان شب أي صار شابا وترعرع الصبي‌ تحرك ونشأ. واعلم أنه لاتنافي‌ بين تلك الأخبار إذ يحتمل أن تكون الكتابة في جميع المواضع والأوقات المذكورة إما حقيقة أوتجوزا كناية عن جعله مستعدا للإمامة والخلافة ومحلا لإفاضة العلوم الربانية ومستنبطا منه آثار العلم والحكمة من جميع جهاته وحركاته وسكناته وكذا عمود النور إما المراد به النور حقيقة بأن يخلق الله تعالي


صفحه : 41

له نورا يظهر فيه أعمال العباد أو هوكناية عن روح القدس كماسيأتي‌ في الخبر أوملك يأتي‌ بالأخبار إليه كمادلت رواية عليه أوجعله محلا للإلهامات الربانية والإفاضات السبحانية و الله يعلم

12-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ يَقُولُ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ خَلقَ إِمَامٍ أَنزَلَ قَطرَةً مِن تَحتِ عَرشِهِ عَلَي بَقلَةٍ مِن بَقلِ الأَرضِ أَو ثَمَرَةٍ مِن ثِمَارِهَا فَأَكَلَهَا الإِمَامُ ألّذِي يَكُونُ مِنهُ الإِمَامُ فَكَانَتِ النّطفَةُ مِن تِلكَ القَطرَةِ فَإِذَا مَكَثَ فِي بَطنِ أُمّهِ أَربَعِينَ يَوماً سَمِعَ الصّوتَ فَإِذَا مَضَي أَربَعَةُ أَشهُرٍ كُتِبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا سَقَطَ مِن بَطنِ أُمّهِ أوُتيِ‌َ الحِكمَةَ وَ جُعِلَ لَهُ مِصبَاحٌ يَرَي بِهِ أَعمَالَهُم

13-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن خَالِدٍ الجَوّانِ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ الإِمَامَ لَيَسمَعُ الصّوتَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا فُصِلَ مِن أُمّهِ كُتِبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا أُفضِيَت إِلَيهِ الأُمُورُ رُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِن نُورٍ يَرَي بِهِ أَعمَالَ الخَلَائِقِ

14-ير،[بصائر الدرجات ]عَمّارُ بنُ يُونُسَ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا مُحَمّدُ إِنّ الإِمَامَ يَسمَعُ الصّوتَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا وُلِدَ خُطّ عَلَي مَنكِبَيهِ خَطّ ثُمّ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ

15-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُحبَلَ بِإِمَامٍ أوُتيِ‌َ بِسَبعِ وَرَقَاتٍ مِنَ الجَنّةِ فَأَكَلَهُنّ قَبلَ أَن يَقَعَ فَإِذَا وَقَعَ فِي الرّحِمِ سَمِعَ الكَلَامَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا وَضَعَتهُ رُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِن نُورٍ فِيمَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ كَتَبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِ


صفحه : 42

وَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن يونس مثله بيان أوتي‌ أي أبوه بقرينة المقام أو يكون الإسناد فيه و في الأكل علي المجاز فإنه لما كان مادة له فكأنه أكله ويمكن الجمع بينه و بين سائر الأخبار الواردة في مادة نطفة الإمام بتحقق جميع تلك الأمور وانعقادها منها جميعا أوبأنه لابد من تحقق أحدها والأول أظهر

16-ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا استَقَرّت نُطفَةُ الإِمَامِ فِي الرّحِمِ أَربَعِينَ لَيلَةً نَصَبَ اللّهُ لَهُ عَمُوداً مِن نُورٍ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا تَمّ لَهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ فِي بَطنِ أُمّهِ أَتَاهُ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ حَيَوَانُ فَيَكتُبُ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ

17-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ المُختَارِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَكُنتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي السّنَةِ التّيِ‌ وُلِدَ فِيهَا ابنُهُ مُوسَي ع فَلَمّا نَزَلنَا الأَبوَاءَ وَضَعَ لَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الغَدَاءَ وَ لِأَصحَابِهِ وَ أَكثَرَهُ وَ أَطَابَهُ فَبَينَا نَحنُ نَتَغَدّي إِذ أَتَاهُ رَسُولُ حَمِيدَةَ أَنّ الطّلقَ قَد ضرَبَنَيِ‌ وَ قَد أمَرَتنَيِ‌ أَن لَا أَسبِقَكَ بِابنِكَ هَذَا فَقَامَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَرِحاً مَسرُوراً فَلَم يَلبَث أَن عَادَ إِلَينَا حَاسِراً عَن ذِرَاعَيهِ ضَاحِكاً سِنّهُ فَقُلنَا أَضحَكَ اللّهُ سِنّكَ وَ أَقَرّ عَينَكَ مَا صَنَعَت حَمِيدَةُ فَقَالَ وَهَبَ اللّهُ لِي غُلَاماً وَ هُوَ خَيرُ مَن بَرَأَ اللّهُ وَ لَقَد خبَرّتَنيِ‌ عَنهُ بِأَمرٍ كُنتُ أَعلَمَ بِهِ مِنهَا قُلتُ


صفحه : 43

جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا خَبّرَتكَ عَنهُ حَمِيدَةُ قَالَ ذَكَرَت أَنّهُ لَمّا وَقَعَ مِن بَطنِهَا وَقَعَ وَاضِعاً يَدَيهِ عَلَي الأَرضِ رَافِعاً رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَأَخبَرتُهَا أَنّ تِلكَ أَمَارَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمَارَةُ الإِمَامِ مِن بَعدِهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا تِلكَ مِن عَلَامَةِ الإِمَامِ فَقَالَ إِنّهُ لَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُلِقَ بجِدَيّ‌ فِيهَا أَتَي آتٍ جَدّ أَبِي وَ هُوَ رَاقِدٌ فَأَتَاهُ بِكَأسٍ فِيهَا شَربَةٌ أَرَقّ مِنَ المَاءِ وَ أَبيَضُ مِنَ اللّبَنِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ أَحلَي مِنَ الشّهدِ وَ أَبرَدُ مِنَ الثّلجِ فَسَقَاهُ إِيّاهُ وَ أَمَرَهُ بِالجِمَاعِ فَقَامَ فَرِحاً مَسرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ فِيهَا بجِدَيّ‌ وَ لَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُلِقَ فِيهَا بأِبَيِ‌ أَتَي آتٍ جدَيّ‌ فَسَقَاهُ كَمَا سَقَي جَدّ أَبِي وَ أَمَرَهُ بِالجِمَاعِ فَقَامَ فَرِحاً مَسرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ بأِبَيِ‌ وَ لَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُلِقَ بيِ‌ فِيهَا أَتَي آتٍ أَبِي فَسَقَاهُ وَ أَمَرَهُ كَمَا أَمَرَهُم فَقَامَ فَرِحاً مَسرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ بيِ‌ وَ لَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ عُلِقَ فِيهَا باِبنيِ‌ هَذَا أتَاَنيِ‌ آتٍ كَمَا أَتَي جَدّ أَبِي وَ جدَيّ‌ وَ أَبِي فسَقَاَنيِ‌ كَمَا سَقَاهُم وَ أمَرَنَيِ‌ كَمَا أَمَرَهُم فَقُمتُ فَرِحاً مَسرُوراً بِعِلمِ اللّهِ بِمَا وَهَبَ لِي فَجَامَعتُ فَعُلِقَ باِبنيِ‌ وَ إِنّ نُطفَةَ الإِمَامِ مِمّا أَخبَرتُكَ فَإِذَا استَقَرّت فِي الرّحِمِ أَربَعِينَ لَيلَةً نَصَبَ اللّهُ لَهُ عَمُوداً مِن نُورٍ فِي بَطنِ أُمّهِ يَنظُرُ مِنهُ مَدّ بَصَرِهِ فَإِذَا تَمّت لَهُ فِي بَطنِ أُمّهِ أَربَعَةُ أَشهُرٍ أَتَاهُ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ حَيَوَانُ وَ كَتَبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا وَقَعَ مِن بَطنِ أُمّهِ وَقَعَ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَي الأَرضِ رَافِعاً رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَإِذَا وَضَعَ يَدَهُ إِلَي الأَرضِ فَإِنّهُ يَقبِضُ كُلّ عِلمٍ أَنزَلَهُ اللّهُ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ وَ أَمّا رَفعُهُ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَإِنّ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ مِن بُطنَانِ العَرشِ مِن قِبَلِ رَبّ العِزّةِ


صفحه : 44

مِنَ الأُفُقِ الأَعلَي بِاسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ يَقُولُ يَا فُلَانُ اثبُت ثَبّتَكَ اللّهُ فَلِعَظِيمٍ ما[0C] خَلَقَكَ[خَلَقتُكَ] أَنتَ صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ وَ مَوضِعُ سرِيّ‌ وَ عَيبَةُ علِميِ‌ لَكَ وَ لِمَن تَوَلّاكَ أَوجَبتُ رحَمتَيِ‌ وَ أَسكَنتُ جنَتّيِ‌ وَ أَحلَلتُ جوِاَريِ‌ ثُمّ وَ عزِتّيِ‌ لَأُصلِيَنّ مَن عَادَاكَ أَشَدّ عذَاَبيِ‌ وَ إِن أَوسَعتُ عَلَيهِم مِن سَعَةِ رزِقيِ‌ فَإِذَا انقَضَي صَوتُ المنُاَديِ‌ أَجَابَهُ الوصَيِ‌ّشَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ المَلائِكَةُ إِلَي آخِرِهَا فَإِذَا قَالَهَا أَعطَاهُ اللّهُ عِلمَ الأَوّلِ وَ عِلمَ الآخِرِ وَ استَوجَبَ زِيَارَةَ الرّوحِ فِي لَيلَةِ القَدرِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَيسَ الرّوحُ جَبرَئِيلَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحُ خَلقٌ أَعظَمُ مِنَ المَلَائِكَةِ أَ لَيسَ اللّهُ يَقُولُتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ

18-ير،[بصائر الدرجات ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ سَمَاعَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الإِمَامَ يَعرِفُ نُطفَةَ الإِمَامِ التّيِ‌ يَكُونُ مِنهَا إِمَامٌ بَعدَهُ

19-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الأزَديِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع يَقُولُ لَمّا وُلِدَ الرّضَا ع إِنّ ابنيِ‌ هَذَا وُلِدَ مَختُوناً طَاهِراً مُطَهّراً وَ لَيسَ مِنَ الأَئِمّةِ أَحَدٌ يُولَدُ إِلّا مَختُوناً طَاهِراً مُطَهّراً وَ لَكِنّا سَنُمِرّ المُوسَي لِإِصَابَةِ السّنّةِ وَ اتّبَاعِ الحَنِيفِيّةِ

20-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَنِ الخيَبرَيِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ ثُمّ قَالَ هَذَا حَرفٌ فِي الأَئِمّةِ خَاصّةً ثُمّ قَالَ يَا يُونُسُ إِنّ الإِمَامَ


صفحه : 45

يَخلُقُهُ اللّهُ بِيَدِهِ لَا يَلِيهِ أَحَدٌ غَيرُهُ وَ هُوَ جَعَلَهُ يَسمَعُ وَ يَرَي فِي بَطنِ أُمّهِ حَتّي إِذَا صَارَ إِلَي الأَرضِ خَطّ كَتِفَيهِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَالآيَةَ

21-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ رَوَاهُ عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِنَا قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا تَكَلّمُوا فِي الإِمَامِ فَإِنّ الإِمَامَ يَسمَعُ الكَلَامَ وَ هُوَ جَنِينٌ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا وَضَعَتهُ كَتَبَ المَلَكُ بَينَ عَينَيهِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ فَإِذَا قَامَ بِالأَمرِ رَفَعَ اللّهُ لَهُ فِي كُلّ بَلَدٍ مَنَاراً يَنظُرُ بِهِ إِلَي أَعمَالِ الخَلَائِقِ

ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن علي بن حديد مثله كا،[الكافي‌]العدة عن أحمد بن محمد عن ابن حديد عن جميل بن دراج قال روي غيرواحد من أصحابنا أنه قال لاتتكلموا وذكر

مثله بيان قوله ع لاتتكلموا أي في نصب الإمام وتعيينه بآرائكم أو في توصيفه لأن أمره عجيب لاتصل إليه أحلامكم

22-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ إِسحَاقَ بنَ جَعفَرٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُالأَوصِيَاءُ إِذَا حَمَلَت بِهِم أُمّهَاتُهُم أَصَابَهَا فَترَةٌ شِبهُ الغَشيَةِ فَأَقَامَت فِي ذَلِكَ يَومَهَا ذَلِكَ إِن


صفحه : 46

كَانَ نَهَاراً أَو لَيلَتَهَا إِن كَانَ لَيلًا ثُمّ تَرَي فِي مَنَامِهَا رَجُلًا يُبَشّرُهَا بِغُلَامٍ عَلِيمٍ حَلِيمٍ فَتَفرَحُ لِذَلِكَ ثُمّ تَنتَبِهُ مِن نَومِهَا فَتَسمَعُ مِن جَانِبِهَا الأَيمَنِ فِي جَانِبِ البَيتِ صَوتاً يَقُولُ حَمَلتِ بِخَيرٍ وَ تَصِيرِينَ إِلَي خَيرٍ وَ جِئتِ بِخَيرٍ أبَشرِيِ‌ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ حَلِيمٍ وَ تَجِدُ خِفّةً فِي بَدَنِهَا لَم تَجِد بَعدَ ذَلِكَ امتِنَاعاً مِن جَنبَيهَا وَ بَطنِهَا فَإِذَا كَانَ لِتِسعٍ مِن شَهرِهَا سَمِعَت فِي البَيتِ حِسّاً شَدِيداً فَإِذَا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ تَلِدُ فِيهَا ظَهَرَ لَهَا فِي البَيتِ نُورٌ تَرَاهُ لَا يَرَاهُ غَيرُهَا إِلّا أَبُوهُ فَإِذَا وَلَدَتهُ وَلَدَتهُ قَاعِداً وَ تَفَتّحَت لَهُ حَتّي يَخرُجَ مُتَرَبّعاً ثُمّ يَستَدِيرُ بَعدَ وُقُوعِهِ إِلَي الأَرضِ فَلَا يُخطِئُ القِبلَةَ حَتّي[حَيثُ]كَانَت بِوَجهِهِ ثُمّ يَعطِسُ ثَلَاثاً يُشِيرُ بِإِصبَعِهِ بِالتّحمِيدِ وَ يَقَعُ مَسرُوراً مَختُوناً وَ رَبَاعِيَتَاهُ مِن فَوقٍ وَ أَسفَلَ وَ نَابَاهُ وَ ضَاحِكَاهُ وَ مِن بَينِ يَدَيهِ مِثلُ سَبِيكَةِ الذّهَبِ نُورٌ وَ يُقِيمُ يَومَهُ وَ لَيلَتَهُ تَسِيلُ يَدَاهُ ذَهَباً وَ كَذَلِكَ الأَنبِيَاءُ إِذَا وُلِدُوا وَ إِنّمَا الأَوصِيَاءُ أَعلَاقٌ مِنَ الأَنبِيَاءِ

توضيح قوله حتي كانت كأنه غاية للاستدارة أي يستدير حتي تصير القبلة محاذية لوجهه و في بعض النسخ حيث كانت فقوله بوجهه متعلق بقوله لايخطئ أي لايخطئ القبلة بوجهه حيث كانت القبلة. قوله ع ورباعيتاه لعل نبات خصوص تلك الأسنان لمزيد مدخليتها في الجمال مع أنه يحتمل أن يكون المراد كل الأسنان وإنما ذكرت تلك علي سبيل المثال قوله مثل سبيكة الذهب أي نور أصفر أوأحمر شبيه بها والمسرور مقطوع السرة والأعلاق جمع علق بالكسر و هوالنفيس من كل شيء أي أشرف أولادهم أو من أشرف أجزائهم وطينتهم .


صفحه : 47

أقول أثبتنا بعض الأخبار المناسبة لهذا الباب في باب صفات الإمام و باب أنهم كلمات الله وأبواب علمهم و باب ولادة كل منهم ع

باب 3-الأرواح التي‌ فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس ونورإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ

وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام

الآيات النحل يُنَزّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ مِن أَمرِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ أَن أَنذِرُوا أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاتّقُونِالإسراءوَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ وَ ما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَلِيلًاالمؤمن يلُقيِ‌ الرّوحَ مِن أَمرِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِالنبأيَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ

هُوَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ ع

2- وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ هُوَ مِنَ المَلَكُوتِ

3-فس ،[تفسير القمي‌] رَفِيعُ الدّرَجاتِ ذُو العَرشِ يلُقيِ‌ الرّوحَ مِن أَمرِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ قَالَ رُوحُ القُدُسِ وَ هُوَ خَاصّ لِرَسُولِ اللّهِص وَ الأَئِمّةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم

4-فس ،[تفسير القمي‌]وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ قَالَ رُوحُ القُدُسِ هيِ‌َ التّيِ‌ قَالَ الصّادِقُ ع فِي قَولِهِوَ يَسئَلُونَكَ عَنِ


صفحه : 48

الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ هُوَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ ثُمّ كَنَي عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَوَ لكِن جَعَلناهُ نُوراً نهَديِ‌ بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ النّورَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَولُهُوَ اتّبَعُوا النّورَ ألّذِي أُنزِلَ مَعَهُالآيَةَ

أَقُولُ سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ جِهَاتِ عُلُومِهِم أَنّهُ قَالَ الصّادِقُ ع وَ إِنّ مِنّا لَمَن يَأتِيهِ صُورَةٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ

5-فس ،[تفسير القمي‌] أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَهُمُ الأَئِمّةُوَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ قَالَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ عَلَيهِمُ السّلَامُ

6-فس ،[تفسير القمي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ السّماءِ وَ الطّارِقِ قَالَ السّمَاءُ فِي هَذَا المَوضِعِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ الطّارِقُ ألّذِي يَطرُقُ الأَئِمّةَ مِن عِندِ رَبّهِم مِمّا يَحدُثُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ هُوَ الرّوحُ ألّذِي مَعَ الأَئِمّةِ يُسَدّدُهُم قُلتُ وَالنّجمُ الثّاقِبُ قَالَ ذَاكَ رَسُولُ اللّهِص

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَيّدَنَا بِرُوحٍ مِنهُ مُقَدّسَةٍ مُطَهّرَةٍ لَيسَت بِمَلَكٍ لَم تَكُن مَعَ أَحَدٍ مِمّن مَضَي إِلّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هيِ‌َ مَعَ الأَئِمّةِ مِنّا تُسَدّدُهُم وَ تُوَفّقُهُم وَ هُوَ عَمُودٌ مِن نُورٍ بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الخَبَرَ


صفحه : 49

8-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِرُوحُ القُدُسِ قَالَ الرّوحُ هُوَ جَبرَئِيلُ وَ القُدُسُ الطّاهِرُلِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُواهُم آلُ مُحَمّدٍص وَ هُديً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ

9-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ حَسّانَ عَن عَلِيّ بنِ عَطِيّةَ الزّيّاتِ يَرفَعُهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ لِلّهِ نَهَراً دُونَ عَرشِهِ وَ دُونَ النّهَرِ ألّذِي دُونَ عَرشِهِ نُورٌ مِن نُورِهِ وَ إِنّ فِي حاَفتَيَ‌ِ النّهَرِ رُوحَينِ مَخلُوقَينِ رُوحُ القُدُسِ وَ رُوحٌ مِن أَمرِهِ وَ إِنّ لِلّهِ عَشرَ طِينَاتٍ خَمسَةً مِنَ الجَنّةِ وَ خَمسَةً مِنَ الأَرضِ فَفَسّرَ الجِنَانَ وَ فَسّرَ الأَرضَ ثُمّ قَالَ مَا مِن نبَيِ‌ّ وَ لَا مَلَكٍ إِلّا وَ مِن بَعدِ جَبلِهِ نَفَخَ فِيهِ مِن إِحدَي الرّوحَينِ وَ جَعَلَ النّبِيّص مِن إِحدَي الطّينَتَينِ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع مَا الجَبلُ قَالَ الخَلقُ غَيرَنَا أَهلَ البَيتِ فَإِنّ اللّهَ خَلَقَنَا مِنَ العَشرِ الطّينَاتِ جَمِيعاً وَ نَفَخَ فِينَا مِنَ الرّوحَينِ جَمِيعاً فَأَطيِب بِهَا طِيباً[فَأَطيَبُهَا طِينَتُنَا]

10- وَ رَوَي غَيرُهُ عَن أَبِي الصّامِتِ قَالَ طِينُ الجِنَانِ جَنّةُ عَدنٍ وَ جَنّةُ المَأوَي وَ النّعِيمِ وَ الفِردَوسُ وَ الخُلدُ وَ طِينُ الأَرضِ مَكّةُ وَ المَدِينَةُ وَ الكُوفَةُ وَ بَيتُ المَقدِسِ وَ الحَيرُ

كا،[الكافي‌] علي بن ابراهيم عن علي بن حسان و محمد بن يحيي عن سلمة بن الخطاب وغيره عن علي بن حسان عن علي بن عطية عن علي بن رئاب رفعه إلي أمير المؤمنين عليه السلام وذكرمثله


صفحه : 50

بيان حافتا النهر بتخفيف الفاء جانباه قوله ففسر الجنان أي بما سيأتي‌ في رواية أبي الصامت قوله ع إلا و من بعدجبله في الكافي‌ و لاملك من بعده جبله إلانفخ فقوله من بعده أي من بعد النبي ص فإن الملك بعده في الرتبة وإرجاع الضمير إلي الله بعيد ويقال جبله الله أي خلقه وجبله علي الشي‌ء تبعه عليه وجبره . قوله وجعل النبي ص إنما لم يذكر الملك هنا لأنه ليس للملك جسد مثل جسد الإنسان قوله ماالجبل هوبسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم علي ما في الكافي‌ و قوله الخلق غيرنا الأظهر عندي‌ أن قوله الخلق تفسير للجبل و قوله غيرنا تتمة للكلام السابق علي الاستثناء المنقطع وإنما اعترض السؤال والجواب بين الكلام قبل تمامه . و قال الشيخ البهائي‌ قدس الله روحه يعني‌ مادة بدننا لاتسمي جبلة لأنها خلقت من العشر طينات وقيل حاصله أن مصداق الجبل في الكلام المتقدم خلق غيرنا أهل البيت لأن الله تعالي خلق طينتنا من عشر طينات ولأجل ذلك شيعتنا منتشرة في الأرضين والسماوات .أقول و هذاأيضا وجه قريب و قوله فأطيب بهاطيبا صيغة التعجب و في بعض النسخ طينا بالنون ونصبه علي التميز أي ماأطيبها من طينة. وروي غيره كلام الصفار والضمير لعلي‌ أوللزيات وضمير قال لأمير المؤمنين أوالباقر أوالصادق عليهم السلام لأن أباالصامت راويهما والحير حائر الحسين ع

11-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الزّيّاتِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ مِنّا لَمَن يُعَايِنُ مُعَايَنَةً وَ إِنّ


صفحه : 51

مِنّا لَمَن يُنقَرُ فِي قَلبِهِ كَيتَ وَ كَيتَ وَ إِنّ مِنّا لَمَن يَسمَعُ كَوَقعِ السّلسِلَةِ تَقَعُ فِي الطّستِ قَالَ قُلتُ فَالّذِينَ يُعَايِنُونَ مَا هُم قَالَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ

12-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ إِسحَاقَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبّاسِ بنِ جَرِيشٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع رَجُلٌ مِن أَهلِ بَيتِهِ عَن سُورَةِ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ فَقَالَ وَيلَكَ سَأَلتَ عَن عَظِيمٍ إِيّاكَ وَ السّؤَالَ عَن مِثلِ هَذَا فَقَامَ الرّجُلُ قَالَ فَأَتَيتُهُ يَوماً فَأَقبَلتُ عَلَيهِ فَسَأَلتُهُ فَقَالَ إِنّا أَنزَلنَاهُ نُورٌ عِندَ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ لَا يُرِيدُونَ حَاجَةً مِنَ السّمَاءِ وَ لَا مِنَ الأَرضِ إِلّا ذَكَرُوهَا لِذَلِكَ النّورِ فَأَتَاهُم بِهَا فَإِنّ مِمّا ذَكَرَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ الحَوَائِجِ أَنّهُ قَالَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ يَوماًلا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِمفَاشهَد أَنّ رَسُولَ اللّهِ مَاتَ شَهِيداً فَإِيّاكَ أَن تَقُولُ إِنّهُ مَيّتٌ وَ اللّهِ لَيَأتِيَنّكَ فَاتّقِ اللّهَ إِذَا جَاءَكَ الشّيطَانُ غَيرَ مُتَمَثّلٍ بِهِ فَبَعَثَ[فَعَجِبَ] بِهِ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ إِن جاَءنَيِ‌ وَ اللّهِ أَطَعتُهُ وَ خَرَجتُ مِمّا أَنَا فِيهِ قَالَ وَ ذَكَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِذَلِكَ النّورِ فَعَرَجَ إِلَي أَروَاحِ النّبِيّينَ فَإِذَا مُحَمّدٌص قَد أُلبِسَ وَجهَهُ ذَلِكَ النّورُ وَ أَتَي وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَبَا بَكرٍ آمِن بعِلَيِ‌ّ ع وَ بِأَحَدَ عَشَرَ مِن وُلدِهِ إِنّهُم مثِليِ‌ إِلّا النّبُوّةَ وَ تُب إِلَي اللّهِ بِرَدّ مَا فِي يَدَيكَ إِلَيهِم فَإِنّهُ لَا حَقّ لَكَ فِيهِ قَالَ ثُمّ ذَهَبَ فَلَم يُرَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَجمَعُ النّاسَ فَأَخطُبُهُم بِمَا رَأَيتُ وَ أَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِمّا أَنَا فِيهِ إِلَيكَ


صفحه : 52

يَا عَلِيّ عَلَي أَن تؤُمنِنَيِ‌ قَالَ مَا أَنتَ بِفَاعِلٍ وَ لَو لَا أَنّكَ تَنسَي مَا رَأَيتَ لَفَعَلتَ قَالَ فَانطَلَقَ أَبُو بَكرٍ إِلَي عُمَرَ وَ رَجَعَ نُورُ إِنّا أَنزَلنَاهُ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ قَدِ اجتَمَعَ أَبُو بَكرٍ مَعَ عُمَرَ فَقُلتُ أَ وَ عَلِمَ النّورُ قَالَ إِنّ لَهُ لِسَاناً نَاطِقاً وَ بَصَراً نَافِذاً يَتَجَسّسُ الأَخبَارَ لِلأَوصِيَاءِ وَ يَستَمِعُ الأَسرَارَ وَ يَأتِيهِم بِتَفسِيرِ كُلّ أَمرٍ يَكتَتِمُ بِهِ أَعدَاؤُهُم فَلَمّا أَخبَرَ أَبُو بَكرٍ الخَبَرَ عُمَرَ قَالَ سَحَرَكَ وَ إِنّهَا لفَيِ‌ بنَيِ‌ هَاشِمٍ لَقَدِيمَةٌ قَالَ ثُمّ قَامَا يُخبِرَانِ النّاسَ فَمَا دَرَيَا مَا يَقُولَانِ قُلتُ لِمَا ذَا قَالَ لِأَنّهُمَا قَد نَسِيَاهُ وَ جَاءَ النّورُ فَأَخبَرَ عَلِيّاً ع خَبَرَهُمَا فَقَالَ بُعداً لَهُمَاكَما بَعِدَت ثَمُودُ

بيان قوله ع لفعلت لعل المعني لفعلت أشياء أخر من التشنيع والنسبة إلي السحر وغيرهما كمايومي‌ إليه آخر الخبر ويمكن أن يقرأ علي صيغة المتكلم لكنه يأبي عنه مابعده في الجملة

13-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا جَابِرُ إِنّ اللّهَ خَلَقَ النّاسَ ثَلَاثَةَ أَصنَافٍ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ كُنتُم أَزواجاً ثَلاثَةً فَأَصحابُ المَيمَنَةِ ما أَصحابُ المَيمَنَةِ وَ أَصحابُ المَشئَمَةِ ما أَصحابُ المَشئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَفَالسّابِقُونَ هُوَ رَسُولُ اللّهِص وَ خَاصّةُ اللّهِ مِن خَلقِهِ جَعَلَ فِيهِم خَمسَةَ أَروَاحٍ أَيّدَهُم بِرُوحِ القُدُسِ فَبِهِ بُعِثُوا أَنبِيَاءَ وَ أَيّدَهُم بِرُوحِ الإِيمَانِ فَبِهِ خَافُوا اللّهَ وَ أَيّدَهُم بِرُوحِ القُوّةِ فَبِهِ قَوُوا عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ أَيّدَهُم بِرُوحِ الشّهوَةِ فَبِهِ اشتَهَوا طَاعَةَ اللّهِ وَ كَرِهُوا مَعصِيَتَهُ وَ جَعَلَ فِيهِم رُوحَ المَدرَجِ ألّذِي يَذهَبُ بِهِ النّاسُ وَ يَجِيئُونَ


صفحه : 53

وَ جَعَلَ فِي المُؤمِنِينَ أَصحَابِ المَيمَنَةِ رُوحَ الإِيمَانِ فَبِهِ خَافُوا اللّهَ وَ جَعَلَ فِيهِم رُوحَ القُوّةِ فَبِهِ قَوُوا عَلَي الطّاعَةِ مِنَ اللّهِ وَ جَعَلَ فِيهِم رُوحَ الشّهوَةِ فَبِهِ اشتَهَوا طَاعَةَ اللّهِ وَ جَعَلَ فِيهِم رُوحَ المَدرَجِ ألّذِي يَذهَبُ النّاسُ بِهِ وَ يَجِيئُونَ

تبيين أَزواجاً أي أَصنَافاًما أَصحابُ المَيمَنَةِالاستفهام للتعجب من علو حالهم والجملة الاستفهامية خبر بإقامة الظاهر مقام الضمير وسموا بذلك لأنهم عندالميثاق كانوا علي اليمين أويكونون في الحشر عن يمين العرش أويؤتون صحائفهم بأيمانهم أولأنهم أهل اليمن والبركة وأصحاب المشأمة علي خلاف ذلك وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أي الذين سبقوا إلي الإيمان والطاعة أو إلي حيازة الفضائل أوالأنبياء والأوصياء فإنهم مقدمو أهل الإيمان هم الذين عرفت حالهم ومآلهم والذين سبقوا إلي الجنةأُولئِكَ المُقَرّبُونَ أي الذين قربت درجاتهم في الجنة وأعليت مراتبهم وخاصة الله أي سائر الأنبياء وجميع الأوصياء الذين اختصهم الله لخلافته . ثم اعلم أن الروح يطلق علي النفس الناطقة و علي النفس الحيوانية السارية في البدن و علي خلق عظيم إما من جنس الملائكة أوأعظم منهم والأرواح المذكورة هنا يمكن أن تكون أرواحا مختلفة متباينة بعضها في البدن وبعضها خارجة عنه أو يكون المراد بالجميع النفس الناطقة باعتبار أعمالها وأحوالها ودرجاتها ومراتبها أوأطلقت علي تلك الأحوال والدرجات كما أنه تطلق عليها النفس الأمارة واللوامة والملهمة والمطمئنة بحسب درجاتها ومراتبها في الطاعة والعقل الهيولاني‌ وبالملكة وبالفعل والمستفاد بحسب مراتبها في العلم والمعرفة. ويحتمل أن تكون روح القوة والشهوة والمدرج كلها الروح الحيوانية وروح الإيمان وروح القدس النفس الناطقة بحسب كمالاتها أوتكون الأربعة سوي روح


صفحه : 54

القدس مراتب النفس وروح القدس الخلق الأعظم ويحتمل أن يكون ارتباط روح القدس متفرعا علي حصول تلك الحالة القدسية للنفس فتطلق روح القدس علي النفس في تلك الحالة و علي تلك الحالة و علي الجوهر القدسي‌ ألذي يحصل له الارتباط بالنفس في تلك الحالة كماتقول الحكماء في ارتباط النفس بالعقل الفعال بزعمهم و به يؤولون أكثر الآيات والأخبار اعتمادا علي عقولهم القاصرة وأفكارهم الخاسرة.فبه قووا علي طاعة الله أقول روح القوة روح بهايقوون علي الأعمال وهي‌ مشتركة بين الفريقين لكن لما كان أصحاب اليمين يصرفونها إلي طاعة الله عبر عنها كذلك وكذا روح الشهوة هي‌ مايصير سببا للميل إلي المشتهيات فأصحاب الشمال يستعملونها في المشتهيات الجسمانية وأصحاب اليمين في اللذات الروحانية وعدم ذكر أصحاب المشأمة لظهور أحوالهم مما مر لأنه ليس لهم روح القدس و لاروح الإيمان ففيهم الثلاثة الباقية التي‌ هي‌ موجودة في الحيوانات أيضا كما قال سبحانه إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ سَبِيلًا وسيأتي‌ تفصيل القول في ذلك في كتاب السماء والعالم إن شاء الله تعالي

14-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن يَحيَي بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ فِي الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ خَمسَةُ أَروَاحٍ رُوحُ البَدَنِ وَ رُوحُ القُدُسِ وَ رُوحُ القُوّةِ وَ رُوحُ الشّهوَةِ وَ رُوحُ الإِيمَانِ وَ فِي المُؤمِنِينَ أَربَعَةُ أَروَاحٍ أَفقَدَهَا رُوحَ القُدُسِ رُوحُ البَدَنِ وَ رُوحُ القُوّةِ وَ رُوحُ الشّهوَةِ وَ رُوحُ الإِيمَانِ وَ فِي الكُفّارِ ثَلَاثَةُ أَروَاحٍ رُوحُ البَدَنِ رُوحُ القُوّةِ وَ رُوحُ الشّهوَةِ ثُمّ قَالَ رُوحُ الإِيمَانِ يُلَازِمُ الجَسَدَ مَا لَم يَعمَل بِكَبِيرَةٍ فَإِذَا عَمِلَ بِكَبِيرَةٍ


صفحه : 55

فَارَقَهُ الرّوحُ وَ رُوحُ القُدُسِ مَن سَكَنَ فِيهِ فَإِنّهُ لَا يَعمَلُ بِكَبِيرَةٍ أَبَداً

15-ير،[بصائر الدرجات ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَنِ المُنَخّلِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن عِلمِ العَالِمِ فَقَالَ يَا جَابِرُ إِنّ فِي الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ خَمسَةَ أَروَاحٍ رُوحَ القُدُسِ وَ رُوحَ الإِيمَانِ وَ رُوحَ الحَيَاةِ وَ رُوحَ القُوّةِ وَ رُوحَ الشّهوَةِ فَبِرُوحِ القُدُسِ يَا جَابِرُ عَرَفُوا مَا تَحتَ العَرشِ إِلَي مَا تَحتَ الثّرَي ثُمّ قَالَ يَا جَابِرُ إِنّ هَذِهِ الأَروَاحَ يُصِيبُهَا الحَدَثَانُ إِلّا أَنّ رُوحَ القُدُسِ لَا يَلهُو وَ لَا يَلعَبُ

بيان روح الحياة هنا هي‌ روح المدرج . و في الصحاح حدث أمر أي وقع والحدث والحادثة والحدثان كله بمعني والمراد هنا مايمنعها عن أعمالها كرفع بعض الشهوات عندالشيخوخة وضعف القوي بها وبالأمراض ومفارقة روح الإيمان بارتكاب الكبائر و أما من أعطي‌ روح القدس فلايصيبه مايمنعه عن العلم والمعرفة و لايلهو أي لايغفل و لايسهو عن أمر و لايلعب أي لايرتكب أمرا لامنفعة فيه

16-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ مَعرُوفٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ عُروَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ تُسأَلُونَ عَنِ الشيّ‌ءِ فَلَا يَكُونُ عِندَكُم عِلمُهُ فَقَالَ رُبّمَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ قُلتُ كَيفَ تَصنَعُونَ قَالَ تَتَلَقّانَا بِهِ رُوحُ القُدُسِ

17-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ وَ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ


صفحه : 56

عَن بَشِيرٍ الدّهّانِ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن جُعَيدٍ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ عَلَيهِ السّلَامُ بأِيَ‌ّ حُكمٍ تَحكُمُونَ قَالَ نَحكُمُ بِحُكمِ آلِ دَاوُدَ فَإِن عَيِينَا شَيئاً تَلَقّانَا بِهِ رُوحُ القُدُسِ

بيان قوله ع بحكم آل داود أي نحكم بعلمنا و لانسأل بينة كما كان داود ع أحيانا يفعله

18-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الساّباَطيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع بِمَا تَحكُمُونَ إِذَا حَكَمتُم فَقَالَ بِحُكمِ اللّهِ وَ حُكمِ دَاوُدَ فَإِذَا وَرَدَ عَلَينَا شَيءٌ لَيسَ عِندَنَا تَلَقّانَا بِهِ رُوحُ القُدُسِ

19-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي الجَهمِ عَن أَسبَاطٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ تُسأَلُونَ عَنِ الشيّ‌ءِ فَلَا يَكُونُ عِندَكُم عِلمُهُ قَالَ رُبّمَا كَانَ ذَلِكَ قُلتُ كَيفَ تَصنَعُونَ قَالَ تَلَقّانَا بِهِ رُوحُ القُدُسِ

20-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَنبِيَاءُ أَنتُم قَالَ لَا قُلتُ فَقَد حدَثّنَيِ‌ مَن لَا أَتّهِمُ أَنّكَ قُلتَ إِنّا أَنبِيَاءُ قَالَ مَن هُوَ أَبُو الخَطّابِ قَالَ قُلتُ نَعَم قَالَ كُنتُ إِذاً أَهجُرُ قَالَ قُلتُ فَبِمَا تَحكُمُونَ قَالَ بِحُكمِ آلِ دَاوُدَ فَإِذَا وَرَدَ عَلَينَا شَيءٌ لَيسَ عِندَنَا تَلَقّانَا بِهِ رُوحُ القُدُسِ

بيان قوله ع كنت إذاأهجر أي لم أقل ذلك وكذب علي إذ لو قلت ذلك لكان هذيانا و لايصدر مثله عن مثلي‌

21-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن عَمّارٍ أَو غَيرِهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فَبِمَا تَحكُمُونَ إِذَا حَكَمتُم فَقَالَ بِحُكمِ اللّهِ وَ حُكمِ دَاوُدَ وَ حُكمِ مُحَمّدٍص فَإِذَا وَرَدَ عَلَينَا مَا لَيسَ فِي كِتَابِ عَلِيّ ع تَلَقّانَا بِهِ رُوحُ القُدُسِ وَ أَلهَمَنَا اللّهُ إِلهَاماً


صفحه : 57

22-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ سِنَانٍ أَو غَيرِهِ عَن بَشِيرٍ عَن حُمرَانَ عَن جُعَيدٍ الهمَداَنيِ‌ّ وَ كَانَ جُعَيدٌ مِمّن خَرَجَ مَعَ الحُسَينِ ع بِكَربَلَاءَ قَالَ فَقُلتُ لِلحُسَينِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ بأِيَ‌ّ شَيءٍ تَحكُمُونَ قَالَ يَا جُعَيدُ نَحكُمُ بِحُكمِ آلِ دَاوُدَ فَإِذَا عَيِينَا عَن شَيءٍ تَلَقّانَا بِهِ رُوحُ القُدُسِ

23-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ]عِمرَانُ بنُ مُوسَي عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَجّهَ عَلِيّاً ع إِلَي اليَمَنِ ليِقَضيِ‌َ بَينَهُم فَقَالَ عَلِيّ ع فَمَا وَرَدَت عَلَيّ قَضِيّةٌ إِلّا حَكَمتُ فِيهَا بِحُكمِ اللّهِ وَ حُكمِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ صَدَقُوا قُلتُ وَ كَيفَ ذَاكَ وَ لَم يَكُن أُنزِلَ القُرآنُ كُلّهُ وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص غَائِباً عَنهُ فَقَالَ تَتَلَقّاهُ بِهِ رُوحُ القُدُسِ

24-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو عَلِيّ أَحمَدُ بنُ إِسحَاقَ عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ بنِ جَرِيشٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع إِنّ الأَوصِيَاءَ مُحَدّثُونَ يُحَدّثُهُم رُوحُ القُدُسِ وَ لَا يَرَونَهُ وَ كَانَ عَلِيّ ع يَعرِضُ عَلَي رُوحِ القُدُسِ مَا يُسأَلُ عَنهُ فَيُوجِسُ فِي نَفسِهِ أَن قَد أَصَبتَ بِالجَوَابِ فَيُخبَرُ فَيَكُونُ كَمَا قَالَ

25-ير،[بصائر الدرجات ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ


صفحه : 58

عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع سَأَلتُهُ عَن عِلمِ الإِمَامِ بِمَا فِي أَقطَارِ الأَرضِ وَ هُوَ فِي بَيتِهِ مُرخًي عَلَيهِ سِترُهُ فَقَالَ يَا مُفَضّلُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ للِنبّيِ‌ّص خَمسَةَ أَروَاحٍ رُوحَ الحَيَاةِ فَبِهِ دَبّ وَ دَرَجَ وَ رُوحَ القُوّةِ فَبِهِ نَهَضَ وَ جَاهَدَ وَ رُوحَ الشّهوَةِ فَبِهِ أَكَلَ وَ شَرِبَ وَ أَتَي النّسَاءَ مِنَ الحَلَالِ وَ رُوحَ الإِيمَانِ فَبِهِ أَمَرَ وَ عَدَلَ وَ رُوحَ القُدُسِ فَبِهِ حَمَلَ النّبُوّةَ فَإِذَا قُبِضَ النّبِيّص انتَقَلَ رُوحُ القُدُسِ فَصَارَ فِي الإِمَامِ وَ رُوحُ القُدُسِ لَا يَنَامُ وَ لَا يَغفُلُ وَ لَا يَلهُو وَ لَا يَسهُو وَ الأَربَعَةُ الأَروَاحُ تَنَامُ وَ تَلهُو وَ تَغفُلُ وَ تَسهُو وَ رُوحُ القُدُسِ ثَابِتٌ يَرَي بِهِ مَا فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا وَ بَرّهَا وَ بَحرِهَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَتَنَاوَلُ الإِمَامُ مَا بِبَغدَادَ بِيَدِهِ قَالَ نَعَم وَ مَا دُونَ العَرشِ

خص ،[منتخب البصائر]سعد عن إسماعيل بن محمدالبصري‌ عن عبد الله بن إدريس مثله

26-ير،[بصائر الدرجات ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ بَشّارٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ اللّهَ خَلَقَ الأَنبِيَاءَ وَ الأَئِمّةَ عَلَي خَمسَةِ أَروَاحٍ رُوحِ الإِيمَانِ وَ رُوحِ الحَيَاةِ وَ رُوحِ القُوّةِ وَ رُوحِ الشّهوَةِ وَ رُوحِ القُدُسِ فَرُوحُ القُدُسِ مِنَ اللّهِ وَ سَائِرُ هَذِهِ الأَروَاحِ يُصِيبُهَا الحَدَثَانُ فَرُوحُ القُدُسِ لَا يَلهُو وَ لَا يَتَغَيّرُ وَ لَا يَلعَبُ وَ بِرُوحِ القُدُسِ عَلِمُوا يَا جَابِرُ مَا دُونَ العَرشِ إِلَي مَا تَحتَ الثّرَي

خص ،[منتخب البصائر]سعد عن موسي بن عمر مثله


صفحه : 59

27-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ وَ لكِن جَعَلناهُ نُوراً نهَديِ‌ بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا وَ إِنّكَ لتَهَديِ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ صِراطِ اللّهِ ألّذِي لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ خَلقٌ وَ اللّهِ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ قَد كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يُخبِرُهُ وَ يُسَدّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ ع يُخبِرُهُم وَ يُسَدّدُهُم

28-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ قَالَ خَلقٌ مِن خَلقِ اللّهِ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يُخبِرُهُ وَ يُسَدّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ

29-ير،[بصائر الدرجات ]العَبّاسُ بنُ مَعرُوفٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ الرّوحُ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يُسَدّدُهُ وَ يُوَفّقُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ

30-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ عَنِ العِلمِ ألّذِي تُحَدّثُونّا بِهِ أَ مِن صُحُفٍ عِندَكُم أَم مِن رِوَايَةٍ يَروِيهَا بَعضُكُم عَن بَعضٍ أَو كَيفَ حَالُ العِلمِ عِندَكُم قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ الأَمرُ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ وَ أَجَلّ أَ مَا تَقرَأُ كِتَابَ اللّهِ قُلتُ بَلَي قَالَ أَ مَا تَقرَأُ


صفحه : 60

وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ أَ فَتَرَونَ أَنّهُ كَانَ فِي حَالٍ لَا يدَريِ‌ مَا الكِتَابُ وَ لَا الإِيمَانُ قَالَ قُلتُ هَكَذَا نَقرَؤُهَا قَالَ نَعَم قَد كَانَ فِي حَالٍ لَا يدَريِ‌ مَا الكِتَابُ وَ لَا الإِيمَانُ حَتّي بَعَثَ اللّهُ تِلكَ الرّوحَ فَعَلّمَهُ بِهَا العِلمَ وَ الفَهمَ وَ كَذَلِكَ تجَريِ‌ تِلكَ الرّوحُ إِذَا بَعَثَهَا اللّهُ إِلَي عَبدٍ عَلّمَهُ بِهَا العِلمَ وَ الفَهمَ

ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن عبدالحميد عن منصور بن يونس عن أبي الصباح الكناني‌ عن أبي عبد الله ع مثله ير،[بصائر الدرجات ] ابراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي‌ عن ابن سنان أوغيره عن عبد الله بن طلحة

مثله

31-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الرّوحَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يُسَدّدُهُ وَ يُرشِدُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَوصِيَاءِ مِن بَعدِهِ

32-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَسبَاطٍ بَيّاعِ الزطّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ هِيتَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ قَالَ فَقَالَ مَلَكٌ مُنذُ أَنزَلَ اللّهُ ذَلِكَ المَلَكَ لَم يَصعَد إِلَي السّمَاءِ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ يُسَدّدُهُم

33-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ قَولُ اللّهِوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا قَالَ هُوَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن


صفحه : 61

جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وُكّلَ بِمُحَمّدٍص يُخبِرُهُ وَ يُسَدّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ يُخبِرُهُم وَ يُسَدّدُهُم

34-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَاصِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ فَقَالَ خَلقٌ مِن خَلقِ اللّهِ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يُخبِرُهُ وَ يُسَدّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ

35-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن أَبِي الصّبّاحِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ يُوَفّقُهُ وَ يُسَدّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ

36-ير،[بصائر الدرجات ]البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي الجَهمِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ قَالَ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع رَجُلٌ وَ أَنَا حَاضِرٌ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا فَقَالَ مُنذُ أَنزَلَ اللّهُ ذَلِكَ الرّوحَ عَلَي مُحَمّدٍص لَم يَصعَد إِلَي السّمَاءِ وَ إِنّهُ لَفِينَا

ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن الحسين عن ابن أسباط مثله

37-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ وَ لكِن جَعَلناهُ نُوراً نهَديِ‌ بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مُنذُ أَنزَلَ اللّهُ ذَلِكَ الرّوحَ عَلَي نَبِيّهِص مَا صَعِدَ إِلَي السّمَاءِ وَ إِنّهُ لَفِينَا


صفحه : 62

38-ير،[بصائر الدرجات ]سَلَمَةُ بنُ الخَطّابِ عَن يَحيَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَسبَاطِ بنِ سَالِمٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ هِيتَ فَقَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي كِتَابِهِوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا قَالَ ع ذَلِكَ فِينَا مُنذُ هَبَطَهُ اللّهُ إِلَي الأَرضِ وَ مَا يَعرُجُ إِلَي السّمَاءِ

39-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الأَحوَلِ عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع وَ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا فَقَالَ الرّوحُ ألّذِي قَالَ اللّهُوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنافَإِنّهُ هَبَطَ مِنَ السّمَاءِ عَلَي مُحَمّدٍص ثُمّ لَم يَصعَد إِلَي السّمَاءِ مُنذُ هَبَطَ إِلَي الأَرضِ

40-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ‌ عَنِ العِلمِ ألّذِي تَعلَمُونَهُ أَ هُوَ شَيءٌ تَعَلّمُونَهُ مِن أَفوَاهِ الرّجَالِ بَعضُكُم مِن بَعضٍ أَو شَيءٌ مَكتُوبٌ عِندَكُم مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الأَمرُ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ قَالَ قُلتُ بَلَي قَالَ فَلَمّا أَعطَاهُ اللّهُ تِلكَ الرّوحَ عَلِمَ بِهَا وَ كَذَلِكَ هيِ‌َ إِذَا انتَهَت إِلَي عَبدٍ عَلِمَ بِهَا العِلمَ وَ الفَهمَ يُعَرّضُ بِنَفسِهِ ع

41-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن زِيَادِ بنِ أَبِي الحَلّالِ قَالَكُنتُ سَمِعتُ مِن جَابِرٍ أَحَادِيثَ فَاضطَرَبَ فِيهَا فؤُاَديِ‌ وَ ضِقتُ فِيهَا ضَيقاً شَدِيداً فَقُلتُ وَ اللّهِ إِنّ المُستَرَاحَ لَقَرِيبٌ وَ إنِيّ‌ عَلَيهِ لقِوَيِ‌ّ فَابتَعتُ بَعِيراً وَ خَرَجتُ إِلَي المَدِينَةِ وَ طَلَبتُ الإِذنَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَذِنَ لِي فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ جَابِراً كَانَ يَصدُقُ عَلَينَا وَ لَعَنَ اللّهُ المُغِيرَةَ فَإِنّهُ كَانَ يَكذِبُ عَلَينَا قَالَ ثُمّ قَالَ


صفحه : 63

فِينَا رُوحُ رَسُولِ اللّهِص

42-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو مُحَمّدٍ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ العِلمِ مَا هُوَ أَ عِلمٌ يَتَعَلّمُهُ العَالِمُ مِن أَفوَاهِ الرّجَالِ أَو فِي كِتَابٍ عِندَكُم تَقرَؤُونَهُ فَتَعَلّمُونَ مِنهُ فَقَالَ الأَمرُ أَعظَمُ مِن ذَاكَ وَ أَجَلّ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ تَبَارَكَ تَعَالَيوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ ثُمّ قَالَ وَ أَيّ شَيءٍ يَقُولُ أَصحَابُكُم فِي هَذِهِ الآيَةِ يَرَونَ أَنّهُ كَانَ فِي حَالٍ لَا يدَريِ‌ مَا الكِتَابُ وَ لَا الإِيمَانُ حَتّي بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِ تِلكَ الرّوحَ التّيِ‌ يُعطِيهَا اللّهُ مَن يَشَاءُ فَإِذَا أَعطَاهَا اللّهُ عَبداً عَلّمَهُ الفَهمَ وَ العِلمَ

43-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيُنَزّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ مِن أَمرِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ألّذِي نُزّلَ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ الرّوحُ تَكُونُ مَعَهُم وَ مَعَ الأَوصِيَاءِ لَا تُفَارِقُهُم تُفَقّهُهُم وَ تُسَدّدُهُم مِن عِندِ اللّهِ وَ إِنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ بِهِمَا عُبِدَ اللّهُ وَ استَعبَدَ اللّهُ عَلَي هَذَا الجِنّ وَ الإِنسَ وَ المَلَائِكَةَ وَ لَم يَعبُدِ اللّهَ مَلَكٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ وَ لَا إِنسَانٌ وَ لَا جَانّ إِلّا بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً إِلّا لِلعِبَادَةِ


صفحه : 64

خص ،[منتخب البصائر]سعد عن محمد بن عيسي و محمد بن الحسين و موسي بن عمر عن ابن أسباط مثله ير،[بصائر الدرجات ]بعض أصحابنا عن موسي بن عمر عن علي بن أسباط

هذاالحديث بهذا الإسناد بعينه

44-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ قَالَ أَتَي رَجُلٌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَسأَلُهُ عَنِ الرّوحِ أَ لَيسَ هُوَ جَبرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع جَبرَئِيلُ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحُ غَيرُ جَبرَئِيلَ وَ كَرّرَ ذَلِكَ عَلَي الرّجُلِ فَقَالَ لَهُ لَقَد قُلتَ عَظِيماً مِنَ القَولِ مَا أَحَدٌ يَزعُمُ أَنّ الرّوحَ غَيرُ جَبرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِنّكَ ضَالّ ترَويِ‌ عَن أَهلِ الضّلَالِ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِنَبِيّهِص أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ يُنَزّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ وَ الرّوحُ غَيرُ المَلَائِكَةِ

45-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ المُختَارِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَذَكَرَ شَيئاً مِن أَمرِ الإِمَامِ إِذَا وُلِدَ قَالَ وَ استَوجَبَ زِيَارَةَ الرّوحِ فِي لَيلَةِ القَدرِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ لَيسَ الرّوحُ جَبرَئِيلَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحُ خَلقٌ أَعظَمُ مِنَ المَلَائِكَةِ أَ لَيسَ اللّهُ يَقُولُتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ

46-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَأَتَي رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أُنَاسٌ يَزعُمُونَ أَنّ العَبدَ لَا يزَنيِ‌ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يَسرِقُ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يَشرَبُ الخَمرَ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يَأكُلُ الرّبَا وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يَسفِكُ الدّمَ الحَرَامَ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَقَد كَبُرَ هَذَا


صفحه : 65

عَلَيّ وَ حَرِجَ مِنهُ صدَريِ‌ حَتّي زُعِمَ[أَزعُمُ] أَنّ هَذَا العَبدَ ألّذِي يصُلَيّ‌ إِلَي قبِلتَيِ‌ وَ يَدعُو دعَوتَيِ‌ وَ ينُاَكحِنُيِ‌ وَ أُنَاكِحُهُ وَ يوُاَرثِنُيِ‌ وَ أُوَارِثُهُ فَأُخرِجُهُ مِنَ الإِيمَانِ مِن أَجلِ ذَنبٍ يَسِيرٍ أَصَابَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع صَدَقَكَ أَخُوكَ إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ وَ هُوَ عَلَي ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ وَ أَنزَلَهُم ثَلَاثَ مَنَازِلَ فَذَلِكَ قَولُهُ فِي الكِتَابِفَأَصحابُ المَيمَنَةِ وَأَصحابُ المَشئَمَةِ وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَفَأَمّا مَا ذَكَرتُ مِنَ السّابِقِينَ فَأَنبِيَاءُ مُرسَلُونَ وَ غَيرُ مُرسَلِينَ جَعَلَ اللّهُ فِيهِم خَمسَةَ أَروَاحٍ رُوحَ القُدُسِ وَ رُوحَ الإِيمَانِ وَ رُوحَ القُوّةِ وَ رُوحَ الشّهوَةِ وَ رُوحَ البَدَنِ فَبِرُوحِ القُدُسِ بُعِثُوا أَنبِيَاءَ مُرسَلِينَ وَ غَيرَ مُرسَلِينَ وَ بِرُوحِ الإِيمَانِ عَبَدُوا اللّهَ وَ لَم يُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَ بِرُوحِ القُوّةِ جَاهَدُوا عَدُوّهُم وَ عَالَجُوا مَعَايِشَهُم وَ بِرُوحِ الشّهوَةِ أَصَابُوا اللّذِيذَ مِنَ الطّعَامِ وَ نَكَحُوا الحَلَالَ مِن شَبَابِ النّسَاءِ وَ بِرُوحِ البَدَنِ دَبّوا وَ دَرَجُوا ثُمّ قَالَتِلكَ الرّسُلُ فَضّلنا بَعضَهُم عَلي بَعضٍ مِنهُم مَن كَلّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعضَهُمفَوقَ بَعضٍدَرَجاتٍ وَ آتَينا عِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ ثُمّ قَالَ فِي جَمَاعَتِهِموَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ يَقُولُ أَكرَمَهُم بِهَا وَ فَضّلَهُم عَلَي مَن سِوَاهُم وَ أَمّا مَا ذَكَرتُ مِن أَصحَابِ المَيمَنَةِ فَهُمُ المُؤمِنُونَ حَقّاً بِأَعيَانِهِم فَجَعَلَ فِيهِم أَربَعَةَ أَروَاحٍ رُوحَ الإِيمَانِ وَ رُوحَ القُوّةِ وَ رُوحَ الشّهوَةِ وَ رُوحَ البَدَنِ وَ لَا يَزَالُ العَبدُ يُستَكمَلُ بِهَذِهِ الأَروَاحِ حَتّي تأَتيِ‌َ حَالَاتٌ قَالَ وَ مَا هَذِهِ الحَالَاتُ فَقَالَ عَلِيّ ع أَمّا أَوّلُهُنّ فَهُوَ كَمَا قَالَ اللّهُ


صفحه : 66

وَ مِنكُم مَن يُرَدّ إِلي أَرذَلِ العُمُرِ لكِيَ‌ لا يَعلَمَ بَعدَ عِلمٍ شَيئاًفَهَذَا يَنتَقِصُ مِنهُ جَمِيعُ الأَروَاحِ وَ لَيسَ مِنَ ألّذِي يَخرُجُ مِن دِينِ اللّهِ لِأَنّ اللّهَ الفَاعِلَ ذَلِكَ بِهِ رَدّهُ إِلَي أَرذَلِ عُمُرِهِ فَهُوَ لَا يَعرِفُ لِلصّلَاةِ وَقتاً وَ لَا يَستَطِيعُ التّهَجّدَ بِاللّيلِ وَ لَا الصّيَامَ بِالنّهَارِ وَ لَا القِيَامَ فِي صَفّ مَعَ النّاسِ فَهَذَا نُقصَانٌ مِن رُوحِ الإِيمَانِ فَلَيسَ يَضُرّهُ شَيءٌ إِن شَاءَ اللّهُ وَ يَنتَقِصُ مِنهُ رُوحُ القُوّةِ فَلَا يَستَطِيعُ جِهَادَ عَدُوّهِ وَ لَا يَستَطِيعُ طَلَبَ المَعِيشَةِ وَ يَنتَقِصُ مِنهُ رُوحُ الشّهوَةِ فَلَو مَرّت بِهِ أَصبَحُ بَنَاتِ آدَمَ لَم يَحِنّ إِلَيهَا وَ لَم يَقُم وَ يَبقَي رُوحُ البَدَنِ فَهُوَ يَدِبّ وَ يَدرُجُ حَتّي يَأتِيَهُ مَلَكُ المَوتِ فَهَذَا حَالٌ خَيرٌ لِأَنّ اللّهَ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ وَ قَد تأَتيِ‌ عَلَيهِ حَالَاتٌ فِي قُوّتِهِ وَ شَبَابِهِ يَهُمّ بِالخَطِيئَةِ فَتُشَجّعُهُ رُوحُ القُوّةِ وَ تُزَيّنُ لَهُ رُوحُ الشّهوَةِ وَ تَقُودُهُ رُوحُ البَدَنِ حَتّي تُوقِعَهُ فِي الخَطِيئَةِ فَإِذَا مَسّهَا انتَقَصَ مِنَ الإِيمَانِ وَ نُقصَانُهُ مِنَ الإِيمَانِ لَيسَ بِعَائِدٍ فِيهِ أَبَداً أَو يَتُوبَ فَإِن تَابَ وَ عَرَفَ الوَلَايَةَ تَابَ اللّهُ عَلَيهِ وَ إِن عَادَ وَ هُوَ تَارِكُ الوَلَايَةِ أَدخَلَهُ اللّهُ نَارَ جَهَنّمَ وَ أَمّا أَصحَابُ المَشأَمَةِ فَهُمُ اليَهُودُ وَ النّصَارَي قَولُ اللّهِ تَعَالَيالّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفُونَهُ كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُم فِي مَنَازِلِهِموَ إِنّ فَرِيقاً مِنهُم لَيَكتُمُونَ الحَقّ وَ هُم يَعلَمُونَ الحَقّ مِن رَبّكَالرّسُولُ مِنَ اللّهِ إِلَيهِم بِالحَقّفَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ فَلَمّا جَحَدُوا مَا عَرَفُوا ابتَلَاهُمُ اللّهُ بِذَلِكَ الذّمّ فَسَلَبَهُم رُوحَ الإِيمَانِ وَ أَسكَنَ أَبدَانَهُم ثَلَاثَةَ أَروَاحٍ رُوحَ القُوّةِ وَ رُوحَ الشّهوَةِ وَ رُوحَ البَدَنِ ثُمّ أَضَافَهُم إِلَي الأَنعَامِ فَقَالَإِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ سَبِيلًالِأَنّ الدّابّةَ إِنّمَا تَحمِلُ بِرُوحِ القُوّةِ


صفحه : 67

وَ تَعتَلِفُ بِرُوحِ الشّهوَةِ وَ تَسِيرُ بِرُوحِ البَدَنِ فَقَالَ لَهُ السّائِلُ أَحيَيتَ قلَبيِ‌ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي

بيان قال في القاموس دب يدب دبا ودبيبا مشي علي هنيئة و قال الجوهري‌ درج الرجل مشي ودرج أي مضي

47-خص ،[منتخب البصائر]ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن خَلقِ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ لَم يَكُن مَعَ أَحَدٍ مِمّن مَضَي غَيرِ مُحَمّدٍص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ يُوَفّقُهُم وَ يُسَدّدُهُم وَ لَيسَ كُلّ مَا طُلِبَ وُجِدَ

48-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ

توضيح هذاالخبر يدل علي اختصاص الروح بالنبي‌ والأئمة صلوات الله عليهم و قداشتملت الأخبار السالفة علي أن روح القدس يكون في الأنبياء أيضا ويمكن الجمع بوجهين الأول أن يكون روح القدس مشتركا والروح ألذي من أمر الرب مختصا و قددل علي مغايرتهما بعض الأخبار السالفة. والثاني‌ أن يكون روح القدس نوعا تحته أفراد كثيرة فالفرد ألذي في النبي ص والأئمة ع أوالصنف ألذي فيهم لم يكن مع من مضي و علي القول بالصنف يرتفع التنافي‌ بين مادل علي كون نقل الروح إلي الإمام بعدفوت النبي ص و بين مادل علي كون الروح مع الإمام من عندولادته فلاتغفل .


صفحه : 68

قوله ع و ليس كل ماطلب وجد أي ليس حصول تلك المرتبة الجليلة يتيسر بالطلب بل ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء أو ذلك الروح قديحضر و قديغيب و ليس كل ماطلب وجد فلذا قديتأخر جوابهم حتي يحضر والأول أظهر

49-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ لَم يَكُن مَعَ أَحَدٍ مِمّن مَضَي غَيرِ مُحَمّدٍص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ وَ لَيسَ كُلّ مَا طُلِبَ وُجِدَ

50-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَنهُ ع مِثلَهُ

بيان لعل المراد بالملك في تلك الأخبار مثله في الخلق والروحانية لاالملك حقيقة

51-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن فَضَالَةَ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ وَ ما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَلِيلًا قَالَ هُوَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يُوَفّقُهُ وَ هُوَ مَعَنَا أَهلَ البَيتِ

ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن حفص الكلبي‌ عن أبي بصير مثله

52-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَسبَاطِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ

53-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ ‚


صفحه : 69

سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِالرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ يُفَقّهُهُم قُلتُوَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ قَالَ مِن قُدرَتِهِ

54-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ وَ هُوَ مِنَ المَلَكُوتِ

بيان أي من السماويات وقيل أي من المجردات و لم يثبت هذاالاصطلاح في الأخبار و لم يثبت وجود مجرد سوي الله تعالي

55-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ القلَاَنسِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِيَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ لَم يَكُن مَعَ أَحَدٍ مِمّن مَضَي غَيرِ مُحَمّدٍص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ وَ لَيسَ كَمَا ظَنَنتَ

56-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ مِثلَهُ

بيان لعل المراد أنه ليس كماظننت أنه روح الله حقيقة أو ليس كماظننت أنه روح سائر الخلق


صفحه : 70

57-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّيَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَحَدٌ صَمَدٌ وَ الصّمَدُ الشيّ‌ءُ ألّذِي لَيسَ لَهُ جَوفٌ وَ إِنّمَا الرّوحُ خَلقٌ مِن خَلقِهِ لَهُ بَصَرٌ وَ قُوّةٌ وَ تَأيِيدٌ يَجعَلُهُ اللّهُ فِي قُلُوبِ الرّسُلِ وَ المُؤمِنِينَ

58-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ عُذَافِرٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ رُوحَ القُدُسِ وَ لَم يَخلُق خَلقاً أَقرَبَ إِلَيهِ مِنهَا وَ لَيسَت بِأَكرَمِ خَلقِهِ عَلَيهِ فَإِذَا أَرَادَ أَمراً أَلقَاهُ إِلَيهَا فَأَلقَاهُ إِلَي النّجُومِ فَجَرَت بِهِ

بيان قوله ع وليست بأكرم خلقه عليه أي هي‌ أقرب خلق الله إليه من جهة الوحي‌ وليست بأكرم خلق الله إذ النبي والأئمة صلوات عليهم الذين خلق الروح لهم أكرم علي الله منها والظاهر أن المراد بالنجوم الأئمة ع وجريانها به كناية عن عملهم بما يلقي‌ إليهم ونشر ذلك بين الخلق وحملها علي النجوم حقيقة لدلالتها علي الحوادث بعيد

59-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيخَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ قَالَ مِن مُلكِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ قَالَ وَ قَولُهُتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ فِيها بِإِذنِ رَبّهِم أَي مِن عِندِ رَبّهِم عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ بِكُلّ أَمرٍ سَلَامٍ

60- وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي


صفحه : 71

عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ لِي أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ قَرَأَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ عِندَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عَلَيهِمَا السّلَامُ فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ ع يَا أَبَتَا كَأَنّ بِهَا مِن فِيكَ حَلَاوَةً فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ ابنيِ‌ إنِيّ‌ أَعلَمُ فِيهَا مَا لَم تَعلَم إِنّهَا لَمّا نَزَلَت بَعَثَ إلِيَ‌ّ جَدّكَ رَسُولُ اللّهِ فَقَرَأَهَا عَلَيّ ثُمّ ضَرَبَ عَلَي كتَفِيِ‌َ الأَيمَنِ وَ قَالَ يَا أخَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ واَليِ‌َ أمُتّيِ‌ بعَديِ‌ وَ حَربَ أعَداَئيِ‌ إِلَي يَومِ يُبعَثُونَ هَذِهِ السّورَةُ لَكَ مِن بعَديِ‌ وَ لِوُلدِكَ مِن بَعدِكَ إِنّ جَبرَئِيلَ أخَيِ‌ مِنَ المَلَائِكَةِ حَدّثَ إلِيَ‌ّ أَحدَاثَ أمُتّيِ‌ فِي سُنّتِهَا وَ إِنّهُ لَيُحَدّثُ ذَلِكَ إِلَيكَ كَأَحدَاثِ النّبُوّةِ وَ لَهَا نُورٌ سَاطِعٌ فِي قَلبِكَ وَ قُلُوبِ أَوصِيَائِكَ إِلَي مَطلَعِ فَجرِ القَائِمِ ع

61- وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ مَا اجتَمَعَ التيّميِ‌ّ وَ العدَوَيِ‌ّ عِندَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَقرَأُإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِبِتَخَشّعٍ وَ بُكَاءٍ إِلّا وَ يَقُولَانِ مَا أَشَدّ رِقّتَكَ لِهَذِهِ السّورَةِ فَيَقُولُ لَهُمَا رَسُولُ اللّهِص لِمَا رَأَت عيَنيِ‌ وَ وَعَاهُ قلَبيِ‌ وَ لِمَا يَلقَي قَلبُ هَذَا مِن بعَديِ‌ فَيَقُولَانِ وَ مَا ألّذِي رَأَيتَ وَ مَا ألّذِي يَلقَي فَيَكتُبُ لَهُمَا فِي التّرَابِتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ فِيها بِإِذنِ رَبّهِم مِن كُلّ أَمرٍ قَالَ ثُمّ يَقُولُ لَهُمَا هَل بقَيِ‌َ شَيءٌ بَعدَ قَولِهِمِن كُلّ أَمرٍفَيَقُولَانِ لَا فَيَقُولُ فَهَل تَعلَمَانِ مَنِ المُنزَلُ إِلَيهِ ذَلِكَ الأَمرُ فَيَقُولَانِ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَيَقُولُ نَعَم فَيَقُولُ هَل تَكُونُ لَيلَةُ القَدرِ مِن بعَديِ‌ وَ هَل يَنزِلُ ذَلِكَ الأَمرُ فِيهَا فَيَقُولَانِ نَعَم فَيَقُولُ فَإِلَي مَن فَيَقُولَانِ لَا ندَريِ‌ فَيَأخُذُ رَسُولُ اللّهِص برِأَسيِ‌ وَ يَقُولُ إِن لَم تَدرِيَا فَادرِيَا هُوَ هَذَا مِن بعَديِ‌ قَالَ وَ إِنّهُمَا كَانَا لَيَعرِفَانِ تِلكَ اللّيلَةَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص مِن شِدّةِ مَا يُدَاخِلُهُمَا مِنَ الرّعبِ

62- وَ روُيِ‌َ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ خَاصِمُوا


صفحه : 72

بِسُورَةِ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ تَفلُجُوا فَوَ اللّهِ إِنّهَا لَحُجّةُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي الخَلقِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ إِنّهَا لَسَيّدَةُ دِينِكُم وَ إِنّهَا لَغَايَةُ عِلمِنَا يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ خَاصِمُوا بِحم وَ الكِتابِ المُبِينِفَإِنّهَا لِوُلَاةِ الأَمرِ خَاصّةً بَعدَ رَسُولِ اللّهِ يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ إِن مِن أُمّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌفَقِيلَ يَا أَبَا جَعفَرٍ نَذِيرُ هَذِهِ الأُمّةِ مُحَمّدٌص قَالَ صَدَقتَ فَهَل كَانَ نَذِيرٌ وَ هُوَ حيَ‌ّ مِنَ البَعثَةِ فِي أَقطَارِ الأَرضِ فَقَالَ السّائِلُ لا[نَعَم كمايظهر من كلامه ع بعده ] فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَ رَأَيتَ أَنّ بَعِيثَهُ لَيسَ نَذِيرَهُ كَمَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص فِي بِعثَتِهِ مِنَ اللّهِ تَعَالَي نَذِيرٌ فَقَالَ بَلَي قَالَ فَكَذَلِكَ لَم يَمُت مُحَمّدٌص إِلّا وَ لَهُ بَعِيثٌ نَذِيرٌ فَإِن قُلتَ لَا فَقَد ضَيّعَ رَسُولُ اللّهِص مَن فِي أَصلَابِ الرّجَالِ مِن أُمّتِهِ فَقَالَ السّائِلُ أَ وَ لَم يَكفِهِمُ القُرآنُ قَالَ بَلَي إِن وَجَدُوا لَهُ مُفَسّراً قَالَ أَ وَ مَا فَسّرَهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ بَلَي وَ لَكِن فَسّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ وَ فَسّرَ لِلأُمّةِ شَأنَ ذَلِكَ الرّجُلِ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ السّائِلُ يَا أَبَا جَعفَرٍ كَأَنّ هَذَا الأَمرَ خَاصّ لَا يَحتَمِلُهُ العَامّةُ قَالَ نَعَم أَبَي اللّهُ أَن يُعبَدَ إِلّا سِرّاً حَتّي يأَتيِ‌َ إِبّانُ أَجَلِهِ ألّذِي يُظهِرُ فِيهِ دِينَهُ كَمَا أَنّهُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص مَعَ خَدِيجَةَ ع مُستَتِراً حَتّي أُمِرَ بِالإِعلَانِ قَالَ السّائِلُ أَ ينَبغَيِ‌


صفحه : 73

لِصَاحِبِ هَذَا الدّينِ أَن يَكتُمَ قَالَ أَ وَ مَا كَتَمَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ أَسلَمَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي أَظهَرَ أَمرَهُ قَالَ بَلَي قَالَ فَكَذَلِكَ أَمرُنَا حَتّي يَبلُغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ

63- وَ روُيِ‌َ أَيضاً بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَلَقَد خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي لَيلَةَ القَدرِ أَوّلَ مَا خَلَقَ الدّنيَا وَ لَقَد خَلَقَ فِيهَا أَوّلَ نبَيِ‌ّ يَكُونُ وَ أَوّلَ وصَيِ‌ّ يَكُونُ وَ لَقَد قَضَي أَن يَكُونَ فِي كُلّ سَنَةٍ لَيلَةٌ يَهبِطُ فِيهَا بِتَفسِيرِ الأُمُورِ إِلَي مِثلِهَا مِنَ السّنَةِ المُقبِلَةِ فَمَن جَحَدَ ذَلِكَ فَقَد رَدّ عَلَي اللّهِ تَعَالَي عِلمَهُ لِأَنّهُ لَا يَقُومُ الأَنبِيَاءُ وَ الرّسُلُ وَ المُحَدّثُونَ إِلّا أَن يَكُونَ عَلَيهِم حُجّةٌ بِمَا يَأتِيهِم فِي تِلكَ اللّيلَةِ مَعَ الحُجّةِ التّيِ‌ يَأتِيهِم مَعَ جَبرَئِيلَ ع قَالَ قُلتُ وَ المُحَدّثُونَ أَيضاً يَأتِيهِم جَبرَئِيلُ أَو غَيرُهُ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ أَمّا الأَنبِيَاءُ وَ الرّسُلُ فَلَا شَكّ فِي ذَلِكَ وَ لَا بُدّ لِمَن سِوَاهُم مِن أَوّلِ يَومٍ خُلِقَت فِيهِ الأَرضُ إِلَي آخِرِ فَنَاءِ الدّنيَا مِن أَن يَكُونَ عَلَي أَهلِ الأَرضِ حُجّةٌ يَنزِلُ ذَلِكَ الأَمرُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ إِلَي مَن أَحَبّ مِن عِبَادِهِ وَ هُوَ الحُجّةُ وَ ايمُ اللّهِ لَقَد نَزَلَ المَلَائِكَةُ وَ الرّوحُ بِالأَمرِ فِي لَيلَةِ القَدرِ عَلَي آدَمَ ع وَ ايمُ اللّهِ مَا مَاتَ آدَمُ إِلّا وَ لَهُ وصَيِ‌ّ وَ كُلّ مَن بَعدَ آدَمَ مِنَ الأَنبِيَاءِ قَد أَتَاهُ الأَمرُ فِيهَا وَ وَصَفَهُ لِوَصِيّهِ مِن بَعدِهِ وَ ايمُ اللّهُ إِنّهُ كَانَ لَيُؤمَرُ النّبِيّ فِيمَا يَأتِيهِ مِنَ الأَمرِ فِي تِلكَ اللّيلَةِ مِن آدَمَ إِلَي مُحَمّدٍص أَن أَوصِ إِلَي فُلَانٍ وَ لَقَد قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ لِوُلَاةِ الأَمرِ مِن بَعدِ مُحَمّدٍص خَاصّةًوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم إِلَي قَولِهِهُمُ الفاسِقُونَ يَقُولُ أَستَخلِفُكُم لعِلِميِ‌ وَ ديِنيِ‌ وَ عبِاَدتَيِ‌ بَعدَ نَبِيّكُم كَمَا استَخلَفتُ وُصَاةَ آدَمَ مِن بَعدِهِ حَتّي يَبعَثَ النّبِيّ ألّذِي يَلِيهِيعَبدُوُننَيِ‌ لا يُشرِكُونَ بيِ‌ شَيئاً يَقُولُ


صفحه : 74

يعَبدُوُننَيِ‌ بِإِيمَانٍ أَن لَا نبَيِ‌ّ بَعدَ مُحَمّدٍص فَمَن قَالَ غَيرَ ذَلِكَفَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقُونَفَقَد مَكّنَ وُلَاةَ الأَمرِ بَعدَ مُحَمّدٍ بِالعِلمِ وَ نَحنُ هُم فَاسأَلُونَا فَإِن صَدَقنَاكُم فَأَقِرّوا وَ مَا أَنتُم بِفَاعِلِينَ أَمّا عِلمُنَا فَظَاهِرٌ وَ أَمّا إِبّانُ أَجَلِنَا ألّذِي يَظهَرُ فِيهِ الدّينُ مِنّا حَتّي لَا يَكُونَ بَينَ النّاسِ اختِلَافٌ فَإِنّ لَهُ أَجَلًا مِن مَمَرّ الليّاَليِ‌ وَ الأَيّامِ إِذَا أَتَي ظَهَرَ الدّينُ وَ كَانَ الأَمرُ وَاحِداً وَ ايمُ اللّهِ لَقَد قضُيِ‌َ الأَمرُ أَن لَا يَكُونَ بَينَ المُؤمِنِينَ اختِلَافٌ وَ لِذَلِكَ جَعَلَهُمُ اللّهُ شُهَدَاءَ عَلَي النّاسِ لِيَشهَدَ مُحَمّدٌص عَلَينَا وَ لِنَشهَدَ نَحنُ عَلَي شِيعَتِنَا وَ لِتَشهَدَ شِيعَتُنَا عَلَي النّاسِ أَبَي اللّهُ أَن يَكُونَ فِي حُكمِهِ اختِلَافٌ أَو بَينَ أَهلِ عِلمِهِ تَنَاقُضٌ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَفَضلُ إِيمَانِ المُؤمِنِ بِحَملِهِ إِنّا أَنزَلنَاهُ وَ بِتَفسِيرِهَا عَلَي مَن لَيسَ مِثلَهُ فِي الإِيمَانِ بِهَا كَفَضلِ الإِنسَانِ عَلَي البَهَائِمِ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَيَدفَعُ بِالمُؤمِنِينَ بِهَا عَنِ الجَاحِدِينَ لَهَا فِي الدّنيَا لِكَمَالِ عَذَابِ الآخِرَةِ لِمَن عَلِمَ أَنّهُ لَا يَتُوبُ مِنهُم مَا يَدفَعُ بِالمُجَاهِدِينَ عَنِ القَاعِدِينَ وَ لَا أَعلَمُ فِي هَذَا الزّمَانِ جِهَاداً إِلّا الحَجّ وَ العُمرَةَ وَ الجِوَارَ

64-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ بنِ الجَرِيشِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بَينَا أَبِي ع يَطُوفُ بِالكَعبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعتَجِرٌ قَد قُيّضَ لَهُ فَقَطَعَ عَلَيهِ أُسبُوعَهُ حَتّي أَدخَلَهُ إِلَي دَارٍ جَنبَ الصّفَا فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ فَكُنّا ثَلَاثَةً فَقَالَ مَرحَباً يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رأَسيِ‌ وَ قَالَ بَارَكَ اللّهُ فِيكَ يَا أَمِينَ اللّهِ بَعدَ آبَائِهِ يَا بَا جَعفَرٍ إِن شِئتَ فأَخَبرِنيِ‌ وَ إِن شِئتَ فَأَخبَرتُكَ وَ إِن شِئتَ سلَنيِ‌ وَ إِن شِئتَ سَأَلتُكَ وَ إِن شِئتَ فاَصدقُنيِ‌ وَ إِن شِئتَ صَدَقتُكَ قَالَ كُلّ ذَلِكَ أَشَاءُ قَالَ فَإِيّاكَ أَن يَنطِقَ لِسَانُكَ عِندَ مسَألَتَيِ‌ بِأَمرٍ تُضمِرُ لِي غَيرَهُ قَالَ إِنّمَا يَفعَلُ ذَلِكَ مَن فِي قَلبِهِ عِلمَانِ يُخَالِفُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَبَي أَن يَكُونَ لَهُ


صفحه : 75

عِلمٌ فِيهِ اختِلَافٌ قَالَ هَذِهِ مسَألَتَيِ‌ وَ قَد فَسّرتَ طَرَفاً مِنهَا أخَبرِنيِ‌ عَن هَذَا العِلمِ ألّذِي لَيسَ فِيهِ اختِلَافٌ مَن يَعلَمُهُ قَالَ أَمّا جُملَةُ العِلمِ فَعِندَ اللّهِ جَلّ ذِكرُهُ وَ أَمّا مَا لَا بُدّ لِلعِبَادِ مِنهُ فَعِندَ الأَوصِيَاءِ قَالَ فَفَتَحَ الرّجُلُ عُجرَتَهُ وَ استَوَي جَالِساً وَ تَهَلّلَ وَجهُهُ وَ قَالَ هَذِهِ أَرَدتُ وَ لَهَا أَتَيتُ وَ زَعَمتُ أَنّ عِلمَ مَا لَا اختِلَافَ فِيهِ مِنَ العِلمِ عِندَ الأَوصِيَاءِ فَكَيفَ يَعلَمُونَهُ قَالَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَعلَمُهُ إِلّا أَنّهُم لَا يَرَونَ مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَرَي لِأَنّهُ كَانَ نَبِيّاً وَ هُم مُحَدّثُونَ وَ أَنّهُ كَانَ يَفِدُ إِلَي اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَيَسمَعُ الوحَي‌َ وَ هُم لَا يَسمَعُونَ فَقَالَ صَدَقتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ سَآتِيكَ بِمَسأَلَةٍ صَعبَةٍ أخَبرِنيِ‌ عَن هَذَا العِلمِ مَا لَهُ لَا يَظهَرُ كَمَا كَانَ يَظهَرُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَضَحِكَ أَبِي ع وَ قَالَ أَبَي اللّهُ أَن يُطلِعَ عَلَي عِلمِهِ إِلّا مُمتَحَناً لِلإِيمَانِ بِهِ كَمَا قَضَي عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَن يَصبِرَ عَلَي أَذَي قَومِهِ وَ لَا يُجَاهِدَهُم إِلّا بِأَمرِهِ فَكَم مِنِ اكتِتَامٍ قَدِ اكتَتَمَ بِهِ حَتّي قِيلَ لَهُفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ وَ ايمُ اللّهِ أَن لَو صَدَعَ قَبلَ ذَلِكَ لَكَانَ آمِناً وَ لَكِنّهُ إِنّمَا نَظَرَ فِي الطّاعَةِ وَ خَافَ الخِلَافَ فَلِذَلِكَ كَفّ فَوَدِدتُ أَنّ عَينَكَ تَكُونُ مَعَ مهَديِ‌ّ هَذِهِ الأُمّةِ وَ المَلَائِكَةُ بِسُيُوفِ آلِ دَاوُدَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ تُعَذّبُ أَروَاحَ الكَفَرَةِ مِنَ الأَموَاتِ وَ تُلحِقُ بِهِم أَروَاحَ أَشبَاهِهِم مِنَ الأَحيَاءِ ثُمّ أَخرَجَ سَيفاً ثُمّ قَالَ هَا إِنّ هَذَا مِنهَا قَالَ فَقَالَ أَبِي إيِ‌ وَ ألّذِي اصطَفَي مُحَمّداً عَلَي البَشَرِ قَالَ فَرَدّ الرّجُلُ اعتِجَارَهُ وَ قَالَ أَنَا إِليَاسُ مَا سَأَلتُكَ عَن أَمرِكَ وَ بيِ‌ بِهِ جَهَالَةٌ غَيرَ أنَيّ‌ أَحبَبتُ أَن يَكُونَ هَذَا الحَدِيثُ قُوّةً لِأَصحَابِكَ وَ سَأُخبِرُكَ بِآيَةٍ أَنتَ تَعرِفُهَا إِن خَاصَمُوا بِهَا فَلَجُوا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي إِن شِئتَ أَخبَرتُكَ بِهَا قَالَ قَد شِئتُ قَالَ إِنّ شِيعَتَنَا إِن قَالُوا لِأَهلِ الخِلَافِ لَنَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ لِرَسُولِهِ


صفحه : 76

إِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ إِلَي آخِرِهَا فَهَل كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَعلَمُ مِنَ العِلمِ شَيئاً لَا يَعلَمُهُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ أَو يَأتِيهِ بِهِ جَبرَئِيلُ ع فِي غَيرِهَا فَإِنّهُم سَيَقُولُونَ لَا فَقُل لَهُم فَهَل كَانَ لِمَا عَلِمَ بُدّ مِن أَن يُظهِرَ فَيَقُولُونَ لَا فَقُل لَهُم فَهَل كَانَ فِيمَا أَظهَرَ رَسُولُ اللّهِص مِن عِلمِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ اختِلَافٌ فَإِن قَالُوا لَا فَقُل لَهُم فَمَن حَكَمَ بِحُكمِ اللّهِ فِيهِ اختِلَافٌ فَهَل خَالَفَ رَسُولَ اللّهِص فَيَقُولُونَ نَعَم فَإِن قَالُوا لَا فَقَد نَقَضُوا أَوّلَ كَلَامِهِم فَقُل لَهُمما يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلّا اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ فَإِن قَالُوا مَنِ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ فَقُل مَن لَا يُختَلَفُ فِي عِلمِهِ فَإِن قَالُوا فَمَن هُوَ ذَاكَ فَقُل كَانَ رَسُولُ اللّهِص صَاحِبَ ذَلِكَ فَهَل بَلّغَ أَو لَا فَإِن قَالُوا قَد بَلّغَ فَقُل فَهَل مَاتَص وَ الخَلِيفَةُ مِن بَعدِهِ يَعلَمُ عِلماً لَيسَ فِيهِ اختِلَافٌ فَإِن قَالُوا لَا فَقُل إِنّ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِص مُؤَيّدٌ وَ لَا يَستَخلِفُ رَسُولُ اللّهِص إِلّا مَن يَحكُمُ بِحُكمِهِ وَ إِلّا مَن يَكُونُ مِثلَهُ إِلّا النّبُوّةَ فَإِن كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَم يَستَخلِف فِي عِلمِهِ أَحَداً فَقَد ضَيّعَ مَن فِي أَصلَابِ الرّجَالِ مِمّن يَكُونُ بَعدَهُ فَإِن قَالُوا لَكَ فَإِنّ عِلمَ رَسُولِ اللّهِص كَانَ مِنَ القُرآنِ فَقُلحم وَ الكِتابِ المُبِينِ إِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِلَي قَولِهِإِنّا كُنّا مُرسِلِينَ فَإِن قَالُوا لَكَ لَا يُرسِلُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلّا إِلَي نبَيِ‌ّ فَقُل هَذَا الأَمرُ الحَكِيمُ ألّذِي يُفرَقُ فِيهِ هُوَ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ التّيِ‌ تَنزِلُ مِن سَمَاءٍ إِلَي سَمَاءٍ أَو مِن سَمَاءٍ إِلَي الأَرضِ فَإِن قَالُوا مِن سَمَاءٍ إِلَي سَمَاءٍ فَلَيسَ فِي السّمَاءِ أَحَدٌ يَرجِعُ مِن طَاعَةٍ إِلَي مَعصِيَةٍ فَإِن قَالُوا مِن سَمَاءٍ إِلَي أَرضٍ وَ أَهلُ الأَرضِ أَحوَجُ الخَلقِ إِلَي ذَلِكَ فَقُل فَهَل لَهُم بُدّ مِن سَيّدٍ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيهِ


صفحه : 77

فَإِن قَالُوا فَإِنّ الخَلِيفَةَ هُوَ حَكَمُهُم فَقُلاللّهُ ولَيِ‌ّ الّذِينَ آمَنُوا يُخرِجُهُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ إِلَي قَولِهِخالِدُونَلعَمَريِ‌ مَا فِي الأَرضِ وَ لَا فِي السّمَاءِ ولَيِ‌ّ لِلّهِ عَزّ ذِكرُهُ إِلّا وَ هُوَ مُؤَيّدٌ وَ مَن أُيّدَ لَم يُخطِ وَ مَا فِي الأَرضِ عَدُوّ لِلّهِ عَزّ ذِكرُهُ إِلّا وَ هُوَ مَخذُولٌ وَ مَن خُذِلَ لَم يُصِب كَمَا أَنّ الأَمرَ لَا بُدّ مِن تَنزِيلِهِ مِنَ السّمَاءِ يَحكُمُ بِهِ أَهلُ الأَرضِ كَذَلِكَ لَا بُدّ مِن وَالٍ فَإِن قَالُوا لَا نَعرِفُ هَذَا فَقُل لَهُم قُولُوا مَا أَحبَبتُم أَبَي اللّهُ بَعدَ مُحَمّدٍ أَن يَترُكَ العِبَادَ وَ لَا حُجّةَ عَلَيهِم قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ وَقَفَ فَقَالَ هَاهُنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بَابٌ غَامِضٌ أَ رَأَيتَ إِن قَالُوا حُجّةُ اللّهِ القُرآنُ قَالَ إِذَن أَقُولَ لَهُم إِنّ القُرآنَ لَيسَ بِنَاطِقٍ يَأمُرُ وَ يَنهَي وَ لَكِن لِلقُرآنِ أَهلٌ يَأمُرُونَ وَ يَنهَونَ وَ أَقُولُ قَد عَرَضَت لِبَعضِ أَهلِ الأَرضِ مُصِيبَةٌ مَا هيِ‌َ فِي السّنّةِ وَ الحُكمِ ألّذِي لَيسَ فِيهِ اختِلَافٌ وَ لَيسَت فِي القُرآنِ أَبَي اللّهُ لِعِلمِهِ بِتِلكَ الفِتنَةِ أَن تَظهَرَ فِي الأَرضِ وَ لَيسَ فِي حُكمِهِ رَادّ لَهَا وَ مُفَرّجٌ عَن أَهلِهَا فَقَالَ هَاهُنَا يَفلُجُونَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ اللّهَ عَزّ ذِكرُهُ قَد عَلِمَ بِمَا يُصِيبُ الخَلقَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأَرضِ أَو فِي أَنفُسِهِم مِنَ الدّينِ أَو غَيرِهِ فَوَضَعَ القُرآنَ دَلِيلًا قَالَ فَقَالَ الرّجُلُ هَل تدَريِ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ دَلِيلَ مَا هُوَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَعَم فِيهِ جُمَلُ الحُدُودِ وَ تَفسِيرُهَا عِندَ الحَكَمِ فَقَد أَبَي اللّهُ أَن يُصِيبَ عَبداً بِمُصِيبَةٍ فِي دِينِهِ أَو فِي نَفسِهِ أَو مَالِهِ لَيسَ فِي أَرضِهِ مِن حَكَمٍ قَاضٍ بِالصّوَابِ فِي تِلكَ المُصِيبَةِ قَالَ فَقَالَ الرّجُلُ أَمّا فِي هَذَا البَابِ فَقَد فَلَجتُم بِحُجّةٍ إِلّا أَن يفَترَيِ‌َ خَصمُكُم عَلَي اللّهِ فَيَقُولَ لَيسَ لِلّهِ جَلّ ذِكرُهُ حُجّةٌ وَ لَكِن أخَبرِنيِ‌ عَن تَفسِيرِلِكَيلا تَأسَوا


صفحه : 78

عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم قَالَ فِي أَبِي فُلَانٍ وَ أَصحَابِهِ وَاحِدَةٌ مُقَدّمَةٌ وَ وَاحِدَةٌ مُؤَخّرَةٌ لَا تَأسَوا عَلَي مَا فَاتَكُم مِمّا خُصّ بِهِ عَلِيّ ع وَ لَا تَفرَحُوا بِمَا آتَاكُم مِنَ الفِتنَةِ التّيِ‌ عَرَضَت لَكُم بَعدَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ الرّجُلُ أَشهَدُ أَنّكُم أَصحَابُ الحُكمِ ألّذِي لَا اختِلَافَ فِيهِ ثُمّ قَامَ الرّجُلُ وَ ذَهَبَ فَلَم أَرَهُ

65- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَينَا أَبِي ع جَالِسٌ وَ عِندَهُ نَفَرٌ إِذَا استَضحَكَ حَتّي اغرَورَقَت عَينَاهُ دُمُوعاً ثُمّ قَالَ هَل تَدرُونَ مَا أضَحكَنَيِ‌ قَالَ فَقَالُوا لَا قَالَ زَعَمَ ابنُ عَبّاسٍ أَنّهُ مِنَالّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوافَقُلتُ لَهُ هَل رَأَيتَ المَلَائِكَةَ يَا ابنَ عَبّاسٍ تُخبِرُكَ بِوَلَايَتِهَا لَكَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مَعَ الأَمنِ مِنَ الخَوفِ وَ الحُزنِ قَالَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُإِنّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ وَ قَد دَخَلَ فِي هَذَا جَمِيعُ الأُمّةِ فَاستَضحَكتُ ثُمّ قُلتُ صَدَقتَ يَا ابنَ عَبّاسٍ أَنشُدُكَ اللّهَ هَل فِي حُكمِ اللّهِ جَلّ ذِكرُهُ اختِلَافٌ قَالَ فَقَالَ لَا فَقُلتُ مَا تَرَي فِي رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلًا أَصَابِعَهُ بِالسّيفِ حَتّي سَقَطَت ثُمّ ذَهَبَ وَ أَتَي رَجُلٌ آخَرُ فَأَطَارَ كَفّهُ فأَتُيِ‌َ بِهِ إِلَيكَ وَ أَنتَ قَاضٍ كَيفَ أَنتَ صَانِعٌ بِهِ قَالَ أَقُولُ لِهَذَا القَاطِعِ أَعطِهِ دِيَةَ كَفّهِ وَ أَقُولُ لِهَذَا المَقطُوعِ صَالِحهُ عَلَي مَا شِئتَ وَ ابعَث بِهِ إِلَي ذوَيَ‌ عَدلٍ قُلتُ جَاءَ الِاختِلَافُ فِي حُكمِ اللّهِ جَلّ ذِكرُهُ وَ نَقَضتَ القَولَ الأَوّلَ أَبَي اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ أَن يُحدِثَ فِي خَلقِهِ شَيئاً مِنَ الحُدُودِ فَلَيسَ تَفسِيرُهُ فِي الأَرضِ اقطَع قَاطِعَ الكَفّ أَصلًا ثُمّ أَعطِهِ دِيَةَ الأَصَابِعِ هَكَذَا حُكمُ اللّهِ لَيلَةً يَنزِلُ فِيهَا أَمرُهُ إِن جَحَدتَهَا بَعدَ مَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَأَدخَلَكَ اللّهُ النّارَ كَمَا أَعمَي بَصَرَكَ يَومَ جَحَدتَهَا عَلَي ابنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَلِذَلِكَ عمَيِ‌َ بصَرَيِ‌ قَالَ وَ مَا عِلمُكَ بِذَلِكَ فَوَ اللّهِ إِن عَمَي بَصَرِهِ


صفحه : 79

إِلّا مِن صَفقَةِ جَنَاحِ المَلَكِ قَالَ فَاستَضحَكتُ ثُمّ تَرَكتُهُ يَومَهُ ذَلِكَ لِسَخَافَةِ عَقلِهِ ثُمّ لَقِيتُهُ فَقُلتُ يَا ابنَ عَبّاسٍ مَا تَكَلّمتَ بِصِدقٍ مِثلَ أَمسِ قَالَ لَكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ إِنّ لَيلَةَ القَدرِ فِي كُلّ سَنَةٍ وَ إِنّهُ يَنزِلُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ أَمرُ السّنَةِ وَ إِنّ لِذَلِكَ الأَمرِ وُلَاةً بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتَ مَن هُم فَقَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِن صلُبيِ‌ أَئِمّةٌ مُحَدّثُونَ فَقُلتَ لَا أَرَاهَا كَانَت إِلّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَتَبَدّي لَكَ المَلَكُ ألّذِي يُحَدّثُهُ فَقَالَ كَذَبتَ يَا عَبدَ اللّهِ رأيت [رَأَت]عيَناَي‌َ ألّذِي حَدّثَكَ بِهِ عَلِيّ وَ لَم تَرَهُ عَينَاهُ وَ لَكِن وَعَي قَلبُهُ وَ وَقَرَ فِي سَمعِهِ ثُمّ صَفَقَكَ بِجَنَاحَيهِ فَعَمِيتَ قَالَ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ مَا اختَلَفنَا فِي شَيءٍ فَحُكمُهُ إِلَي اللّهِ فَقُلتُ لَهُ فَهَل حَكَمَ اللّهُ فِي حُكمٍ مِن حُكمِهِ بِأَمرَينِ قَالَ لَا فَقُلتُ هَاهُنَا هَلَكتَ وَ أَهلَكتَ

66- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي لَيلَةِ القَدرِفِيها يُفرَقُ كُلّ أَمرٍ حَكِيمٍ يَقُولُ يَنزِلُ فِيهَا كُلّ أَمرٍ حَكِيمٍ وَ المُحكَمُ لَيسَ بِشَيئَينِ إِنّمَا هُوَ شَيءٌ وَاحِدٌ فَمَن حَكَمَ بِمَا لَيسَ فِيهِ اختِلَافٌ فَحُكمُهُ مِن حُكمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن حَكَمَ بِأَمرٍ فِيهِ اختِلَافٌ فَرَأَي أَنّهُ مُصِيبٌ فَقَد حَكَمَ بِحُكمِ الطّاغُوتِ إِنّهُ لَيَنزِلُ فِي لَيلَةِ القَدرِ إِلَي ولَيِ‌ّ الأَمرِ تَفسِيرُ الأُمُورِ سَنَةً سَنَةً يُؤمَرُ فِيهَا فِي أَمرِ نَفسِهِ بِكَذَا وَ كَذَا وَ فِي أَمرِ النّاسِ بِكَذَا وَ كَذَا وَ إِنّهُ لَيَحدُثُ لوِلَيِ‌ّ الأَمرِ سِوَي ذَلِكَ كُلّ يَومٍ عِلمُ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ الخَاصّ وَ المَكنُونُ العَجِيبُ المَخزُونُ مِثلَ مَا يَنزِلُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ مِنَ الأَمرِ ثُمّ قَرَأَوَ لَو أَنّ ما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ وَ البَحرُ يَمُدّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أَبحُرٍ ما نَفِدَت كَلِماتُ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ


صفحه : 80

67- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِصَدَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنزَلَ اللّهُ القُرآنَ فِي لَيلَةِ القَدرِوَ ما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا أدَريِ‌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ لَيسَ فِيهَا لَيلَةُ القَدرِ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ هَل تدَريِ‌ لِمَ هيِ‌َ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ قَالَ لَا قَالَ لِأَنّهَا تَنَزّلُ فِيهَا المَلَائِكَةُ وَ الرّوحُبِإِذنِ رَبّهِم مِن كُلّ أَمرٍ وَ إِذَا أَذِنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بشِيَ‌ءٍ فَقَد رَضِيَهُسَلامٌ هيِ‌َ حَتّي مَطلَعِ الفَجرِ يَقُولُ يُسَلّمُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ ملَاَئكِتَيِ‌ وَ روُحيِ‌ بسِلَاَميِ‌ مِن أَوّلِ مَا يَهبِطُونَ إِلَي مَطلَعِ الفَجرِ ثُمّ قَالَ فِي بَعضِ كِتَابِهِوَ اتّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصّةً فِي إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ قَالَ فِي بَعضِ كِتَابِهِوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً وَ سيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَ يَقُولُ فِي الآيَةِ الأُولَي إِنّ مُحَمّداً حِينَ يَمُوتُ يَقُولُ أَهلُ الخِلَافِ لِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَضَت لَيلَةُ القَدرِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَهَذِهِ فِتنَةٌ أَصَابَتهُم خَاصّةً وَ بِهَا ارتَدّوا عَلَي أَعقَابِهِم لِأَنّهُم إِن قَالُوا لَم يَذهَب فَلَا بُدّ أَن يَكُونَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيهَا أَمرٌ وَ إِذَا أَقَرّوا بِالأَمرِ لَم يَكُن لَهُ مِن صَاحِبٍ بُدّ

68- عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع كَثِيراً مَا يَقُولُ مَا اجتَمَعَ التيّميِ‌ّ وَ العدَوَيِ‌ّ وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحوَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ إِلّا الحَجّ وَ العُمرَةَ وَ الجِوَارَ

قَالَ وَ قَالَ رَجُلٌ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَا تَغضَب عَلَيّ قَالَ


صفحه : 81

لِمَا ذَا قَالَ لِمَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَنهُ قَالَ قُل قَالَ وَ لَا تَغضَبُ قَالَ وَ لَا أَغضَبُ قَالَ أَ رَأَيتَ قَولَكَ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ تَنَزّلُ المَلَائِكَةُ وَ الرّوحُ فِيهَا إِلَي الأَوصِيَاءِ يَأتُونَهُم بِأَمرٍ لَم يَكُن رَسُولُ اللّهِص قَد عَلِمَهُ أَو يَأتُونَهُم بِأَمرٍ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَعلَمُهُ وَ قَد عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص مَاتَ وَ لَيسَ مِن عِلمِهِ شَيءٌ إِلّا وَ عَلِيّ ع لَهُ وَاعٍ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا لِي وَ لَكَ أَيّهَا الرّجُلُ وَ مَن أَدخَلَكَ عَلَيّ قَالَ أدَخلَنَيِ‌ القَضَاءُ لِطَلَبِ الدّينِ قَالَ فَافهَم مَا أَقُولُ لَكَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ لَم يَهبِط حَتّي أَعلَمَهُ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُ عِلمَ مَا قَد كَانَ وَ مَا سَيَكُونُ وَ كَانَ كَثِيرٌ مِن عِلمِهِ ذَلِكَ جُمَلًا يأَتيِ‌ تَفسِيرُهَا فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ كَذَلِكَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَد عَلِمَ جُمَلَ العِلمِ وَ يأَتيِ‌ تَفسِيرُهُ فِي ليَاَليِ‌ القَدرِ كَمَا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ السّائِلُ أَ وَ مَا كَانَ فِي الجُمَلِ تَفسِيرٌ قَالَ بَلَي وَ لَكِنّهُ إِنّمَا يأَتيِ‌ بِالأَمرِ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي ليَاَليِ‌ القَدرِ إِلَي النّبِيّص وَ إِلَي الأَوصِيَاءِ افعَل كَذَا وَ كَذَا لِأَمرٍ قَد كَانُوا عَلِمُوهُ أُمِرُوا كَيفَ يَعمَلُونَ فِيهِ قُلتُ فَسّر لِي هَذَا قَالَ لَم يَمُت رَسُولُ اللّهِص إِلّا حَافِظاً لِجُملَةِ العِلمِ وَ تَفسِيرِهِ قُلتُ فاَلذّيِ‌ كَانَ يَأتِيهِ فِي ليَاَليِ‌ القَدرِ عِلمُ مَا هُوَ قَالَ الأَمرُ وَ اليُسرُ فِيمَا كَانَ قَد عَلِمَ قَالَ السّائِلُ فَمَا يَحدُثُ لَهُم فِي ليَاَليِ‌ القَدرِ عِلمٌ سِوَي مَا عَلِمُوا قَالَ هَذَا مِمّا أُمِرُوا بِكِتمَانِهِ وَ لَا يَعلَمُ تَفسِيرَ مَا سَأَلتَ عَنهُ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ السّائِلُ فَهَل يَعلَمُ الأَوصِيَاءُ مَا لَم يَعلَمِ الأَنبِيَاءُ قَالَ لَا وَ كَيفَ يَعلَمُ وصَيِ‌ّ غَيرَ عِلمِ مَا أوُصيِ‌َ إِلَيهِ قَالَ السّائِلُ فَهَل يَسَعُنَا أَن نَقُولَ إِنّ أَحَداً مِنَ الأَوصِيَاءِ يَعلَمُ مَا لَا يَعلَمُ الآخَرُ قَالَ لَا لَم يَمُت نبَيِ‌ّ إِلّا وَ عِلمُهُ فِي جَوفِ وَصِيّهِ وَ إِنّمَا تَنَزّلُ المَلَائِكَةُ وَ الرّوحُ فِي لَيلَةِ القَدرِ بِالحُكمِ ألّذِي يَحكُمُ بِهِ بَينَ العِبَادِ قَالَ السّائِلُ وَ مَا كَانُوا عَلِمُوا ذَلِكَ الحُكمَ قَالَ بَلَي قَد عَلِمُوهُ وَ لَكِنّهُم


صفحه : 82

لَا يَستَطِيعُونَ إِمضَاءَ شَيءٍ مِنهُ حَتّي يُؤمَرُوا فِي ليَاَليِ‌ القَدرِ كَيفَ يَصنَعُونَ إِلَي السّنَةِ المُقبِلَةِ قَالَ السّائِلُ يَا أَبَا جَعفَرٍ لَا أَستَطِيعُ إِنكَارَ هَذَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن أَنكَرَهُ فَلَيسَ مِنّا قَالَ السّائِلُ يَا أَبَا جَعفَرٍ أَ رَأَيتَ النّبِيّص هَل كَانَ يَأتِيهِ فِي ليَاَليِ‌ القَدرِ شَيءٌ لَم يَكُن عَلِمَهُ قَالَ لَا يَحِلّ لَكَ أَن تسَألَنَيِ‌ عَن هَذَا أَمّا عِلمُ مَا كَانَ وَ مَا سَيَكُونُ فَلَيسَ يَمُوتُ نبَيِ‌ّ وَ لَا وصَيِ‌ّ إِلّا وَ الوصَيِ‌ّ ألّذِي بَعدَهُ يَعلَمُهُ أَمّا هَذَا العِلمُ ألّذِي تَسأَلُ عَنهُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ عَلَا أَبَي أَن يُطلِعَ الأَوصِيَاءَ عَلَيهِ إِلّا أَنفُسَهُم قَالَ السّائِلُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَيفَ أَعرِفُ أَنّ لَيلَةَ القَدرِ تَكُونُ فِي كُلّ سَنَةٍ قَالَ إِذَا أَتَي شَهرُ رَمَضَانَ فَاقرَأ سُورَةَ الدّخَانِ فِي كُلّ لَيلَةٍ مِائَةَ مَرّةٍ فَإِذَا أَتَت لَيلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشرِينَ فَإِنّكَ نَاظِرٌ إِلَي تَصدِيقِ ألّذِي سَأَلتَ عَنهُ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَمَا يَزُورُ مَن بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلشّقَاءِ عَلَي أَهلِ الضّلَالَةِ مِن أَجنَادِ الشّيَاطِينِ وَ أَروَاحِهِم أَكثَرُ مِمّا أَن يَزُورَ خَلِيفَةَ اللّهِ ألّذِي بَعَثَهُ لِلعَدلِ وَ الصّوَابِ مِنَ المَلَائِكَةِ قِيلَ يَا بَا جَعفَرٍ وَ كَيفَ يَكُونُ شَيءٌ أَكثَرَ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ كَمَا شَاءَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ السّائِلُ يَا بَا جَعفَرٍ إنِيّ‌ لَو حَدّثتُ بَعضَ الشّيعَةِ بِهَذَا الحَدِيثِ لَأَنكَرُوهُ قَالَ كَيفَ يُنكِرُونَهُ قَالَ يَقُولُونَ إِنّ المَلَائِكَةَ ع أَكثَرُ مِنَ الشّيَاطِينِ قَالَ صَدَقتَ افهَم عنَيّ‌ مَا أَقُولُ إِنّهُ لَيسَ مِن يَومٍ وَ لَا لَيلَةٍ إِلّا وَ جَمِيعُ الجِنّ وَ الشّيَاطِينِ تَزُورُ أَئِمّةَ الضّلَالَةِ وَ يَزُورُ إِمَامَ الهُدَي عَدَدُهُم مِنَ المَلَائِكَةِ حَتّي إِذَا أَتَت لَيلَةُ القَدرِ فَيَهبِطُ فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ إِلَي ولَيِ‌ّ الأَمرِ خَلَقَ اللّهُ أَو قَالَ قَيّضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الشّيَاطِينِ بِعَدَدِهِم ثُمّ زَارُوا ولَيِ‌ّ الضّلَالَةِ فَأَتَوهُ بِالإِفكِ وَ الكَذِبِ حَتّي لَعَلّهُ يُصبِحُ فَيَقُولُ رَأَيتُ كَذَا


صفحه : 83

وَ كَذَا فَلَو سَأَلَ ولَيِ‌ّ الأَمرِ عَن ذَلِكَ لَقَالَ رَأَيتَ شَيطَاناً أَخبَرَكَ بِكَذَا وَ كَذَا حَتّي يُفَسّرَ لَهُ تَفسِيرَهَا وَ يُعلِمَهُ الضّلَالَةَ التّيِ‌ هُوَ عَلَيهَا وَ ايمُ اللّهِ إِنّ مَن صَدّقَ بِلَيلَةِ القَدرِ لَعَلِمَ أَنّهَا لَنَا خَاصّةً لِقَولِ رَسُولِ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ حِينَ دَنَا مَوتُهُ هَذَا وَلِيّكُم مِن بعَديِ‌ فَإِن أَطَعتُمُوهُ رَشَدتُم وَ لَكِن مَن لَا يُؤمِنُ بِمَا فِي لَيلَةِ القَدرِ مُنكِرٌ وَ مَن آمَنَ بِلَيلَةِ القَدرِ مِمّن عَلَي غَيرِ رَأيِنَا فَإِنّهُ لَا يَسَعُهُ فِي الصّدقِ إِلّا أَن يَقُولَ إِنّهَا لَنَا وَ مَن لَم يَقُل فَإِنّهُ كَاذِبٌ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَعظَمُ مِن أَن يُنَزّلَ الأَمرَ مَعَ الرّوحِ وَ المَلَائِكَةِ إِلَي كَافِرٍ فَاسِقٍ فَإِن قَالَ إِنّهُ يُنَزّلُ إِلَي الخَلِيفَةِ ألّذِي هُوَ عَلَيهَا فَلَيسَ قَولُهُم ذَلِكَ بشِيَ‌ءٍ وَ إِن قَالُوا إِنّهُ لَيسَ يُنَزّلُ إِلَي أَحَدٍ فَلَا يَكُونُ أَن يُنَزّلَ شَيءٌ إِلَي غَيرِ شَيءٍ وَ إِن قَالُوا وَ سَيَقُولُونَ لَيسَ هَذَا بشِيَ‌ءٍ فَقَد ضَلّوا ضَلالًا بَعِيداً

بيان الاعتجار التنقب ببعض العمامة ويقال قيض الله فلانا بفلان أي جاء به وأتاحه له قوله يابا جعفر أي ثم التفت إلي أبي و قال يابا جعفر قوله بأمر تضمر لي غيره أي لاتخبرني‌ بشي‌ء يكون في علمك شيءآخر يلزمك لأجله القول بخلاف ماأخبرت كما في أكثر علوم أهل الضلال فإنه يلزمهم أشياء لايقولون بها أوالمعني أخبرني‌ بعلم يقيني‌ لا يكون عندك احتمال خلافه فقوله ع علمان أي احتمالان متناقضان أوالمراد به لاتكتم عني‌ شيئا من الأسرار فقوله ع إنما يفعل ذلك أي في غيرمقام التقية و هوبعيد. ويقال تهلل وجهه أي استنار وظهرت عليه أمارات السرور أن علم ما لااختلاف فيه العلم مصدر مضاف إلي المفعول و من في قوله من العلم إما للبيان والعلم بمعني المعلوم أوللتبعيض قوله كما كان رسول الله ص يعلمه أي بعض علومهم


صفحه : 84

كذلك وفد إليه و عليه قدم وورد. قوله ع فضحك أبي لعل الضحك كان لهذا النوع من السؤال ألذي ظاهره إرادة الامتحان تجاهلا مع علمه بأنه عارف بحاله أولعده المسألة صعبة وليست عنده ع كذلك وحاصل الجواب أن ظهور هذاالعلم مع رسول الله ص دائما في محل المنع فإنه كان في سنين من أول بعثته مكتتما إلا عن أهله لخوف عدم قبول الخلق منه حتي أمر بإعلانه فكذلك الأئمة ع يكتمون عمن لايقبل منهم حتي يؤمروا بإعلانه في زمن القائم ع . ويقال صدع بالحق أي تكلم به جهارا وأعرض عن المشركين أي لاتلتفت إلي مايقولون من استهزاء وغيره في الطاعة أي طاعة الأمة أوطاعة الله . قوله ثم أخرج أي إلياس ع سيفا ثم قال ها و هوحرف تنبيه أوبمعني خذ إن هذامنها أي من تلك السيوف الشاهرة في زمانه ع لأن إلياس من أعوانه ولعل رد الاعتجار لأنه مأمور بأن لايراه أحد بعدالمعرفة الظاهرة. قوله قوة لأصحابك أي بعد أن تخبرهم به أنت أوأولادك المعصومون قوله إن خاصموا بها أي أصحابك أهل الخلاف فلجوا أي ظفروا وغلبوا. ثم اعلم أن حاصل هذاالاستدلال هو أنه قدثبت أن الله سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر علي نبيه ص و أنه كان ينزل الملائكة والروح فيها من كل أمر ببيان وتأويل سنة فسنة كمايدل عليه فعل المستقبل الدال علي التجدد الاستمراري‌ فنقول هل كان لرسول الله طريق إلي العلم ألذي يحتاج إليه الأمة سوي مايأتيه من السماء من عند الله سبحانه إما في ليلة القدر أو في غيرها أم لا والأول باطل لقوله تعالي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحيفثبت الثاني‌ ثم نقول فهل يجوز أن لايظهر هذاالعلم ألذي يحتاج إليه الأمة أم لابد من ظهوره لهم والأول باطل لأنه إنما يوحي إليه ليبلغ إليهم ويهديهم إلي الله عز و جل فثبت الثاني‌ ثم نقول فهل


صفحه : 85

لذلك العلم النازل من السماء من عند الله إلي الرسول اختلاف بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ثم يحكم في ذلك الأمر بعينه في ذلك الزمان بعينه بحكم آخر أم لا والأول باطل لأن الحكم إنما هو من عند الله عز و جل و هومتعال عن ذلك كما قال تعالي وَ لَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً. ثم نقول فمن حكم بحكم فيه اختلاف كالاجتهادات المتناقضة هل وافق رسول الله ص في فعله ذلك أم خالفه والأول باطل لأنه ص لم يكن في حكمه اختلاف فثبت الثاني‌. ثم نقول فمن لم يكن في حكمه اختلاف فهل له طريق إلي ذلك الحكم من غيرجهة الله إما بغير واسطة أوبواسطة و من دون أن يعلم تأويل المتشابه ألذي بسببه يقع الاختلاف أم لا والأول باطل فثبت الثاني‌ ثم نقول فهل يعلم تأويل المتشابه إلا الله والراسخون في العلم الذين ليس في علمهم اختلاف أم لا والأول باطل لقوله تعالي وَ ما يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلّا اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ. ثم نقول فرسول الله ألذي هو من الراسخين هل مات وذهب بعلمه ذلك و لم يبلغ طريق علمه بالمتشابه إلي خليفته أم بلغه والأول باطل لأنه لوفعل ذلك فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فثبت الثاني‌. ثم نقول فهل خليفته من بعدكسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطاء والاختلاف في العلم أم هومؤيد من عند الله يحكم بحكم رسول الله ص بأن يأتيه الملك فيحدثه من غيروحي‌ ورؤية أو مايجري‌ مجري ذلك و هومثله إلا في النبوة والأول باطل لعدم إغنائه حينئذ لأن من يجوز عليه الاختلاف لايؤمن عليه الاختلاف في الحكم ويلزم التضييع من ذلك أيضا فثبت الثاني‌.


صفحه : 86

فلابد من خليفة بعد رسول الله ص راسخ في العلم عالم بتأويل المتشابه مؤيد من عند الله لايجوز عليه الخطاء و لاالاختلاف في العلم يكون حجة علي العباد و هوالمطلوب هذا إن جعلنا الكل دليلا واحدا ويحتمل أن يكون دلائل كماسنشير إليه ولعله أظهر. قوله ع أويأتيه معطوف علي يعلمه فينسحب عليه النفي‌ والمعني هل له علم من غيرتينك الجهتين كماعرفت قوله فقد نقضوا أول كلامهم حيث قالوا لااختلاف فيما أظهر رسول الله من علم الله فهذا يقتضي‌ أن لا يكون في علم من لايخالفه في العلم أيضا اختلاف وبهذا يتم دليل علي وجود الإمام لأن من ليس في علمه اختلاف ليس إلاالمعصوم المؤيد من عند الله تعالي . قوله فقل لهم مايعلم تأويله هذاإما دليل آخر سوي مناقضة كلامهم علي أنهم خالفوا رسول الله أو علي أصل المدعي أي إثبات الإمام . قوله ع فقل من لايختلف في علمه لعله استدل ع علي ذلك بمدلول لفظ الرسوخ فإنه بمعني الثبوت والمتزلزل في علمه المنتقل عنه إلي غيره ليس بثابت فيه . قوله ع فإن قالوا لك إن علم رسول الله ص كان من القرآن لعل هذاإيراد علي الحجة تقريره أن علم رسول الله ص لعله كان من القرآن فقط و ليس مما يتجدد في ليلة القدر شيءفأجاب ع بأن الله تعالي يقول فِيها يُفرَقُ كُلّ أَمرٍ حَكِيمٍ.فهذه الآية تدل علي تجدد الفرق والإرسال في تلك الليلة المباركة بإنزال الملائكة والروح فيها من السماء إلي الأرض دائما و لابد من وجود من يرسل إليه الأمر دائما. ثم قوله فإن قالوا لك سؤال آخر تقريره أنه يلزم مما ذكرتم جواز إرسال


صفحه : 87

الملائكة إلي غير النبي مع أنه لايجوز ذلك فأجاب عنه بالمعارضة بمدلول الآية التي‌ لامرد لها. و قوله ع و أهل الأرض جملة حالية قوله فهل لهم بد لعله مؤيد للدليل السابق بأنه كما أنه لابد من مؤيد ينزل إليه في ليلة القدر فكذلك لابد من سيد يتحاكم العباد إليه فإن العقل يحكم بأن الفساد والنزاع بين الخلق لايرتفع إلا به فهذا مؤيد لنزول الملائكة والروح علي رجل ليعلم مايفصل به بين العباد ويحتمل أن يكون استئناف دليل آخر علي وجود الإمام . فإن قالوا فإن الخليفة التي‌ في كل عصر هوحكمهم بالتحريك فقل إذا لم يكن الخليفة مؤيدا معصوما محفوظا من الخطاء فكيف يخرجه الله ويخرج به عباده من الظلمات إلي النور و قد قال سبحانه اللّهُ ولَيِ‌ّ الّذِينَ آمَنُواالآية. والحاصل أن من لم يكن عالما بجميع الأحكام و كان ممن يجوز عليه الخطاء فهو أيضا محتاج إلي خليفة آخر لرفع جهله والنزاع الناشي‌ بينه و بين غيره . وأقول يمكن أن يكون الاستدلال بالآية من جهة أنه تعالي نسب إخراج المؤمنين من ظلمات الجهل والكفر إلي نور العلم إلي نفسه فلابد من أن يكون من يهديهم منصوبا من قبل الله تعالي مؤيدا من عنده والمنصوب من قبل الناس طاغوت يخرجهم من النور إلي الظلمات لعمري‌ بالفتح قسم بالحياة إلا و هومؤيد لقوله تعالي يُخرِجُهُم و لمامر أنه لو لم يكن كذلك كان محتاجا إلي إمام آخر كذلك لابد من وال أي من يلي‌ الأمر ويتلقاه من الملائكة والروح . فإن قالوا لانعرف هذا أي الوالي‌ أوالاستدلال المذكور نظير قوله تعالي قالُوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثِيراً مِمّا تَقُولُ وقولوا ماأحببتم نظير قوله تعالي اعمَلُوا ما شِئتُم و قوله تَمَتّعُوا قَلِيلًا قوله ثم وقف أي ترك أبي الكلام فقال أي


صفحه : 88

إلياس ع أوضمير وقف أيضا لإلياس أي قام تعظيما. باب غامض أي شبهة مشكلة استشكلها المخالفون لقول عمر حسبنا كتاب الله وقيل الغامض بمعني السائر المشهور من قولهم غمض في الأرض أي ذهب وسار إن القرآن ليس بناطق أي ليس القرآن بحيث يفهم منه الأحكام كل من نظر فيه فإن كثيرا من الأحكام ليست في ظاهر القرآن و ما فيه أيضا تختلف فيه الأمة و في فهمه فظهر أن القرآن إنما يفهمه الإمام و هودليل له علي معرفة الأحكام أوالمراد أن القرآن لايكفي‌ لسياسة الأمة و إن سلم أنهم يفهمون معانيه بل لابد من آمر وناه وزاجر يحملهم علي العمل بالقرآن و يكون معصوما عاملا بجميع ما فيه فقوله ع وأقول قدعرضت مشيرا إلي ماذكرنا أولا دليل آخر والحكم ألذي ليس فيه اختلاف ضروريات الدين أوالسنة المتواترة أو ماأجمعت عليه الأمة وليست في القرآن أي في ظاهره ألذي يفهمه الناس و إن كان في باطنه مايفهمه الإمام ع . قوله ثم وقف أي أبو جعفر ع فقال أي إلياس قوله أن تظهر أي الفتنة و هومفعول أبي و قوله و ليس في حكمه جملة حالية والضمير في حكمه راجع إلي الله قوله في الأرض أي في غيرأنفسهم كالمال أو في أنفسهم كالدين أوالقصاص إلا أن يفتري‌ خصمكم أي يكابر بعدإتمام الحجة معاندة أومانعا للطف أواشتراط التكليف بالعلم . قوله قال في أبي فلان وأصحابه أقول يحتمل وجوها.الأول ماخطر ببالي‌ و هو أن الآية نزلت في أبي بكر وأصحابه أي عمر وعثمان والخطاب معهم فقوله لِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم أي لاتحزنوا علي مافاتكم من النص والتعيين للخلافة والإمامة وخص علي ع به حيث نص الرسول ص عليه بالخلافة وحرمكم عنهاوَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم من الخلافة الظاهرية بعدالرسول ص أي مكنكم من غصبها من مستحقها و لم يجبركم علي ترك ذلك واحدة مقدمة أي قوله لِكَيلا تَأسَواإشارة إلي قضية متقدمة وهي‌ النص


صفحه : 89

بالخلافة في حياة الرسول ص وواحدة مؤخرة أي قوله وَ لا تَفرَحُواإشارة إلي واقعة مؤخرة وهي‌ غصب الخلافة بعدالرسول ص . و لايخفي شدة انطباق هذاالتأويل علي الآية حيث قال ما أَصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي أَنفُسِكُم إِلّا فِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها أي مايحدث مصيبة وقضية في الأرض و في أنفسكم إلا و قدكتبناها والحكم المتعلق بها في كتاب من قبل أن نخلق المصيبة أوالأنفس لِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم من الخلافة وتعلموا أن الخلافة لايستحقها إلا من ينزل عليه الملائكة والروح بالوقائع والأحكام المكتوبة في ذلك الكتاب و لاتفرحوا بما تيسر لكم من الخلافة وتعلموا أنكم لاتستحقونه و أنه غصب وسيصيبكم وباله .فظهر أن ماذكره الباقر ع قبل ذلك السؤال أيضا كان إشارة إلي تأويل صدر تلك الآية فلذا سأل إلياس ع عن تتمة الآية ويحتمل وجها آخر مع قطع النظر عما أشار ع إليه أولا بأنا قدرنا المصائب الواردة علي الأنفس قبل خلقها وقدرنا الثواب علي من وقعت عليه والعقاب علي من تسبب لهالِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وتعلموا أنها لم تكن مقدرة لكم فلذا لم يعطكم الرسول ص وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُمللعقاب المترتب عليه .الثاني‌ ماأفاده الوالد العلامة قدس الله روحه و هو أن السؤال عن هذه الآية لبيان أنه لايعلم علم القرآن غيرالحكم إذ كل من يسمع تلك الآية يتبادر إلي ذهنه أن الخطابين لواحد لاجتماعهما في محل واحد والحال أن الخطاب في قوله لِكَيلا تَأسَوالعلي‌ ع لمافاته من الخلافة و في قوله وَ لا تَفرَحُوالأبي‌ بكر وأصحابه لماغصبوا من الخلافة فقوله واحدة مقدمة وواحدة مؤخرة لبيان اتصالهما وانتظامهما في آية واحدة فلذا قال الرجل أشهد أنكم أصحاب الحكم ألذي لااختلاف فيه حيث تعلمون بطون الآيات وتأويلاتها وأسرارها.الثالث ماذكره المولي محمدأمين الأسترآبادي‌ رحمه الله حيث قال لِكَيلا تَأسَوا


صفحه : 90

خطاب مع أهل البيت ع أي لاتحزنوا علي مصيبتكم للذي‌ فات عنكم وَ لا تَفرَحُواخطاب مع المخالفين أي لاتفرحوا بالخلافة التي‌ أعطاكم الله إياها بسبب سوء اختياركم وإحدي الآيتين مقدمة والأخري مؤخرة فاجتمعتا في مكان واحد في تأليف عثمان الرابع ماقيل إن قوله لِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُمخطاب للشيعة حيث فاتهم خلافة علي ع .وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُمخطاب لمخالفيهم حيث أصابتهم الخلافة المغصوبة وإحدي القضيتين مقدمة علي الأخري .أقول إذاتأملت في تلك الوجوه لايخفي عليك حسن ماذكرنا أولا وشدة انطباقه علي الآية والخبر أولا وآخرا و الله يعلم حقائق أخبار حججه ع . قوله ع إذااستضحك كأنه مبالغة في الضحك ويقال اغرورقت عيناه أي دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما. قوله ع هل رأيت الملائكة إشارة إلي تتمة الآية إذ هي‌ هكذاإِنّ الّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا تَتَنَزّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحزَنُوا وَ أَبشِرُوا بِالجَنّةِ التّيِ‌ كُنتُم تُوعَدُونَفيظهر منه أنه ع فسر الآية بأن هذاالخطاب من الملائكة سيكون في الدنيا بحيث يسمعون كلامهم وذهب جماعة إلي أن الخطاب في الدنيا وهم لايسمعون أو عندالموت وهم يسمعون و ماذكره ع ألصق بالآية فالمراد بالاستقامة الاستقامة علي الحق في جميع الأقوال والأفعال و هوملزوم العصمة قوله ع صدقت أي في قولك إِنّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌلكن لاينفعك إذ الأخوة لايستلزم الاشتراك في جميع الكمالات أو قال ذلك علي سبيل المماشاة والتسليم أو علي التهكم وإنما ضحك ع لوهن كلامه وعدم استقامته . قوله ع وابعث به إلي ذوي‌ عدل لعل ذلك للأرش و قد قال ابن إدريس وبعض أصحابنا فيه بالأرش والاختلاف ألذي ألزمه ع عليه إما بين قوله صالحه و قوله وابعث لتنافيهما أوبينهما و بين قوله أعطه دية كفه أولاختلاف تقويم المقومين فلايبتني‌ عليه حكم الله و فيه شيء أوالمراد بالاختلاف


صفحه : 91

الحكم بالظن ألذي يزول بظن آخر كمامر. قوله اقطع قاطع الكف عمل به أكثر أصحابنا و إن ضعف الخبر عندهم قوله فلذلك عمي‌ بصري‌ هذااعتراف منه كمايدل عليه ماسيأتي‌ لااستفهام إنكار كمايتراءي من ظاهره ثم بعداعترافه قال له ع و ماعلمك بذلك و قوله فو الله من كلام الباقر ع وقائل فاستضحك أيضا الباقر ع و قوله ماتكلمت بصدق إشارة إلي اعترافه . ثم لمااستبعد ابن عباس في اليوم السابق علمه ع بتلك الواقعة ذكر ع تفصيلها بقوله قال لك علي بن أبي طالب ليظهر لابن عباس علمه بتفاصيل تلك الواقعة قوله تتبدا لك الملك يمكن أن يكون المراد ظهور كلامه له و علي التقديرين لعله بإعجاز أمير المؤمنين ع فقال أي الملك رأت عيناي‌ ماحدثك به علي ع من نزول الملائكة لأني‌ من جملة الملائكة النازلين عليه و لم تره عينا علي لأنه محدث و لايري الملك في وقت إلقاء الحكم .وقر في سمعه كوعد أي سكن وثبت ثم صفقك أي الملك و هوكلام الباقر عليه السلام والصفقة الضربة يسمع لها صوت قوله مااختلفنا في شيءلعل غرضه أن الله يعلم المحق منا والمبطل تعريضا بأنه محق أوغرضه الرجوع إلي القرآن في الأحكام فأجاب ع بأنه لاينفع لرفع الاختلاف و كان هذه المناظرة بين الباقر ع و ابن عباس في صغره و في حياة أبيه ع إذ ولادته ع كانت في سنة سبع وخمسين ووفاة ابن عباس سنة ثمان وستين ووفاة سيد الساجدين ع سنة خمس وتسعين . قوله ع والمحكم ليس بشيئين الحكيم فعيل بمعني مفعول أي المعلوم اليقيني‌ من حكمه كنصره إذاأتقنه كأحكمه والمراد بشيئين أمران متنافيان كما يكون في المظنونات والمراد بالعلم الخاص العلوم اللدنية من المعارف


صفحه : 92

الإلهية وبالمكنون العجيب المغيبات البدائية أسرار القضاء والقدر كماسيأتي‌ إن شاء الله . قوله فقد رضيه إما تفسير للإذن بالرضا أو هولبيان أن من ينزلون عليه هومرضي‌ لله يسلم عليك التخصيص علي المثال أولأنه كان مصداقه في زمان نزول الآية. قوله ع فهذه فتنة أقول في الآية قراءتان إحداهمالا تُصِيبَنّ وهي‌ المشهورة والأخري لَتُصِيبَنّ باللام المفتوحة و قال الطبرسي‌ هي‌ قراءة أمير المؤمنين ع وزيد بن ثابت و أبو جعفرالباقر ع وغيرهم فعلي الأول قيل إنه جواب الأمر علي معني إن أصابتكم لاتصيب الظالمين منكم خاصة وقيل صفة لفتنة و لاللنفي‌ أوللنهي‌ علي إرادة القول وقيل جواب قسم محذوف وقيل إنه نهي‌ بعدالأمر باتقاء الذنب عن التعرض للظلم فإن وباله يصيب الظالم خاصة وقيل كلمة لازائدة وقيل إن أصلها لتصيبن فزيد الألف للإشباع و علي القراءة الثانية جواب القسم .فما ذكره ع شديد الانطباق علي القراءة الثانية وكذا ينطبق علي بعض محتملات القراءة الأولي ككونه نهيا أو لازائدة أومشبعة و أما علي سائر المحتملات فيمكن أن يقال إنه لماظهر من الآية انقسام الفتنة إلي مايصيب الظالمين خاصة و مايعمهم وغيرهم فسر ع الأولي بما أصاب الثلاثة الغاصبين للخلافة وأتباعهم الذين أنكروا كون ليلة القدر بعدالرسول ص ووجود إمام بعده تنزل الملائكة والروح علي أحد بعده . وأيده بآية أخري نزلت في الذين فروا يوم أحد مرتدين علي أعقابهم وهم الذين غصبوا الخلافة بعده وأنكروا الإمامة جهارا و أماالفتنة العامة فهي‌ التي‌ شملت عامة الخلق من اشتباه الأمر عليهم وتمسكهم بالبيعة الباطلة والإجماع المفتري


صفحه : 93

والتحذير إنما هو عن هذه الفتنة. قوله ع وإنها لسيدة دينكم أي الحجة القوية التي‌ ترجعون إليها في أمر دينكم وإنها لغاية علمنا أي دالة علي غاية علمنا قوله فإنها أي الآيات لولاة الأمر أي الأئمة ع و في شأنهم والإنزال إنما هوعليهم بعده والإنذار بهم . ثم استشهد ع بقوله وَ إِن مِن أُمّةٍحيث يدل علي وجود المنذر في كل عصر من الماضين فكيف لا يكون في الأعصار بعده نذير و النبي ص لم يكف لإنذار من بعده بدون نائب يبلغ عنه كما أنه في زمانه ص بعث قوما لإنذار من بعد عنه والفرق بين بعثته في حال الحياة والمنذر بعدالوفاة أن في الأول لم يشترط العصمة بخلاف الثاني‌ لأنه إن ظهر منهم فسق في حياته كان يمكنه عزلهم بخلاف ما بعدالوفاة. قوله من البعثة هي‌ بالتحريك [ لم نجده بالتحريك بل بفتح أوله وسكون ثانيه ] أي المبعوثين وإبان الشي‌ء بكسر الهمزة وتشديد الباء حينه أوأوله قوله فقد رد علي الله عز و جل علمه أي معلومه و هو مايعلمه من نزول العلوم فيها علي الأوصياء أوعلمه ألذي أهبطه علي أوليائه لأن علم الله في الأمور المتجددة في كل سنة لابد أن ينزل في ليلة القدر إلي الأرض ليكون حجة علي الأنبياء والمحدثين لنبوتهم وولايتهم فالراد لليلة القدر هوالراد علي الله علمه الجاحد أن كون علمه في الأرض . قوله ص فلاشك أي في نزول جبرئيل عليهم وإنما أبهم ع الأمر في الأوصياء إما للتقية أولقصور عقل السائل لئلا يتوهم النبوة فيهم قوله ووصفه أي وصف الأمر لوصيه و في نسخ الكافي‌ ووضع علي بناء المعلوم أوالمجهول أي وضع الله وقرر نزول الأمر لوصيه وربما يقرأ ووضع بالتنوين عوضا عن المضاف إليه عطفا علي الأمر قوله ع أستخلفكم بصيغة المتكلم بعلمي‌ أي لحفظه .


صفحه : 94

قوله ص يعبدونني‌ بإيمان كأنه ع فسر الشرك باعتقاد النبوة في الخليفة فمن قال غير ذلك هذاتفسير لقوله وَ مَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقُونَيعني‌ و من كفر بهذا الوعد بأن قال مثل هذاالخليفة لا يكون إلانبيا و لانبي‌ بعد محمدفالوعد غيرصادق أوكفر بالموعود بأن قال إذاظهر أمره هذانبي‌ أو قال ليس بخليفة لإنكار العامة المرتبة المتوسطة بين النبوة وآحاد الرعية.فقد مكن إشارة إلي قوله لَيُمَكّنَنّ لَهُمفهذا يشمل جميعهم و قوله وَ لَيُبَدّلَنّهُمإشارة إلي غلبتهم في زمان القائم ع فظاهر أي في كل زمان و أماإبان أجلنا أي تبديل الأمن بالخوف . قوله و كان الأمر أي الدين واحدا لااختلاف فيه قوله ع ولذلك أي لعدم الاختلاف جعلهم شهداء لأن شهادة بعضهم علي بعض بالحقية لا يكون إلا مع التوافق وكذا علي غيرهم لايتأتي إلا مع ذلك إذ الاختلاف في الشهادة موجب لرد الحكم ويحتمل أن يكون المراد بالمؤمنين الأئمة ع أي حكم الله حكما حتما أن لا يكون بين أئمة المسلمين اختلاف و أن يكونوا مؤيدين من عنده تعالي ولكونهم كذلك جعلهم شهداء علي الناس قوله لمن علم أي كون الدفع لكمال عذاب الآخرة وشدته إنما هولمن علم أنه لايتوب و أما من علم أنه يتوب فإنما يدفع عنه لعلمه بأنه يتوب قوله ع والجوار أي المحافظة علي الذمة والأمان أورعاية حق المجاورين في المنزل أومطلق المجاورين والمعاشرين والتقية منهم وحسن المعاشرة معهم والصبر علي أذاهم . قوله ع الأمر واليسر لعل المراد أنه كان يعلم العلوم علي الوجه الكلي‌ ألذي يمكنه استنباط الجزئيات منه وإنما يأتيه في ليلة القدر تفصيل أفراد تلك الكليات لمزيد التوضيح ولتسهيل الأمر عليه في استعلام الجزئيات ثم ذكر ع بعد ذلك فائدة أخري لنزول ليلة القدر وهي‌ أن إخبار مايلزمهم إخباره وإمضاء ماأمروا به من التكاليف موقوف علي تكرير الإعلام في ليلة القدر ويحتمل أن يكون المراد


صفحه : 95

بالجمل مايقبل البداء من الأمور وبالتفسير والتفصيل تعيين ما هومحتوم و مايقبل البداء كمايظهر من سائر الأخبار و لما كان علم البداء غامضا وفهمه مشكلا أبهم ع علي السائل و لم يوضحه له فقوله هذامما أمروا بكتمان أمر البداء من غيرأهله لقصور فهمهم أوأنهم قبل أن يعين لهم الأمور البدائية والمحتومة لايجوز لهم الإخبار بها ولذا قال أمير المؤمنين ع لو لاآية في كتاب الله لأخبرت بما يكون إلي يوم القيامة.فقوله لايعلم تفسير ماسألت أي لايعلم ما يكون محتوما و ما ليس بمحتوم في السنة قبل نزول الملائكة والروح إلا الله و أما قوله ع لايحل لك فهو إما لقصوره عن فهم معني البداء أولأن توضيح ماينزل في ليلة القدر والعلم بخصوصياته مما لايمكن لسائر الناس غيرالأوصياء ع الإحاطة به ويؤيد هذا قوله فإن الله عز و جل أبي و علي الأول يمكن تعميم الأنفس علي وجه يشمل خواص أصحابهم وأصحاب أسرارهم مجازا والحاصل أن توضيح أمر البداء وتفصيله لأكثر الخلق ينافي‌ حكمة البداء وتعيينه إذ هذه الحكمة لاتحصل لهم إلابجهلهم بأصله ليصير سببا لإتيانهم بالخيرات وتركهم الشرور كماأومأنا إليه في باب البداء أوبالعلم بكنه حقيقة ذلك و هذاالعلم لايتيسر لعامة الخلق ولذا منعوا الناس عن تعلم علم النجوم والتفكر في مسائل القضاء والقدر و هذا بين لمن تأمل فيه وأيضا الإحاطة بتفاصيل كيفيات ماينزل في ليلة القدر وكنه حقيقتها إنما يتأتي بعدالإحاطة بغرائب أحوالهم وشئونهم و هذامما تعجز عنه عقول عامة الخلق و لوأحاطوا بشي‌ء من ذلك لطاروا إلي درجة الغلو والارتفاع ولذا كانوا ع يتقون من شيعتهم أكثر من مخالفيهم ويخفون أحوالهم وأسرارهم منهم خوفا من ذلك وَ لِذَا قَالُوا ع إِنّ عِلمَنَا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَحتَمِلُهُ إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَو عَبدٌ مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ

. و في بعض الأخبار لايحتمله ملك مقرب كمامر وسيأتي‌. قوله لمايزور كذا ينبغي‌ و في أكثر النسخ لمايرون و هوتصحيف وكذا فيما سيأتي‌ من قوله مما يزور خليفة الله واللام موطئة للقسم والموصول مبتدأ وأكثر


صفحه : 96

خبره و في هذاالسؤال والجواب أيضا تشويش وإعضال ويمكن توجيههما بأن يكون مايزور أئمة الضلال من الشياطين مع مايخلق الله منهم في ليلة القدر أكثر من الملائكة النازلين علي الإمام و إن كان جميع الملائكة أكثر من الشياطين فيستقيم قوله ع صدقت ويمكن حمل الكلام علي جميع الملائكة و قوله صدقت علي أن التصديق لقول الشيعة لالقولهم و هذاأنسب بقوله كماشاء الله لكنه مخالف للأخبار الدالة علي أن الملائكة أكثر من سائر الخلق . قوله فلو سأل أي إمام الجور وولي‌ الأمر و هوالمسئول . قوله لقال أي ولي‌ الأمر و قوله رأيت علي صيغة الخطاب قوله ألذي هوعليها الظاهر أن المراد به خليفة الجور وضمير عليها راجع إلي الضلالة أوالخلافة وقيل ضمير عليها راجع إلي خليفة الجور والمراد بالخليفة خليفة العدل و لايخفي بعده علي الأول فالمراد بقوله ليس بشي‌ء أن بطلانه ظاهر لماتقدم و علي الثاني‌ المراد به أنه مخالف لمذهبهم و قوله وسيقولون جملة حالية نظير قوله تعالي فَإِن لَم تَفعَلُوا وَ لَن تَفعَلُوا ليس هذابشي‌ء أي هذاالكلام الأخير أوسائر مامر مباهتة وعنادا وقيل أي إن قالوا لاينزل إلي أحد فسيقولون بعدالتنبيه إنه ليس بشي‌ء و لايخفي ما فيه .

أَقُولُ وَ رَوَي الشّيخُ شَرَفُ الدّينِ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ تَأوِيلِ الآيَاتِ البَاهِرَةِ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن صَفوَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّخَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ هُوَ سُلطَانُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ قَالَ لَيلَةٌ مِن إِمَامٍ عَدلٍ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ مِن مُلكِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ قَالَتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ فِيها بِإِذنِ رَبّهِم أَي مِن عِندِ رَبّهِم عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍص بِكُلّ أَمرٍ سَلَامٌ


صفحه : 97

69- وَ رَوَي أَيضاً عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن حُمرَانَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَمّا يُفرَقُ فِي لَيلَةِ القَدرِ هَل هُوَ مَا يُقَدّرُ اللّهُ فِيهَا قَالَ لَا تُوصَفُ قُدرَةُ اللّهِ إِلّا أَنّهُ قَالَفِيها يُفرَقُ كُلّ أَمرٍ حَكِيمٍفَكَيفَ يَكُونُ حَكِيماً إِلّا مَا فُرِقَ وَ لَا تُوصَفُ قُدرَةُ اللّهِ سُبحَانَهُ لِأَنّهُ يُحدِثُ مَا يَشَاءُ وَ أَمّا قَولُهُلَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍيعَنيِ‌ فَاطِمَةَ ع وَ قَولُهُتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ فِيها وَ المَلَائِكَةُ فِي هَذَا المَوضِعِ المُؤمِنُونَ الّذِينَ يَملِكُونَ عِلمَ آلِ مُحَمّدٍ ع وَ الرّوحُ رُوحُ القُدُسِ وَ هُوَ فِي فَاطِمَةَ ع مِن كُلّ أَمرٍ سَلامٌ يَقُولُ مِن كُلّ أَمرٍ مُسَلّمَةٍحَتّي مَطلَعِ الفَجرِيعَنيِ‌ حَتّي يَقُومَ القَائِمُ ع

70- قَالَ وَ فِي هَذَا المَعنَي مَا رَوَاهُ الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ عَن رِجَالِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَجلَانَ السكّوُنيِ‌ّ قَالَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ بَيتُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ مِن حُجرَةِ رَسُولِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ سَقفُ بَيتِهِم عَرشُ رَبّ العَالَمِينَ وَ فِي قَعرِ بُيُوتِهِم فُرجَةٌ مَكشُوطَةٌ إِلَي العَرشِ مِعرَاجُ الوحَي‌ِ وَ المَلَائِكَةُ تَنزِلُ عَلَيهِم باِلوحَي‌ِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ فِي كُلّ سَاعَةٍ وَ طَرفَةِ عَينٍ وَ المَلَائِكَةُ لَا يَنقَطِعُ فَوجُهُم فَوجٌ يَنزِلُ وَ فَوجٌ يَصعَدُ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَشَطَ لِإِبرَاهِيمَ ع عَنِ السّمَاوَاتِ حَتّي أَبصَرَ العَرشَ وَ زَادَ اللّهُ فِي قُوّةِ نَاظِرِهِ وَ إِنّ اللّهَ زَادَ فِي قُوّةِ نَاظِرَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ كَانُوا يُبصِرُونَ العَرشَ وَ لَا يَجِدُونَ لِبُيُوتِهِم سَقفاً غَيرَ العَرشِ فَبُيُوتُهُم مُسَقّفَةٌ بِعَرشِ الرّحمَنِ وَ مَعَارِجُ مِعرَاجُ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ فَوجٍ بَعدَ فَوجٍ لَا انقِطَاعَ لَهُم وَ مَا مِن بَيتٍ مِن بُيُوتِ الأَئِمّةِ مِنّا إِلّا وَ فِيهِ مِعرَاجُ المَلَائِكَةِ لِقَولِ اللّهِتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ فِيها بِإِذنِ رَبّهِم مِن كُلّ أَمرٍ سَلامٌ قَالَ قُلتُ مِن كُلّ أَمرٍ قَالَ بِكُلّ أَمرٍ قُلتُ هَذَا التّنزِيلُ قَالَ نَعَم

71- قَالَ وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَنّهُ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيلَةُ


صفحه : 98

القَدرِ شَيءٌ يَكُونُ عَلَي عَهدِ الأَنبِيَاءِ يَنزِلُ فِيهَا عَلَيهِم الأَمرُ فَإِذَا مَضَوا رُفِعَت قَالَ لَا بَل هيِ‌َ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

72- وَ جَاءَ فِي حَدِيثِ المِعرَاجِ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا عُرِجَ باِلنبّيِ‌ّص وَ[الأولي حذف الواو كماأنها ليست في المصدر]عَلّمَهُ اللّهُ سُبحَانَهُ الأَذَانَ وَ الإِقَامَةَ وَ الصّلَاةَ فَلَمّا صَلّي أَمَرَهُ سُبحَانَهُ أَن يَقرَأَ فِي الرّكعَةِ الأُولَي بِالحَمدِ وَ التّوحِيدِ وَ قَالَ لَهُ هَذَا نسِبتَيِ‌ وَ فِي الثّانِيَةِ بِالحَمدِ وَ سُورَةِ القَدرِ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ نِسبَتُكَ وَ نِسبَةُ أَهلِ بَيتِكَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

73- وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّهَا بَاقِيَةٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لِأَنّهَا لَو رُفِعَت لَارتَفَعَ القُرآنُ

بيان قوله ع في الخبر الأول بكل أمر سلام لعل تقديره لهم بكل أمر سلام أي يسلمون علي الإمام بسبب كل أمر أو مع كل أمر يفضون إليه ويحتمل أن يكون سلام متعلقا بما بعده و لم يذكر ع تتمة الآية اختصارا قوله ع لاتوصف قدرة الله لعله ع لم يبين كيفية التقدير للسائل لماذكرنا في الخبر السابق من المصالح بل قال ينبغي‌ أن تعلم أن الأمر المحكم المتقن ألذي يفضي‌ إلي الإمام لا يكون إلامفروقا مبينا واضحا غيرملتبس عليه ولكن مع ذلك لاينافي‌ احتمال البداء في


صفحه : 99

تلك الأمور أيضا لأنه تعالي يحدث مايشاء في أي وقت شاء أوالمراد أن في تلك الليلة تفرق كل أمر محكم لابداء فيه و أماسائر الأمور فلله فيه البداء والحاصل أن في ليلة القدر يميز للإمام ع بين الأمور الحتمية والأمور التي‌ تحتمل البداء ليخبر بالأمور الأولة حتما وبالأمور الثانية علي وجه إن ظهر خلافه لاينسب إلي الكذب وسيأتي‌ مزيد تحقيق لذلك . و أماتأويله ع ليلة القدر بفاطمة ع فهذا بطن من بطون الآية وتشبيهها بالليلة إما لسترها وعفافها أو لمايغشاها من ظلمات الظلم والجور وتأويل الفجر بقيام القائم بالثاني‌ أنسب فإنه عند ذلك يسفر الحق وتنجلي‌ عنهم ظلمات الجور والظلم و عن أبصار الناس أغشية الشبه فيهم ويحتمل أن يكون طلوع الفجر إشارة إلي طلوع الفجر من جهة المغرب ألذي هو من علامات ظهوره والمراد بالمؤمنون الأئمة ع و بين ع أنهم إنما سموا ملائكة لأنهم يملكون علم آل محمدص ويحفظونها ونزولهم فيهاكناية عن حصولهم منها موافقا لماورد في تأويل آية سورة الدخان أن الكتاب المبين أمير المؤمنين ع والليلة المباركة فاطمة ع فِيها يُفرَقُ كُلّ أَمرٍ حَكِيمٍ أي حكيم بعدحكيم وإمام بعدإمام . و قوله مِن كُلّ أَمرٍ سَلامٌ هيِ‌َ علي هذاالتأويل هي‌ مبتدأ وسلام خبره أي ذات سلامة و من كل أمر متعلق بسلام أي لايضرها وأولادها ظلم الظالمين و لاينقص من درجاتهم المعنوية شيئا أوالعصمة محفوظة فيهم فهم معصومون من الذنوب والخطاء والزلل إلي أن تظهر دولتهم ويتبين لجميع الناس فضلهم


صفحه : 100

باب 4-أحوالهم ع في السن

1-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا جَعفَرٍ ع قَد خَرَجَ عَلَيّ فَأَحدَدتُ النّظَرَ إِلَيهِ وَ إِلَي رَأسِهِ وَ إِلَي رِجلِهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصحَابِنَا بِمِصرَ فَخَرّ سَاجِداً وَ قَالَ إِنّ اللّهَ احتَجّ فِي الإِمَامَةِ بِمِثلِ مَا احتَجّ فِي النّبُوّةِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا وَ قَالَ اللّهُوَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُوَ بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةًفَقَد يَجُوزُ أَن يُؤتَي الحِكمَةَ وَ هُوَ صبَيِ‌ّ وَ يَجُوزُ أَن يُؤتَي وَ هُوَ ابنُ أَربَعِينَ سَنَةً

بيان في الكافي‌ بعد قوله بمصر فبينا أناكذلك حتي قعد فقال يا علي إن الله إلخ . ثم اعلم أن قوله وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُإلخ لايطابق ما في المصاحف فإن مثله في القرآن في ثلاث مواضع أحدها في سورة يوسف وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ آتَيناهُ


صفحه : 101

حُكماً وَ عِلماً وثانيها في الأحقاف حَتّي إِذا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً قالَ رَبّ أوَزعِنيِ‌الآية وثالثها في القصص في قصة موسي ع وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ استَوي آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً و في الكافي‌ أيضا كماهنا ولعله من تصحيف الرواة والنساخ والصواب ماسيأتي‌ في رواية العياشي‌ مع أن الراوي‌ فيهما واحد. ويحتمل أن يكون ع نقل الآية بالمعني إشارة إلي آيتي‌ سورة يوسف والأحقاف وحاصله حينئذ أنه تعالي قال في سورة يوسف وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ آتَيناهُ حُكماً وفسر الأشد في الأحقاف بقوله وَ بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً كماحمله عليه جماعة من المفسرين فيتم الاستدلال بل يحتمل كونه إشارة إلي الآيات الثلاث جميعا

2-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُم يَقُولُونَ فِي الحَدَاثَةِ قَالَ وَ أَيّ شَيءٍ يَقُولُونَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُقُل هذِهِ سبَيِليِ‌ أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتبّعَنَيِ‌فَوَ اللّهِ مَا كَانَ اتّبَعَهُ إِلّا عَلِيّ ع وَ هُوَ ابنُ سَبعِ سِنِينَ وَ مَضَي أَبِي وَ أَنَا ابنُ تِسعِ سِنِينَ فَمَا عَسَي أَن يَقُولُوا إِنّ اللّهَ يَقُولُفَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ إِلَي قَولِهِوَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً


صفحه : 102

بيان ما كان اتبعه أي أولا أوحين نزول الآية فلما خصه الله تعالي بالدعوة إلي الله مع الرسول ص وقرنه به فهو دليل علي أنه سيأتي‌ الدعوة إلي الله ممن لم يبلغ الحلم و يكون في مثل هذاالسن و أنه تعالي لماوصفه بالمتابعة ومدحه بهادل علي أن المتابعة معتبرة في هذاالسن فدل علي أن الأحكام تختلف بالنظر إلي الأشخاص والمواد فجاز أن يحصل لي الإمامة في هذاالسن

3-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ قَالَ قَدِمتُ المَدِينَةَ وَ أَنَا أُرِيدُ مِصرَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع وَ هُوَ إِذ ذَاكَ خمُاَسيِ‌ّ فَجَعَلتُ أَتَأَمّلُهُ لِأَصِفَهُ لِأَصحَابِنَا بِمِصرَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ أَخَذَ فِي الإِمَامَةِ كَمَا أَخَذَ فِي النّبُوّةِ فَقَالَ سُبحَانَهُ عَن يُوسُفَوَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ استَوي آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً وَ قَالَ عَن يَحيَيوَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا

4-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع قَد كُنّا نَسأَلُكَ قَبلَ أَن يَهَبَ اللّهُ لَكَ أَبَا جَعفَرٍ ع فَكُنتَ تَقُولُ يَهَبُ اللّهُ لِي غُلَاماً فَقَد وَهَبَ اللّهُ لَكَ فَقَرّ عُيُونُنَا[فَأَقَرّ عُيُونَنَا] فَلَا أَرَانَا اللّهُ يَومَكَ فَإِن كَانَ كَونٌ فَإِلَي مَن فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ هُوَ قَائِمٌ بَينَ يَدَيهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا ابنُ ثَلَاثِ سِنِينَ قَالَ وَ مَا يَضُرّهُ مِن ذَلِكَ شَيءٌ قَد قَامَ عِيسَي ع بِالحُجّةِ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثِ سِنِينَ

بيان أي كان في ثلاث سنين حجة و إن كان قبله أيضا كذلك فلاينافي‌ مادل علي أنه ع كان في المهد حجة ويمكن أن يكون ضمير هوراجعا إلي أبي جعفر ع أي قام عيسي بالحجة في المهد و أبو جعفر ع ابن ثلاث سنين فلم لايجوز أن يقوم بالحجة و فيه بعد

5-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ غَيرُهُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُصعَبٍ عَن مَسعَدَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَبُو بَصِيرٍ دَخَلتُ إِلَيهِ وَ معَيِ‌ غُلَامٌ خمُاَسيِ‌ّ لَم يَبلُغ


صفحه : 103

فَقَالَ كَيفَ أَنتُم إِذَا احتُجّ عَلَيكُم بِمِثلِ سِنّهِ

بيان الخماسي‌ من كان طوله خمسة أشبار كماذكره اللغويون و قديطلق في العرف علي من له خمس سنين فعلي الأول إشارة إلي الجواد ع و علي الثاني‌ إلي القائم ع مع أنه يحتمل أن يكون التشبيه في محض عدم البلوغ

6-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ قَالَ سَأَلتُهُ يعَنيِ‌ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن شَيءٍ مِن أَمرِ الإِمَامِ فَقُلتُ يَكُونُ الإِمَامُ ابنَ أَقَلّ مِن سَبعِ سِنِينَ فَقَالَ نَعَم وَ أَقَلّ مِن خَمسِ سِنِينَ

بيان إشارة إلي القائم ع لأنه ع علي أكثر الروايات كان ابن أقل من خمس سنين بأشهر أوبسنة وأشهر


صفحه : 104

أبواب علامات الإمام وصفاته وشرائطه و ماينبغي‌ أن ينسب إليه و ما لاينبغي‌

باب 1- أن الأئمة من قريش و أنه لم سمي‌ الإمام إماما

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص الأَئِمّةُ مِن قُرَيشٍ

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] سمُيّ‌َ الإِمَامُ إِمَاماً لِأَنّهُ قُدوَةٌ لِلنّاسِ مَنصُوبٌ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ عَلَي العِبَادِ

3-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قَالَ فَقَالَ لَو عَلِمَ اللّهُ أَنّ اسماً أَفضَلُ مِنهُ لَسَمّانَا بِهِ


صفحه : 105

باب 2- أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت

1- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي عِلَلِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ فَلِمَ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي الأَرضِ إِمَامَانِ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ أَو أَكثَرُ مِن ذَلِكَ قِيلَ لِعِلَلٍ مِنهَا أَنّ الوَاحِدَ لَا يَختَلِفُ فِعلُهُ وَ تَدبِيرُهُ وَ الِاثنَينِ لَا يَتّفِقُ فِعلُهُمَا وَ تَدبِيرُهُمَا وَ ذَلِكَ أَنّا لَم نَجِدِ اثنَينِ إِلّا مخُتلَفِيَ‌ِ الهِمَمِ وَ الإِرَادَةِ فَإِذَا كَانَا اثنَينِ ثُمّ اختَلَفَ هَمّهُمَا وَ إِرَادَتُهُمَا وَ تَدبِيرُهُمَا وَ كَانَا كِلَاهُمَا مفُترَضَيَ‌ِ الطّاعَةِ لَم يَكُن أَحَدُهُمَا أَولَي بِالطّاعَةِ مِن صَاحِبِهِ فَكَانَ يَكُونُ اختِلَافُ الخَلقِ وَ التّشَاجُرُ وَ الفَسَادُ ثُمّ لَا يَكُونُ أَحَدٌ مُطِيعاً لِأَحَدِهِمَا إِلّا وَ هُوَ عَاصٍ لِلآخَرِ فَتَعُمّ المَعصِيَةُ أَهلَ الأَرضِ ثُمّ لَا يَكُونُ لَهُم مَعَ ذَلِكَ السّبِيلُ إِلَي الطّاعَةِ وَ الإِيمَانِ وَ يَكُونُونَ إِنّمَا أُتُوا فِي ذَلِكَ مِن قِبَلِ الصّانِعِ ألّذِي وَضَعَ لَهُم بَابَ الِاختِلَافِ وَ التّشَاجُرِ إِذ أَمَرَهُم بِاتّبَاعِ المُختَلِفَينِ وَ مِنهَا أَنّهُ لَو كَانَ إِمَامَانِ لَكَانَ لِكُلّ مِنَ الخَصمَينِ أَن يَدعُوَ إِلَي غَيرِ مَا يَدعُو إِلَيهِ صَاحِبُهُ فِي الحُكُومَةِ ثُمّ لَا يَكُونُ أَحَدُهُمَا أَولَي بِأَن يُتّبَعَ مِن صَاحِبِهِ فَتَبطُلُ الحُقُوقُ وَ الأَحكَامُ وَ الحُدُودُ وَ مِنهَا أَنّهُ لَا يَكُونُ وَاحِدٌ مِنَ الحُجّتَينِ أَولَي بِالنّطقِ وَ الحُكمِ وَ الأَمرِ


صفحه : 106

وَ النهّي‌ِ مِنَ الآخَرِ فَإِذَا كَانَ هَذَا كَذَلِكَ وَجَبَ عَلَيهِمَا أَن يَبتَدِئَا بِالكَلَامِ وَ لَيسَ لِأَحَدِهِمَا أَن يَسبِقَ صَاحِبَهُ بشِيَ‌ءٍ إِذَا كَانَا فِي الإِمَامَةِ شَرَعاً وَاحِداً فَإِن جَازَ لِأَحَدِهِمَا السّكُوتُ جَازَ السّكُوتُ لِلآخَرِ مِثلَ ذَلِكَ وَ إِذَا جَازَ لَهُمَا السّكُوتُ بَطَلَتِ الحُقُوقُ وَ الأَحكَامُ وَ عُطّلَتِ الحُدُودُ وَ صَارَ النّاسُ كَأَنّهُم لَا إِمَامَ لَهُم

بيان لعل المراد نفي‌ إمامة من كان في عصر الأئمة ع من أئمة الضلال إذ كانت أحكامهم مخالفة لأحكام أئمتنا وأفعالهم مناقضة لأفعالهم ويحتمل أن يكون إلزاما علي المخالفين القائلين باجتهاد النبي والأئمة صلوات الله عليهم إذ في الاجتهاد لابد من الاختلاف كماقالوا في علي ع ومعاوية. ثم المراد إما الإمامان علي طائفة واحدة أوالإمام ألذي له الرئاسة العامة لئلا ينافي‌ تعدد أنبياء بني‌ إسرائيل في عصر واحد

2-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِي عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع هَل يُترَكُ الأَرضُ بِغَيرِ إِمَامٍ قَالَ لَا قُلتُ فَيَكُونُ إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ

3-ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ ع هَل يَكُونُ إِمَامَانِ فِي وَقتٍ قَالَ لَا إِلّا أَن يَكُونَ أَحَدُهُمَا صَامِتاً مَأمُوماً لِصَاحِبِهِ وَ الآخَرُ نَاطِقاً إِمَاماً لِصَاحِبِهِ وَ أَمّا أَن يكون [يَكُونَا]إِمَامَينِ نَاطِقَينِ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ فَلَا


صفحه : 107

4-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ بِئرٍ مُعَطّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ فَقَالَ البِئرُ المُعَطّلَةُ الإِمَامُ الصّامِتُ وَ القَصرُ المَشِيدُ الإِمَامُ النّاطِقُ

5-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَكُونُ إِمَامَانِ إِلّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ لَا يَتَكَلّمُ حَتّي يمَضيِ‌َ الأَوّلُ

6-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع تُرِكَ الأَرضُ بِغَيرِ إِمَامٍ قَالَ لَا قُلنَا تَكُونُ الأَرضُ وَ فِيهَا إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلّا إِمَامَانِ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ لَا يَتَكَلّمُ وَ يَتَكَلّمُ ألّذِي قَبلَهُ وَ الإِمَامُ يَعرِفُ الإِمَامَ ألّذِي بَعدَهُ

7-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ مَعاً عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ تَكُونُ الأَرضُ بِغَيرِ إِمَامٍ قَالَ لَا قُلتُ أَ فَيَكُونُ إِمَامَانِ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ قَالَ لَا إِلّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ قُلتُ فَالإِمَامُ يَعرِفُ الإِمَامَ ألّذِي مِن بَعدِهِ قَالَ نَعَم قُلتُ القَائِمُ


صفحه : 108

إِمَامٌ قَالَ نَعَم إِمَامٌ ابنُ إِمَامٍ وَ قَد أُوذِنتُم بِهِ قَبلَ ذَلِكَ

8-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع تَكُونُ الأَرضُ وَ فِيهَا إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلّا إِمَامٌ صَامِتٌ لَا يَتَكَلّمُ وَ يَتَكَلّمُ ألّذِي قَبلَهُ

رفع شبهة

اعلم أن قوما من الجهال ظنوا أن تلك الأخبار منافية للأخبار الدالة علي رجعة النبي والأئمة صلوات الله عليهم وبذلك اجترءوا علي رد الأخبار المستفيضة بل المتواترة المأثورة عن الأئمة الأطهار و هوفاسد من وجوه .الأول أنه ليس في أكثر أخبار الرجعة التصريح باجتماعهم في عصر واحد فلاتنافي‌ بل ظاهر بعض الأخبار أن رجعة بعض الأئمة ع بعدالقائم ع أو في آخر زمانه و ماروي‌ أن بعدالقائم ع تقوم الساعة بعدأربعين يوما فهو خبر واحد لايعارض الأخبار الكثيرة. مع أنه قال بعض علمائنا في كتاب كتبه في الرجعة إن للقائم ع أيضا رجعة بعدموته فيحتمل أن يكون مورد الخبر الموت بعدالرجعة ويؤيده الأخبار الكثيرة الدالة علي أن لكل من المؤمنين موتا وقتلا فإن مات في تلك الحياة يقتل في الرجعة و إن قتل في تلك الحياة يموت في الرجعة والأخبار الدالة علي عدم خلو الأرض من حجة لاينافي‌ ذلك بوجه .الثاني‌ أن ظاهر تلك الأخبار عدم اجتماع إمامين في تلك الحياة المعروفة بل بعضها صريح في ذلك و لوتنزلنا عن ظهورها في ذلك فلابد من الحمل عليه قضية للجمع بين الأخبار إذ الظاهر أن زمان الرجعة ليس زمان تكليف فقط بل هو


صفحه : 109

واسطة بين الدنيا والآخرة بالنسبة إلي جماعة دار تكليف وبالنسبة إلي جماعة دار جزاء فكما يجوز اجتماعهم في القيامة لايبعد اجتماعهم في ذلك الزمان .الثالث أن أخبار الرجعة أكثر وأقوي من تلك الأخبار فلاينبغي‌ ردها والأخذ بهذه ومنهم من يشبه علي العوام والجهال فيقول مع اجتماعهم أيهم يتقدم في الصلاة والحكم والقضاء مع أن القائم ع هوصاحب العصر والجواب أنا لم نكلف بالعلم بذلك و ليس لنا رد أخبارهم المستفيضة بمحض الاستبعادات الوهمية ونعلم مجملا أنهم يعملون في ذلك وغيره بما أمروا به . و هذاالقائل لم يعرف أنه لافرق بين حيهم وميتهم و أنه ليس بينهم اختلاف و إن كلا منهم إمام أبدا وأنهم ع نواب النبي ص في حياته و بعدوفاته وأيضا مع اجتماعهم في الزمان لايلزم اجتماعهم في المكان مع أنه يحتمل أن يكون اجتماعهم في زمان قليل وأيضا يحتمل أن يكون رجوعهم ع بعدانقضاء زمان حكومة القائم ع وجهاده و ماأمر به منفردا مع أن هذاالزمان الطويل ألذي مضي من زمانه يكفي‌ لماتوهمتم . و إن قلتم إنه ع كان مخفيا و لم يكن باسط اليد فأكثر أئمتنا ع كانوا مختفين خائفين غيرمتمكنين ثم نقول قدوردت أخبار مستفيضة في أن النبي ص ظهر في مسجد قباء لأبي‌ بكر وأمره برد الحق إلي أمير المؤمنين ع و أنه ظهر أمير المؤمنين وبعض الأئمة ع بعدموتهم للإمام ألذي بعدهم فيلزم رد تلك الأخبار أيضا لتلك العلل . و لو كان عدم العلم بخصوصيات أمر مجوزا لرده لجاز رد المعاد للاختلاف الكثير فيه وورود الشبه المختلفة في خصوصياته ولجاز نفي‌ علمه تعالي للاختلاف في خصوصياته ولجاز نفي‌ علم الأئمة ع للأخبار المختلفة في جهات علومهم وبأمثال هذه تطرقت الشبه والشكوك والرد والإنكار في أكثر ضروريات الدين في زماننا إذ لو كان محض استبعاد الوهم مجوزا لرد الأخبار المستفيضة كانت الشبه القوية التي‌ عجزت عقول أكثر الخلق عن حلها أولي بالتجويز.


صفحه : 110

فلذا تراهم يقولون بقدم العالم تارة وبنفي‌ المعراج أخري وينفون المعاد الجسماني‌ والجنة والنار وغيرها من ضروريات الدين المبين أعاذ الله الإيمان و المؤمنين من شر الشياطين والمضلين من الجنة و الناس أجمعين

باب 3-عقاب من ادعي الإمامة بغير حق أورفع راية جور أوأطاع إماما جائرا

1-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَأُعَذّبَنّ كُلّ رَعِيّةٍ فِي الإِسلَامِ أَطَاعَت إِمَاماً جَائِراً لَيسَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِن كَانَتِ الرّعِيّةُ فِي أَعمَالِهَا بَرّةً تَقِيّةً وَ لَأَعفُوَنّ عَن كُلّ رَعِيّةٍ فِي الإِسلَامِ أَطَاعَت إِمَاماً هَادِياً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِن كَانَتِ الرّعِيّةُ فِي أَعمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً

سن ،[المحاسن ] أبي عن ابن محبوب مثله

2-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ أَئِمّةَ الجَورِ وَ أَتبَاعَهُم لَمَعزُولُونَ عَن دِينِ اللّهِ وَ الحَقّ قَد ضَلّوا بِأَعمَالِهِمُ التّيِ‌ يَعمَلُونَهَاكَرَمادٍ اشتَدّت بِهِ الرّيحُ فِي يَومٍ عاصِفٍ لَا يَقدِرُونَ عَلَي شَيءٍ مِمّا كَسَبُواذلِكَ هُوَ الضّلالُ البَعِيدُ

3-سن ،[المحاسن ] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ


صفحه : 111

أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ أَربَعٌ مِن قَوَاصِمِ الظّهرِ مِنهَا إِمَامٌ يعَصيِ‌ اللّهَ وَ يُطَاعُ أَمرُهُ

4-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ ثَلَاثَةٌلا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِوَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم...وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ مَن جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللّهِ أَوِ ادّعَي إِمَاماً مِن غَيرِ اللّهِ أَو زَعَمَ أَنّ لِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ فِي الإِسلَامِ نَصِيباً

5- مع ،[معاني‌ الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ قَالَ سَأَلَ رِجَالٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ إِنّ مَن قِبَلَنَا يَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللّهِ مِن شَرّ الشّيطَانِ وَ شَرّ السّلطَانِ وَ شَرّ النبّطَيِ‌ّ إِذَا استَعرَبَ فَقَالَ نَعَم أَ لَا أَزِيدُكَ مِنهُ قَالَ بَلَي قَالَ وَ مِن شَرّ العرَبَيِ‌ّ إِذَا استَنبَطَ فَقُلتُ وَ كَيفَ ذَاكَ فَقَالَ مَن دَخَلَ فِي الإِسلَامِ فَادّعَي مَولًي غَيرَنَا فَقَد تَعَرّبَ بَعدَ هِجرَتِهِ فَهَذَا النبّطَيِ‌ّ إِذَا استَعرَبَ وَ أَمّا العرَبَيِ‌ّ إِذَا استَنبَطَ فَمَن أَقَرّ بِوَلَايَةِ مَن دَخَلَ بِهِ فِي الإِسلَامِ فَادّعَاهُ دُونَنَا فَهَذَا قَدِ استَنبَطَ

بيان فادعاه أي الولاء يعني‌ ادعي الخلافة بعد مابايع الخليفة وأقر به كعمر أوالمعني أقر بالنبي‌ص أوبأمير المؤمنين ألذي دخل بسببه في الإسلام وأنكر إمامة سائر الأئمة ع والأول أظهر وإطلاق النبطي‌ علي من دخل في الإسلام لأنه استنبط العلم كماورد في الخبر أولأنه خرج عن كونه أعرابيا والمراد بالعربي‌ هنا الأعرابي‌ العاري‌ عن العلم والدين

6-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ يَومَ القِيامَةِ تَرَي الّذِينَ كَذَبُوا عَلَي اللّهِ وُجُوهُهُم مُسوَدّةٌ قَالَ مَنِ ادّعَي


صفحه : 112

أَنّهُ إِمَامٌ وَ لَيسَ بِإِمَامٍ قُلتُ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً قَالَ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً

ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن فضال عن معاوية بن وهب عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه الصلاة و السلام مثله و فيه من زعم أنه إمام ني‌،[الغيبة للنعماني‌] ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن أبي المغراء عن أبي سلام عن سورة

مثله

7-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ ادّعَي الإِمَامَةَ وَ لَيسَ مِن أَهلِهَا فَهُوَ كَافِرٌ

8-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ ادّعَي الإِمَامَةَ وَ لَيسَ بِإِمَامٍ فَقَد افتَرَي عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ عَلَينَا

9-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن يَحيَي أخَيِ‌ أُدَيمٍ عَنِ الوَلِيدِ بنِ صَبِيحٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ هَذَا الأَمرَ لَا يَدّعِيهِ غَيرُ صَاحِبِهِ إِلّا بَتَرَ اللّهُ عُمُرَهُ

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ مَيمُونٍ الصّائِغِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ


صفحه : 113

ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌلا يَنظُرُ اللّهُإِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ مَنِ ادّعَي إِمَامَةً مِنَ اللّهِ لَيسَت لَهُ وَ مَن جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللّهِ وَ مَن قَالَ إِنّ لِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ فِي الإِسلَامِ نَصِيباً

ني‌،[الغيبة للنعماني‌]الكليني‌ عن الحسين بن محمد عن المعلي عن أبي داود المسترق عن علي بن ميمون مثله

11-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] ابنُ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ المُفَضّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَن مَرزُبَانَ القمُيّ‌ّ عَن حُمرَانَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع مِثلَهُ

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ مَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أَو قالَ أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ وَ لَم يُوحَ إِلَيهِ شَيءٌ وَ مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ قَالَ مَنِ ادّعَي الإِمَامَةَ دُونَ الإِمَامِ ع

13-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] ابنُ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ المقُريِ‌ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَومَ القِيامَةِ تَرَي الّذِينَ كَذَبُوا عَلَي اللّهِ وُجُوهُهُم مُسوَدّةٌ أَ لَيسَ فِي جَهَنّمَ مَثويً لِلمُتَكَبّرِينَ قَالَ مَن زَعَمَ أَنّهُ إِمَامٌ وَ لَيسَ بِإِمَامٍ

14-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ


صفحه : 114

عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَلّامٍ عَن سَورَةَ بنِ كُلَيبٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع فِي قَولِهِيَومَ القِيامَةِ تَرَي الّذِينَ كَذَبُوا عَلَي اللّهِ وُجُوهُهُم مُسوَدّةٌ أَ لَيسَ فِي جَهَنّمَ مَثويً لِلمُتَكَبّرِينَ قَالَ مَن قَالَ إنِيّ‌ إِمَامٌ وَ لَيسَ بِإِمَامٍ قُلتُ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً قَالَ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً قُلتُ وَ إِن كَانَ مِن وُلدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ وَ إِن كَانَ مِن وُلدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

ني‌،[الغيبة للنعماني‌]الكليني‌ عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان مثله

15-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] عَبدُ الوَاحِدِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ كُلّ رَايَةٍ تُرفَعُ قَبلَ رَايَةِ القَائِمِ ع صَاحِبُهَا طَاغُوتٌ

16-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] عَبدُ الوَاحِدِ عَنِ ابنِ رَبَاحٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ الخثَعمَيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي الفَضلِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَنِ ادّعَي مَقَامَنَا يعَنيِ‌ الإِمَامَةَ فَهُوَ كَافِرٌ أَو قَالَ مُشرِكٌ

17-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الراّزيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كُلّ رَايَةٍ تُرفَعُ قَبلَ قِيَامِ القَائِمِ صَاحِبُهَا طَاغُوتٌ


صفحه : 115

18-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن خَرَجَ يَدعُو النّاسَ وَ فِيهِم مَن هُوَ أَفضَلُ مِنهُ فَهُوَ ضَالّ مُبتَدِعٌ

باب 4-جامع في صفات الإمام وشرائط الإمامة

الآيات البقرةقالَ إِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ اللّهُ يؤُتيِ‌ مُلكَهُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌيونس أَ فَمَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمّن لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ.تفسير لايخفي علي منصف أن تعليق الاصطفاء وتعليله في الآية الأولي علي زيادة البسطة في العلم والجسم يدل علي أن الأعلم والأشجع أولي بالخلافة والإمامة وبيان أولوية متابعة من يهدي‌ إلي الحق علي متابعة من يحتاج إلي التعلم والسؤال علي أبلغ وجه وأتمه في الثانية يدل علي أن الأعلم أولي بالخلافة و لاخلاف في أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان أعلم وأشجع من المتقدمين عليه و لا في أن كلا من أئمتنا ع كان أعلم ممن كان في زمانه من المدعين للخلافة وبالجملة دلالة الآيتين


صفحه : 116

علي اشتراط الأعلمية والأشجعية في الإمام ظاهر. قال البيضاوي‌ في تفسير الآية الأولي لمااستبعدوا تملكه لفقره وسقوط نسبه رد عليهم ذلك أولا بأن العمدة فيه اصطفاء الله و قداختاره عليكم و هوأعلم بالمصالح منكم وثانيا بأن الشرط فيه وفور العلم ليتمكن به من معرفة الأمور السياسية وجسامة البدن ليكون أعظم خطرا في القلوب وأقوي علي مقاومة العدو ومكابدة الحروب و قدزاده فيهما. وثالثا بأنه تعالي مالك الملك علي الإطلاق فله أن يؤتيه من يشاء. ورابعا بأنه واسع الفضل يوسع علي الفقير ويغنيه عليم بمن يليق الملك انتهي .أقول إذاتأملت في كلامه يظهر لك وجوه من الحجة عليه كماأومأنا إليه و قدمر سائر الآيات في أوائل هذاالمجلد وستأتي‌ في المجلدات الآتية لاسيما المجلد التاسع فلم نوردها هاهنا حذرا من التكرار

1- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع قَالَلِلإِمَامِ عَلَامَاتٌ يَكُونُ أَعلَمَ النّاسِ وَ أَحكَمَ النّاسِ وَ أَتقَي النّاسِ وَ أَحلَمَ النّاسِ وَ أَشجَعَ النّاسِ وَ أَسخَي النّاسِ وَ أَعبَدَ النّاسِ وَ يَلِدُ[يُولَدُ]مَختُوناً وَ يَكُونُ مُطَهّراً وَ يَرَي مِن خَلفِهِ كَمَا يَرَي مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لَا يَكُونُ لَهُ ظِلّ وَ إِذَا وَقَعَ إِلَي الأَرضِ مِن بَطنِ أُمّهِ وَقَعَ عَلَي رَاحَتَيهِ رَافِعاً صَوتَهُ بِالشّهَادَتَينِ وَ لَا يَحتَلِمُ وَ تَنَامُ عَينُهُ وَ لَا يَنَامُ قَلبُهُ وَ يَكُونُ مُحَدّثاً وَ يسَتوَيِ‌ عَلَيهِ دِرعُ رَسُولِ اللّهِص وَ لَا يُرَي لَهُ بَولٌ وَ لَا غَائِطٌ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد وَكّلَ الأَرضَ بِابتِلَاعِ مَا يَخرُجُ مِنهُ وَ تَكُونُ رَائِحَتُهُ أَطيَبَ مِن رَائِحَةِ المِسكِ


صفحه : 117

وَ يَكُونُ أَولَي بِالنّاسِ مِنهُم بِأَنفُسِهِم وَ أَشفَقَ عَلَيهِم مِن آبَائِهِم وَ أُمّهَاتِهِم وَ يَكُونُ أَشَدّ النّاسِ تَوَاضُعاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ يَكُونُ آخَذَ النّاسِ بِمَا يَأمُرُ بِهِ وَ أَكَفّ النّاسِ عَمّا يَنهَي عَنهُ وَ يَكُونُ دُعَاؤُهُ مُستَجَاباً حَتّي إِنّهُ لَو دَعَا عَلَي صَخرَةٍ لَانشَقّت بِنِصفَينِ وَ يَكُونُ عِندَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللّهِص وَ سَيفُهُ ذُو الفَقَارِ وَ تَكُونُ عِندَهُ صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسمَاءُ شِيعَتِهِم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسمَاءُ أَعدَائِهِم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ تَكُونُ عِندَهُ الجَامِعَةُ وَ هيِ‌َ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبعُونَ ذِرَاعاً فِيهَا جَمِيعُ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ وُلدُ آدَمَ وَ يَكُونُ عِندَهُ الجَفرُ الأَكبَرُ وَ الأَصفَرُ إِهَابُ مَاعِزٍ وَ إِهَابُ كَبشٍ فِيهِمَا جَمِيعُ العُلُومِ حَتّي أَرشُ الخَدشِ وَ حَتّي الجَلدَةُ وَ نِصفُ الجَلدَةِ وَ ثُلُثُ الجَلدَةِ وَ يَكُونُ عِندَهُ مُصحَفُ فَاطِمَةَ ع

ج ،[الإحتجاج ] الحسن بن علي بن فضال عنه ع مثله

2-ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّ الإِمَامَ مُؤَيّدٌ بِرُوحِ القُدُسِ وَ بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَمُودٌ مِن نُورٍ يَرَي فِيهِ أَعمَالَ العِبَادِ وَ كُلّ مَا احتَاجَ إِلَيهِ لِدَلَالَةٍ اطّلَعَ عَلَيهِ وَ يُبسَطُ لَهُ فَيَعلَمُ وَ يُقبَضُ عَنهُ فَلَا يَعلَمُ

والإمام يولد ويلد ويصح ويمرض ويأكل ويشرب ويبول ويتغوط وينكح وينام وينسي ويسهو ويفرح ويحزن ويضحك ويبكي‌


صفحه : 118

ويحيا ويموت ويقبر فيزار ويحشر ويوقف ويعرض ويسأل ويثاب ويكرم ويشفع . ودلالته في العلم واستجابة الدعوة و كل ماأخبر به من الحوادث التي‌ تحدث قبل كونها فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله ص توارثه عن آبائه عنه ع و يكون ذلك مما عهده إليه جبرئيل عن علام الغيوب عز و جل . وجميع الأئمة الأحد عشر بعد النبي ص قتلوا منهم بالسيف و هو أمير المؤمنين بعد النبي ص و الحسين ع والباقون قتلوا بالسم قتل كل واحد منهم طاغوت زمانه وجري ذلك عليهم علي الحقيقة والصحة لا كماتقوله الغلاة والمفوضة لعنهم الله .فإنهم يقولون إنهم ع لم يقتلوا علي الحقيقة وإنه شبه للناس أمرهم وكذبوا عليهم غضب الله فإنه ماشبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه عليهم السلام للناس إلاأمر عيسي ابن مريم ع وحده لأنه رفع من الأرض حيا وقبض روحه بين السماء و الأرض ثم رفع إلي السماء ورد عليه روحه و ذلك قول الله عز و جل إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسي إنِيّ‌ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّ و قال الله عز و جل حكاية لقول عيسي يوم القيامةوَ كُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَمّا توَفَيّتنَيِ‌ كُنتَ أَنتَ الرّقِيبَ عَلَيهِم وَ أَنتَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ. و يقول المتجاوزون للحد في أمر الأئمة ع إنه إن جاز أن يشبه أمر عيسي للناس فلم لايجوز أن يشبه أمرهم أيضا و ألذي يجب أن يقال لهم أن عيسي


صفحه : 119

عليه السلام هومولود من غيرأب فلم لايجوز أن يكونوا مولودين من غيرآباء فإنهم لايجسرون علي إظهار مذهبهم لعنهم الله في ذلك ومتي جاز أن يكون جميع أنبياء الله ورسله وحججه بعدآدم ع مولودين من الآباء والأمهات و كان عيسي من بينهم مولودا من غيرأب جاز أن يشبه للناس أمره دون أمر غيره من الأنبياء والحجج ع كماجاز أن يولد من غيرأب دونهم وإنما أراد الله عز و جل أن يجعل أمره ع آية وعلامة ليعلم بذلك أنه علي كل شيءقدير.بيان ويلد مختونا كذا في أكثر نسخ ل ،[الخصال ] ون ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] والظاهر يولد كما في ج ،[الإحتجاج ] وغيره و يكون مطهرا أي من الدم وسائر الكثافات أومقطوع السرة أومختونا فيكون تأكيدا. ويري من خلفه يمكن أن يقرأ في الموضعين بالكسر حرف جر وبالفتح اسم موصول و علي الأول مفعول يري محذوف أي الأشياء والظاهر أن الرؤية في الأول بمعني العلم فإن الرؤية الحقيقية لاتكون إلابشرائطها. و مايقال من أن الرؤية بمعني العلم يتعدي إلي مفعولين وبالعين إلي مفعول واحد فهو إذااستعمل في العلم حقيقة و أما إذااستعمل في الرؤية بالعين ثم استعير للعلم للدلالة علي غاية الانكشاف فيتعدي إلي مفعول واحد كمامر مِن قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَم أَكُن لِأَعبُدَ رَبّاً لَم أَرَهُ ثُمّ قَالَ ع لَم تَرَهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الأَبصَارِ وَ لَكِن رَأَتهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ وَ أَمثَالُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ

و ماقيل من أن الله تعالي خلق لهم إدراكا في القفا كمايخلق النطق في اليد و الرجل في الآخرة أو أنه كان ينعكس شعاع أبصارهم إذاوقع علي مايقابله كما في المرآة فهما تكلفان مستغني عنهما.


صفحه : 120

والقول بأن يدركوا بالعين ما ليس بمقابل لها من باب خرق العادة بناء علي أن شروط الإبصار إنما هي‌ بحسب العادة فيجوز أن تنخرق فيخلق الله الإبصار في غيرالعين من الأعضاء فيري المرئي‌ أويري بالعين ما لايقابله فهي‌ إنما يستقيم علي أصول الأشاعرة المجوزين للرؤية علي الله سبحانه و أما علي أصول المعتزلة والإمامية فلايجري‌ هذاالاحتمال و الله أعلم بحقيقة الحال . ويستوي‌ عليه درع رسول الله كأن هذه غيرالدرع ذات الفضول التي‌ استواؤها من علامات القائم ع كماسيأتي‌ في محله أوالمعني أن هذه من علامات الأئمة عليهم السلام و إن كان بعضها مختصا ببعضهم والأول أظهر. و يكون أولي بالناس يحتمل أن يكون هذاأيضا من معجزاته وصفاته لا من أحكامه كسائر ما في الخبر أي يسخر الله له قلوب شيعته بحيث يكون عندهم اضطرارا أولي من أنفسهم ويفدون أنفسهم دونه ولعله أنسب بسياق الخبر

3-شا،[الإرشاد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع جَالِساً فَدَعَا بِابنِهِ وَ هُوَ صَغِيرٌ فَأَجلَسَهُ فِي حجَريِ‌ وَ قَالَ لِي جَرّدهُ وَ انزِع قَمِيصَهُ فَنَزَعتُهُ فَقَالَ لِيَ انظُر بَينَ كَتِفَيهِ قَالَ فَنَظَرتُ فَإِذَا فِي أَحَدِ كَتِفَيهِ شِبهُ الخَاتَمِ دَاخِلَ اللّحمِ ثُمّ قَالَ لِي أَ تَرَي هَذَا مِثلُهُ فِي هَذَا المَوضِعِ كَانَ مِن أَبِي ع

بيان ظاهره أن للإمام أيضا علامة في جسده تدل علي إمامته ع كخاتم النبوة ويحتمل اختصاصها بالإمامين ع

4-ك ،[إكمال الدين ] مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الهاَروُنيِ‌ّ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ قَاسِمٍ الرّقّامِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَخِيهِ عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُسلِمٍ قَالَكُنّا فِي أَيّامِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع بِمَروَ فَاجتَمَعنَا فِي مَسجِدِ جَامِعِهَا فِي يَومِ جُمُعَةٍ فِي بَدءِ مَقدَمِنَا


صفحه : 121

فَأَدَارَ النّاسُ أَمرَ الإِمَامَةِ وَ ذَكَرُوا كَثرَةَ اختِلَافِ النّاسِ فِيهَا فَدَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ الرّضَا ع فَأَعلَمتُهُ مَا خَاضَ النّاسُ فِيهِ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ العَزِيزِ جَهِلَ القَومُ وَ خُدِعُوا عَن أَديَانِهِم إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَقبِض نَبِيّهُص حَتّي أَكمَلَ لَهُ الدّينَ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ القُرآنَ فِيهِ تَفصِيلُ كُلّ شَيءٍ بَيّنَ فِيهِ الحَلَالَ وَ الحَرَامَ وَ الحُدُودَ وَ الأَحكَامَ وَ جَمِيعَ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ النّاسُ كَمَلًا فَقَالَ عَزّ وَ جَلّما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ وَ أَنزَلَ فِي حَجّةِ الوَدَاعِ وَ هيِ‌َ آخِرُ عُمُرِهِص اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ‌ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناًفَأَمرُ الإِمَامَةِ مِن تَمَامِ الدّينِ وَ لَم يَمضِ ع حَتّي بَيّنَ لِأُمّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِ وَ أَوضَحَ لَهُم سُبُلَهُ وَ تَرَكَهُم عَلَي قَصدِ الحَقّ وَ أَقَامَ لَهُم عَلِيّاً ع عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ شَيئاً تَحتَاجُ إِلَيهِ الأُمّةُ إِلّا بَيّنَهُ فَمَن زَعَمَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يُكمِل دِينَهُ فَقَد رَدّ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن رَدّ كِتَابَ اللّهِ فَهُوَ كَافِرٌ هَل يَعرِفُونَ قَدرَ الإِمَامَةِ وَ مَحَلّهَا مِنَ الأُمّةِ فَيَجُوزَ فِيهَا اختِيَارُهُم إِنّ الإِمَامَةَ أَجَلّ قَدراً وَ أَعظَمُ شَأناً وَ أَعلَي مَكَاناً وَ أَمنَعُ جَانِباً وَ أَبعَدُ غَوراً مِن أَن يَبلُغَهَا النّاسُ بِعُقُولِهِم أَو يَنَالُوهَا بِآرَائِهِم أَو يُقِيمُوا إِمَاماً بِاختِيَارِهِم إِنّ الإِمَامَةَ خَصّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهَا اِبرَاهِيمَ الخَلِيلَ ع بَعدَ النّبُوّةِ وَ الخُلّةِ مَرتَبَةً ثَالِثَةً وَ فَضِيلَةً شَرّفَهُ بِهَا وَ أَشَادَ بِهَا ذِكرَهُ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ


صفحه : 122

إِماماً فَقَالَ الخَلِيلُ ع سُرُوراً بِهَاوَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَفَأَبطَلَت هَذِهِ الآيَةُ إِمَامَةَ كُلّ ظَالِمٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ صَارَت فِي الصّفوَةِ ثُمّ أَكرَمَهُ اللّهُ بِأَن جَعَلَهَا فِي ذُرّيّتِهِ أَهلِ الصّفوَةِ وَ الطّهَارَةِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ نافِلَةً وَ كُلّا جَعَلنا صالِحِينَ وَ جَعَلناهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا وَ أَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وَ إِقامَ الصّلاةِ وَ إِيتاءَ الزّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَفَلَم تَزَل فِي ذُرّيّتِهِ يَرِثُهَا بَعضٌ عَن بَعضٍ قَرناً فَقَرناً حَتّي وَرِثَهَا النّبِيّص فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُإِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَفَكَانَت لَهُ خَاصّةً فَقَلّدَهَاص عَلِيّاً ع بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي رَسمِ مَا فَرَضَهَا اللّهُ فَصَارَت فِي ذُرّيّتِهِ الأَصفِيَاءِ الّذِينَ آتَاهُمُ اللّهُ العِلمَ وَ الإِيمَانَ بِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَ الإِيمانَ لَقَد لَبِثتُم فِي كِتابِ اللّهِ إِلي يَومِ البَعثِفهَيِ‌َ فِي وُلدِ عَلِيّ ع خَاصّةً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ إِذ لَا نبَيِ‌ّ بَعدَ مُحَمّدٍص فَمِن أَينَ يَختَارُ هَؤُلَاءِ الجُهّالُ إِنّ الإِمَامَةَ هيِ‌َ مَنزِلَةُ الأَنبِيَاءِ وَ إِرثُ الأَوصِيَاءِ إِنّ الإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ خِلَافَةُ الرّسُولِ وَ مَقَامُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ مِيرَاثُ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع إِنّ الإِمَامَةَ زِمَامُ


صفحه : 123

الدّينِ وَ نِظَامُ المُسلِمِينَ وَ صَلَاحُ الدّنيَا وَ عِزّ المُؤمِنِينَ إِنّ الإِمَامَةَ أُسّ الإِسلَامِ الناّميِ‌ وَ فَرعُهُ الساّميِ‌ بِالإِمَامِ تَمَامُ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّيَامِ وَ الحَجّ وَ الجِهَادِ وَ تَوفِيرُ الفيَ‌ءِ وَ الصّدَقَاتِ وَ إِمضَاءُ الحُدُودِ وَ الأَحكَامِ وَ مَنعُ الثّغُورِ وَ الأَطرَافِ وَ الإِمَامُ يُحَلّلُ حَلَالَ اللّهِ وَ يُحَرّمُ حَرَامَ اللّهِ وَ يُقِيمُ حُدُودَ اللّهِ وَ يَذُبّ عَن دِينِ اللّهِ وَ يَدعُو إِلَي سَبِيلِ رَبّهِبِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ الحُجّةِ البَالِغَةِ الإِمَامُ كَالشّمسِ الطّالِعَةِ لِلعَالَمِ وَ هيِ‌َ فِي الأُفُقِ بِحَيثُ لَا تَنَالُهُ الأيَديِ‌ وَ الأَبصَارُ الإِمَامُ البَدرُ المُنِيرُ وَ السّرَاجُ الزّاهِرُ وَ النّورُ السّاطِعُ وَ النّجمُ الهاَديِ‌ فِي غَيَاهِبِ الدّجَي وَ البَلَدِ القِفَارِ وَ لُجَجِ البِحَارِ الإِمَامُ المَاءُ العَذبُ عَلَي الظّمَإِ وَ الدّالّ عَلَي الهُدَي وَ المنُجيِ‌ مِنَ الرّدَي الإِمَامُ النّارُ عَلَي اليَفَاعِ الحَارّ لِمَنِ اصطَلَي بِهِ وَ الدّلِيلُ فِي المَهَالِكِ مَن فَارَقَهُ فَهَالِكٌ الإِمَامُ السّحَابُ المَاطِرُ وَ الغَيثُ الهَاطِلُ وَ الشّمسُ المُضِيئَةُ وَ السّمَاءُ الظّلِيلَةُ وَ الأَرضُ البَسِيطَةُ وَ العَينُ الغَزِيرَةُ وَ الغَدِيرُ وَ الرّوضَةُ الإِمَامُ الأَمِينُ الرّفِيقُ وَ الأَخُ الشّقِيقُ[الشّفِيقُ]


صفحه : 124

وَ مَفزَعُ العِبَادِ فِي الدّاهِيَةِ الإِمَامُ أَمِينُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ حُجّتُهُ عَلَي عِبَادِهِ وَ خَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ الداّعيِ‌ إِلَي اللّهِ وَ الذّابّ عَن حُرَمِ اللّهِ الإِمَامُ المُطَهّرُ مِنَ الذّنُوبِ المُبَرّأُ مِنَ العُيُوبِ مَخصُوصٌ بِالعِلمِ مَوسُومٌ بِالحِلمِ نِظَامُ الدّينِ وَ عِزّ المُسلِمِينَ وَ غَيظُ المُنَافِقِينَ وَ بَوَارُ الكَافِرِينَ الإِمَامُ وَاحِدُ دَهرِهِ لَا يُدَانِيهِ أَحَدٌ وَ لَا يُعَادِلُهُ عَالِمٌ وَ لَا يُوجَدُ مِنهُ بَدَلٌ وَ لَا لَهُ مِثلٌ وَ لَا نَظِيرٌ مَخصُوصٌ بِالفَضلِ كُلّهِ مِن غَيرِ طَلَبٍ مِنهُ لَهُ وَ لَا اكتِسَابٍ بَلِ اختِصَاصٌ مِنَ المُفضِلِ الوَهّابِ فَمَن ذَا ألّذِي يَبلُغُ مَعرِفَةَ الإِمَامِ وَ يُمكِنُهُ اختِيَارُهُ هَيهَاتَ هَيهَاتَ ضَلّتِ العُقُولُ وَ تَاهَتِ الحُلُومُ وَ حَارَتِ الأَلبَابُ وَ حَسَرَتِ العُيُونُ وَ تَصَاغَرَتِ العُظَمَاءُ وَ تَحَيّرَتِ الحُكَمَاءُ وَ تَقَاصَرَتِ الحُلَمَاءُ وَ حَصِرَتِ الخُطَبَاءُ وَ جَهِلَتِ الأَلِبّاءُ وَ كَلّتِ الشّعَرَاءُ وَ عَجَزَتِ الأُدَبَاءُ وَ عَيِيَتِ البُلَغَاءُ عَن وَصفِ شَأنٍ مِن شَأنِهِ أَو فَضِيلَةٍ مِن فَضَائِلِهِ فَأَقَرّت بِالعَجزِ وَ التّقصِيرِ


صفحه : 125

وَ كَيفَ يُوصَفُ أَو يُنعَتُ بِكُنهِهِ أَو يُفهَمُ شَيءٌ مِن أَمرِهِ أَو يُوجَدُ مَن يَقُومُ مَقَامَهُ وَ يغُنيِ‌ غَنَاءَهُ لَا كَيفَ وَ أَنّي وَ هُوَ بِحَيثُ النّجمِ مِن أيَديِ‌ المُتَنَاوِلِينَ وَ وَصفِ الوَاصِفِينَ فَأَينَ الِاختِيَارُ مِن هَذَا وَ أَينَ العُقُولُ عَن هَذَا أَو أَينَ يُوجَدُ مِثلُ هَذَا ظَنّوا أَنّ ذَلِكَ يُوجَدُ فِي غَيرِ آلِ الرّسُولِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم كَذَبَتهُم وَ اللّهِ أَنفُسُهُم وَ مَنّتهُمُ البَاطِلَ فَارتَقَوا مُرتَقًي صَعباً دَحضاً تَزِلّ عَنهُ إِلَي الحَضِيضِ أَقدَامُهُم رَامُوا إِقَامَةَ الإِمَامَةِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ بَائِرَةٍ نَاقِصَةٍ وَ آرَاءٍ مُضِلّةٍ فَلَم يَزدَادُوا مِنهُ إِلّا بُعداًقاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّي يُؤفَكُونَلَقَد رَامُوا صَعباً وَ قَالُوا إِفكاً وَضَلّوا ضَلالًا بَعِيداً وَ وَقَعُوا فِي الحَيرَةِ إِذ تَرَكُوا الإِمَامَ عَن بَصِيرَةٍ وَ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطَانُ أَعمَالَهُم فَصَدّهُم عَنِ السّبِيلِ وَ كَانُوا مُستَبصِرِينَ رَغِبُوا عَنِ اختِيَارِ اللّهِ وَ اختِيَارِ رَسُولِهِ إِلَي اختِيَارِهِم وَ القُرآنُ يُنَادِيهِموَ رَبّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَ يَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبحانَ اللّهِ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ أَم لَكُم كِتابٌ فِيهِ تَدرُسُونَ إِنّ لَكُم فِيهِ لَما تَخَيّرُونَ أَم لَكُم أَيمانٌ عَلَينا بالِغَةٌ إِلي يَومِ القِيامَةِ إِنّ لَكُم لَما تَحكُمُونَ سَلهُم أَيّهُم بِذلِكَ زَعِيمٌ أَم لَهُم شُرَكاءُ فَليَأتُوا بِشُرَكائِهِم إِن كانُوا صادِقِينَ


صفحه : 126

وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّأَ فَلا يَتَدَبّرُونَ القُرآنَ أَم عَلي قُلُوبٍ أَقفالُهاأَم طَبَعَ اللّهُ عَلَي قُلُوبِهِم فَهُم لَا يَفقَهُونَ أَم قَالُوا سَمِعنَا وَ هُم لَا يَسمَعُونَإِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الصّمّ البُكمُ الّذِينَ لا يَعقِلُونَ وَ لَو عَلِمَ اللّهُ فِيهِم خَيراً لَأَسمَعَهُم وَ لَو أَسمَعَهُم لَتَوَلّوا وَ هُم مُعرِضُونَ وَقالُوا سَمِعنا وَ عَصَينابَل هُوَفَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِفَكَيفَ لَهُم بِاختِيَارِ الإِمَامِ وَ الإِمَامُ عَالِمٌ لَا يَجهَلُ داعي‌[دَاعٍ] لَا يَنكُلُ مَعدِنُ القُدسِ وَ الطّهَارَةِ وَ النّسُكِ وَ الزّهَادَةِ وَ العِلمِ وَ العِبَادَةِ مَخصُوصٌ بِدَعوَةِ الرّسُولِص وَ هُوَ نَسلُ المُطَهّرَةِ البَتُولِ لَا مَغمَزَ فِيهِ فِي نَسَبٍ وَ لَا يُدَانِيهِ ذُو حَسَبٍ فِي البَيتِ مِن قُرَيشٍ وَ الذّروَةِ مِن هَاشِمٍ وَ العِترَةِ مِن آلِ الرّسُولِ وَ الرّضَا مِنَ اللّهِ شَرَفُ الأَشرَافِ وَ الفَرعُ مِن عَبدِ مَنَافٍ ناَميِ‌ العِلمِ كَامِلُ الحِلمِ مُضطَلِعٌ بِالإِمَامَةِ عَالِمٌ بِالسّيَاسَةِ مَفرُوضُ الطّاعَةِ قَائِمٌ بِأَمرِ اللّهِ نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللّهِ حَافِظٌ لِدِينِ اللّهِ


صفحه : 127

إِنّ الأَنبِيَاءَ وَ الأَئِمّةَ يُوَفّقُهُمُ اللّهُ وَ يُؤتِيهِم مِن مَخزُونِ عِلمِهِ وَ حُكمِهِ مَا لَا يُؤتِيهِ غَيرَهُم فَيَكُونُ عِلمُهُم فَوقَ كُلّ عِلمِ أَهلِ زَمَانِهِم فِي قَولِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأَ فَمَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمّن لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ وَ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراً وَ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّ فِي طَالُوتَإِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ اللّهُ يؤُتيِ‌ مُلكَهُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص وَ كانَ فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ عَظِيماً وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ فِي الأَئِمّةِ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ عِترَتِهِ وَ ذُرّيّتِهِأَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً فَمِنهُم مَن آمَنَ بِهِ وَ مِنهُم مَن صَدّ عَنهُ وَ كَفي بِجَهَنّمَ سَعِيراً وَ إِنّ العَبدَ إِذَا اختَارَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِأُمُورِ عِبَادِهِ شَرَحَ صَدرَهُ لِذَلِكَ وَ أَودَعَ قَلبَهُ يَنَابِيعَ الحِكمَةِ وَ أَلهَمَهُ العِلمَ إِلهَاماً فَلَم يعَي‌َ بَعدَهُ بِجَوَابٍ وَ لَا يُحَيّرُ فِيهِ عَنِ الصّوَابِ وَ هُوَ مَعصُومٌ مُؤَيّدٌ مُوَفّقٌ مُسَدّدٌ قَد أَمِنَ الخَطَايَا وَ الزّلَلَ وَ العِثَارَ يَخُصّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ لِيَكُونَ حُجّتَهُ عَلَي عِبَادِهِ وَ شَاهِدَهُ عَلَي خَلقِهِ وَذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ


صفحه : 128

مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِفَهَل يَقدِرُونَ عَلَي مِثلِ هَذَا فَيَختَارُوهُ أَو يَكُونُ مُختَارُهُم بِهَذِهِ الصّفَةِ فَيُقَدّمُوهُ تَعَدّوا وَ بَيتِ اللّهِ الحَقّ وَ نَبَذُوا كِتَابَ اللّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِم كَأَنّهُم لَا يَعلَمُونَ وَ فِي كِتَابِ اللّهِ الهُدَي وَ الشّفَاءُ فَنَبَذُوهُ وَ اتّبَعُوا أَهوَاءَهُم فَذَمّهُمُ اللّهُ وَ مَقَتَهُم وَ أَتعَسَهُم فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ مَن أَضَلّ مِمّنِ اتّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُديً مِنَ اللّهِ إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَتَعساً لَهُم وَ أَضَلّ أَعمالَهُم وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّكَبُرَ مَقتاً عِندَ اللّهِ وَ عِندَ الّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطبَعُ اللّهُ عَلي كُلّ قَلبِ مُتَكَبّرٍ جَبّارٍ

قال وحدثني‌ بهذا الحديث ابن عصام والدقاق والوراق والمكتب و الحسن بن أحمدالمؤدب جميعا عن الكليني‌ عن أبي محمدالقاسم بن العلاء عن القاسم بن مسلم عن أخيه عنه ع لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابن المتوكل عن الكليني‌ مثله ج ،[الإحتجاج ]القاسم بن مسلم عن أخيه عنه ع

مثله ف ،[تحف العقول ] عبدالعزيزمثله


صفحه : 129

ني‌،[الغيبة للنعماني‌]الكليني‌ عن القاسم بن العلاء عن عبدالعزيز بن مسلم عنه ع مثله كا،[الكافي‌] أبو محمد عن القاسم بن العلاء عن عبدالعزيز بن مسلم مثله بيان قوله ع وخدعوا عن أديانهم أي خدعهم الشيطان صارفا لهم عن أديانهم و في الكافي‌ عن آرائهم فعن تعليلية قوله تعالي ما فَرّطناالاستشهاد بالآية علي وجهين الأول أن الإمامة أعظم الأشياء فيجب أن يكون مبينا فيه الثاني‌ أنه تعالي أخبر ببيان كل شيء في القرآن و لاخلاف في أن غيرالإمام لايعرف كل شيء من القرآن فلابد من وجود الإمام المنصوص و علي التقديرين مبني الاستدلال علي كون المراد بالكتاب القرآن كما هوالظاهر وقيل هواللوح قوله ع من تمام الدين أي لاشك أنه من أمور الدين بل أعظمها كيف لا و قدقدموه علي تجهيز الرسول ص ألذي كان من أوجب الأمور فلابد أن يكون داخلا فيما بلغه ص والقصد الطريق الوسط والإضافة بيانية. إلابينه لعلي‌ ع أوللناس بالنص عليه قوله ع هل يعرفون الغرض أن نصب الإمام موقوف علي العلم بصفاته وشرائط الإمامة وهم جاهلون بهافكيف يتيسر لهم نصبه وتعيينه . قوله وأمنع جانبا أي جانبه أشد منعا من أن يصل إليه يد أحد والإشادة رفع الصوت بالشي‌ء يقال أشاده وأشاد به إذاأشاعه ورفع ذكره . وصارت في الصفوة مثلثة أي أهل الطهارة والعصمة أو أهل الاصطفاء والاختيار والنافلة العطية الزائدة أوولد الولد يهدون بأمرنا أي لابتعيين الخلق قرنا فقرنا منصوبان علي الظرفية قوله تعالي إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ أي أخصهم وأقربهم من الولي‌ بمعني القرب أوأحقهم بمقامه والاستدلال بالآية مبني‌ علي أن المراد بالمؤمنين فيهاالأئمة ع أو علي أن تلك الإمامة انتهت إلي النبي ص و هو لم يستخلف غير علي ع بالاتفاق .


صفحه : 130

قوله وَ قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَأقول قبل هذه الآية قوله تعالي وَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ يُقسِمُ المُجرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤفَكُونَفالظاهر أن هذاجواب قول المجرمين والقائل هم الذين أوتوا العلم والإيمان ومصداقهم الأكمل النبي والأئمة صلوات الله عليهم أوهم المقصودون لاغيرهم . وربما يوهم ظاهر الخبر أن المخاطب هم الأئمة ع والمراد لبثهم في علم الكتاب لكن لايساعده سابقه ولاحقه .نعم قال علي بن ابراهيم هذه الآية مقدمة ومؤخرة وإنما هو و قال الذين أوتوا العلم والإيمان في كتاب الله لقد لبثتم إلي يوم البعث و هو لاينافي‌ ماذكرنا قوله ع إذ لانبي‌ إما تعليل لكون الخلافة فيهم والتقريب أنه لانبي‌ بعد محمدص حتي يجعل الإمامة في غيرهم بعدجعل النبي ص فيهم أولكونهم أئمة لاأنبياء أولامتداد ذلك إلي يوم القيامة والتقريب ظاهر و هوقريب من الأول .منزلة الأنبياء أي منزلة لهم ولمن هو في مثلهم أوكانت لهم فيجب أن ينتقل إلي من هومثلهم . والزمام الخيط ألذي يشد في طرفه المقود و قديطلق علي المقود والأس أصل البناء والسامي‌ العالي‌ والثغور حدود بلاد الإسلام المتصلة ببلاد الكفر والذب المنع والدفع والفعل كنصر. قوله ع لاتناله الأيدي‌ أي أيدي‌ الأوهام والعقول والساطع المرتفع والغيهب الظلمة وشدة السواد والدجي بضم الدال الظلمة والإضافة للمبالغة واستعير لظلمات الفتن والشكوك والشبهة و في الكافي‌ وأجواز البلدان القفار وجوز كل شيءوسطه والقفار جمع القفر و هومفازة لانبات فيها و لاماء و في الإحتجاج والبيد القفار جمع البيداء و هوأظهر واللجة بالضم معظم الماء والظمأ بالتحريك شدة العطش والردي الهلاك والبقاع ماارتفع من الأرض


صفحه : 131

والاصطلاء افتعال من الصلي‌ بالنار و هوالتسخن بها والهطل بالسكون والتحريك تتابع المطر وسيلانه والغزيرة الكثيرة. قوله ع الأمين في الكافي‌ الأنيس الرفيق والوالد الشفيق والأخ الشقيق وإنما وصف الأخ بالشقيق لأنه شق نسبه من نسبه وبعده والأم البرة بالولد الصغير ومفزع العباد في الداهية الناد يقال ند أي شرد ونفر والأظهر أنه مهموز كسحاب أوكحبالي في القاموس نأد الداهية فلانا دهته والنآد كسحاب والنآدي كحبالي الداهية و في الصحاح النآد والنأدي الداهية قال الكميت


فإياكم وداهية نآدي .   أظلتكم بعارضها المخيل .

قوله ع الذاب عن حرم الله الحرم بضم الحاء وفتح الراء جمع الحرمة وهي‌ ما لايحل انتهاكه وتضييعه أي يدفع الضرر والفساد عن حرمات الله وهي‌ ماعظمها وأمر بتعظيمها من بيته وكتابه وخلفائه وفرائضه وأوامره ونواهيه والبوار الهلاك والحلوم أيضا العقول كالألباب . وضلت وتاهت وحارت متقاربة المعاني‌ وحسر بصره كضرب أي كل وانقطع نظره من طول مدي و ماأشبه ذلك و في كا خسأت كمنعت بمعناه ويقال تصاغرت إليه نفسه أي صغرت والتقاصر مبالغة في القصر أوإظهاره كالتطاول وحصر كعلم عيي‌ في المنطق ويقال مايغني‌ عنك هذا أي ماينفعك ويجديك والغناء بالفتح النفع . لاتصريح بالإنكار المفهوم من الاستفهام حذفت الجملة لدلالة ماقبلها علي المراد أي لايوصف إلي آخر الجمل كيف تكرار للاستفهام الإنكاري‌ الأول تأكيدا وأني مبالغة أخري بالاستفهام الإنكاري‌ عن إمكان الوصف و مابعده و هوبحيث النجم الواو للحال والباء بمعني في والخبر محذوف أي مرئي‌ لأن حيث لايضاف إلا إلي الجمل من أيدي‌ المتناولين متعلق بحيث . قوله ع كذبتهم أي قال لهم كذبا أوبالتشديد أي إذارجعوا إلي أنفسهم شهدت أنفسهم بكذب مقالهم قوله ومنتهم الباطل و في كا،[الكافي‌] وغيره الأباطيل


صفحه : 132

أي ألقت في أنفسهم الأماني‌ ويقال منّه السير أي أضعفه وأعياه ويقال مكان دحض ودحض بالتحريك أي زلق و في القاموس رجل حائر بائر أي لم يتجه لشي‌ء و لايأتمر رشدا و لايطيع مرشدا قوله ع أم طبع الله علي قلوبهم هذا من كلامه ع اقتبسه من الآيات و ليس في القرآن بهذا اللفظ وكذا قوله أم قالوا سمعنا و في القرآن هكذاوَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ قالُوا وكذا قوله وقالُوا سَمِعنا وَ عَصَينا و إن كان موافقا للفظ الآية كما لايخفي وكذا قوله بل هوفضل الله لعدم الموافقة ووجه الاستدلال بالآيات ظاهر وتفسيرها موكول إلي مظانها. و أما قوله تعالي وَ لَو أَسمَعَهُم لَتَوَلّوافلم يرد به العموم بأن يكون المراد و لوأسمعهم علي أي وجه كان لتولوا حتي ينتج و لوعلم الله فيهم خيرا لتولوا بل المراد أنه لوأسمعهم وهم علي تلك الحال التي‌ لايعلم الله فيهم خيرا لتولوا فهو كالتأكيد والتعليل للسابق و قدأجيب عنه بوجوه لايسمن و لايغني‌ من جوع و لانطيل الكلام بإيرادها. قوله لاينكل بالضم أي لايجبن والنسك بالضم العبادة والجمع بضمتين قوله ع بدعوة الرسول أي بدعوة الخلق نيابة عن الرسول كَمَا قَالَ النّبِيّص لَا يُبَلّغُهُ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌

و كما قال تعالي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتبّعَنَيِ‌ أوبدعاء الرسول ص إياه للإمامة أوبدعاء الرسول له في قوله أللهم وال من والاه و قوله أللهم أذهب عنهم الرجس و قوله أللهم ارزقهم فهمي‌ وعلمي‌ وغيرها. قوله لامغمز أي لامطعن ويقال فلان مضطلع بهذا الأمر أي قوي‌ عليه قوله قائم بأمر الله أي لاباختيار الأمة أوبإجراء أمر الله قوله في قوله تعالي متعلق بمقدر أي ذلك مذكور في قوله تعالي ويحتمل أن يكون تعليلية.


صفحه : 133

قوله و قال عز و جل لنبيه ص في الكافي‌ بعد ذلك أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُ وَ كانَ فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ عَظِيماً والغرض من إيراد هذاالآية أن الله تعالي امتن علي نبيه ص بإنزال الكتاب والحكمة وإيتاء نهاية العلم وعد ذلك فضلا عظيما وأثبت ذلك الفضل لجماعة من تلك الأمة بأنهم المحسودون علي ماآتاهم الله من فضله ثم بين أنهم من آل ابراهيم فهم الأئمة ع والفضل العلم والحكمة والخلافة مع أنه يظهر من الآيتين أن الفضل والشرف بالعلم والحكمة و لاريب في أنهم ع أعلم من غيرهم من المدعين للخلافة و منه يظهر وجه الاستشهاد بقوله تعالي وَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ والتعس الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط

5-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ خَالِدٍ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ‌ ع قَالَ دَخَلتُ عَلَيهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ بِمَ يُعرَفُ الإِمَامُ فَقَالَ بِخِصَالٍ أَمّا أَوّلُهُنّ فشَيَ‌ءٌ تَقَدّمَ مِن أَبِيهِ فِيهِ وَ عَرّفَهُ النّاسَ وَ نَصَبَهُ لَهُم عَلَماً حَتّي يَكُونَ حُجّةً عَلَيهِم لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص نَصَبَ عَلِيّاً وَ عَرّفَهُ النّاسَ وَ كَذَلِكَ الأَئِمّةُ يُعَرّفُونَهُمُ النّاسَ وَ يَنصِبُونَهُم لَهُم حَتّي يَعرِفُوهُ وَ يُسأَلُ فَيُجِيبُ وَ يُسكَتُ عَنهُ فيَبَتدَ‌ِئُ وَ يُخبِرُ النّاسَ بِمَا فِي غَدٍ وَ يُكَلّمُ النّاسَ بِكُلّ لِسَانٍ فَقَالَ لِي يَا أَبَا مُحَمّدٍ السّاعَةَ قَبلَ أَن تَقُومَ أُعطِيكَ عَلَامَةً تَطمَئِنّ إِلَيهَا فَوَ اللّهِ مَا لَبِثتُ أَن دَخَلَ عَلَينَا رَجُلٌ مِن أَهلِ خُرَاسَانَ فَتَكَلّمَ الخرُاَساَنيِ‌ّ بِالعَرَبِيّةِ فَأَجَابَهُ هُوَ بِالفَارِسِيّةِ فَقَالَ لَهُ الخرُاَساَنيِ‌ّ أَصلَحَكَ اللّهُ مَا منَعَنَيِ‌ أَن أُكَلّمَكَ بكِلَاَميِ‌ إِلّا أنَيّ‌ ظَنَنتُ أَنّكَ لَا تُحسِنُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ إِذَا كُنتُ لَا أُحسِنُ أُجِيبُكَ فَمَا فضَليِ‌ عَلَيكَ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ الإِمَامَ لَا يَخفَي عَلَيهِ كَلَامُ أَحَدٍ مِنَ النّاسِ وَ لَا طَيرٍ وَ لَا بَهِيمَةٍ وَ لَا شَيءٍ فِيهِ رُوحٌ بِهَذَا يُعرَفُ الإِمَامُ فَإِن لَم تَكُن فِيهِ هَذِهِ الخِصَالُ فَلَيسَ هُوَ بِإِمَامٍ


صفحه : 134

6-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَحَضَرتُ مَجلِسَ المَأمُونِ يَوماً وَ عِندَهُ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع وَ قَدِ اجتَمَعَ الفُقَهَاءُ وَ أَهلُ الكَلَامِ مِنَ الفِرَقِ المُختَلِفَةِ فَسَأَلَهُ بَعضُهُم فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بأِيَ‌ّ شَيءٍ تَصِحّ الإِمَامَةُ لِمُدّعِيهَا قَالَ بِالنّصّ وَ الدّلَائِلِ قَالَ لَهُ فَدَلَالَةُ الإِمَامِ فِيمَا هيِ‌َ قَالَ فِي العِلمِ وَ استِجَابَةِ الدّعوَةِ قَالَ فَمَا وَجهُ إِخبَارِكُم بِمَا يَكُونُ قَالَ ذَلِكَ بِعَهدٍ مَعهُودٍ إِلَينَا مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَمَا وَجهُ إِخبَارِكُم بِمَا فِي قُلُوبِ النّاسِ قَالَ ع أَ مَا بَلَغَكَ قَولُ الرّسُولِص اتّقُوا فِرَاسَةَ المُؤمِنِ فَإِنّهُ يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ قَالَ بَلَي قَالَ فَمَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ لَهُ فِرَاسَةٌ يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ عَلَي قَدرِ إِيمَانِهِ وَ مَبلَغِ استِبصَارِهِ وَ عِلمِهِ وَ قَد جَمَعَ اللّهُ لِلأَئِمّةِ مِنّا مَا فَرّقَهُ فِي جَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَفَأَوّلُ المُتَوَسّمِينَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن بَعدِهِ ثُمّ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الأَئِمّةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيهِ المَأمُونُ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ زِدنَا مِمّا جَعَلَ اللّهُ لَكُم أَهلَ البَيتِ فَقَالَ الرّضَا ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أَيّدَنَا بِرُوحٍ مِنهُ مُقَدّسَةٍ مُطَهّرَةٍ لَيسَت بِمَلَكٍ لَم تَكُن مَعَ أَحَدٍ مِمّن مَضَي إِلّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هيِ‌َ مَعَ الأَئِمّةِ مِنّا تُسَدّدُهُم وَ تُوَفّقُهُم وَ هُوَ عَمُودٌ مِن نُورٍ بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ بلَغَنَيِ‌ أَنّ قَوماً يَغلُونَ فِيكُم وَ يَتَجَاوَزُونَ فِيكُمُ الحَدّ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا ترَفعَوُنيِ‌ فَوقَ حقَيّ‌ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ


صفحه : 135

وَ تَعَالَي اتخّذَنَيِ‌ عَبداً قَبلَ أَن يتَخّذِنَيِ‌ نَبِيّاً قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللّهُ الكِتابَ وَ الحُكمَ وَ النّبُوّةَ ثُمّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن كُونُوا رَبّانِيّينَ بِما كُنتُم تُعَلّمُونَ الكِتابَ وَ بِما كُنتُم تَدرُسُونَ وَ لا يَأمُرَكُم أَن تَتّخِذُوا المَلائِكَةَ وَ النّبِيّينَ أَرباباً أَ يَأمُرُكُم بِالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَ وَ قَالَ عَلِيّ ع يَهلِكُ فِيّ اثنَانِ وَ لَا ذَنبَ لِي مُحِبّ مُفرِطٌ وَ مُبغِضٌ مُفرِطٌ وَ إِنّا لَنَبرَأُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِمّن يَغلُو فِينَا فَيَرفَعُنَا فَوقَ حَدّنَا كَبَرَاءَةِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع مِنَ النّصَارَي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ قالَ سُبحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ ما لَيسَ لِي بِحَقّ إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌ وَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ ما قُلتُ لَهُم إِلّا ما أمَرَتنَيِ‌ بِهِ أَنِ اعبُدُوا اللّهَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم وَ كُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَمّا توَفَيّتنَيِ‌ كُنتَ أَنتَ الرّقِيبَ عَلَيهِم وَ أَنتَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّلَن يَستَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبداً لِلّهِ وَ لَا المَلائِكَةُ المُقَرّبُونَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّمَا المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ وَ أُمّهُ صِدّيقَةٌ كانا يَأكُلانِ الطّعامَ وَ مَعنَاهُ أَنّهُمَا كَانَا يَتَغَوّطَانِ فَمَنِ ادّعَي لِلأَنبِيَاءِ رُبُوبِيّةً أَوِ ادّعَي لِلأَئِمّةِ رُبُوبِيّةً أَو نُبُوّةً أَو لِغَيرِ الأَئِمّةِ إِمَامَةً فَنَحنُ مِنهُ بِرَاءٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَقَالَ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَمَا تَقُولُ فِي الرّجعَةِ فَقَالَ الرّضَا ع إِنّهَا الحَقّ وَ قَد كَانَت فِي الأُمَمِ السّالِفَةِ وَ نَطَقَ بِهَا القُرآنُ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كُلّ مَا كَانَ فِي الأُمَمِ السّالِفَةِ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ وَ قَالَ


صفحه : 136

ع إِذَا خَرَجَ المهَديِ‌ّ مِن ولُديِ‌ نَزَلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فَصَلّي خَلفَهُ وَ قَالَ ع بَدَأَ الإِسلَامُ غَرِيباً وَ سَيَعُودُ غَرِيباً فَطُوبَي لِلغُرَبَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ ثُمّ يَرجِعُ الحَقّ إِلَي أَهلِهِ فَقَالَ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَمَا تَقُولُ فِي القَائِلِينَ بِالتّنَاسُخِ فَقَالَ الرّضَا ع مَن قَالَ بِالتّنَاسُخِ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللّهِ العَظِيمِ يُكَذّبُ بِالجَنّةِ وَ النّارِ فَقَالَ المَأمُونُ فَمَا تَقُولُ فِي المُسُوخِ قَالَ الرّضَا ع أُولَئِكَ قَومٌ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم فَمَسَخَهُم فَعَاشُوا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ مَاتُوا وَ لَم يَتَنَاسَلُوا فَمَا يُوجَدُ فِي الدّنيَا مِنَ القِرَدَةِ وَ الخَنَازِيرِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِمّا أُوقِعَ عَلَيهِ اسمُ المُسُوخِيّةِ فهَيِ‌َ مِثلُهَا لَا يَحِلّ أَكلُهَا وَ الِانتِفَاعُ بِهَا قَالَ المَأمُونُ لَا أبَقاَنيِ‌َ اللّهُ بَعدَكَ يَا أَبَا الحَسَنِ وَ اللّهِ مَا يُوجَدُ العِلمُ الصّحِيحُ إِلّا عِندَ أَهلِ هَذَا البَيتِ وَ إِلَيكَ انتَهَي عُلُومُ آبَائِكَ فَجَزَاكَ اللّهُ عَنِ الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ خَيراً قَالَ الحَسَنُ بنُ جَهمٍ فَلَمّا قَامَ الرّضَا ع تَبِعتُهُ فَانصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي وَهَبَ لَكَ مِن جَمِيلِ رأَي‌ِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مَا حَمَلَهُ عَلَي مَا أَرَي مِن إِكرَامِهِ لَكَ وَ قَبُولِهِ لِقَولِكَ فَقَالَ ع يَا ابنَ الجَهمِ لَا يَغُرّنّكَ مَا أَلفَيتَهُ عَلَيهِ مِن إكِراَميِ‌ وَ الِاستِمَاعِ منِيّ‌ فَإِنّهُ سيَقَتلُنُيِ‌ بِالسّمّ وَ هُوَ ظَالِمٌ لِي أَعرِفُ ذَلِكَ بِعَهدٍ مَعهُودٍ إلِيَ‌ّ مِن آباَئيِ‌ عَن رَسُولِ اللّهِص فَاكتُم هَذَا عَلَيّ مَا دُمتُ حَيّاً قَالَ الحَسَنُ بنُ الجَهمِ فَمَا حَدّثتُ أَحَداً بِهَذَا الحَدِيثِ إِلَي أَن مَضَي الرّضَا ع


صفحه : 137

بِطُوسَ مَقتُولًا بِالسّمّ وَ دُفِنَ فِي دَارِ حُمَيدِ بنِ قَحطَبَةَ الطاّئيِ‌ّ فِي القُبّةِ التّيِ‌ فِيهَا قَبرُ هَارُونَ إِلَي جَانِبِهِ

بيان القذة بالضم ريش السهم بدأ الإسلام غريبا أي في زمان شاع الكفر ويعدّ مستغربا ويقل أهله و من يقبله وسيعود كذلك في زمان القائم ع عندانقطاع الإسلام والإيمان فطوبي للتابعين للحق في ذلك الزمان أو في الزمانين قال في النهاية فيه إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كمابدأ فطوبي للغرباء. أي إنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد ألذي لا أهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ وسيعود غريبا كما كان أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء فطوبي للغرباء أي الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول الإسلام ويكونون في آخره وإنما خصهم بهالصبرهم علي أذي الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الإسلام

7-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ قَالَ إِنّ الإِمَامَةَ لَا تَصلُحُ إِلّا لِرَجُلٍ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ وَرَعٌ يَحجُزُهُ عَنِ المَحَارِمِ وَ حِلمٌ يَملِكُ بِهِ غَضَبَهُ وَ حُسنُ الخِلَافَةِ عَلَي مَن ولَيِ‌َ[ولُيّ‌َ] عَلَيهِ حَتّي يَكُونَ لَهُ كَالوَالِدِ الرّحِيمِ

8-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ سُئِلَ أَبُو الحَسَنِ ع الإِمَامُ بأِيَ‌ّ شَيءٍ يُعرَفُ بَعدَ الإِمَامِ قَالَ إِنّ لِلإِمَامِ عَلَامَاتٍ أَن يَكُونَ أَكبَرَ وُلدِ أَبِيهِ بَعدَهُ وَ يَكُونَ فِيهِ الفَضلُ وَ إِذَا قَدِمَ الرّاكِبُ المَدِينَةَ قَالَ إِلَي مَن أَوصَي فُلَانٌ قَالُوا إِلَي فُلَانٍ وَ السّلَاحُ فِينَا بِمَنزِلَةِ التّابُوتِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَدُورُ مَعَ السّلَاحِ حَيثُ كَانَ


صفحه : 138

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن البزنطي‌ مثله

9-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الخَشّابِ عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ شَعِرٍ عَنِ الغنَوَيِ‌ّ عَن عَبدِ الأَعلَي قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا الحُجّةُ عَلَي المدُعّيِ‌ لِهَذَا الأَمرِ بِغَيرِ حَقّ قَالَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الحُجّةِ لَم يَجتَمِعنَ فِي رَجُلٍ إِلّا كَانَ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ أَن يَكُونَ أَولَي النّاسِ بِمَن قَبلَهُ وَ يَكُونَ عِندَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللّهِص وَ يَكُونَ صَاحِبَ الوَصِيّةِ الظّاهِرَةِ ألّذِي إِذَا قَدِمتَ المَدِينَةَ سَأَلتَ العَامّةَ وَ الصّبيَانَ إِلَي مَن أَوصَي فُلَانٌ فَيَقُولُونَ إِلَي فُلَانٍ

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن يزيد شعر مثله بيان أولي الناس بمن قبله أي في النسب أو في الخلطة والعلم والإخلاص والأول أظهر كمامر

10-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ النضّريِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع بِمَا يُعرَفُ صَاحِبُ هَذَا الأَمرِ قَالَ بِالسّكِينَةِ وَ الوَقَارِ وَ العِلمِ وَ الوَصِيّةِ


صفحه : 139

ير،[بصائر الدرجات ] الحسين بن محمد عن المعلي عن محمد بن جمهور عن موسي عن حنان عن الحارث مثله

11-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِذَا مَضَي عَالِمُكُم أَهلَ البَيتِ فبَأِيَ‌ّ شَيءٍ يَعرِفُونَ مَن يجَيِ‌ءُ بَعدَهُ قَالَ باِلهدَي‌ِ وَ الإِطرَاقِ وَ إِقرَارِ آلِ مُحَمّدٍ لَهُ بِالفَضلِ وَ لَا يُسأَلُ عَن شَيءٍ مِمّا بَينَ صَدَفَيهَا إِلّا أَجَابَ فِيهِ

ير،[بصائر الدرجات ] الحسين بن محمد عن أبي جعفر محمد بن الربيع عن رجل من أصحابنا عن الجارود مثله بيان الهدَي‌ السيرة الحسنة ويحتمل الهُدَي بالضم والإطراق لعله أراد به السكوت في حال التقية أوكناية عن السكينة والوقار قال الفيروزآبادي‌ أطرق سكت و لم يكلم وأرخي عينيه ينظر إلي الأرض و قوله بين صدفيها أي جميع الأرض فإن الجبل محيط بالدنيا وصدف الجبل هو ماقابلك من جانبه و في البصائر بين دفتين ودافتا المصحف ضامتاه كناية عن الكل

12-ير،[بصائر الدرجات ]عِمرَانُ بنُ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يَخلُقَ إِمَاماً أَخَذَ اللّهُ بِيَدِهِ شَربَةً مِن تَحتِ عَرشِهِ فَدَفَعَهُ إِلَي مَلَكٍ مِن مَلَائِكَتِهِ فَأَوصَلَهَا إِلَي الإِمَامِ فَكَانَ الإِمَامُ مِن


صفحه : 140

بَعدِهِ مِنهَا فَإِذَا مَضَت عَلَيهِ أَربَعُونَ يَوماً سَمِعَ الصّوتَ وَ هُوَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَإِذَا وُلِدَ أوُتيِ‌َ الحِكمَةَ وَ كُتِبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا كَانَ الأَمرُ يَصِلُ إِلَيهِ أَعَانَهُ اللّهُ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً بِعَدَدِ أَهلِ بَدرٍ وَ كَانُوا مَعَهُ وَ مَعَهُم سَبعُونَ رَجُلًا وَ اثنَا عَشَرَ نَقِيباً فَأَمّا السّبعُونَ فَيَبعَثُهُم إِلَي الآفَاقِ يَدعُونَ النّاسَ إِلَي مَا دَعَوا إِلَيهِ أَوّلًا وَ يَجعَلُ اللّهُ لَهُ فِي كُلّ مَوضِعٍ مِصبَاحاً يُبصِرُ بِهِ أَعمَالَهُم

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن يونس مثله

13-ل ،[الخصال ]العجِليِ‌ّ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ عَشرُ خِصَالٍ مِن صِفَاتِ الإِمَامِ العِصمَةُ وَ النّصُوصُ وَ أَن يَكُونَ أَعلَمَ النّاسِ وَ أَتقَاهُم لِلّهِ وَ أَعلَمَهُم بِكِتَابِ اللّهِ وَ أَن يَكُونَ صَاحِبَ الوَصِيّةِ الظّاهِرَةِ وَ يَكُونَ لَهُ المُعجِزُ وَ الدّلِيلُ وَ تَنَامُ عَينُهُ وَ لَا يَنَامُ قَلبُهُ وَ لَا يَكُونُ لَهُ فيَ‌ءٌ وَ يَرَي مِن خَلفِهِ كَمَا يَرَي مِن بَينِ يَدَيهِ

قال الصدوق رحمة الله عليه معجز الإمام ودليله في العلم واستجابة الدعوة فأما إخباره بالحوادث التي‌ تحدث قبل حدوثها فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله


صفحه : 141

ص وإنما لا يكون له في‌ء لأنه مخلوق من نور الله عز و جل و أمارؤيته من خلفه كمايري من بين يديه فذلك بما أوتي‌ من التوسم والتفرس في الأشياء قال الله عز و جل إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ

14- مع ،[معاني‌ الأخبار] اِبرَاهِيمُ بنُ هَارُونَ العبَسيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن كَثِيرِ بنِ عَيّاشٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ البَاقِرَ ع بِمَ يُعرَفُ الإِمَامُ قَالَ بِخِصَالٍ أَوّلُهَا نَصّ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَيهِ وَ نَصبُهُ عَلَماً لِلنّاسِ حَتّي يَكُونَ عَلَيهِم حُجّةً لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص نَصَبَ عَلِيّاً وَ عَرّفَهُ النّاسَ بِاسمِهِ وَ عَينِهِ وَ كَذَلِكَ الأَئِمّةُ ع يَنصِبُ الأَوّلُ الثاّنيِ‌َ وَ أَن يُسأَلَ فَيُجِيبَ وَ أَن يُسكَتَ عَنهُ فيَبَتدَ‌ِئَ وَ يُخبِرَ النّاسَ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ وَ يُكَلّمَ النّاسَ بِكُلّ لِسَانٍ وَ لُغَةٍ

قال الصدوق رحمه الله إن الإمام إنما يخبر بما يكون في غد بعهد واصل إليه من رسول الله ص و ذلك مما نزل به عليه جبرئيل من أخبار الحوادث الكائنة إلي يوم القيامة.بيان الأخبار المتواترة الدالة علي كون الإمام محدثا و أنه مؤيد بروح القدس و أن الملائكة والروح تنزل عليه في ليلة القدر وغيرها تغني‌ عن هذاالتكلف و إن كان له وجه صحة وسيأتي‌ تمام القول في ذلك في أبواب العلم

15-يد،[التوحيد] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ السّكَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اعرِفُوا اللّهَ بِاللّهِ وَ الرّسُولَ بِالرّسَالَةِ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ العَدلِ وَ الإِحسَانِ

16-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن فَضَالَةَ عَن عَبدِ الحَمِيدِ


صفحه : 142

بنِ نَصرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يُنكِرُونَ الإِمَامَ المُفتَرَضَ الطّاعَةِ وَ يَجحَدُونَ بِهِ وَ اللّهِ مَا فِي الأَرضِ مَنزِلَةٌ أَعظَمَ عِندَ اللّهِ مِن مُفتَرَضِ الطّاعَةِ فَقَد كَانَ اِبرَاهِيمُ دَهراً يَنزِلُ عَلَيهِ الأَمرُ مِنَ اللّهِ وَ مَا كَانَ مُفتَرَضَ الطّاعَةِ حَتّي بَدَا لِلّهِ أَن يُكرِمَهُ وَ يُعَظّمَهُ فَقَالَإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماًفَعَرَفَ اِبرَاهِيمُ مَا فِيهَا مِنَ الفَضلِ فَقالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌فَقالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَي إِنّمَا هيِ‌َ ذُرّيّتُكَ لَا يَكُونُ فِي غَيرِهِم

بيان قوله ع و ما كان مفترض الطاعة أي كان نبيا و لم يكن مرسلا أو كان رسولا و لم تعم رسالته لجميع أهل الأرض أو لم يكن إماما مفترض الطاعة لكل من يأتي‌ بعده من الأنبياء و أما قوله ع أي إنما هي‌ في ذريتك فلعل المراد به أن الله تعالي لماعلم أنه لا يكون المعصوم إلا في ذرية ابراهيم ع قال لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ أي لاتكون الإمامة إلا في المعصومين فلاينالها غيرذريتك و علي هذاالتأويل الجواب أشد مطابقة للسؤال و الله أعلم بحقيقة الحال

17- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ قَالَسَأَلَ ضِرَارُ هِشَامَ بنَ الحَكَمِ عَنِ الدّلِيلِ عَلَي الإِمَامِ بَعدَ النّبِيّص فَقَالَ هِشَامُ الدّلَالَةُ عَلَيهِ ثَمَانُ دَلَالَاتٍ أَربَعَةٌ مِنهَا فِي نَعتِ نَسَبِهِ وَ أَربَعَةٌ فِي نَعتِ نَفسِهِ أَمّا الأَربَعَةُ التّيِ‌ فِي نَعتِ نَسَبِهِ فَأَن يَكُونَ مَعرُوفَ القَبِيلَةِ مَعرُوفَ الجِنسِ مَعرُوفَ النّسَبِ مَعرُوفَ البَيتِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ إِذَا لَم يَكُن مَعرُوفَ القَبِيلَةِ مَعرُوفَ الجِنسِ مَعرُوفَ النّسَبِ مَعرُوفَ البَيتِ جَازَ أَن يَكُونَ فِي أَطرَافِ الأَرضِ وَ فِي كُلّ جِنسٍ مِنَ النّاسِ فَلَمّا لَم يَجُز أَن


صفحه : 143

يَكُونَ إِلّا هَكَذَا وَ لَم نَجِد جِنساً فِي العَالَمِ أَشهَرَ مِن جِنسِ مُحَمّدٍص وَ هُوَ جِنسُ العَرَبِ ألّذِي مِنهُ صَاحِبُ المِلّةِ وَ الدّعوَةِ ألّذِي يُنَادَي بِاسمِهِ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ خَمسَ مَرّاتٍ عَلَي الصَوَامِعِ فِي المَسَاجِدِ فِي جَمِيعِ الأَمَاكِنِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ وَصَلَ دَعوَتَهُ إِلَي كُلّ بَرّ وَ فَاجِرٍ مِن عَالِمٍ وَ جَاهِلٍ مَعرُوفٍ غَيرِ مُنكَرٍ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ فَلَم يَجُز أَن يَكُونَ الدّلِيلُ إِلّا فِي أَشهَرِ الأَجنَاسِ وَ لَمّا لَم يَجُز أَن يَكُونَ إِلّا فِي هَذَا الجِنسِ لِشُهرَتِهِ لَم يَجُز إِلّا أَن يَكُونَ فِي هَذِهِ القَبِيلَةِ التّيِ‌ مِنهَا صَاحِبُ المِلّةِ دُونَ سَائِرِ القَبَائِلِ مِنَ العَرَبِ وَ لَمّا لَم يَجُز إِلّا أَن يَكُونَ فِي هَذِهِ القَبِيلَةِ التّيِ‌ مِنهَا صَاحِبُ الدّعوَةِ لِاتّصَالِهَا بِالمِلّةِ لَم يَجُز إِلّا أَن يَكُونَ فِي هَذَا البَيتِ ألّذِي هُوَ بَيتُ النّبِيّص لِقُربِ نَسَبِهِ مِنَ النّبِيّص إِشَارَةٌ إِلَيهِ دُونَ غَيرِهِ مِن أَهلِ بَيتِهِ ثُمّ إِن لَم يَكُن إِشَارَةٌ إِلَيهِ اشتَرَكَ أَهلُ هَذَا البَيتِ وَ ادّعِيَت فِيهِ فَإِذَا وَقَعَتِ الدّعوَةُ فِيهِ وَقَعَ الِاختِلَافُ وَ الفَسَادُ بَينَهُم وَ لَا يَجُوزُ إِلّا أَن يَكُونَ مِنَ النّبِيّص إِشَارَةٌ إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ بَيتِهِ دُونَ غَيرِهِ لِئَلّا يَختَلِفَ فِيهِ أَهلُ هَذَا البَيتِ أَنّهُ أَفضَلُهُم وَ أَعلَمُهُم وَ أَصلَحُهُم لِذَلِكَ الأَمرِ وَ أَمّا الأَربَعَةُ التّيِ‌ فِي نَعتِ نَفسِهِ فَأَن يَكُونَ أَعلَمَ الخَلقِ وَ أَسخَي الخَلقِ وَ أَشجَعَ الخَلقِ وَ أَعَفّ الخَلقِ وَ أَعصَمَهُم مِنَ الذّنُوبِ صَغِيرِهَا وَ كَبِيرِهَا لَم تُصِبهُ فَترَةٌ وَ لَا جَاهِلِيّةٌ وَ لَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ فِي كُلّ زَمَانٍ قَائِمٌ بِهَذِهِ الصّفَةِ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَزِيدَ الإبِاَضيِ‌ّ وَ كَانَ حَاضِراً مِن أَينَ زَعَمتَ يَا هِشَامُ أَنّهُ لَا بُدّ أَن يَكُونَ أَعلَمَ الخَلقِ قَالَ إِن لَم يَكُن عَالِماً يُؤمَنُ[ لَم يُؤمَن] أَن يَنقَلِبَ شَرَائِعُهُ وَ أَحكَامُهُ فَيَقطَعُ مَن يَجِبُ عَلَيهِ الحَدّ وَ يَحُدّ مَن يَجِبُ عَلَيهِ القَطعُ وَ تَصدِيقُ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ فَمَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمّن لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ


صفحه : 144

تَحكُمُونَ قَالَ فَمِن أَينَ زَعَمتَ أَنّهُ لَا بُدّ أَن يَكُونَ مَعصُوماً مِن جَمِيعِ الذّنُوبِ قَالَ إِن لَم يَكُن مَعصُوماً لَم يُؤمَن أَن يَدخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ غَيرُهُ مِنَ الذّنُوبِ فَيَحتَاجُ إِلَي مَن يُقِيمُ عَلَيهِ الحَدّ كَمَا يُقِيمُهُ عَلَي غَيرِهِ وَ إِذَا دَخَلَ فِي الذّنُوبِ لَم يُؤمَن أَن يُكتَمَ عَلَي جَارِهِ وَ حَبِيبِهِ وَ قَرِيبِهِ وَ صَدِيقِهِ وَ تَصدِيقُ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ قَالَ فَمِن أَينَ زَعَمتَ أَنّهُ أَشجَعُ الخَلقِ قَالَ لِأَنّهُ قَيّمُهُمُ ألّذِي يَرجِعُونَ إِلَيهِ فِي الحَربِ فَإِن هَرَبَ فَقَد بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ لَا يَجُوزُ أَن يَبُوءَ الإِمَامُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإِذا لَقِيتُمُ الّذِينَ كَفَرُوا زَحفاً فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ وَ مَن يُوَلّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتالٍ أَو مُتَحَيّزاً إِلي فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ مَأواهُ جَهَنّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُ قَالَ فَمِن أَينَ زَعَمتَ أَنّهُ لَا بُدّ أَن يَكُونَ أَسخَي الخَلقِ قَالَ لِأَنّهُ إِن لَم يَكُن سَخِيّاً لَم يَصلُح لِلإِمَامَةِ لِحَاجَةِ النّاسِ إِلَي نَوَالِهِ وَ فَضلِهِ وَ القِسمَةِ بَينَهُم بِالسّوِيّةِ لِيَجعَلَ الحَقّ فِي مَوضِعِهِ لِأَنّهُ إِذَا كَانَ سَخِيّاً لَم تَتُق نَفسُهُ إِلَي أَخذِ شَيءٍ مِن حُقُوقِ النّاسِ وَ المُسلِمِينَ وَ لَا يُفَضّلُ نَصِيبَهُ فِي القِسمَةِ عَلَي أَحَدٍ مِن رَعِيّتِهِ وَ قَد قُلنَا إِنّهُ مَعصُومٌ فَإِذَا لَم يَكُن أَشجَعَ الخَلقِ وَ أَعلَمَ الخَلقِ وَ أَسخَي الخَلقِ وَ أَعَفّ الخَلقِ لَم يَجُز أَن يَكُونَ إِمَاماً

بيان قوله فترة أي ضعف ولين في إجراء أحكام الله تعالي قوله لم تَتُق مضارع من تاق إليه أي اشتاق


صفحه : 145

18- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي عِلَلِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ فَلِمَ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ الإِمَامُ مِن غَيرِ جِنسِ الرّسُولِ قِيلَ لِعِلَلٍ مِنهَا أَنّهُ لَمّا كَانَ الإِمَامُ مُفتَرَضَ الطّاعَةِ لَم يَكُن بُدّ مِن دَلَالَةٍ تَدُلّ عَلَيهِ وَ يَتَمَيّزُ بِهَا مِن غَيرِهِ وَ هيِ‌َ القَرَابَةُ المَشهُورَةُ وَ الوَصِيّةُ الظّاهِرَةُ لِيُعرَفَ مِن غَيرِهِ وَ يُهتَدَي إِلَيهِ بِعَينِهِ وَ مِنهَا أَنّهُ لَو جَازَ فِي غَيرِ جِنسِ الرّسُولِ لَكَانَ قَد فُضّلَ مَن لَيسَ بِرَسُولٍ عَلَي الرّسُلِ إِذ جُعِلَ أَولَادُ الرّسُلِ أَتبَاعاً لِأَولَادِ أَعدَائِهِ كأَبَيِ‌ جَهلٍ وَ ابنِ أَبِي مُعَيطٍ لِأَنّهُ قَد يَجُوزُ بِزَعمِهِ أَن يَنتَقِلَ ذَلِكَ فِي أَولَادِهِم إِذَا كَانُوا مُؤمِنِينَ فَيَصِيرُ أَولَادُ الرّسُولِ تَابِعِينَ وَ أَولَادُ أَعدَاءِ اللّهِ وَ أَعدَاءِ رَسُولِهِ مَتبُوعِينَ وَ كَانَ الرّسُولُ أَولَي بِهَذِهِ الفَضِيلَةِ مِن غَيرِهِ وَ أَحَقّ وَ مِنهَا أَنّ الخَلقَ إِذَا أَقَرّوا لِلرّسُولِ بِالرّسَالَةِ وَ أَذعَنُوا لَهُ بِالطّاعَةِ لَم يَتَكَبّر أَحَدٌ مِنهُم عَن أَن يَتّبِعَ وُلدَهُ وَ يُطِيعَ ذُرّيّتَهُ وَ لَم يَتَعَاظَم ذَلِكَ فِي أَنفُسِ النّاسِ وَ إِذَا كَانَ فِي غَيرِ جِنسِ الرّسُولِ كَانَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فِي نَفسِهِ أَنّهُ أَولَي بِهِ مِن غَيرِهِ وَ دَخَلَهُم مِن ذَلِكَ الكِبرُ وَ لَم تَسخُ أَنفُسُهُم بِالطّاعَةِ لِمَن هُوَ عِندَهُم دُونَهُم فَكَانَ يَكُونُ ذَلِكَ دَاعِيَةً لَهُم إِلَي الفَسَادِ وَ النّفَاقِ وَ الِاختِلَافِ

19-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ عَن عِيسَي الفَرّاءِ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ بَينَ يدَيَ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَوَضَعتُ يدَيِ‌ عَلَي خدَيّ‌ وَ قُلتُ لَقَد عَصَمَكَ اللّهُ وَ شَرّفَكَ فَقَالَ يَا مَالِكُ الأَمرُ أَعظَمُ مِمّا تَذهَبُ إِلَيهِ


صفحه : 146

بيان أي ليس محض العصمة والتشريف كمازعمت بل هي‌ الخلافة الكبري وفرض الطاعة علي كافة الوري و غير ذلك مما سيأتي‌ ومضي

20-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي وَ يَعقُوبُ بنُ يَزِيدَ وَ غَيرُهُمَا عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ غَالِبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَمَضَي رَسُولُ اللّهِص وَ خَلّفَ فِي أُمّتِهِ كِتَابَ اللّهِ وَ وَصِيّهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامَ المُتّقِينَ وَ حَبلَ اللّهِ المَتِينَ وَ عُروَتَهُ الوُثقَي التّيِ‌لَا انفِصامَ لَها وَ عَهدَهُ المُؤَكّدَ صَاحِبَانِ مُؤتَلِفَانِ يَشهَدُ كُلّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ بِتَصدِيقٍ يَنطِقُ الإِمَامُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي الكِتَابِ بِمَا أَوجَبَ اللّهُ فِيهِ عَلَي العِبَادِ مِن طَاعَةِ اللّهِ وَ طَاعَةِ الإِمَامِ وَ وَلَايَتِهِ وَ أَوجَبِ حَقّهِ ألّذِي أَرَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنِ استِكمَالِ دِينِهِ وَ إِظهَارِ أَمرِهِ وَ الِاحتِجَاجِ بِحُجّتِهِ وَ الِاستِضَاءَةِ بِنُورِهِ فِي مَعَادِنِ أَهلِ صَفوَتِهِ وَ مُصطَفَي أَهلِ خِيَرَتِهِ فَأَوضَحَ اللّهُ بِأَئِمّةِ الهُدَي مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّنَا عَن دِينِهِ وَ أَبلَجَ بِهِم عَن سَبِيلِ مَنَاهِجِهِ وَ فَتَحَ بِهِم عَن بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلمِهِ فَمَن عَرَفَ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍص وَاجِبَ حَقّ إِمَامِهِ وَجَدَ طَعمَ حَلَاوَةِ إِيمَانِهِ وَ عَلِمَ فَضلَ طُلَاوَةِ إِسلَامِهِ لِأَنّ اللّهَ نَصَبَ الإِمَامَ عَلَماً لِخَلقِهِ وَ جَعَلَهُ حُجّةً عَلَي أَهلِ عَالَمِهِ أَلبَسَهُ اللّهُ تَاجَ الوَقَارِ وَ غَشّاهُ مِن نُورِ الجَبّارِ يُمَدّ بِسَبَبٍ إِلَي السّمَاءِ لَا يَنقَطِعُ عَنهُ مَوَادّهُ وَ لَا يُنَالُ مَا عِندَ اللّهِ تَبَارَكَ


صفحه : 147

وَ تَعَالَي إِلّا بِجِهَةِ أَسبَابِ سَبِيلِهِ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ أَعمَالَ العِبَادِ إِلّا بِمَعرِفَتِهِ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيهِ مِن مُلتَبِسَاتِ الوحَي‌ِ وَ مُعَمّيَاتِ السّنَنِ وَ مُشتَبِهَاتِ الفِتَنِ وَ لَم يَكُنِ اللّهُلِيُضِلّ قَوماً بَعدَ إِذ هَداهُم حَتّي يُبَيّنَ لَهُم ما يَتّقُونَ وَ تَكُونُ الحُجّةُ مِنَ اللّهِ عَلَي العِبَادِ بَالِغَةً

توضيح قوله ع وأوجب حقه في بعض النسخ وواجب حقه و هوعطف علي الموصول أو علي طاعة الله والضمير عائد إليه تعالي أو علي ولايته والضمير عائد إلي الإمام . و قوله من استكمال بيان للموصول و قوله في معادن صفة للنور أوحال عنه والمراد بالصفوة هنا معناه المصدري‌ وإضافة المعادن إلي الأهل إما بيانية أولامية فالمراد بالأهل جميع قرابة الرسول ص . و قوله مصطفي معطوف علي المعادن أوالأهل والأمر في الإضافة والمصدرية كمامر ويحتمل أن يراد بالصفوة والخيرة النبي ص و قوله من أهل بيت حال عن الأئمة أوبيان لها وتعدية الإيضاح وأخواتها بعن لتضمين معني الكشف وإضافة السبيل إلي المناهج إما بيانية أوالمراد بالسبيل العلوم وبالمناهج العبادات التي‌ توجب الوصول إلي قربه تعالي و في بعض النسخ منهاجه والمنهاج الطريق الواضح . قوله وفتح و في بعض النسخ وميّح بتشديد الياء والمائح ألذي ينزل البرء فيملأ الدلو و هوأنسب والتشديد للمبالغة والطلاوة مثلثة الحسن والبهجة والقبول والسبب الحبل و مايتوصل به إلي الشي‌ء ولعل المعني أنه يعرج الله به في مدارج الكمال إلي سماء العظمة والجلال قوله مواده المادة الزيادة المتصلة أي المواد المقررة له من الهدايات والإلهامات والضمير راجع إلي الإمام ويحتمل


صفحه : 148

رجوعه إلي الله و إلي السبب . قوله بجهة أسباب سبيله في بعض النسخ أسبابه و علي التقديرين الضمير للإمام والتباس الأمور اختلاطها علي وجه يعسر الفرق بينها والدجي كما في بعض النسخ جميع الدجية وهي‌ الظلمة الشديدة

21-ير،[بصائر الدرجات ]سَلَمَةُ بنُ الخَطّابِ عَن سُلَيمَانَ بنِ سَمَاعَةَ الحَذّاءِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع الإِمَامُ مِنّا يَنظُرُ مِن خَلفِهِ كَمَا يَنظُرُ مِن قُدّامِهِ

22-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَوماً وَ نَحنُ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الشّيعَةِ قُومُوا تَفَرّقُوا عنَيّ‌ مَثنَي وَ ثُلَاثَ فإَنِيّ‌ أَرَاكُم مِن خلَفيِ‌ كَمَا أَرَاكُم مِن بَينِ يدَيَ‌ّ فَليُسِرّ عَبدٌ فِي نَفسِهِ مَا شَاءَ فَإِنّ اللّهَ يُعَرّفُنِيهِ

23-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن مُقَاتِلٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن يُونُسَ[ بنِ]ظَبيَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ خَلقَ إِمَامٍ أَنزَلَ قَطرَةً مِن تَحتِ عَرشِهِ عَلَي بَقلَةٍ مِن بَقلِ الأَرضِ أَو ثَمَرَةٍ مِن ثِمَارِهَا فَأَكَلَ مِنهَا الإِمَامُ فَتَكُونُ نُطفَتُهُ مِن تِلكَ القَطرَةِ فَإِذَا مَكَثَ فِي بَطنِ أُمّهِ أَربَعِينَ يَوماً سَمِعَ الصّوتَ فَإِذَا تَمّت لَهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ كُتِبَ عَلَي عَضُدِهِ الأَيمَنِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِذَا وَضَعَتهُ أُمّهُ عَلَي الأَرضِ زُيّنَ بِالحِكمَةِ وَ جُعِلَ لَهُ مِصبَاحٌ مِن نُورٍ يَرَي بِهِ أَعمَالَهُم


صفحه : 149

ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن عبدالجبار عن ابن أبي نجران عن ابن محبوب عن مقاتل مثله

24-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَنِ الخيَبرَيِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ ثُمّ قَالَ هَذَا حَرفٌ فِي الأَئِمّةِ خَاصّةً ثُمّ قَالَ يَا يُونُسُ إِنّ الإِمَامَ يَخلُقُهُ اللّهُ بِيَدِهِ لَا يَلِيهِ أَحَدٌ غَيرُهُ وَ هُوَ جَعَلَهُ يَسمَعُ وَ يَرَي فِي بَطنِ أُمّهِ حَتّي إِذَا صَارَ إِلَي الأَرضِ خَطّ بَينَ كَتِفَيهِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ

بيان الخلق باليد كناية عن غاية اللطف والاهتمام بشأنه فإن من يهتم بأمر يليه بنفسه أوالمراد أنه يخلقه بقدرته من غيرملك في تسبيب أسبابه

25-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ مِمّا استُحِقّت بِهِ الإِمَامَةُ التّطهِيرَ وَ الطّهَارَةَ مِنَ الذّنُوبِ وَ المعَاَصيِ‌ المُوبِقَةِ التّيِ‌ تُوجِبُ النّارَ ثُمّ العِلمَ المُنَوّرَ بِجَمِيعِ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ الأُمّةُ مِن حَلَالِهَا وَ حَرَامِهَا وَ العِلمَ بِكِتَابِهَا خَاصّهِ وَ عَامّهِ وَ المُحكَمِ وَ المُتَشَابِهِ وَ دَقَائِقِ عِلمِهِ وَ غَرَائِبِ تَأوِيلِهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنسُوخِهِ قُلتُ وَ مَا الحُجّةُ بِأَنّ الإِمَامَ لَا يَكُونُ إِلّا عَالِماً بِهَذِهِ الأَشيَاءِ ألّذِي ذَكَرتَ قَالَ قَولُ اللّهِ فِيمَن أَذِنَ اللّهُ لَهُم فِي الحُكُومَةِ وَ جَعَلَهُم أَهلَهَاإِنّا أَنزَلنَا التّوراةَ فِيها هُديً وَ نُورٌ يَحكُمُ بِهَا النّبِيّونَ الّذِينَ أَسلَمُوا لِلّذِينَ هادُوا وَ الرّبّانِيّونَ وَ الأَحبارُفَهَذِهِ الأَئِمّةُ دُونَ الأَنبِيَاءِ الّذِينَ يُرَبّونَ النّاسَ بِعِلمِهِم وَ أَمّا الأَحبَارُ فَهُمُ العُلَمَاءُ دُونَ الرّبّانِيّينَ ثُمّ أَخبَرَ فَقَالَبِمَا استُحفِظُوا مِن كِتابِ اللّهِ وَ كانُوا عَلَيهِ شُهَداءَ


صفحه : 150

وَ لَم يَقُل بِمَا حُمّلُوا مِنهُ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله الرباني‌ هو ألذي يرب أمر الناس بتدبيره له وإصلاحه إياه يقال رب فلان أمره ربابة فهو ربان إذادبره وأصلحه وقيل إنه مضاف إلي علم الرب و هوعلم الدين والمعني يحكم بالتوراة النبيون الذين أذعنوا لحكم الله وأقروا به لِلّذِينَ هادُوا أي تابوا من الكفر أولليهود واللام فيه يتعلق بيحكم أي يحكمون بالتوراة لهم وفيما بينهم . والربانيون أي الذين علت درجاتهم في العلم أوالمدبرون لأمر الدين في الولاية بالإصلاح أوالمعلمون للناس من علمهم أوالذين يعملون بما يعلمون والأحبار العلماء الخياربِمَا استُحفِظُوا أي بما استودعوا من كتاب الله وأمروا بحفظه والقيام به وترك تضييعه وكانوا علي الكتاب شهداء أنه من عند الله انتهي .أقول فسر ع الربانيين بالأئمة ع كماروي‌ أن عليا ع كان رباني‌ هذه الأمة والأحبار بالعلماء من شيعتهم ثم استدل علي ذلك بقوله تعالي بِمَا استُحفِظُوا مِن كِتابِ اللّهِ فإن طلب حفظ الكتاب لفظا ومعني إنما يكون لمن عنده علم الكتاب وجميع الأحكام و كان وارثا للعلوم من جهة النبي ص و لو قال بما حملوا لم يظهر منه هذه الرتبة كما لايخفي

26-ني‌،[الغيبة للنعماني‌]الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن إِسحَاقَ بنِ غَالِبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي خُطبَةٍ لَهُ يَذكُرُ فِيهَا حَالَ الأَئِمّةِ ع وَ صِفَاتِهِم فَقَالَ إِنّ اللّهَ


صفحه : 151

تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوضَحَ بِأَئِمّةِ الهُدَي مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّهِص عَن دِينِهِ وَ أَبلَجَ بِهِم عَن سَبِيلِ مِنهَاجِهِ وَ فَتَحَ لَهُم عَن بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلمِهِ فَمَن عَرَفَ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍص وَاجِبَ حَقّ إِمَامِهِ وَجَدَ طَعمَ حَلَاوَةِ إِيمَانِهِ وَ عَلِمَ فَضلَ طُلَاوَةِ إِسلَامِهِ إِنّ اللّهَ نَصَبَ الإِمَامَ عَلَماً لِخَلقِهِ وَ جَعَلَهُ حُجّةً عَلَي أَهلِ طَاعَتِهِ أَلبَسَهُ اللّهُ تَاجَ الوَقَارِ وَ غَشّاهُ مِن نُورِ الجَبّارِ يُمَدّ بِسَبَبٍ مِنَ السّمَاءِ لَا يَنقَطِعُ عَنهُ مَوَادّهُ وَ لَا يُنَالُ مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِجِهَةِ أَسبَابِهِ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ الأَعمَالَ لِلعِبَادِ إِلّا بِمَعرِفَتِهِ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيهِ مِن مُشكِلَاتِ الوحَي‌ِ وَ مُعَمّيَاتِ السّنَنِ وَ مُشتَبِهَاتِ الدّينِ لَم يَزَلِ اللّهُ يَختَارُهُم لِخَلقِهِ مِن وُلدِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مِن عَقِبِ كُلّ إِمَامٍ فَيَصطَفِيهِم لِذَلِكَ وَ يَجتَبِيهِم وَ يَرضَي بِهِم لِخَلقِهِ وَ يَرتَضِيهِم لِنَفسِهِ كُلّمَا مَضَي مِنهُم إِمَامٌ نَصَبَ عَزّ وَ جَلّ لِخَلقِهِ مِن عَقِبِهِ إِمَاماً عَلَماً بَيّناً وَ هَادِياً مُنِيراً وَ إِمَاماً قَيّماً وَ حُجّةً عَالِماً أَئِمّةً مِنَ اللّهِيَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَحُجَجُ اللّهِ وَ دُعَاتُهُ وَ رُعَاتُهُ عَلَي خَلقِهِ يَدِينُ بِهُدَاهُمُ العِبَادُ وَ تُستَهَلّ بِنُورِهِمُ البِلَادُ وَ تنَميِ‌ بِبَرَكَتِهِمُ التّلَادُ وَ جَعَلَهُمُ اللّهُ حَيَاةَ الأَنَامِ وَ مَصَابِيحَ الظّلَامِ وَ دَعَائِمَ


صفحه : 152

الإِسلَامِ جَرَت بِذَلِكَ فِيهِم مَقَادِيرُ اللّهِ عَلَي مَحتُومِهَا فَالإِمَامُ هُوَ المُنتَجَبُ المُرتَضَي وَ الهاَديِ‌ المُجتَبَي وَ القَائِمُ المُرتَجَي اصطَفَاهُ اللّهُ لِذَلِكَ وَ اصطَنَعَهُ عَلَي عَينِهِ فِي الذّرّ حِينَ ذَرَأَهُ وَ فِي البَرِيّةِ حِينَ بَرَأَهُ ظِلّا قَبلَ خَلقِهِ نَسَمَةً عَن يَمِينِ عَرشِهِ مَحبُوّاً بِالحِكمَةِ فِي عِلمِ الغَيبِ عِندَهُ اختَارَهُ بِعِلمِهِ وَ انتَجَبَهُ بِتَطهِيرِهِ بَقِيّةً مِن آدَمَ وَ خِيَرَةً مِن ذُرّيّةِ نُوحٍ وَ مُصطَفًي مِن آلِ اِبرَاهِيمَ وَ سُلَالَةً مِن إِسمَاعِيلَ وَ صَفوَةً مِن عِترَةِ مُحَمّدٍص لَم يَزَل مَرعِيّاً بِعَينِ اللّهِ يَحفَظُهُ بِمَلَائِكَتِهِ مَدفُوعاً عَنهُ وُقُوبُ الغَوَاسِقِ وَ نُفُوثُ كُلّ فَاسِقٍ مَصرُوفاً عَنهُ قَوَاذِفُ[قَوَارِفُ]السّوءِ مُبَرّأً مِنَ العَاهَاتِ مَحجُوباً عَنِ الآفَاتِ مَصُوناً مِنَ الفَوَاحِشِ كُلّهَا مَعرُوفاً بِالحِلمِ وَ البِرّ فِي بِقَاعِهِ مَنسُوباً إِلَي العَفَافِ وَ العِلمِ وَ الفَضلِ عِندَ انتِهَائِهِ مُسنَداً إِلَيهِ أَمرُ وَالِدِهِ صَامِتاً عَنِ المَنطِقِ فِي حَيَاتِهِ فَإِذَا انقَضَت مُدّةُ وَالِدِهِ انتَهَت بِهِ مَقَادِيرُ اللّهِ إِلَي مَشِيّتِهِ وَ جَاءَتِ الإِرَادَةُ مِن عِندِ اللّهِ فِيهِ إِلَي مَحَبّتِهِ وَ بَلَغَ مُنتَهَي مُدّةِ وَالِدِهِ فَمَضَي وَ صَارَ أَمرُ اللّهِ إِلَيهِ مِن بَعدِهِ وَ قَلّدَهُ اللّهُ دِينَهُ وَ جَعَلَهُ الحُجّةَ عَلَي عِبَادِهِ وَ قَيّمَهُ فِي بِلَادِهِ وَ أَيّدَهُ بِرُوحِهِ وَ أَعطَاهُ عِلمَهُ وَ استَودَعَهُ سِرّهُ وَ انتَدَبَهُ لِعَظِيمِ أَمرِهِ وَ آتَاهُ فَضلَ بَيَانِ عِلمِهِ وَ نَصَبَهُ عَلَماً لِخَلقِهِ وَ جَعَلَهُ حُجّةً عَلَي أَهلِ عَالَمِهِ وَ ضِيَاءً لِأَهلِ دِينِهِ وَ القَيّمَ عَلَي عِبَادِهِ


صفحه : 153

رضَيِ‌َ اللّهُ بِهِ إِمَاماً لَهُم استَحفَظَهُ عِلمَهُ وَ استَخبَأَهُ حِكمَتَهُ وَ استَرعَاهُ لِدِينِهِ وَ حَبَاهُ مَنَاهِجَ سُبُلِهِ وَ فَرَائِضَهُ وَ حُدُودَهُ فَقَامَ بِالعَدلِ عِندَ تَحَيّرِ أَهلِ الجَهلِ وَ تَحبِيرِ أَهلِ الجَدَلِ بِالنّورِ السّاطِعِ وَ الشّفَاءِ النّافِعِ بِالحَقّ الأَبلَجِ وَ البَيَانِ مِن كُلّ مَخرَجٍ عَلَي طَرِيقِ المَنهَجِ ألّذِي مَضَي عَلَيهِ الصّادِقُونَ مِن آبَائِهِ فَلَيسَ يَجهَلُ حَقّ هَذَا العَالِمِ إِلّا شقَيِ‌ّ وَ لَا يَجحَدُهُ إِلّا غوَيِ‌ّ وَ لَا يَصُدّ عَنهُ إِلّا جرَيِ‌ءٌ عَلَي اللّهِ جَلّ وَ عَلَا

تبيين الرعاة جمع الراعي‌ قوله وتستهل علي بناء المجهول أي تتنور قال الفيروزآبادي‌ استهل المطر اشتد انصبابه واستهل الهلال بالضم ظهر واستهل رفع صوته والتلاد المال القديم الأصلي‌ ألذي ولد عندك و هونقيض الطارف والتخصيص به لأنه أبعد من النمو أولأن الاعتناء به أكثر ويحتمل أن يكون كناية عن تجديد الآثار القديمة المندرسة جرت بذلك الباء للسببية والإشارة إلي مصدر جعلهم أوجميع ماتقدم مقادير الله أي تقدير الله . قوله ع علي محتومها حال عن المقادير والضمير راجع إليها أي كائنة علي محتومها أي قدرها تقديرا حتما لابداء فيه و لاتغيير. قوله واصطنعه علي عينه أي خلقه ورباه وأكرمه وأحسن إليه معنيا بشأنه


صفحه : 154

عالما بكونه أهلا لذلك قال الله تعالي وَ لِتُصنَعَ عَلي عيَنيِ‌ قال البيضاوي‌ أي ولتربي‌ وليحسن إليك و أناراعيك وراقبك . و قال غيره علي عيني‌ أي بمرأي مني‌ كناية عن غاية الإكرام والإحسان و قال تعالي وَ اصطَنَعتُكَ لنِفَسيِ‌ قال البيضاوي‌ أي واصطفيتك لمحبتي‌ مثله فيما خوله من الكرامة بمن قربه الملك واستخلصه لنفسه . قوله في الذر أي في عالم الأرواح و في البرية أي في عالم الأجساد فقوله ظلا متعلق بالأول و هوبعيد ويحتمل أن يكون ذرأ وبرأ كلاهما في عالم الأرواح أو يكون المراد بالذرء تفريقهم في الميثاق وبالبرء خلق الأرواح والحبوة العطية. قوله بعلمه أي بسبب علمه بأنه يستحقه أوبأن أعطاه علمه وانتجبه لطهره أي لعصمته أي لأن يجعله مطهرا و علي أحد الاحتمالين الضميران لله و علي الآخر للإمام . قوله بعين الله أي بحفظه وحراسته أوإكرامه . والوقوب الدخول والغسق أول ظلمة الليل والغاسق ليل عظم ظلامه وظاهره أنه إشارة إلي قوله تعالي وَ مِن شَرّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وفسر بأن المراد ليل دخل ظلامه في كل شيء وتخصيصه لأن المضار فيه يكثر ويعسر الدفع فيكون كناية عن أنه يدفع عنه الشرور التي‌ يكثر حدوثها بالليل غالبا و لايبعد أن يكون المراد شرور الجن والهوام الموذية فإنها تقع بالليل غالبا كمايدل عليه الأخبار. أو يكون المراد عدم دخول ظلمات الشكوك والشبه والجهالات عليه قوله


صفحه : 155

ونفوث كل فاسق أي لايؤثر فيه سحر الساحرين من قوله تعالي وَ مِن شَرّ النّفّاثاتِ فِي العُقَدِ أو يكون كناية عن وساوس شياطين الإنس والجن والأول أظهر و ماورد من تأثير السحر في النبي ص و في الحسنين ع فمحمول علي التقية وردها أكثر علمائنا ويمكن حمله علي أنه لايؤثر فيهم تأثيرا لايمكنهم دفعه فلاينافي‌ الأخبار لوصحت . قوله ع قوارف السوء أي كواسب السوء من اقتراف الذنب بمعني اكتسابه أوالاتهام بالسوء من قولهم قرف فلانا عابه أواتهمه وأقرفه وقع فيه وذكره بسوء وأقرف به عرضه للتهمة والمراد بالعاهات والآفات الأمراض التي‌ توجب نفرة الخلق وتشويه الخلقة كالعمي والعرج والجذام والبرص وأشباهها ويحتمل أن يكون المراد بالثاني‌ الآفات النفسانية وأمراضها. قوله في بقاعه و في بعض النسخ بالياء المثناة التحتانية والفاء أي في بدو شبابه يقال يفع الغلام إذاراهق و في بعض النسخ بالباء الموحدة والقاف أي في بلاده التي‌ نشأ فيها والأظهر الأول لمقابلة الفقرة الثانية. قوله مسندا إليه أمر والده أي يكون وصيه . قوله إلي مشيته الضمير راجع إلي الله والضمير في قوله به راجع إلي الولد ويحتمل الوالد أي انتهت مقادير الله بسبب الولد إلي ماشاء وأراد من إمامته وجاءت الإرادة من عند الله فيه إلي ماأحب من خلافته . و قوله فمضي جزاء الشرط والقيم القائم بأمور الناس ومدبرهم . قوله وانتدبه أي دعاه وحثه و في كتب اللغة المشهور أن الندب الطلب والانتداب الإجابة ويظهر من الخبر أن الانتداب أيضا يكون بمعني الطلب كما قال في مصباح اللغة انتدبته للأمر فانتدب يستعمل لازما ومتعديا.


صفحه : 156

قوله وآتاه في الكافي‌ وآتاه علمه وأنبأه فصل بيانه أي بيانه الفاصل بين الحق والباطل . قوله واستخبأه بالهمز أوبالتخفيف أي استكتمه و في بعض النسخ بالحاء المهملة أي طلب منه أن يحبو الناس الحكمة. قوله واسترعاه لدينه أي استحفظه الناس لأمر دينه أواللام زائدة والتحبير التحسين والتزيين

27-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع بأِيَ‌ّ شَيءٍ يُعرَفُ الإِمَامُ قَالَ بِالسّكِينَةِ وَ الوَقَارِ قُلتُ[ وَ]بأِيَ‌ّ شَيءٍ قَالَ وَ تَعرِفُهُ بِالحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ بِحَاجَةِ النّاسِ إِلَيهِ وَ لَا يَحتَاجُ إِلَي أَحَدٍ وَ يَكُونُ عِندَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللّهِص قُلتُ يَكُونُ إِلّا وَصِيّاً ابنَ وصَيِ‌ّ قَالَ لَا يَكُونُ إِلّا وَصِيّاً وَ ابنَ وصَيِ‌ّ

28-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] مُحَمّدُ بنُ هَمّامٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ سَمَاعَةَ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِذَا


صفحه : 157

مَضَي الإِمَامُ القَائِمُ مِن أَهلِ البَيتِ فبَأِيَ‌ّ شَيءٍ يُعرَفُ مَن يجَيِ‌ءُ بَعدَهُ قَالَ باِلهدَي‌ِ وَ الإِطرَاقِ وَ إِقرَارِ آلِ مُحَمّدٍص لَهُ بِالفَضلِ وَ لَا يُسأَلُ عَن شَيءٍ إِلّا بَيّنَ

29-كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ الدّلَائِلِ للِحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الأَقرَعِ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع أَسأَلُهُ عَنِ الإِمَامِ هَل يَحتَلِمُ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ بَعدَ مَا فُصِلَ الكِتَابُ الِاحتِلَامُ شَيطَنَةٌ وَ قَد أَعَاذَ اللّهُ أَولِيَاءَهُ مِن ذَلِكَ فَرَدّ الجَوَابَ الأَئِمّةُ حَالُهُم فِي المَنَامِ حَالُهُم فِي اليَقَظَةِ لَا يُغَيّرُ النّومُ مِنهُم شَيئاً قَد أَعَاذَ اللّهُ أَولِيَاءَهُ مِن لَمّةِ الشّيطَانِ كَمَا حَدّثَتكَ نَفسُكَ

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن محمد بن أحمدالأقرع مثله بيان لمة الشيطان مسه وقربه وخطراته

30-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ صَفوَانُأَدخَلتُ عَلَيهِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ ابنيَ‌ أَبِي سَمّالٍ فَسَلّمَا عَلَيهِ وَ أَخبَرَاهُ بِحَالِهِمَا وَ حَالِ أَهلِ بَيتِهِمَا فِي هَذَا الأَمرِ وَ سَأَلَاهُ عَن أَبِي الحَسَنِ فَخَبّرَهُمَا أَنّهُ قَد توُفُيّ‌َ قَالَا فَأَوصَي قَالَ نَعَم قَالَا إِلَيكَ قَالَ نَعَم قَالَا وَصِيّةً مُفرَدَةً قَالَ نَعَم قَالَا فَإِنّ النّاسَ قَدِ


صفحه : 158

اختَلَفُوا عَلَينَا فَنَحنُ نَدِينُ اللّهَ بِطَاعَةِ أَبِي الحَسَنِ ع إِن كَانَ حَيّاً فَإِنّهُ كَانَ إِمَامَنَا وَ إِن كَانَ مَاتَ فَوَصِيّهُ ألّذِي أَوصَي إِلَيهِ إِمَامُنَا فَمَا حَالُ مَن كَانَ هَذَا حَالَهُ مُؤمِنٌ هُوَ قَالَ نَعَم قَد جَاءَكُم أَنّهُ مَن مَاتَ وَ لَم يَعرِف إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً قَالَ وَ هُوَ كَافِرٌ قَالَا فَلِمَ تُكَفّرُهُ قَالَا فَمَا حَالُهُ قَالَ أَ تُرِيدُونَ أَن أُضَلّلَكُم قَالَا فبَأِيَ‌ّ شَيءّ نَستَدِلّ عَلَي أَهلِ الأَرضِ قَالَ كَانَ جَعفَرٌ ع يَقُولُ تأَتيِ‌ المَدِينَةَ فَتَقُولُ إِلَي مَن أَوصَي فُلَانٌ فَيَقُولُونَ إِلَي فُلَانٍ وَ السّلَاحُ عِندَنَا بِمَنزِلَةِ التّابُوتِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَيثُ مَا دَارَ دَارَ الأَمرُ وَ قَالَا فَالسّلَاحُ مَن يَعرِفُهُ ثُمّ قَالَا جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ فَأَخبِرنَا بشِيَ‌ءٍ نَستَدِلّ بِهِ فَقَد كَانَ الرّجُلُ يأَتيِ‌ أَبَا الحَسَنِ ع يُرِيدُ أَن يَسأَلَهُ عَنِ الشيّ‌ءِ فيَبَتدَيِ‌ بِهِ وَ يأَتيِ‌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فيَبَتدَيِ‌ بِهِ قَبلَ أَن يَسأَلَهُ قَالَ فَهَكَذَا كُنتُم تَطلُبُونَ مِن جَعفَرٍ وَ أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ جَعفَرٌ ع لَم نُدرِكهُ وَ قَد مَاتَ وَ الشّيعَةُ مُجتَمِعُونَ عَلَيهِ وَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ هُمُ اليَومَ مُختَلِفُونَ قَالَ مَا كَانُوا مُجتَمِعِينَ عَلَيهِ كَيفَ يَكُونُونَ مُجتَمِعِينَ عَلَيهِ وَ كَانَ مَشيَخَتُكُم وَ كُبَرَاؤُكُم يَقُولُونَ فِي إِسمَاعِيلَ وَ هُم يَرَونَهُ يَشرَبُ كَذَا وَ كَذَا فَيَقُولُونَ هُوَ أَجوَدُ قَالُوا إِسمَاعِيلُ لَم يَكُن أَدخَلَهُ فِي الوَصِيّةِ فَقَالَ قَد كَانَ أَدخَلَهُ فِي كِتَابِ


صفحه : 159

الصّدَقَةِ وَ كَانَ إِمَاماً فَقَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ بنُ أَبِي سَمّالٍهُوَ اللّهُ ألّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَ الشّهادَةِالكَذَا وَ الكَذَا وَ استَقصَي يَمِينَهُ مَا سرَنّيِ‌ أنَيّ‌ زَعَمتُ أَنّكَ لَستَ هَكَذَا وَ لِي مَا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ أَو قَالَ الدّنيَا بِمَا فِيهَا وَ قَد أَخبَرنَاكَ بِحَالِنَا فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ قَد أَخبَرنَاكَ بِحَالِنَا فَمَا كَانَ حَالُ مَن كَانَ هَكَذَا مُسلِمٌ هُوَ قَالَ أَمسِك فَسَكَتَ

بيان لايخفي تشويش الخبر واضطرابه والنسخ فيه مختلفة ففي‌ بعضها هكذا قال نعم قدجاءكم أنه من مات و لم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال و هوكافر قالا فلم تكفره قالا فما حاله قال أتريدون أن أضل لكم و في بعضها قال نعم قالا قدجاء منكم إلي قوله قال وكافر هوقالا فلم لم نكفره قال فما حاله قالا أتريدون أن أضللكم و في بعضها قال نعم قدجاءكم إلي قوله قالا إنه كافر هو قال فلم نكفره قالا فما حاله قال أتريدون أن أضللكم .فعلي الأول يمكن حمله علي أن المراد بقوله نعم إني‌ أجيبك ثم أجاب بما يدل علي عدم إيمانه ثم سألا عن سبب التكفير فلما لم يجبهما استأنفا السؤال فقال ع أتريدون أن أضللكم وأجيبكم بخلاف ماأعلم . و علي الثانية فالمعني أنه أجاب بأنه مؤمن فاعترضا عليه بأن الحديث المشهور يدل علي كفر من هذاحاله فأجاب ع علي الاستفهام الإنكاري‌ و أنه كافر هو أي ميتة الجاهلية أعم من الكفر ببعض معانيه فاعترضا بأنا لم لم نكفره مع موته علي الجاهلية ثم أعاد السؤال عن حاله فأجاب بقوله أتريدون أن أضللكم أي أنسبكم


صفحه : 160

إلي الكفر والضلال فإن هذاحالكم . و علي الثالثة أجاب ع بالإجمال لمصلحة الحال فحكم أولا بإيمانهم ببعض المعاني‌ للإيمان ثم روي مايدل علي كفرهم فأراد أن يصرح بالكفر فأجاب ع بأنا لم نكفره بل روينا خبرا. ثم قالا فما حاله فأجاب ع بأنكم مع إصراركم علي مذهبكم إن حكمت بكفركم يصير سببا لزيادة ضلالكم وإنكاركم لي رأسا فلاأريد أن أضلكم و مع تشبيك النسخ وضم بعضها مع بعض يحصل احتمالات أخري لايخفي توجيهها علي من تأمل فيما ذكرنا. ثم قالا فبأي‌ علامة نستدل علي أهل الأرض أنك إمام أو علي أحد منهم أنه إمام فلما أجاب ع بالوصية والسلاح قالا لانعرف السلاح اليوم عند من هو ثم سألا عن الدلالة واعترفا بأن العلم أوالإخبار بالضمير دليل الإمام فلما اعترفا بذلك ألزمهما ع بأنكم كنتم تأتون الإمامين وتسألون عنهما كماتأتونني‌ وتسألون عني‌ فلم لاتقبلون مني‌ مع أنكم تشهدون العلامة أوكنتما تنازعانهما مع وضوح الكفر أوالمعني أنكم كنتم تسألون منه العلامة وتجادلونه مثل ذلك ثم بعدالمعرفة رأيتم العلامة. أو هو علي الاستفهام الإنكاري‌ أي أكنتم تطلبون العلامة منهما علي وجه المجادلة والإنكار أي لم يكن كذلك بل أتاهما الناس علي وجه القبول والإذعان وطلب الحق فرأوا العلامة فرجعا عن قولهما وتمسكا بالإجماع علي الإمامين ع والاختلاف فيه ع .فأجاب ع بأن مشايخكم وكبراءكم كانوا مختلفين في الكاظم ع كمااختلفوا فيّ إذ جماعة منهم قالوا بإمامة إسماعيل مع أنه كان يشرب النبيذ وكانوا يقولون إن إسماعيل أجود من موسي ع أوالقول به أجود من القول بموسي ع .فقالا الأمر في إسماعيل كان واضحا لأنه لم يكن داخلا في الوصية وإنما


صفحه : 161

لم يتمسكوا بظهور موته لأن هذا كان يبطل مذهبهم لأن موت الكاظم ع أيضا كان ظاهرا ولعله ع لهذا تعرض لإسماعيل للرد عليهم دون عبد الله لأن قصته كانت شبيهة بهذه القصة إذ جماعة منهم كانوا يقولون بغيبة إسماعيل وعدم موته .فأجاب ع بأن الشبهة كانت فيه أيضا قائمة و إن لم يكن داخلا في الوصية لأنه كان داخلا في كتاب الصدقات التي‌ أوقفها الصادق ع أو كتّاب الصدقات جمع كاتب . و كان إماما أي و كان الناس يأتمون به في الصلاة أو كان الناس يزعمون أنه إمام قبل موته لأنه كان أكبر و قداشتهر فيه البداء ويحتمل أن يكون حالا عن فاعل أدخله لكنه بعيد. قوله الكذا والكذا أي غلظ في اليمين بغير ماذكر من الأسماء العظام كالضار النافع المهلك المدرك وحاصل يمينه أني‌ لايسرني‌ أن تكون لي الدنيا و ما فيها و لاتكون إماما أي إني‌ أحب بالطبع إمامتك لكني‌ متحير في الأمر ثم أخبره أخوه بمثله وأعاد السؤال الأول فأمره ع بالسكوت ويحتمل أن يكون أمسك فعلا. والمشيخة بفتح الميم والياء وسكون الشين وبكسر الشين وسكون الياء جمع الشيخ

31-كش ،[رجال الكشي‌] قَالَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ وَ مِمّا وَقّعَ عَبدُ اللّهِ بنُ حَمدَوَيهِ البيَهقَيِ‌ّ وَ كَتَبتُهُ مِن رُقعَتِهِ أَنّ أَهلَ نَيسَابُورَ قَدِ اختَلَفُوا فِي دِينِهِم وَ خَالَفَ بَعضُهُم بَعضاً وَ يُكَفّرُ بَعضُهُم بَعضاً وَ بِهَا قَومٌ يَقُولُونَ إِنّ النّبِيّص عَرَفَ جَمِيعَ لُغَاتِ أَهلِ الأَرضِ وَ لُغَاتِ الطّيُورِ وَ جَمِيعَ مَا خَلَقَ اللّهُ وَ كَذَلِكَ لَا بُدّ أَن يَكُونَ فِي كُلّ زَمَانٍ مَن يَعرِفُ ذَلِكَ وَ يَعلَمُ مَا يُضمِرُ الإِنسَانُ وَ يَعلَمُ مَا يَعمَلُ أَهلُ كُلّ بِلَادٍ فِي بِلَادِهِم


صفحه : 162

وَ مَنَازِلِهِم وَ إِذَا لقَيِ‌َ طِفلَينِ فَيَعلَمُ أَيّهُمَا مُؤمِنٌ وَ أَيّهُمَا يَكُونُ مُنَافِقاً وَ أَنّهُ يَعرِفُ أَسمَاءَ جَمِيعِ مَن يَتَوَلّاهُ فِي الدّنيَا وَ أَسمَاءَ آبَائِهِم وَ إِذَا رَأَي أَحَدَهُم عَرَفَهُ بِاسمِهِ مِن قَبلِ أَن يُكَلّمَهُ وَ يَزعُمُونَ جُعِلتُ فِدَاكَ أَنّ الوحَي‌َ لَا يَنقَطِعُ وَ النّبِيّص لَم يَكُن عِندَهُ كَمَالُ العِلمِ وَ لَا كَانَ عِندَ أَحَدٍ مِن بَعدِهِ وَ إِذَا حَدَثَ الشيّ‌ءُ فِي أَيّ زَمَانٍ كَانَ وَ لَم يَكُن عِلمُ ذَلِكَ عِندَ صَاحِبِ الزّمَانِ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ وَ إِلَيهِم فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ افتَرَوا إِثماً عَظِيماً وَ بِهَا شَيخٌ يُقَالُ لَهُ فَضلُ بنُ شَاذَانَ يُخَالِفُهُم فِي هَذِهِ الأَشيَاءِ وَ يُنكِرُ عَلَيهِم أَكثَرَهَا وَ قَولُهُ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ فَوقَ العَرشِ كَمَا وَصَفَ نَفسَهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ جِسمٌ فَوَصَفَهُ بِخِلَافِ المَخلُوقِينَ فِي جَمِيعِ المعَاَنيِ‌لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ وَ إِنّ مِن قَولِهِ أَنّ النّبِيّص قَد أَتَي بِكَمَالِ الدّينِ وَ قَد بَلّغَ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا أَمَرَهُ بِهِ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ وَ عَبَدَهُ حَتّي أَتَاهُ اليَقِينُ وَ أَنّهُ ع أَقَامَ رَجُلًا يَقُومُ مَقَامَهُ مِن بَعدِهِ فَعَلّمَهُ مِنَ العِلمِ ألّذِي أَوحَي اللّهُ فَعَرَفَ ذَلِكَ الرّجُلُ ألّذِي


صفحه : 163

عِندَهُ مِنَ العِلمِ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ تَأوِيلِ الكِتَابِ وَ فَصلِ الخِطَابِ وَ كَذَلِكَ فِي كُلّ زَمَانٍ لَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ وَاحِدٌ يَعرِفُ هَذَا وَ هُوَ مِيرَاثٌ مِن رَسُولِ اللّهِص يَتَوَارَثُونَهُ وَ لَيسَ يَعلَمُ أَحَدٌ مِنهُم شَيئاً مِن أَمرِ الدّينِ إِلّا بِالعِلمِ ألّذِي وَرِثُوهُ عَنِ النّبِيّص وَ هُوَ يُنكِرُ الوحَي‌َ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ قَد صَدَقَ فِي بَعضٍ وَ كَذَبَ فِي بَعضٍ وَ فِي آخِرِ الوَرَقَةِ قَد فَهِمنَا رَحِمَكَ اللّهُ كُلّ مَا ذَكَرتَ وَ يَأبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُرشِدَ أَحَدَكُم وَ أَن يَرضَي عَنكُم وَ أَنتُم مُخَالِفُونَ مُعَطّلُونَ الدّينَ لَا تَعرِفُونَ إِمَاماً وَ لَا تَتَوَلّونَ وَلِيّاً كُلّمَا تَلَافَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِرَحمَتِهِ وَ أَذِنَ لَنَا فِي دُعَائِكُم إِلَي الحَقّ وَ كَتَبنَا إِلَيكُم بِذَلِكَ وَ أَرسَلنَا إِلَيكُم رَسُولًا لَم تُصَدّقُوهُ فَاتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ لَا تَلِجُوا فِي الضّلَالَةِ مِن بَعدِ المَعرِفَةِ وَ اعلَمُوا أَنّ الحُجّةَ قَد لَزِمَت أَعنَاقَكُم وَ اقبَلُوا نِعمَتَهُ عَلَيكُم تَدُم لَكُم بِذَلِكَ السّعَادَةُ فِي الدّارَينِ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِن شَاءَ اللّهُ وَ هَذَا الفَضلُ بنُ شَاذَانَ مَا لَنَا وَ لَهُ يُفسِدُ عَلَينَا مَوَالِيَنَا وَ يُزَيّنُ لَهُمُ الأَبَاطِيلَ وَ كُلّمَا كَتَبنَا إِلَيهِم كِتَاباً اعتَرَضَ عَلَينَا فِي ذَلِكَ وَ أَنَا أَتَقَدّمُ إِلَيهِ أَن يَكُفّ عَنّا وَ إِلّا وَ اللّهِ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَرمِيَهُ بِمَرَضٍ لَا يَندَمِلُ جُرحُهُ فِي الدّنيَا وَ لَا فِي الآخِرَةِ أَبلِغ


صفحه : 164

مَوَالِيَنَا هَدَاهُمُ اللّهُ سلَاَميِ‌ وَ أَقرِئهُم هَذِهِ الرّقعَةَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

بيان قوله فقال كذبوا أي كتب ع تحت هذاالفصل في الكتاب كذبوا و قوله و بهاشيخ تتمة الرقعة و قوله فقال قدصدق أي كتب ع بعد هذاالفصل من كلام الفضل هذاالقول قوله ع و لاتلجوا إما مخفف من الولوج أومشدد من اللجاج

32-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ ذَكَرتُ الصّوتَ عِندَهُ فَقَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع كَانَ يَقرَأُ القُرآنَ فَرُبّمَا مَرّ بِهِ المَارّ فَصَعِقَ مِن حُسنِ صَوتِهِ وَ إِنّ الإِمَامَ لَو أَظهَرَ مِن ذَلِكَ شَيئاً لَمَا احتَمَلَهُ النّاسُ مِن حُسنِهِ قُلتُ وَ لَم يَكُن رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ وَ يَرفَعُ صَوتَهُ بِالقُرآنِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَحمِلُ النّاسَ مِن خَلفِهِ مَا يُطِيقُونَ

33-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ القَاسِمِ مُعَنعَناً عَن أَبِي خَلِيفَةَ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ أَبُو عُبَيدَةَ الحَذّاءُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ يَا جَارِيَةُ هلَمُيّ‌ بِمِرفَقَةٍ قُلتُ بَل نَجلِسُ قَالَ يَا أَبَا خَلِيفَةَ لَا تَرُدّ الكَرَامَةَ لِأَنّ الكَرَامَةَ لَا يَرُدّهَا إِلّا حِمَارٌ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع كَيفَ لَنَا بِصَاحِبِ هَذَا الأَمرِ حَتّي نَعرِفَ قَالَ فَقَالَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيالّذِينَ إِن مَكّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَوا عَنِ المُنكَرِإِذ رَأَيتَ هَذَا الرّجُلَ مِنّا فَاتّبِعهُ فَإِنّهُ هُوَ صَاحِبُكَ

أَقُولُ سيَأَتيِ‌ فِي كِتَابِ القُرآنِ مِن تَفسِيرِ النعّماَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ الإِمَامُ المُستَحِقّ لِلإِمَامَةِ لَهُ عَلَامَاتٌ فَمِنهَا أَن يُعلَمَ أَنّهُ مَعصُومٌ مِنَ الذّنُوبِ كُلّهَا صَغِيرِهَا وَ كَبِيرِهَا لَا يَزِلّ فِي الفُتيَا وَ لَا يُخطِئُ فِي الجَوَابِ وَ لَا يَسهُو وَ لَا يَنسَي وَ لَا يَلهُو بشِيَ‌ءٍ مِن أَمرِ الدّنيَا


صفحه : 165

وَ الثاّنيِ‌ أَن يَكُونَ أَعلَمَ النّاسِ بِحَلَالِ اللّهِ وَ حَرَامِهِ وَ ضُرُوبِ أَحكَامِهِ وَ أَمرِهِ وَ نَهيِهِ جَمِيعِ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ النّاسُ فَيَحتَاجُ النّاسُ إِلَيهِ وَ يسَتغَنيِ‌ عَنهُم وَ الثّالِثُ يَجِبُ أَن يَكُونَ أَشجَعَ النّاسِ لِأَنّهُ فِئَةُ المُؤمِنِينَ التّيِ‌ يَرجِعُونَ إِلَيهَا إِنِ انهَزَمَ مِنَ الزّحفِ انهَزَمَ النّاسُ لِانهِزَامِهِ وَ الرّابِعُ يَجِبُ أَن يَكُونَ أَسخَي النّاسِ وَ إِن بَخِلَ أَهلُ الأَرضِ كُلّهُم لِأَنّهُ إِنِ استَولَي الشّحّ عَلَيهِ شَحّ بِمَا فِي يَدَيهِ مِن أَموَالِ المُسلِمِينَ الخَامِسُ العِصمَةُ مِن جَمِيعِ الذّنُوبِ وَ بِذَلِكَ يَتَمَيّزُ عَنِ المَأمُومِينَ الّذِينَ هُم غَيرُ مَعصُومِينَ لِأَنّهُ لَو لَم يَكُن مَعصُوماً لَم يُؤمَن عَلَيهِ أَن يَدخُلَ فِيمَا يَدخُلُ النّاسُ فِيهِ مِن مُوبِقَاتِ الذّنُوبِ المُهلِكَاتِ وَ الشّهَوَاتِ وَ اللّذّاتِ وَ لَو دَخَلَ فِي هَذِهِ الأَشيَاءِ لَاحتَاجَ إِلَي مَن يُقِيمُ عَلَيهِ الحُدُودَ فَيَكُونُ حِينَئِذٍ إِمَاماً مَأمُوماً وَ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ إِمَامٌ بِهَذِهِ الصّفَةِ وَ أَمّا وُجُوبُ كَونِهِ أَعلَمَ النّاسِ فَإِنّهُ لَو لَم يَكُن عَالِماً لَم يُؤمَن أَن يَقلِبَ الأَحكَامَ وَ الحُدُودَ وَ تَختَلِفَ عَلَيهِ القَضَايَا المُشكِلَةُ فَلَا يُجِيبُ عَنهَا أَو يُجِيبُ عَنهَا ثُمّ يُجِيبُ بِخِلَافِهَا وَ أَمّا وُجُوبُ كَونِهِ أَشجَعَ النّاسِ فَبِمَا قَدّمنَاهُ لِأَنّهُ لَا يَصِحّ أَن يَنهَزِمَ فَيَبُوءُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ تَعَالَي وَ هَذِهِ لَا يَصِحّ أَن تَكُونَ صِفَةَ الإِمَامِ وَ أَمّا وُجُوبُ كَونِهِ أَسخَي النّاسِ فَبِمَا قَدّمنَاهُ وَ ذَلِكَ لَا يَلِيقُ بِالإِمَامِ وَ سَاقَهُ


صفحه : 166

بِطُولِهِ إِلَي أَن قَالَ رَدّاً عَلَي مسُتحَلِيّ‌ القِيَاسِ وَ الرأّي‌ِ وَ ذَلِكَ أَنّهُم لَمّا عَجَزُوا عَن إِقَامَةِ الأَحكَامِ عَلَي مَا أَنزَلَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ عَدَلُوا عَن أَخذِهَا مِن أَهلِهَا مِمّن فَرَضَ اللّهُ سُبحَانَهُ طَاعَتَهُم عَلَي عِبَادِهِ مِمّن لَا يَزِلّ وَ لَا يُخطِئُ وَ لَا يَنسَي الّذِينَ أَنزَلَ اللّهُ كِتَابَهُ عَلَيهِم وَ أَمَرَ الأُمّةَ بِرَدّ مَا اشتَبَهَ عَلَيهِم مِنَ الأَحكَامِ إِلَيهِم وَ طَلَبُوا الرّئَاسَةَ رَغبَةً فِي حُطَامِ الدّنيَا وَ رَكِبُوا طَرِيقَ أَسلَافِهِم مِمّنِ ادّعَي مَنزِلَةَ أَولِيَاءِ اللّهِ لَزِمَهُمُ المُعجِزُ فَادّعَوا أَنّ الرأّي‌َ وَ القِيَاسَ وَاجِبٌ

34-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ وَ حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قِيلَ لَهُ بأِيَ‌ّ شَيءٍ يُعرَفُ الإِمَامُ قَالَ بِالوَصِيّةِ الظّاهِرَةِ وَ بِالفَضلِ إِنّ الإِمَامَ لَا يَستَطِيعُ أَحَدٌ أَن يَطعَنَ عَلَيهِ فِي فَمٍ وَ لَا بَطنٍ وَ لَا فَرجٍ فَيُقَالَ كَذّابٌ وَ يَأكُلُ أَموَالَ النّاسِ وَ مَا أَشبَهَ هَذَا

35-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا عَلَامَةُ الإِمَامِ ألّذِي بَعدَ الإِمَامِ فَقَالَ طَهَارَةُ الوِلَادَةِ وَ حُسنُ المَنشَإِ وَ لَا يَلهُو وَ لَا يَلعَبُ

بيان حسن المنشإ أن يظهر منه آثار الفضل والكمال من حد الصبا إلي آخر العمر و أماطهارة الولادة فظاهر أن المراد به أن لايطعن في نسبه وربما قيل أريد به أن يولد مختونا مسرورا منقي من الدم والكثافات و لايخفي بعده

36-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَنِ الرّضَا ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الدّلَالَةِ عَلَي صَاحِبِ هَذَا الأَمرِ فَقَالَ الدّلَالَةُ عَلَيهِ


صفحه : 167

الكِبَرُ وَ الفَضلُ وَ الوَصِيّةُ إِذَا قَدِمَ الرّكبُ المَدِينَةَ فَقَالُوا إِلَي مَن أَوصَي فُلَانٌ قِيلَ إِلَي فُلَانٍ وَ دُورُوا مَعَ السّلَاحِ حَيثُ مَا دَارَ فَأَمّا المَسَائِلُ فَلَيسَ فِيهَا حُجّةٌ

بيان أي ليس فيهاحجة للعوام لعدم تمييزهم بين الحق والباطل

37-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي بَعضِ خُطَبِهِ وَ قَد عَلِمتُم أَنّهُ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ عَلَي الفُرُوجِ وَ الدّمَاءِ وَ المَغَانِمِ وَ الأَحكَامِ وَ إِمَامَةِ المُسلِمِينَ البَخِيلُ فَتَكُونَ فِي أَموَالِهِم نَهمَتُهُ وَ لَا الجَاهِلُ فَيُضِلّهُم بِجَهلِهِ وَ لَا الجاَفيِ‌ فَيَقطَعَهُم بِجَفَائِهِ وَ لَا الحَائِفُ لِلدّوَلِ فَيَتّخِذَ قَوماً دُونَ قَومٍ وَ لَا المرُتشَيِ‌ فِي الحُكمِ فَيَذهَبَ بِالحُقُوقِ وَ يَقِفَ بِهَا دُونَ المَقَاطِعِ وَ لَا المُعَطّلُ لِلسّنّةِ فَيُهلِكَ الأُمّةَ

بيان النهمة بالفتح الحاجة وبلوغ الهمة والحاجة والشهوة في الشي‌ء وبالتحريك كما في بعض النسخ إفراط الشهوة في الطعام والجفاء خلاف البر والصلة والغلظة في الخلق فيقطعهم بجفائه أي عن حاجتهم لغلظته عليهم أوبعضهم عن بعض لأنه يصير سببا لتفرقتهم والحائف بالمهملة الظالم والدول بالضم جمع دولة وهي‌ المال ألذي يتداول به فالمعني ألذي يجور و لايقسم بالسوية و كمافرض الله فيتخذ قوما مصرفا أوحبيبا فيعطيهم ماشاء ويمنع آخرين حقوقهم . و في بعض النسخ بالخاء المعجمة والدول بالكسر جمع دولة بالفتح وهي‌ الغلبة في الحرب وغيره وانقلاب الزمان فالمراد ألذي يخاف تقلبات الدهر وغلبة أعدائه فيتخذ قوما يتوقع نصرهم ونفعهم في دنياه ويقويهم بتفضيل العطاء وغيره ويضعف آخرين .


صفحه : 168

و في بعضها بالمعجمة وضم الدال أي ألذي يخاف ذهاب الأموال وعدمها عندالحاجة فيذهب بالحقوق أي يبطلها ويقف بهادون المقاطع أي يجعلها موقوفة عندمواضع قطعها فلايحكم بهابل يحكم بالباطل أويسوف في الحكم حتي يضطر المحق ويرضي بالصلح ويحتمل أن يكون دون بمعني غير أي يقف بها في غيرمقاطعها و هوالباطل

38-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لِلإِمَامِ عَشرُ عَلَامَاتٍ يُولَدُ مُطَهّراً مَختُوناً وَ إِذَا وَقَعَ عَلَي الأَرضِ وَقَعَ عَلَي رَاحَتَيهِ رَافِعاً صَوتَهُ بِالشّهَادَتَينِ وَ لَا يُجنِبُ وَ تَنَامُ عَينُهُ وَ لَا يَنَامُ قَلبُهُ وَ لَا يَتَثَاءَبُ وَ لَا يَتَمَطّي وَ يَرَي مِن خَلفِهِ كَمَا يَرَي مِن أَمَامِهِ وَ نَجوُهُ كَرَائِحَةِ المِسكِ وَ الأَرضُ مُوَكّلَةٌ بِسَترِهِ وَ ابتِلَاعِهِ وَ إِذَا لَبِسَ دِرعَ رَسُولِ اللّهِص كَانَت عَلَيهِ وَفقاً وَ إِذَا لَبِسَهُ غَيرُهُ مِنَ النّاسِ طَوِيلُهُم وَ قَصِيرُهُم زَادَت عَلَيهِ شِبراً وَ هُوَ مُحَدّثٌ إِلَي أَن تنَقضَيِ‌َ أَيّامُهُ

توضيح الظاهر أن المختون تفسير للمطهر فإن إطلاق التطهير علي الختان شائع في عرف الشرع والكليني‌ رحمه الله عنون باب الختان بالتطهير. و عن النبي ص طهروا أولادكم يوم السابع الخبر. وربما يحمل التطهير هنا علي سقوط السرة فيكون قوله مختونا تأسيسا ويحتمل أن يراد به عدم التلوث بالدم والكثافات كماأشرنا إليه سابقا و علي الأخيرين عدّا علامة واحدة لتشابههما وشمول معني واحد لهما و هوتطهره عما ينبغي‌ تطهيره عنه .


صفحه : 169

و إذاوقع هي‌ الثانية و لايجنب الثالثة أي لايحتلم كمامر في الخبر الأول وغيره أو أنه لايلحقه خبث الجنابة و إن وجب عليه الغسل تعبدا وَ يُؤَيّدُهُ مَا سيَأَتيِ‌ فِي أَخبَارٍ كَثِيرَةٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا يَحِلّ لِأَحَدٍ أَن يُجنِبَ فِي هَذَا المَسجِدِ إِلّا أَنَا وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ مَن كَانَ مِن أهَليِ‌ فَإِنّهُ منِيّ‌

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَلَا إِنّ هَذَا المَسجِدَ لَا يَحِلّ لِجُنُبٍ إِلّا لِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ

. وتنام عينه هي‌ الرابعة أي لايري الأشياء في النوم ببصره ولكن يراها ويعلمها بقلبه و لايغير النوم منه شيئا كمامر والتثاؤب مهموزا من باب التفعل كسل ينفتح الفم عنده و لايسمع صاحبه حينئذ صوتا والتمطي‌ التمدد باليدين طبعا وعدهما معا الخامسة لتشابههما في الأسباب ويري من خلفه هي‌ السادسة ونجوه هي‌ السابعة والنجو الغائط و فيه تقدير مضاف أي رائحة نجوه و الأرض موكلة هي‌ الثامنة ويمكن عدها مع السابعة علامة واحدة وعد التثاؤب والتمطي‌ أوالتطهر والختان علي بعض الاحتمالات علامتين و إذالبس هي‌ التاسعة وفقا أي موافقا و هومحدث هي‌ العاشرة

39-البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ عَن طَارِقِ بنِ شِهَابٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ يَا طَارِقُ الإِمَامُ كَلِمَةُ اللّهِ وَ حُجّةُ اللّهِ وَ وَجهُ اللّهِ وَ نُورُ اللّهِ وَ حِجَابُ اللّهِ وَ آيَةُ اللّهِ يَختَارُهُ اللّهُ وَ يَجعَلُ فِيهِ مَا يَشَاءُ وَ يُوجِبُ لَهُ بِذَلِكَ الطّاعَةَ وَ الوَلَايَةَ عَلَي جَمِيعِ خَلقِهِ فَهُوَ وَلِيّهُ فِي سَمَاوَاتِهِ وَ أَرضِهِ أَخَذَ لَهُ بِذَلِكَ العَهدَ عَلَي جَمِيعِ عِبَادِهِ فَمَن تَقَدّمَ عَلَيهِ كَفَرَ بِاللّهِ مِن فَوقِ عَرشِهِ فَهُوَ يَفعَلُ مَا يَشَاءُ وَ إِذَا شَاءَ اللّهُ شَاءَ وَ يُكتَبُ عَلَي عَضُدِهِوَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًافَهُوَ الصّدقُ وَ العَدلُ وَ يُنصَبُ لَهُ عَمُودٌ مِن نُورٍ مِنَ الأَرضِ إِلَي السّمَاءِ يَرَي فِيهِ أَعمَالَ العِبَادِ وَ يُلبَسُ الهَيبَةَ وَ عِلمَ الضّمِيرِ وَ يَطّلِعُ عَلَي الغَيبِ وَ يَرَي مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَلَا يَخفَي


صفحه : 170

عَلَيهِ شَيءٌ مِن عَالَمِ المُلكِ وَ المَلَكُوتِ وَ يُعطَي مَنطِقَ الطّيرِ عِندَ وَلَايَتِهِ فَهَذَا ألّذِي يَختَارُهُ اللّهُ لِوَحيِهِ وَ يَرتَضِيهِ لِغَيبِهِ وَ يُؤَيّدُهُ بِكَلِمَتِهِ وَ يُلَقّنُهُ حِكمَتَهُ وَ يَجعَلُ قَلبَهُ مَكَانَ مَشِيّتِهِ وَ ينُاَديِ‌ لَهُ بِالسّلطَنَةِ وَ يُذعِنُ لَهُ بِالإِمرَةِ وَ يَحكُمُ لَهُ بِالطّاعَةِ وَ ذَلِكَ لِأَنّ الإِمَامَةَ مِيرَاثُ الأَنبِيَاءِ وَ مَنزِلَةُ الأَصفِيَاءِ وَ خِلَافَةُ اللّهِ وَ خِلَافَةُ رُسُلِ اللّهِ فهَيِ‌َ عِصمَةٌ وَ وَلَايَةٌ وَ سَلطَنَةٌ وَ هِدَايَةٌ وَ إِنّهُ تَمَامُ الدّينِ وَ رُجُحُ المَوَازِينَ الإِمَامُ دَلِيلٌ لِلقَاصِدِينَ وَ مَنَارٌ لِلمُهتَدِينَ وَ سَبِيلُ السّالِكِينَ وَ شَمسٌ مُشرِقَةٌ فِي قُلُوبِ العَارِفِينَ وَلَايَتُهُ سَبَبٌ لِلنّجَاةِ وَ طَاعَتُهُ مُفتَرَضَةٌ فِي الحَيَاةِ وَ عُدّةٌ بَعدَ المَمَاتِ وَ عِزّ المُؤمِنِينَ وَ شَفَاعَةُ المُذنِبِينَ وَ نَجَاةُ المُحِبّينَ وَ فَوزُ التّابِعِينَ لِأَنّهَا رَأسُ الإِسلَامِ وَ كَمَالُ الإِيمَانِ وَ مَعرِفَةُ الحُدُودِ وَ الأَحكَامِ وَ تَبيِينُ الحَلَالِ مِنَ الحَرَامِ فهَيِ‌َ مَرتَبَةٌ لَا يَنَالُهَا إِلّا مَنِ اختَارَهُ اللّهُ وَ قَدّمَهُ وَ وَلّاهُ وَ حَكّمَهُ فَالوَلَايَةُ هيِ‌َ حِفظُ الثّغُورِ وَ تَدبِيرُ الأُمُورِ وَ تَعدِيدُ الأَيّامِ وَ الشّهُورِ الإِمَامُ المَاءُ العَذبُ عَلَي الظّمَإِ وَ الدّالّ عَلَي الهُدَي الإِمَامُ المُطَهّرُ مِنَ الذّنُوبِ المُطّلِعُ عَلَي الغُيُوبِ الإِمَامُ هُوَ الشّمسُ الطّالِعَةُ عَلَي العِبَادِ بِالأَنوَارِ فَلَا تَنَالُهُ الأيَديِ‌ وَ الأَبصَارُ وَ إِلَيهِ الإِشَارَةُ بِقَولِهِ تَعَالَيوَ لِلّهِ العِزّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنُونَ عَلِيّ وَ عِترَتُهُ فَالعِزّةُ للِنبّيِ‌ّ وَ لِلعِترَةِ وَ النّبِيّ وَ العِترَةُ لَا يَفتَرِقَانِ فِي العِزّةِ إِلَي آخِرِ الدّهرِ فَهُم رَأسُ دَائِرَةِ الإِيمَانِ وَ قُطبُ الوُجُودِ وَ سَمَاءُ الجُودِ وَ شَرَفُ المَوجُودِ وَ ضَوءُ شَمسِ الشّرَفِ وَ نُورُ قَمَرِهِ وَ أَصلُ العِزّ وَ المَجدِ وَ مَبدَؤُهُ وَ مَعنَاهُ وَ مَبنَاهُ فَالإِمَامُ هُوَ السّرَاجُ الوَهّاجُ وَ السّبِيلُ وَ المِنهَاجُ وَ المَاءُ الثّجّاجُ وَ البَحرُ العَجّاجُ وَ البَدرُ المُشرِقُ وَ الغَدِيرُ


صفحه : 171

المُغدِقُ وَ المَنهَجُ الوَاضِحُ المَسَالِكِ وَ الدّلِيلُ إِذَا عَمّتِ المَهَالِكُ وَ السّحَابُ الهَاطِلُ وَ الغَيثُ الهَامِلُ وَ البَدرُ الكَامِلُ وَ الدّلِيلُ الفَاضِلُ وَ السّمَاءُ الظّلِيلَةُ وَ النّعمَةُ الجَلِيلَةُ وَ البَحرُ ألّذِي لَا يُنزَفُ وَ الشّرَفُ ألّذِي لَا يُوصَفُ وَ العَينُ الغَزِيرَةُ وَ الرّوضَةُ المَطِيرَةُ وَ الزّهرُ الأَرِيجُ وَ البَدرُ البَهِيجُ وَ النّيّرُ اللّائِحُ وَ الطّيبُ الفَائِحُ وَ العَمَلُ الصّالِحُ وَ المَتجَرُ الرّابِحُ وَ المَنهَجُ الوَاضِحُ وَ الطّيبُ الرّفِيقُ وَ الأَبُ الشّفِيقُ مَفزَعُ العِبَادِ فِي الدوّاَهيِ‌ وَ الحَاكِمُ وَ الآمِرُ وَ الناّهيِ‌ مُهَيمِنُ اللّهِ عَلَي الخَلَائِقِ وَ أَمِينُهُ عَلَي الحَقَائِقِ حُجّةُ اللّهِ عَلَي عِبَادِهِ وَ مَحَجّتُهُ فِي أَرضِهِ وَ بِلَادِهِ مُطَهّرٌ مِنَ الذّنُوبِ مُبَرّأٌ مِنَ العُيُوبِ مُطّلِعٌ عَلَي الغُيُوبِ ظَاهِرُهُ أَمرٌ لَا يُملَكُ وَ بَاطِنُهُ غَيبٌ لَا يُدرَكُ وَاحِدُ دَهرِهِ وَ خَلِيفَةُ اللّهِ فِي نَهيِهِ وَ أَمرِهِ لَا يُوجَدُ لَهُ مَثِيلٌ وَ لَا يَقُومُ لَهُ بَدِيلٌ فَمَن ذَا يَنَالُ مَعرِفَتَنَا أَو يَعرِفُ دَرَجَتَنَا أَو يَشهَدُ كَرَامَتَنَا أَو يُدرِكُ مَنزِلَتَنَا حَارَتِ الأَلبَابُ وَ العُقُولُ وَ تَاهَتِ الأَفهَامُ فِيمَا أَقُولُ تَصَاغَرَتِ العُظَمَاءُ وَ تَقَاصَرَتِ العُلَمَاءُ وَ كَلّتِ الشّعَرَاءُ وَ خَرِسَتِ البُلَغَاءُ وَ لَكِنَتِ الخُطَبَاءُ وَ عَجَزَتِ الفُصَحَاءُ وَ تَوَاضَعَتِ الأَرضُ وَ السّمَاءُ عَن وَصفِ شَأنِ الأَولِيَاءِ وَ هَل يُعرَفُ أَو يُوصَفُ أَو يُعلَمُ أَو يُفهَمُ أَو يُدرَكُ أَو يُملَكُ مَن هُوَ شُعَاعُ جَلَالِ الكِبرِيَاءِ وَ شَرَفُ الأَرضِ وَ السّمَاءِ جَلّ مَقَامُ آلِ مُحَمّدٍص عَن وَصفِ الوَاصِفِينَ وَ


صفحه : 172

نَعتِ النّاعِتِينَ وَ أَن يُقَاسَ بِهِم أَحَدٌ مِنَ العَالَمِينَ كَيفَ وَ هُمُ الكَلِمَةُ العَليَاءُ[العُليَا] وَ التّسمِيَةُ البَيضَاءُ وَ الوَحدَانِيّةُ الكُبرَي التّيِ‌ أَعرَضَ عَنهَامَن أَدبَرَ وَ تَوَلّي وَ حِجَابُ اللّهِ الأَعظَمُ الأَعلَي فَأَينَ الِاختِيَارُ مِن هَذَا وَ أَينَ العُقُولُ مِن هَذَا وَ مَن ذَا عَرَفَ أَو وَصَفَ مَن وَصَفتُ ظَنّوا أَنّ ذَلِكَ فِي غَيرِ آلِ مُحَمّدٍ كَذَبُوا وَ زَلّت أَقدَامُهُم اتّخَذُوا العِجلَ رَبّاً وَ الشّيَاطِينَ حِزباً كُلّ ذَلِكَ بِغضَةً لِبَيتِ الصّفوَةِ وَ دَارِ العِصمَةِ وَ حَسَداً لِمَعدِنِ الرّسَالَةِ وَ الحِكمَةِوَ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطانُ أَعمالَهُمفَتَبّاً لَهُم وَ سُحقاً كَيفَ اختَارُوا إِمَاماً جَاهِلًا عَابِداً لِلأَصنَامِ جَبَاناً يَومَ الزّحَامِ وَ الإِمَامُ يَجِبُ أَن يَكُونَ عَالِماً لَا يَجهَلُ وَ شُجَاعاً لَا يَنكُلُ لَا يَعلُو عَلَيهِ حَسَبٌ وَ لَا يُدَانِيهِ نَسَبٌ فَهُوَ فِي الذّروَةِ مِن قُرَيشٍ وَ الشّرَفِ مِن هَاشِمٍ وَ البَقِيّةِ مِن اِبرَاهِيمَ وَ النّهجِ مِنَ النّبعِ الكَرِيمِ وَ النّفسِ مِنَ الرّسُولِ وَ الرّضَي مِنَ اللّهِ وَ القَولِ عَنِ اللّهِ فَهُوَ شَرَفُ الأَشرَافِ وَ الفَرعُ مِن عَبدِ مَنَافٍ عَالِمٌ بِالسّيَاسَةِ قَائِمٌ بِالرّئَاسَةِ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ إِلَي يَومِ السّاعَةِ أَودَعَ اللّهُ قَلبَهُ سِرّهُ وَ أَطلَقَ بِهِ لِسَانَهُ فَهُوَ مَعصُومٌ مُوَفّقٌ لَيسَ بِجَبَانٍ وَ لَا جَاهِلٍ فَتَرَكُوهُ يَا طَارِقُوَ اتّبَعُوا أَهواءَهُموَ مَن أَضَلّ مِمّنِ اتّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُديً مِنَ اللّهِ وَ الإِمَامُ يَا طَارِقُ بَشَرٌ ملَكَيِ‌ّ وَ جَسَدٌ سمَاَويِ‌ّ وَ أَمرٌ إلِهَيِ‌ّ وَ رُوحٌ قدُسيِ‌ّ وَ مَقَامٌ عَلِيّ وَ نُورٌ جلَيِ‌ّ وَ سِرّ خفَيِ‌ّ فَهُوَ مَلَكُ الذّاتِ إلِهَيِ‌ّ الصّفَاتِ زَائِدُ الحَسَنَاتِ عَالِمٌ بِالمُغَيّبَاتِ خَصّاً مِن رَبّ العَالَمِينَ وَ نَصّاً مِنَ الصّادِقِ الأَمِينِ


صفحه : 173

وَ هَذَا كُلّهُ لِآلِ مُحَمّدٍ لَا يُشَارِكُهُم فِيهِ مُشَارِكٌ لِأَنّهُم مَعدِنُ التّنزِيلِ وَ مَعنَي التّأوِيلِ وَ خَاصّةُ الرّبّ الجَلِيلِ وَ مَهبِطُ الأَمِينِ جَبرَئِيلَ صَفوَةُ اللّهِ وَ سِرّهُ وَ كَلِمَتُهُ شَجَرَةُ النّبُوّةِ وَ مَعدِنُ الصّفوَةِ عَينُ المَقَالَةِ وَ مُنتَهَي الدّلَالَةِ وَ مُحكَمُ الرّسَالَةِ وَ نُورُ الجَلَالَةِ جَنبُ اللّهِ وَ وَدِيعَتُهُ وَ مَوضِعُ كَلِمَةِ اللّهِ وَ مِفتَاحُ حِكمَتِهِ وَ مَصَابِيحُ رَحمَةِ اللّهِ وَ يَنَابِيعُ نِعمَتِهِ السّبِيلُ إِلَي اللّهِ وَ السّلسَبِيلُ وَ القِسطَاسُ المُستَقِيمُ وَ المِنهَاجُ القَوِيمُ وَ الذّكرُ الحَكِيمُ وَ الوَجهُ الكَرِيمُ وَ النّورُ القَدِيمُ أَهلُ التّشرِيفِ وَ التّقوِيمِ وَ التّقدِيمِ وَ التّعظِيمِ وَ التّفضِيلِ خُلَفَاءُ النّبِيّ الكَرِيمِ وَ أَبنَاءُ الرّءُوفِ الرّحِيمِ وَ أُمَنَاءُ العلَيِ‌ّ العَظِيمِذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌالسّنَامُ الأَعظَمُ وَ الطّرِيقُ الأَقوَمُ مَن عَرَفَهُم وَ أَخَذَ عَنهُم فَهُوَ مِنهُم وَ إِلَيهِ الإِشَارَةُ بِقَولِهِفَمَن تبَعِنَيِ‌ فَإِنّهُ منِيّ‌خَلَقَهُمُ اللّهُ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ وَ وَلّاهُم أَمرَ مَملَكَتِهِ فَهُم سِرّ اللّهِ المَخزُونُ وَ أَولِيَاؤُهُ المُقَرّبُونَ وَ أَمرُهُ بَينَ الكَافِ وَ النّونِ إِلَي اللّهِ يَدعُونَ وَ عَنهُ يَقُولُونَ وَبِأَمرِهِ يَعمَلُونَعِلمُ الأَنبِيَاءِ فِي عِلمِهِم وَ سِرّ الأَوصِيَاءِ فِي سِرّهِم وَ عِزّ الأَولِيَاءِ فِي عِزّهِم كَالقَطرَةِ فِي البَحرِ وَ الذّرّةِ فِي القَفرِ وَ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ عِندَ الإِمَامِ كَيَدِهِ مِن رَاحَتِهِ يَعرِفُ ظَاهِرَهَا مِن بَاطِنِهَا وَ يَعلَمُ بَرّهَا مِن فَاجِرِهَا وَ رَطبَهَا وَ يَابِسَهَا لِأَنّ اللّهَ عَلّمَ نَبِيّهُ عِلمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ وَرِثَ ذَلِكَ السّرّ المَصُونَ الأَوصِيَاءُ المُنتَجَبُونَ وَ مَن أَنكَرَت ذَلِكَ فَهُوَ شقَيِ‌ّ مَلعُونٌ يَلعَنُهُ اللّهُ وَ يَلعَنُهُ اللّاعِنُونَ وَ كَيفَ يَفرِضُ اللّهُ عَلَي عِبَادِهِ طَاعَةَ مَن يُحجَبُ عَنهُ مَلَكُوتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ إِنّ الكَلِمَةَ مِن آلِ مُحَمّدٍ تَنصَرِفُ إِلَي سَبعِينَ وَجهاً وَ كُلّ مَا فِي الذّكرِ الحَكِيمِ وَ الكِتَابِ الكَرِيمِ وَ الكَلَامِ القَدِيمِ مِن آيَةٍ تُذكَرُ فِيهَا العَينُ وَ الوَجهُ وَ اليَدُ وَ الجَنبُ فَالمُرَادُ مِنهَا الولَيِ‌ّ


صفحه : 174

لِأَنّهُ جَنبُ اللّهِ وَ وَجهُ اللّهِ يعَنيِ‌ حَقّ اللّهِ وَ عِلمَ اللّهِ وَ عَينَ اللّهِ وَ يَدَ اللّهِ فَهُمُ الجَنبُ العلَيِ‌ّ وَ الوَجهُ الرضّيِ‌ّ وَ المَنهَلُ الروّيِ‌ّ وَ الصّرَاطُ السوّيِ‌ّ وَ الوَسِيلَةُ إِلَي اللّهِ وَ الوُصلَةُ إِلَي عَفوِهِ وَ رِضَاهُ سِرّ الوَاحِدِ وَ الأَحَدِ فَلَا يُقَاسُ بِهِم مِنَ الخَلقِ أَحَدٌ فَهُم خَاصّةُ اللّهِ وَ خَالِصَتُهُ وَ سِرّ الدّيّانِ وَ كَلِمَتُهُ وَ بَابُ الإِيمَانِ وَ كَعبَتُهُ وَ حُجّةُ اللّهِ وَ مَحَجّتُهُ وَ أَعلَامُ الهُدَي وَ رَايَتُهُ وَ فَضلُ اللّهِ وَ رَحمَتُهُ وَ عَينُ اليَقِينِ وَ حَقِيقَتُهُ وَ صِرَاطُ الحَقّ وَ عِصمَتُهُ وَ مَبدَأُ الوُجُودِ وَ غَايَتُهُ وَ قُدرَةُ الرّبّ وَ مَشِيّتُهُ وَ أُمّ الكِتَابِ وَ خَاتِمَتُهُ وَ فَصلُ الخِطَابِ وَ دَلَالَتُهُ وَ خَزَنَةُ الوحَي‌ِ وَ حَفَظَتُهُ وَ آيَةُ الذّكرِ وَ تَرَاجِمَتُهُ وَ مَعدِنُ التّنزِيلِ وَ نِهَايَتُهُ فَهُمُ الكَوَاكِبُ العُلوِيّةُ وَ الأَنوَارُ العَلَوِيّةُ المُشرِقَةُ مِن شَمسِ العِصمَةِ الفَاطِمِيّةِ فِي سَمَاءِ العَظَمَةِ المُحَمّدِيّةِ وَ الأَغصَانُ النّبَوِيّةُ النّابِتَةُ فِي دَوحَةِ الأَحمَدِيّةِ وَ الأَسرَارُ الإِلَهِيّةُ المُودَعَةُ فِي الهَيَاكِلِ البَشَرِيّةِ وَ الذّرّيّةُ الزّكِيّةُ وَ العِترَةُ الهَاشِمِيّةُ الهَادِيَةُ المَهدِيّةُأُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِفَهُمُ الأَئِمّةُ الطّاهِرُونَ وَ العِترَةُ المَعصُومُونَ وَ الذّرّيّةُ الأَكرَمُونَ وَ الخُلَفَاءُ الرّاشِدُونَ وَ الكُبَرَاءُ الصّدّيقُونَ وَ الأَوصِيَاءُ المُنتَجَبُونَ وَ الأَسبَاطُ المَرضِيّونَ وَ الهُدَاةُ المَهدِيّونَ وَ الغُرّ المَيَامِينُ مِن آلِ طَهَ وَ يَاسِينَ وَ حُجَجُ اللّهِ عَلَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ اسمُهُم مَكتُوبٌ عَلَي الأَحجَارِ وَ عَلَي أَورَاقِ الأَشجَارِ وَ عَلَي أَجنِحَةِ الأَطيَارِ وَ عَلَي أَبوَابِ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ عَلَي العَرشِ وَ الأَفلَاكِ وَ عَلَي أَجنِحَةِ الأَملَاكِ وَ عَلَي حُجُبِ الجَلَالِ وَ سُرَادِقَاتِ العِزّ وَ الجَمَالِ وَ بِاسمِهِم تُسَبّحُ الأَطيَارُ وَ تَستَغفِرُ لِشِيعَتِهِمُ الحِيتَانُ فِي لُجَجِ البِحَارِ وَ إِنّ اللّهَ لَم يَخلُق أَحَداً إِلّا وَ أَخَذَ عَلَيهِ الإِقرَارَ بِالوَحدَانِيّةِ وَ الوَلَايَةِ لِلذّرّيّةِ الزّكِيّةِ وَ البَرَاءَةِ مِن أَعدَائِهِم وَ إِنّ العَرشَ لَم يَستَقِرّ حَتّي كُتِبَ عَلَيهِ بِالنّورِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ

بيان ورجح الموازين أي بالإمامة ترجح موازين العباد في القيامة أغدق المطر كثر قطره والهطل المطر المتفرق العظيم القطر وهملت السماء دام مطرها والأرج محركة والأريج توهج ريح الطيب وفاح المسك انتشرت رائحته ولكنت كخرست


صفحه : 175

بكسر العين ويقال لمن لايقيم العربية لعجمة لسانه ويقال خصه بالشي‌ء خصا وخصوصا وأمره بين الكاف والنون أي هم عجيب أمر الله المكنون ألذي ظهر بين الكاف والنون إشارة إلي قوله تعالي إِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ.أقول صفات الإمام ع متفرقة في الأبواب السابقة والآتية لاسيما باب احتجاجات هشام بن الحكم

باب 5-آخر في دلالة الإمامة و مايفرق به بين دعوي المحق والمبطل و فيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب

1-ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الدّقّاقُ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ العجِليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي المَعرُوفِ بِبُردٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خدُاَهيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عُمَرَ الجعُفيِ‌ّ عَن حَبَابَةَ الوَالِبِيّةِ قَالَترَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي شُرطَةِ الخَمِيسِ وَ مَعَهُ


صفحه : 176

دِرّةٌ يَضرِبُ بِهَا بيَاّعيِ‌ الجرِيّ‌ّ وَ الماَرماَهيِ‌ وَ الزّمّيرِ وَ الطاّفيِ‌ وَ يَقُولُ لَهُم يَا بيَاّعيِ‌ مُسُوخِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ جُندِ بنَيِ‌ مَروَانَ فَقَامَ إِلَيهِ فُرَاتُ بنُ أَحنَفَ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا جُندُ بنَيِ‌ مَروَانَ فَقَالَ لَهُ أَقوَامٌ حَلَقُوا اللّحَي وَ فَتَلُوا الشّوَارِبَ فَلَم أَرَ نَاطِقاً أَحسَنَ نُطقاً مِنهُ ثُمّ اتّبَعتُهُ فَلَم أَزَل أَقفُو أَثَرَهُ حَتّي قَعَدَ فِي رَحَبَةِ المَسجِدِ فَقُلتُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا دَلَالَةُ الإِمَامَةِ رَحِمَكَ اللّهُ فَقَالَ ايتنِيِ‌[ايتيِنيِ‌]بِتِلكِ الحَصَاةِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي حَصَاةٍ فَأَتَيتُهُ بِهَا فَطَبَعَ فِيهَا بِخَاتَمِهِ ثُمّ قَالَ لِي يَا حَبَابَةُ إِذَا ادّعَي مُدّعٍ الإِمَامَةَ فَقَدَرَ أَن يَطبَعَ كَمَا رَأَيتِ


صفحه : 177

فاَعلمَيِ‌ أَنّهُ إِمَامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ وَ الإِمَامُ لَا يَعزُبُ عَنهُ شَيءٌ أَرَادَهُ قَالَت ثُمّ انصَرَفتُ حَتّي قُبِضَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَجِئتُ إِلَي الحَسَنِ ع وَ هُوَ فِي مَجلِسِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ النّاسُ يَسأَلُونَهُ فَقَالَ لِي يَا حَبَابَةُ الوَالِبِيّةُ فَقُلتُ نَعَم يَا موَلاَي‌َ فَقَالَ هَاتِ[هاَتيِ‌] مَا مَعَكِ قَالَت فَأَعطَيتُهُ الحَصَاةَ فَطَبَعَ فِيهَا كَمَا طَبَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَت ثُمّ أَتَيتُ الحُسَينَ ع وَ هُوَ فِي مَسجِدِ الرّسُولِص فَقَرّبَ وَ رَحّبَ ثُمّ قَالَ لِي إِنّ فِي الدّلَالَةِ دَلِيلًا عَلَي مَا تُرِيدِينَ أَ فَتُرِيدِينَ دَلَالَةَ الإِمَامَةِ فَقُلتُ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ فَقَالَ هَاتِ[هاَتيِ‌] مَا مَعَكِ فَنَاوَلتُهُ الحَصَاةَ فَطَبَعَ لِي فِيهَا قَالَت ثُمّ أَتَيتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع وَ قَد بَلَغَ بيِ‌َ الكِبَرُ إِلَي أَن أَعيَيتُ فَأَنَا أَعُدّ يَومَئِذٍ مِائَةً وَ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً فَرَأَيتُهُ رَاكِعاً وَ سَاجِداً مَشغُولًا بِالعِبَادَةِ فَيَئِستُ مِنَ الدّلَالَةِ فَأَومَأَ إلِيَ‌ّ بِالسّبّابَةِ فَعَادَ إلِيَ‌ّ شبَاَبيِ‌ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ كَم مَضَي مِنَ الدّنيَا وَ كَم بقَيِ‌َ قَالَ أَمّا مَا مَضَي فَنَعَم وَ أَمّا مَا بقَيِ‌َ فَلَا قَالَت ثُمّ قَالَ لِي هَاتِ[هاَتيِ‌] مَا مَعَكِ فَأَعطَيتُهُ الحَصَاةَ فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمّ لَقِيتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمّ أَتَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمّ أَتَيتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمّ أَتَيتُ الرّضَا ع فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمّ عَاشَت حَبَابَةُ بَعدَ ذَلِكَ تِسعَةَ أَشهُرٍ عَلَي مَا ذَكَرَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ هَمّامٍ

بيان الجري‌ والمارماهي‌ والزمير أنواع من السمك لافلوس لها والطافي‌ ألذي مات في الماء وطفا فوقه ورَحَبَة المكان بالفتح والتحريك ساحته ومتسعه


صفحه : 178

قولها ورحب أي قال لها مرحبا أووسع لها المكان لتجلس والرحب السعة وقولهم مرحبا أي لقيت رحبا وسعة قوله ع إن في الدلالة لعل المعني أن مارأيت من الدلالة من أبي وأخي‌ تكفي‌ لعلمك بإمامتي‌ لنصهم علي أو أن فيما جعله الله دليلا علي إمامتي‌ من المعجزات والبراهين مايوجب علمك بإمامتي‌ أو أن في دلالتي‌ إياك علي ما في ضميرك دلالة علي الإمامة حيث أقول إنك تريدين دلالة الإمامة ويمكن أن يقرأ فيّ بالتشديد ليكون خبر أن والدلالة اسمها ودليلا بدله و علي ماتريدين صفته كقوله تعالي بِالنّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ قوله ع أما مامضي فنعم أي لنا علم به و أما مابقي‌ فليس لنا به علم أو أما مامضي فنبينه لك فعلي الثاني‌ فسره ع لها و لم تنقل و علي الأول يحتمل البيان وعدمه للمصلحة أقول علي ما في الخبر لابد أن يكون عمرها مائتين وخمسا وثلاثين سنة أوأكثر علي ماتقتضيه تواريخ وفاة الأئمة ع ومدة أعمارهم إن كان مجيئها إلي علي بن الحسين في أوائل إمامته كما هوالظاهر و لوفرضنا كونه في آخر عمره ع ومجيئها إلي الرضا ع في أول إمامته فلابد أن يكون عمرها أزيد من مائتي‌ سنة و الله يعلم

2-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ حَبَابَةَ الوَالِبِيّةَ دَعَا لَهَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَرَدّ اللّهُ عَلَيهَا شَبَابَهَا وَ أَشَارَ إِلَيهَا بِإِصبَعِهِ فَحَاضَت لِوَقتِهَا وَ لَهَا يَومَئِذٍ مِائَةُ سَنَةٍ وَ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً


صفحه : 179

3-عم ،[إعلام الوري ]ذَكَرَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَيّاشٍ فِي كِتَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ مَصقَلَةَ عَن سَعدٍ عَن دَاوُدَ بنِ القَاسِمِ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي مُحَمّدٍ ع فَاستُوذِنَ لِرَجُلٍ مِن أَهلِ اليَمَنِ فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ طَوِيلٌ جَسِيمٌ فَسَلّمَ عَلَيهِ بِالوَلَايَةِ فَرَدّ عَلَيهِ بِالقَبُولِ وَ أَمَرَهُ بِالجُلُوسِ فَجَلَسَ إِلَي جنَبيِ‌ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَيتَ شعِريِ‌ مَن هَذَا فَقَالَ أَبُو مُحَمّدٍ هَذَا مِن وُلدِ الأَعرَابِيّةِ صَاحِبَةِ الحَصَاةِ التّيِ‌ طَبَعَ آباَئيِ‌ فِيهَا بِخَوَاتِيمِهِم فَانطَبَعَت ثُمّ قَالَ هَاتِهَا فَأَخرَجَ حَصَاةً وَ فِي جَانِبٍ مِنهَا مَوضِعٌ أَملَسُ فَأَخَذَهَا وَ أَخرَجَ خَاتَمَهُ فَطَبَعَ فِيهَا فَانطَبَعَ وَ كأَنَيّ‌ أَقرَأُ الخَاتَمَ السّاعَةَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ فَقُلتُ للِيمَاَنيِ‌ّ رَأَيتَهُ قَطّ قَبلَ هَذَا فَقَالَ لَا وَ اللّهِ وَ إنِيّ‌ مُنذُ دَهرٍ لَحَرِيصٌ عَلَي رُؤيَتِهِ حَتّي كَانَ[كَأَنّ]السّاعَةَ أتَاَنيِ‌ شَابّ لَستُ أَرَاهُ فَقَالَ قُم فَادخُل فَدَخَلتُ ثُمّ نَهَضَ وَ هُوَ يَقُولُرَحمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍأَشهَدُ إِنّ حَقّكَ لَوَاجِبٌ كَوُجُوبِ حَقّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ وَ إِلَيكَ انتَهَتِ الحِكمَةُ وَ الإِمَامَةُ وَ أَنّكَ ولَيِ‌ّ اللّهِ ألّذِي لَا عُذرَ لِأَحَدٍ فِي الجَهلِ بِهِ فَسَأَلتُ عَنِ اسمِهِ فَقَالَ اسميِ‌ مِهجَعُ بنُ الصّلتِ بنِ عُقبَةَ بنِ سِمعَانَ بنِ غَانِمِ بنِ


صفحه : 180

أُمّ غَانِمٍ وَ هيِ‌َ الأَعرَابِيّةُ اليَمَانِيّةُ صَاحِبَةُ الحَصَاةِ التّيِ‌ خَتَمَ فِيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ فِي ذَلِكَ


بِدَربِ الحَصَي مَولًي لَنَا يَختِمُ الحَصَي   لَهُ اللّهُ أَصفَي بِالدّلِيلِ وَ أَخلَصَا

وَ أَعطَاهُ آيَاتِ الإِمَامَةِ كُلّهَا   كَمُوسَي وَ فَلقِ البَحرِ وَ اليَدِ وَ العَصَا

وَ مَا قَمّصَ اللّهُ النّبِيّينَ حُجّةً   وَ مُعجِزَةً إِلّا الوَصِيّينَ قَمّصَا

فَمَن كَانَ مُرتَاباً بِذَاكَ فَقَصرُهُ   مِنَ الأَمرِ أَن يَبلُوَ الدّلِيلَ وَ يَفحَصَا

فِي أَبيَاتٍ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ عَيّاشٍ هَذِهِ أُمّ غَانِمٍ صَاحِبَةُ الحَصَاةِ غَيرُ تِلكَ صَاحِبَةِ الحَصَاةِ وَ هيِ‌َ أُمّ الندّيَ‌ حَبَابَةُ بِنتُ جَعفَرٍ الوَالِبِيّةُ الأَسَدِيّةُ وَ هيِ‌َ غَيرُ صَاحِبِ الحَصَاةِ الأُولَي التّيِ‌ طَبَعَ فِيهَا رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّهَا أُمّ سُلَيمٍ وَ كَانَت وَارِثَةَ الكُتُبِ فَهُنّ ثَلَاثٌ وَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُنّ خَبَرٌ قَد رَوَيتُهُ وَ لَم أُطِلِ الكِتَابَ بِذِكرِهِ

غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]سَعدٌ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ التّيِ‌ خَتَمَ فِيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ النخّعَيِ‌ّ عَنِ الجعَفرَيِ‌ّ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ صَاحِبَةُ الحَصَاةِ التّيِ‌ طَبَعَ فِيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ السّبطُ إِلَي وَقتِ أَبِي الحَسَنِ ع

بيان قمصه أي ألبسه قميصا استعير هنا لإعطاء الدليل والمعجزة ويقال


صفحه : 181

قَصرُك أن تفعل كذا أي جهدك وغايتك والسبط ولد الولد أي أولاد أمير المؤمنين ع و أبو الحسن ع يحتمل الثاني‌ والثالث فالأول علي أن يكون المراد الختم لها والثاني‌ أعم من أن يكون لها ولأولادها والثاني‌ أظهر إذ الظاهر مغايرتها لحبابة

4-ج ،[الإحتجاج ] عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الشّيخِ الصّدُوقِ أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ بنِ سَعدٍ الأشَعرَيِ‌ّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ جَاءَهُ بَعضُ أَصحَابِنَا يُعلِمُهُ بِأَنّ جَعفَرَ بنَ عَلِيّ كَتَبَ إِلَيهِ كِتَاباً يُعَرّفُهُ نَفسَهُ وَ يُعلِمُهُ أَنّهُ القَيّمُ بَعدَ أَخِيهِ وَ أَنّ عِندَهُ مِن عِلمِ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ مَا يُحتَاجُ إِلَيهِ وَ غَيرَ ذَلِكَ مِنَ العُلُومِ كُلّهَا قَالَ أَحمَدُ بنُ إِسحَاقَ فَلَمّا قَرَأَتُ الكِتَابَ كَتَبتُ إِلَي صَاحِبِ الزّمَانِ ع وَ صَيّرتُ كِتَابَ جَعفَرٍ فِي دَرجِهِ فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ الجَوَابُ فِي ذَلِكَ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ أتَاَنيِ‌ كِتَابُكَ أَبقَاكَ اللّهُ وَ الكِتَابُ ألّذِي فِي دَرجِهِ وَ أَحَاطَت معَرفِتَيِ‌ بِجَمِيعِ مَا تَضَمّنَهُ عَلَي اختِلَافِ أَلفَاظِهِ وَ تَكَرّرِ الخَطَاءِ فِيهِ وَ لَو تَدَبّرتَهُ لَوَقَفتَ عَلَي بَعضِ مَا وَقَفتُ عَلَيهِ مِنهُوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَحَمداً لَا شَرِيكَ لَهُ عَلَي إِحسَانِهِ إِلَينَا وَ فَضلِهِ عَلَينَا أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلحَقّ إِلّا تَمَاماً وَ لِلبَاطِلِ إِلّا زُهُوقاً وَ هُوَ شَاهِدٌ عَلَيّ بِمَا أَذكُرُهُ وَ لِي عَلَيكُم بِمَا أَقُولُهُ إِذَا اجتَمَعنَا بِيَومٍ لَا رَيبَ فِيهِ وَ سَأَلَنَا عَمّا نَحنُ فِيهِ مُختَلِفُونَ وَ أَنّهُ لَم يَجعَل لِصَاحِبِ الكِتَابِ عَلَي المَكتُوبِ إِلَيهِ وَ لَا عَلَيكَ وَ لَا عَلَي أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ جَمِيعاً إِمَامَةً مُفتَرَضَةً وَ لَا طَاعَةً وَ لَا ذِمّةً وَ سَأُبَيّنُ لَكُم جُملَةً تَكتَفُونَ بِهَا إِن شَاءَ اللّهُ يَا هَذَا يَرحَمُكَ اللّهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَخلُقِ الخَلقَ عَبَثاً وَ لَا أَهمَلَهُم سُدًي بَل


صفحه : 182

خَلَقَهُم بِقُدرَتِهِ وَ جَعَلَ لَهُم أَسمَاعاً وَ أَبصَاراً وَ قُلُوباً وَ أَلبَاباً ثُمّ بَعَثَ إِلَيهِمُالنّبِيّينَ مُبَشّرِينَ وَ مُنذِرِينَ وَ يَأمُرُونَهُم بِطَاعَتِهِ وَ يَنهَونَهُم عَن مَعصِيَتِهِ وَ يُعَرّفُونَهُم مَا جَهِلُوهُ مِن أَمرِ خَالِقِهِم وَ دِينِهِم وَ أَنزَلَ عَلَيهِم كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَيهِم مَلَائِكَةً وَ بَايَنَ بَينَهُم وَ بَينَ مَن بَعَثَهُم إِلَيهِم بِالفَضلِ ألّذِي لَهُم عَلَيهِم وَ مَا آتَاهُم مِنَ الدّلَائِلِ الظّاهِرَةِ وَ البَرَاهِينِ البَاهِرَةِ وَ الآيَاتِ الغَالِبَةِ فَمِنهُم مَن جَعَلَ عَلَيهِ النّارَ بَرداً وَ سَلَاماً وَ اتّخَذَهُ خَلِيلًا وَ مِنهُم مَن كَلّمَهُ تَكلِيماً وَ جَعَلَ عَصَاهُ ثُعبَاناً مُبِيناً وَ مِنهُم مَن أَحيَا المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ وَ أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ وَ مِنهُم مَن عَلّمَهُ مَنطِقَ الطّيرِ وَ أوُتيِ‌َ مِن كُلّ شَيءٍ ثُمّ بَعَثَ مُحَمّداًص رَحمَةً لِلعالَمِينَ وَ تَمّ بِهِ نِعمَتُهُ[تَمّمَ بِهِ نِعمَتَهُ] وَ خَتَمَ بِهِ أَنبِيَاءَهُ وَ أَرسَلَهُ إِلَي النّاسِ كَافّةً وَ أَظهَرَ مِن صِدقِهِ مَا ظَهَرَ وَ بَيّنَ مِن آيَاتِهِ وَ عَلَامَاتِهِ مَا بَيّنَ ثُمّ قَبَضَهُص حَمِيداً فَقِيداً سَعِيداً وَ جَعَلَ الأَمرَ مِن بَعدِهِ إِلَي أَخِيهِ وَ ابنِ عَمّهِ وَ وَصِيّهِ وَ وَارِثِهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ إِلَي الأَوصِيَاءِ مِن وُلدِهِ وَاحِدٍ بَعدَ وَاحِدٍ أَحيَا بِهِم دِينَهُ وَ أَتَمّ بِهِم نُورَهُ وَ جَعَلَ بَينَهُم وَ بَينَ إِخوَتِهِم وَ بنَيِ‌ عَمّهِم وَ الأَدنَينَ فَالأَدنَينَ مِن ذوَيِ‌ أَرحَامِهِم فَرقاً بَيّناً تُعرَفُ بِهِ الحُجّةُ مِنَ المَحجُوجِ وَ الإِمَامُ مِنَ المَأمُومِ بِأَن عَصَمَهُم مِنَ الذّنُوبِ وَ بَرّأَهُم مِنَ العُيُوبِ وَ طَهّرَهُم مِنَ الدّنَسِ وَ نَزّهَهُم مِنَ اللّبسِ وَ جَعَلَهُم خُزّانَ عِلمِهِ وَ مُستَودَعَ حِكمَتِهِ وَ مَوضِعَ سِرّهِ وَ أَيّدَهُم بِالدّلَائِلِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَكَانَ النّاسُ عَلَي سَوَاءٍ وَ لَادّعَي أَمرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كُلّ وَاحِدٍ وَ لَمَا عُرِفَ الحَقّ مِنَ البَاطِلِ وَ لَا العِلمُ مِنَ الجَهلِ وَ قَدِ ادّعَي هَذَا المُبطِلُ المدُعّيِ‌ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ بِمَا ادّعَاهُ فَلَا أدَريِ‌ بِأَيّةِ حَالَةٍ هيِ‌َ لَهُ رَجَاءَ أَن يَتِمّ دَعوَاهُ أَ بِفِقهٍ فِي دِينِ اللّهِ فَوَ اللّهِ مَا يَعرِفُ حَلَالًا مِن حَرَامٍ وَ لَا يَفرُقُ بَينَ خَطَإٍ وَ صَوَابٍ أَم بِعِلمٍ فَمَا يَعلَمُ حَقّاً مِن بَاطِلٍ وَ لَا مُحكَماً مِن مُتَشَابِهٍ وَ لَا يَعرِفُ حَدّ الصّلَاةِ وَ وَقتَهَا أَم بِوَرَعٍ فَاللّهُ شَهِدَ[شَهِيدٌ] عَلَي تَركِهِ


صفحه : 183

لِصَلَاةِ الفَرضِ أَربَعِينَ يَوماً يَزعُمُ ذَلِكَ لِطَلَبِ الشّعبَدَةِ وَ لَعَلّ خَبَرَهُ تَأَدّي إِلَيكُم وَ هَاتِيكَ طُرُقٌ مُنكَرَةٌ مَنصُوبَةٌ وَ آثَارُ عِصيَانِهِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مَشهُورَةٌ قَائِمَةٌ أَم بِآيَةٍ فَليَأتِ بِهَا أَم بِحُجّةٍ فَليُقِمهَا أَم بِدَلَالَةٍ فَليَذكُرهَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ العَزِيزِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ حم تَنزِيلُ الكِتابِ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ ما خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما إِلّا بِالحَقّ وَ أَجَلٍ مُسَمّي وَ الّذِينَ كَفَرُوا عَمّا أُنذِرُوا مُعرِضُونَ قُل أَ رَأَيتُم ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ أرَوُنيِ‌ ما ذا خَلَقُوا مِنَ الأَرضِ أَم لَهُم شِركٌ فِي السّماواتِ ائتوُنيِ‌ بِكِتابٍ مِن قَبلِ هذا أَو أَثارَةٍ مِن عِلمٍ إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ مَن أَضَلّ مِمّن يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ مَن لا يَستَجِيبُ لَهُ إِلي يَومِ القِيامَةِ وَ هُم عَن دُعائِهِم غافِلُونَ وَ إِذا حُشِرَ النّاسُ كانُوا لَهُم أَعداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِم كافِرِينَفَالتَمِس تَوَلّي اللّهُ تَوفِيقَكَ مِن هَذَا الظّالِمِ مَا ذَكَرتُ لَكَ وَ امتَحِنهُ وَ اسأَلهُ عَن آيَةٍ مِن كِتَابِ اللّهِ يُفَسّرُهَا أَو صَلَاةٍ يُبَيّنُ حُدُودَهَا وَ مَا يَجِبُ فِيهِمَا لِتَعلَمَ حَالَهُ وَ مِقدَارَهُ وَ يَظهَرَ لَكَ عَوَارُهُ وَ نُقصَانُهُ وَ اللّهُ حَسِيبُهُ حَفِظَ اللّهُ الحَقّ عَلَي أَهلِهِ وَ أَقَرّهُ فِي مُستَقَرّهِ وَ قَد أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن تَكُونَ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ إِذَا أَذِنَ اللّهُ لَنَا فِي القَولِ ظَهَرَ الحَقّ وَ اضمَحَلّ البَاطِلُ وَ انحَسَرَ عَنكُم وَ إِلَي اللّهِ أَرغَبُ فِي الكِفَايَةِ وَ جَمِيلِ الصّنعِ وَ الوَلَايَةِ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ

إيضاح السدي بالضم و قديفتح المهملة من الإبل وأسداه أهمله ولبست الأمر لبسا كضرب خلطته واللبس بالضم الإشكال والاشتباه أي نزههم من أن


صفحه : 184

يلتبس عليهم الأمر أوأمرهم علي الناس أو من أن يلبسوا الأمور علي الناس والعوار مثلثة العيب وانحسر أي انكشف الباطل

5-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَبدُ اللّهِ بنُ كَثِيرٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنّ رَجُلًا دَخَلَ المَدِينَةَ يَسأَلُ عَنِ الإِمَامِ فَدَلّوهُ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ فَسَأَلَهُ هُنَيئَةً ثُمّ خَرَجَ فَدَلّوهُ عَلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَصَدَهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ جَعفَرٌ ع قَالَ يَا هَذَا إِنّكَ كُنتَ مُغرًي فَدَخَلتَ مَدِينَتَنَا هَذِهِ تَسأَلُ عَنِ الإِمَامِ فَاستَقبَلَكَ فِتيَةٌ مِن وُلدِ الحَسَنِ ع فَأَرشَدُوكَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ فَسَأَلتَهُ هُنَيئَةً ثُمّ خَرَجتَ فَإِن شِئتَ أَخبَرتُكَ عَمّا سَأَلتَهُ وَ مَا رَدّ عَلَيكَ ثُمّ استَقبَلَكَ فِتيَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ فَقَالُوا لَكَ يَا هَذَا إِن رَأَيتَ أَن تَلقَي جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ فَافعَل فَقَالَ صَدَقتَ قَد كَانَ كَمَا ذَكَرتَ فَقَالَ لَهُ ارجِع إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ فَاسأَلهُ عَن دِرعِ رَسُولِ اللّهِص وَ عِمَامَتِهِ فَذَهَبَ الرّجُلُ فَسَأَلَهُ عَن دِرعِ رَسُولِ اللّهِص وَ العِمَامَةِ فَأَخَذَ دِرعاً مِن كُندُوجٍ لَهُ فَلَبِسَهَا فَإِذَا هيِ‌َ سَابِغَةٌ فَقَالَ كَذَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَلبَسُ الدّرعَ فَرَجَعَ إِلَي الصّادِقِ ع فَأَخبَرَهُ فَقَالَ ع مَا صَدَقَ ثُمّ أَخرَجَ خَاتَماً فَضَرَبَ بِهِ الأَرضَ فَإِذَا الدّرعُ وَ العِمَامَةُ سَاقِطَينِ مِن جَوفِ الخَاتَمِ فَلَبِسَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الدّرعَ فَإِذَا هيِ‌َ إِلَي نِصفِ سَاقِهِ ثُمّ تَعَمّمَ بِالعِمَامَةِ فَإِذَا هيِ‌َ سَابِغَةٌ فَنَزَعَهُمَا ثُمّ رَدّهُمَا فِي الفَصّ ثُمّ قَالَ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَلبَسُهَا إِنّ هَذَا لَيسَ مِمّا غُزِلَ فِي الأَرضِ إِنّ خِزَانَةَ اللّهِ فِي كُن وَ إِنّ خِزَانَةَ الإِمَامِ فِي خَاتَمِهِ وَ إِنّ اللّهَ عِندَهُ الدّنيَا كَسُكُرّجَةٍ وَ إِنّهَا عِندَ الإِمَامِ كَصَحفَةٍ وَ لَو لَم يَكُنِ الأَمرُ هَكَذَا لَم نَكُن أَئِمّةً وَ كُنّا كَسَائِرِ النّاسِ

بيان قوله مغري علي بناء المفعول من الإغراء بمعني التحريص أي أغراك


صفحه : 185

قوم علي السؤال والطلب والكُندوج شبه المخزن معرب كَندُو قوله ع في كُن أي في لفظ كن كناية عن تعلق الإرادة الكاملة كما قال تعالي إِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ. و قال الجزري‌ السكرجة بضم السين والكاف والتشديد إناء صغير يؤكل فيه الشي‌ء القليل من الإدام وهي‌ فارسية و قال الصحف إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها

6- كِتَابُ مُقتَضَبِ الأَثَرِ،لِأَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَيّاشٍ عَن سَهلِ بنِ مُحَمّدٍ الطرّطَوُسيِ‌ّ القاَضيِ‌ قَالَ قَدِمَ عَلَينَا مِنَ الشّامِ سَنَةَ أَربَعِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ عَن زَيدِ بنِ مُحَمّدٍ الرهّاَويِ‌ّ عَن عَمّارِ بنِ مَطَرٍ عَن أَبِي عُوَانَةَ عَن خَالِدِ بنِ عَلقَمَةَ عَن عَبِيدَةَ بنِ عَمرٍو السلّماَنيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ خَبّابِ بنِ الأَرَتّ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ وَ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَا قَالَت أُمّ سُلَيمٍ قَالَ وَ مِن طَرِيقِ أَصحَابِنَا حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ حبُشيِ‌ّ بنِ قوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ المنِقرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ خَبّابٍ عَن سَلمَانَ وَ البَرَاءِ قَالَا قَالَت أُمّ سُلَيمٍكُنتُ امرَأَةً قَد قَرَأتُ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ فَعَرَفتُ أَوصِيَاءَ الأَنبِيَاءِ وَ أَحبَبتُ أَن أَعلَمَ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍص


صفحه : 186

فَلَمّا قَدِمَت رِكَابُنَا المَدِينَةَ أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ خَلّفتُ الرّكَابِ مَعَ الحيَ‌ّ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا مِن نبَيِ‌ّ إِلّا وَ كَانَ لَهُ خَلِيفَتَانِ خَلِيفَةٌ يَمُوتُ قَبلَهُ وَ خَلِيفَةٌ يَبقَي بَعدَهُ وَ كَانَ خَلِيفَةُ مُوسَي فِي حَيَاتِهِ هَارُونَ ع فَقُبِضَ قَبلَ مُوسَي ثُمّ كَانَ وَصِيّهُ بَعدَ مَوتِهِ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ كَانَ وصَيِ‌ّ عِيسَي ع فِي حَيَاتِهِ كَالِبَ بنَ يُوفَنّا فتَوُفُيّ‌َ كَالِبُ فِي حَيَاةِ عِيسَي وَ وَصِيّهُ بَعدَ وَفَاتِهِ شَمعُونُ بنُ حَمّونَ الصّفَا ابنُ عَمّةِ مَريَمَ وَ قَد نَظَرتُ فِي الكُتُبِ الأُولَي فَمَا وَجَدتُ لَكَ إِلّا وَصِيّاً وَاحِداً فِي حَيَاتِكَ وَ بَعدَ وَفَاتِكَ فَبَيّن لِي بنِفَسيِ‌ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن وَصِيّكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِي وَصِيّاً وَاحِداً فِي حيَاَتيِ‌ وَ بَعدَ وفَاَتيِ‌ قُلتُ لَهُ مَن هُوَ فَقَالَ ايتيِنيِ‌ بِحَصَاةٍ فَرَفَعتُ إِلَيهِ حَصَاةً مِنَ الأَرضِ فَوَضَعَهَا بَينَ كَفّيهِ ثُمّ فَرَكَهَا بِيَدِهِ كَسَحِيقِ الدّقِيقِ ثُمّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا يَاقُوتَةً حَمرَاءَ خَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ فَبَدَا النّقشُ فِيهَا لِلنّاظِرِينَ ثُمّ أَعطَانِيهَا وَ قَالَ يَا أُمّ سُلَيمٍ مَنِ استَطَاعَ مِثلَ هَذَا فَهُوَ وصَيِيّ‌ قَالَت ثُمّ قَالَ لِي يَا أُمّ سُلَيمٍ وصَيِيّ‌ مَن يسَتغَنيِ‌ بِنَفسِهِ فِي جَمِيعِ حَالَاتِهِ كَمَا أَنَا مُستَغنٍ فَنَظَرتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَد ضَرَبَ بِيَدِهِ اليُمنَي إِلَي السّقفِ وَ بِيَدِهِ اليُسرَي إِلَي الأَرضِ قَائِماً لَا ينَحنَيِ‌ فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَي الأَرضِ وَ لَا يَرفَعُ نَفسَهُ بِطَرَفِ قَدَمَيهِ قَالَت فَخَرَجتُ فَرَأَيتُ سَلمَانَ يَكنُفُ عَلِيّاً وَ يَلُوذُ بِعَقوَتِهِ دُونَ مَن سِوَاهُ مِن أُسرَةِ مُحَمّدٍ وَ صَحَابَتِهِ عَلَي حَدَاثَةٍ مِن سِنّهِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ هَذَا سَلمَانُ صَاحِبُ الكُتُبِ الأُولَي قبَليِ‌ صَاحِبُ الأَوصِيَاءِ وَ عِندَهُ مِنَ العِلمِ مَا لَم يبَلغُنيِ‌ فَيُوشِكُ أَن يَكُونَ صاَحبِيِ‌ فَأَتَيتُ عَلِيّاً ع فَقُلتُ أَنتَ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍص قَالَ نَعَم مَا تُرِيدِينَ قُلتُ وَ مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ فَقَالَ ايتيِنيِ‌ بِحَصَاةٍ قَالَت فَرَفَعتُ إِلَيهِ حَصَاةً مِنَ الأَرضِ فَوَضَعَهَا بَينَ كَفّيهِ ثُمّ فَرَكَهَا بِيَدِهِ فَجَعَلَهَا كَسَحِيقِ الدّقِيقِ ثُمّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا يَاقُوتَةً حَمرَاءَ ثُمّ خَتَمَهَا


صفحه : 187

فَبَدَا النّقشُ فِيهَا لِلنّاظِرِينَ ثُمّ مَشَي نَحوَ بَيتِهِ فَاتّبَعتُهُ لِأَسأَلَهُ عَنِ ألّذِي صَنَعَ رَسُولُ اللّهِص فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ فَفَعَلَ مِثلَ ألّذِي فَعَلَهُ فَقُلتُ مَن وَصِيّكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ مَن يَفعَلُ مِثلَ هَذَا قَالَت أُمّ سُلَيمٍ فَلَقِيتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع فَقُلتُ أَنتَ وصَيِ‌ّ أَبِيكَ هَذَا وَ أَنَا أَعجَبُ مِن صِغَرِهِ وَ سؤُاَليِ‌ إِيّاهُ مَعَ أنَيّ‌ كُنتُ عَرَفتُ صِفَتَهُمُ الاِثنيَ‌ عَشَرَ إِمَاماً وَ أَبُوهُم سَيّدُهُم وَ أَفضَلُهُم فَوَجَدتُ ذَلِكَ فِي الكُتُبِ الأُولَي فَقَالَ لِي نَعَم أَنَا وصَيِ‌ّ أَبِي فَقُلتُ وَ مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ فَقَالَ ايتيِنيِ‌ بِحَصَاةٍ قَالَت فَرَفَعتُ إِلَيهِ حَصَاةً فَوَضَعَهَا بَينَ كَفّيهِ ثُمّ سَحَقَهَا كَسَحِيقِ الدّقِيقِ ثُمّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا يَاقُوتَةً حَمرَاءَ ثُمّ خَتَمَهَا فَبَدَا النّقشُ فِيهَا ثُمّ دَفَعَهَا إلِيَ‌ّ فَقُلتُ لَهُ فَمَن وَصِيّكَ قَالَ مَن يَفعَلُ مِثلَ هَذَا ألّذِي فَعَلتُ ثُمّ مَدّ يَدَهُ اليُمنَي حَتّي جَازَ سُطُوحَ المَدِينَةِ وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمّ طَأطَأَ يَدَهُ اليُسرَي فَضَرَبَ بِهَا الأَرضَ مِن غَيرِ أَن ينَحنَيِ‌َ أَو يَتَصَعّدَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ مَن يَرَي وَصِيّهُ فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ فَلَقِيتُ الحُسَينَ ع وَ كُنتُ عَرَفتُ نَعتَهُ مِنَ الكُتُبِ السّالِفَةِ بِصِفَتِهِ وَ تِسعَةً مِن وُلدِهِ أَوصِيَاءَ بِصِفَاتِهِم غَيرَ أنَيّ‌ أَنكَرتُ حِليَتَهُ لِصِغَرِ سِنّهِ فَدَنَوتُ مِنهُ وَ هُوَ عَلَي كِسرَةِ رَحَبَةِ المَسجِدِ فَقُلتُ لَهُ مَن أَنتَ يَا سيَدّيِ‌ قَالَ أَنَا طَلِبَتُكِ يَا أُمّ سُلَيمٍ أَنَا وصَيِ‌ّ الأَوصِيَاءِ وَ أَنَا أَبُو التّسعَةِ الأَئِمّةِ الهَادِيَةِ وَ أَنَا وصَيِ‌ّ أخَيِ‌َ الحَسَنِ وَ أخَيِ‌ وصَيِ‌ّ أَبِي عَلِيّ وَ عَلِيّ وصَيِ‌ّ جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص فَعَجِبتُ مِن قَولِهِ فَقُلتُ مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ فَقَالَ ايتيِنيِ‌ بِحَصَاةٍ فَرَفَعتُ إِلَيهِ حَصَاةً مِنَ الأَرضِ قَالَت أُمّ سُلَيمٍ فَلَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَ قَد وَضَعَهَا بَينَ كَفّيهِ فَجَعَلَهَا كَهَيئَةِ السّحِيقِ مِنَ الدّقِيقِ ثُمّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا يَاقُوتَةً حَمرَاءَ فَخَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ فَثَبَتَ النّقشُ فِيهَا ثُمّ دَفَعَهَا إلِيَ‌ّ وَ قَالَ لِي انظرُيِ‌ فِيهَا يَا أُمّ سُلَيمٍ فَهَل تَرَينَ فِيهَا شَيئاً


صفحه : 188

قَالَت أُمّ سُلَيمٍ فَنَظَرتُ فَإِذَا فِيهَا رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ تِسعَةُ أَئِمّةٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَوصِيَاءُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع قَد تَوَاطَأَت أَسمَاؤُهُم إِلّا اثنَينِ مِنهُم أَحَدُهُمَا جَعفَرٌ وَ الآخَرُ مُوسَي وَ هَكَذَا قَرَأتُ فِي الإِنجِيلِ فَعَجِبتُ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ قَد أعَطاَنيِ‌َ اللّهُ الدّلَائِلَ وَ لَم يُعطِهَا مَن كَانَ قبَليِ‌ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ أَعِد عَلَيّ عَلَامَةً أُخرَي قَالَ فَتَبَسّمَ وَ هُوَ قَاعِدٌ ثُمّ قَامَ فَمَدّ يَدَهُ اليُمنَي إِلَي السّمَاءِ فَوَ اللّهِ لَكَأَنّهَا عَمُودٌ مِن نَارٍ تَخرِقُ الهَوَاءَ حَتّي تَوَارَي عَن عيَنيِ‌ وَ هُوَ قَائِمٌ لَا يَعبَأُ بِذَلِكَ وَ لَا يَتَحَفّزُ فَأُسقِطتُ وَ صَعِقتُ فَمَا أَفَقتُ إِلّا وَ رَأَيتُ فِي يَدِهِ طَاقَةً مِن آسٍ يَضرِبُ بِهَا منَخرِيِ‌ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ مَا ذَا أَقُولُ لَهُ بَعدَ هَذَا وَ قُمتُ وَ أَنَا وَ اللّهِ أَجِدُ إِلَي ساَعتَيِ‌ رَائِحَةَ هَذِهِ الطّاقَةِ مِنَ الآسِ وَ هيِ‌َ وَ اللّهِ عنِديِ‌ لَم تَذوِ وَ لَم تَذبُل وَ لَا انتَقَصَ مِن رِيحِهَا شَيءٌ وَ أَوصَيتُ أهَليِ‌ أَن يَضَعُوهَا فِي كفَنَيِ‌ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ مَن وَصِيّكَ قَالَ مَن فَعَلَ مِثلَ فعِليِ‌ قَالَت فَعِشتُ إِلَي أَيّامِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع

قال زر بن حبيش خاصة دون غيره وحدثني‌ جماعة من التابعين سمعوا هذاالكلام من تمام حديثها منهم مينا مولي عبدالرحمن بن عوف وسعيد بن جبير مولي بني‌ أسدسمعاها تقول هذا


صفحه : 189

وَ حدَثّنَيِ‌ سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِ المخَزوُميِ‌ّ بِبَعضِهِ عَنهَا قَالَت

فَجِئتُ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ هُوَ فِي مَنزِلِهِ قَائِماً يصُلَيّ‌ وَ كَانَ يُطَوّلُ فِيهَا وَ لَا يَتَحَوّزُ فِيهَا وَ كَانَ يصُلَيّ‌ أَلفَ رَكعَةٍ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ فَجَلَستُ مَلِيّاً فَلَم يَنصَرِف مِن صَلَاتِهِ فَأَرَدتُ القِيَامَ فَلَمّا هَمَمتُ بِهِ حَانَت منِيّ‌ التِفَاتَةٌ إِلَي خَاتَمٍ فِي إِصبَعِهِ عَلَيهِ فَصّ حبَشَيِ‌ّ فَإِذَا هُوَ مَكتُوبٌ مَكَانَكِ يَا أُمّ سُلَيمٍ آتِيكِ بِمَا جِئتِ لَهُ قَالَت فَأَسرَعَ فِي صَلَاتِهِ فَلَمّا سَلّمَ قَالَ لِي يَا أُمّ سُلَيمٍ ايتيِنيِ‌ بِحَصَاةٍ مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ عَمّا جِئتُ لَهُ فَدَفَعتُ إِلَيهِ حَصَاةً مِنَ الأَرضِ فَأَخَذَهَا فَجَعَلَهَا بَينَ كَفّيهِ فَجَعَلَهَا كَهَيئَةِ الدّقِيقِ ثُمّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا يَاقُوتَةً حَمرَاءَ ثُمّ خَتَمَهَا فَثَبَتَ فِيهَا النّقشُ فَنَظَرتُ وَ اللّهِ إِلَي القَومِ بِأَعيَانِهِم كَمَا كُنتُ رَأَيتُهُم يَومَ الحُسَينِ فَقُلتُ لَهُ فَمَن وَصِيّكَ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ ألّذِي يَفعَلُ مِثلَ مَا فَعَلتُ وَ لَا تُدرِكِينَ مِن بعَديِ‌ مثِليِ‌ قَالَت أُمّ سُلَيمٍ فَأُنسِيتُ أَن أَسأَلَهُ أَن يَفعَلَ مِثلَ مَا كَانَ قَبلَهُ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَلَمّا خَرَجتُ مِنَ البَيتِ وَ مَشَيتُ شَوطاً ناَداَنيِ‌ يَا أُمّ سُلَيمٍ قُلتُ لَبّيكَ قَالَ ارجعِيِ‌ فَرَجَعتُ فَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ فِي صَرحَةِ دَارِهِ وَسَطاً ثُمّ مَشَي فَدَخَلَ البَيتَ وَ هُوَ يَتَبَسّمُ ثُمّ قَالَ اجلسِيِ‌ يَا أُمّ سُلَيمٍ فَجَلَستُ فَمَدّ يَدَهُ اليُمنَي فَانخَرَقَتِ الدّورُ وَ الحِيطَانُ وَ سِكَكُ المَدِينَةِ وَ غَابَت يَدُهُ عنَيّ‌ ثُمّ قَالَ خذُيِ‌ يَا أُمّ سُلَيمٍ فنَاَولَنَيِ‌ وَ اللّهِ كِيساً فِيهِ دَنَانِيرُ وَ قُرطٌ مِن ذَهَبٍ وَ فُصُوصٌ كَانَت لِي مِن جَزعٍ


صفحه : 190

فِي حُقّ لِي فِي منَزلِيِ‌ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ أَمّا الحُقّ فَأَعرِفُهُ وَ أَمّا مَا فِيهِ فَلَا أدَريِ‌ مَا فِيهِ غَيرَ أنَيّ‌ أَجِدُهَا ثَقِيلًا قَالَ خُذِيهَا وَ امضيِ‌ لِسَبِيلِكِ قَالَت فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ وَ دَخَلتُ منَزلِيِ‌ وَ قَصَدتُ نَحوَ الحُقّ فَلَم أَجِدِ الحُقّ فِي مَوضِعِهِ فَإِذاً الحُقّ حقُيّ‌ قَالَت فَعَرَفتُهُم حَقّ مَعرِفَتِهِم بِالبَصِيرَةِ وَ الهِدَايَةِ فِيهِم مِن ذَلِكَ اليَومِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

قال ابن عياش سألت أبابكر محمد بن عمر الجعابي‌ عن هذه أم سليم وقرأت عليه إسناد الحديث للعامة واستحسن طريقها وطريق أصحابنا فيه فما عرفت أباصالح الطرسوسي‌ القاضي‌ فقال كان ثقة عدلا حافظا و أماأم سليم فهي‌ امرأة من النمر بن قاسط معروفة من النساء اللاتي‌ روين عن رسول الله ص قال وليست أم سليم الأنصارية أمّ أنس بن مالك و لاأمّ سليم الدوسية فإنها لها صحبة ورواية و لاأم سليم الخافضة التي‌ كانت تخفض الجواري‌ علي عهد رسول الله ص و لاأم سليم الثقفية وهي‌ بنت مسعود أخت عروة بن مسعود الثقفي‌ فإنها أسلمت وحسن إسلامها وروت الحديث .بيان قال الجوهري‌ العقوة الساحة و ماحول الدار يقال مايطور بعقوته أحد أي مايقربها والكسر بالكسر والفتح جانب البيت وكسور الأودية معاطفها وشعابها والحفز الاستعجال وتحوز تلوي وتنحي ولعله كناية عن عدم الفصل بين الصلوات وكثرة التشاغل بها والشوط الجري‌ مرة إلي غاية كماذكره الفيروزآبادي‌ الحمد لله ألذي وفقني‌ لإتمام النصف الأول من المجلد السابع من كتاب بحار الأنوار وأسأله تعالي التوفيق لإتمام النصف الآخر و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وصلي الله علي سيدنا محمد النبي الكريم و علي مولانا علي حكيم [الحكيم ] وآلهما الطيبين الطاهرين


صفحه : 191

باب 6-عصمتهم ولزوم عصمة الإمام ع

الآيات البقرةقالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله قال مجاهد العهد الإمامة و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أي لا يكون الظالم إماما للناس فهذا يدل علي أنه يجوز أن يعطي ذلك بعض ولده إذا لم يكن ظالما لأنه لو لم يرد أن يجعل أحدا منهم إماما للناس لوجب أن يقول في الجواب لا أو لاينال عهدي‌ ذريتك . و قال الحسن إن معناه أن الظالمين ليس لهم عند الله عهد يعطيهم به خيرا و إن كانوا قديعاهدون في الدنيا فيوفي لهم و قد كان يجوز في العربية أن يقال لاينال عهدي‌ الظالمون لأن مانالك فقد نلته و قدروي‌ ذلك في قراءة ابن مسعود واستدل أصحابنا بهذه الآية علي أن الإمام لا يكون إلامعصوما عن القبائح لأن الله سبحانه نفي أن ينال عهده ألذي هوالإمامة ظالم و من ليس بمعصوم فقد يكون ظالما إما لنفسه وإما لغيره . فإن قيل إنما نفي أن ينال ظالم في حال ظلمه فإذاتاب فلايسمي ظالما فيصح أن يناله . والجواب أن الظالم و إن تاب فلايخرج من أن تكون الآية قدتناولته في حال كونه ظالما فإذانفي أن يناله فقد حكم عليه بأنها لاينالها والآية مطلقة غيرمقيدة بوقت دون وقت فيجب أن تكون محمولة علي الأوقات كلها فلاينالها الظالم و إن تاب فيما بعدانتهي كلامه رفع الله مقامه .


صفحه : 192

فإن قلت علي القول باشتراط بقاء المشتق منه في صدق المشتق كيف يستقيم الاستدلال قلت لاريب أن الظالم في الآية لايحتمل الماضي‌ والحال لأن ابراهيم ع إنما سأل ذلك لذريته من بعده فأجاب تعالي بعدم نيل العهد لمن يصدق عليه أنه ظالم بعده فكل من صدق عليه بعدمخاطبة الله لإبراهيم بهذا الخطاب أنه ظالم وصدر عنه الظلم في أي زمان من أزمنة المستقبل يشمله هذاالحكم أنه لاينال العهد فإن قلت تعليق الحكم بالوصف مشعر بالعلية. قلت العلية لاتدل علي المقارنة إذ ليس مفاد الحكم إلا أن عدم نيل العهد إنما هوللاتصاف بالظلم في أحد الأزمنة المستقبلة بالنسبة إلي صدور الحكم فتأمل

1-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ] مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ قَالَ مَا سَمِعتُ وَ لَا استَفَدتُ مِن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ فِي طُولِ صحُبتَيِ‌ إِيّاهُ شَيئاً أَحسَنَ مِن هَذَا الكَلَامِ فِي صِفَةِ عِصمَةِ الإِمَامِ فإَنِيّ‌ سَأَلتُهُ يَوماً عَنِ الإِمَامِ أَ هُوَ مَعصُومٌ قَالَ نَعَم قُلتُ لَهُ فَمَا صِفَةُ العِصمَةِ فِيهِ وَ بأِيَ‌ّ شَيءٍ تُعرَفُ قَالَ إِنّ جَمِيعَ الذّنُوبِ لَهَا أَربَعَةُ أَوجُهٍ لَا خَامِسَ لَهَا الحِرصُ وَ الحَسَدُ وَ الغَضَبُ وَ الشّهوَةُ فَهَذِهِ مُنتَفِيَةٌ عَنهُ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَرِيصاً عَلَي هَذِهِ الدّنيَا وَ هيِ‌َ تَحتَ خَاتَمِهِ لِأَنّهُ خَازِنُ المُسلِمِينَ فَعَلَي مَا ذَا يَحرِصُ وَ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونُ حَسُوداً لِأَنّ الإِنسَانَ إِنّمَا يَحسُدُ مَن هُوَ فَوقَهُ وَ لَيسَ فَوقَهُ أَحَدٌ فَكَيفَ يَحسُدُ مَن هُوَ دُونَهُ وَ لَا يَجُوزُ أَن يَغضَبَ لشِيَ‌ءٍ مِن أُمُورِ الدّنيَا إِلّا أَن يَكُونَ غَضَبُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّ اللّهَ قَد فَرَضَ عَلَيهِ إِقَامَةَ الحُدُودِ وَ أَن لَا تَأخُذَهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ وَ لَا رَأفَةٌ فِي دِينِهِ حَتّي يُقِيمَ حُدُودَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا يَجُوزُ أَن يَتّبِعَ الشّهَوَاتِ وَ يُؤثِرَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَبّبَ إِلَيهِ الآخِرَةَ كَمَا حَبّبَ إِلَينَا الدّنيَا فَهُوَ يَنظُرُ إِلَي الآخِرَةِ كَمَا نَنظُرُ إِلَي الدّنيَا فَهَل رَأَيتَ أَحَداً تَرَكَ وَجهاً حَسَناً لِوَجهٍ قَبِيحٍ وَ طَعَاماً طَيّباً لِطَعَامٍ مُرّ وَ ثَوباً لَيّناً


صفحه : 193

لِثَوبٍ خَشِنٍ وَ نِعمَةً دَائِمَةً بَاقِيَةً لِدُنيَا زَائِلَةٍ فَانِيَةٍ

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ وَ أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ ابنُ تَاتَانَةَ جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ التمّيِميِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ سيَدّيِ‌ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن سَرّهُ أَن يَنظُرَ إِلَي القَضِيبِ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ ألّذِي غَرَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِيَدِهِ وَ يَكُونَ مُتَمَسّكاً بِهِ فَليَتَوَلّ عَلِيّاً وَ الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ فَإِنّهُم خِيَرَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ صَفوَتُهُ وَ هُمُ المَعصُومُونَ مِن كُلّ ذَنبٍ وَ خَطِيئَةٍ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أحمد بن علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبيه مثله

3-كَنزُ الفَوَائِدِ للِكرَاَجكُيِ‌ّ،حدَثّنَيِ‌ القاَضيِ‌ أُسَيدُ بنُ اِبرَاهِيمَ السلّمَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ العتَكَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ صَفوَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَمّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن فَاطِمَةَ ابنَةِ رَسُولِ اللّهِ عَنهُص قَالَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ عَن كاَتبِيَ‌ عَلِيّ أَنّهُمَا لَم يَكتُبَا عَلَي عَلِيّ ذَنباً مُذ صَحِبَاهُ


صفحه : 194

4- وَ حدَثّنَيِ‌ السلّمَيِ‌ّ عَنِ العتَكَيِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الصدّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ العوَفيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي الحَكَمِ البرَاَجمِيِ‌ّ عَن شَرِيكِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي الوَفَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ إِنّ حاَفظِيَ‌ عَلِيّ لَيَفخَرَانِ عَلَي سَائِرِ الحَفَظَةِ بِكَونِهِمَا مَعَ عَلِيّ ع وَ ذَلِكَ أَنّهُمَا لَم يَصعَدَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بشِيَ‌ءٍ مِنهُ فَيُسخِطَهُ

5- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المقُريِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الموَصلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ الطرّيِفيِ‌ّ عَن عَبّاسِ بنِ يَزِيدَ بنِ الحَسَنِ الكَحّالِ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ الإِمَامُ مِنّا لَا يَكُونُ إِلّا مَعصُوماً وَ لَيسَتِ العِصمَةُ فِي ظَاهِرِ الخِلقَةِ فَيُعرَفَ بِهَا فَلِذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلّا مَنصُوصاً فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَا مَعنَي المَعصُومِ فَقَالَ هُوَ المُعتَصِمُ بِحَبلِ اللّهِ وَ حَبلُ اللّهِ هُوَ القُرآنُ لَا يَفتَرِقَانِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ الإِمَامُ يهَديِ‌ إِلَي القُرآنِ وَ القُرآنُ يهَديِ‌ إِلَي الإِمَامِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ هذَا القُرآنَ يهَديِ‌ للِتّيِ‌ هيِ‌َ أَقوَمُ

بيان قوله ع هوالمعتصم كأن المعني أن معصوميته بسبب اعتصامه بحبل الله ولذا خص بالعصمة لامجازفة أومعني المعصومية أنه جعله الله معتصما بالقرآن لايفارقه

6- مع ،[معاني‌ الأخبار] عَلِيّ بنُ الفَضلِ البغَداَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَنِ الحُسَينِ الأَشقَرِ قَالَ قُلتُ لِهِشَامِ بنِ الحَكَمِ مَا مَعنَي قَولِكُم إِنّ الإِمَامَ لَا يَكُونُ إِلّا مَعصُوماً قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ المَعصُومُ هُوَ المُمتَنِعُ بِاللّهِ مِن


صفحه : 195

جَمِيعِ مَحَارِمِ اللّهِ وَ قَد قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ مَن يَعتَصِم بِاللّهِ فَقَد هدُيِ‌َ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ

بيان الممتنع بالله أي بتوفيق الله . قال الصدوق في المعاني‌ بعدخبر هشام الدليل علي عصمة الإمام أنه لما كان كل كلام ينقل عن قائله يحتمل وجوها من التأويل و كان أكثر القرآن والسنة مما أجمعت الفرق علي أنه صحيح لم يغير و لم يبدل و لم يزد فيه و لم ينقص منه محتملا لوجوه كثيرة من التأويل وجب أن يكون مع ذلك مخبر صادق معصوم من تعمد الكذب والغلط منبئ عما عني الله عز و جل ورسوله في الكتاب والسنة علي حق ذلك وصدقه لأن الخلق مختلفون في التأويل كل فرقة تميل مع القرآن والسنة إلي مذهبها.فلو كان الله تبارك و تعالي تركهم بهذه الصفة من غيرمخبر عن كتابه صادق فيه لكان قدسوغهم الاختلاف في الدين ودعاهم إليه إذ أنزل كتابا يحتمل التأويل وسن نبيه ص سنة يحتمل التأويل وأمرهم بالعمل بهما فكأنه قال تأولوا واعملوا و في ذلك إباحة العمل بالمتناقضات والاعتماد للحق وخلافه . فلما استحال ذلك علي الله عز و جل وجب أن يكون مع القرآن والسنة في كل عصر من يبين عن المعاني‌ التي‌ عناها الله عز و جل في القرآن بكلامه دون مايحتمله ألفاظ القرآن من التأويل ويعبر عن المعاني‌ التي‌ عناها رسول الله ص في سننه وأخباره دون التأويل ألذي يحتمله ألفاظ الأخبار المروية عنه ع المجمع علي صحة نقلها.


صفحه : 196

و إذاوجب أنه لابد من مخبر صادق وجب أن لايجوز عليه الكذب وتعمدا و لاالغلط فيما يخبر به عن مراد الله عز و جل في كتابه و عن مراد رسول الله ص في أخباره وسنته و إذاوجب ذلك وجب أنه معصوم . ومما يؤكد هذاالدليل أنه لايجوز عندمخالفينا أن يكون الله عز و جل أنزل القرآن علي أهل عصر النبي ص و لانبي‌ فيهم ويتعبدهم بالعمل بما فيه علي حقه وصدقه فإذا لم يجز أن ينزل القرآن علي قوم و لاناطق به و لامعبر عنه و لامفسر لمااستعجم منه و لامبين لوجوهه فكذلك لايجوز أن نتعبد نحن به إلا ومعه من يقوم فينا مقام النبي ص في قومه و أهل عصره في التبيين لناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه والمعاني‌ التي‌ عناها الله جل عزبكلامه دون مايحتمله التأويل كما كان النبي ص مبينا لذلك كله لأهل عصره و لابد من ذلك مالزموا المعقول والدين . فإن قال قائل إن المؤدي‌ إلينا مانحتاج إلي عمله من متشابه القرآن و من معانيه التي‌ عناها الله دون مايحتمله ألفاظه هوالأمة أكذبه اختلاف الأمة وشهادتها بأجمعها علي أنفسها في كثير من آي‌ القرآن لجهلهم بمعناه ألذي عناه الله عز و جل و في ذلك بيان أن الأمة ليست هي‌ المؤدية عن الله عز و جل ببيان القرآن وإنها ليست تقوم في ذلك مقام النبي ص . فإن تجاسر متجاسر فقال قد كان يجوز أن ينزل القرآن علي أهل عصر النبي ص و لا يكون معه نبي‌ ويتعبدهم بما فيه مع احتماله للتأويل .قيل له هب ذلك كله و قدوقع من الخلاف في معانيه ما قدوقع في هذاالوقت ما ألذي كانوا يصنعون . فإن قال ما قدصنعوا الساعة.قيل ألذي فعلوه الساعة أخذ كل فرقة من الأمة جانبا من التأويل وعمله


صفحه : 197

عليه وتضليل الفرقة المخالفة لها في ذلك وشهادتها عليها بأنها ليست علي الحق . فإن قال إنه كان يجوز أن يكون في أول الإسلام كذلك و إن ذلك حكمة من الله وعدل فيهم ركب خطأ عظيما و ما لاأري أحدا من الخلق يقدم عليه فيقال له عند ذلك فحدثنا إذاتهيأ للعرب الفصحاء أهل اللغة أن يتأولوا القرآن ويعمل كل واحد منهم بما يتأوله علي اللغة العربية فكيف يصنع من لايعرف اللغة من الناس وكيف يصنع العجم من الترك والفرس و إلي أي شيءيرجعون في علم مافرض الله عليهم في كتابه و من أي الفرق يقبلون مع اختلاف الفرق في التأويل وإباحتك كل فرقة أن تعمل بتأويلها. و لابد لك من أن يجري‌ العجم و من لايفهم اللغة مجري أصحاب اللغة من أن لهم أن يتبعوا أي الفرق شاءوا و إلا إن ألزمت من لايفهم اللغة اتباع بعض الفرق دون بعض لزمك أن تجعل الحق كله في تلك الفرقة دون غيرها فإن جعلت الحق في فرقة دون فرقة نقضت مابنيت عليه كلامك واحتجت إلي أن يكون مع تلك الفرقة علم وحجة تبين بها من غيرها و ليس هذا من قولك . و لوجعلت الفرق كلها متساوية في الحق مع تناقض تأويلاتها فيلزمك أيضا أن تجعل للعجم و من لايفهم اللغة أن يتبعوا أي الفرق شاءوا و إذافعلت ذلك لزمك في هذاالوقت أن لايلزم أحدا من مخالفيك من الشيعة والخوارج وأصحاب التأويلات وجميع من خالفك ممن له فرقة و من مبتدع لافرقة له علي مخالفتك ذما. و هذانقص الإسلام والخروج من الإجماع ويقال لك و ماينكر علي هذاالإعطاء أن يتعبد الله عز و جل الخلق بما في كتاب مطبق لايمكن أحدا أن


صفحه : 198

يقرأ ما فيه ويأمر أن يبحثوا ويرتادوا ويعمل كل فرقة بما تري أنه في الكتاب فإن أجزت ذلك أجزت علي الله عز و جل العبث لأن ذلك صفة العابث . ويلزمك أن تجيز علي كل من نظر بعقله في شيء واستحسن أمرا من الدين أن يعتقده لأنه سواء أباحهم أن يعملوا في أصول الحلال والحرام وفروعهما بآرائهم وأباحهم أن ينظروا بعقولهم في أصول الدين كله وفروعه من توحيد وغيره و أن يعملوا أيضا بما استحسنوه و كان عندهم حقا فإن أجزت ذلك أجزت علي الله عز و جل أن يبيح الخلق أن يشهدوا عليه أنه ثاني‌ اثنين و أن يعتقدوا الدهر وجحدوا البار‌ئ جل و عز. و هذاآخر ما في هذاالكلام لأن من أجاز أن يتعبدنا الله عز و جل بالكتاب علي احتمال التأويل و لامخبر صادق لنا عن معانيه لزمه أن يجيز علي أهل عصر النبي ص مثل ذلك . فإذاأجاز مثل ذلك لزمه أن يبيح الله عز و جل كل فرقة العمل بما رأت وتأولت لأنه لا يكون لهم غير ذلك إذا لم يكن معهم حجة في أن هذاالتأويل أصح من هذاالتأويل و إذاأباح ذلك أباح متبعيهم ممن لايعرف اللغة فإذاأباح أولئك أيضا لزمه أن يبيحنا في هذاالعصر و إذاأباحنا ذلك في الكتاب لزمه أن يبيحنا ذلك في أصول الحلال والحرام ومقاييس العقول و ذلك خروج من الدين كله . و إذاوجب بما قدمنا ذكره أنه لابد من مترجم عن القرآن وأخبار النبي ص وجب أن يكون معصوما ليجب القبول منه . و إذاوجب أن يكون معصوما بطل أن يكون هوالأمة لمابينا من اختلافها في تأويل القرآن والأخبار وتنازعها في ذلك و من إكفار بعضها بعضا و إذاثبت ذلك وجب أن يكون المعصوم هوالواحد ألذي ذكرناه و هوالإمام و قددللنا علي أن الإمام لا يكون إلامعصوما وأدينا أنه إذاوجبت العصمة في الإمام لم يكن بد من أن ينص


صفحه : 199

النبي ص عليه لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فيعرفها الخلق بالمشاهدة فواجب أن ينص عليها علام الغيوب تبارك و تعالي علي لسان نبيه ص و ذلك لأن الإمام لا يكون إلامنصوصا عليه و قدصح لنا النص بما بيناه من الحجج و مارويناه من الأخبار الصحيحة

7-فس ،[تفسير القمي‌] فَتِلكَ بُيُوتُهُم خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا قَالَ لَا تَكُونُ الخِلَافَةُ فِي آلِ فُلَانٍ وَ لَا آلِ فُلَانٍ وَ لَا آلِ طَلحَةَ وَ لَا آلِ الزّبَيرِ

بيان علي هذاالتأويل يكون المعني بيوتهم خاوية من الخلافة والإمامة بسبب ظلمهم فالظلم ينافي‌ الخلافة و كل فسق ظلم ويحتمل أن يكون المعني أنهم لماظلموا وغصبوا الخلافة وحاربوا إمامهم أخرجها الله من ذريتهم ظاهرا وباطنا إلي يوم القيامة

8-ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع الأَنبِيَاءُ وَ أَوصِيَاؤُهُم لَا ذُنُوبَ لَهُم لِأَنّهُم مَعصُومُونَ مُطَهّرُونَ

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ لَا يَفرِضُ اللّهُ تَعَالَي طَاعَةَ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يُضِلّهُم وَ يُغوِيهِم وَ لَا يَختَارُ لِرِسَالَتِهِ وَ لَا يصَطفَيِ‌ مِن عِبَادِهِ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يَكفُرُ بِهِ وَ بِعِبَادَتِهِ وَ يَعبُدُ الشّيطَانَ دُونَهُ

10-ل ،[الخصال ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّلا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَعَنَي بِهِ أَنّ الإِمَامَةَ


صفحه : 200

لَا تَصلُحُ لِمَن قَد عَبَدَ صَنَماً أَو وَثَناً أَو أَشرَكَ بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ وَ إِن أَسلَمَ بَعدَ ذَلِكَ وَ الظّلمُ وَضعُ الشيّ‌ءِ فِي غَيرِ مَوضِعِهِ وَ أَعظَمُ الظّلمِ الشّركُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ وَ كَذَلِكَ لَا تَصلُحُ الإِمَامَةُ لِمَن قَدِ ارتَكَبَ مِنَ المَحَارِمِ شَيئاً صَغِيراً كَانَ أَو كَبِيراً وَ إِن تَابَ مِنهُ بَعدَ ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ لَا يُقِيمُ الحَدّ مَن فِي جَنبِهِ حَدّ فَإِذاً لَا يَكُونُ الإِمَامُ إِلّا مَعصُوماً وَ لَا تُعلَمُ عِصمَتُهُ إِلّا بِنَصّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِص لِأَنّ العِصمَةَ لَيسَت فِي ظَاهِرِ الخِلقَةِ فَتُرَي كَالسّوَادِ وَ البَيَاضِ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ وَ هيِ‌َ مَغِيبَةٌ لَا تُعرَفُ إِلّا بِتَعرِيفِ عَلّامِ الغُيُوبِ عَزّ وَ جَلّ

11- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِنّمَا الطّاعَةُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِوُلَاةِ الأَمرِ وَ إِنّمَا أُمِرَ بِطَاعَةِ أوُليِ‌ الأَمرِ لِأَنّهُم مَعصُومُونَ مُطَهّرُونَ لَا يَأمُرُونَ بِمَعصِيَتِهِ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ الديّريِ‌ّ مَعاً عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن أَبِيهِ عَن مُثَنّي مَولَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا دَعوَةُ أَبِي اِبرَاهِيمَ قُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ صِرتَ دَعوَةَ أَبِيكَ اِبرَاهِيمَ قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي اِبرَاهِيمَإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماًفَاستَخَفّ اِبرَاهِيمَ الفَرَحُ فَقَالَ يَا رَبّ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ أَئِمّةً[أَئِمّةٌ]مثِليِ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَن يَا اِبرَاهِيمُ إنِيّ‌ لَا


صفحه : 201

أعُطيِ‌ لَكَ عَهداً لَا أفَيِ‌ لَكَ بِهِ قَالَ يَا رَبّ مَا العَهدُ ألّذِي لَا تفَيِ‌ لِي بِهِ قَالَ لَا أُعطِيكَ عَهداً لِظَالِمٍ مِن ذُرّيّتِكَ قَالَ يَا رَبّ وَ مَنِ الظّالِمُ مِن ولُديِ‌ لَا يَنَالُ عهَديِ‌[ ألّذِي لَا يَنَالُ عَهدُكَ] قَالَ مَن سَجَدَ لِصَنَمٍ مِن دوُنيِ‌ لَا أَجعَلُهُ إِمَاماً أَبَداً وَ لَا يَصِحّ أَن يَكُونَ إِمَاماً قَالَ اِبرَاهِيمُوَ اجنبُنيِ‌ وَ بنَيِ‌ّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ رَبّ إِنّهُنّ أَضلَلنَ كَثِيراً مِنَ النّاسِ قَالَ النّبِيّص فَانتَهَتِ الدّعوَةُ إلِيَ‌ّ وَ إِلَي أخَيِ‌ عَلِيّ ع لَم يَسجُد أَحَدٌ مِنّا لِصَنَمٍ قَطّ فاَتخّذَنَيِ‌َ اللّهُ نَبِيّاً وَ عَلِيّاً وَصِيّاً

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] ابن المغازلي‌ بإسناده إلي ابن مسعود مثله

13-ك ،[إكمال الدين ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَنِ النهّديِ‌ّ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنَا وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ تِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ مُطَهّرُونَ مَعصُومُونَ

14-شي‌،[تفسير العياشي‌]روُيِ‌َ بِأَسَانِيدَ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَكُنّا بِمَكّةَ فَجَرَي الحَدِيثُ فِي قَولِ اللّهِوَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ أَتَمّهُنّ بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِ عَلِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم فِي قَولِ اللّهِذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ثُمّ


صفحه : 202

قَالَإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ قَالَ يَا رَبّ وَ يَكُونُ مِن ذرُيّتّيِ‌ ظَالِمٌ قَالَ نَعَم فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مَنِ اتّبَعَهُم قَالَ يَا رَبّ فَعَجّل لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ مَا وعَدَتنَيِ‌ فِيهِمَا وَ عَجّل نَصرَكَ لَهُمَا وَ إِلَيهِ أَشَارَ بِقَولِهِوَ مَن يَرغَبُ عَن مِلّةِ اِبراهِيمَ إِلّا مَن سَفِهَ نَفسَهُ وَ لَقَدِ اصطَفَيناهُ فِي الدّنيا وَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَفَالمِلّةُ الإِمَامَةُ فَلَمّا أَسكَنَ ذُرّيّتَهُ بِمَكّةَ قَالَرَبّنا إنِيّ‌ أَسكَنتُ مِن ذرُيّتّيِ‌ بِوادٍ غَيرِ ذيِ‌ زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرّمِ إِلَيمِنَ الثّمَراتِ مَن آمَنَفَاستَثنَي مَن آمَنَ خَوفاً أَن يَقُولَ لَهُ لَا كَمَا قَالَ لَهُ فِي الدّعوَةِ الأُولَيوَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ فَلَمّا قَالَ اللّهُوَ مَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلًا ثُمّ أَضطَرّهُ إِلي عَذابِ النّارِ وَ بِئسَ المَصِيرُ قَالَ يَا رَبّ وَ مَنِ الّذِينَ مَتّعتَهُم قَالَ الّذِينَ كَفَرُوا بآِياَتيِ‌ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ

15-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِلا يَنالُ


صفحه : 203

عهَديِ‌ الظّالِمِينَ أَي لَا يَكُونُ إِمَاماً ظَالِماً

16-كشف ،[كشف الغمة]فَائِدَةٌ سَنِيّةٌ كُنتُ أَرَي الدّعَاءَ ألّذِي كَانَ يَقُولُهُ أَبُو الحَسَنِ ع فِي سَجدَةِ الشّكرِ وَ هُوَ رَبّ عَصَيتُكَ بلِسِاَنيِ‌ وَ لَو شِئتَ وَ عِزّتِكَ لأَخَرسَتنَيِ‌ وَ عَصَيتُكَ ببِصَرَيِ‌ وَ لَو شِئتَ وَ عِزّتِكَ لأَكَمهَتنَيِ‌ وَ عَصَيتُكَ بسِمَعيِ‌ وَ لَو شِئتَ وَ عِزّتِكَ لأَصَممَتنَيِ‌ وَ عَصَيتُكَ بيِدَيِ‌ وَ لَو شِئتَ وَ عِزّتِكَ لكَنَعّتنَيِ‌ وَ عَصَيتُكَ بفِرَجيِ‌ وَ لَو شِئتَ وَ عِزّتِكَ لأَعَقمَتنَيِ‌ وَ عَصَيتُكَ برِجِليِ‌ وَ لَو شِئتَ وَ عِزّتِكَ لجَذَمَتنَيِ‌ وَ عَصَيتُكَ بِجَمِيعِ جوَاَرحِيِ‌َ التّيِ‌ أَنعَمتَ بِهَا عَلَيّ وَ لَم يَكُن هَذَا جَزَاكَ منِيّ‌

بخط عميد الرؤساء لعقمتني‌ والمعروف عقمت المرأة وعقمت وأعقمها الله فكنت أفكر في معناه وأقول كيف يتنزل علي ماتعتقده الشيعة من القول بالعصمة و مااتضح لي مايدفع التردد ألذي يوجبه .فاجتمعت بالسيد السعيد النقيب رضي‌ الدين أبي الحسن علي بن موسي بن طاوس العلوي‌ الحسني‌ رحمه الله وألحقه بسلفه الطاهر فذكرت له ذلك فقال إن الوزير السعيد مؤيد الدين العلقمي‌ رحمه الله تعالي سألني‌ عنه فقلت كان يقول هذاليعلم الناس ثم إني‌ فكرت بعد ذلك فقلت هذا كان يقوله في سجدته في الليل و ليس عنده من يعلمه . ثم سألني‌ عنه الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي‌ رحمه الله فأخبرته بالسؤال الأول ألذي قلت و ألذي أوردته عليه و قلت مابقي‌ إلا أن يكون يقوله علي سبيل التواضع و ما هذامعناه فلم يقع مني‌ هذه الأقوال بموقع و لاحلت من قلبي‌ في موضع . ومات السيد رضي‌ الدين رحمه الله فهداني‌ الله إلي معناه ووفقني‌ علي فحواه


صفحه : 204

فكان الوقوف عليه والعلم به وكشف حجابه بعدالسنين المتطاولة والأحوال المجرمة والأدوار المكررة من كرامات الإمام موسي ع ومعجزاته ولتصح نسبة العصمة إليه وتصدق علي آبائه البررة الكرام وتزول الشبهة التي‌ عرضت من ظاهر هذاالكلام . وتقريره أن الأنبياء والأئمة ع تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالي وقلوبهم مملوة به وخواطرهم متعلقة بالملإ الأعلي وهم أبدا في المراقبة كَمَا قَالَ ع اعبُدِ اللّهَ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن لَم تَكُن تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ

فهم أبدا متوجهون إليه ومقبلون بكلهم عليه فمتي انحطوا عن تلك الرتبة العالية والمنزلة الرفيعة إلي الاشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ إلي النكاح وغيره من المباحات عدوه ذنبا واعتقدوه خطيئة واستغفروا منه . أ لاتري أن بعض عبيد أبناء الدنيا لوقعد وأكل وشرب ونكح و هويعلم أنه بمرأي من سيده ومسمع لكان ملوما عند الناس ومقصرا فيما يجب عليه من خدمة سيده ومالكه فما ظنك بسيد السادات وملك الأملاك

وَ إِلَي هَذَا أَشَارَ ع إِنّهُ لَيُغَانُ عَلَي قلَبيِ‌ وَ إنِيّ‌ لَأَستَغفِرُ بِالنّهَارِ سَبعِينَ مَرّةً

ولفظة السبعين إنما هي‌


صفحه : 205

لعدد الاستغفار لا إلي الرين

وَ قَولُهُ حَسَنَاتُ الأَبرَارِ سَيّئَاتُ المُقَرّبِينَ.

ونزيده إيضاحا من لفظه ليكون أبلغ من التأويل ويظهر من قوله ع أعقمتني‌ والعقيم ألذي لايولد له و ألذي يولد من السفاح لا يكون ولدا فقد بان بهذا أنه كان يعد اشتغاله في وقت مابما هوضرورة للأبدان معصية ويستغفر الله منها و علي هذافقس البواقي‌ و كل مايرد عليك من أمثالها و هذامعني شريف يكشف بمدلوله حجاب الشبه ويهدي‌ به الله من حسر عن بصره وبصيرته رين العمي والعمه . وليت السيد رحمه الله كان حيا لأهدي‌ هذه العقيلة إليه وأجلو عرائسها عليه فما أظن أن هذاالمعني اتضح من لفظ الدعاء لغيري‌ و لا أن أحدا سار في إيضاح مشكله وفتح مقفله مثل سيري‌ و قدينتج الخاطر العقيم فيأتي‌ بالعجائب وقديما ماقيل مع الخواطئ سهم صائب .بيان عقم في بعض ماعندنا من كتب اللغة جاء لازما ومتعديا قال الفيروزآبادي‌ عقم كفرح ونصر وكرم وعني وعقمها الله يعقمها وأعقمها انتهي و ماذكره رحمه الله وجه حسن في تأويل مانسبوا إلي أنفسهم المقدسة من الذنب والخطاء والعصيان وسيأتي‌ تمام القول في ذلك

17-ختص ،[الإختصاص ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الحُسَينِ الأسَدَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ رَفَعَهُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ اتّخَذَ اِبرَاهِيمَ عَبداً قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ نَبِيّاً وَ إِنّ اللّهَ اتّخَذَهُ نَبِيّاً قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ رَسُولًا وَ إِنّ اللّهَ اتّخَذَهُ رَسُولًا قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ


صفحه : 206

خَلِيلًا وَ إِنّ اللّهَ اتّخَذَهُ خَلِيلًا قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ إِمَاماً فَلَمّا جَمَعَ لَهُ الأَشيَاءَ قَالَإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قَالَ فَمِن عِظَمِهَا فِي عَينِ اِبرَاهِيمَ ع قَالَوَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ قَالَ لَا يَكُونُ السّفِيهُ إِمَامَ التّقِيّ

18-ختص ،[الإختصاص ] أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ حَمزَةَ الحسُيَنيِ‌ّ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ العِدّةِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ وَ دُرُستَ عَنهُم ع قَالَ إِنّ الأَنبِيَاءَ وَ المُرسَلِينَ عَلَي أَربَعِ طَبَقَاتٍ فنَبَيِ‌ّ مُنَبّأٌ فِي نَفسِهِ لَا يَعدُو غَيرَهُ يَرَي فِي النّومِ وَ يَسمَعُ الصّوتَ وَ لَا يُعَايِنُ فِي اليَقَظَةِ وَ لَم يُبعَث إِلَي أَحَدٍ وَ عَلَيهِ إِمَامٌ مِثلُ مَا كَانَ اِبرَاهِيمُ ع عَلَي لُوطٍ وَ نبَيِ‌ّ يَرَي فِي نَومِهِ وَ يَسمَعُ الصّوتَ وَ يُعَايِنُ المَلَكَ وَ قَد أُرسِلَ إِلَي طَائِفَةٍ قَلّوا أَو كَثُرُوا كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِيُونُسَوَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ قَالَ يَزِيدُونَ ثلاثون [ثَلَاثِينَ]أَلفاً وَ عَلَيهِ إِمَامٌ وَ ألّذِي يَرَي فِي نَومِهِ وَ يَسمَعُ الصّوتَ وَ يُعَايِنُ فِي اليَقَظَةِ وَ هُوَ إِمَامٌ عَلَي أوُليِ‌ العَزمِ وَ قَد كَانَ اِبرَاهِيمُ نَبِيّاً وَ لَيسَ بِإِمَامٍ حَتّي قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيلا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ مَن عَبَدَ صَنَماً أَو وَثَناً أَو مِثَالًا لَا يَكُونُ إِمَاماً

19-ختص ،[الإختصاص ] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ اتّخَذَ اِبرَاهِيمَ عَبداً قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ نَبِيّاً وَ اتّخَذَهُ نَبِيّاً قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ رَسُولًا وَ اتّخَذَهُ رَسُولًا قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ خَلِيلًا وَ إِنّ اللّهَ اتّخَذَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ إِمَاماً فَلَمّا جَمَعَ لَهُ الأَشيَاءَ وَ قَبَضَ يَدَهُقالَ لَهُ يَا اِبرَاهِيمُإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماًفَمِن عِظَمِهَا فِي عَينِ اِبرَاهِيمَقالَ يَا رَبّوَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ

بيان قوله وقبض يده من كلام الراوي‌ والضميران المستتر والبارز راجعان


صفحه : 207

إلي الباقر ع أي لما قال ع فلما جمع له هذه الأشياء قبض يده أي ضم أصابعه إلي كفه لبيان اجتماع تلك الخمسة له أي العبودية والنبوة والرسالة والخلة والإمامة و هذاشائع في أمثال هذه المقامات . وقيل أي أخذ الله يده ورفعه من حضيض الكمالات إلي أوجها هذا إذا كان الضمير في يده راجعا إلي ابراهيم ع و إن كان راجعا إلي الله فقبض يده كناية عن إكمال الصنعة وإتمام الحقيقة في إكمال ذاته وصفاته أوتشبيه للمعقول بالمحسوس للإيضاح فإن الصانع منا إذاأكمل صنعة الشي‌ء رفع يده عنه و لايعمل فيه شيئا لتمام صنعته وقيل فيه إضمار أي قبض ابراهيم هذه الأشياء بيده أوقبض المجموع في يده

20-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]الجوَهرَيِ‌ّ عَن حَبِيبٍ الخثَعمَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّا لَنُذنِبُ وَ نسُيِ‌ءُ ثُمّ نَتُوبُ إِلَي اللّهِ مَتَاباً

قال الحسين بن سعيد لاخلاف بين علمائنا في أنهم ع معصومون عن كل قبيح مطلقا وأنهم ع يسمون ترك المندوب ذنبا وسيئة بالنسبة إلي كمالهم ع . أَقُولُ قَالَ العَلّامَةُ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي كَشفِ الحَقّ،رَوَي الجُمهُورُ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص انتَهَتِ الدّعوَةُ إلِيَ‌ّ وَ إِلَي عَلِيّ ع لَم يَسجُد أَحَدُنَا قَطّ لِصَنَمٍ فاَتخّذَنَيِ‌ نَبِيّاً وَ اتّخَذَ عَلِيّاً وَصِيّاً

. و قال الناصب الشارح هذه الرواية ليست في كتب أهل السنة والجماعة و لاأحد من المفسرين ذكر هذا و إن صح دل علي أن عليا وصي‌ رسول الله ص والمراد بالوصاية ميراث العلم والحكمة وليست هي‌ نصا في الإمامة كماادعاه . و قال صاحب إحقاق الحق هذه الرواية مما رواه ابن المغازلي‌ الشافعي‌ في


صفحه : 208

كتاب المناقب بإسناده إلي ابن مسعود والإنكار والإصرار فيه عناد وإلحاد والمراد بالدعوة المذكور فيهادعوة ابراهيم وطلب الإمامة لذريته من الله تعالي فدلت الرواية علي أن المراد بالوصاية الإمامة و أن سبق الكفر وسجود الصنم ينافي‌ الإمامة في ثاني‌ الحال أيضا كماأوضحناه سابقا فينفي‌ إمامة الثلاثة ويصير نصا في إرادة الإمامة دون ميراث العلم والحكمة. إن قيل لايلزم من هذه الرواية عدم إمامة الثلاثة إذ كما أن انتهاء الدعوة إلي النبي ص لايدل علي عدم نبي‌ قبله فكذلك انتهاء الدعوة إلي علي لايدل علي عدم إمام قبله بل اللازم من الرواية أن الإمام المنتهي إليه الدعوة يجب أن لايسجد صنما قط و لايلزم منها أن يكون قبل الانتهاء أيضا كذلك . قلت قوله ص انتهت بصيغة الماضي‌ يدل علي وقوع الانتهاء عندتكلم النبي ص وسبق إمامة غير علي ع ينافي‌ ذلك نعم لو قال ص ينتهي‌ الدعوة إلخ لكان بذلك الاحتمال مجال و ليس فظهر الفرق بين انتهاء الدعوة إلي النبي ص و بين انتهائها إلي علي ع . لايقال لوصح هذه الرواية لزم أن لا يكون باقي‌ الأئمة إماما.لأنا نقول الملازمة ممنوعة فإن الانتهاء بمعني الوصول لاالانقطاع و في هذاالجواب مندوحة عما قيل إن عدم صحة هذه الرواية لايضرنا إذ غرضنا إلزامهم بأن أبابكر وعمر وعثمان ليسوا أئمة فتأمل هذا.

وَ يَقرُبُ عَن هَذِهِ الرّوَايَةِ مَا رَوَاهُ النسّفَيِ‌ّ الحنَفَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِ المَدَارِكِ عِندَ تَفسِيرِ آيَةِ النّجوَي عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن مَسَائِلَ إِلَي أَن قَالَ قُلتُ وَ مَا الحَقّ قَالَ الإِسلَامُ وَ القُرآنُ وَ الوَلَايَةُ إِذَا انتَهَت إِلَيكَ

انتهي .


صفحه : 209

وأقول مفهوم الشرط حجة عندالمحققين من أئمة الأصول فيدل علي أن الإمامة والولاية قبل الانتهاء إليه ع باطل ويلزم بطلان خلافة من تقدم فيها عليه كما لايخفي

22-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] فِي تَفسِيرِ الثعّلبَيِ‌ّ قَالَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع قَولُهُ عَزّ وَ جَلّطه أَي طَهَارَةُ أَهلِ البَيتِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم مِنَ الرّجسَ ثُمّ قَرَأَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

23-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَكِلنَا إِلَي أَنفُسِنَا وَ لَو وَكَلَنَا إِلَي أَنفُسِنَا لَكُنّا كَبَعضِ النّاسِ وَ لَكِن نَحنُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَنَاادعوُنيِ‌ أَستَجِب لَكُم

تذنيب

اعلم أن الإمامية رضي‌ الله عنهم اتفقوا علي عصمة الأئمة ع من الذنوب صغيرها وكبيرها فلايقع منهم ذنب أصلا لاعمدا و لانسيانا و لالخطإ في التأويل و لاللإسهاء من الله سبحانه و لم يخالف فيه إلاالصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد رحمة الله عليهما فإنهما جوزا الإسهاء من الله تعالي لمصلحة في غير مايتعلق بالتبليغ وبيان الأحكام لاالسهو ألذي يكون من الشيطان و قدمرت الأخبار والأدلة الدالة عليها في المجلد السادس والخامس وأكثر أبواب هذاالمجلد مشحونة بما


صفحه : 210

يدل عليها فأما مايوهم خلاف ذلك من الأخبار والأدعية فهي‌ مأولة بوجوه .الأول أن ترك المستحب وفعل المكروه قديسمي ذنبا وعصيانا بل ارتكاب بعض المباحات أيضا بالنسبة إلي رفعة شأنهم وجلالتهم ربما عبروا عنه بالذنب لانحطاط ذلك عن سائر أحوالهم كمامرت الإشارة إليه في كلام الإربلي‌ رحمه الله .الثاني‌ أنهم بعدانصرافهم عن بعض الطاعات التي‌ أمروا بها من معاشرة الخلق وتكميلهم وهدايتهم ورجوعهم عنها إلي مقام القرب والوصال ومناجاة ذي‌ الجلال ربما وجدوا أنفسهم لانحطاط تلك الأحوال عن هذه المرتبة العظمي مقصرين فيتضرعون لذلك و إن كان بأمره تعالي كما أن أحدا من ملوك الدنيا إذابعث واحدا من مقربي‌ حضرته إلي خدمة من خدماته التي‌ يحرم بها من مجلس الحضور والوصال فهو بعدرجوعه يبكي‌ ويتضرع وينسب نفسه إلي الجرم والتقصير لحرمانه عن هذاالمقام الخطير.الثالث أن كمالاتهم وعلومهم وفضائلهم لماكانت من فضله تعالي و لو لا ذلك لأمكن أن يصدر منهم أنواع المعاصي‌ فإذانظروا إلي أنفسهم و إلي تلك الحال أقروا بفضل ربهم وعجز نفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السيئات فمفادها أني‌ أذنبت لو لاتوفيقك وأخطأت لو لاهدايتك .الرابع أنهم لماكانوا في مقام الترقي‌ في الكمالات والصعود علي مدارج الترقيات في كل آن من الآنات في معرفة الرب تعالي و مايتبعها من السعادات فإذانظروا إلي معرفتهم السابقة وعملهم معها اعترفوا بالتقصير وتابوا منه ويمكن أن ينزل عليه قول النبي ص وإني‌ لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة.الخامس أنهم ع لماكانوا في غاية المعرفة لمعبودهم فكل ماأتوا به من الأعمال بغاية جهدهم ثم نظروا إلي قصورها عن أن يليق بجناب ربهم عدوا طاعاتهم من المعاصي‌ واستغفروا منها كمايستغفر المذنب العاصي‌ و من ذاق من كأس المحبة جرعة شائقة لايأبي عن قبول تلك الوجوه الرائقة والعارف المحب الكامل إذانظر إلي غيرمحبوبه


صفحه : 211

أوتوجه إلي غيرمطلوبه يري نفسه من أعظم الخاطئين رزقنا الله الوصول إلي درجات المحبين

24-عد،[العقائد] اعتِقَادُنَا فِي الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ وَ الأَئِمّةِ ع أَنّهُم مَعصُومُونَ مُطَهّرُونَ مِن كُلّ دَنَسٍ وَ أَنّهُم لَا يُذنِبُونَ ذَنباً صَغِيراً وَ لَا كَبِيراً وَلا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ وَ مَن نَفَي العِصمَةَ عَنهُم فِي شَيءٍ مِن أَحوَالِهِم فَقَد جَهِلَهُم وَ اعتِقَادُنَا فِيهِم أَنّهُمُ المَوصُوفُونَ بِالكَمَالِ وَ التّمَامِ وَ العِلمِ مِن أَوَائِلِ أُمُورِهِم إِلَي آخِرِهَا لَا يُوصَفُونَ فِي شَيءٍ مِن أَحوَالِهِم بِنَقصٍ وَ لَا عِصيَانٍ وَ لَا جَهلٍ

أقول قدمضي تحقيق العصمة ومزيد بيان في إثباتها و مايتعلق بها في باب عصمة النبي ص فلانعيدها


صفحه : 212

باب 7-معني آل محمد و أهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين

الآيات طه وَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيهاالشعراءوَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله وَ أمُر أَهلَكَ أي أَهلَ بَيتِكَ وَ أَهلَ دِينِكَبِالصّلاةِ وَ رَوَي أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ بَابَ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّ تِسعَةَ أَشهُرٍ وَقتَ كُلّ صَلَاةٍ فَيَقُولُ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ...وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

وَ رَوَاهُ ابنُ عُقدَةَ بِإِسنَادِهِ مِن طُرُقٍ كَثِيرَةٍ عَن أَهلِ البَيتِ ع وَ غَيرِهِم مِثلِ أَبِي بَرزَةَ وَ أَبِي رَافِعٍ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي أَن يَخُصّ أَهلَهُ دُونَ النّاسِ لِيَعلَمَ النّاسُ أَنّ لِأَهلِهِ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً لَيسَت لِلنّاسِ فَأَمَرَهُم مَعَ النّاسِ عَامّةً وَ أَمَرَهُم خَاصّةً

. قال و في قراءة عبد الله بن مسعود وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ وَ رَهطَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع .

وَ قَالَ الراّزيِ‌ّ وَ غَيرُهُ فِي تَفَاسِيرِهِم كَانَ رَسُولُ اللّهِص بَعدَ نُزُولِ قَولِهِ تَعَالَي


صفحه : 213

وَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِيَذهَبُ إِلَي فَاطِمَةَ وَ عَلِيّ ع كُلّ صَبَاحٍ وَ يَقُولُ الصّلَاةَ وَ كَانَ يَفعَلُ ذَلِكَ

.أقول وسيأتي‌ تمام القول في الآيتين في كتاب أحوال أمير المؤمنين صلوات الله عليه

1-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الخثَعمَيِ‌ّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَهطَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ قَالَ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ آلُ مُحَمّدٍص خَاصّةً

2- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ ع فِي قَولِهِوَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ قَالَ فِي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ أَهلِ بَيتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم

3-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ بَزِيعٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ بَشّارٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن قُتَيبَةَ بنِ مُحَمّدٍ الأَعشَي عَن هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ فأَتُيِ‌َ بِحَرِيرَةٍ فَدَعَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَأَكَلُوا مِنهَا ثُمّ جَلّلَ عَلَيهِم كِسَاءً خَيبَرِيّاً ثُمّ قَالَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًفَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مَعَهُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَنتِ إِلَي خَيرٍ

4-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَضّلَنَا أَهلَ البَيتِ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم


صفحه : 214

تَطهِيراًفَقَد طَهّرَنَا اللّهُ مِنَ الفَوَاحِشِما ظَهَرَ مِنها وَ ما بَطَنَفَنَحنُ عَلَي مِنهَاجِ الحَقّ

5-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ ع قَالَ خَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع النّاسَ حِينَ قُتِلَ عَلِيّ ع فَقَالَ قُبِضَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رَجُلٌ لَم يَسبِقهُ الأَوّلُونَ بِعِلمٍ وَ لَا يُدرِكُهُ الآخِرُونَ مَا تَرَكَ عَلَي ظَهرِ الأَرضِ صَفرَاءَ وَ لَا بَيضَاءَ إِلّا سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت مِن عَطَائِهِ أَرَادَ أَن يَبتَاعَ بِهَا خَادِماً لِأَهلِهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن عرَفَنَيِ‌ فَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ مَن لَم يعَرفِنيِ‌ فَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ أَنَا ابنُ البَشِيرِ النّذِيرِ الداّعيِ‌ إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ وَ السّرَاجِ المُنِيرِ أَنَا مِن أَهلِ البَيتِ ألّذِي كَانَ يَنزِلُ فِيهِ جَبرَئِيلُ وَ يَصعَدُ وَ أَنَا مِن أَهلِ البَيتِ الّذِينَ أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم تَطهِيراً

6-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُظَفّرِ بنِ يُونُسَ بنِ مُبَارَكٍ عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ حَمّادٍ عَن مُخَوّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ الجَبّارِ بنِ العَبّاسِ عَن عَمّارٍ الدهّنيِ‌ّ عَن عَمرَةَ بِنتِ أَفعَي عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي بيَتيِ‌ وَ فِي البَيتِ سَبعَةٌ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ قَالَت وَ كُنتُ عَلَي البَابِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ مِن أَهلِ البَيتِ قَالَ إِنّكِ عَلَي خَيرٍ إِنّكِ مِن أَزوَاجِ النّبِيّ وَ مَا قَالَ إِنّكِ مِن أَهلِ البَيتِ

7-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]قَرَأَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَولَهُ تَعَالَيوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرّيّةً ثُمّ أَومَأَ ع إِلَي صَدرِهِ فَقَالَ نَحنُ وَ اللّهِ ذُرّيّةُ


صفحه : 215

رَسُولِ اللّهِص

8-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ قَالَ دَخَلنَا عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَنَا مِمّن أَنتُم فَقُلنَا لَهُ مِن أَهلِ الكُوفَةِ فَقَالَ لَنَا إِنّهُ لَيسَ بَلَدٌ مِنَ البُلدَانِ وَ لَا مِصرٌ مِنَ الأَمصَارِ أَكثَرَ مُحِبّاً لَنَا مِن أَهلِ الكُوفَةِ إِنّ اللّهَ هَدَاكُم لِأَمرٍ جَهِلَهُ النّاسُ فَأَجَبتُمُونَا وَ أَبغَضَنَا النّاسُ وَ صَدّقتُمُونَا وَ كَذّبَنَا النّاسُ وَ اتّبَعتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النّاسُ فَجَعَلَ اللّهُ مَحيَاكُم مَحيَانَا وَ مَمَاتَكُم مَمَاتَنَا فَأَشهَدُ عَلَي أَبِي أَنّهُ كَانَ يَقُولُ مَا بَينَ أَحَدِكُم وَ بَينَ أَن يَغتَبِطَ وَ يَرَي مَا تَقَرّ بِهِ عَينُهُ إِلّا أَن تَبلُغَ نَفسُهُ هَاهُنَا وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي حَلقِهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرّيّةًفَنَحنُ ذُرّيّةُ رَسُولِ اللّهِص

كا،[الكافي‌]العدة عن سهل عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن الوليد الكندي‌ مثله بأدني تغيير

9-فس ،[تفسير القمي‌] وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ قَالَ نَزَلَت وَ رَهطَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ وَ هُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ آلُ مُحَمّدٍ

10- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَسُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن مَعنَي قَولِ رَسُولِ اللّهِص إنِيّ‌ مُخَلّفٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ مَنِ العِترَةُ فَقَالَ أَنَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الأَئِمّةُ التّسعَةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ تَاسِعُهُم مَهدِيّهُم وَ قَائِمُهُم لَا يُفَارِقُونَ كِتَابَ اللّهِ وَ لَا يُفَارِقُهُم


صفحه : 216

حَتّي يَرِدُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص حَوضَهُ

أقول سيأتي‌ معني العترة في أخبار الثقلين

11- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيسَرَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّا نَقُولُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَيَقُولُ قَومٌ نَحنُ آلُ مُحَمّدٍ فَقَالَ إِنّمَا آلُ مُحَمّدٍ مَن حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مُحَمّدٍص نِكَاحَهُ

بيان لعل الراوي‌ إنما عدل عن الآل إلي الأهل لقول الرجل أو قال الرجل ذلك لاعتقاد الترادف بين الآل والأهل و أماتفسيره ع فلعل مراده اختصاصه بهم لاشموله لجميعهم و يكون الغرض خروج بني‌ العباس وأضرابهم بأن يكون المدعي أنه من الآل منهم ولعل فيه نوع تقية مع أنه يحتمل أن يكون هذاأحد معاني‌ الآل

12- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَنِ الآلُ قَالَ ذُرّيّةُ مُحَمّدٍص قَالَ قُلتُ فَمَنِ الأَهلُ قَالَ الأَئِمّةُ ع فَقُلتُ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدّ العَذابِ قَالَ وَ اللّهِ مَا عَنَي إِلّا ابنَتَهُ

13- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَن آلُ مُحَمّدٍ قَالَ ذُرّيّتُهُ فَقُلتُ مَن أَهلُ بَيتِهِ قَالَ الأَئِمّةُ الأَوصِيَاءُ فَقُلتُ مَن عِترَتُهُ قَالَ أَصحَابُ العَبَاءِ فَقُلتُ مَن أُمّتُهُ قَالَ المُؤمِنُونَ الّذِينَ صَدَقُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ المُتَمَسّكُونَ بِالثّقَلَينِ الّذِينَ أُمِرُوا بِالتّمَسّكِ بِهِمَا كِتَابِ اللّهِ وَ عِترَتِهِ أَهلِ بَيتِهِ الّذِينَ


صفحه : 217

أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم تَطهِيراً وَ هُمَا الخَلِيفَتَانِ عَلَي الأُمّةِ عَلَيهِمُ السّلَامُ

قال الصدوق في مع تأويل الذريات إذاكانت بالألف الأعقاب والنسل كذلك قال أبوعبيدة و قال أما ألذي في القرآن وَ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَ ذُرّيّاتِنا قُرّةَ أَعيُنٍقرأها علي ع وحده لهذا المعني والآية التي‌ في يس وَ آيَةٌ لَهُم أَنّا حَمَلنا ذُرّيّتَهُم و قوله كَما أَنشَأَكُم مِن ذُرّيّةِ قَومٍ آخَرِينَ فيه لغتان ذُرية وذِرية مثل عُلية وعِلية فكانت قراءته بالضم وقرأها أبوعمرو وهي‌ قراءة أهل المدينة إلا ماورد عن زيد بن ثابت أنه قرأ ذِرّيّةَ مَن حَمَلنَا مَعَ نُوحٍ بالكسر و قال مجاهد في قوله إِلّا ذُرّيّةٌ مِن قَومِهِإنهم أولاد الذين أرسل إليهم موسي ومات آباؤهم . و قال الفراء إنما سموا ذرية لأن آباءهم من القبط وأمهاتهم من بني‌ إسرائيل قال و ذلك كماقيل لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلي اليمن الأبناء لأن أمهاتهم من غيرجنس آبائهم . قال أبوعبيدة إنهم يسمون ذرية وهم رجال مذكرون لهذا المعني . وذرية الرجل كأنهم النشو ألذي خرجوا منه و هو من ذروت أوذريت و ليس بمهموز


صفحه : 218

قال أبوعبيدة وأصله مهموز ولكن العرب تركت الهمزة فيه و هو في مذهبه من ذرأ الله الخلق كما قال عز و جل وَ لَقَد ذَرَأنا لِجَهَنّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وذرأهم أي أنشأهم وخلقهم و قوله عز و جل يَذرَؤُكُم فِيهِ أي يخلقكم فكان ذرية الرجل هم خلق الله عز و جل منه و من نسله و من أنشأه الله تبارك و تعالي من صلبه .بيان لاأدري‌ مامعني قوله قرأها علي ع وحده فإنه قرأ أبوعمر وحمزة والكسائي‌ و أبوبكر ذريتنا والباقون بالجمع إلا أن يكون مراده من بين الخلفاء و هوبعيد وأيضا لاأعرف الفرق بين المفرد والجمع في هذاالباب و لاأعرف لتحقيقه رحمه الله فائدة يعتد بها

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ نَافِعٌ عَبدُ آلِ عُمَرَ كَانَ فِي بَيتِ حَفصَةَ فَيَأتِيهِ النّاسُ وُفُوداً وَ لَا يُعَابُ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ لَا يُقَبّحُ عَلَيهِم وَ إِنّ أَقوَاماً يَأتُونّا صِلَةً لِرَسُولِ اللّهِص فَيَأتُونّا خَائِفِينَ مُستَخفِينَ يُعَابُ ذَلِكَ وَ يُقَبّحُ عَلَيهِم وَ لَقَد قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرّيّةًفَمَا كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص إِلّا كَأَحَدِ أُولَئِكَ جَعَلَ اللّهُ لَهُ أَزوَاجاً وَ جَعَلَ لَهُ ذُرّيّةً ثُمّ لَم يُسلِم مَعَ أَحَدٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ مَن أَسلَمَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص مِن أَهلِ بَيتِهِ أَكرَمَ اللّهُ بِذَلِكَ رَسُولَهُص

15-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَشِيرٍ الدّهّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا آتَي اللّهُ أَحَداً مِنَ المُرسَلِينَ شَيئاً إِلّا وَ قَد آتَاهُ مُحَمّداًص وَ قَد آتَي اللّهُ[مُحَمّداً] كَمَا آتَي المُرسَلِينَ مِن قَبلِهِ


صفحه : 219

ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرّيّةً

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَشهَدُ عَلَي أَبِي أَنّهُ كَانَ يَقُولُ مَا بَينَ أَحَدِكُم وَ بَينَ أَن يُغبَطَ أَو يَرَي مَا تَقَرّ بِهِ عَينُهُ إِلّا أَن يَبلُغَ نَفسُهُ هَذِهِ وَ أَهوَي بِيَدِهِ إِلَي حَلقِهِ قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرّيّةًفَنَحنُ ذُرّيّةُ رَسُولِ اللّهِص

17-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ قِسمَينِ فَأَلقَي قِسماً وَ أَمسَكَ قِسماً ثُمّ قَسَمَ ذَلِكَ القِسمَ عَلَي ثَلَاثَةِ أَثلَاثٍ فَأَلقَي أَو أَلقَي ثُلُثَينِ وَ أَمسَكَ ثُلُثاً ثُمّ اختَارَ مِن ذَلِكَ الثّلُثِ قُرَيشاً ثُمّ اختَارَ مِن قُرَيشٍ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ اختَارَ مِن بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ رَسُولَ اللّهِص فَنَحنُ ذُرّيّتُهُ فَإِن قَالَ النّاسُ لَم يَكُن لِرَسُولِ اللّهِص ذُرّيّةٌ جَحَدُوا وَ لَقَد قَالَ اللّهُوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرّيّةًفَنَحنُ ذُرّيّتُهُ قَالَ فَقُلتُ أَنَا أَشهَدُ أَنّكُم ذُرّيّتُهُ ثُمّ قُلتُ لَهُ ادعُ اللّهَ لِي جُعِلتُ فِدَاكَ أَن يجَعلَنَيِ‌ مَعَكُم فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَدَعَا لِي ذَلِكَ قَالَ وَ قَبّلتُ بَاطِنَ يَدِهِ

18- وَ فِي رِوَايَةِ شُعَيبٍ عَنهُ أَنّهُ قَالَ نَحنُ ذُرّيّةُ رَسُولِ اللّهِص مَا أدَريِ‌ عَلَي مَا يُعَادُونَنَا إِلّا لِقَرَابَتِنَا مِن رَسُولِ اللّهِص

بيان قوله أوألقي لعل الترديد من الراوي‌ حيث لم يدر أنه أتي بالفاء أو لم يأت بها

19-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ


صفحه : 220

بنِ سَلّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عِيسَي بنِ مَصقَلَةَ القمُيّ‌ّ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع كَانَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ بَابَ فَاطِمَةَ كُلّ سُحرَةٍ فَيَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

20- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ شَاذَوَيهِ المُؤَدّبُ وَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ مَعاً عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ قَالَحَضَرَ الرّضَا ع مَجلِسَ المَأمُونِ بِمَروَ وَ قَدِ اجتَمَعَ فِي مَجلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِن عُلَمَاءِ أَهلِ العِرَاقِ وَ خُرَاسَانَ فَقَالَ المَأمُونُ أخَبرِوُنيِ‌ عَن مَعنَي هَذِهِ الآيَةِثُمّ أَورَثنَا الكِتابَ الّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنافَقَالَتِ العُلَمَاءُ أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ الأُمّةَ كُلّهَا فَقَالَ المَأمُونُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ الرّضَا ع لَا أَقُولُ كَمَا قَالُوا وَ لكَنِيّ‌ أَقُولُ أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ العِترَةَ الطّاهِرَةَ فَقَالَ المَأمُونُ وَ كَيفَ عَنَي العِترَةَ مِن دُونِ الأُمّةِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع إِنّهُ لَو أَرَادَ الأُمّةَ لَكَانَت بِأَجمَعِهَا فِي الجَنّةِ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَ مِنهُم مُقتَصِدٌ وَ مِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ثُمّ جَمَعَهُم كُلّهُم فِي الجَنّةِ فَقَالَجَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَها يُحَلّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍالآيَةَ فَصَارَتِ


صفحه : 221

الوِرَاثَةُ لِلعِترَةِ الطّاهِرَةِ لَا لِغَيرِهِم فَقَالَ المَأمُونُ مَنِ العِترَةُ الطّاهِرَةُ فَقَالَ الرّضَا ع الّذِينَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ جَلّ وَ عَزّإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً وَ هُمُ الّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ مُخَلّفٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ أَهلَ بيَتيِ‌ أَلَا وَ إِنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ فَانظُرُوا كَيفَ تخَلفُوُنيّ‌ فِيهِمَا أَيّهَا النّاسُ لَا تُعَلّمُوهُم فَإِنّهُم أَعلَمُ مِنكُم قَالَتِ العُلَمَاءُ أَخبِرنَا يَا أَبَا الحَسَنِ عَنِ العِترَةِ أَ هُمُ الآلُ أَم غَيرُ الآلِ فَقَالَ الرّضَا ع هُمُ الآلُ فَقَالَتِ العُلَمَاءُ فَهَذَا رَسُولُ اللّهِص يُؤثَرُ عَنهُ أَنّهُ قَالَ أمُتّيِ‌ آليِ‌ وَ هَؤُلَاءِ أَصحَابُهُ يَقُولُونَ بِالخَبَرِ المُستَفَاضِ ألّذِي لَا يُمكِنُ دَفعُهُ آلُ مُحَمّدٍ أُمّتُهُ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع أخَبرِوُنيِ‌ هَل تَحرُمُ الصّدَقَةُ عَلَي الآلِ قَالُوا نَعَم قَالَ فَتَحرُمُ عَلَي الأُمّةِ قَالُوا لَا قَالَ هَذَا فَرقُ مَا بَينَ الآلِ وَ الأُمّةِ وَيحَكُم أَينَ يُذهَبُ بِكُم أَ ضَرَبتُم عَنِ الذّكرِ صَفحاً أَم أَنتُم قَومٌ مُسرِفُونَ أَ مَا عَلِمتُم أَنّهُ وَقَعَتِ الوِرَاثَةُ وَ الطّهَارَةُ عَلَي المُصطَفَينَ المُهتَدِينَ دُونَ سَائِرِهِم قَالُوا وَ مِن أَينَ يَا أَبَا الحَسَنِ قَالَ مِن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد أَرسَلنا نُوحاً وَ اِبراهِيمَ وَ جَعَلنا فِي ذُرّيّتِهِمَا النّبُوّةَ وَ الكِتابَ فَمِنهُم مُهتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنهُم فاسِقُونَفَصَارَت وِرَاثَةُ النّبُوّةِ وَ الكِتَابِ


صفحه : 222

لِلمُهتَدِينَ دُونَ الفَاسِقِينَ أَ مَا عَلِمتُم أَنّ نُوحاً ع حِينَ سَأَلَ رَبّهُفَقالَ رَبّ إِنّ ابنيِ‌ مِن أهَليِ‌ وَ إِنّ وَعدَكَ الحَقّ وَ أَنتَ أَحكَمُ الحاكِمِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَعَدَهُ أَن يُنجِيَهُ وَ أَهلَهُ فَقَالَ لَهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّيا نُوحُ إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍ فَلا تَسئَلنِ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إنِيّ‌ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ فَقَالَ المَأمُونُ هَل فَضّلَ اللّهُ العِترَةَ عَلَي سَائِرِ النّاسِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَبَانَ فَضلَ العِترَةِ عَلَي سَائِرِ النّاسِ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ أَينَ ذَلِكَ مِن كِتَابِ اللّهِ قَالَ لَهُ الرّضَا ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ فِي مَوضِعٍ آخَرَأَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً ثُمّ رَدّ المُخَاطَبَةَ فِي أَثَرِ هَذَا إِلَي سَائِرِ المُؤمِنِينَ فَقَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُميعَنيِ‌ الّذِينَ قَرَنَهُم بِالكِتَابِ وَ الحِكمَةِ وَ حُسِدُوا عَلَيهِمَا فَقَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماًيعَنيِ‌ الطّاعَةَ لِلمُصطَفَينَ الطّاهِرِينَ فَالمُلكُ هَاهُنَا هُوَ الطّاعَةُ لَهُم قَالَتِ العُلَمَاءُ فَأَخبِرنَا هَل فَسّرَ اللّهُ تَعَالَي الِاصطِفَاءَ فِي الكِتَابِ


صفحه : 223

فَقَالَ الرّضَا ع فَسّرَ الِاصطِفَاءَ فِي الظّاهِرِ سِوَي البَاطِنِ فِي اثنيَ‌ عَشَرَ مَوطِناً وَ مَوضِعاً فَأَوّلُ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنذِرِ عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ وَ رَهطَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ هَكَذَا فِي قِرَاءَةِ أُبَيّ بنِ كَعبٍ وَ هيِ‌َ ثَابِتَةٌ فِي مُصحَفِ عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ وَ هَذِهِ مَنزِلَةٌ رَفِيعَةٌ وَ فَضلٌ عَظِيمٌ وَ شَرَفٌ عَالٍ حِينَ عَنَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ الآلَ فَذَكَرَهُ لِرَسُولِ اللّهِص فَهَذِهِ وَاحِدَةٌ وَ الآيَةُ الثّانِيَةُ فِي الِاصطِفَاءِ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً وَ هَذَا الفَضلُ ألّذِي لَا يَجحَدُهُ أَحَدٌ مُعَانِدٌ أَصلًا لِأَنّهُ فَضلٌ بَعدَ طَهَارَةٍ تُنتَظَرُ فَهَذِهِ الثّانِيَةُ وَ أَمّا الثّالِثَةُ فَحِينَ مَيّزَ اللّهُ الطّاهِرِينَ مِن خَلقِهِ فَأَمَرَ نَبِيّهُص بِالمُبَاهَلَةِ بِهِم فِي آيَةِ الِابتِهَالِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ يَا مُحَمّدُفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفَأَبرَزَ النّبِيّص عَلِيّاً وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ فَاطِمَةَ ع وَ قَرَنَ أَنفُسَهُم بِنَفسِهِ فَهَل تَدرُونَ مَا مَعنَي قَولِهِوَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُمقَالَتِ العُلَمَاءُ عَنَي بِهِ نَفسَهُ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّمَا عَنَي بِهَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مِمّا يَدُلّ


صفحه : 224

عَلَي ذَلِكَ قَولُ النّبِيّص لَيَنتَهِيَنّ بَنُو وَلِيعَةَ أَو لَأَبعَثَنّ إِلَيهِم رَجُلًا كنَفَسيِ‌ يعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ عَنَي بِالأَبنَاءِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ عَنَي بِالنّسَاءِ فَاطِمَةَ ع فَهَذِهِ خُصُوصِيّةٌ لَا يَتَقَدّمُهُم فِيهَا أَحَدٌ وَ فَضلٌ لَا يَلحَقُهُم فِيهِ بَشَرٌ وَ شَرَفٌ لَا يَسبِقُهُم إِلَيهِ خَلقٌ إِذ جَعَلَ نَفسَ عَلِيّ ع كَنَفسِهِ فَهَذِهِ الثّالِثَةُ وَ أَمّا الرّابِعَةُ فَإِخرَاجُهُص النّاسَ مِن مَسجِدِهِ مَا خَلَا العِترَةَ حَتّي تَكَلّمَ النّاسُ فِي ذَلِكَ وَ تَكَلّمَ العَبّاسُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تَرَكتَ عَلِيّاً وَ أَخرَجتَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَنَا تَرَكتُهُ وَ أَخرَجتُكُم وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ تَرَكَهُ وَ أَخرَجَكُم وَ فِي هَذَا تِبيَانُ قَولِهِ لعِلَيِ‌ّ ع أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي قَالَتِ العُلَمَاءُ وَ أَينَ هَذَا مِنَ القُرآنِ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع أُوجِدُكُم فِي ذَلِكَ قُرآناً أَقرَأُهُ عَلَيكُم قَالُوا هَاتِ قَالَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَوحَينا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَن تَبَوّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةًففَيِ‌ هَذِهِ الآيَةِ مَنزِلَةُ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ فِيهَا أَيضاً مَنزِلَةُ عَلِيّ ع مِن رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَ هَذَا دَلِيلٌ ظَاهِرٌ فِي قَولِ رَسُولِ اللّهِص حِينَ قَالَ أَلَا إِنّ هَذَا المَسجِدَ لَا يَحِلّ لِجُنُبٍ إِلّا لِمُحَمّدٍ وَ آلِهِص قَالَتِ العُلَمَاءُ يَا أَبَا الحَسَنِ هَذَا الشّرحُ وَ هَذَا البَيَانُ لَا يُوجَدُ إِلّا عِندَكُم مَعشَرَ أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ وَ مَن يُنكِرُ لَنَا ذَلِكَ وَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ أَنَا مَدِينَةُ الحِكمَةِ


صفحه : 225

وَ عَلِيّ ع بَابُهَا فَمَن أَرَادَ المَدِينَةَ فَليَأتِهَا مِن بَابِهَا فَفِيمَا أَوضَحنَا وَ شَرَحنَا مِنَ الفَضلِ وَ الشّرَفِ وَ التّقدِمَةِ وَ الِاصطِفَاءِ وَ الطّهَارَةِ مَا لَا يُنكِرُهُ مُعَانِدٌ وَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ الحَمدُ عَلَي ذَلِكَ فَهَذِهِ الرّابِعَةُ وَ الآيَةُ الخَامِسَةُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ آتِ ذَا القُربي حَقّهُخُصُوصِيّةٌ خَصّهُمُ اللّهُ العَزِيزُ الجَبّارُ بِهَا وَ اصطَفَاهُم عَلَي الأُمّةِ فَلَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ ادعُوا لِي فَاطِمَةَ فَدُعِيَت لَهُ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ قَالَت لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَص هَذِهِ فَدَكُ هيِ‌َ مِمّا لَم يُوجَف عَلَيهِ بِخَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ وَ هيِ‌َ لِي خَاصّةً دُونَ المُسلِمِينَ وَ قَد جَعَلتُهَا لَكِ لِمَا أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ بِهِ فَخُذِيهَا لَكِ وَ لِوُلدِكِ فَهَذِهِ الخَامِسَةُ وَ الآيَةُ السّادِسَةُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي وَ هَذِهِ خُصُوصِيّةٌ للِنبّيِ‌ّص إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ خُصُوصِيّةٌ لِلآلِ دُونَ غَيرِهِم وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَكَي فِي ذِكرِ نُوحٍ ع فِي كِتَابِهِيا قَومِ لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ مالًا إِن أجَريِ‌َ إِلّا عَلَي اللّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الّذِينَ آمَنُوا إِنّهُم مُلاقُوا رَبّهِم وَ لكنِيّ‌ أَراكُم قَوماً تَجهَلُونَ وَ حَكَي عَزّ وَ جَلّ عَن هُودٍ ع أَنّهُ قَالَلا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِن أجَريِ‌َ إِلّا عَلَي ألّذِي فطَرَنَيِ‌ أَ فَلا تَعقِلُونَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص قُل يَا مُحَمّدُلا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي وَ لَم يَفرِضِ اللّهُ مَوَدّتَهُم إِلّا وَ قَد عَلِمَ


صفحه : 226

أَنّهُم لَا يَرتَدّونَ عَنِ الدّينِ أَبَداً وَ لَا يَرجِعُونَ إِلَي ضَلَالٍ أَبَداً وَ أُخرَي أَن يَكُونَ الرّجُلُ وَادّاً لِلرّجُلِ فَيَكُونُ بَعضُ أَهلِ بَيتِهِ عَدُوّاً لَهُ فَلَا يَسلَمُ لَهُ قَلبُ الرّجُلِ فَأَحَبّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن لَا يَكُونَ فِي قَلبِ رَسُولِ اللّهِص عَلَي المُؤمِنِينَ شَيءٌ فَفَرَضَ اللّهُ عَلَيهِم مَوَدّةَ ذوَيِ‌ القُربَي فَمَن أَخَذَ بِهَا وَ أَحَبّ رَسُولَ اللّهِ وَ أَحَبّ أَهلَ بَيتِهِ لَم يَستَطِع رَسُولُ اللّهِ أَن يُبغِضَهُ وَ مَن تَرَكَهَا وَ لَم يَأخُذ بِهَا وَ أَبغَضَ أَهلَ بَيتِهِ فَعَلَي رَسُولِ اللّهِص أَن يُبغِضَهُ لِأَنّهُ قَد تَرَكَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فأَيَ‌ّ فَضِيلَةٍ وَ أَيّ شَرَفٍ يَتَقَدّمُ هَذَا أَو يُدَانِيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذِهِ الآيَةَ عَلَي نَبِيّهِص قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربيفَقَامَ رَسُولُ اللّهِ فِي أَصحَابِهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد فَرَضَ لِي عَلَيكُم فَرضاً فَهَل أَنتُم مُؤَدّوهُ فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَيسَ بِذَهَبٍ وَ لَا فِضّةٍ وَ لَا مَأكُولٍ وَ لَا مَشرُوبٍ فَقَالُوا هَاتِ إِذاً فَتَلَا عَلَيهِم هَذِهِ الآيَةَ فَقَالُوا أَمّا هَذَا فَنَعَم فَمَا وَفَي بِهَا أَكثَرُهُم وَ مَا بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّاً إِلّا أَوحَي إِلَيهِ أَن لَا يَسأَلَ قَومَهُ أَجراً لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُوَفّيهِ أَجرَ الأَنبِيَاءِ وَ مُحَمّدٌص فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَوَدّةَ قَرَابَتِهِ عَلَي


صفحه : 227

أُمّتِهِ وَ أَمَرَهُ أَن يَجعَلَ أَجرَهُ فِيهِم لِيَوَدّوهُ فِي قَرَابَتِهِ بِمَعرِفَةِ فَضلِهِمُ ألّذِي أَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم فَإِنّ المَوَدّةَ إِنّمَا تَكُونُ عَلَي قَدرِ مَعرِفَةِ الفَضلِ

فَلَمّا أَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ ثَقُلَ لِثِقَلِ وُجُوبِ الطّاعَةِ فَتَمَسّكَ بِهَا قَومٌ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهُم عَلَي الوَفَاءِ وَ عَانَدَ أَهلُ الشّقَاقِ وَ النّفَاقِ وَ أَلحَدُوا فِي ذَلِكَ فَصَرَفُوهُ عَن حَدّهِ ألّذِي حَدّهُ اللّهُ فَقَالُوا القَرَابَةُ هُمُ العَرَبُ كُلّهَا وَ أَهلُ دَعوَتِهِ فَعَلَي أَيّ الحَالَتَينِ كَانَ فَقَد عَلِمنَا أَنّ المَوَدّةَ هيِ‌َ لِلقَرَابَةِ فَأَقرَبُهُم مِنَ النّبِيّص أَولَاهُم بِالمَوَدّةِ وَ كُلّمَا قَرُبَتِ القَرَابَةُ كَانَتِ المَوَدّةُ عَلَي قَدرِهَا وَ مَا أَنصَفُوا نبَيِ‌ّ اللّهِ فِي حِيطَتِهِ وَ رَأفَتِهِ وَ مَا مَنّ اللّهُ بِهِ عَلَي أُمّتِهِ مِمّا تَعجِزُ الأَلسُنُ عَن وَصفِ الشّكرِ عَلَيهِ أَن لَا يُؤَدّوهُ فِي ذُرّيّتِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ أَن لَا يَجعَلُوهُم فِيهِم بِمَنزِلَةِ العَينِ مِنَ الرّأسِ حِفظاً لِرَسُولِ اللّهِص فِيهِم وَ حُبّاً لَهُ فَكَيفَ وَ القُرآنُ يَنطِقُ بِهِ وَ يَدعُو إِلَيهِ وَ الأَخبَارُ ثَابِتَةٌ بِأَنّهُم أَهلُ المَوَدّةِ وَ الّذِينَ فَرَضَ اللّهُ مَوَدّتَهُم وَ وَعَدَ الجَزَاءَ عَلَيهَا فَمَا وَفَي أَحَدٌ بِهَا فَهَذِهِ المَوَدّةُ لَا يأَتيِ‌ بِهَا أَحَدٌ مُؤمِناً مُخلِصاً إِلّا استَوجَبَ الجَنّةَ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي هَذِهِ الآيَةِوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوضاتِ الجَنّاتِ لَهُم ما يَشاؤُنَ عِندَ رَبّهِم ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ذلِكَ ألّذِي يُبَشّرُ اللّهُ عِبادَهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربيمُفَسّراً وَ مُبَيّناً


صفحه : 228

ثُمّ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ اجتَمَعَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا إِنّ لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَئُونَةً فِي نَفَقَتِكَ وَ فِيمَن يَأتِيكَ مِنَ الوُفُودِ وَ هَذِهِ أَموَالُنَا مَعَ دِمَائِنَا فَاحكُم فِيهَا بَارّاً مَأجُوراً أَعطِ مَا شِئتَ وَ أَمسِك مَا شِئتَ مِن غَيرِ حَرَجٍ قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ الرّوحَ الأَمِينَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربييعَنيِ‌ أَن تَوَدّوا قرَاَبتَيِ‌ مِن بعَديِ‌ فَخَرَجُوا فَقَالَ المُنَافِقُونَ مَا حَمَلَ رَسُولَ اللّهِص عَلَي تَركِ مَا عَرَضنَا عَلَيهِ إِلّا لِيَحُثّنَا عَلَي قَرَابَتِهِ مِن بَعدِهِ إِن هُوَ إِلّا شَيءٌ افتَرَاهُ فِي مَجلِسِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ مِن قَولِهِم عَظِيماً فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذِهِ الآيَةَأَم يَقُولُونَ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباًالآيَةَ وَ أَنزَلَأَم يَقُولُونَ افتَراهُ قُل إِنِ افتَرَيتُهُ فَلا تَملِكُونَ لِي مِنَ اللّهِ شَيئاً هُوَ أَعلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفي بِهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُفَبَعَثَ إِلَيهِمُ النّبِيّص فَقَالَ هَل مِن حَدَثٍ فَقَالُوا إيِ‌ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد قَالَ بَعضُنَا كَلَاماً غَلِيظاً كَرِهنَاهُ فَتَلَا عَلَيهِم رَسُولُ اللّهِص الآيَةَ فَبَكَوا وَ اشتَدّ بُكَاؤُهُم فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ هُوَ ألّذِي يَقبَلُ التّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَ يَعفُوا عَنِ السّيّئاتِ وَ يَعلَمُ ما تَفعَلُونَفَهَذِهِ السّادِسَةُ وَ أَمّا الآيَةُ السّابِعَةُ فَقَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي


صفحه : 229

النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً وَ قَد عَلِمَ المُعَانِدُونَ مِنهُم أَنّهُ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد عَرَفنَا التّسلِيمَ عَلَيكَ فَكَيفَ الصّلَاةُ عَلَيكَ فَقَالَ تَقُولُونَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا صَلّيتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَهَل بَينَكُم مَعَاشِرَ النّاسِ فِي هَذَا خِلَافٌ قَالُوا لَا قَالَ المَأمُونُ هَذَا مَا لَا خِلَافَ فِيهِ أَصلًا وَ عَلَيهِ إِجمَاعُ الأُمّةِ فَهَل عِندَكَ فِي الآلِ شَيءٌ أَوضَحُ مِن هَذَا فِي القُرآنِ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع نَعَم أخَبرِوُنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيس وَ القُرآنِ الحَكِيمِ إِنّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍفَمَن عَنَي بِقَولِهِ يس قَالَتِ العُلَمَاءُ يس مُحَمّدٌص لَم يَشُكّ فِيهِ أَحَدٌ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَعطَي مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍص مِن ذَلِكَ فَضلًا لَا يَبلُغُ أَحَدٌ كُنهَ وَصفِهِ إِلّا مَن عَقَلَهُ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يُسَلّم عَلَي أَحَدٍ إِلّا عَلَي الأَنبِيَاءِ ع فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيسَلامٌ عَلي نُوحٍ فِي العالَمِينَ وَ قَالَسَلامٌ عَلي اِبراهِيمَ وَ قَالَسَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ وَ لَم يَقُل سَلَامٌ عَلَي آلِ نُوحٍ وَ لَم يَقُل سَلَامٌ عَلَي آلِ اِبرَاهِيمَ وَ لَا قَالَ سَلَامٌ عَلَي آلِ مُوسَي وَ هَارُونَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ سَلَامٌ عَلَي آلِ يس يعَنيِ‌ آلَ مُحَمّدٍ فَقَالَ المَأمُونُ قَد عَلِمتُ أَنّ فِي مَعدِنِ النّبُوّةِ شَرحَ هَذَا وَ بَيَانَهُ فَهَذِهِ السّابِعَةُ وَ أَمّا الثّامِنَةُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ


صفحه : 230

وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي

فَقَرَنَ سَهمَ ذيِ‌ القُربَي مَعَ سَهمِهِ بِسَهمِ رَسُولِ اللّهِص فَهَذَا فَصلٌ أَيضاً بَينَ الآلِ وَ الأُمّةِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَهُم فِي حَيّزٍ وَ جَعَلَ النّاسَ فِي حَيّزٍ دُونَ ذَلِكَ وَ رضَيِ‌َ لَهُم مَا رضَيِ‌َ لِنَفسِهِ وَ اصطَفَاهُم فِيهِ فَبَدَأَ بِنَفسِهِ ثُمّ ثَنّي بِرَسُولِهِ ثُمّ بذِيِ‌ القُربَي فِي كُلّ مَا كَانَ مِنَ الفيَ‌ءِ وَ الغَنِيمَةِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِمّا رَضِيَهُ عَزّ وَ جَلّ لِنَفسِهِ فَرَضِيَهُ لَهُم فَقَالَ وَ قَولُهُ الحَقّوَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربيفَهَذَا تَأكِيدٌ مُؤَكّدٌ وَ أَثَرٌ قَائِمٌ لَهُم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فِي كِتَابِ اللّهِ النّاطِقِ ألّذِيلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَ أَمّا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ اليَتامي وَ المَساكِينِ فَإِنّ اليَتِيمَ إِذَا انقَطَعَ يُتمُهُ خَرَجَ مِنَ الغَنَائِمِ وَ لَم يَكُن لَهُ فِيهَا نَصِيبٌ وَ كَذَلِكَ المِسكِينُ إِذَا انقَطَعَت مَسكَنَتُهُ لَم يَكُن لَهُ نَصِيبٌ مِنَ المَغنَمِ وَ لَا يَحِلّ لَهُ أَخذُهُ وَ سَهمُ ذيِ‌ القُربَي إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَائِمٌ فِيهِم للِغنَيِ‌ّ وَ الفَقِيرِ مِنهُم لِأَنّهُ لَا أَحَدَ أَغنَي مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا مِن رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ لِنَفسِهِ مِنهَا سَهماً وَ لِرَسُولِهِ سَهماً فَمَا رَضِيَهُ لِنَفسِهِ وَ لِرَسُولِهِص رَضِيَهُ لَهُم وَ كَذَلِكَ الفيَ‌ءُ مَا رَضِيَهُ مِنهُ لِنَفسِهِ وَ لِنَبِيّهِص رَضِيَهُ لذِيِ‌ القُربَي كَمَا أَجرَاهُم فِي الغَنِيمَةِ فَبَدَأَ بِنَفسِهِ جَلّ جَلَالُهُ ثُمّ بِرَسُولِهِ ثُمّ بِهِم وَ قَرَنَ سَهمَهُم بِسَهمِ اللّهِ وَ سَهمِ رَسُولِهِص


صفحه : 231

وَ كَذَلِكَ فِي الطّاعَةِ قَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُمفَبَدَأَ بِنَفسِهِ ثُمّ بِرَسُولِهِ ثُمّ بِأَهلِ بَيتِهِ وَ كَذَلِكَ آيَةُ الوَلَايَةِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوافَجَعَلَ وَلَايَتَهُم مَعَ طَاعَةِ الرّسُولِ مَقرُونَةً بِطَاعَتِهِ كَمَا جَعَلَ سَهمَهُم مَعَ سَهمِ الرّسُولِ مَقرُوناً بِسَهمِهِ فِي الغَنِيمَةِ وَ الفيَ‌ءِ فَتَبَارَكَ اللّهُ وَ تَعَالَي مَا أَعظَمَ نِعمَتَهُ عَلَي أَهلِ هَذَا البَيتِ فَلَمّا جَاءَت قِصّةُ الصّدَقَةِ نَزّهَ نَفسَهُ وَ نَزّهَ رَسُولَهُ وَ نَزّهَ أَهلَ بَيتِهِ فَقَالَإِنّمَا الصّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَ المَساكِينِ وَ العامِلِينَ عَلَيها وَ المُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم وَ فِي الرّقابِ وَ الغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ابنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِفَهَل تَجِدُ فِي شَيءٍ مِن ذَلِكَ أَنّهُ عَزّ وَ جَلّ سَمّي لِنَفسِهِ أَو لِرَسُولِهِ أَو لذِيِ‌ القُربَي لِأَنّهُ لَمّا نَزّهَ نَفسَهُ عَنِ الصّدَقَةِ وَ نَزّهَ رَسُولَهُ نَزّهَ أَهلَ بَيتِهِ لَا بَل حَرّمَ عَلَيهِم لِأَنّ الصّدَقَةَ مُحَرّمَةٌ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ هيِ‌َ أَوسَاخُ أيَديِ‌ النّاسِ لَا تَحِلّ لَهُم لِأَنّهُم طُهّرُوا مِن كُلّ دَنَسٍ وَ وَسَخٍ فَلَمّا طَهّرَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ اصطَفَاهُم رضَيِ‌َ لَهُم مَا رضَيِ‌َ لِنَفسِهِ وَ كَرِهَ لَهُم مَا كَرِهَ لِنَفسِهِ عَزّ وَ جَلّ فَهَذِهِ الثّامِنَةُ وَ أَمّا التّاسِعَةُ فَنَحنُ أَهلُ الذّكرِ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ


صفحه : 232

إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَفَنَحنُ أَهلُ الذّكرِ فَاسأَلُونَا إِن كُنتُم لَا تَعلَمُونَ فَقَالَتِ العُلَمَاءُ إِنّمَا عَنَي بِذَلِكَ اليَهُودَ وَ النّصَارَي فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع سُبحَانَ اللّهِ وَ هَل يَجُوزُ ذَلِكَ إِذاً يَدعُونّا إِلَي دِينِهِم وَ يَقُولُونَ إِنّهُ أَفضَلُ مِن دِينِ الإِسلَامِ فَقَالَ المَأمُونُ فَهَل عِندَكَ فِي ذَلِكَ شَرحٌ بِخِلَافِ مَا قَالُوا يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ ع نَعَم الذّكرُ رَسُولُ اللّهِ وَ نَحنُ أَهلُهُ وَ ذَلِكَ بَيّنٌ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَيثُ يَقُولُ فِي سُورَةِ الطّلَاقِفَاتّقُوا اللّهَ يا أوُليِ‌ الأَلبابِ الّذِينَ آمَنُوا قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا يَتلُوا عَلَيكُم آياتِ اللّهِ مُبَيّناتٍفَالذّكرُ رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ أَهلُهُ فَهَذِهِ التّاسِعَةُ وَ أَمّا العَاشِرَةُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي آيَةِ التّحرِيمِحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وَ بَناتُكُم وَ أَخَواتُكُمالآيَةَ إِلَي آخِرِهَا فأَخَبرِوُنيِ‌ هَل تَصلُحُ ابنتَيِ‌ أَو ابنَةُ ابنيِ‌ وَ مَا تَنَاسَلَ مِن صلُبيِ‌ لِرَسُولِ اللّهِص أَن يَتَزَوّجَهَا لَو كَانَ حَيّاً قَالُوا لَا قَالَ فأَخَبرِوُنيِ‌ هَل كَانَتِ ابنَةُ أَحَدِكُم يَصلُحُ لَهُ أَن يَتَزَوّجَهَا لَو كَانَ حَيّاً قَالُوا نَعَم قَالَ ففَيِ‌ هَذَا بَيَانٌ لأِنَيّ‌ أَنَا مِن آلِهِ وَ لَستُم مِن آلِهِ وَ لَو كُنتُم مِن آلِهِ لَحَرُمَ عَلَيهِ بَنَاتُكُم كَمَا حَرُمَ عَلَيهِ بنَاَتيِ‌ لِأَنّا مِن آلِهِ وَ أَنتُم مِن أُمّتِهِ


صفحه : 233

فَهَذَا فَرقٌ بَينَ الآلِ وَ الأُمّةِ لِأَنّ الآلَ مِنهُ وَ الأُمّةَ إِذَا لَم تَكُن مِنَ الآلِ لَيسَت مِنهُ فَهَذِهِ العَاشِرَةُ وَ أَمّا الحاَديِ‌َ عَشَرَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي سُورَةِ المُؤمِنِ حِكَايَةً عَن رَجُلٍ مِن آلِ فِرعَونَوَ قالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ ربَيّ‌َ اللّهُ وَ قَد جاءَكُم بِالبَيّناتِ مِن رَبّكُمتَمَامَ الآيَةِ فَكَانَ ابنَ خَالِ فِرعَونَ فَنَسَبَهُ إِلَي فِرعَونَ بِنَسَبِهِ وَ لَم يُضِفهُ إِلَيهِ بِدِينِهِ وَ كَذَلِكَ خُصّصنَا نَحنُ إِذ كُنّا مِن آلِ رَسُولِ اللّهِص بِوِلَادَتِنَا مِنهُ وَ عَمّمَنَا النّاسُ بِالدّينِ فَهَذَا فَرقُ مَا بَينَ الآلِ وَ الأُمّةِ فَهَذِهِ الحاَديِ‌َ عَشَرَ وَ أَمّا الثاّنيِ‌َ عَشَرَ فَقَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيهافَخَصّنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهَذِهِ الخُصُوصِيّةِ إِذ أَمَرَنَا مَعَ الأُمّةِ بِإِقَامَةِ الصّلَاةِ ثُمّ خَصّنَا مِن دُونِ الأُمّةِ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يجَيِ‌ءُ إِلَي بَابِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع بَعدَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ تِسعَةَ أَشهُرٍ كُلّ يَومٍ عِندَ حُضُورِ كُلّ صَلَاةٍ خَمسَ مَرّاتٍ فَيَقُولُ الصّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللّهُ وَ مَا أَكرَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَحَداً مِن ذرَاَريِ‌ّ الأَنبِيَاءِ بِمِثلِ هَذِهِ الكَرَامَةِ التّيِ‌ أَكرَمَنَا بِهَا وَ خَصّنَا مِن دُونِ جَمِيعِ أَهلِ بَيتِهِ فَقَالَ المَأمُونُ وَ العُلَمَاءُ جَزَاكُمُ اللّهُ أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم عَنِ الأُمّةِ خَيراً فَمَا نَجِدُ الشّرحَ وَ البَيَانَ فِيمَا اشتَبَهَ عَلَينَا إِلّا عِندَكُم


صفحه : 234

ف ،[تحف العقول ]مرسلامثله بيان قوله ع ثم جمعهم أرجع ع ضميريَدخُلُونَها إلي جميع من تقدم ذكرهم كما هوالظاهر. قال البيضاوي‌جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَهامبتدأ وخبر والضمير للثلاثة أوللذين أوللمقتصد والسابق فإن المراد بهما الجنس . و قال الزمخشري‌ فإن قلت كيف جعل جَنّاتُ عَدنٍبدلا من الفَضلُ الكَبِيرُ ألذي هوالسبق بالخيرات المشار إليه بذلك . قلت لما كان السبب في نيل الثواب نزل منزلة المسبب كأنه هوالثواب فأبدل عنه جنات عدن و في اختصاص السابقين بعدالتقسيم بذكر ثوابهم والسكوت عن الآخرين ما فيه من وجوب الحذر فليحذر المقتصد وليهلك الظالم لنفسه حذرا وعليهما بالتوبة المخلصة من عذاب الله انتهي . قوله ع بعدطهارة تنتظر أي شملت الطهارة جماعة ينتظر حصولها لهم بعد ذلك أيضا لأن أهل البيت شامل لمن يأتي‌ بعد ذلك من الذرية الطيبة والأئمة الهادية أيضا أو لماكانت الآية بلفظ الإرادة وصيغة المضارع فحين نزولها كانت الطاهرة منتظرة فيها. قوله ع أوجدكم في ذلك قرآنا لعل الاستشهاد بالآية بتوسط مااشتهر بين الخاص والعام من خبر المنزلة وقصة بناء موسي ع المسجد وإخراج غيرهارون وأولاده منه فالمراد بالبيوت المساجد أوأمرا أن يأمرا بني‌ إسرائيل ببناء البيوت لئلا يبيتوا في المسجد.فحيث أوحي الله إليهما دل علي أنهما خارجان من هذاالحكم كَمَا رَوَي


صفحه : 235

الصّدُوقُ بِسَنَدَينِ مِن طَرِيقِ العَامّةِ عَن أَبِي رَافِعٍ وَ حُذَيفَةَ بنِ أُسَيدٍ أَنّهُمَا قَالَا

إِنّ النّبِيّص قَامَ خَطِيباً فَقَالَ إِنّ رِجَالًا لَا يَجِدُونَ فِي أَنفُسِهِم أَن أُسكِنَ عَلِيّاً فِي المَسجِدِ وَ أُخرِجَهُم وَ اللّهِ مَا أَخرَجتُهُم وَ أَسكَنتُهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي مُوسَي وَ أَخِيهِأَن تَبَوّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ ثُمّ أَمَرَ مُوسَي أَن لَا يَسكُنَ مَسجِدَهُ وَ لَا يَنكِحَ فِيهِ وَ لَا يَدخُلَهُ جُنُبٌ إِلّا هَارُونُ وَ ذُرّيّتُهُ وَ إِنّ عَلِيّاً منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ هُوَ أخَيِ‌ دُونَ أهَليِ‌ وَ لَا يَحِلّ لِأَحَدٍ أَن يَنكِحَ فِيهِ النّسَاءَ إِلّا عَلِيّ وَ ذُرّيّتِهِ فَمَن شَاءَ فَهَاهُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ نَحوَ الشّامِ

و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةًاختلف في ذلك فقيل لمادخل موسي مصر بعد ماأهلك الله فرعون أمروا باتخاذ مساجد يذكر فيهااسم الله و أن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي الكعبة ونظيره فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرفَعَ وقيل إن فرعون أمر بتخريب مساجد بني‌ إسرائيل ومنعهم من الصلاة فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم يصلون فيهاخوفا من فرعون و ذلك قوله وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً أي صلوا فيها وقيل معناه اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا انتهي . و أماالاستشهاد بقوله أنامدينة الحكمة فلرد إنكارهم الشرح والبيان حيث قالوا لايوجد إلاعندكم فأجاب ع بأنه يلزمكم قبول ذلك منا لقول النبي ص أنامدينة الحكمة و علي بابها. ويحتمل أن يكون إيراد ذلك علي سبيل النظير أي إذا كان هو ع باب حكمة الرسول ص فلايبعد مشاركته مع الرسول ص في فتح الباب إلي المسجد واختصاصه بذلك . قوله وأخري أي حجة أوعلة أخري و الرجل الأول كناية عن


صفحه : 236

الرسول ص والثاني‌ عن كل من الأمة وضمير أهل بيته للرجل الأول وضمير له في الموضعين للرجل الثاني‌ و الرجل أخيرا هوالأول أو الرجل الأول كناية عن واحد الأمة والثاني‌ عنه ص وضمير بيته للثاني‌ وضمير له للأول و الرجل هوالثاني‌.

وَ يُؤَيّدُ الأَوّلَ مَا مَرّ عَنِ البَاقِرِ ع حَيثُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ أَ مَا رَأَيتَ الرّجُلَ يَوَدّ الرّجُلَ ثُمّ لَا يَوَدّ قَرَابَتَهُ فَيَكُونُ فِي نَفسِهِ عَلَيهِ شَيءٌ

والحاصل أنه لو لم يفرض الله مودة القربي علي الأمة لكان بغضهم يجامع الإيمان فلم يكن الرسول ص يود المؤمن المبغض مودة كاملة فأراد الله أن يود الرسول جميع المؤمنين مودة خالصة ففرض عليهم مودة قرباه ص . قوله ع بمعرفة فضلهم أي وجوب الطاعة وسائر ماامتازوا به عن سائر الأمة قوله في حيطته في بمعني مع و في قوله في ذريته للتعليل أوللمصاحبة

21-كشف ،[كشف الغمة] فَإِن قَالَ قَائِلٌ فَمَا حَقِيقَةُ الآلِ فِي اللّغَةِ عِندَكَ دُونَ المَجَازِ هَل هُوَ خَاصّ لِأَقوَامٍ بِأَعيَانِهِم أَم عَامّ فِي جَمِيعِهِم مَتَي سَمِعنَاهُ مُطلَقاً غَيرَ مُقَيّدٍ فَقُل حَقِيقَةُ الآلِ فِي اللّغَةِ القَرَابَةُ خَاصّةً دُونَ سَائِرِ الأُمّةِ وَ كَذَلِكَ العِترَةُ وُلدُ فَاطِمَةَ ع خَاصّةً وَ قَد يُتَجَوّزُ فِيهِ بِأَن يُجعَلَ لِغَيرِهِم كَمَا تَقُولُ جاَءنَيِ‌ أخَيِ‌ فَهَذَا يَدُلّ عَلَي أُخُوّةِ النّسَبِ وَ تَقُولُ أخَيِ‌ تُرِيدُ فِي الإِسلَامِ وَ أخَيِ‌ فِي الصّدَاقَةِ وَ أخَيِ‌ فِي القَبِيلِ وَ الحيَ‌ّ قَالَ تَعَالَيوَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً وَ لَم يَكُن أَخَاهُم فِي دِينٍ وَ لَا صَدَاقَةٍ وَ لَا نَسَبٍ وَ إِنّمَا أَرَادَ الحيَ‌ّ وَ القَبِيلَ وَ الإِخوَةُ الأَصفِيَاءُ وَ الخُلصَانُ وَ هُوَ قَولُ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع إِنّهُ أَخُوهُ قَالَ عَلِيّ ع أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِ لَا يَقُولُهَا بعَديِ‌ إِلّا مُفتَرٍ فَلَو لَا أَنّ لِهَذِهِ الأُخُوّةِ مَزِيّةً عَلَي غَيرِهَا مَا خَصّهُ


صفحه : 237

الرّسُولُص بِذَلِكَ وَ فِي رِوَايَةٍ لَا يَقُولُهَا بعَديِ‌ إِلّا كَذّابٌ وَ مِن ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَي حِكَايَةً عَن لُوطٍهؤُلاءِ بنَاتيِ‌ هُنّ أَطهَرُ لَكُم وَ لَم يَكُنّ بَنَاتِهِ لِصُلبِهِ وَ لَكِن بَنَاتِ أُمّتِهِ فَأَضَافَهُنّ إِلَي نَفسِهِ رَحمَةً وَ تَعَطّفاً وَ تَحَنّناً وَ قَد بَيّنَ رَسُولُ اللّهِص حَيثُ سُئِلَ فَقَالَ إنِيّ‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ فَانظُرُوا كَيفَ تخَلفُوُننَيِ‌ فِيهِمَا قُلنَا فَمَن أَهلُ بَيتِهِ قَالَ آلُ عَلِيّ وَ آلُ جَعفَرٍ وَ آلُ عَقِيلٍ وَ آلُ عَبّاسٍ وَ سُئِلَ تَغلِبُ لِمَ سُمّيَا الثّقَلَينِ قَالَ لِأَنّ الأَخذَ بِهِمَا ثَقِيلٌ قِيلَ وَ لِمَ سُمّيَتِ العِترَةَ قَالَ العِترَةُ القِطعَةُ مِنَ المِسكِ وَ العِترَةُ أَصلُ الشّجَرَةِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ رَوَي عَبدُ العَزِيزِ بنُ الخَطّابِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ اجتَمَعَ آلُ رَسُولِ اللّهِص عَلَي الجَهرِ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ عَلَي أَن لَا يَمسَحُوا عَلَي الخُفّينِ قَالَ ابنُ خَالَوَيهِ هَذَا مَذهَبُ الشّيعَةِ وَ مَذهَبُ أَهلِ البَيتِ وَ قَد يُخَصّصُ ذَلِكَ العُمُومُ قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًقَالَت أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا نَزَلَت فِي النّبِيّ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم

عَن أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَمُرّ بِبَيتِ فَاطِمَةَ بَعدَ أَن بَنَي عَلَيهَا عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ سِتّةَ أَشهُرٍ وَ يَقُولُ الصّلَاةَ أَهلَ البَيتِإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ


صفحه : 238

قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ فِي دُعَائِهِ أللّهُمّ إِنّ استغِفاَريِ‌ لَكَ مَعَ مخُاَلفَتَيِ‌ لَلُؤمٌ وَ إِنّ ترَكيِ‌َ الِاستِغفَارَ مَعَ سَعَةِ رَحمَتِكَ لَعَجزٌ فَيَا سيَدّيِ‌ إِلَي كَم تَتَقَرّبُ إلِيَ‌ّ وَ تَتَحَبّبُ وَ أَنتَ عنَيّ‌ غنَيِ‌ّ وَ إِلَي كَم أَتَبَعّدُ مِنكَ وَ أَنَا إِلَيكَ مُحتَاجٌ فَقِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ وَ يَدعُو بِمَا شَاءَ فَمَتَي قُلنَا آلُ فُلَانٍ مُطلَقاً فَإِنّمَا نُرِيدُ مَن آلَ إِلَيهِ بِحَسَبِ القَرَابَةِ وَ مَتَي تَجَوّزنَا وَقَعَ عَلَي جَمِيعِ الأُمّةِ وَ يُحَقّقُ[تَحقِيقُ] هَذَا أَنّهُ لَو أَنّهُ أَوصَي بِمَالِهِ لِآلِ رَسُولِ اللّهِص لَم يَدفَعهُ الفُقَهَاءُ إِلّا إِلَي الّذِينَ حَرُمَت عَلَيهِمُ الصّدَقَةُ وَ كَانَ بَعضُ مَن يدَعّيِ‌ الخِلَافَةَ يَخطُبُ فَلَا يصُلَيّ‌ عَلَي النّبِيّص فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ لَهُ أُهَيلَ سَوءٍ إِذَا ذَكَرتُهُ اشرَأَبّوا فَمِنَ المَعلُومِ أَنّهُ لَم يُرِد نَفسَهُ لِأَنّهُ كَانَ مِن قُرَيشٍ وَ لَمّا قَصَدَ العَبّاسُ الحَقِيقَةَ قَالَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ النّبِيّص شَجَرَةٌ نَحنُ أَغصَانُهَا وَ أَنتُم جِيرَانُهَا وَ آلُ أَعوَجَ وَ آلُ ذيِ‌ العِقَالِ نَسلُ أَفرَاسٍ مِن عِتَاقِ الخَيلِ يُقَالُ هَذَا الفَرَسُ مِن آلِ أَعوَجَ إِذَا كَانَ مِن نَسلِهِم لِأَنّ البَهَائِمَ بَطَلَ بَينَهَا القَرَابَةُ وَ الدّينُ كَذَلِكَ آلُ مُحَمّدٍ مِن تَنَاسُلِهِ فَاعرِفهُ قَالَ تَعَالَيإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ أَي عاَلمَيِ‌ زَمَانِهِم فَأَخبَرَ أَنّ الآلَ بِالتّنَاسُلِ لِقَولِهِ تَعَالَيذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ قَالَ النّبِيّص سَأَلتُ ربَيّ‌ أَن لَا يُدخِلَ بيَتيِ‌َ النّارَ فَأَعطَانِيهَا وَ أَمّا قَولُهُم قَرَأتُ آلَ حم فهَيِ‌َ السّوَرُ السّبعَةُ التّيِ‌ أَوّلُهُنّ حم وَ لَا تَقُلِ الحَوَامِيمَ وَ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ الحَوَامِيمُ سُوَرٌ فِي القُرآنِ عَلَي غَيرِ القِيَاسِ وَ آلُ يس آلُ مُحَمّدٍ وَ آلُ يس حِزبِيلُ وَ حَبِيبٌ النّجّارُ وَ قَد قَالَ ابنُ دُرَيدٍ مُخَصّصاً لِذَلِكَ العُمُومِ وَ إِن لَم يَكُن بِنَا حَاجَةٌ إِلَي الِاحتِجَاجِ بِقَولِهِ لِأَنّ النّبِيّص قَد ذَكَرَهُ فِي عِدّةِ مَوَاضِعَ


صفحه : 239

كَآيَةِ المُبَاهَلَةِ وَ خَصّ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً ع بِقَولِهِ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌ وَ كَمَا روُيِ‌َ عَن أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا أَنّهُ أَدخَلَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً ع فِي كِسَاءٍ وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌ أَو أَهلُ بيَتيِ‌ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مِنكُم قَالَ أَنتِ بِخَيرٍ أَو عَلَي خَيرٍ كَمَا يأَتيِ‌ فِي مَوضِعِهِ وَ إِنّمَا ذَكَرنَا مَا قَالَهُ ابنُ دُرَيدٍ مِن قَبلُ إِنّهُ بِشِعرٍ


إِنّ النّبِيّ مُحَمّداً وَ وَصِيّهُ   وَ ابنَيهِ وَ ابنَتَهُ البَتُولَ الطّاهِرَةَ

أَهلُ العَبَاءِ فإَنِنّيِ‌ بِوَلَائِهِم   أَرجُو السّلَامَةَ وَ النّجَا فِي الآخِرَةِ

وَ أَرَي مَحَبّةَ مَن يَقُولُ بِفَضلِهِم   سَبَباً يُجِيرُ مِنَ السّبِيلِ الجَائِرَةِ

أَرجُو بِذَاكَ رِضَي المُهَيمِنِ وَحدَهُ   يَومَ الوُقُوفِ عَلَي ظُهُورِ السّاهِرَةِ

قَالَ السّاهِرَةُ أَرضُ القِيَامَةِ وَ آلُ مُرَامِرٍ أَوّلُ مَن وَضَعَ الكِتَابَةَ بِالعَرَبِيّةِ وَ أَصلُهُم مِنَ الأَنبَارِ وَ الحِيرَةِ فَقَد أَملَلتُ آلُ اللّهِ وَ آلُ مُحَمّدٍ وَ آلُ القُرآنِ وَ آلُ السّرَابِ وَ الآلُ الشّخصُ وَ آلُ أَعوَجَ فَرَساً وَ آلُ جَبَلَا[الجَبَلِ] وَ آلُ يس وَ آلُ حم وَ آلُ زِندِيقَةَ وَ آلُ فِرعَونَ آلُ دِينِهِ وَ آلُ مُرَامِرٍ وَ الآلُ البُرُوجُ وَ الآلُ الخِزَانَةُ[الحُزَانَةُ] وَ الخَاصّةُ وَ الآلُ قَرَابَةٌ وَ الآلُ كُلّ تقَيِ‌ّ وَ أَمّا الأَهلُ فَأَهلُ اللّهِ وَ أَهلُ القُرآنِ وَ أَهلُ البَيتِ النّبِيّ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ


صفحه : 240

الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع عَلَي مَا فَسّرَتهُ أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص بَينَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ جَالِساً[جَالِسٌ] إِذَا أَتَتهُ فَاطِمَةُ ع بِبُرمَةٍ فِيهَا عَصِيدَةٌ فَقَالَ النّبِيّص أَينَ عَلِيّ وَ ابنَاهُ قَالَت فِي البَيتِ قَالَ ادعِيهِم لِي فَأَقبَلَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ بَينَ يَدَيهِ وَ فَاطِمَةُ أَمَامَهُ فَلَمّا بَصُرَ بِهِمُ النّبِيّص تَنَاوَلَ كِسَاءً كَانَ عَلَي المَنَامَةِ خَيبَرِيّاً فَجَلّلَ بِهِ نَفسَهُ وَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ فَاطِمَةَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ أَحَبّ الخَلقِ إلِيَ‌ّ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَالآيَةَ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي قَالَت فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ مِن أَهلِ بَيتِكَ قَالَ إِنّكِ عَلَي خَيرٍ أَو إِلَي خَيرٍ

وَ مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا قَالَتبَينَمَا رَسُولُ اللّهِص فِي بيَتيِ‌ يَوماً إِذ قَالَتِ الخَادِمُ إِنّ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ بِالسّدّةِ قَالَت فَقَالَ لِي قوُميِ‌ فتَنَحَيّ‌ لِي عَن أَهلِ بيَتيِ‌ قَالَت فَقُمتُ فَتَنَحّيتُ مِنَ البَيتِ قَرِيباً فَدَخَلَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ هُمَا صَبِيّانِ صَغِيرَانِ فَأَخَذَ الصّبِيّينِ فَوَضَعَهُمَا فِي حَجرِهِ فَقَبّلَهُمَا قَالَت فَاعتَنَقَ عَلِيّاً بِإِحدَي يَدَيهِ وَ فَاطِمَةَ بِاليَدِ الأُخرَي فَقَبّلَ فَاطِمَةَ وَ قَبّلَ عَلِيّاً فَأَغدَفَ عَلَيهِم خَمِيصَةً سَودَاءَ فَقَالَ أللّهُمّ إِلَيكَ لَا إِلَي النّارِ أَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ‌ قَالَت قُلتُ وَ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ وَ أَنتِ فَإِن سَأَلَ سَائِلٌ فَقَالَ إِنّمَا أُنزِلَت هَذِهِ فِي أَزوَاجِ النّبِيّص لِأَنّ قَبلَهَايا نِساءَ النّبِيّفَقُل ذَلِكَ غَلَطٌ رِوَايَةً وَ دِرَايَةً أَمّا الرّوَايَةُ فَحَدِيثُ أُمّ سَلَمَةَ وَ فِي بَيتِهَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ


صفحه : 241

وَ أَمّا الدّرَايَةُ فَلَو كَانَ فِي نِسَاءِ النّبِيّص لَقِيلَ لِيُذهِبَ عَنكُنّ وَ يُطَهّرَكُنّ فَلَمّا نَزَلَت فِي أَهلِ بَيتِ النّبِيّص جَاءَ عَلَي التّذكِيرِ لِأَنّهُمَا مَتَي اجتَمَعَا غَلَبَ التّذكِيرُ وَ أَهلُ الكِتَابِ اليَهُودُ وَ النّصَارَي وَ أَمّا قَولُهُ تَعَالَياعمَلُوا آلَ داوُدَ شُكراًفَإِنّهُ يعَنيِ‌ مَا وَهَبَ لَهُم مِنَ النّبُوّةِ وَ المُلكِ العَظِيمِ وَ كَانَ يَحرُسُ دَاوُدَ فِي كُلّ لَيلَةٍ ثَلَاثُونَ أَلفاً وَ أَلَانَ اللّهُ لَهُ الحَدِيدَ وَ رَزَقَهُ حُسنَ الصّوتِ بِالقِرَاءَةِ وَ آتَاهُالحِكمَةَ وَ فَصلَ الخِطابِقِيلَ فَصلُ الخِطَابِ أَمّا بَعدُ وَ الجِبَالُ يُسَبّحنَ مَعَهُ وَ الطّيرُ وَ أعُطيِ‌َ سُلَيمَانُ مُلكاً لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ وَ سُخّرَت لَهُ الرّيحُ وَ الجِنّ وَ عُلّمَ مَنطِقَ الطّيرِ وَ الآلُ جَمعُ آلَةٍ وَ هيِ‌َ خَشَبَةٌ وَ الآلُ قَريَةٌ يُصَادُ بِهَا السّمَكُ

بيان في ق اشرأبّ إليه مد عنقه لينظر أوارتفع و قال أغدفت قناعها أرسلته علي وجهها والليل أرخي سدوله والصياد الشبكة علي الصيد أسبلها

22-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ نُصَيرٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَنِ السدّيّ‌ّ عَن أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اتّبَعَتهُم ذُرّيّتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرّيّتَهُم قَالَ نَزَلَت فِي النّبِيّ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع


صفحه : 242

23-أَقُولُ رَوَي ابنُ بِطرِيقٍ فِي العُمدَةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الثعّلبَيِ‌ّ مِن تَفسِيرِهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا ايتيِنيِ‌ بِزَوجِكِ وَ ابنَيكِ فَجَاءَت بِهِم فَأَلقَي عَلَيهِم كِسَاءً ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ عَلَيهِم فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمّدٍ فَاجعَل صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ فَإِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ قَالَت فَرَفَعتُ الكِسَاءَ لِأَدخُلَ مَعَهُم فَاجتَذَبَهُ وَ قَالَ إِنّكِ عَلَي خَيرٍ

24-كَنزُ الفَوَائِدِ للِكرَاَجكُيِ‌ّ، عَنِ المُفِيدِ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا سَارَ المَأمُونُ إِلَي خُرَاسَانَ كَانَ مَعَهُ الإِمَامُ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع فَبَينَا هُمَا يَتَسَايَرَانِ إِذ قَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ إنِيّ‌ فَكّرتُ فِي شَيءٍ فَنَتَجَ لِيَ الفِكرُ الصّوَابَ فِيهِ فَكّرتُ فِي أَمرِنَا وَ أَمرِكُم وَ نَسَبِنَا وَ نَسَبِكُم فَوَجَدتُ الفَضِيلَةَ فِيهِ وَاحِدَةً وَ رَأَيتُ اختِلَافَ شِيعَتِنَا فِي ذَلِكَ مَحمُولًا عَلَي الهَوَي وَ العَصَبِيّةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع إِنّ لِهَذَا الكَلَامِ جَوَاباً إِن شِئتَ ذَكَرتُهُ لَكَ وَ إِن شِئتَ أَمسَكتُ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ لَم أَقُلهُ إِلّا لِأَعلَمَ مَا عِندَكَ فِيهِ قَالَ الرّضَا ع أَنشُدُكَ اللّهَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَنّ اللّهَ تَعَالَي بَعَثَ نَبِيّهُ مُحَمّداًص فَخَرَجَ عَلَينَا مِن وَرَاءِ أَكَمَةٍ مِن هَذِهِ الآكَامِ فَخَطَبَ إِلَيكَ ابنَتَكَ أَ كُنتَ مُزَوّجَهُ إِيّاهَا فَقَالَ يَا سُبحَانَ اللّهِ وَ هَل أَحَدٌ يَرغَبُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع أَ فَتَرَاهُ كَانَ يَحِلّ لَهُ أَن يَخطُبَ إلِيَ‌ّ قَالَ فَسَكَتَ المَأمُونُ هُنَيئَةً ثُمّ قَالَ أَنتُم وَ اللّهِ أَمَسّ بِرَسُولِ اللّهِ رَحِماً


صفحه : 243

25- وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا حَجّ الرّشِيدُ وَ نَزَلَ فِي المَدِينَةِ اجتَمَعَ إِلَيهِ بَنُو هَاشِمٍ وَ بَقَايَا المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ وُجُوهُ النّاسِ وَ كَانَ فِي القَومِ الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَقَالَ لَهُمُ الرّشِيدُ قُومُوا بِنَا إِلَي زِيَارَةِ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ نَهَضَ مُعتَمِداً عَلَي يَدِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع حَتّي انتَهَي إِلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِ فَوَقَفَ عَلَيهِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ عَمّ افتِخَاراً عَلَي قَبَائِلِ العَرَبِ الّذِينَ حَضَرُوا مَعَهُ وَ استِطَالَةً عَلَيهِم بِالنّسَبِ قَالَ فَنَزَعَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع يَدَهُ مِن يَدِهِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَه قَالَ فَتَغَيّرَ وَجهُ الرّشِيدِ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ هَذَا لَهُوَ الفَخرُ

26-خَبَرُ يَحيَي بنِ يَعمُرَ مَعَ الحَجّاجِ قَالَ الشعّبيِ‌ّكُنتُ بِوَاسِطَ وَ كَانَ يَومَ أَضحًي فَحَضَرتُ صَلَاةَ العِيدِ مَعَ الحَجّاجِ فَخَطَبَ خُطبَةً بَلِيغَةً فَلَمّا انصَرَفَ جاَءنَيِ‌ رَسُولُهُ فَأَتَيتُهُ فَوَجَدتُهُ جَالِساً مُستَوفِزاً قَالَ يَا شعَبيِ‌ّ هَذَا يَومُ أَضحًي وَ قَد أَرَدتُ أَن أضُحَيّ‌َ فِيهِ بِرَجُلٍ مِن أَهلِ العِرَاقِ وَ أَحبَبتُ أَن تَسمَعَ قَولَهُ فَتَعلَمَ أنَيّ‌ قَد أَصَبتُ الرأّي‌َ فِيمَا أَفعَلُ بِهِ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ أَ وَ تَرَي أَن تَستَنّ بِسُنّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ تضُحَيّ‌َ بِمَا أَمَرَ أَن


صفحه : 244

يُضَحّي بِهِ وَ تَفعَلَ مِثلَ فِعلِهِ وَ تَدَعَ مَا أَرَدتَ أَن تَفعَلَهُ بِهِ فِي هَذَا اليَومِ العَظِيمِ إِلَي غَيرِهِ فَقَالَ يَا شعَبيِ‌ّ إِنّكَ إِذَا سَمِعتَ مَا يَقُولُ صَوّبتَ رأَييِ‌ فِيهِ لِكَذِبِهِ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ إِدخَالِهِ الشّبهَةَ فِي الإِسلَامِ قُلتُ أَ فَيَرَي الأَمِيرُ أَن يعُفيِنَيِ‌ مِن ذَلِكَ قَالَ لَا بُدّ مِنهُ ثُمّ أَمَرَ بِنَطعٍ فَبُسِطَ وَ بِالسّيّافِ فَأُحضِرَ وَ قَالَ أَحضِرُوا الشّيخَ فَأَتَوا بِهِ فَإِذَا هُوَ يَحيَي بنُ يَعمُرَ فَاغتَمَمتُ غَمّاً شَدِيداً وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ وَ أَيّ شَيءٍ يَقُولُهُ يَحيَي مِمّا يُوجِبُ قَتلَهُ فَقَالَ لَهُ الحَجّاجُ أَنتَ تَزعُمُ أَنّكَ زَعِيمُ أَهلِ العِرَاقِ قَالَ يَحيَي أَنَا فَقِيهٌ مِن فُقَهَاءِ أَهلِ العِرَاقِ قَالَ فَمِن أَيّ فِقهِكَ زَعَمتَ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ مِن ذُرّيّةِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ مَا أَنَا زَاعِمُ ذَلِكَ بَل قَائِلُهُ بِحَقّ قَالَ وَ أَيّ حَقّ قُلتَهُ قَالَ بِكِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ الحَجّاجُ وَ قَالَ اسمَع مَا يَقُولُ فَإِنّ هَذَا مِمّا لَم أَكُن سَمِعتُهُ عَنهُ أَ تَعرِفُ أَنتَ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ مِن ذُرّيّةِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ فَجَعَلتُ أُفَكّرُ فِي ذَلِكَ فَلَم أَجِد فِي القُرآنِ شَيئاً يَدُلّ عَلَي ذَلِكَ وَ فَكّرَ الحَجّاجُ مَلِيّاً ثُمّ قَالَ لِيَحيَي لَعَلّكَ تُرِيدُ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ وَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ لِلمُبَاهَلَةِ وَ مَعَهُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ قَالَ الشعّبيِ‌ّ فَكَأَنّمَا أَهدَي إِلَي قلَبيِ‌ سُرُوراً وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ وَ قَد خَلَصَ يَحيَي وَ كَانَ الحَجّاجُ حَافِظاً لِلقُرآنِ


صفحه : 245

فَقَالَ لَهُ يَحيَي وَ اللّهِ إِنّهَا لَحُجّةٌ فِي ذَلِكَ بَلِيغَةٌ وَ لَكِن لَيسَ مِنهَا أَحتَجّ لِمَا قُلتُ فَاصفَرّ وَجهُ الحَجّاجِ وَ أَطرَقَ مَلِيّاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي يَحيَي وَ قَالَ لَهُ إِن أَنتَ جِئتَ مِن كِتَابِ اللّهِ بِغَيرِهَا فِي ذَلِكَ فَلَكَ عَشَرَةُ آلَافِ دِرهَمٍ وَ إِن لَم تَأتِ بِهَا فَأَنَا فِي حِلّ مِن دَمِكَ قَالَ نَعَم قَالَ الشعّبيِ‌ّ فغَمَنّيِ‌ قَولُهُ وَ قُلتُ أَ مَا كَانَ فِي ألّذِي نَزَعَ بِهِ الحَجّاجُ مَا يَحتَجّ بِهِ يَحيَي وَ يُرضِيهِ بِأَنّهُ قَد عَرَفَهُ وَ سَبَقَهُ إِلَيهِ وَ يَتَخَلّصُ مِنهُ حَتّي رَدّ عَلَيهِ وَ أَفحَمَهُ فَإِن جَاءَهُ بَعدَ هَذَا بشِيَ‌ءٍ لَم آمَن أَن يُدخِلَ عَلَيهِ مِنَ القَولِ مَا يُبطِلُ بِهِ حُجّتَهُ لِئَلّا يدَعّيِ‌َ أَنّهُ قَد عَلِمَ مَا قَد جَهِلَهُ هُوَ فَقَالَ يَحيَي لِلحَجّاجِ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ مَن عَنَي بِذَلِكَ قَالَ الحَجّاجُ اِبرَاهِيمَ قَالَ فَدَاوُدُ وَ سُلَيمَانُ مِن ذُرّيّتِهِ قَالَ نَعَم قَالَ يَحيَي وَ مَن نَصّ اللّهُ عَلَيهِ بَعدَ هَذَا أَنّهُ مِن ذُرّيّتِهِ فَقَرَأَ الحَجّاجُوَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ قَالَ يَحيَي وَ مَن قَالَوَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي قَالَ يَحيَي وَ مِن أَينَ كَانَ عِيسَي مِن ذُرّيّةِ اِبرَاهِيمَ وَ لَا أَبَ لَهُ قَالَ مِن قِبَلِ أُمّهِ مَريَمَ قَالَ يَحيَي فَمَن أَقرَبُ مَريَمُ مِن اِبرَاهِيمَ أَم فَاطِمَةُ مِن مُحَمّدٍص وَ عِيسَي مِن اِبرَاهِيمَ أَمِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ مِن رَسُولِ اللّهِ قَالَ الشعّبيِ‌ّ فَكَأَنّمَا أَلقَمَهُ حَجَراً فَقَالَ أَطلِقُوهُ قَبّحَهُ اللّهُ وَ ادفَعُوا إِلَيهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرهَمٍ لَا بَارَكَ اللّهُ لَهُ فِيهَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ فَقَالَ قَد كَانَ رَأيُكَ صَوَاباً وَ لَكِنّا أَبَينَاهُ وَ دَعَا بِجَزُورٍ فَنَحَرَهُ وَ قَامَ فَدَعَا بِالطّعَامِ فَأَكَلَ وَ أَكَلنَا مَعَهُ وَ مَا تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ


صفحه : 246

حَتّي انصَرَفنَا وَ لَم يَزَل مِمّا احتَجّ بِهِ يَحيَي بنُ يَعمُرَ وَاجِماً

بيان قال الراغب الزعم حكاية قول يكون مظنة للكذب ولهذا جاء في القرآن في كل موضع ذم القائلون به نحوزَعَمَ الّذِينَ كَفَرُواأَينَ شرُكَائيِ‌َ الّذِينَ كُنتُم تَزعُمُونَقُلِ ادعُوا الّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ و قال الفيروزآبادي‌ وجم كوعد سكت علي غيظ والشي‌ء كرهه

باب 8-آخر في أن كل نسب وسبب منقطع إلانسب رسول الله ص وسببه

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ نَسَبٍ وَ صِهرٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيَامَةِ سَتراً مِنَ اللّهِ عَلَيهِ إِلّا نسَبَيِ‌ وَ سبَبَيِ‌

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُعَاذٍ عَن زَكَرِيّا بنِ عدَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلَي المِنبَرِ مَا بَالُ أَقوَامٍ يَقُولُونَ إِنّ رَحِمَ رَسُولِ اللّهِ لَا يُشَفّعُ يَومَ القِيَامَةِ بَلَي وَ اللّهِ


صفحه : 247

إِنّ رحَمِيِ‌ لَمَوصُولَةٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ إنِيّ‌ أَيّهَا النّاسُ فَرَطُكُم يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الحَوضِ فَإِذَا جِئتُم قَالَ الرّجُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ فَأَقُولُ أَمّا النّسَبُ فَقَد عَرَفتُهُ وَ لَكِنّكُم أَخَذتُم بعَديِ‌ ذَاتَ الشّمَالِ وَ ارتَدَدتُم عَلَي أَعقَابِكُمُ القَهقَرَي

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَ تَزعُمُونَ أَن رَحِمَ نبَيِ‌ّ اللّهِ لَا يَنفَعُ قَومَهُ يَومَ القِيَامَةِ بَلَي وَ اللّهِ إِنّ رحَمِيِ‌ لَمَوصُولَةٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَنَا فَرَطُكُم عَلَي الحَوضِ فَإِذَا جِئتُ وَ قَامَ رِجَالٌ يَقُولُونَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ وَ قَالَ آخَرُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ وَ قَالَ آخَرُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ فَأَقُولُ أَمّا النّسَبَ فَقَد عَرَفتُ وَ لَكِنّكُم أَحدَثتُم بعَديِ‌ وَ ارتَدَدتُمُ القَهقَرَي

بيان الظاهر أن المراد بالثلاثة الثلاثة

4-مد،[العمدة]بِإِسنَادِهِ إِلَي مُسنَدِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ بِإِسنَادِهِ قَالَ إِنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ خَطَبَ إِلَي عَلِيّ ع أُمّ كُلثُومٍ فَاعتَلّ عَلَيهِ بِصِغَرِهَا فَقَالَ لَهُ لَم أَكُن أُرِيدُ البَاهَ وَ لكَنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ كُلّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ يَنقَطِعُ يَومَ القِيَامَةِ مَا خَلَا سبَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌ كُلّ قَومٍ عَصَبَتُهُم لِأَبِيهِم مَا خَلَا وُلدَ فَاطِمَةَ فإَنِيّ‌ أَنَا أَبُوهُم وَ عَصَبَتُهُم

5-مد،[العمدة] مِن مَنَاقِبِ الفَقِيهِ ابنِ المغَاَزلِيِ‌ّ الشاّفعِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنهُ عَن أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 248

مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عُثمَانَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ هَاشِمٍ الحرَاّنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ طَلحَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن زَيدٍ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا مَا كَانَ مِن سبَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌

6- وَ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ اختَارَ العَرَبَ فَاختَارَ قُرَيشاً وَ اختَارَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَأَنَا خِيَرَةٌ مِن خِيَرَةٍ أَلَا فَأَحِبّوا قُرَيشاً وَ لَا تُبغِضُوهَا فَتَهلِكُوا أَلَا كُلّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا سبَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌ أَلَا وَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ مِن نسَبَيِ‌ وَ حسَبَيِ‌ فَمَن أَحَبّهُ فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُ فَقَد أبَغضَنَيِ‌

7- وَ أَيضاً مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ عَن هِلَالِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن أخَيِ‌ دِعبِلٍ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ كُلّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ يَنقَطِعُ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا سبَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌

8- وَ أَيضاً روُيِ‌َ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عُمَرَ قَالَ صَعِدَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ المِنبَرَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ وَ اللّهِ مَا حمَلَنَيِ‌ عَلَي الإِلحَاحِ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي ابنَتِهِ إِلّا أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ كُلّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ وَ صِهرٍ مُنقَطِعٌ إِلّا نسَبَيِ‌ وَ صهِريِ‌

9-كَنزُ الفَوَائِدِ،للِكرَاَجكُيِ‌ّ عَنِ القاَضيِ‌ السلّمَيِ‌ّ أَسَدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ العتَكَيِ‌ّ


صفحه : 249

عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ البغَداَديِ‌ّ عَنِ الكدُيَميِ‌ّ عَن بِشرِ بنِ مِهرَانَ عَن شَرِيكِ بنِ شَبِيبٍ عَن عَرقَدَةَ عَنِ المسُتطَيِليِ‌ّ بنِ حُصَينٍ قَالَ خَطَبَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ابنَتَهُ فَاعتَلّ عَلَيهِ بِصِغَرِهَا وَ قَالَ إنِيّ‌ أَعدَدتُهَا لِابنِ أخَيِ‌ جَعفَرٍ فَقَالَ عُمَرُ إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كُلّ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيَامَةِ مَا خَلَا حسَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌ وَ كُلّ بنَيِ‌ أُنثَي عَصَبَتُهُم لِأَبِيهِم مَا خَلَا بنَيِ‌ فَاطِمَةَ فإَنِيّ‌ أَنَا أَبُوهُم وَ أَنَا عَصَبَتُهُم

باب 9- أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام و أن الإمامة بعده في الأعقاب و لاتكون في أخوين

1-ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع الحَسَنُ أَفضَلُ أَمِ الحُسَينُ فَقَالَ الحَسَنُ أَفضَلُ مِنَ الحُسَينِ قُلتُ فَكَيفَ صَارَتِ الإِمَامَةُ مِن بَعدِ الحُسَينِ فِي عَقِبِهِ دُونَ وُلدِ الحَسَنِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَحَبّ أَن يَجعَلَ سُنّةَ مُوسَي وَ هَارُونَ جَارِيَةً فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ أَ لَا تَرَي أَنّهُمَا كَانَا شَرِيكَينِ فِي النّبُوّةِ كَمَا كَانَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ شَرِيكَينِ فِي الإِمَامَةِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ النّبُوّةَ فِي وُلدِ هَارُونَ وَ لَم يَجعَلهَا فِي وُلدِ مُوسَي وَ إِن كَانَ مُوسَي أَفضَلَ مِن هَارُونَ قُلتُ فَهَل يَكُونُ إِمَامَانِ فِي وَقتٍ


صفحه : 250

قَالَ لَا إِلّا أَن يَكُونَ أَحَدُهُمَا صَامِتاً مَأمُوماً لِصَاحِبِهِ وَ الآخَرُ نَاطِقاً إِمَاماً لِصَاحِبِهِ وَ أَمّا أَن يَكُونَا إِمَامَينِ نَاطِقَينِ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ فَلَا قُلتُ فَهَل تَكُونُ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع قَالَ لَا إِنّمَا هيِ‌َ جَارِيَةٌ فِي عَقِبِ الحُسَينِ ع كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ثُمّ هيِ‌َ جَارِيَةٌ فِي الأَعقَابِ وَ أَعقَابِ الأَعقَابِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

بيان كما قال الله إنه ع شبه كون الإمامة في ذرية الحسين ع بكون النبوة والخلافة في عقب ابراهيم ع مع أنه يحتمل كون الضمير في بطن الآية راجعا إلي الحسين ع و إن كان المراد بعقبه العقب بعدالعقب يمكن الاستدلال بعموم الآية إلا ماأخرجه الدليل كالحسنين ع

2-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]سَعدٌ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَنِ الحُسَينِ بنِ ثُوَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَعُودُ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ لَا يَكُونُ بَعدَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ إِلّا فِي الأَعقَابِ وَ أَعقَابِ الأَعقَابِ

3-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عُقبَةَ بنِ جَعفَرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع قَد بَلَغتَ مَا بَلَغتَ وَ لَيسَ لَكَ وَلَدٌ فَقَالَ يَا عُقبَةَ بنَ جَعفَرٍ إِنّ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ لَا يَمُوتُ حَتّي يَرَي وَلَدَهُ مِن بَعدِهِ

4-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَا أَبَا حَمزَةَ إِنّ الأَرضَ لَن تَخلُوَ إِلّا وَ فِيهَا عَالِمٌ مِنّا فَإِن زَادَ النّاسُ قَالَ قَد زَادُوا وَ إِن نَقَصُوا قَالَ قَد نَقَصُوا وَ لَن يُخرِجَ اللّهُ


صفحه : 251

ذَلِكَ العَالِمَ حَتّي يَرَي فِي وُلدِهِ مَن يَعلَمُ مِثلَ عِلمِهِ أَو مَا شَاءَ اللّهُ

5-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ بنِ رُشَيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ قَالَ دَخَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ أَنتَ إِمَامٌ قَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ سَمِعتُ جَدّكَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ لَا يَكُونُ الإِمَامُ إِلّا وَ لَهُ عَقِبٌ فَقَالَ أَ نَسِيتَ يَا شَيخُ أَم تَنَاسَيتَ لَيسَ هَكَذَا قَالَ جَعفَرٌ إِنّمَا قَالَ جَعفَرٌ ع لَا يَكُونُ الإِمَامُ إِلّا وَ لَهُ عَقِبٌ إِلّا الإِمَامُ ألّذِي يَخرُجُ عَلَيهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَإِنّهُ لَا عَقِبَ لَهُ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ جُعِلتُ فِدَاكَ هَكَذَا سَمِعتُ جَدّكَ يَقُولُ

6-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]سَعدٌ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ الخَزّازِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَبَي اللّهُ أَن يَجعَلَ الإِمَامَةَ لِأَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع

7-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ يَعقُوبَ مِثلَهُ

8-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَجتَمِعُ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ إِنّمَا هيِ‌َ فِي الأَعقَابِ وَ أَعقَابِ الأَعقَابِ

ك ،[إكمال الدين ] ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد واليقطيني‌ معا عن الحسن بن أبي


صفحه : 252

الحسين الفارسي‌ عن سليمان مثله

9-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَنِ الحُسَينِ بنِ ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَعُودُ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع أَبَداً إِنّهَا جَرَت مِن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع كَمَا قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُهاجِرِينَ فَلَا تَكُونُ بَعدَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ إِلّا فِي الأَعقَابِ وَ أَعقَابِ الأَعقَابِ

ك ،[إكمال الدين ] أبي و ابن الوليد معا عن سعد والحميري‌ معا عن اليقطيني‌ مثله

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَن خُرُوجِ الإِمَامَةِ مِن وُلدِ الحَسَنِ إِلَي وُلدِ الحُسَينِ ع كَيفَ الحُجّةُ فِيهِ قَالَ لَمّا حَضَرَ الحُسَينَ ع مَا حَضَرَهُ مِن أَمرِ اللّهِ لَم يَجُز أَن يَرُدّهَا إِلَي وُلدِ أَخِيهِ وَ لَا يوُصيِ‌َ بِهَا فِيهِم لِقَولِ اللّهِوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِفَكَانَ وُلدُهُ أَقرَبَ رَحِماً مِن وُلدِ أَخِيهِ وَ كَانُوا أَولَي بِالإِمَامَةِ فَأَخرَجَت هَذِهِ الآيَةُ وُلدَ الحَسَنِ مِنهَا فَصَارَتِ الإِمَامَةُ إِلَي الحُسَينِ ع وَ حَكَمَت بِهَا الآيَةُ لَهُم فهَيِ‌َ فِيهِم إِلَي يَومِ


صفحه : 253

القِيَامَةِ

11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الأَعوَجُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن قَولِهِوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قَالَ جَعَلَ الإِمَامَةَ فِي عَقِبِ الحُسَينِ يَخرُجُ مِن صُلبِهِ تِسعَةٌ مِنَ الأَئِمّةِ مِنهُم مهَديِ‌ّ هَذِهِ الأُمّةِ

12-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِن كَانَ كَونٌ وَ لَا أرَاَنيِ‌َ اللّهُ فَبِمَن أَئتَمّ فَأَومَأَ إِلَي ابنِهِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ فَإِن حَدَثَ بِمُوسَي ع حَدَثٌ فَبِمَن أَئتَمّ قَالَ بِوَلَدِهِ قُلتُ فَإِن حَدَثَ بِوَلَدِهِ حَدَثٌ وَ تَرَكَ أَخاً كَبِيراً وَ ابناً صَغِيراً فَبِمَن أَئتَمّ قَالَ بِوَلَدِهِ ثُمّ وَاحِداً فَوَاحِداً وَ فِي نُسخَةِ الصفّواَنيِ‌ّ ثُمّ هَكَذَا أَبَداً

13-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَلّامٍ عَن سَورَةَ بنِ كُلَيبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِإِنّهَا فِي الحُسَينِ ع يَنتَقِلُ[تَنتَقِلُ] مِن وَلَدٍ إِلَي وَلَدٍ وَ لَا تَرجِعُ إِلَي أَخٍ وَ لَا عَمّ


صفحه : 254

14-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ مَعاً عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ نَصرٍ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَكُونُ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع أَبَداً إِنّمَا هيِ‌َ فِي الأَعقَابِ وَ أَعقَابِ الأَعقَابِ

15- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ المُثَنّي الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مِن أَينَ جَاءَ لِوُلدِ الحُسَينِ الفَضلُ عَلَي وُلدِ الحَسَنِ وَ هُمَا يَجرِيَانِ فِي شَرَعٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لَا أَرَاكُم تَأخُذُونَ بِهِ إِنّ جَبرَئِيلَ ع نَزَلَ عَلَي مُحَمّدٍص وَ مَا وُلِدَ الحُسَينُ ع بَعدُ فَقَالَ لَهُ يُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقتُلُهُ أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ فَخَاطَبَهُ ثَلَاثاً ثُمّ دَعَا عَلِيّاً ع فَقَالَ لَهُ إِنّ جَبرَئِيلَ يخُبرِنُيِ‌ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ يُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقتُلُهُ أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَخَاطَبَ عَلِيّاً ع ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ إِنّهُ يَكُونُ فِيهِ وَ فِي وُلدِهِ الإِمَامَةُ وَ الوِرَاثَةُ وَ الخِزَانَةُ فَأَرسَلَ إِلَي فَاطِمَةَ ع أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكِ بِغُلَامٍ تَقتُلُهُ أمُتّيِ‌ مِن بعَديِ‌ فَقَالَت فَاطِمَةُ لَيسَ لِي فِيهِ حَاجَةٌ يَا أَبَتِ فَخَاطَبَهَا ثَلَاثاً ثُمّ أَرسَلَ إِلَيهَا لَا بُدّ أَن يَكُونَ فِيهِ الإِمَامَةُ وَ الوِرَاثَةُ وَ الخِزَانَةُ فَقَالَت لَهُ رَضِيتُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَعَلِقَت وَ حَمَلَت بِالحُسَينِ ع فَحَمَلَت سِتّةَ أَشهُرٍ ثُمّ وَضَعَتهُ وَ لَم يَعِش مَولُودٌ قَطّ لِسِتّةِ أَشهُرٍ غَيرُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع فَكَفَلَتهُ أُمّ سَلَمَةَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأتِيهِ فِي كُلّ يَومٍ فَيَضَعُ


صفحه : 255

لِسَانَهُ فِي فَمِ الحُسَينِ فَيَمُصّهُ حَتّي يَروَي فَأَنبَتَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَحمَهُ مِن لَحمِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَم يَرضَع مِن فَاطِمَةَ ع وَ لَا مِن غَيرِهَا لَبَناً قَطّ فَلَمّا أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِيهِوَ حَملُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً حَتّي إِذا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً قالَ رَبّ أوَزعِنيِ‌ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ عَلي والدِيَ‌ّ وَ أَن أَعمَلَ صالِحاً تَرضاهُ وَ أَصلِح لِي فِي ذرُيّتّيِ‌فَلَو قَالَ أَصلِح لِي ذرُيّتّيِ‌ كَانُوا كُلّهُم أَئِمّةً وَ لَكِن خَصّ هَكَذَا

بيان في شرع واحد أي في طريقة واحدة في الفضل والكمال ويقال هما شرع بالفتح والتحريك أي سواء قوله ع لاأراكم تأخذون به أي بعدالبيان لاتقبلون مني‌ أو أنه لما قال وهما يجريان في شرع واحد قال ع أنتم لاتقولون بالمساواة أيضا بل تفضلون ولد الحسن ع علي ولد الحسين ع والأول أظهر. قوله ع فلما أنزل الله لعل جزاء الشرط محذوف أي لماأنزل الله هكذا وهكذا علم الحسين ع فهو ع هكذا سأل فأجيب كماسأل ويحتمل أن يكون فلو قال جزاء

16- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا عَنَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِقَولِهِإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً قَالَ نَزَلَت فِي النّبِيّص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فَاطِمَةَ ع فَلَمّا قَبَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّهُ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ الحَسَنُ ثُمّ الحُسَينُ ع ثُمّ وَقَعَ تَأوِيلُ هَذِهِ الآيَةِوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِمَاماً ثُمّ جَرَت فِي


صفحه : 256

الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ الأَوصِيَاءِ فَطَاعَتُهُم طَاعَةُ اللّهِ وَ مَعصِيَتُهُم مَعصِيَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

17- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِمَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِفِيمَن أُنزِلَت قَالَ أُنزِلَت فِي الإِمرَةِ إِنّ هَذِهِ الآيَةَ جَرَت فِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ فِي وُلدِ الحُسَينِ مِن بَعدِهِ فَنَحنُ أَولَي بِالأَمرِ وَ بِرَسُولِ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُهَاجِرِينَ فَقُلتُ لِوُلدِ جَعفَرٍ فِيهَا نَصِيبٌ قَالَ لَا قَالَ فَعَدَدتُ عَلَيهِ بُطُونَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا وَ نَسِيتُ وُلدَ الحَسَنِ فَدَخَلتُ عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ فَقُلتُ هَل لِوُلدِ الحَسَنِ فِيهَا نَصِيبٌ فَقَالَ يَا بَا عَبدِ الرّحمَنِ مَا لمِحُمَدّيِ‌ّ فِيهَا نَصِيبٌ غَيرَنَا

بيان آية الأرحام نزلت في موضعين أحدهما في سورة الأنفال هكذاوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ إِنّ اللّهَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ وثانيهما في سورة الأحزاب هكذاالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُهاجِرِينَ إِلّا أَن تَفعَلُوا إِلي أَولِيائِكُم مَعرُوفاًفأما الأولي فتحتمل أن يكون المراد بها أن أولي‌ الأرحام بعضهم أولي ببعض من بعض أوأولي ببعض من الأجانب فعلي الأخير لاتدل علي أولوية الأقرب من الأرحام و أماالثانية فتحتمل الوجهين أيضا إن جعل قوله مِنَ المُؤمِنِينَبيانا لأولي‌ الأرحام و إن جعل صلة للأولي فلاتحتمل إلاالأخير.


صفحه : 257

وإنما استدل ع بالآية الثانية لأنها أنسب لمقارنته فيهالبيان حق الرسول وأزواجه فكان الأنسب بعد ذلك بيان حق ذوي‌ أرحامه وقرابته وظاهر الخبر أنه ع جعل قوله مِنَ المُؤمِنِينَصلة للأولي فلعل غرضه ع أولويتهم بالنسبة إلي الأجانب و لا يكون ذكر أولاد الحسين ع للتخصيص بهم بل لظهور الأمر فيمن تقدمهم بتواتر النص عليهم بين الخاص والعام . ويحتمل أن يكون ع لم يأخذمِنَ المُؤمِنِينَصلة بل أخذه بيانا وفرع علي ذلك أولويتهم علي الأجانب بطريق أولي مع أنه علي تقدير كونه صلة يحتمل أن يكون المراد أن بعض الأرحام وهم الأقارب القريبة أولي ببعض من غيرهم سواء كان الغير من الأقارب البعيدة أوالأجانب فالأقارب البعيدة أيضا داخلون في المؤمنين والمهاجرين . و لايتوهم أنه استدلال بالاحتمال البعيد إذ لايلزم أن يكون غرضه ع الاستدلال بذلك بل هوبيان لمعني الآية ومورد نزولها بل يحتمل أن يكون هذاتأويلا لبطن الآية إذ ورد في الأخبار الاستدلال بها علي تقديم الأقارب في الميراث والمشهور في نزولها أنه كان قبل نزولها في صدر الإسلام التوارث بالهجرة والموالاة في الدين فنسخته . و لايتوهم منافاة قوله تعالي إِلّا أَن تَفعَلُوا إِلي أَولِيائِكُم مَعرُوفاًلذلك إذ يحتمل أن يكون المراد علي هذاالتأويل أن الإمرة مختصة بأرحام الرسول ولكم أن تفعلوا معروفا إلي غيرهم من أوليائكم في الدين فأما الطاعة المفترضة فهي‌ مختصة بهم أوتكون الآية شاملة للأمرين وتكون هذه التتمة باعتبار أحد الجزءين . ثم اعلم أن في الأخبار الأخر يحتمل الاستدلال أوبيان مورد النزول للآية أولي باعتبار المعني الأول لظهوره و لامانع فيها من اللفظ و لو كان استدلالا يكون وجه الاستدلال أنه يلزم العمل بظاهر الآية إلافيما أخرجه الدليل و في الحسين ع خرج بالنص المتواتر فجرت بعده و لو كان بيانا لمورد النزول فلاإشكال

18- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَصّ عَلِيّاً بِوَصِيّةِ


صفحه : 258

رَسُولِ اللّهِص وَ مَا يُصِيبُهُ لَهُ فَأَقَرّ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع لَهُ بِذَلِكَ ثُمّ وَصِيّةٍ لِلحَسَنِ وَ تَسلِيمِ الحُسَينِ لِلحَسَنِ ذَلِكَ حَتّي أَفضَي الأَمرُ إِلَي الحُسَينِ لَا يُنَازِعُهُ فِيهِ أَحَدٌ[ لَهُ] مِنَ السّابِقَةِ مِثلُ مَا لَهُ وَ استَحَقّهَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ فَلَا تَكُونُ بَعدَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ إِلّا فِي الأَعقَابِ وَ فِي أَعقَابِ الأَعقَابِ

بيان و مايصيبه له أي مايصيب علي ع من أموال رسول الله ص وتركته وآثار النبوة فهو له

19- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَن عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَلّامٍ عَن سَورَةَ بنِ كُلَيبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قَالَ فِي عَقِبِ الحُسَينِ ع فَلَم يَزَل هَذَا الأَمرُ مُنذُ أفُضيِ‌َ إِلَي الحُسَينِ يَنتَقِلُ مِن وَلَدٍ إِلَي وَلَدٍ لَا يَرجِعُ إِلَي أَخٍ وَ عَمّ وَ لَم يَعلَم أَحَدٌ مِنهُم إِلّا وَ لَهُ وَلَدٌ وَ إِنّ عَبدَ اللّهِ خَرَجَ مِنَ الدّنيَا وَ لَا وَلَدَ لَهُ وَ لَم يَمكُث بَينَ ظهَراَنيَ‌ أَصحَابِهِ إِلّا شَهراً

بيان قوله و لم يعلم إلي آخره من كلام بعض الرواة و عبد الله هوالأفطح ابن الصادق ع ألذي قالت الفطحية بإمامته والغرض نفي‌ إمامته بهذا الخبر

20- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَوَقَعَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ كَلَامٌ فِي الإِمَامَةِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ إِنّ الإِمَامَةَ فِي وُلدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَقُلتُ بَلَي هيِ‌َ فِي وُلدِ الحُسَينِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ دُونَ وُلدِ الحَسَنِ فَقَالَ لِي وَ كَيفَ صَارَت فِي وُلدِ الحُسَينِ دُونَ وُلدِ الحَسَنِ ع وَ هُمَا سَيّدَا شَبَابِ


صفحه : 259

أَهلِ الجَنّةِ وَ هُمَا فِي الفَضلِ سَوَاءٌ إِلّا أَنّ لِلحَسَنِ عَلَي الحُسَينِ فَضلًا بِالكِبَرِ وَ كَانَ الوَاجِبَ أَن تَكُونَ الإِمَامَةُ إِذَن فِي وُلدِ الأَفضَلِ فَقُلتُ لَهُ إِنّ مُوسَي وَ هَارُونَ كَانَا نَبِيّينِ مُرسَلَينِ وَ كَانَ مُوسَي أَفضَلَ مِن هَارُونَ فَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّبُوّةَ وَ الخِلَافَةَ فِي وُلدِ هَارُونَ دُونَ مُوسَي وَ كَذَلِكَ جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الإِمَامَةَ فِي وُلدِ الحُسَينِ دُونَ وُلدِ الحَسَنِ ليِجُريِ‌َ فِي هَذِهِ الأُمّةِ سُنّةَ مَن قَبلَهَا مِنَ الأُمَمِ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ فَمَا أَجَبتَ فِي أَمرِ مُوسَي وَ هَارُونَ ع بشِيَ‌ءٍ فَهُوَ جوَاَبيِ‌ فِي أَمرِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَانقَطَعَ وَ دَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ ع فَلَمّا بَصُرَ بيِ‌ قَالَ لِي أَحسَنتَ يَا رَبِيعُ فِيمَا كَلّمتَ بِهِ عَبدَ اللّهِ بنَ الحَسَنِ ثَبّتَكَ اللّهُ

21- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن فُضَيلٍ سُكّرَةَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا فُضَيلُ أَ تدَريِ‌ فِي أَيّ شَيءٍ كُنتُ أَنظُرُ فَقُلتُ لَا قَالَ كُنتُ أَنظُرُ فِي كِتَابِ فَاطِمَةَ ع فَلَيسَ مَلِكٌ يَملِكُ إِلّا وَ هُوَ مَكتُوبٌ بِاسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ فَمَا وَجَدتُ لِوُلدِ الحَسَنِ فِيهِ شَيئاً

22- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الحُسَينِ الواَسطِيِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي فَاخِتَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَكُونُ الإِمَامَةُ فِي أَخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ هيِ‌َ جَارِيَةٌ فِي الأَعقَابِ فِي عَقِبِ الحُسَينِ ع

23-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي


صفحه : 260

يَعقُوبَ البلَخيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع قُلتُ لَهُ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ صَارَتِ الإِمَامَةُ فِي وُلدِ الحُسَينِ دُونَ وُلدِ الحَسَنِ ع قَالَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَهَا فِي وُلدِ الحُسَينِ وَ لَم يَجعَلهَا فِي وُلدِ الحَسَنِ وَ اللّهُلا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ

24- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن سَعدَانَ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا عَلِقَت فَاطِمَةُ ع بِالحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ إِنّ اللّهَ قَد وَهَبَ لَكِ غُلَاماً اسمُهُ الحُسَينُ تَقتُلُهُ أمُتّيِ‌ قَالَت فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد وعَدَنَيِ‌ فِيهِ أَن يَجعَلَ الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ قَالَت قَد رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللّهِ

25- مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الشيّباَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قَالَ هيِ‌َ الإِمَامَةُ جَعَلَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي عَقِبِ الحُسَينِ ع بَاقِيَةً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

26-ك ،[إكمال الدين ] مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ]الدّقّاقُ عَنِ العلَوَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ ع أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قَالَ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ الإِمَامَةَ جَعَلَهَا اللّهُ فِي عَقِبِ الحُسَينِ ع إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَكَيفَ صَارَتِ الإِمَامَةُ


صفحه : 261

فِي وُلدِ الحُسَينِ دُونَ وُلدِ الحَسَنِ وَ هُمَا جَمِيعاً وَلَدَا رَسُولِ اللّهِص وَ سِبطَاهُ وَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَ إِنّ مُوسَي وَ هَارُونَ كَانَا نَبِيّينِ مُرسَلَينِ أَخَوَينِ فَجَعَلَ اللّهُ النّبُوّةَ فِي صُلبِ هَارُونَ دُونَ صُلبِ مُوسَي وَ لَم يَكُن لِأَحَدٍ أَن يَقُولَ لِمَ فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ فَإِنّ الإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَيسَ لِأَحَدٍ أَن يَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اللّهُ فِي صُلبِ الحُسَينِ دُونَ صُلبِ الحَسَنِ لِأَنّ اللّهَ هُوَ الحَكِيمُ فِي أَفعَالِهِلا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ وَ هُم يُسئَلُونَ

باب 01-نفي‌ الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم وبيان معاني‌ التفويض و ما لاينبغي‌ أن ينسب إليهم منها و ماينبغي‌

الآيات آل عمران ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللّهُ الكِتابَ وَ الحُكمَ وَ النّبُوّةَ ثُمّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن كُونُوا رَبّانِيّينَ بِما كُنتُم تُعَلّمُونَ الكِتابَ وَ بِما كُنتُم تَدرُسُونَ وَ لا يَأمُرَكُم أَن تَتّخِذُوا المَلائِكَةَ وَ النّبِيّينَ أَرباباً أَ يَأمُرُكُم بِالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَالنساءيا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم وَ لا تَقُولُوا عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّالمائدةلَقَد كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ إلي قوله تعالي قُل يا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم غَيرَ الحَقّ وَ لا تَتّبِعُوا أَهواءَ قَومٍ قَد ضَلّوا مِن قَبلُ وَ أَضَلّوا كَثِيراً وَ ضَلّوا عَن سَواءِ السّبِيلِالرعدأَم جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم قُلِ اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ الواحِدُ القَهّارُالروم 40-اللّهُ ألّذِي خَلَقَكُم ثُمّ رَزَقَكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم هَل مِن شُرَكائِكُم


صفحه : 262

مَن يَفعَلُ مِن ذلِكُم مِن شَيءٍ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَتفسيرما كانَ لِبَشَرٍقيل تكذيب ورد علي عبدة عيسي ع وقيل إن أبارافع القرظي‌ والسيد النجراني‌ قالا يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك ربا فقال ص معاذ الله أن نعبد غير الله و أن نأمر بغير عبادة الله فما بذلك بعثني‌ و لابذلك أمرني‌ فنزلت وقيل قال رجل يا رسول الله نسلم عليك كمايسلم بعضنا علي بعض أ فلانسجد لك قال لاينبغي‌ أن يسجد لأحد من دون الله ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله وَ لكِن كُونُوا أي ولكن يقول كونوارَبّانِيّينَالرباني‌ منسوب إلي الرب بزيادة الألف والنون كاللحياني‌ و هوالكامل في العلم والعمل بِما كُنتُم أي بسبب كونكم معلمين الكتاب وكونكم دارسين له وَ لا يَأمُرَكُمبالنصب عطفا علي ثُمّ يَقُولَ و لامزيدة لتأكيد النفي‌ في قوله ما كانَ أوبالرفع علي الاستئناف أوالحال أَ يَأمُرُكُم أي البشر أوالرب تعالي لا تَغلُوا فِي دِينِكُمباتخاذ عيسي إلهاإِلّا الحَقّ أي تنزيهه سبحانه عن الصاحبة والولدقَد ضَلّوا مِن قَبلُ أي قبل مبعث محمدص وَ ضَلّوا عَن سَواءِ السّبِيلِ بعدمبعثه ص لماكذبوه .قُلِ اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيءٍيدل علي عدم جواز نسبة الخلق إلي الأنبياء والأئمة ع وكذا قوله تعالي هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يَفعَلُ مِن ذلِكُم مِن شَيءٍيدل علي عدم جواز نسبة الخلق والرزق والإماتة والإحياء إلي غيره سبحانه و أنه شرك .أقول دلالة تلك الآيات علي نفي‌ الغلو والتفويض بالمعاني‌ التي‌ سنذكرها ظاهرة والآيات الدالة علي ذلك أكثر من أن تحصي إذ جميع آيات الخلق ودلائل التوحيد والآيات الواردة في كفر النصاري وبطلان مذهبهم دالة عليه فلم نتعرض لإيرادها وتفسيرها وبيان وجه دلالتها لوضوح الأمر و الله يهدي‌ إلي سواء السبيل

1-كش ،[رجال الكشي‌]سَعدٌ عَنِ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ


صفحه : 263

أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّا أَهلُ بَيتٍ صَادِقُونَ لَا نَخلُو مِن كَذّابٍ يَكذِبُ عَلَينَا وَ يُسقِطُ صِدقَنَا بِكَذِبِهِ عَلَينَا عِندَ النّاسِ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَصدَقَ البَرِيّةِ لَهجَةً وَ كَانَ مُسَيلِمَةُ يَكذِبُ عَلَيهِ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَصدَقَ مَن بَرَأَ اللّهُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ ألّذِي يَكذِبُ عَلَيهِ وَ يَعمَلُ فِي تَكذِيبِ صِدقِهِ بِمَا يفَترَيِ‌ عَلَيهِ مِنَ الكَذِبِ عَبدَ اللّهِ بنَ سَبَإٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع قَدِ ابتلُيِ‌َ بِالمُختَارِ ثُمّ ذَكَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الحَارِثَ الشاّميِ‌ّ وَ بُنَانَ فَقَالَ كَانَا يَكذِبَانِ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع ثُمّ ذَكَرَ المُغِيرَةَ بنَ سَعِيدٍ وَ بَزِيعاً وَ السرّيِ‌ّ وَ أَبَا الخَطّابِ وَ مَعمَراً وَ بَشّارَ الشعّيِريِ‌ّ وَ حَمزَةَ الترّمذِيِ‌ّ وَ صَائِدَ النهّديِ‌ّ فَقَالَ لَعَنَهُمُ اللّهُ إِنّا لَا نَخلُو مِن كَذّابٍ يَكذِبُ عَلَينَا أَو عَاجِزِ الرأّي‌ِ كَفَانَا اللّهُ مَئُونَةَ كُلّ كَذّابٍ وَ أَذَاقَهُم حَرّ الحَدِيدِ

بيان عاجز الرأي‌ أي ضعيف العقل يعتقد فيهم مايكذبه العقل المستقيم

2-كش ،[رجال الكشي‌] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن غَالِبِ بنِ عُثمَانَ عَن عَمّارِ بنِ أَبِي عُتبَةَ قَالَهَلَكَت بِنتٌ لأِبَيِ‌ الخَطّابِ فَلَمّا


صفحه : 264

دَفَنَهَا اطّلَعَ يُونُسُ بنُ ظَبيَانَ فِي قَبرِهَا فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ

3-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ قَالَ سَمِعتُ رَجُلًا مِنَ الطّيّارَةِ يُحَدّثُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ أَنّهُ قَالَ كُنتُ فِي بَعضِ الليّاَليِ‌ وَ أَنَا فِي الطّوَافِ فَإِذَا نِدَاءٌ مِن فَوقِ رأَسيِ‌ يَا يُونُسُ إنِيّ‌أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فاَعبدُنيِ‌ وَ أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ‌فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ فَإِذَا ج فَغَضِبَ أَبُو الحَسَنِ ع غَضَباً لَم يَملِك نَفسَهُ ثُمّ قَالَ لِلرّجُلِ اخرُج عنَيّ‌ لَعَنَكَ اللّهُ وَ لَعَنَ مَن حَدّثَكَ وَ لَعَنَ يُونُسَ بنَ ظَبيَانَ أَلفَ لَعنَةٍ تَتبَعُهَا أَلفُ لَعنَةٍ كُلّ لَعنَةٍ مِنهَا تُبلِغُكَ قَعرَ جَهَنّمَ أَشهَدُ مَا نَادَاهُ إِلّا شَيطَانٌ أَمَا إِنّ يُونُسَ مَعَ أَبِي الخَطّابِ فِي أَشَدّ العَذَابِ مَقرُونَانِ وَ أَصحَابَهُمَا إِلَي ذَلِكَ الشّيطَانِ مَعَ فِرعَونَ وَ آلِ فِرعَونَ فِي أَشَدّ العَذَابِ سَمِعتُ ذَلِكَ مِن أَبِي ع فَقَالَ يُونُسُ فَقَامَ الرّجُلُ مِن عِندِهِ فَمَا بَلَغَ البَابَ إِلّا عَشرَ خُطًي حَتّي صُرِعَ مَغشِيّاً عَلَيهِ قَد قَاءَ رَجِيعَهُ وَ حُمِلَ مَيّتاً فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع أَتَاهُ مَلَكٌ بِيَدِهِ عَمُودٌ فَضَرَبَ عَلَي هَامَتِهِ ضَربَةً قُلِبَ مِنهَا مَثَانَتُهَا حَتّي قَاءَ رَجِيعَهُ وَ عَجّلَ اللّهُ بِرُوحِهِ إِلَي الهَاوِيَةِ وَ أَلحَقَهُ بِصَاحِبِهِ ألّذِي حَدّثَهُ يُونُسُ بنُ ظَبيَانَ وَ رَأَي الشّيطَانَ ألّذِي كَانَ يَتَرَاءَي لَهُ

بيان من الطيارة أي الذين طاروا إلي الغلو فإذاج أي جبرئيل

4- كِتَابُ المَنَاقِبِ،لِمُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَاذَانَ بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ مَثَلُكَ فِي أمُتّيِ‌ مَثَلُ المَسِيحِ عِيسَي ابنِ


صفحه : 265

مَريَمَ افتَرَقَ قَومُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرقَةٌ مُؤمِنُونَ وَ هُمُ الحَوَارِيّونَ وَ فِرقَةٌ عَادُوهُ وَ هُمُ اليَهُودُ وَ فِرقَةٌ غَلَوا فِيهِ فَخَرَجُوا عَنِ الإِيمَانِ وَ إِنّ أمُتّيِ‌ سَتَفتَرِقُ فِيكَ ثَلَاثَ فِرَقٍ فَفِرقَةٌ شِيعَتُكَ وَ هُمُ المُؤمِنُونَ وَ فِرقَةٌ عَدُوّكَ وَ هُمُ الشّاكّونَ وَ فِرقَةٌ تَغلُو فِيكَ وَ هُمُ الجَاحِدُونَ وَ أَنتَ فِي الجَنّةِ يَا عَلِيّ وَ شِيعَتُكَ وَ مُحِبّ شِيعَتِكَ وَ عَدُوّكَ وَ الغاَليِ‌ فِي النّارِ

5-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا ترَفعَوُنيِ‌ فَوقَ حقَيّ‌ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي اتخّذَنَيِ‌ عَبداً قَبلَ أَن يتَخّذِنَيِ‌ نَبِيّاً

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ العَطّارِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُسلِمٍ عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع احذَرُوا عَلَي شَبَابِكُمُ الغُلَاةَ لَا يُفسِدُوهُم فَإِنّ الغُلَاةَ شَرّ خَلقٍ يُصَغّرُونَ عَظَمَةَ اللّهِ وَ يَدّعُونَ الرّبُوبِيّةَ لِعِبَادِ اللّهِ وَ اللّهِ إِنّ الغُلَاةَ لَشَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا ثُمّ قَالَ ع إِلَينَا يَرجِعُ الغاَليِ‌ فَلَا نَقبَلُهُ وَ بِنَا يَلحَقُ المُقَصّرُ فَنَقبَلُهُ فَقِيلَ لَهُ كَيفَ ذَلِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ الغاَليِ‌ قَدِ اعتَادَ تَركَ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّيَامِ وَ الحَجّ فَلَا يَقدِرُ عَلَي تَركِ عَادَتِهِ وَ عَلَي الرّجُوعِ إِلَي


صفحه : 266

طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَبَداً وَ إِنّ المُقَصّرَ إِذ عَرَفَ عَمِلَ وَ أَطَاعَ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَحمَدَ الأزَديِ‌ّ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أللّهُمّ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنَ الغُلَاةِ كَبَرَاءَةِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ مِنَ النّصَارَي أللّهُمّ اخذُلهُم أَبَداً وَ لَا تَنصُر مِنهُم أَحَداً

8-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الفاَميِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن قَالَ بِالتّشبِيهِ وَ الجَبرِ فَهُوَ كَافِرٌ مُشرِكٌ وَ نَحنُ مِنهُ بُرَآءُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ يَا ابنَ خَالِدٍ إِنّمَا وَضَعَ الأَخبَارَ عَنّا فِي التّشبِيهِ وَ الجَبرِ الغُلَاةُ الّذِينَ صَغّرُوا عَظَمَةَ اللّهِ تَعَالَي فَمَن أَحَبّهُم فَقَد أَبغَضَنَا وَ مَن أَبغَضَهُم فَقَد أَحَبّنَا وَ مَن وَالَاهُم فَقَد عَادَانَا وَ مَن عَادَاهُم فَقَد وَالَانَا وَ مَن وَصَلَهُم فَقَد قَطَعَنَا وَ مَن قَطَعَهُم فَقَد وَصَلَنَا وَ مَن جَفَاهُم فَقَد بَرّنَا وَ مَن بَرّهُم فَقَد جَفَانَا وَ مَن أَكرَمَهُم فَقَد أَهَانَنَا وَ مَن أَهَانَهُم فَقَد أَكرَمَنَا وَ مَن قَبِلَهُم فَقَد رَدّنَا وَ مَن رَدّهُم فَقَد قَبِلَنَا وَ مَن أَحسَنَ إِلَيهِم فَقَد أَسَاءَ إِلَينَا وَ مَن أَسَاءَ إِلَيهِم فَقَد أَحسَنَ إِلَينَا وَ مَن صَدّقَهُم فَقَد كَذّبَنَا وَ مَن كَذّبَهُم فَقَد صَدّقَنَا وَ مَن أَعطَاهُم فَقَد حَرَمَنَا وَ مَن حَرَمَهُم فَقَد أَعطَانَا يَا ابنَ خَالِدٍ مَن كَانَ مِن شِيعَتِنَا فَلَا يَتّخِذَنّ مِنهُم وَلِيّاً وَ لَا نَصِيراً

9-ج ،[الإحتجاج ] وَ مِمّا خَرَجَ عَن صَاحِبِ الزّمَانِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ رَدّاً عَلَي الغُلَاةِ مِنَ التّوقِيعِ جَوَاباً لِكِتَابٍ كُتِبَ إِلَيهِ عَلَي يدَيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ هِلَالٍ الكرَخيِ‌ّ يَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ تَعَالَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَمّا يَصِفُونَ سُبحَانَهُ وَ بِحَمدِهِ لَيسَ نَحنُ شُرَكَاءَهُ فِي عِلمِهِ وَ لَا فِي قُدرَتِهِ


صفحه : 267

بَل لَا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ كَمَا قَالَ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيقُل لا يَعلَمُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ الغَيبَ إِلّا اللّهُ وَ أَنَا وَ جَمِيعُ آباَئيِ‌ مِنَ الأَوّلِينَ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ غَيرُهُم مِنَ النّبِيّينَ وَ مِنَ الآخِرِينَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ غَيرُهُم مِمّن مَضَي مِنَ الأَئِمّةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ إِلَي مَبلَغِ أيَاّميِ‌ وَ مُنتَهَي عصَريِ‌ عَبِيدُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ مَن أَعرَضَ عَن ذكِريِ‌ فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي قالَ رَبّ لِمَ حشَرَتنَيِ‌ أَعمي وَ قَد كُنتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ اليَومَ تُنسي يَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ قَد آذَانَا جُهَلَاءُ الشّيعَةِ وَ حُمَقَاؤُهُم وَ مَن دِينُهُ جَنَاحُ البَعُوضَةِ أَرجَحُ مِنهُ وَ أُشهِدُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ كَفَي بِهِ شَهِيداً وَ مُحَمّداً رَسُولَهُ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنبِيَاءَهُ وَ أَولِيَاءَهُ وَ أُشهِدُكَ وَ أُشهِدُ كُلّ مَن سَمِعَ كتِاَبيِ‌ هَذَا أنَيّ‌ برَيِ‌ءٌ إِلَي اللّهِ وَ إِلَي رَسُولِهِ مِمّن يَقُولُ إِنّا نَعلَمُ الغَيبَ أَو نُشَارِكُ اللّهَ فِي مُلكِهِ أَو يُحِلّنَا مَحَلّا سِوَي المَحَلّ ألّذِي نَصَبَهُ اللّهُ لَنَا وَ خَلَقَنَا لَهُ أَو يَتَعَدّي بِنَا عَمّا قَد فَسّرتُهُ لَكَ وَ بَيّنتُهُ فِي صَدرِ كتِاَبيِ‌ وَ أُشهِدُكُم أَنّ كُلّ مَن نَتَبَرّأُ مِنهُ فَإِنّ اللّهَ يَبرَأُ مِنهُ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ وَ أَولِيَاءَهُ وَ جَعَلتُ هَذَا التّوقِيعَ ألّذِي فِي هَذَا الكِتَابِ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ وَ عُنُقِ مَن سَمِعَهُ أَن لَا يَكتُمَهُ مِن أَحَدٍ مِن موَاَليِ‌ّ وَ شيِعتَيِ‌ حَتّي يَظهَرَ عَلَي هَذَا التّوقِيعِ الكُلّ مِنَ الموَاَليِ‌ لَعَلّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَتَلَافَاهُم فَيَرجِعُونَ إِلَي دِينِ اللّهِ الحَقّ وَ يَنتَهُوا[يَنتَهُونَ]عَمّا لَا يَعلَمُونَ مُنتَهَي أَمرِهِ وَ لَا يَبلُغُ مُنتَهَاهُ فَكُلّ مَن


صفحه : 268

فَهِمَ كتِاَبيِ‌ وَ لَم يَرجِع إِلَي مَا قَد أَمَرتُهُ وَ نَهَيتُهُ فَلَقَد حَلّت عَلَيهِ اللّعنَةُ مِنَ اللّهِ وَ مِمّن ذَكَرتُ مِن عِبَادِهِ الصّالِحِينَ

بيان المراد من نفي‌ علم الغيب عنهم أنهم لايعلمونه من غيروحي‌ وإلهام و أما ما كان من ذلك فلايمكن نفيه إذ كانت عمدة معجزات الأنبياء والأوصياء ع الإخبار عن المغيبات و قداستثناهم الله تعالي في قوله إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ وسيأتي‌ تمام القول في ذلك إن شاء الله تعالي

10-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا شَيءٌ يَحكِيهِ عَنكُمُ النّاسُ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلتُ يَقُولُونَ إِنّكُم تَدّعُونَ أَنّ النّاسَ لَكُم عَبِيدٌ فَقَالَأللّهُمّ فاطِرَ السّماواتِ وَ الأَرضِ عالِمَ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ أَنتَ شَاهِدٌ بأِنَيّ‌ لَم أَقُل ذَلِكَ قَطّ وَ لَا سَمِعتُ أَحَداً مِن آباَئيِ‌ ع قَالَ قَطّ وَ أَنتَ العَالِمُ بِمَا لَنَا مِنَ المَظَالِمِ عِندَ هَذِهِ الأُمّةِ وَ إِنّ هَذِهِ مِنهَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ فَقَالَ يَا عَبدَ السّلَامِ إِذَا كَانَ النّاسُ كُلّهُم عَبِيدَنَا عَلَي مَا حَكَوهُ عَنّا فَمِمّن نَبِيعُهُم فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ صَدَقتَ ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ السّلَامِ أَ مُنكِرٌ أَنتَ لِمَا أَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَنَا مِنَ الوَلَايَةِ كَمَا يُنكِرُهُ غَيرُكَ قُلتُ مَعَاذَ اللّهِ بَل أَنَا مُقِرّ بِوَلَايَتِكُم

11-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص 


صفحه : 269

صِنفَانِ لَا تَنَالُهُمَا شفَاَعتَيِ‌ سُلطَانٌ غَشُومٌ عَسُوفٌ وَ غَالٍ فِي الدّينِ مَارِقٌ مِنهُ غَيرُ تَائِبٍ وَ لَا نَازِعٍ

بيان الغشم الظلم كالعسف ومرق منه خرج قوله و لانازع أي لاينزع نفسه منه و في بعض النسخ بالباء الموحدة والراء المهملة أي غيرفائق في العلم

12-ب ،[قرب الإسناد]الطيّاَلسِيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ بنِ عُثمَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ اتّقُوا اللّهَ وَ عَظّمُوا اللّهَ وَ عَظّمُوا رَسُولَهُص وَ لَا تُفَضّلُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَحَداً فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد فَضّلَهُ وَ أَحِبّوا أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم حُبّاً مُقتَصِداً وَ لَا تَغلُوا وَ لَا تَفَرّقُوا وَ لَا تَقُولُوا مَا لَا نَقُولُ فَإِنّكُم إِن قُلتُم وَ قُلنَا مِتّم وَ مِتنَا ثُمّ بَعَثَكُمُ اللّهُ وَ بَعَثَنَا فَكُنّا حَيثُ يَشَاءُ اللّهُ وَ كُنتُم

بيان أي حيث يشاء الله في مكان غيرمكاننا أومحرومين عن لقائنا هذا إذا كان المراد بقوله قلتم وقلنا قلتم غيرقولنا كما هوالظاهر و إن كان المعني قلتم مثل قولنا كان المعني كنتم معنا أوحيث كنا أو هوعطف علي كنا

13-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ رَفَعَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ رَجُلَانِ لَا تَنَالُهُمَا شفَاَعتَيِ‌ صَاحِبُ سُلطَانٍ عَسُوفٍ غَشُومٍ وَ غَالٍ فِي الدّينِ مَارِقٌ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مغفل بن يسار عن النبي ص مثله

14-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ مَعاً عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن عَلِيّ بنِ


صفحه : 270

سَالِمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع أَدنَي مَا يَخرُجُ بِهِ الرّجُلُ مِنَ الإِيمَانِ أَن يَجلِسَ إِلَي غَالٍ فَيَستَمِعَ إِلَي حَدِيثِهِ وَ يُصَدّقَهُ عَلَي قَولِهِ إِنّ أَبِي حدَثّنَيِ‌ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ صِنفَانِ مِن أمُتّيِ‌ لَا نَصِيبَ لَهُمَا فِي الإِسلَامِ الغُلَاةُ وَ القَدَرِيّةُ

15-ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِيّاكُم وَ الغُلُوّ فِينَا قُولُوا إِنّا عَبِيدٌ مَربُوبُونَ وَ قُولُوا فِي فَضلِنَا مَا شِئتُم

16-ل ،[الخصال ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي يَزِيدَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّهَل أُنَبّئُكُم عَلي مَن تَنَزّلُ الشّياطِينُ تَنَزّلُ عَلي كُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ قَالَ هُم سَبعَةٌ المُغِيرَةُ وَ بَيَانٌ وَ صَائِدٌ وَ حَمزَةُ بنُ عُمَارَةَ البرَبرَيِ‌ّ وَ الحَارِثُ الشاّميِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحَارِثِ وَ أَبُو الخَطّابِ

بيان المغيرة و هو ابن سعيد من الغلاة المشهورين و قدوردت أخبار كثيرة في لعنه وسيأتي‌ بعضها وبيان في بعض النسخ بالباء الموحدة ثم المثناة و في بعضها ثم النون و هو ألذي ذكره الكشي‌ بالنون وَ رَوَي بِإِسنَادِهِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُلَعَنَ اللّهُ بُنَانَ البَيَانِ وَ إِنّ بُنَاناً لَعَنَهُ اللّهُ كَانَ يَكذِبُ عَلَي أَبِي


صفحه : 271

أَشهَدُ كَانَ أَبِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَبداً صَالِحاً

.أقول قال مؤلف كتاب ميزان الاعتدال من علماء المخالفين بيان الزنديق قال ابن نمير قتله خالد بن عبد الله القسري‌ وأحرقه بالنار. قلت هذابيان بن سمعان النهدي‌ من بني‌ تميم ظهر بالعراق بعدالمائة و قال بإلهية علي ع و أن جزءا إلهيا متحد بناسوته ثم من بعده في ابنه محمد بن الحنفية ثم في أبي هاشم ولد محمد بن الحنفية ثم من بعده في بيان هذا وكتب بيان كتابا إلي أبي جعفرالباقر ع يدعوه إلي نفسه و أنه نبي‌ انتهي كلامه . والصائد هوالنهدي‌ ألذي لعنه الصادق ع مرارا وحمزة من الكذابين الملعونين وسيأتي‌ لعنه وكذا الحارث وابنه و أبوالخطاب محمد بن أبي زينب ملعونون علي لسان الأئمة ع وسيأتي‌ بعض أحوالهم

17-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ قَالَ المَأمُونُ لِلرّضَا ع بلَغَنَيِ‌ أَنّ قَوماً يَغلُونَ فِيكُم وَ يَتَجَاوَزُونَ


صفحه : 272

فِيكُمُ الحَدّ فَقَالَ الرّضَا ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا ترَفعَوُنيِ‌ فَوقَ حقَيّ‌ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اتخّذَنَيِ‌ عَبداً قَبلَ أَن يتَخّذِنَيِ‌ نَبِيّاً قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللّهُ الكِتابَ وَ الحُكمَ وَ النّبُوّةَ ثُمّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن كُونُوا رَبّانِيّينَ بِما كُنتُم تُعَلّمُونَ الكِتابَ وَ بِما كُنتُم تَدرُسُونَ وَ لا يَأمُرَكُم أَن تَتّخِذُوا المَلائِكَةَ وَ النّبِيّينَ أَرباباً أَ يَأمُرُكُم بِالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَ وَ قَالَ عَلِيّ ع يَهلِكُ فِيّ اثنَانِ وَ لَا ذَنبَ لِي مُحِبّ مُفرِطٌ وَ مُبغِضٌ مُفرِطٌ وَ إِنّا لَنَبرَأُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِمّن يَغلُو فِينَا فَيَرفَعُنَا فَوقَ حَدّنَا كَبَرَاءَةِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع مِنَ النّصَارَي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ قالَ سُبحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ ما لَيسَ لِي بِحَقّ إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌ وَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ ما قُلتُ لَهُم إِلّا ما أمَرَتنَيِ‌ بِهِ أَنِ اعبُدُوا اللّهَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم وَ كُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَمّا توَفَيّتنَيِ‌ كُنتَ أَنتَ الرّقِيبَ عَلَيهِم وَ أَنتَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّلَن يَستَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبداً لِلّهِ وَ لَا المَلائِكَةُ المُقَرّبُونَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّمَا المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ وَ أُمّهُ صِدّيقَةٌ كانا يَأكُلانِ الطّعامَ وَ مَعنَاهُ أَنّهُمَا كَانَا يَتَغَوّطَانِ فَمَنِ ادّعَي لِلأَنبِيَاءِ رُبُوبِيّةً أَوِ ادّعَي لِلأَئِمّةِ رُبُوبِيّةً أَو نُبُوّةً أَو لِغَيرِ الأَئِمّةِ إِمَامَةً فَنَحنُ بُرَآءُ مِنهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ


صفحه : 273

18-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ الصيّرفَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع مَن قَالَ بِالتّنَاسُخِ فَهُوَ كَافِرٌ ثُمّ قَالَ لَعَنَ اللّهُ الغُلَاةَ أَلَا كَانُوا مَجُوساً أَلَا كَانُوا نَصَارَي أَلَا كَانُوا قَدَرِيّةً أَلَا كَانُوا مُرجِئَةً أَلَا كَانُوا حَرُورِيّةً ثُمّ قَالَ ع لَا تُقَاعِدُوهُم وَ لَا تُصَادِقُوهُم وَ ابرَءُوا مِنهُم برَ‌ِئَ اللّهُ مِنهُم

بيان قوله ألا كانوا مجوسا أي هم شر من هؤلاء

19-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَامِدٍ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَنِ الغُلَاةِ وَ المُفَوّضَةِ فَقَالَ الغُلَاةُ كُفّارٌ وَ المُفَوّضَةُ مُشرِكُونَ مَن جَالَسَهُم أَو خَالَطَهُم أَو وَاكَلَهُم أَو شَارَبَهُم أَو وَاصَلَهُم أَو زَوّجَهُم أَو تَزَوّجَ إِلَيهِم أَو أَمِنَهُم أَوِ ائتَمَنَهُم عَلَي أَمَانَةٍ أَو صَدّقَ حَدِيثَهُم أَو أَعَانَهُم بِشَطرِ كَلِمَةٍ خَرَجَ مِن وَلَايَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ وَلَايَةِ الرّسُولِص وَ وَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ

20-ج ،[الإحتجاج ]م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَيغَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ لَا الضّالّينَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِبَادَهُ أَن يَسأَلُوهُ طَرِيقَ المُنعَمِ عَلَيهِم وَ هُمُ النّبِيّونَ وَ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ وَ أَن يَستَعِيذُوا مِن طَرِيقِ المَغضُوبِ عَلَيهِم


صفحه : 274

وَ هُمُ اليَهُودُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ فِيهِمهَل أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن ذلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَعَنَهُ اللّهُ وَ غَضِبَ عَلَيهِ وَ أَن يَستَعِيذُوا مِن طَرِيقِ الضّالّينَ وَ هُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ فِيهِمقُل يا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم غَيرَ الحَقّ وَ لا تَتّبِعُوا أَهواءَ قَومٍ قَد ضَلّوا مِن قَبلُ وَ أَضَلّوا كَثِيراً وَ ضَلّوا عَن سَواءِ السّبِيلِ وَ هُمُ النّصَارَي ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُلّ مَن كَفَرَ بِاللّهِ فَهُوَ مَغضُوبٌ عَلَيهِ وَ ضَالّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ قَالَ الرّضَا ع كَذَلِكَ وَ زَادَ فِيهِ فَقَالَ وَ مَن تَجَاوَزَ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع العُبُودِيّةَ فَهُوَ مِنَ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ مِنَ الضّالّينَ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تَتَجَاوَزُوا بِنَا العُبُودِيّةَ ثُمّ قُولُوا مَا شِئتُم وَ لَن تَبلُغُوا وَ إِيّاكُم وَ الغُلُوّ كَغُلُوّ النّصَارَي فإَنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنَ الغَالِينَ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ صِف لَنَا رَبّكَ فَإِنّ مَن قِبَلَنَا قَدِ اختَلَفُوا عَلَينَا فَقَالَ الرّضَا ع إِنّهُ مَن يَصِفُ رَبّهُ بِالقِيَاسِ فَإِنّهُ لَا يَزَالُ الدّهرَ فِي الِالتِبَاسِ مَائِلًا عَنِ المِنهَاجِ طَاعِناً فِي الِاعوِجَاجِ ضَالّا عَنِ السّبِيلِ قَائِلًا غَيرَ الجَمِيلِ ثُمّ قَالَ أُعَرّفُهُ بِمَا عَرّفَ بِهِ نَفسَهُ أُعَرّفُهُ مِن غَيرِ رُؤيَةٍ وَ أَصِفُهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفسَهُ


صفحه : 275

أَصِفُهُ مِن غَيرِ صُورَةٍ لَا يُدرَكُ بِالحَوَاسّ وَ لَا يُقَاسُ بِالنّاسِ مَعرُوفٌ بِالآيَاتِ بَعِيدٌ بِغَيرِ تَشبِيهٍ وَ مُتَدَانٍ فِي بُعدِهِ بِلَا نَظِيرٍ لَا يُتَوَهّمُ دَيمُومَتُهُ وَ لَا يُمَثّلُ بِخَلِيقَتِهِ وَ لَا يَجُوزُ فِي قَضِيّتِهِ الخَلقُ إِلَي مَا عَلِمَ مِنهُم مُنقَادُونَ وَ عَلَي مَا سَطَرَ فِي المَكنُونِ مِن كِتَابِهِ مَاضُونَ لَا يَعمَلُونَ بِخِلَافِ مَا عَلِمَ مِنهُم وَ لَا غَيرَهُ يُرِيدُونَ فَهُوَ قَرِيبٌ غَيرُ مُلتَزِقٍ وَ بَعِيدٌ غَيرُ مُتَقَصّ يُحَقّقُ وَ لَا يُمَثّلُ وَ يُوَحّدُ وَ لَا يُبَعّضُ يُعرَفُ بِالآيَاتِ وَ يُثبَتُ بِالعَلَامَاتِ وَ لَا إِلَهَ غَيرُهُالكَبِيرُ المُتَعالِ فَقَالَ الرّجُلُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَإِنّ معَيِ‌ مَن يَنتَحِلُ مُوَالَاتَكُم وَ يَزعُمُ أَنّ هَذِهِ كُلّهَا صِفَاتُ عَلِيّ ع وَ أَنّهُ هُوَ اللّهُ رَبّ العَالَمِينَ قَالَ فَلَمّا سَمِعَهَا الرّضَا ع ارتَعَدَت فَرَائِصُهُ وَ تَصَبّبَ عَرَقاً وَ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ سُبحَانَ اللّهِ عَمّا يَقُولُ الظّالِمُونَ وَ الكَافِرُونَ عُلُوّاً كَبِيراً أَ وَ لَيسَ كَانَ عَلِيّ ع آكِلًا فِي الآكِلِينَ وَ شَارِباً فِي الشّارِبِينَ وَ نَاكِحاً فِي النّاكِحِينَ وَ مُحَدّثاً فِي المُحَدّثِينَ وَ كَانَ مَعَ ذَلِكَ مُصَلّياً خَاضِعاً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ ذَلِيلًا وَ إِلَيهِ أَوّاهاً مُنِيباً أَ فَمَن كَانَ هَذِهِ صِفَتَهُ يَكُونُ إِلَهاً فَإِن كَانَ هَذَا إِلَهاً فَلَيسَ مِنكُم أَحَدٌ إِلّا وَ هُوَ إِلَهٌ لِمُشَارَكَتِهِ لَهُ فِي هَذِهِ الصّفَاتِ الدّالّاتِ عَلَي حَدَثِ كُلّ مَوصُوفٍ بِهَا


صفحه : 276

فَقَالَ الرّجُلُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّهُم يَزعُمُونَ أَنّ عَلِيّاً لَمّا أَظهَرَ مِن نَفسِهِ المُعجِزَاتِ التّيِ‌ لَا يَقدِرُ عَلَيهَا غَيرُ اللّهِ دَلّ عَلَي أَنّهُ إِلَهٌ وَ لَمّا ظَهَرَ لَهُم بِصِفَاِت المُحَدّثِينَ العَاجِزِينَ لَبّسَ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ امتَحَنَهُم لِيَعرِفُوهُ وَ لِيَكُونَ إِيمَانُهُم بِهِ اختِيَاراً مِن أَنفُسِهِم فَقَالَ الرّضَا ع أَوّلُ مَا هَاهُنَا أَنّهُم لَا يَنفَصِلُونَ مِمّن قُلِبَ هَذَا عَلَيهِم فَقَالَ لَمّا ظَهَرَ مِنهُ الفَقرُ وَ الفَاقَةُ دَلّ عَلَي أَنّ مَن هَذِهِ صِفَاتُهُ وَ شَارَكَهُ فِيهَا الضّعَفَاءُ المُحتَاجُونَ لَا تَكُونُ المُعجِزَاتُ فِعلَهُ فَعَلِمَ بِهَذَا أَنّ ألّذِي ظَهَرَ مِنهُ مِنَ المُعجِزَاتِ إِنّمَا كَانَت فِعلَ القَادِرِ ألّذِي لَا يُشبِهُ المَخلُوقِينَ لَا فِعلَ المُحدَثِ المُحتَاجِ المُشَارِكِ لِلضّعَفَاءِ فِي صِفَاتِ الضّعفِ ثُمّ قَالَ الرّضَا ع إِنّ هَؤُلَاءِ الضّلّالَ الكَفَرَةَ مَا أُتُوا إِلّا مِن قِبَلِ جَهلِهِم بِمِقدَارِ أَنفُسِهِم حَتّي اشتَدّ إِعجَابُهُم بِهَا وَ كَثُرَ تَعظِيمُهُم لِمَا يَكُونُ مِنهَا فَاستَبَدّوا بِآرَائِهِمُ الفَاسِدَةِ وَ اقتَصَرُوا عَلَي عُقُولِهِمُ المَسلُوكِ بِهَا غَيرَ سَبِيلِ الوَاجِبِ حَتّي استَصغَرُوا قَدرَ اللّهِ وَ احتَقَرُوا أَمرَهُ وَ تَهَاوَنُوا بِعَظِيمِ شَأنِهِ إِذ لَم يَعلَمُوا أَنّهُ القَادِرُ بِنَفسِهِ الغنَيِ‌ّ بِذَاتِهِ التّيِ‌ لَيسَت قُدرَتُهُ مُستَعَارَةً وَ لَا غِنَاهُ مُستَفَاداً وَ ألّذِي مَن شَاءَ أَفقَرَهُ وَ مَن شَاءَ أَغنَاهُ وَ مَن شَاءَ أَعجَزَهُ بَعدَ القُدرَةِ وَ أَفقَرَهُ بَعدَ الغِنَي فَنَظَرُوا إِلَي عَبدٍ قَدِ اختَصّهُ اللّهُ بِقُدرَتِهِ لِيُبَيّنَ بِهَا فَضلَهُ عِندَهُ وَ آثَرَهُ بِكَرَامَتِهِ لِيُوجِبَ بِهَا حُجّتَهُ عَلَي خَلقِهِ وَ لِيَجعَلَ مَا آتَاهُ مِن ذَلِكَ ثَوَاباً عَلَي طَاعَتِهِ وَ بَاعِثاً عَلَي


صفحه : 277

اتّبَاعِ أَمرِهِ وَ مُؤمِناً عِبَادَهُ المُكَلّفِينَ مِن غَلَطِ مَن نَصَبَهُ عَلَيهِم حُجّةً وَ لَهُم قُدوَةً وَ كَانُوا كَطُلّابِ مَلِكٍ مِن مُلُوكِ الدّنيَا يَنتَجِعُونَ فَضلَهُ وَ يَأمُلُونَ نَائِلَهُ وَ يَرجُونَ التّفَيّؤَ بِظِلّهِ وَ الِانتِعَاشَ بِمَعرُوفِهِ وَ الِانقِلَابَ إِلَي أَهلِهِم بِجَزِيلِ عَطَائِهِ ألّذِي يُعِينُهُم عَلَي كَلَبِ الدّنيَا وَ يُنقِذُهُم مِنَ التّعَرّضِ لدِنَيِ‌ّ المَكَاسِبِ وَ خَسِيسِ المَطَالِبِ فَبَينَا هُم يَسأَلُونَ عَن طَرِيقِ المَلِكِ لِيَتَرَصّدُوهُ وَ قَد وَجّهُوا الرّغبَةَ نَحوَهُ وَ تَعَلّقَت قُلُوبُهُم بِرُؤيَتِهِ إِذ قِيلَ سَيَطلُعُ عَلَيكُم فِي جُيُوشِهِ وَ مَوَاكِبِهِ وَ خَيلِهِ وَ رَجِلِهِ فَإِذَا رَأَيتُمُوهُ فَأَعطُوهُ مِنَ التّعظِيمِ حَقّهُ وَ مِنَ الإِقرَارِ بِالمَملَكَةِ وَاجِبَهُ وَ إِيّاكُم أَن تُسَمّوا بِاسمِهِ غَيرَهُ وَ تُعَظّمُوا سِوَاهُ كَتَعظِيمِهِ فَتَكُونُوا قَد بَخَستُمُ المَلِكَ حَقّهُ وَ أَزرَيتُم عَلَيهِ وَ استَحقَقتُم بِذَلِكَ مِنهُ عَظِيمَ عُقُوبَتِهِ فَقَالُوا نَحنُ كَذَلِكَ فَاعِلُونَ جُهدَنَا وَ طَاقَتَنَا فَمَا لَبِثُوا أَن طَلَعَ عَلَيهِم بَعضُ عَبِيدِ المَلِكِ فِي خَيلٍ قَد ضَمّهَا إِلَيهِ سَيّدُهُ وَ رَجُلٌ قَد جَعَلَهُم فِي جُملَتِهِ وَ أَموَالٍ قَد حَبَاهُ بِهَا فَنَظَرَ هَؤُلَاءِ وَ هُم لِلمَلِكِ طَالِبُونَ وَ استَكبَرُوا مَا رَأَوهُ بِهَذَا العَبدِ مِن نِعَمِ سَيّدِهِ وَ رَفَعُوهُ عَن أَن يَكُونَ مَن هُوَ المُنعَمُ عَلَيهِ بِمَا وَجَدُوا مَعَهُ عَبداً فَأَقبَلُوا يُحَيّونَهُ تَحِيّةَ المَلِكِ وَ يُسَمّونَهُ بِاسمِهِ وَ يَجحَدُونَ أَن يَكُونَ فَوقَهُ مَلِكٌ أَو لَهُ مَالِكٌ فَأَقبَلَ عَلَيهِمُ العَبدُ المُنعَمُ عَلَيهِ وَ سَائِرُ جُنُودِهِ بِالزّجرِ وَ النهّي‌ِ عَن ذَلِكَ وَ البَرَاءَةِ مِمّا يُسَمّونَهُ بِهِ وَ يُخبِرُونَهُم بِأَنّ المَلِكَ هُوَ ألّذِي أَنعَمَ عَلَيهِ بِهَذَا وَ اختَصّهُ بِهِ وَ أَنّ قَولَكُم


صفحه : 278

مَا تَقُولُونَ يُوجِبُ عَلَيكُم سَخَطَ المَلِكِ وَ عَذَابَهُ وَ يُفِيتُكُم[يُفَوّتُكُم] كُلّ مَا أَمّلتُمُوهُ مِن جِهَتِهِ وَ أَقبَلَ هَؤُلَاءِ القَومُ يُكَذّبُونَهُم وَ يَرُدّونَ عَلَيهِم قَولَهُم فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتّي غَضِبَ عَلَيهِمُ المَلِكُ لِمَا وَجَدَ هَؤُلَاءِ قَد سَاوَوا بِهِ عَبدَهُ وَ أَزرَوا عَلَيهِ فِي مَملَكَتِهِ وَ بَخَسُوهُ حَقّ تَعظِيمِهِ فَحَشَرَهُم أَجمَعِينَ إِلَي حَبسِهِ وَ وَكّلَ بِهِم مَن يَسُومُهُم سُوءَ العَذَابِ فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ وَجَدُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَبداً أَكرَمَهُ اللّهُ لِيُبَيّنَ فَضلَهُ وَ يُقِيمَ حُجّتَهُ فَصَغُرَ عِندَهُم خَالِقُهُم أَن يَكُونَ جَعَلَ عَلِيّاً لَهُ عَبداً وَ أَكبَرُوا عَلِيّاً عَن أَن يَكُونَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ رَبّاً فَسَمّوهُ بِغَيرِ اسمِهِ فَنَهَاهُم هُوَ وَ أَتبَاعُهُ مِن أَهلِ مِلّتِهِ وَ شِيعَتِهِ وَ قَالُوا لَهُم يَا هَؤُلَاءِ إِنّ عَلِيّاً وَ وُلدَهُ عِبَادٌ مُكرَمُونَ مَخلُوقُونَ مُدَبّرُونَ لَا يَقدِرُونَ إِلّا عَلَي مَا أَقدَرَهُم عَلَيهِ اللّهُ رَبّ العَالَمِينَ وَ لَا يَملِكُونَ إِلّا مَا مَلّكَهُم لَا يَملِكُونَ مَوتاً وَ لَا حَيَاةً وَ لَا نُشُوراً وَ لَا قَبضاً وَ لَا بَسطاً وَ لَا حَرَكَةً وَ لَا سُكُوناً إِلّا مَا أَقدَرَهُم عَلَيهِ وَ طَوّقَهُم وَ إِنّ رَبّهُم وَ خَالِقَهُم يَجِلّ عَن صِفَاتِ المُحدَثِينَ وَ يَتَعَالَي عَن نُعُوتِ المَحدُودِينَ فَإِنّ مَنِ اتّخَذَهُم أَو وَاحِداً مِنهُم أَربَاباً مِن دُونِ اللّهِ فَهُوَ مِنَ الكَافِرِينَ وَ قَدضَلّ سَواءَ السّبِيلِفَأَبَي القَومُ إِلّا جِمَاحاً وَ امتَدّوافِي طُغيانِهِم يَعمَهُونَفَبَطَلَت أَمَانِيّهُم وَ خَابَت مَطَالِبُهُم وَ بَقَوا فِي العَذَابِ الأَلِيمِ

تبيين قوله ع ولن تبلغوا أي بعد ماأثبتم لنا العبودية كل ماقلتم في وصفنا كنتم مقصرين في حقنا ولن تبلغوا مانستحقه من التوصيف . قوله ع طاعنا بالطاء المهملة أي ذاهبا كثيرا يقال طعن في الوادي‌ أي ذهب و في السن أي عمر طويلا و في بعض النسخ بالمعجمة من الظعن بمعني السير. قوله ع غيرمتقص التقصي‌ بلوغ الغاية في البعد أي ليس بعده بعدا


صفحه : 279

مكانيا يوصف بذلك أو ليس بعدا ينافي‌ القرب قوله ماأتوا علي بناء المجهول أي ماأهلكوا والبخس النقص والإزراء التحقير. و قوله ع يفيتكم علي بناء الإفعال من الفوت و في بعض النسخ يفوتكم و هوأظهر وجمح الفرس كمنع جماحا بالكسر اعتز فارسه وغلبه

21-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زَيدٍ الطبّرَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ قَائِماً عَلَي رَأسِ الرّضَا عَلِيّ بنِ مُوسَي ع بِخُرَاسَانَ وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ مِنهُم إِسحَاقُ بنُ العَبّاسِ بنِ مُوسَي فَقَالَ لَهُ يَا إِسحَاقُ بلَغَنَيِ‌ أَنّكُم تَقُولُونَ إِنّ النّاسَ عَبِيدٌ لَنَا لَا وَ قرَاَبتَيِ‌ مِن رَسُولِ اللّهِص مَا قُلتُهُ قَطّ وَ لَا سَمِعتُهُ مِن أَحَدٍ مِن آباَئيِ‌ وَ لَا بلَغَنَيِ‌ عَن أَحَدٍ مِنهُم قَالَهُ لَكِنّا نَقُولُ النّاسُ عَبِيدٌ لَنَا فِي الطّاعَةِ مَوَالٍ لَنَا فِي الدّينِ فَليُبَلّغِ الشّاهِدُ الغَائِبَ

22-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ بُردَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ الخَزّازِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا إِسمَاعِيلُ ضَع لِي فِي المُتَوَضّإِ مَاءً قَالَ فَقُمتُ فَوَضَعتُ لَهُ قَالَ فَدَخَلَ قَالَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ أَنَا أَقُولُ فِيهِ كَذَا وَ كَذَا وَ يَدخُلُ المُتَوَضّأَ يَتَوَضّأُ قَالَ فَلَم يَلبَث أَن خَرَجَ فَقَالَ يَا إِسمَاعِيلُ لَا تَرفَعِ البِنَاءَ فَوقَ طَاقَتِهِ فَيَنهَدِمَ اجعَلُونَا مَخلُوقِينَ وَ قُولُوا فِينَا مَا شِئتُم فَلَن تَبلُغُوا فَقَالَ إِسمَاعِيلُ وَ كُنتُ أَقُولُ إِنّهُ وَ أَقُولُ وَ أَقُولُ

بيان كذا وكذا أي إنه رب ورازق وخالق ومثل هذا كما أنه المراد بقوله كنت أقول إنه وأقول

23-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن


صفحه : 280

أَبِيهِ عِمرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَعَنَ اللّهُ أَبَا الخَطّابِ وَ لَعَنَ اللّهُ مَن قُتِلَ مَعَهُ وَ لَعَنَ اللّهُ مَن بقَيِ‌َ مِنهُم وَ لَعَنَ اللّهُ مَن دَخَلَ قَلبَهُ رَحمَةٌ لَهُم

24-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ مُيَسّرٌ عِندَهُ وَ نَحنُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَةٍ فَقَالَ لَهُ مُيَسّرٌ بَيّاعُ الزطّيّ‌ّ جُعِلتُ فِدَاكَ عَجِبتُ لِقَومٍ كَانُوا يَأتُونَ مَعَنَا إِلَي هَذَا المَوضِعِ فَانقَطَعَت آثَارُهُم وَ فَنِيَت آجَالُهُم قَالَ وَ مَن هُم قُلتُ أَبُو الخَطّابِ وَ أَصحَابُهُ وَ كَانَ مُتّكِئاً فَجَلَسَ فَرَفَعَ إِصبَعَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَالَ عَلَي أَبِي الخَطّابِلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَفَأَشهَدُ بِاللّهِ أَنّهُ كَافِرٌ فَاسِقٌ مُشرِكٌ وَ أَنّهُ يُحشَرُ مَعَ فِرعَونَ فِي أَشَدّ العَذَابِغُدُوّا وَ عَشِيّا ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَنفَسُ عَلَي أَجسَادٍ أُصلِيَت مَعَهُ النّارَ

بيان الزطي‌ بضم الزاي‌ وإهمال الطاء المشددة نوع من الثياب قال في المغرب الزط جيل من الهند إليهم ينسب الثياب الزطية و في الصحاح الزط جيل من الناس الواحد زطي‌ و قال في القاموس الزط بالضم جيل من الهند معرب جت والقياس يقتضي‌ فتح معربه أيضا الواحد زطي‌. و أماقول العلامة في الإيضاح بياع الزطي‌ بكسر الطاء المهملة المخففة وتشديد الياء وسمعت من السيد السعيد جمال الدين أحمد بن طاوس رحمه الله بضم الزاي‌ وفتح الطاء المهملة المخففة ومقصورا فلامساغ له في الصحة إلا إذاقيل بتخفيف الطاء المكسورة وتشديد الياء للنسبة إلي زوطي‌ من بلاد العراق و منه ما


صفحه : 281

ربما يقال الزطي‌ خشب يشبه الغرب منسوب إلي زوطة قرية بأرض واسط كذا ذكره السيد الداماد رحمه الله . و قال قوله لأنفس بفتح الفاء علي صيغة المتكلم من النفاسة تقول نفست به بالكسر من باب فرح أي بخلت وضننت ونفست عليه الشي‌ء نفاسة إذا لم تره له أهلا قاله في القاموس والنهاية وغيرهما. و علي أجساد أي علي أشخاص أو علي نفوس تجسدت وتجسمت لفرط تعلقها بالجسد وتوغلها في المحسوسات والجسمانيات وأصليت معه النار علي ما لم يسم فاعله من أصليته في النار إذاألقيته فيها ونصب النار علي نزع الخافض و في نسخة أصيبت مكان أصليت انتهي

25-كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ بِخَطّ جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ‌ عَن حَمزَةَ أَ يَزعُمُ أَنّ أَبِي آتِيهِ قُلتُ نَعَم قَالَ كَذَبَ وَ اللّهِ مَا يَأتِيهِ إِلّا المُتَكَوّنُ إِنّ إِبلِيسَ سَلّطَ شَيطَاناً يُقَالُ لَهُ المُتَكَوّنُ يأَتيِ‌ النّاسَ فِي أَيّ صُورَةٍ شَاءَ إِن شَاءَ فِي صُورَةٍ كَبِيرَةٍ وَ إِن شَاءَ فِي صُورَةٍ صَغِيرَةٍ وَ لَا وَ اللّهِ مَا يَستَطِيعُ أَن يجَيِ‌ءَ فِي صُورَةِ أَبِي ع

26-كش ،[رجال الكشي‌]سَعدٌ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ بنِ عَامِرٍ بِإِسنَادٍ لَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ تَرَاءَي وَ اللّهِ إِبلِيسُ لأِبَيِ‌ الخَطّابِ عَلَي سُورِ المَدِينَةِ أَوِ المَسجِدِ فكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ إِيهاً تَظفَرِ الآنَ إِيهاً تَظفَرِ الآنَ

بيان قال في النهاية إيه كلمة يراد بهاالاستزادة وهي‌ مبنية علي الكسر فإذاوصلت نونت فقلت إيه حدثنا فإذا قلت إيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت


صفحه : 282

و قدترد المنصوبة بمعني التصديق والرضا بالشي‌ء.أقول الظاهر أن إبليس إنما قال له ذلك عند ماأتي العسكر لقتله فحرضه علي القتال ليكون أدعي لقتله فالمعني اسكت و لاتتكلم بكلمة توبة واستكانة فإنك تظفر عليهم الآن ويحتمل الرضا والتصديق أيضا وقرأ السيد الداماد تطفر بالطاء المهملة و قال إيها بكسر الهمزة وإسكان المثناة من تحت وبالتنوين علي النصب كلمة أمر بالسكوت والكف عن الشي‌ء والانتهاء عنه وتطفر بإهمال الطاء وكسر الفاء وقيل بضمها أيضا من طفر يطفر أي وثب وثبة سواء كان من فوق أو إلي فوق كمايطفر الإنسان حائطا أو من حائط قال في المغرب وقيل الوثبة من فوق والطفرة إلي فوق

27-كش ،[رجال الكشي‌]سَعدٌ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ وَ ابنِ يَزِيدَ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن حَفصِ بنِ عَمرٍو النخّعَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ أَبَا مَنصُورٍ حدَثّنَيِ‌ أَنّهُ رُفِعَ إِلَي رَبّهِ وَ تَمَسّحَ عَلَي رَأسِهِ وَ قَالَ لَهُ بِالفَارِسِيّةِ يَا پسر فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ إِبلِيسَ اتّخَذَ عَرشاً فِيمَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ اتّخَذَ زَبَانِيَةً بِعَدَدِ المَلَائِكَةِ فَإِذَا دَعَا رَجُلًا فَأَجَابَهُ وَطِئَ عَقِبَهُ وَ تَخَطّت إِلَيهِ الأَقدَامُ تَرَاءَي لَهُ إِبلِيسُ وَ رُفِعَ إِلَيهِ وَ إِنّ أَبَا مَنصُورٍ كَانَ رَسُولَ إِبلِيسَ لَعَنَ اللّهُ أَبَا مَنصُورٍ لَعَنَ اللّهُ أَبَا مَنصُورٍ ثَلَاثاً

28-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن زُرَارَةَ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فسَأَلَنَيِ‌ مَا عِندَكَ مِن أَحَادِيثِ الشّيعَةِ قُلتُ إِنّ عنِديِ‌ مِنهَا شَيئاً كَثِيراً قَد هَمَمتُ أَن أُوقِدَ لَهَا نَاراً ثُمّ أُحرِقَهَا قَالَ وَ لِمَ هَاتِ مَا أَنكَرتَ مِنهَا فَخَطَرَ عَلَي باَليِ‌َ الأُمُورُ فَقَالَ لِي مَا كَانَ عِلمُ المَلَائِكَةِ حَيثُ قَالَتأَ تَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها


صفحه : 283

وَ يَسفِكُ الدّماءَ

بيان لعل زرارة كان ينكر أحاديث من فضائلهم لايحتملها عقله فنبهه ع بذكر قصة الملائكة وإنكارهم فضل آدم عليهم وعدم بلوغهم إلي معرفة فضله علي أن نفي‌ هذه الأمور من قلة المعرفة و لاينبغي‌ أن يكذب المرء بما لم يحط به علمه بل لابد أن يكون في مقام التسليم فمع قصور الملائكة مع علو شأنهم عن معرفة آدم لايبعد عجزك عن معرفة الأئمة ع

29-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَامِرِ بنِ مَعقِلٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَا أَبَا حَمزَةَ لَا تَضَعُوا عَلِيّاً دُونَ مَا وَضَعَهُ اللّهُ وَ لَا تَرفَعُوهُ فَوقَ مَا رَفَعَهُ اللّهُ كَفَي لعِلَيِ‌ّ أَن يُقَاتِلَ أَهلَ الكَرّةِ وَ أَن يُزَوّجَ أَهلَ الجَنّةِ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد مثله

30-ير،[بصائر الدرجات ]الخَشّابُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن عُثمَانَ بنِ جَبَلَةَ عَن كَامِلٍ التّمّارِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع ذَاتَ يَومٍ فَقَالَ لِي يَا كَامِلُ اجعَل لَنَا رَبّاً نَئُوبُ إِلَيهِ وَ قُولُوا فِينَا مَا شِئتُم قَالَ قُلتُ نَجعَلُ لَكُم رَبّاً تَئُوبُونَ إِلَيهِ وَ نَقُولُ فِيكُم مَا شِئنَا قَالَ فَاستَوَي جَالِساً ثُمّ قَالَ وَ عَسَي أَن نَقُولَ مَا خَرَجَ إِلَيكُم مِن عِلمِنَا إِلّا أَلِفاً غَيرَ مَعطُوفَةٍ

بيان قوله ع غيرمعطوفة أي نصف حرف كناية عن نهاية القلة فإن الألف بالخط الكوفي‌ نصفه مستقيم ونصفه معطوف هكذا ا وقيل أي ألف ليس بعده شيء وقيل ألف ليس قبله صفر أي باب واحد والأول هوالصواب والمسموع من أولي‌ الألباب


صفحه : 284

31-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ لا تُبَذّر تَبذِيراً قَالَ لَا تُبَذّرُوا وَلَايَةَ عَلِيّ ع

بيان يحتمل أن تكون كناية عن ترك الغلو والإسراف في القول فيه ع و أن يكون أمرا بالتقية وترك الإفشاء عندالمخالفين والأول أظهر

32-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ اللّهُ تَعَالَيلا تَغلُوا فِي دِينِكُم وَ لا تَقُولُوا عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أللّهُمّ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنَ الغُلَاةِ كَبَرَاءَةِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ مِنَ النّصَارَي أللّهُمّ اخذُلهُم أَبَداً وَ لَا تَنصُر مِنهُم أَحَداً

33-الصّادِقُ ع الغُلَاةُ شَرّ خَلقِ اللّهِ يُصَغّرُونَ عَظَمَةَ اللّهِ وَ يَدّعُونَ الرّبُوبِيّةَ لِعِبَادِ اللّهِ وَ اللّهِ إِنّ الغُلَاةَ لَشَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا

34-رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي المُبتَدَإِ وَ أَبُو السّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِ العَشَرَةِ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا عَلِيّ مَثَلُكَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَحَبّهُ قَومٌ فَأَفرَطُوا فِيهِ وَ أَبغَضَهُ قَومٌ فَأَفرَطُوا فِيهِ قَالَ فَنَزَلَ الوحَي‌ُوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ

35- أَبُو سَعدٍ الوَاعِظُ فِي شَرَفِ النّبِيّص ، لَو لَا أنَيّ‌ أَخَافُ أَن يُقَالَ فِيكَ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي المَسِيحِ لَقُلتُ اليَومَ فِيكَ مَقَالَةً لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ المُسلِمِينَ إِلّا أَخَذُوا تُرَابَ نَعلَيكَ وَ فَضلَ وَضُوئِكَ يَستَشفُونَ بِهِ وَ لَكِن حَسبُكَ أَن تَكُونَ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنكَ ترَثِنُيِ‌ وَ أَرِثُكَ الخَبَرَ


صفحه : 285

رَوَاهُ أَبُو بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع

36- أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَهلِكُ فِيّ اثنَانِ مُحِبّ غَالٍ وَ مُبغِضٌ قَالٍ

37- وَ عَنهُ ع يَهلِكُ فِيّ رَجُلَانِ مُحِبّ مُفرِطٌ يقُرَظّنُيِ‌ بِمَا لَيسَ لِي وَ مُبغِضٌ يَحمِلُهُ شنَآَنيِ‌ عَلَي أَن يبَهتَنَيِ‌

بيان قال في النهاية التقريظ مدح الحي‌ ووصفه ثم روي هذاالخبر عنه ع

38-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيِ‌َ أَنّ سَبعِينَ رَجُلًا مِنَ الزّطّ أَتَوهُ يعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ قِتَالِ أَهلِ البَصرَةِ يَدعُونَهُ إِلَهاً بِلِسَانِهِم وَ سَجَدُوا لَهُ فَقَالَ لَهُم وَيلَكُم لَا تَفعَلُوا إِنّمَا أَنَا مَخلُوقٌ مِثلُكُم فَأَبَوا عَلَيهِ فَقَالَ لَئِن لَم تَرجِعُوا عَمّا قُلتُم فِيّ وَ تَتُوبُوا إِلَي اللّهِ لَأَقتُلَنّكُم قَالَ فَأَبَوا فَخَدّ ع لَهُم أَخَادِيدَ وَ أَوقَدَ نَاراً فَكَانَ قَنبَرٌ يَحمِلُ الرّجُلَ بَعدَ الرّجُلِ عَلَي مَنكِبِهِ فَيَقذِفُهُ فِي النّارِ ثُمّ قَالَ


إنِيّ‌ إِذَا أَبصَرتُ أَمراً مُنكَراً   أَوقَدتُ نَاراً وَ دَعَوتُ قَنبَراً

ثُمّ احتَفَرتُ حُفَراً فَحُفَراً   وَ قَنبَرٌ يَحطِمُ حَطماً مُنكَراً

ثُمّ أَحيَا ذَلِكَ رَجُلٌ اسمُهُ مُحَمّدُ بنُ نُصَيرٍ النمّيَريِ‌ّ البصَريِ‌ّ زَعَمَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يُظهِرهُ إِلّا فِي هَذَا العَصرِ وَ أَنّهُ عَلِيّ وَحدَهُ فَالشّرذِمَةُ النّصَيرِيّةُ يَنتَمُونَ إِلَيهِ وَ هُم قَومٌ إِبَاحِيّةٌ تَرَكُوا العِبَادَاتِ وَ الشّرعِيّاتِ وَ استَحَلّتِ[استَحَلّوا]المَنهِيّاتِ وَ المُحَرّمَاتِ وَ مِن


صفحه : 286

مَقَالِهِم أَنّ اليَهُودَ عَلَي الحَقّ وَ لَسنَا مِنهُم وَ أَنّ النّصَارَي عَلَي الحَقّ وَ لَسنَا مِنهُم

39-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ سَبَإٍ كَانَ يدَعّيِ‌ النّبُوّةَ وَ يَزعُمُ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع هُوَ اللّهُ تَعَالَي عَن ذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَدَعَاهُ وَ سَأَلَهُ فَأَقَرّ بِذَلِكَ وَ قَالَ نَعَم أَنتَ هُوَ وَ قَد كَانَ ألُقيِ‌َ فِي روُعيِ‌ أَنّكَ أَنتَ اللّهُ وَ أنَيّ‌ نبَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَيلَكَ قَد سَخِرَ مِنكَ الشّيطَانُ فَارجِع عَن هَذَا ثَكِلَتكَ أُمّكَ وَ تُب فَأَبَي فَحَبَسَهُ وَ استَتَابَهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَلَم يَتُب فَأَحرَقَهُ بِالنّارِ وَ قَالَ إِنّ الشّيطَانَ استَهوَاهُ فَكَانَ يَأتِيهِ وَ يلُقيِ‌ فِي رُوعِهِ ذَلِكَ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن ابن سنان مثله

40-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ وَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ الأزَديِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَعَنَ اللّهُ عَبدَ اللّهِ بنَ سَبَإٍ إِنّهُ ادّعَي الرّبُوبِيّةَ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَبداً لِلّهِ طَائِعاً الوَيلُ لِمَن كَذَبَ عَلَينَا وَ إِنّ قَوماً يَقُولُونَ فِينَا مَا لَا نَقُولُهُ فِي أَنفُسِنَا نَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِنهُم نَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِنهُم

41-كش ،[رجال الكشي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَعَنَ اللّهُ مَن كَذَبَ عَلَينَا إنِيّ‌ ذَكَرتُ عَبدَ اللّهِ بنَ سَبَإٍ فَقَامَت كُلّ شَعرَةٍ فِي جسَدَيِ‌ لَقَدِ ادّعَي أَمراً عَظِيماً مَا لَهُ لَعَنَهُ اللّهُ كَانَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ عَبداً لِلّهِ صَالِحاً أَخُو رَسُولِ اللّهِص مَا نَالَ الكَرَامَةَ مِنَ


صفحه : 287

اللّهِ إِلّا بِطَاعَتِهِ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ مَا نَالَ رَسُولُ اللّهِص الكَرَامَةَ مِنَ اللّهِ إِلّا بِطَاعَتِهِ لِلّهِ

42-كش ،[رجال الكشي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّا أَهلُ بَيتٍ صِدّيقُونَ لَا نَخلُو مِن كَذّابٍ يَكذِبُ عَلَينَا وَ يُسقِطُ صِدقَنَا بِكَذِبِهِ عَلَينَا عِندَ النّاسِ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَصدَقَ النّاسِ لَهجَةً وَ أَصدَقَ البَرِيّةِ كُلّهَا وَ كَانَ مُسَيلِمَةُ يَكذِبُ عَلَيهِ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَصدَقَ مَن بَرَأَ اللّهُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ وَ كَانَ ألّذِي يَكذِبُ عَلَيهِ وَ يَعمَلُ فِي تَكذِيبِ صِدقِهِ وَ يفَترَيِ‌ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ عَبدَ اللّهِ بنَ سَبَإٍ

وذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبإ كان يهوديا فأسلم ووالي عليا ع و كان يقول و هو علي يهوديته في يوشع بن نون وصي‌ موسي بالغلو فقال في إسلامه بعدوفاة رسول الله ص في علي ع مثل ذلك . و كان أول من أشهر بالقول بفرض إمامة علي ع وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية

43-كش ،[رجال الكشي‌] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ عَن مِسمَعٍ أَبِي سَيّارٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع لَمّا فَرَغَ مِن قِتَالِ أَهلِ البَصرَةِ أَتَاهُ سَبعُونَ رَجُلًا مِنَ الزّطّ فَسَلّمُوا عَلَيهِ وَ كَلّمُوهُ بِلِسَانِهِم فَرَدّ عَلَيهِم بِلِسَانِهِم وَ قَالَ


صفحه : 288

لَهُم إنِيّ‌ لَستُ كَمَا قُلتُم أَنَا عَبدُ اللّهِ مَخلُوقٌ قَالَ فَأَبَوا عَلَيهِ وَ قَالُوا لَهُ أَنتَ أَنتَ هُوَ فَقَالَ لَهُم لَئِن لَم تَرجِعُوا عَمّا قُلتُم فِيّ وَ تَتُوبُوا إِلَي اللّهِ تَعَالَي لَأَقتُلَنّكُم قَالَ فَأَبَوا أَن يَرجِعُوا أَو يَتُوبُوا فَأَمَرَ أَن يُحفَرَ لَهُم آبَارٌ فَحُفِرَت ثُمّ خَرَقَ بَعضَهَا إِلَي بَعضٍ ثُمّ قَذَفَهُم فِيهَا ثُمّ طَمّ رُءُوسَهَا ثُمّ أَلهَبَ النّارَ فِي بِئرٍ مِنهَا لَيسَ فِيهَا أَحَدٌ فَدَخَلَ الدّخَانُ عَلَيهِم فَمَاتُوا

بيان الزط جنس من السودان والهنود

44-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِشكِيبَ عَن مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن ضُرَيسٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ أَمَا إنِيّ‌ سَأُحَدّثُكَ بِحَدِيثٍ إِن رَأَيتُمُوهُ وَ أَنَا حيَ‌ّ قَبّلتَ صلَعَتَيِ‌ وَ إِن مِتّ قَبلَ أَن تَرَاهُ تَرَحّمتَ عَلَيّ وَ دَعَوتَ لِي سَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا يَقُولُ إِنّ اليَهُودَ أَحَبّوا عُزَيراً حَتّي قَالُوا فِيهِ مَا قَالُوا فَلَا عُزَيرٌ مِنهُم وَ لَا هُم مِن عُزَيرٍ وَ إِنّ النّصَارَي أَحَبّوا عِيسَي حَتّي قَالُوا فِيهِ مَا قَالُوا فَلَا عِيسَي مِنهُم وَ لَا هُم مِن عِيسَي وَ إِنّا عَلَي سُنّةٍ مِن ذَلِكَ إِنّ قَوماً مِن شِيعَتِنَا سَيُحِبّونّا حَتّي يَقُولُوا فِينَا مَا قَالَتِ اليَهُودُ فِي عُزَيرٍ وَ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَلَا هُم مِنّا وَ لَا نَحنُ مِنهُم

بيان قوله قبلت صلعتي‌ أي قبلت رأسي‌ وناصيتي‌ الصلعاء تكريما لي لماعرفت من صدقي‌ والصلع انحسار شعر مقدم الرأس و في بعض النسخ فقلت صدقني‌ أي قال لي صدقا ولعله تصحيف


صفحه : 289

45-كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ الدّلَائِلِ للِحمِيرَيِ‌ّ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِ‌ّ قَالَ كُنّا بِالمَدِينَةِ حِينَ أُجلِيَتِ الشّيعَةُ وَ صَارُوا فِرَقاً فَتَنَحّينَا عَنِ المَدِينَةِ نَاحِيَةً ثُمّ خَلَونَا فَجَعَلنَا نَذكُرُ فَضَائِلَهُم وَ مَا قَالَتِ الشّيعَةُ إِلَي أَن خَطَرَ بِبَالِنَا الرّبُوبِيّةُ فَمَا شَعَرنَا بشِيَ‌ءٍ إِذَا نَحنُ بأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع وَاقِفٌ عَلَي حِمَارٍ فَلَم نَدرِ مِن أَينَ جَاءَ فَقَالَ يَا مَالِكُ وَ يَا خَالِدُ مَتَي أَحدَثتُمَا الكَلَامَ فِي الرّبُوبِيّةِ فَقُلنَا مَا خَطَرَ بِبَالِنَا إِلّا السّاعَةَ فَقَالَ اعلَمَا أَنّ لَنَا رَبّاً يَكلَؤُنَا بِاللّيلِ وَ النّهَارِ نَعبُدُهُ يَا مَالِكُ وَ يَا خَالِدُ قُولُوا فِينَا مَا شِئتُم وَ اجعَلُونَا مَخلُوقِينَ فَكَرّرَهَا عَلَينَا مِرَاراً وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلَي حِمَارِهِ

46-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَوماً لِأَصحَابِهِ لَعَنَ اللّهُ المُغِيرَةَ بنَ سَعِيدٍ وَ لَعَنَ اللّهُ يَهُودِيّةً كَانَ يَختَلِفُ إِلَيهَا يَتَعَلّمُ مِنهَا السّحرَ وَ الشّعبَذَةَ وَ المَخَارِيقَ إِنّ المُغِيرَةَ كَذَبَ عَلَي أَبِي ع فَسَلَبَهُ اللّهُ الإِيمَانَ وَ إِنّ قَوماً كَذَبُوا عَلَيّ مَا لَهُم أَذَاقَهُمُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ فَوَ اللّهِ مَا نَحنُ إِلّا عَبِيدُ ألّذِي خَلَقَنَا وَ اصطَفَانَا مَا نَقدِرُ عَلَي ضَرّ وَ لَا نَفعٍ وَ إِن رَحِمَنَا فَبِرَحمَتِهِ وَ إِن عَذّبَنَا فَبِذُنُوبِنَا وَ اللّهِ مَا لَنَا عَلَي اللّهِ مِن حُجّةٍ وَ لَا مَعَنَا مِنَ اللّهِ بَرَاءَةٌ وَ إِنّا لَمَيّتُونَ وَ مَقبُورُونَ وَ مُنشَرُونُ وَ مَبعُوثُونَ وَ مَوقُوفُونَ وَ مَسئُولُونَ وَيلَهُم مَا لَهُم لَعَنَهُمُ اللّهُ لَقَد آذَوُا اللّهَ وَ آذَوا رَسُولَهُص فِي قَبرِهِ وَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ وَ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ هَا أَنَا ذَا بَينَ أَظهُرِكُم لَحمُ رَسُولِ اللّهِ وَ جِلدُ رَسُولِ اللّهِص أَبِيتُ عَلَي فرِاَشيِ‌ خَائِفاً وَجِلًا مَرعُوباً يَأمَنُونَ وَ أَفزَعُ يَنَامُونَ عَلَي فُرُشِهِم وَ أَنَا خَائِفٌ سَاهِرٌ وَجِلٌ أَتَقَلقَلُ


صفحه : 290

بَينَ الجِبَالِ وَ البرَاَريِ‌ أَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِمّا قَالَ فِي الأَجدَعِ البَرّادِ عَبدِ بنَيِ‌ أَسَدٍ أَبُو الخَطّابِ لَعَنَهُ اللّهُ وَ اللّهِ لَوِ ابتُلُوا بِنَا وَ أَمَرنَاهُم بِذَلِكَ لَكَانَ الوَاجِبَ أَن لَا يَقبَلُوهُ فَكَيفَ وَ هُم يرَوَنيّ‌ خَائِفاً وَجِلًا أسَتعَديِ‌ اللّهَ عَلَيهِم وَ أَتَبَرّأُ إِلَي اللّهِ مِنهُم أُشهِدُكُم أنَيّ‌ امرُؤٌ ولَدَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ مَا معَيِ‌ بَرَاءَةٌ مِنَ اللّهِ إِن أَطَعتُهُ رحَمِنَيِ‌ وَ إِن عَصَيتُهُ عذَبّنَيِ‌ عَذَاباً شَدِيداً أَو أَشَدّ عَذَابِهِ

بيان الشعبذة والشعوذة خفة في اليد وأخذ كالسحر يري الشي‌ء بغير ما عليه أصله في رأي‌ العين والمخاريق جمع مخراق و هو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا والتخريق كثرة الكذب والتخرق خلق الكذب . قوله ع براءة أي خط وسند وصك للنجاة والفوز والأجدع بالجيم مقطوع الأنف أوالأذن أواليد أوالشفة و في بعض النسخ بالخاء المعجمة بمعني الأحمق أو هو من الخدعة. والبراد لعله بمعني عامل السوهان أومستعمله قال الفيروزآبادي‌ برد الحديد سحله والمبرد كمنبر السوهان و في بعض النسخ السراد أي عامل الدرع و في بعضها الزراد بالزاي‌ المعجمة بمعناه . قوله ابتلوا بنا علي بناء المفعول أي لوكنا أمرناهم بذلك علي فرض المحال فكانوا هم مبتلين بذلك مرددين بين مخالفتنا و بين قبوله منا والوقوع في البدعة لكان الواجب عليهم أن لايقبلوه منا فكيف وإنا ننهاهم عن ذلك وهم يروننا مرعوبين وجلين من الله تعالي مستعدين الله عليهم فيما يكذبون علينا من الاستعداء بمعني طلب العدوي والانتقام والإعانة قوله أوأشد عذابه الترديد من الراوي‌

47-كش ،[رجال الكشي‌] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ اليقَطيِنيِ‌ّ


صفحه : 291

عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ قَالَ حَدّثَنَا بَعضُ أَصحَابِنَا قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع زَعَمَ أَبُو هَارُونَ المَكفُوفُ أَنّكَ قُلتَ لَهُ إِن كُنتَ تُرِيدُ القَدِيمَ فَذَاكَ لَا يُدرِكُهُ أَحَدٌ وَ إِن كُنتَ تُرِيدُ ألّذِي خَلَقَ وَ رَزَقَ فَذَاكَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ فَقَالَ كَذَبَ عَلَيّ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ مَا مِن خَالِقٍ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُذِيقَنَا المَوتَ وَ ألّذِي لَا يَهلِكُ هُوَ اللّهُ خَالِقُ الخَلقِ باَر‌ِئُ البَرِيّةِ

48-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عُثمَانُ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَجّالِ عَن أَبِي مَالِكٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَبِي العَبّاسِ البَقبَاقِ قَالَ تَذَاكَرَ ابنُ أَبِي يَعفُورٍ وَ مُعَلّي بنُ خُنَيسٍ فَقَالَ ابنُ أَبِي يَعفُورٍ الأَوصِيَاءُ عُلَمَاءُ أَبرَارٌ أَتقِيَاءُ وَ قَالَ ابنُ خُنَيسٍ الأَوصِيَاءُ أَنبِيَاءُ قَالَ فَدَخَلَا عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَلَمّا استَقَرّ مَجلِسُهُمَا قَالَ فَبَدَأَهُمَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَبرَأُ[ابرَأ]مِمّا[مِمّن] قَالَ إِنّا أَنبِيَاءُ

49-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن حَمدَانَ بنِ أَحمَدَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ وَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ البرَاَثيِ‌ّ وَ عُثمَانُ بنُ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزدَادَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَبلَغَنَيِ‌ عَن أَبِي الخَطّابِ أَشيَاءُ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ أَبُو الخَطّابِ وَ أَنَا عِندَهُ أَو دَخَلتُ وَ هُوَ عِندَهُ فَلَمّا أَن بَقِيتُ أَنَا وَ هُوَ فِي المَجلِسِ قُلتُ


صفحه : 292

لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَبَا الخَطّابِ رَوَي عَنكَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ كَذَبَ قَالَ فَأَقبَلتُ أرَويِ‌ مَا رَوَي شَيئاً شَيئاً مِمّا سَمِعنَاهُ وَ أَنكَرنَاهُ إِلّا سَأَلتُ عَنهُ فَجَعَلَ يَقُولُ كَذَبَ وَ زَحَفَ أَبُو الخَطّابِ حَتّي ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي لِحيَةِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَضَرَبتُ يَدَهُ وَ قُلتُ خَلّ يَدَكَ عَن لِحيَتِهِ فَقَالَ أَبُو الخَطّابِ يَا أَبَا القَاسِمِ لَا تَقُومُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَهُ حَاجَةٌ حَتّي قَالَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَهُ حَاجَةٌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّمَا أَرَادَ أَن يَقُولَ لَكَ يخُبرِنُيِ‌ وَ يَكتُمُكَ فَأَبلِغ أصَحاَبيِ‌ كَذَا وَ كَذَا وَ أَبلِغهُم كَذَا وَ كَذَا قَالَ قُلتُ وَ إنِيّ‌ لَا أَحفَظُ هَذَا فَأَقُولُ مَا حَفِظتُ وَ مَا لَم أَحفَظ قُلتُ أُحسِنُ مَا يحَضرُنُيِ‌ قَالَ نَعَم المُصلِحُ لَيسَ بِكَذّابٍ

قَالَ أَبُو عَمرٍو الكشَيّ‌ّ هَذَا غَلَطٌ وَ وَهَمٌ فِي الحَدِيثِ إِن شَاءَ اللّهُ لَقَد أَتَي مُعَاوِيَةُ بشِيَ‌ءٍ مُنكَرٍ لَا تَقبَلُهُ العُقُولُ إِنّ مِثلَ أَبِي الخَطّابِ لَا يُحَدّثُ نَفسَهُ بِضَربِ يَدِهِ إِلَي أَقَلّ عَبدٍ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فَكَيفَ هُوَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ

بيان قوله إلاسألت الاستثناء من مقدار أي مابقي‌ شيء إلاسألت عنه ويحتمل أن يكون ما في قوله ماروي للنفي‌ فالاستثناء منه قوله يا أباالقاسم لاتقوم أبوالقاسم كنية لمعاوية بن عمار ألذي هوجد معاوية بن حكيم و كان غرض الملعون أن يقوم معاوية ويخلو هو به ع ثم يقول بيني‌ وبينه ع أسرار لايظهرها عندكم فلذا قال ع له حاجة أي لمعاوية حاجة عندي‌ لايقوم الآن . و أماتجويزه ع لمعاوية أن يقول ما لم يسمع فإما علي النقل بالمعني أوجوز له أن يقول أشياء من قبل نفسه يعلم أنه يصير سببا لردعهم عن اتباع أهل البدع


صفحه : 293

و أمااستبعاد الكشي‌ فلعله لم يكن علي وجه الإهانة بل علي وجه الإكرام كما هوالشائع عندهم لكنه بعيد

50-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ ع أَنَا وَ يَحيَي بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ فَقَالَ يَحيَي جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُم يَزعُمُونَ أَنّكَ تَعلَمُ الغَيبَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ ضَع يَدَكَ عَلَي رأَسيِ‌ فَوَ اللّهِ مَا بَقِيَت فِي جسَدَيِ‌ شَعرَةٌ وَ لَا فِي رأَسيِ‌ إِلّا قَامَت قَالَ ثُمّ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا هيِ‌َ إِلّا رِوَايَةٌ عَن رَسُولِ اللّهِص

51-كش ،[رجال الكشي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن مُصَادِفٍ قَالَ لَمّا لَبّي القَومُ الّذِينَ لَبّوا بِالكُوفَةِ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَخبَرتُهُ بِذَلِكَ فَخَرّ سَاجِداً وَ أَلزَقَ جُؤجُؤَهُ بِالأَرضِ وَ بَكَي وَ أَقبَلَ يَلُوذُ بِإِصبَعِهِ وَ يَقُولُ بَل عَبدٌ لِلّهِ قِنّ دَاخِرٌ مِرَاراً كَثِيرَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَي لِحيَتِهِ فَنَدِمتُ عَلَي إخِباَريِ‌ إِيّاهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا عَلَيكَ أَنتَ مِن ذَا فَقَالَ يَا مُصَادِفُ إِنّ عِيسَي لَو سَكَتَ عَمّا قَالَتِ النّصَارَي فِيهِ لَكَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يُصِمّ سَمعَهُ وَ يعُميِ‌َ بَصَرَهُ وَ لَو سَكَتّ عَمّا قَالَ أَبُو الخَطّابِ لَكَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يُصِمّ سمَعيِ‌ وَ يعُميِ‌َ بصَرَيِ‌

بيان قوله لمالبي أي قالوا لبيك جعفر بن محمدلبيك كمايلبون لله كماسيأتي‌ في الأخبار. و قال السيد الداماد رحمه الله هذاتصحيف وتحريف بل هوأتي‌ القوم الذين


صفحه : 294

أتوا علي بناء المجهول أي أصابتهم الداهية ودخلت عليهم البلية ولعله رحمه الله لم يتفطن بما ذكرنا وغفل عن الخبر ألذي سننقله عن الكافي‌

52-كش ،[رجال الكشي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن شُعَيبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُم يَقُولُونَ قَالَ وَ مَا يَقُولُونَ قُلتُ يَقُولُونَ يَعلَمُ قَطرَ المَطَرِ وَ عَدَدَ النّجُومِ وَ وَرَقَ الشّجَرِ وَ وَزنَ مَا فِي البَحرِ وَ عَدَدَ التّرَابِ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ سُبحَانَ اللّهِ لَا وَ اللّهِ مَا يَعلَمُ هَذَا إِلّا اللّهُ

53-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَذُكِرَ جَعفَرُ بنُ وَاقِدٍ وَ نَفَرٌ مِن أَصحَابِ أَبِي الخَطّابِ فَقِيلَ إِنّهُ صَارَ إلِيَ‌ّ يَتَرَدّدُ وَ قَالَ فِيهِموَ هُوَ ألّذِي فِي السّماءِ إِلهٌ وَ فِي الأَرضِ إِلهٌ قَالَ هُوَ الإِمَامُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا وَ اللّهِ لَا يأَويِنيِ‌[يؤُويِنيِ‌] وَ إِيّاهُ سَقفُ بَيتٍ أَبَداً هُم شَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا وَ اللّهِ مَا صَغّرَ عَظَمَةَ اللّهِ تَصغِيرَهُم شَيءٌ قَطّ وَ إِنّ عُزَيراً جَالَ فِي صَدرِهِ مَا قَالَتِ اليَهُودُ فمَحُيِ‌َ اسمُهُ مِنَ النّبُوّةِ وَ اللّهِ لَو أَنّ عِيسَي أَقَرّ بِمَا قَالَتِ النّصَارَي لَأَورَثَهُ اللّهُ صَمَماً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ اللّهِ لَو أَقرَرتُ بِمَا يَقُولُ فِيّ


صفحه : 295

أَهلُ الكُوفَةِ لأَخَذَتَنيِ‌ الأَرضُ وَ مَا أَنَا إِلّا عَبدٌ مَملُوكٌ لَا أَقدِرُ عَلَي ضَرّ شَيءٍ وَ لَا نَفعٍ

بيان قوله يتردد أي قال رجل من الحاضرين كان أبوالخطاب يتردد ويختلف إلي‌ لإضلالي‌ و كان يقول فيهم أي نزلت فيهم هذه الآية فكان يعطف قوله تعالي وَ فِي الأَرضِ إِلهٌ علي قوله وَ هُوَ ألّذِيليكون جملة أخري أي و في الأرض إله آخر. قوله قال أي قال أبوالخطاب هوالإمام أي الإله ألذي في الأرض الإمام ويحتمل إرجاع الضمائر إلي ابن واقد و في بعض النسخ يترود بالراء المهملة ثم الواو ثم الدال أي يطلب إضلالي‌ من المراودة بمعني الطلب كقوله تعالي وَ راوَدَتهُ التّيِ‌ هُوَ فِي بَيتِها عَن نَفسِهِ و في بعضها إلي مرود و قال بعض الفضلاء أي إلي قوم من المردة و في بعضها إلي نمرود فيكون كناية عن بعض الكفرة الموافقين له في الرأي‌ والأصح ماصححنا أولا وثانيا موافقا للنسخ المعتبرة والخبر يدل علي عدم نبوة عزير و الله يعلم

54-كش ،[رجال الكشي‌]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ بُنَاناً وَ السرّيِ‌ّ وَ بَزِيعاً لَعَنَهُمُ اللّهُ تَرَاءَي لَهُمُ الشّيطَانُ فِي أَحسَنِ مَا يَكُونُ صُورَةُ آدمَيِ‌ّ مِن قَرنِهِ إِلَي سُرّتِهِ قَالَ فَقُلتُ إِنّ بُنَاناً يَتَأَوّلُ هَذِهِ الآيَةَوَ هُوَ ألّذِي فِي السّماءِ إِلهٌ وَ فِي الأَرضِ إِلهٌ أَنّ ألّذِي فِي الأَرضِ غَيرُ إِلَهِ السّمَاءِ وَ إِلَهَ السّمَاءِ غَيرُ إِلَهِ الأَرضِ وَ أَنّ إِلَهَ السّمَاءِ أَعظَمُ مِن إِلَهِ الأَرضِ


صفحه : 296

وَ أَنّ أَهلَ الأَرضِ يَعرِفُونَ فَضلَ إِلَهِ السّمَاءِ وَ يُعَظّمُونَهُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهٌ فِي السّمَاوَاتِ وَ إِلَهٌ فِي الأَرَضِينَ كَذَبَ بُنَانٌ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ صَغّرَ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ وَ صَغّرَ عَظَمَتَهُ

55-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ عَنِ العبُيَديِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ يَزِيدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ ذَكَرَ أَصحَابَ أَبِي الخَطّابِ وَ الغُلَاةَ فَقَالَ لِي يَا مُفَضّلُ لَا تُقَاعِدُوهُم وَ لَا تُؤَاكِلُوهُم وَ لَا تُشَارِبُوهُم وَ لَا تُصَافِحُوهُم وَ لَا تُوَارِثُوهُم

56- وَ قَالَا حَدّثَنَا العنَبرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ ذَكَرَ الغُلَاةَ وَ قَالَ إِنّ فِيهِم مَن يَكذِبُ حَتّي إِنّ الشّيطَانَ لَيَحتَاجُ إِلَي كَذِبِهِ

بيان قوله ع و لاتوارثوهم أي لاتعطوهم الميراث فإنهم مشركون لايرثون من المسلم أو لاتواصلوهم بالمصاهرة الموجبة للتوارث وصحف بعض الأفاضل وقرأ لاتؤاثروهم من الأثر بمعني الخبر أي لاتحادثوهم و لاتفاوضوهم بالآثار والأخبار

57-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَالَ بِأَنّنَا أَنبِيَاءُ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ مَن شَكّ فِي ذَلِكَ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ

58-كش ،[رجال الكشي‌] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ وَ مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ مَعاً عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُلَعَنَ اللّهُ بُنَانَ التّبّانِ


صفحه : 297

وَ إِنّ بُنَاناً لَعَنَهُ اللّهُ كَانَ يَكذِبُ عَلَي أَبِي ع أَشهَدُ أَنّ أَبِي عَلِيّ بنَ الحُسَينِ كَانَ عَبداً صَالِحاً

59-كش ،[رجال الكشي‌]سَعدٌ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ وَ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَمّن حَدّثَهُ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَعَنَ اللّهُ المُغِيرَةَ بنَ سَعِيدٍ إِنّهُ كَانَ يَكذِبُ عَلَي أَبِي فَأَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ لَعَنَ اللّهُ مَن قَالَ فِينَا مَا لَا نَقُولُهُ فِي أَنفُسِنَا وَ لَعَنَ اللّهُ مَن أَزَالَنَا عَنِ العُبُودِيّةِ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَنَا وَ إِلَيهِ مَآبُنَا وَ مَعَادُنَا وَ بِيَدِهِ نَوَاصِينَا

60-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَعفَرِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ ابرَأ[أَبرَأُ]مِمّن يَزعُمُ أَنّا أَربَابٌ قُلتُ برَ‌ِئَ اللّهُ مِنهُ فَقَالَ ابرَأ[أَبرَأُ]مِمّن يَزعُمُ أَنّا أَنبِيَاءُ قُلتُ برَ‌ِئَ اللّهُ مِنهُ

61-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي وَ لَقَد لَقِيتُ مُحَمّداً رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ربَيّ‌ فَقَالَ مَا لَكَ لَعَنَكَ اللّهُ ربَيّ‌ وَ رَبّكَ اللّهُ أَمَا وَ اللّهِ لَكُنتَ مَا عَلِمتُكَ لَجَبَاناً فِي الحَربِ لَئِيماً فِي السّلمِ

بيان في السلم بالكسر أي المسالمة والمصالحة أي ماكنت لئيما فيهابأن تنقض العهد أوبفتح السين والألف بعداللام أي كنت لاتبخل بالسلام ولعل غرضه تحسر


صفحه : 298

أوتعجب من خروجه عن الدين مع اتصافه بمحاسن الأخلاق ويحتمل أن يكون ماعلمتك معترضة بين اسم كان وخبره و لم تكن مانافية والمعني كنت مادمت عرفتك وعلمت أحوالك علي هذين الخلقين الدنيين فمذهبك موافق لأخلاقك

62-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِشكِيبَ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي طَالِبٍ القمُيّ‌ّ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ قَوماً يَزعُمُونَ أَنّكُم آلِهَةٌ يَتلُونَ عَلَينَا بِذَلِكَ قُرآناًيا أَيّهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّباتِ وَ اعمَلُوا صالِحاً إنِيّ‌ بِما تَعمَلُونَ عَلِيمٌ قَالَ يَا سَدِيرُ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ شعَريِ‌ وَ بشَرَيِ‌ وَ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ مِن هَؤُلَاءِ بِرَاءٌ برَ‌ِئَ اللّهُ مِنهُم وَ رَسُولُهُ مَا هَؤُلَاءِ عَلَي ديِنيِ‌ وَ دِينِ آباَئيِ‌ وَ اللّهِ لَا يجَمعَنُيِ‌ وَ إِيّاهُم يَومَ القِيَامَةِ إِلّا هُوَ عَلَيهِم سَاخِطٌ قَالَ قُلتُ فَمَا أَنتُم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ خُزّانُ عِلمِ اللّهِ وَ تَرَاجِمَةُ وحَي‌ِ اللّهِ وَ نَحنُ قَومٌ مَعصُومُونَ أَمَرَ اللّهُ بِطَاعَتِنَا وَ نَهَي عَن مَعصِيَتِنَا نَحنُ الحُجّةُ البَالِغَةُ عَلَي مَن دُونَ السّمَاءِ وَ فَوقَ الأَرضِ

قال الحسين بن إشكيب سمعت من أبي طالب عن سدير إن شاء الله .بيان لعله أولوا الرسل بالأئمة والعمل الصالح بخلق ما هوالمصلحة في نظام العالم أوالرسل باتباع الأئمة ع والأظهر أنه سقط من الخبر شيء. وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي طَالِبٍ عَن سَدِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ قَوماً يَزعُمُونَ أَنّكُم آلِهَةٌ يَتلُونَ عَلَينَا بِذَلِكَ قُرآناًوَ هُوَ ألّذِي فِي السّماءِ إِلهٌ وَ فِي الأَرضِ إِلهٌ فَقَالَ يَا سَدِيرُ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ بشَرَيِ‌ وَ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ وَ شعَريِ‌ بِرَاءٌ وَ برَ‌ِئَ اللّهُ مِنهُم مَا هَؤُلَاءِ عَلَي ديِنيِ‌ وَ لَا


صفحه : 299

عَلَي دِينِ آباَئيِ‌ وَ اللّهِ لَا يجَمعَنُيِ‌َ اللّهُ وَ إِيّاهُم يَومَ القِيَامَةِ إِلّا وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَيهِم قَالَ قُلتُ وَ عِندَنَا قَومٌ يَزعُمُونَ أَنّكُم رُسُلٌ يَقرَءُونَ عَلَينَا بِذَلِكَ قُرآناًيا أَيّهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّباتِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ

. ووجه الاستدلال علي كونهم رسلا بالآية لجمعية الرسل زعما منهم أن الخطاب إنما يتوجه إلي الحاضرين أو إلي من سيوجد أيضا بتبعية الحاضرين والجواب أنها نداء وخطاب لجميع الأنبياء لا علي أنهم خوطبوا بذلك دفعة بل علي أن كلا منهم خوطب في زمانه وقيل النداء لعيسي ألذي مر ذكره في الآية السابقة والجمع للتعظيم

63-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ البرُاَثيِ‌ّ وَ عُثمَانُ بنُ حَامِدٍ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ يَزدَادَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ يَسَارٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ عَن أَبِيهِ قَالَبَينَا عَلِيّ ع عِندَ امرَأَةٍ لَهُ مِن عَنزَةَ وَ هيِ‌َ أُمّ عَمرٍو إِذ أَتَاهُ قَنبَرٌ فَقَالَ إِنّ عَشَرَةَ نَفَرٍ بِالبَابِ يَزعُمُونَ أَنّكَ رَبّهُم فَقَالَ أَدخِلهِم قَالَ فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالَ لَهُم مَا تَقُولُونَ فَقَالُوا إِنّكَ رَبّنَا وَ أَنتَ ألّذِي خَلَقتَنَا وَ أَنتَ ألّذِي رَزَقتَنَا فَقَالَ وَيلَكُم لَا تَفعَلُوا إِنّمَا أَنَا مَخلُوقٌ مِثلُكُم فَأَبَوا أَن يَفعَلُوا فَقَالَ لَهُم وَيلَكُم ربَيّ‌ وَ رَبّكُمُ اللّهُ وَيلَكُم تُوبُوا وَ ارجِعُوا فَقَالُوا لَا نَرجِعُ عَن مَقَالَتِنَا أَنتَ رَبّنَا تَرزُقُنَا وَ أَنتَ خَلَقتَنَا فَقَالَ يَا قَنبَرُ ايتنِيِ‌ بِالفَعَلَةِ فَخَرَجَ قَنبَرٌ فَأَتَاهُ بِعَشَرَةِ رِجَالٍ مَعَ الزّبُلِ وَ المُرُورِ فَأَمَرَ أَن يَحفِرُوا لَهُم فِي الأَرضِ فَلَمّا حَفَرُوا خَدّاً أَمَرَ بِالحَطَبِ وَ النّارِ فَطُرِحَ فيهِ


صفحه : 300

حَتّي صَارَ نَاراً تَتَوَقّدُ قَالَ لَهُم تُوبُوا قَالُوا لَا نَرجِعُ فَقَذَفَ عَلِيّ بَعضَهُم ثُمّ قَذَفَ بَقِيّتَهُم فِي النّارِ قَالَ عَلِيّ ع


إِذَا أَبصَرتُ شَيئاً مُنكَراً   أَوقَدتُ ناَريِ‌ وَ دَعَوتُ قَنبَراً

بيان قال الفيروزآبادي‌ الزبيل كأمير وسكين وقنديل و قديفتح القفة أوالجراب أوالوعاء والجمع ككتب و قال المر بالفتح المسحاة و قال الخد الحفرة المستطيلة في الأرض

64-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القمُيّ‌ّ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَلّامٍ عَن حَبِيبٍ الخثَعمَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَاستَأذَنَ عَلَيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الهَيئَةِ فَقَالَ اتّقِ السّفَلَةَ فَمَا تَقَارّت بيِ‌َ الأَرضُ حَتّي خَرَجتُ فَسَأَلتُ عَنهُ فَوَجَدتُهُ غَالِياً

بيان قوله فما تقارت بي‌ الأرض كذا في بعض النسخ تفاعل من القرار يقال قر في المكان واستقر وتقار أي ثبت وسكن و في بعضها فما تقارب في الأرض ولعل المعني أنه لم يقرب إلي مكانه ألذي أراد والظاهر أنه تصحيف . و قال السيد الداماد قدس الله روحه تفأرت بالفاء أوبالقاف وتشديد الهمزة قبل الراء من باب التفعل وأصله ليس من المهموز بل من الأجوف وخرجت بالتشديد من التخريج بمعني استبطان الأمر واستخراجه من مظانه واستكشافه يعني‌ ماانتشرت و مامشيت و ماذهبت و ماضربت في الأرض حتي استكشفت أمر الرجل واستعلمت حاله واختبرته وفتشت عن دخلته وسألت الأقوام واستخبرتهم عنه فوجدته فاسدا غاليا فظهر أن مولانا الصادق ع كان قدألهمه الله ذلك .


صفحه : 301

يقال فار بالفاء فوارا بالضم وفوارنا بالتحريك أي انتشر وهاج والفائر المنتشر والهائج وقار بالقاف أي مشي علي أطراف قدميه لئلا يسمع صوتهما وقار أيضا إذانفر وذهب وقار القصيد إذ خيله وحدث به نفسه واقتور الشي‌ء إذاقطعه مستديرا قال ذلك كله القاموس وغيره . و في بعض النسخ فما تقاررت حتي خرجت بالقاف علي التفاعل وتخفيف خرجت من الخروج انتهي كلامه رفع مقامه و لايخفي ما فيه من التصحيف والتكلف مع أن قلب الواو بالهمزة في تلك الأفعال غيرمعهود

65-كش ،[رجال الكشي‌] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ قَالَ دَخَلَ حُجرُ بنُ زَائِدَةَ وَ عَامِرُ بنُ جُذَاعَةَ الأزَديِ‌ّ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَا لَهُ جُعِلنَا فِدَاكَ إِنّ المُفَضّلَ بنَ عُمَرَ يَقُولُ إِنّكُم تُقَدّرُونَ أَرزَاقَ العِبَادِ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا يُقَدّرُ أَرزَاقَنَا إِلّا اللّهُ وَ لَقَدِ احتَجتُ إِلَي طَعَامٍ لعِيِاَليِ‌ فَضَاقَ صدَريِ‌ وَ أَبلَغَت إلِيَ‌ّ الفِكرَةُ فِي ذَلِكَ حَتّي أَحرَزتُ قُوتَهُم فَعِندَهَا طَابَت نفَسيِ‌ لَعَنَهُ اللّهُ وَ برَ‌ِئَ مِنهُ قَالَا أَ فَنَلعَنُهُ وَ نَتَبَرّأُ مِنهُ قَالَ نَعَم فَلَعَنّاهُ وَ بَرِئنَا مِنهُ برَ‌ِئَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِنهُ

66-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ ابنَا نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ أَنّهُ كَانَ بَشّرَ أَنّكُمَا لَمِنَ المُرسَلِينَ

بيان في بعض النسخ بشر من البشارة و في بعضها يسر من الإسرار


صفحه : 302

أي كان يقول ذلك سرا و في بعضها كان يشير من الإشارة والظاهر أنه كان أنه مكان أنكما أي كان يدعي‌ نبوة نفسه من قبل الصادق ع و علي النسخة لعل الخطاب إلي الكاظم ع فإن علي بن الحكم من أصحابه أي يدعي‌ أنك وأباك من المرسلين

67-كش ،[رجال الكشي‌] قَالَ أَبُو عَمرٍو الكشَيّ‌ّ قَالَ يَحيَي بنُ عَبدِ الحَمِيدِ الحمِاّنيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ المُؤَلّفِ فِي إِثبَاتِ إِمَامَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قُلتُ لِشَرِيكٍ إِنّ أَقوَاماً يَزعُمُونَ أَنّ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ضَعِيفُ الحَدِيثِ فَقَالَ أُخبِرُكَ القِصّةَ كَانَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ رَجُلًا صَالِحاً مُسلِماً وَرِعاً فَاكتَنَفَهُ قَومٌ جُهّالٌ يَدخُلُونَ عَلَيهِ وَ يَخرُجُونَ مِن عِندِهِ وَ يَقُولُونَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ وَ يُحَدّثُونَ بِأَحَادِيثَ كُلّهَا مُنكَرَاتٌ كَذِبٌ مَوضُوعَةٌ عَلَي جَعفَرٍ لَيَستَأكِلُونَ النّاسَ بِذَلِكَ وَ يَأخُذُونَ مِنهُمُ الدّرَاهِمَ كَانُوا يَأتُونَ مِن ذَلِكَ بِكُلّ مُنكَرٍ فَسَمِعَتِ العَوَامّ بِذَلِكَ مِنهُم فَمِنهُم مَن هَلَكَ وَ مِنهُم مَن أَنكَرَ وَ هَؤُلَاءِ مِثلُ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ وَ بُنَانٍ وَ عُمَرَ النبّطَيِ‌ّ وَ غَيرِهِم ذَكَرُوا أَنّ جَعفَراً حَدّثَهُم أَنّ مَعرِفَةَ الإِمَامِ تكَفيِ‌ مِنَ الصّومِ وَ الصّلَاةِ وَ حَدّثَهُم عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ وَ أَنّهُ حَدّثَهُم ع ه قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ وَ أَنّ عَلِيّاً ع فِي السّحَابِ يَطِيرُ مَعَ الرّيحِ وَ أَنّهُ كَانَ يَتَكَلّمُ بَعدَ المَوتِ وَ أَنّهُ كَانَ يَتَحَرّكُ عَلَي المُغتَسَلِ وَ أَنّ إِلَهَ السّمَاءِ وَ إِلَهَ الأَرضِ الإِمَامُ فَجَعَلُوا لِلّهِ شَرِيكاً جُهّالٌ ضُلّالٌ


صفحه : 303

وَ اللّهِ مَا قَالَ جَعفَرٌ شَيئاً مِن هَذَا قَطّ كَانَ جَعفَرٌ أَتقَي لِلّهِ وَ أَورَعَ مِن ذَلِكَ فَسَمِعَ النّاسُ ذَلِكَ فَضَعّفُوهُ وَ لَو رَأَيتَ جَعفَراً لَعَلِمتَ أَنّهُ وَاحِدُ النّاسِ

توضيح قوله ع ع ه رمز عن الرجعة أي أنه حدثهم عن أبيه عن جده بالرجعة عندظهور القائم ع قبل يوم القيامة و في بعض النسخ عن قبل أي حدثهم بما يكون إلي يوم القيامة قوله أنه واحد الناس أي وحيد دهره لاثاني‌ له في الجلالة و لانظير له في الناس قال في الصحاح فلان واحد دهره لانظير له و قال استأحد الرجل انفرد

68-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن خَالِدٍ الجَوّانِ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ وَ نَاسٌ مِن أَصحَابِنَا بِالمَدِينَةِ وَ قَد تَكَلّمنَا فِي الرّبُوبِيّةِ قَالَ فَقُلنَا مُرُوا إِلَي بَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع حَتّي نَسأَلَهُ قَالَ فَقُمنَا بِالبَابِ قَالَ فَخَرَجَ إِلَينَا وَ هُوَ يَقُولُبَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ

بيان قوله في الربوبية أي ربوبية الأئمة ع

69-كش ،[رجال الكشي‌]رَوَي مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ قَالَ كُنتُ أَقُولُ فِي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِالرّبُوبِيّةِ فَدَخَلتُ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ يَا صَالِحُ إِنّا وَ اللّهِ عَبِيدٌ مَخلُوقُونَ لَنَا رَبّ نَعبُدُهُ وَ إِن لَم نَعبُدهُ عَذّبَنَا


صفحه : 304

70-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَنِ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ يَا مُرَازِمُ مَن بَشّارٌ قُلتُ بَيّاعُ الشّعِيرِ قَالَ لَعَنَ اللّهُ بَشّاراً قَالَ ثُمّ قَالَ لِي يَا مُرَازِمُ قُل لَهُم وَيلَكُم تُوبُوا إِلَي اللّهِ فَإِنّكُم كَافِرُونَ مُشرِكُونَ

71-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ ابنَا نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ عَن مُرَازِمٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تَعرِفُ مُبَشّرَ بَشِيرٍ يَتَوَهّمُ الِاسمَ قَالَ الشعّيِريِ‌ّ فَقُلتُ بَشّارٌ فَقَالَ بَشّارٌ قُلتُ نَعَم جَارٌ لِي قَالَ إِنّ اليَهُودَ قَالُوا مَا قَالُوا وَ وَحّدُوا اللّهَ وَ إِنّ النّصَارَي قَالُوا مَا قَالُوا وَ وَحّدُوا اللّهَ وَ إِنّ بَشّاراً قَالَ قَولًا عَظِيماً فَإِذَا قَدِمتَ الكُوفَةَ قُل لَهُ يَقُولُ لَكَ جَعفَرٌ يَا كَافِرُ يَا فَاسِقُ يَا مُشرِكُ أَنَا برَيِ‌ءٌ مِنكَ قَالَ مُرَازِمٌ فَلَمّا قَدِمتُ الكُوفَةَ فَوَضَعتُ متَاَعيِ‌ وَ جِئتُ إِلَيهِ فَدَعَوتُ الجَارِيَةَ فَقُلتُ قوُليِ‌ لأِبَيِ‌ إِسمَاعِيلَ هَذَا مُرَازِمٌ فَخَرَجَ إلِيَ‌ّ فَقُلتُ لَهُ يَقُولُ لَكَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ يَا كَافِرُ يَا فَاسِقُ يَا مُشرِكُ أَنَا برَيِ‌ءٌ مِنكَ فَقَالَ لِي وَ قَد ذكَرَنَيِ‌ سيَدّيِ‌ قَالَ قُلتُ نَعَم ذَكَرَكَ بِهَذَا ألّذِي قُلتُ لَكَ فَقَالَ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً وَ فَعَلَ بِكَ وَ أَقبَلَ يَدعُو لِي


صفحه : 305

وَ مَقَالَةُ بَشّارٍ هيِ‌َ مَقَالَةُ العَليَاوِيّةِ يَقُولُونَ إِنّ عَلِيّاً هُوَ رَبّ وَ ظَهَرَ بِالعَلَوِيّةِ وَ الهَاشِمِيّةِ وَ أَظهَرَ أَنّهُ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ بِالمُحَمّدِيّةِ وَ وَافَقَ أَصحَابُ أَبِي الخَطّابِ فِي أَربَعَةِ أَشخَاصٍ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ أَنّ مَعنَي الأَشخَاصِ الثّلَاثَةِ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ تَلبِيسٌ وَ فِي الحَقِيقَةِ شَخصُ عَلِيّ لِأَنّهُ أَوّلُ هَذِهِ الأَشخَاصِ فِي الإِمَامَةِ وَ الكِبَرِ وَ أَنكَرُوا شَخصَ مُحَمّدٍص وَ زَعَمُوا أَنّ مُحَمّداً عَبدٌ ع وَ ع ب وَ أَقَامُوا مُحَمّداً مُقَامَ مَا أَقَامَتِ المُخَمّسَةُ سَلمَانَ وَ جَعَلُوهُ رَسُولًا لِمُحَمّدٍص فَوَافَقَهُم فِي الإِبَاحَاتِ وَ التّعطِيلِ وَ التّنَاسُخِ وَ العَليَائِيّةُ سَمّتهَا المُخَمّسَةُ العَليَائِيّةَ وَ زَعَمُوا أَنّ بَشّارَ الشعّيِريِ‌ّ[بَشّاراً الشعّيِريِ‌ّ] لَمّا أَنكَرَ رُبُوبِيّةَ مُحَمّدٍ وَ جَعَلَهَا فِي عَلِيّ وَ جَعَلَ مُحَمّداً ع ع وَ أَنكَرَ رِسَالَةَ سَلمَانَ مُسِخَ فِي صُورَةِ طَيرٍ يُقَالُ لَهُ عَليَا يَكُونُ فِي البَحرِ فَلِذَلِكَ سَمّوهُمُ العَليَائِيّةَ


صفحه : 306

بيان قوله لتوهم الاسم أي سمي‌ بشارا مبشرا مرة وبشيرا أخري للتوهم والشك في اسمه ولعله ع تعمد ذلك لإظهار غاية المباينة وعدم الارتباط والموافقة التي‌ كان يدعيها الملعون قوله ووحدوا الله أي بزعمهم مع أنهم مشركون فهذا أيضا مثلهم في دعوي التوحيد أوأنهم مع قولهم بكون عزير وعيسي ابن الله موحدون لاينسبون الخلق والرزق إلا إلي الله تعالي وهؤلاء ينسبونها إلي غيره تعالي فهم بريئون من التوحيد من كل وجه . قوله إن عليا ع هورب أقول النسخ هنا مختلفة غاية الاختلاف ففي‌ بعضها أن عليا هورب وظهر بالعلوية والهاشمية وأظهر أنه عبده ورسوله بالمحمدية فالمعني أنهم لعنهم الله ادعوا ربوبية علي ع وقالوا إنه ظهر مرة بصورة علي ومرة بصورة محمد وأظهر أنه عبد الله مع أنه عين الله وأظهر رسوله بالمحمدية مع أنه عينه . و في بعض النسخ وهرب وظهر بالعلوية الهاشمية وأظهر وليه من عنده ورسوله بالمحمدية أي هرب علي مع ربوبيته من السماء وظهر بصورة علي وأظهر رسوله بالمحمدية وسمي وليه باسم نفسه وأظهر نفسه في الولاية قوله وأنكروا شخص محمدص أي أصحاب أبي الخطاب وافقوا هؤلاء في ألوهية أربعة وأنكروا ألوهية محمد وزعموا أن محمدا عبد ع و ع ب فالعين رمز علي وب رمز الرب أي زعموا أن محمدا عبد علي و علي هوالرب تعالي عن ذلك . وأقاموا محمدا مقام ماأقامت المخمسة سلمان فإنهم قالوا بربوبية محمد وجعلوا سلمان رسوله وقالوا بانتقال الربوبية من محمد إلي فاطمة و علي ثم الحسن ثم الحسين . قوله وجعل محمدا ع ع أي عبد علي ويحتمل التعاكس في مذهبي‌ العلياوية وأصحاب أبي الخطاب

72-كش ،[رجال الكشي‌] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ الخَشّابِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ بَشّارَ


صفحه : 307

الشعّيِريِ‌ّ[بَشّاراً الشعّيِريِ‌ّ]شَيطَانٌ ابنُ شَيطَانٍ خَرَجَ مِنَ البَحرِ فَأَغوَي أصَحاَبيِ‌

73-كش ،[رجال الكشي‌]سَعدٌ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن يُونُسَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِبَشّارٍ الشعّيِريِ‌ّ أَنِ اخرُج عنَيّ‌ لَعَنَكَ اللّهُ وَ اللّهِ لَا يظُلِنّيِ‌ وَ إِيّاكَ سَقفُ بَيتٍ أَبَداً فَلَمّا خَرَجَ قَالَ وَيلَهُ أَلَا قَالَ بِمَا قَالَتِ اليَهُودُ أَلَا قَالَ بِمَا قَالَتِ النّصَارَي أَلَا قَالَ بِمَا قَالَتِ المَجُوسُ أَو بِمَا قَالَتِ الصّابِئَةُ وَ اللّهِ مَا صَغّرَ اللّهَ تَصغِيرَ هَذَا الفَاجِرِ أَحَدٌ إِنّهُ شَيطَانٌ ابنُ شَيطَانٍ خَرَجَ مِنَ البَحرِ ليِغُويِ‌َ أصَحاَبيِ‌ وَ شيِعتَيِ‌ فَاحذَرُوهُ وَ ليُبَلّغِ الشّاهِدُ الغَائِبَ أنَيّ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَبدٌ قِنّ ابنُ أَمَةٍ ضمَتّنيِ‌َ الأَصلَابُ وَ الأَرحَامُ وَ إنِيّ‌ لَمَيّتٌ وَ إنِيّ‌ لَمَبعُوثٌ ثُمّ مَوقُوفٌ ثُمّ مَسئُولٌ وَ اللّهِ لَأُسأَلَنّ عَمّا قَالَ فِيّ هَذَا الكَذّابُ وَ ادّعَاهُ عَلَيّ يَا وَيلَهُ مَا لَهُ أَرعَبَهُ اللّهُ فَلَقَد أَمِنَ عَلَي فِرَاشِهِ وَ أفَزعَنَيِ‌ وَ أقَلقَنَيِ‌ عَن رقُاَديِ‌ أَ وَ تَدرُونَ أنَيّ‌ لِمَ أَقُولُ ذَلِكَ أَقُولُ ذَلِكَ لِأَستَقِرّ فِي قبَريِ‌

بيان القن العبد الخالص والويل الحزن والنكال والهلاك والهاء للضمير لاللسكت والإرعاب إفعال من الرعب أي أوقعه الله في الرعب والخوف قوله أ وتدرون بواو الزينة المفتوحة بعدهمزة الاستفهام و في نسخة أتدرون بإسقاط الواو و في نسخة أخري وتدرون بإسقاط الهمزة لأستقر في قبري‌ أي لاأعذب فيه

74-كش ،[رجال الكشي‌]طَاهِرُ بنُ عِيسَي عَنِ الشجّاَعيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ بَشّارٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ قَالَ لِي دَاوُدُ تَرَي مَا تَقُولُ الغُلَاةُ الطّيّارَةُ وَ مَا يَذكُرُونَ عَن شُرطَةِ


صفحه : 308

الخَمِيسِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ مَا يحَكيِ‌ عَن أَصحَابِهِ عَنهُ فَذَلِكَ وَ اللّهِ أرَاَنيِ‌ أَكبَرَ مِنهُ وَ لَكِن أمَرَنَيِ‌ أَن لَا أَذكُرَهُ لِأَحَدٍ قَالَ وَ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ قَد كَبِرتُ وَ دَقّ عظَميِ‌ أُحِبّ أَن يُختَمَ عمُرُيِ‌ بِقَتلٍ فِيكُم فَقَالَ وَ مَا مِن هَذَا بُدّ إِن لَم يَكُن فِي العَاجِلَةِ يَكُونُ فِي الآجِلَةِ

بيان قوله فذلك و الله أراني‌ أي الصادق ع أراني‌ من الغرائب والمعجزات أكبر مما يروي‌ هؤلاء قوله ع في الآجلة أي في الرجعة

75-كش ،[رجال الكشي‌]قَالُوا إِنّ مُحَمّدَ بنَ بَشِيرٍ لَمّا مَضَي أَبُو الحَسَنِ ع وَ وَقَفَ عَلَيهِ الوَاقِفَةُ جَاءَ مُحَمّدُ بنُ بَشِيرٍ وَ كَانَ صَاحِبَ شُعبَذَةٍ وَ مَخَارِيقَ مَعرُوفاً بِذَلِكَ فَادّعَي أَنّهُ يَقُولُ بِالوَقفِ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ أَنّ مُوسَي ع كَانَ ظَاهِراً بَينَ الخَلقِ يَرَونَهُ جَمِيعاً يَتَرَاءَي لِأَهلِ النّورِ بِالنّورِ وَ لِأَهلِ الكُدُورَةِ بِالكُدُورَةِ فِي مِثلِ خَلقِهِم بِالإِنسَانِيّةِ وَ البَشَرِيّةِ اللّحمَانِيّةِ ثُمّ حُجِبَ الخَلقُ جَمِيعاً عَن إِدرَاكِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ بَينَهُم مَوجُودٌ كَمَا كَانَ غَيرَ أَنّهُم مَحجُوبُونَ عَنهُ وَ عَن إِدرَاكِهِ كاَلذّيِ‌ كَانُوا يُدرِكُونَهُ وَ كَانَ مُحَمّدُ بنُ بَشِيرٍ هَذَا مِن أَهلِ الكُوفَةِ مِن موَاَليِ‌ بنَيِ‌ أَسَدٍ وَ لَهُ أَصحَابٌ قَالُوا إِنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع لَم يَمُت وَ لَم يُحبَسُ وَ إِنّهُ غَابَ وَ استَتَرَ وَ هُوَ القَائِمُ المهَديِ‌ّ وَ إِنّهُ فِي وَقتِ غَيبَتِهِ استَخلَفَ عَلَي الأُمّةِ مُحَمّدَ بنَ بَشِيرٍ وَ جَعَلَهُ وَصِيّهُ وَ أَعطَاهُ خَاتَمَهُ وَ عَلّمَهُ جَمِيعَ مَا تَحتَاجُ إِلَيهِ رَعِيّتُهُ مِن أَمرِ دِينِهِم وَ دُنيَاهُم وَ فَوّضَ إِلَيهِ جَمِيعَ أَمرِهِ وَ أَقَامَهُ مُقَامَ نَفسِهِ فَمُحَمّدُ بنُ بَشِيرٍ الإِمَامُ بَعدَهُ

76-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ القمُيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ


صفحه : 309

عُبَيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي الكلِاَبيِ‌ّ أَنّهُ سَمِعَ مُحَمّدَ بنَ بَشِيرٍ يَقُولُالظّاهِرُ مِنَ الإِنسَانِ آدَمُ وَ البَاطِنُ أزَلَيِ‌ّ وَ قَالَ إِنّهُ كَانَ يَقُولُ بِالِاثنَينِ وَ إِنّ هِشَامَ بنَ سَالِمٍ نَاظَرَهُ عَلَيهِ فَأَقَرّ بِهِ وَ لَم يُنكِرهُ وَ إِنّ مُحَمّدَ بنَ بَشِيرٍ لَمّا مَاتَ أَوصَي إِلَي ابنِهِ سَمِيعِ بنِ مُحَمّدٍ فَهُوَ الإِمَامُ وَ مَن أَوصَي إِلَيهِ سَمِيعٌ فَهُوَ إِمَامٌ مُفتَرَضٌ طَاعَتُهُ عَلَي الأُمّةِ إِلَي وَقتِ خُرُوجِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ ظُهُورِهِ فِيمَا يَلزَمُ النّاسَ مِن حُقُوقِهِ فِي أَموَالِهِم وَ غَيرِ ذَلِكَ مِمّا يَتَقَرّبُونَ بِهِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَالفَرضُ عَلَيهِم أَدَاؤُهُ إِلَي أَوصِيَاءِ مُحَمّدِ بنِ بَشِيرٍ إِلَي قِيَامِ القَائِمِ وَ زَعَمُوا أَنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي وَ كُلّ مَنِ ادّعَي الإِمَامَةَ مِن وُلدِهِ وَ وُلدِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ مُبطِلُونَ كَاذِبُونَ غَيرُ طيَبّيِ‌ الوِلَادَةِ فَنَفَوهُم عَن أَنسَابِهِم وَ كَفّرُوهُم لِدَعوَاهُمُ الإِمَامَةَ وَ كَفّرُوا القَائِلِينَ بِإِمَامَتِهِم وَ استَحَلّوا دِمَاءَهُم وَ أَموَالَهُم وَ زَعَمُوا أَنّ الفَرضَ عَلَيهِم مِنَ اللّهِ تَعَالَي إِقَامَةُ الصّلَاةِ وَ الخُمسُ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ أَنكَرُوا الزّكَاةَ وَ الحَجّ وَ سَائِرَ الفَرَائِضِ وَ قَالُوا بِإِبَاحَاتِ المَحَارِمِ وَ الفُرُوجِ وَ الغِلمَانِ وَ اعتَلّوا فِي ذَلِكَ بِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَو يُزَوّجُهُم ذُكراناً وَ إِناثاً وَ قَالُوا بِالتّنَاسُخِ وَ الأَئِمّةُ عِندَهُم وَاحِداً وَاحِداً إِنّمَا هُم مُنتَقِلُونَ مِن قَرنٍ إِلَي قَرنٍ وَ المُوَاسَاةُ بَينَهُم وَاجِبَةٌ فِي كُلّ مَا مَلَكُوهُ مِن مَالٍ أَو خَرَاجٍ أَو غَيرِ ذَلِكَ وَ كُلّ مَا أَوصَي بِهِ رَجُلٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَهُوَ لِسَمِيعِ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَوصِيَائِهِ مِن بَعدِهِ وَ مَذَاهِبُهُم فِي التّفوِيضِ مَذَاهِبُ الغُلَاةِ مِنَ الوَاقِفَةِ وَ هُم أَيضاً قَالُوا بِالحَلَالِ وَ زَعَمُوا أَنّ كُلّ مَنِ انتَسَبَ إِلَي مُحَمّدٍ فَهُم بُيُوتٌ وَ ظُرُوفٌ وَ أَنّ مُحَمّداً هُوَ رَبّ


صفحه : 310

مَنِ انتَسَبَ إِلَيهِ وَ أَنّهُ لَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ أَنّهُ مُحتَجِبٌ فِي هَذِهِ الحُجُبِ وَ زَعَمَت هَذِهِ الفِرقَةُ وَ المُخَمّسَةُ وَ العَليَاوِيّةُ وَ أَصحَابُ أَبِي الخَطّابِ أَنّ كُلّ مَنِ انتَسَبَ إِلَي أَنّهُ مِن آلِ مُحَمّدٍ فَهُوَ مُبطِلٌ فِي نَسَبِهِ مُفتَرٍ عَلَي اللّهِ كَاذِبٌ وَ أَنّهُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِم إِنّهُم يَهُودٌ وَ نَصَارَي فِي قَولِهِوَ قالَتِ اليَهُودُ وَ النّصاري نَحنُ أَبناءُ اللّهِ وَ أَحِبّاؤُهُ قُل فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَل أَنتُم بَشَرٌ مِمّن خَلَقَ مُحَمّدٌ فِي مَذهَبِ الخَطّابِيّةِ وَ عَلِيّ فِي مَذهَبِ العَليَاوِيّةِ فَهُم مِمّن خَلَقَ هذين [هَذَانِ]كاذبين [كَاذِبُونَ]فِيمَا ادّعَوا مِنَ النّسَبِ إِذ كَانَ مُحَمّدٌ عِندَهُم وَ عَلِيّ هُوَ رَبّ لَا يَلِدُ وَ لَا يُولَدُ اللّهُ جَلّ وَ تَعَالَي عَمّا يَصِفُونَ وَ عَمّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً وَ كَانَ سَبَبَ قَتلِ مُحَمّدِ بنِ بَشِيرٍ لَعَنَهُ اللّهُ أَنّهُ كَانَ مَعَهُ شُعبَذَةٌ وَ مَخَارِيقُ وَ كَانَ يُظهِرُ لِلوَاقِفَةِ أَنّهُ مِمّن وَقَفَ عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي وَ كَانَ يَقُولُ فِي مُوسَي بِالرّبُوبِيّةِ وَ يدَعّيِ‌ فِي نَفسِهِ أَنّهُ نبَيِ‌ّ وَ كَانَت عِندَهُ صُورَةٌ قَد عَمِلَهَا وَ أَقَامَهَا شَخصاً كَأَنّهُ صُورَةُ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع مِن ثِيَابِ حَرِيرٍ قَد طَلَاهَا بِالأَدوِيَةِ وَ عَالَجَهَا بِحِيَلٍ عَمِلَهَا فِيهَا حَتّي صَارَت شَبِيهاً بِصُورَةِ إِنسَانٍ وَ كَانَ يَطوِيهَا فَإِذَا أَرَادَ الشّعبَذَةَ نَفَخَ فِيهَا فَأَقَامَهَا فَكَانَ يَقُولُ لِأَصحَابِهِ إِنّ أَبَا الحَسَنِ عنِديِ‌ فَإِن أَحبَبتُم أَن تَرَوهُ وَ تَعلَمُوهُ وَ أنَنّيِ‌ نبَيِ‌ّ فَهَلُمّوا أَعرِضهُ عَلَيكُم فَكَانَ يُدخِلُهُمُ البَيتَ وَ الصّورَةُ مَطوِيّةٌ مَعَهُ فَيَقُولُ لَهُم


صفحه : 311

هَل تَرَونَ فِي البَيتِ مُقِيماً أَو تَرَونَ فِيهِ غَيرَكُم وَ غيَريِ‌ فَيَقُولُونَ لَا وَ لَيسَ فِي البَيتِ أَحَدٌ فَيَقُولُ فَاخرُجُوا فَيَخرُجُونَ مِنَ البَيتِ فَيَصِيرُ هُوَ وَرَاءَ السّترِ وَ يُسبِلُ السّترَ بَينَهُ وَ بَينَهُم ثُمّ يُقَدّمُ تِلكَ الصّورَةَ ثُمّ يَرفَعُ السّترَ بَينَهُ وَ بَينَهُم فَيَنظُرُونَ إِلَي صُورَةٍ قَائِمَةٍ وَ شَخصٍ كَأَنّهُ شَخصُ أَبِي الحَسَنِ ع لَا يُنكِرُونَ مِنهُ شَيئاً وَ يَقِفُ هُوَ مِنهُ بِالقُربِ فَيُرِيهِم مِن طَرِيقِ الشّعبَذَةِ أَنّهُ يُكَلّمُهُ وَ يُنَاجِيهِ وَ يَدنُو مِنهُ كَأَنّهُ يُسَارّهُ ثُمّ يَغمِزُهُم أَن يَتَنَحّوا فَيَتَنَحّونَ وَ يُسبِلُ السّترَ بَينَهُ وَ بَينَهُم فَلَا يَرَونَ شَيئاً وَ كَانَت مَعَهُ أَشيَاءُ عَجِيبَةٌ مِن صُنُوفِ الشّعبَذَةِ مَا لَم يَرَوا مِثلَهَا فَهَلَكُوا بِهَا فَكَانَت هَذِهِ حَالَهُ مُدّةً حَتّي رُفِعَ خَبَرُهُ إِلَي بَعضِ الخُلَفَاءِ أَحسَبُهُ هَارُونَ أَو غَيرَهُ مِمّن كَانَ بَعدَهُ مِنَ الخُلَفَاءِ وَ أَنّهُ زِندِيقٌ فَأَخَذَهُ وَ أَرَادَ ضَربَ عُنُقِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ استبَقنِيِ‌ فإَنِيّ‌ أَتّخِذُ لَكَ شَيئاً تَرغَبُ المُلُوكُ فِيهَا فَأَطلَقَهُ فَكَانَ أَوّلُ مَا اتّخَذَ لَهُ الدوّاَليِ‌َ فَإِنّهُ عَمَدَ إِلَي الدوّاَليِ‌ فَسَوّاهَا وَ عَلّقَهَا وَ جَعَلَهَا[جَعَلَ]الزّيبَقَ بَينَ تِلكَ الأَلوَاحِ فَكَانَتِ الدوّاَليِ‌ تمَتلَيِ‌ مِنَ المَاءِ فَتُمِيلُ الأَلوَاحَ وَ يَنقَلِبُ الزّيبَقُ مِن تِلكَ الأَلوَاحِ فَتَتبَعُ الدوّاَليِ‌ لِهَذَا فَكَانَت تَعمَلُ مِن غَيرِ مُستَعمِلٍ لَهَا وَ يُصِيبُ المَاءَ فِي البُستَانِ فَأَعجَبَهُ ذَلِكَ مَعَ أَشيَاءَ عَمِلَهَا يضُاَهيِ‌ اللّهَ بِهَا فِي خَلقِهِ الجَنّةَ فَقَوّاهُ وَ جَعَلَ لَهُ مَرتَبَةً ثُمّ إِنّهُ يَوماً مِنَ الأَيّامِ انكَسَرَ بَعضُ تِلكَ الأَلوَاحِ فَخَرَجَ مِنهَا الزّيبَقُ فَتَعَطّلَت فَاستَرَابَ أَمرَهُ وَ ظَهَرَ عَلَيهِ التّعطِيلُ وَ الإِبَاحَاتُ وَ قَد كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ أَبُو الحَسَنِ ع يَدعُوَانِ اللّهَ عَلَيهِ وَ يَسأَلَانِهِ أَن يُذِيقَهُ حَرّ الحَدِيدِ فَأَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ بَعدَ أَن عُذّبَ


صفحه : 312

بِأَنوَاعِ العَذَابِ قَالَ أَبُو عَمرٍو حَدّثَ بِهَذِهِ الحِكَايَةِ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي العبُيَديِ‌ّ رِوَايَةً لَهُ وَ بَعضَهَا عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ وَ كَانَ هَاشِمُ بنُ أَبِي هَاشِمٍ قَد تَعَلّمَ مِنهُ بَعضَ تِلكَ المَخَارِيقِ فَصَارَ دَاعِيَهُ[دَاعِيَةً] إِلَيهِ مِن بَعدِهِ

توضيح قوله فهم بيوت وظروف أي كل من انتسب إليه من الأئمة من صهره وأولاده فليس بينهم وبينه نسب بل هورب لهم لكن حل فيهم فهم بمنزلة البيت والظروف له قوله إذ كان محمدعندهم أي عندالخطابية و علي أي عندالعلياوية وإسبال الستر إرخاؤه وإرساله . فإن قيل أ ليس ظهور المعجزة علي يد الكاذب علي أصول أهل العدل قبيحا و به يثبتون النبوة والإمامة فكيف جري علي يد هذاالملعون هذه الأمور الغريبة أ و ليس هذاإغراء علي القبيح قلت نجيب عنه بوجهين الأول أن هذه لم تكن معجزة خارقة للعادة بل كانت شعبذة يكثر ظهورها من جهال الخلق وأدانيهم و من افتتن بهذا فإنما هولتقصير في التأمل والتصفح أولأغراض باطلة دعته إلي ذلك . والثاني‌ أن ظهور المعجزة إنما يقبح علي يد الكاذب إذ ادعي أمرا ممكنا لايحكم العقل باستحالته و هذا كان يدعي‌ ألوهية بشر محدث مؤلف محتاج و هذامما يحكم جميع العقول باستحالته فليس في هذاإغراء علي القبيح بوجه

77-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ القمُيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ المسِمعَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ المدَاَئنِيِ‌ّ قَالَسَمِعتُ مَن يَسأَلُ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ ع فَقَالَ إنِيّ‌ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ بَشِيرٍ يَقُولُ إِنّكَ لَستَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ألّذِي أَنتَ إِمَامُنَا وَ حُجّتُنَا فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ تَعَالَي قَالَ فَقَالَ لَعَنَهُ اللّهُ ثَلَاثاً أَذَاقَهُ


صفحه : 313

اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ قَتَلَهُ اللّهُ أَخبَثَ مَا يَكُونُ مِن قِتلَةٍ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِذَا أَنَا سَمِعتُ ذَلِكَ مِنهُ أَ وَ لَيسَ حَلَالٌ لِي دَمُهُ مُبَاحٌ كَمَا أُبِيحَ دَمُ السّابّ لِرَسُولِ اللّهِص وَ لِلإِمَامِ فَقَالَ نَعَم حِلّ وَ اللّهِ حِلّ وَ اللّهِ دَمُهُ وَ إِبَاحَةٌ[أَبَاحَهُ] لَكَ وَ لِمَن سَمِعَ ذَلِكَ مِنهُ قُلتُ أَ وَ لَيسَ ذَلِكَ بِسَابّ لَكَ فَقَالَ هَذَا سَابّ اللّهِ وَ سَابّ لِرَسُولِ اللّهِ وَ سَابّ لآِباَئيِ‌ وَ ساَبيّ‌ وَ أَيّ سَبّ لَيسَ يَقصُرُ عَن هَذَا وَ لَا يَفُوقُهُ هَذَا القَولُ فَقُلتُ أَ رَأَيتَ إِذَا أَنَا لَم أَخَف أنَيّ‌ أُغمَزُ بِذَلِكَ بَرِيئاً ثُمّ لَم أَفعَل وَ لَم أَقتُلهُ مَا عَلَيّ مِنَ الوِزرِ فَقَالَ يَكُونُ عَلَيكَ وِزرُهُ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ مِن وِزرِهِ شَيءٌ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ أَفضَلَ الشّهَدَاءِ دَرَجَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن نَصَرَ اللّهَ وَ رَسُولَهُص بِظَهرِ الغَيبِ وَ رَدّ عَنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِص

بيان قوله ع ليس يقصر عن هذاالمراد بالقصور القصور في الركاكة والقبح قوله أني‌ أغمز أي أصير سببا لتهمة بري‌ء أوضرره قال في القاموس غمز بالرجل سعي به شرا و فيه مغمز أي مطعن أومطمع والمغموز المتهم و في بعض النسخ بالراء المهملة أي يصير فعلي‌ سببا لأن يشمل البلاء بريئا من قولهم غمره بالماء أي غطاه و في بعضها أعم من العموم بمعني الشمول و هوقريب من الثاني‌


صفحه : 314

78-كش ،[رجال الكشي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن سَعدٍ عَنِ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ لَعَنَ اللّهُ مُحَمّدَ بنَ بَشِيرٍ وَ أَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ إِنّهُ يَكذِبُ عَلَيّ برَ‌ِئَ اللّهُ مِنهُ وَ بَرِئتُ إِلَي اللّهِ مِنهُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِمّا يدَعّيِ‌ فِيّ ابنُ بَشِيرٍ أللّهُمّ أرَحِنيِ‌ مِنهُ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ مَا أَحَدٌ اجتَرَأَ أَن يَتَعَمّدَ عَلَينَا الكَذِبَ إِلّا أَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ إِنّ بُنَاناً كَذَبَ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَأَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ وَ إِنّ المُغِيرَةَ بنَ سَعِيدٍ كَذَبَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَأَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ وَ إِنّ أَبَا الخَطّابِ كَذَبَ عَلَي أَبِي فَأَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ وَ إِنّ مُحَمّدَ بنَ بَشِيرٍ لَعَنَهُ اللّهُ يَكذِبُ عَلَيّ بَرِئتُ إِلَي اللّهِ مِنهُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِمّا يَدّعِيهِ فِيّ مُحَمّدُ بنُ بَشِيرٍ أللّهُمّ أرَحِنيِ‌ مِنهُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ أَن تخُلَصّنَيِ‌ مِن هَذَا الرّجسِ النّجسِ مُحَمّدِ بنِ بَشِيرٍ فَقَد شَارَكَ الشّيطَانُ أَبَاهُ فِي رَحِمِ أُمّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ فَمَا رَأَيتُ أَحَداً قُتِلَ بِأَسوَإِ قِتلَةٍ مِن مُحَمّدِ بنِ بَشِيرٍ لَعَنَهُ اللّهُ

79-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ قَالَ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي كَتَبَ إِلَيهِ فِي قَومٍ يَتَكَلّمُونَ وَ يَقرَءُونَ أَحَادِيثَ وَ يَنسُبُونَهَا إِلَيكَ وَ إِلَي آبَائِكَ فِيهَا مَا تَشمَئِزّ مِنهَا القُلُوبُ وَ لَا يَجُوزُ لَنَا رَدّهَا إِذ كَانُوا يَروُونَهَا عَن آبَائِكَ وَ لَا قَبُولُهَا لِمَا فِيهَا وَ يَنسُبُونَ الأَرضَ إِلَي قَومٍ يَذكُرُونَ أَنّهُم مِن مَوَالِيكَ وَ هُوَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيّ بنُ حَسَكَةَ وَ آخَرُ يُقَالُ لَهُ القَاسِمُ اليقَطيِنيِ‌ّ وَ مِن أَقَاوِيلِهِم أَنّهُم يَقُولُونَ إِنّ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِمَعنَاهَا رَجُلٌ لَا رُكُوعٌ وَ لَا سُجُودٌ وَ كَذَلِكَ الزّكَاةُ مَعنَاهَا ذَلِكَ


صفحه : 315

الرّجُلُ لَا عَدَدُ دِرهَمٍ وَ لَا إِخرَاجُ مَالٍ وَ أَشيَاءُ مِنَ الفَرَائِضِ وَ السّنَنِ وَ المعَاَصيِ‌ تَأَوّلُوهَا وَ صَيّرُوهَا عَلَي الحَدّ ألّذِي ذَكَرتُ فَإِن رَأَيتَ أَن تُبَيّنَ لَنَا وَ تَمُنّ عَلَينَا بِمَا فِيهِ السّلَامَةُ لِمَوَالِيكَ وَ نَجَاتُهُم مِن هَذِهِ الأَقَاوِيلِ التّيِ‌ تُخرِجُهُم إِلَي الهَلَاكِ فَكَتَبَ ع لَيسَ هَذَا دِينَنَا فَاعتَزِلهُ

بيان المكتوب إليه أبو محمدالعسكري‌ ع قوله وينسبون الأرض أي خلقها أوتدبيرها أوحجيتها و لايبعد أن يكون تصحيف الأخبار أوالأمر

80-كش ،[رجال الكشي‌]وَجَدتُ بِخَطّ جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ الفاَريِاَبيِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ وَهبٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ شَيبَةَ قَالَكَتَبتُ إِلَيهِ جُعِلتُ فِدَاكَ أَنّ عِندَنَا قَوماً يَختَلِفُونَ فِي مَعرِفَةِ فَضلِكُم بِأَقَاوِيلَ مُختَلِفَةٍ تَشمَئِزّ مِنهَا القُلُوبُ وَ تَضِيقُ لَهَا الصّدُورُ وَ يَروُونَ فِي ذَلِكَ الأَحَادِيثَ لَا يَجُوزُ لَنَا الإِقرَارُ بِهَا لِمَا فِيهَا مِنَ القَولِ العَظِيمِ وَ لَا يَجُوزُ رَدّهَا وَ لَا الجُحُودُ لَهَا إِذ نُسِبَت إِلَي آبَائِكَ فَنَحنُ وُقُوفٌ عَلَيهَا مِن ذَلِكَ لِأَنّهُم يَقُولُونَ وَ يَتَأَوّلُونَ مَعنَي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ أَنّ الصّلَاةَ مَعنَاهَا رَجُلٌ لَا رُكُوعٌ وَ لَا سُجُودٌ وَ كَذَلِكَ الزّكَاةُ مَعنَاهَا ذَلِكَ الرّجُلُ لَا عَدَدُ دَرَاهِمَ وَ لَا إِخرَاجُ مَالٍ وَ أَشيَاءُ تُشبِهُهَا مِنَ الفَرَائِضِ وَ السّنَنِ وَ المعَاَصيِ‌ تَأَوّلُوهَا وَ صَيّرُوهَا عَلَي هَذَا الحَدّ ألّذِي ذَكَرتُ فَإِن رَأَيتَ أَن تَمُنّ عَلَي مَوَالِيكَ بِمَا فِيهِ سَلامَتُهُم وَ نَجَاتُهُم مِنَ الأَقَاوِيلِ التّيِ‌ تُصَيّرُهُم إِلَي العَطَبِ وَ الهَلَاكِ وَ الّذِينَ ادّعَوا هَذِهِ الأَشيَاءَ ادّعَوا أَنّهُم أَولِيَاءُ وَ دَعَوا


صفحه : 316

إِلَي طَاعَتِهِم مِنهُم عَلِيّ بنُ حَسَكَةَ وَ القَاسِمُ اليقَطيِنيِ‌ّ فَمَا تَقُولُ فِي القَبُولِ مِنهُم جَمِيعاً فَكَتَبَ إِلَيهِ لَيسَ هَذَا دِينَنَا فَاعتَزِلهُ قَالَ نَصرُ بنُ الصّبّاحِ عَلِيّ بنُ حَسَكَةَ الجَوّازُ كَانَ أُستَادَ القَاسِمِ الشعّراَنيِ‌ّ اليقَطيِنيِ‌ّ مِنَ الغُلَاةِ الكِبَارِ مَلعُونٌ

81-كش ،[رجال الكشي‌]سَعدٌ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ الآدمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي قَالَ كَتَبَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ ع ابتِدَاءً مِنهُ لَعَنَ اللّهُ القَاسِمَ اليقَطيِنيِ‌ّ وَ لَعَنَ اللّهُ عَلِيّ بنَ حَسَكَةَ القمُيّ‌ّ إِنّ شَيطَاناً تَرَاءَي لِلقَاسِمِ فيَوُحيِ‌ إِلَيهِ زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً

82-كش ،[رجال الكشي‌] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ القمُيّ‌ّ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ الآدمَيِ‌ّ قَالَكَتَبَ بَعضُ أَصحَابِنَا إِلَي أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ ع جُعِلتُ فِدَاكَ يَا سيَدّيِ‌ إِنّ عَلِيّ بنَ حَسَكَةَ يدَعّيِ‌ أَنّهُ مِن أَولِيَائِكَ وَ أَنّكَ أَنتَ الأَوّلُ القَدِيمُ وَ أَنّهُ بَابُكَ وَ نَبِيّكَ أَمَرتَهُ أَن يَدعُوَ إِلَي ذَلِكَ وَ يَزعُمُ أَنّ الصّلَاةَ وَ الزّكَاةَ وَ الحَجّ وَ الصّومَ كُلّ ذَلِكَ مَعرِفَتُكَ وَ مَعرِفَةُ مَن كَانَ فِي مِثلِ حَالِ ابنِ حَسَكَةَ فِيمَا يدَعّيِ‌ مِنَ البَابِيّةِ وَ النّبُوّةِ فَهُوَ مُؤمِنٌ كَامِلٌ سَقَطَ عَنهُ الِاستِعبَادُ بِالصّومِ وَ الصّلَاةِ وَ الحَجّ وَ ذَكَرَ جَمِيعَ شَرَائِعِ الدّينِ أَنّ مَعنَي ذَلِكَ كُلّهِ مَا ثَبَتَ لَكَ وَ مَا إِلَيهِ نَاسٌ كَثِيرٌ فَإِن رَأَيتَ أَن تَمُنّ عَلَي مَوَالِيكَ بِجَوَابٍ فِي ذَلِكَ تُنجِيهِم مِنَ الهَلَكَةِ قَالَ فَكَتَبَ ع كَذَبَ ابنُ حَسَكَةَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ بِحَسبِكَ أنَيّ‌ لَا أَعرِفُهُ فِي موَاَليِ‌ّ مَا لَهُ لَعَنَهُ اللّهُ فَوَ اللّهِ مَا بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداً وَ الأَنبِيَاءَ مِن قَبلِهِ إِلّا بِالحَنِيفِيّةِ وَ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الحَجّ وَ الصّيَامِ وَ الوَلَايَةِ وَ مَا دَعَا مُحَمّدٌص إِلّا إِلَي اللّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ


صفحه : 317

وَ كَذَلِكَ نَحنُ الأَوصِيَاءَ مِن وُلدِهِ عَبِيدُ اللّهِ لَا نُشرِكُ بِهِ شَيئاً إِن أَطَعنَاهُ رَحِمَنَا وَ إِن عَصَينَاهُ عَذّبَنَا مَا لَنَا عَلَي اللّهِ مِن حُجّةٍ بَلِ الحُجّةُ لِلّهِ عَلَينَا وَ عَلَي جَمِيعِ خَلقِهِ أَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِمّن يَقُولُ ذَلِكَ وَ أنَتفَيِ‌ إِلَي اللّهِ مِن هَذَا القَولِ فَاهجُرُوهُم لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ أَلجِئُوهُم إِلَي أَضيَقِ الطّرِيقِ وَ إِن وَجَدتَ مِن أَحَدٍ مِنهُم خَلوَةً فَاشدَخ رَأسَهُ بِالصّخرَةِ

بيان الإلجاء إلي أضيق الطريق كناية عن إتمام الحجة عليهم أوتشهيرهم وتكذيبهم أوانتهاز الفرصة بهم لقتلهم والشدخ كسر الشي‌ء الأجوف

83-كش ،[رجال الكشي‌] قَالَ نَصرُ بنُ الصّبّاحِ مُوسَي السّوّاقُ لَهُ أَصحَابٌ عَليَاوِيّةٌ يَقَعُونَ فِي السّيّدِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلِيّ بنُ الحَسَكَةِ الجَوّازُ القمُيّ‌ّ كَانَ أُستَادَ القَاسِمِ الشعّراَنيِ‌ّ اليقَطيِنيِ‌ّ وَ ابنُ بَابَا وَ مُحَمّدُ بنُ مُوسَي الشرّيِعيِ‌ّ كَانَا مِن تَلَامِذَةِ عَلِيّ بنِ حَسَكَةَ مَلعُونُونَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ ذَكَرَ الفَضلُ بنُ شَاذَانَ فِي بَعضِ كُتُبِهِ أَنّ مِنَ الكَذّابِينَ المَشهُورِينَ عَلِيّ بنَ حَسَكَةَ وَ فَارِسَ بنَ حَاتِمٍ القزَويِنيِ‌ّ

أقول ثم روي الكشي‌ روايات في لعن فارس و أن أبا الحسن العسكري‌ ع أمر جنيدا بقتله فقتله وحرض علي قتل جماعة أخري من الغلاة كأبي‌ السمهري‌ و ابن أبي الزرقاء

84-كش ،[رجال الكشي‌] ذَكَرَ أَبُو مُحَمّدٍ الفَضلُ بنُ شَاذَانَ فِي بَعضِ كُتُبِهِ أَنّ مِنَ الكَذّابِينَ المَشهُورِينَ ابنَ بَابَا القمُيّ‌ّ

قَالَ سَعدٌ حدَثّنَيِ‌ العبُيَديِ‌ّ قَالَكَتَبَ إلِيَ‌ّ العسَكرَيِ‌ّ ع ابتِدَاءً مِنهُ أَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِنَ الفهِريِ‌ّ وَ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَابَا القمُيّ‌ّ فَابرَأ مِنهُمَا فإَنِيّ‌ مُحَذّرُكَ


صفحه : 318

وَ جَمِيعَ موَاَليِ‌ّ وَ إنِيّ‌ أَلعَنُهُمَا عَلَيهِمَا لَعنَةُ اللّهِ مُستَأكِلَينِ يَأكُلَانِ بِنَا النّاسَ فَتّانَينِ مُؤذِيَينِ آذَاهُمَا اللّهُ وَ أَركَسَهُمَا فِي الفِتنَةِ رَكساً يَزعُمُ ابنُ بَابَا أنَيّ‌ بَعَثتُهُ نَبِيّاً وَ أَنّهُ بَابٌ وَيلَهُ لَعَنَهُ اللّهُ سَخِرَ مِنهُ الشّيطَانُ فَأَغوَاهُ فَلَعَنَ اللّهُ مَن قَبِلَ مِنهُ ذَلِكَ يَا مُحَمّدُ إِن قَدَرتَ أَن تَشدَخَ رَأسَهُ بِحَجَرٍ فَافعَل فَإِنّهُ قَد آذاَنيِ‌ آذَاهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ قَالَ أَبُو عَمرٍو فَقَالَت فِرقَةٌ بِنُبُوّةِ مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ الفهِريِ‌ّ النمّيَريِ‌ّ وَ ذَلِكَ أَنّهُ ادّعَي أَنّهُ نبَيِ‌ّ رَسُولٌ وَ أَنّ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ أَرسَلَهُ وَ كَانَ يَقُولُ بِالتّنَاسُخِ وَ الغُلُوّ فِي أَبِي الحَسَنِ ع وَ يَقُولُ فِيهِ بِالرّبُوبِيّةِ وَ يَقُولُ بِإِبَاحَةِ المَحَارِمِ وَ يُحَلّلُ نِكَاحَ الرّجَالِ بَعضِهِم بَعضاً فِي أَدبَارِهِم وَ يَقُولُ إِنّهُ مِنَ الفَاعِلِ وَ المَفعُولِ بِهِ أَحَدُ الشّهَوَاتِ وَ الطّيّبَاتِ إِنّ اللّهَ لَم يُحَرّم شَيئاً مِن ذَلِكَ وَ كَانَ مُحَمّدُ بنُ مُوسَي بنِ الحَسَنِ بنِ فُرَاتٍ يقُوَيّ‌ أَسبَابَهُ وَ يَعضُدُهُ وَ ذَكَرَ أَنّهُ رَأَي بَعضُ النّاسِ مُحَمّدَ بنَ نُصَيرٍ عِيَاناً وَ غُلَامٌ لَهُ عَلَي ظَهرِهِ وَ أَنّهُ عَاتَبَهُ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ هَذَا مِنَ اللّذّاتِ وَ هُوَ مِنَ التّوَاضُعِ لِلّهِ وَ تَركِ التّجَبّرِ وَ افتَرَقَ النّاسُ فِيهِ بَعدَهُ فِرَقاً

85-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ وَ الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُندَارَ القمُيّ‌ّ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ وَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ قَالَ


صفحه : 319

سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ قَد ذُكِرَ عِندَهُ أَبُو الخَطّابِ لَعَنَ اللّهُ أَبَا الخَطّابِ وَ لَعَنَ أَصحَابَهُ وَ لَعَنَ الشّاكّينَ فِي لَعنِهِ وَ لَعَنَ مَن وَقَفَ فِي ذَلِكَ وَ شَكّ فِيهِ ثُمّ قَالَ هَذَا أَبُو العَمرِو وَ جَعفَرُ بنُ وَاقِدٍ وَ هَاشِمُ بنُ أَبِي هَاشِمٍ استَأكَلُوا بِنَا النّاسَ فَصَارُوا دُعَاةً يَدعُونَ النّاسَ إِلَي مَا دَعَا إِلَيهِ أَبُو الخَطّابِ لَعَنَهُ اللّهُ وَ لَعَنَهُم مَعَهُ وَ لَعَنَ مَن قَبِلَ ذَلِكَ مِنهُم يَا عَلِيّ لَا تَتَحَرّجَنّ مِن لَعنِهِم لَعَنَهُمُ اللّهُ فَإِنّ اللّهَ قَد لَعَنَهُم ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن يَأجِم أَن يَلعَنَ مَن لَعَنَهُ اللّهُ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ

بيان أجمه كضربه كرهه

86-كش ،[رجال الكشي‌] الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ القمُيّ‌ّ عَن سَعدٍ عَنِ العبُيَديِ‌ّ عَن يُونُسَ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع يَا يُونُسُ أَ مَا تَرَي إِلَي مُحَمّدِ بنِ فُرَاتٍ وَ مَا يَكذِبُ عَلَيّ فَقُلتُ أَبعَدَهُ اللّهُ وَ أَسحَقَهُ وَ أَشقَاهُ فَقَالَ قَد فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ بِهِ أَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ كَمَا أَذَاقَ مَن كَانَ قَبلَهُ مِمّن كَذَبَ عَلَينَا يَا يُونُسُ إِنّمَا قُلتُ ذَلِكَ لِتُحَذّرَ عَنهُ أصَحاَبيِ‌ وَ تَأمُرَهُم بِلَعنِهِ وَ البَرَاءَةِ مِنهُ فَإِنّ اللّهَ برَيِ‌ءٌ مِنهُ

87- قَالَ سَعدٌ وَ حدَثّنَيِ‌َ ابنُ العبُيَديِ‌ّ عَن أَخِيهِ جَعفَرِ بنِ عِيسَي وَ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ آذاَنيِ‌ مُحَمّدُ بنُ الفُرَاتِ آذَاهُ اللّهُ وَ أَذَاقَهُ حَرّ الحَدِيدِ آذاَنيِ‌ لَعَنَهُ اللّهُ أَذًي مَا آذَي أَبُو الخَطّابِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع بِمِثلِهِ وَ مَا كَذَبَ عَلَينَا خطَاّبيِ‌ّ مِثلَ مَا كَذَبَ مُحَمّدُ بنُ الفُرَاتِ وَ اللّهِ مَا أَحَدٌ يَكذِبُ إِلَينَا إِلّا وَ يُذِيقُهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ

قال محمد بن عيسي فأخبراني‌ وغيرهما أنه مالبث محمد بن فرات إلاقليلا حتي


صفحه : 320

قتله ابراهيم بن شكلة أخبث قتلة و كان محمد بن فرات يدعي‌ أنه باب و أنه نبي‌ و كان القاسم اليقطيني‌ و علي بن حسكة القمي‌ كذلك يدعيان لعنهما الله

88-كش ،[رجال الكشي‌] قَالَ نَصرُ بنُ الصّبّاحِ قَالَ لِيَ السّجّادَةُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ يَوماً مَا تَقُولُ فِي مُحَمّدِ بنِ أَبِي زَينَبَ وَ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِص أَيّهُمَا أَفضَلُ قَالَ قُلتُ لَهُ قُل أَنتَ فَقَالَ بَل مُحَمّدُ بنُ أَبِي زَينَبَ أَ لَا تَرَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَاتَبَ فِي القُرآنِ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ فِي مَوَاضِعَ وَ لَم يُعَاتِب مُحَمّدَ بنَ أَبِي زَينَبَ فَقَالَ لِمُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِوَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًالَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَالآيَةَ وَ فِي غَيرِهِمَا وَ لَم يُعَاتِب مُحَمّدَ بنَ أَبِي زَينَبَ بشِيَ‌ءٍ مِن أَشبَاهِ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عَمرٍو عَلَي السّجّادَةِ لَعنَةُ اللّهِ وَ لَعنَةُ اللّاعِنِينَ وَ لَعنَةُ المَلَائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ فَلَقَد كَانَ مِنَ العَليَائِيّةِ الّذِينَ يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللّهِص وَ لَيسَ لَهُم فِي الإِسلَامِ نَصِيبٌ

89-ختص ،[الإختصاص ] فِي الدّعَاءِ أللّهُمّ لَا تَجعَلنَا مِنَ الّذِينَ تَقَدّمُوا فَمَرَقُوا وَ لَا مِنَ الّذِينَ تَأَخّرُوا فَمُحِقُوا وَ اجعَلنَا مِنَ النّمرُقَةِ الأَوسَطِ

90-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن بَعضِ


صفحه : 321

أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَرَجَ إِلَينَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ مُغضَبٌ فَقَالَ إنِيّ‌ خَرَجتُ آنِفاً فِي حَاجَةٍ فَتَعَرّضَ لِي بَعضُ سُودَانِ المَدِينَةِ فَهَتَفَ بيِ‌ لَبّيكَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ لَبّيكَ فَرَجَعتُ عوَديِ‌ عَلَي بدَئيِ‌ إِلَي منَزلِيِ‌ خَائِفاً ذُعراً مِمّا قَالَ حَتّي سَجَدتُ فِي مسَجدِيِ‌ لرِبَيّ‌ وَ عَفّرتُ لَهُ وجَهيِ‌ وَ ذَلّلتُ لَهُ نفَسيِ‌ وَ بَرِئتُ إِلَيهِ مِمّا هَتَفَ بيِ‌ وَ لَو أَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ عَدَا مَا قَالَ اللّهُ فِيهِ إِذاً لَصَمّ صَمَماً لَا يَسمَعُ بَعدَهُ أَبَداً وَ عمَيِ‌َ عَمًي لَا يُبصِرُ بَعدَهُ أَبَداً وَ خَرِسَ خَرَساً لَا يَتَكَلّمُ بَعدَهُ أَبَداً ثُمّ قَالَ لَعَنَ اللّهُ أَبَا الخَطّابِ وَ قَتَلَهُ بِالحَدِيدِ

91-كش ،[رجال الكشي‌] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ السلّوُليِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ عَن عَنبَسَةَ بنِ مُصعَبٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَيّ شَيءٍ سَمِعتَ مِن أَبِي الخَطّابِ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّكَ وَضَعتَ يَدَكَ عَلَي صَدرِهِ وَ قُلتَ لَهُ عِه وَ لَا تَنسَ وَ إِنّكَ تَعلَمُ الغَيبَ وَ إِنّكَ قُلتَ لَهُ عَيبَةُ عِلمِنَا وَ مَوضِعُ سِرّنَا أَمِينٌ عَلَي أَحيَائِنَا وَ أَموَاتِنَا قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا مَسّ شَيءٌ مِن جسَدَيِ‌ جَسَدَهُ إِلّا يَدَهُ وَ أَمّا قَولُهُ إنِيّ‌ قُلتُ أَعلَمُ الغَيبَ فَوَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا أَعلَمُ فَلَا آجرَنَيِ‌َ اللّهُ فِي أمَواَتيِ‌ وَ لَا بَارَكَ لِي فِي أحَياَئيِ‌ إِن كُنتُ قُلتُ لَهُ قَالَ وَ قُدّامَهُ جُوَيرِيَةٌ سَودَاءُ تَدرُجُ قَالَ لَقَد كَانَ منِيّ‌ إِلَي أُمّ هَذِهِ أَو


صفحه : 322

إِلَي هَذِهِ كَخَطّةِ القَلَمِ فأَتَتَنيِ‌ هَذِهِ فَلَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ مَا كَانَت تأَتيِنيِ‌ وَ لَقَد قَاسَمتُ مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ حَائِطاً بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ فَأَصَابَهُ السّهلُ وَ الشّربُ وَ أصَاَبنَيِ‌ الجَبَلُ وَ أَمّا قَولُهُ إنِيّ‌ قُلتُ هُوَ عَيبَةُ عِلمِنَا وَ مَوضِعُ سِرّنَا أَمِينٌ عَلَي أَحيَائِنَا وَ أَموَاتِنَا فَلَا آجرَنَيِ‌َ اللّهُ فِي أمَواَتيِ‌ وَ لَا بَارَكَ لِي فِي أحَياَئيِ‌ إِن كُنتُ قُلتُ لَهُ شَيئاً مِن هَذَا قَطّ

بيان قوله لاآجرني‌ الله علي بناء المجرد من باب نصر أوبناء الإفعال كماصرح بهما في النهاية والأساس أي لاأعطاني‌ في مصيبة أمواتي‌ المثوبات التي‌ وعدها أربابها فإنه من أعظم الخسران والحرمان و لابارك لي في أحيائي‌ أي لم يعطني‌ بركة فيمن هوحي‌ من أتباعي‌ وأولادي‌ وعشيرتي‌ و في بعض النسخ في حياتي‌ والأول أظهر. قوله ع كخطة القلم أي كان مني‌ إلي أم هذه الجارية مسحة قليلة بقدر خط القلم بإرادة المقاربة فأتتني‌ هذه الجارية فحال إتيانها بيني‌ و بين ماأريد لوكنت أعلم الغيب لفعلت ذلك في مكان ماكانت تأتيني‌. والراوي‌ شك في أنه ع قال كان مني‌ إلي أم هذه الجارية كخطة القلم فأتتني‌ هذه أو قال إلي هذه الجارية كخطة القلم فأتتني‌ أمها فلذا ردد في أول الكلام وأحال في آخر الكلام أحد الشقين علي الظهور واكتفي بذكر أحدهما. ويحتمل أن يكون المعني كان بيني‌ و بين أم هذه الجارية المسافة بقدر مايخط بالقلم فلما قربت منها بهذا الحد أتتني‌ وحالت بيني‌ وبينها والتقريب كمامر


صفحه : 323

وكون خطة القلم كناية عن المقاربة بعيد ويمكن أن يكون المراد كانت بيني‌ وبينها مسافة قليلة بقدر مايخط بالقلم وكنت أطلبها للتأديب أوغيره فلم أعرف مكانها حتي أتتني‌ بنفسها. و في بعض النسخ لحظ القلم باللام والحاء المهملة والظاء المعجمة أي كان مني‌ إليها أمر بأن تلحظ القلم ألذي فات مني‌ فأتتني‌ به و في بعضها بخط القلم و في بعضها بخبط القلم أي الترديد في الكلام بسبب خط النساخ فيحتمل أن يكون فاتتني‌ في الموضعين أي كان مني‌ إليها شيء من الضرب والتهديد للتأديب ففاتتني‌ و لم أطلع علي مكانها و علي هذه النسخة أيضا يمكن تأويله بهذا المعني أي فاتتني‌ ثم أتتني‌ بنفسها. ويؤيده مارواه في الكافي‌ أنه ع قال ياعجبا لأقوام يزعمون أنانعلم الغيب مايعلم الغيب إلا الله لقد هممت بضرب جاريتي‌ فلانة فهربت مني‌ فما علمت في أي بيوت الدار هي‌. و لايخفي أن قوله هذه ثانيا يزيد تكلف بعض التوجيهات

92-كش ،[رجال الكشي‌]ذَكَرَتِ الطّيّارَةُ الغَالِيَةُ فِي بَعضِ كُتُبِهَا عَنِ المُفَضّلِ أَنّهُ قَالَ لَقَد قُتِلَ مَعَ أَبِي إِسمَاعِيلَ يعَنيِ‌ أَبَا الخَطّابِ سَبعُونَ نَبِيّاً كُلّهُم رَأَي وَ هَلَكَ نَبِيّاً فِيهِ وَ إِنّ المُفَضّلَ قَالَ دَخَلنَا عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ نَحنُ اثنَا عَشَرَ رَجُلًا قَالَ فَجَعَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يُسَلّمُ عَلَي رَجُلٍ رَجُلٍ مِنّا وَ يسُمَيّ‌ كُلّ رَجُلٍ مِنّا بِاسمِ نبَيِ‌ّ وَ قَالَ لِبَعضِنَا السّلَامُ عَلَيكَ يَا نُوحُ وَ قَالَ لِبَعضِنَا السّلَامُ عَلَيكَ يَا اِبرَاهِيمُ وَ كَانَ آخِرُ مَن سَلّمَ عَلَيهِ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا يُونُسُ ثُمّ قَالَ لَا تَخَايُرَ بَينَ الأَنبِيَاءِ


صفحه : 324

تبيين قولهم كلهم رأي النسخ هنا مختلفة ففي‌ بعضها قدرأي وهلك نبيا فيه أي كلهم رأي الله وهلك مع النبوة في سبيل الله أو في إعانة أبي الخطاب و في بعضها وهلك ويشافهه و هوأظهر و في بعضها وهلل ويشافهه أي قال لاإله إلا الله و هويشافه الله تَعالي عَمّا يَقُولُونَ عُلُوّا كَبِيراً و علي التقادير يحتمل إرجاع الضمائر إلي الصادق ع بناء علي قولهم بألوهيته . وصحح السيد الداماد هكذا وهلل بنباوته ثم قال قال علامة الزمخشري‌ في الفائق النباوة والنبوة الارتفاع والشرف وكلهم كلا إفراديا بالرفع علي الابتداء أي كل واحد منهم رأي وهلل علي صيغة المعلوم أي رأي معبوده بالمنظر الأعلي من الكبرياء والربوبية ونفسه في الدرجة الرفيعة من النباوة والنبوة وجري علي لسانه كلمة التهليل تدهشا وتحيرا واستعظاما وتعجبا أو علي صيغة المجهول أي إذارأي قيل لاإله إلا الله تعجبا من نباوته واستعظاما إذ كل من يري شيئا عظيما يتعجب منه و يقول لاإله إلا الله . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ فِي النّهَايَةِ وَ فِي جَامِعِ الأُصُولِ، فِي حَدِيثِ عِمرَانَ بنِ الحُصَينِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص النّظَرُ إِلَي وَجهِ عَلِيّ عِبَادَةٌ

قيل معناه أن عليا ع كان إذابرز قال الناس لاإله إلا الله ماأشرف هذاالفتي لاإله إلا الله ماأكرم هذاالفتي أي أتقي لاإله إلا الله ماأشجع هذاالفتي فكان رؤيته تحملهم علي كلمة التوحيد. قوله لاتخاير أي لاتفاضل ولعلهم لعنهم الله إنما وضعوا هذه التتمة لئلا يتفضل بعضهم علي بعض

93-كش ،[رجال الكشي‌]طَاهِرُ بنُ عِيسَي عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الشجّاَعيِ‌ّ عَنِ الحمَاّديِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ التّنَاسُخِ قَالَ فَمَن نَسَخَ الأَوّلَ


صفحه : 325

بيان قال السيد الداماد قدس الله روحه إشارة إلي برهان إبطال التناسخ علي القوانين الحكمية والأصول البرهانية تقريره أن القول بالتناسخ إنما يستتب لوقيل بأزلية النفس المدبرة للأجساد المختلفة المتعاقبة علي التناقل والتناسخ وبلا تناهي‌ تلك الأجساد المتناسخة بالعدد من جهة الأزل كما هوالمشهور من مذهب الذاهبين إليه والبراهين الناهضة علي استحالة اللانهاية العددية بالفعل مع تحقق الترتب والاجتماع في الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان أعني‌ الدهر و إن لم يتصحح الترتب التعاقبي‌ بحسب ظرف السيلان والتدريج والفوت واللحوق أعني‌ الزمان . و قداستبان ذلك في الأفق المبين والصراط المستقيم وتقويم الإيمان وقبسات حق اليقين وغيرها من كتبنا وصحفنا فإذن لامحيص لسلسلة الأجساد المترتبة من مبدإ معين هوالجسد الأول في جهة الأزل يستحق باستعداده المزاجي‌ أن يتعلق به نفس مجردة تعلق التدبير والتصرف فيكون ذلك مناط حدوث فيضانها عن جود المفيض الفياض الحق جل سلطانه . و إذاانكشف ذلك فقد انصرح أن كل جسد هيولاني‌ بخصوصية مزاجه الجسماني‌ واستحقاقه الاستعدادي‌ يكون مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه يدبره ويتعلق به ويتصرف فيه ويتسلط عليه فليتثبت انتهي و قدمر بعض القول فيه في كتاب التوحيد

94-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَلّمتُ وَ جَلَستُ فَقَالَ لِي وَ كَانَ فِي مَجلِسِكَ هَذَا أَبُو الخَطّابِ وَ مَعَهُ سَبعُونَ رَجُلًا كُلّهُ إِلَيهِم[كُلّهُم إِلَيهِ]يَتَأَلّمُ مِنهُم شَيئاً فَرَحِمتُهُم فَقُلتُ لَهُم أَ لَا أُخبِرُكُم بِفَضَائِلِ المُسلِمِ فَلَا أَحسَبُ أَصغَرَهُم إِلّا قَالَ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قُلتُ مِن فَضَائِلِ المُسلِمِ أَن يُقَالَ لَهُ فُلَانٌ قاَر‌ِئٌ لِكِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ فُلَانٌ


صفحه : 326

ذُو حَظّ مِن وَرَعٍ وَ فُلَانٌ يَجتَهِدُ فِي عِبَادَتِهِ لِرَبّهِ فَهَذِهِ فَضَائِلُ المُسلِمِ مَا لَكُم وَ لِلرّئَاسَاتِ إِنّمَا المُسلِمُونَ رَأسٌ وَاحِدٌ إِيّاكُم وَ الرّجَالَ فَإِنّ الرّجَالَ لِلرّجَالِ مَهلَكَةٌ فإَنِيّ‌ سَمِعتُ أَبِي ع يَقُولُ إِنّ شَيطَاناً يُقَالُ لَهُ المُذهِبُ يأَتيِ‌ فِي كُلّ صُورَةٍ إِلّا أَنّهُ لَا يأَتيِ‌ فِي صُورَةِ نبَيِ‌ّ وَ لَا وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ وَ لَا أَحسَبُهُ إِلّا وَ قَد تَرَاءَي لِصَاحِبِكُم فَاحذَرُوهُ فبَلَغَنَيِ‌ أَنّهُم قُتِلُوا مَعَهُ فَأَبعَدَهُمُ اللّهُ وَ أَسحَقَهُم إِنّهُ لَا يَهلِكُ عَلَي اللّهِ إِلّا


صفحه : 327

هَالِكٌ

بيان قوله ع كلهم إليه يتألم كذا في أكثر النسخ علي صيغة التفعل من الألم و في بعض النسخ ينالهم والظاهر أن فيه سقطا وتحريفا و قال السيد الداماد رحمه الله أي كلهم مسلمون إليه ينالهم منهم شيءبالنون من النيل أي يصيبهم من تلقاء أنفسهم مصيبة و في نسخة يثالم بالمثلثة علي المفاعلة من الثلمة ومنهم للتعدية أوبمعني فيهم أو من زائدة للدعاء والمعني يثالمهم شيء ويوقع فيهم ثلمة قوله فلاأحسب أصغرهم أي لم أظن أحدا أنه أصغرهم إلاأجاب بهذا الجواب و في بعض النسخ فلاأحسب إلاأصغرهم . قال قوله ع إنما المسلمون رأس واحد أي جميعهم في حكم رأس واحد فلاينبغي‌ لهم إلارئيس واحد ويمكن أن يقدر المضاف أي ذو رأس واحد و في بعض النسخ إنما للمسلمين رأس واحد أي إنما لهم جميعا رئيس واحد ومطاع واحد. قوله ع لايهلك أي لايرد علي الله هالكا إلا من هوهالك بحسب شقاوته وسوء طينته و في الصحيفة فالهالك منا من هلك عليه و قدبسطنا القول فيه في الفرائد الطريفة


صفحه : 328

فصل في بيان التفويض ومعانيه

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع مَا تَقُولُ فِي التّفوِيضِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَوّضَ إِلَي نَبِيّهِص أَمرَ دِينِهِ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَأَمّا الخَلقَ وَ الرّزقَ فَلَا ثُمّ قَالَ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّألّذِي خَلَقَكُم ثُمّ رَزَقَكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يَفعَلُ مِن ذلِكُم مِن شَيءٍ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَامِدٍ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَنِ الغُلَاةِ وَ المُفَوّضَةِ فَقَالَ الغُلَاةُ كُفّارٌ وَ المُفَوّضَةُ مُشرِكُونَ مَن جَالَسَهُم أَو خَالَطَهُم أَو وَاكَلَهُم أَو شَارَبَهُم أَو وَاصَلَهُم أَو زَوّجَهُم أَو تَزَوّجَ إِلَيهِم أَو أَمِنَهُم أَوِ ائتَمَنَهُم عَلَي أَمَانَةٍ أَو صَدّقَ حَدِيثَهُم وَ أَو أَعَانَهُم بِشَطرِ كَلِمَةٍ خَرَجَ مِن وَلَايَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ وَلَايَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ وَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن يَزِيدَ بنِ عُمَيرِ بنِ مُعَاوِيَةَ الشاّميِ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع بِمَروَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ روُيِ‌َ لَنَا عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنَ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَا جَبرَ وَ لَا تَفوِيضَ[بَل]


صفحه : 329

أَمرٌ بَينَ أَمرَينِ فَمَا مَعنَاهُ فَقَالَ مَن زَعَمَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَفعَلُ أَفعَالَنَا ثُمّ يُعَذّبُنَا عَلَيهَا فَقَد قَالَ بِالجَبرِ وَ مَن زَعَمَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَوّضَ أَمرَ الخَلقِ وَ الرّزقِ إِلَي حُجَجِهِ ع فَقَد قَالَ بِالتّفوِيضِ وَ القَائِلُ بِالجَبرِ كَافِرٌ وَ القَائِلُ بِالتّفوِيضِ مُشرِكٌ الخَبَرَ

4-ج ،[الإحتجاج ] أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الدّلّالُ القمُيّ‌ّ قَالَ اختَلَفَ جَمَاعَةٌ مِنَ الشّيعَةِ فِي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَوّضَ إِلَي الأَئِمّةِ ع أَن يَخلُقُوا وَ يَرزُقُوا فَقَالَ قَومٌ هَذَا مُحَالٌ لَا يَجُوزُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِأَنّ الأَجسَامَ لَا يَقدِرُ عَلَي خَلقِهَا غَيرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ آخَرُونَ بَلِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَقدَرَ الأَئِمّةَ عَلَي ذَلِكَ وَ فَوّضَ إِلَيهِم فَخَلَقُوا وَ رَزَقُوا وَ تَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ تَنَازُعاً شَدِيداً فَقَالَ قَائِلٌ مَا بَالُكُم لَا تَرجِعُونَ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ فَتَسأَلُونَهُ عَن ذَلِكَ لِيُوضِحَ لَكُمُ الحَقّ فِيهِ فَإِنّهُ الطّرِيقُ إِلَي صَاحِبِ الأَمرِ فَرَضِيَتِ الجَمَاعَةُ بأِبَيِ‌ جَعفَرٍ وَ سَلّمَت وَ أَجَابَت إِلَي قَولِهِ فَكَتَبُوا المَسأَلَةَ وَ أَنفَذُوهَا إِلَيهِ فَخَرَجَ إِلَيهِم مِن جِهَتِهِ تَوقِيعٌ نُسخَتُهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي هُوَ ألّذِي خَلَقَ الأَجسَامَ وَ قَسَمَ الأَرزَاقَ لِأَنّهُ لَيسَ بِجِسمٍ وَ لَا حَالّ فِي جِسمٍلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُفَأَمّا الأَئِمّةُ ع فَإِنّهُم يَسأَلُونَ اللّهَ تَعَالَي فَيَخلُقُ وَ يسأله [يَسأَلُونَهُ]فَيَرزُقُ إِيجَاباً لِمَسأَلَتِهِم وَ إِعظَاماً لِحَقّهِم

5-ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الإِمَامِ فَوّضَ اللّهُ إِلَيهِ كَمَا فَوّضَ إِلَي سُلَيمَانَ فَقَالَ نَعَم وَ ذَلِكَ أَنّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَن


صفحه : 330

مَسأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ آخَرُ عَن تِلكَ المَسأَلَةِ فَأَجَابَهُ بِغَيرِ جَوَابِ الأَوّلِ ثُمّ سَأَلَهُ آخَرُ عَنهَا فَأَجَابَهُ بِغَيرِ جَوَابِ الأَوّلَينِ ثُمّ قَالَ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامنُن أَو أَعطِ بِغَيرِ حِسَابٍ هَكَذَا فِي قِرَاءَةِ عَلِيّ ع قَالَ قُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ فَحِينَ أَجَابَهُم بِهَذَا الجَوَابِ يَعرِفُهُمُ الإِمَامُ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ أَ مَا تَسمَعُ قَولَ اللّهِ تَعَالَي فِي كِتَابِهِإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ وَ هُمُ الأَئِمّةُوَ إِنّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ لَا يَخرُجُ مِنهَا أَبَداً ثُمّ قَالَ نَعَم إِنّ الإِمَامَ إِذَا نَظَرَ إِلَي رَجُلٍ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ لَونَهُ وَ إِن سَمِعَ كَلَامَهُ مِن خَلفِ حَائِطٍ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ مَا هُوَ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُوَ مِن آياتِهِ خَلقُ السّماواتِ


صفحه : 331

وَ الأَرضِ وَ اختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَ أَلوانِكُم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمِينَفَهُمُ العُلَمَاءُ وَ لَيسَ يَسمَعُ شَيئاً مِنَ الأَلسُنِ إِلّا عَرَفَهُ نَاجٍ أَو هَالِكٌ فَلِذَلِكَ يُجِيبُهُم باِلذّيِ‌ يُجِيبُهُم بِهِ

كا،[الكافي‌] أحمد بن إدريس و محمد بن يحيي عن الحسن بن علي الكوفي‌ عن عبيس عن عبد الله بن سليمان عنه ع مثله بيان قوله و ذلك أنه كلام الراوي‌ وتقديره ذلك السؤال لأنه سأله وكونه كلامه ع وإرجاع الضمير إلي سليمان بعيد جدا أوأعط هذه القراءة غيرمذكورة في الشواذ وكأنه عليها المن بمعني القطع أوالنقص وعرف لونه أي عرف أن لونه أي لون ويدل علي أي شيء من الصفات والأخلاق . أوالمراد باللون النوع و علي تأويله المراد بقوله إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمِينَ أن في الألسن والألوان المختلفة لآيات وعلامات للعلماء الذين هم العالمون حقيقة وهم الأئمة ع يستدلون بها علي إيمان الخلق ونفاقهم وسائر صفاتهم و هذا من غرائب علومهم وشئونهم صلوات الله عليهم

6-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ مُحَمّداً عَبداً فَأَدّبَهُ حَتّي إِذَا بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً أَوحَي إِلَيهِ وَ فَوّضَ إِلَيهِ الأَشيَاءَ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا


صفحه : 332

7-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ وَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولَانِ إِنّ اللّهَ فَوّضَ إِلَي نَبِيّهِ أَمرَ خَلقِهِ لِيَنظُرَ كَيفَ طَاعَتُهُم ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا

بيان قوله كيف طاعتهم أي للرسول ص أولله تعالي أوالأعم منهما

8-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص دِيَةَ العَينِ وَ دِيَةَ النّفسِ وَ دِيَةَ الأَنفِ وَ حَرّمَ النّبِيذَ وَ كُلّ مُسكِرٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ فَوَضَعَ هَذَا رَسُولُ اللّهِص مِن غَيرِ أَن يَكُونَ جَاءَ فِيهِ شَيءٌ قَالَ نَعَم لِيَعلَمَ مَن يطع [يُطِيعُ]الرّسُولَ وَ يَعصِيهِ

9-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ أَدّبَ رَسُولَهُ حَتّي قَوّمَهُ عَلَي مَا أَرَادَ ثُمّ فَوّضَ إِلَيهِ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَمَا فَوّضَ اللّهُ إِلَي رَسُولِهِ فَقَد فَوّضَهُ إِلَينَا

ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن عبدالجبار عن ابن أبان عن أحمد بن الحسن مثله

10-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ صَامِتٍ عَن أُدَيمِ بنِ الحُرّ قَالَ أُدَيمٌسَأَلَهُ مُوسَي بنُ أَشيَمَ يعَنيِ‌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن آيَةٍ مِن كِتَابِ اللّهِ فَخَبّرَهُ بِهَا فَلَم يَبرَح حَتّي دَخَلَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَن تِلكَ الآيَةِ بِعَينِهَا فَأَخبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخبَرَهُ قَالَ ابنُ أَشيَمَ فدَخَلَنَيِ‌ مِن ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ حَتّي كُنتُ كَادَ قلَبيِ‌ يُشرَحُ بِالسّكَاكِينِ وَ قُلتُ تَرَكتُ أَبَا قَتَادَةَ بِالشّامِ لَا يُخطِئُ فِي الحَرفِ الوَاحِدِ الوَاوِ وَ شِبهِهَا وَ جِئتُ إِلَي مَن يُخطِئُ هَذَا الخَطَاءَ كُلّهُ فَبَينَا أَنَا كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ آخَرُ فَسَأَلَهُ عَن تِلكَ بِعَينِهَا فَأَخبَرَهُ بِخِلَافِ مَا


صفحه : 333

أخَبرَنَيِ‌ وَ ألّذِي سَأَلَهُ بعَديِ‌ فَتَجَلّي عنَيّ‌ وَ عَلِمتُ أَنّ ذَلِكَ تَعَمّدٌ مِنهُ فَحَدّثتُ نفَسيِ‌ بشِيَ‌ءٍ فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا ابنَ أَشيَمَ لَا تَفعَل كَذَا وَ كَذَا فحَدَثّنَيِ‌ عَنِ الأَمرِ ألّذِي حَدّثتُ بِهِ نفَسيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أَشيَمَ إِنّ اللّهَ فَوّضَ إِلَي سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع فَقَالَهذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ وَ فَوّضَ إِلَي نَبِيّهِ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَمَا فَوّضَ إِلَي نَبِيّهِ فَقَد فَوّضَ إِلَينَا يَا ابنَ أَشيَمَفَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ مَن يُرِد أَن يُضِلّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً أَ تدَريِ‌ مَا الحَرَجُ قُلتُ لَا فَقَالَ بِيَدِهِ وَ ضَمّ أَصَابِعَهُ الشيّ‌ءُ المُصمَتُ ألّذِي لَا يَخرُجُ مِنهُ شَيءٌ وَ لَا يَدخُلُ فِيهِ شَيءٌ

ختص ،[الإختصاص ]اليقطيني‌ عن النضر مثله ير،[بصائر الدرجات ] ابن هاشم عن يحيي بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن أبي بكر عن موسي بن أشيم

مثله ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن موسي بن أشيم مثله


صفحه : 334

11-ير،[بصائر الدرجات ] فِي نَوَادِرِ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا وَ اللّهِ مَا فَوّضَ اللّهُ إِلَي أَحَدٍ مِن خَلقِهِ إِلّا إِلَي الرّسُولِ وَ إِلَي الأَئِمّةِ ع فَقَالَإِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ وَ هيِ‌َ جَارِيَةٌ فِي الأَوصِيَاءِ

ختص ،[الإختصاص ] ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عبد الله بن سنان عنه ع مثله بيان ذهب أكثر المفسرين إلي أن المراد بقوله تعالي بِما أَراكَ اللّهُبما عرفك الله وأوحي به إليك ومنهم من زعم أنه يدل علي جواز الاجتهاد عليه ع و لايخفي ضعفه وظاهر الخبر أنه ع فسر الإراءة بالإلهام و مايلقي‌ الله في قلوبهم من الأحكام لتدل علي التفويض ببعض معانيه كماسيأتي‌

12-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَن أَحلَلنَا لَهُ شَيئاً أَصَابَهُ مِن أَعمَالِ الظّالِمِينَ فَهُوَ لَهُ حَلَالٌ لِأَنّ الأَئِمّةَ مِنّا مُفَوّضٌ إِلَيهِم فَمَا أَحَلّوا فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرّمُوا فَهُوَ حَرَامٌ

ختص ،[الإختصاص ]الطيالسي‌ عن ابن عميرة مثله

13-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَفوَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ أَدّبَ نَبِيّهُ عَلَي مَحَبّتِهِ فَقَالَإِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ ثُمّ فَوّضَ إِلَيهِ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ قَالَمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ


صفحه : 335

قَالَ ثُمّ قَالَ وَ إِنّ نبَيِ‌ّ اللّهِ فَوّضَ إِلَي عَلِيّ وَ ائتَمَنَهُ فَسَلّمتُم وَ جَحَدَ النّاسُ وَ اللّهِ لَحَسبُكُم أَن تَقُولُوا إِذَا قُلنَا وَ تَصمُتُوا إِذَا صَمَتنَا وَ نَحنُ فِيمَا بَينَكُم وَ بَينَ اللّهِ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لِأَحَدٍ مِن خَيرٍ فِي خِلَافِ أَمرِنَا

ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ وَ ابنِ فَضّالٍ عَن عَاصِمٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ ائتَمَنَهُختص ،[الإختصاص ] ابنُ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ النحّويِ‌ّ

مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ فَإِنّ أَمرَنَا أَمرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

بيان قوله ع علي محبته أي علي ماأحب وأراد من التأديب أوحال عن الفاعل أي حال كونه تعالي ثابتا علي محبته أو عن المفعول أي حال كونه ص ثابتا علي محبته تعالي ويحتمل أن يكون علي تعليلية أي لحبه تعالي له أولحبه له تعالي أوعلمه بما يوجب حبه لله تعالي أوحبه تعالي له والأول أظهر الوجوه

14-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن زَكَرِيّا الزجّاَجيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَذكُرُ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ فِيمَا ولُيّ‌َ بِمَنزِلَةِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسي عن الحسين بن سعيد عن الحجال مثله


صفحه : 336

15-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ خَالِدٍ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن رُفَيدٍ مَولَي ابنِ هُبَيرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا رَأَيتَ القَائِمَ أَعطَي رَجُلًا مِائَةَ أَلفٍ وَ أَعطَي آخَرَ دِرهَماً فَلَا يَكبُر فِي صَدرِكَ فَإِنّ الأَمرَ مُفَوّضٌ إِلَيهِ

16-غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] جَعفَرٌ الفزَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي نُعَيمٍ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَوَجّهَ قَومٌ مِنَ المُفَوّضَةِ وَ المُقَصّرَةِ كَامِلَ بنَ اِبرَاهِيمَ المدَنَيِ‌ّ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ كَامِلٌ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ أَسأَلُهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَ معَرفِتَيِ‌ وَ قَالَ بمِقَاَلتَيِ‌ قَالَ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌ أَبِي مُحَمّدٍ ع نَظَرتُ إِلَي ثِيَابٍ بَيَاضٍ نَاعِمَةٍ عَلَيهِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ حُجّتُهُ يَلبَسُ النّاعِمَ مِنَ الثّيَابِ وَ يَأمُرُنَا نَحنُ بِمُوَاسَاةِ الإِخوَانِ وَ يَنهَانَا عَن لُبسِ مِثلِهِ فَقَالَ مُتَبَسّماً يَا كَامِلُ وَ حَسَرَ ذِرَاعَيهِ فَإِذَا مِسحٌ أَسوَدُ خَشِنٌ عَلَي جِلدِهِ فَقَالَ هَذَا لِلّهِ وَ هَذَا لَكُم فَسَلّمتُ وَ جَلَستُ إِلَي بَابٍ عَلَيهِ سِترٌ مُرخًي فَجَاءَتِ الرّيحُ فَكَشَفَت طَرَفَهُ فَإِذَا أَنَا بِفَتًي كَأَنّهُ فِلقَةُ قَمَرٍ مِن أَبنَاءِ أَربَعِ سِنِينَ أَو مِثلِهَا فَقَالَ لِي يَا كَامِلَ بنَ اِبرَاهِيمَ فَاقشَعرَرتُ مِن ذَلِكَ وَ أُلهِمتُ أَن قُلتُ لَبّيكَ يَا سيَدّيِ‌ فَقَالَ جِئتَ إِلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ حُجّتِهِ وَ بَابِهِ تَسأَلُهُ هَل يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَ مَعرِفَتَكَ وَ قَالَ بِمَقَالَتِكَ فَقُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ قَالَ إِذَن وَ اللّهِ يَقِلّ دَاخِلُهَا وَ اللّهِ إِنّهُ لَيَدخُلُهَا قَومٌ يُقَالُ لَهُمُ الحَقّيّةُ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ وَ مَن هُم قَالَ قَومٌ مِن حُبّهِم لعِلَيِ‌ّ ع يَحلِفُونَ بِحَقّهِ وَ


صفحه : 337

لَا يَدرُونَ مَا حَقّهُ وَ فَضلُهُ ثُمّ سَكَتَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عنَيّ‌ سَاعَةً ثُمّ قَالَ وَ جِئتَ تَسأَلُهُ عَن مَقَالَةِ المُفَوّضَةِ كَذَبُوا بَل قُلُوبُنَا أَوعِيَةٌ لِمَشِيّةِ اللّهِ فَإِذَا شَاءَ شِئنَا وَ اللّهُ يَقُولُوَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ ثُمّ رَجَعَ السّترُ إِلَي حَالَتِهِ فَلَم أَستَطِع كَشفَهُ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ أَبُو مُحَمّدٍ ع مُتَبَسّماً فَقَالَ يَا كَامِلُ مَا جُلُوسُكَ قَد أَنبَأَكَ بِحَاجَتِكَ الحُجّةُ مِن بعَديِ‌ فَقُمتُ وَ خَرَجتُ وَ لَم أُعَايِنهُ بَعدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَيمٍ فَلَقِيتُ كَامِلًا فَسَأَلتُهُ عَن هَذَا الحَدِيثِ فحَدَثّنَيِ‌ بِهِ

غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] أحمد بن علي الرازي‌ عن محمد بن علي عن علي بن عبد الله عن الحسن بن وجنا عن أبي نعيم مثله

17-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَقَرَأتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع قَولَ اللّهِلَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ قَالَ بَلَي وَ اللّهِ إِنّ لَهُ مِنَ الأَمرِ شَيئاً وَ شَيئاً وَ شَيئاً وَ لَيسَ حَيثُ ذَهَبتَ وَ لكَنِيّ‌ أُخبِرُكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا أَمَرَ نَبِيّهُص أَن يُظهِرَ وَلَايَةَ عَلِيّ ع فَكّرَ فِي عَدَاوَةِ قَومِهِ لَهُ وَ مَعرِفَتِهِ بِهِم وَ ذَلِكَ للِذّيِ‌ فَضّلَهُ اللّهُ بِهِ عَلَيهِم فِي جَمِيعِ خِصَالِهِ كَانَ أَوّلَ مَن آمَنَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ بِمَن أَرسَلَهُ وَ كَانَ أَنصَرَ النّاسِ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ أَقتَلَهُم لِعَدُوّهِمَا وَ أَشَدّهُم بُغضاً لِمَن خَالَفَهُمَا وَ فَضّلَ عِلمَهُ ألّذِي لَم يُسَاوِهِ أَحَدٌ وَ مَنَاقِبَهُ التّيِ‌ لَا تُحصَي شَرَفاً فَلَمّا فَكّرَ النّبِيّص فِي عَدَاوَةِ قَومِهِ لَهُ فِي هَذِهِ الخِصَالِ وَ حَسَدِهِم لَهُ عَلَيهَا ضَاقَ عَن ذَلِكَ فَأَخبَرَ اللّهُ أَنّهُ لَيسَ لَهُ مِن هَذَا الأَمرِ شَيءٌ إِنّمَا الأَمرُ فِيهِ إِلَي اللّهِ أَن يُصَيّرَ عَلِيّاً وَصِيّهُ وَ ولَيِ‌ّ الأَمرِ بَعدَهُ فَهَذَا عَنَي اللّهُ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ لَهُ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ وَ قَد فَوّضَ اللّهُ إِلَيهِ أَن جَعَلَ مَا أَحَلّ فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرّمَ فَهُوَ حَرَامٌ قَولُهُما


صفحه : 338

آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا

18-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع قَولُهُ لِنَبِيّهِص لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌفَسّرهُ لِي قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لشِيَ‌ءٍ قَالَهُ اللّهُ وَ لشِيَ‌ءٍ أَرَادَهُ اللّهُ يَا جَابِرُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ حَرِيصاً عَلَي أَن يَكُونَ عَلِيّ ع مِن بَعدِهِ عَلَي النّاسِ وَ كَانَ عِندَ اللّهِ خِلَافُ مَا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ قُلتُ فَمَا مَعنَي ذَلِكَ قَالَ نَعَم عَنَي بِذَلِكَ قَولَ اللّهِ لِرَسُولِهِص لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ يَا مُحَمّدُ فِي عَلِيّ الأَمرُ[إلِيَ‌ّ] فِي عَلِيّ وَ فِي غَيرِهِ أَ لَم أَتلُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ فِيمَا أَنزَلتُ مِن كتِاَبيِ‌ إِلَيكَالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ إِلَي قَولِهِوَ لَيَعلَمَنّ قَالَ فَوّضَ رَسُولُ اللّهِص الأَمرَ إِلَيهِ

بيان قوله ع لشي‌ء قاله الله أي إنما قال ليس لك من الأمر شيء في أمر قاله الله وأراده ليس للنبي‌ص أن يغيره ثم بين أن الآية نزلت في إمامة علي ع حيث أرادها الله تعالي إرادة حتم و لماخاف النبي ص مخالفة الأمة أخر تبليغ ذلك أنزل الله عليه هذه الآية ويدل عليه الخبر السابق و إن كان بعيدا عن سياق هذاالخبر فإن ظاهره أنه ص أراد أن لايغلب علي علي ع بعده أحد ويتمكن من الخلافة و كان في علم الله تعالي ومصلحته أن يفتن الأمة به ويدعهم إلي اختيارهم ليتميز المؤمن من المنافق فأنزل الله تعالي عليه ليس لك من أمر علي ع شيءفإني‌ أعلم بالمصلحة و لاتنافي‌ بينهما. ويمكن حمل كل خبر علي ظاهره وحاصلهما أن المراد نفي‌ اختيار النبي ص فيما حتم الله وأوحي إليه فلاينافي‌ تفويض الأمر إليه في بعض الأشياء


صفحه : 339

19-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الجرَميِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَرَأَ لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَن تَتُوبَ عَلَيهِم أَو تُعَذّبَهُم فَإِنّهُم ظَالِمُونَ

بيان ظاهره أن الآية هكذا نزلت ويحتمل أن يكون الغرض بيان المقصود منها و علي الوجهين المعني أنه تعالي أوحي إليه أن ليس لك في قبول توبتهم وعذابهم اختيار فإنهما منوطان بمشية الله تعالي ومصلحته فلاينافي‌ اختياره في سائر الأمور

20-كشف ،[كشف الغمة] مِن مَنَاقِبِ الخوُاَرزِميِ‌ّ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ لَمّا خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ دَعَاهُنّ فَأَجَبنَهُ فَعَرَضَ عَلَيهِنّ نبُوُتّيِ‌ وَ وَلَايَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَبِلَتَاهُمَا ثُمّ خَلَقَ الخَلقَ وَ فَوّضَ إِلَينَا أَمرَ الدّينِ فَالسّعِيدُ مَن سَعِدَ بِنَا وَ الشقّيِ‌ّ مَن شقَيِ‌َ بِنَا نَحنُ المُحِلّونَ لِحَلَالِهِ وَ المُحَرّمُونَ لِحَرَامِهِ

21- مِن كِتَابِ رِيَاضِ الجِنَانِ،لِفَضلِ اللّهِ بنِ مَحمُودٍ الفاَرسِيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَذَكَرتُ اختِلَافَ الشّيعَةِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ لَم يَزَل فَرداً مُتَفَرّداً فِي الوَحدَانِيّةِ ثُمّ خَلَقَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ع فَمَكَثُوا أَلفَ دَهرٍ ثُمّ خَلَقَ الأَشيَاءَ وَ أَشهَدَهُم خَلقَهَا وَ أَجرَي عَلَيهَا طَاعَتَهُم وَ جَعَلَ فِيهِم مَا شَاءَ وَ فَوّضَ أَمرَ الأَشيَاءِ إِلَيهِم فِي الحُكمِ وَ التّصَرّفِ وَ الإِرشَادِ وَ الأَمرِ وَ النهّي‌ِ فِي الخَلقِ لِأَنّهُمُ الوُلَاةُ فَلَهُمُ الأَمرُ وَ الوَلَايَةُ وَ الهِدَايَةُ فَهُم أَبوَابُهُ وَ نُوّابُهُ وَ حُجّابُهُ يُحَلّلُونَ مَا شَاءَ وَ يُحَرّمُونَ مَا شَاءَ وَ لَا يَفعَلُونَ إِلّا مَا شَاءَعِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَفَهَذِهِ الدّيَانَةُ التّيِ‌ مَن تَقَدّمَهَا غَرِقَ فِي بَحرِ الإِفرَاطِ وَ مَن نَقَصَهُم عَن هَذِهِ المَرَاتِبِ التّيِ‌ رَتّبَهُمُ اللّهُ فِيهَا زَهَقَ فِي بَرّ التّفرِيطِ وَ لَم يُوَفّ آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم فِيمَا يَجِبُ عَلَي المُؤمِنِ مِن مَعرِفَتِهِم ثُمّ قَالَ خُذهَا يَا مُحَمّدُ فَإِنّهَا مِن مَخزُونِ العِلمِ وَ مَكنُونِهِ

22-ختص ،[الإختصاص ]الطيّاَلسِيِ‌ّ وَ ابنُ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ


صفحه : 340

مَروَانَ عَنِ المُنَخّلِ بنِ جَمِيلٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ قَالَ تَلَوتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع هَذِهِ الآيَةَ مِن قَولِ اللّهِلَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص حَرَصَ أَن يَكُونَ عَلِيّ ولَيِ‌ّ الأَمرِ مِن بَعدِهِ فَذَلِكَ ألّذِي عَنَي اللّهُلَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ لَهُ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ وَ قَد فَوّضَ اللّهُ إِلَيهِ فَقَالَ مَا أَحَلّ النّبِيّص فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرّمَ النّبِيّص فَهُوَ حَرَامٌ

23-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَن زِيَادٍ القنَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ كَيفَ كَانَ يَصنَعُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِشَارِبِ الخَمرِ قَالَ كَانَ يَحُدّهُ قُلتُ فَإِن عَادَ قَالَ كَانَ يَحُدّهُ قُلتُ فَإِن عَادَ قَالَ يَحُدّهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَإِن عَادَ كَانَ يَقتُلُهُ قُلتُ كَيفَ كَانَ يَصنَعُ بِشَارِبِ المُسكِرِ قَالَ مِثلَ ذَلِكَ قُلتُ فَمَن شَرِبَ الخَمرَ كَمَن شَرِبَ المُسكِرَ قَالَ سَوَاءٌ فَاستَعظَمتُ ذَلِكَ فَقَالَ لَا تَستَعظِم ذَلِكَ إِنّ اللّهَ لَمّا أَدّبَ نَبِيّهُص ائتَدَبَ فَفَوّضَ إِلَيهِ وَ إِنّ اللّهَ حَرّمَ مَكّةَ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص حَرّمَ المَدِينَةَ فَأَجَازَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ إِنّ اللّهَ حَرّمَ الخَمرَ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص حَرّمَ المُسكِرَ فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ كُلّهُ لَهُ وَ إِنّ اللّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ مِنَ الصّلبِ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَطعَمَ الجَدّ فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ ثُمّ قَالَ حَرفٌ وَ مَا حَرفٌمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ

24-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع فَأَجرَيتُ اختِلَافَ الشّيعَةِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَزَل مُتَفَرّداً بِوَحدَانِيّتِهِ ثُمّ خَلَقَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ فَمَكَثُوا أَلفَ دَهرٍ ثُمّ خَلَقَ جَمِيعَ الأَشيَاءِ فَأَشهَدَهُم خَلقَهَا وَ أَجرَي طَاعَتَهُم عَلَيهَا وَ فَوّضَ أُمُورَهَا إِلَيهِم فَهُم يُحِلّونَ مَا يَشَاءُونَ وَ يُحَرّمُونَ مَا يَشَاءُونَ وَ لَن يَشَاءُوا إِلّا أَن يَشَاءَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ الدّيَانَةُ التّيِ‌ مَن تَقَدّمَهَا مَرَقَ وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا مُحِقَ[مَحَقَ] وَ مَن


صفحه : 341

لَزِمَهَا لَحِقَ خُذهَا إِلَيكَ يَا مُحَمّدُ

تبيين اختلاف الشيعة أي في معرفة الأئمة ع وأحوالهم وصفاتهم أو في اعتقادهم بعدد الأئمة فإن الواقفية والفطحية والناووسية وبعض الزيدية أيضا من الشيعة والمحق منهم الإمامية والأول أنسب بالجواب .متفردا بوحدانيته أي بكونه واحدا لا شيءمعه فهو مبالغة في التفرد أوالباء للملابسة أوالسببية أي كان متفردا بالقدم بسبب أنه الواحد من جميع الجهات و لا يكون كذلك إلاالواجب بالذات فلابد من قدمه وحدوث ماسواه والدهر الزمان الطويل ويطلق علي ألف سنة.فأشهدهم خلقها أي خلقها بحضرتهم وبعلمهم وهم كانوا مطلعين علي أطوار الخلق وأسراره فلذا صاروا مستحقين للإمامة لعلمهم الكامل بالشرائع والأحكام وعلل الخلق وأسرار الغيوب وأئمة الإمامية كلهم موصوفون بتلك الصفات دون سائر الفرق فبه يبطل مذهبهم فيستقيم الجواب علي الوجه الثاني‌ أيضا. و لاينافي‌ هذا قوله تعالي ما أَشهَدتُهُم خَلقَ السّماواتِ وَ الأَرضِبل يؤيده فإن الضمير في ما أَشهَدتُهُمراجع إلي الشيطان وذريته أو إلي المشركين بدليل قوله تعالي سابقاأَ فَتَتّخِذُونَهُ وَ ذُرّيّتَهُ أَولِياءَ مِن دوُنيِ‌ و قوله بعد ذلك وَ ما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداً فلاينافي‌ إشهاد الهادين للخلق . قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل معني الآية أنكم اتبعتم الشياطين كمايتبع من يكون عنده علم لاينال إلا من جهته و أنا مااطلعتهم علي خلق السماوات و الأرض و لا علي خلق أنفسهم و لم أعطهم العلم بأنه كيف يخلق الأشياء فمن أين يتبعونهم انتهي . وأجري طاعتهم عليها أي أوجب وألزم علي جميع الأشياء طاعتهم حتي


صفحه : 342

الجمادات من السماويات والأرضيات كشق القمر وإقبال الشجر وتسبيح الحصي وأمثالها مما لايحصي وفوض أمورها إليهم من التحليل والتحريم والعطاء والمنع و إن كان ظاهرها تفويض تدبيرها إليهم فهم يحلون مايشاءون ظاهره تفويض الأحكام كماسيأتي‌ تحقيقه . وقيل ماشاءوا هو ماعلموا أن الله أحله كقوله تعالي يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ مع أنه لايفعل إلاالأصلح كما قال ولن يشاءوا إلي آخره والديانة الاعتقاد المتعلق بأصول الدين من تقدمها أي تجاوزها بالغلو مرق أي خرج من الإسلام و من تخلف عنها أي قصر و لم يعتقدها محق علي المعلوم أي أبطل دينه أو علي المجهول أي بطل و من لزمها واعتقد بهالحق أي بالأئمة أوأدرك الحق خذها إليك أي احفظ هذه الديانة لنفسك

25-عد،[العقائد]اعتِقَادُنَا فِي الغُلَاةِ وَ المُفَوّضَةِ أَنّهُم كُفّارٌ بِاللّهِ جَلّ جَلَالُهُ وَ أَنّهُم شَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ القَدَرِيّةِ وَ الحَرُورِيّةِ وَ مِن جَمِيعِ أَهلِ البِدَعِ وَ الأَهوَاءِ المُضِلّةِ وَ أَنّهُ مَا صَغّرَ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ تَصغِيرَهُم شَيءٌ وَ قَالَ جَلّ جَلَالُهُما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللّهُ الكِتابَ وَ الحُكمَ وَ النّبُوّةَ ثُمّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن كُونُوا رَبّانِيّينَ بِما كُنتُم تُعَلّمُونَ الكِتابَ وَ بِما كُنتُم تَدرُسُونَ وَ لا يَأمُرَكُم أَن تَتّخِذُوا المَلائِكَةَ وَ النّبِيّينَ أَرباباً أَ يَأمُرُكُم بِالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلا تَغلُوا فِي دِينِكُم وَ لا تَقُولُوا عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّ وَ اعتِقَادُنَا فِي النّبِيّ وَ الأَئِمّةِ ع أَنّ بَعضَهُم قُتِلُوا بِالسّيفِ وَ بَعضَهُم بِالسّمّ وَ أَنّ ذَلِكَ جَرَي عَلَيهِم عَلَي الحَقِيقَةِ وَ أَنّهُ مَا شُبّهَ أَمرُهُم لَا كَمَا يَزعُمُهُ مَن يَتَجَاوَزُ الحَدّ


صفحه : 343

فِيهِم مِنَ النّاسِ بَل شَاهَدُوا قَتلَهُم عَلَي الحَقِيقَةِ وَ الصّحّةِ لَا عَلَي الخَيَالِ وَ الحَيلُولَةِ وَ لَا عَلَي الشّكّ وَ الشّبهَةِ فَمَن زَعَمَ أَنّهُم شُبّهُوا أَو أَحَدٌ مِنهُم فَلَيسَ مِن دِينِنَا فِي شَيءٍ وَ نَحنُ مِنهُ بِرَاءٌ وَ قَد أَخبَرَ النّبِيّص وَ الأَئِمّةُ ع أَنّهُم يُقتَلُونَ فَمَن قَالَ إِنّهُم لَم يُقتَلُوا فَقَد كَذّبَهُم وَ مَن كَذّبَهُم فَقَد كَذّبَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ كَفَرَ بِهِ وَ خَرَجَ بِهِ عَنِ الإِسلَامِوَ مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ

وَ كَانَ الرّضَا ع يَقُولُ فِي دُعَائِهِ أللّهُمّ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنَ الحَولِ وَ القُوّةِ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِكَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ وَ أَبرَأُ إِلَيكَ مِنَ الّذِينَ ادّعَوا لَنَا مَا لَيسَ لَنَا بِحَقّ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِنَ الّذِينَ قَالُوا فِينَا مَا لَم نَقُلهُ فِي أَنفُسِنَا أللّهُمّ لَكَ الخَلقُ وَ مِنكَ الرّزقُ وَإِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُ أللّهُمّ أَنتَ خَالِقُنَا وَ خَالِقُ آبَائِنَا الأَوّلِينَ وَ آبَائِنَا الآخِرِينَ أللّهُمّ لَا تَلِيقُ الرّبُوبِيّةُ إِلّا بِكَ وَ لَا تَصلُحُ الإِلَهِيّةُ إِلّا لَكَ فَالعَنِ النّصَارَي الّذِينَ صَغّرُوا عَظَمَتَكَ وَ العَنِ المُضَاهِئِينَ لِقَولِهِم مِن بَرِيّتِكَ أللّهُمّ إِنّا عَبِيدُكَ وَ أَبنَاءُ عَبِيدِكَ لَا نَملِكُ لِأَنفُسِنَا نَفعاً وَ لَا ضَرّاً وَ لَا مَوتاً وَ حَيَاةً وَ لَا نُشُوراً أللّهُمّ مَن زَعَمَ أَنّا أَربَابٌ فَنَحنُ مِنهُ بِرَاءٌ وَ مَن زَعَمَ أَنّ إِلَينَا الخَلقَ وَ عَلَينَا الرّزقَ فَنَحنُ بِرَاءٌ مِنهُ كَبَرَاءَةِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع مِنَ النّصَارَي أللّهُمّ إِنّا لَم نَدعُهُم إِلَي مَا يَزعُمُونَ فَلَا تُؤَاخِذنَا بِمَا يَقُولُونَ وَ اغفِر لَنَا مَا يَدّعُونَ وَ لَا تَدَع عَلَي الأَرضِ مِنهُم دَيّاراًإِنّكَ إِن تَذَرهُم يُضِلّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلّا فاجِراً كَفّاراً

وَ روُيِ‌َ عَن زُرَارَةَ أَنّهُ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ ع إِنّ رَجُلًا مِن وُلدِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَبَإٍ يَقُولُ بِالتّفوِيضِ فَقَالَ وَ مَا التّفوِيضُ قُلتُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ مُحَمّداً


صفحه : 344

وَ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَفَوّضَ إِلَيهِمَا فَخَلَقَا وَ رَزَقَا وَ أَمَاتَا وَ أَحيَيَا فَقَالَ ع كَذَبَ عَدُوّ اللّهِ إِذَا انصَرَفتَ إِلَيهِ فَاتلُ عَلَيهِ هَذِهِ الآيَةَ التّيِ‌ فِي سُورَةِ الرّعدِأَم جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم قُلِ اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ الواحِدُ القَهّارُفَانصَرَفتُ إِلَي الرّجُلِ فَأَخبَرتُهُ فكَأَنَيّ‌ أَلقَمتُهُ حَجَراً أَو قَالَ فَكَأَنّمَا خَرِسَ وَ قَد فَوّضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نَبِيّهِص أَمرَ دِينِهِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ قَد فَوّضَ ذَلِكَ إِلَي الأَئِمّةِ ع وَ عَلَامَةُ المُفَوّضَةِ وَ الغُلَاةِ وَ أَصنَافِهِم نِسبَتُهُم مَشَايِخَ قُم وَ عُلَمَاءَهُم إِلَي القَولِ بِالتّقصِيرِ وَ عَلَامَةُ الحَلّاجِيّةِ مِنَ الغُلَاةِ دَعوَي التجّلَيّ‌ بِالعِبَادَةِ مَعَ تَركِهِمُ الصّلَاةَ وَ جَمِيعَ الفَرَائِضِ وَ دَعوَي المَعرِفَةِ بِأَسمَاءِ اللّهِ العُظمَي وَ دَعوَي انطِبَاعِ الحَقّ لَهُم وَ أَنّ الولَيِ‌ّ إِذَا خَلُصَ وَ عَرَفَ مَذهَبَهُم فَهُوَ عِندَهُم أَفضَلُ مِنَ الأَنبِيَاءِ ع وَ مِن عَلَامَتِهِم دَعوَي عِلمِ الكِيمِيَاءِ وَ لَم يَعلَمُوا مِنهُ إِلّا الدّغَلَ وَ تَنفِيقَ الشّبَهِ وَ الرّصَاصِ عَلَي المُسلِمِينَ

أقول قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرح هذاالكلام الغلو في اللغة هوتجاوز الحد والخروج عن القصد قال الله تعالي يا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم وَ لا تَقُولُوا عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّالآية فنهي عن تجاوز الحد في المسيح وحذّر من الخروج عن القصد في القول وجعل ماادعته النصاري غلوا لتعدية


صفحه : 345

الحد علي مابيناه والغلاة من المتظاهرين بالإسلام هم الذين نسبوا أمير المؤمنين والأئمة من ذريته ع إلي الإلهية والنبوة ووصفوهم من الفضل في الدين والدنيا إلي ماتجاوزوا فيه الحد وخرجوا عن القصد وهم ضلال كفار حكم فيهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالقتل والتحريق بالنار وقضت الأئمة ع عليهم بالإكفار والخروج عن الإسلام . والمفوضة صنف من الغلاة وقولهم ألذي فارقوا به من سواهم من الغلاة اعترافهم بحدوث الأئمة وخلقهم ونفي‌ القدم عنهم وإضافة الخلق والرزق مع ذلك إليهم ودعواهم أن الله تعالي تفرد بخلقهم خاصة و أنه فوض إليهم خلق العالم بما فيه وجميع الأفعال . والحلاجية ضرب من أصحاب التصوف وهم أصحاب الإباحة والقول بالحلول و كان الحلاج يتخصص بإظهار التشيع و إن كان ظاهر أمره التصوف وهم قوم ملحدة وزنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم ويدعون للحلاج الأباطيل ويجرون في ذلك مجري المجوس في دعواهم لزردشت المعجزات ومجري النصاري في دعواهم لرهبانهم الآيات والبينات والمجوس والنصاري أقرب إلي العمل بالعبادات منهم وهم أبعد من الشرائع والعمل بها من النصاري والمجوس . و أمانصه رحمه الله بالغلو علي من نسب مشايخ القميين وعلمائهم إلي التقصير فليس نسبة هؤلاء القوم إلي التقصير علامة علي غلو الناس إذ في جملة المشار إليهم بالشيخوخية والعلم من كان مقصرا وإنما يجب الحكم بالغلو علي من نسب المحقين إلي التقصير سواء كانوا من أهل قم أوغيرها من البلاد وسائر الناس . و قدسمعنا حكاية ظاهرة عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله لم نجد لها دافعا في التقصير وهي‌ ماحكي‌ عنه أنه قال أول درجة في الغلو نفي‌ السهو


صفحه : 346

عن النبي ص والإمام ع فإن صحت هذه الحكاية عنه فهو مقصر مع أنه من علماء القميين ومشيختهم . و قدوجدنا جماعة وردت إلينا من قم يقصرون تقصيرا ظاهرا في الدين ينزلون الأئمة ع عن مراتبهم ويزعمون أنهم كانوا لايعرفون كثيرا من الأحكام الدينية حتي ينكت في قلوبهم ورأينا من يقول إنهم كانوا يلجئون في حكم الشريعة إلي الرأي‌ والظنون ويدعون مع ذلك أنهم من العلماء و هذا هوالتقصير ألذي لاشبهة فيه . ويكفي‌ في علامة الغلو نفي‌ القائل به عن الأئمة ع سمات الحدوث وحكمه لهم بالإلهية والقدم إذ قالوا بما يقتضي‌ ذلك من خلق أعيان الأجسام واختراع الجواهر و ما ليس بمقدور العباد من الأعراض و لانحتاج مع ذلك إلي الحكم عليهم وتحقيق أمرهم بما جعله أبو جعفررحمه الله تتمة في الغلو علي كل حال .

فذلكة

اعلم أن الغلو في النبي والأئمة ع إنما يكون بالقول بألوهيتهم أوبكونهم شركاء الله تعالي في المعبودية أو في الخلق والرزق أو أن الله تعالي حل فيهم أواتحد بهم أوأنهم يعلمون الغيب بغير وحي‌ أوإلهام من الله تعالي أوبالقول في الأئمة ع إنهم كانوا أنبياء أوالقول بتناسخ أرواح بعضهم إلي بعض أوالقول بأن معرفتهم تغني‌ عن جميع الطاعات و لاتكليف معها بترك المعاصي‌. والقول بكل منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين كمادلت عليه الأدلة العقلية والآيات والأخبار السالفة وغيرها و قدعرفت أن الأئمة ع تبرءوا منهم وحكموا بكفرهم وأمروا بقتلهم و إن قرع سمعك شيء من الأخبار الموهمة لشي‌ء من ذلك فهي‌ إما مؤولة أوهي‌ من مفتريات الغلاة.


صفحه : 347

ولكن أفرط بعض المتكلمين والمحدثين في الغلو لقصورهم عن معرفة الأئمة ع وعجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم وعجائب شئونهم فقدحوا في كثير من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتي قال بعضهم من الغلو نفي‌ السهو عنهم أوالقول بأنهم يعلمون ما كان و ما يكون و غير ذلك

مَعَ أَنّهُ قَد وَرَدَ فِي أَخبَارٍ كَثِيرَةٍ لَا تَقُولُوا فِينَا رَبّاً وَ قُولُوا مَا شِئتُم وَ لَن تَبلُغُوا

وَ وَرَدَ أَنّ أَمرَنَا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَحتَمِلُهُ إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَو عَبدٌ مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ

وَ وَرَدَ لَو عَلِمَ أَبُو ذَرّ مَا فِي قَلبِ سَلمَانَ لَقَتَلَهُ

و غير ذلك مما مر وسيأتي‌. فلابد للمؤمن المتدين أن لايبادر برد ماورد عنهم من فضائلهم ومعجزاتهم ومعالي‌ أمورهم إلا إذاثبت خلافه بضرورة الدين أوبقواطع البراهين أوبالآيات المحكمة أوبالأخبار المتواترة كمامر في باب التسليم وغيره . و أماالتفويض فيطلق علي معان بعضها منفي‌ عنهم ع وبعضها مثبت لهم فالأول التفويض في الخلق والرزق والتربية والإماتة والإحياء فإن قوما قالوا إن الله تعالي خلقهم وفوض إليهم أمر الخلق فهم يخلقون ويرزقون ويميتون ويحيون و هذاالكلام يحتمل وجهين .أحدهما أن يقال إنهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم وإرادتهم وهم الفاعلون حقيقة و هذاكفر صريح دلت علي استحالته الأدلة العقلية والنقلية و لايستريب عاقل في كفر من قال به . وثانيهما أن الله تعالي يفعل ذلك مقارنا لإرادتهم كشق القمر وإحياء الموتي وقلب العصا حية و غير ذلك من المعجزات فإن جميع ذلك إنما تحصل بقدرته تعالي مقارنا لإرادتهم لظهور صدقهم فلايأبي العقل عن أن يكون الله تعالي خلقهم وأكملهم وألهمهم مايصلح في نظام العالم ثم خلق كل شيءمقارنا لإرادتهم ومشيتهم . و هذا و إن كان العقل لايعارضه كفاحا لكن الأخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهرا بل صراحا مع أن القول به قول بما لايعلم إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم


صفحه : 348

و ماورد من الأخبار الدالة علي ذلك كخطبة البيان وأمثالها فلم يوجد إلا في كتب الغلاة وأشباههم مع أنه يحتمل أن يكون المراد كونهم علة غائية لإيجاد جميع المكونات و أنه تعالي جعلهم مطاعين في الأرضين والسماوات ويطيعهم بإذن الله تعالي كل شيء حتي الجمادات وأنهم إذاشاءوا أمرا لايرد الله مشيتهم ولكنهم لايشاءون إلا أن يشاء الله . و أما ماورد من الأخبار في نزول الملائكة والروح لكل أمر إليهم و أنه لاينزل ملك من السماء لأمر إلابدأ بهم فليس ذلك لمدخليتهم في ذلك و لاالاستشارة بهم بل لَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ تعالي شأنه و ليس ذلك إلالتشريفهم وإكرامهم وإظهار رفعة مقامهم .الثاني‌ التفويض في أمر الدين و هذاأيضا يحتمل وجهين .أحدهما أن يكون الله تعالي فوض إلي النبي والأئمة ع عموما أن يحلوا ماشاءوا ويحرموا ماشاءوا من غيروحي‌ وإلهام أويغيروا ماأوحي‌ إليهم بآرائهم و هذاباطل لا يقول به عاقل فإن النبي ص كان ينتظر الوحي‌ أياما كثيرة لجواب سائل و لايجيبه من عنده و قد قال تعالي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي. وثانيهما أنه تعالي لماأكمل نبيه ص بحيث لم يكن يختار من الأمور شيئا إلا مايوافق الحق والصواب و لايحل بباله مايخالف مشيته تعالي في كل باب فوض إليه تعيين بعض الأمور كالزيادة في الصلاة وتعيين النوافل في الصلاة والصوم وطعمة الجد و غير ذلك مما مضي وسيأتي‌ إظهارا لشرفه وكرامته عنده و لم يكن أصل التعيين إلابالوحي‌ و لم يكن الاختيار إلابإلهام ثم كان يؤكد مااختاره ص بالوحي‌ و لافساد في ذلك عقلا و قددلت النصوص المستفيضة عليه مما تقدم في هذاالباب و في أبواب فضائل نبيناص من المجلد السادس . ولعل الصدوق رحمه الله أيضا إنما نفي المعني الأول حيث قال في الفقيه و قد


صفحه : 349

فوض الله عز و جل إلي نبيه ص أمر دينه و لم يفوض إليه تعدي‌ حدوده وأيضا هورحمه الله قدروي كثيرا من أخبار التفويض في كتبه و لم يتعرض لتأويلها.الثالث تفويض أمور الخلق إليهم من سياستهم وتأديبهم وتكميلهم وتعليمهم وأمر الخلق بإطاعتهم فيما أحبوا وكرهوا وفيما علموا جهة المصلحة فيه و مايعلموا و هذاحق لقوله تعالي ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا و غير ذلك من الآيات والأخبار

وَ عَلَيهِ يُحمَلُ قَولُهُم ع نَحنُ المُحَلّلُونَ حَلَالَهُ وَ المُحَرّمُونَ حَرَامَهُ أَي بَيَانُهُمَا عَلَينَا وَ يَجِبُ عَلَي النّاسِ الرّجُوعُ فِيهِمَا إِلَينَا وَ بِهَذَا الوَجهِ وَرَدَ خَبَرُ أَبِي إِسحَاقَ وَ الميِثمَيِ‌ّ

.الرابع تفويض بيان العلوم والأحكام بما رأوا المصلحة فيهابسبب اختلاف عقولهم أوبسبب التقية فيفتون بعض الناس بالواقع من الأحكام وبعضهم بالتقية ويبينون تفسير الآيات وتأويلها وبيان المعارف بحسب مايحتمل عقل كل سائل ولهم أن يبينوا ولهم أن يسكتوا

كَمَا وَرَدَ فِي أَخبَارٍ كَثِيرَةٍ عَلَيكُمُ المَسأَلَةُ وَ لَيسَ عَلَينَا الجَوَابُ

كل ذلك بحسب مايريهم الله من مصالح الوقت كماورد في خبر ابن أشيم وغيره و هوأحد معاني‌ خبر محمد بن سنان في تأويل قوله تعالي لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ ولعل تخصيصه بالنبي‌ص والأئمة ع لعدم تيسر هذه التوسعة لسائر الأنبياء والأوصياء ع بل كانوا مكلفين بعدم التقية في بعض الموارد و إن أصابهم الضرر والتفويض بهذا المعني أيضا ثابت حق بالأخبار المستفيضة.الخامس الاختيار في أن يحكموا بظاهر الشريعة أوبعلمهم وبما يلهمهم الله من الواقع ومخ الحق في كل واقعة و هذاأظهر محامل خبر ابن سنان و عليه أيضا دلت الأخبار.


صفحه : 350

السادس التفويض في العطاء فإن الله تعالي خلق لهم الأرض و ما فيها وجعل لهم الأنفال والخمس والصفايا وغيرها فلهم أن يعطوا ماشاءوا ويمنعوا ماشاءوا كمامر في خبر الثمالي‌ وسيأتي‌ في مواضعه و إذاأحطت خبرا بما ذكرنا من معاني‌ التفويض سهل عليك فهم الأخبار الواردة فيه وعرفت ضعف قول من نفي التفويض مطلقا و لمايحط بمعانيه

باب 11-نفي‌ السهو عنهم عليهم السلام

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ فِي الكُوفَةِ قَوماً يَزعُمُونَ أَنّ النّبِيّص لَم يَقَع عَلَيهِ السّهوُ فِي صَلَاتِهِ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ إِنّ ألّذِي لَا يَسهُو هُوَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ

2-سر،[السرائر] ابنُ مَحبُوبٍ عَن حَمّادٍ عَن ربِعيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ ذَكَرتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع السّهوَ فَقَالَ وَ يَنفَلِتُ مِن ذَلِكَ أَحَدٌ رُبّمَا أَقعَدتُ الخَادِمَ خلَفيِ‌ يَحفَظُ عَلَيّ صلَاَتيِ‌

3-يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع هَل سَجَدَ رَسُولُ اللّهِص سجَدتَيَ‌ِ السّهوِ قَطّ فَقَالَ لَا وَ لَا يَسجُدُهُمَا فَقِيهٌ

بيان قدمضي القول في المجلد السادس في عصمتهم ع عن السهو والنسيان وجملة القول فيه أن أصحابنا الإمامية أجمعوا علي عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله


صفحه : 351

عليهم من الذنوب الصغيرة والكبيرة عمدا وخطأ ونسيانا قبل النبوة والإمامة وبعدهما بل من وقت ولادتهم إلي أن يلقوا الله تعالي و لم يخالف في ذلك إلاالصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد قدس الله روحهما فإنهما جوزا الإسهاء من الله تعالي لاالسهو ألذي يكون من الشيطان في غير مايتعلق بالتبليغ وبيان الأحكام وقالوا إن خروجهما لايخل بالإجماع لكونهما معروفي‌ النسب . و أماالسهو في غير مايتعلق بالواجبات والمحرمات كالمباحات والمكروهات فظاهر أكثر أصحابنا أيضا تحقق الإجماع علي عدم صدوره عنهم واستدلوا أيضا بكونه سببا لنفور الخلق منهم وعدم الاعتداد بأفعالهم وأقوالهم و هوينافي‌ اللطف وبالآيات والأخبار الدالة علي أنهم ع لايقولون و لايفعلون شيئا إلابوحي‌ من الله تعالي ويدل أيضا عليه عموم مادل علي وجوب التأسي‌ بهم في جميع أقوالهم وأفعالهم ولزوم متابعتهم . ويدل عليه الأخبار الدالة علي أنهم مؤيدون بروح القدس و أنه لايلهو و لايسهو و لايلعب و قدمر في صفات الإمام عن الرضا ع فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قدأمن من الخطإ والزلل والعثار. وَ سيَأَتيِ‌ فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ القُرآنِ بِإِسنَادِهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ فِي بَيَانِ صِفَاتِ الإِمَامِ فَمِنهَا أَن يُعلَمَ الإِمَامُ المتُوَلَيّ‌ عَلَيهِ أَنّهُ مَعصُومٌ مِنَ الذّنُوبِ كُلّهَا صَغِيرِهَا وَ كَبِيرِهَا لَا يَزِلّ فِي الفُتيَا وَ لَا يُخطِئُ فِي الجَوَابِ وَ لَا يَسهُو وَ لَا يَنسَي وَ لَا يَلهُو بشِيَ‌ءٍ مِن أَمرِ الدّنيَا وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ ع عَدَلُوا عَن أَخذِ الأَحكَامِ عَن أَهلِهَا مِمّن فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُم مِمّن لَا يَزِلّ وَ لَا يُخطِئُ وَ لَا يَنسَي

. وغيرها من الأخبار الدالة بفحاويها علي تنزههم عنه وبالجملة المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات علي صدور السهو عنهم ع وإطباق الأصحاب إلا من شذ منهم علي عدم الجواز مع شهادة بعض الآيات والأخبار والدلائل الكلامية عليه و قدبسطنا القول في ذلك في المجلد السادس فإذاأردت الاطلاع عليه فارجع إليه


صفحه : 352

باب 21- أنه جري لهم من الفضل والطاعة مثل ماجري لرسول الله ص وأنهم في الفضل سواء

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ عَن نَصرِ بنِ الحَسَنِ الورَاَميِنيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ الصيّرفَيِ‌ّ عَن سَعِيدٍ الأَعرَجِ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ سُلَيمَانُ بنُ خَالِدٍ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فاَبتدَأَنَيِ‌ فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ مَا جَاءَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يُؤخَذُ بِهِ وَ مَا نَهَي عَنهُ يُنتَهَي عَنهُ جَرَي لَهُ مِنَ الفَضلِ مَا جَرَي لِرَسُولِ اللّهِص وَ لِرَسُولِهِ الفَضلُ عَلَي جَمِيعِ مَن خَلَقَ اللّهُ العَائِبُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فِي شَيءٍ كَالعَائِبِ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِص وَ الرّادّ عَلَيهِ فِي صَغِيرٍ أَو كَبِيرٍ عَلَي حَدّ الشّركِ بِاللّهِ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَابَ اللّهِ ألّذِي لَا يُؤتَي إِلّا مِنهُ وَ سَبِيلَهُ ألّذِي مَن تَمَسّكَ بِغَيرِهِ هَلَكَ كَذَلِكَ جَرَي حُكمُ الأَئِمّةِ ع بَعدَهُ وَاحِدٍ بَعدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُم أَركَانَ الأَرضِ وَ هُمُ الحُجّةُ البَالِغَةُ عَلَي مَن فَوقَ الأَرضِ وَ مَن تَحتَ الثّرَي أَ مَا عَلِمتَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَقُولُ أَنَا قَسِيمُ اللّهِ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ أَنَا الفَارُوقُ الأَكبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ العَصَا وَ المِيسَمِ وَ لَقَد أَقَرّ لِي جَمِيعُ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحُ بِمِثلِ مَا أَقَرّوا لِمُحَمّدٍص وَ لَقَد حُمِلتُ مِثلَ حَمُولَةِ مُحَمّدٍ وَ هُوَ حَمُولَةُ الرّبّ وَ أَنّ مُحَمّداًص يُدعَي فَيُكسَي فَيُستَنطَقُ فَيَنطِقُ وَ أُدعَي فَأُكسَي وَ أُستَنطَقُ فَأَنطِقُ وَ لَقَد أُعطِيتُ خِصَالًا لَم يُعطَهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ عُلّمتُ البَلَايَا وَ القَضَايَا وَ فَصلَ الخَطّابِ


صفحه : 353

بيان قوله الفاروق الأكبر أي الفارق بين الحق والباطل وقيل لأنه أول من أظهر الإسلام بمكة ففرق بين الإيمان والكفر و أماصاحب العصا والميسم فسيأتي‌ أنه ع الدابة ألذي ذكره الله في القرآن يظهر قبل قيام الساعة معه عصا موسي وخاتم سليمان يسم بهاوجوه المؤمنين والكافرين ليتميزوا. قوله ع و قدحملت أي حملني‌ الله من العلم والإيمان والكمالات أوتكليف هداية الخلق وتبليغ الرسالات وتحمل المشاق مثل ماحمل محمداص و في بعض النسخ ولقد حملت علي مثل حمولته فيمكن أن يقرأ حملت علي صيغة المجهول المتكلم و علي التخفيف والحمولة بفتح الحاء فإنها بمعني مايحمل عليه الناس من الدواب أي حملني‌ الله تعالي علي مثل ماحمله عليه من الأمور التي‌ توجب الوصول إلي أقصي منازل الكرامة من الخلافة والإمامة.فشبه ع ماحمله الله عليه من رئاسة الخلق وهدايتهم وولايتهم بدابة يركب عليها لأنه يبلغ بحاملها إلي أقصي غايات السبق في ميدان الكرامة ويمكن أن يقرأ حملت علي بناء المؤنث المجهول الغائب و علي بتشديد الياء والحمولة بضم الحاء وهي‌ بمعني الأحمال فيرجع إلي مامر في النسخة الأولي . قوله ع ويستنطق أي للشفاعة والشهادة قوله وفصل الخطاب أي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل ويطلق غالبا علي حكمهم في الوقائع المخصوصة وبيانهم في كل أمر حسب مايقتضيه المقام وأحوال السائلين المختلفين في الأفهام

2-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا أَنّهُ ع كَتَبَ إِلَيهِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا يَستَكمِلُ عَبدٌ الإِيمَانَ حَتّي يَعرِفَ أَنّهُ يجَريِ‌ لِآخِرِهِم مَا يجَريِ‌ لِأَوّلِهِم فِي الحُجّةِ وَ الطّاعَةِ وَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ سَوَاءً وَ لِمُحَمّدٍص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَضلُهُمَا الخَبَرَ

3-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ حَسّانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الريّاَحيِ‌ّ عَن أَبِي الصّامِتِ الحلُواَنيِ‌ّ


صفحه : 354

عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَفَضلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا جَاءَ بِهِ أُخِذَ بِهِ وَ مَا نَهَي عَنهُ انتهُيِ‌َ عَنهُ وَ جَرَي لَهُ مِنَ الطّاعَةِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص مِثلُ ألّذِي جَرَي لِرَسُولِ اللّهِص وَ الفَضلُ لِمُحَمّدٍص المُتَقَدّمُ بَينَ يَدَيهِ كَالمُتَقَدّمِ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ المُتَفَضّلُ عَلَيهِ كَالمُتَفَضّلِ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ الرّادّ عَلَيهِ فِي صَغِيرَةٍ أَو كَبِيرَةٍ عَلَي حَدّ الشّركِ بِاللّهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص بَابُ اللّهِ ألّذِي لَا يُؤتَي إِلّا مِنهُ وَ سَبِيلُهُ ألّذِي مَن سَلَكَهُ وَصَلَ إِلَي اللّهِ وَ كَذَلِكَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن بَعدِهِ وَ جَرَي فِي الأَئِمّةِ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمُ اللّهُ أَركَانَ الأَرضِ أَن تَمِيدَ بِأَهلِهَا وَ عُمُدَ الإِسلَامِ وَ رَابِطَهُ عَلَي سَبِيلِ هُدَاهُ وَ لَا يهَتدَيِ‌ هَادٍ إِلّا بِهُدَاهُم وَ لَا يَضِلّ خَارِجٌ مِن هُدًي إِلّا بِتَقصِيرٍ عَن حَقّهِم وَ أُمَنَاءَ اللّهِ عَلَي مَا أُهبِطَ مِن عِلمٍ أَو عُذرٍ أَو نُذرٍ وَ الحُجّةَ البَالِغَةَ عَلَي مَن فِي الأَرضِ يجَريِ‌ لِآخِرِهِم مِنَ اللّهِ مِثلُ ألّذِي جَرَي لِأَوّلِهِم وَ لَا يَصِلُ أَحَدٌ إِلَي شَيءٍ مِن ذَلِكَ إِلّا بِعَونِ اللّهِ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ لَا يَدخُلُهَا دَاخِلٌ إِلّا عَلَي أَحَدِ قسِميَ‌ّ وَ أَنَا الفَارُوقُ الأَكبَرُ وَ أَنَا الإِمَامُ لِمَن بعَديِ‌ وَ المؤُدَيّ‌ عَمّن كَانَ قبَليِ‌ وَ لَا يتَقَدَمّنُيِ‌ أَحَدٌ إِلّا أَحمَدُص وَ إنِيّ‌ وَ إِيّاهُ لَعَلَي سَبِيلٍ وَاحِدٍ إِلّا أَنّهُ هُوَ المَدعُوّ بِاسمِهِ وَ لَقَد أُعطِيتُ السّتّ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا وَ الوَصَايَا وَ الأَنسَابَ وَ فَصلَ الخِطَابِ


صفحه : 355

وَ إنِيّ‌ لَصَاحِبُ الكَرّاتِ وَ دَولَةُ[دَولَةِ]الدّوَلِ وَ إنِيّ‌ لَصَاحِبُ العَصَا وَ المِيسَمِ وَ الدّابّةُ التّيِ‌ تُكَلّمُ النّاسَ

بيان روي‌ في الكافي‌ عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي و محمد بن يحيي عن أحمد بن محمدجميعا عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع مثله بأدني تغيير وروي‌ أيضا عن محمد بن يحيي و أحمد بن محمدجميعا عن محمد بن الحسن عن علي بن حسان

مثله . قوله ع فضل علي بناء المجهول أي فضله الله علي الخلق أو علي بناء المصدر فقوله ماجاء خبره أي هذافضله قوله ورابطه أي يشدون الإسلام علي سبيل هداه لئلا يخرجه المبتدعون عن سبيله الحق و لايضيعوه والرابط أيضا يكون بمعني الزاهد والراهب والحكيم والشديد والملازم ولكل منها وجه مناسبة. قوله ع لعلي سبيل واحد أي أناشريكه في جميع الكمالات و لافرق بيني‌ وبينه إلا أنه مسمي باسم غيراسمي‌ ويحتمل أن يكون المراد بالاسم وصف النبوة أوالمعني أنه دعاه الله في القرآن باسمه و لم يدعني‌ والأول أظهر. قوله ع والوصايا أي وصايا الأنبياء والأوصياء والأنساب أي نسب كل أحد وصحته وفساده قوله ع وإني‌ لصاحب الكرات أي الحملات في الحروب كما قال ص فيه كرار غيرفرار والرجعات

كَمَا روُيِ‌َ أَنّ لَهُ ع رَجعَةً قَبلَ قِيَامِ القَائِمِ ع وَ مَعَهُ وَ بَعدَهُ

وقيل إنه عرض عليه الخلق كرات في الميثاق والذر في الرحم و عندالولادة و عندالموت و في القبر و عندالبعث و عندالحساب و عندالصراط وغيرها والأوسط أظهر. و أمادولة الدول فيحتمل أن يكون المراد بهاعلمه ع بدولة كل ذي‌ دولة


صفحه : 356

أو أنه صاحب الغلبة في الحروب وغيرها فإن الدولة بمعني الغلبة أوالمعني أن دولة كل ذي‌ دولة من الأنبياء والأوصياء كان بسبب ولايته والاستضاءة من نوره أو كان غلبتهم علي الأعادي‌ ونجاتهم من المهالك بالتوسل به و قدنطقت الأخبار بكل منها كماستقف عليها وستأتي‌ أمثال تلك الأخبار في أبواب تاريخ أمير المؤمنين ع مع شرحها لاسيما في باب ما بين ع من مناقبه

4-ك ،[إكمال الدين ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ أخَيِ‌ عَلَي جدَيّ‌ رَسُولِ اللّهِص فأَجَلسَنَيِ‌ عَلَي فَخِذِهِ وَ أَجلَسَ أخَيِ‌َ الحَسَنَ عَلَي فَخِذِهِ الآخَرِ ثُمّ قَبّلَنَا وَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتُمَا مِن إِمَامَينِ سِبطَينِ اختَارَكُمَا اللّهُ منِيّ‌ وَ مِن أَبِيكُمَا وَ مِن أُمّكُمَا وَ اختَارَ مِن صُلبِكَ يَا حُسَينُ تِسعَةَ أَئِمّةٍ تَاسِعُهُم قَائِمُهُم وَ كُلّهُم فِي الفَضلِ وَ المَنزِلَةِ سَوَاءٌ عِندَ اللّهِ تَعَالَي

5-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَنِ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اتّبَعَتهُم ذُرّيّتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرّيّتَهُم وَ ما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ قَالَ الّذِينَ آمَنُوا النّبِيّص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الذّرّيّةُ الأَئِمّةُ الأَوصِيَاءُ أَلحَقنَا بِهِم وَ لَم تَنقُص ذُرّيّتُهُم مِنَ الجِهَةِ التّيِ‌ جَاءَ بِهَا مُحَمّدٌص فِي عَلِيّ وَ حُجّتُهُم وَاحِدَةٌ وَ طَاعَتُهُم وَاحِدَةٌ

بيان ألته يألته نقصه ثم المشهور بين المفسرين أن المؤمنين الذين اتبعتهم ذريتهم في الإيمان بأن آمنوا لكن قصرت أعمالهم عن الوصول إلي درجة آبائهم ألحقوا بهاتكرمة لآبائهم وقيل المراد بهم الأولاد الصغار الذين جري عليهم حكم


صفحه : 357

الإيمان بسبب إيمان آبائهم يلحق الله يوم القيامة الأولاد بآبائهم في الجنة وَ هُوَ المرَويِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ مَا أَلَتنَامِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ أَي لَم يَنقُصِ الآبَاءَ مِنَ الثّوَابِ بِسَبَبِ لُحُوقِ الأَبنَاءِ

و علي التأويل ألذي في الخبر المعني أن المؤمنين الكاملين في الإيمان أي النبي و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما الذين اتبعتهم ذريتهم في كمال الإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم في وجوب الطاعة و مانقصنا الذرية من الحجة التي‌ أقمناها علي وجوب اتباع الآباء شيئا فالمراد بالعمل إقامة الحجة علي وجوب الطاعة و هو من عمل الله أوعمل النبي ألذي هو من الآباء. والحاصل أن الإضافة إما إلي الفاعل أو إلي المفعول والضمير في أَلَتناهُمراجع إِلَي الأَولَادِ وَ فِيعَمَلِهِم إِلَي الآبَاءِ

6-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحَارِثِ النضّريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ فِي الأَمرِ وَ النهّي‌ِ وَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ نجَريِ‌ مَجرَي وَاحِدٍ فَأَمّا رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ فَلَهُمَا فَضلُهُمَا

ختص ،[الإختصاص ] عن الحارث مثله

7-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن دَاوُدَ النمّيَريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ نَحنُ فِي العِلمِ وَ الشّجَاعَةِ سَوَاءٌ وَ فِي العَطَايَا عَلَي قَدرِ مَا نُؤمَرُ

بيان قوله و في العطايا أي عطاء العلم أوالمال أوالأعم والأول أظهر أي إنما نعطي‌ علي حسب مايأمرنا الله به بحسب المصالح

8-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَا مُحَمّدٍ كُلّنَا نجَريِ‌ فِي الطّاعَةِ وَ الأَمرِ مَجرَي وَاحِدٍ وَ بَعضُنَا أَعلَمُ مِن بَعضٍ


صفحه : 358

9-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَو عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ قُلنَا الأَئِمّةُ بَعضُهُم أَعلَمُ مِن بَعضٍ قَالَ نَعَم وَ عِلمُهُم بِالحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ تَفسِيرِ القُرآنِ وَاحِدٌ

ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد عن الأهوازي‌ عن ابن أبي عمير عن الحسين بن زياد عن أبي عبد الله ع مثله ختص ،[الإختصاص ] عن محمد بن عيسي عن الحسن بن زياد

مثله بيان لعل المراد أنه قد يكون الأخير أعلم من الأول في وقت إمامته بسبب مايتجدد له من العلم و إن أفيض إلي روح الأول أيضا لئلا يكون آخرهم أعلم من أولهم كماستقف عليه ويحتمل أن يكون ذلك للتقية من غلاة الشيعة

10-جا،[المجالس للمفيد] أَبُو غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَوّلُنَا دَلِيلٌ عَلَي آخِرِنَا وَ آخِرُنَا مُصَدّقٌ لِأَوّلِنَا وَ السّنّةُ فِينَا سَوَاءٌ إِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا حَكَمَ بِحُكمٍ أَجرَاهُ

ختص ،[الإختصاص ] ابن عيسي عن أبيه عن محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن ثعلبة عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله أو أبي جعفر ع مثله ختص ،[الإختصاص ] أحمد بن محمد بن يحيي عن الحميري‌ عن محمد بن الوليد و محمد بن عبدالحميد عن يونس بن يعقوب عن عبدالأعلي

مثله بيان أي لماحكم الله بأن لا يكون زمان من الأزمنة خاليا من الحجة لابد


صفحه : 359

أن يخلق في كل زمان من يكون مثل من تقدمه في العلم والكمال ووجوب الطاعة

11-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَابَ اللّهِ ألّذِي لَا يُؤتَي إِلّا مِنهُ وَ سَبِيلَهُ ألّذِي مَن سَلَكَ بِغَيرِهِ هَلَكَ وَ كَذَلِكَ جَرَي لِلأَئِمّةِ الهُدَاةِ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمُ اللّهُ أَركَانَ الأَرضِ أَن تَمِيدَ بِأَهلِهَا وَ حُجّتَهُ البَالِغَةَ عَلَي مَن فَوقَ الأَرضِ وَ مَن تَحتَ الثّرَي

بيان الميد الحركة يقال ماد يميد ميدا أي تحرك وزاغ أي جعلهم أركان الأرض كراهة أن تميد الأرض مع أهلها فتخسف بهم وتغرقهم كما قال تعالي وَ أَلقي فِي الأَرضِ روَاسيِ‌َ أَن تَمِيدَ بِكُم و لايبعد أن يكون إشارة إلي تأويل الآية أيضا فقد قيل فيها ذلك فإنه قديستعار الجبال للعلماء والحلماء لرزانتهم وثباتهم ورفعة شأنهم والتجاء الناس إليهم

12-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُلّنَا نجَريِ‌ فِي الطّاعَةِ وَ الأَمرِ مَجرَي وَاحِدٍ وَ بَعضُنَا أَعظَمُ مِن بَعضٍ

13-ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ شَيءٌ يَخرُجُ مِن عِندِ اللّهِ إِلّا بَدَأَ بِرَسُولِ اللّهِ ثُمّ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثُمّ بِمَن بَعدَهُ لِيَكُونَ عِلمُ آخِرِهِم مِن عِندِ أَوّلِهِم وَ لَا يَكُونَ آخِرُهُم أَعلَمَ مِن أَوّلِهِم

14-ختص ،[الإختصاص ] عَلِيّ بنُ الحَسَنِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَلِيّ بنِ السنّديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن أَبِي الصّبّاحِ مَولَي آلِ سَامٍ قَالَكُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 360

أَنَا وَ أَبُو المَغرَاءِ إِذ دَخَلَ عَلَينَا رَجُلٌ مِن أَهلِ السّوَادِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمّ اجتَذَبَهُ وَ أَجلَسَهُ إِلَي جَنبِهِ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ المَغرَاءِ أَو قَالَ لِي أَبُو المَغرَاءِ إِنّ هَذَا الِاسمَ مَا كُنتُ أَرَي أَحَداً يُسَلّمُ بِهِ إِلّا عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا الصّبّاحِ إِنّهُ لَا يَجِدُ عَبدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتّي يَعلَمَ أَنّ لِآخِرِنَا مَا لِأَوّلِنَا

15-ختص ،[الإختصاص ] عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع الأَئِمّةُ يَتَفَاضَلُونَ قَالَ أَمّا فِي الحَلَالِ وَ الحَرَامِ فَعِلمُهُم فِيهِ سَوَاءٌ وَ هُم يَتَفَاضَلُونَ فِيمَا سِوَي ذَلِكَ

16-ختص ،[الإختصاص ] عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا يَستَكمِلُ عَبدٌ الإِيمَانَ حَتّي يَعرِفَ أَنّهُ يجَريِ‌ لِآخِرِنَا مَا يجَريِ‌ لِأَوّلِنَا وَ هُم فِي الطّاعَةِ وَ الحُجّةِ وَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ سَوَاءٌ وَ لِمُحَمّدٍ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَضلُهُمَا

17-أَقُولُ رَوَي أَبُو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ فِي كِتَابِ المَنَاقِبِ بِإِسنَادِهِ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا سَيّدُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ أَنتَ يَا عَلِيّ سَيّدُ الخَلَائِقِ بعَديِ‌ أَوّلُنَا كَآخِرِنَا وَ آخِرُنَا كَأَوّلِنَا

18- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَفضَلُ خَلقِ اللّهِ غيَريِ‌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا وَ إِنّ


صفحه : 361

فَاطِمَةَ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ إِنّ عَلِيّاً ختَنَيِ‌ وَ لَو وَجَدتُ لِفَاطِمَةَ خَيراً مِن عَلِيّ لَم أُزَوّجهَا مِنهُ

19- وَ رَوَي الحَسَنُ بنُ سُلَيمَانَ فِي كِتَابِ المُحتَضَرِ، مِن كِتَابِ المَزَارِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيلٍ الحاَئرِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ اليمَاَنيِ‌ّ عَن مَنِيعِ بنِ الحَجّاجِ عَن يُونُسَ بنِ وَهبٍ القصَريِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ المَدِينَةَ فَأَتَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَتَيتُكَ وَ لَم أَزُر أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ بِئسَ مَا صَنَعتَ لَو لَا أَنّكَ مِن شِيعَتِنَا مَا نَظَرتُ إِلَيكَ أَ لَا تَزُورُ مَن يَزُورُهُ اللّهُ مَعَ المَلَائِكَةِ وَ يَزُورُهُ المُؤمِنُونَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا عَلِمتُ ذَلِكَ قَالَ فَاعلَم أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَفضَلُ عِندَ اللّهِ مِنَ الأَئِمّةِ كُلّهِم وَ لَهُ ثَوَابُ أَعمَالِهِم وَ عَلَي قَدرِ أَعمَالِهِم فُضّلُوا

20- وَ رَوَي الكرَاَجكُيِ‌ّ فِي كَنزِ الفَوَائِدِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ البغَداَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجعِاَبيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي مَريَمَ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّهُ ربَيّ‌ لَا إِمَارَةَ لِي مَعَهُ وَ أَنَا رَسُولُ ربَيّ‌ لَا إِمَارَةَ معَيِ‌ وَ عَلِيّ ولَيِ‌ّ مَن كُنتُ وَلِيّهُ وَ لَا إِمَارَةَ مَعَهُ

21- قَالَ وَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ مَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ بعَديِ‌ أَفضَلَ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ إِنّهُ إِمَامُ أمُتّيِ‌ وَ أَمِيرُهَا وَ إِنّهُ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيهَا مَنِ


صفحه : 362

اقتَدَي بِهِ بعَديِ‌ اهتَدَي وَ مَنِ اهتَدَي بِغَيرِهِ ضَلّ وَ غَوَي إنِيّ‌ أَنَا النّبِيّ المُصطَفَي مَا أَنطِقُ بِفَضلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ الهَوَيإِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحينَزَلَ بِهِ الرّوحُ المُجتَبَي عَنِ ألّذِيلَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ ما بَينَهُما وَ ما تَحتَ الثّري وَ قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ فِيمَا عَدّ مِن عَقَائِدِ الشّيعَةِ الإِمَامِيّةِ وَ يَجِبُ أَن يُعتَقَدَ أَنّ أَفضَلَ الأَئِمّةِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَنّهُ لَا يَجُوزُ أَن يُسَمّي بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَحَدٌ سِوَاهُ وَ أَنّ بَقِيّةَ الأَئِمّةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم يُقَالُ لَهُمُ الأَئِمّةُ وَ الخُلَفَاءُ وَ الأَوصِيَاءُ وَ الحُجَجُ وَ أَنّهُم كَانُوا فِي الحَقِيقَةِ أُمَرَاءَ المُؤمِنِينَ فَإِنّهُم لَم يَمنَعُوا مِن هَذَا الِاسمِ لِأَجلِ مَعنَاهُ لِأَنّهُ حَاصِلٌ عَلَي الِاستِحقَاقِ وَ إِنّمَا مَنَعُوا مِن لَفظِهِ سِمَةً لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَنّ أَفضَلَ الأَئِمّةِ بَعدَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَلَدُهُ الحَسَنُ ثُمّ الحُسَينُ وَ أَفضَلُ البَاقِينَ بَعدَ الحُسَينِ إِمَامُ الزّمَانِ المهَديِ‌ّص ثُمّ بَقِيّةُ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ عَلَي مَا جَاءَ بِهِ الأَثَرُ وَ ثَبَتَ فِي النّظَرِ وَ أَنّهُ لَا يَتِمّ الإِيمَانُ إِلّا بِمُوَالَاةِ أَولِيَاءِ اللّهِ وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِهِ وَ أَنّ أَعدَاءَ الأَئِمّةِ ع كُفّارٌ مُخَلّدُونَ فِي النّارِ وَ إِن أَظهَرُوا الإِسلَامَ فَمَن عَرَفَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الأَئِمّةَ ع تَوَلّاهُم وَ تَبَرّأَ مِن أَعدَائِهِم فَهُوَ مُؤمِنٌ وَ مَن أَنكَرَهُم أَو شَكّ فِيهِم أَو أَنكَرَ أَحَدَهُم أَو شَكّ فِيهِ أَو تَوَلّي أَعدَاءَهُم أَو أَحَدَ أَعدَائِهِم فَهُوَ ضَالّ هَالِكٌ بَل كَافِرٌ لَا يَنفَعُهُ عَمَلٌ وَ لَا اجتِهَادٌ وَ لَا تُقبَلُ لَهُ طَاعَةٌ وَ لَا تَصِحّ لَهُ حَسَنَاتٌ وَ أَن يُعتَقَدَ أَنّ المُؤمِنِينَ الّذِينَ مَضَوا مِنَ الدّنيَا وَ هُم غَيرُ عَاصِينَ يُؤمَرُ بِهِم يَومَ القِيَامَةِ إِلَي الجَنّةِ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ أَنّ جَمِيعَ الكُفّارِ وَ المُشرِكِينَ وَ مَن لَم تَصِحّ لَهُ الأُصُولُ مِنَ المُؤمِنِينَ يُؤمَرُ بِهِم يَومَ القِيَامَةِ إِلَي الجَحِيمِ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ إِنّمَا يُحَاسَبُ مَن خَلَطَعَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً وَ هُمُ العَارِفُونَ العُصَاةُ


صفحه : 363

أقول قدتكلمنا في كل ذلك في محالها

22- وَ رَوَي الشّيخُ حَسَنُ بنُ سُلَيمَانَ فِي كِتَابِ المُحتَضَرِ، مِن كِتَابِ السّيّدِ حَسَنِ بنِ كَبشٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي المُفِيدِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي اختَارَ مِنَ الأَيّامِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ مِنَ الشّهُورِ شَهرَ رَمَضَانَ وَ مِنَ الليّاَليِ‌ لَيلَةَ القَدرِ وَ اختَارَ مِنَ النّاسِ الأَنبِيَاءَ وَ الرّسُلَ وَ اختاَرنَيِ‌ مِنَ الرّسُلِ وَ اختَارَ منِيّ‌ عَلِيّاً وَ اختَارَ مِن عَلِيّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ اختَارَ مِنَ الحُسَينِ الأَوصِيَاءَ يَمنَعُونَ عَنِ التّنزِيلِ تَحرِيفَ الغَالِينَ وَ انتِحَالَ المُبطِلِينَ وَ تَأَوّلَ الجَاهِلِينَ تَاسِعُهُم بَاطِنُهُم ظَاهِرُهُم قَائِمُهُم وَ هُوَ أَفضَلُهُم

23- وَ مِنهُ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَيّمَا أَفضَلُ الحَسَنُ أَمِ الحُسَينُ فَقَالَ إِنّ فَضلَ أَوّلِنَا يَلحَقُ بِفَضلِ آخِرِنَا وَ فَضلَ آخِرِنَا يَلحَقُ بِفَضلِ أَوّلِنَا وَ كُلّ لَهُ فَضلٌ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَسّع عَلَيّ فِي الجَوَابِ فإَنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا سَأَلتُكَ إِلّا مُرتَاداً فَقَالَ نَحنُ مِن شَجَرَةٍ طَيّبَةٍ بَرَأَنَا اللّهُ مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ فَضلُنَا مِنَ اللّهِ وَ عِلمُنَا مِن عِندِ اللّهِ وَ نَحنُ أُمَنَاؤُهُ عَلَي خَلقِهِ وَ الدّعَاةُ إِلَي دِينِهِ وَ الحُجّابُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ أَزِيدُكَ يَا زَيدُ قُلتُ نَعَم فَقَالَ خَلقُنَا وَاحِدٌ وَ عِلمُنَا وَاحِدٌ وَ فَضلُنَا وَاحِدٌ وَ كُلّنَا وَاحِدٌ عِندَ اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ بِعِدّتِكُم فَقَالَ نَحنُ اثنَا عَشَرَ هَكَذَا حَولَ عَرشِ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ فِي مُبتَدَإِ خَلقِنَا أَوّلُنَا مُحَمّدٌ وَ أَوسَطُنَا مُحَمّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمّدٌ


صفحه : 364

باب 31-غرائب أفعالهم وأحوالهم ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك

الكهف قالَ إِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً قالَ ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراً قالَ فَإِنِ اتبّعَتنَيِ‌ فَلا تسَئلَنيِ‌ عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً إلي آخر القصة.تفسير أقول في هذه القصة تنبيه لمن عقل وتفكر للتسليم في كل ماروي‌ من أقوال أهل البيت ع وأفعالهم مما لايوافق عقول عامة الخلق وتأباه أفهامهم وعدم المبادرة إلي ردها وإنكارها و قدمر في باب التسليم وفضل المسلمين ما فيه كفاية لمن له قلب أوألقي السمع و هوشهيد

1-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي بِإِسنَادِهِ إِلَي المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا جَاءَكُم مِنّا مِمّا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي المَخلُوقِينَ وَ لَم تَعلَمُوهُ وَ لَم تَفهَمُوهُ فَلَا تَجحَدُوهُ وَ رُدّوهُ إِلَينَا وَ مَا جَاءَكُم عَنّا مِمّا لَا يَجُوزُ أَن تَكُونَ فِي المَخلُوقِينَ فَاجحَدُوهُ وَ لَا تَرُدّوهُ إِلَينَا

2-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ وَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن سَرّهُ أَن يَستَكمِلَ الإِيمَانَ فَليَقُل القَولُ منِيّ‌ فِي جَمِيعِ الأَشيَاءِ قَولُ آلِ مُحَمّدٍ ع فِيمَا أَسَرّوا وَ فِيمَا أَعلَنُوا وَ فِيمَا بلَغَنَيِ‌ وَ فِيمَا لَم يبَلغُنيِ‌

3-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ غَيرِهِمَا عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن


صفحه : 365

هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع مَا تَقُولُ فِيمَن أَخَذَ عَنكُم عِلماً فَنَسِيَهُ قَالَ لَا حُجّةَ عَلَيهِ إِنّمَا الحُجّةُ عَلَي مَن سَمِعَ مِنّا حَدِيثاً فَأَنكَرَهُ أَو بَلَغَهُ فَلَم يُؤمِن بِهِ وَ كَفَرَ فَأَمّا النّسيَانُ فَهُوَ مَوضُوعٌ عَنكُم

4-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ الخَشّابِ وَ اليقَطيِنيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الحضَرمَيِ‌ّ عَنِ الحَجّاجِ الخيَبرَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّا نَكُونُ فِي المَوضِعِ فَيُروَي عَنكُمُ الحَدِيثُ العَظِيمُ فَيَقُولُ بَعضُنَا لِبَعضٍ القَولُ قَولُهُم فَيَشُقّ ذَلِكَ عَلَي بَعضِنَا فَقَالَ كَأَنّكَ تُرِيدُ أَن تَكُونَ إِمَاماً يُقتَدَي بِكَ أَو بِهِ مَن رَدّ إِلَينَا فَقَد سَلّمَ[سَلِمَ]

5-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا تَتَنَزّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحزَنُوا قَالَ هُمُ الأَئِمّةُ وَ يجَريِ‌ فِيمَنِ استَقَامَ مِن شِيعَتِنَا وَ سَلّمَ لِأَمرِنَا وَ كَتَمَ حَدِيثَنَا عِندَ عَدُوّنَا تَستَقبِلُهُ المَلَائِكَةُ بِالبُشرَي مِنَ اللّهِ بِالجَنّةِ وَ قَد وَ اللّهِ مَضَي أَقوَامٌ كَانُوا عَلَي مِثلِ مَا أَنتُم عَلَيهِ مِنَ الدّينِ استَقَامُوا وَ سَلّمُوا لِأَمرِنَا وَ كَتَمُوا حَدِيثَنَا وَ لَم يُذِيعُوهُ عِندَ عَدُوّنَا وَ لَم يَشُكّوا فِيهِ كَمَا شَكَكتُم فَاستَقبَلَتهُمُ المَلَائِكَةُ بِالبُشرَي مِنَ اللّهِ بِالجَنّةِ

6-خص ،[منتخب البصائر]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَنِ الحَذّاءِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ أَحَبّ أصَحاَبيِ‌ إلِيَ‌ّ أَفقَهُهُم وَ أَورَعُهُم وَ أَكتَمُهُم لِحَدِيثِنَا وَ إِنّ أَسوَأَهُم عنِديِ‌ حَالًا وَ أَمقَتَهُم إلِيَ‌ّ ألّذِي إِذَا سَمِعَ الحَدِيثَ يُنسَبُ إِلَينَا


صفحه : 366

وَ يُروَي عَنّا فَلَم يَحتَمِلهُ قَلبُهُ وَ اشمَأَزّ مِنهُ جَحَدَهُ وَ أَكفَرَ مَن دَانَ بِهِ وَ لَا يدَريِ‌ لَعَلّ الحَدِيثَ مِن عِندِنَا خَرَجَ وَ إِلَينَا أُسنِدَ فَيَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً مِن دِينِنَا

7-خص ،[منتخب البصائر]يج ،[الخرائج والجرائح ] عَلِيّ بنُ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَنِ السّيّدِ أَبِي البَرَكَاتِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الجوَزيِ‌ّ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَنِ المُنَخّلِ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ حَدِيثَ آلِ مُحَمّدِ عَظِيمٌ صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يُؤمِنُ بِهِ إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَو عَبدٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ فَمَا وَرَدَ عَلَيكُم مِن حَدِيثِ آلِ مُحَمّدٍص فَلَانَت لَهُ قُلُوبُكُم وَ عَرَفتُمُوهُ فَاقبَلُوهُ وَ مَا اشمَأَزّت لَهُ قُلُوبُكُم وَ أَنكَرتُمُوهُ فَرُدّوهُ إِلَي اللّهِ وَ إِلَي الرّسُولِ وَ إِلَي العَالِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍص وَ إِنّمَا الهَالِكُ أَن يُحَدّثَ أَحَدُكُم بِالحَدِيثِ أَو بشِيَ‌ءٍ لَا يَحتَمِلُهُ فَيَقُولَ وَ اللّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ اللّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ الإِنكَارُ لِفَضَائِلِهِم هُوَ الكُفرُ

8-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَنِ الأَسوَدِ بنِ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يَا أَسوَدَ بنَ سَعِيدٍ إِنّ بَينَنَا وَ بَينَ كُلّ أَرضٍ تُرّاً مِثلَ تُرّ البِنَاءِ فَإِذَا أُمِرنَا فِي الأَرضِ بِأَمرٍ جَذَبنَا ذَلِكَ التّرّ فَأَقبَلَتِ الأَرضُ بِقَلِيبِهَا وَ أَسوَاقِهَا وَ دُورِهَا حَتّي تُنفَذَ فِيهَا مَا نُؤمَرُ بِهِ مِن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن الأسودمثله


صفحه : 367

بيان في القاموس التر بالضم الخيط يقدر به البناء و قال القليب البئر أوالعادية القديمة منها ويؤنث والجمع أقلبة وقلب وقلب

9-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ المَلِكِ القمُيّ‌ّ عَن إِدرِيسَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ مِنّا أَهلَ البَيتِ لَمَنِ الدّنيَا عِندَهُ بِمِثلِ هَذِهِ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ عَشَرَةً

بيان عقد العشرة بحساب العقود هو أن تضع رأس ظفر السبابة علي مفصل أنملة الإبهام ليصير الإصبعان معا كحلقة مدورة أي الدنيا عندالإمام ع كهذا الحلقة في أن له أن يتصرف فيهابإذن الله تعالي كيف شاء أو في علمه بما فيها وأحاطته بها

10-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن مُوسَي بنِ طَلحَةَ عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ عَبدِ اللّهِ الجعُفيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع وَ معَيِ‌ صَحِيفَةٌ أَو قِرطَاسٌ فِيهِ عَن جَعفَرٍ ع أَنّ الدّنيَا مُثّلَت لِصَاحِبِ هَذَا الأَمرِ فِي مِثلِ فِلقَةِ الجَوزَةِ فَقَالَ يَا حَمزَةُ ذَا وَ اللّهِ حَقّ فَانقُلُوهُ إِلَي أَدِيمٍ

بيان الفلقة بالكسر القطعة والأديم الجلد المدبوغ

11-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الدّنيَا تَمَثّلَ لِلإِمَامِ فِي مِثلِ فِلقَةِ


صفحه : 368

الجَوزِ فَمَا يَعرِضُ[تَعَرّضَ]لشِيَ‌ءٍ مِنهَا وَ إِنّهُ لَيَتَنَاوَلُهَا مِن أَطرَافِهَا كَمَا يَتَنَاوَلُ أَحَدُكُم مِن فَوقِ مَائِدَتِهِ مَا يَشَاءُ فَلَا يَعزُبُ عَنهُ مِنهَا شَيءٌ

12-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَمّن رَوَاهُ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ كَتَبتُ فِي ظَهرِ قِرطَاسٍ أَنّ الدّنيَا مُمَثّلَةٌ لِلإِمَامِ كَفِلقَةِ الجَوزَةِ فَدَفَعتُهُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ أَصحَابَنَا رَوَوا حَدِيثاً مَا أَنكَرتُهُ غَيرَ أنَيّ‌ أَحبَبتُ أَن أَسمَعَهُ مِنكَ قَالَ فَنَظَرَ فِيهِ ثُمّ طَوَاهُ حَتّي ظَنَنتُ أَنّهُ قَد شَقّ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ هُوَ حَقّ فَحَوّلهُ فِي أَدِيمٍ

13-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع حَيثُ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن عُلَمَاءِ أَهلِ اليَمَنِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا يمَاَنيِ‌ّ أَ فِيكُم عُلَمَاءُ قَالَ نَعَم قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ يَبلُغُ مِن عِلمِ عُلَمَائِكُم قَالَ إِنّهُ لَيَسِيرُ فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ مَسِيرَةَ شَهرَينِ يَزجُرُ الطّيرَ وَ يَقفُو الآثَارَ فَقَالَ لَهُ فَعَالِمُ المَدِينَةِ أَعلَمُ مِن عَالِمِكُم قَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ يَبلُغُ مِن عِلمِ عَالِمِكُم بِالمَدِينَةِ قَالَ إِنّهُ يَسِيرُ فِي صَبَاحٍ وَاحِدٍ مَسِيرَةَ سَنَةٍ كَالشّمسِ إِذَا أُمِرَت إِنّهَا اليَومَ غَيرُ مَأمُورَةٍ وَ لَكِن إِذَا أُمِرَت تَقطَعُ اثنيَ‌ عَشَرَ شَمساً وَ اثنيَ‌ عَشَرَ قَمَراً وَ اثنيَ‌ عَشَرَ مَشرِقاً وَ اثنيَ‌ عَشَرَ مَغرِباً وَ اثنيَ‌ عَشَرَ بَرّاً وَ اثنيَ‌ عَشَرَ بَحراً وَ اثنيَ‌ عَشَرَ عَالَماً قَالَ فَمَا بقَيِ‌َ فِي يدَيَ‌ِ اليمَاَنيِ‌ّ فَمَا دَرَي مَا يَقُولُ وَ كَفّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع

بيان في القاموس زجر الطائر تفأل به وتطير فنهره والزجر العيافة


صفحه : 369

والتكهن و في النهاية الزجر للطير هوالتيمن والتشؤم والتفؤل لطيرانها كالسانح والبارح و هونوع من الكهانة والعيافة

14-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ اليَمَنِ فَقَالَ لَهُ يَا أَخَا أَهلِ اليَمَنِ عِندَكُم عُلَمَاءُ قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا بَلَغَ مِن عِلمِ عَالِمِكُم قَالَ يَسِيرُ فِي لَيلَةٍ مَسِيرَةَ شَهرَينِ يَزجُرُ الطّيرَ وَ يَقفُو الأَثَرَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَالِمُ المَدِينَةِ أَعلَمُ مِن عَالِمِكُم قَالَ فَمَا بَلَغَ مِن عِلمِ عَالِمِ المَدِينَةِ قَالَ يَسِيرُ فِي سَاعَةٍ مِنَ النّهَارِ مَسِيرَةَ الشّمسِ سَنَةً حَتّي يَقطَعَ اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ عَالَماً[عَالَمٍ][لفظ ألف در كتاب إختصاص وخرائج موجود نيست ]مِثلَ عَالَمِكُم هَذَا مَا يَعلَمُونَ أَنّ اللّهَ خَلَقَ آدَمَ وَ لَا إِبلِيسَ قَالَ فَيَعرِفُونَكُم قَالَ نَعَم مَا افتَرَضَ عَلَيهِم إِلّا وَلَايَتَنَا وَ البَرَاءَةَ مِن عَدُوّنَا

15-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا مِنّا صَلّي العَتَمَةَ بِالمَدِينَةِ وَ أَتَي قَومَ مُوسَي فِي شَيءٍ تَشَاجَرَ بَينَهُم وَ عَادَ مِن لَيلَتِهِ وَ صَلّي الغَدَاةَ بِالمَدِينَةِ

16-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الزّيّاتِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن جَابِرٍ قَالَ كُنتُ يَوماً عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع جَالِساً فَالتَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لِي يَا جَابِرُ أَ لَكَ حِمَارٌ فَيَقطَعَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فِي لَيلَةٍ فَقُلتُ لَهُ لَا جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ إنِيّ‌ لَأَعرِفُ رَجُلًا بِالمَدِينَةِ لَهُ حِمَارٌ يَركَبُهُ فيَأَتيِ‌ المَشرِقَ وَ المَغرِبَ فِي لَيلَةٍ


صفحه : 370

17-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ]سَلَمَةُ بنُ الخَطّابِ عَن سُلَيمَانَ بنِ سَمَاعَةَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ بنِ الحَارِثِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الأَوصِيَاءَ لَتُطوَي لَهُمُ الأَرضُ وَ يَعلَمُونَ مَا عِندَ أَصحَابِهِم

18-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ]الحَجّالُ عَنِ اللؤّلؤُيِ‌ّ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إنِيّ‌ لَأَعرِفُ رَجُلًا مِن أَهلِ المَدِينَةِ أَخَذَ قَبلَ أَنطَاقِ الأَرضِ إِلَي الفِئَةِ الّذِينَ قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِوَ مِن قَومِ مُوسي أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَلِمُشَاجَرَةٍ كَانَت بَينَهُم فَأَصلَحَ بَينَهُم وَ رَجَعَ

توضيح قوله ع قبل أنطاق الأرض كأنه جمع النطاق والمراد بهاالجبال التي‌ أحيطت بالأرض كالمنطقة و قدعبر في بعض الأخبار عن جبل قاف بالنطاقة الخضراء و في بعض النسخ قبل انطباق الأرض أي من جهة انطباق الأرض بعضها علي بعض كناية عن طيها والأول أظهر

19-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا مِنّا أَتَي قَومَ مُوسَي فِي شَيءٍ كَانَ بَينَهُم فَأَصلَحَ بَينَهُم فَمَرّ بِرَجُلٍ مَعقُولٍ عَلَيهِ ثِيَابٌ مُسُوحٌ مَعَهُ عَشَرَةٌ مُوَكّلِينَ بِهِ يَستَقبِلُونَ بِهِ فِي الشّتَاءِ الشّمَالَ وَ يَصُبّونَ عَلَيهِ المَاءَ البَارِدَ وَ يُستَقبَلُ بِهِ فِي الحَرّ عَينَ الشّمسِ يُدَارُ بِهِ مَعَهَا حَيثُمَا دَارَت وَ يُوقَدُ حَولَهُ النّيرَانُ كُلّمَا مَاتَ مِنَ العَشَرَةِ وَاحِدٌ أَضَافَ أَهلُ القَريَةِ إِلَيهِ آخَرَ فَالنّاسُ يَمُوتُونَ وَ العَشَرَةُ لَا يَنقُصُونَ فَقَالَ مَا أَمرُكَ قَالَ إِن كُنتَ عَالِماً فَمَا أَعرَفَكَ بيِ‌


صفحه : 371

قَالَ عَلَاءٌ قَالَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ وَ يَروُونَ أَنّهُ ابنُ آدَمَ وَ يَروُونَ أَنّهُ أَبُو جَعفَرٍ ع كَانَ صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ

20-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ خَالِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ العَبّاسِ الوَرّاقِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن لَيثٍ المرُاَديِ‌ّ عَن سَدِيرٍ يُحَدّثُ فَأَتَيتُهُ فَقُلتُ إِنّ لَيثَ المرُاَديِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ عَنكَ بِحَدِيثٍ فَقَالَ وَ مَا هُوَ قُلتُ أخَبرَنَيِ‌ عَنكَ أَنّكَ كُنتَ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي سَقِيفَةِ بَابِهِ إِذ مَرّ أعَراَبيِ‌ّ مِن أَهلِ اليَمَنِ فَسَأَلَهُ أَبُو جَعفَرٍ مَن عَالِمُ أَهلِ اليَمَنِ فَأَقبَلَ يُحَدّثُ عَنِ الكَهَنَةِ وَ السّحَرَةِ وَ أَشبَاهِهِم فَلَمّا قَامَ الأعَراَبيِ‌ّ قَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ وَ لَكِن أُخبِرُكَ عَن عَالِمِ أَهلِ المَدِينَةِ أَنّهُ يَذهَبُ إِلَي مَطلَعِ الشّمسِ وَ يجَيِ‌ءُ فِي لَيلَةٍ وَ أَنّهُ ذَهَبَ إِلَيهَا لَيلَةً فَأَتَاهَا فَإِذَا رَجُلٌ مَعقُولٌ بِرَجُلٍ وَ إِذَا عَشَرَةٌ مُوَكّلُونَ بِهِ أَمّا فِي البَردِ فَيَرُشّونَ عَلَيهِ المَاءَ البَارِدَ وَ يُرَوّحُونَهُ وَ أَمّا فِي الصّيفِ فَيَصُبّونَ عَلَي رَأسِهِ الزّيتَ وَ يَستَقبِلُونَ بِهِ عَينَ الشّمسِ فَقَالَ لِلعَشَرَةِ مَا أَنتُم وَ مَا هَذَا فَقَالُوا لَا ندَريِ‌ إِلّا أَنّا مُوَكّلُونَ بِهِ فَإِذَا مَاتَ مِنّا وَاحِدٌ خَلَفَهُ آخَرُ فَقَالَ لِلرّجُلِ مَا أَنتَ فَقَالَ إِن كُنتَ عَالِماً فَقَد عرَفَتنَيِ‌ وَ إِن لَم تَكُن عَالِماً فَلَستُ أُخبِرُكَ فَلَمّا انصَرَفَ مِن فُرَاتِكُم فَقُلتُ فُرَاتُنَا فُرَاتُ الكُوفَةِ قَالَ نَعَم فُرَاتُكُم فُرَاتُ الكُوفَةِ وَ لَو لَا أنَيّ‌ كَرِهتُ أَن أُشَهّرَكَ دَقَقتُ عَلَيكَ بَابَكَ فَسَكَتَ

21-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن دَاوُدَ النهّديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ


صفحه : 372

عَن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ لَو أُوذِنَ لَنَا لَأَخبَرنَا بِفَضلِنَا قَالَ قُلتُ لَهُ العِلمُ مِنهُ قَالَ فَقَالَ لِي العِلمُ أَيسَرُ مِن ذَلِكَ

22-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إنِيّ‌ لَأَعرِفُ مَن لَو قَامَ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ لَنَدَبَ بِدَوَابّ البَحرِ وَ بِأُمّهَاتِهَا وَ عَمّاتِهَا وَ خَالَاتِهَا

23-ير،[بصائر الدرجات ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ السيّاّريِ‌ّ عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِنَا قَالَ خَرَجَ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ جَعَلَ قُلُوبَ الأَئِمّةِ مَورِداً لِإِرَادَتِهِ فَإِذَا شَاءَ اللّهُ شَيئاً شَاءُوهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ

24-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ الأَصَمّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَكرٍ الأرَجّاَنيِ‌ّ قَالَصَحِبتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِي طَرِيقِ مَكّةَ مِنَ المَدِينَةِ فَنَزَلنَا مَنزِلًا يُقَالُ لَهُ عُسفَانُ ثُمّ مَرَرنَا بِجَبَلٍ أَسوَدَ عَن يَسَارِ الطّرِيقِ وَحشٍ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا أَوحَشَ هَذَا الجَبَلَ مَا رَأَيتُ فِي الطّرِيقِ مِثلَ هَذَا فَقَالَ لِي يَا ابنَ بَكرٍ أَ تدَريِ‌ أَيّ جَبَلٍ هَذَا قُلتُ لَا قَالَ هَذَا جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ الكَمَدُ وَ هُوَ عَلَي وَادٍ مِن أَودِيَةِ جَهَنّمَ وَ فِيهِ قَتَلَةُ أَبِيَ الحُسَينِ ع استَودَعَهُم فِيهِ تجَريِ‌ مِن تَحتِهِم مِيَاهُ جَهَنّمَ مِنَ الغِسلِينِ وَ الصّدِيدِ وَ الحَمِيمِ وَ مَا يَخرُجُ مِن جُبّ الحَوَي وَ مَا يَخرُجُ مِنَ الفَلَقِ وَ مَا يَخرُجُ مِن أَثَامٍ


صفحه : 373

وَ مَا يَخرُجُ مِن طِينَةِ الخَبَالِ وَ مَا يَخرُجُ مِن جَهَنّمَ وَ مَا يَخرُجُ مِن لَظَي وَ مِنَ الحُطَمَةِ وَ مَا يَخرُجُ مِن سَقَرَ وَ مَا يَخرُجُ مِنَ الحَمِيمِ وَ مَا يَخرُجُ مِنَ الهَاوِيَةِ وَ مَا يَخرُجُ مِنَ السّعِيرِ وَ فِي نُسخَةٍ أُخرَي وَ مَا يَخرُجُ مِن جَهَنّمَ وَ مَا يَخرُجُ مِن لَظَي وَ مَا مَرَرتُ بِهَذَا الجَبَلِ فِي سفَرَيِ‌ فَوَقَفتُ بِهِ إِلّا رَأَيتُهُمَا يَستَغِيثَانِ إلِيَ‌ّ وَ إنِيّ‌ لَأَنظُرُ إِلَي قَتَلَةِ أَبِي فَأَقُولُ لَهُمَا هَؤُلَاءِ إِنّمَا فَعَلُوا مَا أَسّستُمَا لَم تَرحَمُونَا إِذ وُلّيتُم وَ قَتَلتُمُونَا وَ حَرَمتُمُونَا وَثَبتُم عَلَي حَقّنَا وَ استَبدَدتُم بِالأَمرِ دُونَنَا فَلَا رَحِمَ اللّهُ مَن يَرحَمُكُمَا ذُوقَا وَبَالَ مَا قَدّمتُمَا وَ مَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ أَشَدّهُمَا تَضَرّعاً وَ استِكَانَةً الثاّنيِ‌ فَرُبّمَا وَقَفتُ عَلَيهِمَا لِيَتَسَلّي عنَيّ‌ بَعضُ مَا فِي قلَبيِ‌ وَ رُبّمَا طَوَيتُ الجَبَلَ ألّذِي هُمَا فِيهِ وَ هُوَ جَبَلُ الكَمَدِ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَإِذَا طَوَيتَ الجَبَلَ فَمَا تَسمَعُ قَالَ أَسمَعُ أَصوَاتَهُمَا يُنَادِيَانِ عَرّج عَلَينَا نُكَلّمكَ فَإِنّا نَتُوبُ وَ أَسمَعُ مِنَ الجَبَلِ صَارِخاً يَصرُخُ بيِ‌ أَجِبهُمَا وَ قُل لَهُمَااخسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلّمُونِ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَن مَعَهُم قَالَ كُلّ فِرعَونٍ عَتَا عَلَي اللّهِ وَ حَكَي اللّهُ عَنهُ فِعَالَهُ وَ كُلّ مَن عَلّمَ العِبَادَ الكُفرَ قُلتُ مَن هُم قَالَ نَحوُ بُولَسَ ألّذِي عَلّمَ اليَهُودَ أَنّ يَدَ اللّهِ مَغلُولَةٌ وَ نَحوُ نَسطُورَ ألّذِي عَلّمَ النّصَارَي أَنّ المَسِيحَ ابنُ اللّهِ وَ قَالَ لَهُم هُم ثَلَاثَةٌ وَ نَحوُ فِرعَونِ مُوسَي ألّذِي قَالَأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي وَ نَحوُ نُمرُودَ ألّذِي قَالَ قَهَرتُ أَهلَ الأَرضِ وَ قَتَلتُ مَن فِي السّمَاءِ وَ قَاتِلُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قَاتِلُ فَاطِمَةَ وَ مُحَسّنٍ وَ قَاتِلُ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَأَمّا مُعَاوِيَةُ وَ عُمَرُ فَمَا يَطمَعَانِ فِي الخَلَاصِ وَ مَعَهُم كُلّ مَن


صفحه : 374

نَصَبَ لَنَا العَدَاوَةَ وَ أَعَانَ عَلَينَا بِلِسَانِهِ وَ يَدِهِ وَ مَالِهِ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأَنتَ تَسمَعُ ذَا كُلّهُ وَ لَا تَفزَعُ قَالَ يَا ابنَ بَكرٍ إِنّ قُلُوبَنَا غَيرُ قُلُوبِ النّاسِ إِنّا مُصَفّونَ مُصطَفَونَ نَرَي مَا لَا يَرَي النّاسُ وَ نَسمَعُ مَا لَا يَسمَعُونَ وَ إِنّ المَلَائِكَةَ تَنزِلُ عَلَينَا فِي رِحَالِنَا وَ تَقَلّبُ عَلَي فُرُشِنَا وَ تَشهَدُ وَ تَحضُرُ مَوتَانَا وَ تَأتِينَا بِأَخبَارِ مَا يَحدُثُ قَبلَ أَن يَكُونَ وَ تصُلَيّ‌ مَعَنَا وَ تَدعُو لَنَا وَ تلُقيِ‌ عَلَينَا أَجنِحَتَهُم وَ تَتَقَلّبُ عَلَي أَجنِحَتِهَا صِبيَانُنَا وَ تَمنَعُ الدّوَابّ أَن تَصِلَ إِلَينَا وَ تَأتِينَا مِمّا فِي الأَرضِ مِن كُلّ نَبَاتٍ فِي زَمَانِهِ وَ تَسقِينَا مِن مَاءِ كُلّ أَرضٍ نَجِدُ ذَلِكَ فِي آنِيَتِنَا وَ مَا مِن يَومٍ وَ لَا سَاعَةٍ وَ لَا وَقتِ صَلَاةٍ إِلّا وَ هيِ‌َ تُنَبّهُنَا لَهَا وَ مَا مِن لَيلَةٍ تأَتيِ‌ عَلَينَا إِلّا وَ أَخبَارُ كُلّ أَرضٍ عِندَنَا وَ مَا يَحدُثُ فِيهَا وَ أَخبَارُ الجِنّ وَ أَخبَارُ أَهلِ الهَوَاءِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ مَا مَلِكٌ يَمُوتُ فِي الأَرضِ وَ يَقُومُ غَيرُهُ إِلّا أُتِينَا بِخَبَرِهِ وَ كَيفَ سِيرَتُهُ فِي الّذِينَ قِبَلَهُ وَ مَا مِن أَرضٍ مِن سِتّةِ أَرَضِينَ إِلَي السّابِعَةِ إِلّا وَ نَحنُ نُؤتَي بِخَبَرِهِم فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا مُنتَهَي هَذَا الجَبَلِ قَالَ إِلَي الأَرضِ السّادِسَةِ وَ فِيهَا جَهَنّمُ عَلَي وَادٍ مِن أَودِيَتِهِ عَلَيهِ حَفَظَةٌ أَكثَرُ مِن نُجُومِ السّمَاءِ وَ قَطرِ المَطَرِ


صفحه : 375

وَ عَدَدِ مَا فِي البِحَارِ وَ عَدَدِ الثّرَي قَد وُكّلَ كُلّ مَلَكٍ مِنهُم بشِيَ‌ءٍ وَ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيهِ لَا يُفَارِقُهُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِلَيكُم جَمِيعاً يُلقُونَ الأَخبَارَ قَالَ لَا إِنّمَا يُلقَي ذَاكَ إِلَي صَاحِبِ الأَمرِ وَ إِنّا لَنَحمِلُ مَا لَا يَقدِرُ العِبَادُ عَلَي الحُكُومَةِ فِيهِ فَنَحكُمُ فِيهِ فَمَن لَم يَقبَل حُكُومَتَنَا جَبَرَتهُ المَلَائِكَةُ عَلَي قَولِنَا وَ أَمَرَتِ الّذِينَ يَحفَظُونَ نَاحِيَتَهُ أَن يُقسِرُوهُ فَإِن كَانَ مِنَ الجِنّ مِن أَهلِ الخِلَافِ وَ الكُفرِ أَوثَقَتهُ وَ عَذّبَتهُ حَتّي تَصِيرَ إِلَي مَا حَكَمنَا بِهِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَهَل يَرَي الإِمَامُ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ قَالَ يَا ابنَ بَكرٍ فَكَيفَ يَكُونُ حُجّةً عَلَي مَا بَينَ قُطرَيهَا وَ هُوَ لَا يَرَاهُم وَ لَا يَحكُمُ فِيهِم وَ كَيفَ تَكُونُ حُجّةً عَلَي قَومٍ غُيّبٍ لَا يَقدِرُ عَلَيهِم وَ لَا يَقدِرُونَ عَلَيهِ وَ كَيفَ يَكُونُ مُؤَدّياً عَنِ اللّهِ وَ شَاهِداً عَلَي الخَلقِ وَ هُوَ لَا يَرَاهُم وَ كَيفَ يَكُونُ حَجّةً عَلَيهِم وَ هُوَ مَحجُوبٌ عَنهُم وَ قَد حِيلَ بَينَهُم وَ بَينَهُ أَن يَقُومَ بِأَمرِ رَبّهِ فِيهِم وَ اللّهُ يَقُولُوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا كَافّةً لِلنّاسِيعَنيِ‌ بِهِ مَن عَلَي الأَرضِ وَ الحُجّةُ مِن بَعدِ النّبِيّ يَقُومُ مَقَامَهُ وَ هُوَ الدّلِيلُ عَلَي مَا تَشَاجَرَت فِيهِ الأُمّةُ وَ الآخِذُ بِحُقُوقِ النّاسِ وَ القِيَامُ[القَائِمُ]بِأَمرِ اللّهِ وَ المُنصِفُ لِبَعضِهِم مِن بَعضٍ فَإِذَا لَم يَكُن مَعَهُم مَن يَنفُذُ قَولُهُ وَ هُوَ يَقُولُسَنُرِيهِم آياتِنا فِي الآفاقِ وَ فِي أَنفُسِهِمفأَيَ‌ّ آيَةٍ فِي الآفَاقِ غَيرُنَا أَرَاهَا اللّهُ أَهلَ الآفَاقِ وَ قَالَما نُرِيهِم مِن آيَةٍ إِلّا هيِ‌َ أَكبَرُ مِن أُختِهافأَيَ‌ّ آيَةٍ أَكبَرُ مِنّا وَ اللّهِ إِنّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ قُرَيشاً لَتَعرِفُ مَا أَعطَانَا اللّهُ وَ لَكِنّ الحَسَدَ أَهلَكَهُم كَمَا أَهلَكَ إِبلِيسَ وَ إِنّهُم لَيَأتُونّا إِذَا


صفحه : 376

اضطُرّوا وَ خَافُوا عَلَي أَنفُسِهِم فَيَسأَلُونّا فَنُوَضّحُ لَهُم فَيَقُولُونَ نَشهَدُ أَنّكُم أَهلُ العِلمِ ثُمّ يَخرُجُونَ فَيَقُولُونَ مَا رَأَينَا أَضَلّ مِمّنِ اتّبَعَ هَؤُلَاءِ وَ يَقبَلُ مَقَالَاتِهِم قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الحُسَينِ لَو نُبِشَ كَانُوا يَجِدُونَ فِي قَبرِهِ شَيئاً قَالَ يَا ابنَ بَكرٍ مَا أَعظَمَ مَسَائِلَكَ الحُسَينُ مَعَ أَبِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَخِيهِ الحَسَنِ فِي مَنزِلِ رَسُولِ اللّهِص يَحيَونَ كَمَا يَحيَا وَ يُرزَقُونَ كَمَا يُرزَقُ فَلَو نُبِشَ فِي أَيّامِهِ لَوُجِدَ فَأَمّا اليَومَ فَهُوَ حيَ‌ّ عِندَ رَبّهِ يَنظُرُ إِلَي مُعَسكَرِهِ وَ يَنظُرُ إِلَي العَرشِ مَتَي يُؤمَرُ أَن يَحمِلَهُ وَ إِنّهُ لَعَلَي يَمِينِ العَرشِ مُتَعَلّقٌ يَقُولُ يَا رَبّ أَنجِز لِي مَا وعَدَتنَيِ‌ وَ إِنّهُ لَيَنظُرُ إِلَي زُوّارِهِ وَ هُوَ أَعرَفُ بِهِم وَ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ بِدَرَجَاتِهِم وَ بِمَنزِلَتِهِم عِندَ اللّهِ مِن أَحَدِكُم بِوَلَدِهِ وَ مَا فِي رَحلِهِ وَ إِنّهُ لَيَرَي مَن يَبكِيهِ فَيَستَغفِرُ لَهُ رَحمَةً لَهُ وَ يَسأَلُ آبَاءَهُ الِاستِغفَارَ لَهُ وَ يَقُولُ لَو تَعلَمُ أَيّهَا الباَكيِ‌ مَا أُعِدّ لَكَ لَفَرِحتَ أَكثَرَ مِمّا جَزِعتَ وَ يَستَغفِرُ لَهُ رَحمَةً لَهُ كُلّ مَن سَمِعَ بُكَاءَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ فِي السّمَاءِ وَ فِي الحَائِرِ وَ يَنقَلِبُ وَ مَا عَلَيهِ مِن ذَنبٍ

ختص ،[الإختصاص ] ابنُ عِيسَي وَ ابنُ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَنِ الأَصَمّ عَنِ الأرَجّاَنيِ‌ّ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيهِ لَا يُفَارِقُهُ

25-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي أَبُو القَاسِمِ بنُ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ قَالَكُنتُ بِالعَسكَرِ فبَلَغَنَيِ‌ أَنّ هُنَاكَ رَجُلًا مَحبُوساً أَتَي مِن نَاحِيَةِ الشّامِ مَكبُولًا وَ قَالُوا إِنّهُ تَنَبّأَ فَأَتَيتُ البَابَ وَ نَادَيتُ البَوّابِينَ


صفحه : 377

حَتّي وَصَلتُ إِلَيهِ فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ فَهمٌ وَ عَقلٌ فَقُلتُ لَهُ مَا قِصّتُكَ قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ بِالشّامِ أَعبُدُ اللّهَ فِي المَوضِعِ ألّذِي يُقَالُ إِنّهُ نُصِبَ فِيهِ رَأسُ الحُسَينِ ع فَبَينَمَا أَنَا ذَاتَ لَيلَةٍ فِي موَضعِيِ‌ مُقبِلٌ عَلَي المِحرَابِ أَذكُرُ اللّهَ إِذَا نَظَرتُ شَخصاً بَينَ يدَيَ‌ّ فَنَظَرتُ إِلَيهِ فَقَالَ لِي قُم فَقُمتُ مَعَهُ فَمَشَي بيِ‌ قَلِيلًا فَإِذَا أَنَا فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ قَالَ أَ تَعرِفُ هَذَا المَسجِدَ قُلتُ نَعَم هَذَا مَسجِدُ الكُوفَةِ فَصَلّي وَ صَلّيتُ مَعَهُ ثُمّ خَرَجَ وَ خَرَجتُ مَعَهُ فَمَشَي بيِ‌ قَلِيلًا وَ إِذَا نَحنُ بِمَسجِدِ الرّسُولِص فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ سَلّمتُ وَ صَلّي وَ صَلّيتُ مَعَهُ ثُمّ خَرَجَ وَ خَرَجتُ مَعَهُ فَمَشَي بيِ‌ قَلِيلًا وَ إِذَا نَحنُ بِمَكّةَ وَ طَافَ بِالبَيتِ فَطُفتُ مَعَهُ فَخَرَجَ وَ مَشَي بيِ‌ قَلِيلًا فَإِذَا أَنَا بمِوَضعِيِ‌َ ألّذِي كُنتُ أَعبُدُ اللّهَ فِيهِ بِالشّامِ وَ غَابَ الشّخصُ عَن عيَنيِ‌ فَتَعَجّبتُ مِمّا رَأَيتُ فَلَمّا كَانَ فِي العَامِ المُقبِلِ رَأَيتُ ذَلِكَ الشّخصَ فَاستَبشَرتُ بِهِ وَ دعَاَنيِ‌ فَأَجَبتُهُ وَ فَعَلَ كَمَا فَعَلَ فِي العَامِ الأَوّلِ فَلَمّا أَرَادَ مفُاَرقَتَيِ‌ بِالشّامِ قُلتُ سَأَلتُكَ باِلذّيِ‌ أَقدَرَكَ عَلَي مَا رَأَيتُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَحَدّثتُ مَن كَانَ يَصِيرُ إلِيَ‌ّ بِخَبَرِهِ فرَقَيِ‌َ ذَلِكَ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ الزّيّاتِ فَبَعَثَ إلِيَ‌ّ فأَخَذَنَيِ‌ وَ كبَلَنَيِ‌ فِي الحَدِيدِ وَ حمَلَنَيِ‌ إِلَي العِرَاقِ وَ حُبِستُ كَمَا تَرَي وَ ادّعَي عَلَيّ المُحَالَ فَقُلتُ أَرفَعُ عَنكَ القِصّةَ إِلَيهِ قَالَ ارفَع فَكَتَبتُ عَنهُ قِصّةً شَرَحتُ


صفحه : 378

أَمرَهُ فِيهَا وَ رَفَعتُهَا إِلَي الزّيّاتِ فَوَقّعَ فِي ظَهرِهَا قُل للِذّيِ‌ أَخرَجَكَ مِنَ الشّامِ فِي لَيلَةٍ إِلَي الكُوفَةِ إِلَي المَدِينَةِ إِلَي مَكّةَ أَن يُخرِجَكَ مِن حبَسيِ‌ قَالَ عَلِيّ بنُ خَالِدٍ فغَمَنّيِ‌ ذَلِكَ مِن أَمرِهِ وَ رَقَقتُ لَهُ وَ انصَرَفتُ مَحزُوناً فَلَمّا أَصبَحتُ بَاكَرتُ الحَبسَ لِأُعلِمَهُ بِالحَالِ وَ آمُرَهُ بِالصّبرِ وَ العَزَاءِ فَوَجَدتُ الجُندَ وَ الحُرّاسَ وَ صَاحِبَ السّجنِ وَ خَلقاً كَثِيراً مِنَ النّاسِ يَهرَعُونَ فَسَأَلتُ عَنهُم وَ عَنِ الحَالِ فَقِيلَ إِنّ المَحمُولَ مِنَ الشّامِ المُتَنَبّئَ فُقِدَ البَارِحَةَ مِنَ الحَبسِ فَلَا يُدرَي خَسَفَت بِهِ الأَرضُ أَوِ اختَطَفَتهُ الطّيرُ وَ كَانَ هَذَا المُرسَلُ أعَنيِ‌ عَلِيّ بنَ خَالِدٍ زَيدِيّاً فَقَالَ بِالإِمَامَةِ وَ حَسُنَ اعتِقَادُهُ

ختص ،[الإختصاص ] محمد بن حسان مثله

26-يج ،[الخرائج والجرائح ]أَخبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنهُم مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ النيّشاَبوُريِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِي الحَسَنِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المعَمرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَتَي الحُسَينَ ع أُنَاسٌ فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ حَدّثنَا بِفَضلِكُمُ ألّذِي جَعَلَ اللّهُ لَكُم فَقَالَ إِنّكُم لَا تَحتَمِلُونَهُ وَ لَا تُطِيقُونَهُ قَالُوا


صفحه : 379

بَلَي نَحتَمِلُ قَالَ إِن كُنتُم صَادِقِينَ فَليَتَنَحّ اثنَانِ وَ أُحَدّثَ وَاحِداً فَإِنِ احتَمَلَهُ حَدّثتُكُم فَتَنَحّي اثنَانِ وَ حَدّثَ وَاحِداً فَقَامَ طَائِرَ العَقلِ وَ مَرّ عَلَي وَجهِهِ وَ كَلّمَهُ صَاحِبَاهُ فَلَم يَرُدّ عَلَيهِمَا شَيئاً وَ انصَرَفُوا

27-يج ،[الخرائج والجرائح ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ أَتَي رَجُلٌ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع فَقَالَ حدَثّنيِ‌ بِفَضلِكُمُ ألّذِي جَعَلَ اللّهُ لَكُم فَقَالَ إِنّكَ لَن تُطِيقَ حَملَهُ قَالَ بَلَي حدَثّنيِ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ‌ أَحتَمِلُهُ فَحَدّثَهُ بِحَدِيثٍ فَمَا فَرَغَ الحُسَينُ ع مِن حَدِيثِهِ حَتّي ابيَضّ رَأسُ الرّجُلِ وَ لِحيَتُهُ وَ أنُسيِ‌َ الحَدِيثَ فَقَالَ الحُسَينُ ع أَدرَكَتهُ رَحمَةُ اللّهِ حَيثُ أنُسيِ‌َ الحَدِيثَ

28-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَصَابَ النّاسَ زَلزَلَةٌ عَلَي عَهدِ أَبِي بَكرٍ فَفَزِعَ إِلَي عَلِيّ ع أَصحَابُهُ فَقَعَدَ عَلِيّ ع عَلَي تَلعَةٍ وَ قَالَ كَأَنّكُم قَد هَالَكُم وَ حَرّكَ شَفَتَيهِ وَ ضَرَبَ الأَرضَ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ مَا لَكِ اسكنُيِ‌ فَسَكَنَت ثُمّ قَالَ أَنَا الرّجُلُ ألّذِي قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِذا زُلزِلَتِ الأَرضُالآيَاتِ فَأَنَا الإِنسَانُ ألّذِي أَقُولُ لَهَا مَا لَكِيَومَئِذٍ تُحَدّثُ أَخبارَهاإيِاّي‌َ تُحَدّثُ

29- وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنّهُ قَالَ لَو كَانَتِ الزّلزَلَةَ التّيِ‌ ذَكَرَهَا اللّهُ فِي كِتَابِهِ لأَجَاَبتَنيِ‌ وَ لَكِنّهَا لَيسَت بِتِلكَ

30- وَ فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ وَ عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ أَنّ عَلِيّاً ع


صفحه : 380

ضَرَبَ الأَرضَ بِرِجلِهِ فَتَحَرّكَت فَقَالَ اسكنُيِ‌ فَلَم يَأنِ لَكِ ثُمّ قَرَأَيَومَئِذٍ تُحَدّثُ أَخبارَها

بيان التلعة بالفتح المرتفع من الأرض فلم يأن لك أي ليس هذاوقت زلزلتك العظمي التي‌ أخبر الله عنك فإنها في القيامة

31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] شَكَا أَبُو هُرَيرَةَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع شَوقَ أَولَادِهِ فَأَمَرَهُ ع بِغَضّ الطّرفِ فَلَمّا فَتَحَهَا كَانَ فِي المَدِينَةِ فِي دَارِهِ فَجَلَسَ فِيهَا هُنَيئَةً فَنَظَرَ إِلَي عَلِيّ ع فِي سَطحِهِ وَ هُوَ يَقُولُ هَلُمّ نَنصَرِف وَ غَضّ طَرفَهُ فَوَجَدَ نَفسَهُ فِي الكُوفَةِ فَاستَعجَبَ أَبُو هُرَيرَةَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ آصَفَ أَورَدَ تَختاً مِن مَسَافَةِ شَهرَينِ بِمِقدَارِ طَرفَةِ عَينٍ إِلَي سُلَيمَانَ وَ أَنَا وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص

بيان التخت بهذا المعني عجمي‌ و ألذي في اللغة وعاء يصان فيه الثياب

32-ختص ،[الإختصاص ] عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الرّبِيعِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا مِنّا أَتَي قَومَ مُوسَي فِي شَيءٍ كَانَ بَينَهُم فَأَصلَحَ بَينَهُم وَ رَجَعَ

33-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَنِ المُنَخّلِ بنِ جَمِيلٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ يَا جَابِرُ أَ لَكَ حِمَارٌ يَسِيرُ بِكَ فَيَبلُغُ بِكَ مِنَ المَشرِقِ إِلَي المَغرِبِ فِي يَومٍ وَاحِدٍ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا أَبَا جَعفَرٍ وَ أَنّي لِي هَذَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ لَم تَسمَع قَولَ رَسُولِ اللّهِص فِي عَلِيّ ع وَ اللّهِ لَتَبلُغَنّ الأَسبَابَ وَ اللّهِ لَتَركَبَنّ السّحَابَ

34-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ أَبِي الخَطّابِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن حَفصٍ الأَبيَضِ التّمّارِ


صفحه : 381

قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَيّامَ قَتلِ مُعَلّي بنِ خُنَيسٍ وَ صَلبِهِ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ لِي يَا حَفصُ إنِيّ‌ أَمَرتُ المُعَلّي بنَ خُنَيسٍ بِأَمرٍ فخَاَلفَنَيِ‌ فاَبتلُيِ‌َ بِالحَدِيدِ إنِيّ‌ نَظَرتُ إِلَيهِ يَوماً وَ هُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ فَقُلتُ مَا لَكَ يَا مُعَلّي كَأَنّكَ ذَكَرتَ أَهلَكَ وَ مَالَكَ وَ عِيَالَكَ فَقَالَ أَجَل فَقُلتُ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَا منِيّ‌ فَمَسَحتُ وَجهَهُ فَقُلتُ أَينَ تَرَاكَ فَقَالَ أرَاَنيِ‌ فِي بيَتيِ‌ هَذِهِ زوَجتَيِ‌ وَ هَؤُلَاءِ ولُديِ‌ فَتَرَكتُهُ حَتّي تَمَلّأَ مِنهُم وَ استَتَرتُ مِنهُ حَتّي نَالَ مَا يَنَالُ الرّجُلُ مِن أَهلِهِ ثُمّ قُلتُ لَهُ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَا منِيّ‌ فَمَسَحتُ وَجهَهُ فَقُلتُ أَينَ تَرَاكَ فَقَالَ أرَاَنيِ‌ مَعَكَ فِي المَدِينَةِ وَ هَذَا بَيتُكَ فَقُلتُ لَهُ يَا مُعَلّي إِنّ لَنَا حَدِيثاً مَن حَفِظَهُ عَلَينَا حَفِظَ اللّهُ عَلَيهِ دِينَهُ وَ دُنيَاهُ يَا مُعَلّي لَا تَكُونُوا أُسَرَاءَ فِي أيَديِ‌ النّاسِ بِحَدِيثِنَا إِن شَاءُوا مَنّوا عَلَيكُم وَ إِن شَاءُوا قَتَلُوكُم يَا مُعَلّي إِنّ مَن كَتَمَ الصّعبَ مِن حَدِيثِنَا جَعَلَهُ اللّهُ نُوراً بَينَ عَينَيهِ وَ رَزَقَهُ اللّهُ العِزّةَ فِي النّاسِ وَ مَن أَذَاعَ الصّعبَ مِن حَدِيثِنَا لَم يَمُت حَتّي يَعَضّهُ السّلَاحُ أَو يَمُوتَ بِخَبَلٍ يَا مُعَلّي وَ أَنتَ مَقتُولٌ فَاستَعِدّ

35-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ بنِ سَلَمَةَ اللؤّلؤُيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ بَقّاحٍ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الحَوضِ فَقَالَ هُوَ حَوضٌ مَا بَينَ بُصرَي إِلَي صَنعَاءَ أَ تُحِبّ أَن تَرَاهُ فَقُلتُ لَهُ نَعَم قَالَ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ وَ أخَرجَنَيِ‌ إِلَي ظَهرِ المَدِينَةِ ثُمّ ضَرَبَ بِرِجلِهِ فَنَظَرتُ إِلَي نَهَرٍ يجَريِ‌ مِن جَانِبِهِ هَذَا مَاءٌ أَبيَضُ مِنَ الثّلجِ وَ مِن جَانِبِهِ هَذَا لَبَنٌ أَبيَضُ مِنَ الثّلجِ وَ فِي وَسَطِهِ خَمرٌ أَحسَنُ


صفحه : 382

مِنَ اليَاقُوتِ فَمَا رَأَيتُ شَيئاً أَحسَنَ مِن تِلكَ الخَمرِ بَينَ اللّبَنِ وَ المَاءِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مِن أَينَ يَخرُجُ هَذَا وَ مِن أَينَ مَجرَاهُ فَقَالَ هَذِهِ العُيُونُ التّيِ‌ ذَكَرَهَا اللّهُ فِي كِتَابِهِ أَنّهَا فِي الجَنّةِ عَينٌ مِن مَاءٍ وَ عَينٌ مِن لَبَنٍ وَ عَينٌ مِن خَمرٍ يجَريِ‌ فِي هَذَا النّهَرِ وَ رَأَيتُ حَافَاتِهِ عَلَيهَا شَجَرٌ فِيهِنّ جَوَارٍ مُعَلّقَاتٍ بِرُءُوسِهِنّ مَا رَأَيتُ شَيئاً أَحسَنَ مِنهُنّ وَ بِأَيدِيهِنّ آنِيَةٌ مَا رَأَيتُ أَحسَنَ مِنهَا لَيسَت مِن آنِيَةِ الدّنيَا فَدَنَا مِن إِحدَاهُنّ فَأَومَأَ إِلَيهَا لِتَسقِيَهُ فَنَظَرتُ إِلَيهَا وَ قَد مَالَت لِتَغرِفَ مِنَ النّهَرِ فَمَالَتِ الشّجَرَةُ مَعَهَا فَاغتَرَفَت ثُمّ نَاوَلَتهُ فَشَرِبَ ثُمّ نَاوَلَهَا وَ أَومَأَ إِلَيهَا فَمَالَت لِتَغرِفَ فَمَالَتِ الشّجَرَةُ مَعَهَا فَاغتَرَفَت ثُمّ نَاوَلَتهُ فنَاَولَنَيِ‌ فَشَرِبتُ فَمَا رَأَيتُ شَرَاباً كَانَ أَليَنَ مِنهُ وَ لَا أَلَذّ وَ كَانَت رَائِحَتُهُ رَائِحَةَ المِسكِ وَ نَظَرتُ فِي الكَأسِ فَإِذَا فِيهِ ثَلَاثَةُ أَلوَانٍ مِنَ الشّرَابِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا رَأَيتُ كَاليَومِ قَطّ وَ مَا كُنتُ أَرَي أَنّ الأَمرَ هَكَذَا فَقَالَ هَذَا مِن أَقَلّ مَا أَعَدّهُ اللّهُ لِشِيعَتِنَا إِنّ المُؤمِنَ إِذَا توُفُيّ‌َ صَارَت رُوحُهُ إِلَي هَذَا النّهَرِ وَ رَعَت فِي رِيَاضِهِ وَ شَرِبَت مِن شَرَابِهِ وَ إِنّ عَدُوّنَا إِذَا توُفُيّ‌َ صَارَت رُوحُهُ إِلَي واَديِ‌ بَرَهُوتَ فَأُخلِدَت فِي عَذَابِهِ وَ أُطعِمَت مِن زَقّومِهِ وَ سُقِيَت مِن حَمِيمِهِ فَاستَعِيذُوا بِاللّهِ مِن ذَلِكَ الواَديِ‌

36- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ بنِ قُدَامَةَ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ نَاصِحٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأرَمنَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَمّن حَدّثَهُ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع عَنِ الطّفلِ يَضحَكُ مِن غَيرِ عَجَبٍ وَ يبَكيِ‌ مِن غَيرِ أَلَمٍ فَقَالَ يَا مُفَضّلُ مَا مِن طِفلٍ إِلّا وَ هُوَ يَرَي الإِمَامَ وَ يُنَاجِيهِ فَبُكَاؤُهُ لِغَيبَةِ الإِمَامِ عَنهُ وَ ضَحِكُهُ إِذَا أَقبَلَ إِلَيهِ حَتّي إِذَا أُطلِقَ لِسَانُهُ أُغلِقَ ذَلِكَ البَابُ عَنهُ وَ ضُرِبَ عَلَي قَلبِهِ بِالنّسيَانِ


صفحه : 383

37- كِتَابُ المُحتَضَرِ لِلحَسَنِ بنِ سُلَيمَانَ،مِمّا رَوَاهُ مِن كِتَابِ نَوَادِرِ الحِكمَةِ يَرفَعُهُ إِلَي عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَ صِرتُ كَقَابِقَوسَينِ أَو أَدنيأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إلِيَ‌ّ يَا مُحَمّدُ مَن أَحَبّ خلَقيِ‌ إِلَيكَ قُلتُ يَا رَبّ أَنتَ أَعلَمُ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ أَنَا أَعلَمُ وَ لَكِن أُرِيدُ أَن أَسمَعَهُ مِن فِيكَ فَقُلتُ ابنُ عمَيّ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إلِيَ‌ّ أَنِ التَفِت فَالتَفَتّ فَإِذَا بعِلَيِ‌ّ وَاقِفٌ معَيِ‌ وَ قَد خُرِقَت حُجُبُ السّمَاوَاتِ وَ عَلِيّ وَاقِفٌ رَافِعٌ رَأسَهُ يَسمَعُ مَا يَقُولُ فَخَرَرتُ لِلّهِ تَعَالَي سَاجِداً

38- مِن كِتَابِ اللبات [اللّبَابِ]لِابنِ الشّرِيفَةِ الواَسطِيِ‌ّ،يَرفَعُهُ إِلَي مِيثَمٍ التّمّارِ قَالَبَينَمَا أَنَا فِي السّوقِ إِذ أَتَي أَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ قَالَ وَيحَكَ يَا مِيثَمُ لَقَد سَمِعتُ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حَدِيثاً صَعباً شَدِيداً قُلتُ وَ مَا هُوَ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ حَدِيثَ أَهلِ البَيتِ صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَحتَمِلُهُ إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَو عَبدٌ مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ فَقُمتُ مِن فوَرتَيِ‌ فَأَتَيتُ عَلِيّاً ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَدِيثٌ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ أَصبَغُ عَنكَ قَد ضِقتُ بِهِ ذَرعاً فَقَالَ ع مَا هُوَ فَأَخبَرتُهُ بِهِ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ اجلِس يَا مِيثَمُ أَ وَ كُلّ عِلمٍ يَحتَمِلُهُ عَالِمٌ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَ لِلمَلَائِكَةِإنِيّ‌ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها وَ يَسفِكُ الدّماءَ وَ نَحنُ نُسَبّحُ بِحَمدِكَ وَ نُقَدّسُ لَكَ قالَ إنِيّ‌ أَعلَمُ ما لا تَعلَمُونَفَهَل رَأَيتَ المَلَائِكَةَ احتَمَلُوا العِلمَ قَالَ قُلتُ وَ إِنّ هَذَا أَعظَمُ مِن ذَلِكَ قَالَ وَ الأُخرَي أَنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ التّورَاةَ فَظَنّ أَن لَا أَحَدَ أَعلَمُ مِنهُ فَأَخبَرَهُ أَنّ فِي خَلقِهِ أَعلَمَ مِنهُ وَ ذَلِكَ إِذ خَافَ عَلَي نَبِيّهِ العُجبَ قَالَ فَدَعَا رَبّهُ أَن يُرشِدَهُ إِلَي العَالِمِ قَالَ فَجَمَعَ اللّهُ بَينَهُ وَ بَينَ الخَضِرِ ع فَخَرَقَ السّفِينَةَ فَلَم يَحتَمِل ذَلِكَ مُوسَي وَ قَتَلَ الغُلَامَ فَلَم يَحتَمِلهُ وَ أَقَامَ الجِدَارَ فَلَم يَحتَمِلهُ


صفحه : 384

وَ أَمّا النّبِيّونَ فَإِنّ نَبِيّنَاص أَخَذَ يَومَ غَدِيرِ خُمّ بيِدَيِ‌ فَقَالَ أللّهُمّ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِ‌ّ مَولَاهُ فَهَل رَأَيتَ احتَمَلُوا ذَلِكَ إِلّا مَن عَصَمَ اللّهُ مِنهُم فَأَبشِرُوا ثُمّ أَبشِرُوا فَإِنّ اللّهَ قَد خَصّكُم بِمَا لَم يَخُصّ بِهِ المَلَائِكَةَ وَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ فِيمَا احتَمَلتُم ذَلِكَ فِي أَمرِ رَسُولِ اللّهِص وَ عِلمِهِ فَحَدّثُوا عَن فَضلِنَا وَ لَا حَرَجَ وَ عَن عَظِيمِ أَمرِنَا وَ لَا إِثمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُمِرنَا مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ أَن نُخَاطِبَ النّاسَ عَلَي قَدرِ عُقُولِهِم

بيان لعل المراد بآخر الخبر أن كل مارويتم في فضلنا فهو دون درجتنا لأنا نكلم الناس علي قدر عقولهم أوالمعني أناكلفنا بذلك و لم تكلفوا بذلك فقولوا في فضلنا ماشئتم و هوبعيد

39- وَ روُيِ‌َ أَيضاً مِن كِتَابِ الخَصَائِصِ لِابنِ البِطرِيقِ،رَفَعَهُ إِلَي الحَارِثِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع نَحنُ أَهلُ البَيتِ لَا نُقَاسُ بِالنّاسِ فَقَامَ رَجُلٌ فَأَتَي عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ صَدَقَ عَلِيّ أَ وَ لَيسَ كَانَ النّبِيّص لَا يُقَاسُ بِالنّاسِ ثُمّ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي عَلِيّ ع إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ

40- وَ مِن كِتَابِ مَنهَجِ التّحقِيقِ إِلَي سَوَاءِ الطّرِيقِ، عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَسوَدَ بنِ سَعِيدٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ مُبتَدِئاً مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ نَحنُ حُجّةُ اللّهِ وَ نَحنُ بَابُ اللّهِ وَ نَحنُ لِسَانُ اللّهِ وَ نَحنُ وَجهُ اللّهِ وَ نَحنُ عَينُ اللّهِ فِي خَلقِهِ وَ نَحنُ وُلَاةُ أَمرِ اللّهِ فِي عِبَادِهِ ثُمّ قَالَ يَا أَسوَدَ بنَ سَعِيدٍ إِنّ بَينَنَا وَ بَينَ كُلّ أَرضٍ تُرّاً مِثلَ تُرّ البَنّاءِ فَإِذَا أُمِرنَا فِي أَمرِنَا جَذَبنَا ذَلِكَ التّرّ فَأَقبَلَت إِلَينَا الأَرضُ بِقُلُبِهَا وَ أَسوَاقِهَا وَ دُورِهَا حَتّي نُنفِذَ فِيهَا مَا نُؤمَرُ فِيهَا مِن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي


صفحه : 385

41- وَ مِنهُ يَرفَعُهُ إِلَي ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو أُذِنَ لَنَا أَن نُعلِمَ النّاسَ حَالَنَا عِندَ اللّهِ وَ مَنزِلَتَنَا مِنهُ لَمَا احتَمَلتُم فَقَالَ لَهُ فِي العِلمِ فَقَالَ العِلمُ أَيسَرُ مِن ذَلِكَ إِنّ الإِمَامَ وَكرٌ لِإِرَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا يَشَاءُ إِلّا مَن يَشَاءُ اللّهُ

42- وَ مِن نَوَادِرِ الحِكمَةِ،يَرفَعُهُ إِلَي إِسحَاقَ القمُيّ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِحُمرَانَ بنِ أَعيَنَ يَا حُمرَانُ إِنِ الدّنيَا عِندَ الإِمَامِ وَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ إِلّا هَكَذَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي رَاحَتِهِ يَعرِفُ ظَاهِرَهَا وَ بَاطِنَهَا وَ دَاخِلَهَا وَ خَارِجَهَا وَ رَطبَهَا وَ يَابِسَهَا

بيان إن الدنيا إن نافية أوحرف النفي‌ ساقط أومقدر أو إلازائدة

43-المُحتَضَرُ، مِن نَوَادِرِ الحِكمَةِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي بَصِيرٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ فَقَالَ مَسأَلَةٌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ سَل يَا مُفَضّلُ قَالَ مَا مُنتَهَي عِلمِ العَالِمِ قَالَ قَد سَأَلتَ جَسِيماً وَ لَقَد سَأَلتَ عَظِيماً مَا السّمَاءُ الدّنيَا فِي السّمَاءِ الثّانِيَةِ إِلّا كَحَلقَةِ دِرعٍ مُلقَاةٍ فِي أَرضِ فَلَاةٍ وَ كَذَلِكَ كُلّ سَمَاءٍ عِندَ سَمَاءٍ أُخرَي وَ كَذَا السّمَاءُ السّابِعَةُ عِندَ الظّلمَةِ وَ لَا الظّلمَةُ عِندَ النّورِ وَ لَا ذَلِكَ كُلّهُ فِي الهَوَاءِ وَ لَا الأَرَضِينَ بَعضِهَا فِي بَعضٍ وَ لَا مِثلُ ذَلِكَ كُلّهِ فِي عِلمِ العَالِمِ يعَنيِ‌ الإِمَامَ مِثلَ مُدّ مِن خَردَلٍ دَقَقتَهُ دَقّاً ثُمّ ضَرَبتَهُ بِالمَاءِ حَتّي إِذَا اختَلَطَ وَ رَغَا أَخَذتَ مِنهُ لَعقَةً بِإِصبَعِكَ وَ لَا عِلمُ العَالِمِ فِي عِلمِ اللّهِ تَعَالَي إِلّا مِثلَ مُدّ مِن خَردَلٍ دَقَقتَهُ دَقّاً ثُمّ ضَرَبتَهُ بِالمَاءِ حَتّي إِذ اختَلَطَ وَ رَغَا انتَهَزتَ مِنهُ بِرَأسِ إِبرَةٍ نَهزَةً ثُمّ قَالَ ع يَكفِيكَ مِن هَذِهِ البَيَانِ بِأَقَلّهِ وَ أَنتَ بِأَخبَارِ الأُمُورِ تُصِيبُ

44- وَ مِن كِتَابِ السّيّدِ حَسَنِ بنِ كَبشٍ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ


صفحه : 386

ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ عِندَنَا سِرّاً مِن سِرّ اللّهِ وَ عِلماً مِن عِلمِ اللّهِ لَا يَحتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَا مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ وَ اللّهِ مَا كَلّفَ اللّهُ أَحَداً ذَلِكَ الحِملَ غَيرَنَا وَ لَا استَعبَدَ بِذَلِكَ أَحَداً غَيرَنَا وَ إِنّ عِندَنَا سِرّاً مِن سِرّ اللّهِ وَ عِلماً مِن عِلمِ اللّهِ أَمَرَنَا اللّهُ بِتَبلِيغِهِ فَبَلّغنَا عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا أَمَرَنَا بِتَبلِيغِهِ مَا نَجِدُ لَهُ مَوضِعاً وَ لَا أَهلًا وَ لَا حَمّالَةً يَحمِلُونَهُ حَتّي خَلَقَ اللّهُ لِذَلِكَ أَقوَاماً خُلِقُوا مِن طِينَةٍ خُلِقَ مِنهَا مُحَمّدٌص وَ ذُرّيّتُهُ وَ مِن نُورٍ خَلَقَ اللّهُ مِنهُ مُحَمّداً وَ ذُرّيّتَهُ وَ صَنَعَهُم بِفَضلِ صُنعِ رَحمَتِهِ التّيِ‌ صَنَعَ مِنهَا مُحَمّداًص فَبَلّغنَاهُم عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا أَمَرَنَا بِتَبلِيغِهِ فَقَبِلُوهُ وَ احتَمَلُوا ذَلِكَ وَ بَلَغَهُم ذَلِكَ عَنّا فَقَبِلُوهُ وَ احتَمَلُوهُ وَ بَلَغَهُم ذِكرُنَا فَمَالَت قُلُوبُهُم إِلَي مَعرِفَتِنَا وَ حَدِيثِنَا فَلَو لَا أَنّهُم خُلِقُوا مِن هَذَا لَمَا كَانُوا كَذَلِكَ وَ لَا وَ اللّهِ مَا احتَمَلُوهُ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ قَوماً لِجَهَنّمَ وَ النّارِ فَأَمَرَنَا أَن نُبَلّغَهُم كَمَا بَلّغنَاهُم فَاشمَأَزّوا مِن ذَلِكَ وَ نَفَرَت قُلُوبُهُم وَ رَدّوهُ عَلَينَا وَ لَم يَحتَمِلُوهُ وَ كَذّبُوا بِهِ وَ قَالُواساحِرٌ كَذّابٌفَطَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ أَنسَاهُم ذَلِكَ ثُمّ أَطلَقَ اللّهُ لِسَانَهُم بِبَعضِ الحَقّ فَهُم يَنطِقُونَ بِهِ وَقُلُوبُهُم مُنكِرَةٌلِيَكُونَ ذَلِكَ دَفعاً عَن أَولِيَائِهِ وَ أَهلِ طَاعَتِهِ وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا عُبِدَ اللّهُ فِي أَرضِهِ فَأَمَرَنَا بِالكَفّ عَنهُم وَ الكِتمَانِ مِنهُم فَاكتُمُوا مِمّن أَمَرَ اللّهُ بِالكَفّ عَنهُم وَ استُرُوا عَمّن أَمَرَ اللّهُ بِالسّترِ وَ الكِتمَانِ مِنهُم قَالَ ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ وَ بَكَي وَ قَالَ أللّهُمّإِنّ هؤُلاءِ لَشِرذِمَةٌ قَلِيلُونَفَاجعَل مَحيَاهُم مَحيَانَا وَ مَمَاتَهُم مَمَاتَنَا وَ لَا تُسَلّط عَلَيهِم عَدُوّاً لَكَ فَتَفجَعَنَا بِهِم فَإِنّكَ إِن فَجَعتَنَا بِهِم لَم تُعبَد أَبَداً فِي أَرضِكَ