صفحه : 1
الآيات البقرةما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ لَا المُشرِكِينَ أَن يُنَزّلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبّكُم وَ اللّهُ يَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ و قال تعالي وَدّ كَثِيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ لَو يَرُدّونَكُم مِن بَعدِ إِيمانِكُم كُفّاراً حَسَداً مِن عِندِ أَنفُسِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الحَقّ فَاعفُوا وَ اصفَحُوا حَتّي يأَتيَِ اللّهُ بِأَمرِهِ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال سبحانه إِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الكِتابِ وَ يَشتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم إِلّا النّارَ وَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُدي وَ العَذابَ بِالمَغفِرَةِ فَما أَصبَرَهُم عَلَي النّارِ ذلِكَ بِأَنّ اللّهَ نَزّلَ الكِتابَ بِالحَقّ وَ إِنّ الّذِينَ اختَلَفُوا فِي الكِتابِ لفَيِ شِقاقٍ بَعِيدٍ و قال تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يُشهِدُ اللّهَ عَلي ما فِي قَلبِهِ وَ هُوَ أَلَدّ الخِصامِ وَ إِذا تَوَلّي سَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يُهلِكَ الحَرثَ
صفحه : 2
وَ النّسلَ وَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَ أَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِ فَحَسبُهُ جَهَنّمُ وَ لَبِئسَ المِهادُ و قال تعالي لا إِكراهَ فِي الدّينِ قَد تَبَيّنَ الرّشدُ مِنَ الغيَّآل عمران كَيفَ يهَديِ اللّهُ قَوماً كَفَرُوا بَعدَ إِيمانِهِم وَ شَهِدُوا أَنّ الرّسُولَ حَقّ وَ جاءَهُمُ البَيّناتُ وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الظّالِمِينَ أُولئِكَ جَزاؤُهُم أَنّ عَلَيهِم لَعنَةَ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ خالِدِينَ فِيها لا يُخَفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَ لا هُم يُنظَرُونَ إِلّا الّذِينَ تابُوا مِن بَعدِ ذلِكَ وَ أَصلَحُوا فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بَعدَ إِيمانِهِم ثُمّ ازدادُوا كُفراً لَن تُقبَلَ تَوبَتُهُم وَ أُولئِكَ هُمُ الضّالّونَ و قال تعالي وَ لَو آمَنَ أَهلُ الكِتابِ لَكانَ خَيراً لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنُونَ وَ أَكثَرُهُمُ الفاسِقُونَ لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذيً وَ إِن يُقاتِلُوكُم يُوَلّوكُمُ الأَدبارَ ثُمّ لا يُنصَرُونَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ أَينَ ما ثُقِفُوا إِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبلٍ مِنَ النّاسِ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ المَسكَنَةُ ذلِكَ بِأَنّهُم كانُوا يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ يَقتُلُونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُونَ لَيسُوا سَواءً مِن أَهلِ الكِتابِ أُمّةٌ قائِمَةٌ يَتلُونَ آياتِ اللّهِ آناءَ اللّيلِ وَ هُم يَسجُدُونَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصّالِحِينَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا بِطانَةً مِن دُونِكُم لا يَألُونَكُم خَبالًا وَدّوا ما عَنِتّم قَد بَدَتِ البَغضاءُ مِن أَفواهِهِم وَ ما تخُفيِ صُدُورُهُم أَكبَرُ قَد بَيّنّا لَكُمُ الآياتِ إِن كُنتُم تَعقِلُونَ ها أَنتُم أُولاءِ تُحِبّونَهُم وَ لا يُحِبّونَكُم وَ تُؤمِنُونَ بِالكِتابِ كُلّهِ وَ إِذا لَقُوكُم قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوا عَضّوا عَلَيكُمُ الأَنامِلَ مِنَ الغَيظِ قُل مُوتُوا بِغَيظِكُم إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ إِن تَمسَسكُم حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَ إِن تُصِبكُم سَيّئَةٌ يَفرَحُوا بِها وَ إِن تَصبِرُوا وَ تَتّقُوا لا يَضُرّكُم كَيدُهُم شَيئاً إِنّ اللّهَ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ و قال تعالي وَ إِنّ مِن أَهلِ الكِتابِ لَمَن يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم وَ ما أُنزِلَ إِلَيهِم خاشِعِينَ لِلّهِ لا يَشتَرُونَ بِآياتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِم
صفحه : 3
إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِ
النساء 44-أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يَشتَرُونَ الضّلالَةَ وَ يُرِيدُونَ أَن تَضِلّوا السّبِيلَ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِأَعدائِكُم وَ كَفي بِاللّهِ وَلِيّا وَ كَفي بِاللّهِ نَصِيراً مِنَ الّذِينَ هادُوا يُحَرّفُونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعنا وَ عَصَينا وَ اسمَع غَيرَ مُسمَعٍ وَ راعِنا لَيّا بِأَلسِنَتِهِم وَ طَعناً فِي الدّينِ وَ لَو أَنّهُم قالُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا وَ اسمَع وَ انظُرنا لَكانَ خَيراً لَهُم وَ أَقوَمَ وَ لكِن لَعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنُونَ إِلّا قَلِيلًا و قال تعالي فَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيتَ وَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً وَ لَو أَنّا كَتَبنا عَلَيهِم أَنِ اقتُلُوا أَنفُسَكُم أَوِ اخرُجُوا مِن دِيارِكُم ما فَعَلُوهُ إِلّا قَلِيلٌ مِنهُم وَ لَو أَنّهُم فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيراً لَهُم وَ أَشَدّ تَثبِيتاً وَ إِذاً لَآتَيناهُم مِن لَدُنّا أَجراً عَظِيماً وَ لَهَدَيناهُم صِراطاً مُستَقِيماً إلي قوله وَ يَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِن عِندِكَ بَيّتَ طائِفَةٌ مِنهُم غَيرَ ألّذِي تَقُولُ وَ اللّهُ يَكتُبُ ما يُبَيّتُونَ فَأَعرِض عَنهُم وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًا و قال تعالي وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِناً إِلّا خَطَأً إلي قوله وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً و قال تعالي وَ مَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمّداً إلي قوله عَظِيماً و قال تعالي إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ وَ لا تَكُن لِلخائِنِينَ خَصِيماً وَ استَغفِرِ اللّهَ إِنّ اللّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَ لا تُجادِل عَنِ الّذِينَ يَختانُونَ أَنفُسَهُم إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ مَن كانَ خَوّاناً أَثِيماً يَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ وَ لا يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَ هُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيّتُونَ ما لا يَرضي مِنَ القَولِ وَ كانَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطاً ها أَنتُم هؤُلاءِ جادَلتُم عَنهُم فِي الحَياةِ الدّنيا فَمَن يُجادِلُ اللّهَ عَنهُم يَومَ القِيامَةِ أَم مَن يَكُونُ عَلَيهِم وَكِيلًا وَ مَن يَعمَل سُوءاً أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمّ يَستَغفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ
صفحه : 4
غَفُوراً رَحِيماً وَ مَن يَكسِب إِثماً فَإِنّما يَكسِبُهُ عَلي نَفسِهِ وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَ مَن يَكسِب خَطِيئَةً أَو إِثماً ثُمّ يَرمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احتَمَلَ بُهتاناً وَ إِثماً مُبِيناً وَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ وَ رَحمَتُهُ لَهَمّت طائِفَةٌ مِنهُم أَن يُضِلّوكَ وَ ما يُضِلّونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَضُرّونَكَ مِن شَيءٍ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُ وَ كانَ فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ عَظِيماً لا خَيرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجواهُم إِلّا مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعرُوفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ النّاسِ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً وَ مَن يُشاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُ الهُدي وَ يَتّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلّهِ ما تَوَلّي وَ نُصلِهِ جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً و قال تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا ثُمّ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا ثُمّ ازدادُوا كُفراً لَم يَكُنِ اللّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَ لا لِيَهدِيَهُم سَبِيلًا بَشّرِ المُنافِقِينَ بِأَنّ لَهُم عَذاباً أَلِيماً الّذِينَ يَتّخِذُونَ الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ إلي قوله تعالي إِنّ اللّهَ جامِعُ المُنافِقِينَ وَ الكافِرِينَ فِي جَهَنّمَ جَمِيعاً الّذِينَ يَتَرَبّصُونَ بِكُم فَإِن كانَ لَكُم فَتحٌ مِنَ اللّهِ قالُوا أَ لَم نَكُن مَعَكُم وَ إِن كانَ لِلكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَ لَم نَستَحوِذ عَلَيكُم وَ نَمنَعكُم مِنَ المُؤمِنِينَ فَاللّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ وَ لَن يَجعَلَ اللّهُ لِلكافِرِينَ عَلَي المُؤمِنِينَ سَبِيلًاالمائدةيا أَيّهَا الرّسُولُ لا يَحزُنكَ الّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الكُفرِ مِنَ الّذِينَ قالُوا آمَنّا بِأَفواهِهِم وَ لَم تُؤمِن قُلُوبُهُم وَ مِنَ الّذِينَ هادُوا سَمّاعُونَ لِلكَذِبِ سَمّاعُونَ لِقَومٍ آخَرِينَ لَم يَأتُوكَ يُحَرّفُونَ الكَلِمَ مِن بَعدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِن أُوتِيتُم هذا فَخُذُوهُ وَ إِن لَم تُؤتَوهُ فَاحذَرُوا وَ مَن يُرِدِ اللّهُ فِتنَتَهُ فَلَن تَملِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيئاً أُولئِكَ الّذِينَ لَم يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهّرَ قُلُوبَهُم لَهُم فِي الدّنيا خزِيٌ وَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ سَمّاعُونَ لِلكَذِبِ أَكّالُونَ لِلسّحتِ فَإِن جاؤُكَ فَاحكُم بَينَهُم أَو أَعرِض عَنهُم وَ إِن تُعرِض عَنهُم فَلَن يَضُرّوكَ شَيئاً وَ إِن حَكَمتَ فَاحكُم بَينَهُم بِالقِسطِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَ وَ كَيفَ يُحَكّمُونَكَ وَ عِندَهُمُ التّوراةُ فِيها حُكمُ اللّهِ ثُمّ يَتَوَلّونَ مِن بَعدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالمُؤمِنِينَ إِنّا أَنزَلنَا التّوراةَ فِيها هُديً وَ نُورٌ يَحكُمُ بِهَا النّبِيّونَ الّذِينَ أَسلَمُوا
صفحه : 5
لِلّذِينَ هادُوا وَ الرّبّانِيّونَ وَ الأَحبارُ بِمَا استُحفِظُوا مِن كِتابِ اللّهِ وَ كانُوا عَلَيهِ شُهَداءَ فَلا تَخشَوُا النّاسَ وَ اخشَونِ وَ لا تَشتَرُوا بآِياتيِ ثَمَناً قَلِيلًا وَ مَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرُونَ
إلي قوله تعالي وَ أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ الكِتابِ وَ مُهَيمِناً عَلَيهِ فَاحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللّهُ وَ لا تَتّبِع أَهواءَهُم عَمّا جاءَكَ مِنَ الحَقّ لِكُلّ جَعَلنا مِنكُم شِرعَةً وَ مِنهاجاً وَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَعَلَكُم أُمّةً واحِدَةً وَ لكِن لِيَبلُوَكُم فِي ما آتاكُم فَاستَبِقُوا الخَيراتِ إِلَي اللّهِ مَرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ وَ أَنِ احكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللّهُ وَ لا تَتّبِع أَهواءَهُم وَ احذَرهُم أَن يَفتِنُوكَ عَن بَعضِ ما أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكَ فَإِن تَوَلّوا فَاعلَم أَنّما يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعضِ ذُنُوبِهِم وَ إِنّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ لَفاسِقُونَ أَ فَحُكمَ الجاهِلِيّةِ يَبغُونَ وَ مَن أَحسَنُ مِنَ اللّهِ حُكماً لِقَومٍ يُوقِنُونَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا الّذِينَ اتّخَذُوا دِينَكُم هُزُواً وَ لَعِباً مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَ الكُفّارَ أَولِياءَ وَ اتّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ وَ إِذا نادَيتُم إِلَي الصّلاةِ اتّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباً ذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَعقِلُونَ قُل يا أَهلَ الكِتابِ هَل تَنقِمُونَ مِنّا إِلّا أَن آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنزِلَ إِلَينا وَ ما أُنزِلَ مِن قَبلُ وَ أَنّ أَكثَرَكُم فاسِقُونَ قُل هَل أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن ذلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَعَنَهُ اللّهُ وَ غَضِبَ عَلَيهِ وَ جَعَلَ مِنهُمُ القِرَدَةَ وَ الخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطّاغُوتَ أُولئِكَ شَرّ مَكاناً وَ أَضَلّ عَن سَواءِ السّبِيلِ وَ إِذا جاؤُكُم قالُوا آمَنّا وَ قَد دَخَلُوا بِالكُفرِ وَ هُم قَد خَرَجُوا بِهِ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما كانُوا يَكتُمُونَ وَ تَري كَثِيراً مِنهُم يُسارِعُونَ فِي الإِثمِ وَ العُدوانِ وَ أَكلِهِمُ السّحتَ لَبِئسَ ما كانُوا يَعمَلُونَ لَو لا يَنهاهُمُ الرّبّانِيّونَ وَ الأَحبارُ عَن قَولِهِمُ الإِثمَ وَ أَكلِهِمُ السّحتَ لَبِئسَ ما كانُوا يَصنَعُونَ و قال تعالي وَ أَلقَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَ البَغضاءَ إِلي يَومِ القِيامَةِ كُلّما أَوقَدُوا ناراً لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللّهُ وَ يَسعَونَ فِي الأَرضِ فَساداً وَ اللّهُ لا يُحِبّ المُفسِدِينَ إلي قوله تعالي مِنهُم أُمّةٌ مُقتَصِدَةٌ وَ كَثِيرٌ مِنهُم ساءَ ما يَعمَلُونَ
صفحه : 6
إلي قوله تعالي قُل يا أَهلَ الكِتابِ لَستُم عَلي شَيءٍ حَتّي تُقِيمُوا التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم وَ لَيَزِيدَنّ كَثِيراً مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ طُغياناً وَ كُفراً فَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الكافِرِينَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَ إِن تَسئَلُوا عَنها حِينَ يُنَزّلُ القُرآنُ تُبدَ لَكُم عَفَا اللّهُ عَنها وَ اللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَد سَأَلَها قَومٌ مِن قَبلِكُم ثُمّ أَصبَحُوا بِها كافِرِينَ. و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَينِكُم إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوتُ حِينَ الوَصِيّةِ اثنانِ ذَوا عَدلٍ مِنكُم أَو آخَرانِ مِن غَيرِكُم إِن أَنتُم ضَرَبتُم فِي الأَرضِ فَأَصابَتكُم مُصِيبَةُ المَوتِ تَحبِسُونَهُما مِن بَعدِ الصّلاةِ فَيُقسِمانِ بِاللّهِ إِنِ ارتَبتُم لا نشَترَيِ بِهِ ثَمَناً وَ لَو كانَ ذا قُربي وَ لا نَكتُمُ شَهادَةَ اللّهِ إِنّا إِذاً لَمِنَ الآثِمِينَ فَإِن عُثِرَ عَلي أَنّهُمَا استَحَقّا إِثماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الّذِينَ استَحَقّ عَلَيهِمُ الأَولَيانِ فَيُقسِمانِ بِاللّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقّ مِن شَهادَتِهِما وَ مَا اعتَدَينا إِنّا إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ ذلِكَ أَدني أَن يَأتُوا بِالشّهادَةِ عَلي وَجهِها أَو يَخافُوا أَن تُرَدّ أَيمانٌ بَعدَ أَيمانِهِم وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اسمَعُوا وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الفاسِقِينَالأنعام وَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ ما عَلَيكَ مِن حِسابِهِم مِن شَيءٍ وَ ما مِن حِسابِكَ عَلَيهِم مِن شَيءٍ فَتَطرُدَهُم فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ وَ كَذلِكَ فَتَنّا بَعضَهُم بِبَعضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنّ اللّهُ عَلَيهِم مِن بَينِنا أَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِالشّاكِرِينَ وَ إِذا جاءَكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِآياتِنا فَقُل سَلامٌ عَلَيكُم كَتَبَ رَبّكُم عَلي نَفسِهِ الرّحمَةَ أَنّهُ مَن عَمِلَ مِنكُم سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمّ تابَ مِن بَعدِهِ وَ أَصلَحَ فَأَنّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالي وَ مَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أَو قالَ أوُحيَِ إلِيَّ وَ لَم يُوحَ إِلَيهِ شَيءٌ وَ مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُالأعراف وَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ألّذِي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ وَ لَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَ لكِنّهُ أَخلَدَ إِلَي الأَرضِ وَ اتّبَعَ هَواهُ
صفحه : 7
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث ذلِكَ مَثَلُ القَومِ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلّهُم يَتَفَكّرُونَالأنفال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُم وَ أَنتُم تَعلَمُونَ وَ اعلَمُوا أَنّما أَموالُكُم وَ أَولادُكُم فِتنَةٌ وَ أَنّ اللّهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيمٌ و قال تعالي قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغفَر لَهُم ما قَد سَلَفَ وَ إِن يَعُودُوا فَقَد مَضَت سُنّتُ الأَوّلِينَ وَ قاتِلُوهُم حَتّي لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَ يَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَإِنّ اللّهَ بِما يَعمَلُونَ بَصِيرٌ وَ إِن تَوَلّوا فَاعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَولاكُم نِعمَ المَولي وَ نِعمَ النّصِيرُالتوبةما كانَ لِلمُشرِكِينَ أَن يَعمُرُوا مَساجِدَ اللّهِ شاهِدِينَ عَلي أَنفُسِهِم بِالكُفرِ أُولئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم وَ فِي النّارِ هُم خالِدُونَ إِنّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللّهِ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ أَقامَ الصّلاةَ وَ آتَي الزّكاةَ وَ لَم يَخشَ إِلّا اللّهَ فَعَسي أُولئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهتَدِينَ أَ جَعَلتُم سِقايَةَ الحاجّ وَ عِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَستَوُونَ عِندَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الظّالِمِينَ الّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم أَعظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ و قال تعالي يُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ و قال سبحانه يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِنّ كَثِيراً مِنَ الأَحبارِ وَ الرّهبانِ لَيَأكُلُونَ أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ وَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ و قال تعالي إِنّمَا النسّيِءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ يُضَلّ بِهِ الّذِينَ كَفَرُوا يُحِلّونَهُ عاماً وَ يُحَرّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدّةَ ما حَرّمَ اللّهُ فَيُحِلّوا ما حَرّمَ اللّهُ زُيّنَ لَهُم سُوءُ أَعمالِهِم وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الكافِرِينَ
صفحه : 8
و قال سبحانه وَ مِنهُم مَن يَلمِزُكَ فِي الصّدَقاتِ فَإِن أُعطُوا مِنها رَضُوا وَ إِن لَم يُعطَوا مِنها إِذا هُم يَسخَطُونَ وَ لَو أَنّهُم رَضُوا ما آتاهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسبُنَا اللّهُ سَيُؤتِينَا اللّهُ مِن فَضلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنّا إِلَي اللّهِ راغِبُونَ و قال تعالي وَ مِنهُمُ الّذِينَ يُؤذُونَ النّبِيّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُل أُذُنُ خَيرٍ لَكُم يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ يُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ وَ رَحمَةٌ لِلّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ الّذِينَ يُؤذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ يَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم لِيُرضُوكُم وَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقّ أَن يُرضُوهُ إِن كانُوا مُؤمِنِينَ أَ لَم يَعلَمُوا أَنّهُ مَن يُحادِدِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الخزِيُ العَظِيمُ إلي قوله تعالي المُنافِقُونَ وَ المُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَ يَنهَونَ عَنِ المَعرُوفِ وَ يَقبِضُونَ أَيدِيَهُم نَسُوا اللّهَ فَنَسِيَهُم إِنّ المُنافِقِينَ هُمُ الفاسِقُونَ وَعَدَ اللّهُ المُنافِقِينَ وَ المُنافِقاتِ وَ الكُفّارَ نارَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها هيَِ حَسبُهُم وَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ لَهُم عَذابٌ مُقِيمٌ كَالّذِينَ مِن قَبلِكُم كانُوا أَشَدّ مِنكُم قُوّةً وَ أَكثَرَ أَموالًا وَ أَولاداً فَاستَمتَعُوا بِخَلاقِهِم فَاستَمتَعتُم بِخَلاقِكُم كَمَا استَمتَعَ الّذِينَ مِن قَبلِكُم بِخَلاقِهِم وَ خُضتُم كاَلذّيِ خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ أَ لَم يَأتِهِم نَبَأُ الّذِينَ مِن قَبلِهِم قَومِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ قَومِ اِبراهِيمَ وَ أَصحابِ مَديَنَ وَ المُؤتَفِكاتِ أَتَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ فَما كانَ اللّهُ لِيَظلِمَهُم وَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ إلي قوله تعالي يَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَ كَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِم وَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا وَ ما نَقَمُوا إِلّا أَن أَغناهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِن فَضلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيراً لَهُم وَ إِن يَتَوَلّوا يُعَذّبهُمُ اللّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ ما لَهُم فِي الأَرضِ مِن ولَيِّ وَ لا نَصِيرٍ وَ مِنهُم مَن عاهَدَ اللّهَ لَئِن آتانا مِن فَضلِهِ لَنَصّدّقَنّ وَ لَنَكُونَنّ مِنَ الصّالِحِينَ فَلَمّا آتاهُم مِن فَضلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَ تَوَلّوا وَ هُم مُعرِضُونَ فَأَعقَبَهُم نِفاقاً فِي قُلُوبِهِم إِلي يَومِ يَلقَونَهُ بِما أَخلَفُوا اللّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكذِبُونَ أَ لَم يَعلَمُوا أَنّ اللّهَ يَعلَمُ سِرّهُم وَ نَجواهُم وَ أَنّ اللّهَ عَلّامُ الغُيُوبِ الّذِينَ يَلمِزُونَ
صفحه : 9
المُطّوّعِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ فِي الصّدَقاتِ وَ الّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرُونَ مِنهُم سَخِرَ اللّهُ مِنهُم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ استَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعِينَ مَرّةً فَلَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُم ذلِكَ بِأَنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الفاسِقِينَ و قال تعالي الأَعرابُ أَشَدّ كُفراً وَ نِفاقاً وَ أَجدَرُ أَلّا يَعلَمُوا حُدُودَ ما أَنزَلَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَ مِنَ الأَعرابِ مَن يَتّخِذُ ما يُنفِقُ مَغرَماً وَ يَتَرَبّصُ بِكُمُ الدّوائِرَ عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وَ مِنَ الأَعرابِ مَن يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ يَتّخِذُ ما يُنفِقُ قُرُباتٍ عِندَ اللّهِ وَ صَلَواتِ الرّسُولِ أَلا إِنّها قُربَةٌ لَهُم سَيُدخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحمَتِهِ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالي وَ مِمّن حَولَكُم مِنَ الأَعرابِ مُنافِقُونَ وَ مِن أَهلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَي النّفاقِ لا تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم سَنُعَذّبُهُم مَرّتَينِ ثُمّ يُرَدّونَ إِلي عَذابٍ عَظِيمٍ وَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلي قوله تعالي وَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ و قال سبحانه ما كانَ للِنبّيِّ وَ الّذِينَ آمَنُوا أَن يَستَغفِرُوا لِلمُشرِكِينَ وَ لَو كانُوا أوُليِ قُربي مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُم أَنّهُم أَصحابُ الجَحِيمِ إلي قوله تعالي وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِلّ قَوماً بَعدَ إِذ هَداهُم حَتّي يُبَيّنَ لَهُم ما يَتّقُونَ إلي قوله تعالي وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقُولُ أَيّكُم زادَتهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا فَزادَتهُم إِيماناً وَ هُم يَستَبشِرُونَ وَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَ أَ وَ لا يَرَونَ أَنّهُم يُفتَنُونَ فِي كُلّ عامٍ مَرّةً أَو مَرّتَينِ ثُمّ لا يَتُوبُونَ وَ لا هُم يَذّكّرُونَ وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ نَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ ثُمّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ
صفحه : 10
هودأَلا إِنّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيابَهُم يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِالرعدوَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَفرَحُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَ مِنَ الأَحزابِ مَن يُنكِرُ بَعضَهُ قُل إِنّما أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللّهَ وَ لا أُشرِكَ بِهِ إِلَيهِ أَدعُوا وَ إِلَيهِ مَآبِالكهف وَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ وَ لا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُرِيدُ زِينَةَ الحَياةِ الدّنيا وَ لا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَ اتّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمرُهُ فُرُطاً وَ قُلِ الحَقّ مِن رَبّكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُرالنوروَ الّذِينَ يَرمُونَ أَزواجَهُم وَ لَم يَكُن لَهُم شُهَداءُ إِلّا أَنفُسُهُم فَشَهادَةُ أَحَدِهِم أَربَعُ شَهاداتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَالآيات و قال تعالي وَ يَقُولُونَ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِالرّسُولِ وَ أَطَعنا ثُمّ يَتَوَلّي فَرِيقٌ مِنهُم مِن بَعدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالمُؤمِنِينَ وَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِذا فَرِيقٌ مِنهُم مُعرِضُونَ وَ إِن يَكُن لَهُمُ الحَقّ يَأتُوا إِلَيهِ مُذعِنِينَ أَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارتابُوا أَم يَخافُونَ أَن يَحِيفَ اللّهُ عَلَيهِم وَ رَسُولُهُ بَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ إِنّما كانَ قَولَ المُؤمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقُولُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخشَ اللّهَ وَ يَتّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن أَمَرتَهُم لَيَخرُجُنّ قُل لا تُقسِمُوا طاعَةٌ مَعرُوفَةٌ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَالقصص الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ مِن قَبلِهِ هُم بِهِ يُؤمِنُونَ وَ إِذا يُتلي عَلَيهِم قالُوا آمَنّا بِهِ إِنّهُ الحَقّ مِن رَبّنا إِنّا كُنّا مِن قَبلِهِ مُسلِمِينَ أُولئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَرّتَينِ بِما صَبَرُواالعنكبوت الم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ
صفحه : 11
إلي قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ فَإِذا أوُذيَِ فِي اللّهِ جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِ وَ لَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبّكَ لَيَقُولُنّ إِنّا كُنّا مَعَكُم أَ وَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِما فِي صُدُورِ العالَمِينَ وَ لَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَيَعلَمَنّ المُنافِقِينَلقمان وَ إِذا غَشِيَهُم مَوجٌ كَالظّلَلِ دَعَوُا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُم إِلَي البَرّ فَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَ ما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا كُلّ خَتّارٍ كَفُورٍالأحزاب يا أَيّهَا النّبِيّ اتّقِ اللّهَ وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَ إِنّ اللّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً وَ اتّبِع ما يُوحي إِلَيكَ مِن رَبّكَ إِنّ اللّهَ كانَ بِما تَعمَلُونَ خَبِيراً وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًا ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِ و قال تعالي لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ المُرجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغرِيَنّكَ بِهِم ثُمّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلّا قَلِيلًا مَلعُونِينَ أَينَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتّلُوا تَقتِيلًا سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبدِيلًاسبأوَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لَن نُؤمِنَ بِهذَا القُرآنِ وَ لا باِلذّيِ بَينَ يَدَيهِالأحقاف قُل أَ رَأَيتُم إِن كانَ مِن عِندِ اللّهِ وَ كَفَرتُم بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن بنَيِ إِسرائِيلَ عَلي مِثلِهِ فَآمَنَ وَ استَكبَرتُم إِنّ اللّهَ لا يهَديِ القَومَ الظّالِمِينَ وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا لَو كانَ خَيراً ما سَبَقُونا إِلَيهِ وَ إِذ لَم يَهتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفكٌ قَدِيمٌ محمدوَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ حَتّي إِذا خَرَجُوا مِن عِندِكَ قالُوا لِلّذِينَ أُوتُوا العِلمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم. إلي قوله تعالي وَ يَقُولُ الّذِينَ آمَنُوا لَو لا نُزّلَت سُورَةٌ فَإِذا أُنزِلَت سُورَةٌ مُحكَمَةٌ وَ ذُكِرَ فِيهَا القِتالُ رَأَيتَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيكَ نَظَرَ المغَشيِّ عَلَيهِ مِنَ المَوتِ فَأَولي لَهُم طاعَةٌ وَ قَولٌ مَعرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الأَمرُ فَلَو صَدَقُوا اللّهَ لَكانَ خَيراً لَهُم فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُم
صفحه : 12
أُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمّهُم وَ أَعمي أَبصارَهُم أَ فَلا يَتَدَبّرُونَ القُرآنَ أَم عَلي قُلُوبٍ أَقفالُها إِنّ الّذِينَ ارتَدّوا عَلي أَدبارِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الهُدَي الشّيطانُ سَوّلَ لَهُم وَ أَملي لَهُم ذلِكَ بِأَنّهُم قالُوا لِلّذِينَ كَرِهُوا ما نَزّلَ اللّهُ سَنُطِيعُكُم فِي بَعضِ الأَمرِ وَ اللّهُ يَعلَمُ إِسرارَهُم فَكَيفَ إِذا تَوَفّتهُمُ المَلائِكَةُ يَضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَ أَدبارَهُم ذلِكَ بِأَنّهُمُ اتّبَعُوا ما أَسخَطَ اللّهَ وَ كَرِهُوا رِضوانَهُ فَأَحبَطَ أَعمالَهُم أَم حَسِبَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخرِجَ اللّهُ أَضغانَهُم وَ لَو نَشاءُ لَأَرَيناكَهُم فَلَعَرَفتَهُم بِسِيماهُم وَ لَتَعرِفَنّهُم فِي لَحنِ القَولِ وَ اللّهُ يَعلَمُ أَعمالَكُم وَ لَنَبلُوَنّكُم حَتّي نَعلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُم وَ الصّابِرِينَ وَ نَبلُوَا أَخبارَكُم
و قال تعالي وَ إِن تَتَوَلّوا يَستَبدِل قَوماً غَيرَكُم ثُمّ لا يَكُونُوا أَمثالَكُمالحجرات يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلي ما فَعَلتُم نادِمِينَ وَ اعلَمُوا أَنّ فِيكُم رَسُولَ اللّهِ لَو يُطِيعُكُم فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمرِ لَعَنِتّم وَ لكِنّ اللّهَ حَبّبَ إِلَيكُمُ الإِيمانَ وَ زَيّنَهُ فِي قُلُوبِكُم وَ كَرّهَ إِلَيكُمُ الكُفرَ وَ الفُسُوقَ وَ العِصيانَ أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ نِعمَةً وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَ إِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُما فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَي الأُخري فَقاتِلُوا التّيِ تبَغيِ حَتّي تفَيِءَ إِلي أَمرِ اللّهِ فَإِن فاءَت فَأَصلِحُوا بَينَهُما بِالعَدلِ وَ أَقسِطُوا إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَ إِنّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحُوا بَينَ أَخَوَيكُم وَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسي أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم وَ لا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسي أَن يَكُنّ خَيراً مِنهُنّ وَ لا تَلمِزُوا أَنفُسَكُم وَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ بِئسَ الِاسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمانِ وَ مَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظّنّ إِنّ بَعضَ الظّنّ إِثمٌ وَ لا تَجَسّسُوا وَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً فَكَرِهتُمُوهُ وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ تَوّابٌ رَحِيمٌ يا أَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَ أُنثي وَ جَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ
صفحه : 13
فِي قُلُوبِكُم وَ إِن تُطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتكُم مِن أَعمالِكُم شَيئاً إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌالنجم أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّي وَ أَعطي قَلِيلًا وَ أَكدي أَ عِندَهُ عِلمُ الغَيبِ فَهُوَ يَري أَم لَم يُنَبّأ بِما فِي صُحُفِ مُوسي وَ اِبراهِيمَ ألّذِي وَفّي أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري وَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعيالحديديا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَ يَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ وَ يَغفِر لَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلّا يَعلَمَ أَهلُ الكِتابِ أَلّا يَقدِرُونَ عَلي شَيءٍ مِن فَضلِ اللّهِ وَ أَنّ الفَضلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِالمجادلةقَد سَمِعَ اللّهُ قَولَ التّيِ تُجادِلُكَ فِي زَوجِها وَ تشَتكَيِ إِلَي اللّهِ وَ اللّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ و قال تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ تَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم ما هُم مِنكُم وَ لا مِنهُم وَ يَحلِفُونَ عَلَي الكَذِبِ وَ هُم يَعلَمُونَ أَعَدّ اللّهُ لَهُم عَذاباً شَدِيداً إِنّهُم ساءَ ما كانُوا يَعمَلُونَالممتحنةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم قَد يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِالجمعةيا أَيّهَا الّذِينَ هادُوا إِن زَعَمتُم أَنّكُم أَولِياءُ لِلّهِ مِن دُونِ النّاسِ فَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ لا يَتَمَنّونَهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ قُل إِنّ المَوتَ ألّذِي تَفِرّونَ مِنهُ فَإِنّهُ مُلاقِيكُم ثُمّ تُرَدّونَ إِلي عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ و قال تعالي وَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُل ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ مِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِ وَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَ
صفحه : 14
القلم وَ إِن يَكادُ الّذِينَ كَفَرُوا لَيُزلِقُونَكَ بِأَبصارِهِم لَمّا سَمِعُوا الذّكرَ وَ يَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجنُونٌ وَ ما هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَالليل فَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي وَ صَدّقَ بِالحُسني فَسَنُيَسّرُهُ لِليُسري وَ أَمّا مَن بَخِلَ وَ استَغني وَ كَذّبَ بِالحُسني فَسَنُيَسّرُهُ لِلعُسري وَ ما يغُنيِ عَنهُ مالُهُ إِذا تَرَدّي إلي آخر السورة التكاثرأَلهاكُمُ التّكاثُرُ حَتّي زُرتُمُ المَقابِرَ إلي آخر السورة.تفسير قوله تعالي أَن يُنَزّلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبّكُم قال الطبرسي رحمه الله الخير ألذي تمنوا أن لاينزله الله عليهم ماأوحي إلي نبيه ص وأنزل عليه من القرآن والشرائع بغيا منهم وحسداوَ اللّهُ يَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُروي عن أمير المؤمنين و أبي جعفرالباقر ع أن المراد برحمته هاهنا النبوة.وَدّ كَثِيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِنزلت في حيي بن أخطب وأخيه أبي ياسر بن أخطب و قددخلا علي النبي ص حين قدم المدينة فلما خرجا قيل لحيي هونبي فقال هو هوفقيل ما له عندك قال العداوة إلي الموت و هو ألذي نقض العهد وأثار الحرب يوم الأحزاب عن ابن عباس وقيل نزلت في كعب بن الأشرف عن الزهري وقيل في جماعة اليهود عن الحسن فَاعفُوا وَ اصفَحُوا أي تجاوزوا عنهم وقيل أرسلوهم فإنهم لايعجزون الله حَتّي يأَتيَِ اللّهُ بِأَمرِهِ أي بأمره لكم بعقابهم أويعاقبهم هو علي ذلك ثم أتاهم بأمره فقال قاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَالآية وقيل بأمره أي بآية القتل والسبي لبني قريظة والإجلاء لبني النضير وقيل هذه الآية منسوخة بقوله قاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا بِاليَومِ الآخِرِ وقيل نسخت بقوله فَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم
صفحه : 15
وَ روُيَِ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ لَم يُؤمَر رَسُولُ اللّهِص بِقِتَالٍ وَ لَا أُذِنَ لَهُ فِيهِ حَتّي نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع بِهَذِهِ الآيَةِأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ قَلّدَهُ سَيفاً.
و قال في قوله تعالي إِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَالمعني بهذه الآية أهل الكتاب بإجماع المفسرين إلاأنها متوجهة علي قول كثير منهم إلي جماعة من اليهود قليلة وهم علماؤهم ككعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وكعب بن أسيد وكانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا ويرجون كون النبي منهم فلما بعث من غيرهم خافوا زوال مأكلتهم فغيروا صفته فأنزل الله هذه الآيةما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الكِتابِ أي صفة محمد والبشارة به وَ يَشتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أي يستبدلون به عوضا قليلا أي كل مايأخذونه في مقابلة ذلك فهو قليل أُولئِكَ ما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم إِلّا النّارَ أي يؤديهم مايأكلونه إلي النار وقيل يأكلون النار حقيقة في جهنم وَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِبما يحبون أو لايكلمهم أصلا لغاية الغضب بل تكلمهم الملائكة من قبل الله تعالي وَ لا يُزَكّيهِم أي لايثني عليهم أو لايقبل أعمالهم أو لايطهرهم بالمغفرةوَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ أي مؤلم أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُدي أي استبدلوا الكفر بالنبيص بالإيمان به وَ العَذابَ بِالمَغفِرَةِ فَما أَصبَرَهُم عَلَي النّارِ أي ماأجرأهم علي النار
روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَو مَا أَعمَلَهُم بِأَعمَالِ أَهلِ النّارِ
وَ هُوَ المرَويِّ أَيضاً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَو مَا أَبقَاهُم وَ أَدوَمَهُم عَلَي النّارِ
و علي الوجوه ظاهر الكلام التعجب ذلِكَ أي الحكم بالنار أوالعذاب أوالضلال بِأَنّ
اللّهَ نَزّلَ الكِتابَ أي القرآن أوالتوراةبِالحَقّ وَ إِنّ الّذِينَ اختَلَفُوا فِي الكِتابِ أي الكفار أجمع أو أهل الكتاب لأنهم حرفوا الكتاب وكتموا صفة النبي ص لفَيِ شِقاقٍ بَعِيدٍ أي عن الألفة بالاجتماع علي الصواب . قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَيروقك ويعظم في نفسك قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنيا أي مايقوله في أمور الدنيا أومتعلق بيعجبك أي يعجبك قوله في الدنيا حلاوة وفصاحة لا في الآخرةوَ يُشهِدُ اللّهَ عَلي أن ما فِي قَلبِهِموافق لكلامه وَ هُوَ أَلَدّ الخِصامِشديد العداوة والجدال للمسلمين قيل نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي و كان حسن المنظر حلو المنطق يوالي رسول الله ويدعي الإسلام وقيل في المنافقين كلهم وَ إِذا تَوَلّيأدبر وانصرف عنك وقيل إذاغلب وصار والياسَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يُهلِكَ الحَرثَ وَ النّسلَ كمافعله الأخنس بثقيف إذ بيتهم وأحرق زرعهم وأهلك مواشيهم أو كمايفعله ولاة السوء بالقتل والإتلاف أوبالظلم حتي يمنع الله بشومه القطر فيهلك الحرث والنسل وَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ لايرتضيه فاحذروا غضبه عليه وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَ أَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِحملته الأنفة وحميته الجاهلية علي الإثم ألذي يؤمر باتقائه لجاجافَحَسبُهُ جَهَنّمُكفته جزاء وعذاباوَ لَبِئسَ المِهادُالمهاد الفراش وقيل مايوطأ للجنب . قوله تعالي لا إِكراهَ فِي الدّينِ قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له صبح و كان يكرهه علي الإسلام وقيل في رجل من الأنصار يدعي أباالحصين و كان له ابنان فقدم تجار الشام إلي المدينة يحملون الزيت فلما أرادوا الرجوع أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلي النصرانية فتنصرا ومضيا إلي الشام فأخبر أبوالحصين رسول الله ص فأنزل الله سبحانه لا إِكراهَ فِي الدّينِ فقال رسول الله ص أبعدهما الله هما أول من كفر فوجد أبوالحصين في نفسه علي النبي ص حيث لم يبعث في طلبهما فأنزل الله
صفحه : 17
سبحانه فَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَالآية قال و كان هذاقبل أن يؤمر النبي ص بقتال أهل الكتاب ثم نسخ وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة عن السدي وهكذا قال ابن مسعود و ابن زيد إنها منسوخة بآية السيف و قال الباقون هي محكمة. قوله تعالي كَيفَ يهَديِ اللّهُقيل نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له الحارث بن سويد بن الصامت و كان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب وارتد عن الإسلام ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلي قومه أن يسألوا رسول الله ص هل من توبة قالوا فنزلت الآيات إلي قوله إِلّا الّذِينَ تابُوافحملها إليه رجل من قومه فقال إني لأعلم أنك لصدوق و إن رسول الله لأصدق منك و إن الله تعالي أصدق الثلاثة ورجع إلي المدينة وتاب وحسن إسلامه عن مجاهد والسدي و هوالمروي عن أبي عبد الله ع وقيل نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبيص قبل مبعثه ثم كفروا بعدالبعث حسدا وبغيا عن الحسن والجبائي و أبي مسلم . و قال رحمه الله في قوله تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بَعدَ إِيمانِهِمقيل نزلت في أهل الكتاب الذين آمنوا برسول الله قبل مبعثه ثم كفروا به بعدمبعثه عن الحسن وقيل نزلت في اليهود كفروا بعيسي والإنجيل بعدإيمانهم بأنبيائهم وكتبهم ثُمّ ازدادُوا كُفراًبكفرهم بمحمدص والقرآن عن قتادة وعطا وقيل نزلت في الأحد عشر من أصحاب الحارث بن سويد لمارجع الحارث قالوا نقيم بمكة علي الكفر مابدا لنا فمتي ماأردنا الرجعة رجعنا فنزلت فينا مانزلت في الحارث فلما فتح رسول الله ص مكة دخل في الإسلام من دخل منهم فقبلت توبته فنزل فيمن مات منهم كافراإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُم كُفّارٌالآية.
صفحه : 18
قوله تعالي لَن تُقبَلَ تَوبَتُهُملأنها لم تقع علي وجه الإخلاص ويدل عليه قوله وَ أُولئِكَ هُمُ الضّالّونَ و لوحققوا التوبة لكانوا مهتدين وقيل لن تقبل توبتهم عندرؤية البأس إذ لم يؤمنوا إلا عندحضور الموت وقيل لأنها أظهرت الإسلام تورية فأطلع الله رسوله علي سرائرهم عن ابن عباس . قوله تعالي لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذيً قال الطبرسي رحمه الله قال مقاتل إن رءوس اليهود مثل كعب بن الأشرف و أبي رافع و أبي ناشر وكنانة و ابن صوريا عمدوا إلي مؤمنيهم كعبد الله بن سلام وأصحابه فأنبوهم علي إسلامهم فنزلت الآية. و قال في قوله تعالي لَيسُوا سَواءًقيل سبب نزول الآية أنه لماأسلم عبد الله بن سلام وجماعة قالت أحبار اليهود ماآمن بمحمد إلاأشرارنا فأنزل الله تعالي لَيسُوا سَواءً إلي قوله مِنَ الصّالِحِينَ عن ابن عباس وقتادة و ابن جريح وقيل إنها نزلت في أربعين من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم كانوا علي عهد عيسي ع فصدقوا محمداص عن عطا. و قال رحمه الله في قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوانزلت في رجال من المسلمين كانوا يواصلون رجالا من اليهود لما كان بينهم من الصداقة والقرابة والجوار والحلف والرضاع عن ابن عباس وقيل نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصادقون المنافقين ويخالطونهم عن مجاهدبِطانَةًالبطانة خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره مِن دُونِكُم من غير أهل ملتكم لا يَألُونَكُم خَبالًا أي لايقصرون فيما يؤدي إلي فساد أمركم والخبال الشر والفسادوَدّوا ما عَنِتّمتمنوا إدخال المشقة عليكم أوإضلالكم عن دينكم إِن تَمسَسكُم حَسَنَةٌ أي نعمة من الله تعالي وَ إِن تُصِبكُم سَيّئَةٌ أي محنة وبلية. و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ إِنّ مِن أَهلِ الكِتابِأقول قدمر سبب
صفحه : 19
نزولها في باب الهجرة إلي الحبشة. قوله تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً قال الطبرسي رحمه الله نزلت في رفاعة بن زيد بن سائب ومالك بن دخشم كانا إذاتكلم رسول الله ص لويا بلسانهما وعاباه عن ابن عباس . و قال البيضاوي في قوله تعالي وَ يَقُولُونَ سَمِعنا أي قولك وَ عَصَيناأمرك وَ اسمَع غَيرَ مُسمَعٍ أي مدعوا عليك بلا سمعة بصمم أوموت أواسمع غيرمجاب إلي ماتدعو إليه أواسمع غيرمسمع كلاما ترضاه أواسمع كلاما غيرمسمع إياك لأن أذنك تنبو عنه فيكون مفعولا به أواسمع غيرمسمع مكروها من قولهم أسمعه فلان إذاسبه وإنما قالوه نفاقاوَ راعِناانظرنا نكلمك أونفهم كلامك لَيّا بِأَلسِنَتِهِمفتلا بها وصرفا للكلام علي مايشبه السب حيث وضعوا راعنا المشابه لمايتسابون به موضع انظرنا و غيرمسمع موضع لاأسمعت مكروها أوفتلا بها وضما مايظهرون من الدعاء والتوقير إلي مايضمرون من السب والتحقير نفاقاوَ طَعناً فِي الدّينِاستهزاء به وسخرية. قوله تعالي فَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت في الزبير و رجل من الأنصار خاصمه إلي رسول الله ص في شراج من الحرة كانا يسقيان بهاالنخل كلاهما فقال النبي ص للزبير اسق ثم أرسل إلي جارك فغضب الأنصاري و قال يا رسول الله ص لأن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ص ثم قال للزبير اسق ثم احبس الماء حتي يرجع إلي الجدر واستوف حقك ثم أرسل الماء إلي جارك و كان رسول الله ص أشار علي الزبير برأي فيه السعة له ولخصمه فلما أحفظ رسول الله ص استوعب للزبير حقه من صريح الحكم .
صفحه : 20
ويقال إن الرجل كان حاطب بن أبي بلتعة. قال الراوي ثم خرجا فمرا علي المقداد فقال لمن كان القضاء يا أبابلتعة قال قضي لابن عمته ولوي شدقه ففطن لذلك يهودي كان مع المقداد فقال قاتل الله هؤلاء يزعمون أنه رسول ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم وايم الله لقد أذنبنا مرة واحدة في حياة موسي فدعانا موسي إلي التوراة فقال فَاقتُلُوا أَنفُسَكُمففعلنا فبلغ قتلانا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتي رضي عنا فقال ثابت بن قيس بن شماس أما و الله إن الله ليعلم مني الصدق و لوأمرني محمد أن أقتل نفسي لفعلت فأنزل الله في حاطب بن أبي بلتعة وليه شدقه هذه الآيةفِيما شَجَرَ بَينَهُم أي فيما وقع بينهم من الخصومة والتبس عليهم من أركان الشريعةحَرَجاً أي ضيقا بشك أوإثم .إِلّا قَلِيلٌ مِنهُمقيل إن القليل الذين استثني الله تعالي هوثابت بن قيس وقيل هوجماعة من أصحاب رسول الله ص قالوا و الله لوأمرنا لفعلنا والحمد لله ألذي عافانا ومنهم عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر فقال النبي ص إن من أمتي رجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسيوَ يَقُولُونَ طاعَةٌيعني به المنافقين وقيل المسلمين الذين حكي عنهم أنهم يخشون الناس كخشية الله . و قال البيضاويطاعَةٌ أي أمرنا طاعة أومنا طاعةفَإِذا بَرَزُوا أي خرجوامِن عِندِكَ بَيّتَ طائِفَةٌ أي زورت خلاف ما قلت لها أو ماقالت لك من القبول وضمان الطاعة. قوله تعالي وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ قال الطبرسي رحمه الله نزلت في عياش بن
صفحه : 21
أبي ربيعة المخزومي أخي أبي جهل لأمه لأنه كان أسلم وقتل بعدإسلامه رجلا مسلما و هو لايعلم بإسلامه والمقتول الحارث بن يزيد أبوأنيسة العامري عن مجاهد وعكرمة والسدي قال قتله بالحرة بعدالهجرة و كان أحد من رده عن الهجرة و كان يعذب عياشا مع أبي جهل و هوالمروي عن أبي جعفر ع وقيل نزلت في رجل قتله أبوالدرداء كانوا في سرية فعدل أبوالدرداء إلي شعب يريد حاجة فوجد رجلا من القوم في غنم له فحمل عليه بالسيف فقال لاإله إلا الله فبدر فضربه حتي جاء بغنمه إلي القوم ثم وجد في نفسه شيئا فأتي رسول الله ص فذكر له ذلك فقال له رسول الله ص أ لاشققت عن قلبه و قدأخبرك بلسانه فلم تصدقه قال كيف بي يا رسول الله قال فكيف بلا إله إلا الله قال أبودرداء فتمنيت أن ذلك اليوم مبتدأ إيماني فنزلت الآية عن ابن زيد. قوله تعالي وَ مَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمّداً قال رحمه الله نزلت في مقيس بن صبابة الكناني وجد أخاه هشاما قتيلا في بني النجار فذكر ذلك لرسول الله ص فأرسل معه قيس بن هلال الفهري و قال له قل لبني النجار إن علمتم قاتل هشام فادفعوه إلي أخيه ليقتص منه و إن لم تعلموا فادفعوا إليه ديته فبلغ الفهري الرسالة فأعطوه الدية فلما انصرف ومعه الفهري وسوس إليه الشيطان فقال ماصنعت شيئا أخذت دية أخيك فيكون سبة عليك اقتل ألذي معك لتكون نفس بنفس والدية فضل فرماه بصخرة فقتله وركب بعيرا ورجع إلي مكة كافرا وأنشد يقول
صفحه : 22
قتلت به فهرا وحملت عقله | سراة بني النجار أرباب فارع |
فأدركت ثاري واضطجعت موسدا | وكنت إلي الأوثان أول راجع . |
فقال النبي ص لاأؤمنه في حل و لاحرم فقتل يوم الفتح رواه الضحاك وجماعة من المفسرين . و قال رحمه الله في قوله تعالي إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّنزلت في بني أبيرق كانوا ثلاثة إخوة بشر وبشير ومبشر و كان بشير يكني أباطعمة و كان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله ص ثم يقول قاله فلان وكانوا أهل حاجة في الجاهلية والإسلام فنقب أبوطعمة علي علية رفاعة بن زيد وأخذ له طعاما وسيفا ودرعا فشكا ذلك إلي ابن أخيه قتادة بن النعمان و كان قتادة بدريا فتحسسا في الدار وسألا أهل الدار في ذلك فقال بنو أبيرق و الله ماصاحبكم إلالبيد بن سهل رجل ذو حسب ونسب فأصلت عليهم لبيد بن سهل سيفه وخرج إليهم و قال يابني أبيرق أترمونني بالسرقة وأنتم أولي بهامني وأنتم المنافقون تهجون رسول الله ص وتنسبون ذلك إلي قريش لتبينن ذلك أولأضعن سيفي فيكم فداروه وأتي قتادة رسول الله ص فقال يا رسول الله إن أهل بيت منا أهل بيت سوء عدوا علي عمي فخرقوا علية له من ظهرها وأصابوا له طعاما وسلاحا فقال رسول الله ص انظروا في شأنكم فلما سمع بذلك رجل من بطنهم ألذي هم منه يقال له أسيد بن عروة جمع رجالا من أهل الدار ثم انطلق إلي رسول الله ص فقال إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلي أهل بيت منا لهم حسب ونسب وصلاح وأنبوهم بالقبيح وقالوا لهم ما لاينبغي وانصرف فلما أتي قتادة رسول الله ص بعد ذلك ليكلمه جبهه رسول الله ص جبها شديدا و قال عمدت إلي أهل بيت لهم حسب ونسب تؤنبهم بالقبيح وتقول ما لاينبغي قال فقام
صفحه : 23
قتادة من عند رسول الله ص ورجع إلي عمه فقال ليتني مت و لم أكن كلمت رسول الله ص فقد قال لي ماكرهت فقال عمه رفاعة الله المستعان فنزلت الآيات إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ إلي قوله إِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِفبلغ بشيرا مانزل فيه من القرآن فهرب إلي مكة وارتد كافرا فنزل علي سلافة بنت سعد بن شهيد وكانت امرأة من الأوس من بني عمرو بن عوف نكحت في بني عبدالدار فهجاها حسان فقال
و قدأنزلته بنت سعد وأصبحت | ينازعها جلد استها وتنازعه |
ظننتم بأن يخفي ألذي قدصنعتم | وفينا نبي عندنا الوحي واضعه |
.فحملت رحله علي رأسها وألقته في الأبطح وقالت ماكنت تأتيني بخير أهديت إلي شعر حسان هذاقول مجاهد وقتادة وعكرمة و ابن جريح إلا أن قتادة وعكرمة قالا إن بني أبيرق طرحوا ذلك علي يهودي يقال له زيد بن السمين فجاء اليهودي إلي رسول الله ص وجاء بنو أبيرق إليه وكلموه أن يجادل عنهم فهم رسول الله ص أن يفعل و أن يعاقب اليهودي فنزلت الآية و به قال ابن عباس و قال الضحاك نزلت في رجل من الأنصار استودع درعا فجحد صاحبها فخونه رجال من أصحاب رسول الله ص فغضب له قومه وقالوا يانبي الله خون صاحبنا و هومسلم أمين فعذره النبي ص وذب عنه و هويري أنه بريء مكذوب عليه فأنزل الله فيه الآيات واختار الطبري هذاالوجه قال لأن الخيانة إنما تكون في الوديعة لا في السرقة. قوله تعالي وَ لا تَكُن لِلخائِنِينَ أي لأجلهم والذب عنهم . قوله يَختانُونَ أَنفُسَهُم أي يخونونها فإن وبال خيانتهم يعود إليهم أوجعل المعصية خيانة لها. قوله تعالي إِذ يُبَيّتُونَ أي يدبرون ويزورون ما لا يَرضي مِنَ القَولِ
صفحه : 24
من رمي البريء والحلف الكاذب وشهادة الزور.أقول قدمر بعض الكلام في تلك الآيات في باب العصمة. قوله تعالي لا خَيرَ قال الطبرسي قدس الله روحه قيل نزلت في بني أبيرق و قدمضت قصتهم عن أبي صالح عن ابن عباس وقيل نزلت في وفد ثقيف قدموا علي رسول الله ص وقالوا يا محمدجئناك نبايعك علي أن لاتكسر أصناما بأيدينا و علي أن نتمتع باللات والعزي سنة فلم يجبهم إلي ذلك وعصمه الله منه عن ابن عباس . و قال في قوله تعالي وَ مَن يُشاقِقِ الرّسُولَقيل نزلت في شأن ابن أبيرق سارق الدرع و لماأنزل الله في تقريعه وتقريع قومه الآيات كفر وارتد ولحق بالمشركين من أهل مكة ثم نقب حائطا للسرقة فوقع عليه الحائط فقتله عن الحسن وقيل إنه خرج من مكة نحو الشام فنزل منزلا وسرق بعض المتاع وهرب فأخذ ورمي بالحجارة حتي قتل عن الكلبي. قوله نُوَلّهِ ما تَوَلّي أي نجعله واليا لماتولي من الضلال ونخلي بينه و بين مااختاره . قوله تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا قال الطبرسي رحمه الله قيل في معناه أقوال أحدها أنه عني به أن الذين آمنوا بموسي ع ثم كفروا بعبادة العجل و غير ذلك ثُمّ آمَنُوايعني النصاري بعيسي ع ثُمّ كَفَرُوا به ثُمّ ازدادُوا كُفراًبمحمدص عن قتادة. وثانيها أن المراد آمنوا بموسي ع ثم كفروا بعده ثم آمنوا بعزير ثم كفروا بعيسي ثم ازدادوا كفرا بمحمدص عن الزجاج والفراء. وثالثها أنه عني به طائفة من أهل الكتاب أرادوا تشكيك نفر من أصحاب
صفحه : 25
رسول الله ص فكانوا يظهرون الإيمان بحضرتهم ثم يقولون قدعرضت لنا شبهة في أمره ونبوته فيظهرون الكفر ثم يظهرون الإيمان ثم يقولون عرضت لنا شبهة أخري فيكفرون ثم ازدادوا الكفر عليه إلي الموت عن الحسن و ذلك معني قوله تعالي وَ قالَت طائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتابِ آمِنُوا باِلذّيِ أُنزِلَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَجهَ النّهارِ وَ اكفُرُوا آخِرَهُ لَعَلّهُم يَرجِعُونَ. ورابعها أن المراد به المنافقون آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم ماتوا علي كفرهم عن مجاهد و ابن زيد و قال ابن عباس دخل في هذه الآية كل منافق كان في عهد النبي ص في البحر والبر. قوله الّذِينَ يَتَرَبّصُونَ بِكُم قال البيضاوي أي ينتظرون وقوع أمر بكم أَ لَم نَكُن مَعَكُممظاهرين لكم فأسهموا لنا فيما غنمتم أي نصيب من الحرب قالُوا أي للكفرةأَ لَم نَستَحوِذ عَلَيكُم أ لم نغلبكم ونتمكن من قتلكم فأبقينا عليكم وَ نَمنَعكُم مِنَ المُؤمِنِينَبأن أخذلناهم بتخييل ماضعفت به قلوبهم وتوانينا في مظاهرتهم فأشركونا فيما أصبتم . قوله تعالي يا أَيّهَا الرّسُولُ لا يَحزُنكَ قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ البَاقِرُ ع وَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُفَسّرِينَ إِنّ امرَأَةً مِن خَيبَرَ ذَاتَ شَرَفٍ بَينَهُم زَنَت مَعَ رَجُلٍ مِن أَشرَافِهِم وَ هُمَا مُحصَنَانِ فَكَرِهُوا رَجمَهُمَا فَأَرسَلُوا إِلَي يَهُودِ المَدِينَةِ وَ كَتَبُوا لَهُم أَن يَسأَلُوا النّبِيّص عَن ذَلِكَ طَمَعاً فِي أَن يأَتيَِ لَهُم بِرُخصَةٍ فَانطَلَقَ قَومٌ مِنهُم كَعبُ بنُ الأَشرَفِ وَ كَعبُ بنُ أُسَيدٍ وَ شُعبَةُ بنُ عَمرٍو وَ مَالِكُ بنُ الضّيفِ وَ كِنَانَةُ بنُ أَبِي الحَقِيقِ وَ غَيرُهُم فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ أَخبِرنَا عَنِ الزّانِيَةِ وَ الزاّنيِ إِذَا أُحصِنَا مَا حَدّهُمَا فَقَالَ وَ هَل تَرضَونَ بقِضَاَئيِ فِي ذَلِكَ قَالُوا نَعَم فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع بِالرّجمِ فَأَخبَرَهُم بِذَلِكَ فَأَبَوا أَن يَأخُذُوا بِهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ اجعَل بَينَكَ وَ بَينَهُم
صفحه : 26
ابنَ صُورِيَا[ وَ]وَصَفَهُ لَهُ فَقَالَ النّبِيّص هَل تَعرِفُونَ شَابّاً أَمرَدَ أَبيَضَ أَعوَرَ سَكَنَ فَدَكَ يُقَالُ لَهُ ابنُ صُورِيَا قَالُوا نَعَم قَالَ فأَيَّ رَجُلٍ هُوَ فِيكُم قَالُوا أَعلَمُ يهَوُديِّ عَلَي وَجهِ الأَرضِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي مُوسَي قَالَ فَأَرسِلُوا إِلَيهِ فَفَعَلُوا فَأَتَاهُم عَبدُ اللّهِ بنُ صُورِيَا فَقَالَ لَهُ النّبِيّ إنِيّ أَنشُدُكَ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ ألّذِي أَنزَلَ التّورَاةَ عَلَي مُوسَي وَ فَلَقَ لَكُمُ البَحرَ فَأَنجَاكُم وَ أَغرَقَ آلَ فِرعَونَ وَ ظَلّلَ عَلَيكُمُ الغَمَامَ وَ أَنزَلَ عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلوَي هَل تَجِدُونَ فِي كِتَابِكُمُ الرّجمَ عَلَي مَن أُحصِنَ قَالَ ابنُ صُورِيَا نَعَم وَ ألّذِي ذكَرّتنَيِ بِهِ لَو لَا خَشيَةُ أَن يحُرقِنَيِ رَبّ التّورَاةِ إِن كَذَبتُ أَو غَيّرتُ مَا اعتَرَفتُ لَكَ وَ لَكِن أخَبرِنيِ كَيفَ هيَِ فِي كِتَابِكَ يَا مُحَمّدُ قَالَ إِذَا شَهِدَ أَربَعَةُ رَهطٍ عُدُولٍ أَنّهُ قَد أَدخَلَهُ فِيهَا كَمَا يَدخُلُ المِيلُ فِي المُكحُلَةِ وَجَبَ عَلَيهِ الرّجمُ فَقَالَ ابنُ صُورِيَا هَكَذَا أَنزَلَ اللّهُ فِي التّورَاةِ عَلَي مُوسَي فَقَالَ لَهُ النّبِيّ فَمَا ذَا كَانَ أَوّلَ مَا تَرَخّصتُم بِهِ أَمرَ اللّهِ قَالَ كُنّا إِذَا زَنَي الشّرِيفُ تَرَكنَاهُ وَ إِذَا زَنَي الضّعِيفُ أَقَمنَا عَلَيهِ الحَدّ فَكَثُرَ الزّنَي فِي أَشرَافِنَا حَتّي زَنَي ابنُ عَمّ مَلِكٍ لَنَا فَلَم نَرجُمهُ ثُمّ زَنَي رَجُلٌ آخَرُ فَأَرَادَ رَجمَهُ فَقَالَ لَهُ قَومُهُ لَا حَتّي تَرجُمَ فُلَاناً يَعنُونَ ابنَ عَمّهِ فَقُلنَا تَعَالَوا نَجتَمِع فَلنَضَع شَيئاً دُونَ الرّجمِ يَكُونُ عَلَي الشّرِيفِ وَ الوَضِيعِ فَوَضَعنَا الجَلدَ وَ التّحمِيمَ وَ هُوَ أَن يُجلَدَا أَربَعِينَ جَلدَةً ثُمّ يُسَوّدُ وُجُوهُهُمَا ثُمّ يُحمَلَانِ عَلَي حِمَارَينِ وَ يُجعَلُ وُجُوهُهُمَا مِن قِبَلِ دُبُرِ الحِمَارِ وَ يُطَافُ بِهِمَا فَجَعَلُوا هَذَا مَكَانَ الرّجمِ فَقَالَتِ اليَهُودُ لِابنِ صُورِيَا مَا أَسرَعَ مَا أَخبَرتَهُ بِهِ وَ مَا كُنتَ لِمَا أَثنَينَا عَلَيكَ بِأَهلٍ وَ لَكِنّكَ كُنتَ غَائِباً فَكَرِهنَا أَن نَغتَابَكَ فَقَالَ إِنّهُ أنَشدَنَيِ بِالتّورَاةِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا أَخبَرتُهُ بِهِ فَأَمَرَ بِهِمَا النّبِيّص فَرُجِمَا عِندَ بَابِ مَسجِدِهِ وَ قَالَ أَنَا أَوّلُ مَن أَحيَا أَمرَكَ إِذَا أَمَاتُوهُ فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ فِيهِيا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسُولُنا يُبَيّنُ لَكُم كَثِيراً مِمّا كُنتُم تُخفُونَ مِنَ الكِتابِ وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍفَقَامَ ابنُ صُورِيَا فَوَضَعَ يَدَيهِ عَلَي ركُبتَيَ رَسُولِ
صفحه : 27
اللّهِص ثُمّ قَالَ هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِاللّهِ وَ بِكَ أَن تَذكُرَ لَنَا الكَثِيرَ ألّذِي أُمِرتَ أَن تَعفُوَ عَنهُ فَأَعرَضَ النّبِيّص عَن ذَلِكَ ثُمّ سَأَلَهُ ابنُ صُورِيَا عَن نَومِهِ فَقَالَ تَنَامُ عيَناَيَ وَ لَا يَنَامُ قلَبيِ فَقَالَ صَدَقتَ فأَخَبرِنيِ عَن شَبَهِ الوَلَدِ بِأَبِيهِ لَيسَ فِيهِ مِن شَبَهِ أُمّهِ شَيءٌ أَو بِأُمّهِ لَيسَ فِيهِ مِن شَبَهِ أَبِيهِ شَيءٌ فَقَالَ أَيّهُمَا عَلَا وَ سَبَقَ مَاؤُهُ مَاءَ صَاحِبِهِ كَانَ الشّبَهُ لَهُ قَالَ صَدَقتَ فأَخَبرِنيِ مَا لِلرّجُلِ مِنَ الوَلَدِ وَ مَا لِلمَرأَةِ مِنهُ قَالَ فأَغُميَِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص طَوِيلًا ثُمّ خلُيَّ عَنهُ مُحمَرّاً وَجهُهُ يُفِيضُ عَرَقاً فَقَالَ اللّحمُ وَ الدّمُ وَ الظّفُرُ وَ الشّعرُ لِلمَرأَةِ وَ العَظمُ وَ العَصَبُ وَ العُرُوقُ لِلرّجُلِ قَالَ لَهُ صَدَقتَ أَمرُكَ أَمرُ نبَيِّ فَأَسلَمَ ابنُ صُورِيَا عِندَ ذَلِكَ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ مَن يَأتِيكَ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ جَبرَئِيلُ قَالَ صِفهُ لِي فَوَصَفَهُ لَهُ النّبِيّص فَقَالَ أَشهَدُ أَنّهُ فِي التّورَاةِ كَمَا قُلتَ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ حَقّاً فَلَمّا أَسلَمَ ابنُ صُورِيَا وَقَعَت فِيهِ اليَهُودُ وَ شَتَمُوهُ فَلَمّا أَرَادُوا أَن يَنهَضُوا تَعَلّقَت بَنُو قُرَيظَةَ ببِنَيِ النّضِيرِ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ إِخوَانُنَا بَنُو النّضِيرِ أَبُونَا وَاحِدٌ وَ دِينُنَا وَاحِدٌ وَ نَبِيّنَا وَاحِدٌ إِذَا قَتَلُوا مِنّا قَتِيلًا لَم يَفدُونَا وَ أَعطَونَا دِيَتَهُ سَبعِينَ وَسقاً مِن تَمرٍ وَ إِذَا قَتَلنَا مِنهُم قَتِيلًا قَتَلُوا القَاتِلَ وَ أَخَذُوا مِنّا الضّعفَ مِائَةً وَ أَربَعِينَ وَسقاً مِن تَمرٍ وَ إِن كَانَ القَتِيلُ امرَأَةً قَتَلُوا بِهَا الرّجُلَ مِنّا وَ بِالرّجُلِ مِنهُمُ الرّجُلَينِ مِنّا وَ بِالعَبدِ الحُرّ مِنّا وَ جِرَاحَاتُنَا عَلَي النّصفِ مِن جِرَاحَاتِهِم فَاقضِ بَينَنَا وَ بَينَهُم فَأَنزَلَ اللّهُ فِي الرّجمِ وَ القِصَاصِ الآيَاتِ
. قوله تعالي سَمّاعُونَ لِلكَذِبِ قال البيضاوي خبر محذوف أي هم سماعون والضمير للفريقين أوللذين يسارعون ويجوز أن يكون مبتدأ و من الذين خبره واللام في للكذب إما مزيدة أولتضمين معني القبول أي قابلون لماتفتريه الأحبار أوللعلة والمفعول محذوف أي سماعون كلامك ليكذبوا عليك فيه سَمّاعُونَ لِقَومٍ آخَرِينَ لَم يَأتُوكَ أي لجمع آخر من اليهود لم
صفحه : 28
يحضروا مجلسك وتجافوا عنك تكبرا أوإفراطا في البغضاء والمعني علي الوجهين أي مصغون لهم قابلون كلامهم أوسماعون منك لأجلهم وللإنهاء إليهم ويجوز أن يتعلق اللام بالكذب لأن سماعون الثاني مكرر للتأكيد أي سماعون ليكذبوا لقوم آخرين يُحَرّفُونَ الكَلِمَ مِن بَعدِ مَواضِعِهِ أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيهاإما لفظا بإهماله أوتغيير وصفه وإما معني بحمله علي غيرالمراد وإجرائه في غيرمورده يَقُولُونَ إِن أُوتِيتُم هذا فَخُذُوهُ أي إن أوتيتم هذاالمحرف فاقبلوه واعملوا به وَ إِن لَم تُؤتَوهُبل أفتاكم محمدبخلافه فَاحذَرُوا أي فاحذروا قبول ماأفتاكم به وَ كَيفَ يُحَكّمُونَكَتعجيب من تحكيمهم من لايؤمنون به والحال أن الحكم منصوص عليه في الكتاب ألذي هوعندهم وتنبيه علي أنهم ماقصدوا بالتحكيم معرفة الحق وإنما طلبوا به ما يكون أهون عليهم ثُمّ يَتَوَلّونَ مِن بَعدِ ذلِكَ ثم يعرضون عن حكمك الموافق لكتابهم بعدالتحكيم الّذِينَ أَسلَمُواصفة أجريت علي النبيين مدحا لهم وتنويها بشأن المؤمنين وتعريضا باليهودلِلّذِينَ هادُوامتعلق بأنزل أوبيحكم بِمَا استُحفِظُوابسبب أمر الله إياهم بأن يحفظوا كتابه من التضييع والتحريف وَ كانُوا عَلَيهِ شُهَداءَرقباء لايتركون أن يغيروا أويبينون مايخفي منه كمافعل ابن صورياعَمّا جاءَكَ أي منحرفا عما جاءك شِرعَةًشريعة وهي الطريقة إلي الماء شبه بهاالدين وَ مِنهاجاً وطريقا واضحاأُمّةً واحِدَةًجماعة متفقة علي دين واحد في جميع الأعصار من غيرنسخ . قوله تعالي وَ أَنِ احكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللّهُ قال الطبرسي إنما كرر سبحانه الأمر بالحكم بينهم لأمرين أحدهما أنهما حكمان أمر بهما جميعا لأنهم احتكموا إليه في زني المحصن ثم احتكموا إليه في قتيل كان بينهم عن جماعة من المفسرين و هوالمروي عن أبي جعفر ع . والثاني أن الأمر الأول مطلق والثاني يدل علي أنه منزل وَ احذَرهُم
أَن يَفتِنُوكَ
فيه قولان أحدهما احذرهم أن يضلوك عن ذلك إلي مايهوون من الأحكام بأن يطمعوك منهم في الإجابة إلي الإسلام عن ابن عباس . والثاني احذرهم أن يضلوك بالكذب علي التوراة أنه ليس كذلك الحكم فيهافإني قدبينت لك حكمها. و قال البيضاوي روي أن أحبار اليهود قالوا اذهبوا بنا إلي محمدص لعلنا نفتنه عن دينه فقالوا يا محمد قدعرفت أناأحبار اليهود و إن اتبعناك اتبعك اليهود كلهم و إن بيننا و بين قومنا خصومة فتحكم لنا عليهم ونحن نؤمن بك ونصدقك فأبي ذلك رسول الله ص فنزلت .أَ فَحُكمَ الجاهِلِيّةِ يَبغُونَقيل نزلت في بني قريظة والنضير طلبوا رسول الله ص أن يحكم بما كان يحكم به أهل الجاهلية من التفاضل بين القتلي . قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا الّذِينَ اتّخَذُوا قال الطبرسي رحمه الله قيل كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قدأظهرا الإسلام ثم نافقا و كان رجال من المسلمين يوادونهم فنزلت الآية عن ابن عباس . و قال في قوله اتّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباًقيل في معناه قولان أحدهما أنهم كانوا إذاأذن المؤذن للصلاة تضاحكوا فيما بينهم وتغامزوا علي طريق السخف والمجون تجهيلا لأهلها وتنفيرا للناس عنها و عن الداعي إليها والآخر أنهم كانوا يرون المنادي إليها بمنزلة اللاعب الهاذي بفعلها جهلا منهم بمنزلتها قال السدي كان رجل من النصاري بالمدينة فسمع المؤذن ينادي أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقال حرق الكاذب فدخلت خادمة له ليلة بنار و هو
صفحه : 30
نائم وأهله فسقطت شررة فاحترق هو وأهله واحترق البيت . قوله تعالي هَل تَنقِمُونَ مِنّا أي تنكرون منا وتعيبون بِشَرّ مِن ذلِكَ مَثُوبَةً أي بشر مما نقمتم من إيماننا جزاء أي إن كان ذلك عندكم شرا فأنا أخبركم بشر منه عاقبة أوبشر من الذين طعنتم عليهم من المسلمين علي الإنصاف في المخاصمة والمظاهرة في الحجاج وَ عَبَدَ الطّاغُوتَعطف علي قوله لَعَنَهُ اللّهُ و قال الفراء تأويله و من جعل منهم القردة و من عبدالطاغوت .وَ إِذا جاؤُكُم قالُوا آمَنّا قال البيضاوي نزلت في يهود نافقوا رسول الله أو في عامة المنافقين وَ قَد دَخَلُوا بِالكُفرِ وَ هُم قَد خَرَجُوا بِهِ أي يخرجون من عندك كمادخلوا لايؤثر فيهم ماسمعوا منك . قوله تعالي مِنهُم أُمّةٌ مُقتَصِدَةٌ قال الطبرسي أي من هؤلاء قوم معتدلون في العمل من غيرغلو و لاتقصير قال الجبائي وهم الذين أسلموا منهم وتابعوا النبي ص و هوالمروي في تفسير أهل البيت وقيل يريد به النجاشي وأصحابه وقيل إنهم قوم لم يناصبوا النبي ص مناصبة هؤلاء حكاه الزجاج ويحتمل أن يكون أراد به من يقر منهم بأن المسيح عبد الله و لايدعي فيه الإلهية. و قال في قوله لَستُم عَلي شَيءٍ قال ابن عباس جاء جماعة من اليهود إلي رسول الله ص فقالوا له ألست تقر أن التوراة من عند الله قال بلي قالوا فإنا نؤمن بها و لانؤمن بما عداها فنزلت الآية. و في قوله تعالي لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَاختلف في نزولهافَقِيلَسَأَلَ النّاسُ رَسُولَ اللّهِص حَتّي أَخفَوهُ بِالمَسأَلَةِ فَقَامَ مُغضَباً خَطِيباً فَقَالَ سلَوُنيِ فَوَ اللّهِ لَا تسَألَوُنيّ عَن شَيءٍ إِلّا بَيّنتُهُ لَكُم فَقَامَ رَجُلٌ مِن بنَيِ سَهمٍ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ حُذَافَةَ وَ كَانَ يُطعَنُ فِي نَسَبِهِ فَقَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ مَن أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ بنُ قَيسٍ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَينَ أَبِي فَقَالَ فِي النّارِ فَقَامَ عُمَرُ وَ قَبّلَ رِجلَ
صفحه : 31
رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ إِنّا يَا رَسُولَ اللّهِص حَدِيثُو عَهدٍ بِجَاهِلِيّةٍ وَ شِركٍ فَاعفُ عَنّا عَفَا اللّهُ عَنكَ فَسَكَنَ غَضَبُهُ فَقَالَ أَمَا وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَقَد صُوّرَت لِيَ الجَنّةُ وَ النّارُ آنِفاً فِي عَرضِ هَذَا الحَائِطِ فَلَم أَرَ كَاليَومِ فِي الخَيرِ وَ الشّرّ عَنِ الزهّريِّ وَ قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ وَ قِيلَ كَانَ قَومٌ يَسأَلُونَ رَسُولَ اللّهِص استِهزَاءً مَرّةً وَ امتِحَاناً مَرّةً فَيَقُولُ لَهُ بَعضُهُم مَن أَبِي وَ يَقُولُ الآخَرُ أَينَ أَبِي وَ يَقُولُ الآخَرُ إِذَا ضَلّت نَاقَتُهُ أَينَ ناَقتَيِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذِهِ الآيَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ
وَ قِيلَ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ إِنّ اللّهَ كَتَبَ عَلَيكُمُ الحَجّ فَقَامَ عُكّاشَةُ بنُ مِحصَنٍ وَ يُروَي سُرَاقَةُ بنُ مَالِكٍ فَقَالَ أَ فِي كُلّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَعرَضَ عَنهُ حَتّي عَادَ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَيحَكَ وَ مَا يُؤمِنُكَ أَن أَقُولَ نَعَم وَ اللّهِ وَ لَو قُلتُ نَعَم لَوَجَبَت وَ لَو وَجَبَت مَا استَطَعتُم وَ لَو تَرَكتُم كَفَرتُم فاَتركُوُنيِ مَا تَرَكتُكُم فَإِنّمَا هَلَكَ مَن كَانَ قَبلَكُم بِكَثرَةِ سُؤَالِهِم وَ اختِلَافِهِم عَلَي أَنبِيَائِهِم فَإِذَا أَمَرتُكُم بشِيَءٍ فَأتُوا مِنهُ مَا استَطَعتُم وَ إِذَا نَهَيتُكُم عَن شَيءٍ فَاجتَنِبُوهُ
عن علي بن أبي طالب ع و أبي أمامة الباهلي وقيل نزلت حين سألوا رسول الله ص عن البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي عن مجاهد. و في قوله قَد سَأَلَها قَومٌ مِن قَبلِكُم فيه أقوال أحدها أنهم قوم عيسي ع سألوه إنزال المائدة ثم كفروا بها عن ابن عباس . وثانيها أنهم قوم صالح وثالثها قريش حين سألوا النبي ص أن يحول الصفا ذهبا ورابعها أنهم كانوا سألوا النبي ص عن مثل هذه الأشياء يعني من أبي ونحوه فلما أخبرهم بذلك قالوا ليس الأمر كذلك فكفروا به فيكون علي هذانهيا عن سؤال النبي ص عن أنساب الجاهلية لأنهم لوسألوا عنها ربما ظهر الأمر فيها علي خلاف حكمهم فيحملهم ذلك علي تكذيبه عن الجبائي. و قال رحمه الله في قوله تعالي شَهادَةُ بَينِكُمسبب نزول هذه الآية أن ثلاثة نفر خرجوا من المدينة تجارا إلي الشام تميم بن أوس الداري وأخوه
صفحه : 32
عدي وهما نصرانيان و ابن أبي مارية مولي عمرو بن العاص السهمي و كان مسلما حتي إذاكانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصية بيده ودسها في متاعه وأوصي إليهما ودفع المال إليهما و قال أبلغا هذاأهلي فلما مات فتحا المتاع وأخذا ماأعجبهما منه ثم رجعا بالمال إلي الورثة فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما كان خرج به صاحبهم فنظروا إلي الوصية فوجدوا المال فيهاتاما فكلموا تميما وصاحبه فقالا لاعلم لنا به و مادفعه إلينا أبغلناه كما هوفرفعوا أمرهم إلي النبي ص فنزلت الآية عن الواقدي عن أسامة بن زيد عن أبيه و عن جماعة المفسرين و هوالمروي عن أبي جعفر ع قالوا فلما نزلت الآية الأولي صلي رسول الله ص العصر ودعا بتميم وعدي فاستحلفهما عندالمنبر بالله ماقبضنا له غير هذا و لاكتمناه وخلي رسول الله ص سبيلهما ثم اطلع علي إناء من فضة منقوش بذهب معهما فقالوا هذا من متاعه فقالا اشتريناه منه ونسينا أن نخبركم به فرفعوا أمرهما إلي رسول الله ص فنزل قوله فَإِن عُثِرَ عَلي أَنّهُمَا استَحَقّا إلي آخره فقام رجلان من أولياء الميت أحدهما عمرو بن العاص والآخر المطلب بن أبي وداعة السهمي فحلفا بالله أنهما خانا وكذبا فدفع الإناء إليهما و إلي أولياء الميت و كان تميم الداري بعد ماأسلم يقول صدق الله وصدق رسوله أناأخذت الإناء فأتوب إلي الله وأستغفره . و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم
رَوَي الثعّلبَيِّ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَمَرّ المَلَأُ مِن قُرَيشٍ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عِندَهُ صُهَيبٌ وَ خَبّابٌ وَ بِلَالٌ وَ عَمّارٌ وَ غَيرُهُم مِن ضُعَفَاءِ المُسلِمِينَ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ أَ رَضِيتَ بِهَؤُلَاءِ مِن قَومِكَ أَ فَنَحنُ نَكُونُ تَبَعاً لَهُم أَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ مَنّ اللّهُ عَلَيهِم اطرُدهُم عَنكَ فَلَعَلّكَ إِن طَرَدتَهُم اتّبَعنَاكَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لا تَطرُدِ إِلَي آخِرِهِ وَ قَالَ سَلمَانُ وَ خَبّابٌ فِينَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ جَاءَ الأَقرَعُ بنُ حَابِسٍ التمّيِميِّ وَ عُيَينَةُ
صفحه : 33
بنُ حِصنٍ الفزَاَريِّ وَ ذَوُوهُم مِنَ المُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم فَوَجَدُوا النّبِيّص قَاعِداً مَعَ بِلَالٍ وَ صُهَيبٍ وَ عَمّارٍ وَ خَبّابٍ فِي نَاسٍ مِن ضُعَفَاءِ المُؤمِنِينَ فَحَقّرُوهُم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو نَحّيتَ هَؤُلَاءِ عَنكَ حَتّي نَخلُوَ بِكَ فَإِنّ وُفُودَ العَرَبِ تَأتِيكَ فنَسَتحَييِ أَن يَرَونَا مَعَ هَؤُلَاءِ الأَعبُدِ ثُمّ إِذَا انصَرَفنَا فَإِن شِئتَ فَأَعِدهُم إِلَي مَجلِسِكَ فَأَجَابَهُمُ النّبِيّص إِلَي ذَلِكَ فَقَالَا لَهُ اكتُب لَنَا بِهَذَا عَلَي نَفسِكَ كِتَاباً فَدَعَا بِصَحِيفَةٍ وَ أَحضَرَ عَلِيّاً ع لِيَكتُبَ قَالَ وَ نَحنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ إِذ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع بِقَولِهِوَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ إِلَي قَولِهِأَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِالشّاكِرِينَفَنَحّي رَسُولُ اللّهِص الصّحِيفَةَ وَ أَقبَلَ عَلَينَا وَ دَنَونَا مِنهُ وَ هُوَ يَقُولُكَتَبَرَبّكُمعَلي نَفسِهِ الرّحمَةَفَكُنّا نَقعُدُ مَعَهُ فَإِذَا أَرَادَ أَن يَقُومَ قَامَ وَ تَرَكنَا فَأَنزَلَ اللّهُوَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَالآيَةَ قَالَ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقعُدُ مَعَنَا وَ يَدنُو حَتّي كَادَت رُكبَتُنَا تَمَسّ رُكبَتَهُ فَإِذَا بَلَغَ السّاعَةَ التّيِ يَقُومُ فِيهَا قُمنَا وَ تَرَكنَاهُ حَتّي يَقُومَ وَ قَالَ لَنَا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ حَتّي أمَرَنَيِ أَن أَصبِرَ نفَسيِ مَعَ قَومٍ مِن أمُتّيِ مَعَكُمُ المَحيَا وَ مَعَكُمُ المَمَاتُ
. قوله تعالي ما عَلَيكَ مِن حِسابِهِم مِن شَيءٍ قال البيضاوي أي ليس عليك حساب إيمانهم فلعل إيمانهم عند الله كان أعظم من إيمان من تطردهم بسؤالهم طمعا في إيمانهم لوآمنوا و ليس عليك اعتبار بواطنهم وقيل ماعليك من حساب رزقهم أي من فقرهم وقيل الضمير للمشركين أي لاتؤاخذ بحسابهم و لاهم بحسابك حتي يهمك إيمانهم بحيث تطرد المؤمنين طمعا فيه وَ كَذلِكَ فَتَنّا بَعضَهُم بِبَعضٍ أي ومثل ذلك الفتن و هواختلاف أحوال الناس في أمر الدنيافَتَنّا أي ابتلينا بعضهم ببعض في أمر الدين فقدمنا هؤلاء الضعفاء علي أشراف قريش بالسبق إلي الإيمان . و قال الطبرسي في قوله تعالي وَ إِذا جاءَكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَاختلف فيمن
صفحه : 34
نزلت هذه الآية فقيل نزلت في الذين نهي الله عز و جل نبيه عن طردهم
وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا رَآهُم بَدَأَهُم بِالسّلَامِ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ فِي أمُتّيِ مَن أمَرَنَيِ أَن أَبدَأَهُم بِالسّلَامِ
عن عكرمة وقيل نزلت في جماعة من الصحابة منهم حمزة و جعفر ومصعب بن عمير وعمار وغيرهم عن عطاء وقيل نزلت في التائبين و هوالمروي عن أبي عبد الله ع . و قال في قوله تعالي وَ مَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أَو قالَ أوُحيَِ إلِيَّاختلفوا فيمن نزلت هذه الآية فقيل نزلت في مسيلمة حيث ادعي النبوة إلي قوله وَ لَم يُوحَ إِلَيهِ شَيءٌ و قوله وَ مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ في عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه كان يكتب الوحي للنبيص فكان إذا قال له اكتب عَلِيماً حَكِيماًكتب غفورا رحيما و إذا قال له اكتب غَفُوراً رَحِيماًكتب عليما حكيما وارتد ولحق بمكة و قال إني أنزل مثل ماأنزل الله عن عكرمة و ابن عباس ومجاهد والسدي و إليه ذهب الفراء والزجاج والجبائي و هوالمروي عن أبي جعفر ع و قال قوم نزلت في ابن أبي سرح خاصة و قال قوم نزلت في مسيلمة خاصةوَ مَن قالَ سَأُنزِلُقيل المراد به عبد الله بن سعد بن أبي سرح أملي عليه رسول الله ص ذات يوم وَ لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ مِن طِينٍ إلي قوله ثُمّ أَنشَأناهُ خَلقاً آخَرَفجري علي لسان ابن أبي سرح فَتَبارَكَ اللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَفأملاه عليه و قال هكذا أنزل فارتد عدو الله و قال إن كان محمدصادقا فلقد أوحي إلي كماأوحي إليه ولئن كان كاذبا فلقد قلت كما قال وارتد عن الإسلام وهدر رسول الله ص دمه فلما كان يوم الفتح جاء به عثمان و قدأخذ بيده و رسول الله ص في المسجد فقال يا رسول الله اعف عنه فسكت رسول الله ص ثم أعاد فسكت ثم أعاد فقال هو لك فلما مر قال رسول الله ص لأصحابه أ لم أقل من رآه فليقتله فقال
صفحه : 35
عبد الله بن بشر كانت عيني إليك يا رسول الله أن تشير إلي فأقتله فقال ص الأنبياء لايقتلون بالإشارة. قوله تعالي وَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ألّذِي آتَيناهُ آياتِنا قال الطبرسي نور الله ضريحه اختلف في المعني به فقيل هوبلعام بن باعور عن ابن عباس و ابن مسعود و أبي حمزة الثمالي قال أبوحمزة وبلغنا أيضا و الله أعلم أنه أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر وروي ذلك عن جماعة و كان قصته أنه قدقرأ الكتب وعلم أنه سبحانه مرسل رسولا في ذلك الوقت ورجا أن يكون هو ذلك الرسول فلما أرسل محمدص حسده ومر علي قتلي بدر فسأل عنهم فقيل قتلهم محمد فقال لو كان نبيا ماقتل أقرباءه واستنشد رسول الله ص أخته شعره بعدموته فأنشدته
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا | و لا شيءأعلي منك جدا وأمجد |
مليك علي عرش السماء مهيمن | لعزته تعنو الوجوه وتسجد |
. وهي قصيدة طويلة حتي أتت علي آخرها ثم أنشدته قصيدته التي فيها
وقف الناس للحساب جميعا | فشقي معذب وسعيد |
. والتي فيها
عندذي العرش يعرضون عليه | يعلم الجهر والسرار الخفيا |
يوم يأتي الرحمن و هورحيم | إنه كان وعده مأتيا |
رب إن تعف فالمعافاة ظني | أوتعاقب فلم تعاقب بريا |
. فقال رسول الله ص آمن شعره وكفر قلبه وأنزل الله فيه قوله وَ اتلُ عَلَيهِمالآية.
صفحه : 36
وقيل إنه أبوعامر النعمان بن صيفي الراهب ألذي سماه النبي ص الفاسق كان قدترهب في الجاهلية ولبس المسوح فقدم المدينة فقال للنبيص ما هذا ألذي جئت به قال جئت بالحنيفية دين ابراهيم قال فأنا عليها فقال ص لست عليها لكنك أدخلت فيها ما ليس منها فقال أبوعامر أمات الله الكاذب منا طريدا وحيدا فخرج إلي الشام وأرسل إلي المنافقين أن استعدوا السلاح ثم أتي قيصر وأتي بجند ليخرج النبي ص من المدينة فمات بالشام طريدا وحيدا عن سعيد بن المسيب وقيل المعني به منافقو أهل الكتاب الذين كانوا يعرفون النبي ص كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُم وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع الأَصلُ فِي ذَلِكَ بَلعَمُ ثُمّ ضَرَبَهُ اللّهُ مَثَلًا لِكُلّ مُؤثِرٍ هَوَاهُ عَلَي هُدَي اللّهِ مِن أَهلِ القِبلَةِ
. و قال رحمه الله في قوله تعالي لا تَخُونُوا اللّهَ قال عطا سمعت جابر بن عبد الله يقول إن أباسفيان خرج من مكة فأتي جبرئيل النبي ص فقال إن أباسفيان في مكان كذا وكذا فاخرجوا إليه واكتموا قال فكتب إليه رجل من المنافقين أن محمدا يريدكم فخذوا حذركم فأنزل الله هذه الآية و قال السدي كانوا يسمعون الشيء من النبي ص فيفشونه حتي يبلغ المشركين و قال الكلبي والزهري نزلت في أبي لبابة بن عبدالمنذر الأنصاري و ذلك أن رسول الله ص حاصر يهود قريظة إحدي وعشرين ليلة فسألوا رسول الله ص الصلح علي ماصالح إخوانهم من بني النضير علي أن يسيروا إلي إخوانهم إلي أذرعات وأريحا من أرض الشام فأبي أن يعطيهم ذلك رسول الله ص إلا أن ينزلوا علي حكم سعد بن معاذ فقالوا أرسل إلينا أبالبابة و كان مناصحا لهم لأن عياله وولده وماله كانت عندهم فبعثه رسول الله ص فأتاهم فقالوا ماتري يا أبالبابة أننزل علي حكم سعد بن معاذ فأشار أبولبابة بيده إلي حلقه أنه الذبح فلاتفعلوا فأتاه جبرئيل فأخبره بذلك قال أبولبابة فو الله مازالت قدماي من مكانهما حتي عرفت أني قدخنت الله ورسوله فنزلت الآية فيه فلما نزلت شد
صفحه : 37
نفسه علي سارية من سواري المسجد و قال و الله لاأذوق طعاما و لاشرابا حتي أموت أويتوب الله علي فمكث سبعة أيام لايذوق فيهاطعاما و لاشرابا حتي خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له يا أبالبابة قدتيب عليك فقال لا و الله لاأحل نفسي حتي يكون رسول الله ص هو ألذي يحلني فجاءه فحله بيده ثم قال أبولبابة إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيهاالذنب و أن أنخلع من مالي فقال النبي ص يجزيك الثلث أن تتصدق به و هوالمروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع . و قال في قوله تعالي ما كانَ لِلمُشرِكِينَ أَن يَعمُرُوا أي بالدخول واللزوم أوباستصلاحها ورم مااسترم منها أوبأن يكونوا من أهلهامَساجِدَ اللّهِقيل المراد به المسجد الحرام خاصة وقيل عامة في كل المساجد.أقول سيأتي في كتاب أحوال أمير المؤمنين ع أن قوله تعالي أَ جَعَلتُم سِقايَةَ الحاجّ إلي آخر الآية نزلت في أمير المؤمنين ع وعباس وطلحة بن شيبة حين افتخروا فقال طلحة أناصاحب البيت وبيدي مفتاحه و قال عباس أناصاحب السقاية
وَ قَالَ عَلِيّ ع مَا أدَريِ مَا تَقُولَانِ لَقَد صَلّيتُ إِلَي القِبلَةِ سِتّةَ أَشهُرٍ قَبلَ النّاسِ وَ أَنَا صَاحِبُ الجِهَادِ
فنزلت . و قال رحمه الله في قوله تعالي يُرِيدُونَ أي اليهود والنصاري أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ و هوالقرآن والإسلام أوالدلالة والبرهان . و في قوله بِالباطِلِ أي يأخذون الرشا علي الحكم وَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ أي يمنعون غيرهم عن اتباع الإسلام .أقول قدمر تفسير النسيء في باب ولادته ص . قوله تعالي وَ مِنهُم مَن يَلمِزُكَ
قَالَ الطبّرسِيِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَبَينَا رَسُولُ اللّهِص يَقسِمُ قِسماً وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ كَانَت غَنَائِمَ هَوَازِنَ يَومَ
صفحه : 38
حُنَينٍ إِذ جَاءَهُ ابنُ أَبِي الخُوَيصِرَةِ التمّيِميِّ وَ هُوَ حُرقُوصُ بنُ زُهَيرٍ أَصلُ الخَوَارِجِ فَقَالَ اعدِل يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ وَيلَكَ وَ مَن يَعدِلُ إِذَا لَم أَعدِل فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ ائذَن لِي فَأَضرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ النّبِيّص دَعهُ فَإِنّ لَهُ أَصحَاباً يَحتَقِرُ أَحَدُكُم صَلَاتَهُ عِندَ صَلَاتِهِم وَ صِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِم يَمرُقُونَ مِنَ الدّينِ كَمَا يَمرُقُ السّهمُ مِنَ الرّمِيّةِ فَيَنظُرُ فِي قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ ثُمّ يَنظُرُ فِي رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ ثُمّ يَنظُرُ فِي نَصلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ قَد سَبَقَ الفَرثَ وَ الدّمَ آيَتُهُم رَجُلٌ أَسوَدُ فِي إِحدَي ثَديَيهِ أَو قَالَ إِحدَي ثَديِهِ مِثلُ ثدَيِ المَرأَةِ أَو مِثلُ البَضعَةِ تَدَردَرُ يَخرُجُونَ عَلَي فَترَةٍ مِنَ النّاسِ
. و في حديث آخر فإذاخرجوا فاقتلوهم ثم إذاخرجوا فاقتلوهم فنزلت الآية قال أبوسعيد الخدري أشهد أني سمعت هذا من رسول الله ص وأشهد أن عليا ع حين قتلهم و أنامعه جيء بالرجل علي النعت ألذي نعته رسول الله ص رواه الثعلبي بالإسناد في تفسيره و قال الكلبي نزلت في المؤلفة قلوبهم وهم المنافقون قال رجل منهم يقال له ابن الحواظ لم تقسم بالسوية فأنزل الله الآية و قال الحسن أتاه رجل و هويقسم فقال ألست تزعم أن الله أمرك أن تضع الصدقات في الفقراء والمساكين قال بلي قال فما بالك تضعها في رعاة الغنم قال إن نبي الله موسي كان راعي غنم فلما ولي الرجل قال احذروا هذا و قال ابن زيد قال المنافقون مايعطيها محمد إلا من أحب و لايؤثر بها إلاهواه فنزلت الآية و قال أبو عبد الله ع أهل هذه الآية أكثر من ثلثي الناس يَلمِزُكَ أي يعيبك ويطعن عليك . و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ مِنهُمُ الّذِينَ يُؤذُونَقيل نزلت في جماعة
صفحه : 39
من المنافقين منهم الخلاس بن سويد وشاس بن قيس ومخشي بن حمير ورفاعة بن عبدالمنذر وغيرهم قالوا ما لاينبغي فقال رجل منهم لاتفعلوا فإنا نخاف أن يبلغ محمدا ماتقولون فيقع بنا قال الخلاس بل نقول ماشئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فإن محمدا ع أذن سامعة فأنزل الله الآية. وقيل نزلت في رجل من المنافقين يقال له نبتل بن الحارث و كان رجلا أدلم أحمر العينين أسفع الخدين مشوه الخلقة و كان ينم حديث النبي ص إلي المنافقين فقيل له لاتفعل فقال إنما محمدأذن من حدثه شيئا صدقه نقول ماشئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا و هو ألذي قال فيه النبي ص من أراد أن ينظر إلي الشيطان فلينظر إلي نبتل بن الحارث عن محمد بن إسحاق وغيره وقيل إنها نزلت في رهط من المنافقين تخلفوا عن غزاة تبوك فلما رجع رسول الله ص من تبوك أتوا المؤمنين يعتذرون إليهم من تخلفهم ويعتلون ويحلفون فنزلت عن مقاتل وقيل نزلت في خلاس بن سويد وغيره من المنافقين قالوا لئن كان ما يقول محمدحقا فنحن شر من الحمير و كان عندهم غلام من الأنصار يقال له عامر بن قيس فقال و الله إن ما يقول محمدحق وأنتم شر من الحمير ثم أتي النبي ص وأخبره فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامرا كذاب فنزلت الآية عن قتادة والسديهُوَ أُذُنٌمعناه أنه يستمع إلي مايقال له ويصغي إليه ويقبله . قوله تعالي وَ يَقبِضُونَ أَيدِيَهُم أي عن الإنفاق أو عن الجهادنَسُوا اللّهَ فَنَسِيَهُم أي تركوا طاعته فتركهم في النار أوترك رحمتهم وإثابتهم بِخَلاقِهِم أي بنصيبهم وحظهم من الدنياوَ خُضتُم أي في الكفر والاستهزاء.
صفحه : 40
أقول قدمر سبب نزول قوله تعالي يَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا في باب إعجاز القرآن . قوله تعالي وَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا أي بقتل النبي ص ليلة العقبة والتنفير بناقته أوبإخراجه من المدينة أوبالإفساد بين أصحابه . قوله تعالي وَ مِنهُم مَن عاهَدَ اللّهَ
قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قِيلَ نَزَلَت فِي ثَعلَبَةَ بنِ حَاطِبٍ وَ كَانَ مِنَ الأَنصَارِ قَالَ للِنبّيِّص ادعُ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ مَالًا فَقَالَ يَا ثَعلَبَةُ قَلِيلٌ تؤُدَيّ شُكرَهُ خَيرٌ مِن كَثِيرٍ لَا تُطِيقُهُ أَ مَا لَكَ فِي رَسُولِ اللّهِص أُسوَةٌ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَو أَرَدتُ أَن تَسِيرَ الجِبَالُ معَيِ ذَهَباً وَ فِضّةً لَسَارَت ثُمّ أَتَاهُ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ مَالًا وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَئِن رزَقَنَيَِ اللّهُ مَالًا لَأُعطِيَنّ كُلّ ذيِ حَقّ حَقّهُ فَقَالَص أللّهُمّ ارزُق ثَعلَبَةَ مَالًا قَالَ فَاتّخَذَ غَنَماً فَنَمَت كَمَا ينَميِ الدّودُ فَضَاقَت عَلَيهِ المَدِينَةُ فَتَنَحّي عَنهَا فَنَزَلَ وَادِياً مِن أَودِيَتِهَا ثُمّ كَثُرَت نُمُوّاً حَتّي تَبَاعَدَ مِنَ المَدِينَةِ فَاشتَغَلَ بِذَلِكَ عَنِ الجُمُعَةِ وَ الجَمَاعَةِ وَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص المُصَدّقَ لِيَأخُذَ الصّدَقَةَ فَأَبَي وَ بَخِلَ وَ قَالَ مَا هَذِهِ إِلّا أُختُ الجِزيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا وَيحَ ثَعلَبَةَ يَا وَيحَ ثَعلَبَةَ فَأَنزَلَ اللّهُ الآيَاتِ
عن أبي أمامة الباهلي وروي ذلك مرفوعا وقيل إن ثعلبة أتي مجلسا من الأنصار فأشهدهم فقال لئن آتاني الله من فضله تصدقت منه وآتيت كل ذي حق حقه ووصلت منه القرابة فابتلاه الله فمات ابن عم له فورثه مالا و لم يف بما قال فنزلت الآيات عن ابن عباس و ابن جبير وقتادة وقيل نزلت في ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير وهما من بني عمرو بن عوف قالا لئن رزقنا الله مالا لنصدقن فلما رزقهما المال بخلا به عن الحسن ومجاهد وقيل نزلت في رجال من المنافقين نبتل بن الحارث وجد بن قيس وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير عن الضحاك وقيل نزلت في حاطب بن أبي بلتعة كان له بالشام مال فأبطأ عليه وجهد لذلك جهدا شديدا فحلف لئن آتاه الله ذلك المال ليصدقن فآتاه
صفحه : 41
الله تعالي فلم يفعل عن الكلبي. و قال في قوله تعالي الّذِينَ يَلمِزُونَ أي يعيبون المُطّوّعِينَ أي المتطوعين بالصدقةوَ الّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلّا جُهدَهُم أي ويعيبون الذين لايجدون إلاطاقتهم فيتصدقون بالقليل سَخِرَ اللّهُ مِنهُم أي جازاهم جزاء سخريتهم سَبعِينَ مَرّةً هو علي المبالغة و ليس المراد العدد المخصوص فإن العرب تبالغ بالسبعة والسبعين .الأَعرابُ أي سكان البواديأَشَدّ كُفراً وَ نِفاقاًيريد الأعراب الذين كانوا حول المدينة ومعناه أن سكان البوادي إذاكانوا كفارا أومنافقين فهم أشد كفرا من أهل الحضر لبعدهم عن مواضع العلم و عن استماع الحجج وبركات الوحيوَ أَجدَرُ أي أحري وأولي وَ مِنَ الأَعرابِ مَن يَتّخِذُ ما يُنفِقُ مَغرَماً أي و من منافقي الأعراب من يعد ماينفق في الجهاد و في سبيل الخير غرما لحقه لأنه لايرجو به ثواباوَ يَتَرَبّصُ بِكُمُ الدّوائِرَ أي وينتظر بكم صروف الزمان وحوادث الأيام والعواقب المذمومة كانوا ينتظرون موت النبي ص ليرجعوا إلي دين المشركين عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ أي علي هؤلاء المنافقين دائرة البلاء يعني أن ماينتظرون بكم هولاحق بهم وهم المغلوبون أبداوَ صَلَواتِ الرّسُولِ أي يرغب بذلك في دعاء الرسول واستغفاره أَلا إِنّها أي صلوات الرسول ص أونفقتهم قُربَةٌ لَهُمتقربهم إلي ثواب الله . و قال في قوله تعالي وَ مِمّن حَولَكُم أي من جملة من حول مدينتكم قيل إنهم جهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار وكانت منازلهم حول المدينةوَ مِن أَهلِ المَدِينَةِ أي منهم أيضا منافقون مَرَدُوا عَلَي النّفاقِ أي مرنوا وتجرءوا عليه أوأقاموا عليه ولجوا فيه سَنُعَذّبُهُم مَرّتَينِ أي في الدنيا بالفضيحة فإن النبي ص ذكر رجالا منهم وأخرجهم من المسجد يوم الجمعة في خطبته و قال
صفحه : 42
اخرجوا إنكم منافقون ويعذبهم في القبر وقيل مرة في الدنيا بالقتل والسبي ومرة بعذاب القبر وقيل إنهم عذبوا بالجوع مرتين وقيل إحداهما أخذ الزكاة منهم والأخري عذاب القبر وقيل إحداهما غيظهم من الإسلام والأخري عذاب القبر وقيل إن الأولي إقامة الحدود عليهم والأخري عذاب القبروَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا قال أبوحمزة الثمالي بلغنا أنهم ثلاثة نفر من الأنصار أبولبابة بن عبدالمنذر وثعلبة بن وديعة وأوس بن حذام تخلفوا عن رسول الله ص عندمخرجه إلي تبوك فلما بلغهم ماأنزل فيمن تخلف عن نبيه ص أيقنوا بالهلاك وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلم يزالوا كذلك حتي قدم رسول الله ص فسأل عنهم فذكر أنهم أقسموا لايحلون أنفسهم حتي يكون رسول الله ص يحلهم فقال رسول الله ص و أناأقسم لاأكون أول من حلهم إلا أن أؤمر فيهم بأمر فلما نزل عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِمعمد رسول الله ص إليهم فحلهم فانطلقوا فجاءوا بأموالهم إلي رسول الله ص فقالوا هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فخذها وتصدق بهاعنا فقال ص ماأمرت فيهابأمر فنزل خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةًالآيات وقيل إنهم كانوا عشرة رهط منهم أبولبابة عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وقيل كانوا ثمانية منهم أبولبابة وهلال وكردم و أبوقيس عن ابن جبير وزيد بن أسلم وقيل كانوا سبعة عن قتادة وقيل كانوا خمسة وروي عن أبي جعفرالباقر ع أنها نزلت في أبي لبابة و لم يذكر معه غيره وسبب نزولها فيه ماجري منه في بني قريظة حين قال إن نزلتم علي حكمه فهو الذبح و به قال مجاهد وقيل نزلت فيه خاصة حين تأخر عن النبي ص في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية علي ماتقدم ذكره عن الزهري قال ثم قال أبولبابة يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار
صفحه : 43
قومي التي أصبت فيهاالذنب و أن أنخلع من مالي كله قال يجزيك يا أبالبابة الثلث و في جميع الأقوال أخذ رسول الله ص ثلث أموالهم وترك الثلثين لأن الله تعالي قال خُذ مِن أَموالِهِم و لم يقل خذ أموالهم . و قال في قوله تعالي ما كانَ للِنبّيِّ في تفسير الحسن أن المسلمين قالوا للنبيص أ لاتستغفر لآبائنا الذين ماتوا في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية و بين أنه لاينبغي لنبي و لامؤمن أن يدعو للكافر ويستغفر له . و في قوله تعالي وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِلّ قَوماًقيل مات قوم من المسلمين علي الإسلام قبل أن تنزل الفرائض فقال المسلمون يا رسول الله إخواننا الذين ماتوا قبل الفرائض مامنزلتهم فنزل وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِلّ قَوماًالآية وقيل لمانسخ بعض الشرائع و قدغاب أناس وهم يعملون بالأمر الأول إذ لم يعلموا بالأمر الثاني مثل تحويل القبلة و غير ذلك و قدمات الأولون علي الحكم الأول سئل النبي ص عن ذلك فأنزل الله الآية و بين أنه لايعذب هؤلاء علي التوجه إلي القبلة حتي يسمعوا بالنسخ و لايعملوا بالناسخ فحينئذ يعذبهم وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم أي المنافقين مَن يَقُولُ علي وجه الإنكار بعضهم لبعض أَيّكُم زادَتهُ هذِهِالسورةإِيماناً وقيل معناه يقول المنافقون للمؤمنين الذين في إيمانهم ضعف أيكم زادته هذه إيمانا أي يقينا وبصيرةوَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أي شك ونفاق فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم أي نفاقا وكفرا إلي نفاقهم وكفرهم لأنهم يشكون فيها كماشكوا فيما تقدمهاأَنّهُم يُفتَنُونَ أي يمتحنون فِي كُلّ عامٍ مَرّةً أَو مَرّتَينِ أي دفعة أودفعتين بالأمراض والأوجاع أوبالجهاد مع رسول الله ص و مايرون من نصرة الله رسوله و ماينال أعداءه من القتل والسبي أوبالقحط والجوع أوبهتك أستارهم و مايظهر من خبث سرائرهم أوبالبلاء والجلاء ومنع القطر وذهاب الثمارنَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍيؤمون به هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ وإنما يفعلون ذلك لأنهم منافقون يحذرون أن
صفحه : 44
يعلم بهم ثُمّ انصَرَفُوا عن المجلس أو عن الإيمان صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم عن الفوائد التي يستفيدها المؤمنون أو عن رحمته وثوابه . قوله تعالي أَلا إِنّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم.أقول قدمر تفسيره في كتاب الاحتجاج و قال في قوله وَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَيريد أصحاب النبي ص الذين آمنوا به وصدقوه أعطوا القرآن وفرحوا بإنزاله وَ مِنَ الأَحزابِيعني اليهود والنصاري والمجوس أنكروا بعض معانيه و مايخالف أحكامهم وقيل الذين آتيناهم الكتاب هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه فرحوا بالقرآن لأنهم يصدقون به والأحزاب بقية أهل الكتاب وسائر المشركين عن ابن عباس . و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ اصبِر نَفسَكَنزلت في سلمان و أبي ذر وصهيب وعمار وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي ص و ذلك أن المؤلفة قلوبهم جاءوا إلي رسول الله ص عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إن جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وروائح صنانهم وكانت عليهم جبات الصوف جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك فما يمنعنا من الدخول عليك إلاهؤلاء فلما نزلت الآية قام النبي ص يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال الحمد لله ألذي لم يمتني حتي أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات وَ اصبِر نَفسَكَ أي احبس نفسك مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّ أي يداومون علي الصلوات والدعاء عندالصباح والمساءيُرِيدُونَ وَجهَهُ أي رضوانه والقربة إليه وَ لا تَعدُ أي و لاتتجاوزعَيناكَ عَنهُمبالنظر إلي غيرهم من أبناء الدنياتُرِيدُ
صفحه : 45
زِينَةَ الحَياةِ الدّنيا في موضع الحال أي مريدا مجالسة أهل الشرف والغني و كان ص حريصا علي إيمان العظماء من المشركين طمعا في إيمان أتباعهم و لم يمل إلي الدنيا وزينتها قطوَ لا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا أي جعلنا قلبه غافلا بتعريضه للغفلة أونسبنا قلبه إلي الغفلة أوصادفناه غافلا أوجعلناه غفلا لم نسمه بسمة المؤمنين من قولهم أغفل فلان ماشيته إذا لم يسمها بسمة تعرف أوتركنا قلبه وخذلناه وخلينا بينه و بين الشيطان بتركه أمرناوَ اتّبَعَ هَواهُ في شهواته وأفعاله وَ كانَ أَمرُهُ فُرُطاً أي سرفا وإفراطا أوضياعا وهلاكاوَ قُلِ الحَقّ مِن رَبّكُم أي هذاالقرآن أو ماآتيتكم به الحق من ربكم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر هذاوعيد من الله سبحانه وإنذار. قوله تعالي وَ الّذِينَ يَرمُونَ أَزواجَهُم قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ رَوَي الضّحّاكُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَتِ الآيَةُوَ الّذِينَ يَرمُونَ المُحصَناتِ قَالَ عَاصِمُ بنُ عدَيِّ يَا رَسُولَ اللّهِ إِن رَأَي رَجُلٌ مِنّا مَعَ امرَأَتِهِ رَجُلًا فَإِن أَخبَرَ بِمَا رَأَي جُلِدَ ثَمَانِينَ وَ إِنِ التَمَسَ أَربَعَةَ شُهَدَاءَ كَانَ الرّجُلُ قَد قَضَي حَاجَتَهُ ثُمّ مَضَي قَالَ كَذَلِكَ أُنزِلَتِ الآيَةُ يَا عَاصِمُ فَخَرَجَ سَامِعاً مُطِيعاً فَلَم يَصِل إِلَي مَنزِلِهِ حَتّي استَقبَلَهُ هِلَالُ بنُ أُمَيّةَ يَستَرجِعُ فَقَالَ مَا وَرَاءَكَ قَالَ وَجَدتُ شَرِيكَ بنَ سَمحَا[سَحمَاءَ] عَلَي بَطنِ امرأَتَيِ خَولَةَ فَرَجَعَ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرَهُ هِلَالٌ باِلذّيِ كَانَ فَبَعَثَ إِلَيهَا فَقَالَ مَا يَقُولُ زَوجُكِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ ابنَ سَمحَا[سَحمَاءَ] كَانَ يَأتِينَا فَيَنزِلُ بِنَا فَيَتَعَلّمُ الشيّءَ مِنَ القُرآنِ فَرُبّمَا تَرَكَهُ عنِديِ وَ خَرَجَ زوَجيِ فَلَا أدَريِ أَدرَكَتهُ الغَيرَةُ أَم بَخِلَ عَلَيّ بِالطّعَامِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي آيَةَ اللّعَانِ وَ عَنِ الحَسَنِ قَالَ لَمّا نَزَلَتوَ الّذِينَ يَرمُونَ المُحصَناتِالآيَةَ قَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ رَأَيتَ إِن رَأَي رَجُلٌ مَعَ امرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ يَقتُلُونَهُ وَ إِن أَخبَرَ بِمَا رَأَي جُلِدَ ثَمَانِينَ أَ فَلَا يَضرِبُهُ بِالسّيفِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ كَفَي بِالسّيفِ شَا أَرَادَ أَن يَقُولَ
صفحه : 46
شَاهِداً ثُمّ أَمسَكَ وَ قَالَ لَو لَا أَن يَتَتَابَعَ فِيهِ السّكرَانُ وَ الغَيرَانُ
وَ فِي رِوَايَةِ عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ لَو أَتَيتُ لَكَاعِ وَ قَد تَفَخّذَهَا رَجُلٌ لَم يَكُن لِي أَن أُهَيّجَهُ حَتّي آتيَِ بِأَربَعَةِ شُهَدَاءَ فَوَ اللّهِ مَا كُنتُ لآِتيَِ بِأَربَعَةِ شُهَدَاءَ حَتّي يَفرُغَ مِن حَاجَتِهِ وَ يَذهَبَ وَ إِن قُلتُ مَا رَأَيتُ إِنّ فِي ظهَريِ لَثَمَانِينَ جَلدَةً فَقَالَص يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ أَ مَا تَسمَعُونَ إِلَي مَا قَالَ سَيّدُكُم فَقَالُوا لَا تَلُمهُ فَإِنّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ مَا تَزَوّجَ امرَأَةً قَطّ إِلّا بِكراً وَ لَا طَلّقَ امرَأَةً لَهُ فَاجتَرَأَ امرُؤٌ مِنّا أَن يَتَزَوّجَهَا فَقَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ وَ اللّهِ لَأَعتَرِفُ أَنّهَا مِنَ اللّهِ وَ أَنّهَا حَقّ وَ لَكِن عَجِبتُ مِن ذَلِكَ لِمَا أَخبَرتُكَ[ لَمّا أُخبِرتُكَ] فَقَالَص فَإِنّ اللّهَ يَأبَي إِلّا ذَاكَ فَقَالَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَلَم يَلبَثُوا إِلّا يَسِيراً حَتّي جَاءَ ابنُ عَمّ لَهُ يُقَالُ لَهُ هِلَالُ بنُ أُمَيّةَ مِن حَدِيقَةٍ لَهُ قَد رَأَي رَجُلًا مَعَ امرَأَتِهِ فَلَمّا أَصبَحَ غَدَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إنِيّ جِئتُ أهَليِ عِشَاءً فَوَجَدتُ مَعَهَا رَجُلًا رَأَيتُهُ بعِيَنيِ وَ سَمِعتُهُ بأِذُنُيِ فَكَرِهَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي رَأَي الكَرَاهَةَ فِي وَجهِهِ فَقَالَ هِلَالٌ إنِيّ لَأَرَي الكَرَاهَةَ فِي وَجهِكَ وَ اللّهُ يَعلَمُ إنِيّ لَصَادِقٌ وَ إنِيّ لَأَرجُو أَن يَجعَلَ اللّهُ لِي فَرَجاً فَهَمّ رَسُولُ اللّهِص أَن يَضرِبَهُ قَالَ وَ اجتَمَعَتِ الأَنصَارُ وَ قَالُوا ابتُلِينَا بِمَا قَالَ سَعدٌ أَ يُجلَدُ هِلَالٌ وَ تَبطُلُ شَهَادَتُهُ فَنَزَلَ الوحَيُ وَ أَمسَكُوا عَنِ الكَلَامِ حِينَ عَرَفُوا أَنّ الوحَيَ قَد نَزَلَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ الّذِينَ يَرمُونَ أَزواجَهُمالآيَاتِ فَقَالَ النّبِيّص أَبشِر يَا هِلَالُ فَإِنّ اللّهَ قَد جَعَلَ فَرَجاً فَقَالَ قَد كُنتُ أَرجُو ذَلِكَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي فَقَالَص أَرسِلُوا إِلَيهَا فَجَاءَت فَلَاعَنَ بَينَهُمَا فَلَمّا انقَضَي اللّعَانُ فَرّقَ بَينَهُمَا وَ قَضَي أَنّ الوَلَدَ لَهَا وَ لَا يُدعَي لِأَبٍ وَ لَا يُرمَي وَلَدُهَا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن جَاءَت بِهِ كَذَا وَ كَذَا فَهُوَ لِزَوجِهَا وَ إِن جَاءَت بِهِ كَذَا وَ كَذَا فَهُوَ للِذّيِ قِيلَ فِيهِ
. و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ يَقُولُونَ آمَنّاقيل نزلت الآيات في رجل من المنافقين كان بينه و بين رجل من اليهود حكومة فدعاه اليهودي إلي رسول
صفحه : 47
الله ص ودعاه المنافق إلي كعب بن الأشرف وحكي البلخي أنه كانت بين علي ع وعثمان منازعة في أرض اشتراها من علي ع فخرجت فيهاأحجار وأراد ردها بالعيب فلم يأخذها فقال بيني وبينك رسول الله ص فقال الحكم بن أبي العاص إن حاكمته إلي ابن عمه حكم له فلاتحاكمه إليه فنزلت الآيات و هوالمروي عن أبي جعفر ع أوقريب منه وَ إِن يَكُن لَهُمُ الحَقّ أي و إن علموا أن الحق يقع لهم يَأتُوا إلي النبي ص مسرعين طائعين منقادين مَرَضٌ أي شك في نبوتك ونفاق أَن يَحِيفَ اللّهُ أي يجور الله ورسوله عليهم في الحكم وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ لما بين الله سبحانه كراهتهم لحكمه قالوا للنبيص و الله لوأمرتنا بالخروج من ديارنا وأموالنا لفعلنا فقال الله سبحانه وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم أي حلفوا بالله أغلظ أيمانهم وقدر طاقتهم أنك إن أمرتنا بالخروج في غزواتك لخرجناقُللهم لا تُقسِمُوا أي لاتحلفوا وتم الكلام طاعَةٌ مَعرُوفَةٌ أي طاعة حسنة للنبيص خالصة صادقة أفضل وأحسن من قسمكم أوليكن منكم طاعة. و قال رحمه الله في قوله تعالي الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ مِن قَبلِهِنزل في عبد الله بن سلام وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي فإنهم لماأسلموا نزلت فيهم الآيات عن قتادة وقيل نزلت في أربعين رجلا من أهل الإنجيل كانوا مسلمين بالنبيص قبل مبعثه اثنان وثلاثون من الحبشة أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب وقت قدومه وثمانية قدموا من الشام منهم بحيرا وأبرهة والأشرف وعامر وأيمن وإدريس ونافع وتميم مِن قَبلِهِ أي من قبل محمدص أو من قبل القرآن مَرّتَينِمرة بتمسكهم بدينهم حتي أدركوا محمداص فآمنوا به ومرة بإيمانهم به .
صفحه : 48
و قال رحمه الله في قوله تعالي أَ حَسِبَ النّاسُقيل نزلت في عمار بن ياسر و كان يعذب في الله عن ابن جريج وقيل نزلت في أناس مسلمين كانوا بمكة فكتب إليهم من في المدينة أنه لايقبل منكم الإقرار بالإسلام حتي تهاجروا فخرجوا إلي المدينة فاتبعهم المشركون فآذوهم وقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا عن الشعبي وقيل إنه أراد بالناس الذين آمنوا بمكة سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وعمار بن ياسر وغيرهم عن ابن عباس . و في قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ قال الكلبي نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي و ذلك أنه أسلم فخاف أهل بيته فهاجر إلي المدينة قبل أن يهاجر النبي ص فحلفت أمه أسماء بنت مخزمة بن أبي جندل التميمي أن لاتأكل و لاتشرب و لاتغسل رأسها و لاتدخل كنّا حتي يرجع إليها فلما رأي ابناها أبوجهل والحارث ابنا هشام وهما أخوا عياش لأمه جزعها ركبا في طلبه حتي أتيا المدينة فلقياه وذكرا له القصة فلم يزالا به حتي أخذ عليهما المواثيق أن لايصرفاه عن دينه وتبعهما و قدكانت أمه صبرت ثلاثة أيام ثم أكلت وشربت فلما خرجوا من المدينة أخذاه فأوثقاه كتافا وجلده كل واحد منهما مائة جلدة فبرئ من دين محمدص جزعا من الضرب و قال ما لاينبغي فنزلت الآية و كان الحارث أشدهما عليه فحلف عياش لئن قدر عليه خارجا من الحرم ليضربن عنقه فلما رجعوا إلي مكة مكثوا حينا ثم هاجر النبي ص والمؤمنون إلي المدينة وهاجر عياش وحسن إسلامه وأسلم الحارث بن هشام وهاجر إلي المدينة وبايع النبي ص علي الإسلام و لم يحضر عياش فلقيه عياش يوما بظهر قباء لم يشعر بإسلامه فضرب عنقه فقيل له إن الرجل قدأسلم فاسترجع عياش وبكي ثم أتي النبي ص فأخبره بذلك فنزل وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِناً إِلّا خَطَأً
صفحه : 49
الآية وقيل نزلت الآية في ناس من المنافقين يقولون آمنا فإذاأوذوا رجعوا إلي الشرك عن الضحاك وقيل نزلت في قوم ردهم المشركون إلي مكة عن قتادة. و في قوله تعالي وَ إِذا غَشِيَهُم مَوجٌروي السدي عن مصعب بن سعيد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله ص الناس إلاأربعة نفر قال اقتلوهم و إن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل و عبد الله بن أختل وقيس بن صبابة و عبد الله بن أبي سرح فأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم ريح عاصفة فقال أهل السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لاتغني عنكم شيئا هاهنا فقال عكرمة لئن لم ينجني في البحر إلاالإخلاص ماينجيني في البر غيره أللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أني آتي محمدا حتي أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم . و قال في قوله تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ اتّقِ اللّهَنزلت في أبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل و أبي الأعور السلمي قدموا المدينة ونزلوا علي عبد الله بن أبي بعدغزوة أحد بأمان من رسول الله ص ليكلموه فقاموا وقام معهم عبد الله بن أبي و عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق فدخلوا علي رسول الله ص فقالوا يا محمدارفض ذكر آلهتنا اللات والعزي ومناة وقل إن لها شفاعة لمن عبدها وندعك وربك فشق ذلك علي النبي ص فقال عمر بن الخطاب ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم فقال إني أعطيتهم الأمان وأمرص فأخرجوا من المدينة ونزلت الآيةوَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ من أهل مكة أباسفيان و أباالأعور وعكرمةوَ المُنافِقِينَ ابن أبي و ابن سعد وطعمة وقيل نزلت في ناس من ثقيف قدموا علي رسول الله ص فطلبوا منه أن يمتعهم باللات والعزي سنة قالوا ليعلم قريش منزلتنا منك و قوله ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِنزل في أبي معمر
صفحه : 50
حميد بن معمر بن حبيب الفهري و كان لبيبا حافظا لمايسمع و كان يقول إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد وكانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبومعمر تلقاه أبوسفيان بن حرب و هوآخذ بيده إحدي نعليه والأخري في رجله فقال له يا أبامعمر ماحال الناس قال انهزموا قال فما بالك إحدي نعليك في يدك والأخري في رجلك فقال أبومعمر ماشعرت إلاأنهما في رجلي فعرفوا يومئذ أنه لم يكن له إلاقلب واحد لمانسي نعله في يده عن مجاهد وقتادة وإحدي الروايتين عن ابن عباس وقيل إن المنافقين كانوا يقولون إن لمحمد قلبين ينسبونه إلي الدهاء فأكذبهم الله تعالي بذلك عن ابن عباس . و في قوله تعالي لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أي فجور وضعف في الإيمان وَ المُرجِفُونَ وهم المنافقون أيضا الذين كانوا يرجفون في المدينة بالأخبار الكاذبة المضعفة لقلوب المسلمين بأن يقولوا اجتمع المشركون في موضع كذا قاصدين لحرب المسلمين ونحو ذلك ويقولوا لسرايا المسلمين أنهم قتلوا وهزموا وتقدير الكلام لئن لم ينته هؤلاء عن أذي المسلمين و عن الإرجاف بما يشغل قلوبهم لَنُغرِيَنّكَ بِهِم أي لنسلطنك عليهم أي أمرناك بقتلهم حتي تقتلهم وتخلي عنهم المدينة و قدحصل الإغراء بقوله جاهِدِ الكُفّارَ وَ المُنافِقِينَ وقيل لم يحصل لأنهم انتهواأَينَما ثُقِفُوا أي وجدوا وظفر بهم . و في قوله تعالي وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا وهم اليهود وقيل هم مشركو العرب و هوالأصح وَ لا باِلذّيِ بَينَ يَدَيهِ من أمر الآخرة وقيل يعنون به التوراة والإنجيل و ذلك أنه لما قال مؤمنو أهل الكتاب إن صفة محمدص في كتابنا و هونبي مبعوث كفر المشركون بكتابهم .
صفحه : 51
و في قوله تعالي وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن بنَيِ إِسرائِيلَيعني عبد الله بن سلام لَو كانَ خَيراًاختلف فيمن قال ذلك فقيل هم اليهود قالوا لو كان دين محمدص خيرا ماسبقنا إليه عبد الله بن سلام عن أكثر المفسرين وقيل إن أسلم وجهينة ومزينة وغفارا لماأسلموا قال بنو عامر بن صعصعة بن غطفان وأسد وأشجع هذاالقول عن الكلبي. و قال البيضاوي في قوله تعالي وَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَيعني المنافقين كانوا يحضرون مجلس رسول الله ص ويسمعون كلامه فإذاخرجواقالُوا لِلّذِينَ أُوتُوا العِلمَ أي لعلماء الصحابةما ذا قالَ آنِفاً ما ألذي قال الساعة استهزاء أواستعلاما إذ لم يلقوا إليه آذانهم تهاونا به لَو لا نُزّلَت سُورَةٌ أي هلا نزلت سورة في أمر الجهادفَإِذا أُنزِلَت سُورَةٌ مُحكَمَةٌمبينة لاتشابه فيهاوَ ذُكِرَ فِيهَا القِتالُ أي الأمر به رَأَيتَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌضعف في الدين وقيل نفاق نَظَرَ المغَشيِّ عَلَيهِ مِنَ المَوتِجبنا ومخافةفَأَولي لَهُمفويل لهم أفعل من الولي و هوالقرب أوفعلي من آل ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه أويئول إليه أمرهم طاعَةٌ وَ قَولٌ مَعرُوفٌاستئناف أي أمرهم طاعة أوطاعة وقول معروف خير لهم أوحكاية قولهم فَإِذا عَزَمَ الأَمرُ أي جد والإسناد مجازفَلَو صَدَقُوا اللّهَ أي فيما زعموا من الحرص علي الجهاد أوالإيمان فَهَل عَسَيتُمفهل يتوقع منكم إِن تَوَلّيتُمأمور الناس وتأمرتم عليهم أوأعرضتم وتوليتم عن الإسلام أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُمتناجزا علي الولاية وتجاذبا لها أورجوعا إلي ماكنتم عليه في الجاهلية من التغاور والمقاتلة مع الأقارب أَم عَلي قُلُوبٍ أَقفالُها لايصل إليها ذكر و لاينكشف لها أمر وقيل أم منقطعة
صفحه : 52
وَ أَملي لَهُم وأمد لهم في الأماني والآمال ذلِكَ بِأَنّهُم قالُوا لِلّذِينَ كَرِهُوا ما نَزّلَ اللّهُ أي قال اليهود الذين كفروا بالنبيص بعد ماتبين لهم نعته للمنافقين أوالمنافقون لهم أوأحد الفريقين للمشركين سَنُطِيعُكُم فِي بَعضِ الأَمرِ في بعض أموركم أو في بعض ماتأمرون به كالقعود عن الجهاد والموافقة في الخروج معهم أن اخرجوا والتظافر علي الرسول فَكَيفَ إِذا تَوَفّتهُمُ المَلائِكَةُفكيف يعملون ويحتالون حينئذيَضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَ أَدبارَهُمتصوير لتوفيهم بما يخافون منه ويجبنون عن القتال له ذلِكَإشارة إلي التوفي الموصوف أَن لَن يُخرِجَ اللّهُ أن لن يبرز الله لرسوله و المؤمنين أَضغانَهُمأحقادهم وَ لَو نَشاءُ لَأَرَيناكَهُملعرفناكهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم فَلَعَرَفتَهُم بِسِيماهُمبعلاماتهم التي نسمهم بها ولَحنِ القَولِأسلوبه به وإمالته إلي جهة تعريض وتوريةوَ نَبلُوَا أَخبارَكُم مايخبر به عن أعمالكم فيظهر حسنها وقبيحها أوأخبارهم عن إيمانهم وموالاتهم المؤمنين في صدقها وكذبهايَستَبدِل قَوماً غَيرَكُميقم مكانكم قوما آخرين ثُمّ لا يَكُونُوا أَمثالَكُم في التولي والزهد في الإيمان وهم الفرس أوالأنصار أواليمن أوالملائكة. وَ قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ وَ رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ أَنّ نَاساً مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَؤُلَاءِ الّذِينَ ذَكَرَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ كَانَ سَلمَانُ إِلَي جَنبِ رَسُولِ اللّهِص فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَي فَخِذِ سَلمَانَ فَقَالَ هَذَا وَ قَومُهُ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَو كَانَ الإِيمَانُ مَنُوطاً بِالثّرَيّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِن فَارِسَ
وَ رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِن تَتَوَلّوا يَا مَعشَرَ العَرَبِيَستَبدِل قَوماً غَيرَكُميعَنيِ الموَاَليَِ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَد وَ اللّهِ أَبدَلَ بِهِم خَيراً مِنهُمُ الموَاَليِ
.
صفحه : 53
قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ قال الطبرسي برّد الله مضجعه نزل في الوليد بن عقبة بن أبي معيط بعثه رسول الله ص في صدقات بني المصطلق فخرجوا يتلقونه فرحا به وكانت بينهم عداوة في الجاهلية فظن أنهم هموا بقتله فرجع إلي رسول الله ص و قال إنهم منعوا صدقاتهم و كان الأمر بخلافه فغضب النبي ص وهم أن يغزوهم فنزلت الآية عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وقيل إنها نزلت فيمن قال للنبيص إن مارية أم ابراهيم يأتيها ابن عم لها قبطي فدعا رسول الله ص عليا ع و قال ياأخي خذ هذاالسيف فإن وجدته عندها فاقتله فقال يا رسول الله أكون في أمرك إذاأرسلتني كالسكة المحماة أمضي لماأمرتني أم الشاهد يري ما لايري الغائب فقال ص بل الشاهد يري ما لايري الغائب قال علي ع فأقبلت موشحا بالسيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما عرف أني أريده أتي نخلة فرقي إليها ثم رمي بنفسه علي قفاه وشغر برجليه فإذا أنه أجب أمسح ما له مما للرجال قليل و لاكثير فرجعت وأخبرت النبي ص فقال الحمد لله ألذي يصرف عنا السوء أهل البيت . و قال البيضاويفَتَبَيّنُوا أي فتعرفوا وتفحصواأَن تُصِيبُواكراهة إصابتكم قَوماً بِجَهالَةٍجاهلين بحالهم فَتُصبِحُوافتصيرواعَلي ما فَعَلتُم نادِمِينَمغتمين غما لازما متمنين أنه لم يقع لَعَنِتّم أي لوقعتم في الجهد. قوله وَ إِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا قال الطبرسي رحمه الله نزل في الأوس والخزرج وقع بينهما قتال بالسعف والنعال عن ابن جبير وقيل نزل في رهط عبد الله بن أبي بن سلول من الخزرج ورهط عبد الله بن رواحة من الأوس وسببه أن النبي ص وقف علي عبد الله بن أبي فراث حمار رسول الله ص فأمسك عبد الله أنفه و قال إليك عني فقال عبد الله بن رواحة لحمار رسول الله ص أطيب ريحا منك و من أبيك فغضب قومه وأعان ابن رواحة قومه و كان بينهما
صفحه : 54
ضرب بالجريد والأيدي والنعال . و قوله تعالي لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍنزل في ثابت بن قيس بن شماس و كان في أذنه وقر و كان إذادخل المسجد تفسحوا له حتي يقعد عند النبي ص فيسمع ما يقول فدخل المسجد يوما و الناس قدفرغوا من الصلاة وأخذوا مكانهم فجعل يتخطي رقاب الناس يقول تفسحوا تفسحوا حتي انتهي إلي رجل فقال له أصبت مجلسا فاجلس فجلس خلفه مغضبا فلما انجلت الظلمة قال من هذا قال الرجل أنافلان فقال ثابت بن فلانة ذكر أما له كان يعير بها في الجاهلية فنكس الرجل رأسه حياء فنزلت الآية عن ابن عباس و قوله وَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاًنزلت في رجلين من أصحاب رسول الله ص اغتابا رفيقهما و هوسلمان بعثاه إلي رسول الله ص ليأتي لهما بطعام فبعثه إلي أسامة بن زيد و كان خازن رسول الله ص علي رحله فقال ماعندي شيءفعاد إليهما فقالا بخل أسامة وقالا لسلمان لوبعثناه إلي بئر سميحة لغار ماؤها ثم انطلقا يتجسسان هل عندأسامة ماأمر لهما به رسول الله ص فقال رسول الله ص لهما ما لي أري خضرة اللحم في أفواهكما قالا يا رسول الله ماتناولنا يومنا هذالحما قال ظللتم تأكلون لحم سلمان وأسامة فنزلت الآية. و قوله يا أَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَ أُنثيقيل نزل في ثابت بن قيس بن شماس و قوله للرجل ألذي لم يتفسح له ابن فلانة فقال ص من الذاكر فلانة فقام ثابت فقال أنا يا رسول الله فقال انظر في وجوه القوم فنظر إليهم فقال مارأيت ياثابت فقال رأيت أسود وأبيض وأحمر قال فإنك لاتفضلهم إلابالتقوي والدين فنزلت هذه الآية و قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُم تَفَسّحُوا فِي المَجالِسِالآية عن ابن عباس وقيل لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله بلالا حتي علا ظهر الكعبة وأذن فقال عتّاب بن أسيد الحمد لله ألذي قبض أبي حتي لم ير هذااليوم و قال حارث بن هشام أ ماوجد محمد غير هذاالغراب
صفحه : 55
الأسود مؤذنا و قال سهيل بن عمرو إن يرد الله شيئا لغيره و قال أبوسفيان إني لاأقول شيئا أخاف أن يخبره رب السماء فأتي جبرئيل رسول الله ص فأخبره بما قالوا فدعاهم رسول الله ص وسألهم عما قالوا فأقروا به ونزلت الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والازدراء بالفخر والتكاثر بالأموال . و قال في قوله تعالي أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّينزلت الآيات السبع في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق ماله فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ما هذا ألذي تصنع يوشك أن لايبقي لك شيء فقال عثمان إن لي ذنوبا وإني أطلب بما أصنع رضي الله وأرجو عفوه فقال له عبد الله أعطني ناقتك برحلها و أناأتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن الصدقة فنزلت أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّي أي يوم أحد حين ترك المركزوَ أَعطي قَلِيلًا ثم قطع نفقته إلي قوله وَ أَنّ سَعيَهُ سَوفَ يُريفعاد عثمان إلي ما كان عليه عن ابن عباس والسدي والكلبي وجماعة من المفسرين وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة و كان قداتبع رسول الله ص علي دينه فعيره المشركون وقالوا تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذاب الله فضمن له ألذي عاتبه إن هوأعطاه شيئا من ماله ورجع إلي شركه أن يتحمل عنه عذاب الله ففعل فأعطي ألذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه تمام ماضمن له فنزلت أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّي عن الإيمان وَ أَعطيصاحبه الضامن قَلِيلًا وَ أَكدي أي بخل بالباقي عن مجاهد و ابن زيد وقيل نزلت في العاص بن وائل السهمي و ذلك أنه ربما كان يوافق رسول الله ص في بعض الأمور عن السدي وقيل نزلت في رجل قال لأهله جهزوني حتي انطلق إلي هذا الرجل يريد النبي ص فتجهز وخرج فلقيه رجل من الكفار فقال له أين تريد فقال محمدا لعلي أصيب من خيره قال له الرجل أعطني جهازك وأحمل عنك إثمك عن عطا وقيل نزلت في أبي جهل و ذلك أنه قال و الله
صفحه : 56
مايأمرنا محمد إلابمكارم الأخلاق فذلك قوله أَعطي قَلِيلًا وَ أَكدي أي لم يؤمن به عن محمد بن كعب . و قال رحمه الله في قوله يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ أي نصيبين نصيبا لإيمانكم بمن تقدم من الأنبياء ونصيبا لإيمانكم بمحمدص عن ابن عباس وَ يَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ أي هدي تهتدون به وقيل هوالقرآن ثم قال قال سعيد بن جبير بعث رسول الله ص جعفرا في سبعين راكبا إلي النجاشي يدعوه فقدم عليه فدعاه فاستجاب له وآمن به فلما كان عندانصرافه قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته وهم أربعون رجلا ائذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به فقدموا مع جعفر فلما رأوا مابالمسلمين من الخصاصة استأذنوا رسول الله ص وقالوا يانبي الله إن لنا أموالا ونحن نري مابالمسلمين من الخصاصة فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بهافأذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بهاالمسلمين فأنزل الله تعالي فيهم الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ مِن قَبلِهِ هُم بِهِ يُؤمِنُونَ إلي قوله وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَفكانت النفقة التي واسوا بهاالمسلمين فلما سمع أهل الكتاب ممن لم يؤمن به قوله أُولئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَرّتَينِ بِما صَبَرُوافخروا علي المسلمين فقالوا يامعشر المسلمين أما من آمن منا بكتابنا وكتابكم فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا فنزل قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِالآية فجعل لهم أجرين وزادهم النور والمغفرة ثم قال لِئَلّا يَعلَمَ أَهلُ الكِتابِ و قال الكلبي كان هؤلاء أربعة وعشرين رجلا قدموا من اليمن علي رسول الله ص و هوبمكة لم يكونوا يهودا و لانصاري وكانوا علي دين الأنبياء فأسلموا فقال لهم أبوجهل بئس القوم أنتم والوفد لقومكم فردوا عليه وَ ما لَنا لا نُؤمِنُ بِاللّهِالآية فجعل الله لهم ولمؤمني أهل الكتاب
صفحه : 57
عبد الله بن سلام وأصحابه أجرين اثنين فجعلوا يفتخرون علي أصحاب رسول الله ص ويقولون نحن أفضل منكم لنا أجران ولكم أجر واحد فنزل لِئَلّا يَعلَمَ أَهلُ الكِتابِ إلي آخر السورة. و قال رحمه الله في قوله تعالي قَد سَمِعَ اللّهُنزلت الآيات في امرأة من الأنصار ثم من الخزرج اسمها خولة بنت خويلد عن ابن عباس وقيل خولة بنت ثعلبة عن قتادة والمقاتلين وزوجها أوس بن الصامت و ذلك أنها كانت حسنة الجسم فرآها زوجها ساجدة في صلاتها فلما انصرفت أرادها فأبت عليه فغضب عليها و كان امرأ فيه سرعة ولمم فقال لها أنت علي كظهر أمي ثم ندم علي ما قال و كان الظهار من طلاق أهل الجاهلية فقال لها ماأظنك إلا و قدحرمت علي فقالت لاتقل ذلك وأت رسول الله ص فاسأله فقال إني أجدني أستحيي منه أن أسأله عن هذاقالت فدعني أسأله فقال سليه فأتت النبي ص وعائشة تغسل شق رأسه فقالت يا رسول الله إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني و أناشابة غانية ذات مال و أهل حتي إذاأكل مالي وأفني شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني و قدندم فهل من شيءتجمعني وإياه تنعشني به فقال ص ماأراك إلاحرمت عليه فقالت يا رسول الله و ألذي أنزل عليك الكتاب ماذكر طلاقا وإنه أبوولدي وأحب الناس إلي فقال ص ماأراك إلاحرمت عليه و لم أؤمر في شأنك بشيء فجعلت تراجع رسول الله ص و إذا قال لها رسول الله ص حرمت عليه هتفت وقالت أشكو إلي الله فاقتي وحاجتي وشدة حالي أللهم فأنزل علي لسان نبيك و كان هذاأول ظهار في الإسلام فقامت عائشة تغسل شق رأسه الآخر فقالت انظر في أمري جعلني الله فداك يانبي الله فقالت عائشة اقصري حديثك ومجادلتك أ ماترين وجه
صفحه : 58
رسول الله ص و كان ص إذانزل عليه الوحي أخذه مثل السبات فلما قضي الوحي قال ادعي زوجك فتلا عليه رسول الله قَد سَمِعَ اللّهُ قَولَ التّيِ تُجادِلُكَ فِي زَوجِها وَ تشَتكَيِ إِلَي اللّهِ إلي تمام الآيات قالت عائشة تبارك ألذي وسع سمعه الأصوات كلها إن المرأة لتحاور رسول الله ص و أنا في ناحية البيت أسمع بعض كلامها ويخفي علي بعضه إذ أنزل الله قَد سَمِعَ اللّهُ فلما تلا عليه الآيات قال له هل تستطيع أن تعتق رقبة قال إذايذهب مالي كله والرقبة غالية و أناقليل المال فقال ص فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين فقال و الله يا رسول الله إني إذا لم آكل في اليوم ثلاث مرات كل بصري وخشيت أن يغشي عيني قال فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا و الله إلا أن تعينني علي ذلك يا رسول الله فقال إني معينك بخمسة عشر صاعا و أناداع لك بالبركة فأعانه رسول الله ص بخمسة عشر صاعا ودعا له بالبركة فاجتمع لهما أمرهما. و قال في قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ تَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِمالمراد بهم قوم من المنافقين كانوا يوالون اليهود ويفشون إليهم أسرار المؤمنين ويجتمعون معهم علي ذكر مساءة النبي ص و المؤمنين ما هُم مِنكُم وَ لا مِنهُميعني أنهم ليسوا من المؤمنين في الدين والولاية و لا من اليهودوَ يَحلِفُونَ عَلَي الكَذِبِ أي علي أنهم لم ينافقواوَ هُم يَعلَمُونَأنهم منافقون . و قال في قوله تعالي قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم أي لاتتولوا اليهود و ذلك أن جماعة من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود أخبار المسلمين يتواصلون إليهم بذلك فيصيبون من ثمارهم فنهي الله عن ذلك وقيل أراد جميع الكفاركَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِ أي إن اليهود بتكذيبهم محمداص قديئسوا من أن يكون لهم في الآخرة حظ كمايئس الكفار الذين ماتوا وصاروا في القبور من أن يكون لهم في الآخرة حظ لأنهم قدأيقنوا بعذاب الله وقيل كمايئس
صفحه : 59
كفار العرب من أن يحيا أهل القبور. و في قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ هادُوا أي سموا يهوداإِن زَعَمتُم أَنّكُم أَولِياءُ لِلّهِ كمازعموا أنهم أَبناءُ اللّهِ وَ أَحِبّاؤُهُفَتَمَنّوُا المَوتَ ألذي يوصلكم إليه و قدمر شرحه مرارا و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ إِذا رَأَوا تِجارَةً قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَقبَلَت عِيرٌ وَ نَحنُ نصُلَيّ مَعَ رَسُولِ اللّهِص الجُمُعَةَ فَانفَضّ النّاسُ إِلَيهَا فَمَا بقَيَِ غَيرُ اثنيَ عَشَرَ رَجُلًا أَنَا فِيهِم فَنَزَلَتِ الآيَةُ وَ قَالَ الحَسَنُ وَ أَبُو مَالِكٍ أَصَابَ أَهلَ المَدِينَةِ جُوعٌ وَ غَلَاءُ سِعرٍ فَقَدِمَ دِحيَةُ بنُ خَلِيفَةَ بِتِجَارَةِ زَيتٍ مِنَ الشّامِ وَ النّبِيّص يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ فَلَمّا رَأَوهُ قَامُوا إِلَيهِ بِالبَقِيعِ خَشيَةَ أَن يُسبَقُوا إِلَيهِ فَلَم يَبقَ مَعَ النّبِيّص إِلّا رَهطٌ فَنَزَلَت فَقَالَص وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَو تَتَابَعتُم حَتّي لَا يَبقَي أَحَدٌ مِنكُم لَسَالَ بِكُمُ الواَديِ نَاراً وَ قَالَ المُقَاتِلَانِ بَينَا رَسُولُ اللّهِص يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ إِذ قَدِمَ دِحيَةُ بنُ خَلِيفَةَ بنِ فَروَةَ الكلَبيِّ ثُمّ أَحَدُ بنَيِ الخَزرَجِ ثُمّ أَحَدُ بنَيِ زَيدِ بنِ مَنَاةَ مِنَ الشّامِ بِتِجَارَةٍ وَ كَانَ إِذَا قَدِمَ لَم يَبقَ بِالمَدِينَةِ عَاتِقٌ إِلّا أَتَتهُ وَ كَانَ يَقدَمُ إِذَا قَدِمَ بِكُلّ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ مِن دَقِيقٍ أَو بُرّ أَو غَيرِهِ فَيَنزِلُ عِندَ أَحجَارِ الزّيتِ وَ هُوَ مَكَانٌ فِي سُوقِ المَدِينَةِ ثُمّ يَضرِبُ بِالطّبلِ لِيُؤَذّنَ النّاسَ بِقُدُومِهِ فَيَخرُجَ إِلَيهِ النّاسُ لِيَتَبَايَعُوا مَعَهُ فَقَدِمَ ذَاتَ جُمُعَةٍ وَ كَانَ ذَلِكَ قَبلَ أَن يُسلِمَ وَ رَسُولُ اللّهِص قَائِمٌ عَلَي المِنبَرِ يَخطُبُ فَخَرَجَ النّاسُ فَلَم يَبقَ فِي المَسجِدِ إِلّا اثنَا عَشَرَ رَجُلًا وَ امرَأَةً فَقَالَص لَو لَا هَؤُلَاءِ لَسُوّمَت لَهُمُ الحِجَارَةُ مِنَ السّمَاءِ وَ أَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ
وقيل لم يبق في المسجد إلاثمانية رهط عن الكلبي عن ابن عباس وقيل إلاأحد عشر رجلا عن ابن كيسان وقيل إنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام و كل ذلك يوافق يوم الجمعة عن قتادة ومقاتل . قوله تعالي وَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواًاللهو هوالطبل وقيل المزامير
صفحه : 60
انفَضّوا إِلَيها أي تفرقوا عنك خارجين إليها وروي عن أبي عبد الله ع أنه قال انصرفوا إليهاوَ تَرَكُوكَ قائِماًتخطب علي المنبر وقيل أراد قائما في الصلاةقُل ما عِندَ اللّهِ من الثواب علي سماع الخطبة وحضور الموعظة والصلاة والثبات مع النبي ص خَيرٌ و أحمدعاقبةمِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِ وَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَيرزقكم و إن لم تتركوا الخطبة والجمعة. قوله تعالي وَ إِن يَكادُ الّذِينَ كَفَرُوا قال البيضاوي إن هي المخففة واللام دليلها والمعني أنهم لشدة عداوتهم ينظرون إليك شزرا بحيث يكادون يزلون قدمك ويرمونك أوأنهم يكادون يصيبونك بالعين إذ روي أنه كان في بني أسد عيانون فأراد بعضهم أن يعين رسول الله ص فنزلت .أقول سيأتي أنها نزلت عندنصب الرسول ص أمير المؤمنين ع للخلافة و ماقاله المنافقون عند ذلك . قوله تعالي فَأَمّا مَن أَعطي
قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ رَوَي الواَحدِيِّ بِالإِسنَادِ المُتّصِلِ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَجُلًا كَانَت لَهُ نَخلَةٌ فَرعُهَا فِي دَارِ رَجُلٍ فَقِيرٍ ذيِ عِيَالٍ وَ كَانَ الرّجُلُ إِذَا جَاءَ فَدَخَلَ الدّارَ وَ صَعِدَ النّخلَةَ لِيَأخُذَ مِنهَا التّمرَ فَرُبّمَا سَقَطَتِ التّمرَةُ فَيَأخُذُهَا صِبيَانُ الفَقِيرِ فَيَنزِلُ الرّجُلُ مِنَ النّخلَةِ حَتّي يَأخُذَ التّمرَ مِن أَيدِيهِم فَإِن وَجَدَهَا فِي فِي أَحَدِهِم أَدخَلَ إِصبَعَهُ حَتّي يُخرِجَ التّمرَ مِن فِيهِ فَشَكَا ذَلِكَ الرّجُلُ إِلَي النّبِيّص وَ أَخبَرَهُ بِمَا يَلقَي مِن صَاحِبِ النّخلَةِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص اذهَب وَ لقَيَِ رَسُولُ اللّهِص صَاحِبَ النّخلَةِ فَقَالَ تعطني[تعُطيِنيِ]نَخلَتَكَ المَائِلَةَ التّيِ فَرعُهَا فِي دَارِ فُلَانٍ وَ لَكَ بِهَا نَخلَةٌ فِي الجَنّةِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ إِنّ لِي نَخلًا كَثِيراً وَ مَا فِيهِ نَخلَةٌ أَعجَبَ إلِيَّ ثَمَرَةً مِنهَا قَالَ ثُمّ ذَهَبَ الرّجُلُ فَقَالَ رَجُلٌ كَانَ يَسمَعُ الكَلَامَ مِن رَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تعُطيِنيِ بِمَا أَعطَيتَ الرّجُلَ نَخلَةً فِي الجَنّةِ إِن أَنَا أَخَذتُهَا قَالَ نَعَم فَذَهَبَ الرّجُلُ وَ لقَيَِ صَاحِبَ النّخلَةِ فَسَاوَمَهَا مِنهُ فَقَالَ لَهُ أَ شَعَرتَ أَنّ مُحَمّداً أعَطاَنيِ بِهَا نَخلَةً فِي الجَنّةِ فَقُلتُ لَهُ يعُجبِنُيِ تَمرُهَا
صفحه : 61
وَ إِنّ لِي نَخلًا كَثِيراً فَمَا فِيهِ نَخلَةٌ أَعجَبَ إلِيَّ تَمرَةً مِنهَا فَقَالَ لَهُ الآخَرُ أَ تُرِيدُ بَيعَهَا فَقَالَ لَا إِلّا أَن أُعطَي بِهَا مَا لَا أَظُنّهُ أُعطَي قَالَ فَمَا مُنَاكَ قَالَ أَربَعُونَ نَخلَةً فَقَالَ الرّجُلُ جِئتَ بِعَظِيمٍ تَطلُبُ بِنَخلَتِكَ المَائِلَةِ أَربَعِينَ نَخلَةً ثُمّ سَكَتَ عَنهُ فَقَالَ لَهُ أَنَا أُعطِيكَ أَربَعِينَ نَخلَةً فَقَالَ لَهُ أَشهِد إِن كُنتَ صَادِقاً فَمَرّ إِلَي نَاسٍ فَدَعَاهُم فَأَشهَدَ لَهُ بِأَربَعِينَ نَخلَةً ثُمّ ذَهَبَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ النّخلَةَ قَد صَارَت فِي ملِكيِ فهَيَِ لَكَ فَذَهَبَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي صَاحِبِ الدّارِ فَقَالَ لَهُ النّخلَةُ لَكَ وَ لِعِيَالِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ اللّيلِ إِذا يَغشيالسّورَةِ
و عن عطا قال اسم الرجل أبوالدحداح فَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي هو أبوالدحداح وَ أَمّا مَن بَخِلَ وَ استَغني هوصاحب النخلة. و قوله لا يَصلاها إِلّا الأَشقَي هوصاحب النخلةوَ سَيُجَنّبُهَا الأَتقَي أبوالدحداح وَ لَسَوفَ يَرضي إذاأدخله الجنة قال فكان النبي ص يمر بذلك الحش وعذوقه دانية فيقول عذوق وعذوق لأبي الدحداح في الجنة والأولي أن تكون الآيات محمولة علي عمومها في كل من يعطي حق الله من ماله و كل من يمنع حقه سبحانه وروي العياشي ذلك بإسناده عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع .أقول سيأتي الأخبار في ذلك في أبواب الصدقات . قوله تعالي أَلهاكُمُ التّكاثُرُ قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت السورة في اليهود قالوا نحن أكثر من بني فلان وبنو فلان أكثر من بني فلان ألهاهم ذلك حتي ماتوا ضلالا عن قتادة وقيل نزلت في فخذ من الأنصار تفاخروا عن أبي بريدة وقيل نزلت في حيين من قريش بني عبدمناف بن قصي وبني سهم بن عمرو تكاثروا وعدوا أشرافهم فكثرهم بنو عبدمناف ثم قالوا نعد موتانا حتي زاروا القبور فعدوهم فقالوا هذاقبر فلان و هذاقبر فلان فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية عن مقاتل والكلبي.
صفحه : 62
بيان البضعة القطعة من اللحم و في النهاية في حديث ذي الثدية له يدية مثل البضعة تدردر أي ترجرج تجيء وتذهب والأصل تتدردر فحذفت إحدي التاءين تخفيفا و قال الأدلم الأسود الطويل و قال فيه أنا وسعفاء الخدين الحانية علي ولدها يوم القيامة كهاتين وضم إصبعيه السعفة نوع من السواد ليس بالكثير وقيل هوالسواد مع لون آخر أراد أنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترفه حتي شحب لونها واسود إقامة علي ولدها بعدوفاة زوجها و قال اللكع عندالعرب العبد ثم استعمل في الحمق والذم يقال للرجل لكع وللمرأة لكاع و منه حديث سعد بن عبادة أرأيت إن دخل رجل بيته فرأي لكاعا قدتفخذ امرأته هكذا روي في الحديث جعله صفة للرجل ولعله أراد لكعا فحرف . و في القاموس سميحة كجهينة بئر بالمدينة غزيرة. و في النهاية اللمم طرف من الجنون يلم بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه و في حديث جميلة أنها كانت تحت الأوس بن الصامت و كان رجلا به لمم فإذااشتد لممه ظاهر من امرأته اللمم هنا الإلمام بالنساء وشدة الحرص عليهن و ليس من الجنون فإنه لوظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيء. و في القاموس الغانية المرأة تطلب و لاتطلب أوالغنية بحسنها عن الزينة أوالتي غنيت ببيت أبويها و لم يقع عليها سباء أوالشابة العفيفة ذات زوج أم لا و قال العاتق الجارية أول ماأدركت والتي لم تتزوج .لسومت أي أرسلت أوأعلمت بأسمائهم وأرسلت لهم كماأرسلت لقوم لوط.
1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الزجاج في المعاني والثعلبي في الكشف والزمخشري في الفائق والواحدي في أسباب نزول القرآن والثمالي في تفسيره واللفظ له أنه قال عثمان لابن سلام نزل علي محمدص الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفُونَهُ كَما يَعرِفُونَ
صفحه : 63
أَبناءَهُمفكيف هذه قال نعرف نبي الله بالنعت ألذي نعته الله إذارأيناه فيكم كمايعرف أحدنا ابنه إذارآه بين الغلمان وايم الله أنابمحمد أشد معرفة مني بابني لأني عرفته بما نعته الله في كتابنا و أماابني فإني لاأدري ماأحدثت أمه . ابن عباس قال كانت اليهود يستنصرون علي الأوس والخزرج برسول الله ص قبل مبعثه فلما بعثه الله تعالي من العرب دون بني إسرائيل كفروا به فقال لهم بشر بن معرور ومعاذ بن جبل اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل الشرك وتذكرون أنه مبعوث فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير ماجاءنا بشيء نعرفه و ما هوبالذي كنا نذكركم فنزل وَ لَمّا جاءَهُم كِتابٌ مِن عِندِ اللّهِقالوا في قوله وَ كانُوا مِن قَبلُ يَستَفتِحُونَالآية وكانت اليهود إذاأصابتهم شدة من الكفار يقولون أللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان ألذي نجد نعته في التوراة فلما قرب خروجه ص قالوا قدأظل زمان نبي يخرج بتصديق ماقلنافَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَي الكافِرِينَ و هوالمروي عن الصادق ع و كان لأحبار من اليهود طعمة فحرفوا صفة النبي ص في التوراة من الممادح إلي المقابح فلما قالت عامة اليهود كان محمدا هوالمبعوث في آخر الزمان قالت الأحبار كلا وحاشا و هذه صفته في التوراة وأسلم عبد الله بن سلام و قال يا رسول الله سل اليهود عني فإنهم يقولون هوأعلمنا فإذاقالوا ذلك قلت لهم إن التوراة دالة علي نبوتك و إن صفاتك فيهاواضحة فلما سألهم قالوا كذلك فحينئذ أظهر ابن سلام إيمانه فكذبوه فنزل قُل أَ رَأَيتُم إِن كانَ مِن عِندِ اللّهِ وَ كَفَرتُم بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌالآية.الكلبي قال كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهود أو
صفحه : 64
فنحاص بن عازوراء يا محمدإِنّ اللّهَ عَهِدَ إِلَينا في التوراةأَلّا نُؤمِنَ لِرَسُولٍ حَتّي يَأتِيَنا بِقُربانٍ تَأكُلُهُ النّارُ فإن زعمت أن الله بعثك إلينا فجئنا به نصدقك فنزلت وَ لَمّا جاءَهُم كِتابٌ مِن عِندِ اللّهِالآية و قوله قُل قَد جاءَكُمأراد زكريا ويحيي وجميع من قتلهم اليهود.الكلبي كان النضر بن الحارث يتجر فيخرج إلي فارس فيشتري أخبار الأعاجم ويحدث بهاقريشا و يقول لهم إن محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود و أناأحدثكم بحديث رستم وإسفنديار فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن فنزل وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَترَيِ لَهوَ الحَدِيثِ
2- فس ،[تفسير القمي] وَ إِنّ مِن أَهلِ الكِتابِ لَمَن يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ ما أُنزِلَ إِلَيكُمالآيَةَ فَهُم قَومٌ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي دَخَلُوا فِي الإِسلَامِ مِنهُمُ النجّاَشيِّ وَ أَصحَابُهُ
3- فس ،[تفسير القمي] أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَ الطّاغُوتِالآيَةَ قَالَ نَزَلَت فِي اليَهُودِ حِينَ سَأَلَهُم مُشرِكُو العَرَبِ فَقَالُوا أَ دِينُنُا أَفضَلُ أَم دِينُ مُحَمّدٍ قَالُوا بَل دِينُكُم أَفضَلُ
4- فس ،[تفسير القمي] سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأمَنُوكُمالآيَةَ نَزَلَت فِي عُيَينَةَ بنِ حِصنٍ الفزَاَريِّ أَجدَبَت بِلَادُهُم فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ وَادَعَهُ عَلَي أَن يُقِيمَ بِبَطنِ نَخلٍ وَ لَا يَتَعَرّضَ لَهُ وَ كَانَ مُنَافِقاً مَلعُوناً وَ هُوَ ألّذِي سَمّاهُ رَسُولُ اللّهِص الأَحمَقَ المُطَاعَ فِي قَومِهِ
5-فس ،[تفسير القمي]الّذِينَ يَتَرَبّصُونَ بِكُمالآيَةَ فَإِنّهَا نَزَلَت فِي عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ وَ أَصحَابِهِ الّذِينَ قَعَدُوا عَن رَسُولِ اللّهِص يَومَ أُحُدٍ فَكَانَ إِذَا ظَفِرَ رَسُولُ اللّهِص بِالكُفّارِ قَالُواأَ لَم نَكُن مَعَكُم وَ إِذَا ظَفِرَ الكُفّارُ قَالُواأَ لَم نَستَحوِذ عَلَيكُم أَن نُعِينَكُم وَ لَم نُعِن عَلَيكُم قَولُهُوَ هُوَ خادِعُهُم قَالَ الخَدِيعَةُ مِنَ اللّهِ العَذَابُ
صفحه : 65
يُراؤُنَ النّاسَأَنّهُم يُؤمِنُونَلا إِلي هؤُلاءِ وَ لا إِلي هؤُلاءِ أَي لَم يَكُونُوا مِنَ المُؤمِنِينَ وَ لَا مِنَ اليَهُودِ ثُمّ قَالَإِنّ المُنافِقِينَ فِي الدّركِ الأَسفَلِنَزَلَت فِي عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ وَ جَرَت فِي كُلّ مُنَافِقٍ مُشرِكٍ
6- فس ،[تفسير القمي] لِكُلّ جَعَلنا مِنكُم شِرعَةً وَ مِنهاجاً قَالَ لِكُلّ نبَيِّ شَرِيعَةٌ وَ طَرِيقٌوَ لكِن لِيَبلُوَكُم فِي ما آتاكُم أَي يَختَبِرَكُم
7- فس ،[تفسير القمي] وَ إِذا جاؤُكُم قالُوا آمَنّا قَالَ نَزَلَت فِي عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ لِمَا أَظهَرَ الإِسلَامَوَ قَد دَخَلُوا بِالكُفرِ قَالَوَ هُم قَد خَرَجُوا بِهِ مِنَ الإِيمَانِ
8- فس ،[تفسير القمي] وَ لَو أَنّهُم أَقامُوا التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ ما أُنزِلَ إِلَيهِم مِن رَبّهِميعَنيِ اليَهُودَ وَ النّصَارَيلَأَكَلُوا مِن فَوقِهِم وَ مِن تَحتِ أَرجُلِهِم قَالَ مِن فَوقِهِمُ المَطَرُ وَ مِن تَحتِ أَرجُلِهِمُ النّبَاتُ
9-فس ،[تفسير القمي]يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَينِكُمفَإِنّهَا نَزَلَت فِي ابنِ بنِديِّ وَ ابنِ أَبِي مَارِيَةَ نَصرَانِيّينِ وَ كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ تَمِيمٌ الداّريِّ مُسلِمٌ خَرَجَ مَعَهُمَا فِي سَفَرٍ وَ كَانَ مَعَ تَمِيمٍ خُرجٌ وَ مَتَاعٌ وَ آنِيَةٌ مَنقُوشَةٌ بِالذّهَبِ وَ قِلَادَةٌ أَخرَجَهَا إِلَي بَعضِ أَسوَاقِ العَرَبِ لِيَبِيعَهَا فَلَمّا مَرّوا بِالمَدِينَةِ اعتَلّ تَمِيمٌ فَلَمّا حَضَرَهُ المَوتُ دَفَعَ مَا كَانَ مَعَهُ إِلَي ابنِ بنِديِّ وَ ابنِ أَبِي مَارِيَةَ وَ أَمَرَهُمَا أَن يُوصِلَاهُ إِلَي وَرَثَتِهِ فَقَدِمَا المَدِينَةَ فَأَوصَلَا مَا كَانَ دَفَعَهُ إِلَيهِمَا تَمِيمٌ وَ حَبَسَا الآنِيَةَ المَنقُوشَةَ وَ القِلَادَةَ فَقَالَ وَرَثَةُ المَيّتِ هَل مَرِضَ صَاحِبُنَا مَرَضاً طَوِيلًا أَنفَقَ فِيهِ نَفَقَةً كَثِيرَةً فَقَالُوا مَا مَرِضَ إِلّا أَيّاماً قَلِيلَةً قَالُوا فَهَل سُرِقَ مِنهُ شَيءٌ فِي سَفَرِهِ هَذَا قَالُوا لَا قَالُوا فَهَلِ اتّجَرَ تِجَارَةً خَسِرَ فِيهَا قَالُوا لَا قَالُوا فَقَدِ افتَقَدنَا
صفحه : 66
أَنبَلَ شَيءٍ كَانَ مَعَهُ آنِيَةً مَنقُوشَةً بِالذّهَبِ مُكَلّلَةً وَ قِلَادَةً فَقَالُوا[فَقَالَا] مَا دَفَعَهُ إِلَينَا قَد أَدّينَاهُ إِلَيكُم فَقَدّمُوهُمَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَوجَبَ عَلَيهِمَا اليَمِينَ فَحَلَفَا وَ أَطلَقَهُمَا ثُمّ ظَهَرَتِ القِلَادَةُ وَ الآنِيَةُ عَلَيهِمَا فَأَخبَرُوا رَسُولَ اللّهِص بِذَلِكَ فَانتَظَرَ الحُكمَ مِنَ اللّهِ فَأَنزَلَ الآيَةَ إِلَي قَولِهِأَو آخَرانِ مِن غَيرِكُميعَنيِ مِن أَهلِ الكِتَابِ فَأَطلَقَ اللّهُ شَهَادَةَ أَهلِ الكِتَابِ عَلَي الوَصِيّةِ فَقَط إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَ لَم يَجِدِ المُسلِمَمِن بَعدِ الصّلاةِيعَنيِ بَعدَ صَلَاةِ العَصرِفَيُقسِمانِ بِاللّهِ إِلَي قَولِهِإِنّا إِذاً لَمِنَ الآثِمِينَفَهَذِهِ الشّهَادَةُ الأُولَي التّيِ حَلّفَهَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَإِن عُثِرَ عَلي أَنّهُمَا استَحَقّا إِثماً أَي حَلفاً عَلَي كَذِبٍفَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُمايعَنيِ مِن أَولِيَاءِ المدُعّيِفَيُقسِمانِ بِاللّهِ أَي يَحلِفَانِ بِاللّهِلَشَهادَتُنا أَحَقّ مِن شَهادَتِهِما وَ أَنّهُمَا قَد كَذَبَا فِيمَا حَلَفَا بِاللّهِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَولِيَاءَ تَمِيمٍ الداّريِّ أَن يَحلِفُوا بِاللّهِ عَلَي مَا أَمَرَهُم بِهِ فَأَخَذَ الآنِيَةَ وَ القِلَادَةَ مِنِ ابنِ بنِديِّ وَ ابنِ أَبِي مَارِيَةَ وَ رَدّهُمَا عَلَي أَولِيَاءِ تَمِيمٍ
10-فس ،[تفسير القمي]وَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُمالآيَةَ فَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّهُ كَانَ بِالمَدِينَةِ قَومٌ فُقَرَاءُ مُؤمِنُونَ يُسَمّونَ أَصحَابَ الصّفّةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَمَرَهُم أَن يَكُونُوا فِي صُفّةٍ يَأوُونَ إِلَيهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَاهَدُهُم بِنَفسِهِ وَ رُبّمَا حَمَلَ إِلَيهِم مَا يَأكُلُونَ وَ كَانُوا يَختَلِفُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَيَقرَبُهُم وَ يَقعُدُ مَعَهُم وَ يُؤنِسُهُم وَ كَانَ إِذَا جَاءَ الأَغنِيَاءُ وَ المُترَفُونَ مِن أَصحَابِهِ يُنكِرُونَ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ يَقُولُونَ لَهُ اطرُدهُم عَنكَ فَجَاءَ يَوماً رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عِندَهُ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ الصّفّةِ قَد لَزِقَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِص يُحَدّثُهُ فَقَعَدَ الأنَصاَريِّ بِالبُعدِ مِنهُمَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص تَقَدّم فَلَم يَفعَل فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لَعَلّكَ خِفتَ أَن يَلزَقَ فَقرُهُ بِكَ فَقَالَ الأنَصاَريِّ اطرُد هَؤُلَاءِ
صفحه : 67
عَنكَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّالآيَةَ ثُمّ قَالَوَ كَذلِكَ فَتَنّا بَعضَهُم بِبَعضٍ أَيِ اختَبَرنَا الأَغنِيَاءَ بِالغِنَي لِنَنظُرَ كَيفَ مُوَاسَاتُهُم لِلفُقَرَاءِ وَ كَيفَ يُخرِجُونَ مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَيهِم فِي أَموَالِهِم لَهُم وَ اختَبَرنَا الفُقَرَاءَ لِنَنظُرَ كَيفَ صَبرُهُم عَلَي الفَقرِ وَ عَمّا فِي أيَديِ الأَغنِيَاءِلِيَقُولُوا أَيِ الفُقَرَاءُأَ هؤُلاءِالأَغنِيَاءُمَنّ اللّهُ عَلَيهِمالآيَةَ ثُمّ فَرَضَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَن يُسَلّمَ عَلَي التّوّابِينَ الّذِينَ عَمِلُوا السّيّئَاتِ ثُمّ تَابُوا فَقَالَوَ إِذا جاءَكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِآياتِنا فَقُل سَلامٌ عَلَيكُم كَتَبَ رَبّكُم عَلي نَفسِهِ الرّحمَةَيعَنيِ أَوجَبَ الرّحمَةَ لِمَن تَابَ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُأَنّهُ مَن عَمِلَ مِنكُم سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمّ تابَ مِن بَعدِهِ وَ أَصلَحَ فَأَنّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
11- فس ،[تفسير القمي] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَالآيَةَ نَزَلَت فِي أَبِي لُبَابَةَ بنِ عَبدِ المُنذِرِ فَلَفظُ الآيَةِ عَامّ وَ مَعنَاهَا خَاصّ وَ نَزَلَت فِي غَزوَةِ بنَيِ قُرَيظَةَ فِي سَنَةِ خَمسٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ قَد كُتِبَت فِي هَذِهِ السّورَةِ مَعَ أَخبَارِ بَدرٍ وَ كَانَت بَدرٌ عَلَي رَأسِ سِتّةَ عَشَرَ شَهراً مِن مَقدَمِ رَسُولِ اللّهِص المَدِينَةَ وَ نَزَلَت مَعَ الآيَةِ التّيِ فِي سُورَةِ التّوبَةِ قَولُهُوَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاًالآيَةَ نَزَلَت فِي أَبِي لُبَابَةَ فَهَذَا الدّلِيلُ عَلَي أَنّ التّألِيفَ عَلَي خِلَافِ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِص
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خِيَانَةُ اللّهِ وَ رَسُولِهِ مَعصِيَتُهُمَا وَ أَمّا خِيَانَةُ الأَمَانَةِ فَكُلّ إِنسَانٍ مَأمُونٌ عَلَي مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ
12-فس ،[تفسير القمي]إِنّمَا النسّيِءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّ رَجُلًا مِن كِنَانَةَ كَانَ يَقِفُ فِي المَوسِمِ فَيَقُولُ قَد أَحلَلتُ دِمَاءَ المُحِلّينَ طيَءٍ وَ خَثعَمٍ فِي شَهرِ المُحَرّمِ وَ أَنسَأتُهُ وَ حَرّمتُ بَدَلَهُ صَفَرَ فَإِذَا كَانَ العَامُ المُقبِلُ يَقُولُ قَد أَحلَلتُ صَفَرَ وَ أَنسَأتُهُ
صفحه : 68
وَ حَرّمتُ بَدَلَهُ شَهرَ المُحَرّمِ فَنَزَلَتِ الآيَةُ
13- فس ،[تفسير القمي] وَ مِنهُم مَن يَلمِزُكَ فِي الصّدَقاتِفَإِنّهَا نَزَلَت لَمّا جَاءَتِ الصّدَقَاتُ وَ جَاءَ الأَغنِيَاءُ وَ ظَنّوا أَنّ رَسُولَ اللّهِص يَقسِمُهَا بَينَهُم فَلَمّا وَضَعَهَا رَسُولُ اللّهِص فِي الفُقَرَاءِ تَغَامَزُوا بِرَسُولِ اللّهِص وَ لَمَزُوهُ وَ قَالُوا نَحنُ الّذِينَ نَقُومُ فِي الحَربِ وَ نَغزُو مَعَهُ وَ نقُوَيّ أَمرَهُ ثُمّ يَدفَعُ الصّدَقَاتِ إِلَي هَؤُلَاءِ الّذِينَ لَا يُعِينُونَهُ وَ لَا يُغنُونَ عَنهُ شَيئاً فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَو أَنّهُم رَضُوا إِلَي قَولِهِإِنّا إِلَي اللّهِ راغِبُونَ
14- فس ،[تفسير القمي] قَولُهُوَ لَو كانُوا أوُليِ قُربي أَي وَ لَو كَانُوا قَرَابَاتِهِم قَولُهُرِجساً إِلَي رِجسِهِم أَي شَكّاً إِلَي شَكّهِم قَولُهُأَنّهُم يُفتَنُونَ أَي يَمرَضُونَ قَولُهُثُمّ انصَرَفُوا أَي تَفَرّقُواصَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم عَنِ الحَقّ إِلَي البَاطِلِ بِاختِيَارِهِمُ البَاطِلَ عَلَي الحَقّ
15- فس ،[تفسير القمي] أَلا إِنّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ يَقُولُ يَكتُمُونَ مَا فِي صُدُورِهِم مِن بُغضِ عَلِيّ ع فَقَالَأَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيابَهُمفَإِنّهُ كَانَ إِذَا حَدّثَ بشِيَءٍ مِن فَضلِ عَلِيّ ع أَو تَلَا عَلَيهِم مَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ نَفَضُوا ثِيَابَهُم ثُمّ قَامُوا يَقُولُ اللّهُيَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَحِينَ قَامُواإِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ
16-فس ،[تفسير القمي]وَ الّذِينَ يَرمُونَ أَزواجَهُم كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا رَجَعَ مِن غَزوَةِ تَبُوكَ جَاءَ إِلَيهِ عُوَيمِرُ بنُ سَاعِدَةَ العجَلاَنيِّ وَ كَانَ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ امرأَتَيِ زَنَي بِهَا شَرِيكُ بنُ سَمحَاءَ وَ هيَِ مِنهُ حَامِلٌ فَأَعرَضَ عَنهُ رَسُولُ اللّهِص فَأَعَادَ عَلَيهِ القَولَ فَأَعرَضَ عَنهُ حَتّي فَعَلَ ذَلِكَ أَربَعَ مَرّاتٍ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص مَنزِلَهُ فَنَزَلَ عَلَيهِ آيَةُ اللّعَانِ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ صَلّي
صفحه : 69
بِالنّاسِ العَصرَ وَ قَالَ لِعُوَيمِرٍ ايتنِيِ بِأَهلِكَ فَقَد أَنزَلَ اللّهُ فِيكُمَا قُرآناً فَجَاءَ إِلَيهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَدعُوكِ وَ كَانَت فِي شَرَفٍ مِن قَومِهَا فَجَاءَ مَعَهَا جَمَاعَةٌ فَلَمّا دَخَلَتِ المَسجِدَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِعُوَيمِرٍ تَقَدّم إِلَي المِنبَرِ وَ التَعِنَا فَقَالَ كَيفَ أَصنَعُ فَقَالَ تَقَدّم وَ قُل أَشهَدُ بِاللّهِ إنِيّلَمِنَ الصّادِقِينَفِيمَا رَمَيتُهَا بِهِ فَتَقَدّمَ وَ قَالَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَعِدهَا فَأَعَادَهَا ثُمّ قَالَ أَعِدهَا حَتّي فَعَلَ ذَلِكَ أَربَعَ مَرّاتٍ وَ قَالَ فِي الخَامِسَةِ عَلَيكَ لَعنَةُ اللّهِ إِن كُنتَ مِنَ الكَاذِبِينَ فِيمَا رَمَيتَهَا بِهِ فَقَالَ فِي الخَامِسَةِ إِنّ عَلَيهِ لَعنَةَ اللّهِإِن كانَ مِنَ الكاذِبِينَفِيمَا رَمَاهَا بِهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّعنَةُ مُوجِبَةٌ إِن كُنتَ كَاذِباً ثُمّ قَالَ لَهُ تَنَحّ فَتَنَحّي ثُمّ قَالَ لِزَوجَتِهِ تَشهَدِينَ كَمَا شَهِدَ وَ إِلّا أَقَمتُ عَلَيكِ حَدّ اللّهِ فَنَظَرَت فِي وُجُوهِ قَومِهَا فَقَالَت لَا أُسَوّدُ هَذِهِ الوُجُوهَ فِي هَذِهِ العَشِيّةِ فَتَقَدّمَت إِلَي المِنبَرِ وَ قَالَت أَشهَدُ بِاللّهِ أَنّ عُوَيمِرَ بنَ السّاعِدَةِ مِنَ الكَاذِبِينَ فِي مَا رمَاَنيِ بِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِ أَعِيدِيهَا فَأَعَادَتهَا أَربَعَ مَرّاتٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص العنَيِ نَفسَكِ فِي الخَامِسَةِ إِن كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ فِي مَا رَمَاكِ بِهِ فَقَالَت فِي الخَامِسَةِأَنّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيها إِن كانَ مِنَ الصّادِقِينَ فِي مَا رمَاَنيِ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَيلَكِ إِنّهَا مُوجِبَةٌ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِزَوجِهَا اذهَب فَلَا تَحِلّ لَكَ أَبَداً قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فمَاَليَِ ألّذِي أَعطَيتُهَا قَالَ إِن كُنتَ كَاذِباً فَهُوَ أَبعَدُ لَكَ مِنهُ وَ إِن
صفحه : 70
كُنتَ صَادِقاً فَهُوَ لَهَا بِمَا استَحلَلتَ مِن فَرجِهَا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ إِن جَاءَت بِالوَلَدِ أَحمَشَ السّاقَينِ أَنفَسَ العَينَينِ جَعداً قَطَطاً فَهُوَ لِلأَمرِ السّيّئِ وَ إِن جَاءَت بِهِ أَشهَلَ أَصهَبَ فَهُوَ لِأَبِيهِ فَيُقَالُ إِنّهَا جَاءَت بِهِ عَلَي الأَمرِ السّيّئِ
بيان أحمش الساقين أي دقيقهما والنفس بالتحريك السعة والقطط الشديد الجعودة وقيل الحسن الجعودة والشهلة حمرة في سواد العين والصهب محركة حمرة أوشقرة في الشعر
17- فس ،[تفسير القمي] فَإِذا أوُذيَِ فِي اللّهِ أَي إِذَا آذَاهُ إِنسَانٌ أَو أَصَابَهُ ضُرّ أَو فَاقَةٌ أَو خَوفٌ مِنَ الظّالِمِينَ دَخَلَ مَعَهُم فِي دِينِهِم فَرَأَي أَنّ مَا يَفعَلُونَهُ هُوَ مِثلُ عَذَابِ اللّهِ ألّذِي لَا يَنقَطِعُ
18- فس ،[تفسير القمي] وَ إِذا غَشِيَهُم مَوجٌ كَالظّلَلِيعَنيِ فِي البَحرِفَمِنهُم مُقتَصِدٌ أَي صَالِحٌ وَ الخَتّارُ الخَدّاعُ
19- فس ،[تفسير القمي] لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيإِلّا قَلِيلًافَإِنّهَا نَزَلَت فِي قَومٍ مُنَافِقِينَ كَانُوا فِي المَدِينَةِ يُرجِفُونَ بِرَسُولِ اللّهِص إِذَا خَرَجَ فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ يَقُولُونَ قُتِلَ وَ أُسِرَ فَيَغتَمّ المُسلِمُونَ لِذَلِكَ وَ يَشكُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَلَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَي شَكّثُمّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلّا قَلِيلًا أَي نَأمُرُكَ بِإِخرَاجِهِم مِنَ المَدِينَةِ إِلّا قَلِيلًا
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَلعُونِينَفَوَجَبَت عَلَيهِمُ اللّعنَةُ يَقُولُ اللّهُ بَعدَ اللّعنَةِأَينَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتّلُوا تَقتِيلًا
20-فس ،[تفسير القمي]وَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَفَإِنّهَا نَزَلَت فِي المُنَافِقِينَ مِن أَصحَابِ
صفحه : 71
رَسُولِ اللّهِص وَ مَن كَانَ إِذَا سَمِعَ شَيئاً مِنهُ لَم يُؤمِن بِهِ وَ لَم يَعِهِ فَإِذَا خَرَجَ قَالَ لِلمُؤمِنِينَما ذا قالَ مُحَمّدٌآنِفاً فَقَالَ اللّهُأُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم
حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ ثَابِتٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَدعُو أَصحَابَهُ فَمَن أَرَادَ اللّهُ بِهِ خَيراً سَمِعَ وَ عَرَفَ مَا يَدعُو إِلَيهِ وَ مَن أَرَادَ اللّهُ بِهِ شَرّاً طَبَعَ عَلَي قَلبِهِ فَلَا يَسمَعُ وَ لَا يَعقِلُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيحَتّي إِذا خَرَجُوا مِن عِندِكَ قالُوا لِلّذِينَ أُوتُوا العِلمَ ما ذا قالَ آنِفاًفَإِنّهَا نَزَلَت فِي المُنَافِقِينَ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ وَ مَن كَانَ إِذَا سَمِعَ شَيئاً مِنهُ لَم يُؤمِن بِهِ وَ لَم يَعِهِ فَإِذَا خَرَجَ قَالَ لِلمُؤمِنِينَ مَا ذَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ آنِفاً فَقَالَأُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم
21- فس ،[تفسير القمي] وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا أَي استَسلَمتُم بِالسّيفِلا يَلِتكُم أَي لَا يَنقُصكُم
22-فس ،[تفسير القمي]قَد سَمِعَ اللّهُالآيَةَ قَالَ كَانَ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ السّورَةِ أَنّهُ أَوّلُ مَن ظَاهَرَ فِي الإِسلَامِ كَانَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَوسُ بنُ الصّامِتِ مِنَ الأَنصَارِ وَ كَانَ شَيخاً كَبِيراً فَغَضِبَ عَلَي أَهلِهِ يَوماً فَقَالَ لَهَا أَنتِ عَلَيّ كَظَهرِ أمُيّ ثُمّ نَدِمَ عَلَي ذَلِكَ قَالَ وَ كَانَ الرّجُلُ فِي الجَاهِلِيّةِ إِذَا قَالَ لِأَهلِهِ أَنتِ عَلَيّ كَظَهرِ أمُيّ حَرُمَت عَلَيهِ آخِرَ الأَبَدِ فَقَالَ أَوسٌ لِأَهلِهِ يَا خَولَةُ إِنّا كُنّا نُحَرّمُ هَذَا فِي الجَاهِلِيّةِ وَ قَد أَتَانَا اللّهُ بِالإِسلَامِ فاَذهبَيِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَاسأَلِيهِ عَن ذَلِكِ فَأَتَت خَولَةُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَت بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أَوسَ بنَ الصّامِتِ هُوَ زوَجيِ وَ أَبُو ولُديِ وَ ابنُ عمَيّ فَقَالَ لِي أَنتِ عَلَيّ كَظَهرِ أمُيّ وَ كُنّا نُحَرّمُ ذَلِكَ فِي
صفحه : 72
الجَاهِلِيّةِ وَ قَد أَتَانَا اللّهُ الإِسلَامَ بِكَ
حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ امرَأَةً مِنَ المُسلِمَاتِ أَتَتِ النّبِيّص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ فُلَاناً زوَجيِ قَد نَثَرتُ لَهُ بطَنيِ وَ أَعَنتُهُ عَلَي دُنيَاهُ وَ آخِرَتِهِ لَم يَرَ منِيّ مَكرُوهاً أَشكُو مِنهُ إِلَيكَ فَقَالَ فِيمَ تَشكِينَهُ قَالَت إِنّهُ قَالَ أَنتِ عَلَيّ حَرَامٌ كَظَهرِ أمُيّ وَ قَد أخَرجَنَيِ مِن منَزلِيِ فَانظُر فِي أمَريِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مَا أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَيّ كِتَاباً أقَضيِ فِيهِ بَينَكِ وَ بَينَ زَوجِكِ وَ أَنَا أَكرَهُ أَن أَكُونَ مِنَ المُتَكَلّفِينَ فَجَعَلَت تبَكيِ وَ تشَتكَيِ مَا بِهَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ انصَرَفَت قَالَ فَسَمِعَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُجَادَلَتَهَا لِرَسُولِ اللّهِص فِي زَوجِهَا وَ مَا شَكَت إِلَيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَ قُرآناًقَد سَمِعَ اللّهُ قَولَ التّيِ تُجادِلُكَ فِي زَوجِهاالآيَاتِ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَرأَةِ فَأَتَتهُ فَقَالَ لَهَا جيِئيِنيِ بِزَوجِكِ فَأَتَتهُ بِهِ فَقَالَ لَهُ أَ قُلتَ لِامرَأَتِكَ هَذِهِ أَنتِ عَلَيّ حَرَامٌ كَظَهرِ أمُيّ فَقَالَ قَد قُلتُ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص قَد أَنزَلَ اللّهُ فِيكَ وَ فِي امرَأَتِكَ قُرآناً وَ قَرَأَ الآيَاتِ فَضُمّ إِلَيكَ امرَأَتَكَ فَإِنّكَ قَد قُلتَمُنكَراً مِنَ القَولِ وَ زُوراً وَ قَد عَفَا اللّهُ عَنكَ وَ غَفَرَ لَكَ وَ لَا تَعُد قَالَ فَانصَرَفَ الرّجُلُ وَ هُوَ نَادِمٌ عَلَي مَا قَالَ لِامرَأَتِهِ وَ كَرِهَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ لِلمُؤمِنِينَ بَعدُ
بيان قولها نثرت له بطني أرادت أنها كانت شابة تلد الأولاد عنده وامرأة نثورة كثيرة الولد ذكره الجزري
23-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُ تَعَالَيفَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَ قَالَ فِي التّورَاةِ
صفحه : 73
مَكتُوبٌ أَولِيَاءُ اللّهِ تَمَنّونَ المَوتَ قَولُهُ تَعَالَيوَ إِذا رَأَوا تِجارَةًالآيَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ بِالنّاسِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ دَخَلَت مِيرَةٌ وَ بَينَ يَدَيهَا قَومٌ يَضرِبُونَ بِالدّفُوفِ وَ الملَاَهيِ فَتَرَكَ النّاسُ الصّلَاةَ وَ مَرّوا يَنظُرُونَ إِلَيهِم فَأَنزَلَ اللّهُوَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها وَ تَرَكُوكَ قائِماً
أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي أَيّوبَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَتوَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُل ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ مِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِلِلّذِينَ اتّقَواوَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَ
24- فس ،[تفسير القمي] وَ إِن يَكادُ الّذِينَ كَفَرُوا قَالَ لَمّا أَخبَرَهُم رَسُولُ اللّهِص بِفَضلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالُوا هُوَ مَجنُونٌ فَقَالَ اللّهُ سُبحَانَهُوَ ما هُوَيعَنيِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَإِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ
25- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الغضَاَئرِيِّ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ غُلَامٌ مِنَ اليَهُودِ يأَتيِ النّبِيّص كَثِيراً حَتّي استَخَفّهُ وَ رُبّمَا أَرسَلَهُ فِي حَاجَةٍ وَ رُبّمَا كَتَبَ لَهُ الكِتَابَ إِلَي قَومٍ فَافتَقَدَهُ أَيّاماً فَسَأَلَ عَنهُ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ تَرَكتُهُ فِي آخِرِ يَومٍ مِن أَيّامِ الدّنيَا فَأَتَاهُ النّبِيّص فِي نَاسٍ مِن أَصحَابِهِ وَ كَانَ لَهُ ع بَرَكَةٌ لَا يُكَلّمُ أَحَداً إِلّا أَجَابَهُ فَقَالَ يَا فُلَانُ فَفَتَحَ عَينَهُ وَ قَالَ لَبّيكَ يَا أَبَا القَاسِمِ قَالَ قُل أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ فَنَظَرَ الغُلَامُ إِلَي أَبِيهِ فَلَم يَقُل لَهُ شَيئاً ثُمّ نَادَاهُ رَسُولُ اللّهِص ثَانِيَةً وَ قَالَ لَهُ مِثلَ قَولِهِ الأَوّلِ فَالتَفَتَ الغُلَامُ إِلَي أَبِيهِ فَلَم يَقُل لَهُ شَيئاً ثُمّ نَادَاهُ رَسُولُ اللّهِص الثّالِثَةَ فَالتَفَتَ
صفحه : 74
الغُلَامُ إِلَي أَبِيهِ فَقَالَ إِن شِئتَ فَقُل وَ إِن شِئتَ فَلَا فَقَالَ الغُلَامُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ مَاتَ مَكَانَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَبِيهِ اخرُج عَنّا ثُمّ قَالَ ع لِأَصحَابِهِ اغسِلُوهُ وَ كَفّنُوهُ وَ أتوُنيِ بِهِ أصُلَيّ[لأِصُلَيَّ] عَلَيهِ ثُمّ خَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَنجَي بيَِ اليَومَ نَسَمَةً مِنَ النّارِ
26-فس ،[تفسير القمي]إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ
صفحه : 75
وَ لا تَكُن لِلخائِنِينَ خَصِيماًفَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّ قَوماً مِنَ الأَنصَارِ مِن بنَيِ أُبَيرِقٍ إِخوَةً ثَلَاثَةً كَانُوا مُنَافِقِينَ بُشَيرٌ وَ مُبَشّرٌ وَ بِشرٌ فَنَقَبُوا عَلَي عَمّ قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ وَ كَانَ قَتَادَةُ بَدرِيّاً وَ أَخرَجُوا طَعَاماً كَانَ أَعَدّهُ لِعِيَالِهِ وَ سَيفاً وَ دِرعاً فَشَكَا قَتَادَةُ ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ قَوماً نَقَبُوا عَلَي عمَيّ وَ أَخَذُوا طَعَاماً كَانَ أَعَدّهُ لِعِيَالِهِ وَ دِرعاً وَ هُم أَهلُ بَيتِ سَوءٍ وَ كَانَ مَعَهُم فِي الرأّيِ رَجُلٌ مُؤمِنٌ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بنُ سَهلٍ فَقَالَ بَنُو أُبَيرِقٍ لِقَتَادَةَ هَذَا عَمَلُ لَبِيدِ بنِ سَهلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ لَبِيداً فَأَخَذَ سَيفَهُ وَ خَرَجَ عَلَيهِم فَقَالَ يَا بنَيِ أُبَيرِقٍ أَ ترَموُننَيِ بِالسّرَقِ وَ أَنتُم أَولَي بِهِ منِيّ وَ أَنتُمُ المُنَافِقُونَ تَهجُونَ رَسُولَ اللّهِص وَ تَنسُبُونَهُ إِلَي قُرَيشٍ لَتُبَيّنُنّ ذَلِكَ أَو لَأَملَأَنّ سيَفيِ مِنكُم فَدَارُوهُ فَقَالُوا لَهُ ارجِع رَحِمَكَ اللّهُ فَإِنّكَ برَيِءٌ مِن ذَلِكَ فَمَشَي بَنُو أُبَيرِقٍ إِلَي رَجُلٍ مِن رَهطِهِم يُقَالُ لَهُ أُسَيدُ بنُ عُروَةَ وَ كَانَ مِنطِيقاً بَلِيغاً فَمَشَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ قَتَادَةَ بنَ النّعمَانِ عَمَدَ إِلَي أَهلِ بَيتٍ مِنّا أَهلِ شَرَفٍ وَ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ فَرَمَاهُم بِالسّرَقِ وَ اتّهَمَهُم بِمَا لَيسَ فِيهِم فَاغتَمّ رَسُولُ اللّهِص مِن ذَلِكَ وَ جَاءَ إِلَيهِ قَتَادَةُ فَأَقبَلَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ عَمَدتَ إِلَي أَهلِ بَيتِ شَرَفٍ وَ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ فَرَمَيتَهُم بِالسّرِقَةِ فَعَاتَبَهُ عِتَاباً شَدِيداً فَاغتَمّ قَتَادَةُ مِن ذَلِكَ وَ رَجَعَ إِلَي عَمّهِ وَ قَالَ ليَتنَيِ مِتّ وَ لَم أُكَلّم رَسُولَ اللّهِص فَقَد كلَمّنَيِ بِمَا كَرِهتُهُ فَقَالَ عَمّهُ اللّهُ المُستَعَانُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَ عَلَي نَبِيّهِإِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ وَ لا تَكُن لِلخائِنِينَ خَصِيماً وَ استَغفِرِ اللّهَ إِنّ اللّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَ لا تُجادِل عَنِ الّذِينَ يَختانُونَ أَنفُسَهُم إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ مَن كانَ خَوّاناً أَثِيماً يَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ وَ لا يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَ هُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيّتُونَ ما لا يَرضي مِنَ القَولِيعَنيِ الفِعلَ فَوَقَعَ القَولُ مَقَامَ الفِعلِ ثُمّ قَالَها أَنتُم هؤُلاءِ إِلَيوَ مَن يَكسِب خَطِيئَةً أَو إِثماً ثُمّ يَرمِ بِهِ بَرِيئاًلَبِيدَ بنَ سَهلٍ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أُنَاساً مِن رَهطِ بُشَيرٍ الأَدنَينَ قَالُوا انطَلِقُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص نُكَلّمهُ فِي صَاحِبِنَا وَ نُعذِرهُ فَإِنّ صَاحِبَنَا برَيِءٌ فَلَمّا أَنزَلَ اللّهُيَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ وَ لا يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَ هُوَ مَعَهُم إِلَي قَولِهِوَكِيلًافَأَقبَلَت رَهطُ بُشَيرٍ فَقَالُوا يَا بُشَيرُ استَغفِرِ اللّهَ وَ تُب مِنَ الذّنبِ فَقَالَ وَ ألّذِي أَحلِفُ بِهِ مَا سَرَقَهَا إِلّا لَبِيدٌ فَنَزَلَتوَ مَن يَكسِب خَطِيئَةً أَو إِثماً ثُمّ يَرمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احتَمَلَ بُهتاناً وَ إِثماً مُبِيناً ثُمّ إِنّ بُشَيراً كَفَرَ وَ لَحِقَ بِمَكّةَ وَ أَنزَلَ اللّهُ فِي النّفرِ الّذِينَ أَعذَرُوا بُشَيراً وَ أَتَوُا النّبِيّص لِيُعذِرُوهُوَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ وَ رَحمَتُهُ لَهَمّت طائِفَةٌ مِنهُم أَن يُضِلّوكَ وَ ما يُضِلّونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَضُرّونَكَ مِن شَيءٍ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُ وَ كانَ فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ عَظِيماًفَنَزَلَ فِي بُشَيرٍ وَ هُوَ بِمَكّةَوَ مَن يُشاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُ الهُدي وَ يَتّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلّهِ ما تَوَلّي وَ نُصلِهِ جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً
27-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَسِيرُ فِي بَعضِ مَسِيرِهِ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ يَطلُعُ عَلَيكُم مِن بَعضِ هَذِهِ الفِجَاجِ شَخصٌ لَيسَ لَهُ عَهدٌ بِإِبلِيسَ مُنذُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَمَا لَبِثُوا أَن أَقبَلَ أعَراَبيِّ قَد يَبِسَ جِلدُهُ عَلَي عَظمِهِ وَ غَارَت عَينَاهُ فِي رَأسِهِ وَ اخضَرّت شَفَتَاهُ مِن أَكلِ البَقلِ فَسَأَلَ عَنِ النّبِيّص فِي أَوّلِ الرّفَاقِ حَتّي لَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ اعرِض عَلَيّ الإِسلَامَ فَقَالَ قُل أَشهَدُ أَن لَا
صفحه : 76
إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ أَقرَرتُ قَالَ تصُلَيّ الخَمسَ وَ تَصُومُ شَهرَ رَمَضَانَ قَالَ أَقرَرتُ قَالَ ع تَحُجّ البَيتَ الحَرَامَ وَ تؤُدَيّ الزّكَاةَ وَ تَغتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ قَالَ أَقرَرتُ فَتَخَلّفَ بَعِيرُ الأعَراَبيِّ وَ وَقَفَ النّبِيّص فَسَأَلَ عَنهُ فَرَجَعَ النّاسُ فِي طَلَبِهِ فَوَجَدُوهُ فِي آخِرِ العَسكَرِ قَد سَقَطَ خُفّ بَعِيرِهِ فِي حُفرَةٍ مِن حُفَرِ الجِرذَانِ فَسَقَطَ فَاندَقّ عُنُقُ الأعَراَبيِّ وَ عُنُقُ البَعِيرِ وَ هُمَا مَيّتَانِ فَأَمَرَ النّبِيّص فَضُرِبَت خَيمَةٌ فَغُسّلَ فِيهِ ثُمّ دَخَلَ النّبِيّص فَكَفّنَهُ فَسَمِعُوا للِنبّيِّص حَرَكَةً فَخَرَجَ وَ جَبِينُهُ يَتَرَشّحُ عَرَقاً وَ قَالَ إِنّ هَذَا الأعَراَبيِّ مَاتَ وَ هُوَ جَائِعٌ وَ هُوَ مِمّن آمَنَ وَ لَم يَلبِس إِيمَانَهُ بِظُلمٍ فَابتَدَرَهُ الحُورُ العِينُ بِثِمَارِ الجَنّةِ يَحشُونَ بِهَا شِدقَهُ وَ هيَِ تَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ اجعلَنيِ فِي أَزوَاجِهِ
28- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَتَبَ إِلَي قَيسِ بنِ عُرَنَةَ البجَلَيِّ يَأمُرُهُ بِالقُدُومِ عَلَيهِ فَأَقبَلَ وَ مَعَهُ خُوَيلِدُ بنُ الحَارِثِ الكلَبيِّ حَتّي إِذَا دَنَا مِنَ المَدِينَةِ هَابَ الرّجُلُ أَن يَدخُلَ فَقَالَ لَهُ قَيسٌ أَمّا إِذَا أَبَيتَ أَن تَدخُلَ فَكُن فِي هَذَا الجَبَلِ حَتّي آتِيَهُ فَإِن رَأَيتُ ألّذِي تُحِبّ أَدعُوكَ فاَتبّعِنيِ فَأَقَامَ وَ مَضَي قَيسٌ حَتّي إِذَا دَخَلَ عَلَي النّبِيّص المَسجِدَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَنَا آمِنٌ قَالَ نَعَم وَ صَاحِبُكَ ألّذِي تَخَلّفَ فِي الجَبَلِ قَالَ فإَنِيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَبَايَعَهُ وَ أَرسَلَ إِلَي صَاحِبِهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا قَيسُ إِنّ قَومَكَ قوَميِ وَ إِنّ لَهُم فِي اللّهِ وَ فِي رَسُولِهِ خَلَفاً
29-شا،[الإرشاد] لَمّا دَخَلَ أَبُو سُفيَانَ المَدِينَةَ لِتَجدِيدِ العَهدِ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ قُرَيشٍ عِندَ مَا كَانَ مِن بنَيِ بَكرٍ فِي خُزَاعَةَ وَ قَتلِهِم مَن قَتَلُوا مِنهَا فَقَصَدَ أَبُو سُفيَانَ لِيَتَلَافَي الفَارِطَ مِنَ القَومِ وَ قَد خَافَ مِن نُصرَةِ رَسُولِ اللّهِص لَهُم وَ أَشفَقَ مِمّا حَلّ بِهِم
صفحه : 77
يَومَ الفَتحِ فَأَتَي النّبِيّص وَ كَلّمَهُ فِي ذَلِكَ فَلَم يَرُدّ عَلَيهِ جَوَاباً فَقَامَ مِن عِندِهِ فَلَقِيَهُ أَبُو بَكرٍ فَتَشَبّثَ بِهِ وَ ظَنّ أَنّهُ يُوصِلُهُ إِلَي بُغيَتِهِ مِنَ النّبِيّص فَسَأَلَهُ كَلَامَهُ لَهُ فَقَالَ مَا أَنَا بِفَاعِلِ ذَلِكَ لِعِلمِ أَبِي بَكرٍ بِأَنّ سُؤَالَهُ فِي ذَلِكَ لَا يغُنيِ شَيئاً فَظَنّ أَبُو سُفيَانَ بِعُمَرَ مَا ظَنّهُ بأِبَيِ بَكرٍ فَكَلّمَهُ فِي ذَلِكَ فَدَفَعَهُ بِغِلظَةٍ وَ فَظَاظَةٍ كَادَت أَن يُفسِدَ الرأّيَ عَلَي النّبِيّص فَعَدَلَ إِلَي بَيتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَاستَأذَنَ عَلَيهِ فَأَذِنَ لَهُ وَ عِندَهُ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّكَ أَمَسّ القَومِ بيِ رَحِماً وَ أَقرَبُهُم منِيّ قَرَابَةً وَ قَد جِئتُكَ فَلَا أَرجِعَنّ كَمَا جِئتُ خَائِباً اشفَع لِي عِندَ رَسُولِ اللّهِص فِيمَا قَصَدتُهُ فَقَالَ لَهُ وَيحَكَ يَا أَبَا سُفيَانَ لَقَد عَزَمَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أَمرٍ لَا نَستَطِيعُ أَن نُكَلّمَهُ فِيهِ فَالتَفَتَ أَبُو سُفيَانَ إِلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَهَا يَا بِنتَ مُحَمّدٍص هَل لَكِ أَن تأَمرُيِ ابنَيكِ أَن يُجِيرَا بَينَ النّاسِ فَيَكُونَا سيَدّيَِ العَرَبِ إِلَي آخِرِ الدّهرِ فَقَالَت مَا بَلَغَ بنُيَاّيَ أَن يُجِيرَا بَينَ النّاسِ وَ مَا يُجِيرُ أَحَدٌ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَتَحَيّرَ أَبُو سُفيَانَ وَ أَسقَطَ فِي يَدَيهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَرَي الأُمُورَ قَدِ التَبَسَت عَلَيّ فَانصَح لِي فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَا أَرَي شَيئاً يغُنيِ عَنكَ وَ لَكِنّكَ سَيّدُ بنَيِ كِنَانَةَ فَقُم وَ أَجِر بَينَ النّاسِ ثُمّ الحَق بِأَرضِكَ قَالَ فَتَرَي ذَلِكَ مُغنِياً عنَيّ شَيئاً قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أَظُنّ وَ لَكِن مَا أَجِدُ لَكَ غَيرَ ذَلِكَ فَقَامَ أَبُو سُفيَانَ فِي المَسجِدِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ قَد أَجَرتُ بَينَ النّاسِ ثُمّ رَكِبَ بَعِيرَهُ وَ انطَلَقَ فَلَمّا قَدِمَ عَلَي قُرَيشٍ قَالُوا مَا وَرَاءَكَ قَالَ جِئتُ مُحَمّداً فَكَلّمتُهُ فَوَ اللّهِ مَا رَدّ عَلَيّ شَيئاً ثُمّ جِئتُ إِلَي ابنِ أَبِي قُحَافَةَ فَلَم أَجِد فِيهِ خَيراً ثُمّ لَقِيتُ ابنَ الخَطّابِ فَوَجَدتُهُ فَظّاً غَلِيظاً لَا خَيرَ فِيهِ ثُمّ جِئتُ
صفحه : 78
عَلِيّاً فَوَجَدتُهُ أَليَنَ القَومِ لِي وَ قَد أَشَارَ عَلَيّ بشِيَءٍ فَصَنَعتُهُ فَوَ اللّهِ مَا أدَريِ يغُنيِ عنَيّ شَيئاً أَم لَا قَالُوا بِمَا أَمَرَكَ قَالَ أمَرَنَيِ أَن أُجِيرَ بَينَ النّاسِ فَفَعَلتُ فَقَالُوا هَل أَجَازَ ذَلِكَ مُحَمّدٌ قَالَ لَا قَالُوا فَوَيلَكَ فَوَ اللّهِ إِن زَادَ الرّجُلُ عَلَي أَن لَعِبَ بِكَ فَمَا يغُنيِ عَنكَ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ لَا وَ اللّهِ مَا وَجَدتُ غَيرَ ذَلِكَ
30-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيَِ أَنّهُ أَخَذَ بِلَالٌ جُمَانَةَ ابنَةَ الزّحَافِ الأشَجعَيِّ فَلَمّا كَانَ فِي واَديِ النّعَامِ هَجَمَت عَلَيهِ وَ ضَرَبَتهُ ضَربَةً بَعدَ ضَربَةٍ ثُمّ جَمَعَت مَا كَانَ يَعِزّ عَلَيهَا مِن ذَهَبٍ وَ فِضّةٍ فِي سَفَرِهِ وَ رَكِبَت حِجرَةً مِن خَيلِ أَبِيهَا وَ خَرَجَت مِنَ العَسكَرِ تَسِيرُ عَلَي وَجهِهَا إِلَي شِهَابِ بنِ مَازِنٍ المُلَقّبِ بِالكَوكَبِ الدرّيّّ وَ كَانَ قَد خَطَبَهَا مِن أَبِيهَا ثُمّ إِنّهُ أَنفَذَ النّبِيّص سَلمَانَ وَ صُهَيباً إِلَيهِ لِإِبطَائِهِ فَرَأَوهُ مُلقًي عَلَي وَجهِ الأَرضِ مَيّتاً وَ الدّمُ يجَريِ مِن تَحتِهِ فَأَتَيَا النّبِيّص وَ أَخبَرَاهُ بِذَلِكَ فَقَالَ النّبِيّص كُفّوا عَنِ البُكَاءِ ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ وَ دَعَا بِدَعَوَاتٍ ثُمّ أَخَذَ كَفّاً مِنَ المَاءِ فَرَشّهُ عَلَي بِلَالٍ فَوَثَبَ قَائِماً وَ جَعَلَ يُقَبّلُ قَدَمَ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَن هَذَا ألّذِي فَعَلَ بِكَ هَذَا الفِعَالَ يَا بِلَالُ فَقَالَ جُمَانَةُ بِنتُ الزّحَافِ وَ إنِيّ لَهَا عَاشِقٌ فَقَالَ أَبشِر يَا بِلَالُ فَسَوفَ أُنفِذُ إِلَيهَا وَ آتيِ بِهَا فَقَالَ النّبِيّص يَا أَبَا الحَسَنِ هَذَا أخَيِ جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ عَن رَبّ العَالَمِينَ أَنّ جُمَانَةَ لَمّا قَتَلَت بِلَالًا مَضَت إِلَي رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ شِهَابُ بنُ مَازِنٍ وَ كَانَ قَد خَطَبَهَا مِن أَبِيهَا وَ لَم يُنعِم لَهُ بِزِوَاجِهَا وَ قَد شَكَت حَالَهَا إِلَيهِ وَ قَد سَارَ بِجُمُوعِهِ يَرُومُ حَربَنَا فَقُم وَ اقصِدهُ بِالمُسلِمِينَ فَاللّهُ تَعَالَي يَنصُرُكَ عَلَيهِ وَ هَا أَنَا رَاجِعٌ إِلَي المَدِينَةِ قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ سَارَ الإِمَامُ بِالمُسلِمِينَ وَ جَعَلَ يَجِدّ فِي السّيرِ حَتّي وَصَلَ إِلَي شِهَابٍ وَ جَاهَدَهُ وَ نَصَرَ المُسلِمِينَ فَأَسلَمَ شِهَابٌ وَ أَسلَمَت جُمَانَةُ وَ العَسكَرُ وَ أَتَي بِهِمُ الإِمَامُ إِلَي المَدِينَةِ وَ جَدّدُوا الإِسلَامَ عَلَي يدَيَِ النّبِيّص فَقَالَ النّبِيّص يَا بِلَالُ مَا تَقُولُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد كُنتُ
صفحه : 79
مُحِبّاً لَهَا فَالآنَ شِهَابٌ أَحَقّ بِهَا منِيّ فَعِندَ ذَلِكَ وَهَبَ شِهَابٌ لِبِلَالٍ جَارِيَتَينِ وَ فَرَسَينِ وَ نَاقَتَينِ
بيان في القاموس الحجر بالكسر الأنثي من الخيل وبالهاء لحن
31-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَقَد بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص جَيشاً ذَاتَ يَومٍ إِلَي قَومٍ مِن أَشِدّاءِ الكُفّارِ فَأَبطَأَ عَلَيهِم خَبَرُهُم وَ تَعَلّقَ قَلبُهُ بِهِم وَ قَالَ لَيتَ لَنَا مَن يَتَعَرّفُ أَخبَارَهُم وَ يَأتِينَا بِأَنبَائِهِم بَينَا هُوَ قَائِلٌ إِذ جَاءَهُ البَشِيرُ بِأَنّهُم قَد ظَفِرُوا بِأَعدَائِهِم وَ استَولَوا وَ صَيّرُوهُم بَينَ قَتِيلٍ وَ جَرِيحٍ وَ أَسِيرٍ وَ انتَهَبُوا أَموَالَهُم وَ سَبَوا ذَرَارِيّهُم وَ عِيَالَهُم فَلَمّا قَرُبَ القَومُ مِنَ المَدِينَةِ خَرَجَ إِلَيهِم رَسُولُ اللّهِص بِأَصحَابِهِ يَتَلَقّاهُم فَلَمّا لَقِيَهُم وَ رَئِيسُهُم زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ كَانَ قَد أَمّرَهُ عَلَيهِم فَلَمّا رَأَي زَيدٌ رَسُولَ اللّهِص نَزَلَ عَن نَاقَتِهِ وَ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَبّلَ رِجلَهُ ثُمّ قَبّلَ يَدَهُ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَبّلَ رَأسَهُ ثُمّ نَزَلَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَقَبّلَ رِجلَهُ وَ يَدَهُ وَ ضَمّهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهِ ثُمّ نَزَلَ إِلَيهِ سَائِرُ الجَيشِ وَ وَقَفُوا يُصَلّونَ عَلَيهِ وَ رَدّ عَلَيهِم رَسُولُ اللّهِ خَيراً ثُمّ قَالَ لَهُم حدَثّوُنيِ خَبَرَكُم وَ حَالَكُم مَعَ أَعدَائِكُم وَ كَانَ مَعَهُم مِن أُسَرَاءِ القَومِ وَ ذَرَارِيّهِم وَ عِيَالَاتِهِم وَ أَموَالِهِم مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ صُنُوفِ الأَمتِعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو عَلِمتَ كَيفَ حَالُنَا لَعَظُمَ تَعَجّبُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَم أَكُن أَعلَمُ ذَلِكَ حَتّي عَرّفَنِيهِ الآنَ جَبرَئِيلُ ع وَ مَا كُنتُ أَعلَمُ شَيئاً مِن كِتَابِهِ وَ دِينِهِ أَيضاً حَتّي عَلّمَنِيهِ ربَيّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ إِلَي قَولِهِصِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ لَكِن حَدّثُوا بِذَلِكَ
صفحه : 80
إِخوَانَكُم هَؤُلَاءِ المُؤمِنِينَ لِأُصَدّقَكُم فَقَد أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّا لَمّا قَرُبنَا مِنَ العَدُوّ بَعَثنَا عَيناً لَنَا لِنَعرِفَ أَخبَارَهُم وَ عُدَدَهُم لَنَا فَرَجَعَ إِلَينَا يُخبِرُنَا أَنّهُم قَدرُ أَلفِ رَجُلٍ وَ كُنّا ألَفيَ رَجُلٍ وَ إِذَا القَومُ قَد خَرَجُوا إِلَي ظَاهِرِ بَلَدِهِم فِي أَلفِ رَجُلٍ وَ تَرَكُوا فِي البَلَدِ ثَلَاثَةَ آلَافٍ يُوهِمُونَنَا أَنّهُم أَلفٌ وَ أَخبَرَنَا صَاحِبُنَا أَنّهُم يَقُولُونَ فِي مَا بَينَهُم نَحنُ أَلفٌ وَ هُم أَلفَانِ وَ لَسنَا نُطِيقُ مُكَافَحَتَهُم وَ لَيسَ لَنَا إِلّا التّحَاصُنُ فِي البَلَدِ حَتّي تَضِيقَ صُدُورُهُم مِن مُنَازَلَتِنَا فَيَنصَرِفُوا عَنّا فَتَجَرّأنَا بِذَلِكَ عَلَيهِم وَ زَحَفنَا إِلَيهِم فَدَخَلُوا بَلَدَهُم وَ أَغلَقُوا دُونَنَا بَابَهُ فَقَعَدنَا نُنَازِلُهُم فَلَمّا جَنّ عَلَينَا اللّيلُ وَ صِرنَا إِلَي نِصفِهِ فَتَحُوا بَابَ بَلَدِهِم وَ نَحنُ غَارّونَ نَائِمُونَ مَا كَانَ فِينَا مُنتَبِهٌ إِلّا أَربَعَةُ نَفَرٍ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ فِي جَانِبٍ مِن جَوَانِبِ عَسكَرِنَا يصُلَيّ وَ يَقرَأُ القُرآنَ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ فِي جَانِبٍ آخَرَ يصُلَيّ وَ يَقرَأُ القُرآنَ وَ قَتَادَةُ بنُ النّعمَانِ فِي جَانِبٍ آخَرَ يصُلَيّ وَ يَقرَأُ القُرآنَ وَ قَيسُ بنُ عَاصِمٍ فِي جَانِبٍ آخَرَ يصُلَيّ وَ يَقرَأُ القُرآنَ فَخَرَجُوا فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ الدّامِسَةِ وَ رَشَقُونَا بِنِبَالِهِم وَ كَانَ ذَلِكَ بَلَدَهُم وَ هُم بِطُرُقِهِ وَ مَوَاضِعِهِ عَالِمُونَ وَ نَحنُ بِهَا جَاهِلُونَ فَقُلنَا فِيمَا بَينَنَا دُهِينَا وَ أُوتِينَا هَذَا لَيلٌ مُظلِمٌ لَا يُمكِنُنَا أَن نتَقّيَِ النّبَالَ لِأَنّا لَا نُبصِرُهَا فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ رَأَينَا ضَوءاً خَارِجاً مِن فِي قَيسِ بنِ عَاصِمٍ المنِقرَيِّ كَالنّارِ المُشتَعِلَةِ وَ ضَوءاً خَارِجاً مِن فِي قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ كَضَوءِ الزّهرَةِ وَ المشُترَيِ وَ ضَوءاً خَارِجاً مِن فِي عَبدِ اللّهِ بنِ رَوَاحَةَ كَشُعَاعِ القَمَرِ فِي اللّيلَةِ المُظلِمَةِ وَ نُوراً سَاطِعاً مِن فِي زَيدِ بنِ الحَارِثَةِ أَضوَأَ مِنَ الشّمسِ الطّالِعَةِ وَ إِذَا تِلكَ الأَنوَارُ قَد أَضَاءَت مُعَسكَرَنَا حَتّي إِنّهُ أَضوَأُ مِن نِصفِ النّهَارِ وَ أَعدَاؤُنَا فِي ظُلمَةٍ شَدِيدَةٍ فَأَبصَرنَاهُم وَ عَمُوا عَنّا فَفَرّقَنَا زَيدٌ عَلَيهِم حَتّي أَحَطنَا بِهِم وَ نَحنُ نُبصِرُهُم وَ هُم لَا يُبصِرُونَنَا فَنَحنُ بُصَرَاءُ وَ هُم عُميَانٌ فَوَضَعنَا عَلَيهِمُ السّيُوفَ فَصَارُوا بَينَ قَتِيلٍ وَ جَرِيحٍ وَ أَسِيرٍ وَ دَخَلنَا بَلَدَهُم فَاشتَمَلنَا عَلَي
صفحه : 81
الذرّاَريِّ وَ العِيَالِ وَ الأَثَاثِ وَ الأَموَالِ[ وَ] هَذِهِ عِيَالَاتُهُم وَ ذَرَارِيّهُم وَ هَذِهِ أَموَالُهُم وَ مَا رَأَينَا يَا رَسُولَ اللّهِ أَعجَبَ مِن تِلكَ الأَنوَارِ مِن أَفوَاهِ هَؤُلَاءِ القَومِ التّيِ عَادَت ظُلمَةً عَلَي أَعدَائِنَا حَتّي مَكّنَنَا مِنهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَقُولُوا الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ عَلَي مَا فَضّلَكُم بِهِ مِن شَهرِ شَعبَانَ هَذِهِ كَانَت غُرّةَ شَعبَانَ وَ قَدِ انسَلَخَ عَنهُمُ الشّهرُ الحَرَامُ وَ هَذِهِ الأَنوَارُ بِأَعمَالِ إِخوَانِكُم هَؤُلَاءِ فِي غُرّةِ شَعبَانَ وَ أُسلِفُوا لَهَا أَنوَاراً فِي لَيلَتِهَا قَبلَ أَن يَقَعَ مِنهُمُ الأَعمَالُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا تِلكَ الأَعمَالُ لِنُثَابَ[لِنُثَابِرَ]عَلَيهَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا قَيسُ بنُ عَاصِمٍ المنِقرَيِّ فَإِنّهُ أَمَرَ بِمَعرُوفٍ فِي يَومِ غُرّةِ شَعبَانَ وَ قَد نَهَي عَن مُنكَرٍ وَ دَلّ عَلَي خَيرٍ فَلِذَلِكَ قُدّمَ لَهُ النّورُ فِي بَارِحَةِ يَومِهِ عِندَ قِرَاءَتِهِ القُرآنَ وَ أَمّا قَتَادَةُ بنُ النّعمَانِ فَإِنّهُ قَضَي دَيناً كَانَ عَلَيهِ فِي يَومِ غُرّةِ شَعبَانَ فَلِذَلِكَ أَسلَفَهُ اللّهُ النّورَ فِي بَارِحَةِ يَومِهِ وَ أَمّا عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَإِنّهُ كَانَ بَرّاً بِوَالِدَيهِ فَكَثُرَت غَنِيمَتُهُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَلَمّا كَانَ مِن غَدِهِ قَالَ لَهُ أَبُوهُ إنِيّ وَ أُمّكَ لَكَ مُحِبّانِ وَ إِنّ امرَأَتَكَ فُلَانَةَ تُؤذِينَا وَ تَعِيبُنَا وَ إِنّا لَا نَأمَنُ مِنِ انقِلَابٍ فِي بَعضِ هَذِهِ المَشَاهِدِ وَ لَسنَا نَأمَنُ أَن تُستَشهَدَ فِي بَعضِهَا فَتُدَاخِلَنَا هَذِهِ فِي أَموَالِكَ وَ يَزدَادَ عَلَينَا بَغيُهَا وَ غَيّهَا فَقَالَ عَبدُ اللّهِ مَا كُنتُ أَعلَمُ بَغيَهَا عَلَيكُم وَ كَرَاهِيَتَكُمَا لَهَا وَ لَو كُنتُ عَلِمتُ ذَلِكَ لَأَبَنتُهَا مِن نفَسيِ وَ لكَنِيّ قَد أَبَنتُهَا الآنَ لِتَأمَنَا مَا تَحذَرَانِ فَمَا كُنتُ باِلذّيِ أُحِبّ مَن تَكرَهَانِ فَلِذَلِكَ أَسلَفَهُ اللّهُ النّورَ ألّذِي رَأَيتُم وَ أَمّا زَيدُ بنُ حَارِثَةَ ألّذِي كَانَ يَخرُجُ مِن فِيهِ نُورٌ أَضوَأُ مِنَ الشّمسِ الطّالِعَةِ وَ هُوَ سَيّدُ القَومِ وَ أَفضَلُهُم فَلَقَد عَلِمَ اللّهُ مَا يَكُونُ مِنهُ فَاختَارَهُ وَ فَضّلَهُ عَلَي عِلمِهِ بِمَا يَكُونُ مِنهُ إِنّهُ فِي اليَومِ ألّذِي ولَيَِ هَذِهِ اللّيلَةَ التّيِ
صفحه : 82
كَانَ فِيهَا ظَفَرُ المُؤمِنِينَ بِالشّمسِ الطّالِعَةِ مِن فِيهِ جَاءَهُ رَجُلٌ مِن منُاَفقِيِ عَسكَرِهِم يُرِيدُ التّضرِيبَ بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ إِفسَادَ مَا بَينَهُمَا فَقَالَ لَهُ بَخ بَخ لَكَ أَصبَحتَ لَا نَظِيرَ لَكَ فِي أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص وَ صَحَابَتِهِ وَ هَذَا بَلَاؤُكَ وَ هَذَا ألّذِي شَاهَدنَاهُ نُورُكَ فَقَالَ لَهُ زَيدٌ يَا عَبدَ اللّهِ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تُفرِط فِي المَقَالِ وَ لَا ترَفعَنيِ فَوقَ قدَريِ فَإِنّكَ بِذَلِكَ مُخَالِفٌ وَ بِهِ كَافِرٌ وَ إنِيّ إِن تَلَقّيتُ مَقَالَتَكَ هَذِهِ بِالقَبُولِ كَذَلِكَ يَا عَبدَ اللّهِ أَ لَا أُحَدّثُكَ بِمَا كَانَ فِي أَوَائِلِ الإِسلَامِ وَ مَا بَعدَهُ حَتّي دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص المَدِينَةَ وَ زَوّجَهُ فَاطِمَةَ ع وَ وَلَدَتِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع قَالَ بَلَي قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ لِي شَدِيدَ المَحَبّةِ حَتّي تبَنَاّنيِ لِذَلِكَ فَكُنتُ أُدعَي زَيدَ بنَ مُحَمّدٍ إِلَي أَن وُلِدَ لعِلَيِّ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَكَرِهتُ ذَلِكَ لِأَجلِهِمَا وَ قُلتُ لِمَن كَانَ يدَعوُنيِ أُحِبّ أَن تدَعوُنَيِ زَيداً مَولَي رَسُولِ اللّهِص فإَنِيّ أَكرَهُ أَن أضُاَهيَِ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَلَم يَزَل ذَلِكَ حَتّي صَدّقَ اللّهُ ظنَيّ وَ أَنزَلَ عَلَي مُحَمّدٍص ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِيعَنيِ قَلباً يُحِبّ مُحَمّداً وَ آلَهُ وَ يُعَظّمُهُم وَ قَلباً يُعَظّمُ بِهِ غَيرَهُم كَتَعظِيمِهِم أَو قَلباً يُحِبّ بِهِ أَعدَاءَهُم بَل مَن أَحَبّ أَعدَاءَهُم فَهُوَ يُبغِضُهُم وَ لَا يُحِبّهُم ثُمّ قَالَوَ ما جَعَلَ أَزواجَكُمُ اللاّئيِ تُظاهِرُونَ مِنهُنّ أُمّهاتِكُم وَ ما جَعَلَ أَدعِياءَكُم أَبناءَكُم إِلَي قَولِهِوَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِيعَنيِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع أَولَي بِبُنُوّةِ رَسُولِ اللّهِص فِي كِتَابِ اللّهِ وَ فَرضِهِمِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُهاجِرِينَ إِلّا أَن تَفعَلُوا إِلي أَولِيائِكُم مَعرُوفاًإِحسَاناً وَ إِكرَاماً لَا يَبلُغُ ذَلِكَ مَحَلّ الأَولَادِكانَ
صفحه : 83
ذلِكَ فِي الكِتابِ مَسطُوراً
فَتَرَكُوا ذَلِكَ وَ جَعَلُوا يَقُولُونَ زَيدٌ أَخُو رَسُولِ اللّهِص فَمَا زَالَ النّاسُ يَقُولُونَ لِي هَذَا وَ أَكرَهُهُ حَتّي أَعَادَ رَسُولُ اللّهِص المُؤَاخَاةَ بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ قَالَ زَيدٌ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّ زَيداً مَولَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ كَمَا هُوَ مَولَي رَسُولِ اللّهِص فَلَا تَجعَلهُ نَظِيرَهُ وَ لَا تَرفَعهُ فَوقَ قَدرِهِ فَتَكُونَ كَالنّصَارَي لَمّا رَفَعُوا عِيسَي ع فَوقَ قَدرِهِ فَكَفَرُوا بِاللّهِ العَظِيمِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلِذَلِكَ فَضّلَ اللّهُ زَيداً بِمَا رَأَيتُم وَ شَرّفَهُ بِمَا شَاهَدتُم وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ ألّذِي أَعَدّهُ اللّهُ لِزَيدٍ فِي الآخِرَةِ لَيَصغُرُ فِي جَنبِهِ مَا شَهِدتُم فِي الدّنيَا مِن نُورِهِ إِنّهُ ليَأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ وَ نُورُهُ يَسِيرُ أَمَامَهُ وَ خَلفَهُ وَ يَمِينَهُ وَ يَسَارَهُ وَ فَوقَهُ وَ تَحتَهُ مِن كُلّ جَانِبٍ مَسِيرَةَ ماِئتَيَ أَلفِ سَنَةٍ
32- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَتَبَسّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَينَاكَ رَفَعتَ رَأسَكَ إِلَي السّمَاءِ فَتَبَسّمتَ قَالَ نَعَم عَجِبتُ لِمَلَكَينِ هَبَطَا مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ يَلتَمِسَانِ عَبداً مُؤمِناً صَالِحاً فِي مُصَلّي كَانَ يصُلَيّ فِيهِ لِيَكتُبَا لَهُ عَمَلَهُ فِي يَومِهِ وَ لَيلَتِهِ فَلَم يَجِدَاهُ فِي مُصَلّاهُ فَعَرَجَا إِلَي السّمَاءِ فَقَالَا رَبّنَا عَبدُكَ فُلَانٌ المُؤمِنُ التَمَسنَاهُ فِي مُصَلّاهُ لِنَكتُبَ لَهُ عَمَلَهُ لِيَومِهِ وَ لَيلَتِهِ فَلَم نُصِبهُ فَوَجَدنَاهُ فِي حِبَالِكَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اكتُبَا لعِبَديِ مِثلَ مَا كَانَ يَعمَلُهُ فِي صِحّتِهِ مِنَ الخَيرِ فِي يَومِهِ وَ لَيلَتِهِ مَا دَامَ فِي حبِاَليِ فَإِنّ عَلَيّ أَن أَكتُبَ لَهُ أَجرَ مَا كَانَ يَعمَلُهُ إِذَا حَبَستُهُ عَنهُ
33-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَتَي رَسُولَ اللّهِص
صفحه : 84
وَفدٌ مِنَ اليَمَنِ وَ فِيهِم رَجُلٌ كَانَ أَعظَمَهُم كَلَاماً وَ أَشَدّهُم استِقصَاءً فِي مُحَاجّةِ النّبِيّ فَغَضِبَ النّبِيّص حَتّي التَوَي عِرقُ الغَضَبِ بَينَ عَينَيهِ وَ تَرَبّدَ وَجهُهُ وَ أَطرَقَ إِلَي الأَرضِ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ هَذَا رَجُلٌ سخَيِّ يُطعِمُ الطّعَامَ فَسَكَنَ عَنِ النّبِيّص الغَضَبُ وَ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ لَهُ لَو لَا أَنّ جَبرَئِيلَ أخَبرَنَيِ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّكَ سخَيِّ تُطعِمُ الطّعَامَ شَدّدتُ بِكَ وَ جَعَلتُكَ حَدِيثاً لِمَن خَلفَكَ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ وَ إِنّ رَبّكَ لَيُحِبّ السّخَاءَ فَقَالَ نَعَم قَالَ إنِيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَا رَدَدتُ عَن ماَليِ أَحَداً
بيان تربد وجهه تغير
34- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ إنِيّ شَيخٌ كَثِيرُ العِيَالِ ضَعِيفُ الرّكنِ قَلِيلُ الشيّءِ فَهَل مِن مَعُونَةٍ عَلَي زمَاَنيِ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَصحَابِهِ وَ نَظَرَ إِلَيهِ أَصحَابُهُ وَ قَالَ قَد أَسمَعَنَا القَولَ وَ أَسمَعَكُم فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ كُنتُ مِثلَكَ بِالأَمسِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَي مَنزِلِهِ فَأَعطَاهُ مِروَداً مِن تِبرٍ وَ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِالتّبرِ وَ هُوَ الذّهَبُ وَ الفِضّةُ فَقَالَ الشّيخُ هَذَا كُلّهُ قَالَ نَعَم فَقَالَ الشّيخُ اقبَل تِبرَكَ فإَنِيّ لَستُ بجِنِيّّ وَ لَا إنِسيِّ وَ لكَنِيّ رَسُولٌ مِنَ اللّهِ لِأَبلُوَكَ فَوَجَدتُكَ شَاكِراً فَجَزَاكَ اللّهُ خَيراً
بيان المرود في بعض النسخ بالراء المهملة و هوالميل أوحديدة تدور في اللجام ومحور البكرة من حديد و في بعض النسخ بالزاء و هو مايجعل فيه الزاد و هوأظهر
35-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ
صفحه : 85
أَبِي حَمّادٍ جَمِيعاً عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن مُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَجُلٌ للِنبّيِّص يَا رَسُولَ اللّهِ علَمّنيِ قَالَ اذهَب وَ لَا تَغضَب فَقَالَ الرّجُلُ قَدِ اكتَفَيتُ بِذَلِكَ فَمَضَي إِلَي أَهلِهِ فَإِذَا بَينَ قَومِهِ حَربٌ قَد قَامُوا صُفُوفاً وَ لَبِسُوا السّلَاحَ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ لَبِسَ سِلَاحَهُ ثُمّ قَامَ مَعَهُم ثُمّ ذَكَرَ قَولَ رَسُولِ اللّهِص لَا تَغضَب فَرَمَي السّلَاحَ ثُمّ جَاءَ يمَشيِ إِلَي القَومِ الّذِينَ هُم عَدُوّ قَومِهِ فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ مَا كَانَت لَكُم مِن جِرَاحَةٍ أَو قَتلٍ أَو ضَربٍ لَيسَ فِيهِ أَثَرٌ فعَلَيَّ فِي ماَليِ أَنَا أُوفِيكُمُوهُ فَقَالَ القَومُ فَمَا كَانَ فَهُوَ لَكُم نَحنُ أَولَي بِذَلِكَ مِنكُم قَالَ فَاصطَلَحَ القَومُ وَ ذَهَبَ الغَضَبُ
36-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمَادٍ البرَبرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي وَ لَقَبُ أَبِيهِ دَاهِرٌ الراّزيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ القُدّوسِ عَنِ الأَعمَشِ عَن مُوسَي بنِ السّيفِ عَن سَالِمِ بنِ الجَعدِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص الوَلِيدَ بنَ عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ إِلَي بنَيِ وَلِيعَةَ قَالَ وَ كَانَت بَينَهُ وَ بَينَهُم شَحنَاءُ فِي الجَاهِلِيّةِ قَالَ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي بنَيِ وَلِيعَةَ استَقبَلُوهُ لِيَنظُرُوا مَا فِي نَفسِهِ قَالَ فخَشَيَِ القَومَ فَرَجَعَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ بنَيِ وَلِيعَةَ أَرَادُوا قتَليِ وَ منَعَوُنيَِ الصّدَقَةَ فَلَمّا بَلَغَ بنَيِ وَلِيعَةَ ألّذِي قَالَ لَهُمُ الوَلِيدُ بنُ عُقبَةَ عِندَ رَسُولِ اللّهِص لَقُوا رَسُولَ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد كَذَبَ الوَلِيدُ وَ لَكِن كَانَ بَينَنَا وَ بَينَهُ شَحنَاءُ فِي الجَاهِلِيّةِ فَخَشِينَا أَن يُعَاقِبَنَا باِلذّيِ بَينَنَا وَ بَينَهُ قَالَ فَقَالَ النّبِيّص لَتَنتَهُنّ يَا بنَيِ وَلِيعَةَ أَو لَأَبعَثَنّ إِلَيكُم رَجُلًا عنِديِ كنَفَسيِ فَقَتَلَ مُقَاتِلِيكُم وَ سَبَي ذَرَارِيّكُم هُوَ هَذَا حَيثُ تَرَونَ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي كَتِفِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَنزَلَ اللّهُ فِي الوَلِيدِ هَذِهِ الآيَةَيا أَيّهَا الّذِينَ
صفحه : 86
آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلي ما فَعَلتُم نادِمِينَ
37- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَرّ النّبِيّص فِي سُوقِ المَدِينَةِ بِطَعَامٍ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ مَا أَرَي طَعَامَكَ إِلّا طَيّباً وَ سَأَلَهُ عَن سِعرِهِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَن يَدُسّ يَدَهُ فِي الطّعَامِ فَفَعَلَ فَأَخرَجَ طَعَاماً رَدِيّاً فَقَالَ لِصَاحِبِهِ مَا أَرَاكَ إِلّا وَ قَد جَمَعتَ خِيَانَةً وَ غِشّاً لِلمُسلِمِينَ
38- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي النّبِيّص أعَراَبيِّ فَقَالَ لَهُ أَ لَستَ خَيرَنَا أَباً وَ أُمّاً وَ أَكرَمَنَا عَقِباً وَ رَئِيساً فِي الجَاهِلِيّةِ وَ الإِسلَامِ فَغَضِبَ النّبِيّص وَ قَالَ يَا أعَراَبيِّ كَم دُونَ لِسَانِكَ مِن حِجَابٍ قَالَ اثنَانِ شَفَتَانِ وَ أَسنَانٌ فَقَالَص أَ مَا كَانَ فِي أَحَدِ هَذَينِ مَا يَرُدّ عَنّا غَربَ لِسَانِكَ هَذَا أَمَا إِنّهُ لَم يُعطَ أَحَدٌ فِي دُنيَاهُ شَيئاً هُوَ أَضَرّ لَهُ فِي آخِرَتِهِ مِن طَلَاقَةِ لِسَانِهِ يَا عَلِيّ قُم فَاقطَع لِسَانَهُ فَظَنّ النّاسُ أَنّهُ يَقطَعُ لِسَانَهُ فَأَعطَاهُ دَرَاهِمَ
بيان قال الجوهري غَرب كل شيءحده يقال في لسانه غرب أي حدة
39-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، عَن رَبِيعَةَ بنِ كَعبٍ قَالَ قَالَ لِي ذَاتَ يَومٍ رَسُولُ اللّهِص يَا رَبِيعَةَ خدَمَتنَيِ سَبعَ سِنِينَ أَ فَلَا تسَألَنُيِ حَاجَةً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أمَهلِنيِ حَتّي أُفَكّرَ فَلَمّا أَصبَحتُ وَ دَخَلتُ عَلَيهِ قَالَ لِي يَا رَبِيعَةُ هَاتِ حَاجَتَكَ فَقُلتُ تَسأَلُ اللّهَ أَن يدُخلِنَيِ مَعَكَ الجَنّةَ فَقَالَ لِي مَن عَلّمَكَ هَذَا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ
صفحه : 87
مَا علَمّنَيِ أَحَدٌ لكَنِيّ فَكّرتُ فِي نفَسيِ وَ قُلتُ إِن سَأَلتُهُ مَالًا كَانَ إِلَي نَفَادٍ وَ إِن سَأَلتُهُ عُمُراً طَوِيلًا وَ أَولَاداً كَانَ عَاقِبَتُهُم المَوتَ قَالَ رَبِيعَةُ فَنَكَسَ رَأسَهُ سَاعَةً ثُمّ قَالَ أَفعَلُ ذَلِكَ فأَعَنِيّ بِكَثرَةِ السّجُودِ
40- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ كَانَ أَكثَمُ بنُ صيَفيِّ الأسَدَيِّ حَكِيماً مُقَدّماً عَاشَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ كَانَ مِمّن أَدرَكَ الإِسلَامَ وَ آمَنَ باِلنبّيِّص وَ مَاتَ قَبلَ أَن يَرَاهُ وَ روُيَِ أَنّهُ لَمّا سَمِعَ بِهِص بَعَثَ إِلَيهِ ابنَهُ وَ أَوصَاهُ بِوَصِيّةٍ حَسَنَةٍ وَ كَتَبَ مَعَهُ كِتَاباً يَقُولُ فِيهِ بِاسمِكَ أللّهُمّ مِنَ العَبدِ إِلَي العَبدِ فَأَبلِغنَا مَا بَلَغَكَ فَقَد أَتَانَا عَنكَ خَبَرٌ لَا ندَريِ مَا أَصلُهُ فَإِن كُنتَ أُرِيتَ فَأَرِنَا وَ إِن كُنتَ عُلّمتَ فَعَلّمنَا وَ أَشرِكنَا فِي كَنزِكَ وَ السّلَامُ فَكَتَبَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إِلَي أَكثَمَ بنِ صيَفيِّ أَحمَدُ اللّهَ إِلَيكَ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ أَن أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَقُولُهَا وَ آمُرُ النّاسَ بِهَا الخَلقُ خَلقُ اللّهِ وَ الأَمرُ كُلّهُ لِلّهِ خَلَقَهُم وَ أَمَاتَهُم وَ هُوَ يَنشُرُهُم وَ إِلَيهِ المَصِيرُ أَدّبتُكُم بِآدَابِ المُرسَلِينَ وَ لَتُسأَلُنّعَنِ النّبَإِ العَظِيمِوَ لَتَعلَمُنّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ فَلَمّا وَصَلَ كِتَابُ رَسُولِ اللّهِص إِلَيهِ جَمَعَ بنَيِ تَمِيمٍ وَ وَعَظَهُم وَ حَثّهُم عَلَي المَسِيرِ مَعَهُ إِلَيهِ وَ عَرّفَهُم وُجُوبَ ذَلِكَ عَلَيهِم فَلَم يُجِيبُوهُ وَ عِندَ ذَلِكَ سَارَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَحدَهُ وَ لَم يَتبَعهُ غَيرُ بَنِيهِ وَ بنَيِ بَنِيهِ وَ مَاتَ قَبلَ أَن يَصِلَ إِلَيهِص
41-أَقُولُ قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًقِيلَ نَزَلَت فِي ثَوبَانَ مَولَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ شَدِيدَ الحُبّ لِرَسُولِ اللّهِص قَلِيلَ الصّبرِ عَنهُ فَأَتَاهُ ذَاتَ يَومٍ وَ قَد تَغَيّرَ لَونُهُ وَ نَحَلَ جِسمُهُ فَقَالَص يَا ثَوبَانُ مَا غَيّرَ لَونَكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا بيِ مِن مَرَضٍ وَ لَا وَجَعٍ غَيرُ أنَيّ إِذَا لَم أَرَكَ اشتَقتُ إِلَيكَ حَتّي أَلقَاكَ ثُمّ ذَكَرتُ الآخِرَةَ فَأَخَافُ أَن لَا أَرَاكَ
صفحه : 88
هُنَاكَ لأِنَيّ عَرَفتُ أَنّكَ تَرفَعُ مَعَ النّبِيّينَ وَ أنَيّ إِن أُدخِلتُ الجَنّةَ كُنتُ فِي مَنزِلَةٍ أَدنَي مِن مَنزِلَتِكَ وَ إِن لَم أُدخَلِ الجَنّةَ فَلَا أَحسَبُ أَن أَرَاكَ أَبَداً فَنَزَلَتِ الآيَةُ ثُمّ قَالَص وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَا يُؤمِنَنّ عَبدٌ حَتّي أَكُونَ أَحَبّ إِلَيهِ مِن نَفسِهِ وَ أَبَوَيهِ وَ أَهلِهِ وَ وُلدِهِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ وَ قِيلَ إِنّ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا مَا ينَبغَيِ لَنَا أَن نُفَارِقَكَ فَإِنّا لَا نَرَاكَ إِلّا فِي الدّنيَا فَأَمّا فِي الآخِرَةِ فَإِنّكَ تُرفَعُ فَوقَنَا بِفَضلِكَ فَلَا نَرَاكَ فَنَزَلَتِ الآيَةُ عَن قَتَادَةَ وَ مَسرُوقٍ
42- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ بِالمَدِينَةِ رَجُلَانِ يُسَمّي أَحَدُهُمَا هِيتَ[هِيتاً] وَ الآخَرُ مَانِعٌ[مَاتِعاً]فَقَالَا لِرَجُلٍ وَ رَسُولُ اللّهِص يَسمَعُ إِذَا افتَتَحتُمُ الطّائِفَ إِن شَاءَ اللّهُ فَعَلَيكَ بِابنَةِ غَيلَانَ الثّقَفِيّةِ فَإِنّهَا شَمُوعٌ نَجلَاءُ مُبَتّلَةٌ هَيفَاءُ شَنبَاءُ إِذَا جَلَسَت تَثَنّت وَ إِذَا تَكَلّمَت غَنّت تُقبِلُ بِأَربَعٍ وَ تُدبِرُ بِثَمَانٍ بَينَ رِجلَيهَا مِثلُ القَدَحِ فَقَالَ النّبِيّص لَا أَرَاكُمَا مِن أوُليِ الإِربَةِ مِنَ الرّجَالِ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللّهِص فَعُزِبَ بِهِمَا إِلَي مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ الغَرَابَا وَ كَانَ يَتَسَوّقَانِ فِي كُلّ جُمُعَةٍ
بيان هذاالخبر مروي من طرق المخالفين أيضا قال في المغرب هيت من مخنثي المدينة وقيل هوتصحيف هنب بالنون والباء وخطئ قائله و في بعض شروحهم الشموع مثل السجود اللعب والمزاح و قدشمع يشمع شمعا وشموعا ومشمعة و في الحمل مبالغة في كثرة لعبها ومزاحها.أقول ويظهر من كتب اللغة أنه بفتح الشين قال في شمس العلوم الشموع المرأة المزاحة و في الصحاح الشموع من النساء اللعوب الضحوك نجلاء إما من نجلت الأرض اخضرت أي خضراء أو من النجل بالتحريك و هوسعة العين و الرجل أنجل والعين نجلاء و في النهاية يقال عين نجلاء أي واسعة مبتلة
صفحه : 89
يقال امرأة مبتلة بتشديد التاء مفتوحة أي تامة الخلق لم يركب لحمها بعضه علي بعض و لايوصف به الرجل ويجوز أن يقرأ منبتلة بالنون والباء الموحدة والتاء المكسورة نحو منقطعة لفظا ومعني أي منقطعة عن الزوج يعني أنها باكرة هيفاء الهيف محركة ضمر البطن والكشح ودقة الخاصرة رجل أهيف وامرأة هيفاء و في بعض النسخ بالقاف والأهيق الطويل العنق شنباء الشنب بالتحريك البياض والبريق والتحديد في الأسنان و في الصحاح الشنب حدة في الأسنان ويقال برد وعذوبة وامرأة شنباء بينة الشنب قال الجرمي سمعت الأصمعي يقول الشنب برد الفم والأسنان فقلت إن أصحابنا يقولون هوحدتها حين تطلع فيراد بذلك حداثتها وطراوتها لأنها إذاأتت عليها السنون احتكت فقال ما هو إلابردها قوله تثنت أي ترد بعض أعضائها علي بعض من ثني الشيء كسعي إذ رد بعضه علي بعض فتثني فيكون كناية عن سمنها أو من الثني بمعني ضم شيء إلي شيء و منه التثنية فالمعني أنها كانت تثني رجلا واحدة وتضع الأخري علي فخذها كما هوشأن المغرور بحسنه أوبجاهه من الشبان و أهل الدنيا أو من ثني العود إذاعطفه ومعناه إذاجلست انعطفت أعضاؤها وتمايلت كما هوشأن المتبختر والمتجبر الفخور أوأنها رشيقة القد ليس لها انعطاف إلا إذاجلست و في روايات العامة إذامشت تثنت و إذاجلست تبنت فالمعني أنها تتكبر في مشيتها وتتثني فيه وتتبختر قال الجزري في النهاية إذاقعدت تبنت أي فرجت رجليها لضخم ركبها كأنه شبهها بالقبة من الأدم وهي مبناة لسمنها وكثرة لحمها وقيل شبهها بها إذاضربت وطنبت انفرجت وكذلك هذه إذاقعدت تربعت وفرشت رجليها. قوله و إذاتكلمت غنت أقول في روايات العامة تغنت قال القاضي عياض هو من الغنة لا من الغناء أي تتغنن في كلامها وتدخل صوتها في الخيشوم و قدعد ذلك من علامات التجبر قوله تقبل بأربع أقول يحتمل وجوها الأول ماذكره المطرزي في المغرب حيث قال يعني أربع عكن تقبل بهن و
صفحه : 90
لهن أطراف أربعة من كل جانب فتصير ثماني تدبر بهن و قال المازري الأربع التي تقبل بهن هن من كل ناحية ثنتان ولكل واحدة طرفان فإذاأدبرت ظهرت الأطراف ثمانية.الثاني أن يراد بالأربع اليدان والثديان يعني أن هذه الأربعة بلغت في العظمة حدا توجب مشيها مكبة مثل الحيوانات التي تمشي علي أربع فإذاأقبلت أقبلت بهذه الأربع و لم يعتبر الرجلين لأنهما محجوبتان خلف الثديين لعظمتهما فلاتكونان مرئيتين عندالإقبال و إذاأدبرت أدبرت بها مع أربعة أخري وهي الرجلان والأليتان لأن جميع الثمانية عندالإدبار مرئية ويؤيده ماذكره الجزري حيث قال إن سعدا خطب امرأة بمكة فقيل إنها تمشي علي ست إذاأقبلت و علي أربع إذاأدبرت يعني بالست يديها ورجليها وثدييها يعني أنها لعظم يديها وثدييها كأنها تمشي مكبة والأربع رجلاها وأليتاها وإنهما كادتا تمسان الأرض لعظمهما وهي بنت غيلان الثقفية التي قيل فيهاتقبل بأربع وتدبر بثمان وكانت تحت عبدالرحمن بن عوف انتهي .الثالث أن يراد بالأربع الذوائب المرسلة في طرفي الوجه في كل طرف اثنتان مفتول ومرسل وبالثمان الذوائب المرسلة خلفها فإنهن كثيرا مايقسمنه ثمانية أقسام فالمقصود وصفها بكثرة الشعر.الرابع ماأفاده الوالد العلامة رحمه الله و هو أن يكون المراد بالأربع العينين والحاجبين أوالحاجب والعين والأنف والفم أومكان الأنف النحر أومثل ذلك وبالثمان تلك الأربع مع قلب الناظر ولسانه وعينيه أوقلبه وعقله ولسانه وعينه أوقلبه وعينه وأذنه ولسانه و هذامعني لطيف و إن كان الظاهر أنه لم يخطر ببال قائله . قوله مثل القدح شبه فرجها بالقدح في العظم وحسن الهيئة قوله ص لاأراكما من أولي الإربة أي ماكنت أظن أنكما من أولي الإربة أي الذين لهم حاجة إلي النساء بل كنت أظن أنكما لاتشتهيان النساء و لاتعرفان من حسنهن
صفحه : 91
ماتذكران فلذا نفاهما عن المدينة لأنهما كانا يدخلان علي النساء ويجلسان معهن قوله فعزب بهما علي بناء المفعول بالعين المهملة والزاء المعجمة كما في أكثر النسخ بمعني التبعيد والإخراج من موضع إلي آخر أوبالغين المعجمة والراء المهملة بمعني النفي عن البلد قوله ع يتسوقان أي يدخلان سوق المدينة للبيع والشراء.أقول قدأثبتنا في باب غزوة تبوك وقصة العقبة أحوال أصحاب العقبة وكفرهم وحال حذيفة و في باب أحوال سلمان أحوال جماعة و في أبواب غزوات النبي ص أحوال جماعة لاسيما في غزوة بدر وأحد وتبوك وحال زيد بن حارثة في باب أبي طالب و باب جعفر و باب قصة زينب وحال المستهزءين برسول الله ص في أبواب المعجزات وبعض أحوال جابر في غزوة الخندق وبعض أحوال حاطب بن أبي بلتعة في باب فتح مكة و في باب أحوال أزواج النبي ص و في باب العباس حديث الأخوات من أهل الجنة و في باب فتح مكة خبر بديل بن ورقاء الخزاعي و في باب بني المطلق ماصنع خالد بن الوليد لعنه الله بهم و في غزوة أحد حال أبي دجانة و في غزوة خيبر بعض أحوال أسامة بن زيد و في باب غصب لصوص الخلافة الجماعة الذين أنكروا علي أبي بكر ويظهر منه أحوال جماعة أخري و في أبواب الفتن إنكار أسامة بن زيد علي أبي بكر وإنكار أبي قحافة عليه و في احتجاج أمير المؤمنين ع علي جماعة من الصحابة في زمن معاوية مايظهر منه أحوال جماعة و في إرادة قتل خالد لأمير المؤمنين ع أيضا كذلك وسيظهر في أبواب احتجاجات الحسن بن علي ع وأصحابه علي معاوية أحوال جماعة وحال أبي الدرداء في باب عبادة علي ع وحال أم أيمن في باب ولادة الحسين ع وشقاوة أربعة استشهدهم أمير المؤمنين ع علي خلافته فكتموا فدعا عليهم وهم أنس بن مالك والبراء بن عازب الأنصاري والأشعث بن قيس الكندي وخالد بن يزيد البجلي في بابه وشقاوة سعد بن أبي وقاص في أحوال الحسين ع و أنه قال له أمير المؤمنين ع ما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا و في أصلها
صفحه : 92
شيطان جالس و في باب الأذان بعض أحوال بلال و في أبواب أحوال الباقر ع بعض فضائل جابر بن عبد الله الأنصاري وحال طلحة والزبير لعنهما الله في أبواب كتاب الفتن و في أخبار الغدير حال أبي سعيد الخدري وجماعة و في أبواب الفضائل أخبارا كثيرة عن أبي سعيد و في باب وجوب ولايتهم ع فضلا عظيما لسعد بن معاذ وكذا في باب فضائل أصحاب الكساء
43- لي ،[الأمالي للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن خَالِدِ بنِ حَمّادٍ الأسَدَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَنِ الأَعمَشِ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ قَالَ سُئِلَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ ذَاكَ خَيرُ خَلقِ اللّهُ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مَا خَلَا النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَخلُق خَلقاً بَعدَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ أَكرَمَ عَلَيهِ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ بَعدَهُ قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِيمَن يُبغِضُهُ وَ يَنتَقِصُهُ فَقَالَ لَا يُبغِضُهُ إِلّا كَافِرٌ وَ لَا يَنتَقِصُهُ إِلّا مُنَافِقٌ قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِيمَن يَتَوَلّاهُ وَ يَتَوَلّي الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ بَعدَهُ فَقَالَ إِنّ شِيعَةَ عَلِيّ ع وَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ هُمُ الفَائِزُونَ الآمِنُونَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ مَا تَرَونَ لَو أَنّ رَجُلًا خَرَجَ يَدعُو النّاسَ إِلَي ضَلَالَةٍ مَن كَانَ أَقرَبَ النّاسِ مِنهُ قَالُوا شِيعَتُهُ وَ أَنصَارُهُ قَالَ فَلَو أَنّ رَجُلًا خَرَجَ يَدعُو النّاسَ إِلَي هُدًي مَن كَانَ أَقرَبَ النّاسِ مِنهُ قَالُوا شِيعَتُهُ وَ أَنصَارُهُ قَالَ فَكَذَلِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ يَومَ القِيَامَةِ أَقرَبُ النّاسِ مِنهُ شِيعَتُهُ وَ أَنصَارُهُ
44-فس ،[تفسير القمي]يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبتُم فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَ لَستَ مُؤمِناً تَبتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدّنيافَإِنّهَا نَزَلَت لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَزوَةِ خَيبَرَ وَ بَعَثَ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ فِي خَيلٍ إِلَي بَعضِ قُرَي اليَهُودِ فِي نَاحِيَةِ فَدَكَ لِيَدعُوَهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ كَانَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ يُقَالُ لَهُ مِردَاسُ بنُ نَهِيكٍ الفدَكَيِّ فِي بَعضِ القُرَي فَلَمّا أَحَسّ بِخَيلِ رَسُولِ اللّهِص جَمَعَ أَهلَهُ وَ مَالَهُ وَ صَارَ فِي نَاحِيَةِ الجَبَلِ فَأَقبَلَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ
صفحه : 93
اللّهِ فَمَرّ بِهِ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ فَطَعَنَهُ وَ قَتَلَهُ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص قَتَلتَ رَجُلًا شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّمَا قَالَهَا تَعَوّذاً مِنَ القَتلِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلَا شَقَقتَ الغِطَاءَ عَن قَلبِهِ لَا مَا قَالَ بِلِسَانِهِ قَبِلتَ وَ لَا مَا كَانَ فِي نَفسِهِ عَلِمتَ فَحَلَفَ أُسَامَةُ بَعدَ ذَلِكَ أَنّهُ لَا يَقتُلُ أَحَداً شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص فَتَخَلّفَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي حُرُوبِهِ وَ أَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَوَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَ لَستَ مُؤمِناً تَبتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدّنيا فَعِندَ اللّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنتُم مِن قَبلُ فَمَنّ اللّهُ عَلَيكُم فَتَبَيّنُوا إِنّ اللّهَ كانَ بِما تَعمَلُونَ خَبِيراً
45- فس ،[تفسير القمي] أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّهُم آمَنُوا بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَ ما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحاكَمُوا إِلَي الطّاغُوتِ وَ قَد أُمِرُوا أَن يَكفُرُوا بِهِفَإِنّهَا نَزَلَت فِي الزّبَيرِ بنِ العَوّامِ فَإِنّهُ نَازَعَ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ فِي حَدِيقَةٍ فَقَالَ الزّبَيرُ نَرضَي بِابنِ شَيبَةَ اليهَوُديِّ وَ قَالَ اليهَوُديِّ نَرضَي بِمُحَمّدٍ وَ أَنزَلَ اللّهُأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّهُم آمَنُوا بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَ ما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحاكَمُوا إِلَي الطّاغُوتِ وَ قَد أُمِرُوا أَن يَكفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشّيطانُ أَن يُضِلّهُم ضَلالًا بَعِيداً وَ إِذا قِيلَ لَهُم تَعالَوا إِلي ما أَنزَلَ اللّهُ وَ إِلَي الرّسُولِ رَأَيتَ المُنافِقِينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدُوداً وَ هُم أَعدَاءُ آلِ مُحَمّدٍ كُلّهُم جَرَت فِيهِم هَذِهِ الآيَةُ
46-فس ،[تفسير القمي]وَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌنَزَلَت فِي أَبِي لُبَابَةَ بنِ عَبدِ المُنذِرِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا حَاصَرَ بنَيِ قُرَيظَةَ قَالُوا لَهُ ابعَث إِلَينَا أَبَا لُبَابَةَ نَستَشِيرُهُ
صفحه : 94
فِي أَمرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا لُبَابَةَ ائتِ حُلَفَاءَكَ وَ مَوَالِيَكَ فَأَتَاهُم فَقَالُوا لَهُ يَا بَا لُبَابَةَ مَا تَرَي أَ نَنزِلُ عَلَي حُكمِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ انزِلُوا وَ اعلَمُوا أَنّ حُكمَهُ فِيكُم هُوَ الذّبحُ وَ أَشَارَ إِلَي حَلقِهِ ثُمّ نَدِمَ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ خُنتُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ نَزَلَ مِن حِصنِهِم وَ لَم يَرجِع إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ مَرّ إِلَي المَسجِدِ وَ شَدّ فِي عُنُقِهِ حَبلًا ثُمّ شَدّهُ إِلَي الأُسطُوَانَةِ التّيِ كَانَت تُسَمّي أُسطُوَانَةَ التّوبَةِ فَقَالَ لَا أَحُلّهُ حَتّي أَمُوتَ أَو يَتُوبَ اللّهُ عَلَيّ فَبَلَغَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ أَمَا لَو أَتَانَا لَاستَغفَرنَا اللّهَ لَهُ فَأَمّا إِذَا قَصَدَ إِلَي رَبّهِ فَاللّهُ أَولَي بِهِ وَ كَانَ أَبُو لُبَابَةَ يَصُومُ النّهَارَ وَ يَأكُلُ بِاللّيلِ مَا يُمسِكُ رَمَقَهُ وَ كَانَت بِنتُهُ تَأتِيهِ بِعَشَائِهِ وَ تَحُلّهُ عِندَ قَضَاءِ الحَاجَةِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ذَلِكَ وَ رَسُولُ اللّهِ فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ نَزَلَت تَوبَتُهُ فَقَالَ يَا أُمّ سَلَمَةَ قَد تَابَ اللّهُ عَلَي أَبِي لُبَابَةَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فَأُؤذِنُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَتَفعَلَنّ فَأَخرَجَت رَأسَهَا مِنَ الحُجرَةِ فَقَالَت يَا أَبَا لُبَابَةَ أَبشِر قَد تَابَ اللّهُ عَلَيكَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ فَوَثَبَ المُسلِمُونَ يَحُلّونَهُ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ حَتّي يحَلُنّيِ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا أَبَا لُبَابَةَ قَد تَابَ اللّهُ عَلَيكَ تَوبَةً لَو وُلِدتَ مِن أُمّكَ يَومَكَ هَذَا لَكَفَاكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فَأَتَصَدّقُ بمِاَليِ كُلّهِ قَالَ لَا قَالَ فَبِثُلُثَيهِ قَالَ لَا قَالَ فَبِنِصفِهِ قَالَ لَا قَالَ فَبِثُلُثِهِ قَالَ نَعَم فَأَنزَلَ اللّهُوَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً إِلَي قَولِهِأَنّ اللّهَ هُوَ يَقبَلُ التّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَ يَأخُذُ الصّدَقاتِ وَ أَنّ اللّهَ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ
47-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَالمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم أَبُو سُفيَانَ بنُ حَربِ بنِ أُمَيّةَ وَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو وَ هُوَ مِن بنَيِ عَامِرِ بنِ لؤُيَّ وَ
صفحه : 95
هَمّامُ بنُ عَمرٍو وَ أَخُوهُ وَ صَفوَانُ بنُ أُمَيّةَ بنِ خَلَفٍ القرُشَيِّ ثُمّ الجمُحَيِّ وَ الأَقرَعُ بنُ حَابِسٍ التمّيِميِّ ثُمّ أَحَدُ بنَيِ حَازِمٍ وَ عُيَينَةُ بنُ حِصنٍ الفزَاَريِّ وَ مَالِكُ بنُ عَوفٍ وَ عَلقَمَةُ بنُ عَلَانَةَ بلَغَنَيِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يعُطيِ الرّجُلَ مِنهُم مِائَةً مِنَ الإِبِلِ وَ رُعَاتِهَا وَ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ وَ أَقَلّ
48- فس ،[تفسير القمي] وَ مِنهُمُ الّذِينَ يُؤذُونَ النّبِيّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌفَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ نُفَيلٍ كَانَ مُنَافِقاً وَ كَانَ يَقعُدُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَيَسمَعُ كَلَامَهُ وَ يَنقُلُهُ إِلَي المُنَافِقِينَ وَ يَنُمّ عَلَيهِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَجُلًا مِنَ المُنَافِقِينَ يَنُمّ عَلَيكَ وَ يَنقُلُ حَدِيثَكَ إِلَي المُنَافِقِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن هُوَ فَقَالَ الرّجُلُ الأَسوَدُ كَثِيرُ شَعرِ الرّأسِ يَنظُرُ بِعَينَينِ كَأَنّهُمَا قِدرَانِ وَ يَنطِقُ بِلِسَانِ شَيطَانٍ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللّهِ فَأَخبَرَهُ فَحَلَفَ أَنّهُ لَم يَفعَل فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد قَبِلتُ مِنكَ فَلَا تَقعُد فَرَجَعَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ إِنّ مُحَمّداً أُذُنٌ أَخبَرَهُ اللّهُ أنَيّ أَنُمّ عَلَيهِ وَ أَنقُلُ أَخبَارَهُ فَقَبِلَ وَ أَخبَرتُهُ أنَيّ لَم أَفعَل فَقَبِلَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِوَ مِنهُمُ الّذِينَ يُؤذُونَ النّبِيّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُل أُذُنُ خَيرٍ لَكُم يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ يُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ أَي يُصَدّقُ اللّهَ فِيمَا يَقُولُ لَهُ وَ يُصَدّقُكَ فِيمَا تَعتَذِرُ إِلَيهِ فِي الظّاهِرِ وَ لَا يُصَدّقُكَ فِي البَاطِنِ قَولُهُوَ يُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَيعَنيِ المُقِرّينَ بِالإِيمَانِ مِن غَيرِ اعتِقَادٍ
صفحه : 96
49- فس ،[تفسير القمي] يَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَ كَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِم قَالَ نَزَلَت فِي الّذِينَ تَحَالَفُوا فِي الكَعبَةِ أَن لَا يَرُدّوا هَذَا الأَمرَ فِي بنَيِ هَاشِمٍ فهَيَِ كَلِمَةُ الكُفرِ ثُمّ قَعَدُوا لِرَسُولِ اللّهِص فِي العَقَبَةِ وَ هَمّوا بِقَتلِهِ وَ هُوَ قَولُهُوَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا ثُمّ ذَكَرَ البُخَلَاءَ وَ سَمّاهُم مُنَافِقِينَ وَ كَاذِبِينَ فَقَالَوَ مِنهُم مَن عاهَدَ اللّهَ لَئِن آتانا مِن فَضلِهِ إِلَي قَولِهِوَ بِما كانُوا يَكذِبُونَ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ هُوَ ثَعلَبَةُ بنُ خَاطِبِ بنِ عَمرِو بنِ عَوفٍ كَانَ مُحتَاجاً فَعَاهَدَ اللّهَ فَلَمّا آتَاهُ اللّهُ بَخِلَ بِهِ ثُمّ ذَكَرَ المُنَافِقِينَ فَقَالَأَ لَم يَعلَمُوا أَنّ اللّهَ يَعلَمُ سِرّهُم وَ نَجواهُمالآيَةَ وَ أَمّا قَولُهُالّذِينَ يَلمِزُونَ المُطّوّعِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ فِي الصّدَقاتِ وَ الّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرُونَ مِنهُمفَجَاءَ سَالِمُ بنُ عُمَيرٍ الأنَصاَريِّ بِصَاعٍ مِن تَمرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كُنتُ ليَلتَيِ أَخبِزُ لِجَرِيرٍ حَتّي نِلتُ صَاعَينِ تَمراً أَمّا أَحَدُهُمَا فَأَمسَكتُهُ وَ أَمّا الآخَرُ فَأَقرَضتُهُ ربَيّ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَن يَنثُرَهُ فِي الصّدَقَاتِ فَسَخِرَ مِنهُ المُنَافِقُونَ فَقَالُوا وَ اللّهِ إِن كَانَ اللّهُ يغُنيِ عَن هَذَا الصّاعِ مَا يَصنَعُ اللّهُ بِصَاعِهِ شَيئاً وَ لَكِنّ أَبَا عَقِيلٍ أَرَادَ أَن يَذكُرَ نَفسَهُ لِيُعطَي مِنَ الصّدَقَاتِ فَقَالَسَخِرَ اللّهُ مِنهُم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ قَولُهُاستَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعِينَ مَرّةً فَلَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُم قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ إِنّهَا نَزَلَت لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ وَ مَرِضَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ وَ كَانَ ابنُهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ اللّهِ مُؤمِناً فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَبُوهُ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ إِنّكَ إِن لَم تَأتِ أَبِي كَانَ ذَلِكَ عَاراً عَلَينَا فَدَخَلَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص
صفحه : 97
وَ المُنَافِقُونَ عِندَهُ فَقَالَ ابنُهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ استَغفِرِ اللّهَ لَهُ فَاستَغفَرَ لَهُ فَقَالَ عُمَرُ أَ لَم يَنهَكَ اللّهُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَن تصُلَيَّ عَلَيهِم أَو تَستَغفِرَ لَهُم فَأَعرَضَ عَنهُ رَسُولُ اللّهِص وَ أَعَادَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ وَيلَكَ إنِيّ خُيّرتُ فَاختَرتُ إِنّ اللّهَ يَقُولُاستَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعِينَ مَرّةً فَلَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُم فَلَمّا مَاتَ عَبدُ اللّهِ جَاءَ ابنُهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ إِن رَأَيتَ أَن تَحضُرَ جَنَازَتَهُ فَحَضَرَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَامَ عَلَي قَبرِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَم يَنهَكَ اللّهُ أَن تصُلَيَّعَلي أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَداً وَ أَن تَقُومَ عَلَي قَبرِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص وَيلَكَ وَ هَل تدَريِ مَا قُلتُ إِنّمَا قُلتُ أللّهُمّ احشُ قَبرَهُ نَاراً وَ جَوفَهُ نَاراً وَ أَصلِهِ النّارَ فَبَدَا مِن رَسُولِ اللّهِص مَا لَم يَكُن يُحِبّ قَالَ وَ لَمّا قَدِمَ النّبِيّص مِن تَبُوكَ كَانَ أَصحَابُهُ المُؤمِنُونَ يَتَعَرّضُونَ لِلمُنَافِقِينَ وَ يُؤذُونَهُم فَكَانُوا يَحلِفُونَ لَهُم أَنّهُم عَلَي الحَقّ وَ لَيسَ هُم بِمُنَافِقِينَ لكِيَ يُعرِضُوا عَنهُم وَ يَرضَوا عَنهُم فَأَنزَلَ اللّهُسَيَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِم لِتُعرِضُوا عَنهُم فَأَعرِضُوا عَنهُم إِنّهُم رِجسٌ وَ مَأواهُم جَهَنّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكسِبُونَ يَحلِفُونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم فَإِن تَرضَوا عَنهُم فَإِنّ اللّهَ لا يَرضي عَنِ القَومِ الفاسِقِينَ ثُمّ وَصَفَ الأَعرَابَ فَقَالَالأَعرابُ أَشَدّ كُفراً وَ نِفاقاً إِلَي قَولِهِإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
50-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن أَبِي الطّيّارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع المُرجَونَلِأَمرِ اللّهِقَومٌ كَانُوا مُشرِكِينَ قَتَلُوا حَمزَةَ وَ جَعفَراً وَ أَشبَاهَهُمَا مِنَ المُؤمِنِينَ ثُمّ دَخَلُوا بَعدَ ذَلِكَ فِي الإِسلَامِ فَوَحّدُوا اللّهَ وَ تَرَكُوا الشّركَ
صفحه : 98
وَ لَم يَعرِفُوا الإِيمَانَ بِقُلُوبِهِم فَيَكُونُوا مِنَ المُؤمِنِينَ فَتَجِبَ لَهُمُ الجَنّةُ وَ لَم يَكُونُوا عَلَي جُحُودِهِم فَيَجِبَ لَهُمُ النّارُ فَهُم عَلَي تِلكَ الحَالَةِمُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم
51- فس ،[تفسير القمي] وَ لكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدراًفَهُوَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَعدِ بنِ أَبِي سَرحِ بنِ الحَارِثِ مِن بنَيِ لوُيَّ يَقُولُ اللّهُ فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللّهِ وَ لَهُم عَذَابٌ عَظِيمٌ ذَلِكَ بِأَنّهُمُ استَحَبّوا الحَيَاةَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ وَ أَنّ اللّهَ لَا يهَديِ القَومَ الظّالِمِينَ ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ خَتَمَ عَلَي سَمعِهِم وَ أَبصَارِهِم وَ قُلُوبِهِم وَ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ لَا جَرَمَ أَنّهُم فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخسَرُونَ هَكَذَا فِي قِرَاءَةِ ابنِ مَسعُودٍ هَذَا كُلّهُ فِي عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدِ بنِ أَبِي سَرحٍ كَانَ عَامِلًا لِعُثمَانَ بنِ عَفّانَ عَلَي مِصرَ وَ نَزَلَ فِيهِ أَيضاًوَ مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ وَ لَو تَري إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ المَوتِ
52- فس ،[تفسير القمي] قَولُهُوَ يَقُولُونَ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِالرّسُولِ وَ أَطَعنا إِلَي قَولِهِوَ ما أُولئِكَ بِالمُؤمِنِينَ
فَإِنّهُ حدَثّنَيِ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ عُثمَانَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ بَينَهُمَا مُنَازَعَةٌ فِي حَدِيقَةٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تَرضَي بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ لِعُثمَانَ لَا تُحَاكِمهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَإِنّهُ يَحكُمُ لَهُ عَلَيكَ وَ لَكِن حَاكِمهُ إِلَي ابنِ شَيبَةَ اليهَوُديِّ فَقَالَ عُثمَانُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَا أَرضَي إِلّا بِابنِ شَيبَةَ اليهَوُديِّ فَقَالَ ابنُ شَيبَةَ لِعُثمَانَ تَأتَمِنُونَ مُحَمّداً عَلَي وحَيِ السّمَاءِ وَ تَتّهِمُونَهُ فِي الأَحكَامِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِوَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ
صفحه : 99
لِيَحكُمَ بَينَهُم إِلَي قَولِهِبَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ
53- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ عَن جَابِرٍ فَقَالَ رَحِمَ اللّهُ جَابِراً بَلَغَ مِن فِقهِهِ أَنّهُ كَانَ يَعرِفُ تَأوِيلَ هَذِهِ الآيَةِإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍيعَنيِ الرّجعَةَ
54- فس ،[تفسير القمي] قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا مَرّ بِعَمرِو بنِ العَاصِ وَ عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ وَ هُمَا فِي حَائِطٍ يَشرَبَانِ وَ يُغَنّيَانِ بِهَذَا البَيتِ فِي حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ حِينَ قُتِلَ كَم مِن حوَاَريِّ تَلُوحُ عِظَامَهُ وَرَاءَ الحَربِ عَنهُ أَن يُجَرّ فَيُقبَرَا فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ العَنهُمَا وَ اركُسهُمَا فِي الفِتنَةِ رَكساً وَ دُعّهُمَا إِلَي النّارِ دَعّاً
55- فس ،[تفسير القمي] فَإِذَا استَأذَنُوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم فَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُم قَالَ نَزَلَت فِي حَنظَلَةَ بنِ أَبِي عَامِرٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ تَزَوّجَ فِي اللّيلَةِ التّيِ كَانَ فِي صُبحِهَا حَربُ أُحُدٍ فَاستَأذَنَ رَسُولَ اللّهِص أَن يُقِيمَ عِندَ أَهلِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَفَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُمفَأَقَامَ عِندَ أَهلِهِ ثُمّ أَصبَحَ وَ هُوَ جُنُبٌ فَحَضَرَ القِتَالَ فَاستُشهِدَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ المَلَائِكَةَ تُغَسّلُ حَنظَلَةَ بِمَاءِ المُزنِ فِي صِحَافِ فِضّةٍ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَكَانَ يُسَمّي غَسِيلَ المَلَائِكَةِ
56-فس ،[تفسير القمي]فَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي وَ صَدّقَ بِالحُسني فَسَنُيَسّرُهُ لِليُسري
صفحه : 100
قَالَ نَزَلَت فِي رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ كَانَت لَهُ نَخلَةٌ فِي دَارِ رَجُلٍ فَكَانَ يَدخُلُ عَلَيهِ بِغَيرِ إِذنٍ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِصَاحِبِ النّخلَةِ بعِنيِ نَخلَتَكَ هَذِهِ بِنَخلَةٍ فِي الجَنّةِ فَقَالَ لَا أَفعَلُ قَالَ فَبِعنِيهَا بِحَدِيقَةٍ فِي الجَنّةِ فَقَالَ لَا أَفعَلُ وَ انصَرَفَ فَمَضَي إِلَيهِ أَبُو الدّحدَاحِ وَ اشتَرَاهَا مِنهُ وَ أَتَي النّبِيّص فَقَالَ أَبُو الدّحدَاحِ يَا رَسُولَ اللّهِ خُذهَا وَ اجعَل لِي فِي الجَنّةِ التّيِ قُلتَ لِهَذَا فَلَم يَقبَلهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَكَ فِي الجَنّةِ حَدَائِقُ وَ حَدَائِقُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَفَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي وَ صَدّقَ بِالحُسنييعَنيِ أَبَا الدّحدَاحِفَسَنُيَسّرُهُ لِليُسري وَ أَمّا مَن بَخِلَ وَ استَغني وَ كَذّبَ بِالحُسني فَسَنُيَسّرُهُ لِلعُسري وَ ما يغُنيِ عَنهُ مالُهُ إِذا تَرَدّييعَنيِ إِذَا مَاتَإِنّ عَلَينا لَلهُدي قَالَ عَلَينَا أَن نُبَيّنَ لَهُم قَولُهُفَأَنذَرتُكُم ناراً تَلَظّي أَي تَلتَهِبُ عَلَيهِملا يَصلاها إِلّا الأَشقَييعَنيِ هَذَا ألّذِي بَخِلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ سَيُجَنّبُهَا الأَتقَي ألّذِي قَالَ أَبُو الدّحدَاحِ وَ قَالَ اللّهُوَ ما لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِعمَةٍ تُجزي قَالَ لَيسَ لِأَحَدٍ عِندَ اللّهِ يدَعّيِ رَبّهُ بِمَا فَعَلَهُ لِنَفسِهِ وَ إِن جَازَاهُ فَبِفَضلِهِ يَفعَلُ وَ هُوَ قَولُهُإِلّا ابتِغاءَ وَجهِ رَبّهِ الأَعلي وَ لَسَوفَ يَرضي أَي يَرضَي عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ يَرضَوا كَذَا عَنهُ
57- فس ،[تفسير القمي] فَليَدعُ نادِيَهُ قَالَ لَمّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ فَنَادَي أَبُو جَهلٍ وَ الوَلِيدُ عَلَيهِمَا لَعَائِنُ اللّهِ هَلُمّ فَاقتُلُوا مُحَمّداً فَقَد مَاتَ ألّذِي كَانَ نَاصِرَهُ فَقَالَ اللّهُفَليَدعُ نادِيَهُ سَنَدعُ الزّبانِيَةَ قَالَ كَمَا دَعَا إِلَي قَتلِ رَسُولِ اللّهِص نَحنُ أَيضاً نَدعُ الزّبَانِيَةَ
صفحه : 101
58- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ فِي تَفسِيرِوَ اللّيلِ إِذا يَغشي قَالَ إِنّ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ كَانَ لِرَجُلٍ فِي حَائِطِهِ نَخلَةٌ وَ كَانَ يُضِرّ بِهِ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَدَعَاهُ فَقَالَ أعَطنِيِ نَخلَتَكَ بِنَخلَةٍ فِي الجَنّةِ فَأَبَي فَبَلَغَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ يُكَنّي أَبَا الدّحدَاحِ جَاءَ إِلَي صَاحِبِ النّخلَةِ فَقَالَ بعِنيِ نَخلَتَكَ بحِاَئطِيِ فَبَاعَهُ فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدِ اشتَرَيتُ نَخلَةَ فُلَانٍ بحِاَئطِيِ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص فَلَكَ بَدَلَهَا نَخلَةٌ فِي الجَنّةِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي نَبِيّهِص وَ ما خَلَقَ الذّكَرَ وَ الأُنثي إِنّ سَعيَكُم لَشَتّي فَأَمّا مَن أَعطييعَنيِ النّخلَةَوَ اتّقي وَ صَدّقَ بِالحُسنيبِوَعدِ رَسُولِ اللّهِص فَسَنُيَسّرُهُ لِليُسري...وَ ما يغُنيِ عَنهُ مالُهُ إِذا تَرَدّي إِنّ عَلَينا لَلهُديفَقُلتُ لَهُ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّ عَلَينا لَلهُدي قَالَ اللّهُيهَديِ مَن يَشاءُ وَيُضِلّ مَن يَشاءُفَقُلتُ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ إِنّ قَوماً مِن أَصحَابِنَا يَزعُمُونَ أَنّ المَعرِفَةَ مُكتَسَبَةٌ وَ أَنّهُم إِذَا نَظَرُوا مِن وَجهِ النّظَرِ أَدرَكُوا فَأَنكَرَ ذَلِكَ وَ قَالَ فَمَا لِهَؤُلَاءِ القَومِ لَا يَكتَسِبُونَ الخَيرَ لِأَنفُسِهِم لَيسَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ إِلّا وَ هُوَ يُحِبّ أَن يَكُونَ هُوَ خَيراً مِمّن هُوَ مِنهُ هَؤُلَاءِ بنَيِ هَاشِمٍ مَوضِعُهُم مَوضِعُهُم وَ قَرَابَتُهُم قَرَابَتُهُم وَ هُم أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ مِنكُم أَ فَتَرَونَ أَنّهُم لَا يَنظُرُونَ لِأَنفُسِهِم وَ قَد عَرَفتُم وَ لَم يَعرِفُوا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَوِ استَطَاعَ النّاسُ لَأَحَبّونَا
59- ب ،[قرب الإسناد]عَنهُمَا عَن حَنَانٍ قَالَ سَأَلَ صَدَقَةُ بنُ مُسلِمٍ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا عِندَهُ فَقَالَ مَنِ الشّاهِدُ عَلَي فَاطِمَةَ بِأَنّهَا لَا تَرِثُ أَبَاهَا فَقَالَ شَهِدَت عَلَيهَا عَائِشَةُ وَ حَفصَةُ وَ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ يُقَالُ لَهُ أَوسُ بنُ الحَدَثَانِ مِن بنَيِ نَصرٍ شَهِدُوا عِندَ أَبِي بَكرٍ بِأَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَا أُورَثُ[أُوَرّثُ]فَمَنَعُوا فَاطِمَةَ ع مِيرَاثَهَا مِن أَبِيهَا
صفحه : 102
60- ل ،[الخصال ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ كَانُوا يَكذِبُونَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَبُو هُرَيرَةَ وَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَ امرَأَةٌ
أقول سيأتي بإسناده في باب عائشة
61- ل ،[الخصال ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ البزَنَطيِّ مَعاً عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَن جَمَاعَةِ مَشِيخَةٍ قَالُوا اختَارَ رَسُولُ اللّهِص مِن أُمّتِهِ اثنيَ عَشَرَ نَقِيباً أَشَارَ إِلَيهِم جَبرَئِيلُ وَ أَمَرَهُ بِاختِيَارِهِم كَعِدّةِ نُقَبَاءِ مُوسَي تِسعَةً مِنَ الخَزرَجِ وَ ثَلَاثَةً مِنَ الأَوسِ فَمِنَ الخَزرَجِ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ البَرَاءُ بنُ مُعَاوِيَةَ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ حَمّامٍ وَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ رَافِعُ بنُ مَالِكٍ وَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ وَ المُنذِرُ بنُ عَمرٍو وَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ سَعدُ بنُ الرّبِيعِ وَ مِنَ القَوَافِلِ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ وَ مَعنَي القَوَافِلِ أَنّ الرّجُلَ مِنَ العَرَبِ كَانَ إِذَا دَخَلَ يَثرِبَ يجَيِءُ إِلَي رَجُلٍ مِن أَشرَافِ الخَزرَجِ فَيَقُولُ لَهُ أجَرِنيِ مَا دُمتُ بِهَا مِن أَن أُظلَمَ فَيَقُولُ قوفل حَيثُ شِئتَ فَأَنتَ فِي جوِاَريِ فَلَا يَتَعَرّضُ لَهُ أَحَدٌ وَ مِنَ الأَوسِ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ سَعدُ بنُ خَيثَمَةَ
قال الصدوق رحمه الله و قدأخرجت قصتهم في كتاب النبوة والنقيب الرئيس من العرفاء و قدقيل إنه الضمين و قدقيل إنه الأمين و قدقيل إنه الشهيد علي قومه وأصل النقيب في اللغة من النقب و هوالثقب الواسع فقيل
صفحه : 103
نقيب القوم لأنه ينقب عن أحوالهم كماينقب عن الأسرار و عن مكنون الإضمار ومعني قول الله عز و جل وَ بَعَثنا مِنهُمُ اثنيَ عَشَرَ نَقِيباً هو أنه أخذ من كل سبط منهم ضمينا بما عقد عليهم من الميثاق في أمر دينهم و قدقيل إنهم بعثوا إلي الجبارين ليقفوا علي أحوالهم ويرجعوا بذلك إلي نبيهم موسي ع فرجعوا ينهون قومهم عن قتالهم لمارأوا من شدة بأسهم وعظم خلقهم والقصة معروفة و كان مرادنا ذكر معني النقيب في اللغة و الله الموفق للصواب .أقول سيأتي بعض أخبار الباب في باب مثالب الثلاثة لعنهم الله
62- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ اللّهِ العنَزَيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الأَسوَدِ اليشَكرُيِّ عَن عَونِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَوماً وَ هُوَ نَائِمٌ وَ حَيّةٌ فِي جَانِبِ البَيتِ فَكَرِهتُ أَن أَقتُلَهَا فَأُوقِظَ النّبِيّص فَظَنَنتُ أَنّهُ يُوحَي إِلَيهِ فَاضطَجَعتُ بَينَهُ وَ بَينَ الحَيّةِ فَقُلتُ إِن كَانَ مِنهَا سُوءٌ كَانَ إلِيَّ دُونَهُ فَمَكَثتُ هُنَيهَةً فَاستَيقَظَ النّبِيّص وَ هُوَ يَقرَأُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِ الآيَةِ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَتَمّ لعِلَيِّ نِعمَتَهُ وَ هَنِيئاً لَهُ بِفَضلِ اللّهِ ألّذِي آتَاهُ ثُمّ قَالَ لِي مَا لَكَ هَاهُنَا فَأَخبَرتُهُ بِخَبَرِ الحَيّةِ فَقَالَ لِي اقتُلهَا فَفَعَلتُ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ كَيفَ أَنتَ وَ قَومٌ يُقَاتِلُونَ عَلِيّاً وَ هُوَ عَلَي الحَقّ وَ هُم عَلَي البَاطِلِ جِهَادُهُم حَقّ لِلّهِ عَزّ اسمُهُ فَمَن لَم يَستَطِع فَبِقَلبِهِ لَيسَ وَرَاءَهُ شَيءٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي إِن أَدرَكتُهُم أَن يقُوَيّنَيِ عَلَي قِتَالِهِم قَالَ فَدَعَا النّبِيّص وَ قَالَ إِنّ لِكُلّ نبَيِّ أَمِيناً وَ إِنّ أمَيِنيِ أَبُو رَافِعٍ قَالَ فَلَمّا بَايَعَ النّاسُ عَلِيّاً بَعدَ عُثمَانَ وَ سَارَ طَلحَةُ وَ الزّبَيرُ ذَكَرتُ قَولَ النّبِيّص فَبِعتُ داَريِ بِالمَدِينَةِ وَ أَرضاً لِي
صفحه : 104
بِخَيبَرَ وَ خَرَجتُ بنِفَسيِ وَ ولُديِ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لِأُستَشهَدَ بَينَ يَدَيهِ فَلَم أُدرِك مَعَهُ حَتّي عَادَ مِنَ البَصرَةِ وَ خَرَجتُ مَعَهُ إِلَي صِفّينَ فَقَاتَلتُ بَينَ يَدَيهِ بِهَا وَ بِالنّهرَوَانِ أَيضاً وَ لَم أَزَل مَعَهُ حَتّي استُشهِدَ فَرَجَعتُ إِلَي المَدِينَةِ وَ لَيسَ لِي بِهَا دَارٌ وَ لَا أَرضٌ فأَعَطاَنيِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع أَرضاً بِيَنبُعَ وَ قَسَمَ لِي شَطرَ دَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَنَزَلتُهَا وَ عيِاَليِ
63-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي خَالِدٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن رَبِيعَةَ السعّديِّ قَالَأَتَيتُ حُذَيفَةَ بنَ اليَمَانِ فَقُلتُ لَهُ حدَثّنيِ بِمَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ رَأَيتَهُ يَعمَلُ بِهِ فَقَالَ عَلَيكَ بِالقُرآنِ فَقُلتُ لَهُ قَد قَرَأتُ القُرآنَ وَ إِنّمَا جِئتُكَ لتِحُدَثّنَيِ بِمَا لَم أَرَهُ وَ لَم أَسمَعهُ مِن رَسُولِ اللّهِص أللّهُمّ إنِيّ أُشهِدُكَ عَلَي حُذَيفَةَ أنَيّ أَتَيتُهُ ليِحُدَثّنَيِ فَإِنّهُ قَد سَمِعَ وَ كَتَمَ قَالَ فَقَالَ حُذَيفَةُ قَد أَبلَغتَ فِي الشّدّةِ ثُمّ قَالَ لِي خُذهَا قَصِيرَةً مِن طَوِيلَةٍ وَ جَامِعَةً لِكُلّ أَمرِكَ إِنّ آيَةَ الجَنّةِ فِي هَذِهِ الأُمّةِ لَيَأكُلُ الطّعَامَ وَ يمَشيِ فِي الأَسوَاقِ فَقُلتُ لَهُ فَبَيّن لِي آيَةَ الجَنّةِ فَأَتّبِعَهَا وَ آيَةَ النّارِ فَأَتّقِيَهَا فَقَالَ لِي وَ ألّذِي نَفسُ حُذَيفَةَ بِيَدِهِ إِنّ آيَةَ
صفحه : 105
الجَنّةِ وَ الهُدَاةَ إِلَيهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لَأَئِمّةُ آلِ مُحَمّدٍ وَ إِنّ آيَةَ النّارِ وَ الدّعَاةَ إِلَيهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لَأَعدَاؤُهُم
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المفيد عن الجعابي عن محمد بن محمد بن سليمان عن هارون بن حاتم عن إسماعيل بن توبة ومصعب بن سلام عن أبي إسحاق عن ربيعة مثله
64- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن أَبِي الوَلِيدِ الضبّيّّ عَن أَبِي بَكرٍ الهذُلَيِّ قَالَ دَخَلَ الحَارِثُ بنُ حَوطٍ الليّثيِّ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَرَي طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ وَ عَائِشَةَ أَضحَوا إِلّا عَلَي حَقّ فَقَالَ يَا حَارِ إِنّكَ نَظَرتَ تَحتَكَ وَ لَم تَنظُر فَوقَكَ جُزتَ عَنِ الحَقّ إِنّ الحَقّ وَ البَاطِلَ لَا يُعرَفَانِ بِالنّاسِ وَ لَكِنِ اعرِفِ الحَقّ بِاتّبَاعِ مَنِ اتّبَعَهُ وَ البَاطِلَ بِاجتِنَابِ مَنِ اجتَنَبَهُ قَالَ فَهَلّا أَكُونُ كَعَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ وَ سَعدِ بنِ مَالِكٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ وَ سَعداً خَذَلَا الحَقّ وَ لَم يَنصُرَا البَاطِلَ مَتَي كَانَا إِمَامَينِ فِي الخَيرِ فَيُتّبَعَانِ
65- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَن قَتَادَةَ عَن نَصرِ بنِ عَاصِمٍ الليّثيِّ عَن خَالِدِ بنِ خَالِدٍ اليشَكرُيِّ قَالَخَرَجتُ سَنَةَ فَتحِ تُستَرَ حَتّي قَدِمتُ الكُوفَةَ فَدَخَلتُ المَسجِدَ فَإِذَا أَنَا بِحَلقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ جَهمٌ مِنَ الرّجَالِ فَقُلتُ مَن هَذَا فَقَالَ القَومُ أَ مَا تَعرِفُهُ فَقُلتُ لَا فَقَالُوا هَذَا حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَقَعَدتُ إِلَيهِ فَحَدّثَ القَومَ فَقَالَ إِنّ النّاسَ كَانُوا يَسأَلُونَ رَسُولَ اللّهِص عَنِ الخَيرِ وَ كُنتُ أَسأَلُهُ عَنِ الشّرّ فَأَنكَرَ ذَلِكَ القَومُ عَلَيهِ فَقَالَ سَأُحَدّثُكُم بِمَا أَنكَرتُم إِنّهُ جَاءَ
صفحه : 106
أَمرُ الإِسلَامِ فَجَاءَ أَمرٌ لَيسَ كَأَمرِ الجَاهِلِيّةِ وَ كُنتُ أُعطِيتُ مِنَ القُرآنِ فِقهاً وَ كَانَ يَجِيئُونَ فَيَسأَلُونَ النّبِيّص فَقُلتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يَكُونُ هَذَا الخَيرُ شَرّاً قَالَ نَعَم قُلتُ فَمَا العِصمَةُ مِنهُ قَالَ السّيفُ قَالَ قُلتُ وَ مَا بَعدَ السّيفِ بَقِيّةٌ قَالَ نَعَم يَكُونُ أَمَارَةٌ عَلَي أَقذَاءٍ وَ هُدنَةٌ عَلَي دَخَنٍ قَالَ قُلتُ ثُمّ مَا ذَا قَالَ ثُمّ تَفشُو رُعَاةُ الضّلَالَةِ فَإِن رَأَيتَ يَومَئِذٍ خَلِيفَةَ عَدلٍ فَالزَمهُ وَ إِلّا فَمُت عَاضّاً عَلَي جَزلِ شَجَرَةٍ
بيان يقال رجل جهم الوجه أي كالحه و قال الجزري في الحديث هدنة علي دخن وجماعة علي أقذاء الدخن بالتحريك مصدر دخنت النار تدخن إذاألقي عليها حطب رطب فكثر دخانها أي علي فساد واختلاف تشبيها بدخان الحطب الرطب لمابينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر وقيل أصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلي سواد وجاء تفسيره في الحديث أنه لاترجع قلوب قوم علي ماكانت عليه أي لايصفو بعضها لبعض و لاينصع حبها كالكدورة التي في لون الدابة والأقذاء جمع قذي والقذي جمع قذاة و هو مايقع في العين والماء والشراب من تراب أوتبن أووسخ أو غير ذلك أراد أن اجتماعهم يكون علي فساد في قلوبهم فشبه بقذي العين والماء والشراب و قال الهدنة السكون والصلح والموادعة بين المسلمين انتهي والجزل الحطب اليابس أوالغليظ العظيم منه
66- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ بُسرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ البخَترَيِّ عَن سَعِيدِ بنِ نَصرٍ
صفحه : 107
البَزّازِ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن عُمَرَ أَنّهُ سَمِعَ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ يَقُولُ أَتَي رَسُولُ اللّهِص قَبرَ عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ بَعدَ مَا أُدخِلَ حُفرَتَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخرِجَ فَوَضَعَهُ عَلَي رُكبَتِهِ أَو فَخِذِهِ فَنَفَثَ فِيهِ مِن رِيقِهِ وَ أَلبَسَهُ قَمِيصَهُ اللّهُ أَعلَمُ
67- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ بنِ يَعقُوبَ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ عَن عَلِيّ بنِ برزج عَن عَمرِو بنِ اليَسَعِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع قَالَأتُيَِ رَسُولُ اللّهِص فَقِيلَ لَهُ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ قَد مَاتَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَامَ أَصحَابُهُ مَعَهُ فَأَمَرَ بِغُسلِ سَعدٍ وَ هُوَ قَائِمٌ عَلَي عِضَادَةِ البَابِ فَلَمّا حُنّطَ وَ كُفّنَ وَ حُمِلَ عَلَي سَرِيرِهِ تَبِعَهُ رَسُولُ اللّهِص بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ ثُمّ كَانَ يَأخُذُ يَمنَةَ السّرِيرِ مَرّةً وَ يَسرَةَ السّرِيرِ مَرّةً حَتّي انتَهَي بِهِ إِلَي القَبرِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي لَحَدَهُ وَ سَوّي عَلَيهِ اللّبِنَ وَ جَعَلَ يَقُولُ ناَولِوُنيِ حَجَراً ناَولِوُنيِ تُرَاباً فَيَسُدّ بِهِ مَا بَينَ اللّبِنِ فَلَمّا أَن فَرَغَ وَ حَثَا عَلَيهِ التّرَابَ وَ سَوّي قَبرَهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ لَأَعلَمُ أَنّهُ سَيَبلَي وَ يَصِلُ البَلَاءُ إِلَيهِ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُحِبّ عَبداً إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَحكَمَهُ فَلَمّا أَن سَوّي التّربَةَ عَلَيهِ قَالَت أُمّ سَعدٍ مِن جَانِبٍ يَا سَعدُ هَنِيئاً لَكَ الجَنّةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ سَعدٍ مَه لَا تجَزمِيِ عَلَي رَبّكِ فَإِنّ سَعداً قَد أَصَابَتهُ ضَمّةٌ قَالَ فَرَجَعَ رَسُولُ اللّهِص وَ رَجَعَ النّاسُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد رَأَينَاكَ صَنَعتَ عَلَي سَعدٍ مَا لَم تَصنَعهُ عَلَي أَحَدٍ أَنّكَ تَبِعتَ جَنَازَتَهُ بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ فَقَالَص إِنّ المَلَائِكَةَ كَانَت بِلَا رِدَاءٍ وَ لَا حِذَاءٍ فَتَأَسّيتُ بِهَا قَالُوا وَ كُنتَ تَأخُذُ يَمنَةَ السّرِيرِ وَ يَسرَتَهُ قَالَ كَانَت يدَيِ فِي يَدِ جَبرَئِيلَ ع آخُذُ حَيثُ يَأخُذُ فَقَالَ أَمَرتَ بِغُسلِهِ وَ صَلّيتَ
صفحه : 108
عَلَي جِنَازَتِهِ وَ لَحَدتَهُ فِي قَبرِهِ ثُمّ قُلتَ إِنّ سَعداً قَد أَصَابَتهُ ضَمّةٌ قَالَ فَقَالَص نَعَم إِنّهُ كَانَ فِي خُلُقِهِ مَعَ أَهلِهِ سُوءٌ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الغضائري عن الصدوق مثله
68- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ مَخلَدٍ عَن أَبِي عَمرٍو عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شَاكِرٍ عَن قَبِيصَةَ عَن عُقبَةَ عَن سُفيَانَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن حَمزَةَ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ عَبدُ اللّهِ لَقَد قَرَأتُ مِن فِي رَسُولِ اللّهِص سَبعِينَ سُورَةً وَ زَيدُ بنُ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَلعَبُ مَعَ الصّبيَانِ
69- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ الأنَصاَريِّ بِالمَدِينَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ وَ المُسلِمُونَ يُصَلّونَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَأَوصَي إِذَا دُفِنَ أَن يُجعَلَ وَجهُهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَجَرَت فِيهِ السّنّةُ وَ نَزَلَ بِهِ الكِتَابُ
70- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ الأنَصاَريِّ بِالمَدِينَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ وَ إِنّهُ حَضَرَهُ المَوتُ فَأَوصَي بِثُلُثِ مَالِهِ فَجَرَت بِهِ السّنّةُ
71- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّ العَرشَ اهتَزّ لِمَوتِ سَعدِ بنِ مُعَاذٍ فَقَالَ إِنّمَا هُوَ السّرِيرُ ألّذِي كَانَ عَلَيهِ
72- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الغضَاَئرِيِّ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ
صفحه : 109
النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ النّبِيّص صَلّي عَلَي سَعدِ بنِ مُعَاذٍ وَ قَالَ لَقَد وَافَي مِنَ المَلَائِكَةِ لِلصّلَاةِ عَلَيهِ تِسعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ فِيهِم جَبرَئِيلُ يُصَلّونَ عَلَيهِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ بِمَا استَحَقّ صَلَاتَكُم هَذَا مِنكُم عَلَيهِ قَالَ بِقِرَاءَةِ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ رَاكِباً وَ مَاشِياً وَ ذَاهِباً وَ جَائِياً
كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ مِثلَهُ وَ فِيهِ سَبعُونَيد،[التوحيد] لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ
مِثلَهُ
73- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن جَدّهِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن إِسحَاقَ بنِ يَزِيدَ عَن عَبدِ المُؤمِنِ بنِ القَاسِمِ عَن عِمرَانَ بنِ ظَبيَانَ عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأسَدَيِّ عَن زَيدِ بنِ صُوحَانَ أَنّهُ حَدّثَهُم فِي البَصرَةِ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ أَنّهُ أَنذَرَهُم فِتَناً مُشتَبِهَةً يَرتَكِسُ فِيهَا أَقوَامٌ عَلَي وُجُوهِهِم قَالَ ارقُبُوهَا قَالَ فَقُلنَا كَيفَ النّجَاةُ يَا بَا عَبدِ اللّهِ قَالَ انظُرُوا الفِئَةَ التّيِ فِيهَا عَلِيّ ع فَأتُوهَا وَ لَو زَحفاً عَلَي رُكَبِكُم فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ أَمِيرُ البَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الفَجَرَةِ مَنصُورٌ مَن نَصَرَهُ مَخذُولٌ مَن خَذَلَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
74- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن عَلِيّ بنِ هِشَامِ بنِ البَرِيدِ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ رَجَاءٍ الزبّيَديِّ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ يعَنيِ الخطَميِّ عَن صِلَةَ بنِ زُفَرَ أَنّهُ
صفحه : 110
أَدخَلَ رَأسَهُ تَحتَ الثّوبِ بَعدَ مَا سَجّي عَلَي حُذَيفَةَ فَقَالَ لَهُ إِنّ هَذِهِ الفِتنَةَ قَد وَقَعَت فَمَا تأَمرُنُيِ قَالَ إِذَا أَنتَ فَرَغتَ مِن دفَنيِ فَشُدّ عَلَي رَاحِلَتِكَ وَ الحَق بعِلَيِّ ع فَإِنّهُ عَلَي الحَقّ وَ الحَقّ لَا يُفَارِقُهُ
75- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الحسَنَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ المُنعِمِ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي عَنِ الصّبّاحِ بنِ يَحيَي عَن يَعقُوبَ بنِ زِيَادٍ العبَسيِّ عَن عَلِيّ بنِ عَلقَمَةَ الأيَاَديِ قَالَ لَمّا قَدِمَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يَستَنفِرَانِ النّاسَ خَرَجَ حُذَيفَةُ رَحِمَهُ اللّهُ وَ هُوَ مَرِيضٌ مَرَضُهُ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَخَرَجَ يَتَهَادَي بَينَ رَجُلَينِ فَحَرّصَ النّاسَ عَلَي اتّبَاعِ عَلِيّ ع وَ طَاعَتِهِ وَ نُصرَتِهِ ثُمّ قَالَ أَلَا مَن أَرَادَ وَ ألّذِي لَا إِلَهَ غَيرُهُ أَن يَنظُرَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَقّاً حَقّاً فَليَنظُر إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَلَا فَوَازِرُوهُ وَ اتّبِعُوهُ وَ انصُرُوهُ قَالَ يَعقُوبُ أَنَا وَ اللّهِ سَمِعتُهُ مِن عَلِيّ بنِ عَلقَمَةَ وَ مِن عمُوُمتَيِ يَذكُرُونَهُ عَن حُذَيفَةَ
76- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي عَنِ العَلَاءِ بنِ صَالِحٍ الأسَدَيِّ عَن عدَيِّ بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي رَاشِدٍ قَالَ لَمّا أَتَي حُذَيفَةُ بِبَيعَةِ عَلِيّ ع ضَرَبَ بِيَدِهِ وَاحِدَةً عَلَي الأُخرَي وَ بَايَعَ لَهُ وَ قَالَ هَذِهِ بَيعَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَقّاً فَوَ اللّهِ لَا نُبَايِعُ بَعدَهُ لِأَحَدٍ مِن قُرَيشٍ إِلّا أَصغَرَ أَو أَبتَرَ يوُلَيّ الحَقّ استُهُ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع عَن سِنّ جَدّنَا عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ أخَبرَنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ كُنتُ أمَشيِ خَلفَ عمَيّ وَ أَبِيَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فِي
صفحه : 111
بَعضِ طُرُقَاتِ المَدِينَةِ فِي العَامِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ عمَيَّ الحَسَنُ وَ أَنَا يَومَئِذٍ غُلَامٌ قَد نَاهَزتُ الحُلُمَ أَو كِدتُ فَلَقِيَهُمَا جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ الأَنصَارِيّانِ فِي جَمَاعَةٍ مِن قُرَيشٍ وَ الأَنصَارِ فَمَا تَمَالَكَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهَ حَتّي أَكَبّ عَلَي أَيدِيهِمَا وَ أَرجُلِهِمَا يُقَبّلُهَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ كَانَ نَسِيباً لِمَروَانَ أَ تَصنَعُ هَذَا يَا بَا عَبدِ اللّهِ فِي سِنّكَ وَ مَوضِعِكَ مِن صُحبَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ جَابِرٌ قَد شَهِدَ بَدراً فَقَالَ لَهُ إِلَيكَ عنَيّ فَلَو عَلِمتَ يَا أَخَا قُرَيشٍ مِن فَضلِهِمَا وَ مَكَانِهِمَا مَا أَعلَمُ لَقَبّلتَ مَا تَحتَ أَقدَامِهِمَا مِنَ التّرَابِ ثُمّ أَقبَلَ جَابِرٌ عَلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ فَقَالَ يَا بَا حَمزَةَ أخَبرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص فِيهِمَا بِأَمرٍ مَا ظَنَنتُهُ أَن يَكُونَ فِي بَشَرٍ قَالَ لَهُ أَنَسٌ وَ مَا ألّذِي أَخبَرَكَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَانطَلَقَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ وَقَفتُ أَنَا أَسمَعُ مُحَاوَرَةَ القَومِ فَأَنشَأَ جَابِرٌ يُحَدّثُ قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ فِي المَسجِدِ وَ قَد خَفّ مَن حَولَهُ إِذ قَالَ لِي يَا جَابِرُ ادعُ لِي ابنيَّ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ كَانَص شَدِيدَ الكَلَفِ بِهِمَا فَانطَلَقتُ فَدَعَوتُهُمَا وَ أَقبَلتُ أَحمِلُ هَذَا مَرّةً وَ هَذَا مَرّةً حَتّي جِئتُهُ بِهِمَا فَقَالَ لِي وَ أَنَا أَعرِفُ السّرُورَ فِي وَجهِهِ لِمَا رَأَي مِن حنُوُيّ عَلَيهِمَا وَ تكَريِميِ إِيّاهُمَا أَ تُحِبّهُمَا يَا جَابِرُ قُلتُ وَ مَا يمَنعَنُيِ مِن ذَلِكَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ وَ مَكَانُهُمَا مِنكَ مَكَانُهُمَا قَالَ أَ فَلَا أُخبِرُكَ عَن فَضلِهِمَا قُلتُ بَلَي بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا أَرَادَ أَن يخَلقُنَيِ خلَقَنَيِ نُطفَةً بَيضَاءَ طَيّبَةً فَأَودَعَهَا صُلبَ أَبِي آدَمَ ع فَلَم يَزَل يَنقُلُهَا مِن صُلبٍ طَاهِرٍ إِلَي رَحِمٍ طَاهِرٍ إِلَي نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمَ ع ثُمّ كَذَلِكَ إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ فَلَم يصُبِنيِ مِن دَنَسِ الجَاهِلِيّةِ شَيءٌ ثُمّ افتَرَقَت تِلكَ النّطفَةُ شَطرَينِ إِلَي عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي طَالِبٍ فوَلَدَنَيِ أَبِي فَخَتَمَ اللّهُ بيَِ النّبُوّةَ وَ وُلِدَ عَلِيّ فَخُتِمَت بِهِ الوَصِيّةُ ثُمّ اجتَمَعَتِ النّطفَتَانِ منِيّ وَ مِن عَلِيّ فَوَلّدَتَا الجُهرَ وَ الجَهِيرَ الحَسَنَانِ[الحَسَنَينِ]فَخَتَمَ اللّهُ بِهِمَا أَسبَاطَ النّبُوّةِ وَ جَعَلَ ذرُيّتّيِ مِنهُمَا وَ ألّذِي يَفتَحُ مَدِينَةَ أَو قَالَ مَدَائِنَ الكُفرِ وَ يَملَأُ أَرضَ اللّهِ عَدلًا بَعدَ
صفحه : 112
مَا مُلِئَت جَوراً فَهُمَا طُهرَانِ مُطَهّرَانِ وَ هُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ طُوبَي لِمَن أَحَبّهُمَا وَ أَبَاهُمَا وَ أُمّهُمَا وَ وَيلٌ لِمَن حَادّهُم وَ أَبغَضَهُم
بيان ناهز الصبي البلوغ داناه قوله أوكدت أي أن أبلغ ويقال كلفت بهذا الأمر أي أولعت به وحنت المرأة علي ولدها حنوّا كعلو عطفت والجُهر والجهير كأنهما من ألقابهما أوأسمائهما في الكتب السالفة في القاموس جهر وجهير ذو منظر والجهر بالضم هيئة الرجل وحسن منظره والجهير الجميل والخليق للمعروف
77- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَلِيّ بنِ حَربٍ عَن مُحَمّدِ بنَ حَجَرٍ عَن عَمّهِ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ عَن أُمّهِ عَن وَائِلِ بنِ حَجَرٍ قَالَ جَاءَنَا ظُهُورُ النّبِيّص وَ أَنَا فِي مُلكٍ عَظِيمٍ وَ طَاعَةٍ مِن قوَميِ فَرَفَضتُ ذَلِكَ وَ آثَرتُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ قَدِمتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فأَخَبرَنَيِ أَصحَابُهُ أَنّهُ بَشّرَهُم قَبلَ قدُوُميِ بِثَلَاثٍ فَقَالَ هَذَا وَائِلُ بنُ حَجَرٍ قَد أَتَاكُم مِن أَرضٍ بَعِيدَةٍ مِن حَضرَمَوتَ رَاغِباً فِي الإِسلَامِ طَائِعاً بَقِيّةَ أَبنَاءِ المُلُوكِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَتَانَا ظُهُورُكَ وَ أَنَا فِي مُلكٍ فَمَنّ اللّهُ عَلَيّ أَن رَفَضتُ ذَلِكَ وَ آثَرتُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ دِينَهُ رَاغِباً فِيهِ فَقَالَص صَدَقتَ أللّهُمّ بَارِك فِي وَائِلٍ وَ فِي وُلدِهِ وَ وُلدِ وُلدِهِ
78-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَبَينَمَا رَسُولُ اللّهِص بِفِنَاءِ بَيتِهِ بِمَكّةَ جَالِسٌ إِذ قَرِبَهُ[مَرّ بِهِ]عُثمَانُ بنُ مَظعُونٍ فَجَلَسَ وَ رَسُولُ اللّهِص يُحَدّثُهُ إِذ شَخَصَ بَصَرَهُص إِلَي السّمَاءِ فَنَظَرَ سَاعَةً ثُمّ انحَرَفَ فَقَالَ عُثمَانُ ترَكَتنَيِ وَ أَخَذتَ بِنَفضِ رَأسِكَ كَأَنّكَ تَشفَهُ شَيئاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ وَ فَطَنتَ إِلَي ذَلِكَ قَالَ نَعَم قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ عُثمَانُ فَمَا قَالَ قَالَ قَالَإِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذيِ القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البغَيِ قَالَ
صفحه : 113
عُثمَانُ فَأَحبَبتُ مُحَمّداً وَ استَقَرّ الإِيمَانُ فِي قلَبيِ
79- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ أَبَا الدّردَاءِ كَانَ يَعبُدُ صَنَماً فِي الجَاهِلِيّةِ وَ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ رَوَاحَةَ وَ مُحَمّدَ بنَ مُسلِمَةَ يَنتَظِرَانِ خَلوَةَ أَبِي الدّردَاءِ فَغَابَ فَدَخَلَا عَلَي بَيتِهِ وَ كَسَرَا صَنَمَهُ فَلَمّا رَجَعَ قَالَ لِأَهلِهِ مَن فَعَلَ هَذَا قَالَت لَا أدَريِ سَمِعتُ صَوتاً فَجِئتُ وَ قَد خَرَجُوا ثُمّ قَالَت لَو كَانَ الصّنَمُ يَدفَعُ لَدَفَعَ عَن نَفسِهِ فَقَالَ أعَطيِنيِ حلُتّيِ فَلَبِسَهَا فَقَالَ النّبِيّص هَذَا أَبُو الدّردَاءِ يجَيِءُ وَ يُسلِمُ فَإِذَا هُوَ جَاءَ وَ أَسلَمَ
80- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ قَالَ احتَجَمَ النّبِيّص فَأَخَذتُ الدّمَ لِأُهرِيقَهُ فَلَمّا بَرَزتُ حَسَوتُهُ فَلَمّا رَجَعتُ قَالَ مَا صَنَعتَ قُلتُ جَعَلتُهُ فِي أَخفَي مَكَانٍ قَالَ أَلفَاكَ شَرِبتَ الدّمَ ثُمّ قَالَ وَيلٌ لِلنّاسِ مِنكَ وَ وَيلٌ لَكَ مِنَ النّاسِ
81- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُ ذَكَرَ زَيدَ بنَ صُوحَانَ فَقَالَ زَيدٌ وَ مَا زَيدٌ يَسبِقُ مِنهُ عُضوٌ إِلَي الجَنّةِ فَقُطِعَت يَدُهُ يَومَ نَهَاوَندَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَكَانَ كَمَا قَالَ
82- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حَكَي العقَبَيِّ أَنّ أَبَا أَيّوبَ الأنَصاَريِّ رئُيَِ عِندَ خَلِيجِ قُسطَنطَنِيّةَ فَسُئِلَ عَن حَاجَتِهِ قَالَ أَمّا دُنيَاكُم فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَ لَكِن إِن مِتّ فقَدَمّوُنيِ مَا استَطَعتُم فِي بِلَادِ العَدُوّ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يُدفَنُ عِندَ سُورِ القُسطَنطَنِيّةِ رَجُلٌ صَالِحٌ مِن أصَحاَبيِ وَ قَد رَجَوتُ أَن أَكُونَهُ ثُمّ مَاتَ فَكَانُوا يُجَاهِدُونَ وَ السّرِيرُ يُحمَلُ وَ يُقَدّمُ فَأَرسَلَ قَيصَرُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا صَاحِبُ نَبِيّنَا وَ قَد سَأَلَنَا أَن نَدفِنَهُ فِي بِلَادِكَ وَ نَحنُ مُنفِذُونَ وَصِيّتَهُ قَالَ فَإِذَا وَلّيتُم أَخرَجنَاهُ إِلَي الكِلَابِ فَقَالُوا لَو نُبِشَ مِن قَبرِهِ مَا تُرِكَ بِأَرضِ العَرَبِ نصَراَنيِّ إِلّا قُتِلَ وَ لَا كَنِيسَةٌ إِلّا هُدِمَت فَبَنَي عَلَي قَبرِهِ قُبّةً يُسرَجُ فِيهَا إِلَي اليَومِ وَ قَبرُهُ إِلَي الآنَ يُزَارُ فِي جَنبِ سُورِ القُسطَنطَنِيّةِ
83-سر،[السرائر] مُوسَي بنُ بَكرٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَعَرَضتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 114
أَصحَابَ الرّدّةِ فَكُلّ مَا سَمّيتُ إِنسَاناً قَالَ اعزُب حَتّي قُلتُ حُذَيفَةَ قَالَ اعزُب قُلتُ ابنَ مَسعُودٍ قَالَ اعزُب ثُمّ قَالَ إِن كُنتَ إِنّمَا تُرِيدُ الّذِينَ لَم يَدخُلهُم شَيءٌ فَعَلَيكَ بِهَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ
بيان اعزب أي ابعد أقول لعل ماورد في حذيفة لبيان تزلزله أوارتداده في أول الأمر فلاينافي رجوعه إلي الحق أخيرا كمايدل عليه الحصر ألذي في آخر الخبر فلاينافي الأخبار السابقة
84- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَعَاشِرَ النّاسِ أَحِبّوا مَوَالِيَنَا مَعَ حُبّكُم لِآلِنَا هَذَا زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ ابنُهُ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ مِن خَوَاصّ مَوَالِينَا فَأَحِبّوهُمَا فَوَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَيَنفَعُكُم حُبّهُمَا قَالُوا وَ كَيفَ يَنفَعُنَا حُبّهُمَا قَالَ إِنّهُمَا يَأتِيَانِ يَومَ القِيَامَةِ عَلِيّاً ع بِخَلقٍ عَظِيمٍ أَكثَرَ مِن رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ بِعَدَدِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا فَيَقُولَانِ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ هَؤُلَاءِ أَحَبّونَا بِحُبّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ بِحُبّكَ فَيَكتُبُ لَهُم عَلِيّ ع جَوَازاً عَلَي الصّرَاطِ فَيَعبُرُونَ عَلَيهِ وَ يَرِدُونَ الجَنّةَ سَالِمِينَ
85- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عِبَادَ اللّهِ هَذَا سَعدُ بنُ مُعَاذٍ مِن خِيَارِ عِبَادِ اللّهِ آثَرَ رِضَي اللّهِ عَلَي سَخَطِ قَرَابَاتِهِ وَ أَصهَارِهِ مِنَ اليَهُودِ وَ أَمَرَ بِالمَعرُوفِ وَ نَهَي عَنِ المُنكَرِ وَ غَضِبَ لِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ لعِلَيِّ ولَيِّ اللّهِ وَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا مَاتَ سَعدٌ بَعدَ أَن شفُيَِ مِن بنَيِ قُرَيظَةَ بِأَن قُتِلُوا أَجمَعِينَ قَالَص يَرحَمُكَ اللّهُ يَا سَعدُ فَلَقَد كُنتَ شَجًا فِي حُلُوقِ الكَافِرِينَ لَو بَقِيتَ لَكَفَفتَ العِجلَ ألّذِي يُرَادُ نَصبُهُ فِي بَيضَةِ الإِسلَامِ
بيان الشجا ماينشب في الحلق من عظم وغيره أقول تمام الخبر في باب احتجاج الرسول ص علي اليهود و باب قصة أبي عامر الراهب
صفحه : 115
86- جا،[المجالس للمفيد] عَلِيّ بنُ بِلَالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسعَدَ عَنِ الثقّفَيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ صَبِيحٍ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي سَالِمٍ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِّ قَالَ كُنتُ أَرَي رأَيَ الخَوَارِجِ لَا رأَيَ لِي غَيرُهُ حَتّي جَلَستُ إِلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ رَحِمَهُ اللّهُ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ أُمِرَ النّاسُ بِخَمسٍ فَعَمِلُوا بِأَربَعٍ وَ تَرَكُوا وَاحِدَةً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا بَا سَعِيدٍ مَا هَذِهِ الأَربَعُ التّيِ عَمِلُوا بِهَا قَالَ الصّلَاةُ وَ الزّكَاةُ وَ الحَجّ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ قَالَ فَمَا الوَاحِدَةُ التّيِ تَرَكُوهَا قَالَ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ الرّجُلُ وَ إِنّهَا المُفتَرَضَةُ مَعَهُنّ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ نَعَم وَ رَبّ الكَعبَةِ قَالَ الرّجُلُ فَقَد كَفَرَ النّاسُ إِذَن قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَمَا ذنَبيِ
87- جا،[المجالس للمفيد] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ النحّويِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِي حَاتِمٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ كَانَ النّابِغَةُ الجعَديِّ مِمّن يَتَأَلّهُ فِي الجَاهِلِيّةِ وَ أَنكَرَ الخَمرَ وَ السّكرَ وَ هَجَرَ الأَوثَانَ وَ الأَزلَامَ وَ قَالَ فِي الجَاهِلِيّةِ كَلِمَتَهُ التّيِ قَالَ فِيهَا
الحَمدُ لِلّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ | مَن لَم يَقُلهَا لِنَفسِهِ ظَلَمَا |
وَ كَانَ يَذكُرُ دِينَ اِبرَاهِيمَ ع وَ الحَنِيفِيّةَ وَ يَصُومُ وَ يَستَغفِرُ وَ يَتَوَقّي أَشيَاءَ لَغَوا فِيهَا وَ وَفَدَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ
أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِ إِذ جَاءَ بِالهُدَي | وَ يَتلُو كِتَاباً كَالمَجَرّةِ نُشّرَا |
وَ جَاهَدتُ حَتّي مَا أُحِسّ وَ مَن معَيِ | سُهَيلًا إِذَا مَا لَاحَ ثُمّ تَغَوّرَا |
وَ صِرتُ إِلَي التّقوَي وَ لَم أَخشَ كَافِراً | وَ كُنتُ مِنَ النّارِ المَخُوفَةِ أَزجَرَا |
قَالَ وَ كَانَ النّابِغَةُ علَوَيِّ الرأّيِ وَ خَرَجَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي صِفّينَ فَنَزَلَ لَيلَةً فَسَاقَ بِهِ وَ هُوَ يَقُولُ
قَد عَلِمَ المِصرَانِ وَ العِرَاقُ | أَنّ عَلِيّاً فَحلُهَا العَنَاقُ[BA]العَتَاقُ] |
أَبيَضُ جَحجَاحٌ لَهُ رِوَاقٌ | وَ أُمّهُ غَالَا بِهَا الصّدَاقُ |
صفحه : 116
أَكرَمُ مَن شُدّ بِهِ نِطَاقٌ | إِنّ الأُولَي جَارُوكَ لَا أَفَاقُوا |
لَكُم سِبَاقٌ وَ لَهُم سِبَاقٌ | قَد عَلِمَت ذَلِكُمُ الرّفَاقُ |
سُقتُم إِلَي نَهجِ الهُدَي وَ سَاقُوا | إِلَي التّيِ لَيسَ لَهَا عِرَاقٌ |
فِي مِلّةٍ عَادَتُهَا النّفَاقُ |
88- طا،[أمان الأخطار]رَأَينَا وَ رُوّينَا مِن بَعضِ تَوَارِيخِ أَسفَارِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ قَصَدَ قَوماً مِن أَهلِ الكِتَابِ قَبلَ دُخُولِهِم فِي الذّمّةِ فَظَفِرَ مِنهُم بِامرَأَةٍ قَرِيبَةِ العُرسِ بِزَوجِهَا وَ عَادَ مِن سَفَرِهِ فَبَاتَ فِي طَرِيقِهِ وَ أَشَارَ إِلَي عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ عَبّادِ بنِ بِشرٍ أَن يَحرُسَاهُ فَاقتَسَمَا اللّيلَةَ قِسماً وَ كَانَ لِعَبّادِ بنِ بِشرٍ النّصفُ الأَوّلُ وَ لِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ النّصفُ الثاّنيِ فَنَامَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ قَامَ عَبّادُ بنُ بِشرٍ يصُلَيّ وَ قَد تَبِعَهُمُ اليهَوُديِّ يَطلُبُ امرَأَتَهُ أَو يَغتَنِمُ إِهمَالًا مِنَ التّحَفّظِ فَيَفتِكُ باِلنبّيِّص فَنَظَرَ اليهَوُديِّ عَبّادَ بنَ بِشرٍ يصُلَيّ فِي مَوضِعِ العُبُورِ فَلَم يَعلَم فِي ظَلَامِ اللّيلِ هَل هُوَ شَجَرَةٌ أَو أَكَمَةٌ أَو دَابّةٌ أَو إِنسَانٌ فَرَمَاهُ بِسَهمٍ فَأَثبَتَهُ فِيهِ فَلَم يَقطَعِ الصّلَاةَ فَرَمَاهُ بِآخَرَ فَخَفّفَ الصّلَاةَ وَ أَيقَظَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ فَرَأَي السّهَامَ فِي جَسَدِهِ فَعَاتَبَهُ وَ قَالَ هَلّا أيَقظَتنَيِ فِي أَوّلِ سَهمٍ فَقَالَ قَد كُنتُ قَد بَدَأتُ فِي سُورَةِ الكَهفِ فَكَرِهتُ أَن أَقطَعَهَا وَ لَو لَا خوَفيِ أَن يأَتيَِ العَدُوّ عَلَي نفَسيِ وَ يَصِلَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَكُونَ قَد ضَيّعتُ ثَغراً مِن ثُغُورِ المُسلِمِينَ لَمَا خَفّفتُ مِن صلَاَتيِ وَ لَو أَتَي عَلَي نفَسيِ فَدَفَعَا العَدُوّ عَمّا أَرَادَهُ
ثُمّ قَالَ وَ قَد ذَكَرَ أَبُو نُعَيمٍ الحَافِظُ فِي الجُزءِ الثاّنيِ مِن كِتَابِ حِليَةِ الأَولِيَاءِ بِإِسنَادِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي رَيحَانَةَ أَنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي غَزوَةٍ قَالَ فَأَوَينَا ذَاتَ لَيلَةٍ إِلَي شَرَفٍ فَأَصَابَنَا فِيهِ بَردٌ شَدِيدٌ حَتّي رَأَيتُ الرّجَالَ يَحفِرُ أَحَدُهُمُ الحَفِيرَةَ
صفحه : 117
فَيَدخُلُ فِيهَا وَ يَكفَأُ عَلَيهِ بِحَجَفَتِهِ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ مِنهُم قَالَ مَن يَحرُسُنَا فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَأَدعُوَ لَهُ بِدُعَاءٍ يُصِيبُ بِهِ فَضلُهُ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ مَن أَنتَ فَقَالَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ الأنَصاَريِّ فَقَالَ ادنُ منِيّ فَدَنَا مِنهُ فَأَخَذَ بِبَعضِ ثِيَابِهِ ثُمّ استَفتَحَ بِدُعَاءٍ لَهُ قَالَ أَبُو رَيحَانَةَ فَلَمّا سَمِعتُ مَا يَدعُو بِهِ رَسُولُ اللّهِص للِأنَصاَريِّ فَقُمتُ فَقُلتُ أَنَا رَجُلٌ فسَأَلَنَيِ كَمَا سَأَلَهُ فَقَالَ ادنُ كَمَا قَالَ لَهُ وَ دَعَا بِدُعَاءٍ دُونَ مَا دَعَا بِهِ للِأنَصاَريِّ ثُمّ قَالَ حَرُمَتِ النّارُ عَلَي عَينٍ سَهِرَت فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ حَرُمَتِ النّارُ عَلَي عَينٍ دَمَعَت مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ قَالَ الثّالِثَةَ أَنسَيتُهَا قَالَ أَبُو شُرَيحٍ بَعدَ ذَلِكَ حَرُمَتِ النّارُ عَلَي عَينٍ قَد غُضّت عَن مَحَارِمِ اللّهِ
89-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع إِذَا استَأذَنَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيهِ فَسَلّمَ فَرَحّبَ بِهِ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ أَدنَاهُ وَ سَاءَلَهُ فَقَالَ الرّجُلُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ خَطَبتُ إِلَي مَولَاكَ فُلَانِ بنِ أَبِي رَافِعٍ ابنَتَهُ فُلَانَةَ فرَدَنّيِ وَ رَغِبَ عنَيّ وَ ازدرَأَنَيِ لدِمَاَمتَيِ وَ حاَجتَيِ وَ غرُبتَيِ وَ قَد دخَلَنَيِ مِن ذَلِكَ غَضَاضَةٌ هَجمَةٌ عض [غُضّ]لَهَا قلَبيِ تَمَنّيتُ عِندَهَا المَوتَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع اذهَب فَأَنتَ رسَوُليِ إِلَيهِ وَ قُل لَهُ يَقُولُ لَكَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع زَوّج منحجَ[مُنجِحَ] بنَ رَبَاحٍ موَلاَيَ ابنَتَكَ فُلَانَةَ وَ لَا تَرُدّهُ قَالَ أَبُو حَمزَةَ فَوَثَبَ الرّجُلُ فَرِحاً مُسرِعاً بِرِسَالَةِ أَبِي جَعفَرٍ ع فَلَمّا أَن تَوَارَي الرّجُلُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ رَجُلًا كَانَ مِن أَهلِ اليَمَامَةِ يُقَالُ لَهُ جُوَيبِرٌ أَتَي رَسُولَ اللّهِص مُنتَجِعاً لِلإِسلَامِ فَأَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ كَانَ رَجُلًا قَصِيراً دَمِيماً مُحتَاجاً عَارِياً وَ كَانَ مِن قِبَاحِ السّودَانِ فَضَمّهُ رَسُولُ اللّهِص لِحَالِ غُربَتِهِ وَ عُرَاهُ وَ كَانَ يجُريِ عَلَيهِ طَعَامَهُ صَاعاً مِن تَمرٍ
صفحه : 118
بِالصّاعِ الأَوّلِ وَ كَسَاهُ شَملَتَينِ وَ أَمَرَهُ أَن يَلزَمَ المَسجِدَ وَ يَرقُدَ فِيهِ بِاللّيلِ فَمَكَثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ حَتّي كَثُرَ الغُرَبَاءُ مِمّن يَدخُلُ فِي الإِسلَامِ مِن أَهلِ الحَاجَةِ بِالمَدِينَةِ وَ ضَاقَ بِهِمُ المَسجِدُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نَبِيّهِص أَن طَهّر مَسجِدَكَ وَ أَخرِج مِنَ المَسجِدِ مَن يَرقُدُ فِيهِ بِاللّيلِ وَ مُر بِسَدّ أَبوَابِ كُلّ مَن كَانَ لَهُ فِي مَسجِدِكَ بَابٌ إِلّا بَابَ عَلِيّ وَ مَسكَنَ فَاطِمَةَ ع وَ لَا يَمُرّنّ فِيهِ جُنُبٌ وَ لَا يَرقُد فِيهِ غَرِيبٌ قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِسَدّ أَبوَابِهِم إِلّا بَابَ عَلِيّ ع وَ أَقَرّ مَسكَنَ فَاطِمَةَ صَلّي اللّهُ عَلَيهَا عَلَي حَالِهِ قَالَ ثُمّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ أَن يُتّخَذَ لِلمُسلِمِينَ سَقِيفَةٌ فَعُمِلَت لَهُم وَ هيَِ الصّفّةُ ثُمّ أَمَرَ الغُرَبَاءَ وَ المَسَاكِينَ أَن يَظَلّوا فِيهَا نَهَارَهُم وَ لَيلَهُم فَنَزَلُوهَا وَ اجتَمَعُوا فِيهَا فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَاهَدُهُم بِالبُرّ وَ التّمرِ وَ الشّعِيرِ وَ الزّبِيبِ إِذَا كَانَ عِندَهُ وَ كَانَ المُسلِمُونَ يَتَعَاهَدُونَهُم وَ يَرِقّونَهُم لِرِقّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ يَصرِفُونَ صَدَقَاتِهِم إِلَيهِم فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص نَظَرَ إِلَي جُوَيبِرٍ ذَاتَ يَومٍ بِرَحمَةٍ مِنهُ لَهُ وَ رِقّةٍ عَلَيهِ فَقَالَ يَا جُوَيبِرُ لَو تَزَوّجتَ امرَأَةً فَعَفَفتَ بِهَا فَرجَكَ وَ أَعَانَتكَ عَلَي دُنيَاكَ وَ آخِرَتِكَ فَقَالَ لَهُ جُوَيبِرٌ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ مَن يَرغَبُ فِيّ فَوَ اللّهِ مَا مِن حَسَبٍ وَ لَا نَسَبٍ وَ لَا مَالٍ وَ لَا جَمَالٍ فَأَيّةُ امرَأَةٍ تَرغَبُ فِيّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا جُوَيبِرُ إِنّ اللّهَ قَد وَضَعَ بِالإِسلَامِ مَن كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ شَرِيفاً وَ شَرّفَ بِالإِسلَامِ مَن كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ وَضِيعاً وَ أَعَزّ بِالإِسلَامِ مَن كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ ذَلِيلًا وَ أَذهَبَ بِالإِسلَامِ مَا كَانَ مِن نَخوَةِ الجَاهِلِيّةِ وَ تَفَاخُرِهَا بِعَشَائِرِهَا وَ بَاسِقِ أَنسَابِهَا فَالنّاسُ اليَومَ كُلّهُم أَبيَضُهُم وَ أَسوَدُهُم وَ قُرَشِيّهُم وَ عَرَبِيّهُم وَ عَجَمِيّهُم مِن آدَمَ وَ إِنّ آدَمَ ع خَلَقَهُ اللّهُ مِن طِينٍ وَ إِنّ أَحَبّ النّاسِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ أَطوَعُهُم لَهُ وَ أَتقَاهُم وَ مَا أَعلَمُ يَا جُوَيبِرُ لِأَحَدٍ مِنَ المُسلِمِينَ عَلَيكَ اليَومَ فَضلًا إِلّا لِمَن كَانَ أَتقَي لِلّهِ مِنكَ وَ أَطوَعَ ثُمّ قَالَ لَهُ انطَلِق يَا جُوَيبِرُ إِلَي زِيَادِ بنِ لَبِيدٍ فَإِنّهُ مِن أَشرَفِ بنَيِ بَيَاضَةَ حَسَباً فِيهِم فَقُل لَهُ إنِيّ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكَ
صفحه : 119
وَ هُوَ يَقُولُ لَكَ زَوّج جُوَيبِراً ابنَتَكَ الدّلفَاءَ قَالَ فَانطَلَقَ جُوَيبِرٌ بِرِسَالَةِ رَسُولِ اللّهِص إِلَي زِيَادِ بنِ لَبِيدٍ وَ هُوَ فِي مَنزِلِهِ وَ جَمَاعَةٌ مِن قَومِهِ عِندَهُ فَاستَأذَنَ فَأُعلِمَ فَأَذِنَ لَهُ وَ سَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا زِيَادَ بنَ لَبِيدٍ إنِيّ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِص إِلَيكَ فِي حَاجَةٍ فَأَبُوحُ بِهَا أَم أُسِرّهَا إِلَيكَ فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ بَل بُح بِهَا فَإِنّ ذَلِكَ شَرَفٌ لِي وَ فَخرٌ فَقَالَ لَهُ جُوَيبِرٌ إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَكَ زَوّج جُوَيبِراً ابنَتَكَ الدّلفَاءَ فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ أَ رَسُولُ اللّهِ أَرسَلَكَ إلِيَّ بِهَذَا يَا جُوَيبِرُ فَقَالَ لَهُ نَعَم مَا كُنتُ لِأَكذِبَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ إِنّا لَا نُزَوّجُ فَتَيَاتِنَا إِلّا أَكفَاءَنَا مِنَ الأَنصَارِ فَانصَرِف يَا جُوَيبِرُ حَتّي أَلقَي رَسُولَ اللّهِص فَأُخبِرَهُ بعِذُريِ فَانصَرَفَ جُوَيبِرٌ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللّهِ مَا بِهَذَا أُنزِلَ القُرآنُ وَ لَا بِهَذَا ظَهَرَت نُبُوّةُ مُحَمّدٍص فَسَمِعَت مَقَالَتَهُ الدّلفَاءُ بِنتُ زِيَادٍ وَ هيَِ فِي خِدرِهَا فَأَرسَلَت إِلَي أَبِيهَا ادخُل إلِيَّ فَدَخَلَ إِلَيهَا فَقَالَت مَا هَذَا الكَلَامُ ألّذِي سَمِعتُهُ مِنكَ تُحَاوِرُ بِهِ جُوَيبِراً فَقَالَ لَهَا ذَكَرَ لِي أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَرسَلَهُ وَ قَالَ يَقُولُ لَكَ رَسُولُ اللّهِص زَوّج جُوَيبِراً ابنَتَكَ الدّلفَاءَ فَقَالَت لَهُ وَ اللّهِ مَا كَانَ جُوَيبِرٌ لِيَكذِبَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِحَضرَتِهِ فَابعَثِ الآنَ رَسُولًا يَرُدّ عَلَيكَ جُوَيبِراً فَبَعَثَ زِيَادٌ رَسُولًا فَلَحِقَ جُوَيبِراً فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ يَا جُوَيبِرُ مَرحَباً بِكَ اطمَئِنّ حَتّي أَعُودَ إِلَيكَ ثُمّ انطَلَقَ زِيَادٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ إِنّ جُوَيبِراً أتَاَنيِ بِرِسَالَتِكَ وَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ زَوّج جُوَيبِراً ابنَتَكَ الدّلفَاءَ فَلَم أَلِن لَهُ فِي القَولِ وَ رَأَيتُ لِقَاءَكَ وَ نَحنُ لَا نُزَوّجُ إِلّا أَكفَاءَنَا مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا زِيَادُ جُوَيبِرٌ مُؤمِنٌ وَ المُؤمِنُ كُفوٌ لِلمُؤمِنَةِ وَ المُسلِمُ كُفوٌ لِلمُسلِمَةِ فَزَوّجهُ يَا زِيَادُ وَ لَا تَرغَب عَنهُ قَالَ فَرَجَعَ زِيَادٌ إِلَي مَنزِلِهِ وَ دَخَلَ عَلَي ابنَتِهِ فَقَالَ لَهَا مَا سَمِعَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت لَهُ إِنّكَ إِن عَصَيتَ رَسُولَ اللّهِص كَفَرتَ فَزَوّج جُوَيبِراً
صفحه : 120
فَخَرَجَ زِيَادٌ فَأَخَذَ بِيَدِ جُوَيبِرٍ ثُمّ أَخرَجَهُ إِلَي قَومِهِ فَزَوّجَهُ عَلَي سُنّةِ اللّهِ وَ سُنّةِ رَسُولِهِ وَ ضَمِنَ صَدَاقَهَا قَالَ فَجَهّزَهَا زِيَادٌ وَ هَيّأَهَا ثُمّ أَرسَلُوا إِلَي جُوَيبِرٍ فَقَالُوا لَهُ أَ لَكَ مَنزِلٌ فَنَسُوقَهَا إِلَيكَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا لِي مِن مَنزِلٍ قَالَ فَهَيّئُوهَا وَ هَيّئُوا لَهَا مَنزِلًا وَ هَيّئُوا فِيهِ فِرَاشاً وَ مَتَاعاً وَ كَسَوا جُوَيبِراً ثَوبَينِ وَ أُدخِلَتِ الدّلفَاءُ فِي بَيتِهَا وَ أُدخِلَ جُوَيبِرٌ عَلَيهَا مُعَتّماً[مُعتَمّاً] فَلَمّا رَآهَا نَظَرَ إِلَي بَيتٍ وَ مَتَاعٍ وَ رِيحٍ طَيّبَةٍ قَامَ إِلَي زَاوِيَةِ البَيتِ فَلَم يَزَل تَالِياً لِلقُرآنِ رَاكِعاً وَ سَاجِداً حَتّي طَلَعَ الفَجرُ فَلَمّا سَمِعَ النّدَاءَ خَرَجَ وَ خَرَجَت زَوجَتُهُ إِلَي الصّلَاةِ فَتَوَضّأَت وَ صَلّتِ الصّبحَ فَسُئِلَت هَل مَسّكِ فَقَالَت مَا زَالَ تَالِياً لِلقُرآنِ وَ رَاكِعاً وَ سَاجِداً حَتّي سَمِعَ النّدَاءَ فَخَرَجَ فَلَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ الثّانِيَةُ فَعَلَ مِثلَ ذَلِكَ وَ أَخفَوا ذَلِكَ مِن زِيَادٍ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ فَعَلَ مِثلَ ذَلِكَ فَأُخبِرَ بِذَلِكَ أَبُوهَا فَانطَلَقَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِص أمَرَتنَيِ بِتَزوِيجِ جُوَيبِرٍ وَ لَا وَ اللّهِ مَا كَانَ مِن مَنَاكِحِنَا وَ لَكِن طَاعَتُكَ أَوجَبَت عَلَيّ تَزوِيجَهُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص فَمَا ألّذِي أَنكَرتُم مِنهُ قَالَ إِنّا هَيّأنَا لَهُ بَيتاً وَ مَتَاعاً وَ أُدخِلَتِ ابنتَيَِ البَيتَ وَ أُدخِلَ مَعَهَا مُعَتّماً[مُعتَمّاً]فَمَا كَلّمَهَا وَ لَا نَظَرَ إِلَيهَا وَ لَا دَنَا مِنهَا بَل قَامَ إِلَي زَاوِيَةِ البَيتِ فَلَم يَزَل تَالِياً لِلقُرآنِ رَاكِعاً وَ سَاجِداً حَتّي سَمِعَ النّدَاءَ فَخَرَجَ ثُمّ فَعَلَ مِثلَ ذَلِكَ فِي اللّيلَةِ الثّانِيَةِ وَ مِثلَ ذَلِكَ فِي اللّيلَةِ الثّالِثَةِ وَ لَم يَدنُ مِنهَا وَ لَم يُكَلّمهَا إِلَي أَن جِئتُكَ وَ مَا نَرَاهُ يُرِيدُ النّسَاءَ فَانظُر فِي أَمرِنَا فَانصَرَفَ زِيَادٌ وَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي جُوَيبِرٍ فَقَالَ لَهُ أَ مَا تَقرَبُ النّسَاءَ فَقَالَ لَهُ جُوَيبِرٌ أَ وَ مَا أَنَا بِفَحلٍ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ لَشَبِقٌ نَهِمٌ إِلَي النّسَاءِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص قَد خُبّرتُ بِخِلَافِ مَا وَصَفتَ بِهِ نَفسَكَ قَد ذَكَرُوا لِي أَنّهُم هَيّئُوا لَكَ بَيتاً وَ فِرَاشاً وَ مَتَاعاً وَ أُدخِلَت عَلَيكَ فَتَاةٌ حَسنَاءُ عَطِرَةٌ وَ أَتَيتَ مُعَتّماً[مُعتَمّاً]فَلَم تَنظُر إِلَيهَا وَ لَم تُكَلّمهَا وَ لَم تَدنُ مِنهَا فَمَا دَهَاكَ إِذَن فَقَالَ لَهُ
صفحه : 121
جُوَيبِرٌ يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلتُ بَيتاً وَاسِعاً وَ رَأَيتُ فِرَاشاً وَ مَتَاعاً وَ فَتَاةً حَسنَاءَ عَطِرَةً وَ ذَكَرتُ حاَليَِ التّيِ كُنتُ عَلَيهَا وَ غرُبتَيِ وَ حاَجتَيِ وَ ضيَعتَيِ وَ كيَنوُنتَيِ مَعَ الغُرَبَاءِ وَ المَسَاكِينِ فَأَحبَبتُ إِذ أوَلاَنيَِ اللّهُ ذَلِكَ أَن أَشكُرَهُ عَلَي مَا أعَطاَنيِ وَ أَتَقَرّبُ إِلَيهِ بِحَقِيقَةِ الشّكرِ فَنَهَضتُ إِلَي جَانِبِ البَيتِ فَلَم أَزَل فِي صلَاَتيِ تَالِياً لِلقُرآنِ رَاكِعاً وَ سَاجِداً أَشكُرُ اللّهَ حَتّي سَمِعتُ النّدَاءَ فَخَرَجتُ فَلَمّا أَصبَحتُ رَأَيتُ أَن أَصُومَ ذَلِكَ اليَومَ فَفَعَلتُ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ لَيَالِيَهَا وَ رَأَيتُ ذَلِكَ فِي جَنبِ مَا أعَطاَنيَِ اللّهُ يَسِيراً وَ لكَنِيّ سَأُرضِيهَا وَ أُرضِيهِمُ اللّيلَةَ إِن شَاءَ اللّهُ فَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي زِيَادٍ فَأَتَاهُ وَ أَعلَمَهُ مَا قَالَ جُوَيبِرٌ فَطَابَت أَنفُسُهُم قَالَ وَفَي لَهُم جُوَيبِرٌ بِمَا قَالَ ثُمّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ فِي غَزوَةٍ لَهُ وَ مَعَهُ جُوَيبِرٌ فَاستُشهِدَ رَحِمَهُ اللّهُ فَمَا كَانَ فِي الأَنصَارِ أَيّمٌ أَنفَقُ مِنهَا بَعدَ جُوَيبِرٍ
بيان رحب به ترحيبا أي قال له مرحبا أي أتيت رحبا وسعة وقيل رحب به أي دعاه إلي الرحب والسعة والأول هو ألذي صرح به اللغويون والازدراء الاحتقار والانتقاص والدمامة بالمهملة الحقارة والقبح والغضاضة الذلة والهجمة البغتة والهجمة من الإبل ما بين السبعين إلي المائة و من الشتاء شدة برده و من الصيف شدة حره والانتجاع الطلب والباسق المرتفع وباح بسره أظهره والخدر بالكسر ستر يمد للجارية في ناحية البيت قوله معتما في بعض النسخ بالغين المعجمة و في بعضها بالمهملة إما من الاعتمام و هولبس العمامة أو من أعتم إذادخل في وقت العتمة أو من عتم علي بناء التفعيل بمعني أبطأ والأظهر أحد الأخيرين قوله من مناكحنا أي موضع نكاحنا والشبق شدة شهوة الجماع والنهم الحريص ودهاه أصابه بداهية والنفاق ضد الكساد أي رغب الناس كثيرا في تزويجها بعدجويبر و لم يصر تزويج جويبر لها سببا لعدم رغبة الناس فيها
صفحه : 122
90- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن ضُرَيسٍ الكنُاَسيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص بِرَجُلٍ يَغرِسُ غَرساً فِي حَائِطٍ لَهُ فَوَقَفَ عَلَيهِ فَقَالَ أَ لَا أَدُلّكَ عَلَي غَرسٍ أَثبَتَ أَصلًا وَ أَسرَعَ إِينَاعاً وَ أَطيَبَ ثَمَراً وَ أَبقَي قَالَ بَلَي فدَلُنّيِ يَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ إِذَا أَصبَحتَ وَ أَمسَيتَ فَقُل سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَإِنّ لَكَ إِن قُلتَهُ بِكُلّ تَسبِيحَةٍ عَشرَ شَجَرَاتٍ فِي الجَنّةِ مِن أَنوَاعِ الفَاكِهَةِ وَ هُنّ مِنَ البَاقِيَاتِ الصّالِحَاتِ قَالَ فَقَالَ الرّجُلُ فإَنِيّ أُشهِدُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنّ حاَئطِيِ هَذِهِ صَدَقَةٌ مَقبُوضَةٌ عَلَي فُقَرَاءِ المُسلِمِينَ أَهلِ الصّدَقَةِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آياً مِنَ القُرآنِفَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي وَ صَدّقَ بِالحُسني فَسَنُيَسّرُهُ لِليُسري
بيان إيناع الثمرة نضجها وإدراكها
91- كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَشَكَا إِلَيهِ أَذَي جَارِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص اصبِر ثُمّ أَتَاهُ ثَانِيَةً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص اصبِر ثُمّ عَادَ إِلَيهِ فَشَكَاهُ ثَالِثَةً فَقَالَ النّبِيّص لِلرّجُلِ ألّذِي شَكَا إِذَا كَانَ عِندَ رَوَاحِ النّاسِ إِلَي الجُمُعَةِ فَأَخرِج مَتَاعَكَ إِلَي الطّرِيقِ حَتّي يَرَاهُ مَن يَرُوحُ إِلَي الجُمُعَةِ فَإِذَا سَأَلُوكَ فَأَخبِرهُم قَالَ فَفَعَلَ فَأَتَي جَارُهُ المؤُذيِ لَهُ فَقَالَ لَهُ رُدّ مَتَاعَكَ وَ لَكَ اللّهُ عَلَيّ أَن لَا أَعُودَ
92-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ كَانَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص مُؤمِنٌ فَقِيرٌ شَدِيدُ الحَاجَةِ مِن أَهلِ الصّفّةِ وَ كَانَ مُلَازِماً لِرَسُولِ اللّهِص عِندَ مَوَاقِيتِ
صفحه : 123
الصّلَاةِ كُلّهَا لَا يَفقِدُهُ فِي شَيءٍ مِنهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَرِقّ لَهُ وَ يَنظُرُ إِلَي حَاجَتِهِ وَ غُربَتِهِ فَيَقُولُ يَا سَعدُ لَو قَد جاَءنَيِ شَيءٌ لَأَغنَيتُكَ قَالَ فَأَبطَأَ ذَلِكَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَاشتَدّ غَمّ رَسُولِ اللّهِص لِسَعدٍ فَعَلِمَ اللّهُ سُبحَانَهُ مَا دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص مِن غَمّهِ لِسَعدٍ فَأَهبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلَ وَ مَعَهُ دِرهَمَانِ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد عَلِمَ مَا قَد دَخَلَكَ مِنَ الغَمّ بِسَعدٍ أَ فَتُحِبّ أَن تُغنِيَهُ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ فَهَاكَ هَذَينِ الدّرهَمَينِ فَأَعطِهِمَا إِيّاهُ وَ مُرهُ أَن يَتّجِرَ بِهِمَا قَالَ فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ خَرَجَ إِلَي صَلَاةِ الظّهرِ وَ سَعدٌ قَائِمٌ عَلَي بَابِ حُجُرَاتِ رَسُولِ اللّهِص يَنتَظِرُهُ فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ يَا سَعدُ أَ تُحسِنُ التّجَارَةَ فَقَالَ لَهُ سَعدٌ وَ اللّهِ مَا أَصبَحتُ أَملِكُ مَالًا أَتّجِرُ بِهِ فَأَعطَاهُ رَسُولُ اللّهِص الدّرهَمَينِ وَ قَالَ لَهُ اتّجِر بِهِمَا وَ تَصَرّف لِرِزقِ اللّهِ تَعَالَي فَأَخَذَهُمَا سَعدٌ وَ مَضَي مَعَ النّبِيّص حَتّي صَلّي مَعَهُ الظّهرَ وَ العَصرَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص قُم فَاطلُبِ الرّزقَ فَقَد كُنتُ بِحَالِكَ مُغتَمّاً يَا سَعدُ قَالَ فَأَقبَلَ سَعدٌ لَا يشَترَيِ بِدِرهَمٍ شَيئاً إِلّا بَاعَهُ بِدِرهَمَينِ وَ لَا يشَترَيِ شَيئاً بِدِرهَمَينِ إِلّا بَاعَهُ بِأَربَعَةٍ وَ أَقبَلَتِ الدّنيَا عَلَي سَعدٍ فَكَثُرَ مَتَاعُهُ وَ مَالُهُ وَ عَظُمَت تِجَارَتُهُ فَاتّخَذَ عَلَي بَابِ المَسجِدِ مَوضِعاً وَ جَلَسَ فِيهِ وَ جَمَعَ تجايره [تِجَارَتَهُ] إِلَيهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَقَامَ بِلَالٌ الصّلَاةَ يَخرُجُ وَ سَعدٌ مَشغُولٌ بِالدّنيَا لَم يَتَطَهّر وَ لَم يَتَهَيّأ كَمَا كَانَ يَفعَلُ قَبلَ أَن يَتَشَاغَلَ بِالدّنيَا فَكَانَ النّبِيّص يَقُولُ يَا سَعدُ شَغَلَتكَ الدّنيَا عَنِ الصّلَاةِ فَكَانَ يَقُولُ مَا أَصنَعُ أُضَيّعُ ماَليِ هَذَا رَجُلٌ قَد بِعتُهُ فَأُرِيدُ أَن أسَتوَفيَِ مِنهُ وَ هَذَا رَجُلٌ قَدِ اشتَرَيتُ مِنهُ فَأُرِيدُ أَن أُوفِيَهُ قَالَ فَدَخَلَ رَسُولَ اللّهِص مِن أَمرِ سَعدٍ غَمّ أَشَدّ مِن غَمّهِ بِفَقرِهِ فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ قَد عَلِمَ غَمّكَ بِسَعدٍ فَأَيّمَا أَحَبّ إِلَيكَ حَالُهُ الأُولَي أَو حَالُهُ هَذِهِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا جَبرَئِيلُ بَل حَالُهُ الأُولَي قَد ذَهَبَت دُنيَاهُ بِآخِرَتِهِ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع إِنّ حُبّ الدّنيَا وَ الأَموَالِ فِتنَةٌ وَ مَشغَلَةٌ عَنِ
صفحه : 124
الآخِرَةِ قُل لِسَعدٍ يَرُدّ عَلَيكَ الدّرهَمَينِ اللّذَينِ دَفَعتَهُمَا إِلَيهِ فَإِنّ أَمرَهُ سَيَصِيرُ إِلَي الحَالِ التّيِ كَانَ عَلَيهَا أَوّلًا قَالَ فَخَرَجَ النّبِيّص فَمَرّ بِسَعدٍ فَقَالَ لَهُ يَا سَعدُ أَ مَا تُرِيدُ أَن تَرُدّ عَلَيّ الدّرهَمَينِ اللّذَينِ أَعطَيتُكَهُمَا فَقَالَ سَعدٌ بَلَي وَ مِائَتَينِ فَقَالَ لَهُ لَستُ أُرِيدُ مِنكَ يَا سَعدُ إِلّا الدّرهَمَينِ فَأَعطَاهُ سَعدٌ دِرهَمَينِ قَالَ فَأَدبَرَتِ الدّنيَا عَلَي سَعدٍ حَتّي ذَهَبَ مَا كَانَ جَمَعَ وَ عَادَ إِلَي حَالِهِ التّيِ كَانَ عَلَيهَا
بيان قال الجوهري الصرف الحيلة و منه قولهم إنه ليتصرف في الأمور
93- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعُفيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص دَخَلَ بَيتَ أُمّ سَلَمَةَ فَشَمّ رِيحاً طَيّبَةً فَقَالَ أَتَتكُمُ الحَولَاءُ فَقَالَت هُوَ ذَا هيَِ تَشكُو زَوجَهَا فَخَرَجَت عَلَيهِ الحَولَاءُ فَقَالَت بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ إِنّ زوَجيِ عنَيّ مُعرِضٌ فَقَالَ زِيدِيهِ يَا حَولَاءُ فَقَالَت مَا أَترُكُ شَيئاً طَيّباً مِمّا أَتَطَيّبُ لَهُ بِهِ وَ هُوَ عنَيّ مُعرِضٌ فَقَالَ أَمَا لَو يدَريِ مَا لَهُ بِإِقبَالِهِ عَلَيكِ قَالَت وَ مَا لَهُ بِإِقبَالِهِ عَلَيّ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ إِذَا أَقبَلَ اكتَنَفَهُ مَلَكَانِ وَ كَانَ كَالشّاهِرِ سَيفَهُ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِذَا هُوَ جَامَعَ تَحَاتّ عَنهُ الذّنُوبُ كَمَا تَتَحَاتّ وَرَقُ الشّجَرِ فَإِذَا هُوَ اغتَسَلَ انسَلَخَ مِنَ الذّنُوبِ
94- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ ثَلَاثَ نِسوَةٍ أَتَينَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَت إِحدَاهُنّ إِنّ زوَجيِ لَا يَأكُلُ اللّحمَ وَ قَالَتِ الأُخرَي إِنّ زوَجيِ لَا يَشَمّ الطّيبَ وَ قَالَتِ الأُخرَي إِنّ زوَجيِ لَا يَقرَبُ النّسَاءَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص يَجُرّ رِدَاهُ حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ مَا بَالُ أَقوَامٍ مِن أصَحاَبيِ لَا يَأكُلُونَ اللّحمَ وَ لَا يَشَمّونَ الطّيبَ وَ لَا يَأتُونَ النّسَاءَ أَمَا إنِيّ آكُلُ اللّحمَ وَ أَشَمّ الطّيبَ وَ آتيِ النّسَاءَ فَمَن رَغِبَ عَن سنُتّيِ فَلَيسَ منِيّ
95-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ
صفحه : 125
عَن سَالِمِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَضَرَ رَجُلًا المَوتُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ فُلَاناً قَد حَضَرَهُ المَوتُ فَنَهَضَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَعَهُ نَاسٌ مِن أَصحَابِهِ حَتّي أَتَاهُ وَ هُوَ مُغمًي عَلَيهِ قَالَ فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ كُفّ عَنِ الرّجُلِ حَتّي أُسَائِلَهُ فَأَفَاقَ الرّجُلُ فَقَالَ النّبِيّص مَا رَأَيتَ قَالَ رَأَيتُ بَيَاضاً كَثِيراً وَ سَوَاداً كَثِيراً فَقَالَ فَأَيّهُمَا كَانَ أَقرَبَ إِلَيكَ مِنكَ فَقَالَ السّوَادُ فَقَالَ النّبِيّص قُلِ أللّهُمّ اغفِر لِيَ الكَثِيرَ مِن مَعَاصِيكَ وَ اقبَل منِيّ اليَسِيرَ مِن طَاعَتِكَ فَقَالَ ثُمّ أغُميَِ عَلَيهِ فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ خَفّف عَنهُ سَاعَةً حَتّي أُسَائِلَهُ فَأَفَاقَ الرّجُلُ فَقَالَ مَا رَأَيتَ قَالَ رَأَيتُ بَيَاضاً كَثِيراً وَ سَوَاداً كَثِيراً قَالَ فَأَيّهُمَا كَانَ أَقرَبَ إِلَيكَ فَقَالَ البَيَاضُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص غَفَرَ اللّهُ لِصَاحِبِكُم قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا حَضَرتُم مَيّتاً فَقُولُوا لَهُ هَذَا الكَلَامَ لِيَقُولَهُ
96- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ هُدُوا إِلَي الطّيّبِ مِنَ القَولِ وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ قَالَ ذَاكَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ عُبَيدَةُ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ عَمّارٌ هُدُوا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَولِهِحَبّبَ إِلَيكُمُ الإِيمانَ وَ زَيّنَهُ فِي قُلُوبِكُميعَنيِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ كَرّهَ إِلَيكُمُ الكُفرَ وَ الفُسُوقَ وَ العِصيانَالأَوّلَ وَ الثاّنيَِ وَ الثّالِثَ
97-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا مَاتَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ بنِ سَلُولٍ حَضَرَ النّبِيّص جَنَازَتَهُ فَقَالَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَم يَنهَكَ اللّهُ أَن تَقُومَ عَلَي قَبرِهِ فَسَكَتَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَم يَنهَكَ اللّهُ أَن تَقُومَ عَلَي قَبرِهِ فَقَالَ لَهُ وَيلَكَ وَ مَا يُدرِيكَ مَا
صفحه : 126
قُلتُ إنِيّ قُلتُ أللّهُمّ احشُ جَوفَهُ نَاراً وَ املَأ قَبرَهُ نَاراً وَ أَصلِهِ نَاراً قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَأَبدَي مِن رَسُولِ اللّهِص مَا كَانَ يَكرَهُ
98- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ استَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص حَارِثَةَ بنَ مَالِكِ بنِ النّعمَانِ الأنَصاَريِّ فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَنتَ يَا حَارِثَةَ بنَ مَالِكٍ النعّماَنيِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مُؤمِنٌ حَقّاً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ شَيءٍ حَقِيقَةٌ فَمَا حَقِيقَةُ قَولِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ عَزَفَت[عَزَفتُ]نفَسيِ عَنِ الدّنيَا فَأَسهَرَت ليَليِ وَ أَظمَأَت هوَاَجرِيِ وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي عَرشِ ربَيّ وَ قَد وُضِعَ لِلحِسَابِ وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي أَهلِ الجَنّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِي الجَنّةِ وَ كأَنَيّ أَسمَعُ عُوَاءَ أَهلِ النّارِ فِي النّارِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص عَبدٌ نَوّرَ اللّهُ قَلبَهُ أَبصَرتَ فَاثبُت فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي أَن يرَزقُنَيِ الشّهَادَةَ مَعَكَ فَقَالَ أللّهُمّ ارزُق حَارِثَةَ الشّهَادَةَ فَلَم يَلبَث إِلّا أَيّاماً حَتّي بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص سَرِيّةً فَبَعَثَهُ فِيهَا فَقَاتَلَ فَقَتَلَ تِسعَةً أَو ثَمَانِيَةً ثُمّ قُتِلَ
وَ فِي رِوَايَةِ القَاسِمِ بنِ بُرَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ استُشهِدَ مَعَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بَعدَ تِسعَةِ نَفَرٍ وَ كَانَ هُوَ العَاشِرَ
99-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن
صفحه : 127
حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ التمّيِميِّ الأنَصاَريِّ بِالمَدِينَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ وَ إِنّهُ حَضَرَهُ المَوتُ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص وَ المُسلِمُونَ يُصَلّونَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَأَوصَي البَرَاءُ إِذَا دُفِنَ أَن يُجعَلَ وَجهُهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص إِلَي القِبلَةِ فَجَرَت بِهِ السّنّةُ وَ أَنّهُ أَوصَي بِثُلُثِ مَالِهِ فَنَزَلَ بِهِ الكِتَابُ وَ جَرَت بِهِ السّنّةُ
100- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن مَالِكٍ الماَزنِيِّ قَالَ أَتَي تِسعَةُ نَفَرٍ إِلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ فَقَالُوا يَا أَبَا سَعِيدٍ هَذَا الرّجُلُ ألّذِي يُكثِرُ النّاسُ فِيهِ مَا تَقُولُ فِيهِ فَقَالَ عَمّن تسَألَوُنيّ قَالُوا نَسأَلُ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أَمَا إِنّكُم تسَألَوُنيّ عَن رَجُلٍ أَمَرّ مِنَ الدّفلَي وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَخَفّ مِنَ الرّيشَةِ وَ أَثقَلَ مِنَ الجِبَالِ أَمّا وَ اللّهِ مَا حَلَا إِلّا عَلَي أَلسِنَةِ المُؤمِنِينَ وَ مَا أَخَفّ[خَفّ] إِلّا عَلَي قُلُوبِ المُتّقِينَ فَلَا أَحَبّهُ أَحَدٌ قَطّ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ إِلّا حَشَرَهُ اللّهُ مِنَ الآمِنِينَ وَ إِنّهُ لَمِن حِزبِ اللّهِ وَ حِزبُ اللّهِهُمُ الغالِبُونَ وَ اللّهِ مَا أَمَرّ إِلّا عَلَي لِسَانِ كَافِرٍ وَ لَا ثَقُلَ إِلّا عَلَي قَلبِ مُنَافِقٍ وَ مَا ازوَرّ عَنهُ أَحَدٌ قَطّ وَ لَا لَوَي وَ لَا تَحَزّبَ وَ لَا عَبَسَ وَ لَا بَسَرَ وَ لَا عَسَرَ وَ لَا مَضّرَ وَ لَا التَفَتَ وَ لَا نَظَرَ وَ لَا تَبَسّمَ وَ لَا يجَريِ وَ لَا ضَحِكَ إِلَي صَاحِبِهِ وَ لَا قَالَ أَعجَبُ لِهَذَا الأَمرِ إِلّا حَشَرَهُ اللّهُ مُنَافِقاً مَعَ المُنَافِقِينَوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
بيان قال الفيروزآبادي الدفل بالكسر وكذكري نبت مر فارسيته خرزهره انتهي والازورار عن الشيء العدول عنه ولوي الرجل رأسه أمال وأعرض وتحزبوا تجمعوا وبسر الرجل وجهه كلح كعبس وعسر الغريم
صفحه : 128
يعسره ويعسره طلب منه علي عسرة وعسر عليه خالفه كعسره قوله و لامضر في بعض النسخ بالضاد المعجمة يقال مضر تمضيرا أي أهلك وتمضر تغضب لهم ويقال مضرها أي جمعها و في بعضها بالمهملة والتمصير التقليل وقطع العطية قليلا قليلا
101- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَنِ الخيَبرَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ ثُوَيرٍ وَ أَبِي سَلَمَةَ السّرّاجِ قَالَا سَمِعنَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ يَلعَنُ فِي دُبُرِ كُلّ مَكتُوبَةٍ أَربَعَةً مِنَ الرّجَالِ وَ أَربَعاً مِنَ النّسَاءِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مُعَاوِيَةُ وَ يُسَمّيهِم وَ فُلَانَةَ وَ فُلَانَةَ وَ هِنداً وَ أُمّ الحَكَمِ أُختَ مُعَاوِيَةَ
102- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ الأسَدَيِّ عَن سَالِمِ بنِ مُكرَمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اشتَدّت حَالُ رَجُلٍ مِن أَصحَابِ النّبِيّص فَقَالَت لَهُ امرَأَتُهُ لَو أَتَيتَ رَسُولَ اللّهِص فَسَأَلتَهُ فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص فَلَمّا رَآهُ النّبِيّص قَالَ مَن سَأَلَنَا أَعطَينَاهُ وَ مَنِ استَغنَي أَغنَاهُ اللّهُ فَقَالَ الرّجُلُ مَا يعَنيِ غيَريِ فَرَجَعَ إِلَي امرَأَتِهِ فَأَعلَمَهَا فَقَالَت إِنّ رَسُولَ اللّهِص بَشَرٌ فَأَعلِمهُ فَأَتَاهُ فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ مَن سَأَلَنَا أَعطَينَاهُ وَ مَنِ استَغنَي أَغنَاهُ اللّهُ حَتّي فَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمّ ذَهَبَ الرّجُلُ فَاستَعَارَ مِعوَلًا ثُمّ أَتَي الجَبَلَ فَصَعِدَهُ فَقَطَعَ حَطَباً ثُمّ جَاءَ بِهِ فَبَاعَهُ بِنِصفِ مُدّ مِن دَقِيقٍ فَرَجَعَ بِهِ فَأَكَلَهُ ثُمّ ذَهَبَ مِنَ الغَدِ فَجَاءَ بِأَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَبَاعَهُ فَلَم يَزَل يَعمَلُ وَ يَجمَعُ حَتّي اشتَرَي مِعوَلًا ثُمّ جَمَعَ حَتّي اشتَرَي بِكرَينِ وَ غُلَاماً ثُمّ أَثرَي حَتّي أَيسَرَ فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص فَأَعلَمَهُ كَيفَ جَاءَ يَسأَلُهُ وَ كَيفَ سَمِعَ النّبِيّ فَقَالَ النّبِيّص قُلتُ لَكَ مَن سَأَلَنَا أَعطَينَاهُ وَ مَنِ استَغنَي أَغنَاهُ اللّهُ
صفحه : 129
بيان يقال أثري الرجل إذاكثرت أمواله
103- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَ فَمَن كانَ مُؤمِناًيعَنيِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍكَمَن كانَ فاسِقاًيعَنيِ الوَلِيدَ بنَ عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ لَعَنَهُ اللّهُلا يَستَوُونَ عِندَ اللّهِ وَ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُم جَنّاتُ المَأوي نُزُلًا بِما كانُوا يَعمَلُونَنَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَمّا الّذِينَ فَسَقُوا فَمَأواهُمُ النّارُنَزَلَت فِي الوَلِيدِ بنِ عُقبَةَ
104- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَت فَخِذٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَلّمُوا عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيهِمُ السّلَامَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَنَا إِلَيكَ حَاجَةٌ فَقَالَ هَاتُوا حَاجَتَكُم قَالُوا إِنّهَا حَاجَةٌ عَظِيمَةٌ فَقَالَ هَاتُوهَا مَا هيَِ قَالُوا تَضمَنُ لَنَا عَلَي رَبّكَ الجَنّةَ قَالَ فَنَكَسَ رَسُولُ اللّهِص رَأسَهُ ثُمّ نَكَتَ فِي الأَرضِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ أَفعَلُ ذَلِكَ بِكُم عَلَي أَن لَا تَسأَلُوا أَحَداً شَيئاً قَالَ فَكَانَ الرّجُلُ مِنهُم يَكُونُ فِي السّفَرِ فَيَسقُطُ سَوطُهُ فَيَكرَهُ أَن يَقُولَ لِإِنسَانٍ نَاوِلنِيهِ فِرَاراً مِنَ المَسأَلَةِ فَيَنزِلُ فَيَأخُذُهُ وَ يَكُونُ عَلَي المَائِدَةِ فَيَكُونُ بَعضُ الجُلَسَاءِ أَقرَبَ إِلَي المَاءِ مِنهُ فَلَا يَقُولُ ناَولِنيِ حَتّي يَقُومُ فَيَشرَبُ
بيان قال الجوهري الفخذ في العشائر أقل من البطن أولها الشعب ثم القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ
105-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن لَيثٍ المرُاَديِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَسَا أُسَامَةَ بنَ
صفحه : 130
زَيدٍ حُلّةَ حَرِيرٍ فَخَرَجَ فِيهَا فَقَالَ مَهلًا يَا أُسَامَةُ إِنّمَا يَلبَسُهَا مَن لَا خَلَاقَ لَهُ فَاقسِمهَا بَينَ نِسَائِكَ
106- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لبِنَيِ سَلِمَةَ يَا بنَيِ سَلِمَةَ مَن سَيّدُكُم قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ سَيّدُنَا رَجُلٌ فِيهِ بُخلٌ فَقَالَص وَ أَيّ دَاءٍ أَدوَأُ مِنَ البُخلِ ثُمّ قَالَ بَل سَيّدُكُمُ الأَبيَضُ الجَسَدِ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ
توضيح قال في النهاية فيه أي داء أدوي من البخل أي أي عيب أقبح منه والصواب أدوأ بالهمزة ولكن هكذا يروي إلا أن يجعل من باب دوي يدوي دواء فهو دو إذاهلك لمرض باطن
107- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع دعُيَِ النّبِيّص إِلَي طَعَامٍ فَلَمّا دَخَلَ مَنزِلَ الرّجُلِ نَظَرَ إِلَي دَجَاجَةٍ فَوقَ حَائِطٍ قَد بَاضَت فَتَقَعُ البَيضَةُ عَلَي وَتِدٍ فِي حَائِطٍ فَثَبَتَت عَلَيهِ وَ لَم تَسقُط وَ لَم تَنكَسِر فَتَعَجّبَ النّبِيّص مِنهَا فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ أَ عَجِبتَ مِن هَذِهِ البَيضَةِ فَوَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ مَا رُزِئتُ شَيئاً قَطّ فَنَهَضَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَأكُل مِن طَعَامِهِ شَيئاً وَ قَالَ مَن لَم يُرزَأ فَمَا لِلّهِ فِيهِ مِن حَاجَةٍ
بيان الرزء المصيبة ويقال مارزأته ماله بفتح الزاء وكسرها أي مانقصته
108-كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص نقَيِّ الثّوبِ فَجَلَسَ إِلَي
صفحه : 131
رَسُولِ اللّهِص فَجَاءَ رَجُلٌ مُعسِرٌ دَرِنَ الثّوبِ فَجَلَسَ إِلَي جَنبِ المُوسِرِ فَقَبَضَ المُوسِرُ ثِيَابَهُ مِن تَحتِ فَخِذَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ خِفتَ أَن يَمَسّكَ مِن فَقرِهِ شَيءٌ قَالَ لَا قَالَ فَخِفتَ أَن يُصِيبَهُ مِن غِنَاكَ شَيءٌ قَالَ لَا قَالَ فَخِفتَ أَن يُوَسّخَ ثِيَابَكَ قَالَ لَا قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَي مَا صَنَعتَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي قَرِيناً يُزَيّنُ لِي كُلّ قَبِيحٍ وَ يُقَبّحُ لِي كُلّ حَسَنٍ وَ قَد جَعَلتُ لَهُ نِصفَ ماَليِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلمُعسِرِ أَ تَقبَلُ قَالَ لَا فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ وَ لِمَ قَالَ أَخَافُ أَن يدَخلُنَيِ مَا دَخَلَكَ
بيان درن الثوب بالكسر أي وسخ يوسخ بالفتح
109- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص بَينَمَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ عِندَ عَائِشَةَ إِذَا استَأذَنَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بِئسَ أَخُو العَشِيرَةِ فَقَامَت عَائِشَةُ فَدَخَلَتِ البَيتَ فَأَذِنَ رَسُولُ اللّهِص لِلرّجُلِ فَلَمّا دَخَلَ أَقبَلَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص بِوَجهِهِ وَ بِشرِهِ إِلَيهِ يُحَدّثُهُ حَتّي إِذَا فَرَغَ وَ خَرَجَ مِن عِندِهِ قَالَت عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ بَينَمَا أَنتَ تَذكُرُ هَذَا الرّجُلَ بِمَا ذَكَرتَهُ بِهِ إِذ أَقبَلتَ عَلَيهِ بِوَجهِكَ وَ بِشرِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ ذَلِكَ إِنّ مِن شِرَارِ عِبَادِ اللّهِ مَن تُكرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحشِهِ
110- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي رَسُولَ اللّهِص رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ حَتّي عَدّ تِسعَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَمَا إِنّكَ عَاشِرُهُم فِي النّارِ
111-كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن هَارُونَ بنِ حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا فَعَلَ عُمَرُ بنُ مُسلِمٍ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَقبَلَ عَلَي العِبَادَةِ وَ تَرَكَ التّجَارَةَ فَقَالَ وَيحَهُ أَ مَا عَلِمَ أَنّ تَارِكَ الطّلَبِ
صفحه : 132
لَا يُستَجَابُ لَهُ إِنّ قَوماً مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص لَمّا نَزَلَتوَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُأَغلَقُوا الأَبوَابَ وَ أَقبَلُوا عَلَي العِبَادَةِ وَ قَالُوا قَد كُفِينَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّص فَأَرسَلَ إِلَيهِم فَقَالَ مَا حَمَلَكُم عَلَي مَا صَنَعتُم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ تُكُفّلَ لَنَا بِأَرزَاقِنَا فَأَقبَلنَا عَلَي العِبَادَةِ فَقَالَ إِنّهُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ لَم يُستَجَب لَهُ عَلَيكُم بِالطّلَبِ
112- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا هَاجَرَتِ النّسَاءُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص هَاجَرَت فِيهِنّ امرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا أُمّ حَبِيبٍ وَ كَانَت خَافِضَةً تَخفِضُ الجوَاَريَِ فَلَمّا رَآهَا رَسُولُ اللّهِص قَالَ لَهَا يَا أُمّ حَبِيبٍ العَمَلُ ألّذِي كَانَ فِي يَدِكِ هُوَ فِي يَدِكِ اليَومَ قَالَت نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ إِلّا أَن يَكُونَ حَرَاماً فتَنَهاَنيِ عَنهُ قَالَ لَا بَل حَلَالٌ فاَدنيِ منِيّ حَتّي أُعَلّمَكِ قَالَ فَدَنَت مِنهُ فَقَالَ يَا أُمّ حَبِيبٍ إِذَا أَنتِ فَعَلتِ فَلَا تنَهكَيِ أَي لَا تسَتأَصلِيِ وَ أشَمِيّ فَإِنّهُ أَشرَقُ لِلوَجهِ وَ أَحظَي عِندَ الزّوجِ قَالَ وَ كَانَ لِأُمّ حَبِيبٍ أُختٌ يُقَالُ لَهَا أُمّ عَطِيّةَ وَ كَانَت مُقَيّنَةً يعَنيِ مَاشِطَةً فَلَمّا انصَرَفَت أُمّ حَبِيبٍ إِلَي أُختِهَا أَخبَرَتهَا بِمَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص فَأَقبَلَت أُمّ عَطِيّةَ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرَتهُ بِمَا قَالَت لَهَا أُختُهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص ادنيِ منِيّ يَا أُمّ عَطِيّةَ إِذَا أَنتِ قَيّنتِ الجَارِيَةَ فَلَا تغَسلِيِ وَجهَهَا بِالخِرقَةِ فَإِنّ الخِرقَةَ تَشرَبُ مَاءَ الوَجهُ
بيان قوله ص أشمي قال الجزري شبّه القطع اليسير بإشمام الرائحة والنهك بالمبالغة فيه أي اقطعي بعض النواة و لاتستأصليها و قال حظيت المرأة عندزوجها دنت من قلبه وأحبها انتهي وقينت الماشطة العروس تقيينا زينتها
113-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَنِ الفُضَيلِ وَ زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي
صفحه : 133
حَرفٍ فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَ قَالَ زُرَارَةُ سَأَلتُ عَنهَا أَبَا جَعفَرٍ ع فَقَالَ هَؤُلَاءِ قَومٌ عَبَدُوا اللّهَ وَ خَلَعُوا عِبَادَةَ مَن يُعبَدُ مِن دُونِ اللّهِ وَ شَكّوا فِي مُحَمّدٍص وَ مَا جَاءَ بِهِ فَتَكَلّمُوا بِالإِسلَامِ وَ شَهِدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَقَرّوا بِالقُرآنِ وَ هُم فِي ذَلِكَ شَاكّونَ فِي مُحَمّدٍص وَ مَا جَاءَ بِهِ وَ لَيسُوا شُكّاكاً فِي اللّهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍيعَنيِ عَلَي شَكّ فِي مُحَمّدٍ وَ مَا جَاءَ بِهِص فَإِن أَصابَهُ خَيرٌيعَنيِ عَافِيَةً فِي نَفسِهِ وَ مَالِهِ وَ وُلدِهِاطمَأَنّ بِهِ وَ رضَيَِ بِهِوَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌبَلَاءٌ فِي جَسَدِهِ أَو مَالِهِ تَطَيّرَ وَ كَرِهَ المُقَامَ عَلَي الإِقرَارِ باِلنبّيِّ فَرَجَعَ إِلَي الوُقُوفِ وَ الشّكّ فَنَصَبَ العَدَاوَةَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ الجُحُودَ باِلنبّيِّص وَ مَا جَاءَ بِهِ
114- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ قَالَ هُم قَومٌ وَحّدُوا اللّهَ وَ خَلَعُوا عِبَادَةَ مَن يُعبَدُ مِن دُونِ اللّهِ فَخَرَجُوا مِنَ الشّركِ وَ لَم يَعرِفُوا أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَهُم يَعبُدُونَ اللّهَ عَلَي شَكّ فِي مُحَمّدٍ وَ مَا جَاءَ بِهِ فَأَتَوا رَسُولَ اللّهِص وَ قَالُوا نَنظُرُ فَإِن كَثُرَت أَموَالُنَا وَ عُوفِينَا فِي أَنفُسِنَا وَ أَولَادِنَا عَلِمنَا أَنّهُ صَادِقٌ وَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ وَ إِن كَانَ غَيرَ ذَلِكَ نَظَرنَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنّ بِهِيعَنيِ عَافِيَةً فِي الدّنيَاوَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌيعَنيِ بَلَاءً فِي نَفسِهِ وَ مَالِهِانقَلَبَ عَلي وَجهِهِانقَلَبَ عَلَي شَكّهِ إِلَي الشّركِخَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرّهُ وَ ما لا يَنفَعُهُ قَالَ يَنقَلِبُ مُشرِكاً يَدعُو غَيرَ اللّهِ وَ يَعبُدُ غَيرَ اللّهِ فَمِنهُم مَن يَعرِفُ فَيَدخُلُ الإِيمَانُ قَلبَهُ فَيُؤمِنُ فَيُصَدّقُ وَ يَزُولُ عَن مَنزِلَتِهِ مِنَ الشّكّ إِلَي الإِيمَانِ وَ مِنهُم مَن يَثبُتُ عَلَي شَكّهِ وَ مِنهُم مَن يَنقَلِبُ إِلَي الشّركِ
صفحه : 134
115- يب ،[تهذيب الأحكام ]الشّيخُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِّ عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع كَفّنَ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ بِبُردٍ حِبَرَةٍ وَ أَنّ عَلِيّاً كَفّنَ سَهلَ بنَ حُنَيفٍ بِبُردٍ أَحمَرَ حِبَرَةٍ
116- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ الهاَشمِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَت زَينَبُ العَطّارَةُ الحَولَاءُ إِلَي نِسَاءِ النّبِيّص فَجَاءَ النّبِيّص فَإِذَا هيَِ عِندَهُم فَقَالَ إِذَا أَتَيتِنَا طَابَت بُيُوتُنَا فَقَالَت بُيُوتُكَ بِرِيحِكَ أَطيَبُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إِذَا بِعتِ فأَحَسنِيِ وَ لَا تغَشُيّ فَإِنّهُ أَتقَي لِلّهِ وَ أَبقَي لِلمَالِ
117- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ سَمُرَةَ بنَ جُندَبٍ كَانَ لَهُ عَذقٌ فِي حَائِطٍ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ وَ كَانَ مَنزِلُ الأنَصاَريِّ بِبَابِ البُستَانِ فَكَانَ يَمُرّ بِهِ إِلَي نَخلَتِهِ وَ لَا يَستَأذِنُ فَكَلّمَهُ الأنَصاَريِّ أَن يَستَأذِنَ إِذَا جَاءَ فَأَبَي سَمُرَةُ فَلَمّا تَأَبّي جَاءَ الأنَصاَريِّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَشَكَا إِلَيهِ وَ خَبّرَهُ الخَبَرَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ خَبّرَهُ بِقَولِ الأنَصاَريِّ وَ مَا شَكَا وَ قَالَ إِذَا أَرَدتَ الدّخُولَ فَاستَأذِن فَأَبَي فَلَمّا أَبَي سَاوَمَهُ حَتّي بَلَغَ بِهِ مِنَ الثّمَنِ مَا شَاءَ اللّهُ فَأَبَي أَن يَبِيعَ فَقَالَ لَكَ بِهَا عَذقٌ مُذَلّلٌ فِي الجَنّةِ فَأَبَي أَن يَقبَلَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص للِأنَصاَريِّ اذهَب فَاقلَعهَا وَ ارمِ بِهَا إِلَيهِ فَإِنّهُ لَا ضَرَرَ وَ لَا ضِرَارَ
بيان العذق بالفتح النخلة بحملها ذكره الجوهري و قال قوله تعالي وَ ذُلّلَت قُطُوفُها تَذلِيلًا أي سويت عناقيدها ودليت و قال الجزري في
صفحه : 135
الحديث كم من عذق مذلل لأبي الدحداح تذليل العذوق أنها إذاأخرجت من كوافيرها التي تغطيها عندانشقاقها عنها يعمد الآبر فيمسخها ويبسرها حتي تتدلي خارجة من بين الجريد والسلاء فيسهل قطافها عندإدراكها و إن كانت العين مفتوحة فهي النخلة وتذليلها تسهيل اجتناء ثمرها وإدناؤها من قاطفها
118- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ سَمُرَةَ بنَ جُندَبٍ كَانَ لَهُ عَذقٌ وَ كَانَ طَرِيقُهُ إِلَيهِ فِي جَوفِ مَنزِلِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ فَكَانَ يجَيِءُ فَيَدخُلُ إِلَي عَذقِهِ بِغَيرِ إِذنٍ مِنَ الأنَصاَريِّ فَقَالَ الأنَصاَريِّ يَا سَمُرَةُ لَا تَزَالُ تَفجَأُنَا عَلَي حَالٍ لَا نُحِبّ أَن تَفجَأَنَا عَلَيهَا فَإِذَا دَخَلتَ فَاستَأذِن فَقَالَ لَا أَستَأذِنُ فِي طرَيِقيِ وَ هُوَ طرَيِقيِ إِلَي عذَقيِ قَالَ فَشَكَاهُ الأنَصاَريِّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَرسَلَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ إِنّ فُلَاناً قَد شَكَاكَ وَ زَعَمَ أَنّكَ تَمُرّ عَلَيهِ وَ عَلَي أَهلِهِ بِغَيرِ إِذنِهِ فَاستَأذِن عَلَيهِ إِذَا أَرَدتَ أَن تَدخُلَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَستَأذِنُ فِي طرَيِقيِ إِلَي عذَقيِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص خَلّ عَنهُ وَ لَكَ مَكَانَهُ عَذقٌ فِي مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَا قَالَ فَلَكَ اثنَانِ قَالَ لَا أُرِيدُ فَلَم يَزَل يَزِيدُهُ حَتّي بَلَغَ عَشَرَةَ أَعذَاقٍ فَقَالَ لَا قَالَ فَلَكَ عَشَرَةٌ فِي مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا فَأَبَي فَقَالَ خَلّ عَنهُ وَ لَكَ مَكَانَهُ عَذقٌ فِي الجَنّةِ قَالَ لَا أُرِيدُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إِنّكَ رَجُلٌ مُضَارّ وَ لَا ضَرَرَ وَ لَا ضِرَارَ عَلَي مُؤمِنٍ قَالَ ثُمّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص فَقُلِعَت ثُمّ رمُيَِ بِهَا إِلَيهِ وَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص انطَلِق فَاغرِسهَا حَيثُ شِئتَ
119- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ وَ هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُكَبّرُ عَلَي قَومٍ خَمساً وَ عَلَي قَومٍ آخَرِينَ أَربَعاً فَإِذَا كَبّرَ عَلَي رَجُلٍ أَربَعاً اتّهِمَ يعَنيِ بِالنّفَاقِ
صفحه : 136
120-كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ جَمِيعاً عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص لِعَرضِ الخَيلِ فَمَرّ بِقَبرِ أَبِي أُحَيحَةَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ لَعَنَ اللّهُ صَاحِبَ هَذَا القَبرِ فَوَ اللّهِ إِن كَانَ لَيَصُدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ يُكَذّبُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ خَالِدٌ ابنُهُ بَل لَعَنَ اللّهُ أَبَا قُحَافَةَ فَوَ اللّهِ مَا كَانَ يقَريِ الضّيفَ وَ لَا يُقَاتِلُ العَدُوّ فَلَعَنَ اللّهُ أَهوَنَهُمَا عَلَي العَشِيرَةِ فَقداً فَأَلقَي رَسُولُ اللّهِص خِطَامَ رَاحِلَتِهِ عَلَي غَارِبِهَا ثُمّ قَالَ إِذَا أَنتُم تَنَاوَلتُمُ المُشرِكِينَ فَعُمّوا وَ لَا تَخُصّوا فَيَغضَبَ وُلدُهُ ثُمّ وَقَفَ فَعُرِضَت عَلَيهِ الخَيلُ فَمَرّ بِهِ فَرَسٌ فَقَالَ عُيَينَةُ بنُ حِصنٍ إِنّ مِن أَمرِ هَذَا الفَرَسِ كَيتَ وَ كَيتَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَرنَا فَأَنَا أَعلَمُ بِالخَيلِ مِنكَ فَقَالَ عُيَينَةُ وَ أَنَا أَعلَمُ بِالرّجَالِ مِنكَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي ظَهَرَ الدّمُ فِي وَجهِهِ فَقَالَ لَهُ فأَيَّ الرّجَالِ أَفضَلُ فَقَالَ عُيَينَةُ بنُ حِصنٍ رِجَالٌ يَكُونُونَ بِنَجدٍ يَضَعُونَ سُيُوفَهُم عَلَي عَوَاتِقِهِم وَ رِمَاحَهُم عَلَي كَوَاثِبِ خَيلِهِم ثُمّ يَضرِبُونَ بِهَا قُدُماً قُدُماً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَذَبتَ بَل رِجَالُ أَهلِ اليَمَنِ أَفضَلُ الإِيمَانُ يمَاَنيِّ وَ الحِكمَةُ يَمَانِيّةٌ وَ لَو لَا الهِجرَةُ لَكُنتُ امرَأً مِن أَهلِ اليَمَنِ الجَفَاءُ وَ القَسوَةُ فِي الفَدّادِينَ[الفَدَادِينِ]أَصحَابِ الوَبَرِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ مِن حَيثُ يَطلُعُ قَرنُ الشّمسِ وَ مَذحِجُ أَكثَرُ قَبِيلٍ يَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ حَضرَمَوتُ خَيرٌ مِن عَامِرِ بنِ صَعصَعَةَ وَ رَوَي بَعضُهُم خَيرٌ مِنَ الحَارِثِ بنِ مُعَاوِيَةَ وَ بَجِيلَةُ خَيرٌ مِن رِعلٍ وَ ذَكوَانَ وَ إِن يَهلِك لِحيَانُ فَلَا أبُاَليِ ثُمّ قَالَ لَعَنَ اللّهُ المُلُوكَ الأَربَعَةَ جَمداً وَ مِخوَساً وَ مِشرَحاً وَ أَبضَعَةَ وَ أُختَهُمُ العَمَرّدَةَ لَعَنَ اللّهُ المُحَلّلَ وَ المُحَلّلَ لَهُ وَ مَن تَوَالَي غَيرَ مَوَالِيهِ وَ مَنِ ادّعَي نَسَباً لَا يُعرَفُ وَ المُتَشَبّهِينَ مِنَ الرّجَالِ بِالنّسَاءِ وَ المُتَشَبّهَاتِ مِنَ النّسَاءِ بِالرّجَالِ وَ مَن أَحدَثَ حَدَثاً
صفحه : 137
فِي الإِسلَامِ أَو آوَي مُحدِثاً وَ مَن قَتَلَ غَيرَ قَاتِلِهِ أَو ضَرَبَ غَيرَ ضَارِبِهِ وَ مَن لَعَنَ أَبَوَيهِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يُوجَدُ رَجُلٌ يَلعَنُ أَبَوَيهِ فَقَالَ نَعَم يَلعَنُ آبَاءَ الرّجَالِ وَ أُمّهَاتِهِم فَيَلعَنُونَ أَبَوَيهِ لَعَنَ اللّهُ رِعلًا وَ ذَكوَانَ وَ عَضَلًا وَ لِحيَانَ وَ المُجذَمِينَ مِن أَسَدٍ وَ غَطَفَانَ وَ أَبَا سُفيَانَ بنَ حَربٍ وَ شهيلًا[سُهَيلًا]ذَا الأَسنَانِ وَ ابنيَ مَلِيكَةَ بنِ جَزِيمٍ وَ مَروَانَ وَ هَوذَةَ وَ هَونَةَ
بيان قوله أهونهما أي من يكون فقده أسهل علي عشيرته و لايبالون بموته والغارب ما بين السنام والعنق وكأنه ص ألقاه للغضب أولأن يسير البعير والكواثب جمع كاثبة وهي من الفرس مجمع كتفيه قدام السرج ويقال مضي قدما بضمتين إذا لم يعرج و لم ينثن و قال الجزري في الحديث الإيمان يمان والحكمة يمانية إنما قال ص ذلك لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال الكعبة اليمانية وقيل إنه قال هذاالقول للأنصار لأنهم يمانون وهم نصروا الإيمان و المؤمنين وآووهم فنسب الإيمان إليهم انتهي . و قال في شرح السنة هذاثناء علي أهل اليمن لإسراعهم إلي الإيمان و قال الجوهري اليمن بلاد العرب والنسبة إليه يمني ويمان مخففة والألف عوض من ياء النسب فلايجتمعان قال سيبويه وبعضهم يقول يماني بالتشديد. قوله ص لو لاالهجرة لعل المعني لو لاأني هجرت عن مكة لكنت اليوم من أهل اليمن إذ هي منها أو أنه لو لا أن المدينة كانت أولا دار هجرتي واخترتها بأمر الله لاتخذت اليمن وطنا أو أنه لو لا أن الهجرة أشرف لعددت نفسي من الأنصار ويؤيد الأخير مامر في قصة حنين و لو لاالهجرة لكنت امرأ من الأنصار.
صفحه : 138
قوله في الفدادين قال الجزري الفدادون بالتشديد الذين تعلوا أصواتهم في حروثهم ومواشيهم يقال فد الرجل يفد فديدا إذااشتد صوته وقيل هم المكثرون من الإبل وقيل هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان وقيل إنما هم الفدادين مخففا واحدها فدان مشددا و هوالبقر ألذي يحرث بها وأهلها أهل جفاء وقسوة قوله أصحاب الوبر أي أهل البوادي فإن بيوتهم منه قوله من حيث يطلع قرن الشمس قال الجوهري قرن الشمس أعلاها وأول مايبدو منها في الطلوع .أقول لعل المراد أهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في شرقي المدينة و في روايات المخالفين حيث يطلع قرن الشيطان ومذحج كمسجد أبوقبيلة من اليمن وحضرموت اسم بلد وقبيلة أيضا وعامر بن صعصعة أبوقبيلة وبجيلة كسفينة حي باليمن ورعل بالكسر وذكوان بالفتح قبيلتان من سليم ولحيان أبوقبيلة و في القاموس مخوس كمنبر ومشرح وجمد وأبضعة بنو معديكرب الملوك الأربعة الذين لعنهم رسول الله ص ولعن أختهم العمردة وفدوا مع الأشعث فأسلموا ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير فقال نائحتهم .
اعين بكي لي الملوك الأربعة |
. قوله ص لعن الله المحلل قال في النهاية فيه لعن الله المحلل والمحلل له و في رواية المحل والمحل له و في حديث بعض الصحابة لاأوتي بحال و لامحلل إلارجمته جعل الزمخشري هذاالأخير حديثا لاأثرا و في هذه اللفظة ثلاث لغات حللت وأحللت وحللت فعلي الأولي جاء الأول يقال حلل فهو محلل ومحلل له و علي الثانية جاء الثاني تقول أحل فهو محل ومحل له و علي الثالثة جاء الثالث تقول حللت فأنا حال و هومحلول له والمعني في الجميع هو أن يطلق الرجل امرأته ثلاثا فيتزوجها رجل آخر علي شريطة أن يطلقها بعدوطئها لتحل لزوجها الأول وقيل سمي محللا بقصده إلي التحليل كمايسمي مشتريا إذاقصد الشراء انتهي .
صفحه : 139
و قال الطيبي في شرح المشكاة وإنما لعن لأنه هتك مروة وقلة حمية وخسة نفس و هوبالنسبة إلي المحلل له ظاهر و أماالمحلل فإنه كالتيس يعير نفسه بالوطء لغرض الغير انتهي .أقول مع الاشتراط ذهب أكثر العامة إلي بطلان النكاح ولذا أولوا التحليل بقصده و لايبعد القول بالبطلان علي أصول الأصحاب أيضا ثم اعلم أنه يمكن أن يؤول الخبر علي وجهين آخرين أحدهما أن يكون إشارة إلي تحليل القتال في الأشهر الحرم للنسيء كمامر و قال الزمخشري كان جنادة بن عوف الكناني مطاعا في الجاهلية و كان يقوم علي جمل في الموسم فيقول بأعلي صوت إن آلهتكم قدأحلت لكم المحرم فأحلوه ثم يقوم في القابل فيقول إن آلهتكم قدحرمت عليكم المحرم فحرموه . وثانيهما أن يكون المراد مطلق تحليل ماحرم الله . قوله ص و من توالي فسره أكثر العامة بالانتساب إلي غير من انتسب إليه من ذي نسب أومعتق وخصه بعضهم بولاء العتق وفسر في أخبارنا بالانتساب إلي غيرأئمة الحق واتخاذ غيرهم أئمة كماسيأتي. قوله لايعرف علي بناء المعلوم أوالمجهول قوله ص والمتشبهين بأن يلبس الثياب المختصة بهن ويتزين بما يخصهن وكذا العكس والمشهور بين علمائنا حرمتهما و في بعض الأخبار أن المشتبهين من الرجال المفعولون منهم والمشتبهات من النساء الساحقات قوله حدثا أي بدعة أوأمرا منكرا وفسر في بعض الأخبار بالقتل كمامر في أول الكتاب وقرئ المحدث بفتح الدال أي الأمر المبتدع وإيواؤه الرضا به والصبر عليه وعدم الإنكار علي فاعله وبكسرها أي نصر جانيا وأجاره من خصمه أومبتدعا قوله غيرقاتله أي مريد قتله أو غيرقاتل من هوولي دمه قوله غيرضاربه أي مريد ضربه أو من يضربه قوله ص و من لعن أبويه لعن النبي ص هنا أبابكر حيث صار سببا للعن أبيه كمامر والعضل بالتحريك أبوقبيلة قوله والمجذمين لعل المراد من انتسب
صفحه : 140
إلي الجذيمة ولعل أسدا وغطفان كلتيهما منسوبتان إليها قال الجوهري جذيمة قبيلة من عبدالقيس ينسب إليهم جذمي بالتحريك وكذلك إلي جذيمة أسد و قال الفيروزآبادي غطفان محركة حي من قيس و ما بعد ذلك أسماء الرجال
121- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ ثُمَامَةَ بنَ أُثَالٍ أَسَرَتهُ خَيلُ النّبِيّص وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ أللّهُمّ أمَكنِيّ مِن ثُمَامَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ مُخَيّرُكَ وَاحِدَةً مِن ثَلَاثٍ أَقتُلُكَ قَالَ إِذاً تَقتُلَ عَظِيماً أَو أُفَادِيكَ قَالَ إِذاً تجَدِنَيِ غَالِياً أَو أَمُنّ عَلَيكَ قَالَ إِذاً تجَدِنَيِ شَاكِراً قَالَ فإَنِيّ قَد مَنَنتُ عَلَيكَ قَالَ فإَنِيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ قَد وَ اللّهِ عَلِمتُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ حَيثُ رَأَيتُ وَ مَا كُنتُ لِأَشهَدَ بِهَا وَ أَنَا فِي الوَثَاقِ
122-كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ذُو النّمِرَةِ وَ كَانَ مِن أَقبَحِ النّاسِ وَ إِنّمَا سمُيَّ ذَا النّمِرَةِ مِن قُبحِهِ فَأَتَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أخَبرِنيِ مَا فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص فَرَضَ اللّهُ عَلَيكَ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ وَ صَومَ شَهرِ رَمَضَانَ إِذَا أَدرَكتَهُ وَ الحَجّ إِذَا استَطَعتَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ الزّكَاةَ وَ فَسّرَهَا لَهُ فَقَالَ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا أَزِيدُ ربَيّ عَلَي مَا فَرَضَ عَلَيّ شَيئاً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص وَ لِمَ يَا ذَا النّمِرَةِ فَقَالَ كَمَا خلَقَنَيِ قَبِيحاً قَالَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّ رَبّكَ يَأمُرُكَ أَن تُبَلّغَ ذَا النّمِرَةِ عَنهُ السّلَامَ وَ تَقُولَ لَهُ يَقُولُ لَكَ رَبّكَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَ مَا تَرضَي أَن أَحشُرَكَ عَلَي جَمَالِ جَبرَئِيلَ ع يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا ذَا النّمِرَةِ
صفحه : 141
هَذَا جَبرَئِيلُ يأَمرُنُيِ أَن أُبَلّغَكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ رَبّكَ أَ مَا تَرضَي أَن أَحشُرَكَ عَلَي جَمَالِ جَبرَئِيلَ فَقَالَ ذُو النّمِرَةِ فإَنِيّ قَد رَضِيتُ يَا رَبّ فَوَ عِزّتِكَ لَأَزِيدَنّكَ حَتّي تَرضَي
123- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ حَدِيدٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَا أنَيّ أَكرَهُ أَن يُقَالَ إِنّ مُحَمّداً استَعَانَ بِقَومٍ حَتّي إِذَا ظَفِرَ بِعَدُوّهِ قَتَلَهُم لَضَرَبتُ أَعنَاقَ قَومٍ كَثِيرٍ
124- ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ وَ أَحمَدُ بنُ هَارُونَ وَ غَيرُهُمَا عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ كَلّوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص اشتَرَي فَرَساً مِن أعَراَبيِّ فَأَعجَبَهُ فَقَامَ أَقوَامٌ مِنَ المُنَافِقِينَ حَسَدُوا رَسُولَ اللّهِص عَلَي مَا أَخَذَ مِنهُ فَقَالُوا للِأعَراَبيِّ لَو بَلَغتَ بِهِ إِلَي السّوقِ بِعتَهُ بِأَضعَافِ هَذَا فَدَخَلَ الأعَراَبيِّ الشّرَهُ فَقَالَ أَ لَا أَرجِعُ فَأَستَقِيلَهُ فَقَالُوا لَا وَ لَكِنّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ فَإِذَا جَاءَكَ بِنَقدِكَ فَقُل مَا بِعتُكَ بِهَذَا فَإِنّهُ سَيَرُدّهُ عَلَيكَ فَلَمّا جَاءَ النّبِيّص أَخرَجَ إِلَيهِ النّقدَ فَقَالَ مَا بِعتُكَ بِهَذَا فَقَالَ النّبِيّص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ لَقَد بعِتنَيِ فَجَاءَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ فَقَالَ يَا أعَراَبيِّ أَشهَدُ لَقَد بِعتَ رَسُولَ اللّهِص بِهَذَا الثّمَنِ ألّذِي قَالَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ لَقَد بِعتُهُ وَ مَا مَعَنَا مِن أَحَدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِخُزَيمَةَ كَيفَ شَهِدتَ بِهَذَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ تُخبِرُنَا عَنِ اللّهِ وَ أَخبَارِ السّمَاوَاتِ فَنُصَدّقُكَ وَ لَا نُصَدّقُكَ فِي ثَمَنِ هَذَا فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِص شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَينِ فَهُوَ ذُو الشّهَادَتَينِ
125-ختص ،[الإختصاص ] كَانَ بِلَالٌ مُؤَذّنَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص لَزِمَ بَيتَهُ وَ لَم يُؤَذّن لِأَحَدٍ مِنَ الخُلَفَاءِ وَ قَالَ فِيهِ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع رَحِمَ
صفحه : 142
اللّهُ بِلَالًا فَإِنّهُ كَانَ يُحِبّنَا أَهلَ البَيتِ وَ لَعَنَ اللّهُ صُهَيباً فَإِنّهُ كَانَ يُعَادِينَا وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ كَانَ يبَكيِ عَلَي عُمَرَ
126- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ القمُيّّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ بِلَالٌ عَبداً صَالِحاً وَ كَانَ صُهَيبٌ عَبدَ سَوءٍ وَ كَانَ يبَكيِ عَلَي عُمَرَ
127- يه ،[ من لايحضر الفقيه ] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّهُ قَالَ إِنّ بِلَالًا كَانَ عَبداً صَالِحاً فَقَالَ لَا أُؤَذّنُ لِأَحَدٍ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَتُرِكَ يَومَئِذٍ حيَّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ
128- يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ إِنّ أَوّلَ مَن سَبَقَ إِلَي الجَنّةِ بِلَالٌ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّهُ أَوّلُ مَن أَذِنَ
بيان الظاهر أن القائل أولا أبو عبد الله ع فالأولية إضافية بالنسبة إلي جماعة من أضرابه أوالمؤذنين ويحتمل أن يكون القائل الشامي فقال ع و لم علي وجه الإنكار فلما أصر القائل لم يجبه ع للمصلحة
129- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ قَوماً أَتَوا رَسُولَ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ اضمَن لَنَا عَلَي رَبّكَ الجَنّةَ قَالَ فَقَالَ عَلَي أَن تعُيِنوُنيِ بِطُولِ السّجُودِ قَالُوا نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَضَمِنَ لَهُمُ الجَنّةَ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ قَوماً مِنَ الأَنصَارِ قَالَ فَأَتَوهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ اضمَن لَنَا الجَنّةَ قَالَ عَلَي أَن لَا تَسأَلُوا أَحَداً شَيئاً قَالُوا نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَضَمِنَ لَهُمُ الجَنّةَ فَكَانَ
صفحه : 143
الرّجُلُ مِنهُم يَسقُطُ سَوطُهُ وَ هُوَ عَلَي دَابّتِهِ فَيَنزِلُ حَتّي يَتَنَاوَلَهُ كَرَاهِيَةَ أَن يَسأَلَ أَحَداً شَيئاً وَ إِن كَانَ الرّجُلُ لَيَنقَطِعُ شِسعُهُ فَيَكرَهُ أَن يَطلُبَ مِن أَحَدٍ شَيئاً
130- يه ،[ من لايحضر الفقيه ]بِإِسنَادِهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ احتَجَمَ رَسُولُ اللّهِص حَجَمَهُ مَولًي لبِنَيِ بَيَاضَةَ وَ أَعطَاهُ لَو كَانَ حَرَاماً مَا أَعطَاهُ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَينَ الدّمُ قَالَ شَرِبتُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ مَا كَانَ ينَبغَيِ لَكَ أَن تَفعَلَهُ وَ قَد جَعَلَهُ اللّهُ لَكَ حِجَاباً مِنَ النّارِ
131-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ يَبِيعُ الزّيتَ وَ كَانَ يُحِبّ رَسُولَ اللّهِص حُبّاً شَدِيداً كَانَ إِذَا أَرَادَ أَن يَذهَبَ فِي حَاجَتِهِ لَم يَمضِ حَتّي يَنظُرَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَد عُرِفَ ذَلِكَ مِنهُ فَإِذَا جَاءَ تَطَاوَلَ لَهُ حَتّي يَنظُرَ إِلَيهِ حَتّي إِذَا كَانَ ذَاتَ يَومٍ دَخَلَ فَتَطَاوَلَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص حَتّي نَظَرَ إِلَيهِ ثُمّ مَضَي فِي حَاجَتِهِ فَلَم يَكُن بِأَسرَعَ مِن أَن رَجَعَ فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِص قَد فَعَلَ ذَلِكَ أَشَارَ إِلَيهِ بِيَدِهِ اجلِس فَجَلَسَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ مَا لَكَ فَعَلتَ اليَومَ شَيئاً لَم تَكُن تَفعَلُهُ قَبلَ ذَلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً لغَشَيَِ قلَبيِ شَيءٌ مِن ذِكرِكَ حَتّي مَا استَطَعتُ أَن أمَضيَِ فِي حاَجتَيِ حَتّي رَجَعتُ إِلَيكَ فَدَعَا لَهُ وَ قَالَ لَهُ خَيراً ثُمّ مَكَثَ رَسُولُ اللّهِص أَيّاماً لَا يَرَاهُ فَلَمّا فَقَدَهُ سَأَلَ عَنهُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا رَأَينَاهُ مُنذُ أَيّامٍ فَانتَعَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ انتَعَلَ مَعَهُ أَصحَابُهُ وَ انطَلَقَ حَتّي أَتَي سُوقَ الزّيتِ فَإِذَا دُكّانُ الرّجُلِ لَيسَ فِيهِ أَحَدٌ فَسَأَلَ عَنهُ جِيرَتَهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَاتَ وَ لَقَد كَانَ عِندَنَا أَمِيناً صَدُوقاً إِلّا أَنّهُ قَد كَانَ فِيهِ خَصلَةٌ قَالَ وَ مَا هيَِ
صفحه : 144
قَالُوا كَانَ يَرهَقُ يَعنُونَ يَتبَعُ النّسَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص رَحِمَهُ اللّهُ وَ اللّهِ لَقَد كَانَ يحُبِنّيِ حُبّاً لَو كَانَ نَخّاساً لَغَفَرَ اللّهُ لَهُ
بيان نخاسا فيما عندنا من النسخ بالنون ولعله محمول علي من يبيع الأحرار وربما يقرأ بالباء الموحدة من بخس المكيال والميزان فيناسب عمله أيضا
132- محص ،[التمحيص ] عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ رُفِعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَومٌ فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ مَنِ القَومُ قَالُوا مُؤمِنُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَا بَلَغَ مِن إِيمَانِكُم قَالُوا الصّبرُ عِندَ البَلَاءِ وَ الشّكرُ عِندَ الرّخَاءِ وَ الرّضَاءُ بِالقَضَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص حُلَمَاءُ عُلَمَاءُ كَادُوا مِنَ الفِقهِ أَن يَكُونُوا أَنبِيَاءَ إِن كُنتُم كَمَا تَقُولُونَ فَلَا تَبنُوا مَا لَا تَسكُنُونَ وَ لَا تَجمَعُوا مَا لَا تَأكُلُونَ وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِيإِلَيهِ تُرجَعُونَ
133- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ فِي جِنَازَةِ سَعدٍ وَ قَد شَيّعَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَرَفَعَ رَسُولُ اللّهِص رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَالَ مِثلُ سَعدٍ يُضَمّ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّا نُحَدّثُ أَنّهُ كَانَ يَستَخِفّ بِالبَولِ فَقَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنّمَا كَانَ مِن زَعَارّةٍ فِي خُلُقِهِ عَلَي أَهلِهِ قَالَ فَقَالَت أُمّ سَعدٍ هَنِيئاً لَكَ يَا سَعدُ قَالَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ سَعدٍ لَا تحَتمِيِ عَلَي اللّهِ
بيان الزعارة بتشديد الراء شكاسة الخلق
134-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَتَي رَجُلٌ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ خَرَجتُ وَ امرأَتَيِ حَائِضٌ فَرَجَعتُ وَ هيَِ حُبلَي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَن تَتّهِمُ قَالَ أَتّهِمُ رَجُلَينِ قَالَ ائتِ بِهِمَا فَجَاءَ بِهِمَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن يَكُ ابنَ
صفحه : 145
هَذَا فَيَخرُجُ قَطَطاً كَذَا وَ كَذَا فَخَرَجَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَجَعَلَ مَعقُلَتَهُ عَلَي قَومِ أُمّهِ وَ مِيرَاثَهُ لَهُم وَ لَو أَنّ إِنسَاناً قَالَ يَا ابنَ الزّانِيَةِ يُجلَدُ الحَدّ
135- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ رَفَعَهُ قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص قَاعِدٌ إِذ جَاءَتِ امرَأَةٌ عُريَانَةٌ حَتّي قَامَت بَينَ يَدَيهِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ فَجَرتُ فطَهَرّنيِ قَالَ وَ جَاءَ رَجُلٌ يَعدُو فِي أَثَرِهَا وَ أَلقَي عَلَيهَا ثَوباً فَقَالَص مَا هيَِ مِنكَ قَالَ صاَحبِتَيِ يَا رَسُولَ اللّهِ خَلَوتُ بجِاَريِتَيِ فَصَنَعَت مَا تَرَي فَقَالَ ضُمّهَا إِلَيكَ ثُمّ قَالَ إِنّ الغَيرَاءَ لَا تُبصِرُ أَعلَي الواَديِ مِن أَسفَلِهِ
136- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الحضَرمَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص خَرَجَ فِي بَعضِ حَوَائِجِهِ فَعَهِدَ إِلَي امرَأَتِهِ عَهداً أَن لَا تَخرُجَ مِن بَيتِهَا حَتّي يَقدَمَ قَالَ وَ إِنّ أَبَاهَا مَرِضَ فَبَعَثَتِ المَرأَةُ إِلَي النّبِيّص فَقَالَت إِنّ زوَجيِ خَرَجَ وَ عَهِدَ إلِيَّ أَن لَا أَخرُجَ مِن بيَتيِ حَتّي يَقدَمَ وَ إِنّ أَبِي مَرِضَ فتَأَمرُنُيِ أَن أَعُودَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اجلسِيِ فِي بَيتِكِ وَ أطَيِعيِ زَوجَكِ قَالَ فَثَقُلَ فَأَرسَلَت إِلَيهِ ثَانِياً بِذَلِكَ فَقَالَت فتَأَمرُنُيِ أَن أَعُودَهُ فَقَالَ اجلسِيِ فِي بَيتِكِ وَ أطَيِعيِ زَوجَكِ قَالَ فَمَاتَ أَبُوهَا فَبَعَثَت إِلَيهِ أَنّ أَبِي قَد مَاتَ فتَأَمرُنُيِ أَن أصُلَيَّ عَلَيهِ فَقَالَ لَا اجلسِيِ فِي بَيتِكِ وَ أطَيِعيِ زَوجَكِ قَالَ فَدُفِنَ الرّجُلُ فَبَعَثَ إِلَيهَا رَسُولُ اللّهِص أَنّ اللّهَ قَد غَفَرَ لَكِ وَ لِأَبِيكِ بِطَاعَتِكِ لِزَوجِكِ
137-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ النّحرِ إِلَي ظَهرِ المَدِينَةِ عَلَي جَمَلٍ عاَريِ الجِسمِ فَمَرّ بِالنّسَاءِ فَوَقَفَ عَلَيهِنّ ثُمّ قَالَ يَا مَعَاشِرَ
صفحه : 146
النّسَاءِ تَصَدّقنَ وَ أَطِعنَ أَزوَاجَكُنّ فَإِنّ أَكثَرَكُنّ فِي النّارِ فَلَمّا سَمِعنَ ذَلِكَ بَكَينَ ثُمّ قَامَت إِلَيهِ امرَأَةٌ مِنهُنّ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ فِي النّارِ مَعَ الكُفّارِ وَ اللّهِ مَا نَحنُ بِكُفّارٍ فَنَكُونَ مِن أَهلِ النّارِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص إِنّكُنّ كَافِرَاتٌ بِحَقّ أَزوَاجِكُنّ
138- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِ النّسَاءَ فَقَالَ يَا مَعَاشِرَ النّسَاءِ تَصَدّقنَ وَ لَو مِن حُلِيّكُنّ وَ لَو بِتَمرَةٍ وَ لَو بِشِقّ تَمرَةٍ فَإِنّ أَكثَرَكُنّ حَطَبُ جَهَنّمَ إِنّكُنّ تُكثِرنَ اللّعنَ وَ تَكفُرنَ العَشِيرَةَ فَقَالَتِ امرَأَةٌ مِن بنَيِ سُلَيمٍ لَهَا عَقلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَيسَ نَحنُ الأُمّهَاتُ الحَامِلَاتُ المُرضِعَاتُ أَ لَيسَ مِنّا البَنَاتُ المُقِيمَاتُ وَ الأَخَوَاتُ المُشفِقَاتُ فَرَقّ لَهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ مُرضِعَاتٌ رَحِيمَاتٌ لَو لَا مَا يَأتِينَ إِلَي بُعُولَتِهِنّ مَا دَخَلَت مُصَلّيَةٌ مِنهُنّ النّارَ
139- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِحَارِثِ بنِ مَالِكٍ كَيفَ أَصبَحتَ فَقَالَ أَصبَحتُ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ مُؤمِنٍ حَقِيقَةٌ فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ قَالَ أَسهَرتُ ليَليِ وَ أَنفَقتُ ماَليِ وَ عَزَفتُ عَنِ الدّنيَا وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي عَرشِ ربَيّ جَلّ جَلَالُهُ وَ قَد أُبرِزَ لِلحِسَابِ وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي أَهلِ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ يَتَزَاوَرُونَ وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي أَهلِ النّارِ يَتَعَاوَونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا عَبدٌ قَد نَوّرَ اللّهُ قَلبَهُ قَد أَبصَرتَ فَالزَم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي بِالشّهَادَةِ فَدَعَا لَهُ فَاستُشهِدَ يَومَ الثّامِنِ
140-وَجَدتُ بِخَطّ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الجبُعَيِّ رَحِمَهُ اللّهُ نَقلًا مِن خَطّ الشّهِيدِ قُدّسَ سِرّهُ قَالَ روُيَِ عَنِ النّابِغَةِ الجعَديِّ قَالَأَنشَدتُ رَسُولَ اللّهِص شِعرَ
صفحه : 147
بَلَغنَا السّمَاءَ مَجدُنَا وَ جُدُودُنَا | وَ إِنّا لَنَرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَراً |
فَقَالَ أَينَ المَظهَرُ يَا أَبَا لَيلَي قُلتُ الجَنّةُ قَالَ أَجَل إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قُلتُ شِعرَ
وَ لَا خَيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ | بَوَادِرُ يحَميِ صَفوَهُ أَن يُكَدّرَا |
وَ لَا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ | حَلِيمٌ إِذَا مَا أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرَا |
فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَجَدتَ لَا يَفُضّ اللّهُ فَاكَ مَرّتَينِ
141-أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَنهُ عَن سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ أَنّ نَفَراً مِنَ المُنَافِقِينَ اجتَمَعُوا فَقَالُوا إِنّ مُحَمّداً لَيُخبِرُنَا عَنِ الجَنّةِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهَا مِنَ النّعِيمِ لِأَولِيَائِهِ وَ أَهلِ طَاعَتِهِ وَ عَنِ النّارِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهَا مِنَ الأَنكَالِ وَ الهَوَانِ لِأَعدَائِهِ وَ أَهلِ مَعصِيَتِهِ فَلَو أَخبَرَنَا بِآبَائِنَا وَ أُمّهَاتِنَا وَ مَقعَدِنَا مِنَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَعَرَفنَا ألّذِي يُبنَي عَلَيهِ فِي العَاجِلِ وَ الآجِلِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَأَمَرَ بِلَالًا فَنَادَي بِالصّلَاةَ جَامِعَةً فَاجتَمَعَ النّاسُ حَتّي غَصّ المَسجِدُ وَ تَضَايَقَ بِأَهلِهِ فَخَرَجَ مُغضَباً حَاسِراً عَن ذِرَاعَيهِ وَ رُكبَتَيهِ حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُأَنَا بَشَرٌ مِثلُكُمأَوحَي إلِيَّ ربَيّ فاَختصَنّيِ بِرِسَالَتِهِ وَ اصطفَاَنيِ لِنُبُوّتِهِ وَ فضَلّنَيِ عَلَي جَمِيعِ وُلدِ آدَمَ وَ أطَلعَنَيِ عَلَي مَا شَاءَ مِن غَيبِهِ فاَسألَوُنيِ عَمّا بَدَا لَكُم فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَا يسَألَنُيِ رَجُلٌ مِنكُم عَن أَبِيهِ وَ أُمّهِ وَ عَن مَقعَدِهِ مِنَ الجَنّةِ وَ النّارِ إِلّا أَخبَرتُهُ هَذَا جَبرَئِيلُ عَن يمَيِنيِ يخُبرِنُيِ عَن ربَيّ فاَسألَوُنيِ فَقَامَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ مَن أَنَا قَالَ أَنتَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ فَنَسَبَهُ إِلَي أَبِيهِ ألّذِي كَانَ يُدعَي بِهِ فَجَلَسَ قَرِيرَةً عَينُهُ ثُمّ قَامَ مُنَافِقٌ مَرِيضُ القَلبِ مُبغِضٌ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن أَنَا قَالَ أَنتَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ رَاعٍ لبِنَيِ عِصمَةَ وَ هُم شَرّ حيَّ فِي ثَقِيفٍ عَصَوُا اللّهَ فَأَخزَاهُم فَجَلَسَ وَ قَد أَخزَاهُ اللّهُ وَ فَضَحَهُ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ وَ كَانَ قَبلَ ذَلِكَ لَا يَشُكّ النّاسُ أَنّهُ صِندِيدٌ مِن صَنَادِيدِ قُرَيشٍ وَ نَابٌ مِن أَنيَابِهِم ثُمّ قَامَ ثَالِثٌ مُنَافِقٌ
صفحه : 148
مَرِيضُ القَلبِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فِي الجَنّةِ أَنَا أَم فِي النّارِ قَالَ فِي النّارِ وَ رَغماً فَجَلَسَ قَد أَخزَاهُ اللّهُ وَ فَضَحَهُ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ فَقَامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللّهِ رَبّاً وَ بِالإِسلَامِ دِيناً وَ بِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ نَبِيّاً وَ نَعُوذُ بِاللّهِ مِن غَضَبِ اللّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ اعفُ عَنّا يَا رَسُولَ اللّهِ عَفَا اللّهُ عَنكَ وَ استُر سَتَرَكَ اللّهُ فَقَالَ عَن غَيرِ هَذَا أَو تَطلُبُ سِوَاهُ يَا عُمَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ العَفوَ عَن أُمّتِكَ فَقَامَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ انسبُنيِ مَن أَنَا لِتَعرِفَ النّاسُ قرَاَبتَيِ مِنكَ فَقَالَ يَا عَلِيّ خُلِقتُ أَنَا وَ أَنتَ مِن عَمُودَينِ مِن نُورٍ مُعَلّقَينِ مِن تَحتِ العَرشِ يُقَدّسَانِ المَلِكَ مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ الخَلقَ بأِلَفيَ عَامٍ ثُمّ خَلَقَ مِن ذَينِكَ العَمُودَينِ نُطفَتَينِ بَيضَاوَينِ مُلتَوِيَتَينِ ثُمّ نَقَلَ تِلكَ النّطفَتَينِ فِي الأَصلَابِ الكَرِيمَةِ إِلَي الأَرحَامِ الزّكِيّةِ الطّاهِرَةِ حَتّي جَعَلَ نِصفَهَا فِي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ نِصفَهَا فِي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ فَجُزءٌ أَنَا وَ جُزءٌ أَنتَ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ كانَ رَبّكَ قَدِيراً يَا عَلِيّ أَنتَ منِيّ وَ أَنَا مِنكَ سِيطَ لَحمُكَ بلِحَميِ وَ دَمُكَ بدِمَيِ وَ أَنتَ السّبَبُ فِيمَا بَينَ اللّهِ وَ بَينَ خَلقِهِ بعَديِ فَمَن جَحَدَ وَلَايَتَكَ قَطَعَ السّبَبَ ألّذِي فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ وَ كَانَ مَاضِياً فِي الدّرَجَاتِ يَا عَلِيّ مَا عُرِفَ اللّهُ إِلّا بيِ ثُمّ بِكَ مَن جَحَدَ وَلَايَتَكَ جَحَدَ اللّهَ رُبُوبِيّتَهُ يَا عَلِيّ أَنتَ عَلَمُ اللّهِ بعَديِ الأَكبَرُ فِي الأَرضِ وَ أَنتَ الرّكنُ الأَكبَرُ فِي القِيَامَةِ فَمَنِ استَظَلّ بِفَيئِكَ كَانَ فَائِزاً لِأَنّ حِسَابَ الخَلَائِقِ إِلَيكَ وَ مَآبَهُم إِلَيكَ وَ المِيزَانَ مِيزَانُكَ وَ الصّرَاطَ صِرَاطُكَ وَ المَوقِفَ مَوقِفُكَ وَ الحِسَابَ حِسَابُكَ فَمَن رَكَنَ إِلَيكَ نَجَا وَ مَن خَالَفَكَ هَوَي وَ هَلَكَ أللّهُمّ اشهَد أللّهُمّ اشهَد ثُمّ نَزَلَ
142-أَبَانٌ عَن سُلَيمٍ عَن سَلمَانَ قَالَكَانَت قُرَيشٌ إِذَا جَلَسَت فِي مَجَالِسِهَا فَرَأَت رَجُلًا مِن أَهلِ البَيتِ قَطَعَت حَدِيثَهَا فَبَينَمَا هيَِ جَالِسَةٌ إِذ قَالَ رَجُلٌ مِنهُم مَا
صفحه : 149
مَثَلُ مُحَمّدٍ فِي أَهلِ بَيتِهِ إِلّا مَثَلُ نَخلَةٍ نَبَتَت فِي كُنَاسَةٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَغَضِبَ ثُمّ خَرَجَ فَأَتَي المِنبَرَ فَجَلَسَ عَلَيهِ حَتّي اجتَمَعَ النّاسُ ثُمّ قَامَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَن أَنَا قَالُوا أَنتَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ أَنَا رَسُولُ اللّهِ وَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمٍ ثُمّ مَضَي فِي نَسَبِهِ حَتّي انتَهَي إِلَي نِزَارٍ ثُمّ قَالَ أَلَا وَ إنِيّ وَ أَهلَ بيَتيِ كُنّا نُوراً نَسعَي بَينَ يدَيَِ اللّهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ آدَمَ بأِلَفيَ عَامٍ فَكَانَ ذَلِكَ النّورُ إِذَا سَبّحَ سَبّحَتِ المَلَائِكَةُ لِتَسبِيحِهِ فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ وَضَعَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ ثُمّ أَهبَطَ إِلَي الأَرضِ فِي صُلبِ آدَمَ ثُمّ حَمَلَهُ فِي السّفِينَةِ فِي صُلبِ نُوحٍ ثُمّ قَذَفَهُ فِي النّارِ فِي صُلبِ اِبرَاهِيمَ ثُمّ لَم يَزَل يَنقُلُنَا فِي أَكَارِمِ الأَصلَابِ حَتّي أَخرَجَنَا مِن أَفضَلِ المَعَادِنِ مَحتِداً وَ أَكرَمِ المَغَارِسِ مَنبِتاً بَينَ الآبَاءِ وَ الأُمّهَاتِ لَم يَلتَقِ أَحَدٌ مِنهُم عَلَي سِفَاحٍ قَطّ أَلَا وَ نَحنُ بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ سَادَةُ أَهلِ الجَنّةِ أَنَا وَ عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ حَمزَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ وَ المهَديِّ أَلَا وَ إِنّ اللّهَ نَظَرَ إِلَي أَهلِ الأَرضِ نَظرَةً فَاختَارَ مِنهَا رَجُلَينِ أَحَدُهُمَا أَنَا فبَعَثَنَيِ رَسُولًا وَ الآخَرُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَوحَي إلِيَّ أَن أَتّخِذَهُ أَخاً وَ خَلِيلًا وَ وَزِيراً وَ وَصِيّاً وَ خَلِيفَةً أَلَا وَ إِنّهُ ولَيِّ كُلّ مُؤمِنٍ بعَديِ مَن وَالَاهُ وَالَاهُ اللّهُ وَ مَن عَادَاهُ عَادَاهُ اللّهُ لَا يُحِبّهُ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يُبغِضُهُ إِلّا كَافِرٌ هُوَ زِرّ الأَرضِ بعَديِ وَ سَكَنُهَا وَ هُوَ كَلِمَةُ اللّهِ التّقوَي وَ عُروَةُ اللّهِ الوُثقَي أَ تُرِيدُونَ أَن تُطفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفوَاهِكُموَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَأَلَا وَ إِنّ اللّهَ نَظَرَ نَظرَةً ثَانِيَةً فَاختَارَ بَعدَنَا اثنيَ عَشَرَ وَصِيّاً مِن أَهلِ بيَتيِ فَجَعَلَهُم خِيَارَ أمُتّيِ وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ مِثلَ النّجُومِ فِي السّمَاءِ كُلّمَا غَابَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ هُم أَئِمّةُ هُدَاةٍ مُهتَدُونَ لَا يَضُرّهُم كَيدُ مَن كَادَهُم وَ لَا خِذلَانُ مَن خَذَلَهُم هُم حُجَجُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَي خَلقِهِ خُزّانُ عِلمِهِ
صفحه : 150
وَ تَرَاجِمَةُ وَحيِهِ وَ مَعَادِنُ حِكمَتِهِ مَن أَطَاعَهُم أَطَاعَ اللّهَ وَ مَن عَصَاهُم عَصَي اللّهَ هُم مَعَ القُرآنِ وَ القُرآنُ مَعَهُم لَا يُفَارِقُونَهُ حَتّي يَرِدُوا عَلَيّ الحَوضَ فَليُبَلّغِ الشّاهِدُ الغَائِبَ أللّهُمّ اشهَد أللّهُمّ اشهَد ثَلَاثَ مَرّاتٍ
بيان السوط خلط الشيء بعضه ببعض والمحتد بكسر التاء الأصل و قال الجزري في النهاية في حديث أبي ذر قال يصف عليا ع وإنه لعالم الأرض وزِرّها ألذي تسكن إليه أي قوامها وأصله من زر القلب و هوعظيم صغير يكون قوام القلب به وأخرج الهروي هذاالحديث عن سلمان . قوله فاختار بعدنا اثني عشر لعله كان بعدي فصحف أو كان أحد عشر و علي تقدير صحة النسخة يحتمل أن يكون المراد بقوله ص بعدنا بعدالأنبياء أو يكون الاثنا عشر بضم أمير المؤمنين ع مع الأحد عشر تغليبا و هذاأحد وجوه القدح في كتاب سليم بن قيس مع اشتهاره بين أرباب الحديث و هذا لايصير سببا للقدح إذ قلما يخلو كتاب من أضعاف هذاالتصحيف والتحريف ومثل هذاموجود في الكافي وغيره من الكتب المعتبرة كما لايخفي علي المتتبع
صفحه : 151
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ مَخلَدٍ عَنِ ابنِ السّمَاكِ عَن أَحمَدَ بنِ بِشرٍ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ حَنَانٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي العَزِيزِ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي الكناتِ عَنِ ابنِ أَبِي مُلَيكَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَت لَمّا مَاتَ اِبرَاهِيمُ بَكَي النّبِيّص حَتّي جَرَت دُمُوعُهُ عَلَي لِحيَتِهِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ تَنهَي عَنِ البُكَاءِ وَ أَنتَ تبَكيِ فَقَالَ لَيسَ هَذَا بُكَاءً إِنّمَا هَذَا رَحمَةٌ وَ مَن لَا يَرحَم لَا يُرحَم
2- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ وُلِدَ لِرَسُولِ اللّهِص مِن خَدِيجَةَ القَاسِمُ وَ الطّاهِرُ وَ أُمّ كُلثُومٍ وَ رُقَيّةُ وَ فَاطِمَةُ وَ زَينَبُ فَتَزَوّجَ عَلِيّ ع فَاطِمَةَ ع وَ تَزَوّجَ أَبُو العَاصِ بنُ رَبِيعَةَ وَ هُوَ مِن بنَيِ أُمَيّةَ زَينَبَ وَ تَزَوّجَ عُثمَانُ بنُ عَفّانَ أُمّ كُلثُومٍ وَ لَم يَدخُل بِهَا حَتّي هَلَكَت وَ زَوّجَهُ رَسُولُ اللّهِص مَكَانَهَا رُقَيّةَ ثُمّ وُلِدَ لِرَسُولِ اللّهِص مِن أُمّ اِبرَاهِيمَ اِبرَاهِيمُ وَ هيَِ مَارِيَةُ القِبطِيّةُ أَهدَاهَا إِلَيهِ صَاحِبُ الإِسكَندَرِيّةِ مَعَ البَغلَةِ الشّهبَاءِ وَ أَشيَاءَ مَعَهَا
3-ل ،[الخصال ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَوُلِدَ لِرَسُولِ اللّهِص مِن خَدِيجَةَ القَاسِمُ وَ الطّاهِرُ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ أُمّ كُلثُومٍ وَ رُقَيّةُ وَ زَينَبُ وَ فَاطِمَةُ وَ تَزَوّجَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَاطِمَةَ ع وَ تَزَوّجَ أَبُو العَاصِ بنُ الرّبِيعِ وَ
صفحه : 152
هُوَ رَجُلٌ مِن بنَيِ أُمَيّةَ زَينَبَ وَ تَزَوّجَ عُثمَانُ بنُ عَفّانَ أُمّ كُلثُومٍ فَمَاتَت وَ لَم يَدخُل بِهَا فَلَمّا سَارُوا إِلَي بَدرٍ زَوّجَهُ رَسُولُ اللّهِص رُقَيّةَ وَ وُلِدَ لِرَسُولِ اللّهِص اِبرَاهِيمُ مِن مَارِيَةَ القِبطِيّةِ وَ هيَِ أُمّ اِبرَاهِيمَ أُمّ وَلَدٍ
أقول قدمر خبر عمرو بن أبي المقدام في أحوال خديجة ع .
4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أولاده ولد من خديجة القاسم و عبد الله وهما الطاهر والطيب وأربع بنات زينب ورقية وأم كلثوم وهي آمنة وفاطمة وهي أم أبيها و لم يكن له ولد من غيرها إلا ابراهيم من مارية ولد بعالية في قبيلة مازن في مشربة أم ابراهيم ويقال ولد بالمدينة سنة ثمان من الهجرة ومات بها و له سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام وقبره بالبقيع و في الأنوار والكشف واللمع و كتاب البلاذري أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه من جحش فأما القاسم والطيب فماتا بمكة صغيرين قال مجاهد مكث القاسم سبع ليال و أمازينب فكانت عند أبي العاص القاسم بن الربيع فولدت أم كلثوم وتزوج بها علي و كان أبوالعاص أسر يوم بدر فمن عليه النبي ص وأطلقه من غيرفداء وأتت زينب الطائف ثم أتت النبي ص بالمدينة فقدم أبوالعاص المدينة فأسلم وماتت زينب بالمدينة بعدمصير النبي ص إليها بسبع سنين وشهرين و أمارقية فتزوجها عتبة وأم كلثوم تزوجها عتيق وهما ابنا أبي لهب فطلقاهما فتزوج عثمان رقية بالمدينة وولدت له عبد الله صبيا لم يجاوز ست سنين و كان ديك نقره علي عينه فمات وبعدها أم كلثوم و لاعقب للنبيص إلا من ولد فاطمة ع
5- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عَامِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ عَلَي قَبرِ اِبرَاهِيمَ بنِ رَسُولِ اللّهِص عَذقٌ يُظِلّهُ مِنَ الشّمسِ يَدُورُ حَيثُ دَارَتِ الشّمسُ فَلَمّا يَبِسَ العَذقُ دَرَسَ القَبرُ فَلَم يُعلَم مَكَانُهُ
6- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ القزَويِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ
صفحه : 153
بنِ الوَلِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ لأِيَّ عِلّةٍ لَم يَبقَ لِرَسُولِ اللّهِص وَلَدٌ قَالَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ مُحَمّداًص نَبِيّاً وَ عَلِيّاً ع وَصِيّاً فَلَو كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص وَلَدٌ مِن بَعدِهِ كَانَ أَولَي بِرَسُولِ اللّهِص مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَكَانَت لَا تَثبُتُ وَصِيّةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ
7- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ النّقّاشِ بِإِسنَادِهِ عَن سُفيَانَ الثوّريِّ عَن قَابُوسَ بنِ أَبِي ظَبيَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كُنتُ عِندَ النّبِيّص وَ عَلَي فَخِذِهِ الأَيسَرِ ابنُهُ اِبرَاهِيمُ وَ عَلَي فَخِذِهِ الأَيمَنِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ وَ هُوَ تَارَةً يُقَبّلُ هَذَا وَ تَارَةً يُقَبّلُ هَذَا إِذ هَبَطَ جَبرَئِيلُ بوِحَيٍ مِن رَبّ العَالَمِينَ فَلَمّا سرُيَّ عَنهُ قَالَ أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ مِن ربَيّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَستُ أَجمَعُهُمَا فَافدِ أَحَدَهُمَا بِصَاحِبِهِ فَنَظَرَ النّبِيّص إِلَي اِبرَاهِيمَ فَبَكَي وَ نَظَرَ إِلَي الحُسَينِ فَبَكَي وَ قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ أُمّهُ أَمَةٌ وَ مَتَي مَاتَ لَم يَحزَن عَلَيهِ غيَريِ وَ أُمّ الحُسَينِ فَاطِمَةُ وَ أَبُوهُ عَلِيّ ابنُ عمَيّ لحَميِ وَ دمَيِ وَ مَتَي مَاتَ حَزِنَتِ ابنتَيِ وَ حَزِنَ ابنُ عمَيّ وَ حَزِنتُ أَنَا عَلَيهِ وَ أَنَا أُؤثِرُ حزُنيِ عَلَي حُزنِهِمَا يَا جَبرَئِيلُ يُقبَضُ اِبرَاهِيمُ فَدَيتُهُ لِلحُسَينِ قَالَ فَقُبِضَ بَعدَ ثَلَاثٍ فَكَانَ النّبِيّص إِذَا رَأَي الحُسَينَ مُقبِلًا قَبّلَهُ وَ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ رَشَفَ ثَنَايَاهُ وَ قَالَ فُدِيتُ مَن فَدَيتُهُ باِبنيِ اِبرَاهِيمَ
يف ،[الطرائف ] من الجمع بين الصحاح الستة عن سفيان مثله
8-فس ،[تفسير القمي]يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلي ما فَعَلتُم نادِمِينَفَإِنّهَا نَزَلَت فِي مَارِيَةَ القِبطِيّةِ أُمّ اِبرَاهِيمَ وَ كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنّ عَائِشَةَ قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَيسَ هُوَ مِنكَ وَ إِنّمَا هُوَ مِن جَرِيحٍ القبِطيِّ فَإِنّهُ يَدخُلُ إِلَيهَا فِي كُلّ يَومٍ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ خُذِ السّيفَ وَ ائتنِيِ بِرَأسِ جَرِيحٍ فَأَخَذَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع السّيفَ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ إِذَا بعَثَتنَيِ فِي أَمرٍ أَكُونُ فِيهِ كَالسّفّودِ المُحمَي فِي الوَبَرِ فَكَيفَ تأَمرُنُيِ أَتَثَبّتُ فِيهِ أَم أمَضيِ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص بَل تَثَبّت فَجَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِلَي مَشرَبَةِ أُمّ اِبرَاهِيمَ فَتَسَلّقَ
صفحه : 154
عَلَيهَا فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ جَرِيحٌ هَرَبَ مِنهُ وَ صَعِدَ النّخلَةَ فَدَنَا مِنهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ انزِل فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ اتّقِ اللّهَ مَا هَاهُنَا بَأسٌ إنِيّ مَجبُوبٌ ثُمّ كَشَفَ عَن عَورَتِهِ فَإِذَا هُوَ مَجبُوبٌ فَأَتَي بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ مَا شَأنُكَ يَا جَرِيحُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّ القِبطَ يَجُبّونَ حَشَمَهُم وَ مَن يَدخُلُ إِلَي أَهَالِيهِم وَ القِبطِيّونَ لَا يَأنَسُونَ إِلّا بِالقِبطِيّينَ فبَعَثَنَيِ أَبُوهَا لِأَدخُلَ إِلَيهَا وَ أَخدُمَهَا وَ أُونِسَهَا فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍالآيَةَ
9- وَ فِي رِوَايَةِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ رُشَيدٍ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ جُعِلتُ فِدَاكَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَمَرَ بِقَتلِ القبِطيِّ وَ قَد عَلِمَ أَنّهَا قَد كَذَبَت عَلَيهِ أَو لَم يَعلَم وَ إِنّمَا دَفَعَ اللّهُ عَنِ القبِطيِّ القَتلَ بِتَثَبّتِ عَلِيّ فَقَالَ بَلَي قَد كَانَ وَ اللّهِ عَلِمَ وَ لَو كَانَ عَزِيمَةً مِن رَسُولِ اللّهِص القَتلُ مَا رَجَعَ عَلِيّ حَتّي يَقتُلَهُ وَ لَكِن إِنّمَا فَعَلَ رَسُولُ اللّهِ لِتَرجِعَ عَن ذَنبِهَا فَمَا رَجَعَت وَ لَا اشتَدّ عَلَيهَا قَتلُ رَجُلٍ مُسلِمٍ بِكَذِبِهَا
بيان السفود كتنور حديدة يشوي بها والمشربة بفتح الراء وضمها الغرفة وتسلق الجدار تسوره والجب استيصال الخصية
10- ل ،[الخصال ]فِيمَا احتَجّ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي أَهلِ الشّورَي قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل عَلِمتُم أَنّ عَائِشَةَ قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص إِنّ اِبرَاهِيمَ لَيسَ مِنكَ وَ إِنّهُ ابنُ فُلَانٍ القبِطيِّ قَالَ يَا عَلِيّ اذهَب فَاقتُلهُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص إِذَا بعَثَتنَيِ أَكُونُ كَالمِسمَارِ المُحمَي فِي الوَبَرِ أَو أَتَثَبّتُ قَالَ لَا بَل تَثَبّت فَذَهَبتُ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَّ استَنَدَ إِلَي حَائِطٍ فَطَرَحَ نَفسَهُ فِيهِ فَطَرَحتُ نفَسيِ عَلَي أَثَرِهِ فَصَعِدَ عَلَي نَخلٍ وَ صَعِدتُ خَلفَهُ فَلَمّا رآَنيِ قَد صَعِدتُ رَمَي بِإِزَارِهِ فَإِذَا لَيسَ لَهُ شَيءٌ مِمّا يَكُونُ لِلرّجَالِ فَجِئتُ فَأَخبَرتُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَرَفَ عَنّا السّوءَ أَهلَ البَيتِ فَقَالُوا أللّهُمّ لَا فَقَالَ أللّهُمّ اشهَد
11-فس ،[تفسير القمي] وَ أَمّا قَولُهُإِنّ الّذِينَ جاؤُ بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم لا تَحسَبُوهُ شَرّا لَكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَكُم فإن العامة روت أنها نزلت في عائشة و مارميت به في غزوة
صفحه : 155
بني المصطلق من خزاعة و أماالخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية و مارمتها به عائشة
12- حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ قَالَ حدَثّنَيِ عَبدُ اللّهِ بنُ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَمّا هَلَكَ اِبرَاهِيمُ بنُ رَسُولِ اللّهِص حَزِنَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص حُزناً شَدِيداً فَقَالَت عَائِشَةُ مَا ألّذِي يَحزُنُكَ عَلَيهِ فَمَا هُوَ إِلّا ابنُ جَرِيحٍ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع وَ أَمَرَهُ بِقَتلِهِ فَذَهَبَ عَلِيّ إِلَيهِ وَ مَعَهُ السّيفُ وَ كَانَ جَرِيحٌ القبِطيِّ فِي حَائِطٍ فَضَرَبَ عَلِيّ بَابَ البُستَانِ فَأَقبَلَ إِلَيهِ جَرِيحٌ لِيَفتَحَ لَهُ البَابَ فَلَمّا رَأَي عَلِيّاً عَرَفَ فِي وَجهِهِ الشّرّ فَأَدبَرَ رَاجِعاً وَ لَم يَفتَحِ البَابَ فَوَثَبَ عَلِيّ عَلَي الحَائِطِ وَ نَزَلَ إِلَي البُستَانِ وَ اتّبَعَهُ وَ وَلّي جَرِيحٌ مُدبِراً فَلَمّا خشَيَِ أَن يُرهِقَهُ صَعِدَ فِي نَخلَةٍ وَ صَعِدَ عَلِيّ فِي أَثَرِهِ فَلَمّا دَنَا مِنهُ رَمَي جَرِيحٌ بِنَفسِهِ مِن فَوقِ النّخلَةِ فَبَدَت عَورَتُهُ فَإِذَا لَيسَ لَهُ مَا لِلرّجَالِ وَ لَا لَهُ مَا لِلنّسَاءِ فَانصَرَفَ عَلِيّ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِذَا بعَثَتنَيِ فِي الأَمرِ أَكُونُ فِيهِ كَالمِسمَارِ المُحمَي أَم أَثّبّتُ قَالَ لَا بَلِ اثّبّت قَالَ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ مَا لَهُ مَا لِلرّجَالِ وَ مَا لَهُ مَا لِلنّسَاءِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَرَفَ عَنّا السّوءَ أَهلَ البَيتِ
13-سن ،[المحاسن ] أَبُو سُمَينَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَمّا قُبِضَ اِبرَاهِيمُ بنُ رَسُولِ اللّهِص جَرَت فِي مَوتِهِ ثَلَاثُ سُنَنٍ أَمّا وَاحِدَةٌ فَإِنّهُ لَمّا قُبِضَ انكَسَفَتِ الشّمسُ فَقَالَ النّاسُ إِنّمَا انكَسَفَتِ الشّمسُ لِمَوتِ ابنِ رَسُولِ اللّهِ فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الشّمسَ وَ القَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللّهِ يَجرِيَانِ
صفحه : 156
بِأَمرِهِ مُطِيعَانِ لَهُ لَا يَنكَسِفَانِ لِمَوتِ أَحَدٍ وَ لَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا انكَسَفَا أَو أَحَدُهُمَا صَلّوا ثُمّ نَزَلَ مِنَ المِنبَرِ فَصَلّي بِالنّاسِ الكُسُوفَ فَلَمّا سَلّمَ قَالَ يَا عَلِيّ قُم فَجَهّزِ ابنيِ قَالَ فَقَامَ عَلِيّ فَغَسّلَ اِبرَاهِيمَ وَ كَفّنَهُ وَ حَنّطَهُ وَ مَضَي رَسُولُ اللّهِص حَتّي انتَهَي بِهِ إِلَي قَبرِهِ فَقَالَ النّاسُ إِنّ رَسُولَ اللّهِ نسَيَِ أَن يصُلَيَّ عَلَي ابنِهِ لِمَا دَخَلَهُ مِنَ الجَزَعِ عَلَيهِ فَانتَصَبَ قَائِماً ثُمّ قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ وَ أخَبرَنَيِ بِمَا قُلتُم زَعَمتُم أنَيّ نَسِيتُ أَن أصُلَيَّ عَلَي ابنيِ لِمَا دخَلَنَيِ مِنَ الجَزَعِ أَلَا وَ إِنّهُ لَيسَ كَمَا ظَنَنتُم وَ لَكِنّ اللّطِيفَ الخَبِيرَ فَرَضَ عَلَيكُم خَمسَ صَلَوَاتٍ وَ جَعَلَ لِمَوتَاكُم مِن كُلّ صَلَاةٍ تَكبِيرَةً وَ أمَرَنَيِ أَن لَا أصُلَيَّ إِلّا عَلَي مَن صَلّي ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ انزِل وَ أَلحِدِ ابنيِ فَنَزَلَ عَلِيّ فَأَلحَدَ اِبرَاهِيمَ فِي لَحدِهِ فَقَالَ النّاسُ إِنّهُ لَا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ أَن يَنزِلَ فِي قَبرِ وَلَدِهِ إِذ لَم يَفعَل رَسُولُ اللّهِص بِابنِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَيسَ عَلَيكُم بِحَرَامٍ أَن تَنزِلُوا فِي قُبُورِ أَولَادِكُم وَ لَكِن لَستُ آمَنُ إِذَا حَلّ أَحَدُكُمُ الكَفَنَ عَن وَلَدِهِ أَن يَلعَبَ بِهِ الشّيطَانُ فَيَدخُلَهُ عَن ذَلِكَ مِنَ الجَزَعِ مَا يُحبِطُ أَجرَهُ ثُمّ انصَرَفَ
كا،[الكافي] علي عن أبيه عن عمرو بن سعيد عن علي بن عبد الله عن أبي الحسن موسي ع مثله
14-كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ رَاشِدٍ قَالَكُنتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع حِينَ مَاتَ إِسمَاعِيلُ ابنُهُ فَأُنزِلَ فِي قَبرِهِ ثُمّ رَمَي بِنَفسِهِ عَلَي الأَرضِ مِمّا يلَيِ القِبلَةَ ثُمّ قَالَ هَكَذَا
صفحه : 157
صَنَعَ رَسُولُ اللّهِص بِإِبرَاهِيمَ
15- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن قُدَامَةَ بنِ زَائِدَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص سَلّ اِبرَاهِيمَ ابنَهُ سَلّا وَ رَفَعَ قَبرَهُ
16- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعَ النّبِيّص امرَأَةً حِينَ مَاتَ عُثمَانُ بنُ مَظعُونٍ وَ هيَِ تَقُولُ هَنِيئاً لَكَ يَا أَبَا السّائِبِ الجَنّةُ فَقَالَ النّبِيّص وَ مَا عِلمُكِ حَسبُكِ أَن تقَوُليِ كَانَ يُحِبّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولَهُ فَلَمّا مَاتَ اِبرَاهِيمُ بنُ رَسُولِ اللّهِص هَمَلَت عَينُ رَسُولِ اللّهِ بِالدّمُوعِ ثُمّ قَالَ النّبِيّص تَدمَعُ العَينُ وَ يَحزَنُ القَلبُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ وَ إِنّا بِكَ يَا اِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ ثُمّ رَأَي النّبِيّص فِي قَبرِهِ خَلَلًا فَسَوّاهُ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُم عَمَلًا فَليُتقِن ثُمّ قَالَ الحَق بِسَلَفِكَ الصّالِحِ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ
17- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَن عُقبَةَ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع إِنّا نأَتيِ المَسَاجِدَ التّيِ حَولَ المَدِينَةِ فَبِأَيّهَا أَبدَأُ قَالَ ابدَأ بِقُبَا فَصَلّ فِيهِ وَ أَكثِر فَإِنّهُ أَوّلُ مَسجِدٍ صَلّي فِيهِ رَسُولُ اللّهِص فِي هَذِهِ العَرصَةِ ثُمّ ائتِ مَشرَبَةَ أُمّ اِبرَاهِيمَ فهَيَِ مَسكَنُ رَسُولِ اللّهِص وَ مُصَلّاهُ
18-يه ،[ من لايحضر الفقيه ]رَوَي مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي مَريَمَ ذَكَرَهُ عَن أَبِيهِ أَنّ أُمَامَةَ بِنتَ أَبِي العَاصِ وَ أُمّهَا زَينَبُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص كَانَت تَحتَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بَعدَ وَفَاةِ فَاطِمَةَ ع فَخَلَفَ عَلَيهَا بَعدَ عَلِيّ ع المُغِيرَةُ بنُ نَوفَلٍ فَذَكَرَ أَنّهَا وَجِعَت وَجَعاً شَدِيداً حَتّي اعتُقِلَ
صفحه : 158
لِسَانُهَا فَجَاءَهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ابنَا عَلِيّ ع وَ هيَِ لَا تَستَطِيعُ الكَلَامَ فَجَعَلَا يَقُولَانِ لَهَا وَ المُغِيرَةُ كَارِهٌ لِذَلِكَ أَعتَقتِ فُلَاناً وَ أَهلَهُ فَجَعَلَت تُشِيرُ بِرَأسِهَا لَا كَذَا وَ كَذَا فَجَعَلَت تُشِيرُ بِرَأسِهَا أَن نَعَم لَا تُفصِحُ بِالكَلَامِ فَأَجَازَا ذَلِكَ لَهَا
19-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن يَزِيدَ بنِ خَلِيفَةَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَاعِداً فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ القُمّيّينَ أَ تصُلَيّ النّسَاءُ عَلَي الجَنَائِزِ فَقَالَ إِنّ المُغِيرَةَ بنَ أَبِي العَاصِ ادّعَي أَنّهُ رَمَي رَسُولَ اللّهِص فَكَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ وَ شَقّ شَفَتَيهِ وَ كَذَبَ وَ ادّعَي أَنّهُ قَتَلَ حَمزَةَ وَ كَذَبَ فَلَمّا كَانَ يَومُ الخَندَقِ ضُرِبَ عَلَي أُذُنَيهِ فَنَامَ فَلَم يَستَيقِظ حَتّي أَصبَحَ فخَشَيَِ أَن يُؤخَذَ فَتَنَكّرَ وَ تَقَنّعَ بِثَوبِهِ وَ جَاءَ إِلَي مَنزِلِ عُثمَانَ يَطلُبُهُ وَ تُسَمّي بِاسمِ رَجُلٍ مِن بنَيِ سُلَيمٍ كَانَ يَجلِبُ إِلَي عُثمَانَ الخَيلَ وَ الغَنَمَ وَ السّمنَ فَجَاءَ عُثمَانُ فَأَدخَلَهُ مَنزِلَهُ وَ قَالَ وَيحَكَ مَا صَنَعتَ ادّعَيتَ أَنّكَ رَمَيتَ رَسُولَ اللّهِ وَ ادّعَيتَ أَنّكَ شَقَقتَ شَفَتَيهِ وَ كَسَرتَ رَبَاعِيَتَهُ وَ ادّعَيتَ أَنّكَ قَتَلتَ حَمزَةَ وَ أَخبَرَهُ بِمَا لقَيَِ وَ أَنّهُ ضُرِبَ عَلَي أُذُنِهِ فَلَمّا سَمِعَتِ ابنَةُ النّبِيّص بِمَا صَنَعَ بِأَبِيهَا وَ عَمّهَا صَاحَت فَأَسكَتَهَا عُثمَانُ ثُمّ خَرَجَ عُثمَانُ إِلَي رَسُولِ اللّهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي المَسجِدِ فَاستَقبَلَهُ بِوَجهِهِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ آمَنتَ عمَيَّ المُغِيرَةَ فَكَذَبَ فَصَرَفَ عَنهُ رَسُولُ اللّهِص وَجهَهُ ثُمّ استَقبَلَهُ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ آمَنتَ عمَيَّ المُغِيرَةَ فَكَذَبَ فَصَرَفَ رَسُولُ اللّهِص وَجهَهُ عَنهُ ثُمّ قَالَ آمَنّاهُ وَ أَجّلنَاهُ ثَلَاثاً فَلَعَنَ اللّهُ مَن أَعطَاهُ رَاحِلَةً أَو رَحلًا أَو قَتَباً أَو سِقَاءً أَو قِربَةً أَو دَلواً أَو خُفّاً أَو نَعلًا أَو زَاداً أَو مَاءً قَالَ عَاصِمٌ هَذِهِ عَشَرَةُ أَشيَاءَ فَأَعطَاهَا كُلّهَا إِيّاهُ عُثمَانُ فَخَرَجَ فَسَارَ عَلَي نَاقَتِهِ فَنَقِبَت ثُمّ مَشَي فِي خُفّيهِ فَنَقِبَا ثُمّ مَشَي فِي نَعلَيهِ فَنَقِبَتَا ثُمّ مَشَي عَلَي رِجلَيهِ فَنَقِبَتَا ثُمّ مَشَي
صفحه : 159
عَلَي رُكبَتَيهِ فَنَقِبَتَا فَأَتَي شَجَرَةً فَجَلَسَ تَحتَهَا فَجَاءَ المَلَكُ فَأَخبَرَ رَسُولَ اللّهِص بِمَكَانِهِ فَبَعَثَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص زَيداً وَ الزّبَيرَ فَقَالَ لَهُمَا ائتِيَاهُ فَهُوَ فِي مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا فَاقتُلَاهُ فَلَمّا أَتَيَاهُ قَالَ زَيدٌ لِلزّبَيرِ إِنّهُ ادّعَي أَنّهُ قَتَلَ أخَيِ وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص آخَي بَينَ حَمزَةَ وَ زَيداً فاَتركُنيِ أَقتُلهُ فَتَرَكَهُ الزّبَيرُ فَقَتَلَهُ فَرَجَعَ عُثمَانُ مِن عِندِ النّبِيّص فَقَالَ لِامرَأَتِهِ إِنّكِ أَرسَلتِ إِلَي أَبِيكِ فَأَعلَمتِهِ بِمَكَانِ عمَيّ فَحَلَفَت لَهُ بِاللّهِ مَا فَعَلَت فَلَم يُصَدّقهَا فَأَخَذَ خَشَبَةَ القَتَبِ فَضَرَبَهَا ضَرباً مُبَرّحاً فَأَرسَلَت إِلَي أَبِيهَا تَشكُو ذَلِكَ وَ تُخبِرُهُ بِمَا صَنَعَ فَأَرسَلَ إِلَيهَا إنِيّ لأَسَتحَيِ لِلمَرأَةِ أَن لَا تَزَالَ تَجُرّ ذُيُولَهَا تَشكُو زَوجَهَا فَأَرسَلَت إِلَيهِ أَنّهُ قَد قتَلَنَيِ فَقَالَ لعِلَيِّ خُذِ السّيفَ ثُمّ ائتِ بِنتَ عَمّكَ فَخُذ بِيَدِهَا فَمَن حَالَ بَينَكَ وَ بَينَهَا فَاضرِبهُ بِالسّيفِ فَدَخَلَ عَلِيّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَا إِلَي النّبِيّص فَأَرَتهُ ظَهرَهَا فَقَالَ أَبُوهَا قَتَلَهَا قَتَلَهُ اللّهُ فَمَكَثَت يَوماً وَ مَاتَت فِي الثاّنيِ وَ اجتَمَعَ النّاسُ لِلصّلَاةِ عَلَيهَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِن بَيتِهِ وَ عُثمَانُ جَالِسٌ مَعَ القَومِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَلَمّ جَارِيَتَهُ اللّيلَةَ فَلَا يَشهَد جَنَازَتَهَا قَالَهَا مَرّتَينِ وَ هُوَ سَاكِتٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيَقُومَنّ أَو لَأُسَمّيَنّهُ بِاسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ فَقَامَ يَتَوَكّأُ عَلَي مَهِينٍ قَالَ فَخَرَجَت فَاطِمَةُ فِي نِسَائِهَا فَصَلّت عَلَي أُختِهَا
بيان في النهاية فيه فضرب علي آذانهم هوكناية عن النوم ومعناه حجب الصوت والحس أن يلجا آذانهم فينتبهوا كأنها قدضرب عليها حجاب و قال ضربا غيرمبرح أي غيرشاق وكأن مهينا اسم مولاه
20- سر،[السرائر]أَبَانُ بنُ تَغلِبَ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ الأسَدَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص زَوّجَ مُنَافِقَينِ أَبَا العَاصِ بنَ رَبِيعٍ وَ سَكَتَ عَنِ الآخَرِ
صفحه : 160
21- شي،[تفسير العياشي] عَن يُونُسَ رَفَعَهُ قَالَ قُلتُ لَهُ زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص ابنَتَهُ فُلَاناً قَالَ نَعَم قُلتُ فَكَيفَ زَوّجَهُ الأُخرَي قَالَ قَد فَعَلَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لا يَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّما نمُليِ لَهُم خَيرٌ لِأَنفُسِهِم إِلَيعَذابٌ مُهِينٌ
22-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن يَزِيدَ بنِ خَلِيفَةَ الخوَلاَنيِّ وَ هُوَ يَزِيدُ بنُ خَلِيفَةَ الحاَرثِيِّ قَالَسَأَلَ عِيسَي بنُ عَبدِ اللّهِ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ تَخرُجُ النّسَاءُ إِلَي الجِنَازَةِ وَ كَانَ مُتّكِئاً فَاستَوَي جَالِساً ثُمّ قَالَ ع إِنّ الفَاسِقَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ آوَي عَمّهُ المُغِيرَةَ بنَ أَبِي العَاصِ وَ كَانَ مِمّن نذر[نَدَرَ][هَدَرَ] رَسُولُ اللّهِص دَمَهُ فَقَالَ لِابنَةِ رَسُولِ اللّهِص لَا تخُبرِيِ أَبَاكِ بِمَكَانِهِ كَأَنّهُ لَا يُوقِنُ أَنّ الوحَيَ يأَتيِ مُحَمّداً فَقَالَت مَا كُنتُ لِأَكتُمَ رَسُولَ اللّهِص عَدُوّهُ فَجَعَلَهُ بَينَ مِشجَبٍ لَهُ وَ لَحَفَهُ بِقَطِيفَةٍ فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص الوحَيُ فَأَخبَرَهُ بِمَكَانِهِ فَبَعَثَ إِلَيهِ عَلِيّاً ع وَ قَالَ اشتَمِل عَلَي سَيفِكَ وَ أتِ بَيتَ ابنَةِ[ ابنِ]عَمّكَ فَإِن ظَفِرتَ بِالمُغِيرَةِ فَاقتُلهُ فَأَتَي البَيتَ فَجَالَ فِيهِ فَلَم يَظفَر بِهِ فَرَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَم أَرَهُ فَقَالَ إِنّ الوحَيَ قَد أتَاَنيِ فأَخَبرَنَيِ أَنّهُ فِي المِشجَبِ وَ دَخَلَ عُثمَانُ بَعدَ خُرُوجِ عَلِيّ ع فَأَخَذَ بِيَدِ عَمّهِ فَأَتَي بِهِ النّبِيّص فَلَمّا رَآهُ أَكَبّ وَ لَم يَلتَفِت إِلَيهِ وَ كَانَ نبَيِّ اللّهِ حَنِيناً كَرِيماً فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا عمَيّ هَذَا المُغِيرَةُ بنُ أَبِي العَاصِ وَ قَد وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ آمَنتَهُ[آمَنتُهُ] قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ كَذَبَ وَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا آمَنَهُ فَأَعَادَهَا ثَلَاثاً وَ أَعَادَهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثَلَاثاً إنِيّ آمَنتُهُ[أَنّي آمَنَهُ] إِلّا أَنّهُ يَأتِيهِ عَن يَمِينِهِ ثُمّ يَأتِيهِ عَن يَسَارِهِ فَلَمّا كَانَ فِي الرّابِعَةِ
صفحه : 161
رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ قَد جَعَلتُ لَكَ ثَلَاثاً فَإِن قَدَرتُ عَلَيهِ بَعدَ ثَلَاثَةٍ قَتَلتُهُ فَلَمّا أَدبَرَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ أللّهُمّ العَنِ المُغِيرَةَ بنَ أَبِي العَاصِ وَ العَن مَن يُؤوِيهِ وَ العَن مَن يَحمِلُهُ وَ العَن مَن يُطعِمُهُ وَ العَن مَن يَسقِيهِ وَ العَن مَن يُجَهّزُهُ وَ العَن مَن يُعطِيهِ سِقَاءً أَو حِذَاءً أَو رِشَاءً أَو وِعَاءً وَ هُوَ يَعُدّهُنّ بِيَمِينِهِ وَ انطَلَقَ بِهِ عُثمَانُ فَآوَاهُ وَ أَطعَمَهُ وَ سَقَاهُ وَ حَمَلَهُ وَ جَهّزَهُ حَتّي فَعَلَ جَمِيعَ مَا لَعَنَ عَلَيهِ النّبِيّص مَن يَفعَلُهُ بِهِ ثُمّ أَخرَجَهُ فِي اليَومِ الرّابِعِ يَسُوقُهُ فَلَم يَخرُج مِن أَبيَاتِ المَدِينَةِ حَتّي أَعطَبَ اللّهُ رَاحِلَتَهُ وَ نَقِبَ حِذَاهُ وَ دَمِيَت قَدَمَاهُ فَاستَعَانَ بِيَدِهِ وَ رُكبَتِهِ وَ أَثقَلَهُ جَهَازُهُ حَتّي وَجِرَ بِهِ فَأَتَي سَمُرَةً فَاستَظَلّ بِهَا لَو أَتَاهَا بَعضُكُم مَا أَبهَرَهُ فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص الوحَيُ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَدَعَا عَلِيّاً ع فَقَالَ خُذ سَيفَكَ فَانطَلِق أَنتَ وَ عَمّارٌ وَ ثَالِثٌ لَهُم فَإِنّ المُغِيرَةَ بنَ أَبِي العَاصِ تَحتَ شَجَرَةِ كَذَا وَ كَذَا فَأَتَاهُ عَلِيّ ع فَقَتَلَهُ فَضَرَبَ عُثمَانُ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ أَنتِ أَخبَرتِ أَبَاكِ بِمَكَانِهِ فَبَعَثَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص تَشكُو مَا لَقِيَت فَأَرسَلَ إِلَيهَا رَسُولُ اللّهِص اقنيَ حَيَاءَكِ فَمَا أَقبَحَ بِالمَرأَةِ ذَاتِ حَسَبٍ وَ دِينٍ فِي كُلّ يَومٍ تَشكُو زَوجَهَا فَأَرسَلَت إِلَيهِ مَرّاتٍ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهَا ذَلِكَ فَلَمّا كَانَ فِي الرّابِعَةِ دَعَا عَلِيّاً ع وَ قَالَ خُذ سَيفَكَ وَ اشتَمِل عَلَيهِ ثُمّ ائتِ بِنتَ ابنِ عَمّكَ فَخُذ بِيَدِهَا فَإِن حَالَ بَينَكَ وَ بَينَهَا فَاحطِمهُ بِالسّيفِ وَ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص كَالوَالِهِ مِن مَنزِلِهِ إِلَي دَارِ عُثمَانَ فَأَخرَجَ عَلِيّ ع ابنَةَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا نَظَرَت إِلَيهِ رَفَعَت صَوتَهَا بِالبُكَاءِ وَ استَعبَرَ
صفحه : 162
رَسُولُ اللّهِص وَ بَكَي ثُمّ أَدخَلَهَا مَنزِلَهُ وَ كَشَفَت عَن ظَهرِهَا فَلَمّا أَن رَأَي مَا بِظَهرِهَا قَالَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ مَا لَهُ قَتَلَكِ قَتَلَهُ اللّهُ وَ كَانَ ذَلِكَ يَومَ الأَحَدِ وَ بَاتَ عُثمَانَ مُتَلَحّفاً بِجَارِيَتِهَا فَمَكَثَتِ الإِثنَينِ وَ الثّلَاثَاءَ وَ مَاتَت فِي اليَومِ الرّابِعِ فَلَمّا حَضَرَ أَن يَخرُجَ بِهَا أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ ع فَخَرَجَت وَ نِسَاءُ المُؤمِنِينَ مَعَهَا وَ خَرَجَ عُثمَانُ يُشَيّعُ جَنَازَتَهَا فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ النّبِيّص قَالَ مَن أَطَافَ البَارِحَةَ بِأَهلِهِ أَو بِفَتَاتِهِ فَلَا يَتبَعَنّ جَنَازَتَهَا قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَلَم يَنصَرِف فَلَمّا كَانَ فِي الرّابِعَةِ قَالَ لَيَنصَرِفَنّ أَو لَأُسَمّيَنّ بِاسمِهِ فَأَقبَلَ عُثمَانُ مُتَوَكّياً عَلَي مَولًي لَهُ مُمسِكاً بِبَطنِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ أشَتكَيِ بطَنيِ فَإِن رَأَيتَ أَن تَأذَنَ لِي أَن أَنصَرِفَ قَالَ انصَرِف وَ خَرَجَت فَاطِمَةُ ع وَ نِسَاءُ المُؤمِنِينَ وَ المُهَاجِرِينَ فَصَلّينَ عَلَي الجِنَازَةِ
بيان يقال ندر الشيء أي سقط وأندره غيره و في بعض النسخ هدر و هوأظهر و قدمر أن المشجب خشبات منصوبة توضع عليها الثياب قوله فأعادها ثلاثا هذا من كلام الإمام ع والضمير راجع إلي كلام عثمان بتأويل الكلمة أوالجملة أي أعاد قوله قد و ألذي بعثك بالحق آمنته و قوله وأعادها أبو عبد الله ثلاثا كلام الراوي أدخله بين كلامي الإمام أي إنه ع كلما أعاد كلام عثمان أتبعه بقوله وكذب و ألذي بعثه إلخ و قوله إني آمنته بيان لمرجع الضمير في قوله أعادها أولا وأحال المرجع في الثاني علي الظهور ويحتمل أن يكون قوله إني آمنته بدلا من الضمير المؤنث في الموضعين معا بأن يكون غرض الراوي أنه لم يقل فأعادها ثلاثا بل كرر القول بعينه ثلاثا فيحتمل أن يكون ع كرر و ألذي بعثه أيضا و لم يذكره الراوي لظهوره أو يكون مراده إلي آخره و أن يكون ع قال ذلك مرة بعدالأولي أو بعدالثالثة و علي التقادير قوله إلا أنه استثناء من قوله ماآمنه أي لم يكن آمنه إلا أنه أي عثمان يأتي النبي ص عن يمينه و عن شماله ويلح ويبالغ ليأخذ منه ص الأمان له و في
صفحه : 163
بعض النسخ أني آمنه علي صيغة الماضي الغائب فأني بالفتح والتشديد للاستفهام الإنكاري والاستثناء متعلق به لكن في أكثر النسخ بصيغة التكلم فيدل علي أن قول اللعين سابقا آمنته بصيغة التكلم أيضا وغرضه أني آمنته في المعركة وأدخلته المدينة إذ الأمان بعدها لاينفع وربما يقرأ أمنته علي بناء التفعيل أي جعلته مؤمنا و علي النسخة الظاهرة آمنته بصيغة الخطاب أي ادعي أن رسول الله ص آمنه فيكون موافقا لمامر في خبر الخرائج قوله حتي وجر به قال الجوهري وجرت منه بالكسر خفت و في بعض النسخ حسر به أي أعيا وانقطع بجهازه و في بعضها وجس به أي فزع . قوله ماأبهره مانافية لبيان قرب المسافة أوللتعجب لبيان بعدها ومشقتها والبهر انقطاع النفس من الإعياء وبهره الحمل يبهر بهرا إذاوقع عليه البهر فانبهر أي تتابع نفسه وأبهر احترق من حر بهرة النار و قال الجوهري قنيت الحياء بالكسر قنيانا أي لزمته قال عنترة
اقني حياءك لا أبا لك واعلمي | أني امرؤ سأموت إن لم أقتل |
. والحطم الكسر والتحف بالشيء تغطي به واللحاف ككتاب مايلتحف به وزوجة الرجل
23-كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَ يُفلِتُ مِن ضَغطَةِ القَبرِ أَحَدٌ قَالَ فَقَالَ نَعُوذُ بِاللّهِ مَا أَقَلّ مَن يُفلِتُ مِن ضَغطَةِ القَبرِ إِنّ رُقَيّةَ لَمّا قَتَلَهَا عُثمَانُ وَقَفَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي قَبرِهَا فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَدَمَعَت عَينَاهُ وَ قَالَ لِلنّاسِ إنِيّ ذَكَرتُ هَذِهِ وَ مَا لَقِيَت فَرَقَقتُ لَهَا وَ استَوهَبتُهَا مِن ضَمّةِ القَبرِ قَالَ فَقَالَ أللّهُمّ هَب لِي رُقَيّةَ مِن ضَمّةِ القَبرِ فَوَهَبَهَا اللّهُ لَهُ قَالَ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ فِي جِنَازَةِ سَعدٍ وَ قَد شَيّعَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَرَفَعَ رَسُولُ اللّهِص رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ
صفحه : 164
قَالَ مِثلُ سَعدٍ يُضَمّ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّا نُحَدّثُ أَنّهُ كَانَ يَستَخِفّ بِالبَولِ فَقَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنّمَا كَانَ مِن زَعَارّةٍ فِي خُلُقِهِ عَلَي أَهلِهِ قَالَ فَقَالَت أُمّ سَعدٍ هَنِيئاً لَكَ يَا سَعدُ قَالَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ سَعدٍ لَا تحَتمِيِ عَلَي اللّهِ
24- كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ لَمّا مَاتَت رُقَيّةُ ابنَةُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ رَسُولُ اللّهِ الحقَيِ بِسَلَفِنَا الصّالِحِ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ وَ أَصحَابِهِ قَالَ وَ فَاطِمَةُ ع عَلَي شَفِيرِ القَبرِ تَنحَدِرُ دُمُوعُهَا فِي القَبرِ وَ رَسُولُ اللّهِص يَتَلَقّاهُ بِثَوبِهِ قَائِمٌ يَدعُو قَالَ إنِيّ لَأَعرِفُ ضَعفَهَا وَ سَأَلتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُجِيرَهَا مِن ضَمّةِ القَبرِ
بيان قال الشيخ السعيد المفيد قدس الله روحه في المسائل السروية في جواب من سأل عن تزويج النبي ص ابنته زينب ورقية من عثمان قال رحمه الله بعدإيراد بعض الأجوبة عن تزويج أمير المؤمنين ع بنته من عمر و ليس ذلك بأعجب من قول لوطهؤُلاءِ بنَاتيِ هُنّ أَطهَرُ لَكُمفدعاهم إلي العقد عليهم لبناته وهم كفار ضلال قدأذن الله تعالي في هلاكهم و قدزوج رسول الله ص ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام أحدهما عتبة بن أبي لهب والآخر أبوالعاص بن الربيع فلما بعث رسول الله ص فرق بينها و بين ابنتيه فمات عتبة علي الكفر وأسلم أبوالعاص فردها عليه بالنكاح الأول و لم يكن ص في حال من الأحوال كافرا و لامواليا لأهل الكفر و قدزوج من يتبرأ من دينه و هومعاد له في الله عز و جل وهما اللذان زوجهما عثمان بعدهلاك عتبة وموت أبي العاص
صفحه : 165
وإنما زوجه النبي ص علي ظاهر الإسلام ثم إنه تغير بعد ذلك و لم يكن علي النبي ص تبعة فيما يحدث في العاقبة هذا علي قول بعض أصحابنا و علي قول فريق آخر إنه زوجه علي الظاهر و كان باطنه مستورا عنه ويمكن أن يستر الله عن نبيه ص نفاق كثير من المنافقين و قد قال الله سبحانه وَ مِن أَهلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَي النّفاقِ لا تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم فلاينكر أن يكون في أهل مكة كذلك والنكاح علي الظاهر دون الباطن وأيضا يمكن أن يكون الله تعالي قدأباحه مناكحة من يظاهر الإسلام و إن علم من باطنه النفاق وخصه بذلك ورخص له فيه كماخصه في أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر في النكاح وأباحه أن ينكح بغير مهر و لم يحظر عليه المواصلة في الصيام و لاالصلاة بعدقيامه من النوم بغير وضوء وأشباه ذلك مما خص به وحظر علي غيره من عامة الناس فهذه أجوبة ثلاثة عن تزويج النبي ص عثمان و كل واحد منها كاف بنفسه مستغن عما سواه و الله الموفق للصواب انتهي كلامه طوبي له وَ حُسنُ مَآبٍ. و قال السيد المرتضي رحمه الله في الشافي فإن قيل إذا كان جحد النص كفرا عندكم و كان الكافر علي مذاهبكم لايجوز أن يتقدم منه إيمان و لاإسلام و النبي ص عالم بكل ذلك فكيف يجوز أن ينكح ابنته من يعرف من باطنه خلاف الإيمان .قلنا ليس كل من قال بالنص علي أمير المؤمنين ع يكفر دافعيه و لا كل من كفر دافعيه يقول بالموافاة و إن الموافي بالكفر لايجوز أن يتقدم منه إيمان و من قال بالأمرين لايمتنع أن يجوز كون النبي ص غيرعالم بحال دافعي النص علي سبيل التفصيل فإذاعلم ذلك علم مايوجب تكفيرهم ومتي لم يعلم جوز أن يتوبوا كمايجوز أن يموتوا علي حالهم و ذلك يمنع من القطع في
صفحه : 166
الحال علي كفرهم و إن أظهروا الإسلام ثم لوثبت أنه ص كان يعلم التفصيل والعاقبة و كل شيءجوزنا أن لايعلمه لكان ممكنا أن يكون تزويجه قبل هذاالعلم فلو كان تقدم له العلم لمازوجه فليس معني في العلم إذاثبت تاريخ انتهي .أقول سيأتي بعض القول في ذلك في باب المطاعن إن شاء الله .
25- قال في المنتقي ،ولدت خديجة له ص زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم و به كان يكني والطاهر والطيب وهلك هؤلاء الذكور في الجاهلية وأدركت الإناث الإسلام فأسلمن وهاجرن معه وقيل الطيب والطاهر لقبان لعبد الله وولد في الإسلام و قال ابن عباس أول من ولد لرسول الله ص بمكة قبل النبوة القاسم ويكني به ثم ولد له زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم كلثوم ثم ولد له في الإسلام عبد الله فسمي الطيب والطاهر وأمهم جميعا خديجة بنت خويلد و كان أول من مات من ولده القاسم ثم مات عبد الله بمكة فقال العاص بن وائل السهمي قدانقطع ولده فهو أبتر فأنزل الله تعالي إِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ و عن جبير بن مطعم قال مات القاسم و هو ابن سنتين وقيل سنة وقيل إن القاسم والطيب عاشا سبع ليال ومات عبد الله بعدالنبوة بسنة و أما ابراهيم فولد سنة ثمان من الهجرة ومات و له سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام وقيل كان بين كل ولدين لخديجة سنة وقيل إن الذكور من أولاده ثلاثة والبنات أربع أولهن زينب ثم القاسم ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله و هوالطيب والطاهر ثم ابراهيم ويقال إن أولهم القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة و أمابناته فزينب كانت زوجة أبي العاص واسمه القاسم بن الربيع و كان لها منه ابنة اسمها أمامة فتزوجها المغيرة بن نوفل ثم فارقها وتزوجها علي ع بعدوفاة فاطمة ع وكانت
صفحه : 167
أوصت بذلك قبل فوتها وتوفيت زينب سنة ثمان من الهجرة وقيل إنها ولدت من أبي العاص ابنا اسمه علي ومات في ولاية عمر ومات أبوالعاص في ولاية عثمان وتوفيت أمامة سنة خمسين ورقية كانت زوجة عتبة بن أبي لهب فطلقها قبل الدخول بأمر أبيه وتزوجها عثمان في الجاهلية فولدت له ابنا سماه عبد الله و به كان يكني وهاجرت مع عثمان إلي الحبشة ثم هاجرت معه إلي المدينة وتوفيت سنة اثنتين من الهجرة و النبي ص في غزوة بدر وتوفي ابنها سنة أربع و له ست سنين ويقال نقره ديك علي عينيه فمات وأم كلثوم تزوجها عتيبة بن أبي لهب وفارقها قبل الدخول وتزوجها عثمان بعدرقية سنة ثلاث وتوفيت في شعبان سنة سبع وفاطمة صلوات الله عليها تزوجها علي ع سنة اثنتين من الهجرة ودخل بهامنصرفه من بدر وولدت له حسنا وحسينا وزينب الكبري وأم كلثوم الكبري وانتشر نور النبوة والعصمة حسبا ونسبا من ذرياتها وتوفيت بعدوفاة أبيها صلوات الله عليهما بمائة يوم وقيل توفيت لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدي عشرة وقيل غير ذلك و أمامنزل خديجة فإنه يعرف بهااليوم اشتراه معاوية فيما ذكر فجعله مسجدا يصلي فيه وبناه علي ألذي هو عليه اليوم و لم يغير
26-الغُرَرُ،لِلسّيّدِ المُرتَضَي رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رَوَي مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ قَد كَثُرَ عَلَي مَارِيَةَ القِبطِيّةِ أُمّ اِبرَاهِيمَ الكَلَامُ فِي ابنِ عَمّ لَهَا قبِطيِّ كَانَ يَزُورُهَا وَ يَختَلِفُ إِلَيهَا فَقَالَ لِيَ النّبِيّص خُذ هَذَا السّيفَ وَ انطَلِق فَإِن وَجَدتَهُ عِندَهَا فَاقتُلهُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَكُونُ فِي أَمرِكَ كَالسّكّةِ المُحمَاةِ أمَضيِ لِمَا أمَرَتنَيِ أَمِ الشّاهِدُ يَرَي مَا لَا يَرَي الغَائِبُ فَقَالَ لِيَ النّبِيّص بَلِ الشّاهِدُ يَرَي
صفحه : 168
مَا لَا يَرَي الغَائِبُ فَأَقبَلتُ مُتَوَشّحاً بِالسّيفِ فَوَجَدتُهُ عِندَهَا فَاختَرَطتُ السّيفَ فَلَمّا أَقبَلتُ نَحوَهُ عَرَفَ أنَيّ أُرِيدُهُ فَأَتَي نَخلَةً فرَقَيَِ إِلَيهَا ثُمّ رَمَي بِنَفسِهِ عَلَي قَفَاهُ وَ شَغَرَ بِرِجلَيهِ فَإِذَا إِنّهُ أَجَبّ أَمسَحُ مَا لَهُ مِمّا لِلرّجُلِ قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ قَالَ فَغَمَدتُ السّيفَ وَ رَجَعتُ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يَصرِفُ عَنّا أَهلَ البَيتِ
قال رضي الله عنه في هذاالخبر أحكام وغريب ونحن نبدأ بأحكامه ثم نتلوه بغريبه فأول ما فيه أن لقائل أن يقول كيف يجوز أن يأمر الرسول ص بقتل رجل علي التهمة بغير بينة و مايجري مجراها. والجواب عن ذلك أن القبطي جائز أن يكون من أهل العهد الذين أخذ عليهم أن يجري فيهم أحكام المسلمين و أن يكون الرسول ص تقدم إليه بالانتهاء عن الدخول إلي مارية فخالف وأقام علي ذلك و هذانقض للعهد وناقض العهود من أهل الكفر مؤذن بالمحاربة والمؤذن بهامستحق للقتل فأما قوله بل الشاهد يري ما لايري الغائب فإنما عني به رؤية العلم لارؤية البصر لأنه لامعني في هذاالموضع لرؤية البصر فكأنه ص قال بل الشاهد يعلم ويصح له من وجه الرأي والتدبير ما لايصح للغائب و لو لم يقل ذلك لوجب قتل الرجل علي كل حال وإنما جاز منه أن يخير بين قتله والكف عنه ويفوض الأمر في ذلك إلي أمير المؤمنين ع من حيث لم يكن قتله من الحدود والحقوق التي لايجوز العفو عنها و لايسع إلاإقامتها لأن ناقض العهد ممن إلي الإمام القائم بأمور المسلمين إذاقدر عليه قبل التوبة أن يقتله أويمن عليه ومما فيه أيضا من الأحكام اقتضاؤه أن مجرد أمر الرسول لايقتضي الوجوب لأنه لواقتضي ذلك لماحسنت مراجعته و لااستفهامه و في حسنها ووقوعها موقعها دلالة علي أنه لايقتضي ذلك ومما فيه أيضا من الأحكام دلالته علي أنه لابأس بالنظر إلي عورة الرجل عندالأمر ينزل فلايوجد من النظر إليها بد إما لحد يقام أولعقوبة تسقط لأن العلم بأنه أمسح أجب لم يكن إلا عن تأمل ونظر وإنما جاز
صفحه : 169
التأمل والنظر ليتبين هل هوممن يكون منه ماقرف به أم لا والواجب علي الإمام فيمن شهد عليه بالزني وادعي أنه مجبوب أن يأمر بالنظر إليه ويتبين أمره ومثله أمر النبي ص في قتل مقاتلة بني قريظة لأنه ص أمر أن ينظروا إلي مؤتزر كل من أشكل عليهم أمره فمن وجدوه قدأنبت قتلوه و لو لاجواز النظر إلي العورة عندالضرورة لماقامت شهادة الزني لأن من رأي رجلا مع امرأة واقعا عليها متي لم يتأمل أمرهما حق التأمل لم تصح شهادته ولهذا قال النبي ص لسعد بن عبادة و قدسأله عمن وجد مع امرأته رجلا أيقتله فقال حتي يأتي بأربعة شهداء فلو لم يكن الشهداء إذاحضروا تعمدوا إلي النظر إلي عورتيهما لإقامة الشهادة كان حضورهم كغيبتهم و لم تقم شهادة الزني لأن من شرطها مشاهدة العضو في العضو كالميل في المكحلة. فإن قيل كيف جاز لأمير المؤمنين ع الكف عن القتل و من أي جهة آثره لماوجده أجب و أي تأثير لكونه أجب فيما استحق به القتل و هونقض العهد.قلنا إنه ص لمافوض إليه الأمر في القتل والكف كان له أن يقتله علي كل حال و إن وجده أجب لأن كونه بهذه الصفة لايخرجه عن نقض العهد وإنما آثر الكف ألذي كان إليه ومفوضا إلي رأيه لإزالة التهمة والشك الواقعين في أمر مارية ولأنه أشفق من أن يقتله فيتحقق الظن ويلحق بذلك العار فرأي ع أن الكف أولي لماذكرناه .فأما غريب الحديث فقوله شغر برجليه يريد رفعهما وأصله في وصف الكلب إذارفع رجله للبول و أما قوله فإذاإنه أجب فيعني به المقطوع الذكر لأن الجب هوالقطع و منه بعير أجب إذا كان مقطوع السنام و قدظن بعض من تأول هذاالخبر أن الأمسح هاهنا هوقليل لحم الألية و هذاغلط لأن الوصف بذلك لامعني له في الخبر وإنما أراد تأكيد الوصف له بأنه أجب والمبالغة
صفحه : 170
فيه لأن قوله أمسح يفيد أنه مصطلم الذكر ويزيد علي معني الأجب زيادة ظاهرة انتهي كلامه قدس سره و لم نتعرض لمايرد علي بعض ماأفاده رحمه الله أحاله علي فهم الناظرين
الأحزاب وَ ما جَعَلَ أَدعِياءَكُم أَبناءَكُم ذلِكُم قَولُكُم بِأَفواهِكُم وَ اللّهُ يَقُولُ الحَقّ وَ هُوَ يهَديِ السّبِيلَ ادعُوهُم لِآبائِهِم هُوَ أَقسَطُ عِندَ اللّهِ فَإِن لَم تَعلَمُوا آباءَهُم فَإِخوانُكُم فِي الدّينِ وَ مَوالِيكُم وَ لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ فِيما أَخطَأتُم بِهِ وَ لكِن ما تَعَمّدَت قُلُوبُكُم وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً النّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم و قال تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتّعكُنّ وَ أُسَرّحكُنّ سَراحاً جَمِيلًا وَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدّارَ الآخِرَةَ فَإِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلمُحسِناتِ مِنكُنّ أَجراً عَظِيماً يا نِساءَ النّبِيّ مَن يَأتِ مِنكُنّ بِفاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ يُضاعَف لَهَا العَذابُ ضِعفَينِ وَ كانَ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيراً وَ مَن يَقنُت مِنكُنّ لِلّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تَعمَل صالِحاً نُؤتِها أَجرَها مَرّتَينِ وَ أَعتَدنا لَها رِزقاً كَرِيماً يا نِساءَ النّبِيّ لَستُنّ كَأَحَدٍ مِنَ النّساءِ إِنِ اتّقَيتُنّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ ألّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَ قُلنَ قَولًا مَعرُوفاً وَ قَرنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَ لا تَبَرّجنَ تَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولي وَ أَقِمنَ الصّلاةَ وَ آتِينَ الزّكاةَ وَ أَطِعنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً وَ اذكُرنَ ما يُتلي فِي بُيُوتِكُنّ مِن آياتِ اللّهِ وَ الحِكمَةِ إِنّ اللّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً إِنّ المُسلِمِينَ وَ المُسلِماتِ
صفحه : 171
وَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ وَ القانِتِينَ وَ القانِتاتِ وَ الصّادِقِينَ وَ الصّادِقاتِ وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ الخاشِعِينَ وَ الخاشِعاتِ وَ المُتَصَدّقِينَ وَ المُتَصَدّقاتِ وَ الصّائِمِينَ وَ الصّائِماتِ وَ الحافِظِينَ فُرُوجَهُم وَ الحافِظاتِ وَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُم مَغفِرَةً وَ أَجراً عَظِيماً وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَد ضَلّ ضَلالًا مُبِيناً وَ إِذ تَقُولُ للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَنعَمتَ عَلَيهِ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ اتّقِ اللّهَ وَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ فَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَها لكِيَ لا يَكُونَ عَلَي المُؤمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزواجِ أَدعِيائِهِم إِذا قَضَوا مِنهُنّ وَطَراً وَ كانَ أَمرُ اللّهِ مَفعُولًا ما كانَ عَلَي النّبِيّ مِن حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللّهُ لَهُ سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَ كانَ أَمرُ اللّهِ قَدَراً مَقدُوراً الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسالاتِ اللّهِ وَ يَخشَونَهُ وَ لا يَخشَونَ أَحَداً إِلّا اللّهَ وَ كَفي بِاللّهِ حَسِيباً ما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم وَ لكِن رَسُولَ اللّهِ وَ خاتَمَ النّبِيّينَ وَ كانَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماً و قال تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَحلَلنا لَكَ أَزواجَكَ اللاّتيِ آتَيتَ أُجُورَهُنّ وَ ما مَلَكَت يَمِينُكَ مِمّا أَفاءَ اللّهُ عَلَيكَ وَ بَناتِ عَمّكَ وَ بَناتِ عَمّاتِكَ وَ بَناتِ خالِكَ وَ بَناتِ خالاتِكَ اللاّتيِ هاجَرنَ مَعَكَ وَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّ إِن أَرادَ النّبِيّ أَن يَستَنكِحَها خالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ قَد عَلِمنا ما فَرَضنا عَلَيهِم فِي أَزواجِهِم وَ ما مَلَكَت أَيمانُهُم لِكَيلا يَكُونَ عَلَيكَ حَرَجٌ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً ترُجيِ مَن تَشاءُ مِنهُنّ وَ تؤُويِ إِلَيكَ مَن تَشاءُ وَ مَنِ ابتَغَيتَ مِمّن عَزَلتَ فَلا جُناحَ عَلَيكَ ذلِكَ أَدني أَن تَقَرّ أَعيُنُهُنّ وَ لا يَحزَنّ وَ يَرضَينَ بِما آتَيتَهُنّ كُلّهُنّ وَ اللّهُ يَعلَمُ ما فِي قُلُوبِكُم وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً حَلِيماً لا يَحِلّ لَكَ النّساءُ مِن بَعدُ وَ لا أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِن أَزواجٍ وَ لَو أَعجَبَكَ حُسنُهُنّ إِلّا ما مَلَكَت يَمِينُكَ وَ كانَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ رَقِيباً يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم إِلي طَعامٍ غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِن إِذا دُعِيتُم فَادخُلُوا فَإِذا طَعِمتُم فَانتَشِرُوا وَ لا مُستَأنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنّ ذلِكُم كانَ يؤُذيِ النّبِيّ فيَسَتحَييِ مِنكُم وَ اللّهُ لا يسَتحَييِ مِنَ الحَقّ وَ إِذا سَأَلتُمُوهُنّ مَتاعاً فَسئَلُوهُنّ مِن وَراءِ حِجابٍ ذلِكُم
صفحه : 172
أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَ قُلُوبِهِنّ وَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً إِنّ ذلِكُم كانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً إِن تُبدُوا شَيئاً أَو تُخفُوهُ فَإِنّ اللّهَ كانَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماً لا جُناحَ عَلَيهِنّ فِي آبائِهِنّ وَ لا أَبنائِهِنّ وَ لا إِخوانِهِنّ وَ لا أَبناءِ إِخوانِهِنّ وَ لا أَبناءِ أَخَواتِهِنّ وَ لا نِسائِهِنّ وَ لا ما مَلَكَت أَيمانُهُنّ وَ اتّقِينَ اللّهَ إِنّ اللّهَ كانَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيداً
إلي قوله تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنّ مِن جَلَابِيبِهِنّ ذلِكَ أَدني أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ المُرجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغرِيَنّكَ بِهِم ثُمّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلّا قَلِيلًاتفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي وَ ما جَعَلَ أَدعِياءَكُم أَبناءَكُمالأدعياء جمع الدعي و هو ألذي يتبناه الإنسان بين سبحانه أنه ليس ابنا علي الحقيقة ونزلت في زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي من بني عبدود تبناه رسول الله ص قبل الوحي و كان قدوقع عليه السبي فاشتراه رسول الله ص بسوق عكاظ و لمانبئ رسول الله ص دعاه إلي الإسلام فأسلم فقدم أبوه حارثة مكة وأتي أباطالب و قال سل ابن أخيك فإما أن يبيعه وإما أن يعتقه فلما قال ذلك أبوطالب لرسول الله ص قال هوحر فليذهب حيث شاء فأبي زيد أن يفارق رسول الله ص فقال حارثة يامعشر قريش اشهدوا أنه ليس ابني فقال رسول الله ص اشهدوا أن زيدا ابني فكان يدعي زيد بن محمد فلما تزوج النبي ص زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قالت اليهود والمنافقون تزوج محمدامرأة ابنه و هوينهي الناس عنها فقال الله سبحانه ماجعل الله من تدعونه ولدا و هوثابت النسب من غيركم ولدا لكم ذلِكُم قَولُكُم بِأَفواهِكُم أي إن قولكم الدعي ابن الرجل شيءتقولونه بألسنتكم لاحقيقة له عند الله تعالي وَ اللّهُ يَقُولُ الحَقّ ألذي يلزم اعتقاده وَ هُوَ يهَديِ السّبِيلَ أي يرشد إلي طريق الحق
صفحه : 173
ادعُوهُم لِآبائِهِمالذين ولدوهم وانسبوهم إليهم أو إلي من ولدوا علي فراشهم هُوَ أَقسَطُ عِندَ اللّهِ أي أعدل عند الله قولا وحكما روي عن ابن عمر قال ماكنا ندعو زيد بن حارثة إلازيد بن محمد حتي نزل القرآن ادعُوهُم لِآبائِهِم هُوَ أَقسَطُ عِندَ اللّهِ فَإِن لَم تَعلَمُوا آباءَهُم أي لم تعرفوهم بأعيانهم فَإِخوانُكُم فِي الدّينِ أي فهم إخوانكم في الملة فقولوا ياأخيوَ مَوالِيكُم أي بني أعمامكم أوأولياؤكم في الدين في وجوب النصرة أومعتقوكم ومحرروكم إذاأعتقتموهم من رق فلكم ولاؤهم وَ لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ فِيما أَخطَأتُم بِهِ أي إذاظننتم أنه أبوه فلايؤاخذكم الله به وَ لكِن ما تَعَمّدَت قُلُوبُكُم أي ولكن الإثم والجناح في ألذي قصدتموه من دعائهم إلي غيرآبائهم وقيل ماأخطأتم قبل النهي و ماتعمدتموه بعدالنهيوَ كانَ اللّهُ غَفُوراً لماسلف من قولكم رَحِيماًبكم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم أي أنهن للمؤمنين كالأمهات في الحرمة وتحريم النكاح و ليس أمهات لهم علي الحقيقة إذ لوكانت كذلك لكانت بناته أخوات المؤمنين علي الحقيقة فكان لايحل للمؤمنين التزوج بهن أ لاتري أنه لايحل للمؤمنين رؤيتهن و لايرثن المؤمنين و لايرثون .يا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ قال المفسرون إن أزواج النبي ص سألنه شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النفقة وآذينه لغيرة بعضهن علي بعض فآلي رسول الله ص منهن شهرا فنزلت آية التخيير و هو قوله قُل لِأَزواجِكَ وكنّ يومئذ تسعا عائشة وحفصة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وسودة بنت زمعة وأم سلمة بنت أبي أمية فهؤلاء من قريش وصفية بنت حيي الخيبرية وميمونة بنت الحارث الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية وَ رَوَي الواَحدِيِّ بِالإِسنَادِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص جَالِساً مَعَ حَفصَةَ فَتَشَاجَرَ بَينَهُمَا فَقَالَ هَل لَكِ أَن أَجعَلَ
صفحه : 174
بيَنيِ وَ بَينَكِ رَجُلًا قَالَت نَعَم فَأَرسَلَ إِلَي عُمَرَ فَلَمّا أَن دَخَلَ عَلَيهِمَا قَالَ لَهَا تكَلَمّيِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ تَكَلّم وَ لَا تَقُل إِلّا حَقّاً فَرَفَعَ عُمَرُ يَدَهُ فَوَجَأَ وَجهَهَا ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ فَوَجَأَ وَجهَهَا فَقَالَ لَهُ النّبِيّص كُفّ فَقَالَ عُمَرُ يَا عَدُوّةَ اللّهِ النّبِيّ لَا يَقُولُ إِلّا حَقّاً وَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ لَو لَا مَجلِسُهُ مَا رَفَعتُ يدَيِ حَتّي تمَوُتيِ فَقَامَ النّبِيّص فَصَعِدَ إِلَي غُرفَةٍ فَمَكَثَ فِيهَا شَهراً لَا يَقرَبُ شَيئاً مِن نِسَائِهِ يَتَغَدّي وَ يَتَعَشّي فِيهَا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَاتِ
إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها أي سعة العيش في الدنيا وكثرة المال فَتَعالَينَ أُمَتّعكُنّ أي أعطيكن متعة الطلاق وقيل بتوفير المهروَ أُسَرّحكُنّ أي أطلقكن سَراحاً جَمِيلًا أي طلاقا من غيرخصومة و لامشاجرةوَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أي طاعتهما والصبر علي ضيق العيش وَ الدّارَ الآخِرَةَ أي الجنةفَإِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلمُحسِناتِ أي العارفات المريدات الإحسان المطيعات له مِنكُنّ أَجراً عَظِيماً واختلف في هذاالتخيير فقيل إنه خيرهن بين الدنيا والآخرة فإن هن اخترن الدنيا استأنف حينئذ طلاقهن بقوله أُمَتّعكُنّ وَ أُسَرّحكُنّ وقيل خيرهن بين الطلاق والمقام معه واختلف العلماء في حكم التخيير علي أقوال أحدها أن الرجل إذاخير امرأته فاختارت زوجها فلا شيء و إن اختارت نفسها تقع تطليقة واحدة. وثانيها أنه إذااختارت نفسها تقع ثلاث تطليقات و إن اختارت زوجها تقع واحدة. وثالثها أنه إن نوي الطلاق كان طلاقا و إلا فلا. ورابعها أنه لايقع بالتخيير طلاق وإنما كان ذلك للنبيص خاصة و لواخترن أنفسهن لبنّ منه فأما غيره فلايجوز له ذلك و هوالمروي عن أئمتنا ع .
صفحه : 175
بِفاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ أي بمعصية ظاهرةيُضاعَف لَهَا العَذابُ في الآخرةضِعفَينِ أي مثلي ما يكون علي غيرهن و ذلك لأن نعم الله سبحانه عليهن أكثر لمكان النبي ص منهن ونزول الوحي في بيوتهن و إذاكانت النعمة عليهن أعظم وأوفر كانت المعصية منهن أفحش والعقوبة بهاأعظم وأكثر و قال أبوعبيدة الضعفان أن يجعل الواحد ثلاثا فيكون عليهن ثلاثة حدود و قال غيره المراد بالضعف المثل فالمعني أنها يزاد في عذابها ضعف كمازيد في ثوابها ضعف كما قال نُؤتِها أَجرَها مَرّتَينِ.وَ كانَ ذلِكَ أي عذابهاعَلَي اللّهِ يَسِيراً أي هيناوَ مَن يَقنُت مِنكُنّ لِلّهِ وَ رَسُولِهِالقنوت الطاعة وقيل المواظبة عليها وروي أبوحمزة الثمالي عن زيد بن علي أنه قال إني لأرجو للمحسن منا أجرين وأخاف علي المسيء منا أن يضاعف له العذاب ضعفين كماوعد أزواج النبي ص
وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنّكُم أَهلُ بَيتٍ مَغفُورٌ لَكُم قَالَ فَغَضِبَ وَ قَالَ نَحنُ أَحرَي أَن يجَريَِ فِينَا مَا أَجرَي اللّهُ فِي أَزوَاجِ النّبِيّص مِن أَن نَكُونَ كَمَا تَقُولُ إِنّا نَرَي لِمُحسِنِنَا ضِعفَينِ مِنَ الأَجرِ وَ لِمُسِيئِنَا ضِعفَينِ مِنَ العَذَابِ ثُمّ قَرَأَ الآيَتَينِ
وَ أَعتَدنا لَها رِزقاً كَرِيماً أي عظيم القدر رفيع الخطرلَستُنّ كَأَحَدٍ مِنَ النّساءِ قال ابن عباس أي ليس قدركن عندي كقدر غيركن من النساء الصالحات إِنِ اتّقَيتُنّشرط عليهن التقوي ليبين سبحانه أن فضيلتهن بالتقوي لابمحض اتصالهن بالنبيص فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ أي لاترققن القول و لاتلن الكلام للرجال و لاتخاطبن الأجانب مخاطبة تؤدي إلي طمعهم فتكن كماتفعل المرأة التي تظهر الرغبة في الرجال فَيَطمَعَ ألّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ أي نفاق وفجور وقيل شهوة الزني وَ قُلنَ قَولًا مَعرُوفاً أي مستقيما جميلا بريئا عن التهمة بعيدا من الريبةوَ قَرنَ فِي بُيُوتِكُنّ من القرار أو من الوقار فعلي الأول يكون الأمر اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التضعيف ثم تلقي الحركة علي
صفحه : 176
الفاء وتسقط العين فتسقط همزة الوصل والمعني اثبتن في منازلكن والزمنها و إن كان من وقر يقر فمعناه كن أهل وقار وسكينةوَ لا تَبَرّجنَ تَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولي أي لاتخرجن علي عادة النساء اللاتي كن في الجاهلية و لاتظهرن زينتكن كماكن يظهرن ذلك وقيل التبرج التبختر والتكبر في المشي وقيل هو أن تلقي الخمار علي رأسها و لاتشده فتواري قلائدها وقرطيها فيبدو ذلك منها والمراد بالجاهلية الأولي ما كان قبل الإسلام وقيل ما كان بين آدم ونوح ثمانمائة سنة وقيل ما بين عيسي و محمد عن الشعبي قال و هذا لايقتضي أن يكون بعدها جاهلية في الإسلام لأن الأول اسم للسابق تأخر عنه غيره أو لم يتأخر وقيل إن معني تبرج الجاهلية الأولي أنهم كانوا يجوزون أن تجمع امرأة واحدة زوجا وخلا فتجعل لزوجها نصفها الأسفل ولخلها نصفها الأعلي يقبلها ويعانقها.أقول سيأتي تفسير آية التطهير في المجلد التاسع .وَ اذكُرنَالآية أي اشكرن الله إذ صيركن في بيوت يتلي فيهاالقرآن والسنة أواحفظن ذلك وليكن ذلكن منكن علي بال أبدا لتعملن بموجبه قال مقاتل لمارجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت علي نساء النبي ص فقالت هل نزل فينا شيء من القرآن قلن لافأتت رسول الله ص فقالت يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار فقال ومم ذلك قالت لأنهن لايذكرن بخير كمايذكر الرجال فأنزل الله تعالي هذه الآيةإِنّ المُسلِمِينَ أي المخلصين الطاعة لله أوالداخلين في الإسلام أوالمستسلمين لأوامر الله والمنقادين له من الرجال والنساءوَ المُؤمِنِينَ أي المصدقين بالتوحيدوَ القانِتِينَ أي الدائمين علي الأعمال الصالحات أوالداعين وَ الخاشِعِينَ أي المتواضعين الخاضعين لله تعالي وَ الحافِظِينَ فُرُوجَهُم من الزني وارتكاب الفجوروَ الذّاكِرِينَ اللّهَ
روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَن بَاتَ عَلَي تَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع كَانَ مِنَالذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِراتِ
.
صفحه : 177
وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍنزلت في زينب بنت جحش الأسدية وكانت بنت أميمة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله ص فخطبها رسول الله ص علي مولاه زيد بن حارثة ورأت أنه يخطبها علي نفسه فلما علمت أنه يخطبها علي زيد أبت وأنكرت وقالت أناابنة عمتك فلم أكن لأفعل وكذلك قال أخوها عبد الله بن جحش فنزل وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍالآية يعني عبد الله وأخته زينب فلما نزلت الآية قالت رضيت يا رسول الله وجعلت أمرها بيد رسول الله ص وكذلك أخوها فأنكحها رسول الله ص زيدا فدخل بها وساق إليها رسول الله ص عشرة دنانير وستين درهما مهرا وخمارا وملحفة ودرعا وإزارا وخمسين مدا من طعام وثلاثين صاعا من تمر عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وقالت زينب خطبني عدة من قريش فبعثت أختي حمنة بنت جحش إلي رسول الله ص أستشيره فأشار بزيد فغضبت أختي وقالت أتزوج بنت عمتك مولاك ثم أعلمتني فغضبت أشد من غضبها فنزلت الآية فأرسلت إلي رسول الله ص فقلت زوجني ممن شئت فزوجني من زيد وقيل نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت وهبت نفسها للنبيص فقال قدقبلت وزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالا إنما أردنا رسول الله ص فزوجنا عبده فنزلت الآية عن ابن زيدإِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أي أوجباأَمراً وألزماه وحكما به أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ أي الاختيارمِن أَمرِهِم علي اختيار الله تعالي وَ إِذ تَقُولُ أي اذكر يا محمدحين تقول للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِبالهدايةوَ أَنعَمتَ عَلَيهِبالعتق وقيل أنعم الله عليه بمحبة رسوله وأنعم الرسول عليه بالتبني و هوزيد بن حارثةأَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَيعني زينب تقول احبسها و لاتطلقها و هذاالكلام يقتضي مشاجرة جرت بينهما حتي وعظه الرسول ص و قال أمسكهاوَ اتّقِ اللّهَ في مفارقتها ومضارتهاوَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ و ألذي أخفاه في نفسه هو أنه إن طلقها زيد تزوجها وخشيص لائمة الناس أن يقولوا أمره بطلاقها ثم تزوجها وقيل ألذي
صفحه : 178
أخفاه في نفسه هو أن الله سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه و أن زيدا سيطلقها فلما جاء زيد و قال له أريد أن أطلق زينب قال له أمسك عليك زوجك فقال سبحانه لم قلت أمسك عليك زوجك و قدأعلمتك أنها ستكون من أزواجك وروي ذلك عن علي بن الحسين ع و هذاالتأويل مطابق لتلاوة القرآن و ذلك أنه سبحانه أعلم أنه يبدي ماأخفاه و لم يظهر غيرالتزويج فقال زَوّجناكَهافلو كان ألذي أضمره محبتها أوإرادة طلاقها لأظهر الله تعالي ذلك مع وعده بأنه يبديه فدل ذلك علي أنه عوتب علي قوله أمسك عليك زوجك مع علمه بأنها ستكون زوجته وكتمانه ماأعلمه الله به حيث استحيا أن يقول لزيد إن التي تحتك ستكون امرأتي قال البلخي ويجوز أيضا أن يكون علي مايقولونه إن النبي ص استحسنها فتمني أن يفارقها فيتزوجها وكتم ذلك لأن هذاالتمني قدطبع عليه البشر و لاحرج علي أحد في أن يتمني شيئا استحسنه وقيل إنه ص إنما أضمر أن يتزوجها إن طلقها زيد من حيث إنها كانت ابنة عمته فأراد ضمها إلي نفسه لئلا يصيبها ضيعة كمايفعل الرجل بأقاربه عن الجبائي قال فأخبر الله سبحانه الناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلي نفسه ليكون ظاهره مطابقا لباطنه وقيل كان النبي ص يريد أن يتزوج بها إذافارقها ولكنه عزم أن لايتزوجها مخافة أن يطعنوا عليه فأنزل الله هذه الآية كيلا يمتنع من فعل المباح خشية الناس و لم يرد بقوله وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُخشية التقوي لأنه ص كان يتقي الله حق تقاته ويخشاه فيما يجب أن يخشي فيه ولكنه أراد خشية الاستحياء لأن الحياء كان غالبا علي شيمته الكريمة كما قال سبحانه إِنّ ذلِكُم كانَ يؤُذيِ النّبِيّ فيَسَتحَييِ مِنكُم وقيل إن زينب كانت شريفة فزوجها رسول الله ص من زيد مولاه ولحقها بذلك بعض العار فأرادص أن يزيدها شرفا بأن يتزوجها لأنه كان السبب في تزويجها من زيد فعزم أن يتزوج بها إذافارقها وقيل إن العرب كانوا ينزلون الأدعياء منزلة الأبناء في الحكم
صفحه : 179
فأرادص أن يبطل ذلك بالكلية وينسخ سنة الجاهلية فكان يخفي في نفسه تزويجها لهذا الغرض كيلا يقول الناس إنه تزوج امرأة ابنه ويقرفونه بما هومنزه عنه ولهذا قال أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ عن أبي مسلم ويشهد لهذا التأويل قوله فيما بعدفَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَهاالآية ومعناه فلما قضي زيد حاجته من نكاحها فطلقها وانقضت عدتها فلم يكن في قلبه ميل إليها و لاوحشة من فراقها فإن معني القضاء هوالفراغ من الشيء علي التمام أذنا لك في تزويجها وإنما فعلنا ذلك توسعة علي المؤمنين حتي لا يكون إثم في أن يتزوجوا أزواج أدعيائهم الذين تبنوهم إذاقضي الأدعياء منهن حاجتهم وفارقوهن وَ كانَ أَمرُ اللّهِ مَفعُولًا أي كائنا لامحالة و في الحديث أن زينب كانت تفتخر علي سائر نساء النبي ص وتقول زوجني الله من النبي وأنتن إنما زوجكن أولياؤكن . وَ رَوَي ثَابِتٌ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ لَمّا انقَضَت عِدّةُ زَينَبَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِزَيدٍ اذهَب فَاذكُرهَا عَلَيّ قَالَ زَيدٌ فَانطَلَقتُ فَقُلتُ يَا زَينَبُ أبَشرِيِ قَد أرَسلَنَيِ رَسُولُ اللّهِص يَذكُرُكَ وَ نَزَلَ القُرآنُ وَ جَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَدَخَلَ عَلَيهَا بِغَيرِ إِذنٍ لِقَولِهِزَوّجناكَها
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي قَالَ زَيدٌ فَانطَلَقتُ فَإِذَا هيَِ تُخَمّرُ عَجِينَهَا فَلَمّا رَأَيتُهَا عَظُمَت فِي نفَسيِ حَتّي مَا أَستَطِيعُ أَن أَنظُرَ إِلَيهَا حِينَ عَلِمتُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص ذَكَرَهَا فَوَلّيتُهَا ظهَريِ وَ قُلتُ يَا زَينَبُ أبَشرِيِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَخطُبُكِ فَفَرِحَت بِذَلِكَ وَ قَالَت مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيئاً حَتّي أُوَامِرَ ربَيّ فَقَامَت إِلَي مَسجِدِهَا وَ نَزَلَزَوّجناكَهافَتَزَوّجَهَا رَسُولُ اللّهِص وَ دَخَلَ بِهَا وَ مَا أَولَمَ عَلَي امرَأَةٍ مِن نِسَائِهِ مَا أَولَمَ عَلَيهَا ذَبَحَ شَاةً وَ أَطعَمَ النّاسَ الخُبزَ وَ اللّحمَ حَتّي امتَدّ النّهَارُ
صفحه : 180
وَ عَنِ الشعّبيِّ قَالَ كَانَت زَينَبُ تَقُولُ للِنبّيِّص إنِيّ لَأَدُلّ عَلَيكَ بِثَلَاثٍ مَا مِن نِسَائِكَ امرَأَةٌ تَدُلّ بِهِنّ جدَيّ وَ جَدّكَ وَاحِدٌ وَ إنِيّ أَنكَحَنِيكَ اللّهُ فِي السّمَاءِ وَ إِنّ السّفِيرَ لَجَبرَئِيلُ ع
ما كانَ عَلَي النّبِيّ مِن حَرَجٍ أي إثم وضيق فِيما فَرَضَ اللّهُ لَهُ أي فيما أحل له من التزويج بامرأة المتبني أوفيما أوجب عليه من التزويج ليبطل حكم الجاهلية في الأدعياءسُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ أي كسنة الله في الأنبياء الماضين وطريقته وشريعته فيهم في زوال الحرج عنهم و عن أممهم بما أحل سبحانه لهم من ملاذهم وقيل في كثرة الأزواج كمافعله داود وسليمان و كان لداود ع مائة امرأة ولسليمان ثلاثمائة امرأة وسبعمائة سرية وقيل أشار بالسنة إلي أن النكاح من سنة الأنبياء كما قال ص النكاح من سنتي فمن رغب عنه فقد رغب عن سنتيوَ كانَ أَمرُ اللّهِ قَدَراً مَقدُوراً أي كان ماينزله الله علي أنبيائه من الأمر ألذي يريده قضاء مقضياوَ لا يَخشَونَ أَحَداً إِلّا اللّهَ أي و لايخافون من سوي الله فيما يتعلق بالأداء والتبليغ ومتي قيل فكيف ما قال لنبيناص وَ تَخشَي النّاسَفالقول إنه لم يكن ذلك فيما يتعلق بالتبليغ وإنما خشي المقالة القبيحة فيه والعاقل كمايتحرز عن المضار يتحرز عن إساءة الظنون به والقول السيئ فيه و لايتعلق شيء من ذلك بالتكليف وَ كَفي بِاللّهِ حَسِيباً أي حافظا لأعمال خلقه ومحاسبا مجازيا عليها و لماتزوج ص زينب بنت جحش قال الناس إن محمدا تزوج امرأة ابنه فقال سبحانه ما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم و قدمر تفسيره اللاّتيِ آتَيتَ أُجُورَهُنّ أي أعطيت مهورهن وَ ما مَلَكَت يَمِينُكَ من الإماءمِمّا أَفاءَ اللّهُ عَلَيكَ من الغنائم والأنفال فكانت من الغنائم مارية القبطية أم ابنه ابراهيم و من الأنفال صفية وجويرية أعتقهما وتزوجهماوَ بَناتِ عَمّكَ وَ بَناتِ عَمّاتِكَ
صفحه : 181
يعني نساء قريش وَ بَناتِ خالِكَ وَ بَناتِ خالاتِكَيعني نساء بني زهرةاللاّتيِ هاجَرنَ مَعَكَ إلي المدينة و هذاإنما كان قبل تحليل غيرالمهاجرات ثم نسخ شرط الهجرة في التحليل وَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّ أي وأحللنا لك امرأة مصدقة بتوحيد الله تعالي وهبت نفسها منك بغير صداق و غيرالمؤمنة إن وهبت نفسها منك لاتحل إِن أَرادَ النّبِيّ أَن يَستَنكِحَها أي إن آثر النبي نكاحها ورغب فيهاخالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ أي خاصة لك دون غيرك قال ابن عباس يقول لايحل هذالغيرك و هو لك حلال و هذا من خصائصه في النكاح فكان ينعقد النكاح له بلفظ الهبة و لاينعقد ذلك لأحد غيره واختلف في أنه هل كانت عند النبي ص امرأة وهبت نفسها له أم لافقيل إنه لم تكن عنده امرأة وهبت نفسها له عن ابن عباس ومجاهد وقيل بل كانت عنده ميمونة بنت الحارث بلا مهر قدوهبت نفسها للنبيص في رواية أخري عن ابن عباس وقتادة وقيل هي زينب بنت خزيمة أم المساكين امرأة من الأنصار عن الشعبي وقيل هي امرأة من بني أسد يقال لها أم شريك بنت جابر عن علي بن الحسين ع وقيل هي خولة بنت حكيم عن عروة بن الزبير وقيل إنها لماوهبت نفسها للنبيص قالت عائشة مابال النساء يبذلن أنفسهن بلا مهر فنزلت الآية فقالت عائشة ماأري الله تعالي إلايسارع في هواك فقال رسول الله ص وإنك إن أطعت الله سارع في هواك قَد عَلِمنا ما فَرَضنا عَلَيهِم فِي أَزواجِهِم أي قدعلمنا ماأخذنا علي المؤمنين في أزواجهم من المهر والحصر بعدد محصور ووضعناه عنك تخفيفا عنك وَ ما مَلَكَت أَيمانُهُم أي و ماأخذنا عليهم في ملك اليمين أن لايقع لهم الملك إلابوجوه معلومة من الشراء والهبة والإرث والسبي وأبحنا لك غير ذلك و هوالصفي ألذي تصطفيه لنفسك من السبي وإنما خصصناك علي علم منا بالمصلحة فيه من غيرمحاباة و لاجزاف لِكَيلا يَكُونَ عَلَيكَ حَرَجٌ أي ليرتفع
صفحه : 182
عنك الحرج و هوالضيق والإثم وَ كانَ اللّهُ غَفُوراًلذنوب عباده رَحِيماًبهم أوبك في رفع الحرج عنك .ترُجيِ مَن تَشاءُنزلت حين غار بعض أمهات المؤمنين علي النبي ص وطلب بعضهن زيادة النفقة فهجرهن شهرا حتي نزلت آية التخيير فأمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة و أن يخلي سبيل من اختار الدنيا ويمسك من اختار الله تعالي ورسوله علي أنهن أمهات المؤمنين و لاينكحن أبدا و علي أنه يؤوي من يشاء منهن ويرجي من يشاء منهن ويرضين به قسم لهن أو لم يقسم أوقسم لبعضهن و لم يقسم لبعضهن أوفضل بعضهن علي بعض في النفقة والقسمة والعشرة أوسوي بينهن والأمر في ذلك إليه يفعل مايشاء و هذا من خصائصه فرضين بذلك كله واخترنه علي هذاالشرط فكان ص يسوي بينهن مع هذا إلاامرأة منهن أراد طلاقها وهي سودة بنت زمعة فرضيت بترك القسم وجعلت يومها لعائشة عن ابن زيد وغيره وقيل لمانزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقن فقلن يانبي الله اجعل لنا من مالك ونفسك ماشئت ودعنا علي حالنا فنزلت الآية و كان ممن أرجي منهن سودة وصفية وجويرية وميمونة وأم حبيب فكان يقسم لهن ماشاء كماشاء و كان ممن آوي إليه عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب و كان يقسم بينهن علي السواء لايفضل بعضهن علي بعض عن ابن رزين ترُجيِ أي تؤخرمَن تَشاءُ من أزواجك وَ تؤُويِ أي تضم إِلَيكَ مَن تَشاءُمنهن واختلف في معناه علي أقوال أحدها أن المراد تقدم من تشاء من نسائك في الإيواء و هوالدعاء إلي الفراش وتؤخر من تشاء في ذلك وتدخل من تشاء في القسم و لاتدخل من تشاء عن قتادة قال و كان ص يقسم بين أزواجه وأباح الله له ترك ذلك . وثانيها أن المراد تعزل من تشاء منهن بغير طلاق وترد إليك من تشاء منهن بعدعزلك إياها بلا تجديد عقد عن مجاهد والجبائي و أبي مسلم .
صفحه : 183
وثالثها أن المراد تطلق من تشاء منهن وتمسك من تشاء عن ابن عباس . ورابعها أن المراد تترك نكاح من تشاء منهن من نساء أمتك وتنكح منهن من تشاء عن الحسن قال و كان ص إذاخطب امرأة لم يكن لغيره أن يخطبها حتي يتزوجها أويتركها. وخامسها تقبل من تشاء من المؤمنات اللاتي يهبن أنفسهن لك فتؤويها إليك وتترك من تشاء منهن فلاتقبلها عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ وَ الطبّرَيِّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن أَرجَي لَم يَنكِح وَ مَن آوَي فَقَد نَكَحَ
وَ مَنِ ابتَغَيتَ مِمّن عَزَلتَ فَلا جُناحَ عَلَيكَ أي إن أردت أن تؤوي إليك امرأة ممن عزلتهن وتضمها إليك فلاسبيل عليك بلؤم و لاعيب و لاإثم عليك في ابتغائها أباح الله سبحانه له ترك القسم في النساء حتي يؤخر من يشاء عن وقت نوبتها ويطأ من يشاء بغير نوبتها و له أن يعزل من يشاء و له أن يرد المعزولة إن شاء فضله الله تعالي بذلك علي جميع الخلق ذلِكَ أَدني أَن تَقَرّ أَعيُنُهُنّ وَ لا يَحزَنّ وَ يَرضَينَ بِما آتَيتَهُنّ كُلّهُنّ أي أنهن إذاعلمن أن له ردهن إلي فراشه بعد مااعتزلهن قرت أعينهن و لم يحزن ويرضين بما يفعله النبي ص من التسوية والتفضيل لأنهن يعلمن أنهن لم يطلقن عن ابن عباس ومجاهد وقيل ذلك أطيب لنفوسهن وأقل لحزنهن إذاعلمن أن لك الرخصة بذلك من الله تعالي ويرضين بما يفعله النبي ص من التسوية والتفضيل عن قتادة وقرة العين عبارة عن السرور وقيل ذلك المعرفة بأنك إذاعزلت واحدة كان لك أن تؤويها بعد ذلك أدني بسرورهن وقرة أعينهن عن الجبائي وقيل معناه نزول الرخصة من الله تعالي أقر لأعينهن وأدني إلي رضاهن بذلك لعلمهن بما لهن في ذلك من الثواب في طاعة الله تعالي و لو كان ذلك من قبلك لحزن وحملن ذلك علي ميلك إلي بعضهن وَ اللّهُ يَعلَمُ ما فِي قُلُوبِكُم من الرضا والسخط والميل إلي بعض النساء دون بعض وَ كانَ اللّهُ عَلِيماًبمصالح عباده حَلِيماً في ترك معاجلتهم بالعقوبةلا يَحِلّ لَكَ
النّساءُ مِن بَعدُ أي من بعدالنساء اللاتي أحللناهن لك في قولناإِنّا أَحلَلنا لَكَ وهي ستة أجناس النساء اللاتي آتاهن أجورهن أي أعطاهن مهورهن وبنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته اللاتي هاجرن معه و من وهبت نفسها له يجمع من يشاء من العدد و لايحل له غيرهن من النساء عن أبي بن كعب وعكرمة والضحاك وقيل يريد المحرمات في سورة النساء عن أبي عبد الله ع وقيل معناه لاتحل لك اليهوديات و لاالنصرانيات وَ لا أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِن أَزواجٍ أي و لا أن تتبدل الكتابيات بالمسلمات لأنه لاينبغي أن يكن أمهات المؤمنين إلا ماملكت يمينك من الكتابيات فأحل له أن يتسراهن وقيل معناه لايحل لك النساء من بعدنسائك اللاتي خيرتهن فاخترن الله ورسوله وهن التسع صرت مقصورا عليهن وممنوعا من غيرهن و من أن تستبدل بهن غيرهن وَ لَو أَعجَبَكَ حُسنُهُنّ إِلّا ما مَلَكَت يَمِينُكَ أي وقع في قلبك حسنهن مكافأة لهن علي اختيارهن الله ورسوله وقيل إن التي أعجبه حسنها أسماء بنت عميس بعدقتل جعفر بن أبي طالب عنها وقيل إنه منع من طلاق من اختارته من نسائه كماأمر بطلاق من لم تختره فأما تحريم النكاح عليه فلا عن الضحاك وقيل أيضا إن هذه الآية منسوخة وأبيح له بعدها تزويج ماشاء فروي عن عائشة أنها قالت مافارق رسول الله ص الدنيا حتي حلل له ماأراد من النساء. و قوله وَ لا أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِن أَزواجٍفقيل أيضا في معناه أن العرب كانت تتبادل بأزواجهم فيعطي أحدهم زوجته رجلا فيأخذ بهازوجته منه بدلا عنها فنهي عن ذلك وقيل في قوله وَ لَو أَعجَبَكَ حُسنُهُنّيعني إن أعجبك حسن ماحرم عليك من جملتهن و لم يحللن لك و هوالمروي عن أبي عبد الله ع وَ كانَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ رَقِيباً أي عالما حافظايا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُواالآية
صفحه : 185
نهاهم سبحانه عن دخول دار النبي ص بغير إذن يعني إلا أن يدعوكم إلي طعام فادخلواغَيرَ ناظِرِينَ إِناهُ أي غيرمنتظرين إدراك الطعام فيطول مقامكم في منزله يقال أني الطعام يأني إني مقصورا إذابلغ حالة النضج وأدرك وقته والمعني لاتدخلوها قبل نضج الطعام انتظار نضجه فيطول مكثكم ومقامكم وَ لكِن إِذا دُعِيتُم فَادخُلُوا فَإِذا طَعِمتُم فَانتَشِرُوا أي فإذاأكلتم الطعام فتفرقوا واخرجواوَ لا مُستَأنِسِينَ لِحَدِيثٍ أي فلاتدخلوا وتقعدوا بعدالأكل متحدثين يحدث بعضكم بعضا ليؤنسه ثم بين المعني في ذلك فقال إِنّ ذلِكُم كانَ يؤُذيِ النّبِيّ فيَسَتحَييِ مِنكُم أي طول مقامكم في منزل النبي ص يؤذيه لضيق منزله فيمنعه الحياء أن يأمركم بالخروج من المنزل وَ اللّهُ لا يسَتحَييِ مِنَ الحَقّ أي لايترك إبانة الحق وَ إِذا سَأَلتُمُوهُنّ مَتاعاً فَسئَلُوهُنّ مِن وَراءِ حِجابٍيعني فإذاسألتم أزواج النبي ص شيئا تحتاجون إليه فاسألوهن من وراء ستر قال مقاتل أمر الله المؤمنين أن لايكلموا نساء النبي ص إلا من وراء حجاب ذلِكُم أي السؤال من وراء حجاب أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَ قُلُوبِهِنّ من الريبة و من خواطر الشيطان وَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِبمخالفة ماأمر به في نسائه و لا في شيء من الأشياءوَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً أي لايحل لكم أن تتزوجوا واحدة من نسائه بعدمماته وقيل أي من بعدفراقه في حياته إِنّ ذلِكُم كانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً أي إيذاء الرسول بما ذكرنا كان ذنبا عظيم الموقع عند الله تعالي إِن تُبدُوا شَيئاً أَو تُخفُوهُ أي تظهروا شيئا أوتضمروه مما نهيتم عنه من تزويجهن فَإِنّ اللّهَ كانَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماً من الظواهر والسرائر و لمانزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب لرسول الله ص ونحن أيضا نكلمهم من وراء حجاب فأنزل الله تعالي قوله لا جُناحَ عَلَيهِنّ فِي آبائِهِنّ وَ لا أَبنائِهِنّ وَ لا إِخوانِهِنّالآية أي في أن يرونهن و لايحتجبن عنهم وَ لا نِسائِهِنّقيل يريد نساء المؤمنين لانساء اليهود
صفحه : 186
والنصاري فيصفن نساء رسول الله ص لأزواجهن إن رأينهن عن ابن عباس وقيل يريد جميع النساءوَ لا ما مَلَكَت أَيمانُهُنّيعني العبيد والإماءوَ اتّقِينَ اللّهَ أي اتركن معاصيه أواتقين عذاب الله من دخول الأجانب عليكم إِنّ اللّهَ كانَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيداً أي حفيظا لايغيب عنه شيء قال الشعبي وعكرمة وإنما لم يذكر العم والخال لئلا ينعتاهن لأبنائهما.يُدنِينَ عَلَيهِنّ مِن جَلَابِيبِهِنّ أي قل لهؤلاء فليسترن موضع الجيب بالجلباب و هوالملاءة التي تشتمل بهاالمرأة وقيل الجلباب مقنعة المرأة أي يغطين جباههن ورءوسهن إذاخرجن لحاجة بخلاف الإماء اللاتي يخرجن مكشفات الرءوس والجباه عن ابن عباس وقيل أراد بالجلابيب الثياب والقميص والخمار و مايتستر به المرأةذلِكَ أَدني أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ أي ذلك أقرب إلي أن يعرفن بزيهن أنهن حرائر ولسن بإماء فلايؤذيهن أهل الريبة فإنهم كانوا يمازحون الإماء وربما كان يتجاوز المنافقون إلي ممازحة الحرائر فإذاقيل لهم في ذلك قالوا حسبناهن إماء فقطع الله عذرهم وقيل معناه ذلك أقرب إلي أن يعرفن بالستر والصلاح فلايتعرض لهن لأن الفاسق إذاعرف امرأة بالستر والصلاح لم يتعرض لهالَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أي فجور وضعف في الإيمان وهم الذين لاامتناع لهم من مراودة النساء وإيذائهن وَ المُرجِفُونَ فِي المَدِينَةِ وهم المنافقون الذين كانوا يرجفون في المدينة بالأخبار الكاذبة بأن يقولوا اجتمع المشركون في موضع كذا لحرب المسلمين ويقولوا لسرايا المسلمين أنهم قتلوا وهزموالَنُغرِيَنّكَ بِهِم أي لنسلطنك عليهم وأمرناك بقتلهم وإخراجهم و قدحصل الإغراء بهم بقوله جاهِدِ الكُفّارَ وَ المُنافِقِينَ وقيل لم يحصل لأنهم انتهوا و لوحصل لقتلوا وشردوا وأخرجوا عن المدينةثُمّ لا يُجاوِرُونَكَ
صفحه : 187
فِيها إِلّا قَلِيلًا
أي لايساكنونك في المدينة إلايسيرا انتهي كلام الطبرسي رحمه الله . و قال السيد المرتضي رضي الله عنه في كتاب تنزيه الأنبياء ع فإن قيل فما تأويل قوله تعالي وَ إِذ تَقُولُ للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِالآية أ و ليس هذاعتابا له ص من حيث أضمر ما كان ينبغي أن يظهره وراقب من لايجب أن يراقبه فما الوجه في ذلك .قلنا وجه هذه الآية معروف و هو أن الله تعالي لماأراد نسخ ماكانت عليه الجاهلية من تحريم نكاح زوجة الدعي والدعي هو ألذي كان أحدهم يستحبه ويربيه ويضيفه إلي نفسه علي طريق البنوة و كان من عادتهم أن يحرموا علي نفوسهم نكاح أزواج أدعيائهم كمايحرمون نكاح أزواج أبنائهم فأوحي الله تعالي إلي نبيه أن زيد بن حارثة و هودعي رسول الله ص سيأتيه مطلّقا زوجته وأمره أن يتزوجها بعدفراق زيد لها ليكون ذلك ناسخا لسنة الجاهلية التي تقدم ذكرها فلما حضر زيد مخاصما زوجته عازما علي طلاقها أشفق الرسول ص من أن يمسك عن وعظه وتذكيره لاسيما و قد كان ينصرف علي أمره وتدبيره فيرجف المنافقون به ص إذاتزوج المرأة ويقرفوه بما قدنزهه الله تعالي عنه فقال له أمسك عليك زوجك تبرؤا مما ذكرناه وتنزها وأخفي في نفسه عزمه علي نكاحها بعدطلاقه لها لينتهي إلي أمر الله تعالي فيها ويشهد لصحة هذاالتأويل قوله تعالي فَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَهافدل علي أن العلة في أمره بنكاحها ماذكرناه من نسخ السنة المتقدمة. فإن قيل العتاب باق علي حاله لأنه قد كان ينبغي أن يظهر ماأضمره ويخشي الله و لايخشي الناس .قلنا أكثر ما في الآية إذاسلمنا نهاية الاقتراح فيها أن يكون ص فعل
صفحه : 188
ماغيره أولي منه و ليس يكون ص بترك الأولي عاصيا و ليس يمتنع علي هذاالوجه أن يكون صبره علي قرف المنافقين وإهوانه بقولهم أفضل له وأكثر ثوابا فيكون إبداء ما في نفسه أولي من إخفائه علي أنه ليس في ظاهر الآية مايقتضي العتاب و لاترك الأولي و أماإخباره بأنه أخفي ما الله مبديه فلا شيء فيه من الشبهة وإنما هوخبر محض و أما قوله وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُففيه أدني شبهة و إن كان الظاهر لايقتضي عندالتحقيق ترك الأفضل لأنه خبر أنه يخشي الناس و أن الله أحق بالخشية و لم يخبر أنك لم تفعل الأحق أوعدلت إلي الأدون و لو كان في الظاهر بعض الشبهة لوجب أن يترك ويعدل عنه للقاطع من الأدلة و قدقيل إن زيد بن حارثة لماخاصم زوجته ابنة جحش وهي ابنة عمة رسول الله ص وأشرف علي طلاقها أضمر رسول الله ص أنه إن طلقها زيد تزوجها من حيث كانت ابنة عمته و كان يحب ضمها إلي نفسه كمايحب أحدنا ضم قراباته إليه حتي لاينالهم بؤس فأخبر الله تعالي رسوله و الناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلي نفسه ليكون ظاهر الأنبياء وباطنهم سواء ولهذا قال رسول الله ص الأنصار[للأنصار] يوم فتح مكة و قدجاءه عثمان بعبد الله بن سعد بن أبي سرح وسأله أن يرضي عنه و كان رسول الله ص قبل ذلك قدهدر دمه فأمر بقتله فلما رأي عثمان استحيا من رده وسكت طويلا ليقتله بعض المؤمنين فلم يفعل المؤمنون ذلك انتظارا منهم لأمر رسول الله ص مجددا فقال للأنصار ما كان منكم رجل يقوم إليه فيقتله فقال له عباد بن بشر يا رسول الله إن عيني
صفحه : 189
مازالت في عينك انتظارا أن تومئ إلي فأقتله فقال له رسول الله إن الأنبياء لاتكون لهم خائنة أعين و هذاالوجه يقارب الأول في المعني . فإن قيل فما المانع مما وردت به الرواية من أن رسول الله ص رأي في بعض الأحوال زينب بنت جحش فهواها فلما أن حضر زيد لطلاقها أخفي في نفسه عزمه علي نكاحها بعده وهواه لها أ و ليس الشهوة عندكم التي قدتكون عشقا علي بعض الوجوه من فعل الله تعالي و أن العباد لايقدرون عليها و علي هذاالمذهب لايمكنكم إنكار ماتضمنه السؤال .قلنا لم ننكر ماوردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن الشهوة تتعلق بفعل العباد وأنها معصية قبيحة بل من جهة أن عشق الأنبياء ع لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من رتبتهم ومنزلتهم و هذامما لاشبهة فيه و ليس كل شيءوجب أن يجنب عنه الأنبياء ع مقصورا علي أفعالهم إن الله قدجنبهم الفظاظة والغلظة والعجلة و كل ذلك ليس من فعلهم وأوجبنا أيضا أن يجنبوا الأمراض المشوهة والخلق المشينة كالجذام والبرص وقباحة الصور وأضرابها و كل ذلك ليس من مقدورهم و لافعلهم وكيف يذهب علي عاقل أن عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معايبه ومثالبه ونحن نعلم أنه لوعرف بهذه الحال بعض الأمناء أوالشهود لكان ذلك قادحا في عدالته وخافضا من منزلته و مايؤثر في منزلة أحدنا أولي أن يؤثر في منازل من طهره الله وعصمه وأكمله وأعلي منزلته و هذا بين لمن تدبره انتهي كلامه رفع الله مقامه و قدمضي الكلام في خصائصه ص في أمر أزواجه في باب فضائله ص
1- فس ،[تفسير القمي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا تَبَرّجنَ تَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولي قَالَ أَي سَتَكُونُ جَاهِلِيّةٌ أُخرَي
صفحه : 190
2- فس ،[تفسير القمي] قَولُهُوَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِفَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّهُ لَمّا أَنزَلَ اللّهُالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ حَرّمَ اللّهُ نِسَاءَ النّبِيّ عَلَي المُسلِمِينَ غَضِبَ طَلحَةُ فَقَالَ يُحَرّمُ مُحَمّدٌ عَلَينَا نِسَاءَهُ وَ يَتَزَوّجُ هُوَ بِنِسَائِنَا لَئِن أَمَاتَ اللّهُ مُحَمّداً لَنَركُضَنّ بَينَ خَلَاخِيلِ نِسَائِهِ كَمَا رَكَضَ بَينَ خَلَاخِيلِ نِسَائِنَا فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً إِنّ ذلِكُم كانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً إِن تُبدُوا شَيئاً أَو تُخفُوهُالآيَةَ ثُمّ رَخّصَ لِقَومٍ مَعرُوفِينَ الدّخُولَ عَلَيهِنّ بِغَيرِ إِذنٍ فَقَالَلا جُناحَ عَلَيهِنّالآيَةَيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنّ مِن جَلَابِيبِهِنّفَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّ النّسَاءَ كُنّ يَخرُجنَ إِلَي المَسجِدِ وَ يُصَلّينَ خَلفَ رَسُولِ اللّهِص فَإِذَا كَانَ بِاللّيلِ وَ خَرَجنَ إِلَي صَلَاةِ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ وَ الغَدَاةِ يَقعُدُ الشّبَابُ لَهُنّ فِي طَرِيقِهِنّ فَيُؤذُونَهُنّ وَ يَتَعَرّضُونَ لَهُنّ فَنَزَلَتِ الآيَةُ
3- سن ،[المحاسن ]الوَشّاءُ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ النجّاَشيِّ لَمّا خَطَبَ لِرَسُولِ اللّهِص أُمّ حَبِيبَةَ آمِنَةَ بِنتَ أَبِي سُفيَانَ فَزَوّجَهُ دَعَا بِطَعَامٍ وَ قَالَ إِنّ مِن سُنَنِ المُرسَلِينَ الإِطعَامَ عِندَ التّزوِيجِ
كا،[الكافي]العدة عن سهل و الحسين بن محمد عن المعلي جميعا عن الوشاء مثله
4- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص حِينَ تَزَوّجَ مَيمُونَةَ بِنتَ الحَارِثِ أَولَمَ عَلَيهَا وَ أَطعَمَ النّاسَ الحَيسَ
كا،[الكافي] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله .بيان الحيس تمر يخلط بسمن وأقط
صفحه : 191
5- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ الصّادِقُ ع تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِص بِخَمسَ عَشرَةَ امرَأَةً وَ دَخَلَ بِثَلَاثَ عَشرَةَ مِنهُنّ وَ قُبِضَ عَن تِسعٍ
المَبسُوطُ أَنّهُ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ تَزَوّجَ النّبِيّص ثمَاَنيَِ عَشرَةَ امرَأَةً
وَ فِي إِعلَامِ الوَرَي وَ نُزهَةِ الأَبصَارِ وَ أمَاَليِ الحَاكِمِ وَ شَرَفِ المُصطَفَي أَنّهُ تَزَوّجَ بِإِحدَي وَ عِشرِينَ امرَأَةً
وَ قَالَ ابنُ جَرِيرٍ وَ ابنُ مهَديِّ وَ اجتَمَعَ لَهُ إِحدَي عَشرَةَ امرَأَةً فِي وَقتٍ
ترتيب أزواجه تزوج بمكة أولا خديجة بنت خويلد قالوا وكانت عندعتيق بن عائذ المخزومي ثم عند أبي هالة زرارة بن نباش الأسيدي وروي أحمدالبلاذري و أبوالقاسم الكوفي في كتابيهما والمرتضي في الشافي و أبو جعفر في التلخيص أن النبي ص تزوج بها وكانت عذراء يؤكد ذلك ماذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة وسودة بنت زمعة بعدموتها بسنة وكانت عندالسكران بن عمرو من مهاجري الحبشة فتنصر ومات بها وعائشة بنت أبي بكر وهي ابنة سبع قبل الهجرة بسنتين ويقال كانت ابنة ست ودخل بهابالمدينة في شوال وهي ابنة تسع و لم يتزوج غيرها بكرا وتوفي النبي ص وهي ابنة ثمان عشرة سنة وبقيت إلي إمارة معاوية و قدقاربت السبعين وتزوج بالمدينة أم سلمة واسمها هند بنت أمية المخزومية وهي بنت عمته عاتكة بنت عبدالمطلب وكانت عند أبي سلمة بن عبدالأسد بعدوقعة بدر من سنة اثنتين من التاريخ و في هذه السنة تزوج بحفصة بنت عمر وكانت قبله تحت خنيس بن عبد الله بن حذافة السهمي فبقيت إلي آخر خلافة علي ع وتوفيت بالمدينة وزينب بنت جحش الأسدية وهي ابنة عمته أميمة بنت عبدالمطلب وكانت عندزيد بن حارثة وهي أول من ماتت من نسائه بعده في أيام عمر بعدسنتين من التاريخ وجويرية بنت الحارث بن ضرار المصطلقية ويقال أنه اشتراها
صفحه : 192
فأعتقها فتزوجها وماتت في سنة خمسين وكانت عندمالك بن صفوان بن ذي السفرتين وأم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة وكانت عند عبد الله بن جحش في سنة ست وبقيت إلي إمارة معاوية وصفية بنت حيي بن أخطب النضري وكانت عندسلام بن مشكم ثم عندكنانة بن الربيع و كان بني بها وأسر بها في سنة سبع وميمونة بنت الحارث الهلالية خالة ابن عباس وكانت عندعمير بن عمرو الثقفي ثم عند أبي زيد بن عبدالعامري خطبها للنبيص جعفر بن أبي طالب و كان تزويجها وزفافها وموتها وقبرها بسرف و هو علي عشرة أميال من مكة في سنة سبع وماتت في سنة ست وثلاثين و قددخل بهؤلاء والمطلقات أو من لم يدخل بها أو من خطبها و لم يعقد عليها فاطمة بنت شريح وقيل بنت الضحاك تزوجها بعدوفاة ابنته زينب وخيرها حين أنزلت عليه آية التخيير فاختارت الدنيا ففارقها فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول أناالشقية اخترت الدنيا وزينب بنت خزيمة بن الحارث أم المساكين من عبدمناف وكانت عندعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب وأسماء بنت النعمان بن الأسود الكندي من أهل اليمن وأسماء بنت النعمان لمادخلت عليه قالت أعوذ بالله منك فقال أعذتك الحقي بأهلك و كان بعض أزواجه علمتها وقالت إنك تحظين عنده وقتيلة أخت الأشعث بن قيس الكندي ماتت قبل أن يدخل بها ويقال طلقها فتزوجها عكرمة بن أبي جهل و هوالصحيح وأم شريك واسمها غزية بنت جابر من بني النجار وسني بنت الصلت من بني سليم ويقال خولة بنت حكيم السلمي ماتت قبل أن تدخل عليه وكذلك سراف أخت دحية الكلبي و لم يدخل بعمرة الكلابية وأميمة بنت
صفحه : 193
النعمان الجونية والعالية بنت ظبيان الكلابية ومليكة الليثية و أماعمرة بنت بريد رأي بهابياضا فقال دلستم علي فردها وليلي ابنة الحطيم الأنصارية ضربت ظهره وقالت أقلني فأقالها فأكلها الذئب وعمرة من العرطا وصفها أبوها حتي قال إنها لم تمرض قط فقال ص مالهذه عند الله من خير والتسع اللاتي قبض عنهم أم سلمة زينب بنت جحش ميمونة أم حبيبة صفية جويرية سودة عائشة حفصة قال زين العابدين ع والضحاك ومقاتل الموهوبة امرأة من بني أسد و فيه ستة أقوال ومات قبل النبي ص خديجة وأم هانئ وزينب بنت خزيمة وأفضلهن خديجة ثم أم سلمة ثم ميمونة.مبسوط الطوسي أنه اتخذ من الإماء ثلاثا عجميتين وعربية فأعتق العربية واستولد إحدي العجميتين و كان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه مارية بنت شمعون القبطية وريحانة بنت زيد القرظية أهداهما المقوقس صاحب الإسكندرية وكانت لمارية أخت اسمها سيرين فأعطاها حسان فولد عبدالرحمن وتوفيت مارية بعد النبي ص بخمس سنين ويقال أنه أعتق ريحانة ثم تزوجها.تاج التراجم أن النبي ص اختار من سبي بني قريظة جارية اسمها تكانة بنت عمرو وكانت في ملكه فلما توفي زوجها العباس و كان مهر نسائه اثنتي
صفحه : 194
عشرة أوقية ونش
6- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ النّبِيّص إِذَا أَرَادَ تَزوِيجَ امرَأَةٍ بَعَثَ مَن يَنظُرُ إِلَيهَا وَ يَقُولُ لِلمَبعُوثَةِ شمَيّ لِيتَهَا فَإِن طَابَ لِيتُهَا طَابَ عَرفُهَا وَ انظرُيِ لِكَعبِهَا فَإِن دَرِمَ كَعبُهَا عَظُمَ كَعثَبُهَا
بيان الليت بالكسر صفحة العنق والعرف بالفتح الريح طيبة كانت أومنتنة والدرم في الكعب أن يواريه اللحم حتي لا يكون له حجم والكعثب بالفتح الركب الضخم و هومنبت العانة
7- ل ،[الخصال ]الطاّلقَاَنيِّ عَن السكّرّيِّ عَنِ الجوَهرَيِّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِص بِخَمسَ عَشرَةَ امرَأَةً وَ دَخَلَ بِثَلَاثَ عَشرَةَ مِنهُنّ وَ قُبِضَ عَن تِسعٍ فَأَمّا اللّتَانِ لَم يَدخُل بِهِمَا فَعَمرَةُ وَ السّنَي وَ أَمّا الثّلَاثَ عَشرَةَ اللاّتيِ دَخَلَ بِهِنّ فَأَوّلُهُنّ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ ثُمّ سَودَةُ بِنتُ زَمعَةَ ثُمّ أُمّ سَلَمَةَ وَ اسمُهَا هِندٌ بِنتُ أَبِي أُمَيّةَ ثُمّ أُمّ عَبدِ اللّهِ عَائِشَةُ بِنتُ أَبِي بَكرٍ ثُمّ حَفصَةُ بِنتُ عُمَرَ ثُمّ زَينَبُ بِنتُ خُزَيمَةَ بنِ الحَارِثِ أُمّ المَسَاكِينِ ثُمّ زَينَبُ بِنتُ جَحشٍ ثُمّ أُمّ حَبِيبٍ رَملَةُ بِنتُ أَبِي سُفيَانَ ثُمّ مَيمُونَةُ بِنتُ الحَارِثِ ثُمّ زَينَبُ بِنتُ عُمَيسٍ ثُمّ جُوَيرِيَةُ بِنتُ الحَارِثِ ثُمّ صَفِيّةُ بِنتُ حيُيَّ بنِ أَخطَبَ وَ التّيِ وَهَبَت نَفسَهَا للِنبّيِّص خَولَةُ بِنتُ حَكِيمٍ السلّمَيِّ وَ كَانَ لَهُ سُرّيّتَانِ يَقسِمُ لَهُمَا مَعَ أَزوَاجِهِ مَارِيَةُ وَ رَيحَانَةُ الخِندِفِيّةُ وَ التّسعُ اللاّتيِ قُبِضَ عَنهُنّ عَائِشَةُ وَ حَفصَةُ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ زَينَبُ بِنتُ جَحشٍ وَ مَيمُونَةُ بِنتُ الحَارِثِ وَ أُمّ حَبِيبٍ بِنتُ أَبِي سُفيَانَ وَ صَفِيّةُ بِنتُ حيُيَّ بنِ أَخطَبَ وَ جُوَيرِيَةُ بِنتُ الحَارِثِ وَ سَودَةُ بِنتُ زَمعَةَ وَ أَفضَلُهُنّ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ ثُمّ أُمّ سَلَمَةَ ثُمّ مَيمُونَةُ بِنتُ الحَارِثِ
صفحه : 195
بيان عمرة بالفتح والسنا بالفتح والقصر قال في القاموس السنا بنت أسماء بن الصلت ماتت قبل أن يدخل بها النبي ص وسائر النسخ تصحيف وسودة بفتح السين وسكون الواو وزمعة بفتح الزاي وسكون الميم وقيل بفتحها ورملة بالفتح
8- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ رَحِمَ اللّهُ الأَخَوَاتِ مِن أَهلِ الجَنّةِ فَسَمّاهُنّ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةُ وَ كَانَت تَحتَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ سَلمَي بِنتُ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةُ وَ كَانَت تَحتَ حَمزَةَ وَ خَمسٌ مِن بنَيِ هِلَالٍ مَيمُونَةُ بِنتُ الحَارِثِ كَانَت تَحتَ النّبِيّص وَ أُمّ الفَضلِ عِندَ العَبّاسِ اسمُهَا هِندٌ وَ الغُمَيصَاءُ أُمّ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ وَ غُرّةُ كَانَت فِي ثَقِيفٍ عِندَ الحَجّاجِ بنِ غِلَاظٍ وَ حَمِيدَةُ لَم يَكُن لَهَا عَقِبٌ
9-فس ،[تفسير القمي]وَ ما مَلَكَت يَمِينُكَ مِمّا أَفاءَ اللّهُ عَلَيكَيعَنيِ مِن الغَنِيمَةِ إِلَي قَولِهِوَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّفَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّ امرَأَةً مِنَ الأَنصَارِ أَتَت رَسُولَ اللّهِص وَ قَد تَهَيّأَت وَ تَزَيّنَت فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ هَل لَكَ فِيّ حَاجَةٌ فَقَد وَهَبتُ نفَسيِ لَكَ فَقَالَت لَهَا عَائِشَةُ قَبّحَكِ اللّهُ مَا أَنهَمَكِ لِلرّجَالِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مَه يَا عَائِشَةُ فَإِنّهَا رَغِبَت فِي رَسُولِ اللّهِ إِذ زهَدِتيِ[زَهِدتُنّ] فِيهِ ثُمّ قَالَ
صفحه : 196
رَحِمَكِ اللّهُ وَ رَحِمَكُم يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ نصَرَنَيِ رِجَالُكُم وَ رَغِبَت فِيّ نِسَاؤُكُمُ ارجعِيِ رَحِمَكِ اللّهُ فإَنِيّ أَنتَظِرُ أَمرَ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّ إِن أَرادَ النّبِيّ أَن يَستَنكِحَها خالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ فَلَا تَحِلّ الهِبَةُ إِلّا لِرَسُولِ اللّهِص
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ المرَاَغيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الكوُفيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن شَيخِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ عُمَرَ الخرُاَساَنيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ قَالَ دَخَلنَا عَلَي مَسرُوقٍ الأَجدَعِ فَإِذَا عِندَهُ ضَيفٌ لَهُ لَا نَعرِفُهُ وَ هُمَا يَطعَمَانِ مِن طَعَامٍ لَهُمَا فَقَالَ الضّيفُ كُنتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص بِحُنَينٍ فَلَمّا قَالَهَا عَرَفنَا أَنّهُ كَانَت لَهُ صُحبَةٌ مِنَ النّبِيّص قَالَ جَاءَت صَفِيّةُ بِنتُ حيُيَّ بنِ أَخطَبَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ لَستُ كَأَحَدِ نِسَائِكَ قَتَلتَ الأَبَ وَ الأَخَ وَ العَمّ فَإِن حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَإِلَي مَن فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص إِلَي هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع الخَبَرَ
11- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي شَيخٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُعَادٍ[مُعَاذٍ] عَن أَبِيهِ وَ عَمّهِ عَن مُعَادٍ[مُعَاذٍ] وَ عُبَيدِ اللّهِ ابنيَ عَبدِ اللّهِ عَن عَمّهِمَا يَزِيدَ بنِ الأَصَمّ قَالَقَدِمَ سَفِيرُ بنُ شَجَرَةَ العاَمرِيِّ بِالمَدِينَةِ فَاستَأذَنَ عَلَي خاَلتَيِ مَيمُونَةَ بِنتِ الحَارِثِ زَوجِ النّبِيّص وَ كُنتُ عِندَهَا فَقَالَتِ
صفحه : 197
ائذَن لِلرّجُلِ فَدَخَلَ فَقَالَت مِن أَينَ أَقبَلَ الرّجُلُ قَالَ مِنَ الكُوفَةِ قَالَت فَمِن أَيّ القَبَائِلِ أَنتَ قَالَ مِن بنَيِ عَامِرٍ قَالَت حَيِيتَ ازدَد قُرباً فَمَا أَقدَمَكَ قَالَ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ رَهِبتُ أَن تكَبسِنَيِ الفِتنَةُ لِمَا رَأَيتُ مِنِ اختِلَافِ النّاسِ فَخَرَجتُ فَقَالَت هَل كُنتَ بَايَعتَ عَلِيّاً قَالَ نَعَم قَالَت فَارجِع فَلَا تَزُل عَن صَفّهِ فَوَ اللّهِ مَا ضَلّ وَ مَا ضُلّ بِهِ فَقَالَ يَا أُمّه فَهَل أَنتِ محُدَثّتَنُيِ[محُدَثّتَيِ] فِي عَلِيّ بِحَدِيثٍ سَمِعتِيهِ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَتِ أللّهُمّ نَعَم سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ آيَةُ الحَقّ وَ رَايَةُ الهُدَي عَلِيّ سَيفُ اللّهِ يَسُلّهُ عَلَي الكُفّارِ وَ المُنَافِقِينَ فَمَن أَحَبّهُ فبَحِبُيّ أَحَبّهُ وَ مَن أَبغَضَهُ فبَبِغُضيِ أَبغَضَهُ أَلَا وَ مَن أبَغضَنَيِ أَو أَبغَضَ عَلِيّاً لقَيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا حُجّةَ لَهُ
12- فس ،[تفسير القمي] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسي أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم وَ لا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسي أَن يَكُنّ خَيراً مِنهُنّفَإِنّهَا نَزَلَت فِي صَفِيّةَ بِنتِ حيُيَّ بنِ أَخطَبَ وَ كَانَت زَوجَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ ذَلِكَ أَنّ عَائِشَةَ وَ حَفصَةَ كَانَتَا تُؤذِيَانِهَا وَ تَشتِمَانِهَا وَ تَقُولَانِ لَهَا يَا بِنتَ اليَهُودِيّةِ فَشَكَت ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهَا أَ لَا تُجِيبِنّهُمَا فَقَالَت بِمَا ذَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قوُليِ إِنّ أَبِي هَارُونُ نبَيِّ اللّهِ وَ عمَيّ مُوسَي كَلِيمُ اللّهِ وَ زوَجيِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص فَمَا تُنكِرَانِ منِيّ فَقَالَت لَهُمَا فَقَالَتَا هَذَا عَلّمَكِ رَسُولُ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسي أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم إِلَي قَولِهِوَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ بِئسَ الِاسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمانِ
13-ب ،[قرب الإسناد]حَمّادُ بنُ عِيسَي قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ أَبِي مَا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص شَيئاً مِن بَنَاتِهِ وَ لَا تَزَوّجَ شَيئاً مِن نِسَائِهِ عَلَي أَكثَرَ مِنِ اثنتَيَ
صفحه : 198
عَشرَةَ أُوقِيّةً وَ نَشّ يعَنيِ نِصفَ أُوقِيّةٍ
14- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِص شَيئاً مِن نِسَائِهِ وَ لَا زَوّجَ شَيئاً مِن بَنَاتِهِ عَلَي أَكثَرَ مِنِ اثنتَيَ عَشرَةَ أُوقِيّةً وَ نَشّ وَ الأُوقِيّةُ أَربَعُونَ دِرهَماً وَ النّشّ عِشرُونَ دِرهَماً
15-فس ،[تفسير القمي]يا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها إِلَي قَولِهِأَجراً عَظِيماًفَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّهُ لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَزوَةِ خَيبَرَ وَ أَصَابَ كَنزَ آلِ أَبِي الحَقِيقِ قُلنَ أَزوَاجُهُ أَعطِنَا مَا أَصَبتَ فَقَالَ لَهُنّ رَسُولُ اللّهِص قَسّمتُهُ بَينَ المُسلِمِينَ عَلَي مَا أَمَرَ اللّهُ فَغَضِبنَ مِن ذَلِكَ وَ قُلنَ لَعَلّكَ تَرَي أَنّكَ إِن طَلّقتَنَا أَن لَا نَجِدَ الأَكفَاءَ مِن قَومِنَا يَتَزّوَجُونّا فَأَنِفَ اللّهُ لِرَسُولِهِ فَأَمَرَهُ أَن يَعتَزِلَهُنّ فَاعتَزَلَهُنّ رَسُولُ اللّهِص فِي مَشرَبَةِ أُمّ اِبرَاهِيمَ تِسعَةً وَ عِشرِينَ يَوماً حَتّي حِضنَ وَ طَهُرنَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ وَ هيَِ آيَةُ التّخيِيرِ فَقَالَيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتّعكُنّ إِلَي قَولِهِأَجراً عَظِيماًفَقَامَت أُمّ سَلَمَةَ أَوّلَ مَن قَامَت فَقَالَت قَدِ اختَرتُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقُمنَ كُلّهُنّ فَعَانَقنَهُ وَ قُلنَ مِثلَ ذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُترُجيِ مَن تَشاءُ مِنهُنّ وَ تؤُويِ إِلَيكَ مَن تَشاءُ فَقَالَ الصّادِقُ ع مَن آوَي فَقَد نَكَحَ وَ مَن أَرجَي فَقَد طَلّقَ وَ قَولُهُترُجيِ مَن تَشاءُ مِنهُنّ وَ تؤُويِ إِلَيكَ مَن تَشاءُ مَعَ هَذِهِ الآيَةِيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتّعكُنّ وَ أُسَرّحكُنّ سَراحاً جَمِيلًا وَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدّارَ الآخِرَةَ فَإِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلمُحسِناتِ مِنكُنّ أَجراً عَظِيماً وَ قَد أُخّرتُ عَنهَا فِي التّألِيفِ ثُمّ خَاطَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نِسَاءَ نَبِيّهِص فَقَالَيا نِساءَ النّبِيّ مَن يَأتِ مِنكُنّ بِفاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ يُضاعَف لَهَا العَذابُ ضِعفَينِ إِلَي قَولِهِنُؤتِها أَجرَها مَرّتَينِ
صفحه : 199
وَ أَعتَدنا لَها رِزقاً كَرِيماً وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَجرَهَا مَرّتَينِ وَ العَذَابُ ضِعفَينِ كُلّ هَذَا فِي الآخِرَةِ حَيثُ يَكُونُ الأَجرُ يَكُونُ العَذَابُ
16- فس ،[تفسير القمي] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِيا نِساءَ النّبِيّ مَن يَأتِ مِنكُنّ بِفاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ يُضاعَف لَهَا العَذابُ ضِعفَينِ قَالَ الفَاحِشَةُ الخُرُوجُ بِالسّيفِ
17- سر،[السرائر] مُوسَي بنُ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا حَرّمَ اللّهُ شَيئاً إِلّا وَ قَد عصُيَِ فِيهِ لِأَنّهُم تَزَوّجُوا أَزوَاجَ رَسُولِ اللّهِص مِن بَعدِهِ فَخَيّرَهُنّ أَبُو بَكرٍ بَينَ الحِجَابِ وَ لَا يَتَزَوّجنَ أَو يَتَزَوّجنَ فَاختَرنَ التّزوِيجَ فَتَزَوّجنَ قَالَ زُرَارَةُ وَ لَو سَأَلتُ بَعضَهُم أَ رَأَيتَ لَو أَنّ أَبَاكَ تَزَوّجَ امرَأَةً وَ لَم يَدخُل بِهَا حَتّي مَاتَ أَ تَحِلّ لَكَ إِذَن لَقَالَ لَا وَ هُم قَدِ استَحَلّوا أَن يَتَزَوّجُوا أُمّهَاتِهِم إِن كَانُوا مُؤمِنِينَ فَإِنّ أَزوَاجَ رَسُولِ اللّهِص مِثلُ أُمّهَاتِهِم
بيان إشارة إلي تزويج المستعيذة وغيرها كماسيأتي قال البيضاوي في قوله تعالي وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً وخص التي لم يدخل بها لماروي أن الأشعث بن قيس تزوج المستعيذة في أيام عمر فهم برجمهما فأخبر بأنه فارقها قبل أن يمسها فترك من غيرنكير انتهي
18-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ
صفحه : 200
حَرّمَ عَلَينَا نِسَاءَ النّبِيّص يَقُولُ اللّهُوَ لا تَنكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُم مِنَ النّساءِ
بيان لعل المراد الاستدلال بكون أولاد فاطمة ع أبناء رسول الله ص حقيقة بكون تحريم زوجة الرجل علي أولاد بناته إنما هوبهذه الآية كماسيأتي في كثير من الأخبار فالمراد حرم علينا أهل البيت ويحتمل أن يكون المراد حرم علينا كافة المسلمين فيكون إشارة إلي ماورد في قراءة أهل البيت ع و هوأب لهم فالمعني أنه كمايحرم نساؤه ص علي المسلمين بقوله وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُمفكذلك يحرم بتلك الآية أيضا فتكون المنكوحة غيرالمدخولة أيضا حراما كسائر الآباء والأول أظهر وسيأتي مايؤيده
19- شي،[تفسير العياشي] مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلتُ لَهُ أَ رَأَيتَ قَولَ اللّهِلا يَحِلّ لَكَ النّساءُ مِن بَعدُ وَ لا أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِن أَزواجٍ قَالَ إِنّمَا عَنَي بِهِ التّيِ حَرّمَ عَلَيهِ فِي هَذِهِ الآيَةِحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم
20-عم ،[إعلام الوري ]أول امرأة تزوجها رسول الله ص خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزي بن قصي تزوجها و هو ابن خمس وعشرين سنة وكانت قبله عندعتيق بن عائذ المخزومي فولدت له جارية ثم تزوجها أبوهالة الأسدي فولدت له هند بن أبي هالة ثم تزوجها رسول الله ص وربي ابنها هندا و لمااستوي رسول الله ص وبلغ أشده و ليس له كثير مال استأجرته خديجة إلي سوق خباشة فلما رجع تزوج خديجة زوجها إياه أبوها خويلد بن أسد وقيل زوجها عمها عمرو بن أسد وخطب أبوطالب لنكاحها و من شاهده من قريش حضور فقال الحمد لله ألذي جعلنا من زرع ابراهيم وذرية إسماعيل وجعل لنا بيتا محجوبا وحَرَماً آمِناً يُجبي إِلَيهِ ثَمَراتُ كُلّ شَيءٍ وجعلنا الحكام علي الناس في بلدنا ألذي نحن فيه ثم إن ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب
صفحه : 201
لايوزن برجل من قريش إلارجح و لايقاس بأحد منهم إلاعظم عنه و إن كان في المال قل فإن المال رزق حائل وظل زائل و له في خديجة رغبة ولها فيه رغبة والصداق ماسألتم عاجله وآجله من مالي و له خطر عظيم وشأن رفيع ولسان شافع جسيم فزوجه ودخل بها من الغد و لم يتزوج عليها رسول الله ص حتي ماتت وأقامت معه أربعا وعشرين سنة وشهرا ومهرها اثنتا عشرة أوقية ونش وكذلك مهر سائر نسائه فأول ماحملت ولدت عبد الله بن محمد و هوالطيب الطاهر وولدت له القاسم وقيل إن القاسم أكبر و هوبكره و به كان يكني و الناس يغلطون فيقولون ولد له منها أربع بنين القاسم و عبد الله والطيب والطاهر وإنما ولد له منها ابنان وأربع بنات زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة فأما زينب بنت رسول الله ص فتزوجها أبوالعاص بن الربيع بن عبدالعزي بن عبدشمس بن عبدمناف في الجاهلية فولدت لأبي العاص جارية اسمها أمامة تزوجها علي بن أبي طالب بعدوفاة فاطمة ع وقتل علي ع وعنده أمامة فخلف عليها بعده المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب وتوفيت عنده وأم أبي العاص هالة بنت خويلد فخديجة خالته وماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة و أمارقية بنت رسول الله ص فتزوجها عتبة بن أبي لهب فطلقها قبل أن يدخل بها ولحقها منه أذي فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ
صفحه : 202
سَلّط عَلَي عُتبَةَ كَلباً مِن كِلَابِكَ
فتناوله الأسد من بين أصحابه وتزوجها بعده بالمدينة عثمان بن عفان فولدت له عبد الله ومات صغيرا نقره ديك علي عينيه فمرض ومات وتوفيت بالمدينة زمن بدر فتخلف عثمان علي دفنها ومنعه ذلك أن يشهد بدرا و قد كان عثمان هاجر إلي الحبشة ومعه رقية و أماأم كلثوم فتزوجها أيضا عثمان بعدأختها رقية وتوفيت عنده و أمافاطمة ع فسنفرد لها بابا فيما بعد إن شاء الله و لم يكن لرسول الله ص ولد من غيرخديجة إلا ابراهيم بن رسول الله ص من مارية القبطية وولد بالمدينة سنة ثمان من الهجرة ومات بها و له سنة وستة أشهر وأيام وقبره بالبقيع . والثانية سودة بنت زمعة وكانت قبله عندالسكران بن عمرو فمات عنها بالحبشة مسلما. والثالثة عائشة بنت أبي بكر تزوجها بمكة وهي بنت سبع و لم يتزوج بكرا غيرها ودخل بها وهي بنت تسع لسبعة أشهر من مقدمه المدينة وبقيت إلي خلافة معاوية. والرابعة أم شريك التي وهبت نفسها للنبيص واسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عامر وكانت قبله عند أبي العكر بن سمي الأزدي فولدت له شريكا. والخامسة حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد مامات زوجها حنيس بن عبد الله بن حذافة السهمي و كان رسول الله ص قدوجهه إلي كسري فمات و لاعقب له وماتت بالمدينة في خلافة عثمان . والسادسة أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة وكانت تحت عبيد الله بن جحش الأسدي فهاجر بها إلي الحبشة وتنصر بها ومات هناك فتزوجها رسول الله ص بعده و كان وكيله عمرو بن أمية الضمري
صفحه : 203
والسابعة أم سلمة وهي بنت عمته عاتكة بنت عبدالمطلب وقيل هي عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني فراس بن غنم واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وهي ابنة عم أبي جهل وروي أن رسول الله ص أرسل إلي أم سلمة أن مري ابنك أن يزوجك فزوجها ابنها سلمة بن أبي سلمة من رسول الله ص و هوغلام لم يبلغ وأدي عنه النجاشي صداقها أربعمائة دينار عندالعقد وكانت أم سلمة من آخر أزواج النبي ص وفاة بعده وكانت عند أبي سلمة بن عبدالأسد وأمه برة بنت عبدالمطلب فهو ابن عمة رسول الله ص و كان لأم سلمة منه زينب وعمر و كان عمر مع علي يوم الجمل وولاه البحرين و له عقب بالمدينة و من مواليها شيبة بن نصاح إمام أهل المدينة في القراءة وخيرة أم الحسن البصري. والثامنة زينب بنت جحش الأسدية وهي ابنة عمته ميمونة بنت عبدالمطلب وهي أول من مات من أزواجه بعده توفيت في خلافة عمر وكانت قبله عندزيد بن حارثة فطلقها زيد وذكر الله تعالي شأنه وشأن زوجته زينب في القرآن وهي أول امرأة جعل لها النعش جعلت لها أسماء بنت عميس يوم توفيت وكانت بأرض الحبشة رأتهم يصنعون ذلك . والتاسعة زينب بنت خزيمة الهلالية من ولد عبدمناف بن هلال بن عامر بن صعصعة وكانت قبله عندعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب وقيل كانت عندأخيه الطفيل بن الحارث وماتت قبله ص و كان يقال لها أم المساكين . والعاشرة ميمونة بنت الحارث من ولد عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة تزوجها و هوبالمدينة و كان وكيله أبورافع وبني بهابسرف حين رجع من عمرته علي عشرة أميال من مكة وتوفيت أيضا بسرف ودفنت هناك أيضا وكانت
صفحه : 204
قبله عند أبي سبرة بن أبي دهمر العامري. والحادية عشرة جويرية بنت الحارث من بني المصطلق سباها فأعتقها وتزوجها وتوفيت سنة ست وخمسين . والثانية عشرة صفية بنت حيي بن أخطب النضري من خيبر اصطفاها لنفسه من الغنيمة ثم أعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها وتوفيت سنة ست وثلاثين .فهذه اثنتا عشرة امرأة دخل بهن رسول الله ص تزوج إحدي عشرة منهن وواحدة وهبت نفسها منه و قدتزوج ص عالية بنت ظبيان وطلقها حين أدخلت عليه وتزوج قتيلة بنت قيس أخت الأشعث بن قيس فمات قبل أن يدخل بهافتزوجها عكرمة بن أبي جهل بعده وقيل إنه طلقها قبل أن يدخل بها ثم مات ع وتزوج فاطمة بنت الضحاك بعدوفاة ابنته زينب وخيرها حين أنزلت عليه آية التخيير فاختارت الدنيا وفارقها فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول أناالشقية اخترت الدنيا وتزوج سني بنت الصلت فمات قبل أن يدخل عليه وتزوج أسماء بنت النعمان بن شراحيل فلما أدخلت عليه قالت أعوذ بالله منك فقال قدأعذتك الحقي بأهلك و كان بعض أزواجه علمتها ذلك فطلقها و لم يدخل بها وتزوج مليكة الليثية فلما دخل عليها قال لها هبي لي نفسك فقالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة فأهوي ص بيده يضعها عليها فقالت أعوذ بالله منك فقال لقد عذت بمعاذ فسرحها ومتعها وتزوج عمرة بنت يزيد فرأي بهابياضا فقال دلستم علي وردها. وتزوج ليلي بنت الخطيم الأنصارية فقالت أقلني فأقالها وخطب امرأة من بني مرة فقال أبوها إن بهابرصا و لم يكن بهافرجع فإذاهي برصاء و
صفحه : 205
خطب عمرة فوصفها أبوها ثم قال وأزيدك أنها لم تمرض قط فقال ص مالهذه عند الله من خير وقيل إنه تزوجها فلما قال ذلك أبوها طلقها.فهذه إحدي وعشرون امرأة ومات رسول الله ص عن عشر واحدة منهن لم يدخل بها وقيل عن تسع عائشة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة وزينب بنت جحش وميمونة وصفية وجويرية وسودة وكانت سودة قدوهبت ليلتها لعائشة حين أراد طلاقها وقالت لارغبة لي في الرجال وإنما أريد أن أحشر في أزواجك
21- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ وَ ابنِ دَرّاجٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ صَدَاقُ النّبِيّص اثنتَيَ عَشرَةَ أُوقِيّةً وَ نَشّاً وَ الأُوقِيّةُ أَربَعُونَ دِرهَماً وَ النّشّ عِشرُونَ دِرهَماً وَ هُوَ نِصفُ الأُوقِيّةِ
22- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ سَاقَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَزوَاجِهِ اثنتَيَ عَشرَةَ أُوقِيّةً وَ نَشّاً وَ الأُوقِيّةُ أَربَعُونَ دِرهَماً وَ النّشّ نِصفُ الأُوقِيّةِ عِشرُونَ دِرهَماً فَكَانَ ذَلِكَ خَمسَمِائَةِ دِرهَمٍ قُلتُ بِوَزنِنَا قَالَ نَعَم
23- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن دَاوُدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِي العَبّاسِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الصّدَاقِ هَل لَهُ وَقتٌ قَالَ لَا ثُمّ قَالَ كَانَ صَدَاقُ النّبِيّص اثنتَيَ عَشرَةَ أُوقِيّةً وَ نَشّاً وَ النّشّ نِصفُ الأُوقِيّةِ وَ الأُوقِيّةُ أَربَعُونَ دِرهَماً فَذَلِكَ خَمسُمِائَةِ دِرهَمٍ
24-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ
صفحه : 206
يَقُولُ قَالَ أَبِي مَا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص سَائِرَ بَنَاتِهِ وَ لَا تَزَوّجَ شَيئاً مِن نِسَائِهِ عَلَي أَكثَرَ مِنِ اثنتَيَ عَشرَةَ أُوقِيّةً وَ نَشّ الأُوقِيّةُ أَربَعُونَ دِرهَماً وَ النّشّ عِشرُونَ دِرهَماً
وَ رَوَي حَمّادٌ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ كَانَتِ الدّرَاهِمُ وَزنَ سِتّةٍ يَومَئِذٍ
25- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَنِ ابنِ سِرحَانَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّ فَقَالَ لَا تَحِلّ الهِبَةُ إِلّا لِرَسُولِ اللّهِص وَ أَمّا غَيرُهُ فَلَا يَصلُحُ نِكَاحٌ إِلّا بِمَهرٍ
26- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَحِلّ الهِبَةُ إِلّا لِرَسُولِ اللّهِص وَ أَمّا غَيرُهُ فَلَا يَصلُحُ نِكَاحٌ إِلّا بِمَهرٍ
27- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي امرَأَةٍ وَهَبَت نَفسَهَا لِرَجُلٍ أَو وَهَبَهَا لَهُ وَلِيّهَا فَقَالَ لَا إِنّمَا كَانَ ذَاكَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ لَيسَ لِغَيرِهِ إِلّا أَن يُعَوّضَهَا شَيئاً قَلّ أَو كَثُرَ
28-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَحلَلنا لَكَ أَزواجَكَ قُلتُ كَم أَحَلّ لَهُ مِنَ النّسَاءِ قَالَ مَا شَاءَ مِن شَيءٍ قُلتُ قَولُهُلا يَحِلّ لَكَ النّساءُ مِن بَعدُ وَ لا أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِن أَزواجٍ فَقَالَ لِرَسُولِ اللّهِص أَن يَنكِحَ مَا شَاءَ مِن بَنَاتِ عَمّهِ وَ بَنَاتِ عَمّاتِهِ وَ بَنَاتِ خَالِهِ وَ بَنَاتِ خَالَاتِهِ وَ أَزوَاجِهِ اللاّتيِ هَاجَرنَ مَعَهُ وَ أَحَلّ لَهُ أَن يَنكِحَ مِن عِرضِ المُؤمِنِينَ بِغَيرِ مَهرٍ وَ هيَِ الهِبَةُ وَ لَا تَحِلّ الهِبَةُ إِلّا لِرَسُولِ اللّهِص فَأَمّا
صفحه : 207
لِغَيرِ رَسُولِ اللّهِص فَلَا يَصلُحُ نِكَاحٌ إِلّا بِمَهرٍ وَ ذَلِكَ مَعنَي قَولِهِ تَعَالَيوَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّ قُلتُ أَ رَأَيتَ قَولَهُترُجيِ مَن تَشاءُ مِنهُنّ وَ تؤُويِ إِلَيكَ مَن تَشاءُ قَالَ مَن آوَي فَقَد نَكَحَ وَ مَن أَرجَي فَلَم يَنكِح قُلتُ قَولُهُلا يَحِلّ لَكَ النّساءُ مِن بَعدُ قَالَ إِنّمَا عَنَي بِهِ النّسَاءَ اللاّتيِ حَرّمَ عَلَيهِ فِي هَذِهِ الآيَةِحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وَ بَناتُكُم وَ أَخَواتُكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ وَ لَو كَانَ الأَمرُ كَمَا يَقُولُونَ كَانَ قَد أَحَلّ لَكُم مَا لَم يُحِلّ لَهُ إِنّ أَحَدَكُم يَستَبدِلُ كُلّمَا أَرَادَ وَ لَكِن لَيسَ الأَمرُ كَمَا يَقُولُونَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَلّ لِنَبِيّهِ مَا أَرَادَ مِنَ النّسَاءِ إِلّا مَا حَرّمَ عَلَيهِ فِي هَذِهِ الآيَةِ التّيِ فِي النّسَاءِ
29- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلا يَحِلّ لَكَ النّساءُ مِن بَعدُ وَ لا أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِن أَزواجٍ وَ لَو أَعجَبَكَ حُسنُهُنّ إِلّا ما مَلَكَت يَمِينُكَ فَقَالَ أَرَاكُم وَ أَنتُم تَزعُمُونَ أَنّهُ يَحِلّ لَكُم مَا لَم يَحِلّ لِرَسُولِ اللّهِص قَد أَحَلّ اللّهُ تَعَالَي لِرَسُولِ اللّهِص أَن يَتَزَوّجَ مِنَ النّسَاءِ مَا شَاءَ إِنّمَا قَالَ لَا يَحِلّ لَكَ النّسَاءُ مِن بَعدِ ألّذِي حَرّمَ عَلَيكَ قَولُهُحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وَ بَناتُكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ
30- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ ابنِ دَرّاجٍ وَ مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا سَأَلنَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع كَم أُحِلّ لِرَسُولِ اللّهِص مِنَ النّسَاءِ قَالَ مَا شَاءَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا وَ هيَِ لَهُ حَلَالٌ يعَنيِ يَقبِضُ يَدَهُ
31-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو
صفحه : 208
عَنِ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص يا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَحلَلنا لَكَ أَزواجَكَكَم أُحِلّ لَهُ مِنَ النّسَاءِ قَالَ مَا شَاءَ مِن شَيءٍ قُلتُوَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّ فَقَالَ لَا تَحِلّ الهِبَةُ إِلّا لِرَسُولِ اللّهِص وَ أَمّا لِغَيرِ رَسُولِ اللّهِص فَلَا يَصلُحُ نِكَاحٌ إِلّا بِمَهرٍ قُلتُ أَ رَأَيتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلا يَحِلّ لَكَ النّساءُ مِن بَعدُ فَقَالَ إِنّمَا عَنَي بِهِ لَا يَحِلّ لَكَ النّسَاءُ التّيِ حَرّمَ اللّهُ فِي هَذِهِ الآيَةِحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وَ بَناتُكُم وَ أَخَواتُكُم وَ عَمّاتُكُم وَ خالاتُكُم إِلَي آخِرِهَا وَ لَو كَانَ الأَمرُ كَمَا يَقُولُونَ كَانَ قَد أَحَلّ لَكُم مَا لَم يُحِلّ لَهُ لِأَنّ أَحَدَكُم يَستَبدِلُ كُلّمَا أَرَادَ وَ لَكِن لَيسَ الأَمرُ كَمَا يَقُولُونَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَلّ لِنَبِيّهِص أَن يَنكِحَ مِنَ النّسَاءِ مَا أَرَادَ إِلّا مَا حَرّمَ عَلَيهِ فِي هَذِهِ الآيَةِ فِي سُورَةِ النّسَاءِ
32- وَ عَنهُ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ غَيرِهِ فِي تَسمِيَةِ نِسَاءِ النّبِيّص وَ نَسَبِهِنّ وَ صِفَتِهِنّ عَائِشَةُ وَ حَفصَةُ وَ أُمّ حَبِيبٍ بِنتُ أَبِي سُفيَانَ بنِ حَربٍ وَ زَينَبُ بِنتُ جَحشٍ وَ سَودَةُ بِنتُ زَمعَةَ وَ مَيمُونَةُ بِنتُ الحَارِثِ وَ صَفِيّةُ بِنتُ حيُيَّ بنِ أَخطَبَ وَ أُمّ سَلَمَةَ بِنتُ أَبِي أُمَيّةَ وَ جُوَيرِيَةُ بِنتُ الحَارِثِ وَ كَانَت عَائِشَةُ مِن بنَيِ تَيمٍ وَ حَفصَةُ مِن بنَيِ عدَيِّ وَ أُمّ سَلَمَةَ مِن بنَيِ مَخزُومٍ وَ سَودَةُ مِن بنَيِ أَسَدِ بنِ عَبدِ العُزّي وَ زَينَبُ بِنتُ جَحشٍ مِن بنَيِ أَسَدٍ وَ عِدَادُهَا مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ أُمّ حَبِيبٍ بِنتُ أَبِي سُفيَانَ مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ مَيمُونَةُ بِنتُ الحَارِثِ مِن بنَيِ هِلَالٍ وَ صَفِيّةُ بِنتُ حيُيَّ بنِ أَخطَبَ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ مَاتَص عَن تِسعٍ وَ كَانَ لَهُ سِوَاهُنّ التّيِوَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّص وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أُمّ وَلَدِهِ
صفحه : 209
وَ زَينَبُ بِنتُ أَبِي الجَونِ التّيِ خُدِعَت وَ الكِندِيّةُ
33- كا،[الكافي] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ العاَصمِيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أَ رَأَيتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلا يَحِلّ لَكَ النّساءُ مِن بَعدُ فَقَالَ إِنّمَا لَم يَحِلّ لَهُ النّسَاءُ التّيِ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ فِي هَذِهِ الآيَةِحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وَ بَناتُكُم فِي هَذِهِ الآيَةِ كُلّهَا وَ لَو كَانَ الأَمرُ كَمَا يَقُولُونَ لَكَانَ قَد أَحَلّ لَكُم مَا لَم يُحِلّ لَهُ هُوَ لِأَنّ أَحَدَكُم يَستَبدِلُ كُلّمَا أَرَادَ وَ لَكِن لَيسَ الأَمرُ كَمَا يَقُولُونَ أَحَادِيثُ آلِ مُحَمّدِ خِلَافُ أَحَادِيثِ النّاسِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَلّ لِنَبِيّهِص أَن يَنكِحَ مِنَ النّسَاءِ مَا أَرَادَ إِلّا مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ فِي سُورَةِ النّسَاءِ فِي هَذِهِ الآيَةِ
34- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّهُ قَالَ لَو لَم يَحرُم عَلَي النّاسِ أَزوَاجُ النّبِيّص لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِحَرُمَ عَلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع بِقَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اسمُهُوَ لا تَنكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُم مِنَ النّساءِ وَ لَا يَصلُحُ لِلرّجُلِ أَن يَنكِحَ امرَأَةَ جَدّهِ
35- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ ذَكَرَ هَذِهِ الآيَةَوَ وَصّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حُسناً فَقَالَ ع رَسُولُ اللّهِص أَحَدُ الوَالِدَينِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَجلَانَ مَنِ الآخَرُ قَالَ عَلِيّ ع وَ نِسَاؤُهُ عَلَينَا حَرَامٌ وَ هيَِ لَنَا خَاصّةً
صفحه : 210
بيان أي هذه الآية نزلت فينا فالمراد بالإنسان الأئمة ع وبالوالدين رسول الله ص و أمير المؤمنين ع أوالمعني أن هذه الحرمة لنساء النبي ص من جهة الوالدية مختصة بنا أولاد فاطمة و أماالجهة العامة فمشتركة
36- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ قَالَ حدَثّنَيِ سَعِيدُ بنُ أَبِي عُروَةَ عَن قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ البصَريِّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص تَزَوّجَ امرَأَةً مِن بنَيِ عَامِرِ بنِ صَعصَعَةَ يُقَالُ لَهَا سَنَاةُ وَ كَانَت مِن أَجمَلِ أَهلِ زَمَانِهَا فَلَمّا نَظَرَت إِلَيهَا عَائِشَةُ وَ حَفصَةُ قَالَتَا لَتَغلِبُنَا هَذِهِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِجَمَالِهَا فَقَالَتَا لَهَا لَا يَرَي مِنكِ رَسُولُ اللّهِص حِرصاً فَلَمّا دَخَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص تَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ فَقَالَت أَعُوذُ بِاللّهِ فَانقَبَضَت يَدُ رَسُولِ اللّهِص عَنهَا فَطَلّقَهَا وَ أَلحَقَهَا بِأَهلِهَا وَ تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِص امرَأَةً مِن كِندَةَ بِنتَ أَبِي الجَونِ فَلَمّا مَاتَ اِبرَاهِيمُ بنُ رَسُولِ اللّهِص ابنُ مَارِيَةَ القِبطِيّةِ قَالَت لَو كَانَ نَبِيّاً مَا مَاتَ ابنُهُ فَأَلحَقَهَا رَسُولُ اللّهِص بِأَهلِهَا قَبلَ أَن يَدخُلَ بِهَا فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ ولُيَّ النّاسَ أَبُو بَكرٍ أَتَتهُ العَامِرِيّةُ وَ الكِندِيّةُ وَ قَد خُطِبَتَا فَاجتَمَعَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَا لَهُمَا اختَارَا إِن شِئتُمَا الحِجَابَ وَ إِن شِئتُمَا البَاهَ فَاختَارَتَا البَاهَ فَتَزَوّجَتَا فَجُذِمَ أَحَدُ الرّجُلَينِ وَ جُنّ الآخَرُ
فَقَالَ عُمَرُ بنُ أُذَينَةَ فَحَدّثتُ بِهَذَا الحَدِيثِ زُرَارَةَ وَ الفُضَيلَ فَرَوَيَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ مَا نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن شَيءٍ إِلّا وَ قَد عصُيَِ فِيهِ حَتّي لَقَد نَكَحُوا أَزوَاجَ رَسُولِ اللّهِص مِن بَعدِهِ وَ ذَكَرَ هَاتَينِ العَامِرِيّةَ وَ الكِندِيّةَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَو سَأَلتُم عَن رَجُلٍ تَزَوّجَ امرَأَةً فَطَلّقَهَا قَبلَ أَن يَدخُلَ بِهَا أَ تَحِلّ لِابنِهِ لَقَالُوا لَا فَرَسُولُ اللّهِص أَعظَمُ حُرمَةً مِن آبَائِهِم
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن أبي عمير مثله
37-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُوسَي
صفحه : 211
بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع نَحوَهُ وَ قَالَ فِي حَدِيثِهِ وَ هُم يَستَحِلّونَ أَن يَتَزَوّجُوا أُمّهَاتِهِم إِن كَانُوا مُؤمِنِينَ وَ إِنّ أَزوَاجَ رَسُولِ اللّهِص فِي الحُرمَةِ مِثلُ أُمّهَاتِهِم
38- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ أَو غَيرِهِ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَهُ بُضعُ أَربَعِينَ رَجُلًا وَ كَانَ عِندَهُ تِسعُ نِسوَةٍ وَ كَانَ يَطُوفُ عَلَيهِنّ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ
بيان البضع بالضم الجماع
39- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَاءَتِ امرَأَةٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلَت عَلَيهِ وَ هُوَ فِي مَنزِلِ حَفصَةَ وَ المَرأَةُ مُتَلَبّسَةٌ مُتَمَشّطَةٌ فَدَخَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ المَرأَةَ لَا تَخطُبُ الزّوجَ وَ أَنَا امرَأَةٌ أَيّمٌ لَا زَوجَ لِي مُنذُ دَهرٍ وَ لَا وَلَدَ فَهَل لَكَ مِن حَاجَةٍ فَإِن تَكُ فَقَد وَهَبتُ نفَسيِ لَكَ إِن قبَلِتنَيِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص خَيراً وَ دَعَا لَهَا ثُمّ قَالَ يَا أُختَ الأَنصَارِ جَزَاكُمُ اللّهُ عَن رَسُولِ اللّهِ خَيراً فَقَد نصَرَنَيِ رِجَالُكُم وَ رَغِبَت فِيّ نِسَاؤُكُم فَقَالَت لَهَا حَفصَةُ مَا أَقَلّ حَيَاءَكِ وَ أَجرَأَكِ وَ أَنهَمَكِ لِلرّجَالِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كفُيّ عَنهَا يَا حَفصَةُ فَإِنّهَا خَيرٌ مِنكِ رَغِبَت فِي رَسُولِ اللّهِ فَلُمتِيهَا وَ عَيّبتِيهَا ثُمّ قَالَ لِلمَرأَةِ انصرَفِيِ رَحِمَكِ اللّهُ فَقَد أَوجَبَ اللّهُ لَكِ الجَنّةَ بِرَغبَتِكِ فِيّ وَ تَعَرّضِكِ لمِحَبَتّيِ وَ سرُوُريِ وَ سَيَأتِيكِ أمَريِ إِن شَاءَ اللّهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّ إِن أَرادَ النّبِيّ أَن يَستَنكِحَها خالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ قَالَ فَأَحَلّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هِبَةَ المَرأَةِ نَفسَهَا لِرَسُولِ اللّهِص وَ لَا يَحِلّ ذَلِكَ لِغَيرِهِ
صفحه : 212
40- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن صَفوَانَ وَ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ رِبَاطٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ الخِيَارِ فَقَالَ وَ مَا هُوَ وَ مَا ذَاكَ إِنّمَا ذَاكَ شَيءٌ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص
41- كا،[الكافي]حُمَيدٌ عَنِ ابنِ سَمَاعَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ وَ ابنِ رِبَاطٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ سَمِعتُ أَبَاكَ يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص خَيّرَ نِسَاءَهُ فَاختَرنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَلَم يُمسِكهُنّ عَلَي طَلَاقٍ وَ لَوِ اختَرنَ أَنفُسَهُنّ لَبِنّ فَقَالَ إِنّ هَذَا حَدِيثٌ كَانَ يَروِيهِ أَبِي عَن عَائِشَةَ وَ مَا لِلنّاسِ وَ الخِيَارَ إِنّ هَذَا شَيءٌ خَصّ اللّهُ بِهِ رَسُولَ اللّهِص
42- كا،[الكافي]حُمَيدٌ عَنِ ابنِ سَمَاعَةَ عَنِ ابنِ رِبَاطٍ عَن عِيصِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ خَيّرَ امرَأَتَهُ فَاختَارَت نَفسَهَا بَانَت مِنهُ قَالَ لَا إِنّمَا هَذَا شَيءٌ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص خَاصّةً أُمِرَ بِذَلِكَ فَفَعَلَ وَ لَوِ اختَرنَ أَنفُسَهُنّ لَطَلّقَهُنّ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتّعكُنّ وَ أُسَرّحكُنّ سَراحاً جَمِيلًا
43- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَنِفَ لِرَسُولِهِ مِن مَقَالَةٍ قَالَتهَا بَعضُ نِسَائِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ آيَةَ التّخيِيرِ فَاعتَزَلَ رَسُولُ اللّهِص نِسَاءَهُ تِسعاً وَ عِشرِينَ لَيلَةً فِي مَشرَبَةِ أُمّ اِبرَاهِيمَ ثُمّ دَعَاهُنّ فَخَيّرَهُنّ فَاختَرنَهُ فَلَم يَكُ شَيئاً وَ لَوِ اختَرنَ أَنفُسَهُنّ كَانَت وَاحِدَةً بَائِنَةً قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن مَقَالَةِ المَرأَةِ مَا هيَِ قَالَ فَقَالَ إِنّهَا قَالَت يَرَي مُحَمّدٌ أَنّهُ لَو طَلّقَنَا أَنّهُ لَا يَأتِينَا الأَكفَاءُ مِن قَومِنَا يَتَزّوَجُونّا
صفحه : 213
44- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِّ قَالَ ذَكَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَنّ زَينَبَ قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص لَا تَعدِلُ وَ أَنتَ رَسُولُ اللّهِ وَ قَالَت حَفصَةُ إِن طَلّقَنَا وَجَدنَا أَكفَاءَنَا مِن قَومِنَا فَاحتُبِسَ الوحَيُ عَن رَسُولِ اللّهِص عِشرِينَ يَوماً قَالَ فَأَنِفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِرَسُولِهِ فَأَنزَلَيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها فَتَعالَينَ إِلَي قَولِهِأَجراً عَظِيماً قَالَ فَاختَرنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوِ اختَرنَ أَنفُسَهُنّ لَبِنّ وَ إِنِ اختَرنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَلَيسَ بشِيَءٍ
بيان لعله سقط من الرواة لفظ التسعة في العدد مع أنه يحتمل أن يكون احتباس الوحي بعدالأمر بالاعتزال تلك المدة فلاينافي مامر و ماسيأتي
45- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ بَعضَ نِسَاءِ النّبِيّص قَالَت أَ يَرَي مُحَمّدٌ أَنّهُ إِن طَلّقَنَا لَا نَجِدُ الأَكفَاءَ مِن قَومِنَا قَالَ فَغَضِبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ مِن فَوقِ سَبعِ سَمَاوَاتِهِ فَأَمَرَهُ فَخَيّرَهُنّ حَتّي انتَهَي إِلَي زَينَبَ بِنتِ جَحشٍ فَقَامَت فَقَبّلَتهُ وَ قَالَت أَختَارُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ
46- كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ ابنِ سَمَاعَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ إِذَا خَيّرَ امرَأَتَهُ فَقَالَ إِنّمَا الخِيَرَةُ لَنَا لَيسَ لِأَحَدٍ وَ إِنّمَا خَيّرَ رَسُولُ اللّهِص لِمَكَانِ عَائِشَةَ فَاختَرنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَم يَكُن لَهُنّ أَن يَختَرنَ غَيرَ رَسُولِ اللّهِص
صفحه : 214
بيان لعل المعني أنه ص إنما لم يطلقهن ابتداء بل خيرهن لأنه ع كان يحب عائشة لجمالها و كان يعلم أنهن لايخترن غيره لحرمة الأزواج عليهن أولغيرها من الأسباب أو أن السبب الأعظم في تلك القضية كان سوء معاشرة عائشة وقلة احترامها له ص ويحتمل أن يكون المراد بقوله و لم يكن لهن أن يخترن أنه لوكن اخترن المفارقة لم يكن يقع الطلاق إلابأن يطلقهن الرسول ص كمايدل عليه كثير من الأخبار لكنه خلاف المشهور
47- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن حُسَينِ بنِ مُوسَي عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع تَزَوّجَ أُمّ وَلَدِ عَمّهِ الحَسَنِ ع وَ زَوّجَ أُمّهُ مَولَاهُ فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبدَ المَلِكِ بنَ مَروَانَ كَتَبَ إِلَيهِ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ كَأَنّكَ لَا تَعرِفُ مَوضِعَكَ مِن قَومِكَ وَ قَدرَكَ عِندَ النّاسِ تَزَوّجتَ مَولَاةً وَ زَوّجتَ مَولَاكَ بِأُمّكَ فَكَتَبَ إِلَيهِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَهِمتُ كِتَابَكَ وَ لَنَا أُسوَةٌ بِرَسُولِ اللّهِص فَقَد زَوّجَ زَينَبَ بِنتَ عَمّتِهِ زَيداً مَولَاهُ وَ تَزَوّجَص مَولَاتَهُ صَفِيّةَ بِنتَ حيُيَّ بنِ أَخطَبَ
48- يب ،[تهذيب الأحكام ] عَلِيّ بنُ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خَيّرَ رَسُولُ اللّهِ ع نِسَاءَهُ فَاختَرنَهُ فَكَانَ ذَلِكَ طَلَاقاً قَالَ فَقُلتُ لَهُ لَوِ اختَرنَ أَنفُسَهُنّ قَالَ فَقَالَ لِي مَا ظَنّكَ بِرَسُولِ اللّهِص لَوِ اختَرنَ أَنفُسَهُنّ أَ كَانَ يُمسِكُهُنّ
49- فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ ما جَعَلَ أَدعِياءَكُم أَبناءَكُم
قَالَ فَإِنّهُ حدَثّنَيِ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا تَزَوّجَ بِخَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ خَرَجَ إِلَي سُوقِ عُكَاظٍ فِي تِجَارَةٍ لَهَا وَ رَأَي زَيداً يُبَاعُ وَ رَآهُ غُلَاماً كَيّساً حَصِيفاً فَاشتَرَاهُ فَلَمّا نُبّئَ
صفحه : 215
رَسُولُ اللّهِص دَعَاهُ إِلَي الإِسلَامِ فَأَسلَمَ فَكَانَ يُدعَي زَيدٌ مَولَي مُحَمّدٍ فَلَمّا بَلَغَ حَارِثَةَ بنَ شَرَاحِيلَ الكلَبيِّ خَبَرُ زَيدٍ قَدِمَ مَكّةَ وَ كَانَ رَجُلًا جَلِيلًا فَأَتَي أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّ ابنيِ وَقَعَ عَلَيهِ السبّيُ وَ بلَغَنَيِ أَنّهُ صَارَ لِابنِ أَخِيكَ تَسأَلُهُ إِمّا أَن يَبِيعَهُ وَ إِمّا أَن يُفَادِيَهُ وَ إِمّا أَن يُعتِقَهُ فَكَلّمَ أَبُو طَالِبٍ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ حُرّ فَليَذهَب حَيثُ شَاءَ فَقَامَ حَارِثَةُ فَأَخَذَ بِيَدِ زَيدٍ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَّ الحَق بِشَرَفِكَ وَ حَسَبِكَ فَقَالَ زَيدٌ لَستُ أُفَارِقُ رَسُولَ اللّهِص أَبَداً فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ فَتَدَعُ حَسَبَكَ وَ نَسَبَكَ وَ تَكُونُ عَبداً لِقُرَيشٍ فَقَالَ زَيدٌ لَستُ أُفَارِقُ رَسُولَ اللّهِص مَا دُمتُ حَيّاً فَغَضِبَ أَبُوهُ فَقَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ اشهَدُوا أنَيّ قَد بَرِئتُ مِنهُ وَ لَيسَ هُوَ ابنيِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اشهَدُوا أَنّ زَيداً ابنيِ أَرِثُهُ وَ يرَثِنُيِ وَ كَانَ يُدعَي زَيدَ بنَ مُحَمّدٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحِبّهُ وَ سَمّاهُ زَيدَ الحُبّ فَلَمّا هَاجَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ زَوّجَهُ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ وَ أَبطَأَ عَنهُ يَوماً فَأَتَي رَسُولُ اللّهِص مَنزِلَهُ يَسأَلُ عَنهُ فَإِذَا زَينَبُ جَالِسَةٌ وَسَطَ حُجرَتِهَا تَسحَقُ طِيباً بِفِهرٍ لَهَا فَدَفَعَ رَسُولُ اللّهِص البَابَ فَنَظَرَ إِلَيهَا وَ كَانَت جَمِيلَةً حَسَنَةً فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ خَالِقِ النّورِ وَ تَبَارَكَاللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَ ثُمّ رَجَعَص إِلَي مَنزِلِهِ وَ وَقَعَت زَينَبُ فِي قَلبِهِ وُقُوعاً عَجِيباً وَ جَاءَ زَيدٌ إِلَي مَنزِلِهِ فَأَخبَرَتهُ زَينَبُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهَا زَيدٌ هَل لَكِ أَن أُطَلّقَكِ حَتّي يَتَزَوّجَكِ رَسُولُ اللّهِص فَعَلّكِ قَد وَقَعتِ فِي قَلبِهِ فَقَالَت أَخشَي أَن تطُلَقّنَيِ وَ لَا يتَزَوَجّنَيِ رَسُولُ اللّهِص فَجَاءَ زَيدٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ أخَبرَتَنيِ زَينَبُ بِكَذَا وَ كَذَا فَهَل لَكَ أَن أُطَلّقَهَا حَتّي تَتَزَوّجَهَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لَا اذهَب وَ اتّقِ اللّهَ وَ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ ثُمّ حَكَي اللّهُ فَقَالَأَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ اتّقِ اللّهَ وَ تخُفيِ
صفحه : 216
فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ فَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَها إِلَي قَولِهِوَ كانَ أَمرُ اللّهِ مَفعُولًافَزَوّجَهُ اللّهُ مِن فَوقِ عَرشِهِ فَقَالَ المُنَافِقُونَ يُحَرّمُ عَلَينَا نِسَاءَنَا وَ يَتَزَوّجُ امرَأَةَ ابنِهِ زَيدٍ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي هَذَاوَ ما جَعَلَ أَدعِياءَكُم أَبناءَكُم إِلَي قَولِهِيهَديِ السّبِيلَ ثُمّ قَالَادعُوهُم لِآبائِهِم إِلَي قَولِهِوَ مَوالِيكُمفَأَعلَمَ اللّهُ أَنّ زَيداً لَيسَ هُوَ ابنَ مُحَمّدٍ وَ إِنّمَا ادّعَاهُ لِلسّبَبِ ألّذِي ذَكَرنَاهُ وَ فِي هَذَا أَيضاً مَا نَكتُبُهُ فِي غَيرِ هَذَا المَوضِعِ فِي قَولِهِما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم وَ لكِن رَسُولَ اللّهِ وَ خاتَمَ النّبِيّينَ وَ كانَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماً ثُمّ نَزَلَلا يَحِلّ لَكَ النّساءُ بَعدَ مَا حَرّمَ عَلَيهِ فِي سُورَةِ النّسَاءِ وَ قَولُهُوَ لا أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِن أَزواجٍمَعطُوفٌ عَلَي قِصّةِ امرَأَةِ زَيدٍوَ لَو أَعجَبَكَ حُسنُهُنّ أَي لَا يَحِلّ لَكَ امرَأَةُ رَجُلٍ أَن تَتَعَرّضَ لَهَا حَتّي يُطَلّقَهَا وَ تَتَزَوّجَهَا أَنتَ فَلَا تَفعَل هَذَا الفِعلَ بَعدَ هَذَا
بيان عكاظ كغراب سوق بصحراء بين نخلة والطائف كانت تقوم هلال ذي القعدة وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون و منه الأديم العكاظي ذكره الفيروزآبادي و قال حصف ككرم استحكم عقله فهو حصيف والفهر الحجر قدر مايملأ الكف أقول لعل هذاالخبر محمول علي التقية أومؤول بما سيأتي في الأخبار الآتية
50-ج ،[الإحتجاج ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي خَبَرِ ابنِ الجَهمِ أَنّهُ سَأَلَ المَأمُونُ الرّضَا ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ تَقُولُ للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَنعَمتَ عَلَيهِ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ اتّقِ
صفحه : 217
اللّهَ وَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ قَالَ الرّضَا ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَصَدَ دَارَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ بنِ شَرَاحِيلَ الكلَبيِّ فِي أَمرٍ أَرَادَهُ فَرَأَي امرَأَتَهُ تَغتَسِلُ فَقَالَ لَهَا سُبحَانَ ألّذِي خَلَقَكِ وَ إِنّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ تَنزِيهَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَن قَولِ مَن زَعَمَ أَنّ المَلَائِكَةَ بَنَاتُ اللّهِ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ فَأَصفاكُم رَبّكُم بِالبَنِينَ وَ اتّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِناثاً إِنّكُم لَتَقُولُونَ قَولًا عَظِيماً فَقَالَ النّبِيّص لَمّا رَآهَا تَغتَسِلُ سُبحَانَ ألّذِي خَلَقَكِ أَن يَتّخِذَ وَلَداً يَحتَاجُ إِلَي هَذَا التّطهِيرِ وَ الِاغتِسَالِ فَلَمّا عَادَ زَيدٌ إِلَي مَنزِلِهِ أَخبَرَتهُ امرَأَتُهُ بمِجَيِءِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَولِهِ لَهَا سُبحَانَ ألّذِي خَلَقَكِ فَلَم يَعلَم زَيدٌ مَا أَرَادَ بِذَلِكَ وَ ظَنّ أَنّهُ قَالَ ذَلِكَ لِمَا أَعجَبَهُ مِن حُسنِهَا فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ امرأَتَيِ فِي خُلُقِهَا سُوءٌ وَ إنِيّ أُرِيدُ طَلَاقَهَا فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ اتّقِ اللّهَ وَ قَد كَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَرّفَهُ عَدَدَ أَزوَاجِهِ وَ أَنّ تِلكَ المَرأَةَ مِنهُنّ فَأَخفَي ذَلِكَ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِهِ لِزَيدٍ وَ خشَيَِ النّاسَ أَن يَقُولُوا إِنّ مُحَمّداً يَقُولُ لِمَولَاهُ إِنّ امرَأَتَكَ سَتَكُونُ لِي زَوجَةً فَيَعِيبُونَهُ بِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ تَقُولُ للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِيعَنيِ بِالإِسلَامِوَ أَنعَمتَ عَلَيهِيعَنيِ بِالعِتقِأَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ اتّقِ اللّهَ وَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ ثُمّ إِنّ زَيدَ بنَ حَارِثَةَ طَلّقَهَا وَ اعتَدّت مِنهُ فَزَوّجَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن نَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ أَنزَلَ بِذَلِكَ قُرآناً فَقَالَ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَها لكِيَ لا يَكُونَ عَلَي المُؤمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزواجِ أَدعِيائِهِم إِذا قَضَوا مِنهُنّ وَطَراً وَ كانَ أَمرُ اللّهِ مَفعُولًا ثُمّ عَلِمَ عَزّ وَ جَلّ أَن المُنَافِقِينَ سَيَعِيبُونَهُ بِتَزوِيجِهَا فَأَنزَلَما كانَ عَلَي النّبِيّ مِن حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللّهُ لَهُ
51-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي خَبَرِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ أَنّهُ سَأَلَ الرّضَا ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِفَأَجَابَ ع أَنّ
صفحه : 218
اللّهَ عَرّفَ نَبِيّهُص أَسمَاءَ أَزوَاجِهِ فِي دَارِ الدّنيَا وَ أَسمَاءَ أَزوَاجِهِ فِي الآخِرَةِ وَ أَنّهُنّ أُمّهَاتُ المُؤمِنِينَ وَ أَحَدُ مَن سمُيَّ لَهُ زَينَبُ بِنتُ جَحشٍ وَ هيَِ يَومَئِذٍ تَحتَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ فَأَخفَيص اسمَهَا فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِهِ لِكَيلَا يَقُولَ أَحَدٌ مِنَ المُنَافِقِينَ إِنّهُ قَالَ فِي امرَأَةٍ فِي بَيتِ رَجُلٍ إِنّهَا إِحدَي أَزوَاجِهِ مِن أُمّهَاتِ المُؤمِنِينَ وَ خشَيَِ قَولَ المُنَافِقِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُيعَنيِ فِي نَفسِكَ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَا تَوَلّي تَزوِيجَ أَحَدٍ مِن خَلقِهِ إِلّا تَزوِيجَ حَوّاءَ مِن آدَمَ ع وَ زَينَبَ مِن رَسُولِ اللّهِص بِقَولِهِفَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَهاالآيَةَ وَ فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ ع
أقول قدمر هذاالخبر و ألذي قبله بإسنادهما في باب عصمة الأنبياء ع
52-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَطَبَ عَلَي زَيدِ بنِ حَارِثَةَ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ الأَسَدِيّةَ مِن بنَيِ أَسَدِ بنِ خُزَيمَةَ وَ هيَِ بِنتُ عَمّةِ النّبِيّص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ حَتّي أُوَامِرَ نفَسيِ فَأَنظُرَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍالآيَةَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أمَريِ بِيَدِكَ فَزَوّجَهَا إِيّاهُ فَمَكَثَت عِندَ زَيدٍ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّهُمَا تَشَاجَرَا فِي شَيءٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَنَظَرَ إِلَيهَا النّبِيّص فَأَعجَبَتهُ فَقَالَ زَيدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ تَأذَنُ لِي فِي طَلَاقِهَا فَإِنّ فِيهَا كِبراً وَ إِنّهَا لتَؤُذيِنيِ بِلِسَانِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقِ اللّهَ وَأَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ أَحسِن إِلَيهَا ثُمّ إِنّ زَيداً طَلّقَهَا وَ انقَضَت عِدّتُهَا فَأَنزَلَ اللّهُ نِكَاحَهَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَها وَ فِي قَولِهِما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم فَإِنّ هَذِهِ نَزَلَت فِي شَأنِ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ قَالَت قُرَيشٌ يُعَيّرُنَا مُحَمّدٌ يدَعّيِ بَعضُنَا بَعضاً وَ قَدِ ادّعَي هُوَ زَيداً فَقَالَ اللّهُما كانَ مُحَمّدٌ
صفحه : 219
أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُميعَنيِ يَومَئِذٍ قَالَ إِنّهُ لَيسَ بأِبَيِ زَيدٍوَ خاتَمَ النّبِيّينَيعَنيِ لَا نبَيِّ بَعدَ مُحَمّدٍص
53- فس ،[تفسير القمي] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم إِلي طَعامٍ غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُفَإِنّهُ لَمّا أَن تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِص بِزَينَبَ بِنتِ جَحشٍ وَ كَانَ يُحِبّهَا فَأَولَمَ دَعَا أَصحَابَهُ وَ كَانَ أَصحَابُهُ إِذَا أَكَلُوا يُحِبّونَ أَن يَتَحَدّثُوا عِندَ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ يُحِبّ أَن يَخلُوَ مَعَ زَينَبَ فَأَنزَلَ اللّهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم وَ ذَلِكَ أَنّهُم كَانُوا يَدخُلُونَ بِلَا إِذنٍ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّإِلّا أَن يُؤذَنَ إِلَي قَولِهِمِن وَراءِ حِجابٍ
54- كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ ابنِ سَمَاعَةَ عَن جَعفَرِ بنِ سَمَاعَةَ عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ قَالَت يَرَي رَسُولُ اللّهِص إِن خَلّي سَبِيلَنَا أَن لَا نَجِدَ زَوجاً غَيرَهُ وَ قَد كَانَ اعتَزَلَ نِسَاءَهُ تِسعاً وَ عِشرِينَ لَيلَةً فَلَمّا قَالَت زَينَبُ التّيِ قَالَت بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبرَئِيلَ إِلَي مُحَمّدٍص فَقَالَقُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتّعكُنّالآيَتَينِ كِلتَيهِمَا فَقُلنَ بَل نَختَارُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدّارَ الآخِرَةَ
55-كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن حَسَنِ بنِ سَمَاعَةَ عَن وَهبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص
صفحه : 220
لَا تَعدِلُ وَ أَنتَ نبَيِّ فَقَالَ تَرِبَت يَدَاكِ إِذَا لَم أَعدِل فَمَن يَعدِلُ قَالَت دَعَوتَ اللّهَ يَا رَسُولَ اللّهِ لِيَقطَعَ يدَاَيَ فَقَالَ لَا وَ لَكِن لَتَترَبَانِ فَقَالَت إِنّكَ إِن طَلّقتَنَا وَجَدنَا فِي قَومِنَا أَكفَاءَنَا فَاحتُبِسَ الوحَيُ عَن رَسُولِ اللّهِص تِسعاً وَ عِشرِينَ لَيلَةً ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَأَنِفَ اللّهُ لِرَسُولِهِص فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَهاالآيَتَينِ فَاختَرنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَم يَكُن شَيءٌ وَ لَوِ اختَرنَ أَنفُسَهُنّ لَبِنّ
كا،[الكافي]حميد بن زياد عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير مثله .بيان قال في النهاية في الحديث تربت يداك يقال ترب الرجل إذاافتقر أي لصق بالتراب وأترب إذااستغني و هذه الكلمة جارية علي ألسن العرب لايريدون بهاالدعاء علي المخاطب و لاوقوع الأمر بها كمايقولون قاتله الله وقيل معناها لله درك وقيل أراد به المثل ليري المأمور بذلك الجد و أنه إن خالفه فقد أساء و قال بعضهم هودعاء علي الحقيقة فإنه قد قال لعائشة تربت يمينك لأنه رأي الحاجة خيرا لها والأول الوجه ويعضده قوله في حديث خزيمة أنعم صباحا تربت يداك فإن هذادعاء له وترغيب في استعماله ماتقدمت الوصية به أ لاتراه أنه قال أنعم صباحا
صفحه : 221
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَبَلَغَ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَ النّبِيّص أَنّ مَولًي لَهَا يَتَنَقّصُ عَلِيّاً ع وَ يَتَنَاوَلُهُ فَأَرسَلَت إِلَيهِ فَلَمّا أَن صَارَ إِلَيهَا قَالَت لَهُ يَا بنُيَّ بلَغَنَيِ أَنّكَ تَتَنَقّصُ عَلِيّاً وَ تَتَنَاوَلُهُ قَالَ لَهَا نَعَم يَا أُمّاه قَالَت اقعُد ثَكِلَتكَ أُمّكَ حَتّي أُحَدّثَكَ بِحَدِيثٍ سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص ثُمّ اختَر لِنَفسِكَ إِنّا كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص تِسعَ نِسوَةٍ وَ كَانَت ليَلتَيِ وَ يوَميِ مِن رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلَ النّبِيّص وَ هُوَ مُتَهَلّلٌ أَصَابِعُهُ فِي أَصَابِعِ عَلِيّ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَيهِ فَقَالَ يَا أُمّ سَلَمَةَ اخرجُيِ مِنَ البَيتِ وَ أَخلِيهِ لَنَا فَخَرَجتُ وَ أَقبَلَا يَتَنَاجَيَانِ أَسمَعُ الكَلَامَ وَ مَا أدَريِ مَا يَقُولَانِ حَتّي إِذَا قُمتُ فَأَتَيتُ البَابَ فَقُلتُ أَدخُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا قَالَت فَكَبَوتُ كَبوَةً شَدِيدَةً مَخَافَةَ أَن يَكُونَ ردَنّيِ مِن سَخَطِهِ أَو نَزَلَ فِيّ شَيءٌ مِنَ السّمَاءِ ثُمّ لَم أَلبَث أَن أَتَيتُ البَابَ الثّانِيَةَ فَقُلتُ أَدخُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَا فَكَبَوتُ كَبوَةً أَشَدّ مِنَ الأُولَي ثُمّ لَم أَلبَث حَتّي أَتَيتُ البَابَ الثّالِثَةَ فَقُلتُ أَدخُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ ادخلُيِ يَا أُمّ سَلَمَةَ فَدَخَلتُ وَ عَلِيّ جَاثٍ بَينَ يَدَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ إِذَا كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَمَا تأَمرُنُيِ قَالَ آمُرُكَ بِالصّبرِ ثُمّ أَعَادَ عَلَيهِ القَولَ الثّانِيَةَ فَأَمَرَهُ بِالصّبرِ فَأَعَادَ عَلَيهِ القَولَ الثّالِثَةَ فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ يَا أخَيِ إِذَا كَانَ ذَاكَ مِنهُم فَسُلّ سَيفَكَ وَ ضَعهُ عَلَي عَاتِقِكَ وَ اضرِب بِهِ قُدُماً حَتّي تلَقاَنيِ وَ سَيفُكَ شَاهِرٌ يَقطُرُ مِن دِمَائِهِم ثُمّ التَفَتَ إلِيَّ فَقَالَ لِي وَ اللّهِ مَا هَذِهِ الكَأبَةُ يَا أُمّ
صفحه : 222
سَلَمَةَ قُلتُ للِذّيِ كَانَ مِن رَدّكَ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لِي وَ اللّهِ مَا رَدَدتُكِ مِن مَوجِدَةٍ وَ إِنّكِ لَعَلَي خَيرٍ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ لَكِن أتَيَتنِيِ وَ جَبرَئِيلُ عَن يمَيِنيِ وَ عَلِيّ عَن يسَاَريِ وَ جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ بِالأَحدَاثِ التّيِ تَكُونُ مِن بعَديِ وَ أمَرَنَيِ أَن أوُصيَِ بِذَلِكِ عَلِيّاً يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ وَ اشهدَيِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أخَيِ فِي الدّنيَا وَ أخَيِ فِي الآخِرَةِ يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ وَ اشهدَيِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وزَيِريِ فِي الدّنيَا وَ وزَيِريِ فِي الآخِرَةِ يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ وَ اشهدَيِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ حَامِلُ لوِاَئيِ فِي الدّنيَا وَ حَامِلُ لوِاَئيِ غَداً فِي القِيَامَةِ يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ وَ اشهدَيِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وصَيِيّ وَ خلَيِفتَيِ مِن بعَديِ وَ قاَضيِ عدِاَتيِ وَ الذّائِدُ عَن حوَضيِ يَا أُمّ سَلَمَةَ اسمعَيِ وَ اشهدَيِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ قَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَنِ النّاكِثُونَ قَالَ الّذِينَ يُبَايِعُونَهُ بِالمَدِينَةِ وَ يَنكُثُونَ بِالبَصرَةِ قُلتُ مَنِ القَاسِطُونَ قَالَ مُعَاوِيَةُ وَ أَصحَابُهُ مِن أَهلِ الشّامِ قُلتُ مَنِ المَارِقُونَ قَالَ أَصحَابُ النّهرَوَانِ فَقَالَ مَولَي أُمّ سَلَمَةَ فَرّجتِ عنَيّ فَرّجَ اللّهُ عَنكِ وَ اللّهِ لَا سَبَبتُ عَلِيّاً أَبَداً
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الغضائري عن الصدوق عن ابن الوليد مثله .أقول سيأتي ماروت أم سلمة في فضائل أهل البيت ع في أبواب فضائلهم وهي كثيرة لاسيما في نزول آية التطهير
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن عَبّادِ بنِ سَعِيدٍ الجعُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ أَبِي البُهلُولِ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ عَن أَبِي سَعِيدٍ التيّميِّ عَن ثَابِتٍ مَولَي أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَشَهِدتُ مَعَ عَلِيّ ع يَومَ الجَمَلِ فَلَمّا رَأَيتُ عَائِشَةَ وَاقِفَةً دخَلَنَيِ مِنَ الشّكّ بَعضُ مَا يَدخُلُ
صفحه : 223
النّاسَ فَلَمّا زَالَتِ الشّمسُ كَشَفَ اللّهُ ذَلِكَ عنَيّ فَقَاتَلتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ أَتَيتُ بَعدَ ذَلِكَ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَ النّبِيّص وَ رَحِمَهَا فَقَصَصتُ عَلَيهَا قصِتّيِ فَقَالَت كَيفَ صَنَعتَ حِينَ طَارَتِ القُلُوبُ مَطَائِرَهَا قَالَ قُلتُ إِلَي أَحسَنِ ذَلِكِ وَ الحَمدُ لِلّهِ كَشَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عنَيّ ذَلِكِ عِندَ زَوَالِ الشّمسِ فَقَاتَلتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قِتَالًا شَدِيداً فَقَالَت أَحسَنتَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلِيّ مَعَ القُرآنِ وَ القُرآنُ مَعَهُ لَا يَفتَرِقَانِ حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ
3- ب ،[قرب الإسناد]السنّديِّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَتِ امرَأَةٌ مِنَ الأَنصَارِ تُدعَي حَسرَةَ تَغشَي آلَ مُحَمّدٍ وَ تَحِنّ وَ إِنّ زُفَرَ وَ حَبتَرَ[حَبتَراً]لَقِيَاهَا ذَاتَ يَومٍ فَقَالَا أَينَ تَذهَبِينَ يَا حَسرَةُ فَقَالَت أَذهَبُ إِلَي آلِ مُحَمّدِ فأَقَضيِ مِن حَقّهِم وَ أُحدِثُ بِهِم عَهداً فَقَالَا وَيلَكِ إِنّهُ لَيسَ لَهُم حَقّ إِنّمَا كَانَ هَذَا عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص فَانصَرَفَت حَسرَةُ وَ لَبِثَت أَيّاماً ثُمّ جَاءَت فَقَالَت لَهَا أُمّ سَلَمَةَ زَوجَةُ النّبِيّص مَا بَطَأَ بِكِ عَنّا يَا حَسرَةُ فَقَالَتِ استقَبلَنَيِ زُفَرُ وَ حَبتَرٌ فَقَالَا أَينَ تَذهَبِينَ يَا حَسرَةُ فَقُلتُ أَذهَبُ إِلَي آلِ مُحَمّدٍ فأَقَضيِ مِن حَقّهِمُ الوَاجِبِ فَقَالَا إِنّهُ لَيسَ لَهُم حَقّ إِنّمَا كَانَ هَذَا عَلَي عَهدِ النّبِيّص فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ كَذِبَا لَعَنَهُمَا اللّهُ لَا يَزَالُ حَقّهُم وَاجِباً عَلَي المُسلِمِينَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
بيان زفر وحبتر عمر وصاحبه والأول لموافقة الوزن والثاني لمشابهته لحبتر و هوالثعلب في الحيلة والمكر.أقول سيجيء في أبواب أحوال عائشة بعض فضائلها
4-ير،[بصائر الدرجات ]عِمرَانُ بنُ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَن عِيسَي بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن أُمّهِ أُمّ
صفحه : 224
سَلَمَةَ قَالَ قَالَت أَقعَدَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع فِي بيَتيِ ثُمّ دَعَا بِجِلدِ شَاةٍ فَكَتَبَ فِيهِ حَتّي مَلَأَ أَكَارِعَهُ ثُمّ دَفَعَهُ إلِيَّ وَ قَالَ مَن جَاءَكِ مِن بعَديِ بِآيَةِ كَذَا وَ كَذَا فَادفَعِيهِ إِلَيهِ فَأَقَامَت أُمّ سَلَمَةَ حَتّي توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص وَ ولُيَّ أَبُو بَكرٍ أَمرَ النّاسِ بعَثَتَنيِ فَقَالَت اذهَب وَ انظُر مَا صَنَعَ هَذَا الرّجُلُ فَجِئتُ فَجَلَستُ فِي النّاسِ حَتّي خَطَبَ أَبُو بَكرٍ ثُمّ نَزَلَ فَدَخَلَ بَيتَهُ فَجِئتُ فَأَخبَرتُهَا فَأَقَامَت حَتّي إِذَا ولُيَّ عُمَرُ بعَثَتَنيِ فَصَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعَ صَاحِبُهُ فَجِئتُ فَأَخبَرتُهَا ثُمّ أَقَامَت حَتّي ولُيَّ عُثمَانُ فبَعَثَتَنيِ فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ صَاحِبَاهُ فَأَخبَرتُهَا ثُمّ أَقَامَت حَتّي ولُيَّ عَلِيّ فأَرَسلَتَنيِ فَقَالَتِ انظُر مَا يَصنَعُ هَذَا الرّجُلُ فَجِئتُ فَجَلَستُ فِي المَسجِدِ فَلَمّا خَطَبَ عَلِيّ ع نَزَلَ فرَآَنيِ فِي النّاسِ فَقَالَ اذهَب فَاستَأذِن عَلَي أُمّكَ قَالَ فَخَرَجتُ حَتّي جِئتُهَا فَأَخبَرتُهَا وَ قُلتُ قَالَ لِيَ استَأذِن عَلَي أُمّكَ وَ هُوَ خلَفيِ يُرِيدُكِ قَالَت وَ أَنَا وَ اللّهِ أُرِيدُهُ فَاستَأذَنَ عَلِيّ فَدَخَلَ فَقَالَ أعَطيِنيِ الكِتَابَ ألّذِي دُفِعَ إِلَيكَ بِآيَةِ كَذَا وَ كَذَا كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَي أمُيّ حَتّي قَامَت إِلَي تَابُوتٍ لَهَا فِي جَوفِهِ تَابُوتٌ لَهَا صَغِيرٌ فَاستَخرَجَت مِن جَوفِهِ كِتَاباً فَدَفَعَتهُ إِلَي عَلِيّ ثُمّ قَالَت لِي أمُيّ يَا بنُيَّ الزَمهُ فَلَا وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ بَعدَ نَبِيّكَ إِمَاماً غَيرَهُ
بيان الأكارع جمع كراع كغراب و هومستدق الساق .أقول قدأوردنا مثله بأسانيد في باب جهات علوم الأئمة ع وأوردنا فيه و في غيره بأسانيد أن الحسين ع لماأراد العراق استودعها الكتب فدفعتها إلي علي بن الحسين ع
5- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِص أُمّ سَلَمَةَ زَوّجَهَا إِيّاهُ عُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ وَ هُوَ صَغِيرٌ لَم يَبلُغِ الحُلُمَ
صفحه : 225
6- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ أَتَيَا أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَا لَهَا يَا أُمّ سَلَمَةَ إِنّكِ قَد كُنتِ عِندَ رَجُلٍ قَبلَ رَسُولِ اللّهِص فَكَيفَ رَسُولُ اللّهِص مِن ذَاكِ فَقَالَت مَا هُوَ إِلّا كَسَائِرِ الرّجَالِ ثُمّ خَرَجَا عَنهَا وَ أَقبَلَ النّبِيّص فَقَامَت إِلَيهِ مُبَادِرَةً فَرَقاً أَن يَنزِلَ أَمرٌ مِنَ السّمَاءِ فَأَخبَرَتهُ الخَبَرَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي تَرَبّدَ وَجهُهُ وَ التَوَي عِرقُ الغَضَبِ بَينَ عَينَيهِ وَ خَرَجَ وَ هُوَ يَجُرّ رِدَاءَهُ حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ وَ بَادَرَتِ الأَنصَارُ بِالسّلَاحِ وَ أَمَرَ بِخَيلِهِم أَن تَحضُرَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ مَا بَالُ أَقوَامٍ يَتّبِعُونَ عيَبيِ وَ يَسأَلُونَ عَن عيَبيِ[غيَبيِ] وَ اللّهِ إنِيّ لَأَكرَمُكُم حَسَباً وَ أَطهَرُكُم مَولِداً وَ أَنصَحُكُم لِلّهِ فِي الغَيبِ وَ لَا يسَألَنُيِ أَحَدٌ مِنكُم عَن أَبِيهِ إِلّا أَخبَرتُهُ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ مَن أَبِي فَقَالَ فُلَانٌ الراّعيِ فَقَامَ إِلَيهِ آخَرُ فَقَالَ مَن أَبِي فَقَالَ غُلَامُكُمُ الأَسوَدُ فَقَامَ إِلَيهِ الثّالِثُ فَقَالَ مَن أَبِي فَقَالَ ألّذِي تُنسَبُ إِلَيهِ فَقَالَتِ الأَنصَارُ يَا رَسُولَ اللّهِ اعفُ عَنّا عَفَا اللّهُ عَنكَ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَكَ رَحمَةً فَاعفُ عَنّا عَفَا اللّهُ عَنكَ وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا كُلّمَ استَحيَا وَ عَرِقَ وَ غَضّ طَرفَهُ عَنِ النّاسِ حَيَاءً حِينَ كَلّمُوهُ فَنَزَلَ فَلَمّا كَانَ فِي السّحَرِ هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع بِصَحفَةٍ مِنَ الجَنّةِ فِيهَا هَرِيسَةٌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ عَمِلَهَا لَكَ الحُورُ العِينُ فَكُلهَا أَنتَ وَ عَلِيّ وَ ذُرّيّتُكُمَا فَإِنّهُ لَا يَصلُحُ أَن يَأكُلَهَا غَيرُكُم فَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَأَكَلُوا فأَعُطيَِ رَسُولُ اللّهِص فِي المُبَاضَعَةِ مِن تِلكَ الأَكلَةِ قُوّةَ أَربَعِينَ رَجُلًا فَكَانَ إِذَا شَاءَ غشَيَِ نِسَاءَهُ كُلّهُنّ فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ
7-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ
صفحه : 226
عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَاتَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ للِنبّيِّ إِنّ آلَ المُغِيرَةِ قَد أَقَامُوا مَنَاحَةً فَأَذهَبُ إِلَيهِم فَأَذِنَ لَهَا فَلَبِسَت ثِيَابَهَا وَ تَهَيّأَت وَ كَانَت مِن حُسنِهَا كَأَنّهَا جَانّ وَ كَانَت إِذَا قَامَت فَأَرخَت شَعرَهَا جَلّلَ جَسَدَهَا وَ عَقَدَ بِطَرَفَيهِ خَلخَالَهَا فَنَدَبَتِ ابنَ عَمّهَا بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت
أَنعَي الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ | أَبَا الوَلِيدِ فَتَي العَشِيرَةِ |
حاَميِ الحَقِيقَةِ مَاجِدٌ | يَسمُو إِلَي طَلَبِ الوَتِيرَةِ |
قَد كَانَ غَيثاً فِي السّنِينَ | وَ جَعفَراً غَدَقاً وَ مِيرَةً |
فَمَا عَابَ النّبِيّص فِي ذَلِكَ وَ لَا قَالَ شَيئاً
بيان الحقيقة مايحق علي الرجل أن يحميه والوتيرة الطريقة والوتر طلب الدم والجعفر النهر الصغير والماء الغدق الكثير والميرة بالكسر الطعام يمتاره الإنسان
8- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا مَا لِي لَا أَرَي فِي بَيتِكِ البَرَكَةَ قَالَت بَلَي وَ الحَمدُ لِلّهِ إِنّ البَرَكَةَ لفَيِ بيَتيِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَنزَلَ ثَلَاثَ بَرَكَاتٍ المَاءَ وَ النّارَ وَ الشّاةَ
صفحه : 227
9- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَأَي رَسُولُ اللّهِص امرَأَةً فَأَعجَبَتهُ فَدَخَلَ عَلَي أُمّ سَلَمَةَ وَ كَانَ يَومُهَا فَأَصَابَ مِنهَا وَ خَرَجَ إِلَي النّاسِ وَ رَأسُهُ يَقطُرُ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّمَا النّظَرُ مِنَ الشّيطَانِ فَمَن وَجَدَ مِن ذَلِكَ شَيئاً فَليَأتِ أَهلَهُ
10- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَقَالَ كَمَا أَمَرَهُ اللّهُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أللّهُمّ أجَرِنيِ مِن مصُيِبتَيِ وَ أعَقبِنيِ خَيراً مِنهُ فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ بِهِ قَالَت فَلَمّا توُفُيَّ أَبُو سَلَمَةَ قُلتُهُ ثُمّ قُلتُ وَ مَن مِثلُ أَبِي سَلَمَةَ فأَعَقبَنَيَِ اللّهُ بِرَسُولِهِص فتَزَوَجّنَيِ
الآيات الحجرات 11-يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسي أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم وَ لا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسي أَن يَكُنّ خَيراً مِنهُنّالتحريم يا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُ ما أَحَلّ اللّهُ لَكَ تبَتغَيِ مَرضاتَ أَزواجِكَ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَد فَرَضَ اللّهُ لَكُم تَحِلّةَ أَيمانِكُم وَ اللّهُ مَولاكُم وَ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ وَ إِذ أَسَرّ النّبِيّ إِلي بَعضِ أَزواجِهِ حَدِيثاً فَلَمّا نَبّأَت بِهِ وَ أَظهَرَهُ اللّهُ عَلَيهِ عَرّفَ بَعضَهُ وَ أَعرَضَ عَن بَعضٍ فَلَمّا نَبّأَها بِهِ قالَت مَن أَنبَأَكَ هذا قالَ نبَأّنَيَِ العَلِيمُ الخَبِيرُ إِن تَتُوبا إِلَي اللّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُما وَ إِن تَظاهَرا عَلَيهِ فَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ وَ جِبرِيلُ وَ صالِحُ المُؤمِنِينَ وَ المَلائِكَةُ بَعدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ عَسي رَبّهُ إِن طَلّقَكُنّ أَن يُبدِلَهُ أَزواجاً خَيراً مِنكُنّ مُسلِماتٍ مُؤمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيّباتٍ وَ أَبكاراً
صفحه : 228
إلي قوله تعالي ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَ امرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما فَلَم يُغنِيا عَنهُما مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ قِيلَ ادخُلَا النّارَ مَعَ الدّاخِلِينَ.تفسير قال الطبرسي طيب الله رمسه قوله وَ لا نِساءٌ مِن نِساءٍنزل في نساء النبي ص يسخرن من أم سلمة عن أنس و ذلك أنها ربطت حقويها بسبنية وهي ثوب أبيض وسدلت طرفيها خلفها وكانت تجر فقالت عائشة لحفصة انظري ماذا تجر خلفها كأنه لسان كلب فهذا كانت سخريتها وقيل إنها عيرتها بالقصر وأشارت بيدها أنها قصيرة عن الحسن و قال رحمه الله في قوله تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُاختلف أقوال المفسرين في سبب نزول الآيات فقيل إن رسول الله ص كان إذاصلي الغداة يدخل علي أزواجه امرأة امرأة و كان قدأهديت لحفصة عكة من عسل فكانت إذادخل عليها رسول الله ص مسلما حبسته وسقته منها و إن عائشة أنكرت احتباسه عندها فقالت لجويرية حبشية عندها إذادخل رسول الله ص علي حفصة فادخلي عليها فانظري ماتصنع فأخبرتها الخبر وشأن العسل فغارت عائشة وأرسلت إلي صواحبها فأخبرتهن وقالت إذادخل عليكن رسول الله ص فقلن إنا نجد منك ريح المغافير و هوصمغ العرفط كريه الرائحة و كان رسول الله ص يكره ويشق عليه أن توجد منه ريح غيرطيبة لأنه يأتيه الملك قال فدخل رسول الله ص علي سودة قالت فما أردت أن أقول ذلك لرسول الله ص ثم إني فرقت من عائشة فقلت يا رسول الله ما هذه الريح التي أجدها منك أكلت المغافير فقال
صفحه : 229
لا ولكن حفصة سقتني عسلا ثم دخل علي امرأة امرأة وهن يقلن له ذلك فدخل علي عائشة فأخذت بأنفها فقال لها ماشأنك قالت أجد ريح المغافير أكلتها يا رسول الله قال لابل سقتني حفصة عسلا فقالت جرست إذانحلها العرفط فقال ص و الله لاأطعمه أبدا فحرمه علي نفسه وقيل إن التي كانت تسقي رسول الله ص أم سلمة عن عطا وقيل بل كانت زينب بنت جحش قالت عائشة إن رسول الله ص كان يمكث عندزينب ويشرب عندها عسلا فتواطيت أنا وحفصة أيّتنا دخل عليها النبي ص فلتقل إني أجد منك ريح المغافير أكلت مغافير فدخل ص علي إحداهما فقالت له ذلك فقال لابل شربت عسلا عندزينب بنت جحش ولن أعود إليه فنزلت الآيات وقيل إن رسول الله ص قسم الأيام بين نسائه فلما كان يوم حفصة قالت يا رسول الله إن لي إلي أبي حاجة فأذن لي أن أزوره فأذن لها فلما خرجت أرسل رسول الله ص إلي جاريته مارية القبطية و كان قدأهداها له المقوقس فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقا فجلست عندالباب فخرج رسول الله ص ووجهه يقطر عرقا فقالت حفصة إنما أذنت لي من أجل هذاأدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها في يومي و علي فراشي أ مارأيت لي حرمة وحقا فقال ص أ ليس هي جاريتي قدأحل الله ذلك لي اسكتي فهي حرام علي ألتمس بذاك رضاك فلاتخبري بهذا امرأة منهن و هوعندك أمانة فلما خرج ص قرعت حفصة الجدار ألذي بينها و بين عائشة فقالت أ لاأبشرك أن رسول الله ص قدحرم عليه أمته مارية و قدأراحنا الله منها وأخبرت عائشة بما رأت وكانتا متصادقتين متظاهرتين علي سائر أزواجه فنزلت يا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُفطلق حفصة واعتزل سائر نسائه تسعة وعشرين يوما وقعد في مشربة أم ابراهيم مارية حتي
صفحه : 230
نزلت آية التخيير وقيل إن النبي خلا في يوم لعائشة مع جاريته أم ابراهيم فوقفت حفصة علي ذلك فقال لها رسول الله ص لاتعلمي لعائشة ذلك وحرم مارية علي نفسه فأعلمت حفصة عائشة بالخبر واستكتمتها إياه فأطلع الله نبيه علي ذلك و هو قوله وَ إِذ أَسَرّ النّبِيّ إِلي بَعضِ أَزواجِهِ حَدِيثاًيعني حفصة عن الزجاج و قال و لماحرم مارية القبطية أخبر حفصة أنه يملك من بعده أبوبكر ثم عمر فعرفها بعض ماأفشت من الخبر وأعرض عن بعض أن أبابكر وعمر يملكان من بعدي وقريب من ذلك مارواه العياشي بالإسناد عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي جعفر إلا أنه زاد في ذلك أن كل واحدة منهما حدثت أباها بذلك فعاتبهما في أمر مارية و ماأفشتا عليه من ذلك وأعرض أن يعاتبهما في الأمر الآخرما أَحَلّ اللّهُ لَكَ من الملاذّتبَتغَيِ أي تطلب مَرضاتَ أَزواجِكَ وهن أحق بطلب مرضاتك و ليس في هذادلالة علي وقوع ذنب منه صغير أوكبير لأن تحريم الرجل بعض نسائه أوبعض الملاذّ بسبب أولغير سبب ليس بقبيح و لاداخل في جملة الذنوب و لايمتنع أن يكون خرج هذاالقول مخرج التوجع له ص إذ بالغ في إرضاء أزواجه وتحمل في ذلك المشقة و لو أن إنسانا أرضي بعض نسائه بتطليق بعضهن لجاز أن يقال له لم فعلت ذلك وتحملت فيه المشقة و إن كان لم يفعل قبيحا و لوقلنا إنه ص عوتب علي ذلك لأن ترك التحريم كان أفضل من فعله لم يمتنع لأنه يحسن أن يقال لتارك النفل لم لم تفعله و لم عدلت عنه ولأن تطييب قلوب النساء مما لاتنكره العقول . واختلف العلماء فيمن قال لامرأته أنت علي حرام و قال أصحابنا إنه لايلزم به شيء ووجوده كعدمه وإنما أوجب الله فيه الكفارة لأن النبي ص كان حلف أنه لايقرب جاريته أو لايشرب الشراب المذكور فأوجب الله عليه أن يكفر عن يمينه ويعود إلي استباحة ما كان حرمه و بين أن
صفحه : 231
التحريم لايحصل إلابأمر الله ونهيه و لايصير الشيء حراما بتحريم من يحرمه علي نفسه إلا إذاحلف علي تركه وَ اللّهُ غَفُورٌلعباده رَحِيمٌبهم إذارجعوا إلي ما هوالأولي والأليق بالتقوي قَد فَرَضَ اللّهُ لَكُم تَحِلّةَ أَيمانِكُم أي قدقدر الله لكم ماتحللون به أيمانكم إذافعلتموها وشرع لكم الحنث فيهالأن اليمين ينحل بالحنث فسمي ذلك تحلة وقيل أي بين الله لكم كفارة أيمانكم في سورة المائدة عن مقاتل قال أمر الله نبيه أن يكفر يمينه ويراجع وليدته فأعتق رقبة وعاد إلي مارية وقيل أي فرض الله عليكم كفارة أيمانكم وَ اللّهُ مَولاكُم أي وليكم يحفظكم وينصركم و هوأولي بأن تتبعوا رضاه وَ هُوَ العَلِيمُبمصالحكم الحَكِيمُ في أوامره ونواهيه لكم وقيل هوالعليم بما قالت حفصة لعائشة الحكيم في تدبيره وَ إِذ أَسَرّ النّبِيّ إِلي بَعضِ أَزواجِهِ وهي حفصةحَدِيثاًكلاما أمرها بإخفائه فَلَمّا نَبّأَت بِهِ أي أخبرت غيرها بما خبرها به فأفشت سره وَ أَظهَرَهُ اللّهُ عَلَيهِ أي وأطلع الله نبيه علي ماجري من إفشاء سره عَرّفَ بَعضَهُ وَ أَعرَضَ عَن بَعضٍ أي عرف النبي ص حفصة بعض ماذكرت وأخبرها ببعض ماذكرت وأعرض عن بعض ماذكرت أو عن بعض ماجري من الأمر فلم يخبرها و كان ص قدعلم جميع ذلك لأن الإعراض إنما يكون بعدالمعرفة لكنه ص أخذ بمكارم الأخلاق والتغافل من شيم الكرام فَلَمّا نَبّأَها بِهِ أي فلما أخبر رسول الله ص حفصة بما أظهره الله عليه قالَتحفصةمَن أَنبَأَكَ هذا أي من أخبرك بهذاقالَ رسول الله ص نبَأّنَيَِ العَلِيمُبجميع الأمورالخَبِيرُبسرائر الصدور ثم خاطب سبحانه عائشة وحفصة فقال إِن تَتُوبا إِلَي اللّهِ من التعاون علي النبي ص بالإيذاء والتظاهر عليه فقد حق عليكما التوبة ووجب عليكما الرجوع إلي الحق فَقَد صَغَت قُلُوبُكُما أي مالت قلوبكما إلي الإثم عن ابن عباس ومجاهد وقيل زاغت قلوبكما عن سبيل الاستقامة
صفحه : 232
وعدلت عن الصواب إلي مايوجب الإثم وقيل إنه شرط في معني الأمر أي توبا إلي الله فقد صغت قلوبكماوَ إِن تَظاهَرا عَلَيهِ أي و إن تتعاونا علي النبي ص بالإيذاء و عن ابن عباس قال قلت لعمر بن الخطاب من المرأتان اللتان تظاهرتا علي رسول الله ص قال عائشة وحفصة أورده البخاري في الصحيح فَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ ألذي يتولي حفظه وحياطته ونصرته وَ جِبرِيلُأيضا معين له وَ صالِحُ المُؤمِنِينَيعني خيار المؤمنين وقيل يعني الأنبياء ووردت الرواية من طريق الخاص والعام أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين علي ع و هوقول مجاهد وَ فِي كِتَابِ شَوَاهِدِ التّنزِيلِ بِالإِسنَادِ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَقَد عَرّفَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع أَصحَابَهُ مَرّتَينِ أَمّا مَرّةً فَحَيثُ قَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ وَ أَمّا الثّانِيَةَ فَحَيثُ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُفَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ وَ جِبرِيلُ وَ صالِحُ المُؤمِنِينَالآيَةَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِ عَلِيّ ع فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ هَذَا صَالِحُ المُؤمِنِينَ
وَ قَالَت أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ وَ صالِحُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
وَ المَلائِكَةُ بَعدَ ذلِكَ أي بعد الله وجبرئيل وصالح المؤمنين ظَهِيرٌ أي أعوان للنبيص و هذا من الواحد ألذي يؤدي معني الجمع عَسي رَبّهُ أي واجب من الله ربه إِن طَلّقَكُنّ يامعاشر أزواج النبي ص أَن يُبدِلَهُ أَزواجاً خَيراً مِنكُنّ أي أصلح له منكن مُسلِماتٍ أي مستسلمات لماأمر الله به مُؤمِناتٍ أي مصدقات لله ورسوله وقيل مصدقات في أفعالهن وأقوالهن قانِتاتٍ أي مطيعات لله تعالي ولأزواجهن وقيل خاضعات متذللات لأمر الله تعالي وقيل ساكتات عن
صفحه : 233
الخناء والفضول تائِباتٍ عن الذنوب وقيل راجعات إلي أمر رسول الله ص تاركات لمحاب أنفسهن وقيل نادمات علي تقصير وقع منهن عابِداتٍ الله تعالي بما تعبدهن به من الفرائض والسنن علي الإخلاص وقيل متذللات للرسول ص بالطاعةسائِحاتٍ أي ماضيات في طاعة الله وقيل صائمات وقيل مهاجرات . قوله تعالي ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًاأقول لايخفي علي الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما وهل يحتمل التمثيل بامرأتي نوح ولوط في تلك السورة التي سيقت أكثرها في معاتبة زوجتي الرسول ص و ماصدر عنهما باتفاق المفسرين أن يكون لغيرهما و لو كان التمثيل لسائر الكفار لكان التمثيل بابن نوح وسائر الكفار الذين كانوا من أقارب الرسل أولي وأحري والعجب من أكثر المفسرين كيف طووا عن مثل ذلك كشحا مع تعرضهم لأدني إيماء وأخفي إشارة في سائر الآيات وهل هذا إلا من تعصبهم ورسوخهم في باطلهم و لمارأي الزمخشري أن الإعراض عن ذلك رأسا ليس إلاكتطيين الشمس وإخفاء الأمس قال في الكشاف في تفسير تلك الآية مثل الله عز و جل حال الكفار في أنهم يعاقبون علي كفرهم وعداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غيرإبقاء و لامحاباة و لاينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من لحمة نسب أووصلة صهر لأن عداوتهم لهم وكفرهم بالله ورسوله قطع العلائق وبث الوصل وجعلهم أبعد من الأجانب وأبعد و إن كان المؤمن ألذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء الله تعالي بحال امرأة نوح وامرأة لوط لمانافقتا وخانتا الرسولين لم يغن الرسولان عنهما بحق مابينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناء ما من عذاب الله وقيل لهما عندموتهما أو يوم القيامةادخُلَا النّارَ مَعَ الدّاخِلِينَالذين لاوصلة بينهم و بين الأنبياء أو مع داخلها من إخوانكما من قوم نوح و من قوم لوط صلوات الله عليهما ومثل حال المؤمنين في أن وصلة الكافرين لايضرهم و لاينقص شيئا من ثوابهم وزلفاهم عند الله بحال امرأة فرعون و
صفحه : 234
منزلتها عند الله مع كونها زوجة أعدي أعداء الله الناطق بالكلمة العظمي ومريم ابنة عمران و ماأوتيت من كرامة الدنيا والآخرة والاصطفاء علي نساء العالمين مع أن قومها كانوا كفارا و في طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين المذكورتين في أول السورة و مافرط منهما من التظاهر علي رسول الله ص بما كرهه وتحذير لهما علي أغلظ وجه وأشده لما في التمثيل من ذكر الكفر ونحوه في التغليظ قوله وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غنَيِّ عَنِ العالَمِينَفإشارة إلي أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين و لم تتكلا علي أنهما زوجا رسول الله ص فإن ذلك الفضل لاينفعهما إلا أن تكونا مخلصين والتعريض بحفصة أرجح لأن امرأة لوط أفشت عليه كماأفشت حفصة علي رسول الله ص وأسرار التنزيل ورموزه في كل باب بالغة من اللطف والخفاء حدا تدق عن تفطن العالم وتزل عن تبصّره انتهي كلامه بعبارته . و قدأومأ إمامهم الرازي أيضا في تفسيره إلي ذلك إيماء لطيفا حيث قال و أماضرب المثل بامرأة نوح وامرأة لوط فمشتمل علي فوائد متعددة لايعرفها بتمامها إلا الله تعالي والظاهر منها تنبيه الرجال والنساء علي الثواب العظيم والعذاب الأليم ومنها العلم بأن صلاح الغير لاينفع المفسد وفساد الغير لايضر المصلح إلي آخر ما قال
1- يف ،[الطرائف ]رَوَي الثعّلبَيِّ فِي تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيوَ إِن تَظاهَرا عَلَيهِ فَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ وَ جِبرِيلُ وَ صالِحُ المُؤمِنِينَ قَالَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
2- نهج ،[نهج البلاغة] فَأَمّا فُلَانَةُ فَأَدرَكَهَا رأَيُ النّسَاءِ وَ ضِغنٌ غَلَا فِي صَدرِهَا كَمِرجَلِ القَينِ وَ لَو دُعِيَت لِتَنَالَ مِن غيَريِ مَا أَتَت إلِيَّ لَم تَفعَل وَ لَهَا بَعدُ حُرمَتُهَا الأُولَي وَ الحِسَابُ عَلَي اللّهِ
صفحه : 235
بيان قال ابن أبي الحديد في شرح هذاالقول الضغن الحقد والمرجل قدر كبير والقين الحداد أي كغليان قدر من حديد وفلانة كناية عن عائشة أبوها أبوبكر وأمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبدشمس تزوجها رسول الله ص قبل الهجرة بسنتين بعدوفاة خديجة رضي الله عنها وهي بنت سبع سنين وبني عليها بالمدينة وهي بنت تسع سنين وعشرة أشهر وكانت قبله تذكر لجبير بن مطعم و كان نكاحه إياها في شوال وبناؤه عليها في شوال وتوفي رسول الله ص عنها وهي بنت عشرين سنة وكانت ذات حظ من رسول الله ص وميل ظاهر إليها وكانت لها عليه جرأة وإدلال حتي كان منها في أمره في قصة مارية ما كان من الحديث ألذي أسره الأخري وأدي إلي تظاهرهما عليه وأنزل فيهما قرآن يتلي في المحاريب يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب وصغو القلب وأعقبتها تلك الجرأة و ذلك الانبساط أن حدث منها في أيام الخلافة العلوية ماحدث الإِستِيعَابُ فِي بَابِ عَائِشَةَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِنِسَائِهِ أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ يُقتَلُ حَولَهَا قَتلَي كَثِيرٌ وَ تَنجُو بَعدَ مَا كَادَت
قال ابن عبدالبر هذا من أعلام نبوته ص و لم تحمل عائشة من رسول الله ع و لاولد له ولد من مهيرة إلا من خديجة و من السراري من مارية وقذفت عائشة في أيام رسول الله ص بصفوان بن المعطل السلمي والقصة مشهورة فأنزل الله
صفحه : 236
براءتها في قرآن يتلي وينقل وجلد قاذفوها الحد وتوفيت في سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها أربع وستون سنة ودفنت بالبقيع في ملك معاوية.أقول ثم ذكر ابن أبي الحديد عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني أسبابا للعداوة بين عائشة و بين أمير المؤمنين وفاطمة صلوات الله عليهما وبسط الكلام في ذلك إلي أن قال وأكرم رسول الله ص فاطمة إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه وأكثر من إكرام الرجال لبناتهم فقال بمحضر الخاص والعام مرارا لامرة واحدة و في مقامات مختلفة لا في مقام واحد
إِنّهَا سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ إِنّهَا عَدِيلَةُ مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ وَ إِنّهَا إِذَا مَرّت فِي المَوقِفِ نَادَي مُنَادٍ مِن جِهَةِ العَرشِ يَا أَهلَ المَوقِفِ غُضّوا أَبصَارَكُم لِتَعبُرَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ
و هذه من الأحاديث الصحيحة و ليس من الأخبار المستنقحة و إن إنكاحه عليا إياها لم يكن إلا بعد أن أنكحه الله تعالي إياها في السماء بشهادة الملائكة وكم قال مرة يؤذيني مايؤذيها ويغضبني مايغضبها وإنها بضعة مني يريبني مارابها فكان هذا وأمثاله يوجب زيادة الضغن عندالزوجة والنفوس البشرية تغيظ علي ما هودون هذا ثم كان بينها و بين علي ع في حياة رسول الله ص
صفحه : 237
مايقتضي تهييج ما في النفوس نحو قولها له و قداستدناه رسول الله ص فجاء حتي قعد بينه وبينها وهما متلاصقان أ ماوجدت مقعدا لكذا لايكني عنه إلافخذي ونحوه ماروي أنه سايره يوما وأطال مناجاته فجاءت وهي سائرة خلفهما حتي دخلت بينهما وقالت فيم أنتما فقد أطلتما فيقال إن رسول الله ص غضب ذلك اليوم و ماروي من حديث الجفنة من الثريد التي أمرت الخادم فوقفت لها فأكفأتها ونحو ذلك مما يكون بين الأهل و بين المرأة وأحمائها ثم اتفق أن فاطمة ولدت أولادا كثيرة بنين وبنات و لم تلد هي ولدا و أن رسول الله ص كان يقيم بني فاطمة مقام بنيه ويسمي الواحد منهم ابني و يقول دعوا إلي ابني و لاترزموا علي ابني و مافعل ابني ثم اتفق أن رسول الله ص سد باب أبيها إلي المسجد وفتح باب صهره ثم بعث أباها ببراءة إلي مكة ثم عزله عنها بصهره فقدح ذلك أيضا في نفسها وولد لرسول الله ص ابراهيم من مارية فأظهر علي ع بذلك سرورا كثيرا و كان يتعصب لمارية ويقوم بأمرها عند رسول الله ص ميلا علي غيرها وجرت لمارية نكبة مناسبة لنكبة عائشة فبرّأها علي ع منها وكشف بطلانها أوكشفه الله تعالي علي يده و كان ذلك كشفا محسا بالبصر لايتهيأ
صفحه : 238
للمنافقين أن يقولوا فيه ماقالوه في القرآن المنزل ببراءة عائشة و كل ذلك مما كان يوغر صدر عائشة ثم مات ابراهيم فأبطنت شماتة و إن أظهرت كآبة ووجم علي وفاطمة ع من ذلك .أقول ثم ساق كلامه بطوله فلما ختمه قال هذه خلاصة كلام أبي يعقوب و لم يكن يتشيع و كان شديدا في الاعتزال إلا أنه في التفضيل كان بغداديا
3- مع ،[معاني الأخبار]القَاسِمُ بنُ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ البغَداَديِّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ السّلَامِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي فَروَةَ عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ كَانَ البَدَلَ فِي الجَاهِلِيّةِ أَن يَقُولَ الرّجُلُ لِلرّجُلِ باَدلِنيِ بِامرَأَتِكَ وَ أُبَادِلُكَ باِمرأَتَيِ تَنزِلُ لِي عَنِ امرَأَتِكَ فَأَنزِلُ لَكَ عَنِ امرأَتَيِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِن أَزواجٍ وَ لَو أَعجَبَكَ حُسنُهُنّ قَالَ فَدَخَلَ عُيَينَةُ بنُ حُصَينٍ عَلَي النّبِيّص وَ عِندَهُ عَائِشَةُ فَدَخَلَ بِغَيرِ إِذنٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص فَأَينَ الِاستِئذَانُ قَالَ مَا استَأذَنتُ عَلَي رَجُلٍ مِن مُضَرَ مُنذُ أَدرَكتُ ثُمّ قَالَ مَن هَذِهِ الحُمَيرَاءُ إِلَي جَنبِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ عَائِشَةُ أُمّ المُؤمِنِينَ قَالَ عُيَينَةُ أَ فَلَا أَنزِلُ لَكَ عَن أَحسَنِ الخَلقِ وَ تَنزِلُ عَنهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 239
قَد حَرّمَ ذَلِكَ عَلَيّ فَلَمّا خَرَجَ قَالَت لَهُ عَائِشَةُ مَن هَذَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هَذَا أَحمَقُ مُطَاعٌ وَ إِنّهُ عَلَي مَا تَرَينَ سَيّدُ قَومِهِ
4- فس ،[تفسير القمي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ سَيّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُ ما أَحَلّ اللّهُ لَكَالآيَةَ قَالَ اطّلَعَت عَائِشَةُ وَ حَفصَةُ عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ مَعَ مَارِيَةَ فَقَالَ النّبِيّ وَ اللّهِ مَا أَقرَبُهَا فَأَمَرَهُ اللّهُ أَن يُكَفّرَ عَن يَمِينِهِ
وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ فِي بَعضِ بُيُوتِ نِسَائِهِ وَ كَانَت مَارِيَةُ القِبطِيّةُ تَكُونُ مَعَهُ تَخدُمُهُ وَ كَانَ ذَاتَ يَومٍ فِي بَيتِ حَفصَةَ فَذَهَبَت حَفصَةُ فِي حَاجَةٍ لَهَا فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللّهِص مَارِيَةَ فَعَلِمَت حَفصَةُ بِذَلِكَ فَغَضِبَت وَ أَقبَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا فِي يوَميِ وَ فِي داَريِ وَ عَلَي فرِاَشيِ فَاستَحيَا رَسُولُ اللّهِص مِنهَا فَقَالَ كفُيّ فَقَد حَرّمتُ مَارِيَةَ عَلَي نفَسيِ وَ لَا أَطَؤُهَا بَعدَ هَذَا أَبَداً وَ أَنَا أفُضيِ إِلَيكِ سِرّاً فَإِن أَنتِ أَخبَرتِ بِهِ فَعَلَيكِلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَفَقَالَت نَعَم مَا هُوَ فَقَالَ إِنّ أَبَا بَكرٍ يلَيِ الخِلَافَةَ بعَديِ ثُمّ بَعدَهُ أَبُوكِ فَقَالَت مَن أَخبَرَكَ بِهَذَا قَالَ اللّهُ أخَبرَنَيِ فَأَخبَرَت حَفصَةُ عَائِشَةَ فِي يَومِهَا بِذَلِكَ وَ أَخبَرَت عَائِشَةُ أَبَا بَكرٍ فَجَاءَ أَبُو بَكرٍ إِلَي عُمَرَ فَقَالَ لَهُ إِنّ عَائِشَةَ أخَبرَتَنيِ عَن حَفصَةَ بشِيَءٍ وَ لَا أَثِقُ بِقَولِهَا فَاسأَل أَنتَ حَفصَةَ فَجَاءَ عُمَرُ إِلَي حَفصَةَ فَقَالَ لَهَا مَا هَذَا ألّذِي أَخبَرَت عَنكِ عَائِشَةُ فَأَنكَرَت ذَلِكَ وَ قَالَت لَهُ مَا قُلتُ لَهَا مِن ذَلِكَ شَيئاً فَقَالَ لَهَا عُمَرُ إِن كَانَ هَذَا حَقّاً فَأَخبِرِينَا حَتّي نَتَقَدّمَ فِيهِ فَقَالَت نَعَم قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ فَاجتَمَعُوا أَربَعَةً عَلَي أَن يَسُمّوا رَسُولَ اللّهِص فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِهَذِهِ السّورَةِ
يا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُ
صفحه : 240
ما أَحَلّ اللّهُ لَكَ إلي قوله تَحِلّةَ أَيمانِكُميعني قدأباح الله لك أن تكفر عن يمينك وَ اللّهُ مَولاكُم وَ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ وَ إِذ أَسَرّ النّبِيّ إِلي بَعضِ أَزواجِهِ حَدِيثاً فَلَمّا نَبّأَت بِهِ أي أخبرت به وَ أَظهَرَهُ اللّهُ عَلَيهِيعني أظهر الله نبيه علي ماأخبرت به و ماهموا به من قتله عَرّفَ بَعضَهُ أي خبرها و قال لم أخبرت بما أخبرتك و قوله وَ أَعرَضَ عَن بَعضٍ قال لم يخبرهم بما يعلم مما هموا به من قتله قالَت مَن أَنبَأَكَ هذا قالَ نبَأّنَيَِ العَلِيمُ الخَبِيرُ إِن تَتُوبا إِلَي اللّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُما وَ إِن تَظاهَرا عَلَيهِ فَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ وَ جِبرِيلُ وَ صالِحُ المُؤمِنِينَيعني أمير المؤمنين ع وَ المَلائِكَةُ بَعدَ ذلِكَ ظَهِيرٌيعني لأمير المؤمنين ع ثم خاطبها فقال عَسي رَبّهُ إِن طَلّقَكُنّ أَن يُبدِلَهُ أَزواجاً خَيراً مِنكُنّ مُسلِماتٍ مُؤمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيّباتٍ وَ أَبكاراًعائشة لأنه لم يتزوج ببكر غيرعائشة قال علي بن ابراهيم في قوله وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَ امرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما قال و الله ماعني بقوله فَخانَتاهُما إلاالفاحشة وليقيمن الحد علي فلانة فيما أتت في طريق البصرة و كان فلان يحبها فلما أرادت أن تخرج إلي البصرة قال لها فلان لايحل لك أن تخرجين من غيرمحرم فزوجت نفسها من فلان ثم ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلّذِينَ آمَنُوا امرَأَتَ فِرعَونَ إلي قوله التّيِ أَحصَنَت فَرجَها
صفحه : 241
قال لم ينظر إليهافَنَفَخنا فِيهِ مِن رُوحِنا أي روح الله مخلوقةوَ كانَت مِنَ القانِتِينَ أي من الداعين .بيان قوله أربعة أي أبوبكر وعمر وبنتاهما قوله إلاالفاحشة لعلها مؤولة بمحض التزويج قوله وليقيمن الحد أي القائم في الرجعة كماسيأتي والمراد بفلان طلحة كمامر مايومئ إليه من إظهاره ذلك في حياة الرسول ص و في هذاالخبر غرائب لانعلم حقيقتها فطوينا علي غرها و الله يعلم وحججه صلوات الله عليهم جهة صدورها
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ وَجَدتُ فِي كِتَابِ أَبِي عَنِ الزهّريِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ وَجَدَت حَفصَةُ رَسُولَ اللّهِص مَعَ أُمّ اِبرَاهِيمَ فِي يَومِ عَائِشَةَ فَقَالَت لَأُخبِرَنّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اكتمُيِ ذَلِكِ وَ هيَِ عَلَيّ حَرَامٌ فَأَخبَرَت حَفصَةُ عَائِشَةَ بِذَلِكَ فَأَعلَمَ اللّهُ نَبِيّهُص فَعَرّفَ حَفصَةَ أَنّهَا أَفشَت سِرّهُ فَقَالَت لَهُمَن أَنبَأَكَ هذا قالَ نبَأّنَيَِ العَلِيمُ الخَبِيرُفَآلَي رَسُولُ اللّهِ مِن نِسَائِهِ شَهراً فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ اسمُهُإِن تَتُوبا إِلَي اللّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُما قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَسَأَلتُ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ مَنِ اللّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ حَفصَةُ وَ عَائِشَةُ
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَن عَمّهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عُبدُوسٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بِهَارِ بنِ عَمّارٍ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي عَن جَابِرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ عَن أَبِيهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ عَلَيهِ وَ آلِهِ قَالَأَتَيتُ النّبِيّص وَ عِندَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَجَلَستُ
صفحه : 242
بَينَهُ وَ بَينَ عَائِشَةَ فَقَالَت لِي عَائِشَةُ مَا وَجَدتَ إِلّا فخَذِيِ أَو فَخِذَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَه يَا عَائِشَةُ لَا تؤُذيِنيِ فِي عَلِيّ فَإِنّهُ أخَيِ فِي الدّنيَا وَ أخَيِ فِي الآخِرَةِ وَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يُجلِسُهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الصّرَاطِ فَيُدخِلُ أَولِيَاءَهُ الجَنّةَ وَ أَعدَاءَهُ النّارَ
شف ،[كشف اليقين ] ابراهيم بن محمدالثقفي عن إسماعيل بن أبان عن صباح المزني عن جابر عن ابراهيم عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه مثله
7- ل ،[الخصال ]الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الجلَوُديِّ عَنِ الجوَهرَيِّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌ كَانُوا يَكذِبُونَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَبُو هُرَيرَةَ وَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَ امرَأَةٌ
أقول قدمر في أحوال خديجة مايدل علي شقاوتها
8- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن دَاوُدَ بنِ النّعمَانِ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع أَمَا لَو قَامَ قَائِمُنَا لَقَد رُدّت إِلَيهِ الحُمَيرَاءُ حَتّي يَجلِدَهَا الحَدّ وَ حَتّي يَنتَقِمَ لِابنَةِ مُحَمّدٍ فَاطِمَةَ ع مِنهَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ لِمَ يَجلِدُهَا الحَدّ قَالَ لِفِريَتِهَا عَلَي أُمّ اِبرَاهِيمَ قُلتُ فَكَيفَ أَخّرَهُ اللّهُ لِلقَائِمِ ع فَقَالَ لَهُ لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَعَثَ مُحَمّداًص رَحمَةً وَ بَعَثَ القَائِمَ ع نَقِمَةً
صفحه : 243
سن ،[المحاسن ] أبي عن محمد بن سليمان مثله
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَحمُودِ بنِ بِنتِ الأَشَجّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الذهّليِّ عَن عَمّارِ بنِ الصّبّاحِ عَن عَبدِ الغَفُورِ أَبِي الصّبّاحِ الواَسطِيِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ سَعِيدٍ الأنَصاَريِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ وَ كَانَت لَهُ صُحبَةٌ عَن أُمّ سَلَمَةَ زَوجِ النّبِيّص قَالَت حَجّ رَسُولُ اللّهِص عَامَ حَجّةِ الوَدَاعِ بِأَزوَاجِهِ فَكَانَ يأَويِ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ إِلَي امرَأَةٍ مِنهُنّ وَ هُوَ حَرَامٌ يبَتغَيِ بِذَلِكَ العَدلَ بَينَهُنّ قَالَت فَلَمّا أَن كَانَت لَيلَةُ عَائِشَةَ وَ يَومُهَا خَلَا رَسُولُ اللّهِص بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يُنَاجِيهِ وَ هُمَا يَسِيرَانِ فَأَطَالَ مُنَاجَاتَهُ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي عَائِشَةَ فَقَالَت إنِيّ أُرِيدُ أَن أَذهَبَ إِلَي عَلِيّ فَأَنَالَهُ أَو قَالَت أَتَنَاوَلَهُ بلِسِاَنيِ فِي حَبسِهِ رَسُولَ اللّهِص عنَيّ فَنَهَيتُهَا فَنَصّت نَاقَتَهَا فِي السّيرِ ثُمّ إِنّهَا رَجَعَت إلِيَّ وَ هيَِ تبَكيِ فَقُلتُ مَا لَكِ فَقَالَت إنِيّ أَتَيتُ النّبِيّص فَقُلتُ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ مَا تَزَالُ تَحبِسُ عنَيّ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تحَوُليِ بيَنيِ وَ بَينَ عَلِيّ إِنّهُ لَا يَخَافُهُ فِيّ أَحَدٌ وَ إِنّهُ لَا يُبغِضُهُ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ مُؤمِنٌ وَ لَا يُحِبّهُ كَافِرٌ أَلَا إِنّ الحَقّ بعَديِ مَعَ عَلِيّ يَمِيلُ مَعَهُ حَيثُ مَا مَالَ لَا يَفتَرِقَانِ جَمِيعاً حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَقُلتُ لَهَا قَد كُنتُ نَهَيتُكِ فَأَبَيتِ إِلّا مَا صَنَعتِ
بيان نص ناقته بالصاد المهملة استخرج أقصي ماعندها من السير
10-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الثقّفَيِّ قَالَ أَخبَرَنَا إِسمَاعِيلُ بنُ أُمَيّةَ المقُريِ عَن عَبدِ الغَفّارِ بنِ القَاسِمِ الأنَصاَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ العاَمرِيِّ عَن جُندَبٍ الأزَديِّ عَن عَلِيّ ع قَالَ وَ حَدّثَنَا سُفيَانُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ المُؤمِنِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ عَن جُندَبٍ عَن عَلِيّ ع قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عِندَهُ أُنَاسٌ قَبلَ أَن يَحجُبَ النّسَاءَ فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنِ اجلِس
صفحه : 244
بيَنيِ وَ بَينَ عَائِشَةَ فَجَلَستُ فَقَالَت تَنَحّ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا ذَا تُرِيدِينَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ
11- شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن إِسحَاقَ بنِ زَيدٍ عَن عَبدِ الغَفّارِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ العاَمرِيِّ عَن جُندَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ البجَلَيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَبلَ أَن يَضرِبَ الحِجَابَ وَ هُوَ فِي مَنزِلِ عَائِشَةَ فَجَلَستُ بَينَهُ وَ بَينَهَا فَقَالَت يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ مَا وَجَدتَ مَكَاناً لِاستِكَ غَيرَ فخَذِيِ أَمِط عنَيّ فَضَرَبَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ كَتِفَيهَا ثُمّ قَالَ لَهَا وَيكِ مَا تُرِيدُ[تُرِيدِينَ] مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدِ الوَصِيّينَ وَ قَائِدِ الغُرّ المُحَجّلِينَ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر مثله .توضيح أماط جاء بمعني بعد وأبعد والمراد هنا الأول
12- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ قَالَ استَأذَنَ ابنُ أُمّ مَكتُومٍ عَلَي النّبِيّص وَ عِندَهُ عَائِشَةُ وَ حَفصَةُ فَقَالَ لَهُمَا قُومَا فَادخُلَا البَيتَ فَقَالَتَا إِنّهُ أَعمَي فَقَالَ إِن لَم يَرَكُمَا فَإِنّكُمَا تَرَيَانِهِ
13- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ وَ سُئِلَ عَنِ التّزوِيجِ فِي شَوّالٍ فَقَالَ إِنّ النّبِيّص تَزَوّجَ بِعَائِشَةَ فِي شَوّالٍ
صفحه : 245
14- كا،[الكافي]جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ عَائِشَةَ ذَاتَ لَيلَةٍ فَقَامَ يَتَنَفّلُ فَاستَيقَظَت عَائِشَةُ فَضَرَبَت بِيَدِهَا فَلَم تَجِدهُ فَظَنّت أَنّهُ قَد قَامَ إِلَي جَارِيَتِهَا فَقَامَت تَطُوفُ عَلَيهِ فَوَطِئَت عَلَي عُنُقِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ بَاكٍ يَقُولُ سَجَدَ لَكَ سوَاَديِ وَ خيَاَليِ وَ آمَنَ بِكَ فؤُاَديِ أَبُوءُ إِلَيكَ بِالنّعَمِ وَ أَعتَرِفُ لَكَ بِالذّنبِ العَظِيمِ عَمِلتُ سُوءاً وَظَلَمتُ نفَسيِ فَاغفِر لِيإِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنبَ العَظِيمَ إِلّا أَنتَ أَعُوذُ بِعَفوِكَ مِن عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِن سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِرَحمَتِكَ مِن نَقِمَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنكَ لَا أَبلُغُ مَدحَكَ وَ الثّنَاءَ عَلَيكَ أَنتَ كَمَا أَثنَيتَ عَلَي نَفسِكَ أَستَغفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيكَ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ يَا عَائِشَةُ لَقَد أَوجَعتِ عنُقُيِ أَيّ شَيءٍ خَشِيتِ أَن أَقُومَ إِلَي جَارِيَتَكِ
أقول قدمر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة و في باب أحوال أولاده ص في قصص مارية وأنها قذفها[قذفتها]فنزلت فيهاآيات الإفك وسيأتي أكثر أحوالها في قصة الجمل
15- وَ وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِّ قَالَسَمِعتُ سَلمَانَ وَ أَبَا ذَرّ وَ المِقدَادَ وَ سَأَلتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ عَن ذَلِكَ فَقَالَ صَدَقُوا قَالُوا دَخَلَ عَلِيّ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَائِشَةُ قَاعِدَةٌ خَلفَهُ وَ البَيتُ غَاصّ بِأَهلِهِ فِيهِمُ الخَمسَةُ أَصحَابُ الكِسَاءِ وَ الخَمسَةُ أَصحَابُ الشّورَي وَ لَم يَجِد مَكَاناً فَأَشَارَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص هَاهُنَا يعَنيِ خَلفَهُ وَ عَائِشَةُ قَاعِدَةٌ خَلفَهُ وَ عَلَيهَا كِسَاءٌ فَجَاءَ عَلِيّ ع فَقَعَدَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ عَائِشَةَ فَغَضِبَت عَائِشَةُ وَ أَقعَت كَمَا يقُعيِ الأعَراَبيِّ قَد قَدَعَتهُ عَائِشَةُ وَ غَضِبَت وَ قَالَت مَا وَجَدتَ لِاستِكَ مَوضِعاً غَيرَ حجَريِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ مَه يَا حُمَيرَاءُ لَا تؤُذيِنيِ فِي أخَيِ عَلِيّ فَإِنّهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ
صفحه : 246
المُسلِمِينَ وَ صَاحِبُ الغُرّ المُحَجّلِينَ يَومَ القِيَامَةِ يَجعَلُهُ اللّهُ عَلَي الصّرَاطِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يُقعِدُهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الصّرَاطِ فَيُقَاسِمُ النّارَ فَيُدخِلُ أَولِيَاءَهُ الجَنّةَ وَ يُدخِلُ أَعدَاءَهُ النّارَ
إيضاح في بعض النسخ قدعته بالدال المهملة والقدع الكف والمنع و في بعضها بالمعجمة يقال قذعه كمنعه رماه بالفحش وسوء القول وبالعصا ضربه
16- تَقرِيبُ المَعَارِفِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ أَسَرّ النّبِيّ إِلي بَعضِ أَزواجِهِ حَدِيثاً قَالَ أَسَرّ إِلَيهِمَا أَمرَ القِبطِيّةِ وَ أَسَرّ إِلَيهِمَا أَنّ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ يَلِيَانِ أَمرَ الأُمّةِ مِن بَعدِهِ ظَالِمَينِ فَاجِرَينِ غَادِرَينِ
17- الصّرَاطُ المُستَقِيمُ، فِي حَدِيثِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ وَ الديّلمَيِّ عَنِ الصّادِقِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذ أَسَرّ النّبِيّ إِلي بَعضِ أَزواجِهِ حَدِيثاًهيَِ حَفصَةُ قَالَ الصّادِقُ ع كَفَرَت فِي قَولِهَامَن أَنبَأَكَ هذا وَ قَالَ اللّهُ فِيهَا وَ فِي أُختِهَاإِن تَتُوبا إِلَي اللّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُما أَي زَاغَت وَ الزّيغُ الكُفرُ
وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ أَعلَمَ حَفصَةَ أَنّ أَبَاهَا وَ أَبَا بَكرٍ يَلِيَانِ الأَمرَ فَأَفشَت إِلَي عَائِشَةَ فَأَفشَت إِلَي أَبِيهَا فَأَفشَي إِلَي صَاحِبِهِ فَاجتَمَعَا عَلَي أَن يَستَعجِلَا ذَلِكَ عَلَي أَن يَسقِيَاهُ سَمّاً فَلَمّا أَخبَرَهُ اللّهُ بِفِعلِهِمَا هَمّ بِقَتلِهِمَا فَحَلَفَا لَهُ أَنّهُمَا لَم يَفعَلَا فَنَزَلَيا أَيّهَا الّذِينَ كَفَرُوا لا تَعتَذِرُوا اليَومَ
ملحة قال ناصبي لشيعي أتحب أم المؤمنين قال لا قال و لم قال يقول النبي ص لم تجد امرأة غيرامرأتي تحبها ما لي ولزوجة النبي ص أفترضي أن أحب امرأتك
صفحه : 247
1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كان لعبد المطلب عشرة بنين الحارث والزبير وحجل و هوالغيداق وضرار و هونوفل والمقوم و أبولهب و هو عبدالعزي و عبد الله و أبوطالب وحمزة والعباس و هوأصغرهم سنا وكانوا من أمهات شتي إلا عبد الله و أبوطالب فإنهما كانا ابني أم وأمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ وأعقب منهم البنون أربعة أبوطالب وعباس والحارث و أبولهب . وعماته ست عاتكة أميمة البيضاء وهي أم حكيم صفية وهي أم الزبير أروي برة ويقال وزيدة وأسلم من أعمامه أبوطالب وحمزة والعباس و من عماته صفية وأروي وعاتكة وآخر من مات من أعمامه العباس و من عماته صفية.جدته لأبيه فاطمة بنت عمرو المخزومي وجدته لأمه برة بنت عبدالعزي بن عثمان بن عبدالدار.إخوته من الرضاعة عبد الله وأنيسة. وخدامه أولاد الحارث و كان له أخ في الجاهلية اسمه الخلاص بن علقمة و كان النبي ص يقرظه وأخوه ووزيره ووصيه وختنه علي ع وربيبه هند بن أبي هالة الأسدي من خديجة وعمر بن أبي سلمة وزينب أخته من أم سلمة.رفقاؤه علي وابناه وحمزة و جعفر وسلمان و أبوذر والمقداد وعمار و
صفحه : 248
حذيفة و ابن مسعود وبلال و أبوبكر وعمر كتّابه كان علي ع يكتب أكثر الوحي ويكتب أيضا غيرالوحي و كان أبي بن كعب وزيد بن ثابت يكتبان الوحي و كان زيد و عبد الله بن الأرقم يكتبان إلي الملوك وعلاء بن عقبة و عبد الله بن أرقم يكتبان القبالات والزبير بن العوام وجهم بن الصلت يكتبان الصدقات وحذيفة يكتب صدقات التمر و قدكتب له عثمان وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة والحصين بن نمير والعلاء بن الحضرمي وشرحبيل بن حسنة الطانحي وحنظلة بن ربيع الأسيدي و عبد الله بن سعد بن أبي سرح و هوالخائن في الكتابة فلعنه رسول الله ص و قدارتد وَ فِي تَارِيخِ البلَاَذرِيِّ أَنّهُ أَنفَذَ النّبِيّص ابنَ عَبّاسٍ إِلَي مُعَاوِيَةَ لِيَكتُبَ لَهُ فَقَالَ إِنّهُ يَأكُلُ ثُمّ بَعَثَ إِلَيهِ وَ لَم يَفرُغ مِن أَكلِهِ فَقَالَ النّبِيّص لَا أَشبَعَ اللّهُ بَطنَهُ
.حاجبه أنس بن مالك .مؤذنه بلال و هوأول من أذّن له وعمرو ابن أم مكتوم واسم أبيه قيس وزياد بن الحارث الصدائي و أبومحذورة أوس بن مغير كان لايؤذن إلا في الفجر و عبد الله بن زيد الأنصاري وأذن له سعيد القرظي في مسجد قباء.مناديه أبوطلحة. و من كان يضرب أعناق الكفار بين يديه علي والزبير و محمد بن مسلمة وعاصم بن الأفلح والمقداد.حراسه سعد بن معاذ حرسه يوم بدر و هو في العريش و قدحرسه ذكوان بن عبد الله وبأحد محمد بن مسلمة وبالخندق الزبير وليلة بني بصفية و هوبخيبر سعد بن أبي وقاص و أبوأيوب الأنصاري وبلال بوادي القري وزياد بن أسد
صفحه : 249
ليلة فتح مكة و كان سعد بن عبادة يلي حرسه فلما نزل وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِترك الحرس . و من قدمهم للصلاة فأمير المؤمنين كان يصلي بالمدينة أيام تبوك و في غزوة الطائف وفدك وسعد بن عبادة علي المدينة في الأبواء وودان وسعد بن معاذ في بواط وزيد بن حارثة في صفوان وبني المصطلق إلي تمام سبع مرات و أباسلمة المخزومي في ذي العشيرة و أبالبابة في بدر القتال وبني قينقاع والسويق وعثمان في بني غطفان وذي أمر وذات الرقاع و ابن أم مكتوم في قرقرة الكدر وبني سليم وأحد وحمراء الأسد وبني النضير والخندق وبني قريظة وبني لحيان وذي قرد وحجة الوداع والأكيدر وسباع بن عرفطة في الحديبية ودومة الجندل و أباذر في حنين وعمرة القضاء و ابن رواحة في بدر الموعد و محمد بن مسلمة ثلاث مرات و قدقدم عبدالرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل و أباعبيدة وعائشة بن محصن ومرثد الغنوي.عماله ولي عمرو بن حزم الأنصاري نجران وزياد بن أسيد حضرموت وخالد بن سعيد العاص صنعاء و أباأمية المخزومي كندة والصدق و أبا موسي الأشعري زبيد وزمعة عدن والساحل ومعاذ بن جبل الجبلة والفضا من أعمال اليمن وعمرو بن العاص عمان ومعه أبوزيد الأنصاري ويزيد بن أبي سفيان علي نجران وحذيفة دبا وبلالا علي صدقات الثمار وعباد بن بشير الأنصاري علي صدقات بني المصطلق والأقرع بن حابس علي صدقات بني دارم والزبرقان بن بدر علي صدقات عوف ومالك بن نويرة علي صدقات بني يربوع
صفحه : 250
وعدي بن حاتم علي صدقات طيء وأسد وعيينة بن حصن علي صدقات فزارة و أباعبيدة بن الجراح علي صدقات مزينة وهذيل وكنانة.رسله بعث خاطب بن أبي بلتعة إلي المقوقس وشجاع بن وهب الأسدي إلي الحارث بن شمر ودحية الكلبي إلي قيصر وسليط بن عمرو العامري إلي هوذة بن علي الحنفي و عبد الله بن حذافة السهمي إلي كسري وعمرو بن أمية الضمري إلي النجاشي.المشبهون به جعفرالطيار و الحسن بن علي وقثم بن العباس و أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب وهاشم بن عبدالمطلب ومسلم بن معتب بن أبي لهب .
صفحه : 251
من هاجر معه من مكة إلي المدينة أبوبكر وعامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي وخلف عليا علي الودائع فلما سلمها إلي أصحابها لحق به فخرج إلي الغار ومنها إلي المدينة و في رواية أنه أدرك النبي ص بقباء.خدامه من الأحرار أنس وهند وأسماء ابنتا خارجة الأسلمية و أبوالحمراء و أبوخلف .عيونه الخزاعي و عبد الله بن حدرد. ألذي حلق رأسه يوم الحديبية خراش بن أمية الخزاعي و في حجته معمر بن عبد الله بن حارثة بن نضر. ألذي حجمه أبوطيبة ألذي شرب دم النبي ص فخطب في الأشراف و أبوهند مولي فروة بن عمرو البياضي ألذي قال له النبي ص إنما أبوهند رجل منكم فأنكحوه وانكحوا إليه و أبو موسي الأشعري.شعراؤه كعب بن مالك قوله .
وإني و إن عنفتموني لقائل | فدي لرسول الله نفسي وماليا |
أطعناه لم نعدله فينا بغيره | شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا |
. و له
وفينا رسول الله نتبع أمره | إذا قال فينا القول لانتطلع |
تدلي عليه الروح من عندربه | ينزل من جو السماء ويرفع |
. و عبد الله بن رواحة قوله .
وكذلك قدساد النبي محمد | كل الأنام و كان آخر مرسل |
. وحسان بن ثابت قوله .
صفحه : 252
أ لم تر أن الله أرسل عبده | ببرهانه و الله أعلي وأمجد |
فشق له من اسمه ليجله | فذو العرش محمود و هذا محمد |
نبي أتانا بعديأس وفترة | من الرسل والأوثان في الأرض تعبد |
تعاليت رب العرش من كل فاحش | فإياك نستهدي وإياك نعبد |
. وأمره النبي ص أن يجيب أباسفيان فقال .
أ لاأبلغ أباسفيان عني | مغلغلة و قدبرح الخفاء |
بأن سيوفنا تركتك عبدا | و عبدالدار سادتها الإماء |
أتهجوه ولست له بند | فشركما لخيركما الفداء |
هجوت محمدا برا حنيفا | أمين الله شيمته الوفاء |
أ من يهجو رسول الله منكم | ويمدحه وينصره سواء |
فإن أبي ووالدتي وعرضي | لعرض محمدمنكم وقاء |
والنابغة الجعدي قوله .
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدي | ويتلو كتابا كالمجرة نيرا |
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا | وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا |
. فقال النبي ص إلي أين قال الجنة فقال ص أجل .كعب بن زهير.
إن الرسول لنور يستضاء به | مهند من سيوف الله مسلول |
في فتية من قريش قال قائلهم | ببطن مكة لماأسلموا زولوا |
شم العرانين أبطال لبوسهم | من نسج داود في الهيجا سرابيل |
مهلا هداك ألذي أعطاك نافلة | القرآن فيه مواعيظ وتفصيل |
لاتأخذني بأقوال الوشاة و لم | أذنب و لوكثرت في الأقاويل |
صفحه : 253
نبئت أن رسول الله أوعدني | والعفو عند رسول الله مأمول |
.قيس بن صرمة من بني النجار
ثوي في قريش بضع عشرة حجة | يذكر لويلقي صديقا مواتيا |
ويعرض في أهل المواسم نفسه | فلم ير من يؤوي و لم ير داعيا |
فلما أتاها أظهر الله دينه | فأصبح مسرورا بطيبة راضيا |
وألقي صديقا واطمأنت به النوي | و كان له عونا من الله باديا |
يقص لنا ما قال نوح لقومه | و ما قال موسي إذ أجاب المناديا |
و لم يقل لبيد بعدإسلامه إلاكلمة
زال الشباب فلم أحفل به بالا | وأقبل الشيب بالإسلام إقبالا |
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي | حتي لبست من الإسلام سربالا |
. ابن الزبعري .
يا رسول المليك إن لساني | راتق مافتقت إذ أنابور |
إذاجاري الشيطان في سنن | الغي و من مال ميله مثبور |
شهد اللحم والعظام بربي | ثم قلبي الشهيد أنت النذير |
.يعتذر من الهجاء فأمر له النبي ص بحلّة. و له .
ولقد شهدت بأن دينك صادق | حقا وأنك في العباد جسيم |
و الله يشهد أن أحمدمصطفي | مستقبل في الصالحين كريم |
. و له .
فالآن أخضع للنبي محمد | بيد مطاوعة وقلب تائب |
و محمدأوفي البرية ذمة | وأعز مطلوبا وأظفر طالب |
هادي العباد إلي الرشاد وقائد | للمؤمنين بضوء نور ثاقب |
صفحه : 254
إني رأيتك يا محمدعصمة | للعالمين من العذاب الواصب |
. وأمية بن الصلت .
و أحمدأرسله ربنا | فعاش ألذي عاش لم يهتضم |
و قدعلموا أنه خيرهم | و في بيته ذي الندي والكرم |
نبي الهدي طيب صادق | رحيم رءوف بوصل الرحم |
عطاء من الله أعطيته | وخص به الله أهل الحرم |
.العباس بن مرداس .
رأيتك ياخير البرية كلها | نشرت كتابا جاء بالحق معلما |
سننت لنا فيه الهدي بعدجورنا | عن الحق لماأصبح الحق مظلما |
ونورت بالبرهان أمرا مدمسا | وأطفأت بالبرهان جمرا تضرما |
أقمت سبيل الحق بعداعوجاجها | ودانت قديما وجهها قدتهدما |
طفيل الغنوي
فأبصرت الهدي وسمعت قولا | كريما ليس من شجع الأنام |
فصدقت الرسول وهان قوم | علي رموه بالبهت العظام |
.كعب بن نمط.
و ماحملت من ناقة فوق رحلها | أبر وأوفي ذمة من محمد |
و لاوضعت أنثي لأحمد مشبها | من الناس في التقوي و لا في التعبد |
.مالك بن عوف .
ما إن رأيت و لاسمعت بواحد | في الناس كلهم شبيه محمد |
قيس بن بحر الأشجعي
رسولا يضاهي البدر يتلو كتابه | و لماأتي بالحق لم يتلعثم |
. عبد الله بن الحرب الأسهمي.
فينا الرسول وفينا الحق نتبعه | حتي الممات ونصر غيرمحدود |
.
صفحه : 255
أبودهبل الجمحي.
إن البيوت معادن فنجاره | ذهب و كل نبوته ضخم |
عقم النساء فلايلدن شبيهه | إن النساء بمثله عقم |
متهلل ينعم بلا متباعد | سيان منه الوفر والعدم |
بحير بن أبي سلمي .
إلي الله وجهي والرسول و من يقم | إلي الله يوما وجهه لايخيب |
. وأتي الأعشي مكة فقالت قريش إن محمدا يحرم الخمر والزني فانصرف فسقط عن بعيره ومات ويقال إنه قال .
نبي يري ما لايرون وذكره | أغار لعمري في البلاد وأنجدا |
. و من هجاته ابن الزبعري السهمي وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ومسافع بن عبدمناف الجمحي وعمرو بن العاص وأمية بن الصلت الثقفي و أبوسفيان بن أبي حارث و من قوله .
فأصبحت قدراجعت حلمي وردني | إلي الله من طردت كل مطرد |
أصد وأنأي جاهدا عن محمد | وأدعي و إن لم أنتسب من محمد |
.فضرب النبي ص يده في صدره و قال متي طردتني يابا سفيان .مواليه سلمان الفارسي وزيد بن حارثة وابنه أسامة و أبورافع أسلم ويقال اسمه بندويه العجمي وهبه العباس وأعتقه النبي ص لمابشر بإسلام عباس وزوّجه سلمي فولد له عبيد الله كاتب أمير المؤمنين ع وبلال الحبشي وصهيب الرومي وسفينة اسمه مفلح الأسود ويقال رومان البلخي و كان لأم سلمة فأعتقته واشترطت عليه خدمة النبي ص وثوبان الحميري اشتراه النبي ص وأعتقه وبقي في خدمته وخدمة أولاده إلي أيام معاوية ويسار النوبي أسر في غزوة بني ثعلبة فأعتقه و هو ألذي قتله العرنيون وشقران و
صفحه : 256
اسمه صالح بن عدي الحبشي ورثه عن أبيه ويقال هو من أولاد دهاقين الري ومدعم الجشعمي و هوهدية فروة بنت عمرو الجذامي و أبومويهبة من مولدي مزينة أعتقه النبي ص و أبوكبشة واسمه سليم من مولدي أرض دوس أومكة فاشتراه وأعتقه مات في أول يوم من جلوس عمر و أبوبكرة واسمه نفيع تدلي من الحصن علي بكرة ونزل من حصن الطائف إلي النبي ص فانعتق و أبوأيمن واسمه رباح و كان أسود و كان يستأذن علي النبي ص ثم صيره مكان يسار حين قتل و أبولبابة القرظي اشتراه النبي ص فأعتقه وفضالة وهبه رفاعة بن زيد الجذامي وقتل بوادي القري وأنيسة بن كردي من العجم قتل في بدر وقيل توفي في أيام أبي بكر وكركرة أهدي له فأعتقه ويقال مات و هومملوك و أبوضمرة كان مما أفاء الله عليه من العرب و هو أبوضميرة ويقال اشترته أم سلمة للنبيص فأعتقه ويقال هوروح بن شيرزاد من ولد كشتاسف الملك ونبيه من مولدي السراة وأسلم الأصفر الرومي والحبشة الحبشي وماهر كان المقوقس أهداه إليه و أبوثابت و أبونيرز أبوسلمي و أبوعسيب و أبورافع الأصغر و أبولقيط و أبوالبشر ومهران وعبيد وأفلح ورفيع ويسار الأكبر.إماؤه حارثة بنت شمعون أهداها له ملك الحبشة سلمي ورضوي وأم أيمن اسمها بركة وأسلمة وآنسة و أبومويهبة وقيل هما من مواليه و كان له خصي يقال له مابورا.
صفحه : 257
بيان منهم من جعل أعمامه اثني عشر بجعل الغيداق والحجل اثنين وزيادة قثم و عبدالكعبة فعبد الله ثالث عشرهم كذا في جامع الأصول و من جعلهم عشرة أسقط عبدالكعبة و قال هوالمقوم وجعل الغيداق وحجلا واحدا و من جعلهم تسعة أسقط قثم و لم أر من ذكر من عماته سوي الست والغيداق بفتح الغين المعجمة والدال المهملة والمقوم بضم الميم وفتح القاف والواو المشددة وضرار بالكسر والتخفيف وقثم بضم القاف وفتح الثاء المثلثة وحجل بفتح حاء المهملة وسكون الجيم وصحح ابن عبدالبر بتقديم الجيم علي الحاء وبرة بفتح الباء وتشديد الراء وأنيسة كانت تعرف بالشيماء وهي التي كانت تحضن النبي ص والتقريظ مدح الإنسان و هوحي بحق أوباطل وذكر الأكثر لأم سلمة من أبي سلمة أربعة أولاد زينب ولدت بأرض الحبشة ثم سلمة وعمر ودرة والعوام كشداد و أبومحذورة بالحاء المهملة والدال المعجمة قيل اسمه سمرة بن مغير وقيل أوس بن مغير وقيل سليمان بن سمرة وقيل سلمة بن مغير ورجح ابن عبدالبر أنه أوس ومغير بكسر الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الياء المثناة التحتانية وودان موضع قرب الأبواء قوله إلي تمام سبع مرات أي استخلف زيدا علي المدينة في سبع غزوات وقيل إنه خرج في سبع سرايا وعمرو ابن أم مكتوم قال بعضهم استخلفه رسول الله ص ثلاث عشرة مرة في غزواته علي المدينة و كان ضريرا و في الإستيعاب أن سباع بن عرفطة استعمله ص علي المدينة حين خرج إلي خيبر و إلي دومة الجندل و أبوطيبة صححه الأكثر بالطاء المهملة ثم الياء المثناة التحتانية ثم الباء
صفحه : 258
الموحدة و كان حجاما واسمه نافع وقيل دينار وقيل ميسرة و هومولي محيصة بن مسعود الأنصاري و قوله فخطب في الأشراف أي صار ذلك سببا لشرفه حتي خطب في الأشراف وزوجوه قوله لانتطلع أي لاننتظر و لانستكشف وقوعه وحقيته لعلمنا بمحض قوله أو لانعترض عليه كقولهم عافي الله من لم يتطلع في فمك أي لم يتعقب كلامك . و قال الجوهري الغلغلة سرعة السير والمغلغلة الرسالة المحمولة من بلد إلي بلد و قال برح الخفاء أي وضح الأمر كأنه ذهب الستر وزال و قال الند بالكسر المثل والنظير والنابغة قيس بن عبد الله وقيل حيان بن قيس و ابن عبدالبر روي أولا
لغنا السماء مجدنا وسناؤنا |
. ثم قال و في رواية
علونا علي طر العباد تكرما | وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا |
. ثم قال و في سائر الروايات مجدنا وجدودنا. و في النهاية الشمم ارتفاع قصبة الأنف واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلا و منه قصيدة كعب شم العرانين إبطال لبوسهم شم جمع أشم والعرانين الأنوف و هوكناية عن الرفعة والعلو وشرف الأنفس و منه قولهم للمتكبر المتعالي شمخ بأنفه قوله نافلة أي زائدة والوشاة بالضم جمع الواشي يقال وشي به إلي السلطان أي نم وسعي وثوي بالمكان أطال الإقامة به فلما أتاها الضمير لطيبة. و في الصحاح النوي الوجه ألذي ينويه المسافر من قرب أو بعد وهي مؤنثة لا غير واستقرت نواهم أقاموا.
صفحه : 259
والبور بالضم الفاسد والهالك لاخير فيه و يكون للواحد والجمع ودمس الظلام اشتد ودمسه في الأرض دفنه كدمسه والموضع درس و علي الخبر كتمه ودان يدون ضعف وصار دونا خسيسا ودان يدين خضع وذل وتهدمت الناقة اشتدت ضيعتها وتلعثم تمكث وتوقف وتأني أونكص عنه وتبصره والنجار بالكسر والضم الأصل والحسب . و قال الجوهري اختلفوا في قول الأعشي أغار إلخ قال الأصمعي أغار بمعني أسرع وأنجد أي ارتفع و لم يرد أتي الغور و لانجدا و ليس عنده في إتيان الغور إلاغار وزعم الفراء أنها لغة واحتج بهذا البيت وناس يقولون أغار وأنجد فإذاأفردوا قالوا غار كماقالوا هنأني الطعام ومرأني فإذاأفردوا قالوا أمرأني والتغوير إتيان الغور. و قال ابن عبدالبر أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ابن عم رسول الله ص كان من الشعراء المطبوعين و كان سبق له هجاء في رسول الله ص وإياه عارض حسان يقوله أ لاأبلغ أباسفيان إلخ . ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال إنه مارفع رأسه إلي رسول الله ص حياء منه وَ قَالَ عَلِيّ ع لَهُ ائتِ رَسُولَ اللّهِص مِن قِبَلِ وَجهِهِ فَقُل لَهُ مَا قَالَ إِخوَةُ يُوسُفَ لِيُوسُفَتَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا وَ إِن كُنّا لَخاطِئِينَفَإِنّهُ لَا يَرضَي أَن يَكُونَ أَحَدٌ أَحسَنَ قَولًا مِنهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ أَبُو سُفيَانَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ
.أقول ثم ذكر أبياتا منه في الاعتذار منها
هداني هاد غيرنفسي ودلني | علي الله من طردته كل مطرد |
أصد وأنأي جاهلا عن محمد | وأدعي و إن لم أنتسب من محمد |
. ثم قال و كان رسول الله ص يجبه وشهد له بالجنة انتهي .
صفحه : 260
ومدعم بكسر الميم وفتح العين وكركرة بفتح الكافين وكسرهما و أبوضميرة قيل اسمه سعد وقيل روح بن سعد وقيل ابن شيرزاد والمشهور أنه كان من العرب فأعتقه رسول الله ص وكتب له كتابا يوصي به و هوبيد ولده قيل وقدم حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة بكتاب رسول الله ص بالإيصاء بآل ضميرة وولده علي المهدي فوضعه علي عينيه ووصله بمال كثير. وأسلم ذكروا أنه كان حبشيا أسود مملوكا ليهودي فأسلم وقاتل فقتل و أبوسلمي اثنان أحدهما راعي رسول الله ص وقيل هما واحد و أبورافع اسمه أسلم وقيل ابراهيم وقيل هرمز وقيل ثابت و لم أر وصفه بما ذكر في كتبهم والمشهور أن آنسة و أبامويهبة من الموالي من الرجال وكون الأخير من الموليات أوالإماء في غاية البعد.
2-عم ،[إعلام الوري ] كان لرسول الله ص تسعة أعمام هم بنو عبدالمطلب الحارث والزبير و أبوطالب والغيداق والضرار والمقوم و أبولهب واسمه عبدالعزي والعباس و لم يعقب منهم إلاأربعة الحارث و أبوطالب والعباس و أبولهب فأما الحارث فهو أكبر ولد عبدالمطلب و به كان يكني وشهد معه حفر زمزم وولده أبوسفيان والمغيرة ونوفل وربيعة و عبدشمس أما أبوسفيان فأسلم عام الفتح و لم يعقب و أمانوفل فكان أسن من حمزة والعباس وأسلم أيام الخندق و له عقب و أما عبدشمس فسماه رسول الله ص عبد الله وعقبه بالشام و أما أبوطالب عم النبي ص فكان مع أبيه عبد الله ابني أم وأمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم واسمه عبدمناف له أربعة أولاد ذكور طالب وعقيل و جعفر و علي و من
صفحه : 261
الإناث أم هاني واسمها فاختة وجمانة أمهم جميعا فاطمة بنت أسد و كان عقيل أسن من جعفربعشر سنين وأعقبوا إلاطالبا وتوفي قبل أن يهاجر النبي ص بثلاث سنين و لم يزل رسول الله ص ممنوعا من الأذي بمكة موقي له حتي توفي أبوطالب فنبت به مكة و لم يستقر له بهادعوة حتي جاءه جبرئيل ع فقال إن الله يقرئك السلام و يقول لك اخرج من مكة فقد مات ناصرك و لماقبض أبوطالب أتي علي رسول الله ص فأعلمه بموته فقال له امض يا علي فتول غسله وتكفينه وتحنيطه فإذارفعته علي سريره فأعلمني ففعل ذلك فلما رفعه علي السرير اعترضه النبي ص و قال وصلتك رحم وجزيت خيرا ياعم فلقد ربيت وكفلت صغيرا ووازرت ونصرت كبيرا ثم أقبل علي الناس و قال أما و الله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب لها أهل الثقلين . و أماالعباس فكان يكني أباالفضل وكانت له السقاية وزمزم وأسلم يوم البدر واستقبل النبي ص عام الفتح بالأبواء و كان معه حين فتح و به ختمت الهجرة ومات بالمدينة في أيام عثمان و قدكف بصره و كان له من الولد تسعة ذكور وثلاث إناث عبد الله وعبيد الله والفضل وقثم ومعبد و عبدالرحمن وأم حبيب أمهم لبابة بنت الفضل بن الحارث الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي ص وتمام وكثير والحارث وآمنة وصفية لأمهات أولاد شتي و أما أبولهب فولده عتبة وعتيبة ومعتب وأمهم أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان حمالة الحطب وكانت عماته ص ستا من أمهات شتي وهن أميمة وأم حكيمة وبرة وعاتكة وصفية وأروي وكانت أميمة عندجحش بن رباب الأسدي وكانت أم حكيمة وهي البيضاء عندكريز بن ربيعة
صفحه : 262
بن حبيب بن عبدشمس وكانت برة عند عبدالأسد بن هلال المخزومي فولدت له أباسلمة ألذي كان تزوج أم سلمة وكانت عاتكة عند أبي أمية بن المغيرة المخزومي وكانت صفية عندالحارث بن حرب بن أمية ثم خلف عليها العوام بن خويلد فولدت له الزبير وكانت أروي عندعمير بن عبدالعزي بن قصي و لم يسلم منهن غيرصفية وقيل أسلم منهن ثلاث صفية وأروي وعاتكة.ذكر قراباته من جهة أمه من الرضاعة لم يكن لرسول الله ص قرابة من جهة أمه إلا من الرضاعة فإن أمه آمنة بنت وهب لم يكن لها أخ و لاأخت فيكون خالا له أوخالة إلا أن بني زهرة يقولون نحن أخواله لأن آمنة منهم و لم يكن لأبويه عبد الله وآمنة ولد غيره فيكون له أخ أوأخت من النسب و كان له خالة من الرضاعة يقال لها سلمي وهي أخت حليمة بنت أبي ذؤيب له أخوان من الرضاعة عبد الله بن الحارث وأنيسة بن الحارث أبوهما الحارث بن عبدالعزي بن سعد بن بكر بن هوازن فهما أخواه من الرضاعة.ذكر مواليه ومولياته وجواريه أمامواليه فزيد بن حارثة و كان لخديجة اشتراه لها حكيم بن حزام بسوق عكاظ بأربع مائة درهم فوهبته لرسول الله ص بعد أن تزوجها فأعتقه فزوجه أم أيمن فولدت له أسامة وتبناه رسول الله ص فكان يدعي زيد بن رسول الله حتي أنزل الله تعالي ادعُوهُم لِآبائِهِم و أبورافع واسمه أسلم و كان للعباس فوهبه له فلما أسلم العباس بشر أبورافع النبي ص بإسلامه فأعتقه وزوجه سلمي مولاته فولدت له عبيد الله بن أبي رافع فلم يزل كاتبا لعلي أيام خلافته وسفينة واسمه رباح اشتراه رسول الله ص فأعتقه وثوبان يكني أبا عبد الله من حمير أصابه سبي فاشتراه رسول الله ص فأعتقه ويسار و كان عبدا نوبيا أعتقه رسول الله ص فقتله العرنيون الذين أغاروا علي لقاح رسول الله ص وشقران واسمه صالح و أبوكبشة واسمه سليمان و أبوضميرة أعتقه وكتب له كتابا فهو في يد ولده ومدعم أصابه سهم في وادي القري فمات و
صفحه : 263
أبومويهبة وأنيسة وفضالة وطهمان و أبوأيمن و أبوهند وأنجشة و هو ألذي قال فيه ص رويدك ياأنجشة رفقا بالقوارير وصالح و أبوسلمي و أبوعسيب وعبيد وأفلح ورويفع و أبولقيط و أبورافع الأصغر ويسار الأكبر وكركرة أهداه هوذة بن علي الحنفي إلي النبي ص فأعتقه ورباح و أبولبابة و أبواليسر و له عقب . و أمامولياته فإن المقوقس صاحب الإسكندرية أهدي إليه جاريتين إحداهما مارية القبطية ولدت له ابراهيم وماتت بعده بخمس سنين سنة ست عشرة ووهب الأخري لحسان بن ثابت وأم أيمن حاضنة النبي ص وكانت سوداء ورثها عن أمه و كان اسمها بركة فأعتقها وزوجها عبيد الخزرجي بمكة فولدت له أيمن فمات زوجها فزوجها النبي ص من زيد فولدت له أسامة أسود يشبهها فأسامة وأيمن أخوان لأم وريحانة بنت شمعون غنمها من بني قريظة. و أماخدمه من الأحرار فأنس بن مالك وهند وأسماء ابنتا خارجة الأسلميتان .بيان نبا بفلان منزله إذا لم يوافقه و في النهاية في حديث أنجشة رويدك رفقا بالقوارير أي أمهل وتأن و هوتصغير رود يقال رود به اروادا ويقال رويد زيد ورويدك زيدا وهي مصدر مضاف و قد يكون صفة نحو ساروا سيرا رويدا وحالا نحو ساروا رويدا وهي من أسماء الأفعال المتعدية وأراد بالقوارير النساء شبههن بالقوارير من الزجاج لأنه يسرع إليها الكسر و كان أنجشة يحدو وينشد القريض والرجز فلم يؤمن أن يصيبهن أويقع في قلوبهن حداؤه فأمره بالكف عن ذلك و في المثل الغناء رقية الزني وقيل أراد أن الإبل إذاسمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت فأزعجت الراكب وأتعبته فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة
3-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ
صفحه : 264
عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَتِ امرَأَةُ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ إِلَي النّبِيّص فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ عُثمَانَ يَصُومُ النّهَارَ وَ يَقُومُ اللّيلَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مُغضَباً يَحمِلُ نَعلَيهِ حَتّي جَاءَ إِلَي عُثمَانَ فَوَجَدَهُ يصُلَيّ فَانصَرَفَ عُثمَانُ حِينَ رَأَي رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَهُ يَا عُثمَانُ لَم يرُسلِنيِ اللّهُ بِالرّهبَانِيّةِ وَ لَكِن بعَثَنَيِ بِالحَنِيفِيّةِ السّهلَةِ السّمحَةِ أَصُومُ وَ أصُلَيّ وَ أَلمِسُ أهَليِ فَمَن أَحَبّ فطِرتَيِ فَليَستَنّ بسِنُتّيِ وَ مِن سنُتّيَِ النّكَاحُ
4- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَبّلَ عُثمَانَ بنَ مَظعُونٍ بَعدَ مَوتِهِ
5- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعَ النّبِيّص امرَأَةً حِينَ مَاتَ عُثمَانُ بنُ مَظعُونٍ وَ هيَِ تَقُولُ هَنِيئاً لَكَ يَا أَبَا السّائِبِ الجَنّةُ فَقَالَ النّبِيّص وَ مَا عِلمُكِ حَسبُكِ أَن تقَوُليِ كَانَ يُحِبّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولَهُ فَلَمّا مَاتَ اِبرَاهِيمُ بنُ رَسُولِ اللّهِص هَمَلَت عَينُ رَسُولِ اللّهِص بِالدّمُوعِ ثُمّ قَالَ النّبِيّص تَدمَعُ العَينُ وَ يَحزَنُ القَلبُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ وَ إِنّا بِكَ يَا اِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ ثُمّ رَأَي النّبِيّص فِي قَبرِهِ خَلَلًا فَسَوّاهُ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُم عَمَلًا فَليُتقِن ثُمّ قَالَ الحَق بِسَلَفِكَ الصّالِحِ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ
6-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ العَلَاءِ بنِ رَزِينٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَذّنَ ابنُ أُمّ مَكتُومٍ لِصَلَاةِ الغَدَاةِ وَ مَرّ رَجُلٌ بِرَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَتَسَحّرُ فَدَعَاهُ أَن يَأكُلَ مَعَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد أَذّنَ المُؤَذّنُ لِلفَجرِ فَقَالَ إِنّ هَذَا ابنُ أُمّ مَكتُومٍ وَ هُوَ يُؤَذّنُ بِلَيلٍ فَإِذَا
صفحه : 265
أَذّنَ بِلَالٌ فَعِندَ ذَلِكَ فَأَمسِك
7- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الخَيطِ الأَبيَضِ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ فَقَالَ بَيَاضُ النّهَارِ مِن سَوَادِ اللّيلِ قَالَ وَ كَانَ بِلَالٌ يُؤَذّنُ للِنبّيِّص وَ ابنُ أُمّ مَكتُومٍ وَ كَانَ أَعمَي يُؤَذّنُ بِلَيلٍ وَ يُؤَذّنُ بِلَالٌ حِينَ يَطلُعُ الفَجرُ فَقَالَ النّبِيّص إِذَا سَمِعتُم صَوتَ بِلَالٍ فَدَعُوا الطّعَامَ وَ الشّرَابَ فَقَد أَصبَحتُم
8- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ المُثَنّي عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَ رَأَيتَ أُمّ أَيمَنَ فإَنِيّ أَشهَدُ أَنّهَا مِن أَهلِ الجَنّةِ وَ مَا كَانَت تَعرِفُ مَا أَنتُم عَلَيهِ
9- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص زَوّجَ المِقدَادَ بنَ الأَسوَدِ ضُبَاعَةَ بِنتَ الزّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ قَالَ إِنّمَا زَوّجتُهَا المِقدَادَ لِتَتّضِعَ المَنَاكِحُ وَ لِتَتَأَسّوا بِسُنّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ لِتَعلَمُوا أَنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقَاكُم وَ كَانَ الزّبَيرُ أَخَا عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي طَالِبٍ لِأَبِيهِمَا وَ أُمّهِمَا
10-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنيَ عِيسَي وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أَرَادَت قُرَيشٌ قَتلَ النّبِيّص قَالَت كَيفَ لَنَا بأِبَيِ لَهَبٍ فَقَالَت أُمّ جَمِيلٍ أَنَا أَكفِيكُمُوهُ أَنَا أَقُولُ لَهُ إنِيّ إِن تَقعُدِ اليَومَ فِي البَيتِ نَصطَبِح فَلَمّا أَن كَانَ مِنَ الغَدِ وَ تَهَيّأَ المُشرِكُونَ للِنبّيِّص قَعَدَ أَبُو لَهَبٍ وَ أُمّ جَمِيلٍ يَشرَبَانِ فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ عَلِيّاً ع فَقَالَ
صفحه : 266
لَهُ يَا بنُيَّ اذهَب إِلَي عَمّكَ أَبِي لَهَبٍ فَاستَفتِح عَلَيهِ فَإِن فُتِحَ لَكَ فَادخُل وَ إِن لَم يُفتَح لَكَ فَتَحَامَل عَلَي البَابِ وَ اكسِرهُ وَ ادخُل عَلَيهِ فَإِذَا دَخَلتَ عَلَيهِ فَقُل لَهُ يَقُولُ لَكَ أَبِي إِنّ امرَأً عَمّهُ عَينُهُ فِي القَومِ لَيسَ بِذَلِيلٍ قَالَ فَذَهَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَوَجَدَ البَابَ مُغلَقاً فَاستَفتَحَ فَلَم يُفتَح لَهُ فَتَحَامَلَ عَلَي البَابِ فَكَسَرَهُ وَ دَخَلَ فَلَمّا رَآهُ أَبُو لَهَبٍ قَالَ لَهُ مَا لَكَ يَا ابنَ أخَيِ فَقَالَ لَهُ أَبِي يَقُولُ لَكَ إِنّ امرَأً عَمّهُ عَينُهُ فِي القَومِ لَيسَ بِذَلِيلٍ فَقَالَ لَهُ صَدَقَ أَبُوكَ فَمَا ذَاكَ يَا ابنَ أخَيِ فَقَالَ لَهُ يُقتَلُ ابنُ أَخِيكَ وَ أَنتَ تَأكُلُ وَ تَشرَبُ فَوَثَبَ فَأَخَذَ سَيفَهُ فَتَعَلّقَت بِهِ أُمّ جَمِيلٍ فَرَفَعَ يَدَهُ وَ لَطَمَ وَجهَهَا لَطمَةً فَفَقَأَ عَينَهَا فَمَاتَت وَ هيَِ عَورَاءُ وَ خَرَجَ أَبُو لَهَبٍ وَ مَعَهُ السّيفُ فَلَمّا رَأَتهُ قُرَيشٌ عَرَفَتِ الغَضَبَ فِي وَجهِهِ فَقَالَت مَا لَكَ يَا أَبَا لَهَبٍ فَقَالَ أُبَايِعُكُم عَلَي ابنِ أخَيِ ثُمّ تُرِيدُونَ قَتلَهُ وَ اللّاتِ وَ العُزّي لَقَد هَمَمتُ أَن أُسلِمَ ثُمّ تَرَونَ مَا أَصنَعُ فَاعتَذَرُوا إِلَيهِ وَ رَجَعَ
بيان اصطبح أي شرب صبوحا قوله عمه عينه المراد بالعم أبولهب أونفسه والأول أظهر والمراد بالعين السيد أوالرقيب أوالحافظ والحاصل أن من كان عمه مثلك سيد القوم وزعيمهم لاينبغي أن يكون ذليلا بينهم وكأنه كان مكان عينه أبوعتبة أو أبوعتيبة فإنه كان يكني بأبي عتبة و أبي عتيبة و أبي معتب أسماء أبنائه ووجدت في ديوان أبي طالب أنه بعث إليه هذه الأبيات .
و إن امرأ أبوعتيبة عمه | لفي معزل من أن يسام المظالما |
أقول له وأين منه نصيحتي | أبامعتب ثبت سوادك قائما |
. إلي آخر ماسيأتي في باب أحوال أبي طالب رضي الله عنه
11-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ جَمِيعاً عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن عَمّارِ بنِ حَيّانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 267
قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَتَتهُ أُختٌ لَهُ مِنَ الرّضَاعَةِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهَا سُرّ بِهَا وَ بَسَطَ مِلحَفَتَهُ لَهَا فَأَجلَسَهَا عَلَيهَا ثُمّ أَقبَلَ يُحَدّثُهَا وَ يَضحَكُ فِي وَجهِهَا ثُمّ قَامَت فَذَهَبَت فَجَاءَ أَخُوهَا فَلَم يَصنَع بِهِ مَا صَنَعَ بِهَا فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ صَنَعتَ بِأُختِهِ مَا لَم تَصنَع بِهِ وَ هُوَ رَجُلٌ فَقَالَ لِأَنّهَا كَانَت أَبَرّ بِوَالِدَيهَا مِنهُ
12- مِنَ الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع رَوَي الشّارِحُ أَنّ عُثمَانَ كَانَ قَبلَ الهِجرَةِ فِي جِوَارِ الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ فَلَمّا رَأَي مَا يَلقَي سَائِرُ الصّحَابَةِ مِنَ الأَذَي خَرَجَ مِن جِوَارِهِ لِيَكُونَ أُسوَةً لَهُم فَقَرَأَ فِي ذَلِكَ المَجلِسِ لَبِيدُ بنُ المُغِيرَةِ
أَلَا كُلّ شَيءٍ مَا خَلَا اللّهَ بَاطِلٌ | وَ كُلّ نُعَيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلٌ |
فَصَدّقَ عُثمَانُ المِصرَاعَ الأَوّلَ وَ أَنكَرَ الثاّنيَِ وَ وَقَعَ التّشَاجُرُ بَينَهُم فَلَطَمَ شَابّ مِنَ القُرَيشِ عُثمَانَ فَأُصِيبَ بِإِحدَي عَينَيهِ فَقَالَ لَهُ الوَلِيدُ يَا ابنَ أَخِ كَانَت عَينُكَ عَمّا أَصَابَهَا لَغَنِيّةً وَ كُنتَ فِي ذِمّةٍ مَنِيعَةٍ فَقَالَ عُثمَانُ وَ اللّهِ إِنّ عيَنيَِ الصّحِيحَةَ لَفَقِيرَةٌ إِلَي مَا أَصَابَ أُختَهَا فِي اللّهِ ثُمّ أَنشَدَ
فَإِن تَكُ عيَنيِ فِي رِضَا الرّبّ نَالَهَا | يَدَا مُلحِدٍ فِي الدّينِ لَيسَ بمِهُتدَيِ |
فَقَد عَوّضَ الرّحمَنُ مِنهَا ثَوَابَهُ | وَ مَن يَرضَهُ الرّحمَنُ يَا قَومِ يَسعَد |
وَ إنِيّ وَ إِن قُلتُم غوَيِّ مُضَلّلٌ | سَفِيهٌ عَلَي دَينِ الرّسُولِ مُحَمّدٍ |
أُرِيدُ بِذَاكَ اللّهَ وَ الحَقّ دِينُنَا | عَلَي رَغمِ مَن يبَغيِ عَلَينَا وَ يعَتدَيِ |
فَمَهلًا بنَيِ فِهرٍ فَلَا تَنطِقُوا الخَنَا | فَتَستَوخِمُوا غِبّ الأَحَادِيثِ فِي غَدٍ |
وَ تَدعُوا بِوَيلٍ فِي الجَحِيمِ وَ أَنتُم | لَدَي مَقعَدٍ فِي مُلتَقَي النّارِ مُوصَدٌ |
إِذَا دَعَوتُم بِالشّرَابِ سُقِيتُم | حَمِيماً وَ مَاءً آجِناً لَم يُبَرّد |
فَأَنشَدَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَذِهِ الأَبيَاتَ غَضَباً لَهُ وَ قِيلَ إِنّ هَذَا أَوّلُ شِعرٍ أَنشَدَهُ شِعرٌ
صفحه : 268
أَ مِن تَذَكّرِ قَومٍ غَيرِ مَلعُونٍ | أَصبَحتَ مُكتَئِباً تبَكيِ كَمَحزُونٍ |
أَ مِن تَذَكّرِ أَقوَامٍ ذوَيِ سَفَهٍ | يَغشَونَ بِالظّلمِ مَن يَدعُو إِلَي الدّينِ |
لَا يَنتَهُونَ عَنِ الفَحشَاءِ مَا أُمِرُوا | وَ الغَدرُ فِيهِم سَبِيلٌ غَيرُ مَأمُونٍ |
أَ لَا يَرَونَ أَقَلّ اللّهُ خَيرَهُم | إِنّا غَضِبنَا لِعُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ |
إِذ يَلطِمُونَ وَ لَا يَخشَونَ مُقلَتَهُ | طَعناً دِرَاكاً وَ ضَرباً غَيرَ مَوهُونٍ |
فَسَوفَ نَجزِيهِم إِن لَم نَمُت عَجَلًا | كَيلًا بِكَيلٍ جَزَاءً غَيرَ مَغبُونٍ |
أَو يَنتَهُونَ عَنِ الأَمرِ ألّذِي وُقِفُوا | فِيهِ وَ يَرضَونَ مِنّا بَعدُ بِالدّونِ |
وَ نَمنَعُ الضّيمَ مَن يَرجُو هَضِيمَتَنَا | بِكُلّ مُطّرِدٍ فِي الكَفّ مَسنُونٍ |
وَ مُرهِفَاتٍ كَأَنّ المِلحَ خَالَطَهَا | يشَفيِ بِهَا الدّاءَ مِن هَامِ المَجَانِينِ |
حَتّي يُقِرّ رِجَالٌ لَا حُلُومَ لَهُم | بَعدَ الصّعُوبَةِ بِالإِسمَاحِ وَ اللّينِ |
أَو يُؤمِنُوا بِكِتَابٍ مُنزَلٍ عَجَبٍ | عَلَي نبَيِّ كَمُوسَي أَو كذَيِ النّونِ |
يأَتيِ بِأَمرٍ جلَيِّ غَيرِ ذيِ عِوَجٍ | كَمَا تَبَيّنَ فِي آيَاتِ يَاسِينٍ |
بيان لعل وصفهم بغير ملعون للتقية والمصلحة أوللتعريض والخطاب مع النفس والمقلة شحمة العين التي تجمع السواد والبياض والدراك المتتابع والهضيمة الظلم واطرد الشيء تبع بعضه بعضا وجري وسننت السكين أحددته
13-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن زُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ قَالَتَعَرّضَ رَجُلٌ مِن وُلدِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ لِجَارِيَةِ رَجُلٍ عقَيِليِّ فَقَالَت لَهُ إِنّ هَذَا العمُرَيِّ قَد آذاَنيِ فَقَالَ لَهَا عِدِيهِ وَ أَدخِلِيهِ الدّهلِيزَ فَأَدخَلَتهُ فَشَدّ عَلَيهِ فَقَتَلَهُ وَ أَلقَاهُ فِي الطّرِيقِ فَاجتَمَعَ البَكرِيّونَ وَ العُمَرِيّونَ وَ العُثمَانِيّونَ وَ قَالُوا مَا لِصَاحِبِنَا
صفحه : 269
كُفوٌ لَن نَقتُلَ بِهِ إِلّا جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ وَ مَا قَتَلَ صَاحِبَنَا غَيرُهُ وَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَد مَضَي نَحوَ قُبَا فَلَقِيتُهُ بِمَا اجتَمَعَ القَومُ عَلَيهِ فَقَالَ دَعهُم فَلَمّا جَاءَ وَ رَأَوهُ وَثَبُوا عَلَيهِ وَ قَالُوا مَا قَتَلَ صَاحِبَنَا أَحَدٌ غَيرُكَ وَ لَا نَقتُلُ بِهِ أَحَداً غَيرَكَ فَقَالَ ليِكُلَمّنيِ مِنكُم جَمَاعَةٌ فَاعتَزَلَ قَومٌ مِنهُم فَأَخَذَ بِأَيدِيهِم وَ أَدخَلَهُمُ المَسجِدَ فَخَرَجُوا وَ هُم يَقُولُونَ شَيخُنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ مَعَاذَ اللّهِ أَن يَكُونَ مِثلُهُ يَفعَلُ هَذَا وَ لَا يَأمُرُ بِهِ فَانصَرَفُوا قَالَ فَمَضَيتُ مَعَهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا كَانَ أَقرَبَ رِضَاهُم مِن سَخَطِهِم قَالَ نَعَم دَعَوتُهُم فَقُلتُ أَمسِكُوا وَ إِلّا أَخرَجتُ الصّحِيفَةَ فَقُلتُ مَا هَذِهِ الصّحِيفَةُ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنّ أُمّ الخَطّابِ كَانَت أَمَةً لِلزّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَسَطّرَ بِهَا نُفَيلٌ فَأَحبَلَهَا فَطَلَبَهُ الزّبَيرُ فَخَرَجَ هَارِباً إِلَي الطّائِفِ فَخَرَجَ الزّبَيرُ خَلفَهُ فَبَصُرَت بِهِ ثَقِيفٌ فَقَالُوا يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا تَعمَلُ هَاهُنَا قَالَ جاَريِتَيِ سَطّرَ بِهَا نُفَيلُكُم فَهَرَبَ مِنهُ إِلَي الشّامِ وَ خَرَجَ الزّبَيرُ فِي تِجَارَةٍ لَهُ إِلَي الشّامِ فَدَخَلَ عَلَي مَلِكِ الدّومَةِ فَقَالَ لَهُ يَا بَا عَبدِ اللّهِ لِي إِلَيكَ حَاجَةٌ قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ أَيّهَا المَلِكُ فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَهلِكَ قَد أَخَذتَ وَلَدَهُ فَأُحِبّ أَن تَرُدّهُ عَلَيهِ فَقَالَ لِيَظهَر لِي حَتّي أَعرِفَهُ فَلَمّا أَن كَانَ مِنَ الغَدِ دَخَلَ المَلِكَ فَلَمّا رَآهُ المَلِكُ ضَحِكَ قَالَ مَا يُضحِكُكَ أَيّهَا المَلِكُ قَالَ مَا أَظُنّ هَذَا الرّجُلَ وَلَدَتهُ عَرَبِيّةٌ لَمّا رَآكَ قَد دَخَلتَ لَم يَملِكِ استَهُ أَن جَعَلَ يَضرِطُ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ إِذَا صِرتُ إِلَي مَكّةَ قَضَيتُ حَاجَتَكَ فَلَمّا قَدِمَ الزّبَيرُ تَحَمّلَ عَلَيهِ بِبُطُونِ قُرَيشٍ كُلّهَا أَن يَدفَعَ إِلَيهِ ابنَهُ فَأَبَي ثُمّ تَحَمّلَ عَلَيهِ بِعَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ مَا بيَنيِ وَ بَينَهُ عَمَلٌ أَ مَا عَلِمتُم مَا فَعَلَ فِي ابنيِ فُلَانٍ وَ لَكِنِ امضُوا أَنتُم إِلَيهِ فَكَلّمُوهُ فَقَصَدُوهُ وَ كَلّمُوهُ فَقَالَ لَهُمُ الزّبَيرُ إِنّ الشّيطَانَ لَهُ دَولَةٌ وَ إِنّ ابنَ هَذَا ابنُ الشّيطَانِ وَ لَستُ آمَنُ أَن يَتَرَأّسَ عَلَينَا وَ لَكِن أَدخِلُوهُ مِن بَابِ المَسجِدِ عَلَيّ عَلَي أَن أحُميَِ لَهُ حَدِيدَةً وَ أَخُطّ فِي وَجهِهِ خُطُوطاً وَ أَكتُبَ عَلَيهِ وَ عَلَي ابنِهِ أَن لَا يَتَصَدّرَ فِي مَجلِسٍ وَ لَا يَتَأَمّرَ عَلَي أَولَادِنَا وَ لَا يَضرِبَ
صفحه : 270
مَعَنَا بِسَهمٍ قَالَ فَفَعَلُوا وَ خَطّ وَجهَهُ بِالحَدِيدَةِ وَ كَتَبَ عَلَيهِ الكِتَابَ وَ ذَلِكَ الكِتَابُ عِندَنَا فَقُلتُ لَهُم إِن أَمسَكتُم وَ إِلّا أَخرَجتُ الكِتَابَ فَفِيهِ فَضِيحَتُكُم فَأَمسَكُوا. وَ توُفُيَّ مَولًي لِرَسُولِ اللّهِص لَم يُخَلّف وَارِثاً فَخَاصَمَ فِيهِ وُلدُ العَبّاسِ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ كَانَ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ قَد حَجّ فِي تِلكَ السّنَةِ فَجَلَسَ لَهُم فَقَالَ دَاوُدُ بنُ عَلِيّ الوَلَاءُ لَنَا وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بَلِ الوَلَاءُ لِي فَقَالَ دَاوُدُ بنُ عَلِيّ إِنّ أَبَاكَ قَاتَلَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ إِن كَانَ قَاتَلَ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَقَد كَانَ حَظّ أَبِيكَ فِيهِ الأَوفَرَ ثُمّ فَرّ بِجِنَايَتِهِ وَ قَالَ وَ اللّهِ لَأُطَوّقَنّكَ غَداً طَوقَ الحَمَامَةِ فَقَالَ دَاوُدُ بنُ عَلِيّ كَلَامُكَ هَذَا أَهوَنُ عَلَيّ مِن بَعرَةٍ فِي واَديِ الأَزرَقِ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ وَادٍ لَيسَ لَكَ وَ لَا لِأَبِيكَ فِيهِ حَقّ قَالَ فَقَالَ هِشَامٌ إِذَا كَانَ غَداً جَلَستُ لَكُم فَلَمّا أَن كَانَ مِنَ الغَدِ خَرَجَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ مَعَهُ كِتَابٌ فِي كِربَاسَةٍ وَ جَلَسَ لَهُم هِشَامٌ فَوَضَعَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الكِتَابَ بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا أَن قَرَأَ قَالَ ادعُوا لِي جَندَلَ الخزُاَعيِّ وَ عُكّاشَةَ الضمّريِّ وَ كَانَا شَيخَينِ قَد أَدرَكَا الجَاهِلِيّةَ فَرَمَي بِالكِتَابِ إِلَيهِمَا فَقَالَ تَعرِفَانِ هَذِهِ الخُطُوطَ قَالَا نَعَم هَذَا خَطّ العَاصِ بنِ أُمَيّةَ وَ هَذَا خَطّ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ لِقَومِ فُلَانٍ مِن قُرَيشٍ وَ هَذَا خَطّ حَربِ بنِ أُمَيّةَ فَقَالَ هِشَامٌ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَرَي خُطُوطَ أجَداَديِ عِندَكُم فَقَالَ نَعَم قَالَ قَد قَضَيتُ بِالوَلَاءِ لَكَ قَالَ فَخَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ
إِن عَادَتِ العَقرَبُ عُدنَا لَهَا | وَ كَانَتِ النّعلُ لَهَا حَاضِرَةً |
. قَالَ فَقُلتُ مَا هَذَا الكِتَابُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِنّ نُثَيلَةَ كَانَت أَمَةً لِأُمّ الزّبَيرِ وَ لأِبَيِ طَالِبٍ وَ عَبدِ اللّهِ فَأَخَذَهَا عَبدُ المُطّلِبِ فَأَولَدَهَا فُلَاناً فَقَالَ لَهُ الزّبَيرُ هَذِهِ الجَارِيَةُ وَرِثنَاهَا مِن أُمّنَا وَ ابنُكَ هَذَا عَبدٌ لَنَا فَتَحَمّلَ عَلَيهِ بِبُطُونِ قُرَيشٍ
صفحه : 271
قَالَ فَقَالَ لَهُ قَد أَجَبتُكَ عَلَي خَلّةٍ عَلَي أَن لَا يَتَصَدّرَ ابنُكَ هَذَا فِي مَجلِسٍ وَ لَا يَضرِبَ مَعَنَا فِي سَهمٍ فَكَتَبَ عَلَيهِ كِتَاباً وَ أَشهَدَ عَلَيهِ فَهُوَ هَذَا الكِتَابُ
بيان فشد عليه أي حمل عليه قوله فسطر بالسين المهملة أي زخرف لها الكلام وخدعها قال الجزري سطر فلانا علي فلان إذازخرف له الأقاويل ونمقها و في بعض النسخ بالشين المعجمة قال الفيروزآبادي شطر شطره أي قصد قصده قوله تحمل عليه أي كلفهم الشفاعة عندالزبير ليدفع إليه الخطاب ثم إنه لمايئس من تأثير شفاعتهم ذهب إلي عبدالمطلب ليتحمل عليه عبدالمطلب مضافا إلي بطون قريش قوله عمل أي معاملة وألفة قوله في ابني فلان يعني العباس وأشار بذلك إلي ماسيأتي في آخر الخبر قوله ولكن امضوا يعني نفيلا مع بطون قريش قوله أن لايتصدر أي لايجلس في صدر المجلس قوله و لايضرب معنا بسهم أي لايشترك معنا في قسمة ميراث و لاغيره قوله ع فقد كان حظ أبيك أي جدك عبد الله بن العباس فيه الأوفر أي أخذ حظا وافرا من غنائم تلك الغزوة و كان من أعوانه ع عليها قوله ثم فر بجنايته إشارة إلي ماسيأتي من خيانة عبد الله في بيت مال البصرة وفراره إلي الحجاز قوله ع طوق الحمامة أي طوقا لازما لايفارقك عاره قوله أماإنه واد ليس لك أي و إلاادعيت بعرة تلك الوادي وأخذتها و لم تتركها ويحتمل أن يكون اسما لواد كانت المنازعة فيهافأجاب ع عن سفهه بكلام حق مفيد في الحجاج قوله فأولدها فلانا يعني العباس قال الحارث بن سعيد التغلبي في قصيدته الميمية التي مدح بها أهل البيت ع يخاطب بني العباس في أبيات .
و لالجدكم مسعاة جدهم | و لانثيلتكم من أمهم أمم |
. وقيل كانت نثيلة بنت كليب بن مالك بن حباب وكانت تعان في الجاهلية قوله ع فأخذها عبدالمطلب الظاهر أنه كان أخذها برضا مولاتها أو كان
صفحه : 272
قومها علي نفسه ولاية بعدموت أم الزبير وإنما كانت منازعة زبير لجهله إذ جلالة عبدالمطلب ووصايته تمنع نسبة الذنب إليه
14- نهج ،[نهج البلاغة] فِي كِتَابٍ كَتَبَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي مُعَاوِيَةَ أَنّ قَوماً استُشهِدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ لِكُلّ فَضلٌ حَتّي إِذَا استُشهِدَ شَهِيدُنَا قِيلَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ خَصّهُ رَسُولُ اللّهِص بِسَبعِينَ تَكبِيرَةً عِندَ صَلَاتِهِ عَلَيهِ أَ وَ لَا تَرَي أَنّ قَوماً قُطّعَت أَيدِيهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لِكُلّ فَضلٌ حَتّي إِذَا فُعِلَ بِوَاحِدِنَا كَمَا فُعِلَ بِوَاحِدِهِم قِيلَ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ وَ ذُو الجَنَاحَينِ وَ سَاقَ ع الكَلَامَ إِلَي أَن قَالَ مِنّا أَسَدُ اللّهِ وَ مِنكُم أَسَدُ الأَحلَافِ
15- فس ،[تفسير القمي] نَزَلَتِ النّبُوّةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَومَ الإِثنَينِ وَ أَسلَمَ عَلِيّ ع يَومَ الثّلَاثَاءِ ثُمّ أَسلَمَت خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ زَوجَةُ النّبِيّص ثُمّ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ يصُلَيّ وَ عَلِيّ بِجَنبِهِ وَ كَانَ مَعَ أَبِي طَالِبٍ جَعفَرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَوَقَفَ جَعفَرٌ عَلَي يَسَارِ رَسُولِ اللّهِص فَبَدَرَ رَسُولُ اللّهِص مِن بَينِهِمَا فَكَانَ يصُلَيّ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ خَدِيجَةُ إِلَي أَن أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِفَاصدَع بِما تُؤمَرُالآيَةَ
16- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ الخَزّازِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي رَسُولِهِ أنَيّ شَكَرتُ لِجَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَربَعَ خِصَالٍ فَدَعَاهُ النّبِيّص فَأَخبَرَهُ فَقَالَ لَو لَا أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَخبَرَكَ مَا أَخبَرتُكَ مَا شَرِبتُ خَمراً قَطّ لأِنَيّ عَلِمتُ أنَيّ إِن شَرِبتُهَا زَالَ عقَليِ وَ مَا كَذَبتُ قَطّ لِأَنّ الكَذِبَ
صفحه : 273
يَنقُصُ المُرُوّةَ وَ مَا زَنَيتُ قَطّ لأِنَيّ خِفتُ أنَيّ إِذَا عَمِلتُ عُمِلَ بيِ وَ مَا عَبَدتُ صَنَماً قَطّ لأِنَيّ عَلِمتُ أَنّهُ لَا يَضُرّ وَ لَا يَنفَعُ قَالَ فَضَرَبَ النّبِيّص يَدَهُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ قَالَ حَقّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يَجعَلَ لَكَ جَنَاحَينِ تَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ فِي الجَنّةِ
لي ،[الأمالي للصدوق ] أبي عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عمه عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبدالرحمن عن عمرو بن شمر مثله
17- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ إِسمَاعِيلَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الصواري عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِّ عَنِ الحُسَينِ الأَشفَرِ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ عَن أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ شَهِيدُنَا أَفضَلُ الشّهَدَاءِ وَ هُوَ عَمّكَ وَ مِنّا مَن جَعَلَ اللّهُ لَهُ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ وَ هُوَ ابنُ عَمّكَ الخَبَرَ
ل ،[الخصال ]الطالقاني عن الحسن بن علي العدوي عن عمرو بن المختار عن يحيي الحماني عن قيس بن الربيع مثله .أقول قدمرت الأخبار الكثيرة في باب الركبان يوم القيامة وسيأتي في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع أنه قال النبي ص من الركبان يوم القيامة عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله علي ناقتي العضباء
18- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ رَأَيتُ النّبِيّص كَبّرَ عَلَي حَمزَةَ خَمسَ تَكبِيرَاتٍ وَ كَبّرَ عَلَي الشّهَدَاءِ بَعدَ حَمزَةَ خَمسَ تَكبِيرَاتٍ فَلَحِقَ حَمزَةَ سَبعُونَ تَكبِيرَةً
صفحه : 274
19- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ خَيرُ إخِواَنيِ عَلِيّ وَ خَيرُ أعَماَميِ حَمزَةُ وَ العَبّاسُ صِنوُ أَبِي
20- لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الأَصَمّ عَن عَبدِ اللّهِ البَطَلِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ يَا مَعشَرَ بنَيِ هَاشِمٍ يَا مَعشَرَ بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ أَنَا مُحَمّدٌ أَنَا رَسُولُ اللّهِ إِلّا أنَيّ خُلِقتُ مِن طِينَةٍ مَرحُومَةٍ فِي أَربَعَةٍ مِن أَهلِ بيَتيِ أَنَا وَ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ الخَبَرَ
21- لي ،[الأمالي للصدوق ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَن ثَابِتِ بنِ أَبِي صَفِيّةَ قَالَ نَظَرَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ سَيّدُ العَابِدِينَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ إِلَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبّاسِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَاستَعبَرَ ثُمّ قَالَ مَا مِن يَومٍ أَشَدّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص مِن يَومِ أُحُدٍ قُتِلَ فِيهِ عَمّهُ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ بَعدَهُ يَومُ مُؤتَةَ قُتِلَ فِيهِ ابنُ عَمّهِ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ قَالَ ع وَ لَا يَومَ كَيَومِ الحُسَينِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ ازدَلَفَ إِلَيهِ ثَلَاثُونَ أَلفَ رَجُلٍ يَزعُمُونَ أَنّهُم مِن هَذِهِ الأُمّةِ كُلّ يَتَقَرّبُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِدَمِهِ وَ هُوَ بِاللّهِ يُذَكّرُهُم فَلَا يَتّعِظُونَ حَتّي قَتَلُوهُ بَغياً وَ ظُلماً وَ عُدوَاناً ثُمّ قَالَ ع رَحِمَ اللّهُ العَبّاسَ فَلَقَد آثَرَ وَ أَبلَي وَ فَدَي أَخَاهُ بِنَفسِهِ حَتّي قُطِعَت يَدَاهُ فَأَبدَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِمَا جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ فِي الجَنّةِ كَمَا جَعَلَ لِجَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ إِنّ لِلعَبّاسِ عِندَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَنزِلَةً يَغبِطُهُ بِهَا جَمِيعُ الشّهَدَاءِ يَومَ القِيَامَةِ
ل ،[الخصال ] مثله مع اختصار
صفحه : 275
22- لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ الحلُواَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن هُدبَةَ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ اليمَاَنيِّ عَن عِكرِمَةَ بنِ عَمّارٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي طَلحَةَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَحنُ بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ سَادَةُ أَهلِ الجَنّةِ رَسُولُ اللّهِ وَ حَمزَةُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ جَعفَرٌ ذُو الجَنَاحَينِ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المهَديِّ
أقول سيأتي بعض فضائل جعفر في باب فضائل أبي طالب ع
23- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ عَن جَدّهِ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَحَبّ إخِواَنيِ إلِيَّ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَحَبّ أعَماَميِ إلِيَّ حَمزَةُ
24- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِنّا سَبعَةٌ خَلَقَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَم يَخلُق فِي الأَرضِ مِثلَهُم مِنّا رَسُولُ اللّهِص سَيّدُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ وَصِيّهُ خَيرُ الوَصِيّينَ وَ سِبطَاهُ خَيرُ الأَسبَاطِ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ حَمزَةُ عَمّهُ وَ مَن طَارَ مَعَ المَلَائِكَةِ جَعفَرٌ وَ القَائِمُ ع
25-الإِستِيعَابُ،روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَحَمزَةُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ روُيَِ خَيرُ الشّهَدَاءِ وَ لَو لَا أَن تَجِدَهُ صَفِيّةُ لَتَرَكتُ دَفنَهُ حَتّي يُحشَرَ مِن بُطُونِ الطّيرِ وَ السّبَاعِ وَ كَانَ قَد مُثّلَ بِهِ وَ بِأَصحَابِهِ يَومَئِذٍ قَالَ وَ كَانَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَشبَهَ النّاسِ خَلقاً وَ خُلُقاً بِرَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ جَعفَرٌ أَكبَرَ مِن عَلِيّ بِعَشرِ سِنِينَ وَ كَانَ عَقِيلٌ أَكبَرَ مِن جَعفَرٍ بِعَشرِ سِنِينَ
صفحه : 276
وَ كَانَ طَالِبٌ أَكبَرَ مِن عَقِيلٍ بِعَشرِ سِنِينَ وَ كَانَ جَعفَرٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ الأَوّلِينَ هَاجَرَ إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ وَ قَدِمَ مِنهَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص حِينَ فَتحِ خَيبَرَ فَتَلَقّاهُ النّبِيّص وَ اعتَنَقَهُ وَ قَالَ مَا أدَريِ بِأَيّهِمَا أَنَا أَشَدّ فَرَحاً بِقُدُومِ جَعفَرٍ أَم بِفَتحِ خَيبَرَ وَ كَانَ قُدُومُهُ وَ أَصحَابُهُ مِن أَرضِ الحَبَشَةِ فِي السّنَةِ السّابِعَةِ مِنَ الهِجرَةِ وَ اختَطّ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَي جَنبِ المَسجِدِ ثُمّ غَزَا غَزوَةَ مُؤتَةَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ مِنَ الهِجرَةِ وَ قَاتَلَ فِيهَا حَتّي قُطِعَت يَدَاهُ جَمِيعاً ثُمّ قُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أَبدَلَهُ بِيَدَيهِ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ حَيثُ شَاءَ فَمِن هُنَالِكَ قِيلَ لَهُ جَعفَرٌ ذُو الجَنَاحَينِ
وَ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ قَالَ أرُيَِ رَسُولُ اللّهِص فِي النّومِ جَعفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ ذَا جَنَاحَينِ مُضَرّجاً بِالدّمِ
وَ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ وَجَدنَا مَا بَينَ صَدرِ جَعفَرٍ وَ مَنكِبَيهِ وَ مَا أَقبَلَ مِنهُ تِسعِينَ جِرَاحَةً مَا بَينَ ضَربَةٍ بِالسّيفِ وَ طَعنَةٍ بِالرّمحِ وَ لَمّا أَتَي النّبِيّص نعَيُ جَعفَرٍ أَتَي امرَأَتَهُ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ فَعَزّاهَا فِي زَوجِهَا جَعفَرٍ وَ دَخَلَت فَاطِمَةُ وَ هيَِ تبَكيِ وَ تَقُولُ وَا عَمّاهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي مِثلِ جَعفَرٍ فَلتَبكِ البوَاَكيِ
وَ عَن عَلِيّ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ لِجَعفَرٍ أَشبَهتَ خلَقيِ وَ خلُقُيِ يَا جَعفَرُ
وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دَخَلتُ البَارِحَةَ الجَنّةَ فَإِذَا فِيهَا جَعفَرٌ يَطِيرُ مَعَ المَلَائِكَةِ وَ إِذَا حَمزَةُ مَعَ أَصحَابِهِ
26-فس ،[تفسير القمي] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ العبَديِّ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِّ عَن رَبِيعَةَ السعّديِّ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ إلِهَيِ اختاَرنَيِ فِي
صفحه : 277
ثَلَاثَةٍ مِن أَهلِ بيَتيِ وَ أَنَا سَيّدُ الثّلَاثَةِ وَ أَتقَاهُم لِلّهِ وَ لَا فَخرَ اختاَرنَيِ وَ عَلِيّاً وَ جَعفَراً ابنيَ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمزَةَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ كُنّا رُقُوداً بِالأَبطَحِ لَيسَ مِنّا إِلّا مُسَجّي بِثَوبِهِ عَلَي وَجهِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَن يمَيِنيِ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَن يسَاَريِ وَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ عِندَ رجِليِ فَمَا نبَهّنَيِ عَن رقَدتَيِ غَيرُ حَفِيفِ أَجنِحَةِ المَلَائِكَةِ وَ بَردِ ذِرَاعِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي صدَريِ فَانتَبَهتُ مِن رقَدتَيِ وَ جَبرَئِيلُ فِي ثَلَاثَةِ أَملَاكٍ يَقُولُ لَهُ أَحَدُ الأَملَاكِ الثّلَاثَةِ يَا جَبرَئِيلُ إِلَي أَيّ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةِ أُرسِلتَ فرَفَسَنَيِ بِرِجلِهِ فَقَالَ إِلَي هَذَا قَالَ وَ مَن هَذَا يَستَفهِمُهُ فَقَالَ هَذَا مُحَمّدٌ سَيّدُ النّبِيّينَص وَ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ هَذَا جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ وَ هَذَا حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ سَيّدُ الشّهَدَاءِ ع
27- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ صَالِحٍ عَن زَيدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ذَكَرَ نَحوَهُ وَ قَد مَرّ فِي بَابِ المَبعَثِ
28- فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِمِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِأَلّا يَفِرّوا أَبَداًفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ أَي أَجَلَهُ وَ هُوَ حَمزَةُ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍوَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُأَجَلَهُ يعَنيِ عَلِيّاً ع يَقُولُ اللّهُوَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًاالآيَةَ
29-فس ،[تفسير القمي]إِنّكَ لا تهَديِ مَن أَحبَبتَ قَالَ نَزَلَت فِي أَبِي طَالِبٍ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقُولُ يَا عَمّ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَنفَعكَ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ
صفحه : 278
فَيَقُولُ يَا ابنَ أَخِ أَنَا أَعلَمُ بنِفَسيِ فَلَمّا مَاتَ شَهِدَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ عِندَ رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ تَكَلّمَ بِهَا عِندَ المَوتِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا أَنَا فَلَم أَسمَعهَا مِنهُ وَ أَرجُو أَن أَنفَعَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو قُمتُ المَقَامَ المَحمُودَ لَشَفَعتُ فِي أَبِي وَ أمُيّ وَ عمَيّ وَ أَخٍ كَانَ لِي مُؤَاخِياً فِي الجَاهِلِيّةِ
30- فس ،[تفسير القمي] أُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ وَ حَمزَةَ وَ جَعفَرٍ ثُمّ جَرَت
31- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَنِ اللؤّلؤُيِّ عَن عَلِيّ بنِ حَفصٍ العيِسيِّ عَنِ الصّلتِ بنِ العَلَاءِ عَن أَبِي الحَزَوّرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خُلِقَ النّاسُ مِن شَجَرٍ شَتّي وَ خُلِقتُ أَنَا وَ ابنُ أَبِي طَالِبٍ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ أصَليِ عَلِيّ وَ فرَعيِ جَعفَرٌ
32- كِتَابُ الطّرَفِ،لِلسّيّدِ ابنِ طَاوُسٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ نَقلًا مِن كِتَابِ الوَصِيّةِ لِعِيسَي بنِ المُستَفَادِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا هَاجَرَ النّبِيّص إِلَي المَدِينَةِ وَ حَضَرَ خُرُوجُهُ إِلَي بَدرٍ دَعَا النّاسَ إِلَي البَيعَةِ فَبَايَعَ كُلّهُم عَلَي السّمعِ وَ الطّاعَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا خَلَا دَعَا عَلِيّاً فَأَخبَرَهُ مَن يفَيِ مِنهُم وَ مَن لَا يفَيِ وَ يَسأَلُهُ كِتمَانَ ذَلِكَ ثُمّ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ حَمزَةَ وَ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَهُم باَيعِوُنيِ بَيعَةَ الرّضَا فَقَالَ حَمزَةُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ عَلَي مَا نُبَايِعُ أَ لَيسَ قَد بَايَعنَا فَقَالَ يَا أَسَدَ اللّهِ وَ أَسَدَ رَسُولِهِ تُبَايِعُ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ بِالوَفَاءِ وَ الِاستِقَامَةِ لِابنِ أَخِيكَ إِذَن تَستَكمِلَ الإِيمَانَ قَالَ نَعَم سَمعاً وَ طَاعَةً وَ بَسَطَ يَدَهُ فَقَالَ لَهُم يَدُ اللّهِ فَوقَ أَيدِيكُم عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ حَمزَةُ سَيّدُ
صفحه : 279
الشّهَدَاءِ وَ جَعفَرٌ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ وَ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ السّبطَانِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ هَذَا شَرطٌ مِنَ اللّهِ عَلَي جَمِيعِ المُسلِمِينَ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ أَجمَعِينَفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ مَن أَوفي بِما عاهَدَ عَلَيهُ اللّهَ فَسَيُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً ثُمّ قَرَأَإِنّ الّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنّما يُبايِعُونَ اللّهَ قَالَ وَ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ أُصِيبَ حَمزَةُ فِي يَومِهَا دَعَا بِهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا حَمزَةُ يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِ يُوشِكُ أَن تَغِيبَ غَيبَةً بَعِيدَةً فَمَا تَقُولُ لَو وَرَدتَ عَلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ سَأَلَكَ عَن شَرَائِعِ الإِسلَامِ وَ شُرُوطِ الإِيمَانِ فَبَكَي حَمزَةُ وَ قَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ أرَشدِنيِ وَ فهَمّنيِ فَقَالَ يَا حَمزَةُ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُخلِصاً وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ تَعَالَي بِالحَقّ قَالَ حَمزَةُ شَهِدتُ قَالَ وَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ أَنّ النّارَ حَقّوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ الصّرَاطَ حَقّ وَ المِيزَانَ حَقّ وَ مَنيَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُ وَفَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ وَ أَنّ عَلِيّاً أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَالَ حَمزَةُ شَهِدتُ وَ أَقرَرتُ وَ آمَنتُ وَ صَدّقتُ وَ قَالَ الأَئِمّةَ مِن ذُرّيّتِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الإِمَامَةَ فِي ذُرّيّتِهِ قَالَ حَمزَةُ آمَنتُ وَ صَدّقتُ وَ قَالَ فَاطِمَةَ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ قَالَ نَعَم صَدّقتُ وَ قَالَ حَمزَةَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ عَمّ نَبِيّهِ فَبَكَي حَمزَةُ حَتّي سَقَطَ عَلَي وَجهِهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُ عيَنيَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ جَعفَرٌ[جَعفَراً] ابنَ أَخِيكَ طَيّارٌ فِي الجَنّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ وَ أَنّ مُحَمّداً وَ آلَهُ خَيرُ البَرِيّةِ تُؤمِنُ يَا حَمزَةُ بِسِرّهِم وَ عَلَانِيَتِهِم وَ ظَاهِرِهِم وَ بَاطِنِهِم وَ تَحيَا عَلَي ذَلِكَ وَ تَمُوتُ توُاَليِ مَن وَالَاهُم وَ تعُاَديِ مَن عَادَاهُم قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُكَوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 280
ص سَدّدَكَ اللّهُ وَ وَفّقَكَ
33- ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الوَرّاقِ عَن يَحيَي بنِ المُستَفَادِ عَن يَزِيدَ بنِ سَلَمَةَ النمّيَريِّ عَن عِيسَي بنِ يُونُسَ عَن زَكَرِيّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ عَن زَاذَانَ عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ قَالَ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يَقُولُ فِينَا سِتّ خِصَالٍ لَم تَكُن فِي أَحَدٍ مِمّن كَانَ قَبلَنَا وَ لَا تَكُونُ فِي أَحَدٍ بَعدَنَا مِنّا مُحَمّدٌ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ عَلِيّ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ حَمزَةُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ المُزَيّنُ بِالجَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ حَيثُ يَشَاءُ وَ مهَديِّ هَذِهِ الأُمّةِ ألّذِي يصُلَيّ خَلفَهُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ
34- ج ،[الإحتجاج ]ل ،[الخصال ] فِي احتِجَاجِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَي أَهلِ الشّورَي نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ لَهُ أَخٌ مِثلُ أخَيِ جَعفَرٍ المُزَيّنِ بِالجَنَاحَينِ فِي الجَنّةِ يَحُلّ فِيهَا حَيثُ يَشَاءُ غيَريِ قَالُوا أللّهُمّ لَا قَالَ نَشَدتُكُم هَل فِيكُم أَحَدٌ لَهُ عَمّ مِثلُ عمَيّ حَمزَةَ أَسَدِ اللّهِ وَ أَسَدِ رَسُولِهِ وَ سَيّدِ الشّهَدَاءِ غيَريِ قَالُوا أللّهُمّ لَا
35- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ عَلَي قَائِمَةِ العَرشِ مَكتُوبٌ حَمزَةُ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ الخَبَرَ
36- ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَمّادٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ عَن سَلمَانَ قَالَ قَالَ النّبِيّص لِفَاطِمَةَ شَهِيدُنَا سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ هُوَ عَمّ أَبِيكِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَ هُوَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ الّذِينَ قُتِلُوا مَعَكَ قَالَ لَا بَل سَيّدُ شُهَدَاءِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مَا خَلَا الأَنبِيَاءَ وَ الأَوصِيَاءَ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ذُو الجَنَاحَينِ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ
صفحه : 281
أقول تمامه في باب إخبار النبي ص بمظلومية أهل بيته ع
37- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَيُرَي يَومَ القِيَامَةِ إِلَي جَانِبِ الصّرَاطِ عَالَمٌ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ لَا يَعرِفُ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ تَعَالَي هُم كَانُوا محُبِيّ حَمزَةَ وَ كَثِيرٌ مِنهُم أَصحَابُ الذّنُوبِ وَ الآثَامِ فَتَحُولُ حِيطَانٌ بَينَهُم وَ بَينَ سُلُوكِ الصّرَاطِ وَ العُبُورِ إِلَي الجَنّةِ فَيَقُولُونَ يَا حَمزَةُ قَد تَرَي مَا نَحنُ فِيهِ فَيَقُولُ حَمزَةُ لِرَسُولِ اللّهِ وَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَد تَرَيَانِ أوَليِاَئيِ يَستَغِيثُونَ بيِ فَيَقُولُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ولَيِّ اللّهِ ع يَا عَلِيّ أَعِن عَمّكَ عَلَي إِغَاثَةِ أَولِيَائِهِ وَ استِنقَاذِهِم مِنَ النّارِ فيَأَتيِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي الرّمحِ ألّذِي كَانَ يُقَاتِلُ بِهِ حَمزَةُ أَعدَاءَ اللّهِ فِي الدّنيَا فَيُنَاوِلُهُ إِيّاهُ وَ يَقُولُ يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِ وَ يَا عَمّ أخَيِ رَسُولِ اللّهِ ذُدِ الجَحِيمَ باِلرمّيِ عَن أَولِيَائِكَ بِرُمحِكَ هَذَا كَمَا كُنتَ تَذُودُ بِهِ عَن أَولِيَاءِ اللّهِ فِي الدّنيَا أَعدَاءَ اللّهِ فَيُنَاوِلُ حَمزَةُ الرّمحَ بِيَدِهِ فَيَضَعُ زُجّهُ فِي حِيطَانِ النّارِ الحَائِلَةِ بَينَ أَولِيَائِهِ وَ بَينَ العُبُورِ إِلَي الجَنّةِ عَلَي الصّرَاطِ وَ يَدفَعُهَا دَفعَةً فَيُنَحّيهَا مَسِيرَةَ خَمسِمِائَةِ عَامٍ ثُمّ يَقُولُ لِأَولِيَائِهِ وَ المُحِبّينَ الّذِينَ كَانُوا لَهُ فِي الدّنيَا اعبُرُوا فَيَعبُرُونَ عَلَي الصّرَاطِ آمِنِينَ سَالِمِينَ قَدِ انزَاحَت عَنهُمُ النّيرَانُ وَ بُعّدَت عَنهُمُ الأَهوَالُ وَ يَرِدُونَ الجَنّةَ غَانِمِينَ ظَافِرِينَ
38- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن مُثَنّي بنِ الوَلِيدِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ صَلّي رَسُولُ اللّهِ عَلَي حَمزَةَ سَبعِينَ صَلَاةً
39- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ وَ زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ دَفَنَ رَسُولُ اللّهِص عَمّهُ حَمزَةَ فِي ثِيَابِهِ بِدِمَائِهِ التّيِ أُصِيبَ فِيهَا وَ رَدّاهُ النّبِيّص بِرِدَائِهِ فَقَصُرَ عَن رِجلَيهِ فَدَعَا لَهُ بِإِذخِرٍ فَطَرَحَهُ عَلَيهِ فَصَلّي عَلَيهِ سَبعِينَ صَلَاةً وَ كَبّرَ عَلَيهِ سَبعِينَ تَكبِيرَةً
صفحه : 282
40- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الزهّريِّ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيالّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبّنَا اللّهُ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ جَعفَرٌ وَ حَمزَةُ ع
41- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ الكلَبيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَزَوّرِ الغنَوَيِّ عَن أَصبَغَ بنِ نُبَاتَةَ الحنَظلَيِّ قَالَ رَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَومَ افتَتَحَ البَصرَةَ وَ رَكِبَ بَغلَةَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَ لَا أُخبِرُكُم بِخَيرِ الخَلقِ يَومَ يَجمَعُهُمُ اللّهُ فَقَامَ إِلَيهِ أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِّ فَقَالَ بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَدّثنَا فَإِنّكَ كُنتَ تَشهَدُ وَ نَغِيبُ فَقَالَ إِنّ خَيرَ الخَلقِ يَومَ يَجمَعُهُمُ اللّهُ سَبعَةٌ مِن وُلدِ عَبدِ المُطّلِبِ لَا يُنكِرُ فَضلَهُم إِلّا كَافِرٌ وَ لَا يَجحَدُ بِهِ إِلّا جَاحِدٌ فَقَامَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ سَمّهِم لَنَا لِنَعرِفَهُم فَقَالَ إِنّ خَيرَ الخَلقِ يَومَ يَجمَعُهُمُ اللّهُ الرّسُلُ وَ إِنّ أَفضَلَ الرّسُلِ مُحَمّدٌ وَ إِنّ أَفضَلَ كُلّ أُمّةٍ بَعدَ نَبِيّهَا وصَيِّ نَبِيّهَا حَتّي يُدرِكَهُ نبَيِّ أَلَا وَ إِنّ أَفضَلَ الأَوصِيَاءِ وصَيِّ مُحَمّدٍص أَلَا وَ إِنّ أَفضَلَ الخَلقِ بَعدَ الأَوصِيَاءِ الشّهَدَاءُ أَلَا وَ إِنّ أَفضَلَ الشّهَدَاءِ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ لَم يُنحَل أَحَدٌ مِن هَذِهِ الأَمَةِ جناحان [جَنَاحَينِ]غَيرُهُ شَيءٌ كَرّمَ اللّهُ بِهِ مُحَمّداًص وَ شَرّفَهُ وَ السّبطَانِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ المهَديِّ ع يَجعَلُهُ اللّهُ مَن شَاءَ مِنّا أَهلَ البَيتِ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الفَضلُ مِنَ اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ عَلِيماً
42- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الطّفَيلِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع يَومَ الشّورَي فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل فِيكُم أَحَدٌ لَهُ مِثلُ عمَيّ حَمزَةَ أَسَدِ اللّهِ
صفحه : 283
وَ أَسَدِ رَسُولِهِ قَالُوا أللّهُمّ لَا قَالَ فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل فِيكُم أَحَدٌ لَهُ أَخٌ مِثلُ أخَيِ جَعفَرٍ ذيِ الجَنَاحَينِ مُضَرّجٍ بِالدّمَاءِ الطّيّارِ فِي الجَنّةِ قَالُوا أللّهُمّ لَا الخَبَرَ
43- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فِيمَا احتَجّ عَلَي مُعَاوِيَةَ وَ كَانَ مِمّنِ استَجَابَ لِرَسُولِ اللّهِص عَمّهُ حَمزَةُ وَ ابنُ عَمّهِ جَعفَرٌ فَقُتِلَا شَهِيدَينِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا فِي قَتلَي كَثِيرَةٍ مَعَهُمَا مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ اللّهُ تَعَالَي حَمزَةَ سَيّدَ الشّهَدَاءِ مِن بَينِهِم وَ جَعَلَ لِجَعفَرٍ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ كَيفَ يَشَاءُ مِن بَينِهِم وَ ذَلِكَ لِمَكَانِهِمَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ مَنزِلَتِهِمَا وَ قَرَابَتِهِمَا مِنهُص وَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص عَلَي حَمزَةَ سَبعِينَ صَلَاةً مِن بَينِ الشّهَدَاءِ الّذِينَ استُشهِدُوا مَعَهُ الخَبَرَ
بيان لعل الجناح في الجسد المثالي و لايبعد الأصلي أيضا
44- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ اللّهِ فَإِنّ أَجَلَ اللّهِ لَآتٍ قَالَ نَزَلَت فِي بنَيِ هَاشِمٍ مِنهُم حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ وَ فِيهِم نَزَلَتوَ مَن جاهَدَ فَإِنّما يُجاهِدُ لِنَفسِهِ
45- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَنِ البزَنَطيِّ عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ عَن عَامِرِ بنِ السّمطِ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَم يُدخِلِ الجَنّةَ حَمِيّةٌ غَيرُ حَمِيّةِ حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ ذَلِكَ حِينَ أَسلَمَ غَضَباً للِنبّيِّص فِي حَدِيثِ السّلَي ألّذِي ألُقيَِ عَلَي النّبِيّص
بيان لم يدخل علي بناء الإفعال ويحتمل المجرد فالإسناد مجازي
46-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ لِيَ النّبِيّص رَأَيتُ
صفحه : 284
فِيمَا يَرَي النّائِمُ عمَيّ حَمزَةَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أخَيِ جَعفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ بَينَ أَيدِيهِمَا طَبَقٌ مِن نَبَقٍ فَأَكَلَا سَاعَةً فَتَحَوّلَ العِنَبُ لَهُمَا رُطَباً فَأَكَلَا سَاعَةً فَدَنَوتُ مِنهُمَا وَ قُلتُ بأِبَيِ أَنتُمَا أَيّ الأَعمَالِ وَجَدتُمَا أَفضَلَ قَالَا فَدَينَاكَ بِالآبَاءِ وَ الأُمّهَاتِ وَجَدنَا أَفضَلَ الأَعمَالِ الصّلَاةَ عَلَيكَ وَ سقَيَ المَاءِ وَ حُبّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
أقول قدمضي كثير من فضائل حمزة و جعفر وعبيدة رضي الله عنهم في باب غزوة بدر و باب غزوة أحد و باب غزوة مؤتة وسيأتي في أبواب الجنائز
47- ج ،[الإحتجاج ] عَن إِسحَاقَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَةٍ يَعتَذِرُ فِيهَا عَنِ القُعُودِ عَن قِتَالِ مَن تَقَدّمَ عَلَيهِ قَالَ وَ ذَهَبَ مَن كُنتُ أَعتَضِدُ بِهِم عَلَي دِينِ اللّهِ مِن أَهلِ بيَتيِ وَ بَقِيتُ بَينَ خَفِيرَتَينِ قرَيِبيَ عَهدٍ بِجَاهِلِيّةٍ عَقِيلٍ وَ عَبّاسٍ
بيان الخفير المجار والمجير والمراد هنا الأول أي اللذين أسرا فأجيرا من القتل فصارا من الطلقاء فليسا كالمهاجرين الأولين كماكتب أمير المؤمنين ع في بعض كتبه إلي معاوية ليس المهاجر كالطليق و في كتاب آخر إليه ماللطلقاء وأبناء الطلقاء والتميز بين المهاجرين الأولين
48- ب ،[قرب الإسناد]اليقَطيِنيِّ عَنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أتُيَِ النّبِيّص بِمَالٍ دَرَاهِمَ فَقَالَ النّبِيّص لِلعَبّاسِ يَا عَبّاسُ ابسُط رِدَاءَكَ وَ خُذ مِن هَذَا المَالِ طَرَفاً فَبَسَطَ رِدَاءَهُ فَأَخَذَ مِنهُ طَائِفَةً ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبّاسُ هَذَا مِنَ ألّذِي قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِمَن فِي أَيدِيكُم مِنَ الأَسري إِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً يُؤتِكُم خَيراً مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَ يَغفِر لَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
صفحه : 285
49- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا يَنفَعُكُم نصُحيِ إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم قَالَ نَزَلَت فِي العَبّاسِ
50- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن نَصرٍ عَن شَرِيكٍ عَن إِسمَاعِيلَ المكَيّّ عَن سُلَيمَانَ الأَحوَلِ عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ بَعَثَ النّبِيّص عُمَرَ سَاعِياً عَلَي الصّدَقَةِ فَأَتَي العَبّاسَ يَطلُبُ صَدَقَةَ مَالِهِ فَأَتَي النّبِيّص وَ ذَكَرَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا عُمَرُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ عَمّ الرّجُلِ صِنوُ أَبِيهِ إِنّ العَبّاسَ أَسلَفَنَا صَدَقَةً لِلعَامِ عَامَ أَوّلَ
بيان قال في النهاية في حديث العباس فإن عم الرجل صنو أبيه و في رواية العباس صنو أبي و في رواية صنوي الصنو المثل وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد و هومثل أبي أومثلي
51- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِشكَابٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ حَفصٍ عَن أَيّوبَ بنِ سَيّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ قَالَ أَقبَلَ العَبّاسُ ذَاتَ يَومٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ العَبّاسُ طُوَالًا حَسَنَ الجِسمِ فَلَمّا رَآهُ النّبِيّص تَبَسّمَ إِلَيهِ فَقَالَ إِنّكَ يَا عَمّ لَجَمِيلٌ فَقَالَ العَبّاسُ مَا الجَمَالُ بِالرّجُلِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ بِصَوَابِ القَولِ بِالحَقّ قَالَ فَمَا الكَمَالُ قَالَ تَقوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حُسنُ الخُلُقِ
52- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ بُسرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو البخَترَيِّ عَن سَعدَانَ بنِ نَصرٍ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن عُمَرَ أَنّهُ سَمِعَ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ يَقُولُ لَمّا كَانَ العَبّاسُ
صفحه : 286
بِالمَدِينَةِ وَ طَلَبَتِ الأَنصَارُ ثَوباً يَكسُونَهُ فَلَم يَجِدُوا قَمِيصاً يَصلُحُ عَلَيهِ إِلّا قَمِيصَ عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ فَكَسَوهُ إِيّاهُ
53- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ أخَيِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص احفظَوُنيِ فِي عمَيَّ العَبّاسِ فَإِنّهُ بَقِيّةُ آباَئيِ
54- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَن أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ الجعُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الليّثيِّ قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو جَعفَرٍ المَنصُورُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن آذَي العَبّاسَ فَقَد آذاَنيِ إِنّمَا عَمّ الرّجُلِ صِنوُ أَبِيهِ
55- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ عَقِيلٍ أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَكُم وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمَكُم
قال الصدوق رحمه الله ذكر العباس وعقيل غريب في هذاالحديث لم أسمعه إلا عن محمد بن عمر الجعابي في هذاالحديث
56- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ النّبِيّص قَالَ خَيرُ إخِواَنيِ عَلِيّ وَ خَيرُ أعَماَميِ حَمزَةُ وَ العَبّاسُ صِنوُ أَبِي
57-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أنشد العباس في النبي ص
من قبلها طبت في الظلال و في | مستودع حيث يخصف الورق |
ثم هبطت البلاد لابشر | أنت و لامضغة و لاعلق |
بل نطفة تركب السفين و قد | ألجم نسرا وأهله الغرق |
تنقل من صالب إلي رحم | إذامضي عالم بدا طبق |
صفحه : 287
حتي احتوي بيتك المهيمن من | خندف علياء تحتها النطق |
و أنت لماولدت أشرقت الأرض | وضاءت بنورك الأفق |
فنحن في ذلك الضياء و في | النور وسبل الرشاد نخترق |
. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَفضُضِ اللّهُ فَاكَ
.بيان من قبلها قال في النهاية أي من قبل نزولك إلي الأرض فكني عنها و لم يتقدم لها ذكر لبيان المعني أي كنت طيبا في صلب آدم حيث كان في الجنة و قال في الفائق أراد بالظلال ظلال الجنة يعني كونه في صلب آدم نطفة حين كان في الجنة والمستودع المكان ألذي جعل فيه آدم وحواء من الجنة واستودعاه يخصف الورق عني به قول الله تعالي وَ طَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنّةِ والخصف أن تضم الشيء إلي الشيء وتشكه معه وأراد بالسفين سفينة نوح ع . ونسر صنم لقوم نوح والصالب الصلب والطبق القرن من الناس و في النهاية يقول إذامضي قرن بدا قرن وقيل للقرن طبق لأنهم طبق للأرض ثم ينقرضون ويأتي طبق آخر و قال حتي احتوي بيتك أراد شرفه فجعله في أعلي خندف بيتا والمهيمن الشاهد أي الشاهد بفضلك و في الفائق أراد ببيته شرفه والمهيمن نعته أي حتي احتوي شرفك الشاهد علي فضلك أفضل مكان وأرفعه من نسب خندف و في النهاية خندف لقب ليلي بنت عمران بن الحاف بن قضاعة سميت بهاالقبيلة. و قال علياء اسم للمكان المرتفع كاليفاع وليست بتأنيث الأعلي لأنها جاءت منكرة وفعلي أفعل يلزمها التعريف والنطق جمع نطاق وهي أعراض
صفحه : 288
من جبال بعضها فوق بعض أي نواح وأوساط منها شبهت بالنطق التي تشد بهاأوساط الناس ضربه له مثلا في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال و في الفائق يقال ضاء القمر والسراج يضوء نحو ساء يسوء وأنث الأفق ذهابا إلي الناحية كماأنث الأعرابي الكتاب علي تأويل الصحيفة أولأنه أراد أفق السماء فأجري مجري ذهبت بعض أصابعه أوأراد الآفاق أوجمع أفقا علي أفق كماجمع فلك علي فلك . و في القاموس اخترق مر ومخترق الرياح مهبها. و في النهاية والفائق في حديث العباس أنه قال يا رسول الله إني امتدحتك و في الفائق إني أريد أن أمتدحك فقال قل لايفضض الله فاك فأنشده الأبيات القافية في النهاية أي لايسقط الله أسنانك وتقديره لايسقط الله أسنان فيك فحذف المضاف يقال فضه إذاكسره و في الفائق والفم يقام مقام الأسنان يقال سقط فم فلان
58- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لِرَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَتُحِبّ عَقِيلًا قَالَ إيِ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّهُ حُبّينِ حُبّاً لَهُ وَ حُبّاً لِحُبّ أَبِي طَالِبٍ لَهُ وَ إِنّ وَلَدَهُ لَمَقتُولٌ فِي مَحَبّةِ وَلَدِكَ فَتَدمَعُ عَلَيهِ عُيُونُ المُؤمِنِينَ وَ تصُلَيّ عَلَيهِ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ ثُمّ بَكَي رَسُولُ اللّهِص حَتّي جَرَت دُمُوعُهُ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ إِلَي اللّهِ أَشكُو مَا تَلقَي عتِرتَيِ مِن بعَديِ
59-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَنَزَلَت فِي عَلِيّ وَ العَبّاسِ وَ شَيبَةَ قَالَ العَبّاسُ أَنَا أَفضَلُ لِأَنّ سِقَايَةَ الحَاجّ بيِدَيِ وَ قَالَ شَيبَةُ أَنَا أَفضَلُ لِأَنّ حِجَابَةَ البَيتِ بيِدَيِ وَ قَالَ عَلِيّ أَنَا أَفضَلُ فإَنِيّ آمَنتُ قَبلَكُمَا ثُمّ هَاجَرتُ وَ جَاهَدتُ فَرَضُوا بِرَسُولِ اللّهِص
صفحه : 289
فَأَنزَلَ اللّهُأَ جَعَلتُم سِقايَةَ الحاجّ وَ عِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَستَوُونَ عِندَ اللّهِ إِلَي قَولِهِإِنّ اللّهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيمٌ
60- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ جَاءَ العَبّاسُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ انطَلِق نُبَايِع لَكَ النّاسَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ تَرَاهُم فَاعِلُونَ[فَاعِلِينَ] قَالَ نَعَم قَالَ فَأَينَ قَولُ اللّهِالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ وَ لَقَد فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبلِهِم أَيِ اختَبَرنَاهُمفَلَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعلَمَنّ الكاذِبِينَ
61-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ لَهُ إِنّ ابنَ عَبّاسٍ يَزعُمُ أَنّهُ يَعلَمُ كُلّ آيَةٍ نَزَلَت فِي القُرآنِ فِي أَيّ يَومٍ نَزَلَت وَ فِيمَن نَزَلَت فَقَالَ أَبِي ع سَلهُ فِي مَن نَزَلَتوَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلّ سَبِيلًا وَ فِيمَن نَزَلَتوَ لا يَنفَعُكُم نصُحيِ إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم إِن كانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغوِيَكُم وَ فِيمَن نَزَلَتيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوافَأَتَاهُ الرّجُلُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ وَدِدتُ أَنّ ألّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا واَجهَنَيِ بِهِ فَأَسأَلُهُ عَنِ العَرشِ مِمّ خَلَقَهُ اللّهُ وَ مَتَي خَلَقَ وَ كَم هُوَ وَ كَيفَ هُوَ فَانصَرَفَ الرّجُلُ إِلَي أَبِي ع فَقَالَ أَبِي ع فَهَل أَجَابَكَ بِالآيَاتِ قَالَ لَا قَالَ أَبِي لَكِن أُجِيبُكَ فِيهَا بِعِلمٍ وَ نُورٍ غَيرِ المُدّعَي وَ لَا المُنتَحَلِ أَمّا قَولُهُوَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلّ سَبِيلًافَفِيهِ نَزَلَ وَ فِي أَبِيهِ وَ أَمّا قَولُهُوَ لا يَنفَعُكُم نصُحيِ إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُمففَيِ أَبِيهِ نَزَلَت وَ أَمّا الأُخرَي ففَيِ ابنِهِ نَزَلَت وَ فِينَا وَ لَم يَكُنِ الرّبَاطُ ألّذِي أُمِرنَا بِهِ وَ سَيَكُونُ ذَلِكَ مِن نَسلِنَا المُرَابِطُ
صفحه : 290
وَ مِن نَسلِهِ المُرَابِطُ الخَبَرَ
62- الإِستِيعَابُ،لِابنِ عَبدِ البِرّ رَوَي ابنُ عَبّاسٍ وَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ كَانَ إِذَا قُحِطَ أَهلُ المَدِينَةِ استَسقَي بِالعَبّاسِ قَالَ أَبُو عُمَرَ وَ كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنّ الأَرضَ أَجدَبَت إِجدَاباً شَدِيداً عَلَي عَهدِ عُمَرَ سَنَةَ سَبعَ عَشرَةَ فَقَالَ كَعبٌ إِنّ بنَيِ إِسرَائِيلَ كَانُوا إِذَا قُحِطُوا وَ أَصَابَهُم مِثلُ هَذَا استَسقَوا بِعَصَبَةِ الأَنبِيَاءِ فَقَالَ عُمَرُ هَذَا عَمّ النّبِيّص وَ صِنوُ أَبِيهِ وَ سَيّدُ بنَيِ هَاشِمٍ فَمَضَي إِلَيهِ عُمَرُ فَشَكَا إِلَيهِ مَا فِيهِ النّاسُ ثُمّ صَعِدَ المِنبَرَ وَ مَعَهُ العَبّاسُ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّا قَد تَوَجّهنَا إِلَيكَ بِعَمّ نَبِيّنَا وَ صِنوِ أَبِيهِ فَاسقِنَا الغَيثَ وَ لَا تَجعَلنَا مِنَ القَانِطِينَ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا الفَضلِ قُم فَادعُ اللّهَ فَقَامَ العَبّاسُ فَقَالَ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ أللّهُمّ إِنّ عِندَكَ سَحَاباً وَ عِندَكَ مَاءً فَانشُرِ السّحَابَ ثُمّ أَنزِلِ المَاءَ مِنهُ عَلَينَا فَاشدُد بِهِ الأَصلَ وَ أَطِل بِهِ الفَرعَ وَ أَدِرّ بِهِ الضّرعَ أللّهُمّ إِنّكَ لَم تُنزِل بَلَاءً إِلّا بِذَنبٍ وَ لَم تَكشِفهُ إِلّا بِتَوبَةٍ وَ قَد تَوَجّهَ القَومُ بيِ إِلَيكَ فَاسقِنَا الغَيثَ أللّهُمّ شَفّعنَا فِي أَنفُسِنَا وَ أَهلِنَا أللّهُمّ إِنّا شُفَعَاءُ عَمّن لَا يَنطِقُ مِن بَهَائِمِنَا وَ أَنعَامِنَا أللّهُمّ اسقِنَا سَقياً وَادِعاً نَافِعاً طَبَقاً سَحّاً عَامّاً أللّهُمّ لَا نَرجُو إِلّا إِيّاكَ وَ لَا نَدعُو غَيرَكَ وَ لَا نَرغَبُ إِلّا إِلَيكَ أللّهُمّ إِلَيكَ نَشكُو جُوعَ كُلّ جَائِعٍ وَ عرُيَ كُلّ عَارٍ وَ خَوفَ كُلّ خَائِفٍ وَ ضَعفَ كُلّ ضَعِيفٍ فِي دُعَاءٍ كَثِيرٍ وَ هَذِهِ الأَلفَاظُ كُلّهَا لَم تَجِئ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ وَ لَكِنّهَا جَاءَت فِي أَحَادِيثَ جَمَعتُهَا وَ اختَصَرتُهَا قَالَ فَأَرخَتِ السّمَاءُ عَزَالَهَا[عَزَالِيَهَا] وَ أَخصَبَتِ الأَرضُ فَقَالَ عُمَرُ هَذِهِ وَ اللّهِ الوَسِيلَةُ إِلَي اللّهِ وَ المَكَانُ مِنهُ
63-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَن
صفحه : 291
أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ رَحِمَ اللّهُ الأَخَوَاتِ مِن أَهلِ الجَنّةِ فَسَمّاهُنّ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةُ وَ كَانَت تَحتَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ سَلمَي بِنتُ عُمَيسٍ الخَثعَمِيّةُ وَ كَانَت تَحتَ حَمزَةَ وَ خَمسٌ مِن بنَيِ هِلَالٍ مَيمُونَةُ بِنتُ الحَارِثِ كَانَت تَحتَ النّبِيّص وَ أُمّ الفَضلِ عِندَ العَبّاسِ وَ اسمُهَا هِندٌ وَ الغُمَيصَاءُ أَمّ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ وَ غُرّةُ كَانَت فِي ثَقِيفٍ عِندَ الحَجّاجِ بنِ غِلَاظٍ وَ حَمِيدَةُ لَم يَكُن لَهَا عَقِبٌ
64- يه ،[ من لايحضر الفقيه ]روُيَِ أَنّهُ هَبَطَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَيهِ قَبَاءٌ أَسوَدُ وَ مِنطَقَةٌ فِيهَا خَنجَرٌ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذَا الزيّّ فَقَالَ زيِّ وُلدِ عَمّكَ العَبّاسِ فَخَرَجَ النّبِيّص إِلَي العَبّاسِ فَقَالَ يَا عَمّ وَيلٌ لوِلُديِ مِن وُلدِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فَأَجُبّ نفَسيِ قَالَ جَرَي القَلَمُ بِمَا فِيهِ
65- كِتَابُ الطّرَفِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ نَقلًا عَن كِتَابِ الوَصِيّةِ لِعِيسَي بنِ المُستَفَادِ قَالَدَعَا رَسُولُ اللّهِص العَبّاسَ عِندَ مَوتِهِ فَخَلَا بِهِ وَ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الفَضلِ اعلَم أَنّ مِنِ احتِجَاجِ ربَيّ عَلَيّ تبَليِغيَِ النّاسَ عَامّةً وَ أَهلَ بيَتيِ خَاصّةً وَلَايَةَ عَلِيّ ع فَمَن شَاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شَاءَ فَليَكفُر يَا أَبَا الفَضلِ جَدّد لِلإِسلَامِ عَهداً وَ مِيثَاقاً وَ سَلّم لوِلَيِّ الأَمرِ إِمرَتَهُ وَ لَا تَكُن كَمَن يعُطيِ بِلِسَانِهِ وَ يَكفُرُ بِقَلبِهِ يشُاَقنّيِ فِي أَهلِ بيَتيِ وَ يَتَقَدّمُهُم وَ يَستَأمِرُ عَلَيهِم وَ يَتَسَلّطُ عَلَيهِم لِيُذِلّ قَوماً أَعَزّهُمُ اللّهُ وَ لِيُعِزّ قَوماً لَم يَبلُغُوا وَ لَا يَبلُغُونَ مَا مَدّوا إِلَيهِ أَعيُنَهُم يَا أَبَا الفَضلِ إِنّ ربَيّ عَهِدَ إلِيَّ عَهداً أمَرَنَيِ أَن أُبَلّغَهُ الشّاهِدَ مِنَ الإِنسِ وَ الجِنّ وَ أَن آمُرَ شَاهِدَهُم أَن يُبَلّغُوا غَائِبَهُم فَمَن صَدّقَ عَلِيّاً وَ وَازَرَهُ وَ أَطَاعَهُ وَ نَصَرَهُ وَ قَبِلَهُ وَ أَدّي مَا عَلَيهِ
صفحه : 292
مِنَ الفَرَائِضِ لِلّهِ فَقَد بَلَغَ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ وَ مَن أَبَي الفَرَائِضَ فَقَد أَحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ حَتّي يَلقَي اللّهَ وَ لَا حُجّةَ لَهُ عِندَهُ يَا أَبَا الفَضلِ فَمَا أَنتَ قَائِلٌ قَالَ قَبِلتُ مِنكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ آمَنتُ بِمَا جِئتَ بِهِ وَ صَدّقتُ وَ سَلّمتُ فَاشهَد عَلَيّ
أقول سيأتي بعض أحوال العباس في باب وفاة النبي ص و باب صدقاته و في باب غصب الخلافة و باب شهادة فاطمة ع وأحوال عقيل في باب أحوال عشائر أمير المؤمنين و قدمر بعض أحوال عباس في باب أحوال عبدالمطلب ع و باب غزوة بدر و باب غزوة حنين و باب فتح مكة وغيرها
1-ب ،[قرب الإسناد]السنّديِّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي رَجُلٍ فِي الجَاهِلِيّةِ فَأَكرَمَهُ فَلَمّا بُعِثَ مُحَمّدٌص قِيلَ لَهُ يَا فُلَانُ مَا تدَريِ مَن هَذَا النّبِيّ المَبعُوثُ قَالَ لَا قَالُوا هَذَا ألّذِي نَزَلَ بِكَ يَومَ كَذَا وَ كَذَا فَأَكرَمتَهُ فَأَكَلَ كَذَا وَ كَذَا فَخَرَجَ حَتّي أَتَي رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تعَرفِنُيِ فَقَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا ألّذِي نَزَلتَ بيِ يَومَ كَذَا وَ كَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا فَأَطعَمتُكَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ مَرحَباً بِكَ سلَنيِ قَالَ ثَمَانِينَ ضَائِنَةً بِرُعَاتِهَا فَأَطرَقَ رَسُولُ اللّهِص سَاعَةً ثُمّ أَمَرَ لَهُ بِمَا سَأَلَ ثُمّ قَالَ لِلقَومِ مَا كَانَ عَلَي هَذَا الرّجُلِ أَن يَسأَلَ سُؤَالَ عَجُوزِ بنَيِ إِسرَائِيلَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ
صفحه : 293
وَ مَا سُؤَالُ عَجُوزِ بنَيِ إِسرَائِيلَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي مُوسَي ع أَن يَحمِلَ عِظَامَ يُوسُفَ ع فَسَأَلَ عَن قَبرِهِ فَجَاءَهُ شَيخٌ فَقَالَ إِن كَانَ أَحَدٌ يَعلَمُ فَفُلَانَةُ فَأَرسَلَ إِلَيهَا فَجَاءَت فَقَالَ أَ تَعلَمِينَ مَوضِعَ قَبرِ يُوسُفَ فَقَالَت نَعَم قَالَ فدَلُيّنيِ عَلَيهِ وَ لَكِ الجَنّةُ قَالَت لَا وَ اللّهِ لَا أَدُلّكَ عَلَيهِ إِلّا أَن تحُكَمّنَيِ قَالَ وَ لَكِ الجَنّةُ قَالَت لَا وَ اللّهِ لَا أَدُلّكَ عَلَيهِ حَتّي تحُكَمّنَيِ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ مَا يَعظُمُ عَلَيكَ أَن تُحَكّمَهَا قَالَ فَلَكِ حُكمُكِ قَالَت أَحكُمُ عَلَيكَ أَن أَكُونَ مَعَكَ فِي دَرَجَتِكَ التّيِ تَكُونُ فِيهَا قَالَص فَمَا كَانَ عَلَي هَذَا أَن يسَألَنَيِ أَن يَكُونَ معَيِ فِي الجَنّةِ
2- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن يَزِيدَ الكنُاَسيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ أَنّهُ قَالَ أَسأَلُكَ ماِئتَيَ شَاةٍ بِرُعَاتِهَا
3- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن وَاصِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ للِنبّيِّص خَلِيطٌ فِي الجَاهِلِيّةِ فَلَمّا بُعِثَص لَقِيَهُ خَلِيطُهُ فَقَالَ للِنبّيِّص جَزَاكَ اللّهُ مِن خَلِيطٍ خَيراً فَقَد كُنتَ توُاَتيِ وَ لَا تمُاَريِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص وَ أَنتَ فَجَزَاكَ اللّهُ مِن خَلِيطٍ خَيراً فَإِنّكَ لَم تَكُن تَرُدّ رِبحاً وَ لَا تُمسِكُ ضِرساً
بيان لعل المعني أنك كنت وسطا في المخالطة لم تكن ترد ربحا تستحقه و لاتمسك ضرسا علي ما في يديك من حقي فتخونني فيه ويحتمل أن يكون المعني لم تكن ترد ربحا أعطيك لقلته فتتهمني فيه و لم تكن بخيلا في مالك أيضا والمواتاة الموافقة
صفحه : 294
4- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ مَعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَتِ العَرَبُ فِي الجَاهِلِيّةِ عَلَي فِرقَتَينِ الحُلّ وَ الحُمسِ فَكَانَتِ الحُمسُ قُرَيشاً وَ كَانَتِ الحُلّ سَائِرَ العَرَبِ فَلَم يَكُن أَحَدٌ مِنَ الحُلّ إِلّا وَ لَهُ حرَمَيِّ مِنَ الحُمسِ وَ مَن لَم يَكُن لَهُ حرَمَيِّ مِنَ الحُمسِ لَم يُترَك يَطُوفُ بِالبَيتِ إِلّا عُريَاناً وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص حَرَمِيّاً لِعِيَاضِ بنِ حِمَارٍ المجُاَشعِيِّ وَ كَانَ عِيَاضٌ رَجُلًا عَظِيمَ الخَطَرِ وَ كَانَ قَاضِياً لِأَهلِ عُكَاظٍ فِي الجَاهِلِيّةِ فَكَانَ عِيَاضٌ إِذَا دَخَلَ مَكّةَ أَلقَي عَنهُ ثِيَابَ الذّنُوبِ وَ الرّجَاسَةِ وَ أَخَذَ ثِيَابَ رَسُولِ اللّهِص لِطُهرِهَا فَلَبِسَهَا فَطَافَ بِالبَيتِ ثُمّ يَرُدّهَا عَلَيهِ إِذَا فَرَغَ مِن طَوَافِهِ فَلَمّا أَن ظَهَرَ رَسُولُ اللّهِص أَتَاهُ عِيَاضٌ بِهَدِيّةٍ فَأَبَي رَسُولُ اللّهِص أَن يَقبَلَهَا وَ قَالَ يَا عِيَاضُ لَو أَسلَمتَ لَقَبِلتُ هَدِيّتَكَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَبَي لِي زَبدَ المُشرِكِينَ ثُمّ إِنّ عِيَاضاً بَعدَ ذَلِكَ أَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ فَأَهدَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص هَدِيّةً فَقَبِلَهَا مِنهُ
بيان قال الجزري الحمس جمع الأحمس وهم قريش و من ولدت قريش وكنانة وجديلة قيس سموا حمسا لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشددوا و قال الزبد بسكون الباء الرفد والعطاء
5-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ كَانَ النّبِيّص إِذَا سُئِلَ شَيئاً فَأَرَادَ أَن يَفعَلَ قَالَ نَعَم وَ إِذَا أَرَادَ أَن لَا يَفعَلَ سَكَتَ وَ كَانَ لَا يَقُولُ لشِيَءٍ لَا فَأَتَاهُ أعَراَبيِّ فَسَأَلَهُ فَسَكَتَ ثُمّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ ثُمّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ فَقَالَص كَهَيئَةِ
صفحه : 295
المُستَرسِلِ مَا شِئتَ يَا أعَراَبيِّ فَقُلنَا الآنَ يَسأَلُ الجَنّةَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ أَسأَلُكَ نَاقَةً وَ رَحلَهَا وَ زَاداً قَالَ لَكَ ذَلِكَ ثُمّ قَالَص كَم بَينَ مَسأَلَةِ الأعَراَبيِّ وَ عَجُوزِ بنَيِ إِسرَائِيلَ ثُمّ قَالَ إِنّ مُوسَي لَمّا أُمِرَ أَن يَقطَعَ البَحرَ
وساق الحديث قريبا مما في أول الباب أوردته في باب من المجلد الخامس
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي بَكرِ بنِ عَمرِو بنِ حَزمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ عَرَضَ فِي نَفسِ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ شَيءٌ مِن فَدَكَ فَكَتَبَ إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ هُوَ عَلَي المَدِينَةِ انظُر سِتّةَ آلَافِ دِينَارٍ فَزِد عَلَيهَا غَلّةَ فَدَكَ أَربَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ فَاقسِمهَا فِي وُلدِ فَاطِمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ كَانَت فَدَكُ للِنبّيِّص خَاصّةً فَكَانَت مِمّا لَم يُوجَف عَلَيهَا بِخَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ قَالَ وَ كَانَت للِنبّيِّص أَموَالٌ سَمّاهَا مِنهَا العَوَافُ وَ بُرقَطُ[بُرقَةُ] وَ المِيثَبُ وَ الكَلَا وَ حُسنَا وَ الصّانِعَةُ وَ بَيتُ أُمّ اِبرَاهِيمَ فَأَمّا العَوَافُ فَمِن سَهمِهِ مِن بنَيِ قُرَيظَةَ
بيان الظاهر أن أكثر هذه الأسماء مما صحفه النساخ والعواف صحيح مذكور في تاريخ المدينة لكن في أكثر رواياته الأعواف و في بعضها العواف
صفحه : 296
والظاهر أن برقط تصحيف برقة و في النهاية هوبضم الباء وسكون الراء موضع بالمدينة به مال كانت صدقات رسول الله ص منها والكلا غيرمذكور والكلاب بالضم والتخفيف اسم ماء بالمدينة وكأنه تصحيف الدلال والحسني بضم الحاء وسكون السين وقيل بفتح الحاء ذكره في التاريخ من الصدقات وذكر بدل الصانعة الصافية
2- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ الحِيطَانِ السّبعَةِ فَقَالَ كَانَت مِيرَاثاً مِن رَسُولِ اللّهِص وَقَفَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأخُذُ مِنهَا مَا يُنفِقُ عَلَي أَضيَافِهِ وَ النّائِبَةُ يَلزَمُهُ فِيهَا فَلَمّا قُبِضَ جَاءَ العَبّاسُ يُخَاصِمُ فَاطِمَةَ ع فَشَهِدَ عَلِيّ ع وَ غَيرُهُ أَنّهَا وَقفٌ وَ هيَِ الدّلَالُ وَ العَوَافُ وَ الحُسنَي وَ الصّافِيَةُ وَ مَا لِأُمّ اِبرَاهِيمَ وَ المِيثَبُ وَ بُرقَةُ
3- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا سَأَلنَاهُ عَن صَدَقَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ صَدَقَةِ فَاطِمَةَ ع قَالَ صَدَقَتُهُمَا لبِنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ المُطّلِبِ
4- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي المدَنَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المِيثَبُ هُوَ ألّذِي كَاتَبَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيهِ سَلمَانَ فَأَفَاءَهُ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ فَهُوَ فِي صَدَقَاتِهَا
بيان الضمير لفاطمة ع لكونها معهودة بينه ع و بين المخاطب ورواه الكشي وزاد بعدتمام الخبر يعني فاطمة ع
صفحه : 297
5- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي مَريَمَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَدَقَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ صَدَقَةِ عَلِيّ ع فَقَالَ هيَِ لَنَا حَلَالٌ وَ قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ جَعَلَت صَدَقَتَهَا لبِنَيِ هَاشِمٍ وَ بنَيِ المُطّلِبِ
6- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الثاّنيِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الحِيطَانِ السّبعَةِ التّيِ كَانَت مِيرَاثَ رَسُولِ اللّهِص لِفَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَا إِنّمَا كَانَت وَقفاً فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأخُذُ إِلَيهِ مِنهَا مَا يُنفِقُ عَلَي أَضيَافِهِ وَ التّابِعَةُ تَلزَمُهُ فِيهَا فَلَمّا قُبِضَص جَاءَ العَبّاسُ يُخَاصِمُ فَاطِمَةَ ع فِيهَا فَشَهِدَ عَلِيّ ع وَ غَيرُهُ أَنّهَا وَقفٌ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ هيَِ الدّلَالُ وَ العَوَافُ وَ الحُسنَي وَ الصّافِيَةُ وَ مَا لِأُمّ اِبرَاهِيمَ وَ المِيثَبُ وَ البُرقَةُ
بيان الميثب كمنبر بثاء مثلثة بعدالياء المثناة التحتانية قال أهل اللغة هي إحدي الصدقات النبوية وبرقة بضم الباء وسكون الراء و قال الصدوق رحمه الله في الفقيه المسموع من ذكر أحد الحوائط الميثب ولكني سمعت السيد أبا عبد الله محمد بن الحسن الموسوي أدام الله توفيقه يذكر أنها تعرف عندهم بالميثم انتهي . وأقول ذكر السمهودي في تاريخ المدينة المسمي بالوفاء بأخبار دار المصطفي الميثب بالباء أيضا و قال هو من أودية العقيق و قال قال ابن شهاب كانت
صفحه : 298
صدقات رسول الله ص أموالا لمخيريق اليهودي بالخاء المعجمة والقاف مصغرا و قال عبدالعزيز بن عمران بلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع . ونقل الذهبي عن الواقدي أنه قال حبرا عالما من بني النضير آمن بالنبيص ولذا عده الذهبي من الصحابة لكن رأيت في أوقاف الحصاف قال الواقدي مخيريق لم يسلم ولكنه قاتل و هويهودي فلما مات دفن في ناحية من مقبرة المسلمين و لم يصل عليه انتهي . و قال ابن شهاب أوصي بأمواله للنبيص وشهد أحدا فقتل به فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مُخَيرِيقٌ سَابِقُ اليَهُودِ وَ سَلمَانُ سَابِقُ فَارِسَ وَ بِلَالٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ
قال وأسماء أموال مخيريق التي صارت للنبيص الدلال وبرقة والأعواف والصافية والميثب وحسنا ومشربة أم ابراهيم فأما الصافية وبرقة والدلال والميثب فمجاورات بأعلي الصورين من خلف قصر مروان بن الحكم ويسقيها مهزور و أمامشربة أم ابراهيم سميت بهالأن أم ابراهيم بن النبي ص ولدت فيها وتعلقت حين ضربها المخاض بخشبة من خشب تلك المشربة فتلك الخشبة اليوم معروفة و كان النبي ص أسكن مارية هناك و
صفحه : 299
المشربة الغرفة فكان ذلك المكان سمي باسمها و أماحسنا والأعواف فيسقيهما مهزور انتهي . و قال أبوغسان اختلف في الصدقات فقال بعض الناس هي من أموال بني قريظة والنضير.
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ الدّلَالُ لِامرَأَةٍ مِن بنَيِ النّضِيرِ وَ كَانَ لَهَا سَلمَانُ الفاَرسِيِّ فَكَاتَبَتهُ عَلَي أَن يُحيِيَهَا لَهَا ثُمّ هُوَ حُرّ فَأَعلَمَ بِذَلِكَ النّبِيّص فَخَرَجَ إِلَيهَا فَجَلَسَ عَلَي فَقِيرٍ ثُمّ جَعَلَ يَحمِلُ إِلَيهِ الودَيِّ فَيَضَعُهُ بِيَدِهِ فَمَا عَدَت مِنهَا وَدِيّةٌ أَن أَطلَعَت قَالَ ثُمّ أَفَاءَهَا اللّهُ عَلَي رَسُولِهِص
قال أبوغسان ألذي تظاهر عندنا أن الصدقات المذكورة من أموال بني النضير ويؤيده ما في سنن أبي داود أنه كانت نخل بني النضير لرسول الله ص خاصة أعطاه الله إياه فقال ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِالآية فأعطي أكثرها المهاجرين وبقي منها صدقة رسول الله ص التي في أيدي بني فاطمة الحوائط السبعة. ثم قال و أماالصدقات السبع فالصافية معروفة اليوم شرقي المدينة بجزع زهيرة وبرقة معروفة اليوم أيضا في قبلة المدينة مما يلي المشرق والدلال جزع معروف أيضا قبل الصافية والميثب غيرمعروف اليوم والأعواف جزع معروف اليوم بالعالية ومشربة أم ابراهيم أيضا معروفة بالعالية وحسنا ضبطه
صفحه : 300
المراغي بخطه بضم الحاء وسكون السين المهملتين ثم نون مفتوحة و لايعرف اليوم ولعله تصحيف من الحناء بالنون بعدالحاء و هومعروف اليوم قلت هوخطأ لأنه مخالف للضبط و لاتشرب من مهزور و ألذي يظهر أن الحسنا هي الموضع المعروف اليوم بالحسينيار قرب جزع الدلال و هويشرب من مهزور و هذه الصدقات مما طلبته فاطمة ع من أبي بكر مع سهمه ص بخيبر وفدك كما في الصحيح فأبي أبوبكر عليها ذلك ثم دفع عمر صدقته بالمدينة إلي علي والعباس وأمسك خيبر وفدك و قال هما صدقة رسول الله ص وكانتا لحقوقه التي تعروه وكانت هذه الصدقة بيد علي منعها العباس فغلبه عليها ثم كانت بيد الحسن ثم بيد الحسين ثم بيد عبد الله بن الحسن حتي ولي بنو العباس فقبضوها انتهي . و في القاموس الجزع بالكسر منعطف الوادي ووسطه أومنقطعه أومنحناه أو هومكان بالوادي لاشجر فيه وربما كان رملا ومحلة القوم والمشرف من الأرض إلي جنبه طمأنينة و قال الفقير البئر التي تغرس فيهاالفسيلة
صفحه : 301
الآيات البقرةإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللّهِآل عمران فَالّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم وَ أُوذُوا فِي سبَيِليِ وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفّرَنّ عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ لَأُدخِلَنّهُم جَنّاتٍ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ثَواباً مِن عِندِ اللّهِ وَ اللّهُ عِندَهُ حُسنُ الثّوابِالتوبةوَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ وَ الّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحسانٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ وَ أَعَدّ لَهُم جَنّاتٍ تجَريِ تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُالفتح مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم تَراهُم رُكّعاً سُجّداً يَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُم فِي التّوراةِ وَ مَثَلُهُم فِي الإِنجِيلِ كَزَرعٍ أَخرَجَ شَطأَهُ فَآزَرَهُ فَاستَغلَظَ فَاستَوي عَلي سُوقِهِ يُعجِبُ الزّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنهُم مَغفِرَةً وَ أَجراً عَظِيماًالحشرلِلفُقَراءِ المُهاجِرِينَ الّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم وَ أَموالِهِم يَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً وَ يَنصُرُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ وَ الّذِينَ تَبَوّؤُا الدّارَ وَ الإِيمانَ مِن قَبلِهِم يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَ لا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِم حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ الّذِينَ جاؤُ مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبّنَا اغفِر لَنا وَ لِإِخوانِنَا
صفحه : 302
الّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ وَ لا تَجعَل فِي قُلُوبِنا غِلّا لِلّذِينَ آمَنُوا رَبّنا إِنّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌتفسير قال الطبرسي نور الله ضريحه في قوله تعالي فَالّذِينَ هاجَرُوا أي إلي المدينة وفارقوا قومهم من أهل الكفروَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِمأخرجهم المشركون من مكةوَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا في سبيل الله ثَواباً أي جزاء لهم مِن عِندِ اللّهِ علي أعمالهم وَ اللّهُ عِندَهُ حُسنُ الثّوابِ أي عنده من حسن الجزاء علي الأعمال ما لايبلغه وصف واصف وَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ أي السابقون إلي الإيمان و إلي الطاعات مِنَ المُهاجِرِينَالذين هاجروا من مكة إلي المدينة و إلي الحبشةوَ الأَنصارِ أي و من الأنصار الذين سبقوا نظراءهم من أهل المدينة إلي الإسلام وَ الّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحسانٍ أي بأفعال الخير والدخول في الإسلام بعدهم وسلوك مناهجهم ويدخل في ذلك من يجيء بعدهم إلي يوم القيامةرضَيَِ اللّهُ عَنهُم أي رضي أفعالهم وَ رَضُوا عَنهُ لماأجزل لهم من الثواب و فيهادلالة علي فضل السابقين ومزيتهم علي غيرهم لمالحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين فمنها مفارقة العشائر والأقربين ومنها مباينة المألوف من الدين ومنها نصرة الإسلام مع قلة العدد وكثرة العدو ومنها السبق إلي الإسلام والدعاء إليه . وَ فِي مُسنَدِ السّيّدِ أَبِي طَالِبٍ الهرَوَيِّ مَرفُوعاً إِلَي أَبِي أَيّوبَ عَنِ النّبِيّص قَالَ صَلّتِ المَلَائِكَةُ عَلَيّ وَ عَلَي عَلِيّ سَبعَ سِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يُصَلّ فِيهَا أَحَدٌ غيَريِ وَ غَيرُهُ
وَ رَوَي الحَاكِمُ الحسَكاَنيِّ مَرفُوعاً إِلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ فِي قَولِهِ سُبحَانَهُوَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ قَالَ هُم عَشَرَةٌ مِن قُرَيشٍ أَوّلُهُم إِسلَاماً عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع
.أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم قال الحسن بلغ من شدتهم علي الكفار
صفحه : 303
أنهم كانوا يتحرزون من ثياب المشركين حتي لاتلتزق بثيابهم و عن أبدانهم حتي لاتمس أبدانهم وبلغ تراحمهم فيما بينهم أن كانوا لايري مؤمن مؤمنا إلاصافحه وعانقه . ومثله قوله أَذِلّةٍ عَلَي المُؤمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَي الكافِرِينَتَراهُم رُكّعاً سُجّداً هذاإخبار عن كثرة صلاتهم ومداومتهم عليهايَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً أي يلتمسون بذلك زيادة نعمهم من الله ويطلبون مرضاته سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِ أي علامتهم يوم القيامة أن يكون مواضع سجودهم أشد بياضا عن ابن عباس وعطية قال شهر بن حوشب تكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة البدر وقيل هوالتراب علي الجباه لأنهم يسجدون علي التراب لا علي الأثواب عن عكرمة و ابن جبير و أبي العالية. وقيل هوالصفرة والنحول قال الحسن إذارأيتهم حسبتهم مرضي و ماهم بمرضي ذلِكَ مَثَلُهُم فِي التّوراةِيعني أن ماذكر من وصفهم هو ماوصفوا به في التوراة أيضا ثم ذكر نعتهم في الإنجيل فقال وَ مَثَلُهُم فِي الإِنجِيلِ كَزَرعٍ أَخرَجَ شَطأَهُ أي فراخه وقيل ليس بينهما وقف والمعني ذلك مثلهم في التوراة والإنجيل جميعا.فَآزَرَهُ أي شده وأعانه وقواه قال المبرد يعني أن هذه الأفراخ لحقت الأمهات حتي صارت مثلهافَاستَغلَظَ أي غلظ ذلك الزرع فَاستَوي عَلي سُوقِهِ أي قام علي قصبه وأصوله فاستوي الصغار مع الكبار والسوق جمع الساق والمعني أنه تناهي وبلغ الغايةيُعجِبُ الزّرّاعَ أي يروق ذلك الزرع الأكرة الذين زرعوه قال الواحدي هذامثل ضربه الله تعالي لمحمدص وأصحابه فالزرع محمد والشطأ أصحابه والمؤمنون حوله وكانوا في ضعف وقلة كما يكون أول الزرع دقيقا ثم غلظ وقوي وتلاحق فكذلك المؤمنون
صفحه : 304
قوي بعضهم بعضا حتي استغلظوا واستووا علي أثرهم لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ أي إنما كثرهم الله وقواهم ليكونوا غيظا للكافرين بتوافرهم وتظاهرهم واتفاقهم علي الطاعةوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنهُم أي من أقام علي الإيمان والطاعة منهم .لِلفُقَراءِ المُهاجِرِينَالذين هاجروا من مكة إلي المدينة و من دار الحرب إلي دار الإسلام وَ يَنصُرُونَ اللّهَ أي دينه أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ في الحقيقة عند الله قال الزجاج بين سبحانه من المساكين الذين لهم الحق فقال لِلفُقَراءِ المُهاجِرِينَ ثم ثني سبحانه بوصف الأنصار ومدحهم حتي طابت أنفسهم عن الفيء فقال وَ الّذِينَمبتدأ خبره يحبون أو في موضع جر عطفا علي الفقراء فقوله يحبون حال تَبَوّؤُا الدّارَيعني المدينة وهي دار الهجرة تبوأها الأنصار قبل المهاجرين وتقدير الآية والذين تبوؤا الدار من قبلهم وَ الإِيمانَلأن الأنصار لم يؤمنوا قبل المهاجرين وعطف الإيمان علي الدار في الظاهر لا في المعني لأن الإيمان ليس بمكان يتبوأ والتقدير وآثروا الإيمان وقيل مِن قَبلِهِم أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم وقيل قبل إيمان المهاجرين والمراد بهم أصحاب العقبة وهم سبعون رجلا بايعوا النبي ص علي حرب الأحمر والأبيض يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِملأنهم أحسنوا إلي المهاجرين وأسكنوهم دورهم وأشركوهم في أموالهم وَ لا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِم حاجَةً مِمّا أُوتُوا أي لايجدون في قلوبهم حسدا وغيظا مما أعطي المهاجرون دونهم من مال بني النضيروَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم أي يقدمون المهاجرين علي أنفسهم بأموالهم ومنازلهم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ أي فقر وحاجة والشح البخل ثم ثلث سبحانه بوصف التابعين فقال وَ الّذِينَ جاؤُ مِن بَعدِهِم أي بعدالمهاجرين والأنصار وهم جميع التابعين لهم إلي يوم القيامةغِلّا أي حقدا وعداوة
صفحه : 305
1- ل ،[الخصال ] ابنُ بُندَارَ عَن أَبِي العَبّاسِ الحمَاّديِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الحضَرمَيِّ عَن هُدبَةَ بنِ خَالِدٍ عَن هَمّامِ بنِ يَحيَي عَن قَتَادَةَ عَن أَيمَنَ عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن رآَنيِ وَ آمَنَ بيِ وَ طُوبَي ثُمّ طُوبَي يَقُولُهَا سَبعَ مَرّاتٍ لِمَن لَم يرَنَيِ وَ آمَنَ بيِ
2- ل ،[الخصال ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص اثنيَ عَشَرَ أَلفاً ثَمَانِيَةُ آلَافٍ مِنَ المَدِينَةِ وَ أَلفَانِ مِن أَهلِ مَكّةَ وَ أَلفَانِ مِنَ الطّلَقَاءِ لَم يُرَ فِيهِم قدَرَيِّ وَ لَا مُرجِئٌ وَ لَا حرَوُريِّ وَ لَا معُتزَلِيِّ وَ لَا صَاحِبُ رأَيٍ كَانُوا يَبكُونَ اللّيلَ وَ النّهَارَ وَ يَقُولُونَ اقبِض أَروَاحَنَا مِن قَبلِ أَن نَأكُلَ خُبزَ الخَمِيرِ
بيان الخمير هو مايجعل في العجين ليجود وكأنهم كانوا لايفعلون ذلك لعدم اعتنائهم بجودة الغذاء ويؤيده مارواه العامة عن النبي ص لاآكل الخمير قال الكرماني أي خبزا جعل في عجينه الخمير
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي وَ ابنُ المُتَوَكّلِ وَ مَاجِيلَوَيهِ وَ ابنُ نَاتَانَةَ جَمِيعاً عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي هُدبَةَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص طُوبَي لِمَن رآَنيِ وَ طُوبَي لِمَن رَأَي مَن رآَنيِ وَ طُوبَي لِمَن رَأَي مَن رَأَي مَن رآَنيِ
و قدأخرج علي بن ابراهيم هذاالحديث وحديث الطير بهذا الإسناد في كتاب قرب الإسناد ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الغضائري عن الصدوق
مثله
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ المجُاَشعِيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَأُوصِيكُم
صفحه : 306
بِأَصحَابِ نَبِيّكُم لَا تَسُبّوهُمُ الّذِينَ لَم يُحدِثُوا بَعدَهُ حَدَثاً وَ لَم يُؤوُوا مُحدِثاً فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص أَوصَي بِهِم الخَبَرَ
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالنّاسِ الصّبحَ بِالعِرَاقِ فَلَمّا انصَرَفَ وَعَظَهُم فَبَكَي وَ أَبكَاهُم مِن خَوفِ اللّهِ تَعَالَي ثُمّ قَالَ أَم وَ اللّهِ لَقَد عَهِدتُ أَقوَاماً عَلَي عَهدِ خلَيِليِ رَسُولِ اللّهِص وَ إِنّهُم لَيُصبِحُونَ وَ يُمسُونَ شُعثاً غُبراً خُمُصاً بَينَ أَعيُنِهِم كَرُكَبِ المِعزَي يَبِيتُونَ لِرَبّهِم سُجّداً وَ قِيَاماً يُرَاوِحُونَ بَينَ أَقدَامِهِم وَ جِبَاهِهِم يُنَاجُونَ رَبّهُم وَ يَسأَلُونَهُ فَكَاكَ رِقَابِهِم مِنَ النّارِ وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُهُم وَ هُم جَمِيعٌ مُشفِقُونَ مِنهُ خَائِفُونَ
بيان جميع أي مجتمعون علي الحق لم يتفرقوا كتفرقكم
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ قَالَ وَ حَدّثَنَا ابنُ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ عَن مَرثَدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ الجهُنَيِّ قَالَ بَينَمَا نَحنُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ طَلَعَ رَاكِبَانِ فَلَمّا رَآهُمَا نبَيِّ اللّهِ قَالَ كِندِيّانِ مَذحِجِيّانِ فَإِذَا رَجُلَانِ مِن مَذحِجٍ فَأَتَي أَحَدُهُمَا إِلَيهِ لِيُبَايِعَهُ فَلَمّا أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ رَأَيتَ مَن رَآكَ فَآمَنَ بِكَ وَ صَدّقَكَ وَ اتّبَعَكَ مَا ذَا لَهُ قَالَ طُوبَي لَهُ قَالَ فَمَسَحَ عَلَي يَدِهِ وَ انصَرَفَ قَالَ وَ أَقبَلَ الآخَرُ حَتّي أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ رَأَيتَ مَن آمَنَ بِكَ فَصَدّقَكَ وَ اتّبَعَكَ وَ لَم يَرَكَ مَا ذَا لَهُ قَالَ طُوبَي لَهُ ثُمّ طُوبَي لَهُ قَالَ ثُمّ مَسَحَ عَلَي يَدِهِ ثُمّ انصَرَفَ
صفحه : 307
7- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ البخَترَيِّ عَن سَعدَانَ بنِ نَصرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُصعَبٍ عَنِ الأوَزاَعيِّ عَن أَسِيدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَيرِيزٍ قَالَ قُلتُ لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِ النّبِيّص قَالَ الأوَزاَعيِّ حَسِبتُ أَنَا أَنّهُ يُكَنّي أَبَا جُمُعَةَ حَدّثنَا حَدِيثاً سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَأُحَدّثَنّكَ حَدِيثاً جَيّداً تَغَدّينَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَنَا أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ هَل أَحَدٌ خَيرٌ مِنّا أَسلَمنَا مَعَكَ وَ جَاهَدنَا مَعَكَ قَالَ بَلَي قَومٌ مِن أمُتّيِ يَأتُونَ بعَديِ يُؤمِنُونَ بيِ
8- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ كَلّوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا وَجَدتُم فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَالعَمَلُ لَكُم بِهِ لَا عُذرَ لَكُم فِي تَركِهِ وَ مَا لَم يَكُن فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَت فِيهِ سُنّةٌ منِيّ فَلَا عُذرَ لَكُم فِي تَركِ سنُتّيِ وَ مَا لَم يَكُن فِيهِ سُنّةٌ منِيّ فَمَا قَالَ أصَحاَبيِ فَقُولُوا بِهِ فَإِنّمَا مَثَلُ أصَحاَبيِ فِيكُم كَمَثَلِ النّجُومِ بِأَيّهَا أُخِذَ اهتدُيَِ وَ بأِيَّ أَقَاوِيلِ أصَحاَبيِ أَخَذتُمُ اهتَدَيتُم وَ اختِلَافُ أصَحاَبيِ لَكُم رَحمَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن أَصحَابُكَ قَالَ أَهلُ بيَتيِ
قال الصدوق رحمه الله إن أهل البيت ع لايختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمة للشيعة
صفحه : 308
9-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ بُرَيدٍ عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّ لِلإِيمَانِ دَرَجَاتٍ وَ مَنَازِلَ يَتَفَاضَلُ المُؤمِنُونَ فِيهَا عِندَ اللّهِ قَالَ نَعَم قُلتُ صِفهُ لِي رَحِمَكَ اللّهُ حَتّي أَفهَمَهُ قَالَ إِنّ اللّهَ سَبّقَ بَينَ المُؤمِنِينَ كَمَا يُسَبّقُ بَينَ الخَيلِ يَومَ الرّهَانِ ثُمّ فَضّلَهُم عَلَي دَرَجَاتِهِم فِي السّبقِ إِلَيهِ فَجَعَلَ كُلّ امرِئٍ مِنهُم عَلَي دَرَجَةِ سَبقِهِ لَا يَنقُصُهُ فِيهَا مِن حَقّهِ وَ لَا يَتَقَدّمُ مَسبُوقٌ سَابِقاً وَ لَا مَفضُولٌ فَاضِلًا تَفَاضَلَ بِذَلِكَ أَوَائِلُ هَذِهِ الأُمّةِ أَوَاخِرَهَا وَ لَو لَم يَكُن لِلسّابِقِ إِلَي الإِيمَانِ فَضلٌ عَلَي المَسبُوقِ إِذاً لَلَحِقَ آخِرُ هَذِهِ الأُمّةِ أَوّلَهَا نَعَم وَ لَتَقَدّمُوهُم إِذَا لَم يَكُن لِمَن سَبَقَ إِلَي الإِيمَانِ الفَضلُ عَلَي مَن أَبطَأَ عَنهُ وَ لَكِن بِدَرَجَاتِ الإِيمَانِ قَدّمَ اللّهُ السّابِقِينَ وَ بِالإِبطَاءِ عَنِ الإِيمَانِ أَخّرَ اللّهُ المُقَصّرِينَ لِأَنّا نَجِدُ مِنَ المُؤمِنِينَ مِنَ الآخِرِينَ مَن هُوَ أَكثَرُ عَمَلًا مِنَ الأَوّلِينَ وَ أَكثَرُهُم صَلَاةً وَ صَوماً وَ حَجّاً وَ زَكَاةً وَ جِهَاداً وَ إِنفَاقاً وَ لَو لَم يَكُن سَوَابِقُ يَفضُلُ بِهَا المُؤمِنُونَ بَعضُهُم بَعضاً عِندَ اللّهِ لَكَانَ الآخِرُونَ بِكَثرَةِ العَمَلِ مُقَدّمِينَ عَلَي الأَوّلِينَ وَ لَكِن أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُدرِكَ آخِرُ دَرَجَاتِ الإِيمَانِ أَوّلَهَا وَ يُقَدّمَ فِيهَا مَن أَخّرَ اللّهُ أَو يُؤَخّرَ فِيهَا مَن قَدّمَ اللّهُ قُلتُ أخَبرِنيِ عَمّا نَدَبَ اللّهُ المُؤمِنِينَ إِلَيهِ مِنَ الِاستِبَاقِ إِلَي الإِيمَانِ فَقَالَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّسابِقُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُها كَعَرضِ السّماءِ وَ الأَرضِ أُعِدّت لِلّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ قَالَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ وَ قَالَالسّابِقُونَ الأَوّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ وَ الّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحسانٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُفَبَدَأَ بِالمُهَاجِرِينَ الأَوّلِينَ عَلَي دَرَجَةِ سَبقِهِم ثُمّ ثَنّي بِالأَنصَارِ ثُمّ ثَلّثَ بِالتّابِعِينَ لَهُم بِإِحسَانٍ فَوَضَعَ كُلّ قَومٍ عَلَي قَدرِ دَرَجَاتِهِم وَ مَنَازِلِهِم عِندَهُ ثُمّ ذَكَرَ مَا فَضّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ أَولِيَاءَهُ بَعضَهُم عَلَي بَعضٍ فَقَالَتِلكَ الرّسُلُ فَضّلنا بَعضَهُم عَلي بَعضٍ مِنهُم مَن كَلّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعضَهُمفَوقَ بَعضٍ
صفحه : 309
دَرَجاتٍ إِلَي آخِرِ الآيَةِ وَ قَالَوَ لَقَد فَضّلنا بَعضَ النّبِيّينَ عَلي بَعضٍ وَ قَالَانظُر كَيفَ فَضّلنا بَعضَهُم عَلي بَعضٍ وَ لَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكبَرُ تَفضِيلًا وَ قَالَهُم دَرَجاتٌ عِندَ اللّهِ وَ قَالَوَ يُؤتِ كُلّ ذيِ فَضلٍ فَضلَهُ وَ قَالَالّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم أَعظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَ قَالَوَ فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ عَلَي القاعِدِينَ أَجراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنهُ وَ مَغفِرَةً وَ رَحمَةً وَ قَالَلا يسَتوَيِ مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعدُ وَ قاتَلُوا وَ قَالَيَرفَعِ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ وَ قَالَذلِكَ بِأَنّهُم لا يُصِيبُهُم ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ إِلَي قَولِهِإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ وَ قَالَوَ ما تُقَدّمُوا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ وَ قَالَفَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُفَهَذَا ذِكرُ دَرَجَاتِ الإِيمَانِ وَ مَنَازِلِهِ عِندَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ
10- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص القُرُونُ أَربَعَةٌ أَنَا فِي أَفضَلِهَا قَرناً ثُمّ الثاّنيِ ثُمّ الثّالِثُ فَإِذَا كَانَ الرّابِعُ التَقَي الرّجَالُ بِالرّجَالِ وَ النّسَاءُ بِالنّسَاءِ فَقَبَضَ اللّهُ كِتَابَهُ مِن صُدُورِ بنَيِ آدَمَ فَيَبعَثُ اللّهُ رِيحاً سَودَاءَ ثُمّ لَا يَبقَي أَحَدٌ سِوَي اللّهِ تَعَالَي إِلّا قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ
11- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا أَمَنَةٌ لأِصَحاَبيِ فَإِذَا قُبِضتُ دَنَا مِن أصَحاَبيِ مَا يُوعَدُونَ وَ أصَحاَبيِ أَمَنَةٌ لأِمُتّيِ فَإِذَا قُبِضَ أصَحاَبيِ دَنَا مِن
صفحه : 310
أمُتّيِ مَا يُوعَدُونَ وَ لَا يَزَالُ هَذَا الدّينُ ظَاهِراً عَلَي الأَديَانِ كُلّهَا مَا دَامَ فِيكُم مَن قَد رآَنيِ
12- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ أَهلَ الصّفّةِ وَ كَانُوا ضِيفَانَ رَسُولِ اللّهِص كَانُوا هَاجَرُوا مِن أَهَالِيهِم وَ أَموَالِهِم إِلَي المَدِينَةِ فَأَسكَنَهُم رَسُولُ اللّهِص صُفّةَ المَسجِدِ وَ هُم أَربَعُمِائَةِ رَجُلٍ فَكَانَ يُسَلّمُ عَلَيهِم بِالغَدَاةِ وَ العشَيِّ فَأَتَاهُم ذَاتَ يَومٍ فَمِنهُم مَن يَخصِفُ نَعلَهُ وَ مِنهُم مَن يَرقَعُ ثَوبَهُ وَ مِنهُم مَن يَتَفَلّي وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَرزُقُهُم مُدّاً مُدّاً مِن تَمرٍ فِي كُلّ يَومٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِنهُم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ التّمرُ ألّذِي تَرزُقُنَا قَد أَحرَقَ بُطُونَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمَا إنِيّ لَوِ استَطَعتُ أَن أُطعِمَكُمُ الدّنيَا لَأَطعَمتُكُم وَ لَكِن مَن عَاشَ مِنكُم مِن بعَديِ يُغدَي عَلَيهِ بِالجِفَانِ وَ يُرَاحُ عَلَيهِ بِالجِفَانِ وَ يَغدُو أَحَدُكُم فِي خَمِيصَةٍ وَ يَرُوحُ فِي أُخرَي وَ تُنَجّدُونَ بُيُوتَكُم كَمَا تُنَجّدُ الكَعبَةُ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا إِلَي ذَلِكَ الزّمَانِ بِالأَشوَاقِ فَمَتَي هُوَ قَالَص زَمَانُكُم هَذَا خَيرٌ مِن ذَلِكَ الزّمَانِ إِنّكُم إِن مَلَأتُم بُطُونَكُم مِنَ الحَلَالِ تُوشِكُونَ أَن تَملَئُوهَا مِنَ الحَرَامِ فَقَامَ سَعدُ بنُ أَشَجّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُفعَلُ بِنَا بَعدَ المَوتِ قَالَ الحِسَابُ وَ القَبرُ ثُمّ ضِيقُهُ بَعدَ ذَلِكَ أَو سَعَتُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل تَخَافُ أَنتَ ذَلِكَ فَقَالَ لَا وَ لَكِن أسَتحَييِ مِنَ النّعَمِ المُتَظَاهِرَةِ التّيِ لَا أُجَازِيهَا وَ لَا جُزءاً مِن سَبعَةٍ فَقَالَ سَعدُ بنُ أَشَجّ إنِيّ أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُ رَسُولَهُ وَ مَن حضَرَنَيِ أَنّ نَومَ اللّيلِ عَلَيّ حَرَامٌ وَ الأَكلَ بِالنّهَارِ عَلَيّ حَرَامٌ وَ لِبَاسَ اللّيلِ عَلَيّ حَرَامٌ وَ مُخَالَطَةَ النّاسِ عَلَيّ حَرَامٌ وَ إِتيَانَ النّسَاءِ عَلَيّ حَرَامٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا سَعدُ لَم تَصنَع شَيئاً كَيفَ تَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ تَنهَي عَنِ المُنكَرِ إِذَا لَم تُخَالِطِ النّاسَ وَ سُكُونُ البَرّيّةِ بَعدَ الحَضَرِ كُفرٌ لِلنّعمَةِ نَم بِاللّيلِ وَ كُل
صفحه : 311
بِالنّهَارِ وَ البَس مَا لَم يَكُن ذَهَباً أَو حَرِيراً أَو مُعَصفَراً وَ أتِ النّسَاءَ يَا سَعدُ اذهَب إِلَي بنَيِ المُصطَلَقِ فَإِنّهُم قَد رَدّوا رسَوُليِ فَذَهَبَ إِلَيهِم فَجَاءَ بِصَدَقَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ رَأَيتَهُم قَالَ خَيرَ قَومٍ مَا رَأَيتُ قَوماً قَطّ أَحسَنَ أَخلَاقاً فِيمَا بَينَهُم مِن قَومٍ بعَثَتنَيِ إِلَيهِم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَا ينَبغَيِ لِأَولِيَاءِ اللّهِ تَعَالَي مِن أَهلِ دَارِ الخُلُودِ الّذِينَ كَانَ لَهَا سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم أَن يَكُونُوا أَولِيَاءَ الشّيطَانِ مِن أَهلِ دَارِ الغُرُورِ الّذِينَ لَهَا سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم ثُمّ قَالَ بِئسَ القَومُ قَومٌ لَا يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ لَا يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَقذِفُونَ الآمِرِينَ بِالمَعرُوفِ وَ النّاهِينَ عَنِ المُنكَرِ بِئسَ القَومُ قَومٌ لَا يَقُومُونَ لِلّهِ تَعَالَي بِالقِسطِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَقتُلُونَ الّذِينَ يَأمُرُونَ النّاسَ بِالقِسطِ فِي النّاسِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَكُونُ الطّلَاقُ عِندَهُم أَوثَقَ مِن عَهدِ اللّهِ تَعَالَي بِئسَ القَومُ قَومٌ جَعَلُوا طَاعَةَ إِمَامِهِم دُونَ طَاعَةِ اللّهِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَختَارُونَ الدّنيَا عَلَي الدّينِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَستَحِلّونَ المَحَارِمَ وَ الشّهَوَاتِ وَ الشّبُهَاتِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فأَيَّ المُؤمِنِينَ أَكيَسُ قَالَ أَكثَرُهُم لِلمَوتِ ذِكراً وَ أَحسَنُهُم لَهُ استِعدَاداً أُولَئِكَ هُمُ الأَكيَاسُ
13- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَاصِمِ بنِ أَبِي النّجُودِ عَن أَبِي وَائِلٍ عَن جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ الطّلَقَاءُ مِن قُرَيشٍ وَ العُتَقَاءُ مِن ثَقِيفٍ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بالإسناد عن عبدالرحمن عن أبيه عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عبدالرحمن بن هلال عن جرير عن النبي ص مثله
14- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ صَبِيحٍ عَن سُفيَانَ عَن عَبدِ المُؤمِنِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُإنِيّ تَارِكٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ إِلّا أَنّ أَحَدَهُمَا
صفحه : 312
أَكبَرُ مِنَ الآخَرِ كِتَابُ اللّهِ مَمدُودٌ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ وَ عتِرتَيِ أَهلُ بيَتيِ وَ إِنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ وَ قَالَ أَلَا إِنّ أَهلَ بيَتيِ عيَنيَِ التّيِ آويِ إِلَيهَا أَلَا وَ إِنّ الأَنصَارَ ترُسيِ فَاعفُوا عَن مُسِيئِهِم وَ أَعِينُوا مُحسِنَهُم
15- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا دَخَلَ النّاسُ فِي الدّينِ أَفوَاجاً أَتَتهُمُ الأَزدُ أَرَقّهَا قُلُوباً وَ أَعذَبُهَا أَفوَاهاً قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ أَرَقّهَا قُلُوباً عَرَفنَاهُ فَلِمَ صَارَت أَعذَبَهَا أَفوَاهاً قَالَ لِأَنّهَا كَانَت تَستَاكُ فِي الجَاهِلِيّةِ
قَالَ وَ قَالَ جَعفَرٌ ع لِكُلّ شَيءٍ طَهُورٌ وَ طَهُورُ الفَمِ السّوَاكُ
16- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حِليَةُ الأَولِيَاءِ فِي خَبَرٍ عَن كَعبِ بنِ عُجرَةَ أَنّ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارَ وَ بنَيِ هَاشِمٍ اختَصَمُوا فِي رَسُولِ اللّهِص أَيّنَا أَولَي بِهِ وَ أَحَبّ إِلَيهِ فَقَالَص أَمّا أَنتُم يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ فَإِنّمَا أَنَا أَخُوكُم فَقَالُوا اللّهُ أَكبَرُ ذَهَبنَا بِهِ وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ أَمّا أَنتُم مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ فَإِنّمَا أَنَا مِنكُم فَقَالُوا اللّهُ أَكبَرُ ذَهَبنَا بِهِ وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ أَمّا أَنتُم يَا بنَيِ هَاشِمٍ فَأَنتُم منِيّ وَ إلِيَّ فَقُمنَا وَ كُلّنَا رَاضٍ مُغتَبِطٌ بِرَسُولِ اللّهِص
17- أَقُولُ قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ فِي مَجمَعِ البَيَانِ رَوَي زُرَارَةُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ مَا سُلّتِ السّيُوفُ وَ لَا أُقِيمَتِ الصّفُوفُ فِي صَلَاةٍ وَ لَا زُحُوفٍ وَ لَا جُهِرَ بِأَذَانٍ وَ لَا أَنزَلَ اللّهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا حَتّي أَسلَمَ أَبنَاءُ القَيلَةِ الأَوسُ وَ الخَزرَجُ
18- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فِي مَدحِ الأَنصَارِ هُم وَ اللّهِ رَبّوُا الإِسلَامَ كَمَا يُرَبّي الفَلُوّ مَعَ غَنَائِهِم بِأَيدِيهِمُ السّبَاطِ وَ أَلسِنَتِهِمُ السّلَاطِ
صفحه : 313
بيان الفلو المهر الصغير و رجل سبط اليدين سخي و رجل سليط أي فصيح حديد اللسان
19- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَبِي بَكرٍ المُفِيدِ الجرَجرَاَئيِّ عَنِ المُعَمّرِ أَبِي الدّنيَا عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ طُوبَي لِمَن رآَنيِ أَو رَأَي مَن رآَنيِ أَو رَأَي مَن رَأَي مَن رآَنيِ
أقول قدمر بعض أحوال الأنصار في باب غزوة حنين وغيره و قدذكر سيد الساجدين ع في الدعاء الرابع من الصحيفة الكاملة في فضل الصحابة والتابعين مايغني اشتهاره عن إيراده وينبغي أن تعلم أن هذه الفضائل إنما هي لمن كان مؤمنا منهم لاللمنافقين كغاصبي الخلافة وأضرابهم وأتباعهم ولمن ثبت منهم علي الإيمان واتباع الأئمة الراشدين لاللناكثين الذين ارتدوا عن الدين وسيأتي تمام الكلام في ذلك في كتاب الفتن إن شاء الله تعالي
1- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن شَرِيكٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَسُبّوا قُرَيشاً وَ لَا تُبغِضُوا العَرَبَ وَ لَا تُذِلّوا الموَاَليَِ وَ لَا تُسَاكِنُوا الخُوزَ وَ لَا تَزَوّجُوا إِلَيهِم فَإِنّ لَهُم عِرقاً يَدعُوهُم إِلَي غَيرِ الوَفَاءِ
بيان قال الفيروزآبادي الخوز بالضم جيل من الناس و في النهاية
صفحه : 314
فيه ذكر خوز كرمان وروي خوز وكرمان الخوز جيل معروف وكرمان صقع معروف في العجم ويروي بالراء المهملة و هو من أرض فارس وصوبه الدارقطني وقيل إذاأضفت فبالراء و إذاعطفت فبالزاي
2- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الأَصبَغِ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعَ أَبُو عَبدِ اللّهِ رَجُلًا مِن قُرَيشٍ يُكَلّمُ رَجُلًا مِن أَصحَابِنَا فَاستَطَالَ عَلَيهِ القرُشَيِّ بِالقُرَشِيّةِ وَ استَخزَي الرّجُلَ لِقُرَشِيّتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَجِبهُ فَإِنّكَ بِالوَلَايَةِ أَشرَفُ مِنهُ نِسبَةً
بيان خزي ذل وهان أواستحيا
3- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَنِ الجعَفرَيِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُحِبّ أَربَعَ قَبَائِلَ كَانَ يُحِبّ الأَنصَارَ وَ عَبدَ القَيسِ وَ أَسلَمَ وَ بنَيِ تَمِيمٍ وَ كَانَ يُبغِضُ بنَيِ أُمَيّةَ وَ بنَيِ حُنَيفٍ وَ[بنَيِ]ثَقِيفٍ وَ بنَيِ هُذَيلٍ وَ كَانَ ع يَقُولُ لَم تلَدِنيِ أمُيّ بَكرِيّةً وَ لَا ثَقَفِيّةً وَ كَانَ ع يَقُولُ فِي كُلّ حيَّ نَجِيبٌ إِلّا فِي بنَيِ أُمَيّةَ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن يُوسُفَ بنِ كُلَيبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ عَنِ الصّبّاحِ بنِ يَحيَي المزُنَيِّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ قَالَ حدَثّنَيِ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ ادعُوا غَنِيّاً وَ بَاهِلَةَ وَ حَيّاً آخَرَ قَد سَمّاهَا فَليَأخُذُوا عَطِيّاتِهِم فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا لَهُم فِي الإِسلَامِ نَصِيبٌ وَ أَنَا شَاهِدٌ فِي منَزلِيِ عِندَ الحَوضِ وَ عِندَ المَقَامِ المَحمُودِ أَنّهُم أَعدَاءٌ لِي فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ لَآخُذَنّ غَنِيّاً أَخذَةً تَضرِطُ بَاهِلَةُ وَ لَئِن ثَبَتَت قدَمَاَيَ لَأَرُدّنّ قَبَائِلَ إِلَي قَبَائِلَ وَ قَبَائِلَ إِلَي قَبَائِلَ وَ لَأُبَهرِجَنّ سِتّينَ قَبِيلَةً مَا لَهَا فِي الإِسلَامِ نَصِيبٌ
بيان تضرط باهلة لعله كناية عن شدة الخوف كما هوالمعروف أي تخاف من تلك الأخذة قبيلة باهلة ويمكن أن يقرأ بأهله بإضافة الأهل إلي الضمير ويقال بهرج دمه أي أبطله
صفحه : 315
1- كِتَابُ الطّرَفِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ نَقلًا مِن كِتَابِ الوَصِيّةِ لِعِيسَي بنِ المُستَفَادِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَدَعَا رَسُولُ اللّهِص أَبَا ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ فَقَالَ لَهُم تَعرِفُونَ شَرَائِعَ الإِسلَامِ وَ شُرُوطَهُ قَالُوا نَعرِفُ مَا عَرّفَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ هيَِ وَ اللّهِ أَكثَرُ مِن أَن تُحصَي أشَهدِوُنيِ عَلَي أَنفُسِكُموَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً وَ مَلَائِكَتُهُ عَلَيكُم شُهُودٌ بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُخلِصاً لَا شَرِيكَ لَهُ فِي سُلطَانِهِ وَ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي مُلكِهِ وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ بعَثَنَيِ بِالحَقّ وَ أَنّ القُرآنَ إِمَامٌ مِنَ اللّهِ وَ حَكَمٌ عَدلٌ وَ أَنّ القِبلَةَ قبِلتَيِ شَطرَ المَسجِدِ الحَرَامِ لَكُم قِبلَةٌ وَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وصَيِّ مُحَمّدٍ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ مَولَاهُم وَ أَنّ حَقّهُ مِنَ اللّهِ مَفرُوضٌ وَاجِبٌ وَ طَاعَتَهُ طَاعَةُ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ وَ أَنّ مَوَدّةَ أَهلِ بيَتيِ مَفرُوضَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَي كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ مَعَ إِقَامَةِ الصّلَاةِ لِوَقتِهَا وَ إِخرَاجِ الزّكَاةِ مِن حِلّهَا وَ وَضعِهَا فِي أَهلِهَا وَ إِخرَاجِ الخُمُسِ مِن كُلّ مَا يَملِكُهُ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ حَتّي يَرفَعَهُ إِلَي ولَيِّ المُؤمِنِينَ وَ أَمِيرِهِم وَ بَعدَهُ إِلَي وُلدِهِ فَمَن عَجَزَ وَ لَم يَقدِر إِلّا عَلَي اليَسِيرِ مِنَ المَالِ فَليَدفَع ذَلِكَ إِلَي الضّعَفَاءِ مِن أَهلِ بيَتيِ مِن وُلدِ الأَئِمّةِ فَإِن لَم يَقدِر فَلِشِيعَتِهِم مِمّن لَا يَأكُلُ بِهِمُ النّاسُ وَ لَا يُرِيدُ بِهِم إِلّا اللّهُ وَ مَا وَجَبَ عَلَيهِم مِن حقَيّ وَ العَدلِ فِي الرّعِيّةِ وَ القَسمِ بِالسّوِيّةِ وَ القَولِ بِالحَقّ
صفحه : 316
وَ أَن يَحكُمَ بِالكِتَابِ عَلَي مَا عَمِلَ عَلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ بِالفَرَائِضِ عَلَي كِتَابِ اللّهِ وَ أَحكَامِهِ وَ إِطعَامِ الطّعَامِ عَلَي حُبّهِ وَ حَجّ البَيتِ وَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ غُسلِ الجَنَابَةِ وَ الوُضُوءِ الكَامِلِ عَلَي اليَدَينِ وَ الوَجهِ وَ الذّرَاعَينِ إِلَي المَرَافِقِ وَ المَسحِ عَلَي الرّأسِ وَ القَدَمَينِ إِلَي الكَعبَينِ لَا عَلَي خُفّ وَ لَا عَلَي خِمَارٍ وَ لَا عَلَي عِمَامَةٍ وَ الحُبّ لِأَهلِ بيَتيِ فِي اللّهِ وَ حُبّ شِيعَتِهِم لَهُم وَ البُغضِ لِأَعدَائِهِم وَ بُغضِ مَن وَالَاهُم وَ العَدَاوَةِ فِي اللّهِ وَ لَهُ وَ الإِيمَانِ بِالقَدَرِ خَيرِهِ وَ شَرّهِ وَ حُلوِهِ وَ مُرّهِ وَ عَلَي أَن يُحَلّلُوا حَلَالَ القُرآنِ وَ يُحَرّمُوا حَرَامَهُ وَ يَعمَلُوا بِالأَحكَامِ وَ يَرُدّوا المُتَشَابِهَ إِلَي أَهلِهِ فَمَن عمَيَِ عَلَيهِ مِن عِلمِهِ شَيءٌ لَم يَكُن عَلِمَهُ منِيّ وَ لَا سَمِعَهُ فَعَلَيهِ بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّهُ قَد عَلِمَ كَمَا قَد عَلِمتُهُ ظَاهِرَهُ وَ بَاطِنَهُ وَ مُحكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ هُوَ يُقَاتِلُ عَلَي تَأوِيلِهِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ وَ مُوَالَاةِ أَولِيَاءِ اللّهِ مُحَمّدٍ وَ ذُرّيّتِهِ الأَئِمّةِ خَاصّةً وَ يَتَوَالَي مَن وَالَاهُم وَ شَايَعَهُم وَ البَرَاءَةِ وَ العَدَاوَةِ لِمَن عَادَاهُم وَ شَاقّهُم كَعَدَاوَةِ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ البَرَاءَةِ مِمّن شَايَعَهُم وَ تَابَعَهُم وَ الِاستِقَامَةِ عَلَي طَرِيقَةِ الإِمَامِ وَ اعلَمُوا أنَيّ لَا أُقَدّمُ عَلَي عَلِيّ أَحَداً فَمَن تَقَدّمَهُ فَهُوَ ظَالِمٌ وَ البَيعَةُ بعَديِ لِغَيرِهِ ضَلَالَةٌ وَ فَلتَةٌ وَ ذِلّةٌ الأَوّلِ ثُمّ الثاّنيِ ثُمّ الثّالِثِ وَ وَيلٌ لِلرّابِعِ ثُمّ الوَيلُ لَهُ وَ وَيلٌ لَهُ وَ لِأَبِيهِ مَعَ وَيلٍ لِمَن كَانَ قَبلَهُ وَ وَيلٌ لَهُمَا وَ لِأَصحَابِهِمَا لَا غَفَرَ اللّهُ لَهُمَا فَهَذِهِ شُرُوطُ الإِسلَامِ وَ مَا بقَيَِ أَكثَرُ قَالُوا سَمِعنَا وَ أَطَعنَا وَ قَبِلنَا وَ صَدّقنَا وَ نَقُولُ مِثلَ ذَلِكَ وَ نَشهَدُ لَكَ عَلَي أَنفُسِنَا بِالرّضَا بِهِ أَبَداً حَتّي نَقدَمَ عَلَيكَ آمَنّا بِسِرّهِم وَ عَلَانِيَتِهِم وَ رَضِينَا بِهِم أَئِمّةً وَ هُدَاةً وَ موَاَليَِ قَالَ وَ أَنَا مَعَكُم شَهِيدٌ ثُمّ قَالَ نَعَم وَ تَشهَدُونَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ هيَِ مُحَرّمَةٌ عَلَي الخَلَائِقِ حَتّي أَدخُلَهَا
صفحه : 317
قَالُوا نَعَم قَالَ وَ تَشهَدُونَ أَنّ النّارَ حَقّ وَ هيَِ مُحَرّمَةٌ عَلَي الكَافِرِينَ حَتّي يَدخُلَهَا أَعدَاءُ أَهلِ بيَتيِ وَ النّاصِبُونَ لَهُم حَرباً وَ عَدَاوَةً وَ لَاعِنُهُم وَ مُبغِضُهُم وَ قَاتِلُهُم كَمَن لعَنَنَيِ أَو أبَغضَنَيِ أَو قاَتلَنَيِ وَ هُم فِي النّارِ قَالُوا شَهِدنَا وَ عَلَي ذَلِكَ أَقرَرنَا قَالَ وَ تَشهَدُونَ أَنّ عَلِيّاً صَاحِبُ حوَضيِ وَ الذّائِدُ عَنهُ وَ هُوَ قَسِيمُ النّارِ يَقُولُ ذَلِكَ لَكَ فَاقبِضهُ ذَمِيماً وَ هَذَا لِي فَلَا تَقرَبَنّهُ فَيَنجُو سَلِيماً قَالُوا شَهِدنَا عَلَي ذَلِكَ وَ نُؤمِنُ بِهِ قَالَ وَ أَنَا عَلَي ذَلِكَ شَهِيدٌ
2- لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن عُروَةَ بنِ أخَيِ شُعَيبٍ عَن شُعَيبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يُحَدّثُ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً لِأَصحَابِهِ أَيّكُم يَصُومُ الدّهرَ فَقَالَ سَلمَانُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَيّكُم يحُييِ اللّيلَ قَالَ سَلمَانُ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَأَيّكُم يَختِمُ القُرآنَ فِي كُلّ يَومٍ فَقَالَ سَلمَانُ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَغَضِبَ بَعضُ أَصحَابِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ سَلمَانَ رَجُلٌ مِنَ الفُرسِ يُرِيدُ أَن يَفتَخِرَ عَلَينَا مَعَاشِرَ قُرَيشٍ قُلتَ أَيّكُم يَصُومُ الدّهرَ فَقَالَ أَنَا وَ هُوَ أَكثَرَ أَيّامِهِ يَأكُلُ وَ قُلتَ أَيّكُم يحُييِ اللّيلَ فَقَالَ أَنَا وَ هُوَ أَكثَرَ لَيلَتِهِ نَائِمٌ وَ قُلتَ أَيّكُم يَختِمُ القُرآنَ فِي كُلّ يَومٍ فَقَالَ أَنَا وَ هُوَ أَكثَرَ نَهَارِهِ صَامِتٌ فَقَالَ النّبِيّص مَه يَا فُلَانُ أَنّي لَكَ بِمِثلِ لُقمَانَ الحَكِيمِ سَلهُ فَإِنّهُ يُنَبّئُكَ فَقَالَ الرّجُلُ لِسَلمَانَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ لَيسَ زَعَمتَ أَنّكَ تَصُومُ الدّهرَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ رَأَيتُكَ فِي أَكثَرِ نَهَارِكَ تَأكُلُ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إنِيّ أَصُومُ الثّلَاثَةَ فِي الشّهرِ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ أَصِلُ شَعبَانَ بِشَهرِ رَمَضَانَ فَذَلِكَ صَومُ الدّهرِ فَقَالَ أَ لَيسَ زَعَمتَ أَنّكَ تحُييِ اللّيلَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ أَنتَ أَكثَرَ لَيلَتِكَ نَائِمٌ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ وَ لكَنِيّ سَمِعتُ
صفحه : 318
حبَيِبيِ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن بَاتَ عَلَي طُهرٍ فَكَأَنّمَا أَحيَا اللّيلَ كُلّهُ فَأَنَا أَبِيتُ عَلَي طُهرٍ فَقَالَ أَ لَيسَ زَعَمتَ أَنّكَ تَختِمُ القُرآنَ فِي كُلّ يَومٍ قَالَ نَعَم قَالَ فَأَنتَ أَكثَرَ أَيّامِكَ صَامِتٌ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ وَ لكَنِيّ سَمِعتُ حبَيِبيِ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِّ ع يَا أَبَا الحَسَنِ مَثَلُكَ فِي أمُتّيِ مَثَلُ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَمَن قَرَأَهَا مَرّةً قَرَأَ ثُلُثَ القُرآنِ وَ مَن قَرَأَهَا مَرّتَينِ فَقَد قَرَأَ ثلُثُيَِ القُرآنِ وَ مَن قَرَأَهَا ثَلَاثاً فَقَد خَتَمَ القُرآنَ فَمَن أَحَبّكَ بِلِسَانِهِ فَقَد كَمَلَ لَهُ ثُلُثُ الإِيمَانِ وَ مَن أَحَبّكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلبِهِ فَقَد كَمَلَ لَهُ ثُلُثَا الإِيمَانِ وَ مَن أَحَبّكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلبِهِ وَ نَصَرَكَ بِيَدِهِ فَقَدِ استَكمَلَ الإِيمَانَ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ يَا عَلِيّ لَو أَحَبّكَ أَهلُ الأَرضِ كَمَحَبّةِ أَهلِ السّمَاءِ لَكَ لَمَا عُذّبَ أَحَدٌ بِالنّارِ وَ أَنَا أَقرَأُ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَامَ وَ كَأَنّهُ قَد أُلقِمَ حَجَراً
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ سَلَمَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي العبَسيِّ عَن مُهَلهَلٍ العبَديِّ عَن كريزَةَ بنِ صَالِحٍ الهجَرَيِّ عَن أَبِي ذَرّ جُندَبِ بنِ جُنَادَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِّ كَلِمَاتٍ[ثَلَاثاً]ثَلَاثٌ لَأَن تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنهُنّ أَحَبّ إلِيَّ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا سَمِعتُهُ يَقُولُ أللّهُمّ أَعِنهُ وَ استَعِن بِهِ أللّهُمّ انصُرهُ وَ انتَصِر بِهِ فَإِنّهُ عَبدُكَ وَ أَخُو رَسُولِكَ ثُمّ قَالَ أَبُو ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ أَشهَدُ لعِلَيِّ بِالوَلَاءِ وَ الإِخَاءِ وَ الوَصِيّةِ قَالَ كريزَةُ بنُ صَالِحٍ وَ كَانَ يَشهَدُ لَهُ بِمِثلِ ذَلِكَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ وَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ وَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشّهَادَتَينِ وَ أَبُو أَيّوبَ صَاحِبُ مَنزِلِ رَسُولِ اللّهِص وَ هَاشِمُ بنُ عُتبَةَ المِرقَالُ كُلّهُم مِن أَفَاضِلِ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص
4- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ المُؤَدّبِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأصَفهَاَنيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن أَبِي غَسّانَ النهّديِّ عَن يَحيَي بنِ سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ
صفحه : 319
عَن أَبِيهِ عَن أَبِي إِدرِيسَ عَنِ المُسَيّبِ بنِ نَجِيّةَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قِيلَ لَهُ حَدّثنَا عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ قَالَ عَلِمَ العِلمَ ثُمّ أَوكَاهُ وَ رَبَطَ عَلَيهِ رِبَاطاً شَدِيداً قَالُوا فَعَن حُذَيفَةَ قَالَ يَعلَمُ أَسمَاءَ المُنَافِقِينَ قَالُوا فَعَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَ مُؤمِنٌ ملَيِءٌ مُشَاشُهُ إِيمَاناً نسَيِّ إِذَا ذُكّرَ ذَكَرَ قِيلَ فَعَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قَرَأَ القُرآنَ فَنَزَلَ عِندَهُ قَالُوا فَحَدّثنَا عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ قَالَ أَدرَكَ العِلمَ الأَوّلَ وَ الآخِرَ وَ هُوَ بَحرٌ لَا يُنزَحُ وَ هُوَ مِنّا أَهلَ البَيتِ قَالُوا فَحَدّثنَا عَنكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ كُنتُ إِذَا سَأَلتُ أُعطِيتُ وَ إِذَا سَكَتّ ابتُدِيتُ
بيان أوكي القربة شد رأسها و قال الجوهري المشاش رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها قال في النهاية و منه الحديث مليء عمار إيمانا إلي مشاشه قوله فنزل عنده أي عندالقرآن فلم يتجاوزه و في بعض النسخ فبرك عنده من بروك الناقة و كان فيه إشعارا بعدم توسله بأهل البيت ع ويحتمل علي الأول عود ضمير نزل إلي القرآن وضمير عنده إلي ابن مسعود إشارة إلي كونه من كتاب الوحي
5- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن مَسعُودٍ الملُاَئيِّ عَن حَبّةَ العرُنَيِّ قَالَ أَبصَرَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ رَجُلَينِ يَختَصِمَانِ فِي رَأسِ عَمّارٍ يَقُولُ هَذَا أَنَا قَتَلتُهُ وَ يَقُولُ هَذَا أَنَا قَتَلتُهُ فَقَالَ ابنُ عُمَرَ يَختَصِمَانِ أَيّهُمَا يَدخُلُ النّارَ أَوّلًا ثُمّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ قَاتِلُهُ وَ سَالِبُهُ فِي النّارِ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ لَعَنَهُ اللّهُ فَقَالَ مَا نَحنُ قَتَلنَاهُ قَتَلَهُ مَن جَاءَ بِهِ
قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه أدام الله عزه يلزمه علي هذا أن يكون النبي ص قاتل حمزة رضي الله عنه وقاتل الشهداء معه لأنه ع هو ألذي جاء بهم ضه ،[روضة الواعظين ]مرسلا مثله
صفحه : 320
6- لي ،[الأمالي للصدوق ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن سَعدِ بنِ أَوسٍ عَن بِلَالِ بنِ يَحيَي العبَسيِّ قَالَ لَمّا قُتِلَ عَمّارٌ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَتَوا حُذَيفَةَ فَقَالُوا يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قُتِلَ هَذَا الرّجُلُ وَ قَدِ اختَلَفَ النّاسُ فَمَا تَقُولُ قَالَ إِذَا أَتَيتُم فأَجَلسِوُنيِ قَالَ فَأَسنَدُوهُ إِلَي صَدرِ رَجُلٍ مِنهُم فَقَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَبُو اليَقظَانِ عَلَي الفِطرَةِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَن يَدَعَهَا حَتّي يَمُوتَ
ضه ،[روضة الواعظين ]مرسلا مثله
7- لي ،[الأمالي للصدوق ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ سِيَاهٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ عَن عَائِشَةَ قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا خُيّرَ عَمّارٌ بَينَ أَمرَينِ إِلّا اختَارَ أَشَدّهُمَا
ضه ،[روضة الواعظين ]مرسلا مثله
8-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الصوّفيِّ عَنِ الروّياَنيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ ع قَالَدَعَا سَلمَانُ أَبَا ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا إِلَي مَنزِلِهِ فَقَدّمَ إِلَيهِ رَغِيفَينِ فَأَخَذَ أَبُو ذَرّ الرّغِيفَينِ يَقلِبُهُمَا فَقَالَ لَهُ سَلمَانُ يَا بَا ذَرّ لأِيَّ شَيءٍ تَقلِبُ هَذَينِ الرّغِيفَينِ قَالَ خِفتُ أَن لَا يَكُونَا نَضِيجَينِ فَغَضِبَ سَلمَانُ مِن ذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً ثُمّ قَالَ مَا أَجرَأَكَ حَيثُ تَقلِبُ هَذَينِ الرّغِيفَينِ فَوَ اللّهِ لَقَد عَمِلَ فِي هَذَا الخُبزِ المَاءُ ألّذِي تَحتَ العَرشِ وَ عَمِلَت فِيهِ المَلَائِكَةُ حَتّي أَلقَوهُ إِلَي الرّيحِ وَ عَمِلَت فِيهِ الرّيحُ حَتّي أَلقَتهُ إِلَي السّحَابِ وَ عَمِلَ فِيهِ السّحَابُ حَتّي أَمطَرَهُ إِلَي الأَرضِ وَ عَمِلَ فِيهِ الرّعدُ وَ المَلَائِكَةُ حَتّي وَضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ وَ عَمِلَت فِيهِ الأَرضُ وَ الخَشَبُ وَ الحَدِيدُ وَ البَهَائِمُ وَ النّارُ وَ الحَطَبُ وَ المِلحُ وَ مَا لَا أُحصِيهِ أَكثَرُ فَكَيفَ لَكَ أَن تَقُومَ بِهَذَا الشّكرِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ إِلَي اللّهِ أَتُوبُ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا أَحدَثتُ وَ إِلَيكَ أَعتَذِرُ مِمّا كَرِهتُ قَالَ وَ دَعَا سَلمَانُ أَبَا ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا ذَاتَ يَومٍ إِلَي ضِيَافَةٍ فَقَدّمَ إِلَيهِ مِن جِرَابِهِ كِسَراً يَابِسَةً
صفحه : 321
وَ بَلّهَا مِن رَكوَتِهِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ مَا أَطيَبَ هَذَا الخُبزَ لَو كَانَ مَعَهُ مِلحٌ فَقَامَ سَلمَانُ وَ خَرَجَ فَرَهَنَ رَكوَتَهُ بِمِلحٍ وَ حَمَلَهُ إِلَيهِ فَجَعَلَ أَبُو ذَرّ يَأكُلُ ذَلِكَ الخُبزَ وَ يَذُرّ عَلَيهِ ذَلِكَ المِلحَ وَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي رَزَقَنَا هَذِهِ القَنَاعَةَ فَقَالَ سَلمَانُ لَو كَانَت قَنَاعَةً لَم تَكُن ركَوتَيِ مَرهُونَةً
لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الصوّفيِّ إِلَي قَولِهِ مِمّا كَرِهتُ
9- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ نَاتَانَةَ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ سَلَمَةَ الأهَواَزيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَنِ المسَعوُديِّ عَن يَحيَي بنِ سَالِمٍ العبَديِّ عَن إِسرَائِيلَ عَن مَيسَرَةَ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ قَالَ مَرّ عَلِيّ ع عَلَي بَغلَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ سَلمَانُ فِي مَلَإٍ فَقَالَ سَلمَانُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ أَ لَا تَقُومُونَ تَأخُذُونَ بِحُجزَتِهِ تَسأَلُونَهُ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ إِنّهُ لَا يُخبِرُكُم بِسَيرِ نَبِيّكُمص أَحَدٌ غَيرُهُ وَ إِنّهُ لَعَالِمُ الأَرضِ وَ رَبّانِيّهَا وَ إِلَيهِ تَسكُنُ وَ لَو فَقَدتُمُوهُ لَفَقَدتُمُ العِلمَ وَ أَنكَرتُمُ النّاسَ
بيان وأنكرتم الناس أي عبتم أعمالهم ورأيتم منهم ماتنكرون
10- ب ،[قرب الإسناد]السنّديِّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ قَالُوا مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِنهُم ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ تَعَالَي أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ قَالُوا مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِّ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ
11-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّهُ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربيقَامَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد فَرَضَ لِي عَلَيكُم فَرضاً فَهَل
صفحه : 322
أَنتُم مُؤَدّوهُ قَالَ فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ مِنهُم فَانصَرَفَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَامَ فِيهِم فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ قَامَ فِيهِم فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ فِي اليَومِ الثّالِثِ فَلَم يَتَكَلّم أَحَدٌ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَيسَ مِن ذَهَبٍ وَ لَا فِضّةٍ وَ لَا مَطعَمٍ وَ لَا مَشرَبٍ قَالُوا فَأَلقِهِ إِذَن قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنزَلَ عَلَيّقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربيفَقَالُوا أَمّا هَذِهِ فَنَعَم فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ فَوَ اللّهِ مَا وَفَي بِهَا إِلّا سَبعَةُ نَفَرٍ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ عَمّارٌ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ الكنِديِّ وَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ وَ مَولًي لِرَسُولِ اللّهِ يُقَالُ لَهُ الثّبَيتُ وَ زَيدُ بنُ أَرقَمَ
12- ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الليّثيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع مِثلَهُ
13- فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ وَ لا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُرِيدُ زِينَةَ الحَياةِ الدّنيافَهَذِهِ نَزَلَت فِي سَلمَانَ الفاَرسِيِّ كَانَ عَلَيهِ كِسَاءٌ فِيهِ يَكُونُ طَعَامُهُ وَ هُوَ دِثَارُهُ وَ رِدَاؤُهُ وَ كَانَ كِسَاؤُهُ مِن صُوفٍ فَدَخَلَ عُيَينَةُ بنُ حِصنٍ عَلَي النّبِيّص وَ سَلمَانُ عِندَهُ فَتَأَذّي عُيَينَةُ بِرِيحِ كِسَاءِ سَلمَانَ وَ قَد كَانَ عَرِقَ وَ كَانَ يَومٌ شَدِيدُ الحَرّ فَعَرِقَ فِي الكِسَاءِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِذَا نَحنُ دَخَلنَا عَلَيكَ فَأَخرِج هَذَا وَ اصرِفهُ مِن عِندِكَ فَإِذَا نَحنُ خَرَجنَا فَأَدخِل مَن شِئتَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَ هُوَ عُيَينَةُ بنُ حِصنِ بنِ حُذَيفَةَ بنِ بَدرٍ الفزَاَريِّ
14-فس ،[تفسير القمي]إِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم إِلَي قَولِهِلَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبّهِم وَ مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌفَإِنّهَا نَزَلَت فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
صفحه : 323
وَ أَبِي ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادِ ع
15- فس ،[تفسير القمي] لَقَد تَابَ اللّهُ باِلنبّيِّ عَلَي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ العُسرَةِ قَالَ الصّادِقُ ع هَكَذَا نَزَلَت وَ هُوَ أَبُو ذَرّ وَ أَبُو خَيثَمَةَ وَ عَمرُو بنُ وَهبٍ الّذِينَ تَخَلّفُوا ثُمّ لَحِقُوا بِرَسُولِ اللّهِص فِي غَزوَةِ تَبُوكَ
16- فس ،[تفسير القمي] مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِفَهُوَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ أَخَذَتهُ قُرَيشٌ بِمَكّةَ يعذبوه [فَعَذّبُوهُ]بِالنّارِ حَتّي أَعطَاهُم بِلِسَانِهِ مَا أَرَادُوا وَ قَلبُهُ مُقِرّ بِالإِيمَانِ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ ثُمّ قَالَ فِي عَمّارٍثُمّ إِنّ رَبّكَ لِلّذِينَ هاجَرُوا مِن بَعدِ ما فُتِنُوا ثُمّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِنّ رَبّكَ مِن بَعدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
17- فس ،[تفسير القمي] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا قَالَ هَذِهِ نَزَلَت فِي أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ وَ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ جَعَلَ اللّهُ لَهُم جَنّاتِ الفِردَوسِ نُزُلًا مَأوًي وَ مَنزِلًا الخَبَرَ
18-ل ،[الخصال ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن شَرِيكٍ عَن أَبِي رَبِيعَةَ الأيَاَديِّ عَنِ ابنِ بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ
صفحه : 324
ص قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هُم سَمّهِم لَنَا فَقَالَ عَلِيّ مِنهُم وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ أمَرَنَيِ بِحُبّهِم وَ أخَبرَنَيِ أَنّهُ يُحِبّهُم
19- ل ،[الخصال ]الأشُناَنيِّ عَن جَدّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ نَصرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن شَرِيكٍ عَن أَبِي رَبِيعَةَ الأيَاَديِّ عَنِ ابنِ بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ مِن أصَحاَبيِ وَ أخَبرَنَيِ أَنّهُ يُحِبّهُم قُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَن هُم فَكُلّنَا نُحِبّ أَن نَكُونَ مِنهُم فَقَالَ أَلَا إِنّ عَلِيّاً مِنهُم ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ أَلَا إِنّ عَلِيّاً مِنهُم ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ أَلَا إِنّ عَلِيّاً مِنهُم وَ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ الكنِديِّ
جا،[المجالس للمفيد]المرزباني عن أحمد بن محمد بن عيسي المكي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن الحسين بن الحسين عن شريك مثله
20- أَقُولُ وَ رَوَي ابنُ عَبدِ البِرّ فِي الإِستِيعَابِ عَن سُلَيمَانَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ مِن أصَحاَبيِ وَ أخَبرَنَيِ أَنّهُ يُحِبّهُم فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هُم قَالَ عَلِيّ وَ المِقدَادُ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ
21- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ قَاتَلتُ تَحتَ هَذِهِ الرّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَهلِ بَيتِهِ ثَلَاثاً وَ هَذِهِ الرّابِعَةُ وَ اللّهِ لَو ضَرَبُونَا حَتّي يَبلُغُوا بِنَا السّعَفَاتِ مِن هَجَرَ لَعَلِمنَا أَنّا عَلَي الحَقّ وَ أَنّهُم عَلَي البَاطِلِ الخَبَرَ
22-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الراّزيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص ق
صفحه : 325
الجَنّةُ تَشتَاقُ إِلَيكَ يَا عَلِيّ وَ إِلَي عَمّارٍ وَ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ
23- ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ البحُيَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَربٍ الواَسطِيِّ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي شَيبَةَ عَن رَجُلٍ مِن هَمدَانَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع السّبّاقُ خَمسَةٌ فَأَنَا سَابِقُ العَرَبِ وَ سَلمَانُ سَابِقُ فَارِسَ وَ صُهَيبٌ سَابِقُ الرّومِ وَ بِلَالٌ سَابِقُ الحَبَشِ وَ خَبّابٌ سَابِقُ النّبَطِ
بيان خباب هو ابن الأرت بفتح الخاء وتشديد الباء وفتح الهمزة والراء وتشديد التاء قال ابن عبدالبر وغيره و كان فاضلا من المهاجرين الأولين شهد بدرا و مابعدها من المشاهد مع رسول الله ص و كان قديم الإسلام ممن عذب في الله وصبر علي دينه نزل الكوفة ومات بهاسنة سبع وثلاثين بعد أن شهد مع علي ع صفين والنهروان وصلي عليه علي و كان سنه إذ مات ثلاثا وستين وقيل أكثر و عن الشعبي أنه سأل عمر خبابا عما لقي من المشركين فقال انظر إلي ظهري فنظر فقال مارأيت كاليوم ظهر رجل فقال خباب لقد أوقدت لي نار وسحبت عليها فما أطفأها إلاودك ظهري
24- ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ الوَلَايَةُ لِلمُؤمِنِينَ الّذِينَ لَم يُغَيّرُوا وَ لَم يُبَدّلُوا بَعدَ نَبِيّهِمص وَاجِبَةً مِثلِ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ وَ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ الكنِديِّ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ وَ حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ وَ أَبِي الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ وَ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ وَ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّامِتِ وَ عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ وَ خُزَيمَةَ بنِ ثَابِتٍ ذيِ الشّهَادَتَينِ وَ أبو[ أَبِي]سَعِيدٍ الخدُريِّ وَ مَن نَحَا نَحوَهُم وَ فَعَلَ مِثلَ فِعلِهِم
صفحه : 326
25- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ مِن شَرَائِعِ الدّينِ مِثلَهُ
26- ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عُمَيرٍ البغَداَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ العمُرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ خُلِقَتِ الأَرضُ لِسَبعَةٍ بِهِم يُرزَقُونَ وَ بِهِم يُمطَرُونَ وَ بِهِم يُنصَرُونَ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ وَ حُذَيفَةُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ قَالَ عَلِيّ وَ أَنَا إِمَامُهُم وَ هُمُ الّذِينَ شَهِدُوا الصّلَاةَ عَلَي فَاطِمَةَ ع
قال الصدوق رضي الله عنه معني قوله خلقت الأرض لسبعة نفر ليس يعني من ابتدائها إلي انتهائها وإنما يعني بذلك أن الفائدة في الأرض قدرت في ذلك الوقت لمن شهد الصلاة علي فاطمة ع و هذاخلق تقدير لاخلق تكوين
27- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ عَلِيّ وَ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
28- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص سَلمَانُ مِنّا أَهلَ البَيتِ
29- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ النّبِيّص قَالَ تَقتُلُ عَمّاراً الفِئَةُ البَاغِيَةُ
30- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ النّبِيّص قَالَ عَمّارٌ عَلَي الحَقّ حَتّي يُقتَلَ بَينَ فِئَتَينِ إِحدَي الفِئَتَينِ عَلَي سبَيِليِ وَ سنُتّيِ وَ الآخَرُونَ مَارِقَةٌ مِنَ الدّينِ خَارِجَةٌ عَنهُ
31- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو القَاسِمِ بنُ شِبلٍ عَن ظَفرِ بنِ حُمدُونٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ
صفحه : 327
الأحَمرَيِّ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ وَ ابنِ عِيسَي مَعاً عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ مُختَارٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ مُحَدّثاً وَ كَانَ سَلمَانُ مُحَدّثاً قَالَ قُلتُ فَمَا آيَةُ المُحَدّثِ قَالَ يَأتِيهِ مَلَكٌ فَيَنكُتُ فِي قَلبِهِ كَيتَ وَ كَيتَ
32- فس ،[تفسير القمي] وَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ وَ هُمُ النّقَبَاءُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ سَلمَانُ وَ عَمّارٌ وَ مَن آمَنَ وَ صَدّقَ وَ ثَبَتَ عَلَي وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
33- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ عَن مَنصُورٍ بُزُرجَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع مَا أَكثَرَ مَا أَسمَعُ مِنكَ سيَدّيِ ذِكرَ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ فَقَالَ لَا تَقُل سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ لَكِن قُل سَلمَانَ المحُمَدّيِّ أَ تدَريِ مَا كَثرَةُ ذكِريِ لَهُ قُلتُ لَا قَالَ لِثَلَاثِ خِلَالٍ إِحدَاهَا إِيثَارُهُ هَوَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَي هَوَي نَفسِهِ وَ الثّانِيَةُ حُبّهُ الفُقَرَاءَ وَ اختِيَارُهُ إِيّاهُم عَلَي أَهلِ الثّروَةِ وَ العُدَدِ وَ الثّالِثَةُ حُبّهُ لِلعِلمِ وَ العُلَمَاءِ إِنّ سَلمَانَ كَانَ عَبداً صَالِحاًحَنِيفاً مُسلِماً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ
34-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ قَالَ قَالَ سَلمَانُ لِعَبدِ اللّهِ بنِ صُورِيَا عِندَ مَا قَالَ جَبرَئِيلُ عَدُوّنَا مِن بَينِ المَلَائِكَةِ إنِيّ أَشهَدُ أَنّ مَن كَانَ عَدُوّاً لِجَبرَئِيلَ فَإِنّهُ عَدُوّ لِمِيكَائِيلَ وَ إِنّهُمَا جَمِيعاً عَدُوّانِ لِمَن عَادَاهُمَا سِلمَانِ لِمَن سَالَمَهُمَا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عِندَ ذَلِكَ مُوَافِقاً لِقَولِ سَلمَانَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِقُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ
صفحه : 328
فِي مُظَاهَرَتِهِ لِأَولِيَاءِ اللّهِ عَلَي أَعدَائِهِ وَ نُزُولِهِ بِفَضَائِلِ عَلِيّ ولَيِّ اللّهِ مِن عِندِ اللّهِفَإِنّهُ نَزّلَهُ فَإِنّ جَبرَئِيلَ نَزّلَ هَذَا القُرآنَعَلي قَلبِكَ بِإِذنِ اللّهِ وَ أَمرِهِمُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ مِن سَائِرِ كُتُبِ اللّهِوَ هُديً مِنَ الضّلَالَةِوَ بُشري لِلمُؤمِنِينَبِنُبُوّةِ مُحَمّدٍ وَ وَلَايَةِ عَلِيّ وَ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَئِمّةِ بِأَنّهُم أَولِيَاءُ اللّهِ حَقّاً إِذَا مَاتُوا عَلَي مُوَالَاتِهِم لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا سَلمَانُ إِنّ اللّهَ صَدّقَ قِيلَكَ وَ وَفِقَ رَأيَكَ فَإِنّ جَبرَئِيلَ عَنِ اللّهِ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ أَخَوَانِ مُتَصَافِيَانِ فِي وِدَادِكَ وَ وِدَادِ عَلِيّ أَخِيكَ وَ وَصِيّكَ وَ صَفِيّكَ وَ هُمَا فِي أَصحَابِكَ كَجَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ فِي المَلَائِكَةِ عَدُوّانِ لِمَن أَبغَضَ أَحَدَهُمَا وَلِيّانِ لِمَن وَالَاهُمَا وَ وَالَي مُحَمّداً وَ عَلِيّاً عَدُوّانِ لِمَن عَادَي مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ أَولِيَاءَهُمَا وَ لَو أَحَبّ أَهلُ الأَرضِ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ كَمَا تُحِبّهُمَا مَلَائِكَةُ السّمَاوَاتِ وَ الحُجُبِ وَ الكرُسيِّ وَ العَرشِ لِمَحضِ وِدَادِهِمَا لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ مُوَالَاتِهِمَا لِأَولِيَائِهِمَا وَ مُعَادَاتِهِمَا لِأَعدَائِهِمَا لَمَا عَذّبَ اللّهُ تَعَالَي أَحَداً مِنهُم بِعَذَابٍ البَتّةَ
35- ج ،[الإحتجاج ] عَن إِسحَاقَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذَكَرَ فِيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العُذرَ فِي تَركِ قِتَالِ مَن تَقَدّمَ عَلَيهِ قَالَ فَلَمّا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص اشتَغَلتُ بِدَفنِهِ وَ الفَرَاغِ مِن شَأنِهِ ثُمّ آلَيتُ يَمِيناً أنَيّ لَا أرَتدَيِ إِلّا لِلصّلَاةِ وَ جَمعِ القُرآنِ فَفَعَلتُ ثُمّ أَخَذتُ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَ ابنيَّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ثُمّ دُرتُ عَلَي أَهلِ بَدرٍ وَ أَهلِ السّابِقَةِ فَنَاشَدتُهُم حقَيّ وَ دَعَوتُهُم إِلَي نصُرتَيِ فَمَا أجَاَبنَيِ مِنهُم إِلّا أَربَعَةُ رَهطٍ سَلمَانُ وَ عَمّارٌ وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ
36-ج ،[الإحتجاج ] فِي رِوَايَةِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِّ عَن سَلمَانَ قَالَ لَمّا فَرَغَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن تَغسِيلِ رَسُولِ اللّهِص وَ تَكفِينِهِ أدَخلَنَيِ وَ أَدخَلَ أَبَا ذَرّ وَ
صفحه : 329
المِقدَادَ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً ع فَتَقَدّمَ وَ صَفَفنَا خَلفَهُ وَ صَلّي عَلَيهِ وَ عَائِشَةُ فِي الحُجرَةِ لَا تَعلَمُ قَد أَخَذَ جَبرَئِيلُ بِبَصَرِهَا ثُمّ قَالَ سَلمَانُ بَعدَ ذِكرِ بَيعَةِ أَبِي بَكرٍ وَ مَا جَرَي فِيهَا فَلَمّا كَانَ اللّيلُ حَمَلَ عَلِيّ ع فَاطِمَةَ ع عَلَي حِمَارٍ وَ أَخَذَ بِيَدِ ابنَيهِ حَسَنٍ وَ حُسَينٍ فَلَم يَدَع أَحَداً مِن أَهلِ بَدرٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ لَا مِنَ الأَنصَارِ إِلّا أَتَاهُ فِي مَنزِلِهِ وَ ذَكّرَهُ حَقّهُ وَ دَعَاهُ إِلَي نُصرَتِهِ فَمَا استَجَابَ لَهُ مِن جَمِيعِهِم إِلّا أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ رَجُلًا فَأَمَرَهُم أَن يُصبِحُوا بُكرَةً مُحَلّقِينَ رُءُوسَهُم مَعَ سِلَاحِهِم قَد بَايَعُوهُ عَلَي المَوتِ فَأَصبَحَ وَ لَم يُوَافِهِ مِنهُم أَحَدٌ غَيرُ أَربَعَةٍ قُلتُ لِسَلمَانَ مَنِ الأَربَعَةُ قَالَ أَنَا وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ الزّبَيرُ بنُ العَوّامِ ثُمّ أَتَاهُم مِنَ اللّيلِ فَنَاشَدَهُم فَقَالُوا نُصبِحُكَ بُكرَةً فَمَا مِنهُم أَحَدٌ وَفَي غَيرُنَا ثُمّ لَيلَةَ الثّالِثَةِ فَمَا وَفَي غَيرُنَا فَلَمّا رَأَي عَلِيّ ع غَدرَهُم وَ قِلّةَ وَفَائِهِم لَزِمَ بَيتَهُ وَ أَقبَلَ عَلَي القُرآنِ يُؤَلّفُهُ وَ يَجمَعُهُ الخَبَرَ
37- ج ،[الإحتجاج ]سُلَيمُ بنُ قَيسٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ أَنّهُ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ فِيمَا احتَجّ عَلَي مُعَاوِيَةَ قَد بقَيَِ مَعَ صَاحِبِنَا ألّذِي هُوَ مِن نَبِيّنَا بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي مِن أَهلِ بَيتِهِ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ مِقدَادُ وَ الزّبَيرُ ثُمّ رَجَعَ الزّبَيرُ وَ ثَبَتَ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ حَتّي لَقُوا اللّهَ الخَبَرَ
38-ج ،[الإحتجاج ]الأَصبَغُ قَالَسَأَلَ ابنُ الكَوّاءِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَن أَيّ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ تسَألَنُيِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ ذَا لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ
صفحه : 330
قَالَ بَخ بَخ سَلمَانُ مِنّا أَهلَ البَيتِ وَ مَن لَكُم بِمِثلِ لُقمَانَ الحَكِيمِ عَلِمَ عِلمَ الأَوّلِ وَ عِلمَ الآخِرِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فأَخَبرِنيِ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَ ذَلِكَ امرُؤٌ حَرّمَ اللّهُ لَحمَهُ وَ دَمَهُ عَلَي النّارِ وَ أَن تَمَسّ شَيئاً مِنهُمَا قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فأَخَبرِنيِ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ قَالَ ذَلِكَ امرُؤٌ عَلِمَ أَسمَاءَ المُنَافِقِينَ إِن تَسأَلُوهُ عَن حُدُودِ اللّهِ تَجِدُوهُ بِهَا عَارِفاً عَالِماً قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فأَخَبرِنيِ عَن نَفسِكَ قَالَ كُنتُ إِذَا سَأَلتُ أُعطِيتُ وَ إِذَا سَكَتّ ابتُدِيتُ
بيان قال في النهاية في الحديث ماأظلت الخضراء و لاأقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر الخضراء السماء والغبراء الأرض للونهما أراد أنه متناه في الصدق إلي الغاية فجاء به علي اتساع الكلام والمجاز انتهي وتخصيصه بغير المعصومين ظاهر
39- ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع قَالَ قَدِمَ جَمَاعَةٌ فَاستَأذَنُوا عَلَي الرّضَا ع وَ قَالُوا نَحنُ مِن شِيعَةِ عَلِيّ فَمَنَعَهُم أَيّاماً ثُمّ لَمّا دَخَلُوا قَالَ لَهُم وَيحَكُم إِنّمَا شِيعَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ وَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ الّذِينَ لَم يُخَالِفُوا شَيئاً مِن أَوَامِرِهِ
أقول سيأتي الخبر بتمامه في باب صفات الشيعة
40- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ المقُريِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ البغَداَديِّ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن نُعَيمِ بنِ دُكَينٍ عَن مُوسَي بنِ قَيسٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَسبَاطٍ العبَديِّ قَالَ سَمِعتُ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللّهُ يَقُولُ عِندَ تَوَجّهِهِ إِلَي صِفّينَ أللّهُمّ لَو أَعلَمُ أَنّهُ أَرضَي لَكَ أَن أرَميَِ بنِفَسيِ مِن فَوقِ هَذَا الجَبَلِ لَرَمَيتُ بِهَا وَ لَو أَعلَمُ أَنّهُ أَرضَي لَكَ أَن أُوقِدَ لنِفَسيِ نَاراً فَأُوقَعَ فِيهَا لَفَعَلتُ وَ إنِيّ لَا أُقَاتِلُ أَهلَ الشّامِ إِلّا وَ أَنَا أُرِيدُ بِذَلِكَ وَجهَكَ وَ أَنَا أَرجُو أَن لَا تخُيَبّنَيِ وَ أَنَا أُرِيدُ وَجهَكَ الكَرِيمَ
صفحه : 331
41- ع ،[علل الشرائع ]روُيَِ أَنّ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ كَانَ مُحَدّثاً فَسُئِلَ الصّادِقُ ع عَن ذَلِكَ وَ قِيلَ لَهُ مَن كَانَ يُحَدّثُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ إِنّمَا صَارَ مُحَدّثاً دُونَ غَيرِهِ مِمّن كَانَ يُحَدّثَانِهِ لِأَنّهُمَا كَانَا يُحَدّثَانِهِ بِمَا لَا يَحتَمِلُهُ غَيرُهُ مِن مَخزُونِ عِلمِ اللّهِ وَ مَكنُونِهِ
بيان لعله ع إنما ذكر هذاالمعني للمحدث هاهنا لضعف عقل السائل أولأن الغالب من حديثه كان علي هذاالوجه فلاينافي مامر و ماسيأتي من حديث الملك معه نادرا
42- ير،[بصائر الدرجات ]يَعقُوبُ بنُ يَزِيدَ وَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن زِيَادٍ القنَديِّ عَنِ الفَضلِ بنِ عِيسَي الهاَشمِيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنَا وَ أَبِي فَقَالَ لَهُ أَ مِن قَولِ رَسُولِ اللّهِص سَلمَانُ رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ أَي مِن وُلدِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ لَهُ أَي مِن وُلدِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ لَهُ إنِيّ لَا أَعرِفُهُ فَقَالَ فَاعرِفهُ يَا عِيسَي فَإِنّهُ مِنّا أَهلَ البَيتِ ثُمّ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّ اللّهَ خَلَقَ طِينَتَنَا مِن عِلّيّينَ وَ خَلَقَ طِينَةَ شِيعَتِنَا مِن دُونِ ذَلِكَ فَهُم مِنّا وَ خَلَقَ طِينَةَ عَدُوّنَا مِن سِجّينٍ وَ خَلَقَ طِينَةَ شِيعَتِهِم مِن دُونِ ذَلِكَ وَ هُم مِنهُم وَ سَلمَانُ خَيرٌ مِن لُقمَانَ
43-شف ،[كشف اليقين ] أَحمَدُ بنُ مَردَوَيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الخَيّاطِ عَنِ الخَضِرِ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي هَدِيّةَ اِبرَاهِيمَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الجَنّةُ مُشتَاقَةٌ إِلَي أَربَعَةٍ مِن أمُتّيِ فَهِبتُ أَن أَسأَلَهُ مَن هُم فَأَتَيتُ أَبَا بَكرٍ فَقُلتُ لَهُ إِنّ
صفحه : 332
النّبِيّص قَالَ إِنّ الجَنّةَ تَشتَاقُ إِلَي أَربَعَةٍ مِن أمُتّيِ فَاسأَلهُ مَن هُم فَقَالَ أَخَافُ أَن لَا أَكُونَ مِنهُم فيَعُيَرّنَيِ بِهِ بَنُو تَيمٍ فَأَتَيتُ عُمَرَ فَقُلتُ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَخَافُ أَن لَا أَكُونَ مِنهُم فيَعُيَرّنَيِ بِهِ بَنُو عدَيِّ فَأَتَيتُ عُثمَانَ فَقُلتُ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَخَافُ أَن لَا أَكُونَ مِنهُم فيَعُيَرّنَيِ بِهِ بَنُو أُمَيّةَ فَأَتَيتُ عَلِيّاً وَ هُوَ فِي نَاضِحٍ لَهُ فَقُلتُ إِنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ الجَنّةَ مُشتَاقَةٌ إِلَي أَربَعَةٍ مِن أمُتّيِ فَاسأَلهُ مَن هُم فَقَالَ وَ اللّهِ لَأَسأَلَنّهُ فَإِن كُنتُ مِنهُم لَأَحمَدَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ إِن لَم أَكُن مِنهُم لَأَسأَلَنّ اللّهَ أَن يجَعلَنَيِ مِنهُم وَ أَوَدّهُم فَجَاءَ وَ جِئتُ مَعَهُ إِلَي النّبِيّص فَدَخَلنَا عَلَي النّبِيّص وَ رَأسُهُ فِي حَجرِ دِحيَةَ الكلَبيِّ فَلَمّا رَآهُ دِحيَةُ قَامَ إِلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ خُذ بِرَأسِ ابنِ عَمّكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَأَنتَ أَحَقّ بِهِ فَاستَيقَظَ النّبِيّص وَ رَأسُهُ فِي حَجرِ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا جِئتَنَا إِلّا فِي حَاجَةٍ قَالَ بأِبَيِ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلتُ وَ رَأسُكَ فِي حَجرِ دِحيَةَ الكلَبيِّ فَقَامَ إلِيَّ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ قَالَ خُذ بِرَأسِ ابنِ عَمّكَ إِلَيكَ فَأَنتَ أَحَقّ بِهِ منِيّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص فَهَل عَرَفتَهُ فَقَالَ هُوَ دِحيَةُ الكلَبيِّ فَقَالَ لَهُ ذَاكَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ بأِبَيِ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ أعَلمَنَيِ أَنَسٌ أَنّكَ قُلتَ إِنّ الجَنّةَ مُشتَاقَةٌ إِلَي أَربَعَةٍ مِن أمُتّيِ فَمَن هُم فَأَومَأَ إِلَيهِ بِيَدِهِ فَقَالَ أَنتَ وَ اللّهِ أَوّلُهُم أَنتَ وَ اللّهِ أَوّلُهُم أَنتَ وَ اللّهِ أَوّلُهُم ثَلَاثاً فَقَالَ لَهُ بأِبَيِ وَ أمُيّ فَمَنِ الثّلَاثَةُ فَقَالَ لَهُ المِقدَادُ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ
44- سر،[السرائر] مُوسَي بنُ بَكرٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ عَرَضتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَصحَابَ الرّدّةِ فَكُلّ مَا سَمّيتُ إِنسَاناً قَالَ اعزُب حَتّي قُلتُ حُذَيفَةَ قَالَ اعزُب قُلتُ ابنَ مَسعُودٍ قَالَ اعزُب ثُمّ قَالَ إِن كُنتَ إِنّمَا تُرِيدُ الّذِينَ لَم يَدخُلهُم شَيءٌ فَعَلَيكَ بِهَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ
صفحه : 333
بيان اعزب أي ابعد و لاتذكره فإنه ليس كذلك قال الجوهري عَزَبَ عني فلان يَعزُبُ ويَعزِبُ أي بعد وغاب
45- شي،[تفسير العياشي]حَنَانُ بنُ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ النّاسُ أَهلَ رِدّةٍ بَعدَ النّبِيّص إِلّا ثَلَاثَةً فَقُلتُ وَ مَنِ الثّلَاثَةُ قَالَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ ثُمّ عَرَفَ أُنَاسٌ بَعدَ يَسِيرٍ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ دَارَت عَلَيهِمُ الرّحَي وَ أَبَوا أَن يُبَايِعُوا حَتّي جَاءُوا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُكرَهاً فَبَايَعَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً وَ سيَجَزيِ اللّهُ الشّاكِرِينَ
46- شي،[تفسير العياشي]الفُضَيلُ بنُ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا قُبِضَ صَارَ النّاسُ كُلّهُم أَهلَ جَاهِلِيّةً إِلّا أَربَعَةً عَلِيّ وَ المِقدَادُ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ فَقُلتُ فَعَمّارٌ فَقَالَ إِن كُنتَ تُرِيدُ الّذِينَ لَم يَدخُلهُم شَيءٌ فَهَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ
47- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إلِيَّ أَن أُحِبّ أَربَعَةً عَلِيّاً وَ أَبَا ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ فَقُلتُ أَلَا فَمَا كَانَ مِن كَثرَةِ النّاسِ أَ مَا كَانَ أَحَدٌ يَعرِفُ هَذَا الأَمرَ فَقَالَ بَلَي ثَلَاثَةٌ قُلتُ هَذِهِ الآيَاتُ التّيِ أُنزِلَتإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ قَولُهُأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم أَ مَا كَانَ أَحَدٌ يَسأَلُ فِيمَ نَزَلَت فَقَالَ مِن ثَمّ أَتَاهُم لَم يَكُونُوا يَسأَلُونَ
48-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً وَ قَد غَصّ مَجلِسُهُ بِأَهلِهِ فَقَالَ أَيّكُمُ اليَومَ نَفَعَ بِجَاهِهِ أَخَاهُ المُؤمِنَ فَقَالَ عَلِيّ ع أَنَا قَالَ صَنَعتَ مَا ذَا قَالَ مَرَرتُ بِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ قَد لَازَمَهُ بَعضُ اليَهُودِ فِي ثَلَاثِينَ دِرهَماً كَانَت لَهُ عَلَيهِ فَقَالَ
صفحه : 334
عَمّارٌ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِص يلُاَزمِنُيِ وَ لَا يُرِيدُ إِلّا أذَاَيَ وَ إذِلاَليِ لمِحَبَتّيِ لَكُم أَهلَ البَيتِ فخَلَصّنيِ مِنهُ بِجَاهِكَ فَأَرَدتُ أَن أُكَلّمَ لَهُ اليهَوُديِّ فَقَالَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ أَنَا أُجِلّكَ فِي قلَبيِ وَ عيَنيِ مِن أَن أَبذُلَكَ لِهَذَا الكَافِرِ وَ لَكِنِ اشفَع لِي إِلَي مَن لَا يَرُدّكَ عَن طَلِبَةٍ فَلَو أَرَدتَ جَمِيعَ جَوَانِبِ العَالَمِ أَن يُصَيّرَهَا كَأَطرَافِ السّفرَةِ لَفَعَلَ فَاسأَلهُ أَن يعُيِننَيِ عَلَي أَدَاءِ دَينِهِ وَ يغُنيِنَيِ عَنِ الِاستِدَانَةِ فَقُلتُ أللّهُمّ افعَل ذَلِكَ بِهِ ثُمّ قُلتُ لَهُ اضرِب إِلَي مَا بَينَ يَدَيكَ مِن شَيءٍ حَجَرٍ أَو مَدَرٍ فَإِنّ اللّهَ يَقلِبُهُ لَكَ ذَهَباً إِبرِيزاً فَضَرَبَ يَدَهُ فَتَنَاوَلَ حَجَراً فِيهِ أَمنَانٌ فَتَحَوّلَ فِي يَدِهِ ذَهَباً ثُمّ أَقبَلَ عَلَي اليهَوُديِّ فَقَالَ وَ كَم دَينُكَ قَالَ ثَلَاثُونَ دِرهَماً قَالَ فَكَم قِيمَتُهَا مِنَ الذّهَبِ قَالَ ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ فَقَالَ عَمّارٌ أللّهُمّ بِجَاهِ مَن بِجَاهِهِ قَلَبتَ هَذَا الحَجَرَ لَيّن لِي هَذَا الذّهَبَ لِأَفصِلَ قَدرَ حَقّهِ فَأَلَانَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فَفَصَلَ ثَلَاثَةَ مَثَاقِيلَ وَ أَعطَاهُ ثُمّ جَعَلَ يَنظُرُ إِلَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ سَمِعتُكَ تَقُولُكَلّا إِنّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني وَ لَا أُرِيدُ غِنًي يطُغيِنيِ أللّهُمّ فَأَعِد هَذَا الذّهَبَ حَجَراً بِجَاهِ مَن بِجَاهِهِ جَعَلتَهُ ذَهَباً بَعدَ أَن كَانَ حَجَراً فَعَادَ حَجَراً فَرَمَاهُ مِن يَدِهِ وَ قَالَ حسَبيِ مِنَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ موُاَلاَتيِ لَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَتَعَجّبَت مَلَائِكَةُ السّمَاوَاتِ مِن قِيلِهِ وَ عَجّت إِلَي اللّهِ تَعَالَي بِالثّنَاءِ عَلَيهِ فَصَلَوَاتُ اللّهِ مِن فَوقِ عَرشِهِ تَتَوَالَي عَلَيهِ فَأَبشِر يَا أَبَا اليَقظَانِ فَإِنّكَ أَخُو عَلِيّ فِي دِيَانَتِهِ وَ مِن أَفَاضِلِ أَهلِ وَلَايَتِهِ وَ مِنَ المَقتُولِينَ فِي مَحَبّتِهِ تَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ وَ آخِرُ زَادِكَ مِنَ الدّنيَا صَاعٌ مِن لَبَنٍ وَ يَلحَقُ رُوحُكَ بِأَروَاحِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الفَاضِلِينَ فَأَنتَ مِن خِيَارِ شيِعتَيِ
صفحه : 335
49-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ المُسلِمِينَ لَمّا أَصَابَهُم يَومَ أُحُدٍ مِنَ المِحَنِ مَا أَصَابَهُم لقَيَِ قَومٌ مِنَ اليَهُودِ بَعدَهُ بِأَيّامٍ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ حُذَيفَةَ بنَ اليَمَانِ فَقَالُوا لَهُمَا أَ لَم تَرَيَا مَا أَصَابَكُم يَومَ أُحُدٍ إِنّمَا يَحرُبُ كَأَحَدِ طُلّابِ مُلكِ الدّنيَا حَربُهُ سِجَالٌ تَارَةً لَهُ وَ تَارَةً عَلَيهِ فَارجِعُوا عَن دِينِهِ فَأَمّا حُذَيفَةُ فَقَالَ لَعَنَكُمُ اللّهُ لَا أُقَاعِدُكُم وَ لَا أَسمَعُ مَقَالَتَكُم أَخَافُ عَلَي نفَسيِ وَ ديِنيِ فَأَفِرّ بِهِمَا مِنكُم وَ قَامَ عَنهُم يَسعَي وَ أَمّا عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَلَم يَقُم عَنهُم وَ لَكِن قَالَ لَهُم مَعَاشِرَ اليَهُودِ إِنّ مُحَمّداً وَعَدَ أَصحَابَهُ الظّفَرَ يَومَ بَدرٍ إِن يَصبِرُوا فَصَبَرُوا وَ ظَفِرُوا وَ وَعَدَهُمُ الظّفَرَ يَومَ أُحُدٍ أَيضاً إِن صَبَرُوا فَفَشِلُوا وَ خَالَفُوا فَلِذَلِكَ أَصَابَهُم مَا أَصَابَهُم وَ لَو أَنّهُم أَطَاعُوا فَصَبَرُوا وَ لَم يُخَالِفُوا غَلَبُوا فَقَالَت لَهُ اليَهُودُ يَا عَمّارُ وَ إِذَا أَطَعتَ أَنتَ غَلَبَ مُحَمّدٌ سَادَاتِ قُرَيشٍ مَعَ دِقّةِ سَاقَيكَ فَقَالَ نَعَم وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ بَاعِثُهُ بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد وعَدَنَيِ مُحَمّدٌ مِنَ الفَضلِ وَ الحِكمَةِ مَا عَرّفَنِيهِ مِن نُبُوّتِهِ وَ فَهّمَنِيهِ مِن فَضلِ أَخِيهِ وَ وَصِيّهِ وَ خَيرِ مَن يَخلُفُهُ بَعدَهُ وَ التّسلِيمِ لِذُرّيّتِهِ الطّيّبِينَ المُنتَجَبِينَ وَ أمَرَنَيِ بِالدّعَاءِ بِهِم عِندَ شدَاَئدِيِ وَ مهُمِاّتيِ وَ وعَدَنَيِ أَنّهُ لَا يأَمرُنُيِ بشِيَءٍ فَاعتَقَدتُ فِيهِ طَاعَتَهُ إِلّا بَلَغتُهُ حَتّي لَو أمَرَنَيِ بِحَطّ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ أَو رَفعِ الأَرَضِينَ إِلَي السّمَاوَاتِ لَقَوّي عَلَيهِ ربَيّ بسِاَقيَّ هَاتَينِ الدّقِيقَتَينِ فَقَالَتِ اليَهُودُ كَلّا وَ اللّهِ يَا عَمّارُ مُحَمّدٌ أَقَلّ عِندَ اللّهِ مِن ذَلِكَ وَ أَنتَ أَوضَعُ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ مُحَمّدٍ مِن ذَلِكَ وَ كَانَ فِيهَا أَربَعُونَ مُنَافِقاً فَقَامَ عَمّارٌ عَنهُم وَ قَالَ لَقَد أَبلَغتُكُم حُجّةَ ربَيّ وَ نَصَحتُ لَكُم وَ لَكِنّكُم لِلنّصِيحَةِ كَارِهُونَ وَ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ يَا عَمّارُ قَد وَصَلَ إلِيَّ خَبَرُكُمَا أَمّا حُذَيفَةُ فَرّ بِدِينِهِ مِنَ الشّيطَانِ وَ أَولِيَائِهِ فَهُوَ مِن عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ وَ أَمّا أَنتَ يَا عَمّارُ
صفحه : 336
فَإِنّكَ قَد نَاضَلتَ عَن دِينِ اللّهِ وَ نَصَحتَ لِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ فَأَنتَ مِنَ المُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللّهِ الفَاضِلِينَ فَبَينَا رَسُولُ اللّهِص وَ عَمّارٌ يَتَحَادَثَانِ إِذَا حَضَرَتِ اليَهُودُ الّذِينَ كَانُوا كَلّمُوهُ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ هَا صَاحِبُكَ يَزعُمُ أَنّهُ إِن أَمَرتَهُ بِحَطّ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ أَو رَفعِ الأَرضِ إِلَي السّمَاءِ فَاعتَقَدَ طَاعَتَكَ وَ عَزَمَ عَلَي الِايتِمَارِ لَكَ لَأَعَانَهُ اللّهُ عَلَيهِ وَ نَحنُ نَقتَصِرُ مِنكَ وَ مِنهُ عَلَي مَا هُوَ دُونَ هَذَا إِن كُنتَ نَبِيّاً فَقَد قَنِعنَا أَن يَحمِلَ عَمّارٌ مَعَ دِقّةِ سَاقَيهِ هَذَا الحَجَرَ وَ كَانَ الحَجَرُ مَطرُوحاً بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص بِظَاهِرِ المَدِينَةِ يَجتَمِعُ عَلَيهِ مِائَتَا رَجُلٍ لِيُحَرّكُوهُ فَلَم يَقدِرُوا فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ إِن رَامَ احتِمَالَهُ لَم يُحَرّكهُ وَ لَو حَمَلَ فِي ذَلِكَ عَلَي نَفسِهِ لَانكَسَرَت سَاقَاهُ وَ تَهَدّمَ جِسمُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَحتَقِرُوا سَاقَيهِ فَإِنّهُمَا أَثقَلُ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ مِن ثَورٍ وَ ثَبِيرٍ وَ حِرَاءَ وَ أَبِي قُبَيسٍ بَل مِنَ الأَرضِ كُلّهَا وَ مَا عَلَيهَا وَ إِنّ اللّهَ قَد خَفّفَ بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ مَا هُوَ أَثقَلُ مِن هَذِهِ الصّخرَةِ خَفّفَ العَرشَ عَلَي كَوَاهِلِ ثَمَانِيَةٍ مِنَ المَلَائِكَةِ بَعدَ أَن كَانَ لَا يُطِيقُهُ مَعَهُمُ العَدَدُ الكَثِيرُ وَ الجَمّ الغَفِيرُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَمّارُ اعتَقِد طاَعتَيِ وَ قُلِ أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ قوَنّيِ لِيُسَهّلَ اللّهُ عَلَيكَ مَا أَمَرَكَ بِهِ كَمَا سَهّلَ عَلَي كَالِبِ بنِ يُوحَنّا عُبُورَ البَحرِ عَلَي مَتنِ المَاءِ وَ هُوَ عَلَي فَرَسِهِ يَركُضُ عَلَيهِ بِسُؤَالِهِ اللّهَ تَعَالَي بِجَاهِنَا أَهلَ البَيتِ فَقَالَهَا عَمّارٌ وَ اعتَقَدَهَا فَحَمَلَ الصّخرَةَ فَوقَ رَأسِهِ وَ قَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً هيَِ أَخَفّ فِي يدَيِ مِن خِلَالَةٍ أُمسِكُهَا بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص حَلّق بِهَا فِي الهَوَاءِ فَسَتَبلُغُ بِهَا قُلّةَ ذَلِكَ الجَبَلِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي جَبَلٍ بَعِيدٍ عَلَي قَدرِ فَرسَخٍ فَرَمَي بِهَا عَمّارٌ وَ تَحَلّقَت فِي الهَوَاءِ حَتّي انحَطّت عَلَي ذِروَةِ ذَلِكَ الجَبَلِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِليَهُودِ أَ وَ رَأَيتُم قَالُوا بَلَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَمّارُ قُم إِلَي ذِروَةِ الجَبَلِ فَتَجِدُ هُنَاكَ صَخرَةً أَضعَافَ مَا كَانَت
صفحه : 337
فَاحتَمِلهَا وَ أَعِدهَا إِلَي حضَرتَيِ فَخَطَا عَمّارٌ خُطوَةً فَطُوِيَت لَهُ الأَرضُ وَ وَضَعَ قَدَمَيهِ فِي الخُطوَةِ الثّانِيَةِ عَلَي ذِروَةِ الجَبَلِ وَ تَنَاوَلَ الصّخرَةَ المُضَاعَفَةَ وَ عَادَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص بِالخُطوَةِ الثّالِثَةِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِعَمّارٍ اضرِب بِهَا الأَرضَ ضَربَةً شَدِيدَةً فَتَهَابَتَ[فَتَهَارَبَتِ]اليَهُودُ وَ خَافُوا فَضَرَبَ بِهَا عَمّارٌ عَلَي الأَرضِ فَتَفَتّتَت حَتّي صَارَت كَالهَبَاءِ المَنثُورِ وَ تَلَاشَت فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص آمِنُوا أَيّهَا اليَهُودُ فَقَد شَاهَدتُم آيَاتِ اللّهِ فَآمَنَ بَعضُهُم وَ غَلَبَ الشّقَاءُ عَلَي بَعضِهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ تَدرُونَ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ مَا مَثَلُ هَذِهِ الصّخرَةِ فَقَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ رِجَالًا مِن شِيعَتِنَا تَكُونُ لَهُم ذُنُوبٌ وَ خَطَايَا أَعظَمُ مِن جِبَالِ الأَرضِ وَ الأَرضِ كُلّهَا وَ السّمَاءِ أَضعَافاً كَثِيرَةً فَمَا هُوَ إِلّا أَن يَتُوبَ وَ يُجَدّدَ عَلَي نَفسِهِ وَلَايَتَنَا أَهلَ البَيتِ إِلّا كَانَ قَد ضَرَبَ بِذُنُوبِهِ الأَرضَ أَشَدّ مِن ضَربِ عَمّارٍ هَذِهِ الصّخرَةَ بِالأَرضِ وَ إِنّ رَجُلًا يَكُونُ لَهُ طَاعَاتٌ كَالسّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ الجِبَالِ وَ البِحَارِ فَمَا هُوَ إِلّا أَن يَكفُرَ بِوَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ حَتّي يَكُونَ ضَرَبَ بِهَا الأَرضَ أَشَدّ مِن ضَربِ عَمّارٍ لِهَذِهِ الصّخرَةِ بِالأَرضِ وَ تَتَلَاشَي وَ تَتَفَتّتُ كَتَفَتّتِ هَذِهِ الصّخرَةِ فَيَرِدُ الآخِرَةَ وَ لَا يَجِدُ حَسَنَةً وَ ذُنُوبُهُ أَضعَافُ الجِبَالِ وَ الأَرضِ وَ السّمَاءِ فَيُشَدّدُ حِسَابُهُ وَ يَدُومُ عَذَابُهُ قَالَ فَلَمّا رَأَي عَمّارٌ بِنَفسِهِ تِلكَ القُوّةَ التّيِ جَلَدَ بِهَا عَلَي الأَرضِ تِلكَ الصّخرَةَ فَتَفَتّتَت أَخَذَتهُ أُرَيحِيّةٌ وَ قَالَ أَ تَأذَنُ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ أُجَادِل بِهَا هَؤُلَاءِ اليَهُودَ فَأَقتُلَهُم أَجمَعِينَ بِمَا أُعطِيتُهُ مِن هَذِهِ القُوّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَمّارُ إِنّ اللّهَ يَقُولُفَاعفُوا وَ اصفَحُوا حَتّي يأَتيَِ اللّهُ بِأَمرِهِبِعَذَابِهِ وَ يأَتيَِ بِفَتحِ مَكّةَ وَ سَائِرِ مَا وَعَدَهُ
صفحه : 338
بيان قال الجوهري راح فلان للمعروف يراح راحة إذاأخذته له خفة وأُرَيحِيّة وراحت يده بكذا أي خفت له
50-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ قَالَ الإِمَامُ ع وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ نَفسَهُيَبِيعُهَاابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِفَيَعمَلُ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ يَأمُرُ النّاسَ بِهَا وَ يَصبِرُ عَلَي مَا يَلحَقُهُ مِنَ الأَذَي فِيهَا فَيَكُونُ كَمَن بَاعَ نَفسَهُ وَ سَلّمَهَا بِرِضَي اللّهِ عِوَضاً مِنهَا فَلَا يبُاَليِ مَا حَلّ بِهَا بَعدَ أَن يَحصُلَ لَهَا رِضَي رَبّهَاوَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِكُلّهِم أَمّا الطّالِبُونَ لِرِضَاهُ فَيُبلِغُهُم أَقصَي أَمَانِيّهِم وَ يَزِيدُهُم عَلَيهَا مَا لَم تَبلُغهُ آمَالُهُم وَ أَمّا الفَاجِرُونَ فِي دِينِهِ فَيَتَأَنّاهُ[فَيَتَأَنّاهُم] وَ يَرفُقُ بِهِم وَ يَدعُوهُم إِلَي طَاعَتِهِ وَ لَا يَمنَعُ مَن عَلِمَ أَنّهُ سَيَتُوبُ عَن ذُنُوبِهِ التّوبَةَ المُوجِبَةَ لَهُ عَظِيمَ كَرَامَتِهِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع هَؤُلَاءِ خِيَارٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص عَذّبَهُم أَهلُ مَكّةَ لِيَفتِنُوهُم عَن دِينِهِم مِنهُم بِلَالٌ وَ صُهَيبٌ وَ خَبّابٌ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ أَبَوَاهُ فَأَمّا بِلَالٌ اشتَرَاهُ أَبُو بَكرِ بنُ أَبِي قُحَافَةَ بِعَبدَينِ لَهُ أَسوَدَينِ وَ رَجَعَ إِلَي النّبِيّص فَكَانَ تَعظِيمُهُ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَضعَافَ تَعظِيمِهِ لأِبَيِ بَكرٍ فَقَالَ المُفسِدُونَ يَا بِلَالُ كَفَرتَ النّعمَةَ وَ نَقَضتَ تَرتِيبَ الفَضلِ أَبُو بَكرٍ مَولَاكَ ألّذِي اشتَرَاكَ وَ أَعتَقَكَ وَ أَنقَذَكَ مِنَ العَذَابِ وَ رَدّ عَلَيكَ نَفسَكَ وَ كَسبَكَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَم يَفعَل بِكَ شَيئاً مِن هَذَا وَ أَنتَ تُوَقّرُ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّاً بِمَا لَا تُوَقّرُ أَبَا بَكرٍ إِنّ هَذَا كُفرُ النّعمَةِ وَ جَهلٌ بِالتّرتِيبِ فَقَالَ بِلَالٌ أَ فيَلَزمَنُيِ أَن أُوَقّرَ أَبَا بَكرٍ فَوقَ توَقيِريِ لِرَسُولِ اللّهِص قَالُوا مُعَاذَ اللّهِ قَالَ قَد خَالَفَ قَولُكُم هَذَا قَولَكُمُ الأَوّلَ
صفحه : 339
إِن كَانَ لَا يَجُوزُ لِي أَن أُفَضّلَ عَلِيّاً عَلَي أَبِي بَكرٍ لِأَنّ أَبَا بَكرٍ أعَتقَنَيِ فَكَذَلِكَ لَا يَجُوزُ لِي أَن أُفَضّلَ رَسُولَ اللّهِ عَلَي أَبِي بَكرٍ لِأَنّ أَبَا بَكرٍ أعَتقَنَيِ قَالُوا لَا سَوَاءٌ إِنّ رَسُولَ اللّهِ أَفضَلُ خَلقِ اللّهِ قَالَ بِلَالٌ وَ لَا سَوَاءٌ أَيضاً أَبُو بَكرٍ وَ عَلِيّ إِنّ عَلِيّاً نَفسُ أَفضَلِ خَلقِ اللّهِ فَهُوَ أَيضاً أَفضَلُ خَلقِ اللّهِ بَعدَ نَبِيّهِ وَ أَحَبّ الخَلقِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي لِأَكلِهِ الطّيرَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص ألّذِي دَعَا أللّهُمّ ائتنِيِ بِأَحَبّ خَلقِكَ إِلَيكَ وَ هُوَ أَشبَهُ خَلقِ اللّهِ بِرَسُولِهِ لِمَا جَعَلَهُ أَخَاهُ فِي دِينِ اللّهِ وَ أَبُو بَكرٍ لَا يَلتَمِسُ منِيّ مَا تَلتَمِسُونَ لِأَنّهُ يَعرِفُ مِن فَضلِ عَلِيّ مَا تَجهَلُونَ أَي يَعرِفُ أَنّ حَقّ عَلِيّ أَعظَمُ مِن حَقّهِ لِأَنّهُ أنَقذَنَيِ مِن رِقّ العَذَابِ ألّذِي لَو دَامَ عَلَيّ وَ صَبَرتُ عَلَيهِ لَصِرتُ إِلَي جَنّاتِ عَدنٍ وَ عَلِيّ أنَقذَنَيِ مِن رِقّ عَذَابِ الأَبَدِ وَ أَوجَبَ لِي بمِوُاَلاَتيِ لَهُ وَ تفَضيِليِ إِيّاهُ نَعِيمَ الأَبَدِ وَ أَمّا صُهَيبٌ فَقَالَ أَنَا شَيخٌ كَبِيرٌ لَا يَضُرّكُم كُنتُ مَعَكُم أَو عَلَيكُم فَخُذُوا ماَليِ وَ دعَوُنيِ وَ ديِنيِ فَأَخَذُوا مَالَهُ وَ تَرَكُوهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا صُهَيبُ كَم كَانَ مَالُكَ ألّذِي سَلّمتَهُ قَالَ سَبعَةَ آلَافٍ قَالَ طَابَت نَفسُكَ بِتَسلِيمِهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً لَو كَانَتِ الدّنيَا كُلّهَا ذَهَبَةً حَمرَاءَ لَجَعَلتُهَا عِوَضاً عَن نَظرَةٍ أَنظُرُهَا إِلَيكَ وَ نَظرَةٍ أَنظُرُهَا إِلَي أَخِيكَ وَ وَصِيّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا صُهَيبُ قَد أَعجَزتَ خُزّانَ الجِنَانِ عَن إِحصَاءِ مَا لَكَ فِيهَا بِمَالِكَ هَذَا وَ اعتِقَادِكَ فَلَا يُحصِيهَا إِلّا خَالِقُهَا وَ أَمّا خَبّابُ بنُ الأَرَتّ فَكَانُوا قَد قَيّدُوهُ بِقَيدٍ وَ غُلّ فَدَعَا اللّهَ بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِمَا فَحَوّلَ اللّهُ القَيدَ فَرَساً رَكِبَهُ وَ حَوّلَ الغُلّ سَيفاً بِحَمَائِلَ يُقَلّدُهُ فَخَرَجَ عَنهُم مِن أَعمَالِهِم فَلَمّا رَأَوا مَا ظَهَرَ عَلَيهِ مِن آيَاتِ مُحَمّدٍ لَم يَجسُر أَحَدٌ أَن يَقرَبَهُ وَ جَرّدَ سَيفَهُ وَ قَالَ مَن شَاءَ فَليَقرُب فإَنِيّ سَأَلتُهُ بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا
صفحه : 340
أَن لَا أُصِيبَ بسِيَفيِ أَبَا قُبَيسٍ إِلّا قَدَدتُهُ نِصفَينِ فَضلًا عَنكُم فَتَرَكُوهُ فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَمّا يَاسِرٌ وَ أُمّ عَمّارٍ فَقُتِلَا فِي دِينِ اللّهِ وَ صَبَرَا وَ أَمّا عَمّارٌ فَكَانَ أَبُو جَهلٍ يُعَذّبُهُ فَضَيّقَ اللّهُ عَلَيهِ خَاتَمَهُ فِي إِصبَعِهِ حَتّي أَصرَعَهُ وَ أَذَلّهُ وَ ثَقُلَ عَلَيهِ[ وَ]قَمِيصُهُ حَتّي صَارَ أَثقَلَ مِن بَدَنَاتِ حَدِيدٍ قَالَ لِعَمّارٍ خلَصّنيِ مِمّا أَنَا فِيهِ فَمَا هُوَ إِلّا مِن عَمَلِ صَاحِبِكَ فَخَلَعَ خَاتَمَهُ مِن إِصبَعِهِ وَ قَمِيصَهُ مِن بَدَنِهِ وَ قَالَ البَسهُ وَ لَا أَرَاكَ بِمَكّةَ يَعِيهَا[تَفتِنُهَا] عَلَيّ فَانصَرَفَ إِلَي مُحَمّدٍ فَقِيلَ لِعَمّارٍ مَا بَالُ خَبّابٍ نَجَا بِتِلكَ الآيَةِ وَ أَبَوَاكَ أُسلِمَا لِلعَذَابِ حَتّي قُتِلَا قَالَ عَمّارٌ ذَاكَ حُكمُ مَن أَنقَذَ اِبرَاهِيمَ مِنَ النّارِ وَ امتَحَنَ بِالقَتلِ يَحيَي وَ زَكَرِيّا قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ مِن كِبَارِ الفُقَهَاءِ يَا عَمّارُ فَقَالَ عَمّارٌ حسَبيِ يَا رَسُولَ اللّهِ مِنَ العِلمِ معَرفِتَيِ بِأَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَيّدُ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ أَنّ أَخَاكَ عَلِيّاً وَصِيّكَ وَ خَلِيفَتُكَ وَ خَيرُ مَن تُخَلّفُهُ بَعدَكَ وَ أَنّ القَولَ الحَقّ قَولُكَ وَ قَولُهُ وَ الفِعلَ الحَقّ فِعلُكَ وَ فِعلُهُ وَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَا وفَقّنَيِ لِمُوَالَاتِكُمَا وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِكُمَا إِلّا وَ قَد أَرَادَ أَن يجَعلَنَيِ مَعَكُمَا فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ كَمَا قُلتَ يَا عَمّارُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُؤَيّدُ بِكَ الدّينَ وَ يَقطَعُ بِكَ مَعَاذِيرَ الغَافِلِينَ وَ يُوضِحُ بِكَ عَن عِنَادِ المُعَانِدِينَ إِذَا قَتَلَتكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ عَلَي المُحِقّينَ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عَمّارُ بِالعِلمِ نِلتَ مَا نِلتَ مِن هَذَا الفَضلِ فَازدَد مِنهُ تَزدَد فَضلًا فَإِنّ العَبدَ إِذَا خَرَجَ فِي طَلَبِ العِلمِ نَادَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن فَوقِ العَرشِ مَرحَباً يَا عبَديِ أَ تدَريِ أَيّ مَنزِلَةٍ تَطلُبُ وَ أَيّةَ دَرَجَةٍ تَرُومُ تضُاَهيِ ملَاَئكِتَيَِ المُقَرّبِينَ لِتَكُونَ لَهُم قَرِيناً لَأُبَلّغَنّكَ مُرَادَكَ وَ لَأُوصِلَنّكَ بِحَاجَتِكَ
صفحه : 341
بيان البدن بالتحريك الدرع القصير
51- جا،[المجالس للمفيد] ابنُ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ حِزَامٍ الأنَصاَريِّ يَقُولُ لَو نَشَرَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ رَحِمَهُمَا اللّهُ لِهَؤُلَاءِ الّذِينَ يَنتَحِلُونَ مَوَدّتَكُم أَهلَ البَيتِ لَقَالُوا هَؤُلَاءِ كَذّابُونَ وَ لَو رَأَي هَؤُلَاءِ أُولَئِكَ لَقَالُوا مَجَانِينُ
52- ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ الجَنّةَ تَشتَاقُ إِلَيكَ وَ إِلَي عَمّارٍ وَ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الإِيمَانُ عَشرُ دَرَجَاتٍ فَالمِقدَادُ فِي الثّامِنَةِ وَ أَبُو ذَرّ فِي التّاسِعَةِ وَ سَلمَانُ فِي العَاشِرَةِ
وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ رَأَيتُ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ فِي منَاَميِ فَقُلتُ لَهُ سَلمَانَ فَقَالَ سَلمَانَ فَقُلتُ أَ لَستَ مَولَي النّبِيّص قَالَ بَلَي وَ إِذَا عَلَيهِ تَاجٌ مِن يَاقُوتٍ وَ عَلَيهِ حلُيِّ وَ حُلَلٌ فَقُلتُ يَا سَلمَانُ هَذِهِ مَنزِلَةٌ حَسَنَةٌ أَعطَاكَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ نَعَم فَقُلتُ فَمَا ذَا رَأَيتَ فِي الجَنّةِ أَفضَلَ بَعدَ الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ فَقَالَ لَيسَ فِي الجَنّةِ بَعدَ الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ شَيءٌ هُوَ أَفضَلَ مِن حُبّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الِاقتِدَاءِ بِهِ
قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الجَنّةَ لَأَشوَقُ إِلَي سَلمَانَ مِن سَلمَانَ إِلَي الجَنّةِ وَ إِنّ الجَنّةَ لَأَعشَقُ لِسَلمَانَ مِن سَلمَانَ لِلجَنّةِ
قَالَ البَاقِرُ ع جَاءَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ غَيرُهُم بَعدَ ذَلِكَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالُوا لَهُ أَنتَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنتَ وَ اللّهِ أَحَقّ النّاسِ وَ أَولَاهُم باِلنبّيِّص هَلُمّ يَدَكَ نُبَايِعكَ فَوَ اللّهِ لَنَمُوتَنّ قُدّامَكَ فَقَالَ عَلِيّ ع إِن كُنتُم صَادِقِينَ فَاغدُوا عَلَيّ غَداً مُحَلّقِينَ فَحَلَقَ عَلِيّ ع وَ حَلَقَ سَلمَانُ وَ حَلَقَ مِقدَادُ وَ حَلَقَ أَبُو ذَرّ وَ لَم يَحلِق غَيرُهُم ثُمّ انصَرَفُوا فَجَاءُوا مَرّةً أُخرَي بَعدَ ذَلِكَ فَقَالُوا لَهُ أَنتَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنتَ أَحَقّ النّاسِ وَ أَولَاهُم باِلنبّيِّص هَلُمّ يَدَكَ نُبَايِعكَ وَ حَلَفُوا
صفحه : 342
فَقَالَ إِن كُنتُم صَادِقِينَ فَاغدُوا عَلَيّ مُحَلّقِينَ فَمَا حَلَقَ إِلّا هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ قُلتُ فَمَا كَانَ مِنهُم عَمّارٌ قَالَ لَا قُلتُ فَعَمّارٌ مِن أَهلِ النّارِ فَقَالَ إِنّ عَمّاراً قَد قَاتَلَ مَعَ عَلِيّ ع
قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ حوَاَريِّ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ رَسُولِ اللّهِ الّذِينَ لَم يَنقُضُوا العَهدَ وَ مَضَوا عَلَيهِ فَيَقُومُ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ ثُمّ ينُاَديِ أَينَ حوَاَريِّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وصَيِّ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ رَسُولِ اللّهِص فَيَقُومُ عَمرُو بنُ الحَمِقِ الخزُاَعيِّ وَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ وَ مِيثَمُ بنُ يَحيَي التّمّارُ مَولَي بنَيِ أَسَدٍ وَ أُوَيسٌ القرَنَيِّ
وَ قِيلَ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع مَا تَقُولُ فِي عَمّارٍ قَالَ رَحِمَ اللّهُ عَمّاراً ثَلَاثاً قَاتَلَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قُتِلَ شَهِيداً قَالَ الراّويِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ مَا يَكُونُ مَنزِلَةٌ أَعظَمَ مِن هَذِهِ المَنزِلَةِ فَالتَفَتَ إلِيَّ وَ قَالَ لَعَلّكَ تَقُولُ مِثلَ الثّلَاثَةِ هَيهَاتَ هَيهَاتَ قَالَ قُلتُ وَ مَا عِلمُهُ أَنّهُ يُقتَلُ فِي ذَلِكَ اليَومِ قَالَ إِنّهُ لَمّا رَأَي الحَربَ لَا يَزدَادُ إِلّا شِدّةً وَ القَتلَ لَا يُزَادُ إِلّا كَثرَةً تَرَكَ الصّفّ وَ جَاءَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هُوَ هُوَ قَالَ ارجِع إِلَي صَفّكَ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ ارجِع إِلَي صَفّكَ فَلَمّا كَانَ فِي الثّالِثَةِ قَالَ لَهُ نَعَم فَرَجَعَ إِلَي صَفّهِ وَ هُوَ يَقُولُ
اليَومَ أَلقَي الأَحِبّةَ | مُحَمّداً وَ حِزبَهُ |
وَ روُيَِ أَنّهُ أتُيَِ عَمّارٌ يَومَئِذٍ بِلَبَنٍ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص آخِرُ شَرَابٍ تَشرَبُهُ مِنَ الدّنيَا مَذقَةٌ مِن لَبَنٍ
قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الجَنّةَ تَشتَاقُ إِلَي ثَلَاثَةٍ قَالَ عَلِيّ ع فَمَن هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ قَالَ أَنتَ مِنهُم وَ أَنتَ أَوّلُهُم وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ فَإِنّهُ قَلِيلُ الكِبرِ وَ هُوَ لَكَ نَاصِحٌ فَاتّخِذهُ لِنَفسِكَ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ يَشهَدُ مَعَكَ مَشَاهِدَ غَيرَ
صفحه : 343
وَاحِدَةٍ لَيسَ مِنهَا إِلّا وَ هُوَ كَثِيرٌ خَيرُهُ ضَيّئٌ نُورُهُ عَظِيمٌ أَجرُهُ
قَالَ الصّادِقُ ع مَا مِن أَهلِ بَيتٍ إِلّا وَ مِنهُم نَجِيبٌ وَ أَنجَبُ النّجَبَاءِ مِن أَهلِ بَيتِ سَوءٍ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ
قَالَ رَسُولُ اللّهِص حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ مِن أَصفِيَاءِ الرّحمَنِ وَ أَبصَرُكُم بِالحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ مِنَ السّابِقِينَ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ مِنَ المُجتَهِدِينَ وَ لِكُلّ شَيءٍ فَارِسٌ وَ فَارِسُ القُرآنِ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ ذَا لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ يَعِيشُ وَحدَهُ وَ يَمُوتُ وَحدَهُ وَ يُبعَثُ وَحدَهُ وَ يَدخُلُ الجَنّةَ وَحدَهُ
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي زُهدِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع فَليَنظُر إِلَي أَبِي ذَرّ
53- كا،[الكافي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذُكِرَتِ التّقِيّةُ يَوماً عِندَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ وَ اللّهِ لَو عَلِمَ أَبُو ذَرّ مَا فِي قَلبِ سَلمَانَ لَقَتَلَهُ وَ لَقَد آخَي رَسُولُ اللّهِ بَينَهُمَا فَمَا ظَنّكُم بِسَائِرِ الخَلقِ إِنّ عِلمَ العُلَمَاءِ صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَحتَمِلُهُ إِلّا نبَيِّ مُرسَلٌ أَو مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو عَبدٌ مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ فَقَالَ وَ إِنّمَا صَارَ سَلمَانُ مِنَ العُلَمَاءِ لِأَنّهُ امرُؤٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَلِذَلِكَ نَسَبتُهُ إِلَي العُلَمَاءِ
ير،[بصائر الدرجات ]عِمرَانُ بنُ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ غَيرِهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ فَلِذَلِكَ نَسَبُهُ إِلَينَا
بيان قوله ع ما في قلب سلمان أي من مراتب معرفة الله ومعرفة النبي والأئمة صلوات الله عليهم فلو كان أظهر سلمان له شيئا من ذلك لكان لايحتمله ويحمله علي الكذب وينسبه إلي الارتداد أوالعلوم الغريبة والآثار العجيبة التي لوأظهرها
صفحه : 344
له لحملها علي السحر فقتله أو كان يفشيه ويظهره للناس فيصير سببا لقتل سلمان علي الوجهين وقيل الضمير المرفوع راجع إلي العلم والمنصوب إلي أبي ذر أي لقتل وأهلك ذلك العلم أباذر أي كان لايحتمله عقله فيكفر بذلك أو لايطيق ستره وصيانته فيظهره للناس فيقتلونه . و قال السيد المرتضي رضي الله عنه في بعض فوائده حيث سئل عن هذاالخبر الجواب وبالله التوفيق أن هذاالخبر إذا كان من أخبار الآحاد التي لاتوجب علما و لاتثلج صدرا و كان له ظاهر ينافي المقطوع والمعلوم تأولنا ظاهره علي مايطابق الحق ويوافقه إن كان ذلك مستسهلا و إلافالواجب اطراحه وإبطاله و إذا كان من المعلوم ألذي لايحيل سلامة سريرة كل واحد من سلمان و أبي ذر ونقاء صدر كل واحد منهما لصاحبه وأنهما ماكانا من المدغلين في الدين و لاالمنافقين فلايجوز مع هذاالمعلوم أن يعتقد أن الرسول يشهد بأن كل واحد منهما لواطلع علي ما في قلب صاحبه لقتله علي سبيل الاستحلال لدمه و من أجود ماقيل في تأويله أن الهاء في قتله راجع إلي المطلع لاالمطلع عليه كأنه أراد أنه إذااطلع علي ما في قلبه وعلم موافقة باطنه لظاهره وشدة إخلاصه له اشتد ضنه به ومحبته له وتمسكه بمودته ونصرته فقتله ذلك الضن أوالود بمعني أنه كاد يقتله كمايقولون فلان يهوي غيره وتشتد محبته له حتي أنه قدقتله حبه أوأتلف نفسه أو ماجري مجري هذا من الألفاظ وتكون فائدة هذاالخبر حسن الثناء علي الرجلين و أنه آخي بينهما وباطنهما كظاهرهما وسرهما في النقاء والصفاء كعلانيتهما انتهي كلامه رفع الله مقامه و لايخفي ما فيه
54-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي بنِ
صفحه : 345
أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَا أَقَلّنَا لَوِ اجتَمَعنَا عَلَي شَاةٍ مَا أَفنَينَاهَا فَقَالَ أَ لَا أُحَدّثُكَ بِأَعجَبَ مِن ذَلِكَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ ذَهَبُوا إِلّا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ ثَلَاثَةً قَالَ حُمرَانُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا حَالُ عَمّارٍ قَالَ رَحِمَ اللّهُ عَمّاراً أَبَا اليَقظَانِ بَايَعَ وَ قُتِلَ شَهِيداً فَقُلتُ فِي نفَسيِ مَا شَيءٌ أَفضَلَ مِنَ الشّهَادَةِ فَنَظَرَ إلِيَّ فَقَالَ لَعَلّكَ تَرَي أَنّهُ مِثلُ الثّلَاثَةِ أَيهَاتَ أَيهَاتَ
55- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَن سُلَيمَانَ المُستَرِقّ عَن صَالِحٍ الأَحوَلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ آخَي رَسُولُ اللّهِص بَينَ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ اشتَرَطَ عَلَي أَبِي ذَرّ أَلّا يعَصيَِ سَلمَانَ
56- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الزهّريِّ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ قَالَ هُمُ المُؤمِنُونَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ وَ مِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ عَمّارٌ وَ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ
57- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ خُلِقَتِ الأَرضُ لِسَبعَةٍ بِهِم يُرزَقُونَ وَ بِهِم يُمطَرُونَ وَ بِهِم يُنظَرُونَ وَ هُم عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ وَ أَبُو ذَرّ وَ عَمّارٌ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ وَ مِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ حُذَيفَةُ وَ أَنَا إِمَامُهُم السّابِعُ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّثهَؤُلَاءِ الّذِينَ صَلّوا عَلَي فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع
58-ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ المُؤمِنُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ
صفحه : 346
قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ قَالُوا وَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ قَالُوا وَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ قَالُوا وَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِّ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ
59- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ سَلمَانَ عَلِمَ الِاسمَ الأَعظَمَ
كش ،[رجال الكشي]جبرئيل بن أحمد عن الحسن بن خرزاد عن ابن مهران عن البطائني عن أبي بصير مثله
60- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ المدَاَئنِيِّ عَن عِيسَي بنِ حَمزَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع الحَدِيثُ ألّذِي جَاءَ فِي الأَربَعَةِ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلتُ الأَربَعَةُ التّيِ اشتَاقَت إِلَيهِمُ الجَنّةُ قَالَ نَعَم مِنهُم سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ قُلنَا فَأَيّهُم أَفضَلُ قَالَ سَلمَانُ ثُمّ أَطرَقَ ثُمّ قَالَ عَلِمَ سَلمَانُ عِلماً لَو عَلِمَهُ أَبُو ذَرّ كَفَرَ
61- ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ المُحَسّنِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أَوحَي إلِيَّ أَن أُحِبّ أَربَعَةً عَلِيّاً وَ أَبَا ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ مُختَصَرٌ
62-ختص ،[الإختصاص ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي أَحمَدَ الأزَديِّ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَنِ ابنِ
صفحه : 347
ظَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَأَلتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ وَ قُلتُ مَا تَقُولُ فِيهِ فَقَالَ مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ خُلِقَ مِن طينتا[طِينَتِنَا] وَ رُوحُهُ مَقرُونَةٌ بِرُوحِنَا خَصّهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنَ العُلُومِ بِأَوّلِهَا وَ آخِرِهَا وَ ظَاهِرِهَا وَ بَاطِنِهَا وَ سِرّهَا وَ عَلَانِيَتِهَا وَ لَقَد حَضَرتُ رَسُولَ اللّهِص وَ سَلمَانُ بَينَ يَدَيهِ فَدَخَلَ أعَراَبيِّ فَنَحّاهُ عَن مَكَانِهِ وَ جَلَسَ فِيهِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي دَرّ العَرَقُ بَينَ عَينَيهِ وَ احمَرّتَا عَينَاهُ ثُمّ قَالَ يَا أعَراَبيِّ أَ تنُحَيّ رَجُلًا يُحِبّهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي السّمَاءِ وَ يُحِبّهُ رَسُولُهُ فِي الأَرضِ يَا أعَراَبيِّ أَ تنُحَيّ رَجُلًا مَا حضَرَنَيِ جَبرَئِيلُ إِلّا أمَرَنَيِ عَن ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَن أُقرِأَهُ السّلَامَ يَا أعَراَبيِّ إِنّ سَلمَانَ منِيّ مَن جَفَاهُ فَقَد جفَاَنيِ وَ مَن آذَاهُ فَقَد آذاَنيِ وَ مَن بَاعَدَهُ فَقَد باَعدَنَيِ وَ مَن قَرّبَهُ فَقَد قرَبّنَيِ يَا أعَراَبيِّ لَا تَغلَطَنّ فِي سَلمَانَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد أمَرَنَيِ أَن أُطلِعَهُ عَلَي عِلمِ المَنَايَا وَ البَلَايَا وَ الأَنسَابِ وَ فَصلِ الخِطَابِ قَالَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ظَنَنتُ أَن يَبلُغَ مِن فِعلِ سَلمَانَ مَا ذَكَرتَ أَ لَيسَ كَانَ مَجُوسِيّاً ثُمّ أَسلَمَ فَقَالَ النّبِيّص يَا أعَراَبيِّ أُخَاطِبُكَ عَن ربَيّ وَ تقُاَولِنُيِ إِنّ سَلمَانَ مَا كَانَ مَجُوسِيّاً وَ لَكِنّهُ كَانَ مُظهِراً لِلشّركِ مُبطِناً لِلإِيمَانِ يَا أعَراَبيِّ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُفَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيتَ وَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا يَا أعَراَبيِّ خُذما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ وَ لَا تَجحَد فَتَكُونَ مِنَ المُعَذّبِينَ وَ سَلّم لِرَسُولِ اللّهِ قَولَهُ تَكُن مِنَ الآمِنِينَ
63-ختص ،[الإختصاص ]الصّدُوقُ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ قَالَ سَمِعتُ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ يَقُولُسَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ فَقَالَص سَلمَانُ بَحرُ العِلمِ لَا يُقدَرُ عَلَي نَزحِهِ سَلمَانُ مَخصُوصٌ بِالعِلمِ الأَوّلِ وَ الآخِرِ أَبغَضَ اللّهُ مَن أَبغَضَ
صفحه : 348
سَلمَانَ وَ أَحَبّ مَن أَحَبّهُ قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِي أَبِي ذَرّ قَالَ وَ ذَاكَ مِنّا أَبغَضَ اللّهُ مَن أَبغَضَهُ وَ أَحَبّ مَن أَحَبّهُ قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِي المِقدَادِ قَالَ وَ ذَاكَ مِنّا أَبغَضَ اللّهُ مَن أَبغَضَهُ وَ أَحَبّ مَن أَحَبّهُ قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِي عَمّارٍ قَالَ وَ ذَاكَ مِنّا أَبغَضَ اللّهُ مَن أَبغَضَهُ وَ أَحَبّ مَن أَحَبّهُ قَالَ جَابِرٌ فَخَرَجتُ لِأُبَشّرَهُم فَلَمّا وَلّيتُ قَالَ إلِيَّ يَا جَابِرُ إلِيَّ يَا جَابِرُ وَ أَنتَ مِنّا أَبغَضَ اللّهُ مَن أَبغَضَكَ وَ أَحَبّ مَن أَحَبّكَ قَالَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا تَقُولُ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ ذَاكَ نفَسيِ قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ قَالَ هُمَا روُحيِ وَ فَاطِمَةُ أُمّهُمَا ابنتَيِ يسَوُؤنُيِ مَا سَاءَهَا وَ يسَرُنّيِ مَا سَرّهَا أُشهِدُ اللّهَ أنَيّ حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم سِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم يَا جَابِرُ إِذَا أَرَدتَ أَن تَدعُوَ اللّهَ فَيَستَجِيبَ لَكَ فَادعُهُ بِأَسمَائِهِم فَإِنّهَا أَحَبّ الأَسمَاءِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
64- ختص ،[الإختصاص ] بَلَغَنَا أَنّ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ دَخَلَ مَجلِسَ رَسُولِ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ فَعَظّمُوهُ وَ قَدّمُوهُ وَ صَدّرُوهُ إِجلَالًا لِحَقّهِ وَ إِعظَاماً لِشَيبَتِهِ وَ اختِصَاصِهِ بِالمُصطَفَي وَ آلِهِ فَدَخَلَ عُمَرُ فَنَظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ مَن هَذَا العجَمَيِّ المُتَصَدّرُ فِيمَا بَينَ العَرَبِ فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص المِنبَرَ فَخَطَبَ فَقَالَ إِنّ النّاسَ مِن آدَمَ إِلَي يَومِنَا هَذَا مِثلُ أَسنَانِ المُشطِ لَا فَضلَ للِعرَبَيِّ عَلَي العجَمَيِّ وَ لَا لِلأَحمَرِ عَلَي الأَسوَدِ إِلّا بِالتّقوَي سَلمَانُ بَحرٌ لَا يُنزَفُ وَ كَنزٌ لَا يَنفَدُ سَلمَانُ مِنّا أَهلَ البَيتِ سَلسَلٌ يَمنَحُ الحِكمَةَ وَ يؤُتيِ البُرهَانَ
بيان السلسل كجعفر الماء العذب أوالبارد و لايبعد أن يكون تصحيف سلمان
65-ختص ،[الإختصاص ]جَرَي ذِكرُ سَلمَانَ وَ ذِكرُ جَعفَرٍ الطّيّارِ بَينَ يدَيَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ هُوَ مُتّكِئٌ فَفَضّلَ بَعضُهُم جَعفَراً عَلَيهِ وَ هُنَاكَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ بَعضُهُم إِنّ سَلمَانَ كَانَ مَجُوسِيّاً ثُمّ أَسلَمَ فَاستَوَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع جَالِساً مُغضَباً وَ قَالَ
صفحه : 349
يَا بَا بَصِيرٍ جَعَلَهُ اللّهُ عَلَوِيّاً بَعدَ أَن كَانَ مَجُوسِيّاً وَ قُرَشِيّاً بَعدَ أَن كَانَ فَارِسِيّاً فَصَلَوَاتُ اللّهِ عَلَي سَلمَانَ وَ إِنّ لِجَعفَرٍ شَأناً عِندَ اللّهِ يَطِيرُ مَعَ المَلَائِكَةِ فِي الجَنّةِ أَو كَلَامٌ يُشبِهُهُ
66- فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِنَزَلَت فِي أَبِي ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ مِقدَادٍ وَ عَمّارٍ لَم يَنقُضُوا العَهدَوَ آمَنُوا بِما نُزّلَ عَلي مُحَمّدٍ أَي ثَبَتُوا عَلَي الوَلَايَةِ التّيِ أَنزَلَهَا اللّهُوَ هُوَ الحَقّيعَنيِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَمِن رَبّهِم كَفّرَ عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ أَصلَحَ بالَهُم
67- كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ خُرّزَادَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ صُهَيبٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ذُكِرَ عِندَهُ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَه لَا تَقُولُوا سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ لَكِن قُولُوا سَلمَانَ المحُمَدّيِّ ذَاكَ رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ
68- كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ عَنِ ابنِ خُرّزَادَ عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع مُحَدّثاً وَ كَانَ سَلمَانُ مُحَدّثاً
69- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ كَانَ سَلمَانُ مِنَ المُتَوَسّمِينَ
70- كش ،[رجال الكشي]طَاهِرُ بنُ عِيسَي الوَرّاقُ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ السمّرَقنَديِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُجَاعٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ المرَوزَيِّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ فِي الخَبَرِ ألّذِي روُيَِ فِيهِ أَنّ سَلمَانَ كَانَ مُحَدّثاً قَالَ إِنّهُ كَانَ مُحَدّثاً عَن إِمَامِهِ لَا عَن رَبّهِ لِأَنّهُ لَا يُحَدّثُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا الحُجّةُ
صفحه : 350
بيان يحتمل هذاالخبر زائدا علي ماذكرناه في الخبر السابق أن يكون المراد بالمنفي تحديث الله تعالي من غيرتوسط ملك ويحتملان أيضا أن يكون الغرض نفي نوع من التحديث يخص الإمام و لايوجد في غيره
71- كش ،[رجال الكشي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ شُجَاعٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حُزَيمَةَ[خُزَيمَةَ] بنِ رَبِيعَةَ يَرفَعُهُ قَالَ خَطَبَ سَلمَانُ إِلَي عُمَرَ فَرَدّهُ ثُمّ نَدِمَ فَعَادَ إِلَيهِ فَقَالَ إِنّمَا أَرَدتُ أَن أَعلَمَ ذَهَبَت حَمِيّةُ الجَاهِلِيّةِ مِن قَلبِكَ أَم هيَِ كَمَا هيَِ
72- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ بنُ نُصَيرٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ وَ اللّهِ عَلِيّ ع مُحَدّثاً وَ كَانَ سَلمَانُ مُحَدّثاً قُلتُ اشرَح لِي قَالَ يَبعَثُ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكاً يَنقُرُ فِي أُذُنَيهِ يَقُولُ كَيتَ وَ كَيتَ
73- كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي ترَويِ مَا يرَويِ النّاسُ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ فِي سَلمَانَ أَدرَكَ عَلِمَ الأَوّلِ وَ عِلمَ الآخِرِ قُلتُ نَعَم قَالَ فَهَل تدَريِ مَا عَنَي قَالَ قُلتُ يعَنيِ عِلمَ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ عِلمَ النّبِيّص قَالَ فَقَالَ لَيسَ هَكَذَا وَ لَكِن عِلمَ النّبِيّص وَ عِلمَ عَلِيّ ع وَ أَمرَ النّبِيّص وَ أَمرَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا
74- كش ،[رجال الكشي]نَصرُ بنُ الصّبّاحِ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ البصَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَنصُورٍ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ ع أَ كَانَ سَلمَانُ مُحَدّثاً قَالَ نَعَم قُلتُ مَن يُحَدّثُهُ قَالَ مَلَكٌ كَرِيمٌ قُلتُ فَإِذَا كَانَ سَلمَانُ كَذَا فَصَاحِبُهُ أَيّ شَيءٍ هُوَ قَالَ أَقبِل عَلَي شَأنِكَ
75-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ القرَاَطيِسيِّ قَالَ قَالَ
صفحه : 351
لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الإِيمَانَ عَشرُ دَرَجَاتٍ بِمَنزِلَةِ السّلّمِ يُصعَدُ مِنهُ مِرقَاةً بَعدَ مِرقَاةٍ فَلَا يَقُولَنّ صَاحِبُ الوَاحِدِ لِصَاحِبِ الِاثنَينِ لَستُ عَلَي شَيءٍ حَتّي ينَتهَيَِ إِلَي العَاشِرَةِ وَ لَا تُسقِط مَن هُوَ دُونَكَ فَيُسقِطَكَ ألّذِي هُوَ فَوقَكَ فَإِذَا رَأَيتَ مَن هُوَ أَسفَلُ مِنكَ فَارفَعهُ إِلَيكَ بِرِفقٍ وَ لَا تَحمِلَنّ عَلَيهِ مَا لَا يُطِيقُ فَتَكسِرَهُ فَإِنّهُ مَن كَسَرَ مُؤمِناً فَعَلَيهِ جَبرُهُ وَ كَانَ المِقدَادُ فِي الثّامِنَةِ وَ أَبُو ذَرّ فِي التّاسِعَةِ وَ سَلمَانُ فِي العَاشِرَةِ
ل ،[الخصال ] ابن الوليد عن الصفار عن الحسين بن معاوية عن محمد بن حماد مثله
76- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ ابنَا نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ النّاسُ أَهلَ رِدّةٍ بَعدَ النّبِيّص سَنَةً إِلّا ثَلَاثَةً فَقُلتُ وَ مَنِ الثّلَاثَةُ فَقَالَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِّ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ ثُمّ عَرَفَ النّاسُ بَعدَ يَسِيرٍ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ دَارَت عَلَيهِمُ الرّحَي وَ أَبَوا أَن يُبَايِعُوا حَتّي جَاءُوا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُكرَهاً فَبَايَعَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُمالآيَةَ
77- كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ خُرّزَادَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ضَاقَتِ الأَرضُ بِسَبعَةٍ بِهِم يُرزَقُونَ وَ بِهِم يُنصَرُونَ وَ بِهِم يُمطَرُونَ مِنهُم سَلمَانُ الفاَرسِيِّ وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ وَ عَمّارٌ وَ حُذَيفَةُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم وَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ وَ أَنَا إِمَامُهُم وَ هُمُ الّذِينَ صَلّوا عَلَي فَاطِمَةَ ع
صفحه : 352
78- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ وَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَارِثِ النضّريِّ قَالَ سَمِعتُ عَبدَ المَلِكِ بنَ أَعيَنَ يَسأَلُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَلَم يَزَل يَسأَلُهُ حَتّي قَالَ لَهُ فَهَلَكَ النّاسُ إِذاً قَالَ إيِ وَ اللّهِ يَا ابنَ أَعيَنَ هَلَكَ النّاسُ أَجمَعُونَ قُلتُ مَن فِي المَشرِقِ وَ مَن فِي المَغرِبِ قَالَ فَقَالَ إِنّهَا فُتِحَت عَلَي الضّلَالِ إيِ وَ اللّهِ هَلَكُوا إِلّا ثَلَاثَةً ثُمّ لَحِقَ أَبُو سَاسَانَ وَ عَمّارٌ وَ شُتَيرَةُ وَ أَبُو عَمرَةَ فَصَارُوا سَبعَةً
79- كش ،[رجال الكشي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ القتُيَبيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الراّزيِّ عَن أَبِي الحُسَينِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَمّا مَرّوا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي رَقَبَتِهِ حَبلٌ إِلَي زُرَيقٍ ضَرَبَ أَبُو ذَرّ بِيَدِهِ عَلَي الأُخرَي ثُمّ قَالَ لَيتَ السّيُوفَ عَادَت بِأَيدِينَا ثَانِيَةً وَ قَالَ مِقدَادٌ لَو شَاءَ لَدَعَا عَلَيهِ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ سَلمَانُ موَلاَيَ أَعلَمُ بِمَا هُوَ فِيهِ
80- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع ارتَدّ النّاسُ إِلّا ثَلَاثَةٌ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَأَينَ أَبُو سَاسَانَ وَ أَبُو عَمرَةَ الأنَصاَريِّ
بيان لعل السائل توهم أن الجميع مضوا علي الردة و لم يرجعوا فرد عليه وأخبر باللذين رجعا عن قريب .أقول سيأتي في باب غصب الخلافة كثير من فضائل الثلاثة وأحوالهم
81-كش ،[رجال الكشي]رَوَي جَعفَرٌ غُلَامُ عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ نَهِيكٍ عَنِ النصّيِبيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا سَلمَانُ اذهَب إِلَي فَاطِمَةَ ع فَقُل لَهَا تُتحِفُكَ بِتُحفَةٍ مِن تُحَفِ الجَنّةِ فَذَهَبَ إِلَيهَا سَلمَانُ فَإِذَا بَينَ
صفحه : 353
يَدَيهَا ثَلَاثُ سِلَالٍ فَقَالَ لَهَا يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ أتَحفِيِنيِ فَقَالَت هَذِهِ ثَلَاثُ سِلَالٍ جاَءتَنيِ بِهَا ثَلَاثُ وَصَائِفَ فَسَأَلتُهُنّ عَن أَسمَائِهِنّ فَقَالَت وَاحِدَةٌ أَنَا سَلمَي لِسَلمَانَ وَ قَالَتِ الأُخرَي أَنَا ذَرّةُ لأِبَيِ ذَرّ وَ قَالَتِ الأُخرَي أَنَا مَقدُودَةُ لِمِقدَادَ قَالَ سَلمَانُ ثُمّ قَبَضتُ فنَاَولَتَنيِ فَمَا مَرَرتُ بِمَلَإٍ إِلّا مُلِئُوا طِيباً لِرِيحِهَا
أقول سيأتي هذا في خبر طويل أورده السيد في مهج الدعوات في باب فضائل فاطمة صلوات الله عليها و كتاب الدعاء
82- كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ قَالُوا وَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ بِحُبّ أَربَعَةٍ قَالُوا وَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ وَ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِّ وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ
83- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ الجبَلَيِّ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِسَلمَانَ يَا سَلمَانُ لَو عُرِضَ عِلمُكَ عَلَي مِقدَادٍ لَكَفَرَ يَا مِقدَادُ لَو عُرِضَ صَبرُكَ عَلَي سَلمَانَ لَكَفَرَ
84- كِتَابُ صِفّينَ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ الكلَبيِّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ قَالَ نَزَلَت فِي رَجُلٍ وَ هُوَ صُهَيبُ بنُ سِنَانٍ مَولَي عَبدِ اللّهِ بنِ جُذعَانَ أَخَذَهُ المُشرِكُونَ فِي رَهطٍ مِنَ المُسلِمِينَ فِيهِم خَيرٌ مَولَي القُرَيشِ لبِنَيِ الحضَرمَيِّ وَ خَبّابُ بنُ الأَرَتّ مَولَي ثَابِتِ ابنِ أُمّ أَنمَارٍ وَ بِلَالٌ
صفحه : 354
مَولَي أَبِي بَكرٍ وَ عَايِشٌ[عَابِسٌ]مَولَي حُوَيطِبِ بنِ عَبدِ العُزّي وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ أَبُو عَمّارٍ وَ سُمَيّةُ أُمّ عَمّارٍ فَقُتِلَ أَبُو عَمّارٍ وَ أُمّ عَمّارٍ وَ هُمَا أَوّلُ قَتِيلَينِ قُتِلَا مِنَ المُسلِمِينَ وَ عُذّبَ الآخَرُونَ بَعدَ مَا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِن مَكّةَ إِلَي المَدِينَةِ فَأَرَادُوهُم عَلَي الكُفرِ فَأَمّا صُهَيبٌ فَكَانَ شَيخاً كَبِيراً ذَا مَتَاعٍ فَقَالَ لِلمُشرِكِينَ هَل لَكُم إِلَي خَيرٍ فَقَالُوا مَا هُوَ قَالَ أَنَا شَيخٌ كَبِيرٌ ضَعِيفٌ لَا يَضُرّكُم مِنكُم كُنتُ أَو مِن عَدُوّكُم وَ قَد تَكَلّمتُ بِكَلَامٍ أَكرَهُ أَن أَنزِلَ عَنهُ فَهَل لَكُم أَن تَأخُذُوا ماَليِ وَ تذَرَوُنيِ وَ ديِنيِ فَفَعَلُوا فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فَلَقِيَهُ أَبُو بَكرٍ حِينَ دَخَلَ المَدِينَةَ فَقَالَ رَبِحَ البَيعُ يَا صُهَيبُ أَو قَالَ وَ بَيعُكَ لَا يَخسَرُ وَ قَرَأَ عَلَيهِ هَذِهِ الآيَةَ فَفَرِحَ بِهَا وَ أَمّا بِلَالٌ وَ خَبّابٌ وَ عَايِشٌ[عَابِسٌ] وَ عَمّارٌ وَ أَصحَابُهُم فَعُذّبُوا حَتّي قَالُوا بَعضَ مَا أَرَادَ المُشرِكُونَ ثُمّ أُرسِلُوا فَفِيهِم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ الّذِينَ هاجَرُوا فِي اللّهِ مِن بَعدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوّئَنّهُم فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ لَأَجرُ الآخِرَةِ أَكبَرُ لَو كانُوا يَعلَمُونَ
85- وَ مِنهُ، عَن أَيّوبَ بنِ خُوطٍ عَنِ الحَسَنِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أَخَذَ فِي بِنَاءِ المَسجِدِ قَالَ ابنُوا لِي عَرِيشاً كَعَرِيشِ مُوسَي وَ جَعَلَ يُنَاوِلُ اللّبِنَ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ لَا خَيرَ إِلّا خَيرُ الآخِرَةِ فَاغفِر لِلأَنصَارِ وَ المُهَاجِرَةِ وَ جَعَلَ يَتَنَاوَلُ مِن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ يَقُولُ وَيحَكَ يَا ابنَ سُمَيّةَ تَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ
صفحه : 355
1- لي ،[الأمالي للصدوق ]حَمزَةُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ وَقَعَ بَينَ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ وَ بَينَ رَجُلٍ كَلَامٌ وَ خُصُومَةٌ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ مَن أَنتَ يَا سَلمَانُ فَقَالَ سَلمَانُ أَمّا أوَلّيِ وَ أَوّلُكَ فَنُطفَةٌ قَذِرَةٌ وَ أَمّا آخرِيِ وَ آخِرُكَ فَجِيفَةٌ مُنتِنَةٌ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ وُضِعَتِ المَوَازِينُ فَمَن ثَقُلَ مِيزَانُهُ فَهُوَ الكَرِيمُ وَ مَن خَفّ مِيزَانُهُ فَهُوَ اللّئِيمُ
2-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ لَا تُخبِرُنَا كَيفَ كَانَ سَبَبُ إِسلَامِ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ قَالَ نَعَم حدَثّنَيِ أَبِي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ أَبَا ذَرّ وَ جَمَاعَةً مِن قُرَيشٍ كَانُوا مُجتَمِعِينَ عِندَ قَبرِ النّبِيّص فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِسَلمَانَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ أَ لَا تُخبِرُنَا بِمَبدَإِ أَمرِكَ فَقَالَ سَلمَانُ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَنّ غَيرَكَ سأَلَنَيِ مَا أَخبَرتُهُ أَنَا كُنتُ رَجُلًا مِن أَهلِ شِيرَازَ مِن أَبنَاءِ الدّهَاقِينِ وَ كُنتُ عَزِيزاً عَلَي واَلدِيَّ فَبَينَا أَنَا سَائِرٌ مَعَ أَبِي فِي عِيدٍ لَهُم إِذَا أَنَا بِصَومَعَةٍ وَ إِذَا فِيهَا رَجُلٌ ينُاَديِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ عِيسَي رُوحُ اللّهِ وَ أَنّ مُحَمّداً حَبِيبُ اللّهِ فَرَصُفَ حُبّ مُحَمّدٍ فِي لحَميِ وَ دمَيِ فَلَم يهَنئِنيِ طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ فَقَالَت لِي أمُيّ يَا بنُيَّ مَا لَكَ اليَومَ لَم تَسجُد لِمَطلَعِ الشّمسِ قَالَ فَكَابَرتُهَا حَتّي
صفحه : 356
سَكَتَت فَلَمّا انصَرَفتُ إِلَي منَزلِيِ إِذَا أَنَا بِكِتَابٍ مُعَلّقٍ فِي السّقفِ فَقُلتُ لأِمُيّ مَا هَذَا الكِتَابُ فَقَالَت يَا رُوزبِهُ إِنّ هَذَا الكِتَابَ لَمّا رَجَعنَا مِن عِيدِنَا رَأَينَاهُ مُعَلّقاً فَلَا تَقرَب ذَلِكَ المَكَانَ فَإِنّكَ إِن قَرِبتَهُ قَتَلَكَ أَبُوكَ قَالَ فَجَاهَدتُهَا حَتّي جَنّ اللّيلُ وَ نَامَ أَبِي وَ أمُيّ فَقُمتُ وَ أَخَذتُ الكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ هَذَا عَهدٌ مِنَ اللّهِ إِلَي آدَمَ أَنّهُ خَالِقٌ مِن صُلبِهِ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ مُحَمّدٌ يَأمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخلَاقِ وَ يَنهَي عَن عِبَادَةِ الأَوثَانِ يَا رُوزبِهُ ائتِ وصَيِّ عِيسَي فَآمِن وَ اترُكِ المَجُوسِيّةَ قَالَ فَصَعِقتُ صَعقَةً وَ زاَدنَيِ شِدّةً قَالَ فَعَلِمَ أَبِي وَ أمُيّ بِذَلِكَ فأَخَذَوُنيِ وَ جعَلَوُنيِ فِي بِئرٍ عَمِيقَةٍ وَ قَالُوا لِي إِن رَجَعتَ وَ إِلّا قَتَلنَاكَ فَقُلتُ لَهُم افعَلُوا بيِ مَا شِئتُم حُبّ مُحَمّدٍ لَا يَذهَبُ مِن صدَريِ قَالَ سَلمَانُ وَ اللّهِ مَا كُنتُ أَعرِفُ العَرَبِيّةَ قَبلَ قرِاَءتَيَِ الكِتَابَ وَ لَقَد فهَمّنَيَِ اللّهُ العَرَبِيّةَ مِن ذَلِكَ اليَومِ قَالَ فَبَقِيتُ فِي البِئرِ فَجَعَلُوا يَنزِلُونَ إلِيَّ قُرَصاً صِغَاراً فَلَمّا طَالَ أمَريِ رَفَعتُ يدَيِ إِلَي السّمَاءِ فَقُلتُ يَا رَبّ إِنّكَ حَبّبتَ مُحَمّداً وَ وَصِيّهُ إلِيَّ فَبِحَقّ وَسِيلَتِهِ عَجّل فرَجَيِ وَ أرَحِنيِ مِمّا أَنَا فِيهِ فأَتَاَنيِ آتٍ عَلَيهِ ثِيَابٌ بِيضٌ قَالَ قُم يَا رُوزبِهُ فَأَخَذَ بيِدَيِ وَ أَتَي بيَِ الصّومَعَةَ فَأَنشَأتُ أَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ عِيسَي رُوحُ اللّهِ وَ أَنّ مُحَمّداً حَبِيبُ اللّهِ فَأَشرَفَ عَلَيّ الديّراَنيِّ فَقَالَ أَنتَ رُوزبِهُ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ اصعَد فأَصَعدَنَيِ إِلَيهِ وَ خَدَمتُهُ حَولَينِ كَامِلَينِ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ إنِيّ مَيّتٌ فَقُلتُ لَهُ فَعَلَي مَن تخُلَفّنُيِ فَقَالَ لَا أَعرِفُ أَحَداً يَقُولُ بمِقَاَلتَيِ إِلّا رَاهِباً بِأَنطَاكِيَةَ فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ ادفَع إِلَيهِ هَذَا اللّوحَ وَ ناَولَنَيِ لَوحاً فَلَمّا مَاتَ غَسّلتُهُ وَ كَفّنتُهُ وَ دَفَنتُهُ وَ أَخَذَتُ اللّوحَ وَ صِرتُ بِهِ إِلَي أَنطَاكِيَةَ وَ أَتَيتُ الصّومَعَةَ وَ أَنشَأَتُ أَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ عِيسَي رُوحُ اللّهِ وَ أَنّ مُحَمّداً حَبِيبُ اللّهِ فَأَشرَفَ عَلَيّ الديّراَنيِّ فَقَالَ لِي أَنتَ رُوزبِهُ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ اصعَد فَصَعِدتُ إِلَيهِ فَخَدَمتُهُ
صفحه : 357
حَولَينِ كَامِلَينِ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ لِي إنِيّ مَيّتٌ فَقُلتُ عَلَي مَن تخُلَفّنُيِ فَقَالَ لَا أَعرِفُ أَحَداً يَقُولُ بمِقَاَلتَيِ إِلّا رَاهِباً بِالإِسكَندَرِيّةِ فَإِذَا أَتَيتَهُ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ ادفَع إِلَيهِ هَذَا اللّوحَ فَلَمّا توُفُيَّ غَسّلتُهُ وَ كَفّنتُهُ وَ دَفَنتُهُ وَ أَخَذتُ اللّوحَ وَ أَتَيتُ الصّومَعَةَ وَ أَنشَأَتُ أَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ عِيسَي رُوحُ اللّهِ وَ أَنّ مُحَمّداً حَبِيبُ اللّهِ فَأَشرَفَ عَلَيّ الديّراَنيِّ فَقَالَ أَنتَ رُوزبِهُ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ اصعَد فَصَعِدتُ إِلَيهِ وَ خَدَمتُهُ حَولَينِ كَامِلَينِ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ لِي إنِيّ مَيّتٌ قُلتُ عَلَي مَن تخُلَفّنُيِ فَقَالَ لَا أَعرِفُ أَحَداً يَقُولُ بمِقَاَلتَيِ فِي الدّنيَا وَ إِنّ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ قَد حَانَت وِلَادَتُهُ فَإِذَا أَتَيتَهُ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ ادفَع إِلَيهِ هَذَا اللّوحَ فَلَمّا توُفُيَّ غَسّلتُهُ وَ كَفّنتُهُ وَ دَفَنتُهُ وَ أَخَذتُ اللّوحَ وَ خَرَجتُ فَصَحِبتُ قَوماً فَقُلتُ لَهُم يَا قَومُ اكفوُنيِ الطّعَامَ وَ الشّرَابَ أَكفِكُمُ الخِدمَةَ قَالُوا نَعَم قَالَ فَلَمّا أَرَادُوا أَن يَأكُلُوا شَدّوا عَلَي شَاةٍ فَقَتَلُوهَا بِالضّربِ ثُمّ جَعَلُوا بَعضَهَا كَبَاباً وَ بَعضَهَا شِوَاءً فَامتَنَعتُ مِنَ الأَكلِ فَقَالُوا كُل فَقُلتُ إنِيّ غُلَامٌ ديَراَنيِّ وَ إِنّ الدّيرَانِيّينَ لَا يَأكُلُونَ اللّحمَ فضَرَبَوُنيِ وَ كَادُوا يقَتلُوُننَيِ فَقَالَ بَعضُهُم أَمسِكُوا عَنهُ حَتّي يَأتِيَكُم شَرَابٌ فَإِنّهُ لَا يَشرَبُ فَلَمّا أَتَوا بِالشّرَابِ قَالُوا اشرَب فَقُلتُ إنِيّ غُلَامٌ ديَراَنيِّ وَ إِنّ الدّيرَانِيّينَ لَا يَشرَبُونَ الخَمرَ فَشَدّوا عَلَيّ وَ أَرَادُوا قتَليِ فَقُلتُ لَهُم يَا قَومُ لَا تضَربِوُنيِ وَ لَا تقَتلُوُنيِ فإَنِيّ أُقِرّ لَكُم بِالعُبُودِيّةِ فَأَقرَرتُ لِوَاحِدٍ مِنهُم وَ أخَرجَنَيِ وَ باَعنَيِ بِثَلَاثِمِائَةِ دِرهَمٍ مِن رَجُلٍ يهَوُديِّ قَالَ فسَأَلَنَيِ عَن قصِتّيِ فَأَخبَرتُهُ وَ قُلتُ لَيسَ لِي ذَنبٌ إِلّا أَن أَحبَبتُ مُحَمّداً وَ وَصِيّهُ فَقَالَ اليهَوُديِّ وَ إنِيّ لَأُبغِضُكَ وَ أُبغِضُ مُحَمّداً ثُمّ أخَرجَنَيِ إِلَي خَارِجِ دَارِهِ وَ إِذَا رَملٌ كَثِيرٌ عَلَي بَابِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا رُوزبِهُ لَئِن أَصبَحتَ وَ لَم تَنقُل هَذَا الرّملَ كُلّهُ مِن هَذَا المَوضِعِ لَأَقتُلَنّكَ قَالَ فَجَعَلتُ أَحمِلُ طُولَ ليَليِ فَلَمّا أجَهدَنَيَِ التّعَبُ رَفَعتُ يدَيِ
صفحه : 358
إِلَي السّمَاءِ فَقُلتُ يَا رَبّ إِنّكَ حَبّبتَ مُحَمّداً وَ وَصِيّهُ إلِيَّ فَبِحَقّ وَسِيلَتِهِ عَجّل فرَجَيِ وَ أرَحِنيِ مِمّا أَنَا فِيهِ فَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رِيحاً قَلَعَت ذَلِكَ الرّملَ مِن مَكَانِهِ إِلَي المَكَانِ ألّذِي قَالَ اليهَوُديِّ فَلَمّا أَصبَحَ نَظَرَ إِلَي الرّملِ قَد نُقِلَ كُلّهُ فَقَالَ يَا رُوزبِهُ أَنتَ سَاحِرٌ وَ أَنَا لَا أَعلَمُ فَلَأُخرِجَنّكَ مِن هَذِهِ القَريَةِ لِئَلّا تُهلِكَهَا قَالَ فأَخَرجَنَيِ وَ باَعنَيِ مِنِ امرَأَةٍ سُلَيمِيّةٍ فأَحَبَتّنيِ حُبّاً شَدِيداً وَ كَانَ لَهَا حَائِطٌ فَقَالَت هَذَا الحَائِطُ لَكَ كُل مِنهُ مَا شِئتَ وَ هَب وَ تَصَدّق قَالَ فَبَقِيتُ فِي ذَلِكَ الحَائِطِ مَا شَاءَ اللّهُ فَبَينَمَا أَنَا ذَاتَ يَومٍ فِي الحَائِطِ إِذَا أَنَا بِسَبعَةِ رَهطٍ قَد أَقبَلُوا تُظِلّهُم غَمَامَةٌ فَقُلتُ فِي نفَسيِ وَ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ كُلّهُم أَنبِيَاءَ وَ إِنّ فِيهِم نَبِيّاً قَالَ فَأَقبَلُوا حَتّي دَخَلُوا الحَائِطَ وَ الغَمَامَةُ تَسِيرُ مَعَهُم فَلَمّا دَخَلُوا إِذَا فِيهِم رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ عَقِيلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ فَدَخَلُوا الحَائِطَ فَجَعَلُوا يَتَنَاوَلُونَ مِن حَشَفِ النّخلِ وَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ لَهُم كُلُوا الحَشَفَ وَ لَا تُفسِدُوا عَلَي القَومِ شَيئاً فَدَخَلتُ عَلَي موَلاَتيِ فَقُلتُ لَهَا يَا موَلاَتيِ هبَيِ لِي طَبَقاً مِن رُطَبٍ فَقَالَت لَكَ سِتّةُ أَطبَاقٍ قَالَ فَجِئتُ فَحَمَلتُ طَبَقاً مِن رُطَبٍ فَقُلتُ فِي نفَسيِ إِن كَانَ فِيهِم نبَيِّ فَإِنّهُ لَا يَأكُلُ الصّدَقَةَ وَ يَأكُلُ الهَدِيّةَ فَوَضَعتُهُ بَينَ يَدَيهِ فَقُلتُ هَذِهِ صَدَقَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلُوا وَ أَمسَكَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ عَقِيلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ قَالَ لِزَيدٍ مُدّ يَدَكَ وَ كُل فَأَكَلُوا وَ قُلتُ فِي نفَسيِ هَذِهِ عَلَامَةٌ فَدَخَلتُ إِلَي موَلاَتيِ فَقُلتُ لَهَا هبَيِ طَبَقاً آخَرَ فَقَالَت لَكَ سِتّةُ أَطبَاقٍ قَالَ جِئتُ فَحَمَلتُ طَبَقاً مِن رُطَبٍ فَوَضَعتُهُ بَينَ يَدَيهِ فَقُلتُ هَذِهِ هَدِيّةٌ فَمَدّ يَدَهُ قَالَ بِسمِ اللّهِ كُلُوا فَمَدّ القَومُ جَمِيعاً أَيدِيَهُم وَ أَكَلُوا فَقُلتُ فِي نفَسيِ هَذِهِ أَيضاً عَلَامَةٌ قَالَ فَبَينَا أَنَا أَدُورُ خَلفَهُ إِذ حَانَت مِنَ النّبِيّص التِفَاتَةٌ فَقَالَ يَا رُوزبِهُ تَطلُبُ خَاتَمَ النّبُوّةِ فَقُلتُ نَعَم فَكَشَفَ عَن كَتِفَيهِ فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمِ النّبُوّةِ مَعجُونٌ بَينَ كَتِفَيهِ عَلَيهِ شَعَرَاتٌص قَالَ فَسَقَطتُ عَلَي قَدَمِ رَسُولِ اللّهِص أُقَبّلُهَا فَقَالَ لِي يَا رُوزبِهُ ادخُل عَلَي هَذِهِ المَرأَةِ وَ قُل لَهَا يَقُولُ لَكِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ تَبِيعِينّا هَذَا الغُلَامَ فَدَخَلتُ
صفحه : 359
فَقُلتُ لَهَا يَا موَلاَتيِ إِنّ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ يَقُولُ لَكِ تَبِيعِينّا هَذَا الغُلَامَ فَقَالَت قُل لَهُ لَا أَبِيعُكَهُ إِلّا بِأَربَعِمِائَةِ نَخلَةٍ ماِئتَيَ نَخلَةٍ مِنهَا صَفرَاءَ وَ ماِئتَيَ نَخلَةٍ مِنهَا حَمرَاءَ قَالَ فَجِئتُ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ مَا أَهوَنَ مَا سَأَلَت ثُمّ قَالَ قُم يَا عَلِيّ فَاجمَع هَذَا النّوَي كُلّهُ فَأَخَذَهُ وَ غَرَسَهُ قَالَ اسقِهِ فَسَقَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَمَا بَلَغَ آخِرَهُ حَتّي خَرَجَ النّخلُ وَ لَحِقَ بَعضُهُ بَعضاً فَقَالَ لِيَ ادخُل إِلَيهَا وَ قُل لَهَا يَقُولُ لَكِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ خذُيِ شَيئَكِ وَ ادفعَيِ إِلَينَا شَيئَنَا قَالَ فَدَخَلتُ عَلَيهَا وَ قُلتُ ذَلِكَ فَخَرَجَت وَ نَظَرَت إِلَي النّخلِ فَقَالَت وَ اللّهِ لَا أَبِيعُكَهُ إِلّا بِأَربَعِمِائَةِ نَخلَةٍ كُلّهَا صَفرَاءُ قَالَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَمَسَحَ جَنَاحَهُ عَلَي النّخلِ فَصَارَ كُلّهُ أَصفَرَ قَالَ ثُمّ قَالَ لِي قُل لَهَا إِنّ مُحَمّداً يَقُولُ لَكِ خذُيِ شَيئَكِ وَ ادفعَيِ إِلَينَا شَيئَنَا فَقُلتُ لَهَا فَقَالَت وَ اللّهِ لَنَخلَةٌ مِن هَذِهِ أَحَبّ إلِيَّ مِن مُحَمّدٍ وَ مِنكَ فَقُلتُ لَهَا وَ اللّهِ لَيَومٌ مَعَ مُحَمّدٍ أَحَبّ إلِيَّ مِنكِ وَ مِن كُلّ شَيءٍ أَنتِ فِيهِ فأَعَتقَنَيِ رَسُولُ اللّهِص وَ سمَاّنيِ سَلمَانَ
قال الصدوق رحمه الله كان اسم سلمان روزبه بن جشبوذان و ماسجد قط لمطلع الشمس وإنما كان يسجد لله عز و جل وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقية و كان أبواه يظنان أنه إنما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم و كان سلمان وصي وصي عيسي في أداء ماحمل إلي من انتهت إليه الوصية من المعصومين و هوآبي ع و قدذكر قوم أن آبي هو أبوطالب وإنما اشتبه الأمر به لأن أمير المؤمنين ع سئل عن آخر أوصياء عيسي ع فقال آبي فصحفه الناس فقالوا أبي ويقال له بردة أيضا.بيان روي في ضه أيضا خبر سلمان مرسلا إلي آخره . و قال الجوهري رصفت الحجارة في البناء أرصفها رصفا إذاضممت بعضها إلي بعض
صفحه : 360
2- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ اللؤّلؤُيِّ عَن إِسحَاقَ الضّحّاكِ عَن مُنذِرٍ الجَوّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ سَلمَانُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ عَجِبتُ بِسِتّ ثَلَاثٍ أضَحكَتَنيِ وَ ثَلَاثٍ أبَكتَنيِ فَأَمّا ألّذِي[التّيِ]أبَكتَنيِ فَفِرَاقُ الأَحِبّةِ مُحَمّدٍ وَ حِزبِهِ وَ هَولُ المُطّلَعِ وَ الوُقُوفُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا التّيِ أضَحكَتَنيِ فَطَالِبُ الدّنيَا وَ المَوتُ يَطلُبُهُ وَ غَافِلٌ وَ لَيسَ بِمَغفُولٍ عَنهُ وَ ضَاحِكٌ ملِ ءَ فِيهِ لَا يدَريِ أَ رِضًي لِلّهِ أَم سَخَطٌ
سن ،[المحاسن ] أبي رفعه إلي سلمان رضي الله عنه d
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ سَلَمَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ حُذَيفَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرِضَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ سَلمَانَ رَحِمَهُ اللّهُ فَافتَقَدَهُ فَقَالَ أَينَ صَاحِبُكُم قَالُوا مَرِيضٌ قَالَ امشُوا بِنَا نَعُودُهُ فَقَامُوا مَعَهُ فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيهِ فَإِذَا هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَقَالَ سَلمَانُ يَا مَلَكَ المَوتِ ارفُق بوِلَيِّ اللّهِ فَقَالَ مَلَكُ المَوتِ بِكَلَامٍ يَسمَعُهُ مَن حَضَرَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ إنِيّ أَرفُقُ بِالمُؤمِنِينَ وَ لَو ظَهَرتُ لِأَحَدٍ لَظَهَرتُ لَكَ
4-ج ،[الإحتجاج ]احتِجَاجُ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ عَلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فِي جَوَابِ كِتَابٍ كَتَبَهُ إِلَيهِ كَانَ حِينَ هُوَ عَامِلُهُ عَلَي المَدَائِنِ بَعدَ حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن سَلمَانَ مَولَي رَسُولِ اللّهِص إِلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ قَد أتَاَنيِ مِنكَ كِتَابٌ يَا عُمَرُ تؤُنَبّنُيِ فِيهِ وَ تعُيَرّنُيِ وَ تَذكُرُ فِيهِ أَنّكَ بعَثَتنَيِ أَمِيراً عَلَي أَهلِ المَدَائِنِ وَ أمَرَتنَيِ أَن أَقُصّ أَثَرَ حُذَيفَةَ وَ أسَتقَصيَِ أَيّامَ أَعمَالِهِ وَ سِيَرِهِ ثُمّ أُعَلّمَكَ قَبِيحَهَا وَ حَسَنَهَا وَ قَد نهَاَنيَِ اللّهُ عَن ذَلِكَ يَا عُمَرُ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِ حَيثُ قَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظّنّ إِنّ بَعضَ الظّنّ إِثمٌ وَ لا تَجَسّسُوا وَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً فَكَرِهتُمُوهُ وَ اتّقُوا اللّهَ
صفحه : 361
وَ مَا كُنتُ لأِعَصيَِ اللّهَ فِي أَثَرِ حُذَيفَةَ وَ أُطِيعَكَ وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ أنَيّ أَقبَلتُ عَلَي سَفّ الخُوصِ وَ أَكلِ الشّعِيرِ فَمَا هُمَا مِمّا يُعَيّرُ بِهِ مُؤمِنٌ وَ يُؤَنّبُ عَلَيهِ وَ ايمُ اللّهِ يَا عُمَرُ لَأَكلُ الشّعِيرِ وَ سَفّ الخُوصِ وَ الِاستِغنَاءُ بِهِ عَن رَيعِ المَطعَمِ وَ المَشرَبِ وَ عَن غَصبِ مُؤمِنٍ وَ ادّعَاءِ مَا لَيسَ لِي بِحَقّ أَفضَلُ وَ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَقرَبُ لِلتّقوَي وَ لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص إِذَا أَصَابَ الشّعِيرَ أَكَلَهُ وَ فَرِحَ بِهِ وَ لَم يَسخَط وَ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن عطَاَئيِ فإَنِيّ قَدّمتُهُ لِيَومِ فاَقتَيِ وَ حاَجتَيِ وَ رَبّ العِزّةِ يَا عُمَرُ مَا أبُاَليِ إِذَا جَازَ طعَاَميِ لهَوَاَتيِ وَ سَاغَ لِي فِي حلَقيِ أَ لُبَابَ البُرّ وَ مُخّ المَعزِ كَانَ أَو خُشَارَةَ الشّعِيرِ وَ أَمّا قَولُكَ إنِيّ أَضعَفتُ سُلطَانَ اللّهِ وَ أَوهَنتُهُ وَ أَذلَلتُ نفَسيِ وَ امتَهَنتُهَا حَتّي جَهِلَ أَهلُ المَدَائِنِ إمِاَرتَيِ فاَتخّذَوُنيِ جِسراً يَمشُونَ فوَقيِ وَ يَحمِلُونَ عَلَيّ ثِقلَ حُمُولَتِهِم وَ زَعَمتَ أَنّ ذَلِكَ مِمّا يُوهِنُ سُلطَانَ اللّهِ وَ يُذِلّهُ فَاعلَم أَنّ التّذَلّلَ فِي طَاعَةِ اللّهِ أَحَبّ إلِيَّ مِنَ التّعَزّزِ فِي مَعصِيَةِ اللّهِ وَ قَد عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يَتَأَلّفُ النّاسَ وَ يَتَقَرّبُ مِنهُم وَ يَتَقَرّبُونَ مِنهُ فِي نُبُوّتِهِ وَ سُلطَانِهِ حَتّي كَانَ بَعضُهُم فِي الدّنُوّ مِنهُم وَ قَد كَانَ يَأكُلُ الجَشِبَ وَ يَلبَسُ الخَشِنَ وَ كَانَ النّاسُ عِندَهُ قُرَشِيّهُم وَ عَرَبِيّهُم وَ أَبيَضُهُم وَ أَسوَدُهُم سَوَاءً فِي الدّينِ فَأَشهَدُ أنَيّ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن ولَيَِ سَبعَةً مِنَ المُسلِمِينَ بعَديِ ثُمّ لَم يَعدِل فِيهِم لقَيَِ اللّهَ وَ هُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ فلَيَتنَيِ يَا عُمَرُ أَسلَمُ مِن إِمَارَةِ المَدَائِنِ مَعَ مَا ذَكَرتَ أنَيّ ذَلّلتُ نفَسيِ وَ امتَهَنتُهَا فَكَيفَ يَا عُمَرُ حَالُ مَن ولَيَِ الأُمّةَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ إنِيّ سَمِعتُ اللّهَ يَقُولُتِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّا فِي الأَرضِ وَ لا فَساداً وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَاعلَم أنَيّ لَم أَتَوَجّه أَسُوسُهُم وَ أُقِيمُ حُدُودَ اللّهِ فِيهِم إِلّا بِإِرشَادِ دَلِيلٍ عَالِمٍ فَنَهَجتُ فِيهِم بِنَهجِهِ وَ سِرتُ فِيهِم بِسِيرَتِهِ وَ اعلَم أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَو أَرَادَ بِهَذِهِ الأُمّةِ خَيراً وَ أَرَادَ بِهِم رُشداً لَوَلّي عَلَيهِم أَفضَلَهُم وَ أَعلَمَهُم وَ لَو كَانَت هَذِهِ
صفحه : 362
الأُمّةُ مِنَ اللّهِ خَائِفِينَ وَ لِقَولِ نَبِيّهَا مُتّبِعِينَ وَ بِالحَقّ عَالِمِينَ مَا سَمّوكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَاقضِ مَا أَنتَ قَاضٍ فَإِنّمَا تقَضيِ هَذِهِ الحَيَاةَ الدّنيَا وَ لَا تَغتَرّ بِطُولِ عَفوِ اللّهِ وَ تَمدِيدِهِ لَكَ مِن تَعجِيلِ عُقُوبَتِهِ وَ اعلَم أَنّهُ سَتُدرِكُكَ عَوَاقِبُ ظُلمِكَ فِي دُنيَاكَ وَ أُخرَاكَ وَ سَوفَ تُسأَلُ عَمّا قَدّمتَ وَ أَخّرتَ
بيان سففت الخوص نسجته والخوص بالضم ورق النخل والريع الزيادة والنماء واللهوات اللحمات في سقف أقصي الفم وساغ الشراب سهل مدخله في الحلق والخشارة بالضم مايبقي علي المائدة مما لاخير فيه وكذلك الردي من كل شيء و ما لالب له من الشعير ويقال طعام جشب أي غليظ ويقال هو ألذي لاأدم معه .
5-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ إِسحَاقَ عَن عَاصِمِ بنِ عَمرِو بنِ قَتَادَةَ عَن مَحمُودِ بنِ أَسَدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَكُنتُ رَجُلًا مِن أَهلِ أَصفَهَانَ مِن قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا جيَّ وَ كَانَ أَبِي دِهقَانَ أَرضِهِ وَ كَانَ يحُبِنّيِ حُبّاً شَدِيداً يحَبسِنُيِ فِي البَيتِ كَمَا تُحبَسُ الجَارِيَةُ وَ كُنتُ صَبِيّاً لَا أَعلَمُ مِن أَمرِ النّاسِ إِلّا مَا أَرَي مِنَ المَجُوسِيّةِ حَتّي إِنّ أَبِي بَنَي بُنيَاناً وَ كَانَ لَهُ ضَيعَةٌ فَقَالَ يَا بنُيَّ شغَلَنَيِ مِنِ اطّلَاعِ الضّيعَةِ مَا تَرَي فَانطَلِق إِلَيهَا وَ مُرهُم بِكَذَا وَ كَذَا وَ لَا تَحبِس عنَيّ فَخَرَجتُ أُرِيدُ الضّيعَةَ فَمَرَرتُ بِكَنِيسَةِ النّصَارَي فَسَمِعتُ أَصوَاتَهُم فَقُلتُ مَا هَذَا قَالُوا هَؤُلَاءِ النّصَارَي يُصَلّونَ فَدَخَلتُ أَنظُرُ فأَعَجبَنَيِ مَا رَأَيتُ مِن حَالِهِم فَوَ اللّهِ مَا زِلتُ جَالِساً عِندَهُم حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ وَ بَعَثَ أَبِي فِي طلَبَيِ فِي كُلّ وَجهٍ حَتّي جِئتُهُ حِينَ أَمسَيتُ وَ لَم أَذهَب إِلَي ضَيعَتِهِ فَقَالَ أَبِي أَينَ كُنتَ قُلتُ مَرَرتُ بِالنّصَارَي فأَعَجبَنَيِ صَلَاتُهُم وَ دُعَاؤُهُم فَقَالَ أَي بنُيَّ إِنّ دِينَ آبَائِكَ خَيرٌ
صفحه : 363
مِن دِينِهِم فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا هَذَا بِخَيرٍ مِن دِينِهِم هَؤُلَاءِ قَومٌ يَعبُدُونَ اللّهَ وَ يَدعُونَهُ وَ يُصَلّونَ لَهُ وَ أَنتَ إِنّمَا تَعبُدُ نَاراً أَوقَدتَهَا بِيَدِكَ إِذَا تَرَكتَهَا مَاتَت فَجَعَلَ فِي رجِليِ حَدِيداً وَ حبَسَنَيِ فِي بَيتٍ عِندَهُ فَبَعَثتُ إِلَي النّصَارَي فَقُلتُ أَينَ أَصلُ هَذَا الدّينِ قَالُوا بِالشّامِ قُلتُ إِذَا قَدِمَ عَلَيكُم مِن هُنَاكَ نَاسٌ فآَذنِوُنيِ قَالُوا نَفعَلُ فَبَعَثُوا بَعدَ أَنّهُ قَدِمَ تُجّارٌ فَبَعَثتُ إِذَا قَضَوا حَوَائِجَهُم وَ أَرَادُوا الخُرُوجَ فآَذنِوُنيِ بِهِ قَالُوا نَفعَلُ ثُمّ بَعَثُوا إلِيَّ بِذَلِكَ فَطَرَحتُ الحَدِيدَ مِن رجِليِ وَ انطَلَقتُ مَعَهُم فَلَمّا قَدِمتُ الشّامَ قُلتُ مَن أَفضَلُ هَذَا الدّينِ قَالُوا الأُسقُفّ صَاحِبُ الكَنِيسَةِ فَجِئتُ فَقُلتُ إنِيّ أَحبَبتُ أَن أَكُونَ مَعَكَ وَ أَتَعَلّمَ مِنكَ الخَيرَ قَالَ فَكُن معَيِ فَكُنتُ مَعَهُ وَ كَانَ رَجُلَ سَوءٍ يَأمُرُهُم بِالصّدَقَةِ فَإِذَا جَمَعُوهَا اكتَنَزَهَا وَ لَم يُعطِهَا المَسَاكِينَ مِنهَا وَ لَا بَعضَهَا فَلَم يَلبَث أَن مَاتَ فَلَمّا جَاءُوا أَن يَدفِنُوهُ قُلتُ هَذَا رَجُلُ سَوءٍ وَ نَبّهتُهُم عَلَي كَنزِهِ فَأَخرَجُوا سَبعَ قِلَالٍ مَملُوّةٍ ذَهَباً فَصَلَبُوهُ عَلَي خَشَبَةٍ وَ رَمَوهُ بِالحِجَارَةِ وَ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ فَلَا وَ اللّهِ يَا ابنَ عَبّاسٍ مَا رَأَيتُ رَجُلًا قَطّ أَفضَلَ مِنهُ وَ أَزهَدَ فِي الدّنيَا وَ أَشَدّ اجتِهَاداً مِنهُ فَلَم أَزَل مَعَهُ حَتّي حَضَرَتهُ الوَفَاةُ وَ كُنتُ أُحِبّهُ فَقُلتُ يَا فُلَانُ قَد حَضَرَكَ مَا تَرَي مِن أَمرِ اللّهِ فَإِلَي مَن توُصيِ بيِ قَالَ أَي بنُيَّ مَا أَعلَمُ إِلّا رَجُلًا بِالمَوصِلِ فَأتِهِ فَإِنّكَ سَتَجِدُهُ عَلَي مِثلِ حاَليِ فَلَمّا مَاتَ وَ غُيّبَ لَحِقتُ بِالمَوصِلِ فَأَتَيتُهُ فَوَجَدتُهُ عَلَي مِثلِ حَالِهِ مِنَ الِاجتِهَادِ وَ الزّهَادَةِ فَقُلتُ لَهُ إِنّ فُلَاناً أَوصَي بيِ إِلَيكَ فَقَالَ يَا بنُيَّ كُن معَيِ فَأَقَمتُ عِندَهُ حَتّي حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قُلتُ إِلَي مَن توُصيِ بيِ قَالَ الآنَ يَا بنُيَّ لَا أَعلَمُ إِلّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ فَالحَق بِهِ فَلَمّا دَفَنّاهُ لَحِقتُ بِهِ فَقُلتُ لَهُ إِنّ فُلَاناً أَوصَي بيِ إِلَيكَ فَقَالَ يَا بنُيَّ أَقِم فَأَقَمتُ عِندَهُ فَوَجَدتُهُ عَلَي مِثلِ حَالِهِم حَتّي حَضَرَتهُ الوَفَاةُ فَقُلتُ إِلَي مَن توُصيِ بيِ قَالَ مَا أَعلَمُ إِلّا رَجُلًا بِعَمّورِيَةَ مِن أَرضِ الرّومِ فَأتِهِ فَإِنّكَ سَتَجِدُهُ عَلَي مِثلِ مَا كُنّا عَلَيهِ فَلَمّا وَارَيتُهُ خَرَجتُ إِلَي العَمّورِيَةَ فَأَقَمتُ عِندَهُ فَوَجَدتُهُ عَلَي
صفحه : 364
مِثلِ حَالِهِم وَ اكتَسَبتُ غُنَيمَةً وَ بَقَرَاتٍ إِلَي أَن حَضَرَتهُ الوَفَاةُ فَقُلتُ إِلَي مَن توُصيِ بيِ قَالَ لَا أَعلَمُ أَحَداً عَلَي مِثلِ مَا كُنّا عَلَيهِ وَ لَكِن قَد أَظَلّكَ زَمَانُ نبَيِّ يُبعَثُ مِنَ الحَرَمِ مُهَاجَرُهُ بَينَ حَرّتَينِ إِلَي أَرضٍ ذَاتِ سَبخَةٍ ذَاتِ نَخلٍ وَ إِنّ فِيهِ عَلَامَاتٍ لَا تَخفَي بَينَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النّبُوّةِ يَأكُلُ الهَدِيّةَ وَ لَا يَأكُلُ الصّدَقَةَ فَإِنِ استَطَعتَ أَن تمَضيَِ إِلَي تِلكَ البِلَادِ فَافعَل قَالَ فَلَمّا وَارَينَاهُ أَقَمتُ حَتّي مَرّ رِجَالٌ مِن تُجّارِ العَرَبِ مِن كَلبٍ فَقُلتُ لَهُم تحَملِوُنيّ مَعَكُم حَتّي تقُدمِوُنيِ أَرضَ العَرَبِ وَ أُعطِيَكُم غنُيَمتَيِ هَذِهِ وَ بقَرَاَتيِ قَالُوا نَعَم فَأَعطَيتُهُم إِيّاهَا وَ حمَلَوُنيِ حَتّي إِذَا جَاءُوا بيِ واَديَِ القُرَي ظلَمَوُنيِ وَ باَعوُنيِ عَبداً مِن رَجُلٍ يهَوُديِّ فَوَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ النّخلَ وَ طَمِعتُ أَن تَكُونَ البَلَدَ ألّذِي نَعَتَ لِي فِيهِ صاَحبِيِ حَتّي قَدِمَ رَجُلٌ مِن بنَيِ قُرَيظَةَ مِن يَهُودِ واَديِ القُرَي فاَبتاَعنَيِ مِن صاَحبِيَِ ألّذِي كُنتُ عِندَهُ فَخَرَجَ حَتّي قَدِمَ بيَِ المَدِينَةَ فَوَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا أَن رَأَيتُهَا وَ عَرَفتُ نَعتَهَا فَأَقَمتُ مَعَ صاَحبِيِ وَ بَعَثَ اللّهُ رَسُولَهُ بِمَكّةَ لَا يُذكَرُ لِي شَيءٌ مِن أَمرِهِ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الرّقّ حَتّي قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص قُبَاءَ وَ أَنَا أَعمَلُ لصِاَحبِيِ فِي نَخلٍ لَهُ فَوَ اللّهِ إنِيّ لَكَذَلِكَ إِذ جَاءَ ابنُ عَمّ لَهُ فَقَالَ قَاتَلَ اللّهُ بنَيِ قَيلَةَ وَ اللّهِ إِنّهُم لفَيِ قُبَاءَ يَجتَمِعُونَ عَلَي رَجُلٍ جَاءَ مِن مَكّةَ يَزعُمُونَ أَنّهُ نبَيِّ فَوَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا قَد سَمِعتُهَا فأَخَذَتَنيِ الرّعدَةُ حَتّي ظَنَنتُ لَأَسقُطَنّ عَلَي صاَحبِيِ وَ نَزَلتُ أَقُولُ مَا هَذَا الخَبَرُ مَا هُوَ فَرَفَعَ موَلاَيَ يَدَهُ فلَكَمَنَيِ فَقَالَ مَا لَكَ وَ لِهَذَا أَقبِل عَلَي عَمَلِكَ فَلَمّا أَمسَيتُ وَ كَانَ عنِديِ شَيءٌ مِن طَعَامٍ فَحَمَلتُهُ وَ ذَهَبتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص بِقُبَاءَ فَقُلتُ بلَغَنَيِ أَنّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَ أَنّ مَعَكَ أَصحَاباً وَ كَانَ عنِديِ شَيءٌ مِنَ الصّدَقَةِ فَهَا هُوَ ذَا فَكُل مِنهُ فَأَمسَكَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لِأَصحَابِهِ كُلُوا وَ لَم يَأكُل فَقُلتُ فِي نفَسيِ هَذِهِ خَصلَةٌ مِمّا وَصَفَ لِي صاَحبِيِ ثُمّ رَجَعتُ وَ تَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ فَجَمَعتُ شَيئاً كَانَ عنِديِ ثُمّ جِئتُهُ بِهِ فَقُلتُ إنِيّ قَد رَأَيتُكَ لَا تَأكُلُ الصّدَقَةَ وَ هَذِهِ هَدِيّةٌ وَ كَرَامَةٌ لَيسَت بِالصّدَقَةِ فَأَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَكَلَ أَصحَابُهُ فَقُلتُ هَاتَانِ خَلّتَانِ ثُمّ جِئتُ
صفحه : 365
رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَتبَعُ جَنَازَةً وَ عَلَيهِ شَملَتَانِ وَ هُوَ فِي أَصحَابِهِ فَاستَدَرتُ بِهِ لِأَنظُرَ إِلَي الخَاتَمِ فِي ظَهرِهِ فَلَمّا رآَنيِ رَسُولُ اللّهِص استَدبَرتُهُ عَرَفَ أنَيّ أَستَثبِتُ شَيئاً قَد وُصِفَ لِي فَرَفَعَ رِدَاءَهُ عَن ظَهرِهِ فَنَظَرتُ إِلَي الخَاتَمِ بَينَ كَتِفَيهِ كَمَا وَصَفَ لِي صاَحبِيِ فَأَكبَبتُ عَلَيهِ أُقَبّلُهُ وَ أبَكيِ فَقَالَ تَحَوّل يَا سَلمَانُ هُنَا فَتَحَوّلتُ وَ جَلَستُ بَينَ يَدَيهِ وَ أَحَبّ أَن يَسمَعَ أَصحَابُهُ حدَيِثيِ عَنهُ فَحَدّثتُهُ يَا ابنَ عَبّاسٍ كَمَا حَدّثتُكَ فَلَمّا فَرَغتُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَاتِب يَا سَلمَانُ فَكَاتَبتُ صاَحبِيِ عَلَي ثَلَاثِمِائَةِ نَخلَةٍ أُحيِيهَا لَهُ وَ أَربَعِينَ أُوقِيّةً فأَعَاَننَيِ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص بِالنّخلَةِ ثَلَاثِينَ وَدِيّةً وَ عِشرِينَ وَدِيّةً كُلّ رَجُلٍ عَلَي قَدرِ مَا عِندَهُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص أَنَا أَضَعُهَا بيِدَيِ فَحَفَرتُ لَهَا حَيثُ تُوضَعُ ثُمّ جِئتُ رَسُولَ اللّهِص فَقُلتُ قَد فَرَغتُ مِنهَا فَخَرَجَ معَيِ حَتّي جَاءَهَا فَكُنّا نَحمِلُ إِلَيهِ الودَيِّ فَيَضَعُهُ بِيَدِهِ فيَسُوَيّ عَلَيهَا فَوَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا مَاتَ مِنهَا وَدِيّةٌ وَاحِدَةٌ وَ بَقِيَت عَلَيّ الدّرَاهِمُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِن بَعضِ المغَاَزيِ بِمِثلِ البَيضَةِ مِنَ الذّهَبِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَينَ الفاَرسِيِّ المُكَاتَبُ المُسلِمُ فَدُعِيتُ لَهُ فَقَالَ خُذ هَذِهِ يَا سَلمَانُ فَأَدّهَا مِمّا عَلَيكَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَينَ تَقَعُ هَذِهِ مِمّا عَلَيّ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سيَوُفيِ بِهَا عَنكَ فَوَ ألّذِي نَفسُ سَلمَانَ بِيَدِهِ لَوَزَنتُ لَهُم مِنهَا أَربَعِينَ أُوقِيّةً فَأَدّيتُهَا إِلَيهِم وَ عَتَقَ سَلمَانُ قَالَ وَ كَانَ الرّقّ قَد حبَسَنَيِ حَتّي فاَتنَيِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص بَدرٌ وَ أُحُدٌ ثُمّ عَتَقتُ فَشَهِدتُ الخَندَقَ وَ لَم يفَتُنيِ مَعَهُ مَشهَدٌ. وَ فِي رِوَايَةٍ عَن سَلمَانَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَنّ صَاحِبَ عَمّورِيَةَ لَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ ائتِ غَيضَتَينِ مِن أَرضِ الشّامِ فَإِنّ رَجُلًا يَخرُجُ مِن إِحدَاهُمَا إِلَي الأُخرَي فِي كُلّ سَنَةٍ لَيلَةً يَعتَرِضُهُ ذَوُو الأَسقَامِ فَلَا يَدعُو لِأَحَدٍ مَرِضَ إِلّا شفُيَِ فَاسأَلهُ عَن هَذَا الدّينِ ألّذِي
صفحه : 366
تسَألَنُيِ عَنهُ عَنِ الحَنِيفِيّةِ دِينِ اِبرَاهِيمَ ع فَخَرَجتُ حَتّي أَقَمتُ بِهَا سَنَةً حَتّي خَرَجَ تِلكَ اللّيلَةَ مِن إِحدَي الغَيضَتَينِ إِلَي الأُخرَي وَ كَانَ فِيهَا حَتّي مَا بقَيَِ إِلّا مَنكِبَيهِ فَأَخَذتُ بِهِ فَقُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ الحَنِيفِيّةُ دِينُ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ إِنّكَ تَسأَلُ عَن شَيءٍ مَا سَأَلَ عَنهُ النّاسُ اليَومَ قَد أَظَلّكَ نبَيِّ يَخرُجُ عِندَ هَذَا البَيتِ بِهَذَا الحَرَمِ يُبعَثُ بِذَلِكَ الدّينِ فَقَالَ الراّويِ يَا سَلمَانُ لَئِن كَانَ كَذَلِكَ لَقَد رَأَيتَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ.
بيان لكمه كنصره ضربه بجمع كفه والودية الصغيرة من النخل والغيضة مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر و كان فيها أي في الغيضة الأخري أي لحقته حين وضع رجله في الغيضة الثانية وأراد أن يدخلها و لم يبق خارجا منها إلامنكبه لقد رأيت عيسي أي مثله
6-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُ لَمّا وَافَي رَسُولُ اللّهِص المَدِينَةَ مُهَاجِراً نَزَلَ بِقُبَا قَالَ لَا أَدخُلُ المَدِينَةَ حَتّي يَلحَقَ بيِ عَلِيّ وَ كَانَ سَلمَانُ كَثِيرَ السّؤَالِ عَن رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ قَدِ اشتَرَاهُ بَعضُ اليَهُودِ وَ كَانَ يَخدُمُ نَخلًا لِصَاحِبِهِ فَلَمّا وَافَي ع قُبَا وَ كَانَ سَلمَانُ قَد عَرَفَ بَعضَ أَحوَالِهِ مِن بَعضِ أَصحَابِ عِيسَي وَ غَيرِهِ فَحَمَلَ طَبَقاً مِن تَمرٍ وَ جَاءَهُم بِهِ فَقَالَ سَمِعنَا أَنّكُم غُرَبَاءُ وَافَيتُم إِلَي هَذَا المَوضِعِ فَحَمَلنَا هَذَا إِلَيكُم مِن صَدَقَتِنَا فَكُلُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص سَمّوا وَ كُلُوا وَ لَم يَأكُل هُوَ مِنهُ شَيئاً وَ سَلمَانُ وَاقِفٌ يَنظُرُ فَأَخَذَ الطّبَقَ وَ انصَرَفَ وَ هُوَ يَقُولُ هَذِهِ وَاحِدَةٌ بِالفَارِسِيّةِ ثُمّ جَعَلَ فِي الطّبَقِ تَمراً آخَرَ وَ حَمَلَهُ فَوَضَعَهُ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَأَيتُكَ لَم تَأكُل مِن تَمرِ الصّدَقَةِ وَ هَذِهِ هَدِيّةٌ فَمَدّ يَدَهُص وَ أَكَلَ وَ قَالَ لِأَصحَابِهِ كُلُوا بِاسمِ اللّهِ فَأَخَذَ سَلمَانُ الطّبَقَ وَ يَقُولُ هَذَانِ اثنَانِ ثُمّ دَارَ خَلفَ رَسُولِ اللّهِص فَعَلِمَص مُرَادَهُ مِنهُ فَأَرخَي
صفحه : 367
رِدَاءَهُ عَن كَتِفَيهِ فَرَأَي سَلمَانُ الشّامَةَ فَوَقَعَ عَلَيهَا فَقَبّلَهَا وَ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ ثُمّ قَالَ إنِيّ عَبدٌ ليِهَوُديِّ فَمَا تأَمرُنُيِ قَالَ اذهَب فَكَاتِبهُ عَلَي شَيءٍ نَدفَعُهُ إِلَيهِ فَصَارَ سَلمَانُ إِلَي اليهَوُديِّ فَقَالَ إنِيّ أَسلَمتُ وَ اتّبَعتُ هَذَا النّبِيّ عَلَي دِينِهِ وَ لَا تَنتَفِعُ بيِ فكَاَتبِنيِ عَلَي شَيءٍ أَدفَعُهُ إِلَيكَ وَ أَملِكُ نفَسيِ فَقَالَ اليهَوُديِّ أُكَاتِبُكَ عَلَي أَن تَغرِسَ لِي خَمسَمِائَةِ نَخلَةٍ وَ تَخدُمَهَا حَتّي تَحمِلَ ثُمّ تُسَلّمَهَا إلِيَّ وَ عَلَي أَربَعِينَ أُوقِيّةً ذَهَباً جَيّداً وَ انصَرَفَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ قَالَص اذهَب فَكَاتِبهُ عَلَي ذَلِكَ فَمَضَي سَلمَانُ وَ كَاتَبَهُ عَلَي ذَلِكَ وَ قَدّرَ اليهَوُديِّ أَنّ هَذِهِ شَيءٌ لَا يَكُونُ إِلّا بَعدَ سِنِينَ وَ انصَرَفَ سَلمَانُ بِالكِتَابِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ اذهَب فأَتنِيِ بِخَمسِمِائَةِ نَوَاةٍ وَ فِي رِوَايَةِ الحَشوِيّةِ بِخَمسِمِائَةِ فَسِيلَةٍ فَجَاءَ سَلمَانُ بِخَمسِمِائَةِ نَوَاةٍ فَقَالَ سَلّمهَا إِلَي عَلِيّ ثُمّ قَالَ لِسَلمَانَ اذهَب بِنَا إِلَي الأَرضِ التّيِ طَلَبَ النّخلَ فِيهَا فَذَهَبُوا إِلَيهَا فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَثقُبُ الأَرضَ بِإِصبَعِهِ ثُمّ يَقُولُ لعِلَيِّ ضَع فِي الثّقبِ نَوَاةً ثُمّ يَرُدّ التّرَابَ عَلَيهَا وَ يَفتَحُ رَسُولُ اللّهِ أَصَابِعَهُ فَيَنفَجِرُ المَاءُ مِن بَينِهَا فيَسَقيِ ذَلِكَ المَوضِعَ ثُمّ يَصِيرُ إِلَي مَوضِعٍ ثَانٍ فَيَفعَلُ بِهَا كَذَلِكَ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الثّانِيَةِ تَكُونُ الأُولَي قَد نَبَتَت ثُمّ يَصِيرُ إِلَي مَوضِعِ الثّالِثَةِ فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا تَكُونُ الأُولَي قَد حَمَلَت ثُمّ يَصِيرُ إِلَي مَوضِعِ الرّابِعَةِ وَ قَد نَبَتَتِ الثّالِثَةُ وَ حَمَلَتِ الثّانِيَةُ وَ هَكَذَا حَتّي فَرَغَ مِن غَرسِ الخَمسِمِائَةِ وَ قَد حَمَلَت كُلّهَا فَنَظَرَ اليهَوُديِّ وَ قَالَ صَدَقَت قُرَيشٌ أَنّ مُحَمّداً سَاحِرٌ وَ قَالَ قَد قَبَضتُ مِنكَ النّخلَ فَأَينَ الذّهَبُ فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللّهِص حَجَراً كَانَ بَينَ يَدَيهِ فَصَارَ ذَهَباً أَجوَدَ مَا يَكُونُ فَقَالَ اليهَوُديِّ مَا رَأَيتُ ذَهَباً قَطّ مِثلَهُ وَ قَدّرَهُ مِثلَ تَقدِيرِ عَشَرَةِ أوَاَقيِّ فَوَضَعَهُ فِي الكِفّةِ فَرَجَحَ فَزَادَ عَشراً فَرَجَحَ حَتّي صَارَ أَربَعِينَ أُوقِيّةً
صفحه : 368
لَا تَزِيدُ وَ لَا تَنقُصُ قَالَ سَلمَانُ فَانصَرَفتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَزِمتُ خِدمَتَهُ وَ أَنَا حُرّ
7- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ عَلِيّاً ع دَخَلَ المَسجِدَ بِالمَدِينَةِ غَدَاةَ يَومٍ قَالَ رَأَيتُ فِي النّومِ رَسُولَ اللّهِص وَ قَالَ لِي إِنّ سَلمَانَ توُفُيَّ وَ وصَاّنيِ بِغُسلِهِ وَ تَكفِينِهِ وَ الصّلَاةِ عَلَيهِ وَ دَفنِهِ وَ هَا أَنَا خَارِجٌ إِلَي المَدَائِنِ لِذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ خُذِ الكَفَنَ مِن بَيتِ المَالِ فَقَالَ عَلِيّ ع ذَلِكَ مكَفيِّ مَفرُوغٌ مِنهُ فَخَرَجَ وَ النّاسُ مَعَهُ إِلَي ظَاهِرِ المَدِينَةِ ثُمّ خَرَجَ وَ انصَرَفَ النّاسُ فَلَمّا كَانَ قَبلَ ظَهِيرَةٍ رَجَعَ وَ قَالَ دَفَنتُهُ وَ أَكثَرُ النّاسِ لَم يُصَدّقُوا حَتّي كَانَ بَعدَ مُدّةٍ وَصَلَ مِنَ المَدَائِنِ مَكتُوبٌ أَنّ سَلمَانَ توُفُيَّ فِي يَومِ كَذَا وَ دَخَلَ عَلَينَا أعَراَبيِّ فَغَسّلَهُ وَ كَفّنَهُ وَ صَلّي عَلَيهِ وَ دَفَنَهُ ثُمّ انصَرَفَ فَتَعَجّبَ النّاسُ كُلّهُم
8-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]كَتَبَ رَسُولُ اللّهِص عَهداً لحِيَّ سَلمَانَ بِكَازِرُونَ هَذَا كِتَابٌ مِن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ رَسُولِ اللّهِ سَأَلَهُ الفاَرسِيِّ سَلمَانُ وَصِيّةً بِأَخِيهِ مِهَادِ بنِ فَرّوخَ بنِ مَهيَارَ وَ أَقَارِبِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ عَقِبِهِ مِن بَعدِهِ مَا تَنَاسَلُوا مَن أَسلَمَ مِنهُم وَ أَقَامَ عَلَي دِينِهِ سَلَامُ اللّهِ أَحمَدُ اللّهَ إِلَيكُم إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ أَن أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أَقُولُهَا وَ آمُرُ النّاسَ بِهَا وَ الأَمرُ كُلّهُ لِلّهِ خَلَقَهُم وَ أَمَاتَهُمُ وَ هُوَ يَنشُرُهُموَ إِلَيهِ المَصِيرُ ثُمّ ذَكَرَ فِيهِ مِنِ احتِرَامِ سَلمَانَ إِلَي أَن قَالَ وَ قَد رَفَعتُ عَنهُم جَزّ النّاصِيَةِ وَ الجِزيَةَ وَ الخُمُسَ وَ العُشرَ وَ سَائِرَ المُؤَنِ وَ الكُلَفِ فَإِن سَأَلُوكُم فَأَعطُوهُم وَ إِنِ استَغَاثُوا بِكُم فَأَغِيثُوهُم وَ إِنِ استَجَارُوا بِكُم فَأَجِيرُوهُم وَ إِن أَسَاءُوا فَاغفِرُوا لَهُم وَ إِن أسُيِءَ إِلَيهِم فَامنَعُوا عَنهُم وَ ليُعطَوا مِن بَيتِ مَالِ المُسلِمِينَ فِي كُلّ سَنَةٍ ماِئتَيَ حُلّةٍ وَ مِنَ الأوَاَقيِّ مِائَةً فَقَدِ استَحَقّ سَلمَانُ ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللّهِ ثُمّ دَعَا لِمَن عَمِلَ بِهِ وَ دَعَا عَلَي مَن آذَاهُم وَ كَتَبَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الكِتَابُ إِلَي اليَومِ فِي أَيدِيهِم وَ يَعمَلُ القَومُ بِرَسمِ النّبِيّص فَلَو لَا ثِقَتُهُ بِأَنّ
صفحه : 369
دِينَهُ يُطبِقُ الأَرضَ لَكَانَ كِتبَةُ هَذَا السّجِلّ مُستَحِيلًا
9-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع إِنّ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ مَرّ بِقَومٍ مِنَ اليَهُودِ فَسَأَلُوهُ أَن يَجلِسَ إِلَيهِم وَ يُحَدّثَهُم بِمَا سَمِعَ مِن مُحَمّدٍ فِي يَومِهِ هَذَا فَجَلَسَ إِلَيهِم لِحِرصِهِ عَلَي إِسلَامِهِم فَقَالَ سَمِعتُ مُحَمّداًص يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ يَا عبِاَديِ أَ وَ لَيسَ مَن لَهُ إِلَيكُم حَوَائِجُ كِبَارٌ لَا تَجُودُونَ بِهَا إِلّا أَن يَتَحَمّلَ عَلَيكُم بِأَحَبّ الخَلقِ إِلَيكُم تَقضُونَهَا كَرَامَةً لِشَفِيعِهِم أَلَا فَاعلَمُوا أَنّ أَكرَمَ الخَلقِ عَلَيّ وَ أَفضَلَهُم لدَيَّ مُحَمّدٌ وَ أَخُوهُ عَلِيّ وَ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَئِمّةِ الّذِينَ هُمُ الوَسَائِلُ إلِيَّ أَلَا فلَيدَعنُيِ مَن هَمّتهُ حَاجَةٌ يُرِيدُ نَفعَهَا أَو دَهَتهُ دَاهِيَةٌ يُرِيدُ كَشفَ ضَرَرِهَا بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الأَفضَلِينَ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ أَقضِهَا لَهُ أَحسَنَ مَا يَقضِيهَا مِمّن[ مَن]تَستَشفِعُونَ إِلَيهِ بِأَعَزّ الخَلقِ عَلَيهِ فَقَالُوا لِسَلمَانَ وَ هُم يَسخَرُونَ وَ يَستَهزِءُونَ بِهِ يَا بَا عَبدِ اللّهِ مَا بَالُكَ لَا تَقتَرِحُ عَلَي اللّهِ وَ تَتَوَسّلُ بِهِم أَن يَجعَلَكَ أَغنَي أَهلِ المَدِينَةِ فَقَالَ سَلمَانُ قَد دَعَوتُ اللّهَ بِهِم وَ سَأَلتُهُ مَا هُوَ أَجَلّ وَ أَفضَلُ وَ أَنفَعُ مِن مُلكِ الدّنيَا بِأَسرِهَا سَأَلتُهُ بِهِم صَلّي اللّهُ عَلَيهِم أَن يَهَبَ لِي لِسَاناً لِتَمجِيدِهِ وَ ثَنَائِهِ ذَاكِراً وَ قَلباً لِآلَائِهِ شَاكِراً وَ عَلَي الدوّاَهيِ الدّاهِيَةِ لِي صَابِراً وَ هُوَ عَزّ وَ جَلّ قَد أجَاَبنَيِ إِلَي ملُتمَسَيِ مِن ذَلِكَ وَ هُوَ أَفضَلُ مِن مُلكِ الدّنيَا بِحَذَافِيرِهَا وَ مَا تَشتَمِلُ عَلَيهِ مِن خَيرَاتِهَا مِائَةَ أَلفِ أَلفِ مَرّةٍ قَالَ ع فَجَعَلُوا يَهزَءُونَ بِهِ وَ يَقُولُونَ يَا سَلمَانُ لَقَد ادّعَيتَ مَرتَبَةً عَظِيمَةً شَرِيفَةً نَحتَاجُ أَن نَمتَحِنَ صِدقَكَ عَن كَذِبِكَ فِيهَا وَ هَا نَحنُ أَوّلًا قَائِمُونَ
صفحه : 370
إِلَيكَ بِسِيَاطِنَا فَضَارِبُوكَ بِهَا فَاسأَل رَبّكَ أَن يَكُفّ أَيدِيَنَا عَنكَ فَجَعَلَ سَلمَانُ يَقُولُ أللّهُمّ اجعلَنيِ عَلَي البَلَاءِ صَابِراً وَ جَعَلُوا يَضرِبُونَهُ بِسِيَاطِهِم حَتّي أَعيَوا وَ مَلّوا وَ جَعَلَ سَلمَانُ لَا يَزِيدُ عَلَي قَولِهِ أللّهُمّ اجعلَنيِ عَلَي البَلَاءِ صَابِراً فَلَمّا مَلّوا وَ أَعيَوا قَالُوا لَهُ يَا سَلمَانُ مَا ظَنَنّا أَنّ رُوحاً ثَبَتَ فِي مَقَرّهَا مَعَ شِدّةِ هَذَا العَذَابِ الوَارِدِ عَلَيكَ مَا بَالُكَ لَا تَسأَلُ رَبّكَ أَن يَكُفّنَا عَنكَ فَقَالَ لِأَنّ سؤُاَليِ ذَلِكَ ربَيّ خِلَافُ الصّبرِ بَل سَلّمتُ لِإِمهَالِ اللّهِ تَعَالَي لَكُم وَ سَأَلتُهُ الصّبرَ فَلَمّا استَرَاحُوا قَامُوا إِلَيهِ بَعدُ بِسِيَاطِهِم فَقَالُوا لَا نَزَالُ نَضرِبُكَ بِسِيَاطِنَا حَتّي تَزهَقَ رُوحُكَ أَو تَكفُرَ بِمُحَمّدٍص فَقَالَ مَا كُنتُ لِأَفعَلَ ذَلِكَ فَإِنّ اللّهَ قَد أَنزَلَ عَلَي مُحَمّدٍالّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ وَ إِنّ احتمِاَليِ لِمَكَارِهِكُم لِأَدخُلَ فِي جُملَةِ مَن مَدَحَهُ اللّهُ تَعَالَي بِذَلِكَ سَهلٌ عَلَيّ يَسِيرٌ فَجَعَلُوا يَضرِبُونَهُ بِسِيَاطِهِم حَتّي مَلّوا ثُمّ قَعَدُوا وَ قَالُوا يَا سَلمَانُ لَو كَانَ لَكَ عِندَ رَبّكَ قَدرٌ لِإِيمَانِكَ بِمُحَمّدٍ لَاستَجَابَ اللّهُ دُعَاءَكَ وَ كَفّنَا عَنكَ فَقَالَ سَلمَانُ مَا أَجهَلَكُم كَيفَ يَكُونُ مُستَجِيباً دعُاَئيِ إِذَا فَعَلَ بيِ خِلَافَ مَا أُرِيدُ مِنهُ أَنَا أَرَدتُ مِنهُ الصّبرَ فَقَدِ استَجَابَ لِي وَ صبَرّنَيِ وَ لَم أَسأَلهُ كَفّكُم عنَيّ فيَمَنعَنَيِ حَتّي يَكُونَ ضِدّ دعُاَئيِ كَمَا تَظُنّونَ فَقَامُوا إِلَيهِ ثَالِثَةً بِسِيَاطِهِم فَجَعَلُوا يَضرِبُونَهُ وَ سَلمَانُ لَا يَزِيدُ عَلَي قَولِهِ أللّهُمّ صبَرّنيِ عَلَي البَلَاءِ فِي حُبّ صَفِيّكَ وَ خَلِيلِكَ مُحَمّدٍ فَقَالُوا لَهُ يَا سَلمَانُ وَيحَكَ أَ وَ لَيسَ مُحَمّدٌ قَد رَخّصَ لَكَ أَن تَقُولَ مِنَ الكُفرِ بِهِ مَا تَعتَقِدُ ضِدّهُ لِلتّقِيّةِ مِن أَعدَائِكَ فَمَا لَكَ لَا تَقُولُ مَا نَقتَرِحُ بِهِ عَلَيكَ لِلتّقِيّةِ فَقَالَ سَلمَانُ إِنّ اللّهَ قَد رَخّصَ لِي فِي ذَلِكَ وَ لَم يَفرِضهُ عَلَيّ بَل أَجَازَ لِي أَن لَا أُعطِيَكُم مَا تُرِيدُونَ وَ أَحتَمِلَ مَكَارِهَكُم وَ جَعَلَهُ أَفضَلَ المَنزِلَتَينِ وَ أَنَا لَا أَختَارُ غَيرَهُ ثُمّ قَامُوا إِلَيهِ بِسِيَاطِهِم وَ ضَرَبُوهُ ضَرباً كَثِيراً وَ سَيّلُوا دِمَاءَهُ وَ قَالُوا لَهُ وَ هُم سَاخِرُونَ لَا تَسأَلِ اللّهَ كَفّنَا عَنكَ وَ لَا تُظهِر لَنَا مَا نُرِيدُهُ مِنكَ لِنَكُفّ بِهِ عَنكَ فَادعُ عَلَينَا بِالهَلَاكِ إِن كُنتَ
صفحه : 371
مِنَ الصّادِقِينَ فِي دَعوَاكَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يَرُدّ دُعَاءَكَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ فَقَالَ سَلمَانُ إنِيّ لَأَكرَهُ أَن أَدعُوَ اللّهَ لِهَلَاكِكُم مَخَافَةَ أَن يَكُونَ فِيكُم مَن قَد عَلِمَ اللّهُ أَنّهُ سَيُؤمِنُ بَعدُ فَأَكُونَ قَد سَأَلتُ اللّهَ تَعَالَي اقتِطَاعَهُ عَنِ الإِيمَانِ فَقَالُوا قُلِ أللّهُمّ أَهلِك مَن كَانَ فِي مَعلُومِكَ أَنّهُ يَبقَي إِلَي المَوتِ عَلَي تَمَرّدِهِ فَإِنّكَ لَا تُصَادِفُ بِهَذَا الدّعَاءِ مَا خِفتَهُ قَالَ فَانفَرَجَ لَهُ حَائِطُ البَيتِ ألّذِي هُوَ فِيهِ مَعَ القَومِ وَ شَاهَدَ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ يَا سَلمَانُ ادعُ عَلَيهِم بِالهَلَاكِ فَلَيسَ فِيهِم أَحَدٌ يُرشَدُ كَمَا دَعَا نُوحٌ ع عَلَي قَومِهِ لَمّا عَرَفَ أَنّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِهِ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَقَالَ سَلمَانُ كَيفَ تُرِيدُونَ أَن أَدعُوَ عَلَيكُم بِالهَلَاكِ فَقَالُوا تَدعُو أَن يَقلِبَ اللّهُ سَوطَ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا أَفعَي تَعطِفُ رَأسَهَا ثُمّ تُمَشّشُ عِظَامَ سَائِرِ بَدَنِهِ فَدَعَا اللّهَ بِذَلِكَ فَمَا مِن سِيَاطِهِم سَوطٌ إِلّا قَلَبَهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِم أَفعَي لَهَا رَأسَانِ فَتَتَنَاوَلُ بِرَأسٍ مِنهَا رَأسَهُ وَ بِرَأسٍ آخَرَ يَمِينَهُ التّيِ كَانَ فِيهَا سَوطُهُ ثُمّ رَضّضَتهُم وَ مَشّشَتهُم وَ بَلَعَتهُم وَ التَقَمَتهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ فِي مَجلِسِهِ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ إِنّ اللّهَ قَد نَصَرَ أَخَاكُم سَلمَانَ سَاعَتَكُم هَذِهِ عَلَي عِشرِينَ مِن مَرَدَةِ اليَهُودِ وَ المُنَافِقِينَ قَلَبَ سِيَاطَهُم أفَاَعيَِ رَضّضَتهُم وَ مَشّشَتهُم وَ هَشّمَت عِظَامَهُم وَ التَقَمَتهُم فَقُومُوا بِنَا نَنظُر إِلَي تِلكَ الأفَاَعيِ المَبعُوثَةِ لِنُصرَةِ سَلمَانَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَصحَابُهُ إِلَي تِلكَ الدّارِ وَ قَدِ اجتَمَعَ إِلَيهَا جِيرَانُهَا مِنَ اليَهُودِ وَ المُنَافِقِينَ لَمّا سَمِعُوا ضَجِيجَ القَومِ بِالتِقَامِ الأفَاَعيِ لَهُم وَ إِذَا هُم خَائِفُونَ مِنهَا نَافِرُونَ مِن قُربِهَا فَلَمّا جَاءَ رَسُولُ اللّهِص خَرَجَت كُلّهَا مِنَ البَيتِ إِلَي شَارِعِ المَدِينَةِ وَ كَانَ شَارِعاً ضَيّقاً فَوَسّعَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ جَعَلَهُ عَشَرَةَ أَضعَافِهِ ثُمّ نَادَتِ الأفَاَعيِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ يَا سَيّدَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا عَلِيّ يَا سَيّدَ الوَصِيّينَ السّلَامُ عَلَي ذُرّيّتِكَ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ الّذِينَ جُعِلُوا عَلَي الخَلَائِقِ قَوّامِينَ هَا نَحنُ سِيَاطُ هَؤُلَاءِ المُنَافِقِينَ قَلَبَنَا اللّهُ تَعَالَي أفَاَعيَِ بِدُعَاءِ هَذَا المُؤمِنِ سَلمَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ مِن أمُتّيِ
صفحه : 372
مَن يضُاَهيِ بِدُعَائِهِ عِندَ كَفّهِ وَ عِندَ انبِسَاطِهِ نُوحاً نَبِيّهُ ثُمّ نَادَتِ الأفَاَعيِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدِ اشتَدّ غَضَبُنَا غَيظاً عَلَي هَؤُلَاءِ الكَافِرِينَ وَ أَحكَامُكَ وَ أَحكَامُ وَصِيّكَ جَائِزَةٌ عَلَينَا فِي مَمَالِكِ رَبّ العَالَمِينَ وَ نَحنُ نَسأَلُكَ أَن تَسأَلَ اللّهَ تَعَالَي أَن يَجعَلَنَا مِن أفَاَعيِ جَهَنّمَ التّيِ تَكُونُ[نَكُونُ] فِيهَا لِهَؤُلَاءِ مُعَذّبِينَ كَمَا كُنّا لَهُم فِي الدّنيَا مُلتَقِمِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد أَجَبتُكُم إِلَي ذَلِكَ فَالحَقُوا بِالطّبَقِ الأَسفَلِ مِن جَهَنّمَ بَعدَ أَن تَقذِفُوا مَا فِي أَجوَافِكُم مِن أَجزَاءِ هَؤُلَاءِ الكَافِرِينَ لِيَكُونَ أَتَمّ لِخِزيِهِم وَ أَبقَي لِلعَارِ عَلَيهِم إِذَا كَانُوا بَينَ أَظهُرِهِم مَدفُونِينَ يَعتَبِرُ بِهِمُ المُؤمِنُونَ المَارّونَ بِقُبُورِهِم يَقُولُونَ هَؤُلَاءِ المَلعُونُونَ المَخزِيّونَ بِدُعَاءِ ولَيِّ مُحَمّدٍ سَلمَانَ الخَيرِ مِنَ المُؤمِنِينَ فَقَذَفَتِ الأفَاَعيِ مَا فِي بُطُونِهَا مِن أَجزَاءِ أَبدَانِهِم فَجَاءَ أَهلُوهُم فَدَفَنُوهُم وَ أَسلَمَ كَثِيرٌ مِنَ الكَافِرِينَ وَ أَخلَصَ كَثِيرٌ مِنَ المُنَافِقِينَ وَ غَلَبَ الشّقَاءُ عَلَي كَثِيرٍ مِنَ الكَافِرِينَ وَ المُنَافِقِينَ وَ قَالُوا هَذَا سِحرٌ مُبِينٌ ثُمّ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي سَلمَانَ فَقَالَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ أَنتَ مِن خَوَاصّ إِخوَانِنَا المُؤمِنِينَ وَ مِن أَحبَابِ قُلُوبِ مَلَائِكَةِ اللّهِ المُقَرّبِينَ إِنّكَ فِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ وَ الحُجُبِ وَ الكرُسيِّ وَ العَرشِ وَ مَا دُونَ ذَلِكَ إِلَي الثّرَي أَشهَرُ فِي فَضلِكَ عِندَهُم مِنَ الشّمسِ الطّالِعَةِ فِي يَومٍ لَا غَيمَ فِيهِ وَ لَا قَتَرَ وَ لَا غُبَارَ فِي الجَوّ أَنتَ مِن أَفَاضِلِ المَمدُوحِينَ بِقَولِهِالّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ
توضيح قال الفيروزآبادي المش الخلط حتي يذوب ومسح اليد بالشيء لتنظيفها ومص أطراف العظام كالتمشش وأخذ مال الرجل شيئا بعد شيء والقتر الغبرة
10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رَوَي حَبِيبُ بنُ حَسَنٍ العتَكَيِّ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِّ قَالَصَلّي بِنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صَلَاةَ الصّبحِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ أَعظَمَ اللّهُ أَجرَكُم فِي أَخِيكُم سَلمَانَ فَقَالُوا فِي ذَلِكَ فَلَبِسَ عِمَامَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ دُرّاعَتَهُ وَ أَخَذَ قَضِيبَهُ وَ سَيفَهُ وَ رَكِبَ عَلَي العَضبَاءِ وَ قَالَ لِقَنبَرٍ عُدّ عَشراً قَالَ فَفَعَلتُ فَإِذَا
صفحه : 373
نَحنُ عَلَي بَابِ سَلمَانَ قَالَ زَاذَانُ فَلَمّا أَدرَكَت سَلمَانَ الوَفَاةُ قُلتُ لَهُ مَنِ المُغَسّلُ لَكَ قَالَ مَن غَسّلَ رَسُولَ اللّهِ فَقُلتُ إِنّكَ بِالمَدَائِنِ وَ هُوَ بِالمَدِينَةِ فَقَالَ يَا زَاذَانُ إِذَا شَدّدتَ لحَييَّ تَسمَعُ الوَجبَةَ فَلَمّا شَدّدتُ لَحيَيهِ سَمِعتُ الوَجبَةَ وَ أَدرَكتُ البَابَ فَإِذَا أَنَا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا زَاذَانُ قَضَي أَبُو عَبدِ اللّهِ سَلمَانُ قُلتُ نَعَم يَا سيَدّيِ فَدَخَلَ وَ كَشَفَ الرّدَاءَ عَن وَجهِهِ فَتَبَسّمَ سَلمَانُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ مَرحَباً يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إِذَا لَقِيتَ رَسُولَ اللّهِص فَقُل لَهُ مَا مَرّ عَلَي أَخِيكَ مِن قَومِكَ ثُمّ أَخَذَ فِي تَجهِيزِهِ فَلَمّا صَلّي عَلَيهِ كُنّا نَسمَعُ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع تَكبِيراً شَدِيداً وَ كُنتُ رَأَيتُ مَعَهُ رَجُلَينِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا جَعفَرٌ أخَيِ وَ الآخَرُ الخَضِرُ ع وَ مَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا سَبعُونَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِ فِي كُلّ صَفّ أَلفُ أَلفِ مَلَكٍ
بيان قوله فقالوا في ذلك أي ماقالوا قوله عشرا لعل المراد الخطوات والوجبة السقطة مع الهدة أوصوت الساقط
11- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ بنِ نُصَيرٍ عَن أَبِي الحُسَينِ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَدرَكَ سَلمَانُ العِلمَ الأَوّلَ وَ العِلمَ الآخِرَ وَ هُوَ بَحرٌ لَا يُنزَحُ وَ هُوَ مِنّا أَهلَ البَيتِ بَلَغَ مِن عِلمِهِ أَنّهُ مَرّ بِرَجُلٍ فِي رَهطٍ فَقَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ تُب إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنَ ألّذِي عَمِلتَ بِهِ فِي بَطنِ بَيتِكَ البَارِحَةَ قَالَ ثُمّ مَضَي فَقَالَ لَهُ القَومُ لَقَد رَمَاكَ سَلمَانُ بِأَمرٍ فَمَا رَفَعتَهُ عَن نَفسِكَ قَالَ إِنّهُ أخَبرَنَيِ بِأَمرٍ مَا اطّلَعَ عَلَيهِ إِلّا اللّهُ وَ أَنَا
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ أَنّ الرّجُلَ كَانَ أَبَا بَكرِ بنَ أَبِي قُحَافَةَ
ختص ،[الإختصاص ] ابنُ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ وَ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ إِلّا اللّهُ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَنَا
12-كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُنَخّلٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَدَخَلَ أَبُو ذَرّ عَلَي سَلمَانَ وَ هُوَ يَطبَخُ قِدراً لَهُ فَبَينَا هُمَا يَتَحَادَثَانِ
صفحه : 374
إِذَا انكَبّتِ القِدرُ عَلَي وَجهِهَا عَلَي الأَرضِ فَلَم يَسقُط مِن مَرَقِهَا وَ لَا مِن وَدَكِهَا شَيءٌ فَعَجِبَ مِن ذَلِكَ أَبُو ذَرّ عَجَباً شَدِيداً وَ أَخَذَ سَلمَانُ القِدرَ فَوَضَعَهَا عَلَي حَالِهَا الأَوّلِ عَلَي النّارِ ثَانِيَةً وَ أَقبَلَا يَتَحَدّثَانِ فَبَينَمَا هُمَا يَتَحَدّثَانِ إِذَا انكَبّتِ القِدرُ عَلَي وَجهِهَا فَلَم يَسقُط مِنهَا شَيءٌ مِن مَرَقِهَا وَ لَا مِن وَدَكِهَا قَالَ فَخَرَجَ أَبُو ذَرّ وَ هُوَ مَذعُورٌ مِن عِندِ سَلمَانَ فَبَينَمَا هُوَ مُتَفَكّرٌ إِذ لقَيَِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَي البَابِ فَلَمّا أَن بَصُرَ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَهُ يَا بَا ذَرّ مَا ألّذِي أَخرَجَكَ وَ مَا ألّذِي ذَعَرَكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ رَأَيتَ سَلمَانَ صَنَعَ كَذَا وَ كَذَا فَعَجِبتُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا بَا ذَرّ إِنّ سَلمَانَ لَو حَدّثَكَ بِمَا يَعلَمُ لَقُلتَ رَحِمَ اللّهُ قَاتِلَ سَلمَانَ يَا بَا ذَرّ إِنّ سَلمَانَ بَابُ اللّهِ فِي الأَرضِ مَن عَرَفَهُ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن أَنكَرَهُ كَانَ كَافِراً وَ إِنّ سَلمَانَ مِنّا أَهلَ البَيتِ
13-يل ،[الفضائل لابن شاذان ] حدثناالإمام شيخ الإسلام أبو الحسن بن علي بن محمدالمهدي بالإسناد الصحيح عن الأصبغ بن نباتة أنه قال كنت مع سلمان الفارسي رحمه الله و هو أميرالمدائن في زمان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و ذلك أنه قدولاه المدائن عمر بن الخطاب فقام إلي أن ولي الأمر علي بن أبي طالب ع قال الأصبغ فأتيته يوما و قدمرض مرضه ألذي مات فيه قال فلم أزل أعوده في مرضه حتي اشتد به الأمر وأيقن بالموت قال فالتفت إلي و قال لي ياأصبغ عهدي برسول الله ص يقول ياسلمان سيكلمك ميت إذادنت وفاتك و قداشتهيت أن أدري وفاتي دنت أم لا فقال الأصبغ بما ذا تأمر ياسلمان ياأخي قال له تخرج وتأتيني بسرير وتفرش عليه مايفرش للموتي ثم تحملني بين أربعة فتأتون بي إلي المقبرة فقال الأصبغ حبا وكرامة فخرجت مسرعا وغبت ساعة وأتيته بسرير وفرشت عليه مايفرش للموتي ثم أتيته بقوم حملوه حتي أتوا به إلي المقبرة
صفحه : 375
فلما وضعوه فيها قال لهم ياقوم استقبلوا بوجهي القبلة فلما استقبل القبلة بوجهه نادي بعلو صوته السلام عليكم يا أهل عرصة البلاء السلام عليكم يامحتجبين عن الدنيا قال فلم يجبه أحد فنادي ثانية السلام عليكم يا من جعلت المنايا لهم غداء السلام عليكم يا من جعلت الأرض عليكم غطاء السلام عليكم يا من لقوا أعمالهم في دار الدنيا السلام عليكم يامنتظرين النفخة الأولي سألتكم بالله العظيم و النبي الكريم إلاأجابني منكم مجيب فأنا سلمان الفارسي مولي رسول الله ص فإنه قال لي ياسلمان إذادنت وفاتك سيكلمك ميت و قداشتهيت أن أدري دنت وفاتي أم لا فلما سكت سلمان من كلامه فإذا هوبميت قدنطق من قبره و هو يقول السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أهل البناء والفناء المشتغلون بعرصة الدنيا ها نحن لكلامك مستمعون ولجوابك مسرعون فسل عما بدا لك يرحمك الله تعالي قال سلمان أيها الناطق بعدالموت المتكلم بعدحسرة الفوت أ من أهل الجنة أم من أهل النار فقال ياسلمان أناممن أنعم الله تعالي عليه بعفوه وكرمه وأدخله جنته برحمته فقال له سلمان الآن يا عبد الله صف لي الموت كيف وجدته و ماذا لقيت منه و مارأيت و ماعاينت قال مهلا ياسلمان فو الله إن قرضا بالمقاريض ونشرا بالمناشير لأهون علي من غصة الموت اعلم أني كنت في دار الدنيا ممن ألهمني الله تعالي الخير وكنت أعمل به وأؤدي فرائضه وأتلو كتابه وأحرص في بر الوالدين وأجتنب المحارم وأفزع عن المظالم وأكد الليل والنهار في طلب الحلال خوفا من وقفة السؤال فبينا أنا في ألذ عيش وغبطة وفرح وسرور إذ مرضت وبقيت في مرضي أياما حتي انقضت من الدنيا مدتي فأتاني عند ذلك شخص عظيم الخلقة فظيع المنظر فوقف مقابل وجهي لا إلي السماء صاعدا و لا إلي الأرض نازلا فأشار إلي بصري فأعماه و إلي سمعي فأصمه و إلي لساني
صفحه : 376
فعقره فصرت لاأبصر و لاأسمع فعند ذلك بكوا أهلي وأعواني وظهر خبري إلي إخواني وجيراني فقلت له عند ذلك من أنت يا هذا ألذي أشغلتني عن مالي وأهلي وولدي فقال أناملك الموت أتيتك لأنقلك من دار الدنيا إلي الآخرة فقد انقضت مدتك وجاءت منيتك فبينا هوكذلك يخاطبني إذ أتاني شخصان وهما أحسن خلق رأيت فجلس أحدهما عن يميني والآخر عن شمالي فقالا لي السلام عليك ورحمة الله وبركاته قدجئناك بكتابك فخذه الآن وانظر ما فيه فقلت لهم أي كتاب لي أقرؤه قالا نحن الملكان اللذان كنا معك في دار الدنيا نكتب ما لك و ماعليك فهذا كتاب عملك فنظرت في كتاب الحسنات و هوبيد الرقيب فسرني ما فيه و مارأيت من الخير فضحكت عند ذلك وفرحت فرحا شديدا ونظرت إلي كتاب السيئات و هوبيد العتيد فساءني مارأيت وأبكاني فقالا لي أبشر فلك الخير ثم دنا مني الشخص الأول فجذب الروح فليس من جذبة يجذبها إلا وهي تقوم مقام كل شدة من السماء إلي الأرض فلم يزل كذلك حتي صارت الروح في صدري ثم أشار إلي بحربة لوأنها وضعت علي الجبال لذابت فقبض روحي من عرنين أنفي فعلا عند ذلك الصراخ و ليس من شيءيقال أويفعل إلا و أنا به عالم فلما اشتد صراخ القوم وبكاؤهم جزعا علي فالتفت [التفت ]إليهم ملك الموت بغيظ وحنق و قال معاشر القوم مم بكاؤكم فو الله ماظلمناه فتشكوا و لااعتدينا عليه فتصيحوا وتبكوا ولكن نحن وأنتم عندرب واحد و لوأمرتم فينا كماأمرنا فيكم لامتثلتم فينا كماامتثلنا فيكم و الله ماأخذناه حتي فني رزقه وانقطعت مدته وصار إلي رب كريم يحكم فيه مايشاء و هو علي كل شيءقدير فإن صبرتم أجرتم و إن جزعتم أثمتم كم لي من رجعة إليكم أخذ[آخذ]البنين والبنات والآباء والأمهات ثم انصرف عند ذلك عني والروح معه فعند ذلك أتاه ملك
صفحه : 377
آخر فأخذها منه وتركها في ثوب من حرير وصعد بها ووضعها بين يدي الله في أقل من طبقة جفن فلما حصلت الروح بين يدي ربي سبحانه و تعالي وسألها عن الصغيرة والكبيرة و عن الصلاة والصيام في شهر رمضان وحج بيت الله الحرام وقراءة القرآن والزكاة والصدقات وسائر الأوقات والأيام وطاعة الوالدين و عن قتل النفس بغير الحق وأكل مال اليتيم و عن مظالم العباد و عن التهجد بالليل و الناس نيام و مايشاكل ذلك ثم من بعد ذلك ردت الروح إلي الأرض بإذن الله تعالي فعند ذلك أتاني غاسل فجردني من أثوابي وأخذ في تغسيلي فنادته الروح يا عبد الله رفقا بالبدن الضعيف فو الله ماخرجت من عرق إلاانقطع و لاعضو إلاانصدع فو الله لوسمع الغاسل ذلك القول لماغسل ميتا أبدا ثم إنه أجري علي الماء وغسلني ثلاثة أغسال وكفنني في ثلاثة أثواب وحنطني في حنوط و هوالزاد ألذي خرجت به إلي دار الآخرة ثم جذب الخاتم من يدي اليمني بعدفراغه من الغسل ودفعه إلي الأكبر من ولدي و قال آجرك الله في أبيك وحسن لك الأجر والعزاء ثم أدرجني في الكفن ولقنني ونادي أهلي وجيراني و قال هلموا إليه بالوداع فأقبلوا عند ذلك لوداعي فلما فرغوا من وداعي حملت علي سرير من خشب والروح عند ذلك بين وجهي وكفني حتي وضعت للصلاة فصلوا علي فلما فرغوا من الصلاة وحملت إلي قبري ودليت فيه فعاينت هولا عظيما ياسلمان يا عبد الله اعلم أني قدسقطت من السماء إلي الأرض في لحدي وشرج علي اللبن وحثا[حثي]التراب علي فعند ذلك سلبت الروح من اللسان وانقلب السمع والبصر فلما نادي المنادي بالانصراف أخذت في الندم فقلت ياليتني كنت من الراجعين فجاوبني مجيب من جانب القبركَلّا إِنّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَ مِن وَرائِهِم بَرزَخٌ إِلي يَومِ يُبعَثُونَفقلت له من أنت يا هذا ألذي تكلمني وتحدثني فقال أنامنبه قال أناملك وكلني الله عز و جل بجميع خلقه لأنبههم بعدمماتهم ليكتبوا أعمالهم علي أنفسهم بين يدي
صفحه : 378
الله عز و جل ثم إنه جذبني وأجلسني و قال لي اكتب عملك فقلت إني لاأحصيه فقال لي أ ماسمعت قول ربك أَحصاهُ اللّهُ وَ نَسُوهُ ثم قال لي اكتب و أناأملي عليك فقلت أين البياض فجذب جانبا من كفني فإذا هورق فقال هذه صحيفتك فقلت من أين القلم قال سبابتك فقلت من أين المداد قال ريقك ثم أملي علي مافعلته في دار الدنيا فلم يبق من أعمالي صغيرة و لاكبيرة إلاأملاها كما قال تعالي وَ يَقُولُونَ يا وَيلَتَنا ما لِهذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظلِمُ رَبّكَ أَحَداً ثم إنه أخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه في عنقي فخيل لي أن جبال الدنيا جميعا قدطوقوها في عنقي فقلت له يامنبه و لم تفعل بي كذا قال أ لم تسمع قول ربك وَ كُلّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتاباً يَلقاهُ مَنشُوراً اقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباًفهذا تخاطب به يوم القيامة ويؤتي بك وكتابك بين عينيك منشورا تشهد فيه علي نفسك ثم انصرف عني فأتاني منكر بأعظم منظر وأوحش شخص وبيده عمود من الحديد لواجتمعت عليه الثقلان ماحركوه ثم إنه صاح بي صيحة لوسمعها أهل الأرض لماتوا جميعا ثم قال لي يا عبد الله أخبرني من ربك و مادينك و من نبيك و ما عليه أنت و ماقولك في دار الدنيا فاعتقل لساني من فزعه وتحيرت في أمري و ماأدري ماأقول و ليس في جسمي عضو إلافارقني من الخوف فأتتني رحمة من ربي فأمسك قلبي وأطلق بهالساني فقلت له يا عبد الله لماتفزعني و أناأعلم أني أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن الله ربي و محمدنبيي والإسلام ديني والقرآن كتابي والكعبة قبلتي و علي إمامي والمؤمنون إخواني وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له و أن محمدا عبده ورسوله فهذا قولي واعتقادي و عليه ألقي ربي في معادي فعند ذلك
صفحه : 379
قال لي الآن أبشر يا عبد الله بالسلامة فقد نجوت ومضي عني وأتاني نكير وصاح صيحة هائلة أعظم من الصيحة الأولي فاشتبك أعضائي بعضها في بعض كاشتباك الأصابع ثم قال لي هات الآن عملك يا عبد الله فبقيت حائرا متفكرا في رد الجواب فعند ذلك صرف الله عني شدة الروع والفزع وألهمني حجتي وحسن اليقين والتوفيق فقلت عند ذلك يا عبد الله رفقا بي فإني قدخرجت من الدنيا و أناأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله و أن الجنة حق والنار حق والصراط حق والميزان حق والحساب حق ومساءلة منكر ونكير حق والبعث حق و أن الجنة و ماوعد الله فيها من النعيم حق و أن النار و ماأوعد الله فيها من العذاب حق وَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ ثم قال لي يا عبد الله أبشر بالنعيم الدائم والخير المقيم ثم إنه أضجعني و قال نم نومة العروس ثم إنه فتح لي بابا من عندرأسي إلي الجنة وبابا من عندرجلي إلي النار ثم قال لي يا عبد الله انظر إلي ماصرت إليه من الجنة والنعيم و إلي مانجوت منه من نار الجحيم ثم سد الباب ألذي من عندرجلي وأبقي الباب ألذي من عندرأسي مفتوحا إلي الجنة فجعل يدخل علي من روح الجنة ونعيمها وأوسع لحدي مد البصر ومضي عني فهذا صفتي وحديثي و مالقيته من شدة الأهوال و أناأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له و أن محمدا عبده ورسوله وأشهد أن الموت حق علي طرف لساني فراقب الله أيها السائل خوفا من وقفة السائل قال ثم انقطع عند ذلك كلامه قال سلمان رضي الله عنه عند ذلك حطوني رحمكم الله فحطيناه إلي الأرض فقال أسندوني فأسندناه ثم رمق بطرفه إلي السماء و قال يا من بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيءٍ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ و هويُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيهِبك آمنت ولنبيك اتبعت وبكتابك صدقت و قدأتاني ماوعدتني
صفحه : 380
يا من لا يُخلِفُ المِيعادَاقبضني إلي رحمتك وأنزلني دار كرامتك فأنا أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فلما كمل شهادته قضي نحبه ولقي ربه رضي الله تعالي عنه قال فبينا نحن كذلك إذ أتي رجل علي بغلة شهباء متلثما فسلم علينا فرددنا السلام عليه فَقَالَ يَا أَصبَغُ جُدّوا فِي أَمرِ سَلمَانَ فَأَخَذنَا فِي أَمرِهِ فَأَخَذَ مَعَهُ حَنُوطاً وَ كَفَناً فَقَالَ هَلُمّوا فَإِنّ عنِديِ مَا يَنُوبُ عَنهُ فَأَتَينَاهُ بِمَاءٍ وَ مَغسَلٍ فَلَم يَزَل يُغَسّلُهُ بِيَدِهِ حَتّي فَرَغَ وَ كَفّنَهُ وَ صَلّينَا عَلَيهِ وَ دَفَنّاهُ وَ لَحَدَهُ عَلِيّ ع بِيَدِهِ فَلَمّا فَرَغَ مِن دَفنِهِ وَ هَمّ بِالِانصِرَافِ تَعَلّقتُ بِثَوبِهِ وَ قُلتُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَيفَ كَانَ مَجِيئُكَ وَ مَن أَعلَمَكَ بِمَوتِ سَلمَانَ قَالَ فَالتَفَتَ ع إلِيَّ وَ قَالَ آخُذُ عَلَيكَ يَا أَصبَغُ عَهدَ اللّهِ وَ مِيثَاقَهُ أَنّكَ لَا تُحَدّثُ بِهِ أَحَداً مَا دُمتُ حَيّاً فِي دَارِ الدّنيَا فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَمُوتُ قَبلَكَ فَقَالَ لَا يَا أَصبَغُ بَل يَطُولُ عُمُرُكَ قُلتُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ خُذ عَلَيّ عَهداً وَ مِيثَاقاً فإَنِيّ لَكَ سَامِعٌ مُطِيعٌ إنِيّ لَا أُحَدّثُ بِهِ حَتّي يقَضيَِ اللّهُ مِن أَمرِكَ مَا يقَضيِوَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ فَقَالَ لِي يَا أَصبَغُ بِهَذَا عهَدَنَيِ رَسُولُ اللّهِ فإَنِيّ قَد صَلّيتُ هَذِهِ السّاعَةَ بِالكُوفَةِ وَ قَد خَرَجتُ أُرِيدُ منَزلِيِ فَلَمّا وَصَلتُ إِلَي منَزلِيِ اضطَجَعتُ فأَتَاَنيِ آتٍ فِي منَاَميِ وَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ سَلمَانَ قَد قَضَي نَحبَهُ فَرَكِبتُ بغَلتَيِ وَ أَخَذتُ معَيِ مَا يَصلُحُ لِلمَوتَي فَجَعَلتُ أَسِيرُ فَقَرّبَ اللّهُ لِيَ البَعِيدَ فَجِئتُ كَمَا ترَاَنيِ وَ بِهَذَا أخَبرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ إِنّهُ دَفَنَهُ وَ وَارَاهُ فَلَم أَرَ صَعِدَ إِلَي السّمَاءِ أَم فِي الأَرضِ نَزَلَ فَأَتَي الكُوفَةَ وَ المنُاَديِ ينُاَديِ لِصَلَاةِ المَغرِبِ فَحَضَرَ عِندَهُم عَلِيّ ع
و هذا ما كان من حديث وفاة سلمان الفارسي رضي الله عنه .بيان العرنين بالكسر الأنف كله أو ماصلب من عظمه .أقول وجدت هذاالخبر في بعض مؤلفات أصحابنا وساقه نحوا مما مر إلي قوله وأوسع لحدي مد البصر ومضي عني و أنا ياسلمان لم أجد عند الله شيئا
صفحه : 381
يحبه الله أعظم من ثلاثة صلاة ليلة شديدة البرد وصوم يوم شديد الحر وصدقة بيمينك لاتعلم بهاشمالك إلي آخر مامر من خبر فوته رضي الله عنه
14- ضه ،[روضة الواعظين ]روُيَِ أَنّ سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ دَخَلَ عَلَي سَلمَانَ الفاَرسِيِّ يَعُودُهُ فَبَكَي سَلمَانُ فَقَالَ لَهُ سَعدٌ مَا يُبكِيكَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِ وَ هُوَ عَنكَ رَاضٍ وَ تَرِدُ عَلَيهِ الحَوضَ فَقَالَ سَلمَانُ أَمَا إنِيّ لَا أبَكيِ جَزَعاً مِنَ المَوتِ وَ لَا حِرصاً عَلَي الدّنيَا وَ لَكِنّ رَسُولَ اللّهِص عَهِدَ إِلَينَا فَقَالَ لِيَكُن بُلغَةُ أَحَدِكُم كَزَادِ الرّاكِبِ وَ حوَليِ هَذِهِ الأَسَاوِدُ وَ إِنّمَا حَولَهُ إِجّانَةٌ وَ جَفنَةٌ وَ مِطهَرَةٌ
بيان قال في النهاية في حديث سلمان دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي و يقول لاأبكي جزعا من الموت أوحزنا علي الدنيا ولكن رسول الله ص عهد إلينا ليكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب و هذه الأساود حولي و ماحوله إلامطهرة وإجانة وجفنة يريد بالأساود الشخوص من المتاع ألذي كان عنده و كل شخص من إنسان أومتاع أوغيره سواد ويجوز أن يريد بالأساود الحيات جمع أسود شبهها بهالاستضراره بمكانها
15- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ إِنّ النّفسَ قَد تَلتَاثُ عَلَي صَاحِبِهَا إِذَا لَم يَكُن لَهَا مِنَ العَيشِ مَا تَعتَمِدُ عَلَيهِ فَإِذَا هيَِ أَحرَزَت مَعِيشَتَهَا اطمَأَنّت
بيان قال الفيروزآبادي الالتياث الاختلاط والالتفات والإبطاء والحبس
16-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن حَنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبِي يرَويِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ سَلمَانُ جَالِساً مَعَ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ فِي المَسجِدِ فَأَقبَلُوا يَنتَسِبُونَ وَ يَرفَعُونَ فِي أَنسَابِهِم حَتّي بَلَغُوا سَلمَانَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ أخَبرِنيِ مَن أَنتَ وَ مَن أَبُوكَ وَ مَا أَصلُكَ فَقَالَ أَنَا سَلمَانُ
صفحه : 382
بنُ عَبدِ اللّهِ كُنتُ ضَالّا فهَدَاَنيَِ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ بِمُحَمّدٍص وَ كُنتُ عَائِلًا فأَغَناَنيَِ اللّهُ بِمُحَمّدٍص وَ كُنتُ مَملُوكاً فأَعَتقَنَيَِ اللّهُ بِمُحَمّدٍص هَذَا نسَبَيِ وَ هَذَا حسَبَيِ قَالَ فَخَرَجَ النّبِيّص وَ سَلمَانُ يُكَلّمُهُم فَقَالَ لَهُ سَلمَانُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لَقِيتُ مِن هَؤُلَاءِ جَلَستُ مَعَهُم فَأَخَذُوا يَنتَسِبُونَ وَ يَرفَعُونَ فِي أَنسَابِهِم حَتّي إِذَا بَلَغُوا إلِيَّ قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ مَن أَنتَ وَ مَا أَصلُكَ وَ مَا حَسَبُكَ فَقَالَ النّبِيّص فَمَا قُلتَ لَهُ يَا سَلمَانُ قَالَ قُلتُ لَهُ أَنَا سَلمَانُ بنُ عَبدِ اللّهِ كُنتُ ضَالّا فهَدَاَنيَِ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ بِمُحَمّدٍص وَ كُنتُ عَائِلًا فأَغَناَنيَِ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ بِمُحَمّدٍص وَ كُنتُ مَملُوكاً فأَعَتقَنَيَِ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ بِمُحَمّدٍص هَذَا نسَبَيِ وَ هَذَا حسَبَيِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ إِنّ حَسَبَ الرّجُلِ دِينُهُ وَ مُرُوّتَهُ خُلُقُهُ وَ أَصلَهُ عَقلُهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَ أُنثي وَ جَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم ثُمّ قَالَ النّبِيّص لِسَلمَانَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِن هَؤُلَاءِ عَلَيكَ فَضلٌ إِلّا بِتَقوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِن كَانَ التّقوَي لَكَ عَلَيهِم فَأَنتَ أَفضَلُ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المفيد عن ابن قولويه عن الكليني مثله كش ،[رجال الكشي]حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسي عن حنان بن سدير عن أبيه
مثله
17-كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ خُرّزَادَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبَانِ بنِ جَنَاحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ بَلَغَ بِهِ قَالَ[ كَانَ]سَلمَانُ إِذَا رَأَي الجَمَلَ ألّذِي يُقَالُ لَهُ عَسكَرٌ يَضرِبُهُ فَيُقَالُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا تُرِيدُ مِن هَذِهِ البَهِيمَةِ فَيَقُولُ مَا هَذَا بَهِيمَةٌ وَ لَكِن هَذَا عَسكَرُ بنُ كَنعَانَ الجنِيّّ يَا أعَراَبيِّ لَا يَنفُقُ
صفحه : 383
جَمَلُكَ[ لَا يُنفَقُ عَلَيكَ]هَاهُنَا وَ لَكِنِ اذهَب بِهِ إِلَي الحَوأَبِ فَإِنّكَ تُعطَي بِهِ مَا تُرِيدُ
وَ بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ مِهرَانَ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ اشتَرَوا عَسكَراً بِسَبعِمِائَةِ دِرهَمٍ وَ كَانَ شَيطَاناً
بيان سيأتي في غزوة الجمل أن عسكرا اسم جمل عائشة التي ركبته يوم الحرب و هذامما أخبر به سلمان رضي الله عنه قبل وقوعه مما علم من علم المنايا والبلايا
18- كش ،[رجال الكشي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ القتُيَبيِّ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قَالَ سَلمَانُ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص إِذَا حَضَرَكَ أَو أَخَذَكَ المَوتُ حَضَرَ أَقوَامٌ يَجِدُونَ الرّيحَ وَ لَا يَأكُلُونَ الطّعَامَ ثُمّ أَخرَجَ صُرّةً مِن مِسكٍ فَقَالَ هِبَةٌ أَعطَانِيهَا رَسُولُ اللّهِص قَالَ ثُمّ بَلّهَا وَ نَضَحَهَا حَولَهُ ثُمّ قَالَ لِامرَأَتِهِ قوُميِ أجَيِفيِ البَابَ فَقَامَت فَأَجَافَتِ البَابَ فَرَجَعَت وَ قَد قُبِضَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
ضه ،[روضة الواعظين ] عن ابن يزيد مثله
19- كش ،[رجال الكشي]خَلَفُ بنُ حَمّادٍ الكشَيّّ عَنِ الحَسَنِ بنِ طَلحَةَ يَرفَعُهُ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَزَوّجَ سَلمَانُ امرَأَةً مِن كِندَةَ فَدَخَلَ عَلَيهَا فَإِذَا لَهَا خَادِمَةٌ وَ عَلَي بَابِهَا عَبَاءَةٌ فَقَالَ سَلمَانُ إِنّ فِي بَيتِكُم هَذَا لَمَرِيضاً أَو قَد تَحَوّلَتِ الكَعبَةُ فِيهِ فَقِيلَ إِنّ المَرأَةَ أَرَادَت أَن تَستُرَ عَلَي نَفسِهَا فِيهِ قَالَ فَمَا هَذِهِ الجَارِيَةُ قَالُوا كَانَ لَهَا شَيءٌ فَأَرَادَت أَن تَخدُمَ قَالَ إنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَيّمَا رَجُلٍ كَانَت عِندَهُ جَارِيَةٌ فَلَم يَأتِهَا أَو لَم يُزَوّجهَا مَن يَأتِيهَا ثُمّ فَجَرَت كَانَ عَلَيهِ وِزرُ مِثلِهَا وَ مَن أَقرَضَ قَرضاً فَكَأَنّمَا تَصَدّقَ بِشَطرِهِ فَإِذَا أَقرَضَهُ الثّانِيَةَ كَانَ بِرَأسِ المَالِ وَ أَدَاءُ الحَقّ إِلَي صَاحِبِهِ أَن يَأتِيَهُ فِي بَيتِهِ أَو فِي رَحلِهِ فَيَقُولَ هَا خُذهُ
صفحه : 384
20- ختص ،[الإختصاص ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي أَو غَيرِهِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَبّاسِ بنِ حَمزَةَ الشهّرزَوُريِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ سَلمَانُ يَطبُخُ قِدراً فَدَخَلَ عَلَيهِ أَبُو ذَرّ فَانكَبّتِ القِدرُ فَسَقَطَت عَلَي وَجهِهَا وَ لَم يَذهَب مِنهَا شَيءٌ فَرَدّهَا عَلَي الأثَاَفيِّ ثُمّ انكَبّتِ الثّانِيَةَ فَلَم يَذهَب مِنهَا شَيءٌ فَرَدّهَا عَلَي الأثَاَفيِّ فَمَرّ أَبُو ذَرّ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مُسرِعاً قَد ضَاقَ صَدرُهُ مِمّا رَأَي وَ سَلمَانُ يَقفُو أَثَرَهُ حَتّي انتَهَي إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَنَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي سَلمَانَ فَقَالَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ ارفُق بِصَاحِبِكَ
21- مَشَارِقُ الأَنوَارِ، عَن زَاذَانَ خَادِمِ سَلمَانَ قَالَ لَمّا جَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لِيُغَسّلَ سَلمَانَ وَجَدَهُ قَد مَاتَ فَرَفَعَ الشّملَةَ عَن وَجهِهِ فَتَبَسّمَ وَ هَمّ أَن يَقعُدَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عُد إِلَي مَوتِكَ فَعَادَ
22- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَمّادُ بنُ عِيسَي عَن حُسَينِ بنِ المُختَارِ رَفَعَهُ إِلَي سَلمَانَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَنّهُ قَالَ لَو لَا السّجُودُ لِلّهِ وَ مُجَالَسَةُ قَومٍ يَتَلَفّظُونَ طَيّبَ الكَلَامِ كَمَا يُتَلَفّظُ طَيّبُ التّمرِ لَتَمَنّيتُ المَوتَ
23- أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ قَالَ أَبُو وَائِلٍ ذَهَبتُ أَنَا وَ صَاحِبٌ لِي إِلَي سَلمَانَ الفاَرسِيِّ فَجَلَسنَا عِندَهُ فَقَالَ لَو لَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص نَهَي عَنِ التّكَلّفِ لَتَكَلّفتُ لَكُم ثُمّ جَاءَ بِخُبزٍ وَ مِلحٍ سَاذِجٍ لَا أَبزَارَ عَلَيهِ فَقَالَ صاَحبِيِ لَو كَانَ لَنَا فِي مِلحِنَا هَذَا سَعتَرٌ فَبَعَثَ سَلمَانُ بِمِطهَرَتِهِ فَرَهَنَهَا عَلَي سَعتَرٍ فَلَمّا أَكَلنَا قَالَ صاَحبِيِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي قَنّعَنَا بِمَا رَزَقَنَا فَقَالَ سَلمَانُ لَو قَنِعتَ بِمَا رَزَقَكَ لَم تَكُن مطِهرَتَيِ مَرهُونَةً
24-كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ ابنَا نُصَيرٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ
صفحه : 385
بنِ يَحيَي عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المِيثَبُ هُوَ ألّذِي كَاتَبَ عَلَيهِ سَلمَانُ فَأَفَاءَهُ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ فَهُوَ فِي صَدَقَتِهَا يعَنيِ فَاطِمَةَ ع
25- كش ،[رجال الكشي]نَصرُ بنُ الصّبّاحِ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ البصَريِّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ قَالَ ذُكِرَ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع سَلمَانُ فَقَالَ ذَاكَ سَلمَانُ المحُمَدّيِّ إِنّ سَلمَانَ مِنّا أَهلَ البَيتِ إِنّهُ كَانَ يَقُولُ لِلنّاسِ هَرَبتُم مِنَ القُرآنِ إِلَي الأَحَادِيثِ وَجَدتُم كِتَاباً دَقِيقاً حُوسِبتُم فِيهِ عَلَي النّقِيرِ وَ القِطمِيرِ وَ الفَتِيلِ وَ حَبّةِ خَردَلٍ فَضَاقَ ذَلِكَ عَلَيكُم وَ هَرَبتُم إِلَي الأَحَادِيثِ التّيِ اتّسَعَت عَلَيكُم
26- كش ،[رجال الكشي] عَلِيّ بنُ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ الصوانِ[الصّوّافِ] عَن يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ عَنِ النهاش [النّهّاسِ] بنِ فَهمٍ[قَهمٍ] عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ قَالَ دَخَلَ سَلمَانُ عَلَي رَجُلٍ مِن إِخوَانِهِ فَوَجَدَهُ فِي السّيَاقِ فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ ارفُق بِصَاحِبِنَا قَالَ فَقَالَ الآخَرُ يَا بَا عَبدِ اللّهِ إِنّ مَلَكَ المَوتِ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَقُولُ وَ عَزّةِ هَذَا عَلَينَا لَيسَ إِلَينَا شَيءٌ
27-جا،[المجالس للمفيد] ابنُ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَمَرّ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ عَلَي الحَدّادِينَ بِالكُوفَةِ فَرَأَي شَابّاً قَد صَعِقَ وَ النّاسُ قَدِ اجتَمَعُوا حَولَهُ فَقَالُوا لَهُ يَا بَا عَبدِ اللّهِ هَذَا الشّابّ قَد صَرَعَ فَلَو قَرَأتَ فِي أُذُنِهِ قَالَ فَدَنَا مِنهُ سَلمَانُ فَلَمّا رَآهُ الشّابّ أَفَاقَ وَ قَالَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ لَيسَ بيِ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ القَومُ وَ لكَنِيّ مَرَرتُ بِهَؤُلَاءِ
صفحه : 386
الحَدّادِينَ وَ هُم يَضرِبُونَ المِرزَبَاتِ فَذَكَرتُ قَولَهُ تَعَالَيوَ لَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍفَذَهَبَ عقَليِ خَوفاً مِن عِقَابِ اللّهِ تَعَالَي فَاتّخَذَهُ سَلمَانُ أَخاً وَ دَخَلَ قَلبَهُ حَلَاوَةُ مَحَبّتِهِ فِي اللّهِ تَعَالَي فَلَم يَزَل مَعَهُ حَتّي مَرِضَ الشّابّ فَجَاءَهُ سَلمَانُ فَجَلَسَ عِندَ رَأسِهِ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ ارفُق بأِخَيِ قَالَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ إنِيّ بِكُلّ مُؤمِنٍ رَفِيقٌ
كش ،[رجال الكشي]آدم بن محمدالقلانسي البلخي عن علي بن الحسين الدقاق عن محمد بن عبدالحميد عن ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن عمر بن يزيد مثله
28- كش ،[رجال الكشي] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ شَيخٌ مِن جُرجَانَ عاَميّّ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ الراّزيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُجَاهِدٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي قَيسٍ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن أَبِيهِ عَنِ المُسَيّبِ بنِ نَجَبَةَ الفزَاَريِّ قَالَ لَمّا أَتَانَا سَلمَانُ الفاَرسِيِّ قَادِماً تَلَقّينَاهُ فِيمَن تَلَقّاهُ فَسَارَ حَتّي انتَهَي إِلَي كَربَلَاءَ فَقَالَ مَا تُسَمّونَ هَذِهِ قَالُوا كَربَلَاءَ فَقَالَ هَذِهِ مَصَارِعُ إخِواَنيِ هَذَا مَوضِعُ رِحَالِهِم وَ هَذَا مُنَاخُ رِكَابِهِم وَ هَذَا مُهَرَاقُ دِمَائِهِم يُقتَلُ بِهَا خَيرُ الأَوّلِينَ وَ يُقتَلُ بِهَا خَيرُ الآخِرِينَ ثُمّ سَارَ حَتّي انتَهَي إِلَي حَرُورَا[حَرُورَاءَ] فَقَالَ مَا تُسَمّونَ هَذِهِ الأَرضَ قَالُوا حَرُورَا[حَرُورَاءَ] فَقَالَ حَرُورَا[حَرُورَاءُ]خَرَجَ بِهَا شَرّ الأَوّلِينَ وَ يَخرُجُ بِهَا شَرّ الآخِرِينَ ثُمّ سَارَ حَتّي انتَهَي إِلَي بَانِقيَا وَ بِهَا جِسرُ الكُوفَةِ الأَوّلُ فَقَالَ مَا تُسَمّونَ هَذِهِ قَالُوا بَانِقيَا ثُمّ سَارَ حَتّي انتَهَي إِلَي الكُوفَةِ فَقَالَ هَذِهِ الكُوفَةُ قَالُوا نَعَم قَالَ قُبّةُ الإِسلَامِ
29-كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِشكِيبَ عَنِ الحَسَنِ بنِ خُرّزَادَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ الشاّشيِّ عَن صَالِحِ بنِ نُوحٍ عَن زَيدِ بنِ المُعَدّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ
صفحه : 387
عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَطَبَ سَلمَانُ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هدَاَنيِ لِدِينِهِ بَعدَ جحُوُديِ لَهُ إِذ أَنَا مذكي[مُذَكّ]لِنَارِ الكُفرِ أُهِلّ لَهَا نَصِيباً وَ أَتَيتُ لَهَا رِزقاً حَتّي أَلقَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي قلَبيِ حُبّ تِهَامَةَ فَخَرَجتُ جَائِعاً ظَمآنَ قَد طرَدَنَيِ قوَميِ وَ أُخرِجتُ مِن ماَليِ وَ لَا حَمُولَةَ تحَملِنُيِ وَ لَا مَتَاعَ يجُهَزّنُيِ وَ لَا مَالَ يقُوَيّنيِ وَ كَانَ مِن شأَنيِ مَا قَد كَانَ حَتّي أَتَيتُ مُحَمّداًص فَعَرَفتُ مِنَ العِرفَانِ مَا كُنتُ أَعلَمُهُ وَ رَأَيتُ مِنَ العَلَامَةِ مَا خُبّرتُ بِهَا فأَنَقذَنَيِ بِهِ مِنَ النّارِ فَنِلتُ مِنَ الدّنيَا عَلَي المَعرِفَةِ التّيِ دَخَلتُ عَلَيهَا فِي الإِسلَامِ أَلَا أَيّهَا النّاسُ اسمَعُوا مِن حدَيِثيِ ثُمّ اعقِلُوهُ عنَيّ قَد أُوتِيتُ العِلمَ كَثِيراً وَ لَو أَخبَرتُكُم بِكُلّ مَا أَعلَمُ لَقَالَت طَائِفَةٌ لَمَجنُونٌ وَ قَالَت طَائِفَةٌ أُخرَي أللّهُمّ اغفِر لِقَاتِلِ سَلمَانَ أَلَا إِنّ لَكُم مَنَايَا تَتبَعُهَا بَلَايَا فَإِنّ عِندَ عَلِيّ ع عِلمَ المَنَايَا وَ عِلمَ الوَصَايَا وَ فَصلَ الخِطَابِ عَلَي مِنهَاجِ هَارُونَ بنِ عِمرَانَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ وصَيِيّ وَ خلَيِفتَيِ فِي أهَليِ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ لَكِنّكُم أَصَبتُم سُنّةَ الأَوّلِينَ وَ أَخطَأتُم سَبِيلَكُم وَ ألّذِي نَفسُ سَلمَانَ بِيَدِهِلَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍسُنّةَ بنَيِ إِسرَائِيلَ القُذّةَ بِالقُذّةِ أَمَا وَ اللّهِ لَو وَلّيتُمُوهَا عَلِيّاً لَأَكَلتُم مِن فَوقِكُم وَ مِن تَحتِ أَرجُلِكُم فَأَبشِرُوا بِالبَلَاءِ وَ اقنَطُوا مِنَ الرّخَاءِ وَ نَابَذتُكُم عَلَي سَوَاءٍ وَ انقَطَعَتِ العِصمَةُ فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَكُم مِنَ الوَلَاءِ أَمَا وَ اللّهِ لَو أنَيّ أَدفَعُ ضَيماً أَو أُعِزّ اللّهَ[لِلّهِ]دِيناً لَوَضَعتُ سيَفيِ عَلَي عاَتقِيِ ثُمّ لَضَرَبتُ بِهِ قَدَماً قَدَماً أَلَا إنِيّ أُحَدّثُكُم بِمَا تَعلَمُونَ وَ بِمَا لَا تَعلَمُونَ فَخُذُوهَا مِن سُنّةِ التّسعِينَ[السّبعِينَ]بِمَا فِيهَا أَلَا إِنّ لبِنَيِ أُمَيّةَ فِي بنَيِ هَاشِمٍ نَطَحَاتٍ وَ إِنّ لبِنَيِ أُمَيّةَ مِن آلِ هَاشِمٍ نَطَحَاتٍ أَلَا وَ إِنّ بنَيِ أُمَيّةَ كَالنّاقَةِ الضّرُوسِ تَعَضّ بِفِيهَا وَ تَخبِطُ بِيَدَيهَا وَ تَضرِبُ بِرِجلَيهَا وَ تَمنَعُ دَرّهَا أَلَا إِنّهُ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُذِلّ
صفحه : 388
نَادِيَهَا وَ أَن يُظهِرَ عَلَيهَا عَدُوّهَا مَعَ قَذفٍ مِنَ السّمَاءِ وَ خَسفٍ وَ مَسخٍ وَ شَوَهِ الخَلقِ حَتّي إِنّ الرّجُلَ لَيَخرُجُ مِن جَانِبِ حِجلَتِهِ إِلَي صَلَاةٍ فَمَسَخَهُ اللّهُ قِرداً أَلَا وَ فِئَتَانِ تَلتَقِيَانِ بِتِهَامَةَ كِلتَاهُمَا كَافِرَتَانِ أَلَا وَ خَسَفَ بِكَلبٍ وَ مَا أَنَا وَ كَلبٌ وَ اللّهِ لَو لَا مَا لَأَرَيتُكُم مَصَارِعَهُم أَلَا وَ هُوَ البَيدَاءُ ثُمّ يجَيِءُ مَا يَقرِفُونَ فَإِذَا رَأَيتُم أَيّهَا النّاسُ الفِتَنَ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ يَهلِكُ فِيهَا الرّاكِبُ المُوضِعُ وَ الخَطِيبُ المِصقَعُ وَ الرّأسُ المَتبُوعُ فَعَلَيكُم بِآلِ مُحَمّدٍ فَإِنّهُمُ القَادَةُ إِلَي الجَنّةِ وَ الدّعَاةُ إِلَيهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ عَلَيكُم بعِلَيِّ فَوَ اللّهِ لَقَد سَلّمنَا عَلَيهِ بِالوَلَاءِ مَعَ نَبِيّنَا فَمَا بَالُ القَومِ أَ حَسَدٌ قَد حَسَدَ قَابِيلُ هَابِيلَ أَو كُفرٌ فَقَدِ ارتَدّ قَومُ مُوسَي عَنِ الأَسبَاطِ وَ يُوشَعَ وَ شَمعُونَ وَ ابنيَ هَارُونَ شَبّرَ وَ شَبِيرٍ وَ السّبعِينَ الّذِينَ اتّهَمُوا مُوسَي عَلَي قَتلِ هَارُونَ فَأَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ مِن بَغيِهِم ثُمّ بَعَثَهُمُ اللّهُ أَنبِيَاءَ مُرسَلِينَ وَ غَيرَ مُرسَلِينَ فَأَمرُ هَذِهِ الأُمّةِ كَأَمرِ بنَيِ إِسرَائِيلَ فَأَينَ يُذهَبُ بِكُم مَا أَنَا وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَيحَكُم وَ اللّهِ مَا أدَريِ أَ تَجهَلُونَ أَم تَجَاهَلُونَ أَم نَسِيتُم أَم تَتَنَاسَونَ أَنزِلُوا آلَ مُحَمّدٍ مِنكُم مَنزِلَةَ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ بَل مَنزِلَةَ العَينِ مِنَ الرّأسِ وَ اللّهِ لَتَرجِعُنّ كُفّاراً يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعضٍ بِالسّيفِ يَشهَدُ الشّاهِدُ عَلَي الناّجيِ بِالهَلَكَةِ وَ يَشهَدُ الناّجيِ عَلَي الكَافِرِ بِالنّجَاةِ أَلَا إنِيّ أَظهَرتُ أمَريِ وَ آمَنتُ برِبَيّ وَ أَسلَمتُ بنِبَيِيّ وَ اتّبَعتُ موَلاَيَ وَ مَولَي كُلّ مُسلِمٍ بأِبَيِ وَ أمُيّ قَتِيلُ كُوفَانَ يَا لَهفَ نفَسيِ لِأَطفَالٍ صِغَارٍ وَ بأِبَيِ صَاحِبُ الجَفنَةِ وَ الخِوَانِ نَكّاحُ النّسَاءِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ أَلَا إِنّ نبَيِّ اللّهِ نَحَلَهُ البَأسَ وَ الحَيَاءَ وَ نَحَلَ الحُسَينَ المَهَابَةَ وَ الجُودَ يَا وَيحَ مَن أَحقَرَهُ لِضَعفِهِ وَ استَضعَفَهُ
صفحه : 389
لِقِلّتِهِ وَ ظَلَمَ مَن بَينِ وُلدِهِ[ مِن بنَيِ وُلدِهِ]فَكَانَ بِلَادُهُم عَامِرَ البَاقِينَ مِن آلِ مُحَمّدٍ أَيّهَا النّاسُ لَا تَكِلّ أَظفَارُكُم مِن عَدُوّكُم وَ لَا تَستَغشُوا صَدِيقَكُم يَستَحوِذِ الشّيطَانُ عَلَيكُم وَ اللّهِ لَتُبتَلُنّ[لَتُبتَلَوُنّ]بِبَلَاءٍ لَا تُغَيّرُونَهُ بِأَيدِيكُم إِلّا إِشَارَةً بِحَوَاجِبِكُم ثَلَاثَةٌ خُذُوهَا بِمَا فِيهَا وَ ارجُوا رَابِعَهَا وَ مُوَافَاهَا بأِبَيِ دَافِعُ الضّيمِ شَقّاقِ بُطُونِ الحُبَالَي وَ حَمّالِ الصّبيَانِ عَلَي الرّمَاحِ وَ مغُلَيّ الرّجَالِ فِي القُدُورِ أَمَا إنِيّ سَأُحَدّثُكُم بِالنّفسِ الطّيّبَةِ الزّكِيّةِ وَ تَضرِيجِ دَمِهِ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ المَذبُوحِ ذَبحَ الكَبشِ يَا وَيحَ لِسَبإِ[لِسَبَايَا]نِسَاءٍ مِن كُوفَانَ الوَارِدُونَ الثّوَيّةَ المُستَقِرّونَ عَشِيّةً وَ مِيعَادُ مَا بَينَكُم وَ بَينَ ذَلِكَ فِتنَةٌ شَرقِيّةٌ سَتَسِيرُ مُوجِئاً هَاتِفاً يَستَغِيثُ مِن قِبَلِ المَغرِبِ فَلَا تُغِيثُوهُ لَا أَغَاثَهُ اللّهُ وَ مَلحَمَةٌ بَينَ النّاسِ إِلَي أَن تَصِيرَ مَا ذُبِحَ عَلَي شَبِيهِ المَقتُولِ بِظَهرِ الكُوفَةِ وَ هيَِ كُوفَانُ وَ يُوشِكُ أَن يُبنَي جِسرُهَا وَ يُبنَي جُمّاً حَتّي يأَتيَِ زَمَانٌ لَا يَبقَي مُؤمِنٌ إِلّا بِهَا أَو بِحَوالِيهَا وَ فِتنَةٌ مَصبُوبَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا لَا يَنهَاهَا أَحَدٌ لَا يَبقَي بَيتٌ مِنَ العَرَبِ إِلّا دَخَلَتهُ وَ أُحَدّثُكَ يَا حُذَيفَةُ أَنّ ابنَكَ مَقتُولٌ وَ أَنّ عَلِيّاً أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَمَن كَانَ مُؤمِناً دَخَلَ فِي وَلَايَتِهِ فَيُصبِحُ عَلَي أَمرٍ يمُسيِ عَلَي مِثلِهِ لَا يَدخُلُ فِيهَا إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يَخرُجُ مِنهَا إِلّا كَافِرٌ
بيان تذكية النار إيقادها أهل لها أي أصيح لأطلب نصيبا أي قوما لعبادة النار و في بعض النسخ أهيل أي كنت من قوام النار أعطي النصيب عبدتها ويأتيني
صفحه : 390
الرزق لها و هوأظهر و في النهاية القذذ ريش السهم واحدتها قذة و منه الحديث لَتَركَبُنّ سَنَنَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ القُذّةِ بِالقُذّةِ أي كمايقذّ كل واحدة منهما علي قدر صاحبتها وتقطع و قال فيه لفارس نطحة أونطحتان أي تقاتل المسلمين مرة أومرتين و في القاموس الضروس الناقة السيئة الخلق تعض حالبها قوله لو لا مالعله اكتفي ببعض الكلام و لم يذكر العلة لبعض المصالح إن لم يكن سقط من الكلام شيء من بين ولده في أكثر النسخ من بني ولده إشارة إلي الظلم علي أولاده المعصومين و قديطلق الولد علي الآباء أيضا و كان في النسخ التي عندنا في تلك الخطبة تصحيفات فأوردناها كماوجدنا.30-أقول قال ابن أبي الحديدسلمان رجل من فارس من رامهرمز وقيل بل من أصفهان من قرية يقال لها جي و هومعدود من موالي رسول الله ص وكنيته أبو عبد الله و كان إذاقيل له ابن من أنت يقول أناسلمان ابن الإسلام أنا من بني آدم و قدروي أنه تداوله بضعة عشر ربا عن واحد إلي آخر حتي أفضي إلي رسول الله ص وروي أبوعمر بن عبدالبر في الإستيعاب أن رسول الله صلوات الله عليه وآله اشتراه من أربابه وهم قوم يهود علي أن يغرس لهم من النخل كذا وكذا ويعمل فيها حتي يدرك فغرس رسول الله ص ذلك النخل كله بيده إلانخلة واحدة غرسها عمر بن الخطاب فأطعم النخل كله إلاتلك النخلة فقال رسول الله ص من غرسها فقيل عمر فقلعها وغرسها رسول الله ص بيده فأطعمت قال أبوعمر و كان سلمان يسف الخوص و هو أمير علي المدائن ويبيعه ويأكل منه و يقول لاأحب أن آكل إلا من عمل يدي و كان تعلم سف الخوص من المدينة وأول مشاهده الخندق و قدروي أنه شهد بدرا وأحدا و لم يفته بعد ذلك مشهد. قال و كان سلمان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا.
صفحه : 391
و عن الحسن البصري قال كان عطاء سلمان خمسة آلاف و كان إذاخرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده وكانت له عباءة يفرش بعضها ويلبس بعضها. و قدذكر ابن وهب و ابن نافع أن سلمان لم يكن له بيت إنما كان يستظل بالجدر والشجر و أن رجلا قال له أ لاأبني لك بيتا تسكن فيه قال لاحاجة لي في ذلك فما زال به الرجل حتي قال له أناأعرف البيت ألذي يوافقك قال فصفه لي قال أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه و إن أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار قال نعم فبني له . قال أبوعمر وَ قَد روُيَِ عَن رَسُولِ اللّهِص عَن وُجُوهٍ أَنّهُ قَالَ
لَو كَانَ الدّينُ فِي الثّرَيّا لَنَالَهُ سَلمَانُ
. قال و قدروينا عن عائشة قالت كان لسلمان مجلس من رسول الله ص ينفرد به بالليل حتي كاد يغلبنا علي رسول الله ص .
قَالَ وَ روُيَِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أمَرَنَيِ ربَيّ بِحُبّ أَربَعَةٍ وَ أخَبرَنَيِ أَنّهُ يُحِبّهُم عَلِيّ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ سَلمَانُ
وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ عُلّمَ عِلمَ الأَوّلِ وَ العِلمَ[عِلمَ]الآخِرَ ذَلِكَ بَحرٌ لَا يُنزَفُ هُوَ مِنّا أَهلَ البَيتِ
وَ فِي رِوَايَةِ زَاذَانَ عَن عَلِيّ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ كَلُقمَانَ الحَكِيمِ
. و قال فيه كعب الأحبار سلمان حشي علما وحكمة. قال وروي أن أباسفيان مر علي سلمان وصهيب وبلال في نفر من المسلمين فقالوا ماأخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها فقال لهم أبوبكر أتقولون هذالشيخ قريش وسيدها وأتي النبي ص فأخبره فقال يابا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله فأتاهم أبوبكر فاعتذر منهم . وتوفي في آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين وقيل توفي في أول
صفحه : 392
سنة ست وثلاثين و قال قوم توفي في خلافة عمر والأول أكثر.أقول ثم ذكر ابن أبي الحديد خبر إسلامه نحوا مما مر ثم قال و كان سلمان من شيعة علي ع وخاصته ويزعم الإمامية أنه أحد الأربعة الذين حلقوا رءوسهم وأتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول و ليس هذاموضع ذكره وأصحابنا لايخالفونهم في أن سلمان كان من الشيعة وإنما يخالفونهم في أمر أزيد من ذلك و مايذكره المحدثون من قوله للمسلمين يوم السقيفة كرديد ونكرديد محمول عندأصحابنا علي أن المراد صنعتم شيئا و ماصنعتم أي استخلفتم خليفة ونعم مافعلتم إلاأنكم عدلتم عن أهل البيت فلو كان الخليفة منهم كان أولي والإمامية تقول أسلمتم و ماأسلمتم انتهي كلامه . وسيأتي جواب شبهته مع سائر أحوال سلمان في كتاب الفتن إن شاء الله تعالي
31- الصّرَاطُ المُستَقِيمُ،جَاءَ فِي الأَخبَارِ الحِسَانِ أَنّ عَلِيّاً ع مَضَي فِي لَيلَةٍ إِلَي المَدَائِنِ لِتَغسِيلِ سَلمَانَ
صفحه : 393
1-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]حدَثّنَيِ أَبِي عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ مِن خِيَارِ أَصحَابِهِ عِندَهُ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِّ فَجَاءَهُ ذَاتَ يَومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي غُنَيمَاتٍ قَدرَ سِتّينَ شَاةً فَأَكرَهُ أَن أَبدُوَ فِيهَا وَ أُفَارِقَ حَضرَتَكَ وَ خِدمَتَكَ وَ أَكرَهُ أَن أَكِلَهَا إِلَي رَاعٍ فَيَظلِمَهَا وَ يسُيِءَ رِعَايَتَهَا فَكَيفَ أَصنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ابدُ فِيهَا فَبَدَا فِيهَا فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ السّابِعِ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بَا ذَرّ قَالَ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَا فَعَلَت غُنَيمَاتُكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لَهَا قِصّةً عَجِيبَةً قَالَ وَ مَا هيَِ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بَينَا أَنَا فِي صلَاَتيِ إِذ عَدَا الذّئبُ عَلَي غنَمَيِ فَقُلتُ يَا رَبّ صلَاَتيِ وَ يَا رَبّ غنَمَيِ فَآثَرتُ صلَاَتيِ عَلَي غنَمَيِ وَ أَخطَرَ الشّيطَانُ ببِاَليِ يَا بَا ذَرّ أَينَ أَنتَ إِن عَدَتِ الذّئَابُ عَلَي غَنَمِكَ وَ أَنتَ تصُلَيّ فَأَهلَكَتهَا وَ مَا يَبقَي لَكَ فِي الدّنيَا مَا تَتَعَيّشُ بِهِ فَقُلتُ لِلشّيطَانِ يَبقَي لِي تَوحِيدُ اللّهِ تَعَالَي وَ الإِيمَانُ بِرَسُولِ اللّهِص وَ مُوَالَاةُ أَخِيهِ سَيّدِ الخَلقِ بَعدَهُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مُوَالَاةُ الأَئِمّةِ الهَادِينَ الطّاهِرِينَ مِن وُلدِهِ وَ مُعَادَاةُ أَعدَائِهِم وَ كُلّ مَا فَاتَ بَعدَ ذَلِكَ جَلَلٌ فَأَقبَلتُ عَلَي صلَاَتيِ فَجَاءَ ذِئبٌ فَأَخَذَ حَمَلًا فَذَهَبَ بِهِ وَ أَنَا أَحُسّ بِهِ إِذ أَقبَلَ عَلَي الذّئبِ أَسَدٌ فَقَطَعَهُ نِصفَينِ وَ استَنقَذَ الحَمَلَ وَ
صفحه : 394
رَدّهُ إِلَي القَطِيعِ ثُمّ ناَداَنيِ يَا بَا ذَرّ أَقبِل عَلَي صَلَاتِكَ فَإِنّ اللّهَ قَد وكَلّنَيِ بِغَنَمِكَ إِلَي أَن تصُلَيَّ فَأَقبَلتُ عَلَي صلَاَتيِ وَ قَد غشَيِنَيِ مِنَ التّعَجّبِ مَا لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ تَعَالَي حَتّي فَرَغتُ مِنهَا فجَاَءنَيِ الأَسَدُ وَ قَالَ لِي امضِ إِلَي مُحَمّدٍ فَأَخبِرهُ أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَكرَمَ صَاحِبَكَ الحَافِظَ لِشَرِيعَتِكَ وَ وَكّلَ أَسَداً بِغَنَمِهِ يَحفَظُهَا فَعَجِبَ مَن حَولَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص صَدَقتَ يَا أَبَا ذَرّ وَ لَقَد آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَ بَعضُ المُنَافِقِينَ هَذَا لَمُوَاطَاةٌ بَينَ مُحَمّدٍ وَ أَبِي ذَرّ يُرِيدُ أَن يَخدَعَنَا بِغُرُورِهِ وَ اتّفَقَ مِنهُم عِشرُونَ رَجُلًا وَ قَالُوا نَذهَبُ إِلَي غَنَمِهِ وَ نَنظُرُ إِلَيهَا وَ نَنظُرُ إِلَيهِ إِذَا صَلّي هَل يأَتيِ الأَسَدُ فَيَحفَظَ غَنَمَهُ فَيَتَبَيّنُ بِذَلِكَ كَذِبُهُ فَذَهَبُوا وَ نَظَرُوا وَ أَبُو ذَرّ قَائِمٌ يصُلَيّ وَ الأَسَدُ يَطُوفُ حَولَ غَنَمِهِ وَ يَرعَاهَا وَ يَرُدّ إِلَي القَطِيعِ مَا شَذّ عَنهُ مِنهَا حَتّي إِذَا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ نَادَاهُ الأَسَدُ هَاكَ قَطِيعَكَ مُسَلّماً وَافِرَ العَدَدِ سَالِماً ثُمّ نَادَاهُمُ الأَسَدُ مَعَاشِرَ المُنَافِقِينَ أَنكَرتُم لوِلَيِّ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ وَ المُتَوَسّلِ إِلَي اللّهِ بِهِم أَن يسُخَرّنَيَِ اللّهُ ربَيّ لِحِفظِ غَنَمِهِ وَ ألّذِي أَكرَمَ مُحَمّداً وَ آلَهُ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ لَقَد جعَلَنَيَِ اللّهُ طَوعَ يَدِ أَبِي ذَرّ حَتّي لَو أمَرَنَيِ بِافتِرَاسِكُم وَ هَلَاكِكُم لَأَهلَكتُكُم وَ ألّذِي لَا يُحلَفُ بِأَعظَمَ مِنهُ لَو سَأَلَ اللّهَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَن يُحَوّلَ البِحَارَ دُهنَ زَنبَقٍ وَ بَانٍ وَ الجِبَالَ مِسكاً وَ عَنبَراً وَ كَافُوراً وَ قُضبَانَ الأَشجَارِ قُضُبَ الزّمُرّدِ وَ الزّبَرجَدِ لَمَا مَنَعَهُ اللّهُ ذَلِكَ فَلَمّا جَاءَ أَبُو ذَرّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا بَا ذَرّ إِنّكَ أَحسَنتَ طَاعَةَ اللّهِ فَسَخّرَ اللّهُ لَكَ مَن يُطِيعُكَ فِي كَفّ العوَاَديِ عَنكَ فَأَنتَ مِن أَفَاضِلِ مَن مَدَحَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِأَنّهُ يُقِيمُ الصّلَاةَ
بيان الجلل محركة العظيم والصغير ضد والعوادي جمع العادية من
صفحه : 395
العدوان أو من عدا علي الشيء إذااختلسه و في الحديث من كف عن مؤمن عادية ماء ونار
2- جا،[المجالس للمفيد] عَلِيّ بنُ بِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَهضَمٍ الأزَديِّ عَن أَبِيهِ وَ كَانَ مِن أَهلِ الشّامِ قَالَ لَمّا سَيّرَ عُثمَانُ أَبَا ذَرّ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي الشّامِ كَانَ يَقُصّ عَلَينَا فَيَحمَدُ اللّهَ فَيَشهَدُ شَهَادَةَ الحَقّ وَ يصُلَيّ عَلَي النّبِيّص وَ يَقُولُ أَمّا بَعدُ فَإِنّا كُنّا فِي جَاهِلِيّتِنَا قَبلَ أَن يُنزَلَ عَلَينَا الكِتَابُ وَ يُبعَثَ فِينَا الرّسُولُ وَ نَحنُ نوُفيِ بِالعَهدِ وَ نَصدُقُ الحَدِيثَ وَ نُحسِنُ الجِوَارَ وَ نقَريِ الضّيفَ وَ نوُاَسيِ الفَقِيرَ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ تَعَالَي فِينَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنزَلَ عَلَينَا كِتَابَهُ كَانَت تِلكَ الأَخلَاقُ يَرضَاهَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ كَانَ أَحَقّ بِهَا أَهلُ الإِسلَامِ وَ أَولَي أَن يَحفَظُوهَا فَلَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَلبَثُوا ثُمّ إِنّ الوُلَاةَ قَد أَحدَثُوا أَعمَالًا قِبَاحاً مَا نَعرِفُهَا مِن سُنّةٍ تُطفَي وَ بِدعَةٍ تُحيَا وَ قَائِلٍ بِحَقّ مُكَذّبٍ وَ أَثَرَةٍ لِغَيرِ تقَيِّ[أَثَرَةٍ بِغَيرِ تُقًي] وَ أَمِينٍ مُستَأثَرٍ عَلَيهِ مِنَ الصّالِحِينَ أللّهُمّ إِن كَانَ مَا عِندَكَ خَيراً لِي فاَقبضِنيِ إِلَيكَ غَيرَ مُبَدّلٍ وَ لَا مُغَيّرٍ وَ كَانَ يُعِيدُ هَذَا الكَلَامَ وَ يُبدِيهِ فَأَتَي حَبِيبُ بنُ مَسلَمَةَ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفيَانَ فَقَالَ إِنّ أَبَا ذَرّ يُفسِدُ عَلَيكَ النّاسَ بِقَولِهِ كَيتَ وَ كَيتَ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي عُثمَانَ بِذَلِكَ فَكَتَبَ عُثمَانُ أَخرِجهُ إلِيَّ فَلَمّا صَارَ إِلَي المَدِينَةِ نَفَاهُ إِلَي الرّبَذَةِ.
3-جا،[المجالس للمفيد]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي جَهضَمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا أَخرَجَ عُثمَانُ أَبَا ذَرّ الغفِاَريِّ رَحِمَهُ اللّهُ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي الشّامِ كَانَ يَقُومُ فِي كُلّ يَومٍ فَيَعِظُ النّاسَ وَ يَأمُرُهُم بِالتّمَسّكِ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ يُحَذّرُهُم مِنِ ارتِكَابِ مَعَاصِيهِ وَ يرَويِ عَن رَسُولِ اللّهِص مَا سَمِعَهُ مِنهُ فِي فَضَائِلِ أَهلِ بَيتِهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ يَحُضّهُم عَلَي التّمَسّكِ بِعِترَتِهِ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَي عُثمَانَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ أَبَا ذَرّ يُصبِحُ إِذَا أَصبَحَ وَ يمُسيِ إِذَا أَمسَي وَ جَمَاعَةٌ مِنَ النّاسِ كَثِيرَةٌ عِندَهُ فَيَقُولُ كَيتَ وَ كَيتَ فَإِن كَانَ لَكَ حَاجَةٌ فِي النّاسِ قبِلَيِ
صفحه : 396
فَأُقدِمُ أَبَا ذَرّ إِلَيكَ فإَنِيّ أَخَافُ أَن يُفسِدَ النّاسَ عَلَيكَ وَ السّلَامُ.فَكَتَبَ إِلَيهِ عُثمَانُ أَمّا بَعدُ فَأَشخِص إلِيَّ أَبَا ذَرّ حِينَ تَنظُرُ فِي كتِاَبيِ هَذَا وَ السّلَامُ.فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَي أَبِي ذَرّ فَدَعَاهُ وَ أَقرَأَهُ كِتَابَ عُثمَانَ وَ قَالَ لَهُ النّجَاءَ السّاعَةَ فَخَرَجَ أَبُو ذَرّ إِلَي رَاحِلَتِهِ فَشَدّهَا بِكُورِهَا وَ أَنسَاعِهَا فَاجتَمَعَ إِلَيهِ النّاسُ فَقَالُوا لَهُ يَا بَا ذَرّ رَحِمَكَ اللّهُ أَينَ تُرِيدُ قَالَ أخَرجَوُنيِ إِلَيكُم غَضَباً عَلَيّ وَ أخَرجَوُنيِ مِنكُم إِلَيهِمُ الآنَ عَبَثاً بيِ وَ لَا يَزَالُ هَذَا الأَمرُ فِيمَا أَرَي شَأنَهُم فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَهُم حَتّي يَستَرِيحَ بَرّاً وَ يُستَرَاحَ مِن فَاجِرٍ وَ مَضَي وَ سَمِعَ النّاسُ بِمَخرَجِهِ فَاتّبَعُوهُ حَتّي خَرَجَ مِن دِمَشقَ فَسَارُوا مَعَهُ حَتّي انتَهَي إِلَي دَيرِ المُرّانِ فَنَزَلَ وَ نَزَلَ مَعَهُ النّاسُ فَاستَقدَمَ فَصَلّي بِهِم ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ مُوصِيكُم بِمَا يَنفَعُكُم وَ تَارِكُ الخَطبِ وَ التّشقِيقِ احمَدُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالُوا الحَمدُ لِلّهِ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَأَجَابُوهُ بِمِثلِ مَا قَالَ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ البَعثَ حَقّ وَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ أَنّ النّارَ حَقّ وَ أُقِرّ بِمَا جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ وَ اشهَدُوا عَلَيّ بِذَلِكَ قَالُوا نَحنُ عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ قَالَ لِيُبَشّرَ مَن مَاتَ مِنكُم عَلَي هَذِهِ الخِصَالِ بِرَحمَةِ اللّهِ وَ كَرَامَتِهِ مَا لَم يَكُن لِلمُجرِمِينَ ظَهِيراً وَ لَا لِأَعمَالِ الظّلَمَةِ مُصلِحاً وَ لَا لَهُم مُعِيناً أَيّهَا النّاسُ اجمَعُوا مَعَ صَلَاتِكُم وَ صَومِكُم غَضَباً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ إِذَا عصُيَِ فِي الأَرضِ وَ لَا تُرضُوا أَئِمّتَكُم بِسَخَطِ اللّهِ وَ إِن أَحدَثُوا مَا لَا تَعرِفُونَ فَجَانِبُوهُم وَ ازرَءُوا عَلَيهِم وَ إِن عُذّبتُم وَ حُرِمتُم وَ سُيّرتُم حَتّي يَرضَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّ اللّهَ أَعلَي وَ أَجَلّ لَا ينَبغَيِ أَن يُسخَطَ بِرِضَا المَخلُوقِينَ غَفَرَ اللّهُ لِي وَ لَكُم أَستَودِعُكُمُ اللّهَ وَ أَقرَأُ عَلَيكُمُ السّلَامَ وَ رَحمَةَ اللّهِ فَنَادَاهُ النّاسُ أَن سَلّمَ اللّهُ عَلَيكَ وَ رَحِمَكَ يَا بَا ذَرّ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّهِ أَ لَا نَرُدّكَ إِن كَانَ هَؤُلَاءِ القَومُ أَخرَجُوكَ أَ لَا نَمنَعُكَ فَقَالَ لَهُمُ ارجِعُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ فإَنِيّ أَصبَرُ مِنكُم عَلَي البَلوَي وَ إِيّاكُم وَ الفُرقَةَ
صفحه : 397
وَ الِاختِلَافَ فَمَضَي حَتّي قَدِمَ عَلَي عُثمَانَ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ لَهُ لَا قَرّبَ اللّهُ بِعَمرٍو عَيناً فَقَالَ أَبُو ذَرّ وَ اللّهِ مَا سمَاّنيِ أبَوَاَيَ عَمرواً وَ لَكِن لَا قَرّبَ اللّهُ مَن عَصَاهُ وَ خَالَفَ أَمرَهُ وَ ارتَكَبَ هَوَاهُ فَقَامَ إِلَيهِ كَعبُ الأَحبَارِ فَقَالَ لَهُ أَ لَا تتَقّيِ اللّهَ يَا شَيخُ تَجبَهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِهَذَا الكَلَامِ فَرَفَعَ أَبُو ذَرّ عَصًا كَانَت فِي يَدِهِ فَضَرَبَ بِهَا رَأسَ كَعبٍ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا ابنَ اليَهُودِيّينِ مَا كَلَامُكَ مَعَ المُسلِمِينَ فَوَ اللّهِ مَا خَرَجَتِ اليَهُودِيّةُ مِن قَلبِكَ بَعدُ فَقَالَ عُثمَانُ وَ اللّهِ لَا جمَعَتَنيِ وَ إِيّاكَ دَارٌ قَد خَرِفتَ وَ ذَهَبَ عَقلُكَ أَخرِجُوهُ مِن بَينِ يدَيَّ حَتّي تُركِبُوهُ قَتَبَ نَاقَتِهِ بِغَيرِ وِطَاءٍ ثُمّ انجُوا بِهِ النّاقَةَ وَ تُعتِعُوهُ حَتّي تُوصِلُوهُ الرّبَذَةَ فَنَزّلُوهُ بِهَا مِن غَيرِ أَنِيسٍ حَتّي يقَضيَِ اللّهُ فِيهِ مَا هُوَ قَاضٍ فَأَخرَجُوهُ مُتَعتَعاً مَلهُوزاً باِلعصَيِّ وَ تَقَدّمَ أَلّا يُشَيّعَهُ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَبَكَي حَتّي بَلّ لِحيَتُهُ بِدُمُوعِهِ ثُمّ قَالَ أَ هَكَذَا يُصنَعُ بِصَاحِبِ رَسُولِ اللّهِص إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ ثُمّ نَهَضَ وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ وَ الفَضلُ وَ قُثَمُ وَ عُبَيدُ اللّهِ حَتّي لَحِقُوا أَبَا ذَرّ فَشَيّعُوهُ فَلَمّا بَصُرَ بِهِم أَبُو ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ حَنّ إِلَيهِم وَ بَكَي عَلَيهِم وَ قَالَ بأِبَيِ وُجُوهٌ إِذَا رَأَيتُهَا ذَكَرتُ بِهَا رَسُولَ اللّهِص وَ شمَلَتَنيِ البَرَكَةُ بِرُؤيَتِهَا ثُمّ رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ أُحِبّهُم وَ لَو قُطِعتُ إِرباً إِرباً فِي مَحَبّتِهِم مَا زِلتُ عَنهَا ابتِغَاءَ وَجهِكَ وَ الدّارِ الآخِرَةِ فَارجِعُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ وَ اللّهَ أَسأَلُ أَن يخُلفِنَيِ فِيكُم أَحسَنَ الخِلَافَةَ فَوَدّعَهُ القَومُ وَ رَجَعُوا وَ هُم يَبكُونَ عَلَي فِرَاقِهِ.
بيان الكور بالضم الرحل والأنساع جمع النسع بالكسر و هوسير ينسج عريضا علي هيئة أعنة البغال تشد به الرحال وشقق الكلام أخرجه أحسن مخرج وزري عليه عابه كأزري قوله ثم انجوا أي أسرعوا و
صفحه : 398
تعتعه أقلقه وأزعجه ولهزه بالرمح طعنه في صدره واللهز الضرب بجميع اليد في الصدر
4- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ سَعدِ بنِ مَزيَدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَوفٍ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ رَفَعَهُ قَالَ أَبُو ذَرّ ألّذِي قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي شَأنِهِ مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ عَلَي ذيِ لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ يَعِيشُ وَحدَهُ وَ يَمُوتُ وَحدَهُ وَ يُبعَثُ وَحدَهُ وَ يَدخُلُ الجَنّةَ وَحدَهُ وَ هُوَ الهَاتِفُ بِفَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِص وَ استِخلَافِهِ إِيّاهُ فَنَفَاهُ القَومُ عَن حَرَمِ اللّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ بَعدَ حَملِهِم إِيّاهُ مِنَ الشّامِ عَلَي قَتَبٍ بِلَا وِطَاءٍ وَ هُوَ يَصِيحُ فِيهِم قَد خَابَ القِطَارُ بِحَملِ النّارِ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي العَاصِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا اتّخَذُوا دِينَ اللّهِ دَخَلًا وَ عِبَادَ اللّهِ خَوَلًا وَ مَالَ اللّهِ دُوَلًا فَقَتَلُوهُ فَقراً وَ جُوعاً وَ ضَرّاً وَ صَبراً
5-كش ،[رجال الكشي] جَعفَرُ بنُ مَعرُوفٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِيهِ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُأَرسَلَ عُثمَانُ إِلَي أَبِي ذَرّ مَولَيَينِ لَهُ وَ مَعَهُمَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ لَهُمَا انطَلِقَا إِلَي أَبِي ذَرّ فَقُولَا لَهُ إِنّ عُثمَانَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ هَذِهِ مِائَتَا دِينَارٍ فَاستَعِن بِهَا عَلَي مَا نَابَكَ فَقَالَ أَبُو ذَرّ هَل أَعطَي أَحَداً مِنَ المُسلِمِينَ مِثلَ مَا أعَطاَنيِ قَالَا لَا قَالَ إِنّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ المُسلِمِينَ يسَعَنُيِ مَا يَسَعُ المُسلِمِينَ قَالَا لَهُ إِنّهُ يَقُولُ هَذَا مِن صُلبِ ماَليِ وَ بِاللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا خَالَطَهَا حَرَامٌ وَ لَا بَعَثَ بِهَا إِلَيكَ إِلّا مِن حَلَالٍ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَ قَد أَصبَحتُ يوَميِ هَذَا وَ أَنَا مِن أَغنَي النّاسِ فَقَالَا لَهُ عَافَاكَ اللّهُ وَ أَصلَحَكَ مَا نَرَي فِي بَيتِكَ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً مِمّا يُستَمتَعُ بِهِ فَقَالَ بَلَي تَحتَ هَذَا الإِكَافِ ألّذِي تَرَونَ رَغِيفَا شَعِيرٍ قَد أَتَي عَلَيهِمَا أَيّامٌ فَمَا أَصنَعُ بِهَذِهِ
صفحه : 399
الدّنَانِيرِ لَا وَ اللّهِ حَتّي يَعلَمَ اللّهُ أنَيّ لَا أَقدِرُ عَلَي قَلِيلٍ وَ لَا كَثِيرٍ وَ قَد أَصبَحتُ غَنِيّاً بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ عِترَتِهِ الهَادِينَ المَهدِيّينَ الرّاضِينَ المَرضِيّينَ الّذِينَيَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ وَ كَذَلِكَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ فَإِنّهُ لَقَبِيحٌ بِالشّيخِ أَن يَكُونَ كَذّاباً فَرُدّاهَا عَلَيهِ وَ أَعلِمَاهُ أنَيّ لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَ لَا فِيمَا عِندَهُ حَتّي أَلقَي اللّهَ ربَيّ فَيَكُونَ هُوَ الحَاكِمَ فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَهُ
6- كش ،[رجال الكشي]عُبَيدُ بنُ مُحَمّدٍ النخّعَيِّ عَن أَبِي أَحمَدَ الطرّسَوُسيِّ عَن خَالِدِ بنِ طُفَيلٍ الغفِاَريِّ عَن أَبِيهِ عَن حُلّامٍ بن [ ابنِ]دَلّ[جُلّامِ بنِ جَندَلٍ]الغفِاَريِّ وَ كَانَت لَهُ صُحبَةٌ قَالَ مَكَثَ أَبُو ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ بِالرّبَذَةِ حَتّي مَاتَ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ لِامرَأَتِهِ اذبحَيِ شَاةً مِن غَنَمِكِ وَ اصنَعِيهَا فَإِذَا نَضِجَت فاَقعدُيِ عَلَي قَارِعَةِ الطّرِيقِ فَأَوّلُ رَكبٍ تَرَينَهُم قوُليِ يَا عِبَادَ اللّهِ المُسلِمِينَ هَذَا أَبُو ذَرّ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قَد قَضَي نَحبَهُ وَ لقَيَِ رَبّهُ فأَعَيِنوُنيِ عَلَيهِ وَ أَجِيبُوهُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص أخَبرَنَيِ أنَيّ أَمُوتُ فِي أَرضِ غُربَةٍ وَ أَنّهُ يلَيِ غسُليِ وَ دفَنيِ وَ الصّلَاةَ عَلَيّ رِجَالٌ مِن أمُتّيِ صَالِحُونَ
7-كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ عَلقَمَةَ بنِ الأَسوَدِ النخّعَيِّ قَالَخَرَجتُ فِي رَهطٍ أُرِيدُ الحَجّ مِنهُم مَالِكُ بنُ الحَارِثِ الأَشتَرُ حَتّي قَدِمنَا الرّبَذَةَ فَإِذَا امرَأَةٌ عَلَي قَارِعَةِ الطّرِيقِ تَقُولُ يَا عِبَادَ اللّهِ المُسلِمِينَ هَذَا أَبُو ذَرّ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قَد هَلَكَ غَرِيباً لَيسَ لِي أَحَدٌ يعُيِننُيِ عَلَيهِ قَالَ فَنَظَرَ بَعضُنَا إِلَي بَعضٍ وَ حَمِدنَا اللّهَ عَلَي مَا سَاقَ إِلَينَا وَ استَرجَعنَا عَلَي عِظَمِ المُصِيبَةِ ثُمّ أَقبَلنَا مَعَهَا فَجَهّزنَاهُ وَ تَنَافَسنَا فِي كَفَنِهِ حَتّي خَرَجَ مِن بَينِنَا بِالسّوَاءِ ثُمّ تَعَاوَنّا عَلَي غُسلِهِ حَتّي فَرَغنَا مِنهُ ثُمّ قَدَمَنَا
صفحه : 400
مَالِكٌ الأَشتَرُ فَصَلّي بِنَا عَلَيهِ ثُمّ دَفَنّاهُ فَقَامَ الأَشتَرُ عَلَي قَبرِهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ هَذَا أَبُو ذَرّ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص عَبَدَكَ فِي العَابِدِينَ وَ جَاهَدَ فِيكَ المُشرِكِينَ لَم يُغَيّر وَ لَم يُبَدّل لَكِنّهُ رَأَي مُنكَراً فَغَيّرَهُ بِلِسَانِهِ وَ قَلبِهِ حَتّي جفُيَِ وَ نفُيَِ وَ حُرِمَ وَ احتُقِرَ ثُمّ مَاتَ وَحِيداً غَرِيباً أللّهُمّ فَاقصِم مَن حَرَمَهُ وَ نَفَاهُ مِن مُهَاجَرِهِ وَ حَرَمِ رَسُولِكَص قَالَ فَرَفَعنَا أَيدِيَنَا جَمِيعاً وَ قُلنَا آمِينَ ثُمّ قَدّمَت الشّاةَ التّيِ صَنَعَت فَقَالَت إِنّهُ قَد أَقسَمَ عَلَيكُم أَلّا تَبرَحُوا حَتّي تَتَغَدّوا فَتَغَدّينَا وَ ارتَحَلنَا
8- ضه ،[روضة الواعظين ] قِيلَ لَهُ عِندَ المَوتِ يَا بَا ذَرّ مَا مَالُكَ قَالَ عمَلَيِ قَالُوا إِنّمَا نَسأَلُكَ عَنِ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ قَالَ مَا أُصبِحُ وَ لَا أمُسيِ وَ مَا أمُسيِ وَ لَا أُصبِحُ لَنَا كُندُوجٌ فِيهِ حُرّ مَتَاعِنَا سَمِعتُ خلَيِليِ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ كَندُوجُ المَرءِ قَبرُهُ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بإسناده عن موسي بن بكر عن أبي ابراهيم مثله كش ،[رجال الكشي] علي بن محمدالقتيبي عن الفضل بن شاذان عن أبيه عن علي بن الحكم عن موسي بن بكر
مثله .بيان الكندوج بالكسر شبه المخزن معرب كندو والحر بالضم خيار كل شيء
9-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخثَعمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبَا ذَرّ أَتَي رَسُولَ اللّهِص وَ مَعَهُ جَبرَئِيلُ فِي صُورَةِ دِحيَةَ الكلَبيِّ وَ قَدِ استَخلَاهُ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا رَآهُمَا انصَرَفَ عَنهُمَا وَ لَم يَقطَع كَلَامَهُمَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ هَذَا أَبُو ذَرّ قَد مَرّ بِنَا وَ لَم يُسَلّم عَلَينَا أَمَا لَو سَلّمَ لَرَدَدنَا عَلَيهِ يَا مُحَمّدُ إِنّ لَهُ دُعَاءً يَدعُو بِهِ مَعرُوفاً عِندَ أَهلِ السّمَاءِ فَاسأَلهُ عَنهُ إِذَا عَرَجتُ إِلَي السّمَاءِ فَلَمّا ارتَفَعَ جَبرَئِيلُ ع جَاءَ أَبُو ذَرّ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَا
صفحه : 401
مَنَعَكَ يَا أَبَا ذَرّ أَن تَكُونَ سَلّمتَ عَلَينَا حِينَ مَرَرتَ بِنَا فَقَالَ ظَنَنتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنّ ألّذِي مَعَكَ دِحيَةُ الكلَبيِّ قَدِ استَخلَيتَهُ لِبَعضِ شَأنِكَ فَقَالَ ذَاكَ جَبرَئِيلُ ع وَ قَد قَالَ أَمَا لَو سَلّمَ عَلَينَا لَرَدَدنَا عَلَيهِ فَلَمّا عَلِمَ أَبُو ذَرّ أَنّهُ كَانَ جَبرَئِيلَ ع دَخَلَهُ مِنَ النّدَامَةِ حَيثُ لَم يُسَلّم عَلَيهِ مَا شَاءَ اللّهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَا هَذَا الدّعَاءُ ألّذِي تَدعُو بِهِ فَقَد أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ ع أَنّ لَكَ دُعَاءً تَدعُو بِهِ مَعرُوفاً فِي السّمَاءِ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ أَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ أَسأَلُكَ الأَمنَ وَ الإِيمَانَ وَ التّصدِيقَ بِنَبِيّكَ وَ العَافِيَةَ مِن جَمِيعِ البَلَاءِ وَ الشّكرَ عَلَي العَافِيَةِ وَ الغِنَي عَن شِرَارِ النّاسِ
لي ،[الأمالي للصدوق ] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِيهِ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ أَسأَلُكَ الإِيمَانَ بِكَ وَ التّصدِيقَ
10- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع قَالَ قَالَ أَبُو ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ جَزَي اللّهُ الدّنيَا عنَيّ مَذَمّةً بَعدَ رَغِيفَينِ مِنَ الشّعِيرِ أَتَغَدّي بِأَحَدِهِمَا وَ أَتَعَشّي بِالآخَرِ وَ بَعدَ شمَلتَيَِ الصّوفِ أَتّزِرُ بِإِحدَاهُمَا وَ أرَتدَيِ بِالأُخرَي
كش ،[رجال الكشي] علي بن محمدالقتيبي عن الفضل بن شاذان عن أبيه عن علي بن الحكم مثله ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بإسناده عن موسي بن بكر
مثله
11-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ المُثَنّي عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يَقُولُ فِي خُطبَتِهِ يَا مبُتغَيَِ العِلمِ كَأَنّ شَيئاً مِنَ الدّنيَا لَم يَكُن شَيئاً إِلّا مَا يَنفَعُ خَيرُهُ وَ يَضُرّ شَرّهُ إِلّا
صفحه : 402
مَن رَحِمَ اللّهُ يَا مبُتغَيَِ العِلمِ لَا يَشغَلُكَ أَهلٌ وَ لَا مَالٌ عَن نَفسِكَ أَنتَ يَومَ تُفَارِقُهُم كَضَيفٍ بِتّ فِيهِم ثُمّ غَدَوتَ عَنهُم إِلَي غَيرِهِم وَ الدّنيَا وَ الآخِرَةُ كَمَنزِلٍ تَحَوّلتَ مِنهُ إِلَي غَيرِهِ وَ مَا بَينَ المَوتِ وَ البَعثِ إِلّا كَنَومَةٍ نِمتَهَا ثُمّ استَيقَظتَ مِنهَا يَا مبُتغَيَِ العِلمِ قَدّم لِمَقَامِكَ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّكَ مُثَابٌ بِعَمَلِكَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ يَا مبُتغَيَِ العِلمِ
بيان قوله كأن شيئا من الدنيا لعل المراد أن مايتصور في هذه الدنيا إما شيءينفع خيره أو شيءيضر شره فاختر ماينفع دون مايضر أو كل شيء في الدنيا له جهة نفع وجهة شر فاحترز عن جهة شره ويمكن أن يقرأ ألا بالتخفيف بأن تكون مانافية و فيه بعد
12- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ عَن وَاصِلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي ذَرّ فَقَالَ يَا بَا ذَرّ مَا لَنَا نَكرَهُ المَوتَ فَقَالَ لِأَنّكُم عَمَرتُمُ الدّنيَا وَ أَخرَبتُمُ الآخِرَةَ فَتَكرَهُونَ أَن تُنقَلُوا مِن عُمرَانٍ إِلَي خَرَابٍ فَقَالَ لَهُ فَكَيفَ تَرَي قُدُومَنَا عَلَي اللّهِ فَقَالَ أَمّا المُحسِنُ مِنكُم فَكَالغَائِبِ يَقدَمُ عَلَي أَهلِهِ وَ أَمّا المسُيِءُ فَكَالآبِقِ يَرِدُ عَلَي مَولَاهُ قَالَ فَكَيفَ تَرَي حَالَنَا عِندَ اللّهِ قَالَ اعرِضُوا أَعمَالَكُم عَلَي الكِتَابِ إِنّ اللّهَ يَقُولُإِنّ الأَبرارَ لفَيِ نَعِيمٍ وَ إِنّ الفُجّارَ لفَيِ جَحِيمٍ قَالَ فَقَالَ الرّجُلُ فَأَينَ رَحمَةُ اللّهِ قَالَ رَحمَةُ اللّهِقَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ كَتَبَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يَا بَا ذَرّ أطَرفِنيِ بشِيَءٍ مِنَ العِلمِ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَنّ العِلمَ كَثِيرٌ وَ لَكِن إِن قَدَرتَ عَلَي أَن لَا تسُيِءَ إِلَي مَن تُحِبّهُ فَافعَل فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ وَ هَل رَأَيتَ أَحَداً يسُيِءُ إِلَي مَن يُحِبّهُ فَقَالَ نَعَم نَفسُكَ أَحَبّ الأَنفُسِ إِلَيكَ فَإِذَا أَنتَ عَصَيتَ اللّهَ فَقَد أَسَأتَ إِلَيهَا
13-كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ وَ
صفحه : 403
عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ البزَنَطيِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي أَبُو ذَرّ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ قَدِ اجتَوَيتُ المَدِينَةَ أَ فَتَأذَنُ لِي أَن أَخرُجَ أَنَا وَ ابنُ أخَيِ إِلَي مُزَينَةَ فَنَكُونَ بِهَا فَقَالَ إنِيّ أَخشَي أَن تُغِيرَ عَلَيكَ خَيلٌ مِنَ العَرَبِ فَيُقتَلَ ابنُ أَخِيكَ فتَأَتيِنَيِ شَعِثاً فَتَقُومَ بَينَ يدَيَّ مُتّكِئاً عَلَي عَصَاكَ فَتَقُولَ قُتِلَ ابنُ أخَيِ وَ أُخِذَ السّرحُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بَل لَا يَكُونُ إِلّا خَيراً إِن شَاءَ اللّهُ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص فَخَرَجَ هُوَ وَ ابنُ أَخِيهِ وَ امرَأَتُهُ فَلَم يَلبَث هُنَاكَ إِلّا يَسِيراً حَتّي غَارَت[أَغَارَ عَلَيهِ]خَيلٌ لبِنَيِ فَزَارَةَ فِيهَا عُيَينَةُ بنُ حِصنٍ فَأَخَذَ السّرحَ وَ قَتَلَ ابنَ أَخِيهِ وَ أُخِذَتِ امرَأَتُهُ مِن بنَيِ غِفَارٍ وَ أَقبَلَ أَبُو ذَرّ يَشتَدّ حَتّي وَقَفَ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص وَ بِهِ طَعنَةٌ جَائِفَةٌ فَاعتَمَدَ عَلَي عَصَاهُ وَ قَالَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أُخِذَ السّرحُ وَ قُتِلَ ابنُ أخَيِ وَ قُمتُ بَينَ يَدَيكَ عَلَي عصَاَيَ فَصَاحَ رَسُولُ اللّهِص فِي المُسلِمِينَ فَخَرَجُوا فِي الطّلَبِ فَرَدّوا السّرحَ وَ قَتَلُوا نَفَراً مِنَ المُشرِكِينَ
يج ،[الخرائج والجرائح ]مرسلا مثله .بيان اجتوي البلد كره المقام فيه والجائفة الطعنة التي تنفذ إلي الجوف ولعل هذا كان قبل كمال أبي ذر رحمه الله في الإيمان أوفهم من كلامه ص أنه راض بخروجه وإنما أخبره بذلك ليقوي إيمانه أو كان يحتمل أن يكون هذا من الأخبار البدائية
14-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ بِالمَدِينَةِ يَدخُلُ مَسجِدَ الرّسُولِص فَقَالَ أللّهُمّ آنِس وحَشتَيِ وَ صِل وحَدتَيِ وَ ارزقُنيِ جَلِيساً صَالِحاً فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ فِي أَقصَي المَسجِدِ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ لَهُ مَن
صفحه : 404
أَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ فَقَالَ أَنَا أَبُو ذَرّ فَقَالَ الرّجُلُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ أَبُو ذَرّ وَ لِمَ تُكَبّرُ يَا عَبدَ اللّهِ فَقَالَ إنِيّ دَخَلتُ المَسجِدَ فَدَعَوتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُؤنِسَ وحَشتَيِ وَ أَن يَصِلَ وحَدتَيِ وَ أَن يرَزقُنَيِ جَلِيساً صَالِحاً فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرّ أَنَا أَحَقّ بِالتّكبِيرِ مِنكَ إِذ كُنتُ ذَلِكَ الجَلِيسَ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنَا وَ أَنتُم عَلَي تُرعَةٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَفرُغَ النّاسُ مِنَ الحِسَابِ قُم يَا بَا عَبدِ اللّهِ فَقَد نَهَي السّلطَانُ عَن مجُاَلسَتَيِ
15- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِهِ عَن أَسعَدَ بنِ زُرَارَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَمرَةَ الأنَصاَريِّ قَالَ لَمّا قَدِمَ أَبُو ذَرّ عَلَي عُثمَانَ قَالَ أخَبرِنيِ أَيّ البِلَادِ أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ مهُاَجرَيِ قَالَ لَستَ بمِجُاَورِيِ قَالَ فَأَلحَقُ بِحَرَمِ اللّهِ فَأَكُونُ فِيهِ قَالَ لَا قَالَ فَالكُوفَةُ أَرضٌ بِهَا أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَا قَالَ فَلَستُ بِمُختَارٍ غَيرَهُنّ فَأَمَرَهُ بِالمَسِيرِ إِلَي الرّبَذَةِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِيَ اسمَع وَ المَع وَ انفُذ حَيثُ قَادُوكَ وَ لَو لِعَبدٍ حبَشَيِّ مُجَدّعٍ فَخَرَجَ إِلَي الرّبَذَةِ وَ أَقَامَ مُدّةً ثُمّ أَتَي المَدِينَةَ فَدَخَلَ عَلَي عُثمَانَ وَ النّاسُ عِندَهُ سِمَاطَينِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ أخَرجَتنَيِ مِن أرَضيِ إِلَي أَرضٍ لَيسَ بِهَا زَرعٌ وَ لَا ضَرعٌ إِلّا شُوَيهَاتٌ وَ لَيسَ لِي خَادِمٌ إِلّا مُحَرّرَةٌ وَ لَا ظِلّ يظُلِنّيِ إِلّا ظِلّ شَجَرَةٍ فأَعَطنِيِ خَادِماً وَ غُنَيمَاتٍ أَعِيشُ فِيهَا فَحَوّلَ وَجهَهُ عَنهُ فَتَحَوّلَ إِلَي السّمَاطِ الآخَرِ فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ حَبِيبُ بنُ سَلَمَةَ لَكَ عنِديِ يَا أَبَا ذَرّ أَلفُ دِرهَمٍ وَ خَادِمٌ وَ خَمسُمِائَةِ شَاةٍ قَالَ أَبُو ذَرّ أَعطِ خَادِمَكَ وَ أَلفَكَ وَ شُوَيهَاتِكَ مَن هُوَ أَحوَجُ إِلَي ذَلِكَ منِيّ فإَنِيّ إِنّمَا أَسأَلُ حقَيّ فِي كِتَابِ اللّهِ فَجَاءَ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ عُثمَانُ أَ لَا تغُنيِ عَنّا سَفِيهَكَ هَذَا قَالَ أَيّ سَفِيهٍ قَالَ أَبُو ذَرّ قَالَ عَلِيّ ع لَيسَ بِسَفِيهٍ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ أَصدَقَ لَهجَةً مِن أَبِي ذَرّ أَنزَلَهُ بِمَنزِلَةِ مُؤمِنِ آلِ فِرعَونَإِن يَكُ كاذِباً فَعَلَيهِ كَذِبُهُ وَ إِن يَكُ صادِقاً يُصِبكُم بَعضُ ألّذِي يَعِدُكُم
صفحه : 405
بيان أقول سيأتي الخبر بتمامه في كتاب الفتن و قال الفيروزآبادي لمع البرق أضاء وبالشيء ذهب وبيده أشار والطائر بجناحيه خفق وفلان الباب برز منه والنفاذ جواز الشيء عن الشيء والخلوص منه وأنفذ الأمر قضاه ونفذ القوم جازهم وتخلفهم والجدع قطع الأنف أوالأذن أواليد أوالشفة وحمار مجدع كمعظم مقطوع الأذنين والشويهة تصغير الشاة
16- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ بِإِسنَادِهِ عَن شَقِيقٍ البلَخيِّ عَمّن أَخبَرَهُ مِن أَهلِ العِلمِ قَالَ قِيلَ لأِبَيِ ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ كَيفَ أَصبَحتَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ أَصبَحتُ بَينَ نِعمَتَينِ بَينَ ذَنبٍ مَستُورٍ وَ ثَنَاءٍ مَنِ اغتَرّ بِهِ فَهُوَ مَغرُورٌ
17- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَبُو ذَرّ صِدّيقُ هَذِهِ الأُمّةِ
18- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ التّمّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي نَصرٍ التّمّارِ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن عَلِيّ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي الدّردَاءِ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ ذَا لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ
19- مع ،[معاني الأخبار] ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيّ البصَريِّ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ مُحَمّدٍ الهاَشمِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُقبَةَ الشيّباَنيِّ عَنِ الخَضِرِ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي هَدِيّةَ اِبرَاهِيمَ بنِ هَدِيّةَ عَنِ النّبِيّص فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ مِثلَهُ
بيان قال الجزري في النهاية في الحديث ماأظلت الخضراء و لاأقلت
صفحه : 406
الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر الخضراء السماء والغبراء الأرض
20- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ النحّويِّ عَن بِشرِ بنِ مُوسَي بنِ صَالِحٍ الأسَدَيِّ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ المقُريِ عَن سَعِيدِ بنِ أَيّوبَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي جَعفَرٍ القرُشَيِّ عَن سَالِمٍ الجيَشاَنيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي ذَرّ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا بَا ذَرّ إنِيّ أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنِفَسيِ إنِيّ أَرَاكَ ضَعِيفاً فَلَا تَأَمّرَنّ عَلَي اثنَينِ وَ لَا تَوَلّيَنّ مَالَ يَتِيمٍ
21- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِّ عَنِ الجوَهرَيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِمرَانَ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أخَبرِنيِ عَن أَبِي ذَرّ أَ هُوَ أَفضَلُ أَم أَنتُم أَهلَ البَيتِ فَقَالَ يَا ابنَ صُهَيبٍ كَم شُهُورُ السّنَةِ فَقُلتُ اثنَا عَشَرَ شَهراً فَقَالَ وَ كَمِ الحُرُمُ مِنهَا قُلتُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ قَالَ فَشَهرُ رَمَضَانَ مِنهَا قُلتُ لَا قَالَ فَشَهرُ رَمَضَانَ أَفضَلُ أَمِ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَقُلتُ بَل شَهرُ رَمَضَانَ قَالَ فَكَذَلِكَ نَحنُ أَهلَ البَيتِ لَا يُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ وَ إِنّ أَبَا ذَرّ كَانَ فِي قَومٍ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَتَذَاكَرُوا فَضَائِلَ هَذِهِ الأُمّةِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ أَفضَلُ هَذِهِ الأُمّةِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ هُوَ صِدّيقُ هَذِهِ الأُمّةِ وَ فَارُوقُهَا وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَيهَا فَمَا بقَيَِ مِنَ القَومِ أَحَدٌ إِلّا أَعرَضَ عَنهُ بِوَجهِهِ وَ أَنكَرَ عَلَيهِ قَولَهُ وَ كَذّبَهُ فَذَهَبَ أَبُو أُمَامَةَ الباَهلِيِّ مِن بَينِهِم إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ بِقَولِ أَبِي ذَرّ وَ إِعرَاضِهِم عَنهُ وَ تَكذِيبِهِم لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ يعَنيِ مِنكُم يَا أَبَا أُمَامَةَ مِن ذيِ لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ
22- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن إِسمَاعِيلَ الفَرّاءِ عَن رَجُلٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَ لَيسَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ
صفحه : 407
الغَبرَاءُ عَلَي ذيِ لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ قَالَ بَلَي قَالَ قُلتُ فَأَينَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَينَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ قَالَ فَقَالَ لِي كَمِ السّنَةُ شَهراً قَالَ قُلتُ اثنَا عَشَرَ شَهراً قَالَ كَم مِنهَا حُرُمٌ قَالَ قُلتُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ قَالَ فَشَهرُ رَمَضَانَ مِنهَا قَالَ قُلتُ لَا قَالَ إِنّ فِي شَهرِ رَمَضَانَ لَيلَةً أَفضَلَ مِن أَلفِ شَهرٍ إِنّا أَهلَ البَيتِ لَا يُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ
ختص ،[الإختصاص ] جعفر بن الحسين عن ابن الوليد عن سعد عن أيوب بن نوح مثله
23- كش ،[رجال الكشي] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ الشلّوُليِّ[السلّوُليِّ] عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَكِيمٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ أَبُو ذَرّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ مَن هَذَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَبُو ذَرّ قَالَ أَمَا إِنّهُ فِي السّمَاءِ أَعرَفُ مِنهُ فِي الأَرضِ وَ سَلهُ عَن كَلِمَاتٍ يَقُولُهُنّ إِذَا أَصبَحَ قَالَ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرّ كَلِمَاتٌ تَقُولُهُنّ إِذَا أَصبَحتَ فَمَا هُنّ قَالَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ أللّهُمّ إنِيّ أَسأَلُكَ الإِيمَانَ بِكَ وَ التّصدِيقَ بِنَبِيّكَ وَ العَافِيَةَ مِن جَمِيعِ البَلَاءِ وَ الشّكرَ عَلَي العَافِيَةِ وَ الغِنَي عَنِ النّاسِ
24-كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ ابنَا نُصَيرٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ قَالَبعَثَنَيِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَومَ مَزّقَ عُثمَانُ المَصَاحِفَ فَقَالَ لِي ادعُ أَبَاكَ فَجَاءَ أَبِي إِلَيهِ مُسرِعاً فَقَالَ يَا بَا ذَرّ أَتَي اليَومَ فِي الإِسلَامِ أَمرٌ عَظِيمٌ مُزّقَ كِتَابُ اللّهِ وَ وُضِعَ فِيهِ الحَدِيدُ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُسَلّطَ الحَدِيدَ عَلَي مَن مَزّقَ كِتَابَهُ بِالحَدِيدِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ
صفحه : 408
أَهلَ الجَبرِيّةِ مِن بَعدِ مُوسَي قَاتَلُوا أَهلَ النّبُوّةِ فَظَهَرُوا عَلَيهِم فَقَتَلُوهُم زَمَاناً طَوِيلًا ثُمّ إِنّ اللّهَ بَعَثَ فِتيَةً فَهَاجَرُوا إِلَي غَيرِ آبَائِهِم فَقَاتَلَتهُم فَقَتَلُوهُم وَ أَنتَ بِمَنزِلَتِهِم يَا عَلِيّ فَقَالَ عَلِيّ ع قتَلَتنَيِ يَا بَا ذَرّ فَقَالَ أَبُو ذَرّ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد عَلِمتَ أَنّهُ سَيُبدَأُ بِكَ
25- كش ،[رجال الكشي]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن أَبِي عُمَرَ عَن حُذَيفَةَ بنِ أَسِيدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا ذَرّ يَقُولُ وَ هُوَ مُتَعَلّقٌ بِحَلقَةِ بَابِ الكَعبَةِ أَنَا جُندَبٌ لِمَن عرَفَنَيِ وَ أَنَا أَبُو ذَرّ بنُ جُنَادَةَ لِمَن لَم يعَرفِنيِ إنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ مَن قاَتلَنَيِ فِي الأُولَي وَ فِي الثّانِيَةِ فَهُوَ فِي الثّالِثَةِ مِن شِيعَةِ الدّجّالِ إِنّمَا مَثَلُ أَهلِ بيَتيِ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ فِي لُجّةِ البَحرِ مَن رَكِبَهَا نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا غَرِقَ أَلَا هَل بَلّغتُ
بيان لعل المراد بالثانية الخروج علي أمير المؤمنين ع
26- أَقُولُ قَالَ السّيّدُ المُرتَضَي رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فِي كِتَابِ الفُصُولِ قَالَ الشّيخُ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ أَبُو مِخنَفٍ وَ أخَبرَنَيِ عَبدُ المَلِكِ بنُ نَوفَلٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المغُيِريِّ قَالَ لَمّا انصَرَفَ عَلِيّ ع مِن تَشيِيعِ أَبِي ذَرّ استَقبَلَهُ النّاسُ فَقَالُوا يَا أَبَا الحَسَنِ غَضِبَ عَلَيكَ عُثمَانُ لِتَشيِيعِكَ أَبَا ذَرّ فَقَالَ عَلِيّ ع غَضِبَ الخَيلُ عَلَي صُمّ اللّجَمِ
قال وحدثني الصلت عن زيد بن كثير عن أبي أمامة قال كتب أبوذر إلي حذيفة بن اليمان يشكو إليه ماصنع به عثمان بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أما بعد ياأخي فخف الله مخافة يكثر منها بكاء عينيك وحرر قلبك وسهر ليلك وانصب بدنك في طاعة ربك فحق لمن علم أن النار مثوي من سخط الله عليه أن يطول بكاؤه ونصبه وسهر ليله حتي يعلم أنه قدرضي الله عنه وحق لمن علم أن الجنة مثوي من رضي الله عنه أن يستقبل الحق كي
صفحه : 409
يفوز بها ويستصغر في ذات الله الخروج من أهله وماله وقيام ليله وصيام نهاره وجهاد الظالمين الملحدين بيده ولسانه حتي يعلم أن الله أوجبها له و ليس بعالم ذلك دون لقاء ربه وكذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله ومرافقة أنبيائه أن يكون ياأخي أنت ممن أستريح إلي الضريح إليه بثي وحزني وأشكو إليه تظاهر الظالمين علي إني رأيت الجور يعمل به بعيني وسمعته يقال فرددته فحرمت العطاء وسيرت إلي البلاد وغربت عن العشيرة والإخوان وحرم الرسول ص وأعوذ بربي العظيم أن يكون هذامني له شكوي أن ركب مني ماركب بل أنبأتك أني قدرضيت ماأحب لي ربي وقضاه علي وأفضيت ذلك إليك لتدعو الله لي ولعامة المسلمين بالروح والفرج وبما هوأعم نفعا وخير مَغَبّةً وعقبي و السلام .فكتب إليه حذيفةبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أما بعد ياأخي فقد بلغني كتابك تخوفني به وتحذرني فيه منقلبي وتحثني فيه علي حظ نفسي فقديما ياأخي كنت بي وبالمؤمنين حفيا لطيفا وعليهم حدبا شفيقا ولهم بالمعروف آمرا و عن المنكرات ناهيا و ليس يهدي إلي رضوان الله إلا هو لاإله إلا هو و لايتناهي من سخطه إلابفضل رحمته وعظيم منّه فنسأل الله ربنا لأنفسنا وخاصتنا وعامتنا وجماعة أمتنا مغفرة عامة ورحمة واسعة و قدفهمت ماذكرت من تسييرك ياأخي وتغريبك وتطريدك فعز و الله علي ياأخي ماوصل إليك من مكروه و لو كان يفتدي ذلك بمال لأعطيت فيه مالي طيبة بذلك نفسي يصرف الله عنك بذلك المكروه و الله لوسألت لك المواساة ثم أعطيتها لأحببت احتمال شطر مانزل بك ومواساتك في الفقر والأذي والضرر لكنه ليس لأنفسنا إلا ماشاء ربنا ياأخي فافزع بنا إلي ربنا ولنجعل إليه رغبتنا فإنا قداستحصدنا واقترب الصرام فكأني
صفحه : 410
وإياك قددعينا فأجبنا وعرضنا علي أعمالنا فاحتجنا إلي ماأسلفنا ياأخي و لاتأس علي مافاتك و لاتحزن علي ماأصابك واحتسب فيه الخير وارتقب فيه من الله أسني الثواب ياأخي لاأري الموت لي و لك إلاخيرا من البقاء فإنه قدأظلتنا فتن يتلو بعضها بعضا كقطع الليل المظلم قدابتعثت من مركبها ووطئت في حطامها تشهر فيهاالسيوف وينزل فيهاالحتوف فيهايقتل من اطلع لها والتبس بها وركض فيها و لاتبقي قبيلة من قبائل العرب من الوبر والمدر إلادخلت عليهم فأعز أهل ذلك الزمان أشدهم عتوا وأذلهم أتقاهم فأعاذنا الله وإياك من زمان هذه حال أهله فيه لن أدع الدعاء لك في القيام والقعود والليل والنهار و قد قال الله و لاخلف لموعوده ادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ سَيَدخُلُونَ جَهَنّمَ داخِرِينَفنستجير بالله من التكبر عن عبادته والاستنكاف عن طاعته جعل الله لنا و لك فرجا ومخرجا عاجلا برحمته و السلام عليك .بيان قوله علي صم اللجم الصم جمع الأصم ويقال حجر أصم أي صلب مصمت والمراد هنا الحديدة الصلبة التي تكون في اللجام تدخل في فم الفرس قوله وحرر قلبك أي من رق الشهوات ومغبة الأمر بالفتح عاقبته ويقال هوحفي بفلان أي يسر به ويكثر السؤال عن حاله والحدب المتعطف واستحصد الزرع حان أن يحصد والصرام قطع الثمرة
27- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَنَانُ بنُ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَتَي أَبَا ذَرّ رَجُلٌ يُبَشّرُهُ بِغَنَمٍ لَهُ قَد وَلَدَت فَقَالَ يَا بَا ذَرّ أَبشِر فَقَد وَلَدَت غَنَمُكَ وَ كَثُرَت فَقَالَ مَا يسَرُنّيِ كَثرَتُهَا وَ مَا أُحِبّ ذَلِكَ فَمَا قَلّ وَ كَفَي أَحَبّ إلِيَّ مِمّا كَثُرَ وَ أَلهَي إنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلَي حاَفتَيَِ الصّرَاطِ يَومَ القِيَامَةِ الرّحِمُ وَ الأَمَانَةُ فَإِذَا مَرّ عَلَيهِ الوَصُولُ لِلرّحِمِ المؤُدَيّ لِلأَمَانَةِ لَم يُتَكَفّأ بِهِ فِي النّارِ
صفحه : 411
28- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبَا ذَرّ عَيّرَ رَجُلًا عَلَي عَهدِ النّبِيّص بِأُمّهِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ السّودَاءِ وَ كَانَت أُمّهُ سَودَاءَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص تُعَيّرُهُ بِأُمّهِ يَا بَا ذَرّ قَالَ فَلَم يَزَل أَبُو ذَرّ يُمَرّغُ وَجهَهُ فِي التّرَابِ وَ رَأسَهُ حَتّي رضَيَِ رَسُولُ اللّهِص عَنهُ
29- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ البرياني[البرَاَثيِّ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ فَارِسٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ طَلَبَ أَبُو ذَرّ رَسُولَ اللّهِص فَقِيلَ إِنّهُ فِي حَائِطِ كَذَا وَ كَذَا فَتَوَجّهَ فِي طَلَبِهِ فَوَجَدَهُ نَائِماً فَأَعظَمَهُ أَن يُنَبّهَهُ فَأَرَادَ أَن يسَتبَرِئَ نَومَهُ مِن يَقَظَتِهِ فَتَنَاوَلَ عَسِيباً يَابِساً فَكَسَرَهُ لِيُسمِعَهُ صَوتَهُ ليِسَتبَرِئَ نَومَهُ فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللّهِص فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ يَا بَا ذَرّ تخَدعَنُيِ أَ مَا عَلِمتَ أنَيّ أَرَي أَعمَالَكُم فِي منَاَميِ كَمَا أَرَاكُم فِي يقَظَتَيِ إِنّ عيَنيَّ تَنَامَانِ وَ لَا يَنَامُ قلَبيِ
30- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامِهِ ع لأِبَيِ ذَرّ لَمّا أُخرِجَ إِلَي الرّبَذَةِ يَا بَا ذَرّ إِنّكَ غَضِبتَ لِلّهِ فَارجُ مَن غَضِبتَ لَهُ إِنّ القَومَ خَافُوكَ عَلَي دُنيَاهُم وَ خِفتَهُم عَلَي دِينِكَ فَاترُك فِي أَيدِيهِم مَا خَافُوكَ عَلَيهِ وَ اهرُب مِنهُم بِمَا خِفتَهُم عَلَيهِ فَمَا أَحوَجَهُم إِلَي مَا مَنَعتَهُم وَ أَغنَاكَ عَمّا مَنَعُوكَ وَ سَتَعلَمُ مَنِ الرّابِحُ غَداً وَ الأَكثَرُ حَسَداً وَ لَو أَنّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ كَانَتَا عَلَي عَبدٍ رَتقاً ثُمّ اتّقَي اللّهَ لَجَعَلَ اللّهُ لَهُ مِنهُمَا مَخرَجاً لَا يُؤنِسَنّكَ إِلّا الحَقّ وَ لَا يُوحِشَنّكَ إِلّا البَاطِلُ فَلَو قَبِلتَ دُنيَاهُم لَأَحَبّوكَ وَ لَو قَرَضتَ مِنهَا لَآمَنُوكَ
بيان قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح هذاالكلام قدروي هذاالكلام أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة عن عبدالرزاق عن أبيه
صفحه : 412
عن عكرمة عن ابن عباس قال لماأخرج أبوذر إلي الربذة أمر عثمان فنودي في الناس أن لايكلم أحد أباذر و لايشيعه وأمر مروان بن الحكم أن يخرج به فتحاماه الناس إلا علي بن أبي طالب ع وعقيلا أخاه وحسنا وحسينا ع وعمار بن ياسر فإنهم خرجوا معه يشيعونه فجعل الحسن ع يكلم أباذر فقال له مروان إيها ياحسن أ لاتعلم أن أمير المؤمنين قدنهي عن كلام ذلك الرجل فإن كنت لاتعلم فاعلم ذلك فحمل علي ع علي مروان فضرب بالسوط بين أذني راحلته و قال تنح لحاك الله إلي النار فرجع مروان مغضبا إلي عثمان فأخبره الخبر فتلظي علي علي ع ووقف أبوذر فودعه القوم ومعه ذكوان مولي أم هانئ بنت أبي طالب قال ذكوان فحفظت كلام القوم و كان حافظا فَقَالَ عَلِيّ ع يَا بَا ذَرّ إِنّكَ غَضِبتَ لِلّهِ إِنّ القَومَ خَافُوكَ عَلَي دُنيَاهُم وَ خِفتَهُم عَلَي دِينِكَ فَامتَحَنُوكَ بِالقَلَا وَ نَفَوكَ إِلَي الفَلَا وَ اللّهِ لَو كَانَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ عَلَي عَبدٍ رَتقاً ثُمّ اتّقَي اللّهَ لَجَعَلَ لَهُ مِنهُمَا مَخرَجاً يَا بَا ذَرّ لَا يُؤنِسَنّكَ إِلّا الحَقّ وَ لَا يُوحِشَنّكَ إِلّا البَاطِلُ ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ وَدّعُوا عَمّكُم وَ قَالَ لِعَقِيلٍ وَدّع أَخَاكَ
فتكلم عقيل فقال ماعسي أن نقول يابا ذر أنت تعلم أنانحبك و أنت تحبنا فاتق الله فإن التقوي نجاة واصبر فإن الصبر كرم واعلم أن استثقالك الصبر من الجزع واستبطاءك العافية من اليأس فدع اليأس والجزع
ثُمّ تَكَلّمَ الحَسَنُ ع فَقَالَ يَا عَمّاه لَو لَا أَنّهُ لَا ينَبغَيِ لِلمُوَدّعِ أَن يَسكُتَ وَ لِلمُشَيّعِ أَن يَنصَرِفَ لَقَصُرَ الكَلَامُ وَ إِن طَالَ الأَسَفُ وَ قَد أَتَي القَومُ إِلَيكَ مَا تَرَي فَضَع عَنكَ الدّنيَا بِتَذَكّرِ فِرَاقِهَا وَ شِدّةَ مَا اشتَدّ مِنهَا بِرَجَاءِ مَا بَعدَهَا وَ اصبِر حَتّي تَلقَي نَبِيّكَص وَ هُوَ عَنكَ رَاضٍ
ثُمّ تَكَلّمَ الحُسَينُ ع فَقَالَ يَا عَمّاه إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَادِرٌ أَن يُغَيّرَ مَا قَد تَرَي وَ اللّهُ كُلّ يَومٍ فِي شَأنٍ وَ قَد مَنَعَكَ القَومُ دُنيَاهُم وَ مَنَعتَهُم دِينَكَ فَمَا أَغنَاكَ عَمّا مَنَعُوكَ وَ أَحوَجَهُم إِلَي مَا مَنَعتَهُم فَاسأَلِ اللّهَ الصّبرَ وَ النّصرَ وَ استَعِذ بِهِ
صفحه : 413
مِنَ الجَشَعِ وَ الجَزَعِ فَإِنّ الصّبرَ مِنَ الدّينِ وَ الكَرَمِ وَ إِنّ الجَشَعَ لَا يُقَدّمُ رِزقاً وَ الجَزَعَ لَا يُؤَخّرُ أَجَلًا
ثم تكلم عمار رحمه الله مغضبا فقال لاآنس الله من أوحشك و لاآمن من أخافك أما و الله لوأردت دنياهم لآمنوك و لورضيت أعمالهم لأحبوك و مامنع الناس أن يقولوا بقولك إلاالرضا بالدنيا والجزع من الموت ومالوا إلي ماسلطان جماعتهم عليه والملك لمن غلب فوهبوا لهم دينهم ومنحهم القوم دنياهم فخسروا الدنيا والآخرةأَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ.فبكي أبوذر رحمه الله و كان شيخا كبيرا و قال رحمكم الله يا أهل بيت الرحمة إذارأيتكم ذكرت بكم رسول الله ص ما لي بالمدينة سكن و لاشجن غيركم إني ثقلت علي عثمان بالحجاز كماثقلت علي معاوية بالشام وكره أن أجاور أخاه و ابن خاله بالمصرين فأفسد الناس عليهما فسيرني إلي بلد ليس لي به ناصر و لادافع إلا الله و الله ماأريد إلا الله صاحبا و ماأخشي مع الله وحشة. ورجع القوم إلي المدينة
فَجَاءَ عَلِيّ ع إِلَي عُثمَانَ فَقَالَ لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَي رَدّ رسَوُليِ وَ تَصغِيرِ أمَريِ فَقَالَ عَلِيّ ع أَمّا رَسُولُكَ فَأَرَادَ أَن يَرُدّ وجَهيِ فَرَدَدتُهُ وَ أَمّا أَمرُكَ فَلَم أُصَغّرهُ قَالَ أَ مَا بَلَغَكَ نهَييِ عَن كَلَامِ أَبِي ذَرّ قَالَ أَ وَ كُلّمَا أَمَرتَ بِأَمرِ مَعصِيَةٍ أَطَعنَاكَ فِيهِ قَالَ عُثمَانُ أَقِد مَروَانَ مِن نَفسِكَ قَالَ مِمّ ذَا قَالَ مِن شَتمِهِ وَ جَذبِ رَاحِلَتِهِ قَالَ أَمّا الرّاحِلَةُ فرَاَحلِتَيِ بِهَا وَ أَمّا شَتمُهُ إيِاّيَ فَوَ اللّهِ لَا يشَتمِنُيِ شَتمَةً إِلّا شَتَمتُكَ لَا أَكذِبُ عَلَيكَ فَغَضِبَ عُثمَانُ وَ قَالَ لِمَ لَا يَشتِمُكَ كَأَنّكَ خَيرٌ مِنهُ قَالَ عَلِيّ ع إيِ وَ اللّهِ وَ مِنكَ ثُمّ قَامَ فَخَرَجَ فَأَرسَلَ عُثمَانُ إِلَي وُجُوهِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ إِلَي بنَيِ أُمَيّةَ يَشكُو إِلَيهِم عَلِيّاً ع فَقَالَ القَومُ أَنتَ الواَليِ عَلَيهِ وَ إِصلَاحُهُ أَجمَلُ قَالَ وَدِدتُ ذَاكَ فَأَتَوا عَلِيّاً ع وَ قَالُوا لَوِ اعتَذَرتَ إِلَي مَروَانَ وَ أَتَيتَهُ فَقَالَ كَلّا أَمّا مَروَانُ فَلَا آتِيهِ وَ لَا أَعتَذِرُ إِلَيهِ وَ لَكِن إِن أَحَبّ عُثمَانُ أَتَيتُهُ فَرَجَعُوا إِلَي عُثمَانَ فَأَخبَرُوهُ فَأَرسَلَ إِلَيهِ فَأَتَاهُ وَ مَعَهُ بَنُو هَاشِمٍ فَتَكَلّمَ عَلِيّ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا مَا وَجَدتَ
صفحه : 414
عَلَيّ فِيهِ مِن كَلَامِ أَبِي ذَرّ وَ وَدَاعِهِ فَوَ اللّهِ مَا أَرَدتُ مُنَاوَاتَكَ وَ لَا الخِلَافَ عَلَيكَ وَ لَكِن أَرَدتُ بِهِ قَضَاءَ حَقّهِ وَ أَمّا مَروَانُ فَإِنّهُ اعتَرَضَ يُرِيدُ ردَيّ عَن قَضَاءِ حَقّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَرَدَدتُهُ رَدّ مثِليِ مِثلَهُ وَ أَمّا مَا كَانَ منِيّ إِلَيكَ فَإِنّكَ أغَضبَتنَيِ فَأَخرَجَ الغَضَبُ منِيّ مَا لَم أُرِدهُ
.فتكلم عثمان فحمد الله وأثني عليه ثم قال أما ما كان منك إلي فقد وهبته لك و أما ما كان منك إلي مروان فقد عفا الله عنك و أما ماحلفت عليه فأنت البر الصادق فأدن يدك فأخذ يده فضمها إلي صدره فلما نهض قالت قريش وبنو أمية لمروان أنت رجل جبهك علي فضرب راحلتك و قدتفانت وائل في ضرع ناقة وربيان وعبس في لطمة فرس والأوس والخزرج في نسعة أفتحمل لعلي ع ماأتي إليك فقال مروان و الله لوأردت ذلك لماقدرت عليه . واعلم أن ألذي عليه أكثر أرباب السير وعلماء الأخبار والنقل أن عثمان نفي أباذر أولا إلي الشام ثم استقدمه إلي المدينة لماشكا منه معاوية ثم نفاه من المدينة إلي الربذة لماعمل بالمدينة نظير ما كان يعمل بالشام وأصل هذه الواقعة أن عثمان لماأعطي مروان بن الحكم وغيره بيوت الأموال واختص زيد بن ثابت بشيء منها جعل أبوذر يقول بين الناس و في الطرقات والشوارع بشر الكافرين بِعَذابٍ أَلِيمٍ ويرفع بذلك صوته ويتلو قوله تعالي وَ الّذِينَ يَكنِزُونَ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ لا يُنفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍفرفع ذلك إلي عثمان مرارا و هوساكت ثم إنه أرسل إليه مولي من مواليه أن انته عما بلغني عنك فقال أبوذر أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله تعالي وعيب من ترك أمر الله
صفحه : 415
فو الله لأن أرضي الله بسخط عثمان أحب إلي وخير لي من أن أسخط الله برضي عثمان فأغضب عثمان ذلك وأحفظه فتصابر وتماسك إلي أن قال عثمان يوما و الناس حوله أيجوز للإمام أن يأخذ من بيت المال شيئا قرضا فإذاأيسر قضي فقال كعب الأحبار لابأس بذلك فقال أبوذر يا ابن اليهوديين أتعلمنا ديننا فقال عثمان قدكثر أذاك لي وتولعك بأصحابي الحق بالشام فأخرجه إليها فكان أبوذر ينكر علي معاوية أشياء يفعلها فبعث إليه معاوية يوما ثلاثمائة دينار فقال أبوذر لرسوله إن كانت من عطائي ألذي حرمتمونيه عامي هذاقبلتها و إن كانت صلة فلاحاجة لي فيها وردها عليه ثم بني معاوية الخضراء بدمشق فقال أبوذر يامعاوية إن كانت هذه من مال الله فهي الخيانة و إن كانت من مالك فهي الإسراف و كان أبوذر يقول بالشام و الله لقد حدثت أعمال ماأعرفها و الله ماهي في كتاب الله و لاسنة نبيه إني لأري حقا يطفأ وباطلا يحيا وصادقا مكذبا وأثرة بغير تقي وصالحا مستأثرا عليه فقال حبيب بن مسلمة الفهري لمعاوية إن أباذر لمفسد عليكم الشام فتدارك أهله إن كان لك فيه حاجة. وروي أبوعثمان الجاحظ عن جلام بن جندل الغفاري قال كنت عاملا لمعاوية علي قنسرين والعواصم في خلافة عثمان فجئت إليه يوما أسأله عن حال عملي إذ سمعت صارخا علي باب داره يقول أتتكم القطار بحمل النار أللهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له أللهم العن الناهين عن المنكر المرتكبين له فازبأر معاوية وتغير لونه و قال ياجلام أتعرف الصارخ فقلت أللهم لا قال مَن عذَيِريِ من جندب بن جنادة يأتينا كل يوم فيصرخ علي باب قصرنا بما سمعت ثم قال أدخلوه فجيء بأبي ذر بين قوم يقودونه حتي وقف بين يديه فقال له معاوية ياعدو الله وعدو رسوله تأتينا في كل يوم فتصنع ماتصنع أماإني لوكنت قاتل رجل من أصحاب محمد من غيرإذن أمير المؤمنين عثمان لقتلتك ولكني أستأذن فيك قال جلام وكنت أحب أن أري أباذر لأنه رجل من قومي فالتفت إليه فإذا رجل أسمر ضرب من الرجال خفيف العارضين في
صفحه : 416
ظهره حناء فأقبل علي معاوية و قال ما أنابعدو لله و لالرسوله بل أنت وأبوك عدوان لله ولرسوله أظهرتما الإسلام وأبطنتما الكفر ولقد لعنك رسول الله ص ودعا عليك مرات أن لاتشبع
سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِذَا ولَيَِ الأُمّةَ الأَعيَنُ الوَاسِعُ البُلعُومِ ألّذِي يَأكُلُ وَ لَا يَشبَعُ فَلتَأخُذِ الأُمّةُ حِذرَهَا مِنهُ
فقال معاوية ما أنا ذلك الرجل قال أبوذر بل أنت ذلك الرجل أخبرني بذلك رسول الله ص
وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ وَ قَد مَرَرتُ بِهِ أللّهُمّ العَنهُ وَ لَا تُشبِعهُ إِلّا بِالتّرَابِ
وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أُسَيتُ[استُ]مُعَاوِيَةَ فِي النّارِ
فضحك معاوية وأمر بحبسه وكتب إلي عثمان فيه فكتب عثمان إلي معاوية أن احمل جنيدبا إلي علي أغلظ مركب وأوعره فوجه به من سار به الليل والنهار وحمله علي شارف ليس عليها إلاقتب حتي قدم به المدينة و قدسقط لحم فخذيه من الجهد فلما قدم بعث إليه عثمان أن الحق بأي أرض شئت قال بمكة قال لا قال ببيت المقدس قال لا قال بأحد المصرين قال لا قال ولكني مسيرك إلي الربذة فسيره إليها فلم يزل بها حتي مات . و في رواية الواقدي أن أباذر لمادخل علي عثمان قال له
لاأنعم الله بقين عينا | نعم و لالقاه يوما زينا |
حية السخط إذاالتقينا |
. فقال أبوذر ماعرفت اسمي قينا. و في رواية أخري لاأنعم الله بك عينا ياجنيدب فقال أبوذر أناجندب وسماني رسول الله ص عبد الله فاخترت اسم رسول الله ص ألذي سماني به علي اسمي فقال له عثمان أنت ألذي تزعم أنانقول يد الله مغلولة و أن الله فقير ونحن أغنياء فقال أبوذر لوكنتم لاتقولون هذالأنفقتم مال الله علي عباده وَ لكَنِيّ أَشهَدُ لَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي العَاصِ ثَلَاثِينَ
صفحه : 417
رَجُلًا جَعَلُوا مَالَ اللّهِ دُوَلًا وَ عِبَادَهُ خَوَلًا
فقال عثمان لمن حضر أسمعتموها من رسول الله ص قالوا لا قال عثمان ويلك يا أباذر أتكذب علي رسول الله ص فقال أبوذر لمن حضر ماتدرون أني صدقت قالوا لا و الله ماندري فقال عثمان ادعوا لي عليا فلما جاء قال عثمان لأبي ذر اقصص عليه حديثك في بني أبي العاص فأعاده فقال عثمان لعلي ع أسمعت هذا من رسول الله ص قال لا وصدق أبوذر فقال كيف عرفت صدقه
قَالَ لأِنَيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ مِن ذيِ لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ
فقال من حضر أما هذافسمعناه كلنا من رسول الله ص فقال أبوذر أحدثكم أني سمعت هذا من رسول الله ص فتتهموني ماكنت أظن أني أعيش حتي أسمع هذا من أصحاب محمدص . و في خبر آخر بإسناده عن صهبان مولي الأسلميين قال رأيت أباذر يوم دخل به علي عثمان فقال له أنت ألذي فعلت وفعلت فقال أبوذر نصحتك فاستغششتني ونصحت صاحبك فاستغشني قال عثمان كذبت ولكنك تريد الفتنة وتحبها قدأنغلت الشام علينا فقال له أبوذر اتبع سنة صاحبيك لايكن لأحد عليك كلام فقال عثمان ما لك و ذلك لاأم لك قال أبوذر ماوجدت لي عذرا إلاالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فغضب عثمان و قال أشيروا علي في هذاالشيخ الكذاب إما أن أضربه أوأحبسه أوأقتله فإنه قدفرق جماعة المسلمين أوأنفيه من أرض الإسلام
فَتَكَلّمَ عَلِيّ ع وَ كَانَ حَاضِراً فَقَالَ أُشِيرُ عَلَيكَ بِمَا قَالَ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَوَ إِن يَكُ كاذِباً فَعَلَيهِ كَذِبُهُ وَ إِن يَكُ صادِقاً يُصِبكُم بَعضُ ألّذِي يَعِدُكُم إِنّ اللّهَ لا يهَديِ مَن هُوَ مُسرِفٌ كَذّابٌ
فأجابه عثمان بجواب غليظ وأجابه علي ع بمثله و لم يذكر الجوابين تذمما منهما. قال الواقدي ثم إن عثمان حظر علي الناس أن يقاعدوا أباذر أويكلموه
صفحه : 418
فمكث كذلك أياما ثم أتي به فوقف بين يديه فقال أبوذر ويحك ياعثمان أ مارأيت رسول الله ص ورأيت أبابكر وعمر هل هديك كهديهم أماإنك لتبطش بي بطش جبار فقال عثمان اخرج عنا من بلادنا فقال أبوذر ماأبغض إلي جوارك فإلي أين أخرج قال حيث شئت قال أخرج إلي الشام أرض الجهاد قال إنما جلبتك من الشام لما قدأفسدتها أفأردّك إليها قال أفأخرج إلي العراق قال لاإنك إن تخرج إليها تقدم علي قوم أولي شبه وطعن علي الأئمة والولاة قال أفأخرج إلي مصر قال لا قال فإلي أين أخرج قال إلي البادية قال أبوذر أصير بعدالهجرة أعرابيا قال نعم قال أبوذر فأخرج إلي بادية نجد قال عثمان بل إلي الشرف الأبعد فأقصي امض علي وجهك هذا فلاتعدون فخرج إليها. وروي الواقدي أيضا عن مالك بن أبي الرجا عن موسي بن ميسرة أن أباالأسود الدؤلي قال كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه إلي الربذة فجئته فقلت له أ لاتخبرني أخرجت من المدينة طائعا أم أخرجت فقال كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغني عنهم فأخرجت إلي المدينة فقلت دار هجرتي فأخرجت من المدينة إلي ماتري ثم قال بينا أناذات ليلة نائم في المسجد علي عهد رسول الله ص إذ مر بيص فضربني برجله و قال لاأراك نائما في المسجد فقلت بأبي أنت وأمي غلبتني عيني فنمت فيه قال فكيف تصنع إذاأخرجوك منه قلت آخذ سيفي فأضربهم به فقال أ لاأدلك علي خير من ذلك انسق معهم حيث ساقوك وتسمع وتطيع فسمعت وأطعت و أناأسمع وأطيع و الله ليلقين الله عثمان و هوآثم في جنبي انتهي كلامه وإنما أوردته بطوله لتعلم أن قبائح أعمال عثمان وطغيانه علي أبي ذر وغيره متواتر بين الفريقين .
صفحه : 419
بيان يقال لحاه الله أي قبحه ولعنه وازبأر الكلب تنفش و الرجل للشر تهيأ والضرب بالفتح الرجل الخفيف اللحم والبلعوم بالضم مجري الطعام في الحلق واسيت كأنه تصغير الاست والشارف من النوق المسنة الهرمة وأنغله أفسده و في القاموس الشرف المكان العالي وجبل قرب جبل شريف والربذة والشرف الأعلي جبل قرب زبيد.أقول قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة روي أبوعمرو بن عبدالبر في كتاب الإستيعاب لماحضر أباذر الوفاة و هوبالربذة بكت زوجته أم ذر قالت فقال لي مايبكيك فقلت ما لي لاأبكي و أنت تموت بفلاة من الأرض و ليس عندي ثوب يسعك كفنا و لابد لي من القيام بجهازك فقال أبشري و لاتبكي
فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا يَمُوتُ بَينَ امرَءَينِ مُسلِمَينِ وَلَدَانِ أَو ثَلَاثٌ فَيَصبِرَانِ وَ يَحتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النّارَ أَبَداً
و قدمات لنا ثلاثة من الولد
وَ سَمِعتُ أَيضاً رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِم لَيَمُوتَنّ أَحَدُكُم بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ يَشهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤمِنِينَ
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و قدمات في قرية وجماعة فأنا لاأشك أني ذلك الرجل و الله ماكذبت و لاكذبت فانظري الطريق قالت أم ذر فقلت أني و قدذهب الحاج وتقطعت الطرق فقال اذهبي فتبصري قالت فكنت أشتد إلي الكثيب فأصعد فأنظر ثم أرجع إليه فأمرضه فبينا أنا و هو علي هذه الحال إذا أنابرجال علي ركابهم كأنهم الرحم تخب بهم رواحلهم فأسرعوا إلي حتي وقفوا علي وقالوا ياأمة الله ما لك فقلت امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه قالوا و من هو قلت أبوذر قالوا صاحب رسول الله ص قلت نعم ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه حتي دخلوا عليه فقال لهم أبشروا
فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص
صفحه : 420
يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِم لَيَمُوتَنّ رَجُلٌ مِنكُم بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ تَشهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤمِنِينَ
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و قدهلك في قرية وجماعة و الله ماكذبت و لاكذبت و لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أولامرأتي لم أكفن إلا في ثوب لي أولها وإني أنشدكم الله أن يكفنيّ[ألا يكفنني] رجل منكم كان أميرا أوعريفا أوبريدا أونقيبا قالت و ليس في أولئك النفر أحد إلا و قدقارف بعض ما قال إلافتي من الأنصار قال له أناأكفنك ياعم في ردائي هذا وثوبين معي في عيبتي من غزل أمي فقال أبوذر أنت تكفنني فمات فكفنه الأنصاري وغسله في النفر الذين حضروه وقاموا عليه ودفنوه في نفر كلهم يمان . قال أبوعمرو بن عبدالبر قبل أن يروي هذاالحديث كان النفر الذين حضروا موت أبي ذر الربذة مصادفة جماعة منهم حجر بن عدي ألذي قتله معاوية و هو من أعلام الشيعة وعظمائها و أماالأشتر فهو أشهر في الشيعة من أبي الهذيل في المعتزلة وقرئ كتاب الإستيعاب علي شيخنا عبدالوهاب بن سكينة المحدث و أناحاضر فلما انتهي القارئ إلي هذاالخبر قال أستادي عمرو بن عبد الله الدباس وكنت أحضر معه سماع الحديث لتقل الشيعة بعد هذا ماشاءت فما قال المرتضي والمفيد إلابعض ما كان حجر والأشتر يعتقدانه في عثمان و من تقدمه فأشار الشيخ إليه بالسكوت فسكت انتهي كلامه بلفظه .فانظر فيه ببصيرة تزدد يقينا.أقول و قال ابن عبدالبر بعدنقل الرواية الطويلة روي عنه جماعة من الصحابة و كان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول بالحق
سُئِلَ عَلِيّ ع عَن أَبِي ذَرّ فَقَالَ ذَلِكَ رَجُلٌ وَعَي عِلماً عَجَزَ عَنهُ النّاسُ ثُمّ أَوكَأَ عَلَيهِ وَ لَم يُخرِج شَيئاً مِنهُ
وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَبُو ذَرّ فِي أمُتّيِ شَبِيهُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ فِي زُهدِهِ
وَ بَعضُهُم يَروِيهِ مَن سَرّهُ أَن يَنظُرَ إِلَي تَوَاضُعِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَليَنظُر إِلَي أَبِي ذَرّ
و عن أبي ذر قال كان قوتي علي عهد رسول الله ص صاعا من
صفحه : 421
تمر فلست بزائد عليه حتي ألقي الله
31- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَبَا ذَرّ الغفِاَريِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ تَمَعّكَ فَرَسَهُ ذَاتَ يَومَ فَحَمحَمَ فِي تَمَعّكِهِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ هيَِ حَسبُكَ الآنَ فَقَدِ استُجِيبَ لَكَ فَاستَرجَعَ القَومُ وَ قَالُوا خُولِطَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ لِلقَومِ مَا لَكُم قَالُوا تُكَلّمُ بَهِيمَةً مِنَ البَهَائِمِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِذَا تَمَعّكَ الفَرَسُ دَعَا بِدَعوَتَينِ فَيُستَجَابُ لَهُ يَقُولُ أللّهُمّ اجعلَنيِ أَحَبّ مَالِهِ إِلَيهِ وَ الدّعوَةُ الثّانِيَةُ أللّهُمّ ارزُقهُ عَلَي ظهَريِ الشّهَادَةَ وَ دَعوَتَاهُ مُستَجَابَتَانِ
32- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ وَ ابنُ مَسرُورٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُرَازِمِ بنِ حُكَيمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ أَ لَا أُخبِرُكَ كَيفَ كَانَ سَبَبُ إِسلَامِ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَقَالَ الرّجُلُ وَ أَخطَأَ أَمّا إِسلَامَ سَلمَانَ فَقَد عَلِمتُ فأَخَبرِنيِ كَيفَ كَانَ سَبَبُ إِسلَامِ أَبِي ذَرّ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ ع إِنّ أَبَا ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ كَانَ فِي بَطنِ مَرّ يَرعَي غَنَماً لَهُ إِذ جَاءَ ذِئبٌ عَن يَمِينِ غَنَمِهِ فَهَشّ أَبُو ذَرّ بِعَصَاهُ عَلَيهِ فَجَاءَ الذّئبُ عَن يَسَارِ غَنَمِهِ فَهَشّ أَبُو ذَرّ بِعَصَاهُ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ ذِئباً أَخبَثَ مِنكَ وَ لَا شَرّاً فَقَالَ الذّئبُ شَرّ وَ اللّهِ منِيّ أَهلُ مَكّةَ بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِم نَبِيّاً فَكَذّبُوهُ وَ شَتَمُوهُ فَوَقَعَ كَلَامُ الذّئبِ فِي أُذُنِ أَبِي ذَرّ فَقَالَ لِأُختِهِ هلَمُيّ مزِودَيِ وَ إدِاَوتَيِ وَ عصَاَيَ ثُمّ خَرَجَ يَركُضُ حَتّي دَخَلَ مَكّةَ فَإِذَا هُوَ بِحَلقَةٍ مُجتَمِعِينَ فَجَلَسَ إِلَيهِم فَإِذَا هُم يَشتِمُونَ النّبِيّص وَ يَسُبّونَهُ كَمَا قَالَ الذّئبُ فَقَالَ أَبُو ذَرّ هَذَا وَ اللّهِ مَا أخَبرَنَيِ بِهِ الذّئبُ فَمَا زَالَت هَذِهِ حَالَتَهُم حَتّي إِذَا كَانَ آخِرُ النّهَارِ وَ أَقبَلَ أَبُو طَالِبٍ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ كُفّوا فَقَد جَاءَ عَمّهُ فَلَمّا دَنَا مِنهُم أَكرَمُوهُ وَ عَظّمُوهُ فَلَم يَزَل أَبُو طَالِبٍ مُتَكَلّمَهُم وَ خَطِيبَهُم إِلَي أَن تَفَرّقُوا فَلَمّا قَامَ أَبُو طَالِبٍ تَبِعتُهُ فَالتَفَتَ إلِيَّ فَقَالَ
صفحه : 422
مَا حَاجَتُكَ فَقُلتُ هَذَا النّبِيّ المَبعُوثُ فِيكُم قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرّ أُؤمِنُ بِهِ وَ أُصَدّقُهُ وَ لَا يأَمرُنُيِ بشِيَءٍ إِلّا أَطَعتُهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَقُلتُ نَعَم أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص قَالَ فَقَالَ إِذَا كَانَ غَداً فِي هَذِهِ السّاعَةِ فأَتنِيِ قَالَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ جَاءَ أَبُو ذَرّ فَإِذَا الحَلقَةُ مُجتَمِعُونَ وَ إِذَا هُم يَسُبّونَ النّبِيّص وَ يَشتِمُونَهُ كَمَا قَالَ الذّئبُ فَجَلَسَ مَعَهُم حَتّي أَقبَلَ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ كُفّوا فَقَد جَاءَ عَمّهُ فَكَفّوا فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ فَجَلَسَ فَمَا زَالَ مُتَكَلّمَهُم وَ خَطِيبَهُم إِلَي أَن قَامَ فَلَمّا قَامَ تَبِعَهُ أَبُو ذَرّ فَالتَفَتَ إِلَيهِ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ مَا حَاجَتُكَ فَقَالَ هَذَا النّبِيّ المَبعُوثُ فِيكُم قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ أُؤمِنُ بِهِ وَ أُصَدّقُهُ وَ لَا يأَمرُنُيِ بشِيَءٍ إِلّا أَطَعتُهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ نَعَم أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ فرَفَعَنَيِ إِلَي بَيتٍ فِيهِ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَلَمّا دَخَلتُ سَلّمتُ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ ثُمّ قَالَ مَا حَاجَتُكَ قَالَ فَقُلتُ هَذَا النّبِيّ المَبعُوثُ فِيكُم قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ قُلتُ أُؤمِنُ بِهِ وَ أُصَدّقُهُ وَ لَا يأَمرُنُيِ بشِيَءٍ إِلّا أَطَعتُهُ قَالَ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ قُلتُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فرَفَعَنَيِ إِلَي بَيتٍ فِيهِ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فَلَمّا دَخَلتُ سَلّمتُ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ ثُمّ قَالَ مَا حَاجَتُكَ فَقُلتُ هَذَا النّبِيّ المَبعُوثُ فِيكُم قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ قُلتُ أُؤمِنُ بِهِ وَ أُصَدّقُهُ وَ لَا يأَمرُنُيِ بشِيَءٍ إِلّا أَطَعتُهُ قَالَ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ قُلتُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ فرَفَعَنَيِ إِلَي بَيتٍ فِيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا دَخَلتُ سَلّمتُ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ ثُمّ قَالَ مَا حَاجَتُكَ قُلتُ هَذَا النّبِيّ المَبعُوثُ فِيكُم قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ قُلتُ أُؤمِنُ بِهِ وَ أُصَدّقُهُ وَ لَا يأَمرُنُيِ بشِيَءٍ إِلّا أَطَعتُهُ قَالَ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ قُلتُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ فرَفَعَنَيِ إِلَي بَيتٍ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ إِذَا هُوَ نُورٌ فِي نُورٍ فَلَمّا دَخَلتُ سَلّمتُ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ ثُمّ قَالَ
صفحه : 423
مَا حَاجَتُكَ قُلتُ هَذَا النّبِيّ المَبعُوثُ فِيكُم قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ فَقُلتُ أُؤمِنُ بِهِ وَ أُصَدّقُهُ وَ لَا يأَمرُنُيِ بشِيَءٍ إِلّا أَطَعتُهُ قَالَ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قُلتُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَص أَنَا رَسُولُ اللّهِ يَا بَا ذَرّ انطَلِق إِلَي بِلَادِكَ فَإِنّكَ تَجِدُ ابنَ عَمّ لَكَ قَد مَاتَ فَخُذ مَالَهُ وَ كُن بِهَا حَتّي يَظهَرَ أمَريِ قَالَ أَبُو ذَرّ فَانطَلَقتُ إِلَي بلِاَديِ فَإِذَا ابنُ عَمّ لِي قَد مَاتَ وَ خَلّفَ مَالًا كَثِيراً فِي ذَلِكَ الوَقتِ ألّذِي أخَبرَنَيِ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص فَاحتَوَيتُ عَلَي مَالِهِ وَ بَقِيتُ ببِلِاَديِ حَتّي ظَهَرَ أَمرُ رَسُولِ اللّهِص فَأَتَيتُهُ
كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَلَمَةَ اللؤّلؤُيِّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ هلَمُيّ مزِودَيِ وَ إدِاَوتَيِ وَ عصَاَيَ ثُمّ خَرَجَ عَلَي رِجلَيهِ يُرِيدُ مَكّةَ لِيَعلَمَ خَبَرَ الذّئبِ وَ مَا أَتَاهُ بِهِ فَمَشَي حَتّي بَلَغَ مَكّةَ فَدَخَلَهَا فِي سَاعَةٍ حَارّةٍ وَ قَد تَعِبَ وَ نَصِبَ فَأَتَي زَمزَمَ وَ قَد عَطِشَ فَاغتَرَفَ دَلواً فَخَرَجَ لَهُ لَبَنٌ فَقَالَ فِي نَفسِهِ هَذَا وَ اللّهِ يدَلُنّيِ عَلَي أَنّ مَا خبَرّنَيِ بِهِ الذّئبُ وَ مَا جِئتُ لَهُ حَقّ فَشَرِبَ وَ جَاءَ إِلَي جَانِبٍ مِن جَوَانِبِ المَسجِدِ فَإِذَا حَلقَةٌ مِن قُرَيشٍ فَجَلَسَ إِلَيهِم فَرَآهُم يَشتِمُونَ النّبِيّص كَمَا قَالَ الذّئبُ
أقول وساق الحديث نحوا مما مر إلي آخره إلا أنه قدم ذكر حمزة علي جعفررضي الله عنهما.بيان بطن مر بفتح الميم موضع إلي مرحلة من مكة وهش الورق خبطه بعصا ليتحات فاستعمل هنا مجازا لأنه ضربه بآلة الهش والمزود كمنبر وعاء الزاد والإداوة بالكسر المطهرة
33- مع ،[معاني الأخبار] ع ،[علل الشرائع ]السنّاَنيِّ وَ القَطّانُ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ وَ الدّقّاقُ جَمِيعاً عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي
صفحه : 424
الحَسَنِ العبَديِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص ذَاتَ يَومٍ فِي مَسجِدِ قُبَاءَ وَ عِندَهُ نَفَرٌ مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ عَلَيكُمُ السّاعَةَ رَجُلٌ مِن أَهلِ الجَنّةِ فَلَمّا سَمِعُوا ذَلِكَ قَامَ نَفَرٌ مِنهُم فَخَرَجُوا وَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم يُحِبّ أَن يَعُودَ لِيَكُونَ هُوَ أَوّلَ دَاخِلٍ فَيَستَوجِبَ الجَنّةَ فَعَلِمَ النّبِيّص ذَلِكَ مِنهُم فَقَالَ لِمَن بقَيَِ عِندَهُ مِن أَصحَابِهِ سَيَدخُلُ عَلَيكُم جَمَاعَةٌ يسَتبَقِوُنيِ فَمَن بشَرّنَيِ بِخُرُوجِ آزَارَ فَلَهُ الجَنّةُ فَعَادَ القَومُ وَ دَخَلُوا وَ مَعَهُم أَبُو ذَرّ فَقَالَ لَهُم فِي أَيّ شَهرٍ نَحنُ مِنَ الشّهُورِ الرّومِيّةِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ قَد خَرَجَ آزَارُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ قَد عَلِمتُ ذَلِكَ يَا بَا ذَرّ وَ لَكِن أَحبَبتُ أَن يَعلَمَ قوَميِ أَنّكَ رَجُلٌ مِنَ الجَنّةِ وَ كَيفَ لَا تَكُونُ كَذَلِكَ وَ أَنتَ المَطرُودُ عَن حرَمَيِ بعَديِ لِمَحَبّتِكَ لِأَهلِ بيَتيِ فَتَعِيشُ وَحدَكَ وَ تَمُوتُ وَحدَكَ وَ يَسعَدُ بِكَ قَومٌ يَتَوَلّونَ تَجهِيزَكَ وَ دَفنَكَ أُولَئِكَ رفُقَاَئيِ فِي جَنّةِالخُلدِ التّيِ وُعِدَ المُتّقُونَ
34- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَبِي عَوَانَةَ مُوسَي بنِ يُوسُفَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأوَديِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن فُضَيلِ بنِ الزّبَيرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ مَولَي بنَيِ هَاشِمٍ عَن أَبِي سحيلَةَ[سُخَيلَةَ] قَالَ حَجَجتُ أَنَا وَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ فَمَرَرنَا بِالرّبَذَةِ وَ جَلَسنَا إِلَي أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ لَنَا إِنّهُ سَيَكُونُ بعَديِ فِتنَةٌ فَلَا بُدّ مِنهَا فَعَلَيكُم بِكِتَابِ اللّهِ وَ الشّيخِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَالزِمُوهُمَا فَأَشهَدُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أنَيّ سَمِعتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ عَلِيّ أَوّلُ مَن آمَنَ بيِ وَ أَوّلُ مَن صدَقّنَيِ وَ أَوّلُ مَن يصُاَفحِنُيِ يَومَ القِيَامَةِ وَ هُوَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ هُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الأُمّةِ يُفَرّقُ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ هُوَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ المَالُ يَعسُوبُ المُنَافِقِينَ
كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ ابنَا نُصَيرٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ
صفحه : 425
يَحيَي عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي سحيلَةَ[سُخَيلَةَ] مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ أَنَا وَ سَلمَانُ بنُ رَبِيعَةَ
ولعله أظهر إذ عود سلمان الفارسي إلي المدينة بعدخروج أبي ذر إلي الربذة بعيد
35- مع ،[معاني الأخبار] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ تَمِيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِدرِيسَ الشاّميِّ عَن هَاشِمِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الحرَيِريِّ عَن أَبِي العَلَاءِ بنِ سُحَيرٍ عَن نُعَيمِ بنِ قَعنَبٍ قَالَ أَتَيتُ الرّبَذَةَ أَلتَمِسُ أَبَا ذَرّ فَقَالَت لِي امرَأَةٌ ذَهَبَ يَمتَهِنُ قَالَ فَإِذَا أَبُو ذَرّ قَد أَقبَلَ يَقُودُ بَعِيرَينِ قَد قَطَرَ أَحَدَهُمَا بِذَنَبِ الآخَرِ قَد عَلّقَ فِي عُنُقِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا قِربَةً قَالَ فَقُمتُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ جَلَستُ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ وَ كَلّمَ امرَأَتَهُ بشِيَءٍ فَقَالَ أَ وَ[أُفّ] مَا تَزِيدِينَ عَلَي مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا المَرأَةُ كَالضّلعِ إِن أَقَمتَهَا كَسَرتَهَا وَ فِيهَا بُلغَةٌ ثُمّ جَاءَ بِصَحفَةٍ فِيهَا مِثلُ القَطَاةِ فَقَالَ كُل فإَنِيّ صَائِمٌ ثُمّ قَامَ فَصَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ جَاءَ فَأَكَلَ قَالَ فَقُلتُ سُبحَانَ اللّهِ مَا[ مَن]ظَنَنتُ أَن يكَذبِنَيِ مِنَ النّاسِ فَلَم أَظُنّ أَنّكَ تكَذبِنُيِ قَالَ وَ مَا ذَاكَ قُلتُ إِنّكَ قُلتَ لِي أَنَا صَائِمٌ ثُمّ جِئتَ فَأَكَلتَ قَالَ وَ أَنَا الآنَ أَقُولُهُ إنِيّ صُمتُ مِن هَذَا الشّهرِ ثَلَاثاً فَوَجَبَ لِي صَومُهُ وَ حَلّ لِي فِطرُهُ
بيان المهنة الخدمة ومهنت الإبل حلبتها عندالصدر وامتهنت الشيء ابتذلته قوله أ و ماتزيدين أي لزمت ماأخبر به النبي ص فيكن من الاعوجاج لاتفارقينه و في بعض النسخ بالراء المهملة ولعله علي هذاكلمة علي بتشديد الياء و في بعض النسخ أف أماتزيدين و في بعضها أف ماتزيدين ولعله أظهر أي كل مافعلت بي لاتزيدين علي ماأخبرص فيكن قوله و فيها من تتمة كلام النبي ص أي و في المرأة بلغة وانتفاع إذاصبر الرجل علي سوء خلقها
صفحه : 426
ويحتمل أن يكون من كلام أبي ذر فالضمير راجع إلي الكلمة أي في تلك الكلمة بلغة وكفاية لمن عمل بالمقصود منها قوله ماظننت كان مابمعني من أي كل من أظن كذبه من جملة الناس فلاأظن كذبك ويحتمل أن يكون بمعني مادام أي كل وقت أظن كذب أحد من الناس فلاأظن كذبك والأول أظهر قوله فوجب لي صومه أي ثبت ولزم لي ثواب صومه
36-فس ،[تفسير القمي]وَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم لا تَسفِكُونَ دِماءَكُم وَ لا تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيارِكُم ثُمّ أَقرَرتُم وَ أَنتُم تَشهَدُونَالآيَةَ فَإِنّهَا نَزَلَت فِي أَبِي ذَرّ وَ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ لَمّا أَمَرَ عُثمَانُ بنِفَيِ أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ إِلَي الرّبَذَةِ دَخَلَ عَلَيهِ أَبُو ذَرّ وَ كَانَ عَلِيلًا مُتَوَكّياً عَلَي عَصَاهُ وَ بَينَ يدَيَ عُثمَانَ مِائَةُ أَلفِ دِرهَمٍ قَد حُمِلَت إِلَيهِ مِن بَعضِ النوّاَحيِ وَ أَصحَابُهُ حَولَهُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ وَ يَطمَعُونَ أَن يَقسِمَهَا فِيهِم فَقَالَ أَبُو ذَرّ لِعُثمَانَ مَا هَذَا المَالُ فَقَالَ عُثمَانُ مِائَةُ أَلفِ دِرهَمٍ حُمِلَت إلِيَّ مِن بَعضِ النوّاَحيِ أُرِيدُ أَن أَضُمّ إِلَيهَا مِثلَهَا ثُمّ أَرَي فِيهَا رأَييِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ يَا عُثمَانُ أَيّمَا أَكثَرُ مِائَةُ أَلفِ دِرهَمٍ أَو أَربَعَةُ دَنَانِيرَ فَقَالَ عُثمَانُ بَل مِائَةُ أَلفِ دِرهَمٍ فَقَالَ أَ مَا تَذكُرُ أَنَا وَ أَنتَ وَ قَد دَخَلنَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص عَشِيّاً فَرَأَينَاهُ كَئِيباً حَزِيناً فَسَلّمنَا عَلَيهِ فَلَم يَرُدّ عَلَينَا السّلَامَ فَلَمّا أَصبَحنَا أَتَينَاهُ فَرَأَينَاهُ ضَاحِكاً مُستَبشِراً فَقُلنَا لَهُ بِآبَائِنَا وَ أُمّهَاتِنَا دَخَلنَا عَلَيكَ البَارِحَةَ فَرَأَينَاكَ كَئِيباً حَزِيناً وَ عُدنَا إِلَيكَ اليَومَ فَرَأَينَاكَ فَرِحاً مُستَبشِراً فَقَالَ نَعَم كَانَ قَد بقَيَِ عنِديِ مِن فيَءِ المُسلِمِينَ أَربَعَةُ دَنَانِيرَ لَم أَكُن قَسَمتُهَا وَ خِفتُ أَن يدُركِنَيِ المَوتُ وَ هيَِ عنِديِ وَ قَد قَسَمتُهَا اليَومَ فَاستَرَحتُ مِنهَا فَنَظَرَ عُثمَانُ إِلَي كَعبِ الأَحبَارِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا إِسحَاقَ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَدّي زَكَاةَ مَالِهِ المَفرُوضَةَ هَل يَجِبُ عَلَيهِ فِيمَا بَعدَ ذَلِكَ فِيهَا شَيءٌ قَالَ لَا وَ لَوِ اتّخَذَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ مَا وَجَبَ عَلَيهِ شَيءٌ فَرَفَعَ أَبُو ذَرّ عَصَاهُ فَضَرَبَ بِهِ رَأسَ كَعبٍ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا ابنَ اليَهُودِيّةِ الكَافِرَةِ مَا أَنتَ
صفحه : 427
وَ النّظَرُ فِي أَحكَامِ المُسلِمِينَ قَولُ اللّهِ أَصدَقُ مِن قَولِكَ حَيثُ قَالَالّذِينَ يَكنِزُونَ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ لا يُنفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍ يَومَ يُحمي عَلَيها فِي نارِ جَهَنّمَ فَتُكوي بِها جِباهُهُم وَ جُنُوبُهُم وَ ظُهُورُهُم هذا ما كَنَزتُم لِأَنفُسِكُم فَذُوقُوا ما كُنتُم تَكنِزُونَ فَقَالَ عُثمَانُ يَا بَا ذَرّ إِنّكَ شَيخٌ خَرِفتَ وَ ذَهَبَ عَقلُكَ وَ لَو لَا صُحبَتُكَ لِرَسُولِ اللّهِص لَقَتَلتُكَ فَقَالَ كَذَبتَ يَا عُثمَانُ أخَبرَنَيِ حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَا يَفتِنُونَكَ يَا أَبَا ذَرّ وَ لَا يَقتُلُونَكَ وَ أَمّا عقَليِ فَقَد بقَيَِ مِنهُ مَا أَحفَظُ حَدِيثاً سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فِيكَ وَ فِي قَومِكَ قَالَ وَ مَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِص فِيّ وَ فِي قوَميِ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُص إِذَا بَلَغَ آلُ أَبِي العَاصِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا صَيّرُوا مَالَ اللّهِ دُوَلًا وَ كِتَابَ اللّهِ دَغَلًا وَ عِبَادَهُ خَوَلًا وَ الفَاسِقِينَ حِزباً وَ الصّالِحِينَ حَرباً فَقَالَ عُثمَانُ يَا مَعشَرَ أَصحَابِ مُحَمّدٍ هَل سَمِعَ أَحَدٌ مِنكُم هَذَا مِن رَسُولِ اللّهِ فَقَالُوا لَا مَا سَمِعنَا هَذَا فَقَالَ عُثمَانُ ادعُ عَلِيّاً فَجَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ عُثمَانُ يَا أَبَا الحَسَنِ انظُر مَا يَقُولُ هَذَا الشّيخُ الكَذّابُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَه يَا عُثمَانُ لَا تَقُل كَذّابٌ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ مَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ عَلَي ذيِ لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ فَقَالَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص صَدَقَ عَلِيّ ع فَقَد سَمِعنَا هَذَا مِن رَسُولِ اللّهِص فَبَكَي أَبُو ذَرّ عِندَ ذَلِكَ فَقَالَ وَيلَكُم كُلّكُم قَد مَدّ عُنُقَهُ إِلَي هَذَا المَالِ ظَنَنتُم أنَيّ أَكذِبُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ نَظَرَ إِلَيهِم فَقَالَ مَن خَيرُكُم فَقَالَ أَنتَ تَقُولُ أَنّكَ خَيرُنَا قَالَ نَعَم خَلّفتُ حبَيِبيِ رَسُولَ اللّهِص فِي هَذِهِ الجُبّةِ وَ هيَِ عَلَيّ بَعدُ وَ أَنتُم قَد أَحدَثتُم أَحدَاثاً كَثِيرَةً وَ اللّهُ سَائِلُكُم عَن ذَلِكَ وَ لَا يسَألَنُيِ فَقَالَ عُثمَانُ يَا أَبَا ذَرّ أَسأَلُكَ بِحَقّ رَسُولِ اللّهِص إِلّا مَا أخَبرَتنَيِ عَن شَيءٍ أَسأَلُكَ عَنهُ فَقَالَ أَبُو ذَرّ وَ اللّهِ لَو لَم تسَألَنيِ
صفحه : 428
بِحَقّ رَسُولِ اللّهِص أَيضاً لَأَخبَرتُكَ فَقَالَ أَيّ البِلَادِ أَحَبّ إِلَيكَ أَن تَكُونَ فِيهَا فَقَالَ مَكّةُ حَرَمُ اللّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ أَعبُدُ اللّهَ فِيهَا حَتّي يأَتيِنَيِ المَوتُ فَقَالَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ لَكَ فَقَالَ المَدِينَةُ حَرَمُ رَسُولِ اللّهِ قَالَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ لَكَ قَالَ فَسَكَتَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ عُثمَانُ أَيّ البِلَادِ أَبغَضُ إِلَيكَ أَن تَكُونَ فِيهَا قَالَ الرّبَذَةُ التّيِ كُنتُ فِيهَا عَلَي غَيرِ دِينِ الإِسلَامِ فَقَالَ عُثمَانُ سِر إِلَيهَا فَقَالَ أَبُو ذَرّ قَد سأَلَتنَيِ فَصَدَقتُكَ وَ أَنَا أَسأَلُكَ فاَصدقُنيِ قَالَ نَعَم فَقَالَ أخَبرِنيِ لَو بعَثَتنَيِ فِي بَعثٍ مِن أَصحَابِكَ إِلَي المُشرِكِينَ فأَسَرَوُنيِ فَقَالُوا لَا نَفدِيهِ إِلّا بِثُلُثِ مَا تَملِكُ قَالَ كُنتُ أَفدِيكَ قَالَ فَإِن قَالُوا لَا نَفدِيهِ إِلّا بِنِصفِ مَا تَملِكُ قَالَ كُنتُ أَفدِيكَ قَالَ فَإِن قَالُوا لَا نَفدِيهِ إِلّا بِكُلّ مَا تَملِكُ قَالَ كُنتُ أَفدِيكَ قَالَ أَبُو ذَرّ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ لِي حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص يَوماً يَا بَا ذَرّ كَيفَ أَنتَ إِذَا قِيلَ لَكَ أَيّ البِلَادِ أَحَبّ إِلَيكَ أَن تَكُونَ فِيهَا فَتَقُولُ مَكّةُ حَرَمُ اللّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ أَعبُدُ اللّهَ فِيهَا حَتّي يأَتيِنَيِ المَوتُ فَيُقَالُ لَكَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ لَكَ فَتَقُولُ المَدِينَةُ حَرَمُ رَسُولِ اللّهِ فَيُقَالُ لَكَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ لَكَ ثُمّ يُقَالُ لَكَ فأَيَّ البِلَادِ أَبغَضُ إِلَيكَ أَن تَكُونَ فِيهَا فَتَقُولُ الرّبَذَةُ التّيِ كُنتُ فِيهَا عَلَي غَيرِ دِينِ الإِسلَامِ فَيُقَالُ لَكَ سِر إِلَيهَا فَقُلتُ وَ إِنّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إيِ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ إِنّهُ لَكَائِنٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فَلَا أَضَعُ سيَفيِ هَذَا عَلَي عاَتقِيِ فَأَضرِبَ بِهِ قَدَماً قَدَماً قَالَ لَا اسمَع وَ اسكُت وَ لَو لِعَبدٍ حبَشَيِّ وَ قَد أَنزَلَ اللّهُ فِيكَ وَ فِي عُثمَانَ آيَةً فَقُلتُ وَ مَا هيَِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ قَولُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم لا تَسفِكُونَ دِماءَكُم وَ لا تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيارِكُم ثُمّ أَقرَرتُم وَ أَنتُم تَشهَدُونَ ثُمّ أَنتُم هؤُلاءِ تَقتُلُونَ أَنفُسَكُم وَ تُخرِجُونَ فَرِيقاً مِنكُم مِن دِيارِهِم تَظاهَرُونَ عَلَيهِم بِالإِثمِ وَ العُدوانِ وَ إِن يَأتُوكُم أُساري تُفادُوهُم وَ هُوَ مُحَرّمٌ عَلَيكُم إِخراجُهُم أَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَ تَكفُرُونَ بِبَعضٍ فَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم إِلّا خزِيٌ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلي أَشَدّ العَذابِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ
صفحه : 429
بيان قوله فلم يرد علينا لعل المعني كمايرد قبل ذلك علي جهة البشاشة والبشر و قال في النهاية في أشراط الساعة إذا كان المغنم دولا جمع دولة بالضم و هو مايتداول من المال فيكون لقوم دون قوم و قال الدخل بالتحريك العيب والغش والفساد و منه حديث أبي هريرة إذابلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان دين الله دخلا وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجر بهاالسنة و فيه أيضا كان عباد الله خولا أي خدما وعبيدا يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم و قال مضي قدما بضمتين أي لم يعرج و لم ينثن
37-فس ،[تفسير القمي] كَانَ أَبُو ذَرّ تَخَلّفَ عَن رَسُولِ اللّهِص فِي غَزوَةِ تَبُوكَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ ذَلِكَ أَنّ جَمَلَهُ كَانَ أَعجَفَ فَلَحِقَ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ وَقَفَ عَلَيهِ جَمَلُهُ فِي بَعضِ الطّرِيقِ فَتَرَكَهُ وَ حَمَلَ ثِيَابَهُ عَلَي ظَهرِهِ فَلَمّا ارتَفَعَ النّهَارُ نَظَرَ المُسلِمُونَ إِلَي شَخصٍ مُقبِلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَأَنّ أَبَا ذَرّ فَقَالُوا هُوَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَدرِكُوهُ بِالمَاءِ فَإِنّهُ عَطشَانُ فَأَدرَكُوهُ بِالمَاءِ وَ وَافَي أَبُو ذَرّ رَسُولَ اللّهِص وَ مَعَهُ إِدَاوَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بَا ذَرّ مَعَكَ مَاءٌ وَ عَطِشتَ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ انتَهَيتُ إِلَي صَخرَةٍ وَ عَلَيهَا مَاءُ السّمَاءِ فَذُقتُهُ فَإِذَا هُوَ عَذبٌ بَارِدٌ فَقُلتُ لَا أَشرَبُهُ حَتّي يَشرَبَهُ حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا ذَرّ رَحِمَكَ اللّهُ تَعِيشُ وَحدَكَ وَ تَمُوتُ وَحدَكَ وَ تُبعَثُ وَحدَكَ وَ تَدخُلُ الجَنّةَ وَحدَكَ يَسعَدُ بِكَ قَومٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ يَتَوَلّونَ غُسلَكَ وَ تَجهِيزَكَ وَ الصّلَاةَ عَلَيكَ وَ دَفنَكَ فَلَمّا سَيّرَ بِهِ عُثمَانُ إِلَي الرّبَذَةِ فَمَاتَ بِهَا ابنُهُ ذَرّ وَقَفَ عَلَي قَبرِهِ فَقَالَ رَحِمَكَ اللّهُ يَا ذَرّ لَقَد كُنتَ كَرِيمَ الخُلُقِ بَارّاً بِالوَالِدَينِ وَ مَا عَلَيّ فِي مَوتِكَ مِن غَضَاضَةٍ وَ مَا لِي إِلَي غَيرِ اللّهِ مِن حَاجَةٍ وَ قَد شغَلَنَيِ الِاهتِمَامُ لَكَ عَنِ الِاغتِمَامِ بِكَ وَ لَو لَا هَولُ المُطّلَعِ لَأَحبَبتُ أَن أَكُونَ مَكَانَكَ فَلَيتَ شعِريِ مَا قَالُوا لَكَ وَ مَا قُلتَ لَهُم ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ فَرَضتَ لَكَ عَلَيهِ حُقُوقاً وَ فَرَضتَ لِي عَلَيهِ
صفحه : 430
حُقُوقاً فإَنِيّ قَد وَهَبتُ لَهُ مَا فَرَضتَ عَلَيهِ مِن حقُوُقيِ فَهَب لَهُ مَا فَرَضتَ عَلَيهِ مِن حُقُوقِكَ فَإِنّكَ أَولَي بِالحَقّ وَ أَكرَمُ منِيّ وَ كَانَت لأِبَيِ ذَرّ غُنَيمَاتٌ يَعِيشُ هُوَ وَ عِيَالُهُ مِنهَا فَأَصَابَهَا دَاءٌ يُقَالُ لَهَا النّقَابُ[النّقَازُ]فَمَاتَت كُلّهَا فَأَصَابَ أَبَا ذَرّ وَ ابنَتَهُ الجُوعُ وَ مَاتَت أَهلُهُ فَقَالَتِ ابنَتُهُ أَصَابَنَا الجُوعُ وَ بَقِينَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ لَم نَأكُل شَيئاً فَقَالَ لِي أَبِي يَا بُنَيّةُ قوُميِ بِنَا إِلَي الرّملِ نَطلُبُ القَتّ وَ هُوَ نَبتٌ لَهُ حَبّ فَصِرنَا إِلَي الرّملِ فَلَم نَجِد شَيئاً فَجَمَعَ أَبِي رَملًا وَ وَضَعَ رَأسَهُ عَلَيهِ وَ رَأَيتُ عَينَيهِ قَد انقَلَبَت فَبَكَيتُ فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَه كَيفَ أَصنَعُ بِكَ وَ أَنَا وَحِيدَةٌ فَقَالَ يَا بنِتيِ لَا تخَاَفيِ فإَنِيّ إِذَا مِتّ جَاءَكِ مِن أَهلِ العِرَاقِ مَن يَكفِيكِ أمَريِ فإَنِيّ أخَبرَنَيِ حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص فِي غَزوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ لِي يَا بَا ذَرّ تَعِيشُ وَحدَكَ وَ تَمُوتُ وَحدَكَ وَ تُبعَثُ وَحدَكَ وَ تَدخُلُ الجَنّةَ وَحدَكَ يَسعَدُ بِكَ أَقوَامٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ يَتَوَلّونَ غُسلَكَ وَ تَجهِيزَكَ وَ دَفنَكَ فَإِذَا أَنَا مِتّ فمَدُيّ الكِسَاءَ عَلَي وجَهيِ ثُمّ اقعدُيِ عَلَي طَرِيقِ العِرَاقِ فَإِذَا أَقبَلَ رَكبٌ فقَوُميِ إِلَيهِم وَ قوُليِ هَذَا أَبُو ذَرّ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قَد توُفُيَّ قَالَت فَدَخَلَ إِلَيهِ قَومٌ مِن أَهلِ الرّبَذَةِ فَقَالُوا يَا أَبَا ذَرّ مَا تشَتكَيِ قَالَ ذنُوُبيِ قَالُوا فَمَا تشَتهَيِ قَالَ رَحمَةَ ربَيّ قَالُوا هَل لَكَ بِطَبِيبٍ قَالَ الطّبِيبُ أمَرضَنَيِ قَالَتِ ابنَتُهُ فَلَمّا عَايَنَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَرحَباً بِحَبِيبٍ أَتَي عَلَي فَاقَةٍ لَا أَفلَحَ مَن نَدِمَ أللّهُمّ خنَقّنيِ خِنَاقَكَ فَوَ حَقّكَ إِنّكَ لَتَعلَمُ أنَيّ أُحِبّ لِقَاءَكَ قَالَتِ ابنَتُهُ فَلَمّا مَاتَ مَدَدتُ الكِسَاءَ عَلَي وَجهِهِ ثُمّ قَعَدتُ عَلَي طَرِيقِ العِرَاقِ فَجَاءَ نَفَرٌ فَقُلتُ لَهُم يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ هَذَا أَبُو ذَرّ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قَد توُفُيَّ فَنَزَلُوا وَ مَشَوا يَبكُونَ فَجَاءُوا فَغَسّلُوهُ وَ كَفّنُوهُ وَ دَفَنُوهُ وَ كَانَ فِيهِمُ الأَشتَرُ فرَوُيَِ أَنّهُ قَالَ كَفّنتُهُ فِي حُلّةٍ كَانَت معَيِ قِيمَتُهَا أَربَعَةُ آلَافِ دِرهَمٍ فَقَالَتِ ابنَتُهُ فَكُنتُ أصُلَيّ بِصَلَاتِهِ وَ أَصُومُ بِصِيَامِهِ فَبَينَا أَنَا ذَاتَ لَيلَةٍ نَائِمَةٌ عِندَ قَبرِهِ
صفحه : 431
إِذ سَمِعتُهُ يَتَهَجّدُ بِالقُرآنِ فِي نوَميِ كَمَا كَانَ يَتَهَجّدُ بِهِ فِي حَيَاتِهِ فَقُلتُ يَا أَبَه مَا ذَا فَعَلَ بِكَ رَبّكَ قَالَ يَا بنِتيِ قَدِمتُ عَلَي رَبّ كَرِيمٍ رضَيَِ عنَيّ وَ رَضِيتُ عَنهُ وَ أكَرمَنَيِ وَ حيَاّنيِ فاَعملَيِ وَ لَا تغَترَيّ
بيان العجف الهزال والغضاضة الذلة والمنقصة قوله يقال لها النقاب قال الفيروزآبادي النقب قرحة تخرج في الجنب و في بعض النسخ بالزاء المعجمة قال الفيروزآبادي النقاز كغراب داء للماشية شبيه بالطاعون قوله خنقني هوطلب للموت
38- فس ،[تفسير القمي] لَقَد تَابَ اللّهُ باِلنبّيِّ عَلَي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ العُسرَةِ قَالَ الصّادِقُ ع هَكَذَا نَزَلَت وَ هُم أَبُو ذَرّ وَ أَبُو خَيثَمَةَ وَ عَمرُو بنُ وَهبٍ الّذِينَ تَخَلّفُوا ثُمّ لَحِقُوا بِرَسُولِ اللّهِص
39- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَكثَرُ عِبَادَةِ أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ التّفَكّرَ وَ الِاعتِبَارَ
40- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ التّاجِرِ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ بَكَي أَبُو ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ مِن خَشيَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي اشتَكَي بَصَرَهُ فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا ذَرّ لَو دَعَوتَ اللّهَ أَن يشَفيَِ بَصَرَكَ فَقَالَ إنِيّ عَنهُ لَمَشغُولٌ وَ مَا هُوَ مِن أَكبَرِ همَيّ قَالُوا وَ مَا يَشغَلُكَ عَنهُ قَالَ العَظِيمَتَانِ الجَنّةُ وَ النّارُ
صفحه : 432
41- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَنِ العَبدِ الصّالِحِ ع مِثلَهُ
كش ،[رجال الكشي] علي بن محمدالقتيبي عن الفضل بن شاذان عن أبيه عن علي بن الحكم عن موسي بن بكر مثله
42- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم لا تَسفِكُونَ دِماءَكُم وَ لا تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيارِكُمدَخَلَ أَبُو ذَرّ عَلِيلًا مُتَوَكّياً عَلَي عَصَاهُ عَلَي عُثمَانَ وَ عِندَهُ مِائَةُ أَلفِ دِرهَمٍ حُمِلَت إِلَيهِ مِن بَعضِ النوّاَحيِ فَقَالَ إنِيّ أُرِيدُ أَن أَضُمّ إِلَيهَا مِثلَهَا ثُمّ أَرَي فِيهَا رأَييِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ أَ تَذكُرُ إِذ رَأَينَا رَسُولَ اللّهِص حَزِيناً عِشَاءً فَقَالَ بقَيَِ عنِديِ مِن فيَءِ المُسلِمِينَ أَربَعَةُ دَرَاهِمَ لَم أَكُن قَسَمتُهَا ثُمّ قَسَمَهَا فَقَالَ الآنَ استَرَحتُ فَقَالَ عُثمَانُ لِكَعبِ الأَحبَارِ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَدّي زَكَاةَ مَالِهِ هَل يَجِبُ بَعدَ ذَلِكَ شَيءٌ قَالَ لَا لَوِ اتّخَذَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ فَقَالَ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يَا ابنَ اليَهُودِيّةِ مَا أَنتَ وَ النّظَرُ فِي أَحكَامِ المُسلِمِينَ فَقَالَ عُثمَانُ لَو لَا صُحبَتُكَ لَقَتَلتُكَ ثُمّ سَيّرَهُ إِلَي الزبدة[الرّبَذَةِ]
43-شف ،[كشف اليقين ] أَحمَدُ بنُ مَردَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ رَحِيمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَكَمِ الخيِريِّ عَن سَعدِ بنِ عُثمَانَ الخَزّازِ عَن أَبِي مَريَمَ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي عَوفٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ ثَعلَبَةَ الليّثيِّ قَالَ أَ لَا أُحَدّثُكَ بِحَدِيثٍ لَم يَختَلِط قُلتُ بَلَي قَالَ مَرِضَ أَبُو ذَرّ فَأَوصَي إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ بَعضُ مَن يَعُودُهُ لَو أَوصَيتَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ كَانَ أَجمَلَ لِوَصِيّتِكَ مِن عَلِيّ قَالَ وَ اللّهِ لَقَد أَوصَيتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَقّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَلرّبِيعُ ألّذِي يُسكَنُ إِلَيهِ وَ لَو قَد فَارَقَكُم لَقَد أَنكَرتُمُ النّاسَ وَ أَنكَرتُمُ الأَرضَ قَالَ قُلتُ يَا أَبَا ذَرّ إِنّا لَنَعلَمُ أَنّ أَحَبّهُم إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَحَبّهُم إِلَيكَ قَالَ أَجَل قُلنَا فَأَيّهُم أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ هَذَا الشّيخُ
صفحه : 433
المَظلُومُ المُضطَهَدُ حَقّهُ يعَنيِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ
44- شف ،[كشف اليقين ] ابنُ مَردَوَيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ عَن عِمرَانَ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِّ عَن يَحيَي بنِ يَمَانٍ عَن سُفيَانَ الثوّريِّ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي عَوفٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ ثَعلَبَةَ قَالَ دَخَلنَا عَلَي أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ ألّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلنَا أَوصِ يَا أَبَا ذَرّ قَالَ قَد أَوصَيتُ قُلنَا إِلَي مَن قَالَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَ قُلنَا عُثمَانَ قَالَ لَا وَ لَكِن إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَقّاً أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ إِنّهُ لرَبَيّّ الأَرضِ وَ إِنّهُ لرَبَاّنيِّ هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَو قَد فَقَدتُمُوهُ لَأَنكَرتُمُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا
بيان الربّيّّ والربّاّنيِّ كلاهما منسوبان إلي الرب أي العالم الراسخ في العلم والدين وسيأتي في أكثر الروايات أنه لزر الأرض بالزاء المكسورة المعجمة ثم الراء المشددة المهملة قال في النهاية في حديث أبي ذر قال يصف عليا إنه لعالم الأرض وزرها ألذي تسكن إليه أي قوامها و قدمر في باب سلمان أيضا
45-يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّاسُ فِي غَزَاةِ تَبُوكَ تَخَلّفَ أَبُو ذَرّ فَنَزَلَ النّبِيّص فَلَم يَبرَح مَكَانَهُ حَتّي أَصبَحَ ثُمّ جَعَلَ يَرمَقُ الطّرِيقَ حَتّي طَلَعَ أَبُو ذَرّ يَحمِلُ أَشيَاءَهُ عَلَي عَاتِقِهِ قَالَ وَ قَد تَخَلّفَ عَنهُ بَعِيرُهُ فَتَلَوّمَ عَلَيهِ فَلَمّا أَبطَأَ عَلَيهِ أَخَذَ مَتَاعَهُ وَ مَضَي قَالَ هَذَا أَبُو ذَرّ ثُمّ قَالَ النّبِيّص أَبُو ذَرّ يمَشيِ وَحدَهُ وَ يُحيَا وَحدَهُ وَ يَمُوتُ وَحدَهُ وَ يُبعَثُ وَحدَهُ اسقُوهُ فَإِنّهُ عَطشَانُ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ إِدَاوَةٌ مُعَلّقَةٌ مَعَهُ بِعَصاً مَملُوّةٌ مَاءً قَالَ فَالتَفَتَ وَ قَالَ وَ إِيّاكُم أَن تَقتُلُوهُ عَطَشاً اسقُوهُ فَإِنّهُ عَطشَانُ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ فَأَخَذتُ قدَحَيِ فَمَلَأتُهُ ثُمّ سَعَيتُ بِهِ نَحوَهُ حَتّي لَقِيتُهُ فَبَرَكَ عَلَي رُكبَتَيهِ ثُمّ شَرِبَ حَتّي أَتَي عَلَيهِ فَقُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ أَ بَلَغَ مِنكَ العَطَشُ مَا أَرَي وَ هَذِهِ إِدَاوَةٌ مَعَكَ مَملُوّةٌ مَاءً قَالَ إنِيّ مَرَرتُ
صفحه : 434
عَلَي نَضحَةٍ مِنَ السّمَاءِ فَأَودَعتُهَا إدِاَوتَيِ وَ قُلتُ أَسقِيهَا رَسُولَ اللّهِص
بيان تلوم في الأمر تمكث وانتظر
46- سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن أَبِي المِعزَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ فِيمَا أَظُنّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رئُيَِ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يسَقيِ حِمَاراً لَهُ بِالرّبَذَةِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ النّاسِ أَ مَا لَكَ يَا بَا ذَرّ مَن يسَقيِ لَكَ هَذَا الحِمَارَ فَقَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا مِن دَابّةٍ إِلّا وَ هيَِ تَسأَلُ كُلّ صَبَاحٍ أللّهُمّ ارزقُنيِ مَلِيكاً صَالِحاً يشُبعِنُيِ مِنَ العَلَفِ وَ يرُويِنيِ مِنَ المَاءِ وَ لَا يكُلَفّنُيِ فَوقَ طاَقتَيِ فَأَنَا أُحِبّ أَن أَسقِيَهُ بنِفَسيِ
47- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي ذَرّ أَنّهُ قَالَ كُنتُ وَ عُثمَانَ نمَشيِ وَ رَسُولُ اللّهِص مُتّكِئٌ فِي المَسجِدِ فَجَلَسنَا إِلَيهِ ثُمّ قَامَ عُثمَانُ وَ أَبُو ذَرّ جَالِسٌ فَقَالَص لَهُ بأِيَّ شَيءٍ كُنتَ تنُاَجيِ عُثمَانَ قَالَ كُنتُ أَقرَأُ سُورَةً مِنَ القُرآنِ قَالَ أَمَا إِنّهُ سَيُبغِضُكَ وَ تُبغِضُهُ وَ الظّالِمُ مِنكُمَا فِي النّارِ قُلتُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَالظّالِمُ منِيّ وَ مِنهُ فِي النّارِ فَأَيّنَا الظّالِمُ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرّ قُلِ الحَقّ وَ إِن وَجَدتَهُ مُرّاً تلَقنَيِ عَلَي العَهدِ
48- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وُعِكَ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَأَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أَبَا ذَرّ قَد وُعِكَ فَقَالَ امضِ بِنَا إِلَيهِ نَعُودُهُ فَمَضَينَا إِلَيهِ جَمِيعاً فَلَمّا جَلَسنَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ أَصبَحتَ يَا أَبَا ذَرّ قَالَ أَصبَحتُ وَعِكاً يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَصبَحتَ فِي رَوضَةٍ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ قَدِ انغَمَستَ فِي مَاءِ الحَيَوَانِ وَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ مَا يَقدَحُ فِي دِينِكَ فَأَبشِر يَا أَبَا ذَرّ
صفحه : 435
49- شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابٍ عَتِيقٍ فِي المَنَاقِبِ قَالَ أخَبرَنَيِ مُخَوّلُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي ذَرّ قَالَ لَمّا سَيّرَ عُثمَانُ أَبَا ذَرّ إِلَي الرّبَذَةِ أَتَيتُهُ أُسَلّمُ عَلَيهِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ أن اصبر[ فَقَالَ أَبُو ذَرّ] لِي وَ لِأُنَاسٍ معَيِ عِدّةٍ إِنّهَا سَتَكُونُ فِتنَةٌ وَ لَستُ أُدرِكُهَا وَ لَعَلّكُم تُدرِكُونَهَا فَاتّقُوا اللّهَ وَ عَلَيكُم بِالشّيخِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ أَنتَ أَوّلُ مَن آمَنَ بيِ وَ أَوّلُ مَن يصُاَفحِنُيِ يَومَ القِيَامَةِ وَ أَنتَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ أَنتَ الفَارُوقُ ألّذِي يَفرُقُ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ أَنتَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ المَالُ يَعسُوبُ الكَفَرَةِ
50- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ رَفَعَهُ قَالَ لَمّا مَاتَ ذَرّ بنُ أَبِي ذَرّ مَسَحَ أَبُو ذَرّ القَبرَ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ رَحِمَكَ اللّهُ يَا ذَرّ وَ اللّهِ إِن كُنتَ بيِ بَارّاً وَ لَقَد قُبِضتَ وَ إنِيّ عَنكَ لَرَاضٍ أَمَا وَ اللّهِ مَا بيِ فَقدُكَ وَ مَا عَلَيّ مِن غَضَاضَةٍ وَ مَا لِي إِلَي أَحَدٍ سِوَي اللّهِ مِن حَاجَةٍ وَ لَو لَا هَولُ المُطّلَعِ لسَرَنّيِ أَن أَكُونَ مَكَانَكَ وَ لَقَد شغَلَنَيِ الحُزنُ لَكَ عَنِ الحُزنِ عَلَيكَ وَ اللّهِ مَا بَكَيتُ لَكَ وَ لَكِن بَكَيتُ عَلَيكَ فَلَيتَ شعِريِ مَا ذَا قُلتَ وَ مَا ذَا قِيلَ لَكَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ قَد وَهَبتُ لَهُ مَا افتَرَضتَ عَلَيهِ مِن حقَيّ فَهَب لَهُ مَا افتَرَضتَ عَلَيهِ مِن حَقّكَ فَأَنتَ أَحَقّ بِالجُودِ منِيّ
51-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَفصٍ التمّيِميِّ عَن أَبِي الجَعفَرِ الخثَعمَيِّ قَالَ قَالَ لَمّا سَيّرَ عُثمَانُ أَبَا ذَرّ إِلَي الرّبَذَةِ شَيّعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ عَقِيلٌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَلَمّا كَانَ عِندَ الوَدَاعِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا بَا ذَرّ إِنّمَا غَضِبتَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَارجُ مَن غَضِبتَ لَهُ إِنّ القَومَ خَافُوكَ عَلَي دُنيَاهُم وَ خِفتَهُم عَلَي دِينِكَ فَأَرحَلُوكَ عَنِ الفِنَاءِ وَ امتَحَنُوكَ بِالبَلَاءِ وَ وَ اللّهِ لَو كَانَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ عَلَي عَبدٍ رَتقاً ثُمّ اتّقَي اللّهَ جَعَلَ لَهُ مِنهَا مَخرَجاً فَلَا يُؤنِسكَ إِلّا الحَقّ وَ لَا يُوحِشكَ إِلّا البَاطِلُ
صفحه : 436
ثُمّ تَكَلّمَ عَقِيلٌ فَقَالَ يَا بَا ذَرّ أَنتَ تَعلَمُ أَنّا نُحِبّكَ وَ نَحنُ نَعلَمُ أَنّكَ تُحِبّنَا وَ أَنتَ قَد حَفِظتَ فِينَا مَا ضَيّعَ النّاسُ إِلّا القَلِيلَ فَثَوَابُكَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِذَلِكَ أَخرَجَكَ المُخرِجُونَ وَ سَيّرَكَ المُسَيّرُونَ فَثَوَابُكَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَاتّقِ اللّهَ وَ اعلَم أَنّ استِعفَاءَكَ البَلَاءَ مِنَ الجَزَعِ وَ استِبطَاءَكَ العَافِيَةَ مِنَ اليَأسِ فَدَعِ اليَأسَ وَ الجَزَعَ وَ قُل حسَبيَِ اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ ثُمّ تَكَلّمَ الحَسَنُ ع فَقَالَ يَا عَمّاه إِنّ القَومَ قَد أَتَوا إِلَيكَ مَا قَد تَرَي وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِالمَنظَرِ الأَعلَي فَدَع عَنكَ ذِكرَ الدّنيَا بِذِكرِ فِرَاقِهَا وَ شِدّةَ مَا يَرِدُ عَلَيكَ لِرَجَاءِ مَا بَعدَهَا وَ اصبِر حَتّي تَلقَي نَبِيّكَص وَ هُوَ عَنكَ رَاضٍ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ تَكَلّمَ الحُسَينُ ع فَقَالَ يَا عَمّاه إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَادِرٌ أَن يُغَيّرَ مَا تَرَي وَ هُوَ كُلّ يَومٍ فِي شَأنٍ إِنّ القَومَ مَنَعُوكَ دُنيَاهُم وَ مَنَعتَهُم دِينَكَ فَمَا أَغنَاكَ عَمّا مَنَعُوكَ وَ أَحوَجَهُمُ إِلَي مَا مَنَعتَهُم فَعَلَيكَ بِالصّبرِ وَ إِنّ الخَيرَ فِي الصّبرِ وَ الصّبرَ مِنَ الكَرمِ وَ دَعِ الجَزَعَ فَإِنّ الجَزَعَ لَا يُغنِيكَ
ثُمّ تَكَلّمَ عَمّارٌ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ يَا بَا ذَرّ أَوحَشَ اللّهُ مَن أَوحَشَكَ وَ أَخَافَ مَن أَخَافَكَ إِنّهُ وَ اللّهِ مَا مَنَعَ النّاسَ أَن يَقُولُوا الحَقّ إِلّا الرّكُونُ إِلَي الدّنيَا وَ الحُبّ لَهَا أَلَا إِنّمَا الطّاعَةُ مَعَ الجَمَاعَةِ وَ المُلكُ لِمَن غَلَبَ عَلَيهِ وَ إِنّ هَؤُلَاءِ القَومَ دَعَوُا النّاسَ إِلَي دُنيَاهُم فَأَجَابُوهُم إِلَيهَا وَ وَهَبُوا لَهُم دِينَهُم فَخَسِرُوا الدّنيَا وَ الآخِرَةَ وَذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ ثُمّ تَكَلّمَ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ عَلَيكُمُ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ بأِبَيِ وَ أمُيّ هَذِهِ الوُجُوهُ فإَنِيّ إِذَا رَأَيتُكُم ذَكَرتُ رَسُولَ اللّهِص بِكُم وَ مَا لِي بِالمَدِينَةِ شَجَنٌ وَ لَا سَكَنٌ غَيرُكُم وَ إِنّهُ ثَقُلَ عَلَي عُثمَانَ جوِاَريِ بِالمَدِينَةِ كَمَا ثَقُلَ عَلَي مُعَاوِيَةَ بِالشّامِ فَآلَي أَن يسُيَرّنَيِ إِلَي بَلدَةٍ فَطَلَبتُ إِلَيهِ أَن يَكُونَ ذَلِكَ إِلَي الكُوفَةِ
صفحه : 437
فَزَعَمَ أَنّهُ يَخَافُ أَن أُفسِدَ عَلَي أَخِيهِ النّاسَ بِالكُوفَةِ وَ آلَي بِاللّهِ ليَسُيَرّنُيِ إِلَي بَلدَةٍ لَا أَرَي فِيهَا أَنِيساً وَ لَا أَسمَعُ بِهَا حَسِيساً وَ إنِيّ وَ اللّهِ مَا أُرِيدُ إِلّا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ صَاحِباً وَ مَا لِي مَعَ اللّهِ وَحشَةٌحسَبيَِ اللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ هُوَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ سَيّدِنَا وَ آلِهِ الطّيّبِينَ
بيان الشجن بالتحريك الحاجة والحسيس الصوت الخفي
1- مع ،[معاني الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ النهّاَونَديِّ عَن صَالِحِ بنِ رَاهَوَيهِ عَن أَبِي حَيّونٍ مَولَي الرّضَا عَنِ الرّضَا ع قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إِنّ الأَبكَارَ مِنَ النّسَاءِ بِمَنزِلَةِ الثّمَرِ عَلَي الشّجَرِ فَإِذَا أَينَعَ الثّمَرُ فَلَا دَوَاءَ لَهُ إِلّا اجتِنَاؤُهُ وَ إِلّا أَفسَدَتهُ الشّمسُ وَ غَيّرَتهُ الرّيحُ وَ إِنّ الأَبكَارَ إِذَا أَدرَكنَ مَا تُدرِكُ النّسَاءُ فَلَا دَوَاءَ لَهُنّ إِلّا البُعُولُ وَ إِلّا لَم يُؤمَن عَلَيهِنّ الفِتنَةُ فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص المِنبَرَ فَخَطَبَ النّاسَ ثُمّ أَعلَمَهُم مَا أَمَرَهُمُ اللّهُ بِهِ فَقَالُوا مِمّن يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ الأَكفَاءِ فَقَالُوا وَ مَنِ الأَكفَاءُ فَقَالَ المُؤمِنُونَ بَعضُهُم أَكفَاءُ بَعضٍ ثُمّ لَم يَنزِل حَتّي زَوّجَ ضُبَاعَةَ المِقدَادَ بنَ الأَسوَدِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّمَا زَوّجتُ ابنَةَ عمَيّ المِقدَادَ لِيَتّضِعَ النّكَاحُ
2-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن عُمَرَ بنِ أَبِي بَكّارٍ
صفحه : 438
عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص زَوّجَ المِقدَادَ بنَ الأَسوَدِ ضُبَاعَةَ ابنَةَ الزّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ إِنّمَا زَوّجَهُ لِتَتّضِعَ المَنَاكِحُ وَ لِيَتَأَسّوا بِرَسُولِ اللّهِص وَ لِيَعلَمُوا أَنّ أَكرَمَهُم عِندَ اللّهِ أَتقَاهُم
3-كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الدّهقَانِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الطاّطرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ بَيّاعِ الساّبرِيِّ عَن أَبَانٍ عَن يَحيَي عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عُثمَانَ قَالَ لِلمِقدَادِ أَمَا وَ اللّهِ لَتَنتَهِيَنّ أَو لَأَرُدّنّكَ إِلَي رَبّكَ الأَوّلِ قَالَ فَلَمّا حَضَرَتِ المِقدَادَ الوَفَاةُ قَالَ لِعَمّارٍ أَبلِغ عُثمَانَ عنَيّ أنَيّ قَد رُدِدتُ إِلَي ربَيَّ الأَوّلِ
بيان لعله كان مراد عثمان بالرب الأول مولاه ألذي أعتقه أو ألذي كان تبناه أوالصنم ألذي كان في الجاهلية يعبده ومراد مقداد رضي الله عنه الرب القديم تعالي شأنه
4-ختص ،[الإختصاص ] كُنيَةُ المِقدَادِ أَبُو مَعبَدٍ وَ هُوَ مِقدَادُ بنُ عَمرٍو البهَراَنيِّ وَ كَانَ الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ الزهّريِّ تَبَنّاهُ فَنَسَبَ المِقدَادُ إِلَيهِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ
بيان قال الشهيد الثاني رحمه الله البهراني نسبة إلي بهر بن عمرو بن الحاف بن قضاعة انتهي وقيل منسوب إلي بهراء قبيلة علي غيرقياس إذ القياس بهراوي و في رجال العامة المقداد هو أبومعبد وقيل أبوالأسود و هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي وقيل إنه قضاعي وقيل هوحضرمي و ذلك أن أباه حالف كندة فنسب إليها وحالف المقداد الأسود بن عبديغوث الزهري فقيل له زهري وإنما مكي[كني] ابن الأسود لأنه كان حليفه أولأنه كان في حجره وقيل بل كان عبدا له فتبناه قال ابن عبدالبر والأول أصح و قال كان قديم الإسلام شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها و كان
صفحه : 439
من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي ص
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَنِ الزعّفرَاَنيِّ عَنِ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ عَن أَبِيهِ عَن لُوطِ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ جُندَبٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لِمَا بُويِعَ عُثمَانُ سَمِعتُ المِقدَادَ بنَ الأَسوَدِ الكنِديِّ يَقُولُ لِعَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ وَ اللّهِ يَا عَبدَ الرّحمَنِ مَا رَأَيتُ مِثلَ مَا أَتَي إِلَي أَهلِ هَذَا البَيتِ بَعدَ نَبِيّهِم فَقَالَ لَهُ عَبدُ الرّحمَنِ مَا أَنتَ وَ ذَاكَ يَا مِقدَادُ قَالَ إنِيّ وَ اللّهِ أُحِبّهُم لِحُبّ رَسُولِ اللّهِص لَهُم وَ يعَترَيِنيِ وَ اللّهِ وَجدٌ لَا أَبُثّهُ بَثّةً لِتَشَرّفِ قُرَيشٍ عَلَي النّاسِ بِشَرَفِهِم وَ اجتِمَاعِهِم عَلَي نَزعِ سُلطَانِ رَسُولُ اللّهِص مِن أَيدِيهِم فَقَالَ لَهُ عَبدُ الرّحمَنِ وَيحَكَ وَ اللّهِ لَقَدِ اجتَهَدَت[أَجهَدتُ]نفَسيِ لَكُم قَالَ لَهُ المِقدَادُ وَ اللّهِ لَقَد تَرَكتَ رَجُلًا مِنَ الّذِينَ يَأمُرُونَبِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ أَمَا وَ اللّهِ لَو أَنّ لِي عَلَي قُرَيشٍ أَعوَاناً لَقَاتَلتُهُم قتِاَليِ إِيّاهُم يَومَ بَدرٍ وَ أُحُدٍ فَقَالَ لَهُ عَبدُ الرّحمَنِ ثَكِلَتكَ أُمّكَ يَا مِقدَادُ لَا يَسمَعَنّ هَذَا الكَلَامَ مِنكَ النّاسُ أم [ أَمَا] وَ اللّهِ إنِيّ لَخَائِفٌ أَن تَكُونَ صَاحِبَ فُرقَةٍ وَ فِتنَةٍ قَالَ جُندَبٌ فَأَتَيتُهُ بَعدَ مَا انصَرَفَ مِن مَقَامِهِ فَقُلتُ لَهُ يَا مِقدَادُ أَنَا مِن أَعوَانِكَ فَقَالَ رَحِمَكَ اللّهُ إِنّ ألّذِي نُرِيدُ لَا يغُنيِ فِيهِ الرّجُلَانِ وَ الثّلَاثَةُ فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ فَأَتَيتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَذَكَرتُ لَهُ مَا قَالَ وَ مَا قُلتُ قَالَ فَدَعَا لَنَا بِخَيرٍ
6- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ مُحَسّنٍ عَن سَعدٍ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي القَاسِمِ الأيَاَديِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّمَا مَنزِلَةُ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَنزِلَةِ أَلِفٍ فِي القُرآنِ لَا يَلزَقُ بِهَا شَيءٌ
بيان لعل المراد أنه في بعض الصفات ممتاز لايلحقه أحد فلاينافي كون سلمان أفضل منه مع أن يحتمل أن يكون الحصر إضافيا
صفحه : 440
7- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ بنُ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بَشِيرٍ عَمّن حَدّثَهُ قَالَ مَا بقَيَِ أَحَدٌ إِلّا وَ قَد جَالَ جَولَةً إِلّا المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ فَإِنّ قَلبَهُ كَانَ مِثلَ زُبَرِ الحَدِيدِ
8- كش ،[رجال الكشي]طَاهِرُ بنُ عِيسَي الوَرّاقُ رَفَعَهُ إِلَي مُحَمّدِ بنِ سُفيَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا سَلمَانُ لَو عُرِضَ عِلمُكَ عَلَي مِقدَادٍ لَكَفَرَ يَا مِقدَادُ لَو عُرِضَ عِلمُكَ عَلَي سَلمَانَ لَكَفَرَ
9- كش ،[رجال الكشي] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع ارتَدّ النّاسُ إِلّا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ قَالَ قُلتُ فَعَمّارٌ قَالَ قَد كَانَ جَاضَ جَيضَةً ثُمّ رَجَعَ ثُمّ قَالَ إِن أَرَدتَ ألّذِي لَم يَشُكّ وَ لَم يَدخُلهُ شَيءٌ فَالمِقدَادُ فَأَمّا سَلمَانُ فَإِنّهُ عَرَضَ فِي قَلبِهِ أَنّ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ لَو تَكَلّمَ بِهِ لَأَخَذَتهُمُ الأَرضُ وَ هُوَ هَكَذَا فَلُبّبَ وَ وُجِئَت عُنُقُهُ حَتّي تُرِكَت كَالسّلعَةِ فَمَرّ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ يَا بَا عَبدِ اللّهِ هَذَا مِن ذَاكَ بَايِع فَبَايَعَ وَ أَمّا أَبُو ذَرّ فَأَمَرَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالسّكُوتِ وَ لَم يَأخُذهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ فَأَبَي إِلّا أَن يَتَكَلّمَ فَمَرّ بِهِ عُثمَانُ فَأَمَرَ بِهِ ثُمّ أَنَابَ النّاسُ بَعدَهُ وَ كَانَ أَوّلَ مَن أَنَابَ أَبُو سَاسَانَ الأنَصاَريِّ وَ أَبُو عَمرَةَ وَ شُتَيرَةُ فَكَانُوا سَبعَةً وَ لَم يَكُن يَعرِفُ حَقّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلّا هَؤُلَاءِ السّبعَةُ
بيان جاض عنه حاد ومال و في بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين بمعناه وحاصوا عن العدو انهزموا
صفحه : 441
الآيات البقرةوَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ وَ يَكُونَ الرّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداًآل عمران كُنتُم خَيرَ أُمّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ تَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَ تُؤمِنُونَ بِاللّهِالحج هُوَ اجتَباكُم وَ ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ مِلّةَ أَبِيكُم اِبراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ فَأَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ وَ اعتَصِمُوا بِاللّهِ هُوَ مَولاكُم فَنِعمَ المَولي وَ نِعمَ النّصِيرُتفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي أُمّةً وَسَطاًالوسط العدل وقيل الخيار قال صاحب العين الوسط من كل شيءأعدله وأفضله أوالواسطة بين الرسول و بين الناس ومتي قيل إذا كان في الأمة من ليس هذه صفته فكيف وصف جماعتهم بذلك فالجواب أن المراد به من كان بتلك الصفة لأن كل عصر لايخلو من جماعة هذه صفتهم وَ رَوَي بُرَيدٌ العجِليِّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ نَحنُ الأُمّةُ الوَسَطُ وَ نَحنُ شُهَدَاءُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ حُجّتُهُ فِي أَرضِهِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي إِلَينَا يَرجِعُ الغاَليِ وَ بِنَا يَلحَقُ المُقَصّرُ
وَ رَوَي الحسَكاَنيِّ فِي شَوَاهِدِ التّنزِيلِ بِإِسنَادِهِ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ عَن عَلِيّ ع أَنّ اللّهَ تَعَالَي إِيّانَا عَنَي بِقَولِهِلِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِفَرَسُولُ اللّهِص شَاهِدٌ عَلَينَا وَ نَحنُ شُهَدَاءُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ حُجّتُهُ فِي أَرضِهِ وَ نَحنُ الّذِينَ قَالَ اللّهُوَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً
. و قوله لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ فيه أقوال أحدها أن المعني لتشهدوا
صفحه : 442
علي الناس بأعمالهم التي خالفوا فيهاالحق في الدنيا والآخرة كما قال تعالي وَ جيِءَ بِالنّبِيّينَ وَ الشّهَداءِ و قال وَ يَومَ يَقُومُ الأَشهادُ وقيل الأشهاد أربعة الملائكة والأنبياء وأمة محمدص والجوارح والثاني أن المعني لتكونوا حجة علي الناس فتبينوا لهم الحق والدين و يكون الرسول شهيدا مؤديا إليكم والثالث أنهم يشهدون للأنبياء علي أممهم المكذبين لهم بأنهم قدبلغوا وجاز ذلك لإعلام النبي ص إياهم بذلك وَ يَكُونَ الرّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداً أي شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم وقيل حجة عليكم وقيل شهيدا لكم بأنكم قدصدقتم يوم القيامة فيما تشهدون به كُنتُم خَيرَ أُمّةٍقيل هم أصحاب رسول الله ص خاصة وقيل هوخطاب للصحابة ولكنه يعم سائر الأمةهُوَ اجتَباكُم أي اختاركم واصطفاكم لدينه مِن حَرَجٍ أي من ضيق لامخرج منه و لامخلص من عقابه بل جعل التوبة والكفارات ورد المظالم مخلصا من الذنوب وقيل لم يضيق عليكم أمر الدين فلم يكلفكم ما لاتطيقون بل كلف دون الوسع وقيل يعني الرخص عندالضرورات كالقصر والتيمم وأكل الميتةمِلّةَ أَبِيكُم اِبراهِيمَ أي دينه لأن ملة ابراهيم داخلة في ملة محمدص وإنما سماه أباللجميع لأن حرمته علي المسلمين كحرمة الوالد علي الولد أولأن العرب من ولد إسماعيل وأكثر العجم من ولد إسحاق فالغالب عليهم أنهم أولاده هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ أي الله سماكم المسلمين وقيل ابراهيم مِن قَبلُ أي من قبل إنزال القرآن وَ فِي هذا أي في القرآن لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُمبالطاعة والقبول فإذاشهد لكم به صرتم عدولا تستشهدون علي الأمم الماضية بأن الرسل قدبلغوهم الرسالة وأنهم لم يقبلواوَ اعتَصِمُوا بِاللّهِ أي تمسكوا بدين الله أوامتنعوا بطاعة الله عن معصيته أوبالله من أعدائكم أوثقوا بالله وتوكلوا عليه هُوَ مَولاكُم أي وليكم وناصركم والمتولي لأموركم ومالككم فَنِعمَ المَولي هولمن تولاه
صفحه : 443
وَ نِعمَ النّصِيرُلمن انتصره
1- ل ،[الخصال ]سَلمَانُ بنُ أَحمَدَ اللخّميِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن مِنجَابِ بنِ الحَارِثِ عَن أَبِي حُذَيفَةَ الثعّلبَيِّ عَن زِيَادِ بنِ عِلَاقَةَ عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ السوّاَنيِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص قَالَ سَأَلتُ ربَيّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ثَلَاثَ خِصَالٍ فأَعَطاَنيِ اثنَتَينِ وَ منَعَنَيِ وَاحِدَةً قُلتُ يَا رَبّ لَا تُهلِك أمُتّيِ جُوعاً قَالَ لَكَ هَذِهِ قُلتُ يَا رَبّ لَا تُسَلّط عَلَيهِم عَدُوّاً مِن غَيرِهِم يعَنيِ مِنَ المُشرِكِينَ فَيَجتَاحُوهُم قَالَ لَكَ ذَلِكَ قُلتُ يَا رَبّ لَا تَجعَل بَأسَهُم بَينَهُم فمَنَعَنَيِ هَذِهِ
قال سليمان بن أحمد لايروي هذاالحديث عن علي ع إلابهذا الإسناد تفرد به منجاب بن الحارث
2- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَم تُعطَ أمُتّيِ أَقَلّ مِن ثَلَاثٍ الجَمَالِ وَ الصّوتِ الحَسَنِ وَ الحِفظِ
بيان قيل المعني أنه لم يخل واحد منهم من واحدة منها والأظهر عندي أن المراد به أن تلك الخصال في تلك الأمة أقل من سائر الخصال
3- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رُفِعَ عَن أمُتّيِ تِسعَةٌ الخَطَأُ وَ النّسيَانُ وَ مَا أُكرِهُوا عَلَيهِ وَ مَا لَا يَعلَمُونَ وَ مَا لَا يُطِيقُونَ وَ مَا اضطُرّوا إِلَيهِ وَ الحَسَدُ وَ الطّيَرَةُ وَ التّفَكّرُ فِي الوَسوَسَةِ فِي الخَلقِ مَا لَم يَنطِق بِشَفَةٍ
أقول قدمر شرحه في كتاب العدل
4-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ النّبِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَمِمّا أَعطَي اللّهُ أمُتّيِ وَ فَضّلَهُم بِهِ عَلَي سَائِرِ الأُمَمِ أَعطَاهُم ثَلَاثَ خِصَالٍ لَم يُعطِهَا
صفحه : 444
إِلّا أمُتّيِ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَانَ إِذَا بَعَثَ نَبِيّاً قَالَ لَهُ اجتَهِد فِي دِينِكَ وَ لَا حَرَجَ عَلَيكَ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَعطَي ذَلِكَ أمُتّيِ حَيثُ يَقُولُوَ ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ يَقُولُ مِن ضِيقٍ وَ كَانَ إِذَا بَعَثَ نَبِيّاً قَالَ لَهُ إِذَا أَحزَنَكَ أَمرٌ تَكرَهُهُ فاَدعنُيِ أَستَجِب لَكَ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَعطَي أمُتّيِ ذَلِكَ حَيثُ يَقُولُادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم وَ كَانَ إِذَا بَعَثَ نَبِيّاً جَعَلَهُ شَهِيداً عَلَي قَومِهِ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ أمُتّيِ شُهَدَاءَ عَلَي الخَلقِ حَيثُ يَقُولُلِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ
5-ضه ،[روضة الواعظين ]قيل إن الله سبحانه أعطي هذه الأمة مرتبة الخليل ومرتبة الكليم ومرتبة الحبيب فأما مرتبة الخليل فإن ابراهيم ع سأل ربه خمس حاجات فأعطاها إياه بسؤاله وأعطي ذلك هذه الأمة بلا سؤال سأل الخليل المغفرة بالتعريض فقال في سورة الشعراءوَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ يَومَ الدّينِ وأعطي هذه الأمة بلا سؤال فقال يا عبِاديَِ الّذِينَ أَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً والثاني سأل الخليل فقال في الشعراءوَ لا تخُزنِيِ يَومَ يُبعَثُونَ و قال لهذه الأمةيَومَ لا يخُزيِ اللّهُ النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ والثالث سأل الخليل الوراثة قال في الشعراءوَ اجعلَنيِ مِن وَرَثَةِ جَنّةِ النّعِيمِ و قال لهذه الأمةأُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيها خالِدُونَ والرابع سأل الخليل القبول فقال رَبّنا تَقَبّل مِنّا و قال لهذه الأمةوَ هُوَ ألّذِي يَقبَلُ التّوبَةَ عَن عِبادِهِ والخامس
صفحه : 445
سأل الخليل الأعقاب الصالحة فقال رَبّ هَب لِي مِنَ الصّالِحِينَ و قال لهذه الأمة في سورة الأنعام هُوَ ألّذِي جَعَلَكُم خَلائِفَ فِي الأَرضِ ثم أعطي الخليل ست مراتب بلا سؤال وأعطي جميع هذه الأمة بلا سؤال .الأول قال للخليل ما كانَ اِبراهِيمُ يَهُودِيّا وَ لا نَصرانِيّا وَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً و قال لهذه الأمةهُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ. والثاني قال للخليل يا نارُ كوُنيِ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ و قال لهذه الأمةوَ كُنتُم عَلي شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها. والثالث قال للخليل فَبَشّرناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ و قال لهذه الأمةوَ بَشّرِ المُؤمِنِينَ بِأَنّ لَهُم مِنَ اللّهِ فَضلًا كَبِيراً. والرابع قال للخليل سَلامٌ عَلي اِبراهِيمَ و قال لهذه الأمةقُلِ الحَمدُ لِلّهِ وَ سَلامٌ عَلي عِبادِهِ الّذِينَ اصطَفي. والخامس قال للخليل وَ اذكُر عِبادَنا اِبراهِيمَ وَ إِسحاقَ و قال لأمة الحبيب وَ عِبادُ الرّحمنِ. والسادس قال للخليل شاكِراً لِأَنعُمِهِ اجتَباهُ و قال لهذه الأمةهُوَ اجتَباكُم. و أمامرتبة الكليم فإن الله تعالي أعطي الكليم عشرة مراتب وأعطي أمة
صفحه : 446
محمدعشر أمثالها قال للكليم وَ أَنجَينا مُوسي و قال لأمة محمدكَذلِكَ حَقّا عَلَينا نُنجِ المُؤمِنِينَ. والثاني أعطي الكليم النصرة فقال إنِنّيِ مَعَكُما أَسمَعُ وَ أَري و قال لهذه الأمةإِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَوا. والثالث القربة قال وَ قَرّبناهُ نَجِيّا و قال لهذه الأمةوَ نَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِنكُم. والرابع المنة قال تعالي وَ لَقَد مَنَنّا عَلي مُوسي وَ هارُونَ و قال لهذه الأمةبَلِ اللّهُ يَمُنّ عَلَيكُم. والخامس الأمن والرفعة قال الله تعالي لا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعلي و قال لهذه الأمةوَ لا تَهِنُوا وَ لا تَحزَنُوا وَ أَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ. والسادس المعرفة والشرح في القلب فقال الكليم رَبّ اشرَح لِي صدَريِفأعطاه ذلك بقوله قَد أُوتِيتَ سُؤلَكَ و قال لأمة محمدأَ فَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ. والسابع التيسير قال وَ يَسّر لِي أمَريِ و قال لهذه الأمةيُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ. والثامن الإجابة قال الله تعالي قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما و قال لهذه الأمةوَ يَستَجِيبُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ يَزِيدُهُم مِن فَضلِهِ.
صفحه : 447
والتاسع المغفرة قال الكليم رَبّ إنِيّ ظَلَمتُ نفَسيِ فَاغفِر لِي فَغَفَرَ لَهُ و قال لأمة محمدص يَدعُوكُم لِيَغفِرَ لَكُم مِن ذُنُوبِكُم. والعاشر النجاح قال قَد أُوتِيتَ سُؤلَكَ يا مُوسي و قال لهذه الأمةوَ آتاكُم مِن كُلّ ما سَأَلتُمُوهُ و في ضمنها و ما لم تسألوه كقوله سَواءً لِلسّائِلِينَ أي لمن سأل ولمن لم يسأل . و أمامرتبة الحبيب فإن الله سبحانه أعطي حبيبه محمداص تسع مراتب وأعطي أمته مثلها تسعا الأول التوبة قال للحبيب لَقَد تابَ اللّهُ عَلَي النّبِيّ و قال لأمته وَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيكُم و قال ثُمّ تابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا. والثاني المغفرة قال الله تعالي لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ و قال لأمته إِنّ اللّهَ يَغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً. والثالث النعمة قال له وَ يُتِمّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ و قال لأمته وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ. والرابع النصرة قوله تعالي وَ يَنصُرَكَ اللّهُ نَصراً عَزِيزاً و قال لأمته وَ كانَ حَقّا عَلَينا نَصرُ المُؤمِنِينَ. والخامس الصلوات قال له إِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ و قال لأمته هُوَ ألّذِي يصُلَيّ عَلَيكُم وَ مَلائِكَتُهُ. والسادس الصفوة قال للحبيب اللّهُ يصَطفَيِ مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ
صفحه : 448
النّاسِ
يعني محمدا و قال لأمته ثُمّ أَورَثنَا الكِتابَ الّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا.السابع الهداية قال للحبيب وَ يَهدِيَكَ صِراطاً مُستَقِيماً و قال لأمته وَ إِنّ اللّهَ لَهادِ الّذِينَ آمَنُوا إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ. والثامن السلام قال للحبيب في ليلة المعراج السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته و قال لأمته وَ إِذا جاءَكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِآياتِنا فَقُل سَلامٌ عَلَيكُم كَتَبَ رَبّكُم عَلي نَفسِهِ الرّحمَةَ. والتاسع الرضا قال للحبيب وَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي و قال لأمته لَيُدخِلَنّهُم مُدخَلًا يَرضَونَهُيعني الجنة و من رحمة الله سبحانه علي هذه الأمة وتخصيصه إياهم دون الأمم ماخص به شريعتهم من التخفيف والتيسير فقال سبحانه يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّفَ عَنكُم و قال ما يُرِيدُ اللّهُ لِيَجعَلَ عَلَيكُم مِن حَرَجٍ و قال وَ ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ و قال يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ و قال وَ يَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَ الأَغلالَ التّيِ كانَت عَلَيهِم و كان مما أنعم الله تعالي علي هذه الأمة أن الأمم الماضية كانوا إذاأصابهم بول أوغائط أو شيء من النجاسات كان تكليفهم قطعه وإبانته من أجسادهم وخفف عن هذه الأمة بأن جعل الماء طهورا لمايصيب أبدانهم وأثوابهم قال الله تعالي وَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً طَهُوراً و قال وَ يُنَزّلُ عَلَيكُم مِنَ السّماءِ ماءً لِيُطَهّرَكُم ومنها أنهم كانوا يعتزلون النساء في حال الحيض فلم
صفحه : 449
يكونوا يؤاكلونهن و لايجالسونهن و ماأصاب الحائض من الثياب والفرش والأواني و غير ذلك نجس حتي لايجوز الانتفاع به وأباح لها جميع ذلك إلاالمجامعة ومنها أن صلاتهم كانت خمسين وصلاتنا خمسة و فيهاثواب الخمسين وزكاتهم ربع المال وزكاتنا العشر وثوابه ثواب ربع المال ومنها أنهم كانوا إذافرغوا من الطعام ليلة صيامهم حرم عليهم الطعام والشراب والجماع إلي مثلها من الغد وأحل الله التسحر والوطء في ليالي الصوم فقال كُلُوا وَ اشرَبُوا حَتّي يَتَبَيّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِيعني بياض النهار من سواد الليل و قال أُحِلّ لَكُم لَيلَةَ الصّيامِ الرّفَثُ إِلي نِسائِكُميعني الجماع ومنها كانت الأمم السالفة تجعل قربانها علي أعناقها إلي بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نار فأكلته و من لم يقبل منه رجع مثبورا و قدجعل الله قربان أمة نبيه محمدص في بطون فقرائها ومساكينها فمن قبل ذلك منه أضعف له أضعافا مضاعفة و من لم يقبل منه رفعت عنه عقوبات الدنيا. ومنها أن الله تعالي كتب عليهم في التوراة القصاص والدية في القتل والجراح و لم يرخص لهم في العفو وأخذ الدية و لم يفرق بين الخطإ والعمد في وجوب القصاص فقال وَ كَتَبنا عَلَيهِم فِيها أَنّ النّفسَ بِالنّفسِ ثم خفف عنا في ذلك فخير بين القصاص والدية والعفو وفرق بين الخطإ والعمد فقال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ القِصاصُ فِي القَتلي إلي قوله فَمَن عفُيَِ لَهُ مِن أَخِيهِ شَيءٌ فَاتّباعٌ بِالمَعرُوفِ وَ أَداءٌ إِلَيهِ بِإِحسانٍ ذلِكَ تَخفِيفٌ مِن رَبّكُم وَ رَحمَةٌ و من ذلك تخفيف الله عنهم في أمر التوبة فقال لبني إسرائيل وَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ إِنّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُم بِاتّخاذِكُمُ العِجلَ فَتُوبُوا إِلي بارِئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُم
صفحه : 450
فكانت توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا الأب ابنه والابن أباه والأخ أخاه والأم ولدها و من فر من القتل أودفع عن نفسه أواتقي السيف بيده أو أن ترحم علي ذي رحمه لم تقبل توبته ثم أمرهم الله بالكف عن القتل بعد أن قتلوا سبعين ألفا في مكان واحد فهذا توبتهم وجعل توبتنا الاستغفار باللسان والندم بالجنان وترك العود بالأبدان فقال عز و جل وَ الّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللّهَ فَاستَغفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَ مَن يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا اللّهُ وَ لَم يُصِرّوا عَلي ما فَعَلُوا وَ هُم يَعلَمُونَ و قال أَ فَلا يَتُوبُونَ إِلَي اللّهِ و قال أَ لَم يَأنِ لِلّذِينَ آمَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللّهِ. و من الأمم السالفة من ينظر إلي امرأة بريبة فيؤمر بقلع العين ليقبل عنه التوبة وكفارتنا فيه غض البصر والتوبة بالقلب والعزم علي ترك العود إليه و كان منهم من يلاقي بدنه بدن امرأة حراما فيكون التوبة منه إبانة ذلك العضو من نفسه وتوبتنا فيه الندم وترك العود عليه و من يرتكب منهم الخطيئة في خفية وخلوة فيخرج وخطيئته مصورة علي باب داره ألا إن فلان بن فلان ارتكب البارحة خطيئة كذا وكذا و كان ينادي عليه من السماء بذلك فيفتضح وينتهك ستره و من يرتكب منا الخطيئة ويخفيها عن الأبصار فيطلع عليه ربه فيقول للملائكة عبدي قدستر ذنبه عن أبناء جنسه لقلة ثقته بهم والتجأ إلي لعله يتبعه رحمتي اشهدوا أني قدغفرتها له لثقته برحمتي فإذا كان في يوم القيامة وأوقف للعرض والحساب يقول عبدي أنا ألذي سترتها عليك في الدنيا و أنا ألذي أسترها عليك اليوم ومما فضل الله به هذه الأمة أن قيض لهم الأكرمين من الملائكة يستغفرون لهم ويسترحمون لهم منه الرحمة فقال سبحانه الّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم وَ يُؤمِنُونَ بِهِ وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوا ومنها أنه جعلهم شهداء علي الناس في الدنيا وشهداء وشفعاء في الآخرة قَالَص المُؤمِنُونَ شُهَدَاءُ فِي الأَرضِ
صفحه : 451
وَ مَا رَأَوهُ حَسَناً فَهُوَ عِندَ اللّهِ حَسَنٌ وَ مَا رَأَوهُ قَبِيحاً فَهُوَ عِندَ اللّهِ قَبِيحٌ
قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا ليَتنَيِ قَد لَقِيتُ إخِواَنيِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ وَ لَسنَا إِخوَانَكَ آمَنّا بِكَ وَ هَاجَرنَا مَعَكَ وَ اتّبَعنَاكَ وَ نَصَرنَاكَ قَالَ بَلَي وَ لَكِن إخِواَنيِ الّذِينَ يَأتُونَ مِن بَعدِكُم يُؤمِنُونَ بيِ كَإِيمَانِكُم وَ يحُبِوّنيِ كَحُبّكُم وَ ينَصرُوُنيِ كَنُصرَتِكُم وَ يصُدَقّوُنيِ كَتَصدِيقِكُم يَا ليَتنَيِ قَد لَقِيتُ إخِواَنيِ
.أقول أوردنا كثيرا من أخبار هذاالباب في باب خصائص النبي ص وسيأتي في باب فضائل الشيعة أيضا فإنهم أمة الإجابة
6-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحُسَينِ الفاَرسِيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ البصَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ لَا تَزَالُ فِي أمُتّيِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ الفَخرُ بِالأَحسَابِ وَ الطّعنُ فِي الأَنسَابِ وَ الِاستِسقَاءُ بِالنّجُومِ وَ النّيَاحَةُ وَ إِنّ النّائِحَةَ إِذَا لَم تَتُب قَبلَ مَوتِهَا تَقُومُ يَومَ القِيَامَةِ وَ عَلَيهَا سِربَالٌ مِن قَطِرَانٍ وَ دِرعٌ مِن جَرَبٍ
بيان السربال بالكسر القميص والقطران عصارة الأبهل والقطر بالكسر النحاس الذائب قال الجوهري و منه قوله تعالي مِن قَطِرانٍ والجرب داء معروف
7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ أَخَافُهُنّ عَلَي أمُتّيِ مِن بعَديِ الضّلَالَةُ بَعدَ المَعرِفَةِ وَ مَضَلّاتُ الفِتَنِ وَ شَهوَةُ البَطنِ وَ الفَرجِ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المفيد عن عمر بن محمدالصيرفي عن علي بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عن النبي ص مثله
صفحه : 452
8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذِهِ الأَسَانِيدِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ أَخَافُ عَلَيكُمُ استِخفَافاً بِالدّينِ وَ بَيعَ الحُكمِ وَ قَطِيعَةَ الرّحِمِ وَ أَن تَتّخِذُوا القُرآنَ مَزَامِيرَ تُقَدّمُونَ أَحَدَكُم وَ لَيسَ بِأَفضَلِكُم فِي الدّينِ
بيان قوله ص وبيع الحكم أي لايحكمون إلابالرشوة و في بعض النسخ ومنع الحكم أي لايحكمون بالحق أويمنعون الحكام عنه قوله مزامير أي يتغنون به كأنهم جعلوه مزمارا والمراد بالتقديم التقديم في إمامة الصلاة أو في الخلافة الكبري
9- مع ،[معاني الأخبار]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن حَفصٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَسعَدَ النّاسِ بِالدّنيَا لُكَعُ بنُ لُكَعَ خَيرُ النّاسِ يَومَئِذٍ مُؤمِنٌ بَينَ كَرِيمَينِ
اللكع العبد واللئيم و قدقيل إن اللكع الصغير و قدقيل إنه الردي ومؤمن بين كريمين أي بين أبوين مؤمنين كريمين و قدقيل بين الحج والجهاد و قدقيل بين فرسين يغزو عليهما وقيل بين بعيرين يستقي عليهما ويعتزل الناس .بيان قال الجزري اللكع عندالعرب العبد ثم استعمل في الحمق والذمّ وأكثر مايقع في النداء و هواللئيم وقيل الوسخ و قديطلق علي الصغير و قال بين كريمين أي بين أبوين مؤمنين وقيل بين أب مؤمن هوأصله و ابن مؤمن هوفرعه والكريم ألذي كرم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ بُسرَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ
صفحه : 453
عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَلِيّ بنِ بَحرٍ عَن قَتَادَةَ بنِ الفَضلِ عَن هِشَامِ بنِ العَارِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَكُونُ فِي أمُتّيِ الخَسفُ وَ المَسخُ وَ القَذفُ قَالَ قُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ بِمَ قَالَ بِاتّخَاذِهِمُ القَينَاتِ وَ شُربِهِمُ الخُمُورَ
11- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ وُجُوهُهُم وُجُوهُ الآدَمِيّينَ وَ قُلُوبُهُم قُلُوبُ الشّيَاطِينِ كَأَمثَالِ الذّئَابِ الضوّاَريِ سَفّاكُونَ لِلدّمَاءِ لَا يَتَنَاهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ إِن تَابَعتَهُمُ ارتَابُوكَ وَ إِن حَدّثتَهُم كَذّبُوكَ وَ إِن تَوَارَيتَ عَنهُمُ اغتَابُوكَ السّنّةُ فِيهِم بِدعَةٌ وَ البِدعَةُ فِيهِم سُنّةٌ وَ الحَلِيمُ بَينَهُم غَادِرٌ وَ الغَادِرُ بَينَهُم حَلِيمٌ المُؤمِنُ فِيمَا بَينَهُم مُستَضعَفٌ وَ الفَاسِقُ فِيمَا بَينَهُم مُشَرّفٌ صِبيَانُهُم عَارِمٌ وَ نِسَاؤُهُم شَاطِرٌ وَ شَيخُهُم لَا يَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ لَا يَنهَي عَنِ المُنكَرِ الِالتِجَاءُ إِلَيهِم خزِيٌ وَ الِاعتِدَادُ بِهِم ذُلّ وَ طَلَبُ مَا فِي أَيدِيهِم فَقرٌ فَعِندَ ذَلِكَ يَحرِمُهُمُ اللّهُ قَطرَ السّمَاءِ فِي أَوَانِهِ وَ يُنزِلُهُ فِي غَيرِ أَوَانِهِ وَ يُسَلّطُ عَلَيهِم شِرَارَهُم فَيَسُومُونَهُم سُوءَ العَذَابِ يَذبَحُونَ أَبنَاءَهُم وَ يَستَحيُونَ نِسَاءَهُم فَيَدعُو خِيَارُهُم فَلَا يُستَجَابُ لَهُم
قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ بُطُونُهُم آلِهَتُهُم وَ نِسَاؤُهُم قِبلَتُهُم وَ دَنَانِيرُهُم دِينُهُم وَ شَرَفُهُم مَتَاعُهُم لَا يَبقَي مِنَ الإِيمَانِ إِلّا اسمُهُ وَ لَا مِنَ الإِسلَامِ إِلّا رَسمُهُ وَ لَا مِنَ القُرآنِ إِلّا دَرسُهُ مَسَاجِدُهُم مَعمُورَةٌ مِنَ البِنَاءِ وَ قُلُوبُهُم خَرَابٌ عَنِ الهُدَي عُلَمَاؤُهُم شَرّ خَلقِ اللّهِ عَلَي وَجهِ الأَرضِ حِينَئِذٍ ابتَلَاهُمُ اللّهُ فِي هَذَا الزّمَانِ بِأَربَعِ خِصَالٍ جَورٍ مِنَ السّلطَانِ وَ قَحطٍ مِنَ الزّمَانِ وَ ظُلمٍ مِنَ الوُلَاةِ وَ الحُكّامِ فَتَعَجّبَتِ الصّحَابَةُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يَعبُدُونَ الأَصنَامَ قَالَ نَعَم كُلّ دِرهَمٍ عِندَهُم صَنَمٌ
وَ قَالَ النّبِيّص يأَتيِ فِي آخِرِ الزّمَانِ نَاسٌ مِن أمُتّيِ يَأتُونَ المَسَاجِدَ يَقعُدُونَ فِيهَا حَلَقاً ذِكرُهُمُ الدّنيَا وَ حُبّهُمُ الدّنيَا لَا تُجَالِسُوهُم فَلَيسَ لِلّهِ بِهِم حَاجَةٌ
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سيَأَتيِ زَمَانٌ عَلَي النّاسِ يَفِرّونَ مِنَ العُلَمَاءِ كَمَا
صفحه : 454
يَفِرّ الغَنَمُ مِنَ الذّئبِ ابتَلَاهُمُ اللّهُ بِثَلَاثَةِ أَشيَاءَ الأَوّلُ يَرفَعُ البَرَكَةَ مِن أَموَالِهِم وَ الثاّنيِ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم سُلطَاناً جَائِراً وَ الثّالِثُ يَخرُجُونَ مِنَ الدّنيَا بِلَا إِيمَانٍ
عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يأَتيِ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ الصّابِرُ مِنهُم عَلَي دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَي الجَمرَةِ
وَ قَالَص يأَتيِ عَلَي أمُتّيِ زَمَانٌ أُمَرَاؤُهُم يَكُونُونَ عَلَي الجَورِ وَ عُلَمَاؤُهُم عَلَي الطّمَعِ وَ عُبّادُهُم عَلَي الرّيَاءِ وَ تُجّارُهُم عَلَي أَكلِ الرّبَا وَ نِسَاؤُهُم عَلَي زِينَةِ الدّنيَا وَ غِلمَانُهُم فِي التّزوِيجِ فَعِندَ ذَلِكَ كَسَادُ أمُتّيِ كَكَسَادِ الأَسوَاقِ وَ لَيسَ فِيهَا مُستَقِيمٌ الأَموَاتُ آيِسُونَ فِي قُبُورِهِم مِن خَيرِهِم وَ لَا يُعِيشُونَ الأَخيَارَ فِيهِم فَعِندَ ذَلِكَ الهَرَبُ خَيرٌ مِنَ القِيَامِ
قَالَ النّبِيّص سيَأَتيِ زَمَانٌ عَلَي أمُتّيِ لَا يَعرِفُونَ العُلَمَاءَ إِلّا بِثَوبٍ حَسَنٍ وَ لَا يَعرِفُونَ القُرآنَ إِلّا بِصَوتٍ حَسَنٍ وَ لَا يَعبُدُونَ اللّهَ إِلّا فِي شَهرِ رَمَضَانَ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم سُلطَاناً لَا عِلمَ لَهُ وَ لَا حِلمَ لَهُ وَ لَا رَحمَ لَهُ
توضيح العارم الخبيث الشرير والسيئ الخلق والشاطر من أعيا أهله خبثا.أقول سيأتي كثير من الأخبار في ذلك في باب أشراط الساعة و باب علامات ظهور القائم ع
صفحه : 455
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَن يُوسُفَ بنِ الحَكَمِ عَن دَاوُدَ بنِ رُشَيدٍ عَن سَلَمَةَ بنِ صَالِحٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ الأَسعَدِ بنِ طَلِيقٍ قَالَ سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ العرَبَيِّ يُحَدّثُ غَيرَ مَرّةٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ نَعَي إِلَينَا حَبِيبُنَا وَ نَبِيّنَاص نَفسَهُ فأَبَيِ وَ أمُيّ وَ نفَسيِ لَهُ الفِدَاءُ قَبلَ مَوتِهِ بِشَهرٍ فَلَمّا دَنَا الفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيتٍ فَنَظَرَ إِلَينَا فَدَمَعَت عَينَاهُ ثُمّ قَالَ مَرحَباً بِكُم حَيّاكُمُ اللّهُ حَفِظَكُمُ اللّهُ نَصَرَكُمُ اللّهُ نَفَعَكُمُ اللّهُ هَدَاكُمُ اللّهُ وَفّقَكُمُ اللّهُ سَلّمَكُمُ اللّهُ قَبِلَكُمُ اللّهُ رَزَقَكُمُ اللّهُ رَفَعَكُمُ اللّهُ أُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ وَ أَوصَي اللّهُ بِكُمإنِيّ لَكُم نَذِيرٌ مُبِينٌ أَن لَا تَعلُوا عَلَي اللّهِ فِي عِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَ لِي وَ لَكُمتِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّا فِي الأَرضِ وَ لا فَساداً وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ وَ قَالَ سُبحَانَهُأَ لَيسَ فِي جَهَنّمَ مَثويً لِلمُتَكَبّرِينَقُلنَا مَتَي يَا نبَيِّ اللّهِ أَجَلُكَ قَالَ دَنَا الأَجَلُ وَ المُنقَلَبُ إِلَي اللّهِ وَ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَ جَنّةِ المَأوَي وَ العَرشِ الأَعلَي وَ الكَأسِ الأَوفَي وَ العَيشِ الأَهنَإِ قُلنَا فَمَن يُغَسّلُكَ قَالَ أخَيِ وَ أَهلُ بيَتيَِ الأَدنَي فَالأَدنَي
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمٍ الملُاَئيِّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلقَمَةَ بنِ الأَسوَدِ عَن عَائِشَةَ قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ ادعُوا لِي حبَيِبيِ فَقُلتُ
صفحه : 456
ادعُوا لَهُ ابنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَ اللّهِ مَا يُرِيدُ غَيرَهُ فَلَمّا جَاءَهُ فَرّجَ الثّوبَ ألّذِي كَانَ عَلَيهِ ثُمّ أَدخَلَهُ فِيهِ فَلَم يَزَل مُحتَضِنَهُ حَتّي قُبِضَ وَ يَدُهُ عَلَيهِ
بيان احتضن الصبي جعله في حضنه و هوبالكسر مادون الإبط إلي الكشح
3- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ الصيّرفَيِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ دَعَا العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لِلعَبّاسِ يَا عَمّ مُحَمّدٍ تَأخُذُ تُرَاثَ مُحَمّدٍ وَ تقَضيِ دَينَهُ وَ تُنجِزُ عِدَاتِهِ فَرَدّ عَلَيهِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا شَيخٌ كَبِيرٌ كَثِيرُ العِيَالِ قَلِيلُ المَالِ مَن يُطِيقُكَ وَ أَنتَ تبُاَريِ الرّيحَ قَالَ فَأَطرَقَ ع هُنَيهَةً ثُمّ قَالَ يَا عَبّاسُ أَ تَأخُذُ تُرَاثَ رَسُولِ اللّهِ وَ تُنجِزُ عِدَاتِهِ وَ تؤُدَيّ دَينَهُ فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ أَنَا شَيخٌ كَبِيرٌ كَثِيرُ العِيَالِ قَلِيلُ المَالِ مَن يُطِيقُكَ وَ أَنتَ تبُاَريِ الرّيحَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا أَنَا سَأُعطِيهَا مَن يَأخُذُ بِحَقّهَا ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ يَا أَخَا مُحَمّدٍ أَ تُنجِزُ عِدَاتِ مُحَمّدٍ وَ تقَضيِ دَينَهُ وَ تَأخُذُ تُرَاثَهُ قَالَ نَعَم بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ قَالَ فَنَظَرتُ إِلَيهِ حَتّي نَزَعَ خَاتَمَهُ مِن إِصبَعِهِ فَقَالَ تَخَتّم بِهَذَا فِي حيَاَتيِ قَالَ فَنَظَرتُ إِلَي الخَاتَمِ حِينَ وَضَعَهُ عَلِيّ ع فِي إِصبَعِهِ اليُمنَي فَصَاحَ رَسُولُ اللّهِص يَا بِلَالُ عَلَيّ بِالمِغفَرِ وَ الدّرعِ وَ الرّايَةِ وَ سيَفيِ ذيِ الفَقَارِ وَ عمِاَمتَيِ السّحَابِ وَ البُردِ وَ الأَبرَقَةِ وَ القَضِيبِ فَوَ اللّهِ مَا رَأَيتُهَا قَبلَ ساَعتَيِ تِيكَ يعَنيِ الأَبرَقَةَ كَادَت تَخطَفُ الأَبصَارَ فَإِذَا هيَِ مِن أَبرُقِ الجَنّةِ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ بِهَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اجعَلهَا فِي حَلقَةِ الدّرعِ وَ استَوفِر بِهَا مَكَانَ المِنطَقَةِ ثُمّ دَعَا بزِوَجيَ نِعَالٍ عَرَبِيّينِ إِحدَاهُمَا مَخصُوفَةٌ وَ الأُخرَي غَيرُ مَخصُوفَةٍ وَ القَمِيصِ ألّذِي أسُريَِ بِهِ فِيهِ وَ القَمِيصِ ألّذِي خَرَجَ فِيهِ يَومَ أُحُدٍ وَ القَلَانِسِ الثّلَاثِ قَلَنسُوَةِ السّفَرِ وَ قَلَنسُوَةِ العِيدَينِ وَ قَلَنسُوَةٍ كَانَ
صفحه : 457
يَلبَسُهَا وَ يَقعُدُ مَعَ أَصحَابِهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بِلَالُ عَلَيّ بِالبَغلَتَينِ الشّهبَاءِ وَ الدّلدُلِ وَ النّاقَتَينِ العَضبَاءِ وَ الصّهبَاءِ وَ الفَرَسَينِ الجَنَاحِ ألّذِي كَانَ يُوقَفُ بِبَابِ مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص لِحَوَائِجِ النّاسِ يَبعَثُ رَسُولُ اللّهِص الرّجُلَ فِي حَاجَتِهِ فَيَركَبُهُ وَ حَيزُومٍ وَ هُوَ ألّذِي يَقُولُ أَقدِم حَيزُومُ وَ الحِمَارِ اليَعفُورِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ اقبِضهَا فِي حيَاَتيِ حَتّي لَا يُنَازِعَكَ فِيهَا أَحَدٌ بعَديِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَوّلَ شَيءٍ مَاتَ مِنَ الدّوَابّ حِمَارُهُ اليَعفُورُ توُفُيَّ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص قَطَعَ خِطَامَهُ ثُمّ مَرّ يَركُضُ وَ أَتَي بِئرَ بنَيِ خَطمَةَ بِقُبَا فَرَمَي بِنَفسِهِ فِيهَا فَكَانَت قَبرَهُ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ يَعفُورَ كَلّمَ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ إِنّ أَبِي حدَثّنَيِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السّفِينَةِ فَنَظَرَ إِلَيهِ يَوماً نُوحٌ ع وَ مَسَحَ يَدَهُ عَلَي وَجهِهِ ثُمّ قَالَ يَخرُجُ مِن صُلبِ هَذَا الحِمَارِ حِمَارٌ يَركَبُهُ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ خَاتَمُهُم وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جعَلَنَيِ ذَلِكَ الحِمَارَ
كا،[الكافي] محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل مثله .بيان باراه عارضه ويقال فلان يباري الريح سخاء. قوله قال فنظرت أي العباس والأبرق الحبل ألذي فيه لونان و كل شيءاجتمع فيه سواد وبياض قوله ص واستوفر بها أي اطلب وفور الثياب وكثرتها بها أوالبسها وافرة كاملة ويحتمل أن يكون بالزاي من قولهم استوفز في قعدته انتصب فيها غيرمطمئن وتوفز بالأمر تهيأ و في الكافي استذفر بها من الذفر وهي الريح الطيبة لطيب ريحها و في بعض النسخ استثفر بها من ثفر الدابة استعير للمنطقة ولعله أظهر. قوله و هو ألذي يقول أي جبرئيل كمامر في غزوة أحد أو النبي ص
صفحه : 458
كان يقول له أقدم حيزوم فيجيب ويقبل و علي الأول يدل علي أن خطاب جبرئيل كان لفرس النبي ص لالفرس نفسه كمافهمه الأكثر قال الجوهري الحيزوم اسم فرس من خيل الملائكة أقول قدمر تفسير سائر أجزاء الخبر من أسماء الدواب وغيرها في باب أسمائه ص
4- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ لِفَاطِمَةَ ع بأِبَيِ وَ أمُيّ أَنتِ أرَسلِيِ إِلَي بَعلِكِ فَادعِيهِ لِي فَقَالَت فَاطِمَةُ لِلحُسَينِ انطَلِق إِلَي أَبِيكَ فَقُل يَدعُوكَ جدَيّ قَالَ فَانطَلَقَ إِلَيهِ الحُسَينُ فَدَعَاهُ فَأَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع حَتّي دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ فَاطِمَةُ ع عِندَهُ وَ هيَِ تَقُولُ وَا كَربَاه لِكَربِكَ يَا أَبَتَاه فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص لَا كَربَ عَلَي أَبِيكِ بَعدَ اليَومِ يَا فَاطِمَةُ إِنّ النّبِيّص لَا يُشَقّ عَلَيهِ الجَيبُ وَ لَا يُخمَشُ عَلَيهِ الوَجهُ وَ لَا يُدعَي عَلَيهِ بِالوَيلِ وَ لَكِن قوُليِ كَمَا قَالَ أَبُوكِ عَلَي اِبرَاهِيمَ تَدمَعُ العَينَانِ وَ قَد يُوجَعُ القَلبُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ وَ إِنّا بِكَ يَا اِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ وَ لَو عَاشَ اِبرَاهِيمُ لَكَانَ نَبِيّاً ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ ادنُ منِيّ فَدَنَا مِنهُ فَقَالَ أَدخِل أُذُنَكَ فِي فِيّ فَفَعَلَ فَقَالَ يَا أخَيِ أَ لَم تَسمَع قَولَ اللّهِ فِي كِتَابِهِإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُم أَنتَ وَ شِيعَتُكَ يَجِيئُونَ غُرّاً مُحَجّلِينَ شِبَاعاً مَروِيّينَ أَ وَ لَم تَسمَع قَولَ اللّهِ فِي كِتَابِهِإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ فِي نارِ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُم شَرّ البَرِيّةِ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُم عَدُوّكَ وَ شِيعَتُهُم يَجُوزُونَ يَومَ القِيَامَةِ ظِمَاءً مُظمَئِينَ أَشقِيَاءَ مُعَذّبِينَ كُفّاراً مُنَافِقِينَ ذَلِكَ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ هَذَا لِعَدُوّكَ وَ لِشِيعَتِهِم هَكَذَا رَوَي جَابِرٌ الأنَصاَريِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ
صفحه : 459
أقول روي الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير محمد بن العباس بن مروان عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن ابراهيم بن عاصم عن الحسن بن عبد الله عن مصعب بن سلام عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع عن جابر مثله
5- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأزَديِّ عَن أَبِيهِ قَالَ أَتَيتُ الأَعمَشَ سُلَيمَانَ بنَ مِهرَانَ أَسأَلُهُ عَن وَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ ائتِ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ فَاسأَلهُ قَالَ فَأَتَيتُهُ فحَدَثّنَيِ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ وَ رَأسُهُ فِي حَجرِ عَلِيّ ع وَ البَيتُ غَاصّ بِمَن فِيهِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ العَبّاسُ قَاعِدٌ قُدّامَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبّاسُ أَ تَقبَلُ وصَيِتّيِ وَ تقَضيِ ديَنيِ وَ تُنجِزُ موَعدِيِ فَقَالَ إنِيّ امرُؤٌ كَبِيرُ السّنّ كَثِيرُ العِيَالِ لَا مَالَ لِي فَأَعَادَهَا عَلَيهِ ثَلَاثاً كُلّ ذَلِكَ يَرُدّهَا عَلَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ سَأُعطِيهَا رَجُلًا يَأخُذُهَا بِحَقّهَا لَا يَقُولُ مِثلَ مَا تَقُولُ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَ تَقبَلُ وصَيِتّيِ وَ تقَضيِ ديَنيِ وَ تُنجِزُ موَعدِيِ قَالَ فَخَنَقَتهُ العَبرَةُ وَ لَم يَستَطِع أَن يُجِيبَهُ وَ لَقَد رَأَي رَأسَ رَسُولِ اللّهِص يَذهَبُ وَ يجَيِءُ فِي حَجرِهِ ثُمّ أَعَادَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع نَعَم بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يَا بِلَالُ ائتِ بِدِرعِ رَسُولِ اللّهِ فَأَتَي بِهَا ثُمّ قَالَ يَا بِلَالُ ائتِ بِرَايَةِ رَسُولِ اللّهِص فَأَتَي بِهَا ثُمّ قَالَ يَا بِلَالُ ائتِ بِبَغلَةِ رَسُولِ اللّهِ بِسَرجِهَا وَ لِجَامِهَا فَأَتَي بِهَا ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ قُم فَاقبِض هَذَا بِشَهَادَةِ مَن فِي البَيتِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ كيَ لَا يُنَازِعَكَ فِيهِ أَحَدٌ مِن بعَديِ قَالَ فَقَامَ عَلِيّ ع حَتّي استَودَعَ جَمِيعَ ذَلِكَ فِي مَنزِلِهِ ثُمّ رَجَعَ
6- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا حَضَرَ رَسُولَ اللّهِص
صفحه : 460
الوَفَاةُ قَالَ لِلعَبّاسِ أَ تَقبَلُ وصَيِتّيِ وَ تقَضيِ ديَنيِ وَ تُنجِزُ موَعدِيِ قَالَ إنِيّ امرُؤٌ كَبِيرُ السّنّ ذُو عِيَالٍ لَا مَالَ لِي فَأَعَادَهَا عَلَيهِ ثَلَاثاً فَرَدّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَأُعطِيَنّهَا رَجُلًا يَأخُذُهَا بِحَقّهَا لَا يَقُولُ مِثلَ مَا تَقُولُ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَ تَقبَلُ وصَيِتّيِ وَ تقَضيِ ديَنيِ وَ تُنجِزُ موَعدِيِ قَالَ فَخَنَقَتهُ العَبرَةُ ثُمّ أَعَادَ عَلَيهِ فَقَالَ عَلِيّ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يَا بِلَالُ ائتِ بِدِرعِ رَسُولِ اللّهِ فَأَتَي بِهَا ثُمّ قَالَ يَا بِلَالُ ائتِ بِسَيفِ رَسُولِ اللّهِ فَأَتَي بِهِ ثُمّ قَالَ يَا بِلَالُ ائتِ بِرَايَةِ رَسُولِ اللّهِ فَأَتَي بِهَا قَالَ حَتّي تَفَقّدَ عِصَابَةً كَانَ يَعصِبُ بِهَا بَطنَهُ فِي الحَربِ فَأَتَي بِهَا ثُمّ قَالَ يَا بِلَالُ ائتِ بِبَغلَةِ رَسُولِ اللّهِ بِسَرجِهَا وَ لِجَامِهَا فَأَتَي بِهَا ثُمّ قَالَ لعِلَيِّ قُم فَاقبِض هَذَا بِشَهَادَةِ مَن هُنَا مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ حَتّي لَا يُنَازِعَكَ فِيهِ أَحَدٌ مِن بعَديِ قَالَ فَقَامَ عَلِيّ ع وَ حَمَلَ ذَلِكَ حَتّي استَودَعَهُ مَنزِلَهُ ثُمّ رَجَعَ
7- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَنِ الحُسَينِ بنِ رَاشِدِ بنِ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ أَنّ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِوَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ ع إِذَا أَنَا مِتّ فَلَا تخَمشِيِ عَلَيّ وَجهاً وَ لَا ترُخيِ عَلَيّ شَعراً وَ لَا تنُاَديِ بِالوَيلِ وَ لَا تقُيِميِ عَلَيّ نَائِحَةً ثُمّ قَالَ هَذَا المَعرُوفُ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ
8-بشا،[بشارة المصطفي ]يَحيَي بنُ مُحَمّدٍ الجوَاّنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن عُمَرَ بنِ اِبرَاهِيمَ الكلِاَبيِّ عَن حُمدُونِ بنِ عِيسَي عَن يَحيَي بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَنِ الحَسَنِ عَن أَنَسٍ قَالَجَاءَت فَاطِمَةُ وَ مَعَهَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع إِلَي النّبِيّص فِي المَرَضِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَانكَبّت عَلَيهِ فَاطِمَةُ وَ أَلصَقَت صَدرَهَا بِصَدرِهِ وَ جَعَلَت تبَكيِ فَقَالَ لَهَا النّبِيّ يَا فَاطِمَةُ وَ نَهَاهَا
صفحه : 461
عَنِ البُكَاءِ فَانطَلَقَت إِلَي البَيتِ فَقَالَ النّبِيّص وَ يَستَعبِرُ الدّمُوعُ أللّهُمّ أَهلَ بيَتيِ وَ أَنَا مُستَودِعُهُم كُلّ مُؤمِنٍ ثَلَاثَ مَرّاتٍ
9- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن فَضَالَةَ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الحضَرمَيِّ عَن مَولَاهُ حَمزَةَ بنِ رَافِعٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ زَوجِ النّبِيّص قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَأَرسَلَت عَائِشَةُ إِلَي أَبِيهَا فَلَمّا جَاءَ غَطّي رَسُولُ اللّهِص وَجهَهُ وَ قَالَ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَرَجَعَ أَبُو بَكرٍ وَ بَعَثَت حَفصَةُ إِلَي أَبِيهَا فَلَمّا جَاءَ غَطّي رَسُولُ اللّهِص وَجهَهُ وَ قَالَ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَرَجَعَ عُمَرُ وَ أَرسَلَت فَاطِمَةُ إِلَي عَلِيّ ع فَلَمّا جَاءَ قَامَ رَسُولُ اللّهِص فَدَخَلَ ثُمّ جَلّلَ عَلِيّاً ع بِثَوبِهِ قَالَ عَلِيّ ع فحَدَثّنَيِ بِأَلفِ حَدِيثٍ يَفتَحُ كُلّ حَدِيثٍ أَلفَ حَدِيثٍ حَتّي عَرِقتُ وَ عَرِقَ رَسُولُ اللّهِص فَسَالَ عَلَيّ عَرَقُهُ وَ سَالَ عَلَيهِ عرَقَيِ
ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن عبدالجبار مثله ختص ،[الإختصاص ] ابن عيسي و ابن عبدالجبار
مثله
10- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ مَعاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص علَمّنَيِ أَلفَ بَابٍ مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ مِمّا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ كُلّ بَابٍ مِنهَا يَفتَحُ أَلفَ أَلفِ بَابٍ حَتّي عَلِمتُ عِلمَ المَنَايَا وَ البَلَايَا وَ فَصلَ الخِطَابِ
11-ل ،[الخصال ] ابنُ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الهنجاني[الهسِنَجاَنيِّ] عَن سَعدِ بنِ كَثِيرٍ
صفحه : 462
عَن أَبِي لَهِيعَةَ عَن رُشَيدِ بنِ سَعدٍ عَن حَرِيزِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ الجبَلَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ ادعُوا لِي أخَيِ قَالَ فَأَرسَلُوا إِلَي عَلِيّ ع فَدَخَلَ فَوَلّيَا وُجُوهَهُمَا إِلَي الحَائِطِ وَ رَدّا عَلَيهِمَا ثَوباً فَأَسَرّ إِلَيهِ وَ النّاسُ مُحتَوِشُونَ وَرَاءَ البَابِ فَخَرَجَ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النّاسِ أَسَرّ إِلَيكَ نبَيِّ اللّهِ شَيئاً قَالَ نَعَم أَسَرّ إلِيَّ أَلفَ بَابٍ فِي كُلّ بَابٍ أَلفُ بَابٍ فَقَالَ وَعَيتَهُ قَالَ نَعَم وَ عَقَلتُهُ قَالَ فَمَا السّوَادُ ألّذِي فِي القَمَرِ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَوَ جَعَلنَا اللّيلَ وَ النّهارَ آيَتَينِ فَمَحَونا آيَةَ اللّيلِ وَ جَعَلنا آيَةَ النّهارِ مُبصِرَةً قَالَ لَهُ الرّجُلُ عَقَلتَ يَا عَلِيّ
12- ل ،[الخصال ] أَبِي وَ العَطّارُ وَ ابنُ الوَلِيدِ جَمِيعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ وَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ المُثَنّي بنِ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ حَازِمٍ عَن بَكرِ بنِ حَبِيبٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَأَرسَلَت عَائِشَةُ وَ حَفصَةُ إِلَي أَبَوَيهِمَا فَلَمّا جَاءَا غَطّي رَسُولُ اللّهِص وَجهَهُ وَ رَأسَهُ فَانصَرَفَا فَكَشَفَ رَسُولُ اللّهِص رَأسَهُ فَقَالَ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَأَرسَلَت حَفصَةُ إِلَي أَبِيهَا وَ عَائِشَةُ إِلَي أَبِيهَا فَلَمّا جَاءَا غَطّي رَسُولُ اللّهِ رَأسَهُ فَانطَلَقَا وَ قَالَا مَا نَرَي رَسُولَ اللّهِ أَرَادَنَا قَالَتَا أَجَل إِنّمَا قَالَ ادعُوا لِي خلَيِليِ أَو قَالَ حبَيِبيِ فَرَجَونَا أَن تَكُونَا أَنتُمَا هُمَا فَجَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَلزَقَ رَسُولُ اللّهِص صَدرَهُ بِصَدرِهِ وَ أَومَأَ إِلَي أُذُنِهِ فَحَدّثَهُ بِأَلفِ حَدِيثٍ لِكُلّ حَدِيثٍ أَلفُ بَابٍ
ير،[بصائر الدرجات ] ابن أبي الخطاب مثله
13-ل ،[الخصال ] ابنُ مُوسَي وَ السنّاَنيِّ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ جَمِيعاً عَنِ ابنِ زَكَرِيّا
صفحه : 463
القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ دعَاَنيِ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ قَالَ لِي يَا عَلِيّ أَنتَ وصَيِيّ وَ خلَيِفتَيِ عَلَي أهَليِ وَ أمُتّيِ فِي حيَاَتيِ وَ بَعدَ موَتيِ وَلِيّكَ ولَيِيّ وَ ولَيِيّ ولَيِّ اللّهِ وَ عَدُوّكَ عدَوُيّ وَ عدَوُيّ عَدُوّ اللّهِ يَا عَلِيّ المُنكِرُ لِإِمَامَتِكَ بعَديِ كَالمُنكِرِ لرِسِاَلتَيِ فِي حيَاَتيِ لِأَنّكَ منِيّ وَ أَنَا مِنكَ ثُمّ أدَناَنيِ فَأَسَرّ إلِيَّ أَلفَ بَابٍ مِنَ العِلمِ كُلّ بَابٍ يَفتَحُ أَلفَ بَابٍ
أقول سيأتي سائر أخبار الباب في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع
14- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن بَشِيرٍ الدّهّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا مَرِضَ رَسُولُ اللّهِص مَرَضَهُ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ بَعَثَ إِلَي عَلِيّ ع فَلَمّا جَاءَ أَكَبّ عَلَيهِ فَلَم يَزَل يُحَدّثُهُ وَ يُحَدّثُهُ فَلَمّا خَرَجَ لَقِيَاهُ فَقَالَا بِمَا حَدّثَكَ صَاحِبُكَ فَقَالَ حدَثّنَيِ بِبَابٍ يَفتَحُ أَلفَ بَابٍ كُلّ بَابٍ مِنهَا يَفتَحُ أَلفَ بَابٍ
ير،[بصائر الدرجات ] عبد الله بن عامر مثله
15-ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن يَحيَي بنِ مَعمَرٍ عَن بَشِيرٍ الدّهّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَأَرسَلَتَا إِلَي أَبَوَيهِمَا فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِمَا أَعرَضَ عَنهُمَا وَ قَالَ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَأُرسِلَ إِلَي عَلِيّ ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ أَكَبّ عَلَيهِ يُحَدّثُهُ فَلَمّا خَرَجَ لَقِيَاهُ وَ قَالَا مَا حَدّثَكَ خَلِيلُكَ
صفحه : 464
قَالَ حدَثّنَيِ أَلفَ بَابٍ وَ كُلّ بَابٍ يَفتَحُ أَلفَ بَابٍ
ير،[بصائر الدرجات ] ابن أبي الخطاب مثله
16- ل ،[الخصال ] أَبِي وَ العَطّارُ وَ ابنُ الوَلِيدِ جَمِيعاً عَن سَعدٍ عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِيهِ بَشِيرٍ الدّهّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَأَرسَلَتَا إِلَي أَبَوَيهِمَا فَلَمّا رَآهُمَا أَعرَضَ بِوَجهِهِ عَنهُمَا ثُمّ قَالَ ادعُوا لِي خلَيِليِ فَأَرسَلَتَا إِلَي عَلِيّ ع فَلَمّا جَاءَ أَكَبّ عَلَيهِ فَلَم يَزَل يُحَدّثُهُ وَ يُحَدّثُهُ فَلَمّا خَرَجَ لَقِيَاهُ فَقَالَا لَهُ مَا حَدّثَكَ قَالَ حدَثّنَيِ بِبَابٍ يُفتَحُ لَهُ أَلفُ بَابٍ كُلّ بَابٍ يَفتَحُ أَلفَ بَابٍ
ير،[بصائر الدرجات ]السندي بن محمد عن صفوان عن محمد بن بشير و لاأعلمه إلاأني سمعته عن بشير مثله
17- ل ،[الخصال ]الثّلَاثَةُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حِينَ دَفَنَ فَاطِمَةَ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ لَهُمَا فِيهِ أَمّا مَا ذَكَرتُمَا أنَيّ لَم أُشهِدكُمَا أَمرَ رَسُولِ اللّهِص فَإِنّهُ قَالَ لَا يَرَي عوَرتَيِ أَحَدٌ غَيرُكَ إِلّا ذَهَبَ بَصَرُهُ فَلَم أَكُن لِأُرِيَكُمَا بِهِ لِذَلِكَ وَ أَمّا إكِباَبيِ عَلَيهِ فَإِنّهُ علَمّنَيِ أَلفَ حَرفٍ الحَرفُ يَفتَحُ أَلفَ حَرفٍ فَلَم أَكُن لِأَطّلِعَكُمَا عَلَي سِرّ رَسُولِ اللّهِص
18-ير،[بصائر الدرجات ]البزَنَطيِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ وَ ثَابِتٍ عَن حَنظَلَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَطَبَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً بَعدَ أَن صَلّي الفَجرَ
صفحه : 465
فِي المَسجِدِ وَ عَلَيهِ قَمِيصَةٌ سَودَاءُ فَأَمَرَ فِيهِ وَ نَهَي وَ وَعَظَ فِيهِ وَ ذَكّرَ ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ اعملَيِ[اعلمَيِ]فإَنِيّ لَا أَملِكُ مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ سَمِعَ النّاسُ صَوتَهُ وَ تَسَارّوا وَ مَرأَي[تَسَارّوا بِرُؤيَةِ] رَسُولِ اللّهِص وَ سَمعِهِم نِسَاءَهُ مِن وَرَاءِ الجُدُرِ فَهُنّ يَمشِطنَ وَ قُلنَ قَد برَِئَ رَسُولُ اللّهِص فَقُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع توُفُيَّ ذَلِكَ اليَومَ قَالَ نَعَم قُلتُ فَأَينَ مَا يَروِيهِ النّاسُ أَنّهُ عَلّمَ عَلِيّاً ع أَلفَ بَابٍ كُلّ بَابٍ فَتَحَ أَلفَ بَابٍ قَالَ كَانَ ذَلِكَ قَبلَ يَومَئِذٍ
19-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] ثم كان مما أكد النبي ص لأمير المؤمنين ع من الفضل وتخصصه منه بجليل رتبته ماتلا حجة الوداع من الأمور المجددة لرسول الله ص والأحداث التي اتفقت بقضاء الله وقدره و ذلك أنه ص تحقق من دنو أجله ما كان قدم الذكر به لأمته فجعل ع يقوم مقاما بعدمقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده والخلاف عليه ويؤكد وصايتهم بالتمسك بسنته والإجماع عليها والوفاق ويحثهم علي الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الاختلاف والارتداد و كان فيما ذكره من ذلك ماجاءت به الرواية علي اتفاق واجتماع قوله ياأيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض ألا وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتي يلقياني وسألت ربي ذلك فأعطانيه ألا وإني قدتركتهما فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي فلاتسبقوهم فتفرقوا و لاتقصروا عنهم فتهلكوا و لاتعلموهم فإنهم أعلم منكم أيها الناس لاألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم
صفحه : 466
رقاب بعض فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار ألا و إن علي بن أبي طالب أخي ووصيي يقاتل بعدي علي تأويل القرآن كماقاتلت علي تنزيله فكان ص يقوم مجلسا بعدمجلس بمثل هذاالكلام ونحوه ثم إنه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الأمة إلي حيث أصيب أبوه من بلاد الروم واجتمع رأيه علي إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والأنصار في معسكره حتي لايبقي في المدينة عندوفاته من يختلف في الرئاسة ويطمع في التقدم علي الناس بالإمارة ويستتبّ الأمر لمن استخلفه من بعده و لاينازعه في حقه منازع فعقد له الإمرة علي ماذكرناه وجد في إخراجهم وأمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلي الجرف وحث الناس علي الخروج إليه والمسير معه وحذرهم من التلوم والإبطاء عنه فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها فَلَمّا أَحَسّ بِالمَرَضِ ألّذِي عَرَاهُ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ اتّبَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النّاسِ وَ تَوَجّهَ إِلَي البَقِيعِ فَقَالَ للِذّيِ اتّبَعَهُ إنِنّيِ قَد أُمِرتُ بِالِاستِغفَارِ لِأَهلِ البَقِيعِ فَانطَلَقُوا مَعَهُ حَتّي وَقَفَ بَينَ أَظهُرِهِم وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ القُبُورِ لِيَهنِئكُم مَا أَصبَحتُم فِيهِ مِمّا فِيهِ النّاسُ أَقبَلَتِ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ يَتبَعُ آخِرُهَا أَوّلَهَا ثُمّ استَغفَرَ لِأَهلِ البَقِيعِ طَوِيلًا وَ أَقبَلَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع كَانَ يَعرِضُ عَلَيّ القُرآنَ كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَ قَد عَرَضَهُ عَلَيّ العَامَ مَرّتَينِ وَ لَا أَرَاهُ إِلّا لِحُضُورِ أجَلَيِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ إنِيّ خُيّرتُ بَينَ خَزَائِنِ الدّنيَا وَ الخُلُودِ فِيهَا أَو الجَنّةِ فَاختَرتُ لِقَاءَ ربَيّ وَ الجَنّةَ فَإِذَا أَنَا مِتّ فَاستُر عوَرتَيِ فَإِنّهُ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ إِلّا أُكمِهَ ثُمّ عَادَ إِلَي مَنزِلِهِ فَمَكَثَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مَوعُوكاً
ثُمّ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ
صفحه : 467
مَعصُوبَ الرّأسِ مُعتَمِداً عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِيُمنَي يَدَيهِ وَ عَلَي الفَضلِ بنِ عَبّاسٍ بِاليَدِ الأُخرَي حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ فَجَلَسَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ وَ قَد حَانَ منِيّ خُفُوقٌ مِن بَينِ أَظهُرِكُم فَمَن كَانَ لَهُ عنِديِ عِدَةٌ فلَيأَتنِيِ أُعطِهِ إِيّاهَا وَ مَن كَانَ لَهُ عَلَيّ دَينٌ فلَيخُبرِنيِ بِهِ مَعَاشِرَ النّاسِ لَيسَ بَينَ اللّهِ وَ بَينَ أَحَدٍ شَيءٌ يُعطِيهِ بِهِ خَيراً أَو يَصرِفُ عَنهُ بِهِ شَرّاً إِلّا العَمَلُ أَيّهَا النّاسُ لَا يدَعّيِ مُدّعٍ وَ لَا يَتَمَنّي مُتَمَنّ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً لَا ينُجيِ إِلّا عَمَلٌ مَعَ رَحمَةٍ وَ لَو عَصَيتُ لَهَوَيتُ أللّهُمّ هَل بَلّغتُ ثُمّ نَزَلَ فَصَلّي بِالنّاسِ صَلَاةً خَفِيفَةً ثُمّ دَخَلَ بَيتَهُ
و كان إذ ذاك في بيت أم سلمة رضي الله عنها فأقام به يوما أويومين فجاءت عائشة إليها تسألها أن تنقله إلي بيتها لتتولي تعليله وسألت أزواج النبي ص في ذلك فأذن لها فانتقل إلي البيت ألذي أسكنه عائشة واستمر به المرض فيه أياما وثقل فجاء بلال عندصلاة الصبح و رسول الله ص مغمور بالمرض فنادي الصلاة يرحمكم الله فأؤذن رسول الله بندائه فقال يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي فقالت عائشة مروا أبابكر وقالت حفصة مروا عمر
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ سَمِعَ كَلَامَهُمَا وَ رَأَي حِرصَ كُلّ واحد[وَاحِدَةٍ]مِنهُمَا عَلَي التّنوِيهِ بِأَبِيهَا وَ افتِتَانَهُمَا بِذَلِكَ وَ رَسُولُ اللّهِص حيَّ اكفُفنَ فَإِنّكُنّ صُوَيحِبَاتُ يُوسُفَ
ثم قام ص مبادرا خوفا من تقدم أحد الرجلين و قد كان ص أمرهما بالخروج مع أسامة و لم يك عنده أنهما قدتخلفا فلما سمع من عائشة وحفصة ماسمع علم أنهما متأخران عن أمره فبدر لكف الفتنة وإزالة الشبهة فقام ص وإنه لايستقل علي الأرض من الضعف فأخذ بيده علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه يخطان الأرض من الضعف فلما خرج إلي المسجد وجد أبابكر قدسبق إلي المحراب فأومأ إليه بيده أن تأخر عنه فتأخر أبوبكر وقام رسول الله ص مقامه فكبر وابتدأ الصلاة التي كان ابتدأها أبوبكر و لم يبن علي ما
صفحه : 468
مضي من فعاله فلما سلم انصرف إلي منزله
وَ استَدعَي أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ جَمَاعَةَ مَن حَضَرَ المَسجِدَ مِنَ المُسلِمِينَ ثُمّ قَالَ أَ لَم آمُر أَن تُنَفّذُوا جَيشَ أُسَامَةَ فَقَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَلِمَ تَأَخّرتُم عَن أمَريِ قَالَ أَبُو بَكرٍ إنِيّ كُنتُ قَد خَرَجتُ ثُمّ رَجَعتُ لِأُجَدّدَ بِكَ عَهداً وَ قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ لَم أَخرُج لأِنَنّيِ لَم أُحِبّ أَن أَسأَلَ عَنكَ الرّكبَ فَقَالَ النّبِيّص نَفّذُوا جَيشَ أُسَامَةَ نَفّذُوا جَيشَ أُسَامَةَ يُكَرّرُهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ
ثم أغمي عليه من التعب ألذي لحقه والأسف فمكث هنيهة مغمي عليه وبكي المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين
فَأَفَاقَ رَسُولُ اللّهِص فَنَظَرَ إِلَيهِم ثُمّ قَالَ ايتوُنيِ بِدَوَاةٍ وَ كَتِفٍ لِأَكتُبَ لَكُم كِتَاباً لَا تَضِلّوا بَعدَهُ أَبَداً
ثم أغمي عليه فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا فقال له عمر ارجع فإنه يهجر فرجع وندم من حضر علي ما كان منهم من التضجيع في إحضار الدواة والكتف وتلاوموا بينهم وقالواإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَلقد أشفقنا من خلاف رسول الله ص
فَلَمّا أَفَاقَص قَالَ بَعضُهُم أَ لَا نَأتِيكَ بِدَوَاةٍ وَ كَتِفٍ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَ بَعدَ ألّذِي قُلتُم لَا وَ لكَنِيّ أُوصِيكُم بِأَهلِ بيَتيِ خَيراً
صفحه : 469
وَ أَعرَضَ بِوَجهِهِ عَنِ القَومِ
فنهضوا وبقي عنده العباس والفضل بن العباس و علي بن أبي طالب و أهل بيته خاصة فقال له العباس يا رسول الله إن يكن هذاالأمر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا و إن كنت تعلم أنانغلب عليه فأوص بنا فقال أنتم المستضعفون من بعدي وأصمت فنهض القوم وهم يبكون قديئسوا من النبي ص فلما خرجوا من عنده
قَالَص رُدّوا عَلَيّ أخَيِ وَ عمَيَّ العَبّاسَ فَأَنفَذُوا مَن دَعَاهُمَا فَحَضَرَا فَلَمّا استَقَرّ بِهِمَا المَجلِسُ قَالَص يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِ تَقبَلُ وصَيِتّيِ وَ تُنجِزُ عدِتَيِ وَ تقَضيِ ديَنيِ فَقَالَ العَبّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ عَمّكَ شَيخٌ كَبِيرٌ ذُو عِيَالٍ كَثِيرٍ وَ أَنتَ تبُاَريِ الرّيحَ سَخَاءً وَ كَرَماً وَ عَلَيكَ وَعدٌ لَا يَنهَضُ بِهِ عَمّكَ فَأَقبَلَ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ يَا أخَيِ تَقبَلُ وصَيِتّيِ وَ تُنجِزُ عدِتَيِ وَ تقَضيِ عنَيّ ديَنيِ وَ تَقُومُ بِأَمرِ أهَليِ مِن بعَديِ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ ادنُ منِيّ فَدَنَا مِنهُ فَضَمّهُ إِلَيهِ ثُمّ نَزَعَ خَاتَمَهُ مِن يَدِهِ فَقَالَ لَهُ خُذ هَذَا فَضَعهُ فِي يَدِكَ وَ دَعَا بِسَيفِهِ وَ دِرعِهِ وَ جَمِيعِ لَأمَتِهِ فَدَفَعَ ذَلِكَ إِلَيهِ وَ التَمَسَ عِصَابَةً كَانَ يَشُدّهَا عَلَي بَطنِهِ إِذَا لَبِسَ سِلَاحَهُ وَ خَرَجَ إِلَي الحَربِ فجَيِءَ بِهَا إِلَيهِ فَدَفَعَهَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ لَهُ امضِ عَلَي اسمِ اللّهِ إِلَي مَنزِلِكَ
فلما كان من الغد حجب الناس عنه وثقل في مرضه و كان أمير المؤمنين ع لايفارقه إلالضرورة فقام في بعض شئونه فأفاق رسول الله ص إفاقة فافتقد عليا ع فقال وأزواجه حوله ادعوا لي أخي وصاحبي وعاوده الضعف فأصمت فقالت عائشة ادعوا له أبابكر فدعي ودخل عليه وقعد عندرأسه فلما فتح عينه نظر إليه فأعرض عنه بوجهه فقام أبوبكر فقال لو كان له إلي حاجة لأفضي بهاإلي فلما خرج أعاد رسول الله ص القول ثانية و قال ادعوا لي أخي وصاحبي فقالت حفصة ادعوا له عمر فدعي فلما حضر ورآه رسول الله ص أعرض عنه فانصرف ثم قال ادعوا لي أخي وصاحبي فقالت أم سلمة
صفحه : 470
رضي الله عنها ادعوا له عليا ع فإنه لايريد غيره فدعي أمير المؤمنين ع
فَلَمّا دَنَا مِنهُ أَومَأَ إِلَيهِ فَأَكَبّ عَلَيهِ فَنَاجاَهُ رَسُولُ اللّهِص طَوِيلًا ثُمّ قَامَ فَجَلَسَ نَاحِيَةً حَتّي أَغفَي رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا أَغفَي خَرَجَ فَقَالَ لَهُ النّاسُ مَا ألّذِي أَوعَزَ إِلَيكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ علَمّنَيِ أَلفَ بَابٍ مِنَ العِلمِ فَتَحَ لِي كُلّ بَابٍ أَلفَ بَابٍ وَ أوَصاَنيِ بِمَا أَنَا قَائِمٌ بِهِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي ثُمّ ثَقُلَ وَ حَضَرَهُ المَوتُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَاضِرٌ عِندَهُ فَلَمّا قَرُبَ خُرُوجُ نَفسِهِ قَالَ لَهُ ضَع يَا عَلِيّ رأَسيِ فِي حَجرِكَ فَقَد جَاءَ أَمرُ اللّهِ تَعَالَي فَإِذَا فَاضَت نفَسيِ فَتَنَاوَلهَا بِيَدِكَ وَ امسَح بِهَا وَجهَكَ ثُمّ وجَهّنيِ إِلَي القِبلَةِ وَ تَوَلّ أمَريِ وَ صَلّ عَلَيّ أَوّلَ النّاسِ وَ لَا تفُاَرقِنيِ حَتّي توُاَريِنَيِ فِي رمَسيِ وَ استَعِن بِاللّهِ تَعَالَي فَأَخَذَ عَلِيّ ع رَأسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حَجرِهِ فأَغُميَِ عَلَيهِ فَأَكَبّت فَاطِمَةُ ع تَنظُرُ فِي وَجهِهِ وَ تَندُبُهُ وَ تبَكيِ وَ تَقُولُ
وَ أَبيَضُ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ | .ثِمَالُ اليَتَامَي عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ. |
فَفَتَحَ رَسُولُ اللّهِص عَينَهُ وَ قَالَ بِصَوتٍ ضَئِيلٍ يَا بُنَيّةُ هَذَا قَولُ عَمّكَ أَبِي طَالِبٍ لَا تَقُولِيهِ وَ لَكِن قوُليِوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُمفَبَكَت طَوِيلًا فَأَومَأَ إِلَيهَا بِالدّنُوّ مِنهُ فَدَنَت مِنهُ فَأَسَرّ إِلَيهَا شَيئاً تَهَلّلَ وَجهُهَا لَهُ ثُمّ قُبِضَص وَ يَدُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ اليُمنَي تَحتَ حَنَكِهِ فَفَاضَت نَفسُهُص فِيهَا فَرَفَعَهَا إِلَي وَجهِهِ فَمَسَحَهُ بِهَا ثُمّ وَجّهَهُ وَ غَمّضَهُ وَ مَدّ عَلَيهِ إِزَارَهُ وَ اشتَغَلَ بِالنّظَرِ فِي أَمرِهِ فَجَاءَتِ الرّوَايَةُ أَنّهُ قِيلَ لِفَاطِمَةَ ع مَا ألّذِي أَسَرّ إِلَيكِ رَسُولُ اللّهِص فَسَرَي عَنكِ بِهِ مَا كُنتِ عَلَيهِ مِنَ الحُزنِ وَ القَلَقِ بِوَفَاتِهِ قَالَت إِنّهُ أخَبرَنَيِ أنَنّيِ أَوّلُ أَهلِ بَيتِهِ لُحُوقاً بِهِ وَ أَنّهُ لَن تَطُولَ المُدّةُ لِي بَعدَهُ حَتّي أُدرِكَهُ فَسَرَي ذَلِكَ عنَيّ
.
صفحه : 471
بيان قال الجزري في حديث خطبته ص في مرضه قددنا مني خفوق من بين أظهركم أي حركة وقرب ارتحال يريد الإنذار بموته و قال الجوهري التضجيع في الأمر التقصير فيه و قال أوعزت إليه في كذا أي تقدمت و قال انسري عنه الهم انكشف وسري عنه مثله
20- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ وَ السدّيّّ لَمّا نَزَلَ قَولُهُ تَعَالَيإِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ليَتنَيِ أَعلَمُ مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ فَنَزَلَ سُورَةُ النّصرِ فَكَانَ يَسكُتُ بَينَ التّكبِيرِ وَ القِرَاءَةِ بَعدَ نُزُولِهَا فَيَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ بِحَمدِهِ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَمَا إِنّ نفَسيِ نُعِيَت إلِيَّ ثُمّ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ وَ تبَكيِ مِنَ المَوتِ وَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ فَأَينَ هَولُ المُطّلَعِ وَ أَينَ ضَيقَةُ القَبرِ وَ ظُلمَةُ اللّحدِ وَ أَينَ القِيَامَةُ وَ الأَهوَالُ فَعَاشَ بَعدَ نُزُولِ هَذِهِ السّورَةِ عَاماً
الأَسبَابُ وَ النّزُولُ عَنِ الواَحدِيِّ أَنّهُ رَوَي عِكرِمَةُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَزوَةِ حُنَينٍ وَ أَنزَلَ اللّهُ سُورَةَ الفَتحِ قَالَ يَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ يَا فَاطِمَةُإِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ إِلَي آخِرِ السّورَةِ
وَ قَالَ السدّيّّ وَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ نَزَلَتلَقَد جاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُمالآيَةَ فَعَاشَ بَعدَهَا سِتّةَ أَشهُرٍ فَلَمّا خَرَجَ إِلَي حَجّةِ الوَدَاعِ نَزَلَت عَلَيهِ فِي الطّرِيقِيَستَفتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفتِيكُم فِي الكَلالَةِالآيَةَ فَسُمّيَت آيَةَ الصّيفِ ثُمّ نَزَلَ عَلَيهِ وَ هُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَاليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُمفَعَاشَ بَعدَهَا أَحَداً وَ ثَمَانِينَ يَوماً ثُمّ نَزَلَت عَلَيهِ آيَاتُ الرّبَا ثُمّ نَزَلَت بَعدَهَاوَ اتّقُوا يَوماً تُرجَعُونَ فِيهِ وَ هيَِ آخِرُ آيَةٍ نَزَلَت مِنَ السّمَاءِ فَعَاشَ بَعدَهَا أَحَداً وَ عِشرِينَ يَوماً قَالَ ابنُ
صفحه : 472
جَرِيحٍ تِسعَ لَيَالٍ وَ قَالَ ابنُ جُبَيرٍ وَ مُقَاتِلٌ سَبعَ لَيَالٍ وَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي تَسلِيَةً للِنبّيِّص وَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ وَ قَالَوَ ما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَ فَإِن مِتّ فَهُمُ الخالِدُونَ
لَمّا مَرِضَ النّبِيّص مَرَضَهُ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ وَ ذَلِكَ يَومَ السّبتِ أَو يَومَ الأَحَدِ مِن صَفَرٍ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ وَ تَبِعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ وَ تَوَجّهَ إِلَي البَقِيعِ ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ القُبُورِ وَ ليَهنِئكُم مَا أَصبَحتُم فِيهِ مِمّا فِيهِ النّاسُ أَقبَلَتِ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ يَتبَعُ آخِرُهَا أَوّلَهَا إِنّ جَبرَئِيلَ كَانَ يَعرِضُ عَلَيّ القُرآنَ كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَ قَد عَرَضَهُ عَلَيّ العَامَ مَرّتَينِ وَ لَا أَرَاهُ إِلّا لِحُضُورِ أجَلَيِ ثُمّ خَرَجَ يَومَ الأَربِعَاءِ مَعصُوبَ الرّأسِ مُتّكِئاً عَلَي عَلِيّ بِيُمنَي يَدَيهِ وَ عَلَي الفَضلِ بِاليَدِ الأُخرَي فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ أَيّهَا النّاسُ فَإِنّهُ قَد حَانَ منِيّ خُفُوقٌ مِن بَينِ أَظهُرِكُم فَمَن كَانَت لَهُ عنِديِ عِدَةٌ فلَيأَتنِيِ أُعطِهِ إِيّاهَا وَ مَن كَانَ لَهُ عَلَيّ دَينٌ فلَيخُبرِنيِ بِهِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي عِندَكَ عِدَةً إنِيّ تَزَوّجتُ فوَعَدَتنَيِ أَن تعُطيِنَيِ ثَلَاثَةَ أوَاَقيِّ فَقَالَ انحَلهَا يَا فَضلُ ثُمّ نَزَلَ فَلَمّا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ صَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ أصَحاَبيِ أَيّ نبَيِّ كُنتُ لَكُم أَ لَم أُجَاهِد بَينَ أَظهُرِكُم إِلَي آخِرِ مَا أَورَدنَا فِي بَابِ وَفَاتِهِص
21- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ بُطّةَ وَ الطبّرَيِّ وَ مُسلِمٌ وَ البخُاَريِّ وَ اللّفظُ لَهُ أَنّهُ سَمِعَ ابنَ عَبّاسٍ يَقُولُ يَومُ الخَمِيسِ وَ مَا يَومُ الخَمِيسِ ثُمّ بَكَي حَتّي بَلّ دَمعُهُ الحَصَي فَقَالَ اشتَدّ بِرَسُولِ اللّهِص وَجَعُهُ يَومَ الخَمِيسِ فَقَالَ ائتوُنيِ بِدَوَاةٍ وَ كَتِفٍ أَكتُب لَكُم كِتَاباً لَن تَضِلّوا بَعدَهُ أَبَداً فَتَنَازَعُوا وَ لَا ينَبغَيِ عِندَ نبَيِّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللّهِص
و في رواية مسلم والطبري قالوا إن رسول الله يهجر
صفحه : 473
يونس الديلمي وصي النبي ص فقال قائلهم قدظل يهجر سيد البشر
البخُاَريِّ وَ مُسلِمٌ فِي خَبَرٍ أَنّهُ قَالَ عُمَرُ النّبِيّ قَد غَلَبَ عَلَيهِ الوَجَعُ وَ عِندَكُمُ القُرآنُ حَسبُنَا كِتَابُ اللّهِ فَاختَلَفَ أَهلُ ذَلِكَ البَيتِ وَ اختَصَمُوا مِنهُم مَن يَقُولُ قَرّبُوا يَكتُب لَكُم رَسُولُ اللّهِ كِتَاباً لَن تَضِلّوا بَعدَهُ وَ مِنهُم مَن يَقُولُ القَولُ مَا قَالَ عُمَرُ فَلَمّا كَثُرَ اللّغَطُ وَ الِاختِلَافُ عِندَ النّبِيّص قَالَ قُومُوا فَكَانَ ابنُ عَبّاسٍ يَقُولُ إِنّ الرّزِيّةَ كُلّ الرّزِيّةِ مَا حَالَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ وَ بَينَ أَن يَكتُبَ لَهُم ذَلِكَ الكِتَابَ مِن اختِلَافِهِم وَ لَغَطِهِم
مُسنَدُ أَبِي يَعلَي وَ فَضَائِلُ أَحمَدَ عَن أُمّ سَلَمَةَ فِي خَبَرٍ وَ ألّذِي تَحلِفُ بِهِ أُمّ سَلَمَةَ أَن كَانَ آخِرَ عَهداً بِرَسُولِ اللّهِص عَلِيّ ع وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ غَدَاةَ قُبِضَ فَكَانَ يَقُولُ جَاءَ عَلِيّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ قَالَ فَجَاءَ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ فَخَرَجنَا مِنَ البَيتِ لَمّا عَرَفنَا أَنّ لَهُ إِلَيهِ حَاجَةً فَأَكَبّ عَلَيهِ عَلِيّ ع فَكَانَ آخِرَ النّاسِ بِهِ عَهداً وَ جَعَلَ يُسَارّهُ وَ يُنَاجِيهِ
الطبّرَيِّ فِي الوَلَايَةِ وَ الداّرقَطُنيِّ فِي الصّحِيحِ وَ السمّعاَنيِّ فِي الفَضَائِلِ وَ جَمَاعَةٌ مِن رِجَالِ الشّيعَةِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ وَ اللّفظُ لِلصّحِيحِ أَنّ عَائِشَةَ قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ فِي بَيتِهَا لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ ادعُوا لِي حبَيِبيِ فَدَعَوتُ لَهُ أَبَا بَكرٍ فَنَظَرَ إِلَيهِ ثُمّ وَضَعَ رَأسَهُ ثُمّ قَالَ ادعُوا لِي حبَيِبيِ فَدَعَوا لَهُ عُمَرَ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ قَالَ ادعُوا لِي حبَيِبيِ فَقُلتُ وَيلَكُم ادعُوا لَهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَ اللّهِ مَا يُرِيدُ غَيرَهُ فَلَمّا رَآهُ أَفرَجَ الثّوبَ ألّذِي كَانَ عَلَيهِ ثُمّ أَدخَلَهُ فِيهِ وَ لَم يَزَل يَحتَضِنُهُ حَتّي قُبِضَ وَ يَدُهُ عَلَيهِ
صفحه : 474
22- جا،[المجالس للمفيد]عُمَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ المُغِيرَةِ الجوَهرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ الرمّاَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ صَالِحٍ عَن عُتَيبَةَ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ شِهَابٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُتبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا حَضَرَتِ النّبِيّص الوَفَاةُ وَ فِي البَيتِ رِجَالٌ فِيهِم عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَلُمّوا أَكتُب لَكُم كِتَاباً لَن تَضِلّوا بَعدَهُ أَبَداً فَقَالَ لَا تَأتُوهُ بشِيَءٍ فَإِنّهُ قَد غَلَبَهُ الوَجَعُ وَ عِندَكُمُ القُرآنُ حَسبُنَا كِتَابُ اللّهِ فَاختَلَفَ أَهلُ البَيتِ وَ اختَصَمُوا فَمِنهُم مَن يَقُولُ قَرّبُوا يَكتُب لَكُم رَسُولُ اللّهِ وَ مِنهُم مَن يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ فَلَمّا كَثُرَ اللّغَطُ وَ الِاختِلَافُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قُومُوا عنَيّ قَالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عُتبَةَ وَ كَانَ ابنُ عَبّاسٍ رَحِمَهُ اللّهُ يَقُولُ الرّزِيّةُ كُلّ الرّزِيّةِ مَا حَالَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ أَن يَكتُبَ لَنَا ذَلِكَ الكِتَابَ مِنِ اختِلَافِهِم وَ لَغَطِهِم
بيان أقول خبر طلب رسول الله ص الدواة والكتف ومنع عمر عن ذلك مع اختلاف ألفاظه متواتر بالمعني وأورده البخاري ومسلم وغيرهما من محدثي العامة في صحاحهم و قدأورده البخاري في مواضع من صحيحه منها في الصفحة الثانية من مفتتحه وسيأتي تمام القول في ذلك في باب مثالب الثلاثة إن شاء الله تعالي
23-جا،[المجالس للمفيد]عُمَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِّ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن يُونُسَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الغَسِيلِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ خَلّابٍ الأنَصاَريِّ عَن عِكرِمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ الفَضلَ بنَ العَبّاسِ دَخَلُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ الأَنصَارُ فِي المَسجِدِ تبَكيِ رِجَالُهَا وَ نِسَاؤُهَا عَلَيكَ فَقَالَ وَ مَا يُبكِيهِم قَالُوا يَخَافُونَ أَن تَمُوتَ فَقَالَ أعَطوُنيِ أَيدِيَكُم فَخَرَجَ فِي مِلحَفَةٍ وَ عِصَابَةٍ حَتّي جَلَسَ عَلَي المِنبَرِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ
صفحه : 475
أَمّا بَعدُ أَيّهَا النّاسُ فَمَا تُنكِرُونَ مِن مَوتِ نَبِيّكُم أَ لَم أُنعَ إِلَيكُم وَ تُنعَ إِلَيكُم أَنفُسُكُم لَو خُلّدَ أَحَدٌ قبَليِ ثُمّ بُعِثَ إِلَيهِ لَخُلّدتُ فِيكُم أَلَا إنِيّ لَاحِقٌ برِبَيّ وَ قَد تَرَكتُ فِيكُم مَا إِن تَمَسّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا كِتَابُ اللّهِ تَعَالَي بَينَ أَظهُرِكُم تَقرَءُونَهُ صَبَاحاً وَ مَسَاءً فَلَا تَنَافَسُوا وَ لَا تَحَاسَدُوا وَ لَا تَبَاغَضُوا وَ كُونُوا إِخوَاناً كَمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ وَ قَد خَلّفتُ فِيكُم عتِرتَيِ أَهلَ بيَتيِ وَ أَنَا أُوصِيكُم بِهِم ثُمّ أُوصِيكُم بِهَذَا الحيَّ مِنَ الأَنصَارِ فَقَد عَرَفتُم بَلَاءَهُم عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عِندَ رَسُولِهِ وَ عِندَ المُؤمِنِينَ أَ لَم يُوَسّعُوا فِي الدّيَارِ وَ يُشَاطِرُوا الثّمَارَ وَ يُؤثِرُوا وَ بِهِمُ الخَصَاصَةُ فَمَن ولَيَِ مِنكُم أَمراً يَضُرّ فِيهِ أَحَداً أَو يَنفَعُهُ فَليَقبَل مِن مُحسِنِ الأَنصَارِ وَ ليَتَجَاوَز عَن مُسِيئِهِم وَ كَانَ آخَرُ مَجلِسٍ جَلَسَهُ حَتّي لقَيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
24- جا،[المجالس للمفيد]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن زَيدِ بنِ أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَ النّبِيّص الوَفَاةُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل لَكَ فِي الرّجُوعِ قَالَ لَا قَد بَلّغتُ رِسَالَاتِ ربَيّ ثُمّ قَالَ لَهُ أَ تُرِيدُ الرّجُوعَ إِلَي الدّنيَا قَالَ لَا بَلِ الرّفِيقَ الأَعلَي ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلمُسلِمِينَ وَ هُم مُجتَمِعُونَ حَولَهُ أَيّهَا النّاسُ لَا نبَيِّ بعَديِ وَ لَا سُنّةَ بَعدَ سنُتّيِ فَمَنِ ادّعَي ذَلِكَ فَدَعوَاهُ وَ بِدعَتُهُ فِي النّارِ وَ مَنِ ادّعَي ذَلِكَ فَاقتُلُوهُ وَ مَنِ اتّبَعَهُ فَإِنّهُم فِي النّارِ أَيّهَا النّاسُ أَحيُوا القِصَاصَ وَ أَحيُوا الحَقّ وَ لَا تَفَرّقُوا وَ أَسلِمُوا وَ سَلّمُوا تَسلَمُواكَتَبَ اللّهُ لَأَغلِبَنّ أَنَا وَ رسُلُيِ إِنّ اللّهَ قوَيِّ عَزِيزٌ
25-جا،[المجالس للمفيد] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الكَاتِبُ عَنِ الزعّفرَاَنيِّ عَنِ الثقّفَيِّ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ عَن زَيدِ بنِ الحَسَنِ الأنَماَطيِّ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عُبَيدِ اللّهِ مَولَي العَبّاسِ يُحَدّثُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُ أَبَا سَعِيدٍ الخدُريِّ يَقُولُ إِنّ آخِرَ خُطبَةٍ خَطَبَنَا بِهَا رَسُولُ اللّهِص لَخُطبَةٌ خَطَبَنَا فِي مَرَضِهِ
صفحه : 476
ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ خَرَجَ مُتَوَكّياً عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ مَيمُونَةَ مَولَاتِهِ فَجَلَسَ عَلَي المِنبَرِ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ تَارِكٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ وَ سَكَتَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَانِ الثّقَلَانِ فَغَضِبَ حَتّي احمَرّ وَجهُهُ ثُمّ سَكَنَ وَ قَالَ مَا ذَكَرتُهُمَا إِلّا وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أُخبِرَكُم بِهِمَا وَ لَكِن رَبَوتُ فَلَم أَستَطِع سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللّهِ وَ طَرَفٌ بِأَيدِيكُم تَعمَلُونَ فِيهِ كَذَا أَلَا وَ هُوَ القُرآنُ وَ الثّقَلُ الأَصغَرُ أَهلُ بيَتيِ ثُمّ قَالَ وَ ايمُ اللّهِ إنِيّ لَأَقُولُ لَكُم هَذَا وَ رِجَالٌ فِي أَصلَابِ أَهلِ الشّركِ أَرجَي عنِديِ مِن كَثِيرٍ مِنكُم ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ لَا يُحِبّهُم عَبدٌ إِلّا أَعطَاهُ اللّهُ نُوراً يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَرِدَ عَلَيّ الحَوضَ وَ لَا يُبغِضُهُم عَبدٌ إِلّا احتَجَبَ اللّهُ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ أَبَا عُبَيدِ اللّهِ يَأتِينَا بِمَا يَعرِفُ
بيان الربو التهيج وتواتر النفس ألذي يعرض للمسرع في مشيه وحركته
26- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ أَبُو ثَابِتٍ مَولَي أَبِي ذَرّ سَمِعتُ أُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ يَقُولُ وَ قَدِ امتَلَأَتِ الحُجرَةُ مِن أَصحَابِهِ أَيّهَا النّاسُ يُوشِكُ أَن أُقبَضَ قَبضاً سَرِيعاً فَيُنطَلَقَ بيِ وَ قَد قَدّمتُ إِلَيكُمُ القَولَ مَعذِرَةً إِلَيكُم أَلَا إنِيّ مُخلِفٌ فِيكُم كِتَابَ اللّهِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ وَ عتِرتَيِ أَهلَ بيَتيِ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ ع فَرَفَعَهَا فَقَالَ هَذَا عَلِيّ مَعَ القُرآنِ وَ القُرآنُ مَعَ عَلِيّ خَلِيفَتَانِ نَصِيرَانِ لَا يفترقا[يَفتَرِقَانِ] حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ فَأَسأَلَهُمَا مَا ذَا خُلّفتُ فِيهِمَا
27- كِتَابُ الطّرَفِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ نَقلًا مِن كِتَابِ الوَصِيّةِ لِلشّيخِ عِيسَي بنِ المُستَفَادِ الضّرِيرِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ دَعَا الأَنصَارَ وَ قَالَ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ قَد حَانَ الفِرَاقُ وَ قَد دُعِيتُ وَ أَنَا مُجِيبُ الداّعيِ وَ قَد جَاوَرتُم فَأَحسَنتُمُ الجِوَارَ وَ نَصَرتُم فَأَحسَنتُمُ النّصرَةَ وَ وَاسَيتُم فِي الأَموَالِ وَ وَسّعتُم فِي المُسلِمِينَ وَ بَذَلتُم لِلّهِ مُهَجَ النّفُوسِ
صفحه : 477
وَ اللّهُ يَجزِيكُم بِمَا فَعَلتُمُ الجَزَاءَ الأَوفَي وَ قَد بَقِيَت وَاحِدَةٌ وَ هيَِ تَمَامُ الأَمرِ وَ خَاتِمَةُ العَمَلِ العَمَلُ مَعَهَا مَقرُونٌ إنِيّ أَرَي أَن لَا أَفتَرِقَ بَينَهُمَا جَمِيعاً لَو قِيسَ بَينَهُمَا بِشَعرَةٍ مَا انقَاسَت مَن أَتَي بِوَاحِدَةٍ وَ تَرَكَ الأُخرَي كَانَ جَاحِداً لِلأُولَي وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفاً وَ لَا عَدلًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَينَ لَنَا بِمَعرِفَتِهَا فَلَا نُمسِكَ عَنهَا فَنَضِلّ وَ نَرتَدّ عَنِ الإِسلَامِ وَ النّعمَةُ مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ عَلَينَا فَقَد أَنقَذَنَا اللّهُ بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَد بَلّغتَ وَ نَصَحتَ وَ أَدّيتَ وَ كُنتَ بِنَا رَءُوفاً رَحِيماً شَفِيقاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَهُم كِتَابُ اللّهِ وَ أَهلُ بيَتيِ فَإِنّ الكِتَابَ هُوَ القُرآنُ وَ فِيهِ الحُجّةُ وَ النّورُ وَ البُرهَانُ كَلَامُ اللّهِ جَدِيدٌ غَضّ طرَيِّ شَاهِدٌ وَ مُحكَمٌ عَادِلٌ وَ لَنَا قَائِدٌ بِحَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ وَ أَحكَامِهِ يَقُومُ غَداً فَيُحَاجّ أَقوَاماً فَيُزِلّ اللّهُ بِهِ أَقدَامَهُم عَنِ الصّرَاطِ وَ احفظَوُنيِ مَعَاشِرَ الأَنصَارِ فِي أَهلِ بيَتيِ فَإِنّ اللّطِيفَ الخَبِيرَ أخَبرَنَيِ أَنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ أَلَا وَ إِنّ الإِسلَامَ سَقفٌ تَحتَهُ دِعَامَةٌ لَا يَقُومُ السّقفُ إِلّا بِهَا فَلَو أَنّ أَحَدَكُم أَتَي بِذَلِكَ السّقفِ مَمدُوداً لَا دِعَامَةَ تَحتَهُ فَأَوشَكَ أَن يَخِرّ عَلَيهِ سَقفُهُ فيَهَويَِ فِي النّارِ أَيّهَا النّاسُ الدّعَامَةُ دِعَامَةُ الإِسلَامِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيإِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطّيّبُ وَ العَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُفَالعَمَلُ الصّالِحُ طَاعَةُ الإِمَامِ ولَيِّ الأَمرِ وَ التّمَسّكُ بِحَبلِهِ أَيّهَا النّاسُ أَ فَهِمتُم اللّهَ اللّهَ فِي أَهلِ بيَتيِ مَصَابِيحِ الظّلَمِ وَ مَعَادِنِ العِلمِ وَ يَنَابِيعِ الحِكَمِ وَ مُستَقَرّ المَلَائِكَةِ مِنهُم وصَيِيّ وَ أمَيِنيِ وَ واَرثِيِ وَ هُوَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي أَلَا هَل بَلّغتُ مَعَاشِرَ الأَنصَارِ أَلَا فَاسمَعُوا وَ مَن حَضَرَ أَلَا إِنّ فَاطِمَةَ بَابُهَا باَبيِ وَ بَيتُهَا بيَتيِ فَمَن هَتَكَهُ فَقَد هَتَكَ حِجَابَ اللّهِ قَالَ عِيسَي فَبَكَي أَبُو الحَسَنِ ع طَوِيلًا وَ قَطَعَ بَقِيّةَ كَلَامِهِ وَ قَالَ هُتِكَ وَ اللّهِ حِجَابُ اللّهِ هُتِكَ وَ اللّهِ حِجَابُ اللّهِ هُتِكَ وَ اللّهِ حِجَابُ اللّهِ يَا أُمّه صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا
صفحه : 478
ثُمّ قَالَ ع أخَبرَنَيِ أَبِي عَن جدَيّ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ قَالَ قَد جَمَعَ رَسُولُ اللّهِص المُهَاجِرِينَ فَقَالَ لَهُم أَيّهَا النّاسُ إنِيّ قَد دُعِيتُ وَ إنِيّ مُجِيبُ دَعوَةِ الداّعيِ قَدِ اشتَقتُ إِلَي لِقَاءِ ربَيّ وَ اللّحُوقِ بإِخِواَنيِ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ إنِيّ أُعَلّمُكُم أنَيّ قَد أَوصَيتُ إِلَي وصَيِيّ وَ لَم أَهمِلكُم إِهمَالَ البَهَائِمِ وَ لَم أَترُك مِن أُمُورِكُم شَيئاً فَقَامَ إِلَيهِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَوصَيتَ بِمَا أَوصَي بِهِ الأَنبِيَاءُ مِن قَبلِكَ قَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ فَبِأَمرٍ مِنَ اللّهِ أَوصَيتَ أَم بِأَمرِكَ قَالَ لَهُ اجلِس يَا عُمَرُ أَوصَيتُ بِأَمرِ اللّهِ وَ أَمرُهُ طَاعَتُهُ وَ أَوصَيتُ بأِمَريِ وَ أمَريِ طَاعَةُ اللّهِ وَ مَن عصَاَنيِ فَقَد عَصَي اللّهَ وَ مَن عَصَي وصَيِيّ فَقَد عصَاَنيِ وَ مَن أَطَاعَ وصَيِيّ فَقَد أطَاَعنَيِ وَ مَن أطَاَعنَيِ فَقَد أَطَاعَ اللّهَ لَا مَا تُرِيدُ أَنتَ وَ صَاحِبُكَ ثُمّ التَفَتَ إِلَي النّاسِ وَ هُوَ مُغضَبٌ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ اسمَعُوا وصَيِتّيِ مَن آمَنَ بيِ وَ صدَقّنَيِ بِالنّبُوّةِ وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ فَأُوصِيهِ بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ طَاعَتِهِ وَ التّصدِيقِ لَهُ فَإِنّ وَلَايَتَهُ ولَاَيتَيِ وَ وَلَايَةُ ربَيّ قَد أَبلَغتُكُم فَليُبلِغِ الشّاهِدُ الغَائِبَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ هُوَ العَلَمُ فَمَن قَصّرَ دُونَ العَلَمِ فَقَد ضَلّ وَ مَن تَقَدّمَهُ تَقَدّمَ إِلَي النّارِ وَ مَن تَأَخّرَ عَنِ العَلَمِ يَمِيناً هَلَكَ وَ مَن أَخَذَ يَسَاراً غَوَيوَ ما توَفيِقيِ إِلّا بِاللّهِفَهَل سَمِعتُم قَالُوا نَعَم
وَ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع دعَاَنيِ رَسُولُ اللّهِص عِندَ مَوتِهِ وَ أَخرَجَ مَن كَانَ عِندَهُ فِي البَيتِ غيَريِ وَ البَيتُ فِيهِ جَبرَئِيلُ وَ المَلَائِكَةُ أَسمَعُ الحِسّ وَ لَا أَرَي شَيئاً فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص كِتَابَ الوَصِيّةِ مِن يَدِ جَبرَئِيلَ مَختُومَةً فَدَفَعَهَا إلِيَّ وَ أمَرَنَيِ أَن أَفُضّهَا فَفَعَلتُ وَ أمَرَنَيِ أَن أَقرَأَهَا فَقَرَأتُهَا فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ عنِديِ أتَاَنيِ بِهَا السّاعَةَ مِن عِندِ ربَيّ فَقَرَأتُهَا فَإِذَا فِيهَا كُلّ مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص يوُصيِ بِهِ شَيئاً شَيئاً مَا تُغَادِرُ حَرفاً
صفحه : 479
وَ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنهُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ كُنتُ مُسنِدَ النّبِيّص إِلَي صدَريِ لَيلَةً مِنَ الليّاَليِ فِي مَرَضِهِ وَ قَد فَرَغَ مِن وَصِيّتِهِ وَ عِندَهُ فَاطِمَةُ ابنَتُهُ وَ قَد أَمَرَ أَزوَاجَهُ وَ النّسَاءَ أَن يَخرُجنَ مِن عِندِهِ فَفَعَلنَ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ تَحَوّل مِن مَوضِعِكَ وَ كُن أمَاَميِ قَالَ فَفَعَلتُ وَ أَسنَدَهُ جَبرَئِيلُ ع إِلَي صَدرِهِ وَ جَلَسَ مِيكَائِيلُ ع عَلَي يَمِينِهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ ضُمّ كَفّيكَ بَعضَهَا إِلَي بَعضٍ فَفَعَلتُ فَقَالَ لِي قَد عَهِدتُ إِلَيكَ أُحدِثُ العَهدَ لَكَ بِمَحضَرِ أمَيِنيَ رَبّ العَالَمِينَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ يَا عَلِيّ بِحَقّهِمَا عَلَيكَ إِلّا أَنفَذتَ وصَيِتّيِ عَلَي مَا فِيهَا وَ عَلَي قَبُولِكَ إِيّاهَا بِالصّبرِ وَ الوَرَعِ عَلَي منِهاَجيِ وَ طرَيِقيِ لَا طَرِيقَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ خُذ مَا آتَاكَ اللّهُ بِقُوّةٍ وَ أَدخَلَ يَدَهُ فِيمَا بَينَ كفَيّّ وَ كفَاّيَ مَضمُومَتَانِ فَكَأَنّهُ أَفرَغَ بَينَهُمَا شَيئاً فَقَالَ يَا عَلِيّ قَد أَفرَغتُ بَينَ يَدَيكَ الحِكمَةَ وَ قَضَاءَ مَا يَرِدُ عَلَيكَ وَ مَا هُوَ وَارِدٌ لَا يَعزُبُ عَنكَ مِن أَمرِكَ شَيءٌ وَ إِذَا حَضَرَتكَ الوَفَاةُ فَأَوصِ وَصِيّتَكَ إِلَي مَن بَعدَكَ عَلَي مَا أُوصِيكَ وَ اصنَع هَكَذَا بِلَا كِتَابٍ وَ لَا صَحِيفَةٍ
28-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ يَقطِينٍ عَن عِيسَي بنِ المُستَفَادِ أَبِي مُوسَي الضّرِيرِ قَالَ حدَثّنَيِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَ لَيسَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَاتِبَ الوَصِيّةِ وَ رَسُولُ اللّهِص الممُليَِ عَلَيهِ وَ جَبرَئِيلُ وَ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ شُهُودٌ قَالَ فَأَطرَقَ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ قَد كَانَ مَا قُلتَ وَ لَكِن حِينَ نَزَلَ بِرَسُولِ اللّهِص الأَمرُ نَزَلَتِ الوَصِيّةُ مِن عِندِ اللّهِ كِتَاباً مُسَجّلًا نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ مَعَ أُمَنَاءِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنَ المَلَائِكَةِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ
صفحه : 480
يَا مُحَمّدُ مُر بِإِخرَاجِ مَن عِندَكَ إِلّا وَصِيّكَ لِيَقبِضَهَا مِنّا وَ تُشهِدَنَا بِدَفعِكَ إِيّاهَا إِلَيهِ ضَامِناً لَهَا يعَنيِ عَلِيّاً ع فَأَمَرَ النّبِيّص بِإِخرَاجِ مَن كَانَ فِي البَيتِ مَا خَلَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةُ فِيمَا بَينَ السّترِ وَ البَابِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ هَذَا كِتَابُ مَا كُنتُ عَهِدتُ إِلَيكَ وَ شَرَطتُ عَلَيكَ وَ شَهِدتُ بِهِ عَلَيكَ وَ أَشهَدتُ بِهِ عَلَيكَ ملَاَئكِتَيِ وَ كَفَي بيِ يَا مُحَمّدُ شَهِيداً قَالَ فَارتَعَدَت مَفَاصِلُ النّبِيّص وَ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ ربَيّ هُوَ السّلَامُ وَ مِنهُ السّلَامُ وَ إِلَيهِ يَعُودُ السّلَامُ صَدَقَ عَزّ وَ جَلّ وَ بَرّ هَاتِ الكِتَابَ فَدَفَعَهُ إِلَيهِ وَ أَمَرَهُ بِدَفعِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ اقرَأهُ فَقَرَأَهُ حَرفاً حَرفاً فَقَالَ يَا عَلِيّ هَذَا عَهدُ ربَيّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إلِيَّ وَ شَرطُهُ عَلَيّ وَ أَمَانَتُهُ وَ قَد بَلّغتُ وَ نَصَحتُ وَ أَدّيتُ فَقَالَ عَلِيّ ع وَ أَنَا أَشهَدُ لَكَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ بِالبَلَاغِ وَ النّصِيحَةِ وَ التّصدِيقِ عَلَي مَا قُلتَ وَ يَشهَدُ لَكَ بِهِ سمَعيِ وَ بصَرَيِ وَ لحَميِ وَ دمَيِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع وَ أَنَا لَكُمَا عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَخَذتَ وصَيِتّيِ وَ عَرَفتَهَا وَ ضَمِنتَ لِلّهِ وَ لِيَ الوَفَاءَ بِمَا فِيهَا فَقَالَ عَلِيّ ع نَعَم بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ عَلَيّ ضَمَانُهَا وَ عَلَي اللّهِ عوَنيِ وَ توَفيِقيِ عَلَي أَدَائِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إنِيّ أُرِيدُ أَن أُشهِدَ عَلَيكَ بمِوُاَفاَتيِ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ عَلِيّ نَعَم أَشهِد فَقَالَ النّبِيّص إِنّ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَكَ الآنَ وَ هُمَا حَاضِرَانِ مَعَهُمَا المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ لِأُشهِدَهُم عَلَيكَ فَقَالَ نَعَم لِيَشهَدُوا وَ أَنَا بأِبَيِ وَ أمُيّ أُشهِدُهُم فَأَشهَدَهُم رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَ فِيمَا اشتَرَطَ عَلَيهِ النّبِيّص بِأَمرِ جَبرَئِيلَ ع فِيمَا أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ تفَيِ بِمَا فِيهَا مِن مُوَالَاةِ مَن وَالَي اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ البَرَاءَةِ وَ العَدَاوَةِ لِمَن عَادَي اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ البَرَاءَةِ مِنهُم عَلَي الصّبرِ مِنكَ عَلَي كَظمِ الغَيظِ وَ عَلَي ذَهَابِ حَقّكَ وَ غَصبِ خُمُسِكَ وَ انتِهَاكِ حُرمَتِكَ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَقَد سَمِعتُ
صفحه : 481
جَبرَئِيلَ يَقُولُ للِنبّيِّص يَا مُحَمّدُ عَرّفهُ أَنّهُ يُنتَهَكُ الحُرمَةُ وَ هيَِ حُرمَةُ اللّهِ وَ حُرمَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَي أَن تُخضَبَ لِحيَتُهُ مِن رَأسِهِ بِدَمٍ عَبِيطٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَصَعِقتُ حِينَ فَهِمتُ الكَلِمَةَ مِنَ الأَمِينِ جَبرَئِيلَ ع حَتّي سَقَطتُ عَلَي وجَهيِ وَ قُلتُ نَعَم قَبِلتُ وَ رَضِيتُ وَ إِنِ انتُهِكَتِ الحُرمَةُ وَ عُطّلَتِ السّنَنُ وَ مُزّقَ الكِتَابُ وَ هُدِمَتِ الكَعبَةُ وَ خُضِبَت لحِيتَيِ مِن رأَسيِ بِدَمٍ عَبِيطٍ صَابِراً مُحتَسِباً أَبَداً حَتّي أَقدَمَ عَلَيكَ ثُمّ دَعَا رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ أَعلَمَهُم مِثلَ مَا أَعلَمَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالُوا مِثلَ قَولِهِ فَخُتِمَتِ الوَصِيّةُ بِخَوَاتِيمَ مِن ذَهَبٍ لَم تَمَسّهُ النّارُ وَ دُفِعَت إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ أَ لَا تَذكُرُ مَا كَانَ فِي الوَصِيّةِ فَقَالَ سُنَنُ اللّهِ وَ سُنَنُ رَسُولِهِص فَقُلتُ أَ كَانَ فِي الوَصِيّةِ تَوَثّبُهُم وَ خِلَافُهُم عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ نَعَم وَ اللّهِ شَيءٌ بشِيَءٍ وَ حَرفٌ بِحَرفٍ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّا نَحنُ نحُيِ المَوتي وَ نَكتُبُ ما قَدّمُوا وَ آثارَهُم وَ كُلّ شَيءٍ أَحصَيناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ وَ اللّهِ لَقَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ ع أَ لَيسَ قَد فَهِمتُمَا مَا تَقَدّمتُ بِهِ إِلَيكُمَا وَ قَبِلتُمَاهُ فَقَالَا بَلَي وَ صَبَرنَا عَلَي مَا سَاءَنَا وَ غَاظَنَا
أقول روي السيد علي بن طاوس قدس الله روحه في الطرف هذاالخبر مجملا من كتاب الوصية لعيسي بن المستفاد
29- وَ روُيَِ أَيضاً مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ فِي وَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص فِي أَوّلِهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا مَا عَهِدَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِص وَ أَوصَي بِهِ وَ أَسنَدَهُ بِأَمرِ اللّهِ إِلَي وَصِيّهِ
صفحه : 482
عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ فِي آخِرِ الوَصِيّةِ شَهِدَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ عَلَي مَا أَوصَي بِهِ مُحَمّدٌص إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَبَضَهُ وَصِيّهُ وَ ضَمَانُهُ عَلَي مَا فِيهَا عَلَي مَا ضَمِنَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ لِمُوسَي بنِ عِمرَانَ ع وَ عَلَي مَا ضَمِنَ وَ أَدّي وصَيِّ عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ عَلَي مَا ضَمِنَ الأَوصِيَاءُ قَبلَهُم عَلَي أَنّ مُحَمّداً أَفضَلُ النّبِيّينَ وَ عَلِيّاً أَفضَلُ الوَصِيّينَ وَ أَوصَي مُحَمّدٌ وَ سَلّمَ إِلَي عَلِيّ وَ أَقَرّ عَلِيّ وَ قَبَضَ الوَصِيّةَ عَلَي مَا أَوصَي بِهِ الأَنبِيَاءُ وَ سَلّمَ مُحَمّدٌ الأَمرَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هَذَا أَمرُ اللّهِ وَ طَاعَتُهُ وَ وَلّاهُ الأَمرَ عَلَي أَن لَا نُبُوّةَ لعِلَيِّ وَ لَا لِغَيرِهِ بَعدَ مُحَمّدٍوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً
30- وَ روُيَِ أَيضاً نَقلًا عَنِ السّيّدِ رضَيِّ الدّينِ الموُسوَيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ مِن كِتَابِ خَصَائِصِ الأَئِمّةِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ العجِليِّ الكوُفيِّ عَن عِيسَي الضّرِيرِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع حِينَ دَفَعَ إِلَيهِ الوَصِيّةَ اتّخِذ لَهَا جَوَاباً غَداً بَينَ يدَيَِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَبّ العَرشِ فإَنِيّ مُحَاجّكَ يَومَ القِيَامَةِ بِكِتَابِ اللّهِ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ وَ مُحكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ عَلَي مَا أَنزَلَ اللّهُ وَ عَلَي مَا أَمَرتُكَ وَ عَلَي فَرَائِضِ اللّهِ كَمَا أُنزِلَت وَ عَلَي الأَحكَامِ مِنَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ اجتِنَابِهِ مَعَ إِقَامَةِ حُدُودِ اللّهِ وَ شُرُوطِهِ وَ الأُمُورِ كُلّهَا وَ إِقَامِ الصّلَاةِ لِوَقتِهَا وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ لِأَهلِهَا وَ حِجّ البَيتِ وَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَمَا أَنتَ قَائِلٌ يَا عَلِيّ فَقَالَ عَلِيّ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ أَرجُو بِكَرَامَةِ اللّهِ لَكَ وَ مَنزِلَتِكَ عِندَهُ وَ نِعمَتِهِ عَلَيكَ أَن يعُيِننَيِ ربَيّ وَ يثُبَتّنَيِ
صفحه : 483
فَلَا أَلقَاكَ بَينَ يدَيَِ اللّهِ مُقَصّراً وَ لَا مُتَوَانِياً وَ لَا مُفَرّطاً وَ لَا أمعز[أَمعَرَ]وَجهُكَ[ لَا أُمَعّرُ وَجهَكَ]وَقَاهُ وجَهيِ وَ وُجُوهُ آباَئيِ وَ أمُهّاَتيِ بَل تجَدِنُيِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ مُستَمِرّاً مُتّبِعاً لِوَصِيّتِكَ[مُشَمّراً لِوَصِيّتِكَ] وَ مِنهَاجِكَ وَ طَرِيقِكَ مَا دُمتُ حَيّاً حَتّي أَقدَمَ بِهَا عَلَيكَ ثُمّ الأَوّلَ فَالأَوّلَ مِن ولُديِ لَا مُقَصّرِينَ وَ لَا مُفَرّطِينَ قَالَ عَلِيّ ع ثُمّ انكَبَبتُ عَلَي وَجهِهِ وَ عَلَي صَدرِهِ وَ أَنَا أَقُولُ وَا وَحشَتَاه بَعدَكَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ وَ وَحشَةَ ابنَتِكَ وَ بَنِيكَ بَل وَ أَطوَلَ غمَيّ بَعدَكَ يَا أخَيِ انقَطَعَت مِن منَزلِيِ أَخبَارُ السّمَاءِ وَ فَقَدتُ بَعدَكَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ فَلَا أُحِسّ أَثَراً وَ لَا أَسمَعُ حِسّاً فأَغُميَِ عَلَيهِ طَوِيلًا ثُمّ أَفَاقَص قَالَ أَبُو الحَسَنِ فَقُلتُ لأِبَيِ فَمَا كَانَ بَعدَ إِفَاقَتِهِ قَالَ دَخَلَ عَلَيهِ النّسَاءُ يَبكِينَ وَ ارتَفَعَتِ الأَصوَاتُ وَ ضَجّ النّاسُ بِالبَابِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ نوُديَِ أَينَ عَلِيّ فَأَقبَلَ حَتّي دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ عَلِيّ ع فَانكَبَبتُ عَلَيهِ فَقَالَ يَا أخَيِ افهَم فَهّمَكَ اللّهُ وَ سَدّدَكَ وَ أَرشَدَكَ وَ وَفّقَكَ وَ أَعَانَكَ وَ غَفَرَ ذَنبَكَ وَ رَفَعَ ذِكرَكَ اعلَم يَا أخَيِ أَنّ القَومَ سَيَشغَلُهُم عنَيّ مَا يَشغَلُهُم فَإِنّمَا مَثَلُكَ فِي الأُمّةِ مَثَلُ الكَعبَةِ نَصَبَهَا اللّهُ لِلنّاسِ عَلَماً وَ إِنّمَا تُؤتَي مِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍ وَ نأَيٍ سَحِيقٍ وَ لَا تأَتيِ وَ إِنّمَا أَنتَ عَلَمُ الهُدَي وَ نُورُ الدّينِ وَ هُوَ نُورُ اللّهِ يَا أخَيِ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ لَقَد قَدّمتُ إِلَيهِم بِالوَعِيدِ بَعدَ أَن أَخبَرتُهُم رَجُلًا رَجُلًا مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِم مِن حَقّكَ وَ أَلزَمَهُم مِن طَاعَتِكَ وَ كُلّ أَجَابَ وَ سَلّمَ إِلَيكَ الأَمرَ وَ إنِيّ لَأَعلَمُ خِلَافَ قَولِهِم فَإِذَا قُبِضتُ وَ فَرَغتَ مِن جَمِيعِ مَا أُوصِيكَ بِهِ وَ غيَبّتنَيِ فِي
صفحه : 484
قبَريِ فَالزَم بَيتَكَ وَ اجمَعِ القُرآنَ عَلَي تَألِيفِهِ وَ الفَرَائِضَ وَ الأَحكَامَ عَلَي تَنزِيلِهِ ثُمّ امضِ[ ذَلِكَ] عَلَي غيرلائمة[عَزَائِمِهِ وَ] عَلَي مَا أَمَرتُكَ بِهِ وَ عَلَيكَ بِالصّبرِ عَلَي مَا يَنزِلُ بِكَ وَ بِهَا حَتّي تَقدَمُوا عَلَيّ
31- وَ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن عِيسَي الضّرِيرِ عَنِ الكَاظِمِ ع قَالَ قُلتُ لأِبَيِ فَمَا كَانَ بَعدَ خُرُوجِ المَلَائِكَةِ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَقَالَ ثُمّ دَعَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ قَالَ لِمَن فِي بَيتِهِ اخرُجُوا عنَيّ وَ قَالَ لِأُمّ سَلَمَةَ كوُنيِ عَلَي البَابِ فَلَا يَقرَبهُ أَحَدٌ فَفَلَعَت ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ ادنُ منِيّ فَدَنَا مِنهُ فَأَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ فَوَضَعَهَا عَلَي صَدرِهِ طَوِيلًا وَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ بِيَدِهِ الأُخرَي فَلَمّا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص الكَلَامَ غَلَبَتهُ عَبرَتُهُ فَلَم يَقدِر عَلَي الكَلَامِ فَبَكَت فَاطِمَةُ بُكَاءً شَدِيداً وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع لِبُكَاءِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد قَطَعتَ قلَبيِ وَ أَحرَقتَ كبَدِيِ لِبُكَائِكَ يَا سَيّدَ النّبِيّينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ يَا أَمِينَ رَبّهِ وَ رَسُولَهُ وَ يَا حَبِيبَهُ وَ نَبِيّهُ مَن لوِلُديِ بَعدَكَ وَ لِذُلّ يَنزِلُ بيِ بَعدَكَ مَن لعِلَيِّ أَخِيكَ وَ نَاصِرِ الدّينِ مَن لوِحَيِ اللّهِ وَ أَمرِهِ ثُمّ بَكَت وَ أَكَبّت عَلَي وَجهِهِ فَقَبّلَتهُ وَ أَكَبّ عَلَيهِ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَرَفَعَ رَأسَهُص إِلَيهِم وَ يَدُهَا فِي يَدِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ عَلِيّ وَ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ هَذِهِ وَدِيعَةُ اللّهِ وَ وَدِيعَةُ رَسُولِهِ مُحَمّدٍ عِندَكَ فَاحفَظِ اللّهَ وَ احفظَنيِ فِيهَا وَ إِنّكَ لِفَاعِلُهُ يَا عَلِيّ هَذِهِ وَ اللّهِ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ هَذِهِ وَ اللّهِ مَريَمُ الكُبرَي أَمَا وَ اللّهِ مَا بَلَغَت نفَسيِ هَذَا المَوضِعَ حَتّي سَأَلتُ اللّهَ لَهَا وَ لَكُم فأَعَطاَنيِ مَا سَأَلتُهُ يَا عَلِيّ
صفحه : 485
انفُذ لِمَا أَمَرَتكَ بِهِ فَاطِمَةُ فَقَد أَمَرتُهَا بِأَشيَاءَ أَمَرَ بِهَا جَبرَئِيلُ ع وَ اعلَم يَا عَلِيّ أنَيّ رَاضٍ عَمّن رَضِيَت عَنهُ ابنتَيِ فَاطِمَةُ وَ كَذَلِكَ ربَيّ وَ مَلَائِكَتُهُ يَا عَلِيّ وَيلٌ لِمَن ظَلَمَهَا وَ وَيلٌ لِمَنِ ابتَزّهَا حَقّهَا وَ وَيلٌ لِمَن هَتَكَ حُرمَتَهَا وَ وَيلٌ لِمَن أَحرَقَ بَابَهَا وَ وَيلٌ لِمَن آذَي خَلِيلَهَا وَ وَيلٌ لِمَن شَاقّهَا وَ بَارَزَهَا أللّهُمّ إنِيّ مِنهُم برَيِءٌ وَ هُم منِيّ بُرَآءُ ثُمّ سَمّاهُم رَسُولُ اللّهِص وَ ضَمّ فَاطِمَةَ إِلَيهِ وَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ لَهُم وَ لِمَن شَايَعَهُم سِلمٌ وَ زَعِيمٌ بِأَنّهُم يَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ عَدُوّ وَ حَربٌ لِمَن عَادَاهُم وَ ظَلَمَهُم وَ تَقَدّمَهُم أَو تَأَخّرَ عَنهُم وَ عَن شِيعَتِهِم زَعِيمٌ بِأَنّهُم يَدخُلُونَ النّارَ ثُمّ وَ اللّهِ يَا فَاطِمَةُ لَا أَرضَي حَتّي تَرضَي ثُمّ لَا وَ اللّهِ لَا أَرضَي حَتّي تَرضَي ثُمّ لَا وَ اللّهِ لَا أَرضَي حَتّي تَرضَي قَالَ عِيسَي فَسَأَلتُ مُوسَي ع وَ قُلتُ إِنّ النّاسَ قَد أَكثَرُوا فِي أَنّ النّبِيّص أَمَرَ أَبَا بَكرٍ أَن يصُلَيَّ بِالنّاسِ ثُمّ عُمَرَ فَأَطرَقَ عنَيّ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ لَيسَ كَمَا ذَكَرُوا وَ لَكِنّكَ يَا عِيسَي كَثِيرُ البَحثِ عَنِ الأُمُورِ وَ لَا تَرضَي عَنهَا إِلّا بِكَشفِهَا فَقُلتُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ إِنّمَا أَسأَلُ عَمّا أَنتَفِعُ بِهِ فِي ديِنيِ وَ أَتَفَقّهُ مَخَافَةَ أَن أَضَلّ وَ أَنَا لَا أدَريِ وَ لَكِن مَتَي أَجِدُ مِثلَكَ يَكشِفُهَا لِي فَقَالَ إِنّ النّبِيّص لَمّا ثَقُلَ فِي مَرَضِهِ دَعَا عَلِيّاً فَوَضَعَ رَأسَهُ فِي حَجرِهِ وَ أغُميَِ عَلَيهِ وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَأُؤذِنَ بِهَا فَخَرَجَت عَائِشَةُ فَقَالَت يَا عُمَرُ اخرُج فَصَلّ بِالنّاسِ فَقَالَ أَبُوكِ أَولَي بِهَا فَقَالَت صَدَقتَ وَ لَكِنّهُ رَجُلٌ لَيّنٌ وَ أَكرَهُ أَن يُوَاثِبَهُ القَومُ فَصَلّ أَنتَ فَقَالَ لَهَا عُمَرُ بَل يصُلَيّ هُوَ وَ أَنَا أَكفِيهِ إِن وَثَبَ وَاثِبٌ أَو تَحَرّكَ مُتَحَرّكٌ مَعَ أَنّ مُحَمّداًص مُغمًي عَلَيهِ لَا أَرَاهُ يُفِيقُ مِنهَا وَ الرّجُلُ مَشغُولٌ بِهِ لَا يَقدِرُ أَن يُفَارِقَهُ يُرِيدُ عَلِيّاً ع فَبَادِرهُ بِالصّلَاةِ قَبلَ أَن يُفِيقَ فَإِنّهُ إِن أَفَاقَ
صفحه : 486
خِفتُ أَن يَأمُرَ عَلِيّاً بِالصّلَاةِ فَقَد سَمِعتُ مُنَاجَاتِهِ مُنذُ اللّيلَةِ وَ فِي آخِرِ كَلَامِهِ الصّلَاةَ الصّلَاةَ قَالَ فَخَرَجَ أَبُو بَكرٍ ليِصُلَيَّ بِالنّاسِ فَأَنكَرَ القَومُ ذَلِكَ ثُمّ ظَنّوا أَنّهُ بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِص فَلَم يُكَبّر حَتّي أَفَاقَص وَ قَالَ ادعُوا لِيَ العَبّاسَ فدَعُيَِ فَحَمَلَهُ هُوَ وَ عَلِيّ فَأَخرَجَاهُ حَتّي صَلّي بِالنّاسِ وَ إِنّهُ لَقَاعِدٌ ثُمّ حُمِلَ فَوُضِعَ عَلَي مِنبَرِهِ فَلَم يَجلِس بَعدَ ذَلِكَ عَلَي المِنبَرِ وَ اجتَمَعَ لَهُ جَمِيعُ أَهلِ المَدِينَةِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ حَتّي بَرَزَتِ العَوَاتِقُ مِن خُدُورِهِنّ فَبَينَ بَاكٍ وَ صَائِحٍ وَ صَارِخٍ وَ مُستَرجِعٍ وَ النّبِيّص يَخطُبُ سَاعَةً وَ يَسكُتُ سَاعَةً وَ كَانَ مِمّا ذَكَرَ فِي خُطبَتِهِ أَن قَالَ يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ مَن حضَرَنَيِ فِي يوَميِ هَذَا وَ فِي ساَعتَيِ هَذِهِ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ فَليُبَلّغ شَاهِدُكُمُ الغَائِبَ أَلَا قَد خَلّفتُ فِيكُم كِتَابَ اللّهِ فِيهِ النّورُ وَ الهُدَي وَ البَيَانُ مَا فَرّطَ اللّهُ فِيهِ مِن شَيءٍ حُجّةُ اللّهِ لِي عَلَيكُم وَ خَلّفتُ فِيكُمُ العَلَمَ الأَكبَرَ عَلَمَ الدّينِ وَ نُورَ الهُدَي وصَيِيّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ أَلَا هُوَ حَبلُ اللّهِ فَاعتَصِمُوا بِهِجَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا عَنهُوَ اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخواناًأَيّهَا النّاسُ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ كَنزُ اللّهِ اليَومَ وَ مَا بَعدَ اليَومِ مَن أَحَبّهُ وَ تَوَلّاهُ اليَومَ وَ مَا بَعدَ اليَومِ فَقَدأَوفي بِما عاهَدَ عَلَيهُ اللّهَ وَ أَدّي مَا وَجَبَ عَلَيهِ وَ مَن عَادَاهُ اليَومَ وَ مَا بَعدَ اليَومِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ أَعمَي وَ أَصَمّ لَا حُجّةَ لَهُ عِندَ اللّهِ أَيّهَا النّاسُ لَا تأَتوُنيِ غَداً بِالدّنيَا تَزِفّونَهَا زَفّاً وَ يأَتيِ أَهلُ بيَتيِ شُعثاً غُبراً مَقهُورِينَ مَظلُومِينَ تَسِيلُ دِمَاؤُهُم
صفحه : 487
أَمَامَكُم[إِيّاكُم] وَ بِيعَاتِ[اتّبَاعَ]الضّلَالَةِ وَ الشّورَي لِلجَهَالَةِ أَلَا وَ إِنّ هَذَا الأَمرَ لَهُ أَصحَابٌ وَ آيَاتٌ قَد سَمّاهُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ عَرّفتُكُم وَ بَلّغَتكُم مَا أُرسِلتُ بِهِ إِلَيكُموَ لكنِيّ أَراكُم قَوماً تَجهَلُونَ لَا تَرجِعُنّ بعَديِ كُفّاراً مُرتَدّينَ مُتَأَوّلِينَ لِلكِتَابِ عَلَي غَيرِ مَعرِفَةٍ وَ تَبتَدِعُونَ السّنّةَ بِالهَوَي لِأَنّ كُلّ سُنّةٍ وَ حَدَثٍ وَ كَلَامٍ خَالَفَ القُرآنَ فَهُوَ رَدّ وَ بَاطِلٌ القُرآنُ إِمَامٌ هُدًي وَ لَهُ قَائِدٌ يهَديِ إِلَيهِ وَ يَدعُو إِلَيهِبِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِولَيِّ الأَمرِ بعَديِ وَلِيّهُ وَ وَارِثُ علِميِ وَ حكِمتَيِ وَ سرِيّ وَ علَاَنيِتَيِ وَ مَا وَرِثَهُ النّبِيّونَ مِن قبَليِ وَ أَنَا وَارِثٌ وَ مُوَرّثٌ فَلَا تَكذِبَنّكُم أَنفُسُكُم أَيّهَا النّاسُ اللّهَ اللّهَ فِي أَهلِ بيَتيِ فَإِنّهُم أَركَانُ الدّينِ وَ مَصَابِيحُ الظّلَمِ وَ مَعدِنُ العِلمِ عَلِيّ أخَيِ وَ واَرثِيِ وَ وزَيِريِ وَ أمَيِنيِ وَ القَائِمُ بأِمَريِ وَ الموُفيِ بعِهَديِ عَلَي سنُتّيِ أَوّلُ النّاسِ بيِ إِيمَاناً وَ آخِرُهُم عَهداً عِندَ المَوتِ وَ أَوسَطُهُم لِي لِقَاءً يَومَ القِيَامَةِ فَليُبَلّغ شَاهِدُكُم غَائِبَكُم أَلَا وَ مَن أَمّ قَوماً إِمَامَةً عَميَاءَ وَ فِي الأُمّةِ مَن هُوَ أَعلَمُ مِنهُ فَقَد كَفَرَ أَيّهَا النّاسُ وَ مَن كَانَت لَهُ قبِلَيِ تَبِعَةٌ فَهَا أَنَا وَ مَن كَانَت لَهُ عُدّةٌ فَليَأتِ فِيهَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ ضَامِنٌ لِذَلِكَ كُلّهِ حَتّي لَا يَبقَي لِأَحَدٍ عَلَيّ تِبَاعَةٌ
32- وَ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ إِلَي عِيسَي الضّرِيرِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص فِي وَصِيّتِهِ لعِلَيِّ ع وَ النّاسُ حُضُورٌ حَولَهُ أَمَا وَ اللّهِ يَا عَلِيّ لَيَرجِعَنّ
صفحه : 488
أَكثَرُ هَؤُلَاءِ كُفّاراً يَضرِبُ بَعضُهُم رِقَابَ بَعضٍ وَ مَا بَينَكَ وَ بَينَ أَن تَرَي ذَلِكَ إِلّا أَن يَغِيبَ عَنكَ شخَصيِ وَ قَالَ فِي مِفتَاحِ الوَصِيّةِ يَا عَلِيّ مَن شَاقّكَ مِن نسِاَئيِ وَ أصَحاَبيِ فَقَد عصَاَنيِ وَ مَن عصَاَنيِ فَقَد عَصَي اللّهَ وَ أَنَا مِنهُم برَيِءٌ فَابرَأ مِنهُم فَقَالَ عَلِيّ ع نَعَم قَد فَعَلتُ فَقَالَ أللّهُمّ فَاشهَد يَا عَلِيّ إِنّ القَومَ يَأتَمِرُونَ بعَديِ يَظلِمُونَ وَ يُبَيّتُونَ عَلَي ذَلِكَ وَ مَن بَيّتَ عَلَي ذَلِكَ فَأَنَا مِنهُم برَيِءٌ وَ فِيهِم نَزَلَتبَيّتَ طائِفَةٌ مِنهُم غَيرَ ألّذِي تَقُولُ وَ اللّهُ يَكتُبُ ما يُبَيّتُونَ
33- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي وَصِيّتِهِ لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ إِنّ فُلَانَةَ وَ فُلَانَةَ سَتُشَاقّانِكَ وَ تُبغِضَانِكَ بعَديِ وَ تَخرُجُ فُلَانَةُ عَلَيكَ فِي عَسَاكِرِ الحَدِيدِ وَ تَخلُفُ الأُخرَي تَجمَعُ إِلَيهَا الجُمُوعَ هُمَا فِي الأَمرِ سَوَاءٌ فَمَا أَنتَ صَانِعٌ يَا عَلِيّ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِن فَعَلَتَا ذَلِكَ تَلَوتُ عَلَيهِمَا كِتَابَ اللّهِ وَ هُوَ الحُجّةُ فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَهُمَا فَإِن قَبِلَتَا وَ إِلّا خَبّرتُهُمَا بِالسّنّةِ وَ مَا يَجِبُ عَلَيهِمَا مِن طاَعتَيِ وَ حقَيَّ المَفرُوضِ عَلَيهِمَا فَإِن قَبِلَتَاهُ وَ إِلّا أَشهَدتُ اللّهَ وَ أَشهَدتُكَ عَلَيهِمَا وَ رَأَيتُ قِتَالَهُمَا عَلَي ضَلَالَتِهِمَا قَالَ وَ تَعقِرُ الجَمَلَ وَ إِن وَقَعَ فِي النّارِ قُلتُ نَعَم قَالَ أللّهُمّ اشهَد ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ إِذَا فَعَلَتَا مَا شَهِدَ عَلَيهِمَا القُرآنُ فَأَبِنهُمَا منِيّ فَإِنّهُمَا بَائِنَتَانِ وَ أَبَوَاهُمَا شَرِيكَانِ لَهُمَا فِيمَا عَمِلَتَا وَ فَعَلَتَا قَالَ وَ كَانَ فِي وَصِيّتِهِص يَا عَلِيّ اصبِر عَلَي ظُلمِ الظّالِمِينَ فَإِنّ الكُفرَ
صفحه : 489
يُقبِلُ وَ الرّدّةُ وَ النّفَاقُ مَعَ الأَوّلِ مِنهُم ثُمّ الثاّنيِ وَ هُوَ شَرّ مِنهُ وَ أَظلَمُ ثُمّ الثّالِثِ ثُمّ يَجتَمِعُ لَكَ شِيعَةٌ تُقَاتِلُ بِهِمُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المُتّبِعِينَ المُضِلّينَ وَ اقنُت عَلَيهِم هُمُ الأَحزَابُ وَ شِيعَتُهُم
34- وَ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَبلَ وَفَاتِهِ بِقَلِيلٍ فَأَكَبّ عَلَيهِ فَقَالَ أَي أخَيِ إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ مِن عِندِ اللّهِ بِرِسَالَةٍ وَ أمَرَنَيِ أَن أَبعَثَكَ بِهَا إِلَي النّاسِ فَاخرُج إِلَيهِم وَ عَلّمهُم وَ أَدّبهُم مِنَ اللّهِ وَ قُل مِنَ اللّهِ وَ مِن رَسُولِهِ أَيّهَا النّاسُ يَقُولُ لَكُم رَسُولُ اللّهِص إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ مِن عِندِ اللّهِ بِرِسَالَةٍ وَ أمَرَنَيِ أَن أَبعَثَ بِهَا إِلَيكُم مَعَ أمَيِنيِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَلَا مَنِ ادّعَي إِلَي غَيرِ أَبِيهِ فَقَد برَِئَ اللّهُ مِنهُ أَلَا مَن تَوَالَي إِلَي غَيرِ مَوَالِيهِ فَقَد برَِئَ اللّهُ مِنهُ وَ مَن تَقَدّمَ عَلَي إِمَامِهِ أَو قَدّمَ إِمَاماً غَيرَ مُفتَرَضِ الطّاعَةِ وَ وَالَي بَائِراً جَائِراً عَنِ الإِمَامِ فَقَد ضَادّ اللّهَ فِي مُلكِهِ وَ اللّهُ مِنهُ برَيِءٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفاً وَ لَا عَدلًا أَلَا هَل بَلّغتُ ثَلَاثاً وَ مَن مَنَعَ أَجِيراً أُجرَتَهُ وَ هُوَ مَن عَرَفتُم فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ المُتَتَابِعَةُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
35- قَالَ السّيّدُ ابنُ طَاوُسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رَوَي مُحَمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ عَن يُوسُفَ بنِ عَلِيّ البلَخيِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الأدَمَيِّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ هِلَالٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَأمَرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص أَن أَخرُجَ فأَنُاَديَِ فِي النّاسِ أَلَا مَن ظَلَمَ أَجِيراً أَجرَهُ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ أَلَا مَن تَوَالَي غَيرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ أَلَا وَ مَن سَبّ أَبَوَيهِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَخَرَجتُ فَنَادَيتُ فِي النّاسِ كَمَا أمَرَنَيِ النّبِيّص فَقَالَ لِي عُمَرُ بنُ الخَطّابِ هَل لِمَا نَادَيتَ بِهِ مِن تَفسِيرٍ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ فَقَامَ عُمَرُ وَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ النّبِيّص فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل لِمَا نَادَي عَلِيّ مِن تَفسِيرٍ قَالَ نَعَم أَمَرتُهُ
صفحه : 490
أَن ينُاَديَِ أَلَا مَن ظَلَمَ أَجِيراً أَجرَهُ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ اللّهُ يَقُولُقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربيفَمَن ظَلَمَنَا فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ أَمَرتُهُ أَن ينُاَديَِ مَن تَوَالَي غَيرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ اللّهُ يَقُولُالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ فَمَن تَوَالَي غَيرَ عَلِيّ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ أَمَرتُهُ أَن ينُاَديَِ مَن سَبّ أَبَوَيهِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ أَنَا أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُكُم أنَيّ وَ عَلِيّاً أَبَوَا المُؤمِنِينَ فَمَن سَبّ أَحَدَنَا فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ فَلَمّا خَرَجُوا قَالَ عُمَرُ يَا أَصحَابَ مُحَمّدٍ مَا أَكّدَ النّبِيّ لعِلَيِّ فِي الوَلَايَةِ فِي غَدِيرِ خُمّ وَ لَا فِي غَيرِهِ أَشَدّ مِن تَأكِيدِهِ فِي يَومِنَا هَذَا قَالَ خَبّابُ بنُ الأَرَتّ كَانَ هَذَا الحَدِيثُ قَبلَ وَفَاةِ النّبِيّص بِتِسعَةَ عَشَرَ يَوماً
36- وَ بِالإِسنَادِ المُقَدّمِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ قُبِضَ النّبِيّص فِي صَبِيحَتِهَا دَعَا عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ أَغلَقَ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ البَابَ وَ قَالَ يَا فَاطِمَةُ وَ أَدنَاهَا مِنهُ فَنَاجَاهَا مِنَ اللّيلِ طَوِيلًا فَلَمّا طَالَ ذَلِكَ خَرَجَ عَلِيّ وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ أَقَامُوا بِالبَابِ وَ النّاسُ خَلفَ البَابِ وَ نِسَاءُ النّبِيّص يَنظُرنَ إِلَي عَلِيّ ع وَ مَعَهُ ابنَاهُ فَقَالَت عَائِشَةُ لِأَمرِ مَا أَخرَجَكَ مِنهُ رَسُولُ اللّهِص وَ خَلَا بِابنَتِهِ دُونَكَ فِي هَذِهِ السّاعَةِ فَقَالَ لَهَا عَلِيّ ع قَد عَرَفتُ ألّذِي خَلَا بِهَا وَ أَرَادَهَا لَهُ وَ هُوَ بَعضُ مَا كُنتِ فِيهِ وَ أَبُوكِ وَ صَاحِبَاهُ مِمّا قَد سَمّاهُ فَوَجَمَت أَن تَرُدّ عَلَيهِ كَلِمَةً قَالَ عَلِيّ ع فَمَا لَبِثتُ أَن ناَدتَنيِ فَاطِمَةُ ع فَدَخَلتُ عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَبَكَيتُ وَ لَم أَملِك نفَسيِ حِينَ رَأَيتُهُ بِتِلكَ الحَالِ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَقَالَ لِي مَا يُبكِيكَ يَا عَلِيّ لَيسَ هَذَا أَوَانُ البُكَاءِ فَقَد حَانَ الفِرَاقُ بيَنيِ وَ بَينَكَ فَأَستَودِعُكَ اللّهَ يَا أخَيِ فَقَدِ اختاَرنَيِ ربَيّ مَا عِندَهُ وَ إِنّمَا بكُاَئيِ وَ غمَيّ وَ حزُنيِ عَلَيكَ وَ عَلَي هَذِهِ أَن تُضَيّعَ بعَديِ
صفحه : 491
فَقَد أَجمَعَ القَومُ عَلَي ظُلمِكُم وَ قَد أَستَودِعُكُمُ اللّهَ وَ قَبِلَكُم منِيّ وَدِيعَةً يَا عَلِيّ إنِيّ قَد أَوصَيتُ فَاطِمَةَ ابنتَيِ بِأَشيَاءَ وَ أَمَرتُهَا أَن تُلقِيَهَا إِلَيكَ فَأَنفِذهَا فهَيَِ الصّادِقَةُ الصّدُوقَةُ ثُمّ ضَمّهَا إِلَيهِ وَ قَبّلَ رَأسَهَا وَ قَالَ فِدَاكِ أَبُوكِ يَا فَاطِمَةُ فَعَلَا صَوتُهَا بِالبُكَاءِ ثُمّ ضَمّهَا إِلَيهِ وَ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَيَنتَقِمَنّ اللّهُ ربَيّ وَ لَيَغضَبَنّ لِغَضَبِكِ فَالوَيلُ ثُمّ الوَيلُ ثُمّ الوَيلُ لِلظّالِمِينَ ثُمّ بَكَي رَسُولُ اللّهِص قَالَ عَلِيّ ع فَوَ اللّهِ لَقَد حَسِبتُ بَضعَةً منِيّ قَد ذَهَبَت لِبُكَائِهِ حَتّي هَمَلَت عَينَاهُ مِثلَ المَطَرِ حَتّي بَلّت دُمُوعُهُ لِحيَتَهُ وَ مُلَاءَةً كَانَت عَلَيهِ وَ هُوَ يَلتَزِمُ فَاطِمَةَ لَا يُفَارِقُهَا وَ رَأسُهُ عَلَي صدَريِ وَ أَنَا مِسنَدُهُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يُقَبّلَانِ قَدَمَيهِ وَ يَبكِيَانِ بِأَعلَي أَصوَاتِهِمَا قَالَ عَلِيّ ع فَلَو قُلتُ إِنّ جَبرَئِيلَ فِي البَيتِ لَصَدَقتُ لأِنَيّ كُنتُ أَسمَعُ بُكَاءً وَ نَغمَةً لَا أَعرِفُهَا وَ كُنتُ أَعلَمُ أَنّهَا أَصوَاتُ المَلَائِكَةِ لَا أَشُكّ فِيهَا لِأَنّ جَبرَئِيلَ لَم يَكُن فِي مِثلِ تِلكَ اللّيلَةِ يُفَارِقُ النّبِيّص وَ لَقَد رَأَيتُ بُكَاءً مِنهَا أَحسَبُ أَنّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ قَد بَكَت لَهَا ثُمّ قَالَ لَهَا يَا بُنَيّةُ اللّهُ خلَيِفتَيِ عَلَيكُم وَ هُوَ خَيرُ خَلِيفَةٍ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ لَقَد بَكَي لِبُكَائِكِ عَرشُ اللّهِ وَ مَا حَولَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضُونَ وَ مَا فِيهِمَا يَا فَاطِمَةُ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ لَقَد حُرّمَتِ الجَنّةُ عَلَي الخَلَائِقِ حَتّي أَدخُلَهَا وَ إِنّكِ لَأَوّلُ خَلقِ اللّهِ يَدخُلُهَا بعَديِ كَاسِيَةً حَالِيَةً نَاعِمَةً يَا فَاطِمَةُ هَنِيئاً لَكِ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ إِنّكِ لَسَيّدَةُ مَن يَدخُلُهَا مِنَ النّسَاءِ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ إِنّ جَهَنّمَ لَتَزفِرُ زَفرَةً لَا يَبقَي مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٌ إِلّا صَعِقَ فَيُنَادَي إِلَيهَا أَن يَا جَهَنّمُ يَقُولُ لَكِ الجَبّارُ اسكنُيِ بعِزِيّ وَ استقَرِيّ حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص إِلَي الجِنَانِ لَا يَغشَاهَاقَتَرٌ وَ لا ذِلّةٌ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ لَيَدخُلَنّ حَسَنٌ وَ حُسَينٌ حَسَنٌ عَن يَمِينِكِ وَ
صفحه : 492
حُسَينٌ عَن يَسَارِكِ وَ لَتُشرِفِنّ مِن أَعلَي الجِنَانِ بَينَ يدَيَِ اللّهِ فِي المَقَامِ الشّرِيفِ وَ لِوَاءُ الحَمدِ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يُكسَي إِذَا كُسِيتُ وَ يُحبَي إِذَا حُبِيتُ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ لَأَقُومَنّ بِخُصُومَةِ أَعدَائِكِ وَ لَيَندَمَنّ قَومٌ أَخَذُوا حَقّكِ وَ قَطَعُوا مَوَدّتَكِ وَ كَذَبُوا عَلَيّ وَ لَيُختَلَجُنّ دوُنيِ فَأَقُولُ أمُتّيِ أمُتّيِ فَيُقَالُ إِنّهُم بَدّلُوا بَعدَكَ وَ صَارُوا إِلَي السّعِيرِ
37- وَ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ فِي الوَصِيّةِ أَن يُدفَعَ إلِيَّ الحَنُوطُ فدَعَاَنيِ رَسُولُ اللّهِص قَبلَ وَفَاتِهِ بِقَلِيلٍ فَقَالَ يَا عَلِيّ وَ يَا فَاطِمَةُ هَذَا حنَوُطيِ مِنَ الجَنّةِ دَفَعَهُ إلِيَّ جَبرَئِيلُ وَ هُوَ يُقرِئُكُمَا السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكُمَا اقسِمَاهُ وَ اعزِلَا مِنهُ لِي وَ لَكُمَا قَالَت لَكَ ثُلُثُهُ وَ ليَكُنِ النّاظِرُ فِي الباَقيِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَبَكَي رَسُولُ اللّهِص وَ ضَمّهَا إِلَيهِ وَ قَالَ مُوَفّقَةٌ رَشِيدَةٌ مَهدِيّةٌ مُلهَمَةٌ يَا عَلِيّ قُل فِي الباَقيِ قَالَ نِصفُ مَا بقَيَِ لَهَا وَ نِصفٌ لِمَن تَرَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُوَ لَكَ فَاقبِضهُ
38- وَ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنهُ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَ ضَمِنتَ ديَنيِ تَقضِيهِ عنَيّ قَالَ نَعَم قَالَ أللّهُمّ فَاشهَد ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ تغُسَلّنُيِ وَ لَا يغُسَلّنُيِ غَيرُكَ فَيَعمَي بَصَرُهُ قَالَ عَلِيّ ع وَ لِمَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ جَبرَئِيلُ ع عَن ربَيّ إِنّهُ لَا يَرَي عوَرتَيِ غَيرُكَ إِلّا عمَيَِ بَصَرُهُ قَالَ عَلِيّ فَكَيفَ أَقوَي عَلَيكَ وحَديِ قَالَ يُعِينُكَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ
صفحه : 493
وَ مَلَكُ المَوتِ وَ إِسمَاعِيلُ صَاحِبُ السّمَاءِ الدّنيَا قُلتُ فَمَن ينُاَولِنُيِ المَاءَ قَالَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ مِن غَيرِ أَن يَنظُرَ إِلَي شَيءٍ منِيّ فَإِنّهُ لَا يَحِلّ لَهُ وَ لَا لِغَيرِهِ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ النّظَرُ إِلَي عوَرتَيِ وَ هيَِ حَرَامٌ عَلَيهِم فَإِذَا فَرَغتَ مِن غسُليِ فضَعَنيِ عَلَي لَوحٍ وَ أَفرِغ عَلَيّ مِن بئِريِ بِئرِ غَرسٍ أَربَعِينَ دَلواً مُفَتّحَةَ الأَفوَاهِ قَالَ عِيسَي أَو قَالَ أَربَعِينَ قِربَةً شَكَكتُ أَنَا فِي ذَلِكَ قَالَ ثُمّ ضَع يَدَكَ يَا عَلِيّ عَلَي صدَريِ وَ أَحضِر مَعَكَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع مِن غَيرِ أَن يَنظُرُوا إِلَي شَيءٍ مِن عوَرتَيِ ثُمّ تَفَهّمُ عِندَ ذَلِكَ تَفَهّمَ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي أَ قَبِلتَ يَا عَلِيّ قَالَ نَعَم قَالَ أللّهُمّ فَاشهَد قَالَ يَا عَلِيّ مَا أَنتَ صَانِعٌ لَو قَد تَآمَرَ القَومُ عَلَيكَ بعَديِ وَ تَقَدّمُوا عَلَيكَ وَ بَعَثَ إِلَيكَ طَاغِيَتُهُم يَدعُوكَ إِلَي البَيعَةِ ثُمّ لُبّبتَ بِثَوبِكَ تُقَادُ كَمَا يُقَادُ الشّارِدُ مِنَ الإِبِلِ مَذمُوماً مَخذُولًا مَحزُوناً مَهمُوماً وَ بَعدَ ذَلِكَ يَنزِلُ بِهَذِهِ الذّلّ قَالَ فَلَمّا سَمِعَت فَاطِمَةُ مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص صَرَخَت وَ بَكَت فَبَكَي رَسُولُ اللّهِص لِبُكَائِهَا وَ قَالَ يَا بُنَيّةُ لَا تُبكِيِنّ وَ لَا تُؤذِيِنّ جُلَسَاءَكِ مِنَ المَلَائِكَةِ هَذَا جَبرَئِيلُ بَكَي لِبُكَائِكِ وَ مِيكَائِيلُ وَ صَاحِبُ سِرّ اللّهِ إِسرَافِيلُ يَا بُنَيّةُ لَا تَبكِيِنّ فَقَد بَكَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ لِبُكَائِكِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ أَنقَادُ لِلقَومِ وَ أَصبِرُ عَلَي مَا أصَاَبنَيِ مِن غَيرِ بَيعَةٍ لَهُم مَا لَم أُصِب أَعوَاناً لَم أُنَاجِزِ القَومَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ اشهَد فَقَالَ يَا عَلِيّ مَا أَنتَ صَانِعٌ بِالقُرآنِ وَ العَزَائِمِ وَ الفَرَائِضِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَجمَعُهُ ثُمّ آتِيهِم بِهِ فَإِن قَبِلُوهُ وَ إِلّا أَشهَدتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ أَشهَدتُكَ عَلَيهِ قَالَ أَشهَدُ قَالَ وَ كَانَ فِيمَا أَوصَي بِهِ رَسُولُ اللّهِص أَن يُدفَنَ فِي بَيتِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ وَ يُكَفّنَ بِثَلَاثَةِ أَثوَابٍ أَحَدُهَا يَمَانٍ وَ لَا يَدخُلَ قَبرَهُ غَيرُ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ
صفحه : 494
يَا عَلِيّ كُن أَنتَ وَ ابنتَيِ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ كَبّرُوا خَمساً وَ سَبعِينَ تَكبِيرَةً وَ كَبّر خَمساً وَ انصَرِف وَ ذَلِكَ بَعدَ أَن يُؤذَنَ لَكَ فِي الصّلَاةِ قَالَ عَلِيّ ع بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ مَن يُؤذِنُ غَداً قَالَ جَبرَئِيلُ ع يُؤذِنُكَ قَالَ ثُمّ مَن جَاءَ مِن أَهلِ بيَتيِ يُصَلّونَ عَلَيّ فَوجاً فَوجاً ثُمّ نِسَاؤُهُم ثُمّ النّاسُ بَعدَ ذَلِكَ
39- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لِرَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ أمَرَتنَيِ أَن أَصِيرَكَ فِي بَيتِكَ إِن حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ قَالَ نَعَم يَا عَلِيّ بيَتيِ قبَريِ قَالَ عَلِيّ ع فَقُلتُ بأِبَيِ وَ أمُيّ فَحُدّ لِي أَيّ النوّاَحيِ أَصِيرُكَ فِيهِ قَالَ إِنّكَ مُسَخّرٌ بِالمَوضِعِ وَ تَرَاهُ قَالَت لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَينَ أَسكُنُ قَالَ اسكنُيِ أَنتِ بَيتاً مِنَ البُيُوتِ إِنّمَا هُوَ بيَتيِ لَيسَ لَكِ فِيهِ مِنَ الحَقّ إِلّا مَا لِغَيرِكِ فقَرِيّ فِي بَيتِكِ وَ لَا تبَرَجّيِتَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولي وَ لَا تقُاَتلِيِ مَولَاكِ وَ وَلِيّكِ ظَالِمَةً شَاقّةً وَ إِنّكِ لَفَاعِلِيهِ[لَفَاعِلَةٌ]فَبَلَغَ ذَلِكَ مِن قَولِهِ عُمَرَ فَقَالَ لِابنَتِهِ حَفصَةَ مرُيِ عَائِشَةَ لَا تُفَاتِحهُ فِي ذِكرِ عَلِيّ وَ لَا تُرَادّهُ فَإِنّهُ قَد استُهِيمَ فِيهِ فِي حَيَاتِهِ وَ عِندَ مَوتِهِ إِنّمَا البَيتُ بَيتُكِ لَا يُنَازِعُكِ فِيهِ أَحَدٌ فَإِذَا قَضَتِ المَرأَةُ عِدّتَهَا مِن زَوجِهَا كَانَت أَولَي بِبَيتِهَا تَسلُكُ إِلَي أَيّ المَسَالِكِ شَاءَت
40- وَ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَينَمَا نَحنُ عِندَ النّبِيّص وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ وَ هُوَ مُسَجّي بِثَوبٍ مُلَاءَةٍ خَفِيفَةٍ عَلَي وَجهِهِ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَمكُثَ وَ نَحنُ حَولَهُ بَينَ بَاكٍ وَ مُستَرجِعٍ إِذ تَكَلّمَ وَ قَالَ ابيَضّت وُجُوهٌ وَ اسوَدّت وُجُوهٌ وَ سَعِدَ أَقوَامٌ وَ شقَيَِ آخَرُونَ أَصحَابُ الكِسَاءِ الخَمسَةِ أَنَا سَيّدُهُم وَ لَا فَخرَ عتِرتَيِ أَهلُ بيَتيِ
صفحه : 495
السّابِقُونَ المُقَرّبُونَ يَسعَدُ مَنِ اتّبَعَهُم وَ شَايَعَهُم عَلَي ديِنيِ وَ دِينِ آباَئيِ أَنجَزتَ وَعدَكَ يَا رَبّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فِي أَهلِ بيَتيِ اسوَدّت وُجُوهُ أَقوَامٍ وَرَدُوا ظِمَاءً مُظمَئِينَ إِلَي نَارِ جَهَنّمَ مَزّقُوا الثّقَلَ الأَوّلَ الأَعظَمَ وَ أَخّرُوا الثّقَلَ الأَصغَرَ حِسَابُهُم عَلَي اللّهِ كُلّ امرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وَ ثَالِثٌ وَ رَابِعٌ غَلّقَتِ الرّهُونَ وَ اسوَدّتِ الوُجُوهُ أَصحَابُ الأَموَالِ هَلَكَتِ الأَحزَابُ قَادَةُ الأُمّةِ بَعضُهَا إِلَي بَعضٍ فِي النّارِ كِتَابٌ دَارِسٌ وَ بَابٌ مَهجُورٌ وَ حُكمٌ بِغَيرِ عِلمٍ مُبغِضُ عَلِيّ وَ آلِ عَلِيّ فِي النّارِ وَ مُحِبّ عَلِيّ وَ آلِ عَلِيّ فِي الجَنّةِ ثُمّ سَكَتَ
انتهي ماأخرجناه من كتاب الطرف مما أخرجه من كتاب الوصية لعيسي بن المستفاد و كتاب خصائص الأئمة للسيد الرضي رضي الله عنه وأكثرها مروي في كتاب الصراط المستقيم للشيخ زين الدين البياضي وعيسي وكتابه مذكوران في كتب الرجال و لي إليه أسانيد جمة و بعداعتبار الكليني رحمه الله الكتاب واعتماد السيدين عليه لاعبرة بتضعيف بعضهم مع أن ألفاظ الروايات ومضامينها شاهدة علي صحتها
41-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ وَ غَيرِهِ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُنُعِيَت إِلَي النّبِيّص نَفسُهُ وَ هُوَ صَحِيحٌ لَيسَ بِهِ وَجَعٌ قَالَ نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ فَنَادَي ع الصّلَاةَ جَامِعَةً وَ أَمَرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارَ بِالسّلَاحِ فَاجتَمَعَ النّاسُ فَصَعِدَ النّبِيّ فَنَعَي إِلَيهِم نَفسَهُ ثُمّ قَالَ أُذَكّرُ اللّهَ الواَليَِ مِن بعَديِ عَلَي أمُتّيِ أَلّا يَرحَمُ عَلَي جَمَاعَةِ المُسلِمِينَ فَأَجَلّ كَبِيرَهُم وَ رَحِمَ ضَعِيفَهُم وَ وَقّرَ عَالِمَهُم وَ لَم يَضرِبهُم فَيُذِلّهُم وَ لَم يُفقِرهُم فَيُكفِرَهُم وَ لَم يُغلِق بَابَهُ دُونَهُم فَيَأكُلَ قَوِيّهُم ضَعِيفَهُم وَ لَم يَخبِزهُم فِي بُعُوثِهِم فَيَقطَعَ نَسلَ أمُتّيِ ثُمّ
صفحه : 496
قَالَ قَد بَلّغتُ وَ نَصَحتُ فَاشهَدُوا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا آخِرُ كَلَامٍ تَكَلّمَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص عَلَي مِنبَرِهِ
بيان قوله ص ألا يرحم يحتمل أن يكون ألا حرف تحضيض ويحتمل أيضا أن تكون لازائدة كما في قوله تعالي أَلّا تَسجُدَ أي أذكره في أن يرحم و أن لاتكون زائدة و يكون المعني أذكره في عدم الرحم ويحتمل علي بعد أن يقرأ بكسر الهمزة بأن تكون إن شرطية أوبأن يكون إلاكلمة استثناء أي أذكره في جميع الأحوال إلا في حال الرحم كما في قولهم أسألك لمافعلت قوله و لم يخبزهم كذا في بعض النسخ والخبز السوق الشديد والبعوث الجيوش و في بعضها بالجيم والنون من جنزه إذاجمعه وستره و في قرب الإسناد و لم يجمرهم في ثغورهم و هوأظهر قال الجزري تجمير الجيش جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلي أهلهم
42- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن سُلَيمَانَ بنِ سَمَاعَةَ الخزُاَعيِّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ تَدرُونَ مَا قَولُهُوَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ قُلتُ لَا قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ ع إِذَا أَنَا مِتّ فَلَا تخَمشِيِ عَلَيّ وَجهاً وَ لَا ترُخيِ عَلَيّ شَعراً وَ لَا تنُاَديِ بِالوَيلِ وَ لَا تقُيِميِ عَلَيّ نَائِحَةً قَالَ ثُمّ قَالَ هَذَا المَعرُوفُ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
43-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ مُعَنعَناً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ سَمِعتُ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَمّا أَن مَرِضَ النّبِيّص المَرضَةَ التّيِ قَبَضَهُ اللّهُ فِيهَا دَخَلتُ فَجَلَستُ بَينَ يَدَيهِ وَ دَخَلَت عَلَيهِ فَاطِمَةُ الزّهرَاءُ ع فَلَمّا رَأَت مَا بِهِ خَنَقَتهَا العَبرَةُ حَتّي فَاضَت دُمُوعُهَا عَلَي خَدّيهَا
صفحه : 497
فَلَمّا أَن رَآهَا رَسُولُ اللّهِص قَالَ مَا يُبكِيكِ يَا بُنَيّةُ قَالَت وَ كَيفَ لَا أبَكيِ وَ أَنَا أَرَي مَا بِكَ مِنَ الضّعفِ فَمَن لَنَا بَعدَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَهَا لَكُمُ اللّهُ فتَوَكَلّيِ عَلَيهِ وَ اصبرِيِ كَمَا صَبَرَ آبَاؤُكِ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ أُمّهَاتُكِ مِن أَزوَاجِهِم يَا فَاطِمَةُ أَ وَ مَا عَلِمتِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي اختَارَ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِيّاً وَ بَعَثَهُ رَسُولًا ثُمّ عَلِيّاً فَزَوّجتُكِ إِيّاهُ وَ جَعَلَهُ وَصِيّاً فَهُوَ أَعظَمُ النّاسِ حَقّاً عَلَي المُسلِمِينَ بَعدَ أَبِيكِ وَ أَقدَمُهُم سِلماً وَ أَعَزّهُم خَطَراً وَ أَجمَلُهُم خُلُقاً[خَلقاً] وَ أَشَدّهُم فِي اللّهِ وَ فِيّ غَضَباً وَ أَشجَعُهُم قَلباً وَ أَثبَتُهُم وَ أَربَطُهُم جَأشاً وَ أَسخَاهُم كَفّاً فَفَرِحَت بِذَلِكَ الزّهرَاءُ ع فَرَحاً شَدِيداً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَل سُرِرتِ يَا بُنَيّةُ قَالَت نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد سرَرَتنَيِ وَ أحَزنَتنَيِ قَالَ كَذَلِكِ أُمُورُ الدّنيَا يَشُوبُ سُرُورُهَا بِحُزنِهَا قَالَ أَ فَلَا أَزِيدُكِ فِي زَوجِكِ مِن مَزِيدِ الخَيرِ كُلّهِ قَالَت بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّ عَلِيّاً أَوّلُ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ هُوَ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِ وَ أَخُ الرّسُولِ وَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِ وَ زَوجُ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ وَ ابنَاهُ سِبطَا رَسُولِ اللّهِ وَ عَمّهُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ عَمّ رَسُولِ اللّهِ وَ أَخُوهُ جَعفَرٌ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِ وَ المهَديِّ ألّذِي يصُلَيّ عِيسَي خَلفَهُ مِنكِ وَ مِنهُ فَهَذِهِ يَا بُنَيّةُ خِصَالٌ لَم يُعطَهَا أَحَدٌ قَبلَهُ وَ لَا أَحَدٌ بَعدَهُ يَا بنِتيِ هَل سَرَرتُكِ قَالَت نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَ وَ لَا أَزِيدُكِ مَزِيدَ الخَيرِ كُلّهِ قَالَت بَلَي قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ الخَلقَ قِسمَينِ فجَعَلَنَيِ وَ زَوجَكِ فِي أَخيَرِهِما قِسماً وَ ذَلِكِ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَأَصحابُ المَيمَنَةِ ما أَصحابُ المَيمَنَةِ ثُمّ جَعَلَ الِاثنَينِ ثَلَاثاً فجَعَلَنَيِ وَ زَوجَكِ فِي أَخيَرِهَا ثُلُثاً وَ ذَلِكِ قَولُهُوَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ
44-أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن سُلَيمٍ قَالَإنِيّ لَعِندَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ فِي بَيتِهِ وَ عِندَهُ رَهطٌ مِنَ الشّيعَةِ فَذَكَرُوا
صفحه : 498
رَسُولَ اللّهِص وَ مَوتَهُ فَبَكَي ابنُ عَبّاسٍ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ الإِثنَينِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ وَ حَولَهُ أَهلُ بَيتِهِ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِن أَصحَابِهِ ايتوُنيِ بِكَتِفٍ أَكتُب لَكُم كِتَاباً لَا تَضِلّوا بعَديِ وَ لَا تَختَلِفُوا بعَديِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنهُم إِنّ رَسُولَ اللّهِ يَهجُرُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ إنِيّ لَأَرَاكُم تَختَلِفُونَ وَ أَنَا حيَّ فَكَيفَ بَعدَ موَتيِ فَتَرَكَ الكَتِفَ قَالَ سُلَيمٌ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ ابنُ عَبّاسٍ فَقَالَ يَا سُلَيمُ لَو لَا مَا قَالَ ذَلِكَ الرّجُلُ لَكَتَبَ لَنَا كِتَاباً لَا يَضِلّ أَحَدٌ وَ لَا يَختَلِفُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ وَ مَن ذَلِكَ الرّجُلُ فَقَالَ لَيسَ إِلَي ذَلِكَ سَبِيلٌ فَخَلَوتُ بِابنِ عَبّاسٍ بَعدَ مَا قَامَ القَومُ فَقَالَ هُوَ عُمَرُ فَقُلتُ قَد صَدَقتَ قَد سَمِعتُ عَلِيّاً ع وَ سَلمَانَ وَ أَبَا ذَرّ وَ المِقدَادَ يَقُولُونَ إِنّهُ عُمَرُ قَالَ يَا سُلَيمُ اكتُم إِلّا مِمّن تَثِقُ بِهِ مِن إِخوَانِكَ فَإِنّ قُلُوبَ هَذِهِ الأُمّةِ أُشرِبَت حُبّ هَذَينِ الرّجُلَينِ كَمَا أُشرِبَت قُلُوبُ بنَيِ إِسرَائِيلَ حُبّ العِجلِ وَ الساّمرِيِّ
45- وَ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَن أَبَانٍ عَن سُلَيمٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ أَسَرّ إلِيَّ رَسُولُ اللّهِص يَومَ توُفُيَّ وَ قَد أَسنَدتُهُ إِلَي صدَريِ وَ رَأسُهُ عِندَ أذُنُيِ وَ قَد أَصغَتِ المَرأَتَانِ لِتَسمَعَا الكَلَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أللّهُمّ سُدّ مَسَامِعَهُمَا ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَ رَأَيتَ قَولَ اللّهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ أَ تدَريِ مَن هُم قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ فَإِنّهُم شِيعَتُنَا وَ أَنصَارُكَ وَ موَعدِيِ وَ مَوعِدُهُمُ الحَوضُ يَومَ القِيَامَةِ إِذَا جَثَتِ الأُمَمُ عَلَي رُكَبِهَا وَ بَدَا لِلّهِ فِي عَرضِ خَلقِهِ فَيَدعُوكَ وَ شِيعَتَكَ فتَجَيِئوُنيِ غُرّاً مُحَجّلِينَ شِبَاعاً مَروِيّينَ يَا عَلِيّإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ فِي نارِ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُم شَرّ البَرِيّةِفَهُمُ اليَهُودُ وَ بَنُو أُمَيّةَ وَ شِيعَتُهُم يُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ أَشقِيَاءَ جِيَاعاً عِطَاشاً مُسوَدّاً وُجُوهُهُم
صفحه : 499
46- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ الأشَجعَيِّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ الأسَدَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي الرّوَاسِ الخثَعمَيِّ عَن عدَيِّ بنِ زَيدٍ الهجَرَيِّ عَن أَبِي خَالِدٍ الواَسطِيِّ قَالَ اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ فَلَقِيتُ أَبَا خَالِدٍ عَمرَو بنَ خَالِدٍ فحَدَثّنَيِ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَكُنتُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَكَانَ رَأسُهُ فِي حجَريِ وَ العَبّاسُ يَذُبّ عَن وَجهِ رَسُولِ اللّهِص فأَغُميَِ عَلَيهِ إِغمَاءً ثُمّ فَتَحَ عَينَيهِ فَقَالَ يَا عَبّاسُ يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِ اقبَل وصَيِتّيِ وَ اضمَن ديَنيِ وَ عدِاَتيِ فَقَالَ العَبّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنتَ أَجوَدُ مِنَ الرّيحِ المُرسَلَةِ وَ لَيسَ فِي ماَليِ وَفَاءٌ لِدَينِكَ وَ عِدَاتِكَ فَقَالَ النّبِيّص ذَلِكَ ثَلَاثاً يُعِيدُهُ عَلَيهِ وَ العَبّاسُ فِي كُلّ ذَلِكَ يُجِيبُهُ بِمَا قَالَ أَوّلَ مَرّةٍ قَالَ فَقَالَ النّبِيّ لَأَقُولَنّهَا لِمَن يَقبَلُهَا وَ لَا يَقُولُ يَا عَبّاسُ مِثلَ مَقَالَتِكَ فَقَالَ يَا عَلِيّ اقبَل وصَيِتّيِ وَ اضمَن ديَنيِ وَ عدِاَتيِ قَالَ فخَنَقَتَنيِ العَبرَةُ وَ ارتَجّ جسَدَيِ وَ نَظَرتُ إِلَي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص يَذهَبُ وَ يجَيِءُ فِي حجَريِ فَقَطَرَت دمُوُعيِ عَلَي وَجهِهِ وَ لَم أَقدِر أَن أُجِيبَهُ ثُمّ ثَنَي فَقَالَ يَا عَلِيّ اقبَل وصَيِتّيِ وَ اضمَن ديَنيِ وَ عدِاَتيِ قَالَ قُلتُ نَعَم بأِبَيِ وَ أمُيّ قَالَ أجَلسِنيِ فَأَجلَستُهُ فَكَانَ ظَهرُهُ فِي صدَريِ فَقَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ أخَيِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ وصَيِيّ وَ خلَيِفتَيِ فِي أهَليِ ثُمّ قَالَ يَا بِلَالُ هَلُمّ سيَفيِ وَ درِعيِ وَ بغَلتَيِ وَ سَرجَهَا وَ لِجَامَهَا وَ منِطقَتَيَِ التّيِ أَشُدّهَا عَلَي درِعيِ فَجَاءَ بِلَالٌ بِهَذِهِ الأَشيَاءِ فَوَقَفَ بِالبَغلَةِ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا عَلِيّ قُم فَاقبِض قَالَ فَقُمتُ وَ قَامَ العَبّاسُ فَجَلَسَ مكَاَنيِ فَقُمتُ فَقَبَضتُ ذَلِكَ فَقَالَ انطَلِق بِهِ إِلَي مَنزِلِكَ فَانطَلَقتُ ثُمّ جِئتُ فَقُمتُ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص قَائِماً فَنَظَرَ إلِيَّ ثُمّ عَمَدَ إِلَي خَاتَمِهِ فَنَزَعَهُ ثُمّ دَفَعَهُ إلِيَّ فَقَالَ هَاكَ يَا عَلِيّ هَذَا لَكَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ البَيتُ غَاصّ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ المُسلِمِينَ فَقَالَ يَا بنَيِ هَاشِمٍ يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ لَا تُخَالِفُوا عَلِيّاً فَتَضِلّوا وَ لَا تَحسُدُوهُ فَتَكفُرُوا يَا عَبّاسُ قُم مِن مَكَانِ عَلِيّ فَقَالَ تُقِيمُ الشّيخَ وَ تُجلِسُ الغُلَامَ فَأَعَادَهَا عَلَيهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَامَ العَبّاسُ فَنَهَضَ مُغضَباً وَ جَلَستُ مكَاَنيِ
صفحه : 500
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبّاسُ يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِ لَا أَخرُج مِنَ الدّنيَا وَ أَنَا سَاخِطٌ عَلَيكَ فَيُدخِلَكَ سخَطَيِ عَلَيكَ النّارَ فَرَجَعَ فَجَلَسَ
كشف ،[كشف الغمة] عَن عَلِيّ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فَتَكفُرُوا ثُمّ قَالَ وَ عَن ثُمَامَةَ مِن حَدِيثٍ آخَرَ فِي مَعنَاهُ فَقَالَ يَا بِلَالُ ائتنِيِ بوِلَدَيَّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَانطَلَقَ فَجَاءَ بِهِمَا فَأَسنَدَهُمَا إِلَي صَدرِهِ فَجَعَلَ يَشَمّهُمَا قَالَ عَلِيّ ع فَظَنَنتُ أَنّهُمَا قَد غَمّاهُ أَي أَكرَبَاهُ فَذَهَبتُ لِأُؤَخّرَهُمَا عَنهُ فَقَالَ دَعهُمَا يشَمَاّنيِ وَ أَشَمّهُمَا وَ يَتَزَوّدَا منِيّ وَ أَتَزَوّد مِنهُمَا فَسَيَلقَيَانِ مِن بعَديِ زِلزَالًا وَ أَمراً عُضَالًا فَلَعَنَ اللّهُ مَن يَحِيفُهُمَا أللّهُمّ إنِيّ أَستَودِعُكَهُمَا وَ صَالِحَ المُؤمِنِينَ
بيان الزلزال بالفتح الشدة وداء عضال وأمر عضال أي شديد أعيا الأطباء
47- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدِ بنِ زَائِدَةَ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع وَ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ كِلَيهِمَا عَن أَبِيهِمَا عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا ثَقُلَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ كَانَ رَأسُهُ فِي حجَريِ وَ البَيتُ مَملُوّ مِن أَصحَابِهِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ العَبّاسُ بَينَ يَدَيهِ يَذُبّ عَنهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِص يُغمَي عَلَيهِ سَاعَةً وَ يُفِيقُ سَاعَةً ثُمّ وَجَدَ خِفّاً فَأَقبَلَ عَلَي العَبّاسِ فَقَالَ يَا عَبّاسُ يَا عَمّ النّبِيّ اقبَل وصَيِتّيِ فِي أهَليِ وَ فِي أزَواَجيِ وَ اقضِ ديَنيِ وَ أَنجِز عدِاَتيِ وَ أبَرِئ ذمِتّيِ فَقَالَ العَبّاسُ يَا نبَيِّ اللّهِ أَنَا شَيخٌ ذُو عِيَالٍ كَثِيرٍ غَيرُ ذيِ مَالٍ مَمدُودٍ وَ أَنتَ أَجوَدُ مِنَ السّحَابِ الهَاطِلِ وَ الرّيحِ المُرسَلَةِ فَلَو صَرَفتَ ذَلِكَ عنَيّ إِلَي مَن هُوَ أَطوَقُ لَهُ منِيّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمَا إنِيّ سَأُعطِيهَا مَن يَأخُذُهَا بِحَقّهَا وَ مَن لَا يَقُولُ مِثلَ مَا تَقُولُ
صفحه : 501
يَا عَلِيّ هَاكَهَا خَالِصَةً لَا يُحَاقّكَ أَحَدٌ يَا عَلِيّ اقبَل وصَيِتّيِ وَ أَنجِز موَاَعيِديِ وَ أَدّ ديَنيِ يَا عَلِيّ اخلفُنيِ فِي أهَليِ وَ بَلّغ عنَيّ مِن بعَديِ قَالَ عَلِيّ ع لَمّا نَعَي إلِيَّ نَفسَهُ رَجَفَ فؤُاَديِ وَ ألُقيَِ عَلَيّ لِقَولِهِ البُكَاءُ فَلَم أَقدِر أَن أُجِيبَهُ بشِيَءٍ ثُمّ عَادَ لِقَولِهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ أَ وَ تَقبَلُ وصَيِتّيِ قَالَ فَقُلتُ وَ قَد خنَقَتَنيِ العَبرَةُ وَ لَم أَكَد أَن أُبِينَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَص يَا بِلَالُ ايتنِيِ بسِوَاَديِ ايتنِيِ بذِيِ الفَقَارِ وَ درِعيِ ذَاتِ الفُضُولِ ايتنِيِ بمِغِفرَيِ ذيِ الجَبِينِ وَ راَيتَيَِ العُقَابِ ايتنِيِ بِالعَنزَةِ وَ المَمشُوقِ فَأَتَي بِلَالٌ بِذَلِكَ كُلّهِ إِلّا دِرعَهُ كَانَت يَومَئِذٍ مُرتَهَنَةً ثُمّ قَالَ ايتنِيِ بِالمُرتَجِزِ وَ العَضبَاءِ ايتنِيِ بِاليَعفُورِ وَ الدّلدُلِ فَأَتَي بِهَا فَوَقّفَهَا بِالبَابِ ثُمّ قَالَ ايتنِيِ بِالأَتحَمِيّةِ وَ السّحَابِ فَأَتَي بِهِمَا فَلَم يَزَل يَدعُو بشِيَءٍ شَيءٍ فَافتَقَدَ عِصَابَةً كَانَ يَشُدّ بِهَا بَطنَهُ فِي الحَربِ فَطَلَبَهَا فأَتُيَِ بِهَا وَ البَيتُ غَاصّ يَومَئِذٍ بِمَن فِيهِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ قُم فَاقبِض هَذَا وَ مَدّ إِصبَعَهُ وَ قَالَ فِي حَيَاةٍ منِيّ وَ شَهَادَةِ مَن فِي البَيتِ لِكَيلَا يُنَازِعَكَ أَحَدٌ مِن بعَديِ فَقُمتُ وَ مَا أَكَادُ أمَشيِ عَلَي قَدَمٍ حَتّي استَودَعتُ ذَلِكَ جَمِيعاً منَزلِيِ فَقَالَ يَا عَلِيّ أجَلسِنيِ فَأَجلَستُهُ وَ أَسنَدتُهُ إِلَي صدَريِ قَالَ عَلِيّ ع فَلَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ إِنّ رَأسَهُ لَيَثقُلُ ضَعفاً وَ هُوَ يَقُولُ يَسمَعُ أَقصَي أَهلِ البَيتِ وَ أَدنَاهُم إِنّ أخَيِ وَ وصَيِيّ وَ وزَيِريِ وَ خلَيِفتَيِ فِي أهَليِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ يقَضيِ ديَنيِ وَ يُنجِزُ موَعدِيِ يَا بنَيِ هَاشِمٍ يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ لَا تُبغِضُوا عَلِيّاً وَ لَا تُخَالِفُوا عَن أَمرِهِ فَتَضِلّوا وَ لَا تَحسُدُوهُ وَ تَرغَبُوا عَنهُ فَتَكفُرُوا أضَجعِنيِ يَا عَلِيّ فَأَضجَعتُهُ فَقَالَ يَا بِلَالُ ايتنِيِ بوِلَدَيَّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَانطَلَقَ فَجَاءَ بِهِمَا فَأَسنَدَهُمَا إِلَي صَدرِهِ فَجَعَلَ يَشَمّهُمَا قَالَ عَلِيّ ع فَظَنَنتُ أَنّهُمَا قَد غَمّاهُ قَالَ أَبُو الجَارُودِ يعَنيِ أَكرَبَاهُ فَذَهَبتُ لِآخُذَهُمَا عَنهُ فَقَالَ دَعهُمَا يَا عَلِيّ يشَمَاّنيِ وَ أَشَمّهُمَا وَ يَتَزَوّدَا منِيّ وَ أَتَزَوّد مِنهُمَا فَسَيَلقَيَانِ مِن بعَديِ زِلزَالًا وَ أَمراً عُضَالًا فَلَعَنَ اللّهُ مَن يُخِيفُهُمَا أللّهُمّ إنِيّ أَستَودِعُكَهُمَا وَ صَالِحَ المُؤمِنِينَ
صفحه : 502
بيان قوله بسوادي كذا في النسخة التي عندنا ولعل المعني بأمتعتي وأشيائي قال الجوهري سواد الأمير نقله ولفلان سواد أي مال كثير انتهي والأتحمية ضرب من البرود
48- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ فَيرُوزِ بنِ غِيَاثٍ الجَلّابِ بِبَابِ الأَبوَابِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ بنِ مُختَارٍ الباَبيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ عَوفٍ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَجَلَستُ بَينَ يَدَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَمّا يَجِدُ وَ قُمتُ لِأَخرُجَ فَقَالَ لِيَ اجلِس يَا سَلمَانُ فَسَيُشهِدُكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَمراً إِنّهُ لَمِن خَيرِ الأُمُورِ فَجَلَستُ فَبَينَا أَنَا كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ رِجَالٌ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ رِجَالٌ مِن أَصحَابِهِ وَ دَخَلَت فَاطِمَةُ ابنَتُهُ فِيمَن دَخَلَ فَلَمّا رَأَت مَا بِرَسُولِ اللّهِص مِنَ الضّعفِ خَنَقَتهَا العَبرَةُ حَتّي فَاضَ دَمعُهَا عَلَي خَدّهَا فَأَبصَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ مَا يُبكِيكِ يَا بُنَيّةُ أَقَرّ اللّهُ عَينَكِ وَ لَا أَبكَاهَا قَالَت وَ كَيفَ لَا أبَكيِ وَ أَنَا أَرَي مَا بِكَ مِنَ الضّعفِ قَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ توَكَلّيِ عَلَي اللّهِ وَ اصبرِيِ كَمَا صَبَرَ آبَاؤُكِ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ أُمّهَاتُكِ أَزوَاجُهُم أَ لَا أُبَشّرُكِ يَا فَاطِمَةُ قَالَت بَلَي يَا نبَيِّ اللّهِ أَو قَالَت يَا أَبَتِ قَالَ أَ مَا عَلِمتِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي اختَارَ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِيّاً وَ بَعَثَهُ إِلَي كَافّةِ الخَلقِ رَسُولًا ثُمّ اختَارَ عَلِيّاً فأَمَرَنَيِ فَزَوّجتُكِ إِيّاهُ وَ اتّخَذتُهُ بِأَمرِ ربَيّ وَزِيراً وَ وَصِيّاً يَا فَاطِمَةُ إِنّ عَلِيّاً أَعظَمُ المُسلِمِينَ عَلَي المُسلِمِينَ بعَديِ حَقّاً وَ أَقدَمُهُم سِلماً وَ أَعلَمُهُم عِلماً وَ أَحلَمُهُم حِلماً وَ أَثبَتُهُم فِي المِيزَانِ قَدراً فَاستَبشَرَت فَاطِمَةُ ع فَأَقبَلَ عَلَيهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ هَل سَرَرتُكِ يَا فَاطِمَةُ قَالَت نَعَم يَا أَبَتِ قَالَ أَ فَلَا أَزِيدُكِ فِي بَعلِكِ وَ ابنِ عَمّكِ مِن مَزِيدِ الخَيرِ وَ فَوَاضِلِهِ قَالَت بَلَي يَا نبَيِّ اللّهِ قَالَ إِنّ عَلِيّاً أَوّلُ مَن آمَنَ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولِهِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ هُوَ وَ خَدِيجَةُ أُمّكِ وَ أَوّلُ مَن واَزرَنَيِ عَلَي مَا جِئتُ بِهِ يَا فَاطِمَةُ إِنّ عَلِيّاً أخَيِ وَ صفَيِيّ وَ أَبُو ولُديِ إِنّ عَلِيّاً أعُطيَِ خِصَالًا مِنَ الخَيرِ لَم يُعطَهَا أَحَدٌ قَبلَهُ وَ لَا يُعطَاهَا أَحَدٌ بَعدَهُ فأَحَسنِيِ عَزَاكِ وَ اعلمَيِ أَنّ أَبَاكِ لَاحِقٌ
صفحه : 503
بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَت يَا أَبَتِ قَد سرَرَتنَيِ وَ أحَزنَتنَيِ قَالَ كَذَلِكِ يَا بُنَيّةُ أُمُورُ الدّنيَا يَشُوبُ سُرُورَهَا حُزنُهَا وَ صَفوَهَا كَدِرُهَا أَ فَلَا أَزِيدُكِ يَا بُنَيّةُ قَالَت بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ الخَلقَ فَجَعَلَهُم قِسمَينِ فجَعَلَنَيِ وَ عَلِيّاً فِي خَيرِهِمَا قِسماً وَ ذَلِكِ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَصحابُ اليَمِينِ ما أَصحابُ اليَمِينِ ثُمّ جَعَلَ القِسمَينِ قَبَائِلَ فَجَعَلَنَا فِي خَيرِهَا قَبِيلَةً وَ ذَلِكِ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم ثُمّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتاً فَجَعَلَنَا فِي خَيرِهَا بَيتاً فِي قَولِهِ سُبحَانَهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً ثُمّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي اختاَرنَيِ مِن أَهلِ بيَتيِ وَ اختَارَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ اختَارَكِ فَأَنَا سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ عَلِيّ سَيّدُ العَرَبِ وَ أَنتِ سَيّدَةُ النّسَاءِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ مِن ذُرّيّتِكِ المهَديِّ يَملَأُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت بِمَن قَبلَهُ جَوراً
1-كشف ،[كشف الغمة] مِن تَارِيخِ أَحمَدَ بنِ أَحمَدَ الخَشّابِ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَقُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ سَنَةً فِي سَنَةِ عَشرٍ مِنَ الهِجرَةِ فَكَانَ مُقَامُهُ بِمَكّةَ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ نَزَلَ عَلَيهِ الوحَيُ فِي تَمَامِ الأَربَعِينَ وَ كَانَ بِمَكّةَ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمّ هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً فَأَقَامَ بِالمَدِينَةِ عَشرَ سِنِينَ وَ قُبِضَص فِي شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ يَومَ الإِثنَينِ لِلَيلَتَينِ خَلَتَا مِنهُ وَ روُيَِ لثِمَاَنيَ عَشَرَةَ لَيلَةً مِنهُ رَوَاهُ البغَوَيِّ وَ قِيلَ لِعَشرٍ خَلَونَ مِنهُ وَ قِيلَ لِثَمَانٍ بَقِينَ
صفحه : 504
مِنهُ رَوَاهُ ابنُ الجوَزيِّ وَ الحَافِظُ أَبُو مُحَمّدِ بنُ حَرَمٍ وَ قِيلَ لِثَمَانٍ خَلَونَ مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ
2- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَحمَدَ بنِ مُوسَي الدّقّاقِ عَن أَحمَدَ بنِ جَعفَرِ بنِ نَصرٍ الجَمّالِ عَن عُمَرَ بنِ خَلّادٍ وَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي قَتَادَةَ الحرَاّنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ نَوقَانَ عَن مَيمُونَةَ بنِ مِهرَانَ عَن زَاذَانَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ دَخَلَ أَبُو سُفيَانَ عَلَي النّبِيّص يَوماً فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن شَيءٍ فَقَالَص إِن شِئتَ أَخبَرتُكَ قَبلَ أَن تسَألَنَيِ قَالَ افعَل قَالَ أَرَدتَ أَن تَسأَلَ عَن مَبلَغِ عمُرُيِ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إنِيّ أَعِيشُ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ سَنَةً فَقَالَ أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ فَقَالَص بِلِسَانِكَ دُونَ قَلبِكَ الخَبَرَ
3- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ قَالَ السّنّةُ فِي الحَنُوطِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرهَماً وَ ثُلُثٌ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ وَ رَوَوا أَنّ جَبرَئِيلَ ع نَزَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِحَنُوطٍ وَ كَانَ وَزنُهُ أَربَعِينَ دِرهَماً فَقَسّمَهُ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةَ أَجزَاءٍ جُزءٍ لَهُ وَ جُزءٍ لعِلَيِّ وَ جُزءٍ لِفَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم
كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ السّنّةُ فِي الحَنُوطِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرهَماً وَ ثُلُثٌ وَ قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
4- لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَعِيدِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ ابنِ كَاسِبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ المكَيّّ قَالَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلَانِ مِن قُرَيشٍ فَقَالَ أَ لَا أُحَدّثُكُمَا عَن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَا بَلَي حَدّثنَا عَن أَبِي القَاسِمِ قَالَ سَمِعتُ أَبِي ع يَقُولُ لَمّا كَانَ قَبلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ هَبَطَ عَلَيهِ
صفحه : 505
جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا أَحمَدُ إِنّ اللّهَ أرَسلَنَيِ إِلَيكَ إِكرَاماً وَ تَفضِيلًا لَكَ وَ خَاصّةً يَسأَلُكَ عَمّا هُوَ أَعلَمُ بِهِ مِنكَ يَقُولُ كَيفَ تَجِدُكَ يَا مُحَمّدُ قَالَ النّبِيّص أجَدِنُيِ يَا جَبرَئِيلُ مَغمُوماً وَ أجَدِنُيِ يَا جَبرَئِيلُ مَكرُوباً فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ هَبَطَ جَبرَئِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ وَ مَعَهُمَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ إِسمَاعِيلُ فِي الهَوَاءِ عَلَي سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ فَسَبَقَهُم جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا أَحمَدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أرَسلَنَيِ إِلَيكَ إِكرَاماً لَكَ وَ تَفضِيلًا لَكَ وَ خَاصّةً يَسأَلُكَ عَمّا هُوَ أَعلَمُ بِهِ مِنكَ فَقَالَ كَيفَ تَجِدُكَ يَا مُحَمّدُ قَالَ أجَدِنُيِ يَا جَبرَئِيلُ مَغمُوماً وَ أجَدِنُيِ يَا جَبرَئِيلُ مَكرُوباً فَاستَأذَنَ مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا أَحمَدُ هَذَا مَلَكُ المَوتِ يَستَأذِنُ عَلَيكَ لَم يَستَأذِن عَلَي أَحَدٍ قَبلَكَ وَ لَا يَستَأذِنُ عَلَي أَحَدٍ بَعدَكَ قَالَ ائذَن لَهُ فَأَذِنَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع فَأَقبَلَ حَتّي وَقَفَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ يَا أَحمَدُ إِنّ اللّهَ أرَسلَنَيِ إِلَيكَ وَ أمَرَنَيِ أَن أُطِيعَكَ فِيمَا تأَمرُنُيِ إِن أمَرَتنَيِ بِقَبضِ نَفسِكَ قَبَضتُهَا وَ إِن كَرِهتَ تَرَكتُهَا فَقَالَ النّبِيّص أَ تَفعَل ذَلِكَ يَا مَلَكَ المَوتِ قَالَ نَعَم بِذَلِكَ أُمِرتُ أَن أُطِيعَكَ فِيمَا تأَمرُنُيِ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا أَحمَدُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَدِ اشتَاقَ إِلَي لِقَائِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَلَكَ المَوتِ امضِ لِمَا أُمِرتَ بِهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع هَذَا آخِرُ وطَئيَِ الأَرضَ إِنّمَا كُنتَ حاَجتَيِ مِنَ الدّنيَا فَلَمّا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَي رُوحِهِ الطّيّبِ وَ عَلَي آلِهِ الطّاهِرِينَ جَاءَتِ التّعزِيَةُ جَاءَهُم آتٍ يَسمَعُونَ حِسّهُ وَ لَا يَرَونَ شَخصَهُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ إِنّ فِي اللّهِ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ خَلَفاً مِن كُلّ هَالِكٍ وَ دَرَكاً مِن كُلّ مَا فَاتَ فَبِاللّهِ فَثِقُوا وَ إِيّاهُ فَارجُوا فَإِنّ المُصَابَ مَن حُرِمَ الثّوَابَ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع هَل تَدرُونَ مَن هَذَا هَذَا الخَضِرُ ع
بيان قوله ع هذاآخر وطئي الأرض لعل المراد آخر نزولي لتبليغ الرسالة فلاينافي الأخبار الدالة علي نزوله ع بعد ذلك ويمكن أن يكون بعد ذلك لم يطأ الأرض بل وقف في الهواء أومراده أني لاأريد بعد
صفحه : 506
ذلك نزولا إلا أن يشاء الله قوله إن في الله أي في ذاته تعالي فإنه تعالي أنفع للباقي من كل هالك أو في إطاعة أمر الله حيث أمر بالصبر أو في التفكر في ثواب الله و ماأعد للصابرين من عظيم الأجر
5- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ قَبرَ رَسُولِ اللّهِص رُفِعَ مِنَ الأَرضِ قَدرَ شِبرٍ وَ أَربَعِ أَصَابِعَ وَ رُشّ عَلَيهِ المَاءُ قَالَ عَلِيّ ع وَ السّنّةُ أَن يُرَشّ عَلَي القَبرِ المَاءُ
6- ج ،[الإحتجاج ] فِي رِوَايَةِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِّ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ أَنّهُ قَالَ أَتَيتُ عَلِيّاً ع وَ هُوَ يُغَسّلُ رَسُولَ اللّهِص وَ قَد كَانَ أَوصَي أَن لَا يُغَسّلَهُ غَيرُ عَلِيّ ع وَ أَخبَرَ عَنهُ أَنّهُ لَا يُرِيدُ أَن يُقَلّبَ مِنهُ عُضواً إِلّا قُلّبَ لَهُ وَ قَد قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِرَسُولِ اللّهِص مَن يعُيِننُيِ عَلَي غُسلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ جَبرَئِيلُ فَلَمّا غَسّلَهُ وَ كَفّنَهُ أدَخلَنَيِ وَ أَدخَلَ أَبَا ذَرّ وَ المِقدَادَ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً ع فَتَقَدّمَ وَ صَفَفنَا خَلفَهُ وَ صَلّي عَلَيهِ وَ عَائِشَةُ فِي الحُجرَةِ لَا تَعلَمُ قَد أَخَذَ جَبرَئِيلُ بِبَصَرِهَا ثُمّ أَدخَلَ عَشَرَةً مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ عَشَرَةً مِنَ الأَنصَارِ فَيُصَلّونَ وَ يَخرُجُونَ حَتّي لَم يَبقَ أَحَدٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ إِلّا صَلّي عَلَيهِ الخَبَرَ
7- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ شَرِيكٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي بَكرِ بنِ عَمرٍو عَن أَبِيهِ قَالَ توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص فِي شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ فِي اثنتَيَ عَشرَةَ مَضَت مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ يَومَ الإِثنَينِ وَ دُفِنَ لَيلَةَ الأَربِعَاءِ
8- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ العبَسيِّ عَن أَحمَدَ بنِ طَارِقٍ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَونِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَدَخَلتُ عَلَي نبَيِّ اللّهِ وَ هُوَ مَرِيضٌ فَإِذَا
صفحه : 507
رَأسُهُ فِي حَجرِ رَجُلٍ أَحسَنَ مَا رَأَيتُ مِنَ الخَلقِ وَ النّبِيّص نَائِمٌ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ قَالَ الرّجُلُ ادنُ إِلَي ابنِ عَمّكَ فَأَنتَ أَحَقّ بِهِ منِيّ فَدَنَوتُ مِنهُمَا فَقَامَ الرّجُلُ وَ جَلَستُ مَكَانَهُ وَ وَضَعتُ رَأسَ النّبِيّص فِي حجَريِ كَمَا كَانَ فِي حَجرِ الرّجُلِ فَمَكَثتُ سَاعَةً ثُمّ إِنّ النّبِيّص استَيقَظَ فَقَالَ أَينَ الرّجُلُ ألّذِي كَانَ رأَسيِ فِي حَجرِهِ فَقُلتُ لَمّا دَخَلتُ عَلَيكَ دعَاَنيِ إِلَيكَ ثُمّ قَالَ ادنُ إِلَي ابنِ عَمّكَ فَأَنتَ أَحَقّ بِهِ منِيّ ثُمّ قَامَ فَجَلَستُ مَكَانَهُ فَقَالَ النّبِيّص فَهَل تدَريِ مَنِ الرّجُلُ قُلتُ لَا بأِبَيِ وَ أمُيّ فَقَالَ النّبِيّص ذَاكَ جَبرَئِيلُ كَانَ يحُدَثّنُيِ حَتّي خَفّ عنَيّ وجَعَيِ وَ نِمتُ وَ رأَسيِ فِي حَجرِهِ
9- لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمدَانَ الصيّدلَاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ الواَسطِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن خَالِدٍ الحَذّاءِ عَن أَبِي قِلَابَةَ عَن عَبدِ اللّهِ زَيدٍ الجرَميِّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا مَرِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ عِندَهُ أَصحَابُهُ قَامَ إِلَيهِ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَقَالَ لَهُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن يُغَسّلُكَ مِنّا إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنكَ قَالَ ذَاكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ لِأَنّهُ لَا يَهُمّ بِعُضوٍ مِن أعَضاَئيِ إِلّا أَعَانَتهُ المَلَائِكَةُ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَن يصُلَيّ عَلَيكَ مِنّا إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنكَ قَالَ مَه رَحِمَكَ اللّهُ ثُمّ قَالَ لعِلَيِّ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ إِذَا رَأَيتَ روُحيِ قَد فَارَقَت جسَدَيِ فاَغسلِنيِ وَ أَنقِ غسُليِ وَ كفَنّيّ فِي طمِريَّ هَذَينِ أَو فِي بَيَاضِ مِصرَ وَ بُردِ يَمَانٍ وَ لَا تُغَالِ فِي كفَنَيِ وَ احملِوُنيِ حَتّي تضَعَوُنيِ عَلَي شَفِيرِ قبَريِ فَأَوّلُ مَن يصُلَيّ عَلَيّ الجَبّارُ جَلّ جَلَالُهُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ثُمّ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ فِي جُنُودٍ مِنَ المَلَائِكَةِ لَا يحُصيِ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ جَلّ وَ عَزّ ثُمّ الحَافّونَ بِالعَرشِ ثُمّ سُكّانُ أَهلِ سَمَاءٍ فَسَمَاءٍ ثُمّ جُلّ أَهلِ بيَتيِ وَ نسِاَئيِ الأَقرَبُونَ فَالأَقرَبُونَ يَؤُمّونَ إِيمَاءً وَ يُسَلّمُونَ تَسلِيماً لَا يؤُذوُنيّ بِصَوتِ نَادِيَةٍ وَ لَا مُرِنّةٍ ثُمّ قَالَ يَا بِلَالُ هَلُمّ عَلَيّ بِالنّاسِ فَاجتَمَعَ النّاسُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مُتَعَصّباً
صفحه : 508
بِعِمَامَتِهِ مُتَوَكّياً عَلَي قَوسِهِ حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ أصَحاَبيِ أَيّ نبَيِّ كُنتُ لَكُم أَ لَم أُجَاهِد بَينَ أَظهُرِكُم أَ لَم تُكسَر ربَاَعيِتَيِ أَ لَم يُعَفّر جبَيِنيِ أَ لَم تَسُلّ الدّمَاءُ عَلَي حُرّ وجَهيِ حَتّي كَنَفتُ لحِيتَيِ أَ لَم أُكَابَدِ الشّدّةَ وَ الجَهدَ مَعَ جُهّالِ قوَميِ أَ لَم أَربَط حَجَرَ المَجَاعَةِ عَلَي بطَنيِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد كُنتَ لِلّهِ صَابِراً وَ عَن مُنكَرِ بَلَاءِ اللّهِ نَاهِياً فَجَزَاكَ اللّهُ عَنّا أَفضَلَ الجَزَاءِ قَالَ وَ أَنتُم فَجَزَاكُمُ اللّهُ ثُمّ قَالَ إِنّ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ حَكَمَ وَ أَقسَمَ أَن لَا يَجُوزَهُ ظُلمُ ظَالِمٍ فَنَاشَدتُكُم بِاللّهِ أَيّ رَجُلٍ مِنكُم كَانَت لَهُ قِبَلَ مُحَمّدٍ مَظلِمَةٌ إِلّا قَامَ فَليَقتَصّ مِنهُ فَالقِصَاصُ فِي دَارِ الدّنيَا أَحَبّ إلِيَّ مِنَ القِصَاصِ فِي دَارِ الآخِرَةِ عَلَي رُءُوسِ المَلَائِكَةِ وَ الأَنبِيَاءِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَقصَي القَومِ يُقَالُ لَهُ سَوَادَةُ بنُ قَيسٍ فَقَالَ لَهُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَمّا أَقبَلتَ مِنَ الطّائِفِ استَقبَلتُكَ وَ أَنتَ عَلَي نَاقَتِكَ العَضبَاءِ وَ بِيَدِكَ القَضِيبُ المَمشُوقُ فَرَفَعتَ القَضِيبَ وَ أَنتَ تُرِيدُ الرّاحِلَةَ فَأَصَابَ بطَنيِ فَلَا أدَريِ عَمداً أَو خَطَأً فَقَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن أَكُونَ تَعَمّدتُ ثُمّ قَالَ يَا بِلَالُ قُم إِلَي مَنزِلِ فَاطِمَةَ فأَتنِيِ بِالقَضِيبِ المَمشُوقِ فَخَرَجَ بِلَالٌ وَ هُوَ ينُاَديِ فِي سِكَكِ المَدِينَةِ مَعَاشِرَ النّاسِ مَن ذَا ألّذِي يعُطيِ القِصَاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ فَهَذَا مُحَمّدٌ يعُطيِ القِصَاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ وَ طَرَقَ بِلَالٌ البَابَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ هُوَ يَقُولُ يَا فَاطِمَةُ قوُميِ فَوَالِدُكِ يُرِيدُ القَضِيبَ المَمشُوقَ فَأَقبَلَت فَاطِمَةُ ع وَ هيَِ تَقُولُ يَا بِلَالُ وَ مَا يَصنَعُ واَلدِيِ بِالقَضِيبِ وَ لَيسَ هَذَا يَومَ القَضِيبِ فَقَالَ بِلَالٌ يَا فَاطِمَةُ أَ مَا عَلِمتِ أَنّ وَالِدَكِ قَد صَعِدَ المِنبَرَ وَ هُوَ يُوَدّعُ أَهلَ الدّينِ وَ الدّنيَا فَصَاحَت فَاطِمَةُ ع وَ قَالَت وَا غَمّاه لِغَمّكَ يَا أَبَتَاه مَن لِلفُقَرَاءِ وَ المَسَاكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ يَا حَبِيبَ اللّهِ وَ حَبِيبَ القُلُوبِ ثُمّ نَاوَلَت بِلَالًا القَضِيبَ فَخَرَجَ حَتّي نَاوَلَهُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَينَ الشّيخُ فَقَالَ الشّيخُ هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ فَقَالَ تَعَالَ فَاقتَصّ منِيّ حَتّي تَرضَي فَقَالَ الشّيخُ فَاكشِف لِي عَن بَطنِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَشَفَص عَن بَطنِهِ فَقَالَ الشّيخُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا
صفحه : 509
رَسُولَ اللّهِ أَ تَأذَنُ لِي أَن أَضَعَ فمَيِ عَلَي بَطنِكَ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ أَعُوذُ بِمَوضِعِ القِصَاصِ مِن بَطنِ رَسُولِ اللّهِ مِنَ النّارِ يَومَ النّارِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا سَوَادَةَ بنَ قَيسٍ أَ تَعفُو أَم تَقتَصّ فَقَالَ بَل أَعفُو يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَص أللّهُمّ اعفُ عَن سَوَادَةَ بنِ قَيسٍ كَمَا عَفَا عَن نَبِيّكَ مُحَمّدٍ ثُمّ قَامَ رَسُولُ اللّهِص فَدَخَلَ بَيتَ أُمّ سَلَمَةَ وَ هُوَ يَقُولُ رَبّ سَلّم أُمّةَ مُحَمّدٍ مِنَ النّارِ وَ يَسّر عَلَيهِمُ الحِسَابَ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لِي أَرَاكَ مَغمُوماً مُتَغَيّرَ اللّونِ فَقَالَ نُعِيَت إلِيَّ نفَسيِ هَذِهِ السّاعَةَ فَسَلَامٌ لَكِ فِي الدّنيَا فَلَا تَسمَعِينَ بَعدَ هَذَا اليَومِ صَوتَ مُحَمّدٍ أَبَداً فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ وَا حُزنَاه حُزناً لَا تُدرِكُهُ النّدَامَةُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدَاه ثُمّ قَالَ ع ادعُ لِي حَبِيبَةَ قلَبيِ وَ قُرّةَ عيَنيِ فَاطِمَةَ تجَيِءُ فَجَاءَت فَاطِمَةُ ع وَ هيَِ تَقُولُ نفَسيِ لِنَفسِكَ الفِدَاءُ وَ وجَهيِ لِوَجهِكَ الوِقَاءُ يَا أَبَتَاه أَ لَا تكُلَمّنُيِ كَلِمَةً فإَنِيّ أَنظُرُ إِلَيكَ وَ أَرَاكَ مُفَارِقَ الدّنيَا وَ أَرَي عَسَاكِرَ المَوتِ تَغشَاكَ شَدِيداً فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيّةُ إنِيّ مُفَارِقُكِ فَسَلَامٌ عَلَيكِ منِيّ قَالَت يَا أَبَتَاه فَأَينَ المُلتَقَي يَومَ القِيَامَةِ قَالَ عِندَ الحِسَابِ قَالَت فَإِن لَم أَلقَكَ عِندَ الحِسَابِ قَالَ عِندَ الشّفَاعَةِ لأِمُتّيِ قَالَت فَإِن لَم أَلقَكَ عِندَ الشّفَاعَةِ لِأُمّتِكَ قَالَ عِندَ الصّرَاطِ جَبرَئِيلُ عَن يمَيِنيِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يسَاَريِ وَ المَلَائِكَةُ مِن خلَفيِ وَ قدُاّميِ يُنَادُونَ رَبّ سَلّم أُمّةَ مُحَمّدٍ مِنَ النّارِ وَ يَسّر عَلَيهِمُ الحِسَابَ قَالَت فَاطِمَةُ ع فَأَينَ واَلدِتَيِ خَدِيجَةُ قَالَ فِي قَصرٍ لَهُ أَربَعَةُ أَبوَابٍ إِلَي الجَنّةِ ثُمّ أغُميَِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلَ بِلَالٌ وَ هُوَ يَقُولُ الصّلَاةَ رَحِمَكَ اللّهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ صَلّي بِالنّاسِ وَ خَفّفَ الصّلَاةَ ثُمّ قَالَ ادعُوا لِي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ فَجَاءَا فَوَضَعَ ع يَدَهُ عَلَي عَاتِقِ عَلِيّ وَ الأُخرَي عَلَي أُسَامَةَ ثُمّ قَالَ انطَلِقَا بيِ إِلَي فَاطِمَةَ فَجَاءَا بِهِ حَتّي وَضَعَ رَأسَهُ فِي حَجرِهَا فَإِذَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع يَبكِيَانِ وَ يَصطَرِخَانِ وَ هُمَا يَقُولَانِ أَنفُسُنَا لِنَفسِكَ الفِدَاءُ وَ وُجُوهُنَا لِوَجهِكَ الوِقَاءُ فَقَالَ
صفحه : 510
رَسُولُ اللّهِص مَن هَذَانِ يَا عَلِيّ قَالَ هَذَانِ ابنَاكَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَعَانَقَهُمَا وَ قَبّلَهُمَا وَ كَانَ الحَسَنُ ع أَشَدّ بُكَاءً فَقَالَ لَهُ كُفّ يَا حَسَنُ فَقَد شَقَقتَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَنَزَلَ مَلَكُ المَوتِ ع وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا مَلَكَ المَوتِ لِي إِلَيكَ حَاجَةٌ قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ يَا نبَيِّ اللّهِ قَالَ حاَجتَيِ أَن لَا تَقبِضَ روُحيِ حَتّي يجَيِئنَيِ جَبرَئِيلُ فَيُسَلّمَ عَلَيّ وَ أُسَلّمَ عَلَيهِ فَخَرَجَ مَلَكُ المَوتِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا مُحَمّدَاه فَاستَقبَلَهُ جَبرَئِيلُ فِي الهَوَاءِ فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ قَبَضتَ رُوحَ مُحَمّدٍ قَالَ لَا يَا جَبرَئِيلُ سأَلَنَيِ أَن لَا أَقبِضَهُ حَتّي يَلقَاكَ فَتُسَلّمَ عَلَيهِ وَ يُسَلّمَ عَلَيكَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مَلَكَ المَوتِ أَ مَا تَرَي أَبوَابَ السّمَاءِ مُفَتّحَةً لِرُوحِ مُحَمّدٍ أَ مَا تَرَي الحُورَ العِينَ قَد تَزَيّنَ لِرُوحِ مُحَمّدٍ ثُمّ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا القَاسِمِ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا جَبرَئِيلُ ادنُ منِيّ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ فَدَنَا مِنهُ فَنَزَلَ مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مَلَكَ المَوتِ احفَظ وَصِيّةَ اللّهِ فِي رُوحِ مُحَمّدٍ وَ كَانَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ وَ مَلَكُ المَوتِ آخِذٌ بِرُوحِهِص فَلَمّا كَشَفَ الثّوبَ عَن وَجهِ رَسُولِ اللّهِ نَظَرَ إِلَي جَبرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ عِندَ الشّدَائِدِ تخَذلُنُيِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُإِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ
فرَوُيَِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص فِي ذَلِكَ المَرَضِ كَانَ يَقُولُ ادعُوا لِي حبَيِبيِ فَجَعَلَ يُدعَي لَهُ رَجُلٌ بَعدَ رَجُلٍ فَيَعرِضُ عَنهُ فَقِيلَ لِفَاطِمَةَ امضيِ إِلَي عَلِيّ فَمَا نَرَي رَسُولَ اللّهِ يُرِيدُ غَيرَ عَلِيّ فَبَعَثَت فَاطِمَةُ إِلَي عَلِيّ ع فَلَمّا دَخَلَ فَتَحَ رَسُولُ اللّهِص عَينَيهِ وَ تَهَلّلَ وَجهُهُ ثُمّ قَالَ إلِيَّ يَا عَلِيّ إلِيَّ يَا عَلِيّ فَمَا زَالَ يُدنِيهِ حَتّي أَخَذَهُ بِيَدِهِ وَ أَجلَسَهُ عِندَ رَأسِهِ ثُمّ أغُميَِ عَلَيهِ فَجَاءَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع يَصِيحَانِ وَ يَبكِيَانِ حَتّي وَقَعَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَرَادَ عَلِيّ ع أَن يُنَحّيَهُمَا عَنهُ فَأَفَاقَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ دعَنيِ أَشَمّهُمَا وَ يشَمَاّنيِ وَ أَتَزَوّد مِنهُمَا وَ يتزودان [يَتَزَوّدَا]منِيّ أَمَا إِنّهُمَا سَيُظلَمَانِ بعَديِ وَ يُقتَلَانِ ظُلماً فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَي
صفحه : 511
مَن يَظلِمُهُمَا يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمّ مَدّ يَدَهُ إِلَي عَلِيّ ع فَجَذَبَهُ إِلَيهِ حَتّي أَدخَلَهُ تَحتَ ثَوبِهِ ألّذِي كَانَ عَلَيهِ وَ وَضَعَ فَاهُ عَلَي فِيهِ وَ جَعَلَ يُنَاجِيهِ مُنَاجَاةً طَوِيلَةً حَتّي خَرَجَت رُوحُهُ الطّيّبَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ فَانسَلّ عَلِيّ مِن تَحتِ ثِيَابِهِ وَ قَالَ أَعظَمَ اللّهُ أُجُورَكُم فِي نَبِيّكُم فَقَد قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ فَارتَفَعَتِ الأَصوَاتُ بِالضّجّةِ وَ البُكَاءِ فَقِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا ألّذِي نَاجَاكَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص حِينَ أَدخَلَكَ تَحتَ ثِيَابِهِ فَقَالَ علَمّنَيِ أَلفَ بَابٍ يَفتَحُ لِي كُلّ بَابٍ أَلفَ بَابٍ
بيان أرن ورن أي صاح وحر الوجه بالضم مابدا من الوجنة قوله ص حتي كنفت أي أحاطت و في بعض النسخ لثقت بالثاء المثلثة والقاف يقال لثق يومنا كفرح ركدت ريحه وكثر نداه وألثقه بلله ونداه ولثقه تلثيقا أفسده
10- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عُقبَةَ بنِ بَشِيرٍ قَالَ جِئتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع يَومَ الإِثنَينِ فَقَالَ كُل فَقُلتُ إنِيّ صَائِمٌ فَقَالَ وَ كَيفَ صُمتَ قَالَ قُلتُ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص وُلِدَ فِيهِ فَقَالَ أَمّا مَا وُلِدَ فِيهِ فَلَا تَعلَمُونَ وَ أَمّا مَا قُبِضَ فِيهِ فَنَعَم ثُمّ قَالَ فَلَا تَصُم وَ لَا تُسَافِر فِيهِ
أقول الأخبار كثيرة في أن وفاته ص كان في يوم الإثنين وستأتي في أبواب الأسبوع
11-ل ،[الخصال ]فِيمَا أَجَابَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اليهَوُديِّ ألّذِي سَأَلَ عَمّا ابتلُيَِ بِهِ ع وَ هُوَ مِن عَلَامَاتِ الأَوصِيَاءِ فَقَالَ ع أَمّا أَوّلُهُنّ يَا أَخَا اليَهُودِ فَإِنّهُ لَم يَكُن لِي خَاصّةً دُونَ المُسلِمِينَ عَامّةً أَحَدٌ آنَسُ بِهِ أَو أَعتَمِدُ عَلَيهِ أَو أَستَنِيمُ إِلَيهِ أَو أَتَقَرّبُ بِهِ غَيرَ رَسُولِ اللّهِص هُوَ ربَاّنيِ صَغِيراً وَ بوَأّنَيِ كَبِيراً وَ كفَاَنيَِ العَيلَةَ وَ جبَرَنَيِ مِنَ اليُتمِ وَ أغَناَنيِ عَنِ الطّلَبِ وَ وقَاَنيَِ المَكسَبَ وَ عَالَ لِيَ النّفسَ وَ الوَلَدَ وَ الأَهلَ هَذَا فِي تَصَارِيفِ أَمرِ الدّنيَا مَعَ مَا خصَنّيِ بِهِ مِنَ الدّرَجَاتِ
صفحه : 512
التّيِ قاَدتَنيِ إِلَي معَاَليِ الحُظوَةِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَنَزَلَ بيِ مِن وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص مَا لَم أَكُن أَظُنّ الجِبَالَ لَو حُمّلَتهُ عَنوَةً كَانَت تَنهَضُ بِهِ فَرَأَيتُ النّاسَ مِن أَهلِ بيَتيِ بَينَ جَازِعٍ لَا يَملِكُ جَزَعَهُ وَ لَا يَضبِطُ نَفسَهُ وَ لَا يَقوَي عَلَي حَملِ فَادِحِ مَا نَزَلَ بِهِ قَد أَذهَبَ الجَزَعُ صَبرَهُ وَ أَذهَلَ عَقلَهُ وَ حَالَ بَينَهُ وَ بَينَ الفَهمِ وَ الإِفهَامِ وَ القَولِ وَ الِاستِمَاعِ وَ سَائِرَ النّاسِ مِن غَيرِ بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ بَينَ مُعَزّ يَأمُرُ بِالصّبرِ وَ بَينَ مُسَاعِدٍ بَاكٍ لِبُكَائِهِم جَازِعٍ لِجَزَعِهِم وَ حَمَلتُ نفَسيِ عَلَي الصّبرِ عِندَ وَفَاتِهِ بِلُزُومِ الصّمتِ وَ الِاشتِغَالِ بِمَا أمَرَنَيِ بِهِ مِن تَجهِيزِهِ وَ تَغسِيلِهِ وَ تَحنِيطِهِ وَ تَكفِينِهِ وَ الصّلَاةِ عَلَيهِ وَ وَضعِهِ فِي حُفرَتِهِ وَ جَمعِ كِتَابِ اللّهِ وَ عَهدِهِ إِلَي خَلقِهِ لَا يشَغلَنُيِ عَن ذَلِكَ بَادِرُ دَمعَةٍ وَ لَا هَائِجُ زَفرَةٍ وَ لَا لَاذِعُ حُرقَةٍ وَ لَا جَزِيلُ مُصِيبَةٍ حَتّي أَدّيتُ فِي ذَلِكَ الحَقّ الوَاجِبَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِرَسُولِهِص عَلَيّ وَ بَلّغتُ مِنهُ ألّذِي أمَرَنَيِ بِهِ وَ احتَمَلتُهُ صَابِراً مُحتَسِباً ثُمّ التَفَتَ ع إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ أَ لَيسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ
بيان استنام إليه سكن الحظوة بالضم والكسر المكانة والزفرة التنفس الشديد ويقال لذع النار الشيء أي أحرقته
12-ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الدّقّاقُ عَن حَمزَةَ بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ الجُنَيدِ الراّزيِّ عَن أَبِي عَوَانَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الرّازِقِ عَن أَبِيهِ عَن مثيا[مِينَاءَ]مَولَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قُلتُ للِنبّيِّص يَا رَسُولَ اللّهِ مَن يُغَسّلُكَ إِذَا مِتّ فَقَالَ يُغَسّلُ كُلّ نبَيِّ وَصِيّهُ قُلتُ فَمَن وَصِيّكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقُلتُ كَم يَعِيشُ بَعدَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَإِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وصَيِّ مُوسَي عَاشَ مِن بَعدِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ خَرَجَت عَلَيهِ صَفرَاءُ[صَفُورَاءُ]بِنتُ شُعَيبٍ زَوجُ مُوسَي فَقَالَت أَنَا أَحَقّ بِالأَمرِ مِنكَ فَقَاتَلَهَا فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهَا وَ أَسَرَهَا فَأَحسَنَ أَسرَهَا وَ إِنّ ابنَةَ أَبِي بَكرٍ سَتَخرُجُ عَلَي عَلِيّ فِي كَذَا وَ كَذَا أَلفاً مِن أمُتّيِ فَيُقَاتِلُهَا فَيَقتُلُ مُقَاتِلَتَهَا وَ يَأسِرُهَا فَيُحسِنُ أَسرَهَا
صفحه : 513
وَ فِيهَا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ قَرنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَ لا تَبَرّجنَ تَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولييعَنيِ صَفرَاءَ[صَفُورَاءَ]بِنتَ شُعَيبٍ
13- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ أَحمَدُ بنُ إِسحَاقَ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص هَبَطَ جَبرَئِيلُ وَ مَعَهُ المَلَائِكَةُ وَ الرّوحُ الّذِينَ كَانُوا يَهبِطُونَ فِي لَيلَةِ القَدرِ قَالَ فَفُتِحَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ بَصَرُهُ فَرَآهُم فِي مُنتَهَي السّمَاوَاتِ إِلَي الأَرضِ يُغَسّلُونَ النّبِيّ مَعَهُ وَ يُصَلّونَ مَعَهُ عَلَيهِ وَ يَحفِرُونَ لَهُ وَ اللّهِ مَا حَفَرَ لَهُ غَيرُهُم حَتّي إِذَا وُضِعَ فِي قَبرِهِ نَزَلُوا مَعَ مَن نَزَلَ فَوَضَعُوهُ فَتَكَلّمَ وَ فُتِحَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ سَمعُهُ فَسَمِعَهُ يُوصِيهِم بِهِ فَبَكَي وَ سَمِعَهُم يَقُولُونَ لَا نَألُوهُ جُهداً وَ إِنّمَا هُوَ صَاحِبُنَا بَعدَكَ إِلّا أَنّهُ لَيسَ يُعَايِنُنَا بِبَصَرِهِ بَعدَ مَرّتِنَا هَذِهِ حَتّي إِذَا مَاتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَأَي الحَسَنُ وَ الحُسَينُ مِثلَ ذَلِكَ ألّذِي رَأَي وَ رَأَيَا النّبِيّ أَيضاً يُعِينُ المَلَائِكَةَ مِثلَ ألّذِي صَنَعُوا باِلنبّيِّ حَتّي إِذَا مَاتَ الحَسَنُ رَأَي مِنهُ الحُسَينُ مِثلَ ذَلِكَ وَ رَأَي النّبِيّ وَ عَلِيّاً يُعِينَانِ المَلَائِكَةَ حَتّي إِذَا مَاتَ الحُسَينُ رَأَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ مِنهُ مِثلَ ذَلِكَ وَ رَأَي النّبِيّ وَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَ يُعِينُونَ المَلَائِكَةَ حَتّي إِذَا مَاتَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ رَأَي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ مِثلَ ذَلِكَ وَ رَأَي النّبِيّ وَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ يُعِينُونَ المَلَائِكَةَ حَتّي إِذَا مَاتَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ رَأَي جَعفَرٌ مِثلَ ذَلِكَ وَ رَأَي النّبِيّ وَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ يُعِينُونَ المَلَائِكَةَ حَتّي إِذَا مَاتَ جَعفَرٌ رَأَي مُوسَي مِنهُ مِثلَ ذَلِكَ هَكَذَا يجَريِ إِلَي آخِرِنَا
14-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ وَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ جَمِيعاً عَن مُثَنّي الحَنّاطِ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ وَ عَلِيّ بنِ الحَكَمِ جَمِيعاً عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَنِ الحُسَينِ الخَرّازِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ قَالَ لِي
صفحه : 514
جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ إِذَا أَنَا مِتّ فَاستَقِ سِتّ قِرَبٍ مِن مَاءٍ فَإِذَا استَقَيتَ فَأَنِق غسُليِ وَ كفَنّيّ وَ حنَطّنيِ فَإِذَا كفَنّتنَيِ وَ حنَطّتنَيِ فَخُذ بيِ وَ أجَلسِنيِ وَ ضَع يَدَكَ عَلَي صدَريِ وَ سلَنيِ عَمّا بَدَا لَكَ
15- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَن فُضَيلٍ سُكّرَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ هَل لِلمَاءِ حَدّ مَحدُودٌ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع إِذَا أَنَا مِتّ فَاستَقِ لِي سِتّ قِرَبٍ مِن مَاءِ بِئرِ غَرسٍ فغَسَلّنيِ وَ كفَنّيّ وَ حنَطّنيِ فَإِذَا فَرَغتَ مِن غسُليِ فَخُذ بِمَجَامِعِ كفَنَيِ وَ أجَلسِنيِ ثُمّ ساَئلِنيِ عَمّا شِئتَ فَوَ اللّهِ لَا تسَألَنُيِ عَن شَيءٍ إِلّا أَجَبتُكَ
كا،[الكافي]العدة عن سهل عن البزنطي مثله يج ،[الخرائج والجرائح ]بإسناده عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن البزنطي
مثله .أقول سيأتي مثله بأسانيد في أبواب علم أمير المؤمنين صلوات الله عليه
16- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] قُبِضَ النّبِيّص يَومَ الإِثنَينِ لِلَيلَتَينِ بَقِيَتَا مِن صَفَرٍ سَنَةِ إِحدَي عَشرَةَ مِنَ الهِجرَةِ
بيان هذا هوالموافق لماذكره أكثر الإمامية قال الشيخ رحمه الله في التهذيب قبض ص مسموما يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة.لكن قال الكليني رحمه الله قبض ص لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول يوم الإثنين و هو ابن ثلاث وستين سنة. و في تفسير الثعلبي يوم الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول حين زاغت
صفحه : 515
الشمس وسيأتي أقوال كثيرة من المخالفين في ذلك
17- ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ النيّشاَبوُريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ اليمَاَنيِّ عَن مَنِيعٍ عَن جَدّهِ عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي نَاجَي عَلِيّاً ع يَومَ غُسلِ رَسُولِ اللّهِ
18- ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص جَاءَ الخَضِرُ فَوَقَفَ عَلَي بَابِ البَيتِ وَ فِيهِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ رَسُولُ اللّهِص قَد سجُيَّ بِثَوبٍ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ البَيتِكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ إِنّ فِي اللّهِ خَلَفاً مِن كُلّ هَالِكٍ وَ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ دَرَكاً مِن كُلّ فَائِتٍ فَتَوَكّلُوا عَلَيهِ وَ ثِقُوا بِهِ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لِي وَ لَكُم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَذَا أخَيِ الخَضِرُ جَاءَ يُعَزّيكُم بِنَبِيّكُم
19- ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص أَتَاهُم آتٍ فَوَقَفَ عَلَي بَابِ البَيتِ فَعَزّاهُم بِهِ وَ أَهلُ البَيتِ يَسمَعُونَ كَلَامَهُ وَ لَا يَرَونَهُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع هَذَا هُوَ الخَضِرُ أَتَاكُم يُعَزّيكُم بِنَبِيّكُم
20-ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَعِيدِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ ابنِ كَاسِبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ المكَيّّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِي آخِرِهِ لَمّا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص وَ جَاءَتِ التّعزِيَةُ جَاءَهُم آتٍ يَسمَعُونَ حِسّهُ وَ لَا يَرَونَ شَخصَهُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ إِنّ فِي اللّهِ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ خَلَفاً مِن كُلّ هَالِكٍ وَ دَرَكاً مِن كُلّ مَا فَاتَ فَبِاللّهِ فَثِقُوا وَ إِيّاهُ فَارجُوا فَإِنّ المُصَابَ مَن حُرِمَ الثّوَابَ وَ
صفحه : 516
السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ هَل تَدرُونَ مَن هَذَا هَذَا الخَضِرُ ع
21- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُمّ رَسُولُ اللّهِ يَومَ خَيبَرَ فَتَكَلّمَ اللّحمُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ مَسمُومٌ قَالَ فَقَالَ النّبِيّ عِندَ مَوتِهِ اليَومَ قَطَعَت مطَاَياَيَ الأَكلَةُ التّيِ أَكَلتُ بِخَيبَرَ وَ مَا مِن نبَيِّ وَ لَا وصَيِّ إِلّا شَهِيداً[شَهِيدٌ]
بيان المطايا جمع مطية وهي الدابة التي تمطو في سيرها وكأنه استعير هنا للأعضاء والقوي التي بهايقوم الإنسان والأصوب مطاي كما في بعض النسخ والمطا الظهر
22- ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمّتِ اليَهُودِيّةُ النّبِيّ فِي ذِرَاعٍ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحِبّ الذّرَاعَ وَ الكَتِفَ وَ يَكرَهُ الوَرِكَ لِقُربِهَا مِنَ المَبَالِ قَالَ لَمّا أتُيَِ بِالشّوَاءِ أَكَلَ مِنَ الذّرَاعِ وَ كَانَ يُحِبّهَا فَأَكَلَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ الذّرَاعُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ مَسمُومٌ فَتَرَكَهُ وَ مَا زَالَ يَنتَقِضُ بِهِ سَمّهُ حَتّي مَاتَص
23- شي،[تفسير العياشي] عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَدرُونَ مَاتَ النّبِيّ أَو قُتِلَ إِنّ اللّهَ يَقُولُأَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُمفَسُمّ قَبلَ المَوتِ إِنّهُمَا سَقَتَاهُ فَقُلنَا إِنّهُمَا وَ أَبُوهُمَا شَرّ مَن خَلَقَ اللّهُ
بيان يحتمل أن يكون كلا السمين دخيلين في شهادته ص
24-ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]روُيَِ أَنّ عَلِيّاً ع غَسّلَ النّبِيّص فِي قَمِيصٍ وَ كَفّنَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَثوَابٍ ثَوبَينِ صُحَارِيّينِ وَ ثَوبٍ حِبَرَةٍ يَمَنِيّةٍ وَ لَحَدَ لَهُ أَبُو طَلحَةَ ثُمّ خَرَجَ أَبُو طَلحَةَ وَ دَخَلَ عَلَي القَبرِ فَبَسَطَ يَدَهُ فَوَضَعَ النّبِيّص فَأَدخَلَهُ اللّحدَ وَ قَالَ
صفحه : 517
إِنّ عَلِيّاً ع لَمّا أَن غَسّلَ رَسُولَ اللّهِص وَ فَرَغَ مِن غُسلِهِ نَظَرَ فِي عَينَيهِ فَرَأَي فِيهِمَا شَيئاً فَانكَبّ عَلَيهِ فَأَدخَلَ لِسَانَهُ فَمَسَحَ مَا كَانَ فِيهِمَا فَقَالَ بأِبَيِ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ طِبتَ حَيّاً وَ طِبتَ مَيّتاً قَالَهُ العَالِمُ ع
وَ قَالَ جَعفَرٌ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَوصَي إِلَي عَلِيّ ع أَن لَا يغُسَلّنَيِ غَيرُكَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ مَن ينُاَولِنُيِ المَاءَ وَ إِنّكَ رَجُلٌ ثَقِيلٌ لَا أَستَطِيعُ أَن أُقَلّبَكَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ مَعَكَ يُعَاوِنُكَ وَ يُنَاوِلُكَ الفَضلُ المَاءَ وَ قُل لَهُ فَليُغَطّ عَينَيهِ فَإِنّهُ لَا يَرَي أَحَدٌ عوَرتَيِ غَيرُكَ إِلّا انفَقَأَت عَينَاهُ قَالَ كَانَ الفَضلُ يُنَاوِلُهُ المَاءَ وَ جَبرَئِيلُ يُعَاوِنُهُ وَ عَلِيّ يُغَسّلُهُ فَلَمّا أَن فَرَغَ مِن غُسلِهِ وَ كَفنِهِ أَتَاهُ العَبّاسُ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ النّاسَ قَدِ اجتَمَعُوا عَلَي أَن يَدفِنُوا النّبِيّص فِي بَقِيعِ المُصَلّي وَ أَن يَؤُمّهُم رَجُلٌ مِنهُم فَخَرَجَ عَلِيّ إِلَي النّاسِ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَ مَا تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص إِمَامُنَا حَيّاً وَ مَيّتاً وَ هَل تَعلَمُونَ أَنّهُص لَعَنَ مَن جَعَلَ القُبُورَ مُصَلّي وَ لَعَنَ مَن يَجعَلُ مَعَ اللّهِ إِلَهاً وَ لَعَنَ مَن كَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ وَ شَقّ لِثَتَهُ قَالَ فَقَالُوا الأَمرُ إِلَيكَ فَاصنَع مَا رَأَيتَ قَالَ وَ إنِيّ أَدفِنُ رَسُولَ اللّهِص فِي البُقعَةِ التّيِ قُبِضَ فِيهَا ثُمّ قَامَ عَلَي البَابِ فَصَلّي عَلَيهِ ثُمّ أَمَرَ النّاسَ عَشَرَةً عَشَرَةً يُصَلّونَ عَلَيهِ ثُمّ يَخرُجُونَ
25-يج ،[الخرائج والجرائح ]سَعدٌ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَيدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍأمَرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص إِذَا توُفُيَّ أَن أسَتقَيَِ سَبعَ قِرَبٍ مِن بِئرِ غَرسٍ فَأُغَسّلَهُ بِهَا فَإِذَا غَسّلتُهُ وَ فَرَغتُ مِن غُسلِهِ أَخرَجتُ مَن فِي البَيتِ قَالَ فَإِذَا أَخرَجتَهُم فَضَع فَاكَ عَلَي فِيّ ثُمّ سلَنيِ عَمّا هُوَ كَائِنٌ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ مِن أَمرِ الفِتَنِ قَالَ عَلِيّ فَفَعَلتُ ذَلِكَ فأَنَبأَنَيِ بِمَا يَكُونُ إِلَي أَن تَقُومَ
صفحه : 518
السّاعَةُ وَ مَا مِن فِئَةٍ تَكُونُ إِلّا وَ أَنَا أَعرِفُ أَهلَ ضَلَالِهَا مِن أَهلِ حَقّهَا
26- يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي سَعدٌ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزيّتوُنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِذَا أَنَا مِتّ فغَسَلّنيِ وَ كفَنّيّ وَ مَا أمُليِ عَلَيكَ فَاكتُب قُلتُ فَفَعَلَ قَالَ نَعَم
27-شا،[الإرشاد] لَمّا أَرَادَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع غُسلَ الرّسُولِص استَدعَي الفَضلَ بنَ العَبّاسِ فَأَمَرَهُ أَن يُنَاوِلَهُ المَاءَ لِغُسلِهِ بَعدَ أَن عَصَبَ عَينَهُ ثُمّ شَقّ قَمِيصَهُ مِن قِبَلِ جَيبِهِ حَتّي بَلَغَ بِهِ إِلَي سُرّتِهِ وَ تَوَلّي غُسلَهُ وَ تَحنِيطَهُ وَ تَكفِينَهُ وَ الفَضلُ يُعَاطِيهِ المَاءَ وَ يُعِينُهُ عَلَيهِ فَلَمّا فَرَغَ مِن غُسلِهِ وَ تَجهِيزِهِ تَقَدّمَ فَصَلّي عَلَيهِ وَحدَهُ وَ لَم يَشرَكهُ مَعَهُ أَحَدٌ فِي الصّلَاةِ عَلَيهِ وَ كَانَ المُسلِمُونَ فِي المَسجِدِ يَخُوضُونَ فِيمَن يَؤُمّهُم فِي الصّلَاةِ عَلَيهِ وَ أَينَ يُدفَنُ فَخَرَجَ إِلَيهِم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ لَهُم إِنّ رَسُولَ اللّهِص إِمَامُنَا حَيّاً وَ مَيّتاً فَيَدخُلُ عَلَيهِ فَوجٌ بَعدَ فَوجٍ مِنكُم فَيُصَلّونَ عَلَيهِ بِغَيرِ إِمَامٍ وَ يَنصَرِفُونَ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَقبِض نَبِيّاً فِي مَكَانٍ إِلّا وَ قَدِ ارتَضَاهُ لِرَمسِهِ فِيهِ وَ إنِيّ لَدَافِنُهُ فِي حُجرَتِهِ التّيِ قُبِضَ فِيهَا فَسَلّمَ القَومُ لِذَلِكَ وَ رَضُوا بِهِ وَ لَمّا صَلّي المُسلِمُونَ عَلَيهِ أَنفَذَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ بِرَجُلٍ إِلَي أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ وَ كَانَ يَحفِرُ لِأَهلِ مَكّةَ وَ يَضرَحُ وَ كَانَ ذَلِكَ عَادَةَ أَهلِ مَكّةَ وَ أَنفَذَ إِلَي زَيدِ بنِ سَهلٍ وَ كَانَ يَحفِرُ لِأَهلِ المَدِينَةِ وَ يُلحِدُ فَاستَدعَاهُمَا وَ قَالَ أللّهُمّ خِر لِنَبِيّكَ فَوَجَدَ أَبُو طَلحَةَ زَيدُ بنُ سَهلٍ وَ قِيلَ لَهُ احفِر لِرَسُولِ اللّهِص فَحَفَرَ لَهُ لَحداً وَ دَخَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ وَ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ لِيَتَوَلّوا دَفنَ رَسُولِ اللّهِص فَنَادَتِ الأَنصَارُ مِن وَرَاءِ البَيتِ يَا عَلِيّ إِنّا نُذَكّرُكَ اللّهَ وَ حَقّنَا اليَومَ مِن رَسُولِ اللّهِص أَن يَذهَبَ أَدخِل مِنّا رَجُلًا
صفحه : 519
يَكُونُ لَنَا بِهِ حَظّ مِن مُوَارَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لِيَدخُل أَوسُ بنُ خوَلَيِّ وَ كَانَ بَدرِيّاً فَاضِلًا مِن بنَيِ عَوفٍ مِنَ الخَزرَجِ فَلَمّا دَخَلَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع انزِلِ القَبرَ فَنَزَلَ وَ وَضَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ رَسُولَ اللّهِ ع عَلَي يَدَيهِ وَ دَلّاهُ فِي حُفرَتِهِ فَلَمّا حَصَلَ فِي الأَرضِ قَالَ لَهُ اخرُج فَخَرَجَ وَ نَزَلَ عَلَي القَبرِ فَكَشَفَ عَن وَجهِ رَسُولِ اللّهِص وَ وَضَعَ خَدّهُ عَلَي الأَرضِ مُوَجّهاً إِلَي القِبلَةِ عَلَي يَمِينِهِ ثُمّ وَضَعَ عَلَيهِ اللّبِنَ وَ أَهَالَ عَلَيهِ التّرَابَ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي يَومِ الإِثنَينِ لِلَيلَتَينِ بَقِيَتَا مِن صَفَرٍ سَنَةَ عَشرٍ مِن هِجرَتِهِص وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ سَنَةً وَ لَم يَحضُر دَفنَ رَسُولِ اللّهِص أَكثَرُ النّاسِ لِمَا جَرَي بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ مِنَ التّشَاجُرِ فِي أَمرِ الخِلَافَةِ وَ فَاتَ أَكثَرُهُمُ الصّلَاةَ عَلَيهِ لِذَلِكَ وَ أَصبَحَت فَاطِمَةُ ع تنُاَديِ وَا سَوءَ صَبَاحَاه فَسَمِعَهَا أَبُو بَكرٍ فَقَالَ لَهَا إِنّ صَبَاحَكَ لَصَبَاحُ سَوءٍ. وَ اغتَنَمَ القَومُ الفُرصَةَ لِشُغلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِرَسُولِ اللّهِص وَ انقِطَاعِ بنَيِ هَاشِمٍ عَنهُم بِمُصَابِهِم بِرَسُولِ اللّهِص فَتَبَادَرُوا إِلَي وَلَايَةِ الأَمرِ وَ اتّفَقَ لأِبَيِ بَكرٍ مَا اتّفَقَ لِاختِلَافِ الأَنصَارِ فِيمَا بَينَهُم وَ كَرَاهِيَةِ الطّلَقَاءِ وَ المُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم مِن تَأَخّرِ الأَمرِ حَتّي يَفرُغَ بَنُو هَاشِمٍ فَيَستَقِرّ الأَمرُ مَقَرّهُ فَبَايَعُوا أَبَا بَكرٍ لِحُضُورِهِ المَكَانَ وَ كَانَت أَسبَابٌ مَعرُوفَةٌ تَيَسّرَ لِلقَومِ مِنهَا مَا رَامُوهُ لَيسَ هَذَا الكِتَابُ مَوضِعَ ذَكرِهَا فَيُشرَحَ القَولُ فِيهَا عَلَي التّفصِيلِ وَ قَد جَاءَتِ الرّوَايَةُ أَنّهُ لَمّا تَمّ لأِبَيِ بَكرٍ مَا تَمّ وَ بَايَعَهُ مَن بَايَعَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يسُوَيّ قَبرَ رَسُولِ اللّهِص بِمِسحَاةٍ فِي يَدِهِ فَقَالَ لَهُ إِنّ القَومَ قَد بَايَعُوا أَبَا بَكرٍ وَ وَقَعَتِ الخَذلَةُ لِلأَنصَارِ لِاختِلَافِهِم وَ بَدَرَ الطّلَقَاءُ بِالعَقدِ لِلرّجُلِ خَوفاً مِن إِدرَاكِكُمُ الأَمرَ فَوَضَعَ طَرَفَ المِسحَاةِ عَلَي الأَرضِ وَ يَدُهُ عَلَيهَا ثُمّ قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ وَ لَقَد فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعلَمَنّ الكاذِبِينَ أَم حَسِبَ الّذِينَ
صفحه : 520
يَعمَلُونَ السّيّئاتِ أَن يَسبِقُونا ساءَ ما يَحكُمُونَ وَ قَد كَانَ جَاءَ أَبُو سُفيَانَ إِلَي بَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ العَبّاسُ مُتَوَفّرَانِ عَلَي النّظَرِ فِي أَمرِهِ فَنَادَي
بنَيِ هَاشِمٍ لَا تُطمِعُوا النّاسَ فِيكُم. | وَ لَا سِيّمَا تَيمُ بنُ مُرّةَ أَو عدَيِّ. |
فَمَا الأَمرُ إِلّا فِيكُم وَ إِلَيكُم. | وَ لَيسَ لَهَا إِلّا أَبُو حَسَنٍ عَلِيّ. |
أَبَا حَسَنٍ فَاشدُد بِهَا كَفّ حَازِمٍ. | فَإِنّكَ بِالأَمرِ ألّذِي تبَتغَيِ ملَيِّ. |
ثُمّ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ يَا بنَيِ هَاشِمٍ يَا بنَيِ عَبدِ مَنَافٍ أَ رَضِيتُم أَن يلَيَِ عَلَيكُم أَبُو فَصِيلٍ الرّذلُ بنُ الرّذلِ أَمَا وَ اللّهِ لَو شِئتُم لَأَملَأَنّهَا عَلَيهِم خَيلًا وَ رَجِلًا فَنَادَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ارجِع يَا أَبَا سُفيَانَ فَوَ اللّهِ مَا تُرِيدُ اللّهَ بِمَا تَقُولُ وَ مَا زِلتَ تَكِيدُ الإِسلَامَ وَ أَهلَهُ وَ نَحنُ مَشَاغِيلُ بِرَسُولِ اللّهِص وَ عَلَي كُلّ امرِئٍ مَا اكتَسَبَ وَ هُوَ ولَيِّ مَا احتَقَبَ فَانصَرَفَ أَبُو سُفيَانَ إِلَي المَسجِدِ فَوَجَدَ بنَيِ أُمَيّةَ مُجتَمِعِينَ فِيهِ فَحَرّضَهُم عَلَي الأَمرِ وَ لَم يَنهَضُوا لَهُ وَ كَانَت فِتنَةٌ عَمّت وَ بَلِيّةٌ شَمِلَت وَ أَسبَابُ سُوءٍ اتّفَقَت تَمَكّنَ بِهَا الشّيطَانُ وَ تَعَاوَنَ فِيهَا أَهلُ الإِفكِ وَ العُدوَانِ فَتَخَاذَلَ فِي إِنكَارِهَا أَهلُ الإِيمَانِ وَ كَانَ ذَلِكَ تَأوِيلَ قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ اتّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصّةً
توضيح قال الجوهري الضريح الشق في وسط القبر واللحد في الجانب و قال توفر عليه أي رعي حرماته واحتقبه احتمله
28-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أَقَامَ بِالمَدِينَةِ عَشرَ سِنِينَ ثُمّ حَجّ حَجّةَ الوَدَاعِ وَ نَصَبَ عَلِيّاً إِمَاماً يَومَ غَدِيرِ خُمّ فَلَمّا دَخَلَ المَدِينَةَ بَعَثَ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ وَ أَمَرَهُ أَن يَقصِدَ حَيثُ قُتِلَ أَبُوهُ وَ جَعَلَ فِي جَيشِهِ وَ تَحتَ رَايَتِهِ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ أَبَا عُبَيدَةَ وَ عَسكَرُ أُسَامَةَ بِالجُرفِ فَاشتَكَي شَكوَاهُ التّيِ توُفُيَّ فِيهَا فَكَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ نَفّذُوا جَيشَ أُسَامَةَ وَ يُكَرّرُ ذَلِكَ فَلَمّا دَخَلَ سَنَةَ إِحدَي عَشَرَةَ أَقَامَ بِالمَدِينَةِ المُحَرّمَ وَ مَرِضَ
صفحه : 521
أَيّاماً وَ توُفُيَّ فِي الثاّنيِ مِن صَفَرٍ يَومَ الإِثنَينِ وَ يُقَالُ يَومَ الجُمُعَةِ لاِثنتَيَ عَشَرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ كَانَ بَينَ قُدُومِهِ المَدِينَةَ وَ وَفَاتِهِ عَشرُ سِنِينَ وَ قُبِضَ قَبلَ أَن تَغِيبَ الشّمسُ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ سَنَةً فَغَسّلَهُ عَلِيّ ع بِثَوبَيهِ بِوَصِيّتِهِ مِنهُ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ نوُديَِ بِذَلِكَ وَ بقَيَِ غَيرَ مَدفُونٍ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ يصُلَيّ عَلَيهِ النّاسُ وَ حَفَرَ لَهُ لَحداً أَبُو طَلحَةَ زَيدُ بنُ سَهلٍ الأنَصاَريِّ وَ دَفَنَهُ عَلِيّ ع وَ عَاوَنَهُ العَبّاسُ وَ الفَضلُ وَ أُسَامَةُ فَنَادَتِ الأَنصَارُ يَا عَلِيّ نُذَكّرُكَ اللّهَ وَ حَقّنَا اليَومَ مِن رَسُولِ اللّهِص أَن يَذهَبَ أَدخِل مِنّا رَجُلًا فِيهِ فَقَالَ لِيَدخُل أَوسُ بنُ خوَلَيِّ فَلَمّا دَلّاهُ فِي حُفرَتِهِ قَالَ لَهُ اخرُج وَ رَبّعَ قَبرَهُ
29- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَحمَدُ فِي مُسنَدِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ لَمّا مَرِضَ رَسُولُ اللّهِص مَرَضَهُ ألّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ ادعُوا لِي عَلِيّاً قَالَت عَائِشَةُ نَدعُو لَكَ أَبَا بَكرٍ قَالَت حَفصَةُ نَدعُو لَكَ عُمَرَ قَالَت أُمّ الفَضلِ نَدعُو لَكَ العَبّاسَ فَلَمّا اجتَمَعُوا رَفَعَ رَأسَهُ فَلَم يَرَ عَلِيّاً فَسَكَتَ فَقَالَ عُمَرُ قُومُوا عَن رَسُولِ اللّهِ الخَبَرَ
وَ مِن طَرِيقَةِ أَهلِ البَيتِ ع أَنّ عَائِشَةَ دَعَت أَبَاهَا فَأَعرَضَ عَنهُ وَ دَعَت حَفصَةُ أَبَاهَا فَأَعرَضَ عَنهُ وَ دَعَت أُمّ سَلَمَةَ عَلِيّاً فَنَاجَاهُ طَوِيلًا ثُمّ أغُميَِ عَلَيهِ فَجَاءَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ يَصِيحَانِ وَ يَبكِيَانِ حَتّي وَقَعَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَرَادَ عَلِيّ أَن يُنَحّيَهُمَا عَنهُ فَأَفَاقَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ دَعهُمَا أَشَمّهُمَا وَ يشَمَاّنيِ وَ أَتَزَوّد مِنهُمَا وَ يتزودان [يَتَزَوّدَا]منِيّ ثُمّ جَذَبَ عَلِيّاً تَحتَ ثَوبِهِ وَ وَضَعَ فَاهُ عَلَي فِيهِ وَ جَعَلَ يُنَاجِيهِ فَلَمّا حَضَرَهُ المَوتُ قَالَ لَهُ ضَع رأَسيِ يَا عَلِيّ فِي حَجرِكَ فَقَد جَاءَ أَمرُ اللّهِ فَإِذَا فَاضَت نفَسيِ فَتَنَاوَلهَا بِيَدِكَ وَ امسَح بِهَا وَجهَكَ ثُمّ وجَهّنيِ إِلَي القِبلَةِ وَ تَوَلّ أمَريِ وَ صَلّ عَلَيّ أَوّلَ النّاسِ وَ لَا تفُاَرقِنيِ حَتّي توُاَريِنَيِ فِي رمَسيِ وَ استَعِن بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَخَذَ عَلِيّ بِرَأسِهِ فَوَضَعَهُ فِي حَجرِهِ
صفحه : 522
فأَغُميَِ عَلَيهِ فَبَكَت فَاطِمَةُ فَأَومَأَ إِلَيهَا بِالدّنُوّ مِنهُ فَأَسَرّ إِلَيهَا شَيئاً تَهَلّلَ وَجهُهَا القِصّةَ ثُمّ قَضَي وَ مَدّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَدَهُ اليُمنَي تَحتَ حَنَكِهِ فَفَاضَت نَفسُهُ فِيهَا فَرَفَعَهَا إِلَي وَجهِهِ فَمَسَحَهُ بِهَا ثُمّ وَجّهَهُ وَ مَدّ عَلَيهِ إِزَارَهُ وَ استَقبَلَ بِالنّظَرِ فِي أَمرِهِ
وَ روُيَِ أَنّهُ قَالَ جَبرَئِيلُ إِنّ مَلَكَ المَوتِ يَستَأذِنُ عَلَيكَ وَ مَا استَأذَنَ أَحَداً قَبلَكَ وَ لَا بَعدَكَ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ وَ سَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ يَا أَحمَدُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي بعَثَنَيِ إِلَيكَ لِأُطِيعَكَ أَقبِضُ أَو أَرجِعُ فَأَمَرَهُ فَقَبَضَ
البَاقِرُ ع لَمّا حَضَرَ رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تُرِيدُ الرّجُوعَ إِلَي الدّنيَا قَالَ لَا وَ قَد بَلَغتُ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ تُرِيدُ الرّجُوعَ إِلَي الدّنيَا قَالَ لَا الرّفِيقَ الأَعلَي
الصّادِقُ ع قَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ هَذَا آخِرُ نزُوُليِ إِلَي الدّنيَا إِنّمَا كُنتَ أَنتَ حاَجتَيِ مِنهَا
وَ روُيَِ أَنّهُ استَلّ عَلِيّ ع مِن تَحتِ ثِيَابِهِ وَ قَالَ عَظّمَ اللّهُ أُجُورَكُم فِي نَبِيّكُم فَقِيلَ لَهُ مَا ألّذِي نَاجَاكَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص تَحتَ ثِيَابِهِ فَقَالَ علَمّنَيِ أَلفَ بَابٍ مِنَ العِلمِ فَتَحَ لِي كُلّ بَابٍ أَلفَ بَابٍ وَ أوَصاَنيِ بِمَا أَنَا بِهِ قَائِمٌ إِن شَاءَ اللّهُ
أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ مَاجَةَ فِي السّنَنِ وَ أَبُو يَعلَي الموَصلِيِّ فِي المُسنَدِ قَالَ أَنَسٌ كَانَت فَاطِمَةُ ع تَقُولُ لَمّا ثَقُلَ النّبِيّص يَا أَبَتَاه جَبرَئِيلُ إِلَينَا يَنعَاهُ يَا أَبَتَاه مِن رَبّهِ مَا أَدنَاهُ يَا أَبَتَاه جَنّةُ الفِردَوسِ مَأوَاهُ يَا أَبَتَاه أَجَابَ رَبّاً دَعَاهُ
الكاَفيِ اجتَمَعَت نِسوَةُ بنَيِ هَاشِمٍ وَ جَعَلنَ يَذكُرنَ النّبِيّص فَقَالَت فَاطِمَةُ اترُكنَ التّعدَادَ وَ عَلَيكُنّ بِالدّعَاءِ
وَ قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ مَن أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَليَذكُر مُصِيبَتَهُ بيِ فَإِنّهَا مِن أَعظَمِ المَصَائِبِ
وَ أَنشَأَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ü
صفحه : 523
المَوتُ لَا وَالِداً يبُقيِ وَ لَا وَلَداً | هَذَا السّبِيلُ إِلَي أَن لَا تَرَي أَحَداً |
هَذَا النّبِيّ وَ لَم يُخلَد لِأُمّتِهِ | لَو خَلّدَ اللّهُ خَلقاً قَبلَهُ خُلِدَا |
لِلمَوتِ فِينَا سِهَامٌ غَيرُ خَاطِئَةٍ | مَن فَاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَداً |
الزّهرَاءُ ع
إِذَا مَاتَ يَوماً مَيّتٌ قَلّ ذِكرُهُ | وَ ذِكرُ أَبِي مُذ مَاتَ وَ اللّهِ أَزيَدُ |
تَذَكّرتُ لَمّا فَرّقَ المَوتُ بَينَنَا | فَعَزّيتُ نفَسيِ باِلنبّيِّ مُحَمّدٍ |
فَقُلتُ لَهَا إِنّ المَمَاتَ سَبِيلُنَا | وَ مَن لَم يَمُت فِي يَومِهِ مَاتَ فِي غَدٍ |
ديك الجن
تأمل إذاالأحزان فيك تكاثرت | أعاش رسول الله أم ضمه القبر |
. ابراهيم بن المهدي
اصبر لكل مصيبة وتجلد | واعلم بأن المرء غيرمخلد |
أ و ماتري أن الحوادث جمة | وتري المنية للرجال بمرصد |
فإذاذكرت مصيبة تشجي لها | فاذكر مصابك بالنبي محمد |
. ولغيره .
فلو كانت الدنيا يدوم بقاؤها | لكان رسول الله فيهامخلد |
. تَارِيخُ الطبّرَيِّ وَ إِبَانَةُ العكُبرَيِّ قَالَ ابنُ مَسعُودٍ قِيلَ للِنبّيِّص مَن يُغَسّلُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أهَليَِ الأَدنَي.
حِليَةُ الأَولِيَاءِ وَ تَارِيخُ الطبّرَيِّ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبِ كَانَ يُغَسّلُ النّبِيّص وَ الفَضلُ يَصُبّ المَاءَ عَلَيهِ وَ جَبرَئِيلُ يُعِينُهُمَا وَ كَانَ عَلِيّ يَقُولُ مَا أَطيَبَكَ حَيّاً وَ مَيّتاً
.مسند الموصلي في خبر عن عائشة ثم خلوا بينه و بين أهل بيته فغسله علي بن أبي طالب ع وأسامة بن زيد.
صفحه : 524
الصفّواَنيِّ فِي الإِحَنِ وَ المِحَنِ بِإِسنَادِهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ أوَصاَنيِ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَنَا مِتّ فاَغسلِنيِ بِسَبعِ قِرَبٍ مِن بئِريِ بِئرِ غَرسٍ
إِبَانَةُ ابنِ بُطّةَ قَالَ يَزِيدُ بنُ بِلَالٍ قَالَ عَلِيّ أَوصَي النّبِيّص أَلّا يُغَسّلَهُ أَحَدٌ غيَريِ فَإِنّهُ لَا يَرَي أَحَدٌ عوَرتَيِ إِلّا طَمَسَت عَينَاهُ قَالَ فَمَا تَنَاوَلتُ عُضواً إِلّا كَأَنّمَا كَانَ يقله [يُقَلّبُهُ]معَيِ ثَلَاثُونَ رَجُلًا حَتّي فَرَغتُ مِن غُسلِهِ
. وروي أنه لماأراد علي غسله استدعي الفضل بن عباس ليعينه و كان مشدود العينين و قدأمره علي بذلك إشفاقا عليه من العمي .الحميري
هذا ألذي وليته عورتي | و لورأي عورتي سواه عمي |
. و له
من ذا تشاغل بالنبي وغسله | ورأي عن الدنيا بذاك عزاء |
.العبدي
من ولي غسل النبي و من | لففه من بعد في الكفن |
.السروجي
غسله إمام صدق طاهر | من دنس الشرك وأسباب الغير |
فأورث الله عليا علمه | و كان من بعد إليه يفتقر |
.غيره
كان يغسل النبي مشتغلا | فافتتنوا و النبي لم يقبر |
وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع قَالَ النّاسُ كَيفَ الصّلَاةُ عَلَيهِ فَقَالَ عَلِيّ إِنّ رَسُولَ اللّهِ إِمَامٌ حَيّاً وَ مَيّتاً فَدَخَلَ عَلَيهِ عَشَرَةً عَشَرَةً فَصَلّوا عَلَيهِ يَومَ الإِثنَينِ وَ لَيلَةَ الثّلَاثَاءِ حَتّي الصّبَاحِ وَ يَومَ الثّلَاثَاءِ حَتّي صَلّي عَلَيهِ الأَقرِبَاءُ وَ الخَوَاصّ وَ لَم يَحضُر
صفحه : 525
أَهلُ السّقِيفَةِ وَ كَانَ عَلِيّ أَنفَذَ إِلَيهِم بُرَيدَةَ وَ إِنّمَا تَمّت بَيعَتُهُم بَعدَ دَفنِهِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّمَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي الصّلَاةِ عَلَيّ بَعدَ قَبضِ اللّهِ لِيإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّالآيَةَ
وَ سُئِلَ البَاقِرُ ع كَيفَ كَانَتِ الصّلَاةُ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ لَمّا غَسّلَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ كَفّنَهُ سَجّاهُ وَ أَدخَلَ عَلَيهِ عَشَرَةً فَدَارُوا حَولَهُ ثُمّ وَقَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي وَسَطِهِم فَقَالَإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُالآيَةَ فَيَقُولُ القَومُ مِثلَ مَا يَقُولُ حَتّي صَلّي عَلَيهِ أَهلُ المَدِينَةِ وَ أَهلُ العوَاَليِ
واختلفوا أين يدفن فقال بعضهم في البقيع و قال آخرون في صحن المسجد
فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِنّ اللّهَ لَم يَقبِض نَبِيّهُ إِلّا فِي أَطهَرِ البِقَاعِ فيَنَبغَيِ أَن يُدفَنَ فِي البُقعَةِ التّيِ قُبِضَ فِيهَا
فاتفقت الجماعة علي قوله ودفن في حجرته .
تَارِيخُ الطبّرَيِّ فِي حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ قُلنَا فَمَن يُدخِلُكَ قَبرَكَ يَا نبَيِّ اللّهِ قَالَ أهَليِ
. و قال الطبري و ابن ماجة ألذي نزل في قبر رسول الله ص علي بن أبي طالب والفضل وقثم وشقران ولهذا قال أمير المؤمنين ع أناالأول أناالآخر
30-شي،[تفسير العياشي] الحُسَينُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ جَاءَهُم جَبرَئِيلُ وَ النّبِيّص مُسَجّي وَ فِي البَيتِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ الرّحمَةِكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ إِلَيمَتاعُ الغُرُورِ إِنّ فِي اللّهِ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ دَرَكاً مِن كُلّ مَا فَاتَ وَ خَلَفاً مِن كُلّ هَالِكٍ فَبِاللّهِ فَثِقُوا وَ إِيّاهُ فَارجُوا إِنّمَا المُصَابُ مَن حُرِمَ
صفحه : 526
الثّوَابَ وَ هَذَا آخِرُ وطَئيِ مِنَ الدّنيَا قَالَ قَالُوا فَسَمِعنَا صَوتاً فَلَم نَرَ شَخصاً
كا،[الكافي] محمد بن يحيي عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة عن الحسين بن المختار عنه ع مثله
31- شي،[تفسير العياشي]هِشَامُ بنُ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص سَمِعُوا صَوتاً مِن جَانِبِ البَيتِ وَ لَم يَرَوا شَخصاً يَقُولُكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ إِلَي قَولِهِفَقَد فازَ ثُمّ قَالَ فِي اللّهِ خَلَفٌ وَ عَزَاءٌ مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ دَرَكٌ لِمَا فَاتَ فَبِاللّهِ فَثِقُوا وَ إِيّاهُ فَارجُوا وَ إِنّمَا المَحرُومُ مَن حُرِمَ الثّوَابَ وَ استُرُوا عَورَةَ نَبِيّكُم فَلَمّا وَضَعَهُ عَلَي السّرِيرِ نوُديَِ يَا عَلِيّ لَا تَخلَعِ القَمِيصَ قَالَ فَغَسّلَهُ عَلِيّ ع فِي قَمِيصِهِ
32-جا،[المجالسُ للمفيد] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ القرُشَيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ نَصرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن عَمرِو بنِ حُرَيثٍ عَن الحُسَينِ بنِ سَلَمَةَ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ
صفحه : 527
ع قَالَ لَمّا فَرَغَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن تَغسِيلِ رَسُولِ اللّهِص وَ تَكفِينِهِ وَ تَحنِيطِهِ أَذِنَ لِلنّاسِ وَ قَالَ لِيَدخُل مِنكُم عَشَرَةٌ عَشَرَةٌ لِيُصَلّوا عَلَيهِ فَدَخَلُوا وَ قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَينَهُ وَ بَينَهُم وَ قَالَإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً وَ كَانَ النّاسُ يَقُولُونَ كَمَا يَقُولُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ هَكَذَا كَانَتِ الصّلَاةُ عَلَيهِص
33- جا،[المجالس للمفيد] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ المقُريِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ القرُشَيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُخَارِقٍ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ لَمّا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص تَوَلّي غُسلَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ العَبّاسُ مَعَهُ وَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ فَلَمّا فَرَغَ عَلِيّ ع مِن غُسلِهِ كَشَفَ الإِزَارَ عَن وَجهِهِ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ طِبتَ حَيّاً وَ طِبتَ مَيّتاً انقَطَعَ بِمَوتِكَ مَا لَم يَنقَطِع بِمَوتِ أَحَدٍ مِمّن سِوَاكَ مِنَ النّبُوّةِ وَ الإِنبَاءِ خُصّصتَ حَتّي صِرتَ مُسَلّياً عَمّن سِوَاكَ وَ عُمّمتَ حَتّي صَارَ النّاسُ فِيكَ سَوَاءً وَ لَو لَا أَنّكَ أَمَرتَ بِالصّبرِ وَ نَهَيتَ عَنِ الجَزَعِ لَأَنفَدنَا عَلَيكَ الشّئُونَ وَ لَكِنّ مَا لَا يُدفَعُ كَمَدٌ وَ غُصَصٌ مُخَالِفَانِ وَ هُمَا دَاءُ الأَجَلِ وَ قَلّا لَكَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ اذكُرنَا عِندَ رَبّكَ وَ اجعَلنَا مِن هَمّكَ ثُمّ أَكَبّ عَلَيهِ فَقَبّلَ وَجهَهُ وَ الإِزَارُ عَلَيهِ
بيان سيأتي في رواية النهج ويظهر منه أن فيه تصحيفات
34-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]سُهَيلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ أغُميَِ عَلَي النّبِيّص
صفحه : 528
فِي مَرَضِهِ فَدُقّ بَابُهُ فَقَالَت فَاطِمَةُ مَن ذَا قَالَ أَنَا رَجُلٌ غَرِيبٌ أَتَيتُ أَسأَلُ رَسُولَ اللّهِص أَ تَأذَنُونَ لِي فِي الدّخُولِ عَلَيهِ فَأَجَابَت امضِ رَحِمَكَ اللّهُ لِحَاجَتِكَ فَرَسُولُ اللّهِ عَنكَ مَشغُولٌ فَمَضَي ثُمّ رَجَعَ فَدَقّ البَابَ وَ قَالَ غَرِيبٌ يَستَأذِنُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ أَ تَأذَنُونَ لِلغُرَبَاءِ فَأَفَاقَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَشيَتِهِ وَ قَالَ يَا فَاطِمَةُ أَ تَدرِينَ مَن هَذَا قَالَت لَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هَذَا مُفَرّقُ الجَمَاعَاتِ وَ مُنَغّصُ اللّذّاتِ هَذَا مَلَكُ المَوتِ مَا استَأذَنَ وَ اللّهِ عَلَي أَحَدٍ قبَليِ وَ لَا يَستَأذِنُ عَلَي أَحَدٍ بعَديِ استَأذَنَ عَلَيّ لكِرَاَمتَيِ عَلَي اللّهِ ائذنَيِ لَهُ فَقَالَت ادخُل رَحِمَكَ اللّهُ فَدَخَلَ كَرِيحٍ هَفّافَةٍ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَي أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ فَأَوصَي النّبِيّ إِلَي عَلِيّ بِالصّبرِ عَنِ الدّنيَا وَ بِحِفظِ فَاطِمَةَ وَ بِجَمعِ القُرآنِ وَ بِقَضَاءِ دَينِهِ وَ بِغُسلِهِ وَ أَن يَعمَلَ حَولَ قَبرِهِ حَائِطاً وَ بِحِفظِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ
بيان في القاموس هفت الريح تهف هفا وهفيفا هبت فسمع صوت هبوبها وريح هفافة طيبة ساكنة
35- عم ،[إعلام الوري ] قَضَي رَسُولُ اللّهِص وَ يَدُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع اليُمنَي تَحتَ حَنَكِهِ فَفَاضَت نَفسُهُ فِيهَا فَرَفَعَهَا إِلَي وَجهِهِ فَمَسَحَهُ بِهَا ثُمّ وَجّهَهُ وَ غَمّضَهُ وَ مَدّ عَلَيهِ إِزَارَهُ وَ اشتَغَلَ بِالنّظَرِ فِي أَمرِهِ
وَ روُيَِ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت وَضَعتُ يدَيِ عَلَي صَدرِ رَسُولِ اللّهِص يَومَ مَاتَ فَمَرّ بيِ جَمعٌ آكُلُ وَ أَتَوَضّأُ مَا تَذهَبُ رِيحُ المِسكِ مِن يدَيِ
وَ رَوَي ثَابِتٌ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَت فَاطِمَةُ ع لَمّا ثَقُلَ النّبِيّص وَ جَعَلَ يَتَغَشّاهُ الكَربُ يَا أَبَتَاه إِلَي جَبرَئِيلَ نَنعَاهُ يَا أَبَتَاه مِن رَبّهِ مَا أَدنَاهُ يَا أَبَتَاه جِنَانُ الفِردَوسِ مَأوَاهُ يَا أَبَتَاه أَجَابَ رَبّاً دَعَاهُ
قَالَ البَاقِرُ ع لَمّا حَضَرَ رَسُولَ اللّهِ الوَفَاةُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تُرِيدُ الرّجُوعَ إِلَي الدّنيَا قَالَ لَا وَ قَد بَلَغتُ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تُرِيدُ
صفحه : 529
الرّجُوعَ إِلَي الدّنيَا قَالَ لَا الرّفِيقَ الأَعلَي
وَ قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ هَذَا آخِرُ نزُوُليِ إِلَي الدّنيَا إِنّمَا كُنتَ أَنتَ حاَجتَيِ مِنهَا قَالَ وَ صَاحَت فَاطِمَةُ ع وَ صَاحَ المُسلِمُونَ وَ يَضَعُونَ التّرَابَ عَلَي رُءُوسِهِم وَ مَاتَص لِلَيلَتَينِ بَقِيَتَا مِن صَفَرٍ سَنَةَ عَشرٍ مِن هِجرَتِهِ وَ روُيَِ أَيضاً لاِثنتَيَ عَشَرَةَ لَيلَةً مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ يَومَ الإِثنَينِ وَ لَمّا أَرَادَ عَلِيّ ع غُسلَهُ استَدعَي الفَضلَ بنَ العَبّاسِ فَأَمَرَهُ أَن يُنَاوِلَهُ المَاءَ بَعدَ أَن عَصّبَ عَينَيهِ فَشَقّ قَمِيصَهُ مِن قِبَلِ جَيبِهِ حَتّي بَلَغَ بِهِ إِلَي سُرّتِهِ وَ تَوَلّي غُسلَهُ وَ تَحنِيطَهُ وَ تَكفِينَهُ وَ الفَضلُ يُنَاوِلُهُ المَاءَ فَلَمّا فَرَغَ مِن غُسلِهِ وَ تَجهِيزِهِ تَقَدّمَ فَصَلّي عَلَيهِ
قَالَ أَبَانٌ وَ حدَثّنَيِ أَبُو مَريَمَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ النّاسُ كَيفَ الصّلَاةُ عَلَيهِ فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِ إِمَامُنَا حَيّاً وَ مَيّتاً فَدَخَلَ عَلَيهِ عَشَرَةً عَشَرَةً فَصَلّوا عَلَيهِ يَومَ الإِثنَينِ وَ لَيلَةَ الثّلَاثَاءِ حَتّي الصّبَاحِ وَ يَومَ الثّلَاثَاءِ حَتّي صَلّي عَلَيهِ كَبِيرُهُم وَ صَغِيرُهُم وَ ذَكَرُهُم وَ أُنثَاهُم وَ ضوَاَحيِ المَدِينَةِ بِغَيرِ إِمَامٍ وَ خَاضَ المُسلِمُونَ فِي مَوضِعِ دَفنِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ لَم يَقبِض نَبِيّاً فِي مَكَانٍ إِلّا وَ ارتَضَاهُ لِرَمسِهِ فِيهِ وَ إنِيّ دَافِنُهُ فِي حُجرَتِهِ التّيِ قُبِضَ فِيهَا فرَضَيَِ المُسلِمُونَ بِذَلِكَ فَلَمّا صَلّي المُسلِمُونَ عَلَيهِ أَنفَذَ العَبّاسُ إِلَي أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ وَ كَانَ يَحفِرُ لِأَهلِ مَكّةَ وَ يَضرَحُ وَ أَنفَذَ إِلَي زَيدِ بنِ سَهلٍ أَبِي طَلحَةَ وَ كَانَ يَحفِرُ لِأَهلِ المَدِينَةِ وَ يُلحِدُ فَاستَدعَاهُمَا وَ قَالَ أللّهُمّ خِر لِنَبِيّكَ فَوَجَدَ أَبُو طَلحَةَ فَقِيلَ لَهُ احفِر لِرَسُولِ اللّهِ فَحَفَرَ لَهُ لَحداً وَ دَخَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع وَ العَبّاسُ وَ الفَضلُ وَ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ لِيَتَوَلّوا دَفنَ رَسُولِ اللّهِ فَنَادَتِ الأَنصَارُ مِن وَرَاءِ البَيتِ يَا عَلِيّ إِنّا نُذَكّرُكَ اللّهَ وَ حَقّنَا اليَومَ مِن رَسُولِ اللّهِ أَن يَذهَبَ أَدخِل مِنّا
صفحه : 530
رَجُلًا يَكُونُ لَنَا بِهِ حَظّ مِن مُوَارَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لِيَدخُل أَوسُ بنُ خوَلَيِّ رَجُلٌ مِن بنَيِ عَوفِ بنِ الخَزرَجِ وَ كَانَ بَدرِيّاً فَدَخَلَ البَيتَ وَ قَالَ لَهُ عَلِيّ انزِل القَبرَ فَنَزَلَ وَ وَضَعَ عَلِيّ رَسُولَ اللّهِ عَلَي يَدَيهِ ثُمّ دَلّاهُ فِي حُفرَتِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ اخرُج فَخَرَجَ وَ نَزَلَ عَلِيّ فَكَشَفَ عَن وَجهِهِ وَ وَضَعَ خَدّهُ عَلَي الأَرضِ مُوَجّهاً إِلَي القِبلَةِ عَلَي يَمِينِهِ ثُمّ وَضَعَ عَلَيهِ اللّبِنَ وَ هَالَ عَلَيهِ التّرَابَ
بيان لعل قوله سنة عشر مبني علي اعتبار سنة الهجرة من أول ربيع الأول حيث وقعت الهجرة فيه والذين قالوا سنة إحدي عشرة بنوه علي المحرم و هوأشهر
36-كشف ،[كشف الغمة] عَاشَ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ سَنَةً مِنهَا مَعَ أَبِيهِ سَنَتَانِ وَ أَربَعَةُ أَشهُرٍ وَ مَعَ جَدّهِ عَبدِ المُطّلِبِ ثمَاَنيَِ سِنِينَ ثُمّ كَفّلَهُ عَمّهُ أَبُو طَالِبٍ بَعدَ وَفَاةِ عَبدِ المُطّلِبِ فَكَانَ يُكرِمُهُ وَ يَحمِيهِ وَ يَنصُرُهُ بِيَدِهِ وَ لِسَانِهِ أَيّامَ حَيَاتِهِ وَ قِيلَ إِنّ أَبَاهُ مَاتَ وَ هُوَ حَملٌ وَ قِيلَ مَاتَ وَ عُمُرُهُ سَبعَةُ أَشهُرٍ وَ مَاتَت أُمّهُ وَ عُمُرُهُ سِتّ سِنِينَ.
وَ رَوَي مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ أَنّهُ قَالَ استَأذَنتُ ربَيّ فِي زِيَارَةِ قَبرِ أمُيّ فَأَذِنَ لِي فَزُورُوا القُبُورَ تُذَكّركُمُ المَوتَ
. وتزوج خديجة و هو ابن خمس وعشرين سنة وتوفي عمه أبوطالب وعمره ست وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوما وتوفيت خديجة ع بعده بثلاثة أيام فسمي ذلك عام الحزن .
وَ رَوَي هِشَامُ بنُ عُروَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا زَالَت قُرَيشٌ كَاعّةً حَتّي مَاتَ أَبُو طَالِبٍ
.
صفحه : 531
وأقام بمكة بعدالبعثة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلي المدينة بعد أن استتر في الغار ثلاثة أيام وقيل ستة أيام ودخل المدينة يوم الإثنين الحادي عشر من ربيع الأول وبقي بهاعشر سنين ثم قبض لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدي عشرة للهجرة.
عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَمّا حَضَرَ النّبِيّص جَعَلَ يُغمَي عَلَيهِ فَقَالَت فَاطِمَةُ وَا كَربَاه لِكَربِكَ يَا أَبَتَاه فَفَتَحَ عَينَهُ وَ قَالَ لَا كَربَ عَلَي أَبِيكِ بَعدَ اليَومِ
وَ قَالَ ع وَ المُسلِمُونَ مُجتَمِعُونَ حَولَهُ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَا نبَيِّ بعَديِ وَ لَا سُنّةَ بَعدَ سنُتّيِ فَمَنِ ادّعَي ذَلِكَ فَدَعوَاهُ وَ بَاغِيهِ فِي النّارِ أَيّهَا النّاسُ أَحيُوا القِصَاصَ وَ أَحيُوا الحَقّ لِصَاحِبِ الحَقّ وَ لَا تَفَرّقُوا وَ أَسلِمُوا وَ سَلّمُواكَتَبَ اللّهُ لَأَغلِبَنّ أَنَا وَ رسُلُيِ إِنّ اللّهَ قوَيِّ عَزِيزٌ
وَ مِن كِتَابِ أَبِي إِسحَاقَ الثعّلبَيِّ قَالَدَخَلَ أَبُو بَكرٍ عَلَي النّبِيّص وَ قَد ثَقُلَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَتَي الأَجَلُ قَالَ قَد حَضَرَ قَالَ أَبُو بَكرٍ اللّهُ المُستَعَانُ عَلَي ذَلِكَ فَإِلَي مَا المُنقَلَبُ قَالَ إِلَي السّدرَةِ المُنتَهَي وَ جَنّةِ المَأوَي وَ إِلَي الرّفِيقِ الأَعلَي وَ الكَأسِ الأَوفَي وَ العَيشِ المُهَنّي قَالَ أَبُو بَكرٍ فَمَن يلَيِ غُسلَكَ قَالَ رِجَالُ أَهلِ بيَتيَِ الأَدنَي فَالأَدنَي قَالَ فَفِيمَ نُكَفّنُكَ قَالَ فِي ثيِاَبيِ هَذِهِ التّيِ عَلَيّ أَو فِي حُلّةٍ يَمَانِيّةٍ أَو فِي بَيَاضِ مِصرَ قَالَ كَيفَ الصّلَاةُ عَلَيكَ فَارتَجّتِ الأَرضُ بِالبُكَاءِ فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّص مَهلًا عَفَا اللّهُ عَنكُم إِذَا غُسّلتُ وَ كُفّنتُ فضَعَوُنيِ عَلَي سرَيِريِ فِي بيَتيِ هَذَا عَلَي شَفِيرِ قبَريِ ثُمّ اخرُجُوا عنَيّ سَاعَةً فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوّلُ مَن يصُلَيّ عَلَيّ ثُمّ يَأذَنُ لِلمَلَائِكَةِ فِي الصّلَاةِ عَلَيّ فَأَوّلُ مَن يَنزِلُ جَبرَئِيلُ ع ثُمّ إِسرَافِيلُ ثُمّ مِيكَائِيلُ ثُمّ مَلَكُ المَوتِ ع فِي جُنُودٍ كَثِيرٍ مِنَ المَلَائِكَةِ بِأَجمَعِهَا ثُمّ ادخُلُوا عَلَيّ زُمرَةً
صفحه : 532
زُمرَةً فَصَلّوا عَلَيّ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً وَ لَا تؤُذوُنيِ بِتَزكِيَةٍ وَ لَا رَنّةٍ وَ ليَبدَأ بِالصّلَاةِ عَلَيّ الأَدنَي فَالأَدنَي مِن أَهلِ بيَتيِ ثُمّ النّسَاءُ ثُمّ الصّبيَانُ زُمَراً قَالَ أَبُو بَكرٍ فَمَن يَدخُلُ قَبرَكَ قَالَ الأَدنَي فَالأَدنَي مِن أَهلِ بيَتيِ مَعَ مَلَائِكَةٍ لَا تَرَونَهُم قُومُوا فَأَدّوا عنَيّ إِلَي مَن وَرَاءَكُم فَقُلتُ لِلحَارِثِ بنِ مُرّةَ مَن حَدّثَكَ هَذَا الحَدِيثَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ
عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ جَبرَئِيلُ يَنزِلُ عَلَي النّبِيّص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فِي كُلّ يَومٍ وَ فِي كُلّ لَيلَةٍ فَيَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ فَيَقُولُ كَيفَ تَجِدُكَ وَ هُوَ أَعلَمُ بِكَ وَ لَكِنّهُ أَرَادَ أَن يَزِيدَكَ كَرَامَةً وَ شَرَفاً إِلَي مَا أَعطَاكَ عَلَي الخَلقِ وَ أَرَادَ أَن يَكُونَ عِيَادَةُ المَرِيضِ سُنّةً فِي أُمّتِكَ فَيَقُولُ لَهُ النّبِيّص إِن كَانَ وَجَعاً يَا جَبرَئِيلُ أجَدِنُيِ وَجِعاً فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع اعلَم يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ لَم يُشَدّد عَلَيكَ وَ مَا مِن أَحَدٍ مِن خَلقِهِ أَكرَمَ عَلَيهِ مِنكَ وَ لَكِنّهُ أَحَبّ أَن يَسمَعَ صَوتَكَ وَ دُعَاءَكَ حَتّي تَلقَاهُ مُستَوجِباً لِلدّرَجَةِ وَ الثّوَابِ ألّذِي أَعَدّ لَكَ وَ الكَرَامَةِ وَ الفَضِيلَةِ عَلَي الخَلقِ وَ إِن قَالَ لَهُ النّبِيّص أجَدِنُيِ مُرِيحاً فِي عَافِيَةٍ قَالَ لَهُ فَاحمَدِ اللّهَ عَلَي ذَلِكَ فَإِنّهُ يُحِبّ أَن تَحمَدَهُ وَ تَشكُرَهُ لِيَزِيدَكَ إِلَي مَا أَعطَاكَ خَيراً فَإِنّهُ يُحِبّ أَن يُحمَدَ وَ يَزِيدُ مَن شَكَرَ قَالَ وَ إِنّهُ نَزَلَ عَلَيهِ فِي الوَقتِ ألّذِي كَانَ يَنزِلُ فِيهِ فَعَرَفنَا حِسّهُ فَقَالَ عَلِيّ ع فَيُخرِجُ مَن كَانَ فِي البَيتِ غيَريِ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَسأَلُكَ وَ هُوَ أَعلَمُ بِكَ كَيفَ تَجِدُكَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أجَدِنُيِ مَيّتاً قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ أَبشِر فَإِنّ اللّهَ إِنّمَا أَرَادَ أَن يُبَلّغَكَ بِمَا تَجِدُ مَا أَعَدّ لَكَ مِنَ الكَرَامَةِ قَالَ لَهُ النّبِيّص إِنّ مَلَكَ المَوتِ استَأذَنَ عَلَيّ فَأَذِنتُ لَهُ فَدَخَلَ وَ استَنظَرتُهُ مَجِيئَكَ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ إِلَيكَ مُشتَاقٌ فَمَا استَأذَنَ مَلَكُ المَوتِ عَلَي أَحَدٍ قَبلَكَ وَ لَا يَستَأذِنُ عَلَي أَحَدٍ بَعدَكَ فَقَالَ النّبِيّص لَا تَبرَح يَا جَبرَئِيلُ حَتّي
صفحه : 533
يَعُودَ ثُمّ أَذِنَ لِلنّسَاءِ فَدَخَلنَ عَلَيهِ فَقَالَ لِابنَتِهِ ادنيِ منِيّ يَا فَاطِمَةُ فَأَكَبّت عَلَيهِ فَنَاجَاهَا فَرَفَعَت رَأسَهَا وَ عَينَاهَا تَهمِلَانِ دُمُوعاً فَقَالَ لَهَا ادنيِ منِيّ فَدَنَت مِنهُ فَأَكَبّت عَلَيهِ فَنَاجَاهَا فَرَفَعَت رَأسَهَا وَ هيَِ تَضحَكُ فَتَعَجّبنَا لِمَا رَأَينَا فَسَأَلنَاهَا فَأَخبَرَتنَا أَنّهُ نَعَي إِلَيهَا نَفسَهُ فَبَكَت فَقَالَ يَا بُنَيّةُ لَا تجَزعَيِ فإَنِيّ سَأَلتُ ربَيّ أَن يَجعَلَكِ أَوّلَ أَهلِ بيَتيِ لِحَاقاً بيِ فأَخَبرَنَيِ أَنّهُ قَدِ استَجَابَ لِي فَضَحِكتُ قَالَ ثُمّ دَعَا النّبِيّص الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَقَبّلَهُمَا وَ شَمّهُمَا وَ جَعَلَ يَتَرَشّفُهُمَا وَ عَينَاهُ تَهمِلَانِ
وَ روُيَِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص يَعُودُهُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ هَذَا آخِرُ يَومٍ أَهبِطُ فِيهِ إِلَي الدّنيَا
وَ عَن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا حَضَرَ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ الآنَ أَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ وَ لَا أَنزِلُ إِلَي الأَرضِ أَبَداً
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا حَضَرَتِ النّبِيّ الوَفَاةُ استَأذَنَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَخَرَجَ إِلَيهِ عَلِيّ ع فَقَالَ حَاجَتُكَ قَالَ أَرَدتُ الدّخُولَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ لَستَ تَصِلُ إِلَيهِ فَمَا حَاجَتُكَ فَقَالَ الرّجُلُ إِنّهُ لَا بُدّ مِنَ الدّخُولِ عَلَيهِ فَدَخَلَ عَلِيّ فَاستَأذَنَ النّبِيّ ع فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ وَ جَلَسَ عِندَ رَأسِ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ قَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ إنِيّ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكَ قَالَ وَ أَيّ رُسُلِ اللّهِ أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ أرَسلَنَيِ إِلَيكَ يُخَيّرُكَ بَينَ لِقَائِهِ وَ الرّجُوعِ إِلَي الدّنيَا فَقَالَ لَهُ النّبِيّ فأَمَهلِنيِ حَتّي يَنزِلَ جَبرَئِيلُ فَأَستَشِيرَهُ وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ الآخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الأُولَي وَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضَي لِقَاءُ اللّهِ خَيرٌ لَكَ فَقَالَص لِقَاءُ ربَيّ خَيرٌ لِي فَامضِ لِمَا أُمِرتَ بِهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ لِمَلَكِ المَوتِ لَا تَعجَل حَتّي أَعرِجَ إِلَي ربَيّ وَ أَهبِطَ قَالَ مَلَكُ المَوتِ
صفحه : 534
ع لَقَد صَارَت نَفسُهُ فِي مَوضِعٍ لَا أَقدِرُ عَلَي تَأخِيرِهَا فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ هَذَا آخِرُ هبُوُطيِ إِلَي الدّنيَا إِنّمَا كُنتَ أَنتَ حاَجتَيِ فِيهَا
وَ اختَلَفَ أَهلُ بَيتِهِ وَ أَصحَابُهُ فِي دَفنِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ اللّهَ لَم يَقبِض رُوحَ نَبِيّهِ إِلّا فِي أَطهَرِ البِقَاعِ وَ ينَبغَيِ أَن يُدفَنَ حَيثُ قُبِضَ فَأَخَذُوا بِقَولِهِ وَ رَوَي الجُمهُورُ مَوتَهُ فِي الإِثنَينِ ثاَنيِ عَشَرَ رَبِيعٍ الأَوّلِ قَالُوا وُلِدَ يَومَ الإِثنَينِ وَ بُعِثَ يَومَ الإِثنَينِ وَ دَخَلَ المَدِينَةَ يَومَ الإِثنَينِ وَ قُبِضَ يَومَ الإِثنَينِ كَمَا ذَكَرنَاهُ آنِفاً وَ دُفِنَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ دَخَلَ إِلَيهِ العَبّاسُ وَ عَلِيّ وَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ وَ قِيلَ وَ قُثَمُ أَيضاً وَ قَالَت بَنُو زُهرَةَ نَحنُ أَخوَالُهُ فَأَدخِلُوا مِنّا وَاحِداً فَأَدخَلُوا عَبدَ الرّحمَنِ بنَ عَوفٍ وَ قِيلَ دَخَلَ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ وَ قَالَ المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ أَنَا أَقرَبُكُم عَهداً بِهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ أَلقَي خَاتَمَهُ فِي القَبرِ وَ نَزَلَ استَخرَجَهُ
وَ لَحَدَهُ أَبُو طَلحَةَ وَ أَلقَي القَطِيفَةَ تَحتَهُ شُقرَانُ
قَالَ صَاحِبُ كِتَابِ التّنوِيرِ ذُو النّسَبَينِ بَينَ دِحيَةَ وَ الحُسَينِ لَا شَكّ أَنّهُ توُفُيَّ يَومَ الإِثنَينِ وَ اختَلَفَ أَصحَابُ السّيَرِ وَ التّوَارِيخِ فَقَالَ ابنُ إِسحَاقَ لاِثنتَيَ عَشرَةَ لَيلَةً وَ هَذَا بَاطِلٌ بِيَقِينٍ وَ أُصُولِ العِلمِ المُجمَعِ عَلَيهَا أَهلُ الكِتَابِ وَ السّنّةِ لِأَنّهُ قَد ثَبَتَ أَنّ الوَقفَةَ بِعَرَفَاتٍ فِي حَجّةِ الوَدَاعِ كَانَت يَومَ الجُمُعَةِ فَيَكُونُ أَوّلُ ذيِ الحِجّةِ الخَمِيسَ فَيَكُونُ أَوّلُ المُحَرّمِ الجُمُعَةَ أَو السّبتَ فَإِن كَانَ الجُمُعَةَ فَصَفَرٌ إِمّا السّبتَ أَوِ الأَحَدَ وَ إِن كَانَ السّبتَ فَصَفَرٌ إِمّا الأَحَدَ أَوِ الإِثنَينِ فَإِن كَانَ أَوّلُ صَفَرٍ السّبتَ فَأَوّلُ رَبِيعٍ الأَوّلِ الأَحَدَ أَوِ الإِثنَينِ وَ إِن كَانَ الإِثنَينِ فَأَوّلُ رَبِيعٍ إِمّا الثّلَاثَاءَ أَو الأَربِعَاءَ وَ كَيفَمَا دَارَتِ الحَالُ عَلَي هَذَا الحِسَابِ لَا يَكُونُ الإِثنَانِ ثاَنيَِ عَشَرَ وَ ذَكَرَ القاَضيِ أَبُو بَكرٍ فِي كِتَابِ البُرهَانِ أَنّهُ توُفُيَّ لِلَيلَتَينِ خَلَتَا مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ كَذَا ذَكَرَ الطبّرَيِّ عَنِ ابنِ الكلَبيِّ وَ أَبِي مِخنَفٍ وَ هَذَا لَا يَبعُدُ إِن كَانَتِ الأَشهُرُ الثّلَاثَةُ التّيِ قَبلَهُ نَوَاقِصَ فَتَدَبّر.
صفحه : 535
وَ ذَكَرَ الخوُاَرزِميِّ أَنّهُ توُفُيَّص يَومَ الإِثنَينِ أَوّلَ رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ هَذَا أَقرَبُ مِمّا ذَكَرَهُ الطبّرَيِّ فاَلذّيِ تَلَخّصَ أَنّهُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَوتُهُ فِي أَوّلِ الشّهرِ أَو ثَانِيهِ أَو ثَالِثَ عَشَرَهُ أَو رَابِعَ عَشَرَهُ أَو خَامِسَ عَشَرَهُ لِإِجمَاعِ المُسلِمِينَ أَنّ وَقفَةَ عَرَفَةَ فِي حَجّةِ الوَدَاعِ كَانَت يَومَ الجُمُعَةِ انتَهَي كَلَامُ ذيِ النّسَبَينِ
بيان بتزكية أي بذكر مايعدونه من الفضائل و ليس منها كماكانت عادة العرب من الوصف بالحمية والعصبية وأمثالها أومطلقا فإن الدعاء في تلك الحال أفضل والترشف المص وترشف الإناء استقصي الشرب حتي لم يدع فيه شيئا وأقول الجمع بين مانقلوا الاتفاق عليه من كون عرفة حجة الوداع الجمعة و بين مااتفقوا عليه من كون وفاته ص يوم الإثنين بناء علي القولين المشهورين من كون وفاته ص إما في الثامن والعشرين من صفر أوالثاني عشر من ربيع الأول غيرمتيسر وكذا لايوافق ماروي أن يوم الغدير في تلك السنة كان يوم الجمعة فلابد من القدح في بعضها
37-كشف ،[كشف الغمة]روُيَِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَقَالَت فَاطِمَةُ ع للِنبّيِّص وَ هُوَ فِي سَكَرَاتِ المَوتِ يَا أَبَتِ أَنَا لَا أَصبِرُ عَنكَ سَاعَةً مِنَ الدّنيَا فَأَينَ المِيعَادُ غَداً قَالَ أَمَا إِنّكِ أَوّلُ أهَليِ لُحُوقاً بيِ وَ المِيعَادُ عَلَي جِسرِ جَهَنّمَ قَالَت يَا أَبَتِ أَ لَيسَ قَد حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جِسمَكَ وَ لَحمَكَ عَلَي النّارِ قَالَ بَلَي وَ لكَنِيّ قَائِمٌ حَتّي تَجُوزَ أمُتّيِ قَالَت فَإِن لَم أَرَكَ هُنَاكَ قَالَ ترَيَنِيّ عِندَ القَنطَرَةِ السّابِعَةِ مِن قَنَاطِرِ جَهَنّمَ أَستَوهِبُ الظّالِمَ مِنَ المَظلُومِ قَالَت فَإِن لَم أَرَكَ هُنَاكَ قَالَ ترَيَنِيّ فِي مَقَامِ الشّفَاعَةِ وَ أَنَا أَشفَعُ لأِمُتّيِ قَالَت فَإِن لَم أَرَكَ هُنَاكَ قَالَ ترَيَنِيّ عِندَ المِيزَانِ وَ أَنَا أَسأَلُ لأِمُتّيِ الخَلَاصَ مِنَ النّارِ قَالَت فَإِن لَم أَرَكَ هُنَاكَ قَالَ ترَيَنِيّ عِندَ الحَوضِ حوَضيِ عَرضُهُ مَا بَينَ أَيلَةَ إِلَي صَنعَاءَ عَلَي حوَضيِ أَلفُ غُلَامٍ بِأَلفِ كَأسٍ كَاللّؤلُؤِ المَنظُومِ وَ كَالبِيضِ المَكنُونِ مَن تَنَاوَلَ مِنهُ شَربَةً فَشَرِبَهَا لَم يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً
صفحه : 536
فَلَم يَزَل يَقُولُهَا حَتّي خَرَجَتِ الرّوحُ مِن جَسَدِهِص
38-نص ،[كفاية الأثر] عَلِيّ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَعمَرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَعبَدٍ عَن مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ هِلَالٍ عَن أَسلَمَ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن عَمّارٍ قَالَ لَمّا حَضَرَ رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ دَعَا بعِلَيِّ ع فَسَارّهُ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ وصَيِيّ وَ واَرثِيِ قَد أَعطَاكَ اللّهُ علِميِ وَ فهَميِ فَإِذَا مِتّ ظَهَرَت لَكَ ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ قَومٍ وَ غُصِبتَ عَلَي حَقّكَ فَبَكَت فَاطِمَةُ ع وَ بَكَي الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَ لِفَاطِمَةَ يَا سَيّدَةَ النّسوَانِ مِمّ بُكَاؤُكِ قَالَت يَا أَبَتِ أَخشَي الضّيعَةَ بَعدَكَ قَالَ أبَشرِيِ يَا فَاطِمَةُ فَإِنّكِ أَوّلُ مَن يلَحقَنُيِ مِن أَهلِ بيَتيِ لَا تبَكيِ وَ لَا تحَزنَيِ فَإِنّكِ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبَاكِ سَيّدُ الأَنبِيَاءِ وَ ابنُ عَمّكِ خَيرُ الأَوصِيَاءِ وَ ابنَاكِ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ مِن صُلبِ الحُسَينِ يُخرِجُ اللّهُ الأَئِمّةَ التّسعَةَ مُطَهّرُونَ مَعصُومُونَ وَ مِنهَا مهَديِّ هَذِهِ الأُمّةِ ثُمّ التَفَتَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ لَا يلَيِ غسُليِ وَ تكَفيِنيِ غَيرُكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن ينُاَولِنُيِ المَاءَ فَإِنّكَ رَجُلٌ ثَقِيلٌ لَا أَستَطِيعُ أَن أُقَلّبَكَ فَقَالَ لَهُ إِنّ جَبرَئِيلَ مَعَكَ وَ يُنَاوِلُكَ الفَضلُ المَاءَ قَالَ فَليُغَطّ عَينَيهِ فَإِنّهُ لَا يَرَي أَحَدٌ عوَرتَيِ غَيرُكَ إِلّا انفَقَأَت عَينَاهُ قَالَ فَلَمّا مَاتَ رَسُولُ اللّهِص كَانَ الفَضلُ يُنَاوِلُهُ المَاءَ وَ جَبرَئِيلُ يُعَاوِنُهُ فَلَمّا أَن غَسّلَهُ وَ كَفّنَهُ أَتَاهُ العَبّاسُ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ النّاسَ قَدِ اجتَمَعُوا عَلَي أَن يَدفِنُوا النّبِيّص بِالبَقِيعِ وَ أَن يَؤُمّهُم رَجُلٌ وَاحِدٌ فَخَرَجَ عَلَي النّاسِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ إِمَاماً حَيّاً وَ مَيّتاً وَ هَل تَعلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَعَنَ مَن جَعَلَ القُبُورَ مُصَلّي وَ لَعَنَ مَن جَعَلَ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ وَ لَعَنَ مَن كَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ وَ شَقّ لِثَتَهُ قَالَ فَقَالُوا الأَمرُ إِلَيكَ فَاصنَع مَا رَأَيتَ قَالَ فإَنِيّ أَدفِنُ رَسُولَ اللّهِص فِي البُقعَةِ التّيِ قُبِضَ فِيهَا
صفحه : 537
قَالَ ثُمّ قَامَ عَلَي البَابِ وَ صَلّي عَلَيهِ ثُمّ أَمَرَ النّاسَ عَشراً عَشراً يُصَلّونَ عَلَيهِ ثُمّ يَخرُجُونَ
39-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص بَاتَ آلُ مُحَمّدٍص بِأَطوَلَ لَيلَةٍ حَتّي ظَنّوا أَن لَا سَمَاءَ تُظِلّهُم وَ لَا أَرضَ تُقِلّهُم لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص وَتَرَ الأَقرَبِينَ وَ الأَبعَدِينَ فِي اللّهِ فَبَينَمَا هُم كَذَلِكَ إِذ أَتَاهُم آتٍ لَا يَرَونَهُ وَ يَسمَعُونَ كَلَامَهُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ إِنّ فِي اللّهِ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ نَجَاةً مِن كُلّ هَلَكَةٍ وَ دَرَكاً لِمَا فَاتَكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ وَ مَا الحَياةُ الدّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرُورِ إِنّ اللّهَ اختَارَكُم وَ فَضّلَكُم وَ طَهّرَكُم وَ جَعَلَكُم أَهلَ بَيتِ نَبِيّهِ وَ استَودَعَكُم عِلمَهُ وَ أَورَثَكُم كِتَابَهُ وَ جَعَلَكُم تَابُوتَ عِلمِهِ وَ عَصَا عِزّهِ وَ ضَرَبَ لَكُم مَثَلًا مِن نُورِهِ وَ عَصَمَكُم مِنَ الزّلَلِ وَ آمَنَكُم مِنَ الفِتَنِ فَتَعَزّوا بِعَزَاءِ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ لَم يَنزِع مِنكُم رَحمَتَهُ وَ لَن يُزِيلَ عَنكُم نِعمَتَهُ فَأَنتُم أَهلُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الّذِينَ بِهِم تَمّتِ النّعمَةُ وَ اجتَمَعَتِ الفُرقَةُ وَ ائتَلَفَتِ الكَلِمَةُ وَ أَنتُم أَولِيَاؤُهُ فَمَن تَوَلّاكُم فَازَ وَ مَن ظَلَمَ حَقّكُم زَهَقَ مَوَدّتُكُم مِنَ اللّهِ وَاجِبَةٌ فِي كِتَابِهِ عَلَي عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ ثُمّ اللّهُ عَلَي نَصرِكُم إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ فَاصبِرُوا لِعَوَاقِبِ الأُمُورِ فَإِنّهَا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ قَد قَبِلَكُمُ اللّهُ مِن نَبِيّهِ وَدِيعَةً وَ استَودَعَكُم أَولِيَاءَهُ المُؤمِنِينَ فِي الأَرضِ فَمَن أَدّي أَمَانَتَهُ أَتَاهُ اللّهُ صِدقَهُ فَأَنتُمُ الأَمَانَةُ المُستَودَعَةُ وَ لَكُمُ المَوَدّةُ الوَاجِبَةُ وَ الطّاعَةُ المَفرُوضَةُ وَ قَد قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد أَكمَلَ لَكُمُ الدّينَ وَ بَيّنَ لَكُم سَبِيلَ المَخرَجِ فَلَم يَترُك لِجَاهِلٍ حُجّةً فَمَن جَهِلَ أَو تَجَاهَلَ أَو أَنكَرَ أَو نسَيَِ أَو تَنَاسَي فَعَلَي اللّهِ حِسَابُهُ وَ اللّهُ مِن وَرَاءِ حَوَائِجِكُم وَ أَستَودِعُكُمُ اللّهَ وَ السّلَامُ عَلَيكُم فَسَأَلتُ
صفحه : 538
أَبَا جَعفَرٍ ع مِمّن أَتَاهُمُ التّعزِيَةُ فَقَالَ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي
بيان قال الفيروزآبادي وتر الرجل أفزعه والقوم جعل شفعهم وترا ووتره ماله نقصه إياه والموتور ألذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول وتره يتره وترا فمن زحزح أي أبعد قوله تابوت علمه أي بمنزلة التابوت في بني إسرائيل لكونه مخزنا لعلومهم وهم خزان علوم هذه الأمة قوله وعصا عزه أي أنتم للنبيص بمنزلة العصا لموسي فإنها كانت سببا لعزة موسي ع وغلبته . قوله فتعزوا بعزاء الله قال الجزري في الحديث من لم يتعز بعزاء الله فليس منا قيل أراد بالتعزي التأسي والتصبر عندالمصيبة و أن يقول إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ كماأمر الله تعالي فمعني قوله بعزاء الله أي بتعزية الله تعالي إياه فأقام الاسم مقام المصدر قوله واستودعكم أولياءه المؤمنين أي جعلكم وديعة عندهم وطلب منهم حفظكم ورعايتكم قوله أوتناسي أي أظهر النسيان و لم يكن ناسيا
40- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن مُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن رَسُولِ اللّهِص بِمَ كُفّنَ قَالَ فِي ثَلَاثَةِ أَثوَابٍ ثَوبَينِ صُحَارِيّينِ وَ بُردٍ حِبَرَةٍ
بيان قال الجوهري صحار بالضم قصبة عمان و قال الجزري فيه كفن رسول الله ص في ثوبين صحاريين صحار قرية باليمن نسب الثوب إليها وقيل هو من الصحرة وهي حمرة خفية كالغبرة يقال ثوب أصحر وصحاري
41- كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَحَدَ لَهُ أَبُو طَلحَةَ الأنَصاَريِّ
صفحه : 539
42- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَلقَي شُقرَانُ مَولَي رَسُولِ اللّهِص فِي قَبرِهِ القَطِيفَةَ
43- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن حُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ جَعَلَ عَلِيّ ع عَلَي قَبرِ النّبِيّص لَبِناً
44- كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبَانٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَبرُ رَسُولِ اللّهِص مُحَصّبٌ حَصبَاءَ حَمرَاءَ
45- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ كَيفَ كَانَتِ الصّلَاةُ عَلَي النّبِيّص قَالَ لَمّا غَسّلَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ كَفّنَهُ سَجّاهُ ثُمّ أَدخَلَ عَلَيهِ عَشَرَةً فَدَارُوا حَولَهُ ثُمّ وَقَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي وَسطِهِم فَقَالَإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماًفَيَقُولُ القَومُ كَمَا يَقُولُ حَتّي صَلّي عَلَيهِ أَهلُ المَدِينَةِ وَ أَهلُ العوَاَليِ
بيان قال الجزري العوالي أماكن بأعلي أراضي المدينة
46- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ يُوسُفَ عَن أَبِي المِعزَي عَن عُقبَةَ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ ادفنِيّ فِي هَذَا المَكَانِ وَ ارفَع قبَريِ مِنَ الأَرضِ أَربَعَ أَصَابِعَ وَ رُشّ عَلَيهِ مِنَ المَاءِ
47-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ عَن
صفحه : 540
أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي العَبّاسُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ النّاسَ قَدِ اجتَمَعُوا أَن يَدفِنُوا رَسُولَ اللّهِص فِي بَقِيعِ المُصَلّي وَ أَن يَؤُمّهُم رَجُلٌ مِنهُم فَخَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَي النّاسِ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص إِمَامٌ حَيّاً وَ مَيّتاً وَ قَالَ إنِيّ أُدفَنُ فِي البُقعَةِ التّيِ أُقبَضُ فِيهَا ثُمّ قَامَ عَلَي البَابِ فَصَلّي عَلَيهِ ثُمّ أَمَرَ النّاسَ عَشَرَةً عَشَرَةً يُصَلّونَ عَلَيهِ ثُمّ يَخرُجُونَ
48- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ سَيفٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا قُبِضَ النّبِيّص صَلّت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ وَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ فَوجاً فَوجاً قَالَ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ فِي صِحّتِهِ وَ سَلَامَتِهِ إِنّمَا أُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَيّ فِي الصّلَاةِ بَعدَ قَبضِ اللّهِ لِيإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً
49- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ لَقَد قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ رَأسَهُ لَعَلَي صدَريِ وَ قَد سَالَت نَفسُهُ فِي كفَيّ فَأَمرَرتُهَا عَلَي وجَهيِ وَ لَقَد وَلِيتُ غُسلَهُص وَ المَلَائِكَةُ أعَواَنيِ فَضَجّتِ الدّارُ وَ الأَفنِيَةُ مَلَأٌ يَهبِطُ وَ مَلَأٌ يَعرُجُ وَ مَا فَارَقَت سمَعيِ هَينَمَةٌ يُصَلّونَ عَلَيهِ حَتّي وَارَينَاهُ فِي ضَرِيحِهِ فَمَن ذَا أَحَقّ بِهِ منِيّ حَيّاً وَ مَيّتاً
بيان الهينمة الكلام الخفي لايفهم
50-يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ الصّفّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ الصّيقَلِ قَالَكَتَبتُ إِلَيهِ جُعِلتُ فِدَاكَ هَلِ اغتَسَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حِينَ غَسّلَ رَسُولَ اللّهِص عِندَ مَوتِهِ فَأَجَابَهُ النّبِيّص طَاهِرٌ مُطَهّرٌ وَ لَكِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَعَلَ وَ
صفحه : 541
جَرَت بِهِ السّنّةُ
51- يب ،[تهذيب الأحكام ]أخَبرَنَيِ الشّيخُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ كُفّنَ رَسُولُ اللّهِص فِي ثَلَاثَةِ أَثوَابٍ بُردٍ أَحمَرَ حِبَرَةٍ وَ ثَوبَينِ أَبيَضَينِ صُحَارِيّينِ قُلتُ لَهُ وَ كَيفَ صلُيَّ عَلَيهِ قَالَ سجُيَّ بِثَوبٍ وَ جُعِلَ وَسَطَ البَيتِ فَإِذَا دَخَلَ قَومٌ دَارُوا بِهِ وَ صَلّوا عَلَيهِ وَ دَعَوا لَهُ ثُمّ يَخرُجُونَ وَ يَدخُلُ آخَرُونَ ثُمّ دَخَلَ عَلِيّ ع القَبرَ فَوَضَعَهُ عَلَي يَدَيهِ وَ أَدخَلَ مَعَهُ الفَضلَ بنَ العَبّاسِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ مِن بنَيِ الخُيَلَاءِ يُقَالُ لَهُ أَوسُ بنُ الخوَلَيِّ أَنشُدُكُمُ اللّهَ أَن تَقطَعُوا حَقّنَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع ادخُل فَدَخَلَ مَعَهُمَا فَسَأَلتُهُ أَينَ وُضِعَ السّرِيرُ فَقَالَ عِندَ رِجلِ القَبرِ وَ سُلّ سَلّا
بيان يظهر من مجموع مامر في الأخبار في الصلاة عليه ص أن الصلاة الحقيقة هي التي كان أمير المؤمنين ع صلاها أولا مع الستة المذكورين في خبر سليم و لم يدخل في ذلك سوي الخواص من أهل بيته وأصحابه لئلا يتقدم أحد من لصوص الخلافة في الصلاة أويحضر أحد من هؤلاء المنافقين فيها ثم كان ع يدخل عشرة عشرة من الصحابة فيقرأ الآية ويدعون ويخرجون من غيرصلاة
52- يب ،[تهذيب الأحكام ]يَعقُوبُ بنُ يَزِيدَ عَنِ الغفِاَريِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ قَبرَ رَسُولِ اللّهِص رُفِعَ شِبراً مِنَ الأَرضِ
53-يب ،[تهذيب الأحكام ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَارِثِ بنِ يَعلَي بنِ مُرّةَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَقُبِضَ رَسُولُ اللّهِص فَسُتِرَ بِثَوبٍ وَ رَسُولُ اللّهِص خَلفَ الثّوبِ وَ عَلِيّ ع عِندَ طَرَفِ ثَوبِهِ وَ قَد وَضَعَ
صفحه : 542
خَدّيهِ عَلَي رَاحَتِهِ وَ الرّيحُ يَضرِبُ طَرَفَ الثّوبِ عَلَي وَجهِ عَلِيّ ع قَالَ وَ النّاسُ عَلَي البَابِ وَ فِي المَسجِدِ يَنتَحِبُونَ وَ يَبكُونَ وَ إِذَا سَمِعنَا صَوتاً فِي البَيتِ أَنّ نَبِيّكُم طَاهِرٌ مُطَهّرٌ فَادفِنُوهُ وَ لَا تُغَسّلُوهُ قَالَ فَرَأَيتُ عَلِيّاً ع حِينَ رَفَعَ رَأسَهُ فَزِعاً فَقَالَ اخسَأ عَدُوّ اللّهِ فَإِنّهُ أمَرَنَيِ بِغُسلِهِ وَ كَفنِهِ وَ دَفنِهِ وَ ذَاكَ سُنّةٌ قَالَ ثُمّ نَادَي مُنَادٍ آخَرُ غَيرَ تِلكَ النّغمَةِ يَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ استُر عَورَةَ نَبِيّكَ وَ لَا تَنزِعِ القَمِيصَ
54- نهج ،[نهج البلاغة] إِلّا أَنّ لِي فِي التأّسَيّ بِعَظِيمِ فُرقَتِكَ وَ فَادِحِ مُصِيبَتِكَ مَوضِعَ تَعَزّ فَلَقَد وَسّدتُكَ فِي مَلحُودَةِ قَبرِكَ وَ فَاضَت بَينَ نحَريِ وَ صدَريِ نَفسُكَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ
55- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع قَالَهُ وَ هُوَ يلَيِ غُسلَ رَسُولِ اللّهِص وَ تَجهِيزَهُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ لَقَدِ انقَطَعَ بِمَوتِكَ مَا لَم يَنقَطِع بِمَوتِ غَيرِكَ مِنَ النّبُوّةِ وَ الإِنبَاءِ وَ أَخبَارِ السّمَاءِ خَصّصتَ حَتّي صِرتَ مُسَلّياً عَمّن سِوَاكَ وَ عَمّمتَ حَتّي صَارَ النّاسُ فِيكَ سَوَاءً وَ لَو لَا أَنّكَ أَمَرتَ بِالصّبرِ وَ نَهَيتَ عَنِ الجَزَعِ لَأَنفَدنَا عَلَيكَ مَاءَ الشّئُونِ وَ لَكَانَ الدّاءُ مُمَاطِلًا وَ الكَمَدُ مُحَالِفاً وَ قَلّا لَكَ وَ لَكِنّهُ مَا لَا يُملَكُ رَدّهُ وَ لَا يُستَطَاعُ دَفعُهُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ اذكُرنَا عِندَ رَبّكَ وَ اجعَلنَا مِن بَالِكَ
بيان قوله ع ما لم ينقطع إذ في موت غيره ص من الأنبياء كان يرجي نزول الوحي علي غيره فأما هوص فلما كان خاتم الأنبياء لم يرج ذلك قوله ع خصصت أي في المصيبة أي اختصت وامتازت مصيبتك في الشدة بين المصائب حتي صار تذكرها مسليا عما سواها وعمت مصيبتك الأنام بحيث لايختص بهاأحد دون غيره قوله لأنفدنا أي أفنينا وأذهبنا حتي لايبقي شيء
صفحه : 543
منه بالبكاء وشئون الرأس هي عظامه وطرائقه ومواصل قبائله قوله مماطلا أي يماطل في الذهاب و لايذهب والكمد بالفتح وبالتحريك تغير اللون والحزن الشديد ومرض القلب منه وحالفه عاهده ولازمه قوله وقلا لك أي الداء والكمد قليلان في جنب مصيبتك وإنه ينبغي لمصيبتك ما هوأعظم منهما قوله ولكنه أي الموت أوالحزن والبال القلب أي اجعلنا ممن حضر بالك وتهتم بشأنه وتدعو وتشفع له
56- أَقُولُ قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كَشفِ المَحَجّةِ ذَكَرَ الطبّرَيِّ فِي تَارِيخِهِ فِي رِوَايَةٍ أَنّ النّبِيّص توُفُيَّ يَومَ الإِثنَينِ وَ مَا دُفِنَ إِلَي يَومِ الأَربِعَاءِ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُص بقَيَِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ حَتّي دُفِنَ وَ ذَكَرَ اِبرَاهِيمُ الثقّفَيِّ فِي كِتَابِ المَعرِفَةِ أَنّ النّبِيّص بقَيَِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ حَتّي دُفِنَ لِاشتِغَالِهِم بِوِلَايَةِ أَبِي بَكرٍ وَ المُنَازَعَاتِ فِيهَا
57- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ سَيّارٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الشّورَي هَل فِيكُم أَحَدٌ غَسّلَ رَسُولَ اللّهِ مَعَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ بِالرّوحِ وَ الرّيحَانِ فَقَلّبَهُ لِي المَلَائِكَةُ وَ أَنَا أَسمَعُ قَولَهُم وَ هُم يَقُولُونَ استُرُوا عَورَةَ نَبِيّكُم سَتَرَكُمُ اللّهُ غيَريِ قَالُوا لَا قَالَ فَهَل فِيكُم مَن كَفّنَ رَسُولَ اللّهِص وَ وَضَعَهُ فِي حُفرَتِهِ غيَريِ قَالُوا لَا قَالَ فَهَل فِيكُم أَحَدٌ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ بِالتّعزِيَةِ حَيثُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ فَاطِمَةُ ع تَبكِيهِ إِذ سَمِعنَا حِسّاً عَلَي البَابِ وَ قَائِلًا يَقُولُ نَسمَعُ صَوتَهُ وَ لَا نَرَي شَخصَهُ وَ هُوَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ رَبّكُم عَزّ وَ جَلّ يُقرِئُكُمُ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكُم إِنّ فِي اللّهِ خَلَفاً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ عَزَاءً مِن كُلّ هَالِكٍ وَ دَرَكاً مِن كُلّ فَوتٍ فَتَعَزّوا بِعَزَاءِ اللّهِ وَ اعلَمُوا أَنّ أَهلَ الأَرضِ يَمُوتُونَ
صفحه : 544
وَ أَنّ أَهلَ السّمَاءِ لَا يَبقَونَ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ أَنَا فِي البَيتِ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَربَعَةٌ لَا خَامِسَ لَنَا إِلّا رَسُولُ اللّهِ مُسَجّي بَينَنَا غيَريِ قَالُوا لَا ثُمّ قَالَ فَهَل فِيكُم أَحَدٌ أَعطَاهُ رَسُولُ اللّهِص حَنُوطاً مِن حَنُوطِ الجَنّةِ فَقَالَ اقسِم هَذَا أَثلَاثاً ثُلُثَا حنَطّنيِ بِهِ وَ ثُلُثاً لاِبنتَيِ وَ ثُلُثاً لَكَ غيَريِ قَالُوا لَا الخَبَرَ
58- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الطّفَيلِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع يَومَ الشّورَي فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل فِيكُم أَحَدٌ غَسّلَ رَسُولَ اللّهِص غيَريِ قَالُوا أللّهُمّ لَا قَالَ فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل فِيكُم أَحَدٌ أَقرَبُ عَهداً بِرَسُولِ اللّهِ منِيّ قَالُوا أللّهُمّ لَا قَالَ فَأَنشُدُكُمُ اللّهَ هَل فِيكُم أَحَدٌ نَزَلَ فِي حُفرَةِ رَسُولِ اللّهِص غيَريِ قَالُوا أللّهُمّ لَا الخَبَرَ
59- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص سَمِعُوا صَوتاً مِن جَانِبِ البَيتِ وَ لَم يَرَوا شَخصاً يَقُولُكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ ثُمّ قَالَ فِي اللّهِ خَلَفٌ مِن كُلّ هَالِكٍ وَ عَزَاءٌ مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ دَرَكٌ لِمَا فَاتَ فَبِاللّهِ فَثِقُوا وَ إِيّاهُ فَارجُوا فَإِنّ المَحرُومَ مَن يَحرُمُ الثّوَابَ وَ استُرُوا عَورَةَ نَبِيّكُم فَلَمّا وَضَعَهُ عَلِيّ ع عَلَي سَرِيرِهِ نوُديَِ يَا عَلِيّ لَا تَخلَعِ القَمِيصَ قَالَ فَغَسّلَهُ فِي قَمِيصِهِ ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِذَا أَنَا مِتّ فغَسَلّنيِ فَإِنّهُ لَا يَرَي أَحَدٌ عوَرتَيِ غَيرُكَ إِلّا انفَقَأَت عَينَاهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ رَجُلٌ ثَقِيلٌ وَ لَا بُدّ لِي مِمّن يعُيِننُيِ قَالَ فَقَالَ لَهُ إِنّ جَبرَئِيلُ مَعَكَ يُعِينُكَ وَ ليُنَاوِلكَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ المَاءَ
صفحه : 545
وَ مُرهُ فَليُعَصّب عَينَهُ فَإِنّهُ لَا يَرَي أَحَدٌ عوَرتَيِ غَيرُكَ إِلّا انفَقَأَت عَينَاهُ
60- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ عَنِ ابنِ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ زَكَرِيّا عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي كَهمَشٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ هِلَالٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أُصِبتَ بِمُصِيبَةٍ فَاذكُر مُصَابَكَ بِرَسُولِ اللّهِص فَإِنّ النّاسَ لَم يُصَابُوا بِمِثلِهِ وَ لَن يُصَابُوا بِمِثلِهِ أَبَداً
61- ج ،[الإحتجاج ] عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الشّورَي نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ غَسّلَ رَسُولَ اللّهِص وَ كَفّنَهُ غيَريِ قَالُوا لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ عَلّمَهُ رَسُولُ اللّهِص أَلفَ كَلِمَةٍ كُلّ كَلِمَةٍ مِفتَاحُ أَلفِ كَلِمَةٍ غيَريِ قَالُوا لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ أَعطَاهُ رَسُولُ اللّهِص حَنُوطاً مِن حَنُوطِ الجَنّةِ ثُمّ قَالَ اقسِمهُ أَثلَاثاً ثُلُثاً لِي تحُنَطّنُيِ بِهِ وَ ثُلُثاً لاِبنتَيِ وَ ثُلُثاً لَكَ غيَريِ قَالُوا لَا
62- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ لَمّا قَبَضَ نَبِيّهُص دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع مِن وَفَاتِهِ مِنَ الحُزنِ مَا لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَأَرسَلَ إِلَيهَا مَلَكاً يسُلَيّ غَمّهَا وَ يُحَدّثُهَا فَشَكَت ذَلِكَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهَا إِذَا أَحسَستِ بِذَلِكِ وَ سَمِعتِ الصّوتَ قوُليِ لِي فَأَعلَمَتهُ ذَلِكَ وَ جَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَكتُبُ كُلّ مَا سَمِعَ حَتّي أَثبَتَ مِن ذَلِكَ مُصحَفاً قَالَ ثُمّ قَالَ أَمَا إِنّهُ لَيسَ فِيهِ شَيءٌ مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ لَكِن فِيهِ عِلمُ مَا يَكُونُ
63-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع مَكَثَت بَعدَ رَسُولِ اللّهِص خَمسَةً وَ سَبعِينَ يَوماً وَ كَانَ دَخَلَهَا حُزنٌ شَدِيدٌ عَلَي أَبِيهَا وَ كَانَ
صفحه : 546
جَبرَئِيلُ ع يَأتِيهَا فَيُحسِنُ عَزَاءَهَا عَلَي أَبِيهَا وَ يُطِيبُ نَفسَهَا وَ يُخبِرُهَا عَن أَبِيهَا وَ مَكَانِهِ وَ يُخبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعدَهَا فِي ذُرّيّتِهَا وَ كَانَ عَلِيّ ع يَكتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصحَفُ فَاطِمَةَ ع
64- كِتَابُ الطّرَفِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ وَ كِتَابُ مِصبَاحِ الأَنوَارِ بِإِسنَادِهِمَا إِلَي كِتَابِ الوَصِيّةِ لِعِيسَي الضّرِيرِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي أَبِي قَالَ عَلِيّ ع لَمّا قَرَأتُ صَحِيفَةَ وَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص فَإِذَا فِيهَا يَا عَلِيّ غسَلّنيِ وَ لَا يغُسَلّنيِ غَيرُكَ قَالَ فَقُلتُ لِرَسُولِ اللّهِص بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ أَنَا أَقوَي عَلَي غُسلِكَ وحَديِ قَالَ بِذَا أمَرَنَيِ جَبرَئِيلُ وَ بِذَلِكَ أَمَرَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَإِن لَم أَقوَ عَلَي غُسلِكَ وحَديِ فَأَستَعِينُ بغِيَريِ يَكُونُ معَيِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ قُل لعِلَيِّ ع إِنّ رَبّكَ يَأمُرُكَ أَن تُغَسّلَ ابنَ عَمّكَ فَإِنّ هَذَا السّنّةُ لَا يُغَسّلُ الأَنبِيَاءَ غَيرُ الأَوصِيَاءِ وَ إِنّمَا يُغَسّلُ كُلّ نبَيِّ وَصِيّهُ مِن بَعدِهِ وَ هيَِ مِن حُجَجِ اللّهِ لِمُحَمّدٍص عَلَي أُمّتِهِ فِيمَا أَجمَعُوا عَلَيهِ مِن قَطِيعَةِ مَا أَمَرَهُم بِهِ وَ اعلَم يَا عَلِيّ إِنّ لَكَ عَلَي غسُليِ أَعوَاناً نِعمَ الأَعوَانُ وَ الإِخوَانُ قَالَ عَلِيّ ع فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هُم بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ فَقَالَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ وَ إِسمَاعِيلُ صَاحِبُ السّمَاءِ الدّنيَا أَعوَانٌ لَكَ قَالَ عَلِيّ ع فَخَرَرتُ لِلّهِ سَاجِداً وَ قُلتُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ لِي إِخوَاناً وَ أَعوَاناً هُم أُمَنَاءُ اللّهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمسِك هَذِهِ الصّحِيفَةَ التّيِ كَتَبَهَا القَومُ وَ شَرَطُوا فِيهَا الشّرُوطَ عَلَي قَطِيعَتِكَ وَ ذَهَابِ حَقّكَ وَ مَا قَد أَزمَعُوا عَلَيهِ مِنَ الظّلمِ تَكُونُ عِندَكَ لتِوُاَفيِنَيِ بِهَا غَداً وَ تُحَاجّهُم بِهَا فَقَالَ عَلِيّ ع غَسّلتُ رَسُولَ اللّهِص أَنَا وحَديِ وَ هُوَ فِي قَمِيصِهِ فَذَهَبتُ أَنزِعُ عَنهُ القَمِيصَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا عَلِيّ لَا تُجَرّد أَخَاكَ مِن قَمِيصِهِ فَإِنّ اللّهَ لَم يُجَرّدهُ وَ تَأَيّد فِي الغُسلِ فَأَنَا أُشَارِكُكَ فِي ابنِ عَمّكَ بِأَمرِ اللّهِ فَغَسّلتُهُ بِالرّوحِ وَ الرّيحَانِ وَ الرّحمَةِ
صفحه : 547
المَلَائِكَةُ الكِرَامُ الأَبرَارُ الأَخيَارُ تبُشَرّنُيِ وَ تُمسِكُ وَ أُكَلّمُ سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ وَ لَا أُقَلّبُ مِنهُ إِلّا قُلّبَ لِي فَلَمّا فَرَغتُ مِن غُسلِهِ وَ كَفنِهِ وَضَعتُهُ عَلَي سَرِيرِهِ وَ خَرَجتُ كَمَا أُمِرتُ فَاجتَمَعَ لَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ مَا سَدّ الخَافِقَينِ فَصَلّي عَلَيهِ رَبّهُ وَ المَلَائِكَةُ الكِرَامُ المُقَرّبُونَ وَ حَمَلَةُ عَرشِهِ الكَرِيمِ وَ مَا سَبّحَ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَنفَذتُ جَمِيعَ مَا أُمِرتُ ثُمّ وَارَيتُهُ فِي قَبرِهِ فَسَمِعتُ صَارِخاً يَصرَخُ مِن خلَفيِ يَا آلَ تَيمٍ وَ يَا آلَ عدَيِّ يَا آلَ أُمَيّةَ أَنتُم أَئِمّةٌ تَدعُونَ إِلَي النّارِ وَ يَومَ القِيَامَةِ لَا تُنصَرُونَ اصبِرُوا آلَ مُحَمّدِ تُؤجَرُوا وَ لَا تَجزَعُوا فَتُوزَرُوامَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الآخِرَةِ نَزِد لَهُ فِي حَرثِهِ وَ مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الدّنيا نُؤتِهِ مِنها وَ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ
65- مِنَ الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي مَرثِيَةِ سَيّدِ المُرسَلِينَص
نفَسيِ عَلَي زَفَرَاتِهَا مَحبُوسَةٌ | يَا لَيتَهَا خَرَجَت مَعَ الزّفَرَاتِ |
لَا خَيرَ بَعدَكَ فِي الحَيَاةِ وَ إِنّمَا | أبَكيِ مَخَافَةَ أَن تَطُولَ حيَاَتيِ |
66- وَ مِنهُ فِي المَرثِيَةِ عِندَ زِيَارَتِهِص
مَا غَاضَ دمَعيِ عِندَ نَائِبَةٍ | إِلّا جَعَلتُكَ لِلبُكَاءِ سَبَباً |
وَ إِذَا ذَكَرتُكَ سَامَحَتكَ بِهِ | منِيّ الجُفُونُ فَغَاضَ وَ انسَكَبَا |
إنِيّ أُجِلّ ثَرَي حَلَلتَ بِهِ | عَن أَن أَرَي لِسِوَاهُ مُكتَئِباً |
بيان غاض الماء قل وغار في الأرض والضمير في به راجع إلي الدمع والجفون فاعل سامحت والانسكاب الانصباب وضمير سواه راجع إلي الثري
67- وَ قَالَ شَارِحُ الدّيوَانِ لِفَاطِمَةَ ع قَرِيبٌ مِنهَا
إِذَا اشتَدّ شوَقيِ زُرتُ قَبرَكَ بَاكِياً | أَنُوحُ وَ أَشكُو لَا أَرَاكَ مجُاَوبِيِ |
صفحه : 548
فَيَا سَاكِنَ الصّحرَاءِ علَمّتنَيِ البُكَا | وَ ذِكرُكَ أنَساَنيِ جَمِيعَ المَصَائِبِ |
فَإِن كُنتَ عنَيّ فِي التّرَابِ مُغَيّباً | فَمَا كُنتَ عَن قَلبِ الحَزِينِ بِغَائِبٍ |
68- وَ مِنهُ، فِي مَرثِيَتِهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا
كُنتَ السّوَادَ لنِاَظرِيِ | فَبَكَي عَلَيكَ النّاظِرُ |
مَن شَاءَ بَعدَكَ فَليَمُت | فَعَلَيكَ كُنتُ أُحَاذِرُ |
69- وَ مِنهُ،
يعُزَوّننَيِ قَومٌ براة[BA]بِرَاءٌ] مِنَ الصّبرِ | وَ فِي الصّبرِ أَشيَاءُ أَمَرّ مِنَ الصّبرِ |
يعُزَيّ المعُزَيّ ثُمّ يمَضيِ لِشَأنِهِ | وَ يَبقَي المُعَزّي فِي أَحَرّ مِنَ الجَمرِ |
بيان الصبر الأخير أريد به الدواء المر المعروف وإنما سكن لضرورة الشعر
70- وَ مِنهُ،أَيضاً فِي مَرثِيَتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا
أَ مِن بَعدِ تَكفِينِ النّبِيّ وَ دَفنِهِ | بِأَثوَابِهِ آسَي عَلَي هَالِكٍ ثَوَي |
رُزِئنَا رَسُولَ اللّهِ فِينَا فَلَن نَرَي | بِذَاكَ عَدِيلًا مَا حَيِينَا مِنَ الرّدَي |
وَ كَانَ لَنَا كَالحِصنِ مِن دُونِ أَهلِهِ | لَهُ مَعقِلٌ حِرزٌ حَرِيزٌ مِنَ العِدَي |
وَ كُنّا بِمِرآةٍ نَرَي النّورَ وَ الهُدَي | صَبَاحَ مَسَاءَ رَاحَ فِينَا أَوِ اغتَدَي |
لَقَد غَشِيَتنَا ظُلمَةٌ بَعدَ مَوتِهِ | نَهَاراً فَقَد زَادَت عَلَي ظُلمَةِ الدّجَي |
فَيَا خَيرَ مَن ضَمّ الجَوَانِحَ وَ الحَشَا | وَ يَا خَيرَ مَيتٍ ضَمّهُ التّربُ وَ الثّرَي |
كَأَنّ أُمُورَ النّاسِ بَعدَكَ ضُمّنَت | سَفِينَةَ مَوجٍ حِينَ فِي البَحرِ قَد سَمَا |
وَ ضَاقَ فَضَاءُ الأَرضِ عَنهُم بِرُحبِهِ | لِفَقدِ رَسُولِ اللّهِ إِذ قِيلَ قَد مَضَي |
فَقَد نَزَلَت بِالمُسلِمِينَ مُصِيبَةٌ | كَصَدعِ الصّفَا لَا شَعبَ لِلصّدعِ فِي الصّفَا |
فَلَن يَستَقِلّ النّاسُ تِلكَ مُصِيبَةً | وَ لَن يُجبَرَ العَظمُ ألّذِي مِنهُم وَهَي |
وَ فِي كُلّ وَقتٍ لِلصّلَاةِ يُهَيّجُهُ | بِلَالٌ وَ يَدعُو بِاسمِهِ كُلّمَا دَعَا |
وَ يَطلُبُ أَقوَامٌ مَوَارِيثَ هَالِكٍ | وَ فِينَا مَوَارِيثُ النّبُوّةِ وَ الهُدَي |
صفحه : 549
بيان آسي أي أحزن وثوي بالمكان أقام به رزئنا علي بناء المجهول من قولهم رزأته مصيبة أي أصابته و مارزأته ماله بالكسر والفتح أي مانقصته والرزء بالضم المصيبة وربما يقرأ علي بناء المعلوم من قولهم رزأت الرجل أي أصبت منه خيرا والأول أنسب و قوله من الردي متعلق بحيينا بتضمين معني النجاة والردي الهلاك من دون أهله كأنه وضع الظاهر موضع الضمير أي كان لنا كالحصن من دوننا يمنع وصول الأذي إلينا و من غيرسائر أهله و قوله معقل كأنه حال والمعقل الملجأ والحرز الموضع الحصين والعدي جمع العدو و هوجمع لانظير له والمرأي المنظر و قوله صباح مساء ظرف وصباح مبني ومساء قد يكون معربا و قد يكون مبنيا وأعرب هنا للوزن . قال الرضي رحمه الله أصله صباحا فمساء أي كل صباح و كل مساء والفاء يؤدي معني العموم كما في قولك انتظرته ساعة فساعة أي كل ساعة إذ فائدة الفاء التعقيب فيكون المعني يوما ويوما عقيبه بلا فصل إلي ما لايتناهي فاقتصر علي أول مراتب التكرار كما في قوله تعالي ثُمّ ارجِعِ البَصَرَ كَرّتَينِ ولبيك أوأصله صباحا بعدمساء والدجي جمع الدجية وهي الظلمة. والجوانح الأضلاع التي تحت الترائب وهي مما يلي الصدر الواحدة جانحة والحشا مااضطمت عليه الضلوع ولعل ضم الجوانح والحشا كناية عن الموت كماقيل أوالمعني خير جميع الناس فإن كل إنسان له جوانح وحشا منضمين والترب بالضم التراب والثري التراب الندي و قوله قدسما فاعله الموج والرحب بالضم السعة والباء بمعني مع والصدع الشق والصفا الحجر الصلب والشعب الصدع في الشيء وإصلاحه و هوالمراد هاهنا و قوله ص لاشعب استئناف كأن سائلا سأل هل يمكن إصلاح الشعب فأجاب بعدم الإمكان واستقلال الأمر عده قليلا ومصيبة تمييز أوحال والوهي الكسر والضمير في يهيجه راجع إلي العظم والواو في قوله و في كل وقت للحال
صفحه : 550
1- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص يَوماً لِأَصحَابِهِ حيَاَتيِ خَيرٌ لَكُم وَ ممَاَتيِ خَيرٌ لَكُم قَالَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا حَيَاتُكَ نَعَم فَكَيفَ مَمَاتُكَ قَالَ إِنّ اللّهَ حَرّمَ لُحُومَنَا عَلَي الأَرضِ أَن تَطعَمَ مِنهَا شَيئاً
2- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ عُروَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ المسُليِّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حيَاَتيِ خَيرٌ لَكُم وَ ممَاَتيِ خَيرٌ لَكُم فَأَمّا حيَاَتيِ فَإِنّ اللّهَ هَدَاكُم بيِ مِنَ الضّلَالَةِ وَ أَنقَذَكُم مِن شَفَا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ وَ أَمّا ممَاَتيِ فَإِنّ أَعمَالَكُم تُعرَضُ عَلَيّ فَمَا كَانَ مِن حُسنٍ استَزَدتُ اللّهَ لَكُم وَ مَا كَانَ مِن قَبِيحٍ استَغفَرتُ اللّهَ لَكُم فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ المُنَافِقِينَ وَ كَيفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَد رَمَمتَ يعَنيِ صِرتَ رَمِيماً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص كَلّا إِنّ اللّهَ حَرّمَ لُحُومَنَا عَلَي الأَرضِ فَلَا تَطعَمُ مِنهَا شَيئاً
3- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن زِيَادِ بنِ أَبِي الحَلّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن نبَيِّ وَ لَا وصَيِّ يَبقَي فِي الأَرضِ أَكثَرَ مِن ثَلَاثَةِ أَيّامٍ حَتّي يُرفَعَ بِرُوحِهِ وَ عَظمِهِ وَ لَحمِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ إِنّمَا يُؤتَي مَوَاضِعُ آثَارِهِم وَ يُبلِغُونَهُم مِن بَعِيدٍ السّلَامَ وَ يُسمِعُونَهُم عَلَي آثَارِهِم مِن قَرِيبٍ
4- ب ،[قرب الإسناد]مُعَاوِيَةُ بنُ حُكَيمٍ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ قَالَ لِيَ الرّضَا ع بِخُرَاسَانَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص هَاهُنَا وَ التَزَمتُهُ
صفحه : 551
ير،[بصائر الدرجات ]بهذا الإسناد مثله
5- ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ الحَكَمِ بنِ المِسكِينِ عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَتَي أَبَا بَكرٍ فَقَالَ لَهُ أَ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِص أَن تطُيِعنَيِ فَقَالَ لَا وَ لَو أمَرَنَيِ لَفَعَلتُ قَالَ فَانطَلِق بِنَا إِلَي مَسجِدِ قُبَاءَ فَإِذَا رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ قُلتُ لأِبَيِ بَكرٍ أَمَرَكَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَن تطُيِعنَيِ فَقَالَ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد أَمَرتُكَ فَأَطِعهُ قَالَ فَخَرَجَ فلَقَيَِ عُمَرَ وَ هُوَ ذُعَرٌ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ تَبّاً لِأُمّةٍ وَلّوكَ أَمرَهُم أَ مَا تَعرِفُ سِحرَ بنَيِ هَاشِمٍ
6- ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَا لَكُم تَسُوءُونَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ كَيفَ نَسُوؤُهُ فَقَالَ أَ مَا تَعلَمُونَ أَنّ أَعمَالَكُم تُعرَضُ عَلَيهِ فَإِذَا رَأَي فِيهَا مَعصِيَةَ اللّهِ سَاءَهُ فَلَا تَسُوءُوا رَسُولَ اللّهِص وَ سُرّوهُ
7- ير،[بصائر الدرجات ]السنّديِّ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَصحَابِهِ حيَاَتيِ خَيرٌ لَكُم تُحَدّثُونَ وَ نُحَدّثُ لَكُم وَ ممَاَتيِ خَيرٌ لَكُم تُعرَضُ عَلَيّ أَعمَالُكُم فَإِن رَأَيتُ حَسَناً جَمِيلًا حَمِدتُ اللّهَ عَلَي ذَلِكَ وَ إِن رَأَيتُ غَيرَ ذَلِكَ استَغفَرتُ اللّهَ لَكُم
ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم مثله .أقول سيأتي الأخبار في ذلك في كتاب الإمامة مع شرحها ودفع الإشكالات الواردة عليها إن شاء الله تعالي
8-ير،[بصائر الدرجات ]ختص ،[الإختصاص ] مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قَالَ وَجَدتُ بِخَطّ أَبِي يَروِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن أَبِيهِ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ
صفحه : 552
ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ سَمِعتُكَ وَ أَنتَ تَقُولُ غَيرَ مَرّةٍ لَو لَا أَنّا نُزَادُ لَأَنفَدنَا قَالَ أَمّا الحَلَالُ وَ الحَرَامُ فَقَد وَ اللّهِ أَنزَلَهُ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ بِكَمَالِهِ وَ مَا يُزَادُ الإِمَامُ فِي حَلَالٍ وَ لَا حَرَامٍ قَالَ فَقُلتُ فَمَا هَذِهِ الزّيَادَةُ قَالَ فِي سَائِرِ الأَشيَاءِ سِوَي الحَلَالِ وَ الحَرَامِ قَالَ قُلتُ فَتُزَادُونَ شَيئاً يَخفَي عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَا إِنّمَا يَخرُجُ الأَمرُ مِن عِندِ اللّهِ فيَأَتيِ بِهِ المَلِكُ رَسُولَ اللّهِص فَيَقُولُ يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يَأمُرُكَ بِكَذَا وَ كَذَا فَيَقُولُ انطَلِق بِهِ إِلَي عَلِيّ فيَأَتيِ عَلِيّاً فَيَقُولُ انطَلِق بِهِ إِلَي الحَسَنِ فَيَقُولُ انطَلِق بِهِ إِلَي الحُسَينِ فَلَم يَزَل هَكَذَا يَنطَلِقُ إِلَي وَاحِدٍ بَعدَ وَاحِدٍ حَتّي يَخرُجَ إِلَينَا قُلتُ فَتُزَادُونَ شَيئاً لَا يَعلَمُهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ وَيحَكَ يَجُوزُ أَن يَعلَمَ الإِمَامُ شَيئاً لَم يَعلَمهُ رَسُولُ اللّهِص وَ الإِمَامُ مِن قَبلِهِ
9- ير،[بصائر الدرجات ]سَلَمَةُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ المنِقرَيِّ عَن يُونُسَ بنِ أَبِي الفَضلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن لَيلَةِ جُمُعَةٍ إِلّا وَ لِأَولِيَاءِ اللّهِ فِيهَا سُرُورٌ قُلتُ كَيفَ ذَاكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِذَا كَانَت لَيلَةُ الجُمُعَةِ وَافَي رَسُولُ اللّهِص العَرشَ وَ وَافَيتُ مَعَهُ فَمَا أَرجِعُ إِلّا بِعِلمٍ مُستَفَادٍ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَنَفِدَ مَا عِندَنَا
10- ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَن ثَعلَبَةَ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَو لَا نُزَادُ لَأَنفَدنَا قَالَ قُلتُ تُزَادُونَ شَيئاً لَا يَعلَمُهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ إِنّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ عُرِضَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ عَلَي الأَئِمّةِ ثُمّ انتَهَي إِلَينَا
11-كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَنِ البرَقيِّ عَن جَعفَرِ بنِ المُثَنّي الخَطِيبِ قَالَكُنتُ بِالمَدِينَةِ وَ سَقفُ المَسجِدِ ألّذِي يُشرِفُ عَلَي القَبرِ قَد سَقَطَ وَ الفَعَلَةُ يَصعَدُونَ وَ يَنزِلُونَ وَ نَحنُ جَمَاعَةٌ فَقُلتُ لِأَصحَابِنَا مَن مِنكُم لَهُ مَوعِدٌ يَدخُلُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ
صفحه : 553
ع اللّيلَةَ فَقَالَ مِهرَانُ بنُ أَبِي نَصرٍ أَنَا وَ قَالَ إِسمَاعِيلُ بنُ عَمّارٍ الصيّرفَيِّ أَنَا فَقُلنَا لَهُمَا سَلَاهُ لَنَا عَنِ الصّعُودِ لِنُشرِفَ عَلَي قَبرِ النّبِيّص فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ لَقِينَاهُمَا فَاجتَمَعنَا جَمِيعاً فَقَالَ إِسمَاعِيلُ قَد سَأَلنَاهُ لَكُم عَمّا ذَكَرتُم فَقَالَ مَا أُحِبّ لِأَحَدٍ مِنهُم أَن يَعلُوَ فَوقَهُ وَ لَا آمَنُهُ أَن يَرَي شَيئاً يَذهَبُ مِنهُ بَصَرُهُ أَو يَرَاهُ قَائِماً يصُلَيّ أَو يَرَاهُ مَعَ بَعضِ أَزوَاجِهِص
12- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ حَشِيشٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ زَكَرِيّا عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن يُوسُفَ بنِ كُلَيبٍ عَن عَامِرِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ حُفِرَ عِندَ قَبرِ النّبِيّص عِندَ رَأسِهِ وَ عِندَ رِجلَيهِ أَوّلَ مَا حُفِرَ فَأُخرِجَ مِسكٌ أَذفَرُ لَم يَشُكّوا فِيهِ
13- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا كَانَ سَنَةُ إِحدَي وَ أَربَعِينَ أَرَادَ مُعَاوِيَةُ الحَجّ فَأَرسَلَ نَجّاراً وَ أَرسَلَ بِالآلَةِ وَ كَتَبَ إِلَي صَاحِبِ المَدِينَةِ أَن يَقلَعَ مِنبَرَ رَسُولِ اللّهِص وَ يَجعَلُوهُ عَلَي قَدرِ مِنبَرِهِ بِالشّامِ فَلَمّا نَهَضُوا لِيَقلَعُوهُ انكَسَفَتِ الشّمسُ وَ زُلزِلَتِ الأَرضُ فَكَفّوا وَ كَتَبُوا بِذَلِكَ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ إِلَيهِم يَعزِمُ عَلَيهِم لَمّا فَعَلُوهُ فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَمِنبَرُ رَسُولِ اللّهِص المَدخَلُ ألّذِي رَأَيتَ
يقول مؤلف الكتاب جعله الله من أولي الألباب ووفقه لاقتناء آثار نبيه و أهل بيته صلوات الله عليه في كل باب قداتفق الفراغ من هذاالمجلد من كتاب بحار الأنوار في ليلة الجمعة لعشرين مضين من شهر الله المعظم شهر رمضان من شهور سنة أربع وثمانين بعدالألف من الهجرة المقدسة النبوية مع وفور الأشغال واختلال البال
صفحه : 554
فأرجو ممن نظر فيه أن لايؤاخذني بما يجد فيه من الخطإ والخطل والنسيان ويدعو لي ولآبائي ولمشايخي وأسلافي بالرحمة والغفران والحمد لله أولا وآخرا وصلي الله علي محمد و أهل بيته الطاهرين المنتجبين ولعنة الله علي أعدائهم أبد الآبدين